سيف بن سعيد بن علي بن حمد الكمياني الريامي
سيف بن سعيد بن علي بن حمد الكمياني الريامي
هو الشيخ الأديب النحوي الفرضي سيف بن سعيد بن علي بن حمد الكمياني الريامي .
ولد في شهر جمادى الأولى من سنة 1373هـ هجرية، الذي يوافقه 1954م .
وقد نشأ منذ نعومة أظافره محباً للعلم، مكباً على طلبه مشمراً عن ساعد الجد والاجتهاد، بدأ يد رس القرآن الكريم في الكتاتيب حتى ختمه مع المعلمة زيانة بنت سعيد بن حبيب الغطريفية، وقرأ المولد عند المعلم سعيد بن سعود المنيجري بمسجد الشجبي، ثم انتقل إلى جامع نَزْوَى، فدرس هناك الفقه، والنحو، والصرف، والعقيدة، وغيرها من العلوم .
وكان قد أخذ العلم عن عدد من المشايخ من أبرزهم: الشيخ الفقيه سعود بن أحمد الإسحاقي، والشيخ إبراهيم بن أحمد الكندي، والشيخ حمود بن زاهر الكندي، والشيخ محمد بن علي الشرياني، فختم على أيديهم عدد اً من الكتب، ومن أبرزها: " تلقين الصبيان "، و" النبع الفائض"، في فن المواريث، و"ملحة الإعراب"، و" ألفية ابن مالك " في النحو، و "الجوهر المكنون " في البلاغة والبيان .
كان الشيخ سيف معلماً لمادة التربية الإسلامية في ولاية بدية لمدة خمس سنوات، ثم نقلَ إلى ولاية نزوى، وبها بقي حتى أحيل إلى التقاعد، وقد علَّم جملة من طلبة العلم، وكانوا يترددون على بيته والمسجد الذي يصلي فيه.
ولم يكن يعتمد على أشياخه فحسب، بل كانت له همة مشتعلة ونفس طامحة في طلب العلم، فلم يكن يضيع وقته في السفاسف والثرثرات، بل كانت مجالسته علم، ومصاحبته علم، فهو في طريقه وفي مجلسه تجده يردد محفوظاته، ولا يم ر يوم من أيام الله إلا وقد ختم شيئاً من فصول وأبواب العلم .
وقد ساعفه سرعة حفظه، وقوة فهمه، فهو يحفظ آلاف الأبيات الشعرية، ويستظهر " ألفية ابن مالك "، و" ملحة الإعراب " ، و" بهجة الأنوار " في صدره، كما ين ص كثيراً من الفتاوى النظمية والنثرية.
كان الشيخ سيف يقرأ ويكتب بنفسه، وهناك عدد من الكتب نسخها بخط يده لما لم تكن تتوفر معه النقود الكافية لشراء الكتب، فقد نسخ كتاب " الدر النظيم من أجوبة أبي مالك بالمناظيم" كاملا من أجل الاستفادة منه، ونسخ " بهجة النوار "، وغيرها من الكتب.
كما كان معتنياً بالتعليق والتصحيح لكتاب " مقاليد التصريف" للعلاَّمة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي في نسخته المطبوعة .
لم يترك شيخنا مؤلفات، إذ لم يكن يحتفل بالتأليف كثيراً، وإنما ترك ديواناً رتبه بنفسه، سمّاه " اللآلئ المهذبة في الأسئلة والأجوبة"، وبهذا الديوان غرر قصائده، كما يحتوي الديوان على بعض سؤالاته الفقهية النظمية لمشايخ العلم.
انتقل الشيخ سيف إلى جوار ربه قبيل المغرب من يوم الثلاثاء بتاريخ الثاني من شهر ذي الحجة من شهور سنة 3414 هجرية، وكانت مواراته الثرى في الساعة العاشرة من ليلة الأربعاء، وكانت خاتمته حسنة إذ كان يتلو القرآن الكريم والدعاء لعمته المتوفاة بمجلس الغنتَق، وكان يقرأ: إ"ِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"
أخذت الترجمة من مقدمة كتاب اللآلئ المهذبة وقد كتبها الباحث محمد بن عبدالله السيفي