١٤٣٦غمي ـ ٢٠١٥م لا يجوز نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب في أي شكل من الأشكال أو بأية وسيلة من الوسائل ـ سواء التصويرية أو الإلكترونية، بما في ذلك النسخ الفوتوغرافي أو سواه وحفظ المعلومات واسترجاعها ـ إلا بإذن خطي من الناشر. o````jó`≤`J دور بارز في صناعة العمارة الإسلامية. ولهذا التأثيركان للفقهاء الفقهي أربعة وجوه :التأثير المتعلق بالعمارة الدينية، وتكييف أماكن العبادة ضريةالح بحسب الأحكام الفقهية في المذهب. والتأثير المتعلق بالجوانب وما تع لق منها بالحقوق. والتأثير المتعلق بالجوانب القانونية في الارتفاع والجوار والهندسة الداخلية. والتأثير المتعلق بالتعاون والتكامل بين الفقهاء والح ساب والمؤقتين. ونحن نعرف أن فقهاء كثيرين كانواوالمهندسين سو غ وي هندسية وحسابية وتشكيلية. معارف يجمعون إلى المعرفة الفقهية الحديث عن فقهللعمارة، أو الأثر الفقهي في العمارة؛ بل وأثرذلك بالفعل وأوضح م ثلعلى ذلك ابن خلدون )٨٠٨ -هـ(العقلية الفقهية في العمارة. ن من ضمنالعمران البشري :الحضري والبدوي. لك طروحة في الذي أنجز أ أطروحته المذكورة، وأثناء حديثه عن الأمصار تظهر عقليته الفقهية في صلاة الجمعة وشروطها الفقهية والعمرانية )= المسجد الجامع( ومرافقه. مسوغ ا؛الحديث عن أثر الفقهاء في العمارة بشكلعام وإذا كان فالمسوغ أيض ا الحديث عن تأثيرات الفقهاء في العمارة بالمعنى المذهبي الخاص. وهذا هو موضوع الجزء الثالث من سلسلة» :دراسات في فقه أنجزه وأنجزها المؤ لف الدكتور محمدالعمران الإباضي«، والذي عبد الستار عثمان. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٦ إسلامية لهاهناك بالفعل وكما ثبت في مئات الدراسات والبحوث عمار ة ومعالم بارز ة وجامعة. ومن ضمن جوامع العمارة الإسلامية، تأتيتقاليد عريقة، ركز الدكتورجزءا من النمط العام. وقد جوامع الفقهاء في العمارة باعتبارها عبد الستار عثمان في هذا الجزء من السلسلة على جوامع الفقهاء. لكنه انطلق الخاص لفقهاء المذهب الإباضي في شتىبعد ذلك وخلال ذلك لقراءة التأثير فالتمايزات موجود ة تبع ا للأحكام الفقهية المختلفةنواحي العمران الحضري. بين المذاهب. وفي النواحي التي ساد فيها المذهب الإباضي عبر قرونمتطاولة، إباضي صح التعبير ـ نمطوعبر دولبالجزيرة وبالمغرب العربي، يظهر ـ إذا خاص أو متمايز، من ضمن النمط أو التجربة الإسلامية العامة في العمارة واضح في أنه ما اعتمد على المصادر الفقهية والتاريخيةوالعمران. والمؤ لف فقط؛ بل قام ببعض الزيارات الميدانية، ورجع أيض ا إلى الاستطلاعات الحديثة الفقه الإباضي في العمارة. صحيح أنه لم ي ت ح للمؤ لف الذهابفي استقراء آثار العمانية، إلى جبل نفوسة بليبيا ومزاب بالجزائر؛ لكنه عرف عن كثب التجربة ودعا الباحثين الشباب لمتابعة الدراسات الميدانية التي تتحول إلى مصاديق نقدية أو كما يقال في العادة :قراءات على أرض التاريخ والواقع. وهكذا، وبمناسبة إنجاز الجزء الثالث من السلسلة والخاص بتأثيرات فقهاء الإباضية في مسائل العمارة والعمران، أحيي الجهد البارز الذي بذله الدكتور العمانيين الشباب للاقتداء به في مجالعبد الستار عثمان. وأدعو الباحثين والعماني. دراسات العمران الإباضي وباالله التوفيق. ∞dDƒadG ojó≤J في إطار استكمال رؤية بيان أهمية دراسة مصادر الفقه الإباضي في الإباضية على دراسة العمارة والآثار الإسلامية بصفة عامة والتي في المناطق الإباضية وجه خاص. يأتي هذا المجلد الثالث بعنوان »أثر الأحكام الفقهية الإباضية« )دراسة في ضوء مصادر فقهعلى العمارة الإسلامية في المناطق العمران الإباضي حتى القرن ٦هـ١٢/م(. الإباضية على تشكيل وقد هدف المؤلف من هذه الدراسة بيان أثر الأحكام الإباضية بما يبرز التأثير المباشرالعمارة الإسلامية وصياغتها في المناطق العمران حتى القرن تحديدا والواردة في مصادر فقه الإباضية للأحكام الفقهية ٦هـ١٢/م، وذلك في الإطار الإسلامي العام حتى أثرت المبادئ والقيم جل واضحا دفع تأثيرا الإسلامية بصفة عامة على صياغة العمارة الإسلامية الباحثين لوسمها بالعمارة الإسلامية، وانحسر من يرى نسبتها إلى المسلمين. أبعادا مهمة تبين أثر هذه الأحكاموالدراسة التي بين أيدينا تطرح وبخاصة في مجال إدارة العمل العمراني والمعماري. كما ركزت الدراسة ناضجا يبرز إلى أيالإباضية في عمان باعتبارها طراز ا إباض يا على المساجد الإباضية بصفة خاصة. الإباضية بالأحكام الفقهية مدى تأثرت عمارة المساجد مؤسسا على الرؤية العامة الشاملة لبيان تأثيروإذا كان هذا الطرح الإباضية فإنه يبين أهمية الإباضية على العمارة في المناطق الأحكام الفقهية أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٨ تتابع دراسات لاحقة لنماذج من هذه العمارة في بيئتها، وضمن نسيجها العمراني في حالة المنشآت الباقية، كما أن دراسة ما يكشف في مواقع أثرية أيضا في غاية الأهمية لاستكمال الصورة وشموليتهاتجري بها تنقيبات يعد في إطار التتابع الزمني للعصور التاريخية الإسلامية في مناطق العالم الإسلامي الذي انتشر فيها المذهب الإباضي. العمران الإباضي في وبصدور هذا المجلد تستكمل رؤيتنا لدراسة فقه ضوء مصادر الفقه حتى القرن ٦هـ١٢/م، ونرجو من االله العلي القدير أن العمران الإباضي يكون في هذا المجلد والمجلد الأول الذي صدر بعنوان »فقه حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م دراسة آثارية معمارية«، والمجلد الثاني الذي صدر العمران الإباضي بعنوان »المصطلحات العمرانية والمعمارية في مصادر فقه حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م« إفادة للباحثين والقراء من المهتمين بالتراث رافدا مه ما لدراسة الآثار الإسلامية وبصفة خاصةالإسلامي الذي يعتبر العمران. ما يتعلق منه بفقه وبهذه المناسبة الطيبة أتقدم بخالص شكري وتقديري للمسؤولين بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان، وعلى رأسهم معالي الوزير الرحمن ٰالعالم الشيخ عبد االله بن عبد االله السالمي، والأستاذ الدكتور عبد العمران الإباضي السالمي؛ لما حباني به من رعاية، ولما أبداه بدراسة فقه من اهتمام، وهو ما يعكس رؤية ثاقبة وحكمة بالغة. كما أشكر كل من كان له جهد في صدور هذه الدراسات بهذه الصورة، وبخاصة المسؤولين عن طباعتها وإخراجها بهذا الشكل الدقيق الأنيق. واالله أسأل التوفيق. أ. د. محمد عبد الستار عثمان سوهاج ـ سبتمبر ٢٠١٤م á`eó≤adG تجب الإشارة في البداية إلى أن مفهوم »العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية« الوارد في عنوان هذا الكتاب والذي يتكرر استخدامه في متنه يعني العمارة الإسلامية التي أنشأها الإباضيون في مناطق استقرارهم العمراني، والتزموا في إنشائها وتوظيفها وإصلاحها وترميمها بالأحكام الإباضية التي عالجت هذه الجوانب. الفقهية الإباضية تتأسس على مبادئ وقيم الدين الإسلاميوالأحكام الفقهية ومصدرها الكتاب والسنة الشريفة مثلها مثل أحكام المذاهب الإسلامية الأخرى التي نحت نفس المنحى، ومن ثم فإن هذه الأحكام الفقهية كثيرا منها متواف قا مع أحكام المذاهب الإسلامية الأخرى. الإباضية نجد الإباضية آراؤهم التي تعكس فقههم للدين الإسلامي كما كان لفقهاء ومصادره التشريعية، أو تعكس في الجانب العمراني والمعماري تطبيقا تماما ما ورد ملتزما لما جرت به السنة الشريفة للرسول ژ كما أنها تقر تحديدا. من أفعال خليفة رسول االله ژ أبو بكر وكذلك الخليفة عمر وإذا كانت العمارة الإسلامية قد وسمت بالصفة الإسلامية من منطلق تأسيس فكرها ومشروعات تنفيذها في إطار الالتزام بالقيم والمبادئ والأحكام الفقهية الإسلامية فإن وسم العمارة التي أنشأها الإباضيون في مناطق استقرارهم نهجت النهج نفسه، ومن ثم فإنها توسم بذات السمة أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٠ والنعت أو الوصف فهي عمارة إسلامية خالصة كما أن هذه العمارة ساهم في إنشائها وتنفيذها وتابع وظائفها وقام بصيانتها وترميمها إباضيون يتبعون المذهب الإباضي وأحكام فقهائه، ومن ثم حق لهذه العمارة أن توصف الإباضية وهذا المفهوم تعرض لجوانبه الدراسة المعمارية فيأيضا بسمة تحديدا على أثر الفقه الإباضي على تشكيلهذا الكتاب والتي تركز العمران والعمارة الإباضية وذلك في ضوء مصادر فقه العمارة في المناطق الإباضية حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م. العمران الإباضي على تتضمن هذه الدراسة إبراز تأثير أحكام فقه الإباضية حتى نهاية ٦هـ. ١٢/وتأتي هذه الدراسةالعمارة الإسلامية استكمالا لما ورد في المجلدين الأول والثاني من دراسة تبرز أهمية دراسة العمران الإباضي من الناحيتين الأثرية والمعمارية وما يتعلق بها مصادر فقه من مصطلحات أثرية عمرانية ومعمارية. مباشرا اتصالاوهذه الدراسة تعرض لقضايا مهمة تتصل بهذا الموضوع الإباضية من حيثولا تستغرق في الدراسة التفصيلية للعمارة في المناطق أن هذه الدراسة لها مجال آخر يتناول كل أثر على حدة. مهما في هذا الاتجاه يتمثل في إبراز تأثيرمحورا وتتناول هذه الدراسة العمران الإباضي على العمارة الدينية في عمان باعتبار أنها من أحكام فقه الإباضية التي بقيت فيها بعض نماذجها شبه كاملة وباعتبارأهم المناطق المحافظة عليها انطلاقا من التوجيه الإسلامي الداعي إلى ذلك والذي يتمثل في الآية الكريمة :بسم االله الرحمن الرحيم ﴿ lkji ] ﴾u t s r q p o n mالتوبة[١٨ : صدق االله العظيم. ١١المقدمـة كذلك الآية الكريمة التي تدعو إلى عدم تخريب المساجد واعتبار أن من يسعى في خرابها من الظالمين فيI H G F E D C ﴿ : YX W VU T S R Q PO N M L K J ] ﴾ b a ` _ ^ ] \[ Zالبقرة.[١١٤ : وفي سياق دراسة هذا المحور المهم تعرض الدراسة لقضايا فرعية ترتبط بعمارة نوعيات المنشآت الدينية كالمساجد الجامعة ومساجد الحارات، ومساجد المزارع، ومساجد العباد ومصليات العيد والأموات والمدارس. أيضا لأثر الأحكام الفقهية المنظمة لتمويل عمارتها وإدارةوتتطرق عملية الإنشاء وعمليات المحافظة عليها وترميمها، وإدارة المنشآت ذاتها وأوقافها وأموالها ولا شك أن دراسة هذه الجوانب المختلفة تكشف عن حقائق مهمة تفسر ظواهر معمارية مهمة ترتبط بهذه النوعية من نوعيات الإباضية وتكشف أن وراء هذه العمارة ثقافة إدارية مهمة ساعدتالعمارة تميزا يعكس إلى حد كبير الرؤية الدينيةعلى بقاء هذه العمارة وتميزها للمذهب الإباضي المتعلقة بالبعد العمراني والمعماري. الإباضية على التخطيطكما تعرض الدراسة لأثر بعض الأحكام الفقهية المعماري للمسجد الإباضي وعلى تصميمه الإنشائي، والمعماري الذي تقريبا من الإباضية يتميز بالبساطة والبعد عن الزخرفة، وخلو المساجد المآذن والشرافات وهي ظاهرة معمارية مهمة تبين مدى تأثير أحكام الفقه الإباضي على الصياغة المعمارية للمسجد. والحديث عن تخطيط وتصميم المسجد الإباضي يرتبط ارتبا طا عضو يا بالوظائف التي يؤديها، ووظيفة كل وحدة معمارية فيه كبيت الصلاة، أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٢ والصرحة ومرافق المسجد الأخرى كالبئر والميضأة، بل وعناصره المعمارية كالأبواب والأدراج )ج. درج( وغيرها. وتستطرق الدراسة لتفسر وجود المظهر التحصيني في بعض المساجد وهو مظهر لم يكن يأتي تفسيره إلا في إطار مظلة الأحكام الفقهية التي أجازت ذلك. أيضا الأحكاموترميم المساجد أو الزيادة في عمارتها أو إعادة بنائها نظمته الفقهية مما أكسب عمارة هذه المساجد بعض السمات والملامح المعمارية وبخاصة ما يتعلق بمواقع إنشائها، ومساحاتها، وارتفاع بنائها، وثبات طرازها المعماري الذي أخذ نم طا تقليديا استمر حتى مطلع العصر الحديث. العمران أيضا من تأثير أحكام فقه والعمارة المدنية كان لها حظها الوافر أيضا في إدارة عملية الإنشاء المعماريالإباضي عليها سواء كان هذا التأثير أو الصيانة والترميم، أو في إطار تحقيق الأداء الوظيفي للعمائر. وما يتعلق كذلك باختيار مواضع الإنشاء ووضع التخطيط والتصميم العمراني والمعماري وهذا كله يبدأ من صياغة النسيج العمراني للمستقر السكني ويتدرج إلى نوعيات المنشآت العامة أو الخاصة، ويمتد تأثيره لتشمل العناصر المعمارية والإنشائية لكل نوعيات المنشآت المدنية. وقد برز في عمان من هذه المنشآت الأفلاج التي تمثل عمارة نوعية العماني. وكذلكمميزة ارتبطت بالنشاط الاقتصادي والحياتي للمجتمع كان للمنشآت المائية في بلاد الشمال الإفريقي وبخاصة في وادي مزاب بالجزائر هذا التميز. وقد صاغت الأحكام الفقهية المنشآت السكنية وبخاصة الدور والبيوت صياغة يمكن أن ترى بعض ملامحها فيما بقي من نماذج للعمارة التقليدية ١٣المقدمـة العمانية أو في الدور السكنية في وادي مزاب ويمكن أنفي الحارات نأخذها رغم تأخرها زمن يا عن الإطار الزمني لدراستنا كنماذج باعتبار الإباضية الذي استمر منذ الالتزام بالأحكام الفقهية العمرانية والمعمارية القرون الإسلامية المبكرة وحتى مطلع العصر الحديث الذي آلت فيه العمارة الإسلامية إلى التغريب. وتمثل العمارة الحربية سواء في عمان أو في وادي مزاب بالجزائر الإباضية في تونس وفي بصفة خاصة وبلاد الشمال الإفريقي في المناطق مهما للأحكام الفقهية المتعلقة بهذه النوعية منجبل نفوسه بليبيا تطبيقا  أيضا كل ما يتصل بعملياتالعمارة وتتضمن المصادر الفقهية العمرانية أيضا بأوقافها إدارة إنشائها وصيانتها وأدائها لوظائفها، وكل ما يتعلق أيضا بعمليات تمويل إنشائها في الأساس.وأموالها، وما يتصل مهما لدراسات لاحقة تغطي المناطقوتبقى دراستها تفصيل يا هدفا  الإباضية في عمان أو في بلاد الشمال الإفريقي التي تمتلك هي الأخرى زاخرا من هذه النوعية من العمارة. تراثا وفي إطار ما سبق عرضه من محاور تتصل بدراسة نوعيات العمارة جميعا في الإباضية سواء كانت دينية أو مدنية أو حربية. يتضح أنها تشترك ضرورة إبراز الجانب الإداري المحلي الذي كان هو المحرك الأساسي لإنشاء هذه العمارة وهو الحاكم لتخطيطها وإنشائها والمحافظة عليها. وهذا نموذجا مثال يا لإدارة مهمة لكونها قضيةالجانب تتناوله الدراسة باعتباره العمارة تغفل عن تناوله الدراسات الآثارية المعمارية للعمارة الإسلامية بالرغم من أهميتها في وجود هذه العمارة في الأصل. ولا شك أن مصادر العمران الإباضي بثرائها في تناول الأحكام المتعلقة بهذا الجانب تعين فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٤ الباحث على أن يبرز هذا البعد الغائب في دراسة العمارة الإسلامية تطبيق يا واسعا لمناقشة هذاالإباضية. وربما يفتح هذا التناول البابعلى العمارة البعد ودراسته في العمارة الإسلامية بصفة عامة في عصورها المختلفة في إطار التناول العام كما يمكن تناولها في إطار التناول الخاص المرتبط بالمذهب الديني. أيضا في هذا الطرح قضية »الصيانةومن القضايا المهمة المشتركة والترميم« وهي قضية غائبة إلى حد بعيد في دراسة الآثار المعمارية الإسلامية بالرغم من أنها العامل الأساسي في وصول الأثر إلينا بهيئته أيضا من أن الأحكام التي تنظم ذلك قد يكون لهاالتي عليها. وبالرغم أثرها في نمطية الشكل المعماري للمبنى وبخاصة ما يتعلـق بوحداتـه وعناصره المعمارية. أيضا قضية مهمة تفسر تطبيق الأحكام الفقهيةويمثل البعد الوظيفي على الأثر وفق أنساق معينة ترتبط أحيا نا بالأعراف والتقاليد والسنن التي تختلف من منطقة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر في إطار ثقافة هذا العصر لظروفه السياسية والاقتصادية التي حدثت به، ودراسة هذا البعد الوظيفي من شأنها أن تضيف معرفة جديدة، ويمكن من خلالها تفسير الملامح المعمارية المشاهدة في الأثر الباقي وهو ما يغني عن تفسيرات افتراضية، ويصحح آراء لم تستند إلى إدراك صحيح لثقافة المجتمع الذي أنشأ هذه المنشآت في ضوء الأحكام الفقهية المنظمة لإنشائها والمحددة لوظائفها والمتابعة لصيانتها وترميمها. وقد نظم هذا التوجه في دراسة تأثير الأحكام الفقهية العمرانية الإباضية خطة هذه الدراسةالإباضية على العمارة الإسلاميةوالمعمارية ١٥المقدمـة وهذه الخطة تبدأ بدراسة قضية »إدارة العمارة الإسلامية حيث كان ملف تا الإباضية في مجال العمرانوواضحا للعيان أن الأحكام الفقهية للانتباه والعمارة تهتم أكثر من غيرها بهذا الجانب الإداري، وتعرض الدراسة في الفصل الأول الذي يتناول هذه القضية الرؤية الشاملة لمستويات متمثلا فيإدارة العمل العمراني والمعماري ابتداء من أعلى مستوياتها السلطة الحاكمة التي تملك تنفيذ الأحكام الفقهية وضبط أداء المجتمع كله وتتدرج هذه المستويات إلى الفقهاء والقضاة ومعاونيهم الذين يباشرون العمل العلمي والتنفيذي الخاص بمشروعات العمران والعمارة ابتداء من وضع الأحكام بمعرفة الفقهاء وتنفيذها بمعرفة القضاة ومعاونيهم من القسامين والبنائين وأهل النظر والوكلاء وغيرهم ممن يكون لهم صلة بإدارة المنشأة في مراحلها المختلفة بداية من كونها مشرو عا لم ينفذ ومتابعة لعملية الإنشاء وأداء المبنى لوظيفته أو وظائفه واستمرارا في عمليات الصيانة والترميم. وقد برز هذا الأداء الإداري بصفة خاصة في المنشآت العامة والمشتركة التي تخدم فئات المجتمع كالأفلاج والسواقي، والمساجد، والقصور والحصون. كما برز في إطار العمل الإداري مدى التعاون بين المسؤولين الإداريين والمجتمع المحلي في إطار ما يطلق عليه حديثا »الحوار المجتمعي« في مناخ يسوده الرضا والتوافق وهو من أهم مؤشرات الإدارة الصحيحة المرتبطة بالجودة والإتقان. وأيضا فيومناقشة قضية الإدارة تتناولها هذه الدراسة في إطارها العام إطار إدارة المبنى بعد إنشائه تحقيقا لوظيفته ومحافظة على سلامته بالصيانة والترميم. كما تعرض لما يتصل بها من قضايا فرعية كالتمويل وإدارة عمليات الصيانة وهو أمر تم عرض الأحكام الفقهية المتعلقة به أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٦ العمران الإباضي حتى نهاية بالتفصيل في المجلد الأول من دراسات فقه القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي. وفي الإطار التطبيقي لإبراز تأثير الأحكام الفقهية العمرانية والمعمارية واضحا على العمارة الدينيةتركيزا الإباضية على العمارة ركزت الدراسة وذلك في إطار عدة اعتبارات مهمة، منها: أولا :أن التراث المعماري الباقي من هذه النوعية متعدد الأمثلة التي ترجع إلى مراحل تاريخية مختلفة ويمكن الربط بينها وبين الأحكام تواصلاالفقهية المعمارية التي عرضت لها بسهولة ويسر سيما وأن هناك في إصدار الأحكام الفقهية المنظمة لإنشاء هذه النوعية من المنشآت يستمر إلى القرن الثالث عشر الهجري ويكشف هذا التواصل عن أمرين مهمين؛ أولهما :الاعتماد على الأحكام الفقهية السابقة كمرجعية أساسية، وثانيهما: معالجة ما يظهر وما يطرأ من نوازل في إطار الالتزام بمصدري التشريع الكتاب والسنة وكذلك استلهام آراء الفقهاء السابقين وطرح فقه جديد لحل مشكلة جديدة. الإباضية في عمان متاحةثانيا :كانت فرصة دراسة عينة من المساجد واضحا وبخاصة فيجهدا من خلال ما صدر من دراسات سابقة تمثل أعمال الرفع المعماري والتصوير الفوتوغرافي والتوثيق الأثري وهنا تجب تحديدا التي مكنت الباحثالإشارة إلى جهود كوستا Costaوجوبه Gaube الإباضية في إطار عينة من الدراسة بلغمن إجراء دراسة موسعة للمساجد مسجدا. عددها نحو أربعة وعشرين أبعادا متكاملة تبدأ بالبعد العمراني وتتابع البعدوهذه الدراسة تتضمن الإباضية وتربط الوظيفي، وتفصل في عرض السمات المعمارية للمساجد ١٧المقدمـة بين هذا كله وبين الأحكام الفقهية والعمرانية والمعمارية التي طرحها الفقهاء الإباضيون حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م وتتابع أحيا نا مصادر فقهية لاحقة كانت مرجعيتها في الغالب مصادر الفقه الإباضي في فترة الدراسة وتوثيق ما طرأ من جديد يمكن أن يكون قد انعكس في الملامح المعمارية للمساجد التي تمثل عينة الدراسة. تحديدا أن يطرح وقصد الباحث من هذه الدراسة التفصيلية للمساجد نموذجا لما يمكن أن تتم عليه دراسات مستقبلية في ذات الاتجاه لأي نوعية من نوعيات العمارة سواء كانت دينية أو مدنية أو حربية في إطارها اتجاها رأس يا يتعمق في دراسة كلالجغرافي وبتفاصيلها الدقيقة التي تتجه أثر دراسة تفصيلية في إطار محيطه والنسيج العمراني المتصل به. رئيسة فإنه نوعيةوإذا كانت المنشآت الدينية تضم المساجد باعتبارها أيضا المنشآت الجنائزية ومن ثم أفرد الباحث لهايندرج تحت مظلتها خاصا بها يعرض فيه لمصليات الجنائز والقبور. فصلا يسيرا بين نماذج العمارة الدينية في عمان التي وقد ربط الباحث رب طا الإباضية في كان لها الحظ الوافر في هذه الدراسة وبين العمارة الإسلامية بلاد الشمال الإفريقي وبخاصة وادي مزاب في إطار ما توفر من دراسات سيما وأنه لم تتح للباحث الزيارات الميدانية التي اعتزم القيام بها. وهذا الربط يهدف إلى توجيه الباحثين في دراسات لاحقة وإلى إعداد دراسات الإباضية في عمان باعتبارها المركز الرئيس لانتشار مقارنة بين العمارة الإباضية في المغرب العربيالمذهب الإباضي في الشرق وبين العمارة التي تمثل صدى المذهب الإباضي في المغرب الإسلامي. وهذه المقارنة وأيضا مظاهر الاختلاف وهو ما يستدعيمن شأنها أن توضح ملامح التشابه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٨ تفسيرا يرتبط حتى بالعوامل البيئية والعادات والتقاليد كما يمكن أن يرتبط بطرح رؤى وحلول وأحكام عمرانية ومعمارية متنوعة في إطار ظروف العصر الذي كانت فيه هذه الأحكام. كما عرضت الدراسة إلى تأثير الأحكام الفقهية على العمارة المدنية في إطار ما صدر من أحكام فقهية معمارية وعمرانية خاصة بهذه النوعية من العمارة حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م الإطار الزمني لهذه الدراسة. وهذا العرض جاء في الإطار الإسلامي العام الذي توثق له أحكام الفقه أيضا فيما بقي من آثار معمارية مدنية. وعرضتالإسلامي والذي يطبق موجزا تطبيق يا للدار باعتبارها المنشأة الأساسية السكنية فيعرضا الدراسة المستقرات السكنية. وهذا العرض هدفه إبراز التوجه نحو دراسة تأثير أحكام الفقه على العمارة المدنية كما هو حال العمارة الدينية الذي عرضت الدراسة للمساجد كنموذج مفصل لها. وإبراز تأثير الأحكام الفقهية على الدور السكينة أو غيرها من المنشآت المدنية يمكن أن يكون بصورة أدق وأعمق في حالة دراسة آثار هذه العمارة في إطار نسيجها العمراني، وفي إطار تخطيط وتصميم كل نموذج منها وهو مجال دراسات أخرى تهدف إلى ذلك. وإذا كانت الدراسات السابقة التي قمنا بها في سلسلة دراسات فقهية عمرانية ومعمارية للفقه الإباضي وصدرت عن وزارة الأوقاف والشؤون العمران الإباضي حتى الدينية في سلطنة عمان عرضت لأهمية دراسة فقه القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي قد أبرزت أهمية هذه المصادر وضوحا في دراسة البعد العمراني والمعماري والأثري وهو ما اكتمل وزاد بدراسة المصطلحات العمرانية والمعمارية التي استخدمها الفقهاء في سياق وتفسيرا لما يتعلق بالمسائل العمرانيةوضوحا أحكامهم والتي تزيد الأمر ١٩المقدمـة والمعمارية. فإن هذه الدراسة في إطار هذا التناول التي سبقت الإشارة إليه يبرز أثر الأحكام الفقهية على صياغة العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية ويناقش قضاياها تكون إن شاء االله مكملة للجهد السابق، وداعمة الإباضية في إطار لتوجه جديد في دراسة العمارة الإسلامية في المناطق مصادر الفقهاء. ونأمل إن شاء االله أن تكون فيها إفادة وإضافة للمعرفة. واالله الموفق. أ. د. محمد عبد الستار عثمان سبتمبر ٢٠١٤ الباب الأول الإباضية إدارة العمارة ٢٣الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية العمران الإباضي بوضوح عن قواعد ونظم إدارية تكشف مصادر فقه مهمة كان لها دورها الأساسي والفعال في إنشاء هذا التراث المعماري الضخم، والمحافظة عليه وصيانته، والعمل على استمرار أدائه للوظائف التي أنشئ من أجلها بكل كفاءة، بل وتحسينه إذا ما أتيحت الفرصة لذلك في إطار القواعد الفقهية الحاكمة التي تحافظ على المال والطاقة والجهد في إطار اقتصادي معتدل مرتبط بالتوجيه القرآني والسنة الشريفة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال. إباضية ومن الملفت للانتباه أن هذه القواعد والنظم الإدارية سواء عند إباضية المغرب في ليبيا وتونس والجزائر وغيرها المشرق في عمان أو عند قد ركزت على إدارة المنشآت العامة الكبيرة التي تخدم قطاعات المجتمع المختلفة سواء في المجال المدني كمشروعات الأفلاج في عمان والمنشآت المائية المناظرة في بلاد الشمال الإفريقي كالعيون والسواقي والآبار والمواجل والمماصل والجسور وغيرها، أو في المجال التأميني الحربي كالقصور في بلاد الشمال الإفريقي، والحصون أو المحصنات في عمان وامتداد تأثير ذلك على بعض نوعيات المنشآت الدينية والمدنية المحصنة وكذلك في مجال العمارة الدينية كالمساجد الجامعة والمساجد بنوعياتها المختلفة كمساجد الحارات والبساتين والمزارع والمساجد الملحقة بالدور ومصليات الجنائز والعيد والمدارس وغيرها من المنشآت التي تخدم الغرض الديني. ولم يقتصر التوجيه الإداري على المنشآت العامة ولكنه امتد ليحل المشكلات ويعرض للنوازل التي تحدث بين أصحاب المنشآت الخاصة أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٤ كالدور المشتركة، والدور المملوكة ملكية كاملة لأصحابها دون الاشتراك مع غيرهم. وكذلك كل ما يتعلق بالطرق النافذة وغير النافذة، الجائزة وغير الجائزة، والتي تمثل شرايين الاتصال بين مكونات النسيج العمراني للمستقر وأيضا الطرق التي تربط بين المناطق السكنية والمناطق الزراعيةالسكني، المتاخمة لها أو التي تربط المستقرات السكنية بعضها مع بعض. وهذه المنظومة الإدارية لا يتوقف نشاطها عند الانتهاء من عملية الإنشاء وبدء التشغيل، ولكنها تمتد لتنظم عمليات استخدام المباني في إطار صحيحا للمبنى وأداء استخداما الأحكام الشرعية المرتبطة بها وهو ما يضمن واضحا ورؤية ثاقبة فينضوجا سليما لوظيفته، وهي رؤية في الإدارة تعكس أيضا بقيمة إسلامية خالدة ومبدأ شرعي واضح وهو المحافظةالأداء ترتبط على الدين والنفس والعقل والنسب والمال والعرض. وحتى يستمر هذا الأداء الوظيفي للمبنى كان الاهتمام بعمليات الإصلاح والصيانة والترميم، التي تكفل الاستمرار الوظيفي للمبنى بل وتحسينه إن أمكن، وفي هذا تحقيق غير مباشر لبعد اقتصادي يحافظ على المباني باعتبارها من أنواع المال الذي تجب المحافظة عليه. وباعتبارها حافظة للنفوس والعرض. وتوظيفا وصيانةوهذه الأبعاد الثلاثة المرتبطة بإدارة العمارة إنشاء وترميما تمثل إرهاصة مهمة لدور ما يسمى في عصرنا الحالي بالإدارة المحلية التي يتأسس ويتدعم دورها بمؤسسات المجتمع المدني التي تشاركها في إدارة شؤون المجتمع وتحسينها والارتقاء بمستواها. ويمكن توظيفها في إطار رؤية عصرية تستلهم ذات القواعد والقيم والمبادئ وتطويرها بما يتناسب مع حياتنا المعاصرة وبخاصة فيما يتعلق بإدارة مواقع التراث العمراني وتوظيفه ثقاف يا وسياح يا. ٢٥الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية الإباضية تتحدد أطرها في الأدوار التي يقوم والمنظومة الإدارية للعمارة بها الحكام الذين يتولون بحكم مسؤوليتهم تنفيذ أحكام القضاة أو الفقهاء والمتعلقة بالعمران والقضاء، والحكام يمثلون المظلة القانونية في سياق تنفيذها والتي تنظم الأداء العمراني والمعماري وتحدد المبادئ التي تقوم عليها والأحكام المفصلة لكل نواحي التخطيط العمراني من شبكات الطرق وتقسيم الأرض وتوزيع المنشآت بنوعياتها المختلفة على أرض المستقر السكني أو خلال مناطق العمران الزراعي، فيما يعرف عمران يا بـ »تخطيط الموضع« وكذلك كل ما يتعلق بالتنفيذ المعماري ابتداء من مواد الإنشاء ووضع الأساسات وإنشاء الحوائط والجدران والسقوف وتوزيع المداخل والأبواب والنوافذ وتحديد مواضع الميازيب وتحديد قياسات الارتفاع بالمباني في إطار القواعد المرتبطة بسلامة الإنشاء أو منع ضرر الكشف. وعلى أرض الواقع كان لمعاوني القضاة دورهم الفعال في تنفيذ هذه الأحكام التي تمثل المظلة القانونية لعمليات العمران والإنشاء كالقسامين تعليما على يد الفقهاء والأمناء والبنائين وغيرهم من الفئات التي نال بعضها والقضاة واكتسبوا الخبرة بالممارسة العملية في المتابعة والمراقبة والتقسيم والتنفيذ المعماري وبهم يتكامل أداء المظلة القانونية الحاكمة لعمليات العمران والعمارة مع الجهات التنفيذية، التي تتابع الأحوال العمرانية والمعمارية على أرض الواقع الحي؛ المتغير والمتطور في كل يوم بصورة تتوافق والنشاط الحياتي المستمر اليومي في المستقرات السكنية أو صيانة منشآت قديمة. وكذلك في إطار اعتبار ما يحدث من نوازل تتعلق بالاستخدام المرتبط بالثابت والمتغير في النسيج العمراني وبالقديم والحديث فيه، في إطار علاقات تتداخل وتتشابك وتحتاج إلى تنظيم وإدارة تساعد على استمرار الأدء الجيد للمنشآت، وتحقيق التوسع العمراني والمعماري، أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٦ والمحافظة والصيانة المستمرة للنسيج العمراني بكل مكوناته من منشآت عامة أو خاصة وبشبكات طرقه التي تمثل شرايين الحياة فيه. الإباضية باعتبارهم السلطة الإدارية العلياوتعكس العلاقة بين الأئمة صورا أصيلة لهذا البعدالعمانية الإباضية والفقهاء والقضاء في الدولة الإداري بمنظومته الدقيقة المتكاملة، وكذلك كان دور الشيوخ والفقهاء والقضاء في بلاد الشمال الإفريقي بعد سقوط الدولة الرستمية أول دولة إباضية في هذه المنطقة، يمثل منظومة إدارية محلية مهمة عرفت في التاريخ الإباضي بنظام العزابة وهو نظام إداري محلي ديني نظم حياة المجتمعات الإباضية في بلاد الشمال الإفريقي، وكان بمثابة إدارة محلية نجحت في الإباضية في بلاد الشمال الإفريقي برؤية تجمع بين النظامإدارة المجتمعات الإداري المحلي والمتعاون وفئات المجتمع الإباضي وهو تعاون يمثل إرهاصة للتشاور بين المنظومة الإدارية المحلية والمؤسسات المجتمعية الصغيرة في المستقرات السكنية مثل هيئة لاومنا)، (١التي تشرف على تقاسيم ناجحا في إدارة المستعمراتالمياه في وداي مزاب وما زال نظام العزابة السكنية، في وادي مزاب بالجزائر، وإذا كانت هيئة العزابة تهتم بكل شؤون المجتمع الإباضي فإن هذه الهيئة ترتبط ارتبا طا أساس يا بالنشاط العمراني والمعماري، وكانت تتخذ من المساجد مقرات رسمية لها، وتعد هذه الهيئة أعلى سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية في المدينة المزابية، ولها سلطة روحية على العامة) (٢باعتبار أن منهم الشيخ والإمام والمؤذن ووكلاء الأوقاف وباعتبار نشاطهم الذي يسع المهام الدينية التي تشتمل الإشراف الإباضية )العقيدة، الفقه، ) (١وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان، مصطلحات الحضارة( تأليف مجموعة من الباحثين، ج ، ٢ص. ٧٨٨ - ٧٨٧ ) (٢بلحاج )معروف( :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، دار قرطبة، المحمدية، الجزائر، ٢٠٠٧، ص. ٧٨، ٧٧ ٢٧الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية على الجوامع والمساجد والمصليات الجنائزية والمدارس الحرة وكل ما له صلة بهذه الوظائف، كما يسهرون على تطبيق الشريعة الإسلامية طبقا لتعاليم المذهب الإباضي وكذلك تقوم هيئة العزابة بتعيين القضاة في المدينة لإقامة أيضا إرسال الوعاظ والمرشدينالعدل والمساواة بين كل الناس، ومن مهامها إلى المناطق التي يتواجد فيها الإباضيون دون وجود حلقة عزابة ويقومون أيضا بمهام تأليف ونسخ الكتب الدينية).(١ ومن مهام هيئة العزابة الاقتصادية الإشراف على كل الأوقاف والحبوس والعمل على تنميتها وكذلك الإشراف على السوق العامة ومراقبتها. مهما يرسخ لقيم التآلفدورا اجتماع يا أيضا هيئة العزابة وتلعب رف هيئة العزابة على مختلف أوجه الحياة اليوميةوالمحبة حيث تش نظرا لارتباطها الوثيق بالدين، إذ لا يصلح الدين إلاللمجتمع الإباضي بصلاح الأمة، ومن هذا المنطلق فإنها تشرف على كل المناسبات كالأعياد الدينية وحفلات الأعراس والأفراح، بل أنها في هذا الإطار تحدد المهور وتحرر عقود الزواج كما أنها تشرف على المآتم).(٢ وهذا الارتباط الوثيق القائم على أسس روحية توثق الصلة بين هيئة العزابة التي تمثل الإدارة المحلية بفئات المجتمع الإباضي توثيقا يساعد على تحقيق المصلحة ودفع المضرة، وهو الهدف الأساسي الذي يصوغ النشاط العمراني والمعماري في كل المجتمعات الإسلامية الملتزمة بتطبيق الأحكام الفقهية العمرانية والمعمارية وهو ما يتطابق مع ما قال الإمام السالمي في جوهر النظام: قاعدة نبني بها آثاراوجاء لا ضر ولا ضرارا ) (١بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب، ص. ٧٧ ) (٢بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب، ص. ٧٨، ٧٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٨ وفي هذا الإطار والمناخ القائم على الروح الإسلامية والتحاب بين السلطة الحاكمة ممثلة في الإمامة في عمان أو في هيئة العزابة في الإباضية في وادي مزاب كنموذج مميز في الصحراء الجزائريةالمجتمعات كانت إدارة العمل العمراني والمعماري).(١ وكشفت الدراسة للأحكام الفقهية العمرانية والمعمارية الواردة في كتاب القسمة وأصول الأرضين للفرسطائي عن أن أحكامه في مجال العمران والعمارة والتي تمثل مختلف النشاط تعكس نظرة شاملة دقيقة لكل صور العمارة البشرية لا انطلاقا من تصور افتراضي بل بناء على واقع معيش، وهو ما يقدم صورة أمينة لدور الفقيه تمتزج بالواقع في أدق تفاصيله، وتحرص فيها على صبغة الشرع وتحقيق الشريعة، وإقامة العدل وضمان الحقوق ورفع الضرر الحاصل).(٢ وقد كشفت الدراسات عن أن القواعد الشرعية التي تأسست عليها الأحكام التي عرضها الفرسطائي والمتعلقة بالعمران والعمارة تقوم على قواعد أهمها »لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، والضرر يزال، ودفع المضار مقدم على جلب المصلحة، ومصلحة الجماعة تقدم على مصطلحة الفرد عند التعارض، ومبدأ سد الذريعة والوسائل تأخذ حكم المقاصد، وصحيح إن لم يصرح بهذه الأصول إلا أنها ظاهرة لمن أراد أن يستنطق النص«).(٣ ) (١البوسعيدي )يعقوب بن عبد االله( :في آثار نزوى، بحث في كتاب حصاد الندوة التي أقامها المنتدى الأدبي في نزوى، الطبعة الثانية، سنة ، ٢٠٠٧ص. ٢٧ ) (٢باجو )مصطفى بن صالح( :فقه العمارة في كتاب القسمة وأصول الأرضين، ندوة تطور العلوم الفقهية، النظرية الفقهية والنظام الفقهي في الفترة من ١٨ - ١٥جمادى الأولى سنة ١٠ - ٧، ١٤٣٣أبريل سنة ، ٢٠١٢عمان. نشر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان، ص. ١١٠٩، ١١٠٦ - ١١٠٤ ) (٣باجو :القسمة وأصول الأرضين، من تقديم فهمي بن عمر التيواجي، الطبعة الثانية ص ٩؛ العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٦٨عثمان :فقه ٢٩الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية أطرا شاملة تشمل كل تفاصيل عمليات إدارة العمرانوهذه القواعد تمثل والعمارة، يمكن أن تتضمن التفاصيل الدقيقة التي تناسب معالجة كل حالة جدا في العصر الحالي أن يتم اتباعها لوضع أي أطر قانونيةبحالها. ويصح  تحكم عمليات العمران والعمارة في إطار الشريعة الإسلامية. وفي إطار أخص تكشف الدراسة التحليلية للأحكام الفقهية التي وردت في كتاب القسمة للفرسطائي، عن معايير أساسية تنفيذية خاصة بعمليات العمران والعمارة، منها: ١ـ احترام التصميم المعماري الأصلي عند الإصلاح أو إعادة البناء أو الترميم. وهو ما يعني إعادة الأثر المعماري إلى حالته الأولى ولا تحدث أي إضافة إلا إذا كان فيها الصالح وبموافقة أصحاب المصلحة. وهذا المعيار غاية في الأهمية حيث إنه انعكس في التراث المعماري واضحا تمثل في استمرارية النمط المعماري لبعضانعكاسا الإباضي الإباضية بكل تفاصيلها المعمارية رغم ما اعتراها فيالمنشآت كالمساجد بعض الفترات من محاولات الصيانة والترميم).(١ كما أن من أهم المعايير المرجعية الأساسية في الشؤون العمرانية والمعمارية أهل النظر والصلاح، والذين يرجع إلى الاستفادة من خبراتهم في معالجة المنشآت المعمارية أو إنشائها من الأصل).(٢ والاستعانة بأهل النظر والصلاح يعني الاعتماد على الخبرات المتوفرة الواعية بأمور الإنشاء والعمارة، وكذلك القادرة على حل ما يعتري أداء وظائفها من مشكلات طارئة وتمتد هذه الخبرة لتعالج ما ينشأ من نوازل العمران الإباضي، المجلد الأول، ص. ٦٨ ) (١عثمان :فقه العمران الإباضي، المجلد الأول، ص. ٦٨ ) (٢عثمان :فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٣٠ حلولا معمارية في التعامل مع المنشآت سواءومشكلات معمارية تستوجب بالتعديل أو الإصلاح أو الترميم، والهدم وإعادة البناء. ويعني ذلك أن أهل النظر والصلاح كان لهم دور بارز في الحفاظ على التراث المعماري الإباضي الذي نلحظ المحافظة عليه ومتابعة سلامته في عصوره المختلفة مما أدى إلى بقاء عديد من أمثلته بصورة جيدة محافظة على أداء وظائفها، ولا أدل على ذلك من الأفلاج في عمان العماني محاف ظاالتي ما زالت باقية في أداء وظائفها وما زال المجتمع على قواعد تشغيلها وقسمة الماء بها وصيانتها وإدارتها حتى الآن)، (١وهو واضحا في منشآت الري في منطقة مزابنفس الأمر الذي نرى صداه وبخاصة السواقي وتقاسيم مياهها والتي ما زالت تعمل وفق الأسس والقواعد التي وضعها شيوخ العزابة، ومنها على سبيل المثال :مقاسم المياه في العطف التي تنسب إلى الشيخ باباداي. أما تقاسيم مياه بوش بغرداية فتعود إلى سنة ١١١٩هـ١٧٠٧/م حيث جددها الشيخ حمود بلحاج، كما تنسب المصادر تقاسيم مياه انتيسه ببني يسجن إلى الشيخ بلحاج بن محمد )ق ١٠هـ١٦/م( ثم أضاف إليها سليمان بن سعيد أجزاء أخرى بتاريخ ٣ربيع الثاني سنة ١١٦٢هـ ٢١ /مارس ١٧٤٩م وتسهر على رعاية هذه التقاسيم وصياتها هيئة عرفية تعرف بـ »لاومنا«).(٢ وتشير الدراسات الآثارية إلى »أن العزابة خاصة ومجلس العوام وكل أفراد المجتمع في منطقة غرداية بوادي مزاب تلك المنطقة القاحلة كانوا العمران ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :المصطلحات العمرانية والمعمارية في مصادر فقه العمران الإباضي حتى نهاية القرن السادس الهجري، المجلد الثاني من دراستها فقه الإباضي، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان، سنة ، ٢٠١٤ص. ٢٣٢ الإباضية )العقيدة، الفقه، ) (٢وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان، مصطلحات الحضارة( تأليف مجموعة من الباحثين، ج ، ٢ص. ٧٨٨ - ٧٨٧ ٣١الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية يسعون لاغتنام كل قطرة من المطر عند نزوله لسقي البساتين وحجز المياه في أحواض حسب الحاجة فأحاطوا كل مرتفع صغير أو كبير طويل أو قصير تقريبا بحيث بحزام مرتفع بتجميع مياه المطر فلا ترتفع أكثر من ٥٠سم ينزل تدريج يا إلى سفوحها ليلتقي مع الآخر المواجه له في مجرى واحد فتتجه المياه إلى البساتين في سواقي تروي كل البساتين حسب اتساعها وكبرها أو ضيقها وصغرها بانتظام عجيب وفن غريب، كما تبنى كذلك بقرب هذه السواقي أحواض لتخزين المياه السائلة وهذا الوضع متوفر في كل البساتين الموجودة في سفوح المرتفعات في كل مدن مزاب ما عدا القرارة بسبب موقعها وانعدام تلك المرتفعات ولكن لها تنظيمات خاصة للمياه حسب طبيعة بساتينها تشبه في أصولها ما هو بمزاب. ويرسل العزابة أمناء السواقي لمراقبتها من حين إلى آخر، فما وجدوها تحتاج إلى صيانة أخبروا بذلك العزابة، فينبهون في المسجد على التطوع من أجل صيانتها فيحملون معهم المواد الضرورية لذلك وقرب الماء فيتتبعون تلك السواقي المحيطة بالمرتفعات ويبنون ما يصاب بالعطب وينزعون عنها الرمال المتكدسة أو التي تسد فوهاتها حتى إذا ما نزل المطر فإنه ينساب بكل سهولة دون أن يضيع فيستغل كله للسقي والخزن لوقف الحاجة«).(١ وكذلك يستشف من بعض الأحكام الفقهية أن الاتفاق بين أصحاب النازلة أو المشكلة المتعلقة بإنشاء أو صيانة أو ترميم أو تعديل المنشأة ومقدما على كل اعتبار في كثير من الحالات التيأمرا أساس ياالمعمارية كان تتطلب هذا الاتفاق، وهذه الرؤية المجتمعية لاحترام التوافق والأخذ به كثيرا من المنازعات الخاصة بالمشروعات المعمارية الناشئة الجديدةيجنب أيضا على إصلاح أو تعديل ماوبخاصة المنشأة على أرض مشتركة ويساعد ) (١الغريبي )أم الخير( :أهم المعالم التاريخية لولاية غرداية، دراسة أثرية وصفية بوربعة، سنة ، ٢٠٠٨ص. ١٠١ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٣٢ تم إنشاؤه لغرض ما، وهذا مبدأ مهم ساعد على تجاوز كثير من المشكلات، استلهاما من تراث الأجداد الفقهاءويمكن أن يصاغ في حياتنا المعاصرة كالفرسطائي والكنديين صاحبا بيان الشرع والمصنف وابن جعفر وغيرهم).(١ وهذا التوجه القائم على أساس الاتفاق بين المشاركين في إنشاء المباني انعكس بلا شك فيما يلي: ١ـ تسهيل إنشاء منشآت مشتركة بين الشركاء وفق القواعد الحاكمة التي يطرحها الفقهاء، وفي هذا الأمر ما يحقق المصلحة لجميع المشاركين، وتحقيق أقصى استفادة من الأرض، وتوفير تكلفة الإنشاء. ٢ـ ساعد هذا التوجه على عمليات إدارة وظائف المنشآت والصيانة والترميم لها وهو ما ساعد بالتالي على الحفاظ على التراث العمراني. ٣ـ توافق ذلك مع المنشآت ذات الملكية الجماعية كالأفلاج، والقصور، والحصون وغيرها والتي تتطلب مثل هذا التوافق لإنجاز إنشائها وتحقيق وظائفها وصيانتها وترميمها. وهو ما أدى إلى استمرار بقاء هذه المنشآت في إدارة وظائفها كالأفلاج والمحافظة على منشآت عامة كان لها وظائف مهمة في عصور إنشائها كالحصون والقصور التي لم تعد تقم بهذه الوظائف في العصر الحالي بعد انتشار الأمن والأمان الذي يسود ربوع البلاد في العصر الحالي وبعد تغيير وسائل الدفاع والتأمين التي لم تعد بحاجة إلى القلاع والحصون والقصور لكن ما بقي منها من زخم معماري أثري في عمان وفي بلاد الصحراء في وادي مزاب بالجزائر يعد صحيحا على سلامة هذه الرؤية الإدارية التي ساعدت دليلا معماريا أثريا على الحفاظ على هذا التراث حتى وصل إلى الأجيال المعاصرة بهذه الحالة وبهذا الزخم. العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٦٩ ) (١عثمان :فقه ٣٣الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية وتعكس كثرة النماذج الباقية من الأفلاج والحصون والقلاع في عمان أثر هذه الرؤية الإدارية المنظمة للعمل المشترك في العمران والعمارة. وإذا كان الفرسطائي قد أكد على هذه القواعد والمعايير المرجعية الحاكمة للعمل في المجال العمراني والمعماري في إطار البعد الإداري العمانية سارت على ذات الدرب وتبنت نفس القواعدفإن مصادر الفقه والمرجعيات. ولم يتوقف جهد الفقهاء على إصدار الأحكام المنظمة للعمران والعمارة بل أن بعضهم كالفرسطائي كانت له رؤيته التخطيطية العمرانية وبخاصة في مجال شبكات الطرق والتخطيط العمراني الشامل للمستقر السكني، وشملت هذه الرؤية التخطيط الداخلي لشبكة الطرق، وكذلك الطرق الخارجية التي تربط بين المستقرات السكنية بعضها ببعض، وطرح رؤى تتسم بالمرونة التي تتواءم واختلاف المواقع التي تنشأ عليها هذه المستقرات). (١والكشف عن تأثير هذه الرؤية على تخطيط المستقرات السكنية الأثرية الباقية في منطقة جهدا أثريا يسعى إلى مسح أثري لهذه المستقرات وادي مزاب يتطلب وتحديد ملامح تخطيطها وكشف ما طمس منها من خلال تنقيبات أثرية فيما بقي من هذه المستقرات. الإباضية المنظمة وفي إطار متابعة توجهات الأحكام الفقهية للفقهاء للعمران حتى القرن السادس الهجري نجد أن هذه التوجهات تابعت كل الأطر التي تحكم عملية إدارة العمران والعمارة وحددت أنساقا إدارية عامة نوجزها فيما يلي: العمران الإباضي، مجلد ، ١ص ص. ١٤٨ - ١١٩ ) (١للاستزادة، راجع :عثمان :فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٣٤ احترام الملكية.١ـ تحديد العلاقة الحاكمة للعام والخاص في مجال العمران والعمارة٢ـ بوضوح الأحكام والشروط المؤسسة لذلك. منع الضرر.٣ـ تحقيق المنفعة.٤ـ التنظيم المستمر المرن والمتابع لحركة التطور العمراني حيث إن٥ـ مستقبلا في إطارالأحكام عرضت لما قائم بالفعل وما يمكن أن يطرأ افتراضات وسائل تعرض ويفصل فيها الفقيه. وضع رؤى لتنظيم شبكات الطرق في المستقرات التي تنشأ مرة واحدة٦ـ وهذه الرؤى تتوافق وعملية العمران المستمر. وضع قواعد منظمة لشبكات المياه سواء في مناطق العمران السكني أو٧ـ الزراعي تنظم إنشاءها وتحكم مراحل تطورها أو تعديلها أو إصلاحها أو ترميمها. وضع حلول للتعامل مع كل مظاهر التعديل والتغيير المستمر المصاحب٨ـ كحركة العمران التي يعتبر التعديل والتغيير من مظاهرها المهمة. تحديد شروط إحياء الموات وكيفية تطبيق الأحكام المتصلة به وهو٩ـ أمر في غاية الأهمية حيث إنه يمهد لإضافة مناطق عمرانية جديدة مؤسسة على أحكام الشريعة التي يعمل على تطبيقها الحكام والقضاة والفقهاء وغيرهم من المساعدين التنفيذين. ١٠ـ طرح الأحكام التي تتعلق بتخطيط المنشآت وتصميمها وطرق إنشائها وما يرتبط بذلك من مواد الإنشاء وأساليبه وطرقه. ٣٥الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية ١١ـ طرح الأحكام التي تعالج النوازل المتصلة بحركة العمران وعلاقة المباني المتجاورة بعضها ببعض »البنيان« بدقة وفي إطار يتوافق وعلاقة الجوار التي تؤكد عليها مبادئ في أحكام الشريعة. سليما ١٢ـ طرح الأحكام المتعلقة بتشغيل المنشآت وأدائها لوظائفها أداء وصيانتها وترميمها. وهذا البعد غاية في الأهمية ويتميز به التراث أساسا للرؤية الفقهي الإباضي حيث عرضت لكل جوانبه بما يمثل الإدارية للتشغيل والصيانة ويكشف عن أهمية هذا البعد ما يعرض له المتخصصون في مجال الترميم المعماري حيث أشاروا إلى أن التدهور المعماري الذي حدث على سبيل المثال في القاهرة في العصر العثماني كان من أوائل أسبابه سوء الإدارة بجانب إهمال الأوقاف التي يمثل أيضا بالإدارة، وكذلك القلاقل الأمنية والسياسية).(١بعدا مه ما يتصل الإباضية بتطبيق الأحكام الشرعية كمظلةوفي إطار التزام المجتمعات قانونية حاكمة في الأساس لهذا النشاط، وفي إطار متابعة الفقهاء لحركة العمران في العصور المختلفة. تراكم التراث الفقهي العمراني القانوني تراكما يتابع حركة تطور الحاكم لعملية إدارة المنشآت العمرانية والمعمارية، المجتمع ويتوافق مع ظروف كل عصر في إطار التقدم الحضاري الحادث متمثلا فيمن عصر لآخر، يتضح من خلال هذا الإطار أن الإطار الشرعي أحكام العمران والعمارة كانت تمثل الأساس والقواعد التي يلتزم بها المسؤولون الإداريون عن الإنشاء والعمارة واستمرار المنشآت في أداء ) (١مهدي )حسام محمود( :التدخلات العثمانية في منشآت العصور السابقة بالقاهرة. إشكاليات تواجه القائمين على الحفاظ والترميم المعماري، بحث بكتاب »أبحاث المؤتمر الثالث للدراسات العثمانية في مصر. أشرف على تحريره دانيال كريسليوس، محمد حسام الدين إسماعيل، دار الآفاق العربية. القاهرة، سنة ٢٠٠٤م، ص. ٨٩ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٣٦ وظائفها وصيانتها وترميمها وهو ما انعكس أثره الواضح في التراث المعماري الإباضي وبخاصة في المجتمعات المستقرة سياس يا واقتصاديا كعمان وهو ما يفسر الزخم في الآثار الباقية من هذا التراثفترات طويلة سواء تمثل ذلك في الأفلاج أو الحصون والقلاع أو المساجد أو غيرها. الإباضية لقضايا ومن منظور آخر يرتبط بقضية متابعة الأحكام الفقهية العمران والعمارة في القرون التالية لفترة الدراسة التي تنتهي عند القرن الإباضية واصلوا إصدار الأحكام الفقهيةالسادس الهجري يلاحظ أن الفقهاء المتصلة بمجال العمران والعمارة والتي تعايشها مجتمعاتهم وحكم هذا التواصل في الأحكام الفقهية المنظمة لحركة العمران والعمارة أسس مهمة واضحا في كتاب الخروصيتبدر الإشارة إليها، ونلحظ صداها )١٢٣٧ - ١١٤٧هـ( »في المساجد وأحكامها والمدارس وأقسامها والمحصنة وقوامها« والذي يمثل استمرار التأليف المتخصص في مجال العمران والعمارة حتى القرن الثالث عشر الهجري. ومن هذه الأسس: ١ـ المرجعية المتمثلة في أحكام الفقهاء السابقين لعصره في القرون الإسلامية السابقة حيث يتضح بجلاء أن الخروصي كان على اطلاع بكثير من المصادر الفقهية التي تعالج موضوع كتابه والتي وردت في مصادر فقهية سابقة وقد وردت بعض أسماء مؤلفيها وأسماء المصادر منها، ومن أشهرها :بيان الشرع، والمصنف، والضياء وجامع أبي سعيد الكدمي كثيرا من المسائل التي يعرضها إشارة إلى منهجيته فيوغيرها. وتتضمن طرح القضية، فإذا كان هناك أثر) (١لها في أحد المصادر أو رأي عند الفقهاء السابقين فإنه يعرض لهذا الرأي ويذكره أحيا نا بنصه كما أنه يعرض أحيا نا أحدا يقولبالرأي فيستطرد ليذكر في بعض المسائل قوله» :ولا أعلم أن ) (١الخروصي :في المساجد وأحكامها، المخطوط، ص. ٦٥، ٥٢ ٣٧الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية بغير هذا«)، (١وهو ما يشير إلى مراجعته للأحكام السابقة. وفي سياق آخر قائلا »وليس فيه ما يدل على ردهيعرض لحكم ورد في الأثر، ويعلق عليه في النظر«). (٢وهذا التعليق يومئ إلى منهجيته في تفحص الأحكام السابقة وطرح رأيه فيها، في إطار علمي منهجي صحيح يؤكد ثوابت التواصل بين واضحا في ثبات واستمرارية أجيال الفقهاء وهو التواصل الذي انعكس أثره تطبيق الأحكام السابقة المعالجة لقضايا العمران. وهذا الثبات والتطبيق يرى الإباضية في واضحا في الآثار المعمارية السابقة ويمكن أن تكون المساجد جيدا لذلك.مثالا عمان ٢ـ معالجة الفقهاء للقضايا الجديدة التي يفرزها التقدم الحضاري تراكما معرف يا فقه يا في ولم تكن قائمة في عصور سابقة وهو ما يضيف مجال أحكام العمران ترصد لمراحل التطور والتغير ويمكن دراسة أسبابها كل في عصر. ٣ـ يلاحظ تبني أجيال الفقهاء للأسس والقواعد الشرعية الحاكمة للعمران ولإدارته وصيانته وترميمه والتي سبقت الإشارة إليها انطلاقا من المرجعية الثابتة الحاكمة للأحكام الشرعية بصفة عامة والمنظمة للعمران والعمارة على وجه خاص وهذا الأمر لا شك أنه انعكس بوضوح في العمارة الإباضية التي التزمت بتطبيق الأحكام باعتبارها المظلة القانونية الحاكمة لإدارة العمران والعمارة. وتفسر هذه الأسس استمرار النظم الحاكمة لإنشاء الأفلاج والمحصنات والمساجد والدور والحارات وغيرها من المنشآت، واستمرار هذه النظم العمانية خير مثال على ذلك سواء فيما يتعلقحتى الآن ولعل في الأفلاج ) (١الخروصي :في المساجد وأحكامها، المخطوط، ص. ٦٤ ) (٢الخروصي :في المساجد وأحكامها، المخطوط، ص. ٥٢ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٣٨ بعمارة هذه الأفلاج والمحافظة عليها واستمرار تشغيلها ارتبا طا بالنشاط الزراعي المعتمد عليها وكذلك ما يتصل بذلك من الأعراف والسنن والوثائق الخاصة بالأفلاج. ويكشف المشروع التجريبي الذي أعدته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بسلطنة عمان لتوثيق الأفلاج) (١عن رؤية ثاقبة تساعد في دراسة التراث المعماري لها، ودورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية العماني، كما أنها ترتبط بحفظ الموروث المتعلق بها وهو حفظللمجتمع العمران مرتب طا بها. حيث إن وثيق الصلة بما ورد عنها في مصادر فقه العماني لا غنى عنهالاستفادة من مصادر التراث الفقهي العمراني الإباضي لإتمام هذا التوثيق بصورة علمية صحيحة).(٢ äBÉ°ûæadG IQGOEG تمثل إدارة المنشآت إدارة واعية تساعد على أدائها لوظائفها وإجراء الإباضية وبخاصةمهما كان له أثره في العمارةبعدا  أعمال الصيانة لها المنشآت العامة والمشتركة بين عدد من أفراد المجتمع كالمساجد والأفلاج وغيرها. وإذا كان وكيل الفلج ومن يعاونه من الدلالين وغيرهم يجسد صورة الجهاز الإداري التنفيذي للفلج، فإن نفس النسق في الإدارة نراه في المساجد وغيرها. وإدارة المساجد تمثل صورة مهمة تكشف عن كيفية إدارة المساجد في العصور الوسطى إدارة ساعدت على إنشائها، واستمرارها في وظائفها، وصيانتها وترميمها، وإدارة أوقافها التي تساهم مساهمة مباشرة في تحقيق ) (١للاستزادة، راجع :وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه سلطنة عمان، المشروع التجريبي لتوثيق الملكيات والأعراف والسنن والبيانات المتعلقة بالأفلاج. أيضا دراسة الوثائق الخاصة بالأفلاج.) (٢يتكامل مع ذلك ٣٩الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية كل الأهداف السابقة. وهذه الإدارة يلاحظ أنها نموذج يؤكد على دور المجتمع المحلي في هذا المجال فقد أشار الخروصي إلى أن رعاية المسجد وإدارته كان جانب منها مسؤولية »جماعة المسجد« أو » ع مار المسجد«. وجماعة المسجد كما يعرضها الخروصي »الذين يقيمون فيها الصلوات الخمس في جماعة إلا من عذر في قول من تعلمه من المسلمين« وهو ذات التعريف الذي أطلق على ع مار المسجد فقد ذكر الخروصي أن » ع مار المسجد هم المحافظون على الصلوات فيها ومن تخلف عن عمارته بغير عذر خرج من ع ماره وثبت اسم العمار على من ع مر ورابط واتقى فيما يأتي وما يذر واالله أعلم«).(١ وجماعة المسجد أو ع م اره كانوا يتعاونون مع وكيل المسجد في إدارة شؤون ويتشاور معهم الوكيل في كل ما يتصل بإدارة المسجد ـ وهو التوجه الإداري له أهمية خاصة باعتباره يمثل ما يعرف حال يا بالمشاركة المجتمعية في صنع القرار ومتابعة تنفيذه. وفي ذلك ما يشير إلى الإرهاصات السابقة للفكر الفقهي الإباضي المرتبط بإدارة العمارة. بابا يعرض فيه لكل وقد أفرد الخروصي في كتابه في أحكام المساجد المسائل التي تتصل بعمل وكيل المسجد والمحتسب له والعامل في ماله ويستشف من هذه المسائل ما يلي: يرى الخروصي أن الثقات من عمار المساجد كان لهم الحق في تعيين وكيلا قبل ذلك، وكيل للمسجد يرعى شؤونه بغير رأي الحاكم سواء كان له أو لم يكن ويتأسس هذا التوجه باعتبار أنهم »يخاطبون به في وقتهم، وبالقيام به وبماله«، ويستطرد الخروصي فيقول :وهذا في بعض القول فيما ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٧٩ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٤٠ عندي، ويسع الحاكم المتاركة إذا احتمل في دخولهم وله المعارضة إذا رجى المصلحة في معارضيه، ويشير هذا الحكم المنظم للإدارة ضم نا إلى أن الحاكم كان صاحب الحق الأصيل في تعيين الوكيل لكن هذا لم يمنع مشاركة جماعة المساجد أو عماره من المشاركة في الاختيار باعتبار مسؤوليتهم عن مسجدهم. وإذا رأى الحاكم في غير رأيهم مصلحة المسجد في تعيين وكيل للمسجد دون رأيهم كان له ذلك باعتبار الهدف الأصيل وهو تحقيق المصلحة. ويفصل الخروصي في الحالات المختلفة المرتبطة باختيار الوكيل ويستشف من هذه الحالات مدى الحرص على تعيين وكيل لإدارة المسجد، وإلى أي مدى كانت مشاركة جماعة المسجد في اختيار الوكيل وإلى أي مدى مسؤولا على هذا الأمر حتى تنضبط إدارة المسجد. كماكان الوالي أو الحاكم حددت الأحكام ما يستحق من أجر، وما يلتزم به من إجراءات في أداء العمل سواء في بدء ممارسته أو أثناء الممارسة أو عند ترك العمل).(١ وكان وكيل المسجد يقوم بكل مصالحه، والمحافظة على عمارته، ومتابعة أوقافه وغلتها وكل ما يتفرع عن هذه الأمور من مسائل).(٢ وهذه الضوابط الإدارية التي تعكسها أحكام تعيين وكيل المسجد وتنظم عمله في متابعة أمور المسجد لا شك أنها تنعكس في النهاية في المحافظة على عمارة المسجد واستمراره في أدائه لوظيفته وإصلاحه وترميمه وبمرور الوقت تصبح هذه الضوابط بمثابة ثقافة إدارية عامة تدركها جماعة المسجد أو ع ماره أصحاب المصلحة الرئيسية في عمارة المسجد تتوارثها الأجيال. ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ص. ٥٤٥ ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٦٩٩ - ٥٤٦ ٤١الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية وهو أمر كان من الأسباب المباشرة التي أدت إلى بقاء عديد من المساجد الأثرية بحالة جيدة حتى مطلع العصر الحديث الذي بدأت فيه النهضة العمانية التي أدت إلى هجرة المباني التقليدية والسكنى في مناطق حضارية جديدة. لكن المسؤولين عن التراث في السلطنة يتمسكون بالمحافظة على هذا التراث وتوثيقه وترميمه وهي المهمة التي كانت موكولة قبل ذلك لوكيل المسجد وجماعته. óLÉ°ùadG IQÉaY πjƒaJ IQGOEG مهما من جوانب إدارة إنشائه، وأدائهجانبا  يمثل تمويل عمارة المساجد لوظيفته وما يجرى به من أعمال الصيانة والترميم. حددت الأحكام الفقهية العمرانية والمعمارية كل ما يتصل بتمويل إنشاء المساجد الجامعة ومساجد الحارات سواء كان هذا التمويل من مسؤولية الحاكم أو من مسؤولية المسلمين المقيمين في المستقر السكني بصفة عامة أو في الحارة).(١ تحديدا نوعية المشاركين من وب ينت مصادر تمويل المسجد الجامع المسلمين في عمارته وحازت له الأفضلية عن مساجد الحارات التي تركزت مسؤولية إعمارها على سكان الحارة التي يقع بها المسجد)، (٢كما أجازت الأحكام مشاركة النساء في عمارة المساجد الجامعة أجازت كذلك مشاركة غير المسلمين في بناء المساجد).(٣ ) (١للاستزادة، راجع :الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٩ص ١٠ - ٩؛ الكندي :المصنف، ج، ١٩ ص ٤١؛ ابن جعفر :الجامع، ج ، ١ص. ٣٠١ ) (٢الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٩ص. ١٤ ) (٣الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص. ٩ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٤٢ وأوضحت الأحكام إمكانية توظيف ما بقي من أموال عمارة مسجد لعمارة مسجد آخر، كما عرضت الأحكام بالتفصيل لما يوقف على المسجد من أوقاف تساعد على استمراره في أدائه وظائفه بل وحددت القواعد التي تساعد على تنمية هذه الأوقاف، وكذلك نظمت الأحكام كل ما يتعلق بما يرد في الوصايا من أموال للمساجد يستفاد منها في إعمارها في إطار ما تحدده الوصية من شروط سواء كان صرف الأموال في صالح المسجد أو صالح ع ماره).(١ واستطردت الأحكام لتفصيل كل ما يتعلق بأراضي المساجد التي تتهدم أو يتحول الناس عنها إلى غيرها وهي أحكام تسعى إلى المحافظة على هذه الأراضي لحين إعادة بناء المساجد مرة أخرى في اي وقت يمكن فيه ذلك).(٢ وفي إطار ما سبق؛ يتضح أن الأحكام الفقهية التي عالجت تمويل إنشاء المساجد ومصارفها بعد إنشائها كانت بمثابة القانون المنظم لعمليات تمويل إنشاء المساجد وإدارة أموالها للصرف مع مصالحها ومصالح عمارها من خلال الإداريين الذين يتولون ذلك ومن أبرزهم» :وكيل المسجد وجماعة المسجد وع ماره. وبهذا تكتمل المنظومة الإدارية المتعلقة بالتمويل ومصارفه والتي كفلت إكثار إنشاء المساجد وهي ظاهرة عمران البلاد القديمة في عمان، وهذه الكثرة تعني نجاح الإدارة في عمليات إنشاء المساجد في إطار القواعد المنظمة كما أن هذه الإدارة كان لها دورها البارز في استمرارية هذه المساجد في أداء وظائفها، وكذلك في إصلاحها وترميمها كلما احتاجت إلى ذلك وهو ما يساعد على بقاء نماذج عديدة منها كتراث معماري ديني إباضي مهم. العمران الإباضي، مجلد، ١ ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ٥٧، ٥٣، ٤١؛ عثمان :فقه ص. ٤١٤ - ٤١٢ العمران الإباضي، ص. ٤١٩ - ٤١٨ ) (٢الكندي :بيان الشرع ج ، ٣٧ص ٥٨؛ عثمان :فقه ٤٣الباب الأول :إدارة العمارة الإباض ية o«eôàdGh áfÉ«°üdG IQGOEG مهما في عمليات إدارة عمارةبعدا آخر تمثل عمليات الصيانة والترميم المنشآت العامة سواء كانت أفلاج أو محصنات أو مساجد. وقد عرضت الأحكام الفقهية على سبيل المثال للضوابط التي تنظم عمليات الترميم والإصلاح والصيانة والتحسين المعماري أحيا نا بإضافة ملحقات للمسجد كالميضأة والبرادة وغيرها. وقد تناولت الأحكام الفقهية كل ما يتعلق بعمليات الصيانة والترميم واستمرارا مع عناصر الإنشاء من ابتداء من تحديد الأرض ومواد البناء جدران وأعمدة وعقود وغيرها وكذلك كل ما يتعلق بما قد يحدث من تعديل في مواضع الأبواب وغير ذلك. وحددت مصارف ذلك من أوقاف المسجد أو ما يوصى به إليه سواء كان الوقف لصالح عمارة المسجد نفسها المتمثلة في أرضه وجدره وسقفه، أو ما يتصل بالعناصر المعمارية التي تكون في صالح العمار كالميضأة والسرج والحصير والمنارة وغيرها).(١ ولما كانت القواعد المنظمة لعمليات الإصلاح والترميم واضحة وثابتة من خلال ما صدر من أحكام فقهية تعالج هذا الأمر فإن انعكاسها في عمارة المساجد الأثرية الباقية تكون واضحة في تماثلها وتشابهها تشابها لا يتكرر في الطرز المعمارية الأخرى التي لا تتقيد بمثل هذه مباشرا للأحكام الفقهية على عمارة المساجدأثرا الأحكام، ويمثل هذا تحديدا. العمانيةالإباضية الأثرية ) (١للاستزادة، راجع :الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص، ٦٥ - ٦٤، ٤٤ - ٣٤، ٢٠، ١٥ الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ٤٨ - ٤٧؛ ابن جعفر :الجامع، ج ، ٢ص ٣؛ عثمان :فقه العمران الإباضي، مجلد ، ١ص ص. ٤١٤ - ٤٠٥ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٤٤ وهذه الرؤية التي توضح أثر الأحكام الفقهية المتعلقة بإدارة عمارة المساجد يوجد ما يناظرها ـ وكما سبقت الإشارة ـ في إدارة المنشآت الحربية كالمحصنات والقصور، والعمارة المدينة كالأفلاج والسواقي، وهو الإباضية على ما يؤكد أثر البعد الفقهي المتصل بأحكام إدارة العمارة صياغتها ونمطها المعماري المميز. الباب الثاني تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الإباضية الدينية في المناطق الفصل الأول وظيفية المسجد الإباضي في عمان أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٤٨ »°VÉHE’G óé°ùadG áØ«Xh »من المهم أن نشير إلى وظيفة المبنى بصفة عامة هي السبب الأصلي في وجوده، وفي تبرير وجوده، وهي الغرض الغالب عليه والمصدر الرئيسي في التصميم واتخاذ المبنى الشكل الذي هو عليه«). (١والمسجد منشأة إسلامية خالصة وضع الرسول ژ أول تخطيط لها وتابعه في مراحله المختلفة في مسجده بالمدينة المنورة، وهو المسجد الذي كان المصدر الذي تأست به عمارة المساجد في العصور التالية، وفي البلاد الإسلامية دورا أساس يا في هذه الفترة بكل ما أدى منالمختلفة، ولعب المسجد موضعا للدرس، والحكم والعلاج) (٢وغيروظائف أولها الصلاة، كما كان ذلك من الوظائف ومع تطور الحضارة الإسلامية أضيفت أدوار أخرى للمسجد تنوعت واختلفت باختلاف ظروف المجتمعات منها ما توافق مع صحيح الدين ومنها ما اعتبره بعض الفقهاء بد عا. الإباضية تبنت عمارتها بساطة عمارة مسجد النبي ژ فيوالمساجد المدينة بل وفي الالتزام بشكله المعماري كما سيتضح من الدراسة المعمارية الإباضية في إطار أن كل ما فعله النبي في عمارة مسجدهالمفصلة للمساجد سنة وجب الالتزام بها. ) (١سامي »عرفان« :نظرية الوظيفية في العمارة، دار المعارف، ص ٢٧؛ عثمان )محمد عبد الستار( :نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة، دار الوفاء لدنيا النشر والطباعة الإسكندرية، ص. ٢٥٦ ) (٢للاستزادة، راجع :عثمان :نظرية الوظيفية، ص ص. ٣٦ - ٣١ ٤٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وفي إطار هدف هذه الدراسة التي تهدف إلى بيان تأثير الأحكام الإباضية فإن من المهم الإشارةالإباضية على عمارة المساجدالفقهية أولا إلى أن هذه الأحكام تأسست على ما ورد في مصدري التشريع »القرآن والسنة« سواء كانت قولية كما في أحاديث النبي ژ الخاصة بعمارة المساجد أو فعلية تمثلت فيما اتخذه النبي ونفذه في عمارة مسجده أثناء إنشائه أو توسعته في مراحل مختلفة من السنة الأولى أيضا الإشارة إلى أنللهجرة وحتى السنة التاسعة ، كما أن من المهم )(١ واضحا بما جرى في مسجد النبي ژ منهذه الأحكام عكست تمسك ا واضحا ولم تحديدا توجهات معمارية حددت شكل ملامحه وعناصره تتماهى مع ما حدث من صياغات معمارية لاحقة في البلاد الإسلامية الأخرى ارتبطت إما بتطور حضاري معين، أو تأثرت بتقاليد الشعوب التي دخلت في الإسلام، أو غير ذلك من الأسباب. وهذا الأمر انعكس واضحا في عمارة المسجد الإباضي وأوضح دليل على ذلكانعكاسا استمرار نمطه المعماري بملامحه المميزة ابتداء من العصور الإسلامية الأولى وحتى العصر الحديث. وإذا كانت »الوظيفة« سابقة للمبنى الذي يؤديها وهي السبب في وجوده الإباضية لما فإن من المنطقي أن نعرض لوظائف المسجد في إطار الثقافة وتصميما كما أن لذلك من أثر ينعكس في صياغته المعمارية تخطي طا التعرف على الأبعاد الوظيفية للمسجد الإباضي تساعد بالتالي على فهم عمارته وفهم الأحكام الفقهية التي عرضت لعناصره. ) (١للاستزاده، راجع :عثمان )محمد عبد الستار( :المسجد النبوي وبيوت أمهات المؤمنين، دراسة آثارية معمارية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت. سلسلة روافد، العدد ، ٩٧سنة. ٢٠١٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٥٠ ذكر الكندي في بيان الشرع أن االله تبارك وتعالى ذكر المساجد في كتابه، فعظم شأنها، وب ين فضلها وحث على عمارتها فقالÙ Ø × Ö Õ Ô ﴿ : % $ # " ! ❁á à ß Þ Ý Ü Û Ú & ' ( ) * ﴾4 3 2 1 0 /. - , + ]النور، [٣٧ - ٣٦ :وقال تعالىp on m lk ji ﴿ : ] ﴾qالتوبة، [١٨ :ثم ب ين رسول االله ژ أن المساجد بعضها أفضل من بعض لقوله» :لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد :مسجدي هذا والمسجد الحرام، ومسجد إيلياء، يعني بيت المقدس«. وقال النبي ژ » :وصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام«. بابا لمعالجة وظيفية المسجد وما يتصل بهوقد أفرد الكندي في مصنفه من الوظائف الأساسية للمسجد وهي، الصلاة والدرس، وما يتعلق بوظائف أخرى يمكن أن يؤديها في الظروف الطارئة، وما يجب من سلوكيات لا يصح أن تمارس في المسجد باعتبارها خارجة عن نطاق وظائفه الأساسية، والإشارة إلى هذه الأحكام كان يعني منع ما قد يحدث منها في المسجد وتوجيه المسلمين إلى عدم اتباعها أثناء تواجدهم في المساجد).(١ وتعكس المسائل التي عرضها الكندي مدى تبجيل الفكر الإباضي لدور المساجد »فهي مجلس الكرام وهي حصن من الشيطان حصين والجلوس فيها رهبانية هذه الأمة«، وحثت الأحكام الفقهية على ارتياد المساجد فقد كان يقال» :أديموا الاختلاف إلى المساجد فإنكم لن تعدموا كلمة تدل على مستفادا أو أخا علما مستظرفا أو الهدى أو تنهى عن رديء، أو آية محكمة أو رحمة منتظرة، أو ترك ذنب أو حياء وإما خشية«. العمران الإباضي، مجلد ، ١ص ص. ٤١٦ - ٤١٤ ) (١عثمان :فقه ٥١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وذكر قول رسول االله ژ» :الزموا البيوت في آخر الزمان فإنها صوامع الأمة«، وعنه ژ أنه قال» :المساجد سوق من أسواق الآخرة، وأهلها ضيف االله، قراهم فيها المغفرة، وتحفتهم فيها الجنة، فإذا دخلتم فارتعوا، قيل يا رسول االله كيف نرتع قال :عليكم بذكر االله والرغبة إليه«. وجاء في الحديث» :أن لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد الذي بينهما أربعون ذرا عا وأجمعوا أن جار المسجد لو صلى في بيته لسقط عنه فرض الصلاة فمعناه لا تضعيف له في الثواب، وجار المسجد قيل :من سمع الأذان وقيل :الإقامة«).(١ الإباضية بالتفصيل عن آداب المساجد التيوتحدثت المصادر الفقهية يجب على المصلين الالتزام بها سواء أكانت هذه الآداب تتمثل في صلاة ركعتين تحية للمسجد، أو كانت تتصل بالاعتكاف في المسجد، والتوجيه على عدم النوم فيه، ما يجب على المصلي من تحري نظافة ثيابه عند دخوله المسجد، وطهارة المصلي الواجبة عند ارتياد المساجد، كما حذرت من دخول أهل الذمة إلى المساجد إلا للحكم، وكذلك الحائض من النساء كما وجهت الأحكام إلى »طرد السكران من المسجد ولو كان جاء وقت الصلاة«)، (٢كما أشارت إلى أنه لا يجوز أن يدخل الموتى في والج المسجد للصلاة ولا خارجه).(٣ وقد ورد في الضياء أن النبي ژ قال» :المساجد بيوت االله في أرضه بنيت بالأمانة وشرفت بالكرامة لا ترفع فيها الأصوات، ولا تنشد فيها الأشعار، ولا تقام فيها الحدود، ولا يعاقب فيها، ولا تسل فيها السيوف ولا يشهر فيها ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ص. ٧ - ٥ ) (٢الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ١١ ) (٣الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ١٢ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٥٢ السلاح، ولا يمر فيها بلحم، ولا يتخذ فيها طري قا، ولا يحلف فيها باالله، ولا تبنى بالتصاوير ولا بالقوارير ولا تتخذ سو قا، ولا ينفخ فيها بالمزامير، وإنما بنيت لما بنيت له ولكن زينتها نظافتها وتعظيمها بالذكر إن شاء االله، وفي موضع :جمروها في الجمعة واجعلوا على أبوابها المطاهر«).(١ وإذا كانت الأحكام التي سبقت الإشارة إليها تعكس أسس ثقافة المجتمع الإباضي في ارتياد المساجد وتحدد وظيفتها فإن هذه المصادر قد فصلت تفصيلات مهمة في بعض السلوكيات التي تتعلق بالوظيفة الأساسية للمسجد وهي الصلاة، حيث عرضت بالتفصيل للأحكام المتعلقة للصلاة في بيت الصلاة وبخاصة ما يتعلق باتصال الإمام بالمصلين من خلفه وبخاصة سترته، وتحديدا اتصال المصلين فيها الإماموكذلك استخدام الصرحة في الصلاة، والمصلين أمامهم في بيت الصلاة باعتبار أن الصرحة جزء من التكوين المعماري للمسجد. ومن هذه الأحكام ما يتصل بإحداث زيادة في صرحة المسجد لصالح ع ماره وهو أمر يتعلق بتوسعة صرحة المسجد أو صرحاته، وأجازت الأحكام الفقهية التي عرضها الخروصي ذلك. كما عرضت هذه الأحكام لجدران الصرحة وترميمها باعتبار أنها من صلاح المسجد وصلاح الع مار الع مار، كما أشارت إلى إمكان عمل عريش في الصرحة يستظل به واستطردت الأحكام لمناقشة ما يصل بعمارة أبواب الصرحة، وكذلك غرس الأشجار في بعضها).(٢ وفي إطار ما سبق تتحد الوظيفة الأساسية لبيت الصلاة والصرحات طا بهذه الوظيفة الأساسية التيوأنها كانت لتخدم غرض الصلاة، وارتبا يؤديها عمار المسجد كانت هناك وظائف أخرى كانت لتعين ع مار ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ١٩ ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٨٥ - ٨٤، ٧٩، ٧٢ - ٧١، ٦٦ - ٦٥، ٥٦ ٥٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المسجد على القيام بالصلاة والعبادة وجرت العادة بها حتى أصبحت في إطار العادات والتقاليد. ومن المهم أن نشير إلى بعض العادات والتقاليد التي جرت العادة بها في الإباضية والتي ترتبط بالعبادة أو الأعياد الإسلامية التي يجريالمساجد الاحتفال بها في المساجد. ومن أهم هذه العادات تلك العادة التي تتمثل في تناول ع مار المسجد التمر في المسجد بين صلاتي الظهر والعصر وهو ما اصطلاحا »بالهجور« وكذلك فطور المصلين في شهر رمضان بالمسجد،يعرف اصطلاحا »بالفطرة« كذلك كان يأكل المصلون في المسجد فيوهو ما عرف بعض الأيام المباركة الإسلامية كيوم الحج، ويقصد به يوم عرفة، ويوم النحر وهو يوم عيد الأضحى المبارك، ومن بعض المناسبات الأخرى المرتبطة بالأكل ما عرف بأكلة الشتاء وأكلة الصيف حيث كان يجتمع المصلون في المسجد لذلك. وقد حددت الأحكام الفقهية المواعيد المناسبة للأكل في المساجد في هذه المناسبات سواء كانت في النهار كما في الهجور أو بعد الغروب في شهر رمضان وكذلك العشاء أو السحور. وقد تنوعت الأغذية التي يتناولها المصلون في المسجد ما بين التمر والفواكه والخبز واللحم).(١ غالبا في صرحة المسجد) (٢أو حتى في بيتوكان تناول الطعام يتم الصلاة داخل حدود المسجد في إطار ما تشير إليه الأحكام الفقهية كما أجازت الأحكام الأكل على درج المسجد).(٣ ) (١للاستزادة، راجع :الخروصي )جاعد بن خميس( :في المساجد وأحكامها والمدارس وأقسامها والمحصنة وقوامها، مخطوط بمكتبة السيد أحمد البوسعيدي، تحت التحقيق والنشر بإشراف مهنى التيواجني. ) (٢ابن بطوطة )محمد بن عبد االله بن محمد اللواتي( :الرحلة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تحقيق علي المنتصر الكتاني، مؤسسة الرسالة ط، ١٩٨٥ الطبعة الرابعة، ص. ٢٩٧ ) (٣الخروصي :في المساجد وأحكامها، ورقة. ٥٠٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٥٤ وقد أشار الخروصي إلى أن المأكولات التي كانت توزع على المصلين غالبا من الأموال التي توقف أو يوصى بها من أصحابهافي المسجد كانت لهذا الغرض. كذلك عرض الخروصي للشروط التي يجب توافرها فيما يستفيد من هذه الأطعمة التي توزع في المسجد وأكد في أكثر من موضع أن ذلك كان يختص به عمار المسجد دون غيرهم. ومن الملفت للانتباه في إطار تنظيم هذه المنظومة أن الأحكام الفقهية حددت مكان الأكل في إطار حدود المسجد سواء في بيت الصلاة أو في صرحة المسجد، وإذا ضاق المسجد بالمصلين الذين يتناولون الفطرة في أيضا لتحديد المواضع المجاورة له وقد عرضرمضان فإن الأحكام عرضت الخروصي لمثل هذه الأحكام التي تدل بصورة غير مباشرة على ازدحام المسجد بالمصلين الذين يتناولون الفطرة به في شهر رمضان. ومن المنطقي أن توزيع التمر والخبز وغيره من المأكولات في المسجد وبخاصة في شهر رمضان في موعد الفطور على هذه الأعداد الكثيرة من العمار الذين يستفيدون من الفطرة حسب الأحكام الفقهية كان يحتاج إلى مواضع لتخزينها، وحفظ ما يبقى منها، وهو ما يعني ضم نا أن يكون في بعض المساجد بعض الحجرات الملحقة بالمسجد تؤدي هذا الغرض).(١ أيضا في بعض الأوعية التيوقد أشار الخروصي إلى أن حفظ التمور كان توضع في المسجد ومنها الجبيب).(٢ ) (١الخروصي :في المساجد وأحكامها، ورقة. ٤٩٥، ٤٩٤ ) (٢الخروصي :في المساجد وأحكامها، ورقة. ٤٨٤والجبيب :وعاء من خوص يوضع فيه الرطب والتمر. ٥٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وقد قام المسجد الإباضي بدور آخر مهم يمكن اعتباره في إطار هذا الدور مؤسسة للرعاية الاجتماعية، فقد كان يصرف للسائلين فلوس من أموال المسجد التي يوصى بها لهذا الغرض ويتولى وكيل المسجد هذه المهمة. كما كان يوزع من هذه الأموال مساعدات مالية لمن يستحقها من الذين يقومون بالحج إعانة لهم. كذلك كانت توزع المأكولات وبخاصة التمور على السائلين من غير عمار المسجد أو من فقراء الحارة التي يقع بها المسجد. وهذه المساعدات المالية والغذائية التي تصرف لهؤلاء من أموال المسجد أكدت على دور مهم للمسجد تم ثل في الرعاية الاجتماعية للفقراء والمحتاجين أو الذين يمرون بعسرة مالية أو كانوا في حاجة إلى المال لتأدية فريضة الحج. وهنا تجب الإشارة إلى علاقة الجوار بين المسجد وفقراء الحارة التي يقع بها حيث يختص المسجد بمعاونة فقراء حارته. أيضا أن الأحكام الفقهية المتعلقة بالوظائف التيومن الملفت للانتباه أجاز الفقهاء أن تؤدى بالمسجد ما كان يحدث من استخدام المسجد كموضع لحفظ الحبوب في أيام المطر التي يمكن أن تؤدي إلى فسادها، وكذلك الدخول إليها بالدواب اتقاء لخطر السيول. على أن يتولى من يقوم بذلك إعادة حال المسجد إلى ما كان عليه قبل هذا الاستخدام محافظة على نظافة المسجد وسلامته. كما أجاز الفقهاء اللجوء إلى المسجد للتحصن به من العدو وربما يكون في ذلك ما يفسر ما حدث من تحصين لبعض المساجد بإنشاء الأبراج وغيرها من العناصر المعمارية التي هي من عناصر المعمارية الحربية).(١ ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ١١٣، ١٠٤، ٩٦، ٩١، ٩٠ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٥٦ وفي إطار النشاطات التعبدية والحياتية للمجتمع الإباضي نلحظ أن المساجد توزع إنشاؤها وعمارتها على المناطق والمستقرات السكنية ممثلة في الحارات وما جاورها باعتبار أن هذه المستقرات السكنية كانت الوعاء المادي العمراني والمعماري الذي يعيش فيه السكان ويمكثون فيه فترات طويلة من الليل والنهار. وكذلك كان النشاط الزراعي الاقتصادي الأساس الإباضية سواء في عمان أو بلاد الشمال الإفريقي، ومنفي حياة المجتمعات ثم فإن إنشاء بعض المساجد في مناطق العمران الزراعي يمثل ظاهرة الإباضية وبخاصة في عمان. حيث إن هذه المناطق التيمعمارية في العمارة يعمل فيها من يمارس هذا النشاط في أوقات النهار وأحيا نا بعض فترات الليل يستوجب إنشاء مساجد تفي بحاجات الناس الروحية ممثلة في أداء فروض الصلاة والعبادة. ويبدو أن هذه الظاهرة ارتبطت بتوجه عمراني ومعماري آخر تمثل في إنشاء بعض الدور أو البساتين التي تشتمل على أيضا من العوامل المحفزة لإنشاء هذهبعض مقار للإقامة لمدة معينة كان العمانية بمساجد المزارع.النوعية من المساجد التي عرفت في الثقافة ́QGõadG óLÉ°ùe مهما من جوانب النشاطجانبا يمثل النشاط الزراعي في عمان كبيرا في انتشارا الاقتصادي وانتشرت بساتين النخيل والمناطق الزراعية العمانية التي أشبه ما تكون بالواحات التي تضمنتالمستقرات السكنية مناطق عمرانية سكنية تحيط بها مناطق زراعية وبساتين النخيل. ولما كان العمانيين وبخاصة في المناطقالنشاط الزراعي يمثل عمل كثير من الداخلية، فإن هذه المناطق الزراعية كانت بحاجة إلى مساجد يصلي فيها أيضا في المناطقمن يعمل في هذه المزارع والبساتين وهذه الظاهرة وجدت ٥٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الإباضية في بلاد الشمال الإفريقي ولذات الغرض. ويأتي انتشار المساجد في هذه المناطق الزراعية كانعكاس لثقافة دينية راسخة تؤكد على الالتزام بأداء الصلاة في أوقاتها بالمساجد وهي ثقافة واضحة في المجتمع واضحا انتشارا الإباضي) (١بدلالة انتشار هذه المساجد كظاهرة عمرانية مقارنة بما هو عليه الحال في البلاد الإسلامية الأخرى التي وجدت بها بعض المساجد في المناطق الزراعية ولكنها لا تمثل ظاهرة واضحة كما هو الإباضية ومن البلاد التي تشتمل على نماذج أثرية من هذهفي المناطق المساجد نخل وأدم وغيرهما. وهذه المساجد تتسم بصغر مساحتها فقد بلغت مساحة مسجد مبارك بأدم عشرة أمتار مربعة وهو يستخدم للصلاة من قبل المزارعين أهالي الحارات المجاورة له)، (٢ومسجد عفراء الذي يعتبر من مساجد الفروض كبيرا). (٣ومن نماذج مساجدانتشارا التي انتشرت في المزارع في منطقة أدم المزارع المسجد المحصن قرب الغاقات ببهلا) (٤وهو يقع وسط بساتين النخيل، وتوجد بنزوى أمثلة متعددة من هذه النوعية من المساجد مثل مسجد الشرجة الذي يقع على »طرف منطقة زراعية وجدت منذ أزمنة قديمة بطول الضفة الشرقية لوادي الأبيض«).(٥ وتوجد نوعية أخرى من المساجد ارتبط إنشاؤها بتعمق الثقافة الدينية غالبا، أيضا خارج المناطق السكنية في إطار التفرع للعبادة في مساجد تنشأ ) (١كوستا :مساجد عمان، ص. ٨٧ ) (٢المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ١٠١ ) (٣المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ١٠٤ ) (٤كوستا :مساجد عمان، ص. ١١٨ ) (٥كوستا :مساجد عمان، ص. ١٠٦ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٥٨ وتنشأ إما بمعرفة عباد زاهدين راغبين في التعبد والاختلاء أو بمعرفة غيرهم ممن كانت لهم رغبة في إنشاء مثل هذه المساجد لذات الغرض. وهذه النوعية من المساجد يغلب عليها البعد الشخصي ومن ثم كانت أمثلة كثيرة منها ذات مساحة محدودة وبناء معماري بسيط يفي بالغرض من إنشائها. وهذا لا يعني أن منها ما جاءت عمارته بنفس مستوى وسمات نمط المساجد الإباضية في المستقرات السكنية وقد عرفت هذه النوعية من المساجد في أيضا تميز بها الإباضية بمساجد العباد وهي ظاهرة معمارية إطار الثقافة الإباضية سواء في عمان أو في بلاد الشمال الإفريقيعمارة المساجد وبخاصة في جبل نفوسة ووادي مزاب بالجزائر. ¿ÉaYo »a OÉÑ©dG óLÉ°ùe واضحا انعكاسا الإباضية انعكست قوة الروح الدينية في المجتمعات العمانية وكذلك فيفيما يعرف بمساجد العباد التي انتشر إنشاؤها في البلاد الإباضية ببلاد الشمال الإفريقي. وهي مساجد ارتبطت في تسميتهاالمناطق واضحا بعمارها الذين يتفرغون للعبادة فيها فعرفت بمساجد العبادارتبا طا وتوجد نماذج باقية من هذه المساجد في نزوى) (١وبهلا وأدم) (٢وغيرها. وهذه النوعية من المساجد يقوم على إنشائها في خارج المناطق السكنية أناس يتفرغون للعبادة فيها، ومن ثم فإن مساحاتها تكون صغيرة نسب يا كما تنوعت تخطيطاتها ارتبا طا بالمساحة المتاحة وبمقومات الإنشاء المتوفرة. ومن أمثلة هذه المساجد في أدم مسجد الغويلبي الذي يقع شرق محاضر فلج الشارع وهو بسيط في عمارته حيث تبلغ مساحته واتساعه ٥أمتار ) (١البوسعيدي :في آثار نزوى، ص. ٢٨ ) (٢البوشي :المعالم الآثارية لولاية أدم، ص. ١٠١ ٥٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وعمقه ١,٥متر) (١وله محراب بسيط عبارة عن حنية يعلوها عقد مدبب. نموذجا آخر لمساجد العباد في أيضا مسجد »باني روحه« الذي يعتبرومنها أدم والذي نسجت حوله أسطورة تتضمن أن الملائكة هي التي قامت ببنائه، ويذكر أحد الباحثين أن هذا المسجد »بني ليلبي غرض الاختلاء والانزواء من قبل المتعبدين المتصوفين الذين ينقطعون للعبادة عن مشاغل وصخب أيضا صغر مساحة هذا المسجد وأن بناءه عبارة عن مساجدالحياة« ويلاحظ مستطيلة يبلغ طولها أربعة أمتار وعرضها مترين مغطاة بقبو).(٢ ومما يدل على انتشار مساجد العباد تلك المسائل الفقهية التي عرضت لأموال هذه المساجد حيث يذكر الخروصي في كتابه في أحكام المساجد بعضا من هذه المسائل التي تكشف عن انتشار هذه النوعية من المساجد. ) (١المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ١٠٢ ) (٢المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ١٠١ الفصل الثاني تأثير الأحكام الفقهية على التخطيط العمراني الإباضية في عمان للمساجد أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٦٢ ¿Éa©o H á«q °VÉHE’G óLÉ°ùa∏d »fGôa©dG §«£îàdG الإباضية في عمان في إطار البعدمن المهم الإشارة إلى أن المساجد التخطيطي يمكن أن يتجه البحث إلى دراستها في إطار محورين أساسيين، المحور الأول؛ يعرض لجانب التخطيط العمراني لهذه المساجد في إطار علاقتها بالنسيج العمراني للمستقرات السكنية من حيث اختيار مواضعها وارتباط هذا الاختيار بنوعيتها سواء كانت مساجد جامعة أو مساجد فروض، ومن حيث توزيع مساجد الفروض بخاصة على مساحة المستقر السكني في إطار الأحكام الفقهية الضابطة لهذا التوزيع. أما المحور الثاني؛ فإنه يعرض للتخطيط المعماري للمساجد من حيث مساحتها، ووحداتها المعمارية، وعناصرها المختلفة سواء كانت عناصر منفعة أو إنشاء أو وقاية أو تهوية وإضاءة أو غير ذلك في إطار ما وجهت إليه وأيضا في إطار ما يرتبط بالأداء الصحيح للوحداتالأحكام الفقهية، المعمارية للمسجد وعناصره للوظيفة التي أنشئت من أجلها باعتبار أن الوظيفية هي المختبر Testالذي يقاس به صحة التصميم وكلما زاد المبنى كفاءة وملاءمة لأغراضه ارتفعت قيمته وازداد قدر الإعجاب به واكتسب مغزى وصحة وشرعية. أما إذا كان في تشكيل بعض وحداته أو أجزائه أو عناصره أو في تقييمه ما يتعارض والاستعمال وما هو موضوع لغير سبب فإن القيمة والتقدير يقل وإذا ثبت أنه لا يخدم أغراضه إطلاقا ولم تكن له قيمة ولا استحق التقدير بل لا يستحق أن يسمى عمارة).(١ ) (١سامي :نظرية الوظيفية في العمارة، ص. ٢٢ ٦٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ويحدد المعماريون الشروط التي يجب توافرها في المبنى، وأولها :شرط أصلا إلا ليؤدي وظيفة انتفاعيةالمنفعة ، Commodity Utilityفالمبنى لا ينشأ أغراضا عملية، وثانيها :المتانة ، Firmness Strengthفالمبنى يصمموليخدم بحيث يكون قويا متي نا ثاب تا يتحمل القوى التي يتعرض لها ويقاوم الاستهلاك وعوامل الزمن وهذه المتانة إذا ما تحققت تعني استمرار تحقيق الشرط الأول وهو المنفعة، كما أن بين هذه الشروط الجمال، والجمال في مستوياته يبدأ من مستوى الجمال الحسي المتمثل في الهيكل المادي للمبنى والمجال الوظيفي الذي ينعكس في الأداء الصحيح لوظائفه والجمال التجريدي الذي يمثل المستوى الفكري المتقدم للرائي للمبنى وتقييمه ونقده. أما الشرط الرابع؛ فهو شرط الاقتصاد)، (١والرؤية الاقتصادية في تبذيرا اعتدالا أو العمارة مهمة ولها أبعادها المرتبطة بتكاليف الإنشاء وبالمساحة، وبنوعية المواد، وبذكاء التخطيط الذي يحقق غايات اقتصادية. وكل من المحورين العمراني والمعماري في إطار تقييم تطبيق الأحكام الإباضية في عمان لبيان أثر هذه الأحكام أمرالفقهية على عمارة المساجد مهم نعرض له في إطار عام بالتطبيق على بعض المناطق، في إطار الدراسة الإباضية في إطار الدراسة المعمارية،العمرانية، وفي إطار عينة من المساجد وهذا التوجه في الدراسة يهدف إلى طرح المنهج وإعطاء النموذج المفترض الإباضية في إطار إبراز تأثير أحكام الفقه علىلدراسة عمارة المساجد أيضا مع عوامل أخرى بيئية عمارتها. وهو هدف هذه الدراسة والذي يتكامل واجتماعية لها تأثيرها في تشكيل العمارة بصفة عامة. ويبقى الدرس والبحث التفصيلي لكل مسجد وعلاقته بالنسيج العمراني المحيط به ودراسة تخطيطه طرحا آخر لبحوث تسعى إلى الدراسة الشاملة والتفصيليةوعناصره المعمارية الإباضية الأثرية. لعمارة المساجد ) (١عثمان :نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية بالقاهرة، ص. ٢٥٥ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٦٤ óLÉ°ùa∏d »fGôa©dG §«£îàdG العمانية ما بين مساجد جامعة تقام فيهاالإباضية تنوعت المساجد الصلوات الجامعة بالإضافة إلى الصلوات الخمس المفروضات، ومساجد العمانية يصلي فيها سكانها الصلوات الخمستنتشر في الحارات المفروضات وتس مى بمساجد الفروض، ومساجد تنشأ لنفس الغرض تنتشر في المزارع والبساتين ليقيم فيها من يعمل بهذه المزارع والبساتين صلواتهم المفروضة، وبعض هذه المناطق كان يستغل أحيا نا للإقامة المؤقتة في فصل الصيف، ومن ثم فإن هذه المساجد كانت تلبي حاجة الناس لإقامة الصلاة فيها في هذه الفترات. هذا بالإضافة إلى مساجد أيضا وكانت تنشأ بغرض التفرغ للعبادة من جانبالعباد التي انتشرت بعض العباد وهذه النوعية من المساجد كانت في الغالب صغيرة الحجم متناثرة في المواضع التي يتم اختيارها لسبب أو لآخر في هذه المواضع كما سبقت الإشارة إليه. غالبا خارجومن المهم الإشارة إلى أن المساجد الجامعة كانت تنشأ الحارات السكنية حتى تجنب هذه الحارات دخول الغرباء إليها وهناك من المساجـد الجامعة ما أنشئ في رحـاب بعض الحصون الكبيرة كحصن الرستاق. وقد عرضت الأحكام الفقهية للضوابط التي تحكم إنشاء المساجد محكوما في عمان الجامعة حيث أن إنشاء هذه المساجد كان في البداية بقضية التمصير التي تجسد فيما حدده الخليفة عمر بن الخطاب من أمصار تقام فيها الصلوات الجامعة وكانت صحار هي المصر الوحيد في عمان الذي رأى الفقهاء أن تقام الصلاة الجامعة فيه في هذا الوقت المبكر من التاريخ الإسلامي. ٦٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ومع ازدياد أعداد الناس واتساع عمران المدن اتجه الحكم الفقهي لإنشاء المساجد في الأمصار أو المدن المتسعة العمران وحددت الأحكام الفقهية الأمصار والمدن التي يتصل عمرانها ويجوز إنشاء المساجد الجامعة بها في إطار شروط أخرى من أهمها أن يكون فيها من يقيم الحدود أي أن يكون فيها سلطة قضائية وإدارية)، (١هذا بالإضافة إلى الشروط الأخرى التي الإباضية لجواز هذه الصلاة في مستقر سكني ما).(٢حددها فقهاء واتفاقا مع هذه الضوابط نلحظ ظاهرة عمرانية تخطيطية مهمة تمثلت في العمانية خارج حاراتهااختيار مواضع المساجد الجامعة في المدن والقرى )(٣ السكنية المسورة ومن الأمثلة الواضحة على ذلك المسجد الجامع بمنح وهذه الظاهرة تختلف عما هو سائد في كثير من البلاد الإسلامية الأخرى حيث جرت العادة على اختيار موضع المسجد الجامع في وسط المدينة الإسلامية قريبا من كل موضع فيها بل أن ابن الربيع صاغ هذه الرؤية عندماحتى يكون تحدث عن شروط تخطيط المدينة الإسلامية في الشرط الثالث فذكر أن على جامعا ليتعرف عليه جميع أهلها«).(٤الحاكم »أن ينشئ في وسطها ووسطية المسجد الجامع في المدينة ظاهرة تخطيطية عمرانية سادت في كثير من المدن الإسلامية ابتداء من المدينة المنورة فمدن الأمصار، البصرة واستمرارا في المدن التي أنشئت بعد ذلك كبغدادوالكوفة والفسطاط، العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٣٨٩ ) (١عثمان :فقه ) (٢من هذه الشروط :المصر والإمام وإذنه والجماعة والوقت والنداء والخطبة والإقامة. السالمي )نور الدين عبد االله بن حميد( :الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة، مكتبة الإمام نور الدين السالمي، الطبعة الأولى، صفحة. ٤١ ) (٣انظر :شكل، لوحة. ٩، ٨ ) (٤ابن الربيع )شهاب الدين أحمد( :سلوك المالك في تدبير الممالك، تحقيق عارف أحمد عبد الغني، دار كنانة للطباعة والنشر والتوزيع، ص. ١٠٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٦٦ وغيرها. لكن هذا لا يمنع من أن ينشأ المسجد الجامع في جانب ما من المدينة جنوبها أو شمالها أو شرقها أو غربها في إطار ظروف حاكمة أخرى ولعل في مدينة سامراء ما يوضح ذلك. كما كشفت الدراسات من أن بعض المستقرات السكنية أنشئ المسجد داخل أسوارها بجوار بوابتها الرئيسية متمثلا في عدم ولوج الغرباء إليها، وإتاحةحتى يفي بغرض التأمين لسكانها الفرصة لهؤلاء الغرباء للدخول والصلاة في المسجد مع أهلها. والمثال الواضح الذي يمثل هذه الرؤية مسجد سدوس إحدى بلاد المملكة العربية السعودية)، (١وهذا التوجه في اختيار موضع المسجد الجامع وجدت نماذج أيضا في عمان كما في أدم).(٢مشابهة له بعمان إلى اختيار موضعواتجه التخطيط العمراني في عمارة المساجد اتجاها قريبا منها المسجد الجامع خارج النطاق السكني المسور للحارات العمانية وطبقيتوافق والبعد التأميني وتحقيق الخصوصية للحارات السكنية بصورة أو بأخرى في بلاد أخرى مثل سدوس. والمسجد الجامع بحكم وظيفته يتسع لأعداد المصلين في الحارات العمانية وغيرها من الحوائر المحيطة بها ومن ثم يفد للصلاةالسكنية للبلدة فيه يوم الجمعة عدد كبير من المصلين يتطلب مساجد أكبر تتسع لهم. ومن العمانية مساحاتها أو بيوتثم جاءت مساحة المساجد الجامعة في البلاد الصلاة فيها كبيرة متسعة تشتمل على عدد كبير من البلاطات، وتطلب تخطيطها أحيا نا مع هذا الاتساع اشتمال بعضها على صحون داخلية تساعد على تهويتها وإضاءتها )شكل. (٢٧ ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :عمارة سدوس التقليدية، دراسة أثرية معمارية دراسة حالة، دار الوفاء لدنيا النشر والطباعة الإسكندرية، سنة ، ١٩٩٩ص. ٩٣ ) (٢المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ٩٨ ٦٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وهذه المساحات الكبيرة التي تحتاجها المساجد الجامعة بما تشمل عليه أيضا في الغالبمن ملحقات كالميضأة والبئر وبعض المخازن وغيرها كانت من الأسباب التي وجهت إلى اختيار مواضع هذه النوعية من المساجد خارج أسوار الحارات التي لا يتوفر فيها مثل هذه المساحات، حيث إن إنشاء هذه المساجد بهذه المساحات يعني اتساع المساحة التي تنشأ عليها الحارة وبالتالي زيادة تكاليف إنشاء أسوارها، كذلك فإن اتجاه القبائل خاصا مرتب طا العمانية للسكنى في الحارات كان يحكمه إطار اجتماعي بالبعد القبلي الذي يتجه إلى توفير خصوصية في منطقة السكنى مرتبطة بهذا الإطار لا تتوافق ووظيفية المسجد الجامع التي تشمل جميع المصلين من القبائل المختلفة في الحارات السكنية المختلفة وغيرها من سكان الحوائز المحيطة. ومن هنا يبرز بصورة غير مباشرة أن التركيب الاجتماعي العمراني العمانية ورغبتهم في سكنى حارات سكنية لها خصوصية اجتماعيةللقبائل أيضا في تفضيل اختيار موضع المسجد الجامع خارج أسواركان له أثره قريبا منها، وفي هذا القرب من الحارات ومنالحارات السكنية للقبائل الحوائر المحيطة بالحارات حل تخطيطي عمراني يحقق إنشاء المسجد الجامع لأداء وظيفته التي تخدم الجميع في تحقيق وظيفة الصلاة الجامعة. وإنشاء المسجد الجامع في بعض المراكز الإدارية المحصنة كقلعة الرستاق وغيرها كان ليحقق الغرض ذاته ولكن بصورة عمرانية مختلفة ضمت المسجد الجامع إلى وحدات القلعة أو الحصن باعتباره مركز الإدارة والحكم العمرانية. مجاورا مباشرة للقلعة العمانية أنشئ المسجد الجامعوفي بعض المدن أيضا للحارات السكنية المسورة والسوقومجاورا كمركز للإدارة والحكم العمانيون بإنشائها وتسويرهاباعتباره من المنشآت العامة التي اعتنى فشكلت هذه المنشآت السكنية ممثلة في الحارات والمنشآت الإدارية أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٦٨ المحصنة ممثلة في القلعة والمسجد الجامع منظومة متجاورة مترابطة تراب طا تخطيط يا عمران يا ووظيف يا يشكل في مجموعه التخطيط العمراني الشامل العمانية. لنماذج فريدة من تخطيطات المدن الإسلامية تتسم بها المدن فبالرغم من أن هذه المنشآت تتكرر نماذجها في المدن الإسلامية في إطار سور واحد يجمعها وفي إطار ثقافة عمرانية ناسبت مجتمعاتها، فإن المدينة العمانية تضمنت نفس المنشآت ولكن بصياغة مختلفة تناسب ثقافة المجتمع العماني وهي ثقافة تتوافق والضوابط والأحكام الفقهية الإسلامية بصفة عامة والإباضية على وجه خاص لكن وفق نمط عمراني له خصائص يضيف للتصورات التخطيطية العمرانية الإسلامية. äGQÉëdG óLÉ°ùe انتشارا في المستقرات تعتبر مساجد الحارات أكثر نوعيات المساجد الإباضية، وهذه النوعية مرتبطة في الأصل بالتخطيط العمراني لهذهالسكنية المستقرات التي تقوم في الأصل على الحارات التي تشتمل على دور القبيلة أو العشيرة مجتمعة في منطقة سكنية واحدة تعرف بالحارة لها بوابة أو أكثر، ويوجد بالحارة مسجد أو أكثر يصلي به أهل الحارة الصلوات الخمس المفروضة باعتباره يمثل نوعية »مساجد الفروض« أو »مساجد الخمسة« أي المساجد التي تقام فيها الصلوات الخمس وليس الصلوات الجامعة ولا يمنع هذا من أن يصلي فيها من هو من غير أهل الحارة باعتبارها من بيوت االله التي يحق للمسلمين الصلاة فيها. العمانية من وجود أكثر منوتكشف الدراسات الأثرية والعمرانية للحارات مسجد في الحارة الواحدة)، (١وإن ظاهرة كثرة وتقارب مواضع المساجد كانت ) (١الخروصي :أحكام المساجد، ورقة ٥٠٨؛ البوسعيدي :في آثار نزوى، ص. ٣٨ ٦٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية من الظواهر الواضحة في بعض الحارات، وقد أحصي في نزوى) (١ما يربو على ثلاثمائة مسجد بما يؤكد وجود هذه الظاهرة ومن أمثلة المدن الأخرى التي تعكس المسوحات الأثرية بها هذه الظاهرة منح، وطوى وغيرهما).(٢ وقد تنوعت الأحكام التي ساعدت على إنشاء مساجد الحارات ومن هذه الأحكام ما يتعلق بعملية تمويل الإنشاء ومتابعته والحفاظ على هذه المساجد وصيانتها فقد ذكر الكندي أن »على أهل كل حارة عمارة مسجد حارتهم«).(٣ وقد انبرى المسلمون لإنشاء المساجد بأنواعها المختلفة وبخاصة مساجد الفروض التي تخدم أحياءهم السكنية في إطار ما تنص عليه آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تحث على فضل بناء المساجد وعمارتها مما أدى إلى كثرة المساجد أحيا نا كثرة تفوق الحاجة إليها وأن ضررا بالأخرى المجاورة لها، وقد كانت هذه الظاهرة محليحدث بعضها انتقاد في بعض مناطق العالم الإسلامي في العصور الوسطى كصقلية التي تعددا كان محل انتقاد، والقاهرة في العصر المملوكي التيتعددت مساجدها تجاورا وصل إلى حد تشويش بعضها على بعضها الآخرتجاورت مساجدها أثناء الصلاة كما يقول المقريزي والقلقشندي).(٤ وعرضت أحكام الفقهاء في المذاهب المختلفة لنقد هذه الظاهرة التي تصل إلى حد الضرر فقد ذكر القاسمي »أن كثرة المساجد في المحلة الواحدة ) (١البوسعيدي :في آثار نزوى، ص ٢٨الذي يحدد العدد بـ ٣٠٩مساجد. Gaube (Heinz) & Gangler (Anette) Transformation Oasis Settlements of Oman. 2012 p. 223.)(٢ العمران الإباضي، ج ، ١ص. ٣٨٦ ) (٣الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ٩؛ عثمان :فقه ) (٤المقريزي )تقي الدين أحمد بن علي( :المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار صادر، بيروت، ج ، ٢ص ٢٤٥؛ القلقشندي )أبو العباس أحمد( :صبح الأعشى، دار الكتب المصرية ١٩٢٨هـ ، ج ، ٣ص. ٣٦٥ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٧٠ من البدع المادية فقال :لا ينبغي أن يبنى مسجد بجوار آخر لغير حاجة كضيق ونحوه لأن ذلك يفرق جمع المسلمين وربما أشبه بمسجد الضرار وكان السلف يفضلون العتيق لأن عتق المسجد محمدة له«).(١ الإباضية في عمان، وكانتوهذه الظاهرة كانت في اعتبار فقهاء أحكامهم التي حققت المعادلة بين الرغبة في إنشاء المسلمين للمساجد بناء على توجيهات القرآن والسنة، ومنع أن يتضرر أحدها بالآخر وكان التوجيه بأن لا تتراءى المساجد بمعنى أن من يكون عند مسجد ما لا يرى المسجد المجاور وهو ما يعني ضم نا أن تكون المسافة بينهما بعيدة إلى حد ما، أو أن توزيعها في سكك مختلفة لا يحدث هذا الترائي. ومنها ما أشار إلى هذا التوزيع في إطار أحكام أخرى تومئ إلى ذات التوجيه فقد ورد في الأحكام التي تتعلق بصلاة جار المسجد والتي تستند إلى حديث رسول االله ژ في قوله» :لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد« وهو أمر استدعى طرح السؤال على الفقهاء حول تحديد جار المسجد فقد طرح السؤال »وما حد الجوار في هذا الموضع وما له في المقدار؟ فكانت الإجابة »أربعين ذرا عا« وقيل :سماع الأذان وقيل :الإقامة«).(٢ تنظيما معي نا وهذه الأحكام الفقهية نظمت توزيع المساجد في الحارات يكفل إنشاءها لخدمة العمار في الحارات ويمنع ضرر تجاورها الذي يؤدي ) (١القاسمي )محمد جمال الدين( :إصلاح المساجد من البدع والعوائد، نشر المكتب الإسلامي بدمشق، الطبعة الرابعة سنة ، ١٣٩٩ص ٩٦؛ الطرهوني )محمد بن رزق( :جمع الفوائد اختصار إصلاح المساجد من البدع والعوائد للقاسمي، الطبعة الأولى، الدمام، دار ابن القيم سنة ، ١٩٩١ص ٥٧؛ الجديد :المسجد في الإسلام، ص ٥٧؛ البوسعيدي :في آثار نزوى ص. ٣٨ ) (٢الخروصي :أحكام المساجد، ورقة ١١٨؛ البوسعيدي :في آثار نزوى، ص ، ٣٨وإذا كان الذراع الشرعي بلغ ٤٨٠٢سم فإن أربعين ذرا عا تعادل ١٨,٤٨متر؛ عثمان :الإعلان بأحكام البنيان، ص. ١٧٥ - ١٧٣ ٧١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية إلى خراب بعضها. وفي هذا تأسي بما كان عليه حال توزيع هذه المساجد في المدينة المنورة على عهد رسول االله ژ فقد أوضحت الدراسات أن عددها بلغ في إطار ما ورد من النصوص تسعة مساجد غير مسجده ژ. ولا شك أن مجاورة السكن للمسجد في إطار هذا التقارب بين المساجد العماني الذي أدرك في حدود الرؤية الفقهية كان له أثره في ثقافة المجتمع قيمة هذا الجوار الدنيوية والأخروية، فهذا الجوار يضمن للمصلي أن يصلي في المسجد ويحظى بفضل في الصلاة فيه، وهو الفضل الذي يعود عليه في العمانية فيأخراه. وقد سجلت النقوش الكتابية على أحد شواهد القبور مهما من مظاهر هذه الثقافة حيث ورد في نص شاهدمظهرا مدينة ظفار القدم لأحد المقبورين بجوار أحد مساجد الحارات في مدينة ظفار هذه الأبيات التي تعكس ذلك: والرب قد أوصى بحق الجارجاورت بيت الرب وسط ظفار فنفي لرب راحم غفارقد صرت جار له بيت ودار )(١ فعلام نخشى من عذاب النارأوليس واسع كل شيء رحمة وهذه الثقافة الدينية بالإضافة إلى الدور الاجتماعي الذي تميز بأدائه المسجد الإباضي وغيرها من العوامل المرتبطة بالرؤية التخطيطية العمرانية العمانية ومن الأمثلة الجيدةللحارات تفسر كثرة مساجد بعض الحارات التي تعكس هذه الرؤية العمرانية في تخطيط مساجد الحارات ما بقي من نماذج منها في حارة البلاد في منح والتي تتوزع مساجد الحارات فيها الإباضية والتي جيدا في إطار المسافات التي تتفق والأحكام الفقهيةتوزيعا تخدم سكان الحارة التي ذكر أن عدد دورها يتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :لوح ظفار الشاهدي، دراسة في الشكل والمضمون، تحت النشر بمجلة التفاهم، إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٧٢ الإباضية في توزيع مساجد الحارات رؤيةآلاف دار وتبقى هذه الرؤية معيارية ضمن الرؤى المعيارية التي عرضت لتوزيع هذه النوعية من المساجد في الأحياء السكنية، فقد أشارت بعض هذه الدراسات إلى ذلك. فقد ورد في إحدى الدراسات أن من هذه المعايير أن يتم »تحديد المساجد في المناطق السكنية بمعدل مسجد واحد لكل ٣٠٠ - ٢٠٠وحدة سكنية« )(١ واستكمالا لهذه الرؤية حدد المعيار »أن يتسع المسجد لعدد ٣٠٠مصلي« وهذه المعايير التي أشارت إليها هذه الدراسات معايير معاصرة ونسبية ترتبط بلا شك بعدد الأسرة الواحدة التي تسكن في الوحدة السكنية، كما ترتبط بنمط المباني الحديثة متعددة الطوابق، ولكن المعايير التي أشارت الإباضية بصفة خاصة والإسلامية بصفة عامة أكثرإليها الأحكام الفقهية مرونة وموضوعية فهي تتفق ودعوة القرآن والسنة لعمارة المساجد وهذا أمر لا خلاف عليه، كما ترتبط بمنع أي ضرر قد ينتج عن تقارب المساجد تقاربا يضر بها سواء من ناحية إعمارها أو حتى ما يتعلق الصلاة فيها كمنع التشويش وغيره. كما يتفق والدور الثقافي والاجتماعي للمسجد والذي يرتبط بثقافة المجتمع الذي يحيط به. وكان لمسجد الحارة دور مهم في الحياة اليومية لسكان الحارة حيث يقيم فيه جماعة المسجد أو ع ماره من سكان الحارة صلواتهم الخمس اليومية المفروضة في إطار مجاورة دورهم للمسجد، وما يحكم هذه المجاورة من ضرورة الالتزام بالصلاة فيه حسب توجيه الرسول ژ والأحكام الفقهية المؤسسة عليه) (٢والتي سبقت الإشارة إليها. وهناك دراسة مهمة) (٣للنشاط ) (١نوفل :المعايير التخطيطية والأسس التصميمية للمساجد، ص. ١٧٥ ) (٢هذا لا يتعارض مع من يقيم الصلاة في داره لظروف تمنعه من الذهاب إلى المسجد. )Bandyopadhyay (Soumayen): Hart al Bilad (Manah): Tribal Pattern, Settlement Structure (٣ and Architecture J.O. S. vol 13, p. 252. ٧٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية اليومي لسكان حارة البلاد في منح وعلاقة هذا النشاط بالمؤسسات العامة أو الخاصة بالحارة غير الدور السكنية كالمسجد والسبلة والسوق الذي يمكن داخلا في النسيجمجاورا للحارة في منطقة مستقلة مسورة أوأن يكون العمراني للحارة. ومن هذه الدراسة يتبين أن السبلة كانت من أهم المنشآت التي يذهب إليها قطاع من سكان الحارة بعد كل صلاة للتشاور في أمورهم الحياتية، أيضا من هذه المنشآت حيث كان قطاع من السكان يذهب إليهوكان السوق غالبا ما بعد صلاة الظهر أو العصر حيث كان النشاط التجاري في السوق يبدأ بعد صلاة العصر، أما نقل السلع والبضائع إليه فكان يتم بالطبع قبل ذلك. وبعد صلاة الفجر كان يذهب قطاع من السكان إلى حقولهم حتى صلاة الظهر وبعدها يتناولون الغذاء في دورهم. وبعد صلاة العصر كان قريبا من المنطقة السكنية في السوق أويمكن أن يزاول الرجال أعمالهم غيره وبعد صلاة المغرب يكون العشاء في الدور، وبعد صلاة العشاء يمكن العماني أن يذهب بعضهم إلى السبلة في لقاء قصير يعرف بالمصطلح »رمسه«)، (١وإذا كان هذا هو نشاط الرجال اليومي في الغالب فإن هذا الحصر لم يشر إلى أن بعض عمار المسجد أو جماعته كانوا يبقون بالمسجد من انتظارا لصلاة العصر وكانوا يتناولون التمر من النخلبعد صلاة الظهر ) (١يذكر ابن منظور أن الهجير والهجيرة والهجر والهاجرة نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر وقيل في كل ذلك. وفي الحديث :أنه ژ كان يصلي الهجير حين يدحض الشمس أراد صلاة الهجير يعني الظهر فحذف المضاف... وهناك من يرى أن التهجير أيضا بقول بمعنى التفكير وهي أن لغة أهل الحجاز ومن جاورهم وهذه الدلالة ترتبط الرسول ژ» :لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه« أراد السير في الصلوات. )ابن منظور :لسان العرب، ج ، ١٥ص. (٢٥ويبدو في إطار ما سبق أن مصطلح الهجور مرتبط بهاتين الدلالتين. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٧٤ الموقوف على المسجد لهذا الغرض وهو ما أشارت إليه الأحكام الفقهية اصطلاحا بـ )الهجور().(١ الإباضية ونظمته وعرف وفي إطار ما سبق يتضح أن الرجال في الفترة من بعد صلاة الظهرة وحتى بعض صلاة العصر يكون نشاطهم خارج الدور مما يتيح للنساء التزاور في الدور وبخاصة في الفترة ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر اصطلاحا بـ »التعصير« وهذا يتفق وطقوسه والخصوصيةوهما ما عرف الإسلامية التي توجه إلى منع ضرر كشف المرأة وغياب الرجال عن الدور في هذه الفترة كان من بين المقومات والأساليب والسلوكيات التي حققت مثل هذه الخصوصية. وإذا كانت السبلة من المنشآت المهمة التي يذهب إليها سكان الحارة بعد كل صلاة فإن اختيار موضع هذه السبلة يكون أنسب حال مجاورتها للمسجد حتى يخرج المصلون من المسجد إليها )شكل (٢٨كما في حارة البلاد في منحو في حارة الجامع وحارة الروغة في أدم).(٢ وهذا لا يتعارض مع وجود سبلات في مواضع أخرى غير مجاورة للمسجد كأن تكون مجاورة لبوابة الحارة أو غير ذلك من المواضع وهذا يكون في إطار ملاءمات أخرى. وهي ملاءمات كانت ميسورة لقرب المسافات بين المساجد والسبلات التي لا تجاور. أيضا إلى أن مساجد الفروض لا يشترط بالضرورةومن المهم الإشارة أن تكون داخل أسوار الحارة ولكن يمكن أن تكون مجاورة لها قريبة منها كما في أدم حيث مسجد حارة العين خارج هذه الحارة وكذلك مسجد حارة ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٤٩٥، ٤٩٤ ) (٢المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص ، ٧٤ص. ٩١ ٧٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية العانب ومسجد حارة السوق) (١لكن هذه المساجد قريبة من هذه الحارات كما أن نسبتها إلى حاراتها تؤكد هذا المفهوم. كذلك يلاحظ أن بعض مساجد الحارات تكون مواضعها قريبة من بوابة الحارة) (٢وفي هذا ما يساعد على أن يأتي للصلاة فيها من يكون خارج قريبا منها ومن هم في داخل الحارة.الحارة ) (١المحروقي )علي بن حمود( :المعالم الأثرية لولاية أدم، بحث بكتاب أدم عبر التاريخ، نشر المنتدى الأدبي، الطبعة الأولى ١٤٣٢هـ٢٠١٢/م، ص. ٨٩، ٨٧، ٧٩ ) (٢البوسعيدي :في آثار نزوى، ص. ٣١ الفصل الثالث تأثير الأحكام الفقهية على تخطيط الإباضية في عمان وتصميم المساجد أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٧٨ تتناول الدراسة في هذا الباب أثر الأحكام الفقهية على عمارة المسجد الإباضي، وهي دراسة تفصيلية نعرضها كنموذج يمكن أن يتبع في دراسة أنماط العمارة الأخرى، وقد توفرت للباحث مقومات تنفيذها في إطار ما توفر من معلومات في الدراسات الأثرية والمصادر الفقهية، وفي إطار ما تم رفعه لها من مخططات وكذلك ما تم توثيقه بالصور الفوتوغرافية لنماذج منها في فترات سابقة قبل أن تتعرض للترميم حديثا، وكذلك الزيارات الميدانية التي أتيحت لنماذج مهمة منها. أولا للسمات المعمارية للمساجدوقد رأى الباحث أن يعرض الإباضية في إطار ما توفر من رسومات معمارية لعدد أربعة وعشرين مسجدا إباض يا، وهذه الدراسة للسمات المعمارية تتصدر هذا الباب كتمهيد لدراسة الجوانب الأخرى التي تبرز تأثير الأحكام الفقهية المرتبطة بتخطيط وتصميم المسجد الإباضي في عمان، وكل ما يتعلق به من النواحي المعمارية المرتبطة بهذا التخطيط. كما عرضت الدراسة الإباضية وأثر الأحكام الفقهية على ذلك،أيضا لقضية زخرفة المساجد وكذلك قضية الشرافات. وفي إطار التحليل المعماري المرتبط بإبراز أثر الأحكام الفقهية على عمارة المسجد الإباضي عرضت الدراسة بشيء من جزءا التفصيل لعناصر الاتصال والحركة في المسجد الإباضي باعتبارها مهما من عناصر التخطيط والتصميم، وباعتبار ورود كثير من الأحكام الفقهية المرتبطة بها. ٧٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية á«q °VÉHE’G óLÉ°ùa∏d ájQÉa©adG íeÓadGh äÉa°ùdG مباشرا في تخطيط وتصميمتأثيرا الإباضية أثرت الأحكام الفقهية المسجد الإباضي، وارتبط هذا التأثير بالبعد الوظيفي للمسجد بصفة عامة الإباضية التفصيلية المرتبطة بذلك.وبرؤية الأحكام الفقهية الإباضية المرتبطة ومن المهم أن نشير إلى أن سياق الأحكام الفقهية بعمارة المسجد يميز بين ما هو من »صلاح المسجد«، وما هو من »صلاح عمار المسجد«، وقد أكدت هذه الأحكام في أكثر من موضع على أن اتصالا بأرضه وجدرانه وسقفه، أيالمقصود بصلاح المسجد هو ما يتصل ما يتصل بإنشائه الذي يشمل الأرض التي ينشأ عليها والجدران والأعمدة والسقف، وهو معنى ينصرف إلى ما ورد في سياق هذه الأحكام معرفا بـ »داخل المسجد«، أو »بيت الصلاة« بالمصطلح المعاصر، وقد اتضح هذا المفهوم من تلك الأحكام المرتبطة بإصلاح عمارة المسجد من أموال وصى بها أصحابها للصرف منها علىالمسجد سواء الموقوفة عليه أو التي عمارة المسجد). (١ويرتبط بهذا التكوين المعماري أبوابه وميازيبه، وهي من العناصر المعمارية التي تساعد على حفظ هذه العمارة).(٢ أما ما هو من صلاح عمار المسجد فيتصرف إلى كل العناصر المعمارية التي تساعد عمار المسجد على أداء الصلاة، وتعينهم على ذلك كفرش المسجد بالحصباء أو الحصر وإضاءة المسجد وتوفير خدمات الوضوء ومرافقه، ويأتي في هذا الإطار الصرحة التي تمثل الفناء الخارجي للمسجد ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ٥٥، ٥١ - ٣٤؛ الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ٤١؛ العمران، المجلد الأول، ص. ٤١١، ٢٩٤ عثمان :مصادر فقه العمران ) (٢الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ص ، ٣٧ - ٣٤ص ٤٧؛ عثمان :مصادر فقه الإباضي، ص. ٤١٠، ٤٠٢، ٣٩٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٨٠ فهي بجانب أنها تستخدم أحيا نا للصلاة إلا أنها تستخدم في أغراض أخرى كتناول طعام الإفطار في شهر رمضان، وتناول التمر وغيره في الفترة ما بين صلاتي الظهر والعصر »الهجير«، أو غير ذلك من الأغراض التي سبقت الإشارة إليها عند عرض البعد الوظيفي. IÓ°üdG â«Ñd ájQÉa©adG äÉa°ùdG الإباضية وتقارب مواضعها كانمن المهم الإشارة إلى أن كثرة المساجد له أثره المباشر على صغر مساحتها). (١ولا ينفصل ذلك بالطبع عن عدد العمانية، والذي يرتبط بدوره بعوامل أخرى؛السكان في المستقرات السكنية من أهمها :توفر مقومات الحياة الأساسية كالماء والأرض الزراعية. وهذا الأمر ينسحب على مساجد الحارات أو مساجد المزارع ومساجد العباد ويستثنى من ذلك بالطبع المساجد الجامعة التي اتسعت مساحاتها نو عا ما حيث يرد للصلاة الجامعة فيها أبناء المصر أو المدينة أو القرية جميعهم. الإباضية توافق تخطيطهو»داخل المسجد« أو بيت الصلاة في المساجد وتصميمه مع مساحته المحدودة، فاعتمد إنشاؤه على الجدران الخارجية في حمل السقف مع عدد محدود من الأعمدة في ساحة بيت الصلاة). (٢وهذه الأعمدة يعلوها في الغالب عقود ترتفع بالبناء إلى مستوى الجدران ليتم وضع السقف الذي يكمل فقه يا عمارة بيت الصلاة. ويرتبط بيت الصلاة غالبا في الجدار المقابل لجداربالصرحة بعدد من فتحات الأبواب المعقودة القبلة، وفي بعض المساجد التي توجد بها صرحة في الجانبين الشمالي أو ) (١انظر :الأشكال من ، ٢٤ - ١٨، ١٦ - ١الجدول رقم ) (١الذي يبين إحصاء مساجد بعض الإباضية الباقية. نماذج المساجد الإباضية. ) (٢انظر :الجدول رقم ) (٢الذي يبين الأعمدة في بعض النماذج الباقية من المساجد ٨١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الجنوبي توجد أحيا نا فتحات أبواب معقودة تصل داخل المسجد بهذه الصرحات. وهذه الأبواب بالإضافة إلى أنها تمثل عنصر اتصال وحركة؛ أيضا تساعد على اتصالحيث يتوصل من خلالها إلى بيت الصلاة، فإنها المصلين في الصرحة خلف الإمام حال ازدحام بيت الصلاة بالمصلين، واحتياجهم إلى استخدام الصرحة كامتداد طبيعي لساحة الصلاة الداخلية. مباشرا تأثيرا ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الأحكام الفقهية أثرت على محدودية الأعمدة في داخل بيت الصلاة، وعلى تحديد مواضعها تحديدا يساعد على متانة الإنشاء، ويتوافق في الوقت نفسه مع توجيه الأحكام الفقهية المرتبطة بالتواصل بين الإمام والمصلين من خلفه وعدم حجبه عنهم، وكذلك بما وجهت إليه الأحكام من أن الصلاة بين أساطين المسجد مكروهة).(١ وحتى لا يحجب أي من أعمدة المسجد الإمام عن المصلين من خلفه، فإن وضع هذه الأعمدة إذا تكررت في البائكة الداخلية )البوائك الداخلية( لا يكون على محور المحراب الذي يقف الإمام فيه لإمامة المصلين. ونرى الإباضية الباقية، وفي حالة ارتكاز السقفواضحا لذلك في المساجدتطبيقا أيضا هذا التوجيه في التخطيط حتى لا يحجبعلى عمود واحد فإنه يراعى العمود الإمام عن المصلين من خلفه وبخاصة »سترة الإمام« أي المصلي أن يقف في خلف الإمام مباشرة في الصف الأول، وهذا التخطيط ساعد على أيضا أن اتصال جيد بين الإمام والمصلين من خلفه، وساعد على ذلك الإباضية حناياه غير عميقة حيث يستوعبها سمك جدارمحاريب المساجد القبلة ولا تبرز عنه. ويبدو أن حرص المعمار على أن يكون الإمام مرئـ يا ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ٥ص ٢٥١؛ الكندي :المصنف، ج ، ٥ص ٢٥٢، ٢٥١؛ عثمان: العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٣٩٦، ٣٩٥ فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٨٢ للمصلين من خلفه لتأكيد هذا الاتصال كان من الأسباب التي أدت إلى عدم الإباضية بهيئة عميقة تتسع لأن يصليإنشاء حنية المحراب في المساجد فيها الإمام وتحجب رؤيته من جانب المصلين من خلفه، وهو أمر نبهت إليه أحكام بعض فقهاء المذاهب السنية كالمذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، وكرهت أن يصلي الإمام في المحراب الذي يحجبه عن المصلين من خلفه، ووجهت إلى أن يكون مقامه خارج حنية المحراب، ويمكن أن يكون موضع سجوده داخل حنية المحراب إذا كان المسجد مزدحما بالمصلين ويحتاج إلى توفير مساحة لهم إذا صلى في المحراب بهذه الهيئة).(١ وإذا كانت المذاهب السنية قد وجهت إلى هذا الأمر متوافقة مع المذهب الإباضي، فإن محاريب المساجد الفاطمية الشيعية كانت عميقة حناياها إلى الحد الذي يتسع لإقامة الإمام فيه، وتكرر حدوث ذلك في محاريب بعض المساجد الأخرى غير الشيعية التي لم تلتزم بهذا التوجيه. وقد أثبتت الدراسة الأثرية المعمارية لمسجد الرسول ژ وجود محراب ضحلا استوبعه سمك جدار القبلة الذي بلغ نحو تجويفاحجري مجوف الإباضية مع ٧٠سم، وهو ما يعني تاريخ يا ومعماريا توافق هيئة المحاريب شكل محراب مسجد الرسول ژ سواء في عمق حنيته أو في اختيار موضعه متوس طا لجدار القبلة).(٢ ) (١للاستزادة عن هذه الأحكام، راجع :عبد الرازق )محمد بن عبد القادر( :أحكام المحراب، مراجعة وتقديم :أبو عبد االله مصطفى بن العدوي، نشر دار أصحاب الحديث، المنصورة، ٢٠٠٩م، ص ص. ٦٠ - ٥٤ ) (٢عثمان )محمد عبد الستار( :المسجد النبوي وبيوت أمهات المؤمنين، وزارة الأوقاف الكويتية، سلسلة روافد، العدد رقم ٢٠١٤، ٩٧م، ص ص. ٣٨ - ٣٠ ٨٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وبالربط بين موضع محراب المسجد الإباضي وهيئة حنيته ووضع الدعامات الحاملة للسقف مع جدران المسجد يتضح أن الحرص على رؤية الإمام وبخاصة سترته أي المصلي خلفه، في الصف الأول وكراهيته للصلاة بين الأساطين. يعني ضم نا أن تكون المسافة بين جدار القبلة وبين صف الأعمدة )أو العمود( في وسط ساحة بيت الصلاة، متسعة لصفين من المصلين أو الإمام أو صف واحد من المصلين على الأقل، وبالدراسة التطبيقية على تفصيلا فيإباضية توضح ذلك، وهو ما سنعرض لهما بقي من مساجد الإباضية من خلال عينة من هذه المساجددراسة السمات والملامح المعمارية مسجدا).(١ العمانية تضم أربعة وعشرين ¿ÉaYo »a á«q °VÉHE’G óLÉ°ùa∏d á«FÉ°ûfE’Gh á«£«£îàdG äÉa°ùdG بعمان بنمط معماري تقليدي واضح، ساعدتالإباضية تتميز المساجد عوامل كثيرة على استمراره طوال العصور الإسلامية وحتى العصر الحديث، الإباضية، وهذا بجانب العوامل ومن أهم هذه العوامل الأحكام الفقهية البيئية والعادات والتقاليد التي أثرت هي الأخرى بشكل أو بآخر في تبلور عمارة هذا النمط من المساجد واستمراره والمحافظة عليه. وتأكيدا لذلك؛ فإن هذه الدراسة تعرض للسمات التخطيطية والإنشائية الإباضية تبلغ لهذا النمط من المساجد من خلال دراسة عينة من المساجد مسجدا من عصور مختلفة ومن عدة مناطق عمانية؛نحو خمسة وعشرين كنزوى، والحمراء، وإبراء، وغيرها. ) (١اعتمد الباحث في هذه الدراسة على المساقط الأفقية التي نشرت في دراسات عن العمانية وعلى ما نشر من صور لبعضها وكذلكالإباضية والمستقرات السكنية المساجد من خلال الزيارات الميدانية لبعضها، والتي أتاحتها للباحث مشكورة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٨٤ الإباضية تشتمل على وحدات معماريةومن المعروف أن المساجد تشكل جميعها التكوين المعماري للمسجد، ومن أهمها بيت الصلاة، أو ما يطلق عليه بالمصطلح الفقهي »داخل المسجد«، والصرحة )الصرحات( التي تمثل صحن المسجد، هذا بالإضافة إلى بعض الوحدات الخدمية الأخرى؛ كالميضأة، وبعض الحجرات التي تستخدم كمخازن. أيضا بارتفاعالإباضية تتميز أيضا إلى أن المساجدومن المهم الإشارة مستوى أرضيتها عن مستوى أرضية الطرق أو الشوارع التي تطل عليها، ويصعد إليها بدرج )أدرج( خارجية تؤدي إلى أبواب سور الصرحة. كما يلاحظ أن هذه المساجد يرتفع بناؤها فوق مستوى أرضيتها ارتفا عا لا غالبا من طابقين،يجعلها متطامنة بالنسبة للدور التي تجاورها، والتي تتكون وهذا الارتفاع ساعد على تحقيقه ارتفاع أرضية المسجد عن مستوى الطرق أيضا ارتفاع بناء جدرانالمحيطة به كما سبقت الإشارة إليه، كما ساعد عليه المسجد وسقفه المحمول على هذه الجدران بالإضافة إلى البائكة )البوائك( الداخلية التي تشتمل على أعمدة أو دعامات يعلوها عقود تتساوى في ارتفاعها مع الجدران الخارجية للمسجد. الإباضية في عمان تتعدددراسة السمات التخطيطية والإنشائية للمساجد محاورها، ومن أهم هذه المحاور هيئة مساحة بيت الصلاة وتوجيهها، وملامح التخطيط الداخلي لبيت الصلاة، بعناصره المختلفة، والمحاريب، والصرحات، والمرافق الملحقة. ويبين الجدول رقم ) (١هيئة مساحة بيت الصلاة وتوجيهها. ٨٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية (1) obQ ∫hóL هيئة غيرهيئة مستطيلة هيئة مربعة ملاحظاتمنتظمةموقع المسجدم عمودية على المساحةموازية التربيعلاتجاه القبلة اتجاه القبلة ـــ✓نزوى١ ـــ✓نزوى٢ ـــ✓نزوى٣ ـــ✓نزوى٤ ـــ✓نزوى٥ ـــ✓سيح بني خالد٦ ـــ✓نزوى٧ ـــ✓نزوى٨ ـــ✓لخزم٩ ـــ✓الثرمد١٠ ـــ✓ميثاء١١ ـــ✓إبراء١٢ ـــ✓الحمراء١٣ ـــ✓الحمراء١٤ ـــ✓الحمراء١٥ ــ✓ـنزوى١٦ ــ✓ـنزوى١٧ ــ✓ـنزوى١٨ ــ✓ـنزوى١٩ ــ✓ـنزوى٢٠ ـ✓ــنزوى٢١ ✓ـــنزوى٢٢ ✓ـــنزوى٢٣ ✓ـــنزوى٢٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٨٦ وقراءة هذا الجدول تجسد عدة حقائق مهمة، منها: الإباضية بني بيت الصلاة فيها بهيئةأولا :أن النسبة الغالبة من المساجد مستطيلة المسقط، والضلع الطويل لهذا المسقط المستطيل يوازي اتجاه القبلة، وهو ما يعني ضم نا أن هذا التخطيط يساعد على توفير أكبر مساحة أيضا تحقيق أكبر طولممكنة لصفوف المصلين في الصلاة، وهو ما يعني للصف الأول، وهو أمر يتوافق والتوجيه الفقهي الذي يرتبط بفضل الصلاة في هذا الصف في »بيت الصلاة«. متأس بما كان عليه تخطيط مسجدكذلك؛ فإن هذا التخطيط الرسول ژ ؛ حيث أشارت الدراسات الأثرية والتاريخية والمعمارية إلى أنه كان يتكون من ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة بواسطة ثلاثة صفوف من جذوع النخل، بكل صف ستة جذوع )شكل /٢٥أ().(١ ثانيا :سمات التخطيط الداخلي لبيت الصلاة ويبينها الجدول )/٢أ، ب(. z2{ obQ ∫hóédG يقصد بالسمات التخطيطية لبيت الصلاة ما يشتمل عليه من بلاطات، وقياسات هذه البلاطات وبخاصة بلاطة المحراب لارتباطها ببعض الأحكام الفقهية المؤكدة على الاتصال بين الإمام والمصلين من خلفه، وكذلك توثيق البعد الهندسي المرتبط بتساوي اتساع هذه البلاطات من عدمه، وعلاقة ذلك بعملية الإنشاء وبخاصة السقف، كما تضمن هذه ) (١للاستزادة، راجع :عثمان )محمد عبد الستار( :المسجد النبوي وبيوت أمهات المؤمنين، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت، سلسلة روافد، العدد ، ٩٧ص ص، ٩٩ - ٦١ والأشكال أرقام ٨، ٧، ٣، ٢أ، ب. ٨٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية السمات عدد البائكات الحاملة للسقف مع الجدران الخارجية، وعدد أعمدتها أو دعاماتها، سواء كانت مستقلة أو مدمجة في الحوائط الجانبية أيضا رصد المسافات لزيادة متانة إنشاء المسجد. ويأتي في إطار ذلك بين أعمدة البائكات وبين الأعمدة والجدران الجانبية من حيث انتظام التقسيم من عدمه، وهذا التوثيق له أهميته الوظيفية المرتبطة بالأحكام الفقهية المتعلقة بالصلاة، كما أن له أهميته الإنشائية التي تؤكد على تبعا، كما أنها تكشف من سلامة ومتانة البناء واستمراره في أداء وظيفته جهة أخرى عن خبرة المعمار الإباضي الهندسية المعمارية في تحقيق الغايات الوظيفية والإنشائية. كما أن المحاريب من عناصر التخطيط الداخلي المهمة في بيت الصلاة، الإباضية لها سماتها المميزة من حيث بساطةوالمحاريب في المساجد أيضا بالأحكام الفقهية سواء من ناحية عمق حناياها، أوتخطيطها، وتأثرها زخرفتها، وإذا كان التخطيط الداخلي لبيت الصلاة يشتمل على محراب في غالبا، بأن أنماط هذه المحاريب تحددت في أن منها ماوسط جدار القبلة كان في هيئة حنية عبارة عن قطاع من دائرة أو حنية مستطيلة المسقط، كما يلاحظ أن المعمار أنشأ نم طا ثالثا من المحاريب على هيئة حنايا متداخلة يتدرج ارتفاعها من الداخل إلى الخارج، وهذا التدرج مع اتساع واجهة إحساسا بعمق حنية المحراب، وفي ذات الوقت لا يؤثرالمحراب يعطي على متانة جدار القبلة في منطقة المحراب. ويرصد الجدول الخاص أيضا ملمح توسط المحراب لجدار القبلة من عدمه، وهوبالمحاريب )/٢ج( رصد ربما يؤشر لما قد يكون قد مر بالمسجد من مراحل توسعة أو إعادة بناء أو ترميم. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٨٨ (CG/2) obQ ∫hóL البلاطاتمنطقة المسجدم غير متساوية الاتساعمتساوية الاتساعالعدد ـ✓٢نزوى١ ـ✓٢نزوى٢ ـ✓٢نزوى٣ ـ✓٢نزوى٤ ـ✓٢نزوى٥ ـ✓٢سيح بني خالد٦ ✓ـ٢نزوى٧ ـ✓٢نزوى٨ ــ١لخزم٩ ـ✓٢الثرمد١٠ ✓ـ٢ميثاء١١ ـ✓٢إبراء١٢ ــ١الحمراء١٣ ـ✓٢الحمراء١٤ ــ٢الحمراء١٥ ـ✓٣نزوى١٦ ✓ـ٥نزوى١٧ ـ✓٢نزوى١٨ ✓ـ٢نزوى١٩ ـ✓٣نزوى٢٠ ـ✓٢نزوى٢١ ✓ـ٣نزوى٢٢ ــ١نزوى٢٣ ـ✓٢نزوى٢٤ ٨٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية (Ü/2) obQ ∫hóL البائـكاتمنطقة المسجدم عدد دعامات المسافات غير متساويةالعدد عدد أعمدة الدعامات مدمجة بين الأعمدة والدعاماتالبائكة غير متساويةمتساوية ـ✓ــ١١نزوى١ ـ✓✓ـ٢١نزوى٢ ـ✓✓٣ـ١نزوى٣ ✓ـ✓ـ١١نزوى٤ ✓ـ✓ـ٢١نزوى٥ ـ✓✓ـ١١سيح بني خالد٦ ✓ـ✓ـ٢١نزوى٧ ـ✓ــ٢١نزوى٨ ــــــلخزم٩ ـ✓✓ـ٢١الثرمد١٠ ـ✓✓ــ١ميثاء١١ ـ✓✓٣٢١إبراء١٢ ــــــالحمراء١٣ ✓ـ✓ـ٢١الحمراء١٤ ✓ـ✓ـ١١الحمراء١٥ ✓ـ✓ـ١٢نزوى١٦ ✓ـ✓ـ٣٤نزوى١٧ ــ✓ــ١نزوى١٨ ـ✓✓ـ١١نزوى١٩ ✓ـ✓ـ١٢نزوى٢٠ ــ✓ــ١نزوى٢١ ✓ـ✓ـ٢٢نزوى٢٢ ــــــنزوى٢٣ ✓ـــ١١نزوى٢٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٩٠ وتكشف قراءة الجدولين رقم )/٢أ، ب( المتعلق بسمات تخطيط بيت الإباضية أن ساحة الصلاة تقسم إلى بلاطات بواسطةالصلاة في المساجد بائكات، وأن عدد البلاطات يتراوح ما بين ٣ - ٢بلاطات لكن النسبة الغالبة من هذه المساجد مقسمة إلى بلاطتين، ويرجع ذلك بالطبع إلى صغر مساحة هذه المساجد، وصغر مساحة المساجد مرتبط بكثرة عددها في الحارات العمانية، وهذه الكثرة حددت الأحكام الفقهية معايير ضبطها، وساحة غالبا على الإباضية احتاجت لتغطيتها بسقف خشبي مسطح يرتكز المسجد بائكة أو أكثر تحمل هذا السقف مع الجدران الخارجية. وساحة بيت الصلاة في المسجد الإباضي غطيت في الغالب بسقف خشبي مسطح من جذوع النخل وجريده وسعفه يعلو ذلك طبقة سطحية من الطين أو الصهروج، وهذا السقف تحمله الجدران الخارجية للمسجد كمحيط خارجي وبائكة أو أكثر تقسم ساحة الصلاة إلى بلاطات يبلغ متوسط اتساعها ثلاثة أمتار، وهذا الطول مرتبط بمتانة الخشب الذي يمثل الجوائز التي تحمل طبقة الجريد، والسعف والطين أو الصهروج من فوقها، ولم يكن هناك سبيل لزيادة اتساع البلاطات عن هذا القدر، تقاربا أدى إلى أنولذا يلاحظ تقارب اتساع البلاطات في هذه المساجد متوسط اتساعها ثلاثة أمتار في الغالب كما سبقت الإشارة إليه. ويفسر هذا سبب تساوي اتساع البلاطات في الغالب، وإذا حدث واختلف اتساع البلاطات في بعض المساجد كما في المساجد أرقام، ١٧، ١٥، ١١، ٧ ٢٢، ١٩فإنه ربما يكشف عن أسباب أخرى لهذا الاختلاف غير مرتبطة بالبعد الإنشائي. وتكشف إحصاءات عناصر البائكات وعددها أن معظم المساجد تشتمل ونادرا ما يوجد أكثر منعلى بائكة واحدة تقسم بيت الصلاة إلى بلاطتين، ٩١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية بائكتين كما في المسجد رقم ١٧وهو مسجد سعال في نزوى الذي اتسعت مساحته اتسا عا تطلب تقسيم ساحته إلى خمس بلاطات بواسطة أربع بائكات، وتكشف الدراسات الأولية لهذا المسجد عن أنه مر بمراحل توسعة في فترات مختلفة).(١ مباشرا لتعدد بلاطات هذا المسجد يتمثل فيسبباأيضا لكن هناك هيئة مساحة بيت الصلاة التي جاءت في هيئة مستطيلة عمودية على اتجاه القبلة وليست موازية مع إنشاء البلاطات موازية لجدار القبلة بواسطة البائكات التي جاءت بدورها موازية لجدار القبلة، وهذا مرتبط فيما يبدو بمراحل التوسعة التي تتحقق من خلال إضافات في مراحل أيضا هذه متتابعة تضاف إلى البناء الأصلي، وقد نظمت الأحكام الفقهية التوسعات أو الإضافات. مباشرا انعكاسا ويعتبر عدد الأعمدة في البائكة الواحدة كان هو الآخر لمساحة ساحة بيت الصلاة، ويلاحظ من خلال إحصاء عدد الأعمدة في بائكات المساجد عينة الدراسة أن عدد الأعمدة في البائكات يتراوح ما بين ونادرا ما وجد ثلاثة أعمدة في البائكة الواحدة كما فيعمود إلى عمودين، المسجد رقم ، ١٧وهو مسجد سعال الذي سبقت الإشارة إلى اتساع مساحته. ويلاحظ أن شكل هذه الأعمدة هو الشكل الأسطواني ذو المسقط المستدير، وهو الشكل التقليدي المتعارف عليه والذي لا يشغل مساحة كبيرة من أرض ساحة الصلاة مقارنة ببعض المساجد التي استخدمت فيها الدعامات مستطيلة المسقط كما في المسجد رقم ، ٣والمسجد رقم ، ١١ولا شك أن شكل جمالا كما أن استدارته أكثر توافقا مع الرغبة فيالأعمدة الأسطواني أكثر ) (١كوستا )باولو. م( :مساجد عمان وأضرحتها، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان٢٠٠٦، م، ص. ٩٦ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٩٢ تحقيق الاتصال بين صفوف المصلين مقارنة بشكل الدعامات ذات المسقط المستطيل أو المربع الذي تؤثر زواياه في تحقيق نسبة أفضل من الاتصال مقارنة بهيئة الأعمدة الأسطوانية، هذا بالإضافة إلى أن شكل الأعمدة الأسطوانية يشبه جذوع النخل التي كانت تمثل أعمدة مسجد رسول االله)،(١ والتي بدأت بذات الهيئة الأسطوانية. ومن الملاحظ أن رجلي العقد في البائكة ذات العقد الواحد ورجلي العقدين الطرفيين في البائكة التي بها أكثر من عقد ترتكز على دعامات مدمجة بالحوائط الجانبية، وإنشاء هذه الدعامات المدمجة بارزة عن الحائط الشمالي أو الجنوبي من الداخل ظاهرة متكررة في معظم نادرا ما نجد أمثلة من المساجد تخلو من هذه الدعاماتالمساجد المدمجة كما في المساجد أرقام ، ٢٤، ٣، ١ويكشف هذا عن أن المعمار كان على دراية وخبرة بالبعد الإنشائي والذي يتطلب إنشاء مثل هذه الدعامات ليتحمل الجداران الجانبيان رفس العقود في البائكات التي تقسم ساحة بيت الصلاة إلى بلاطات. ومن الملفت للانتباه أن المعمار أكد على هذا البعد الإنشائي في نماذج محدودة من المساجد، فأنشأ دعامات ساندة في الجانب الخارجي للجدران لتحقيق أكبر دعم للجدارين الجانبيين لتحمل رفس عقود البائكات، ونلحظ ذلك جل يا في مسجد سعال رقم »، «١٧وهذا المسجد نموذج مميز في إنشاء جدرانه الخارجية الجانبية التي بدت على هيئة دعامات تفصل بينها فتحات الأبواب). (٢مما تطلب تدعيم هذه الجدران بدعامات مدمجة من الداخل والخارج. ) (١انظر :شكل /٢٥أ، ب، ج. ) (٢انظر :لوحة ، ٢وشكل. ١٧ ٩٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وقد تكررت هذه الظاهرة لكن بأسلوب آخر في المسجد رقم » «٥حيث أنشئت دعامات مدمجة في الوجه الخارجي للجدارين الشمالي والجنوبي على محور البائكة التي تقسم ساحة بيت الصلاة إلى بلاطتين، لكن الملفت للانتباه أنه في إطار السمترية وزيادة متانة ارتباط جدران المسجد وبخاصة في أركانه أنشأ المعمار دعامتين مدمجتين في طرفي كل من الجدارين الشرقي والغربي فبدا كل من الجدارين الشمالي والجنوبي به ثلاث دعامات تقسيما مدمجة واحدة في الوسط واثنتان في الطرفين مقسمة هذين الجدارين بعدا إجمال يا بسي طا.أيضا متناظرا حقق الهدف الإنشائي وحقق ومن الجدير بالذكر أن تقسيم المساحة بين الجدارين الجانبيين )الشمالي ملتزما بتحقيق تساوي فيوالجنوبي( في بائكات المسجد كان في الغالب واحدا أو عمودا المسافات بين هذين الجدارين وأعمدة البائكات سواء كانت أكثر، ولكن هذا لم يمنع أن تختلف المساحات أحيا نا فيختلف اتساع فتحات العقود، وهذا الاختلاف له أسبابه المرتبطة بظروف المساحة أو غير ذلك من أسباب تتمثل في إحداث توسعة للمسجد، أو ارتباط ذلك بحنية المحراب، كبيرا بالصورة كما يلاحظ أن الاختلاف في اتساع فتحات العقود لم يكن التي يمكن أن يلحظها من بداخل المسجد، وإنما يمكن رصدها بسهولة من خلال المساقط الأفقية التي وثقت تخطيط هذه المساجد. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٩٤ (ê2) obQ ∫hóL الإباضية يبين السمات المعمارية للمحاريب في المساجد محاريب بيت الصلاةمنطقةم لا حنية قطاع حنية حنايا بارزة عن بارزة عنفيالمسجد سمتوسط تتوسط من دائرة مستطيلة متداخلة سمت الجدار من الجدار منجدار جدار في سمك المسقط الداخلالخارجالقبلة القبلة جدار القبلة ــــ✓ـ✓نزوى١ ـ✓✓✓ــ✓نزوى٢ ـ✓ـ✓ــ✓نزوى٣ ✓ـ✓ــ✓نزوى٤ ✓ـ✓ــ✓نزوى٥ سيح بني٦ ✓ـــ✓ـ✓ خالد ✓ـ✓ـ✓✓نزوى٧ ــ✓ـــ✓نزوى٨ ــ✓ـــ✓لخزم٩ ــ✓ـــ✓الثرمد١٠ ــ✓ـــ✓ميثاء١١ ✓ـ✓ـــ✓إبراء١٢ ✓ـــ✓ـ✓نزوى١٦ ـ✓ــ✓)؟(ـ✓نزوى١٧ ـ✓ـ✓ــ✓نزوى١٨ ــ✓ـــ✓نزوى١٩ ــــ✓ـ✓نزوى٢٠ ــ✓ـــ✓نزوى٢١ ✓ـ✓ـــ✓نزوى٢٢ ــ✓ـــ✓نزوى٢٣ ــ✓ـــ✓نزوى٢٤ ٩٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية (O2) obQ ∫hóL الإباضية يبين السمات المعمارية للمحاريب في المساجد الصرحاتمنطقة المسجدم حنايا متداخلةحنيةفي سور الصرحةفي الجدار بسيطةالغربيالشرقي ــــنزوى١ ــــنزوى٢ ــــنزوى٣ ✓ــ✓نزوى٤ ✓ــ✓نزوى٥ ـ✓ـ✓سيح بني خالد٦ ✓ــ✓نزوى٧ ــــنزوى٨ ــــلخزم٩ ✓ــ✓الثرمد١٠ ــ✓ـميثاء١١ ـ✓ـ✓إبراء١٢ ــــنزوى١٦ ــــنزوى١٧ ــــنزوى١٨ ــ✓ـنزوى١٩ ـ✓✓ـنزوى٢٠ ــــنزوى٢١ ــ✓ـنزوى٢٢ ــــنزوى٢٣ ــــنزوى٢٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٩٦ )(1 ÖjQÉëadG §«£îJ قراءة الجدولين /٢ج، د توضح سمات تخطيط المحاريب في الإباضية سواء المحاريب في بيوت الصلاة أو محاريبالمساجد الصرحات، ومن أهم هذه السمات أن المحراب في بيت الصلاة يتوسط متأس بما كان عليه محرابفي الغالب جدار القبلة، وهذا التخطيط مسجد رسول االله ژ الذي كان يتوسط جدار القبلة). (٢وقد جرت العادة في المساجد أن يتوسط المحراب جدار القبلة، وإن وجدت بعض الاستثناءات في ذلك، فإنما يكون هناك سبب أو آخر أدى إلى ذلك. ومن أهم هذه الأسباب ما قد يحدث من توسعة للمسجد مع المحافظة على القطاع القديم من جدار القبلة، ويلاحظ أن هناك ثلاثة من المساجد لم يوضع محاريب بيوت الصلاة فيها في منتصف جدار القبلة، وهي محاريب بيوت الصلاة في المساجد أرقام ، ٧، ٥، ٤ويبدو أن مخطط المسجد )شكل (٤رغب في أن يكون المحراب ليس على محور واحد مع العمود الذي يحمل عقدي البائكة ليؤكد التواصل بين الإمام والمصلين، فلا يحجب بدن العمود من يصلي في الصفوف شرقيه وبخاصة من هم على محور هذا العمود. ويبدو أن فكرة توسط المحراب لجدار القبلة لم تكن غائبة عن مخطط هذا المسجد، ويظهر ذلك جل يا من محراب صرحته الذي يتوسط الجدار الشرقي لبيت الصلاة من الخارج. ) (١تم استبعاد المساجد من رقم ١٥ - ١٣في منطقة الحمراء؛ حيث إن مساقطها الأفقية لم توقع عليها المحاريب بالرغم من ورود وصف من المؤلف للمحاريب في هذه المساجد، وهو وصف عام لا يتماهى والسمات المحددة في الجدول. راجع :العدوي :أشواق القراء لزيارة ولاية الحمراء، مؤسسة الصحافة والنشر، ص ص. ٨١ - ٧٩ ) (٢انظر :شكل /٢٥أ. ٩٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية أيضا أن المحراب ببيتأما محراب المسجد )شكل (٧فإنه يلاحظ الصلاة وكذلك محراب الصرحة لا يتوسطان جدار القبلة في بيت الصلاة، وكذلك الجدار الشرقي المقابل له، والذي به محراب الصرحة، وهو أمر يشير إلى أن السبب في وضع المحرابين بهذه الهيئة كان له سبب آخر غير الذي سبقت الإشارة إليه في محرابي المسجد )شكل. (٤ ومن الملفت للانتباه أن محراب بيت الصلاة على محور منتصف فتحة العقد الأوسط الذي يلاحظ أنه يتسع عن العقدين الجانبيين للبائكة التي تقسم بيت الصلاة في هذا المسجد إلى بلاطتين، وهو أمر قد يفسر وضع أيضا في إطار توسعة حدثتالمحراب بهذه الهيئة وربما كان ذلك للمسجد، سيما وأن محراب الصرحة جاء بنفس الهيئة وعلى محور واحد مع محراب بيت الصلاة أو محراب بيت الصلاة في هذا المسجد )شكل (٧أن السبب في عدم توسطه لجدار القبلة ألا يكون على محور واحد مع العمود الذي يحمل عقدي البائكة ليؤكد التواصل بين صفوف المصلين والإمام، مثل ما هو عليه الحال في المسجد )شكل (٤إن صح التفسير. وتوسط المحراب لجدار القبلة يعني توسط موضع الإمام الذي يقيم الصلاة فيه بالنسبة لصفوف المصلين، فيحدث التواصل المرئي والمسموع بصورة متعادلة). (١وهو أمر وجهت إليه الأحكام الفقهية بصفة عامة، ووجد صداه في تخطيط المساجد، سيما وأن رسول االله ژ كان أول من وضع أساس هذا التخطيط في مسجده بالمدينة المنورة).(٢ ) (١عبد القادر )محمد( :أحكام المحاريب، دار أصحاب الحديث، ص. ٥٥ ) (٢عثمان :المسجد النبوي، ص ص. ٥٨ - ٢٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٩٨ ÜGôëadG á«æM πμ°T اتخذت محاريب بيوت الصلاة عدة أنماط في أشكالها، ع ل أكثرها شيو عا هو المحراب الذي على هيئة حنايا متداخلة، يتدرج ارتفاعها من الداخل إلى الخارج، وهذه السمة لم يقتصر وجودها على محاريب بيوت الصلاة، ولكنها أيضا في محاريب الصرحات التي بالجدران الشرقية لبيوت الصلاةوجدت من الخارج. وهذه النوعية من المحاريب بالإضافة إلى أنها تؤكد على بروز جميلا من الناحية المعمارية يعوض عن بساطته شكلا المحراب، وتعطي له من الناحية الزخرفية، فإنها تكشف عن براعة المعمار الذي خطط وأنشأ هذه المحاريب؛ حيث إن الحنايا المتداخلة مع التدرج في ارتفاعها من الداخل إلى الخارج ساعد على متانة جدار القبلة في هذا الموضع الذي من المفترض إنشائ يا أن تضعفه الحنية، وبخاصة في المحاريب التي يستوعبها سمك الجدار، وقد أكد المعمار على زيادة متانة جدار القبلة في بعض المساجد التي أنشئت فيها محاريب من حنايا متداخلة متدرجة بأن برز عن سمت جدار القبلة من الداخل بواجهة المحاريب، ونرى ذلك بوضوح في محاريب بيوت الصلاة في المساجد التي أرقام أشكالها ، ٢٢، ١٦، ١٢، ٧ - ٤وقد توافق هذا الحل الإنشائي مع سمك جدران المسجد، ذلك السمك الذي كان إنشاء مثل هذه النوعية من المحاريب يؤثر في متانته لقلة سمك جدار القبلة. ومن أشكال المحاريب الأخرى ذلك النمط الذي على هيئة حنية عبارة عن قطاع من دائرة يستوعبها سمك الجدار، أو على هيئة مسقط مستطيل بسيط، ونجد أمثلة لهذين الشكلين في المساجد أرقام، ١٧، ١٦، ٧، ٦، ١ ٢٠التي جاءت محاريبها على هيئة حنية مقوسة مستوعبة سمك الجدار، وكذلك جاءت الحنية بمسقط مفصل بسيط في المسجد رقم ١٨، ٣، ٢ ويلاحظ أن حنية محراب المسجد ١٩تستوعب في جدار القبلة، وأنشأ ٩٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المعمار لها بروز ا في الوجه الخارجي لجدار القبلة للتأكيد على متانة جدار القبلة في موضع المحراب. وبروز حنية المحراب عن سمت جدار القبلة من الخارج تكررت أمثلتها في بعض المساجد الأخرى التي تحمل أرقام ١٧، ٣، ٢بالإضافة إلى المسجد رقم ، ١٩وكان ذلك في إطار هدف إنشائي يرتبط بسمك جدار القبلة، والتأكيد على متانته، وبخاصة في موضع حنية المحراب. وهكذا يتضح أن المعمار استطاع أن ينشئ حنايا المحاريب في بيوت الصلاة بأكثر من نمط معماري، ويحقق في كل هذه الأنماط المتانة المطلوبة لإنشاء المسجد حتى يستمر في أداء وظيفته، ويطبق في ذات الوقت الأحكام الفقهية الخاصة بالمحاريب من حيث سمات التخطيط. äÉMô°üdG ÖjQÉëe الإباضية تستخدم في الصلاة، وبخاصةكانت الصرحات في المساجد إذا ما ازدحم المسجد بالمصلين، كما كانت تستخدم للصلاة في بعض الأوقات التي لا يتأثر فيها المصلون بحرارة الشمس وغيرها. وفي إطار هذا البعد الوظيفي للصرحات جرت العادة بأن ينشأ في جدار بيت الصلاة الشرقي من الخارج حنية لمحراب يبين اتجاه القبلة للمصلين الذين يصلون تحديدا في المساجد التي توجد بهافي الصرحة التي تقع شرقي المسجد صرحات في هذا الاتجاه. حيث إن صرحات المسجد يمكن أن تكون في الجهة الشرقية من بيت الصلاة، وهذا هو الشائع، ويمكن أن تكون في أيضا. الجهات الأخرى ومن المهم الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون في كل مسجد مثل هذه النوعية من المحاريب؛ حيث إنها توجد في بعض المساجد ولا توجد أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٠٠ في مساجد أخرى لأسباب متعددة، منها ما يرتبط بظروف المساحة التي أنشئ عليها المسجد، أو غير ذلك من الأسباب التي تكشف عنها الدراسة التاريخية المفصلة لكل مسجد. غالبا كما ومحاريب الصرحات في النماذج التي بها صرحات تكون ذكرنا في الجدار الشرقي لبيت الصلاة من الخارج، لكن هناك بعض المساجد قد تنشأ محاريب لصرحاتها في سور هذه الصرحات، وليس بالجدار الشرقي لبيت الصلاة، وهذا الأمر يرتبط بالتأكيد بظروف مساحة ومواضع هذه الصرحات، وخير مثال يوضح ذلك محراب الصرحة في المساجد أشكال ٢٣، ٢١، ٢٠، ١٢؛ حيث وجدت حنية المحاريب في الجدار الغربي للصرحة التي تقع غربي بيت الصلاة في المسجدين شكلا ، ٢١، ١٢والصلاة في هذا المحراب تكون خلف إمام يصلي في هذا المحراب؛ حيث إن موضع الصرحة يتقدم عن موضع الإمام في بيت الصلاة لهذا المسجد، أما محراب الصرحة في المسجدين شكلا ٢٣، ٢٠فيتقدم عن محراب بيت الصلاة، ومن ثم ليست هناك غضاضة أن يصلي المصلون في الصرحة خلف الإمام ببيت الصلاة؛ حيث لا يتقدم موضع سجودهم موضع سجود الإمام. أيضا أنماط محاريب الصرحات، ولكن الملاحظ أن هناكوقد تنوعت تماهي بين شكل محراب بيت الصلاة ومحراب الصرحة في المسجد الواحد، كما نلحظ في محاريب صرحات المساجد أشكال، ١١، ٧، ٦، ٥ وهي من نمط الحنايا المتداخلة المتدرجة ذلك النمط الشائع في محاريب الإباضية، كما وجد النمط البسيط الذي على هيئة حنية مقوسةالمساجد عبارة عن قطاع من دائرة أو الحنية ذات المسقط المستطيل، ونلحظ ذلك في المساجد أرقام. ١٩، ١٢، ٦ ١٠١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية óé°ùadG (äÉMô°U) áMô°U تعتبر صرحة المسجد من عناصر المنفعة وعناصر الاتصال والحركة الإباضية؛ فهي بمثابة الصحن في المساجد الأخرى غيرالمهمة في المساجد الإباضية، ولكن اصطلح على تسمية فناء المسجد الإباضي أو صحنه مستخدما إلى الآن، ويعرف بمصطلح »صرحة«). (١وما زال هذا المصطلح بـ »صرحة المسجد«. وصرحة المسجد كما ورد في المصطلح الفقهي العمراني الإباضي تستخدم كعنصر منفعة في إقامة الصلاة أحيا نا، وفي بعض الأوقات التي تناسب الصلاة في ساحة مكشوفة، كما أنها كانت الموضع الذي يتناول المصلون فيه وضيوفهم بعض الوجبات في المناسبات الدينية، وطعام »الهجور« الذي يتمثل في تناول التمور بين صلاتي الظهر والعصر، وطعام الفطور في رمضان بعد أذان المغرب). (٢كذلك كانت صرحة المسجد بمثابة عنصر اتصال وحركة يربط بين الطرق والشوارع التي يطل عليها المسجد وبيت الصلاة، حيث يوصل الدرج إلى مستوى الصرحة الذي يكون مرتفعا ارتفا عا نسب يا عنها، ومن الصرحة يتوصل إلى بيت الصلاة، وارتبا طا بهذا فإن ثمة علاقة تخطيطية بين الدرج المؤدي إلى الصرحة وبين الصرحة جميعا من عناصر الاتصال والحركة التيوأبواب بيت الصلاة باعتبارها تربط بيت الصلاة بالمسجد بهذه العناصر. العمران الإباضي، مجلد ، ١ص ٣٩٦، ٣٩٥؛ عثمان )محمد عبد الستار(: ) (١عثمان :فقه العمران الإباضي حتى نهاية القرن المصطلحات العمرانية والمعمارية في مصادر فقه ٦هـ١٢/م، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان٢٠١٤، م، مصطلح )صرحة(، ص ص. ٢٧٣ - ٢٧٠ ) (٢الخروصي )جاعد بن خميس بن مبارك بن يحيى بن عبد االله( :في المساجد وأحكامها والمدارس وأقسامها والمحصنة وقوامها، مخطوط بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، تحت التحقيق والنشر، ورقه. ١٠٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٠٢ أيضا من عناصر التهوية والإضاءة لبيت الصلاةويمكن اعتبار الصرحة غالبا في الجدار الغربي، وتوجد في بعضالذي يطل عليها بأبوابه التي تقع النماذج في الجدارين الشمالي أو الجنوبي، وهذه الأبواب بالإضافة إلى أيضا تزود ساحة بيت الصلاة بالضوءكونها عناصر اتصال وحركة فهي مهما في منظومة تهوية بيت الصلاة من الداخل،عنصرا  والهواء؛ حيث تمثل أغراضا وتطل على الصرحة بعض الوحدات المعمارية الأخرى التي تؤدي نفعية كالميضأة والبرادة، وأحيا نا المدرسة التي تلحق ببعض المساجد لتعليم الأطفال، وبعض حجرات التخزين وغيرها. الإباضية والملحقاتويبين الجدول رقم » «٣ملامح صرحات المساجد التي تطل عليها والأدراج التي توصل إليها وتربطها بالطرق التي يطل عليها المسجد. ١٠٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية z3{ obQ ∫hóL السمات المعمارية لصرحات المساجد وملحقات المسجد وأدراجه محراب الصرحةصرحة )صرحـات(منطقة المسجدم غيرمنتظمة لا يوجديوجدالمساحة منتظمةجنوبيةشماليةغربيةشرقية المساحة ✓ــ✓✓ـــنزوى١ ✓ـ✓ـ✓✓✓✓نزوى٢ ✓ــ✓ـــ✓نزوى٣ ـ✓✓✓✓ــ✓نزوى٤ ـ✓✓ـ✓✓✓✓نزوى٥ ـ✓ـ✓✓ــ✓سيح بني خالد٦ ـ✓✓✓✓ــ✓نزوى٧ ✓ـ✓ــ✓ـ✓نزوى٨ ✓ــ✓✓ــ✓لخزم٩ ـ✓ـ✓ـــ✓الثرمد١٠ ـ✓ـ✓ــ✓✓ميثاء١١ ـ✓✓ــ✓ـ✓إبراء١٢ ـــ✓ـــ✓الحمراء١٣ ـــ✓ـــ✓الحمراء١٤ ـــ✓ـــ✓الحمراء١٥ ✓ـ✓✓✓ــ✓نزوى١٦ ✓ـ✓ـ✓✓✓✓نزوى١٧ ✓ـ✓ــــ✓نزوى١٨ ✓ــ✓✓ـــنزوى١٩ ـ✓ـ✓✓✓✓ـنزوى٢٠ ــ✓✓✓ـ✓✓نزوى٢١ ـ✓ـ✓✓ـــنزوى٢٢ ✓ـ✓ــــ✓نزوى٢٣ ✓ـ✓ـ✓ــ✓نزوى٢٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٠٤ وفي ضوء بيانات الجدول رقم » «٣الخاص بالسمات المعمارية لصرحات الإباضية يتضح أن معظم المساجد بها صرحة تقع في الجهة الشرقيةالمساجد من بيت الصلاة، وهذا أمر منطقي عندما تسمح المساحة التي ينشأ عليها المسجد بذلك؛ لأن هذه الصرحة تمثل الامتداد الطبيعي الموجه نحو القبلة لبيت الصلاة، وتواصل المصلين فيها خلف الإمام الذي يصلي محراب بيت الصلاة أفضل من بقية الصرحات سواء الشمالية أو الجنوبية، ولذلك يلاحظ أن بالجدار الشرقي لبيت الصلاة الذي يمثل واجهة بيت الصلاة المطلة على أيضا على محور محراب بيتغالبا حنية محراب تكون الصرحة يوجد به الصلاة سيما وأن ساحة بيت الصلاة تأخذ الشكل المستطيل المنتظم، فلا توجيها دقيقا، ولذا يلاحظ أنيحدث خلل في توجيه هذا المحراب نحو القبلة المساجد التي كان فيها بيت الصلاة غير منتظم المساحة لا توجد في جدرانها الشرقية محاريب كما في المساجد شكلا. ٢٥ - ٢٣ والصرحات التي تقع جنوبي بيت الصلاة في عينة الدراسة يلاحظ أنها تأتي بنسبة عالية بعد الصرحات التي تقع في الجهة الشرقية، مع ملاحظة أن أيضا في مساجد لهامعظم الصرحات التي تقع في الجهة الجنوبية جاءت صرحات شرقية، وهو ما يعني أن اتساع ساحة المسجد ساعدت على إنشاء مثل هذه الصرحة، كما أنه من الناحية الوظيفية فإن المصلين في هذه الصرحات يمكن أن يصلوا فيها خلف إمام في الصرحة، كما أنه يمكن أن يصلوا فيها امتدادا لبيت خلف الإمام في بيت الصلاة، باعتبار أن هذه الصرحات تعتبر الصلاة في الجهة الجنوبية، وتأكيد الاتصال بين هذه الصرحات وساحة بيت الصلاة كان في الغالب من خلال فتحات أبواب تربط بين هذه الصرحات وبين الصلاة كما في المساجد أشكال ، ٢٢، ٢١، ١٩، ١٨، ١٧، ٣، ١ولا شك أن تخطيط مواضع هذه الأبواب يرتبط بعوامل أخرى من أهمها طبيعة مساحة ١٠٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الأرض التي أنشئ عليها المسجد وحدودها، وعلاقتها بالطرق المطلة عليها، وغير ذلك. أما المساجد التي بها صرحات جنوبية فقط فعددها محدود في عينة الدراسة في المسجد شكلا ، ٢٠، ١وفي كل منها يتضح أن ظروف مساحة أرض المسجد وعلاقتها بالطرق كانت هي الحاكمة كما سبقت الإشارة إليه. ومن الملفت للانتباه أن بعض المساجد بها صرحة غربية، أي غربي بيت الصلاة، بمعنى أن هذه الصرحة يستوجب استخدامها في الصلاة أن يكون خلف إمام يصلي في محراب بالجدار الغربي لهذه الصرحة، حيث لا تصح الصلاة بها خلف الإمام في بيت الصلاة؛ لأن المصلين في هذه الحالة يتقدم موضع سجودهم موضع سجود الإمام، وهذا غير جائز. كما يلاحظ أن كل المساجد ـ في عينة الدراسة ـ التي بها صرحة غربية بها صرحات في بعض الجهات الأخرى، سواء الشرقية أو الشمالية أو الجنوبية، كما يلاحظ أن وجود هذه الصرحات في إطار هذا التخطيط كان أغراضا أخرى كالاتصال بين المسجد والطريق التي يطل عليهاليحقق المسجد في هذه الجهة، كما في المساجد أشكال. ٢٠، ١٧، ٥ أما المساجد التي بها صرحات في الجهة الشمالية، فيلاحظ أن بها صرحات في جهات أخرى كالجهة الشرقية أو الغربية والجنوبية، وأحيا نا في أكثر من جهتين، وتستخدم هذه الصرحات كامتداد طبيعي خارجي لبيت الصلاة في هذه الجهة حال تأكد الاتصال بينها وبين بيت الصلاة بفتحات أبواب أو فتحات معقودة تصل بين هذه الصرحة وبيت الصلاة كما في المسجد )شكل ، (١٧ويمكن أن تؤدي الوظائف الأخرى للصرحة والتي سبقت الإشارة إليها. كذلك فإن لبعض هذه الصرحات علاقة واضحة بمنظومة عناصر الاتصال وبخاصة الطرق فالدرج فالصرحة فالأبواب المؤدية إلى بيت الصلاة، والمثال الواضح لذلك ما نراه في المسجدين شكلا. ٢٠، ١٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٠٦ وتؤكد المحاريب التي توجد بصرحات المساجد على استخدامها في الصلاة سواء كامتداد لبيت الصلاة حال صلاة المصلين خلف الإمام فيها، أو في حالة استخدامها مباشرة للصلاة خلف إمام يصلي خارج بيت الصلاة. ومن المفهوم أن هذه المحاريب تكون في الجدران الغربية للصرحات الغربية والشمالية والجنوبية. أما الصرحات الشرقية فإن محاريبها تكون في الجدران الشرقية لبيوت الصلاة. وقد وجدت نسبة لا بأس بها في عينة الدراسة من هذه المحاريب والنسبة الغالبة منها في الجدران الشرقية لبيوت الصلاة، أي في الصرحة الشرقية التي تمثل الامتداد الطبيعي لبيت الصلاة والأكثر مناسبة للصلاة فيه باعتبار توجيه القبلة وباعتبار الاتصال بين الصرحة وبيت الصلاة بفتحات معقودة أو فتحات أبواب تؤكد الاتصال بين المصلين فيها والمصلين داخل بيت الصلاة مع الإمام. »°VÉHE’G óé°ùadG äÉ≤ë∏e ألحقت بالمسجد الإباضي بعض الوحدات المعمارية التي تحقق منفعة لعماره، ومن هذه الوحدات الميضأة، والبئر، والبرادة، وحواصل التخزين وغيرها).(١ الميضأة نص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة على ضرورة طهارة المسلمين وتوضئهم قبل الصلاة، فقال الحق سبحانه% $ # " ! ﴿ : &'( ) *. - ,+ ] ﴾ 6 5 4 3 21 0 /المائدة. [٦ :وورد في ) (١انظر :الأشكال. ٢٣، ٢٢، ١٩، ١٧، ١٦، ١١، ١٠، ٩، ٨، ٧، ٥، ٤، ٣، ٢ ١٠٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الحديث عن قتادة أنه قال :قال رسول االله ژ » :لا يقبل االله صلاة بغير طهور«. ولأجل ذلك كان ضروريا أن تبنى وحدات معمارية للطهارة والوضوء مجاورة للمسجد )شكل ، (١٢، ٩وضمن تكوينه المعماري عرفت باسم الميضأة أو المطهرة وصارت من عناصر الانتفاع المهمة).(١ وقد عرضت بعض الأحكام الفقهية لعمارة المطاهر بالمساجد، فقد ذكر الكندي في بيان الشرع حديث النبي ژ » :جنبوا صبيانكم ومجانينكم مساجدكم ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، وبيعكم وشرائكم وجمروها في الجمعة، واجعلوا على أبوابها المطاهر«). (٢وذكر نقلا عن الضياء حديث الرسول ژ في صيغة أخرىالكندي في مصنفه انتهت بذات النص الذي يؤكد على تحديد موضع المطاهر بالمسجد بقوله ژ » :واجعلوا على أبوابها )المساجد( المطاهر«).(٣ وتوجد بعض المساجد الأثرية الباقية في عمان ميضآت، وقد حصر كوستا بعض نماذج من هذه الميضآت التي أنشئت مستقلة عن عمارة تماما عن المسجد مجاورة له كمسجد علاية إبراء الذي تنفصل فيه الميضأة عمارة المسجد )شكل. (٤)(١٢كما وجدت الميضأة في بعض المساجد مباشرا بالمسجد تطل على صرحته كما في مسجدالأخرى ملحقة إلحاقا الشواذنة في نزوى)) (٥شكل ، (٢وتتكرر أمثلة المساجد التي أنشئت ميضآتها وفق هذا النمط )انظر :الأشكال ، ١٧، ١٦، ١١، ١٠، ٩وغيرها(. ) (١عثمان :عمارة المسجد في ضوء الأحكام الفقهية، ج ، ٨ص. ١٤٩ ) (٢الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣ص ، ٢٤ج ، ١٩ص. ١٩ ) (٣الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ١٩ ) (٤كوستا :مساجد عمان، ص ) ٧٩شكل. (٤٧ ) (٥كوستا :مساجد عمان، ص ) ٩٥شكل. (٩٥ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٠٨ فصلا تا ما كما فيوالفصل بين موضع الميضأة وبيت الصلاة سواء كان مسجد علاية إبراء أو جعلها بعيدة عن بيت الصلاة مطلة على الصرحة كما في المساجد الأخرى التي سبقت الإشارة إليها، يساعد على تجنب أثر البلل الذي يحدث بعد غسل الأرجل أثناء الوضوء، وهو البلل الذي يحتمل النجاسة عند مداخل المساجد التي تكون دورات المياه فيها قريبة من هذه المداخل، ويجب التنويه إلى أن الأصل في ذلك هو الطهارة، ولكن ذلك لا يمنع من الأخذ بأسباب النظافة والطهارة دون المبالغة في ذلك إلى حد الوسواس والشكوك).(١ الإباضية التي اتضحت في فصلوهكذا فإن هذه الرؤية التخطيطية للمساجد تماما عن ساحة المساجد أو إلحاقها بالمسجد مطلة على الصرحةالميضأة مباشرا لتوجيه الرسول ژ بجعلها على أبواب المساجد قريبة منهاتعتبر تطبيقا أيضا على لتسهيل عملية الوضوء والوصول إلى بيت الصلاة مع المحافظة طهارة المسجد، وتجنب أثر البلل الناتج عن الوضوء وآثاره. أيضا أن هناك بعض المساجد لا توجد بها ميضآت أوومن الملاحظ مطاهر، وهو ما يعني أن المصلين يذهبون إلى هذه المساجد متوضئين في بيوتهم، أو في أي موضع آخر يتوفر فيه الماء؛ كالآبار أو الأفلاج أو أيضا السواقي، ويتفق هذا مع ما ورد في حديث رسول االله ژ الذي يدعو إلى أن يتوضأ المسلم في بيته ويذهب إلى المسجد للصلاة، فقد قال ژ : »من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت االله ليقضي فريضة من فرائض االله، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة« رواه مسلم).(٢ ) (١الجديد )منصور بن عبد العزيز( :المسجد في الإسلام في حدود أبرز الضوابط الشرعية المتعلقة بعمارته، بحث بكتاب ندوة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود١٩٩٩، م، ج ، ٨ص. ١٢٢ ) (٢الجديد )منصور بن عبد العزيز( :المسجد في الإسلام في حدود أبرز الضوابط الشرعية المتعلقة بعمارته، بحث بكتاب ندوة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود١٩٩٩، م، ج ، ٨ص. ١٢٢ ١٠٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ويتطابق هذا التوجه مع عمارة مسجد رسول االله ژ الذي لم ينشأ له في عهد رسول االله ولا في عهد الخلفاء الراشدين من بعد ميضأة ملحقة به).(١ وفي إطار هذه الرؤية وهذه النماذج كان اعتبار الميضأة عند بعض الباحثين بأنها من عناصره المكملة وليس من العناصر الأساسية المتمثلة في بيت الصلاة).(٢ الإباضية تتكون فقط من ومن الملاحظ أن ميضآت المساجد الأثرية الوحدات الخاصة بالوضوء ممثلة في البئر والحوض الذي يرفع إليه ماؤه ليستخدم في الوضوء. ولا توجد بهذه الميضأة »مراحيض« كما هو حال كثير من الميضآت في المساجد الأثرية الأخرى في بعض البلاد الإسلامية، وهذا التوجه في التخطيط ربما كان مرتب طا بالإطار الثقافي العام نحو عدم تخصيص )بيوت خلاء( أو مراحيض داخل المنشآت الدينية أو حتى السكنية وتأسيسا على ذلك لم تثر القضايا الفقهيةالمدنية وقضاء الحاجة في الخلاء، التي تتعلق بما يحدث من مشكلات ترتبط بإنشاء المراحيض ضمن التكوين المعماري للميضآت).(٣ ) (١انظر :شكل ٢٥أ، ب، ج. ) (٢نوفل )محمود حسن( :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، سجل بحوث ندوة عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض١٤١٩، هـ١٩٩٩/م، ج ، ٥ص. ٨٤ ) (٣توجه الأحكام الفقهية إلى ضرورة الفصل بين المراحيض ومواضع الوضوء؛ لأن في ذلك ستر للعورة لمن يقضي حاجته بالمراحيض، كما أن في الفصل ما يساعد على تنفيذ آداب الوضوء التي توجه إلى ذكر اسم االله في بدايته، وذكر الدعاء بعد؛ الجديد :المسجد في الإسلام، ج ، ٨ص ، ١٤٤وكذلك ما يتصل بتوجيه المراحيض بحيث لا تستقبل أو تستدبر القبلة قدر الإمكان توافقا مع حديث النبي ژ » :إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة أو يستدبرها«؛ نوفل :المعايير التصميمية، ج ، ٥ص. ٨٨ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١١٠ بئر الميضأة تشتمل الميضأة في كثير من المساجد على بئر لتزويدها بالماء، وهناك بعض المساجد تعتمد على ساقية فلج قريب من المسجد كمصدر للماء في مجاورا لفوهة البئر أحواض الماء الذي يستخدم فيالوضوء). (١وينشأ الوضوء حيث يرفع الماء بالدلو من البئر إلى الحوض الذي يتوضأ منه الإباضية بعض الأحكام التيالمتوضئون. وقد تضمنت المصادر الفقهية تناقش ما قد يتعرض له ماء البئر بصفة عامة من نجاسة بسبب قربه من بعيدا عن البئر بمسافةكنيف، ووجهت إلى ضرورة أن يكون الكنيف محدودة تمنع حدوث هذه النجاسة، وقد قدرت هذه المسافة بنحو ست إلى سبع أذرع).(٢ وقد تنشأ البئر في بعض المساجد لاحقة لإنشاء المسجد، وقد نظمت الأحكام الفقهية ذلك، فقد أجازت حفر بئر للمسجد من مال الجماعة إذا أرادوا حفرها، وليس من مال المسجد، كما أشارت إلى إمكانية إلحاق بئر مجاورة للمسجد به، وإلى تعميق حفرها إذا احتاجت إلى ذلك بسبب محلها أو يبسها). (٣وفي ذلك ما يشير إلى متابعة صلاحية البئر للاستخدام في الوضوء لأهميتها في ذلك. كذلك عرضت الأحكام الفقهية لإمكان حفر البئر المندفقة والتي تكون في صرح المسجد، وإلى إمكان تزويدها بما تحتاج إليه من حبال لرفع الماء، وعمل الحوض الذي يرفع فيه الماء للوضوء سواء كان ذلك ) (١أجاز بعض العلماء كسر هذه القاعدة في حالة وجود ساتر من البنيان، إلا أن الثابت هو تفضيل الأخذ بها في حدود الإمكان. نوفل :المعايير التصميمية للمساجد، ج ، ٥ص. ٨٨ ) (٢الكندي :بيان الشرع، ج ، ٧ص. ٣٩ ) (٣الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٨٢ ١١١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية من مال المسجد أو من أموال ع ماره. وهذه الأحكام وغيرها تشير إلى أن ومهما للماء الذي يستخدم للوضوءمصدرا ضرورياالبئر بالمسجد كانت الإباضية، وهو ما تعكسه آبار ميضآت المساجدفي ميضآت المساجد الأثرية الباقية).(١ البـرادة الإباضية وضع أوانللشرب معلقة في جدرانأجازت الأحكام الفقهية المساجد أو أعمدته ليشرب منها عمار المسجد). (٢وتطورت هذه الفكرة في إطار التحسين، فأنشئت وحدات معمارية مطلة على صرحات المسجد لتوضع فيها قرب الماء أو أوانيه ليبرد الماء، وكل وحدة من هذه الوحدات تصميما يساعد على مرور تيار عرفت بالبرادة؛ حيث إنها صممت معماريا الهواء على هذه الأوعية فيبرد ماؤها، فيكون أكثر استساغة عند شرب عمار المسجد له. وقد أشار الخروصي إلى بعض الصور المعمارية التي كانت عليها مثل هذه البرادات، وما يتصل بها من مسائل، فذكر مسألة عن الشيخ حداد بن عبد االله »عن مسجد له برادة للماء في صرح المسجد، والمسجد له صرحان، واليوم البرادة التي للماء عماره خراب، فأردنا أن نحولها في الصرح الأعلى لصلاح المسجد؛ لأن صلاة الجماعة قد صارت في الصرح الأسفل، وهذا واسع وأحسن من الصرح الأعلى أيجوز تحويلها من مال المسجد أم لا؟ الجواب واالله الهادي إلى طريق الحق والصواب فعلى صفتك هذه جائز لصلاح المسجد وعمارها من مال المسجد، وتركت الاختلاف لأني شاهدت ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٨٧ ) (٢الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ، ١٢لوحة. ١ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١١٢ أخي محمد بن عبد االله بن مداد 5أجاز لأهل مسجد أد تحويل المسجد في الجانب الغربي فحولوه بحضرتنا، وكان في الجانب الشرقي، وبنوه من مال المسجد. وهذا الحكم يفيد أن برادة المسجد المذكور كانت في الصرح الأسفل، ونقلت إلى الصرح الأعلى؛ لأن الصرح الأسفل أصبح يستخدم في صلاة الجماعة، والحكم بالإضافة إلى إشارته إلى وجود البرادة، فإنه يشير إلى إمكان نقلها من موضع إلى آخر إذا كان موضعها في الصرحة يمكن أن يستخدم في الصلاة وأراد عمار المسجد نقلها إلى الصرح الآخر الذي تركت فيه الصلاة فيه، وهو ما يعني أولوية استخدام الصرح كموضع للصلاة عن بناء برادة فيه. وفي حكم آخر رأى وكيل المسجد أن ينقل البرادة في موضع قريب من البئر، وتجعل لها نصبة خشب تجعل القرب فيها حيث كانت النصبة داخل المسجد، وقد لحق بعض المسجد الضرر من الماء، فأراد الوكيل أن يبني هذه البرادة للماء في الصرح الأسفل. وأجاز الحكم) (١هذا الأمر الذي يعني أن إنشاء البرادة كموضع لأواني الماء المخصص للشرب كان من الحلول المعمارية المهمة التي تجنب المسجد ضرر بلل الماء من أوانيه التي تعلق في نصبة خشب أو غير ذلك. وكانت البرادة تستخدم أحيا نا كموضع لتعليم الصبيان، فقد ذكر الخروصي عن الشيخ الفقيه صالح بن سعيد الزاملي» :وسألته عن عمار البرادة اللاصقة لمسجد الصبارة) (٢من قرية أدم من سفليه التي يتعلم فيها الصبيان أيجوز أن تعمر من مال المسجد أم لا فلم يقطع لي ، « 5قال غيره :االله أعلم والذي ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٨١ - ٨٠ باقيا في أدم، ويتكون من بلاطتين بواسطة بائكة بعقدين وله محراب) (٢مسجد الصبارة ما زال جصي به نقوش ذات صلة بالنجوم والكواكب. المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ٩٩ ١١٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية معي في عمارة هذه البرادة أنه من مال المسجد، ولا يجوز لأنها لا من صلاحه على حال، ومن صلاح العمار فيجوز على رأي لأن تكون فيما له من مال، كلا بل هي في الخارج عن الأمرين، فكيف يصح فيها أن تكون على هذا من أمرها في ماله؟! إني لا أعرفه فأدل عليه في رأي أو دين إذا لا أرى إلا ما يمنع نسبة جارية لا تدفع وإلا فهي كذلك، واالله أعلم فينظر في ذلك).(١ :óé°ùadG o«a°üJh §«£îJ ≈∏Y á«q °VÉHE’G á«¡≤ØdG ΩÉμMC’G ôKCG الإباضية من خلال عينة بعد هذه الدراسة السابقة لسمات المساجد الدراسة، يأتي إبراز أثر الأحكام الفقهية على عمارة هذه المساجد. تتضمن هذه الدراسة أثر الأحكام الفقهية على قياسات المساجد وحدودها، وما يطرأ عليها من تعديل أو تغيير معماري. أيضا أثر الأحكام الفقهية على انحسار إنشاءومن هذه القضايا المهمة الإباضية باعتبار أن مسجد النبي ژ في عهده لم تكن لهمنارات للمساجد مئذنة، وكان يؤذن من أعلى سطح مجاور له. أيضا لعدم إنشاء شرافات تتوج الواجهاتوبالمثل تعرض الدراسة الإباضية، والشرافات من العناصر المعمارية والزخرفيةالخارجية للمساجد التي انتشرت في أنماط المساجد الإسلامية الأخرى، ولكنها تكاد تكون العمراني والمعماري الإباضية في ضوء تأثره بأحكام الفقه نادرة في المساجد الإباضي المرتبط بها. الإباضية الأثرية يأتي وندرة وجود المنارات والشرافات في المساجد الإباضية كما سنوضح. تفسيره المباشر في إطار تأثير الأحكام الفقهية ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٨١ - ٨٠ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١١٤ الإباضية ثم تعرض الدراسة لتأثير الأحكام الفقهية على زخرفة المساجد الأثرية التي تكاد تخلو من أية زخارف جدارية أو زخارف في الأسقف أو الأرضيات كما هو في المساجد الإسلامية في البلاد الإسلامية الأخرى. جميعا بعد وتكشف الأمثلة التي زخرفت محاريبها بزخارف جصية عن أنها القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي، وقد أوضحت الدراسات الآثارية أن انتشار هذه المحاريب الجصية المزخرفة بزخارف هندسية أو غالبا في إطار تأثير خارجي، والنسبة الغالبة منكتابية أو نباتية إنما كان الإباضية خلت من الزخارف الجدارية وزخارف الأسقفالمساجد الأثرية وكذلك زخارف المحاريب التي اختلفت الأحكام بشأن زخرفتها بالزخارف الكتابية وفي إطار شؤون معينة كما سنوضح. وترصد الدراسة بعض أمثلة المساجد التي ظهرت بها بعض ملامح عرضا جانب يا لهذهالتحصين، كما تعرض للأحكام الفقهية التي عرضت القضية وبما يمكن في إطارها تفسير وجود عناصر معمارية تحصينية في بعض المساجد كمسجد سعال وغيره، وهو ما لم نستطع تفسيره في دراسات سابقة لم تتنبه لأهمية تأثير الأحكام الفقهية على الصياغة المعمارية للمسجد الإباضي. ô«« ̈àdGh É`gOhóMh ó`LÉ°ù`adG äÉ`°SÉ«b ≈∏`Y á`«¡≤ØdG ΩÉ`μMC’G ô`KCG É¡«a... QÉa©adG استنادا إلى حديثدعت الأحكام الفقهية إلى توسعة المسجد قوما من الأنصار قد أسسوا بناء مسجد،رسول االله ژ ، فقد روي عنه أنه رأى فقال» :أوسعوه تملؤوه«، وعنه ژ أنه قال» :كلما كثر أهله كان أفضل«). (١وقد ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ٢٧ ١١٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية مسجدا ورد في أحكام المساجد للخروصي عن مؤلفه :وفيمن أراد أن يبني قوما من لربه ما الذي يؤمر به؟ قال :ففي الخبر عن النبي ژ أنه رأى مسجدا، فقال» :أوسعوه تملؤوه«، وقال » :‰كلما كثرالأنصار قد أسسوا وعملاأهله كان أفضل«، فينبغي له أن يكون على هذا فيوسع في مجراه).(١ لما قد سمع، فإنه من غير شك أنفع، وأجره أوفر، وفضله أكثر).(٢ أمرا وواضح من هذه الأحكام أن توسعة المساجد في أصل بنائها كان مرغوبا فيه لأسباب واضحة تضمنها الحديث، منها أنها تتسع لأكثر عدد من المصلين، وكثرة عدد جماعة المصلين فيه، ومنها فضل الثواب، كما أن أجر من بناه بهذه السعة أفضل من أجر من يبنيه ضيقا، فعلى قدر العمل يكون خيرا يره. الثواب، فمن يعمل مثقال ذرة ومن الملفت للانتباه أن هذا التوجيه يؤكد على توسعته عند بناء المسجد لأول مرة حتى يتسع لما عساه أن يزيد من أعداد المصلين، وحتى لا يضطر إلى هدمه وإعادة بنائه بغية التوسعة، وفي ذلك توجه اقتصادي مهم. وقد وردت أحكام فقهية مهمة تتصل بما يمكن أن يحدث من تعديل معماري في عمارة لمسجد يتصل بتضييق مساحته أو توسعتها. فقد عرض صاحب المصنف لأحكام متنوعة تتعلق بمساحة المسجد الأصلية عند إعادة بنائه، فقد ذكر أنه في الضياء، قال أبو الحسن» :لا تضيق المساجد بالنقص، أما إن وسع لإصلاحها فجائز، وقد كنت أعرف أنه لا يضيق المسجد ولا يوسع، ثم عرفت عن الشيخ أنه ما كان أصلح للمسجد فجائز، وقال :إنه ) (١الصحيح :بحراه. ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة ، ٤٦وقد ورد في مسألة »نهى النبي ژ أن يقال: مسيجد ومصيحف، وقال أبو الحسن :إن صح النهي فإنه لا يستنقص ولا يستخف بذلك؛ الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ٦ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١١٦ جائز أن يزاد فيه ما هو صلاح له). (١ويتضح من هذا الحكم أمران: أولا :أن مساحة المسجد الأصلية لا تضيق. ثانيا :أن مساجد المسجد الأصلية يمكن توسعتها إذا كان في ذلك صلاح المسجد، وأن هناك من يرى بعدم توسعتها. وقد عرض الخروصي لنفس القضية بطرح السؤال» :هل لمن أراد أن يعمره )المسجد( أن يضيقه عما كان عليه من قبل بما يحدثه من زيادة في سواريه أو في جدره من غير أن يضره، وأن يوسعه بنقض شيء من هذا لما فيه من مصلحة من غير مضرة؟ أم ليس له أن يغيره؟ قال :قد قيل بالمنع في الأمرين، وفي قول آخر :لا يضيق، فإن وسع لصلاحه جاز، وقيل :بإجازة ما هو أصلح من هذين«).(٢ ويكشف هذا الحكم عن تضييق مساحة المسجد أو توسعته يمكن أن يحدث بطريقة أخرى تتمثل في تقليل عدد سواري المسجد التي تشغل مساحة منه فتزيد المساحة المتاحة للصلاة دون توسعة حقيقية في حدود مساحة المسجد الأصلية، وكذلك الحال بالنسبة للجدران أي يمكن أن يختلف بناؤها عن الشكل الأصلي للبناء بتقليل سمكها، أو غير ذلك فتزداد مساحة المسجد المتاحة للصلاة، ويمكن أن يحدث العكس بتضييق المساحة المتاحة للصلاة. وهذا الحكم إذا ما طبق الحكم الذي يرى منعه في الأمرين فإن هذا يعني إعادة بناء المسجد بالشكل المعماري وبالتخطيط الأصلي له. أما إذا طبق الرأي الذي به جواز التوسعة أو جواز الأمرين لصلاح ذلك للمسجد وعماره، فإن هذا الشكل والتخطيط يمكن أن يختلف. العمران ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ٤٧؛ الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ١٥؛ عثمان :فقه الإباضي، مجلد ، ١ص. ٤٠٧ ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٥٧ - ٥٥ ١١٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية أيضا بحدود المساحة، فطرحأمرا آخر يتعلق واستطرد الخروصي ليناقش السؤال» :هل له )من يريد إعادة عمارة المسجد( أن يميل به عن أساسه إلى أحد جهاته الأربع أم لا؟ قال :قد قيل بالمنع والإجازة ما لم يخرج عن حدوده. وهذا الحكم يشير إلى أن أساسات المسجد تبقى كما هي مواضعها، وهو ما يعني الالتزام بحدود مساحته الأصلية، ثم عرض الخروصي لصورة أخرى من التغيير أو التعديل المعماري الذي قد يحدث في المسجد، تتمثل هذه الصورة بتبديل موضع بيت الصلاة مع الصرحة، فقد طرح السؤال حول هذا الأمر :هل في موضعه )المسجد مع ما له من صرحة أن يعكس ما بينهما، فيجعل هذا مكان الآخر منهما أو لا؟(، قال :فعسى في هذه أن تكون هي الأولى، فالقول فيهما واحد بما فيه من رأي ما لم يخرج عن حد الأصلح على حال. قلت له :فهلا جاز في هذا أن يجري في نقله إلا ما في الخارج عنهما من كل وجه؟ أو لا يجوز لقلة عدله؟ قال :االله أعلم، وأنا لا أعرفه لعدم ماله في إطلاقه من سبيل؛ لأن الصرح من المسجد ما لم يخرج بدليل، وعلى العكس من هذا ما كان في الخارج فيه على حال من غير شك أبعده من اللبس، فأعرفه فإنه غير ما قبله، فإنه يجوز فيه كمثله، وإني لا أدري ذلك«. وهذا الحكم له أهمية خاصة؛ حيث أنه أكد أن صرحة المسجد من المسجد طالما أنها من حدوده الثابتة المعروفة المؤكدة. كما أنه أجاز تغيير مواضع كل من بيت الصلاة والصرحة ليشغل كل منهما موضع الآخر حتى أن ذلك من صلاح المسجد. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن أي توسعة في بيت الصلاة أو ارتفاع بنيان عن الشكل الأصلي لعمارته تكون تكلفته من مال العمار وليس من مال المسجد).(١ ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٥٦ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١١٨ وقد يكون التعديل في عمارة المسجد لسبب آخر مرتبط بتحري اتجاه القبلة الصحيح عندما يتضح أن الاتجاه الذي سبق تحديده في أصل بناء المسجد غير دقيق. وهذا الأمر حدث في حالات متكررة في بلاد إسلامية مختلفة، وقد عرض الخروصي لهذه القضية فطرح السؤال» :فإن كان في مستقبلاتوجهه زال عن القبلة منحرفا عنها أيجوز أن ينقص فيبني على هذا لها؟ قال :هكذا قيل، ولا أعلم أنه مختلف في جواز ذلك. قلت له :وما احتاج إليه ثم لصلاحه فهو من ماله؟ قال :هكذا معي في هذا؛ لأنه من قطعا؛ إذ لا يجوز أن يصحح في قبلته أن تكون إلى غير القبلةمصالحه أبدا، وعلى القائم بأمره أن يرده إليها من مال عماره، وبعده فالذي يكون من عماره، وإلا فالذي يقدر في حاله أن يقوم به في لازم أو جائز لعدم ما يدل على المنع من جوازه شر عا، ألا وإن في الأثر ما دل على صحة هذا النظر وكفى. قلت له :فهل في هذا الموضع أن يأتي في نقصه على كل إذ لم يحتج في رده إلى القبلة لا إلى بعضه أم لا؟ قال :فالذي معي في هذا أنه ليس في مال المسجد إلا قدر ما يرده إليها على ما جاز له في حاله، لا ما زاد عليه، فإن فعله لزمه في ماله، فجاز أن يلحقه معنى الاختلاف وجوازه مهما أراد به ما هو أفضل منه؛ لما به من مصلحة زائدة على ما كان عليه من قبل).(١ ويكشف هذا الحكم وتفاصيله عن أن تصحيح اتجاه القبلة كان من صور التغيير أو التعديل المعماري التي أجازت الأحكام القيام به، وأن هذا التصحيح ربما يتم دون هدم المسجد كله، وإعادة بنائه، وربما يحتاج إلى نقض البناء كله وإعادته لتحري اتجاه القبلة الصحيح، كما أن هذا التصحيح قد ينتج عنه في بعض الحالات نقص في مساحة المسجد. ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٥٨ - ٥٧ ١١٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الإباضية تحدد الإطار المتعلق بمساحةوإذا كانت هذه الأحكام الفقهية المساجد وحدودها ومجالات تصرف المعمار في عمارة المسجد في هذه المساحة بتحديد مساحة بيت الصلاة وموضعه، عند إنشاء المسجد في أول أيضا كانت تحدد الأسس التي تحكم أية صورة من صورمرة، وأنها تبادلا معالتعديل أو التغيير في مساحة بيت الصلاة أو في تعديل موضعه الصرحة، أو في تصحيح توجهه نحو القبلة، وما يترتب على ذلك من صور التعديل في الإنشاء والمساجد، فإن مساحة المساجد بصفة عامة والمساجد واضحا الإباضية بصفة خاصة باعتبارها موضوع الدرس ترتبط ارتبا طا بنوعية المسجد ذاته. فمساحة المسجد الجامع الذي يتسع لكل المصلين في المصر أو المدينة أو القرية في الصلوات الجامعة تكون أكبر من مساحة مسجد الحارة ومساجد العباد والمزارع من المنطقي أن تكون أصغر نسب يا مساحتها من مساجد الحارة أو المساجد الجامعة. توسيعا لها كل فترة ومساحة المسجد الجامع من المنطقي أن يحدث لازدياد عدد المصلين في الصلوات الجامعة فتكون الحاجة إلى استيعاب هذه الزيادة قائمة باستمرار من ثم تحدث التوسعة، ويحدث هذا أحيا نا في المساجد الأخرى لسبب أو لآخر).(١ أيضا بظروف توفر الأرضومساحات المساجد بأنواعها المختلفة مرتبطة المناسبة، والتي يحكمها عوامل أخرى من أهمها توفر مصدر للماء للوضوء سواء من بئر أو من فلج. ) (١انظر :شكل. ٢٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٢٠ á«q °VÉHE’G óLÉ°ùadG »a IÓ°üdG â«H́ÉØJQG الإباضية في عمان بالنسبة لطوليمثل ارتفاع بيت الصلاة في المساجد وعرض مساحته الإطار العام المرتبط بمقارنتها بارتفاع الدور المجاورة في مهما، وهذا الارتفاع تأثر بعواململمحا  العمانية بصفة خاصة الحارات أخرى كالتحصين، وتوفير نسبة من الإضاءة والتهوية للمسجد والبعد عن الضوضاء، وتجنب الحشرات والحيوانات، وتصريف مياه الأمطار، وكلها عوامل غير مباشرة أثرت في بروز ظاهرة الارتفاع بعمارة المسجد الإباضي. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن ارتفاع سقف المسجد مرتبط معماريا بارتفاع جدرانه والأعمدة أو البائكات التي تحمل السقف. من الجدير بالذكر أن النبي ژ عندما شكا المسلمون من الحرارة الشديدة وتعرضهم للشمس وبخاصة في صلاتي الظهر والعصر، أمر بأن ينشأ للمسجد سقف لتجنب هذا الضرر. حيث كان المسجد قبل هذا التوجيه بدون سقف. وورد في الحديث أن النبي ژ قال» :ابنوه عريش ا كعريش موسى، « ‰ قيل للحسن :ما عريش موسى؟ قال :إذا رفع يده بلغ العريش يعني السقف).(١ وبالفعل تشير المصادر والدراسات التاريخية والأثرية لمسجد الرسول ژ إلى أن ارتفاع جدرانه بلغ سبعة أذرع ) ٣٢٣,٤سم().(٢ وكان هذا النمط المعماري لمسجد الرسول ژ هو الذي اتبع بعد ذلك في مساجد الأمصار كالبصرة والكوفة والفسطاط، ولكن في العصر الأموي حدثت طفرة عند إعادة بناء مسجد الكوفة سنة ٥١هـ على يد زياد ابن أبيه مترا( الذي رغب في أن يصل ارتفاع جدرانه إلى ثلاثين ذرا عا ) ١٣,٨٦ ) (١السمهودي :وفاء الوفا، ج ، ١ص ٤٥٣، ٣٤٩؛ عثمان :المسجد النبوي، ص. ٦٥ - ٦٣ ) (٢السمهودي :وفاء الوفا، ج ، ١ص ٣٢٧، ٣٢٦؛ عثمان :المسجد النبوي، ص. ٧٩ - ٧٦ ١٢١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وتجاوب المعمار مع هذه الرغبة التي أدت إنشائ يا إلى عمل أعمدة وجدران خارجية بهذا الارتفاع). (١ويمثل الجامع الأموي في دمشق الذي بني في عهد نموذجا مبالغا فيه في ارتفاع سقفه؛ حيث بلغ الارتفاع في البلاطاتالوليد مترا. ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن الارتفاعمترا وفي المجاز القاطع ٢٣ ١٥ بهذه الطريقة المبالغ فيها كان في إطار الدعاية السياسية والتعبير عن المباهاة بقدرات المنشئين، ولعل أوضح مثال لذلك جامع ومدرسة السلطان حسن في القاهرة التي رغب أن يكون السلطان حسن ارتفاع إيوان القبلة في جامعه مترا، وفي العصرتحديدا، وقد بلغ ارتفاع الإيوان ٣٥أعلى من إيوان كسرى مترا).(٢ العثماني نجد أن قبة جامع السليمانية بأدرنة يصل ارتفاعها إلى ٤٣ وهذه المبالغة في الارتفاع ببناء المساجد يدخل في إطار التطاول في البنيان الذي نهى عنه الرسول ژ عندما قال» :لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان« أخرجه البخاري. والتطاول في البنيان المقصود به زيادة ارتفاع السقف وليس عدد الأدوار).(٣ ولا شك أن المبالغة في الارتفاع ليست مطلوبة، ولكن الارتفاع أغراضا وظيفية وإنشائية تساعد على تحقيق المسجدالمناسب الذي يحقق لوظيفته أمر ينتهي إلى تحديد قياسات منطقية ومناسبة بهذه الأغراض. ومن أغراضا أخرى للارتفاع؛ حيث رأى بعضهم ألا تكونالجدير بالذكر أن هناك المساجد متطامنة أي منخفضة بين الدور الشاهقة، وربما كانت لأهل الذمة ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :أضواء على أهمية الإنشاء في تأريخ العمارة الإسلامية، مجلة العصور، دار المريخ للنشر، لندن١٩٩٠، م، المجلد الخامس، الجزء الثاني، ص. ٢٤٢ - ٢٤١ ) (٢أصلان آبا )أوقطاي( :فنون الترك وعمائرهم، ترجمة :أحمد عيسى، إستنبول، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، أرسيكا ١٩٨٧م، ص. ٢٠٢ ) (٣حسن :خصائص التفكير في تصميم الحيز الداخلي للمسجد، ص. ٦٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٢٢ الإباضية، لكانت مستهانة). (١وهذا التوجه أشارت إليه بعض الأحكام الفقهية فقد ورد في مسألة من جواب الشيخ مسعود بن رمضان النزوي)» :(٢وعن جديدا أيجوز له ترفيعه؟المسجد إذا كان عماره خافقا، وأراد أحد أن يبنيه الجواب :لا يجوز ترفيعه من مال المسجد، أما من أراد البناء فجائز ذلك واالله أعلم«). (٣وهذا الحكم لا يجيز رفع بناء المسجد من أموال المسجد لكنه في ذات الوقت يجيز مبدأ رفع السقف بتكلفة يتطوع بها من يريد ذلك. وقال غيره» :نعم قد قيل هذا هو كذلك إلا أن يبلغ به خفاقه إلى حد يمنع المصلي من قيامه في صلاته كما به يؤمر فيه من قيامه فيجوز على حال أن يرفع من ماله مقدار ما يصلح لأداء الصلاة كذلك أن صح ما عندي لعدم ما يدل على المنع في جوازه في هذا الموضع واالله أعلم فينظر في ذلك«).(٤ وهذا الحكم الأخير يشير إلى الحد الأدنى لارتفاع سقف المسجد إشارة واضحة حيث يجب رفع السقف ارتفا عا يسمح لمن يصلي بأن يقيم صلاته وفق شرع إقامتها. الإباضية لما عساه أن يحدث منوقد عرضت بعض الأحكام الفقهية تعلية في الدور المجاورة للمسجد، فقد ورد في هذه الأحكام ما يدل على المنع من جواز بناء الوحدات المعمارية التي ترتفع عن عمارة المسجد؛ لما تحدثه من ضرر بما تمنعه من ضوء أو ريح نافعة فيكربه، ووجهت الأحكام إلى أن تقرير هذا الضرر يكون ممن له معرفة من العدول بلا تحديد فيه).(٥ ) (١السقا )إبراهيم( :المنهل العذب لكل وارد في بيان فضل عمارة المساجد، ص. ٢١ - ٢٠ ) (٢من علماء القرن الحادي عشر، دليل أعلام عمان، ص. ١٥٢ ) (٣الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٤٣ ) (٤الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٤٤ ) (٥الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٤٤ ١٢٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وحتى تتجنب المساجد الملاصقة للدور هذا الضرر الذي قد يحدث فإن الارتفاع ببنائها في الأصل يقي من حدوث مثل هذا الضرر، والمساجد الإباضية في معظمها بنيت أسقفها مسطحة Flat Roofوهذا التوجه كان في إطار توفر المواد البيئية في بناء السقف من أفلاق النخيل وجريده، وقلة توجها عا ما في العمارة في المناطقتكلفتها، وهو بعد اقتصادي مهم يمثل الإباضية. والسقف المسطح لا يضيف ارتفا عا للمبنى مثل غيره من أنماط التغطية الأخرى كالأقبية أو القباب، وقد أثبتت الدراسات المعمارية لتصميم المساجد أن السقف المسطح أفضل من غيره من أنماط السقوف فهو يمثل »الشكل الطبيعي للسقف والمناسب سيكولوج يا للإنسان لما فيه من سهولة الإدراك والتوزيع الحسي العادل بين أجزائه«). (١ولما كان الحال كذلك فإن الإباضية بسقوف مسطحة والرغبة في تحقيق الارتفاعتغطية المساجد المناسب لها جعل جدرانها محكومة بهذا الارتفاع. ومن الجدير بالذكر أن الارتفاع ببناء المسجد له أهمية أخرى مرتبطة بنظام التهوية الجيدة فيه. فقد أثبتت الدراسات والبحوث أن »حجم الهواء اللازم للفرد بداخل الفراغ المعلق لا يقل عن ٣متر مكعب من الهواء في الساعة طبقا لمواصفات المعهد الأمريكي لتكييف الهواء«). (٢وإذا كانت أقل مساحة يشكلها الفرد في الصلاة ٨٥سم ٢فإن الارتفاع المطلوب لا يجب أن يقل عن ٣,٥متر، ويمكن زيادة الارتفاع لتحقيق النسب الفراغية المريحة أيضا الاعتبارات الصوتية والضوئية). (٣وإذا اضيف إلى هذهوالتي تناسب ) (١نوفل :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، ص. ٨١ ) (٢نوفل :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، ص. ٨١عن: American Public Health Association Planning The Neighborhood. Chicago Public Administration Service, 1999, p. 217. ) (٣نوفل :المعايير التصميمية، ص. ٨١، ٨٠ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٢٤ الاعتبارات اعتبارات العوامل المناخية في عمان التي تتسم بشدة حرارتها في فصل الصيف وزيادة نسبة الرطوبة بها، فإن الارتفاع بسقف المسجد يكون ضروريا لتحقيق راحة المصلين في مثل هذا المناخ. ويمنع حدوث تحديدا. وفي هذا ما يفسر اتجاه المعمارأي ضرر يتصل بعملية التهوية الإباضي لرفع سقف المسجد عن أرضية بيت الصلاة ارتفا عا يبلغ في المتوسط ٦ - ٤متر. يضاف إليه ارتفاع الصرحة عن مستوى أرض الطريق )الطرق( التي تصل بين المسجد والنسيج العمراني المحيط، وهو يختلف من مسجد إلى آخر. وتحقيق هذا الارتفاع تطلب قدرات ومقومات إنشائية في الأساسات وسمك الجدران والأعمدة والعقود كعناصر حاملة للسقف مع الجدران الخارجية. وارتفاع سقف المسجد يرتبط باعتبارات وظيفية أخرى وبخاصة في المساجد الجامعة التي يكون بها منبر يخطب من عليه الخطيب خطبة صلاة الجمعة من كل أسبوع. ومن الملفت للانتباه أن معظم المساجد الجامعة الإباضية جاءت منابرها مبنية ومشابهة) (١في شكلها إلى حد كبير بهيئة منبر كبيرا النبي ژ الذي يتكون من ثلاث درجات ومستراح ، ولا يرتفع ارتفا عا )(٢ مثل المنابر الخشبية في البلاد الإسلامية الأخرى والتي وصل عدد درجاتها تسع درجات والتي تمتد نتيجة هذا الارتفاع مع عدد الدرجات في ساحة بيت الصلاة فتشغل مساحة كبيرة من ساحة الصلاة، وهو أمر لم تحبذه الأحكام الفقهية لبعض المذاهب كالمذهب المالكي، وكان الحل في عمل حجرة للمنبر لها فتحة باب بجدار القبلة خلف موضع المنبر يدفع إليها ) (١انظر :لوحة. ٩ ) (٢عثمان :المسجد النبوي، ص ص. ٩٩ - ٩١انظر :شكل. ٢٦ ١٢٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المنبر المركب على عجلات بعد انتهاء الخطبة لتجنب شغال مساحته، وتجنب قطع الصف الأول أو امتداده في ساحة بيت الصلاة عند المنطقة التي تتقدم باب المنبر أو مقدمه. وفي بعض المساجد في البلاد الإسلامية الأخرى وضع المنبر مواز يا لجدار القبلة لتجنب شغله لمساحة كبيرة من ساحة بيت الصلاة، ولتجنب السلبيات الأخرى التي سبقت الإشارة إليها. الإباضية كان التوجه نحو عمل بناء منبر ثابت يتكون منوفي المساجد عدد محدود من الدرجات ويبلغ متوسط ارتفاعه ١٢٠ - ٩٠سم، كما أن اتساع درجاته يبلغ متوسطها ٧٠سم، والمنبر بهذه المقاييس يتجنب كل السلبيات التي تحدث عن المنبر الكبير المكون من تسع درجات ترتفع بجلسة الخطيب في المتوسط إلى ١,٧٠متر على الأقل. وقد كشفت الدراسات المعيارية لتصميم المساجد أنه »لا يجب إلا يرتفع المنبر عن مستوى أرضية بيت الصلاة إلا بالقدر الذي يسمح للمصلين برؤية الإمام؛ حيث وجد أن أكبر زاوية للرؤية تكون بالصف الأول، والتي يجب ألا تزيد عن ٤٥درجة حتى لا تتسبب في متاعب للمصلين الجالسين نتيجة رفع رؤوسهم طوال الخطبة، ومع اعتبار أن المسافة بينهم وبين الخطيب تعادل مترا( فيكون رأس الإمام على ارتفاع ٢٤٠سم منصفين )٢ = ٢ × ١ مستوى نظر الجالس الذي يبلغ حوالى ٨٠سم، وإذا فرضنا أن متوسط طول الإمام ١,٧٥سم يكون ارتفاع مستوى المنبر ١٤٥ = ١٧٥ - ٨٠ + ٢٤٠سم، أي بارتفاع تسع درجات، وهذا هو أعلى منسوب مسموح به في المنبر).(١ الإباضية الأثرية يلاحظ أن ارتفاع المنبر في المتوسط ما بينوفي المساجد ٩٠سم ـ ١٢٠سم). (٢وهو ارتفاع أقل من ارتفاع المنابر الخشبية المكونة من ) (١نوفل :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، ص. ٩١ ) (٢انظر :لوحة. ٩ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٢٦ تسع درجات. وإذا أخذنا منبر المسجد الجامع في بهلا) (١كمثال فإننا نلاحظ أن ارتفاع المنبر ١٢٣سم واتساع درجاته ٦٤سم، وامتداده في بيت الصلاة عموديا على جدار القبلة ١٦٧سم، ووفق المعيار السابق الحاكم لرؤية الخطيب على المنبر، فإن ارتفاع منبر جامع بهلا ١٢٣سم ٨٠ +سم ارتفاع المصلى المستمع للخطيب ـ ١٧٥سم )متوسط طول الخطيب( = ٢٦سم وهذا الارتفاع أقل بكثير من المستوى المعياري للمنبر المكون من تسع درجات، وهو ما يعني راحة المصلين في الصف الأول عند رؤية الخطيب أثناء الخطبة. وارتفاع المنبر بهذا القدر ) ١٢٣سم( مضاف إليه متوسط طول الخطيب جدا مع ارتفاع سقف المسجد الذي ٢٩٨ = ١٧٥سم، وهو ارتفاع متناسب  مترا. يبلغ ٦,٣٠ وامتداد المنبر في بيت الصلاة بمقدار ١٦٧سم لا يؤثر على الصف الأول حيث إن الإمام الذي يؤم المصلين يحتاج إلى ١٢٠ - ١٠٠سم ثم يليه الصف الأول على بعد ١٢٠ - ١٠٠سم من موضع الإمام، كما أن المنبر لا يحجب رؤية المصلين في هذا الصف الأول للإمام. هذا بالإضافة إلى أن هذا المسجد يتكون من سبع بلاطات تتسع للمصلين من خلف الإمام، وبذلك لا تتأثر المساحة المتاحة للصلاة بهذا المنبر الذي نفذ وفق قياسات ناسبت الأحكام الفقهية التي لا تحبذ شغل أية مساحة من ساحة الصلاة بأي عنصر من عناصر الأثاث الديني كالمنبر أو دكة المؤذنين أو الكرسي الجوامعي وغيرها من العناصر التي وجه الفقهاء إلى تجنيبها عن ساحة الصلاة في المسجد. وإذا كان منبر جامع بهلا من أكبر نماذج المنابر المبنية الإباضية فإن المنابر الأخرى الأصغر تتناسب أكثر وارتفاعفي المساجد جدران المسجد وراحة المصلين المتابعين للإمام بالرؤية وبخاصة في ) (١عثمان :المصطلحات المعمارية، المجلد الثاني، لوحة ، ٣٢ص. ٤٣٧ ١٢٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الصف الأول، كما أنها تقلل إلى حد ما المساحة التي يشغلها المنبر، وبخاصة امتداده عموديا على جدار القبلة فلا يؤثر على المساحة المخصصة للصفوف، وبخاصة الصف الأول. المنـارة الإباضية مصطلح منارة، والمنارة هي التيتستخدم المصادر الفقهية يؤذن عليها، وقد اشتق اسمها من الفعل نور، والجمع مناور ومنائر).(١ وقد حدد الحكم الفقهي علاقة المنارة معماريا بالمسجد فقد ذكر الكندي في مسألة »أظن عن أبي الحسن وقال :لم أعلم أن المنارة من مصالح المسجد«). (٢ويكشف هذا الحكم عن تأثير أحكام الفقه الإباضي على عمارة المسجد، فقد كان السبب في انحسار وجود المآذن في المساجد مقارنة بما عليه الحال فيواضحا يكاد يصل إلى غيابهاانحسارا الإباضية بأسا في المناطق العمرانية الأخرى التي تتبع مذاهب دينية أخرى، ولم تر إنشاء المآذن التي بدأ انتشارها في المساجد منذ العصر الأموي. الإباضية في هذا التوجه متأسية بما كان عليه حال مسجدوالمساجد الرسول ژ الذي لم يكن له مآذن طوال عهد رسول االله ژ والخلافة الراشدة من بعده، وكان إنشاء أول مآذن له في عهد الوليد بن عبد الملك عندما أعاد بناء مسجد الرسول ووسعه وأنشأ له أربع مآذن في الأركان الأربعة).(٣ ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :المصطلحات العمرانية والمعمارية في مصادر الفقه الإباضي حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان٢٠١٤، م، مجلد ، ٢ص. ٣٤٥ ) (٢الكندي :المصنف، ج ، ١٧ص. ٤١ ) (٣السمهودي )نور الدين علي بن أحمد، ت٩١١ :هـ( :وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، نشر دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، ج ، ٢ص. ٥٢٦ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٢٨ الإباضية فإن المؤذن فيها يؤذن فيوفي ظل غياب المآذن في المساجد صرحة المسجد، وربما من على سطحه، وقد أشار كوستا إلى أن بعض الإباضية بها سلالم تبدأ من صرحة المسجد وترتقي إلى أن تصلالمساجد وتحديدا على أحد إلى بيت الصلاة، ويبنى السلم عموديا على بيت الصلاة، طرفي واجهة الجدار الشرقي، وهذا السلم يشبه ما يعرف بمنارة السلم في مساجد في شرق إفريقية والخليج).(١ ومن المهم هنا الإشارة إلى أن هذا السلم الذي يصعد منه إلى سطح المسجد قد أشار إليه الخروصي في أحد أحكامه، فقد سئل» :في إحداث المردمة للمسجد يجوز أم لا« جائز على الصلاح، قال غيره :صحيح إن كان أحدثها من ماله لما أريد بها من شيء يحتاج منه إلى مثلها حاله الإصلاح واالله أعلم فينظر في ذلك«).(٢ والمردمة لها معان عدة بحسب استخدامها، والمراد بها هنا ما يصعد بها مشيرا إلى إلى سطح المسجد، فقد ذكر هذه المسألة الشيخ أبو الحواري معنى المردمة، واستخدامها؛ حيث يقول» :يجوز أن يحدث مردمة للطلوع على ظهر المسجد لصلاحه«).(٣ وفي سياق هذا التفسير الوظيفي للمردمة التي تتمثل في السلم الذي يؤدي إلى السطح يتضح أن هذا السلم يرتبط وظيف يا بصلاح سطح المسجد واستخداماته حيث كان يستخدم أحيا نا في النوم للغرباء وغيرهم في وقت الحر الشديد)، (٤أو يصعد إليه وقت الخطر، كما أن السطح إذا ما احتاج إلى العمانية، ص ، ٨١انظر :لوحة. ٧ ) (١كوستا :المساجد ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٧٢ ) (٣عن سليمان بن عبد االله الهميمي الذي يتولى تحقيق القسم الأول من كتاب الخروصي عن جامع أبي الحواري، ج ، ٣ص. ٦٦ ) (٤الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ١٠٢ ١٢٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ترميم فإن هذا السلم يسهل الصعود إليه. وهذه الوظائف للسلم المشار إليه والذي عرف بالمردمة لارتفاع بنائه في هيئة قلبة واحدة لا يمنع أن يستغل الموضع المرتفع في الأذان من عليه أو من على سطح المسجد إذا لم يتسبب ذلك في ضرر الكشف. الإباضية التي يوجد فيها سلم خارجي بالصرحةومن نماذج المساجد يؤدي إلى السطح يمكن أن يشتغل لرفع الأذان سبعة نماذج حصرها كوستا وهي جامع نزوى القديم ومسجد الجناه ومسجد الشرجة ومسجد المود في نزوى وفي شمال أمطى )جامع حارة السويد( ومسجد الجمعة في السوق في الصرمي).(١أدم، ومسجد الرفقة في وادي كما أشار إلى أنه »يوجد سلم مماثل بعض الشيء لهذه السلالم في جامع بهلا حيث تصعد درجات السلم إلى الأعلى إلى رابية صغيرة بجنب المسجد، وقد أشار دونالد هولي Donald Hawlyإلى مسجد قديم في مسقط، كان به درجات يستخدمها المؤذن ليصعد إلى الجدار الخارجي).(٢ مرتفعا بالمسجدموضعا وواضح من هذا السياق أن هذه السلالم توفر يصعد عليه المؤذن ليعلن بالأذان حتى يراه المصلون، ويصل صوته إلى المنطقة المجاورة للمسجد فيعرفوا بدخول وقت الصلاة، وهذا بالضبط ما كان عليه الحال في عهد رسول االله ژ ؛ حيث كان المؤذن يصعد إلى أعلى دار مجاور للمسجد ليعلن بالأذان).(٣ أيضا في مسجدالعمانية. ويذكر كوستا أن هذا النمط من السلالم وجد ) (١كوستا :المساجد السنة في مسندم، ص. ٨١ العمانية، ص. ٨١) (٢كوستا :المساجد ) (٣عثمان )محمد عبد الستار( :مسجد النبي ژ وبيوت أمهات المؤمنين، سلسلة روافد، وزارة الأوقاف الكويتية٢٠١٤، م، ص. ٩٩، ٩٨ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٣٠ سؤالا يتعلق بترميم عناصر المسجد المعماريةوقد طرح الخروصي وإصلاحها ومنها المنارة. وكان السؤال» :هل له أن يصلح من ماله منارة يؤذن فيها للصلاة؟ أو أن يعمرها حدثا إن رآها أصلح؟ قال :ففي الأثر ما دل أحدا كل من هذين على أنه لا يجوز لأنها لا من المسجد ولا أعلم أن يذهب إلى إجازة أحد الأمرين، وعسى ألا يصح إلا في حكم النظر إلا أن يكون من قبل في ماله، فعسى أن لا يمنع من جواز ماله من سنة في شيء حتى يصحح باطله وإلا فهو على حاله«).(١ الإباضية قد أنشئ لها وسياق هذا الحكم يكشف أن هناك بعض المساجد مآذن، وكان يمكن أن يحدث في بعضها الآخر إضافة مئذنة. وقد أجاز الحكم ذلك إن كان تمويل الإنشاء من مال غير مال المسجد؛ لأن المئذنة كما ذكر الكندي ليست من مصالح المسجد. ويذكر كوستا أنه عثر على نوع فريد من المنارات أو المآذن في أثناء مسح لوسط نزوى ١٩٨٠م في مسجد المود الصغير في حارة السوادي في جنوب غرب القلعة، وهذه المنارة تقع في الركن الشمالي الشرقي للمصطبة وتتكون من درج مكون من درجتين ومتعامد على الجانب الشمالي من المبنى، ومدخل ودرجتان بطول الجانب الشمالي ودرجتان يفضيان إلى منصة صغيرة غير مسقوفة. ويكشف هذا الوصف عن بساطة النمط كثيرا الإباضية للمنارة، وهو يشبه المعماري الذي نفذ في بعض المساجد منارات المآذن التقليدية في المملكة العربية السعودية لمسجد سدوس). (٢وله أيضا نماذج مشابهة في المساجد بالمناطق الصحراوية بشمال إفريقية).(٣ ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٦٧ ) (٢عثمان )محمد عبد الستار( :عمارة سدوس التقليدية، دراسة أثرية معمارية دراسة حالة، دار الوفاء لدنيا النشر والطباعة، الإسكندرية١٩٩٩، م، ص ، ١٠٧، ١٠٦وانظر :لوحة ، ١٩ص. ٣٨٩ ) (٣عثمان )محمد عبد الستار( :العمارة التقليدية في المنطقة العربية، المصرية للتسويق والتوزيع )إمدكو(٢٠١٢، م، ص. ٢٦٤، ٢٤٢ ١٣١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الشرافـات مباشرا على انعدام وجود الشرافاتتأثيرا الإباضية أثرت الأحكام الفقهية أصلا عنصركعناصر معمارية زخرفية تتوج واجهات المساجد، والشرافات معماري حربي يستخدم كدروة يحتمي بها الرماة بعد رمي السهام من الفتحات التي بين كل شرافة وأخرى، كما أنها استخدمت أحيا نا في ربط استعدادا لإسقاطها على العدو الذي يتمكن منالحجارة بالحبال فيها محاولا نقبه أو تسلقه). (١ثم ظهرت في العمارةالوصول إلى جوار السور الدينية كعنصر زخرفي يتوج الواجهات. ومن المهم الإشارة إلى أن الأحكام الفقهية التي أشارت إلى عدم جواز إنشاء الشرافات في المساجد، فقد ذكر ابن جعفر في جامعه ما نقل عن ابن عباس عن رسول االله ژ بقوله» :أمرنا أن نبني المساجد والمنازل شرف الجم التي لا شرف لها، ومنه شاهة جماء أي لا قرن لها« وقد ذكر الكندي في مصنفه نفس الرواية وزاد عليها أن »الأجم الذي لا رمح معه في الحرب ومثله حديث ابن عمر أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قذاف، قال الأصمعي :إنما هي قذف مثل غرف واحدتها قذفة وهو الشرف).(٢ أيضا عن علي ƒويتعلق بالشرف قال:وقد ذكر الخروصي ما روي »احذروا التزاويق والشرافات في المساجد«، وروي عنه أنه مر بمسجد شرف جما فقال» :هذا بيعة اليسم«، وقال ابن عباس» :أمرنا أن نبني المساجد  ) (١انظر :مصطلح شرافة، عثمان )محمد عبد الستار عثمان( :المصطلحات العمرانية العمران الإباضي، مجلد ، ١ص، ٣٦٦ والمعمارية، مجلد ، ٢ص ٢٦١ - ٢٥٩؛ عثمان :فقه وهامش ٢بنفس الصفحة. ) (٢الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ٣٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٣٢ والمدائن شرفا«، وروي عن ابن عمر »أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قذاف«). (١أي شرافات كما سبقت الإشارة. وفي موضع آخر وجه الخروصي إلى إزالة الشرافات من المسجد وهو مخالفا للحكم الفقهي الذي تدعمهما يعني ضم نا أن ما أنشئ منها يكون الروايات السابقة من حديث رسول االله، ومما ذكره ابن عباس وعلي وابن عمر @ ).(٢ الإباضية الأثرية الباقية عن عدم وجود شرافاتوتكشف دراسة المساجد تتوج واجهاتها كما جرت العادة في المساجد الإسلامية الأخرى التي تنتشر في بقاع العالم الإسلامي وفي توثيق هذه الظاهرة ما يؤكد الالتزام بتطبيق الإباضية من الشرافات. هذا التوجيه الفقهي الذي أثر على خلو المساجد ومن الملفت للانتباه أن هذه الظاهرة انسحبت على معظم المساجد العمانية الأخرى والتي تتبع المذاهب الأخرى وكأنما أصبح عدم إنشاء العمانية ثقافة عمانية عامة).(٣شرافات تتوج واجهات المساجد وهكذا يتضح تأثير الأحكام الفقهية على غياب بعض الوحدات والعناصر المعمارية، كالمآذن والشرافات، وهما من الوحدات والعناصر التي لم تكن بمسجد رسول االله ژ والخلفاء الراشدين من بعده وبدأ انتشارها في العصر الأموي والعصور التالية. ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٤٦ ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٤٨ ) (٣في إطار دراسة كوستا عن المساجد في عمان وما قام به من مسح جيد لها لم يلاحظ إلا وجود مسجد واحد في جبروه بمطرح به بقايا شرافات. كوستا :مساجد عمان، ص ص ، ١٧٣ - ١٧١وهو مسجد شيعي، انظر :شكل. ٢١٣، ٢١٢، ٢١١، ٢١٠ ١٣٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية á«q °VÉHE’G óLÉ°ùadG áaôNR ≈∏Y á«q °VÉHE’G á«¡≤ØdG ΩÉμMC’G ôKCG الإباضية على ضرورة البعد عن الزخرفةأكدت الأحكام الفقهية والتصاوير في المسجد، وقد ذكر الكندي في مصنفه مسألة» :قال أبو محمد لا يجوز أن يكتب في قبلة المسجد شي من الآي أو شيء من الموعظة ولا صورا ذاهبة الرأس فلا بأس بها فيتجعل التصاوير في المساجد، وإن كانت المساجد، وجازت بها الصلاة«).(١ وذكر ابن جعفر في جامعه ما نقل عن ابن عباس عن رسول االله ژ بقوله» :أمرنا أن نبني المساجد والمنازل شرفا، الجم :التي لا شرف لها، ومنه شاة جماء أي لا قرن لها«). (٢والمعروف أن تتويج الشرافات لواجهات المساجد في البلاد الإسلامية غايته زخرفية فليس لها أي غرض وظيفي أو إنشائي. واسعا، وذكر الكندي في بيان الشرع أنه »ينبغي لمن بنى بي تا الله أن يكون ويكره له التزاويق بالخضرة والصفرة والنقوش بالسنادج والجص والشرف، وروى ابن عباس عن النبي ژ قال :أمر بتشييد المساجد، قال له ابن عباس: أزخرفها كما زخرفتها اليهود والنصاري، وروي عن النبي ژ» :وما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم«).(٣ وتكشف هذه الروايات والأحكام عن استخدام مصطلحين مهمين يتصلان بالزخرفة بمفهومها الشامل وهما »تزاويق« و»تصاوير«). (٤ومصطلح تزاويق اتضح من دراسته في إطار صياغة حكم الكندي في مصنفه أن المقصود به ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ٢٢ ) (٢ابن جعفر :الجامع، ج ، ٩ص. ٢١٥ ) (٣الكندي :بيان الشرع، ج ، ١٠ص. ٥٦ ) (٤عثمان :المصطلحات العمرانية والمعمارية، المجلد الثاني، ص ، ٢٢١ص. ٢٨٢ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٣٤ أيضا الزخارف التي تستخدم فيها الألوان، والتي تنفذ على الجص وأدخل الشرافات في إطارها باعتبارها عناصر معمارية زخرفية. أما مصطلح التصاوير فإنه يرتبط بمفهوم أوسع يرتبط بالصورة والصورة في إطار الدلالة اللغوية التي وردت في المعاجم اللغوية من الفعل صور »صور االله صورة حسنة، فتصور«، وفي حديث ابن مقرن :أما علمت أن الصورة محرمة؟ أراد بالصورة مشبها بخلق الوجه والتصاوير التماثيل). (١وصور الصورة عام في كل ما يصور االله من ذوات الروح وغيرها، وقولهم :وتكره التصاوير ـ والمراد التماثيل ـ يدل على ما في المتفق أن أصحاب الصور يوم القيامة يعذبون، ويقال لهم: »أحيوا ما خلقتم«، ثم قال» :إن البيت الذي فيه الصورة لا تدخله الملائكة«).(٢ واستخدام الكندي لمصطلح تصاوير جاء في سياق ما نقله عن صاحب الضياء من حديث لرسول االله ژ » :بيوت االله في الأرض بنيت بالإمامة، وشرفت بالكرامة، لا ترفع فيها الأصوات، ولا تنشد فيها الأشعار، ولا تقام فيها الحدود، ولا يعاقب فيها، ولا تسل فيها السيوف ولا يشهر فيها السلاح، ولا يمر فيها بلحم، ولا تتخذ طري قا، ولا يحلف فيها باالله، ولا تبنى بالتصاوير ولا القوارير، ولا تتخذ سو قا ولا ينفخ فيها بالمزامير، وإنما بنيت لما بنيت له، لكن زينتها نظافتها«). (٣هكذا يتضح الأساس الذي قام عليه تحريم الإباضية. ولكن المهم الإشارة هنا إلى أن حديثالتصاوير في المساجد رسول االله ژ اختتم بالإشارة إلى أن »زينة المساجد نظافتها«. وظاهر نص الحديث يختلف عن تأويل الشيعة الإسماعيلية للآية الكريمة التي جاء في ) (١ابن منظور :لسان العرب، ج ، ٨ص. ٣٠٤، ٣٠٣ ) (٢المطرزي :المغرب، ج ، ١ص. ٤٨٦ ) (٣الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص. ٢٢وللاستزادة عن دلالات مصطلح تصاوير، راجع: عثمان :معجم المصطلحات المعمارية في مصادر الفقه الإباضي، المجلد الثاني من موسوعة الفقه الإباضي، ص. ٢٨٢، ٢٨١ ١٣٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية نصها] ﴾ ( ' & % $ ﴿ :الأعراف. [٣١ :بأن المقصود بالزينة هو زخرفة المسجد، وهو ما انعكس في مساجدهم، وأكد عليه الرحالة ناصر خسرو الذي أكد على اهتمام الشيعة الإسماعيلية بزخرفة مساجدهم، ولعل ما بقي من مساجدهم بما فيها من زخارف يمثل الدليل المادي على هذا التأويل. الإباضية من الزخارف بصفة عامة سواءوالمقارنة بين خلو المساجد في واجهاتها الخارجية، أو في داخل بيوت الصلاة فيها) (١وبين المساجد الشيعية الإسماعيلية الفاطمية بمصر على سبيل المثال تبين مدى التزام الإباضية بما ورد من أحاديث وتوجيهات للرسول ژ والخلفاء الراشدون من بعده بالبعد عن زخرفة المساجد، وهي الأحاديث والتوجيهات التي الإباضية، وهي الأحكام التي ظلت متتابعةتأسست عليها الأحكام الفقهية الإباضية في القرون اللاحقة بدلالة ما عرض لهفي المصادر الفقهية الخروصي في كتابه أحكام المساجد، فقد ورد في مسألة عن مؤلفه» :وفيمن مسجدا لربه، ما الذي يؤمر به؟ قال :ففي الخبر عن النبي ژأراد أن يبني مسجدا، فقال» :أوسعوه تملؤوه« قوما من الأنصار قد أسسواأنه رأى وقال » : ‰كلما كثر أهله كان أفضل«. فينبغي له أن يكون على هذا، وعملا لما قد سمع فإنه من غير ما شك أنفع، وأجرهفيوسع في مجراه).(٢ أوفر، وفضله أكثر، وإن يدع الزخرفة في بنائه فلا يزوقه في جداره عمارة لما في الحديث عن ابن عباس أن النبي ژ قال» :ما أمرت أن تشيد المساجد«، وقال عليه السلام» :ما ساء عمل قوم إلا زخرفوا مساجدهم«، وفي الأثر عن علي أنه قال :احذروا التزاويق والشرافات في المساجد«، وروي عنه أنه مر ) (١حدث في الفترات المتأخرة زخرفة لبعض المحاريب الجصية، ولكنها جاءت في إطار الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية التي تتفق والبعد عما فيه روح. ) (٢الصحيح :بحراه. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٣٦ بمسجد شرفا فقال» :هذه بيعة اليسم«، وقال ابن عباس» :أمرنا أن نبني جما والمدائن شرفا«، ورفع عن ابن عمر أنه كان لا يصلي فيالمساجد  مسجد فيه قذاف، فأعرفه قلت له فإن زخرفه بألوان الأصباغ من حمرة وبياض وخضرة أو ما يكون من نقش في محرابه أو في غيره منه لما أراده به من زينة ماله من فائدة حاضرة أو في المآل، فإن كان من عمل يده، في غير مغرم أضاع زمانه، وإن كان من ماله فخسرانه، وإن كان من مال المسجد فضمانه، أو من عند من لم يأذن بإذنه، فكذلك مع ما فيه من ظلمه لربه، تكريما، قال :االله أعلم، وأنا لا أدري فيتعظيما له فعملهقلت له :فإن أراده هذا أنه من تكريمه، وإن فعله لما في نفسه من تعظيمه، فالأمر فيه على ما تنزيها عنه نهي في تحريم أو تكريه، واتخاذه لما قديظنه؛ لأن في ذلك جعل له لا ما عداه إلا من ضرورة إليه، وكفى بالنظافة والكسح زينة له عما يكون من نحو ذلك، قلت له :فإن بناه بالتصاوير وزينه بالقوارير). (١قال: فهذه مثل الأولى فالقول فيها على ما رم، فإنه بها أولى إلا أن يكون من صورة ذي روح، فأحق ما بها أن يغير فيقطع منها الرأس ويدمر، وإن لم يكن من الواجب على من قدر إلا أن يكون تجاه القبلة فيقطع على المصلي في أكثر القول فإنه لا بد من إزالة المانع وإلا فلا ضرر. قلت له :وما كان من شرافاته، فهلا جاء فيه أن يلقى عنه فيزال منه. قال: بلى، إن هذا قد قيل به لما روي عن عثمان بن عفان أنه كان في المسجد أترجة فقال» :ألقوها فإنها تشغل المصلي«. وروي عن ابن عمر أنه مر على خيرا، إلا وإني لم أجدني في هذامسجد بالجحفة فأمر بها فألقيت، فأعرفه أثرا«).(٢ ما يدل على رده ) (١راجع :مصطلح قوارير، عثمان :معجم المصطلحات، ص. ٣٨٦ ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقات. ٤٩ - ٤٦ ١٣٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ويتضح من هذا الحكم أنه بالإضافة إلى ما قصد إليه من تحريم أو أيضا الفلسفة من وراء هذا الحكم بالتحريم أوتكريه للزخرفة، فإنه يبين التكريه، فالزخرفة تشغل المصلي، كما أنه فيها إسراف وضياع للوقت الذي تستغرقه في تنفيذها، والمال الذي يصرف عليها سواء كان هذا المال من مال من نفذ الزخرفة؛ لأنه خسارة له، أو كان من مال المسجد فيلزم بضمانه كما أن الغاية الأخيرة أن هذا العمل بكل هذه المثالب ينصرف إلى ظلم من يعمله لربه. وفي هذا الحكم الذي يعرض له الخروصي يعكس ما حدث في القرون التالية للقرن السادس الهجري ـ الإطار الزمني للدراسة ـ ما عرض من الإباضية بزخارف جصية مسائل تتعلق بزخرفة بعض محاريب المساجد محفورة تشتمل على عناصر زخرفية هندسية ونباتية وكتابية. وقد كشفت الدراسات الآثارية عن أقدم محراب مزخرف بهذا الأسلوب في عمان يرجع إلى سنة ٦٥٠هـ١٢٥٢/م، وهو محراب سعال بنزوى. كما تفيد هذه الدراسات أن الزخرفة الجصية لبعض المحاريب بعضها يعكس التأثير العمانيين وبخاصة في منح قدالخارجي الوارد إلى عمان، وإن كان بعض قاموا بعمل هذه المحاريب الجصية المزخرفة، وأبدعوا في تنفيذها).(١ أيضا على أن الثقافة الغالبة كانت هي التوجيه إلىويؤكد هذا الحكم تأسيسا على ما ورد البعد عن زخرفة المساجد في إطار التحريم أو التكريه في السنة الشريفة من أحاديث وما فعله الصحابة، وكذلك خلفاء رسول االله عمر وعثمان... الذين التزموا بهذه التوجيهات في ما نفذوه من توسعات بالمسجد النبوي الشريف).(٢ ) (١كوستا :مساجد عمان، ص. ١١٧، ١٠٣ ) (٢الخروصي :أحكام المساجد، ورقة. ٤٩ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٣٨ الإباضية مع أحكام من حرموا أو كرهوا زخرفةوتتفق أحكام الفقهاء شغلا للمصليالمساجد من فقهاء المالكية والحنفية والحنابلة). (١لأن في ذلك وتشتي تا للفكرة، وقد يقصد به المباهاة والرياء). (٢وإن كان بعضهم قد أجاز ذلك لما رأوا فيه من تعظيم للمسجد. É¡JÉHÉàch ÖjQÉëadG áaôNR ≈∏Y á«¡≤ØdG ΩÉμMC’G الإباضية الباقية التأثير المباشر لأحكام الفقهاءتعكس محاريب المساجد الإباضية على زخرفة المسجد؛ حيث انعدمت زخرفة المسجد، سواء في داخل بيت الصلاة، أو في واجهاتها فجاءت الجدران من الداخل والخارج خالية من الزخارف وكذلك الأرضيات وبواطن السقوف والتي جرت العادة بزخرفة المساجد فيها في البلاد الإسلامية الأخرى وفي العصور المختلفة، وانحسرت الزخارف في بعض المحاريب الجصية التي يرجع أقدمها إلى ٦٥٠هـ١٢٥٢/م، وهو محراب مسجد سعال واستخدمت فيه الزخارف الجصية الهندسية والنباتية والكتابية، وهذه النماذج من المحاريب المزخرفة بهذه العناصر الزخرفية التي تخلو من الأشكال الآدمية أو الحيوانية). (٣وهذا الإباضية التي التوجه في الزخرفة يبدو أنه هو الآخر متأثر بالأحكام الفقهية تحديدا لزخرفة المحاريب أو الكتابة عليها.عرضت ) (١الزركشي )محمد بن عبد االله( :إعلام الساجد بأحكام المساجد١٤٠٣، هـ ، ص ٢٣٥؛ الجراعي )تقي الدين أبو بكر بن زيد( :تحفة الراكع والساجد في أحكام المساجد، تحقيق :طه الولي، بيروت١٤٠١، هـ ، ص ٢١٧، ٢١٦؛ عثمان :عمارة المساجد في ضوء الأحكام الفقهية، ص. ١٥٣ ) (٢حسن :خصائص التفكير في تصميم الحيز الداخلي للمسجد، كتاب، ندوة المساجد، ص. ٦٥ ) (٣الزخارف الجصية لا يوجد بها أشكال آدمية أو حيوانية وتوجد بعض أشكال الطيور في بعض الأطباق الخزفية التي زخرفت بها، وهذه الأطباق الخزفية المستوردة من خارج عمان، واستخدمت كعناصر زخرفية مكملة للزخارف الجصية. ١٣٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية فقد طرح الكندي السؤال» :هل يجوز أن يكتب في المحراب في الجدار؟ قال :نعم إذا كان في ذكر االله أو شيء من القرآن، أو ما يذكر أما سائر ذلك فلا أحب أن يكتب فيه عبث رجع). (١وقد حدد هذا الحكم ما يفضل كتابته، وما لا يجوز لأنه من سبيل العبث. أيضا لرأي آخر حيث ذكر أن أبو محمدوقد عرض الكندي في مصنفه قال» :لا يجوز أن يكتب في قبلة المسجد شيء من الآي أو شيء من صورا ذاهبة الرأس الموعظة، ولا تجعل التصاوير في المساجد، وإن كانت فلا بأس بها في المساجد، وجازت الصلاة بها«).(٢ تشددا من الرأي السابق الذي يجيز كتابة آي القرآن أووهذا الرأي أكثر غيرها، فهو لا يجيز تنفيذ أية نقوش كتابية أو قرآنية أو شيء من المواعظ في حنية المحراب بالمرة. وهذان الرأيان انعكسا بصورة مباشرة في صياغة الشكل الزخرفي الإباضية وبخاصة فيما يتعلق بزخارفها الكتابية. فمعظمللمحاريب الإباضية بنيت بهيئة معمارية بسيطة عبارة عن حنيةالمحاريب في المساجد على هيئة قطاع من دائرة، ومعظمها الآخر جاء على هيئة حنايا متداخلة يتدرج ارتفاعها من الداخل إلى الخارج ويكتنفها أحيا نا عمودان مدمجان، والمحاريب مملطة بالطين خالية من أية زخارف. الإباضية قد كسيت ويلاحظ أن بعض المحاريب في بعض المساجد واجهاتها بطبقة من الجص نقشت عليها زخارف هندسية ونباتية وكتابية تتضمن نص شهادة التوحيد والرسالة المحمدية، وبعض آي القرآن. ومنها ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص. ٢٥ ) (٢الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص. ٣٣ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٤٠ ما تضمن أسماء المساهمين في إعمار المسجد أو الحرفيين الذين قاموا بزخرفة هذه المحاريب). (١وغير ذلك. وأقدم هذه المحاريب التي زخرفت بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابية يرجع إلى ٦٥٠هـ١٢٥٢/م، وهو مسجد سعال كما سبقت الإشارة إليه. وهذه الأمثلة من المحاريب الباقية تشكل الدليل المادي للاتجاه إلى تطبيق الأحكام الفقهية التي تجيز تنفيذ النقوش الكتابية على أيضا أن الفقهاء قبل ذلك قد عرضواالمحاريب، وهو دليل مادي يؤكده للمسألة، وهذا العرض يعني بصورة أو بأخرى أن إثارة القضية، وربما كان ذلك في إطار ما ينزل من النوازل، وربما كان في إطار الافتراض النظري. ل تكرار الأمثلة من المحاريب الجصية المزخرفة في القرن السابعوع وحتى القرن الثاني عشر كان له صداه في حكم الخروصي الذي أكد على التحريم والكراهية في القرن ١٣ - ١٢هـ. وتبقى النسبة الغالبة من المحاريب الطينية البسيطة غير المزخرفة في دليلا ماديا يؤكد الالتزام بتطبيق الرأي الذي لا يجيزالإباضية المساجد الكتابة على المحاريب أو زخرفتها. وهكذا تحدد الأحكام الفقهية المرتبطة الإباضية التي الإباضية الصورة التي آلت إليها المساجدبزخرفة المساجد خلت جدرانها الداخلية وواجهاتها الخارجية من الزخارف، وكذلك أرضياتها تماما عما آل إليه حال عمارة المساجد فيوبواطن أسقفها في هيئة مختلفة البلاد الإسلامية الأخرى منذ العصر الأموي وحتى العصر الحديث، وهو العمانية، نشر وزارة التراث) (١للاستزادة، راجع :بلديسيرا )أيروس( :الكتابات في المساجد والثقافة، سلطنة عمان١٩٩٤، م، ص ص ١١٨ - ٦؛ عثمان )محمد عبد الستار( :نقوش كتابية عربية إسلامية من سلطنة عمان، دراسة في المضمون، بحث بالكتاب التذكاري الرحمن الأنصاري بعنوان :دراسات في تاريخ الجزيرة العربيةٰالمهدى للأستاذ الدكتور عبد وحضارتها، جامعة الملك سعود٢٠٠٧، م، ص ص. ٢٧١ - ٢٦٠ ١٤١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الإباضية التي تحرم أو تكرهما يكشف عن مدى الالتزام بالأحكام الفقهية زخرفة المسجد على إطلاقها. وهو التزام غير مسبوق في أي من المناطق الإباضية. الإسلامية الأخرى غير كذلك فإن تأثير هذه الأحكام أثر في خلو معظم محاريب المساجد الإباضية من الزخرفة، وهي تختلف بذلك عن محاريب المساجد الإسلامية في مناطق العالم الإسلامي الأخرى التي عني فيها بزخرفة محاريبها وباعتبار كبيرا بزخرفتهااهتماما أن المحاريب كانت من العناصر المعمارية التي نالت لإبرازها باعتبارها النقطة المحورية للتوجيه نحو الكعبة. الإباضية قد زخرفت محاريبهاأيضا أن بعض المساجدويلاحظ بالزخارف الجصية بعناصر زخرفية هندسية ونباتية كتابية في الغالب، وهذا الأمر يمكن تفسيره بأن ما جاء في إطار الأحكام التي أجازت تنفيذ النقوش الكتابية في المحاريب بشروط معينة تحدد اختيار نصوصها سواء من آي القرآن الكريم أو الأدعية والمواعظ الدينية. كما يمكن تفسير هذا تأثيرا معماريا خارج يا حيث تأثرت الزخارف في بعضالتوجه باعتباره المحاريب بالتأثيرات الإيرانية بحكم الجوار الجغرافي والصلات الحضارية بين عمان وإيران).(١ العمانية؛ عثمان :نقوش عربية إسلامية) (١للاستزادة، راجع :بلديسيرا :الكتابات في المساجد من عمان، ص ٢٧١ - ٢٦٠؛ كوستا :مساجد عمان، ص ٢٣٧، ١٣٧، ١١٧، ١٠٩، ١٠٣؛ البوسعيدي :في آثار نزوى، ص ٣٧ - ٣٦؛ المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، الإباضية قد كشفت العمانية ص. ١٠٠ - ٩٩ومن المهم الإشارة إلى أن بعض المساجد عن طبقات الملاط التي تكسو أعمدتها نقوش كتابية تسجل بعض المعاملات والحوادث والأخبار؛ كوستا :مساجد عمان، ص. ١١٣وهذه النقوش الكتابية لم يقصد بها الزخرفة ولكن قصد بها الإعلام بهذه المعاملات والحوادث، ولا تدخل في إطار قضية الزخرفة في المساجد. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٤٢ »°VÉHE’G óé°ùadGh ø«°üëàdG ΩÉμMCG تعكس بعض حالات مواقع المساجد بالنسبة للنسيج العمراني صورا من صور إمكانية استخدام المسجدللمستقرات السكنية الإسلامية كموقع حصين للدفاع وقت هجوم الأعداء. وتسجل الدراسات الأثرية على سبيل المثال ما حدث من استخدام جامع ومدرسة السلطان حسن المقابل للقلعة بالقاهرة كموقع حصين هاجم منه الأمراء المماليك مركز السلطة في كبيرا مكن من ذلك.القلعة باعتبار ارتفاع بناء هذا الجامع والمدرسة ارتفا عا وهو ما اضطر بعض سلاطين المماليك لغلقها وسد أبواب مآذنها التي تمثل أعلى نقاط فيها تستخدم لهذا الغرض، وكان في إعادة فتح أبواب هذه دليلا على استتباب الأمن).(١المدرسة وإصلاحها في عهد السلطان برسباي كبيرا كان وارتفاع المساجد المجاورة لأسوار المدن من خارجها ارتفا عا يخشى منه حال زحف العدو وصعوده إلى سطوحها لمهاجمة أسوار المدن وشيء من هذا كان محل انتقاد بناء مسجد الصالح طلائع بن زريك بالقاهرة في مقابل السور الجنوبي قرب باب زويلة، فارتفاع بناء المسجد ارتفا عا كبيرا بسبب بناء حوانيت أسفله، وارتفاع واجهاته ارتفا عا ملحو ظا أدى إلى هذا الخوف. أيضا من المنشآت التي يلتجئ إليها الناس وقت الخطر،وكان المسجد الإباضية فقد استخدم كملجأ وقت الحروب. وقد أشارت المصادر الفقهية إلى بعض هذه الحالات وأجازت اللجوء إلى المسجد، فقد قال أبو سعيد في أهل بلاد خافوا على أنفسهم من عدوهم والتجؤوا إلى المسجد هل لهم أن ينقلوا إليه الجند ليحاربوا به عدوهم، فقال :لا يعجبني ذلك أن يجعل ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :الأعمال المعمارية للسلطان الأشرف برسباي بمدينة القاهرة، ماجستير مقدمة إلى جامعة القاهرة، كلية الآثار١٩٧٧، م، ص ص. ٢٩ - ٢٧ ١٤٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المسجد عرضة إذا قدروا على وضع غيره؛ لأن المسجد له حرمة، ويطهر على النجاسات، وعن رفع الأصوات، وإشهار السلاح، وأمور أسباب الدنيا كلها دون أسباب أمور الآخرة وعبادة االله، إلا أن يضطروا إلى ذلك، فالاضطرار غير الاختيار، وإن فعلوا شي ئا من ذلك كان عليهم إزالة الضرر، قلت :فإن فعلوا شي ئا من ذلك أن عليهم التوبة تجزيهم ما لم يثبت عن فعلهم مضرة، فإذا ثبت ذلك كان عليهم إزالة الضرر، قلت :فإن فعل شيء من هذا الذي وصفته هل يجزيه ذلك التوبة، قال :أرجو أن تجزيه التوبة من فعل مضرة، فإذا ثبت ذلك كان عليه إزالة المضرة).(١ وهذا الحكم يشير إلى أن المسجد في حالة الاضطرار يمكن أن يستغل في اللجوء إليه وقت الخوف والحرب، وما يتصل بذلك من أعمال لنقل الأحجار إلى المسجد لاستخدامها في الدفاع عن أنفسهم في إطار ما وضعه من محذورات وإزالة ما يحدثه اللاجئون إليه من ضرر مع طلب التوبة).(٢ وقد أورد الخروصي مسألة أخرى تشير إلى إمكانية تعديل معماري في المسجد لغرض الدفاع والتحصين، فيذكر أنه »إذا كان مسجد البلد حذاء البيوت من غربيها وطريقه من غربي، وليس له طريق من جانب البيوت، فأراد الجماعة تعديل طريقه الأولى، وفتح طريق له من صرحة من شرقي ليدخلوه مع البيوت وقت المخافة من العدو وليحدثوا في صرحة من نعشي جدرا رفيعة يمنع العدو من دخوله لأنهم أن عزلوا عن الحجرة )(٣ وسهيلي ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ، ١٣ص. ٢٠ العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٤١٥ ) (٢عثمان :فقه العمانيين على استخدامها، وهما ) (٣نعشي وسهيلي جهتان من الجهات التي يصطلح بعض مأخوذان من نجمي نعشي وسهيل، فنعش جهة الشمال، وبعضهم يسميها جهة نعوش، وسهيلي جهة الجنوب. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٤٤ خافوا أن يدخله العدو ويحاربهم فيه ولأن لا غنى لهم عنه لأجل المرابطة أيضا طوى يحتاجون للماءفيه لمنع العدو عن الدخول إليهم من قبله وفيه منها وفي وقت ما يكسر عنهم الفلج، أيجوز لهم ذلك على هذه المعاني صلاحا لأجل صلاح أنفسهم من قبل هذه الضرورة، ولو لم يكن فعل هذا للمسجد أن لو لم تكون هذه الضرورة؟ الجواب :كل هذا جائز إذا لم يكن في ذلك ضرر ويسعهم ترك الحدث فيه حتى يرتفع عنهم الخوف وقد جاء الأثر بذلك عن الشيخ محمد بن إبراهيم).(١ وهذا الحكم المنسوب إلى أحد فقهاء القرن الخامس ـ السادس الهجري يشير إلى أن فكرة تحصين المساجد كانت قائمة منذ وقت مبكر، وأنها استمرت في القرون التالية بدلالة ما سجله الخروصي عنها وهو من علماء القرن الثاني عشر ـ الثالث عشر الهجري. الإباضية التي تجسد فيوانعكست هذه الأحكام في عمارة بعض المساجد الإباضية عمارتها بعض مظاهر التحصين مما يكشف عن أثر الأحكام الفقهية على ظهور بعض العناصر المعمارية الحربية كالأبراج ومرامي السهام وبناء حوائط أو أسوار مرتفعة حول الصرحات تحقيقا لهذا الغرض التحصيني. الإباضية الباقية الدالة على ذلك »مسجدومن أوضح الأمثلة للمساجد سعال في نزوى«، فهذا الجامع يتوسط حارة محصنة في الطرف الجنوبي لمنطقة مربعة فسيحة ترتفع عن مستوى الشارع بحوالى أربعة أمتار، ويتوصل نسبيا في الجهة الجنوبية من سلم جانبي مزدوجإلى صرحة المسجد المرتفعة ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة ١٦؛ والشيخ محمد بن إبراهيم من فقهاء القرن ٥هـ١١/م وأوائل القرن ٦هـ١٢/م، توفي في شهر رمضان ٥٠٨هـ؛ البطاشي )سيف بن حمود بن حامد( :إتحاف الأعيان تاريخ بعض علماء عمان، مجلد ، ١الطبعة الأولى، ١٤١٣هـ، ص. ٢٤٧ - ٢٤٦ ١٤٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية منكسرا. ويوجد في الجهة الشمالية سلم آخرممرا يؤدي إلى بسطة تشكل  جانبي صاعد يؤدي إلى بسطة Landingتشكل مع فتحة الباب في سور منكسرا كما أضيف درج ثالث في الركن الشمالي الغربي).(١ممرا الصرحة  وقد لفت نظر كوستا في إطار توثيقه المعماري لهذا الجامع »أمران يثيران ـ حسب قوله ـ الانتباه؛ أولهما :عدد من الدعامات الحائطية Burresses أربع منها في كل من الجدارين الشمالي والجنوبي وثلاثة منها في الجدار الغربي. هذا بالإضافة إلى برج دائري مزود بمرامي لإطلاق النار، وهذا البرج يقع في الركن الشمالي الشرقي. والبرج والدعامات معلمان بارزان نادرا يجعله يبدو وكأنهومظهرا بديعا وفريدان يضفيان على المسجد رونقا مبنى عسكري حصين وليس مكا نا لأداء الصلاة«).(٢ ويستطرد كوستا ليذكر أنه »رغم ندرة المساجد المحصنة إلا أنها ـ كما سنرى في موضع آخر من هذا الكتاب ـ توجد في عمان). (٣ولهذا فإن المرء قد يعتقد أن من الصواب وضع هذا المسجد ضمن قائمة المساجد المحصنة، شاملا للمبنى يوحي بتفسير أبسط من هذا، وهو أن البرجفحصا إلا أن الدائري ليس إلا وسيلة محصنة غير مألوفة للوصول إلى سطح المبنى، ومعنى هذا أن البرج في حقيقة الأمر ما هو إلا بديل استثنائي بني على نحو أكثر إتقا نا عن السلم الركني وعن البومة) (٤التي تمثل ـ كما رأينا ـ نو عا من أنواع المداخل التقليدية المفضية إلى سقف المسجد«). (٥ويتضح مما ذكر كوستا تردده في التصريح بوظيفية البرج المرتبطة بالتحصين، فمرة يذكر أنه ) (١كوستا :مساجد عمان، ص. ٩٦ ) (٢كوستا :مساجد عمان، ص ٩٦؛ البوسعيدي :في آثار نزوى، ص. ٣٠ ) (٣انظر :لوحة. ٣ ) (٤انظر :لوحة. ٨ ) (٥كوستا :مساجد عمان، ص. ٩٦ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٤٦ عنصرا معماريا تحصين يا ثم ما يلبث أن يذكر أنه مجرد صيغة معماريةيعتبر الإباضية للسلم المؤدي إلى السلم. وهذا التردد تحسمه الأحكام الفقهية التي أجازت تحصين المسجد معماريا، وكذلك استخدامه كملجأ يتحصن الناس فيه وقت هجوم الأعداء، وينقلون إلى سطحه الحجارة للدفاع عن أنفسهم كما سبقت الإشارة إليه. وإذا أمعنا النظر في تخطيط هذا المسجد وهيئة بنائه لوجدنا أن الرؤية التحصينية بادية فيما يلي: مقارنة بارتفاع صرحات المساجد ١ـ ارتفاع صرحة المسجد ارتفا عا كبيرا الأخرى حتى أن ارتفاعها بلغ نحو أربعة أمتار، وهذا الارتفاع شكل منصة للدفاع في مستوى أول، ساعد على ارتفاع سطح المسجد نفسه، فأصبح مشرفا على كل الحارة من حوله. والارتفاع هدف معماري يخدم عملية التحصين والدفاع).(١ ٢ـ أن المدخلين الشمالي والجنوبي الأصليين خطط كل منهما تخطي طا أيضا من معماريا بشكل ممر منكسر ، Bent - Entranceوالممر المنكسر العناصر المعمارية الحربية التي تصعب على العدو الدخول إلى الموضع المهاجم. ٣ـ الدعامات السائدة Buttressesبالرغم من أنها تساعد على متانة إنشاء المسجد وتحمل رفس العقود بائكاته إلا أنه يلاحظ أنها بحجم أكبر من الإباضية، وأنها ليست على محاور البائكات فيمثيلاتها في المساجد تماما، وبروز هذه الدعامات يساعد على استخدامهاداخل بيت الصلاة في الدفاع من أعلى بيت الصلاة إلى المسجد للدفاع عن أبوابه. ) (١انظر :لوحة ، ٢شكل. ١٧ ١٤٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ٤ـ يلاحظ أن البرج الدائري الذي يقع في الركن الشمالي الشرقي يبرز عن تماما، ويتوصل إليه من فتحة باب بالجدار الشماليساحة بيت الصلاة للمسجد يؤدي إلى سطح يصعد إلى البرج. كما يلاحظ أن البلاطة الشرقية ضيقة مقارنة باتساع البلاطات الأخرى، وهو ما يؤشر إلى حدوث تعديل معماري في المسجد شمل هذه البلاطة والبرج، وربما كان ذلك في إطار تعضيد تحصين المسجد. وفي إطار ما سبق؛ يتضح أن هناك منظومة تحصينية متكاملة موقعا تكاملا يجعل المسجدتجسدت في عمارة هذا المسجد وتكاملت مهما في الحارة التي يتوسطها، وهذه المنظومة كما اتضح تمثلتمحص نا  في ارتفاع الصرحة ارتفا عا بلغ نحو أربعة أمتار عن مستوى الطرق التي يطل عليها المسجد، وهو ما جعل الصرحة أشبه ما تكون بمنصة في مستوى أول يمكن منها الدفاع عن المسجد، وخططت الأدراج وبخاصة الدرجين الشمالي والجنوبي تخطي طا معماريا يساعد على تحصينها وتحصين المدخلين اللذين يؤديان إليها، وبالتالي تحصين الصرحات حيث غطى الدرج الجنوبي وانتهى ببسطة تؤدي إلى فتحة الباب المؤدي إلى الصرحة في هيئة ممر منكسر ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ وبنفس الرؤية ولكن بتخطيط آخر أدى الباب الذي يؤدي إليه الدرج الجنوبي المزدوج إلى بسطة ومنها إلى حجرة شكلت مع البسطة هيئة الممر المنكسر. وهذا التخطيط يصعب على المهاجمين الدخول إلى صرحات المسجد، ويمكن من بالمسجد من الدفاع عنها. أما تحصين بيت الصلاة والذي يعتبر سطحه منصة ثانية أو عليا تشرف على النسيج العمراني للحارة والمحيط بالجامع، وهي مرتفعة عن مستوى أرضيات الصرحات بمقدار ٦أمتار، أي أنها مرتفعة عن أرضية الطرق المحيطة بالجامع أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٤٨ بمقدار عشرة أمتار، ويحيط بالسطح دروة بارتفاع متر، ويكمل هذه المنظومة البرج الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية والمزود بمرامي لإطلاق النار في مستويين، أولهما :في مستوى سطح المسجد، والثاني: قرب مستوى سطح البرج، ويحيط بسطح البرج دروة تتوجها شرافات تكمل الدور التحصيني لمستوى سطح البرج. ولم يكن مسجد سعال هو النموذج الوحيد للمساجد المحصنة، حيث نموذجا آخر في وادي سيفم قرب الغافات بمنطقة بهلا؛رصد كوستا حيث يتضمن هذا المسجد الرائع بي تا للصلاة، وصرحة مسورة بسور عال وبرجا، وهذا المسجد منعزل عن الوادي. ويقع المسجد على تلة مرتفعة نسب يا، ويؤدي إليه مدخل وحيد في الركن الشمالي الغربي يتوصل إليه من درج ضيق شديد الانحدار يرتبط مباشرة بالبرج من خلال فتحة).(١ نسبيا ومزود بمرامي للسهامكما يلاحظ أن سور صرحة المسجد مرتفع في مستوى المرامي المناظرة في البرج، والبرج نفسه مزود بمرامي قليلا عن مستوى سطحللسهام في المستويات الأعلى، ويلاحظ أنه يرتفع المسجد)) (٢لوحة. (٣وقد رصدت المسوحات الأثرية في ولاية أدم مسجدا آخر بحارة المجابرة بقيت أطلاله التي تتضمن مزاغل لرمي السهام بما يشير إلى السمة التحصينية لهذا المسجد). (٣وهذه الأمثلة واضحا انعكاسا وغيرها مما يكشف عن المسح الأثري في عمان تمثل الإباضية المرتبطة بتحصين المسجد أو اتخاذهلتأثير الأحكام الفقهية موضعا يلجأ إليه الناس وقت الحرب ليتحصنوا به؛ لما تتميز به عمارة ) (١كوستا :مساجد عمان، ص ، ١١٨انظر :لوحة. ٣ ) (٢كوستا :مساجد عمان، ص ، ١١٨ص. ١١٩ ) (٣المحروقي :المعالم الأثرية لولاية أدم، ص. ٨١ ١٤٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المسجد من سمات معمارية توفر فرصة أفضل من الدور في التحصن لارتفاع سطحه، وهو الارتفاع الذي أشارت إليه بعض الأحكام الفقهية لأهميته في هذا المجال، فقد ورد في الأحكام الفقهية أنه »لا يجوز أن يعلى ظهر المسجد إلا لإصلاحه، أو احتراز من عدو«).(١ á«q °VÉHE’G óLÉ°ùadG »a ácôëdGh ∫É°üJ’G ô°UÉæY تعتبر عناصر الاتصال والحركة من العناصر المهمة في المباني حيث تربط بين وحدات المبنى المختلفة بمستوياته إذا كان يتكون من أكثر من طابق أو حتى إذا كان من دور واحد ويستغل سطحه. ويتأثر تخطيط عناصر الاتصال والحركة بالتخطيط العام للمبنى الإباضية تتميز ووظيفته، وطبيعة أرضه، والطرق التي يطل عليها، والمساجد بنوعية مميزة من عناصر الاتصال والحركة، من أهمها :الأدراج الخارجية التي يتوصل منها من الطريق )الطرق( التي يط ل عليها المسجد إلى صرحته غالبا مرتفعة عن مستوى الأرض. وهذا الارتفاع حقق للمساجدوالتي تبنى بعضا من الفوائد المهمة، منها:الإباضية ١ـ ج نب المسجد ما يثار في أرضيته الطرق من غبار وما يحدث فيها من ضوضاء أحيا نا بسبب المارة. ٢ـ ساعد على تصريف مياه الأمطار من صرحات المساجد التي يسقط أيضا من خلال الميازيب التي توجدعليها مطر سطح بيت الصلاة أحيا نا في الصرحات. العمران ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ٣٧ص ٢٠؛ الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ١١؛ عثمان :فقه الإباضي، مجلد ، ١ص. ٤٠٨ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٥٠ ٣ـ وفر الارتفاع نسقا أفضل من التهوية والإضاءة لبيت الصلاة عما لو كان بمستوى أرضية الطريق).(١ ٤ـ ساعد اختلاف مستويات أرضية وحدات المسجد كبيت الصلاة والصرحة عن مستوى أرضية الطريق على تحريك الهواء بين المستويين. ٥ـ ساعد هذا الارتفاع على تحقيق ارتفاع مناسب لعمارة المسجد مقارنة بالمنشآت المجاورة له، فبدت المساجد غير متطامنة بالنسبة لبقية النسيج العمراني المحيط ويتفق هذا مع التوجيه بأن تكون المساجد كذلك).(٢ وهناك من يرى أن هذا الارتفاع منع مرتادي المسجد الإباضي من كشف الدور المجاورة، ولم يوضح) (٣ما يؤكد هذا التفسير الذي يعني ضمن يا أن المساجد التي تنشأ في مستوى أرضية الطريق يحدث فيها هذا الضرر. والحقيقة أن منع ضرر كشف مرتادي المسجد للدور المجاورة يأتي في إطار عناصر تخطيطية وتصميمية أخرى كتوزيع المداخل، والنوافذ، وبناء حوائط وسترات حول الصرحات وغيرها. ومن عناصر الاتصال الأخرى المهمة »الصرحة« التي بالرغم من أنها أيضا تلعب دور الصحن فيكما سبقت الإشارة إليها عنصر منفعة إلا أنها المساجد الإسلامية الأخرى من حيث كونها عنصر اتصال وحركة وعنصر تهوية وإضاءة. وتأتي الفتحات المعقودة التي تربط بين الصرحة وبيت الصلاة أو فتحات الأبواب التي تنشأ في الجدران الخارجية لبيت الصلاة، ) (١البوسعيدي )يعقوب بن عبد االله( :في آثار نزوى، بحث في كتاب نزوى عبر التاريخ. نشر المنتدى الأدبي سنة ، ٢٠٠٧ص. ٣٣ ) (٢عثمان )محمد عبد الستار( :نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية، دار الوفاء لدنيا النشر والطباعة، الإسكندرية، ص. ٣٠ ) (٣البوسعيدي :في آثار نزوى، ص، ٣٣ ١٥١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وكذلك الأبواب التي تنشأ في نهاية الأدراج المؤدية إلى الصرحة كعناصر اتصال وحركة مهمة في المسجد الإباضي. الإباضية ومن بين هذه العناصر التي وجدت في بعض المساجد غالبا عمودية على الجدار الشرقي لبيت»المردمة« أو السلالم التي تنشأ الصلاة وتؤدي إلى سطح المسجد أو »ظهر المسجد« وفق المصطلح الفقهي. والتي يمكن من خلالها الوصول إلى سطح المسجد لاستغلاله في المبيت عليه أو الصلاة، أو اللجوء إليه وقت الخطر والدفاع عن المسجد حتى لا يتخذ منه العدو نقطة انطلاق لمهاجمة الدور المجاورة باعتبار ارتفاع بنائه الذي يمثل ميزة نسبية في الحرب. مهما من جانبا  وسنعرض بالتفصيل لهذه العناصر في إطار كونها تمثل جوانب تخطيط وتصميم المسجد الإباضي يـيسر الحركة والاتصال لعمار المسجد أو جماعته، وفي إطار ارتباط بعض الأحكام الفقهية المرتبطة بهذه العناصر في إطار خاص. أولا :الدرج الخارجي يمثل الدرج الخارجي الذي يربط بين الطريق وصرحة المسجد عنصر اتصال وحركة في غاية الأهمية، وقد تكرر وجود هذا الدرج بسبب ارتفاع أرضية المسجد الإباضي عن أرضية الطريق وهو الارتفاع الذي وصل في بعض المساجد كمسجد سعال في نزوى إلى حوالى ٣,٥متر عن أرضية الطريق المجاورة. وقد تنوعت أنماط الدرج الذي يربط بين الطريق وصرحة المسجد فمنها ما هو أمامي في هيئة قلبة واحدة صاعدة إلى صرحة المسجد، ويختلف عدد درجاتها من درج إلى آخر حسب ارتفاع صرحة المسجد عن مستوى أرضية أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٥٢ الطريق، والدرج في هذا النمط يبدأ من نقطة التقائه بالطريق الذي يطل عليه شاغلا مساحة من أرض المسجد لا تبرز فيالمسجد ويصعد إلى الصرحة نهر الطريق. ومن نماذج هذا الدرج أدراج المساجد. ٢٠، ٨، ٦، ٢ وهناك نمط آخر من الأدراج من النوع الجانبي المفرد والذي يكون فيه الدرج محاز ا لجدار المسجد، وفي إطار حدوده ويتكون من قلبة واحدة تنتهي إلى صرحة المسجد، ومن أمثلة هذا النمط ما نراه في المساجد الأشكال أرقام. ٢٤، ٢٣، ٢٢، ١٨، ١١، ٥، ١ :ويوجد من هذا النمط من الدرج المفرد الجانبي مثال مهم استطاع فيه المعمار أن يجعل الدرج ينتهي إلى بسطة Landingيكون الدخول منها إلى فتحة باب تؤدي إلى الصرحة، متكسرا Bent entranceوالمدخلممرا وهذه البسطة مع الدرج تشكلان  المتكسر من العناصر المعمارية التحصينية التي تعرقل العدو حال محاولته الدخول إلى المسجد، وهذا النمط يوجد في مسجد سعال بنزوى )شكل (١٧ تحديدا. في السلم الشمالي الإباضية هو نمط الدرجوالنمط الثالث من أنماط الأدراج في المساجد الجانبي المزدوج، وهذا النمط يساعد على صعود وهبوط أكبر عدد من عمار المسجد حيث إنه يوفر ضعف طاقة الدرج الجانبي المفرد. وهذا النمط من الدرج يتميز تخطيطه بأن جانبيه ينتهيان إلى بسطة Landingمتسعة نسب يا وأيضا عندتتسع لعدد من العمار يصلوا إليها عند الصعود من الجانبين أيضا إلى ضعف المساحة التيالهبوط. والدرج الجانبي المزدوج يحتاج يحتاجها الدرج الجانبي المفرد، وهذا الأمر يعني أن هذا النمط من الدرج يمكن إنشاؤه في حالة توفر مثل هذه المساحة بالمسجد. كما أن تكلفته بالطبع تكون ضعف تكلفة الدرج الجانبي المفرد. ومن أمثلة المساجد التي يتمثل فيها هذا النمط ما نراه في المساجد رقم. ١٢، ٧، ٣ ١٥٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ومن المهم الإشارة هنا إلى أن تصميم هذه الأنماط من الدرج كان مستوعبا في مساحة المسجد أو حريمه ولم يبرز في نهر الطريق بروز ا يمثل اعتداء على حق الطريق، ويعرقل المارة فيها. وهذا يتفق والتوجه الإسلامي الذي يحافظ على حق الطريق. ومن الملفت للانتباه أن هناك بعض الأحكام الفقهية التي تتعلق بتوزيع الطعام في المسجد على العمار اشترطت أن يكون ذلك في المسجد. وطرحت الأسئلة على الفقهاء بشأن من يأخذ الطعام ويأكله على درج المسجد هل يجوز ذلك؟ فكانت الإجابة أنه يجوز) (١باعتبار أن الدرج جزء الإباضية من المسجد وهذا الأمر يعني أن درج المسجد ينشأ في المساجد في حدود أرضه ولا يبرز خارجها في الطريق العام أو غير ذلك. كذلك عرضت الأحكام الفقهية لعملية إنشاء الأدراج أو إحداثها في المساجد وأجازت إنشاءها من مال المسجد، أو من مال من يوصي بذلك بشرط ألا يكون في ذلك ضرر لأن عمارة الدرج الذي يساعد على التوصل إلى المسجد ضرورة).(٢ ويشير هذا الحكم ضم نا إلى أن بعض أدراج المساجد كان يمكن إضافتها صلاحا لعماره. في وقت لاحق لإنشاء المسجد إذا ما كان في ذلك ما يحقق أبواب المسجد تعتبر أبواب المسجد من عناصر الاتصال والحركة المهمة في عمارته سواء كانت هذه الأبواب التي تنتهي إليها الأدراج، والتي تتحدد مواضعها في حائط أو سور الصرحة، أو تلك الأبواب التي في جدران بيت الصلاة. ) (١الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٥، ٤ ) (٢الخروصي :في أحكام المساجد، ورقة. ٦٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٥٤ وتتعدد الأبواب التي في حوائط الصرحات بتعدد الأدراج التي تؤدي إلى المسجد، وهي بالتالي ترتبط بتعدد الطرق التي يطل عليها المسجد ويتوصل منها إليه. الإباضية عنصر مهم من عناصروأبواب بيوت الصلاة في المساجد تخطيط وتصميم هذه المساجد ويرتبط تحديد مواضعها وأعدادها ارتبا طا وثيق ا بمساجد بيت الصلاة الأصلية أو المساحة النهائية بعد التوسعة حيث إن بعض المساجد حدث بها توسعات وبخاصة المساجد الجامعة كمسجد بهلا. ومن الملفت للانتباه أن الظاهرة السائدة في تخطيط أبواب بيوت الصلاة الإباضية تكون في الجدار الشرقيأن هذه الأبواب في معظم المساجد المقابل لجدار القبلة. وأن الأبواب في هذا الجدار تصل إلى بابين وثلاثة أبواب في معظم المساجد حتى في حالة بيوت الصلاة الصغيرة في المساجد ذات المساحة الصغيرة، وتفسير ذلك أمر مهم حيث يرتبط بالأحكام الفقهية الإباضية الخاصة بضرورة تواصل المصلين في الصرحة مع المصلين والإمام داخل بيت الصلاة حتى تجوز الصلاة، فقد قال أبو سعيد» :معي أن معاني قول أصحابنا على نحو ما حكي عمن أجاز الصلاة بصلاة الإمام إذا كان متصلا بالمسجد ولو لم يكن في المسجد من رحاب المسجد غيرها إلا أنه يخرج عندي من قولهم أنه إذا حال بينه وبين اتصال الصفوف بالإمام حائط في المسجد يستره عنهم إنه لا تجوز صلاته هناك، وكذلك إذا حالت بينه وبينهم طريق، ولو لم ينظرهم إلا أن تتصل الصفوف في الطريق أو يكون فيها من يص لي فعندي أنه يخرج في معنى قولهم أنه يص لي خلف الطريق إذا اتصلت الصفوف بالطريق.(١)«... ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ١٥ص. ١٥ ١٥٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وقد أكد صاحب المصنف في باب »الأسطوانة والنقض والعقود والأبواب والكوى والمماريق وأحكام ذلك في المساجد« على أهمية اتصال المصلين بالإمام واتصال صفوف المصلين بعضها ببعض خلف الإمام سواء في بيت الصلاة بما فيه من بوائك أو بين بيت الصلاة والصرحة خارجه. وقد ذكر مسألة داخلاتتعلق باتصال الصرحة ببيت الصلاة جاء فيها» :في الإمام إذا كان يصلي أو في الصرحة فضاق المكان فصف قوم في الصرحة أو داخل المسجد حيث تجوز الصلاة بصلاة الإمام، أن لو اتصلت الصفوف إلا أنه قاطع بينهم العقد لم يمكنهم أن يصفوا فيه، فإذا لم يكن أمام المنقطعين شيء في الصفوف فلا تجوز صلاتهم، ومعي؛ أنه قيل :يصفون في العقد ويكون ركوعهم وسجودهم زالا عنه إذا لم يمكنهم ذلك على معنى قوله، وإن كانت الفرجة أقل من مقعد رجل فإنه بمنزلة الأسطوانة، إذا لم يمكنهم الصلاة في العقد فقيل، إذا كانت في الصف الأول قاطعة بينهم، إنما تقطع، كانت دقيقة أو جسيمة، وإن كانت في الصف الثاني فصلاتهم تامة إذا كان قدامهم الصف الأول«).(١ وخلاصة القول في هذا الحكم الفقهي هو التركيز في أهمية اتصال صفوف المصلين سواء في داخل بيت الصلاة »داخل المسجد« أو في الصرحة خارج بيت الصلاة وهذا الاتصال معماريا يتأتى كما سبقت الإشارة إليه من خلال تلك الفتحات المعقودة أو فتحات الأبواب التي بجدران بيت الصلاة وتضمن الاتصال بين صفوف المصلين في بيت الصلاة والصرحة. الإباضية موضوع ويلاحظ من خلال دراسة المساقط الأفقية للمساجد الدراسة أن المعمار ضمن هذا الاتصال بالرغم من اختلاف مواضع الأبواب أو الفتحات المعقودة التي تربط بين بيت الصلاة والصرحات وتكشف الملاحظة عن تفاصيل مهمة، منها: ) (١الكندي :المصنف، ج ، ٥ص. ٢٥٢، ٢٥١ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٥٦ ١ـ أن نسبة كبيرة من المساجد يكون الاتصال فيها بين بيت الصلاة والصرحة التي في الجهة الشرقية من خلال فتحات أبواب أو فتحات معقودة بالجدار الشرقي لبيت الصلاة، ونلحظ ذلك في المساجد أشكال رقم، ٢٣، ١٦، ١٥، ١٤، ١٣، ١٢، ١١، ١٠، ٩، ٨، ٧، ٦، ٥، ٤، ٣، ٢ ، ٢٤وعدد الأبواب في الجدار الشرقي لبيت الصلاة يختلف من مسجد إلى آخر وإن كانت النسبة الغالبة تتمثل في وجود بابين أو فتحتين جدا يوجد باب واحد وفيمعقودتين على الأقل وفي المساجد الصغيرة  المساجد الكبيرة نسب يا يوجد ثلاثة أبواب. ويلاحظ أن هذه الظاهرة متمثلة بصفة خاصة وواضحة في المساجد التي فيها بيت الصلاة في هيئة مساجد مستطيلة ضلعها الطويل مواز لاتجاه القبلة. ٢ـ يلاحظ أن المساجد التي فيها بيت الصلاة في هيئة مستطيلة ضلعها القصير هو الموازي لجدار القبلة تقع فتحات أبواب في الغالب في الجدار الشمالي أو الجدار الجنوبي أو في كل منهما إذا كانت هناك صرحات في هذين الاتجاهين، وأفضل مثال على ذلك مسجد سعال الذي يوجد له ستة أبواب ثلاثة في كل جدار من الجدارين الشمالي والجنوبي لبيت الصلاة ولا يوجد به أبواب في الضلع الشرقي رغم وجود صرحة في هذا الاتجاه. ويأتي في هذا الإطار المسجد شكل. ٢٠ وتفضيل وضع فتحات أبواب بيت الصلاة أو الفتحات المعقودة التي في الجدار الشرقي يأتي في الإطار المنطقي الوظيفي لتخطيط بيت الصلاة بصفة خاصة والصرحة الشرقية حيث إن هذه الصرحة تعتبر الامتداد الطبيعي لبيت الصلاة كما أن توجيه المصلين فيها نحو القبلة يكون دقيقا باعتبار التخطيط المستطيل لبيت الصلاة والذي يضمن توازي جدار القبلة مع الجدار الشرقي لبيت الصلاة وهو بالتالي يضمن صحة توجيه محراب الصرحة ١٥٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الشرقية أو المصلين في هذه الصرحة إذا لم يكن بها محراب لكون الجدار الشرقي يبدو للمصلين فيها وكأنه جدار قبلة. وتضمن فتحات الأبواب أو الفتحات المعقودة في هذا الجدار الاتصال بين صفوف المصلين في الصرحة الشرقية بصورة أفضل من اتصال صفوف المصلين في الصرحات الشمالية أو الجنوبية في نماذج المساجد التي تكون فتحات الأبواب أو الفتحات المعقودة في جدرانها الشمالية أو الجنوبية أو معا كمسجد سعال. ويفسر هذا ظاهرة تفضيل وضعالشمالية والجنوبية أبواب بيت الصلاة في معظم المساجد في الجدار الشرقي لبيت الصلاة، وكذلك تفضيل أن تكون صرحة المسجد الواحدة المنتظمة التخطيط في الجهة الشرقية من بيت الصلاة. كما يفسر أن النماذج الاستثنائية في هذه الرؤية التخطيطية تكون لأسباب أخرى تتعلق بظروف مساحة أرض المسجد وحدودها وعلاقتها بالطرق التي تؤدي إليها وكذلك ظروف توسعة المسجد في مراحل تاريخية مختلفة. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الدراسات المعمارية للمعايير التخطيطية تماما مع رؤية المعمار الإباضيللمساجد في ضوء الضوابط الفقهية تتفق الذي اتجه إلى وضع الأبواب التي في بيت الصلاة في الجدار الموازي تحديدا. لجدار القبلة فقد كشفت هذه الدراسات عن ترابط المنظومة التخطيطية والتصميمية المعيارية لبيت الصلاة بكل جوانبها سواء هيئة المساحة أو عناصر الاتصال ممثلة في الأبواب التي تربط بيت الصلاة بصحن المسجد أو الأبنية خارجه وأن هذه المنظومة يحكمها في كل حال الضوابط الفقهية. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٥٨ تبين من الدراسة المعيارية لساحة بيت الصلاة أن الشكل المستطيلفقد الذي فيه الضلع الطويل مواز لاتجاه القبلة هو أفضل الأشكال الهندسية لمساجد بيت الصلاة).(١ وارتبط هذا التفضيل بقضية أفضلية الصفوف الأولى التي أشارت إليها الأحاديث النبوية فقد ورد أن» :االله وملائكته يصلون على الصف الأول« وأن» :خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها«»، أتموا الصف الأول والذي يليه« وغيرها من الأحاديث النبوية التي تحث على الإسراع نحو الصفوف الأول فالتي تليها وكل ذلك يوحي بأن يكون المسقط الأفقي ذي أضلاع مستقيمة أحدها عمودي على المحور المتجه للقبلة والتي تتمثل في المستطيل أو المربع).(٢ والعناية بالصفوف في رؤية مخطط المسجد اعتبرت من مقتضيات الإتقان التي تجب مراعاتها في تصميم المساجد حيث يجب الاهتمام بالصفوف من حيث الحرص على أن يكون الصف الأول مساو يا للصفوف نصحا للمسلمين وذلك بتمكين أكثرالأخرى إن لم يكن أطول منها وذلك عدد منهم من تحصيل فضيلة الصف الأول الذي ورد عديد من الأحاديث في بيانها والتي منها قوله ژ » :لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا حبوا« ولذلك فإنه عندإليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو اختيار شكل المسجد ومسقطه ينبغي مراعاة هذا الأمر بحيث لا يلجأ إلى ) (١نوفل )محمود حسن( :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، بحث في كتاب ندوة عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، سنة ١٩٩٩م، المجلد الخامس، ص ) ٧٩شكل ٢في الكتاب( ص. ٧٩ ) (٢نوفل :المعايير التصميمية للمساجد، ص. ٧٨ ١٥٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية توجيه الأضلاع الضيقة في الأشكال المختلفة أو رؤوس بعض الأشكال )كالمثلث أو المسدس وغيرهما( نحو القبلة إلا بمعالجة خاصة تكفل إطالة الصف الأول وتكفل الراحة للمصلين في طرفي الصف).(١ ومن الملفت للانتباه ذلك »التوجيه الذي يؤكد على الحرص على دراسة توزيع الصفوف داخل المسجد وإثباتها في المخططات«).(٢ وهو توجيه يمكن متابعته في تحديد قياسات اتساع البلاطات في بيوت تحديدا يتوافق مع ما وجهت إليه الأحكام الفقهية التي سبقت الإشارةالصلاة إليها والخاصة بصفوف المصلين والأحكام الفقهية التي توجه إلى طرد المصلين عن الصلاة بين سواري المسجد. فقد وجهت الأحاديث النبوية والأحكام الفقهية المترتبة عليها إلى ما يحقق وحدة الصفوف وعدم قطعها واستيعاب أكبر عدد من المصلين. فقد روى النسائي والحاكم وابن خزيمة عن ابن عمر ^ قال :قال رسول االله ژ »من وصل ص فا وصله االله، ومن قطع ص فا قطعه االله« وعن الصلاة بين السواري أو الأساطين )كما في المصطلح المعماري الإباضي( روى البخاري ومسلم عن ابن عمر ^ »أن النبي ژ لما دخل الكعبة ص لى بين الساريتين« وكان سعيد بن جبير وإبراهيم التيمي وسويد بن غفلة يؤمون قومهم بين الأساطين، وأما المؤتمون فتكره صلاتهم بينها عند السعة بسبب قطع الصفوف ولا تكره عند الضيق فعن أنس قال: »كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها«).(٣ ) (١الجديد )منصور بن عبد العزيز( :المسجد في الإسلام حدوده وتاريخه، أبرز الضوابط الشرعية المتعلقة بعمارته، بحث بكتاب ندوة عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض، سنة ١٩٩٩م، مجلد ، ٨ص. ١١٨ ) (٢الجديد :المسجد في الإسلام، ص. ١١٨ ) (٣حسن :خصائص الفكر في تصميم الحيز الدافع للمسجد، ص. ٦٩ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٦٠ وقد رأى بعض الفقهاء كالإمام أحمد وأنس بن مسعود كراهية الصلاة بين أعمدة المسجد لأنها تقطع الصف في حين أن جمهورهم ومنهم :الحسن ومحمد بن سيرين وأبو حنيفة ومالك أجاز ذلك).(١ وذكر الكندي في مصنفه أنه يقول في الأسطوانة إذا كانت في الصف المقدم قاطعة بينهم، أنها تقطع كانت دقيقة أو جسيمة، فإن كانت في الصف الثاني فقيل :تتم صلاتهم، ومن جواب أبي معاوية عزان بن الصقر. ومراجعة قياسات بلاطات بيت الصلاة في بيوت الصلاة التي تتكون من بلاطتين فأكثر بواسطة بائكة أو أكثر بكل بائكة عمود أو أكثر. يتضح أن المعمار قد حدد اتساع البلاطة بما يتسع لصفوف من المصلين دون اللجوء إلى استخدام المواضع التي بالبائكات بين الأعمدة والتي كره الفقهاء الصلاة فيها لأن أعمدة البائكات تقطع الصف حال الصلاة فيها ونلحظ ذلك على سبيل المثال في المسجد رقم ، ٢حيث تتسع البلاطة لثلاثة صفوف من المصلين بالإضافة إلى الإمام الذي يلاحظ أن موضع وقوفه أمام حنية المحراب يكون على بعد ٥٠سم من بدايتها، كما يلاحظ أن حنية المحراب عميقة نسب يا حيث يبلغ عمقها ٩٠سم وهو ما يعني أن يتوفر لموضع صلاة الإمام ١٤٠سم أيضا مرئ يا لصفوف المصلين من خلفهيمكنه من الركوع والسجود، وتجعله وهذا العمق النسبي لحنية المحراب والذي أنشئ على هيئة حنيتين متداخلتين أدى إلى بروز المحراب من الخارج حتى يتوفر لحنية المحراب هذا العمق. وهو ما وفر مساحة صف كامل من صفوف المصلين خلف الإمام. فاتسعت البلاطة لثلاثة منها بالإضافة إلى الإمام. ) (١عثمان )محمد بن الستار(، الإمام )عوض محمد( :عمارة المسجد في ضوء الأحكام الفقهية، دراسة تطبيقية أثرية، بحث بكتاب ندوة عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض، سنة ١٩٩٩م، مجلد ، ٨ص ١٥٢؛ نوفل :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، ص. ٨١ ١٦١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وهو حل معماري أبدع فيه المعمار لاستغلال المساحة ولتحقيق أيضا في عملية الإنشاء. وهكذا يتضح السبب وراء إنشاء المحرابالاقتصاد بهذه الهيئة البارزة عن سمك جدار القبلة من الخارج في نموذج لا يتكرر الإباضية. أما البلاطة الثانية في هذا المسجد فإنها تتسعكثيرا في المساجد لثلاثة صفوف من المصلين، وقد تكررت نفس الرؤية التخطيطية بذات القياسات في المسجد شكل ٣وفي المسجد شكل ، ٧نلحظ أن اتساع بلاطة المحراب تتسع لصفين من المصلين خلف الإمام الذي يص لي في المحراب الذي برزت واجهته عن سمك جدار القبلة من الداخل وجاءت حنيته غير سببا في أن الإمام وفق هذاعميقة مستوعبة في سمك جدار القبلة مما كان متقدما واجهة الحنية البارزة بما لا يقل عن ٥٠سم. التخطيط كان موضعه وبروز الحنية يصل إلى ٣٠سم وعمق الحنية في سمك الجدار ٢٠سم يضاف إليها عمقها في بروز واجهة المحراب عن سمك جدار القبلة والذي يبلغ ٣٠سم فيتوفر بذلك للإمام موضع صلاته في هذه البلاطة ومن خلفه أيضا. وهكذا يتضح من هذهصفين فقط وتتسع البلاطة الثانية لصفين عنصرا من عناصر منظومة تخطيطالقياسات أن عمق حنية المحراب كان أيضا بحسابات توفير مساحات لصفوفبلاطات بيت الصلاة وأنه مرتبط المصلين دون الاضطرار إلى استخدام المواضع بين أسطوانات بائكة أو بائكات المسجد. وفي المسجد شكل ٧نلحظ أن فكرة تخطيطه في إطار الالتزام بتوفير بعيدا عن استخدام المساحات بين الأعمدة قائمة.مساحة لصفوف المصلين ويلاحظ أن المعمار في هذا المسجد زاد من سمك جدران بيت الصلاة حيث بلغ سمكها نحو المتر وجعل واجهة حنية المحراب بارزة عن سمك جدار القبلة من الداخل فبدت الحنية عميقة نسب يا وبناها بهيئة الحنايا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٦٢ المتداخلة المتدرجة من الداخل إلى الخارج ليحافظ على متانة جدار القبلة شكلا جمال يا معماريا في إطار تشكيل البناء وليسرغم هذا العمق وليوفر الإباضية. وهذا العمقعن طريق الزخرفة التي لا تحبذها الأحكام الفقهية ساعد على توفير موضع للإمام بالإضافة إلى صفين من صفوف المصلين دون الحاجة إلى استخدام المواضع بين الأسطوانات )الأعمدة(. وفي المسجد شكل ٨نلحظ أن حنية المحراب من النمط المتدرج لكنها غير عميقة وأن قياسات بلاطة المحراب تتسع لصفين من المص لين خلف الإمام الذي يتقدم هذه الحنية بمقدار ٥٠سم يضاف إليها عمق حنية المحراب الذي يبلغ ٥٥سم، وبذلك يتضح أن تخطيط حنية المحراب متوافق مع قياسات بلاطة المحراب توافقا يحقق مواضع لصلاة الإمام وصفين من المصلين خلفه، أما بلاطة تتسع لصفين من المصلين دون الاضطرار إلى استخدام المواضع بين أسطوانات البائكة. نموذجا آخر يكشف عن أن المعمار الإباضيويمثل المسجد شكل ١٠ كان في حسبانه فكرة حسابات اتساع البلاطات لصفوف من المصلين دون الحاجة إلى استخدام المواضع بين أسطوانات المسجد. ففي هذا المسجد لجأ المعمار إلى زيادة سمك جدار القبلة حيث بلغ نحو ١٣٠سم لينشئ به حنية عمقها ٨٥سم يحتاج الإمام الذي يصلي فيها إلى الوقوف أمام الحنية بمسافة قدرها ٢٥سم وبذلك يتوفر في البلاطة مواضع لثلاثة صفوف من المص لين. ومما يلاحظ أن الجدارين الجانبيين الشمالي والجنوبي أنشئا بنفس سمك جدار القبلة، أما الجدار الشرقي فجاء سمكه مختلفا حيث بلغ سمك نصف سمك جدار القبلة وفي ذلك يرجح أن سمك جدار القبلة جاء بزيادة واضحة لاستيعاب حنية المحراب المرتبط عمقها باتساع بلاطة المحراب ١٦٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وتوفير مواضع لصفوف المص لين فيها دون الاضطرار إلى الصلاة في المساحة التي تشغلها البائكة بأسطوانتيها اللتان تقطعان الصف حال الصلاة فيها. وفي المسجد شكل ١٢جاءت حنية المحراب ضحلة وبرز المعمار بواجهتها في جدار القبلة من الداخل وتتسع فيها البلاطة لصفين من المص لين خلف الإمام، والبلاطة الثانية تتسع لصفين فقط من المص لين. مهما حيث اختلف فيه اتساعنموذجا ويمثل المسجد شكل ١٧ بعضا وجاء اتساع بلاطة المحراب أكبر من بقيةالبلاطات عن بعضها البلاطات حيث تتسع لأربعة صفوف من المصلين خلف الإمام الذي يص لي كاملافي حنية المحراب التي أنشأها المعمار بهيئة عميقة نسب يا وفرت ص فا الإباضية الأخرىوقد تسبب عمقها الواضح مقارنة بحنايا محاريب المساجد في نزوى في بروز حنية المحراب من الخارج ويكشف اتساع هذه البلاطة بهذا القدر على أن المعمار كان في حسبانه اتساع بهذا القدر الذي يستوعب أربعة صفوف من المصلين خلف الإمام. أما البلاطات الثانية والثالثة والرابعة من الغرب إلى الشرق فهي متساوية وقد خططها المعمار لتستوعب كل منها ثلاثة صفوف من المصلين. أما البلاطة الخامسة فجاء اتساعها أضيق من كل البلاطات السابقة. وتصيورة ملحوظة وتتسع لصف من المص لين يص لون فيها مع وجود مساحة فائضة قليلة لهذا الصف. وهكذا تتسع بلاطات هذا المسجد لأربعة عشر ص فا من المص لين خلف الإمام وهو عدد كبير إذا ما وغالبا يرجع ذلك إلىقورن بعدد الصفوف التي تتسع لها المساجد الأخرى. عمليات التوسعة والمراحل المعمارية التي تمت فيه. أو لظروف المساحة أيضا من الصرحات التي تحيط ببيت الصلاةالتي توفرت له والتي تتضح من الجهات الأربع. فهو بكل المقاييس مسجد له ظروف وملامح معمارية مميزة ترتبط بأغراض أخرى كالتحصين. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٦٤ والمسجد شكل ١٩أنشئ له حنية محراب عميقة نسب يا يبلغ عمقها نحو ٨٠سم ولذلك جاء سمك جدار القبلة الذي يستوعبها دون بروز من الداخل أو الخارج كبير نسب يا، ويلاحظ أن سمك هذا الجدار يختلف في طرفه الشمالي عن طرفه الجنوبي حيث يزيد سمك الجدار في قطاعه الجنوبي واحدا. وتتسع مترا فيبلغ ١,٣٠متر، أما سمكه في الطرف الشمالي فيبلغ بلاطة المحراب لصفين من المصلين خلف الإمام الذي يص لي أمام حنية المحراب في موضع يتقدمها بحوالى ٢٠سم. أما البلاطة الثانية فتتسع لثلاثة صفوف من المصلين دون الاضطرار إلى الصلاة في المساجد التي تشغلها البائكة التي يقطع أسطوانتها صف المص لين حال الصلاة فيها. الإباضية) (١روعي فيوفي إطار ما سبق يتضح أن معظم المساجد تصميمها أن تتسع بلاطاتها لصفوف المصلين خلف الإمام دون الاضطرار إلى استخدام المساحات التي تشغلها البائكات بما فيها من أسطوانات تقطع صفوف المصلين، وهو أمر نبهت إلى كراهيته الأحكام الفقهية الإباضية ودعت دعوة صريحة إلى تجنب الصلاة بين الأسطوانات التي بها لأنها تقطع الصفوف. وقال رحمه االله :يكره أن يص لي الرجل وحده بين الأسطوانتين وإن صلى لم يبلغ فساد، ومن غيره وإذا كان في الصف بين الرجلين أسطوانة أو شيء ثابت قال :يقطع بينهما، قطع صلاة الذي ينقطع عن الإمام.(٢)«... ) (١هناك نماذج محدودة من المساجد يلاحظ أن معمارها لم يتبين هذه الرؤية كالمسجد شكل. ٢٠وهذا واضح من خلال المسقط الأفقي في ضوء مقياس الرسم الموضح به، تماما ومراجعة فالذي تتوفر الغرض لمراجعة قياساته على الطبيعة ومطابقة الرفع للواقع دقة القياسات والرفع. ) (٢الكندي :المصنف، ج ، ٥ص. ٢٥١ ١٦٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وفي ضوء ما سبق وحتى يمكن تجنب الصلاة بين الأسطوانات أو الأعمدة أو السواري أو الدعامات التي تقسم ساحة بيت الصلاة إلى بلاطات فإن التخطيط الأكفأ يكون بجعل مساحة هذه البلاطات تتسع لصفوف معينة من المصلين يمكن معها تجنب الصلاة بين الأسطوانات وهو أمر يحدد قياسا يتسع لصفين أو ثلاثة صفوف حسب ظروفنظريا قياس البلاطات مساحة وإنشاء المسجد دون هدر في مساحة البلاطات وعندما يقوم المصلون للصلاة يصطفوا في حيز البلاطات متجنبين صفوف الأسطوانات أو الأعمدة في إطار التوجيه الفقهي. وهكذا يتضح أن صفوف المصلين وتواصل هذه الصفوف وكراهية الصلاة بين الأسطوانات شكلت منظومة الضوابط التي حكمت التخطيط الداخلي بعمان والأبواب التي في الجدار الشرقيالإباضية لبيت الصلاة في المساجد له باعتبارها عناصر اتصال ساعدت على الاتصال بين صفوف المص لين في داخل بيت الصلاة وفي الصرحة الشرقية. كما ارتبط التفضيل بجعل هيئة مساحة المسجد مستطيلة وضلعها الطويل مواز لجدار القبلة وجعل الأبواب بالضلع الموازي لجدار القبلة بضابط آخر وهو كراهية تخطي رقاب المص لين، فقد روى أبو داود والنسائي والبيهقي عن أنس ƒعن النبي ژ قال» :أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر«، وعن عبد االله بن يسر ƒقال: جاء رجل يتخطى رقاب المصلين يوم الجمعة والنبي يخطب فقال له رسول االله ژ» :اجلس فقد آذيت وآنيت« )رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره(. من هنا كره أهل العلم تخطي الرقاب يوم الجمعة وشددوا على ذلك وهذا يجعل عملية الفكر المعماري تتجه في شكل مقيد نحو وضع مدخل الحيز من الخلف في الحائط الموازي لحائط القبلة، أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٦٦ وتترك عملية المواءمة مع ظروف الموقع العالم لما يتوصل إليه الفكر من إبداعات في هذه الناحية).(١ وهو ما اتجه إليه المعمار في تخطيط المسجد الإباضي حيث يلاحظ أن الإباضية في عمان تقع فتحات أبوابها في الجدار الشرقيمعظم المساجد الموازي لجدار القبلة. وهناك نسبة قليلة من المساجد توجد أبوابها في الجدارين الشمالي أو غالبا في معا، ويلاحظ أن هذه الاتجاه التخطيطي يكون الجنوبي أو فيهما المساجد التي جاء في هيئة مساحة بيت الصلاة فيها مستطيلة ضلعها القصير هو الموازي لجدار القبلة، ومن ثم فإن وضع نسبة أكبر من الأبواب تكون في الضلعين الطويلين وهما في هذه الحال الضلعين الشمالي والجنوبي، ونرى ذلك بوضوح في المساجد أرقام. ٢٤، ٢٢، ٢٠، ١٩، ١٧ نموذجا لهذه الرؤية في التخطيط حيثويعتبر مسجد سعال )شكل (١٧ يوجد في الجدارين الشمالي والجنوبي ستة أبواب ثلاثة في كل جدار وضعت على محاور واحدة، ويؤدي كل من البابين اللذين في الطرف الغربي من الجدارين إلى المنطقة التي يص لي فيها الصف الأول مباشرة وبقية البلاطة الأولى، دون تخطي رقاب المصلين. ونفس الشيء بالنسبة للبابين الآخرين في كل جدار حيث يؤدي كل منهما إلى مواضع الصفوف التي يمكن أن يصطف فيها المصلون في هاتين البلاطتين، أما البلاطة الأخيرة فيتوصل إليها من أقرب الأبواب وهما البابين اللذين في الطرفين الشرقيين للجدارين الشمالي والجنوبي وعندها يمر المص لي بمحازاة الجدارين دون تخطي رقاب ) (١حسن )نوبي محمد( :خصائص الفكر في تصميم الحيز الداخلي للمسجد، بحث بكتاب ندوة عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض، سنة ١٩٩٩م، المجلد الخامس، ص ٦١، ٢٣، ٢٢، ٢١، ١٨ـ. ٦٢ ١٦٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المص لين. إلى أن يصل إلى الصف الذي يصطف في هذه البلاطة. والخروج من المسجد بعد الصلاة أو في أثنائها لظروف ما، يكون في إطار هذا أيضا تخطي الرقاب. في إطار هذه الرؤية التخطيطية مقارنةمتجنبا التخطيط بأي رؤية تخطيطية أخرى، ولا شك أن محورية الأبواب وكثرتها بالإضافة إلى اختيار مواضعها كان هو الآخر من العوامل المساعدة على تحقيق هدف عدم تخطي رقاب المصلين التي أشارت إلى وجوب تجنبه الأحاديث النبوية مباشرا في تحديد انعكاسا الشريفة وما ترتب عليها من أحكام فقهية انعكست الإباضية. أفضل رؤية تخطيطية لأبواب بيت الصلاة في المساجد وعرضت الأحكام الفقهية لهيئة أبواب المسجد، وما قد يحدث بها من توسيع أو تضييق، أو رفعها، أو تحديد مصاريعها أوصت إحداث بعضها بشرط ألا تسبب في ضرر ما وتتنوع الأبواب ـ كما سبقت الإشارة إليها ـ فهناك أبواب الصرحة التي أجاز الحكم الفقهي إحداث أبواب لها).(١ دراسة مثل هذه التعديلات أو الإضافات في إطار هذه الأحكام وفي إطار دراسة التطور والتغير المعماري الذي يحدث بكل مسجد على حدة أمر يجب وضعه في اعتبار من يقوم بدراسة معمارية لأي من المساجد الأثرية مع اعتبار ما سبق عرضه من رؤية تتعلق بتخطيط هذه الأبواب في الأصل عند وضع تخطيط المسجد الأصلي. المردمـة المردمة هي ذلك الدرج الذي يبنى في بعض المساجد عموديا على غالبا ويؤدي إلى سطح المسجد، وهذا النوعالجدار الشرقي لبيت الصلاة من الدرج أشار إليه محمد بن الحواري في جامعه حيث ذكر أنه »يجوز أن ) (١الكندي :المصنف، ج،... ص ٤٧؛ الخروصي :أحكام المساجد، ورقة. ٧٢ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٦٨ يحدث مردمة للطلوع على ظهر المسجد لصلاحه فجائز ذلك«). (١وقد أحصى كوستا مجموعة من المساجد في نزوى وغيرها فيها هذا الدرج وحاول تفسير وجود وظيفته على أنه يشبه ما يعرف بمنارة السلم في شرق أفريقية والخليج).(٢ وتبدو أهمية الحكم الفقهي لابن الحواري أنه يحدد الوظيفة الرئيسية لهذا الدرج بأن يستخدم للطلوع على ظهر المسجد لصلاحه وهذا يعني أن هذا السلم كان الغرض الأساسي منه أنه يمكن من الصعود إلى سطح المسجد لصلاحه وصلاح ظهر المسجد مما يمكن أن ينصرف لمتابعة حال سطح المسجد التي تحتاج إلى ترميم من وقت إلى آخر بسبب تعرضه لسقوط المطر، ويمكن أن يكون الصلاح في استخدام ظهر المسجد أو سطحه في بعض الأغراض الأخرى كالنوم، أو حتى الصلاة حيث أجازت الأحكام الفقهية ذلك في بعض الحالات. أو في حالة الخطر والتحصن موضعا أفضل للمدافعين ضد أيبالمسجد) (٣باعتبار أن سطحه مرتفع ويوفر هجوم. كما أجاز الفقهاء الأكل عليه وقت الضرورة).(٤ كما تبدو الأهمية التاريخية والأثرية لهذا الحكم في أن يثبت وجود أو إنشاء مثل هذا الدرج في القرنين الثالث والرابع الهجريين على الأقل وهي الفترة التي عاش فيها ابن الحواري، وكان هذا العنصر من عناصر الاتصال سابقا على ذلك. ) (١الحواري )محمد( :جامع أبي الحواري، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، سنة ١٩٨٥م، ج ، ٣ص. ٦٩ ) (٢كوستا :مساجد عمان، ص. ٨١ ) (٣الكندي :المصنف، ج ، ٩ص ١١؛ الخروصي :أحكام المساجد، ورقة. ١٠٤، ١١، ١٠ ) (٤الخروصي :أحكام المسجد، ورقة. ٥، ٤ ١٦٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وفي ضوء ما سبق من عرض لعناصر الاتصال والحركة في المساجد الإباضية يتضح أن هذه العناصر كانت لتساعد على أداء المسجد لوظائفه في إطار ما حددته الأحكام الفقهية المرتبطة بعمارة المسجد، كما أن هذه العناصر منها ما ساعد على متابعة صلاحية عمارته وصيانتها كالمردمة وهو أمر يحقق ويحافظ على متانة إنشاء المسجد تلك المتانة التي تخدم بالضرورة كل وظائف المسجد وأهمها الصلاة. وهكذا؛ فإن هذه العناصر تحقق صلاح عمارة المسجد وصلاح عماره وجماعته ويمنع أي ضرر قد يلحق بالمسجد وبخاصة الأبواب التي تمنع دخول الحيوانات وغيرها مما لا يرغب في دخوله كما أنها تؤمن حراسته والحفاظ عليه وبخاصة الأبواب سواء التي في الصرحات أو في بيوت الصلاة. الإباضية وخاصة وفي إطار ما سبق يتضح مدى تأثير الأحكام الفقهية الإباضية في عمان، مع لفقهاء عمان في تشكيل النمط المعماري للمساجد اعتبار العوامل البيئية، والعادات والتقاليد في صياغة هذا التشكيل. مساجد وادي مزاب ومن الملاحظ أن الفرسطائي في كتابه القسمة وأصول الأرضين الذي الفقه الإباضي المرتبط بالعمران والعمارة لميمثل المصدر الرئيسي لأحكام الإباضية المشرقية يعرض لأحكام العمارة الدينية مثل ما كان اهتمام المصادر في عمان. وربما كان ذلك في إطار اهتمامه بالقضايا العمرانية المرتبطة بإنشاء المستقرات السكنية من وجهة النظر العمرانية الشاملة كتخطيط شبكات الطرق، وإنشاء القصور كنوعية مهمة من نوعيات المنشآت التي شاعت في انعكاسا للظروف التي عايشها المجتمع الإباضي في هذه الفترة).(١بيئته العمران الإباضي :مجلد ، ١ص. ٢٠٠ - ١٩٦، ١٩٤ ) (١عثمان :فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٧٠ وكذلك الدور والبيوت التي تشكل حبل النسيج العمراني، هذا بالإضافة إلى المنشآت المائية التي تشكل عصب الحياة في بيئته، وما يتصل بتفاصيلها وتفاصيل العمران الزراعي كله. الإباضية في وادي مزاب وجربةوتكشف الدراسات الأثرية للمساجد وجبل نفوسة وغيرها عن أن هذه المساجد تتسم بسمات معمارية وعمرانية الإباضية في عمان مثل البساطةمهمة منها ما يتوافق وسمات المساجد المعمارية في التخطيط والتصميم. فقد كان الحرص والهدف المباشر من إنشائها هو إنشاء مساجد لإقامة الصلاة بما توفر في البيئة من مواد بيئية كالطين والحجر وأشجار النخيل. الإباضية في بلاد المغرب العربي تتسم بخلوهاكما يلاحظ أن المساجد من الزخارف أو ندرة هذه الزخارف، وهذا التوجه يتوافق والأحكام الفقهية الإباضية التي تكره التصاوير والزخرفة في المساجد، وهذه السمة كانت هي الإباضية في عمان كما سبقت الإشارة إلى ذلك.الغالبة في المساجد وفي هذا الإطار تذكر إحدى الدراسات »أن خلو العمائر الدينية من كل أنواع الزخرفة نباتية أو هندسية أو كتابية يعود في الأساس إلى عامل عقائدي، فالأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم زخرفة المباني الدينية، وتدعو إلى البساطة والتقشف في البناء قد لقت آذا نا صاغية واعية لدى جمهور الإباضية، ومن ث م تجسدت بكل ثقلها في العمائر الدينية بمزاب«).(١فقهاء وحاولت هذه الدراسة أن تفسر ذلك التوجه تطبيقا في العمائر الدينية بوادي مزاب إلى أن ذلك كان في إطار العودة بالدين إلى نقائه الأول، أو أن الإباضية إلى وادي مزاب بالفكرذلك كان في إطار التأثر بالنازحين من ) (١بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص. ٢٧١ ١٧١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المعتزل المتشدد في هذه القضية بعد احتكاكهم ببني مزاب الذين كانوا متشبعين بالمذهب المعتزل).(١ الإباضية بوادي مزابوتكفي الإشارة إلى ندرة الزخارف في المساجد ما أشار إليها المسح الأثري لهذه المساجد حيث لم يعثر على عناصر زخرفية في هذه المساجد سوى في آنية صغيرة من الفخار تزين إحدى قباب يضم آية قرآنية نصا كتاب يا مسجد القرارة، ولوحتين حجريتين تحملان  شريفا، كما وجدوا في لوحة مسجد بنورة نقش لاسم أحدوحديثا نبويا الخطاطين المزابيين).(٢ وهذه الأمثلة المحدودة وبخاصة النقوش الكتابية القرآنية والمقتبسة من الإباضية الأحاديث النبوية سبقت الإشارة إلى أن بعض الأحكام الفقهية الشرقية أجازتها. الإباضية بوادي مزاب مدارس أشارتكذلك ألحقت ببعض المساجد الدراسات إلى أن منها ما يتكون من طابقين، وإلحاق المدارس بالمساجد ظاهرة معمارية سبقت الإشارة إليها وإلى وجودها في العمارة الدينية الإباضية في عمان. مجاورا للمساجد)،(٣ كما سبقت الإشارة إلى أن بعض المدارس أنشئ الإباضية بالتعليم الديني. ويكشف هذا التماثل عن مدى اهتمام المجتمعات أيضا انتشار »المص ليات الجنائزية« وهي نوعية منويرتبط بهذا التوجه الإباضية وأعلامهم ويتفرغونالمنشآت الدينية التعليمية ينشدها شيوخ ) (١بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب، ص. ٢٧٢ ) (٢بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب، ص. ٢٧٢ الفقه الإباضي، ص. ١٧٧ - ١٧٣) (٣عثمان :المص ليات العمرانية والمعمارية في مصادر أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٧٢ فيها للتعليم، وقد تنوعت أنماطها المعمارية، ومن أمثلتها مص لى عمي إبراهيم والمص لى الجنائزي بامحمد، ومص لى عمي سعيد ومص لى بابة والحمة وغيرها).(١ وهذه المصليات كانت تستخدم لصلاة الجنازة ومن ثم اتسمت بهذا أيضا تؤدي الدور التعليمي والتربوي، بل إن بعضالاسم، ولكنها كانت الباحثين يشير إلى أنها أنشئت في الأصل لهذا الغرض. حيث توفر هذه المص ليات أماكن للدرس بعيدة عن التجمعات السكنية تجعل الطلاب تماما عن كل ملهيات الحياة كما تضمن لهم التفرغ الكاملينصرفون للتحصيل العلمي والتربية).(٢ يدرس طلابه في هذه المص ليات كان يدفن إلىوعند وفاة العالم الذي جوار مدرسته أو خلوته ثم يدفن إلى جواره كل من ينتمي إلى عشيرته أو عرشه فتتحول الأرض المجاورة للمدرسة شي ئا فشي ئا إلى مقبرة حقيقية وهكذا وبمرور الزمن تتحول مص لى للجنائز. ويعطى اسم العالم الجد فيقال على سبيل المثال» :مص لى عمي سعيد«).(٣ ويشير هذا السياق إلى كيفية التحول الوظيفي للمبنى وهو التحول الذي انعكس كما سبقت الإشارة في مسماه).(٤ ) (١للاستزادة، راجع :بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص. ١٧٦ - ١٤٧ ) (٢بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص. ٢٠٠ ) (٣بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص ، ٢٠٨وانظر :شكل، ٢٦ ٢٧في ذات المرجع، ص. ٢١٣، ٢١١ ) (٤بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص ، ٢٠٨وانظر :شكل، ٢٦ ٢٧في ذات المرجع، ص. ٢١٣، ٢١١ ١٧٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية ويلاحظ أن المساجد في وادي مزاب لها سماتها المعمارية الخاصة إذا ما قورنت بنظيراتها في عمان. ومن السمات العمرانية المهمة هو وجود مسجد واحد في القصر الذي يناظر »البلدة« أو القرية أو الحارة في عمان وهذا المسجد يجري توسعته كلما زاد عدد السكان. وهو أمر يختلف عن العمانية التي انتشر فيها إنشاء المساجد بل واتسمت بكثرتهاالحال في البلاد في البلدة الواحدة حتى أن نزوى وصل عدد مساجدها على ما يربو على ثلاثمائة مسجد. ومن الظواهر الوظيفية المرتبطة بالمساجد في وادي مزاب »خلوها من دليلا لإقامة صلاة الجمعة«).(١عد المنبر الذي ي وهو ما يعني عدم وجود »المساجد الجامعة« كنوعية من نوعيات المساجد التي تقام فيها الصلوات الجامعة وبخاصة الجمعة من كل أسبوع، ويذكر أحد تفسيرا لذلك فيذكر أن »بعد الرجوع إلى الفكر الإباضي نفسه اتضحالباحثين الإباضية سواء في داخل أنه كان السبب المباشر لغياب المنبر في المساجد الجزائر أو خارجها مثل جبل نفوسة في ليبيا أو في جربة بتونس«).(٢ وقد سبق أن أشرنا إلى ما ورد في التراث الفقهي الإباضي المشرقي فيما يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في الأمصار في إطار ما أقره الخليفة عمر من تمصير للأمصار وكان من بينهما كما يذكر السالمي » عمان« وهي التي تقام فيها صلاة الجمعة، كما أشرنا إلى أن هذا التوجه انحسر بعد ذلك وأقرت صلاة الجمعة في البلاد والقرى الكبيرة في عمان).(٣ ) (١بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص. ٢٧٠ ) (٢بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، ص. ٢٧٠ ) (٣للاستزادة، راجع :مصطلح »مصر«؛ عثمان :المصطلحات العمرانية والمعمارية في مصادر الفقه الإباضي، مجلد ، ٢ص ص. ٤٣٠ - ٤١٧ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٧٤ كذلك عرضنا بالتفصيل لأحكام إنشاء المساجد الجامعة وما يرتبط بها من عناصر معمارية ترتبط بالصلاة كالمنبر، واتساع المسجد الجامع وإنشائه مجاورا له، وغير ذلك من المظاهر والملامحخارج المستقر السكني المعمارية المرتبطة بالمسجد الجامع. الإباضية في وادي مزاب إنشاءومن الملامح المعمارية للمساجد منارات لها بسيطة في شكلها المعماري فهي تشبه منارة مسجد الخليفة عمر في دومة الجندل، وتشبه كذلك الصوامع التي أنشئت في المناطق الصحراوية ابتداء من غرب مصر في بلدة القصر واتجا ها إلى الغرببالشمال الأفريقي وصولا إلى المغرب وكذلك الساحل الغربي الأفريقي. الإباضية وإنشاء المنارات قد سبقت الإشارة إلى الأحكام الفقهية المشرقية الحاكمة له وهي الأحكام التي تتجه إلى أن المنارة ليست من عمارة المسجد ولكن يمكن أن تنشأ بأموال عماره إذا رغبوا في ذلك، والتوجه الأساسي الحاكم في ذلك أن مسجد النبي ژ في المدينة لم ينشأ له مآذن في عهد رسول االله ژ ولا في عهد خلفائه الراشدين وحدث ذلك في العصر الأموي عند إعادة بنائه وتوسعته في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بمتابعة من واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز. وفي إطار هذه السمات التي تميز عمارة المساجد والمنشآت الدينية الإسلامية في وادي مزاب يتضح إلى أي مدى توافقت عمارة المساجد العمانية في بساطتها وخلوها من الزخارفالإباضية فيه مع عمارة المساجد واضحا سواء في لكن نمطها المعماري من حيث التصميم يختلف اختلافا المساحة أو العناصر المعمارية وذلك راجع للظروف المرتبطة بإنشائها ومراحل توسعتها التي كانت في حاجة إليها بين الفينة والأخرى. ١٧٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الإباضية المزابية مقارنة بندرتها كما يلاحظ انتشار المآذن في المساجد العمانية، وهذا الأمر يحتاج إلى تفسير ربما يرتبطالإباضية في المساجد بعوامل أخرى، سيما وأن الحكم الفقهي لم يمنع بناءها ولكن أجازه إن كان من أموال العمار ويرغبون في ذلك. لأن المئذنة ليست من عناصر المسجد الأساسية التي انحصرت في أرضه وجدرانه وسقفه).(١ الإباضية مسحا أثريا للمساجدوإجراء دراسات مقارنة متعمقة يتطلب وتتبعا لمراحل هذه العمارةوتحديدا لتأريخ عمارتهاوتوثيقا معماريا لها ورب طا بين ذلك كله وما يرد في المصادر الفقهية العمرانية المعاصرة لإبراز ما يطرأ من تحولات تستوجبها الظروف الطارئة التي تكون نتيجة تأثيرات أيضا. وهذا الجهد لامعينة. كما أن للأبعاد السياسية والاقتصادية أثرها يستغني كما سبقت الإشارة إليه عن الاستفادة بما طرحته المصادر الفقهية من أحكام تتعلق بعمارة المساجد أو المنشآت الدينية بصفة عامة. ) (١بلحاج :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية. ٢٧٠راجع :المساقط الأفقية الإباضية مثل مسجد بنورة شكل ، ٢ص ٨٧ومسجد غرداية العتيق،لبعض المساجد شكل ٤بذات المرجع. الفصل الرابع تأثير الأحكام الفقهية على المنشآت الجنائزية )مصليات الجنائز ـ القبور( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٧٨ ájõFÉæédG äBÉ°ûæadG مهما للمنشآت الجنائزية الإسلامية منعرضا عرض الفقه الإباضي خلال أحكامه المتعلقة بصلاة الجنازة وموضعها، وكذلك القبور وكيفية مباشرا على نوعية المنشآتانعكاسا الدفن فيها وانعكست هذه الأحكام الإباضية. الجنائزية أولا :مصلى الجنائز اختلفت الأحكام الفقهية في المذاهب الإسلامية في حكم الصلاة على الجنائز فمنها ما يجيز الصلاة على الجنازة في المسجد، ومنها ما يرى أن ذلك يؤثر على طهارة المسجد ومن ثم رفضت دخول الجنازة إلى المسجد، وتخصيص مواضع للصلاة على الجنازة إما ملحقة بالمساجد ولها مداخلها الخاصة بها وساحاتها المفردة لهذا الغرض كما هو حال المساجد المغربية التي اتبعت المذهب المالكي في هذا التطبيق. ومنها ما اتجه إلى جعل مصلى الجنائز مجاورة للمقبرة حيث تقام صلاة الجنازة بها وبعد الصلاة يتم دفن الميت. أحكاما مهمة تتصل بموضع الصلاة علىوالمذهب الإباضي تضمن الجنازة فقد ذكر الكندي في مصنفه أنه ورد في مسألة »ولا يجوز أن يدخل الموتى في والج المسجد للصلاة ولا خارجه«).(١ ) (١الكندي :المصنف، ج ، ١٩ص ، ١٢وهذا الحكم مطابق لما جرى في عهد رسول االله ژ حيث كان يصلي على الميت في موضع الجنائز، وفي حالة استثنائية لظروف خاصة وبناء على طلب أزواج النبي الصلاة على جنازة سعد بن أبي وقاص وأقمن عليه صلاة الجنازة في المسجد؛ )عثمان :مدينة ظفار، ص. (١١٩ ١٧٩الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وهو حكم يختلف عن الأحكام المجيزة للصلاة على الجنازة في المسجد أو التي لا تجيز الصلاة عليها فيه، ولكن يمكن الصلاة على الجنازة خارج المسجد في موضع مجاور له كمصل« الجنائز الذي ألحق بالمساجد المالكية في بلاد المغرب، وفي المواضع التي أشارت إليها دراسة تاريخ الشيعة في تطبيق مذهبهم الذي أجاز الصلاة في ساحة أو سقيفة مجاورة للمسجد متصلة به أو منفصلة عنه. تماما في أنه لا يجيز الصلاة على الجنازة فيوالحكم الإباضي واضح المسجد أو حتى خارجه، ومن ثم كان التوجه إلى إنشاء مصليات للجنائز مجاورة في الغالب للمقبرة يتم فيها الصلاة على الميت أو حتى تجهيزه ثم الصلاة عليه. ومن نماذج مصليات الجنازة التي رصدتها الدراسات المسحية للآثار العمانية مصلى جنازة مجاور لضريح الشيخ مسعود في مسندم،الدينية وهذه المصلى) (١تتكون من مستويين يتقدمها صحن مكشوف، وبالدور الأرضي مخزن وميضأة، أما بيت الصلاة فيشغل المستوى الثاني في طابق يعلو الدور الأرضي ويتوصل إلى هذه المصلى من خلال درج يوازي الواجهة الشرقية لبيت الصلاة).(٢ ومن أمثلة مصليات الجنازة الأخرى في نموذج يوجد في جبروه وهذا المصلى تشغل مساحة مربعة تتكون من بلاطتين بواسطة بائكة تتكون من دعامتين مربعتي المسقط بالإضافة إلى دعامتين مدمجتين بالجدارين ) (١ورد مسمى غير دقيق لهذا المصلى فقد أسمي »مسجد« ولما كانت صلاة الجنازة فرض سجودا فإن التسمية الصحيحة هي لهذا المعنى »مصلى« سيما وأن الصلاةكفاية تتضمن فيه غير ثابتة. ) (٢كوستا :مساجد عمان. ص. ١٦٢ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٨٠ الشمالي والجنوبي ويوجد بجدار القبلة محراب يبرز عن سمت جدار القبلة. ويتوصل إلى داخل المصلى من مدخل يتوسط الجدار الشرقي يصعد إليه )(١ بدرج وقد رمم المصلى حديثا وإذا كانت الأمثلة السابقة لمصليات الجنائز واضحة في معالمها واضحا لأحكام الفقه الإباضي المتعلقالمعمارية والوظيفية وتعكس تطبيقا بموضع صلاة الجنازة فإن بعض الدراسات لمساجد عمان قد خلطت بين مجاورا للمقابر، »مصلى الجنازة« الخاص بصلاة الجنازة والذي يوجد عادة وبين بعض المساجد الأخرى المجاورة للمقابر، وفي إطار عدم الاهتمام بالتحديد الوظيفي لكل نوعية من المنشأتين »مصلى الجنائز« والمسجد في الإطار الفقهي حدث هذا الخلط. ومن أمثلة المنشآت التي حدث فيها ذلك مسجد »وسط ظفار« الذي عرفه كوستا بأنه »مسجد جنائز« في إطار مجاورته شمالا(لمقبرة ما زالت آثارها باقية مجاورة له ) إحداثي ٧٠٠شرقا و ٢٢٥ على خريطة البليد )ظفار القديمة( )شكل ، (٢٩وشاعت هذه التسمية. وقد عرضنا لتصحيح هذه التسمية وأوضحنا أن التسمية الصحيحة لموضع الصلاة على الجنائز هو مسمى »مصلى الجنائز« وأن المبنى المشار إليه هو مسجدا جنائزيا).(٢ »مسجد« ولا يصح أن يسمى كما كشفت دراسة أحد شواهد القبور لأحد القاطنين بجوار المسجد والمدفونين في المقبرة المجاورة لهذا المسجد عن أن هذا المبنى كان )(٣ مسجدا وليس مصلى أموات ) (١كوستا :مساجد عمان، ص. ١٦٤ ) (٢للاستزادة، راجع :عثمان )محمد عبد الستار( :مدينة ظفار سلطنة عمان، دراسة أثرية معمارية، دار الوفاء لدنيا النشر والطباعة في الإسكندرية سنة ، ١٩٩٩ص ص. ١٢٢ - ١١٦ ) (٣للاستزادة، راجع :عثمان )محمد عبد الستار( :لوح ظفار الشاهدي، دراسة في الشكل والمضمون، مجلة التسامح. تحت النشر. ١٨١الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية وفي دراسة كوستا الأخيرة عن مساجد عمان أشار إلى أنه مسجد حارة مراجعا تسميته غير الصحيحة السابقة).(١في ظفار )البليد( ويمكن إضافة بعض الأدلة المعمارية التي تؤكد أنه مسجد ومن هذه مربعا وهي مساحة كبيرة وزخارفهمترا الأدلة مساحته التي تبلغ نحو ٢٢٥ وأسلوب بنائه وملحقاته المعمارية) (٢ويكشف هذا التصحيح عن أهمية العمران لدراسة الآثار معمار يا. مصادر فقه وفي إطار هذا السياق الذي لا يفرق بين مصلى الجنازة والمسجد ويخلط بينهما ما ورد عن مسجد بمقبرة الرباط، أسماه كوستا »مسجد صلاة الجنازة« على غرار تسميته لمسجد »ظفار« سيما وأنه يقع في مقبرة الرباط)) (٣شكل (٣١وتكشف الدراسة المعمارية للمسجد ولمقبرة الرباط مسجدا ومن القرائن الشاهدةوتسميتها بهذا الاسم عن أن هذا المبنى كان على ذلك، ورد في الرواية أنه حتى الخمسينات من القرن الماضي كان يوجد منبر خشبي بهذا المسجد نقل من المسجد إلى دار أحد أحفاد الشيخ محمد بن أبي بكر الذي يتبع هذا المسجد له، ولكن أخشابه استخدمت في التدفئة).(٤ وإذا صحت نسبة هذا المسجد للشيخ محمد بن بكر كما تشير الرواية، وكما تثبت تسمية هذا المسجد الذي يطلق عليه »مسجد محمد بن أبي بكر« فإن هذا المسجد يمكن تحديد تاريخ إنشائه قبل ٧١٤هـ١٣١٥/م، وهي السنة التي توفي فيها هذا الشيخ الذي عثر على شاهد قبره في مقبرة الرباط ) (١كوستا :مساجد عمان، ص. ١٥٤، ١٥٣ ) (٢عثمان :مدينة ظفار، ص ١٢٨ - ١٢٣؛ كوستا :مساجد عمان ص ) ٥٤، ٥٣شكل. (٣٠ ) (٣كوستا :مساجد عمان، ص ١٥٤؛ كوستا :دراسة لمدينة البليد ص ص. ٢٣ - ١٦ ) (٤رواية شفوية عن الأستاذ عوض عيسى مدير الآثار بمنطقة ظفار في سنة ١٩٩٧ - ١٩٩٦م. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٨٢ في المنطقة التي تقع إلى الغرب من المسجد على بعد حوالى ٢٠متر وقد نقل هذا الشاهد إلى متحف. (١) South kensington ويشير ابن بطوطة في حديثه عن ظفار إلى أنه بالقرب من هذه المدينة »ظفار« بين بساتينها زاوية الشيخ الصالح العابد أبي محمد بن أبي بكر بن غدوا وعش يا عيسى من أهل ظفار وهذه الزاوية معظمة عندهم يأتون إليها  ويستجيرون بها).(٢ وقد رجحت الدراسات أن يكون هذا المسجد هو زاوية الشيخ محمد)؟( مجاورا لهذا المسجد بقاياسيما وأن الرواية الفقهية تشير إلى أن كان وحدات معمارية ربما كانت لغرض خدمة المقيمين بالزاوية. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن إنشاء المساجد مجاورة للمقابر التي تنشأ داخل البلاد أو المدن أو القرى أو مجاورة لها أمر تسجله المصادر التاريخية التي تحدثت عن المستقرات السكنية الإسلامية، فقد وجدت المقابر ضمن خططها وحاراتها بل وأشارت إلى المقابر التي أنشئت بالقصور والدور).(٣ كما تؤكد المواقع الأثرية كما في ظفار )البليد(، كما كانت تنشأ المقابر أيضا في أطراف المقرات السكنية مجاورة لها قريبة منها، وهذا الأمرعادة وغالبا ما تكرر في كثير من البلاد الإسلامية، ويطلق عليها في عمان الجبان ينشأ فيها مصليات لصلاة الجنازة على المتوفين قبل دفنهم، وفي إطار ما سبق يمكن تفسير وجود مسجد ظفار مجاور له المقابر والتي اتسع نطاق امتدادها Guest Zufar in the Middle ages. Islamic Culture XI. 1935. Haydarabad. P. 408.)(١ ) (٢عثمان :مدينة ظفار، ص ص. ١٣٥ - ١٣١ ) (٣عثمان :لوح ظفار الشاهدي ـ دراسة في الشكل والمضمون، مجلة التسامح تحت النشر؛ دوزي )رينهارت( :تكمله المعاجم العربية، ترجمه محمد سليم النعيمي، نشر دار الشؤون الثقافية ـ بغداد١٩٩٧، م، ص. ١٨ - ٥ ١٨٣الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية في الغالب بعد أن هجرت المدينة القديمة، كما يمكن تفسير نطاق عمرانها وفي الراجح توسعت المقابر بجواره في إطار اعتبار الدراسات التي ترجح أن يكون مسجد الرباط هو نفسه زاوية الشيخ أبي محمد بن أبي بكر. كذلك فإن الإطار التاريخي لإنشاء المسجدين يرجح أنهما كانا في الإباضية صاحبة الحكم والسلطانالفترات التاريخية التي لم تكن الإمامة في هذين الموقعين) (١وهو ما يمكن معه اتجاه التفسير الوظيفي للمسجدين الإباضية التي لا تجيز الولوج بالميت إلىخارج نطاق الأحكام الفقهية داخل المسجد والصلاة على الجنازة فيه أو الصلاة عليها خارجه، ومن ثم يمكن تفسير الأثرين »مسجدين« وليس مصليين جنائزيين بالمفهوم الوظيفي المحدد لمصلى الجنازة، وفي إطار المذاهب الفقهية الأخرى التي تجيز صلاة الجنازة في المسجد فإن هذين المسجدين المجاورين للمقابر يمكن أن يصلى بهما الجنازة أحيا نا مع الوظيفة الأساسية لكل منهما في إطار الإباضية التي لا تجيز ذلك. تطبيق أحكام فقهية غير الأحكام الفقهية القبـور بابا لأحكام القبور وتضمنت هذه الأحكام معلوماتأفرد الكندي مهمة عن أنواع القبور وأشكالها وأجزائها سواء التي في تخوم الأرض أو التي يمكن أن تكون في مستوى سطح الأرض أو ما يعلوها وكذلك ما يتعلق بالبناء فوق القبر، كذلك تضمنت هذه الأحكام بعض المعلومات المهمة التي تتعلق بقياسات عمق القبر تحت مستوى سطح ) (١تشير الدراسة إلى أن ظفار أنشاها المنجويين في القرن ٦هـ١٢/م ثم حكمها الحبوضيون من بعدهم، وهم الذين تولوا إعمار المدينة من جديد ثم حكمها من بعدهم الرسوليون، غالبا هذه الزاوية. وفي عهدهم أنشئت أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٨٤ الأرض وقياسات حفرته، ولحده، وتحديد موضع بابه وكل ما يتعلق بعملية الدفن اتساقا مع عناصر القبر وقياساته، وحركة القابرين للميت أثناء دفنه، كما عرضت لأحكام القبور التي تنشأ في ظروف اضطرارية لدفن أكثر من شخص، والتي تنشأ لعدد كبير من القتلى أو الموتى في ظروف خاصة).(١ العمانية أن ومن الملاحظ من خلال المسح الأثري لبعض المقابر طريقة الدفن في اللحد وهي الطريقة التي أقرها الرسول ژ هي المتبعة، كما يلاحظ التطبيق الواضح لعدم البناء فوق القبر إلا بما أجازته الأحكام الفقهية والذي أقرته السنة النبوية الشريفة، كما أن وضع الشواهد على أيضا الأحكام الفقهية التي أجازت ذلك، أما فيما يتعلققبر الميت اتبع بعمق القبر وقياسات وهيئة اللحد وبعد مستواه أو قربه من سطح الأرض فإن ذلك يتطلب تنقيبات أثرية في بعض المقابر، وهذا ما لم تجزه الإباضية التي منعت نبش القبر سواء كان جاهل يا أوالأحكام الفقهية إسلام يا).(٢ مثارا للنقاش فقد ظهر جل يا من خلال ما عرضويبقى البناء فوق القبر من أحكام في مصادر الفقه الإباضي حتى نهاية القرن ٦هـ، وفي ضوء ما توفر للباحث منها أن التوجه العام كان هو الالتزام بما روي عن النبي ژ فقد وردت الإشارة إلى ملامح قبر النبي ژ ، فقد قيل» :رفع قبر النبي ژ قوما اتخذواقدر شبر«، وقد روت عائشة #أن رسول االله ژ قال »لعن االله قبور أنبيائهم مساجد« وفي موضع آخر وردت الإشارة في سياق إحدى العمران الإباضي في نهاية القرن ٦هـ ، دراسة آثارية معمارية ـ ) (١للاستزادة، راجع :عثمان، فقه العمانية ٢٠١٤م.وزارة الاوقاف ) (٢الكندي، بيان الشرع ج ، ١٦ص ٢٩؛ الكندي :المصنف ج ، ٣١ص. ٣٦ ١٨٥الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية المسائل أنه »يكره أن يجصص القبر، أو يتخذ إلى جنبه مسجد يصلى فيه أو أن يبنى على القبر مما يرفع به قدر ما يعلم أنه قبر، فيتقي أن يمشي عليه وانه يكره أن يصلى بين ظهراني القبور وهي بين يديه«).(١ وفي مسألة أخرى ورد عن أم سلمة زوج النبي ژ أن النبي ژ قال »لا تجصصوا القبور، ولا تبنوها، ولا تخطوها، ولا تمشوا عليها، ولا تتخذوا عليها المساجد، ولا يصلي أحدكم والقبر أمامه. وأمر تسوية القبور«).(٢ الإباضية في عمان الالتزام بهذه الأحاديثوتكشف معظم القبور والروايات الإسلامية المبكرة المتعلقة بالبناء فوق القبور. ومن الملاحظ أنه توجد بعض القبور أنشئ فوقها مبان اختلفت أشكالها واستخدمت القبة عادة في تغطيتها، وهذه المباني التي أنشئت فوق القبور لإبراز أهمية المدفون في هذه القبور أسفلها إما أنها لشيوخ أو أئمة أو علماء، ومن أبرز هذه الأمثلة ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي في الرستاق) (٣الذي حكم في الفترة من ١١٥٧هـ١٧٤٤/م إلى ١١٩٨هـ ١٧٨٤/م )لوحة ١١، ١٠وشكل (٣٢ويزخر هذا الضريح بالنقوش الكتابية التي تعكس فضائل هذا الإمام، وناظر هذا الضريح نظائره في البلاد الإسلامية الأخرى التي أجازت مذاهبها إنشاء مثل هذه الأضرحة في عظمة البناء وكثرة الزخارف والنقوش واستخدام القبة في التغطية والتي تعلو مربع الضريح، وجاء مدخله بارز ا عن سمت الواجهة في هيئة المداخل التذكارية. ) (١الكندي :بيان الشرع، ج ، ١٦ص. ٢١٣ العمران الإباضي، مجلد ص. ٤٤ ) (٢عثمان :فقه ) (٣للاستزادة عن هذا الضريح، راجع :بلديسيرا )أيروس( :ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي وكتاباته في الرستاق ـ الطبعة الأولى ١٤٢١هـ٢٠٠٠/م؛ كوستا :مساجد وأضرحة عمان، ص. ٢٢٤ - ٢٢٢ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٨٦ وفي إطار الرؤية الفقهية من المهم الإشارة إلى أن البناء فوق القبر، كان من القضايا المهمة التي عرضت لها المصادر الفقهية الإسلامية السنية وفرقت بينها وبين القبر الذي يكون في تخوم الأرض وما يعلو على سطح الأرض وفي مستواها من بناء يحدد موضع القبر حتى لا يتقى من المرور عليه، وبين البناء الذي يعلو القبر، وبين البناء فوق القبر، وهذا الأخير إما أن معدا قبل الدفن بأن يدفن الميت في بيت أو مسجد أو حوش أو قبةيكون  أعدها لنفسه قبل الموت ليدفن فيها، وإما أن يكون البناء حادثا بعد الدفن قريبا وهذا الأخير إما أن يكون على نفس القبر، وإما أن يكون حول القبر مسجدا يصلى فيه وإما أن يكون قبةبعيدا عنه مرتفع، وإما أن يكونمنه، أو حوشا، والميت يكون إما من عامة الناس أو من العلماء أو الأولياءأو والصالحين أو الأئمة أو السلاطين أو الأمراء، وخلصت آراء الفقهاء إلى أن الدفن في البناء لا شبه في جوازه. وان كان ابن حنبل قد رأى مع الجواز أن الدفن في مقابر المسلمين أولى مراعاة لعمل أكثر الناس، ورأى أن دفن النبي ژ في البناء من أجل التميز اللائق بمقامه الأرفع ژ وأن هذا يتوافق مع ما رواه ابن سعد في طبقاته قال :أخبرنا محمد بن ربيعه الكيلاني عن إبراهيم بن يزيد عن يحيى بن مهماه مولى عثمان بن عفان... قال :بلغني أن رسول االله ژ قال: غالبا »إنما تدفن الأجساد حيث تقبض الأرواح« ومعلوم أن الأرواح تقبض في البيوت فيقتضي هذا أن الدفن في البناء أولى ولكن وقع في هذه الرواية وموصولا من حديث مرسلااختصار فقد روي الحديث بوجوه متعددة، أبي بكر الصديق ƒمرفو عا بلفظ» :ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض« وفي لفظ» :ما توفي االله نب يا قط إلا دفن حيث تقبض روحه« رواهما ابن سعيد وغيره وهو صريح من عدم تخصيص النبي ژ كذلك، فقد اتفق ١٨٧الباب الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على العمارة الدينية في المناطق الإباض ية الصحابة عن دفن أبي بكر وعمر ^ مع النبي ژ فلم يبق بعد هذا وصف لما قاله أحمد بن حنبل. 5 أما البناء بعد الدفن إذا كان في الملك فكرهه الجمهور كراهية تنزيه إذا أمن نبش سارق أو سبع أو سيل ويقصد به أحكام البناء والمقام والزينة والإجازة عندهم، وزاد المالكية في التصريح بحرمته إذا قصد به المباهاة وأجازه آخرون مطلقا ولو قصده المباهاة كما في الدر المختار لابن عابدين وحواشيه وقيد الأكثرون جوازه إذا قصد به التمييز وصرح أكثرهم بحرمته ووجوب هدمه إذا وقع في الأرض الموقوفة للدفن، ومنهم من قيده بما إذا زائدا على قدر البناء، وهذا أمر خارج عن حكم البناء نفسه، وفصلكان دائرا به كالحوش جماعة ما كان فوق القبر نفسه، ومن بين ما كان حوله صغيرا على قدر الحاجة ولمفأجازها الأكثرون ومنهم من قيده بما إذا كان يسقف، ولم تطل أسواره، ومنهم من صرح بجوازه ولو كان بي تا وهو المحقق من أهل المحققين من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم).(١ وبالعودة إلى ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من المهم الإشارة إلى الضريح على قبر الإمام ابنه سعيد) (٢وهذا الضريح كما هو واضح من تاريخ إنشائه بني نهاية القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي، في فترة تدخل في الإطار الزمني الذي انتشر فيه بناء الأضرحة والقباب فوق القبور والتي بدأت في العصر العباسي الأول واستمرت في الشيوع والانتشار في العصور التالية وحتى العصر الحديث. ) (١الصديق ) أبو عبيد االله السيد محمد( :إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور، مطبعة دار التأليف، مصر، ص. ١٤ - ٤ ) (٢كوستا، مساجد عمان وأضرحتها، ص. ٢٢٢ - ١٧٤ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٨٨ كما يلاحظ أن القبة أنشئت بعد موت الإمام وأن الذي أنشأها هو ابنه وهي بذلك تصنف ضمن المنشآت التي تبنى فوق القبور بعد الدفن، وهذا الأمر يتفق مع الأحكام الفقهية التي لا تجيز بناء القباب في الأرض الموقوفة للدفن. وفي إطار ما سبق يتضح أن إنشاء هذا الضريح وغيره كان في إطار تأثر العمانية بما كان عليه حال كثير من البلدان الإسلامية التي انتشر بهاالعمارة إنشاء مثل هذه الأضرحة، لكن التطبيق العام السائد تمثل في عدم البناء فوق القبر سواء أكان هذا البناء ارتفا عا بمبنى القبر نفسه، أو بناء معماريا شاهقا فوق ويغطي مساحة أكبر من مساحة القبر ذاته. الباب الثالث تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية ١٩١الباب الثالث :تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية á«fóadG IQÉa©dG تمثل المكون الأساسي في النسيج العمراني للمستقرات السكنية العمراني الإباضي لبعض الأحكام التي الإباضية، وقد عرضت مصادر الفقه تتصل بعمارتها، وفي إطار هدف هذه الدراسة التي تركز على تأثير الأحكام الإباضية على العمارة فإن هذا العرض من الفقهية العمرانية والمعمارية المفترض أن يقتصر على الإشارة إلى تأثير ما ورد من أحكام فقهية تتصل بعمارة الدور على تخطيطها وتصميمها وهو أمر سنعرض له في إطار ما تبقى من نماذج للدور وتجب الإشارة إلى أنها لا ترجع بالضرورة إلى ما قبل القرن السادس الهجري، حيث إن الكشف عن مثل هذه النماذج التي الإباضية ترجع إلى هذه الفترة تحتاج تنقيبات أثرية في المستقرات السكنية القديمة، كما يتطلب دراسة ما تبقى منها وتحديد تاريخه، وهذا يتطلب دراسة ميدانية لا يتسع نطاق هذه الدراسة لها، ولكن يمكن أن يكون ما يعرض مقوما أساس يا لمثل هذا العمل العلمي الكبير، سيما أن التطبيق على كل الإباضية السكنية يحتاج جهود آثاريين ومعماريين كثر، وفي مراحلالآثار زمنية طويلة، نأمل أن تتكامل جهودها ويستمر البحث فيها مع اعتبار الرؤية الفقهية التي تعكسها مصادر الفقه الإباضي لأهمية ذلك في إخراج دراسات وتحقيق نتائج علمية صحيحة. وإذا كان المتاح من الآثار للدور السكنية تقع في إطار ما يعرف بالعمارة التقليدية التي لا يتعدى عمرها الزمني في الغالب على قرنين من الزمن، فإن أيضا عن تطبيق أحكام فقهية عمرانية الفحص المبدئي لهذه الدور يكشف أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٩٢ الإباضية، ومعمارية لم تأت ضمن ما ورد من أحكام في المصادر الفقهية وربما كان ذلك في إطار أن توجه هذه المصادر الفقهية في اتجاه لا يتسع لعرض مثل هذه الأحكام، أو أن هذه المسائل كانت مدركة وأصبحت تمثل تراثا ثقاف يا جرى العرف به وشملته العادات والتقاليد التي تعكس الروح الإسلامية، وربما كان هناك غير ذلك من الأسباب، وبالرغم من هذا فإن الباحث يرى أن يسجل ما يمكن ملاحظته من تطبيق مثل هذه الأحكام ومن أمثلتها الأحكام التي تعالج فكرة تنكيب الأبواب المرتبطة بتحقيق الخصوصية ومنع ضرر الكشف. وفي إطار هذا التقديم نعرض لأثر الأحكام الفقهية على تصميم الدور السكنية سواء في عمان أو بلاد وادي مزاب. أولا :الدور السكنية وأثر الأحكام الفقهية عليها من المهم في البداية الإشارة إلى أنه يوجد في سلطنه عمان تراث معماري تقليدي يصل إلى أكثر من ألف موقع، وأن بعض هذه المواقع متكامل بصورة واضحة وأمكن توثيقه بل وترميمه مثل حارات منح وأدم ونزوى وغيرها).(١ وقد بذلت جهود رائعة وقدمت دراسات مهمة في هذا المجال نشر بعضها العمانية، كما أن هناك دراسات أخرى مهمة عرضت لهذافي مجلة الدراسات الموضوع في إطار دراسة المستقرات السكنية في الواحات من أهمها ـ على حد علمي ـ دراسة هاينز جاوبه Heins Gaubeوأنيت جانجلر Anette Gangler بعنوان. Transformation processes Oasis settlements in Oman ) (١تقوم وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان بعمل جاد وضخم لإنقاذ هذا التراث توثيقا وتطويرا لإدارته إدارة علمية تساعد على توظيفه سياح يا بقدر عال من الجودة. وترميما ١٩٣الباب الثالث :تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية أيضا من وهذه الدراسة وغيرها لا شك أنها كان يمكن أن تستفيد الدراسات الفقهية العمرانية والمعمارية التي تؤكد على بعض النتائج كثيرا من الملامح الصحيحة التي توصلت إليها هذه الدراسات أو أنها تفسر والظواهر التي أشارت إليها وتضيف معرفة عنها. العماني وأول المسائل المهمة التي عرضت لها مصادر الفقه الإباضي ما يتعلق بالجدار المشترك).(١ متمثلا في الحدود الخارجية ووجود الجدار المشترك بين الدور السكنية العمانية في بلادللدار ظاهرة معمارية متكررة في الدور التقليدية بالحارات مثل نزوى والحمراء ومسقاة العيريين ومنح وغيرها. ووجود الجدار المشترك يعني توفير تكلفة إنشاء جدار مستقل لكل دار، كما يعني توفير المساحة التي يقوم عليها هذا الجدار. ويعني اجتماع يا تعاون الجارين في عملية الإنشاء، ويعني أثريا في بعض الحالات تزامن إنشاء الدارين. وفي إطار هذا يتضح أن الجدار المشترك كان يمثل ظاهرة معمارية مهمة تعكس تطبيق التوجه الإسلامي الذي بدأ من عهد رسول االله ژ ، واستمر الإباضية، كما انعكس حتى مطلع العصر الحديث والذي انعكس في العمارة عمارة الدور السكنية في كثير من البلدان الإسلامية الأخرى، وبخاصة التي تتبع النظام المتضام Compact styleكنوع من المعالجة للحرارة الشديدة في المنطقة العربية الإسلامية. وليس معنى التواجد بإنشاء الجدار المشترك أن يكون مطبقا في كل الحالات، ولكن هناك من يرى أن ينشئ لداره جدرا نا خاصة مستقلة بذاتها عن ) (١راجع :الكندي :بيان الشرع، ج ٣٩ص ٢٠٤ - ٢٠٣؛ الكندي :المصنف ج ، ١٧ص ١٩١؛ العمران الإباضي المجلد الاول، ص ص. ٥٠٧ - ٤٩٦ عثمان :فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٩٤ جدران الجيران، وقد يحدث ذلك في إطار تتابع مراحل الإنشاء وعدم تزامن إنشاء الدور، كما أنه قد يحدث في إطار رغبة كل من الجارين هدم جدارهما بدلا من هذا الجدار المشترك).(١مستقلا جدارا المشترك وأن يبني كل منهما العمانية لإبرازوهذه الحالات تتطلب توثيقا أثناء رفع الحارات السكنية مثل هذه التصرفات. ومن الأحكام الفقهية المعمارية المهمة التي تتعلق بالدور ظاهرة إنشاء السترة التي تحيط بالسطح من خلال استغلاله في النوم أو الأغراض الحياتية، وأن من يرغب في استغلال سطحه يجبر بإنشاء هذه السترة، وهذه السترات وجدت في الدور في بلاد الشمال الإفريقي لاستغلال سطوحها في النوم، وفي بعض الأغراض الحياتية الأخرى، ولكن يلاحظ أنها غير سائدة العمانية التقليدية. في الدور وإنشاء السترة فيها يكون بمقاييس تمنع كشف من بالسطح للدور المجاورة، حيث يكون ارتفاعها أعلى من قامة الإنسان الذي يكون فوق السطح، فلا يستطيع أن يرى السطوح المجاورة وهذا التطبيق يحل مشكلة اختلاف ارتفاع سطوح الدور المتجاورة بعضها عن بعض. والصعود إلى السطوح يتطلب إنشاء درج أو سلالم وعدم وجود مثل هذه السلالم يعني مبدئ يا عدم استخدام السطح وهذه ظاهرة لاحظنا وجودها في كثير من الدور في حارة البلاد بمنح. كذلك عالجت الأحكام الفقهية منع ضرر الكشف من خلال النوافذ )الكوى( أو المماريق. وانتشار المماريق في الدور السكنية في عمان يعكس مدى تطبيق الإباضية التي توجه إلى منع ضرر الكشف من خلال الكوى أوالأحكام الفقهية العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٥٠٥ ) (١عثمان :فقه ١٩٥الباب الثالث :تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية غالبا في الأجزاء العلوية المماريق التي هي فتحات ضيقة للإضاءة والتهوية تبنى من الجدران سواء في الدور الأرضي أو في الطابق الذي يعلوه. الإباضية إنشاء المصليات بالدور العمانيةوقد أجازت الأحكام الفقهية وحددت طرق استخدامها وفرقت بين نوعياتها سواء التي تقصر استخدامها على أهل الدار أو التي يمكن أن يصلي بها غيرهم. ويوجد ببيت النعمان أحد البيوت الأثرية المهمة في عمان مصلى خاص بأهل الدار. وهو ما يعكس التطبيق الفعلي لمثل هذا الحكم).(١ العمانية ولم ترد الإشارةوفي إطار ما تعكسه الآثار المعمارية الباقية للدور الإباضية نعرض لتطبيق أحكام فقهية وردتتفصيلا في المصادر الفقهيةإليه في مصادر أخرى وأسست أحكامها على منع ضرر الكشف الذي تقر به الثقافة والمبادئ الإسلامية. ومن هذه الظواهر الواضحة ظاهرة تنكيب الأبواب. فقد أشار توثيق دور حارة البلاد في منح إلى تطبيق واضح لهذه الظاهرة. كذلك فإن تصميم الدار نفسه يكشف عن ملامح معمارية مهمة تسعى إلى منع ضرر الكشف، من أهمها :عدم إنشاء نوافذ كبيرة )كوى( بواجهات الدور الأرضي المطلة على الشوارع والطرقات واستعاضة ذلك بعمل مماريق في القطاع العلوي من هذه الواجهات. كذلك يلاحظ أن التصميم الداخلي للدار يبدأ من المدخل الذي يؤدي إلى الدهريز التي هو عبارة عن ردهة أو طرق انتقالية بين المدخل وداخل الدار في الدور الأرضي بها أحيا نا حنية لوضع أواني الشرب أو غيرها. ويتوصل من هذه الطرق إلى سلم يصعد إلى الطابق العلوي الذي قد يكون ضمن بعض وحداته السبلة الخاصة بالدار والتي تعتبر بمثابة المجلس العمران الإباضي، المجلد الأول، ص. ٥٢٣ ) (١عثمان :فقه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٩٦ الذي يجلس به الضيوف. وهذا التخطيط يساعد بلا شك عن توفير خصوصية لأهل الدار في المستوى الأرضي حيث لا يلج الغرباء إلى داخلها وإنما يصعدون مباشرة إلى السبلة كما يلاحظ أن مساحات الدور صغيرة نسب يا ويرجع ذلك لأسباب اقتصادية، وأسباب تتعلق بأن معظم المستقرات السكنية محاطة بالأسوار بغية تأمينها وهذه الإحاطة تحد من مساحة المستقر السكني، وقد أدى صغر مساحة الدار إلى عدم وجود أبنية داخلية أو صحون، كما هي العادة في كثير من البلاد الإسلامية الأخرى. واختفاء الصحون من كثير من الدور أدى إلى وضع منظومة خاصة بعناصر التهوية والإضاءة تعتمد في الغالب على المماريق التي تنشأ بالواجهات الخارجة للدور ووضع مماريق في الجدران الداخلية على محاورها لتوصيل الضوء والهواء إلى الوحدات الداخلية. كذلك يلاحظ أن بعض الدور في الطابق الذي يعلو الدور الأرضي يترك فيه أمام الغرف أو الوحدات المعمارية باحات مكشوفة تقوم بدور الصحن في الدور التي بها صحون علوية تزود الوحدات المطلة عليها بالضوء والهواء وهذا الحيز المكشوف ترتفع الجدران المحيطة به حتى لا تتعرض لضرر الكشف. العمانية التقليدية بالميازيب أو المسايل فيوزودت سطوح الدور حالة تصريف ماء المطر على طريق ضيق والميازيب والمسايل تصمم ضررا بالجار أو المار. كما أن المياهوتختار مواضعها بعناية حتى لا تسبب المنصرفة عنها تنتهي إلى مسارب تجرها إلى خارج أسوار الحارة سواء كان ذلك في القطاع الأرضي أسفل الأسوار أو من خلال نقبات تصرف المياه حتى لا تؤثر على إنشاء الدور وتعرضها للهدم. ١٩٧الباب الثالث :تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية ويلاحظ أن غالب فتحات الأبواب الخاصة بالوحدات المعمارية الداخلية كالحجرات في الدور الأرضي أو الغرف في الطابق العلوي توضع في طرف الجدار حتى توفر خصوصية لمن بداخل الحجرة أو الغرفة، كما يلاحظ أن هذه الفتحات غير متسعة، كما أن ارتفاعها صغير نسب يا ولها عتبات سفلية. وربما كان ذلك مرتب طا بظروف إنشاء هذه الدور من اللبن وهو أقل متانة من غيره من المواد، فذلك كان الحرص على تضييق الفتحات التي تتخلل الجدران للمحافظة على متانة الإنشاء. وقد عكست بعض الدور وبخاصة المشتركة منها مدى الالتزام بالأحكام الفقهية التي تحقق منع ضرر الكشف في مثل هذه النوعية من الدور التي تسكنها أكثر من أسرة. تسكن كل منها في طابق، ويوجد في حارة البلاد في منح نموذج واضح يؤكد هذا التطبيق حيث إن الدار من ثلاثة مستويات لكل مستوى منها عناصر الاتصال الخاصة به من أدراج وأبواب تكفل التوصل إلى داخل كل منها دون أن يكون هناك ما يؤدي إلى ضرر كشف الداخل أو الخارج من هذه الدار. كذلك فإن تغذية هذه الدور بالماء من خلال الآبار أو غيرها كان في إطار التخطيط العام متوافقا مع تسهيل الحصول على الماء دون وقوع ضرر الكشف ويكشف توزيع الآبار المشتركة في حارة منح بين الدور عن أن المعمار سعى إلى تحقيق منع ضرر الكشف من خلال حلول معمارية ذكية تساعد على الحصول على الماء بالذهاب إلى البئر أو يرفع الماء منه إلى بعض وحدات الدار التي تمكن أن ترفع ماءه إلى الطابق العلوي دون الحاجة إلى النزول إلى البئر. وفي بعض دور حارة البلاد في منح وحدات معمارية صناعية كمصانع العمانية، أو الحوانيت التي توفر السلع للقاطنين وهذه الوحدات الملحقالحلوى منها بالدور روعي في تصميمه إلا يسبب كشفا لبقية الوحدات السكنية بالدار. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية١٩٨ وعلى المستوى العام فإن إنشاء السبلات العامة الخاصة بالرجال والتي تختار لها مواقع معينة سواء كانت مجاورة للمسجد أو لبوابة الحارة أو غير غالبا. ذلك. وهذه السبلات كان يتوجه إليها الرجال بعد صلاة الظهر والعصر مناسبا لتزاور النساء في الدور في هذه الأوقات دون أنوهو ما أتاح وق تا يتسبب في أي ضرر للكشف. وفي وادي مزاب بالجزائر نرى صورة أخرى مهمة لتصميم الدار أيضا بمعايير الخصوصية والرغبة في منع ضرر الكشفالتقليدية التزمت وتحقيق راحة قاطني الدار. وإذا كان الفرسطائي في كتاب القسمة قد أكد على عدة قواعد مهمة لبناء الدار المشتركة أو الدار الخاصة فإن هذه القواعد تهتم بتحقيق ما يلي: ١ـ ألا يضر الجار بجاره في العلو. ٢ـ ألا يضر بالمجازات والطرق. ٣ـ ألا يبني مقاعد خارج داره تضر بجاره).(١ فإن هذه القواعد العامة يمكن متابعتها في التطبيق العام لما بقي من عمارة تقليدية أو غيرها من العصور السابقة حتى عمل مسح أثري وتوثيق معماري كامل لهذا التراث. ولكن المهم الإشارة هنا إلى أن الدور في بلاد وادي مزاب مثلها مثل الدور في المناطق الإسلامية الأخرى تعاملت في فكرة الجدار المشترك وما يتصل به من تصرفات معمارية تتعلق بمرافق هذا الجدار كالكوى والرفوف وما يبنى بجواره من درج أو فرن أو كنيف أو حتى إعادة بنائه).(٢ العمران الإباضي، مجلد ، ١ص. ٢٥٧ - ٢٥٦ ) (١عثمان :فقه العمران الإباضي مجلد، ١ ) (٢الفرسطائي :القسمة، ص ٣٩٠، ٢١٤ - ١٩٩؛ عثمان :فقه ص ص. ٢٧٩ - ٢٦٤ ١٩٩الباب الثالث :تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية وتكشف الدراسات الحديثة عن الدور التقليدية في وادي مزاب عن ملامح معمارية تعكس تطبيقا للأحكام الفقهية سواء التي عرضها الفرسطائي أو غيره من الفقهاء. ومن أهم هذه الملامح وجود المدخل المنكسر Bent entranceالذي لا يمكن من بالطريق من رؤية من بداخل الدار )شكل (٣٣وهي فكرة تخطيطية إسلامية اتبعت في الدور الإسلامية منذ العصور الإسلامية المبكرة ونرى أمثلة واضحة لها في دور الفسطاط التي يرجع إلى العصر الفاطمي).(١ وهذا المدخل المنكسر يتكون من السقيفة )تسكيفت( التي يوجد في بدايتها الباب الرئيسي للدار )توورت( ويوجد بأحد جداريها الجانبيين فتحة ينعطف فيها الداخل ليصل إلى رواق مدخل الدار الذي يطلق عليه »تهجة« وهذا الرواق يمثل منطقة فاصلة بين السقيفة )تسكيفت( وبين وسط الدار )الصحن( ويعمل هذا الرواق كمنطقة عزل صوتي بين السقيفة وبين وسط الدار ويمكن أن يوفر فرصة لانتظار الزائرين. ويشير التوثيق للدور في وادي مزاب إلى أن يوجد فتحة تصل بين الرواق المذكور وسط الدار تمكن من بوسط الدار من مراقبة من يصل إلى الرواق).(٢ وهذا التصميم يحقق مع السقيفة نو عا من الخصوصية لمن بداخل الدار سواء من المارة في الطريق أو من الزائرين الذين يلجون إلى داخل الدار في القسم الأول منها المتمثل في السقيفة والرواق وقبل الوصول إلى وسط الدار. ) (١عثمان )محمد عبد الستار( :موسوعة العمارة الفاطمية )العمارة الفاطمية الحربية، المدنية، الدينية( الكتاب الأول، دار القاهرة سنة ، ٢٠٠٦ص ص. ٢٥٠ - ٢١٢ ) (٢وزارة الثقافة بالجزائر :المسكن التقليدي وعرف العمران بالقطاع المحمي لسهل وادي مزاب، ص. ٥ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٠٠ أيضا له وظائف أخرى حيث إنه يستخدم كمكان مناسبوهذا الرواق لوقوف الدابة حال إنزال الحمولة من الحطب والمحاصيل الزراعية ودلاء الماء إلى آخره. وكل هذا في معزل عن وسط الدار) (١بما يحقق الخصوصية واستكمالا لمنظومة تحقيق الخصوصية في إطار التصميملمن بوسطها. المعماري للدار بسهل وادي مزاب، يلاحظ أن غرفة الاستقبال الخاصة بالرجال )العلي( يتوصل إليها من السقيفة )تسكيفت( تكون عادة في الطابق بعيدا العلوي حيث تكون معزولة أكثر حيث يتوصل إليها من درج خاص بها عن الوحدات الخاصة بأهل الدار).(٢ العمانية أمثلة مشابهة لبعض المجالس أوويوجد في بعض الدور أيضا من درج بالدهريز وهذا الدرج يكونالسبلات الخاصة يتوصل إليها بعيدا عن الوحدات المعمارية للدار وتوجد أمثلة لذلك فيخاصا بالسبلة  حارة البلاد بمنح. وإذا كان مجلس الرجال )العلي( خاص بهم فإن للنساء مجالسهن وتعرف محل يا باسم »تيزفري« وتجتمع فيها النسوة ويقمن بإنجاز بعض أعمالهن فيها كنسيج الزرابي أو غيرها من المنسوجات وقد روعي في واسعا ليسمح بضوء أكبر يساعد على إنجاز مثلتصميمها أن يكون مدخلها هذه الأعمال، كما أن توجيه هذه الأبواب إما أن يكون في اتجاه القبلة أو في اتجاه الغرب وهو توجيه يساعد على زيادة درجة الإضاءة لإنجاز مثل هذه الأعمال. ) (١وزارة الثقافة بالجزائر، المسكن التقليدي، ص ٥؛ الغريبي )أم الخير( :أهم المعالم التاريخية لولاية غرداية، دراسة أثرية وصفية، ص. ٦٨ - ٦٧ ) (٢وزارة الثقافة بالجزائر :المسكن التقليدي، ص ٦؛ الغريبي :أهم المعالم التاريخية لولاية غرداية، ص. ٧٥ - ٧٣ ٢٠١الباب الثالث :تأثير أحكام الفقه الإباضي على العمارة المدنية وهناك أنماط أخرى من الدور تشتمل على ما يعرف بالدهليز وهو غالبا للإقامة به في أوقات الحرمستوى يكون تحت مستوى الأرض ويستغل غالبا على ثلاث حجرات اثنتان لأهل الدارالشديد. وهذا الدهليز يشتمل غالبا والثالثة يستغلها صاحب الدار كوحدة استقبال أو مجلس، ويكون لها مدخل من خارج الدار خاص بها غير المدخل الذي ينزل به من الدور الأرضي إلى هذا الدهليز).(١ وفي هذا التصميم ما يحقق الخصوصية بتوفر أبواب بديلة أو مستقلة تمنع ضرر الكشف. وإذا كان التصميم العام للدور يعكس تطبيقا للأحكام الفقهية المعمارية أيضا المتعلقة بتوفير الخصوصية ومنع ضرر الكشف فإن هذا التصميم يرتبط بعلاقة الدور بالطرق المطلة عليها وأنواعها والدور أو المنشآت الأخرى أيضا وبخاصة المتقابلة وتعكس العمارة التقليدية للدور في وادي مزاب ظاهرة تنكيب الأبواب بحيث لا تتقابل) (٢المداخل الخارجية للدور تقابلا يجعلها على محاور واحدة فيؤدي ذلك إلى حدوث ضرروالمنشآت الكشف وبخاصة في الطرقات الضيقة. وفي إطار ما سبق يتضح أن التصميم الخارجي والداخلي للدار المزابية روعي فيه تحقيق الخصوصية ومنع ضرر الكشف في إطار الأحكام الفقهية التي توجه إلى ذلك والتي تكررت تطبيقاتها بصور مختلفة في الدور الإسلامية منها ما تشابه كما في صورة التشابه بين مجلس الرجال والسبلة وتحديدا في حارة منح. الخاصة في الدار في وادي مزاب أو في عمان ) (١الغريبي )أم الخير( :أهم المعالم التاريخية لولاية غرداية، دراسة أثرية وصفية، بوربعة سنة ، ٢٠٠٨ص ، ٧٣ص. ٧٧ ) (٢الغريبي :أهم المعالم التاريخية لولاية غرداية، ص. ٢٠ á``a`JÉîdG الإباضية على العمارة خلصت هذه الدراسة إلى بيان أثر الأحكام الفقهية الإباضية إلى كشف جوانب مهمة تتصل بالظواهرالإسلامية في المناطق العمرانية والمعمارية للعمارة الإسلامية في مناطق انتشار المذهب الإباضي؛ غالبا أحكام الفقه الإباضي المنظمحيث طبقت المجتمعات في هذه المناطق للعمران والعمارة باعتبار أن هذه الأحكام تمثل المظلة التشريعية الحاكمة للنشاط العمراني والمعماري منذ بداية ظهور المذهب الإباضي وحتى العصر الحديث الذي بدأ فيه تغريب العمارة. فقد اتضح أثر هذه الأحكام في المجال العمراني بتطبيق القواعد والأسس الحاكمة لإحياء الموات، والتوسع العمراني للمستقرات السكنية، وتنظيم كل مظاهر التعديل والتغيير التي تطرأ على النسيج العمراني للمدن والبلاد والقرى وغيرها من المستقرات السكنية. كما أن هذه الأحكام نظمت صيانتها وترميمها والحفاظ على الثروة العمرانية سواء في مناطق السكنى أو في مناطق النشاط الزراعي. وبينت الدراسة أثر الأحكام الفقهية على العمارة من خلال وضع الأسس ابتداء من مراحل والنظم الإدارية التي من خلالها يتم العمران والعمارة واستمرارا إلى مراحل الإنشاء، مع المتابعة لأداء المبنى لوظائفه التخطيط متابعة دقيقة من خلال إدارة رشيدة وانتهاء بصيانة العمران والعمارة أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٠٤ والمحافظة عليها وترميم ما يعتريه منها من سوء، أو هدمها وإعادة بنائها إذا كان في ذلك منفعة أو دفع مضرة. وأوضحت الدراسة أن الرؤية الإدارية في حد ذاتها وباعتبار أسسها كانت تعتمد على القائمين على العمل المعماري سواء كانوا مالكيه أو أهل النظر في إطار التشاور والاتفاق، وكذلك تعاون الجهات التنفيذية الإدارية مع وأيضا المؤسسات المدنية التي تشارك في هذا المجال بدعوتها للمشاركة، بالتعاون مع فئات المجتمع المستفيدة من المشروعات المعمارية المشتركة العامة كالأفلاج والقصور والحصون والمساجد وغيرها، وهو ما يعرف اليوم بالمشاركة المجتمعية. كما ناقشت أثر الأحكام الفقهية في تحديد مصادر التمويل للإنشاء وبخاصة للمنشآت العامة، وكذلك سبل إدارة صيانتها. الإباضية على التخطيط العمرانيوفي إطار بيان أثر الأحكام الفقهية الإباضية أوضحت الدراسة أثر هذهللمستقرات السكنية للمجتمعات الأحكام على توزيع المنشآت الدينية على سبيل المثال على مناطق العمران السكني وكيف كان لها تأثيرها المباشر على تحديد مواضع المساجد الجامعة وما يتصل بعمليات إنشائها وتمويلها وصيانتها، وكيفية توزيع وأيضا المساجد في المناطقمساجد الحارات سواء داخلها أو مجاورة لها، وتحديدا السبلات الزراعية، وعلاقة المساجد بالمنشآت العامة الأخرى أيضا بفتراتباعتبارها مقار للاجتماع بين الرجال في أوقات معينة لها صلة التزاور بين النساء، وهو ما يكشف عن امتداد أثر الأحكام الفقهية وبخاصة المرتبطة بتحقيق الخصوصية ومنع ضرر الكشف في تشكيل النسيج وتحديدا في عمان. وإذا كانتالإباضية العمراني للمستقرات السكنية الدراسة قد ركزت على عمران المساجد فإنها كانت بذلك تضرب مثالا لما هو حادث في نوعيات المنشآت العامة الأخرى كالأفلاج في عمان وشبكات ٢٠٥الخاتـمة الطرق، والسواقي، ومقاسم المياه في المناطق الزراعية بوادي مزاب. والذي يمكن أن تتناول بنفس الرؤية أو برؤية أدق عند دراسة كل نوعية من نوعيات هذه المنشآت دراسات لاحقة. وعرضت الدراسة بالتفصيل وفي إطار منهجية دراسة الحالة لعمارة الإباضية في عمان، والتي تمثل كما اتضح من دراسة سماتهاالمساجد مميزا في ملامحه وتفاصيله المعمارية،المعمارية أنها تمثل طراز ا معماريا وأن هذا الطراز اتسم بالتقليدية أو الاستمرار بنفس الملامح والتفاصيل المميزة له منذ العصور الإسلامية المبكرة وحتى العصر الحديث. واتضح أن التزاما الإباضية في عمارته السبب في ذلك الالتزام بتطبيق الأحكام الفقهية ق أنانعكس في صياغة هذا الطراز بهذا الشكل وبهذه الملامح. حتى إنه ح الإباضية في عمان الإباضية«، حيث تفردت المساجديسمى بطراز »المساجد بهذه الملامح والسمات التي تميز هذا الطراز. وكشفت الدراسة عن أن البساطة المعمارية التي يتميز بها هذا الطراز انعكاسا للوضع الاقتصادي كما هو الحال في مناطق أخرى من البلادليست الإسلامية وبخاصة الريفية والصحراوية، ولكن كانت هذه البساطة في إطار أبعاد فكرية مهمة مرتبطة بذلك منها البعد الوظيفي والبعد الاقتصادي المؤسس على التوجيه الإسلامي الكاره للتبذير أو التقتير. الإباضية وكشفت الدراسة التفصيلية لعمارة بيت الصلاة في المساجد عن أن تفاصيل قياساته وعناصره المعمارية المختلفة كانت كلها في إطار يوضح إلى أي مدى تأثر تخطيط الحيز الفراغي لبيت الصلاة بالأحكام الفقهية، وبخاصة ما يتعلق منها بعلاقة الاتصال بين الإمام والمصلين من خلفه، والرغبة في تجنب الصلاة بين أعمدة المسجد كما هو التوجيه الفقهي، تفصيلا في إطار المقارنةوغير ذلك من الأحكام التي عرضت لهذه الدراسة أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٠٦ بين الالتزام بتطبيق أثر الأحكام الفقهية على تخطيط وتصميم بيت الصلاة وتقييم هذا التخطيط في إطار الدراسات المعمارية الحديثة التي تعرض لمعايير تخطيط وتصميم المساجد. وبينت الدراسة أثر الأحكام الفقهية في ملامح معمارية مهمة يتميز بها المسجد الإباضي كخلوه من الزخرفة، والمنارة، والشرافات، وهي عناصر ووحدات معمارية انتشرت في عمارة المساجد الإسلامية في كثير من البلاد وغربا في إطار ثقافة مذاهبها الدينية أو في إطار عواملالإسلامية شرقا الإباضية ظلت محافظة علىأخرى كان لها دورها في ذلك. لكن المساجد العمراني والمعماري المرتبطة بهذه توجهها المعماري الملتزم بأحكام الفقه واضحا يبين مدى تأثر العمارةالعناصر، وهو ما يعد في حد ذاته دليلا العمران والعمارة في المذهب الإباضية بأحكام فقه الإسلامية في المناطق الإباضي. الإباضية على إنشاءكذلك أوضحت الدراسة أثر الأحكام الفقهية مصليات للجنائز تقام فيها صلاة الجنازة، وأحيا نا يتم فيها تجهيز الجنازة تكون عادة مجاورة للمقابر، في إطار منع هذه الأحكام للصلاة على الجنائز في المسجد. وفي إطار التأكيد على بيان أثر الأحكام الفقهية الإسلامية بصفة عامة والإباضية بصفة خاصة أوضحت الدراسة أن أثر الأحكام الفقهية ممتد بالطبع إلى أنماط العمارة المدنية بكل نوعياتها، وبخاصة الدور السكنية باعتبارها المكون الأساسي للنسيج العمراني للمستقرات السكنية. وقد أوضح هذا التناول إلى أي مدى كانت الأحكام الفقهية الإسلامية في كثير من المذاهب الدينية واحدة في هذا المجال سيما وأن مصدري التشريع ثابتان هما القرآن والسنة الشريفة. ولا تختلف العمارة الإسلامية في ٢٠٧الخاتـمة الإباضية في تأثرها بالأحكام الفقهية عن غيرها إلا في المستقرات السكنية تفاصيل منها ما يكون مرتب طا بالتشارك في الإنشاء، أو بظروف التشغيل للمنشأة كالأفلاج والسواقي. ولم تفصل الدراسة أو تتوغل في مجال التطبيق الميداني حيث إنه في إطار الدراسة ـ موضوع البحث ـ لا يتسع لهذا ولكنه يوجه إلى أهميته، والتناول التفصيلي مهمة دراسات تتوخى هذا الهدف وتتبنى دراسة كل حالة في إطار ظروفها ومحيطها العمراني في إطار الاستفادة من مضمون الأحكام الفقهية العمرانية والمعمارية في ذلك. وإذا كانت هذه الدراسة في هذا المجلد الثالث من سلسلة دراسات العمراني العمران الإباضي قد عرضت لإبراز أحكام الفقه في فقه الإباضي في نماذج من الآثار المعمارية الإسلامية الباقية في مناطق العمران الإباضي كالمساجد وغيرها، فإن ما ورد في المجلد الأول من الإباضية في مصادر هذه الدراسات يبين أهمية دراسة الأحكام الفقهية الفقه الإباضي حتى نهاية القرن السادس الهجري في دراسة الجوانب الأثرية والمعمارية للتراث المعماري الإباضي سواء الباقي أو الدارس أو الذي يحتاج إلى كشف أطلاله. ويتكامل مع هذا ما ورد من الدراسات في المجلد الثاني الذي عرض للمصطلحات العمرانية والمعمارية في العمران الإباضي حتى نهاية القرن ٦هـ١٢/م. والتي تفيد في مصادر فقه التوثيق العمراني والمعماري، وتفيد في الدراسات المعمارية والأثرية على إطلاقها. وهكذا تكون هذه السلسلة من الدراسات في مجال فقه أبوابا لدراسات لاحقة تستفيد منجهدا يفتح العمران الإباضي تمثل العمران الإباضي كرافد مهم ومصدر أصيل لدراسة العمارة مصادر فقه الإسلامية في مناطق العمران الإباضي. TMLGôadGh QOÉ°üadG âÑK أصلان آبا )أوقطاي( :فنون الترك وعمائرهم، ترجمة :أحمد عيسى، إستنبول، مركز• الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، أرسيكا ١٩٨٧م. باجو )مصطفى بن صالح( :فقه العمارة في كتاب القسمة وأصول الأرضين، ندوة• تطور العلوم الفقهية، النظرية الفقهية والنظام الفقهي في الفترة من ١٨ - ١٥جمادى الأولى سنة ١٠ - ٧، ١٤٣٣أبريل سنة ، ٢٠١٢عمان، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان. البطاشي )سيف بن حمود بن حامد( :إتحاف الأعيان تاريخ بعض علماء عمان،• مجلد ، ١الطبعة الأولى١٤١٣، هـ. ابن بطوطة )محمد بن عبد االله بن محمد اللواتي( :الرحلة المسماة تحفة النظار في• غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، تحقيق علي المنتصر الكتاني، مؤسسة الرسالة ط ، ١٩٨٥الطبعة الرابعة. بلحاج )معروف( :العمارة الإسلامية، مساجد مزاب ومص لياته الجنائزية، دار قرطبة،• المحمدية، الجزائر.٢٠٠٧، العمانية، نشر وزارة التراث والثقافة، بلديسيرا )أيروس( :الكتابات في المساجد • سلطنة عمان١٩٩٤، م. بلديسيرا )أيروس( :ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي وكتاباته في الرستاق،• الطبعة الأولى ١٤٢١هـ ٢٠٠٠م. البوسعيدي )يعقوب بن عبد االله( :في آثار نزوى، بحث في كتاب حصاد الندوة التي• أقامها المنتدى الأدبي في نزوى، الطبعة الثانية سنة ٢٠٠٧م. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢١٠ الجديد )منصور بن عبد العزيز( :المسجد في الإسلام في حدود أبرز الضوابط• الشرعية المتعلقة بعمارته، بحث بكتاب ندوة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود١٩٩٩، م. الجراعي )تقي الدين أبو بكر بن زيد( :تحفة الراكع والساجد في أحكام المساجد،• تحقيق :طه الولي، بيروت١٤٠١، هـ. ابن جعفر )أبو جابر محمد بن جعفر( :الجامع لابن جعفر، تحقيق :جبر محمود• الفضيلات، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، سنة ١٩٩٤م. الخروصي )جاعد بن خميس( :في المساجد وأحكامها والمدارس وأقسامها• والمحصنة وقوامها، مخطوط بمكتبة السيد أحمد البوسعيدي. تحت التحقيق والنشر بإشراف مهنى التيواجني. دوزي )رينهارت( :تكملة المعاجم العربية، ترجمه محمد سليم النعيمي، نشر دار• الشؤون الثقافية، بغداد١٩٩٧، م. ابن الربيع )شهاب الدين أحمد( :سلوك المالك في تدبير الممالك، تحقيق عارف• أحمد عبد الغني، دار كنان للطباعة والنشر والتوزيع. الزركشي )محمد بن عبد االله( :إعلام الساجد بأحكام المساجد١٤٠٣، هـ. • السالمي )نور الدين عبد االله بن حميد( :الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة،• مكتبة الإمام نور الدين السالمي، الطبعة الأولى. سامي )عرفان( :نظرية الوظيفية في العمارة. دار المعارف.• السقا )إبراهيم( :المنهل العذب لكل وارد في بيان فضل عمارة المساجد.• السمهودي )نور الدين علي بن أحمد، ت٩١١ :هـ( :وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى،• نشر دار إحياء التراث، بيروت، لبنان. الصديق )أبو عبيد االله السيد محمد( :إحياء المقبور من أدله استحباب بناء المساجد• والقباب على القبور، مطبعة دار التأليف، مصر. ٢١١ثبت المصادر والمراجع عبد الرازق )محمد بن عبد القادر( :أحكام المحراب، مراجعة وتقديم :أبو عبد االله• مصطفى بن العدوي، نشر دار أصحاب الحديث، المنصورة٢٠٠٩، م. عبد القادر )محمد( :أحكام المحاريب، دار أصحاب الحديث، ص. ٥٥• عثمان )محمد عبد الستار( :الأعمال المعمارية للسلطان الأشرف برسباي بمدينة• القاهرة، ماجستير مقدمة إلى جامعة القاهرة، كلية الآثار١٩٧٧، م. :أضواء على أهمية الإنشاء في تأريخ العمارة الإسلامية، مجلة العصور،• دار المريخ للنشر، لندن١٩٩٠، م، المجلد الخامس، الجزء الثاني. :عمارة سدوس التقليدية، دراسة أثرية معمارية دراسة حالة، دار الوفاء• لدنيا النشر والطباعة، الإسكندرية١٩٩٩، م. :مدينة ظفار سلطنة عمان. دراسة أثرية معمارية. دار الوفاء لدنيا النشر• والطباعة في الإسكندرية، سنة ١٩٩٩م. :موسوعة العمارة الفاطمية )العمارة الفاطمية الحربية، المدنية، الدينية• الكتاب الأول، دار القاهرة سنة ٢٠٠٦م. عثمان )محمد عبد الستار( :نقوش كتابية عربية إسلامية من سلطنة عمان، دراسة في• الرحمن ٰالمضمون، بحث بالكتاب التذكاري المهدى للأستاذ الدكتور عبد الأنصاري بعنوان :دراسات في تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، جامعة الملك سعود٢٠٠٧، م. :العمارة التقليدية في المنطقة العربية، المصرية للتسويق والتوزيع• )إمدكو(٢٠١٢، م. :المسجد النبوي وبيوت أمهات المؤمنين، وزارة الأوقاف الكويتية،• سلسلة روافد، العدد رقم ٢٠١٤، ٩٧م. العمران الإباضي :المصطلحات العمرانية والمعمارية في مصادر فقه • العمران الإباضي، حتى نهاية القرن السادس الهجري. المجلد الثاني من دراستها فقه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان، سنة ٢٠١٤م. أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢١٢ :نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة، دار• الوفاء لدنيا النشر والطباعة، الإسكندرية. :لوح ظفار الشاهدي، دراسة في الشكل والمضمون تحت النشر بمجلة• التفاهم، إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان. العدوي :أشواق القراء لزيارة ولاية الحمراء، مؤسسة الصحافة والنشر.• الغريبي )أم الخير( :أهم المعالم التاريخية لولاية غرداية، دراسة أثرية وصفية، بوربعة• سنة ، ٢٠٠٨ص ، ٧٣ص. ٧٧ الفرسطائي )أبي العباس أحمد بن محمد بن بكر( :القسمة وأصول الأرضين،• تحقيق محمد صالح ناصر، بكير بن محمد الشيخ بلحاج، مكتبة الضاري، سلطنة عمان ١٩٩٢م، الطبعة الأولى. القاسمي )محمد جمال الدي( :إصلاح المساجد من البدع والعوائد، نشر المكتب• الإسلامي بدمشق الطبعة الرابعة، سنة ١٣٩٩هـ. القلقشندي )أبو العباس أحمد( :صبح الأعشى، دار الكتب المصرية ١٩٢٨هـ. • الطرهوني )محمد بن رزق( :جمع الفوائد اختصار إصلاح المساجد من البدع• والعوائد للقاسمي، الطبعة الأولى، الدمام، دار ابن القيم سنة. ١٩٩١ الكندي )محمد بن إبراهيم( :بيان الشرع وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان،• ١٩٩٢م. الكندي )أبو بكر احمد بن عبد االله بن موسى( :المصنف، وزارة التراث والثقافة،• سلطنة عمان١٩٨٤، م. كوستا )باولو. م( :مساجد عمان وأضرحتها، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة• عمان٢٠٠٦، م. المحروقي )علي بن حمود( :المعالم الأثرية لولاية أدم، بحث بكتاب أدم عبر التاريخ• نشر المنتدى الأدبي، الطبعة الأولى ١٤٣٢هـ٢٠١٢/م. المطرزي )أبو الفتح ناصر الدين، ت٦١٠ :هـ ( :المغرب في ترتيب المعرب، تحقيق• محمود قاصوري، عبد الحميد مختار، مكتبة أسامة بن زيد حلب سورية ١٩٨٢م. ٢١٣ثبت المصادر والمراجع المقريزي )تقي الدين أحمد بن علي( :المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار• صادر، بيروت. ابن منظور )جمال الدين محمد بن مكرم( :لسان العرب، دار صادر بيروت، الطبعة• السابعة ٢٠١١م. مهدي )حسام محمود( :التدخلات العثمانية في منشآت العصور السابقة بالقاهرة،• إشكاليات تواجه القائمين على الحفاظ والترميم المعماري. بحث بكتاب »أبحاث المؤتمر الثالث للدراسات العثمانية في مصر«، أشرف على تحريره دانيال كريسليوس، محمد حسام الدين إسماعيل دار الآفاق العربية، القاهرة، سنة ٢٠٠٤م. نوبي )محمد حسن( :خصائص التفكير في تصميم الحيز الداخلي للمسجد، ندوة• عمارة المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض ٣٠، يناير ـ ٣فبراير ١٩٩٩م. نوفل )محمود حسن( :المعايير التصميمية لعمارة المساجد، سجل بحوث ندوة عمارة• المساجد، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود، الرياض١٤١٩، هـ١٩٩٩/م. الإباضية )العقيدة، الفقه، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سلطنة عمان، مصطلحات• الحضارة(، تأليف مجموعة من الباحثين. وزارة الثقافة بالجزائر، المسكن التقليدي وعرف العمران بالقطاع المحمي لسهل• وادي مزاب. •Guest Zufar in the Middle Ages. Islamic Culture XI.1935. Haydarabad. P. 408. •Gaube (Heinz) & Gangler (Anette) Transfrmation Oasis Settlements of Oman. 2012, p. 223. •American Public Health Association Planning The Neighborhood. Chicago Public Administration Service, 1999, p. 217. •Bandyopadhyay (Soumayen): Hart al Bilad (Manah): Tribal Pattern, Settlement Structure and Architecture J.O.S. vol 13, p. 252. §`FGôîdG ¿É`«H ∫É`μ°TC’Gh ٢١٧بيـان الخرائـط والأشكـال :§FGôîdG `` ’hCk G لعمان تبين مواقع البلاد. عن :كوستاخريطة :∫Éμ°TC’G `` É«k fÉK مسجد صغير بالقرب من جامع الشرجة بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(١ مسقط أفقي لمسجد بالسويق بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(٢ مسجد نزوى في الجهة الشمالية الشرقية. عنGaube & Gangler :شكل )(٣ مسقط أفقي لمسجد الجناه بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(٤ مسقط أفقي لمسجد المود. عن :كوستاشكل )(٥ مسقط أفقي لمسجد العوينة في شيخ بني خالد. عن :كوستاشكل )(٦ مسقط أفقي لمسجد فرض بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(٧ مسقط أفقي لمسجد حارة مود في نزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(٨ شكل منظور لمسجد الحزم. عن :كوستاشكل )(٩ مسقط أفقي وقطاع لمسجد قرب سور الثرمد. عن :كوستاشكل )(١٠ مسقط أفقي لمسجد ميثاء. عن :كوستاشكل )(١١ مسقط أفقي لمسجد إبراء. عن :كوستاشكل )(١٢ مسقط أفقي لمسجد أبي سعيد الكدمي بالحمراء. عن :العدويشكل )(١٣ مسقط أفقي لمسجد الجامع بالقلعة بالحمراء. عن :العدويشكل )(١٤ مسقط أفقي لمسجد حصن الخور )الحمراء(. عن :العدويشكل )(١٥ مسقط أفقي لمسجد الشارجة بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(١٦ مسقط أفقي لمسجد سعال )المسجد الكبير( بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(١٧ مسقط أفقي لمسجد صغير في نزوى بالمنطقة الشماليةشكل )(١٨ عنGaube & Gangler : أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢١٨ مسقط أفقي لمسجد بني غداه بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(١٩ مسجد صغير بالقرب من مسجد الشارجة. عنGaube & Gangler :شكل )(٢٠ مسقط أفقي لمسجد صغير بالقرب من مسجد الشارجة بنزوى.شكل )(٢١ عنGaube & Gangler : مسقط أفقي لمسجد الشواذنة بحارة القصر بنزوى. عن :كوستاشكل )(٢٢ مسقط أفقي لمسجد بحارة المود بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(٢٣ مسقط أفقي لمسجد في جنوب المود بنزوى. عنGaube & Gangler :شكل )(٢٤ شكل )/٢٥أ( مسقط أفقي لمسجد النبي ژ. عن :صالح لمعي شكل )/٢٥ب( مسقط أفقي لمسجد النبي ژ قبل التوسعة سنة ٢هـ شكل )/٢٥ج( مسقط أفقي لمسجد النبي ژ بعد سنة ٧هـ شكل تصوري لمنبر النبي ژشكل )(٢٦ مسقط أفقي لجامع نخل. عن :كوستاشكل )(٢٧ مسقط أفقي لمسجد حارة وسبلة بحارة البلاد بمنح. عنSoumen :شكل )(٢٨ خريطة للبليد )ظفار القديمة( تبين موقع مسجد الحارة في وسط ظفارشكل )(٢٩ عن :كوستا شكل منظوري لمسجد الحارة في وسط ظفارشكل )(٣٠ عن :أرشيف قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس مسقط أفقي لمسجد الرباط. عن :كوستاشكل )(٣١ مسقط أفقي لضريح الإمام أحمد البوسعيد. عن :بلديسيراشكل )(٣٢ مسقط أفقي لدار تقليدية وادي مزاب بالجزائر. عن :وزارة الثقافة الجزائريةشكل )(٣٣ ٢١٩بيـان الخرائـط والأشكـال خريطة لعمان تبين مواقع البلاد. عن :كوستا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٢٠ بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(١مسجد صغير بالقرب من جامع الشرجة بنزوى عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٢١بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٢مسقط أفقي لمسجد بالسويق بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٢٢ بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(٣مسجد نزوى في الجهة الشمالية الشرقية. عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٢٣بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٤مسقط أفقي لمسجد الجناه بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٢٤ بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٥مسقط أفقي لمسجد المود. عن :كوستا )بتصرف( ٢٢٥بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٦مسقط أفقي لمسجد العوينة في شيخ بني خالد. عن :كوستا )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٢٦ بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٧مسقط أفقي لمسجد فرض بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٢٧بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٨مسقط أفقي لمسجد حارة مود في نزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٢٨ بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٩شكل منظور لمسجد الحزم. عن :كوستا )بتصرف( ٢٢٩بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(١٠مسقط أفقي وقطاع لمسجد قرب سور الثرمد. عن :كوستا )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٣٠ بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(١١مسقط أفقي لمسجد ميثاء. عن :كوستا )بتصرف( ٢٣١بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(١٢مسقط أفقي لمسجد إبراء. عن :كوستا )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٣٢ المزرعة التي يعتقد أن الشيخ الكدمي كان يحرث فيها التوسعة الجديدةغرفة الصلاة في سنة ١٣١٤موضع قبر الشيخ صرح المسجد مخطط مسجد أبي سعيد الكدمي بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(١٣مسقط أفقي لمسجد أبي سعيد الكدمي بالحمراء. عن :العدوي )بتصرف( ٢٣٣بيـان الخرائـط والأشكـال غرفة الصلاة صرح المسجد مخطط مسجد الجامع بالقلعة بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(١٤مسقط أفقي لمسجد الجامع بالقلعة بالحمراء. عن :العدوي )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٣٤ غرفة الصلاة صرح المسجد بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(١٥مسقط أفقي لمسجد حصن الخور )الحمراء( عن :العدوي )بتصرف( ٢٣٥بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(١٦مسقط أفقي لمسجد الشارجة بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٣٦ بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(١٧مسقط أفقي لمسجد سعال )المسجد الكبير( بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٣٧بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(١٨مسقط أفقي لمسجد صغير في نزوى بالمنطقة الشمالية. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٣٨ بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(١٩مسقط أفقي لمسجد بني غداه بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٣٩بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(٢٠مسجد صغير بالقرب من مسجد الشارجة. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٤٠ بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(٢١مسقط أفقي لمسجد صغير بالقرب من مسجد الشارجة بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٤١بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٢٢مسقط أفقي لمسجد الشواذنة بحارة القصر بنزوى. عن :كوستا )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٤٢ بيت الصلاة الصرحـة شكل ) :(٢٣مسقط أفقي لمسجد بحارة المود بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( ٢٤٣بيـان الخرائـط والأشكـال بيت الصلاة الصرحـة ملحقات المسجد شكل ) :(٢٤مسقط أفقي لمسجد في جنوب المود بنزوى. عنGaube & Gangler : )بتصرف( أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية ٢٤٤ شكل )/٢٥أ( :مسقط أفقي لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم عن :صالح لمعي ٢٤٥بيـان الخرائـط والأشكـال شكل )/٢٥ب( :مسقط أفقي لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل التوسعة سنة ٢هـ أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية ٢٤٦ شكل )/٢٥ج( :مسقط أفقي لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم بعد سنة ٧هـ ٢٤٧بيـان الخرائـط والأشكـال ٥ شبر ذراع ٤ ٣ شبر ٢ ١شبر ذراع ذراع شكل ) :(٢٦شكل تصوري لمنبر النبي صلى الله عليه وسلم أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية ٢٤٨ شكل ) :(٢٧مسقط أفقي لجامع نخل. عن :كوستا ٢٤٩بيـان الخرائـط والأشكـال شكل ) :(٢٨مسقط أفقي لمسجد حارة وسبلة بحارة البلاد بمنح. عنSoumen : أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٥٠ شكل ) :(٢٩خريطة للبليد )ظفار القديمة( تبين موقع مسجد الحارة في وسط ظفار. عن :كوستا ٢٥١بيـان الخرائـط والأشكـال AL-BALIO 1996 S.O.U Excavations شكل ) :(٣٠شكل منظوري لمسجد الحارة في وسط ظفار. عن :أرشيف قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية ٢٥٢ شكل ) :(٣١مسقط أفقي لمسجد الرباط. عن :كوستا ٢٥٣بيـان الخرائـط والأشكـال ك٥ ك٤ ك١ الشمال الغربالشرق القبةالمحراب قبر الإمام الجنوب الباب الحديدي الخارجيك٢ البئر ك٣ مدخل الصرح ٣٢ ١متر٠ شكل ) :(٣٢مسقط أفقي لضريح الإمام أحمد البوسعيد. عن :بلديسيرا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٥٤ مطبخ دورة المياه السقيفةوسطغرفة الدار مخطط طابق أرضي غرفة النساء تيزفري شكل ) :(٣٣مسقط أفقي لدار تقليدية وادي مزاب بالجزائر. عن :وزارة الثقافة الجزائرية äÉ`Mƒ∏dG ¿É``«`H٢٥٧بـيان اللوحـات لوحة ) :(١تبين حجال الماء المعلقة في جامع بهلا. عن :كوستا لوحة ) :(٢تبين مسجد سعال والبرج في أحد أركانه لوحة ) :(٣تبين مسجد محصن في وادي سيقم )الغافات(. عن :كوستا )سنة (١٩٨٠ لوحة ) :(٤تبين مسجد منح من الداخل. عن :كوستا لوحة ) :(٥تبين مسجد على جانب طريق الفيقين بمنح للمزارعين والرعاة. عن :كوستا لوحة ) :(٦تبين مسجد مزارع في نزوى. لوحة ) :(٧تبين السلم الصاعد إلى السطح )المردمة(، في مسجد الشرجة بنزوى. عن :كوستا لوحة ) :(٨تبين البومة في مسجد منح. عن :كوستا لوحة ) :(٩تبين منبر جامع منح. عن :كوستا لوحة ) :(١٠تبين ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من الخارج. عن :بلديسيرا لوحة ) :(١١تبين ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من الداخل. عن :بلديسيرا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٥٨ لوحة ) :(١تبين حجال الماء المعلقة في جامع بهلا. عن :كوستا ٢٥٩بـيان اللوحـات لوحة ) :(٢تبين مسجد سعال والبرج في أحد أركانه أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٦٠ لوحة ) :(٣تبين مسجد محصن في وادي سيقم )الغافات(. عن :كوستا )سنة (١٩٨٠ ٢٦١بـيان اللوحـات لوحة ) :(٤تبين مسجد منح من الداخل. عن :كوستا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٦٢ لوحة ) :(٥تبين مسجد على جانب طريق الفيقين بمنح للمزارعين والرعاة. عن :كوستا ٢٦٣بـيان اللوحـات لوحة ) :(٦تبين مسجد مزارع في نزوى أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٦٤ لوحة ) :(٧تبين السلم الصاعد إلى السطح )المردمة(، في مسجد الشرجة بنزوى. عن :كوستا ٢٦٥بـيان اللوحـات لوحة ) :(٨تبين البومة في مسجد منح. عن :كوستا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية ٢٦٦ لوحة ) :(٩تبين منبر جامع منح. عن :كوستا ٢٦٧بـيان اللوحـات لوحة ) :(١٠تبين ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من الخارج. عن :بلديسيرا أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٦٨ لوحة ) :(١١تبين ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من الداخل. عن :بلديسيرا â``°Sô¡ØdG تقديم :معالي الوزير عبد االله بن محمد بن عبد االله السالمي ٥..... ........................................................ تقديم المؤلف ٧..... ......................................................................................................................................................... المقدمـة ٩..... ....................................................................................................................................................................... ∫hC’G ÜÉÑdG 21..... ............................................................................................................................. á«q °VÉHE’G IQÉa©dG IQGOEG »fÉãdG ÜÉÑdG 45..... ............. á«q °VÉHE’G ≥WÉæadG »a á«æjódG IQÉa©dG ≈∏Y á«¡≤ØdG ΩÉμMC’G ô«KCÉJ الفصل الأول :وظيفية المسجد الإباضي في عمان ٤٧..... ......................................................................... الإباضية الفصل الثاني :تأثير الأحكام الفقهية على التخطيط العمراني للمساجد في عمان ٦١..... .................................................................................................................................. الإباضية الفصل الثالث :تأثير الأحكام الفقهية على تخـطيط وتصميم المساجـد في عمان ٧٧..... ................................................................................................................................ الفصل الرابع :تأثير الأحكام الفقهية على المنشآت الجنائزية )مصليات الجنائز ـ القبور( ١٧٧..... ...................................................................................... أثر الأحكام الفقهية الإباضية على العمارة الإسلامية في المناطق الإباضية٢٧٠ ådÉãdG ÜÉÑdG 189..... ....................................................... á«fóadG IQÉa©dG ≈∏Y »°VÉHE’G ¬≤ØdG ΩÉμMCG ô«KCÉJ الخاتمـة ٢٠٣..... ................................................................................................................................................................ ثبت المصادر والمراجع ٢٠٩..... .............................................................................................................................. بيان الخرائط والأشكال ٢١٥..... .............................................................................................................................. بيان اللوحـات ٢٥٥..... .................................................................................................................................................