‫البحتة الخلا‬ ‫الاباضية‬ ‫الاباضية مذهب من المذاهب الاسلامية المعتدلة والى القارىء صورة‬ ‫له ملخصة فى الفقرات التالية ‪:‬‬ ‫© لمحة تاريخية‬ ‫امام الاباضية ابو الشعثاء جابر بن زيد الازدى ولد سنة ‏‪ ٢٢‬للهجرة‪،‬‬ ‫وتوفى سنة ‏‪ ٩٦‬لها ارجح الاقوال‪ .‬وعلى هذا الاعتبار فهو اول المذاهب‬ ‫المعتدلة نشوءا ‪.‬‬ ‫احد رجالهم‬ ‫نسب اتباع هذا المذهب الى عبد الله بن اباض التميمى‬ ‫المشهورين نسبة غير قياسية‪ ،‬سياهم بذلك بعض ولاة الدولة الاموية فى‬ ‫عهد عبد الملك بن مروان فيما يبدو‪ ،‬بسبب المراسلات والمناقشات الطويلة‬ ‫التى جرت بين عبد الله وعبد الملك‪ ،‬ولحركنه النشطة فى نقد سلوك الحكم‬ ‫الاموى‪ .‬بابتعاده عن منهج الخلفاء الراشدين السابقين{ ودعوته الصريحة‬ ‫لحكام الدولة الى الاعتدال او اعتزال امور المسلمين © ثم لمواقفه الجدلية‬ ‫المتصلبة ضد الخوارج‪ .‬بحيث ظهر عند العامة بمظهر الزعيم ‪.‬‬ ‫اما الاباضية انفسهم فقد كانوا يسمون انفسهم اهل الدعوة ‪ ،‬ولم يعرفوا‬ ‫بالاباضية الا بعد موت جابر بزمان ولم يعترفوابهذه التسمية الا بعد ذلك‬ ‫عندما انتشرت على السنة الجميع‪ ،‬فتقبلوها تسليما بالامر الواقع عند‬ ‫الاخرين ‪» .‬‬ ‫الامام الثانى للاباضية هو ابو عبيده مسلم بن ابى كريمة‪ .‬اخذ العلم‬ ‫عن جابروغيره‪ 6‬وعن طلابهيا انتشر المذهب الاباضى فى اغلب بلاد‬ ‫‪-١-‬‬ ‫الاسلام ‪ ،‬وقد اشتهر من اولئك الطلاب حملة العلم الى المشرق وحملة‬ ‫العلم الى المغرب ‪.‬‬ ‫وقد ابتدأ التأليف والتدوين عندهم مبكرا‪ ،‬فقد الف جابر ديوانا ضخيا‬ ‫جمع فيه روايته واراءء على ما تقول كتب التاريخ‪ .‬ولكنه ضاع فى العهد‬ ‫العباسى ‪ 3‬والف الربيع بن حبيب صحيحه فى القرن الثانى ‪ ،‬ولا يزال هذا‬ ‫الكتاب معتميد الاباضيه فى السنة وهو اعلى درجة من صحيحى‬ ‫والف عبد الرحمن بن رستم تفسنيرا‬ ‫البخارى ومسلم لانه ثلاثى السند‬ ‫للقرآن‪ .‬والف هود بن محكم الموارى ايضا تفسيرا للقرآن‪ .‬والف‬ ‫ابو اليقضان محمد بن افلح عدة كتب فى الاستطاعة‪ .‬والف ابوغانم‬ ‫بشر بن غانم مدونته فى الحذيث والاثار ‪ .‬كل هذانى القرنين الاول‬ ‫والثانى ‪ .‬بل هناك عدة مؤلفات اخرى فى تلك الفترة ‪ .‬ثم توالى التأليف‬ ‫فى فروع الثقافة الاسلامية فى كل عصرمن العصور التالية ‪.‬‬ ‫ولعله لقوام باحث باحصاء جميع الكتب التى الفها الاباضية‬ ‫واستخرج نسبتها المئوية الى عددهم ثم فعل مثل ذلك فى بقية‬ ‫المذاهب ثم قارن بين نسب الجميع لوجد نسبة الاباضية من اعلى النسب‬ ‫اذا لم تكن اعلاها ‪ .‬وقد ضاع منها الكثير للملاحقة السياسية التى لم‬ ‫تتوقف ۔فى اى زمان ۔ عن مطاردتهم ومضايقتهم بشتى الاساليب والصور‬ ‫تبلغ احيانا ألى حرق الكتب والمكتبات ‪ .‬وفى احيان كثيرة تكون اصابع‬ ‫الفقهاء المتعصبين وراء اجهزة السلطة تحركها لالحاق الاذى بمخالفيهم ‪.‬‬ ‫والى الان لا تزال اكثر كتب الاباضية وامها مجهولة حتى عند الاباضية‬ ‫‪ .‬ولذلك عدة اسباب منها ‪:‬‬ ‫انفسهم فضلا عن غيرهم‬ ‫‏‪ ١‬۔ حرص من ملك مخطوطاتها وضنه بها خوفا من الضياع وقد مرت‬ ‫م تجارب مريرة ضاعت فيها كتب قيمة ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الوضع القلق الذى كانوا يعيشون عليه والذى يفرض على الكثير‬ ‫منهم الانتقال من مكان الى مكان هروبا بالنفس فى حالات لا تسمح‬ ‫بالاحتفاظ بكل الاشياء الثمينة لاسييا اذا كانت ثقيلة الوزن ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ التعصب المذهبى الانغلاقى من الطرفين ‪ ،‬اى من بعضهم ومن‬ ‫بعض مخالفيهم ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٤‬لم يتح لها ما اتيح لغيرها من كتب المذاهب الاخرى‪ ،‬لاسييافى‬ ‫العصر الحديث‪ ،‬فقد تولت الدول الاسلامية بمختلف مذاهبها نشر كتبها‬ ‫وكونت من اجل ذلك مؤسسات ضخمة تولت توزيعها وايصالها الى كل‬ ‫وانتشرت بين الناس ‪ .‬اما كتب الاباضية‪ .‬بالاضافة الى انه‬ ‫مكان‬ ‫مضيق عليها لا يزال نشرها مقصورا على الجهود الفردية ‪ .‬ولذلك فلم‬ ‫ينشر منها الا بعض الكتب المختصرة الصغيرة ‪ .‬اما امهات الكتب التى‬ ‫تتكون من عشرات الاجزاء فلا يزال مالم يضع منها مرهونا فى مكتبات فردية‬ ‫تنتظر الانامل التى تنفض عنها الغبار ‪ .‬ولا احسب ان ذلك قريب ‪.‬‬ ‫ان المكتبة الاباضية تضم ثروة هائلة نى علوم الشريعة والعربية‪ ،‬ورغم‬ ‫ان اكثرها واهمها غير مطبوع‪ ،‬الا ان الباحث المتقصى والذى لا ترده‬ ‫الصعاب قد يستفيد منها فوائد جمة اذا تعنى وذهب اليها حيث هى قابعة نى‬ ‫خزائن اصحابها ‪.‬‬ ‫وقد انحسر الاباضية من اكثر البلدان التى انتشروا فيها فلم يبقوا الا‬ ‫فى ‪:‬‬ ‫‪ - ١‬عيان ‪ :‬واغلب سكان عيان الى الان على المذهب الاباضى‪© ‎‬‬ ‫وقد تكونت لهم هناك دولة مستقلة عن دار الخلافة منذ العهد الاموى حتى‪‎‬‬ ‫الان تسير احيانا على منهج الامامة} واحيانا على منهج الملكية ‪ ،‬واحيانا‪‎‬‬ ‫تنقسم الى دولتين ‪ :‬امامية‪ ،‬وملكية‪. ‎‬‬ ‫وقد ازدهرت فيها الحركة العلمية ونبغ فيها ائمة عظام ‪ ،‬والفت فيها‬ ‫موسوعات علمية بلغت سبعين جزءا لا تزال تنتظر الايدى التى تنفض عنها‬ ‫الغبار وتنشرها للناس ‪.‬‬ ‫وازدهرت فيها الحياة الاقتصادية وبنت اساطيل ضخمة للتجارة كانت‬ ‫تجوب المحيط الهندى على سواحل افريقيا الشرقية وجنوب آسيا ‪ .‬وتطور‬ ‫اسطولها التجارى الى اسطول حربى عظيم استطاع ان يصد الهجيات‬ ‫الغربية الشرسة لاستغلال ثروة الشرق وان يقف فى قوة وحزم امام التغلغل‬ ‫البرتغالى ثم فى وجه الاستعيار الانجليزى وكان اخرمن سقط فى خطوط‬ ‫الدفاع بعد ان توقفت المقاومة من جميع الشعوب المجاورة ‪ .‬ولم يزل دوي‬ ‫الرصاص العيانى فى محاربة الانجليزيسمع الى الخمسينات ‪ .‬وعندما‬ ‫سكتت اخر رصاصة عيانية ضد الانجليز كانت الامة العربية قد استيقظت‬ ‫من جديد وهبت للنضال وبدأ الانجليز فعلا يجر قدميه النقيلتين راحلا من‬ ‫الشرق‪ ،‬ونأمل ان تتلف مخلفاته ۔ فى مدى قريب ۔فى كل بلد مسلم ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬زنجبار ‪ :‬كان اغلب سكان زنجبار من الاباضية ‪ ،‬وكانت لحم‬ ‫هناك دولة ملكية‪ .‬كان لها نشاط جيد فى نشر الثقافة الاسلامية‪ .‬وتولى‬ ‫بعض سلاطينها نشر بعض الكتب فى الفقه والتفسير والحديث والتاريخ ‪..‬‬ ‫وكان لاهل زنجبار اياد طويلة فى نشر الاسلام فى شرق ووسط وجنوب‬ ‫افريقية بسبب العلاقات الاقتصادية الطيبة التى كانت تربطلهم بتلك‬ ‫الجهات وكانت سلطنة زنجبار تكون مع دولة عيان قوة رادعة لحماية الثغور‬ ‫الواقعة على ساحل المحيط الهندى ‪.‬‬ ‫وعندما قامت الثورة الشيوعية فى تانجانيقا استطاعت ان تطيح بدولة‬ ‫زنجبار وان تضمها الى تانجانيقا تحت اسم تانزانيا ‪ .‬وشرد المسلمون‬ ‫والعرب واتلفت مصادر الثقافة الاسلامية فاحرقت الكتب وقضى على‬ ‫العلماء ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬ليبيا ‪ :‬كان اغلب سكان ليبيا على المذهب الاباضى ثم انحسر‬ ‫فلم يبق الافى جبل نفوسة وزواره ‪ .‬قامت للاباضية فى الجناح الغربى من‬ ‫‏(‪ ١٥٥_١٣٥‬ه) تولاها‬ ‫ليبيا دول فى فترات قصيرة متقطعة ما بين سنتى‬ ‫ثلاثة ائمة نقلت عنهم اخبار جيدة فى الاستقامة والنزاهة والعدل وان كان‬ ‫قصر مدة كل واحد منهم فى الحكم تحول دون التقويم الصحيح لا كان‬ ‫يمكن ان يقوم به لطوال به امد الحكم ‪.‬‬ ‫لاسييا فى الفترة الواقعة ما بين‬ ‫كان لاباضية ليبيا نشاط علمى واضح‬ ‫القرنين الثالث والعاشر ‪ .‬وقد اشتهر لهم عدد كبير من العلياء والائمة تركوا‬ ‫عددا من المؤلفات القيمة } كيا اشتهرت لهم مدارس عامرة بانظمة تربوية‬ ‫رائعة‪ .‬زودت باقسام داخلية لاقامة الطلبة الغرباء تحت اشراف مربين‬ ‫متازين‪ ،‬وقد اهتموا ايضا بتعليم المرأة‪ .‬وخصصوا لها مدارس ووفروا لها‬ ‫اقامة داخلية للغريبات منهن تحت اشراف مربيات قديرات ‪ .‬فنبغ منهن‬ ‫تعاللات جليلات سجلت فمن اراء واقوال فى مسائل الشريعة ‪ .‬وكان‬ ‫بعضهن يشتركن فى مناظرات مع كبار العلماء ويسجلن على بعضهم فوزا‬ ‫واضحا ‪ .‬وكان لبعضهن مواقف حازمة فى قضايا خطبرةمن شئون السياسة‬ ‫والمجتمع ‪.‬‬ ‫وكان لهم نشاط اقتصادى ملحوظ وتجارة متبادلة مع بعض البلدان‬ ‫الافريقية مثل تشاد والسودان وغيرهامما كان سنبا فى ادخال الاسلام الى‬ ‫بعض تلك البلدان او توسيع نشره فيها‪ ،‬وتثبيت معتنقيه عليه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ تونس ‪ :‬كان اغلب سكان الجنوب التونسى على المذهب‬ ‫الاباضى ثم انحسر فلم يبق الا فى جزيرة جربه ‪.‬‬ ‫كان للاباضية فى تلك المنطقة نشاط علمى مزدهر وفيه تكونت جمعيات‬ ‫علمية للتأليف وكانت اول جمعية تتكون من سبعة علياء تاسست فى اوائل‬ ‫القرن الخامس اشتركت فى تأليف موسوعة فقهية فى خمسة وعشرين جزءا‬ ‫اطلق عليها اسم ديوان الاشياخ‪ ،‬ويعتبر هذا الديوان من اهم المراجع فى‬ ‫الفقه الاباضى { وهو لا يزال محفوظا فى المكتبات الخاصة وربيا وجدت منه‬ ‫اجزاء فى دار الكتب المصرية ‪ .‬وبعده تم تأليف ديوان العزابة اشترك فى‬ ‫تأليفهعشرة من العلياء ‪ .‬اما مؤلقات الافراد فكثيرة وكان اهتمام اصحاب‬ ‫هذه المنطقة بتاريخ الاباضية اكثرمن اهتمام غيرهم ‪ .‬وكان لهم ايضا نشاط‬ ‫تجارى يمتد الى جميع الاتجاهات ولاسييا الى مالى مما ساعد على نشر‬ ‫الاسلام وتعريف اهالى تلك المناطق به ‪.‬‬ ‫وفى العصر الاخير ولاسييا نى عهد الاستعيار الفرنسى سيطر اهل جربة‬ ‫على التجارة فى تونس وكانوا سدا منيعا دون التغلغل اليهودى فى الاقتصاد‬ ‫التونسى مما احنق عليهم اليهود وانصارهم من المستعمرين ‪ .‬ولكن ذلك لم‬ ‫يكن مبعث فشل هم بل مبعث صمود وتحد ‪ .‬ولقد كان لهم فى خبرتهم‬ ‫وابتكارهم لاساليب جديدة وصبرهم وتضحيتهم ما كفل لهم النجاح‬ ‫وابقى الاقتصاد التونسى بايدى التونسيين حتى انزاح كابوس الاستعيار‬ ‫وانقشعت سحب الصهيونية ولم يبق فى تونس الا ابناء تونس الاحرار‬ ‫الكرام ‪.‬‬ ‫‪ ٥‬۔ الجزائر ‪ :‬كان اغلب سكان الجزائرعلى المذهب الاباضى‪. ‎‬‬ ‫وقامت لهم هناك دولة فييا بين (‪-١٦٠‬۔‪ )٢٩٦‬للهجرة‪ .‬تعاقب عليها ستة‪‎‬‬ ‫ائمة متتابعين‪ ،‬واشتهرت باسم الىدولة الرستمية ‪ .‬وقد شمل نفوذها‪‎‬‬ ‫بالاضافة الى اغلب الجزائر الجنوب التونسى والجناح الغربى من ليبيا‪¡ . ‎‬‬ ‫ولعل اخصر عبارة نصور بها تلك الدولة هى ما قاله الاستاذ يجى بوعزيزفى‪‎‬‬ ‫كتابه الموجز فى تاريخ الجزائر ص‪ ٩٢ ‎‬قال ‪( :‬ولقد كان نظام الحكم فى هذه‪‎‬‬ ‫الامارة شوريا يطبق ائمتها احكام القران والسنة ‪ 5‬وسعوا جهدهم لاصلاح‪‎‬‬ ‫الاوضاع إ فانتشرت الثقافة العزبية‪-‬بشكلن‪.‬ملحوظ { كيا راجت الاعمال‪‎‬‬ ‫التجارية والفلاحية والعمرانية وغدت مدينة تيهرت التى جددوا بناءها‪‎‬‬ ‫ووسعوا عمرانها‪ .‬ملتقى القوافل التجارية ‪ .‬ووفود طلاب العلم) ‪ .‬انتهى‪‎‬‬ ‫لقد حققت الدولة الرستمية فى الفترة التى حكمت فيها كثيرا من‬ ‫الازدهار فنشرت العدل وامنت السبل وكفلت الحريات وعممت التعليم‬ ‫وعمرت المساجد ودور العلم ‏‪ ٦‬واتسعت الاسواق وازدهرت التجارة ازدهارا‬ ‫كبيرا وعقدت اتفاقات اقتصادية وسياسية مع دول الجنوب ‪ .‬فانتشر الرخاء‬ ‫بين الناسك واصبحت حياة النعيم ملحوظة بلى الجميع ‪ .‬ولكنها وقفت‬ ‫بحزم لمحاربة الرذيلة وما تجره حياة الرفاهية من مساوىء فى الاخلاق‬ ‫‪.‬‬ ‫وانحلال فى السلوك ‪.‬‬ ‫اما ائمتها فقد كانوا يتمتعون بقسط وافر من العلم مع ورعوتقوى‪, ،‬‬ ‫واشتغل اكثرهم بالتدريس واشتغل بعضهم بالتأليف ‪ .‬وبعد سقوط الدولة‬ ‫الرستمية التجأ الاباضية الى الواحات ‏‪ ١‬وكان لهم فى بعضها حضارة‬ ‫مزدهرة‪ .‬ثم تعاونت عنليهم ظروف قاسية مؤلمة بعضها من البشر‪ .‬وبعضها‬ ‫من الطبيعة فانحسروا الى وارجلان ووادى ميزاب حيث حافظوا على‬ ‫نمط حضارى قل ان تبد له شبيها فى مثيلها من الواحات ‪ .‬كيا حافظوا‬ ‫على وضع شبه مستقل باستمرار ‪ .‬فقد اتفقوا مع ولاة العهد العثيانى ان‬ ‫‪ .‬لا يدخلوا الى بلادهم على ان يدفعوا لهم ضريبة محددة يحملوا هم‬ ‫انفسهم الى الدولة ‪ ،‬ولا يدخل جباة الدولة اليهم ‪ .‬فلما جاءت فرنسا‬ ‫وتغلبت على المغرب الاسلامى استطاعوا ان يصلوا معها الى نفس الوضع‬ ‫فاتفقوا معها على عقد حماية لا احتلال ‪ .‬واتفقوا معها على ان يدفعوا اليها‬ ‫نفس الضريبة التى كانوا يدفعونها الى الاتراك ويحملونها هم انفسهم الى‬ ‫أقرب مركز لحكم فرنسا‪ ،‬على ان لا تدخل الى بلادهم وان لا تتدخل فى‬ ‫شىء من شئونهم ‪ .‬وقد بقيت اتفاقية الحياية بينهم قائمة الى قيام الثورة‬ ‫الجزائرية العامة رغم خرق فرنسا لبعض بنودها ‪ .‬فلما قامت الثورة توحدت‬ ‫الجزائر كلها تحت راية الجهاد وهبت جميعا لمطاردة الاستعيار بكل اشكاله‪.‬‬ ‫وقد كلل جهادها بالنجاح وانتظمت جميع اطراف البلاد‪ .‬تحت نظام حكم‬ ‫واحد ‪ .‬هوالنظام الذى اختاره الشعب الحزائرى بجميع فئاته ليبنى به‬ ‫مستقبله المشرق على اسس متينةمن ماضيه المجيد ‪.‬‬ ‫وقد كانت المناطق التى يسكنها الاباضية فى الجزائر تعج بحركة علمية‬ ‫دائبة ‪ 5‬وفى بعض واحاتها تم تنسيق النظام التر بوى الدراسى ‪ ،‬الذى عرف‬ ‫بنظام العزابة‪ .‬والذى تطور فيا بعد حتى اصبح نظاما تربويا اداريا‬ ‫اجتياعيا شاملا ‪ .‬ولا يزال معمولا ببعض بنوده ‪ .‬اما ما يتعلق بالجوانب‬ ‫السياسية والقضائية فقد تولته الدولة بعد الاستقلال ‪ .‬ونظام العزابة عند‬ ‫نشأته فى القرن الخامس يعتبر وثيقة تربوية لزمانها‪ .‬ويكفى انه اهتم بتوحيد‬ ‫الزى وملاحظة الفروق الفردية بين الطلاب ‪ .‬والعناية بالمعوقين واعداد‬ ‫الاقسام الداخلية للطلبة المغتر بين تحت اشراف تربوى دقيق والقيام‬ ‫برحلات طلابية للتدريب العملى والتوجيه والتقويم ‪ .‬وارجو ان لا يفهم‬ ‫القارىء ان هذا النظام بلغ من الكيال ما بلغته انظمة اليوم‪ .‬ولكنه يكفى‬ ‫انه تنبه لكثير من شئون التر بية ومشاكلها فى ذلك العصر المتقدم ووضع ها‬ ‫حلولا لا تختلف كثيرا عن الحلول التى يضعها اليوم علياء النفس‬ ‫والتر بية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ يشاع عن وجود اتباع للمذهب الاباضى فى بعض البلاد‬ ‫الافريقية وكذلك فى بعض البلاد الاوروبية الشرقية ‪ .‬ولكن شيئا من ذلك‬ ‫لم يتاكد بصفة قطعية ‪.‬‬ ‫© الاباضية ليسوا خوارج‬ ‫لقد ظلمهم كتاب المقالات فى العقائد فاعتبر وهم دن الخوارج ۔ وهم‬ ‫فالصقوا بهم عددا من الشنائع والمنكرات‬ ‫ابعد الناس عن الخوارج‬ ‫لا علاقة لهم بهاؤ وقسموهم الى عدد من الفرق ثم جعلوا لكل فرقة منها‬ ‫ثم نسبوا الى كل امام منهم جملة من الاقوال كافية اخراجه من‬ ‫اماما‬ ‫الاسلام ‪ .‬ولا اصل لتلك الفرق ولا لاولئك الائمة ‪ .‬ولا لمقالاتهم عند‬ ‫الاباضية ‪ ،‬بل يبرأون ممن يقول بذلك ‪.‬‬ ‫ومن تلك الفرق فرقة الحفصية وفرقة الحارثية وفرقة اليزيدية ثم‬ ‫فروعها ‪ .‬ومن الائمة الذين ينسبونهم الى الاباضية ائمة هذه الفرق‬ ‫وفروعها ‪ .‬وكل ذلك لا صحة له ‪.‬‬ ‫ومن الامثلة على المقالات المنكرة التى ينسبونها الى الاباضية قصد‬ ‫التشنيع ما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬ليس بين الشرك والايمان الا معرفة الته وحده‪ ،‬فمن عرف انته وحده‬ ‫ثم كفر بيا سواه من رسول اوجنة او نار فهو كافر برىء من الشرك ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ ان الته سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا من السياء جملة‬ ‫واحدة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ من شهد لمحمد بالنبوة من اهل الكتاب وان لم يدخلوا ى دينه ولم‬ ‫يعملوا بشريعته فهم بذلك مؤمنون ‪.‬‬ ‫والمطلع على كتب المقالات فى العقائد يجد كثيرا من هذه الشنائع ‪.‬‬ ‫والاباضية يحكمون على من يقول بهذا وامثاله بالشرك لانه رد على الته‬ ‫وتكذيب لا علم من الدين بالضرورة ‪.‬‬ ‫ويبدو ان كتاب المقالات نظروا الى جميع ما ينسب الى الخوارج ۔ بحق‬ ‫او بباطل ۔ فنسبوه الى الاباضية باعتبارهم فى زعمهم انهم منهم دون‬ ‫ترو او تمحيص ‪ .‬ومن الامثلة على ذلك ما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ ينكرون الاجماع ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬ينكرون الرجم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ ينكرون عذاب القبر ‪.‬‬ ‫والاباضية لا ينكرون الاجماع بل يرونه الاصل الثالث من اصول‬ ‫التشريع ولا ينكرون الرجم ں وانما يقولون انه ثبت بالسنة القولية والعملية ‪.‬‬ ‫وليس بقرآن منسوخ ‪ .‬ويثبتون عذاب القبر وسؤال الملكين استنادا الى‬ ‫احاديث كثيرة ثبتت فى الموضوع ‪.‬‬ ‫وقد لاحق كتاب المقالات الاباضية حتى فى مجال الحرب فحاولوا‬ ‫التشنيع عليهم بقدر الامكان ومن الامثلة على ذلك ما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ يستحلون غنيمة اموال المسلمين من السلاح والكراع ‪ ،‬ويحرمون‬ ‫ما عدا ذلك ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ حرموا دماء محالفيهم فى السر واستحلوها فى العلانية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ تحبب استتابة مخالفيهم فى تنزيل او تأويل فان تابوا والا قتلوا ‪ .‬سواء‬ ‫كان ذلك الخلاف فييا يسع جهله او ما لا يسع جهله ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ من زنى او سرق اقيم عليه الحد ثم استتيب فان تاب والا قتل ‪.‬‬ ‫والاباضية لا يستحلون غنيمة اى شىع من اموال المسلمين لا سلاحا‬ ‫ولا غيره‪ .‬لا فى حرب ولا فى سلام ‪ 3‬وهم يستتيبون من يرونه يرتكب بدعا‬ ‫من الدين اويقدم على كبائر من المعاصى فان تاب كان واحدا منهم وان‬ ‫اصر على موقفه اعطوه حقوق المسلم العامة ولا يجوز عندهم قتله ابداإ الا‬ ‫اذا تجاوز البدعة الى الردة فحينئذ تنطبق عليه احكام المرتد ‪ .‬وهم‬ ‫يتساوون فى هذا الحكم مع غيرهم من المذاهب الاسلامية المعتدلة ‪ .‬وهم‬ ‫لا يستحلون دماء مخالفيهم لا نى السر ولا فى العلانية لان جميع المسلمين قد‬ ‫حقنوا دماءهم وحفظوا اموالهم وصانوا نساءهم واطفالهم بكلمة التوحيد ولا‬ ‫يحل شىع منها الا بالخروج من التوحيد ‪.‬‬ ‫والاباضية يقولون ان من سرق اقيم عليه حد السرقة } واهولقطع ثم‬ ‫اخلى سبيله فليس لهم عليه شىع بعد ذلك ‪ .‬ومن زنى فان كان محصنا‬ ‫رجم وان كان غير محصن جلد ثم ترك سبيله وليس لهم عليه غير ذلك‬ ‫اللهم الا مسألة قبول الشهادة ‪ .‬والقتل جعله الله حدا لجرائم معينة محددة‬ ‫بينها الشارع الحكيم ولا تنقل الى غيرها ‪.‬‬ ‫وكتاب المقالات فييا نسبوه الى الاباضية من جميع ما ذكرناه محطئون‬ ‫ولهم من اشباهها كثير ‪.‬‬ ‫وكا ظلم الاباضية عند كتاب العقائد‪ .‬ظلمهم المؤ رخون ايضا‬ ‫فاعتبر وهم كذلك فرقة من الخوارج ثم الصقوا بهم كل ما الصقه الاعلام‬ ‫الاموى والاعلام الشيعى ۔ بحق وبباطل وبصدق وبكذب _بالخوارج ‪' .‬‬ ‫ونسبوا اليهم هكذا على التعميم كل ما ينسبونه الى اولئك من اعےال‬ ‫العنف وغلاظة الطبع ‪ .‬وجفاء البداوة‪ ،‬وشذوذ المعاملة ؤ وجمود الفهم ‪.‬‬ ‫رغم ان الاباضية لم يقوموا باى عمل من اعيال العنف طوال تاريخهم فى غير‬ ‫حالات الدفاع ‪ .‬وحتى عندما استطاعوا ان يغير وا بعض انظمة الحكم‬ ‫فانيا قام عملهم على الدعوة والاقناع } وتم لهم ما ارادوه دون ان يردوا‬ ‫سيفا او يزهقوا روحاك فقد غير نظام الحكم فى ليبيا ثلاث مرات دون اى‬ ‫عنفؤ بل كان الامام الذى ينصبونه يدعو اليه الحاكم السابق ويخيره بين‬ ‫البقاء بحقوقه وواجباته كأى مسلم او الخروج الى مكان يريده سليما بياله‬ ‫ومن يشاء من اهله ‪ .‬وبنفس الطريقة تم تكوينهم للدولة الرستمية ‪ .‬ومنذ‬ ‫تم القضاء على آخر ائمتهم من الدول القائمة فى ليبيا حوالى سنة ‏‪ ١٥٤‬هذ‬ ‫لم يحاولوا الخروج على الدول التى قامت فيها وتبادلت عليها الحكم من‬ ‫بعد ‪.‬‬ ‫ومنذ سقطت الدولة الرستمية فى الجزائر سنة ‏‪ ٢٩٦‬ه لم يحاولوا الخروج‬ ‫على الدول التى انتصبت هنالكؤ ولم يقوموا ضدها باى شىع من‬ ‫العنف ‪ .‬ومع ذلك فان المؤ رخين لا يرحمونهم وينسبون اليهم استعهال‬ ‫ويرددون مع كتاب المقالات عبارتهم‬ ‫العنف والشغب ومحبة القتال‬ ‫المألوفة } التى لا يكاد يخلو منها كتاب (والاباضية يرون ازالة ائمة الجور بأى‬ ‫شىعء قدروا عليه بالسيف اوبغيره) ‪ .‬ويضيف اليها احد المؤ رخين‬ ‫المعاصرين قوله ‪( :‬ولن تغمد السيوف ويتوقف القتال فى الامة الاسلامية‬ ‫مادام لهم وجود ولهم أنصار) ‪.‬‬ ‫ولعل كراهة الاباضية لاراقة الدماء وهروبهم من الفتن ‪ 6‬جرأ عليهم‬ ‫مخالفيهم فشددوا عليهم الهجوم ‪ .‬ولاحقوهم باستمرار واستحلوا منهم مالم‬ ‫يستحلوا هم من غيرهم فكان ذلك سببا فى تناقص عددهم وانحصارهم فى‬ ‫‪.‬‬ ‫اماكن محدودة ضيقة‬ ‫من اصولهم فى السياسة ‏‪٠‬‬ ‫‪ .‬الاباضية يعتمدون على الدعوة والاقناع‪ ،‬ولا يلجأون الى استعمال‬ ‫العنف الافى حالات الدفاع ‪ .‬ولذلك لم يشتركوا نى اى عمل من اعيال‬ ‫العنف التى قام بها الخوارج والشيعة والتوابون وابن الزبير وابن الاشعت‬ ‫وغيرهم ضد الدولة الاموية‪ .‬رغم انكارهم الشديد على حكام الدولة‬ ‫الاموية ونقدهم العنيف لسلوكهم المنحرف عن الكتاب والسنة ‪¡ .‬‬ ‫وقد حاول زعياء الخوارج استدراج عبد الله بن اباض للخروج معهم‬ ‫فامتنع واخبرهم انه لا يخرج على قوم يرتفع الاذان من صوامعهم } والقرآن‬ ‫واول حركة عنف قام بها الاباضية واسبابها دفاعية ۔ هى تلك التى قام‬ ‫مها فى اليمن طالب الحق يحى بن عبد الته الكندى ‪ .‬قال ابن ابى الحديد‬ ‫‏‪ ١٠٦١‬ما يلى ‪:‬‬ ‫‪٥‬ه‏ ص‬ ‫ف شرح نهج البلاغة جزء‬ ‫( فرأى باليمن جورا ظاهرا وعسفا شديدا وسيرة فى الناس قبيحة } فقال‬ ‫لاصحابه ‪ :‬انه لا يحل لنا المقام على ما نرى‪ ،‬ولا الصبر عليه{ وكتب الى‬ ‫جماعة من الاباضية بالبصرة وغيرها يشاورهم فى الخروج ‪ ،‬فكتبوا اليه ان‬ ‫الحركة‬ ‫‪ .‬واسباب تلك‬ ‫استطعت الا تقيم يوما واحد فافعل ) انتهى‬ ‫ونتائجها معروفة مفصلة فى كتب التاريخ والأدب ولعلها أول حركة عنف‬ ‫وآخرها قام بها الاباضية ضد مخالفيهم فتجاوزوا منطقة الدفاع عن‬ ‫النفس ‪.‬‬ ‫ولعل فى امكاننا ان نلخص اهم اصوفم فى السياسة فى النقاط التالية ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ عقد الامامة فريضة بفرض للته الامر والنهى والقيام بالعدل واخذ‬ ‫ومجاهدة العدو ‪ .‬والدليل‬ ‫الحقوق من مواضعها‪ .‬ووضعها فى مواضعها‬ ‫عليها من الكتاب والسنة والاجماع ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬رئاسة الدولة الاسلامية (الخلافة) ليست مقصورة على قريش‬ ‫او العرب وانا يراعى فيها الكفاءة المطلقة فان تساوت الكفاءات كانت‬ ‫القرشية او العروبة مرجحا ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ لا يحل الخروج على الامام العادل ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٤‬الخروج على الامام الجائر ليس واجبا كيا تقول الخوارج‪ .‬وليس‬ ‫ممنوعا كيا تقول الاشاعرة‪ ،‬ومن معها{ وانما هجوائز يت جح استحسان‬ ‫‪ .‬الخروج اذا غلب على الظن نجاحه{ ويستحسن البقاء تحت الحكم الظالم‬ ‫اذا غلب على الظن عدم نجاح الخروج او خيف ان يؤدى الى مضرة‬ ‫قوتهم على الاعداء فى اى مكان من بلاد‬ ‫تضعف‬ ‫تلحق المسلمين او‬ ‫الاسلام ‪.‬‬ ‫والاباضيبة عندما يتكلمون على الائمة الجورة لا يقصدون مخالفيهم‬ ‫فقط‪ ،‬كيا توحى به عبارات المؤ رخين وكتاب المقالات ‪ .‬وانيا يقصدون‬ ‫ائمة الجور الذين انحرفوا عن حكم الته سواء كانوا من اتباع المذهب‬ ‫الاباضى اومن اتباع غيره ‪ .‬فالجور ليس له مذهب ‪.‬‬ ‫ه ۔ الامام يختار عن طريق الشورى وباتفاق اغلبية اهل الحل والعقد ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الامام هو المسئول عن تصرفات ولاته‪ .‬ويستحسن له ان يستشير‬ ‫اهل الحل والعقد من اهل كل منطقة فى تولية العيال عليه وعزلهم عنهم ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ لا جوز ان تبقى الامة الاسلامية دون امام اسولطان‬ ‫‏‪ - ٨‬الحاكم الجائر يطالب اولا بالعدل فان لم يستجب طولب باعتزال امور‬ ‫المسلمين فان لم يستجب جاز القيام عليه وعزله بالقوة ولو ادى ذلك الى قتله‬ ‫اذا كان ذلك لا يؤدى الى فتنة اكبر ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٩‬السلطان الجائر سواء كان من الاباضية او من غيرهم هوواعوانه نى‬ ‫براءة المسلمين ومعسكره معسكر بغى ‪.‬‬ ‫‪ ٠‬۔ بلد المخالفين لهم فى المذهب بلد اسلام ولو كان سلطانهم جائرا‪. ‎‬‬ ‫‪ ١‬۔ لا بوز الاعتداء على دولة مسلمة قائمة داخل حدودها الا ردا‪‎‬‬ ‫لعدوان‪. ‎‬‬ ‫‏‪ - ٢‬يجوز ان تتعدد الامامات فى الامة المسلمة اذا اتسعت رقعتها‬ ‫وبعدت اطراف البلاد منها اقوطع بين اجزاءها عدو بحيث يعسر حكمها ‏‪٠‬‬ ‫بنظام واحدك او يكون ذلك سببا لانهيارها وتشتت قواها وتعطل مصالح‬ ‫الناس فيها ‪.‬‬ ‫‪ ٣‬۔ لحكم الدار فى نظر الاباضية اربع صور هى كيا يلى‪: ‎‬‬ ‫أ ۔ الدار دار اسلام‪ ،‬ومعسكر السلطان معسكر اسلام وذلك عندما يكون‪‎‬‬ ‫الوطن مسلي والامة مسلمة والدولة مسلمة تعمل بكتاب الله‪. ‎‬‬ ‫ب ۔ الداردار اسلام ‪ .‬ومعكسر السلطان معسكر اسلام الا انه معسكر‬ ‫بغى وظلم وذلك عندما يكون الوطن مسلي والامة مسلمة والدولة مسلمة‬ ‫لكنها لا تلتزم المنهج الاسلامى فى الحكم سواء كانت من الاباضية او من‬ ‫مخالفيهم ‪.‬‬ ‫وذلك عندما‬ ‫ررك‬ ‫ش كف‬ ‫وسكر‬‫الدار دار اسلام ومعسكر السلطان مع‬ ‫ج۔‬ ‫يكون الوطن مسليا والامة مسلمة والحخاكم دولة مستعمرة مشركة كتابية‬ ‫اغوير كتابية ‪.‬‬ ‫لرك عندما يكون الوطن‬ ‫ذ كف‬ ‫وسكر‬ ‫سركر السلطان مع‬ ‫ع كف‬ ‫وارمدار‬ ‫د ۔ الد‬ ‫للمشركين تسكنه امة مشركة وتتولى الحكم فيه دولة مشركة ‪.‬‬ ‫© من اصولهم فى العقيدة‬ ‫الاصل العام فى عقيدة الاباضية هو التنزيه المطلق للبارىء جل وعلا‬ ‫وكل ما اوهم التشبيه من الآيات القرآنية الكريمة او الاحاديث النبوية‬ ‫‏‪ - ١‬الايمان يتكون من ثلائة اركان لابد منها وهى الاعتقاد والاقرار‬ ‫والعمل ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ صفات البارىء جل وعلا ذاتية ليست زائدة على الذات ولا قائمة‬ ‫بها ولا حالة فيها ‪.‬‬ ‫‪ - ٣‬الته تبارك وتعالى صادق فى وعده ووعيده‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ الخلود فى الجنة ااولنار ابدي‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ كلمة التوحيد هى ان تشهد ان لا اله الا الله ى وحده لا شريك له۔‬ ‫وان محمدا عبده ورسوله‪ .‬وان ما جاء به حق ‪ .‬وانكار اى قسم من اقسامها‬ ‫الثلاثة شرك ‪.‬‬ ‫‪ ٦‬۔ انكار معلوم من الدين بالضرورة شرك‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧‬۔ القرآن كلام الله تعالى نقل بالتواتر وانكار شىع منه شرك‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٨‬الميزان ليس حسيا وانياهو الفصل الحق بين اعمال الخلق‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٩‬۔ الصراط ليس طريقا حسيا فوق جهنم وانما هطوريق الاسلام ودين‬ ‫انته الذى ارتضاه لعباده ‪ .‬ووصفه بانه احد من السيف وادق من الشعرة ۔‬ ‫ان صح ۔ يقصد به صعوبة الاستمساك بالاسلام والسير فى نهجه القويم‬ ‫وسط امواج الرغبات الجامحة‪ .‬والشهوات الطامحة والفتن المتلاطمة في‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫خضم‬ ‫‏‪ ٠‬۔ الانسان حرفي اختياره مكتسب لعمله ليس مجبرا عليه ولا خالقا‬ ‫لفعله ‪.‬‬ ‫‪ ١١‬۔ الاستطاعة مع الفعل ليست قبله ولا بعده‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ١٢‬۔ ولاية المطيع والبراءة من المعاصى واجبتان (من رأينا منه خبرا‬ ‫وسمعنا عنه خبرا‪ .‬قلنا فيه خيرا وتوليناه‪ ،‬ومن رأينا منه شرا‪ ،‬وسمعنا عنه‬ ‫شراؤ قلنا فيه شرا‪ ،‬وتبرأنا منه ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬التوبة اساس المغفرة فلا تغفر كبيرة بدون توبة اما الصغائر فانها‬ ‫تغفر باجتناب الكبائر‪ .‬وبفعل الحسنات (اتبع السيئة الحسنة تمحها) ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٤‬الناس قسيان مؤمن وكافر اسوعيد وشقى وليس هناك قسم ثالث‬ ‫(لا منزلة بين المنزلتين) ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ من سعد فى الاخرة لا يشقى ابدا‪ ،‬ومن شقى لا يسعد ابدا‪ ،‬ولن‬ ‫تجتمع السعادة والشقاوة لشخص واحد ابدا ‪.‬‬ ‫‪ -‬النفاق منزلة بين الشرك والايمان والمنافقون مع المسلمين فى احكام‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫الدنيا‪ .‬ومع المشركين فى الاخرة (ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين‬ ‫والملشركات ث ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان النه غفورا رحييما)‬ ‫وهى المنزلة بين المنزلتين ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٧‬اذا اطلقت كلمة الكفر على الموحد فالمقصود بها كفر النعمة لا كفر‬ ‫الشرك من باب (فسباب المسلم فسوق وقتاله كفر) و(لا ترجعوا بعدى كفارا‬ ‫يضرب بعضكم رقاب بعض) ورالرشوة نى الحكم كفر) ‪.‬‬ ‫‪ - ٨‬الامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجبان‪« ‎‬‬ ‫‏‪ - ٩‬شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة‪ .‬وهى قسيان‪ ،‬الشفاعة‬ ‫الكبر ى يوم القيامة لبدء الحساب ولدخول المؤمنين الجنة‪ .‬وهى المقام‬ ‫المحمود الذى يختص به نبينا حمد صلى الله عليه وسلم والشفاعة الصغرى‬ ‫ولا تكون إلا للمؤمنين الموفين بزيادة الدرجات ‪.‬‬ ‫‪ ٠‬۔ حجة الله تقوم على الخلق بالرسل والكتب‪. ‎‬‬ ‫۔ الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع‪. ‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫' © من اصوفم فى التشريع ‪.‬‬ ‫مصادر التشريع عند الاباضية هى ‪ :‬القران والسنة والاجماع والقياس‬ ‫والاستدلال ‪ :‬ويدخل تحت الاستدلال الاستصحاب والاستحسان‬ ‫والملصالح المرسله‪ ،‬وقد يطلقون على الاجماع والقياس والاستدلال كلمة‬ ‫(الرأى) فيقولون عندما يتحدثون عن مصادر التشريع هى الكتاب والسنة‬ ‫والرأى ‪ .‬ذلك اخطأ بعض من كتب عنهم فظن انهم ينكرون الاجماع ‪.‬‬ ‫واليك رأى الاباضية فى بعض مسائل الاصول ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ شرع من كان قبلنا شرع لنا اذالم ينسخ ونصه الله تبارك وتعالى‬ ‫او رسوله عليه الصلاة والسلام علينا على جهة التشريع ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الاجماع القولى حجة قطعية والاجماع السكوتى حجة ظنية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الحديث الاحادى يفيد العمل ولا يفيد العلم فلا يحتج به فى‬ ‫العقائد ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ عمل اهل المدينة او اجماعهم ليس حجة على غيرهم ‪..‬‬ ‫ه ۔ مذهب الصحابى ليس حجة على غيره ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ اذا تعارض قول الرسول صلى النه عليه وسلم وعمله ويلممكن‬ ‫الجمع بينما فالقول اقوى لانه اساسا موجه اليناء والعمل يحتمل‬ ‫ِ‬ ‫الخصوصية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ مالا يتم الواجب الا به فهو واجب ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ لا خيار للناس فى حكم ثبت بنص القرآن ويدخل فى هذا قضية‬ ‫التحكيم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬۔ لهم فى عدالة الصحابة ثلاثة اقوال ‪:‬‬ ‫القول الاول ‪ :‬الصحابة كلهم عدول الا من فسقه القرآن كالوليد بن عقبة‬ ‫وثعلبة بن حاطب ‪.‬‬ ‫القول الثانى ‪ :‬الصحابة كلهم عدول وروايتهم كلهم مقبولة الافى‬ ‫الاحاديث المتعلقة بالفتن ممن خاض فى الفتن ‪.‬‬ ‫القول الثالث ‪ :‬الصحابة كغيرهم من الناس من اشتهر بالعدالة فكذلك }‬ ‫ومن لم يعرف حاله بحث عنه ‪ .‬قال السامى فى طلعة الشمس ‪:‬‬ ‫اما الصحابى فقيل عدل‬ ‫وقيل مشل غمره والفصل‬ ‫بانه عدل الى حين الفتن‬ ‫وبعدها كغيره فليمتحن‬ ‫‏‪ - ٠‬الاعيال التى صدرت عن رسول الته صلى الله عليه وسلم فى بعض‬ ‫العبادات لسبب عارض اوفعلها ولم يعد اليها‪ .‬اولم يثبت انه داوم عليها‪.‬‬ ‫لا يعتبر ونها سنة‪ ،‬وانا يرونها واقعة حال يمكن الاتيان بها ى ظروف‬ ‫مشابهة فقط { اقتداء بالرسول صلى الته عليه وسلم ولذلك فهم لا يقولون‬ ‫بسنية المسائل الاتية ‪ :‬القنوت فى الصلاة{ رفع الايدى عند التكبير‬ ‫تحريك السبابة عند التشهدك الجهر بكلمة امين بعد قراءة الفاتحة ى‬ ‫الصلاة‪ .‬زيادة (الصلاة خير من النوم) نى اذان الفجر ‪.‬‬ ‫اذا اختلف المجتهدان فى القطعيات فاحدهما مصيب©‪ ،‬والاخر‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫آثم ‪ .‬واذا اختلفا فى الظنيات اى فى الفروع ‪ ،‬فاباضية المغرب وابن‬ ‫خطیعء‬ ‫من ائمة المشرق يرون ان احدهما مصيب له اجران‪ ،‬وان الاخر‬ ‫بركة‬ ‫وله اجرواحد جزاء اجتهاده ‪ .‬اما اباضية المشرق وابويعقوب‬ ‫مخطىعء‬ ‫الوارجلانى من ائمة المفرب فير ون ان كلا المجتهدين مصيب ‪ .‬وفى‬ ‫التفريعات الفقهية تراعى القواعد العامة‪ 5‬امثال ‪:‬‬ ‫۔ كل مكان دخل اليه باذن تجوز فيه الصلاة ولو بلا اذن ‪.‬‬ ‫۔ لا يصح لغاصب ان يوطن بيتا غصبه ‪.‬‬ ‫المسافر يقصر مادام على نية السفر ‪.‬‬ ‫۔ كل عمل لا ينقض الصلاة سهوا يفسدها عمدا ان لم يكن لاصلاحها ‪.‬‬ ‫الاصل فى المقبرة ان تكون للجميع ان لم تعرف لخاصته ‪.‬‬ ‫كل ما لا يصلى به لا يصلى عليه ‪.‬‬ ‫شهادة العدلين توجب عملا لا عليا ‪.‬‬ ‫_ الاستثناء فى اليمين ينفع فى المستقبل لانى الماضى ‪.‬‬ ‫_ الخلوة توجب العدة والصداق الكامل ‪.‬‬ ‫الولد تابع لمن اسلم من ابويه ‪.‬‬ ‫۔ كل مجمع على تحريمه حرام بيعه واكل ثمنه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_ الامور بمقاصدها‬ ‫اليقين لا يزول بالشك ‪.‬‬ ‫۔ الاصل براءة الذمة ‪.‬‬ ‫البينة على من ادعى واليمين على من انكر ‪.‬‬ ‫البينة حجة متعدية والاقرار حجة قاصرة ‪.‬‬ ‫۔ الخراج بالضيان‪ ،‬والخراج والضيان لا يجتمعان ‪.‬‬ ‫۔ لا ضررولا ضرار والضرر يزال ‪.‬‬ ‫والحاجة تنزل منزلة الضرورة ‪.‬‬ ‫۔ الضرورات تبيح المحظورات‬ ‫۔ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ‪.‬‬ ‫۔ المشقة تجلب التيسبر ‪.‬‬ ‫الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان ‪.‬‬ ‫‪ -‬الجواز الشرعى ينافى الضيان ‪ .‬وكل وصية لم تتبين رجعت للاقرب ‪.‬‬ ‫كل مال يورث فحرام غنيمته‪ ،‬وكل مال يغنم فحرام ميراثه ‪.‬‬ ‫وامثالها كثيرة مذكورة فى كتب الاصول وكتب الفقه ‪.‬‬ ‫من اصولهم فى العلاقات الاجتياعية‬ ‫العلاقات الاجتماعية بين الاباضية انفسهم وبينهم وبين غيرهم تجمعها‬ ‫كلمة رائعة جاءت فى خطبة ابى حمزة المختار بن عوف وهى قوله ‪( :‬الناس‬ ‫منا ونحن منهم‪ ،‬الا مشركا عابد وثن‪ ،‬اوكافرا من اهل الكتاب اوملكا‬ ‫جبارا مقيما على جوره) ويمكن تفصيل ذلك باختصار فى فقرتين ‪.‬‬ ‫الفقرة الاولى ‪ :‬العلاقة بين الافراد والدولة‬ ‫أ ۔ اذا كانت الدولة ملتزمة بالمذهب الاباضى فان معاملتها لمن يكون‬ ‫تحت سلطانها من حالفيها تجرى على النحو التالى ‪:‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫‏‪ ١‬ن تدعوهم بالحسنى الى ترك ما خالفوا فيه (ما به ضلوا) فان استجابوا‬ ‫صاروا منها وصارت منهم ‏‪ ٥‬وان امتنعوا دعتهم الى ان تجرى عليهم حكم‬ ‫لواجب الاحكام ‪ .‬فان استجابوا‬ ‫الله تعالى من دفع الحقوق ‏‪ ٦‬والخضوع‬ ‫تركوا على ما هم عليه ووجب لهم من الحقوق والاحكام ما يجب لبقية‬ ‫المواطنين من اهل مذهبها ‪.‬‬ ‫يسعهم حميعا العدل كا يسع غيرهم‪. ‎‬‬ ‫۔‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ ٣‬۔ لهم حقوقهم من الفىء والغنائم والصدقات على وجوهها‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ لهم على الدولة دفع الظلم عنهم كا يجب لسائر المسلمين‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔ لهم عليها حق الحياية فى النفس والمال والاهل‪. ‎‬‬ ‫‪ ٦‬۔ اذا اشتركوا معها فى الغزو فلهم سهامهم كي لغيرهم‪. ‎‬‬ ‫_ لحم ان يتولوا جميع المناصب والاعمال ف الدولة حسب كفاءاتهم‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫ومؤهلاتهم مثل غيرهم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ من امتنع منهم تما وجب عليه من الحقوق ادب بيا يردعه ويرده الى‬ ‫سواء السبيل ‪.‬‬ ‫‪ -‬من اظهر الفتنة ودعا اليها وتجاوز ذلك الى العمل جاز قتاله وحل‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫سفك دمه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬۔ اذا اعترفوا بسلطان الدولة ثم انفردوا ببلادهم واجروا فيها‬ ‫احكامهم ‪ .‬تركوا على ذلك (مادام يجرى على اسلوب القضاة كلهم) مالم‬ ‫يكن رد لآية محكمة او سنة قائمة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ يختار منهم من يقضى بينهم‪ ،‬ويقوم بواجب الحقوق عليهم ولهم‬ ‫ويسمع قوله نى ذلك مادام مجرى على اسلوب القضاة كلهم ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢‬۔ يؤخذ منهم كل ما يجب من الحقوق ويرد نى فقرائهم وذوى الحاجة‬ ‫منهم ‪.‬‬ ‫‪ ١٣‬۔ ان اتهمتهم الدولة بحركة عصيان اعذرت اليهم‪. ‎‬‬ ‫‏‪ _ ١٤‬لا تركهم يظهرون منكرا بين الناس اذا كان ذلك منكرا عندهم‬ ‫ايضا ‪.‬‬ ‫ب _ اذا كانت الدولة ملتزمة بغير المذهب الاباضى فان الاباضية الذين‬ ‫يكونون تحت سلطانها يجرى تعاملهم معها على النحو التالى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ يشتركون معها فى الغزو والجهاد والقتال لجميع المشركين هجوما‬ ‫ودفاعا ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ يقومون معها بالدفاع عن الوطن ولو كان المهاجمون دولا اسلامية‪. ‎‬‬ ‫مالم تكن الامامة الشرعية العادلة‪. ‎‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬لم ان يتولوا جميع الاعيال مالم تكن فيها مساعدة على ابطال حق او‬ ‫اظهار معصية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ بوزلمن يأنس منهم فى نفسه قوة‪ .‬ولا يخشى ان يستغل ان يتولى‬ ‫اعمال القضاء والادارة او اى عمل اخر بشرط ان لا ينجر الى ارتكاب‬ ‫محظور ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ لهم ان يتولوا جميع الاعيال التى لا تتعلق بها حقوق كامور المساجد‬ ‫والمدارس والصحة وما شابهها ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ اذا كلف احدهم باى عمل فيه اقامة حد من حدود الله ! فعليه ان‬ ‫يقوم به اذا تأكد ان ذلك حق ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ لا تحوز طاعة الحاكم فى معصية‪ ،‬فانه لا طاعة لمخلوق فى معصية‬ ‫الخالق ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ تسرى عليهم جميع الاحكام‪ ،‬وترتب لهم وعليهم جميع الحقوق‬ ‫الصادرة بمقتضى اقوال فقهية معمول بها فى مذهب الدولة ولوكانت مخالفة‬ ‫مذهبهم ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٩‬ما ترتب من حقوق على احكام صدرت وفق مذهب الدولة لا يسقط‬ ‫ولو تغيرت الدولة ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٠‬النظر۔فى التعاون مع الدولة الى العدالة والتزام احكام الاسلام‬ ‫لا الى المذهب ‪.‬‬ ‫اكثر الشروط والاحترازات السابقة واردة عندما تكون الدولة جائرة{ اما‬ ‫اذا كانت عادلة متمسكة باى مذهب فعلى المواطنين وان اختلفوا معها نى‬ ‫المذهب _ ان يتعاملوا معها فى جيع المرافق دون تحرز ‪.‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬العلاقة بين الافراد‬ ‫نستطيع ان نلخص العلاقات بين الافراد فيما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ حقوق الوالدين‪ .‬وذوى القربى ‪ 0‬واليتامى { والمساكين‪ ،‬وابناء‬ ‫السبيل‪ ،‬والصاحب©ؤ والجار واجبة ‪ ،‬ابرارا كانوا ام فجارا‪ .‬موافقين كانوا‬ ‫اموخالفين ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الامانة يجب اداؤها الى اصحابها موافقين كانوا او محالفين ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬الوفاء بالعهد واجب للجميع ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ من استجار بهم وجبت اجارته موافقا اموخالفا ‪.‬‬ ‫۔ الكاف عن القتال المعتزل بسيفه له عليهم حق الامن وتوفير‬ ‫الحياية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ النكاح والمبراث\ والمساجد‪ .‬والامامة نى الصلاة والصلاة على‬ ‫موتى المسلمين‪ ،‬وغسلهم وتكفينهم " ودفنهم " والذبائح والمقابرش هذه‬ ‫كلها حقوق ومرافق يشترك فيها جميع اهل القبلة دون نظر الى مذاهبهم‬ ‫وان اختلفت فى الفروع اونى بعض الاصول ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ من حل دمه من المسلمين‪ -‬سواء كان بحد من حدود القه اوببغى‬ ‫على الدولة القائمة اوبفتنة بين دول المسلمين ۔ لا يحل غنيمة ماله‪٠‬‏‬ ‫ولا سبى نسائه وقتل اطفاله ولا قطع الميراث عنه ‪.‬‬ ‫‪ ٨‬۔ لا يحل الفتك بالمخالف ولا يجوز اغتيال الخصوم‪. ‎‬‬ ‫‪ ٩‬۔ لا يجل لاحد قذف احد من اهل القبلة وهو يعلم براءته‪. ‎‬‬ ‫‏‪ - ٠‬لا يحل فرج امرأة متزوجة على كتاب الله وسنة رسوله حتى يطلقها‬ ‫زوجها او يتوفى عنها ثم بعقد عدة الطلاق اوعدة الوفاة ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬لا هجرة بعد الفتح ولا يجوز الخروج من دارلمخالفين الى دار‬ ‫الموافقين باعتقاد الهجرة ‪.‬‬ ‫‪ - ٢‬الولاية ( وهى الحب فى الله ) حق لكل مؤمن موف بدين الله‪. ‎‬‬ ‫ه (ى البغض فى الله ) واجب على كل مؤمن ازاء كل عدو‪‎‬‬ ‫وراءة‬ ‫‪ - ٣‬الب‬ ‫لله من مشرك وكافر ومصر على المعصية‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ الولاية لاهلها من الذين سبقونا فى الزمن تثبت بشهادة المسلمين‬ ‫العدول وكذلك البراءة ‪.‬‬ ‫‪ -‬الولاية والبراءة للمنصوص عليه واجبة ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‏‪ ٦‬۔ مرتكب الكبيرة ليس مشركا فلا تجوز معاملته معاملة المشركين وانما‬ ‫‪.‬‬ ‫المسلمين ما عدا الاستغفار مادام مصرا ولم يتب‬ ‫له كل حقوق‬ ‫هو مسلم‬ ‫‏‪ - ٧‬مخالفوهم فى المذهب ليسوا كفارا وانما هم مسلمون لهم من الحقوق‬ ‫نفسه الا فى شىعء واحد‬ ‫وعليهم من الواجبات مثل ما على صاحب المذهب‬ ‫وهو الاستغفار فانه لا يكون الا للمونى من اهل المذهب ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ الاحوال الشخصية من نكاح وطلاق وحضانة ونفقة ونجرى بينهم‬ ‫الفقهية المعروفة ومقتضيات العرف فيا‬ ‫الاصول‬ ‫وبين مخالفيهم حسب‬ ‫يرجع فيه الى العرف ‪.‬‬ ‫‪ ٩‬۔ لا بوز الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها‪. ‎‬‬ ‫‏‪ - ٠‬الزانى والزانية المحصنان حدهما الرجم وقد ثبت عليهما هذا الحكم‬ ‫بالسنة وليس بقرآن منسوخ ‪.‬‬ ‫‪- ١‬۔ من زنى بامرأة حرمت عليه على التأبيد‪. ‎‬‬ ‫‪_‎‬۔‪_-٢٧٢‬‬ ‫© فرق انشقت عن الاباضية‬ ‫المذهب الاباضى ليس بدعا فى المذاهب الاسلامية ‪ .‬فقد كان الخلاف‪.‬‬ ‫يقع بين علمائه فيتناقشون حتى يقنع بعضهم بعضا ‪ .‬وقد يصر كل واحد‬ ‫فينتج عن ذلك تعدد‬ ‫منهم على رأيه وقد يخالف احد العلماء من سبقه‬ ‫الأقوال فى المسألة الواحدة'‪ .‬ومن العسير ان يحدد الباحث الخلاف الاول فى‬ ‫المسألة الاولى بين الاباضية س كيا يعسر ذلك فى كل مذهب© ولكنه يستطيع‬ ‫ان يجزم ان الخلاف داخل المذهب واقع منذ عصوره الاولى ‪ 9‬فقد خولف‬ ‫جابرفى مسائل جرى العمل فيها بغير قوله‪ ،‬كيا خولف ابو حنيفة ومالك‬ ‫وغيرهم من الائمة فى مسائل جرى العمل فيها بغير فتواهم‬ ‫ويستنتج من كتب الاباضية فى التاريخ وكتبهم فى المقالات ان اهم خلاف‬ ‫جدى بين الاباضية كان فى عهد ابى عبيدة فقد قال ثلاثة من زملائه ۔‬ ‫وهم عطية وابو حمزة وغيلان بالقدر ولم يتمكن من اقناعهم ‪ .‬فابعدهم‬ ‫الاباضية عنهم وبرئوا منهم وانقطعت الصلة بينهم فانضموا الى۔فرق‬ ‫اخرى ‪.‬وكان هذا الخلاف فرديا وهوعبارة عن اشخاص كانوا من اتباع‬ ‫مذهب معين ثم خطر لحم فانتقلوا بتبعيتهم الى مذهب ينسجم مع‬ ‫معتقداتهم ‪.‬‬ ‫ثم خالفه مجموعة من تلاميذه هم ‪ :‬سهل بن صالح۔ وابو المعروف‬ ‫شعيب بن معروف وعبد الله بن عبد العزيزوابوالمؤ رج عمر بن محمد‬ ‫السدوسى فىأمسائل‪٬‬‏ فاستطاع ان يقنعهم بالعدول عن اقوالهم والتوبة‬ ‫عنها ‪ .‬ولكنهم بعد وفاته عادوا اليها وتمسكوا بهاإ وملخص تلك الاقوال‬ ‫هى ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ صلاة الجمعة وراء ائمة الحور لا تجوز‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٢‬اهل القبلة المتأولون بيا يوهم التشبيه مشركون‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ المرأة التى يعبث بها خارج المحلين لا تكون بذلك كافرة (اى‬ ‫فاسقة) ‪.‬‬ ‫‪ -‬وذلك الخلاف الذى وقع فى عهد ابى عبيدة{ وكذلك هذا الخلاف‬ ‫الذى وقع بعده فى عهد الربيع لم ينتج عنه تكون فرقة اوفرق منشقة عن‬ ‫الاباضية تابعة لهافى الاصول العامة فيقال فيها فرقة من الاباضية ‪ .‬ولا‬ ‫فرقة مستقلة داخلة فى عموم فرق المسلمين ‪ .‬وانما كل ما نى الامر ان بعض‬ ‫اصحاب ابى عبيدة خالفوا نى اصل هام من اصول العقيدة وهو القدر ۔‬ ‫فانفصلوا عن الاباضية والتحقوا ببعض الفرق التى تقول بالقدر من‬ ‫المعتزلة ‪ .‬فالحركة فردية‪ .‬وهى عبارة عن تغير شخص اواشخاص‬ ‫مذهبهم ‪ .‬ثم ان عددا من تلاميذه خالفوا الاباضية فى مسائل فاقصاهم‬ ‫الربيع بن حبيب ۔وهوعمدة الاباضية بعد ابى عبيدة عن مجالس اهل‬ ‫الدعوة‪ ،‬وعوملوا بنوع من الجفاء والقسوة‪ ،‬ولكنهم لم يخرجوا عن نطاق اهل‬ ‫الدعوة ولم يتخذوا لهم اتباعا۔ ماعدا شعيب وسيأتى بيان السبب ‪-‬‬ ‫وحسبت عليهم المسائل التى خالفوا فيها‪ .‬واخذ بقولهم فيما عداها كيا‬ ‫اعتمدت روايتهم للحديث والاثار ‪ .‬فهم بهذا خالفوا خلافا فرديا نى‬ ‫مسائل محددة ردت عليهم وبقوا من اتباع المذهب الاباضى ‪,‬‬ ‫والمؤ رخون وكتاب المقالات من الاباضية قد تجاوزوا هؤلاء جميعا فلم‬ ‫_‪_-٢٩‬‬ ‫يذكروهم فى الفرق المنشقة لان خلافهم خلاف فردى كيا اوضحت‬ ‫سابقا ‪ .‬ولكنهم مع ذلك ؤ يذكرون اساء ست فرق انشقت عن‬ ‫الاباضية ‪ .:‬وهذه الفرق الست هى ليست من الفرق التى ينسبها كتاب‬ ‫المقالات من غبر الاباضية اليهم ‪ .‬مما يدل على ان اولفك الكتابلا‬ ‫يعرفون شيئا عن حقيقة الاباضية ولاعن فرقهم ‪ .‬ولعلنا نستطيع ان نعطى‬ ‫صورة عن هذه الفرق بامجاز فيما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ النلكار‪:‬‬ ‫منشا هذه الفرقة سياسى محض ثم اتخذت لها بعض الاقوال نى الاصول‬ ‫والفروع فاصبحت فرقة متميزة كغيرها من الفرق الاسلامية ‪ .‬ولا يربطها‬ ‫بالاباضية كون مؤسسيها كانوا على المذهب الاباضى‪ .,‬زعيم هذه الفرقة‬ ‫رجل يقال له ابوقدامه يزيد بن فندين؛ انكر امامة عبد الوهاب الرستمى‬ ‫‏‪١‬‬ ‫بعد ما بايع مستندا على مبدأين هما ‪:‬‬ ‫ونى الامة من هو‬ ‫‏‪ ١‬۔ لا تجوز الخلافة للمفضول مع وجود الافضل‬ ‫افضل من عبد الوهاب ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ اشترط على عبد الوهاب ان يكون له مجلس شورى خاص لا‬ ‫يقضى فى شىء من الامر دون الرجوع اليه ‪ ،‬ولم يتم هذا الشرط ‪ ،‬وبناء‬ ‫على هذا فامامته باطلة ‪ ،‬وقد انضم اليه شعيب بن المعروف الذى ذكرناه‬ ‫سابقا وتجاوز مرحلة القول الى مرحلة العنف فهجموا على العاصمة على‬ ‫حين غرة‪ .‬وكان الامام غائبا! الا ان العاصمة صمدت فى وجوههم وقتل‬ ‫ابن فندين نفسه‪ ،‬وفر شعيب الى ليبيا حيث استمرفى دعوته ثم اضاف الى‬ ‫مبدأين السابقين تلك المسائل التى خالف فيها هوواصحابه استاذهم ابا‬ ‫‪_٠٣٢‬۔_‪- ‎‬‬ ‫عبيدة‪ .‬ونشطت حركته حتى ورد عليهم شخصية اخرى من الشرق تحمل‬ ‫مجموعة من المقالات الشاذة هوعبد الله بن يزيد الفزاري فاضافها اليهم‬ ‫واصبح النكار اصحاب مبدأ يعتمد على رصيد ضخم من المقالات لعل‬ ‫اخطرها ما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١ ٦‬۔ ان ولاية الله وعداوته تتقلب حسب الاحوال ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ لا تقوم الحجة فييا يسع حتى يبتمع المسلمون باسرهم ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬اساء الله مخلوقة‬ ‫وقد بلغت مبادئهم نيفا وعشرين مسألة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الحسينية ‪:‬‬ ‫زعيمها ابوزياد احمد بانلحسين الاطرابلسى عاش فى القرن الثالث‪،‬‬ ‫وتمتزج مقالاته مع مقالات فرقة اخرى تسمى العمير ية زعيمها عيسى بن‬ ‫عمير‪ .‬يبدو ان اصلها كان واحدا ثم افترقتا فحسبت احداهماعلى‬ ‫الاباضية ونسبت الثانية الى المعتزلة ‪ .‬وقد كان لهذه الفرقة نشاط امتزج‬ ‫بنشاط النكار الفكرى وربي تابيدعضها ببعض فى محاربة الاباضية ‪ .‬وقد‬ ‫ذكر كتاب المقالات هذه الفرقة بضع عشرة مقالة لعل اخطرها ما يلى ‪:‬‬ ‫‪ - ١‬لا يشرك من انكر ما سوى الله من ني وكتاب ومعاد وجنة ونار‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ المتأولون المخطئون من أفراق الأمة مشركون‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٣‬يسع جهل محمد صلى الئه عليه وسلم‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ السكككية!؛‬ ‫زعيمها عبد الله السكاك اللواتى كان ابوه رجلا صالحا فاسلمه الى‬ ‫مؤدب فحفظ القرآن العظيم وطلب العلم فنال منه فنونا ‪ /‬واحترف‬ ‫الصياغة فجمع مالا جما فاغراه ذلك على طلب الظهور فخالف المسلمين‬ ‫فى مسائل قطعوا بها عذره وحكموا عليه وعلى اتباعه بالشرك ‪ .‬ولعل اخطر‬ ‫‪:‬‬ ‫ي ملاى‬ ‫مقالاته هو‬ ‫‏‪ ١‬۔ انكر السنة والاجماع والقياس ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الاذان وصلاة الجمعة بدعة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ لا تحبوز الصلاة الا بيا عرف تفسيره من القرآن ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫؛ ح النفاللبة‬ ‫زعيم هذه الفرقة هوفرج بن نصر النفاثئى ‪ ،‬كان عالما واسع الاطلاع‬ ‫وكان ذكيا حاد الذكاء درس على بعض الائمة الرستميين فى تاهمرت©‬ ‫وكان يمني النفس بالولاية على جبل نفوسه‪ .‬ولما سنحت له الفرصة ۔‬ ‫حسب ظنه ۔ صرفت عنه الولاية الى احد زملائه ممن هم اقل منه ذكاء‬ ‫وعليا وكفاءة فيا يرى ۔ فسخط على الامام افلح وجعل ينتقد سلوكه‬ ‫وشخصيته حتى اغضبه‪ .‬فارسل اليه يأمره بالكف عيا يقول والتوبة منه‬ ‫والا ناله عقاب فرحل الى المشرق وتلطف حتى وصل الى بلاط الدولة‬ ‫ولم يحقق شيئا من مطامعه فعاد وكف عن انتقاداته لشخص‬ ‫العباسية‬ ‫الامام وسلوكه اما آراؤه امها فلعل ما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬ان ابن الاخ الشقيق احق بامير اث من الاخ للاب ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ المضطر بالجوع لا يمض بيع ماله اذا باعه لاجل ذلك وعلى من شهد‬ ‫ته رُ‬ ‫انكر الخطبة ى الجمعة وقال انها بدعة‪٠ . ‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫ه ۔ الفرثيه‪:‬‬ ‫زعيم هذه الفرقة هوابوسلييان بن يعقوب بن افلح" عالم واسع‬ ‫الاطلاع يحب الظهور فى فترة مزدهرة بالعلماء‪ ،‬افتى فى عدة مسائل باقوال‬ ‫لم يقل بها احد من الاباضية فجفاه علياء عصره وقسا عليه والده نفسه ولعل‬ ‫اهم مسائله هو ما يأتى ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ نجاسة فرث الحيوان المأكول لحمه وما طبخ فيه من طعام‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٢‬تحريم اكل الجنين‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ تحريم دم العروق ولو بعد غسل المذبح‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ نجاسة عرق الجنب والحائض‪. ‎‬‬ ‫۔‪ ‎٨‬الخلفية‪‎:‬‬ ‫زعيمها هو خلف بن السمح ابن ابى الخطاب المعافريكان والده واليا‬ ‫لعبد الوهاب الرستمى علنى الجناح الغربى من ليبيا فتوفى فاسرع جماعات‬ ‫من الناس اليه وطلبوا منه ان يتولى مكان ابيه دون الرجوع الى مركز الدولة‬ ‫فقبل وبدا يتصرف ولا بلغ الخبر الى الامام رفض هذه الولاية وامره باعتزال‬ ‫امر الولاية وعين واليا غيره ‪ .‬فغضب لذلك ولم يستجب لامر الامام واعلن‬ ‫استقلال ليبيا عن الجزائر وتابعه على رأيه هذا عدد كبير من الناس‬ ‫واستمرت حركته فترة طويلة حتى تغلبت عليه الدولة المركزية فانتهى‬ ‫وليس لهذه الفرقة اى رأى اموبدأ ما عدا قولهم بجواز انفصال ليبيا‬ ‫امره‬ ‫عن الجزائر نى الحكم ‪.‬‬ ‫هذه كل الفرق التى انشقت عن الاباضية فيما نعلم وبالتأمل فى‬ ‫اوضماعها المختلفة يتضح لنا ما يلي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ النكار فرقة من فرق المسلمين امامها الحقيقى شعيب بن المعروف فهو‬ ‫الذى جعلها فرقة دينية لها مبادئها وشعاراتها وهى وان انشقت عن الاباضية‬ ‫بالفعل فى حركة سياسية محضة الا انها صارت فرقة مستقلة ينبغى ان‬ ‫تحسب ضمن الفرق الاسلامية العامة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الحسينية والسكاكية خرجتا عن‪ .‬الاسلام بانكارهما للسنة والاجماع‬ ‫او انكارهما لوجوب الايمان بالرسل والانبياء والملائكة والجنة والنار‪ .‬ووجوب‬ ‫معرفة سيدنا محمد صلى انته عليه وسلم ‪ .‬وهاتان الفرقتان وان نبت‬ ‫زعيياهما من اسر على المذهب الاباضى الا انهيا قد خرجا عنه واشتطا نى‬ ‫الخروج ‪ .‬ولا نعلم لخروجهيا سببا سياسيا ! ولكن يلاحظ عنهيا وعن‬ ‫النكار ايضا انهي اعتنقوا بعض المقالات الشاذة التى بقيت تتأرجح بين‬ ‫طوائف المسلمين ‪ .‬والتى يقول بها او ببعضها بعض طلاب الزعامة‬ ‫او حب الظهور هنا اهوناك بل ربي يذهب اليها اولتك الاشخاص الذين‬ ‫يرفضون البقاء فى مجتمعاتهم يبحثون عن اى شيىء يتخذونه وسيلة للرفنض‬ ‫وعلى هذا الاساس التقط شعيب وابو زياد والسكاك ما وقع لهيا منها ثم‬ ‫كونوا فرقهم التى ظهرت ظهور الزوابع ثم اختفت فلم يبق لها اى اثر غير‬ ‫ما دونه خصومها عنها ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ النفاثيه والفرثيه ليستا فرقتين دينيتين ولا فئتين باغيتين وانما هما‬ ‫مجموعات من الناس اخبذت باقوال لاحد عالمين من علياء الاباضية فى‬ ‫مسائل فى الفروع وامثالها كثير فى كل مذهب على ان العمل بتلك الاقوال‬ ‫قد انتهى بموت اصحابها وبقيت تلك المسائل مدونة فى الكتب فقط ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ اما الخلفية فليست فرقة دينية ‪ 0‬واقصى ما يقال فيها انها فئة باغية‬ ‫على الامامة الرستمية يرأسها زعيم سياسى وليس اماما دينيا‪ .‬وقد انتهت‬ ‫تلك المجموعة ايضا بانتهاء حركتها على مسرح الاحداث ‪ .‬لقد انتهت‬ ‫كل تلك الفرق التى قيل انها إنشقت عن الاباضية ولم يبق منها الاما سجل‬ ‫فى كتب غيرها وبقيت الاباضية بكتبها وعلمائها تملأ حيزا واضحا بين‬ ‫المذاهب الاسلامية المعتدلة ‪.‬‬ ‫واحب ان يدرك القارىء الكريم انه اثناء تلخيص مقالات الاباضية فى‬ ‫جميع الجوانب التى عرضت لهاا قد اهملت بعض الاقوال الشاذة الناتحبة‬ ‫عن قصور فى نظر متفقه جامد لا يرى ابعد من قدميه‪ .‬اوكلمة نابيه‬ ‫صدرت عن محنق اغضبه التعدى‪ ،‬اودعوى عريضة انطلقت من منفعل‬ ‫اثاره التحدى ‪ .‬فرفضت تلك الكليات اوالمواقف الشاذة من الاباضية }‬ ‫وان بقيت تذكر فى مواقعها من احداث التاريخ‪ .‬اومجالات النقاش‬ ‫كشواهد على واقع جرت به الحياة نى زمن من الازمان‪ .‬وهى على احسن‬ ‫الفروض لا تزيد عن اراء فردية تمثل وجهة نظر قائليها فقط وعلى اسوا‬ ‫الفروض لا تزيد عن حركة انفعال او رد فعل ذهبت مع مسبباتها ثم طواها‬ ‫التاريخ فيما طوى وامثالها نى كل مذهب كثير ‪.‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫© مكان الاباضية بين المذاهب الاسلامية‬ ‫نشأ المذهب الاباضى فى فترة متقدمة بالنسبة الى غيره من المذاهب‬ ‫الاسلامية "‪ .‬هذا من حيث التاريخ‪ .‬اما الطريقة التى نشأ بها فهى‬ ‫(وبالنسبة الى الاباضية هو احد كبار التابعين) مجتمع عليه عدد من طلاب‬ ‫العلم } يلتزمون مجلسه ويأخذون عنه ثم يتفرقون بعد التحصيل فى البلاد‪،‬‬ ‫فيقف المتفوقون منهم موقف استاذهم ‪ .‬يتخذ لنفس اسلوبه فى السلوك‬ ‫والتدريس وينقل عنه طلابه روايته ورأيه ‪ .‬ثم تنتقل العملية مع الاجيال‬ ‫وكل جيل ينقل عن الجيل السابق ما حفظه من آثار وآراء تكتسب مع مضى‬ ‫الزمن شيئا من الاحترام يبلغ درجة التقديس احيانا وتزداد هذه الصورة‪.‬‬ ‫وتكبر مع الايام ‪: .‬‬ ‫وان‬ ‫هذه الصورة هى الصورة التقريبية التى نشأت عنها جميع المذاهب‬ ‫اختلفت ازمنة الائمة فمنهم من كان من الرعيل الاول من التابعين "ومنهم‬ ‫من كان من تابعى التابعين‪ ،‬ومنهم من كان فى الدرجة الثالثة‪ .‬ومنهم من‬ ‫كان ابعد من ذلك بكثير كابن تيميه وكمحمد بن عبد الوهاب ‪.‬‬ ‫وبالنسبة الى الاباضية فقد كان يحضر مجلس جابر بن زيد عدد من‬ ‫الطلاب الاذكياء‪ ،‬منهم من يأخذ عنه وعن غيره‪ ،‬كقتاده ‪ .‬وايوب ‏‪ ١‬وابن‬ ‫دينار‪ .‬وحيان الاعرج‪ ،‬وابى المنذر تميم بن حويص‪ ،‬ومنهم من يأخذ عنه‬ ‫_‪٦٢-‬۔‪‎-‬‬ ‫اكثر مما يأخذ عن غيره او يكاد يختص بمجلسه‪ .‬كأبى عبيدة‪.‬مسلم ‪6‬‬ ‫وضيام‪ ،‬وابى نوح الدهان‪ ،‬والربيع بن حبيب\ وعبد الله بن ابآض ومن‬ ‫هولاء الطلاب من كان يشتغل ائناء التحصيل وبعد التحصيل بالشئون‬ ‫العامة ومنهم من اشتغل بالمسائل السياسية ومطارحاتها مع حكام الدولة‬ ‫الاموية فى ميدان الكلمة دون استعمال السيف كعبد الله ابن اباضر؛ومنهم‬ ‫من جلس للتدريس واخذ مكان الامامة كأبى عبيدة وابى نوح صالح‬ ‫الدهان‪ ،‬وقام بنفس الدور وتخصص فيه وما كانت هذه الحركة فى عنفواا‪:‬‬ ‫بناء الدولة الاموية وكانت سيوفها مسلطة على جميع الائمة والعلماء خوفا‬ ‫منهم ان يجهروا بالانكار عليهاء ايودعوا الناس الى الخروج عنها وكان‬ ‫جابرفى مجالسه كزملائه الحسن وسعيد وغيرهم من كبار التابعين غير‬ ‫راضين عن الوضع وكثيرا ما يتناولونه بالنقد‪ .‬فكانت السلطات بدورها‬ ‫تراقبهم هم وتلاميذهم فى يقظة وحذروشدة‪ ،‬وتضيق عليهم الخناق‪.‬‬ ‫وتحاول بكل وسيلة ان لا تسمح لنقدهم ان يتسرب الى الناس وقد‬ ‫احتاطت لذلك من بداية الامر فنسبتهم الى التطرف واعتبرتهم ضمن‬ ‫الخوارج ‪ .‬وكانت تهمة الخارجية تشبه ما يسمى اليوم بالعمالة ابوالخيانة ۔‬ ‫عملية ليس لها ضوابط توجه بسهولة الى كل من يراد التخلص منه او‬ ‫الانتقام منه او ايقاف نشاطه وتستغل عند اللزوم ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬كلير من المؤرخين واصحاب المقالات يجبون ان عبد القه خرج فى ايام مروان بن محمد وانه قتل فى معركة تباله وهو‬ ‫خطا تاريخى لان عبد لله بن أباض الذى تسب اليه الاباضية تونى فى اواخر ايام عبد الملك وهو اكبز من جابر الن‬ ‫وتابع له فى المذهب والرأى ونب المذهب البه لأنه كان اكثر ظهورا فى الميدان الياسى عند الدولة الاموية واللمية‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫ولذلك فلم يسلم منها الامام جابر بن زيد كيا لم يسلم منها الامام ماللث‬ ‫بن انسر‪,‬هوكان الفرض من اشاعة هنه التهمة هاوشعارهم بانهم تحمست‬ ‫المراقبة وان تبر ير اى موقف يتخذ معهم من السلطات هوموجود فى‬ ‫اذهان الناس ولا يحتاج الا الى تأكيد عملى من اجهزة الحكم ‪,‬‬ ‫فاذا تركنا هذا الجانب خارجا عن البحث واتجبهنا الى الجانب الفكرى‬ ‫والسلوكى } فاننا سوف نجد المذهب الاباضى مذهبا اسلاميا نشأ كيا نشأ‬ ‫غيره من المذاهب الاسلامية بائمته وعلمائه طبقات يأخذ بعضها عن بعض‬ ‫الى اليوم ‪ 9‬وقد بدأ جهوده العملية فى خدمة الثقافة بالاتجاه الذى اختاره‬ ‫قبل ان تبدأ اكثر المذاهب الاخرى ودونت له مؤلفات فى الحديث والفقه‬ ‫وقبل ان تبدأ بعض المذاهب التى وجدت ها مكانا فسيحا فى الدراسة على‬ ‫‪ ١٥٩‬ما يلى‪: ‎‬‬ ‫(‪ )١‬جاء فى الكامل لابى العباس المبرد الجزغ الثانى صفحة‪‎‬‬ ‫ه يروى ان النذر بن الجارود كان يرى رأى الخوارج وكان يزيد بن ابى ملم مولى الحجاج بن‬ ‫يوسف يراه‪ .‬وكان صالح بن عبد الرحمن صاحب ديوان العراق يراه‪ .‬وكان عدة من الفقهاء‬ ‫يلبون اليهإ منهم عكرمة مولى ابن عباس ‪ .‬وكان يقال ذلك نى مالك بن انس المدينى ‪ 6‬كان يذكر‬ ‫عثيانا وعليا وطلحة والزبير فيقول ‪ :‬وافه ما اقتتلوا الاعلى الثريد الاعفر‪ .‬فاما ابو سعيد الحسن‬ ‫البصرى فانه كان ينكر الحكومة ولا يرى رأيهم »‬ ‫وجاء فى شرح نهج البلاغ لابن ابى الحديد الجزء الخامس صفحة ‏‪ ٧٦١‬ما يلى ‪:‬‬ ‫ه ومن المشهورين برأى الخوارج الذي تم بهم صدق قول أمير المؤمنين عليه اللام ‪ :‬انهم قطف‬ ‫فى اصلاب الرجال وقرارات الناس؟ عكرمة مولى ابن عباس ‪ .‬ومالك بن انس الاصبحى الفقيه ©‬ ‫يروى عنه انه كان يذكر عليا علبه اللام وعثهان وطلحة والزبير فيقول والله ما اقتتلوا الاعلى‬ ‫الشريد الاعفز » ويقول فى نفس المصدر بعد اسطرما يلى ‪ :‬ه وممن ينب الى هذا الرأى من‬ ‫اللف جابر بن زيدك وعمرو بن دينار ومجاهده ‪ .‬راجع ان شئت كتاب العقد الفريد لابن عبد‬ ‫ربه وكتاب الاغانى لابى الفرج الاصفهانى وغيرهما ‪. ;.‬‬ ‫الممهج الذى سارت عليه ‪ .‬وفى النقاط الاتية استطيع ان اضع جملة من‬ ‫الخطوط العريضة التى يمكن ان يحدد القارىء الكريم بعد دراستها‬ ‫والتحق منها موضع الاباضية بين المذاهب الاسلامية ‪.‬‬ ‫عقائده‬ ‫الاسلامى ف‬ ‫الاساسى للدين‬ ‫الاباضية ان المصدر‬ ‫يرى‬ ‫۔‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وعباداته ومعاملاته واخلاقه انيا هو القرآن الكريم وان من انكر شيئا منه ‪:‬‬ ‫او مرتد ‪.‬‬ ‫او آية او حرفا فهو مشرك‬ ‫سورة‬ ‫‏‪ - ٢‬ويرى ان المصدرالثانى للدين الاسلامى انيا هاولسنة الصحيحة‬ ‫وهى على درجات المتواتر منها قطعى الدلالة يفيد العلم ويوجب العمل‬ ‫ومنكره كالمنكر للقرآن والمنهور من السنة او المستفيض هواضعف من‬ ‫المتواتر واقوى من الاحادى وهو يوجب العمل واختلفوا هل حجته قطعية ام‬ ‫‪ .‬والاحادى من السنة ظنى الدلالة يوجب العمل والمرسل‬ ‫ظنية على قولين‬ ‫وان كان اضعف من الاحادى الا انه يوجب العمل اذا كان لصحابى‬ ‫او تابعى ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬ويرون ان المصدر الثالث هو الاجماع اذا استوفى الشروط المعروفة‬ ‫عند الاصوليين والخروج منه فسق وحجيته قطعية ويرون انه وقع اجماع‬ ‫بقسميه القولى والسكوتى وانه من الممكن ان يقع فى كل عصر وينقل الى‬ ‫الناس بالشروط المعتبرة ‪.‬‬ ‫`‬ ‫‏‪ ٤‬۔ ويرون ان المصدر الرابع هو القياس على الاسس المعروفة نى كتب‬ ‫الاصول ‪.‬‬ ‫بانواعه المختلفة ويهتمون‬ ‫الخامس هو الاستدلال‬ ‫المصدر‬ ‫ان‬ ‫ويرون‬ ‫_‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫بالنسبة الى اعتبار‬ ‫بالمصالح المرسلة اهتياما خاصا وربيا يكون الاباضية‬ ‫المصالح المرسلة ۔ فى الدرجة الثانية بعد المالكية ‪.‬‬ ‫_‪_-٢٩‬‬ ‫العقاند‪:‬‬ ‫يرى الاباضية ان الانسان لا يكون مسليا الا اذا اقر بالجمل الثلاث‬ ‫فشهد ان لا اله الا الة وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله وان‬ ‫ما جاء به حق من عند الله وما تدل عليه هذه الجمل الثلاث من‬ ‫التفصيلات ‪.‬‬ ‫واساس عقيدتهم فى الخالق تبارك وتعالى هاولتنزيه المطلق فلا يشبهه‬ ‫ولا يشبه شيئا من الخلق وما جاء فى القران الكريم اوفى السنة النبوية‬ ‫المطهرة مما يوهم التشبيه فانه يؤ ول بيا يفيد المعنى ولا يؤدى الى التشبيه‬ ‫ويبتعدون كل البعد عن وصفه تعالى بيا يوهم التشبيه ويثبتون له الاسياء‬ ‫الحسنى والصفات العليا كيا اثبتها لنفسه ‪.‬‬ ‫القدر‪:‬‬ ‫يقولون ان الاييان لا يتم حتى يؤمن المسلم بالقدر خيره وشره انه من‬ ‫الله تبارك وتعالى وان افعال الانسان خلق من الله واكتساب من الانسان‬ ‫ويبتعدون عن رأى المجبره كيا يبتعدون عن رأى من يقول بأن الانسان‬ ‫يخلق افعاله ‪.‬‬ ‫مرتكب الكبيرة ‪:‬‬ ‫يرون فى مرتكب الكبيرة رأى الحسن البصري وجابر بن زيد وغيرهما‬ ‫لا يحكمون عليه بالشرك كيا يقال عن الخوارج وانيا يقولون همونافق‬ ‫ولا يمكن لمرتكب الكبيرة فى حال معصيته واصراره عليها ان يدخل الجنة‬ ‫اذا لم يتب ولعل اعنف الخصومات انما قامت بين الاباضية والخوارج فى هذا‬ ‫الموضوع منذ اثارها نافع بن الازرق حسبيا تقوله مصادر التاريخ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الفقه‬ ‫مكان الاباضية فى هذا "الباب ربيا كان فى الشريحة التى تقع بين اهل‬ ‫الظاهر والحنابله من جهة والحنفية من جهة اخرى ورغم ان المذهب‬ ‫الاباضى نشأ فى العراق الا انه لم يذهب مع الرأى الى المذهب الذى بلغه‬ ‫الحنفية والمعتزلة ويكفى لايضاح هذه النقطة ان يعرف القارىء الكريم ان‬ ‫الفقه الاباضى يعتمد من حيث الادلة بعد القرآن الكريم فى مجال السنة‬ ‫على المتواتر والمشهور او المستفيض وعلى الاحادى وعلى مرسل الصحابة‬ ‫والتابعين واذا تعارض الحديث والقياس رجح جانب الحديث ولو كان‬ ‫احاديا امورسلا للطبقة السابقة ‪ ،‬ولا يرد الحديث الاحادى اذا صادمه دليل‬ ‫قطعى ‪ .‬ويقولون بالقياس والاستصحاب والمصلحة المرسلة على‬ ‫التفاصيل والمناقشات الطويلة المعروفة فى كتب اصول الفقه ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫السلوك‬ ‫يتمسك الاباضية بجميع انواع السلوك والاخلاق التى امر بها الاسلام‬ ‫ومن مظاهر ذلك ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬يرون ان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب فى الحدود التى بينها‬ ‫الحديث الشريف ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬يرون ان محبة المسلمين فى الله من اجل طاعتهم وبغض العصاة‬ ‫والكافرين من اجل معصيتهم واجب على كل مسلم وان هذه المحبة يجب‬ ‫ان تتوجه الى جميع اولياء الله فى جميع الازمنة والاماكن على الاجمال وان‬ ‫يقصد الى من ثبتت ولايتهم لله بالاسم اوبالصفة ممن مضى وان يتعامل‬ ‫مع الحاضرين ممن يعرفهم على هذا الاساس كي يجب ان يبرأ من‬ ‫الكافرين والعصاة فى جميع الازمنة والامكنة هكذا على الاجمال ‪ .‬وان‬ ‫يقصد ببراءته من عرف بالاسم او بالصفة وان يتعامل مع الحاضرين ممن‬ ‫يعرفهم على هذا الاساس اما من عرفهم فى زمانه ولم يعرف احوالهم من‬ ‫الطاعة والمعصية فيجب عليه ان يقف فيهم لا يتولاهم ولا يبرأ منهم حتى‬ ‫يعرفهم بيقين لان الولاية والبراءة لا تلزم الا باليقين كالمعرفة الشخصية‬ ‫اشوهادة العدلين ولا تبطل الا بيقبن ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ يرون ان جميع المسلمين يتساوون فى الحقوق والواجبات ما عدا شيئا‬ ‫واحدا وهو الدعاء بخير الجنة وما يتعلق به فانه حق خاص للمتولى اى‬ ‫المسلم الموفى بدينه الذى يستحق الولاية بسبب طاعته اما الدعاء بخير‬ ‫الدنيا وكذلك بيا بحول الانسان من خير الدنيا الى خير الاخرة كقول‬ ‫الانسان تعرف انه منحرف عن الاستقامة رزقك الته توبة نصوحا{ اوهداك‬ ‫الله اورزقت الصحة والعافية او رقاك فى مراتب الوظيفة فان هذا كله حق‬ ‫جائز لكل احد من المسلمين تقاة وعصاة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ عندما تكون الاجهزة الحاكمة جائرة غير متمسكة باحكام الشريعة‬ ‫يجوز للمسلمين البقاء تحت حكمها والخروج عنها واذا بقوا تحت حكمها‬ ‫فانه تجب عليهم الطاعة فى غير معصية الله واذا كانت تنفذ احكامها على‬ ‫مقتضى مذهب مخالف لهم فان احكامها نافذة عليهم بيا يترتب عليها من‬ ‫حقوق وواجبات مأدامت تلك الاحكام مطابقة مذهب اسلامى ‪.‬‬ ‫واقرب مثال لذلك ان الاباضية يغلبون جانب الاب فى الحضانة على‬ ‫جانب الام فير ون ان الجدة للاب اولى بالحضانة من الجدة للام واكثر‬ ‫المذاهب الاخرى ترى العكس فان كانت تحكم وفق مذهب يرجح جانب‬ ‫الام فان على اتباع المذهب الاباضى الخاضعين لتلك الدولة ان ينفذوا‬ ‫هذا الحكم بيا يترتب عليه ولا حرج عليهم وكذلك يرى الاباضية ان الجد‬ ‫يمنع الاخوة من الميراث وبعض المذاهب الاخرى ترى ان يقتسموا معه }‬ ‫فاذا كانت الدولة تحكم على مذهب الرأى الاخير فان على الاباضية ان‬ ‫يقبلوا بهذا الحكم وان ينفذوه ولا حرج عليهم ‪.‬‬ ‫احسب ان هذه الخطوط العريضة كافية لمعرفة مكان الاباضية بين‬ ‫المذاهب الاسلامية‪ .‬فهوعلى كل حال لم‪.‬يتطظرف فى موضوع الادلة‬ ‫الشرعية فيتعتبر كل اثر مهيا ضعف حجة ولم يتطرف الى الجانب الاخر‬ ‫فيرد السنة بالقياس ‪.‬‬ ‫وهولم يتطرف فى موضوع الاجماع فيعتبر الاتفاق الضيق فى حدود‬ ‫المذهب اوحدود المكان ۔ كوطن معين او الحرمين او المدينة ۔ حجة ولم‬ ‫يتطرف الى الجانب الثانى فينفى حجية الاجماع اوامكانه‪ ،‬اواثباته او‬ ‫وقوعه وسلم بوقوعه بكلا قسميه القولى والسكوتى فى عهد الصحابة مع‬ ‫احتمال وقوعه فى كل عصر الى قيام الساعة ‪ .‬ورأى ان الاجماع المحدود فى‬ ‫نطاق مذهب معين‪٢‬و‏ بلد هموحجة ظنية على المجمعين وليس له قوة‬ ‫الاجماع وينبغى ان يجهل اسم اتفاق لا اسم الاجماع ‪.‬‬ ‫وهو لم يتطرف فى موضوع القياس فيمنع اعتباره دليلا شرعيا اذا استوفى‬ ‫شروطه ولم يتطرف الى الجانب الاخر فيرد به النصن ‪.‬‬ ‫وقبل الاستدلال بالاستصحاب والمصالح المرسلة ولم يتطرف فى موضوع‬ ‫العقيدة الى جانب فيقع فى التشبيه ولا الى الجانب الثانى فيقع فى نفى ما‬ ‫اثبت الله تبارك وتعالى لنفسه او ائبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ولم يتطظرف فى موضوع القدر فيميل الى جانب السلبية حتى يقول ان‬ ‫الانسان مجبر على اعياله وهو كالميت بين يدى الغاسل اويميل الى جانب‬ ‫الايجاب حتى يزعم ان الانسان يخلق افعاله ولم يتطرف فى موضوع مرتكب‬ ‫الكبيرة فيوافق من يحكم عليه بالشرك ولم يقف موقف المرجئة الذين‬ ‫يفتحون ابواب الجنة للعصاة كانها فندق يملكون هم مفاتحه على مبدأ‬ ‫(لا تضر مع الايمان معصية) ‪.‬‬ ‫والان وقد عرف القارىء الكريم الاسس التى بنى عليها المذهب‬ ‫الاباضى او الاتجاهات التى يتجهها والسلوك الذى يسير به يستطيع ان‬ ‫‪ .‬يقرر له حيزا واسعا اضويقا بين المذاهب الاسلامية ‪ .‬وان يبعد عن نفسه‬ ‫تلك الصورة القاتمة البشعة التى تعاون على وضعها ظروف محتلفة من‬ ‫السياسة والتعصب وسوء الفهم ‪.‬‬ ‫على يحى معمر‬ ‫‏‪١٩٧٩/٨/١٢‬‬ ‫‪٤‎‬ا‪-٤‬‬ ‫مرا جع البحث‬ ‫على يحى معمر‬ ‫الاباضية بين الفرق الاسلامية‬ ‫على يجى معمر‬ ‫الاباضية فى موكب التاريخ‬ ‫سلييان باشا البارونى‬ ‫الازهار الرياضية‬ ‫الطاهر احمد الزاورى‬ ‫تاريخ الفتح العربى‬ ‫ابو المظفر الاسفرايينى‬ ‫التبصير فى الدين الاسلامى‬ ‫نور الدين السالى‬ ‫تحفة الاعيان‬ ‫ابو القاسم البرادى‬ ‫لجواهر المنتقاة‬ ‫باكلى عبد الرحمن بن عمر‬ ‫حواشى باكلى على متن النيل‬ ‫ابو يعقوب الوارجلانى‬ ‫الدليل والبرهان‬ ‫تبغورين الملشوطى‬ ‫الديانات‬ ‫ابو عمرو عثيان بن خليقة‬ ‫السؤالات‬ ‫عبد الله بن يحى البارونى‬ ‫سلم العامة والمبتدئين‬ ‫نور الدين السالى‬ ‫شرح صحيح الربيع بن حبيب‬ ‫ابن ابى الحديد‬ ‫شرح نهج البلاغة‬ ‫ابو العباس الدرجيغى‬ ‫طبقات المشائخ‬ ‫نور الدين السامى‬ ‫طلعة الشمس‬ ‫عدد من المؤلفين‬ ‫عقيدة التوحيد وشروحها‬ ‫محمد السامى وناجى عساف‬ ‫عيان تاريخ يتكلم‬ ‫عبد القادر البغدادى‬ ‫الفرق بين الفرق‬ ‫ابومحمد بن حزم‬ ‫الفصل فى الملل والاهواء والنحل‬ ‫اسماعيل الجيطالى‬ ‫قواعد الاسلا‬ ‫ابو ساكن عامر الشهاخى‬ ‫"‬ ‫‪,‬‬ ‫أ اباولعباس احمد الشناخي‬ ‫لسر‬ ‫"‬ ‫اابولربيع سليمان البارونى‬ ‫يخ الاباضية‬ ‫ه‬ ‫نورنور الد الدين ال‪,‬سالى‬ ‫قق اانوار ال اعلتونقول‬ ‫رار‬ ‫مش‬ ‫اباولحسن الاشعرى‬ ‫مقالات الاسلاميين‬ ‫ه‬ ‫©‬ ‫©‬ ‫‪١٩٨٥‬‬ ‫يسجل تحت رقم ايداع ‏‪/ ١٤‬‬