.ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي ي ي ي ئج . . . . . . پپ پ پ . . . .. ]إبراهيم: 24 25 [ المحتويات · مقدمة 6. · تعاليم الإس ام ضمان للوحدة 2 . 2 ل أمة الإس ام بين ماضيها المشرق وحاضرها ل · الكاسف 1. 4 · نظرة إلى أسباب الشقاق بين الأمة 9 . 5 · خطة لإنقاذ الموقف 1 1. 2 الحمد لله الذي شرع لعباده الإس ا لم دينا قيما شامخا بنيانه متينة أركانه مشرقا برهانه ظليلة أفياؤه واسعة أرجاؤه، وأشهد أن لا إله. إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى وقدر فهدى، وشرع لعباده ما فيه س مة الدنيا وسعادة ا العقبى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين وإماما للمتقين وقدوة للمحسنين، فحقن به الدماء التي كانت تسفح، وصان به الحمى الذي كان يستباح، وألف به بين القلوب التي اشتدت وحشتها وتنافرها، وجمع به بين الأمم التي تعاظم عداؤها وتدابرها، فانصهرت به الأمم في أمة واحدة، وكانت بدعوته لجميع الأمم إلى الخير قائدة، وفي جميع مجالات الإحسان رائدة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان إلى أن يتوقف تعاقب الليل والنهار. أما بعد.. فقد خلق الله الناس على منازع متباينة وطبائع مختلفة، وجعل الاخت ف بينهم من ا طبيعة حياتهم وأساس جبلتهم، قال تعالى: . . . . . . پ پپ پ . . . . . . .. . .. ]هود: 1 8 19[، إلا أنه سبحانه لم يدعهم 1 1 يتسكعون في أهوائهم ويهيمون في غيهم، وإنما أرسل إليهم رسله مبشرين ومنذرين ليهدوهم من الض الة ويرشدوهم من الغي ل ويبصروهم من العمى ويجمعوهم بعد الشتات، ويدعوهم إلى دين الله الحق الجامع بين خير الدنيا والآخرة، المنظم لجميع ع اقاتهم مع ل أسرهم ومجتمعاتهم وأممهم وجنسهم، وقد اختتم الله سبحانه رسالاته جميعا ببعثه مسك الختام للنبيين وبدر التمام للمرسلين، سيدنا رسول الله ژ؛ الذي جمعت رسالته ما تفرق في رسالات من قبله، واشتملت دعوته على مزيد عما اشتملت عليه دعوات الرسل الذين سبقوه، فتميزت بينها بالعمق والشمول كما تميزت بالدوام والاستمرار، إذ اختصت بكتاب صانه الله تعالى وصانها به من ت اعب أولي ل الأهواء، وتحريف ذوي الرغبات، وظل في أدوار التأريخ وأطواره شمسا ساطعة على الدنيا لا تأفل، ومعينا دافقا بالخير لا ينقطع، ومنارة هادية إلى الرشد لا تختفي. وقد كانت بعثته ! على حين فترة من الرسل، وانقطاع من الوحي، وض ال من العقول، ل وفساد في الأخ اق، وانحطاط في القيم، وتفرق ل في الناس، وتحكم الجهل في حياتهم، إذ ظل الإنسان الذي أكرمه الله بالعقل وبوأه منصب الخ افة في الأرض والسيادة في الكون يتخبط ل في كل أمره، لأنه لم يكن يدري ما هو دوره الطبعي في هذا الوجود؟ وما هي وظيفته في الحياة؟ ولا من أين جاء؟ ولا إلى أين ينتهي؟ ولا كيف يتصرف في رحلته هذه بين المبدأ والمصير؟ وإنما كان شأنه شأن الأنعام في اتباعه الشهوات وتحكم الغرائز فيه، فغدا في الدنيا أداة خراب بدلا من أن يكون أداة تعمير، ومصدر رعب بدلا من أن يكون مصدر أمان، فانقلبت معايير الحياة وتحطمت قيم الإنسان بالارتطام بصخرة غروره واستبداده العاتية، ولم يكن الوضع حيث تسود الإمبراطوريات الكبرى وتزخر الحضارات العظمى بأحسن حالا من الوضع في المجتمعات البدائية المتخلفة، وإنما كان الإمبراطور المتسلط نفسه مصدر رعب بالغ وظلم فاحش لجميع فئات رعاياه، كما وصف ذلك أمير الشعراء في قوله: أتَيَت واَلناس فوَضى لا تمَرُ بهِمِ علَى صنََم قدَ هام في صنَمَِ ل إِ واَلأرَض ممَلوءةَ جوَرا مسَُخرَّةٌَ لكِلُ طاغيِةَ في الخلَق محُتكَمِِ مسَُيطرِ الفرُس يبَغي في رعَيِتَّهِِ وقَيَصَر الروم منِ كبِر أصَمَ عمَِ في شُبهٍَ ل ل يعُذَبِّان عبِاد ا ويَذَبحَان كمَا ضحَيَّت باِلغنَمَِ واَلخلَق يفَتكِ أقَواهمُ بأِضَعفَهِمِ كاَلليَث باِلبهَم أوَ كاَلحوت باِلبلَمَ)ِ)) فصدع ژ بأمر الله وبلغ رسالته وحل بوحيه ألغاز الوجود، فعرف الناس من أين جاؤوا وإلى أين ينتهون وما الذي لهم أو عليهم في رحلتهم بين المبدأ والمصير، ودعا إلى الوحدة دعوته إلى التوحيد، فأمر الناس جميعا أن يخلعوا كل ما يعبدونه من دون الله، وأن يجردوا عبادتهم لله وحده، وأن يصُفوُّا عقيدتهم من جميع لوثات الشرك وأرجاس الض ل، وأن يأتلفوا بألفة ا ) ) الشوقيات، ديوان أحمد شوقي، 1/ 167 ، شرح وضبط وقدم له ) علي العسيلي، مؤسسة النور للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1 1 ه 199 م. 4 8 8 الإيمان وأن لا يستعلي بعضهم على بعض اعتدادا بمنصب أو زهوا بثروة أو افتخارا بنسب أو تطاولا بسبب، . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي يي ي ئج ئح ئم ئى ئيبج بح بخ بم بى بيتج تح تخ تم تى تي ثج . . . . . . پ پ پ پ . .. . . . . . .. . . ٹ ٹ ٹ ٹ . .. . .. . . . . . . . . . . چ چ چ چ . .. . . . . .. . ڈ ڈ ژ . ]الحجرات: 1 3 [. 1 1 وظل صوته ژ بين المؤمنين صادعا بالدعوة إلى اندماج بعضهم إلى بعض وإذابة جميع الفوارق بينهم، وتوحد مشاعرهم وأحاسيسهم وتعاونهم جميعا على البر والتقوى، وسباقهم إلى الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ظل يذكرهم بماضيهم الموحش المظلم عندما كانوا يسفك بعضهم دم بعض وينهب كل منهم ما يصل إليه من مال غيره، ولا يبالي أحدهم أن يعتدي على أعراض الآخرين، وكيف انتقلوا عن ذلك إلى الأخوة الإيمانية؛ التي جمعت شتاتهم ونظمت حياتهم وهذبت أخ اقهم وجردت طباعهم من كل ما كانت ل متلبسة به من أرجاس الحياة الجاهلية، وقد انتظم شتيت هذه المعاني قول الله تعالى: .. . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . . .. . . . . . .. . . چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ . . . . . . . . . ں ں .. . . .. ]آل عمران: 02 04 [. 1 1 ومع ذلك كان يحذرهم أيما تحذير من أي عودة إلى ما كانوا عليه من التفرق والاخت اف، ل ويبين لهم عاقبة ذلك من سوء المصير في الدار الآخرة، كما هو واضح في قوله تعالى: .ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے. . . . .. ]آل عمران: 05 [. 1 وكان القرآن الكريم بالمرصاد لأي دعوة يثيرها أعداؤهم لأجل تفريق كلمتهم وتشتيت شملهم ليتوصلوا إلى دوس حماهم وتفتيت بيضتهم، فكم فضح مؤامرات المتآمرين ودعوات المضللين كما في قوله تعالى: .ئح ئم ئى ئي بج بح بخ بم بى بي تج تح تخ تم . . . . . . پ پ پ پ. . . . . . . . .. ]آل عمران: 00 0 [، 1 1 1 وقوله: .. . . . . پ پ پ پ . . .. ]آل عمران: 4 [، ذلك أن من أهل الكتاب من كانوا 1 9 يوضعون خ ال المسلمين يبغونهم الفتنة بإثارة ل ذكريات أيام الجاهلية وحروبها، وما خلفته من ثارات وتِراَت لأجل استفزازهم حتى يعودوا إلى سيرتهم الأولى، كما قال القرطبي في الآيات السابقة: «نزلت في يهودي أراد تجديد الفتنة بين الأوس والخزرج بعد انقطاعها بالنبي ژ فجلس بينهم، وأنشدهم شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فقال الحي الآخر: قد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا فكأنهم دخلهم من ذلك شيء، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعاء كما كانت فنادى، هؤلاء: يا آل أوس، ونادى هؤلاء: يا آل خزرج، فاجتمعوا وأخذوا الس ح ا واصطفوا للقتال فنزلت هذه الآية، فجاء النبي ژ حتى وقف بين الصفين فقرأها ورفع صوته، فلما سمعوا صوته أنصتوا له وجعلوا يستمعون فلما فرغ ألقوا الس اح وعانق بعضهم ل بعضا، وجعلوا يبكون. عن عكرمة وابن زيد وابن عباس والذي فعل ذلك شاس بن قيس اليهودي، دس على الأوس والخزرج من يذكرهم ما كان بينهم من الحروب، وأن النبي ژ أتاهم وذكرهم فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم، فألقوا الس اح ل من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضا،ً ثم انصرفوا مع النبي ژ سامعين مطيعين، فأنزل الله 8: .ئح ئم ئى. يعنى الأوس والخزرج . ئي بج بح بخ بم بى بي . يعني شاسا وأصحابه .تج تح تخ تم.، قال جابر بن عبدالله: ما كان طالع أكره إلينا من رسول الله ژ فأومى إلينا بيده فكففنا، وأصلح الله تعالى ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا من رسول الله ژ ، فما رأيت يوما أقبح ولا أوحش أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم .(((» وكان ژ شديد الحساسية من كل شعار ينادى به من أجل تحزب فئة ضد أخرى من المؤمنين، ولو كان شعارا إيمانيا أكرم الله به المؤمنين، فكان ينكر على المهاجرين أن يتنادوا ) ) تفسير القرطبي، /4 5 .15 ) بشعار الهجرة إن كان تناديهم للتحزب ضد الأنصار، وكذلك ينكر على الأنصار أن يتنادوا بشعار النصرة إن كان للتحزب ضد المهاجرين، فعن «جابر بن عبدالله ^، قال: كنا في غزاة قال سفيان: مرة في جيش فكسع رجل من من الأنصار، فقال الأنصاري: ا ل المهاجرين، رج يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله ژ فقال: «ما بال دعوى الجاهلية » قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من من الأنصار، فقال: «دعوها ا المهاجرين رج فإنها منتنة ( .( (»» ) ) أخرجه البخاري ) 6/ 14 رقم: 95 ، ومسلم ) / 199 رقم: 4 4 8 0 5 ( ) 458 ، والترمذي ) / 17 رقم: 3 1 ، والحميدي ) / 2 7 2 4 5 5 3 3 2 ( ( رقم: 1 7 ، وأحمد ) 3/ 35 رقم: 1 1 9 ، والنسائي ) / 1 6 2 2 5 5 8 3 2 3 ( ( رقم: 8 1 ، وابن حبان ) 1/ 03 رقم: 99 ، وعبدالرزاق 2 0 5 3 8 3 ( ( ) 6 /9 رقم: 4 8 8 . 104 1 ( فترى أنه ژ سماها دعوى جاهلية مع تسميهم بما سماهم الله تعالى به ووصفها بالإنتان وحذرهم منها، وما ذلك إلا لأن كل فريق منهما أراد بندائه أن يحشد فريقه بما رفعه من شعار ونادى به من لقب ضد الفريق الآخر، وقد بين الله تعالى لهم أن الاستجابة لهذا الداعي تؤدي بهم إلى الكفر بعد الإيمان، وما ذلك إلا لأن هذه الحمية إنما هي نزعة جاهلية يأباها الإس ام لأهله، فالاستجابة لها إنما هي ل مسارعة إلى الجاهلية، وتفََص من الإس ا لم كما قال عليه أفضل الص اة والس م: «لا ترجعوا ل ا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .(((» ) ) أخرجه الطيالسي )ص 9، رقم 66 ، وابن أبي شيبة ) 7/ 5، 2 4 4 ( ) رقم 7176 ، وأحمد ) / 6 ، رقم 193 7 ، والبخاري ) 1/ 6 ، 4 5 3 3 3 2 ( ( رقم 1 1 ، ومسلم ) 1/ 1 ، رقم 6 ، والنسائي ) 7/ 1 7 ، رقم 2 2 5 8 ( ( 1 1 ، وابن ماجه ) / 10 ، رقم 92 ، والدارمي ) / 9، 2 2 4 5 3 3 4 3 ( ( رقم 19 1 ، وابن حبان ) 1/ 6 ، رقم 2 2 5 8 3 4 . 90 ( ( ولا يعني أن التعجيب من كفرهم مع أن النبي ژ بين ظهرانيهم مسوغ لارتكاب ذلك بعد مغادرته لهم إلى الرفيق الأعلى فإن الفتنة هي الفتنة وآثارها كآثارها من قبل والتحذير منها شامل لجميع الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والنبي ژ وإن غادر الأمة بشخصه فإنه باق فيهم بهديه وسنته، وقد حفظ الله لهم القرآن فمالهم من عذر في العزوف عن هديه، قال القرطبي: «ويدخل في هذه الآية) ) ) من لم ير النبي ژ لأن ما فيهم من سنُتَّه يقوم مقام رؤيته قال الزجاج: يجوز أن يكون في هذا الخطاب لأصحاب محمد خاصة لأن رسول الله ژ كان فيهم وهم يشاهدونه ويجوز أن يكون هذا الخطاب لجميع الأمة لأن آثاره ) ) يعني آية 1 1 من سورة آل عمران. 0 ) وع اماته والقرآن الذي أوتى فينا مكان ل النبي ژ فينا وإن لم نشاهده، وقال قتادة: في هذه الآية علمان بينان: كتاب الله ونبي الله فأما نبي الله فقد مضى وأما كتاب الله فقد أبقاه الله بين أظهرهم رحمة منه ونعمة فيه ح اله ل وحرامه وطاعته ومعصيته ( .( (» ) ) تفسير القرطبي، /4 5 .1 6 ) تعاليم الإسلام ضمان للوحدة من حكمة الله البالغة أن أودع تعاليم الإس ام ل جميعا أسباب الحفاظ على وحدة الأمة وارتباطها وانتزاع ما عسى أن ي ابس النفوس ل من الأحقاد أو يعرض لها من السخائم سواء ما يتعلق بحقوق البشر كالع اقات الأسرية ل والاجتماعية، أو ما يتعلق بحقوق الله الخالصة كالعبادات فإنها مع كونها ص ت خاصة بين ا العباد وربهم لها أثر نفسي واجتماعي على كل من أداها بوجهها الشرعي فإنها تسوقه إلى الانسجام والوئام مع إخوانه المؤمنين، وتغرس في قلبه محبتهم والإخ اص لهم. ل وهذا يتجلى بكل وضوح لكل من سبر الحكمة في مشروعية أي عبادة منها، وأمعن نظره في شكلها ومضمونها أو قل في جسمها وروحها، إذ ما من عبادة منها إلا وهي تصهر من نفس الإنسان ما يغشاه من غواشي الطبيعة التي تنزع به نحو الاستبداد والاستئثار حتى تخلص فطرته وتزكي طبعه؛ فيتحرر من آثار الطمع والشح والكبر وحب الاستع اء والرغبة في التسلط على الغير، ل وبجانب ذلك تفجر من أعماق نفسه مشاعر الرفق والبر والرحمة والإحسان، فيغمر سيلها الدافق كل من حوله من أهل وولد وقرابة وجيران وإخوان وسائر الناس، وبهذا يصل إلى حقيقة الإيمان، كما بينه النبي ژ في قوله: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( .( (» وهي حالة تستدعي الانصهار في المجتمع، والاستع اء على حب التفرد والاستئثار بالخير، ل ناهيكم أن العبادة نفسها علمنا الله سبحانه أن نخاطبه عندما نذعن بأدائها إليه بصيغة جماعية اندماجية، لا بصيغة فردية استق الية، فقد علمنا ل أن نقول: . . . . .. ]الفاتحة: 5[، ومعنى ذلك أن كل فرد في مثوله بين يدي الله تعالى وتقديمه ضريبة العبودية من التذلل ) ) أخرجه من طريق أنس ابن المبارك ) 1/ 3 6 ، رقم 677 ، 2 ( ) والطيالسي )ص 6 ، رقم 04 ، وأحمد ) / 7 ، رقم 2 2 2 8 3 2( 1 9 1 ، وعبد بن حميد )ص 45، رقم 117 ، والبخاري 0 4 3 3 ( ( ) 1 /1 ، رقم 1 ، ومسلم ) 1/ 67 ، رقم 5 ، والترمذي ) / 667 4 4 3 4 ( ( رقم 5 1 وقال: صحيح. والنسائي ) / 11 ، رقم 0 16 ، 5 5 8 2 5( ( وابن ماجه ) 1/ 6 ، رقم 66 ، والدارمي ) / 97 ، رقم 2 2 2 3 4 . 70 ( ( والطاعة والانكسار والخضوع والخشية والخشوع إلى مقام الربوبية الرفيع، لا يستقل بحاجته وطلب قضائها عن إخوانه وسائر أبناء ملته ف ا ل يستأثر دونهم بشيء، ولا ينسى في هذا المقام العظيم الذي يكاد يغيب في شهوده فيه لمعبوده حتى عن نفسه أن يشعر بالانخراط في سلك العابدين من أبناء ملته، واندماجه معهم في مشاعرهم وأحاسيسهم، واشتراكه معهم في طلب رحمة الله تعالى للجميع، وأن يغدق فضله على الكل، ويمن بالنجاح والتوفيق عليهم أجمعين. أما ما يتعلق بحقوق الناس فإنه يتبدى بكل ج اء أن كل ما شرع في الحفاظ عليها يستوجب ل الرفق والرحمة بين الناس وحسن الصلة والوئام بين جميع أطرافهم، بحيث لا يستعلي قوي على ضعيف، ولا يستغل غني ذا حاجة، فترى في أحكام البيوع والمعام ات تحريم الربا ل والغرر والغش والاحتيال وجميع وجوه الاستغ ال، كما ترى وجوب مراعاة السبق ل والأولويات بحيث لا يجوز لأحد أن يقدم على أن يساوم على سوم أخيه كما لا يجوز له أن يقدم على أن يخطب على خطبته) ). ) وكم تجد فيما شرع في حق الأزواج والوالدين والأولاد وحقوق الأرحام والجيران وحقوق المسلمين عامة ما يفيض بالرفق واللطف والرحمة ويغدودق بالبر والإحسان. ) ) ثبت في حديث أبي هريرة عن النبي ژ أنه قال: «لا يخطب ) الرجل على خطبة أخيه ولا يسوم على سوم أخيه ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ صحفتها ولتنكح فإنما لها ما كتب الله لها ،» أخرجه مسلم ) / 12 9 ، رقم 108 ، وقد روي من طرق أخرى 2 0 4( بألفاظ متعددة. أوليس في هذا كله ما يبصرنا بمزايا الإس ام ل العظيمة ومراعاته للألفة والوئام والمودة والحنان بين جميع أتباعه الموصولين بحبله المتين ويجعلنا نوقن أنه رحمة للعالمين؟. نعم؛ هذا هو الإس ام الذي تعبدنا به والذي ل حواه كتاب الله تعالى المبين وسُنةَّ نبيه المصطفى الأمين، ووعاه السلف الصالح من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فاتبعوا نوره وسلكوا نهجه وارتبطوا بحبله، فكانوا أمة عظيمة بين الأمم طأطأت لها الأمم رؤوسها وأخضعت لها رقابها وامتلأت نفوسها إعجابا وتعظيما وتقديرا لها، لأنها حقا كانت أمة عظيمة في تصورها واعتقادها وفي أحاسيسها ومشاعرها وفي سلوكها وأخ اقها ل وفي سلمها وحربها وفي عطائها وأخذها وفي قبولها ورفضها وفي قولها وعملها، وقد أثرت عظمتها في نفوس أعدائها حتى فاضت ألسنتهم ثناء عليها وتقديرا؛ لأن قلوبهم امتلأت تعظيما لهم وتوقيرا، فقد ذكر ابن الأثير أن هرقل سأل رج ا ممن اتبعه كان قد أسر مع المسلمين ل فقال: أخبرني عن هؤلاء القوم، فقال: أخبرك كأنك تنظر إليهم، هم فرسان بالنهار رهبان بالليل لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ولا يدخلون إلا بس م يقضون على من حاربوه ا حتى يأتوا عليه، فقال: لئن كنت صدقتني ليملكن موضع قدمي هاتين) ). ) وروى ابن عساكر بإسناده إلى «من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن رجلين من قومه من غسان، قال: لما كان المسلمون بناحية ) ) البداية والنهاية، 7/ 5 .3 ) الأردن تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر، فقال أحدنا لصاحبه هل لك أن تدخل المدينة فتتسوق من سوقها قبل حصارها؟ فبينا نحن نتسوق إذ أتانا رسول بطريقها اصطراخيه فذهب بنا إليه، فقال: أنتما من العرب؟ قلنا: نعم، قال: وعلى النصرانية، قلنا: نعم، قال: ليذهب أحدكما إلى هؤلاء فليتجسس لنا من خبرهم ورأيهم وليتثبت الآخر على متاع صاحبه، ففعل ذلك أحدنا فلبث لبثا ثم جاءه، فقال: جئتك من عند رجال دقاق، يركبون خيولا مشاق، أما الليل فرهبان، وأما النهار ففرسان، يريشون النبل ويبرونها، ويثقفون القنا، لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك لما ع ا من أصواتهم بالقرآن والذكر، فالتفت إلى ل أصحابه، فقال: أتاكم منهم مالا طاقة لكم به ( .( (» ) ) تاريخ دمشق / 96 97 ، وينظر البداية والنهاية، 7/ 2 .16 ) وقد رأيت كيف كانت خصالهم هذه مثار رعب أعدائهم بحيث تيقنوا أنهم لا طاقة لهم بهم، فكانت أقوى س ح دحروا به أكثر الناس ا عدة وعددا وأكثرهم مراسا في القتال، وأخبرهم بفنون الحرب ومكائدها، ولا ريب أن ما كانوا يتحلون به من خصال البر ويتصفون به من قوة الإيمان ويتميزون به من مناقب الخير وينفردون به من الألفة والمودة والحنان فيما بينهم أقوى عامل لنجاحهم في مهماتهم، فما كانوا يقبلون على بلد إلا فتحوه ولا تتصدى لهم قوة إلا دحروها وقد واجهوا في زمن واحد إمبراطوريتين كانتا تتقاسمان معظم العالم المتحضر في ذلك الوقت وقد حققوا بحمد الله تعالى انتصارا كاسحا عليهما جميعا،ً ولا غرو فإنهم صدقوا الله فصدقهم ونصروه فنصرهم، وقد علم الله صدق طواياهم ونقاء سرايرهم، فأثنى عليهم في كتابه إذ قال فيهم: . . . . . . پ پ پپ . . . . . . .. . . .. ]الأحزاب: 23 [، وقال: .. . .. . پ پ پ پ . .. . . . . . . . .. ٹ ٹ ٹ ٹ . .. . . . .. . . . . . . . . چ چ چ چ . . . .. . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ. ]الفتح: 2[، وقال: . . . . . 9 . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي يي ي ئج ئح ئم ئى ئي بج. ]الحشر: 8 [. 9 وكانت سجاياهم تشرق على الدنيا أنباؤها كما تشرق شمس النهار عند طلوعها فيعم الفضاء شعاعها، فكم كان أعداؤهم أنفسهم هم الذين يعطرون الدنيا بنشرها، فعندما كانت جيوش المسلمين تكتسح ممالك فارس ضاق يزدجرد ذرعا بالهزائم التي سحقت جيشه وشتت ملكه، فكتب إلى إمبراطور الصين طالبا منه نجدته، ولما وصل رسوله إليه قال له: «قد عرفت أن حقا على الملوك إنجاد الملوك على من غلبهم، فصف لي صفة هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من ب ادكم فإني أراك تذكر منهم قلة ل وكثرة منكم ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل الذي تصف منكم فيما أسمع من كثرتكم إلا لخير عندهم وشر فيكم. قال: فقلت اسألني عما أحببت، فقال: أيوفون بالعهد؟ قلت: نعم، قال: وما يقولون لكم قبل أن يقاتلوكم؟ قلت: يدعوننا إلى واحدة من ث اث، إما دينهم فإن أجبناهم أجرونا مجراهم، ل أو الجزية والمنعة أو المنابذة. قال: فكيف طاعتهم أمراءهم؟ قلت: أطوع قوم لمرشدهم، قال: فما يحلون وما يحرمون؟ فأخبرته، فقال: أيحرمون ما حلل لهم أو يحلون ما حرم عليهم؟ قلت: لا، قال: فإن هؤلاء القوم لا يهلكون أبدا،ً حتى يحلوا حرامهم ويحرموا ح الهم، ثم قال: ل أخبرني عن لباسهم، فأخبرته، وعن مطاياهم، فقلت: الخيل العراب ووصفتها، فقال: نعمت الحصون هذه ووصفت له الإبل بركها وانبعاثها بحملها، فقال: هذه صفة دواب طوال الأعناق، وكتب معه إلى يزدجرد أنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجيش أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي،َّ ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك لو يحاولون الجبال لهدوها ولو خلي لهم سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف، فسالمهم وأرض منهم بالس امة ولا ل تهيجهم ما لم يهيجوك ( .( (» ) ) الإكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والث اثة الخلفاء، أبو ل ) الربيع سليمان بن موسى الك اعي الأندلسي ت: 64 ه، 3 ل 4 / 7 ، عالم الكتب بيروت 1 17 ه، الطبعة: الأولى، 4 8 3 تحقيق: د. محمد كمال الدين عز الدين علي، وانظر تاريخ الطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ت: 1 ، / 4 9 ، 2 0 3 5 دار الكتب العلمية بيروت، الكامل في التاريخ، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم الشيباني ت: 60 ه، / 3 7 ، دار الكتب العلمية بيروت 1 1 ه، 2 4 5 3 4 الطبعة: ط ، تحقيق: عبدالله القاضي، نهاية الأرب في فنون 2 وإن عجبت فاعجب ما الذي أوجف قلوب الأباطرة في أرجاء الأرض من هيبة هذه القلة التي كانت مستضعفة مزدراة بين الأمم حتى أحس إمبراطور الصين مع بعد داره وكثرة جنده أن الأرض تتزلزل به من تحت قدميه؟!. نعم؛ إن ذلك هو الإيمان الذي ملأ وجدانهم وامتلك سرهم وجهرهم، وقد ترجموه إلى أعمال وأخ ق، فكانوا أمة مثالية بين الأمم ا ألبسهم الله تعالى الهيبة والوقار وملأ قلوب عباده حبا لهم تغلغل في أعماقها وإعجابا الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري ت: 73 ه، 19 / 176 ، دار الكتب العلمية بيروت / لبنان 3 124 ه 04م، الطبعة: الأولى، تحقيق: مفيد قمحية 4 2 وجماعة، البداية والنهاية، لإسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء ت: 77 ، 7/ 1 9 ، مكتبة المعارف بيروت. 2 4 ففاض على ألسنتهم حسن الثناء لهم، ولا غرو فإنهم شغلوا بحب الله عن كل من سواه وما سواه، وتزاحم في قلوبهم خوفه ورجاؤه، فأذهلهم خوفه عن خوف من دونه، فلم يبالوا بالجيوش الجرارة المزودة بأقوى العتاد، وامتلكهم رجاؤه فلم يلتفتوا إلى ما بأيديهم من الأسباب، وإنما أهمهم مسبب الأسباب، فكانوا في جميع أحوالهم يستمسكون بحبل التقوى ويتواصون بها. بسجاياهم الحميدة ملأ مشاعرهم وأحاسيسهم، فقد اشتهر أنه «كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص ^ ومنَ معه من الأجناد: أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدةَّ على العدو،ّ وأقوى المكيدة في الحرب وآمرُك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكّم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهّم، وإنما ينُصرَ المسلمون بمعصية عدوهّم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدُتَّنا كعدتّهم، فإذا استوَيَنا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننُصْرَ عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتّنا واعلموا أن عليكم في مسيركم حفَظََة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحَيْوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ولا تقولوا إن عدونّا شر منا فلن يسُلَطَّ علينا ]وإن أسأنا[: فربُ قوم سُلطّ عليهم شر منهم، كما سلُطّ على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفُاّر المجوس . . . .. . ں ں . ]الإسراء: 5[ واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكّم أسأل الله ذلك لنا ولكم ( .( (» هذه وصية الفاروق ? التي لم يوص بها جنده إلا بعد أن استوصى بها وحولها إلى صورة حية تتمثل في كل جزئية من حياته، فكانت وصية من القلب إلى القلب، فلم يلبث الجند أن تقبلها وترجمها ترجمة عملية وأخ اقية وكانت ل قوته وعتاده وس حه الفتاك الذي هزم أعداءه ا ) ) العقد الفريد، أحمد بن محمدبن عبد ربه الأندلسي ت: 28ه، 3 ) 119/1 دار إحياء التراث العربي بيروت /لبنان 102 ه 4 1999 م، الطبعة: الثالثة، نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري ت: 73 ه، 6/ 12 ، دار 4 3 الكتب العلمية بيروت / لبنان 124 ه 04م، الطبعة: 4 2 الأولى، تحقيق: مفيد قمحية وجماعة، جمهرة خطب العرب، أحمد زكي صفوت، 1/ 25، المكتبة العلمية بيروت . بدائع 2 السلك، ابن الأزرق)م ت: 96 ، / 6، وزارة الإع م ا 2 2 8 ( العراق، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. علي سامي النشار. فاندحرت بين أيديهم الجيوش الجرارة وولت على أعقابها تاركة لهم معاقل عزها ومرابع فخارها، فتمكنت تلك القلة من إقامة دين الله وشرعه في تلك الأراضي الشاسعة التي ما كانوا يحلمون من قبل أنهم سيتبوأون في أرجائها مأوى يأوون إليه أو منتدحا يتيممون نحوه، ولكن ليت شعري هل بقيت أمة الإس ام تسير ل على هذا الخطو ولا تعدل عن هذا النهج، أو أنها حادت عن هذا المسلك فهامت في بيداء منطمسة الصوى دارسة المعالم مظلمة الأرجاء موحشة الأنحاء، وظلت تتخبط في متاهاتها، غير قادرة على الخروج من مأزقها، ولا التفلت من إسارها، لأنها لم تستصبح بنور القرآن ولم تستمسك بحبله ولم تستعصم بعروته؛ فانفلتت يدها من معقد العز ومناط الشرف والكرامة، بل أصبحت تبحث عن العز في مكامن الذل وعن الكرامة في مواطن الهوان، وتطلب القوة بأسباب الضعف، ورضيت بالانق ب مما كانت عليه ا من وحدة الصف واجتماع الكلمة والالتفاف حول راية الحق إلى اتباع السبل التي تفرقت بها فأصبحت شراذم يشتد بأسها بينها وتستخذي أمام عدوها، لا تبالي أن ترضي عدوها بسخط ربها وأن تشتري لعاعة من دنياها بأعظم ثروة من دينها فخسرتهما معا،ً وبقيت تلهث وراء مواكب أعدائها تعيش على ما يتساقط من أيديهم من موائدهم، كأنها لم تخلق إلا لتكون تابعة ذليلة لا تملك استق ا للا في الفكر ولا حرية في الرأي ولا نصيبا في السياسة ولا نظرة في الحياة، وإنما تتحرك بتأثير من غيرها كأنما هي آلات صماء يحركها الضغط على الأزرار؟. أمة الإسلام بين ماضيها المشرق وحاضرها الكاسف لقد كانت أمة الإس ام عندما مكن لها في ل الأرض وقبضت على أزمة قضايا الحياة السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية والأخ اقية والثقافية قليلة عزيزة ل وأصبحت اليوم كثيرة مهينة لأنها غدت كما وصفها رسول الله ژ بقوله: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها »، قيل: يا رسول الله فمن قلة منا يومئذ؟! قال: «لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ( .( (» ) ) أخرجه الطيالسي )ص 13 ، رقم 99 ، وابن أبي شيبة 2 3 ( ) ) 6 /7 ، رقم 74 7 ، وأحمد ) / 7 ، رقم 0245 ، 2 4 5 8 3 3 2 2( ( فمن حيث العدد تجاوزت الأمة اليوم المليار ونصف المليار، وهي مع ذلك يتفجر الخير من أرضها أنهارا ويتدفق الثراء في ديارها تدفق السيول الجارفة في الأودية العميقة الواسعة ولا ا ل ولكنها لا تملك قرارا، ولا تستطيع ح عقدا،ً وإنما هي مغلوبة على كل شيء، وما ذلك إلا لأنها أصبحت تعيش بغير هدف في الحياة بسبب تخليها عن رسالتها التي ترجمها ربعي بن عامر ƒ عندما قال أمام رستم القائد الفارسي: «الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإس ام ») ). ل ) وأبو داود ) / 111 ، رقم 2 97 ، والروياني ) 1/ 2 7 ، رقم 64 ، 4 4 4 5 ( ( وأبو نعيم في الحلية ) 1/ 12 . والبيهقي في شعب الإيمان 8 ( ) 97/7 ، رقم 13 7 ، والديلمي ) / 2 7 ، رقم 2 2 5 8 5 0 . 977 ( ( ) ) تاريخ الطبري، / 0 1 ، الإكتفاء بما تضمنه من مغازي 2 4 ) رسول الله والث اثة الخلفاء، / 19 ، البداية والنهاية 7/ 9 ، ل 2 4 3 جمهرة خطب العرب 1/ 2 .24 وما قيمة الإنسان في الحياة إذا فقد الهدف الذي يعيش من أجله وجهل الغاية التي يسعى لتحقيقها؟!. فالإنسان مدني بطبعه اجتماعي بفطرته تشده إلى بني جنسه عواطف ومشاعر وتربطه بهم مبادئ وغايات، وليست ثمَ في الحياة مبادئ وغايات أسمى من تلك المبادئ التي أنزل الله بها وحيه ونادت بها الرسل، وهي التي تصل المخلوق بخالقه وتقود الدنيا إلى الآخرة، وتوحد بين الأرض والسماء وبين الملك والملكوت، وتربط العمل بجزائه، وتحل ألغاز الحياة فتبصر الإنسان بمبدئه ومصيره، وترشده إلى واجبه فيما بين المبدأ والمصير، فإنها بالطبع هي التي تسوق الإنسان إلى الانتظام في سلك مجتمعه وأمته والتفاني من أجل مصلحتهما، لأن حاله فيهما كحال العضو في الجسم كما قال النبي ژ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفعهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ( .( (» هذه الحالة إن وجُدت في الأمُة كانت كفيلة بأن ترص الصف وترأب الصدع وتأتي على كل ما عسى أن يكون فيها من خلل أو ينجم بينها من شقاق، فتكون الأمة بجميع أفرادها كالجدار الصلب الذي ت احمت ذراته ل وأحكمت لبناته لا يجد الساعي إلى نقضه منفذا للولوج إليه وتفتيت ذراته، ولا تزعزعه العواصف ولا الأعاصير، أما إن فقدت فإنها ) ) أخرجه أحمد ) / 7 ، رقم 104 ، ومسلم ) / 1999 ، رقم 2 0 4 4 8( ) 258 6 (. وأخرجه أيضا:ً البيهقي ) 3/ 353، رقم 6223 (، والقضاعي ) / 38، رقم 2 3 2 . 1 67 ( تصبح أمة هزيلة ضعيفة يطمع فيها كل طامع، وتطُوَحِّ بها كل عاصفة. هذا؛ وإن من أخطر ما نكبت به الأمُة بعد إضاعتها عهد الله تعالى هذا التفرق والتحزب في الفكر والسياسة وتحكم النزاع فيما بينها في نزعاتها وما تبع ذلك من التعصب المقيت والفتنة العمياء، التي أصبحت تأكل الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل وتأتي على الطارف والتليد، .. . . . . ہ ہ ہ ہ. ]الذاريات: 42 [، فإنها أصبحت رحى طحونا تسحق كل ما تنطبق عليه صخرتاها. وهي تساق إلى لهيب هذه الفتنة وضرامها من حيث تدري ولا تدري كأنما ترى منجاتها وسعادتها في إس اس قيادها إلى من يسوقها إلى ل الب ا لء سوقا ويدعها في المهالك دعا،ً ف ا ل تبالي في الاقتتال بينها وعدوان بعضها على بعض ناسية عهد الله تعالى الذي أخذه عليها كما أخذه على بني إسرائيل من قبل وتوعدهم أشد الوعيد على إضاعته، وهو الذي تضمنه خطاب الله تعالى الذي وجهه إلى بني إسرائيل بقوله: .. . . . . پ پ پ پ . . . . . . . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . .. . . چ چ چچ . . . . . . . . . . ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ ک کک ک گ گ گ گ. ]البقرة: 84 85 [. وهو ب ا ريب بكل ما اشتمل عليه من تأكيد ل ووعيد على إضاعته يتجه إلى هذه الأمة كما اتجه إلى بني إسرائيل، فكم من آية في كتاب الله تعالى تنص على ذلك كقوله تعالى: .ٹ . . . . . . . . . . . . . .. . چ چچ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ ک ک ک. ]النساء: 2 30 [، 9 إذ المراد بقتلهم أنفسهم أن يقتل بعضهم بعضا،ً وإنما عبر عنه بقوله: .. چ چ. لأجل التأكيد على الوحدة الشعورية بين الأمة، بحيث يشعر كل من سولت له نفسه أن يقتل أخاه بأنه لا يقتل إلا نفسه، لأن خسارة ذلك تعود إلى الأمة جميعا فتنقلب عليه. وهذا يعني وجوب مراعاة حقوق جميع الأمة في المحافظة على أنفسها وعلى أموالها، وكذلك أعراضها، وكم من نص شرعي يدل على ذلك، فقد قال تعالى: .گ گ گ . . . . . . . . ں ں . . .. ]النساء: 3 [، والنبي ژ 9 يلح على تأكيد ذلك في مواقف شتى، ومن ذلك قوله: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة .(((» ) ) أخرجه أحمد ) / 91 ، رقم 6 6 ، والبخاري ) / 6 ، رقم 2 2 2 4 5 8 ( ) 3 1 ، ومسلم ) / 1996 ، رقم 058 ، وأبو داود ) / 7 ، رقم 2 0 4 4 3 2 2 ( ( 8 9 ، والترمذي ) / 4، رقم 12 6 وقال: حسن صحيح 4 3 4 4 3 ( ( غريب. والنسائي في الكبرى ) / 0 9 ، رقم 7 91 ، وابن حبان 2 4 3 ( ) 291/2 ، رقم 53(. وأخرجه أيضا:ً القضاعي ) 1/ 132 ، رقم 169 ، والبيهقي ) 6/ 0 1 ، رقم 2 0 . 1198 ( ( وقال !: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا،ً المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا وأشار إلى صدره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ( .( (» وكان مما قاله في خطبته بحجة الوداع: «يا أيها الناس.. أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ » قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام حرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا ولا يجنى جان إلا على نفسه، ) ) أخرجه أحمد ) / 77 ، رقم 771 ، ومسلم ) / 19 6 ، رقم 2 2 4 8 3 ( ) 25 64 (. وأخرجه أيضا:ً البيهقي ) 6/ 92 ، رقم 11276 (. ألا ولا يجنى والد على ولده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا،ً ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تستحقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ألا إن المسلم أخو المسلم، فلا يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه ( .( (» وقال ژ : «دب إليكم داء الأمُم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ( .( (» ) ) أخرجه الترمذي ) / 7 ، رقم 08 7 ، والنسائي في الكبرى 2 5 3 3( ) ) / 4، رقم 10 ، وابن ماجه ) / 1 1 ، رقم 2 2 0 4 5 0 4 3 . 05 ( ( ) ) أخرجه الترمذي ) / 7 ، رقم 08 7 ، والنسائي في الكبرى 2 5 3 3( ) ) / 4، رقم 10 ، وابن ماجه ) / 1 1 ، رقم 2 2 0 4 5 0 4 3 . 05 ( ( وقال رسول الله ژ: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ( .( (» وقال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا .(((»ً ) ) أخرجه الربيع، ) 1/ 7 رقم: 696 ، ومالك ) / 9 7 ، رقم 161 ، 2 2 0 0 5 ( ( ) والطيالسي )ص 08، رقم 0 91 ، وأحمد ) / 199 ، رقم 3 2 2 ( 10 7 ، والبخاري ) / 235، رقم 71 ، ومسلم ) / 193 ، 4 5 5 5 8 3 8 2 ( ( رقم 5 9 ، وأبو داود ) / 7 ، رقم 91 ، والترمذي 2 0 4 4 8 2 ( ( ) / 2 9 ، رقم 195 وقال: حسن صحيح. 4 3 3 ( ) ) أخرجه الربيع، ) 1/ 7 رقم: 69 ، وأخرجه مالك ) / 9 7 ، 2 2 0 0 8 ( ) رقم 1616 ، وأحمد ) / 8 7 ، رقم 745 ، والبخاري ) / 1976 ، 2 5 2 8 ( ( رقم 48 9 ، ومسلم ) / 195 ، رقم 5 6 ، وأبو داود ) / 08، 4 4 3 2 8 2 4 ( ( رقم 917 ، والترمذي ) / 5 6 ، رقم 198 وقال: حسن 4 4 3 8 ( ( صحيح. والطبراني في الأوسط ) / 2، رقم 4 61 ، والبيهقي 8 8 2 ( ) 10 /7 ، رقم 18 1 كلهم بزيادة «ولا يخطب الرجل على 3 8 3 ( خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك .» وحذر ! من أي عدوان على دم المسلم إلا أن يرتكب موجبا لذلك، كما في قوله: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه ،(((» وهذا إذا كان كل واحد منهما يسعى إلى سفك دم الآخر، أما إن كان أحدهما باغيا والآخر مدافعا عن النفس، فإن من دافع عن نفسه سالم، كما دل عليه قوله !: «من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل ) ) أخرجه أحمد ) / 3 رقم 045 6 والبخاري ) 1/ 0 رقم 1 ، 5 3 2 4 2( ( ) ومسلم ) / 2 1 رقم 8 وأبو داود ) / 13 ، رقم 2 6 ، 4 4 4 8 2 4 0 2 ( ( والنسائي ) 7/ 15 ، رقم 4 2 2 . 12 ( دون أهله فهو شهيد »)))، وبيَّن ! أن كلمة «لا إله. إلا الله » عاصمة لدم قائلها إلا بموجب شرعي، فعن ابن عمر ^ عن النبي ژ: «أمُرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله. إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإس م، ا وحسابهم على الله ») )، وعن أنس ƒ بلفظ: ) «أمُرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله. ) ) وأخرجه عبدالرزاق ) 1/ 11 ، رقم 15 6 ، وأحمد ) 1/ 19 ، 0 0 4 5 8 ( ) رقم 162 ، وعبد بن حميد )ص 66 ، رقم 1 6 ، وأبو داود 0 5 ( ( ) / 4 6 ، رقم 77 ، والترمذي ) / 0، رقم 12 1 وقال: 2 4 4 4 4 2 3 ( ( حسن صحيح. والنسائي ) 7/ 116 ، رقم 0 9 ، وأبو يعلى 5 4( ) / 48، رقم 9 9 ، والبيهقي ) / 66 ، رقم 58 ، والضياء 2 2 4 3 2 5( ( ) / 9 ، رقم 1 9 وقال: إسناده حسن. 2 2 2 0 3 ( ) ) أخرجه البخاري ) 1/ 17 ، رقم 5 ، ومسلم ) 1/ 3، رقم 2 ، 2 2 5 ( ( ) وابن حبان ) 1/ 0 1 ، رقم 5 4 . 17 ( إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن يستقبلوا قبلتنا ويأكلوا ذبيحتنا ويصلوا صلاتنا فإذا فعلوا ذلك فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ») )، ومن طريقه وطريق أبي بكر ) الصديق وأوس بن أوس الثقفي وابن عباس وجابر بن عبدالله وأبي بكرة وأبي هريرة والنعمان بن بشير وسهل بن سعد الساعدي @ بلفظ: «أمُرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله. إلا الله وأني رسول الله ) ) أخرجه أحمد ) / 24، رقم 13 7 ، والبخاري ) 1/ 13 ، رقم 2 3 5 3 2 ( ) 58 ، وأبو داود ) / 4، رقم 6 1 ، والترمذي ) / ، رقم 2 4 4 5 3 4 3( ( 68 وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي ) 7/ 76 ، رقم 2 0 ( 967 ، وابن حبان ) 1/ 1 ، رقم 8 9 ، والدارقطني 2 5 5 3 3 5 ( ( ) 232 /1 (، والبيهقي ) 2/ 3، رقم 203 1 (. وأخرجه أيضا:ً الضياء ) / 77 ، رقم 2 5 3 . 191 ( فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ( .( (» ) ) أخرجه من حديث أنس: أخرجه تمام ) 1/ 25، رقم 3 9 . 5 2 ( ) وحديث أوس بن أوس: أخرجه الطيالسي )ص 1 1 ، رقم 5 111 ، والنسائي ) 7/ 0، رقم 92 ، وابن ماجه ) / 1 9 ، 2 2 0 5 3 8 8 ( ( رقم 9 9 ، وأبو يعلى ) 1/ 7 ، رقم 6 6 ، والطبراني 2 2 2 2 2 8 3( ( ) 17/1 ، رقم 9 ، وأبو نعيم في الحلية ) 1/ 48 . وأحمد 2 2 5 3( ( ) / ، رقم 1605 ، والدارمي ) / 8 7 ، رقم 2 4 8 2 2 2 . 4 6 ( ( ومن حديث أبي بكر: أخرجه النسائي ) 7/ 77 ، رقم 97 ، 0 3( والبزار ) 1/ 9، رقم 8 ، والدارقطني في الأفراد كما في 8 3( أطراف ابن طاهر ) 1/ 6، رقم 1 . قال الهيثمي ) 1/ 5 : رواه 2 3 2 ( ( البزار، وقال: وهذا الحديث لا أعلمه يروى عن أنس عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وأحسب أن عمران أخطأ في إسناده. ومن حديث عمرو بن أوس عن أبيه: أخرجه أحمد ) / ، رقم 4 8 1608 ، والنسائي ) 7/ 1 ، رقم 93 ، وابن ماجه ) / 1 9 ، 2 2 5 8 3 8 2 ( ( رقم 9 9 ، والطحاوي ) / 1 ، وابن قانع ) 1/ 9 . والدارمي 2 2 2 3 3 3 ( ( ( ) / 8 7 ، رقم 2 2 2 . 4 6 ( ومن حديث جرير: أخرجه الطبراني ) / 0 7 ، رقم 2 2 3 . 2 76 ( ومن حديث النعمان بن بشير: أخرجه النسائي ) 7/ 79 ، رقم 979 ، والبزار ) / 19 ، رقم 2 7 . = 2 8 3 3( ( وعن ابن عباس _ عند الربيع بلفظ: «أمُرت = ومن حديث سهل بن سعد: أخرجه الطبراني ) 6/ 12 ، رقم 4 5 3 . 7 6 ( ومن حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني ) 11 / 0، رقم 4 2 . 118 7 ( ومن حديث جابر: أخرجه أحمد ) / 23، رقم 1 60 ، 4 3 0 3 ( ومسلم ) 1/ 2، رقم 1 ، والترمذي ) / 3 9 ، رقم 34 1 وقال: 2 5 5 4 3 ( ( حسن صحيح. والنسائي ) 7/ 79 ، رقم 977 ، وابن ماجه 3( ) / 1 9 ، رقم 2 2 5 3 2 . 98 ( ومن حديث عمر: أخرجه أحمد ) 1/ 5 رقم 3 9 ، والبخاري 2 3 ( ) / 0 7 رقم 135 ، ومسلم ) 1/ 1 ، رقم 0 ، والترمذي ) / ، 2 5 5 3 2 5 3( ( رقم 6 7 وقال: حسن. والنسائي ) 6/ 6، رقم 2 0 3 3 . 0 9 ( ( ومن حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه: أخرجه الطبراني ) / 1 رقم 8 8 8 3 . 191 ( ومن حديث أبي بكرة: أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد ) 1/ 5 . وفي الأوسط ) / 66 ، رقم 4 3 2 2 . 65 ( ( ومن حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد ) / 02، رقم 125 ، 2 5 0( والبخاري ) / 0 7 ، رقم 135 ، ومسلم ) 1/ 2، رقم 1 ، وأبو 2 2 5 5 3( ( داود ) / 4، رقم 60 ، والترمذي ) / ، رقم 6 6 وقال: 2 2 0 5 3 3 4 4 ( ( حسن صحيح. والنسائي ) 7/ 77 ، رقم 971 ، وابن ماجه 3( ) / 1 9 ، رقم 2 2 2 5 3 . 9 7 ( حديث سمرة: أخرجه الطبراني في الأوسط ) 6/ 99 ، رقم 2 4 5 . 6 6 ( أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله. إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ( .( (» وجميع هذه الروايات متضافرة على أن كلمة «لا إله. إلا الله » عاصمة للدم إلا بموجب شرعي، وهو قتل النفس المحرمة بغير حق أو الزنا بعد الإحصان أو الارتداد عن الإس ام. ل وعليه؛ فإن إقدام المسلم على سفك دم المسلم بغير موجب شرعي بغي وعدوان، وقد أمر الله تعالى باجتماع كلمة المسلمين جميعا على مقاتلة الباغي إن أصر على ذلك، وذلك في قوله: .. . . . . ں ں. . . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھے ے . . ) ) أخرجه الربيع بن حبيب ) 1/ 18 رقم: 4 4 8 . 6 ( ) . . .. . . . . . . . . . . .. . . . .. ]الحجرات: 0 [، ويستفاد من 9 1 ذلك أنه لا يصار إلى العنف مع إمكان الع اج ل بالرفق، فإن وقع الاقتتال بين طائفتين وجب السعي من غيرهم إلى إطفاء نائرتهم بالصلح وجمع الكلمة، فإن أصرت إحداهما على المضي قدما في بغيها وأبت الصلح وجب على الجميع أن يتظاهروا على قتالها حتى تذعن للصلح وتعود إلى حظيرة الألفة والوفاق. وليس ذلك إلا لأن الفتنة كالنار المسعرة؛ إن شب لهيبها أتى على كل شيء وأهلك الحرث والنسل وترك الب د ب اقع، فلذلك وجب ل ا التعاون على نزع فتيلها وإطفاء سعيرها قبل أن يستفحل أمرها فيتعذر أو يتعسر إطفاؤها، ولربما يمكن اليوم ما يتعذر غدا فإن المشكلة كلما تقادمت ازدادت تعقدا واستعصت على الحل والع ج، لهذا كان المسلمون مأمورين أن ا يبادروا الفتن بسد أبوابها واستئصال أسبابها قبل أن يتفاقم أمرها، فإنها بقدر اتساع دائرتها يشق عليهم احتواؤها. والسخائم عندما تتراكم في الصدور يكون است الها أشق على من يرومه، والأحقاد عندما ل تتغلغل في النفوس تصبح جزءاً من طبيعتها، ف ا يوجد سبيل إلى تصفيتها منها، فقد دل ل القرآن على ذلك، فإن الله سبحانه بين أن تآلف طرفي الأنصار واجتماع كلمة المؤمنين حول الرسول ژ كان أمرا إله.يا وقدرا ربانيا ما للناس إليه من سبيل، ولذلك امتن الله سبحانه على نبيه ژ بذلك في قوله: . پ . . . .. . . .. . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . . . .. . . .. ]الأنفال: 2 3 [، 6 6 فإن الأحقاد إن توارثتها الأجيال وسرت من الآباء والأجداد إلى أعقابهم كانت أبعد مدى في النفوس، وأقوى تأثيرا على العقول، وإنما الله وحده هو الذي يخلص النفوس من آثارها ويحرر العقول من إسارها كما كان ذلك في الرعيل الأول من هذه الأمة الذين سادهم الوفاق والألفة بعد الشقاق والنفرة، فضربوا أروع الأمثال في نصرة الحق وتحرير الإنسانية من ربقة الظلم والاستبداد. وإذا كان ذلك السلف العظيم استطاع أن يتخطى السدود والحواجز ويجتاز العقاب الكأداء الصعاب حتى وصل إلى هذه الغاية العظيمة، فأين الخلف اليوم من حمل هذا الهم والنوء بهذه الهمم حتى تتحقق هذه الغاية النبيلة، ويصل إلى هذا الهدف العظيم؟. ليت شعري متى تتجرد أمُة الإس ا لم اليوم من أهوائها وتقف وقفة المحاسبة لنفسها على ما فرطت من حمل أمانة الله والقيام بحق دينه والاستع اء على أسباب النزاع والشقاق؛ حتى ل تتبوأ ما تبوأه سلفها العظيم من مكان القيادة الحكيمة والريادة الأمينة بين الأمم، لتنعم الأرض بدورة تأريخية عظيمة تكون امتدادا لتلك الدورة التي قادها رسول الله ژ، وحمل تبعتها من بعده ذلك السلف العظيم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فنعمت الإنسانية جميعا بالطمأنينة والاستقرار، وفازت بالعدل والإنصاف، وعرفت قيمة حياتها، واهتدت إلى سر وجودها؟. إن ذلك ب ا ريب منوط بأسبابه ومعقود ل على إتيانه من طريقه، فكل من سار على الدرب وصل، ولا يصل إلى غاية في الغرب من سلك إليها نحو الشرق، وكذا العكس، فالعز والسؤدد إنما هما من نصيب أمُة تأتلف ولا تختلف، وتتحد ولا تفترق، وتتناصر ولا تتخاذل، وتتسالم ولا تتحارب، وتتواد ولا تتباغض، وقبل كل ذلك فإن على أي أمُة أن تدرك رسالتها في الحياة ومسؤوليتها بين الأمُم، وقد بينّ الله تعالى رسالة هذه الأمة في قوله: .. . . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ. ]آل عمران: 1 0 [، وجميع 1 الأمُة مسؤولة عن ذلك، فقد حملها الله تعالى هذه المسؤولية بقوله: .. . . . . . . . ں ں .. . . .. ]آل عمران: 04 [. 1 وهل يمكن أن تقوم الأمُة بهذه المسؤولية بين الأمُم مع إهمالها لنفسها وتعاميها عن عيوبها؟ فإن من لا يصلح نفسه لا يمكنه إص اح ل غيره، .. . ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے. ]البقرة: 44 [، وأي عيب أفضح للأمُة وأي داء أفتك بها من هذا التناحر والمسارعة إلى الفتنة والعداوة المستعرة في القلوب والشحناء والسخائم التي تغص بها الصدور، وفقدان موازين القسط وإضاعة معايير العدل؟؟. لهذا كله كان لزاما أن تتعاون الأمة جميعا على ع اج هذا الداء المستعصي الذي يسئد ل إسآدا في جسمها حتى يغدو جثة خاوية بغير روح قطعت منه الأوصال ومزعت منه الأش اء، ل وعليها أن تجند لذلك جميع علمائها وحكمائها وأولي الحصافة في الرأي والإخ اص في العمل ل من جميع أبنائها، فكم يعتصر القلوب ألما ويفجر العيون دمعا ويبخع النفوس حزنا ما يشاهد بين هذه الأمة من فتن مضطرمة لا تبقي منها ولا تذر، تسعر بأموالها وأبنائها، كلما كادت تنحسر نارها أو يخبو أوارها امتدت إليها أيدي أعدائها الماكرة؛ لتزيدها تأجيجا،ً حتى تأتي على البقية الباقية والناس غارقون في غفلة لاهون في سمود، فقدوا الإحساس حتى لم يعودوا يشعرون بالنار تسري في أبدانهم وتلتهم أطرافهم. إني لأعجب عندما أقلب صفحات ديوان الشاعر الكبير والعالم البصير والداعية المخلص أبي مسلم الرواحي العمُاني، الذي رحل عن هذا العالم إلى العالم الروحاني قبل ما يقرب من قرن من الزمن، فأجده ببصيرة المؤمن النيرة ونظره النفاَّذ وحكمته البالغة يصف ما نحن فيه في هذا العصر كأنه يغدو ويروح بيننا، فتمتلكه الحسرة والأسى كما امتلكتنا ويصوغ مشاعره المؤلمة في كلماته الشعرية، التي تصور واقعنا وتصفه داء ودواء كقوله: ً ا ل فتحت عيني فرأيت غاف يحمله السيل وليته درى ونائما والنار في جثمانه كأنه جزل الغضى وما وعى وراضيا بذلة مفتخراً بأن يعيش خازيا ومزدرى ومؤمنا مستضعفا يغمزه ظالمه من الرجا إلى الرجا في رأيه متهماً ا وعاق وأرشد الآراء للحر الدوا وحاسدا لنعمة تخاله أسعر ما كان إذا قلت خبا وبائعا لوطن فيه انتشى بلقمة يلذها وهي الودى فهل لنا استقامة وعزة وحالنا مشؤومة كما نرى وأغلب الناس الوفاء عندهم مستهجن وعهدهم على شفا يجرون في الأهواء لا تكبحهم شكيمة عن دحل ولا هوى وأدعياء الفضل إن دعوتهم لغمرة الجلى تراموا للعرا همهم في شهوات طبعهم هم السوام في ارتياد المرتعى سريهم من جمع المال ولو أفلس من مروءة ومن حجى إذا دعا المجد تفادى ناقصا وإن دعاه بذخ قال أنا لا يشرف اليوم بعقل مقتر والسيد الأقعس من نال الغنى فخذ من الغمر الدني رأيه إن م الكيس ودعه إن ضقا أ تخاضعت له الرقاب عنوة وان جست صفحته وإن ظمى عصائب الإس م تلكم حالنا ا وليس يخفى في الظ ام ابن ج ا ل ل ما تنظرون في التماس طبعكم قد نكأ الجرح وأدنف الضنى ليس لها إلا التفاف قوة بقوة ومقتد بمقتدى ليس لها إلا نفوس طفئت أضغانها واشتعلت فيها التقى يلمها الإيمان قلبا واحداً وجهته الله وحشوه الهدى إذا رمت فقوسها واحدة وما رمت وإنما الله رمى دب إليكم داء من قبلكم من حسد يسفعكم ومن قلِىَ فخلصوا الأنفس من أدوائها فقل من مهما أصابته نجا ولو تآلفتم على إيمانكم وكانت الأوجه وجها ينتحى ومحصت أنواره قلوبكم فصفيت من فتنة ومن شذا ضاق على الخصم الفضاء دونكم وعزه الإركاس من حيث نزا عسى الذي قدر ما يهولكم يزيل باللطف الخفي ما عنا ويمطر الروح على ربوعكم فينضر الروض وإن كان ذوى) ) ) تلك هي مشاعر المؤمن المخلص الذي يعيش من أجل دينه وأمُته ويتجاهل شخصه وذاته؛ لأنه يرى أن عزته مرهونة بعزة أمُته التي ينتمي إليها، وسيادته في سيادة دينه مّة أبي مسلم، ص 35 1 352، حققه ودققه ا ل ) ) ديوان الع ) عبد الرحمن. الخزندار، 140 6 ه 1986 م. الذي يدين به. ونجده في قصيدة أخرى يعاتب أبناء ملته على ما استشرى بينهم من فتنة وشقاق وسفك بعضهم لدم بعض، فيقول: ما ذا الشقاق الذي يفري جنوبكم والمؤمنون بذات الدين إخوان أطلقتم السيف في أفراد ملتكم وقيدته عن الأعداء أجفان هب أن أسيافكم غرثى بها قرم ففي لحوم العدا يعتاش غرثان هانت عليكم تراث الكفر واشتعلت فيكم على بعضكم للبعض أضغان وألفة الدين قربى لم يكن معها أعلى وأدنى وأحزاب وأديان) ) ) ) ) المرجع السابق ص 4 3 . 1 ) وكان كثير التحسر على العصبية العمياء التي مزقت الأمُة فكانوا أحزابا متصارعة وخصوما متطاحنين، وفي ذلك يقول: وليت بني الإس ام قرت صفاتهم ل فما زعزعتها للغرور الزعازع وليتهم ساسوا بنور «محمد » ممالكهم إذ باغتتها القواقع وليتهم لم ينحروا بس حهم ا نحورهم إذ جاش فيها التقاطع لقد مكن الأعداء منا انخداعنا وقد لاح آل في المهامه لامع وسورة بعض فوق بعض وحملة لزيد على عمرو وما ثم رادع وتمزيق هذا الدين كل لمذهب له شيع فيما ادعاه تشايع وما الدين إلا واحد والذي نرى ض لات أتباع الهوى تتقارع ا وما ترك المختار ألف ديانة ولا جاء في القرآن هذا التنازع فيا ليت أهل الدين لم يتفرقوا وليت نظام الدين للكل جامع لو التزموا من عزة الدين شرطها لما اتضعت منها الرعان الفوارع وما ذبح الإس م إلا سيوفنا ا وقد جعلت في نفسها تتقارع ولو سلت السيفين يمنى أخوة لدكت جبال المعتدين المصارع وما صدعة الإس ام من سيف خصمه ل بأعظم مما بين أهليه واقع فكم سيف باغ حز أوداج دينه بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع هراشا على الدنيا وطيشا على الهوى وذلك سم في الحقيقة ناقع وما حرش الأضغان في قلب مسلم على مسلم إلا من النعي وازع ولو نصع القلبان لم يتباغضا ولا ضام متبوع ولا ضيم تابع وما هذه الدنيا لها قدر قيمة يضاع له ذخر من الله نافع غير إثمها ا وما نال منها طائ وأكدارها المستأثرون الأمانع ولو بعدت في النفس منزعة التقى لما نزعت نحو الشقاق المنازع) ) ) ) ) المرجع السابق، ص 28 3 3 .2 9 ) وتجد هذه المشاعر تتجدد في نفس خلفه العظيم شاعرنا الخليلي، الذي أدرك طرفا من أحوال هذا العصر فبكى واستبكى وأرسل كلماته لعلها توقظ ضمير الأمُة النائم وتبعث عزيمتها الميتة وحسبنا من ذلك قوله: يا ساسة الدين ع م وهنكم ا وأنتم في عدة وعد؟ِّ تختلفون الرأي فيما بينكم والحال إخفاق ونقض عهد وخلَفكم من يستغل خلُفكم في وثبة السمع وسمع الخلد يخالكم كالشاء في مسرحها فإن دعاها رئمت لولد هلم في صدق العزوم إنها س ح كل أمة وفرد ا . . . . . . . . نرتع في غيبوبة من أمل ونرتضي من العلى بالوهد نحس بالآلام في أنفسنا لكنها مني علي وحدي ونغمد السيف عن الخصم ولا نقره عن دمنا في غمد أهكذا قالت لنا عقولنا؟ أم أنها قد أخطأت عن قصد؟ أم أنها ليست لها بصيرة؟ أم أنها بصيرة لا تجدي؟ يا حالة قد أفقدتني عصبي رميت فيمن كنته بالفقد مولاي عبد تاه في مرامه عن نهجه وأنت مولى العبد فخذ بضبعه وأمُة هوت تحت الخ افات وبثق السد ل مستفتحين بأياديك الغنى والعز والنصر وكل جَدِّ فاجمع شتاتنا وأصلح شأننا واقض لنا على ظلوم ند) ) ) إن المتأمل لكتاب الله يجد في تضاعيف زواجره وأوامره ما يخال أن الأمُة معه لن تفترق، ولن يكون بينها إلا المودة والحنان والشفقة والوئام، ولكن يا للخيبة ما أعظم ) ) وحي العبقرية، للشيخ الأديب عبدالله بن علي الخليلي، ) ص 35 3 6 ، الطبعة الثانية 1 1 ه 199 م. 0 0 4 2 2 ما منيت به من شقاق وافتراق، وما غصت به صدورها من سخائم وأحقاد، وما تأجج بين حناياها من تعصب وحمية، حتى غدت لا تحتكم إلا إلى عواطفها، ولا تنقاد إلا لهواها نسيت عهد الله إليها، فأنساها الله أنفسها، تتلو آيات الكتاب وتتلى عليها ف تزيد فتنتها إلا ا استعارا،ً ولا نفوسها إلا صدودا وإعراضا،ً كأنما القرآن أنزل ليهمل ويعرض عنه، وكأنما الدين شرع ليفرق ويشتت، وكأنما الع اقة بين أتباعه ل وأهليه بغضاء لا تبقي ولا تذر. وإذا كانت الأمُة في القرون الخالية عاشت بين الت احي والخصام واشتغال بعضها ببعض، ل فقد ازدادت الآن عما كانت عليه بالجرأة على سفك بعضها لدم بعض، فقد تحول ما كان بينها من حرب باردة تهيج بأنواع التبديع والتضليل والتكفير إلى حرب ساخنة تؤجج باستمرار بوقود من أعز أبناء الأمُة تلتهمهم فوجا بعد آخر، وتجد الأمُة تنساق إلى أتونها زرافات ووحدانا كأنهم يسارعون إلى جنة عرضها السموات والأرض غير لاوين على قوله تعالى: .. چ چچ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ ک ک ک. ]النساء: 2 30 [، 9 وغير مبالين بقول النبي ژ: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار ( .( (» ومن أعجب شأن الأمُة أن يشتغل بعضهم ببعض ولا يعنوا إلا بأن يسفك بعضهم دم بعض ولا يهمهم أن يجثو عدوهم المشترك على ) ) سبق تخريجه. ) صدورهم جميعا،ً ويستلب حقوقهم وينتهك حرماتهم ويدوس مقدساتهم، فقد نسوا قضيتهم الكبرى؛ القضية الفلسطينية، بل قبروها تحت أنقاض الفتنة التي أغرت بعضهم ببعض، وأججت الحمية في صدورهم ضد بني ملتهم، فصاروا جندا لعدوهم الذي يتربص بهم جميعا،ً يكفونه شن الحروب على أنفسهم وإبادة خضرائهم وتحطيم قواهم، مع أن تلك القضية ليست قضية أرض سلبت ووطن احتل وشعب شرد فحسب، وإنما تعُد من أهم ما يرتبط بدينهم الحنيف وعقيدتهم التي هي عنوان هويتهم وروح حياتهم ومعقد شرفهم وعزتهم، كيف والأرض التي سُلبِوُها هي مقر المسجد الأقصى المبارك، الذي هو قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم الكريم عليه أفضل الص اة ل والتسليم، فكيف تقر أعينهم وتبرد حفائظهم وتسكن جائشتهم مع كونه أسيرا في يد أشرس عدو وأعتى مشاقق، ويشغلهم عن الاهتمام باسترداده وتحريره ما يشنونه على أبناء ملتهم من حروب جهنمية طاحنة تأتي على كل شيء، ف ا تبقي ولا تذر؟!!. ل وإن عجبت فأعجب أن يفوت مداركهم أن ما يأتونه ليس هو إلا لمصلحة عدوهم، وإلا فالخسار سيحيق بهم جميعا،ً ومع هذا كله تدفع هذه الفتنة ببعضهم إلى أن يعلن تأييده لهذا العدو في عدوانه السافر على أبناء ملتهم الذين يقفون في وجهه ويتحدون كبرياءه وغلواءه!!!. ليت شعري؛ ما الذي ينتظره هؤلاء ممن يمكر بإخوانهم ويصب على رؤوسهم المصائب صبّا،ً أويظنونه أنه سيغدو لهم أخا حميما وسيغمرهم مودة ورحمة وحنانا ويوسعهم من لدنه براّ وإحسانا؟ً!! أما آن لهؤلاء أن يفيقوا من هذه السكرة قبل أن يأتيهم اليوم الذي يقولون فيه: «أكلت لما أكل الثور الأبيض » عندما يتفرغ لهم العدو الذي خدموه ويكشر لهم عن أنيابه العصل وينشب فيهم مخالبه؟!. ومما يؤسف له أن تنطمس من الكل البصائر، وتلتبس عليهم جميعا الحقائق حتى غدوا يعتقدون أن هذا الذي يرتكبونه في أبناء ملتهم هو الجهاد المقدس وفي ذلك يتنافس المتنافسون!! حتى غدت كل فئة تشجع أبناءها على الاندفاع إلى هذا الشر! كأنهم يرونه في الدنيا سيادة وفخرا وفي الآخرة سعادة وأجرا!ً.. ولا تكاد تجد في فئة من يرفع عقيرته مستنكرا هذا الصنيع وساعيا إلى إطفاء هذه النار المستعرة، كأنما لا يوجد في أي طائفة عق اء يميزون بين ل الحق والباطل، ويفرقون بين السراء والضراء. وليس من المعقول أن يكون جميع هؤلاء فقدوا الرشد، إذ لا تخلو طائفة من ذوي البصيرة والرأي، ولكن غلب الجهل على العقل، وظهرت الحمية على الإنصاف، فلم يعد لأولي البصيرة والرأي صوت يسُمع أو دعوة تسُتجاب، وقد غلب على أكثر الناس القنوط واليأس، وتمكن من ألبابهم أن هذه هي طبيعة آخر الزمان، فهذا أوان عود الدين إلى الغربة والانحسار واشتعال الفتنة بين جميع الناس، فلم يعد بينهم مجال للنصح والإرشاد، ولا أثر للتذكير والتبصير، وإنما حسب اللبيب أن ينطوي على نفسه ويجنبها الفتنة وما عليه من الآخرين إن ارتكسوا فيها. وما مثل هؤلاء إلا كمثل أولئك الذين ركنوا إلى المنطق السلبي فعاتبوا الذين وعظوا قومهم وحذروهم عاقبة الفساد، لأن موعظتهم لهم يرونها لا تجدي نفعا ولا تدفع ضرا،ً وقد حكى الله جدلهم معهم في قوله: .. . . . . پ پپ پ . . . . .. . . . . . .. ]الأعراف: 6 4 [، وقد غفلوا عما أحرزه الواعظون 1 من فائدة صون أنفسهم من العذاب الذي أخذ به الذين ظلموا، مع أن الله تعالى بين ذلك في قوله: . ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . . . .. ]الأعراف: 6 5 [، وعليه 1 فإن الواجب على هؤلاء العق ء أن يقبضوا ا على أيدي جهالهم، ويقودوهم إلى الرشد وينقذوهم من الردى، وإلا فإن عاقبة الأمر أن تجتاح الفتنة الجميع، وأن يبوء الكل بما جناه المفسدون كما قال تعالى: .ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي. ]الإسراء: 6[. 1 منصفا يصدر ا ل وكم كنت أتحسس صوتا عاق عن قلب مفعم بالإيمان متوقد بالغيرة على الحق فياض بالإخ اص لله تعالى يقف وقفة ل حيادية بين جميع الأطراف المتنازعة لا يتحيز إلى طائفة ولا يتحسس من أحد، وإنما يدعو الكل إلى الرشد والعدل والإنصاف، ونصرة كل مظلوم من أي فئة كان، والقبض على يد كل ظالم مهما كان، ولكن يا للأسف فإن العق اء ل الداعين إلى نزع فتيل الفتنة قل من يسلم منهم من التحيز إلى فئة، والتعصب ضد من سواها، وهذا ما جعل أصواتهم تت اشى بين أمواج الأثير ل ف ا ل يكون لها تأثير في الأمُة. لهذا؛ رأيت من الضرورة بمكان أن أقوم بالمبادرة إلى دعوة جميع الأمة إلى طريقة سواء، وهي أن تحاسب كل فئة منها نفسها، وتتخلص من العقد النفسية وما أورثتها من سخائم وأحقاد غصت بها صدورها، وأججت الخ اف والفتن ل بينها وقطعت أوصالها وهدت بنيانها وأوهنت قواها، وأن تبادر كل فئة بمد يديها إلى سائر الفئات حتى تلتحم الأمة وتعود كيانا واحدا لا يتزعزع ولا يتصدع بتأثير الزعازع، وإنما يتحداها جميعا كالطود الراسخ الأشم الذي تتعاقب عليه القرون بما يتوالى فيها من أعاصير وعواصف، ف ا ل يزداد إلا شمما ورسوخا وهو يطويها قرنا بعد قرن من غير أن تؤثر عليه تصدعا أو تضعضعا.ً وإني باسم الإس ام الحنيف الذي يجمع ولا ل يفرق ويؤلف ولا ينفر ويرأب ولا يصدع أناشد كل فئة من الفئات التي تتحارب وتتناحر بأن تقف وقفة مع نفسها تحاسبها فيها على ما تصنع وتمعن النظر وتعمق الفكر فيه لمصلحة من ولأجل من تقدم على ما تقدم عليه من النحر والانتحار؟؟! فكم من أرواح تزهق؟ وكم من طاقات تهدر؟ وكم من أموال تضاع؟ مع أن الإنسان مسؤول عن نفسه ومسؤول عن غيره .. . . . ں . . . . . . . . ہ ہ ہ ھ ھ . ھ ے ے . . . . . . . . . . . ]القيامة: 3 40 [، فالحياة تنتهي إلى أمد والناس 6 جميعا في سباق إلى غاية كل ينتهي إليها وهي الموت الذي يعقبه البعث ويجزى فيه كل أحد بما قدم، .تم تى تي ثجثم ثى ثي جحجم حج حم خج خح. ]فصلت: 4[، فكل 6 من أقدم على ظلم غيره إنما هو ظالم لنفسه، وإن أسوأ الظلم عاقبة وأوخمه مآلا أن يقدم أحد على قتل نفس محرمة بغير حق، ولذلك اقترن وعيد ذلك بالشرك في قوله تعالى: .. . . . . پ پ پ پ . . . . . . . .. . . . ٹ ٹ . ٹ . . . . . . .. ]الفرقان: 8 9[. 6 6 وهب أن من بين القتلى من يستحق القتل لفساده وإجرامه، فما ذنب الأبرياء الذين لا يفجأون إلا بالموت الزؤام عندما يقدم أحد على تفجير مكان عام تتزاحم فيه الأقدام ويجتمع فيه الصغير والكبير والرجل والمرأة والمذنب والبريء، فإذا بالانفجار يدوي بينهم فيمزع أش اءهم ويزهق أرواحهم ويفقدهم نعمة الحياة ل وفرصة العمل فيها لدنياهم وأخراهم، فيصبحون أثرا بعد عين وخبرا بعد أثر؟!. وليت شعري؛ أيعد هذا جهادا يتقرب به إلى الله مع أن الله سبحانه شدد على حرمة الأرواح والأموال، وجعل من أدبيات الجهاد في مقاتلة المعتدين أن لا يتعدوا إلى قتل من لم يقاتل، فقد قال تعالى: .ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.ئ. ئ. . . . ي . ]البقرة: 19 0 [، وقد كان ژ حريصا كل الحرص على تجنيب شر القتال وآثاره الوخيمة جميع الذين لا يشاركون المقاتلين من أعداء المسلمين ما يقومون به من عدوان على أمة الإس ام، فكان من وصاياه لسراياه قوله: «انطلقوا ل بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله في سبيل الله، لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا ») ) وعن ابن عمر قال: ) «وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله ژ فنهى رسول الله ژ عن قتل النساء والصبيان ») ) وعن حنظلة الكاتب قال: «غزونا ) ) ) أخرجه أبو داود ) / 7 ، رقم 61 . والبيهقي ) 9/ 9، رقم 2 0 4 3 3 ( ) 17932 ( بزيادة: «...وضَمُوُّا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا . ھ ھ ے ے. » وهو جزء من حديث طويل عند ابن عساكر ) / 9 رقم 2 2 4 3 . 766 ( ) ) أخرجه البخاري ) / 1 9 رقم 58 1 و 258 ، ومسلم ) / 1 6 0 4 8 3 3 3 2 2( ) رقم 174 ، وأبو داود ) / 3 رقم 66 و 669 والترمذي 2 2 8 3 4 5 ( ( ) / 16 رقم 1 69 ، وابن ماجه ) / 9 7 رقم 48 1 ، ومالك 2 4 4 5 3 2 ( ( ) / 4 7 رقم 96 و 96 والدارمي ) / 9 رقم 4 6 وأحمد 2 2 2 2 4 3 3 2 4 ( ( رقم ) / 2 رقم 7 9 ) / 3 رقم 7 6 ) / 7 رقم: 45 7 2 2 2 4 4 4 5 3 2 2 5( ( ( ) / 9 رقم 68 ) / 10 رقم 73 ) / 11 رقم 9 9 2 2 2 2 5 5 5 5 5 0 5 5 ( ( ( ) / 12 رقم 63 7 ) / 13 رقم 65 وابن حبان ) 1/ 4 2 2 2 2 0 0 3 ( ( رقم 15 ، ) 11 / 1 7 رقم 75 ، ) 11 / 11 رقم 7 9 ، ) 11 / 11 2 0 0 4 4 8 8 3 ( ( ( مع النبي ژ فمررنا بامرأة مقتولة، وقد اجتمع عليها الناس، قال فأفرجوا له فقال: «ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل، ثم قال لرجل: انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له: إن رسول الله ژ يأمرك يقول: لا تقتلن ذرية ولا عسيفا ») ) وعن ) يحيى بن سعيد، قال: «حدثت أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن رقم 791 ، وسنن النسائي الكبرى ) / 15 رقم 61 ) / 1 6 4 5 5 8 8 8 8 ( ( رقم 65 والبيهقي ) 9/ 77 رقم 17 66 ، 17 67 ) 9/ 2 رقم 8 8 8 2 8 ( ( 1738 ، 1748 ) 91/9 رقم 179 6 ، وأبو يعلى ) / 11 رقم 5 3 3 8 8 ( ( 14 6 والطبراني في الأوسط ) 1/ 0 9 ، رقم 67 ، والكبير 3 2 5 ( ( ) / 7 رقم 617 ، 60 ، 62 و) 1/ 28 رقم 14 16 ، ) 19 / 7 2 2 4 4 4 5 5 2 2 3 3 ( ( رقم 10 وابن الجارود ) 1/ 61 وغيرهم. 2 5 ( ( ) ) أخرجه ابن ماجه ) / 98 ، رقم 248 ، قال البوصيري 2 4 2( ) ) / 17 : هذا إسناد صحيح. والطبراني ) / 1، رقم 48 9 . 2 0 4 3 3 ( ( وعبدالرزاق ) / 0 1 ، رقم 928 ، وأحمد ) / 17 ، رقم 4 5 8 2 3 ( 176 7 ، والنسائي ) / 1 7 ، رقم 6 7 ، وابن حبان ) 11 / 11 ، 2 2 4 5 8 8 ( ( رقم 791 ، والعسيف: الأجير. 4( أبي سفيان، فقال: إني أوصيك بعشر: لا تقتلن صبيا،ً ولا امرأة، ولا كبيرا هرما،ً ولا تقطعن شجرا مثمرا،ً ولا تخربن عامرا،ً ولا تعقرن شاة، ،ً ولا ا ل ولا بقرة إلا لمأكلة، ولا تغرقن نخ تحرقنه ولا تغل، ولا تجبن ( .( (» فأين هذه الأدبيات ممن يغشى مجتمعات الناس وأنديتهم وقد لبس حزاما ناسفا يفجره في وسط تجمعاتهم لا يبالي أن يقتل نفسه ويقتل كل من حوله من الأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء الغاف ات وغيرهم ممن ل لا ع اقة لهم بما يجري من القتال ولا ناقة لهم ل ولا جمل في الفتنة، بل لا يدري بنفسه عدد من ) ) أخرجه مالك ) / 4 7 ، رقم 96 ، وعبدالرزاق ) / 199 ، رقم 2 5 5 4 ( ) 9 7 ، وابن أبي شيبة ) 6/ 38، رقم 3 1 1 ، والبيهقي 2 5 3 3 4 ( ( ) 9/9 ، رقم 179 7 و) 9/ 9، رقم 179 9 و) 9/ 9، رقم 2 2 0 0 8 ( ( .)17934 يرديهم بفعله ومن أي طائفة يكونون؟ ونحن نرى كيف يعلمنا القرآن تفادي التصادم حتى مع أشد الأعداء نكاية بالإس ام وأهله، ومحاربة لله ل ولرسوله، وكيدا لعباده المؤمنين ولدينهم الحنيف عندما لا يؤمن أن تلفح نار الحرب الأبرياء من الناس، ناهيك من ذلك قوله تعالى: .. . . . . . . چ چ چ چ . . .. . . . . . .ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک. ]الفتح: 25 [، فالآية واضحة في أن الله سبحانه لم يقدر صداما آن ذاك بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفر محافظة على أرواح الذين بمكة المكرمة ممن كان يكتم إيمانه من المؤمنين والمؤمنات، فلو تزيلوا أي خرجوا من ذلك المجتمع لسلط الله تعالى المؤمنين على الكافرين، بحيث يصيب الكافرين منهم عذاب أليم، لكنه تعالى أراد الشفقة بمن في زوايا مكة من رجال مؤمنين ونساء مؤمنات، وهذا ما ذهب إليه أكثر المفسرين، وقيل إنما عنى بذلك من كان في أص اب الرجال وأرحام ل النساء ممن علم الله أنهم إن عاشوا سيكونون من المؤمنين والمؤمنات، وإليكم ما قاله في ذلك بعض أع ام التفسير. ل قال الرازي: «يعني كان الكف محافظة على ما في مكة من المسلمين ليخرجوا منها، ويدخلوها على وجه لا يكون فيه إيذاء من فيها من المؤمنين والمؤمنات ( .( (» وقال القرطبي: «ولولا أن تطأوا رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم لأذن الله لكم في دخول مكة ولسلطكم عليهم ولكنا صناّ ) ) التفسير الكبير، 8/2 8 .5 ) من كان فيها يكتم إيمانه وقال الضحاك: لولا من في أص اب الكفار وأرحام نسائهم من رجال ل مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموا أن تطئوا آباءهم فتهلك أبناؤهم ( .( (» فليت شعري؛ هل وعى المسلمون اليوم هذا الدرس وعرفوا ما هي قيمة الأنفس البريئة وما هي حرماتها في موازين الإس م؟ ومهما كان ا نبل الغاية في الصدام مع الكفار المعتدين ومهما كانت نتيجة ذلك في ظهور الإس م ا وبسط سلطانه فإنه لا يسوغ تجاهل حرمات الأنفس البريئة بحيث تعرض للقتل أو الأذى إن لم يمكن تفادي ذلك، فإن الغاية لا تبرر الوسيلة، بل يجب تجنب أي وسيلة شر وعدوان ولو أريد بها تحقيق غاية حميدة. ) ) تفسير القرطبي 16 / 2.58 ) نظرة إلى أسباب الشقاق بين الأمة هذا؛ ولا تخلو هذه الفتن الناجمة بين الأمُة إما أن يكون منشؤها عصبيات عرقية أو تعصبا مذهبيا،ً وكل ذلك لا يسُوغِّ تحريك هذه الأضغان وتأجيج هذه الفتن، فإن كانت ناشئة عن عصبيات عرقية، فإن الإس ام لم يقم لذلك ل وزنا،ً فقد جاء والناس تتأجج في صدورهم الحمية الجاهلية، ويتقاتلون بسببها، ويتفاخرون بالآباء والأجداد، ويتباهون بالعنصرية فقضى الإس ام بسماحته وعدله على ذلك كله، وبين ل للناس أنهم لا يفضل بعضهم بعضا إلا بتقوى الله تعالى، فليس للنسب والحسب قيمة في موازينه، ناهيكم من ذلك قوله تعالى: .. . . . . چ چ چ چ . .. . . . . .. . ڈ ڈ ژ. ]الحجرات: 3 [، وقد سبق بيان رفض 1 الإس م الحنيف لكل دعوة تدعو إلى ذلك، ا وأضيف إلى ما سبق أنه ! عد تعيير المسلم للمسلم بأصله الذي ينتمي إليه نكوصا إلى الجاهلية المقيتة، فعن أبي ذر ƒ قال: قال رسول الله ژ: «يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم ( .( (» ) ) أخرجه أحمد ) / 161 ، رقم 1 69 ، والبخاري ) 1/ 0، 2 4 5 2 ( ) رقم 0 ، ومسلم ) / 128 ، رقم 1661 ، وأبو داود ) / 04، 4 3 3 2 3 ( ( رقم 18 ، وابن ماجه ) / 1 16 ، رقم 69 ، ورواه بلفظ آخر 2 2 0 5 3 5 ( ( أبو داود ) / 04، رقم 4 5 5 3 . 1 7 ( وذكر ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري أنه: روى الوليد بن مسلم، عن أبي بكر، عن ضمرة بن حبيب، قال: كان بين أبي ذر وبين ب ا لل محاورة، فعيره أبو ذر بسواد أمُه، فانطلق ب ال إلى رسول الله ژ، فشكا إليه ل تعييره بذلك، فأمره رسول الله ژ أن يدعوه، فلما جاءه أبو ذر، قال له رسول الله ژ: «شتمت بالا وعيرَّته بسواد أمه؟ » قال: نعم، قال رسول الله ژ: «ما كنت أحسب أنه بقي في صدرك من كبر الجاهلية شيء »، فألقى أبو ذر نفسه بالأرض، ثم وضع خدهّ على التراب، وقال: والله لا أرفع خدي من التراب حتى يطأ ب ال خدي بقدمه، فوطأ خده بقدمه ») ). ل ) ) ) شرح صحيح البخاري، أبو الحسن علي بن خلف بن ) عبدالملك بن بطال البكري القرطبي ت: 4 9 ه، 1/ 7 ، مكتبة 8 4 الرشد السعودية الرياض 123 ه 03م، الطبعة: الثانية، 4 2 تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم. فما للمسلمين وهذه النعرات الجاهلية واستع اء بعضهم على بعض والتعادي بينهم ل بسبب العنصر أو اللون بعد هذه القوارع والزواجر في كتاب الله وسنُةَّ رسوله ژ ؟!. إن الواجب يحتم على الجميع أن يستأصلوا من ثقافتهم ويحذفوا من قواميسهم كل ما يشي بحمية جاهلية أو تحزب عنصري وأن يكونوا جميعا في ذات الله إخوانا وعلى الخير أعوانا،ً وأن يردموا كل هوة تفصل بينهم بلحمة الإس م التي تجمعهم، وأن يطفئوا كل فتنة ا تؤججها الحمية بفيض الحب في الله الذي يجب أن يغمر قلوبهم. وإن كانت ناشئة عن تعصب مذهبي فإن عليهم أن يدركوا أن المذاهب إن أخلص أصحابها وجهتهم إلى الله كانت سبب تعمير لا تدمير ومنشأ وفاق لا شقاق، لأن الاخت اف ل في الفروع نعمة ورحمة، وثروة للأمة لا تقدر بثمن، فكم يجد المسلم في اجتهاد إخوانه المسلمين من أصحاب المذاهب الأخرى ما يثلج صدره ويحل مشكلته ويكشف غمته، وما من اجتهاد مبني على أصل شرعي إلا وله نصيب من الحق، كما قال الإمام السالمي: «والحق في مسائل الخ اف ل عند جميع القائلين واف ( ( (» وهب أن من الاجتهاد ما يكون خطأ فإن هذا الخطأ محمول عن المجتهد، بل هو لا يحرم من أجر الاجتهاد، ففي الحديث عن النبي ژ: ) ) جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام، نور الدين ) عبدالله بن حميد السالمي، 1/ 3، علق عليه أبو إسحاق 3 أطفيش وإبراهيم العبري، الطبعة الثانية عشر، 1 1 ه 4 3 3 .199 «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد ( ،( (» وإنما يجب على كل مجتهد أن يعتمد ما ترجح عنده من دليل وأن يكون الحق أنشودته ورضوان الله تعالى غايته، وأن يتحرر من أسر الهوى ويتجرد من كل المؤثرات النفسية وغيرها. وعلينا أن نحسن الظن بإخواننا ولا نكيل لهم ) ) أخرجه من طريق أبي هريرة أحمد ) / 19 ، رقم 170 9 ، 4 8 8 ( ) والبخاري ) 6/ 676 ، رقم 6919 ، ومسلم ) / 124 ، رقم 2 3 3 ( 1716 ، وأبو داود ) / 99 ، رقم 5 7 ، والترمذي ) / 61 ، 2 4 5 3 3 3 ( ( رقم 12 6 وقال: حسن غريب. والنسائي ) / 23، رقم 8 3 2 ( 38 1 ، وابن ماجه ) / 766 ، رقم 3 1 ، وابن حبان ) 11 / 45، 2 4 2 4 5( ( رقم 0 6 ، والبيهقي ) 1/ 119 ، رقم 0 15 ، وأخرجه من 0 0 2 5 5 ( ( طريق عمرو بن العاص الشافعي ) 1/ 4 ، وأحمد ) / 19 ، 4 8 2( رقم 170 9 ، والبخاري ) 6/ 676 ، رقم 6919 ، ومسلم 2 8 ( ( ) / 124 ، رقم 1716 ، وأبو داود ) / 99 ، رقم 5 7 ، وابن 2 4 3 3 3 3 ( ( ماجه ) / 776 ، رقم 3 1 ، وابن حبان ) 11 / 4 7 ، رقم 2 4 5 4 2 . 0 61 ( ( التهم، فإن الأصل في المسلم أن تكون وجهته إلى الله وأن يبتغي بعمله رضوان الله، فاتهام الغير باتباع الهوى في مسائل الفروع خروج عن النهج السليم الذي يجب أن يكون عليه المسلم، وقد وقع الخ ف في الاجتهاد بين أصحاب ا رسول الله ژ حتى في عهده عليه أفضل الص اة ل والسام، وأقرهم على ذلك ولم يعنف أحدا،ً فعن ابن عمر ^: أن النبي ژ نادى فيهم يوم انصرف عنهم الأحزاب: «ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة » فأبطأ الناس فتخوفوا فوت وقت الص ا لة فصلوا، وقال آخرون: لا نصليّ إلا حيث أمرنا رسول الله ژ وإن فاتنا الوقت، فما عنف رسول الله ژ واحدا من الفريقين))). ) ) أخرجه البخاري ) 1/ 2 1 ، رقم 94 ، ومسلم ) / 1 91 ، رقم 3 3 0 3 ( ) 177 ، وابن حبان ) / 02، رقم 2 0 4 4 3 . 1 6 ( ( بل نزل القرآن مؤيدا لكل فريق من المجتهدين عندما اختلفوا في إبقاء نخيل بني النضير أو قطعها في قوله تعالى: .. . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . .. ]الحشر: 5[، فقد روى الطبري عن مجاهد أنه: «نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقالوا إنما هي مغانم المسلمين ونزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه من الإثم وإنما قطعه وتركه بإذنه ( .( (» وقال القرطبي: «وذلك أن النبي ژ لما نزل على حصون بني النضير وهي البويرة حين نقضوا العهد بمعونة قريش عليه يوم أحُد أمر بقطع نخيلهم وإحراقها واختلفوا في عدد ذلك فقال قتادة والضحاك: إنهم قطعوا من نخيلهم ) ) تفسير الطبري، 8/2 3 .4 ) وأحرقوا ست نخ ات وقال محمد بن إسحاق: ل إنهم قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة وكان ذلك عن إقرار رسول الله ژ أو بأمره إما لإضعافهم بها وإما لسعة المكان بقطعها فشق ذلك عليهم فقالوا وهم يهود أهل الكتاب : يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الص ح؟ أفمن ا الص اح قطع النخل وحرق الشجر وهل وجدت ل فيما أنزل الله عليك إباحة الفساد في الأرض؟؟؟ فشق ذلك على النبي ژ ووجد المؤمنون في أنفسهم حتى اختلفوا، فقال بعضهم: لا تقطعوا مما أفاء الله علينا، وقال بعضهم: اقطعوا لنغيظهم بذلك، فنزلت الآية بتصديق من نهى عن القطع وتحليل من قطع من الإثم وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله، وقال شاعرهم سماك اليهودي في ذلك: ألسنا ورثنا الكتاب الحك يم على عهد موسى ولم نصدف وأنتم رعاء لشاء عجاف بسهل تهامة والأخيف ترون الرعاية مجدا لكم لدى كل دهر لكم مجحف فيا أيها الشاهدون انتهوا عن الظلم والمنطق المؤنف لعل الليالي وصرف الدهور يدلن من العادل المنصف بقتل النضير وإج ائها ل وعقر النخيل ولم تقطف فأجابه حساّن بن ثابت: تفاقد معشر نصروا قريشاً وليس لهم ببلدتهم نصير هم أوتوا الكتاب فضيعوه وهم عمي عن التوراة بور كفرتم بالقران وقد أبيتم بتصديق الذي قال النذير وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير ( ( (» وقد ترك الصحابة @ باجتهادهم وتعدد آرائهم أعظم ثروة للأمُة في الفقِه، واستهدى من بعدهم بآرائهم المتعددة في الاجتهاد في النوازل. وقد عد السلف الصالح اخت اف الصحابة @ ل توسعة للأمُة وتنفيسا لها لئ ا ل تضيق بها الحال عندما تجدهم متفقين على رأي واحد، فعن القاسم بن محمد، قال: «كان اخت اف أصحاب ل ) ) تفسير القرطبي، 1/ 8 .7 ) رسول الله مما نفع الله به، فما عملت منه من عمل لم يدخل نفسك منه شيء ( .( (» ) ) الفقيه والمتفقه، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ) البغدادي ت: 6 ه، / 116 ، دار ابن الجوزي السعودية 2 2 4 12 1 ه، الطبعة: الثانية، تحقيق: أبو عبدالرحمن عادل بن 4 يوسف الغرازي. وينظر المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، أبو الخير محمد بن عبدالرحمن بن محمد السخاوي ت: 92 ه، 1/ 7، دار الكتاب 0 0 العربي بيروت 105 ه 195 م، الطبعة: الأولى، تحقيق: 8 4 محمد عثمان الخشت، والأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة المعروف بالموضوعات الكبرى، نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشهور بالم ا علي القاري، ت: 1 1 ه، ل 0 4 5 /1 ، دار الأمانة، مؤسسة الرسالة بيروت 1 91 ه 1971 م، 3 8 تحقيق: محمد الصباغ، وكشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي ت: 116 ، 1/ 66 ، مؤسسة الرسالة بيروت 2 105 ، الطبعة: الرابعة، تحقيق: أحمد الق اش، وروح المعاني 4 ل في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، العلمّة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ت: 1 7 ه، 2 0 / 4، دار إحياء التراث العربي بيروت. 4 2 وعن عمر بن عبدالعزيز أنه كان يقول: «ما سرني لو أن أصحاب محمد لم يختلفوا لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن رخصة ( .( (» وإذا كان الصحابة @ لم تضق صدورهم مما وقع بينهم من الاخت اف في فهم دلالات الأدلة ل الشرعية وما يستلهم منها من أحكام الشرع، فما بالنا تضيق صدورنا من ذلك، أولم تكن لنا فيهم أسوة حسنة؟؟! وإنما يجب علينا في هذا الاخت ف أن نلتزم الإنصاف وأن نبحث عن ا الدليل، فنكون وراءه، وأن لا نتعصب لأحد بعينه مهما كان، فالكل يؤخذ من ك امه ويرد إلا ل ما ثبت عن رسول الله ژ، وعلينا مع ذلك أن ))) المراجع الخامسة السابقة، وينظر أيضا فتاوى الرملي، شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين الرملي ت: 104 ه، 6/ 8 0 .15 لا نجعل قول أحد من الأمُة في مقام قول الله تعالى أو قول رسوله ژ، فإن على الكل أن يرجع عن قوله وقول من يتبعه إلى قول الله تعالى وقول رسوله !، .. . . . . پ پ پ پ . . . . . . .. . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ. ]الأحزاب: 3[. 6 وقد بيّن الله تعالى ما يجب أن نرجع إليه ل ا لحتكام في فض نزاعنا ورفع خ ا لفنا عندما قال: . ئج ئح ئم ئى ئي بج بح بخ بم بى بي تج تح تختم تى تي ثج ثم . ]النساء: 59 [، وبيّن ضرورة تحكيم الرسول ! في جميع أمورنا، وأن لا نجد في صدورنا حرجا مما قضى، وناط بذلك إيماننا حيث قال: .. . . . . . . . . . . . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو. ]النساء: 5 [، 6 وبيّن أن طاعته ژ إنما هي من طاعة الله في قوله: . . . . . . پپ پ پ . . . .. ]النساء: 80 [. وعليه؛ فإنه يجب التخلص من جميع العقد التي تحول دون اتباع أمر الله وأمر رسوله ژ، وتجعل اتباع أئمة المذاهب هو الأصل الأصيل في الدين، بحيث تطوع لأقوالهم الأدلة الشرعية حتى تتفق معها!. وكم نجد فيما قاله المنصفون من الأمة ما يؤكد هذا الذي قلناه ومن ذلك قول الإمام السالمي: ولا تناظر بكتاب الله ولا ك ام المصطفى الأواه ل معناه لا تجعل له نظيراً ولو يكون عالما خبيرا))) ومثله قول الإمام أبي نبهان: «إياك أن تلتفت إلى من قال، بل إلى ما قال »، ومعناه نبذ التعصب للقول بسبب قائله، وإنما يجب أن ينظر فيما يقوله كل عالم إلى ما قاله، هل هو موافق للأدلة الشرعية فيؤخذ به، أو هو مخالف لها فيرد؟. ومع هذا؛ فإنه يجب أن لا تنزل الأدلة الظنية مكان الأدلة القطعية فإن البون شاسع بين هذين النوعين من الأدلة، فمن خالف الدليل القطعي هلك إن كان قطعي المتن والدلالة معا،ً وذلك بأن يكون متنه ثابتا بالتواتر الموجب للعلم ) ) جوهر النظام، مصدر سابق، ص 7. ) القطعي، وأن تكون دلالته نصية، أما الظني ف لايهلك من خالفه إن كان في خ افه غير متبع ل لهواه، وإنما ترجح عنده دليل آخر تصوره أقوى منه، وتدخل في ذلك الأدلة غير النصية كالمجملة والظاهرة وإن كانت ثابتة بالتواتر القطعي، ولذلك قالوا في العام بأنه: ظني الدلالة وإن كان قطعي المتن) )، وذلك لكثرة ) ) ) شرح المقاصد في علم الك ام، سعد الدين مسعود بن عمر بن ل ) عبدالله التفتازاني ت: 791 ه، / 79 ، دار المعارف النعمانية 2 2 باكستان 10 1 ه 19 1 م، الطبعة: الأولى، وينظر شرح 8 4 التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقِه، سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني الشافعي ت: 79 ه، / 9 ، 2 2 3 دار الكتب العلمية بيروت 1 16 ه 1996 م، تحقيق: زكريا 4 عميرات، رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، تاج الدين أبي النصر عبدالوهاب بن علي بن عبدالكافي السبكي ت: 6 6 ه، / 23، عالم الكتب لبنان، بيروت 1999 م 4 3 3 1 19 ه، الطبعة: الأولى، تحقيق: علي محمد معوض، عادل = 4 ما يرد عليه من التخصيص، وكذلك الأدلة الظنية المتون وهي المروية من طرق الآحاد، ولو كانت نصية في دلالتها. أحمد عبد الموجود، البحر المحيط في أصول الفقِه، بدر الدين محمد بن بهادر بن عبدالله الزركشي ت: 79 ه، / 199 ، دار 2 4 الكتب العلمية لبنان، بيروت 12 1 ه 0م، الطبعة: 4 2 الأولى، تحقيق: ضبط نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: د. محمد محمد تامر، التقرير والتحرير في علم الأصول، ابن أمير الحاج. ت: 79 ه، 1/ 11 ، دار الفكر بيروت، 1 17 ه 4 8 3 1996 م، تيسير التحرير، محمد أمين المعروف بأمير بادشاه ت: 97 ، 79/1 ، دار الفكر بيروت، طلعة الشمس، نور الدين 2 2 عبدالله بن حميد السالمي، 1/ 4 6 48، دار الراشد، بيروت، 2 2 لبنان مكتبة الإمام السالمي بدية، سلطنة عمُان، ط 1، تحقيق عمر حسن القياّم. جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام، نور الدين عبدالله بن حميد السالمي، 1/ 2 طبعة 3 12 7 ه الرابعة عشر، مكتبة الإمام نور الدين السالمي، السيب 4 الحيل الجنوبية، التشريع الجنائي في الإس م، عبدالقادر ا عودة، ت: 1 7 ه، 1/ 2 5 3 3 . 1 = وقد نص على هذا كله ذوو الخبرة في هذا المجال، وإليك ما نص عليه العلمّة المجتهد السيد محمد رشيد رضا في تفسيره «المنار :» «إن الأحكام الاجتهادية التي لم تثبت بالنص القطعي الصريح رواية ودلالة لا تجعل تشريعا عاما إلزاميا بل تفوض إلى اجتهاد الأفراد في العبادات الشخصية والتحريم الديني الخاص بهم، وإلى اجتهاد أوُلي الأمر من الحكام وأهل الحل والعقد في الأمور السياسية والقضائية والإدارية، ومأخذه الآية .. . . .. . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ.. ]البقرة: 29 [، ووجهه: أن هذه 1 الآية تدل على تحريم الخمر والميسر بضرب من الاجتهاد في الاستدلال، وهو أن ما كان إثمه وضرره أكبر من نفعه فهو محرم يجب اجتنابه، وذلك ما فهمه بعض الصحابة فامتنعوا من الخمر والميسر، ولكن النبي ژ لم يلزم الأمُة هذا، بل أقر من تركهما ومن لم يتركهما على اجتهادهما إلى أن نزل النص القطعي الصريح بتحريمهما والأمر باجتنابهما في سورة المائدة فحينئذ بطل الاجتهاد فيهما، وأهرق كل واحد من الصحابة ما كان عنده من الخمر وصار النبي ژ يعاقب من شربها. وبناء على هذه القاعدة كان يعذر كل أحد من سلف الأمُة من خالفه أو خالف بعض الأخبار والآثار الاجتهادية غير القطعية رواية ودلالة، ولم يوجبوا على أحد أن يتبع أحدا في اجتهاده كما يفعل الخلف المقلدون. وبناء على هذه القاعدة لم يقبل الإمام مالك 5 من المنصور أولا،ً ولا من هارون الرشيد ثانيا أن يحمل المسلمين على العمل بكتبه ولا بالموطأ الذي هو أصح ما رواه من الأخبار المرفوعة وآثار الصحابة، وواطأه عليه جمهور من علماء عصره ».اه) ) ) وهذا يعني ضرورة التسامح بين الأمُة فيما اختلفوا فيه من الأمور الفرعية التي ثبتت أحكامها بالأدلة الظنية، وإنما يجب الاحتراز من مخالفة القطعي وهو ما كان نصّا في موضوعه، مع تواتره كالأدلة النصيّة في القرآن الكريم أو في السنُةَّ المتواترة عن النبي ! ، ولا يسوغ التسامح في ذلك، بل مخالفة القطعي موجبة للكفر المخرج من الملة إن لم يكن ذلك ) ) تفسير المنار، محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس ) الدين بن محمد بهاء الدين بن م ا علي خليفة القلموني ل الحسيني، ت: 145 ه، 1/ 99 ، الهيئة المصرية العامة 3 للكتاب، 0 .199 بتأويل، والتأويل إنما يجنب صاحبه الحكم عليه بالردة، ولكن لا يجنبه الانتكاس في الإثم والارتكاس في الض ال. ل ولأجل التفرقة بين هذا وذاك لا بد من التمييز بين مسائل الرأي ومسائل الدين، فمسائل الرأي هي أوسع من رحاب الفضاء، فلذلك لا يضيق الخ اف فيها ومسائل الدين ل هي أضيق من سم الخياط، فلذلك لا يجوز فيها الاخت اف، لأن الدين ما تجب الدينونة به ل ولا يجوز العدول عنه، ومن هنا كانت كل مخالفة له مخالفة لأمر الله تعالى وخروجا عن طاعته واتباعا لغير سبيل المؤمنين، وقد قال تعالى: .. . . . . . . . . . . . چ چ چ چ . .. . .. ]النساء: 1 5 [. 1 وتدخل في ذلك مخالفة ما نص عليه القرآن أو ما نصتّ عليه السُنةَّ المتواترة أو ثبت بالإجماع القطعي، وهو المنقول بالتواتر، ولذلك فرق العلماء بين ما يعُد دينا أو يعد مذهبا،ً فضيقوا الخ ا لف في الأول ووسعوه في الثاني. هذا؛ وإنني من منطلق الحرص على وحدة الأمُة وجمع شتاتها وردم خ ا لفها، أدعو كل فئة منها إلى السعي إلى هذا المطلب النبيل والغاية المحمودة، وأن يظافروا جميعا جهودهم من أجل النجاح في هذا، وتحقيق هذه الأمنية الغالية، وأطالب العلماء الذين حملهم الله تعالى أمانة العلم وألزمهم أن يبينوه للناس ولا يخفوه بأن يكونوا هم رادة الجميع في هذا الأمر، وأن لا يترددوا في أن يمضوا قدُما فيه ويواجهوا جميع الصعاب والتحديات، ويصبروا على كل ما عسى أن يلقوه من الأذى في سبيل ذلك، فإن ذلك مما يندرج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما يستلزمان الصبر والمصابرة، فقد حكى الله عن لقمان أنه قال فيما يوصي به ابنه: .. . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئوئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.. ]لقمان: 7[، 1 فالعلماء هم أقوى ملكة واقتدارا في أن يبينوا لدهماء الناس خطأ ما يرتكبونه؛ من إشعال الفتن وتسعيرها ومعالجة الخطأ بالخطأ ومقاومة الشر بالشر، وهم أعظم مسؤولية أمام الله سبحانه عن هذا الأمر فما أجدرهم أن يرعوا أمانة الله، وأن يصلحوا بين عباده، وأن يدركوا أن كل قطرة دم تسفك من أي أحد من هذه الأمُة، وكل شيء من المال يتلف من ثروتها إنما هو على حساب الأمُة جميعا وليس ذلك لمصلحة أحد منها، وإنما هو لمصلحة العدو الذي يتربص بها جميعا الدوائر، ويسعى إلى تشتيتها وإيهانها ويقضي وطره منها جميعا بسوقها إلى وطيس الفتنة المستعر ليكفى مئونة حربها بإغراء بعضهم على بعض والاستئثار بثرواتهم عندما تغدق على خزائنه إغداقا، وتتدفق إلى حوزته أنهارا وأهلها محرومون منها، ومن منافعها ليس لهم نصيب إلا الكد في جمعها والتعب في حملها وتقديمها إلى خزائن العدو، مع ما ينوؤن من مصائب ومحن مما يستعر بينهم من الفتن. كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول إن الأمُة جميعا عليها أن تعي هذه الحقائق وأن تكتشف هذه الخفايا، وأن تكون خبيرة بما يبيت لها، وأن تستظهر ما يضمره لها عدوها في طواياه، وأن لا تكون كالأنعام التي تساق إلى مجازرها فتنساق، والعلماء خير من يبصرها بهذا ويأخذ بيدها لئ ا تتردى في الهلكة وتهوي في ل مهاويها إلى غير قرار. خطة لإنقاذ الموقف هذا؛ وأرى من الضرورة بمكان أن أقدم للأمة خطة عملية لردم هذه الهوة بينها، وإطفاء هذه النار المشتعلة في أوصالها، فإن النجاح في ذلك مرهون بأمور. أولها: أن تترسخ روح التقوى والخشية من الله تعالى في نفوس الجميع فإن تقوى الله هي م اك كل خير ومنشأ كل ل ألفة وأصل كل وئام، ولذلك أمر الله تعالى بها في معرض دعوة الأمة إلى الوحدة والوئام عندما قال: .. . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . . . ]آل عمران: 02 03 [، وهل اجتمع 1 1 السلف الصالح فتآلفت منهم القلوب وصفت منهم السرائر إلا بالتقوى والاعتصام بحبل الله وعصيان النفوس في هواها وإيثار طاعة الله على كل نزعة نحو الفرقة والشقاق. ثانيها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فبهما يميّز بين الحق والباطل ويفرق بين الهدى والض ل، ويحرص كل أحد على ا محاسبة نفسه وأداء كل ما عليه من حق لغيره، ولذلك أمر الله تعالى هذه الأمة أن تكون أمة دعوة إلى الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر في معرض تحريضها على الوفاق وتحذيرها من الشقاق، وذلك في قوله: .. . . . . . . . ں ں . . . . .. ]آل عمران: 04 [، 1 فإن توسط هذه الآية الكريمة بين الآيات الحاضة على المودة والألفة والانسجام والمحذرة من الخ اف والشقاق والتمزق دليل ل بين على أنه لا يتوصل إلى ما يبتغى من ألفة الأمُة وانسجامها، ولا يتقى ما تحذر منه من خ افها وشقاقها إلا بالأمر بالمعروف والنهي ل عن المنكر. وقد دل القرآن الكريم على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما أهم ما يعقد به ربط الأمُة بعضها ببعض، وجعلها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وأعظم ما يناط به وئامها وألفتها واتحادها في المشاعر الباطنة والأعمال الظاهرة، وذلك في قوله تعالى: .ک گ گ گ گ. . .. . . .. ں ں . . .. . . ہہ ہ ہ ھ ھ. ]التوبة: 1[، 7 فقد صدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنص عليهما في تجسيد ولاية المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض قبل ذكر إقامة الص اة ل وإيتاء الزكاة، وهو دليل بين على أنهما أهم ما يؤثر في نفوسهم حتى يتولى بعضهم بعضا ويرتبط بعضهم ببعض، وما ذلك إلا لأن كل واجبات الدين إنما يحافظ عليها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالص اة نفسها ل بحاجة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تتم المحافظة عليها وإقامتها بحسب ما يرضي الله سبحانه، وكذلك الزكاة، ومعنى ذلك أن مصالح الدين والدنيا وخير الآخرة والأولى معقودة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ودل القرآن على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع تزكية النفس بإقام الص اة وإيتاء ل الزكاة من أهم عوامل الانتصار على العدو والتمكين والاستخ اف في الأرض، فقد قال ل تعالى: .چ چ چ چ. . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ. ]الحج: 40 4[، 1 كما دل على أن السكوت عن المنكرات وتركها تتفشى فيما بين المجتمعات والأمم من أسباب لعنة الله تعالى الماحقة لكل خير والباعثة لكل شر، كما هو واضح في قوله تعالى: .ٹ . . . . . . . . . . .. . . . . چ . چ چ . . . .. . . . .. ]المائدة: 8 9[. 7 7 ثالثها: الإنصاف من النفس قبل الانتصاف من الغير فإن ذلك مما يبعث إلى التنافس بين جميع الطوائف للسباق في مضمار أداء الحق للخصم قبل طلبه منه، وهذا مما يرجع إلى العدل الذي يجب أن يكون هو الميزان القسط الذي توزن به الأمور كلها، وهو السور المتين الذي تصان به الأمة من الهوان والضعف، فيجب أن يكون للجميع بحيث لا يفرق فيه بين البعيد ا ل شام والقريب والبغيض والحبيب والمؤمن والكافر والبر والفاجر، فالله تعالى يقول: .. . . . پ پ پ پ . . . . . .. . . . . . ٹ ٹ ٹٹ . . . . .. . . . . . . . . . .. ]النساء: 35 [، ويقول تعالى: .ہ ہ 1 ھ ھ ھ ھ ے ے. . . . . . . .. . . . .. . .. . . . . .. ]المائدة: 8[، وقد أمر الله تعالى به في الحكم بين جميع الناس لا بين الأمُة وحدها عندما قال: . . . . . . . . . . . . . . . .. . ئا ئا ئ. ئ.ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ.. ]النساء: 58 [. ولم يكن هذا في الإسام تنظيرا فحسب، وإنما كان منهجا عمليا طبق تطبيقا دقيقا حتى شمل من هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، إذ نزل قرآن من عند الله تعالى لفضح مؤامرة كانت من بعض المحسوبين على الأمُة الذين لم يتغلغل الإيمان في أعماقهم فأرادوا أن يدرأوا تبعة جريمة ارتكبها أحدهم وأن يلزوها لزا بيهودي بريء كاد يبوء بسوء عاقبتها لما ظهر من القرائن المؤيدة لدعوى المتآمرين، ولكن أبى الله تعالى إلا أن يكشف خبيئة هذا الأمر ويبرئ نبيه ژ من الاندفاع وراء رغبات المتآمرين ويسلمه من الوقوع في الفخ الذي نصبوه له، إذ أنزل عليه قوله: .. . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ.ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . .. . . پ پ پ . . . . . . .. . . . . . ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . . . . . .چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ . گ گ . . . . . . . . ں ں . . . . . . ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ . ے . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ئا ئا ئ.ئ. ئو ئو ئ. ئ.ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . يي ي ي ئج ئح ئم. ]النساء: 05 1 3 [. 1 1 قال ابن جرير: «حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله .. . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ.. إلى قوله .. . . ٹ ٹ ٹ. فيما بين ذلك في طعمة ابن أبيرق ودرعه من حديد التي سرق، وقال أصحابه من المؤمنين للنبي ژ: اعذره في الناس بلسانك ورموا من يهود بريئا .(((»ً ا ل بالدرع رج وقال صاحب «المنار « :» وروي عن ابن زيد سرق درعا من حديد وطرحها على ا ل أن رج يهودي فقال اليهودي: والله ما سرقتها يا أبا القاسم، ولكن طرحت علي،َّ وكان للرجل الذي سرق جيران يبرئونه ويطرحونه على اليهودي ويقولون: يا رسول الله هذا اليهودي الخبيث يكفر بالله وبما جئت به، قال: حتى مال النبي ژ ببعض القول، فعاتبه الله 8 في ذلك ) ) تفسير الطبري، / 2 5 5 . 6 ) فقال وذكر الآيات ثم قال في الرجل: ويقال: هو طعمة بن أبيرق ( .( (» وقال أيضا:ً «وقد اختار أكثر المفسرين أن الخائن هو طعمة وأن اليهودي هو الذي كان صاحب الحق ( .( (» وحسبك أن ينزل قرآن يتلى في الصلوات وغيرها إلى أن تقوم الساعة لأجل تبرئة يهودي مما ألصق به من التهمة الباطلة، وفي ذلك تعليم من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يلتزموا العدل مع أي أحد كان، ولا يعدلوا عنه لهوى في نفوسهم، فمهما كانت عداوة العدو يجب أن لا تحجبه عن العدل والإنصاف فيما يستحقه، ومهما كانت محبة الحبيب يجب أن لا تصونه ) ) تفسير المنار، /5 3.02 ) ) ) المصدر السابق. ) من الحكم عليه بالعدل وأخذ الحق منه لأهله إن وجب عليه. وهذا؛ يقتضي أن يتعاون المسلمون جميعا على اخت اف مذاهبهم الفكرية أو الفقهية على ل نصرة كل مظلوم، وأن لا تكون عداوته لدى بعضهم أو جميعهم مانعة من نصرته وإنصافه ممن ظلمه، سواء كان ظلمه من قبل أبناء الملة أو غيرهم، ولو كان وقوعه عليه من أحب حبيب وأقرب قريب، وهذا ما يعنيه قول رسول الله ژ: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما »ً. قيل: يا رسول الله، هذا أنصره مظلوما،ً فكيف أنصره إذا كان ظالما؟ قال: «تحجزه تمنعه، فإن ذلك نصره ( .( (» ) ) أخرجه )أحمد ) 19 / 1 رقم: 119 9 والبخاري ) / 18 رقم: 4 4 3 2 ( ) 34 ، ورقم: ) 4 ، ورواه بلفظ قريب منه مسلم ) / 199 4 8 2 2 ( ( رقم 458 ، والدارمي ) / 0 1 ، رقم 2 2 4 5 2 . 73 ( ( وكان ژ لنزعته إلى الخير وكراهته للظلم شهد حلفا قبل أن يوحى إليه، وكان مما يعتد به، ويعده من المناقب، لأن فيه رفع الظلم عن المظلومين، فقد قال: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإس م ا لأجبت ») )، وذكر البيهقي عن القتيبي أنه: ) «كان سبب الحلف أن قريشا كانت تتظالم بالحرم، فقام عبدالله بن جدعان والزبير بن عبدالمطلب فدعاهم إلى التحالف على التناصر، والأخذ للمظلوم من الظالم، فأجابهما بنو هاشم وبعض القبائل من قريش. قال الشيخ: قد سماهم ابن إسحاق بن يسار قال: بنو هاشم بن عبد مناف، وبنو ) ) أخرجه البيهقي في سننه ) 6/ 96 رقم: 5 3 . 108 ( ) المطلب بن عبد مناف، وبنو أسد بن عبدالعزى بن قصي، وبنو زهرة بن ك اب، ل وبنو تيم بن مرة. قال القتيبي: فتحالفوا في دار عبدالله بن جدعان، فسموا ذلك الحلف حلف الفضول تشبيها له بحلف كان بمكة أيام جرهم على التناصف والأخذ للضعيف من القوي، وللغريب من القاطن، قام به رجال من جرهم يقال لهم: الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة، فقيل حلف الفضول جمعا لأسماء هؤلاء. قال غير القتيبي في أسماء هؤلاء: فضل وفضال وفضيل وفضالة. قال القتيبي: والفضول جمع فضل، كما يقال: سعد وسعود، وزيد وزيود ( .( (» ) ) المرجع السابق. ) وقال الحافظ ابن حجر: «وذكروا في سبب ذلك أشياء مختلفة محصلها أن القادم من أهل الب د كان يقدم مكة فربما ظلمه بعض أهلها ا فيشكوه إلى من بها من القبائل ف ا يفيد فاجتمع ل بعض من كان يكره الظلم ويستقبحه إلى أن عقدوا الحلف وظهر الإس ام وهم على ذلك ») ). ل ) وإذا كان هؤلاء الذين انبروا لرفع الظلم عن الناس في الحرم تحلوا بهذه المنقبة وسارعوا إلى هذا الخير وهم في جاهليتهم حاشا رسول الله ژ أف ا يجدر بالمسلمين اليوم ل وهم يرون بأم أعينهم ما يموج به هذا العالم ) ) فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر ) أبو الفضل العسق اني الشافعي / 7 ، دار المعرفة بيروت، ل 4 4 3 1 79 ه، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبدالباقي، 3 قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب. من فتنة وظلم أن يتحالفوا جميعا ويتناصروا على رفع الظلم عن جميع المظلومين لا سيما أبناء هذه الأمُة كيف ما كان الظالم في قربه منهم ومودتهم له أو بعده عنهم وشنآنهم له، وإن تعذر أن يقوموا جميعا بذلك فعلى الأقل أن يتجرد لهذا الأمر العق اء من أي فئة منهم ل رائعا في العدل والإنصاف، ا ل حتى يضربوا مث ويكونوا رادة في جمع كلمة الأمة على ما يحبه الله تعالى ويرضاه، وأن يشمل هذا الخير منهم جميع الناس من غير تمييز بين من يمَقِوُنهَ أو يمقْتُوُنهَ، فإن ذلك أدعى إلى تأليف القلوب وتغليب العقول على العواطف، وترجيح المصالح على الأهواء. فليت شعري؛ أما آن الأوان لهذا الأمر حتى يتجلى الإس ام بج اله واعتداله وكماله وجماله، ل ل وتطوى هذه الصورة المشوهة التي يمثل بها الإس م، ف تستدعي إلا نفرة الناس عنه ا ا وتحقيرهم لأهله وإعراضهم عن دعوته؟. رابعها: عرض ما تتفق عليه الأمة دون ما تختلف فيه لتضييق فجوة الخلاف بينهم فكم من أسباب داعية إلى الوحدة والإت اف ل بين الأمُة، فهم يؤمنون بإله. واحد ويتبعون نبياّ واحدا،ً ويتمسكون بكتاب واحد ويحجون بيتا واحدا ويستقبلون قبلة واحدة، وقد اتفقوا على أركان الإسام جميعا،ً كما اتفقوا على أركان الإيمان ما عدا الركن الأخير، وهو الإيمان ب )قضاء الله وقدره( الذي كان لبعض الأمُة فيه موقف يختلف عن موقف جمهورها، ومعنى ذلك أن أصول ما يتفقون عليه أكثر بكثير مما يختلفون فيه. وإنما بقي الخ ا لف في جزئيات تعُد تفسيرا للأصل الذي اتفقوا عليه وهذه إما أن يتسامحوا فيها نظرا إلى قوة الأصل الذي اتفقوا عليه، كما قال الإمام السالمي في «كشف الحقيقة :» ونحن لا نطالب العبادا فوق شهادتيهم اعتقادا فمن أتى بالجملتين قلنا إخواننا وبالحقوق قمنا إلا إذا ما نقضوا المقالا واعتقدوا في دينهم ض الا ل قمنا نبين الصواب لهم ونحسبن ذلك من حقهم فما رأيته من التحرير في كتب التوحيد والتقرير رد مسائل وحل شبه جاء بها من ضل للمنتبه قمنا نردها ونبدي الحقا بجهدنا كي لا يضل الخلقا لو سكتوا عنا سكتنا عنهم ونكتفي منهم بأن يسلموا) ) ) وهو مبني على ما كان عليه رسول الله ژ عندما كان يدعو الناس إلى الإيمان وإلى الإس م، فقد كان يدعوهم إلى الشهادتين ا ،ً فقد ثبت في ا ل والتزام ما تقتضيانه عقيدة وعم حديث ابن عمر ^ أنه قال: «أمُرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إل.ه إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا ) ) كشف الحقيقة مع أنوار الحقيقة، ص 5، المطابع العالمية، 2 ) سلطنة عمُان. فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإس م وحسابهم على الله ») )، وجاءت ا ) بهذا أحاديث كثيرة من طرق متعددة سبق ذكرها، وهو مما يؤكد أن الشهادتين هما أصل الاعتقاد في الإس م، فمن أتى بهما ولم ينكر ا شيئا مما جاء به الإسام من عقيدة أو تشريع كان مسلما حقا،ً له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وعليه فإنه لا يضير الأمُة شيئا أن يكتفوا بهذا الأصل في الاعتراف بإس ام وإيمان ل من جاء به وأن يسكتوا عما دونه. وإما أن يطرحوا المسائل الخ افية على بساط ل البحث بين العلماء وحدهم لئ يبلبلوا أفكار ا العامة، ويكون كل باحث في ذلك حريصا على إنصاف الآخرين من نفسه بحيث لا ينشد إلا ) ) سبق تخريجه. ) الحقيقة ولا يتحيز إلا للحق، ف ا ل يهمه أن يتبينّ الحق عنده أو عند غيره، وأن يكون الاحتكام في قضايا الاعتقاد إلى نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة المتواترة عن النبي عليه أفضل بقوله تعالى: . ئج ئح ئم ا ل الص اة والس ام عم ل ل ئى ئي بج بح بخ بم بى بي تج تح تختم تى تي ثج ثم. ]النساء: 5[، وقوله: 9 . .. . . . . . . . . . . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو. ]النساء: 5 [، وقوله: 6 .گ گ . . . . . . . . ں ں. ]النساء: 83 [، وعليه فيمتنع التكفير والتبديع والتضليل والتفسيق إلا بمخالفة هذين الأصلين العظيمين، ف ا يجعل ك ام ل ل أحد من الناس بمنزلة ك ام الله تعالى وك ام ل ل رسوله ژ، فكل الناس يؤخذ من ك امهم ويرد ل إلا من وصفه الله تعالى بقوله: .. . . . . . . . . .. ]النجم: 3 4[. على أن المناظرة والبحث في هذه القضايا يجب أن يكونا من جميع الأطراف خالصين لوجه الله تعالى، وأن يتفق الكل على خطة تعُد لذلك مرضية لجميع الأطراف وأن يتفادى فيهما أي تجريح أو استفزاز لأي أحد، وأن يتعهد الكل بأن يسلم للحق متى بان عند أي أحد، مع ضرورة الالتزام بأدب الإس م في المناظرة ا بحيث لا تخرج عن لين الحديث وحسن بقوله تعالى: .ہ ہ ہ ا ل الأسلوب عم ہ ھ ھ ھھ ے ے . .. . . . . . . . .. . . .. ]النحل: 25 [، على أن هذه 1 الآية نزلت ب ا ريب في توجيه النبي ژ إلى ل دعوة الذين أشركوا إلى الإس ام، كيف يجب ل أن يكون أسلوبها لطيفا جذابا يأسر القلوب ويبلغ إلى عمق وجدانها، كما يصل إلى موضع الإقناع من العقول، وإذا كان هذا هو التوجيه الرباني في دعوة غير المسلمين إلى الإس م ا فكيف بدعوة من هم من أبناء هذه الأمُة الذين يعمهم وصف الإس ام ولقب المسلمين، فإنهم ل ب ا ريب أولى بالرفق والكلمة الهادئة الهادفة ل التي تؤنس القلوب ولا توحشها، وتقرب الأفكار ولا تباعدها، وهذا مما يؤيده قوله تعالى: .ژ ژ ڑ ڑ کک ک ک گ گ گ گ . . . . . . . . ں ں . . . . . . ہ ہ. ]فصلت: 34 35 [. وقد أرشدنا الله تعالى في مجادلة أهل الكتاب أن لا تكون إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وهم المتعنتون المكابرون للحق، وذلك في قوله: . . . . . پ پ پ پ . . . .. . . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . .. ]العنكبوت: 4[، فالمسلم أولى بهذا 6 اللطف عندما يجادل لأجل إقناعه بقبول حق جهله أو ترك باطل تلبس به لالتباسه عليه. خامسها: تعميم ثقافة جديدة تدعو إلى الوحدة والوئام من خ ال وسائل الإع ام والمناهج الدراسية ل ل والبرامج الثقافية، وأن يكيف بمقتضى ذلك أدب الأمُة؛ لأجل أن تنشأ الناشئة على حب الألفة والوفاق وكراهة البغضاء والشقاق، وأن يبصر الجميع بما آلت إليه الأمُة من الضعف والهوان والذلة بسبب تفرقها وشقاقها، وأنه لا مناص لها عن ع اج نفسها بهذا الع اج الرباني، الذي ل ل يسري في أعماقها إن هي عولت عليه، حتى يأتي على مكامن أدوائها ومناشئ عللها فيقضي عليها جميعا،ً فتعود إلى ما كانت عليه من قبل من الصحة واعتدال المزاج والقوة والكرامة والعزة، فتعود من جديد إلى أداء رسالتها في الحياة، وبث خيرها بين الناس بقيادة القطعان البشرية الضالة إلى ما فيه هدايتها ورشدها وس امتها. ل سادسها: التظاهر على تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة العامة والخاصة ذلك لأن شريعة الله تعالى فيها الرحمة بكل البشر والإنصاف لجميع الفئات والرفق بكل ما في الوجود، حتى البهائم العجم والجماد الصلب وكل صامت وناطق ومتحرك وساكن، وهي توفي لكل ذي حق حقه وتنسق بين الحقوق ف ا ل توفر جانبا على حساب غيره وفيها الدقة المتناهية في تقدير الحقوق وضبطها، وبها رفع الآصار والأغ ال التي كانت على الأمم ل السابقة، ف ا يجد فيها أحد سوى الفطرة إلا ما ل تقر به عينه ويريح نفسه ويرضي ضميره، كيف وهي حكم الله العادل وميزانه القسط أنزلها الذي يعلم السر في السموات والأرض، فجاءت منسجمة مع طبيعة الخلق ومتجاوبة مع سنن الفطرة، ولذلك تضفي عندما تطبق الأمن والاستقرار على جميع أرجاء الأرض. وقد وفت بجميع الأغراض ووسعت كل ما يستجد في الوجود لا يوجد فيها نشاز ولا اضطراب، ولا يعثر فيها على خلل ولا إفراط لأنها من رب الوجود الذي أحاط بكل شيء علما،ً . . . . . . . . . ]الملُك: 14 [، فهي تغني عن كل ما سواها ولا يغني عنها شيء. ومن حيث إنها أتت من رب العباد فإنها تجمع الشتات وترأب الصدع وتنتزع السخائم والأحقاد وتأتي على الفتن ما ظهر منها وما بطن، فلو أن الأمة حرصت على تطبيقها مخلصة لوجه الله تعالى لحلت مشك اتها وجمعت جميع ل فئاتها وألفت بين قلوبها وأشاعت بينها روح الألفة والوئام، وألبستها لبوس العز والفخار. سابعها: الحذر من كل محاولة لتكدير الصفو وتمزيق الصف ذلك لأن الأمُة غير متروكة لما يورثها الخير والعزة والكرامة، فإن أعداءها يتربصون بها الدوائر ويسعون باستمرار لتمزيق شملها وتوهين قواها وغرس العداوة والبغضاء بينها، وكم نجد في كتاب الله تعالى من التحذير من هذه المكائد قال تعالى: .ئح ئم ئى ئي بج بح بخ بم بى بي تج تح تخ تم . . . . . . پ پ پ پ. . . . . . . . .. ]آل عمران: 00 0 [، وقال: .. . 1 1 1 . . . پ پ پ پ . . .. . . .. . . .. ]آل عمران: 4 50 [، 9 1 1 وقال سبحانه: . ک ک ک ک گ گ گ گ .. . . . . . . ں ں . . . . . .ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ. ]البقرة: 27 [. 1 وقال 8: .. . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ. . . . .. . . ں . . . . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے . . .. . . .. . . . . . . . . . . . . . . .. . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئوئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.. ]آل عمران: 1 8 20 [. 1 1 وقال جل ج ا لله: . . . . .. . چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک کک ک گ گ گ . . . . . . . .. ں ں . . . . . . ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ. ]التوبة: 50 52 [. وهذا التحذير بعضه من أهل الشرك أو الكفار من أهل الكتاب، وبعضه من المنافقين، فيجب الحذر منهم جميعا وعدم الاستهانة بما يكيدونه ويمكرونه، فإنهم لا يفتأون يبثون بين الأمة الشقاق ويوغرون صدور بعضهم على بعض، . بى بي تج تح تخ تمتى تي ثج ثم ثىثي جح جم حج حم. ]المائدة: 4 [. 6 ثامنها: طي صفحة الماضي في تاريخ الأمُة. بحيث لا تنبش الفتن التي نجمت في القرن الأول مهما تأتى ذلك، فإن الماضي لا يدرك، وقد مضى بحلوه ومره، ف ا معنى لاجترار أحداثه، ل وهل يورث ذلك إلا تعميق الجراح وتنفير القلوب وإيغار الصدور؟ وقد أرشدنا إلى ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: .ئ. ئ. ئ. ئ.ئ. . . . ي ي يي ئج ئح ئم ئى ئي. ]البقرة: 34 [، وإن دعت الضرورة لبحث 1 ذلك الماضي فإنه يجب أن يكون بطريقة منصفة عادلة لا تخضع لما عند طائفة من المواريث الفكرية، وإنما يحكم فيها القرآن والسُنةَّ الثابتة عن النبي ! باتفاق الجميع، ف ا يجرم بريء ولا ل يبرأ مجرم اتباعا للهوى وركونا إلى العصبية. تاسعها: عدم مجاوزة الحدود الشرعية في إصدار الأحكام على من زاغ بحيث لا توزن القضايا بموازين العواطف الهائجة فتصدر الأحكام جزافا بتكفير بعض الأمة، وسلخها عن الإس ام، وجعلها في عداد ل المرتدين عنه، أو في حكم المشركين، فإن هذا النهج الخاطئ هو الذي دفع بكثير من المتحمسين على غير هدى إلى استباحة دماء مخالفيهم من الأمُة، وعدم المبالاة باتخاذ جميع الوسائل لإبادتهم، ولو بالتفجير الذي يأتي عليهم وعلى غيرهم، فيبيد خضراءهم ويمزع أش اءهم. ل ونحن نرى كيف كان ورع السلف الصالح واحتياطهم في هذا الأمر، فما كانوا يستبيحون إخراج أحد من دائرة الأمُة، أو الحكم عليه بحكم أهل الشرك، إلا أن ينكر ما علم من الدين بالضرورة من غير تأويل، فإن كان في ض ا لله متسترا بالتأويل كان تأويله واقيا له من ذلك، ولذلك عندما ظهرت ظاهرة تجسيم الله تعالى وتشبيهه سبحانه بعباده، ووجد في الأمة من يحكم على أولئك المجسمة بأحكام أهل الشرك أنكر ذلك أهل البصائر المنصفون، فمع رفضهم لفكرة التجسيم واشمئزازهم منها وإنكارهم على أهلها أبوا أن يحكموا على المجسمة بأحكام المشركين، وقد وجه بهذا أبو عمرو الربيع بن حبيب وأبو غسان مخلد بن العمرد من البصرة إلى أهل المغرب رسالة ضافية فيها الإقناع بأن هؤلاء لم يصلوا إلى حد الإشراك، ف ا ل يفصلون عن كيان الأمُة، وقد كان ذلك في القرن الثاني الهجري، ثم أعاد الكرة تلميذهما أبو سفيان محبوب بن الرحيل فأنشأ في هذا رسالتين وجه إحداهما إلى أهل عمُان والثانية إلى أهل حضرموت ينكر فيهما على من حكم عليهم بأحكام المشركين. واستمر على ذلك أهل الإنصاف من علماء الأمُة، فقد سئل في القرن الثالث عشر المحقق الخليلي عن هذا، فصدر جوابه لسائله بقوله: «إياك ثم إياك أن تعجل بالحكم على أهل القبلة بالإشراك من قبل معرفة بأصوله، فإنه موضع اله اك والإه اك ») ). ل ل ) هذا؛ ولم يكن هذا الخطاب مني إلا لحرصي على جمع كلمة الأمُة جميعا على طريقة سواء وانتزاع كل ما وغرت به صدورها وغصت به من الأحقاد وكراهة بعضها لبعض، ولحرصي على إخراجها من هذا المستنقع الذي وقعت فيه إلى ما أتمناه لها من تبوء المكانة الرفيعة بين الأمم، وأخذها بزمام قافلة الإنسانية إلى مسالك الرشد ورحاب الخير والأمن والس امة. ل ) ) كتاب تمهيد قواعد الإيمان، ج 1، ص 24، ط وزارة التراث، 2 ) سلطنة عمُان. ولست بخطابي هذا متحيزا إلى فئة دون أخرى، وإنما أقف من الجميع موقفا واحدا حريصا على انتشال الكل من هذا الضياع، وجمع الجميع على ما يحبه الله ويرضاه، بعدما تفرقت بهم السبل وغدوا أحزابا متناحرة يسلط كل حزب على غيره مدُاَه على نحورهم تفري أوداجها وتحز غ اصمها، كأنما رضي الله تعالى ل في سفك دم بعضها لبعض وقطع بعضها أوصال بعض. ليت شعري؛ ألم تقرع مسامعهم قوارع النذر في كتاب الله؛ لتدرك أنها ليست على شيء، حتى تتدارك أمرها بالرجوع إلى الله، والاعتصام بدينه، والاستهداء بكتابه، والسير على منهج رسوله ژ؟ ففي ذلك س امة الدارين وسعادتهما ل وتبوؤ مقامات الرفعة في الدنيا والآخرة. .. چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ. . . . .. ]الأحقاف: 3 32 [. 1 وأسأل الله تعالى أن تصادف كلماتي هذه من جميع الأحزاب المتفرقة آذانا صاغية وقلوبا واعية ونفوسا مخلصة، وأن يسارع الجميع إلى الاستجابة لداعي الله، والاستبصار ببصيرة العقول النيرة والتحرر من أسر العواطف الرعناء والأهواء التي لا تسوق أصحابها إلا إلى الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة والعياذ بالله. هذه هي نصيحتي للكل. لا يصدق الدين إلا من يناصحه ولا يتم بغير النصح إيمان فإن تمكن نصحي من بصائركم بدا لكم من ضياء الحق فرقان) ) ) . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ.ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.ئ. . . . يي ي ي ئج ئح. ]هود: 88 [. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى كل من تبع رشده إلى يوم الدين. أخوكم في الإس ام ل أحمد بن حمد الخليلي 1 /صفر الخير/ 13 6 ه 5 4 ) ) ديوان أبي مسلم البه اني، مصدر سابق، 1 . ل 5 3 )