‫رب‬ ‫آ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يوب‬ ‫نافكا‬ ‫ةنك‬ ‫نالعا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪:-.‬‬ ‫حج‪:‬‬ ‫تج‬ ‫لش‬ ‫‪..‬نم‬ ‫م‬ ‫سلطن‪ :‬خشان‬ ‫وزارة التراث القوي والثتافة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م >‪ ) :‬لك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪;7‬‬ ‫ح‬ ‫«‬ ‫‘‬ ‫ه‬ ‫س‬‫‪ ١‬عمهہ‬ ‫]‪.‬‬ ‫‘ ر واا‬ ‫‏«‪١ ٠‬‬ ‫حا‬ ‫ر‬ ‫«‬ ‫تأليف‬ ‫العلامة امحق الشيخ سالم بن عبدالله بن‬ ‫الزوي‬ ‫راشد آل بوسعيدي ‏‪ ١‬لتترك‬ ‫ه۔‬ ‫رتمدي‬ ‫الجزء الاول‬ ‫‏‪ ١.٥‬۔ ‏‪ ١١٩٨٥‬م‬ ‫اخزن‬ ‫‪ .‬صبا ها‪ :‬ه لمصنغيز ولاد حرا ‪3‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ك‪.‬وس ع‬ ‫‪.7‬‬ ‫مانا لمُاخذهاطا ‪ .:‬كانتا‬ ‫‪:‬‬ ‫لسفشرهما معتاولفطاوبنطتزا باوليستا‬ ‫عاما امأآومننلماعل؟ لعحمل‬ ‫ع اميا‬ ‫نضلماحا شادليلبمخرسبسيل‬ ‫لل‬ ‫اوب‬ ‫اع‪:‬‬ ‫بق‬ ‫`‪ 9‬مما االتوفيولح ‪,‬دا شه ناسنه ومولفه ‏‪ ١‬لعمل الدزي‬ ‫را ده وإشرسعيه"‬ ‫كل ى اليسا‬ ‫و كر عام زا‪٩١‬همنز‪_ً.‬‏‬ ‫شوال‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫رمسعبشہوا ‪ .‬هة تاليا صوان ‪.‬‬ ‫عاريات لكنا‬ ‫احدى صفحات نخخطوطة الآثار وهي بخط مؤلف الكتاب‬ ‫تالشللعلامه سالرنعبلاددين راشد‬ ‫كنا رللاضار والا نار‬ ‫البورسع اري الوفرب الىز و ى‬ ‫وسمورن ‪ .‬و\ ‏‪__ ٨‬سمنه‬ ‫سه‬ ‫م ۔۔ لرد‬ ‫الصفحة الثانية من مخطوطة كتاب الآثار والاخبار‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫تا‬ ‫الاكاناب ت‬ ‫رارلرجلسواخ۔جررنرت‪.‬مرست‪.‬تن‪.‬مي طاصرارركتكاركةه‏‪٢٣‬ف‬ ‫‪.٠٠٠‬‬ ‫<‬ ‫‏‪2‬‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الآثار والأخبار‬ ‫من مخطوطة كتاب‬ ‫الثالثة‬ ‫الصفحة‬ ‫‏_ ‪ ٧‬۔‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫مقدمة الكتاب‬ ‫الحمد لله الذي اختار لنا الاسلام دينا وجعل السعيد من التزم حدوده‬ ‫وتأدب بادابه والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرسله الله شاهدا‬ ‫ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى اله وأصحابه نجوم‬ ‫الهدى وشموس المعرفة ‪.‬‬ ‫أما بعد ‪.‬‬ ‫فالله سبحانه وتعالى وهو الخبير بعباده أرسل رسوله بالهدى ودين الحق‬ ‫فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وكانت حياته العظيمة المثل الأعلى في مكارم‬ ‫الأخلاق وجلائل الأعمال عامرة بالخبر والهدى ‪ }.‬وكان في دعوته وعبادته وفي‬ ‫حر به وسلمه ‪ .‬وفي أسرته وبين أصحابه ‪ }.‬وفي كل مظهر من مظاهر حياته ؛‬ ‫تعالى ۔ فيه ‪ :‬وإنك لعلى خلق عظيم“» وأنموذجا فذا‬ ‫مصداقا لقول الله‬ ‫لقوله صلوات انه وسلامه عليه ‪« :‬إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ‪.‬‬ ‫وقد اضطرت دعوته الصادقة القوية وأخلاقه السامية كثيرا من العقلاء‬ ‫الذين هداهم الخلق النبوي ‪ .‬والذين كانت نفوسهم مستعدة لقبول دعوة‬ ‫هذا الرسول الصادق الأمين ؛ إلى نبذ معبوداتهم ‪ .‬والاصغاء لداعي الحق }‬ ‫والاستماع لآيات اله البينات عاملين بها مخلصين دينهم لله وصاروا نورا‬ ‫يهتدى به إلى طريق التدين الصحيح & فازداد عدد المسلمين } وأخذوا‬ ‫يتكاثر ون ولم يترك يلة وسيلة من وسائل نشر الدعوة إلا سلكها وأمر أصحابه‬ ‫بالاقتداء به والسير على منهاجه ‪.‬‬ ‫ان الدعوة إلى اله حياة الأديان وأنه ما قام دين من الأديان ولا انتشر‬ ‫مذهب من المذاهب ولا ثبت مبدأ من المبادىء إلا بالدعوة ومن يمعن النظر فييا‬ ‫قصه اه ۔ تعالى في كتابه الحكيم على رسوله الصادق الأمين من أنباء الرسل‬ ‫صلوات انه وسلامه عليهم أجمعين ‪ .‬يرى أنهم قد اتفقوا على دعوة أقوامهم‬ ‫إلى توحيد الألوهية والر بوبية ‪ .‬وإخلاص العبادة لله } والخضوع له ۔ تعالى ۔‬ ‫والايمان باليوم الآخر وما فيه من البعث والجزاء على الأعمال والترغيب في‬ ‫طاعة اله جل وعلا والترهيب من مخالفته وعصيانه والحث على التحلي‬ ‫بالأخلاق الحسنة والتحذير من الأخلاق السيئة ‪.‬‬ ‫ولقد كان المسلمون في الصدر الأول ولا سييا على عهد الخليفتين‬ ‫خاصة‬ ‫كانت‬ ‫وقد‬ ‫الدين‬ ‫بأمر‬ ‫يهتمون‬ ‫عنهيا ‪-‬‬ ‫انه‬ ‫۔ رضي‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫أي‬ ‫الصحابة ۔ رضوان انه عليهم ۔ الذين صحبوا النبي صلوات الله وسلامه‬ ‫عليه } وتلقوا عنه متواصلين متكاتفين يشعر كل منهم بما يشعر به الآخر من‬ ‫عقائده‬ ‫شيئا من‬ ‫كل ما يمس‬ ‫وحراسته‪ .‬ومقاومة‬ ‫الاسلام‬ ‫نشر‬ ‫إلى‬ ‫الحاجة‬ ‫المضمار‬ ‫هذا‬ ‫السبق ف‬ ‫وأحكامه وادابه ومصالح أهله وممن أحر ز قصب‬ ‫الهمداني‬ ‫وأبو ادر يس الخولاني وعمر بن عبدالله بن زرارة‬ ‫الحسن البصري‬ ‫كان يكنى أبا ذر وابن السماك وهو أبو العباس محمد بن صبيح وسفيان‬ ‫الثوري والامام ابن الجوزي { هؤلاء وغيرهم كثير برعوا في الدعوة إلى الله‬ ‫وإرشاد العباد إلى الحق ‪.‬‬ ‫فالوعظط‬ ‫؛‬ ‫وقصص‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وتذكير‬ ‫‪6‬‬ ‫وعظ‬ ‫‪:‬‬ ‫ا لفن‬ ‫هذا‬ ‫تحت‬ ‫ويندرج‬ ‫بالاستمالة والترغيب‬ ‫والموعظة والعظة النصح والتذكير بالعواقب سواء كان‬ ‫أم بالزجر والترهيب ‪ .‬قال ابن سيدة ‪ :‬هو تذكيرك الانسان بما يلين قلبه من‬ ‫‪.‬‬ ‫ثواب وعقاب‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫وفي الاصطلاح ‪ :‬يطلق عل‬ ‫ب ويؤثر ف‬ ‫النفوس‬ ‫ويزيد‬ ‫المتمردة ‪.‬‬ ‫النفوس‬ ‫جماح‬ ‫ويكبح‬ ‫النفيس‬ ‫إيمانا‬ ‫المهذبة‬ ‫‏‪ ١٠‬۔‬ ‫وهد ‏‪ ١‬ية ‪.‬‬ ‫الناس نعم الله عز وجل عليهم وحثهم على شكره‬ ‫والتذكر ‪ :‬تعريف‬ ‫‪.‬‬ ‫مخالفته‬ ‫وتحذيرهم من‬ ‫والقصص ‪ :‬تتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها والقصاص‬ ‫من يفعل ذلك وهو في الغالب عبارة عمن يروي أخبار الماضين ‪.‬‬ ‫هو النصح والتذكير بالخير والحق على الوجه‬ ‫الوعظ‬ ‫ومن هنا يكون‬ ‫المعاش والمعاد والفوز‬ ‫الذي يرق له القلب ويبعث على الممل ‏‪ ٠‬وغايته صلاح‬ ‫بسعادة الدارين وفضله عظيم وشرفه جسيم فإنه متعلق بطب الأر واح وعلاج‬ ‫‪.‬‬ ‫السعادة‬ ‫إل‬ ‫لتصل‬ ‫النفوس‬ ‫كلاهما عرضة‬ ‫وكان‬ ‫والروح‬ ‫الجسم‬ ‫مركبا من‬ ‫الانسان‬ ‫ولما كان‬ ‫للأمراض والعلل كان لا بد محتاجا إلى طبين ومتشوقا إلى علاجين ؛ علاج‬ ‫الجسم وعلاج الروح ولا شك أن أفضل الطبين ؛ ما أصلح أشرف‬ ‫‪.‬‬ ‫الجزأين‬ ‫ومعلوم أن الأمراض والعلل تعرض للأجسام فتذهب بجمالها وكثيرا‬ ‫بالعلاج الناجع قبل استفحالها‬ ‫ما تودي بحياتها إلى الهلاك إذا لم تسعف‬ ‫خطرها ‪.‬‬ ‫واشتداد‬ ‫الأمراض والعلل ما يطفىء نورها‬ ‫والقلوب كالأاجسام يعرض فا من‬ ‫وقد يفقدها حياتها وذلك بور ودها موارد الفي والضلال وانهماكها ف اللذات‬ ‫الفسوق‬ ‫بأنواع‬ ‫المبالاة‬ ‫والنواهي وعدم‬ ‫بالأوامر‬ ‫والتهاون‬ ‫والشهوات‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المحمدية‬ ‫والأخلاق‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الدينية‬ ‫الآداب‬ ‫ونبذ‬ ‫البدع‬ ‫وسيئات‬ ‫والفحور‬ ‫والقبائح ومن هذه‬ ‫والعقل من الشرور‬ ‫الشر ع‬ ‫كل ما لا يرضاه‬ ‫وارتكاب‬ ‫الأفعال تكون أمراض القلوب وعللها ‪.‬‬ ‫۔‬ ‫۔‪١١‬‏‬ ‫وعلى الجملة فالدعوة إلى الله بالوعظ والارشاد هي العلاج الوحيد‬ ‫لصلاح العالم ‪ .‬والدين الحنيف هو الدواء المفيد لشفاء القلوب من أمراضها‬ ‫ولا سلامة للعالم من مخاطر الشقاء إلا به ‪ .‬ولا شك أنه إذا ترك علاج القلوب‬ ‫من هذه الأمراض استفحل أمرها ‪ .‬ومتى أهمل تطهير النفوس من أدران‬ ‫النقائص والرذائل عظم خطرها وانتشر الفساد وهلك العباد وزاد البلاء وساء‬ ‫المجتمع الانساني ‪.‬‬ ‫حال‬ ‫ولقد أدرك العالم العماني الجليل والعلامة التقي الور ع الحكيم الشيخ‬ ‫سالم بن عبدالله بن راشد آل بوسعيدي ۔ رحمه الله ۔ كل هذه الأمور التي سبق‬ ‫ذكرها وأدرك أهمية دور الدعوة والوعظ والارشاد في ذلك فقام ۔ جزاه الله خير‬ ‫ما يجزي به الصالحين ۔ بتأليف وتركيب هذه الأدوية النافعة التى تصحح‬ ‫القلوب من أمراضها وتنبه العقول من غفلتها وتطهر النفوس من أدران‬ ‫النقائص والرذائل وتنير أمامها السبل الموصلة إلى الرشد حتى ترجع عن غيها‬ ‫وتعود إلى حد الاعتدال وتتحلى بالفضائل والكمال ‪.‬‬ ‫واضحة لما كان عليه المؤلف‬ ‫فيا حواه من علم غز ير صورة‬ ‫والكتاب‬ ‫من تقوى وعلم وورع حيث استطاع بما وهبه النه ۔ عز وجل ۔ من نور‬ ‫الحكمة وقاطع الحجة وساطع البرهان وقوة البيان ومتانة العلم أن يجعل من‬ ‫كتابه كنزا ثمينا مملوءا بأنفس الجواهر وأجمل الحلل التي يتحلى بها كل من‬ ‫سلك سبيل الدعوة إلى اله والتي أدرك هذا العالم الجليل عظم منزلتها وعلو‬ ‫قدرها من كتاب اله الكريم في قوله تعالى ‪ :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس‬ ‫تأمر ون المعروف وتنهون عن المنكره ‪ .‬وقوله جل شأنه ‪ :‬ولتكن منكم‬ ‫أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم‬ ‫‪1‬‬ ‫المفلحون كه ‪.‬‬ ‫علوم‬ ‫(إحياء‬ ‫كتابه‬ ‫ف‬ ‫الغزالي‬ ‫الامام‬ ‫منهج‬ ‫ذلك يغهجح‬ ‫ف‬ ‫والمؤلف‬ ‫الدين) ‪ 3‬فقد جمع في كتابه القيم كل ما يحتاجه الانسان في أمر معاشه ومعاده‬ ‫مستشهدا بالأدلة النقلية والعقلية محتجا على ذلك بآيات من القران الكريم‬ ‫والأحاديث النبوية الشريفة ‪ .‬ثم جاء بما أثر عن الصحابة والتابعين كيا ذكر لنا‬ ‫الكثير مما جاء ذكره على لسان الأنبياء السابقين مثل سيدنا عيسى وموسى‬ ‫وداود ۔ عليهم السلام۔ وكثيرا ما يستشهد بأقوال الشعراء في الحكم‬ ‫والفضائل ‪.‬‬ ‫ولعلنا بذلك ندرك أهمية هذا الكتاب الذي يصنف بين أهم الكتب التي ‪.‬‬ ‫تعتبر المعين الذي لا ينضب للداعية والحجة القوية في الرد على المعارضين‬ ‫والمضللين والمرجع في الأحكام للفقهاء والمتفقهين ‪ .‬وصدق اته جلت قدرته‬ ‫حيث يقول ‪ :‬ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من‬ ‫المسلمين ي{ه ‪.‬‬ ‫كيا ان هذا الكتاب يعطي دليلا واضحا على أن العمانيين لم يتركوا فنا‬ ‫من فنون المعارف والعلوم إلا طرقوه وألفوا فيه ‪ .‬فقد أجادوا في الفقه‬ ‫والأحكام وني الوعظ والارشاد وفي التفسير والحديث وفي اللغة والأدب‬ ‫والفلك وعلوم البحار وكل ما من شانه أن يرقى بالانسان ويبلغ به درجة‬ ‫الكمال ‪.‬‬ ‫أيدينا يتضح أن‬ ‫الذي بن‬ ‫الأولى للمخطوط‬ ‫الصفحات‬ ‫وكا يبدو من‬ ‫من‬ ‫تاريخ الانتهاء‬ ‫ولعمل‬ ‫‪.‬‬ ‫الفجري‬ ‫الثاني عشر‬ ‫القر ن‬ ‫علاء‬ ‫المؤلف من‬ ‫التأليف كان سنة نيف وسبعين وألف سنة للهجرة النبوية الشريفة ‪.‬‬ ‫وما أن بزغ ضوء النهضة المباركة حتى دبت الحياة في كل شيء ‪ .‬وكان‬ ‫أن صدرت التوجيهات السامية لجلالة سلطان البلاد المعظم بطبع هذه‬ ‫المؤلفات لتجد طريقها الى المكتبات العالمية ‪ .‬ولتكون شاهد عيان على النهضة‬ ‫العملاقة التى تشهدها السلطنة في كل المجالات & وه الحمد ؛ تلك النهضة۔‬ ‫الشاملة لكل ما على أرض عمان عمرانا وزراعة‪ .‬وعلوما ومعارف ‪.‬‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ١٣‬۔‬ ‫ولقد قدرت وزارة التراث هذه المسئولية الضخمة التي ألقيت على‬ ‫عاتقها فقامت بها خير قيام وعلى أكمل وجه فاصبحنا ولا يمر يوم إلا وبين يدي‬ ‫القارىء فن جديد من فنون المعرفة ومنارة جديدة يعم نورها ربو ع هذا‬ ‫الوطن الغالي ‪.‬‬ ‫ولعلنا ندرك من نظرتنا لتاريخ تاليف هذا الكتاب عمق جذور المعرفة‬ ‫والثقافة والحضارة هذا القطر العربي الاسلامي وما سار عليه أبناؤه منذ بزوغ‬ ‫فحر هذا الدين الحنيف ‪.‬‬ ‫فالمؤلف والحق يقال جمع في كتابه الزي سماه (الأخبار والآثار) من‬ ‫الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وآثار وأقوال السلف الصالح ما به‬ ‫توجل القلوب ويزداد المؤمن إيمانا وينخلع قلب العاصي ويقشعر جلده‬ ‫ويسار ع إلى التوبة والعمل الصالح ‪.‬‬ ‫۔‬ ‫۔‪١٤‬‏‬ ‫حطة تحقيق الكتا ب‬ ‫بتوفيق الله وعونه تم تحقيق هذا الكتاب على نسخة دار المخطوطات‬ ‫والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة وهي بخط الشيخ الفاضل محمد بن‬ ‫من‬ ‫سيف بن صالح المسكري الأزدي ‪ .‬وقد نم نسخها ۔على مايفهم‬ ‫الصفحة الثانية من المخطوط ۔ سنة نيف وسبعين وألف سنة للهجرة النبوية‬ ‫على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ‪ .‬وقد نسخت بخط جيد جميل إلا أننا‬ ‫لاحظنا عليها ما يأتي ‪:‬‬ ‫الآيات القرانية وعدم تتصيصها وكذلك الأحاديث النبوية }‬ ‫تداخل‬ ‫كيا أنه لوحظ سقط كثير من الجمل والعبارات أثناء النسخ ثم سجلها الناسخ‬ ‫بالهامش عما كان يصعب على القارىء في بعض الأحيان ربط هذه الجمل‬ ‫والعبارات بما قبلها وما يعدها ‪.‬‬ ‫كيا أن هناك كثيرا ‪:‬من الكلمات أو أجزاء الكلمات التي سقطت من‬ ‫الناسخ دون الاشارة إليها وبعض العبارات التي فيها تقديم وتأخير مما قد يمل‬ ‫بالمعنى في بعض الأحيان ‪.‬‬ ‫فكان لزاما علينا وهذه الحال ضبط الآيات القرآنية وتنصيصها ووضع‬ ‫الهموامش لها وتحقيق الأحاديث النبوية وتصحيحها ووضع العبارات والجمل‬ ‫وإعادة الكلمات الساقطة ‪ .‬كذلك توضيح معاني‬ ‫في مكانها الصحيح‬ ‫الكلمات التى وردت في الأحاديث والآثار من حيث اللغة وقد أشرنا إلى كل‬ ‫‪.‬‬ ‫‪»-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫»‪-‬‬ ‫ذلك بهامش الكتاب ولا كان الناسخ ۔ جزاه الله خيرا ۔ قد نسخ الكتاب دو ن‬ ‫مراعاة لترتيب الأبواب ترتيبا منهجيا حديثا ‪ .‬وذلك تبعا لعلاقة كل باب‬ ‫وربطه با قبله وما بعده ‪ .3‬فقد قمنا بترتيب هذه الأبواب ترتيبا علميا ‪.‬‬ ‫فارتأينا أن يقع الكتاب في جزأين ‪ }،‬يتضمن الجزء الأول كل ما يتصل بالعقيدة‬ ‫والعبادة ‪ .‬ويتضمن الجزء الثاني كل ما يتصل بالفضائل وآفات الأعضاء‬ ‫والأخلاقيات والآداب والحكمة ‪.‬‬ ‫الكنز الثمن‬ ‫قد وفقنا للايفاء بحق هذا‬ ‫الجهد المقل نكون‬ ‫ولعلنا هذا‬ ‫من تراثنا الانساني الحافل وإخراجه بالصورة المشرفة اللائقة بحجم هذا‬ ‫العمل الانساني الضخم ‪.‬‬ ‫والله نسأل أن ينفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن يجزي‬ ‫إنه نعم المولى ونعم النصر ‪.‬‬ ‫خير الحزاء‬ ‫الممل‬ ‫على هذا‬ ‫القائمين‬ ‫‪77‬‬ ‫الباب الأول‬ ‫ي فضيلة العلم‬ ‫قال تعالى ‪« :‬إشهد انه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما‬ ‫بالقسطه«‪)٠‬‏ ك وقال تعالى ‪« :‬يرفع انه الذين آمنوا منكم والذين أوتوا‬ ‫العلم درجات“»(") ك وقال الته تعالى ‪« :‬إإنما يخشى الله من عباده‬ ‫ك وقال ابن عباس ‪« :‬للعلياء درجات فوق المؤ منين بسبعمائة‬ ‫العلياء (")‬ ‫وقال الئه تعالى ‪ :‬قل هل‬ ‫درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام‬ ‫يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»ه(‪)٤‬‏ ‪ 5‬وقال الته تعالى ‪ :‬وتلك‬ ‫الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمونه(‘‘ =& وقال اله تعالى ‪ :‬ولو‬ ‫‪.‬‬ ‫ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهمه“”‘‬ ‫رد حكمه في الوقائع الى استنباطهم فالحق رتبتهم برتبة الانبياء في كشف حكم‬ ‫الته ‪.‬‬ ‫الذين أوتوا‬ ‫هو ايات بينات في صدور‬ ‫وقال الته تعالى ‪ :‬بل‬ ‫العلم ‪ 4‬‏)‪(٧‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٨‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ١١‬من سورة المجادلة‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية‬ ‫‪٣‬۔‏ الآية ‏‪ ٢٨‬من سورة فاطر‬ ‫الآية ‏‪ ٩‬من سورة الزمر‬ ‫»۔‬ ‫ه‪٥‬۔‏ الآية ‏‪ ٤٣‬من سورة المنكبوت‬ ‫‏‪ ١‬الآية ‏‪ ٨٣‬من سورة النساء‬ ‫‏‪ ٤٩‬من سورة المنكبوت‬ ‫‏‪ -٧‬الآية‬ ‫۔_ ‏‪ ١٧‬۔‬ ‫الأخبار‬ ‫قال يبة ‪« :‬من يرد الته به خيرا يفقهه ني ‪.‬الدين ويلهمه رشده؛((‘‬ ‫وقال ‪« :‬العلاء ورثة الانبياء» ‪.‬‬ ‫وما في‬ ‫‪« :‬يستغفر للعالم ما في السموات‬ ‫السلام‬ ‫وقال عليه‬ ‫& وقال عليه السلام ‪« :‬إن الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع‬ ‫الأارض»(‪)٢‬‏‬ ‫المملوك حتى يدرك ملاك الملوك» ‪.‬‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬افضل الناس المؤمن العالم الذي إن احتيج إليه‬ ‫نفع وان استغني عنه أغنى نفسه» ‪.‬‬ ‫ؤقال عليه السلام ‪« :‬أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد»‬ ‫أما أهل العلم فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل ‪ ،‬وأما أهل الجهاد‬ ‫‪:‬‬ ‫فجاهدوا بأسيافهم على ما جاءت به الرسل ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عالم»‬ ‫موت‬ ‫أيسر من‬ ‫قبيلة‬ ‫« لموت‬ ‫‪:‬‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫وقال‬ ‫ودم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العلاء‬ ‫مداد‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫(يوزن‬ ‫‪:‬‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫وقال‬ ‫‪« :‬من تفقه في دين اله كفاه الله همه ورزقه‬ ‫‏‪ ٠‬وقال عليه السلام‬ ‫الشهداء»("‘‬ ‫‪.‬‬ ‫لا ححتسب‪»4‬‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫وقال عليه السلام من حمل من أمتي أربعين حديثا لقي الته يوم القيامة‬ ‫فقيها عالمالإ") وقال عليه السلام ‪« :‬أوحى النه إلى إبراهيم يا ابراهيم اني عليم‬ ‫‪.‬‬ ‫عليم»‬ ‫كل‬ ‫أحب‬ ‫عن ابن مسمود‬ ‫رواه الليهةقر‬ ‫‪-١‬۔‏‬ ‫رواه ابن مسعود‬ ‫‏‪- ٢‬‬ ‫‏‪ _٣‬رواه مسلم عن أي هريرة‬ ‫رواه أبو داود عن أي هريرة‬ ‫ا‪٤‬۔‏‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬العالم أمين الته في الارض» ‪ ،‬وقال عليه السلام ‪:‬‬ ‫«صنفان من أمتي اذا صلحوا صلح الناس ‪ :‬الأمراء والفقهاء ث وقال عليه‬ ‫السلام ‪« :‬فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر‬ ‫‪ .‬الكواكب» أ وقال عليه السلام ‪« :‬يشفع يوم القيامة ثلاثة ‪ :‬الأنبياء والعلماء‬ ‫والشهداء» ‪ .‬وقال عليه السلام ‪« :‬ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين‬ ‫ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شىء عماد وعماد هذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين الفقه»(‪'١‬‏‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون‬ ‫درجة» وقال ‪« :‬انكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤ ه قليل خطباؤ ه قليل سائلوه‬ ‫كثير معطوه العمل فيه خير من العلم وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤ ه كثير‬ ‫خطباؤه قليل معطوه كثير سائلوه العلم فيه خير من العمل» وقال عليه‬ ‫‪« :‬بن العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الواد المضمر‬ ‫السلام‬ ‫سبعين سنة! ‏(‪)٢‬‬ ‫وقيل ‪ :‬يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ فقال ‪« :‬العلم بالله عز‬ ‫‪ :‬نسأل‬ ‫وجل» قال ‪ :‬أي الاعمال تزيد ؟ قال ‪ « :‬العلم باله عز وجل» فقيل‬ ‫عن العمل وتجيب عن العلم ؟ فقال ‪« :‬إن قليل العمل ينفع مع العلم وإن‬ ‫‪« :‬يبعث الله العباد يوم‬ ‫كثير العمل لا ينفع مع الجهل» ‪ .‬وقال عليه السلام‬ ‫القيامة ثم يبعث العلياء ثم يقول ‪ :‬يا معشر العلياء إني لمأضع علمي فيكم إلا‬ ‫لعلمي بكم ولم اضع علمي فيكم لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم» وهم‬ ‫المخلصون الذين اثروا الآخرة على الدنيا قال النبى ية ‪« :‬من سلك‬ ‫طريقا يطلب فيه عليا سلك الله به طريقا إلى الجنة ‪ 5‬وقال عليه السلام ‪« :‬إن‬ ‫الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضي بما يصنعم"‘‬ ‫‏‪ _ ١‬رواه البخاري ومسلم عن أي هريرة‬ ‫‏‪ ٢‬۔ رواه مسلم عن جابر‬ ‫‏‪ ٣‬۔ رواه الربيع عن انس‬ ‫۔_‪١٩‬‏ ۔‬ ‫وقال ‪« :‬لئن تغدو فتتعلم بابا من العلم خير من أن تصلي مائة ركعة» ‏‪١‬‬ ‫وقال ‪« :‬اطلبوا العلم ولو بالصين» ‪ ،‬وقال ‪« :‬العلم خزائن ومفاتيحها‬ ‫السؤال فإنه يؤجر فيه أربعة ‪ :‬السائل والعالم والمستمع والمحب لفمم» ©‬ ‫وقال ية ‪« :‬لا ينبغي للجاهل ان يسكت على جهله ولا للعالم ان يسكت عن‬ ‫رضي الته عنه ‪« :‬حضور مجلس علم افضل‬ ‫علمه» ‪ ©.‬وفي حديث أي ذر(‪)(١‬‏‬ ‫من صلاة ألف ركعة وعيادة الف مريض وشهود الف جنازة» ث فقيل يا رسول‬ ‫الته ‪ :‬ومن قراءة القران ؟ قال ‪« :‬وهل ينفع القرآن الا بالعلم»‬ ‫وقال عليه السلام ‪ :‬من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحبي به‬ ‫الاسلام فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة» ‪.‬‬ ‫الآنار‬ ‫العلم‬ ‫بن‬ ‫داوود‬ ‫بن‬ ‫خر سليمان‬ ‫_‬ ‫عنه‬ ‫اله‬ ‫‪ -‬رضى‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫تال‬ ‫والمال ‪ ،‬والملك ‪ ،‬فاختار العلم } فأعطي المال والملك معه ‪.‬‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬عليكم بالعلم قبل ان يرفع ‪ ،‬ورفعه ‪ ،‬ان يهلك‬ ‫رواته ‪ 3‬فوالذي نفسي بيده } ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء ‪ .‬ان‬ ‫يبعثهم الته علياء ‪ 3‬لما يرون من كرامتهم & وإن أحدا لم يولد عالما ‪ 3‬وإنما العلم‬ ‫بالتعلم ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ :‬تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها ‪.‬‬ ‫وقال الحسن ‪ :‬في قوله تعالى ‪« :‬واتنا في الدنيا حسنة ‏‪ )"١‬هني ‪ :‬العلم‬ ‫هي ‪ :‬الجنة ‪ .‬وقال الاحنف ‪ :‬كاد ‪.‬‬ ‫والعبادة فوفي الآخرة حسنة ")‬ ‫العلياء } ان يكونوا أربابا ‪ 7‬وكل عز لم يؤكد بعلم ‪ ،‬فإلى ذل مصيره ‪ ،‬وقال‬ ‫‪١‬۔‏ رواه الشيخان عن ابن عمر‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٢٠١‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الآية ‏‪ ٢٠١‬من سورة البقرة ‪.‬‬ ‫في الماء ‪.‬والطيبر في السےاء ويفقد‬ ‫الحوت‬ ‫العالم ؛ بكاه‬ ‫‪ :‬اذا مات‬ ‫الحكاء‬ ‫بعض‬ ‫وجهه ولا ينسى ذكره ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬العلم أفضل من المال والعلم ميراث الأنبياء ‪ 3‬والمال‬ ‫ميراث الفراعنة } والعلم يحرسك وأنت تحرس المال ‪ ،‬والعلم لا يعطيه الله الا‬ ‫لمن أحبه والمال اكثر ما يعطيه الكفرة لقوله تعالى ‪ :‬ولولا أن يكون الناس أمة‬ ‫واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة“_')‬ ‫والعلم يزيد بالبذل والانفاق ‏‪ ١‬والمال ينقص بالبذل والنفقة ‪ .‬وصانحب‬ ‫المال اذا مات ‪.‬انقطم ذكره والعالم اذا مات فذكره باق ‪ .‬وصاحب المال ينال ‪:‬‬ ‫عن كل درهم ‪ ،‬من اين اكتسبه وأين انفقه ‪ .‬وصاحب العلم يرفع له بكل‬ ‫حديث أو مسألة درجة في الحنة ‪.‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬ذللت طالبا فعززت مطلوبا ‪ .‬وكذلك قال ابن ابي‬ ‫مليكة ‪ :‬ما رأيت مثل ابن عباس اذا رأيته رأيت أحسن الناس وجها © واذا‬ ‫تكلم {‪ 9‬فاعرب الناس لسانا { واذا أفتى ‪ .‬فأكثر الناس علا ‪.‬‬ ‫وقال ابو الدرداء ‪ :‬لئن اتعلم مسألة ‪ 3‬أحب الي من قيام ليلة ‪ .‬وقال‬ ‫في الخير ‏‪ ٠‬وسائر الناس‬ ‫العالم والمتعلم شريكان‬ ‫‪.‬‬ ‫أيضا‬ ‫لا خير فيهم ‪.‬‬ ‫همج‬ ‫وقال ايضا ‪ :‬كن عالما أو متعلا أو مستمعا } ولا تكن الرابع ‪ .‬وقال‬ ‫عطاء ‪ :‬مجلس ذكر ‪ 3‬يكفر سبعين مجلسا من مجالس اللهو ‪.‬‬ ‫عابد قائم الليل وصائم النهار‬ ‫الف‬ ‫موت‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الله عنه‬ ‫۔ رضي‬ ‫وقال عمر‬ ‫أهون من موت عالم عاقل بصير بحلال الته وحرامه ‪.‬‬ ‫وقال الشافعي ‪ :‬طالب العلم أفضل‪ :‬من النافلة ‪.‬‬ ‫في‬ ‫فقد نقص‬ ‫العلم ليس بجهاد‬ ‫الى‬ ‫الغفدو‬ ‫رأى‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو الدرداء‬ ‫وقال‬ ‫الآية ‏‪ ٢٣‬من سورة الزخرف‬ ‫‏‪١‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٢١‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫وعقله‬ ‫رأ يه‬ ‫وعن معاذ بن جبل يرفعه الى النبي ية انه قال ‪« :‬تعلموا العلم فإن‬ ‫تعليمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن‬ ‫‏‪:٠‬‬ ‫لا يعلمه صدقة وبذله لأهل قربة وهو الأنيس في الوحدة ‪.‬والصاحب في الخلوة‬ ‫والدليل على السراء والضراء والوزير عند الاخلاء والقريب عند القرباء ومنار‬ ‫سبيل الجنة يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخبر قادة هداة يهتدى‪ .‬بهم م أدلة في ‪.‬‬ ‫الخير تقتفي اثارهم وترمق اعمالهم ويقتدى بفعالهم وينتهى الى رأيهم وترغب‬ ‫الملائكة في صحبتهم وبأجنحتها تمسحهم وكل رطب ويابس يستغفر لهم حتى‬ ‫حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه والسياء ونجومها والارض وتخومها لأن‬ ‫العلم حياة القلوب من العمى ونور الأبصار من الظلمة وقوة الأبدان من‬ ‫الضعف يبلغ به العبد منازل الأحرار ومجالس الملوك والدرجات العلى في الدنيا‬ ‫والآخرة ‪ .‬التفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به يطاع الله عز‬ ‫وجل وبه يعبد ويوحد وبه يعمل لله ويحمد وبه يترو ع لعله يتور ع‪-‬وبه توصل‬ ‫الأرحام ويعرف الحلال والحرام وهو امام والعمل تابعه يلهمه الله السعداء‬ ‫وحرمه الاشقياء»(‪)١‬‏‬ ‫فضيلة العلم‬ ‫يا عل عليك مذاكرة أهل العلم فإنهم يعرفونك بالحلال والحرام &‬ ‫يي القلوب‪.‬‬ ‫العلم يح‬ ‫فإن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ومراحمتهم بالركب‬ ‫العلماء‬ ‫ملازمة‬ ‫عليك‬ ‫‪.‬‬ ‫يا عل‬ ‫الميتة بنور الامان كيا تحيا الأرض الميتة بوابل المطر ‪.‬‬ ‫يا عم عليك بمجالسة العلياء الفضلاء ‪ 7‬أهل الخشية © فإنها تفيدك‬ ‫الجامع‬ ‫ذكره ف‬ ‫معاذ وورد‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه الخطيب عن‬ ‫۔ ‏‪ ٢٢‬۔‬ ‫استعدادا ‪ .‬لتحصيل الكمالات & واستنباطا للمجهولات {} وعليك بتعظيم‬ ‫‪.‬‬ ‫فقيها لقي ‪ :‬الله تعالى وهو عليه راض‬ ‫اكرم‬ ‫فانه من‬ ‫وتكثير العلاء‬ ‫الفقهاء‬ ‫وأسعد الناس من خالط كرام الناس ‪ ،‬وليس أحد أكرم عند الله بعد‬ ‫وإنما‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ولا درهما‬ ‫دينارا‬ ‫ولم يخلفوا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ورثة الأنبياء‬ ‫والعلےاء‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العلاء‬ ‫من‬ ‫الأنبياء‬ ‫خلفوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بإرث الأنبياء وحشر معهم & وليسوا بأرفع‬ ‫درجة منه الا درجة واحدة ‪ ،‬ومن أهان فقيها لقي الله وهو عليه غضبان ومن‬ ‫اكرم‬ ‫على النار ‪ ،‬ومن‬ ‫الله حسده‬ ‫صافح عالا أو طالب علم فانما صافحني وحرم‬ ‫عالما أو متعليا فكأنما اكرمني معهم ‪ .‬ومن اكرمني اكرمه الله بنعيم الجنة كرامة‬ ‫يقصر عنها الأولون والآخرون {‪ ،‬ومن زار عالما أو متعليا فكأنما زارني ‪ 0‬ومن‬ ‫معه‬ ‫وجلس‬ ‫ولو قدمن‬ ‫مشى إلى عا ل‬ ‫‏‪ ١‬لقيامة © ومن‬ ‫له شفيعا يوم‬ ‫زار ني كنت‬ ‫ولو ساعتين وسمع منه ولو مسألتين أعطاه الله يوم القيامة جنتين ؛ مثل كبر‬ ‫الدنيا مرتين ث ومن كسا طالب العلم ثوبا كساه الله من ديباج الجنة حلتين‬ ‫‏‪ ١‬لعلم ولو بدرهم‬ ‫طالب‬ ‫ساعد‬ ‫ومن‬ ‫‏‪ ١‬لخلائق‬ ‫فيها بن‬ ‫يتبختر‬ ‫خحضراوين‬ ‫‪.‬‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫درهم‬ ‫سبعمائة‬ ‫أنفق‬ ‫فكأنما‬ ‫واحد‬ ‫‏‪ ٠‬والنظر الى بابه ومصافحته‬ ‫العالم والملشى إليه عبادة‬ ‫والنظر الى وحه‬ ‫عبادة ‪.‬‬ ‫‪- ٢٣ ..‬‬ ‫الباب الثاني‬ ‫في فضيلة العلم وتحريم الكتمان‬ ‫الكريم ‪:‬‬ ‫القرآن‬ ‫قال تعالى ‪ :‬واذ أخذ اله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا‬ ‫تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم هه() ‪ .‬وهو ايجاب التعليم ‪ .‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمونه(") وهو تحريم الكتمان ‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬ادع‬ ‫وكيا قال في الشهادة ‪ :‬تإومن يكتمها فإنه اثم قلبه مه ("&‬ ‫الكتاب‬ ‫‪ .‬وقال تعالى ‪ :‬ويعلمهم‬ ‫الى سبيل ربك بالحكمةهه ()‬ ‫والحكمة ه(‪)٥‬‏‬ ‫الاخبار (السنة)‬ ‫قال النبى ية ‪« :‬ما أق الته عالما عليا إلا أخذ عليه الميثاق كيا أخذ على‬ ‫‪.‬‬ ‫النبيمن أ ن يبينوه ولا يكتموه‬ ‫‏‪ ١‬الآية ‏‪ ١٨٧‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ٢‬۔الآية ‏‪ ١٤١‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الآية ‏‪ ٢٨٣‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ١٦٥‬من سورة النحل‬ ‫‏‪ ٤‬الآية‬ ‫ه ۔ الآية ‏‪ ٢‬من سورة الجمعة‬ ‫‏_‪ ٢٥‬۔‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬من كتم عليا اتاه الله ‪ .‬الجم يوم القيامة‬ ‫بلجام من نار‪ 4 )(.‬وفي رواية عن رسول الته عليه السلام ‪ :‬انه أقال ‪» :‬اذا‬ ‫ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله ولعنة‬ ‫اللاعنين الا أن يكون له عذر يقيه ولا يقبل منه صرف ولا عدل» ‪ .‬والصرف ‪:‬‬ ‫الفريضة {‪ ،‬والعدل ‪ :‬النافلة ‪.‬‬ ‫وقال رسول انته يلة لما بعث معاذا الى اليمن ‪« :‬لأن يهدي الته بك رجلا‬ ‫‪ .‬وقال عليه السلام ‪« :‬من تعلم بابا‬ ‫واحدا خبير لك من الدنيا وما فيها(")‬ ‫من العلم ليعلم الناس أعطي ثواب سبعين نبيا صديقا ‪.‬‬ ‫وقال عيسى عليه السلام ‪« :‬من عَلمم وعمل وعَلّمَ فذلك يدعى عظييا‬ ‫في ملكوت السموات» ‪.‬‬ ‫وقال النبي عليه الصلاة والسلام ‪« :‬اذا كان يوم القيامة يقول الته تعالى‬ ‫للعابدين والمجاهدين ادخلوا الجنة ‪ .‬فيقول العلماء بفضل علمنا تعبدوا‬ ‫وجَاممدوا ‪ .‬فيقول القه عز وجل ‪ :‬أنتم عندي كبعض ملائكتي اشفعوا‬ ‫تشفعوا ‪ .‬فيشفعون ‪ ،‬ثم يدخلون الجنة } وقال عليه السلام ‪ :‬هان الله لا‬ ‫ينزع العلم من الناس انتزاعا من بعد أن يؤتيهم إياه ولكن يذهب بذهاب‬ ‫العلياء فكلا ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتى لم يبق الا رؤ ساء جهال إن‬ ‫سئلوا أفتوا بغير علم فيضلوا ويضلون» ‪.‬‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬نعم الهدية ونعم العطية كلمة حكمة تسمعها‬ ‫فتنطوي عليها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم تعلمه إياها تعدل عبادة سنة» ‪.‬‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬ان الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في‬ ‫جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخيره ‪.‬‬ ‫هريرة‬ ‫أي‬ ‫رواه أبو داود والترمذي من‬ ‫‪١‬۔‏‬ ‫‏‪ - ٢‬رواه البخاري ومسلم من طرق عدة‬ ‫‏‪ ٢٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪ :‬هما أفاد المسلم أخاه فائدة افضل من‬ ‫حديث حسن بلغه فبلغه» ‪.‬‬ ‫فيعمل مها‬ ‫الخير يسمعها المؤ من‬ ‫‪« :‬كلمة من‬ ‫والسلام‬ ‫وقال عليه الصلاة‬ ‫‪.‬‬ ‫سنة»‬ ‫عبادة‬ ‫خير له من‬ ‫ويعلمها‬ ‫وخرج رسول النه يلة ذات يوم فرأى مجلسين أحدهما يدعون الى الله‬ ‫ويرغبون اليه ‪ 0‬والثاني يعلمون الناس ‪ .‬قال ‪« :‬أما هؤلاء فيسألون الله إن‬ ‫‪ .‬وأما هؤلاء فيعلمون الناس وانما بعثت معليا»‬ ‫شاء اعطاهم وان شاء منعهم‬ ‫ثم عدل اليهم وجلس معهم وقال ‪« :‬مثل ما بعثني الته به من العلم والهدى‬ ‫كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها بقعة أمسكت الاء فأنبتت الكلا‬ ‫والعشب الكثير وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها‬ ‫وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ» ‪ ،‬فالأول ذكره‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫وا لثالث للمحروم‬ ‫للمنتفع بعلمه ‏‪ ٠‬وا لثاني للنافع ‏‪٠‬‬ ‫مثلا‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا عن ثلاث علم‬ ‫‪ .‬وقال عليه‬ ‫ينتفع به وصدقة جارية وولد صالح يدعو له بالخيره(۔‬ ‫السلام ‪« :‬الدال على الخير كفاعله» ‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬لا حسد الا في اثنين ‪ :‬رجل آتاه الله مالا فسلط على انفاقه في‬ ‫‪ .‬وقال عليه‬ ‫الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس»(")‬ ‫السلام ‪« :‬على خلفائي رحمة الله» قالوا ‪ :‬ومن خلفاؤ ك ؟ قال ‪« :‬الذين يحيون‬ ‫سنتي ويعلمونها عباد الله» ‪.‬‬ ‫هر يرة‬ ‫مسلم من اي‬ ‫ر واه‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫‏‪ ٢‬۔ رواه مسلم عن ابن ممود وذكره (منهج الطالين ج ‏‪)١‬‬ ‫‏‪٧٢‬۔ ۔‬ ‫الآأنار‬ ‫أنه قال ‪ :‬نظر المؤمن‬ ‫قال أبو سعيد ‪ :‬روى لنا أبو الحسن ۔ رحمه اته‬ ‫في كتاب ولو قبل موته بساعة زيادة له في دينه ‪.‬‬ ‫‪( :‬من دق في الدين نظره جل ف‬ ‫الله لموسى عليه السلام‬ ‫ومن مناحاة‬ ‫القامة خطره) وقال عمر ‪ :‬۔ رضي الله عنه ۔ من حدث بجديث فعمل به فله‬ ‫مثل أجر ذلك العمل ‪.‬‬ ‫في‬ ‫الحوت‬ ‫حتى‬ ‫شي ء‬ ‫الخير يستغفر له كل‬ ‫معلم‬ ‫‪:‬‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ‫البحر ‪.‬‬ ‫وقال بعض العلياء ‪ :‬العالم يدخل فييا بين الله وبين خلقه فلينظر كيف‬ ‫‪.‬‬ ‫يدخل‬ ‫‏‪ ١‬لأزمنة كل واحد مصباح زما نه ليستضي ء‬ ‫سرج‬ ‫‏‪ ١‬لعلاء‬ ‫‪3‬‬ ‫بعضهم‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫به أهل عصره‬ ‫وقال الحسن ‪ :‬لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم ‪ .‬أي بالتعليم‬ ‫مخرجون الناس من حد البهيمة الى حد الانسانية ‪.‬‬ ‫وقال عكرمة ‪ :‬إن لهذا العلم ثمنا ‪ .‬قيل ‪ :‬وما هو؟ قال ‪ :‬ان تضعه‬ ‫‪.‬‬ ‫فيمن يحسن حمله ولا يضيعه‬ ‫آبائهم وامهاتهم ‪.‬‬ ‫حمد من‬ ‫ارحم بأمة‬ ‫العلماء‬ ‫‪:‬‬ ‫معاذ‬ ‫محى بن‬ ‫وقال‬ ‫قيل ‪ :‬وكيف ذلك ؟ قال ‪ ::‬لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم‬ ‫يحفظونهم من نار الأخرة ‪ .‬وقيل ‪ :‬أول العلم الصمت ثم الاستماع ثم الحفظ‬ ‫‪.‬‬ ‫ثم العمل ثم نشره‬ ‫وقيل ‪ :‬علم علمك من يجهل وتعلم من يعلم ‪ .‬فإنك إذا فعلت ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫ما علمت‬ ‫‪ .3‬وحفظت‬ ‫ما جهلت‬ ‫علمت‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬كان الصحابة يتدافعون أربعة أشياء ‪ :‬الأمانة ‪.‬‬ ‫والوديعة ‪ .‬والوصية ‪ 3‬والفتوى ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬كان أسرعهم الى الفتوى أقلهم علا © وأشدهم دفعا‬ ‫الصحابة في خمسة ‪ :‬قراءة القران وخمارة‬ ‫أورعهم ‪ .‬قال ‪ :‬وكان شغل‬ ‫المساجد وذكر الته تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وذلك لما سمعوا‬ ‫من قوله يلة ‪« :‬كل كلام ابن ادم عليه لا له الا ثلاثة ؛ أمرا بمعروف أو نهيا‬ ‫عن منكر وذكر الته تعالى» ‪ .‬وقد قال الته تعالى ‪« :‬لا خير في كثير من‬ ‫نجواهم ‏‪( 4٩‬‬ ‫‏‪ ١١٤‬من سورة النساء‬ ‫الآية‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٩‬۔‬ ‫الباب الثالث‬ ‫في افات العلم وبيان علامات علاء الآخرة‬ ‫وعلياء الدنيا‬ ‫قال النبى ية ‪« :‬ان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله‬ ‫‪.‬‬ ‫بعلم»‬ ‫ويروى أنه قال ية ‪« :‬لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا» ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪ :‬العلم علمان ‪ :‬علم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ادم‬ ‫وعلم في القلب فذلك العلم النافع» ‪ .‬وقال أيضا ‪« :‬يكون في اخر الزمان عباد‬ ‫جهال وعلماء فساق» وقال أيضا ‪« :‬لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلياء ولتماروا‬ ‫به السفهاء ولتصرفوا وجوه الناس إليكم فمن فعل ذلك فهو في النار ()‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬من ازداد عليا ولم يزدد هدى لم يزدد من الته الا بعدا» وقال‬ ‫النبي يبة ‪« :‬ان العالم يعذب عذابا يطبق به أهل النار استعظاما لشدة عذابه»‬ ‫أراد به العالم الفاجر ‪.‬‬ ‫قال يلة ‪« :‬القضاة ثلاثة ‪ :‬قاض قضى بالحق وهو يعلم فذلك في الحنة‬ ‫وقاض قضى بالجور وهو يعلم وقاض قضى بالجور وهو لا يعلم فهيا في‬ ‫النار»‬ ‫الجامع‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه ابن ماجه عن اي هريرة وورد ذكره ف‬ ‫_ ‪- ٣١‬‬ ‫وقال النبي ية ‪« :‬اذا تعلم الناس العلم وتركوا العمل وتحابوا بالالسن‬ ‫وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا الارحام لعنهم القه عند ذلك فأصمهم وأعمى‬ ‫‪.‬‬ ‫أبصارهم»‬ ‫وقال رسول النه يلة ‪« :‬بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا وطوبيى‬ ‫للغرباء» فقيل ‪ :-‬من الغرباء ؟ قال ‪« :‬الذين يصلحون ما أفسده الناس من‬ ‫سنتي والذين يحيون ما أماته الناس من سنتي» ‪.‬‬ ‫وفي خبر آخر ‪« :‬هم المتمسكون يما أنتم عليه اليوم» ‪.‬‬ ‫وفي حديث آخر ‪« :‬الغرباء ناس قليلون صالحون بين ناس كثير من‬ ‫‪.‬‬ ‫اكثر ممن يحبهم»‬ ‫يبغضهم‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬هلاك امتي ‪ .‬عالم فاجر وعابد جاهل وشر الأشرار‬ ‫شرار العلياء وخيار الأخيار خيار العلياء ‪ .‬وقال ية ‪« :‬سيكون عليكم امراء‬ ‫تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر فقد برىء ومن كره فقد سلم ومن رضي‬ ‫‪ .‬وقال رسول النه ية ‪« :‬العلياء أمناء الرسل ما لم‬ ‫وتابع أبعده الله »‬ ‫يخالطوا السلاطين فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم» ‪.‬‬ ‫وفي خبر عنه عليه السلام أنه قال ‪« :‬الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا‬ ‫فإذا فعلوا ذلك فاتهموهم على دينكم» ‪ .‬وعنه عليه السلام أنه قال ‪« :‬لا تزال‬ ‫هذه الامة تحت يد الته وفي كنفه ما لم يمل قراؤ ها الى أمرائها وما لم يزك علماؤ ها‬ ‫فجارها وما لم يهن أشرارها أخيارها فإذا فعلوا ذلك رفع الته عنهم يده وسلط‬ ‫عليهم جبابرة فساموهم سوء العذاب» ‪.‬‬ ‫الذين‬ ‫الأمراء‬ ‫وخيار‬ ‫الأمراء‬ ‫يأتون‬ ‫الذين‬ ‫العلاء‬ ‫«شرار‬ ‫‪:‬‬ ‫تين‬ ‫وقال‬ ‫يأتون العلياء» ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫الآأنار‬ ‫وقد قال عمر رضى الته عنه ‪ :‬إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق‬ ‫العليم ‪ .‬فقالوا ‪ :‬وكيف يكون منافقا عليما ؟ فقال ‪ :‬عليم اللسان جاهل‬ ‫القلب واللسان والعمل ‪ .‬وقال ابن المبارك ‪ :‬لا يزال المرء عالما ما طلب‬ ‫العلم ‪ ،‬فإذا ظن أنه قد علم ‪ .‬فقد جهل ‪ .‬وقال الحسن ‪ :‬عقوبة العلاء موت‬ ‫القلب ‪ .‬وقال أسامة بن زيد ‪ :‬سمعت رسول الله ية يقول ‪« :‬يؤ ق بالعالم‬ ‫يوم القيامة فيلقى في النار فتنزلق أقتابه فيدور به كيا يدور الحمار في الرحى‬ ‫فيطوف به أهل النار فيقولون ‪ :‬مالك ؟ فيقول ‪ :‬كنت آمر بالخير ولا آتيه وأى‬ ‫عن الشر واتيه» () وانما يضاعف عذاب العالم في معصيته لأنه عصى عن‬ ‫علم ‪.‬‬ ‫الأسفل من‬ ‫قال انته تعالى ‪9« :‬إن المنافقين في الدرك‬ ‫وكذلك‬ ‫وقال عيسى صلوات الته وسلامه عليه ‪« :‬مثل علياء السوء مثل‬ ‫النار هه ‏)‪(٢‬‬ ‫صخرة وقعت على فم النهر لا هي تشرب ولا هي تترك الماء يخلص الى‬ ‫الزرع» ‪.‬‬ ‫وفي أخبار داود صلوات الته عليه ‪« :‬إن أدنى ما أصنع بالعالم اذا اثر‬ ‫شهوته على عبتي أن أحرمه لذيذ مناجاتي ‪ .‬يا داود ؛ لا تسألن عني عالما‬ ‫اسكرته الدنيا فيضلك عن طريق محبتي أولئك قطاع طريق عبادي ‪ .‬يا داود ؛‬ ‫اذا رأيت لي طالبا فكن له خادما ‪ .‬يا داود ؛ من رد إلى هاربا كتبته جاهدا ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫كتبته مجاهدا لم أعذبه أبدا» ‪.‬‬ ‫وقال يجى بن معاذ الرازي ‪ :‬إنما يذهب بهاء العلم والحكمة اذا طلب‬ ‫هيا الدنيا ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه الطبراني وابن ماجه عن أبي سعيد‬ ‫آ ‪ -‬الآية ‏‪ ١٤٥‬من سورة النساء‬ ‫وقال عمر رضي الته عنه ‪ :‬اذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه في دينكم‬ ‫فإن كل حب يخوض فييا أحب ‪ .‬وكتب رجل إلى أخ له إنك قد أوتيت عليا فلا‬ ‫تطفئن نور علمك بظلمة الذنوب فتبقى ني الظلمة يوم يسعى أهل العلم في‬ ‫نور علمهم ‪.‬‬ ‫وكان يحى بن معاذ الرازي يقول لعلياء الدنيا ‪ :‬يا أصحاب العلم‬ ‫قصوركم قيصرية وبيوتكم كسروية وأثوابكم ظاهرية وأخفافكم جالوتية‬ ‫ومراكبكم قارونية وأوانيكم فرعونية وماتمكم جاهلية ومذاهبكم شيطانية فأين‬ ‫المحمدية ؟‬ ‫وقال سهل ‪ :‬العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به ‪ }.‬والعمل كله هباء‬ ‫الا الاخلاص ‪ .‬وقال ‪ :‬الناس موق إلا العلياء ‪ .‬والعلماء سكارى إلا‬ ‫العاملين والعاملون مغرورون إلا المخلصين والمخلصون على وجل حتى يختم‬ ‫لهم بهم ‪.‬‬ ‫وقال سفيان الثوري ‪ :‬كانوا يتعوذون من فتنة العالم الفاجر وفتنة العابد‬ ‫الجاهل فإن فتنتهيا فتنة كل مفتون ‪.‬‬ ‫وروى أبو هريرة أنه عليه السلام قال ‪« :‬من طلب عليا مما يبتغي به وجه‬ ‫الته ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ‪.‬‬ ‫السلف ‪ :‬العلياء يحشرون في زمرة الأنبياء ‪ .‬والقضاة‬ ‫وقال بعض‬ ‫محشرون في زمرة السلاطين {‪ ،‬وفي معنى القضاة كل فقيه قصده طلب الدنيا‬ ‫الله إلى بعض‬ ‫«أوحى‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫السلام‬ ‫النبي عليه‬ ‫أن‬ ‫؟‬ ‫أبو الدرداء‬ ‫وروى‬ ‫الأنبياء ‪( :‬قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا‬ ‫بعمل الآخرة ويلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم قلوب الذئاب السنتهم‬ ‫‏‪ ٣٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫لا‬ ‫وبي يستهز ئون‬ ‫يخادعون‬ ‫إياي‬ ‫الصبر ‪.‬‬ ‫وقلوبهم أمر من‬ ‫العسل‬ ‫أحلى من‬ ‫‪.‬‬ ‫فتنة تذر الحليم حيران»‬ ‫هم‬ ‫يتمن‬ ‫الله عنه ‪ :‬سيأتي على الناس زمان تملح فيه‬ ‫وقال ابن مسعود رضي‬ ‫عذوبة القلوب فلا ينتفع يومئذ بالعلم عالمه ولا متعلمه فتكون قلوب علمائهم‬ ‫مثل السباخ من ذوات الملح ينزل عليه قطر السياء فلا يوجد لها عذوبة وذلك اذا‬ ‫مالت قلوب العلياء إلى حب الدنيا وإيثارها على الآخرة فعند ذلك يسلبها الته‬ ‫ينابيع الحكمة ويطفىء مصابيح الهدى من قلوبهم فيحيرك عالمهم حين تلقاه‬ ‫فتظن أنه يخشى الته بلسانه ‪ .3‬والفجور بين في أعماله فيا أخصب الألسن يومئذ‬ ‫وأجدب القلوب ! فوالته الذي لا إله إلا هو ما ذلك إلا أن المعلمين علموا لغير‬ ‫الته والمتعلمين تعلموا لغير الته وفي الانجيل مكتوب ‪ :‬هلا تطلبوا عليما حتى‬ ‫تعملوا بما علمتم» ‪ .‬وقال حذيفة بن اليمان ‪ :‬انكم في زمان من ترك عشر ما‬ ‫يعلم هلك وسيأتي زمان من عمل بعشر ما علم نجا وذلك لكثرة البطالين ‪.‬‬ ‫وقال كعب ‪ :‬يكون في آخر الزمان علياء يزهدون الناس في الدنيا ولا‬ ‫يزهدون ويخوفون ولا يخافون وينهون عن غشيان الولاه ويأتون ويؤ ثرون الدنيا‬ ‫على الآخرة ‪ .‬يأكلون بألسنتهم يقربون الأغنياء دون الفقراء يتغايرون على‬ ‫العلم كيا تتغاير النساء على الرجال يغضب أحدهم على جليسه اذا جالس غيره‬ ‫أولئك الجبارون اعداء الرحمن ‪ .‬وقال وهب بن منبه لعطاء الخرساني ‪ :‬كان‬ ‫العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم وكانوا لا يلتفتون الى دنيا‬ ‫غيرهم وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم فاصبح أهل العلم‬ ‫فينا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم فاصبح أهل الدنيا قد‬ ‫زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم ‪.‬‬ ‫الرجل من‬ ‫كان‬ ‫‪:‬‬ ‫المصري‬ ‫النون‬ ‫ذو‬ ‫وقال‬ ‫بغخضا‬ ‫بعلمه‬ ‫أهل العلم يزداد‬ ‫للدنيا وتركا لها وا لي‬ ‫وم يزداد ا لرجل بعلمه حبا للدنيا وطلبا لها ‪ .‬وكان ا لرجل‬ ‫الرجل بعلمه مالا ‪.‬‬ ‫ينفق ماله على علمه وا ليوم يكسب‬ ‫‏‪ ٣٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬نزل القران ليعمل به فاتخغذتم دراسته عملا وسيأتي‬ ‫قوم يثقفونه مثل الغناء ليسوا بخياركم والعالم الذي لا يعمل كالمريض يصف‬ ‫الدواء والجائع يصف لذائذ الأطعمة ولا يجده ‪.‬‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬ليس العلم بكثرة الرواية ؛ انما العلم الخشية ‪.‬‬ ‫وقال الحسن ‪ :‬اعلموا ما شئتم أن تعلموا فوالته لا يأجركم الته عليه حتى‬ ‫تعملوا ‪ 3‬فإن السفهاء متهم الرواية والعلماء متهم الرعاية ‪ .‬وفي ذلك قال‬ ‫انته ‪ :‬ولكم الويل بما تصفونه ‏‪0١‬‬ ‫وفني الخبر ‪« :‬مما أخاف على أمتى زلة العالم ‪ .‬وجدال منافق في القران» ‪.‬‬ ‫ويروى عن النبي مية أنه قال ‪« :‬أخوف ما أخاف على أمتى ثلاث ‪ :‬زلة‬ ‫العلماء وميل الحكياء وسوء التأويل» وروي عن جابر موقوفا ومرفوعا إلى رسول‬ ‫من الخمس الى‬ ‫الته ينة أنه قال ‪« :‬لا تحجلسوا عند كل عالم الا عالما يدعوكم‬ ‫الخمس من الشك الى اليقين ومن الرياء إلى الاخلاص ومن الرغبة الى الزهد‬ ‫ومن الكبر إلى التواضع ومن العداوة الى النصيحة» ‪.‬‬ ‫وقال يحى بن معاذ ‪ :‬العالم اذا لم يكن زاهدا فهو عقوبة لأهل زمانه ‪.‬‬ ‫وقال أبو الليث السمرقندي ‪ :‬يعرف العالم بعشرة أشياء ‪ :‬الخشية لله &‬ ‫والنصيحة لته ‪ .3‬والشفقة على المتعلمين منه ‪ 3‬واحتمال الأذى منهم وترديد‬ ‫المسائل لتفهيمهم ضابرا على تعليمهم يبرهم حد طاقته حليما متواضعا لهم‬ ‫عفيفا «يعني غير طماع في أموال الناس» مديما على النظر في الكتب ويكون‬ ‫بتعليمه لوجه الته وقلة الحجاب بأن يكون بابه مفتوحا للوضيع والشريف‬ ‫والغني والضعيف وأن يكون عاملا بعلمه معلا لغيره خائفا من ربه راضيا‬ ‫بقضائه وقدره وبما قسم له من الرزق غير جماع للدنيا ولا طماع ولا يخاف من‬ ‫سلطان ويقول الحق ولو كان مرا ويقضي بينه وبين خصمائه بالقسط ولا يميل‬ ‫عنه(") ولا يتواضع لأجل مال ولا جاه بل لوجه الته فقط صادقا في أقواله‬ ‫‪ ١‬۔ الآية‪ ١٨ ‎‬من سورة الأنبياء‪. ‎‬‬ ‫آ ‪ -‬في الاصل اليه‪‎‬‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٣٦‬۔‬ ‫وأفعاله معينا للمظلوم على من ظلمه ولا يأخذ رشوة ويكون محبا لأهل الدين‬ ‫والصلاح مبغضا لأهل المعاصي ناهيا لهم ويهديهم الى الخيرات ويريد بنشر‬ ‫العلم تكثير الفقهاء وتقليل الجهلة واظهار دين الاسلام وتقوية قواعده والفرق‬ ‫بين الحلال والحرام خالصا لوجه اله الكريم مقتديا بأفعال نبينا الرؤ وف‬ ‫الرحيم راغبا في الآخرة زاهدا في الدنيا الا فيما لا بد له منه وما يليق بحاله‬ ‫متيقنا بما وعد الته من فضيلة العلم راجيا ثوابه خائفا من عقابه ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫وعلى العالم والمتعلم أن يشتغل بما هو أهم عليه مما هو مأمور به ومسئول‬ ‫عنه ؛ من مراقبة الته تعالى ‪ 3‬واصلاح نفسه وقلبه ‪ .‬وله في ذلك شغل شاغل‬ ‫عيا يفرق همه ويقسي قلبه ‪ 5‬وينسيه ذكر ربه ‪ .‬لأن كل ما تستحليه النفس‬ ‫ويوافق غرضها ؛ مصحوب بالآفات التي تقدح في الاخلاص “ؤ وإخلاص‬ ‫الأعمال شرط في وجود صحة القبول للاعمال ‪.‬‬ ‫يعني‬ ‫قال الته تعالى ‪« :‬يا أيها الذين آمنوا اذكر وا اله ذكرا كثيراي(_‪0‬‬ ‫خالصا ‪ [.‬فسمى الخالص كثيرا ؛ وهو ما خلصت فيه النية لله تعالى ‪ .‬ولا يوافى‬ ‫يوم القيامة أحدا ‪ .‬أفضل من عالم زاهد ورع ‪.‬‬ ‫وقال عمر بن الخطاب ۔ رضي الته عنه ۔ ‪ :‬تعلموا العلم وتعلموا له‬ ‫السكينة والوقار والحلم والصبر والتواضع {‪ ،‬وتواضعوا لمن تعلمون ‪8‬‬ ‫وليتواضع لكم من يتعلمه منكم } ولا تكونوا من جبابرة العلياء فلا يقوم‬ ‫وروى الضحاك عن ابن عباس ۔ رضي الله عنه ۔ عن النبي قلة أنه‬ ‫‪١‬۔‏ الآية ‏‪ ٤١‬من سورة الاحزاب‬ ‫قال ‪« :‬علياء هذه الأمة رجلان ‪ :‬رجل أتاه الته عليا فبذله للناس ولم يأخذ عليه‬ ‫طمعا ولم يشتر به ثمنا فذلك يصلي عليه طير السياء وحيتان الماء ودواب‬ ‫الأرض والكرام الكاتبون يقدم على الته يوم القيامة سيدا شريفا حتى يرافق‬ ‫المرسلين ث ورجل آتاه الته عليا في الدنيا فضن به على عباد الته وأخذ عليه‬ ‫طمعا ‪ 35‬واشترى به ثمنا ‪ 3‬يأتي يوم القيامة ملجيا بلجام من نار وينادي مناد‬ ‫على رؤ وس الخلائق هذا فلان بن فلان آتاه الته عليا في الدنيا فضن به على عباد‬ ‫الته وأخذ به طمعا & واشترى به ثمنا ‪ .‬يعذب به حتى يفرغ من حساب‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس»‬ ‫عن معاذ بن جبل موقوفا ومرفوعا في رواية أن رسول انته يلة قال ‪« :‬من‬ ‫فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع" ‪.‬‬ ‫وفي الكلام تتويق زيادة } ولا يؤمن على صاحبه الخطأ ‪ .‬وفي الصمت‬ ‫سلامة وعلم ‪.‬‬ ‫ومن العلياء من يخزن علمه فلا يحب أن يوجد عند غيره ‪ 3‬فذلك في‬ ‫الدرك الأول من النار ‪.‬‬ ‫فإن رد عليه شي ع من‬ ‫في علمه بمنزلة السلطان‬ ‫من يكون‬ ‫‏‪ ١‬لعلاء‬ ‫ومن‬ ‫النا ر ‪.‬‬ ‫الثا ني من‬ ‫في ا لدرك‬ ‫فذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫حقه غضب‬ ‫شي ع من‬ ‫في‬ ‫أ و تهون‬ ‫علمه‬ ‫ومن العلياء من بعل علمه وغرائب حديثه لأهل الشرف واليسار‬ ‫ولا يرى أهل الحاجة له أهلا ‪ .3‬فذلك في الدرك الثالث من النار ‪.‬‬ ‫ومن العلياء من ينصب نفسه للفتيا ‪ .‬فيفتى بالخطا والله يبغض‬ ‫اللتكلفين } فذلك في الدرك الرابع من النار ‪.‬‬ ‫ومن العلياء من يتكلم بكلام اليهود والنصارى ليغزر بذلك علمه ‪8‬‬ ‫فذلك في الدرك الخامس من النار ‪.‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٣٨‬۔‬ ‫الدرك‬ ‫ف‬ ‫فذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫ونيلا في‬ ‫علمه مروءة‬ ‫يتخذ‬ ‫؟ من‬ ‫ومن العلاء‬ ‫‪.‬‬ ‫النار‬ ‫من‬ ‫السادس‬ ‫ومن العلياء ؛ من يستفزه الزهو والعجب فإن وَعمظ عنف وإن وعظ‬ ‫أنف [ وذلك في الدرك السابع من النار ‪.‬‬ ‫الكفار ‪3‬‬ ‫النواويس ما تجد من نتن جيف‬ ‫‪ :‬شكت‬ ‫وقال الأوزاعي‬ ‫أنتم فيه ‪.‬‬ ‫ما‬ ‫أنتن‬ ‫السوء‬ ‫علاء‬ ‫إليها بطون‬ ‫الله‬ ‫فأوحى‬ ‫وقال الفضيل ‪ :‬بلغني أن الفسقة من العلياء يبدأ بهم يوم القيامة إلى‬ ‫النار قبل عبدة الأوثان ‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ :‬ويل لمن لم يعلم مرة وويل لمن ل يعلم ولم يعلم ۔ لعله‬ ‫‪.‬‬ ‫مرات‬ ‫ولم يعمل ۔ سبع‬ ‫وقال حاتم الأصم ‪ :‬ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس‬ ‫علا فعملوا به {} ولم يعمل به } ففازوا بسببه وهلك ‪.‬‬ ‫وقال مالك بن دينار ‪ :‬إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن‬ ‫القلوب كيا يزل القطر عن الصفا ‪.‬‬ ‫من الله‬ ‫‏‪ ٠‬وكم من عحوف‬ ‫لله‬ ‫‪ :‬كم من مذ كر بالله نا س‬ ‫وقا ل ا بن السماك‬ ‫جريء على الته ‪ .‬وكم من مقرب إلى الته بعيد من انته ‪ .‬وكم من داع إلى الله‬ ‫فار من الته ‪ .‬وكم من تال لكتاب الته منسلخ من آيات الته ‪.‬‬ ‫وقال عمر ۔ رضي الته عنه ‪ : -‬اذا زل العالم زل بزلته عالم من الخلق ‪.‬‬ ‫‪ :‬ثلاث بهن ينهدم الزمان ‪ :‬إحداهن زلة العالم ‪.‬‬ ‫وقال‬ ‫الله عنه ۔ انه قال لعبدالقه بن سلام ‪ :‬من أرباب‬ ‫وعن عمر ۔ رضى‬ ‫‏_ ‪ ٣٩‬۔‬ ‫العلم ؟ قال ‪ :‬الذين يعملون به ‪ .‬قال ‪ :‬فيا ينفي العلم من صدور العلياء ؟‬ ‫‪.‬‬ ‫الطمع‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫بن مريم ۔ عليه السلام ۔ أنه قال ‪( :‬ما أكثر الاشجار‬ ‫وعن عيسى‬ ‫وليس كلها مثمرة {‪ 5‬وما أ كثر العلماء وليس كلهم بمرشد ‪ ،‬وما أكثر الثمار‬ ‫وليس كلها بطيب & وما أكثر العلوم وليس كلها بنافعة) ‪.‬‬ ‫وعن علي بن أبي طالب ۔ كرم الته وجهه ۔ أنه قال ‪ :‬إذا لم يعمل العالم‬ ‫بعلمه يستنكف الجاهل أن يتعلم ؛ لأن العالم إذا لم يعمل بالعلم لا ينفع العلم‬ ‫إياه ولا غيره وإن جمع العلم بالأوقار () ‪.‬‬ ‫وقال سفيان بن عيينه ‪ :‬ليس يحسن على الناس الجهل فمن عمل بما‬ ‫يعلم فهو من أعلم الناس ‪ ،‬ومن ترك العمل بما يعلم فهو جاهل ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .‬فقال الحسن‬ ‫كذا‬ ‫‪ :‬إن فقهاء نا يقولون‬ ‫البصري‬ ‫وقال رجل للحسن‬ ‫وهل رأيت فقيها قط ©{ إن الفقيه الزاهد في دنياه الراغب في الآخرة البصير‬ ‫بدينه المداوم على عبادة ربه ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬اذا اشتغل العالم بجمع الحلال صار العوام يأكلون الشبهة ‪5‬‬ ‫واذا صار العلياء يأكلون الشبهة صار العوام يأكلون الحرام ‪ }.‬واذا صار العلياء‬ ‫يأكلون الحرام صار العوام كفارا ‪.‬‬ ‫قال الفقيه ‪ :‬لأن العلياء اذا جمعوا الحلال والعوام يقتدون بهم في الجمع‬ ‫وهم لا يحسنون العلم فيقعون في الشبهة ‪ ،‬وإذا أخذ العلياء في الشبهة وتححذروا‬ ‫من الحرام فالجهال لا يميزون بين الشبهة والحرام ث فيقعون في الحرام ‪ ،‬وإذا‬ ‫جمعوا من الحرام ث فيقتدي بهم الجهال ويظنون أنه حلال فيكفرون ؤ إذ‬ ‫استحلوا الحرام ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ أي حمه بالاحمال‬ ‫‏‪ ٤٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫انتم قد‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقولون‬ ‫بالعلاء‬ ‫الجهال‬ ‫تعلق‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقال‬ ‫علمتم فلم تذكرونا ولم تنهونا حتى وقعنا فيما وقعنا ‪.‬‬ ‫) العالم إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أشر ؟‬ ‫الناس‬ ‫أي‬ ‫‪:‬‬ ‫تينة أنه سئل‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫‪.‬‬ ‫فسد»‬ ‫ويقال ‪ :‬إذا فسد العالم يفسد بفساده العالم ‪.‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫رغبة‪‎‬‬ ‫أي‬ ‫زما ننا تهمة‬ ‫ف‬ ‫‪ ١‬لعلم‬ ‫تعلم‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫‪ ١‬لجكاء‬ ‫بعص‪‎‬‬ ‫وعن‬ ‫ا لنفس‪. ‎‬‬ ‫وا لعمل به نزوع‬ ‫{‬ ‫به شهوة‬ ‫وا لقول‬ ‫‪3‬‬ ‫وا لاستماع مؤ انسة‬ ‫وقال الفضيل بن عياض ‪ :‬إذا كان العالم راغبا في الدنيا حريصا عليها ؛‪‎‬‬ ‫فإن جالسته تزيد الجاهل جهلا ‪ .‬والفاجر فجورا ‪ 0‬وتكسر قلب المؤمن ‪ ،‬قال‬ ‫الته تعالى ۔ ‪« :‬وللبسنا عليهم ميالبسون“(‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫عن ابن عباس ‪-‬رضي الته عنه ۔ قال ‪ :‬هم أهل الكتاب فرقوا دينهم‬ ‫وحرفوا الكلم عن مواضعه فلبس الته عليهم ملابسوا على أنفسهم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬شبهوا على ضعفائهم فشبه الته عليهم ‪ .‬ومن علامات علياء‬ ‫الآخرة ؛ أن لا يكون العالم يسار ع الفتوى بل يكون متوقفا متحرزا ما وجد إلى‬ ‫ذلك سبيلا ‪ .‬فإن سئل عيا يعلمه تحقيقا بنص كتاب الته أو بنص حديث رسول‬ ‫انته ينة أبوإجماع الأمة أبوقياس جلي ؛ أفتى ‪ ،‬وإن سئل عيا يشك فيه قال ‪:‬‬ ‫لا أدري ‪ ،‬وإن سئل عيا يظنه باجتهاد وتخمين رأي ؛ احتاط ودفع عن نفسه ؤ‬ ‫وأحال إلى غيره ‪ 5‬إن كان في غيره غنية ‪ .‬هذا هو الحرام ؛ لأن خطر تقليد‬ ‫الاجتهاد عظيم ‪.‬‬ ‫وكذلك قال جابر بن زيد ‪ -‬رحمه الله ۔ ‪ :‬لقد أدركت جماعة من أصحاب‬ ‫‪١‬۔‏ الآية ‏‪ ٩‬من سورة الأنعام‬ ‫‏‪ ٤١ _-‬۔‬ ‫رسول الته ينة إذا سئل أحدهم عن حادثة أو نازلة ود لو أن أخاه كفاه فتياه ‪3‬‬ ‫رسول اته ية يخافون من أن يسألوا فيجيبوا يما عندهم وأنتم‬ ‫فأصحاب‬ ‫تنتصبون للناس وتسألونهم أن يستفتوكم ما أظنكم تحبون السلامة لأديانكم }‬ ‫ولا تخافون العقوبة من ربكم & فاتقوا الته واحذروا الفتيا فإذا سئلتم فإياكم أن‬ ‫تقدموا على ما ليس لكم به علم ‪.‬‬ ‫ومن علامات علياء الآخرة ؛ أن يكون العالم غير مائل إلى الترفه في‬ ‫المطعم والتنعم في الملبس © والتجمل في الأثاث والمسكن ©{ بل يلزم طريقة‬ ‫في رسالته‬ ‫الاقتصاد في جميع ذلك كيا ذكر أبو الحر علي بن الحصين _ رحمه اته‬ ‫قال فيها ‪ :‬فالته الته يا أخي أن‬ ‫إلى الامام عبدالته بن يحى الكندي _ رحمه الته‬ ‫تعمى بعد البصر وتضل بعد الهدى وبعد معرفة الاسلام وبعد الاخلاص لنه‬ ‫بالتقوى ‪ ،‬فإن أولي الألباب والنهى لم يكونوا أهل لهو ولا لعب ‪ ،‬ولم يكونوا‬ ‫أهل نسيان ولا غفلة ولا أهل راحة ولا فترة ولا أهل تلذذ بالدنيا ومطايب‬ ‫عيشها ‪ .‬ولم يكونوا أصحاب نعيم ولا فخر ‪ ،‬ولا أهل إبل ولا بقر ‪3‬‬ ‫ولا أصحاب خيلاء ولا كبر ‪ .‬ولا أهل رغبة ‪ .‬ولا أهل ولا ولد ؛ إلا‬ ‫ما أعطاهم الته تعالى ۔ تخوفا أن يفسدهم ذلك عن الته فيأشروا ويبطروا ‪53‬‬ ‫ويمرحوا } ويشغلهم ذلك عن الذي وكلوا به والذي هم به معنيون ‪ ،‬فكان‬ ‫الاقل من الدنيا أحب اليهم من الأكثر & وكان الجوع أحب اليهم من الشبع‬ ‫ما لم يجهدوا وهم في الشبع على أنفسهم أخوف ‪ .‬وفي الجوع أرجى وأذكر ‪3‬‬ ‫وكان الفقر أحب اليهم من الغنى وهم في الفقر أعبد وأتقى ونفي الغنى أنسى لته‬ ‫وأعصى لضعفهم عن الشكر وحبسهم ما ليس فهم ‪ ،‬واستئثارهم به الرجاء‬ ‫الذي رجوه من الأجر في البلاء ‘ يخافون من الاثم في الرخاء ‪ .‬ولم يكونوا‬ ‫بطالين بالعشي () والضحى “{ ولكنهم كانوا يصبرون أنفسهم مع الذين‬ ‫يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ‪.‬‬ ‫‏‪ _١‬أي متمطلين بالليل والنهار‬ ‫۔_ ‏‪ ٤٢‬۔‬ ‫ومن علامات علياء الآخرة ؛ أن يكون العالم شديد التوقي في محدثات‬ ‫الأمور وان اتفق عليه الجمهور {} فلا يغره اطباق الخلق على ما أحدث بعد‬ ‫الصحابة على التفتيش عن أحوال الصحابة وسيرتهم وأعمالهم وما كان فيه‬ ‫أكثرهم ‪ .‬إن كان في التدريس والتصنيف والمناظرة والقضاء والولايات وتولي‬ ‫الأفات ۔ لعله الأوقاف والوصايا ومال الأيتام ومخالطة السلاطين ومجاملتهم في‬ ‫العشرة ۔ أو كان أكثرهم في الخوف والحزن والتفكر والمجاهدة } ومراقبة‬ ‫الباطن والظاهر } واجتناب دقيق الاثم وجليله } والحرص على ادراك خفيات‬ ‫شهوات النفس ومكائد الشيطان إلى غير ذلك من علوم الباطن ‪ ،‬ويعلم تحقيقا‬ ‫أن أعلم أهل الزمان وأقربهم إلى الحق أشبههم بالصحابة وأعرفهم بطريق‬ ‫السلف } فمنهم أخذ الدين ولذلك قال علي ‪ :‬أخيارنا أتبعنا بهذا الدين ‪.‬‬ ‫التفريع في الحكومات‬ ‫؛ فإنهم يتبعون غرائب‬ ‫وأما علياء الدنيا‬ ‫والأقضية } ويتعنون في وضع صور تنقضي الدهور ولا تقع وإن وقعت فإنما‬ ‫تقع لغيرهم لا لهم وإن وقعت كان في القائمين بها كثرة ‪ .‬ويتركون ما يلازمهم‬ ‫ويتكرر عليهم آناء الليل والنهار في خواطرهم ووساوسهم وأعمالهم { وما أبعد‬ ‫عن السعادة من باع منهم نفسه اللازم بمهم غيره النادر إيثارا للقبول والتقرب‬ ‫من الخلق على القرب من الته ۔ تعالى ۔ ؛ وشرها في أن يسميه البطالون من أبناء‬ ‫الدنيا فاضلا محققا عالما بالدقائق وجزاؤ ه من الته أن لا ينتفع في الدنيا بقبول‬ ‫الخلق بل تكدر عليه صفوة نوائب الزمان ‪ ،‬ثم يرد يوم القيامة مفلسا متحسرا‬ ‫على ما يشاهده من ربح العاملين ‪ ،‬وفوز المقربين & وذلك هو الخسران المبين ‪.‬‬ ‫وقال سعيد بن المسيب ‪ :‬اذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحترزوا منه ؛‬ ‫فإنه لص ‪.‬‬ ‫وقال الأوزاعي ‪ :‬ما من شيء أبغض الى الته من عالم يزور عاملا ‪.‬‬ ‫“©{} ويسأل‬ ‫إلى محلسه فلا يوجد‬ ‫‪ :‬ما أسمح بالعالم أن يؤ ق‬ ‫ميمون‬ ‫وقال‬ ‫۔‬ ‫۔‪٤٣‬‏‬ ‫عنه فيقال ‪ :‬إنه عند الأمير ‪ .‬قال ‪ :‬وكنت أسمع أنه يقال ‪ :‬إذا رأيتم العالم‬ ‫‪.‬‬ ‫دينكم‬ ‫على‬ ‫فاتمهموه‬ ‫الدنيا‬ ‫محب‬ ‫‪ :‬إذا رأيتم العالم محبا للدنيا‬ ‫وفي موضع آخر عن عمر ‪ -‬رضي الته عنه‬ ‫‪.‬‬ ‫فيا أحب‬ ‫مخوض‬ ‫كل حب‬ ‫فإن‬ ‫على دينكم ؟‬ ‫فاتہموه‬ ‫السلطان‬ ‫بني اسرائيل ‏‪ ٠‬مخبرون‬ ‫علاء‬ ‫زماننا شر من‬ ‫وعلاء‬ ‫‪:‬‬ ‫نم قال‬ ‫‏‪ ٠‬وفيه نحاته لاستثقلهم‬ ‫عليه‬ ‫بالذي‬ ‫ولو أخبروه‬ ‫‪.‬‬ ‫بالر خص وما يوا فق هواه‬ ‫‪.‬‬ ‫عند ربهم‬ ‫لهم‬ ‫نحاة‬ ‫ذلك‬ ‫وكان‬ ‫دخولهم ‪.‬‬ ‫وكره‬ ‫وعن الحسن قال ‪ :‬كان رجل يغشى هذا السلطان وكانت له منه‬ ‫من‬ ‫حظك‬ ‫تركت‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫وقا لوا‬ ‫بنوه‬ ‫فكلمه‬ ‫‪.‬‬ ‫ورفضهم‬ ‫بيته‬ ‫فلزم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫منزلة‬ ‫السلطان ومنزلتك منه ‪ .‬فلم يلتفت إليهم فقالوا ‪ :‬والته لئن دمت على هذا‬ ‫فناسقا‬ ‫أعيش‬ ‫أن‬ ‫إلي من‬ ‫هزلا أحب‬ ‫أموت‬ ‫والله لئن‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫هزلا‬ ‫لتموتن‬ ‫‪.‬‬ ‫سمنا‬ ‫وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى الحسن ‪ :‬أما بعد ؛ فأشر علي بقوم‬ ‫فكتب إليه ‪ :‬أما أهل الدين ؛ فلم‬ ‫أستعين بهم على أمر الته تعالى‪.-‬‬ ‫يريدوك ‪ .‬وأما أهل الدنيا فلن تريدهم ولكن عليك بالاشراف فإنهم يصونون‬ ‫شرفهم أن يدنسوه بالخيانة ‪.‬‬ ‫في خطبته ۔ ‪ :‬ذمتي رهينة وأنا زعيم لمن صرحت له العير أن‬ ‫وقال على‬ ‫أصل ‪ .‬وإن‬ ‫لياهيج على التقوى زرع قوم ‪ ،‬ولا يطأ على الهدى ستح‬ ‫أجهل الناس من لا يعرف قدره ‪ ،‬وإن أبغض الخلق إلى انته رجل قمش ()‬ ‫عليا أغار في أغباشس") الفتنة سماه أشباه الناس وأراذلهم عالما } ولم يعن في‬ ‫جمع ا لملم من هنا وهناك‬ ‫‪١‬۔‏‬ ‫الفتنة‬ ‫ظلام‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‏‪ ٤٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫العلم يوما سالما ‪ 3‬نكر فاستكثر مما قل منه خير مما كثر حتى اذا ارتوى من‬ ‫۔ واكتنز من غير طائل } وجلس للناس مفتيا لتللخيص ما التبس على‬ ‫آجن‬ ‫غيره ‪ 0‬وإن نزلت به احدى المبهمات هيأ حشو الرأي من رأيه فهو من قطع‬ ‫الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أخطأ أم أصاب ركاب جهالات‬ ‫خباط عشوات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ‪ }،‬ولا يعض على العلم بضرس‬ ‫قاطع فيغنم ‪ 3‬ويذرو الرواية ذرو الريح الهشيم تبكي منه الدم ‪ .‬ويستحل‬ ‫بقضائه الفرج الحرام ولأملي والته بإصدار ما ورد عليه } ولا هأوهل لما فرط به‬ ‫أولئك الذين حلت عليهم المثلات وحقت عليهم النياح والبكاء أيام حياة‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫أيضا ‪ :‬إذا سمعتم العلم فاكظموا عليه ولا تخلطوه بهزل‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القلوب‬ ‫فنتمجه‬ ‫مج من العلم مجة ‪.‬‬ ‫ضحكة‬ ‫‪ :‬من ضحك‬ ‫السلف‬ ‫وقال بعض‬ ‫وقيل ‪ :‬إذا جمع المعلم ثلاثا تمت النعمة به على المتعلم ‪ :‬الصبر ©‬ ‫والتوا ضع ‪ .‬وحسن الخلق ‪ .‬وإذا جمع ا متعلم ثلاثا تمت النعمة به على ا لمعلم ‪:‬‬ ‫العقل ‪ 3‬والادب ‪ 3،‬وحسن الفهم ‪.‬‬ ‫وكتب سلمان الفارسى إلى أبي الدرداء وكان قد آخى بينهيا رسول الله‬ ‫يتلية ‪ :‬يا اخي ؛ بلغني أنك آ قعدت طبيبا تداوي المرضى {[ فإن كنت طبيبا‬ ‫فتكلم فإن كلامك شفاء ‪ 3‬وإن كنت متطببا فالله اله لا تقتل مسليا ‪ .‬فكان‬ ‫أبو الدرداء يتوقف بعد ذلك إذا سئل ‪.‬‬ ‫©‬ ‫‪ :‬نراك تتكلم بكلام لا يسمع من غيرك من الصحابة‬ ‫وقيل لحذيفة‬ ‫فمن أين أخذته ؟ فقال ‪ :‬خصني به رسول الله يتي ‪ 0‬كان الناس يسألونه عن‬ ‫الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ‪ .‬وعلمت أن الخير لا يسبقني ‪3‬‬ ‫وقال مرة ‪ :‬فعلمت أن من لا يعرف الشر لا يعرف الخير ‪ .‬وفي لفظ اخر ؛‬ ‫‏‪ ٤٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫كان الناس يقولون ‪ :‬يا رسول الله ؛ ما لمن عمل كذا وكذا ؟ فيسألونه عن‬ ‫فضائل الأعمال {} وكنت أقول ‪ :‬يا رسول الله ؛ ما يفسد كذا وكذا ؟ فليا رأني‬ ‫أسأل عن آفات الأعمال خصني بهذا العلم ‪ .‬فكان حذيفة ۔رضي الله عنه ۔‬ ‫بعلم المنافقين وأفرد بمعرفة علم النفاق وأسبابه ودقائق الفتن ‪ .‬فكان‬ ‫خص‬ ‫عمر وعثمان وأكابر الصحابة يسألونه عن الفتن العامة والخاصة ‪ ،‬وكان يسأل‬ ‫عن المنافقين فيخبر بأعداد من بقي } ولا يخبر بأسمائهم ‪ 3‬وكان عمر يسأله‬ ‫عن نفسه ؛ هل يعلم به شيئا من النفاق ؟ فبرأه من ذلك ‪.‬‬ ‫وكان عمر إذا دعي إلى جنازة نظر فإن حضر حذيفة صلى عليها ‪.‬‬ ‫السر ‪.‬‬ ‫صاحب‬ ‫يسمى‬ ‫‪ .‬فكان‬ ‫وإلا ترك‬ ‫‏‪ ٥١‬زعم‬ ‫سوء‬ ‫‪ :‬رجل ذو رأي‬ ‫في الاسلام‬ ‫أحدٹا‬ ‫‪ :‬عحعدثان‬ ‫الحسن‬ ‫وقال‬ ‫‏‪٥5‬‬ ‫ولها يرضى‬ ‫مثل رأيه ‪ .‬ومترف يعبد الدنيا ‪ .0‬فها يغضب‬ ‫أن الحنة لمن رأى‬ ‫وإياها يطلب ‪ ،‬فارفضوهما إلى النار ‪.‬‬ ‫وقد روي عن ابن مسعود موقوفا ومسندا أنه قال ‪ :‬انهيا اثنان ‪ :‬الكلام‬ ‫والهدى ‪ .‬فاحسن الكلام ‪ .‬كلام الله ۔ تعالى ۔ ‪ .‬وأحسن الهدى ‪ .‬هدى محمد‬ ‫تينة ‪ .‬ألا وإياكم ومحدثات الأمور ث فإن شر الأمور محدثاتها وإن كل محدثة‬ ‫بدعة وكل بدعة ضلالة ‪ .‬ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلويكم ‪ .‬الا كل‬ ‫ما هو ات قريب الا إن البعيد ما ليس بات ‪.‬‬ ‫وني خطبة النبي يلة ‪« :‬طوي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق‬ ‫من مال اكتسبه من غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة وجانب أهل الذل‬ ‫وأمسك ‏‪ ١‬لفضل من‬ ‫عمل بعلمه و نفق ‏‪ ١‬لفضل من ماله‬ ‫لمن‬ ‫‪ .‬طوي‬ ‫شره‬ ‫‏‪ ١‬لناس‬ ‫‪.‬‬ ‫بدعة _‬ ‫الى‬ ‫يعدها‬ ‫ولم‬ ‫السنة‬ ‫ووسعته‬ ‫قوله‬ ‫كثر‬ ‫من‬ ‫خر‬ ‫في آخر ‏‪ ١‬لزما ن‬ ‫‏‪ ١‬هدى‬ ‫‪ :‬حسن‬ ‫يقول‬ ‫مسعود‬ ‫ا بن‬ ‫وكان‬ ‫‏‪ ٤٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫العمل ‪ .‬وقال ‪ :‬أنتم في زمان ؛ خيركم فيه المسارع إلى الأمور ‪ .‬وسيأقي‬ ‫بعدكم زمان يكون خيركم المتثبت المتوقف لكثرة الشبهات ‪.‬‬ ‫وقال أيضا ‪ :‬أنتم اليوم في زمان الهوى فيه تابع للعلم ‪ .‬وسيأتي عليكم‬ ‫‪.‬‬ ‫العلم تابعا للهوى‬ ‫زمان يكون‬ ‫وقال حذيفة ‪ :‬أعجب من هذا أن معروفكم اليوم منكر زمان قد‬ ‫مضى “‪ ،‬وأن منكركم معروف زمان قد أق ‪ ،‬وأنكم لا تزالون بخير ما عرفتم‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬ ‫غير مستخف‬ ‫العالم فيكم‬ ‫وكان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الحق‬ ‫وما أحدث مروان المنبر في صلاة العيد عند المصلى قام إليه أبو سعيد‬ ‫الخدري وقال ‪ :‬يا مروان ؛ ما هذه البدعة ؟ فقال ‪ :‬إنها ليست ببدعة ؛ هي‬ ‫خير مما تعلم } إن الناس قد كثروا فاردت أن يبلغهم الصوت ‪.‬‬ ‫بخر ما أعلم والله لا صليت وراءك‬ ‫والله لا تاتون‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال أبو سعيد‬ ‫اليوم ‪ 0‬وإنما أنكر ذلك ؛ لأن رسول الثه ية كان يتوكا في خطبة العيد‬ ‫«من‬ ‫‪:‬‬ ‫وفي الحديث المشهور‬ ‫المنبر ‪.‬‬ ‫لا على‬ ‫أو عصا‬ ‫على قوس‬ ‫وااستسقاء‬ ‫أحدث في ديننا هذا ما ليس فيه فهو رد)(‪)٧‬‏ ‪.‬‬ ‫وفي خبر آخر ‪« :‬من غش أمتي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»‬ ‫قيل ‪ :‬يا رسول الله ؛ وما غش أمتك ؟ قال ‪« :‬أن يبتدع بدعة يحمل الناس‬ ‫عليها» ‪.‬‬ ‫رسول‬ ‫سنة‬ ‫خالف‬ ‫من‬ ‫كل يوم‬ ‫ينادي‬ ‫_ ملكا‬ ‫لله ۔ تعا ل‬ ‫» ان‬ ‫‪:‬‬ ‫ين‬ ‫وقا ل‬ ‫‪.‬‬ ‫الله ل تنله شفاعته»‬ ‫العلياء ‪ :‬ما تكلم فيه السلف فالسكوت عنه جفاء }‬ ‫وقال بعض‬ ‫عائشة‬ ‫مسلم عن‬ ‫در وا ‏‪٥‬‬ ‫‏‪_١‬‬ ‫۔ ‏‪ ٤٧‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه تكلف‬ ‫فا لكلام‬ ‫ؤ‬ ‫السلف‬ ‫عنه‬ ‫وما سكت‬ ‫‪ 3‬ومن‬ ‫قصر عنه عجز‬ ‫‏‪ ٠6‬ومن‬ ‫ظلم‬ ‫جاوزه‬ ‫‪ :‬ا لحق ثقيل من‬ ‫وقا ل آخر‬ ‫وقف معه اكتفى ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬إن الضلالة لها حلاوة في قلوب أهلها ‪ .‬وقال سهل‬ ‫الشتري ‪ :‬إن من أعظم المعاصي الجهل بالجهل { والنظر إلى العامة }‬ ‫واستماع كلام أهل الغفلة ‪ .‬وكل عالم خاض في الدنيا فلا ينبغي أن يصغى إلى‬ ‫قوله بل ينبغي أن يتهم في كل ما يقول ؛ لأن كل انسان يخوض فييا أحب ‪3‬‬ ‫ويدفع ما لا يوافق محبوبه ‪.‬‬ ‫وقال أبو معاوية عزان بن الصقر في سيرته بعد نسبه ‪ :‬أئمة المسلمين‬ ‫نسأل الله اللحاق بهم والاتباع لهم والأخذ بسنتهم وأن يجعلنا ممن يطلب العلم‬ ‫للعمل ولا يطلبه للجدل فإنه أفضل الأعمال بعد أداء الفرائض لن أراد الله‬ ‫هدايته ‪ .‬وهو زين لمن يعلمه يريد به رضاء ربه فعلمه وعمل به فهو زين له في‬ ‫دنياه ونجاة له في عقباه ذلك للعاملين ما علمهم الله لم يتعلموا العلم لطلب‬ ‫المنازل ‪ .‬ولا للمطامع }‬ ‫رئاسة ولا لسياسة ‪ 3‬ولا طلبوا به شرف‬ ‫ولا للماكل ‪ .‬ولا يطلبون أن يكونوا به يكرمون ‪ .‬ولا به إلى السلطان‬ ‫يتقربون ‪ ،‬قد أكرموه عن الأدناس ‪ ،‬ولم يتقربوا به إلى الناس & فأولئك زادهم‬ ‫الله عليا وزادهم حليا وفهيا فهم أولي العلم ممن أراد به تقربا إلى السلطان‬ ‫وأمكن من نفسه كيد الشيطان ‪ ،‬فسعى به اليهم وتوسل به عندهم ‪ .‬وكان‬ ‫جمعه للعلم لهم ‪ .‬فاولئنك قد جعل الله لهم في القلوب البغض وأولئك قد‬ ‫استحقوا من الله السخطة ‪ ،‬فلا جعلنا الله كذلك & ولا على سبيل أولئك ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس أنه قال ‪ :‬لو أن أهل العلم أخذوه بحقه لأاحبهم الله‬ ‫الدنيا فهانوا على‬ ‫‘ ولكن طلبوا‬ ‫وملائكته والصالحون من عباده ولا بهم الناس‬ ‫النا س ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٤٨‬۔‬ ‫عندل أهله‬ ‫أهل العلم وضعوه‬ ‫الله ۔ قال ‪ :‬لو أن‬ ‫_ رحمه‬ ‫وعن ابن مسعود‬ ‫فيهم ‪.‬‬ ‫عند أهل الدنيا لينالوا منهم فزهدوا‬ ‫لسادوا أ هل زما نهم ولكن وضعوه‬ ‫وعن وهب بن منبه أنه قال ‪ :‬من طلب الدنيا بعمل الآخرة نكس الله‬ ‫النار ‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫ف‬ ‫اسمه‬ ‫وجعل‬ ‫قلبه‬ ‫جابر بن زيد في قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد‬ ‫على الرحمن عتباپه(ا‪)١‬‏ قال ‪ :‬هم علياء السوء ‪.‬‬ ‫وجاء عن النبي يلة ‪« :‬من أكل بعلمه جاء يوم القيامة وليس في وجهه‬ ‫مغرة لحم » ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬الآية ‏‪ ٦4٩‬من سورة مريم‬ ‫‏_ ‪ ٤4٩‬۔‬ ‫‏‪ ١‬لر ‏‪ ١‬بع‬ ‫‏‪ ١‬لبا ب‬ ‫في العقل‬ ‫الأخبار‬ ‫قال يلة ‪« :‬إن أحب المؤمنين إلى الله من أنصف نفسه في طاعة الله‬ ‫وكمل عقله ونصح نفسه وأ بصر وعمل به أيام حياته ف فلح‬ ‫ونصح لعباده‬ ‫‪.‬‬ ‫ونجح»‬ ‫محسوب‬ ‫وعقله‬ ‫‏‪ ١‬لرجل‬ ‫) علم‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أ نه‬ ‫ين‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫‏‪ ١‬لحديث‬ ‫وفي‬ ‫من رزقه» وقيل ‪ :‬إن عقول كل أمة على قدر ما بهم ‪.‬‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬أمرت أن أكلم الناس على قدر عقولهم!‬ ‫وقال‬ ‫عقل صاحب‬ ‫‪٠‬؛‏ فأما‬ ‫وأخراوي‬ ‫‪ :‬دنياوي‬ ‫‪ » :‬العقل عقلان‬ ‫تب‬ ‫وعنه‬ ‫أي لا ينتفع به ۔ وأما عقل صاحب الآخرة فمثمر» ‪.‬‬ ‫الدنيافعقيم‬ ‫خحوفا وأحسنكم فيا أمر به ونمى عنه‬ ‫«أتمكم عقلا أشدكم لله‬ ‫‪:‬‬ ‫تين‬ ‫وقال‬ ‫نظرا وإن كان أقلكم تطوعا» ‪.‬‬ ‫بالعقل‬ ‫الله‬ ‫طاعة‬ ‫في‬ ‫الملائكة واجتهدوا‬ ‫«حد‬ ‫‪: _-‬‬ ‫السلام‬ ‫‪ -‬عليه‬ ‫وقال‬ ‫أونرهم‬ ‫الله‬ ‫عقولحم فاأعملهم بطاعة‬ ‫على قدر‬ ‫بني ادم‬ ‫من‬ ‫المؤ منون‬ ‫وجد‬ ‫عقلا ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥١‬۔‬ ‫۔‬ ‫وعن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬لكل شيع الة وعدة وإن‬ ‫آلة المؤمن وعدته العقل ولكل شيع مطية ومطية المؤمن العقل ولكل شيء‬ ‫دعامة ودعامة الدين العقل ولكل قوم غاية وغاية العبادة العقل ولكل قوم راع‬ ‫وراعي العابدين العقل ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ولكل‬ ‫أهل بيت قيم وقَيّم بيوت الصديقين العقل ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة‬ ‫العقل ولكل امرىء عقب ينسب إليه ويذكر به وعقب الصديقين الذي ينسبون‬ ‫إليه ويذكرون به العقل ولكل سفر فسطاط وفسطاط المؤمنين العقل» ‪.‬‬ ‫وعن عمر ۔ رضي الله عنه ۔ قال ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬ما اكتسب‬ ‫رجل مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى وما تم إيمان عبد‬ ‫ولا استقام دينه حتى يكمل عقلهء() ‪.‬‬ ‫وعن النبي ية ‪« :‬خالطوا الناس في أخلاقهم وخالفوهم في أفعالحم» ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬أول ما خلق الله ۔ تعالى ‪ -‬العقل فقال له ‪ :‬أقبل فاقبل ثم‬ ‫‪ :‬وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي ‪77‬‬ ‫قال ‪ :‬أدبر فأدبر ثم قال‬ ‫تعالى ۔ ‪« :‬إن في ذلك‬ ‫اخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب» قال الثه‬ ‫‏(‪. )٢‬‬ ‫لآيات لقوم يعقلون‬ ‫الآثار‬ ‫وأنزله في الدماغ‬ ‫قالت العلياء ‪ :‬العقل جوهر مضيء خلقه الله ۔ تعالى‬ ‫‏‪ ١‬لغايات بالوسائط والملحسوسات بالمشا هدة وحقيقة‬ ‫‏‪ ١‬لقلب يدرك‬ ‫وجعله نورا ف‬ ‫©‬ ‫تستفاد‬ ‫بعلوم‬ ‫‏‪ ١‬لأمور‬ ‫سها عوا قب‬ ‫ويعرف‬ ‫الملهلكات‬ ‫مراتع‬ ‫عن‬ ‫ما يبعدك‬ ‫الطبراني عن اي صعيد الدري‬ ‫‏‪ _١‬رواه‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٦٢٤‬من سورة الروم‬ ‫‏‪ ٥٦٢‬۔‬ ‫۔_‬ ‫الظلم قدره‬ ‫وقيل ‪ :‬العاقل إذا والى بذل في المودة نصره ‪ ،‬وإذا عادى رفع عن‬ ‫فيسعد مواليه بعقله ويختصم معاديه بعدله إن أحسن إلى أحد ترك المطالبة‬ ‫العذر ومنح له العفو‬ ‫له أسباب‬ ‫بشكره ‪ .3‬وإن أساء إليه مسيء سبب‬ ‫والصفح ‪.‬‬ ‫وقال النبي قلة ‪«:‬يا ا أيها الناس اعقلوا عن ربكم وتواصوا بالعقل‬ ‫تعرفوا به ما أمرتم به وما أنهيتم عنه واعلموا أنه يمجدكم عند ربكم واعلموا أن‬ ‫العاقل من أطاع الله وان كان دميم المنظر حقير الخطر دفء المنزلة رث الهيئة وأن‬ ‫وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة‬ ‫الجاهل من عصى الله ۔ تعالى‬ ‫الهيئة فصيحا نظيفا } والقردة والخنازير أعقل عند الله ممن عصاه‬ ‫حسن‬ ‫‪.‬‬ ‫ولا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياكم فإنكم مانلخاسرين»‬ ‫وروي أن الله ۔ تعالى ۔أرسل جبريل إلى آدم ۔عليهيا السلام ۔ بالعقل‬ ‫والايمان والحياء ‪ .‬فقال له ‪:‬اختر أيها شئت ‪ ،‬فاختار منهم العقل ‪.‬فقال‬ ‫الايمان ‪:‬‬ ‫جبريل للايمان والحياء ‪ :‬انصرفا فقد اختار عليكيا العقل ‪،‬فقال‬ ‫أمرني ربي ۔ عز وجل ۔ أن أكون حيث يكون العقل لا أفارقه أبدا ‪ .‬وقال‬ ‫لحياء ‪ :‬أمرني ربي ۔ عز وجل _ أن أكون حيث يكون الايمان لا أفارقه أبدا ‪.‬‬ ‫فاجتمعت هذه الخصال الثلاث في آدم ۔ عليه السلام ۔ ‪.‬‬ ‫وفي الخبر ‪ :‬مثل هذا الدين كالشجرة المثمرة في الحديقة ؛ الايمان‬ ‫أوراقها ‪ .‬والأمر‬ ‫عمودها ‪ 3‬والزكاة ماؤها ‪ .‬والحج‬ ‫أصلها ‪ .‬والصلاة‬ ‫بالمعروف ظلها } والنهي عن المنكر منارها ‪ .0‬وحسن الخلق ثمرها } ولا يكمل‬ ‫الايمان إلا بالخلق الحسن ‪ .‬والدليل على صحة جلالة العقل وعلوه وشرفه ؛‬ ‫أن لله على عباده شيئين ؛ وهما الأمر والنهي {} وكلاهما موقوفان على العقل كيا‬ ‫جاء في محكم التنزيل ‪ :‬فاتقوا انه يا أولي الألبابه“ه(ا‪)١‬‏ واولو الألباب هم‬ ‫أهل العقول ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٠٠‬من سورة المائدة‬ ‫‏‪ -١‬الآية‬ ‫وقال بعض الحكياء ‪ :‬العاقل من تمسك بثلاثة أشياء إلى ثلاثة أشياء ‪:‬‬ ‫من تمسك بالصدق والاخلاص فييا بينه وبين الله في الطاعات ‪ ،‬ومن تمسك‬ ‫بالصبر والقناعة فيما بينه وبين نفسه في النوائب والبليات ومن تمسك بالبر‬ ‫والمروءة فيما بينه وبين الخلق في المعاملات فهو العاقل حقا ‪.‬‬ ‫وقال حكيم ‪ :‬للعاقل سبع علامات يعرف بها وهو أن يتجاوز عن ذنب‬ ‫من ظلمه وأن يتواضع لمن دونه وأن يسابق إلى فعل الخيرات إلى من هو أعلى منه‬ ‫وأن يذكر ربه دائيا وأن لا يتكلم إلا عن العلم وأن يعلم منفعة الكلام من‬ ‫موضعه { وإذا وقع الشر التجأ إلى الله ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬شهوة العاقل من وراء فكرته ‪ .‬فإذا عرضت له شهوة سبقتها‬ ‫فكرته في العواقب & وفكرة الأحمق وراء شهوته فهو يبادر إلى الشهوات غير‬ ‫مفكر فيما يجره من الآفات ‪ ،‬وأرباب الغفلة لا فكرة لهم في الآخرة وهمهم‬ ‫ما يأكلون ويلبسون وينكحون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن‬ ‫الآخرة هم غافلونهه‪١‬أ)‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬الاية ‏‪ ٧‬من سورة الروم‬ ‫اللخا مس‬ ‫‏‪ ١‬لبا ب‬ ‫في فضائل الايمان وفوائد الذكر‬ ‫الآثار‬ ‫وعن ابن عباس _رضي الله عنه ۔ أن رجلا قام إلى النبي ية فقال ‪:‬‬ ‫يا رسول الله ؛ من خير الناس ؟ فقال رسول الله يلة ‪« :‬أنا ولا فخر» ثم قال‬ ‫الرجل ‪ :‬ثم من يا رسول الله ؟ قال ‪« :‬اذا عد الصالحون فات بابي بكر»‬ ‫بعمر بن‬ ‫فات‬ ‫الله ؟ قال ‪« :‬اذا عد المجاهدون‬ ‫قال ‪ :‬ثم من يا رسول‬ ‫الخطاب» ثم قال رسول الله يلة ‪« :‬عمر مني حيث حل وأنا من عمر حيث‬ ‫حللت فمن أحب عمر فقد أحبني ومن أبغض عمر فقد أبغضني» فلما قبض‬ ‫الله عنه ۔ فقال ‪:‬‬ ‫النبي يلة قام ذلك الرجل إلى أي بكر الصديق ۔رضي‬ ‫يا خليفة رسول الله ؛ من خير الناس بعد رسول الله ية ؟ فقال ‪ :‬عمر بن‬ ‫؟ قال ‪ :‬لخصال ؛ لأن الله‬ ‫سلىك‬‫فته ع‬ ‫ن قدم‬ ‫الخطاب ‪ .‬فقال ‪ :‬لاي شيء‬ ‫تعالى باهى به الملائكة ولم يباه ي ولأن جبريل ۔ عليه السلام أقرأه السلام‬ ‫ولم يقرئني ولأن جبريل ۔عليه السلام ۔قال ‪ :‬يا محمد ؛ أشدد الاسلام بعمر‬ ‫والقول ما قال عمر ولأن الله ۔تعالى ۔ صدقه في كتابه ولم يصدقني ‪.‬‬ ‫لتنهين عن رسول الله يلة أو لينزلن فيكن قران © فانزل الله ۔ عز وجل ‪: -‬‬ ‫عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن هه" (الآية) ‪ .‬ولان عمر‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول الله ؛ ليدخل عليك البار والفاجر فلو ضربت الحجاب ‪.‬‬ ‫فانزل الله ‪ :‬وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب‪ . )" 4‬ولأنه‬ ‫قال ‪ :‬لاوتخذت من مقام ابراهيم مصلى ك فأنزل الله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬واتخذوا من‬ ‫مقام ابراهيم مصلىه") ‪.‬‬ ‫الله عنه ۔ قام ذلك الرجل إلى‬ ‫فلما قبض أبو بكر الصديق ۔ رضي‬ ‫عمر بن الخطاب ۔ رضي الله عنه ۔ فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ؛ من خبر الناس‬ ‫بعد رسول الله ية ؟ قال ‪ :‬أبو بكر الصديق فمن قال غير هذا فهو مفتر‬ ‫عليه ‪ 0‬وعليه ما على المفترين ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬ان جبريل أتى النبي ۔ صلى الله عليهما ۔ حين قبض سعد بن‬ ‫؛ من هذا‬ ‫‪ :‬يا محمد‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫‏‪ ١‬لليل معتجرا بعمامة من ‏‪ ١‬ستبرق‬ ‫معاذ من جوف‬ ‫الميت الذي فتحت له أبواب السياء واهتز له العرش ؟ قال ‪ :‬فقام رسول الله‬ ‫يل سريعا يبر ثوبه إلى سعد بن معاذ فوجده قد مات ‪.‬‬ ‫وعن على بن أبي طالب أن الامان يبدو لمضة بيضاء في القلب كليا ازداد‬ ‫الايمان ازداد ذلك البياض فإذا استكمل الايمان ابيض القلب كله { وأن النفاق‬ ‫يبدو لمضة سوداء في القلب كليا ازداد النفاق ازداد السواد في القلب فإذا‬ ‫استكمل النفاق اسود القلب كله ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬لا يكون الرجل من المؤمنين حتى يحاسب نفسه أشد محاسبة‬ ‫ملبسه من حلاله‬ ‫شريكه وحتى يعلم من أين مطعمه ومن أين مشربه ومن أين‬ ‫‪.‬‬ ‫حرامه‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٥‬من سورة التحريم‬ ‫‪٢‬۔‏ الآية ‏‪ ٥٢٣‬من سورة الاحزاب‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٦٥‬من سورة البقرة‬ ‫وروي عن النبي تلة قال ‪« :‬إن الايمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن‬ ‫ما وقره القلب وصدقه العمل»((‘ ‪.‬‬ ‫المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين هم عنده ‪ .‬وكان جابر ۔ رحمه‬ ‫‪.‬‬ ‫يداه‬ ‫الا حادت‬ ‫عبد‬ ‫قلب‬ ‫في‬ ‫الايمان‬ ‫الله نور‬ ‫ما وضع‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫الله ‪-‬‬ ‫عن النبي يلة ‪« :‬طوب لمن زارني ۔ لعله راني ‪ -‬وامن ي ‪ .‬وطوبى ثم‬ ‫طوبى ثم طوب ‪ -‬سبع مرات ۔ لمن امن بي ولم يرني» ‪.‬‬ ‫وقال النبي ية ‪« :‬دهذا الدين مثل شجرة نابتة ؛ الايمان باقه أصلها ‪،‬‬ ‫‏‪ ١‬لخلق ورقها ‏‪٠‬‬ ‫وحسن‬ ‫شعبها‬ ‫} وا لصيام‬ ‫عروقها ‘ وا لزكاة ماؤ ها‬ ‫وا لصلاة‬ ‫والكف عن محارم الله ثمرها ‪ 3‬فكيا لا تكمل الشجرة إلا بالثمر الطيب‬ ‫فكذلك الايمان لا يكمل إلا بالكف عن عارم الته‪٧‬‏ ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬علامة السعيد ثلاثة ؛ إن أعطي شكر وإن ابتلي صبر وإن حكم‬ ‫عدل وما طبع الله أولياءه إلا على الخوف والمقام المحمود فهم أولى الناس عهودا‬ ‫وأصدقهم وعودا وأبرهم وأكدهم ني الشدة والرخاء لا يضيمون جارا‬ ‫ولا يطلبون ثارا ولا يدينون بالحسد ولا يعيلون على أحد أبدانهم مع الناس‬ ‫حاضرة ‪ ،‬وقلوبهم متعلقة بالآخرة ‪ 3‬قد شغلوا عن الناس بشأنهم تفكروا في‬ ‫احسانهم وإساءاتهم نعيمهم في الدنيا ولذتهم ذكر القه ومناجاتهم وخلوتهم ‪،‬‬ ‫فمن تبعهم نجا ونال كيا رجا فهو من أوفى لله لما أوثقه فاظما") لله هواجره ‪3‬‬ ‫واسهر لله نواظره صابرا قائيا قانتا لته حتسبا في طاعة مداوما فأاوجب الله لهم‬ ‫الرضاء وحكم لهم بالجنة وقضى ‪.‬‬ ‫ومن أوصافهم تطهير النفس من كل خلق دنيء ‪ .‬وتحليتها بكل سني ‪.‬‬ ‫الديلمي‬ ‫رواه‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫مهاجرة وهو وقت الحر الشديد‬ ‫جم‬ ‫‏‪ ٦‬۔‬ ‫‏‪ ٥٧‬۔‬ ‫الناس & ولا يحملون كلهم‬ ‫يتحملون الاذى ولا يؤذون ‪ ،‬ويحملون كَلَ‬ ‫البر ‪ .‬ويغيثون الملهوف ‪ .3‬ويرشدون‬ ‫على أحد ‪ 3‬ويعينون على أسباب‬ ‫الضال ‪ ،‬ويعلمون الجاهل { وينبهون الغافل ‪ .‬لا يتخذون حجابا‬ ‫ولا حجابة ‪ .‬وكل من طلبهم وجدهم ‪ 3‬وكل من أرادهم وصل إليهم }‬ ‫لا يستترون عن أحد ‪ ،‬ولا يمنعون سائلا } يقرون الضيف ويؤنسون‬ ‫المستوحشين ‪ ،‬ويؤمنون الخائف ‪ ،‬ويشبعون الجائع { ويسقون العطشان ©‬ ‫ويكسون العاري {} ويعينون الخادم ‪ ،‬ولا يتركون فضيلة } ولا يفعلون‬ ‫رذيلة ‪ .‬ومن ن أحوالهم ؛ النظر في عيوبهم والاشتغال بنفوسهم والتغافل عن‬ ‫عيوب الناس & ولا يعتقدون في أحد إلا خيرا }‪ .‬يعودون ألسنتهم بالخير ‪3‬‬ ‫ويغضون البصر عن فضول النظر } والاسراع في المشي {‪ ،‬والصمت إلا عن‬ ‫الخير ‪ ،‬والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫إلا المبتدعة‬ ‫عيوبهم ‏‪٠‬‬ ‫وستر‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الناس‬ ‫محاسن‬ ‫نشر‬ ‫أحوالهم‬ ‫ومن‬ ‫؛ أنهم لا يحسدون ‪ .‬ولا يحرصون ‪ ،‬ولا يغتابون ‏‪٨‬‬ ‫ومن أحوالهم‬ ‫‪ .3‬ونظرهم‬ ‫حكمة‬ ‫ولا يرتابون ‪ .0‬ولا يبطرون ‪ }.‬ولا يفخرون ‪ .‬كلامهم‬ ‫عبرة ‪ .‬وصمتهم فكرة ‪ .0‬ليست لهم راحة ولا فترة عن ذكر الله ‪ .‬كلامهم‬ ‫المرمة في المعاش المطلبة‬ ‫سداد ‪ 3‬لا يخوضون إلا في حرمة‬ ‫سداد وعيشهم‬ ‫إلا عدة‬ ‫لا ينامون‬ ‫إلا لتزود معادهم ‪.‬‬ ‫عيشهم ولا يتيتمتعون‬ ‫والمصلحة‬ ‫إلا تعففا‬ ‫لعبادته ‪ .‬ولا يأكلون إلا بلاغا إلى اجالههم ‪ .‬ولا يكتسبون‬ ‫ولا ينفقون إلا تعطفا } ولهم في كل حركة نية وفي كل طاعة همة وفي كل صالحة‬ ‫مهمة } عشقوا الجنة وهاموا بها } فلا يهمهم إلا ما يقربهم إليها أيوقربها إليهم‬ ‫هون(_" بذكرها } ويهيمون بحبها أطالوا فيها فكرهم } وصدقوا فيها متهم‬ ‫ي‏‪١‬هذون بذكره ‪ :‬ه الشيء هذا ‪ .‬ونمذذا ‪ :‬قطعه سريعا ‪ .‬و القرآن ‪:‬أسر ع في قراءته روهو غير‬ ‫فهو هاذ‬ ‫أو غيره‬ ‫تكلم بغير معقول‬ ‫‪ :‬مذيا وممذيانا ‪:‬‬ ‫فلان‬ ‫هذى‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬سرده‬ ‫و۔ الحديث‬ ‫‪6‬‬ ‫محمود)‬ ‫هذيانه ‪.‬‬ ‫ه ف‬ ‫إذا ذكر‬ ‫بالشيء‬ ‫نلان‬ ‫‪ ::‬هذى‬ ‫‏‪ ١‬ويقال‬ ‫وهمذاء‬ ‫‏‪ ٥٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫لهم بالمغيب رأي العين ث فهم ينظرون إلى زهرتها وبهجتها‬ ‫حتى صارت‬ ‫وظلالها وغرفها‬ ‫وبسطها ونمارقها وزرابيها(ا) ورياضها وحدائقها وحجالها‬ ‫وشرفها ‪ .3‬فهانت عليهم الدنيا في جنبها ووجدوها محفوفة بالمكاره والشدائد‬ ‫فعلموا أن لا وصول إلى ذلك دون احتمال المشقة والصبر على المضرة ومجاوزة‬ ‫ما حولها من الأهوال { وما دونها من الأوجال ‪ .‬فشمروا وجدوا في المطالب ‏‪٨١‬‬ ‫ووطنوا أنفسهم على البلايا والمصائب ‪ ،‬واشتروها بأنفسهم ‪ .‬واتقوها‬ ‫بابدانهم ‪ .‬وتلقوها بوجوههم حتى بلغوا ما أرادوا ووصلوا ما استكادوا }‬ ‫طوبى هم لقد فازوا فوزا عظييا وأثيبوا بما صبروا ثوابا جزيلا ‪ .‬إن لأهل الجنة‬ ‫لسييا يعرفون بها ‪ .‬قوم صاموا عن الدنيا واستشعروا التقوى فصبروا على‬ ‫البلوى وصدقوا بالحسنى © وعملوا للعقبى { عزفوا عن الشهوات ‪ ،‬وتورعوا‬ ‫عن الشبهات ‪ ،‬رهبان الليل أحبار النهار قليلا من الليل ما يهجعون‬ ‫وبالأاسحار هم يستغفرون‬ ‫إذا أصابته شدة أو سأل‬ ‫وفي الأثر ‪ :‬أن العبد المطيع الذاكر لله ۔ تعالى‬ ‫معروف من عبد معروف ‪.‬‬ ‫الله حاجة قالت الملائكة ‪ :‬يا رب ؛ صوت‬ ‫والغافل المعرض عن الله إذا دعاه أو سأله قالت الملائكة ‪ :‬يا رب ؛ صوت‬ ‫منكر من عبد منكر ‪ .‬ولا عمل من الأعمال أنجى منه من عذاب الله ‪ .‬وهو‬ ‫للعبد سبب لنزول السكينة عليه وحفوف الملائكة ونزولها لديه ‪ .‬وهو للسان‬ ‫شاغل عن الغيبة والكذب وكل باطل & والذاكر لا يشقى جليسه { ويسعد به‬ ‫أنيسه ‪ 3‬ومجلسه لا يكون عليه حسرة يوم القيامة ‪ .‬ولا يكون عليه تره(")‬ ‫ولا ندامة ‪.‬‬ ‫والذاكر حي وإن مات & والغافل وإن كان حيا فهو من الأموات ‪.‬‬ ‫الرحمن‬ ‫ويمنعه ويرضي‬ ‫ويكسره‬ ‫ويقمعه‬ ‫الشيطان‬ ‫والذكر لله يطرد‬ ‫‏‪ -١‬النمارق ‪ :‬الوسائد التي يتكأ عليها والزراي ‪ :‬البط الفاخرة‬ ‫المراد بالتره الظلم‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‪.‬۔_ ‏‪ ٥٩‬۔‬ ‫ويسخط الشيطان ويزيل الهم والغم من القلب ويجلب الفرح والسرور }‬ ‫والشرور ‪ ،‬ويقوي القلب والبدن ‪ 0‬ويصلح السر والعلن‬ ‫ويذهب الترح‬ ‫ويجلب الرزق وييسره ويكسو الذاكر مهابة ويلهم به من كل صوابه ‪ .‬وهو أعز‬ ‫شرف وأعلى مجد وبه يحيا القلب كيا يحيا الزر ع بوابل المطر ‪ ،‬وهو قوت الأرواح‬ ‫كيا أن الغذاء قوت الأشباح وجلاء القلب من الصدا الذي هو الغفلة واتباع‬ ‫الهوى ‪ 3‬وهو شجرة ثمرتها المعارف ‪ .‬وهو رأس مال كل عارف والله مع‬ ‫الذاكرين بالقرب والولاية والمحبة والتوفيق ويعدل عتق الرقاب والجهاد في‬ ‫سبيل الله والمشقات الصعاب والقتل في سبيل الله ‪ 3‬والعطب ‪.‬‬ ‫وانفاق الورق والذهب ويورث القرب من الرب ويفتح باب المعرفة في‬ ‫القلب ‪ ،‬وهو سبب للعتق من النيران } والأمان من النسيان ‪ 0‬جالب للنعم‬ ‫ودافع للنقم ‪ .‬ويقوي الجوارح ويسهل العمل الصالح ‪ .‬أمن للخائف ونجاة‬ ‫وأطاع ‪ .‬يرفع‬ ‫من المتالف ‪ ،‬تشهد له البقاع كيا تشهد لكل عامل عصى‬ ‫العامل إلى أرفع الدرجات ويوصله إلى أعلى المقامات ‪ ،‬ويجمع على الذاكر قلبه‬ ‫المتفرق وشمل ارادته وعزمه المتمزق ‪ ،‬ويفرق جرمه وذنبه وجند الشيطان‬ ‫وحزبه ‪ 0‬ويقرب من قلبه الآخرة ‪ ،‬ويبعد عن قلبه الدنيا ومن لم يزل لسانه‬ ‫رطبا بذكر الله ۔ تعالى ۔ واتقاه في نهيه وأمره أوجب له دخول الجنة ‪.‬‬ ‫وروي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬لما نزلت هذه الآية ‪« :‬ورحمتي‬ ‫وسعت كل شيء‪(4‬ا) تطاول إبليس ‪ -‬لعنه الله ۔ وقال ‪ :‬أنا شيء من الأشياء‬ ‫يكون لي نصيب من رحمته ‪ 3‬وتطاولت اليهود والنصارى & فليا نزل قوله‬ ‫‏(‪ )٢١‬يعني أجعل رحمتي للذين يتقون‬ ‫‪ -‬تعالى ۔ ‪ :‬إنسأكتبها للذين يتقون‬ ‫الشرك ويؤ تون الزكاة يعني يعطون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ")‬ ‫يعني يصدقون بايات الله ۔ تعالى ۔ فيئس إبليس ۔ لعنه الله تعالى ۔ من رحمته ‪3‬‬ ‫‏‪ -١‬الآية ‏‪ ١٥٦‬من سورة الأعراف‬ ‫‏‪ - ٦‬الآية ‏‪ ١٥٦‬من سورة الأعراف‬ ‫‏‪ -٢‬الآية ‏‪ ١٥٦‬من سورة الأعراف‬ ‫وقالت اليهود والنصارى ‪ :‬نحن نتقي الشرك ونؤ تي الزكاة ونؤمن بآياته ‪.‬‬ ‫حتى نزل قوله ۔ عز وجل ۔ ‪« :‬الذين يتبعون الرسول النبي الأمي»'_" يعني‬ ‫‏‪ ١‬لرحمة‬ ‫وبقيت‬ ‫وا لنصارى‬ ‫‏‪ ١‬ليهود‬ ‫فيئشس‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لسلام‬ ‫۔ عليه‬ ‫حمدا‬ ‫يصد قون‬ ‫‪.‬‬ ‫للمؤمنين خاصة‬ ‫فالواجب على كل مؤ من أن يحمد الله ۔ تعالى ۔ على ما أكرمه من الايمان‬ ‫وجعل اسمه من جملة المؤمنين ‪.‬‬ ‫الآية ‏‪ ١٥٧‬من سورة الاعراف‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ١‬لسا د س‬ ‫‏‪ ١‬لبا بت‬ ‫في صفة المؤمنين‬ ‫الأخبار‬ ‫قال النبي يلة «إن الله حرم على النار الهين اللين القريب» ‪ ،‬وعنه يلة ‪:‬‬ ‫«ان الله يصلح بصلاح الرجل أهله وولده وأهل دويرته وأهل الدويرات من‬ ‫‪ .‬وعنه ينة ‪« :‬من‬ ‫الته ما كان بين أظهرهم»‬ ‫حوله {© ولا يزالون في حفظ‬ ‫أخاف عبدا أخافه الله ومن أحزن مؤمنا أحزنه الته ومن أغاظ مؤمنا أغاظه‬ ‫الئه» ‪ .‬وقال ‪ :‬هالمؤ من كالجمل الألوف إن قيد انقاد وان استنيخ(» استناخ‬ ‫ولو على صخرة ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم‬ ‫للناس» ‪.‬‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬المؤمن يسكن إلى المؤمن كيا يسكن الظمآن الى الماء‬ ‫البارد" ‪ .‬وعنه ية من طريق ابن مسعود ۔ رضي الته عنه _ أنه قال ‪ « :‬الأرواح‬ ‫جنود مجندة وأنها لتلتقي بالليل فتشام كيا تشام الخيل فيا تعارف منها إئتلف وما‬ ‫تناكر منها اختلف ولو أن مؤ منا دخل مسجدا فيه مائة منافق ليس فيهم الارجل‬ ‫واحد مؤ من لجاء حتى يجلس الى ذلك المؤ من & ولو أن منافقا دخل مسجدا فيه‬ ‫مائة مؤمن ليس فيهم الا منافق واحد لقام ذلك المنافق حتى بلس مع ذلك‬ ‫المنافق» ‪.‬‬ ‫‪ ١‬استناخ ‪ :‬برك ويقال ‪ :‬أناخه فاستناخ‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٦٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫وكافر‬ ‫مؤ من‬ ‫‪:‬‬ ‫ثلائة‬ ‫‪ 9‬اغا الناس‬ ‫‪:‬‬ ‫انه قال‬ ‫وسلم‬ ‫الله عليه‬ ‫صلى‬ ‫وعنه‬ ‫وأما‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وقلبه‬ ‫وعمله‬ ‫لسانه‬ ‫الله‬ ‫أعطاه‬ ‫وحبيبه‬ ‫الله‬ ‫مول‬ ‫من‬ ‫فالمؤ من‬ ‫‪.‬‬ ‫ومنافق‬ ‫‪.‬‬ ‫قلبه وعمله»‬ ‫ومنعه‬ ‫لسانه‬ ‫الته‬ ‫المنافق اعطاه‬ ‫الله واما‬ ‫ادله‬ ‫الكافر فقد‬ ‫وعنه للة من طريق الحسن قال ‪« :‬يأتي على الناس زمان يكون أهل‬ ‫لعله ۔ ومصابيح الليل لا تضرهم فتنة تمر بهم‬ ‫الجوع أئمة الهدى ومفاتيح‬ ‫الفتن مثل الليل الأسود الايمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي لا يضرهم‬ ‫خذلان من خذلهم يدورون مع الحق حيث دار‪ .‬هم أمان الناس من العذاب‬ ‫من استذهم في الدنيا أذله انته في الآخرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الآألنار‬ ‫المؤ من بشره في وجهه وحزنه في قلبه أوسع شي ء صدرا وأذل شيء نفسا‬ ‫لا حسود ولا حقود ولا عتاب ولا مغتاب طويل الغم بعيد الهم ضحكه تبسم‬ ‫واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم كثير علمه عظيم حلمه لا يعجل ولا يبخل ولا‬ ‫يحيف في حكمه ولا يجور في علمه لا عنف ولا صلف سهل ان غضب رفيق ان‬ ‫طلب وثيق العهد والوعد قليل الأذى والفضول لا يتعدى على من يؤذيه ولا‬ ‫يخوض فييا لا يعنيه إن دهى بسب لم يسب وإن سأل ومنع لم يغضب ۔ لا‬ ‫يشمت بالمصيبة ولا يذكر أحدا بغيبة مشتغل عن عيوب الناس بعيوب نفسه‬ ‫كثير الفضل رحب سهل محالسته سليمة ومخالطته غنيمة قليل المراء كثير المعونة‬ ‫ورع عن الحرمات وقاف عن الشبهات لا يخرق الثناء سمعه ولا يدخل الطمع‬ ‫صادق اللسان جميل الثناء على الرحمن مصداق لأهل الصدق مواد لأهل‬ ‫الحق أب لليتيم والأرملة حفي لأهل المسكنة مرجو لكل شدة مأامول لكل كريهة‬ ‫هين لين رقيق النظر عظيم الحذر بسام من غير ضحك محزون من غير عبوس‬ ‫رطب اللسان بذكر الته قنوع برزقه قائم لته بحقه مترقب لحلول أجله قد هانت‬ ‫‏‪ ٦٤‬۔‬ ‫عليه الدنيا وعلم أنها زائلة فزهد فيها وعظم عنده أمر الآخرة وعلم أنها دائمة‬ ‫فرغب فيها يطلب الدنيا من حلها متجاف عن الدنيا وأهلها في الشدة صبور‬ ‫وفي الرخاء شكور يسأل عن دينه العلياء ويناطق الحكياء خوفا أن يكون من‬ ‫أهل الضلالة والعمى خشوع قلبه يزيد على خشوع بدنه وجوارحه عامل‬ ‫بفرائلض الته وسننه لا متكبر ولا متجبر ولا مستنكف ولا متعسف ولا منتهك‬ ‫ف يعلم الدين من جهله ‪ ،‬ويبذل الحق لمن سأله ‪ .‬متوسع في‬ ‫ولا متهوك(۔‬ ‫الدنيا بما وسعه ك‪ }،‬أثار بالمعروف نهاء عن المنكر غضاب ته لا يبرىعء من النام‬ ‫بغير حجة ولا يخلع إلا بالحجة الواضحة ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬يأتي على الناس زمان لا يكون للمؤ من فضل على عبده في دينه‬ ‫بما يموجون في باطلهم وتكون الأمة أعز من المؤمن ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي قلة ‪« :‬سيأتي على أمتي زمان يكون طفلهم‬ ‫وشابهم مقامرا وكهلهم كافرا وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينبى‬ ‫شاطرا(‪٢‬آ)‏‬ ‫عن منكر ‪ .‬وسيأتي على أمتي زمان إن إئتمنتهم خانوك وان شاريتهم أربوك ‏‪٥‬‬ ‫وإن حدثتهم كذبوك {‪ ،‬وإن غبت عابوك واغتابوك» وقال بعضهم ‪ :‬علامة‬ ‫المؤمن انك تراه قريبا بعيدا ‪ .‬أعمى بصيرا } عالما غافلا ‪ .3‬معترما صابرا ‪،‬‬ ‫فطنا معرضا‪٤.3‬‏ ضاحكا باكيا ‪ .‬خلطا متوحشا{[ ألوفا نافرا ‪ .‬مهموما‬ ‫عاقلا أحمق ‪ .‬عالما جاهلا ‪ 3‬راغبا زاهدا ‪ .3‬آمنا خائفا راضيا‬ ‫مسرورا‪.‬‬ ‫القياد ‪ .‬صعب المرام ‪.‬‬ ‫عزيزا ذليلا ‏‪ .٦‬متواضعا متعطفا ‪.3‬سلس‬ ‫‪727‬‬ ‫حلوا مرا ل أنسه الوحدة ‪ 0‬وفرحه الحزن {} وسروره الهم ‪ .‬وضحكه أنة ‪ .‬إن‬ ‫رأيته خلته تخليطا } وإن كلمته أبله ‪ .‬وان اختبرته اختبرت ملكا متوجا { لا‬ ‫يخلط هزلا بجد { ولا يؤ ثر دينا على آخرة ‪ 0‬مشغول عن الخلق بنفسه ؤ الناس‬ ‫منه في راحة ونفسه منه في تعب ‪.‬‬ ‫‏‪ -١‬متهوك ‪ :‬مَوَك فلان ‪ :‬حفر الموكة ‪ .‬وفلانا ‪ :‬حمقه وحيره ‪ .‬ادهاك فلان ‪ :‬تحير وتهور ‪ .‬عبوك فلان ‪:‬‬ ‫اباك وسقط لي هوة الردى ‪ .‬واضطرب في القول ‪ .‬والموكة ‪ :‬الحفرة ‪.‬‬ ‫۔ أي متصف بالدهاء والخحباثة‬ ‫‏_ ‪ ٦٥‬۔‬ ‫وقال الحسن ‪ :‬من علامات المؤمن ‪ ،‬قوة في دين وحزم في لين ‪ .‬وإيمان في‬ ‫يقين ‪ 0‬وعلم في حلم ‪ ،‬وكياسة في رفق وإعطاء في حق ‪ ،‬وقصد في غنى ؤ‬ ‫‪ ،‬لياغلبه الغضب & ولا‬ ‫شبردفية‬ ‫‪ .‬وص‬ ‫رية‬ ‫دن ف‬ ‫قحسا‬ ‫‪ .‬وإ‬ ‫قية‬ ‫اف‬ ‫فجمل‬‫وت‬ ‫‪ ،‬ولا تغلبه شهوة } ولا يفضحه بطن & ولا يستخفه حرص ‪5‬‬ ‫اجملححبهمية‬ ‫تح‬ ‫خال & ولا يبذر ولا‬ ‫ب ول‬ ‫يعيف‬ ‫ولا تقصر به نيته ينصر المظلوم } ويرحم الض‬ ‫يسرف ولا يقتر } يغفر إذا ظلم ‪ .‬ويعفو عن الجاهل } نفسه منه فعيناء‬ ‫والناس منه فريخاء ‪ .‬قال الشيخ أحمد بن النظر ‪:‬‬ ‫حتى اذا سيم«‘ يوما دينه صعبا‬ ‫وهين ولين سهل عريكته‬ ‫كيمته مر وإن عذبا‬ ‫صشعب‬ ‫ته‬ ‫ميثنى‬ ‫ي لا‬ ‫زديني‬ ‫ع الر‬ ‫مثل‬ ‫وقال بعض الحكياء ‪ :‬اكمل الرجال من صدق لسانه وعدل سلطانه }‬ ‫ودفن عيبه وخزن شينه ‏(‪ )٢‬وحسن خلقه وتم وقاره ‪ .‬وصدق أخاه ‪ .‬ووصل‬ ‫جاره وأرضى جليسه {‪ ،‬وصار كلامه إن ذل اعتذر ‪ ،‬وان أساء استغفر ‪ ،‬وإن‬ ‫أحسن إليه شكر ‪ ،‬وإن اعتدى عليه عفا ‪ ،‬وإن أغضب كظم ‪ ،‬وإن قطع‬ ‫وصل ‪ ،‬وإن فتن اعتصم { وإن اشتهى تعفف ؤ وإن أصاب لم يفخر ‪ .‬وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫يليجلمزع‬ ‫‪ ،‬وان ابت‬ ‫ج لمسر‬ ‫يقر‬‫‪ ،‬وان افت‬ ‫طمر‬ ‫بى ل‬ ‫يتغن‬‫{ وإن اس‬ ‫يطاج لمحد‬ ‫اخ‬ ‫‪ .‬وإن قدر عفا } وان مملك زكى ‏‪٨‬‬ ‫يببلمغ‬ ‫وإن احتاج لميكذب & وإن رك‬ ‫‪،‬وان‬ ‫ضع‬ ‫ا رفع‬ ‫ووإن‬ ‫تح ‪،‬‬ ‫وان مُلك نصح & وإن ضعف تجامل وان شتم صف‬ ‫استمع وإن زل رجع ‪ ،‬وإن برىء لم يستهزىعء ‪ ،‬وإن ظفر لم يتكبر ‪}.‬‬ ‫حدث‬ ‫‪.‬‬ ‫وان حمد لم يعل ‪ .‬وإن ذم لم يؤذ ‪ 3‬وإن أسر لم يفش‬ ‫روعته حتى‬ ‫قلبه ولا تسكن‬ ‫‪ 7‬ل معاذ بن جبل ‪ :‬إن ا لمؤ من لا يصمئن‬ ‫‪ :‬سام سوما ‪ :‬ذهب على وجهه حيث شاء ‪ .‬وذهب ف ابتغاء الشيء ‪ .‬و ۔ الماشية ‪ :‬رعت حيث‬ ‫‏‪ ١‬۔ صيم‬ ‫شاءت ودامت على الكلا ‪ .‬و ۔ الطير على الشيء ‪ :‬حامت ‪ .‬و ۔ الابل والريح وغيرها ‪ :‬مرت‬ ‫واستمرت في سرعة أو في سكون ‪ .‬و ۔ الشيء ‪:‬لزمه ولم يبرح عنه ‪ .‬و ۔ الانسان ونحوه ذلا أخوسفا‬ ‫أو هوانا أولاه اياه وأراده عليه ‪ .‬و ۔ فلانا الأمر ‪ :‬كلفه اياه وألزمه به ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ اي اخفى عيويه وقبائحه‬ ‫‪.‬‬ ‫جهنم‬ ‫حسر‬ ‫خلف‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫© الرفيق الوصول‬ ‫وعن الحسن ‪ .‬أن المؤ من هو الطلق الباذل البذول‬ ‫‪ .‬لا‬ ‫‪ .‬صبور عند كل بلوى‬ ‫فيحلم ‏‪ ٠‬ويشتم فيكرم‬ ‫‪ .6‬ويؤ ذي‬ ‫يقطع فيصل‬ ‫علامات‬ ‫ومن‬ ‫ذنوبه‬ ‫بالاستغفار‬ ‫تهدمت‬ ‫قد‬ ‫ثوبا ‏‪ ٠‬ولا يرفع بيتا ‪.‬‬ ‫مجدد‬ ‫&©‬ ‫منه‬ ‫به أهله وعياله ودابته ودنوا‬ ‫دخل منزله فرح‬ ‫‏‪ ٤‬أنه رحمة وبركة فإذا‬ ‫المؤ من‬ ‫بالجفاء والأذى تنفر عنه الدابة والمرأة ‏‪ ٠‬ويستريحون الى‬ ‫والمنافقن يدخل‬ ‫‪.‬‬ ‫خروجه‬ ‫وقال يحى بن معاذ ‪ :‬ليكن حظ المؤمن منك ثلاثا ‪ :‬إن لم تنفعه فلا‬ ‫‪.‬‬ ‫تذمه‬ ‫فلا‬ ‫عمدحه‬ ‫ل‬ ‫وإن‬ ‫‪6‬‬ ‫تغمه‬ ‫فلا‬ ‫تفرحه‬ ‫ل‬ ‫وان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تضره‬ ‫وعن الحسن ؛ المؤمن ملجم أوقال ‪ :‬أنه لياتكلم اوقال ‪ :‬في فمه‬ ‫لحام يعني بذلك أنه لياتكلم الا بعلم ‪ .‬ووجدت عن بعض العلياء أنه سئل ‪.‬‬ ‫أبين‬ ‫من‬ ‫لعمرى‬ ‫الحسنات ؟ قال ‪ :‬الزيادة منها وهذا‬ ‫قبول‬ ‫ما علامة‬ ‫العلامات } لأن المؤمن يجد للعمل حلاوة } والمخذول لا يجد ما يجد المقبول ‪.‬‬ ‫ا لكلام‬ ‫ومن ترك فضول‬ ‫‏‪ ١‬لنظر وفق للخشو ع‬ ‫وقيل ‪ :‬من ترك فضول‬ ‫فضول‬ ‫ترك‬ ‫ومن‬ ‫©‪.‬‬ ‫وفق للعبادة‬ ‫‏‪ ١‬لطعام‬ ‫فضول‬ ‫ترك‬ ‫ومن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وفق للحكمة‬ ‫المزاح ‪ 0‬وفق للبهاء ‪ .‬ومن ترك فضول الضحكة ‪ ،‬وفق للهيبة ‪ .‬ومن ترك‬ ‫فضول التجسس وفق لصلاح عيوبه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬النائم الطاهر كالقائم الصائم ‪.‬‬ ‫والدنيا ‪.‬‬ ‫الشيطان‬ ‫الله عز وجل اعتزل‬ ‫يذكرون‬ ‫‪ :‬اذا اجتمع قوم‬ ‫وقيل‬ ‫فيقول الشيطان للدنيا ‪ :‬الا ترين الى ما يسعون ؟ فتقول الدنيا ‪ :‬لو تفرقوا‬ ‫لأخذت بأعناقهم ولو أن ثواب المجلس الذي يذكر الله عز وجل يبدو للناس‬ ‫‪.‬‬ ‫سوقه‬ ‫سوق‬ ‫ذي‬ ‫وكل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫إمارته‬ ‫إمارة‬ ‫ذي‬ ‫كل‬ ‫يترك‬ ‫حتى‬ ‫عليه‬ ‫لاقتتلوا‬ ‫‏‪- ٦٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫ويروى عن رسول الته يلة أنه قال ‪ :‬المجلس الصالح يكفر عن المؤ منين‬ ‫الف الف مجلس من مجالس السوء» ‪.‬‬ ‫ولا يكون العبد مؤمنا بلسانه شاكا بقلبه لأنه لا يكون إيمان بغير‬ ‫خشية ‪ }.‬ولا يكون نسك بغير معرفة ‪ 3‬ولا دين بغير شريعة ‪ 3‬فمن دين الله‬ ‫الورع عن محارمه والوفاء بعهده ‪ 0‬ولزوم فرائضه واستكمال دينه ‪ ،‬فاعرضوا‬ ‫أعمالكم على كتاب الله صبحا ومساء ‪ .‬فمن كان عمله موافقا لكتاب الته على‬ ‫إحسانه إليه ‪ 7‬واصطناعه المعروف عنده ث طلب عند الته المزيد ‪ ،‬ولم يأمن مع‬ ‫ذلك مكر الته } ولم يوجب لنفسه الجنة ‪ 3‬وكان على ما قسم له من ذلك خائفا‬ ‫وجلا ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫؛ نظر وأبصر وتفكر ‏‪ ٠‬وراجع التوبة‬ ‫الله‬ ‫مخالفا بعمله كتاب‬ ‫كان‬ ‫ومن‬ ‫الموت وا نقطاع العمل ‪ .‬وا نقطاع المدة ©‬ ‫الخطيئة قبل نزول‬ ‫واستغفر من‬ ‫وذهاب الحيلة ‪.‬‬ ‫قال رسول انته يلة ‪« :‬من صفة الجاهل يظلم من خالطه ‪ ،‬ويتعدى على‬ ‫من هو دونه ويتطاول على من فوقه كلامه بغير تدبير وان تكلم أثم وإن سكت‬ ‫سها وان عرضت له فتنة سارع اليها فاردته وان رأى فضيلة أعرض فأبطأ عنها‬ ‫‪.‬‬ ‫لا يخاف ذنوبه القديمة ولا يرتد ع فيها بقي من عمره من الذنوب‬ ‫يتوانى عن البر ويغضي عنه غير مكترث بما فاته من ذلك وضيعه فتلك‬ ‫عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل ‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫وعن النبي يلة قال ‪« :‬من لم يتق الله فلا خير فيه ولا خير معه(‘‪0٨‬‏‬ ‫جابر قال ‪ :‬قال رسول الته مية ‪« :‬ان من أشر منزلة عند الته يوم القيامة من‬ ‫‏(‪(٢‬‬ ‫لسانه»‬ ‫لفحش‬ ‫الناس‬ ‫مخافه‬ ‫الله عليه ذنبا‬ ‫الته على عبد ستر‬ ‫‪« :‬اشتد غضب‬ ‫وقال عليه السلام‬ ‫فأفشاه على غيره» ‪ 5،‬وقال ‪« :‬ما من انسان يسمع كلام قوم وهم له كارهون إلا‬ ‫وضع الله في أذنيه الأنك يوم القيامة»(‪)٢‬‏‬ ‫ابن عمر‬ ‫رواه البيهقي عن‬ ‫‪١‬۔‏‬ ‫امن صمود‬ ‫الترمني من‬ ‫رواه‬ ‫‏‪. ٢‬۔‬ ‫‏‪ ٣‬الانك الزيت المغلي على النار‬ ‫‏_ ‪ ٦4٩‬۔‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬يأتي عليكم زمان يكون المنافق فيه أشبه بالمؤمن‬ ‫من الغراب بالغراب ومن ذكر منافقا بما ليس فيه كان حتفه على يديه» وجاء في‬ ‫الحديث ‪ :‬هالقوا المنافق بوجه مكفهر» أي بوجه منقبض لا شر ۔ لعله ۔ لا بشر‬ ‫۔ ولا طلاقة ‪ .‬وعن عيسى عليه السلام أنه قال ‪« :‬لا تمشوا مع‬ ‫فيه(‪)١‬‏‬ ‫الأشرار فتشبهون بهم فإن للحكياء فيهم عبرة وعبرة الحكياء لهو السفهاء ولهو‬ ‫السفهاء عبرة الحكياء ‪.‬‬ ‫الآنار‬ ‫وقرأ عمر بن الخطاب ۔ رضي انه عنه ۔ هذه الآية ‪ :‬ومن يرد أن‬ ‫فسأل اعرابيا من الكنانة ما الحرجة‬ ‫يضله يجعل صدره ضيقا حرجاه(‪)٢‬‏‬ ‫فيكم ؟ قال ‪ :‬الحرجة فينا الشجرة تكون من الاشجار التي لا تصل إليها راعية‬ ‫ولا وحشية ولا شيع ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬كذلك قلب المنافق لا يصل اليه شيع من‬ ‫الخبر ‪.‬‬ ‫وقال معاذ ‪ :‬لو أن الجاهل أمسى وأصبح ‪ .‬وله من الحسنات وأعمال‬ ‫البر بعدد‪ .‬الرمل وشيكا ان لا يسلم له منها مثقال ذرة ولو أن العاقل امسى‬ ‫وأصبح له من الذنوب بعدد الرمال لكان وشيكا بالنجاة والسلامة والتخلص‬ ‫منها ‪ .‬فقيل لمعاذ ‪ :‬كيف ذلك ؟ فقال ‪ :‬ان العاقل إذا زل وأخطأ أدرك نفسه‬ ‫بالتوبة ث والعقل الذي قسم الله له ‪ 3‬والجاهل هو بمنزلة من يبني ويهدم فيأتيه‬ ‫من جهله ما يفسد صالح عمله إن صلى أعرض وإن صام عرض فيحبط‬ ‫أجره © وان أتاه سائل عرض به وتبرم به نفسه فيشتمه ويؤ ذيه ثم يتصدق عليه‬ ‫فيحبط أجره ‪ ،‬وان حج أو اعتمر أذى أصحابه وبخل ويحمل عليهم كله‬ ‫‪١‬۔‏ في الاصل اشر‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١٢٥‬من سورة الأنعام‬ ‫‏‪ ٧٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫فيكون ما يأثم اعظم مما ينال من الثواب والاجر } وان سأله أبواه حاجة آذاهما‬ ‫ويرفع الصوت عليهيا ثم يقضي ليا حاجتهيا وهو مدبر ‪ .‬فبالحري ان لا‬ ‫يذؤيهيا ولا يهينهيا فيسخط الله بسخطهيا { فإذا تدبرت أمر الجاهل علمت ما‬ ‫يفسد اكثر مما يصلح ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكياء ‪ :‬الجاهل يعتمد على أمله ‪ 0‬والعاقل يعتمد على‬ ‫عمله ‪ 3‬والمنافق لا يقف عند شبهة { ولا يزيغ عن محرم كحاطب ليل لا يبالي‬ ‫ما صنع ولا فيما لا يدع ‪ ،‬همه الدنيا ها يغضب ولها يرضى عمله الخطايا { اذا‬ ‫حدث كذب |۔‪ ،‬واذا إؤ تمن خان & واذا وعد أخلف ؛ فالمسكين لو حل به ملك‬ ‫الموت رأيته مسودا وجهه ينظر الى دنياه التى استخصها لنفسه ‪ ،‬يتمنى الرجعة‬ ‫إليها بقلبه فإذا وضع في قبره فإذا الارض تكلمه لقد كنت تمشي على ظهري‬ ‫وأنت مبغض إلي وقد صرت اليوم في بطني فتنضم إليه الارض فتختلف‬ ‫اضلاعه ثم يضرب بعمود من نار فيملا عليه قبره نارا الى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫صديق‬ ‫عاقل خر من‬ ‫‪ :‬عدو‬ ‫‪ .‬وقيل‬ ‫الجاهل مفتاح حتفه‬ ‫‪ :‬لسان‬ ‫وقيل‬ ‫جاهل ‪ 3‬وغلام عاقل خير من شيخ جاهل ‪ .‬وقيل ‪ :‬زهد العامي مضلة ‏‪٨‬‬ ‫وقرب الأشرار مضرة } وقيل ‪ :‬لا فقر كالجهل ‪ .‬وقيل ‪ :‬إياك وصحبة الجاهل‬ ‫‪:‬‬ ‫كا قيل في ذلك شعرا‬ ‫فكم من جاهل أردى حلييا حين آخاه‬ ‫ولا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه‬ ‫مقاييس وأشباه‬ ‫الشىء‬ ‫على‬ ‫وللشىعء‬ ‫ماشاه‬ ‫المرء‬ ‫ما‬ ‫اذا‬ ‫بالمرء‬ ‫المرء‬ ‫يقاس‬ ‫ك والطاعة ثقيلة مرئة ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬المعصية شهية وبئة(۔‬ ‫‪.‬‬ ‫وبيع‬ ‫حفيف‬ ‫والباطل‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏)‪(٢‬‬ ‫ثقيل مرىعء‬ ‫الحق‬ ‫أن‬ ‫الخبر ؟‬ ‫وفي‬ ‫المذنبين‬ ‫النعم على‬ ‫©&} وحلول‬ ‫المعاصي خدعة‬ ‫مع‬ ‫البدن‬ ‫وقيل صحة‬ ‫‏‪ ١‬۔ كثيرة الوباء‬ ‫‏‪ ٢‬۔ يريد أن الحق مع أنه ثقيل إلا أنه طيب‬ ‫‏‪ ٧١‬۔‬ ‫۔‬ ‫عقوبة ‪ .‬ويروى عن انته تعالى ‪« :‬يا ابن ادم اذا كنت في نعمتي وأنت في‬ ‫معصيتى فاحذرني» ‪ .‬وقيل ‪ :‬أصيب في بعض الكسبرى صرة فيها حنطة مثل‬ ‫النوى عليها مكتوب هذا نبت زمان كان العمل فيه بطاعة ا له عز وجل ‪.‬‬ ‫أبو حمد _رحمه الته ۔جاء في الخبر ؛ أن من تواضع لصاحب دنيا ذهب ثلثا‬ ‫دينه ‪ .‬ومن وقر ذا بدعة فقد أعان على هدم الاسلام ‪.‬‬ ‫وبلغنا أنه كان يقال في الحكمة ‪ :‬ان لسان المؤمن من وراء قلبه وإن‬ ‫قلب المنافق من طرف لسانه ؛ لأن المؤمن اذا أراد ان يتكلم بكلام تدبره في‬ ‫نفسه ‪ }،‬فإن كان خيرا أخرجه وأبداه وان كان شرا غمه وواراه ‪ ،‬وان المنافق‬ ‫يتكلم بما أق على لسانه ولا يدري ماذا له وماذا عليه كيا يقال ‪:‬لسان من يعقل‬ ‫في قلبه وقلب من يجهل في فيه ‪ .‬ابرويز ‪:‬اجهل الناس من يعتمد في أموره على‬ ‫من لا يرجى خيره ولا يؤ من شره ‪ ،‬وقيل ‪:‬الجهل مطية من ركبها ذل © ومن‬ ‫‏‪ .٠‬ومن أشد الجهل مصاحبة ذي الجهل ‪ }.‬ومن أقبح الحال محادلة‬ ‫صحبها ضل‬ ‫المحال ‪.‬‬ ‫ذي‬ ‫‪ :‬دولة الجاهل عبرة للعاقل ‪ 3‬وعالم معاند خير من جاهل‬ ‫‪:7‬‬ ‫خير المواهب العقل وشر المصائب الجهل ‪ ،‬ومن قل عقله‬ ‫ِ ا‬ ‫‪:‬الجهل انكى عدو ‪ ،‬والعاقل أفضل مرجو ‪ .‬والجاهل‬ ‫كثر جهله ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬يطلب الكمال } ونظر العاقل بقلبه وخاطره ‪ ،‬ونظر‬ ‫يطلب المال‬ ‫الجاهل بعينه وناظره ‪ 3‬وقيل ‪:‬الجهل شر الأصحاب ۔ والذم أقبح الأثواب ‪.‬‬ ‫العاقل‬ ‫إن الدنيا ربما أقبلت على الجاهل بالاتفاق وأدبرت عن‬ ‫بالاستحقاق { فإن أتتك منها بغية مم جهل أو فاتتك منها بغية مع عقل فلا‬ ‫يحملنك ذلك على الرغبة في الجهل ‪ .‬والزهد في العقل } فدولة الجاهل من‬ ‫الممكنات ودولة العاقل مانلواجبات & وليس من أمكنه شيء من ذاته مثل ما‬ ‫۔ لعله ۔ من استوجبه بالته وأدواته ‪ .‬وليس للمرء أن يفرح بحالة ينالها بغير‬ ‫عقل ‪ ،‬ولا جميلة يحلها بغير فضل © فإن الجهل ينزله منها ويزيله عنها وحطه في‬ ‫‏‪ ٧٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫ويصير‬ ‫ذنوبه‬ ‫وتكثر‬ ‫عيوبه‬ ‫ان تظهر‬ ‫بعد‬ ‫الى قيمته‬ ‫ويرده‬ ‫رتبته‬ ‫‪.‬‬ ‫معاديا‬ ‫وليه‬ ‫ويصبح‬ ‫((‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫من‬ ‫وقيل لا مال أعود من العقل ‪ .‬ولا مصيبة أعظم من الجهل ‪.‬‬ ‫نقمسه ف‬ ‫هوا ‏‪ . ٥‬وهن‬ ‫في طاعة‬ ‫نفسه‬ ‫يذ ل‬ ‫ان‬ ‫‏‪ ١‬مر‬ ‫جهل‬ ‫‪ :‬من‬ ‫وقيل‬ ‫اكرام دنياه ‪ .‬فهو من دنياه في زوال ‪ 0‬ومن هواه في ضلال ‪ .‬ومن جهل‬ ‫جهل‬ ‫ومرن‬ ‫}‬ ‫طوره‬ ‫عدا‬ ‫جهل قدره‬ ‫ومن‬ ‫‪6‬‬ ‫ندمه‬ ‫في دوا هي‬ ‫عثر‬ ‫موا طي ء قدمه‬ ‫قدره جهل كل قدر } ومن ضيع أمره ضيع كل أمره ‪ .‬ظن العاقل أصح من‬ ‫يقين الجاهل ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأشرار‬ ‫مودة‬ ‫الاختيار‬ ‫سوء‬ ‫ومن‬ ‫الجهل ‪.‬‬ ‫ثمرة‬ ‫‏(‪(٢‬‬ ‫الغرة‬ ‫استحراج ‪ -‬لعله ۔ استراح الجاهل من حيث تعب العاقل ‪.‬‬ ‫كيا قيل ‪:‬‬ ‫ينعم‬ ‫في الشقاوة‬ ‫الجهالة‬ ‫وأخو‬ ‫في النعيم بعقله‬ ‫ذو العقل يشقى‬ ‫الجاهل اقبح‬ ‫واصطناع‬ ‫فضيلة ©}‬ ‫احسن‬ ‫العاقل‬ ‫اصطناع‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫فاصطناع العاقل يدل على استحكام العقل واصطناع الجاهل يدل على‬ ‫‏‪١7‬‬ ‫استحكام الجهل ‪ .‬وكل امرىء يميل الى مثله ‪ .‬وكل طائر يأوي الى شكله ‏‪٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحسام‬ ‫الا‬ ‫الجاهل‬ ‫يرد ع‬ ‫ولا‬ ‫الكلام‬ ‫السفيه‬ ‫ولا يقمع‬ ‫ومن دلائل الحمق دلالة بغير الة ‪ .‬وصلف بغير شرف ‪ .‬كلام العاقل‬ ‫قوت ‪ 3‬وجواب الجاهل كسكوت & لا يحملنك سب الجهول أو جرأة السفيه‬ ‫عليك على إجابة له ‏‪ ٠‬فحلم يغني صبرك خير من سفه يشفي صدرك ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬وجد الفراغ في الاصل‬ ‫‏‪ ٢‬۔ ثمرة الجهل‬ ‫الباب الثامن‬ ‫‏‪ ١‬لعهد و ‏‪ ١‬لوعد‬ ‫ف‬ ‫وقال‬ ‫اذا عاهدوا ()‬ ‫بعهدهم‬ ‫‪« :‬والموفون‬ ‫الته عز وجل‬ ‫قال‬ ‫تعالى ‪« :‬وبعهد اله أوفواا"وومن أوفى بما عاهد عليه ا له فسيؤتيه أجرا‬ ‫ثم ضرب عز وجل مثلا لناقض العهد فقال ‪ :‬ولا تتخذوا‬ ‫عظييماه(")‬ ‫ايمانكم دخلا بينكم فتز ل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل‬ ‫انه ولكم عذاب عظيم ي(")‬ ‫يقول ‪ :‬من اعطى من المسلمين المشركين عهد الته وميثاقه من اهل‬ ‫الحرب أومن غيرهم ونقض عهده فإنه ينصب له يوم القيامة لواء يجر عند ظهره‬ ‫فيقال هذه لغدرة فلان ‪.‬‬ ‫وقيل الأحمق ضال مضل إن أونس تكبر ‪ ،‬وإن أوحش تكدر ‪ .‬وإن‬ ‫استعطف تخلف ؤ وإن ترك تكلف ‪ .‬مجالسته مهنة ومعاتبته محنة } ومجاورته‬ ‫غرر ؤ ومؤ المته ضرر ‪ ،‬ومقاربته عمى ‪ ،‬ومفارقته شفاء ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١‬الآية ‏‪ ١٧٧‬من صورة البقرة‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٥٢‬من سورة الأنمام‬ ‫‏‪ ١٠‬من سورة الفتح‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية‬ ‫‏‪ - ٤‬الآية ‏‪ ٩٤‬من سورة النحل‬ ‫‪. ٧٥‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫الأخبار‬ ‫عن النبي مية ‪« :‬لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له» ‪.‬‬ ‫وعنه ية ‪« :‬احق ما أوفي به عهد الته»‬ ‫وعن النبي يَتية أنه قال ‪« :‬هلاك هذه الأمة عند نقض مواثيقها» ‪.‬‬ ‫‪« :‬عدة المؤمن كأخذ باليدين» وفي‬ ‫‪« :‬العدة عطية» وقال ية‬ ‫وعنه ية‬ ‫خبر عنه عليه السلام ‪« :‬عدة المؤمن أخذ بالكف» زيد بن ارقم عن النبي يي‬ ‫أنه قال ‪« :‬اذا وعد الرجل أخاه أو كان نيته أن يفي فلم يج المعطى فلا إثم‬ ‫أبو هريرة عن النبي يلة ‪« :‬إذا وعدت أخاك قليلا أو كثيرا‬ ‫عليه‪'( :‬ى‬ ‫الته عنه ۔ في قول الته تعالى ‪:‬‬ ‫فلتستبدل بالمودة بغضا» {} ابن عباس ۔ رضي‬ ‫الآية ‪ .‬يريد أنه‬ ‫واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعدي‪"(.‬ا‬ ‫كان بينه وبين ابليس لعنه الآه وعد لا يبرح حتى يعود إليه ‪ .‬وكان في ضميره أنه‬ ‫لو أقام سنة لم يخلف موعده فأتاه جبريل عليهيا السلام فقال ‪ :‬ان الفاجر الذي‬ ‫سألك ان تقعد له حتى يعود اليك هو ابليس لعنه الله فلا تفعل له ولا كرامة ‪.‬‬ ‫فسماه الته صادق الوعد ‪.‬‬ ‫رقيل ‪ :‬وعد رجلا ان يقيم مكانه حتى يرجع إليه فاقام ثلاثة أيام في‬ ‫‪.‬‬ ‫حتى رجع اليه الرجل ‘ وقيل ‪ :‬انه وعد رجلا سنة فانتظره سنة‬ ‫الميعاد ‏)‪(٣‬‬ ‫وروي أنه عليه السلام ‪ :‬وعد رجلا بظاهر المدينة فنسي الرجل الموعد‬ ‫ففقد مية من المدينة ثلاثة أيام فخرج الناس في طلبه والرجل معهم ناسيا لوعده‬ ‫فقال رسول النه مية ‪« :‬لو لم تأت لكان المحشر من ها هنا» وقال رجل ‪ :‬بايعت‬ ‫‏‪ _ ١‬يريد فلم يحضر الذي وعده‬ ‫‏‪ _ ٢‬الآية ‏‪ ٥٤‬من سورة مريم‬ ‫‏‪ ٢‬۔ هكذا ني الاصل ولمله يقصد في المكان‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪-‬‬ ‫رسول الله ملة قبل ان يبعث فقلت له ‪ :‬مكانك حتى اتيك فقعد ثلاثة أيام ثم‬ ‫أتيته فوجدته في مكانه فقال ‪« :‬يا هذا ما أشفقت على أما أنا انتظر من‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫ثلاث»‬ ‫الآثار‬ ‫الله عنه ۔ ‪ :‬لم يختلف أصحابنا فيما علمت أن من‬ ‫قال أبو محمد ۔رضي‬ ‫أعهد إماما عادلا ثم أخلفه من غير عذر فقد ركب ذنبا عظييا ‪ ،‬وإن أخلف غير‬ ‫وعندي ؛ ان معنى ذلك ۔‬ ‫إمام عدل فهو اثم ‪ }.‬وهذا قول محتمل للتأويل ‪.‬‬ ‫طاعته من حق الته تبارك‬ ‫وانته اعلم ۔ ان خلف الامام فييا يجب من فرض‬ ‫الامام فيما يجري بين العامة‬ ‫وتعالى وخلفه كبير من الذنوب فإن كان أخلف عهد‬ ‫‪ ،‬لأن الامام ورجلا من‬ ‫في المعاملات والوصول للبر فالامام داخل معهم‬ ‫المسلمين لا يجوز ظلمهيا وواجب برهما } واعتقاد التعظيم ليا وتعظيم شأنهيا &‬ ‫إلا أن يكون خلف العهد بما يلحق منه ضرر في دين أو نفس أو مال ‪.‬‬ ‫قال المؤلف ‪ :‬على هذه الصفة ‪ .‬الوفاء بالعهد فريضة & وناقضه هالك‬ ‫ضامن لما تلف ‪ ،‬هكذا يوجد ‪ ،‬وانته أعلم ‪.‬‬ ‫الته عنه ۔ ‪ :‬لا يعد أحدكم وعدا ولكن قل ‪:‬‬ ‫وقال ابن عباس ۔رضي‬ ‫أسمع ما تقول فإن يقدر شيئا كان إن شاء الته } فإن وعدته فلا تخلف & فإنه‬ ‫من أبواب النفاق } وكان يقال ‪ :‬ثلاث لا يجتمعن الا في منافق ‪ :‬ان حدث‬ ‫كذب ‪ .‬وان وعد أخلف “ وان إؤتمن خان ‪.‬‬ ‫وقال سفيان ‪ :‬لم يعد الته من نفسه شيئا قط الا تم عليه ‪ .‬وقال ‪:‬‬ ‫للكذب منازل & فأسوأها أثرا وأعظمها ضررا اخلاف المواعيد ‪ .‬عن عبدالته‬ ‫ابن عمر أنه كان وعد رجلا من قريش أن يزوجه ابنته فلما كان عند موته أرسل‬ ‫‏‪ ١‬۔ يريد ثلانة أيام‬ ‫‏_ ‪ ٧٧‬۔‬ ‫إليه فزوجه وقال ‪ :‬إني كرهت أن القى الله بثلث النفاق ‪. .‬‬ ‫أبو الحسن ۔ رضي الله عنه ۔ ما كان من عهد في أمر الدين فلا يحل‬ ‫أهل الملل والشرك فيجب الوفاء به ‪.‬‬ ‫وقال انته عزو وجل ‪« :‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا»ه«' ‪3‬‬ ‫يسأل الته ناقض العهد عن نقضه ‪ .‬وقال الته ‪ :‬والذين ينقضون عهد‬ ‫‏‪ ١‬ففي‬ ‫ان پ (") = الى قوله ‪ :‬أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار»”"ا‬ ‫هذا ما يؤكد الوفاء بالعهد ويشدد في نقضه ‪.‬‬ ‫الله عنه ۔ بين العهد والوعد فرق محتلف‬ ‫قال أبو مالك ۔ رضي‬ ‫حكمهيا } فنقض العهد من كبائر الذنوب ‪ ،‬ومن أخلف وعده ونقضه بعد أن‬ ‫اعطاه من نفسه كان آثيا ‪ .‬وصفة العهد ان ينقض عهد الته ‪ 0‬ونهى الته تعالى‬ ‫فيما تعبد من أمر الدين ‪ ،‬أوينقض عهدا أخذه عليه امام عدل & وما يكون بينه‬ ‫وبين أحد من الناس فييا لا يكون في خلفه إتلاف مال أونفس أوادخال ضرر‬ ‫كثير فهذه صفة العهد ‪.‬‬ ‫أو كان‬ ‫ا لمخلوق‬ ‫وصفة ا لوعد ‪٫‬؛‏ هو من وعد وعد ا لا يتعلق عليه به حى‬ ‫في خلفه كالساهي وما يؤدي الى كثير ضرر على الانسان فهذا ونحوه مما يأثم‬ ‫ابو ححمذ ۔ رضي الله‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫الناس فيا بيغهم ولا يبلغ فاعلوه ال الكفر والهلاك‬ ‫عنه ۔ من وعد رجلا وعدا ثم أخلفه فإن أتلف بخلفه مالا أو نفسا فهو ضامن ‪3‬‬ ‫والله اعلم ‪.‬‬ ‫الاسراء‬ ‫‏‪ ٤‬من صورة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٦٢٥‬من سورة البقرة‬ ‫الرعد‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫۔ ‏‪ ٧٨‬۔‬ ‫الباب التاسع‬ ‫في اخاء أهل التقى‬ ‫قال الته عز وجل ‪ :‬إنما المؤمنون اخوة ‏(‪ )١‬فالاخوة في النه من أوثق‬ ‫عرى الاسلام ودرجاتهم في الجنة اعلى الدرجات وليس بعد الفرائض أفضل‬ ‫‪.‬‬ ‫المسلم‬ ‫على‬ ‫السرور‬ ‫ادخال‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لاخبار‬ ‫الحب في الته‬ ‫الاسلام‬ ‫نة انه قال ‪ :‬أوثق عرى‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫والبغض في الته ‪ .‬وأفضل العبادة حسن الظن بالته وحلاوة التواضع ‪.‬‬ ‫وعنه يلة قال ‪« :‬عليكم بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء وعصمة‬ ‫عند البلاء» ‪.‬‬ ‫انه قال ‪« :‬المرء كثير بأخيه ولا خير في صحبة من لا يرى لك‬ ‫وعنه ي‬ ‫له»(‪)٢‬‏‬ ‫مثل ما ترى‬ ‫الحق‬ ‫من‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬اذا احب احدكم أخاه فليسأله عن اسمه واسم أبيه وقبيلته‬ ‫وعشيرته فإن ذلك هو حق الاخاء» ‪ .‬وروي عن النبي قلة ‪ :‬ه«المؤمن مرآة‬ ‫أخيه ينصح له إذا غاب ويميط عنه الأذى ويوسع له في المجالس» ونفي الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٠‬من سورة الحجرات‬ ‫‏‪ - ٢‬الحديث مكرر‬ ‫۔_ ‏‪ ٧٩‬۔‬ ‫«من زار أخاه أو عاد مريضا نادى مناد من السياء أن طاب ممشاك وتبوأت في‬ ‫الجنة منزلا» وروي عن النبي قلة انه قال ‪ :‬والذي نفسي بيده لا تموتوا حتى‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تتحابوا»‬ ‫‪.‬‬ ‫المهاجرين‬ ‫الأنصار بشأن‬ ‫ويقوم‬ ‫والانصار‬ ‫المهاجرين‬ ‫يؤ اخى بن‬ ‫وكان‬ ‫لته فقد استكمل‬ ‫لته وأبغخض‬ ‫ته ومنع لته وأحب‬ ‫وقال ‪« :‬من أعطى‬ ‫‪ .‬وقال ‪« :‬من اكرم أخاه المؤمن كان حقا على الته ان حمله على‬ ‫الايمان!‬ ‫‪.‬‬ ‫الحنان»‬ ‫درج‬ ‫وعنه ينة ‪ :‬المؤمن مرأة المؤمن اذا رأى فيه عيبا أصلحه» ‪ .‬وعنه يلف ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القيامة»‬ ‫يوم‬ ‫الله‬ ‫سره‬ ‫يسره‬ ‫أخاه‬ ‫لقى‬ ‫« من‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬إذا كانت لأحدكم الى أخيه حاجة فليكن هو الذي يأتيه‬ ‫‪.‬‬ ‫فإنه أحق بذلك»‬ ‫من‬ ‫له حجابا‬ ‫كان‬ ‫أخيه المسلك‬ ‫عرض‬ ‫عن‬ ‫ذب‬ ‫«من‬ ‫‪:‬‬ ‫وعنه ية‬ ‫‏‪(١‬‬ ‫النار‬ ‫يصاحب‬ ‫صاحب‬ ‫من‬ ‫«ما‬ ‫‪:‬‬ ‫أنه قال‬ ‫النبي عتيج‬ ‫عبدالله عن‬ ‫جابر بن‬ ‫صاحبا ولو ساعة من نهار إلا سأله الله عن صحبته إياه هل أحب له ما أحب‬ ‫لنفسه» ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬المشي مع أخ مسلم في حاجة أحب الى الله من اعتكاف‬ ‫‪.‬‬ ‫شهرين!‬ ‫وعن النبي ينة ‪« :‬اني لأعرف ناسا من أمتى بمنزلة شريفة يوم القيامة ما‬ ‫‪ .‬قلنا‬ ‫الته‬ ‫ليغبطونهم منزلتهم عند‬ ‫الانبياء والشهداء‬ ‫وإن‬ ‫هم أنبياء ولا شهداء‬ ‫اي الدرداء‬ ‫من‬ ‫الترمدي‬ ‫‏‪_ ١‬۔ رواه‬ ‫يا رسول الته من هم ؟ قال ‪ :‬قوم تحابوا في الته على غير مال تهادوه بينهم ولا‬ ‫نسب تواصلوا به الا رحم الته الاسلام والحب في طاعة الته وإن لوجوههم نور‬ ‫آ‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس»‬ ‫لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يخافون إذا خاف‬ ‫الشمس‬ ‫وقال ‪« :‬ما من مسلمين يتحابان في الته إلا كان أفضلهيا عند الته منزلة‬ ‫يوم القيامة أفضلهيا حبا لصاحبه ومن أحب عبدا مسليا في الله فكأنما أحب‬ ‫‪.‬‬ ‫الته»‬ ‫وعنه عليه السلام ‪ :‬ه«لا يزال اهل الارض مرحومين ما تحابوا وأدوا‬ ‫الامانة وقروا الضيف وعملوا بالحق وأنهم قد برىء من البخل من أدى زكاة‬ ‫ماله» ‪.‬‬ ‫أبو هريرة قال ‪ :‬قال رسول ا له ية ‪ :‬يقول ا له تبارك وتعالى يوم‬ ‫« أين المتحابون من أجلي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي‬ ‫القيامة‬ ‫قال أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال ‪ :‬بلغني عن معاذ بن جبل قال ‪:‬‬ ‫قال رسول انته ية «يقول الله تعالى ‪ :‬وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين‬ ‫ف والمتزاورين والمتادبين فيء ‪ .‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أي هريرة عن‬ ‫النبي ينة قال ‪« :‬اذا أحب الته عبدا قال ‪ :‬يا جبريل إني قد أحببت عبدي‬ ‫فلانا فيحبه جبريل عليه السلام ثم ينادي في السياء الا إن الته قد احب فلانا‬ ‫فاحبوه فيحبه أهل السياء ثم يوضع له القبول في الأرض واذا أبغض عبدا فمثل‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك»‬ ‫جابر بن زيد عن النبي ية قال ‪« :‬مثل قلب المؤمن كمثل الفضة‬ ‫الجيدة اذا دخلت النار وأحميت لم يزدد الا خيرا» ‪ .‬وقال النبي ية ‪« :‬القلوب‬ ‫أجناد مجندة فيا تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١‬رواه الطبراني‬ ‫‏‪ ٨١‬۔‬ ‫۔‬ ‫الله عنه عن النبي يلة انه قال ‪« :‬من نفس عن مؤ من‬ ‫أبو هريرة رضي‬ ‫كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة والله تعالى في عون‬ ‫العبد ما كان العبد في عون أخيه» ‪. .)( .‬‬ ‫وعنه ية انه قال ‪« :‬للمسلم على المسلم ثلاثون حقا لا براءة له منها يوم‬ ‫القيامة إلا بادائها وهي ‪ :‬أن يغفر ذنبه ويرحم غربته ويستر عورته ويقبل‬ ‫معذرته ويرد غيبته ويديم نصحه ويرعى صحبته ويحفظ خلته ويعود مرضته‬ ‫ويحضر موتته ويشهد جنازته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكانىء صلته ويشكر‬ ‫نعمته ويحسن نصرته ويقضي حاجته ويسمع مسألته ويسمت عطسته ويرد‬ ‫سلامه ويرشد ضالته ويطيب له كلامه ويبدي أفعاله ويصدق أقسامه ويتولاه‬ ‫ولا يعاديه وينصره ظالما أو مظلوما فاما نصره ظالما فيرده عن ظلمه وأما ينصره‬ ‫مظلوما فيعينه على اخذ حقه ولا يسلمه ولا يخذله ويحب له من الخير ما يحب‬ ‫لنفسه ويكره له من الشر ما يكره لنفسه ثم قال ‪« :‬لا يدع احدكم من حق أخيه‬ ‫شيئا الا طالبه الله عز وجل يوم القيامة ‪.‬‬ ‫الآألنار‬ ‫فالواجب على المسلمين مراعاة هذه السنة واتباعها في اخوانهم المسلمين‬ ‫بيده وستر وا عليه ‪.‬‬ ‫احدهم أخذوا‬ ‫سقط‬ ‫هفواتهم وزلاتهم ‏‪ ٠‬واذا‬ ‫عند‬ ‫أبو محمد رحمه الله روى عن النبي يلة أنه أوصى المسلمين بعضهم‬ ‫لا مهتكوا‬ ‫بعضا وأن‬ ‫بعضهم‬ ‫على‬ ‫ذلك وا لستر‬ ‫بالرعاية ف‬ ‫وأمرهم‬ ‫بيعص‬ ‫اخوانهم عند هفواتهم وزلاتهم وندبهم الى الستر عليهم ‪ .‬وقيل ‪ :‬من حمل‬ ‫‪ :‬كان أصحاب‬ ‫أخاه على شسع نعل فكأنما حمله على دابة ف سبيل الله ‪ .‬وقيل‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه مسلم عن أي هريرة‬ ‫ثاملتقوا تصافحوا وقالوا ‪:‬‬ ‫رسول الله يلة يعشون فإذا قطعت بينهم الشجرة‬ ‫"ي الته الا تناثرت ذنويهيا كيا يتناثر ورق‬ ‫لأخواد ف‬ ‫أمانة ‪ .‬وقيل ‪ :‬ما تصافح‬ ‫الشجر ‪ .‬وقيل ‪ :‬لقاء الاخوان جلاء الأجفان ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وساعد‬ ‫عضد‬ ‫‪.‬‬ ‫مساعد‬ ‫صديق‬ ‫‪:‬‬ ‫ا لعلاء‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫وقال بعضهم ‪:‬‬ ‫مساعد‬ ‫صديق‬ ‫ا لدنيا‬ ‫من‬ ‫وهمي‬ ‫كثيرة‬ ‫أمور‬ ‫في‬ ‫رجا ل‬ ‫هموم‬ ‫فحسبهيا جسمان والروح واحد‬ ‫نكون كروح بين جسمين فرقا‬ ‫ومسلم متصدق‬ ‫مقسط =&‬ ‫ذو سلطان‬ ‫‪:‬‬ ‫أهل الحنة ثلاثة‬ ‫أن‬ ‫وروي‬ ‫وقال عمر ۔ رحمه الله ۔ رحم الته من اهدى إلينا مساوثئنا ‪ .‬وقال أيضا‬ ‫اخذ احدكم من لحية أخيه شيئا فليره إياه ولا يكون ملقا ()‬ ‫اتهذ۔ا‬ ‫رحمه ال‬ ‫وإن رجلا تناول من لحيته ية شيئا ثأمراه إياه فقال ‪«:‬أماط الله عنك ما‬ ‫تكره» وقال بشير ينبغي للمسلم ان لا يمنع أخاه من شيع يمكنه ان يفعله‬ ‫وينبغي للمسلم أن يكون وأخوه متناصحين متحابين ‪ ،‬وأن يبذل كل واحد‬ ‫ماله للآخر ولا يمكر به ‪ .‬وكذلك كانوا لما اخى بينهم رسول الله يلة ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫قال أبو حمد ‪ :‬حق‬ ‫ن حق‬ ‫‪.‬‬ ‫الأدب‬ ‫جابر بن عبدالله قال ‪ :‬ما راني رسول الله ية مذ اسلمت الا تبسم ‪.‬‬ ‫حئته‬ ‫وإن‬ ‫عذرني‬ ‫غبت‬ ‫إن‬ ‫الي الذي‬ ‫اخواني‬ ‫‪ :‬احب‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ‫‪ ١‬ولاا يكون (ملقا) ‪.‬ملق الرجل ‪:‬صار شديدا وملق الشيء ‪:‬ملسه ‪ .‬وتملق الرجل وله تمقا وتملاقا‪: ‎‬‬ ‫} والملق ‪:‬الضعيف { وفرس ملق ‪:‬يقفز ويضرب الارض بحوافره ولا جري عنده ‪ .‬والملق‪: ‎‬‬ ‫وده‪. ‎‬‬ ‫يمد ولا يفي ويتظاهر بما ليس عنده‪ ٠ ‎‬والملاق ك‪:‬ثير التملق الذي لا يصدق‬ ‫ال‬ ‫فلا نظر اليه ابو الحر قام قائا‬ ‫عمان‬ ‫الحر رجل من‬ ‫طلع على اي‬ ‫وقيل‬ ‫‪.‬‬ ‫قبلني‬ ‫من الخلفة واعتنقه وقبل جوانب عنقه ‪.‬‬ ‫من‬ ‫غذاء‬ ‫لنا‬ ‫كانوا‬ ‫أقواما‬ ‫شاهدنا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الحريري‬ ‫حمد‬ ‫أي‬ ‫وعن‬ ‫العمى ْ‬ ‫من‬ ‫ونورا‬ ‫‪.‬‬ ‫الضلالة‬ ‫من‬ ‫وهديا‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫امن‬ ‫وزاد‬ ‫‪.‬‬ ‫الطعام‬ ‫استراحت بهم أسرارنا ‏‪ ٠‬وصحت بهم خواطرنا ‪.‬‬ ‫وقال بعض المسلمين ‪ :‬لا يبوز للمسلم أن يصادق منافقا ولو كان في‬ ‫الصداقة تقية ؛ لأنه ريما غر بذلك غيره ‪.‬‬ ‫الآية ‪.‬‬ ‫قال الته تعالى ‪ :‬ولا تركنوا إلى الذين ظلموا (ا\)‬ ‫وقال بعض المسلمين ‪ :‬واجب على من استمسك بالدين أن لا يعدل‬ ‫عن اثار المسلمين { ولا يرى في حيز المنافقين ‪ 0‬ويقال ‪ :‬تفقدوا اخوانكم في‬ ‫ثم اسألوا عنهم أشهد أم غيب ؛ فإن كانوا مرضى‬ ‫كل يوم ثلاثة أيام(")‬ ‫فعودوهم ‪ 53‬وان كانوا مصابين فعزوهم ‪ ،‬وإن كانوا غيبا فتفقدوا شأنهم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أخ لك كليا لقيك وعظك خير لك من أخ كليا لقيك وضع في‬ ‫يمينك درهما ‪ 3‬وقد بلغنا أن الاخوين اذا تلاقيا في الله نزل عليهما مائة رحمة‬ ‫فتسع وتسعون لأبرهما بصاحبه ‪ .‬وقيل خير الاخوان من ساعد أخاه في العاجل‬ ‫والآجل ‪ ،‬والسراء والضراء ‪.‬‬ ‫وقال علي ‪ :‬إن لأهل الدين علامات يعرفون بها ‪ :‬صدق الحديث ‪3‬‬ ‫وأداء الأمانة ‪ .‬والوفاء بالعهد ‪ .‬وصلة الأرحام ‪ 0‬ورحمة الضعفاء ‪ 3‬وقلة‬ ‫النساء ‪ 0‬وبذل المعروف } وحسن الخلق ‪ 3‬وسعة الحلم ‪ ،‬واتباع‬ ‫مؤاتاة‬ ‫العلم ث وما يقرب إلى الته تعالى ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬الآية ‏‪ ١١٣‬من سورة هود‬ ‫مرات‬ ‫ثلاث‬ ‫لمله أراد‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‏‪ ٨٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫وبلغنا عن رسول انته ية أنه كان يقول ‪« :‬أول ما يرفع من هذه الامة ‪.‬‬ ‫الامانة والخشوع ‪ .‬حتى لا يكاد ان يرى خاشعا» ‪ .‬وقيل ‪ :‬ان ركبا خرجوا‬ ‫حاجين ومعتمرين ‪ .‬فعطشوا ‪ .‬فناداهم صوت يفهمهم ولا يرونه ‪ .‬ان رسول‬ ‫النه يتيةة حدثنا «أن المسلم أخو المسلم وعين المسلم ‪ .‬وأن بين ايديكم في‬ ‫‪.‬‬ ‫واسقوا»‬ ‫فاستقوا‬ ‫إليه‬ ‫فاعدلوا‬ ‫‪.‬‬ ‫غدير ماء‬ ‫كذا‬ ‫موضع‬ ‫‏‪ ٨٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫روي عن النبي ية ‪« :‬من قرا القرآن ورأى أن أحدا أوي أفضل مما‬ ‫‪« :‬ما من شفيع‬ ‫النبي يتي‬ ‫عن‬ ‫‏(‪ )١‬ويروى‬ ‫الله»‬ ‫فقد استصغر ما عظمه‬ ‫أوي‬ ‫أعظم عند الله منزلة يوم القيامة من القرآن»« ") ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬حملة القرآن عرفاء أهل الجنة والأنبياء عليهم السلام‬ ‫والشهداء قادة أهل الحنة» ‏(‪. )٢‬‬ ‫النار ويديم نعم الله فليصنع معروفا إالى فقر‬ ‫أراد أن يستر نقه من‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫جزاء‬ ‫على‬ ‫له‬ ‫يقدر‬ ‫ل‬ ‫وقال يلة ‪« :‬من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتا في‬ ‫الحنة» ‪.‬‬ ‫قيل‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس»‬ ‫لله أهلين من‬ ‫«إن‬ ‫‪:‬‬ ‫أنه قال‬ ‫الله ي‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫ابن مسعود‬ ‫الترمذي عن‬ ‫رواه‬ ‫‪١‬۔‏‬ ‫أمامة‬ ‫اي‬ ‫همن‬ ‫ملم‬ ‫رواه‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫اي موسى‬ ‫أبو داود هن‬ ‫‏‪ ٣‬۔ رواه‬ ‫‪- ٨٧‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫من هم يا رسول انته ؟ قال ‪« :‬هم أهل القران هم أهل الته وخاصته» ‪.‬‬ ‫وروي عنه ية أنه قال ‪« :‬إن هذه القلوب تصدأ كيا يصدأ الحديد ‪.‬‬ ‫قيل له ‪ :‬ما جلاؤ ها يا رسول الته ؟ قال ‪ :‬قراءة القران» ‪.‬‬ ‫وروي عله ية أنه قال ‪« :‬عليكم بالقران فإنه كلام رب العالمين» ‪.‬‬ ‫‪ :‬حدثنا بحديث ننتفع به يا‬ ‫وقال النبى ية لمعاذ بن جبل حيث قال له()‬ ‫رسول انته ‪ .‬فقال ‪« :‬إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والأمن يوم‬ ‫‪.‬‬ ‫بالقران»‬ ‫فعليكم‬ ‫الضلالة‬ ‫يوم‬ ‫والهدى‬ ‫الحرور‬ ‫يوم‬ ‫الحشر والظل‬ ‫وقال النبي قلة ‪« :‬من قرا ربع القرآن أوتي ربع النبوة ومن قرأ ثلث‬ ‫القرآن أوتي ثلث النبوة ومن قرأ نصف القرآن أوتي نصف النبوة ومن قرأ ثلثي‬ ‫القران أوي ثلثي النبوة ومن قرأ القران كله أوتي النبوة كلها ثم يقال له يوم‬ ‫القيامة ‪ :‬اقرأ وارق بكل أية درجة في الجنة حتى ينجز ما معه من القرآن ثم يقال‬ ‫له ‪ :‬اقبض فيقض فيقال له ‪ :‬هل تدري ما في يدك فإذا في اليمين الخلد وفي‬ ‫الأخرى النعيم ‪.‬‬ ‫ابن مسعود ۔ رضى الله عنه ۔ عن النبى يلة أنه قال ‪« :‬إن هذا القرآن‬ ‫مأدبة الته فتعلموا مآدبة الته ما استطعتم»(")‬ ‫إن هذا القرآن حبل الته وهو النور البين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك‬ ‫به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه‬ ‫ولا يخلق على كثرة الرد» ‪.‬‬ ‫تعلم‬ ‫أفضلكم من‬ ‫«إن‬ ‫‪:‬‬ ‫تين‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫عن‬ ‫الة ان أو علمه؛ () وعن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول اله ية ‪« :‬القرآن‬ ‫مسلم وابن ماحة‬ ‫‪-١‬۔‏ رواه‬ ‫هريرة‬ ‫أي‬ ‫همن‬ ‫مسلم‬ ‫ر واه‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫رواه البخاري عن صضمان بن عفان‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫شافع مشفع وماحل أي شاكي مصدق فمن شفع له القران يوم القيامة نجا‬ ‫ومن محل به القرآن كبه انته يوم القيامة على وجهه» ‪.‬‬ ‫عن أنس أن النبي قلة قال ‪ :‬ه!لقرآن أفضل من كل شيع فمن قرا‬ ‫القرآن فقد وقر الته ومن استخف بالقران فقد استخف بحق الته» ‪.‬‬ ‫حملة القرآن هم المحففون برحمة الته المعظمون بكلام الته الملبسون نور‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫بحق‬ ‫استخف‬ ‫فقد‬ ‫عاداهم‬ ‫ومن‬ ‫الله‬ ‫والى‬ ‫والاهم فقد‬ ‫فمن‬ ‫الله‬ ‫الآنار‬ ‫هذا‬ ‫‪« :‬أولى الناس‬ ‫أنه قال‬ ‫النبي تين‬ ‫عن‬ ‫‪ :‬يروى‬ ‫المسلمين‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫القرآن من عمل به لا من قرأه» ‪ .‬وبلغنا عن النبي ية أنه قال ‪« :‬نجا بهذا‬ ‫القرآن قوم عملوا ما فيه وان لم يكونوا قرأوه» ‪.‬‬ ‫حذيفة ۔ رضي الته عنه ۔ أنه قال ‪« :‬من قرأ القران طاهرا ونظر حتى‬ ‫يختمه غرس الته له شجرة في الجنة ولو أن غرابا فرخ في ورقة منها ثم نبض يطير‬ ‫‏‪١‬‬ ‫لادركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة» ‪.‬‬ ‫الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫مستقييا على‬ ‫كان‬ ‫وذلك لمن‬ ‫المؤلف ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫وقال بعض ‪ :‬وذلك لمن يعمل ولو لم يكن يقرأه فهو سالم والذي يقرأو ولم‬ ‫يعمل به فهو هالك لأنه لم يحل حلاله ولم يحرم حرامه ‪ ،‬ولم يمتنع عيا حرم القران‬ ‫فينتهي عن ذلك ويتبع ما أحل القرآن فيعمل بذلك فهو هالك ولا ينتفع بقراءة‬ ‫القران ث وإن كان يتلوه بكرة وعشيا يتدبره حرفا حرفا فهو هالك إن لم يعمل بما‬ ‫في القران ‪ .‬ويروى أنه من اتبع القرآن هبط به إلى رياض الجنة } ومن لم يتبع‬ ‫القران ۔ لعله يتدبره ۔ زخ في قفاه ويقذفه في الجحيم ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٨٩‬۔‬ ‫وقال مكي ‪ :‬أولى الناس بهذا القرآن من عمل بما فيه وان لم يحفظه ‪3،‬‬ ‫وأشقى الناس بهذا القران من حفظه ولم يعمل بما فيه ‪.‬‬ ‫رضي الله عنه ۔ ‪ :‬ينبغي لحامل القرآن أن يعرف‬ ‫وقال ابن مسعود‬ ‫بليله والناس نائمون وبنهاره والناس مفطرون وبحزنه والناس يضحكون‬ ‫وبصمته والناس يخوضون وبورعه والناس يخلطون وبخشوعه والناس‬ ‫مخبطون ‪.‬‬ ‫وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكينا لينا ولا ينبغي أن يكون جافيا‬ ‫ولا ماريا ولا صياحا ولا صخابا ولا حديدا ‪.‬‬ ‫وينبغي لحامل القران أن لا يلهو مع من يلهون ولا يسهو مع من‬ ‫يسهون ‪ ،‬ولا يلغو مع من يلغون تعظييا للقران ‪.‬‬ ‫وينبغي لصاحب القران أن يخلص طلبه لله ۔ عز وجل ۔ فقد قال‬ ‫حرف‬ ‫بكل‬ ‫له‬ ‫الله ۔ تعالى _ كان‬ ‫يبتغي به وجه‬ ‫ا لقرآن‬ ‫قرأ‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫ا بن مسعود‬ ‫‪.‬‬ ‫وحي عنه عشر سيئات‬ ‫عشر حسنات‬ ‫رضي الله عنها۔ ‪ :‬ان عدد درج الجنة على عدد اي‬ ‫وقالت عائشة‬ ‫القرآن "‪ .‬فليس أحد ممن دخل الحنة أفضل ممن قرأ القرآن تقيا لله مخلصا {‬ ‫وينبغي له أن لا يطلب بالقرآن شرف المنزلة عند أبناء الدنيا مثل الملوك وغيرهم‬ ‫وأن يخلص جميع أفعاله لته ۔ عز وجل ‪ ، -‬فإن كان داخله شيء من ذلك فليتب‬ ‫منه ‪ .‬وليعتقد الاخلاص لله } وينبغي له أن يكون لته حامدا‬ ‫تعالى‬ ‫إلى القه‬ ‫ولنعمته شاكرا وله ذاكرا وعليه متوكلا وبه مستعينا وإليه راغبا وبه معتصيا ‪،‬‬ ‫وللموت ذاكرا وله مستعدا ‪.‬‬ ‫وينبغي له أن يكون خائفا من ذنبه راجيا عفو ربه ويكون الخوف أغلب‬ ‫عليه ان لا يعلم بما ختم له ويكون رجاؤه عند حضور منيته أقوى في نفسه‬ ‫تحسن الظن بالنه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫وينبغي له أن يكون عالما بأهل زمانه متحفظا من شيطانه ‪ .3‬ساعيا في‬ ‫دنياه‬ ‫بمن يديه ما يقدر عليه من عرض‬ ‫مقدما‬ ‫مهجته‬ ‫‪ .‬ونجاة‬ ‫نفسه‬ ‫خلاص‬ ‫عحاهدا لنفسه ما استطاع ‪.‬‬ ‫ويقل‬ ‫الشبهات‬ ‫طريق‬ ‫بالتطاول عن‬ ‫نفسه‬ ‫له أن يأخذ‬ ‫وينبغى‬ ‫الضحك ك وكثرة الكلام ‪ .‬واللغط في مجالس القرآن وغيرها ‪ 5‬وأن لا يترك‬ ‫أحدا يتكلم في مجلس القرآن عند القراءة ‪ .‬ويأخذ نفسه بالحلم والوقار &‬ ‫الدنيا‬ ‫عن‬ ‫ويتجافى‬ ‫‪.‬‬ ‫والاعجاب‬ ‫التكبر‬ ‫من‬ ‫والتحفظ‬ ‫والتواضع للفقراء‬ ‫وأبنائها وأن يخاف على نفسه الفتنة ‪.‬‬ ‫وينبغي أن يترك الجدال والمراء ‪ .‬وإن كان محقا } وأن يأخذ نفسه بالرفق‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخلاق‬ ‫ومكارم‬ ‫والأدب‬ ‫في مأكله ومشر به وملبسه‬ ‫ا لور ع‬ ‫عنده‬ ‫أ هم أموره‬ ‫يكون‬ ‫وينبغي له أ ن‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫به ونهاه‬ ‫ومرا قبته فيها أمره‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫تقوى‬ ‫وا ستعما ل‬ ‫ومنكحه‬ ‫وقال عبدالله بن عمر ‪ :‬لا ينبغي لحامل القرآن أن يجد مع من يجد‬ ‫الله به ‪.‬‬ ‫اختصه‬ ‫‏‪ ١‬لذي‬ ‫ولا يجهل مع من بجهل ولكن يعفو ويصفح لحق ا لقران‬ ‫وينبغي له أن لا يحس في قلبه على المسلم ولا يحسد ولا يحقد ولا يغتاب‬ ‫ولا يبهت ولا ينم ‪ .‬وأ ن يعفو عمن ظلمه ؤ ويصل من قطعه ء‪ .‬ويعطي من‬ ‫حرمه {} وأن يأخذ بالعدل في أموره إذ لا منزلة فوق منزلته أعانه() اله على‬ ‫ذلك السبيل ‪.‬‬ ‫واعلم يا قارىء القرآن أنك لن تتلو القرآن حق تلاوته حتى تعرف الذي‬ ‫حرفه ولن تعرف الكتاب حتى تعرف الذي نقصه ‪ ،‬ولن تعرف التقى حتى‬ ‫تعرف البدعة فإذا عرفت البدعة في الدين والتكليف عرفت الفرية على الله‬ ‫‏‪( - ١‬أعا) في الاصل وجدت هكذا‬ ‫۔_‪٩١‬‏ ۔‬ ‫‪ .‬وإن علم القرآن لا يعلمه إلا من خاف‬ ‫والتحريف ‪ .‬وإن من هذا كيف هذا‬ ‫{‪ ،‬ونجا من‬ ‫به إذ مات‬ ‫‏‪ ٤‘3‬وحي‬ ‫صمم‬ ‫به من‬ ‫وسمع‬ ‫ف بصر به من عمى‬ ‫السيئات ‪.‬‬ ‫واعلم يا قارىء القرآن أن العهد بالرسول قد طال & ولم يبق من القران‬ ‫إلا رسمه ‪ ،‬ومن الاسلام إلا اسمه ‪ ،‬وان الله لم يجعل ما قسم بيننا ليغلب‬ ‫قوينا ضعيفنا ث ولا كثيرنا قليلنا ‪ .‬بل قسم برحمته بالأقسام وبالعطية بالعد‬ ‫والاحسان فاتبع الذين صدقت أقوالهم أفعالهم ‪ 3‬وانقطعت من الدنيا امالهم ‏‪٥‬‬ ‫لا تعتريهم سامة {} ولا يحتر منهم رغبة ‪ 3‬ولا ينظرون إلى الدنيا بعين بغية ء‬ ‫ولا يعتقدون لها على مودة ولا يفرحون لهما بزينة بل ضربوا في السهم الأمد‬ ‫وسلكوا الطريق الأقصد ولزموا السبيل الأرشد وهم أئمة التقى ونجوم الهدى‬ ‫وأعلام الدين ومنار الاسلام } كلامهم حكمة وسكوتهم فكرة ومباينتهم(()‬ ‫حسرة ومحخالطتهم غنيمة والاستنارة بهم حياة ‪ 5‬والاقتداء بهم نجاة ‪.‬‬ ‫وعليك أيها الزائغ عن طريقهم والراغب عن سبيلهم بالاتباع فإنه ليس‬ ‫الاتباع كالابتداع ث وعليك بطريق من كان بالته أعلم وبحلاله وحرامه أبصر‬ ‫وأحكم واعلم أنك لن تلحق بالأاخيار حتى تتبع آثارهم وحتى تاخذ بهديهم‬ ‫وتقتدي بسنتهم وتسلك مسالكهم وتاخذ طريقتهم ‪.‬‬ ‫وإن ملاك الأمر أن تكون على استقامة والته إنما هلك من هلك حيث‬ ‫تشعبت بهم السبل وحادوا عن القصد فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم‬ ‫فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل ‪.‬‬ ‫‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق‬ ‫تعالى‬ ‫وقيل في قول الته‬ ‫‪.‬‬ ‫عمله‬ ‫به حق‬ ‫‪ :‬يعملون‬ ‫قال‬ ‫تلاوته ي(‪)٢‬‏‬ ‫‏‪ ١‬۔ هكذا وجدت في الاصل‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١٢١‬من سورة البقرة‬ ‫۔ ‏‪ ٩٢‬۔‬ ‫وقيل ‪« :‬فنبذوه وراء ظهورهم“»'‘ قال ‪ :‬تركهم العمل ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬من قرأ القران واتبع ما فيه هداه القه من الضلالة‬ ‫فمن‬ ‫ووقاه الته يوم القيامة سوء الحساب وذلك بأن الته يقول في محكم كتابه ‪:‬‬ ‫اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ‏(‪ )٢‬فضمن انته لمن اتبع القرآن أن لا يضل في‬ ‫الدنيا ولا يشقى في الآخرة ‪.‬‬ ‫وروي عن رسول اته ية أنه قال ‪« :‬من أطاع الته فقد ذكر وإن قلت‬ ‫وتلاوة ا لقران » ‪.‬‬ ‫وصيامه‬ ‫صلاته‬ ‫وقيل ‪ :‬أطع القرآن ينفعك ‪ ،‬واطلب الأدب يرفعك وفر من الدنيا‬ ‫تتبعك [ ولا تركبها فتصرعك ولا تتعرض للسفيه فيلسعك ‪،‬ؤ ولا تستشعر‬ ‫التكبر فيضعك ‪ ،‬ولا تسكن إلى ما يفنى فيفجعك ‪ ،‬وتوسع الرحمة تسعك ‪.‬‬ ‫واحفظ الله يحفظك & وامتنع به يمنعك ‪ ،‬واذكر عند الموت مصرعك & وفي‬ ‫ظلمة القبر مضجعك وإلى الله مرجعك لعل ذلك يرد عنك عيا عن الحق‬ ‫الطاعة يمنعك ‪.‬‬ ‫يدفعك وعن‬ ‫عليه السلام ۔ لابن مسعود _ رحمه الله ۔ ‪« :‬اقرأ علي سورة‬ ‫وقال‬ ‫؛ أحب‬ ‫‪ :‬أقرأه عليك وعليك أنزل ؟ فقال ‪« :‬نعم‬ ‫النساء» فقال ابن مسعود‬ ‫أن أسمعه من غيري» فقرأ عليه إلى ‪ :‬وجئنا بك على هؤلاء شهيدا»”"‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ففاضت عيناه بالدموع فقال ‪« :‬حسبك»‬ ‫وحملة‬ ‫والشهداء‬ ‫الأنبياء والعلاء‬ ‫‪:‬‬ ‫لا تبلى أجسادهم‬ ‫أربعة‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقال‬ ‫القرآن ‪.‬‬ ‫‪ :‬نظرنا في هذه ا لأحاديث وا لموا عظ فلم نجد شيئا‬ ‫بن ‏‪ ١‬لورد‬ ‫وقا ل وهب‬ ‫عمران‬ ‫ال‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‏‪١٨٧‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الآية ‏‪ ١٢٣‬من سورة طه‬ ‫‏‪ ٣‬الآية ‏‪ ٤١‬من سورة النساء‬ ‫‏_‪ ٩٣‬۔‬ ‫أرد للقلوب ولا استجلاء للحزن من قراءة القران وتفهمه وتدبره ‪ .‬وفي‬ ‫الحديث أن عليا قال ‪ :‬إن جبريل نزل على محمد ۔ عليه السلام ۔ وأخبره أن‬ ‫أمته ستفرق بعده فقال له رسول الله مية ‪« :‬فيا المخرج يا جبريل ؟» فقال ‪ :‬في‬ ‫كتاب الله النور المبين والصراط المستقيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه‬ ‫ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي سمعته الجن فلم يتناهوا أن قالوا ‪:‬‬ ‫سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشديه('' إلى طريق مستقيم ‪ .‬الفصل وليس‬ ‫بالهزل ‪ 0‬الذي لا يخلق عن طول الرد ولا تفنى عجائبه ‪ .‬فيه نبا من قبلكم‬ ‫وحكم ما بينكم وخبر معادكم من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن قسم‬ ‫به أقسط ومن يليه من جبار فيحكم بغيره يقصمه الله ومن يلتمس العلم في‬ ‫غيره يضله القه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حوله‬ ‫ساقط والناس‬ ‫أهل العراق‬ ‫ابن عمر برجل من‬ ‫مر‬ ‫‪:‬‬ ‫وقيل‬ ‫فقال ‪ :‬ما هذا ؟ فقالوا ‪ :‬هذا إذا قرىء عليه القرآن أو سمع بذكر الته خر من‬ ‫خشية الله ‪ .‬فقال ابن عمر ‪ :‬إنا لنخشى الته وما نسقط ‪.‬‬ ‫وقيل لعائشة ۔ رضى الله عنها ۔ ‪ :‬إن قوما إذا سمعوا القران صعقوا ‪.‬‬ ‫فقالت ‪ :‬القران أكرم من أن تنزف عنه عقول الرجال ولكنه كا قال اللله ‪:‬‬ ‫تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر‬ ‫اهه ‏(‪ )٢‬وقالت عائشة رضي الله عنها۔ ‪ :‬الماهر في كتاب الله مع السفرة‬ ‫الكرام البررة ‪.‬‬ ‫والذي يشق عليه القرآن له أجران بمشقته وتلاوته ولا ينتفع بشيء‬ ‫مما ذكرناه حتى يخلص النية فيه لله ۔ عز وجل ۔ عند طلبه أو بعد طلبه ‪.‬‬ ‫ويروى عن أي موسى الأشعري أنه قال ‪ :‬من إجلال اله ۔ تعالى ۔‬ ‫إجلال حامل القران غير الغالي فيه والجافي عنه ‪.‬‬ ‫الجن‬ ‫‪ ٢‬من سورة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآيتان‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٢٣‬من سورة الزمر‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٩٤‬۔‬ ‫وعن إبراهيم قال ‪ :‬كانوا يكرهون أن تتلى الآية عند الشيء يعرض من‬ ‫أمر الدنيا ‪.‬‬ ‫وقال يزيد بن أي مالك ‪ :‬أفواهكم طريق من طرق القرآن فطهروها‬ ‫‪.‬‬ ‫ونظفوها ما استطعتم‬ ‫حتى‬ ‫القران‬ ‫نأمسك عن‬ ‫‪ :‬إذا تثاء بت وأنت تقرأ القران‬ ‫وقال محاهد‬ ‫يذهب تثاؤ بك ‪.‬‬ ‫قال عكرمة ‪ :‬يريد أن في ذلك اجلالا للقران وتعظييا له ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬القران لا يقصر بأهله عن تارة ولا يوديهم إلى هلكة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫شعر ا‬ ‫فئة‬ ‫أرواح كل‬ ‫نضرته‬ ‫تريح‬ ‫مطير ناضر خضر‬ ‫كروض‬ ‫باب‬ ‫منذرية‬ ‫الأوزار‬ ‫دراسته‬ ‫ومن‬ ‫مدخر‬ ‫الاجر‬ ‫ثم‬ ‫الفوائد‬ ‫فه‬ ‫متهمية ‏(‪(١‬‬ ‫الأبدان‬ ‫إذا‬ ‫الممات‬ ‫بعل‬ ‫ومغفرة‬ ‫نورا‬ ‫ربنا‬ ‫لنا‬ ‫أتمم‬ ‫‏‪- ١‬اذا الابدان (متهميّة) ‪ .‬تهم اللبن واللحم ‪ :‬تيا ‪ .‬تغير وانتن ‪ .‬وتهم ۔ بفتح الاول وكسر الثاني ۔‬ ‫الرجل ‪ :‬خبثت ريحه وظهر عجزه وتحيّره ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫قيل في قول الله ۔ عز وجل ۔ ‪ :‬قل كل يعمل على شاكلته ‏‪ 0١‬اي‬ ‫على نيته ‪ .‬وقوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدةه("‪)٢‬‏ قيل ‪:‬‬ ‫له الدين ي ”"'‬ ‫الله عخلصن‬ ‫وما أمر وا إلا ليعبدوا‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله ‪ -‬عز وجل‬ ‫وفي‬ ‫لا حبا ر‬ ‫‪« :‬الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى فمن كانت‬ ‫قال النبي ية‬ ‫لد نيا يصيبها‬ ‫هجرته‬ ‫كا نت‬ ‫ورسوله ومن‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫ورسوله فأجره‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫هجرته‬ ‫أو لامرأة يتزوجها كانت هجرته إلى ما هاجر إليهن (ث) ‪.‬‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬عمل الفاجر خير من نيته» ‪ .‬وفي خبر ‪« :‬نية الفاجر شر‬ ‫‪.‬‬ ‫من عمله»‬ ‫وقال ۔ عليه السلام ‪ : -‬ه«المؤ منون على نياتهم» وقال ية ‪« :‬لا عمل لمن‬ ‫لا نية له ولا أجر لمن لا خشية له» ‪.‬‬ ‫الاسراء‬ ‫صورة‬ ‫‏‪ ٨1‬من‬ ‫الآية‬ ‫۔‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٤٦‬من سورة التوبة‬ ‫‏‪ ٣‬الآية ه من سورة البينة‬ ‫‏‪ ٤‬۔ رواه البخاري ومسلم عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‬ ‫‏‪ ٩٧ _-‬۔‬ ‫الآلثار‬ ‫أن‬ ‫قول النبي يَتنةة ‪« :‬نية المؤمن خر من عمله» معنى ذلك ۔ والته أعلم‬ ‫نية المؤمن في العمل خير من عمل بلا نية ث الدليل على ذلك قول القه ۔ جل‬ ‫قول‬ ‫‪ .‬ومعنى‬ ‫‏(‪ “ ١‬لا ليلة القدر فيه‬ ‫شهره‬ ‫من ألف‬ ‫ذكره ۔ ‪ :‬ط ليلة القدر خر‬ ‫النبي ‪:[::‬‬ ‫فإذا كان بلا نية فهو عمل كيا يقال ‪ :‬الرجل بقومه ‪ 3‬والانسان بعشيرته والمرء‪.‬‬ ‫بنفسه وهو رجل وانسان وإن لم يكن له عشيرة ولا قوم ‪ .‬فالنية فرض في‬ ‫الأعمال والطاعات كلها ‪ .‬والنية عقد بالقلب وعزيمة على الجوارح ‪ .‬وهي لب‬ ‫‪.‬‬ ‫على احكامها‬ ‫العمل فيجب‬ ‫والنية هي القصد إلى الفعل طاعة لته ولرسوله محمد يأ ‪.‬‬ ‫والنية مستدامة والعمل ينقطع ‪ .‬والنية لا يدخلها الرياء والعمل يدخله‬ ‫الطاعات‬ ‫النية فهو باطل ولا يصح عمل شي ء من‬ ‫‏‪ ٠‬وكل عمل خلا من‬ ‫الرياء‬ ‫‪ .‬والنية إذا انفردت ل عجب مها حكم وكذلك الفعل إذا انفرد‬ ‫إلا بتقديم النيات‬ ‫ك©‪53‬‬ ‫ا لمعنى وقع موقعه‬ ‫النية بالفعل ‏‪ ١‬لموضوع لذلك‬ ‫به حكم فإذ ا عقب‬ ‫ل حجب‬ ‫'‬ ‫ولا تنازع بين أهل العلم في وقوع الحكم إذا اجتمع القول والنية ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬لا يصح العمل الا بثلاث ‪ :‬تقوى الته والخشية والنية ‪ .‬وقيل ‪:‬‬ ‫لا يصح العمل إلا بأربع ‪ :‬العلم والعمل والورع والنية ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المغربي‬ ‫كا قال‬ ‫وابن‬ ‫قواعدها‬ ‫ضع‬ ‫صدق‬ ‫دعائم‬ ‫بأربع‬ ‫الا‬ ‫الرحمن‬ ‫يعبد‬ ‫ولا‬ ‫تغني‬ ‫لا‬ ‫فالثلاثة‬ ‫منها‬ ‫اختل‬ ‫فيا‬ ‫ونية‬ ‫وورع‬ ‫و عمال‬ ‫علوم‬ ‫تقاوة القلب وتقاوة القلب إما تحصل‬ ‫النية إما جيج من‬ ‫وقيل ‪ :‬إن صدق‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٣‬من صورة القدر‬ ‫‏_ ‪ ٩٨‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫خصال‬ ‫عشر‬ ‫بسبب‬ ‫فاولهن ‪ :‬الانابة إلى الله ۔ تعالى ‪ ، -‬ثم ترك التزين { ثم ترك التصنع إلى‬ ‫الناس © ثم الرغبة في ترك الشهوات © ثم الزهد في الدنيا } ثم معاداة‬ ‫الشيطان ‪ ،‬ثم الاستعداد للموت ‪ ،‬ثم الاعتزال عن الخلق ‪ ،‬ثم الشفقة على‬ ‫جميع خلق الله } ثم الرضاء بالقضاء ‪ ،‬ثم اليقين بوعد الته ‪ 3‬ثم المواظبة على‬ ‫ذكر الته } ثم الصبر على البلايا } ثم الأنس بالقه ‪ .‬فإذا حصلت هذه الخصال‬ ‫في قلب عبد تمت صفاوته وتقاوته وهاج منه صدق النية ‪ 0‬والواجب على العبد‬ ‫استصحاب النية جملة وتفصيلا لتخرج أعماله خرج الطاعة } ولا يسعه أن‬ ‫يعمل عملا من واجب وجائز الا بنيته } فأما النية في الجملة فإنه يقول ‪ :‬اللهم‬ ‫نيتي واعتقادي في كل طاعة مننت بها علي ووفقتني لها من صلاة أزوكاة أصويام‬ ‫أو حج أو جهاد أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو صلة رحم أو صدقة أو‬ ‫ضيافة أو تعلم علم أو قراءة قرآن أو غير ذلك من واجب أومباح فهو طاعة لله‬ ‫ولرسوله يلة وقربة إليه ‪.‬‬ ‫وأما النية على التفصيل فكل معنى على قدر ما يجب فيه من واجب أو‬ ‫فضيلة أو مباح فكل واجب فيه ‪ .‬فإن النية فيه تأدية المفترض وتأدية لما تعبد‬ ‫الله به ‪.‬‬ ‫وأما الفضيلة فالنية التقرب فيه إلى الله ‪.‬‬ ‫وأما المباح فالنية فيه الشكر لله والتقوي على طاعته مثل الاكل والشرب‬ ‫نيته‬ ‫والنكاح والنوم والمشي والقعود وما أشبه ذلك ‪ .‬وقيل ‪ :‬من حسنت‬ ‫استقامت طويَنّه ونزه نفسه وملك هواء ‪ .‬وقيل ‪ :‬من ملك هواه فهو الرجل ‪.‬‬ ‫فكان الحسن يقول ‪ :‬إنما يخلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار بالنيات ‪.‬‬ ‫حركات‬ ‫أبلغ من‬ ‫بالقلوب‬ ‫القصد‬ ‫‪:‬‬ ‫أنه قال‬ ‫الحكاء‬ ‫بعض‬ ‫وعن‬ ‫الجوارح ‪ .‬وقيل ‪ :‬من فتح على نفسه باب حسنة فتح الله عليه سبعين بابا من‬ ‫‏_ ‪ ٩٩‬۔‬ ‫التوفيق ‪ .‬ومن فتح على نفسه باب سيئة فتح الته عليه سبعين بابا من‬ ‫الخذلان ‪ ©،‬وباب السيئة سوء النية ‪.‬‬ ‫النية ©‬ ‫‏‪ ١‬لعمل بصلاح‬ ‫‏‪ ١‬لعمل ‏‪ ٠‬وصلاح‬ ‫بصلاح‬ ‫‏‪ ١‬لقلوب‬ ‫قيل ‪ :‬صلاح‬ ‫ومن وقف بنفسه في المحراب وهرب بقلبه عن الوهاب فليس له عند الله‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ثوا ب‬ ‫وإذ ‏‪ ١‬صدرت‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪ ١‬لقلب وقعت في ‏‪ ١‬لقلب‬ ‫‏‪ ١‬موعظة من‬ ‫إذ ‏‪ ١‬صدرت‬ ‫‪:‬‬ ‫وقيل‬ ‫من ظاهر اللسان لم تجاوز الآذان ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬من ترأس قبل أوانه يوشك أن يفضحه الله على لسانه ‪ .‬وقال‬ ‫ضد‬ ‫لوانه ‪ .‬وقيل ‪ :‬الاعجاب‬ ‫بعضهم ‪ :‬من تصدر قبل أوانه تصدى‬ ‫الصواب وافة الألباب ‪ .‬وقيل ‪ :‬إذا أبغض انته عبدا نزع الرحمة من قلبه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬لا يخلو شيء من فعل العبد أن لا يكتب حسنة أو سيئة ‪ .‬وقيل ‪ :‬ما لم‬ ‫يكن طاعة فهو معصية ‪.‬‬ ‫الباب الثاني عشر‬ ‫ئي التوبة‬ ‫بسم اله الرحمنالرحيم ؤ الحمد لته غافر الذنوب وقابل التوب ممن تاب‬ ‫رحمة من الته بها عليه شديد العقاب دائم العذاب عزيز ذو انتقام ممن أصر على‬ ‫ذنبه وأقام ‪ 3‬لا تبديل لكلمات النه وهو العزيز الحكيم ‪ .‬واعلموا أن الته له‬ ‫الحمد ابتلى العباد بالأمر والنهي ‪ .‬ومن ذلك كانت الطاعة والمعصية فبالوفاء‬ ‫المعرفة وأسمائها وثوابها } وبتضييع الأمر والنبي‬ ‫ثبت لأهل الطاعة صدق‬ ‫كانت المعصية فمن المعصية بدأ الكفر وبالاصرار على المعصية كان الكفر ‪.‬‬ ‫وبذلك خرج أهل المعصية من صدق المعرفة وأسمائها وثوابها ودخلوا في‬ ‫الكفر فثبت هم اسمه واستحقوا من الله العقاب عليه ‪ .‬وذلك أن عدو الله‬ ‫أصر فكفر بإصراره فبالاصرار‬ ‫ابليس أول من عصى فمنه كان بدء المعصية ثم‬ ‫صار إمام المصرين على الكفر بإصراره ثم كانت التوبة رحمة من الته عاد بها على‬ ‫أهل المعصية ‪ 3‬وذلك أن ادم ۔ صلى القه عليه ۔ عصى بعد إبليس فاعترف‬ ‫بذنبه فتاب منه إلى ربه فخلص بالتوبة من الاصرار الذي كفر به إبليس وصار‬ ‫‪ 3‬وكانت التوبة براءة من اصرار الكفر ‪ .‬وصار ادم‬ ‫سبيل التوبة بعده سبيله‬ ‫إمام التائبين المعترفين ‪.‬وقد ذكر الته في كتابه التوبة ووجهها وثوابها ‪ .‬وذكر‬ ‫الاصرار ووجهه وعقابه ‪ .‬وجعل التوبة فايلحياة قبل حضور الموت وقبل‬ ‫فقال عز وجل ۔ ‪«:‬إإنما التوبة على الله للذين يعملون السوء‬ ‫الآيات‬ ‫بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب انه عليهم وكان الله عليما حكييا‬ ‫وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫۔ يعني أهل الشرك ۔ «أولئك‬ ‫تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار»‬ ‫أعتدنا هم عذابا أليماه(ا_) فالحق في هذه الاصرار من أهل الاقرار بالكفر }‬ ‫وقال ‪ :‬هل ينظر ون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض ايات‬ ‫ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو‬ ‫كسبت في إيمانها خيراه(") يعني المشركة التي لم يكن لها إيمان ويعني المصرة في‬ ‫إقرارها بالايمان وألحقها بمن كان لا إيمان له ‪ .‬ألا ترى كيف ميز الته المصرة في‬ ‫إقرارها بالايمان والحقها بمن كان له الايمان وقال ‪ :‬إن الذين اتقوا إذا مسهم‬ ‫طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون“»") يعني أهل التوبة ‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬واخوانهم يمدونهم في الفي ثم لا يقصر ونه”‘})‪٠‬‏ يعني بذلك‬ ‫أهل الاصرار & والاصرار معنى فعل ثان وهو المقام على الذنب وهو كفر وليس‬ ‫ف الكفر والبغي إيمان ‪ .‬ولا في الايمان بغي ولا كفر ‪ .‬والايمان قول وعمل ونية‬ ‫فمن بلي بشيء من الكفر أخرجه من الايمان ولا يسمى مؤمنا إلا بالرجعة‬ ‫والتوبة والرضاء بحكم كتاب الته فيما أصاب من حد أو وجب عليه من حق ‪.‬‬ ‫وقال محبوب ‪ :‬ليس بين التقوى والكفر منزلة ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من‬ ‫وكذلك قال القه‬ ‫قبلكم وإياكم أن اتقوا اه وإن تكفروا“ها فمن لم يكن متقيا كان كافرا ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬وما أشبه الكبير من الذنوب أو قاربه فالكبير أولى به وأنزله له المسلمون‬ ‫منزلته } وإذا عذب الله قوما على شيء عذب من هو أعظم منه جرما ‪ ،‬وإن لم‬ ‫يأت فيه بوعيد ‪ 3‬ومن لم يتب من الذنوب فقد أصر والمصر من أهل النار ‪.‬‬ ‫والتائب من أهل الجنة ‪ .‬قال الله ۔ تبارك وتعالى ۔ ‪ :‬والذين إذا فعلوا فاحشة‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان ‏‪ ١٨ . ١٧‬من سورة النساء‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الآية ‏‪ ١٥٨‬من سورة الأنعام‬ ‫‏‪ ٢٠١‬من سورة الأعراف‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية‬ ‫‏‪ ٢٠٢‬من سورة الأعراف‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية‬ ‫النساء‬ ‫‏‪ ١‬من صورة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٥‬۔‬ ‫۔ ‏‪ ١٠٢‬۔‬ ‫أو ظلموا أنفسهم ذكر وا الله فاستغفر وا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم‬ ‫‪.‬‬ ‫يعلمو ن چ<«‪)١‬‏‬ ‫وهم‬ ‫ما فعلوا‬ ‫على‬ ‫يصر وا‬ ‫الآية ‪ :‬ذكروا‬ ‫في هذه‬ ‫‪ :‬انه سمع مشامخه المسلمين يقولون‬ ‫وقال حبوب‬ ‫الله يقولون ‪ :‬عظم الته عندهم وجل في نفوسهم أن يقيموا على حرام طرفة عين‬ ‫وهم يعلمو نه ‏(‪. )٢‬‬ ‫ولم يصر وا على ما فعلوا‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫فذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫المصرون»‬ ‫‪« :‬هلك‬ ‫وقال النبي ينة‬ ‫وروي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬لا صغير يصغر مع إصرار ولا كبير يكبر‬ ‫مع توبة واستغفار ‪.‬‬ ‫وذكروا عن عائشة ۔ رحمها الته ۔ أنها قالت ‪ :‬ما من عبد أصاب ذنبا‬ ‫صغيرا فصغره واستخف به إلا عظم ذلك الذنب عند الله حتى يكبه الته في‬ ‫النار ‪ .‬وما من عبد أصاب ذنبا كبيرا فندم عليه وصبر لحكم انته فيه وأدى الحق‬ ‫فيما لزمه إلا صغر ذلك الذنب عند الته حتى يغفر الله له ‪.‬‬ ‫وبلغنا عن‬ ‫لا ذنب له»‬ ‫« التائب من الذنب كمن‬ ‫‪:‬‬ ‫ين‬ ‫وقال النبي‬ ‫أي عبيدة مسلم أنه سئل فقيل له ‪ :‬هل من ذنب لايغفر ؟ فقال ‪ :‬نعم ؛‬ ‫ما لا يتاب منه ‪ ،‬والمصر الذي لا يتوب ولا يندم ولا يرعى ولا ينزع ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النار‬ ‫كل مقر عاص مصر في‬ ‫‪:‬‬ ‫الله _ أنه قال‬ ‫أبي حمر ‪ -‬رحمه‬ ‫وبلغنا عن‬ ‫من حمل‬ ‫خاب‬ ‫وقال أبو عبدالله ‪ :‬في قول الته ۔ عز وجل ۔ ‪ :‬وقد‬ ‫‪ .‬وقوله ۔ تبارك وتعالى ۔ ‪« :‬جإن الحسنات‬ ‫ظلاه»ه () تأويلها من مات مصرا‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٣٥‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٣٥‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١١١‬من سورة طه‬ ‫‏‪ ١٠٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫يذهبن السيئات ه“ه(‪)١‬‏ فذلك على التوبة يكون الثواب والعقاب من انته على‬ ‫أهلها ليس على ما قال أهل الشك ‪ &،‬وقوله ‪« :‬ولا تقر بوا الفواحش ما ظهر‬ ‫منهاي‪)"١.‬‏ إلى العباد وما بطنه عن العباد ‪.‬‬ ‫والتوبة مع المسلمين اقلاع المذنب عن ذنبه والندم عليه بقلبه والتوبة منه‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى ربه والاستغفار بلسانه والاعتقاد لترك العودة إلى عصيانه‬ ‫والذنوب عند المسلمين على منزلتين ‪ :‬فذنوب يهلك بها صاحبها عند‬ ‫مباشرتها ومواقعتها وهي الكبائر ‪ .‬وذنوب يهلك بها صاحبها بترك التوبة منها‬ ‫‪.‬‬ ‫الصغائر‬ ‫وهي‬ ‫عليها‬ ‫والمقام‬ ‫وعن بعض الصحابة ؛ أن الكبائر ما ذكر الته ۔ تعالى ۔ في سورة النساء‬ ‫من أولها إلى قوله ۔ عز وجل _ ‪« :‬وإن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنهه(;‪0٨‬‏ ‪.‬‬ ‫وعند بعضهم ؛ الكبائر ‪ :‬ما ذكر الته في سورة النور من أولها إلى قوله ‪:‬‬ ‫وتوبوا إلى اله جيعاه(‪)٠‬‏ (الآية) ‪.‬‬ ‫‪ :‬كل ما أوجب الته فيه الحد في الدنيا والعذاب في‬ ‫وقال المسلمون‬ ‫الآخرة فهو من الكبائر ‪.‬‬ ‫وقال محمد بن محبوب ‪ :‬اللمم ؛ ما دون الكبائر من الذنوب التي تكون‬ ‫بين العباد وبين الته مثل الغمزة واللمزة والنظرة } وما كان أهله يدينون بالتوبة‬ ‫منه والاستغفار فذلك هو اللمم & وكل ما الم بالقلب من ذكر المعصية والهم لها‬ ‫والعمل بها من غير شتم المؤمنين والوقوع في أعراضهم فهذا إذا نسي يستغفر‬ ‫‪ :‬إن ريك واسع المغفرة ") لهذا إذا كان يدين‬ ‫اته منه © قال الته تعالى‬ ‫‏‪ ١١٤‬من سورة هود‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٥١‬من سورة الأنعام‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الآية ‏‪ ٣١‬من سورة النساء‬ ‫‏‪ ٣١‬من سورة النور‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الآية ‏‪ ٣٢‬من سورة النجم‬ ‫‏‪ ١٠٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫أجزا ‏‪٥‬‬ ‫_ عنه‬ ‫۔ تعا ل‬ ‫الله‬ ‫ومما نهاه‬ ‫منه‬ ‫با لتوبة‬ ‫أو نباته أو‬ ‫حبه أو حطبه أو خلالا‬ ‫مال غيره‬ ‫خحان من‬ ‫ونو ع اخر مثل ‪ :‬من‬ ‫دابته أو استعمل خادمه أو استعار شيئا فاستعمله بغير‬ ‫لبس ثوبا أو ركب‬ ‫أو‬ ‫عذ على سريره أو حصيره‬ ‫قفتلف شي ء بوطئه أو‬ ‫أو وطى ع في حرثه‬ ‫ما استعارة‬ ‫أو استقى بدلوه أو انتفع بشي ء من‬ ‫كتب من دواته أو بقلمه أو في رقعة قرطاس‬ ‫بالمنع له من صغائر الذنوب‬ ‫الأشياء له فكل هذا ومثله مما أصحابه معروفون‬ ‫وانما يكفر صاحبها بالاصرار عليها لا بركويها ‏‪ ٠‬وكل هذه من حقوق العباد‬ ‫تعالى ۔ أو الأهل أو غيرهم في أموالهم‬ ‫رجل يدل على صديق أو أخ في الته‬ ‫ويعلم أنه‬ ‫ذلك‬ ‫صاحبه يفعله ل يستح من‬ ‫بذلك وذلك فيا لو وحده‬ ‫لا بأس‬ ‫يسره ويفرح به وأن ذلك مباح بينهيا فقد رخص بعض الفقهاء في الادلال على‬ ‫هذه الصفة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫جميع ذلك‬ ‫من‬ ‫الخروج‬ ‫فعليه‬ ‫غيرهم‬ ‫وأما‬ ‫منه بمثل أو قيمة وإن‬ ‫به والخروج‬ ‫شيئا الاعتراف‬ ‫ذلك‬ ‫فعل من‬ ‫وتوبة من‬ ‫نسي شيئا منه وهو يدين بالتوبة وتاب في الجملة فارجو له السلامة إن شاء الته‬ ‫تعالى ۔ ‪ .‬ونرجو أن هذه الذنوب التي سميناها مما يغفرها انته للمسلمين على‬ ‫التوبة ولسنا نأمن العقاب عليها فالفريضة على المسلمين أن يغفروها على التوبة‬ ‫وأن تكون من السيئات & قال الته تعالى _ ‪ :‬الذين يبتنبون كبائر الاثم‬ ‫والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة»‪0١‬‏ فلا ينبغي لاحد أن يأمن‬ ‫عذاب الته عليها ولا يياس من مغفرته عند التوبة منها ‪.‬‬ ‫النبي يين قال ‪:‬‬ ‫عن‬ ‫يروون‬ ‫ناسا من الصحابة‬ ‫‪ :‬سمعت‬ ‫أبو عبيدة‬ ‫«الذنوب على وجهين ؛ ذنب بين العبد وربه إذا تاب منه كمن لا ذنب له ‪5‬‬ ‫‏‪ _ ١‬الآية ‏‪ ٣٢‬من سورة النجم‬ ‫وأما ذنب بينه وبين صاحبه فلا توبة حتى يرد المظالم إلى أهلها» ‪.‬‬ ‫قال أبو المؤثر ‪ :‬ما دخل أهل الجنة الجنة إلا بفضل الله ورحمته ومغفرته‬ ‫وتوفيقه وارشاده وعصمته وهداه وعفوه ثم هداهم إلى التوبة والاستغفار ثم‬ ‫بأعمالهم الصالحة التي علم انته أنهم سيعملونها ولا محالة عيا علم الله ‪3‬‬ ‫ولا يبطل علم انته ولم يحف الته لهم ولم يحابهم ؛ لأن نعمة الته سبقت كل نعمة‬ ‫وإحسان القله سبق كل إحسان وذلك فضل الته يتؤيه من يشاء والته ذو الفضل‬ ‫العظيم © ولا حجة على الته ولا مئة بل لله المن والحجة وما دخل اهل النار النار‬ ‫إلا بأعمالهم الخبيثة التي علم الته ولم يظلمهم انته شيثا ولم يجر عليهم إن الله‬ ‫ليس بظلام للعبيد } وما زالت أقدام أهل الجنة مرز موقف يوم القيامة إلى الحنة‬ ‫حتى علموا فضل الته عليهم ‪ .‬ولم يحابهم ولم يجف(ا) عليهم ى وما زالت أقدام‬ ‫أهل النار في النار من عرصة(‪٢‬؟‏ يوم القيامة إلى النار حتى علموا عدل الله ولم يجر‬ ‫عليهم ولم يظلمهم {‪ ،‬وما ربك بظلام للعبيد ‪.‬‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن مسعود قال النبي ية ‪« :‬لزوم الفقير‬ ‫حرام والمدعي ما ليس له والمنكر لما عليه كافران» ‪.‬‬ ‫وقيل لبعض الرهبان ‪ :‬لأي شيع قست قلوبنا وكثرت ذنوبنا ولا نتوب‬ ‫إلى ربنا ؟ قال ‪ :‬لأنكم تركتم الآخرة وعملتم بالأعمال الخاسرة ‪ 3‬وتركتم‬ ‫العلم ‪ .‬وظهر منكم الجهل والظلم } وضيعتم الأمانة } وأظهرتم الخيانة ‏‪٨‬‬ ‫وداخلكم الكبر والعجب ؤ وضيعتم الصلوات & ومنعتم الزكوات ‪ }،‬وقطعتم‬ ‫الصدقات { ومشيتم بالنميمات ‪ .‬وظلمتم الأيتام ‪ .‬وجرتم في الأحكام ‪3‬‬ ‫وعصيتم الرحمن ‪ ،‬وأطعتم الشيطان ‪ 0‬وأكلتم الربا ‪ .‬وأطعتم النساء ‪3‬‬ ‫وتعاملتم بالفجور ‪ 3‬وشهدتم بالزور ‪ .‬وتواضعتم للأغنياء ‪ .‬وتكبرتم على‬ ‫ولا زاجر ‪،‬‬ ‫ذنوبكم ‪ .‬ولا واعظ‬ ‫قلوبكم ‪ 3‬وكثرت‬ ‫الفقراء ‏‪ ٠‬وقست‬ ‫‏‪ _ ١‬الحيف ‪ :‬الظلم اي لم يظلمهم‬ ‫‏‪ - ٢‬الاحة والمكان الخالي الذي ليس فيه بناء‬ ‫‏‪ ١٠٦ -‬۔‬ ‫ولا خائف ولا حاذر ‪ 3‬كلامكم حلو وفعلكم مر ‪ 3‬وألسنتكم باشة وقلوبكم‬ ‫تموتون ثم‬ ‫قريب‬ ‫الله تستحيون ‪ {،‬ولا إليه تتوبون ‏‪ ٤3‬وعن‬ ‫غاشة ‪ 35‬فلا من‬ ‫تبعثون فتسألون عيا كنتم تعملون ‪.‬‬ ‫وقال بعض الفقهاء ‪ :‬طوي لمن ترك شهوة حاضره لموعود يوم غائب لم‬ ‫يره ‪.‬‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫‪ :‬ما رحم نفسه من عصى‬ ‫وقيل‬ ‫‪ ) :‬اسلب‬ ‫‪-‬‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫۔‬ ‫جبريل‬ ‫الى‬ ‫وجل ۔ أوحى‬ ‫انه '‪ -‬عر‬ ‫‪:‬‬ ‫وقيل‬ ‫يردها‬ ‫ل‬ ‫وان‬ ‫طلبها فارددها عليه‬ ‫فإن‬ ‫طاعتي‬ ‫حلاوة‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫ما صلح‬ ‫عبدي‬ ‫‪.‬‬ ‫فلا تردها عليه أبدا)‬ ‫وعن عيسى ۔ عليه السلام ۔ ‪( :‬طوي لمن تاب لا يهم بمعصية ونيته إلى‬ ‫غير اثم) ‪.‬‬ ‫وقال الحجاج ‪ :‬رحم الته امرا جعل لنفسه خطاما وزماما فقادها‬ ‫بخطامها إلى طاعة الته وجذبها بزمامها عن معصية الته وأن الناس إذا تركوا‬ ‫العمل مما أمروا به وركبوا ما نهوا عنه اختلفوا في دينهم وتباغضوا وتعادوا ؛ لأن‬ ‫النه جعل في طاعته الألفة والجماعة والحب وجعل في تركها التباغض‬ ‫والاختلاف عقوبة من الله ‪.‬‬ ‫وكان جابر يقول ‪ :‬لو أن ابن ادم أطاع ما عثر في قميصه فقد ينبغي لمن‬ ‫أراد أن ينصر الدين ويقوم بما أمره الله أن يصلح ما بينه وبين الله ولا يخرج ونيته‬ ‫في معصية الله فيخذله الته ويديل عليه عدوه ‪ ،‬فإن المؤمن إذا خرج وهو مطيع‬ ‫لله لم يرد غير الله ثبته الله وسدده ونصره وأراه الحق حقا والباطل باطلا وخذل‬ ‫عدوه ‪ .‬واذا خرج وهو مصر على معاصي الله خذله الله وأدال عليه عدوه ‪.‬‬ ‫ا صبح همته غير ‏‪ ١‬لله فليس من‬ ‫» من‬ ‫‪:‬‬ ‫ين‬ ‫ا لله‬ ‫قا ل رسول‬ ‫حذ يفة ‪:‬‬ ‫وقا ل‬ ‫‏‪ ١٠٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫الته»‬ ‫وعن النبي ۔ عليه السلام ۔ ‪« :‬من سره أن يعلم ما عند الته له فلينظر‬ ‫‪.‬‬ ‫والبر والتقوى»‬ ‫والوفاء‬ ‫الصدق‬ ‫من‬ ‫لته‬ ‫ما عنده‬ ‫وعن النبي مية أنه قال ‪« :‬من أصبح لا يهتم بظلم أحد غفر انته له‬ ‫© والكثرة‬ ‫ما اجترم » ‪ .‬وقيل ‪ :‬من سره الغنى بلا مال ‪ 3،‬والعزة بلا سلطان‬ ‫بلا عشيرة ‪ .3‬فليخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة فإنه واجد ذلك كله ‪.‬‬ ‫من عمره في البطالة‬ ‫على ما انقضى‬ ‫الأسف‬ ‫التائب دوام‬ ‫وقيل ‪ :‬علامة‬ ‫والاشفاق من أن لا يدري أقبل منه ذلك أم لا ؟ وهل قصر فيها وإنه لا يدري‬ ‫أيضا ما يختم له مع دوام الانكماش فييا يقبل عليه من عبادة ربه وانكسار‬ ‫القلب والجوارح والاجتهاد فييا يمكنه وبذل المهجة فييا دعي إليه ‪ 0‬والاخلاص‬ ‫الذي ينجو ويزكو به عمله لقول الته ۔ تعالى ۔ ‪« :‬وما أمروا إلا ليعبدوا انته‬ ‫مخلصين له الدين حنفاءه(‪ . 0‬وقال ۔ عز وجل ۔ ‪« :‬ألا لله الدين‬ ‫الخالص“ه(") ‪ 3‬فكل عمل يكون بغير الاخلاص فهو تعب ولا محصول له في‬ ‫الدنيا ولا في الآخرة لقول انته تبارك وتعالى _ ‪« :‬وقدمنا إلى ما عملوا من‬ ‫عمل فجعلناه هباء منثورا»©{‪. 0‬‬ ‫وعلامة صدق التوبة بترك الذنوب الظاهرة والباطنة } وترك الخيانة في‬ ‫ضميره ‪ ،‬وأن يكون قلبه سالما منها ‪ 3‬وترك المداهنة في دينه ‪ .‬مع أداء المظالم في‬ ‫أهلها ‪ .‬والاستحلال إلى من ظلم ‪ [،‬وتعدى مع العزيمة أن لا يعود في شيء من‬ ‫ذلك & ما دام حيا ‪ 3‬ويدين لمن قد بهته واغتابه ‪ .‬ويستحله منه ‪ .‬قال الله ۔ عز‬ ‫وجل ‪« : -‬وإلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولنك أتوب عليهم وأنا التواب‬ ‫الرحيم ه(‘})‪٠‬‏ ‪ .‬واستغفر بلسانه من ذنوبه التي كان قدمها وسلفت منه في‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ه من سورة البينة‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٣‬من سورة الزمر‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الآية ‏‪ ٢٣‬من سورة الفرقان‬ ‫البقرة‬ ‫‏‪ ٠‬من سورة‬ ‫‏‪ ٤‬۔ الآية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أيامه ‪ .‬ويبكي عليها حسرة على ما فرط من أمر الته وحقه وعدوله عنه أيام‬ ‫جهله وتمرده فليس تخلص التوبة لاحد من التائبين إلا من تكلف ولزم ما بينته‬ ‫بالحجة والبيان الذي شرحته & قال الته ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ليهلك من هلك عن بينة‬ ‫ويحى من حي عن بينة» (\‪ . 0‬وقال الحسن في قوله ۔عز وجل ۔ ‪ :‬وحيل‬ ‫بينهم وبين ما يشتهون‪4‬ه (" { قال ‪ :‬هي التوبة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٤٢‬من سورة الأنفال‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٥٤‬من سورة سبأ‬ ‫‏_ ‪ ١٠٩‬۔‬ ‫الثالث عشر‬ ‫‏‪ ١‬لباب‬ ‫فى التفكير‬ ‫قد أمر الله بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز ي مواضع لا تحصى وأثنى على‬ ‫المتفكرين فقال ‪ :‬ويتفكرون في خلق السموات والارضه ‏‪)\١‬‬ ‫الآأنلار‬ ‫‪:‬‬ ‫النبي ب‬ ‫نقال‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫تفكروا‬ ‫قوما‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫الله تعالى ولا تفكروا ني الله سبحانه فإنكم لن تقدروا عنه‬ ‫«تفكروا في خلق‬ ‫‪.‬‬ ‫قدره»‬ ‫‪ :‬ه مالكم لا‬ ‫فقال‬ ‫يتفكرون‬ ‫يوم وهم‬ ‫على قوم ذات‬ ‫انه خرج‬ ‫وعنه تين‬ ‫تتكلمون قال ‪ :‬نتفكر في خلق الله تعالى قال ‪ :‬فكذلك فافعلوا تفكروا فى خلق‬ ‫نورها مسيرة‬ ‫نورها بيا ض‬ ‫بيضاء‬ ‫ارضا‬ ‫فيه فإن سهذ ا ا مغرب‬ ‫الله ولا تتفكروا‬ ‫رسول النه فأين الشيطان عنهم قال ‪ :‬ما يدرون خلق الشيطان ام لا قالوا ‪ :‬من‬ ‫‪.‬‬ ‫لا»‬ ‫أم‬ ‫عليه السلام‬ ‫خلق آدم‬ ‫ما يدرون‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ولد ادم‬ ‫وقال يلة ‪« :‬تفكر ساعة خير من قيام ليلةه`‬ ‫‪ :‬ما طالت فكرة ‏‪ ١‬لرجل قط إلا علم وما علم‬ ‫وعن وهب بن منبه أنه قال‬ ‫إلا عمل وما عمل إلا تحبازى جزاء كاملا ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٩١‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ١١١‬۔‬ ‫۔‬ ‫وقال لقمان لابنه ‪ :‬ان طول الوحدة أجمع للفكرة ‪ .‬وطول الفكرة دليل‬ ‫على طريق الجنة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الغفلة‬ ‫بحار‬ ‫في‬ ‫الفرق‬ ‫القلب عن‬ ‫التفكر حارس‬ ‫‪:‬‬ ‫حكيم‬ ‫وقال‬ ‫وقال أهل التحقيق ‪:‬التفكر سراج القلب يرى به القلب خيره وشره ‪53‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لشيطا ن‬ ‫يتخبطه‬ ‫ظلمات‬ ‫لا تفكر فيه فهو في‬ ‫وكل قلب‬ ‫‪.‬‬ ‫ونفعه وضره‬ ‫وعن الفضيل ‪ :‬الفكرة مراة تريك حسناتك وسيئاتك ‪.‬‬ ‫وقيل لابراهيم ‪ :‬انك تطيل الفكرة فقال ‪ :‬الفكرة مخ العقل ‪.‬‬ ‫وعن طاووس ‪:‬قال الحواريون لعيسى عليه السلام ‪ :‬يا روح النه هل‬ ‫طقه ذكرا ‪ 7‬وصمته فكرا ©‬ ‫نان‬‫مك‬‫على الأرض اليوم مثلك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬من‬ ‫ونظره عبرة فإنه مثلي» ‪.‬‬ ‫انمه حكمة فهو لغو ‪ .3‬ومن لم يكن سكوته‬ ‫ليك‬‫وقال الحسن ‪ :‬منكلم‬ ‫تفكرا فهو سهو ‪ 3‬ومن لم يكن نظره اعتبارا فهو لهو وفي قوله تعالى ‪:‬‬ ‫سأصرف عن آيا الذين يتكبر ون في الارض بغير الحق“ا) قال أمنع‬ ‫قلوبهم من التفكر ‪.‬‬ ‫تطلعت‬ ‫وعن امرأة كانت تسكن البادية قريبا من مكة أنها قالت ‪ :‬لو‬ ‫خيررة لميصف لهم في‬ ‫آن خ‬‫لم‬‫ايوب‬ ‫الغ‬ ‫جفيب‬ ‫حذخر‬ ‫قلوب المتقين الى ما قد‬ ‫الدنيا عيش ؤ ولم تقر هم في الدنيا عين ‪.‬‬ ‫وقال عمر بن عبدالعزيز ‪:‬الفكرة في نعم الله تعالى مأنفضل العبادة ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس أنه قال ‪ :‬ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٤٦‬من سورة الأعراف‬ ‫۔‬ ‫‪-‬۔‪١١٢‬‏‬ ‫لاهل‬ ‫‏‪ ٠‬وعقوبة‬ ‫الآخرة‬ ‫عن‬ ‫الفكر في الدنيا حجاب‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال أبو سليمان‬ ‫الولاية ‪ .‬والفكر في الآخرة يورث الحكمة ويحي القلوب ‪.‬‬ ‫وقال الشافعي ‪ :‬استعينوا على الكلام بالصمت ‪ ،‬وعلى الاستنباط‬ ‫بالفكرة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬والعزم في الراي‬ ‫الفرور‬ ‫النظر في الأمور نجاة من‬ ‫وقال أيضا ‪ :‬صحة‬ ‫‏‪ ٠‬والفطنة‬ ‫الحزم‬ ‫عن‬ ‫‏‪ ٠‬والروية والفكر يكشفان‬ ‫التفريط والندم‬ ‫سلامة من‬ ‫©‪ .‬وتد بر‬ ‫‪ .‬ففكر قبل ان تعزم‬ ‫‏‪ ١‬لبصيرة‬ ‫وقوة في‬ ‫‏‪ ١‬ليقن‬ ‫ثبات في‬ ‫‏‪ ١‬لحكاء‬ ‫ومشاورة‬ ‫قبل ان تهجم ‪ ،‬وشاور قبل ان تقدم ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬الفضائل اربعة أشياء ‪ :‬احداها الحكمة وقوامها الفكرة ‪.‬‬ ‫والثانية ‪ :‬العفة وقوامها في الشهوة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ا لقوة وقوا مها في ا لنصب _ لعله ۔ ا لغفضب‬ ‫‪:‬‬ ‫وا لثالثة‬ ‫والرابعة ‪ :‬العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس ‪.‬‬ ‫& والندم على الشر‬ ‫التفكر في الخيريدعو الى العمل به‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال ابن عباس‬ ‫يدعو الى تركه ‪.‬‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ١١٣‬۔‬ ‫عشر‬ ‫‏‪ ١‬لر ‏‪ ١‬بع‬ ‫‏‪ ١‬لبا ب‬ ‫الله وقدره‬ ‫الرضى بقضاء‬ ‫ف‬ ‫عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬أول شيع كتبه الله في اللوح المحفوظ «أنا الله‬ ‫لا إله إ لا أنا محمد رسولي من ا ستسلم لقضائي وشكر نعمائي وصبر على بلائي‬ ‫كتبته صديقا وبعثته مع الصديقين ومن لم يستسلم لقضائي ولم يشكر نعمائي‬ ‫‪.‬‬ ‫بلائي فليتخذ إلها غيري»‬ ‫ولم يصبر على‬ ‫وذكر في الخبر أن الله تعالى أوحى الى عيسى بن مريم عليه السلام ‪.‬‬ ‫«يا عيسى من لم يرض من الدنيا بما قسمت سلطت عليه الدنيا يركض‬ ‫فيها ركضا ثم بعد ذلك ليس له منها إلا ما قسمت له» ‪.‬‬ ‫عن الحسن بن ناي الحسن قال ‪ :‬لا ينبغي للعبد ان يكون في منزلة او‬ ‫حالة فيتمنى على الله غيرها فإنه لا يدري إذا وصلها ما تكون حالته فيها ولكن‬ ‫ينبغي له ان يصبر على الخالة التي هو فيها ويسأل ربه الخير ‪.‬‬ ‫وبلغنا أنه شكا نبي من بني اسرائيل القل والجوع الى ربه عشر سنين فيا‬ ‫نظر في حاجته ولا أجيب في دعوته واحتبس عنه الوحي فبكى فليا اكثر اوحى‬ ‫الله عز وجل «لقد ظفر بك عدوك وشغل قلبك ‪ .‬لم تشكو إلي ولست باهل ذم‬ ‫ولا شكوى وانت اولى بالذم والشكوى ‪.‬‬ ‫هكذا كان في بدو شأنك في علم الغيب من قبل ان اخلقك وتلك درجة‬ ‫من اورثته دار قدسي وأبحته جواري ‪ .‬إني إذا احببت عبدا جلبت عليه البلاء‬ ‫جلبا فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط وسيقدم فيرى جزائي‬ ‫وعقابي افتريد ان اعيد من اجلك مرة اخرى فيكون ما تريد دون ما أريد أو‬ ‫يكون ما تحب دون ما أحب فوعزي وجلالي لأن عاودتني في مسألتي لأدخلنك‬ ‫النار ولو كنت ابراهيم ‪.‬‬ ‫فيه من روحي‬ ‫قدري ‪ -‬ونفخت‬ ‫بيدي ۔ اي‬ ‫اذكر آباك آدم حبن خلقته‬ ‫وأسجدت له ملائكتي وأسكنته جنتي ثم أخرجته من جواري بأكله فازجر‬ ‫تريد‬ ‫غيري‬ ‫أمدبرا‬ ‫ومعصيتي‬ ‫مساألتي‬ ‫عن‬ ‫ا‪٨‬‏‬ ‫زة‬ ‫‪.‬‬ ‫تامل»‬ ‫غيري‬ ‫رجاء‬ ‫أم‬ ‫وعن ابن عباس ۔ رضي الله عنه ۔ قال(ام أهدي للنبي يمة بغلة‬ ‫أهداها له كسرى فركبها من شعر ثم اردفني خلفه ثم سار بي مليا ثم التفت إلي‬ ‫فقال ‪« :‬يا غلام» فقلت لبيك يا رسول الله فقال ‪« :‬احفظ الته يحفظك ‏‪٥‬‬ ‫احفظ النه تجده أمامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وان سألت‬ ‫فاسأل الله وان استعنت فاستعن بالله فقد مضى القلم بما هو كائن فلو جهد‬ ‫الخلائق على ان ينفعوك بما لم يقضه النه لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن‬ ‫يضروك بما لم يكتب الته عليك ما قدروا عليه فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع‬ ‫اليقين فافعل فإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا واعلم‬ ‫ان النصر مع الصبر وأن مع الكرب الفرج ومع العسر يسرا» ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الزاهد نظره في الدنيا عبرة ‪ .‬وكلامه حكمة ‪ 3‬وسكوته فيها‬ ‫تفكر ‪ ،‬يصبر عند البلاء ‪ .‬ويشكر عند الرضى ‪ 0‬ويرضى بجميع القضاء &‬ ‫وكان عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي الله عنه ۔ يتمثل بهذين البيتين ‪:‬‬ ‫بكف الاله مقاديرها‬ ‫هون عليك فإن الامور‬ ‫ولا غائب عنك مقدورها‬ ‫فليس يأتيك مصروفها‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه الترمذي عن أي عباس عبدالله بن عباس وقال حسن صحيح‬ ‫بقضاء الله تعانى‬ ‫فتدبر هذه الامور بعقلك والزم قلبك الرضى‬ ‫والتفويض لأمره وقضائه وقدره في الحلو والمر والخير والشر في كل ما يريده ‪.‬‬ ‫واعلم ان الأمور بالعواقب } فكم من شر في صورة الخير ‪ .‬وكم من ضر في‬ ‫جلبه نفع ‪ 3‬وكم من سم في هيئة شهد { وأنت جاهل بالعواقب والأسرار‬ ‫الخفية ‪.‬‬ ‫الباب الخامس عشر‬ ‫والرجاء‬ ‫الخوف‬ ‫ف‬ ‫قال الله تعالى ‪ :‬يدعون ربهم خوفا وطمعا»ه‪)١١‬‏‬ ‫وقد فرض الله على العباد ان يخافوه فقال ‪« :‬وخافون ان كنتم‬ ‫مؤمنين ي ‏(‪)٢‬‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬وإياي فارهبون»‬ ‫ومدح المؤمنين بالخوف فقال ‪« :‬يغافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما‬ ‫يؤمر و ن»(‪)٠‬‏‬ ‫وقال يلة ‪« :‬قال الله تعالى ‪ :‬وعزي وجلالي لا اجمع للمؤمن(")‬ ‫خوفين ولا أجمع له امنين فإذا امنني في الدنيا اخفته يوم القيامة } واذا خافني في‬ ‫الدنيا امنته يوم القيامة‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٦‬من سورة السجدة‬ ‫‏‪ ١٧٥‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية‬ ‫‏‪ ٤٠‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الآية‬ ‫‏‪ ٤‬۔ الآية ‏‪ ٥٠‬من سورة النحل‬ ‫‪٥‬۔‏ في الاصل (المؤمن) والصحيح ما ثبت‬ ‫‏‪ ١١٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫وقال يلة ‪« :‬اتمكم عقلا اشدكم لله خوفا وأحسنكم فييا أمر الله تعالى به‬ ‫ونهى عنه نظرا ‪.‬‬ ‫وقال ية ‪ :‬اذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تعالى تحاتت عنه‬ ‫‪.‬‬ ‫ورقها»‬ ‫ا لشجرة‬ ‫من‬ ‫كيا تتحاتت‬ ‫خطاياه‬ ‫وقال عقبة بن عامر ‪ :‬ما النجاة يا رسول الله ؟ قال عليه السلام ‪:‬‬ ‫«امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وا بك على خحطيئتك « وفي ‏‪ ١‬لخبر ‪ \« :‬وحى‬ ‫الله تعالى الى موسى بن عمران عليه السلام ‪ :‬خف ممن يعلم السر والعلانية‬ ‫وار ممن يملك الدنيا والآخرة واحذر ممن يأخذك حيث شاء» ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الظن بالله»‬ ‫‪ :‬هلا يموتن احدكم الا وهو محسن‬ ‫الله يلة‬ ‫وقال رسول‬ ‫‪.‬‬ ‫الظن بالله حسن العمل‬ ‫عرفت ان حسن‬ ‫‪ :‬وقد‬ ‫الناسخ‬ ‫قال‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬المؤ من بين محافتين بين أجل قد مضى لا‬ ‫يرى ما الله صانع فيه ‪ 3‬وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه ‪ .‬فوالذي‬ ‫نفسى بيده ما بعد الموت مستعتب ولا بعد الدنيا دار الا الجنة أو النار» ‪.‬‬ ‫كثيرا »_ ‪.‬‬ ‫قليلا ولبكيتم‬ ‫ا علم لضحكتم‬ ‫ما‬ ‫» لو تعلمون‬ ‫‪:‬‬ ‫تي‬ ‫وقا ل‬ ‫فاكثر‬ ‫تلقاني‬ ‫ان‬ ‫اردت‬ ‫«ان‬ ‫‪:‬‬ ‫مسعود‬ ‫لابن‬ ‫والسلام‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫وقال‬ ‫من الخوف بغدي»‬ ‫الآنار‬ ‫قال معاذ بن جبل ۔ رضي الله عنه ان المؤمن لا يطمئن قلبه ولا تسكن‬ ‫روعته حتى يخلف جسر جهنم وراءه ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢٠‬۔‬ ‫أنك إن‬ ‫الله خوفا ترى‬ ‫‪ :‬يا بني خحف‬ ‫ان عليا قال لبعض ولده‬ ‫وروي‬ ‫ان أتيته‬ ‫انك‬ ‫ترى‬ ‫‏©‪ ٠١‬وارج الله رجاء‬ ‫ل يقبلها منك‬ ‫أهل الارض‬ ‫أتيته بحسنات‬ ‫بسيئات أهل الأرض غفرها لك ‪.‬‬ ‫وكان عمر ۔ رضي الله عنه يبالغ في تفتيش قلبه حتى كان يسأل حذيفة‬ ‫أنه هل يعرف به من آثار النفاق شيئا اذ قد كان خصه رسول الله يلة بعلم‬ ‫المنافقين ‪.‬‬ ‫الخوف غرق في بحار‬ ‫بن معاذ ‪ :‬من عبد الله بمحض‬ ‫وقال يحى‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫ومن‬ ‫الاغترار ©‬ ‫مقازة‬ ‫في‬ ‫تاه‬ ‫الرجاء‬ ‫بمحض‬ ‫عبده‬ ‫ومن‬ ‫الأفكار ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الاستبصار‬ ‫مهجة ذوي‬ ‫في‬ ‫استقام‬ ‫والرجاء‬ ‫بالخوف‬ ‫وقال بشير بن الحارث ‪ :‬الخوف ملك لا ينزل الا في قلب تكون فيه‬ ‫تقوى الله تعالى ‪.‬‬ ‫والرجاء‬ ‫الخوف‬ ‫‪:‬‬ ‫خصال‬ ‫ثلاث‬ ‫‪ :‬للايمان‬ ‫المغري‬ ‫وقال ابو عثمان‬ ‫والمحبة ‪.‬‬ ‫ففي الخوف ترك الذنوب “{ وبه النجاة من النار ‪.‬‬ ‫وني الرجاء حسن الطاعة ‪ 3‬وبه وجوب الجنة ‪.‬‬ ‫وفي المحبة تحمل المكروهات { وبه يوجد رضى الته تعالى ‪.‬‬ ‫الشر ‏‪٠‬‬ ‫وهجران‬ ‫الايمان ‪.‬‬ ‫يتولد ‪ .‬من‬ ‫الرجاء‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال ابو عثمان‬ ‫‪.‬‬ ‫الخوف‬ ‫ودوام‬ ‫النفس ‘‬ ‫ومحاهدة‬ ‫وقال أبو سليمان الداراني ‪ :‬ما تغررت عينا عبد بدمعة من خشية الله‬ ‫ولا ذلة يوم القيامة ‪.‬‬ ‫تعالى وانهارت إلا لم يرهق() وجه صاحبها قترا")‬ ‫‏‪ ١‬۔ في الاصل (يرحق) والصحيح ما ثبت بنص القرآن‬ ‫‏‪ ٢‬۔ جمع قترة وهي الغبار‬ ‫۔_ ‏‪ ١٢١١‬۔‬ ‫وقال سهل ‪ :‬لا تبد الخوف حتى تأكل الحلال ‪ .‬وقال أبو سليمان‬ ‫الداراني ‪ :‬ما فارق الخوف قلبا إلا خرب ‪ .‬وقيل للحسين ‪ :‬يا أبا سعيد كيف‬ ‫نصنع بمجالس أقوام بخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ فقال ‪ :‬والله انك ان‬ ‫تخالط قوما يخوفونك حتى يدركك أمن {} خير من ان تصحب قوما يمؤنوك حتى‬ ‫يدركك الخوف ‪.‬‬ ‫وقال الشبلى ‪ :‬ما خفت الته يوما إلا رأيت له بابا من الحكمة والعبرة ما‬ ‫‪.‬‬ ‫رأيته قط ‪.‬‬ ‫سئل عالم ما أصل الطاعة ؟ قال اربعة أشياء ‪ :‬الخوف والرجاء‬ ‫والحياء ‏(‪)١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القلب‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫يبصر‬ ‫به‬ ‫‪.‬‬ ‫القلب‬ ‫سراج‬ ‫الخوف‬ ‫‪:‬‬ ‫عالم‬ ‫وقال‬ ‫وقيل ‪ :‬علامة الخوف ‪ :‬قصر الآمل ‪.‬‬ ‫وقال ذو النون المصري ‪ :‬الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف }‬ ‫فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق ‪.‬‬ ‫وباطنا ‪.‬‬ ‫ظاهرا‬ ‫الآثام‬ ‫عن‬ ‫التور ع‬ ‫الخوف‬ ‫اصدق‬ ‫‪:‬‬ ‫ابو عثمان‬ ‫وقال‬ ‫وسئل أحمد ين عاصم ‪ :‬ما علامة الرجاء في العبد ؟ قال ان يكون إذا‬ ‫أحاط به الاحسان الهم الشكر راجيا لتمام هذه النعم من الته عليه في الدنيا‬ ‫‪.‬‬ ‫الآخرة‬ ‫في‬ ‫عفوه‬ ‫وتمام‬ ‫‏‪ - ١‬هكذا في الاصل لم يذكر الرابع ولمله المحبة‬ ‫عشر‬ ‫السادس‬ ‫الباب‬ ‫صفة المتقين السالكين طريق الآخرة‬ ‫من خطبة لعلى بن اي طالب ‪ .‬أما بعد ‪ .‬فإن الله سبحانه خلق الخلق‬ ‫غنيا عن طاعتهم ‪ ،‬وامنا من معصيتهم { لأنه لا يضره معصية من عصا ولا‬ ‫الدنيا‬ ‫من‬ ‫بينهم معايشهم ‪ .‬ووضعهم‬ ‫من أطاعه ‪ .‬وقسم‬ ‫طاعة‬ ‫تنفعه‬ ‫الصواب وملبسهم‬ ‫مواضعهم © فالمتقون فيها أهل الفضائل ث منطقهم‬ ‫الاقتصاد } ومشيهم التواضع ‪ ،‬غضوا أبصارهم عيا حرم الله عليهم ‪ .‬ووقفوا‬ ‫اسماعهم على العلم النافع لهم ‪ ،‬نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في‬ ‫الرخاء ‪ 0‬لولا الأجل الذي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة‬ ‫عين شوقا الى الثواب وخوفا من العقاب ‪ ،‬عظم الخالق في أنفسهم ‪ ©.‬فصغر ما‬ ‫دونه في أعينهم فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ‪ 3‬وهم والنار كمن‬ ‫قد راها فهم فيها معذبون { قلوبهم محزونة ‪ .‬وشرورهم مأمونة ‪ 3‬واجسادهم‬ ‫نحيفة } وحاجتهم خفيفة © وأنفسهم عفيفة }‪ .‬صبروا أياما قصيرة ‪ .‬اعقبتهم‬ ‫راحة طويلة ى تجارة مربحة يسرها فهم ربهم ‪ 0‬ارادتهم الدنيا ولم يريدوها }‬ ‫وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها ‪ 5‬أما الليل فصافون أقدامهم تالين لاجزاء القران‬ ‫يرتلونه ترتيلا ‪ 5‬يبربون به أنفسهم ‪ ،‬ويستثيرون به دواء دائهم فإذا مروا باية‬ ‫فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ‪ .3‬وتطلعت أنفسهم إليها شوقا إ وظنوا أنها‬ ‫نصب اعينهم ‪ ،‬واذا مروا باية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم ‪ ،‬وظنوا‬ ‫ان زفير جهنم وشهيقها في أصول اذانهم ‪ .‬فهم حانون على أوساطهم ‪3‬‬ ‫مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم ‪ }،‬فهم يطلبون الى الله‬ ‫۔‪- ١٢٣ ‎‬‬ ‫فك رقابهم ‪ .‬وأما النهار ‪ .‬فعلماء حلياء أبرار أتقياء ‪ .‬قد براهم الخوف بري‬ ‫القداح ‪ ،‬ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم مرض ‪ .‬ويقول ‪ :‬قد‬ ‫خلطوا ولقد خالطهم أمر عظيم ‪ .‬لا يرضون من اعمالهم القليل ولا‬ ‫يستكثرون الكثير ‪ 3‬فهم لأنفسهم متهمون ومن اعمالهم مشفقون ‪ ،‬واذا زكي‬ ‫احدهم خاف مما يقال له فيقول ‪ :‬أنا اعلم بنفسي من غيري ‪ ،‬وربي أعلم بي‬ ‫من نفسي ؤ اللهم لا تاؤخذنا بما يقولون & واجعلني افضل عما يظنون ‪ ،‬واغفر‬ ‫لي ما لا يعلمون ‪.‬‬ ‫فمن علامة احد هم انك ترى له فترة في الدين }‪ .‬وحزما في لين وايمانا ي‬ ‫يقين ‪ .‬وحرصا في علم ‪ .‬وعليا في حلم ‪ 3‬وقصدا في غنى ‪ }.‬وخشوعا في‬ ‫عبادة } وتحجملا في فاقة ‪ .‬وصبرا في شدة وطلبا في حلال ‪ }،‬ونشاطا في هدى ‪3‬‬ ‫وتحرجا عن طمع ويعمل الأعمال الصاحلة وهو على وجل {‪ ،‬يمسي وهمه‬ ‫الشكر ‪ 9‬ويصبح وهمه الذكر } يبيت حذرا ويصبح فرحا ‪ ،‬حذرا لما حذر من‬ ‫الغفلة وفرحا بما أصاب من الفضل والرحمة ‪ .‬إن استصعبت عليه نفسه فييا‬ ‫تكره لم يعطها سؤ لها فيما تحب & قرة اعينهم فيما لا يزول } وزهادتهم فييا لا‬ ‫يبقى © يمزج الحلم بالعلم ‪ ©،‬والقول بالعمل ‪ ،‬تراه قريبا أمله ‪ 0‬قليلا أزله }‬ ‫خاشعا قلبه ‏‪ ٤3‬قانعة نفسه ©‪ ،‬منزورا اكله ‪ .‬سهلا امره ث‪ .‬حريزا دينه ميتة‬ ‫شهوته ‪ .3‬مكظرما غيظه ‪ ،‬الخير منه مأمول ‪ .‬والشر منه مأمون إن كان في‬ ‫الغافلين كتب من الذاكرين { وان كان من الذاكرين لم يكتب من الغافلين ‪3‬‬ ‫يعفو عمن ظلمه ‪ 3‬ويعطي من حرمه ‪ 0‬ويصل من قطعه ‪ ،‬بعيدا فحشه ‪ ،‬لينا‬ ‫قوله ‪ 0‬غائبا منكره ‪ .‬حاضرا معروفه } مقبلا خيره ‪ ،‬مدبرا شره ‪ ،‬في الزلازل‬ ‫وقور ‪ ،‬وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور ‪ ،‬لا يحيف على من يبغض ۔ ولا‬ ‫يأثم فيمن يحب & يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه ‪ ،‬لا يضيع ما استحفظ ؤ‬ ‫ولا ينسى ما ذكر به ‪ ،‬ولا ينابز بالألقاب ‪ ،‬ولا يضار بالجار ‪ .‬ولا يشمت‬ ‫بالمصائب ‪ ،‬ولا يدخل ني الباطل ‪ ،‬ولا يخرج من الحق ‪ .‬إن صمت لم يغمه‬ ‫صمته ‪ }.‬وان ضحك لم يعل صوته ‪ .‬وان بغي عليه صبر حتى يكون الله هو‬ ‫‏_ ‪ ١٦٤‬۔‬ ‫الذي ينتقم له } نفسه منه في عناء ‪ .‬والناس منه في راحة اتعب نفسه لآخرته ‪،‬‬ ‫واراح الناس من نفسه ‪ ،‬بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ‪ .‬ودنوه ممن دنا منه‬ ‫لين ورحمة ‪ 3‬ليس تباعده بكبر ولا عظمة © ولا دنوه بمكر وخديعة ‪ .‬واعلموا‬ ‫عباد الله ان المتقين ذهبوا لعاجل الدنيا واجل الآخرة ‪ 0‬فشاركوا أهل الدنيا في‬ ‫دنياهم } ولم يشاركهم أهل الدنيا في اخرتهم ‏‪ ٤‬سكنوا الدنيا فافضل ما‬ ‫سكنت & واكلوها بأفضل ما اكلت ©‪ ،‬فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون ‪3‬‬ ‫واخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبرون ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ ‪ ،‬والمتجر‬ ‫المربح ى أصابوا لذة ‪ 3‬زهدوا الدنيا ي دنياهم } وتيقنوا أنهم جيران الته غدا في‬ ‫اخرتهم لا ترد فهم دعوة } ولا ينقص لهم نصيب من لذة ‪ ،‬فاحذروا عباد الله‬ ‫الموت وقربه ‪ 5‬واعدوا له عدته } فإنه يأتي بأمر عظيم ‪ 3‬وخطب جليل ‪ ،‬بخير‬ ‫لا يكون معه شر أبدا } وشر لا يكون معه خير أبدا فمن اقرب الى الجنة من‬ ‫عاملها ‪ .‬ومن أقرب الى النار من عاملها ‪.‬‬ ‫وانكم طردوا الموت & إن اقمتم له أخذكم } وان فررتم منه ادرككم ؤ‬ ‫‪.‬‬ ‫ظلكم‬ ‫من‬ ‫لكم‬ ‫الزم‬ ‫وهو‬ ‫نارا‬ ‫فاحذروا‬ ‫خلفكم‬ ‫من‬ ‫وا لد نيا تطوى‬ ‫‪.‬‬ ‫بنوا صيكم‬ ‫معقود‬ ‫‏‪ ١‬لموت‬ ‫©{} ولا‬ ‫رحمة‬ ‫دار ليس فيها‬ ‫‪.‬‬ ‫وعذ ‏‪ ١‬مها جديد‬ ‫“©‪3‬‬ ‫شديد‬ ‫‏“©‪ ٨‬وحرها‬ ‫قعرها بعيد‬ ‫تسمع فيها دعوة ‪ .‬ولا تفرج فيها كربة وان استعظمتم أن يشتد خوفكم من‬ ‫الله ث وان يحسن ظنكم به فاجمعوا بينها ‪ 0‬فإن العبد انما يكون حسن ظنه بربه‬ ‫على قدر خوفه من ربه ‪ 3‬وان أحسن الناس ظنا بالله أشدهم خوفا له ‪.‬‬ ‫ومن وصيته لابنه الحسن ‪ .‬أوصيك بتقوى الته با بني ولزوم امره ‪3‬‬ ‫بينك‬ ‫سبب‬ ‫أوثق من‬ ‫سبب‬ ‫وأي‬ ‫‏‪ ٠‬وا لاعتصا م بحبله ‏‪٠‬‬ ‫قلبك بذكره‬ ‫وعمارة‬ ‫وقوه‬ ‫[‬ ‫قلبك بالموعظة ‏‪ ٠‬وأمته بالزهادة‬ ‫حى‬ ‫به‬ ‫أخذت‬ ‫أنت‬ ‫الله إن‬ ‫وبن‬ ‫باليقين ‪ 0‬ونوره بالحكمة } وذلله بذكر الموت ‪ ،‬وقرره بالفناء ‪ .‬وبصره فجائع‬ ‫عليه‬ ‫‪ .‬واعرض‬ ‫تقلب الليالي والأيام‬ ‫الدهر ‪ .‬وفحش‬ ‫صولة‬ ‫الدنيا ‪ .‬وحذره‬ ‫۔ ‏‪ ١٢٥‬۔‬ ‫أخبار الماضين ‪ ،‬وذكره بما أصاب قبلك من الأولين } وسر في ديارهم واثارهم‬ ‫فانظر ماذا فعلوا } وعيا انتقلوا ‪ .‬وأين حلوا ونزلوا } فإنك تجدهم انتقلوا عن‬ ‫الأحبة ‪ .‬وحلوا دار الغربة ‪ .‬وكأنك عن قليل صرت كأحدهم ‪ .‬فاصلح‬ ‫مثواك ‪ ،‬ولا تبع اخرتك بدنياك ودع القول فييا لا تعرف ‪ ،‬والخطاب فييا لا‬ ‫تكلف ‪ .‬وأمسك عن طريق إذا خفت ضلالته } فإن الكف عن حيرة الضلال‬ ‫خير من ركوب الأهوال & وامر بالمعروف تكن من أهله ‪ }،‬وانكر المنكر بيدك‬ ‫ولسانك & وباين من فعله بجهدك وجاهد في الئه حق جهاده ‪ .‬ولا تأخذك في‬ ‫الله لومة لائم ‪ 5‬وألج نفسك في الأمور كلها إلى إلهك ‪ 8‬فإنك تجيها الى كيف‬ ‫حريز ومانع عزيز & وتفقه في الدين ‪ 0‬وعود نفسك الصبر على المكروه ‪ 3‬ونعم‬ ‫الخلق التصبر ‪ 0‬واخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان ‪.‬‬ ‫يا بني إني قد أنبأتك عن الدنيا وأحوالها وزوالهما وانتقالها ‪ .3‬وأنبأتك عن‬ ‫الآخرة وما أعد الله فيها لأهلها ‪ .‬وضربت لك فيها الامثال لتعتبر بها وتحذر‬ ‫عليها ‪.‬‬ ‫إنما مثل الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم () منزل جديب & فأموا منزلا‬ ‫خصيبا ‪ 3‬وجنابا مربعا ‪ 0‬فاحتملوا وعثاء الطريق ‪ ،‬وفراق الصديق وخشونة‬ ‫السفر ‪ .‬وخشونة المطعم ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم ‪ 3‬فليس يبدون‬ ‫لشيء من ذلك الماء ولا يرون النفقة مغرما ولا شيء أحب إليهم بما قربهم إلى‬ ‫محلتهم ‪.‬‬ ‫الى‬ ‫وأدناهم‬ ‫منزلهم ‏‪٠‬‬ ‫ومثل من اغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم الى منزل‬ ‫مفارقة ما كانوا فيه‬ ‫عندهم من‬ ‫فليس شى ء اكره إليهم ولا افظع ‏(‪()٢‬‬ ‫جديب‬ ‫اليه ‪.‬‬ ‫عليه ويصيرون‬ ‫الى ما يهجمون‬ ‫‪ :‬لم يستو ف مكانه‬ ‫وئبّا۔۔ بضم فكسر ۔ ونبوة ‪ -‬بفتح فنكون‬ ‫‪ :‬نجوا ۔ بضمتين‬ ‫‏‪ ١‬۔ نيا جم ‪ :‬نيا الشيء‬ ‫‪ :‬ل يطمئن به ‪ .‬والنبوة هي‬ ‫‪ .‬ونبا عن الفراش‬ ‫المناصب له ‪ .‬ويقال ‪:‬كلمة نابية اي قلقة وغير منسجمة‬ ‫الجفوة ‪ .‬يقال بينهها نبوة وهو يشكو نبوة الدهر ‏‪ ٥5‬اي خطبه ‪.‬‬ ‫۔ ني الاصل (أفضع) والصحيح ما ثبت‬ ‫‏‪ ١٢٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫يا بنى ‪ :‬اجعل نفسك ميزانا بينك وبين غيرك ‪ 3‬فأحب لغيرك ما تحب‬ ‫لنفسك ‪ ،‬واكره لهم ما تكره لها ‪ .‬ولا تظلم كيا لا تحب ان تظلم ‪ .‬وأحسن كيا‬ ‫تحب ان نحسن إليك & واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ث وارض من‬ ‫الناس ما ترضاه لهم من نفسك ‪ ،‬ولا تقل ما لا تعلم وإن قل ولا تقل ما لا‬ ‫تحب أن يقال لك ‪ ،‬واعلم ان الاعجاب ضد الصواب وافة الألباب فاسع في‬ ‫كدحك ت ولا تكن خازنا لغيرك ‪.‬‬ ‫فإذا أنت هديت لقصدك فكن اخشع ما تكون لربك ‪.‬‬ ‫واعلم ان أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة وأنك لا غنى بك‬ ‫خحفة الظهر فلا تحمل على‬ ‫مع‬ ‫الزاد‬ ‫بلادغك من‬ ‫وقدر‬ ‫الارتياد‬ ‫حسن‬ ‫فيه عن‬ ‫‪ .‬واذا وجدت من اهل‬ ‫ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك عليك وبالا(_)۔‬ ‫الفاقة من يحمل زادك الى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه ‪.‬‬ ‫تطلبه فلا تحبده‬ ‫فاغتنمه وحمله إياه ‪ .‬واكثر من تزويده و نت قادر عليه فلعلك‬ ‫‪.‬‬ ‫عسرتك‬ ‫يوم‬ ‫ف‬ ‫لك‬ ‫ليجعل قضاءه‬ ‫غناك‬ ‫حا ل‬ ‫‏‪ ١‬ستقرضك ف‬ ‫وا غتنم من‬ ‫واعلم ان أمامك عقبة كؤ ودا الخف فيها احسن حالا من المثقل ‪.‬‬ ‫والمبطىعء عليها أقبح حالا من المسرع © وأن مهبطها بك لا محالة على جنة أنوار‬ ‫فارتد لنفسك قبل نزولك { ووطىع المنزل قبل حلوله ‪ 3‬فليس بعد الموت‬ ‫‪.‬‬ ‫ك ولا الى الدنيا منصرف‬ ‫مستعتب‬ ‫واعلم ان الذي بيده خزائن السموات والارض قد اذن لك فى الدعاء‬ ‫وتكفل لك بالاجابة ‪ 5‬وامرك ان تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك ‪ .‬و يجعل‬ ‫بينك وبينه من يحجبك ولم يلجئك الى من يشفع لك إليه ‪ 3‬ولم يمنعك إن شئت‬ ‫من التوبة ولم يعاجلك بالنقمة ‪ }.‬ولم يفضحك حيث الفضيحة © ولم يشدد‬ ‫عليك في قبول الانابة ؤ ولم يناقشك بالجريمة ‪ .‬ولم بيئسك من الرحمة بل جعل‬ ‫سيئاتك ۔ لعله سيئتك ۔ واحدة وحسب‬ ‫نزوعك عن الذنب حسنة وحسب‬ ‫‏‪ - ١‬وجدت في الاصل (عليك وبالا عليك) وهو تكرار لا حاجة اليه فحذفت كلمة عليك‬ ‫۔_ ‏‪ ١٢٧‬۔‬ ‫حسنتك عشرا وفتح لك باب المتاب وباب الاستعتاب فإذا ناديته سمع نداك ‏‪٥‬‬ ‫واذا ناجيته علم نجواك ‪ .‬واذا شئت اقتضيته فافضيت إليه بحاجتك وأبثشته‬ ‫ذات نفسك‪ .‬وشكوت إليه همومك { واستكشفته كربك واستعنته على‬ ‫أمورك ‪ .‬وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على عطائه غيره ‪ .‬واستفتحت‬ ‫أبواب نعمته ‪ 3‬واستمطرت شبابيب رحمته ‪ .‬وربما أخر عنك الاجابة ليكون‬ ‫لك أعظم الأجر للسائلين وأجزل العطاء للآملين ‪.‬‬ ‫وآجلا وصرف‬ ‫ا لشي ء فلا تؤ تاه وأوتيت خيرا منه عاجلا‬ ‫وريما تسأل‬ ‫عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك ولو أوتيته ‪ .‬فلتكن‬ ‫مسألتك له فييا يبقى لك جماله ‪ .‬وينفى عنك وباله ‪.‬‬ ‫واعلم أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا ‪ .‬وللفناء لا للبقاء وللموت لا‬ ‫للحياة ‪ .‬وانك في منزلة قلعة } ودار بلغة ‪ .0‬وطريق الى الآخرة ‪ .‬وأنك طريد‬ ‫الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ‪ ،‬ولا بد أنك مدركه ‪ .‬فكن منه‬ ‫على حذر ان يدركك وأنت على حالة سيئة ‪ .‬وقد كنت تحدث نفسك منها‬ ‫بالتوبة فتحول بينك وبين ذلك & فإذا أنت قد اهلكت نفسك ‪.‬‬ ‫يا بي اكثر من ذكر الموت ©} وذكر ما تهجم عليه } وتقضي بعد الموت‬ ‫عليه حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك } وشددت له ازرك & ولا يأتيك بغتة‬ ‫فيبهرك ‪ .‬واياك ان تغتر يما ترى من اخلاد اهل الدنيا وتكالبهم عليك فقد‬ ‫نبأك الته عنها ‪ .‬ونعت لك هي نفسها ‪ 3‬وتكشفت لك عن مساوئها } فإنما‬ ‫اهلها كلاب عاوية وسباع عادية ضارية ‪ 0‬يهر بعضها على بعض ويأكل عزيزها‬ ‫ذليلها ‪ .‬ويقهر كبيرها صغيرها ‪.‬‬ ‫نعم معلقة ۔ لعله ۔ معقلة واخر مهملة ‪ .‬قد أضلت وركبت مجهولا‬ ‫سلكت بهم الدنيا طريق العمى ‪ ،‬وأخذت بأبصارهم عن منازل الهدى فتاهوا‬ ‫في حيرتها ‪ .‬وغرقوا في نعمتها ‪ ،‬واتخذوها ربا فلعبت بهم الدنيا ولعبوا بها‬ ‫ونسوا ما وراءها ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ١٢٨‬۔‬ ‫من أسرع‬ ‫الأظعان يوشك‬ ‫رويدا يسفر الظلام كأن قد وردت‬ ‫ان يلحق ‪.‬‬ ‫واعلم يا بني ان من كانت مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وان كان‬ ‫واقفا ‪ .‬ويقطع المسافة وان كان مقييا وادعا ‪ .‬واعلم يقينا انك لن تبلغ أملك ‏‪١‬‬ ‫ولن تعدو أجلك & وانك في سبيل من كان قبلك فخفض في الطلب وأجمل في‬ ‫المكتسب فإنه رب طلب قد جر الى حرب ‪ ،‬وليس كل طالب بمرزوق ولا كل‬ ‫‪ .‬واكرم نفسك عن كل دنية ‪ 3‬وان ساقتك الى الرغائب فإنك‬ ‫مجمل محروم‬ ‫لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الته‬ ‫حرا { وما خير خير لا ينال إلا بشر } ويسر لا ينال الا بعسر & وإياك ان تزحف‬ ‫بك مطايا اللجاج فتوردك مناهل الهلكة ‪ .‬وان استطعت ان لا يكون بينك‬ ‫وبين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك واخذ سهمك ء وان اليسير من‬ ‫الله اكرم واعظم من الكثير خلقه ‪ 3‬وان كان كل منه ‪ [.‬وتلافيك ما فرط من‬ ‫صمتك أيسر من ادراكك ما فات من منطقك {} وحفظك ما في الوعاء بشد‬ ‫الوكاء ‪ .‬وحفظ ما في يديك أحب إل من طلب ما في يد غيرك ‪ ،‬ومرارة اليأس‬ ‫خير من الطلب الى الناس & والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور والمرء‬ ‫ساع الى ما يضره ‪.‬‬ ‫احفظ لسره ورب‬ ‫‏‪ ٠‬بئس الطعام‬ ‫أهل الشر تبن عنهم‬ ‫‏‪ ٠‬وباين‬ ‫منهم‬ ‫اهل الخير تكن‬ ‫قارن‬ ‫الحرام ‪ .‬وظلم الضعيف أفحش الظلم ‪.‬‬ ‫وإياك والاتكال على المنى فإنها بضائع التوكي‬ ‫بادر ا لفرصة قبل ان‬ ‫‪ .‬وخر ما جربت ما وعظك ۔‪،‬‬ ‫ا لتجارب‬ ‫وا لعقل حفظ‬ ‫© ليس كل طا لب يصيب ولا كل غائب يؤ وب ومن الفساد اضاعة‬ ‫تكون غصة‬ ‫الزاد ‪ .‬ومفسدة المعاد ‪ 3‬ولكل أمر عاقبة ‪ .‬سوف يأتيك ما قدر لك & واياك أن‬ ‫تطمح بك مطية اللجاح ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢4٩‬۔‬ ‫احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة ‪ .‬وعند صدوده على‬ ‫اللطف والمقاربة ‪ .‬وعند حموده على البذل {} وعند تباعده على الدنو ‪ .3‬وعند‬ ‫شدته على اللين ‪ 30‬وعند جرمه على الغدر كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك &‬ ‫اياك ان تضع ذلك في غير موضعه ‪.‬‬ ‫لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك ك ولا تخص أخاك‬ ‫النصيحة حسنة كانت ام قبيحة ‪ ،‬وتبرع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلى منها‬ ‫عاقبة ‪ .‬ولن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك ‪ ،‬وجز على عدوك بالفضل‬ ‫فإنه أحد الظفرين { وإذا أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع‬ ‫اليها إن بدا له ذلك يوما ‪ .‬ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه ولا يكن أهلك‬ ‫أشقى الخلق بك ‪.‬‬ ‫ولا ترغبن فيمن زهد فيك & ولا يكونن أخوك اقوى على قطيعتك منك‬ ‫على صلته ‪ .‬ولا تكونن على الاساءة أقوى منك على الاحسان ‪.‬‬ ‫ونقفعحك وليس‬ ‫ظلمك فإ نه يسعى في مضرته‬ ‫عليك ظلم من‬ ‫ولا يكبرن‬ ‫‪.‬‬ ‫ان تسوءه‬ ‫سرك‬ ‫من‬ ‫جزاء‬ ‫واعلم يا بني أن الرزق رزقان ‪ :‬رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن أنت لم‬ ‫تاته أتاك ‪ 3‬ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى ‪ ،‬وانما لك من‬ ‫دنياك ما أصلحت به مثواك وان كنت جازعا على ما أثقلت من يديك فاجز ع‬ ‫على كل ما لم يصل إليك “‪ ،‬لا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بلغت في‬ ‫إيلامه ‪ 3‬فإن العاقل يتعظ بالادب & والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب ‪.‬‬ ‫بعزائم ‏‪ ١‬لصبر وحسن ‏‪ ١‬ليقعن من ترك القصد‬ ‫ا لهموم‬ ‫اطرح عنك وارد ات‬ ‫جار ‪.‬‬ ‫۔ وا هوى شريك ‏‪ ١‬لعمى‬ ‫غيبه‬ ‫‏‪ ٦‬والصديق من صدق‬ ‫الصاحب مناسب‬ ‫رب بعيد اقرب من قريب ‪ {،‬وقريب أبعد من بعيد ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٣٠‬۔‬ ‫من اقتصر على قدره كان ابقى له ‪.‬‬ ‫ربما أخطأ البصير قصده ك{ وأصاب العمى ‪ -‬لعله ۔ الأعمى رشده ‪.‬‬ ‫وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ‪.‬‬ ‫من أمن الزمان أخانه ‪ .‬ومن عظمه اهانه ‪.‬‬ ‫ليس كل من رمى أصاب دما ‪.‬‬ ‫اذا تغير السلطان تغير الزمان ‪.‬‬ ‫سل عن الرفيق قبل الطريق ‪ ،‬وعن الجار قبل الدار ‪ .‬وإياك ومناورة‬ ‫النساء فإن رأيهن إلى أفن ث وعزمهن الى وهن واكفف عليهن من أبصارهن‬ ‫بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب ابقى عليهن ‪ 3‬وليس خروجهن بأشد من‬ ‫ادخال من لا تثق به عليهن ‪ ،‬وان استطعت ان لا يعرفن غيرك فافعل { ولا‬ ‫تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة } ولا‬ ‫تطمعها في أن تشفع لغيرها } واياك والتغاير في موضع غيرة فإن ذلك يدعو‬ ‫الصحيح الى السقم © والبرىع الى الريبة } واكرم عشيرتك } فإنهم جناحك‬ ‫الذي به تطير ‪ 3‬وأصلك الذي إليه تصير } ويدك التي بها تصول ‪.‬‬ ‫استودعك الله دينك ودنياك ‪ ،‬واسأله خير القضاء لك في العاجلة والآجلة‬ ‫والدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫ومن كلام له أيضا قال ‪ :‬وتمسك بحبل القرآن وانتصحه وأحل حلاله‬ ‫وحرم حرامه ‪ 0‬وتصدق بما سلف من الحق & واعتبر بما مضى من الدنيا بمباقي‬ ‫منها ‪ .‬فإن بعضها يشبه بعضا واخرها لاحق بأولها كلها حائل مفارق ‪.‬‬ ‫وعظم اسم الله ان تذكره إلا على حق ‪ ،‬واكثر ذكر الموت وما بعد‬ ‫الموت {‪ ،‬ولا تتمنى الموت إلا بشرط وثيق ‪ .‬واكره كل عمل رضاه صاحبه‬ ‫لنفسه ‪ ،‬ويكره لعامة المسلمين ‪ ،‬واحذر كل عمل تعمل به في السر وتستحي‬ ‫۔_ ‏‪ ١٣١‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫واعتذر‬ ‫نكره‬ ‫سئل عنه صاحبه‬ ‫كل عمل إذا‬ ‫واحذر‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العلانية‬ ‫ف‬ ‫منه‬ ‫ما‬ ‫بكل‬ ‫الناس‬ ‫تحدث‬ ‫ولا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫لنبال القول‬ ‫ولا تجعل عرضك غرضا‬ ‫‏‪ ٠‬ولا ترد على الناس بكل ما حدثوك به فكفى بذلك‬ ‫سمعت فكفى بذلك كذبا‬ ‫جهلا ‪.‬‬ ‫ئ وتحجباوز عند القدرة ©{© وا صفح‬ ‫© واحلم عند ا لغفضب‬ ‫واكظم الفيظ‬ ‫عند الزلة ‪ .‬تكن لك العاقبة ‪.‬‬ ‫واستصلح كل نعمة أنعمها الله عليك “‪ ،‬ولا تضيعن نعمة إن انعم الله‬ ‫بها عليك } وكبر أثر ما انعم الته به عليك ‪.‬‬ ‫واعلم أن أفضل المؤ منين افضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله وإنك ما‬ ‫تقدم من خير يبق لك ذخره ‪ 3‬وما تؤخر يكن لغيرك خيره ‪ 3‬واحذر‬ ‫من يقبل رأيه وينكر عمله ث فإن الصاحب معتبر بصاحبه ‪.‬‬ ‫صحابة ('م‬ ‫واسكن الامصار العظام فإنها جماع المسلمين } واحذر منازل الغفلة‬ ‫والجفاء وقلة الأعوان على طاعة الله ‪ .‬واقصر رأيك على ما يعنيك ‪ ،‬وإياك‬ ‫ومقاعد الاسواق فإنها محاضر الشيطان ومغارس الفتن ‪ ،‬واكثر ان تنظر الى من‬ ‫فضلت عليه فإن ذلك من أبواب الشكر ‪.‬‬ ‫ولا تسافر في يوم جمعة حتى تشهد الصلاة إلا قاصدا في سبيل انته او ني‬ ‫أمر تعذر به } وأطع الله في جميع أمورك } فإن طاعة الته فاضلة على ما سواها ‪.‬‬ ‫عفوها‬ ‫مها ولا ترهقها ‏‪ ٠‬وخذ في‬ ‫وارفق‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لعبادة‬ ‫نفسك في‬ ‫وخادع‬ ‫ونشاطها إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة { فإنه لا بد من قضائها‬ ‫وتعاهدها عند حلها ‪.‬‬ ‫وإياك ان ينزل بك ملك الموت وأنت ابق من ربك في طلب الدنيا ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬هكذا وجدت في الاصل ولعله يريد (صحبة)‬ ‫۔ ‏‪ ١٣٢‬۔‬ ‫وإياك ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق ‪ ،‬ووقر الته وأحبب‬ ‫© واتق الله‬ ‫ابليس لعنه الله‬ ‫فإنه حند عظيم من جنود‬ ‫الغضب‬ ‫‏‪ ٠‬واحذر‬ ‫أحباءه‬ ‫في كل مساء وصباح وخف على نفسك الغرور ولا تأمنها على حال ‪.‬‬ ‫واعلم أنك ان لم تردع نفسك عن كثير مما تحب مخافة مكروهة سمت بها‬ ‫الأهواء الى كثير من الضر ‪ ،‬فكن لنفسك مانعا رادعا ‪ 5،‬ولنزواتك عند الحفيظة‬ ‫قامعا ‪.‬‬ ‫كشف‬ ‫من‬ ‫بالذل‬ ‫ورضى‬ ‫‪6‬‬ ‫‏‪ ١‬لطمع‬ ‫استشعر‬ ‫من‬ ‫بنفسه‬ ‫ازرى‬ ‫‪:‬‬ ‫قا ل‬ ‫ضره ‪ ،.‬وهانت عليه نفسه من أمر عليه لسانه ‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ححته‬ ‫عن‬ ‫‏‪ ١‬لفطن‬ ‫حرس‬ ‫وا لفقر‬ ‫©‬ ‫منقصة‬ ‫وا لحجبن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عار‬ ‫وا لبخل‬ ‫والمقل غريب في بلدته } والعجز افة ‪ 3‬والصبر شجاعة } والزهد ثروة والورع‬ ‫&‬ ‫محددة‬ ‫حلل‬ ‫والآداب‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والعلم وراثة كريمة‬ ‫الرضى ‪6‬‬ ‫ونعم القرين‬ ‫ئ‬ ‫حنة‬ ‫‪6‬‬ ‫المودة‬ ‫حبال‬ ‫والبشاشة‬ ‫‪.‬‬ ‫سره‬ ‫صندوق‬ ‫العاقل‬ ‫وصدر‬ ‫‪6‬‬ ‫صافية‬ ‫مرآة‬ ‫والفكر‬ ‫والاحتمال قبر العيوب ‪ 0‬ومن رضي عن نفسه كثر الساخط عليه ‪ ،‬وأعمال‬ ‫أعينهم ف اجلهم ‪.‬‬ ‫العباد في عاجلهم نصب‬ ‫وقال ‪ :‬خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم ‪ ،‬وان غبتم‬ ‫حنوا إليكم ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬فاعل الخير ‪ .‬خير منه ‪ 3‬وقال ‪ :‬الشر ۔ لعله فاعل الشر شر‬ ‫وقال ‪ :‬من أسرع الى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬ما أضمر احد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬امش بدائك ما سيء بك ‪.‬‬ ‫_ ‪- ١٧٣٣‬‬ ‫وقال ‪ :‬افضل الزهد ‪ .‬اخفى الزهد ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من جرى في عنان أمله عثر بأجله ‪.‬‬ ‫تمر مر‬ ‫والفرصة‬ ‫بالحرمان ‪3‬‬ ‫بالخيبة ‪ .3‬والحياء‬ ‫الهيبة‬ ‫قرنت‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫شبع‬ ‫اذا‬ ‫واللئيم‬ ‫جاع ‪.‬‬ ‫الكريم إذا‬ ‫صولة‬ ‫احذروا‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫وقال ‪ :‬قلوب الرجال وحشية فمن تالفها أقبلت إليه ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬عيبك مستور ما أسعدك جدك ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأسرار‬ ‫بإجالة الرأي والرأي بتحصن‬ ‫‪ :‬الظفر بالحزم والجزم‬ ‫وقال‬ ‫وقال ‪ :‬الغنى في الغربة وطن © والفقر في الوطن غربة ‪.‬‬ ‫لا تستح من‬ ‫طلبها الى غمر أهلها &‬ ‫من‬ ‫الحاجة أهون‬ ‫فوت‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫اعطاء القليل فإن الحرمان اقل منه ‪ .‬وقال ‪ :‬إذا تم العقل نقص الكلام قال ‪:‬‬ ‫من نصب نفسه اماما للناس فعليه ان يبدأ بتعليم نفسه قبل غيره ولكن تأديبه‬ ‫بسيرته قبل تأديبه بلسانه ‪.‬‬ ‫ومؤ دبهم ‪.‬‬ ‫معلم الناس‬ ‫من‬ ‫ومعلم نفسه ومؤ دعها أحق بااجلال‬ ‫وقال ‪ :‬اذا اقبلت الدنيا على قوم أعارتهم محاسن غيرهم إ واذا ادبرت‬ ‫سلبتهم محاسن انفسهم ‪.‬‬ ‫عنهم‬ ‫© وأرفعه ما ظهر على الجوارح‬ ‫على اللسان‬ ‫العلم ما وقف‬ ‫‪ :‬أوضع‬ ‫وقال‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫والأركان‬ ‫وقال ‪ :‬لا يترك الناس شيئا من دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله‬ ‫‏‪ ١٣٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫غصة‬ ‫الفرصة‬ ‫اضاعة‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫إيمان‬ ‫الرجال‬ ‫كفر وغيرة‬ ‫المراعاة‬ ‫‪:‬‬ ‫غيره‬ ‫وقال‬ ‫نكبته‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫في ثلاث‬ ‫محفظ أخاه‬ ‫صديقا حى‬ ‫الصديق‬ ‫لا يكون‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫وغيبته ووفاته ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من قصر في العمل ابتلي بالهم } ولا حاجة لته فيمن ليس لته في‬ ‫‪.‬‬ ‫نصيب‬ ‫وماله‬ ‫نفسه‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك‬ ‫داخل في‬ ‫كل‬ ‫‏‪ ٠‬وعلى‬ ‫كالداخل فيه معهم‬ ‫بفعل قوم‬ ‫الراضي‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫باطل اثمان {} إثم العمل به واثم الرضى ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء الظن به ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من لم ينجه الصبر اهلكه الجزع ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬حسد الصديق من سقم المودة ‪.‬‬ ‫المرء بنفسه أحد حساد عقله ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬عجب‬ ‫وقال ‪ :‬في تقلب الاحوال علم جواهر الرجال ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬آلة السياسة الصدر‬ ‫‪.‬‬ ‫والحوادث‬ ‫الوارث‬ ‫‪.‬‬ ‫ماله شريكان‬ ‫في‬ ‫امرىء‬ ‫لكل‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‏_ ‪ ١٣٥‬۔‬ ‫وقال ‪ :‬ماء وجهك ماء جامد يقطره السؤال فانظر عند من تقطره ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬ما خبر بخبر بعده النار ‪ 7‬ولا شر بشر بعده الجنة ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬خذ من الدنيا وتلوى عيا تولى عنك فإن لم أنت لم تفعل فاجمل في‬ ‫الطلب ‪.‬‬ ‫وقال كفاك أدبا لنفسك ما تكرهه من غيرك ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من صبر ‪ .‬صبر الاحرار والا سلا سلوى الاغمار()‬ ‫وقال ‪ :‬كفاك من عقلك ما أوضح سبيل غيك من رشدك ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنما شكاها إلى الته تعالى ‪ 3‬ومن‬ ‫شكاها الى كافر فكأنما ۔ لعله ۔ شكا الته ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬إن آخر الناس صفقة وأخيبهم سعيا رجل اخلق بدنه في طلب‬ ‫آماله ولم تساعده المقادير على ارادته فخرج من الدنيا بحسرته وقدم على الآخرة‬ ‫التبعات ‪.‬‬ ‫وبقاء‬ ‫اللذات‬ ‫انقطاع‬ ‫اذكروا‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫وقال ‪ :‬الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الته تعالى ‪ :‬لكيلا تأسوا‬ ‫على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكمهه(") ‪،‬ؤ فمن لم يأس على الماضي ‪ .‬ولم‬ ‫‏‪ ١‬۔ سلا سلو الأغمار ‪ :‬غمرت اليد غمرا تعلق بها ريح اللحم أو الدسم ‪ .‬وغمر عرضه ‪ :‬دنسه ‪ .‬وغمر‬ ‫صدره على فلان ‪ :‬امتللا حقدا وغلا ‪ .‬والغمر من الماء خلاف الضحل ‪ {.‬ومن الثياب ؛ الواسع‬ ‫‪ .‬وما يغمر من رائحة الدسم سائر الر وانح ‪ .‬والخمر من الرجال قليل التحربة ومن الخيل ‪:‬‬ ‫الساتر‬ ‫الجواد الكثير المدو الواسع الجري ‪ .‬وليل غمر ‪ :‬شديد الظلمة ‪ .‬والفمر ‪ :‬الزعفران وطلاء يتخذ من‬ ‫الزعفران أو الكركم وتجمع على أغمار ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الآية ‏‪ ٢٣‬من سورة الحديد‬ ‫‏‪- ١٣٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫الربا ‪.‬‬ ‫ارتطم في‬ ‫تحجر بغخر فقه‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫بكبارها‬ ‫الله‬ ‫ابتلاه‬ ‫المصائب‬ ‫صغار‬ ‫عظم‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته‬ ‫وقال ‪ :‬زهدك في راغب فيك نقصان حظ { ورغبتك في زاهد فيك ذل‬ ‫ينىىسرك على‬ ‫حين‬ ‫تؤ ثر الصدق ۔ لعله ۔ حيث‬ ‫الايمان‬ ‫علامة‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫الكذب حيث ينفعك & وان لا يكون في حديثك فضل عن عملك & وان تتقى‬ ‫النه في حديث غيرك ‪.‬‬ ‫الباب السابع عشر‬ ‫في لزوم التقوى‬ ‫قال الته تعالى ‪« :‬يا أيها الذين امنو اتقوا اله حق تقاته ولا تموتن إلا‬ ‫وانتم مسلمون»‪)١‬‏‬ ‫وقال الته تعالى ‪ :‬واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما‬ ‫كسبت وهم لا يظلمونه")‬ ‫فقد أمر الله تعالى عباده المؤ منين بتقواه } والتزام طاعته ‪ .‬فيا أيها الغافل‬ ‫‪ .‬والجاهل الحيران ‪ ،‬والنائم السكران انتبه من هذه الرقدة }‬ ‫الوسنان‬ ‫واستيقظ من هذه الغفلة ‪ 5‬واستفق من هذه السكرة ‪ .‬واعمر قلبك بخوف الله‬ ‫ومراقبته واستحي منه ‪ ،‬واخرج عن قلبك حب الدنيا والرغبة فيها } واعلم ان‬ ‫من ادعى محبة الته وهو يحب الدنيا فهو جاهل كذاب غير عارف بحق الله من‬ ‫قطاع الطريق كيا ذكر في الخبر ‪ :‬ان الله تعالى أوحى الى داود عليه السلام ‪ ،‬يا‬ ‫داود ؛ لا تستشر في رأيك عالما اسكره حب الدنيا فيقطعك بسكره عن طريق‬ ‫لقد‬ ‫محبتي ‪ ،‬ومن لم يكن متاسيا بالنبي يلة لم يكن متبعا لأثره قال الئه تعالى ‪:‬‬ ‫كان لكم في رسول اه اسوة حسنة لمن كان يرجو اله واليوم الآخر » ‏({‪)٨‬‬ ‫من‬ ‫وا مكنه‬ ‫بزمامه ‏‪٠‬‬ ‫وقاده‬ ‫&‬ ‫منه‬ ‫اللثشيطان‬ ‫للد نيا قد تمكن‬ ‫وا محب‬ ‫ان‬ ‫رآل‬ ‫عسو‬ ‫مرة‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ١٠٢‬من‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٢٨١‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٢١‬من سورة الاحزاب‬ ‫‏‪ ١٣٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫‏‪ ١‬لد نيا‬ ‫في‬ ‫با لفكرة‬ ‫‏‪ ١‬لد هر مشغول‬ ‫طول‬ ‫فقلبه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مرضاته‬ ‫في‬ ‫عمره‬ ‫وا فنى‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫نقسه‬ ‫وحبها والزيادة منها } وقلبه مع الكثرة والمباهاة ويحسب انه من جملة المقربين‬ ‫حنا فه أو يرا قبه بل خسر‬ ‫محبا لله أو كيف‬ ‫فكيف يكون‬ ‫صفته‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫فمن‬ ‫الدنيا والآخرة واعلم ان أصل التقوى لزوم المعرفة ولزوم خوف الته تعالى &‬ ‫ولزوم الخشوع له ‪.‬‬ ‫ا لله‬ ‫عند‬ ‫لا تنفعك‬ ‫بحجج‬ ‫فتحتج‬ ‫بغروره‬ ‫مخدعك ‏‪ ١‬لشيطان‬ ‫ان‬ ‫واحذر‬ ‫تعالى غدا فالواجب على كل انسان ان يشعر قلبه التوبة بصدق النية ويلتزم‬ ‫الله ‪ .‬ومراده‬ ‫النه العظيم ويلزم نفسه حقيقة معرفة‬ ‫‪ .‬وتقوى‬ ‫الأعمال الصالحة‬ ‫من خلقه } لأن من عرف الله خافه ث ومن خافه خشع له ‪ 3‬ومن خاف الله لم‬ ‫يخف من شيع غيره وخافه كل شيء حتى ان أبليس لعنه الله يخافه ويمتنع منه ‪.‬‬ ‫ومن لم يعرف الله لم يخف منه لأنه كيف يخاف من لا يعرف ومن لا يخاف‬ ‫من الله خوفه من كل شيع وسلط عليه الشيطان فعليك أيها الانسان بخوف‬ ‫الته ومراقبته وتقواه في السر والعلانية واعبده كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه‬ ‫يراك بلا محالة ‪ 3‬لأن الته مطلع على عمل كل عبد دقيقه وجليليه وعلى سره‬ ‫ويعلم ‏‪ ١‬لسر‬ ‫عمله وما بيديه وما يريد بعمله ‘‬ ‫وعلا نيته ويعلم ما محفى من‬ ‫ا لأعين وما تخفى ا لصدور قال‬ ‫ويعلم خائنة‬ ‫ا لقلوب‬ ‫‏‪ ٦‬ويعلم ضمائر‬ ‫وا لاخفى‬ ‫بما كسبت ي((‬ ‫هو قائم على كل نفس‬ ‫الته تعالى ‪« :‬افمن‬ ‫وقال تعالى‪« :‬ان انه كان عليكم رقيباگه(‪)٢‬‏‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ()‬ ‫‪ .‬فقال له ‪ :‬يما‬ ‫بن على ‪ :‬عظنى‬ ‫حميد انه قال لسليمان‬ ‫وذكر عن‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٣٢‬من سورة الرعد‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١‬من سورة النساء‬ ‫القصمصر‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٦٩‬‬ ‫الآية‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏‪ ١٤٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫أعظك ؟ لئن كنت اذا عصيت الله عالما موقنا بأنه يراك حين تعصيه فقد‬ ‫‪.‬‬ ‫فقد كفرت‬ ‫أنه لا براك‬ ‫تظن‬ ‫كنت‬ ‫وان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫أمر عظيم‬ ‫على‬ ‫اجترأت‬ ‫قال اته تعالى ‪ :‬واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفسر ما‬ ‫‪ 5‬فهذا خطاب من الله عز وجل وهو فرض‬ ‫كسبت وهم لا يظلمون»(‪)١‬‏‬ ‫على جميع خلقه فرضه في كتابه ‪ 7‬وهو العمل بمحكمه في الأمر والنهي والخوف‬ ‫والرجاء لوعده ووعيده ‪ ،‬والايمان متشابهه والاعتبار بقصصه وأمثاله ‪ 5‬فإذا‬ ‫فعلت ذلك أيها الانسان فقد خرجت من ظلمة الجهل الى نور العلم ‪ .‬ومن‬ ‫الشك الى اليقين قال الله تعالى ‪ :‬انه ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات‬ ‫وانما يعرف هذا أهل العقل الذين عقلوا عن الله ما ارادوا من‬ ‫الى النوريه(")‬ ‫خلقه فعملوا في احكام الطهارة وتنزهوا عن الشبهات لقول الرسول يأ ‪:‬‬ ‫«الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات» وتركها خير من أخذها‬ ‫وركوبها فالزم نفسك أيها الانسان تقوى الله في السر والعلانية ‪.‬‬ ‫واعلم أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ‪ ،‬والمؤمن من أمن‬ ‫الناس من بوائقه ‪ .‬كيا ذكر عن أبي بكر الصديق ۔ رضي الئه عنه أنه قال ‪:‬‬ ‫اتقوا الله بتقاه ‪ .‬ولتكف يدك عن دماء المسلمين ‪ 3‬وبطنك من أموالهم ‪،‬‬ ‫ولسانك عن أعراضهم ‪ ،‬وحاسب نفسك قبل كل خطرة ‪ 0‬وراقب الثه في كل‬ ‫نفس تتنفس به ‪ ،‬ولا تهمل نفسك كل الاهمال ‪.‬‬ ‫وكا قال عمر ۔ رضي الله عنه ۔ ‪ :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا‬ ‫وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ‪ 3‬وتاهبوا للعرض الاكبر «يومئذ تعرضون‬ ‫لا تخفى منكم خافية » () ‪.‬‬ ‫فعليك يا أخي بخوف اله وتقواه في جميع أمورك وفني جميع أحوالك‬ ‫‏‪ ٢٨١‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٢٥4٩‬من سورة البقرة‬ ‫الآية ‏‪ ١٨‬من سورة الحاقة‬ ‫‏‪٢٣‬‬ ‫‏‪ ١٤١‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫ما يصيبك‬ ‫على‬ ‫صبر‬ ‫وا‬ ‫أمورك‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫وارجه‬ ‫‪5‬‬ ‫و فعا لك‬ ‫و قوا لك‬ ‫داود ‪ :‬ينبغي للعاقل أن لا يغفل عن أربع‬ ‫وكا ذكر في حكمة‬ ‫‏&©‪ ٨‬وساعة يخلو‬ ‫يناجي فيها ربه‬ ‫‪ 3‬وساعة‬ ‫فيها نفسه‬ ‫حاسب‬ ‫؛ فساعة‬ ‫ساعات‬ ‫‪ 3‬وساعة يخلو بين نفسه ولذ اها فيها‬ ‫فيها مع اخوا نها لذين يعرفونه بعيوب نفسه‬ ‫يحل ويحمد ‪.‬‬ ‫واعلم بالحقيقة أنه ليس المطلوب من الخلق بك أحدا غيرك فلا تخف‬ ‫إلا ذنبك ‪ ،‬ولا ترج إلا ربك & ولا تهمل نفسك الاهمال فتهلك إلى الابد إلا‬ ‫أن يرحمك الله } قال الله ۔ تعالى ۔ ‪« :‬أفحسبتم أغا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا‬ ‫‏(‪. )١‬‬ ‫لا ترجعون»‬ ‫واعلم أن أقل الناس هما في الآخرة أهل الزهد في الدنيا وأتعب الناس‬ ‫قلوبا في الدنيا أهل المعرفة بالله لأن خوف الله ۔ تعالى ۔ أشد على البدن ©‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫المال‬ ‫وانفاق‬ ‫النهار ‏‪٠‬‬ ‫وصيام‬ ‫قيام الليل ‏‪٠‬‬ ‫النفس من‬ ‫على‬ ‫وأتعب‬ ‫ف‬ ‫وزاد‬ ‫التقوى‬ ‫الله ومراقبته اشتد خوفه والتزم‬ ‫لزم العبد خوف‬ ‫فإذا‬ ‫©{}‬ ‫الل‬ ‫العمل كيا قيل ‪ :‬من اتقى الله واليوم الآخر جد في العمل ‪ 3‬وقصر في الامل‬ ‫كل‬ ‫لسانه عن‬ ‫ليله قائا ‪ .0‬ونهاره صائيا ‪ .‬وكف‬ ‫الأجل ‪ .‬وكان‬ ‫بغتة‬ ‫وحذر‬ ‫‪.‬‬ ‫ما لا يعنيه‬ ‫واعلم أنه لا طريق أقرب من الصدق ‪ ،‬ولا دليل أنجح من العمل‬ ‫ولا زاد أبلغ من التقوى {} ولا شيء أثبت للوسواس من ذكر الفضول ‪8‬‬ ‫ولا عمل أرجى في القبول من سلامة الصدور واعلم أن صحة اليقين في ثلاثة‬ ‫أشياء ‪ :‬سكون القلب إلى الثقة بالله ۔ تعالى ۔ ‪ ©،‬وانفاذ أمر الله ‪ 0‬والاشفاق‬ ‫والوجل من سابق العلم & ومن ازداد لله يقينا ازداد له معرفة وازداد عند الله‬ ‫كرامة كيا ذكر في الخبر عن النبي يي أنه قيل له ‪ :‬يا رسول الله ؛ إن عيسى‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١١٥‬من سورة المؤمنون!‬ ‫۔_‪١٤٦٢‬‏ ۔‬ ‫عليه السلام ۔ كان يمشي على الماء فقال ‪« :‬لو ازداد يقينا مشى في الهواء» ‪.‬‬ ‫ولا يكون الخوف إلا بعد اليقين ‪ ©،‬وأصل ذلك كله المراقبة لله الواحد‬ ‫المراقبة في ثلاثة أشياء ‪ :‬مراقبة الله ۔ تعالى ۔ في العمل‬ ‫القهار ‪ .‬وأصل‬ ‫بطاعته } ومراقبة الته ۔ تعالى في ترك معصيته ‪ ©،‬ومراقبة الله ۔ تعالى في الهم‬ ‫والخواطر والوسوسة لقول رسول الله يلة ‪« :‬اعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن‬ ‫تراه فإنه يراك» ثم عليك أيها الانسان بالاجتهاد في اصلاح نفسك & وتحفظ من‬ ‫المظالم وتقلل من المطاعم ‪ 3‬وعليك باخذ الكفاف من القوت ‪.‬‬ ‫واترك المفضل الذي يطغيك ويلهيك فيذلك تنل الدرجة العليا لقول‬ ‫اته ۔ تعالى ۔ ‪ :‬إن أكرمكم عند الله أتقاكمهه‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫في كتاب‬ ‫‪« :‬إفي لأعرف آيتين‬ ‫الله كين أنه قال‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫ولما روي‬ ‫لو أخذ الناس بهيا لكفتهم عن جميع الأشياء ؛ قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ومن يتق الله‬ ‫يجعل له حرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب‪4‬ه"ا ‪ .‬وقوله ‪ :‬ومن يتق اته‬ ‫يجعل له من أمره يسرا ("ئ ء يعني من كل أمر يضيق عليه ومن شبهات الدنيا‬ ‫وغمرات الموت وشدائد الآخرة ‪.‬‬ ‫وذكر عن النبي يلة أنه قال ‪« :‬ان الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين إذا‬ ‫للناس‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٠‬قلوبهم مصابيح الهدى‬ ‫يعرفوا‬ ‫ل‬ ‫حضروا‬ ‫‏‪ ٠‬وإذا‬ ‫يفقدوا‬ ‫ل‬ ‫غابوا‬ ‫‪.‬‬ ‫ولهم حالات»‬ ‫حالات‬ ‫وذكر عن عمر ۔ رضي الله عنه أنه قال ‪ :‬من اتقى الله لم يشف غيظه‬ ‫‪.‬‬ ‫ومن اتقى الله ل يصنع ما يريد {‪ 0‬ولولا يوم القيامة لكان الأمر غير ما ترون‬ ‫وذكر عن بعض الحكيء أنه قال ‪ :‬التقى نور في القلب يفرق به بين الحق‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٣‬من سورة الحجرات‬ ‫‏‪ - ٦‬الآية ‏‪ ٢‬من سورة الطلاق‬ ‫‪٢‬۔‏ الآية ‏‪ ٤‬من سورة الطلاق‬ ‫۔ ‏‪ ١٤٣‬۔‬ ‫لذلك‬ ‫قيل له اتق الله فغضب‬ ‫‪« :‬من‬ ‫أنه قال‬ ‫النبى كتب‬ ‫وذكر عن‬ ‫والباطل ‪6‬‬ ‫جاء يوم القيامة فيوقف موقفا فلا يبقى ملك إلا مر به فيقال له ‪ :‬أنت الذي‬ ‫قيل لك اتق الله فغفضبت فيحل بك الخزي والهوان في دار الآخرة» ‪.‬‬ ‫وذكر عن وهب بن منبه أنه قال ‪ :‬الايمان عريان ‪ .‬ولباسه التقوى وزينته‬ ‫الحياء ‪ .‬وماله العفة ‪.‬‬ ‫وذكر عن الأعمش أنه قال ‪ :‬من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن‬ ‫‪.‬‬ ‫ربحه‬ ‫وصف‬ ‫عن‬ ‫وذكر عن عمر بن عبدالعزيز أنه قال ‪ :‬لكل شيع معدن {} ومعدن‬ ‫التقوى قلوب العارفين بالله ؛ لأنهم عرفوا عن الته بعقولهم ما الذي أراده من‬ ‫‏‪ ١‬لخلق‬ ‫أكرم‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫أراد‬ ‫فمن‬ ‫‪6‬‬ ‫أمره‬ ‫عنا فوا‬ ‫ولم‬ ‫ونهيه‬ ‫أمره‬ ‫في‬ ‫فاتقوه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫حلقه‬ ‫على الله فليتق الله ‪.‬‬ ‫وذكر عن بعض الحكياء أنه قال ‪ :‬أصل معرفة الله وخشيته العمل‬ ‫بطاعته ‪ .‬وأصل التقوى الزام القلوب لعظمة الله وذكره ‪ .‬ويستدل على صحة‬ ‫المعرفة والتقوى ترك الاختيار في الباطن ‪ ،‬وترك الاعتراض في الظاهر ورد‬ ‫الأمور كلها إلى الله ۔ تعالى ۔ ‪ 0‬واعلم أن حقيقة المعرفة والمراقبة والتقوى‬ ‫والايمان وآشباهها إنما تقع في القلب إذ هو القطب وعليه المدار ‪.‬‬ ‫فاجتهد في اصلاح القلب فإن منه يتفرع كل صلاح وفساد وسأبين ذلك‬ ‫في باب القلب إن شاء الته تعالى ‪.‬‬ ‫فإن قيل فيا التقوى حتى نعلمه ؟ فاعلم أن التقوى كنز عزيز فإن ظفرت‬ ‫به فقد ظفرت بخير الدنيا ونعيم الآخرة ‪ ،‬فكم فيه من جوهر شريف ‪ ،‬وعلم‬ ‫نفيس ‪ ،‬وخير كثير ‪ .‬ورزق كريم وفوز كبير ‪ .‬وملك عظيم ‪ ،‬فكان خيرات‬ ‫الدنيا والآخرة قد جمعت تحت هذه الخصلة التي هي التقوى ‪ ،‬وتأمل ما في‬ ‫تعالى ۔ من ذكرها فكم تعلق بها من خير ‪ 3‬وكم وعد عليها من‬ ‫كتاب الته‬ ‫‪- ١٤٤‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫خبر ‪:‬‬ ‫أضيف إليها من‬ ‫وكم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ثواب‬ ‫أولها المدحة والثناء من الته ۔ تعالى ۔ كقوله ‪ :‬وان تصبر وا وتتقوا فإن‬ ‫الأمور ي ‏(‪. )١‬‬ ‫عزم‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ثم الحفظ والحراسة من الأعداء كقوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬وإن تصبر وا وتتقوا‬ ‫‪.‬‬ ‫لا يضركم كيدهم شيئاپه"‪)٨‬‏‬ ‫‪« :‬إن الله مع الذين اتقوا والذين‬ ‫ثم الاعانة والنصرة كقوله ۔ تعالى‬ ‫هم محسنون‪4‬ي ‏(‪. )٢‬‬ ‫ومن يتق‬ ‫ثم النجاة من الشدائد والرزق من الحلال كقوله ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫لا يحتسب» ‏(‪. )٤‬‬ ‫جعل له حرجا ويرزقه من حيث‬ ‫الله‬ ‫ثم تكفير الذنوب وتعظيم الأجر كقوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ومن يتق انه يكفر‬ ‫ويعظم له أجراه ‏(‪, )٠‬‬ ‫عنه سيئاته‬ ‫ثم اصلاح العمل وغفران الذنوب كقوله تعالى ‪« : -‬يا أيها الذين‬ ‫لكم أعمالكم ويغفر لكم‬ ‫آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح‬ ‫ذنوبكم ه(ا‪)٦‬‏ ‪.‬‬ ‫ثم محبة الله ۔ تعالى ‪ 3‬كقوله ۔ تعالى ۔ ‪« :‬إن اله يحب المتقين“(‪)٧١‬‏ ‪.‬‬ ‫ثم البشارة عند الموت لقوله تعالى ۔ ‪ :‬إن الذين آمنوا وكانوا يتقون‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٨٦‬من سورة آل عمران‬ ‫آل عمران‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٢٨‬من سورة النحل‬ ‫‏‪ ٤‬۔ الآيتان ‏‪ ٣ . ٢‬من سورة الطلاق ‪.‬‬ ‫ه _ الآية ه من سورة الطلاق‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الآيتان ‏‪ ٧١ . ٧٠‬من سورة الأحزاب‬ ‫‏‪ ٧‬الآية ‏‪ ٧‬من سورة التوبة‬ ‫‏_ ‪ ١٤٥‬۔‬ ‫لهم البشرى في الحياة الدنيا وني الآخرةهه(' ‪.‬‬ ‫ثم النجاة من النار لقوله ۔تعالى۔‪« :‬ثم ننجي الذين‬ ‫اتقواه(") ‪« .‬وسيجنبها الأتقى” ‪.‬‬ ‫التي‬ ‫الخصلة‬ ‫هذه‬ ‫تحت‬ ‫في الدارين حيعا قد حصلت‬ ‫فكل خبر وسعادة‬ ‫هي التقوى ‪ ،‬فلا تنس نصيبك أيها الانسان العاقل منها ‪.‬‬ ‫وذكر عن بعض الناس أنه قال لبعض شيوخه ‪ :‬أوصني بوصية ينفعني‬ ‫بها ربي ‪ .‬فقال له ‪ :‬أوصيك بوصية الته ۔ تعالى ۔ لجميع خلقه من الأولين‬ ‫والآخرين قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم‬ ‫وإياكم أن اتقوا اللهي (‘) ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ خصلة هي أعظم من هذه الخصلة التي هي‬ ‫ولو علم الته‬ ‫‪ 3‬التقوى لوصانا بها ‪ .‬فعلم بذلك أنه ليس فوق تقوى اله غاية ولا نهاية وهو‬ ‫المقصد الذي اراد الته من جميع خلقه ‪ .‬وهي الجامعة لجميم خيرات الدنيا‬ ‫والآخرة ‪ .3‬وهي المبلغة إلى أعلى الدرجات والكافية لجميع المحذورات ‪.‬‬ ‫معنى ا لتقوى‬ ‫وذلك أن‬ ‫المعا صي‬ ‫وقاية بينه وبن‬ ‫‏‪ ١‬لعزم‬ ‫قوة‬ ‫جعل ‏‪ ١‬لعبد من‬ ‫حتى‬ ‫وقاية ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ بمعنى الخشية والهيبة كقوله‬ ‫وقد تقع التقوى في كتاب الته‬ ‫تعالى ‪« : -‬وإياي فاتقون“(أ) ‪« .‬وإياي فارهبون“»`) ‪ .‬واتقوا يوما‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان ‏‪ ٦٤ . ٦٢‬من سورة يونس‬ ‫‏‪ ٧٢‬من سورة مريم‬ ‫‏‪ - ٦‬الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔ !لآية ‏‪ ١٧‬من سورة الليل‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية ‏‪ ١٣١‬من سورة الناء‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الآية ‏‪ ٤١‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ -١‬الآية ‏‪ ٤٠‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ١٤٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫ترجعون فيه إلى اشي _) ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪« :‬يا أيها الذين امنوا اتقوا الله‬ ‫وقد تقع معنى الطاعة كقوله‬ ‫ويذكر‬ ‫فلا يعصى‬ ‫يطاع‬ ‫وذلك أن‬ ‫طاعته‬ ‫حى‬ ‫أطيعوه‬ ‫معناه‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫تقاته »‬ ‫ح‬ ‫وقد يقع بمعنى تنزيه القلب عن الذنوب وهذه الحقيقة في التقوى قوله‬ ‫نأوللبك هم‬ ‫الله ويتقه‬ ‫ويخشس‬ ‫الله ورسوله‬ ‫يطع‬ ‫«إومن‬ ‫۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫الفائز و ن ‏»(‪. )٢‬‬ ‫النبي تين‬ ‫الحلال كيا ذكر عن‬ ‫التقوى بمعنى اجتناب فضول‬ ‫وقد تكون‬ ‫أنه قال ‪« :‬إتما سمي المتقون متقين لتركهم ما لا باس به حذرا عا به باآاس» ‪.‬‬ ‫وأصل التقوى في الحقيقة كل ما يخاف منه ضرر في الدين والذي يخاف‬ ‫منه الضرر في الدين وهو محض الحرام والمعصية بفضول الحلال {© لأن‬ ‫وذلك‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العصيان‬ ‫ومحعضص‬ ‫الحرام‬ ‫إلى‬ ‫صاحبه‬ ‫ي‬ ‫الحلال‬ ‫بفضول‬ ‫الاشتغال‬ ‫لشدة النفس وطغيانها فمن أراد أن يسلم له دينه ويأمن الضرر فيه فليجتنب‬ ‫الحظر ويمتنع من فضول الحلال حذرا أن يجره إلى محض الحرام وهذا موافق لما‬ ‫ذكر عن النبي ية أنه قال ‪« :‬المتقون تركوا ما لا باس به حذرا عيا به باس»‬ ‫‏‪ ٠‬والتقوى‬ ‫الحض‬ ‫الحرام‬ ‫في‬ ‫الوقوع‬ ‫عن‬ ‫حذرا‬ ‫الحلال‬ ‫يعني لتركهم فضول‬ ‫البالغة الجامعة هو اجتناب كل شيع فيه ضرر لأمر الدين فاتقوا الله عباد الله‬ ‫ولا تهملوا أنفسكم «واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اته ثم توفى كل نفس‬ ‫ما كسبت وهم لا يظلمون ‏‪. )٠‬‬ ‫نسال الله العظيم المولى الكريم أن يوفقنا لطاعته ‪ .‬ويتداركنا بفضله‬ ‫‪.‬‬ ‫إنه هو أرحم ‏‪ ١‬لرا حين‬ ‫‪ .3‬ويميتنا مسلمين‬ ‫علينا برحمته‬ ‫©“ وين‬ ‫وكرمه‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٢٨١‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٠٢‬من سورة آل عمران‬ ‫النور‬ ‫‏‪ ٥٧٢‬من صورة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏‪ ٢٨١‬من سورة البقرة‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية‬ ‫۔ ‏‪ ١٤٧‬۔‬ ‫الباب الثامن عشر‬ ‫الخاتمة‬ ‫سوء‬ ‫ذكر خوف‬ ‫اعلم أيها الانسان أن جميع الأمور بالخواتم كيا ذكر عن النبي يلة أنه قام‬ ‫خطيبا فقبض كفه اليمنى ثم قال ‪« :‬كتاب كتب الله فيه أهل الجنة بأسمائهم‬ ‫وأنسابهم لا يزاد فيهم ولا ينقص» ثم قبض كفه اليسرى وقال ‪« :‬كتاب كتب‬ ‫الله فيه أهل النار بأسمائهم وأنسابهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم فالسعيد‬ ‫سعيد في بطن أمه ‪ .‬والشقي شقي في بطن أمه فالسعيد سعيد بقضاء الله ‏‪٨‬‬ ‫والشقي شقي بقضاء الله وانما الأعمال بالخواتم ‪ .‬وليعملن أهل الشقاء بعمل‬ ‫أهل السعادة حتى يكون بينه وبين الجنة شبر ‪ 3‬ثم يرجع إلى عمل أهل الشقاء‬ ‫فيسبق عليه القضاء فيختم له باعمال أهل الشقاء ‪ 3‬وليعملن أهل السعادة‬ ‫بعمل أهل الشقاء حتى يكون بينه وبين النار شبر ثم يرجع إلى عمل أهل‬ ‫‪.‬‬ ‫السعادة فيسبق عليه القضاء فيختم له بأعمال أهل السعادة»‬ ‫وذكر عن عبدالله بن مسعود أنه قال ‪ :‬حدثنا رسول الله تة وهو‬ ‫الصادق فقال ‪« :‬إن خلق أحدكم في بطن أمه يجمع أربعين ليلة ‪ .‬ثم يكون‬ ‫علقة مثل ذلك © ثم يكون مضغة مثل ذلك ‪ ،‬ثم يبعث الله عز وجل ‪ -‬إليه‬ ‫ملكا فيؤ مر بأربع كلمات فيكتب عمله ورزقه وأاجله وشقي وسعيد ؤ ثم ينفخ‬ ‫فيه الروح } وان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها‬ ‫إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار ث وإن‬ ‫‪ ١٤٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق‬ ‫عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الحنة ث وما من نفس منفوسة‬ ‫إلا وقد كتب مكانها في الجنة والنار ‪ .‬فتكتب شقية أو سعيدة» فقال له رجل من‬ ‫القوم ‪ :‬يا رسول الله ؛ أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من‬ ‫أهل السعادة فيصير إلى السعادة ‪ .‬ومن كان منا من أهل الشقاوة فيصير إلى‬ ‫الشقاوة ؟ فقال النبي يلة ‪« :‬اعملوا فكل ميسر لما خلق لهء()‬ ‫من‬ ‫وا لسعيد وفرغ‬ ‫با لشقي‬ ‫ا لقلم‬ ‫جف‬ ‫وقد‬ ‫خحوا عمه ‪3‬‬ ‫‏‪ ١‬لعمل‬ ‫وملاك‬ ‫اربع ‪ :‬من الخلق والخنق والرزق والاجل وفرغ إلى كل عبد من سبعة ‪ :‬من‬ ‫لا يتعدا هن عبد فأما أ هل‬ ‫وأجله وأثره ومضجعه وشقي أو سعيد‬ ‫عمله ورزقه‬ ‫السعادة فميسرون إلى عمل أهل السعادة ‪.‬‬ ‫وأما أهل الشقاوة فميسرون إلى عمل أهل الشقاء { ثم قرأ ‪« :‬فأما من‬ ‫لليسر ى وأما من بخل واستفنى وكذب‬ ‫بالحسنى فسنيسره‬ ‫أعطى واتقى وصدق‬ ‫بالحسنى فسنيسره للعسرىه“ ") ‪.‬‬ ‫وذكر أن رجلا سأل أبا القاسم فقال له ‪ :‬هل من ذنب ينزع الايمان من‬ ‫العبد ؟ فقال ‪ :‬ثلاثة من الذنوب ؛ أولها أن لا يحمد الله ويشكره على ما أكرمه‬ ‫الايمان والاسلام حين جعله مؤمنا مسليا ‪.‬‬ ‫به © ومن عليه من‬ ‫الثاني ‪ :‬أن يكون آمنا على نفسه غير خائف على دينه أن يسلب منه‬ ‫‪.‬‬ ‫الاسلام‬ ‫من الأنام ‪.‬‬ ‫يظلم أحدا‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫والثالث‬ ‫وذكر عن بعض العلياء أنه قال لبعض إخوانه ‪ :‬اذا سمعت بحال أهل‬ ‫الكفر وخلودهم في النار { فلا تأمن على نفسك أن تكون منهم { فإن الأمر على‬ ‫‏‪ _ ١‬اخرجه ابن ماجة عن عبدالله بن مسمود‬ ‫‏‪ - ٢‬الآيات ‏‪ ٥‬۔ ‏‪ ١٠‬من سورة الليل‬ ‫‏‪ ١٥٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫الحظر وما تدري ماذا يكون من أمرك { ولا من عاقبتك ‪ ،‬ولا بماذا يختم لك ‏‪٥‬‬ ‫ولا تعرف ما سبق لك في علم الغيب ‪.‬‬ ‫ولا تغتر بصفو الأوقات فإن تحتها غوامض الآفات ‪.‬‬ ‫ولا تغتر بالنعم فإن تحتها عواقب النقم ‪ .‬زين الته إبليس بأ نواع‬ ‫بأنعام ولايته ‪ .‬وهو عنده‬ ‫بلعام‬ ‫&©&} وزين‬ ‫في حقائق نقمته‬ ‫‪ }.‬وهو عنده‬ ‫عصمته‬ ‫‪.‬‬ ‫عداوته‬ ‫كائن‬ ‫ف‬ ‫وذكر عن علي بن أبي طالب أنه قال ‪ :‬كم مستدرج بالاحسان وكم‬ ‫مفتون بحسن القول ‪ ،‬وكم مغرور بالستر ‪ 0‬وأكثر ما ينخدع به الانسان‬ ‫الالطاف والكرامات ‪ .‬ثم قرأ قول الته ۔ تعالى ۔ ‪ :‬إستستدرجهم من حيث‬ ‫لا يعلمون وأملي هم إن كيدي متين»‪)١‬‏ ‪ ،‬يسبغ عليهم النعم ؤ وينسيهم‬ ‫الشكر ‪.‬‬ ‫كيا ذكر أن نبيا من الأنبياء سأل الته ۔ تعالى ۔ عن أمر بلعام وطرده بعد‬ ‫تلك الكرامات والنعم السابغات ‪ .‬فقال الته ۔ تعالى ۔ ‪( :‬إنه لم يشكرني يوما‬ ‫‪.‬‬ ‫ما سلبته إياها)‬ ‫واحدة‬ ‫على ذلك مرة‬ ‫على ما أعطيته ولو شكرني‬ ‫قط‬ ‫وذكر عن ابراهيم بن أدهم أنه كان يقول ‪ :‬كيف يأمن أحد على نفسه ‏‪٨5‬‬ ‫وقد قال ابراهيم خليل الرحمن ۔ عليه السلام ۔ ‪« :‬واجنبنيى وبني أن نعبد‬ ‫الأصنامه") ولم يأمن على نفسه مع ما كان فيه من الخلة ‪ .‬ويوسف ۔ عليه‬ ‫‪.‬‬ ‫السلام ۔ قال ‪ :‬وتوفني مسليا والحقني بالصالحين‪){١‬‏‬ ‫فتأمل هذا ۔ رحمك الته ۔ ‪ .‬وتيقظ من غفلتك {‪ .‬واحتفظ بنفسك {©‪3‬ؤ‬ ‫فليس المطلوب من الخلق بك أحد غيرك ‪ ،‬واجتهد في الشكر جدا واحمد الله‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان ‏‪ ٤٥ . ٤٤‬من سورة القلم‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٣٥‬من سورة ابراهيم‬ ‫‏‪ ١٠١‬من سورة يوسف‬ ‫‪٣‬۔‏ الآية‬ ‫‏_ ‪ ١٥١‬۔‬ ‫تعالى ۔ على ما من به عليك إذ جعلك من جملة أهل الاسلام دون سابقة‬ ‫منك & بل هو قد من بذلك عليك & واشكره على مننه عليك في الدين ‪ ،‬لأنه‬ ‫أعلى النعم الاسلام والمعرفة ‪ .‬وأدناها العصمة على كلمة لا تعينك أن يتم‬ ‫نعمته عليك ‪ ،‬ولا يبتليك بمرارة الزوال فإن أمر الأمور وأصعب الأشياء‬ ‫الاهانة بعد الاكرام ‪ .‬والطرد بعد التقريب [ والفراق بعد الوصال ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬ان سعادة الآخرة ؛ العلم ثم الايمان ثم العمل ثم التوفيق ثم‬ ‫حسن الخاتمة ‪ 3‬فإذا لم يكن حسن الخاتمة لم يكن التوفيق وإذا لم يكن التوفيق لم‬ ‫يكن العمل الذي يبدي أي يغني ‪ 0‬وإذا لم يكن العمل الذي يجدي لم يكن‬ ‫الايمان الذي يجزي وإذا لم يكن الايمان الذي يجزي لم يكن العلم الذي يغني‬ ‫وإذا لم يكن العلم الذي يغني خسر المرء الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران‬ ‫المبين ‪.‬‬ ‫واعلم بالحقيقة أن كل ما صرت إليه أقرب ‪ ،‬فأمرك أخوف وأصعب }©&}‬ ‫والمعاملة أشد وأدق {} والخطر عليك أعظم فإن الأمر كيا تظن وأشد لأنه كلا‬ ‫كان أبلغ علوا إذا انقلب كان أصعب وقوعا ‪ ،‬فإذا لا سبيل إلى الأمن‬ ‫ولا سبيل إلى ترك الابتهال ولا إلى اغفال الشكر بحال ‪.‬‬ ‫وذكر عن سفيان الثوري أنه بكى يوما فقيل له ‪ :‬بكاؤك هذا على‬ ‫الذنوب ؟ فاخذ تبنة(_) من الأرض وقال ‪ :‬الذنوب أهون عل من هذا وانما‬ ‫أخاف أن يسلبني الله الاسلام وأموت علن الكفر والعياذ بالله من ذلك ؛ لأنه‬ ‫ما أمن أحد على دينه إلا سلبه ‪ .‬ولقد بكينا قبل اليوم على الذنوب { ونحن‬ ‫نبكي الآن على الاسلام لأن أعظم مصائب الانسان أن يكون طول حياته على‬ ‫الاسلام ويختلف على المساجد ‪ 0‬ويصوم ويعبد الله ‪ .‬ويفعل جميم الخيرات‬ ‫وهو على الحقيقة من الخاسرين ‪.‬‬ ‫فالواجب على الانسان أن يدعو الله ۔ تعالى ۔ بجميل العاقبة فإن أكثر‬ ‫‏‪ ١‬۔ القطعة الصغيرة جدا من عود القشر‬ ‫‏‪ ١٥٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫ما يخاف ذهاب الايمان عند الموت في حال النزاع ‪.‬‬ ‫فانظر أيها الانسان ‪ ،‬وتدبر حال الخلق بين يدي الملك المقتدر وتفكر في‬ ‫قول الله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫وردا»‬ ‫جهنم‬ ‫فواحد يخرج من قبره فإذا البراق على رأسه ‪ ،‬والخلل بين يديه فيلبس‬ ‫الحلل ‪ .3‬ويوضع التاج على رأسه ‪ .‬ويركب جنان النعيم لا يخلى من عزته‬ ‫وكرامته أن يمشي إلى الجنة بقدميه ‪.‬‬ ‫وآخر يخرج من قبره فإذا الزبانية قد أحاطت به ‪ ،‬والأغلال والأنكال‬ ‫والسرابيل قد ألبسها ‪ ،‬والعذاب والخزي والهوان قد حل به لا يخلى أن يمشي‬ ‫إلى النار بقدميه من هوانه ‪ .‬بل يسحب إلى سواء الجحيم على وجهه ‪ ،‬نعوذ‬ ‫وأليم عقابه الذي لا طاقة لنا به ‪.‬‬ ‫بالله من سخطه‬ ‫ثم إن الطامة الكبرى والمصيبة العظمى الخلود في النار ‪ .‬إذ لو كان‬ ‫عذابا منقطعا لكان الأمر هينا ‪ .‬ولكن الشأن في الخلود ‪ ،‬فاي قلب يحتمل هذا‬ ‫وأي نفس تصبر على هذا ‪.‬‬ ‫كيا ذكر عن عيسى ‪ -‬عليه السلام ۔ أنه قال ‪( :‬ذكر النار يقطع قلوب‬ ‫الحخائفين) ‪.‬‬ ‫وعن عائشة ۔ رضي الته عنها ۔ عن النبي يي أنه قال ‪« :‬إذا أراد الته‬ ‫أن يدخل أهل الجنة في الجنة بعث إليهم ملكا وعنده هدية وكسوة من‬ ‫۔ تعالى‬ ‫الجنة فإذا أرادوا أن يدخلوها قال لهم الملك ‪ :‬قفوا فإن معي هدية من رب‬ ‫العالمين قالوا ‪ :‬وما تلك الهدية ؟ فيقول الملك ‪ :‬هي عشرة خواتم مكتوب على‬ ‫احداها (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) ونفي الثاني (رفعت عنكم‬ ‫‪ ٨٦‬من سورة مريم‬ ‫‏‪. ٥‬‬ ‫‏‪ -١‬الآيتان‬ ‫۔_۔‪١٥٢٣‬‏ ۔‬ ‫الأحزان والهموم) وفي الثالث مكتوب (ادخلوها بسلام آمنين) وفي الرابع‬ ‫مكتوب (ألبسناكم الحلي والحلل) وفي الخامس مكتوب (وزوجناكم بحور عين‬ ‫إني جزيتهم اليوم بما صبروا وانهم هم الفائزون) وفي السادس مكتوب (هذا‬ ‫جزاؤ كم اليوم بما فعلتم من الطاعة) وفي السابع مكتوب (صرتم شبابا‬ ‫لا تهرمون أبدا) وفي الثامن مكتوب (صرتم آمنين لا تخافون أبدا) وفي التاسع‬ ‫مكتوب (رافقتم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين) وفي العاشر مكتوب‬ ‫ر(سكنتم في جوار الرحمن ذي العرش الكريم العظيم من لا يؤذي الجيران) ثم‬ ‫الحمد له الذي أذهب عنا‬ ‫يقول الملك ادخلوها ‪ .‬فيدخلون الجنة ويقولون‬ ‫الحزن إن ربنا لغفور شكورهه() ‪ }.‬الحمد له الذي صدقنا وعده وأورثنا‬ ‫الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين وترى الملائكة حافين من‬ ‫حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب‬ ‫العالمين يه'(") ‪ .‬وإذا أرادالته أن يدخل أهل النار في النار بعث إليهم ملكا ومعه‬ ‫عشرة خواتم ؛ أولها مكتوب فيه ‪ :‬ادخلوا جهنم لا تموتون فيها أبدا ولا تحيون‬ ‫ولا تخرجون ‪.‬‬ ‫‪ :‬خوضوا في العذاب لا راحة لكم ‪.‬‬ ‫وفي الثاني مكتوب‬ ‫وفي الثالث مكتوب ‪ :‬إيأسوا من رحمتي ‪.‬‬ ‫وفي الرابع مكتوب ‪ :‬ادخلوا في الغم والحزن والهم أبدا ‪.‬‬ ‫وفي الخامس مكتوب ‪ :‬لباسكم النار وشرابكم الزقوم والحميم ومهادكم‬ ‫وفي السادس مكتوب ‪ :‬هذا جزاؤ كم اليوم يما فعلتم معصيتي ‪.‬‬ ‫وي السابع مكتوب ‪ :‬سخطي عليكم في النار أبدا ‪.‬‬ ‫فاطر‬ ‫صورة‬ ‫‏‪ ٣٤‬من‬ ‫الآية‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ - ٦٢‬الآيتان ‏‪ ٧٥ . ٧٤‬من سورة الزمر‬ ‫‏‪ ١٥٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪ :‬عليكم اللعنة بما قصدتم من الذنوب الكبائر‬ ‫وفي الثامن مكتوب‬ ‫‪.‬‬ ‫ولم تندموا‬ ‫ولا تتوبون‬ ‫وفي التاسع مكتوب ‪ :‬قرناؤ كم الشياطين في النار أبدا ‪.‬‬ ‫‪ :‬اتبعتم الشيطان وغرتكم الدنيا وتركتم الآخرة‬ ‫وفي العاشر مكتوب‬ ‫‪.‬‬ ‫جزاؤ كم»‬ ‫فهذا‬ ‫وقال وهب بن منبه ‪ :‬مكتوب في التوراة من تزود في الدنيا صار حبيب‬ ‫الله ث ومن ترك الغضب صار في جوار الله ‪ .‬ومن ترك حب العيش صار يوم‬ ‫القيامة حمودا على رؤ وس الخلائق ومن ترك الرئاسة صار يوم القيامة عزيزا‬ ‫عند الملك الجبار ‪ .‬ومن ترك الفضول في الدنيا صار يوم القيامة من الفائزين ‪.‬‬ ‫ومن ترك الخصومة في الدنيا صار ناعيا في الأبرار ‪ .‬ومن ترك الشهوات في الدنيا‬ ‫صار يوم القيامة من المقربين ‪ .‬ومن ترك الحرام في الدنيا صار يوم القيامة في‬ ‫جوار الأنبياء ‪ .‬ومن ترك النظر في الحرام في الدنيا أقر عينه يوم القيامة ‪ .‬فطويى‬ ‫لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ‪ ،‬ورحم أهل الذل والمسكنة ‪ .‬وأذل نفسه في‬ ‫طاعة الله } وأصلح سريرته فييا بينه وبين الله ‪ .‬وعزل عن الناس شره ‏‪٨5‬‬ ‫ومنحهم خيره ‪ 3‬ووافق السنة والكتاب قوله وعمله ‪ .‬ونظر في الزاد ليوم‬ ‫فكذلك‬ ‫ترحمون ‪ .،‬وكيا تحرثون‬ ‫فكذلك‬ ‫المعاد ‪ .‬وبقدر ما تتواضعون‬ ‫تحصدون ‪ ،‬فمن زرع خيرا وجد غبطة } ومن زرع شرا حصد ندامة ‪ .‬ولكل‬ ‫زارع ما زرع ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطي خيرا فالله أعطاه ‪3‬‬ ‫ومن وقي شرا فالله وقاه ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٥0٥‬۔‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫الباب‬ ‫في القيام بالقسط‬ ‫قرأ رسول الله ية ‪ :‬ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين‬ ‫يأمر ون بالقسط من الناس» ‏‪ 0١‬إلى أن انتهى وما هم من ناصر ين» ‏(‪ )٢‬قال‬ ‫رسول الله ية ‪« :‬يا أبا عبيدة ؛ قتلت بنو اسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول‬ ‫النهار في ساعة واحدة فقام مائة واثنا عشر رجلا من عباد بني اسرائيل فامروا من‬ ‫قتلهم بالمعروف ونهاهم(") عن المنكر فقتلوا جميعا في آخر النهار من ذنك اليوم‬ ‫فنهم الذين ذكر الله ۔ عز وجل ۔ في كتابه وأنزل الآية فيهم» ‪.‬‬ ‫الأخبار‬ ‫عن عبدالله بن مسعود قال ‪ :‬قال رسول الله ية ‪« :‬بئس القوم قوم‬ ‫يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس & بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف‬ ‫ولا ينهون عن المنكر ‪ ،‬بئس القوم قوم يمشي المؤمن بينهم بالتقية والكتمانم(‪)٠‬‏‬ ‫وقال النبي يلة ‪« :‬انكم سترون ما تكرهون فمن أنكر نجا ومن كره‬ ‫‪.‬‬ ‫وتابع»‬ ‫رضي‬ ‫من‬ ‫ولكن‬ ‫سلم‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٢١‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٢٢‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ -٢‬هكذا وجدت في الاصل‬ ‫‏‪ ٤‬۔ رواه اين ماجه عن ابن عمر‬ ‫‏‪ ١٥٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫قال رسول الله ية ‪« :‬لمقام يقوم فيه المؤمن يأمر بالمعروف وينهى عن‬ ‫قائم‬ ‫خهارها‬ ‫صائم‬ ‫عام‬ ‫مائة‬ ‫الحبال‬ ‫وس‬ ‫رؤ‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫عبادة‬ ‫من‬ ‫المنكر أفضل‬ ‫ليلها» ‪.‬‬ ‫عن حذيفة وابن عباس عنه ۔ عليه السلام ‪« : -‬من قتل في عصبية أو‬ ‫حية أو تحت راية عمية فله النار» ‪.‬‬ ‫راية عقدت‬ ‫قاتل تحت‬ ‫‪« :‬من‬ ‫فليس منا» وقال‬ ‫تعصب‬ ‫‪« :‬من‬ ‫وقال‬ ‫للعصبية فقتل فقتلته جاهلية ومن دخل قلبه شيء من‬ ‫للعصبية أو غضب‬ ‫‪.‬‬ ‫من الايمان»‬ ‫منه بقدر ذلك‬ ‫خرج‬ ‫العصبية‬ ‫الله‬ ‫العصبية حشره‬ ‫وفي قلبه شي ء من‬ ‫مات‬ ‫‪« :‬من‬ ‫‪-‬‬ ‫وقال ‪ 7‬عليه السلام‬ ‫يوم القيامة مع أعراب الجاهلية» فلعن أهل العصبية وأمن عليهم ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫هو ؟ قال‬ ‫‪ :‬ومن‬ ‫؟ « قيل‬ ‫«ألا أدلكم على ميت الأحياء‬ ‫‪:‬‬ ‫تي‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫ل ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه»‬ ‫«من‬ ‫وقيل إن رسول الله يلة قال ‪« :‬يا أبا بكر ؛ إن لله ۔ تعالى ۔ في الأرض‬ ‫جاهدين هم أفضل عند الله من الشهداء الأحياء المرزوقين يمشون على الأرض‬ ‫يباهي بهم ربهم الملائكة } ملائكة السياء تزين لهم الأرض كيا تزين أم سلمة‬ ‫قال ‪ :‬من هم يا رسول الله ؟ قال ‪« :‬الآمرون بالمعروف‬ ‫لرسول الله تة‬ ‫والناهمون عن المنكر والمحبون في الله والمبغفضون في الله والذي نفس محمد بيده‬ ‫أن العبد منهم ليكون في غرف الشهداء للغرفة منها مائة ألف باب من ياقوتة‬ ‫حمراء وزبرجد أخضر وان على كل باب منها نورا وان العبد منهم لعله ليزوج‬ ‫بثلاثة مائة ألف ألف قاصرات الطرف عين كليا التفت إلى واحدة منهن التفت‬ ‫إلى ما أحسن منها وأجمل فينظر فيقول ‪ :‬هل تذكر يوم أمرت بالمعروف ونهيت‬ ‫عن المنكر ؟ تقول له ذلك كل واحدة منهن تحول إليها تذكر بكل مقام أمر فيه‬ ‫بمعروف ونهى عن منكر ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٥٨ _.‬۔‬ ‫الآثار‬ ‫قال حذيفة ‪ :‬يأتي على الناس زمان لأن تكون فيهم جيفة حمار أحب‬ ‫إليهم من مؤمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ‪.‬‬ ‫وروي أن اته تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء ‪( :‬إني مهلك من‬ ‫قومك مائة ألف ؛ أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم) فقال ‪:‬‬ ‫الهي ؛ أنت العدل الذي لا تجور أهلكت الأشرار بأعمالهم } والأخيار بماذا ؟‬ ‫قال ‪( :‬أبصروا المنكر فلم ينكروه) ‪ .‬فإنكار المنكر واجب على من شاهد ذلك‬ ‫من قائله وفاعله مع القدرة بإجماع الأمة وهو ثلاث منازل ؛ باليد أو باللسان أو‬ ‫بالقلب ‪ ،‬ولا عذر من أحد هذه الوجوه الثلاثة ‪ .‬فمن قدر على الانكار فلم‬ ‫يفعل كان بترك ذلك هالكا ولفاعله مشاركا ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الذي يأمر بالمعروف يحتاج إلى خمسة أشياء ؛ أولها العلم ؛ لأن‬ ‫الجاهل لا يحسن الأمر بالمعروف ©& والثاني أن يقصد به وجه الله ۔ تعالى ۔‬ ‫واعزاز الدين والثالث الشفقة على الذي يأمره فيأمره باللين والتودد ولا يكون‬ ‫فظا غليظا لأن الله تعالى جده قال لموسى وهارون حين بعثهيا إلى فرعون ‪:‬‬ ‫«فقولا له قولا ليناپه(_) والرابع أن يكون صبورا حليما ؛ لأن الله ۔ تعالى ۔ قال‬ ‫في قصة لقمان ‪ :‬وامر بالمعمروف وانه عن المنكر واصبر على‬ ‫ما أصابك ه(") ‪ .‬والخامس أن يكون عاملا بما يأمر لئلا يغتر به ويدخل تحت‬ ‫قوله ‪« :‬أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ‏(‪. )٢‬‬ ‫وقال تلة ‪« :‬لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا رفيق فييا يأمر به‬ ‫رفيق فييا ينهى عنه حليم فيا يامر به حليم فييا ينهى عنه فقيه فييا يامر به فقيه فيا‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه»‬ ‫ينهى‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٤٤‬من سورة طه‬ ‫‏‪ ٢‬الآية ‏‪ ١٧‬من سورة لقمان‬ ‫‏‪ ٤٤‬من سورة البقرة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ١٥٩‬۔‬ ‫المعاصي‬ ‫العامة بعمل الخاصة ولكن إذا ظهرت‬ ‫وقيل ‪ :‬إن الك لا يعذب‬ ‫‪.‬‬ ‫العقوبة‬ ‫القوم‬ ‫فقد استحق‬ ‫فلم ينكروا‬ ‫وقيل عن النبي يلة أنه قال ‪« :‬ان من الناس ناسا هم مفاتيح للخير‬ ‫مغاليق للشر ومن الناس ناس هم مفاتيح للشر مغاليق للخير ‪ .‬فطوبى لعبد‬ ‫جعل الله مفتاح الخير على يديه وويل لعبد جعل الله مفتاح الشر على يديه» يعني‬ ‫الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مفتاح للخير مغلاق للشر وهو من‬ ‫المؤمنين كيا قال الله ۔ عز وجل ۔ ‪ :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بمض‬ ‫يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» أ" ‪.‬‬ ‫وأما الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف فهو مفتاح للشر وهو من‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬المنافقون والمنافقات بعضهم من‬ ‫علامات المنافقين كيا قال الله‬ ‫بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف» ") ‪.‬‬ ‫وقيل عن النبي يلة أنه قال ‪« :‬أنتم اليوم على بينة من ربكم ۔ يعني على‬ ‫بيان ۔ قد بين الله لكم طريقكم ما لم تظهر فيكم سكرتان ؛ سكرة العيش‬ ‫وسكرة الجهل ‪ .‬أنتم اليوم تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتحجاهدون في‬ ‫سبيل الله وستحولون عن ذلك إذا فشا فيكم حب الدنيا ‪ 0‬فلا تامرون‬ ‫بالمعروف ولا تنهون عن المنكر وتجاهدون في غير سبيل الله فالقائلمون يومئذ‬ ‫بالكتاب سرا وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأانصار» ‪.‬‬ ‫التي تغير‬ ‫‪ » :‬الذنوب‬ ‫الله يت‬ ‫‪ :‬قال رسول‬ ‫قال‬ ‫وعن علي بن أي طالب‬ ‫النقم الظلم والتي تهتك‬ ‫القتل ‏‪ ٠‬والتي تنزل‬ ‫الندم‬ ‫النعم البفي والتي توجب‬ ‫الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم‬ ‫الخمر والتي تحبس الرزق‬ ‫العظم شرب‬ ‫الصلاة والتي‬ ‫العمر ترك‬ ‫والتي تبت(‪)٢‬‏‬ ‫الوالدين‬ ‫عقوق‬ ‫الدعاء‬ ‫والتي تحجب‬ ‫‪-١‬الآية ‏‪ ٧١‬من سورة التوبة‬ ‫الآية ‏‪ ٦٧‬من سورة التوبة‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ - ٣‬ير يد تقطع الممر‬ ‫تورث الذل ترك الأمر بالمعروف والنبي عن المنكر» ‪.‬‬ ‫وقيل للنبي يلة ‪ :‬من خير الناس يا رسول الله ؟ قال ‪« :‬أتقاهم لله‬ ‫وأوصلهم للرحم وامرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر» ‪.‬‬ ‫وقد قيل ‪ :‬من ورع العلياء أن تتكلم ‪ .‬ومن ورع الجهال أن تسكت ‪.‬‬ ‫وسئل يلة ‪ :‬أي الجلساء أفضل ؟ قال ‪« :‬من تذكركم بالله رؤ يته ويزيد في‬ ‫‪.‬‬ ‫عملكم منطقه»‬ ‫أبو هريرة أن النبي يلة قال ‪« :‬إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه‬ ‫نكتة سوداء فإن قعر(\) واستغفر صفت") وان هو عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه‬ ‫وهو الذي ذكره النه ۔تعالى۔ ‪ :‬كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا‬ ‫يكسبو ن» ‏(‪)٢‬‬ ‫قال الربيع ‪ :‬قال أبو عبيدة ‪ :‬بلغني عن رسول الله يلة قال ‪« :‬لا يمنعن‬ ‫أحدكم مخافة الناس أن تتكلم بالحق إذا شاهده وينكر الباطل إذا قدر عليه» ‪.‬‬ ‫‪« :‬قل الحق وإن كان مرا ولا تشرك بالله شيئا وإن عذبت‬ ‫وقال تة‬ ‫‪ :‬من أمر بالمعروف فقد شد ظهر المؤمنين ث ومن نهى عن‬ ‫‪ .‬وقيل‬ ‫وحرقت»‬ ‫المنكر أرغم أنف المنافق ث ومن شنا({) المنافقين الفاسقين ؛ فقد غضب لله‬ ‫وغضب الله له ‪ .‬ويسمى المعروف معروفا إذا كانت العقول تعرفه وتوجبه‬ ‫ولا تنكره ‪ 3‬والمنكر منكرا ‪ .‬إذا كانت العقول تنكره وتاباه ولا توجبه ‪3‬‬ ‫ولا تميل إلى تصويبه ‪.‬‬ ‫خحالط الناس كثرت معاصيه وإن كان‬ ‫‪ :‬فمن‬ ‫ومن وصية علي لابنه قال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - ١‬خلا من الذنوب‪‎‬‬ ‫‪ - ٢‬أي إن خلا قلبه من الذنب واستغفر صفت نقه‪‎‬‬ ‫‪ ٢‬الآية‪ ١٤ ‎‬من سورة المطففين‪‎‬‬ ‫۔‪٤‬ا‪ ‎‬شنا المافقين ‪ :‬ابنضهم‪‎‬‬ ‫‪١٦١‬۔‪ ‎‬۔‪‎‬‬ ‫تقيا إلا أن يترك المداهنة ولا تاخذه في الله لومة لائم } ولا يقدر على ذلك لأن‬ ‫اتصل الأمر الى‬ ‫وريما‬ ‫الشر ع‬ ‫عنه‬ ‫ما خى‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫أغلب‬ ‫‪.‬‬ ‫الايذاء‬ ‫وقيل عن النبي يلة أنه قال ‪« :‬من فر بدينه من أرض إلى أرض ولو كان‬ ‫شبرا من أرض استوجب الحنة وكان رفيق أبيه ابراهيم ونبيه حمد ۔ صلى الله‬ ‫عليهيا» يعني أن ابراهيم هاجر من أرض حران إلى أرض الشام وهو قوله‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬وقال إني مهاجر إلى ربي‪“4‬ه((')يعني إلى طاعة ربي وإلى رضاء‬ ‫ري ‪ .‬وقد هاجر النبي يلة من مكة إلى المدينة فمن كان في أرض أظهروا فيها‬ ‫المعاصى فخرج منها ابتغاء مرضاة الله فقد اقتدى بإبراهيم واقتدى بنبيه محمد‬ ‫‪.‬‬ ‫في الآخرة‬ ‫رفيقهےا‬ ‫فيكون‬ ‫تت‬ ‫وقال الله ‪ :‬ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ه"" يعني إلى‬ ‫طاعة الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على اللهه(") يعني وجب‬ ‫ثوابه على الله ۔ تعالى ۔ ‪.‬‬ ‫‏‪ -,١‬الآية ‏‪ ٢٦‬من سورة المنكبوت‬ ‫‪.‬‬ ‫الناء‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪١ ٠٠‬‬ ‫‪ -‬الآية‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ٦١٠‬من سورة النساء‬ ‫‏‪ ٣‬الآية‬ ‫‏‪ ١٦٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب العشرون‬ ‫في العدل ني الرعايا‬ ‫الاخبار‬ ‫أنه قال ‪« :‬عدل السلطان يوما واحدا أسواعة‬ ‫أبو هريرة عن النبي‬ ‫واحدة أفضل من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها وجور ساعة في حكم‬ ‫أشد وأعظم عند الته من معاصي ستين سنة» ‪.‬‬ ‫وقال رسول الله يلة ‪« :‬يؤ ق بالولاة يوم القيامة فيقول الله جل وعلا ‪:‬‬ ‫انتم كنتم رعاة خليفتي وخزنة ملكي في ارضي ثم يقول لأحدهم لم ضربت‬ ‫عبادي فوق الحد الذي أمرت به ؟ فيقول ‪ :‬يا رب لأنهم عصوك وخالفوك‬ ‫فيقول ‪ :‬ليانبغي ان يسبق غضبك غضبي ثم يقول للآخر ‪ :‬لما عاقبت عبادي‬ ‫لأني رحمتهم فيقول تعالى ‪:‬‬ ‫أقل من الحد الذي أمرت به ؟ فيقول ‪ :‬يا رب‬ ‫كيف تكون ارحم مني ؟ خذوا بالذي زاد والذي نقص فاحشوا بهم زوايا‬ ‫الآثار‬ ‫وروي عن النبي يلة أنه قال ‪« :‬الرجل راع على أهل بيته وهو مسئول‬ ‫عنهم وا مرأة‬ ‫وهو مسئول‬ ‫راع‬ ‫وأمير ‏‪ ١‬لقوم‬ ‫رعيته‬ ‫عن‬ ‫مسئول‬ ‫عنهم وا لرا عي‬ ‫الرجل راعية على بيت زوجها وهي مسئولة عنه وعبد الرجل راع على مال سيده‬ ‫وهو مسئول عنه» ‪.‬‬ ‫والعدل في الرعايا ‪ :‬هو ان تعرف قدر الولاية وتتيقن خطر الرعاية فإنها‬ ‫أقام بحقها نال من السعادة ما لا نهاية لها ولا سعادة‬ ‫من اعظم النعم فمن‬ ‫بعدها ‪ .3‬ومن قصر عن النهوض بحقها حصل في شقاوة لا شقاوة اعظم منها إلا‬ ‫الكفر بالله ‪.‬‬ ‫ومما يدل على عظم خطر الولاية ما روى ابن عباس أن النبي قلة لزم‬ ‫حلقة باب الكعبة وكان في البيت نفر من أكابر قريش فقال ‪« :‬عاملوا رعايكم‬ ‫وأتباعكم بثلاثة أشياء ‪ :‬إذا سألوكم الرحمة فارحموهم واذا حكموكم فاعدلوا‬ ‫فيهم واعملوا بما تقولون يعني من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن لم‬ ‫‪:‬‬ ‫هذ ا فعليه لعنة الله وملائكته ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» وقال‬ ‫يعمل‬ ‫فظلم فلعنة الله على الظالمين ‪.‬‬ ‫«من حكم بين خصمين‬ ‫أليم ‪.‬‬ ‫«ئثلائة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولحم عذاب‬ ‫جائر ©} وشيخ زان ‪ 30‬وفقير متكبر ‪ .‬يعني يتكبر للطمع ‪ .‬يا‬ ‫كاذب‬ ‫سلطان‬ ‫اصحابي سيأتي عليكم قوم يفتحون جانب الشرق والغرب وتصير في ايديكم‬ ‫وكل عمال تلك الاماكن في النار إلا من اتقى الله وسلك سبيل التقوى وأدى‬ ‫الأمانة وما من عبد ولاه الله أمر رعيته فغشهم ولم ينصح لهم ولم يشفق عليهم‬ ‫الحنة ‪.‬‬ ‫الله عليه‬ ‫واهله إلا حرم‬ ‫أولاده‬ ‫على‬ ‫كشفقته‬ ‫يعي‬ ‫ومن ولي امر المسلمين ولم يحفظهم كحفظه أهل بيته فقد تبوأ مقعده من‬ ‫النار ‪ .‬ما استرعى الله عبدا رعية فلم يحفظها بنصيحة إلا حرم الله عليه‬ ‫الجنة ‪ .‬ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت(_)۔ وهو غاش لهم إلا حرم الله‬ ‫عليه الحنة ‪.‬‬ ‫الاصل (ويوم يموت) والصحيح ما أئبت‬ ‫‏‪ - ١‬ف‬ ‫‏‪ ١٦٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫استرعاه‬ ‫« من‬ ‫‪:‬‬ ‫الله تبن يقول‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬سمعت‬ ‫سيار قال‬ ‫وعن معقل بن‬ ‫النه رعية فغشها فهو في النار رجلان من أمتي حرمان شفاعتي ملك ظالم ومبتد ع‬ ‫غال في الدين يتعدى الحدود ‪ .‬خمسة قد غضب الله عليهم وان شاء أمضى‬ ‫غضبه عليهم ومقر فهم الى النار ‪ :‬أمير قوم يأخذ حقه منهم ولا ينصفهم من‬ ‫نفسه ولا يرفع الظلم عنهم ‪ .‬ورئيس قوم يطيعونه ولا يساوي بين القوي‬ ‫والضعيف ويحكم بالميل والمحاباة ‪ .‬ورجل لا يأمر أهله وأولاده بطاعة الله ولا‬ ‫يعلمهم أمور الدين ولا يبالي من أين ‏‪ ١‬طعمهم ورجل استأجر اجيرا فتمم عمله‬ ‫‪.‬‬ ‫صدقة»‬ ‫ظلم زوجته‬ ‫ومنعه أجرته ‪ .‬ورجل‬ ‫وفي الخبر ‪ :‬ويل للعرفاء وويل للعوانية فإنهم أقوام يعلقون في القيامة‬ ‫من السياء بذوائبهم يودون لو لم يعملوا عملا قط ‪ .‬وما من رجل ولي أمر عشيرة‬ ‫من الناس ولو كانوا ثلاثة فقط إلا جيع به يوم القيامة ويداه مغلولتان الى عنقه‬ ‫لعله كان عادلا أطلقه عدله فيهم والا زيد عليه غل اخر ‪ .‬وفي لفظ اخر عمله‬ ‫صالح فك الغل عنه وان كان عمله سيئا زيد عليه غل آخر ‪.‬‬ ‫إلا من‬ ‫يلقاه‬ ‫حن‬ ‫الساء‬ ‫قاضي‬ ‫من‬ ‫الأرض‬ ‫ويل لقاضي‬ ‫‪:‬‬ ‫قال علي‬ ‫عدل وقضى بالحق ولم يحكم بالهوى ولم يمل مع أقاربه ولم يبدل حكيا بخوف أو‬ ‫طمع لكن يجعل كتاب الله مراته ونصب عينه ويحكم مما فيه ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس يرفعه ‪« .‬عبادة يوم من إمام عادل خير من عبادة ستين‬ ‫سنة وحد يقام في الأرض بحق خير وأزكى من مطر اربعين صباحا! ‪.‬‬ ‫التائب‬ ‫والشاب‬ ‫العادل‬ ‫الامام‬ ‫الله حب‬ ‫«إن‬ ‫عمر يرفعه ‪.‬‬ ‫ابن‬ ‫وعن‬ ‫الذي يقضي شبابه في طاعة الله تعالى وإذا كان يوم القيامة لا يبقى ظل ولا‬ ‫ملجا إلا ظل الله تعالى إلا لسبعة أناس ‪ .‬سلطان عادل في رعيته» إلى أخر‬ ‫الحديث ‪.‬‬ ‫‪ « .‬من ولي على أمور المسلمين وحسن سيرته زاد‬ ‫يرفعه‬ ‫وقال ‏‪ ١‬بن عباس‬ ‫۔ ‏‪ ١٦٥‬۔‬ ‫هيبته في قلوبهم واذا بسط يده بالمعروف رزق المودة والمحبة منهم { وإذا وفر‬ ‫عليهم أمواضم وفر الته عليه أحواله ‪.‬واذا أنصف من القوي قوى الته‬ ‫‪.‬‬ ‫عمره!‬ ‫في‬ ‫الته‬ ‫مد‬ ‫فيهم‬ ‫عدل‬ ‫‏‪ ٠6‬ومن‬ ‫سلطانه‬ ‫‪:‬‬ ‫النبي ينة وهو يقول‬ ‫أق ال‬ ‫ان رجلا‬ ‫أبي أمامة الباهلي الخدري‬ ‫وعن‬ ‫أي الجهاد أفضل ؟ قال ‪ :‬كلمة عدل عند سلطان جائر ‪.‬‬ ‫وروي أن نبي القه داود عليه السلام ‪ .‬كان يخرج في الليل متنكرا بحيث‬ ‫سرا فكلهم يثنون عليه‬ ‫لا يعرفه أخد وكان يسأل كل أحد يلقاه داود‬ ‫فجاءه جبريل يوما في صورة رجل فقال له ‪ :‬ما تقول في داود؟ فقال نعم الخليفة‬ ‫إلا أنه يأكل من بيت المال ولا يأكل من كده وتعب يده فرجع داود باكيا حزينا‬ ‫وقال ‪ :‬إلهي علمني صنعة أكل بها فعلمه الته تعالى الدروع صنعة الزرد ‪.‬‬ ‫وكان عمر بن الخطاب _ رحمه الته ۔ يخرج كل ليلة يطوف مع العسس‬ ‫حتى يرى خللا يتداركه وكان يقول ‪ :‬لو تركت عنزا جرباء على جانب ساقية لم‬ ‫تذكر لخشيت أن أسأل عنها يوم القيامة فانظر ايها السلطان الى عمر رضي انته‬ ‫عنه مع عدله واحتياطه وما وصل أحد الى تقواه وصلاحه كيف يتفكر ويتخوف‬ ‫من أهوال يوم القيامة وانت قد جلست لاهيا عن أحوال رعيتك غافلا عن‬ ‫ولاينك ‪.‬‬ ‫حكاية‬ ‫أرسل قيصر ملك الروم الى عمر بن الخطاب رسولا لينظر احواله‬ ‫ويشاهد أفعاله فليا دخل المدينة سأل أهلها وقال ‪ :‬أين ملككم ؟ فقالوا ‪ :‬ما‬ ‫لنا ملك إلا الته بل لنا أمير خرج الى ظهر البلد فخرج الرسول في طلبه فوجده‬ ‫نائما في الشمس على الارض فوق الرمل الحار وقد وضع درته كالوسادة تحت‬ ‫رأسه وعرقه قد بل الأرض فليا راه على هذه الحالة وقع الخشوع في قلبه وقال ‪:‬‬ ‫رجل يكون جميع الملوك لا يقر لهم قار من هيبته ويكون هو هذه حالته ولكنك يا‬ ‫‏‪ ١٦٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫عمر عدلت فأمنت وملكنا يجور فلا جرم أنه لا يزال ساهرا خائفا فدل على ان‬ ‫خطر الولاية عظيم وخطبها جسيم ولا يسلم الوالي الا بمقاربة العلماء وفضلاء‬ ‫الدين ليعلموه طريق العدل وليسهلوا عليه خطر هذا الأمر وأن يشتاق الى رؤ ية‬ ‫العلماء ويحرص على استماع نصحهم وقبول قولهم ولا يخالفهم في أفعالهم‬ ‫ويحذر من علياء السوء الذين يحضون على الدنيا فإنهم يثنون عليك فيغرونك‬ ‫وطلبهم رضاك طمعا للحطام الذي في يدك ولو من حرام ليحصلوا من المال‬ ‫شيئا بالمكر والحيل ‪.‬‬ ‫فأما العالم الصالح هو الذي يزهدك في الدنيا ويرغبك في الآخرة ويدلك‬ ‫الوعظ والمقال ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫على القه تعالى ولا يطمع فيما عندك من المال وينصحك‬ ‫وإنما مثل الوالي مثل عين الماء وسائر العلياء في العالم مثل السواقي فإذا‬ ‫كان أصل العين صافيا لم يضر كدر السواقي وإن كان أصل العين كدرا لم ينفع‬ ‫صفاء السواقي ‪.‬‬ ‫وسأل عمر بن عبدالعزيز محمد بن كعب القرطبي فقال ‪ :‬صف لي‬ ‫العدل فقال ‪ :‬كل مسلم اكبر منك سنا فاجعله لك أبا ‪ .‬وكل مسلم أصغر‬ ‫منك فاجعله لك ولدا ومن كان مثلك فكن له أخا وعاقب كل مجرم على قدر‬ ‫جرمه كيا جاء في منهاج الشريعة ‪ .‬فان زدت أو نقصت فقد ظلمت ولعنة الته‬ ‫على الظالمين ويجب على العالم ان يعظ الملوك بمثل هذه الموعظة ولا يغرهم ولا‬ ‫يدخر عنهم كلمة الحق وكل من غرهم فهو مشارك لهم في ظلمهم ‪.‬‬ ‫كتب عمر بن الخطاب الى عامله اي موسى الأشعري ‪.‬‬ ‫أما بعد ‪ ،‬فإن أسعد الولاة من سعدت به رعيته وإن أشقى الولاة من '‬ ‫شقيت به رعيته وإياك والبطش فإن عمالك يقتدون بك فتكون مثل دابة رغت'‬ ‫مرعى مخصبا فأكلت كثيرا حتى سمنت فكان سمنها سبب هلاكها لانها بذلك‬ ‫السمن تذبح ؛ وفي التوراة كل ظالم عَلمَهً السلطان من عماله ورعيته ويسكت ‪:‬‬ ‫عنه كان ذلك الظلم منسوبا لهم ويؤ خذ به يوم القيامة ويعاقب عليه وينبغي لمن‬ ‫أراد العدل على الرعية ان يرتب عماله للعدل ويحفظ احوالهم كيا يحفظ احوال‬ ‫أهله وأولاده ومنزله ولا يتم ذلك إلا بحفظ العدل أولا من باطنه وذلك بأن لا‬ ‫يسلط شهوته وغضبه على عقله ودينه ‪ 5‬ولا يجعلهيا اسرى شهوته وغضبه واكثر‬ ‫الخلق في خدمة شهواتهم ولا يعلمون أن العقل من جوهر الملائكة وهو من جند‬ ‫الته‬ ‫يجعل جند‬ ‫الشيطان فمن‬ ‫والشهوة من جند‬ ‫الله تعالى ‪ .‬وإن الغضب‬ ‫وملائكته أسرى لجند الشيطان كيف يعدل في غيرهم ‪.‬‬ ‫وأول ما يظهر شمس العدل في الصدر ثم ينتشر نورها في أهل البيت‬ ‫غير‬ ‫ا لشعاع من‬ ‫طلب‬ ‫ومن‬ ‫ا لرعية ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫شعاعها‬ ‫الملك فيصل‬ ‫وخوا ص‬ ‫ان‬ ‫عاقلا لعلمت‬ ‫المحال وطمع فيما لا ينال ۔‪ ،‬ولو كنت‬ ‫‏‪ ١‬لشمس فقد طلب‬ ‫الذين يخدمونك إنما هم لأجل فروجهم ‪ 0‬وبطونهم وشهواتهم لأنفسهم لا‬ ‫لك { وعلامة ذلك أن الولاية اذا سارت لغيرك اعرضوا بأجمعهم عنك وتقر‬ ‫لذلك الرجل لأجل حظوظهم ‪.‬‬ ‫واعلم ان ظهور العدل من كمال العقل © وكيا العقل ان ترى الأشياء‬ ‫كيا هي ‪ }.‬وتدرك حقائق باطنها ولا تغتر بظاهرها مثلا إن كنت تجور على الناس‬ ‫فتنظر أي شيء مقصودك فإن كان للاكل والطعام الطيب فتعلم ان هذه شهوة‬ ‫بهيمة في صورة أدمي فإن الشره في الأكل من طبائع البهائم ‪ .‬وان كان‬ ‫مقصودك التزين في اللباس فإنك امرأة في صورة رجل & لأن التزين من أعمال‬ ‫النساء }‪ .‬وإن كان مقصودك ان تمضي غضبك على أعدائك فأنت اسد في‬ ‫صورة ادمي لأن الغضب من طباع السباع ‪ [.‬وإن كان مقصودك ان يخدمك‬ ‫الناس فأنت جاهل في صورة عاقل لأنك لو كنت عاقلا لعلمت أنما يحدمونك‬ ‫لأجل بطونهم وشهواتهم فقط ‪.‬‬ ‫‪ _-‬رحمه‬ ‫الخطاب‬ ‫لعمر بن‬ ‫الله ۔ قال‬ ‫الجراح ‪ -‬رحمه‬ ‫بن‬ ‫عبيدة‬ ‫أي‬ ‫وعن‬ ‫الأعاجم ‪.‬‬ ‫وعظاء‬ ‫الروم‬ ‫قواد‬ ‫فراك‬ ‫ثيابا حسانا‬ ‫لو لبست‬ ‫الله ۔ يا أمير المؤ منن‬ ‫‏‪ ١٦٨ -‬۔‬ ‫فقال عمر ‪ :‬يا أبا عبيدة إن الله قد اعطاكم العز بغير الثياب فلا تطلبوه بغير ما‬ ‫اعطاكم الله فيذلكم ‪.‬‬ ‫من كانت له امرأتان فمال‬ ‫‪ :‬‏‪٠‬‬ ‫‪ :‬قال رسول الله تينة‬ ‫وعن اي هريرة قال‬ ‫الى احديهيا جاء يوم القيامة وشقه مائل»(\)‬ ‫وذكر في الخبر أن عاملا من المسلمين افتتح مدينة من مدائن فارس‬ ‫فأصاب فيها مالا كثيرا وأصاب فيها ذهبا وفضة فكتب اليه عبيدالله بن زياد ‪.‬‬ ‫أما بعد ‪ .‬فإن أمير المؤمنين أمرني ان اكتب اليك كتابا أن تصغى إلي بالصفراء‬ ‫والبيضاء والقليل والكثير وأيم الله لئن لم تفعل ذلك لأبعثن من يضرب‬ ‫عنقك & فلي آتاه كتابه دعا بجميع ما أصاب فقسمه على سهام الله وسنة‬ ‫رسوله © ثم كتب الى عبيدالله بن زياد ‪ .‬أما بعد فإنك كتبت إلي كتابا وذكرت‬ ‫فيه ؛ أن أمير المؤمنين أمرك ان اصغى إليك بالصفراء والبيضاء } واني نظرت‬ ‫فوجدت كتاب الله وسنة رسوله قد سبقا كتابك وكتاب أمير المؤمنين فقسمت‬ ‫ذلك على فرائض الله وسنة رسوله وأما تخويفك لي بالقتل فإن السموات‬ ‫والارض لو كانتا رتقا على عبد من عبيد الله وهو يخاف الله ويتقيه لجعل الله له‬ ‫منهيا فرجا وغخرجا والسلام ‪.‬‬ ‫فبعث اليه عبيدالله عاملا آخر وأمره أن يضرب عنقه ويقعد على عمله ‏‪٠‬‬ ‫فخرج ذلك العامل الآخر & فليا انتهى الى تلك البلدة التى كان فيها وجده قد‬ ‫‪.‬‬ ‫جنازته ودفنه‬ ‫من‬ ‫انصرف‬ ‫وقد‬ ‫مات‬ ‫وقال أبو حازم ‪ :‬إن بني اسرائيل لما كانوا على الصواب وكان الامراء لا‬ ‫يحتاجون الى العلياء }‪ .‬والعلياء يقرون بدينهم ‪ 0‬فليا رأى ذلك قوم من رذالة‬ ‫الناس } تعلموا ذلك العلم وأتوا به الى الأمراء فاستغنت به عن العلياء‬ ‫فاجتمع القوم على المعصية فسقطوا وانتكسوا ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١‬رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللاتي وابن ماجه بألفاظ متقارية عن آي هريرة‬ ‫‪ ١٦4٩‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫فلو كان علماؤ نا يصونون علمهم لم تزل الأمراء تهابهم ‪ .‬ومن كلام‬ ‫من‬ ‫فارج‬ ‫لله‬ ‫غضبت‬ ‫انك‬ ‫يا أبا زر‬ ‫الله ‪-‬‬ ‫‪_.‬رحمه‬ ‫ذر‬ ‫لأي‬ ‫طالب‬ ‫بن أبي‬ ‫لعلى‬ ‫غضبت له ‪ .‬إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فاترك في أيديهم‬ ‫ما خافوك عليه واهرب منهم بما خفتهم عليه فيا احوجهم الى ما منعتهم وأغناك‬ ‫عيا منعوك وستعلم من الرابح غدا والأكثر خسرا ‪.‬‬ ‫ولو ان السموات والأرض كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل الله‬ ‫تعالى له منها غحرجا لا يؤ نسنك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت‬ ‫منها لأمنوك ‪.‬‬ ‫دنياهم لأحبوك ‪ 3‬ولو فرصت«'ؤ‬ ‫وقال وهب بن منبه ‪ :‬إذا هم الوالي بالجور وعمل به أدخل الله النقص‬ ‫‏‪ ٠‬واذا‬ ‫وكل شيء‬ ‫والزرو ع‬ ‫والضروع‬ ‫والارزاق‬ ‫في أهل ملكته حى في الأسواق‬ ‫هم بالخير وعمل به وعدل بينهم ادخل الته البركة على أهل مملكته كذلك ‪.‬‬ ‫هذا كتاب من محمد نبي الله ورسوله يلة سيرة للعلاء بن الحضرمي‬ ‫ومن معه من المسلمين وعهدا عهده إليهم بها (أن اتقوا الله وحده لا شريك له‬ ‫فإني قد استعملت عليكم العلاء بن الحضرمي وامرته باتقاء الله وحده لا‬ ‫شريك له وان يحسن فيكم السيرة وان يحسن ولايتكم وأن يلين لكم الجناح وان‬ ‫يشاوركم في الأمور وان يحكم فيكم وفيمن لقي من الناس بما أنزل الله من‬ ‫العدل بطاعة الله فإذا فعل ذلك فحكم فعدل واسترحم فرحم وقسم فأقسط‬ ‫فاسمعوا له واطيعوا واحسنوا مؤ ازرته ومعونته فيه فإن لى عليكم من الله طاعة‬ ‫وحقا واجبا لا تقدرون قدره ولا يبلغ القائل كنه حق الله وحق رسوله وكيا أن لله‬ ‫ولرسوله على الناس عامة وعليكم خاصة حقا واجبا وطاعة ووفاء بعهده فمن‬ ‫اعتصم منكم بالطاعة وعظم حق أهلها وولايتها ‪ .3‬فإن للولاة المسلمين على‬ ‫المسلمين إذا أطاعوا الله حقا واجبا ‪ 0‬وفي الطاعة درك لكل خيريبتغى {} ونجاة‬ ‫اللوب ونحوه ‪ .‬فرصا شقه طولا وخرقه ‪ .‬يقال ‪ :‬فرص الحذاء‬ ‫‪ :‬فرص ‪ .‬بفتح الاول والثاني‬ ‫‏‪ ١‬۔ فرصت‬ ‫النعل ‪ :‬خرقها للشراك ‪ .‬و ۔ الحيوان ؛ أصاب فريصته & و ۔ الفرصة ؛ اغتنمها وفاز بها ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٧٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫من كل شر يتقى & وأنا أشهد الله على كل من ولي شيئا من امور المسلمين قل أو‬ ‫اكثر فلا بيعة له ولا عهد له ولا طاعة ولا وفاء وان بويع سبعين مرة فهو خليفة‬ ‫وقد برئت الى الله وإلى من معه من المسلمين من بيعتهم وعهدهم ومن ذمتهم‬ ‫فيستخيروا الله عند ذلك وليستعملوا عليهم أفضل أفاضلهم ني أنفسهم وأميما‬ ‫هؤ لاء على غير اختيار ولا‬ ‫على‬ ‫أمر المسلمين فولى واحدا‬ ‫ولي شيئا من‬ ‫وال‬ ‫مشاورة خيارهم فقد خان الله ورسوله والمؤ منين وبرئت منه ذمة الله وذمة رسوله‬ ‫أجمعين لا يقبل الته منه صرفا ولا‬ ‫وذمة المو منين وعليه لعنة الله والملائكة والناس‬ ‫الله و نا أ شهد‬ ‫في شي ع من معصية‬ ‫له ولا لمخلوق‬ ‫ولا طاعة‬ ‫وعليه وزره‬ ‫عدلا‬ ‫عليهم )_ ‪.‬‬ ‫الله وملائكته‬ ‫كتاب في عهد أي بكر الصديق رضي الله عنه‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫هذا ما عهد أبو بكر بن ابي قحافة في آخر عهده في الدنيا خارجا منها‬ ‫وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق‬ ‫الكاذب ء إني استخلفت بعدي عمر بن الخطاب فإن عدل فذلك ظني به‬ ‫وعلمي فيه وإن بدل وجار فلكل امرىء ما اكتسب والخير أردت ولا اعلم‬ ‫الغيب ‪ ،‬وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ‪.‬‬ ‫وروي انه قال لعمر ‪ :‬يا عمر اني مستخلفك على أمة محمد يلة وإني‬ ‫موصيك بوصية إن أنت حفظتها إن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار وإن له في‬ ‫النهار حقا لا يقبله في الليل وانها لا تقبل نافلة حتى تؤ دى الفريضة الم تر ياعمر‬ ‫إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل‬ ‫ذلك عليهم وحق الميزان لا يوضع فيه إلا الحق بان يكون ثقيلا الم تر يا عمر إنما‬ ‫‏‪ ١٧١‬۔‬ ‫۔‬ ‫خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفت‬ ‫ذلك عليهم وحق الميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا الم تر يا عمر‬ ‫أن الله أنزل آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند اية الرخاء ليكون المؤمن‬ ‫راغبا راهبا لان لا يرهب رهبة يلقى بيديه فيها إلى التهلكة ولا يرغب رغبة‬ ‫يتمنى فيها على الله غير الحق فإن أنت حفظت وصيتي هذه يا عمر فلا يكن‬ ‫غائب أحب إليك من الموت وهو نازل بك وان كنت ضيعت وصيتي هذه فلا‬ ‫يكن غائب أبغض إليك من الموت وأنت غير معجزه ‪.‬‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫كتاب‬ ‫عبيدة‬ ‫اي‬ ‫ال‬ ‫من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رحمه الله إلى أي عبيدة بن الجراح‬ ‫سلام عليك فإني احمد اليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد {} فإني أوصيك‬ ‫بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه الذي استخرجك من الكفر الى الايمان‬ ‫ومن الضلالة الى الهدى ومن الظلمات الى النور ‪ .‬وقد استعملتك على جند‬ ‫خالد بن الوليد لا تقدم المسلمين الى هلكة رجاء غنيمة ‪ ،‬ولا تقولن اني أرجو‬ ‫فهم النصر فإن النصر إتما يكون مع التوفيق والثقة بالصبر والنية والقوة ث وإياك‬ ‫والتعزز وإلقاء المسلمين في التهلكة فغمض عن الدنيا عينيك وول عنها قلبك‬ ‫أن تهملكك كيا أهلكت من كان قبلك فقد رأيت مصارعها وأخبرت بسوء أثرها‬ ‫على أهلها كيف عري من كسته وجاع من اطعمته ومات من احيته وإنما بينك‬ ‫وبين الآخرة ستر مثل الخمار تبصرها منه وما فيها قد تقدم إليها سلفك وأنت‬ ‫منتظر في غير دار مقام قد نضب ماؤ ها وهاجت ثمرتها فاحزم الناس الراحل‬ ‫منها الى غيرها بزاد بلاغ والسلام ‪.‬‬ ‫فنصل‬ ‫وقيل ‪ :‬من عدل في حكمه وكف عن ظلمه نصره الحق وأطاعه الخلق‬ ‫وصفت له النعم وخدمته الأمم وأقبلت عليه الدنيا فتهنى العيش واستغنى عن‬ ‫الجيش وملك القلوب وأمن من الحروب وصارت طاعته فرضا وظلت رعيته‬ ‫جندا ‪ 3‬وان أول العدل أن يبدأ الرجل بنفسه فيلزمها كل خلة جميلة وخصلة‬ ‫رضية ومذهب سديد ومسكن حميد يسلم عاجلا ويسعد اجلا ‪ ،‬وأول الجور أن‬ ‫يعمد إليها فيجنبها الخير ويعودها الشر ويكسبها الآثام ويعقبها المذام ليعظم‬ ‫وزرها ويقبح ذكرها ‪.‬‬ ‫وقال أفلاطون ‪ :‬من بد! بنفسه فساسها أدرك سياسة الناس ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬أاصلحوا انفسكم تصلح لكم آخرتكم ‪.‬‬ ‫وقيل من أسس أساس الشر اسسة على نفسه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬استعن على العدل بخلتين قلة الطمع وشدة الورع ‪.‬‬ ‫سيرته‬ ‫‪ .‬ومن خبثت‬ ‫ا ستعمل ‏‪ ١‬لظلم عجل الله في هلاكه‬ ‫وقيل ‪ :‬من‬ ‫أولع بقبح‬ ‫‪ 3‬ومن‬ ‫ظلم نقص عمره‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫زا د قدره‬ ‫عدل‬ ‫زا لت قدرته ‪ .‬ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫ضاعت رعيته‬ ‫قضيته‬ ‫المقا بلة ومن حارت‬ ‫أوجع بسوء‬ ‫المعاملة‬ ‫وقيل ‪ :‬السلطان في نفسه إمام متبوع } وفي سيرته دين مسموع فإن‬ ‫على ظلم ‪.‬‬ ‫جسر احد‬ ‫ل‬ ‫عدل‬ ‫وا ن‬ ‫أحد في حكم ‪.‬‬ ‫يعد ل‬ ‫ظلم ل‬ ‫وقيل ‪ :‬الظلم مسلبة للنعم ومجلبة للنقم © ومن اكثر العدوان لم يأمن‬ ‫سيرته ل‬ ‫ساءت‬ ‫ومن‬ ‫النعم‬ ‫مواد‬ ‫ل يعدم‬ ‫آثر الاحسان‬ ‫ومن‬ ‫‏‪ ١‬لنقم ‪.‬‬ ‫حلول‬ ‫سيرته لم يخف أحدا ث ومن طال عدوانه زال‬ ‫يامن أبدا ‪ .‬ومن حسنت‬ ‫‪ 0‬ومن بغى على أخيه قتله بغيه ‪ .‬ومن‬ ‫سلطا نه ‪ .‬ومن جار حكمه أهلكه ظلمه‬ ‫‏‪- ١٧٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫عدوانه‬ ‫عن‬ ‫كف‬ ‫أشفق على سلطانه‬ ‫‪ 35‬ومن‬ ‫جريه‬ ‫في مساعءته أهلكه‬ ‫جرى‬ ‫احسن الملوك من أحسن فعله في نيته وعدل في جنده ورعيته ‪ .‬ومن‬ ‫ركب البغي لم ينل بغيته ‪ .‬ومن نكب عن الحق لم تحمد عاقبته ‪ .‬ومن لم يقل‬ ‫القدرة ‪.‬‬ ‫العثرة سلب‬ ‫وسلطان السوء يخيف البرىء ويصطنع الدنىء ‪ .‬وأخسر الناس من أخذ‬ ‫بغير حق وأنفق على غير مستحق ‪ ،‬ومن غدر شانه غدره ‪ .‬ومن مكر حاق به‬ ‫مكره ‪.‬‬ ‫ولاشد الفعال ما جلب الآثام ‪ 3‬وشر الاقوال ما جلب الملام ‪ 3‬وشر‬ ‫الآراء ما خالف الشريعة {} وشر الأعمال ما هدم الصنيعة } فليكن مرجعك‬ ‫الى الحق وفزعك إلى الصدق & فالحق أقوى معين والصدق أفضل قرين ‪ ،‬ومن‬ ‫أحسن فهو حكيم ‪ 3‬ومن أوحش فهو لئيم ‪ .‬ومن زرع العدوان حصد‬ ‫الخسران ‪ 3‬ومن نصر الحق قهر الخلق ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إياك والبغي فإنه يزيل النعم ويطيل الندم ث ومن مكنه الته في‬ ‫أرضه وبلاده وائتمنه في خلقه وعباده ث وبسط يده وسلطانه ورفع محله‬ ‫ومكانه ‪ .‬فحقيق عليه ان يؤدي الأمانة ويخلص الديانة }‪ .‬وتجمل السيرة ‪5‬‬ ‫ويرضى العشيرة ويجعل دأبه العدل المعهود ث وغرضه الأجر المقصود ‪ .‬فالظلم‬ ‫يزل القدم ويزيل النعم ويهلك الأمم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬غاية الأوزار تولية الأشرار } وأفود الغنائم دولة الأكارم ‪ .‬ومن‬ ‫أشد النوازل دولة الأراذل ‪.‬‬ ‫خطبة لمعاوية بن أبي سفيان‬ ‫فقال ‪ :‬أيها الناس إنا قد أصبحنا في دهر عنود وزمن شديد يعد فيه‬ ‫الحسن مسيثا ويزداد الظالم فيه عتوا لا ننتفع بما علمنا ولا نسأل عيا جهلنا }‬ ‫۔‬ ‫۔‪١٧٤‬‏‬ ‫ولا نتخوف قارعة عيا قليل تحل بنا ‪.‬‬ ‫والناس أربعة أصناف ‪ :‬منهم من لا يمنعه من الفساد في الأرض إلا‬ ‫مهانة نفسه وكلالة جده وقصر وفره أي قليل المال ‪ 3‬ومنه المصلط بسيفه أي‬ ‫الشاهر سيفه ‪ .‬والمجلب بخيله ورجله ‪ ،‬والمعلن بسره قد اشرط نفسه‬ ‫اي‬ ‫أو منبر يفرعه‬ ‫دينه لحطام ينتهزه أو مقنب ۔ اي عسكر يقوده‬ ‫وأوتغ ()‬ ‫يرتقيه ۔ وليس المجتر ان يراها لنفسه ثمنا ‪ ،‬ومما عند الله عوضا ‪.‬‬ ‫وقارب بين‬ ‫ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة قد طامن شخصه‬ ‫خطوه { وشمر من ثوبه وزخرف أي زين نفسه للأمانة واتخذ ستر الله ذريعة‬ ‫الى المعصية ‪.‬‬ ‫ومنهم من اقعده عن طلب الملك ضؤ ولة في نفسه وانقطاع من سببه‬ ‫فقصر به الحال عن حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس الزهاد ‪ 0‬وليس من‬ ‫أبصارهم ذكر الملضجع وأراق‬ ‫ذلك ني مراح ولا مغذئ وبقي رجال غض‬ ‫دموعهم خوف المحشر فهم بين شريد بار وخائف متقمع قد أخملتهم التقية‬ ‫قد‬ ‫وقلوبهم فرحة‬ ‫ضامرة‬ ‫بحر أجاج أفواههم‬ ‫وشملتهم الذلة‬ ‫وعظوا حتى ملوا وقهروا حتى ذلوا وقتلوا حتى قلوا فلتكن الدنيا في أعينكم‬ ‫أصغر من حثالة القرظ (" وقراضة الجلم ‪ "(.‬واتعظوا بمن كان قبلكم قبل‬ ‫ان يتعظ بكم من بعدكم وارفضوها ذميمة فإنها قد رفضت من كان أشغف بها‬ ‫منكم ‪.‬‬ ‫وقال الشافعي ‪:‬أظلم الناس لنفسه من اذا ارتفع جفا أقاربه وأنكر‬ ‫‏‪ -١‬قد أشرط نفسه و (أوتغ ) ‪ :‬وتغ نلان ؛ يوتغ وتفا ‪ :‬هلك واثم وفد وساء خلقه ‪ .‬وساء قوله ‪ .‬وكان‬ ‫يائم وأنسده‬ ‫‏‪ ٠‬واوتغ فلان فلانا ‪ :‬جمله‬ ‫‪ .‬واوتغ افه فلانا ‪ :‬أهلكه‬ ‫الجهل ‏‪ ٠‬وفي حجته اخطا‬ ‫مفرط‬ ‫الخطا في الححة ‪.‬‬ ‫المهلكة ‏‪ ٠‬والوتيغة ‪:‬‬ ‫بلية ‏‪ ٠‬والموتغة ‪:‬‬ ‫ف‬ ‫والقاه‬ ‫‏‪ _ ٢‬المراد به قشر البلوط وهو نوع من الخشب‬ ‫‏‪ ٣‬الجلم ‪:‬جلم الشيءجَنيا ؛؛قطعه وحلقه ‪ .‬والشمر والصوف ؛ جزه بالجلم ‪ .‬و الحيوان ؛ أخذما على‬ ‫اللام ۔ ۔ شحم‬ ‫‏‪ ٠‬والجلم ۔ بكسر الجيم وسكون‬ ‫عظمه من اللحم ‏‪ ٠‬والجلم ؛ ما يجز به ‪ 53‬والجمع جلام‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬والموسى‬ ‫به الصوف‬ ‫وما حز‬ ‫والأمماء‬ ‫الكرش‬ ‫۔ ‏‪ ١٧٥‬۔‬ ‫‏‪ ١‬لفضل ‪.‬‬ ‫وتكبر على ذوي‬ ‫©‬ ‫بالاشرا ف‬ ‫‪ .3‬واستخف‬ ‫معارفه‬ ‫وقيل ‪ :‬إذا قرب السلطان من ينبغي ان يباعد ‪ }.‬وباعد من ينبغي ان‬ ‫يقرب فقد حان أوان الغدر ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬زوال الذيول بارتفاع السفل ‪.‬‬ ‫ارتفاع واحد من‬ ‫من‬ ‫العلية اقل صرر‬ ‫من‬ ‫الف‬ ‫‪ :‬موت‬ ‫وقالت الحكاء‬ ‫السفلة ‪.‬‬ ‫نفر ؛ من عالم فاجر ‪ 3‬وعابد‬ ‫الامة من سبعة‬ ‫وقيل ‪ :‬هلاك هذه‬ ‫جاهل {‪ ،‬وزاهد راغب ‪ ،‬وحاكم مرتشي & ومؤ ذن كذاب & وقارىء خائن ‪3‬‬ ‫وأمير فاسق ى وإن الله عز وجل زين الدنيا بخمسة نفر ‪ :‬بعلم العلياء ‪ .‬وعدل‬ ‫الامراء ‪ 0‬وأمانة التجار ‪ 3‬وغزو الغزاة ‪ .‬وزهد الزهاد ‪ .3‬فجاء ابليس فخلط‬ ‫العلم بالحسد والعدل بالجور والامانة بالخيانة والغزو بالطمع والزهد بالرغبة‬ ‫حتى ذهب نفع هذه الأشياء من المؤمنين ‪.‬‬ ‫وقال أي بن كعب ‪ :‬قال رسول الله ية ‪ :‬بشر هذه الأمة بالثناء والرفعة‬ ‫في الدين والتمكين في البلاد ما لم يعملوا عمل الآخرة للدنيا ‪ .‬ومن يعمل عمل‬ ‫الآخرة للدنيا لم يتقبل منه ‪ .‬وليس له في الآخرة من نصيب ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬داء العلياء حب الدنيا وافة النساء الجهل ‪ 3‬وكل يصد عن‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪ ١٧٦ -‬۔‬ ‫الباب الحادي والعشرون‬ ‫في المشورة‬ ‫‏‪ ١‬لرأي‬ ‫‪ .‬ولا يعضي عزما الا بمشورة ذي‬ ‫ان لا يبرم أمرا‬ ‫وينبغي للمرء‬ ‫الناصح ومطالعة ذي العقل الراجح‬ ‫قال الله عز وجل امرا بالمشروة نبيه يلة مع ما تكفل به من ارشاده وتأييده‬ ‫& وقد أثنى الله تعالى على عباده‬ ‫فقال عز وجل ‪ :‬وشاورهم في الأمر » (_)‬ ‫‪ .‬قال مقاتل وقتادة‬ ‫بينهم » ")‬ ‫وأمرهم شورى‬ ‫بالمشاورة فقال ‪:‬‬ ‫والربيع ‪ :‬كانت سادات العرب إذا لم يشاوروا ي الأمر شق عليهم فأمر الله‬ ‫تعالى نبيه يلة ان يشاورهم في الأمر الذي يريده فإن ذلك أعطف لهم وأذهب‬ ‫لأضغانهم وأطيب لأنفسهم ‪ ،‬وإذا شاورهم عرفوا كرامتهم وان القوم اذا‬ ‫تشاوروا وأرادوا بذلك وجه الله عزم الله لهم على الأرشد وأنشد ‪:‬‬ ‫توصه‬ ‫ولا‬ ‫حکیےا‬ ‫فارسل‬ ‫مرسلا‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ‫كنت‬ ‫إد |‬ ‫تعصه‬ ‫ولا‬ ‫لبيبا‬ ‫فشاور‬ ‫نصه‬ ‫في‬ ‫الوثيقة‬ ‫فإن‬ ‫أهله‬ ‫إلى‬ ‫الحديث‬ ‫ونص‬ ‫تبين ذلك في شخصه‬ ‫الاله‬ ‫خوف‬ ‫اذا المرء أضمر‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫متفضا‬ ‫ناصح‬ ‫نصيحة‬ ‫واقبل‬ ‫المشكل‬ ‫في الخفى‬ ‫صديقك‬ ‫شاور‬ ‫وتوكل‬ ‫شاورهم‬ ‫في قوله‬ ‫عمران‬ ‫آل‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‏‪١ ٥9٩‬‬ ‫الآية‬ ‫۔‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٣٨‬من سورة الشورى‬ ‫‏‪ ١٧٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫الأخبار‬ ‫قال رسول الله يلة ‪« :‬الا إن الدين النصيحة الا من لم ينصح فقد غش‬ ‫الا من غش فليس منا الا من صحب ضاللا لم يسلم حتى يبتلى في نفسه أو في‬ ‫بدنه ويرى عقوبة ذلك في عياله الا من مدح فاسقا ذهب ماء وجهه الا من طمع‬ ‫في مال اخيه نزعت البركة من كسبه الا من آذى مسليا فقد بارز ا له بالمحاربة الا‬ ‫من‪.‬فعل شيئا فعل به الا من جمع مالا من حرام فتصدق لم يؤ جر وهو مأخوذ‬ ‫به"‬ ‫‪.‬‬ ‫فلينصح»‬ ‫شاء‬ ‫وان‬ ‫امسك‬ ‫شاء‬ ‫إن‬ ‫بالخيار‬ ‫» المستشار‬ ‫‪:‬‬ ‫يتي‬ ‫وقال‬ ‫من‬ ‫الندامة وأمان‬ ‫من‬ ‫حصن‬ ‫) المشاورة‬ ‫‪:‬‬ ‫أنه قال‬ ‫ين‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫وزوي‬ ‫الملامةم"آ)‬ ‫الآنار‬ ‫بعض‬ ‫وقا ل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫قليل‬ ‫كثير وا لحزم‬ ‫‏‪ ١‬لرأي‬ ‫‪:‬‬ ‫عنه‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫قال‬ ‫الملشاورة لقاح العقول ورائد الصواب ‪ ،‬والمستشير على طريق‬ ‫البلغاء ‪:‬‬ ‫وكان‬ ‫التد بير ‪.‬‬ ‫وحزم‬ ‫‏‪ ١‬لأمور‬ ‫برأي أخيه من عزم‬ ‫المرء‬ ‫واستنارة‬ ‫‏‪ ١‬لنجاح ‪.‬‬ ‫عن‬ ‫المشورة‬ ‫‪:‬‬ ‫القباني‬ ‫وقال‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫لك‬ ‫عقله‬ ‫صار‬ ‫العاقل‬ ‫شاورت‬ ‫اذا‬ ‫‪:‬‬ ‫يقال‬ ‫الهداية ‪. .‬وقد خاطر من استغنى برأيه ‪ .‬وقال القرشي ‪ :‬نعم المؤازرة‬ ‫‪.‬‬ ‫الاستبداد‬ ‫الاستعداد‬ ‫وبئس‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الملشاورة‬ ‫رحمة ومفتاح بركة لا‬ ‫باب‬ ‫بن عبدالعزيز ‪ :‬الملشاورة والمناظرة‬ ‫وقال عمر‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ولا يفقد معهےا حزم‬ ‫معها رأي‬ ‫يضل‪:‬‬ ‫‏‪ ١٧٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫وقال بعض البلغاء ‪ :‬من حق العاقل أن يضيف الى رأيه رأي العلياء ©‬ ‫ويجمع الى عقله عقول الحكياء } والرأي الفرد ربما زل ‪ ،‬والعقل الفرد رمما‬ ‫ضل ‪ ،‬واذا عزم على المشاورة ارتاد لها من أهلها من استكملت فيه خس‬ ‫خصال ‪ :‬احداهن عقل كامل مع تجربة سالفة ؛ فإن كثرة التجارب تصح‬ ‫الرواية ‪.‬‬ ‫وقد روى أبو هريرة عن النبي ية انه قال ‪« :‬استرشدوا العاقل ترشدوا‬ ‫ولا تعصوه فتندموا» والخصلة الثانية أن يكون ذا دين تقي ؛ فإن ذلك عماد كل‬ ‫صلاح وباب كل نجاح {} ومن غلب عليه الدين فهو مأمون السريرة موفق‬ ‫العزيمة ‪.‬‬ ‫فيه امرا‬ ‫فشاور‬ ‫أراد أمرا‬ ‫‪ :‬من‬ ‫أنه قال‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫عبدالله‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫مسليا وفقه الله لارشد أموره ‪.‬‬ ‫؛ فإن ا لنصح والمودة يصدقان‬ ‫؛ أن يكون ناصحا ودودا‬ ‫الثالثة‬ ‫وا خصلة‬ ‫الفكرة "‪ .‬وبمحضان الرأي ‪.‬‬ ‫والخصلة الرابعة ؛ أن يكون سليم القلب من هم قاطع وغم شاغل ‪،‬ؤ‬ ‫فإن عارضت فكره شوائب الهموم لم يسلم له رأي ولم يستقم له خاطر ‪.‬‬ ‫والخصلة الخامسة ‪ .‬ان لا يكون له في الأمر المستشار غرض يتابعه ولا‬ ‫هوى يساعده } فإن الأغراض جاذبة والهوى صاد ‪ ،‬والرأي إذا عارضه‬ ‫الهوى } وجاذبته الأغراض فسد ‪ ،‬فإذا استكملت هذه الخصال الخمس في‬ ‫رجل كان أهلا للمشورة ومعدنا للرأي ‪.‬‬ ‫وبلغنا أن رسول الله يلة انه قال ‪« :‬ما يشقى احد باستشارة ولا يسعد‬ ‫باستبداد وقد أمرني الله ۔ جل ذكره ۔ ان اشاوركم» قال ابن عباس ‪ :‬الناس‬ ‫ثلاثة ‪ :‬رجل ‪ .‬ونصف رجل & ولا رجل ‪ ©،‬فالرجل المشاور في كل أموره ‏‪٥‬‬ ‫ونصف الرجل هو المشاور في بعض اموره ‪ ،‬واللارجل الذي لا يشاور في‬ ‫‏‪ ١٧٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫اموره ‪ .‬وقال عمر بن الخطاب _ رحمه الله ۔ شاور في أمرك الذين يخافون الله ‪.‬‬ ‫وقيل لرجل من عبس ما أكثر صوابكم ؟ فقال نحن الف رجل وفينا رجل‬ ‫حازم ونحن نطيعه فكلنا الف رجل حازم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬أما ذو المروءة فيستشير‬ ‫وأما الاحمق فيختلس “‪ ،‬والرجل الخير ينطق بالخير ويفعله لما في قلبه منه }‬ ‫والشرير ينطق بالشر ويفعله لما في قلبه منه ‪ .‬وكل يعمل على قدر نيته وما في قلبه‬ ‫من الخير والشر ‪.‬‬ ‫وقال عمر بن الخطاب ‪ -‬رحمه الله ۔ ‪ :‬الرجال ثلاثة ‪ :‬فرجل عفيف‬ ‫مسلم عاقل ياتمر في الامور اذا أقبلت واشتبهت & فإذا وقع في الأمر برأيه‬ ‫فعل ‪ .‬ورجل عفيف مسلم ليس له رأي فإذا وقع الأمر نادى الرأي فاستشاره‬ ‫واستاثر ثم لم يزل عنده أمره ‪ .‬ورجل جائر برأيه لا يأتمر راشدا ولا يطيع‬ ‫مرشدا ‪ .‬وقيل ‪ :‬من استشار استبصر ومن استخار استظهر ©{ ومن أبرم الأمر‬ ‫بلا تدبير ‪ .‬صيره الدهر الى تدمير ‪ .‬ومن استرشد برأيه خفت وطأته على‬ ‫أعدائه ‪.‬‬ ‫ومن أمارات الخذلان { معاداة الاخوان ‪ 3‬ومن ضعفت آراؤه قويت‬ ‫أعداؤه ‪ }،‬واذا استشرت الجاهل اختار لك الباطل ‪ 3‬ومن استهدى الأعمى‬ ‫عن الهدى ‪.‬‬ ‫عمي‬ ‫والخطا مع الاسترشاد اجمل من الصواب مع الاستبداد ومن استكفى‬ ‫الكفاة امن العداة ‪ .3‬وسوء التدبير سبب التدمير ‪ .‬وإذا شكلت عليك الامور‬ ‫وتغير عليك الجمهور فارجع الى رأي العقلاء ‪ .‬وافرغ الى استشارة النصحاء }‬ ‫ولا تانف من الاسترشاد ‪ ،‬ولا تستنكف من الاستمداد فلثئن تسأل وتسلم خير‬ ‫من ان تستبد وتندم ‪ 3‬ومن صدقك فقد ارشدك ‪ ،‬ومن نصحك فقد نجدك ‪.‬‬ ‫ومن وعظك فقد اشفق عليك ‪ {،‬ومن اعرض عن الحزم والاحتراس وبنى على‬ ‫غير أساس زال عنه العز واستولى عليه العجز فصار من يومه في نحس ‪ ،‬ومن‬ ‫غده في لبس ‪ ،‬ومن قصر عن سياسة نفسه كان على سياسة غيره أقصر ‪ ،‬ومن‬ ‫غدر بأهل بيته كان باهل وده أغدر ‪ 3‬ومن اعرض عن نصيحة الناصح احترق‬ ‫بكبد الكاشح ‪ ،‬ومن استغنى بعقله ضل ‪ ،‬ومن اكتفى برايه ذل ‪ ،‬ومن‬ ‫استعان بذوي العقول فاز بإدراك المأمول ث ومن استشار ذوي الالباب سلك‬ ‫سبيل الصواب & ومن استوزر غير كاف خاطر بملكه } ومن استشار غير أمين‬ ‫أعان على هلكه ومن أسر الى غير ثقة ضيع سره ‪ ،‬ومن استعان بغير مستقل‬ ‫أفسد أمره ‪ .‬ومن ضيع رأي العاقل دل على ضعف عقله ث ومن اصطنع‬ ‫جاهلا أعرب عن فرط جهله ‪.‬‬ ‫والحازم من حفظ ما في يده { ولم يؤخر أمر يومه الى غده ‪ ،‬ومن استشار‬ ‫الرشيد وعمل بمشورته ‪ 3‬واستنصح الصديق وبنى نصيحته لم يفته حزم ولم‬ ‫& ولا تثق بالصديق قبل الخبرة ‪ 0‬ولا تواقع العدو قبل القدرة }‬ ‫يغلبه خصم‬ ‫ومن استشار العالم فييا ينوبه ‪ ،‬واسترشد العاقل فييا يأتيه صحت له الأمور‬ ‫وصحبه الجمهور { واستنار منه القلب وسهل عليه الصعب & ومن جهل المرء‬ ‫وسقم رأيه ان يتصور في نفسه ‪ ،‬ويتعود في قلبه أن الاستبداد بالآراء وترك‬ ‫استشارة النصحاء بما يزري به ويضع من قدره فيستبد بالتدبير ويعرض‬ ‫بالمشير ‪.‬‬ ‫ولتكن مشاورتك بالليل فإنها أجمع للفكر واعون على الذكر } ثم شاور‬ ‫‪ .‬فالعا قل لا ينصح ما ل يصف‬ ‫وود صريح‬ ‫في ‏‪ ١‬مرك من تثق منه بعقل صحيح‬ ‫‪.‬‬ ‫ما ل يصح عقله‬ ‫وده ‪ 3‬وا لودود لا يصيب‬ ‫‏‪ ١٨١‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب الثاني والعشرون‬ ‫في ذكر القضاة والأمراء وأهل الظلم منهم‬ ‫عن النبي ية أنه قال ‪« :‬القضاة ثلاثة ‪ :‬قاضيان في النار وقاض في‬ ‫‪.‬‬ ‫الحنة»‬ ‫ينتظر المقت والمستمع ينتظر الحنة ‪.‬‬ ‫والقا ضي‬ ‫ولا حاكم على عشيرة‬ ‫‪ :‬ما من أمبر ولا قاض‬ ‫انه قال‬ ‫اي هريرة‬ ‫وذكر عن‬ ‫من الناس إلا يحشر يوم القيامة وهو مغلول اليدين إلى عنقه فإن كان عدلا‬ ‫أطلقه عدله وان كان غير ذلك شد وثاقه ‪.‬‬ ‫الله عنها۔ انها قالت ‪ :‬يؤ ى يوم القيامة‬ ‫وذكر عن عائشة ۔ رضي‬ ‫بالقاضي العدل فيلقى من شدة الحساب ما يود انه لم يكن قاضيا بين اثنين فإذا‬ ‫كان هذا حال قاضي العدل الذي يقضي بين الناس ابتغاء مرضاة الله فكيف‬ ‫يكون حال من جار في الأحكام وقبل الرشا على ظلم الأرامل والأيتام ومال‬ ‫بالحكم بين الضعفاء والمساكين ومن لا وجه له ولا قدرة عنده وصانع الأغنياء‬ ‫والكبراء وكان طلبه للقضاء ابتغاء عرض الدنيا والثناء والجاه والتكاثر والعلو‬ ‫والرفعة على الناس والفخر والكبرياء واصاب من الدنيا ما أراد فوق ما أراد‬ ‫فكيف يكون حاله عند الله غدا نعوذ بالته من سخطه وأليم عقابه ‪.‬‬ ‫اين الظلمة وأعوان‬ ‫القيامة ‏‪٠‬‬ ‫يوم‬ ‫مناد‬ ‫انه ينادي‬ ‫مكحول‬ ‫وذكر عن‬ ‫الظلمة فلا يبقى احد منهم مد لهم مدة أو برى لهم قلما أو أعانهم بكلمة الا‬ ‫‪.‬‬ ‫جهنم‬ ‫ف‬ ‫نار ثم يلقون‬ ‫من‬ ‫في تابوت‬ ‫فيجعلون‬ ‫حضر‬ ‫وذكر عن سفيان الثوري أنه قال ‪ :‬من تبسم في وجه ظالم أو وسع له في‬ ‫مجلسه أو قضى له حاجة وهو عالم بظلمه فقد قطع عرى الاسلام ‪ .‬ومن أعان‬ ‫ذي‬ ‫‏‪ ٨‬وما ازد اد أحد من‬ ‫الله وعليه وزره‬ ‫من‬ ‫باء بغضب‬ ‫فقد‬ ‫ظالما على مظلمة‬ ‫سلطان قربا الا ازداد من الله بعدا بقدر ما تقرب منه ‪ .‬وذكر عن النبي عليه‬ ‫‪« :‬من اسود اسمه مع إمام جائر حشر معه { ومن جبى مع امام‬ ‫السلام أنه قال‬ ‫جائر‬ ‫لسلطان‬ ‫سعى‬ ‫‏‪ ١‬لنار ‪ .‬ومن‬ ‫من‬ ‫ضحضاح‬ ‫جائر درمن جعله الله ف‬ ‫وهامان‬ ‫فرعون‬ ‫قرين‬ ‫دل سلطانا على الجور كان‬ ‫‪ 64‬ومن‬ ‫النار‬ ‫جعله الله قرينه ف‬ ‫‪.‬‬ ‫النار أشد عذابا منه»‬ ‫أحد ف‬ ‫‏‪ ٥‬ولم يكن‬ ‫في جهنم‬ ‫أئمة الحور‬ ‫الى‬ ‫أبصاركم‬ ‫لا ترفعوا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫المسيب‬ ‫سعيد بن‬ ‫وذكر عن‬ ‫وأعوان الظلمة إلا بالانكار من قلوبكم لئلا تحبط اعمالكم الصالحة ‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫على أحد من‬ ‫أمير ولا وال‬ ‫‪ :‬ما من‬ ‫أنه قال‬ ‫وذكر عنه عليه السلام‬ ‫إلا يؤ ق به يوم القيامة فيوقف على جسر من جسور جهنم ‪ .‬فإن كان محسنا نجا‬ ‫وان كان مسيئا انخرق به الجسر فيهوى به في النار سبعين خريفا ‪.‬‬ ‫واعلم أن صحبة السلطان خطر وغرر لأنك ان اطعته خاطرت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ١‬لنفس‬ ‫في‬ ‫غرر‬ ‫‏‪ ١‬لسلطا ن‬ ‫وصحبة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫بنفسك‬ ‫حا طرت‬ ‫عصيته‬ ‫وا ن‬ ‫‪6‬‬ ‫بدينلك‬ ‫ونقص في الدين {‪ .‬ومن تقرب من السلطان خاض في جهنم بعدد خطاه ‪3‬‬ ‫وليس على العباد شيء أضر من اتيان أبواب السلاطين ‪ ،‬وحب الدنيا ‪ .‬وحب‬ ‫‪.‬‬ ‫النار‬ ‫الانسان‬ ‫تورد‬ ‫الأشياء‬ ‫الأربعة‬ ‫وهذه‬ ‫‪6‬‬ ‫الرياسة‬ ‫وحتب‬ ‫‪6‬‬ ‫الدرهم‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫وذكر في الخبر‬ ‫هب‬ ‫ا‬ ‫عمر بن‬ ‫انت‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫صومعته‬ ‫عليه من‬ ‫صومعة فناداه يا راهب فاشرف‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١٨٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫عبدالعزيز ملك الأرض فقال له ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫فقال له ‪ :‬كيف بك يا عمر اذ نادى بك ملك الأرض والسياء وعرض‬ ‫حكمك على حكمه كيف تكون حالك فيه فبكى عمر فقال له ‪ :‬زدني فقال‬ ‫له ‪ :‬لا تدع لنفسك على نفسك حجة واله يعلم سركم وجهركم ويعلم ما‬ ‫تكسبون ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر عن سفيان الثوري انه كان صاحبا هارون الرشيد من قبل‬ ‫ان يلى هارون الخلافة } فلما ولي الخلافة } فارقه سفيان وفر بنفسه هاربا الى‬ ‫الكوفة منه ‪ 3‬ولم يره بعد ذلك فكتب اليه هرون الرشيد كتابا فيه ‪.‬‬ ‫بسم الته الرحمن ا لرحيم‬ ‫من عبدالته هارون الرشيد أمير المؤمنين الى سفيان الثوري ‪ .‬أما بعد }‬ ‫‪ .‬وأنا منتظر لك وللقائك في‬ ‫يا أخي فإني لم أقطع حبلك & ولم اصرم ودك‬ ‫كل وقت { مع كل ساعة على افضل المحبة والصحبة التي بيني وبينك ولولا‬ ‫هذه القلادة التي قلدني الته لأتيتنك ولو حبوا مما اجد لك ني قلبي من المحبة‬ ‫وجميل الصحبة ‪ ،‬واعلم انه ما بقي من اخواني واخوانك احد الا وقد أتوني‬ ‫وهنأوني بما قد صرت إليه من الخلافة ‪ .‬ففتحت بيوت المال وجوزتهم الجوائز‬ ‫السنية ‪ .‬حتى سرت به نفوسهم ‪ ،‬وقرت به أعينهم وأنت لم تأتني وقد كتبت‬ ‫لك كتابي هذا حبا لك وفي لقائك وشوقا فإذا قرأت كتابي هذا فالعجل العجل‬ ‫ولا تتأخر عني ساعة واحدة على كل حال ‪ ،‬ثم التفت هارون الرشيد الى من‬ ‫كان عنده بحضرته فقال ‪ :‬من يوصل هذا الكتاب إلى سفيان الثوري وكانوا‬ ‫يعرفون سفيان وقشوفته وما هو عليه فلم يجبه أحد الى ذلك ممن كان عنده ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬على بمن في الباب فادخل عليه عباد الطليقاني فقال له ‪ :‬يا عباد خذ هذا‬ ‫الكتاب وانطلق به إلى الكوفة وادفعه الى سفيان الثوري ثم أفقه بسمعك‬ ‫وعقلك ما يكون من دقيق أمره وجليله ‪.‬‬ ‫قال عباد ‪ :‬فأخذت الكتاب وانطلقت به الى الكوفة فسألت فيها عن‬ ‫سفيان الثوري فقيل لي هو في المسجد فأتيت المسجد فلا دخلت عليه المسجد‬ ‫وراني ورأى علعً اثر خدمة السلطان ‪ .‬قال ‪ :‬اعوذ بالته من الشيطان الرجيم‬ ‫أعوذ باله من كل طارق يطرق الا بخير يا رحمن ثم قام يصلي ولم يكن تلك‬ ‫الوقت صلاة واذا بجلسائه قد نكسوا رؤ وسهم كأنهم لصوص قد ورد عليهم‬ ‫السلطان فسلمت عليهم فيا رفع احد منهم رأسه إل ‪ .‬ولا رد عا السلام إلا‬ ‫بأطراف الأصابع لعله وهم منكسو الرؤ وس خائفون فقلت في نفسي إن هذا‬ ‫المصلى هو سفيان فالقيت إليه الكتاب فليا راه ارتعد وتباعد عنه كأنما عرضت له‬ ‫حية ف موضع سجوده فأقام في صلاته ما شاء الته فلما فرغ من صلاته لف يده‬ ‫في عباءته وأخذ الكتاب ورمى به الى جلسائه وقال ‪ :‬ليقرأ احدكم هذا الكتاب‬ ‫فإني اكره ان أمس شيئا مسه ظالم فأخذه أحدهم وفتحه وهو خائف منه كأنما‬ ‫أخذه من فم ثعبان فلا فرغ من قراءته تبسم سفيان تبسم المعجب ثم قال ‪:‬‬ ‫اقلبوه واكتبوا إليه فيه على ظهره فإن يكن اكتسبه من حلال ‪ ،‬سوف يجزى به‬ ‫‪ 0‬فكيف يصلى به ‪ ،‬ولا يبقى عندي شيع مسه ظالم‬ ‫انم‬‫ره م‬ ‫حتسب‬ ‫وان يكن اك‬ ‫فيفسد علينا ديننا ‪ .‬ثم اكتبوا له فيه من العبد الميت سفيان الى العبد المغتر‬ ‫بالآمال المحب للدنيا هارون الذي سلب حلاوة الايمان ‪ .‬أما بعد ‪ ،‬فإني‬ ‫قطعت حبلك } وصرمت ودك { وقلبت موضعك ‪ .‬ولم ارض بما فعلت حين‬ ‫كتبت إلي كتابا وقد جعلتني في كتابك شاهدا عليك أنا ومن حضرني وسأؤ دي‬ ‫الشهادة بين يدي رب العالمين ‪ .‬يا هارون هجمت على بيت مال المسلمين‬ ‫ووضعته في غير حقه ‪ ،‬وانزلته في غير موضعه {‪ ،‬فهل يرضي فعلك هذا اهل‬ ‫الفضل من اهل العلم والخير والسنة ‪ ،‬أو هل يرضي فعلك هذا أهل الحاجة‬ ‫والفقراء والمساكين والأرامل والأيتام } والضعفاء من الناس ء‪ .‬حين أخذت‬ ‫حقوقا وجبت لهم واعطيتها غيرهم من غير استحقاقها ووضعتها في غير‬ ‫مواضعها ‪ ،‬أو هل يرضي فعلك هذا محمد رسول الته حين لم تعدل في أمته ‪3‬‬ ‫ويكون خصمك غدا بين يدي رب العالمين ‪.‬‬ ‫وا لمحنة جلبا با ‏‪٠‬‬ ‫مئتزرك واستعد للسؤ ‏‪ ١‬ل جوا با ‏‪ ٠‬وللبلاء‬ ‫فشد يا هارون‬ ‫‏‪ ١٨٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫واعلم أنك ستقف غدا بين يدي رب العالمين ‪ 3‬وهو الحكم العدل الذي لا‬ ‫جور في حكمه { ويبزي الظالمين بأعمالهم ‪ ،‬فلا ينفعك حينئذ جندك ‪ .‬ولا‬ ‫وزراؤ ك ‪ 3‬ولا جلساؤك ولا أعوانك وخدامك ك ولا ينفعك من غرك بقوله‬ ‫نفسي لك الفداء ‪ .‬وجعلت فداءك ‪ 0‬غروك وانته يا هارون كيا غروا غيرك من‬ ‫قبلك حتى اهلكوه } ولو علم عبيد الدنيا المغترون حقيقة الأمر لكانوا يعزونك‬ ‫ولا يهنئونك ‪ .‬فوالله ما احسبك إلا وأنت قد سلبت عقلك ‪ 3‬وحلت بك‬ ‫العقوبة في نفسك حين سلبت حلاوة الايمان ‪ .‬وفقدت لذاذة القران ‪ 5‬وجالسة‬ ‫الاخوان ورضيت لنفسك ان تكون ظالما وللظلمين إماما ‪.‬‬ ‫يا هارون لبست الحرير ‪ .3‬وقعدت على السرير {‪ ،‬والبست ‪ -‬لعله ۔‬ ‫واسبلت سترا دون بابك ‪ .3‬وجعلت الحجبة عليه ‪ .3‬وتشبهت بخالقك ©‬ ‫واقعدت على بابك عماد الظالمين ‪ .‬يظلمون الناس ولا ينصفون المظلوم ‪،‬‬ ‫ويشربون الخمر ويجدون من شربها ‪ 0‬ويزنون ونحعدون الزاني ‪ .‬فهلا كانت هذه‬ ‫الأحكام عليهم قبل ان يحكموا بها على الناس & فكيف بك يا هارون اذا نادى‬ ‫المنادي أين الظلمة وأعوان الظلمة © وترى الظالمين حولك & وانت لهم امام‬ ‫فأخذت بضيق الخناق ‪ [.‬وورود السياق فقربت للعرض ويداك مغلولتان الى‬ ‫عنقك & فلا يفكها ذلك اليوم إلا عدلك وانصافك ء‪ .‬وانت ترى حسناتك في‬ ‫ميزان غيرك ‪ 3‬وسيئات غيرك في ميزانك ‪ ،‬فإن كنت لم تنصف ولم تعدل في‬ ‫الله في‬ ‫خسرانا مبينا ‪ .‬والويل لك ثم الويل فاتق‬ ‫عباد الله فقد خسرت‬ ‫رعيتك ‪ }.‬واحسن عليهم الخلافة } ولا تاخذ الاشياء الا بحقها } ولا تضعها‬ ‫الا في موضعها { واحفظ محمدا عليه السلام في أمته ‪ .‬واعلم ان هذا الأمر‬ ‫الذي صار إليك لو بقي إلى غيرك ما صار إليك ‪ ،‬ولكن زائل عنك الى غيرك ‪3‬‬ ‫وهو ينتقل من واحد الى واحد ‪ ،‬فمنهم من يتزود منها ما ينفعه ‏‪ ٤3‬ومنهم من‬ ‫يخسر الدنيا والآخرة ‪ 3‬فإياك يا هارون ان تكون ممن خسر الدنيا والآخرة }‬ ‫واعمل ليوم تذهل فيه كل مرضعة عيا ارضعت ‪ ،‬وتضع كل ذات حمل حملها ‪.‬‬ ‫وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ‪ ،‬ولكن عذاب الله شديد ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٨٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫فاتق الله يا هارون ‪ ،‬واحذر عذابه ‪ 3‬ولا تتعرض لسخطه وتواضع‬ ‫ولا تتكبر على اللله ث فقد الى على نفسه ان يرفع من تواضع {‪ ،‬ويضع من‬ ‫لله ث‬ ‫} فاتعظ بالموعظة ‪ ،‬فقد نصحتك جهدي & وما أبقيت لك في النصيحة‬ ‫تكبر‬ ‫} فاتق الله في رعيتك واعلم انه ليس المطلوب بك غيرك من الخلق احد‬ ‫غاية‬ ‫‪ ،‬ثم إياك ان تكتب إلي كتابا آخر بعد هذا ابدا ‪.‬‬ ‫غيرك‬ ‫وقال عباد ‪ :‬ثم رمى الكتاب منشورا غير مطوي ‏‪ ١‬فأخذت الكتاب وقد‬ ‫وقفت الموعظة في قلبي &} حين أملى الكتاب على كاتبه ‪ .‬وصرت كالمجنون مما‬ ‫سمعت ‪ ،‬فانطلقت الى السوق ‪ ،‬واشتريت جبة من صوف وعباءة قطوانية‬ ‫فلبستها ‏‪ ٠‬وتركت ما كنت البسه من الحرير ولين الثياب بين يدي امير‬ ‫المؤمنين ‪ .‬فلما وصلت الى حضرة امير المؤ منين تهزأ مني كل من كان عند الباب‬ ‫من اصحابي © فلما دخلت على أمير المؤمنين ونظر ال قام قائما على قدميه ‪3‬‬ ‫وجعل يلطم خديه وهو ينادي بصوت رفيع انتفع المرسل } وخاب المرسل ما‬ ‫لي ولملك يزول عني ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فالقيت الكتاب إليه ‪ 0‬فأقبل عليه بالقراءة ودموعه تجري على‬ ‫جلسائه‬ ‫من‬ ‫بحضرته‬ ‫كان‬ ‫له من‬ ‫فقال‬ ‫قراءته ‪.‬‬ ‫من‬ ‫فرغ‬ ‫خديه ‪ .‬حتى‬ ‫ووزرائه ‪ :‬لقد احزنك سفيان يا أمير المؤمنين ث وادخل عليك المشقة في‬ ‫نفسك ك‪ }،‬واجترا عليك بأمر عظيم فكان جزاؤه ان توجه إليه اجنادك‬ ‫وأعوانك ‪ ،‬فيأخذوه ويوثقوه في الحديد } وتضيق عليه السجن { حتى تبعله‬ ‫مثلة ويكون عظة لغيره من الناس ‪ ،‬ويكون مستحقا لذلك ‪ .‬فقال لهم‬ ‫هارون ‪ :‬اتركوني يا عبيد الدنيا ‪ .‬فالمغرور من غررتموه ‪ .‬والشقيى من‬ ‫اهلكتموه فوالله لقد نصحني بأبلغ نصيحة } ووعظني بأكمل موعظة ‪.‬‬ ‫ولم يزل كتاب سفيان إلى جنب هارون يقرأه دبر كل صلاة يصليها كيا‬ ‫يقرا القران فحسبك ما ذكرت لك ‪.‬‬ ‫قد بنى‬ ‫وهو يومئذ‬ ‫معا وية‬ ‫ا با ذر دخل يوما ‏‪ ١‬ل‬ ‫ا لخبر ‪ :‬أن‬ ‫وذكر في‬ ‫‏‪ ١٨٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫بيتا ‪ .‬فقال له معاوية ‪ :‬كيف ترى هذا البنيان يا أبا ذر ؟‬ ‫فقال له ابو ذر ‪ :‬ان كنت بنيته من مال الله فانت من الخائنين والله لا‬ ‫يحب الخائنين ‪ 0‬وان كنت بنيته من مالك فانت من المسرفين والله لا يحب‬ ‫المسرفين ‪.‬‬ ‫وذكر عن وهب بن الورد انه قال ‪ :‬البناء الذي لا اسراف فيه ‪ 0‬ما ستر‬ ‫من الشمس ك واكن من المطر ‪ ،‬واللباس الذي لا اسراف فيه ؛ ما ستر‬ ‫العورة ‪ 9‬وأدفا من البرد ‪ 0‬والطعام الذي لا اسراف فيه ‪ 5‬ما سد الجوع وكان‬ ‫دون الشبع ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر ‪ :‬ان الله تعالى أوحى الى داود عليه السلام ‪ ،‬يا داود ؛‬ ‫اسمع ما اقول والحق أقول ‪ :‬اذا قل الأمر بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪3‬‬ ‫وذهبت الهيبة من العلياء ‏‪ .٠‬وصارت في السفهاء فاطلب الهرب ‪.‬‬ ‫وذكر انه قيل لعمر ‪ :‬ان فلانا بنى بالأجر فقال عمر ‪ :‬من بنى بالأجر فقد‬ ‫تشبه بفرعون لأن فرعون أول من بنى بالأجر ‪.‬‬ ‫وقال النبي يلة ‪« :‬سيجيع في أخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه‬ ‫الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم‬ ‫شيء من الرحمة ث سفاكون للدماء لا يزعون عن قبيح ان تابعتهم واربوك ‏‪٨‬‬ ‫وان تواريت عنهم اغتابوك ‪ ،‬وان حدثوك كذبوك ‪ ،‬وان ائتمنتهم خانوك ‪3‬‬ ‫صبيهم غارم ‪ .‬وشابهم شاطر ‪ 3‬وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن‬ ‫المنكر ‪ ،‬الاعتزاز بهم ذل ‪ ،‬وطلب ما في ايديهم فقر ‪ 5‬الحليم منهم غاو &‬ ‫والآمر بالمعروف فيهم متهم & والمؤمن فيهم مستضعف ك والفاسق فيهم‬ ‫مشرف والسنة فيهم بدعة ‪ ،‬والبدعة فيهم سنة ‪ .‬فعند ذلك يسلط الله تعالى‬ ‫عليهم شرارهم فيدعون خيارهم ‪ .‬فلا يستجاب لهم» ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي ميتة أنه قال ‪« :‬خير الدين النصيحة» فاعلم ان من‬ ‫‏‪ ١٨٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫ومن ل يقبل نصيحتك فليس‬ ‫فقد غشك‬ ‫© ومن داهنك‬ ‫احبك‬ ‫فقد‬ ‫نصحك‬ ‫باخ لك ‪.‬‬ ‫أنه قال ‪ :‬لا خير في قوم لا يحبون‬ ‫كيا ذكر عن عمر ۔ رضي الله عنه‬ ‫‪.‬‬ ‫الناصحين {} ولا خير في قوم ليسوا بالناصحين‬ ‫فمن لزم منهاج ذوي الألباب ‪ ،‬برعاية حدود الته واقامة الشريعة من‬ ‫كتاب الته عز وجل وسنة نبيه عليه السلام وما اجتمعت عليه الأئمة المهتدون ۔‬ ‫رضي الته عنهم فقد استمسك بالعروة الوثقى وبلغ إلى الدرجة العليا ‪ .‬وهذا‬ ‫هو الصراط المستقيم الذي دعا الله عباده المؤ منين إليه بقوله تعالى ‪ :‬وان هذا‬ ‫صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم‬ ‫به لعلكم تتقون»‘ قيل ‪ :‬والله اعلم ان السبل أهي الأهواء الضالة ‪.‬‬ ‫والأهواء الضالة ما خالف سبيل المؤ منين قال الته تعالى ‪ :‬ومن يتبع غير سبيل‬ ‫أعاذنا الته منها‬ ‫المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراه "ا‬ ‫وجميع المسلمين وما التوفيق إلا بالله ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٥٣‬من سورة الأنعام‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١١٥‬من سورة النساء‬ ‫الثالث وا لعشر ون‬ ‫‏‪ ١‬لباب‬ ‫ي الظلم‬ ‫اعلم ۔ وفقك الله ۔ أن الظلم من المهلكات ني الدين {© وقد عظم الله‬ ‫أمره ونسب أكبر الكبائر إليه فقال ۔ تعالى ۔ ‪ :‬إن الشرك لظلم عظيم ه»ه‪{١‬‏ ‪.‬‬ ‫‪ :‬فكان‬ ‫تعالى‬ ‫ووعد الظالمين على الظلم أشد العذاب في قوله‬ ‫عاقبتهيا أنهيا في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين» ") ‪ .‬وقال‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬وإنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا‬ ‫بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا»(") ‪ .‬وقال‬ ‫‪ -‬تعالى ۔ ‪ :‬يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا ألييا»(ذا وقال‬ ‫‪ -‬سبحانه ۔ ‪ :‬وإن الله لا يهدي القوم الظالمين ”ث) ‪ .‬وقال ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فاجره على اله إنه لا يحب الظالمين‬ ‫ولمن انتصر بعد ظلمه فاولتلك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين‬ ‫يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولتك لهم عذاب أليم () ‪.‬‬ ‫‪١‬۔‏ الآية ‏‪ ١٣‬من سورة لقمان‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٧‬من سورة الحشر‬ ‫‏‪ ٦٢4٩‬من سورة الكهف‬ ‫‏‪ ٢٣‬۔ الآية‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية ‏‪ ٣١‬من سورة الانسان‬ ‫‪٥‬۔‏ الآية ‏‪ ١٠‬من سورة الأحقاف‬ ‫الشورى‬ ‫‪ ٤٢‬من سورة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬ ‫‏‪. ٤٠‬‬ ‫الآيات‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪ ١٩١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وقال عز من تائل ‪ :‬ولا تحسبن اله غاففا عيا يعمل الظالمون إتما‬ ‫يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار“»') ‪ .‬وقال تعالى ۔ ‪« :‬قل إن‬ ‫الخاسر ين الذين خسر وا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب‬ ‫‪.‬‬ ‫مقيم »؛‪١‬ا‏‬ ‫القيامة وقيل‬ ‫يوم‬ ‫المذاب‬ ‫أفمن يتقي بوجهه سوء‬ ‫‪:‬‬ ‫۔‬ ‫وقال ‪ -‬سبحانه‬ ‫للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون "" ‪.‬‬ ‫لآية لقوم‬ ‫ذلك‬ ‫ف‬ ‫إن‬ ‫ما ظلموا‬ ‫ط فتلك بيوتهم خاوية‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -‬تعالى ۔‬ ‫وقال‬ ‫يملمون‪ . ){4»0‬وقال ‪ -‬تعالى ۔ ‪ :‬ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا‬ ‫ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا فهم من اته ما لم يكونوا‬ ‫يحتسبون وبدا هم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون» ‏({‪. )٢‬‬ ‫الأخبار‬ ‫أي يتركه ۔ فإذا أخذه لم‬ ‫قال رسول الله يتلف ‪” :‬إن الله يملي للظالم‬ ‫ثم قرا ‪ :‬وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه‬ ‫يفلته "‬ ‫وأرحب‬ ‫رجل أصح اله جسمه‬ ‫السياء تبكي من‬ ‫والا وإن‬ ‫أليم شديده (`)‬ ‫جوفه وأعطاه من الدنيا نصيبا فكان للناس ظلوماء(")‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٤٦‬من سورة ابراهيم‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ٤٥‬من سورة الشورى‬ ‫_ الآية ‏‪ ٢٤‬من سورة الزمر‬ ‫النمل‬ ‫سورة‬ ‫‏‪ ٠٢‬من‬ ‫الآية‬ ‫_‬ ‫ه _ الآيتان ‏‪ ٤٨ . ٤٧‬من سورة الزمر‬ ‫‏‪ ١٠٦١‬من سورة هود‬ ‫‏‪ ١‬الآية‬ ‫‏‪_ ٧‬۔ رواه البخاري ومسلم عن أي موسى‬ ‫‏_ ‪ ١٩٢‬۔‬ ‫حتى يققا بين‬ ‫القيامة جى ء الظالم والمظلوم‬ ‫يوم‬ ‫‪« :‬إذا كان‬ ‫يلة‬ ‫وقال‬ ‫يدي الله فيقول المظلوم ‪ :‬يا رب خذ لي بحقي من هذا فيقول الله ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫اللله‬ ‫‪ .‬فيقول‬ ‫قد ذهبت الدنيا فلا حمراء ولا بيضاء‬ ‫‪ :‬يا رب‬ ‫‪ .‬فيقول‬ ‫اعطه حقه‬ ‫له ‪ :‬لو قدرت على ماله أكنت تعطيه إياه ؟ فيقول ‪ :‬نعم يا رب ‪.‬‬ ‫عز وجل‬ ‫فيقول الله ‪ :‬انطلقوا به فاروه مال صاحبه ‪ .‬فينطلقوا به إلى شفير جهنم فيمثل‬ ‫له ذلك المال ثم يقال له ‪ :‬انطلق فاحمله فرده على صاحبه فادخله جهنم‬ ‫فيحمله فيرتفع حتى يظن أنه قد خرج فتزل قدماه فيهوي في جهنم» ‪.‬‬ ‫‪ .‬ومن أساء ينتظر العقوبة ‪ .‬ومن‬ ‫وقال يلة ‪« :‬من أحسن ينتظر الثواب‬ ‫‪.‬‬ ‫اللك»‬ ‫ظلم ليستغني أفقره‬ ‫ومن‬ ‫الله بحق‬ ‫أذله‬ ‫بغير حق‬ ‫اعتز‬ ‫؛ يقهر من دونه بالغلبة ‪ .‬ومن فوقه‬ ‫وقال يَتلاز ‪« :‬للظالم ثلاث علامات‬ ‫‪.‬‬ ‫بالمعصية © ويضاهي الظلمة‬ ‫‪« :‬من مشى ال ظالم ‪ 7‬وهو يعلم أنه ظالم ۔ يعينه فقد خرج من‬ ‫تلا‬ ‫وقال‬ ‫الاسلام!‬ ‫وقال وتل ‪« :‬الظلم ظلمات يوم القيامة!‬ ‫‪.‬‬ ‫اللله »‬ ‫يعصي‬ ‫أن‬ ‫أحب‬ ‫فقد‬ ‫ظالم‬ ‫لقاء‬ ‫أحب‬ ‫« من‬ ‫‪:‬‬ ‫يتي‬ ‫وقال‬ ‫الآثار‬ ‫سئل الاحنف بن قيس فقيل له ‪ :‬من أجهل الناس ؟ قال ‪ :‬الذي باع‬ ‫اخرته بدنياه ‪ .‬قال عمر ۔ رضي الله عنه ۔ ‪ :‬الا أنبتكم باجهل من هذا ؟‬ ‫باع اخرته بدنيا غيره ‪ .‬وقال ابن مسعود _ رحمه‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬الذي‬ ‫‏‪ ١٩٣_.‬۔‬ ‫مسلم‬ ‫ا مرىعء‬ ‫فدحض مها حق‬ ‫أ و لقنه حجة‬ ‫علل مظلمة‬ ‫انته ‪-‬۔ ‪ :‬من أعان ظالما‬ ‫‪.‬‬ ‫وزرها‬ ‫وعليه‬ ‫النه‬ ‫من‬ ‫ببغةغضب‬ ‫باء‬ ‫فقد‬ ‫وفي الخبر ؛ ان الته ۔تعالى ۔ قال لموسى ‪-‬عليه السلام ۔ ‪( :‬قل للظلمة‬ ‫لا يذكروني فإن ذكري عليهم وبال) ‪ .‬قال ‪ :‬يا رب ؛ ومن الظلمة ؟ قال ‪:‬‬ ‫(الذين يظلمون الناس في أموالهم يا موسى ‏‪ ١‬بنفسي حلفت أن أبواب السياء‬ ‫إذا‬ ‫الحرام ‪ .‬واني لامر ملانكتي ينادون في حوائجهم‬ ‫مغلقة دون من أكل‬ ‫غضبت عليهم) ‪ .‬قال موسى ‪ :‬يا رب ؛ تعطيه وهو مجرم ؟ قتالع ۔الى ۔ ‪:‬‬ ‫(أبفض دعوته فاسارع إلى حوائجه كيلا يدعوني) ‪.‬‬ ‫وي المناجاة ‪ :‬ان الله ۔ تعالى ۔ قال لموسى ‪( :‬ان اردت أن أخلصك‬ ‫وانجيك من أهوال يوم القيامة) قال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪( :‬تخلص من مظالم‬ ‫الناصس) ‪.‬‬ ‫وحكي أن عبدالملك بن مروان خطب يوما بالكوفة ‪ .‬فقام إليه رجل من‬ ‫آل سوحان فقال ‪ :‬مهلا مهلا يا ابن مروان ‪ .‬فإنكم تأمرون ولا تأتمرون ‏‪٨‬‬ ‫وتنهون ولا تنتهون } وتعظون ولا تتعظون ‪ .‬أفنقتدي بسيرتكم في أنفسكم أم '‬ ‫نطيع أمركم بالسنتكم ؟ فإن قلتم أطيعوا أمرنا واقبلوا نصحنا فكيف ينصح‬ ‫غيره من غش نفسه ؤ وان قلتم خذوا الحكمة حيث وجدتموها واقبلوا العظة‬ ‫من سمعتموها فعلام قلدناكم أزمة أمورنا ‪ .‬وحكمناكم في دمائنا وأموالنا ‪.‬‬ ‫أو ما تعلمون أن فينا من هو أعف منكم بصنوف اللغات وأحكم بوجوه‬ ‫العظات ‪ .‬فإن كانت الامامة تستحق بذلك فخلوا سبيلها واطلقوا عقالهما‬ ‫يبتدرها أهلها الذين قتلتموهم في البلاد وشردتموهم في كل واد ‪ .‬أما والله لئن‬ ‫بقيت في أيديكم إلى بلوغ الغاية واستيفاء المدة ووجوب المحنة فإن لكل قائم‬ ‫ولا كبيرة‬ ‫صغيرة‬ ‫بعده يتلوه لا يغادر‬ ‫يوما لا يعدوه ‪ .‬وكتابا‬ ‫منكم‬ ‫إلا أحصاها ‪ .‬وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ‪.‬‬ ‫واعلم أن مظالم العباد سيوف تقطع يمين الظالم عن تناول الكتاب في‬ ‫‏_ ‪ ١٩٤‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫اللاب إلاامن ردها وتاب‬ ‫والمظالم مد لحصون الايمان في الدنيا } وان الظالم ابقى للمظلوم ما يغني‬ ‫وأفنى من دينه ما يبقى وهي مكاو يكوي بها الظالم نفسه ء فإياك والمظالم وأن‬ ‫تكون عونا للظالم ‪ .‬فالعون على كل خبيث شريك ‪ .‬ولا تصحب الظالم ‪.‬‬ ‫ولا تؤ اكله ولا تشاربه ‪ ،‬ولا تجالسه { ولا تبتسم في وجهه ولا تنل منه شيئا ‪.‬‬ ‫ولا تعوده إذا مرض & ولا تشيعه إذا سافر ‪ ،‬واجتنبه ما استطعت اجتنابك‬ ‫الحيات والافاعي ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٥ _-‬۔‬ ‫الباب الرابع والعشرون‬ ‫والوالد والولد والمماليك‬ ‫الحار والصاحب‬ ‫حق‬ ‫ف‬ ‫‪« :‬ان خير الاصحاب عند الله ۔ عز وجل ۔ خيرهم‬ ‫قال النبي يل‬ ‫لصاحبه وخير الجيران خيرهم لجاره؛ ( ‪.‬‬ ‫‪« :‬ليس مؤمن من لا يامن جاره‬ ‫أبو هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله ‪%‬‬ ‫بوائقه فاي رجل أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس جاره ذلك‬ ‫("' قالوا ‪:‬يا رسول الله ؛وما حق الجار ؟ قال ‪« :‬ان دعاك أجبته ‪ .‬وإن‬ ‫فاقة عدت عليه ‪ 3‬وإن استقرضك أقرضته { وإن أصابه خير هنأته ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫وإن مرض عدته ‪ ©،‬وإن استعانك أعنته ‪ .‬وإن أصابته مصيبة عزيته ‪ .‬وإن‬ ‫توفي شهدت جنازته ‪ .‬ولا تستعل عليه بالبنيان لتحجب عنه الريح إلا بإذنه ‪.‬‬ ‫ولا تؤ ذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها ‪.3‬وإن ابتعت فاكهة فاهد له منها فإن‬ ‫ل تفعل فادخلها سرا ولا يخرج ولدك منها بشيء فيغيظ بها ولده» ثم قال ‪:‬‬ ‫« الحيران ثلاثة ؛فمنهم له ثلاثة حقوق ومنهم له حقان ومنهم له حق واحد ؛‬ ‫الجار المسلم ذو الرحم له حق الاسلام وحق‬ ‫فاما الجار الذي له ثلاثة حقوق‬ ‫الجوار وحق الرحم } وأما صاحب الحقين فالجار المسلم له حق الاسلام وحق‬ ‫الجوار ‪ .‬وأما صاحب الحق الواحد ؛ فالجار المشرك له حق الجوار وإن كان‬ ‫مشركا»‬ ‫‏‪ _ ١‬رواه الترمذي عن عبدافه بن عمر وقال حديث حسن‬ ‫‏‪ ٢‬۔ رواه أبو هريرة ومتفق عليه وفيه رواية أخرى لمسلم‬ ‫بوائق ‪ :‬جمع بائقة وهي الشرور‬ ‫‏‪ ٣‬في الاصل (الصاحب) والصحيح ما قد أثبت‬ ‫_ ‪- ١٩٧١‬‬ ‫عن أنس قال ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬من آذى جاره فقد آذاني ومن‬ ‫آذاني فقد آذى الله ۔عز وجل » ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫للجار‬ ‫ولا ينبغي‬ ‫‏‪ ١‬لحوار‬ ‫في‬ ‫سواء‬ ‫والملصلون‬ ‫الذمة‬ ‫أهل‬ ‫‪:‬‬ ‫وقد قيل‬ ‫‪.‬‬ ‫جاره‬ ‫يؤذي‬ ‫‪.‬‬ ‫أمه»‬ ‫كحرمة‬ ‫جاره‬ ‫على‬ ‫الجار‬ ‫« حرمة‬ ‫‪:‬‬ ‫يتي‬ ‫وقال‬ ‫وقال يلة ‪ :‬الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق»(‘ ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬يا رسول الله يلة ؛ إن لي جارين فايهيا أهدي‬ ‫إليه ؟ قال يلة ‪« :‬أقرجيا منك بابا» ‪.‬‬ ‫جابر الأنصاري أن نبي الله يل قال ‪« :‬ما زال جبريل يوصيني بالجار‬ ‫‪.‬‬ ‫والده»(‪)'٢‬‏‬ ‫من‬ ‫كالولد‬ ‫سيورثه‬ ‫أنه‬ ‫ظننت‬ ‫حى‬ ‫وقيل ‪ :‬غزا رسول الله مقلاة فليا بلغ المنزل نادى ‪« :‬الا من كان مؤذيا‬ ‫لجاره فلا يصحبنا» فقال رجل ‪ :‬ما آذيت جارا لي قط غير اني كنت أبول في‬ ‫جداره ‪ .‬فرده يلة وقال ‪« :‬لا تصحبنا» ونهى أن يصدق الرجل ابنه السفيه‬ ‫وامرأته على جاره ‪.‬‬ ‫أبو هريرة قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي يلة فشكا إليه جارا فقال ‪« :‬اصبر؛‬ ‫‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ففعل‬ ‫الرابعة ‪« :‬اطرح متاعك في الطريق»‬ ‫ثلاث مرات © ثم ف‬ ‫فجعل الناس يمرون عليه ويقولون ‪ :‬مالك ؟ فيقول ‪ :‬آذاه جاره ‪ .‬فجعلوا‬ ‫يقولون ‪ :‬لعنه الله ‪ .‬فجاء جاره فقال ‪ :‬رد متاعك لا والله لا أؤ ذيك أبدا ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬ركوب البحر خير من مجاورة جار السوء ‪.‬‬ ‫‏‪ _١‬رواه الترمذي وابن ماجة عن ابن عمر‬ ‫عليه‬ ‫متفق‬ ‫وعائثة‬ ‫ابن عمر‬ ‫‏‪ _ ٢‬رواه‬ ‫‏‪ ١٩٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫داره»‬ ‫ورثه الله‬ ‫جاره‬ ‫أذى‬ ‫على‬ ‫صبر‬ ‫من‬ ‫«ان‬ ‫‪:‬‬ ‫وني الحديث‬ ‫وقال رجل لجابر بن زيد ‪ :‬يا أبا الشعثاء ؛ إن لي جارا يؤذيني فقال له‬ ‫جارك‬ ‫يعطف قلب‬ ‫حتى‬ ‫الله‬ ‫ا صلح بينك وبن‬ ‫‏“&‪١5‬‬ ‫إغما تؤ ذيك نفسك‬ ‫‪:‬‬ ‫حا بر‬ ‫عليك ‪.‬‬ ‫الاثر ‪.‬‬ ‫جاء‬ ‫عحوسيا ‪ .‬وبذلك‬ ‫الحار واجب وإن كان‬ ‫الاذى عن‬ ‫وكف‬ ‫ومن استعان به جاره فييا محجوز معونته فيه ل يسعه ترك ذلك وعليه معونته واعانته‬ ‫في كل ما يجوز ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأمور‬ ‫من‬ ‫شيع‬ ‫في‬ ‫الاثم‬ ‫ولا يعينه على‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫أحق‬ ‫والجار‬ ‫هذ ‏‪١‬‬ ‫يا رب‬ ‫‪:‬‬ ‫فيقول‬ ‫بجاره‬ ‫متعلقا‬ ‫‏‪ ١‬لقيامة‬ ‫يوم‬ ‫ا لرجل‬ ‫جى ء‬ ‫‪:‬‬ ‫وقيل‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .‬فيقول‬ ‫وجلالك ما خنته في أ هل ولا مال‬ ‫‪ :‬وعزتك‬ ‫خا نني ‪ .‬فيقول‬ ‫جاري‬ ‫يا رب صدق ولكن راني في معصية فلم ينهني ‪ .‬والجار يسأل عن حق جاره ‪.‬‬ ‫وعلم به ولم‬ ‫طاو‬ ‫وجاره‬ ‫بات‬ ‫امرىء‬ ‫من‬ ‫«ما‬ ‫‪:‬‬ ‫النبي تي‬ ‫وبلغنا عن‬ ‫يطعمه إلا كان بريئا مني وأنا بريء منه» ‪.‬‬ ‫الوضاح بن عقبة ‪ :‬إذا اشتريت فاكهة فاسترها من جارك والا فانله وإذا‬ ‫طبخت قدرا فاخف رائحتها عن جارك والا فأنله منها ‪.‬‬ ‫وقد ذكر لنا أن نبي الله يعقوب ۔ عليه السلام ۔ قال ‪ :‬إلهى أذهبت‬ ‫فارحمني فاوحى الله إليه ‪( :‬وعزتي وجلالي إني راد ولدك‬ ‫ولدي وبصري‬ ‫را ثفحته‬ ‫حلا فوجد جارك‬ ‫عليك ولكن بلوتك سهذه ا لبلية لانك شويت‬ ‫وبصرك‬ ‫‪ .‬قيل ‪ :‬فكان ينادي مناد ‪ :‬ألا من كان مفطرا فليتغد مع آل‬ ‫فلم تطعمه)‬ ‫فليفطر مع‬ ‫صاثيا‬ ‫كان‬ ‫ألا من‬ ‫مناديه ‪:‬‬ ‫نادى‬ ‫المساء‬ ‫فإذا كان‬ ‫‪.‬‬ ‫يعقوب‬ ‫وحد ‏‪ ١‬وأوفى عهد ‏‪١‬‬ ‫و صدق‬ ‫الله‬ ‫كا وعحده‬ ‫وبصره‬ ‫ولده‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫فرد‬ ‫‪.‬‬ ‫يعقوب‬ ‫آل‬ ‫‪.‬‬ ‫العالمعن‬ ‫ربت‬ ‫لله‬ ‫والحمد‬ ‫‪ ١٩٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ومن حق الجار على جاره أن يستر عورته ويحتمل زلته ويظهر معرفته‬ ‫ويواسيه ولا يرفع عليه صوته ولا يبحث عن عورته وان اطلع على عيب نصح‬ ‫له فيه © واصلح له من شأنه ما لم يدخل عليه اثم ولا يخاف عيبا ‪ 3‬وان كان‬ ‫فوقه لم يحسده ‪ ،‬وإن كان دونه لم يحقره ‪ .‬وعظم من حق جاره ما عظم عليه‬ ‫وحفظ فيه ما أوصاه الله به ‪.‬‬ ‫وحق الوالد على ولده ما لا يحصى ‪ .‬ومن ذلك أن يبره حيا وميتا ‪ .‬فأما‬ ‫بره حيا فلزوم طاعته واجابة دعوته ولا يعصيه في معروف ولين الجانب له‬ ‫ويخفض له جناح الذل من الرحمة } وإن كان وليا من المسلمين تولاه وترحم‬ ‫عليه ودعا له ‪ .‬وإن كان غنيا تعاهده وسلم عليه } ويقوم في حاجته ولا يخرج‬ ‫من رايه ‪ .0‬وإن كان فقيرا أعانه بنفسه ويواسيه بماله ‪ ،.‬والأئرة له على نفسه ©ؤ‬ ‫الناس فيشتموا‬ ‫والترحم عليه ميتا ‪ .‬والاستغفار له ث‪ .‬ولا يشتم أعراض‬ ‫‪.‬‬ ‫عرضه‬ ‫وحق الوالدة على ولدها فهي أولى بالبر واللطف لانها حملته في بطتها‬ ‫وغذته بلبنها وربته في حجرها وأولته الخير إذ كان لا يطيق لنفسه دفعا ولا حيلة‬ ‫ولا نفعا وفي الحديث ‪« :‬إذا كان معك درهم فاطعمه أمك وإن كان معك اخر‬ ‫فاطعمه أباك والثالث عيالك» ‪.‬‬ ‫الولد عشرة‬ ‫للوالد على‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقال‬ ‫احتاج الى‬ ‫أحدها أنه إذا‬ ‫؟‬ ‫حقوق‬ ‫الطعام أطعمه & والثاني إذا احتاج إلى الكسوة كساه إن قدر عليه وهكذا ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫روي عن رسول الله يلة أنه سئل عن تفسير قوله‬ ‫‪.‬‬ ‫أبي وقاص»‬ ‫‪« :‬نزلت في شأن سعد بن‬ ‫قال‬ ‫وصاحبها ف الدنيا معر وفا‬ ‫قال ‪« :‬مصاحبة المعروف أن يطعمهيا إذا جاعا ويكسوهما إذا عريا» ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خدمه‬ ‫احتاج الى خحدمته‬ ‫إذا‬ ‫والثالث ‪:‬‬ ‫‪- ٢٠٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫والرابع ‪ :‬إذا دعاه أجابه وحضره ‪.‬‬ ‫‪ :‬إذا أمره بأمر أطاعه ما لم يأمره بمعصية ‪.‬‬ ‫والخامس‬ ‫‪ :‬أن يتكلم معه باللين ولا يتكلم معه بالكلام الغليظ ‪.‬‬ ‫والسادس‬ ‫والسابع ‪ :‬أن لا يدعوه باسمه ‪.‬‬ ‫والثامن ‪ :‬أن لا يمشي خلفه ‪.‬‬ ‫والتاسع ‪ :‬أن يرضى له ما يرضاه لنفسه ‪.‬‬ ‫والعاشر ‪ :‬أن يدعو له بالمغفرة كيا دعا لنفسه ‪.‬‬ ‫وينبغي للولد أن لا يتكلم إذا شهد والداه إلا بأمرهما ولا يمشي بين‬ ‫أيد سا ولا عن يمينهيا ولا عن يسارهما ولكن يمشي خلفهيا كيا يمشي العبد خلف‬ ‫لاه ‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫مو‪‎‬‬ ‫أمي خرفت‬ ‫‏‪ ٤‬إن‬ ‫الله‬ ‫يا رسول‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫تب‬ ‫إلى النبي‬ ‫رجلا جاء‬ ‫وذكر أن‬ ‫عندي وأنا أطعمها بيدي وأوضيها وأحملها على عاتقي هل جازيتها () ؟ قال ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لقليل‬ ‫على‬ ‫يثيىا‬ ‫والله‬ ‫أحسنت‬ ‫قد‬ ‫ولكنك‬ ‫مائة‬ ‫من‬ ‫ولا واحدا‬ ‫لا ؛‬ ‫‪.‬‬ ‫كثيرا»‬ ‫يضيق‬ ‫للوالدين‬ ‫الدعاء‬ ‫ترك‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫الصحابة‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫العيش على الولد ‪.‬‬ ‫وعن النبي يلة قال ‪« :‬لا تقطع من كان يصل أباك فتطفىعء بذلك نورك‬ ‫فإن ودك ود أبيك» وذكر أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي يلة فقال له ‪ :‬إن‬ ‫وانفاذ‬ ‫لا‬ ‫والا ستغفار‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫؟‬ ‫برهما شيء‬ ‫من‬ ‫فهل بقي‬ ‫ماتا ©‬ ‫قد‬ ‫أبوي‬ ‫‏‪ ١‬۔ ممنى خرفت ؛ أي ضعف عقلها لكبر سنها ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬في الأصل (الى) والصحيح ما قد أنبت‬ ‫‏‪ - ٣‬في الاصل (رثيبك)‬ ‫‪ ٢٠١‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫عهدهما واكرام صديقهيا وصلة الرحم التي لا تصل إلا بهيا»(_‘ ‪.‬‬ ‫وحق الولد على والده أن يحسن تربيته وأدبه ويعلمه القرآن والحساب‬ ‫والصلاة والفرائض وكل ما يحتاج إليه ‪.‬‬ ‫وقيل إن النبي يل قال ‪« :‬من حق الولد على الوالد ثلاثة أشياء ؛ أن‬ ‫يحسن اسمه إذا ولد ويعلمه الكتاب إذا عقل ويزوجه إذا أدرك‬ ‫وعن عمر بن الخطاب ‪-‬رحمه الله ۔ أن رجلا جاء إليه بابنه فقال ‪ :‬ان‬ ‫ابنى هذا يعقنى فقال عمر للابن ‪ :‬أما تخاف اله في عقوق والدك وان من حق‬ ‫الوالد كذا ومن حق الولد كذا ‪ .‬فقال الابن ‪ :‬يا أمير المؤمنين ؛ أما للولد حق‬ ‫على والده ؟ قال ‪ :‬نعم ؛ حقه أن يستنخب أمه يعني لا يتزوج امرأة دنية‬ ‫الله‬ ‫كتاب‬ ‫ويعلمه‬ ‫اسمه‬ ‫قال ‪ :‬ويحسن‬ ‫يعير بها۔ ‪.‬‬ ‫الابن‬ ‫لكيلا يكون‬ ‫إلا سندية اشتراها‬ ‫‪ .‬قال ‪ :‬فوالله ما استنخب أمي ‪ .‬ما هي‬ ‫تعالى‬ ‫بأربعمائة درهم } ولا حسن اسمي [ سماني جعلا ‪ .‬ولا علمني من كتاب‬ ‫إلى الاب قال ‪ :‬إنك تقول إن‬ ‫الله اية واحدة ‪ .‬فالتفت عمر ۔ رضي الله عنه‬ ‫نمر عني ‪.‬‬ ‫ابني عقني وقد عققته قبل أن يعقك‬ ‫ويحكى عن أبي حفص الاسكندري بسمرقند وكان من علمائها أنه أتاه‬ ‫أباه ؟‬ ‫رجل فقال ‪ :‬إن ابني ضربني ‪ .‬فقال ‪ :‬سبحان الله ! الابن يضرب‬ ‫‪ :‬نعم ؛ ضربني وأوجعني فقال له ‪ :‬هل علمته العلم والادب ؟ قال ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫؟ قال ‪:‬‬ ‫مل‬ ‫عمل‬‫يي ع‬‫لا ‪ .‬قال ‪ :‬هل علمته القرآن ؟ قال ‪ :‬لا ‪ .‬قال ‪ :‬فا‬ ‫الزراعة عمله ‪ .‬قال ‪ :‬علمت لاي سبب ضربك فلعله حين أصبح وتوجه إلى‬ ‫الزرع وهو راكب على الحمار والثيران بين يديه والكلب من خلفه وهو لا يحسن‬ ‫القرآن فتعرضت له في ذلك الوقت فظن انك بقرة فضربك & فاحمد الله حيث‬ ‫لم يكسر رأسك ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ ني الاصل (ليا الاستغفار) والصحيح ما أثبت‬ ‫۔ ‏‪ ٢٠٢‬۔‬ ‫وعن ثابت البناني قال ‪ :‬رؤ ي رجل يضرب أباه في موضع فقيل له ‪:‬‬ ‫ما هذا؟ فقال الاب ‪ :‬خلوا عنه فانا كنت أضرب أبي في هذا الموضع فابتليت‬ ‫بابني فضربني في هذا الموضع ‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫عند ولده‬ ‫ير السرور‬ ‫ل يبر والديه ل‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫الحكاء‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫عنه لذة‬ ‫ل يدار مع أهله أذهب‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫يستشر في الأمور ل يصل إلى حاجته‬ ‫‪.‬‬ ‫عيشه‬ ‫‪٠‬‬ ‫رحمه‬ ‫ورصل‬ ‫بر والديه‬ ‫لن‬ ‫المروءة‬ ‫تمام‬ ‫‪:‬‬ ‫عياض‬ ‫‏‪ (١‬بن‬ ‫الفضير‪(,‬‬ ‫وقال‬ ‫‏‪ ٥٠‬وأحرز دينه وصلح ماله وأ نفق‬ ‫حلقه مع ولده وأ هله‬ ‫وأكرم إخوانه وحسن‬ ‫فضله وحفظ لسانه ولزم بيته ‪ .‬يعني يكون مقبلا على عمله ولا جلس مع أ هل‬ ‫الفضول ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منساة في‬ ‫‪.‬‬ ‫الأجل‬ ‫وفي رواية ‪« :‬أول ما يذهب من العدل صلة الرحم وقطعهم من غير‬ ‫‪.‬‬ ‫جرم »‬ ‫زوجته‬ ‫‪ :‬أن تكون‬ ‫‪« :‬أربع بالمرء سعادته'(‪)٢‬‏‬ ‫النبي تهز قال‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫موافقة وأن يكون اخوانه صالحين وأن يكون أولاده أبرارا وأن يكون رزقه في‬ ‫بلده» ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لفقر»‬ ‫يورث‬ ‫ف نه‬ ‫بالموت‬ ‫عل ولدك‬ ‫تد‬ ‫‪» :‬لا‬ ‫‏‪ ١‬لنبي يت‬ ‫وعن‬ ‫‪.‬‬ ‫«رحم اللله والدين أعانا ولدهما علل برهما»(‪)٢‬‏‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪١‬۔‏ وردت في الاصل (فضيل) والصحيح ما اثبت‬ ‫‏‪ ٢‬۔ وردت في الاصل رسعادة) والصحيح ما أنبت‬ ‫‪٢‬۔‏ وردت في الاصل (رحم الفه والدين أعادهيا على ولدهما على برهما) والصحيح ما اثبت‬ ‫‏‪ ٢٠٢٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫وفي رواية ‪« :‬رحم اله من أعان ولده على بره» يعني الاحسان إليه حتى‬ ‫يتبع ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬بروا آباءكم تبركم أبناؤ كم ‪.‬‬ ‫وعن المقداد بن الأسود ‪ :‬سمعت رسول الله يلة يقول ‪« :‬إن الله‬ ‫يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بامهاتكم ثم يوصيكم‬ ‫بابائكم ثم الاقرب فالاقرب» ‪.‬‬ ‫في صنعته ‪ .3‬ويحفظ ماله‬ ‫؛ أن يناصحه‬ ‫السيد على عبده‬ ‫وحق‬ ‫‪ {.‬ولا يعصيه في جميع أحوا له ‪ .‬إلا أن يأمره بمعصية‬ ‫ما انتمنه ‪ 0‬ومحسن خدمته‬ ‫فلا يطيعه على ذلك ‪.‬‬ ‫؛ أن يشبع بطنه ‪ .‬ويكسو جثته ‪ .‬ولا يستعمله‬ ‫العبد على سيده‬ ‫وحق‬ ‫إلا بما يقدر عليه ‪ .‬ولا يكلفه فوق طاقته ‪ ،‬ويحفظه فإنه أمانة في يده { ونعمة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬وجعلها وقاية له ‪ .‬ولا محمله على ما لا محل له‬ ‫بها عناءه‬ ‫من نعم الله كف‬ ‫وقد قال الله ۔ تعالى ۔ ‪« :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا(_‪. 0‬‬ ‫وأزواجهم‬ ‫وأولادهم‬ ‫أهلهم‬ ‫يعلموا‬ ‫أن‬ ‫وأمرهم‬ ‫الله‬ ‫أدبهم‬ ‫ما‬ ‫وذلك‬ ‫وخدمهم وعبيدهم ومن هو من أهلهم حيث يبلغ طونمم ويحذرهم الحرام‬ ‫والاكرام‬ ‫الحلال‬ ‫ذي‬ ‫ويأمرهم بطاعة‬ ‫الآثام‬ ‫‏)‪٢‬‬ ‫وارتكاب‬ ‫؛ لا يعجله عن صلاته ©‬ ‫‪« :‬للمملوك ثلاث خصال‬ ‫وقال النبي ية‬ ‫‪.‬‬ ‫طعامه [ ويبيعه إذا استباعه»‬ ‫ولا يقيمه عن‬ ‫ويقال ‪ :‬المملوك أخوك من أمك وأبيك ابتليت به وابتلى بك فله أجران‬ ‫وعليك الحساب ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٦‬من سورة التحريم‬ ‫۔ في الاصل (وارتكبوا) والصحيح ما أثبت‬ ‫‏‪ ٢٠٤ _-‬۔‬ ‫الباب الخامس والعشرون‬ ‫في أكل الحرام‬ ‫اعلم أن الله ۔ تعالى لم يرض لأنبيائه ۔ عليهم السلام ۔ المعصية والحرام‬ ‫والظلم ‪ 3‬قال الله تعالى ۔ ‪ :‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا‬ ‫صالحا إني بما تعملون عليم“ا) ثم قال ۔ تعالى ۔ ‪« :‬يا أيها الذين آمنوا‬ ‫أنفقوا من طيبات ما كسبتم وعما أخرجنا لكم من الأارض»‘»‪)"١‬‏ ثم أجملها‬ ‫فقال ‪« :‬يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات‬ ‫‪.‬‬ ‫الشيطانه(‪)٨‬‏‬ ‫الأخبار‬ ‫قال رسول الله ية ‪« :‬إن لله ملكا ينادي من أكل حراما لم يقبل الله‬ ‫تعالى ۔ منه صرفا ولا عدلا»( ث )الصرف ‪ :‬النافلة والعدل ‪ :‬الفريضة ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬من علم أن في بيته من الحرام ولو قيمة شعيرة لم يقبل الله‬ ‫تعالى منه صرفا ولا عدلا حتى يخرج ذلك الحرام من بيته فإن مات على ذلك‬ ‫فأنا منه برىء»؟)‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٥١‬من سورة المؤمنون‬ ‫‏‪ ٢‬۔ !لآية ‏‪ ٢٦٧‬من سورة البقرة‬ ‫_ الآية ‏‪ ١٦٨‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪ ٤‬۔ رواه مسلم عن انس‬ ‫ابن ماجه‬ ‫‏‪ ٥‬۔ ر واه‬ ‫وقال يلة ‪« :‬اخرجوا الامانة من بيوتكم وردوها إلى أربابها فإن لم تفعلوا‬ ‫الأعمال شيئا ‪ .‬ولا ينفع قول لا إله إلا اللله مع الحرام في‬ ‫فلن تنفعكم‬ ‫البيت» ‪.‬‬ ‫بوائقه دخل‬ ‫اكل طيبا وعمل صالحا وأمن الناس‬ ‫‪« :‬من‬ ‫يل‬ ‫وقال‬ ‫اللحنة» ‪.‬‬ ‫وقال يل ‪« :‬من اكتسب درهما من حلال وأنفقه في حلال غفر الله له كل‬ ‫‪.‬‬ ‫والأموال»‬ ‫ذنب إلا الدماء‬ ‫وقال يلة ‪« :‬دطلب الحلال فريضة على كل مسلم» ‪.‬‬ ‫يوما‬ ‫أربعين‬ ‫ل يقبل الله منه صلاة‬ ‫حرام‬ ‫أكل لقمة من‬ ‫من‬‫‪« :‬‬ ‫يتب‬ ‫وقال‬ ‫ولم يستجب له دعوة أربعين صباحا وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به» ‪.‬‬ ‫‪« :‬لو أن رجلا اشترى ثوبا بعشرة دراهم وكان فيه درهم حرام‬ ‫وقال يتي‬ ‫ل يقبل الله فيه عملا حتى يؤديها إللى أهلها أو يردها عن نفسه» وني خير آخر ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫منه‬ ‫ما دام عليه‬ ‫‪.‬‬ ‫حرام»()‬ ‫الحنة لحم ولا دم نبت من‬ ‫‪« :‬لا يدخل‬ ‫وقال يل‬ ‫ولا عتقا‬ ‫ل يقبل الله منه صدقة‬ ‫حرام‬ ‫مالا من‬ ‫كسب‬ ‫‪« :‬من‬ ‫وقال تن‬ ‫ولا حجا ولا عمرة وكان له بعدده أوزارا وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫النار»‬ ‫وقال يلة ‪« :‬لو أن صاحب المال الحرام استشهد في سبيل الله سبعين‬ ‫مرة لم تكن الشهادة له توية وتوبة الحرام الرد» ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬من أكل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه وأجرى ينابيع‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه الطبراني عن ابن عمر‬ ‫۔ ‏‪ ٢٠٦‬۔‬ ‫الحكمة من قلبه على لسانه ويهديه الله في الدنيا والاخرة! ‪.‬‬ ‫تعالى۔ قال لموسى _ عليه السلام ۔ ‪:‬‬ ‫‪ :‬أن الله‬ ‫وفي المناجاة‬ ‫(يا موسى ؛ إن أردت أن تدعوني فصن بطنك عن الحرام) ‪ .‬وقال موسى‬ ‫عليه السلام ‪ : -‬يا رب ؛ ما جزاء من أكل الربا ولم يتب منه ؟ قال ‪:‬‬ ‫(يا موسى ؛ اطعمه يوم القيامة من شجرة الزقوم) ‪.‬‬ ‫وقال موسى ۔عليه السلام ۔ ‪ :‬يا رب ؛ ما على من أكل الربا ؟ قال ‪:‬‬ ‫(أخلده في النار) ‪.‬‬ ‫وعن جابر قال ‪ :‬لعن رسول الله يلة اكل الربا ومؤ كله وكاتبه وشاهديه‬ ‫الربا ‪.‬‬ ‫معهم بموجب‬ ‫العلم عندي‬ ‫وذلك على‬ ‫‪:‬‬ ‫الناسخ‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫سواء‬ ‫وهم‬ ‫والربا مما لا يسعه جهله عند ارتكابه والله أعلم ‪.‬‬ ‫قال الله تعالى ۔ ‪ :‬الذين يأكلون الر با لا يقومون إلا كيا يقوم الذي‬ ‫يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الر با وأحل انه البيع‬ ‫وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن‬ ‫عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق اله الربا ويري الصدقات‬ ‫والله لا يحب كل كفار أثيم» ‏‪. 0١‬‬ ‫يا أيها الذين امنوا اتقوا اله وذروا ما بقي من‬ ‫عز وجل ‪: -‬‬ ‫وقال‬ ‫الر يا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من اله ورسوله وإن تبتم‬ ‫فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلّمون»‪)"١‬‏ ‪ .‬جعل من يتعامل في‬ ‫تعالى ۔ وفي اخره متعرضا للنار ‪.‬‬ ‫الربا في الآية مأذونا بمحاربة الله‬ ‫‪« :‬درهم من ربا أشد على اللله ۔ تعالى ‪ -‬من ثلائين‬ ‫وقال رسول الله تبن‬ ‫زنية في الاسلام!‬ ‫‪ ٢٧٩‬من سورة البقرة‬ ‫‏‪. ٢٧٨‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان‬ ‫آ ‪ -‬الآيتان ه‪٢٧‬‏ ‪ .‬‏‪ ٢٧٦‬من سورة البقرة‬ ‫۔ ‏‪ ٢٠٧‬۔‬ ‫الآثار‬ ‫وبلغنا في الرواية أن الأرض عجت وضجت لمن سفك دما حراما‬ ‫واغتسل من نطفة حرام ‪.‬‬ ‫وبلغنا أنه ما يقطر على الارض قطرة أثقل من نطفة حرام أو دم حرام ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬ما يوافي عبد يوم القيامة بذنب أعظم من شتم عرض مسلم فاجتنبوا‬ ‫شتم أعراض المسلمين ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ :‬من دخل دعوة بغير دعاء فقد دخل فاسقا واكل‬ ‫حراما ‪.‬‬ ‫جابر بن عبدالله } قال النبي يلة ‪« :‬نزعت البركة من ثلاثة أشياء ؛ من‬ ‫‪.‬‬ ‫الغال والحرام والجحابي» ‪.‬‬ ‫وقال عبدالله بن عمر ‪ :‬لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا أو صمتم حتى‬ ‫تكونوا كالآثار لم يتقبل ذلك منكم إلا بورع ‪.‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ‪ :‬أف للدنيا ؛ حلاها حساب وحرامها عقاب ‪.‬‬ ‫ثم إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السياء ويقول ‪ :‬يا رب‬ ‫الد نيا‬ ‫في‬ ‫له با لسلامة‬ ‫يستجيب‬ ‫فإ نه‬ ‫حرا م‬ ‫وملبسه‬ ‫ومطعمه حرام‬ ‫يا رب‬ ‫والصحة & وأما الآخرة فلن يتقبل الله إلا من المتقين كيا جاء في كتاب الل المنزل‬ ‫على لسان نبيه المرسل ‪« :‬وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة‬ ‫الداعي إذا دعان»‪)٢١‬‏ فالمؤمن يستجاب له بالرحمة وجزاؤه الحنة والظالم‬ ‫يستجاب له باللعنة وجزاؤه النار ‪.‬‬ ‫وعن بشير ؛ «إن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك شبهات لا يعلمها‬ ‫البقرة‬ ‫‏‪ ١٨٦١‬من سورة‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية‬ ‫‏‪ ٠‬فمن اتقى الشبهات شرى دينه وعرضه ومن وقمع في الشبهات‬ ‫كثير من الناس‬ ‫وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه } ألا وإن لكل ملك‬ ‫‪.‬‬ ‫اللله ححارمه»‬ ‫ا!ؤ‪ .‬وحى‬ ‫حمى‬ ‫رضي الله عنها۔ قالت ‪ :‬كان لابي بكر غلام يخرج له‬ ‫وعن عائشة‬ ‫له‬ ‫فاكل منه أبو بكر نقال‬ ‫شيء‬ ‫خحراجه فجاء‬ ‫أبو بكر ياكل من‬ ‫وكان‬ ‫الخراج‬ ‫الغلام ‪ :‬أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر ‪ :‬وما هذا؟ فقال ‪ :‬كنت تكهنت‬ ‫لانسان ني الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فاعطاني بذلك‬ ‫بطنه ‪.‬‬ ‫ؤ‬ ‫فتقيأ كل شيء‬ ‫فادخل أبو بكر يده‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫أكلت‬ ‫الذي‬ ‫فهذا‬ ‫وعن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب شرب لبنا فأعجبه ‪ .‬فقال للذي‬ ‫©} فادخل عمر‬ ‫‪ :‬فمن أين لك هذا اللبن ؟ فأخبره أنه من نعم الصدقة‬ ‫سقاه‬ ‫‪.‬‬ ‫فتقيأه‬ ‫بده‬ ‫وقال يوسف بن أسباط ‪ :‬اذا تعبد الشاب قال ابليس ‪ -‬لعنه الله ۔ ‪:‬‬ ‫به‬ ‫لا تشتغلوا‬ ‫‪ :‬دعوه‬ ‫قال‬ ‫مطعم سوء‬ ‫مطعمه‬ ‫كان‬ ‫فإن‬ ‫مطعمه‬ ‫أين‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬نظروا‬ ‫‪.‬‬ ‫فقد كفاكم نفسه‬ ‫مجتهد أو ينتصب‬ ‫دعوه‬ ‫وعن حذيفة أنه نظر إلى الناس يتبادرون الصف الاول فقال ‪ :‬ينبغي أن‬ ‫يتبادروا الخبز الحلال ‪.‬‬ ‫وعن الفضل بن عياض قال ‪ :‬سئل سفيان الثوري عن فضل الصف‬ ‫الأول فقال ‪ :‬انظر كسرتك التي تأكلها وتصلي في الصف الاخير ‪.‬‬ ‫وعنه أيضا ‪ :‬انظر إلى درهمك من أين هو وصل في الصف الاخير ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬لا تقبل صلاة رجل في جوفه حرام ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الشبع من الحلال مثل العلة مبدا كل شر فكيف من الحرام ‪.‬‬ ‫‪ ٢٠4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫وقال يحى بن معاذ الرازي ‪ :‬الطاعة محزونة في خزائن الله ۔ تعالى ۔‬ ‫ومفتاحها الدعاء ‪ .‬وأسنانه الحلال ‪ ،‬وإذا لم يكن للمفتاح أسنان فلا ينفتح‬ ‫الباب ؤ وإذا لم ينفتح باب الخزانة كيف يوصل إلى ما فيها من الطاعة ‏‪٨‬‬ ‫فاصف لقمتك ‪ .‬وأطب طعمتك حتى يتبين لك مبيض خيط صالح العمل من‬ ‫مسود خيط الأمل من فجر الأجل ثم أقم صيام الجوارح عن حرام طعام الآثام‬ ‫الى ليل القيام فتفطر على فوائد موائد كلوا واشر بوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام‬ ‫الخالية _) ومن لم يجتنب الحرام من الطعام أفطر بعد طول الصيام على مرارة‬ ‫حرارة شجرة الزقوم التي هي وطعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي‬ ‫الحميم» (") ويسمع نداء خذوه فغلوه» () إلى سوء الجحيم ثم صبوا فوق‬ ‫رأسه من عذاب الحميم ى فياله من طعام ما أطعم ضرره وأين لمن نظر أثره‬ ‫يفت الفؤاد ويقطع الأكباد ويمزق الأجساد ويورث الأنكاد في المعاد واعلم أن‬ ‫الحرام من الطعام نار تذيب شحمة الفكر وتذهب لذة حلاوة الذكر وتحرق يانع‬ ‫نبات إخلاص النيات ‏‪ ٠‬وحرام الطعام روح جسد المعاصي وحلاله روح جسد‬ ‫الطعام ‪.‬‬ ‫ومن الحرام يتولد عمى البصيرة وظلام السريرة وفساد السيرة وهو‬ ‫حجاب العقل عن معقولات الحقائق وستر يستر عنه صفاء الدقائق وواصل‬ ‫بينه وبين مهاجرة الخلائق وقاطع بينه وبين مواصلة الخالق ‪.‬‬ ‫واعلم أنه لا يمنع من الحرام الا من هو مشفق على لحمه ودمه فاما دينك‬ ‫لحمك ودمك فاكتسب حلالا وانفقه في قصد واجلس مع من كسبه من حلال‬ ‫وليكن أهل مشورتك من كسبه من حلال فإن الورع ملاك الدين وقوام العبادة‬ ‫واستكمال أمر الآخرة فاجتنب الحرام واهله ما استطعت ولا تؤ اكلهم‬ ‫ولا تجالسهم ولا تاكل طعام من كسبه من حرام ولا تدلن أحدا على الحرام‬ ‫‏‪ -١‬الآية ‏‪ ٦٢٤‬من سورة الحاقة‬ ‫الدخان‬ ‫‪ ٤٦‬من سورة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٤٤‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الآيلت‬ ‫‏‪ ٣٠‬من سورة الحاقة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫فياخذه ولا تعينه فتكون شريكه فالعون على كل خبيث شريك ‪.‬‬ ‫واعلم أن البركة لا تكون مع الخيانة وآن قليلا من الحرام يتلف كثيرا من‬ ‫الحلال وإنك إذا خنت في درهم خانك إبليس في سبعين درهما ‪ .‬وقيل لرسول‬ ‫‪ .‬قيل ‪ :‬والحرام ؟‬ ‫الله يلة ‪ :‬أيذهب الحلال يا رسول الله ؟ قال ‪« :‬نعم»‬ ‫قال ‪« :‬هو أهله» ‪.‬‬ ‫فنصل‬ ‫وإياك والطمع مما ني أيدي الناس فإن الطمع هلاك في الدين وفساد في‬ ‫القلب ‪ ،‬وإياك والحرص على الدنيا فإن الحرص يفسد الناس في الدنيا ويهلك‬ ‫شغل ‪ .‬وكن طاهر الجسد من‬ ‫في الآخرة ‪ 0‬وإن الحريص بدنه في تعب وقلبه في‬ ‫من الغش والمكر والخيانة ‪.‬‬ ‫الذنوب نقي اليدين من الظلم ‪ 9‬سليم القلب‬ ‫نبت على السحت ۔ ولا تسد‬ ‫خالي البطن من الحرام ؛ فإنه لا يدخل الجنة لحم‬ ‫الحلال ‪ .‬فقد بلغنا عن النبي‬ ‫جوعك إلا من حقك & ولا تستر عورتك إلا من‬ ‫ت أنه قال ‪« :‬من حشا بطنه وستر عورته من حرام لم يقبل له عمل حتى يؤديه‬ ‫ولا دعاء له» ‪.‬‬ ‫فإياك والحرام أن تناله بيديك أو ترفعه إلى أحد ‪ ،‬وأدى ما يكون الظالم‬ ‫أن ترضى عمله وان لم تصب منه شيئا } ولا تدخل في شيع من أمر الدنيا حتى‬ ‫تنظر في أمر دينك فإذا علمت أنك إن دخلت سلم لك دينك فادخل وإلا فرده‬ ‫عن نفسك ؛ فإنه ليس لك عند الله عذر فإن الثه لم يأمرك أن تضيع شيئا من أمر‬ ‫دينك في أمر معيشتك ‪ .‬يا أخي اتق الله وانظر إلى ما هو دونك في دنياك واحمد‬ ‫الله على ما فضلت عليه وانظر إلى ما هو فوقك في دينك واسأل الله أن يرزقك‬ ‫أن تكون فوقه واقتد بمن هو فوقك في أمر دينك يردك ثوابه وإن لم تعمل عمله‬ ‫واحمد الله على ما نلت في دنياك على من هو تحتك تكن راضيا بما قسم الله لك ‏‪٥‬‬ ‫‏‪ ٢١١ _-‬۔‬ ‫واعلم أن الذي ينظر إلى من هو فوقه في دنياه فيقتدي به وينظر إلى من هو دونه‬ ‫في دينه فيقتدي به فهو من سخط الله عليه ‪ .‬يا أخي لا تقتد بمن يبيع دينه بدنياه‬ ‫وإن كان يقال هو العالم فإنه هو الجاهل لأن معصية الله جهل فهذا جاهل وليس‬ ‫بعالم إنما العالم الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة ‪.‬‬ ‫واجب ليس فيه باطل وكلفوك الخصومة‬ ‫لك‬‫يا أخى وإن طلبت حقا هو‬ ‫فانظر إن وصل حقك بسلامة دينك فخذه وإن علمت أنه يحرم عليك دينك‬ ‫يقبض حقك فدع حقك لسلامة دينك فإنما دينك لحمك ودمك ولو أنه طلب‬ ‫فك خنصرك بمال عظيم ما كنت قاطعها فإن لم يسلم لك دينك لم يسلم لك‬ ‫جسدك ولا تكون محاصيا فتكون ظالما ولا تكون معماريا فتكون كاذبا ‪.‬‬ ‫‏‪(١١‬‬ ‫يا أخي ؛ الله الله في دينك فإن سلم دينك سلمت‬ ‫أخرجها معك إلى الآخرة ثم بعثت بين يدي الجبار فالقى عليك الضياء(‪)٧١‬‏‬ ‫فسئلتها بشربة ماء لكنت تعطيها وتفدي بها نفسك فدينك أسلم لك على كل‬ ‫حال فإنه ليس لك عند الله ۔عز وجل ۔ عذر أن تاخذ شيئا من أمر الدنيا‬ ‫بذهاب دينك ‪ .‬وارمها إلى أهلها فإنها كلها شغل ‪.‬‬ ‫يا أخي ب لا تدع أيامك ولياليك وساعاتك تمر عليك باطلا وقدم‬ ‫لنفسك من نفسك بمالك وبدنك ليوم العطش فإنك لا تروى يوم القيامة‬ ‫إلا برضا الرحمن ء ولا تدرك رضوانه إلا بطاعته } وإياك والربا فإنه أخفى من‬ ‫دبيب الذر في الصفا في الليلة الظلياء وإن أدنى الربا كالذي يزني مع أمه والزنية‬ ‫مع أمه أعظم من سبعين زنية مع غيرها ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ فراغ وجد في الاصل‬ ‫‏‪ - ٢‬هكذا بالاصل والصحيح انها الظما‬ ‫‏_ ‪ ٢١٢‬۔‬ ‫والعشرون‬ ‫السادس‬ ‫الباب‬ ‫في فضل الكسب الحلال وكراهية السؤال‬ ‫واعلم أن كسب الحلال فضيلة عظيمة وانما صارت فضيلة عظيمة‬ ‫لاجتهاد طلبه المجتهدين ودفع الحرام بكف الورع ‪.‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫الزحف وما زال‬ ‫لقاء‬ ‫الحلال أشد من‬ ‫طلب‬ ‫أبو الحسن ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫والصالحون يطلبون الحلال ‪.‬‬ ‫وقال بعض الصالحين من المسلمين ‪ :‬ما أعلم الحلال اليوم إلا أن يجى‬ ‫الرجل إلى الدجلة فيشرب منها الماء بكفيه والطلب واجب ‪ .‬فقد كان آدم‬ ‫‪ 7‬عليه السلام ‪ -‬حراثا ونوح نجارا وادريس خياطا وداود زرادا وابراهيم زراعا‬ ‫ومحمد ۔ صل الله عليهم وسلم‬ ‫وصا لح تاجرا ولقمان خياطا وموسى وشعيب‬ ‫‪.‬‬ ‫رعاة‬ ‫‪-‬‬ ‫أجمعين‬ ‫وعن النبي تنز أنه قال ‪« :‬من ۔ لعله ۔ ما أكل منكم طعاما في الدنيا خير‬ ‫له من أن ياكل من عمل يده فإن نبي اللله داود ۔ عليه السلام _ كان ياكل من‬ ‫‪.‬‬ ‫عمل يده»(ا‬ ‫حرام‬ ‫عبد مالا من‬ ‫‪« :‬لا يكسب‬ ‫تين أنه قال‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫ابن مسعود‬ ‫فيبارك له فيه فإن تصدق به فلا يقبل منه وإن تركه خلف ظهره كان زاده إلى‬ ‫النار لان الله ۔ عز وجل ۔ لا يمحو السيء بالسيء ولكن يمحو السيء‬ ‫‏‪ - ١‬رواه البخاري‬ ‫۔ ‏‪ ٢١٢٣‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫لأن الخبيث لا يمحو الخبيث‬ ‫لعله ۔ بالحسن‬ ‫بالحسنى »‬ ‫أنس بن مالك أن النبي يل قال ‪« :‬ليس خيركم من ترك دنياه لاخرته‬ ‫‪ :‬عالا‬ ‫ولا آخرته لدنياه ولكن خيركم من أحذ منهن حيعا ولم يكن كلا» أو قال‬ ‫على الناس ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العامل بيده أفضل من التاجر ‪ ،‬والتاجر أفضل من الحالس ‪.‬‬ ‫وقال النفويسي ‪:‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬من لزم المسجد وليست له حرفة وهو يقبل ما يأتيه فقد‬ ‫الحف في السؤال ‪.‬‬ ‫وقال مالك بن دينار ‪ :‬لأن يرد الرجل درهما حلالا خير له من أن يتصدق‬ ‫بمائة ألف درهم حراما ‪.‬‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫مبرورا‬ ‫الخبيث ‪.‬‬ ‫معيشة ضنكا» ‏(‪ )١‬الكسب‬ ‫عز وجل ۔ ‪:‬‬ ‫وقوله‬ ‫وقوله ‪« :‬فلنحيينه حياة طيبة ") قال ‪ :‬الرزق الحلال ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن ابراهيم عليه السلام ۔ كان يحرث الارض ‪ .‬قال ‪ :‬قرأت‬ ‫يوم وهو في حرثه") حتى ذكر شغله بحرثه عن ربه فطرح المصحفة من يده‬ ‫تعالى ۔ إليه ‪ :‬يا ابراهيم ؛ إن عمل الحلال من‬ ‫ولام نفسه ‪ .‬فأوحى الله‬ ‫‏‪ ١٦٤‬من سورة طه‬ ‫‏‪ -١‬الآية‬ ‫النحل‬ ‫صورة‬ ‫‏‪ ٩٧‬من‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‏‪ -٢‬هكذا وردت العبارة في الاصل ولمله أراد ان ابراهيم أثناء حرثه تذكر قراءة الصحف‬ ‫۔ ‏‪ ٢١٤‬۔‬ ‫طاعتي ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العبادة عشرة أجزاء فتسعة منها في طلب الحلال والجزء العاشر‬ ‫في الصوم والصلاة ولا بوز ذلك الجزء إلا بالتسعة ‪.‬‬ ‫قال أبو سليمان الداراني ‪ :‬صاحب العيال أعظم أجرا لان ركعتين منه‬ ‫تعدل سبعين من الاعزب والمتفرغ يجد من لذة العبادة ما لا يجد صاحب العيال‬ ‫لانه في شيع لا يشغله عنه شيع ‪.‬‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬ما أنفق منفق ولا تصدق متصدق أفضل من كلام الحكمة‬ ‫إذا تكلم به الحكيم! ‪.‬‬ ‫دين‬ ‫عظيم ‏»(‪ )١‬أي‬ ‫لعلى خلق‬ ‫وإنك‬ ‫‪:‬‬ ‫المفسرين‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫‪« :‬أبكروا في طلب الرزق فإن النجاح والبركة في‬ ‫وقال النبي ية‬ ‫المباكرة» ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من كثر عياله زيد في رزقه ومن عظمت مؤ ونته كثرت معونته ‪.‬‬ ‫وذكر عنه يلة أنه قال ‪« :‬من بات متعوبا من طلب القوت من حله بات‬ ‫مغفورا له وأصبح ومولاه عنه راض ومن طلب الدنيا مكاثرا مقفاخرا مباهيا‬ ‫‪.‬‬ ‫غضبان»‬ ‫ساخحط‬ ‫وهو عليه‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫‪ -‬تعالى ‪-‬‬ ‫اللله‬ ‫مرائيا لقى‬ ‫ويقال ‪( :‬في التوراة مكتوب ؛ يا ابن آدم حرك يدك أبسط لك رزقك‬ ‫‪.‬‬ ‫لك فإني أدبر لك أمرك )‬ ‫ما يصلح‬ ‫به ولا تعلمني‬ ‫فيا أمرتك‬ ‫و طعني‬ ‫الته عنه ۔ أنه قال ‪ :‬لا يقعد أحدكم عن طلب‬ ‫وذكر عن عمر ۔ رضي‬ ‫الرزق ويقول ‪ :‬اللهم ارزقني وقد علمتم أن السياء لا تمطر ذهبا ولا فضة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬من سورة القلم‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫‏_ ‪ ٢١٥‬۔‬ ‫وقد قال الته ۔ تعالى ۔ ‪ :‬وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من‬ ‫‏(‪. )١‬‬ ‫الله ه‬ ‫فضل‬ ‫وذكر عن لقمان أنه قال لابنه ‪ :‬يا بني استعن بالمال على الفقر فإنه‬ ‫في عقله ‪5‬‬ ‫ما افتقر أحد إلا أصابه ثلاث خصال ‪ :‬رقة في دينه ‏‪ ٠‬وضعف‬ ‫وذهاب مروعته ‏‪ ٨‬وأعظم من هذه الثلاث ؛ استخفاف الناس به ‪ .‬وحفظك‬ ‫لما في يدك أولى من طلب ما في يد غيرك ‪ ،‬وخيار الناس الذين لم يدعوا الدنيا‬ ‫للآخرة ولا الآخرة للدنيا وأفضل ما أكل العبد من كسبه وان أتاه من كسبه‬ ‫فاتقوا الته واجملوا في الطلب ولا يحملنكم الشيطان إذا أبطأ عليكم شيء من‬ ‫الرزق أن تطلبوه بمعصية الته فإن ما عند الته لا ينال بالمعصية ‪.‬‬ ‫ومن عرف من أين يأكل وماذا يأكل كتب عند الله صديقا ‪ .‬وما تزين‬ ‫الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال ‪.‬‬ ‫وذكر عن عمر أنه كان يقول ‪ :‬يا معاشر الفقراء ؛ اتحبروا ولا تكونوا‬ ‫عيالا على الناس ‪.‬‬ ‫وذكر عن بعض الحكيء أنه قال ‪ :‬الأسواق موائد الته في أرضه فمن نزل‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫فهو‬ ‫‏‪ ١‬لناس‬ ‫عن‬ ‫ليكفيهم‬ ‫أهله‬ ‫حوائج‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫ومن‬ ‫وقال عمر ‪ :‬مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس ‪.‬‬ ‫والا‬ ‫‪.‬‬ ‫أغناه‬ ‫فالته‬ ‫الأسباب‬ ‫عن‬ ‫كماية‬ ‫وجد‬ ‫‪ :‬من‬ ‫الحكاء‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫قادر على‬ ‫وهو‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫اتكالا‬ ‫الاكتساب‬ ‫عن‬ ‫يقعد‬ ‫لأحد‬ ‫فلا جوز‬ ‫‪.‬‬ ‫الاكتساب‬ ‫وعن قتاده قال ‪ :‬ذكر لنا أن نبي الته كان يقول ‪« :‬إن انته يحب الحليم‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٢٠‬من سورة المزمل‬ ‫‏‪ ٢١٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫الفاحش البذيء السائل الملحف» ‪.‬‬ ‫الحى الضعيف ويبغض‬ ‫من طريق ابن عمر أن النبي ية قال ‪« :‬لا تحل المسألة إلا من فقر مدقع‬ ‫‪.‬‬ ‫أو دم موجع»‬ ‫أو غرم مفطع‬ ‫ويروى عنه يلة أنه قال ‪« :‬من سأل عن ظهر غنى جاءت مسألته يوم‬ ‫‪.‬‬ ‫خموشا أو كدوحا في وجهه!‬ ‫خحدوشا أو‬ ‫القيامة‬ ‫فقد سأل‬ ‫الناس وعنده قة‬ ‫سأل‬ ‫‪( :‬من‬ ‫وفي حديث آخر عنه ميز أنه قال‬ ‫الحافا» ‪.‬‬ ‫وبلغنا أن رسول الله ية قال ‪« :‬المسألة في غير حق الته كالشين في الوجه‬ ‫وهي نار فإن أعطي قليلا فقليل وإن أعطي كثيرا فكثير» ‪.‬‬ ‫وبلغنا أن رسول انته ية قال ‪« :‬لا تصلح المسألة إلا لثلاثة ‪ :‬رجل حمل‬ ‫دينار في صلاح قومه حتى يؤديه لا يزاد عليه ‪ .‬ورجل أصابته جائحة في ماله‬ ‫} ورجل شهد ذو الحجى من قومه أنه‬ ‫فصار عليه الفضل فيسأل حتى يؤدي‬ ‫دخل عليه وعلى أهل بيته فقر فيعطى حتى يجبر هو وعياله» ‪.‬‬ ‫وعنه ية أنه قال ‪« :‬اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه» ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكياء ‪ :‬الحاجات إلى الأحداث أسهل منها إلى المشايخ ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬لا تطلب حاجة إلى أعمى ولا في ظلمة فإن الحياء في العينين ‪.‬‬ ‫وعن عبدالله بن مسعود أنه قال ‪ :‬طلب الرجل الحاجة إلى أخيه فتنة إن‬ ‫‪.‬‬ ‫منعه‬ ‫الذي‬ ‫ذم‬ ‫منعه‬ ‫وإن‬ ‫ش‬ ‫أعطاه‬ ‫الذي‬ ‫حرل غر‬ ‫أعطاه‬ ‫‪ :‬لو‬ ‫‪ :‬أعوزنا مرة أمر وأهلكنا جهد شديد فقال أهلي‬ ‫أبو سعيد الخدري‬ ‫أتيت النبي ية فسألته ‪ .‬فانطلقت إليه فقال ‪ :‬أول شيع واجهني به أن قال ‪:‬‬ ‫«من استعف أعفه الله ومن استغنى أغناه ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا‬ ‫‪- ٢١١٧‬‬ ‫‪.‬۔‪‎‬‬ ‫وجدناه» ‪.‬‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪:‬‬ ‫«والذي نفسي بيده ليأخذ أحدكم حبلا فيحتطب على ظهره خير من أن يأتي‬ ‫رجلا آتاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه» ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢١٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب السابع والعشرون‬ ‫في كراهية جمع المال‬ ‫الصحابة‬ ‫احتج بمال‬ ‫من‬ ‫عل‬ ‫والححة‬ ‫اعلم أيها الانسان الراغب في الدنيا أن أعظم آفة دخلت على العباد من‬ ‫الجمع وحب المال وهي البلية الكبرى كيا ذكر عن النبي قفة أنه قال ‪« :‬لو كان‬ ‫لابن آدم واديان من ذهب أو فضة لابتغى ليا واديا ثالثا ولا يملا جوف ابن ادم‬ ‫‪« :‬سيأتي من بعدكم قوم‬ ‫إلا التراب ويتوب الله على من تاب» ثم قال لأصحابه‬ ‫المال والعلو‬ ‫يحبون المال ويجمعونه مخافة الفقر فأولئك فاجتنبوا» وحب‬ ‫وذكر في الخبر أن الله أوحى إلى موسى ۔ عليه السلام ۔ ‪( :‬يا موسى ؛‬ ‫لا تركنن إلى حب الدنيا والجمع لهما فلن تأتيني بكبيرة هي أشد عليك منها‬ ‫وأصل كل فتنة وبلاء يدخل على الانسان من حب التعظيم والعلو والشرف‬ ‫والثناء والرفعة وحب المال حتى يتقلبوا في فنون الحرام والشبهات والآثام }‬ ‫واستهانوا بكثير من أمر الله ونهيه ث وبارزوا الله بالجرائم العظام وأصروا على‬ ‫وأتوا على أنفسهم‬ ‫الصلاة والزكاة والصيام‬ ‫من‬ ‫الكبائر والآثام وضيعوا‬ ‫وما يشعرون) ‪.‬‬ ‫وقد جاء في الخبر عن النبي يلة أنه حذر قومه من فتنة الدنيا ونهاهم عن‬ ‫حبها والجمع لها فقال لحم ‪« :‬إني ما أخاف عليكم الفقر ولكني أخاف عليكم‬ ‫الغنى فتبسط لكم الدنيا كيا بسطت على من كان قبلكم فتنافسوا كيا تنافسوا‬ ‫فتهلكوا كيا هلكوا» ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢١٩‬۔‬ ‫‪-‬۔_‬ ‫وذكر عن بعض الحكياء أنه قال ‪ :‬من ازداد بالته عليا وازداد للدنيا حبا‬ ‫ازداد من الته بعدا ويؤ يد ذلك قصة بلعام لما مال إلى الدنيا بعد علمه بالله‬ ‫سلبه الته علمه فطرده عن بابه وأنزله منزلة الكلب © فقال الله ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫«إنمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهثهه‪0_١‬‏ ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر أن الته تعالى ۔ أوحى إلى موسى ۔ عليه السلام ۔ ‪:‬‬ ‫(يا موسى ؛ لا تستشر في أمرك عالما أسكره حب الدنيا فيقطعك بسكره عن‬ ‫طريق الآخرة فأولئك قطاع الطريق ‪ ،‬ألا فراقبوا القه عباد الله وانتبهوا من‬ ‫غفلتكم واذكروا ما يراد بكم ولا يغرنكم الشيطان وأولياؤ ه من الانس بالحجج‬ ‫الداحضة عند الله حيث يطلبون لأنفسهم المعاذير والحجج ويقولون ‪ :‬نحن‬ ‫نجمع الأموال كيا جمعها أصحاب رسول النه يلة وقد كانت لهم الأموال ‪53‬‬ ‫فزين لهم الشيطان ذكر الصحابة ليعذرهم الناس على جمع المال ‪ ،‬ولقد‬ ‫دعاهم الشيطان وهم لا يشعرون ويحتجون بعبدالرحمن بن عوف حين جمع‬ ‫المال وليس الأمر كيا زعموا ‪ 3‬بل ذكر الصحابة هاهنا مكيدة من الشيطان‬ ‫ليضل به الناس ويخرجهم عن الطريق وهم لا يشعرون ‪.‬‬ ‫وبعد ؛ فاعلم أيها الانسان الراغب في الدنيا أنك متى زعمت أن‬ ‫أصحاب رسول الله مية جمعوا المال للتكاثر والعلو والتعظيم والثناء وخوف من‬ ‫الفقر فقد اغتبت السادة والقادة وأخيار الأمة ونسبتهم إلى أمر عظيم ومتى‬ ‫زعمت أن جمع المال الحلال المحض أفضل من تركه فلقد أذريت بالنبي يف‬ ‫وبجميع الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ونسبتهم إلى الجهل حين لم‬ ‫يجمعوا المال كا جمعته ‪ .‬وزعمت أنك أعلم منهم بمعرفة فضلك {‪ ،‬وزعمت‬ ‫أن رسول الله يلة لم ينصح لأمته حين نهاهم عن جمع المال فلقد كذبت أيها‬ ‫المفتون المغرور ‪.‬‬ ‫ولقد كان النبي ية لأمته ناصحا وعليهم مشفقا وبهم رحييا ‪ 7‬ومتى‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٧٦‬من سورة الأعراف‬ ‫زعمت أيها الانسان المفتون المغرور أن جمع المال الحلال المحض أفضل من‬ ‫تركه فلقد زعمت أن الته لم يعلم الفضل والخير الذي فيه فلذلك نهاهم عن‬ ‫جمعه وزعمت أنك أعلم بمكان الفضل فيه من الله ۔ تعالى ۔ فلذلك جمعته أنت‬ ‫ورغبت فيه وفي الاستكثار منه ‪ .‬فيا أجهلك أيها المفتون المغرور ‪.‬‬ ‫ولقد أوعد الته ۔ تعالى ۔ على المال بالعذاب والخزي والنكال فقال الته‬ ‫تعالى _ ‪« :‬كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع‬ ‫‪.‬‬ ‫فأوعىكه(‪)١‬‏‬ ‫أن‬ ‫ححسب‬ ‫الذي جمع مالا وعدده‬ ‫مزة‬ ‫ويل لكل همزة‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 7‬تعالى _‬ ‫وقال‬ ‫ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمةه") ‪.‬‬ ‫وقال ۔ تعالى ۔ ‪« :‬أبحسبون أنما نغمدهم به من مال وبنين نسار ع لهم في‬ ‫الخيرات بل لا يشعر ونه‪)٢(١‬‏ ‪.‬‬ ‫وبعد هذه الجملة فقد روي في الخبر عن عبدالرحمن بن عوف أنه يود يوم‬ ‫القيامة أنه لم يؤت من الدنيا أكثر من القوت ليومه بدليل مذاكر عن النبي يلة‬ ‫أنه قال ‪« :‬ما من أحد من الناس غني ولا فقبر إلا يود يوم القيامة أنه لم يؤت‬ ‫من الدنيا إلا قوت»(‪)٠‬‏ ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر عن عبدالرحمن بن عوف أنه قدمت عليه عير من اليمن‬ ‫فضجت المدينة لقدومها وقالت عائشة ‪ :‬ما هذا الضجيج الذي أسمع ؟ فقيل‬ ‫فها ‪ :‬عير قدمت لعبدالرحمن بن عوف ‪ .‬فقالت ‪ :‬صدق الله وصدق رسوله‬ ‫فبلغ قولها لعبد الرحمن بن عوف فاق اليها فقال لها ‪ :‬يا أم المؤمنين ؛ ماذا قال‬ ‫رسول الله يلة ؟ فقالت ‪ :‬سمعته يقول ‪« :‬رأيت الجنة ونعيمها فرأيت فقراء‬ ‫‏‪ - ١‬الآيات من ‏‪ ١٥‬۔ ‏‪ ١٨‬من سورة المعارج‬ ‫‪٦‬۔‏ الآيات ‏‪ ١‬۔ ‏‪ ٤‬من سورة المزة‬ ‫المؤمنون ‪2‬‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫الآيتان‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫يومه كا جاء ف حدبث آخر‬ ‫الاصل ولعله يريد قوت‬ ‫ف‬ ‫ا‪-٤‬۔‏ هكذا‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٢١‬۔‬ ‫معهم‬ ‫الأغنياء يدخل‬ ‫من‬ ‫الحنة سعيا ولم أر أحدا‬ ‫المسلمين يدخلون‬ ‫إلا عبدالرحمن بن عوف رأيته يحبو في اثارهم حبوا» فقال عبدالرحمن بن‬ ‫عوف ‪ :‬أشهد الله ومن حضر أن العير وما عليها في سبيل الله لعلي أدخلها‬ ‫معهم سعيا ‪.‬‬ ‫وذكر عن النبى تة أنه قال لعبدالرحمن بن عوف ‪« :‬إما أنك أول من‬ ‫إلا حبوا» ‪ .‬فهذا‬ ‫أن تدخلها‬ ‫الجنة من أغنياء أمتي وما كدت‬ ‫يدخل‬ ‫عبدالرحمن بن عوف على فضله وتقواه وصنائعه المعروف وبذله الأموال في‬ ‫سبيل الته ۔ تعالى ۔ وصحبته لرسول الله يلة وبشراه له بالجنة يوقف في عرصات‬ ‫للتعفف ولصنائع‬ ‫محض‬ ‫يوم القيامة وأهوالها بسبب مال جمعه من حلال‬ ‫المعروف ‪ ،‬وأنفق منه قصدا وبذل الأموال في سبيل الله ث منع من السعي إلى‬ ‫الجنة مع الفقراء والمساكين وصار يحبو في آثارهم ‪ ،‬فيا ظنك أيها المفتون المغرور‬ ‫بأمثالنا الفرقى في فتن الدنيا فالعجب كل العجب لكل مفتون يسرع في تخاليط‬ ‫السحت والسخط ويتكالب على الأوساخ ويتقمص في المكاسب من حيث‬ ‫ما أسرعت ومن حيث ما كانت ولا يبالي حلالا كانت أو حراما وانما همته‬ ‫الكسب وجمع المال للتكاثر والعلو والزينة والفخر ‪ 0‬ويتقلب في فتن الدنيا }‬ ‫ويجمعه خوفا من الفقر ث ويحتج بالحجج الداحضة { ويقول إن كنت جمعت‬ ‫المال فقد جمعته الصحابة ‪ 3‬ونحن والله بعيدو الشبه بالقوم فهذا من قياس‬ ‫إبليس ‪ ،‬فلقد روي أنه كان لبعض الصحابة أموال اكتسبوها من حلال محض‬ ‫للتعفف ‪ 0‬والبذل في سبيل الله ‪ .‬ولصنائع المعروف للفقراء والمساكين ©‬ ‫وأنفقوا منها قصدا ‪ ،‬ولم يمنعوا منها حقا وجب لله عليهم فيها ‪ .‬ولم يبخلوا بها &‬ ‫ولكنهم تصدقوا بأكثرها ‪ .‬وتصدق بعضهم بجميعها ‪ .‬وكانوا في الشدة‬ ‫يؤثرون على أنفسهم & وكانوا إذا أقبلت عليهم الدنيا وسلك بهم سبيل الرخاء‬ ‫يحزنون ويقولون ‪ :‬إنا قد أذنبنا ذنبا وقد عجلت علينا العقوبة ث وإنما هذا‬ ‫الرخاء هو الاستدراج لهملاكنا ‪ 3‬وكانوا من أجل ذلك مشفقين وجلين خائفين‬ ‫على أنفسهم وإذا أقبل عليهم الفقر والغلاء والشدة والبلاء فرحوا واستبشروا‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٢‬۔‬ ‫ويقولون ‪ :‬مرحبا بشعار الصالحين ونحن على غير هذه المنزلة ‪ .‬نحن نبغخض‬ ‫الفقر ونانف من المسكنة وذلك من شعار الصالحين وفخر المرسلين ونحن‬ ‫الفقر وذلك من سوء الظن بالله وقلة الثقة بضمانه وكفى‬ ‫نجمع المال خوفا من‬ ‫بذلك إثيا ونحن نجمعه للتنعم في الدنيا وزينتها وشهواتها وقد ذكر عن النبي‬ ‫‪« :‬شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليهم لحوم أجسامهم‬ ‫تين أنه قال‬ ‫الجسم الناعم الكثير اللحم الثمين وما ذلك‬ ‫وابغض الأجسام إلى الته ۔ تعالى‬ ‫إلا من كثرة أكل الشهوات واللذات» ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر أنه يجىع يوم القيامة قوم إلى الحساب فيطلبون حسناتهم‬ ‫التي عملوها في الدنيا في كتبهم حتى يقراها فيقال لهم ‪« :‬أذهبتم طيباتكم في‬ ‫حياتكم الدنيا واستمتعتم هاپ () ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪ « :‬سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن‬ ‫وقال‬ ‫كيدي متين ‏(‪. )٨‬‬ ‫وقال ۔ تعالى ۔ ‪« :‬إأبحسبون أنما مدهم به من مال وبنين نسار ع لهم ف‬ ‫‪.‬‬ ‫الخيرات بل لا يشعرون"‬ ‫عظمت فجائعها ونحن نجمع المال للتكائر وا لعلو وا لفخر‬ ‫فيالها حسرة‬ ‫والزينة في الدنيا والرفعة على الناس ‪.‬‬ ‫ولقد ذكر في الخبر أن من طلب الدنيا ليكاثر بها أو ليفاخر بها أيوباهي بها‬ ‫الناس وأصابها وهي حلال محض لقي الله ۔ تعالى ۔ يوم القيامة وهو عليه‬ ‫ساخط غضبان { فهذا حال من طلب الدنيا حلالا محضا للتكائر ‪ .‬فكيف يمن‬ ‫الماثم وظلم الأرامل والضعفاء‬ ‫في‬ ‫‪77‬‬ ‫والحرام‬ ‫الشبهات‬ ‫يطلبها من‬ ‫والايتام ونحن أكثر هما وغيا إذا فاتنا من الدنيا شيع ولم ننل منها فوق ما يكفينا‬ ‫ونتأسف على كل ما فاتنا من عرض الدنيا وحطامها وقد ذكر عن النبي يلة أنه‬ ‫‪١‬۔‏ الآية ‏‪ ٦٢٠‬من سورة الأحقاف ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔الآيتان ‏‪ ٤٥ . ٤٤‬من سورة القلم‬ ‫‪.‬‬ ‫المؤمنون‪‎‬‬ ‫‪ ٥٦‬من سورة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫الآيتان‪‎‬‬ ‫‪ ٢٣‬۔‬ ‫‏‪_٣٢٢‬۔ ۔‬ ‫قال ‪« :‬من تأسف على ما فاته من الدنيا وحطامها قرب من النار مسيرة سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫قلبه _‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬للآخرة‬ ‫خوف‬ ‫نزع‬ ‫الذ نيا وسرته‬ ‫أحب‬ ‫ومن‬ ‫وبعد هذه الجملة فاعلم أن الحلال في دهرنا عسر منذ زمان ولقد ذكر لنا‬ ‫عن بعض الصحابة أنه قال ‪ :‬كنا نحتاط على أنفسنا في جمع المال فند ع سبعين‬ ‫بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام ‪.‬‬ ‫وذكر عن بعض الناس انه قال ‪ :‬لأن تدع درهما واحدا مخافة الا يكون‬ ‫حلالا خير لك من ان تتصدق بألف دينار من شبهات لا تعرف أتحل لك ام‬ ‫لا ‪ 3‬فإن كنت أيها الانسان غافلا فاستيقظ ‏{‪ ٠‬وان كنت نائيا فانتبه ‪ .‬وان كنت‬ ‫تزعم أن التقوى والخوف من الته فلا تتعرض للحساب ‪.‬‬ ‫ولقد ذكر عن بعض الصحابة أنه قال ‪ :‬ما سرني ان اكسب كل يوم الف‬ ‫دينار من حلال وأنفقها كلها وأتصدق بها في سبيل الله ولم يشغلني كسبها عن‬ ‫صلاة الجماعة ولا عن ذكر الته فقيل له ؛ ولم ذلك وقد جاء في الخبر ان الصدقة‬ ‫تطفىء غضب الرب سبحانه وتعالى وفيها فضل عظيم وأجر مضاعف كثير‬ ‫فقال لأني غني أن يقال لي يوم القيامة من أين اكتسبت وفي أي شيع انفقت‬ ‫فهؤ لاء المتقون كانوا في اول الاسلام وكان الحلال لديهم موجودا حين أحل لهم‬ ‫الطيبات والغنائم قد تركوا جمع المال الحلال خوفا من المحاسبة مخافة ان لا يقوم‬ ‫خير المال بشره فكيف بنا ونحن من بقايا الأمم والحلال في زماننا معدوم مفقود‬ ‫منذ زمان لأن الأموال قد تغيرت بالفتن والمظالم وصار الحلال متشابها والمتشابه‬ ‫وأليم عقابه ‪.‬‬ ‫حراما نعوذ بالله من سخطه‬ ‫أين‬ ‫‪٠‬ثم‬ ‫الجلال ؟‬ ‫واين‬ ‫‪.‬‬ ‫حلال‬ ‫هو من‬ ‫كسبنا‬ ‫نزعم أن‬ ‫ثم نحن‬ ‫ولكنها من ا لتخاليط المكشوفة ‪ .‬كا‬ ‫المشهورة‬ ‫الحلال ؟ فياليتها من ‏‪ ١‬لشبهات‬ ‫درهما من‬ ‫اليوم‬ ‫اعلم‬ ‫عسمر وما‬ ‫الحلال‬ ‫كسب‬ ‫‪:‬‬ ‫انه قال‬ ‫ابن عباس‬ ‫ذكر عن‬ ‫‏‪ ١‬بن‬ ‫القول عن‬ ‫لاستشفينا به مرضانا وداويناهم فإن صح هذا‬ ‫ولو وجدناه‬ ‫حلال‬ ‫عباس وهو في الصدر الاول من دين الاسلام وهو في زمن الصحابة فكيف بنا‬ ‫۔ ‏‪ ٢٢٤‬۔‬ ‫فى زماننا هذا ‪.‬‬ ‫ا لأموال بالفتن والنهب والنفاق وا لظلم فاين يوجد الحلال‬ ‫ولقد تغيرت‬ ‫فتنبه أيها الانسان الراغب الغافل ولا تغتر بالدنيا فإنك عن قريب ستندم حين‬ ‫لا ينفعك الندم ‪.‬‬ ‫وكيا ذكر عن اي ذر انه قال ‪ :‬خرجت مع رسول الله ية نحو أحد‬ ‫فقال ‪« :‬يا أبا ذر فقلت لبيك يا رسول الته فقال ‪ :‬الأكثرون هاولأقلون إلا من‬ ‫قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله وقدامه وخلفه وقليل ما هم ثم قال لي يا‬ ‫أبا ذر ما يسرني ان يكون لي مثل أحد ذهبا وفضة فانفقه في سبيل انته أموت يوم‬ ‫أموت ما أترك خلفي منه قيراطين» ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر ان بعض الصحابة كان يرث المال فيتركه مخافة أن يفسد‬ ‫قلبه ويغيره ويفتنه فانتبه أيها الانسان فإني لك ناصح وعليك مشفق واستيقظ‬ ‫من هذه الرقدة وانتبه من هذه الغفلة واقنع بالبلغة من الدنيا ولا تشتغل بجمع‬ ‫المال فيكون عليك وبالا ولا تعرض نفسك للمساءلة والمحاسبة كيا ذكر عن‬ ‫النبي ية انه قال ‪« :‬من نوقش الحساب عذب» وذكر في الخبر أنه اذا كان يوم‬ ‫القيامة يؤ ق بالعبد وقد جمع مالا من حرام وأنفقه في حرام فيؤ مر به الى النار ‪.‬‬ ‫ويؤ ق بالعبد وقد جمع مالا من حلال وأنفقه في حرام فيؤمر به الى النار‬ ‫ويؤ ق بالعبد وقد جمع مالا من حلال وانفقه في حلال فيقال له ‪:‬‬ ‫قف حتى تسأل عنه لعلك حين جمعت هذا المال فرطت في شيع مما‬ ‫فرض عليك من الصلاة ولم تصلها في وقتها أفورطت في شيع من ركوعها أو‬ ‫سجودها أو تسبيحها أو قراءتها أو ضيعت شيئا من الغسل والوضوء ولم تكمل‬ ‫ذلك من أجل جمع المال فيقول لا ‪ .‬بل كسبته من حلال وانفقته في حلال ولم‬ ‫أضيع شيئا مما فرض الله علم فيقال له ‪ :‬لعلك باهيت به أو جمعته خوفا من‬ ‫الفقر للتكاثر والزينة والرفعة والعلو على الناس فيقول ‪ :‬لا ‪ .‬بل كسبته من‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٥‬۔‬ ‫حلال وانفقته في حلال ولم أضيع شيئا مما فرض علي ولم اباه به ولم أختل ‪ ،‬ولم‬ ‫ارد به التكاثر ولا الزينة ولا الرفعة ولا جمعته خوفا من الفقر واتما جمعته لصنائع‬ ‫المعروف وبذلته في سبيل الله ‪.‬‬ ‫فيقال له ‪ :‬فلعلك منعت منه حق أحد من الناس أمرت ان تعطيه منه‬ ‫من اقر بائك واليتامى والضعفاء والفقراء والمساكين وأبناء السبيل وبخلت به ‪.‬‬ ‫فيقول‪ :‬لا ‪ .‬بل كسبته من حلال وانفقته في حلال ولم اضيع شيئا مما‬ ‫فرض عل ولم أباه به ولم أختل ولم أجمعه خوفا من الفقر ولا‪ .‬للتكاثر والزينة‬ ‫والرفعة والعلو ولا منعت حق احد من الناس أمرت ان اعطي منه فإن كان أوفى‬ ‫بما قال ولم اضيع شيء وكان ذلك كذلك ‪.‬‬ ‫وقيل قليل من الناس من يوجد فيه هذا على التمام والكمال فيقال له‬ ‫شكر نعمة أنعمها الله عليك من أكلة أو شربة أو‬ ‫دي‬ ‫حينئذ قف الآن حتى تؤ‬ ‫لذة أو كسوة فلا يزال يسأل عن ذلك كله وهو عاطش جائم حاف عريان جاثيا‬ ‫على ركبتيه كيا قال ربنا سبحانه وتعالى ‪ :‬ثم لتسألن يومئذ عن‬ ‫معنى النعيم ها هنا على قول اهل التفسير ؛ هبوارد الشراب‬ ‫النعيم (‪.‬‬ ‫وظلال المساكن } ولذات النوم ‪ 3‬فهذا حال من لم يضيع شيئا مما أمر به ‪ .‬مع‬ ‫ال ‪ ،‬وليمبخل به ‪ ،‬وانفقه فميرضاة الله ‪ 5‬وليمرد به شيئا من‬ ‫حعهلمن‬ ‫أنه جم‬ ‫المحذورات ‪ }،‬والمكروهات ‪ ،‬والشهوات {[ فكيف يمن أنعم على نفسه في‬ ‫اكثر‬ ‫الدنيا ‪ .‬يأكل الشهوات واللذات من الحرام } والشبهات ‪ 53‬وضيع‬ ‫المفروضات ‪ .‬ومنع منه حق الله تعالى ‪ .‬وبخل وأراد به الفخر والزينة ‪ 3‬والعلو‬ ‫على الناس } والرفعة والتعظيم } كيف يكون حاله عند الله غدا ‪.‬‬ ‫وأما إن كان بخل به ‪ .‬ولم يعط لأحد شيئا مما أمر أن يعطيه من القرابة }‬ ‫واليتامى ‪ ،‬والمساكين {© وابن السبيل {‪ 9‬والفقراء ‪ .‬والضعفاء ‪ .‬وأهل‬ ‫الحاجة ‪ ،‬فإنهم يأتون إليه فيخاصمونه بين يدي الله عز وجل ‪ .‬فيقولون ‪ :‬يا‬ ‫ربنا هذا اعطيته فمنعنا فضل ماله ولم يعطنا شيئا مما أمرته به ‪ ،‬فرب ليلة بات‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١‬لتكاثر‪‎‬‬ ‫‪ ٨‬من سورة‪‎‬‬ ‫‪ ١‬لآية‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫۔ ‏‪ ٢٢٦‬۔‬ ‫فرحا مسرورا شابعا على رغد من العيش & وبتنا على شدة جوع وخصاصة ‪.‬‬ ‫وكذلك إن ضيع شيئا من فرائض الله بسبب جمع المال ‪ ،‬وجمعه للزينة‬ ‫الله عز‬ ‫وندامة بين يدي‬ ‫والتكاثر والرفعة والعلو والمباهاة فيبقى في حسرة‬ ‫وجل ‪.‬‬ ‫فيا يتعرض فهذه المسألة والى هذه المحاسبة إلا كل مستدرج احمق لا عقل‬ ‫له ‪ .‬ولو كان له عقل ما عرض نفسه لهذا الخطر العظيم ‪ ،‬وما يطلب هذا إلا‬ ‫كل مجنون مغرور مفتون قد غلب عليه الجنون وغرته الدنيا بغرورها وأهلكته‬ ‫الى الأبد ‪.‬‬ ‫الا ترى إلى حال هذا العبد الذي كسب من حلال وأنفق في حلال ولم‬ ‫يضيع شيئا ولم يمنع منه حقا وجب عليه فيه كيف حوسب بهذه المحاسبة‬ ‫الشديدة جاثيا على ركبتيه ‪ ،‬وقد منع من الجنة حتى يأذن الته له فيها برحته ‪.‬‬ ‫في فتن الدنيا وشهواتها ولذاتها‬ ‫حال أمثالنا الفرقى‬ ‫تكون‬ ‫فكيف‬ ‫وتخاليطها مم التفريط فييا أمرنا به من تضييع صلاة ووضوء وغسل وزكاة‬ ‫وصيام وغير ذلك مما فرضه الته علينا من أجل جمع المال ‪ .‬ونحسب ان جمع المال‬ ‫اعظم من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك من الفرائض‬ ‫علينا فرض‬ ‫الشرعية ‪.‬‬ ‫ثم ان اكثر جمعنا للمال إنما هو للتكاثر والعلو والرفعة على الناس والزينة‬ ‫والمباهاة وحافة الفقر ‪.‬‬ ‫لا‬ ‫وأ ليم عقابه ا لذي‬ ‫فيا فها من مصيبة ما أجلها نعوذ بالله من سخطه‬ ‫طاقة لنا به ‪.‬‬ ‫شربة‬ ‫يوما فطلب‬ ‫عنه عطش‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫رضي‬ ‫‏‪ ١‬لخطاب‬ ‫عمر بن‬ ‫‏‪ ١‬ن‬ ‫وقد روي‬ ‫‏‪ ٢٢٧٢‬۔‬ ‫من ماء فأق بشربة من ماء وعسل ممزوج به فليا ذاقه وأخذ منه جرعة نزعه من‬ ‫فمه ثم بكى ومسح الدموع من عينيه ليتكلم ثم عاد في البكاء واكثر فقيل له ‪:‬‬ ‫ما هذا البكء كله من اجل هذه الشربة ؟ فقال نعم ‪ .‬إني كنت جالسا يوما عند‬ ‫النبي تة في بيته وما معه أحد غيري اذ رأيته يدفع بيديه عن نفسه ويقول ‪:‬‬ ‫إليك عني اليك عني» فقلت له ‪ :‬يا رسول الته فداك أبي وأمي لا ارى بين يديك‬ ‫احدا تخاطبه وليس معك احد غيري فمن الذي تخاطب ؟ فقال ‪ :‬هي الدنيا‬ ‫تطاولت علي بعنقها ورأسها وتزخرفت إلي وقالت لي يا محمد خذني اليك ‪.‬‬ ‫فقلت فا ‪ :‬اليك عني فقالت لي ‪ :‬إن تنج أنت مني فلن ينجو مني احد من‬ ‫بعدك فإني اخاف ان تكون الدنيا قد لحقتني فقطعتني عن رسول النه ية ‪.‬‬ ‫فهذا من أجل شربة خاف على نفسه مع فضائله وتقواه ‪ .‬وصحبته‬ ‫لرسول الته ينة وبشراه له بالجنة فكيف بأمثالنا الغرقى نتقلب في النعيم‬ ‫والتفكه وأنواع الشهوات واللذات وننغمس في المكاسب من الشبهات والحرام‬ ‫مع كثرة الذنوب والمعاصي ونحن امنون على أنفسنا لا نخاف الانقطاع عن‬ ‫‪.‬‬ ‫يير‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فما اعظممها من مصيبة وما أجلها ‪ .‬فالته الته عباد الته في انفسكم فلا‬ ‫الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالته الغرور ‪.‬‬ ‫تفرنكم‬ ‫واعلموا عليا يقينا أن من خالف سيرتهم فقد خولف به عن طريقتهم ‪.‬‬ ‫‪ :‬لو أن رجلين أحدهما ق حجره‬ ‫الصحا بة أ نه قال‬ ‫بعض‬ ‫وقد د كر عن‬ ‫دراهم ينفقها في سبيل الدنيا ويتصدق والآخر يذكر الته تعالى لكان الذاكر‬ ‫لأن الذي ينفق الدراهم يسأل عنها من اين اكتسبها وفيا انفقها }‬ ‫س‬ ‫افضل‬ ‫‪.‬‬ ‫شي ء لأنه لا شي ء عنده‬ ‫عن‬ ‫والآخر لا يسأل‬ ‫ولو أن رجلين أحدهما طلب الدنيا فأصابها محضا حلالا فوصل بها رحمه‬ ‫وأ عان المسلمين وتصدق منها وقدم لنفسه ‪ .‬والرجل الآخر اجتنب الدنيا‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٨‬۔‬ ‫وتركها ولم يطلبها ‪ 3‬ولم ينل منها شيئا لكان بين الرجلين كيا بين السياء‬ ‫والأرض ‪.‬‬ ‫وفي موضم آخر قيل ‪ :‬في رجلين أحدهما يطلب الدنيا بحلاها فوصل‬ ‫منها رحمه وقدم منها لنفسه وجانب الآخر الدنيا قال الربيع ‪ :‬أحبهيا إلي الذي‬ ‫جانب الدنيا فأعاد عليها مثلها ‪.‬‬ ‫وذكر في الخبر ان جبريل عليه السلام نزل على رسول انته يئة فقال ‪ :‬يا‬ ‫محمد إن الته يقرئك السلام ويقول لك ‪ :‬هذه مفاتيح خزائن الأ‪ .‬ض ويجعل‬ ‫لك جبال الأرض ذهبا وفضة تكون معك حيثيا كنت وتسير معك حيثيا سرت‬ ‫فأطرق النبي يين برأسه الى الأرض ساعة ثم رفع رأسه فقال ‪ :‬يا جبريل ان‬ ‫الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له فيا بسط يده‬ ‫الى مفاتيحها ولا التفت اليها ‪.‬‬ ‫ولم يكن عنده طعام لضيفه‬ ‫وذكر في الخبر عنه ية أنه أتاه ضيف‬ ‫يضيفه { فأرسل الى رجل من يهود خيبر وقال له ‪ :‬يقول لك محمد سلفه أوبعه‬ ‫دقيقا الى هلال رجب ‪ .‬فأي اليهودي إلا برهن ‪ .‬فقال النبي عليه السلام ‪:‬‬ ‫والته إني لأمين ولو باعني أو سلفني لأديت إليه ثم ارسل إليه درعه رهنا ولقد‬ ‫مات رسول انته ية ودرعه مرهونة عند اليهودي ولم يجد لها قضاء حتى افتكها‬ ‫الله عنه ‪.‬‬ ‫بعده عمر رضي‬ ‫من‬ ‫وأعلم أيها الانسان الراغب في الدنيا أن الشر كله مجموع في الاستكثار‬ ‫من الدنيا والجمع لها وحطامها فتعوذ بالته من ذلك لا سييا في دهرنا هذا ‪ 5،‬لأن‬ ‫الحلال فيه معدوم مفقود منذ زمان متقدم حتى لا نعلم درهما حلالا محضا‬ ‫‪.‬‬ ‫مستورة ولكنها من التخاليط المكشوفة‬ ‫ويا ليتها شبهات‬ ‫فيا لك أيها الانسان في جمع المال من حجة اكثر من طلب البلغة من‬ ‫يوما بيوم ‪.‬‬ ‫القوت‬ ‫‪ ٢٢4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫فأما جمعه للاستكثار في هذا العصر فهو الداء العضال ‪ ،‬وهي الطامة‬ ‫الكبرى ‪ ،‬والداهية العظمى ‪ .‬وهي أعظم البلايا والآفة المهلكة ‪.‬‬ ‫كيا ذكر عن النبى ية انه قال ‪ :‬دعوا الدنيا لأهلها فمن أخذ منها فوق‬ ‫ما يكفيه فقد أخذ منها حتفه وما يشعر إلا وأن شرار الناس من أخذ من الدنيا‬ ‫فوق ما يكفيه ‪ .‬ثم قال ‪ :‬سيأتي من بعدي قوم يأكلون أطيب الطعام ‪،‬‬ ‫وينكحون اجمل النساء ‪ .‬ويلبسون الين الثياب ‪ ،‬ويركبون فرهة‪)١‬‏‬ ‫الدواب ‪ .‬بطونهم من القليل ل تشبع ‪ ،‬وانفسهم بالقليل لا تقنع { قد‬ ‫اعتكفوا على حظوظهم من الدنيا وعملوا لها ‪ .‬وتركوا حظهم الأكبر من الآخرة‬ ‫فصارت همتهم جمع المال وزينة الدنيا لا يغدون واليها يروحون وعليها‬ ‫يعكفون } قد اتخذوا المال زينة الدنيا الهة من دون الله وربا من دون رب العزة‬ ‫فبعزيمة من محمد بن عبدالته لمن أدرك ذلك الزمان من عقب عقبهم لعله عقبكم‬ ‫ان لا يسلم عليهم ولا يعود مرضاهم إ ولا يشيع جنائزهم } ولا بالسهم ‪8‬‬ ‫ولا يوقر كبيرهم ‪ }.‬ومن لم يفعل ذلك فقد أعان على هدم دين الاسلام ‪.‬‬ ‫وذكر عنه يلة أنه قال ‪« :‬من أصبح آمنا في سربة معافى في بدنه وعنده‬ ‫قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وما قل وكفى خير مما كثر والهى»<"‪)٢‬‏‬ ‫ابن ادم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك ويلهيك لا بالقليل‬ ‫تقنع ولا من كثير تشبع ‪ ،‬فطوي لمن هدي للاسلام وكان عيشه كفافا فدل هذا‬ ‫على ان جميع الشر مجموع في جمع الال ‪.‬‬ ‫وذكر عن محمد بن واسع انه قال ‪ :‬لأن القى الله مؤمنا مهزولا خير لي‬ ‫من ان القاه منافقا سمينا ‪.‬‬ ‫الحيد السير‬ ‫ا ۔‬ ‫مسلم عن ابن عباس‬ ‫رواه‬ ‫‏‪ ٦‬۔‬ ‫‏‪ ٢٣٠‬۔‬ ‫حسابا من‬ ‫أطول‬ ‫الدرهمين‬ ‫صاحب‬ ‫‪:‬‬ ‫انه قال‬ ‫الدرداء‬ ‫اي‬ ‫وذكر عن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدرهم‬ ‫صاحب‬ ‫فاتقوا الله عباد الته } ولا تغتروا بالدنيا ‪ 3‬واتركوا الجمع لها واقنعوا منها‬ ‫بالبلغة وارضوا منها باليسير ولتكن كثرة عملكم وجملة طلبكم للآخرة ولا‬ ‫تتعرضوا للحساب وأليم العقاب «واتقوا يوما ترجعون فيه الى انه ثم توفى كل‬ ‫نفس ما كسبت وهم لا يظلمونه‪0‬‬ ‫واعلم ايها الانسان الغافل الراغب في الدنيا المقبل على دنياه المعرض‬ ‫عن اخراه ان جمع المال لا حاصل فيه غير تعب النفس بلا فائدة ولو أن الدنيا‬ ‫كلها ملك لك لم يكن لك منها إلا القوت وما سوى ذلك حساب عليك ‪.‬‬ ‫كيا ذكر في الخبر ‪ :‬أن الته تعالى أنزل في بعض الكتب المنزلة على‬ ‫انبيائه ‪( :‬يا ابن آدم لو كانت الدنيا كلها ملكا لك لم يكن لك منها الا القوت‬ ‫فإذا أنا اعطيتك منها القوت وجعلت حسابها على غيرك فأنا إليك محسن) ‪.‬‬ ‫«وتركت باقي الباب ؛ لأن في بعض ما كتبته كفاية لمن من انته عليه‬ ‫بالهداية وما التوفيق إلا بالله» ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٨١‬من سورة البقرة‬ ‫‪'١‬۔‏ الآية‬ ‫‏‪ ٢٣١‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب الثامن والعشرون‬ ‫في الحكرة والأثرة وعلامة السعادة والشقاء‬ ‫عبدالله العدوي قال ‪ :‬سمعت رسول الله ية انه قال ‪« :‬لا يحتكر الا‬ ‫ِ‬ ‫خاطىع»‬ ‫احتكر طعاما أربعين يوما فقد برع‬ ‫« من‬ ‫‪:‬‬ ‫ين‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ابن عمر عن‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫۔‬ ‫د‬ ‫الله تعالى منه» ‪.‬‬ ‫والمحتكر‬ ‫مرزوق‬ ‫« الحالب‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫وقيل ‪ :‬عنه‬ ‫الطعام للبيع فيجلبه الى بلده‬ ‫ك وانما أراد بالحالب الذي يشتري‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫ملعون»‬ ‫فيبيعه فهو مرزوق ولأن الناس ينتفعون فينالون بركة دعاء المسلمين ‪ ،‬والمحتكر‬ ‫الطعام للمنع ويضر بالناس ‪.‬‬ ‫الذي يشتري‬ ‫‏‪ ١‬لبيع‬ ‫عن‬ ‫ويحبسه‬ ‫مصر‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لطعام‬ ‫يشترى‬ ‫‏‪ ١‬ن‬ ‫ا لفقيه ‪ :‬‏‪ ١‬لحكرة‬ ‫وقا ل‬ ‫وللناس إليه حاجة في هذا الاحتكار الذي نهى عنه ‪.‬‬ ‫واما الذي أدخل ‪ -‬لعله ادخر ۔ الطعام من ضيعته أو جاء من مصر اخر‬ ‫فإنه لا يكون احتكار ولكن لو كان للناس حاجة فالأفضل ان يبيعه لأن امتناعه‬ ‫عن ذلك يكون اساءة مسيء وله شفقة بالمسلمين ‪ ،‬فينبغي ان يجبر المحتكر‬ ‫على بيع الطعام فإن امتنع من ذلك فإنه يعزر ويؤ دب ولا يسعر عليه ويقال له‬ ‫بع كيا يبيع الناس ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ (فقد برىء افه تعالى وبرىء منه) هكذا ورد ني الاصل والصحيح ما ثبت‬ ‫‏‪ _ ١‬أخرجه ابن ماجة والحاكم‬ ‫‏‪ ٢٣٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫الته هو المسعر»‬ ‫اسعر فإن‬ ‫«لا‬ ‫‪:‬‬ ‫انه قال‬ ‫ين‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫وذكر عن بعض الرهبان أنه كان في بيته وفر من حنطة فقحط الناس‬ ‫لو أمسكت ما‬ ‫‪:‬‬ ‫فقيل له‬ ‫‪.‬‬ ‫لحاجته‬ ‫الحنطة ثم جعل يشتري‬ ‫من‬ ‫وباع ما عنده‬ ‫‪.‬‬ ‫فرحهم‬ ‫اشاركهم في‬ ‫غمهم كا‬ ‫ف‬ ‫الناس‬ ‫اشارك‬ ‫ان‬ ‫اردت‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫عندك‬ ‫وذكر في الخبر أن عابدا من عباد بني اسرائيل مر على كثيب من رمل‬ ‫فتمنى في نفسه ان لو كان دقيقا فاشبع بها بني اسرائيل في مجاعة اصابتهم ‪.‬‬ ‫فأوحى الته تعالى إلى نبي فيهم ان قل لفلان ‪ :‬هان الله تعالى قد اوجب لك من‬ ‫الأجر ما لو كان دقيقا وتصدقت به» ‪ .‬يعنى كيا نوى نية حسنة اعطاه الله من‬ ‫‪.‬‬ ‫ورحمته عليهم‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫على‬ ‫نيته وشفقته‬ ‫‏‪ ١‬للأجر بحسن‬ ‫رجلا‬ ‫‏‪ ١‬ن‬ ‫وروي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫رحييا على‬ ‫مشققا‬ ‫يكون‬ ‫‏‪ ١‬ن‬ ‫فينبغي للمسلم‬ ‫‪ :‬أوصيك‬ ‫جاء الى ابن عباس فقال له ‪ :‬اوصني ‪ .‬فقال له عبدالله بن عباس‬ ‫بستة أشياء ‪ :‬أولها يقين القلب بالأشياء التى تكفل الله تعالى بها لك والتفكر في‬ ‫الآخرة ‪.‬‬ ‫والثاني أداء الفرائض لوقتها ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ذكر الله تعالى‬ ‫في‬ ‫رطب‬ ‫بلسان‬ ‫والثالث ‪:‬‬ ‫والرابع ‪ :‬لا توافق الشيطان فإنه حاسد الخلق ‪.‬‬ ‫آخرتك‬ ‫الدنيا فإنها تخرب‬ ‫‪ :‬لا تعمر‬ ‫وا لخامس‬ ‫‪.‬‬ ‫دائا‬ ‫ناصحا للمسلمين‬ ‫كن‬ ‫‪:‬‬ ‫والسادس‬ ‫وذكر في الخبر أن آدم عليه السلام أوصى ابنه شيث بخمسة أشياء وأمره‬ ‫‪.‬‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫بها أولاده‬ ‫يوصي‬ ‫ان‬ ‫اولها ‪ :‬قال له ‪ :‬قل لأولادك لا يطمئنوا الى الدنيا فإني قد اطمأننت‬ ‫‏‪ ٢٣٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫بالجنة الباقية فلم يرض القله عني واخرجني منها ‪.‬‬ ‫والثاني ‪ :‬قل لهم لا تعملوا بهوى نسائكم واني عملت بهوى امرأتي‬ ‫فأكلت من الشجرة فالحقتني الندامة ‪.‬‬ ‫والثالث ‪ :‬كل عمل تريدونه فانظروا عاقبته فإني لو نظرت عاقبة امري لم‬ ‫‪.‬‬ ‫ما أصابني‬ ‫يصبي‬ ‫والرابع ‪ :‬إذا اضطربت قلوبكم من شيء فاجتنبوه فإني حين أكلت من‬ ‫الشجرة اضطرب قلبي فلم أرجع فلحقني الندم ‪.‬‬ ‫ما‬ ‫ا للائكة ل يصبي‬ ‫فا في لو شا ورت‬ ‫‏‪ ١‬لأمور‬ ‫في‬ ‫‪ :‬‏‪ ١‬ستشير وا‬ ‫وا خا مس‬ ‫أصابنى ‪.‬‬ ‫أبو هريرة ‪ :‬جاء رجل الى النبي قة وقد اصابه الجهد فقال ‪ :‬يا رسول‬ ‫الته إني جائع فأطعمني ‪ ©،‬فبعث النبي يلة إلى ازواجه هل عندكن شيع ؟‬ ‫رسول‬ ‫فكلهن قلن ‪ :‬والذي بعثك بالحق نبيا ما عندنا إلا الماء ‪ .‬فقال‬ ‫هذا في‬ ‫النه ية ‪« :‬ما عند رسول الته ما يطعم هذه الليلة ثم قال ‪ :‬من يضيف‬ ‫‪ .‬فأقى‬ ‫هذه الليلة رحه الله» فقام رجل من الأنصار فقال ‪ :‬أنا يا رسول اته‬ ‫شيئا ‪.‬‬ ‫منزله فقال لأهله ‪ :‬هذا ضيف رسول النه يلة فاكرميه ولا تدخري عنه‬ ‫حتى‬ ‫هم‬ ‫تعن‬‫وهم‬ ‫‪ .‬قال ‪ :‬قومي فعل‬ ‫قلي ل‬ ‫ية‬ ‫بوت‬‫صلا ق‬ ‫لا إ‬ ‫اعندن‬ ‫فقالت ‪ :‬ما‬ ‫وابرزي فإذا جاء الضيف ليأكل قومي‬ ‫يناموا فلا يطعموا شيئا ثم اسرجي(<‪)٨‬‏‬ ‫كأنك تصلحين السراج فاطفئيه وتعالي نغضع السنتنا لضيف رسول الله ي‬ ‫م‬ ‫ي‪. . .‬‬ ‫‏‪(٢‬‬ ‫حتى يشبع ضيف رسول الله يلا‬ ‫شيئا ثم‬ ‫قوتهم ولم يطعموا‬ ‫عن‬ ‫ناموا‬ ‫حتى‬ ‫فعللتهم‬ ‫الى ا لصبية‬ ‫فقامت‬ ‫‏‪ - ١‬المقصود اضاءة المصباح وتقديم الطعام‬ ‫‏‪ - ٢‬رواه البخاري ومسلم‬ ‫قامت فأبرزت واسرجت ‪ .‬فليا اخذ الضيف ليأكل قامت كأنها تصلح السراج‬ ‫فأطفأته وجعلا يمضغان السنتهيا لضيف رسول الله ية حتى شبع ضيف رسول‬ ‫الته ينة وباتا طاويين فلما اصبحوا غدوا الى رسول اله ية فلما نظر اليهما تبسم‬ ‫ثم قال ‪« :‬لقد عجب الته من فلان وفلانة هذه الليلة» فأنزل الته تعالى ‪:‬‬ ‫ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصةه‪)١‬‏‬ ‫وكان‬ ‫مشوي‬ ‫شاة‬ ‫رأس‬ ‫لبعض الصحابة‬ ‫اهدي‬ ‫‪:‬‬ ‫مالك‬ ‫أنس بن‬ ‫وقال‬ ‫مجهودا فوجه الى جار له فتداوله تسع ثم عاد الى الأول فأنزل انته تعالى ‪:‬‬ ‫ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصةهه اي فاقة وحاجة ‪.‬‬ ‫‪ :‬احدها ان يكون زاهدا في الدنيا‬ ‫وعلامة السعادة إحدى عشرة خصلة‬ ‫راغبا في الاخرة ‪.‬‬ ‫والثاني ان يكون نهمته العبادة وتلاوة القرآن ‪.‬‬ ‫والثالث قلة القول فيما لا يحتاج اليه ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫والشبهات‬ ‫الحرام‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫أو‬ ‫فيا قل‬ ‫ورعا‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫والخامس‬ ‫‪.‬‬ ‫الصالحين‬ ‫مع‬ ‫صحته‬ ‫تكون‬ ‫ان‬ ‫والسادس‬ ‫متواضعا غر متكبر ‪.‬‬ ‫والسابع ان يكون‬ ‫‪.‬‬ ‫كريما‬ ‫سخيا‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫والثامن‬ ‫‏‪١‬لحشر‬ ‫سورة‬ ‫‏‪ ٩‬من‬ ‫‏‪ ١‬لآية‬ ‫۔‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢٣٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫والتاسع ان يكون رحييا بخلق الله ‪.‬‬ ‫والعاشر ان يكون نافعا للخلق ‪.‬‬ ‫والحادي عشر ان يكون ذاكرا للموت كثيرا ليلا ونهارا ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وعلامة الشقاوة احدى عشرة خصلة‬ ‫احدهما ان يكون حريصا على جمع الأموال ‪.‬‬ ‫والثاني ان تكون نهمته في الشهوات واللذات في الدنيا ‪.‬‬ ‫والثالث ان يكون فاحشا في القول مكثارا ‪.‬‬ ‫والرابع ان يكون متهاونا بالصلاة ‪.‬‬ ‫والخامس ان تكون صحبته مع الفجار ‪.‬‬ ‫والسادس ان يكون سي ع الخلق ‪.‬‬ ‫والسابع ان يكون متكبرا مختالا فخورا‬ ‫والثامن ان يمنع منفعته عن الناس ‪.‬‬ ‫والتاسع ان يكون قليل الرحمة للمسلمين ‪.‬‬ ‫والعاشر ان يكون بخيلا ‪.‬‬ ‫والحادي عشر ان يكون ناسيا للموت ‪.‬‬ ‫واعلم ان عليك حقوقا كثيرة واجبة سوى الفريضة فلا تكن مسليا بغير‬ ‫بغير منفعة مثله ك حثإ‬ ‫نفعة فإن الا‬ ‫ل[‪4‬شج‪ ,‬ه الدفلى ورقه اخضر ونواره أحر‬ ‫‏‪ ٢٣٧ _-‬۔‬ ‫يزين بنفسه وليس لأحد فيه منفعة فيعجب من راه وان أكله أحد قتله ‪.‬‬ ‫فيه» ‪.‬‬ ‫‪ :‬هلا خير في مسلم لا منفعة للمسلمين‬ ‫قال ي‬ ‫وكان يلة يحب الوفاء وأهله } وكان الذين يلونه من الناس خيارهم ‏‪٥‬‬ ‫وا حسنهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫منزلة‬ ‫عنده‬ ‫واعظمهم‬ ‫©‬ ‫نصيحة‬ ‫وا عمهم‬ ‫‏&‪©٠١5‬‬ ‫عنده‬ ‫وا فضلهم‬ ‫[‬ ‫الناس بسطة فصار لحم أبا ‏‪ ٠‬سهل الخلق ‏‪ ٦‬لعن الجانب‬ ‫۔ وقد وسمع‬ ‫مواساة‬ ‫‏‪ ٠‬ولا‬ ‫‪ .‬ولا غياب‬ ‫۔ ولا فحاش‬ ‫{ ولا صخاب‬ ‫ليس بفظ ‪ .‬ولا غليظ‬ ‫‪ .‬ولا غدار ‪.‬‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫مزاح ‪ .‬ولا غابش‬ ‫وقد كان رسول النه يلة لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه } وأنه لا ينطق عن‬ ‫الهوى ‪ ،‬ولا يتكلم إلا في حاجة } طويل السكوت اذا تكلم تكلم بجوامع‬ ‫الكلم ‪ 0‬لا فضول فيه ولا تقصير ‪ ،‬واذا سكت ‪ .‬سكتب عن اربع خصال ‪،‬ؤ‬ ‫على الحلم © والحذر ‪ .‬والتقدير } والتفكير ‪.‬‬ ‫أما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع من بين الناس ‪ .‬واما تفكيره‬ ‫شي ء ولا‬ ‫لا يبغضه‬ ‫ففيما يبقى ويفنى ‪ .‬وجمع له ا لحلم في الصبر ية فكان‬ ‫القبيح‬ ‫به وتركه‬ ‫ليقتدي‬ ‫بالحسن‬ ‫أخذه‬ ‫‪.‬‬ ‫أربع‬ ‫الحذر‬ ‫‏‪ ٠‬وجمع له في‬ ‫يستفزه‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫لينتهي‬ ‫أمر الدنيا‬ ‫لهم من‬ ‫القيام‬ ‫ء‪ .‬وحسن‬ ‫أمته‬ ‫فيها يصلح‬ ‫الرأي‬ ‫واجتهاد‬ ‫‪.‬‬ ‫ية‬ ‫والآخرة‬ ‫‪ :‬غبش فلانا غبشا ‪ :‬غشه وخدعه ‪ .‬ويقال ‪ :‬غبشه عن حاجته ؛ خدعه عنها فهو‬ ‫‏‪ - ١‬الفابش‬ ‫غابشر ر حاد ع) ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٣٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب التاسع والعشرون‬ ‫فى التصيحة‬ ‫قال أبو سعيد ‪ :‬إنما الدين النصيحة والنصيحة لا تكون معي إلا بصدق‬ ‫النية وموافقة الأعمال الصالحة } وليس في الخلق تشف ولا مكايدة ولا حاسدة‬ ‫وإنما هو بالصدق ووضعه في موضعه ومواضع السنة فيه ‪.‬‬ ‫قال عمر بن الخطاب ۔ رحمه الله ۔ رحم الله امرا أهدى الينا عيوينا‬ ‫والويل يوم يخافنا الناس فلا يأمروننا بالحق ‪ .‬فإياك أن تكره النصيحة ممن‬ ‫يدؤيها اليك ‪ ،‬ولتقل ذلك بوجه طليق ‪ {.‬وسمع مصغي وشكر جزيل ء‪ .‬وتعلم‬ ‫صدق ناصحك ‪ .‬وتنصف من نفسك “& فإن المرء لا يدري عيوبه ‪ .‬ولعله ما‬ ‫كتمك عن مساوئك اكثر مما أبدى لك {} فاجعل لنفسك مثالا من الناس فيا‬ ‫استحسنته منهم فاعمل به وما استقبحته فاجتنبه ‪ .‬وذلك معنى قول رسول‬ ‫النه يل ‪« :‬المؤمن مرآة اخيه المؤمن» اي يرى فيه المحاسن فيعمل بها والمقابح‬ ‫فيجتنبها ولا يراها من نفسه بغلبة الهوى ‪.‬‬ ‫وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ‪ :‬لا تزيدوا في مهر‬ ‫النساء على اربعين أوقية ولو كانت ابنة ذي الفضة ۔ يعني يزيد ين الحصين‬ ‫الحارثي فمن زاد القيت الزيادة في بيت المال فقامت إليه من بين النساء امرأة‬ ‫قسطا فقالت ‪ :‬ما ذاك لك يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول ‪ :‬وءاتيتم‬ ‫احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا واثيا مبيناپ ()‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٢٠‬من سورة النساء‬ ‫‏_ ‪ ٢٣4٩‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫اخطأ‬ ‫ورجل‬ ‫‏‪ ١‬صابت‬ ‫امرأة‬ ‫‪:‬‬ ‫_‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫عمر ‪ -‬رضى‬ ‫وقال‬ ‫فتأمل رجوعهم الى الحق واعطاءهم النصفة من انفسهم وتركهم الألفة‬ ‫خوف الوقوع في المعصية بكراهية الحق ‪ ،‬فتاسوا به رحمكم الته ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٤٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫‏‪ ١‬لثلانو ن‬ ‫‏‪ ١‬لبا ب‬ ‫في كتمان السر‬ ‫لأحوال‬ ‫وأقوم‬ ‫النجاح وأدوم‬ ‫أسباب‬ ‫أقوى‬ ‫السر من‬ ‫كتمان‬ ‫أن‬ ‫اعلم‬ ‫الصلاح فقد روي عن النبي ية أنه قال ‪«:‬استعينوا على حوائجكم بالكتمان‬ ‫نعمة محسود‪,‬‬ ‫فإن كل ذي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬سيره‬ ‫صرت‬ ‫به‬ ‫تكلمت‬ ‫فإن‬ ‫‏‪ ١‬سيرك‬ ‫سرك‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لقرشي‬ ‫وقا ل‬ ‫كان‬ ‫افشاه‬ ‫ومن‬ ‫اليه ©‬ ‫الخيار‬ ‫كان‬ ‫كتم سره‬ ‫‪ :‬من‬ ‫الادباء‬ ‫وقال بعض‬ ‫الخيار عليه‬ ‫دمك فإن تكلمت به أرقته ‪.‬‬ ‫‪:‬سرك‬ ‫لحكياء‬ ‫وقال بعض‬ ‫واظهار الرجل سر غيره أقبح من اظهار سر نفسه ؛ لأنه يبوء بإحدى‬ ‫؛ اما الخيانة ان كان متؤمنا والنميمة ان كان متبرعا ‪ .‬وأما الضرر‬ ‫وصمتين‬ ‫فربما استويا فيه وتفاضلا وكلاهما مذموم وهو منهيا ملوم ‪.‬‬ ‫وقال رسول انته ية ‪« :‬إغما يتجالس المتجالسان بأمانة الله فلا يجل لأحد‬ ‫ان يفشي على صاحبه ما يكره» ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر فهو أمانة وان‬ ‫لم يستكتمه» ‪.‬‬ ‫‪ ٢٤١‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫وقال ية ‪« :‬اذا حدث الرجل حديثا فالتفت فهو أمانة» ‪.‬‬ ‫وقال عمر بن عبدالعزيز ‪ :‬القلوب أوعية السرائر والشفا أقفالها ‪3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫سر مفتاح سره‬ ‫كل ذي‬ ‫مفاتيحها فليحفظ‬ ‫وا لالسن‬ ‫‪.‬‬ ‫الأسرار‬ ‫حصون‬ ‫العقلاء‬ ‫قلوب‬ ‫‪:‬‬ ‫الجكم‬ ‫في‬ ‫وقيل‬ ‫الاسرار والخبر‬ ‫من‬ ‫الضلوع‬ ‫مني‬ ‫فلو قدرت على نسيان ما اشتملت‬ ‫إذا كنت من نشرها يوما على خطر‬ ‫سرائره‬ ‫أول من ينسى‬ ‫لكنت‬ ‫وقال بعض الحكياء ‪ :‬كليا كثرت خزان الأسرار ازدادات ضياعا ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫غيره‬ ‫وقال‬ ‫غير اني جماعها‬ ‫على سر بعض‬ ‫أطلع سرهم‬ ‫أاخي رجالا لست‬ ‫الى صخرة أعى الرجال انصراعها<‪)١‬‏‬ ‫وسرهم‬ ‫البلاد‬ ‫في‬ ‫شتى‬ ‫يظلون‬ ‫وقال بعض الحكياء ‪ :‬من طلب لسره موضعا فقد أشاد به ‪.‬‬ ‫قال المهلب ‪ :‬ما رايت صدور الناس تضيق على شيء كيا تضيق عن‬ ‫حمل الأسرار ‪.‬‬ ‫وقال المأمون ‪ :‬قد يحتمل الملوك على ۔ لعله ۔كل شيع إلا ثلاثة أشياء ‪:‬‬ ‫الطعن في الملوك ‪ ،‬وافشاء السر ‪ ،‬والتعرض للحرم ‪.‬‬ ‫في المنام ان ولدا الحكم يتداولون‬ ‫لعله‬ ‫وروي عن النبي ينة ‪ :‬رأى‬ ‫لمله انتصداعها‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢٤٢ _-‬۔‬ ‫منبرا وذلك بالمدينة كيا يتداول الصبيان الكرة فجاء رسول الله يلة في بيته وهو‬ ‫بيت عائشة فقص رؤ ياه على أبي بكر وعمر فليا تفرقوا سمع رسول الله يلة‬ ‫الحكم بن العاص يخبر برؤ ياه فاشتد ذلك عليه ية وأنهم عمر ان يكون أفشى‬ ‫سره وبرأ أبا بكر فقال لعمر ‪ :‬حدثتكم بحديث اظهرتموه فقال عمر ۔ رحمه‬ ‫الته ۔ ما فعلنا فقال يلة ‪ :‬إما كنت أنا وابا بكر وانت وأنا أشهد ان أبا بكر ما‬ ‫أفشاه فقال عمر ‪ :‬ولا أنا والله يا رسول الله فقال يلة ‪ :‬فمن أخرج حديثي‬ ‫فقال عمر ‪ :‬يا رسول الته تعود إلى مجلسك حتى تتحدث كا كنت تتحدث فأنا‬ ‫اتيلك يمن أفشى سرك فقعد حتى كاد تلة ينسى ما قعد له ثم خرج عمر مبادرا‬ ‫فإذا الحكم كان يستمع إليهم فنفاه رسول الله ية وقوله ‪ :‬والشجرة الملعونة‬ ‫في القران»_‪ 0‬يعني الحكم في التفسير والله أعلم ‪.‬‬ ‫ابو عبيدة عن جابر قال بلغني عن رسول النه ية قال ‪« :‬من رموسعليا‬ ‫سر اخيه ابدى الله سره يوم القيامة على‬ ‫الله يوم القيامة ومن افشى‬ ‫روعه‬ ‫رؤ وس الخلائق‬ ‫‪.‬‬ ‫جهنم»‬ ‫في‬ ‫الله روعته‬ ‫أطال‬ ‫مؤ منا وروعه‬ ‫اذى‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال ي‬ ‫جاير بن زيد عن النبي ية قال ‪« :‬من حقر مسليا فليس بمسلمء‬ ‫‪ :‬لا تصطنع من يكفر بربك ولا تستبطن من يظهر سرك ولا تصاحب من‬ ‫وقيل‬ ‫‪.‬‬ ‫معاديك‬ ‫أياديك وجهل‬ ‫ينسى‬ ‫الاسراء‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٦٠‬‬ ‫الآية‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫۔_‪- ٢٤٣ ‎‬‬ ‫الباب الحادي والثلاثون‬ ‫ي أسباب اقتراب الساعة وما جاء من الروايات‬ ‫في الرواية عن النبى يلة انه قال ‪« :‬من أسباب اقتراب الساعة ان يكون‬ ‫الملك من الأشرار والمكر في الكبار والمداهنة في الأخيار والعلم في الصغار ‪.‬‬ ‫وقال ابو سعيد رحمه الته ‪ :‬فمعنى قوله ‪ :‬المداهنة في الأخيار قال ‪:‬‬ ‫الأخيار ليس عندهم مداهنة ولكن هم خيار من أهل زمانهم لأن معهم من أشر‬ ‫به ويلقاه‬ ‫القبيح ويلقاه‬ ‫له افعاله من‬ ‫المصانعة بزين‬ ‫والمداهنة هى‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ٠‬قال‬ ‫منهم‬ ‫عن‬ ‫ولا يتهاه‬ ‫بمعروف‬ ‫ولا يأمره‬ ‫أ فعا ل‬ ‫ا لقبيح من‬ ‫عن‬ ‫‪ 1‬فعا له ويكنى‬ ‫من‬ ‫ما حسن‬ ‫منكر وكل هذا من أمور الدنيا ‪.‬‬ ‫ا لعلم في الصغار ‪ .‬قال ‪ :‬الصغير لا يسمع له قول ©‬ ‫قال ‪ :‬ويكون‬ ‫واقل ما يكون يكف عنه ألا يضرب على قوله ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬والمكر في الكبار هو الخديعة والمكر بالباطل وهو المكر السيء قال‬ ‫جعلنا ف كل قرية اكابر حرميها ليمكر وا فيها‬ ‫‪ :‬وكذلك‬ ‫الله تبارك وتعالى‬ ‫وما يمكر ون إلا بأنفسهم وما يشعرونه‪)١‬‏‬ ‫وأشار‬ ‫كهاتن‬ ‫والساعة‬ ‫أنا‬ ‫قال ‪ 3 :‬بعثت‬ ‫انه‬ ‫يز‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫بأصبعيه الوسطى والمسبحة } ‏‪(٢‬‬ ‫الانمام‬ ‫‏‪ -١‬الآية ‏‪ ١٦٢٢٣‬من سورة‬ ‫هر يرة‬ ‫عمن أي‬ ‫ومسلم‬ ‫البخاري‬ ‫ر واه‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫۔‪٢٤٥‬‏‬ ‫وفي خبر ‪« :‬بعثت أنا والساعة كفرسي رهان سبق أحدهما صاحبه» ‪.‬‬ ‫‪ :‬ما المسئول غنها‬ ‫فقال‬ ‫الساعة‬ ‫عن‬ ‫عليه السلام‬ ‫بن مريم‬ ‫سئل عيسى‬ ‫باعلم من السائل ولكن ها أشراط قالوا ‪ :‬وما اشراطها ؟ قال ‪ :‬إذا بعثت أمة‬ ‫في اوله تضع أو وسطه أو اخره &;) ‪.‬‬ ‫فهو كالحامل تضع في شهرها ولا تدري‬ ‫حمد‬ ‫الزبير ‪ :‬لم يزل النبي يلة يسأل عن الساعة حتى نزلت عليه ‪« :‬فيم‬ ‫انت من ذكراها إلى ربك منتهاهاي(ا)‬ ‫«إن‬ ‫‪:‬‬ ‫مكة‬ ‫لأهل‬ ‫قال‬ ‫الله كتب‬ ‫رسول‬ ‫أن‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫الساعة كائنة قالوا يا محمد متى هي ؟ يقولون متى مجيئها فأنزل انته ‪ :‬إلى ربك‬ ‫منتهاها» وقيامها ‪.‬‬ ‫وقال النبي ية ‪ :‬والذي نفسي بيده لتنفخن الساعة ولتقومن الساعة‬ ‫والرجل قد لاط حوضه فلا يسقى فيه والرجل قد انصرف بلبن ناقته من تحتها‬ ‫فلا يشربه والثوب بين الرجلين فلا يطويانه ولا يتبايعانه والرجل قد رفع لقمة‬ ‫الى فيه فلا يطعمها» ثم تلا هذه الآية ‪« :‬ولياتينهم‪ .‬بغتة وهم لا‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫يشعر ون‬ ‫أنس قال ‪ :‬سمعت رسول اله يلة يقول ‪« :‬من أشراط الساعة أن يقل‬ ‫العلم ويكثر الجهل ويفشو الزنا وتشرب الخمر ويقل الرجال حتى يكون على‬ ‫‪.‬‬ ‫قيم واحد»‬ ‫أمرأة‬ ‫خمسين‬ ‫وقال تلة ‪« :‬لا تقوم الساعة حتى يغضب الرجل على من يقول له ‪ :‬اتق‬ ‫الله» ‪.‬‬ ‫وفي الحديث ‪« :‬لا تقوم الساعة حتى تظهر التحوت يعني الذين كانوا‬ ‫‪١‬۔‏ الآيتان ‏‪ ٤٤ . ٤٣‬من سورة النازعات‬ ‫الآية ‏‪ ٥٢٣‬من سورة العنكبوت‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ٢٤٦ -‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫لا يشعر جهم »‬ ‫الناس‬ ‫أقدام‬ ‫تحت‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون إماما‬ ‫يصلي بهم ‪ .‬ومن أشراطها ان تكثر الأهلة فتختلف» والله اعلم ‪.‬‬ ‫وعنه يلة ‪« :‬لا تقوم الساعة إلا على أشرار الخلق وحتى يظهر الزنا‬ ‫‪.‬‬ ‫الحوائج»‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫ويسعى‬ ‫الصبي‬ ‫الشيخ‬ ‫ويخدم‬ ‫والكذب‬ ‫واعلم ان في اخر الزمان يخرج قوم يكون معبودهم بطونهم ‪ ،‬ودينهم‬ ‫لباسهم ‪ .3‬وحليتهم كلامهم ‪ ،‬إن رأوا الحق تركوه وان ظهر لهم الباطل‬ ‫اتبعوه © الشيخ منهم زان ‪ ،‬والفقير منهم مختال ‏‪ ٨٠‬بطونهم مثل الخواي ملاًى‬ ‫من الطعام والشراب } والأرض تضج إلى الله تعالى منهم } وفي ذلك الزمان‬ ‫تظهر الفواحش بين الناس وتقسو القلوب وتولع الأنفس بلذات الدنيا وحديث‬ ‫{ ولا يفيد الوعظ‬ ‫الغيبة ‪ .‬وينفرد كل أحد بالدعوة في العلم من غير عمل‬ ‫والزجر ث ويكثر فيه الذنب إذا قال الرجل لأخيه اتق الله قال له ‪ :‬عليك‬ ‫نفسك وفي ذلك الزمان يسلط الله جور السلطان على الرعية جزاء على ما‬ ‫قدمت أيديهم من الخطايا كيا جاء في الخبر ‪« :‬كيا تكونوا يولى عليكم» وفي ذلك‬ ‫الزمان تطلب الدنيا بالدين فمن يشرق في قلبه نور اليقين لم يشاهد ما شاهده‬ ‫الصالحون ‪.‬‬ ‫وعنه يلة من طريق أنس ‪ :‬ه«ان من أشراط الساعة أن يفشو الفالج‬ ‫وموت الفجأة ‪.‬‬ ‫يقول ‪« :‬إن يدي الساعة أياما‬ ‫ابو موسى الأشعري سمعت النبي ي‬ ‫يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويظهر فيها الهرج بلسان الحبش ‪ -‬لعله ۔‬ ‫القتل»‬ ‫من‬ ‫الهيبة في السفهاء وتذهب‬ ‫الساعة حتى تكون‬ ‫داود ‪ :‬لا تقوم‬ ‫العلماء ‪ .‬وتذل الأخيار وترتفع الأذلة ويهجر فيه كتابي ويكثر فيه رزق‬ ‫۔ ‏‪ ٢٤٧‬۔‬ ‫العاصي } وأقبل الدنيا على كل فاجر وامنعها من كل حبر فاضل واحبب إليهم‬ ‫الفنى واحرمهم الخلوة بي والقيام بأمري فإذا اجتمعت هذه الخصال فيهم‬ ‫النقمة وجعلت الصغير لا يهاب الكبير ‘ واغليت‬ ‫سلطت عليهم سيف‬ ‫ان يقل زكؤه &‬ ‫الى نبات الأرض‬ ‫اسعارهم ‪ .‬واقللت المطر ‪ .‬وأوحيت‬ ‫وابتليتهم في ذلك بالقسوة والفجور جزاؤ هم عندي لأنهم يكذبون بي وبرسلي‬ ‫لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر» ‪.‬‬ ‫ابن عمر ‪ :‬سمعت النبي يلة يقول ‪« :‬إن الاسلام بدأ غريبا ولا تقوم‬ ‫الساعة حتى يكون غريبا كيا بدأ فطويى للغرباء حين يفسد الناس ثم طوبيى»‬ ‫‪.‬‬ ‫مرات»‬ ‫«ثلاث‬ ‫قيل يا رسول الله من الغرباء ؟ قال ‪« :‬الذين يصلحون اذا فسد الناس»‬ ‫وقيل ‪ :‬يأق على الناس زمان لا يكون للمؤمن فضل على عبده في دينه مما‬ ‫يموجون في باطلهم وتكون الأمة أعز من المؤمن ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي يلة ‪« :‬سيأتي على أمتي زمان يكون طفلهم‬ ‫وشابهم مقامرا وكهلهم كافرا ويخزن العمل» ‪.‬‬ ‫شاطرا(‪)١‬‏‬ ‫وعن حذيفة قال ‪ :‬قال علي بن ابي طالب ‪ :‬يأتي على الناس زمان لا‬ ‫‏‪ ١5‬مساجدهم عامرة وهي‬ ‫القران الا رسمه‬ ‫ومن‬ ‫يبقى من الاسلام إلا اسمه‬ ‫© من عندهم تخرج‬ ‫اهل الهدى علماؤ هم شر من تحت أديم الساء‬ ‫من‬ ‫خراب‬ ‫الفتنة واليهم تعود ‪.‬‬ ‫وعنه ينة أنه قال ‪« :‬يأتي ناس في آخر الزمان يأتون المساجد يقعدون‬ ‫فيها حلقا ذكرهم الدنيا وحب الدنيا فلا تجبالسوهم فليس لله بهم حاجة» ‪.‬‬ ‫أبو هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪ :‬لا تاي الساعة حتى يقبض الله‬ ‫‏‪ - ١‬أي ليما خبيثا‬ ‫‏_ ‪ ٢٤٨‬۔‬ ‫العلم وتأتي الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج» ‪.‬‬ ‫أبو هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪ :‬سيكون في اخر هذه الأمة قلوب‬ ‫‪.‬‬ ‫قلبه»‬ ‫بغير ما في‬ ‫فيخبره‬ ‫الرجل أخاه‬ ‫يلقى‬ ‫عذب‬ ‫اعاجم ولسان‬ ‫ومن كتاب القناطر ‪ :‬عن النبي يق قال ‪« :‬سيأتي بعدي قوم ياكلون‬ ‫اطايب الأطعمة وألوانها وينكحون اجمل النساء وألوانها ويلبسون لين الثياب‬ ‫ويركبون فره(_© الدواب & لهم بطون من القليل لا تشبع وانفس من الكثير لا‬ ‫تقنع عاكفين في الدنيا يفدون ويروحون إليها اتخذوها إلها دون المهم وربا دون‬ ‫ربهم إلى امرها ينتهون وهواهم يتبعون فعزيمة من محمد بن عبدالئه لمن أدرك‬ ‫ذلك الزمان من عقب عقبكم وخلف خلفكم ان لا يسلم عليهم ولا يعود‬ ‫مرضاهم ولا يتبع جنائزهم ولا يوقر كبيرهم ومن فعل ذلك فقد أعان على هدم‬ ‫‪.‬‬ ‫الاسلام»‬ ‫وكان عبدالله بن مسعود يقول ‪ :‬يا أيها الناس كيف انتم اذا غشيتكم‬ ‫الفتن ‪ 0‬ويكثر فيها الغضب ‪ ،‬ويهرم بها الكبير ويستعري فيها الأعمى }‬ ‫ويتخذ دينا ‪ .‬قالوا ‪ :‬متى ذلك يا عبدالرحمن ؟ قال ‪ :‬اذا كثرت اموالكم وقلت‬ ‫أمانتكم { وتفقه في الدين لغير الدين ث وطلب الدنيا بعمل الآخرة ‪ .‬وكان‬ ‫يقول ‪ :‬ستكون فتن كالليل المظلم يموت فيها قلب المؤ من يصبح الرجل مؤمنا‬ ‫ويمسى كافرا ويبيع فيها قوائم دينهم ببعض الدنيا ‪ .‬وكان يقول ‪ :‬سيأتي‬ ‫عليكم زمان تجتمعون في المساجد وتصلون جميعا وما منكم رجل مؤمن ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬تقوم الساعة إذا غضب الناس على من يأمرهم بتقوى الله‬ ‫وطاعته ‪.‬‬ ‫وعن النبي ي أنه قال ‪« :‬إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها‬ ‫البلاء ؛ إذا أكلوا الربا وارتكبوا الزنا وجعلوا الأموال دولا والزكاة مغرما‬ ‫‏‪ -١٠..‬الحيد السير من الدواب‬ ‫‏_ ‪ ٢٤4٩‬۔‬ ‫والأمانة مغنيا وأطاع الرجل زوجته وجفا أباه" وأكرم الرجل من محافته وكان‬ ‫زعيم القوم أرذلهم وساد القرى منافقوها وارتفعت الأصوات في المساجد بذكر‬ ‫الدنيا ولبس الحرير وشربت الخمور واتخذت المعازف والقيان ولعن اخر الأمة‬ ‫وموتها‬ ‫بالسنين‬ ‫الأمة‬ ‫هذه‬ ‫خسف‬ ‫ومسخا إلا أن‬ ‫خحسفا وصرفا‬ ‫أولها فليتقوا‬ ‫بالطاعون» ‪.‬‬ ‫الأمم الماضية بأبدانها وهذا‬ ‫بقلوسها ومسخ‬ ‫الأمة‬ ‫هذه‬ ‫ويقال ‪ :‬مسخ‬ ‫أشد ‪.‬‬ ‫وعلامة مسخ القلوب أربعة أشياء ؛ لا يبد حلاوة الطاعة ‪ ،‬ولا يخاف‬ ‫‪.‬‬ ‫في الد نيا كل يوم‬ ‫‏‪ ٠‬ويصير راغبا‬ ‫أحد‬ ‫المعصية ‏‪ ٠‬ولا يعتبر بموت‬ ‫وقيل ‪ :‬هلاك هذه الأمة من سبعة نفر ؛ من عالم فاجر } وعابد جاهل ‪3‬‬ ‫وزاهد راغب [ وحاكم مرشي [ ومؤذن كذاب ‪ ،‬وقارىء خائن ‪ ،‬وأمير‬ ‫فاسق ‪.‬‬ ‫والله ۔ عز وجل ۔ زين الدنيا بخمسة نفر ؛ بعلم العلياء ‪ .‬وعدل‬ ‫الأمراء ‪ 3‬وأمانة التجار ‪ .0‬وغزو الغزاة ‪ .‬وزهد الزهاد ‪ .‬فجاء إبليس فخلط‬ ‫العلم بالحسد والعدل بالجور والأمانة بالخيانة والغزو بالطمع والزهد بالرغبة‬ ‫حتى ذهب نفع هذه الأشياء من المؤمنين ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬ان في آخر الزمان يرفع الله من هذه الأمة أربعة أشياء ؛ أولا‬ ‫الرحمة من قلوبهم ‪ ،‬والثاني البركة من الأرض & والثالث الحياء من النساء }‬ ‫والرابع العدل من الأمراء ‪ .‬فتكون الأمراء ذلك الزمان على الحور } والعلماء‬ ‫على الطمع ‪ ،‬والعباد على الرياء ‪ .‬والتجار على أكل الربا والنساء على زينة‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬في آخر الزمان لا يبالي المرء بما أخذ المال حلال أم حرام ‪8‬‬ ‫ولا يبقى أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله وإلا أصابه ستاره ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٥٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫ابن عمر قال ‪ :‬قال رسول الله يل ‪« :‬والذي نفسي بيده لا تقوم‬ ‫الساعة حتى يكون عليكم أمراء كذبة ووزراء فجرة وأعوان خونة وعرفاء ظلمة‬ ‫وفقراء فسقة سيماهم سيياء الرهبان وقلوبهم أنتن من الجيف أهواؤ هم مختلفة‬ ‫يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة فيتهوكون فيها تهوك اليهود والظلمة‬ ‫لتنفصمن للاسلام عروة حتى لا يقال لا إله إلا الله» (©‬ ‫وقال ابن عمر ‪ :‬أول ما يرفع من هذه الأمة الألفة والشفقة ‪.‬‬ ‫الزبير بن عدي قال ‪ :‬أتينا أنس بن مالك نشكو إليه الحجاج فقال ‪:‬‬ ‫تلقوا‬ ‫حتى‬ ‫أشد منه‬ ‫بعده‬ ‫إلا الذي‬ ‫أو زمان‬ ‫فإنه لا يأتي عليكم يوم‬ ‫اصبروا‬ ‫نبيكم ‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪ .‬سمعته‬ ‫ربكم‬ ‫وعنه يلة قال ‪« :‬خيرأمتي القرن الذي بعثت فيه ثم القرن الذي يلونهم‬ ‫ثم الذين يلونهم ثم الآخر أشر إلى يوم القيامة! ‪.‬‬ ‫وعنه لة قال ‪« :‬خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وشر أئمتكم‬ ‫الذين تبغصونبم ويبغضو نكم وتلعنوهم ويلعنونكم ‪7‬‬ ‫وذكر جابر أن عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي الله عنه ۔ قال ‪ :‬عمال الناس‬ ‫على قدر أعمالهم ‪ .‬إن صلحوا صلح عمالهم ‪ 3‬وإن فسدوا فسد عمالمم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬كان جابر يقول ‪ :‬إن السلطان الجائر عقوبة فإن قويت عليه فرده‬ ‫إلى الحق ‪ ،‬وإن خفت أن يذلك فعليك بالرضا والتضرع ‪.‬‬ ‫قال الناظر ‪ :‬الرضا بما حكم الله وقضى والتضرع إليه في البأساء‬ ‫والضراء ‪ .‬ليس الرضا هنا ما يفعله الجائر من الجور والله أعلم ‪.‬‬ ‫وقال النبي يلة ‪« :‬إذا بلغ العبد أربعين سنة ولم يغلب خيره شره‬ ‫اي هر يرة‬ ‫عن‬ ‫امن ماجحه‬ ‫رواه‬ ‫‪١‬۔‏‬ ‫‏‪ ٢‬۔ رواه مسلم والترمذي بطرق مختلفة‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٢٥١‬۔‬ ‫فليتجهز إلى النار» ‪.‬‬ ‫‪« :‬يوشك أن يبذل الكلام ويخزن‬ ‫سلمان الفارسي عن النبي ي‬ ‫العمل» ‪.‬‬ ‫الستمن إلى‬ ‫أمتي ما بن‬ ‫وحصاد‬ ‫«لكل شي ء حصاد‬ ‫‪:‬‬ ‫النبي كب‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫السبعيبن»‬ ‫عن معاذ بن جبل قال ‪ :‬يكون في آخر الزمان قوام اخوان العلانية أعداء‬ ‫السريرة ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬كيف يكون ذلك ؟ قال ‪ :‬برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة‬ ‫بعضهم إلى بعض ‪.‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬قال النبي ية ‪« :‬الكواكب أمان لأهل السياء فإذا‬ ‫طمست أق ما يوعدون ك وأنا أمان أصحابي ى فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ‪8‬‬ ‫وأصحابي أمان أمتي فإذا ذهب أصحابي أى أمتي ما يوعدون ‪ ،‬والجبال أمان‬ ‫أهل الأرض فإذا نسفت أق أهل الأرض ما يوعدون» ‪.‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٥٢‬۔‬ ‫الباب الثا ني والثلاثون‬ ‫ي الامل‬ ‫نقسك‬ ‫فلا تحدث‬ ‫‪ » :‬إذ ‏‪ ١‬ا صحت‬ ‫عمر‬ ‫لعبد ‏‪ ١‬لله بن‬ ‫تين‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫بالمساء(‪)١‬‏ ‪ 3‬وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح ‪ ،‬وخذ من حياتك لموتك‬ ‫‪.‬‬ ‫غدا»‬ ‫ما اسمك‬ ‫لا تدري‬ ‫فإنك يا عبدالل‬ ‫لسقمك‬ ‫صحتك‬ ‫ومن‬ ‫وروى عل عن رسول الله يلة ‪« :‬ان أشد ما أخاف عليكم خصلتان ؛‬ ‫اتباع الهوى وطول الأمل } فأما اتباع اهوى فإنه يعدل عن الحق ء‪ .‬وأما طول‬ ‫الأمل فإنه يحبب في الدنيا ‪ .‬ثم قال ‪ :‬لأن الله ۔ تعالى ۔ يعطي الدنيا من يجب‬ ‫ويبغض وإذا أحب الله عبدا أعطاه الايمان الا إن للدين أبناء وللدنيا أبناء‬ ‫فكونوا من أبناء الدين ولا تكونوا من أبناء الدنيا ‪ .‬ألا إن الدنيا قد ارتحعلت‬ ‫مولية ‪ .‬ألا إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة } ألا وإنكم في يوم عمل ليس فيه‬ ‫حساب & الا وإنكم توشكون أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل» ‪.‬‬ ‫وراء‬ ‫شوار ع إليه وا رم‬ ‫‏‪ ١‬لحتوف‬ ‫المرء وهذه‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫مسعود‬ ‫ا بن‬ ‫وقال‬ ‫الحتوف والامل وراء الهرم فهو يأمل وهذه الحتوف شوارع إليه فايها مر به أخذه‬ ‫فإن اخطا الحتوف قتله الهرم وهو ينظر إلى الأمل ‪.‬‬ ‫وقال أنس ‪ :‬قال رسول اله ي(" ‪« :‬يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنان ؛‬ ‫ابن عمر‬ ‫البخاري عن‬ ‫رواه‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫‏‪ - ٢‬رواء البيهقي عن ابن عمر‬ ‫۔_‪٢٥٢٣‬‏ ۔‬ ‫الحرص والامل» ‪.‬‬ ‫وفي رواية ‪« :‬ويشب معه اثنان ؛ الحرص على المال والحرص على‬ ‫‪.‬‬ ‫العمر»‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬نجا أول هذه الامة باليقين والزهد ويهلك آخر‬ ‫‪.‬‬ ‫بالبخل والأمل»‬ ‫الأمة‬ ‫هذه‬ ‫التفت‬ ‫الدنيا وان‬ ‫حب‬ ‫في‬ ‫«قلب الشيخ شاب‬ ‫‪:‬‬ ‫تين‬ ‫اللله‬ ‫رسول‬ ‫‪.‬قال‬ ‫‪.‬‬ ‫وقليل ما هم»‬ ‫اتقوا‬ ‫الكبر إلا الذين‬ ‫من‬ ‫ترقوتاه‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬نعمتان مغبون( فيهيا كثير من الناس ؛‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫والفراغ»‬ ‫الصحة‬ ‫تعالى ۔ ‪« :‬فتنتم أنفسكمه") قال ‪:‬‬ ‫وقال بعض المفسرين في قوله‬ ‫بالشهوات واللذات «وتربصتم» قال ‪ :‬بالتوبة «وارتبتم» قال ‪ :‬شككتم‬ ‫حتى جاء أمر الله ‪ 3‬قال ‪ :‬الموت «وغركم بالله الفرور» "ا قال ‪ :‬طول‬ ‫الأمل ‪.‬‬ ‫وقال الثوري ‪ :‬الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس باكل الغليظ ولا لبس‬ ‫العباء ‪.‬‬ ‫وكتب رجل إلى أخ له ‪ :‬أما بعد ؛ فإن الدنيا حلم والآخرة يقظة‬ ‫والواسطة بينهيا الموت ونحن في أضغاث أحلام والسلام ‪.‬‬ ‫اعلم أن طول الأمل له سببان ؛ أحدهما الجهل والآخر حب الدنيا } أما‬ ‫حب الدنيا فهو إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها ثقل على قلبه مفارقتها‬ ‫‏‪ ١‬۔ رواه البخاري عن اين عباس‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١٤‬من سورة الحديد‬ ‫‏‪ ١٤‬من سورة الحديد‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الآية‬ ‫‏‪ ٢٥٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫فامتنع قلبه عن الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها وكل من كره شيئا دفعه‬ ‫عن نفسه والانسان مشغوف بالأماني الباطلة فيمني نفسه أبدا بما يوافق مراده‬ ‫وانما يوافق مراده البقاء في الدنيا فلا يزال يتوهمه ويقدره في نفسه ويقدر توابع‬ ‫البقاء وما يحتاج إليه من أهل ومال ودار وأصدقاء ودواب وسائر أسباب الدنيا‬ ‫فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه فيلهو عن ذكر الموت ولا يقدر‬ ‫قربه فإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت والحاجة إلى الاستعداد سوف‬ ‫ووعد نفسه ‪ .‬وقال الأيام بين يدي فإلى أن يكبر ثم يتوب وإذا كبر فيقول إلى أن‬ ‫أصير شيخا فإذا صار شيخا قال ‪:‬إلى أن أفرغ من بناء هذه الدار وعمارة هذه‬ ‫القرية أو يرجع من هذه السفرة أو يفرغ من تدبير هذا الولد وجهازه وتدبير‬ ‫مسكن ولا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال أخر‬ ‫هكذا على التدريج يؤ خر يوما بعد يوم ويفضي به شغل إلى شغل بل إلى أشغال‬ ‫كثيرة إلى أن تختطفه المنية في وقت لا يحتسبه فتطول عند ذلك حسرته وأكثر أهل‬ ‫النار صياحهم ‪ .‬من سوف يقول ‪ :‬واحزناه من سوف والمسوف والمسكين‬ ‫لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا وانما تطول المدة قوة‬ ‫ورسوخا يظن أنه يتصور أن يكون للخائض في الدنيا والحافظ لها فراغ قط‬ ‫وهيهات ما فرغ منها إلا من طرحها ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم ‪:‬‬ ‫أرب‬ ‫للى‬ ‫أرب‬ ‫انتهى‬ ‫ولا‬ ‫منها لبانته‬ ‫أحد‬ ‫فيا قضى‬ ‫وأصل هذه الأماني كلها حب الدنيا والأنس بها والغفلة عن معنى قوله‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬أحبب ما شئت فإنك مفارقه» ‪.‬‬ ‫وأما الجهل فهو أن الانسان يعول على شبابه فيستبعد قرب الموت مع‬ ‫الشباب وليس يتفكر المسكين أن مشايخ بلده لو عدوا لكانوا أقل من عُشر‬ ‫رجال البلد } وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر ‪ ،‬فإلى أن يموت شيخ يموت‬ ‫‪ .‬وقد يستبعد الموت لصحته ويستبعد ا لموت فجأة ولا يدري‬ ‫ألف صبي وشاب‬ ‫_ ‪. ٢0٥٥‬‬ ‫أن ذلك غير بعيد وإن كان ذلك بعيدا } فالمرض فجأة غير بعيد وكل مرض‬ ‫فإنما يقع فجأة وإذا مرض لم يكن الموت بعيدا ‪.‬‬ ‫ولو تفكر هذا الغافل أن الموت ليس له وقت مخصوص من شباب وشيب‬ ‫وكهولة ومن صيف وشتاء وربيع وخريف وليل ونهار لعظم استشعاره واشتغل‬ ‫هو بالاستعداد له ولكن الجهل بهذه الأمور وحب الدنيا دعاه إلى طول الأمل‬ ‫وإلى الغفلة عن تقدير الموت القريب فهو أبدا يظن أنه يشيع الجنائز ولا يقدر‬ ‫تشييع جنازته لأنه قد تكرر عليه وألفه وهو مشاهد موت غيره وأما موت نفسه‬ ‫فلم يألفه ولا يتصور أن يألفه وأنه لم يقع وإذا وقع لم يقع دفعة أخرى بعده فهو‬ ‫الأول وهو الآخر وسبيله أن يقيس نفسه بغيره ويعلم أنه لا بد وأن تحمل‬ ‫جنازته ويدفن في قبره فلعل اللبن الذي يغطي بها الحفار لحده قد ضرب وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫فرغ منه وهو لا يدري‬ ‫فتسويفه جهل محض وإذا عرف أن سببه الجهل وحب الدنيا فعلاجه‬ ‫‪.‬‬ ‫الطاهرة‬ ‫البالغة من القلوب‬ ‫الحكمة‬ ‫وهو الداء‬ ‫شديد‬ ‫القلب‬ ‫من‬ ‫اخراجه‬ ‫فالعلاج في‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫الدنيا‬ ‫وأما حب‬ ‫العضال الذي أعيا الأولين والآخرين علاجه ولا علاج له إلا الامان باليوم‬ ‫الاخر بما فيه من عظم العقاب وجزيل الثواب ‪.‬‬ ‫ومهيا حصل له اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب الدنيا فإن حب الخطير‬ ‫يمحو عن القلب حب الحقير { فإذا رأى حقارة الدنيا ونفاسة الآخرة استنكف‬ ‫أو يلتفت إلى الدنيا وإن أعطي ملك الأرض بأسرها من المشرق‬ ‫أن ينظر‬ ‫فكيف وليس لكل عبد من الدنيا إلا قدر يسير مكر فكيف يفرح به‬ ‫والمغرب‬ ‫في القلب حبها مع الامان بالآخرة فنسأل الله ۔ تعالى ۔ أن يرينا الدنيا‬ ‫ويترسخ‬ ‫الصالحين من عباده ‪.‬‬ ‫كيا أراها‬ ‫‏‪ ٢٥٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫ولا علاج في تقريب الموت من القلب مثل النظر إلى من مات من الأقران‬ ‫والأشكال وأنه كيف جاءهم الموت في وقت لم يحتسبوه ‪.‬‬ ‫أما من كان مستعدا فقد فاز فوزا عظييا © وأما من كان بطول أمله‬ ‫مغرورا فقد خسر خسرانا مبينا ولينظر الانسان كل ساعة في أطرافه وأعضائه‬ ‫وليتدبر كيف تأكلها الديدان لا محالة ‪ .‬وكيف تتفتت عظامها وليتفكر أن الدود‬ ‫يبدا بحدقته اليمنى أولا وباليسرى فيا على بدنه شيء إلا وهو طعمة الدود‬ ‫وما له من نفسه إلا العلم والعمل الخالص لوجه الله تعالى ۔ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٥٧ _.‬۔‬ ‫وا لثلانو ن‬ ‫الثالث‬ ‫‏‪ ١‬لبا ب‬ ‫في ذكر الموت‬ ‫اعلم أن المنهمك في الدنيا المنكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل‬ ‫قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره وان ذكره كرهه ونفر منه أولئك الذين‬ ‫تعالى ‪ -‬فيهم ‪ :‬قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم‬ ‫قال الله‬ ‫تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبنكم بما كنتم تعملونه‪)(١‬‏ ‪.‬‬ ‫وروي عن حذيفة أنه لما حضرته الوفاة قال حبيب جاء على فانة لا أفلح‬ ‫من ندم ‪ ،‬اللهم إن كنت تعلم أن الفقر أحب إل من الغنى والسقم حب إلي‬ ‫من الصحة والموت أحب إل من العيش فسهل علاح الموت حتى ألقاك ‪.‬‬ ‫وقال تلة ‪« :‬كفى بالموت واعظا» ‪.‬‬ ‫واعلم أن الموت لازم لجميع الأحياء من جميع من له روح تتنفس ولا بد‬ ‫‪:‬‬ ‫وجل‬ ‫الله ‪ -‬عز‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫اللبيب يستعد له قبل موافاته‬ ‫ملاقاته والحازم‬ ‫من‬ ‫كل نفس ذائقة الموت"" ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪« :‬قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم»")‬ ‫وقال‬ ‫(الآية) ‪.‬‬ ‫الجمعة‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫‪ -‬الآية‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١٨٥‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ١١‬من سورة السجدة‬ ‫ا‏‪٢‬لآية‬ ‫‏‪ ٢٥٩ .‬۔‬ ‫وقال ۔ سبحانه ۔ ‪ :‬أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج‬ ‫مشيدة ) ‪.‬‬ ‫شعر ولا مدر إلا وملك‬ ‫بيت في الدنيا من‬ ‫‪« :‬ما من‬ ‫تينة‬ ‫الله‬ ‫وقال رسول‬ ‫ويتصفح‬ ‫أهله‬ ‫عدد‬ ‫مرات فيعرف‬ ‫كل يوم وليلة خس‬ ‫الموت يقف على با به ‪1‬‬ ‫وجوههم فإذا وجد الانسان قد نفد أكله وانقضى أجله ألقى عليه غم الموت‬ ‫فغشيته كرباته وغمرته سكراته فمن أهل بيته الناشرة شعرها والصاكة خدها‬ ‫والصارخة بويلها فيقول فهم ملك الموت ‪ :‬ويلكم مم الفزع وفيم الجز ع ؟ والله‬ ‫ولا قبضت‬ ‫ما أذهبت لواحد منكم رزقا ولا قربت له أجلا ولا آتيته حتى أمرت‬ ‫‪.‬‬ ‫روحه حتى استأمرت وإن لي فيكم لعودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحدا»‬ ‫ويسمعون‬ ‫مكانه‬ ‫لو يرون‬ ‫بيده‬ ‫نفس حمد‬ ‫«فوالذي‬ ‫‪:‬‬ ‫قال النبي يين‬ ‫مكانه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم حتى إذا حمل الميت على نعشه‬ ‫بكم‬ ‫لا تلعبن‬ ‫أولادي‬ ‫ويا‬ ‫يا أ هلي‬ ‫‪:‬‬ ‫وهو ينادي‬ ‫‏‪ ١‬لنعش‬ ‫فوق‬ ‫رفرفت روحه‬ ‫‪.‬‬ ‫بي»‬ ‫مثل ما حل‬ ‫فاحذروا‬ ‫والتبعة عل‬ ‫له‬ ‫فالناء‬ ‫ضيق‬ ‫ف‬ ‫ما ذكرتموه‬ ‫فإنكم‬ ‫اللذات‬ ‫ذكر هادم‬ ‫«اكثروا‬ ‫‪:‬‬ ‫يز‬ ‫وقال‬ ‫إلا وسعه عليكم ورضيتم به فاجرتم وإن ذكرتموه في غنى بغضه عليكم فجدتم‬ ‫به فاثبتم ‪ .‬إن المنايا قاطعات الآمال والليالي مدنيات الآجال» ‪.‬‬ ‫‪ « :‬الكيس من دان(‪)٢‬‏ نفسه وعمل لما بعد الموت» ‪.‬‬ ‫وقال يل‬ ‫و بلغ ما وعظ به المرء نفسه وداوى به قلبه ذكر الموت ‪.‬‬ ‫يا رسول‬ ‫‪:‬‬ ‫عائشة‬ ‫قا لت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ذكر ‏‪ ١‬لموت‬ ‫ثواب‬ ‫ا لله تين‬ ‫رسول‬ ‫عظم‬ ‫وقد‬ ‫الله ‪ +‬هل يحشر أحد مع الشهداء ؟ قال ‪« :‬نعم ؛ من يذكر الموت في اليوم‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٧٨‬من سورة النساء‬ ‫حسن‬ ‫حديث‬ ‫وقال‬ ‫الترمذي‬ ‫‏‪ ٢‬۔ رواه‬ ‫‪ ٢٦٠‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫والليلة عشرين مرة» ‪.‬‬ ‫© وهادم‬ ‫© وخاتم الأعمال‬ ‫وكيف لا أعظم ذكر الموت وهو قاطع الآمال‬ ‫‪.‬‬ ‫الشهوات‬ ‫‪ .‬ومبخضص‬ ‫اللذات‬ ‫لا وله خوار بسمعه كل شي ع‬ ‫ميت موت‬ ‫»‪ ,‬ما من‬ ‫‪:‬‬ ‫تينة‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫رسول‬ ‫وقا ل‬ ‫‪.‬‬ ‫لصعق»‬ ‫ولو سمعه‬ ‫لا يسمعه‬ ‫فإنه‬ ‫الانسان‬ ‫إلا‬ ‫قال الله عز وجل ۔ ‪ :‬ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت»‬ ‫وهذا إخبار لرسول الله ية بحال الظالمين عند الموت أي ولو ترى يا محمد كيف‬ ‫العالمعن باسطو أيديهم إليهم‬ ‫يغمرهم بغمراته ويغشاهم بسكراته وملائكة رب‬ ‫بالعذاب المهين واليوم تجزون عذاب الهونه‪)١١‬‏ ‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫روح الكافر ويعدونه النار ويشددون‬ ‫الملائكة يقبضون‬ ‫وذلك أن‬ ‫ولقد جئتمونا فرادى كيا خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء‬ ‫ظهوركم ‪ )"( 4‬أي وجدتموه فيها وتركتموه فيها ولم يصحبكم منها شيء ‪.‬‬ ‫؛ ناطقا وصامتا فالناطق‬ ‫‪« :‬تركت فيكم واعظين‬ ‫الله يلة‬ ‫وقال رسول‬ ‫القرآن والصامت الموت» ‪.‬‬ ‫‪« :‬لو تعلم البهائم ما علمتم من الموت ما أكلتم منها‬ ‫وقال ية‬ ‫سمينا» ‪.‬‬ ‫وقربك من الله ومنزلتلك عنده على قدر حبك الموت وذكرك له فإذا سكن‬ ‫ذكر الموت قلبك واستولى أنتج لك ذلك رفض الشهوات البهيمية ‪.‬‬ ‫وقال ية ‪« :‬يقول الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدي لقائي أحببت‬ ‫‪.‬‬ ‫لقائي كرهت لقاءه»‬ ‫كره‬ ‫وإذا‬ ‫لقاءه‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٩٢‬من سورة الأنعام‬ ‫الانعام‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٩٤‬‬ ‫الآية‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٧٢‬‬ ‫‪ ٢٦١‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫وانظر كيف ذم الله أقواما كرهوا الموت فقال ‪« :‬ذلك بأنهم استحبوا‬ ‫الحياة الدنيا على الآاخرةه‪)٧١‬‏ ‪.‬‬ ‫الناس على حياة‬ ‫وقال ۔ سبحانه ۔ ذاما لليهود ‪ :‬إولتجدنهم أحرص‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫ألف سنة »‬ ‫لو يعمر‬ ‫أحدهم‬ ‫يود‬ ‫الذين أشركوا‬ ‫ومن‬ ‫وأحسبك لا تفهم من الموت إلا امتداد الجسم وانقطاع الحراك وهمود‬ ‫الأعضاء وانقطاع النفس والغسل والكفن وبكاء الأهل وبحزنهم وغير ذلك من‬ ‫من‬ ‫الأمور المشاهدة بالحس فهيهات ما أبعدك من التحصيل وأحوجك‬ ‫التفضيل ‪.‬‬ ‫واعلم أن الموت الذي عظم الشارع ذكره واستعظم المحققون العارفون‬ ‫شأنه وأمره على ثلاثة معان ؛ المعنى الأول ۔ وهو أيسرها وأخفها ۔ ما يكابده‬ ‫الليت عند خروج روحه من الآلام والأهوال العظام والشدة ومرارة المذاق‬ ‫وتقلقل الروح في العذر لعله الصدر ۔ وخروجه وإليه الاشارة بقوله‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموته") وبقوله ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظر ونه(‘) ‪.‬‬ ‫وقد كان رسول الله يلة يقول حين حضرته الوفاة ‪« :‬يا جبريل ؛ اشفع‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى ربك لعله يهون عل الموت» ويمد يده ويقول ‪« :‬إن للموت سكرات»‬ ‫وقيل ‪ :‬الموت أشد من وقوع مائتي ضربة بالسيف الكليل ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬كمن أدخل في جوف انسان الراس ©) ثم أدير فيه حتى علقت‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ١٠٧١‬من سورة النحل‬ ‫البقرة‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٩٦‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫الأانمام‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٦٩٣‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪7 ٢٣‬‬ ‫‪٤‬۔‏ الآيتان ‏‪ ٨٤ . ٨٣‬من سورة الواقعة‬ ‫زيادة تخل بالممنى فحذفت‬ ‫وهي‬ ‫المراس‬ ‫جوف‬ ‫الاصل ف‬ ‫ف‬ ‫وردت‬ ‫‏‪_ ٥‬‬ ‫۔_‪٢٦٢‬‏ ۔‬ ‫كل شوكة بعرق من عروقه ثم جذبه جذبا قويا ‪.‬‬ ‫وقال عبدالله بن عمرو بن العاص حين حضرته الوفاة ‪ :‬يا أبت ؛ كنت‬ ‫كثيرا ما أسمعك تقول إني لأعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله كيف‬ ‫لياصفه ‪ .‬فقال ‪ :‬يابني ؛ إن الموت أعظم من أن يوصف وسأصف لك منه‬ ‫شيئا } والله لكان جبال رضوى على كتفي ‪ ،‬ولكن روحي تخرج من سم ابرة ‪5‬‬ ‫ولكان في جوفي الهراس ‪ ،‬ولكان السياء انطبقت على الأرض وانا بينهما ‪ .‬ثم‬ ‫قال ‪ :‬اللهم انك أمرتني فتركت ونهيتني فركبت ولا تسعني إلا مغفرتك ‪ .‬ثم‬ ‫قال لولده ‪ :‬إذا أنا مت فلا تبكين عل باكية ولا تغالي في اكفاني ث وشد عل‬ ‫الازار فإني خاصم ولا تستر بدني بطوب ولا خشب ولا حجارة ‪ ،‬فإذا واريتني‬ ‫فاجلس على قبري قليلا أستانس بك & واكثر من زيارة قبري والاستغفار لي ‪.‬‬ ‫المعنى الثاني هو أعظم من الأول وهو ما أنت عليه جار من سابقتلك‬ ‫وصائر إليه من خاتمتك والخاتمة تابعة للسابقة والله أعلم السابق نافذ فيك وأنت‬ ‫ويظهر ‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫ينكشف لك‬ ‫‏‪ ١‬لموت‬ ‫ومع‬ ‫له ء‬ ‫لما خلقت‬ ‫ميسر‬ ‫وقال رسول الله ية ‪« :‬رب مسرور مغبون ورب مغبون لا يشعر الويل‬ ‫لمن له الويل ياكل ويشرب وهو في الكتاب من وقود النار» ‪.‬‬ ‫وفي حديث عبدالله بن عمر قال ‪ :‬خرج علينا رسول الله يل ومعه‬ ‫كتابان وهو قابض على كفيه فقال ‪« :‬أتدرون ما هذان الكتابان ؟» قلنا ‪:‬‬ ‫الرحيم هذا كتاب‬ ‫لا يا رسول الله ‪ .‬فقال ‪« :‬الذي في يمينه بسم الله الرحمن‬ ‫من رب العالمين بأسياء أهل الجنة وأسياء آبائهم وعشائرهم وعددهم قبل أن‬ ‫يستقروا نطفا في الأرحام إذ هم في الطينة غلدون«\_) فليس بزائد فيهم‬ ‫ولا ناقص منهم اجمال من الله تعالى عليهم إلى يوم القيامة ‪ .‬ثم قال الذي‬ ‫في يساره هذا كتاب من رب العالمين بأسياء أهل النار وأسياء آبائهم وعشائرهم‬ ‫‏‪ ٠١‬۔ وردت في الاصل (متخلدون)‬ ‫‏‪ ٢٦٢٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫وعددهم قبل أن يستقروا نطفا في الأرحام إذ هم في الطينة خلدون فليس بزائد‬ ‫فيهم ولا ناقص منهم اجمال من الله تعالى ۔ عليهم إلى يوم القيامة» ‪ .‬فقال‬ ‫عبدالله بن عمر ‪ :‬ففيم العمل إذا يا رسول الله ؟ فقال ‪« :‬اعملوا ولا تفتروا‬ ‫فكل ميسر لما خلق له وسددوا وقاربوا فإن صاحب الحنة يختم له بعمل أهل‬ ‫الجنة وإن عمل أي عمل» ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬إذا وقعت النطفة في الرحم أوحى الله ۔ تعالى ‪ -‬إلى ملك‬ ‫الأرحام اكتبه سعيدا أو شقيا بعمله واكتب أجله وأثره وعمله» ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إنه يأخذ من التراب الذي قدر فيه دفنه وتربته فيخلطه بتلك‬ ‫النطفة ‪.‬‬ ‫وفي حديث عل قال ‪ :‬كنا مع رسول الله يل ببقيع العرقد فقعد وقعدنا‬ ‫فنكس رسول الله يلة رأسه وجعل ينكت في الأرض فقال ‪« :‬ما منكم من أحد‬ ‫وما من نفس منفوسة إلا وقد كتب مكانها من الحنة والنار وكتبت سعيدة أو‬ ‫شقية» فقال رجل ‪ :‬يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا إذا وندع العمل إذأ فمن‬ ‫كان من أهل السعادة فسيصير إليها ‪ .‬ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير‬ ‫إليها ؟ فقال يلة ‪« :‬أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ‪ .‬وأما أهل‬ ‫الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة» ثم تلا رسول الله يلة ‪« :‬فاما من‬ ‫أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب‬ ‫عليه السلام‬ ‫بالحسنى فسنيسره للعسرى‪ )( 4‬فقال يلة ‪ :‬هما خلق الله آدم‬ ‫أخرج ذريته من صلبه كالذر فاخذ موائيقهم وأمرهم بالسجود فأبت طائفة‬ ‫وأجابت طائفة فمن أجاب يومئذ فهم المؤمنون وهم السعداء ومن أبي فهم‬ ‫الكافرون» ‪.‬‬ ‫فهذه ‏(‪ )٢‬الأحاديث كلها في ذكر السابقة ولهذا روي عن بعض الصالحين‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآيات ‏‪ ١٠١ . ٩ . ٨ . ٧ . ٦ . ٥‬من سورة الليل‬ ‫‏‪ _ ٢‬وردت في الاصل (فهؤلاء) والصحيح ما أنبت‬ ‫‏‪ ٢٦٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫أنه قال ‪ :‬الناس يبكون على النهاية } وأنا أبكي على البداية فمعنى النهاية‬ ‫الخاتمة ومعنى البداية السابقة والسابقة قاضية على الخاتمة ‪ ،‬فيا يمؤنك أن تكون‬ ‫ممن سبق له في علم الله الشقاء ‪ .‬فيختم لك بعمل أهل النار وتسلب الايمان‬ ‫عند الموت & ولا يظهر لك ذلك إلا عند الموت ‪ .‬قال الله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬إن‬ ‫الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ه () ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬البشرى في ثلاث مواضع ‪ ،‬والبشرى بالخير والشر عند الموت ‪3‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫النشر‬ ‫وعند‬ ‫‪6‬‬ ‫القبر‬ ‫وفي‬ ‫السابقة والخاتمة بالضرورة‬ ‫سبقت‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬فيا فائدة العمل حيث‬ ‫؟‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫فاعلم ان ها هنا ثلاث مقامات يجب عليك تحصيلها بمعانيها وفوائدها‬ ‫العمل مع السابقة ‪ :‬أولها الربوبية ومعانيها ‏‪ ٠‬والثانية‬ ‫فائدة‬ ‫تتضح لك‬ ‫هنالك‬ ‫‪.‬‬ ‫وموجبها‬ ‫‏‪ ١‬لعلة‬ ‫وا لغالثة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وفوا ئذ ها‬ ‫‏‪ ١‬لعبودية‬ ‫الناهي ‪.‬‬ ‫الآمر‬ ‫المالك‬ ‫معناه‬ ‫فالرب‬ ‫والعبد معناه المأمور المنهي & وفائدة العبودية التصرف في المربوب بالامر‬ ‫والنهى والاثابة والعافية ‪.‬‬ ‫وفائدة العبودية الامتثال والطاعة والمعصية والترك والعلة الموجبة‬ ‫لسعادتك وشقاوتك العلم القديم الذي لا يتاق في المعلوم خلافه وموجب‬ ‫العلة هو العمل فالعلم باطن لك والعمل ظاهر لك وتعبد الله تعالى بالظاهر‬ ‫الميسر لك ‪ 0‬وخوفك بالباطن المغيب عنك ‪.‬‬ ‫فانظر هل ينظر المأمور المقهور ان يقول علم الله الآمر أني لا امتثل امره‬ ‫فلا فائدة لأمري أو لا أنتهي فلا فائدة لنهي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٠‬من سورة فصلت‬ ‫الآية‬ ‫‏‪١‬‬ ‫أولا في هذا تعطيل الربوبية ومعانيها ‪ .‬والعبودية وفوائدها والأمر‬ ‫والنهي ‪.‬‬ ‫وفوائد الربوبية وبماذا علم الله السعيد سعيذ ‏‪ ١‬والشقي شقيا بلا طاعة ولا‬ ‫معصية ومحال ذلك وقد سبق العلم بالطاعة كيا سبق بالمطيع } وسبق العلم‬ ‫بالمعصية كيا سبق بالعاصي وان طلبت لهذا الشأن نظيرا من العلم فاطلبه في‬ ‫الأمر‬ ‫والعمر مع‬ ‫والأجل المضروب‬ ‫مع الأمر بالكسب‬ ‫المقسوم‬ ‫الرزق‬ ‫باب‬ ‫بالتطبب ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫احلك‬ ‫وانقطاع‬ ‫اي بخاتمة‬ ‫قال الله عز وجل ‪ :‬وجاءت سكرة الموت بالحقه ()‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫النار‬ ‫الحنة يختم له بعمل أهل الجنة ‪ .‬وصاحب‬ ‫« صاحب‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تلة‬ ‫روحك فإ ن ختم لك‬ ‫يحتم له بعمل أ هل ‏‪ ١‬لنار» ولا يختم عملك ا لا عند خروج‬ ‫بالعمل الصا لح فيا يضرك ما أسلفت من المعا صي فإن ختم لك بسوء العمل‬ ‫فيا ينفعك عمل صالح قدمته‬ ‫الموت‬ ‫عند‬ ‫‏‪ ٠‬وسلبت الايمان‬ ‫‏‪ ١‬خاسرة‬ ‫وا لكرة‬ ‫‪.‬‬ ‫فتذكر وتدبر‬ ‫وأعلم أنه أشبه شيع بقول رسول الئه يلة ‪« :‬يتفكرون في الموت‬ ‫ما‬ ‫‪ .‬واخوف‬ ‫عباد الله ا مخلصين‬ ‫اشفاق‬ ‫مرة في ‏‪ ١‬ليوم وا لليلة ومن هذا‬ ‫عشرين‬ ‫أخاف منه سلب الايمان عند الموت {} يلقى العبد خاسرا خائبا ذلك هو‬ ‫‪.‬‬ ‫المبينه‬ ‫الخسران‬ ‫وروي عن اي هريرة أنه بكى عند الموت فقيل له ما يبكيك ؟ فقال ‪ :‬ما‬ ‫‏‪ ١4٩‬من سورة «ق»‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٢٦٦‬۔‬ ‫أنا باك على دنياكم هذه ولكن إنما أبكي لبعد سفري وقلة زادي وأنا أمسيت في‬ ‫‪.‬‬ ‫بي‬ ‫يؤخذ‬ ‫أسا‬ ‫على‬ ‫مهبطة على حنة أو نار ولا أدري‬ ‫صعود‬ ‫وروي عن بعض أنه بكى عند الموت فقيل له ما يبكيك ؟ قال سمعت‬ ‫اله يقول ‪ :‬وبدا هم من انه ما لم يكونوا يحتسبون وبدا هم سيئات ما‬ ‫ت وهذا وقت يبدو إلي فيه عملى فليس أدري ما يبدو لي منه ‪.‬‬ ‫كسبواه‪)٨١‬‏‬ ‫وروي عن جابر بن زيد ۔ رضي الله عنه ۔ أنه لما حضرته الوفاة دخل‬ ‫عليه ثابت البناني فقال له ‪ :‬أي شيع تشتهي يا أبا الشعثاء فقال له ‪ :‬ملاقاة‬ ‫فقال‬ ‫فأخبره‬ ‫ثابت‬ ‫فجاء‬ ‫الحجاج‬ ‫من‬ ‫اذ ذاك مستخف‬ ‫والحسين‬ ‫الحسن‬ ‫الحسن ‪ :‬كيف بالوصول اليه فقال ثابت ‪ :‬اركب بغلي وأردفك من وراء‬ ‫سرجي [ واغمرك بطيلساني وارجو ان لا يعرض لنا ‪ .‬ففعلا حتى دخلا‬ ‫عليه ‪ .‬فقال له الحسن ‪:‬‬ ‫يا أبا الشعثاء قل لا إله إلا اله فسكت جابر رضى الله عنه ‪.‬‬ ‫فقال له الحسن ‪ :‬يا أبا الشعثاء قل لا إله إلا الله فسكت & فقال الحسن‬ ‫مرارا فقال له جابر ‪ :‬يا أبا سعيد أنا من أهلها في الدنيا وقد طال ما قلتها إن‬ ‫قبلت ولكن أعوذ بالله من غدو ورواح الى النار ‪ .‬يا أبا سعيد اخبرني عن اية‬ ‫خروج نفس المؤمن ؟ فقال الحسن ‪ :‬برد يجده على قلبه ونفسه طامعة فقال‬ ‫‪ .‬اللهم‬ ‫جابر ‪ :‬اللهم اني اجد بردا على قلبي ونفسي طامعة في ثوابك لكرمك‬ ‫فحقق رجاؤ ها وامن محذورها وما أفاض بعدها بكلام ‪.‬‬ ‫المعنى الثالث من معاني الموت ‪ ،‬وهو ما أنت إليه صائر بعد خروج‬ ‫روحك من جسدك وصعود الملائكة بروحك إلى السياء ثم رجوعه بعد ذلك إلى‬ ‫{} وعذ اب ا لقبر قال‬ ‫ا لقبر ‪ 0‬وسؤ ال الملكين‬ ‫©‪ 3‬وهول المطلع ‪ .‬وضغطة‬ ‫جسدك‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان ‏‪ ٤٨ . ٤٧‬من سورة الزمر‬ ‫‏‪ ٢٦٧‬۔‬ ‫لا‬ ‫وهم‬ ‫رسلنا‬ ‫توفته‬ ‫اللوت‬ ‫احدهم‬ ‫إذا جاء‬ ‫عز وجل ‪ :‬حتى‬ ‫اته‬ ‫يفرطون ‏‪0١4‬‬ ‫ويقال ‪ :‬ان لملك الموت عليه السلام أعوانا من الملائكة يقبضون‬ ‫الأرواح بإذنه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬هو القابض وحده ‪ ،‬ولكن الملائكة يأخذون من يده بعد القبض‬ ‫ملائكة الرحمة إذا كان من أهل الرحمة } وملائكة العذاب إذا كان من أهل‬ ‫‪.‬‬ ‫العذاب‬ ‫وقيل ‪ :‬جعلت الأرض للك الموت عليه السلام كالطاسة يتناول منها‬ ‫‪.‬‬ ‫يشاء‬ ‫حيث‬ ‫وقيل ‪ :‬أن الأرض تزوي لملك الموت عليه السلام أي تضم اليه ‪.‬‬ ‫وقال الحسن ‪ :‬إذا احتضر المؤمن نزل لشهود جنازته خمسمائة ملك‬ ‫يقبضون روحه ويعرجون به ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عليه‬ ‫الملائكة وسلموا‬ ‫شهدته‬ ‫المؤمن‬ ‫احتضر‬ ‫اذا‬ ‫‪:‬‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ‫عليه مع‬ ‫©&} وصلوا‬ ‫مع جنازته‬ ‫©} ومشوا‬ ‫غسله وكمقنه‬ ‫با لحنة ‏‪ ٠‬وشهدوا‬ ‫وبشروه‬ ‫الناس ‪.‬‬ ‫ا لسلام‬ ‫‪:‬‬ ‫فيقول‬ ‫المؤ من‬ ‫روح‬ ‫ا لموت يقبض‬ ‫ملك‬ ‫بعضهم إذ ا حاء‬ ‫وقا ل‬ ‫عليك يا ولي الته ‪ ،‬الته يقرئك السلام ويبشرك بالجنة ‪.‬‬ ‫الله عنه ۔ أنه قال لعبد الله يوم‬ ‫وروي عن عمر بن الخطاب ‪ -‬رضى‬ ‫‪ :‬الله اكبر وايقن‬ ‫‪ :‬لا اراه ان يمسى فقال عمر‬ ‫‪ .‬ادع ل طبيبا فدعاه فقال‬ ‫طعن‬ ‫‪ .‬والله‬ ‫‪ :‬المغرور والله من غررتموه‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫بالموت فجعل من حوله يثنون عليه‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٦١‬من سورة الأنمام‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٦٨‬۔‬ ‫لو كان لي ما طلعت عليه الشمس وغربت لافتديت به من هول ا مطلع ووحشة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الأرض‬ ‫في‬ ‫خدي‬ ‫ضع‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫حجر عبدالله ولده‬ ‫رأسه في‬ ‫القبر وكان‬ ‫فجعل يحك خده بالأرض ويقول ‪ :‬الويل لعمر وأم عمر ان لم يغفر الله له ‪.‬‬ ‫وقال بعض العارفين أن ملك الموت عليه الصلاة والسلام إذا ظهر للعبد‬ ‫أعلمه انه قد بقي من عمرك ساعة وأنك لا تستاخر عنها طرفة عين فيبدو للعبد‬ ‫من الأسف والحسرات ما لوكانت الدنيا بحذافيرها لخرج منها على ان يضم إلى‬ ‫تلك الساعة ساعة أخرى ليستعتب فيها ويتدارك تفريطه فلا يجد إليه سبيلا ‪.‬‬ ‫واعلم ان شدة الآلم في سكرات الموت لا يعرفها بالحقيقة إلا من ذاقها ‪،‬‬ ‫ومن لم يذقها فإنما يعرفها إما بالقياس إلى الآلام التي ادركها } وإما بالاستدلال‬ ‫بأحوال الناس في النزع على شدة ما هم فيه ‪.‬‬ ‫بالالم‬ ‫فأما القياس الذي يشهد له هو ان كل عضو لا روح فيه فلا حس‬ ‫فإذا كان فيه الروح فالمدرك للألم هي الروح فمهيا أصاب العضو جرح او‬ ‫حريق يسري الاثر الى الروح فبقدر ما يسري الى الروح يتالم ‪ .‬والألم يتفرق على‬ ‫ف‬ ‫كان‬ ‫الآثر فإن‬ ‫الروح إلا بعض‬ ‫ولا يصيب‬ ‫وسائر الاجزاء‬ ‫اللحم والدم‬ ‫‪.‬‬ ‫وما أشده‬ ‫الألم‬ ‫أعظم ذلك‬ ‫فا‬ ‫الروح ولا يلاقي غيره‬ ‫نهنفس‬ ‫ما يباشر‬ ‫الآلام‬ ‫والنزع عبارة عن مؤلم نزل بنفس الروح ‪ ،‬ولا يلاقي غيره فاستفرق‬ ‫جميع اجزائه حتى لم يبق جزء من اجزاء الروح المنتشر في أعماق البدن إلا وقد‬ ‫حل به الألم فلو أصابته شوكة فالألم الذي يجده إنما يجري في جزء من الروح‬ ‫يلاقي ذلك الموضع الذي أصابه الشوك وإنما يعظم آثر الاحتراق لأن اجزاء‬ ‫النار تغوص في سائر اجزاء البدن فلا يبقى جزع من العضو المحترق ظاهرا أو‬ ‫اجزاء‬ ‫سائر‬ ‫في‬ ‫المنتشرة‬ ‫الروحانية‬ ‫الأجزاء‬ ‫فتحسه‬ ‫النار‬ ‫وتصيبه‬ ‫إلا‬ ‫باطنا‬ ‫اللحم ‪.‬‬ ‫وأما الجراحة فإما تصيب الموضع الذي يمسه الحديد فقط فكان كذلك‬ ‫‏‪ ٢٦٩‬۔‬ ‫ألم الجرح دون الم النار ‪ 0‬أو ألم النزع يهجم على نفس الروح ويستغرق جميع‬ ‫اجزائه فإنه المنزوع المجذوب من كل عرق من العروق وعصب من الاعصاب‬ ‫المفاصل ‪.‬‬ ‫ومفصل من‬ ‫الأجزاء‬ ‫من‬ ‫وجرعء‬ ‫وفي أصل كل شعرة وبشرة من القرن الى القدم فلا يسأل عن كربه وأله‬ ‫حتى قالوا ‪ :‬إن الموت أشد من الضرب بالسيف ونشر بالمناشير وقرض‬ ‫بالمقاريض لان قطع البدن بالسيف إنما يلؤمه لتعلقه بالروح فكيف إذا كان‬ ‫المتناول والمباشر نفس الروح وانما يستغيث المضروب لبقاء قوته في قلبه‬ ‫ولسانه ‪ 5‬وإنما انقطع صوت الميت وصياحه مع شدة اله لأن الكرب قد بالغ فيه‬ ‫وتصاعد على قلبه وغلب على كل موضع فهد كل قوة وضعف كل جارحة فلم‬ ‫يترك له قوة للاستغاثة ‪.‬‬ ‫وأما العقل فقد غشيه وشوشة ‪ ،‬وأما اللسان فقد أبكمه وأما الأطراف‬ ‫فقد اضعفها {} ويود لو انه قدر على الاستراحة بالأنين والصياح والاستغائة‬ ‫ولكنه لا يقدر على ذلك فإن بقيت منه قوة سمعت له عند نزع الروح وجذبها‬ ‫خوارا وغرغرة من حلقه وصدر وقد تغير لونه وأزبد حتى كأنه ظهر منه التراب‬ ‫الذي هو أصل فطرته وجذب منه كل عرق على حياله فالآلم منتشر في داخله‬ ‫وخارجه ترفع الحدقتان الى أعالي جفونه ‪ .3‬وتتقلص الشفتان ‪ .3‬ويتقلص‬ ‫اللسان إلى أصله ‪ ،‬ويرتفع الأنثيان الى اعالي موضعهيا ‪ ،‬وتحضر أنامله فلا عن‬ ‫بدن يجذب منه كل عرق من عروقه فلو كان المجذوب عرقا واحدا لكان اله‬ ‫عظييا فكيف والمجذوب نفس الروح المتؤلم المتالم لا من عرق واحد بل من‬ ‫جميع العروق ثم يموت كل عضو من اعضائه تدريجيا أولا قدماه ثم ساقاه ثم‬ ‫سكرة وكربة بعد كربة حتى يبلغ بها الحلقوم فعند‬ ‫فخذاه ولكل عضو سكرة بعد‬ ‫ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها ويغلق دونه باب التوبة وتحيط به الحسرة‬ ‫والندامة ‪.‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٧٠‬۔‬ ‫‏‪ ١‬لر ‏‪ ١‬بع وا لثلاثون‬ ‫‏‪ ١‬لباب‬ ‫افي عذاب القبر نعوذ بانه منه‬ ‫عن البراء بن عازب قال ‪ :‬خرجنا مع رسول الته فة في جنازة رجل من‬ ‫الأنصار فانتهينا الى القبر ولم يلحد بعد فجلس رسول انته ية وجلسنا وكأن‬ ‫على رؤ وسنا الطير وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال ‪ :‬استعيذوا‬ ‫من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال ‪ :‬ان العبد المؤمن إذا كان في اقبال من‬ ‫‪ 3‬وانقطاع من الدنيا نزلت إليه الملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم‬ ‫الآخرة‬ ‫المنيرة معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون‬ ‫الشمس‬ ‫البصر ثم يبيع ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول ‪:‬أيتها النفس‬ ‫معه مد‬ ‫اخرجي الى مغفرة من الته ورضوان قال ‪:‬فتخرج وتسيل كيا تسيل‬ ‫المطمئنة‬ ‫يأخذوها‬ ‫في يده طرفة عين حتى‬ ‫القطرة من السقاء فيأخذها فلا يدعها‬ ‫فيجعلوها في ذلك الكفن والحنوط فتخرج منها رائحة كأطيب نفحة مسك‬ ‫وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا‬ ‫قالوا ‪ :‬ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن اسمائه حتى ينتهوا‬ ‫بها الى سياء الدنيا فيستفتحون لها فيفتح لهم فيشيعه من كل سياء مقربها الى‬ ‫السياء التي تليها حتى ينتهوا بها الى السياء السابعة فيقول الله عز وجل ‪« :‬اكتبوا‬ ‫كتابه في عليين وأعيدوه الى الأرض منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها أخرجهم‬ ‫‪ .‬فتعاد روحه ف حسده ويأتيه ملكان فيقولان له من ربك‬ ‫تارة اخرى» ‏(‪(١‬‬ ‫عمن أي سعيد الخدري‬ ‫رواه الترمذي‬ ‫‏‪- ١‬۔ حديث‬ ‫‏‪ ٢٧١‬۔‬ ‫وما دينك فيقول ‪ :‬الته ري فيقولان له ‪ :‬ما دينك ؟ فيقول ‪ :‬ديني الاسلام ‪.‬‬ ‫فيقولان له ‪ :‬ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول رسول‬ ‫‪ .‬فيقولان له ‪ :‬وما عملك ؟ فيقول ‪ :‬قرأت كتاب الله وآمنت به‬ ‫يهة‬‫الل‬ ‫وصدقت قال ‪ :‬فينادي مناد من السياء صدق عبدي فافرشوا له فراشا من‬ ‫الجنة ‪ 3‬وألبسوه لباسا من الحنة ‪ .3‬وافتحوا له بابا الى الحنة فيأتيه من ريحها‬ ‫وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح‬ ‫فيقول ‪:‬أبشر بالذي أبشرك هذا يومك الذي كنت توعد «هذا يومكم الذي‬ ‫فيقول له ‪ :‬من انت ؟ فيقول ‪ :‬أنا عملك الصالح ‪.‬‬ ‫كنتم توعدون»‪)١١‬‏‬ ‫قال ‪:‬وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع مننالدنيا واقبال إلى الاخرة‬ ‫أنزل الله ملائكة من السياء سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون معه مد البصر‬ ‫ثم يجيء ملك الموت حتى يبلس عند رأسه فيقول ‪ :‬أيتها النفس الخبيثة‬ ‫) من الصوف‬ ‫اخرجي الى سخط من الله وعذابه فينزعها كيا ينزع السفودا‬ ‫المبلول فتنقطع منها العروق والعصب فيأاخذها فإذا اخرجها لم يدعها في يده‬ ‫طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في المسوح فتخرج منها أنتن ريح خبيثة‬ ‫فيصعدون بها على ملا من الملائكة فيقولون ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون‬ ‫هذا فلان بن فلان بأقبح أسمائه حتى ينتهوا بها الى السياء الدنيا فيستفتحون‬ ‫فلا يفتح فهم وقرأ رسول الله يلة هذه الآية ‪« :‬لا تفتح فهم أبواب اللساء ولا‬ ‫يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين"!‬ ‫سجن ن ثم تطرح روحه طرحا‬ ‫‪ : :‬اكتبوا كتابه ف‬ ‫الله تبارك وتعالى‬ ‫ثم يقول‬ ‫به‬ ‫السياء فتخطففهه الطير أو تهوي‬ ‫خر من‬ ‫بالله نكأنما‬ ‫يشرك‬ ‫‪ :‬ومن‬ ‫ثم قرأ‬ ‫‏)‪(٣‬‬ ‫سحقه‬ ‫مكان‬ ‫ف‬ ‫الر يح‬ ‫الأنبياء‬ ‫من صورة‬ ‫‏‪١٠٣‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫الآية ‏‪ ٤٠‬من سورة الاعراف‬ ‫‪٢‬۔‏‬ ‫‏‪ _٣‬الآية ‏‪ ٣١‬من سورة الحج‬ ‫۔ ‏‪ ٢٧٢‬۔‬ ‫فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان ويجلسان فيقولان له ‪ :‬من ربك ؟‬ ‫فيقول ‪ :‬هاه ما أدري ‪ .‬فيقولان له ‪ :‬ما تقول في هذا الرجل الذي بعث‬ ‫‪ .‬فينادي مناد من السياء كذب عبدي فافرشوا‬ ‫فيكم ؟ فيقول ‪ :‬هاه لا أدري‬ ‫له فراشا من نار وألبسوه لباسا من نار ‪ 0‬وافتحوا له بابا من النار فيدخل عليه‬ ‫من حرها وسمومها فيضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح‬ ‫الوجه قبيح المنظر فيقول له ‪ :‬أبشر هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من‬ ‫انت ؟ فيقول أنا عملك السي ع فيقول ‪ :‬يا رب لا تقم الساعة يا رب لا تقم‬ ‫الساعة ‪.‬‬ ‫فإن سئل عن عذاب القبر كيف هو؟ قيل له ‪ :‬قد تكلم العلياء فيه‬ ‫‪.‬‬ ‫واختلفت فيه الروايات‬ ‫‪.‬‬ ‫الى صدره‬ ‫جعل ‏‪ ١‬لروح في جسده‬ ‫بعضهم ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫جاء ت‬ ‫قد‬ ‫وكمنه وفي كل ذلك‬ ‫جسده‬ ‫‏‪ ١‬لروح بين‬ ‫بعتسهم تكون‬ ‫وقا ل‬ ‫الآثار ‪.‬‬ ‫و‬ ‫الصحيح عند اهل لعله العلم ان يقول الانسان بعذاب القبر ولا‬ ‫بكيفيته ويقول الله اعلم وانما نعاين إذا صرنا إليه ‪.‬‬ ‫تشتغل‬ ‫فإن أنكر احد سؤ ال منكر ونكير فإن انكاره لا يخلو من أحد الوجهين إما‬ ‫ان يكون هذا لا يجوز من قبيل لعله من قبل العقل إذ هو خلاف الطبيعة أو‬ ‫دي الى‬ ‫يقول يجوز ولكن لا يثبت فإن قال لا يجوز من طريق العقل فإن قوله يؤ‬ ‫تعطيل الرسل وابطال معجزاتهم لأن الرسل كانوا من الآدميين وطبيعتهم مثل‬ ‫طبيعة غيرهم وقد شاهدوا الملائكة وانزل عليهم وانفلق البحر لموسى بن‬ ‫عمران عليه السلام ‪ .‬وصارت العصا ثعبانا فهذا كله خلاف الطبيعة فمن‬ ‫أنكر هذا خرج من الاسلام من حيث دخل ‪ ،‬وان قالوا يجوز ولكن لم يثبت فقد‬ ‫روينا من الأخبار ما فيه مقنع لمن سمعها ‪ ،‬وفي كتاب الته تعالى دليل على ذلك‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٧٢٣‬۔‬ ‫قال انته تعالى ‪:‬يثبت اله الذينآمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي‬ ‫‏‪ ١‬لآخرة ‪ 4‬‏(‪(١‬‬ ‫في روضة خضراء‬ ‫‪« : :‬المؤ من في قبره‬ ‫الله تي‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫ابو هريرة‬ ‫قال‬ ‫هل‬ ‫‏‪ ١‬لبدر»‬ ‫كا لقمر ليلة‬ ‫يكون‬ ‫حى‬ ‫ذرا عا ويضيء‬ ‫سبعين‬ ‫قبره‬ ‫له في‬ ‫ويرحب‬ ‫اعلم‬ ‫ورسوله‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫×؛!' !‬ ‫ضنكا ‪4‬‬ ‫له معيش ة‬ ‫ه‬ ‫} فإن‬ ‫‪:‬‬ ‫فيا أنزلت‬ ‫تدرون‬ ‫ما‬ ‫تنينا هل تدرون‬ ‫وتسعين‬ ‫قبورهم بسلط عليهم تسعة‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لكفار‬ ‫‪ :‬عذ اب‬ ‫قال‬ ‫التنين ؟‬ ‫يخدشونه ويلحسونه‬ ‫تسعة وتسعين حية لكل حية سبعة رؤ وس‬ ‫‪.‬‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫الى‬ ‫حسمه‬ ‫في‬ ‫وينفخون‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٢٧‬من سورة ابرهيم‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١٢٤‬من سورة طه‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٢٧٢٤‬۔‬ ‫والثلاثون‬ ‫‏‪ ١‬لباب ‏‪ ١‬خامس‬ ‫في صفة الحشر‬ ‫ابن عباس عن النبي قة ‪« :‬ان الشمس لا تزال تجري إلى مغربها حتى‬ ‫يأتي الوقت الذي جعل ‪ 7‬لتوبة عباده فتستأذن من أين أطلع ويستأذن القمر‬ ‫من اين أطلع فلا يؤذن ليا فيحبسان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر‬ ‫فلا يعرف مقدار حبسها إلا قليل من الناس وهم بقية أهل الأرض وحملة‬ ‫القرآن فيقرأ كل واحد منهم ورده في تلك الليلة حتى إذا فرغ منه نظر واذا الليلة‬ ‫على حالها فلا يعرف طول تلك الليلة ثلاث ليال إلا حملة القران فينادي‬ ‫بعضهم بعضا فيخرجون من مساجدهم بالتضرع والبكاء بقية تلك الليلة ثم‬ ‫يرسل القه عز وجل جبريل عليه السلام الى الشمس والقمر فيقول إن الرب‬ ‫يأمركيا ان ترجعا من مغربكيا فتبكي الشمس والقمر من خوف يوم القيامة‬ ‫فيرجعان ويطلعان من مغاربهيا فبينيا الناس كذلك يبكون ويتضرعون الى الته‬ ‫عز وجل والغافلون في غفلتهم نادى مناد ألا إن باب التوبة قد أغلق والشمس‬ ‫والقمر قد طلعا من مغاربها ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فينظر الناس فإذا بهيا اسودين كالعلمين كلفا لا ضوء ليا ولا نور‬ ‫فيرتفعان مثل البعيرين‬ ‫فذلك قوله تعالى ‪ :‬وجمع الشمس والقمر»”‘‪0٨‬‏‬ ‫استباقا } ويتصايح اهل الدنيا © وتذهل‬ ‫المقرونين ‪ .‬ينازع كل واحد صاحبه‬ ‫‏‪ 4٩‬من سورة القيامة‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫‏‪ ٢٧٥ .‬۔‬ ‫حملها‪. ‎‬‬ ‫حمل‬ ‫وتضع كل ذات‬ ‫‪ ١‬لأمهات‬ ‫عبادة ‪.‬‬ ‫وأما الفاسقون والفجار فلا تقبل منهم توبتهم ولا ينفعهم بكاؤ هم‬ ‫ويكتب عليهم عبرة ‪.‬‬ ‫فإذا بلغت الشمس والقمر سرة السياء وهو نصفها جاعءهما جبريل فأخذ‬ ‫بقرنهيا فردهما الى المغرب ولا يغربهيا في مغاربهيا ‪ .‬ولكن يغربهيا ي باب التوبة ‪.‬‬ ‫فقال عمر بن الخطاب ۔ رحمه الله ۔ للنبى تة ‪ :‬وما باب التوبة ‪ .‬قال ‪ :‬يا عمر‬ ‫خلق الله بابا للتوبة خلف المغرب وهو من ابواب الجنة له مصراعان من ذهب‬ ‫مكلل بالدرر والجواهر ما بين المصراع الى المصراع مسيرة اربعمائة عام للراكب‬ ‫المسروع () فذلك الباب مفتوح مذ خلق الته خلقه الى صبيحة تلك الليلة‬ ‫عند طلوع الشمس والقمر من مغاربهيا فإذا اغلق باب التوبة لم يقبل لعبد بعد‬ ‫ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها إلا ما كان قبل ذلك قوله عز وجل ‪ :‬يوم‬ ‫يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها (ا‪)٢‬‏ الآية ‪ .‬قال وهب ‪ :‬تقبل‬ ‫الساعة من قبل المغرب كأنها سحابة خضراء يعلوها سواد فإذا نظروا إليها ظنوا‬ ‫أنها رعد ومطر فيسرعون إليها على الخيل والسلاح فإذا انتهوا اليها ماتوا ويموت‬ ‫من بقي في مواضعهم ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إنه إذا نفخ في الصور النفخة الأولى لم يبق شيء من خلق الله‬ ‫إلا هلك كل منهم على مكانه في الدور والأسواق والطرق وشعاب الجبال‬ ‫وبطون الأودية والبحار ووجدت في قوله تعالى ‪« :‬يوم يأتي بعض ايات‬ ‫هو طلوع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها‬ ‫ربك‪%‬ه("م‬ ‫‏‪ ١‬۔ هكذا في الاصل ولعله يقصد المسر ع أو السريع‬ ‫‏‪ - !٢‬الآية ‏‪ ١٥٨‬من سورة الأنعام‬ ‫‪٢‬۔‏ الآية ‏‪ ١٥٨‬من سورة الأنعام‬ ‫‏‪ ٢٧٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫اغلق باب التوبة ‪.‬‬ ‫الآخر‬ ‫القيامة واليوم‬ ‫بيوم‬ ‫الناس‬ ‫الآخر وانما دعاه‬ ‫القيامة هو اليوم‬ ‫ويوم‬ ‫يريد بذلك أن يقروا باليوم الأخر أما هو كيا نقول أشهد أن محمدا رسول الله‬ ‫وان محمدا هو نبى الله ‪.‬‬ ‫ويوم القيامة هو من الآخرة وهو اليوم الآخر والدنيا لها طرف معلوم قد‬ ‫انقضت الدنيا وتناهمت وبلفت غايتها جاءت‬ ‫فإذا‬ ‫تبارك وتعالى‬ ‫الته‬ ‫علمه‬ ‫الآخرة ‪.‬‬ ‫والته تبارك وتعالى جعل انقضاء الدنيا بالنفخة الأولى فإذا نفخ في الصور‬ ‫النفخة الاولى فني اهل الدنيا ثم نفخ فيه الثانية فيبعث الناس ‪.‬‬ ‫وكانت القيامة والته أعلم ما بين النفختين بينهما وقت أم لا والله تعالى‬ ‫يفني الدنيا ‪ 0‬ويفني ارضها وسياءها وهوامها وحيوانها ومواتها } والموات هي‬ ‫الحجارة واشباهها الذي لا روح«‘) فيه ثم يستقر الناس في الآخرة إذا بعثوا‬ ‫فحينئذ ذهب عنم ‪ }،‬وصاروا في الخلود في الجنة والنار وكذلك الثقلين من الجن‬ ‫والانس ‪.‬‬ ‫وأما غيرهم فالته اعلم ما يفعل بهم وانما علينا بما كلفنا الته تعالى بمعرفته‬ ‫وما ستره عنا وعذرنا بجهله فليس علينا تكلفة من أمر الته عز وجل وقد يقال إن‬ ‫الناس اذا ماتوا فهم في برزخ الى يوم يبعثون ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ان بين النفخة الاولى والثانية اربعين سنة وأن في‬ ‫النفخة (") ترد فيهم الارواح ويمطرون كمن الرجال فينبتون ثم ينفخ في‬ ‫الثانية فتخرج الخلائق من قبورهم على الأرض ‪.‬‬ ‫فاما المؤمنون فيسرعون إلى الداع ‪ ،‬ويتثاقل المشركون والمنافقون فيبعث‬ ‫‏‪ ١‬۔ وجدت في الاصل (لا فيه روح)‬ ‫‏‪ ٢‬۔ أي في النفخة الثانية‬ ‫‏‪ ٢٧٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫الته عليهم دخانا يسوقهم الى المحشر عميا فذلك قوله عز وجل ‪« :‬ونحشر‬ ‫المجرمين يومئذ زرقا () {} وعن النبي يلة ‪« :‬بين النفختين أربعين» ولم‬ ‫يزدهم على ذلك ولم يسأل اربعين ليلة أم اربعين شهرا ‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‏‪ ١‬للآخرة‬ ‫الدنيا ولا من‬ ‫‪ :‬فأما بمن النفختبن ل من‬ ‫وا لحسن‬ ‫وعن وهب‬ ‫ولا ينام اهل النار الا بين النفختين وذلك قوله تعالى ‪« :‬يا ويلنا من بعثنا من‬ ‫") الآية ‪.‬‬ ‫مرقدنا هذاهه‬ ‫وقال مقاتل ‪ :‬الصور هو القرن وذلك أن اسرافيل واضع فاه على القرن‬ ‫كهيئة البوق ودائرة رأس القرن كعرض السموات والأرض ‪ {.‬وهو شاخص‬ ‫ببصره نحو العرش ؤ فينظر حتى يؤمر ‪ ،‬فينفخ النفخة الاولى ‪ ،‬فإذا نفخ‬ ‫صعق من في السموات والأرض ‪ ،‬اي مات كل حيوان من شدة الفزع الا من‬ ‫شاء الله ‪ 0‬وهو جبريل وميكائيل ثم روح اسرافيل ‪ 3‬ثم يؤمر ملك الموت‬ ‫فيموت & ثم يلبث الخلق بعد النفخة الأولى في البرزخ أربعين سنة ‪ ،‬ثم يحي‬ ‫الته تعالى اسرافيل فيأمره ان ينفخ الثانية ؛ فذلك قوله تعالى ‪ :‬ثم نفخ فيه‬ ‫اخرى فاذا هم قيام(" على ارجلهم ينظرون الى البعث ‪.‬‬ ‫طه‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‏‪١٠٢‬‬ ‫۔ الآية‬ ‫‏‪١‬‬ ‫يس‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٥٧٢‬‬ ‫‪ -‬الآية‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‪٢‬۔‏ الآية ‏‪ ٦٨‬من سورة الزمر‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٧٨‬۔‬ ‫وا لثلاثئون‬ ‫‏‪ ١‬لسادس‬ ‫‏‪ ١‬لباب‬ ‫ذكر الحسا ب‬ ‫ف‬ ‫وقيل ‪ :‬إذا أراد الله إعادة الخلق أحيا اسرافيل وأمره بالنفخة الثانية‬ ‫فنفخ فقيل انه يقول في نفخته الثانية ‪ :‬أيتها الأرواح الفانية }‪ .‬والأجساد‬ ‫‪ .‬وا لعظام‬ ‫المتقطعة‬ ‫المتناثرة ‪ .‬وا لعروق‬ ‫المتمزقة ‪ .‬وا للحوم‬ ‫ا لبالية ‪ .‬وا لجلود‬ ‫النخرة ‪ .3‬قوموا الى محاسبة الجبار ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬فتظهر القبور وتنشق الأرض عنهم ويقومون من قبورهم شعثا‬ ‫غبرا سعيا الى الصوت ولا أحد يتكلم ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬ربما وقعت عين الانسان على من يعرفه فيثبت معرفته }‪ .‬ولا‬ ‫يتكلم أحد لصاحبه ‪.‬‬ ‫قامت الساعة‬ ‫‪:‬‬ ‫قائلهم‬ ‫فيقول‬ ‫تنقلع‬ ‫والحبال‬ ‫قاموا‬ ‫إذا‬ ‫انم‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقال‬ ‫‪:‬‬ ‫اللله تعالى‬ ‫إلا هما كا قا ل‬ ‫‏‪ ١‬لصور‬ ‫إلا صوت‬ ‫ولا تسمع صوتا‬ ‫‪.‬‬ ‫ا لساء‬ ‫ورب‬ ‫هو وطء الأقدام حتى ينتهي بهم الى العرصة((\©)‬ ‫الا‬ ‫‪.‬‬ ‫((‬ ‫«إنلا تسمع إلا همسا»‬ ‫ويقال ‪ :‬ان معنى قوله عز وجل ‪:‬‬ ‫ضجيج الأقدام على الأرض ولا أحد يتكلم ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬المرصة ‪ :‬المكان الواسع ليس به بناء‬ ‫طه‬ ‫‏‪ ١٠٨‬من سورة‬ ‫ا لآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫قال الخليل ‪ :‬خفق الأقدام على الارض ‪.‬‬ ‫إلا صوتا خفيا فإذا صاروا على عرصة يوم‬ ‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬وإلا همساي»‬ ‫القيامة وقفوا بين يدي الجبار برؤ وس مقنعة ‪ 3‬وأبصار خاضعة ‪ .‬قال رسول الله‬ ‫يلة ‪« :‬يبعث الناس حفاة عراة قد الجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان» ‪.‬‬ ‫قالت سودة زوج النبي يقل ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ؛ واسوإتاه ينظر بعضنا إلى‬ ‫بعض ‪ .‬قال ‪« :‬شغل الناس عن ذلك» لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه( ‪.‬‬ ‫وقال تلة ‪« :‬محشر الناس يوم القيامة حفاة عراة بهيا» واحدها بهيم يعني‬ ‫ليس فيهم امراض الدنيا يعني أنها أجساد مبهمة صحيحة ‪.‬‬ ‫كعرض‬ ‫عفراء‬ ‫بيضاء‬ ‫القيامة على ارض‬ ‫يوم‬ ‫« حشر الناس‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال يب‬ ‫‪.‬‬ ‫التقى ليس فيها معلم لاحد»‬ ‫بالناصع ‏‪ ٦‬والنقي هو النقي عن‬ ‫ليس‬ ‫بياض‬ ‫العفرة‬ ‫‪:‬‬ ‫الراوي‬ ‫قال‬ ‫يرد ا لبصر قال الله‬ ‫ولا تفاوت‬ ‫لا بناء يستر‬ ‫القشر والنخالة ‪ .‬ولا معلم أي‬ ‫تعالى ‪ :‬يوم تبدل الأرض غير الارض والسموات» ‏(‪)٢‬‬ ‫أشجارها وجبالها وأوديتها‬ ‫يزاد فيها وينقص وتذهب‬ ‫‪:‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫قال‬ ‫بيضاء مثل الفضة لم يسفك عليها دم‬ ‫وما فيها وتمد مد الأاديم العكاظي ارض‬ ‫شمسها وقمرها ونجومها ‪.‬‬ ‫تذهب‬ ‫وا لسماوات‬ ‫تعمل عليها خطيئة‬ ‫ولم‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬ ‫‏)‪(٣‬‬ ‫العماملن»‬ ‫لرب‬ ‫الناس‬ ‫يقوم‬ ‫«يوم‬ ‫‪:‬‬ ‫وقتادة‬ ‫كعب‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫ثلاثمائة عام‬ ‫الله تين ‪ 1‬سئل عن طول ذلك ا ليوم فقال ‪« :‬وا لذي نفسي‬ ‫وقال رسول‬ ‫‏‪ ٣٧‬من سورة عبس‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫الآية ‏‪ ٤٨‬من سورة ابراهيم‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١‬من سورة المطففين‬ ‫بيده انه ليخفف عن المؤ من حتى يكون اهون عليه من الصلاة المكتوبة يصليها‬ ‫في الدنيا» ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬ان أول من تنشق عنه الأرض رسول الله يلة فيقوم فإذا هو‬ ‫بجبريل عليها السلام فاول ما يسأل عنه جبريل أن يقول له ‪ :‬يا حبيبي جبريل‬ ‫ما فعل الله بأمتي ؟ فيقول ‪ :‬يا محمد قد اعطاك الله في الجنة عطاء إذا رأيته‬ ‫يسرك فيقول ‪ :‬يا حبيبي جبريل ليس عن هذا سالتك أتركتهم في الأغلال‬ ‫فيقول يا محمد ما لفظت الأرض انسيا قبلك ‪.‬‬ ‫وقال وهب ‪ :‬يدعو الرب تعالى بالشمس والقمر فيجاء بهيا أسودين‬ ‫مكورين كالعلمين ترتعد فرائصهيا من هول ذلك اليوم وحافة الرحمن فإذا كانا‬ ‫حيال العرش خرا ساجدين فيقولان ‪ :‬إلهنا قد علمت طاعتنا لك ودؤ وبنا في‬ ‫طاعتك وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا ولياليها فلا تعذبنا بعبادة المشركين‬ ‫لنا قد علمت أنا لم ندع إلى عبادتنا ولم نذهل عن عبادتك فيقول الرب تبارك‬ ‫وتعالى ‪ :‬صدقتيا فإني قد قضيت على نفسي أبدىء واعيد واني أعيدكيا الى ما‬ ‫بدأتكا منه فارجعا الى ما خلقتكا منه فيقولان ‪ :‬ربنا ومما خلقتنا ؟ فيقول ‪:‬‬ ‫خلقتكيا من نور عرشي فارجعا إليه فيلمع كل واحد منهيا برقه يكاد يخطف‬ ‫ها‪)١‬‏‬ ‫الأبصار نورا فيختلطا بنور العرش فذلك قوله تعالى ‪ :‬يبدىء ويعيد‬ ‫ثم لا يكون بعد ذلك شمس ولا قمر ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن أول من يحاسب يوم القيامة اسرافيل يؤ ق به حتى يوقف بين‬ ‫الله طرفة عين قوله‬ ‫يدي الله عز وجل وانه ليرتعد من خوف الحساب وما عصى‬ ‫لا؟! ‪.‬‬ ‫تعالى ‪« :‬فلنسالن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين»‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬فوربك لنسالنهم أجمعين عيا كانوا يمملون» ‏‪. ){١‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ١٣‬من سورة البروج‬ ‫! ‪ -‬الآية ‏‪ ٦‬من سورة الأعراف‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآيتان ‏‪ ٩٢٣ . ٩٢‬من سورة الحجر‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٨١‬۔‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا‬ ‫فيبدآ بالأنبياء‬ ‫إلا ما علمتنا ‪.‬‬ ‫فيالشدة يوم تذهل فيه عقول الأنبياء ‪ 7‬وتمحى علومهم من شدة الميبة }‬ ‫إذا يقال لهم ماذا أجبتم وقد أرسلتم الى الخلائق وكان قد علموا فتدهش‬ ‫عقولهم فلا يدرون بماذا يجيبون فيقولون من شدة الهيبة لا علم لنا انك انت‬ ‫علام الغيوب ‪ ،‬وهم في ذلك الوقت صادقون اذ طارت فيه العقول وانمغحقت‬ ‫إلى ان يقويهم الله تعالى فيدعى بنوح عليه السلام فيقال له ‪ :‬هل بلغت ؟‬ ‫فيقول ‪ :‬نعم ‪ .‬فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من بشير ولا نذير ‪.‬‬ ‫فيبقى متشحطا تحت هيبة هذا السؤال ‪.‬‬ ‫")‬ ‫وامي الهين من دون الله»‬ ‫فيا اعظم يوم يقام فيه على الانبياء بمثل هذا السؤال ثم تقبل الملائكة‬ ‫فينادون واحدا واحدا يا فلان بن فلانة هلم الى موقف العرض وعند ذلك‬ ‫ان‬ ‫العقول ‪ .3‬ويتمنى أقوام‬ ‫الجوارح ‪ .‬وتبهت‬ ‫الفرائنص وتضطرب‬ ‫ترتعد‬ ‫يذهب بهم الى النار ولا تعرض قبائح اعمالهم إلى الجبار ‪ 7‬ولا يكشف سترهم‬ ‫علام الغيوب على ملا من الخلق ‪.‬‬ ‫قال مجاهد ‪ :‬لا تزول قدما عبد يوم القيامة بين يدي الله تعالى حتى يساله‬ ‫عن اربع خصال ‪ ،‬عن عمره فييا افناه ‪ .‬وعن علمه فيا عمل به ‪ .‬وعن جسمه‬ ‫فيما ابلاه ‏‪ ٠‬وعن ماله من اين اكتسبه وفييا أنفقه ‪.‬‬ ‫وقيل ان العبد تنشر له سنته في الآخرة شهورا } وتبسط شهور أياما ‪.‬‬ ‫وتفرش أيامه ساعات {} وتكشف ساعاته انفاسا ثم يسأل عن كل نفس وينشر‬ ‫له بكل فعلة فعلها وان صغرت ثلاثة دواوين الديوان الأول لما فعلت وهذا‬ ‫المائدة‬ ‫‏‪ ١٠٩‬من سورة‬ ‫‏‪ ١‬لا ية‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية ‏‪ ١١٦‬من سورة المائدة‬ ‫‏‪ ٢٨٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫مكان الابتداء بالكلام فإن سلم له نشر له الديوان الثاني وهو كيف فعلت وهذا‬ ‫موضع المطالبة بصحة العمل فإن صح له هذا نشر له الديوان الثالث وهو لما‬ ‫فعلت وهو مكان المطالبة بالاخلاص فإن بكيف او بلم أو لم خيف عليه إلا ان‬ ‫يعطف الله عليه بحيث لا يحتسب فيستنقذه وقد قال الله تعالى ‪ :‬وإن كان‬ ‫مثقال حبة من خردل أتينا بها(‪ © 0‬أي احضرناها ‪.‬‬ ‫والليلة فيراها _ لعله ۔‬ ‫اليوم‬ ‫ف‬ ‫ساعاته‬ ‫له‬ ‫العيد تعرض‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقال‬ ‫خزائن موضوعة اربعا وعشرين خزانة فيرى في كل خزانة نعيما ولذة وعطاء‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫خزائنه في‬ ‫بما أودع‬ ‫وجزاء‬ ‫فكل ساعة في الدنيا لم يذكر الله تعالى فيها راها في الآخرة خزائن‬ ‫فارغة ‪ .‬ولا عطاء ولا جزاء عليها فيسوؤ ه ذلك فيتحسر كيف اذ لم يدخر فيها‬ ‫شيئا } لو لم يتحسر العبد إلا على فوت الفضائل والمندوب اليه من الخيرات‬ ‫لكان في فوت المسابقة والمسارعة حسرات فكيف ممن فاته أوقاته بالسيئات }‬ ‫وفرطت منه بالخسارات ولو لم يشتغل العبد في عمره الا بالحلال والمباحات‬ ‫لكان ذلك نقصانا له من الدرجات فكيف يمن شغل بالمحظورات فسبحان الله‬ ‫ما أعظم الخطر وأصعب الأمر ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫۔‬ ‫اللله عنه‬ ‫رضي‬ ‫‪-‬‬ ‫الخطاب‬ ‫لعمر بن‬ ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫الأحبار‬ ‫كعب‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫لو لقيت الله تعالى بعمل سبعين نبيا لخشيت أنك لا تنجو من اهوال يوم‬ ‫القيامة ‪ .‬ولو ان عبدا كان يجر على وجهه من اول الدنيا الى قيام الساعة في‬ ‫‪.‬‬ ‫الزلازل‬ ‫من‬ ‫القيامة لما يرى‬ ‫يوم‬ ‫لاحتقره‬ ‫الله وعبادته‬ ‫طاعة‬ ‫ثم لا تغفل عن تطاير الكتب شمالا ويمينا (") فإن الناس بعد السؤال‬ ‫فرق ‪.‬‬ ‫ثلاث‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٤١٧‬من سورة الأنبياء‬ ‫‏‪ _ ٢‬وردت في الاصل الى الشمائل والايمان‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٨٢٣‬۔‬ ‫فرقة ليس لهم حسنة فيخرج من النار عنق أسود فيلفظهم لفظ الطير‬ ‫الحبة ‪ .‬وينطوي عليهم ويلقيهم في النار فتبتلعهم النار فينادى عليهم بشقاوة‬ ‫‪.‬‬ ‫فعدها‬ ‫لا سعادة‬ ‫وقسم آخر لا سيئة لهم فينادى مناد ‪ :‬ليقم الحامدون الله تعالى على كل‬ ‫حال فيقومون ويسرحون الى الجنة ثم يفعل ذلك بأهل قيام الليل بمن لم تشغله‬ ‫‪.‬‬ ‫بعدها‬ ‫لا شقاوة‬ ‫ذكر الله فينادى عليهم بسعادة‬ ‫تحبارة في الدنيا ولا بيع عن‬ ‫قال ‪ :‬والقسم الثالث تركت ذكره لما بان لي في ضعفه لأن الله تبارك‬ ‫وتعالى قال ‪« :‬إما شاكرا وإما كفورا) ‪ ".‬وقال ‪ :‬فريق في الجنة وفريق‬ ‫‏(‪(٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫السعير)‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫اعلم‬ ‫ذلك منزلة ثالثة والله‬ ‫وليس بن‬ ‫قال الشيخ أحمد بن النظر ‪:‬‬ ‫الفتان‬ ‫وسئلت عن لقلاقك‬ ‫ماذا تقول اذا وقفت محاسبا‬ ‫عان‬ ‫وجه‬ ‫وكل‬ ‫الحساب‬ ‫يوم‬ ‫اذ كل نفس عند ذاك رهينة‬ ‫للقاء من يلقاك بالنيران‬ ‫بجراعءة بارزته متعرضا‬ ‫بالدخان‬ ‫فأتتك‬ ‫بدخانها‬ ‫لما تشققت الساء فاقبلت‬ ‫الرجلان‬ ‫وتكلمت بذنوبك‬ ‫الشفتان ثم استنطقت‬ ‫إذا سدت‬ ‫من قربان‬ ‫الحساب يداك‬ ‫عند‬ ‫ما قدمت‬ ‫لا وزر سوى‬ ‫فهناك‬ ‫عذرا من النقصان والرجحان‬ ‫قدمته‬ ‫الذي‬ ‫سوى‬ ‫ليس‬ ‫وهناك‬ ‫ضنك يشيب ذوائب الولدان‬ ‫اهواله‬ ‫به‬ ‫عكفت‬ ‫فى موقف‬ ‫‪-‬‬ ‫بيشمائل الايدي وبالايمان‬ ‫كلها‬ ‫الصحائف‬ ‫فيه‬ ‫وتطايرت‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٣‬من سورة الانسان‬ ‫الآية ‏‪ ٧‬من سورة الشورى‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ٢٨٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫نن‬ ‫ا‬‫س وم‬ ‫حقبح‬ ‫إمن‬ ‫هذا كتابك يا شقي بكل ما أتيت‬ ‫الملكان‬ ‫عن إحصائها‬ ‫ما غاب‬ ‫فيه الصغائر والكبائر احصيت‬ ‫ومسر بلا بسرابل القطران‬ ‫اما تجر الى الجحيم مكبلا‬ ‫هذا وحدك أخسر الخسران‬ ‫فخسرت نفسك خالدا في قعرها‬ ‫تسليمهم بالروح والريحان‬ ‫بالسلام ملائك‬ ‫وان تزورك‬ ‫رضوان‬ ‫بابها‬ ‫ورفيق خازن‬ ‫محمد‬ ‫جار‬ ‫الفردوس‬ ‫في جنة‬ ‫قال أبو الحسن ۔ رحمه الله أما الكتاب الذي يعطى ابن ادم فالله اعلم‬ ‫ما هو إلا أنه كتاب مرقوم أي مختوم كيا قال الله تعالى يريهم فيه حسناتهم‬ ‫وسيئاتهم } فالمؤمن يرى حسناته مثبتة وسيئاته مكفرة فيسره ذلك ‪.‬‬ ‫والكافر يرى حسناته محبطة وسيئاته مثبتة فيسوؤه ذلك قال ‪ :‬واقول إن‬ ‫هذا الكتاب يكون عند حفظته الذين كانوا يكتبون عليه حسناته وسيئاته‬ ‫وشهوده الذين يشهدون عليه كيا قال الله تعالى ‪ :‬وجاءت كل نفس معها‬ ‫سائق وشهيديه‘‪)١‬‏ ويوجد في الآثار وفي بعض القول ان الحفظة يرفعون‬ ‫الأعمال الى حفظة آخرين وينسخون ذلك ويثبتونه في اللوح المحفوظ والله‬ ‫اعلم بذلك ‪.‬‬ ‫وحال المؤمنين يوم القيامة كيا قال الله عز وجل ‪« :‬لا يحزنهم الفز ع‬ ‫الأكبر "ا الآية ‪.‬‬ ‫ف اي ركبانا ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ :‬يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا»(")‬ ‫وقال عز وجل ‪ :‬لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة »(‘)‬ ‫‏‪ ٢١‬من سورة «ق»‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ١٠٣‬من سورة الأنبياء‬ ‫‏‪ ٣‬الآية ‏‪ ٨٥‬من سورة مريم‬ ‫‏‪ ٤‬الآية ‏‪ ٢٦‬من سورة يونس‬ ‫‏‪ ٢٨٥‬۔‬ ‫نضرة‬ ‫ذلك اليوم ولقاهم‬ ‫الله شر‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬فوقاهم‬ ‫وسر وراه‪)١‬‏‬ ‫الاننان‬ ‫صورة‬ ‫من‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الآية‬ ‫۔‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢٨٦‬۔‬ ‫الباب السابع والثلاثون‬ ‫والحوض‬ ‫الشفاعة‬ ‫ذكر‬ ‫ف‬ ‫بالرعب مسيرة‬ ‫أحد قبلي ؟ نصرت‬ ‫‪ » :‬أعطيت خسا ل يعطهن‬ ‫تين‬ ‫قال‬ ‫لي ‏‪ ١‬لارض‬ ‫وجعلت‬ ‫‏‪ ١‬لغنائم ولم تحل لاحد من قبلي ‪.‬‬ ‫وأحلت ل‬ ‫شهر ‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫كل نبي إلى قومه وبعثت‬ ‫‪ .3‬وبعث‬ ‫وأعطيت الشفاعة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عامة»(‪)١‬‏‬ ‫وخطيبهم وصاحب‬ ‫النبيين‬ ‫إمام‬ ‫كنت‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫كان‬ ‫‪« :‬إذا‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫شفاعتهم غير فخر»‬ ‫وأنا‬ ‫تنشق عنه الأرض‬ ‫من‬ ‫ولا فخر ‏‪ ٠‬وأنا أول‬ ‫وقال ‪« :‬أنا سيد ولد ادم‬ ‫أول شافع ومشفع ‪ ،‬وبيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه(") ‪.‬‬ ‫وروى ابن عمر لما نزل قوله ۔ تعالى ۔ ‪« :‬إنا أعطيناك الكوثر » ") قال‬ ‫رسول الله يلة ‪« :‬هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب شرابه أشد بياضا من اللبن‬ ‫وأحلى من العسل وأشد ريحا من المسك يجري على جنادل اللؤلؤ والمرجان» ‪.‬‬ ‫وعن أبي ذر قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ؛ ما آنية الحوض ؟ قال ‪:‬‬ ‫«والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السياء وكواكبها في الليلة‬ ‫ماجه‬ ‫وابن‬ ‫‏‪ - ١‬أخرجه أحد والترمذي‬ ‫‏‪ - ٦‬اخرجه الترمذي عن ابن عباس‬ ‫‏‪ ٣‬الآية ‏‪ ١‬من سورة الكوثر‬ ‫‏‪ ٢٨٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫الملصحية ‪ ).‬من شرب منه شربة لم يظماء ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إنه يي لا يزال واقفا في عرصة القيامة حتى ينطلق من أمته‬ ‫المرفوعة ‪.‬‬ ‫أيديهم والأعلام‬ ‫بالأدلة بن‬ ‫زمرة‬ ‫بائنتى عشر‬ ‫وقيل ‪ :‬إنه يلة يرى أقواما ما كان يعرفهم يرمى بهم إلى جهنم فيقول ‪:‬‬ ‫«هؤ لاء كانوا عندي وهم من أمتي » فيقال له ‪ :‬يا حمد ؛ لم تدر ما أحدثوا‬ ‫ة إلى‬ ‫بعدك ؟ فيشير بيده شبه الآمر ويقول ‪« :‬بعدا وسحقا» ثم ينصرف‬ ‫الجنة ‪ .‬الحقنا الله به وحشرنا في زمرته وعلى منهاجه ‪.‬‬ ‫وروي عنه ية أنه قال ‪« :‬إذا كان يوم القيامة واجتمع الناس في صعيد‬ ‫واحد نادى مناد ‪ :‬أين النبي العري ؟ فيقول الأنبياء ‪ :‬إن فينا عربا فاهم‬ ‫تريد ؟ بين بين ‪ .‬فيقول ‪ :‬أين النبي العربي المكي المدني محمد بن عبدالله ؟‬ ‫فاقوم فاقول ‪ :‬هأنذا فانطلق حتى أخر ساجدا بين يدي العرش فيقول الله ‪:‬‬ ‫يا محمد ؛ ارفع رأسك واشفع تشمع ‪ ،‬واسأل تعط ‪ .‬فارفع راسي فاقول ‪:‬‬ ‫رب أمتي فيقول ‪ :‬ادع أمتك ‪ .‬فانادي أمتي فاقول ‪ :‬ألا هلموا فقد دعيتم‬ ‫فاشفع فيهم فهو المقام المحمود الذي وعدنيه‬ ‫للحساب فأاشفع إلى الله ۔ تعالى‬ ‫الي فيه الخلق حتى إبراهيم‬ ‫‪« :‬إن ذلك المقام يرغب‬ ‫‪ :‬فقال النبي تي‬ ‫ربي! قال‬ ‫» ‪.‬‬ ‫السلام‬ ‫الخليل ۔عليه‬ ‫قال أبو سعيد ‪ :‬وكذلك شرف الله نبينا حمدا في الموقف وترغب الأنبياء‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لمحمود‬ ‫‏‪ ١‬لمقام‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫رغبوا‬ ‫كيا‬ ‫حوضه‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لشرب‬ ‫ف‬ ‫ويقال والله أعلم ‪ :‬ان في القيامة عشرين ومائة صف فثمانون صفا منها‬ ‫أمة حمد يلة وأربعون صفا من سائر الأمم ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫شي‪. ‎:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ولا ظل إلا ظل العرش س‬ ‫ليس لك إلا موضع قدم‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو الدرداء‬ ‫قال‬ ‫‏‪ ١‬۔ اي الليلة التي تكون فيها السياء صافية ونجومها ساطعة‬ ‫‪- ٢٨٨‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقال أبو الحسن _ رحمه الله ۔ ‪ :‬قد قيل إن مقدار القيامة خمسون ألف‬ ‫سنة والله أعلم ‪.‬‬ ‫لعله ۔ من أيام الآخرة ‪.‬‬ ‫إلا أني أقول إن يوم القيامة هو يوم‬ ‫وقيل ‪ :‬مقدار ذلك اليوم كالف سنة مما تعدون ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٨٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫الثامن والثلاثون‬ ‫البا ب‬ ‫في ذكر النار نعوذ بانه منها‬ ‫أيها الغافل المغرور بما هو فيه من شواغل هذه الدنيا المشرفة على‬ ‫الانقضاء ؛ دع التفكر فيما أنت مرتعل عنه ‪ .‬واصرف الفكر إلى موردك ‪،‬‬ ‫‪« :‬وإن منكم‬ ‫تعالى‬ ‫فإنك أخبرت أن النار مورد للجميع { قال الله‬ ‫إلا واردها كان على ربك حتيا مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها‬ ‫جثياي (ا\) فانت من الورود على اليقين ث ومن النجاة على شك ‪ ،‬فاستشعر في‬ ‫قلبك هول ذلك الورود فعساك تستعد للنجاة تالتشمير لأعمالها وتامل حال‬ ‫الخلائق وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا } فبينما هم في كروبها وأهوالما‬ ‫واقفين ينظرون حقائق أبنائها ‪ .3‬وتشفيع شفعائها إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات‬ ‫ذات شعب ‪ ،‬وأطلت عليهم نار ذات فهب & وسمعوا لما زفيرا وجرجرة تفصح‬ ‫عن شدة الغيظ والغضب فايقن المجرمون بالعطب وجثت الأمم على الركب‬ ‫حتى أشفق البريء من سوء المنقلب وخرج المنادي من الزبانية أين فلان‬ ‫السوف نفسه في الدنيا بطول الأمل ‪ ،‬المضيع عمره في سوء العمل فيبادرونه‬ ‫بمقامع من حديد ‪ ،‬ويستقبلونه بعظائم التهديد ويسوقه إلى عذاب الشديد‬ ‫وينكسونه في قعر الجحيم ‪ .‬ويقولون له ذق إنك أنت العزيز الكريم فاسكنوا‬ ‫دارا ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك مبهمة المهالك يخلد فيها الأسير ويوقد فيها‬ ‫السعير فشرابهم فيها الحميم }‪ .‬ومستقرهم الجحيم ‪ ،‬الزبانية تقمعهم ‪3‬‬ ‫والهاوية تجمعهم أمانيهم فيها الهلاك وما لهم منها فكاك ‪ 3‬قد شدت أقدامهم‬ ‫‪ ٧٢‬من سورة مريم‬ ‫‏‪. ٧١‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٩١‬۔‬ ‫إلى النواصي ‪ ،‬واسودت وجوههم من ظلم المعاصي & ينادون من أكنافها‬ ‫بنا الوعيد ‪ .‬يا مالك قد أثقلنا‬ ‫في أطرافها ؛ يا مالك قد حق‬ ‫ويضجون‬ ‫الحديد ‪ .‬يا مالك قد نضجت منا الجلود ‪ .‬يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود ‪.‬‬ ‫فيقول الزبانية ‪:‬هيهات ؛ لات حين مناص ولا أمان ولا خروج لكم من دار‬ ‫الهوان فاخساوا فيها ولا تكلمون لو أخرجتكم لكنتم إلى ما نهيتم عنه عائدين‬ ‫فعند ذلك يقنطون وعلى ما فرطوا في جنب اله يتاسفون ‏‪ ٨‬ولا ينجيهم الندم‬ ‫ولا ينفعهم الاسف ‪ }،‬بل يكبون على وجوههم مغلولين النار من فوقهم ‪5‬‬ ‫والنار من تحتهم ‪ ،‬والنار عن أيمانهم © والنار عن شمائلهم } فهم غرقى في‬ ‫النار طعامهم نار وشرابهم نار ‪ .3‬ولباسهم نار ‪ .‬ومهادهم نار ‪ .‬فهم بين‬ ‫مقطعات النيران وسرابيل القطران ‪ .‬وضرب المقامع ‪ .‬وثقل السلاسل فهم‬ ‫يتجلجلون فيها وفي مضائقها ويتحطمون في دركاتها ويضطربون بين غواشيها‬ ‫تغلي بهم النار كغلي القدور ويهتفون بالويل والعويل } ومهيا دعوا بالثبور صب‬ ‫من فوق رؤ وسهم الحميم «يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من‬ ‫حديد»‪)_(١‬‏ تهشم جباههم فينفجر الصديد من أفواههم فتقطع من العطش‬ ‫أكبادهم ‪ 0‬وتسيل على الخدود أحداقهم ‪ .‬وتسقط من الوجنات لحومها ‪.‬‬ ‫وتتمعط من الاطراف شعورها بل جلودها ‪ .‬وكلما نضجت جلودهم بدلوا‬ ‫جلودا غيرها ‪ .‬وعريت من اللحم عظامهم فبقيت الأرواح منوطة بالعروق‬ ‫وعلائق العصب وهي تنشا في لفح تلك النيران يتمنون الموت فلا يموتون‬ ‫فكيف بك لو نظرت إليهم } وقد اسودت وجوههم أشد سوادا مانلحميم ‪3‬‬ ‫وقصمت‬ ‫السنتهم ‪3‬‬ ‫وأخرست‬ ‫آذانهم ‪.‬‬ ‫وجدعت‬ ‫أبصارهم ‪.‬‬ ‫وأعميت‬ ‫ظهورهم ‪ 3‬وكسرت عظامهم }ومزقت جلودهم } وغلت أيديهم إلى أعناقهم‬ ‫وجمعت بين نواصيهم أقد امهم وهم يمشون على وجوههم في النار ‪ .‬ويطاون‬ ‫الحديد بأحداقهم فلهب النار في بواطن أجزائهم ‪ .‬وحيات الماوية‬ ‫حسك‬ ‫وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم ‪ .‬هذه حملة أحوالهم ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآيتان ‏‪ ٢١ . ٦٢٠‬من سورة الحج‬ ‫‪ ٢٩٢‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وانظر الآن في تفصيل أهوالهم ‪ .‬وتفكر أولا في أودية جهنم وشعابها فقد‬ ‫قال النبي يتي ‪« :‬إن في جهنم سبعين ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب في‬ ‫كل شعب سبعون ألف ثعبان وسبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر والمنافق‬ ‫حتى يواقع ذلك كله» ‪.‬‬ ‫وقال علي ‪ :‬قال رسول الله ية ‪« :‬تعوذوا من جب الحزن أو وادي‬ ‫الحزن» قيل ‪ :‬يا رسول الله ية ؛ وما وادي الحزن ‪ .‬أو جب الحزن ؟ قال ‪:‬‬ ‫«واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة ‪ ،‬أعده الله للقراء المرائين» ‪.‬‬ ‫عدد أودية الدنيا‬ ‫بحسب‬ ‫فهذه سعة جهنم ‪ 3‬والشعاب أوديتها ‪ .‬وهي‬ ‫وشهواتها ‪ .‬وعدد أبوابها بعدد الأعضاء السبعة التي بها العبد يعصى الرب‬ ‫۔ سبحانه وتعالى ۔ بعضها فوق بعض & الاعلى جهنم ثم سقر ثم لظى ثم‬ ‫الحطمة ثم السعير ثم الجحيم ثم الهاوية ‪ 3‬فانظر الآن إلى عمق الماوية فإنه‬ ‫لا حد لعمقها كيا لا حد لعمق شهوات الدنيا فكيا لا ينتهي إرب من الدنيا إلى‬ ‫إرب أعظم منه فلا تنتهي هاوية من جهنم إلى هاوية اعمق منها ‪ 3‬قال النبي‬ ‫يلة ‪« :‬إن أدى أهل النار عذابا يوم القيامة من ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه‬ ‫من حرارة نعليه» ‪.‬‬ ‫وقال ۔ عليه السلام ۔ ‪« :‬أمر الله ۔ تعالى ۔ إلى النار ۔ لعله بالنار ۔ حتى‬ ‫أوقدت النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم‬ ‫أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة! ‪.‬‬ ‫وقد قال بعض العلياء في قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬تلفح وجوههم النار ©‬ ‫أي لفحتهم لفحة واحدة فيا أبقت ليا على عظم إلا ألقته على أعقابهم ‪.‬‬ ‫بعد هذا إللىى أناتنرتنن الصديد الذ يى يس سيل‪,‬يل م منن أبدانهمنهم حتحتىى ييعغررقفووا‬ ‫ثمنم انظر‬ ‫‪.‬‬ ‫النساق‬ ‫وهو‬ ‫فيه‬ ‫‏‪ ١٠٤‬من سورة المؤمنون‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫‏‪ ٢٩٢٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫قال أبو سعيد الخدري ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬لو أن دلوا من غساق‬ ‫جهنم ألقي في الدنيا لأنتن أهل الأارض» ‪ .‬فهذا شرابهم إذا استغاثوا من‬ ‫العطش فيسقى أحدهم من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من‬ ‫كل مكان وما هو بميت «وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بتس‬ ‫اله‬ ‫قال‬ ‫كا‬ ‫وهو الزقوم‬ ‫طعامهم‬ ‫ثم الى‬ ‫مرتفقا» ‏(‪(١‬‬ ‫وساءت‬ ‫الشراب‬ ‫‪ -‬تعالى ‪ : -‬ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقومه(")‬ ‫نارا حامية‬ ‫تصلى‬ ‫‪:‬‬ ‫في أصل الجحيم وقال ‪ .‬تعالى _‬ ‫تحرج‬ ‫‪ :‬إنها شجرة‬ ‫وقال‬ ‫تسقى من عين آنية (") ‪ .‬وقال ‪« :‬وطعاما ذا غصةه ({) ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬لو أن قطرة من الزقوم قطرت‬ ‫في بحار الدنيا أفسدت على أهل الدنيا معاشهم فكيف من يكون طعامه في‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك»‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬يلقى على أهل النار الجوع‬ ‫حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثلون طعام من ضريع‬ ‫©‬ ‫لا يسمن ولا يغني من جوع ‪ .‬فيستفغيثون با لطعام فيغاثون بطعام ذا غصة‬ ‫فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغفصص في الدنيا بالشراب {} فيستغيثون‬ ‫بالشراب فيدفع إليهم الحميم بكلالب الحديد فإذا دنت من وجوههم فإذا‬ ‫دخل بطونهم قطع ما في بطونهم فيقولون ادعوا بخزنة جهنم أن ‪« :‬ادعوا‬ ‫ربكم يخفف عنا يوما من العذاب»(ث) فيقولون ‪« :‬أو لم تك تأتيكم رسلكم‬ ‫إلا في‬ ‫الكافرين‬ ‫دعاء‬ ‫وما‬ ‫فادعوا‬ ‫قالوا‬ ‫بلى‬ ‫قالوا‬ ‫بالبينات‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٢4٩‬من سورة الكهف‬ ‫‏‪ - ٢‬الاية ‏‪ ٥٦٢‬من سورة الواقعة‬ ‫‪٢‬۔‏ الآيتان ه ‪ .‬‏‪ ٦١‬من سورة الفاشية‬ ‫الآية ‏‪ ١٣‬من سورة المزمل‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الآية ‏‪ ٤4٩‬من سورة غافر‬ ‫‏_ ‪ ٢٩٤‬۔‬ ‫‏)\ا‪١‬هلالض ‪ .‬قال ‪ :‬فيقولون ادعوا مالكا فيدعون يا مالك ليقض علينا‬ ‫ربك»(") قال ‪ :‬فيجيبهم «إنكم ماكثون»«{' ‪.‬‬ ‫قال الأعمش ‪ :‬أنبثت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام‬ ‫قال ‪ :‬فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم ‪ .‬فيقولون ‪ :‬ربنا غلبت‬ ‫علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون» (ث)‬ ‫‏(‪ )٥‬قال ‪ :‬فعند ذلك ييأسوا من‬ ‫‪ :‬فيجيبهم ط اخسئوا فيها ولا تكلمون»‬ ‫قال‬ ‫كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل ‪.‬‬ ‫قال أبو امامة ‪ :‬قال رسول الله يلة في قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ويسقى من ماء‬ ‫‏(‪ )٦‬قال ‪« :‬يقرب إليه فيكرهه فإذا أدني منه شوي وجهه ووقعت فروة‬ ‫صديد‬ ‫رأسه ‪ .‬وإذا شربه قطع أمعاءء حتى تخرج من دبره» يقول الله ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫وسقوا ماء حمييا فقطع أمعاءهم» ) ‪.‬‬ ‫‪ :‬وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي‬ ‫تعالى‬ ‫يقول الله‬ ‫الوجوه» (ثا فهذا طعامهم وشرابهم عند جوعهم وعطشهم فانظر الآن إلى‬ ‫حياة جهنم وعقاربها وإلى شدة سمومها واعظم أشخاصها وفظاعة منظرها وقد‬ ‫سلطت على أهلها وأغريت بهم فهي لا تفتر عن النهش واللدغ ساعة واحدة ‪.‬‬ ‫الابل يلسعن‬ ‫مثل أعناق‬ ‫النار لحيات‬ ‫في‬ ‫‪« :‬ان‬ ‫الله تي‬ ‫وقال رسول‬ ‫اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا» ‪ .‬وهذه العقارب والحيات إنما تسلط على‬ ‫غافر‬ ‫‏‪ ٥٠‬من سورة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٧٧‬من سورة الزخرف‬ ‫‪٢‬۔‏ الآية ‏‪ ٧٧‬من سورة الزخرف‬ ‫‏‪ ١٠٧ . ١٠٦‬من سورة المؤمنون‬ ‫الآيتان‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ ١٠٨‬من سورة المؤمنون‬ ‫الآية‬ ‫ه _‬ ‫‪١‬۔‏ الآية ‏‪ ١٦‬من سورة ابراهيم‬ ‫حمد‬ ‫‏‪ ١٥‬من صورة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٧‬۔‬ ‫الكهف‬ ‫صورة‬ ‫‏‪ ٢٩‬من‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٨‬۔‬ ‫الناس ومن وقي ذلك وقي‬ ‫من تسلط عليه البخل في الدنيا وسوء الخلق وإيذاء‬ ‫‪.‬‬ ‫فلم تمثل له‬ ‫الحيات‬ ‫هذه‬ ‫ثم تفكر بعد هذا كله في عظم أجسام أهل النار فإن الله يزيد في‬ ‫بلفح‬ ‫أجسامهم وأشخا صهم طولا وعرضا حى يتزايد عقابهم بسببها فيحسون‬ ‫النار ولاغ العقارب والحيات من جميع أجزائهم دفعة واحدة على التوالي ‪.‬‬ ‫قال ابو هريرة ‪ :‬قال رسول الله يقيه ‪« :‬ضرس الكافر في النار مثل أحد‬ ‫‪.‬‬ ‫وأيام واللله أعلم!‬ ‫فراسخ‬ ‫ثلاث‬ ‫مسيرة‬ ‫جلده‬ ‫وغلظط‬ ‫والعليا قالصة‬ ‫السفلى ساقطة على صدره‬ ‫‪ « :‬شفته‬ ‫الله تين‬ ‫وقال رسول‬ ‫‪.‬‬ ‫وجهه»‬ ‫قد غطت‬ ‫وقال يلة ‪« :‬إن الكافر ليجر لسانه في سجين الفرسخ والفرسخين يوم‬ ‫القيامة يتوطاه الناس وهم مع عظم الاجسام كذلك تحرقهم النار كرات فتجدد‬ ‫جلودهم ولحومهم» ‪.‬‬ ‫قال الحسن ‪« :‬كليا نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ()‬ ‫قال ‪ :‬تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كليا أكلتهم قيل هم عودوا‬ ‫‪.‬‬ ‫كانوا‬ ‫كيا‬ ‫فيعودون‬ ‫ثم تفكر الآن في بكاء أهل النار وشهيقهم ودعائهم بالويل والثبور فإن‬ ‫ذلك يسلط عليهم في أول لقائهم النار ‪.‬‬ ‫قال رسول الله ية ‪« :‬يؤ ق بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام‬ ‫‪.‬‬ ‫ملك»‬ ‫ألف‬ ‫سبعون‬ ‫وقال أنس ‪ :‬قال رسول الله ية ‪« :‬يرسل على أهل النار البكاء فيبيكون‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٥٦‬من سورة النساء‬ ‫‏‪ ٢٩٦ _-‬۔‬ ‫حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى تبقى وجوههم كهيئة الاخدود لو‬ ‫أرسلت فيها السفن لجحرت» ‪.‬‬ ‫وما دام يؤذن لهم في البكاء والشهيق والزفير والدعوة بالويل والثبور‬ ‫فلهم فيه مستزؤح(‪)١‬‏ ولكنهم يمنعون أيضا من ذلك ‪.‬‬ ‫قال محمد بن كعب ‪ :‬لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الته في أربعة فإذا‬ ‫كانت الخامسة لم يكلموا بعدها أبدا فيقولون ‪ :‬ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا‬ ‫اثنتين فاعتر فنا بذنو بنا فهل إلى خر وج من سبيل»‪)٦"١‬‏ فيقول الته ۔ تعالى مجيبا‬ ‫لهم ذلك ‪« :‬ذلك بأنه إذا دعي اله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم‬ ‫له العلي الكبير ‏‪ )"{١‬ثم يقولون ‪« :‬ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا ‪,‬‬ ‫غير الذي كنا نعمل» () فيجيبهم الثه ۔ تعالى ۔ ‪« :‬أو لم نعمركم ما يتذكر فيه‬ ‫من تذكر وجاءكم النذير ”") (الاآية) ثم يقولون ‪ :‬ربنا غلبت علينا‬ ‫فيها ولا تكلمونه‪)١‬‏‬ ‫‪« :‬اخسئوا‬ ‫تعالى‬ ‫الته‬ ‫فيجيبهم‬ ‫شقوتناپه(`)‬ ‫فلا يتكلمون بعدها أبدا وذلك غاية شدة العذاب ‪.‬‬ ‫وقال عيسى ۔ عليه السلام ۔ ‪ :‬كم من وجه صحيح _ لعله صبيح ۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لنار يصيح‬ ‫أ طباق‬ ‫بن‬ ‫فصيح غدا‬ ‫ولسا ن‬ ‫صحيح‬ ‫وجسد‬ ‫واعلم أن النار خلقها الله ۔ تعالى ۔ بأهوالها وخلق لما أهلا ولا يزيدون‬ ‫ولا ينقصون وأن هذا أمر قد قضي وفرغ منه ‪ .‬قال الله ۔ تعالى ‪« : -‬وانذرهم‬ ‫غفلة ه'(‪)٨‬‏ ‪.‬‬ ‫يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم ف‬ ‫‏‪ - ١‬يجدون في ذلك راحة‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الآية ‏‪ ١١‬من سورة غافر‬ ‫‏‪ -٢‬الآية ‏‪ ١٦‬من سورة غافر‬ ‫‏‪ - ٤‬الآية ‏‪ ١٦‬من سورة السجدة‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الآية ‏‪ ٣٧‬من سورة فاطر‬ ‫‪٦‬۔‏ الآية ‏‪ ١٠٦‬من سورة المؤمنون‬ ‫‪٧‬۔‏ الآية ‏‪ ١٠٨‬من سورة المؤمنون‬ ‫‏‪ ٩‬من سورة مريم‬ ‫‏‪ - ٨‬الآية‬ ‫‪.‬۔_‪٢٩٧‬‏ ۔‬ ‫ولعمري الاشارة إلى يوم القيامة ولكن ما قضي الأمر يوم القيامة بل في‬ ‫أزل الازل ولكن أظهر يوم القيامة ما سبق به القضاء ‪.‬‬ ‫قال الناسخ ‪ :‬فيا أجل الأمر وأعظم الخطر فطوي لمن سبقت له من الله‬ ‫الحسنى فسلك سبيل التقوى وزحزح من النار في العقبى وكان من أهل النعيم‬ ‫في جوار النبي الكريم الرؤ وف بالمؤمنين الرحيم ‪.‬‬ ‫‏_‪ ٢٩٨‬۔‬ ‫الباب التاسع والثلاثون‬ ‫ي الحنة وأصناف نعيمها‬ ‫اعلم أن الدار التي عرفت غمومها وشرورها تقابلها دار أخرى { فتامل‬ ‫نعيمها وسرورها ‪ 3‬وأن من بعد من إحداهما استقر لا محالة في الاخرى ء‬ ‫فاستثر الخوف من قلبك بطول الفكر في أهوال الجحيم ‪ ،‬واستثر الرجاء بطول‬ ‫الخوف‬ ‫الفكر في النعيم المقيم الموعود لأهل الجنان ‪ .‬وسق نفسك بصوت‬ ‫وقدها بزمام الرجاء إلى الصراط المستقيم فبذلك تنال الملك العظيم ث وتسلم‬ ‫من العذاب الأليم فتفكر في أهل الجنة وفي وجوههم نضرة النعيم يسقون من‬ ‫رحيق مختوم ‏‪ 0٧١‬جالسين على منابر من الياقوت الاحمر في خيام من اللؤلؤ‬ ‫الرطب الأبيض فيها بسط من العبقري الأخضر متكئين على الأرائلك منصوبة‬ ‫على أنهار مطردة بالخمر والعسل محفوفة بالغلمان والولدان مزينة بالحور العين‬ ‫من الخيرات الحسان «كأنهن الياقوت والمرجانلله"! «لم يطمنهن إنس قبلهم‬ ‫ولا جان () يمشين في درجات الجنان إذا اختالت إحداهن في مشيتها حمل‬ ‫أعطافها سبعون من الولدان عليها من طرائف الحرير الأبيض ما يتحير فيه‬ ‫غنجات‬ ‫الأبصار مكللات بالتيجان المرصعة باللؤلؤ والمرجان شكلادت‬ ‫عطرات آمنات من الهرم والبؤس مقصورات في قصور من الياقوت يبنين في‬ ‫روضات الجنان قاصرات الطرف عين { ثم يطاف عليهم وعليهن بأاكواب‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٢٥‬من سورة المطففين‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الآية ‏‪ ٥٨‬من سورة الرحمن‬ ‫الرحمن‬ ‫‏‪ ٧٤‬من سورة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٩٩‬۔‬ ‫وأباريق وكأس من معين بيضاء لذة للشاربين ويطوف عليهم خدام وولدان‬ ‫كأمثال اللؤ لؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون في مقام أمين في جنات وعيون‬ ‫ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ‪ 3‬وقد أشرقت في وجوههم نضرة‬ ‫النعيم © لا يرهقهم قتر ولا ذلة بل عباد مكرمون وبأنواع التحف من ربهم‬ ‫يتعاهدون فهم فييا اشتهت أنفسهم خالدون ولا يخافون فيها ولا يحزنون ‪5‬‬ ‫وهم عن ريب المنون آمنون فهم فيها يتمتعون ويتنعمون { ويأكلون من‬ ‫أطعمتها ويشربون من أنهارها لبنا وخمرا وعسلا في أنهار أرضها من فضة ‪،‬‬ ‫وحصاؤ ها مرجان ‪ .‬وعلى أرض ترابها مسك أزفر ونباها زعفران ويمطرون فيها‬ ‫من سحاب فيها من ماء النسيم على كثبان الكافور ‪ .‬ويؤ تون بأكواب واي‬ ‫أكواب ‪ ،‬أكواب من فضة مرصعة بالدر والياقوت والمرجان كوب فيه من‬ ‫الرحيق المختوم ممزوج به السلسبيل العذب كوب يشرق من نور من صفاء‬ ‫جوهرة يبدو الشراب من ورائه مرقته وحمرته لم يصنعه آدمي فيقصر في تسوية‬ ‫صنعته وتحسين صناعته في كف خادم يحكي ضياء وجهه الشمس في اشراقها ‪3‬‬ ‫ولكن من أين للشمس مثل حلاوة صورته وحسن أصداغه ‪ {3‬وملاحة‬ ‫أحداقه ‪ 3‬فياعجبا لمن لم يؤمن بدار هذه صفتها ‪ .‬ويوقن أنه لا يموت أهلها‬ ‫في خرابها ‪ .‬ويتهنى بعيش دونها والته لو لم‬ ‫كيف يأنس بدار قد أذن الله ۔ تعالى‬ ‫يكن فيها إلا سلامة الأبدان مع الأمن من الموت والعطش والجوع وسائر‬ ‫أصناف الحدثان لكان جديرا أن يهجر الدنيا بسببها وأن لا يؤثر عليها‬ ‫ماا لنَصرُم وا لتنشص من ضرورته ‪ 3‬كيف وأهلها ملوك آمنون ‪ ،‬وفي ! نواع‬ ‫السرور مجتمعون متمتعون لهم فيها ما يشتهون وهم على الدوام بين أصناف‬ ‫هذه النعم يترددون وهم من زوالها آمنون ‪.‬‬ ‫قال أبو هريرة ‪ :‬قال رسول الله يلو ‪« :‬ينادي مناد ان لكم أن تصحوا‬ ‫فلا تسقموا أبدا وان لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وآن لكم أن تشبوا فلا تهرموا‬ ‫ابدا وآن لكم أن تنعموا فلا تيأاسوا أبدا» فذلك قوله تعالى ۔ ‪« :‬ونودوا أن‬ ‫تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون“»‘_‘ ومهيا أردت أن تعرف صفة الجنة‬ ‫فاقرأ القرآن فليس بعد بيان الله بيان فاقرأ قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ولمن خاف مقام‬ ‫ربه جنتان» ") إلى آخر سورة الرحمن ‪ ،‬واقر! سورة الواقعة وغيرها من‬ ‫السور {} وإن أردت أن تعرف تفصيل صفاتها من الأخبار فتأمل الآن تفصيلها‬ ‫بعد أن اطلعت على جملتها ‪ .3‬وتأمل أولا عدد الجنان ‪.‬‬ ‫قال رسول الله تة في قوله ۔تعالى۔ ‪ :‬ولمن خاف مقام ربه‬ ‫قال ‪« :‬جنتان من فضة آنيتهيا وما فيهما ‪ .‬وجنتان من ذهب آنيتهيا‬ ‫جتتان»‬ ‫وما فيهيا» ثم انظر إلى أبواب الجنة فإنها كثيرة بحسب أصول الطاعة كيا أن‬ ‫أبواب النار بحسب أصول المعاصي ‪.‬‬ ‫قال أبو هريرة ‪ :‬قال رسول الله ية ‪« :‬من أنفق زوجين من ماله في‬ ‫الحنة» ‪.‬‬ ‫من أبواب‬ ‫الله دعي‬ ‫سبيل‬ ‫وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ‪،‬‬ ‫ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ‪ .3‬ومن كان من أهل الصدقة‬ ‫دعي من باب الصدقة ‪ 3‬ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ‪.‬‬ ‫عن علي قال ‪ :‬وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا» "‪ 0‬حتى إذا‬ ‫انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة تخرج من تحت ساقيها عينان‬ ‫تحبريان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به فشربوا منها فاذهبت ما في بطونهم من‬ ‫أذى وباس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلم‬ ‫تغير شعورهم ‏(‪ )٤‬بعدها ولا تتنشعث رؤ وسهم ك ما دهنوا بالدهان ثم انتهوا‬ ‫إلى الجنة فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين»”‪ 0‬ثم يلقاهم‬ ‫‏‪ ١‬۔ الآية ‏‪ ٤٣‬من سورة الأعراف‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٤٦١‬من سورة الرحمن‬ ‫‪٣‬۔‏ الآية ‏‪ ٧٣‬من سورة الزمر‬ ‫‏‪ ٤‬وردت في الاصل (أسعارهم) والصحيح ما البت‬ ‫‏‪ - ٥‬الآية ‏‪ ٧٣‬من سورة الزمر‬ ‫‏‪ ٣٠١‬۔‬ ‫۔‬ ‫الولدان يطوفون بهم كيا يطوف ولدان الدنيا بالحميم يقدم عليهم من غيبة‬ ‫يقولون له أبشر يا عبدالله بما أعد الله لك من الكرامة ثم قال ‪ :‬فينطلق غلام‬ ‫من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول ‪ :‬قد جاء فلان‬ ‫باسمه الذي يدعا به في الدنيا قالت ‪ :‬أنت رأيته ؟ فيقول أنا رأيته وهو يأتي‬ ‫بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى‬ ‫فيستخفها الفرح حتى تقوم إلى اسفكت‬ ‫أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أخضر واحمر وأصفر من كل لون ثم‬ ‫يرفع رأسه فينظر إلى سقفه فإذا مثل البرق ولولا أن الله قدره لالم أن يذهب‬ ‫بصره ثم طاطا رأسه فإذا أزواجه «وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزراي‬ ‫الحمد له الذي هدانا هذا وما كنا لنهتدي لولا‬ ‫مبثوثةها_© ثم اتكأوا فقالوا ‪:‬‬ ‫أن هدانا النه ھ ‏(‪. )٢‬‬ ‫ثم ينادي مناد ‪ :‬تحيون ولا تموتون أبدا ‪ .‬وتقيمون ولا تطعنون أبدا ‪3‬‬ ‫وتصحون ولا تمرضون أبدا ‪.‬‬ ‫وقال يلة ‪« :‬اتي يوم القيامة باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن من‬ ‫أنت ؟ فأقول محمد فيقول ‪ :‬بك أمرت أن لا أفتح لاحد قبلك» ‪.‬‬ ‫ثم تامل الآن في غرف الجنة واختلاف درجات العلو فيها ‪ 3‬وأن الآخرة‬ ‫أكبر درجات وأكبر تفضيلا كيا أن بين الناس في الطاعات الظاهرة والاخلاق‬ ‫الباطنة المحمودة تفاوتا ظاهرا فكذلك فيا يبازون به تفاوت ظاهر فإن كنت‬ ‫أعلى الدرجات فاجتهد أن لا يسبقك أحد بطاعة الله فقد أمر الله بالمسابقة‬ ‫إلى مغفرة من ربكم‬ ‫‪ :‬وسابقوا‬ ‫والمنافسة وفيها قال الله ۔ تعالى‬ ‫وجنة ‪ )( » . .‬رالآية) ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪« :‬وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ‏‘‪. )٠‬‬ ‫وقال‬ ‫‏‪ - ١‬الآيات ‏‪ ١٦ . ١٥ . ١٤‬من سورة الفاشية‬ ‫الاعراف‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫‏‪٤٣‬‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫‪٣‬۔‏ الآية ‏‪ ١٣٣‬من سورة آل عمران‬ ‫‏‪ ٢٦‬من سورة المطففين‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية‬ ‫۔_ ‏‪ ٣٠٦٢‬۔‬ ‫قال رسول الله ية ‪« :‬إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كيا‬ ‫يتراءون الكوكب الذي زي ‪ -‬لعله الذري ۔ في الأفق من المشرق والمغرب‬ ‫لتفاضل ما بينهيا» ‪.‬‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كيا يرون‬ ‫النجم الطالع في أفق من آفاق السياء وأن أبا بكر وعمر منهم» ‪.‬‬ ‫وقال جابر ‪ :‬فال لنا رسول الله يلة ‪« :‬ألا أحدثكم بغرف الجنة ؟!‬ ‫قال ‪ :‬قلت بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا قال ‪« :‬ان في الجنة غرفا من‬ ‫أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها ‪ .‬وباطنها من ظاهرها ‪ 0‬وفيها‬ ‫‪ :‬قلت‬ ‫قال‬ ‫»‬ ‫سمعت‬ ‫ولا أذن‬ ‫رأت‬ ‫وما لا عن‬ ‫‪.‬‬ ‫واللذات والسرور‬ ‫النعيم‬ ‫وداوم‬ ‫وأطعم الطعام‬ ‫«للن أفنشى السلام‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫؟‬ ‫الغرف‬ ‫هذه‬ ‫الله لن‬ ‫يا رسول‬ ‫الصيام وصلى بالليل والناس نيام» ‪.‬‬ ‫وسئل رسول الله ية عن قوله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬ومساكن طيبة في جنات‬ ‫عدن»ا‪)١‬‏ قال ‪« :‬قصور من لؤلؤ في كل قصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في‬ ‫كل دار سبعون بيتا من زمرد أخضر في كل بيت سرير على كل سرير سبعون‬ ‫فراشا من كل لون على كل فراش زوجة من الحور العين في كل بيت سبعون‬ ‫مائدة على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفة ويعطى‬ ‫المؤمن كل غداة من القوة ما ياتي على ذلك كله أجمع» ‪.‬‬ ‫قال رسول الله يلة ‪« :‬إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ترابها‬ ‫‪.‬‬ ‫وطينها مسك»‬ ‫زعفران‬ ‫‪.‬‬ ‫خالص»‬ ‫مسك‬ ‫«درمكة بيضاء‬ ‫‪:‬‬ ‫تربة الجنة فقال‬ ‫عن‬ ‫وسئل يب‬ ‫يسقيه الله ‪ 7‬تعالى ‪-‬‬ ‫أن‬ ‫سره‬ ‫من‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫الله كي‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو هريرة‬ ‫قال‬ ‫التوبة‬ ‫سورة‬ ‫‏‪ ٧٢‬من‬ ‫الآية‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٣٠٢٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا ومن سره أن يكسوه الله الحرير في الآخرة‬ ‫فليتركه في الدنيا» ‪.‬‬ ‫قال رسول الله يلة ‪« :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام‬ ‫وظل معدوده ‏(‪. )١‬‬ ‫شثتم ‪:‬‬ ‫فاقرأوا إن‬ ‫لا يقطعها‬ ‫أقبل أعرابي فقال ‪ :‬يا رسول الله ؛ قد ذكر الله تعالى ۔ في القران‬ ‫شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة مؤذية تؤذي صاحبها ‪ ،‬فقال‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬ما هي ‪ :‬قال ‪ :‬هي السدر فإن له شوكا فقال ‪ :‬قال الله‬ ‫كل شوكة‬ ‫محخضد الله شوكه فيجعل مكان‬ ‫محضود ‪4‬‬ ‫ط وسدر‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 7‬تعال‬ ‫ثمرة ثم يتفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ما منها لون يشبه‬ ‫الآخر ‪.‬‬ ‫زمرة تلج الحنة صورتهم‬ ‫«أول‬ ‫‪:‬‬ ‫_‬ ‫قال ‪ 2‬عليه السلام‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال أبو هريرة‬ ‫‪ ١‬نيتهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ولا يتغفوطون‬ ‫ولا يتمخطون‬ ‫لا يبصقون‬ ‫‏‪ ١‬لبدر‬ ‫‏‪ ١‬لقمر ليلة‬ ‫صورة‬ ‫علل‬ ‫وأمشاطهم من الذهب والفضة ورشحهم المسك ‪ ،‬ولكل واحد منهم زوجتان‬ ‫قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا وفي رواية أنه على كل زوجة‬ ‫سبعين حلة» ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬يحلون فيها من أساور من‬ ‫في قوله‬ ‫عليه السلام‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ذهب؟("‪)٦‬‏‬ ‫ويقال ‪ :‬ان عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة منها تضيع ما بين المشرق‬ ‫والمغرب ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬الآية ‏‪ ٣٠‬من سورة الواقعة‬ ‫الكهف‬ ‫سورة‬ ‫‏‪ ١‬من‬ ‫الآية‬ ‫‏‪ ٢‬۔‬ ‫۔ ‏‪ ٣٠٤‬۔‬ ‫وقال ۔ عليه السلام ۔ ‪« :‬الخيمة درة مجوفة طولها في السياء ستون ميلا في‬ ‫كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراه الآخرون» رواه البخاري في الصحيح ‪.‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬الخيمة درة محفوفة طولها فرسخ ولها أربعة آلاف‬ ‫من ذهب ‪.‬‬ ‫مصراع‬ ‫في قوله ۔ تعالى ۔ ‪:‬‬ ‫عليه الصلاة والسلام‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫وقال أبو سعيد‬ ‫لعله فراش ۔ كيا بين السياء‬ ‫وفرش مرفوعةه_) قال ‪ :‬مابين كل‬ ‫‪.‬‬ ‫والأارض»‬ ‫قال الله ۔ تعالى ۔ ‪ :‬كليا رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي‬ ‫رزقنا من قبل وأتوا به متشابها»("‪)٦‬‏ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كثيرة‬ ‫مواضع‬ ‫‏)‪ (٣‬في‬ ‫وذكر الله ۔ تعالى ‪ -‬ثواب‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫الله يتي‬ ‫إالى رسول‬ ‫اليهود‬ ‫‪ :‬جاء رجل من‬ ‫بن أرقم‬ ‫وقال زيد‬ ‫ويشربون ؟ وقال‬ ‫الحنة يأكلون‬ ‫أن أهل‬ ‫تزعم‬ ‫يا أبا القاسم ؛ ألست‬ ‫لأصحابه ‪ :‬إن أقر لي خصمته ‪ .‬فقال ية ‪« :‬والذي نفسي بيده إن أحدهم‬ ‫‏‪ ١‬لذي‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫‏‪ ١‬ليهمودي‬ ‫نقال‬ ‫‪.‬‬ ‫والجماعء‬ ‫يعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬عرق يفيض من‬ ‫يأكل ويشرب تكون له الحاجة ‪ .‬فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر»‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬إنك تنظر إلى الطير في الجنة‬ ‫فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا; ‪.‬‬ ‫وقال حذيفة ‪ :‬قال عليه السلام ۔ ‪« :‬إن في الجنة طيرا كأمثال النجابي»‬ ‫‏‪ ٣٤‬من سورة الواقعة‬ ‫‏‪ - ١‬الآية‬ ‫البقرة‬ ‫سورة‬ ‫‏‪ ٥‬من‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية‬ ‫‪٢٣‬۔‏ هكذا وردت بالاصل ولمله يقصد أنواع نعيم الجنة‬ ‫‪- ٣‬‬ ‫‪٠٥‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫عليه السلام ۔ ‪« :‬أنعم منها‬ ‫فقال أبو بكر ‪ :‬إنها لناعمة يا رسول الله فقال‬ ‫الذي يأكلها وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر» ‪.‬‬ ‫وقال عبدالله بن عمر في قوله ۔تعالى ۔ ‪ :‬يطاف عليهم بصحاف من‬ ‫ذهبه_) قال ‪ :‬يطاف عليهم بسبعين صحيفة من ذهب في كل صحيفة فيها‬ ‫لون ليس في الأخرى ‪.‬‬ ‫تعالى ۔ ‪ :‬ختامه مسك»") قال ‪ :‬هو‬ ‫وقال أبو الدرداء في قوله‬ ‫شراب أبيض مثل الفضة يجتمعون به في آخر شرابهم لو أن رجلا من أهل الدنيا‬ ‫أدخل يده فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها ‪.‬‬ ‫وروى أنس أن رسول الله يلة قال ‪« :‬غدوة في سبيل الله أو روحة خير‬ ‫من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدمه من الحنة ۔ لعله ۔ خير‬ ‫من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأاضاءت‬ ‫يعني‬ ‫وملأت ما بينهما رائحة ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها»‬ ‫الخمار ۔ ‪.‬‬ ‫إكأنهن‬ ‫‪:‬‬ ‫في قوله ‪ -‬تعالى ۔‬ ‫يا‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو سعيد الخدري‬ ‫قال‬ ‫الياقوت والمرجانه‪)"١‬‏ قال ‪« :‬تنظر إلى وجهها في خدها أصفى من المرآة وإن‬ ‫أدى لؤلؤة عليها لتضىع ما بين المشرق والمغرب وإنه يكون عليها سبعون ثوبا‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك»‬ ‫وراء‬ ‫ساقيها من‬ ‫مخ‬ ‫يرى‬ ‫حتى‬ ‫بصره‬ ‫ينفذها‬ ‫من‬ ‫‏(‪ )٤‬يعني‬ ‫مطهرة‬ ‫في قوله ۔ تعالى ۔ ‪« :‬وأزواج‬ ‫‪:‬‬ ‫مجاهد‬ ‫وقال‬ ‫والنخامة وا لنجاسة والمنى وا لولد ‪.‬‬ ‫والبصاق‬ ‫ا لحيض والغائط والبول‬ ‫الآية ‏‪ ٧١‬من سورة الزخرف‬ ‫‏‪ - ٢‬الآية ‏‪ ٢٦‬من سورة المطففين‬ ‫‏‪ ٣‬الآية ‏‪ ٥٨‬من سورة الرحمن‬ ‫‪٤‬۔‏ الآية ‏‪ ١٥‬من سورة آل عمران‬ ‫۔ ‏‪ ٣٠٦‬۔‬ ‫وقال رجل ‪ :‬يا رسول الله ؛ أيباضع أهل الجنة ؟ فقال ‪« :‬يعطى‬ ‫الرجل منهم من القوة في اليوم الواحد أفضل من سبعين منكم» ‪.‬‬ ‫قال عبدالله بن عمر ‪ :‬إن أدنى أهل الجنة من يسعى معه ألف خادم كل‬ ‫‪.‬‬ ‫ليس عليه صاحبه‬ ‫على عمل‬ ‫خادم‬ ‫خسمائثة‬ ‫الرجل من أهل الحنة ليتزوج‬ ‫‪« :‬إن‬ ‫والسلام‬ ‫وقال عليه الصلاة‬ ‫بكر ‪ .‬وثمانية آلاف ثيب يعانق كل واحدة مقدار عمره‬ ‫‏‪ ٠‬وأربعة آلاف‬ ‫حوراء‬ ‫في الدنيا» ‪.‬‬ ‫قال أنس ‪ :‬قال رسول الله يلة ‪« :‬إن الحور في الجنة يغنين يقلن نحن‬ ‫الحور الحسان جئنا لازواج كرام» ‪.‬‬ ‫عبد يدخل الحنة‬ ‫«ما من‬ ‫‪:‬‬ ‫الله يبن‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫أبو امامة الباهلي‬ ‫وقال‬ ‫إلا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه باحسن صوت‬ ‫يسمعه الانس والجن وليس يمزمار الشيطان ‪ 0‬ولكن بتحميد الله وتقديسه» ‪.‬‬ ‫تم بحمد الله وعونه نسخ وتحقيق الجزء الأول من كتاب الأخبار والآثار‬ ‫للعلامة المحقق الشيخ سالم بن عبدالله بن راشد ال بوسعيدي العقري النزوي‬ ‫وهو في فضيلة العلم وتحريم كتمانه وبيان علامات علياء الدنيا والآخرة وفي‬ ‫العقل وفضائل الايمان ‪ .‬وصفات المؤمنين ‪ ،‬والجاهل والمنافق ‪ .‬وأخبار أهل‬ ‫التقى } وفي النية والتوبة والتفكر والرضى بالقدر والعدل في الرعايا وفي كسب‬ ‫الحلال والحرام ‪ .‬وكراهية جمع المال } وفي الاحتكار والايثار ‪ .‬والنصيحة‬ ‫وكتمان السر واقتراب الساعة ‪ ،‬وفي الأمل وذكر الموت {} وذكر عذاب القبر‬ ‫والحساب وصفة المشرك وذكر النار ‪ .‬والجنة ونعيمها ‪.‬‬ ‫يليه بإذن الله وعونه الجزء الثاني وهو في المواعظ والقلب وآفاته } والنظر‬ ‫وتهذيب النفس ‪ ،‬وحب الدنيا ‪ .‬والزهد والصبر على البلاء ‪ .‬وفي التواضع‬ ‫والقناعة ‪ .‬وحسن الخلق والعزلة والصمت والحلم والرفق والمروءة والسخاء‬ ‫والايثار والغضب والحسد والكبر ‪ .‬وفي المزاح والضحك والعجب والرياء‬ ‫والغيبة والنميمة وفييا ورد ني النساء ومعاشرتهن وفي ذكر أدوية وأغذية وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫الأدب والحكمة‬ ‫محرم‬ ‫من‬ ‫الخميس الأول‬ ‫الحزء‬ ‫وتحقيق هذا‬ ‫من نسخ‬ ‫ا لفراغ‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٨٤‬م‬ ‫ديسمبر‬ ‫الموافق السابع والعشرين من‬ ‫‏‪ ١٠٥‬ه“©‪}5‬‬ ‫اللحقق‬ ‫۔_ ‏‪ ٣٠٩‬۔‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫الباب الأول ‪:‬‬ ‫‏‪١٧‬‬ ‫في فضيلة العلم‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثاني‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫في فضيلة العلم وتحريم الكتمان‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثالث‬ ‫آيفات الععلمل وبايانمات علياء الآخرة وعلاء الدنيا ‪ .‬‏‪٢١‬‬ ‫الرابع ‪:‬‬ ‫الباب‬ ‫‏‪٥١‬‬ ‫العقل‬ ‫ف‬ ‫الباب الخامس ‪:‬‬ ‫‏‪٥٥‬‬ ‫في فضائل الايمان وفوائد الذكر‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب السادص‬ ‫‏‪٦١٣‬‬ ‫في صفة المؤمنين‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب السابع‬ ‫‏‪٦٩‬‬ ‫صفة الجاهل والمنافق‬ ‫الباب الثامن ‪:‬‬ ‫‏‪٧٥‬‬ ‫في العهد والوعد‬ ‫_ ‪- ٣٦٣١١‬‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب التاسع‬ ‫‏‪٧٩‬‬ ‫في اخاء أهل التقى‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب العاشر‬ ‫‏‪٨٧‬‬ ‫ما جاء في حامل القرآن‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الحادي عشر‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫في وجوب النية‬ ‫الباب الثاني عشر ‪:‬‬ ‫في التوبة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثالث عشر‬ ‫‪١١١‬‬ ‫في التفكير‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الرابع عشر‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫في الرضى بقضاء الله وقدره‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الخامس عشر‬ ‫‪١١٩‬‬ ‫في الخوف والرجاء‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب السادس عشر‬ ‫‪١٢٣‬‬ ‫صفة المتقين السالكين طريق الآخرة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب السابع عشر‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫في لزوم التقوى‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثامن عشر‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫ذكر خوف سوء الخاتمة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب التاسع عشر‬ ‫‪١ ٥٧‬‬ ‫في القيام بالقسط‬ ‫‏‪ ٣١٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫ر قم الصفحة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب العشرون‬ ‫‏‪١٦٣‬‬ ‫في العدل في الرعايا‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الحادي والعشرون‬ ‫‏‪١٧٧‬‬ ‫في المشورة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثاني والعشرون‬ ‫‏‪١٨٣‬‬ ‫في ذكر القضاة والأمراء وأهل الظلم منهم‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثالث والعشرون‬ ‫‏‪١٩١‬‬ ‫في الظلم‬ ‫‪:‬‬ ‫الرابع والعشرون‬ ‫الباب‬ ‫‏‪١٩٧‬‬ ‫في حق الجار والصاحب والوالد والولد والمماليك‬ ‫الباب الخامس والعشرون ‪:‬‬ ‫‏‪٢٠٥‬‬ ‫في أكل الحرام‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب السادس والعشرون‬ ‫‏‪٢١٣‬‬ ‫في فضل الكسب الحلال وكراهية السؤال‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب السابع والعشرون‬ ‫‏‪٢١٧٩‬‬ ‫في كراهية جمع المال والحجة على من احتج بمال الصحابة‬ ‫‪:‬‬ ‫والعشرون‬ ‫الباب الثامن‬ ‫‏‪٢٣٣‬‬ ‫فى الحكرة والأثرة وعلامة السعادة والشقاء‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب التاسع والعشرون‬ ‫‏‪٢٣٩‬‬ ‫في النصيحة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الثلاثون‬ ‫‏‪٢٤١‬‬ ‫ي كتمان السر‬ ‫۔_ ‏‪ ٣١٣‬۔‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الحادي والثلاثون‬ ‫‏‪٢٤٥‬‬ ‫ي أسباب اقتراب الساعة وما جاء من الروايات‬ ‫الباب الثاني والثلاثون ‪:‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫في الامل‬ ‫الباب الثالث والثلاثون ‪:‬‬ ‫‏‪٥٩‬‬ ‫في ذكر الموت‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الرابع والثلاثون‬ ‫‏‪٢٧١‬‬ ‫في عذاب القبر نعوذ بالله منه‬ ‫الباب الخامس والثلاثون ‪:‬‬ ‫‏‪٢٧٥‬‬ ‫في صفة الحشر‬ ‫الباب السادس والثلاثون ‪:‬‬ ‫‏‪٢٧٩‬‬ ‫في ذكر الحساب‬ ‫الباب السابع والثلاثون ‪:‬‬ ‫‏‪٢٨٧‬‬ ‫في ذكر الشفاعة والحوض‬ ‫الباب الثامن والثلاثون ‪:‬‬ ‫‏‪٢٩١‬‬ ‫في ذكر النار نعوذ بالله منها‬ ‫الباب التاسع والثلاثون ‪:‬‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫ي الجنة وأصناف نعيمها‬ ‫‏‪ ٣١٤‬۔‬ ‫۔‬