‫‪٠‬‬ ‫د‬ ‫م‪‎‬‬ ‫‪٠٩٩‬‬ ‫صة‪‎‬‬ ‫‪٠١٩‬‬ ‫! ل الابا‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫ما‬ ‫بدر بن هلال بن‪ :‬حمو د اليحمد ي‬ ‫الادلة المرضية‬ ‫دحض‬ ‫ف‬ ‫ما نسب إلى الإباضية‬ ‫تأليف‬ ‫اليحمدي‬ ‫هلال‬ ‫بن‬ ‫بدر‬ ‫بسم الله الرحمن الرحم‬ ‫تصدير‬ ‫الحمد لله الذي _ بفضله _ جعل الحق نيرا واضحا ‪ ،‬وجعل الباطل أسود كالحاً‬ ‫وأصلي واسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ‪.‬‬ ‫اما بعد ‪:‬‬ ‫فإنه لم يكن بودي أن تأً خذ كتاباتنا طابع الدفاع ولكننا وللأسف الشديد قد دفعنا‬ ‫إلى هذا المسلك دفعاً ‪ . .‬حيث وجدنا أنفسنا في حرب قد فرضت علينا لا نجد مناصا‬ ‫عنها ‪..‬‬ ‫وإنني أكتب هذه الأسطر التى أقدم بها لهذا الكتاب القيم لسببين ‪:‬‬ ‫(الأرل) ‪ :‬نزولا عند رغبة أخ عزيز أستشعر الواجب فأخذ بزمام المبادرة لإحقاق الحق‬ ‫وإزهاق الباطل ‪.‬‬ ‫ولولا قناعتى بعدالة القضية ‪ ،‬ولولا أني واحد من أولئك الذين يصطلون لظى هذه‬ ‫الحرب الضارية لما تحرك لدتي ساكن ‪.‬‬ ‫(الغانى) ‪:‬هو محاولة استكمال المشوار الذي بدأه الأخ الباحث ولكن بشكل اخر }‬ ‫فإذا كان _ جزاه الله خيراً _ قد تناول الموضوع من الناحية الفقهية من حيث تحديد‬ ‫المسائل التي تناولها المؤلف } ثم تفنيد ما نسب إلى أصحاب المذهب فيها ‪ 0‬ودعم ذلك‬ ‫ى إذا كان الاخ الباحث قد تناول الرد‬ ‫بارا العلماء الإباضيين وخاصة القدامى س‬ ‫من هذا الجانب فارننى ‪ ،‬وبعد أن أطلعت عالى رده هذا الذي رد به على الأستاذ الدكتور‬ ‫قل‬ ‫الباحث‬ ‫الأخ‬ ‫كان‬ ‫ولا‬ ‫<‬ ‫وأدلته»‬ ‫الإسلامي‬ ‫« الفقه‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫الزحيلي)‬ ‫(وهبه‬ ‫في هذا الصدد‬ ‫الأدبية والحماس الديني فجاء رده ملتهبا متأ ججاً قمت‬ ‫أخذته الشجاعة‬ ‫من‬ ‫وبالرغم‬ ‫ئ‬ ‫بهما‬ ‫القيام‬ ‫بضرورة‬ ‫و شعورا‬ ‫ئ‬ ‫الجيد‬ ‫هذا‬ ‫ف‬ ‫مني‬ ‫إسهاما‬ ‫اتنين‬ ‫بدورين‬ ‫وألفاظ‬ ‫شديدة‬ ‫عبارات‬ ‫من‬ ‫حنه‬ ‫ف‬ ‫استخدمه‬ ‫الذي‬ ‫الأسلوب‬ ‫على‬ ‫الباحث‬ ‫أنني أعذر‬ ‫جاشت بها قريحته‬ ‫قد تكون حادة في بعض الأحيان ؤ إذ لم تكن إلا نفثات مصدور‬ ‫واستبدال بعض‬ ‫العبار أت‬ ‫بعض‬ ‫تلطيف‬ ‫ف‬ ‫استأذنته‬ ‫إلا أنني‬ ‫ل‬ ‫عاطفه‬ ‫بها‬ ‫جحججت‬ ‫وتأ‬ ‫الألفاظ ‪.‬‬ ‫أما الدور الثاني الذي قمت به _ بتوفيق من الله _ فقد خدمتنا الأقدار «والحمد‬ ‫ولما‬ ‫[‬ ‫الإسلامي)‬ ‫الفقه‬ ‫(لندوة‬ ‫مع الاعداد‬ ‫ومراجعته‬ ‫البحث‬ ‫ترامن إعداد‬ ‫حيث‬ ‫لله»‬ ‫۔‪. ٣ ‎‬‬ ‫كان الدكتور أحد العلماء الذين وجهت إليهم الدعوة لحضور تلك الندوة فقد رأينا‬ ‫أن نجتمع بالدكتور الزحيلي ونناقش معه القضايا التي نسبها إلى الإباضية وهم منها براء‬ ‫وضمنها كتابه المشار إليه ‪.‬‬ ‫وعلى هامش أعمال الندوة عقدنا إجتاعاً بالدكتور حضره نخبة من العلماء منهم‬ ‫سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي والشيخ الدكتور فرحات بن علي الجعبيري ‪ ،‬وتولى‬ ‫الشيخ الخليلي الحديث مع الدكتور الزحيلي حيث وضح مكانة العلماء وضرورة حرصهم‬ ‫على أن تخرج مؤلفاتهم وبحوثهم على أعلى درجة من الدقة والموضوعية لتكسب ثقة‬ ‫طلابهم وجمهور قرائهم ‪ 3‬مشير إلى سهولة الحصول على المراجع في هذا العصر وإلى‬ ‫يسر وسائل الاتصال ‪ .‬شم بين سماحته للدكتور ما أورده فيى كتابه من اراء نسبها إلى‬ ‫الإباضية وهي أبعد ما تكون عن مذهبهم & محتجاً عليه بثلاث نقاط أساسية ‪:‬‬ ‫(الأولى) ‪ :‬كون الدكتور قد وعد في مقدمة كتابه بأن يعتمد في آراء كل مذهب على‬ ‫كتب علماء ذلك المذهب } وأنه قد أشار إلى أن مرجعه في المذهب الإباضي كتاب‬ ‫يعتمد عليه ‪.‬‬ ‫النيل؛ مع أنه‬ ‫فشرح كتاب‬ ‫(الثانية) ‪ :‬أنه على إفتراض عدم حصوله في مكتبات بلده على كتب للمذهب الإباضي‬ ‫فما أسهل أن يتصل بعلماء المذهب المعاصرين الذين يعرف الكثير منهم خاصة وأنه على‬ ‫مقربة جدا من معقل الإباضية «عممان» فالدكتور يعمل في جامعة الإمارات الواقعة‬ ‫مدينة العين التي لا يفصلها عن البريمي العمانية إلا شارع من الأسفلت ‪.‬‬ ‫له‬ ‫و بكتاباته ‪ .‬فكيف‬ ‫به‬ ‫ثقة الطلاب‬ ‫على أن يكسب‬ ‫(النالنة) ‪ :‬أن الدكتور حريص‬ ‫أن يحقق ذلك إذ‪ .‬أن المكتبة الإباضية قد أغرقت المؤسسات العلمية ‪ ،‬وأن الباحث الدقيق‬ ‫يمكنه الرجوع إلى كثير من كتب هذا المذهب آ فاذا ما وجد المفارقات بين ما في هذه‬ ‫الكتب وما نسبه الدكتور إلى أصحابها مآنراء فإن النتيجة ليست فقط عدم قبول‬ ‫ذلك الفعل من الدكتور وإنما تتعداه إلى هز الثقة في جميع مؤلفاته لأنها ستصبح تلقائياً‬ ‫حلا للتهمة وغرضاً للإرتياب وسو الظن ‪ 0‬وهذا ما يجب أن يترفع عنه أستاذ وعالم‬ ‫فى مكانة الدكتور الزحيلي ‪ .‬خاصة وأن الدكتور الزحيلي ليس عالماً من النو ع التقليدي‬ ‫فهو عالم وأستاذ أكاديمي أنيطت به مسئولية عمادة كلية الشريعة في الجامعة التي يعمل‬ ‫بها وهذا منصب خطير في السلم الاكاديمي ‪ ،‬وكم هو مفتقر إلى كسب ثقة الناس فيه‬ ‫كا أنه اكثر افتقارا إلى رضاء الله عنه ‪..‬‬ ‫و لم يملك الدكتور إلا أن يعرب عن اعترافه بالخطأ الذي وقع فيه و لم يملك من التبرير‬ ‫لذلك إلا ندرة الكتب الإباضية لديه ‪ ،‬مما يدل على أنه لم يكلف نفسه البحث عنها‬ ‫‪.‬‬ ‫الخاصة‬ ‫مكتبته‬ ‫ج‬ ‫خار‬ ‫إلا أنه ومع الإحاطة به ومع وضعنا إياه على محك التقوى أبدى _ مشكورا _‬ ‫رغبة ذاتية في تصحيح ما وقع فيه من خطأ وطلب مني شخصيا أن أحدد له المسائل‬ ‫التي لم يحالفه التوفيق في إبرازها بالشكل الصحيح وأن أبين له رأى المذهب الإباضي‬ ‫حيث أعطيته ما طلب مكتوبا وتم تزويده بكثير من الكتب والمراجع الإباضية في الأصول‬ ‫والفروع والتاريخ والفكر ‪.‬‬ ‫هذا وأننا على ثقة من أنه سيعمل جاهدا على تحقيق ما قال والوفاء بما قطعه على‬ ‫نفسه من وعد ‘ بل إنه وعد بأن يقدم تلك المسائل على شكل أبحاث تنشر في مجلات‬ ‫متخصصة تمهيدا لاإحلالها في الكتاب في طبعته القادمة ‪.‬‬ ‫بل أيضاً حدمة‬ ‫خحدمة مذهبنا ‪7‬‬ ‫ويعلم الله أننا ل نقدم على مثل هذه الخطوة‬ ‫لهذا العالم الذي نحرص على سمعته كا نحرص على أن نقية عاقبة ما وقع فيه ‪ .‬على أنه‬ ‫لا مانع من أن تكون خطوتنا هذه خدمة لمذهبنا لقناعتنا بعدالة قضيتنا ‪.‬‬ ‫وليت أننا نتمكن من تصحيح ما يرتكب في حقنا من أخطاء بهذه الصورة ‪ ،‬وليت‬ ‫أننا نجد من العلماء الذين نالت أقلامهم من المذهب الإباضي ما وجدناه من الدكتور‬ ‫الزحيلي من تفهم وسعة صدر وإذا كنا نعزو ذلك إلى شيء فإنما نعزوه إلى اختباء وهج‬ ‫التقوى في كيانه ‪.‬‬ ‫فإذا كان ذلك الوهج قد أخمده بعض الرماد فانه سرعان ما يتأجج إذا ما أذكى ©‬ ‫وكم هي التقوى عاصمة للإنسان من الوقوع في الخطأ وليتها تبقى متأججة تكوي الضمير‬ ‫قبل أن يقدم صاحبه على أي عمل مخالف لها ‪ ...2‬تكويه قبل أن يكولى ولات مذك‬ ‫انذاك ‪.‬‬ ‫وإنني ومن خلال هذه العجالة أدعو أولئك الذين أخذوا على عاتقهم مسئولية‬ ‫البحث والتنقيب عن تراث هذه الأمة ‪ 0‬ومسئولية تدوين ذخائرها الأصولية والفقهية &‬ ‫وكنوزها الحضارية والتاريخية أن يتقوا الله في أنفسهم وفي الأجيال التي ستعتمد على‬ ‫المستهدفين في بحوثهم وكتاباتهم ‪ ،‬فانه «لا يكب‬ ‫كتاباتهم © قبل أن يتقوا الله في ظلم‬ ‫الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم» ‪ .‬والقلم أحد اللسانين بل أخطر‬ ‫اللسان العادي ‪.‬‬ ‫اللسانين لان حديثه يبقى كا لم يبقه حديث‬ ‫التي ما‬ ‫جبهة الدفاع‬ ‫من‬ ‫الاباضية بأن يخرجوا‬ ‫من‬ ‫والباحثين‬ ‫العلماء‬ ‫أنني ادعو‬ ‫ك‬ ‫الدفاع‬ ‫برحوها في هذا العصر & فإن مذهبهم يقدر استغنائه عن الهجوم فهو غني عن‬ ‫كذلك ‪.‬‬ ‫إن الشيء الذي يفتقر إليه المذهب هو التعريف به وإبراز مكنوناته وحمله إلى الناس‬ ‫في ثوب قشيب يتناسب مع جماله ونصاعته كا يتناسب مع اذواق اهل العصر ‪..‬‬ ‫إن المذهب الإباضي حاله كحال الدين الاسلامي ذاته } فإذا كنا ندرك ضرورة‬ ‫أن نحمل الاسلام إلى غير المسلمين ونعرضه بالشكل الذي يجعل الاخرين مقبلين عليه‬ ‫تناطبين إياهم بما يفهمون من لغة ‪ 3‬كذلك يجب آن يكون فهمنا لطرح المذهب وارائه }‬ ‫ذلك لان قناعتنا بالمذهب هي اساس قناعتنا بالاسلام ‪ ،‬وفي اعتقادنا آن المغهج الصحيح‬ ‫يتمثل في تطبيقه وتبنيه ‪.‬‬ ‫وإذا كنا نتفق أن القضايا الأساسية في العقيدة والعبادة أمور متفق عليها بين المذاهب‬ ‫الإسلامية فإننا نرى أن هناك قضايا في هذين المجالين جديرة أن يأخذها العلماء الإباضيون‬ ‫بالإهتام فيطرحونها طرحا جديدا يظهرون فيها آراء المذهب بلغة عصرية وأسلوب علمي‬ ‫دقيق ‪.‬‬ ‫على أن كثيرا مأنبناء المذهب أنفسهم في حاجة إلى وجود منهج إباضي يسهإ‬ ‫والمراجع‬ ‫الكم الهائل من‬ ‫عليهم تطبيقه في أبسط أمورر دينهم ‘ فبرغم وجود‬ ‫‪77‬‬ ‫من ا‬ ‫جديدة‬ ‫طبعات‬ ‫من إصدار‬ ‫الأخيرة‬ ‫الفترة‬ ‫وبرغم ما شهدته‬ ‫الاباضية‬ ‫الفقهية إلا إننا لا نجد كتابا حديئاً رتبت فيه المسائل العقائدية والفقهية ترتيباً يسهل‬ ‫عليهم‬ ‫على الطالب والمسلم العادي الرجو ع إليه ث إذ أن السواد الأعظم من الناس يصعب‬ ‫استخراج مسألة فقهية مانلكتب القديمة نظرا إلى الأسلوب السائد في تبويبها ‪ 5‬والذين‬ ‫يستطيعون الاستفادة من تلك الكتب لا يحتاجون إلى غيرها ‪ ..‬هذا فيما يتعلق بالقضايا‬ ‫العقائدية والفقهية ‪ 0‬وإذا جئنا إلى الجانب التاريخي فحدث عنه ولا حرج ‪ ،‬إذ نجد أن‬ ‫‪.‬‬ ‫القريب‬ ‫ماضيهم‬ ‫عن‬ ‫وحتى‬ ‫ماضيهم‬ ‫عن‬ ‫سحيقة‬ ‫فجوة‬ ‫تفصلهم‬ ‫المعاصر‬ ‫الجيل‬ ‫أبناء‬ ‫العليا «الاسلامية»‬ ‫الدراسات‬ ‫ف‬ ‫عماني‬ ‫طالب‬ ‫إل‬ ‫أتحدث‬ ‫كنت‬ ‫أن‬ ‫كثيرا‬ ‫ولتند ساءني‬ ‫الأصول ‪ 0‬فإذا به لا يعرف الفرق بين الامام سعيد‬ ‫يحضر حاليا رسالة ماجستير ؤ‬ ‫ابن خلفان الخليلي والامام محمد بن عبد الله الخليلي © كا لا يعرف الفرق بين الإمامين‬ ‫عزان بن قيس البوسعيدي وسالم بن راشد الخروصي ‪ ،‬وهو لا يفرق بين الفترتين اللتين‬ ‫قامت فيهما إمامة كل منهما ‪ ،‬ويعتقد أن الامام سعيد بن خلفان أحد الائمة الذين تمت‬ ‫الدين السالمي ‪.‬‬ ‫نور‬ ‫قام بها الامام‬ ‫جهود‬ ‫مبايعتهم بالامامة إثر‬ ‫فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لمثل هذا الوسط الثقافي ‪ ..‬فما هو الحال بالنسبة‬ ‫للطلبة في المراحل الدنيا ‪.‬‬ ‫هذه الحادثة عني صدمة عشتها مع طالب متخرج من الثانوية كنت‬ ‫وقد خففت‬ ‫اسأله عن آخر كتاب قرأه في العطلة الصيفية فأجابني بأنه دالجامع الصحيح» وعندما‬ ‫سألته عن صاحب هذا الجامع أجاب بأنه الشيخ خلفان بن جميل ‪ ،‬وسألته عن الشيخ‬ ‫خلفان هذا فأجابني بانه صحابي ! فلم استطع التحديد لاي أعجب & الجهله بالصحابة‬ ‫والعهد النبوي ؟! أم لجهله بأبسط معلومة في التاريخ العماني ؟‬ ‫وقد أتهم بالتشاؤم في مثل هذه المواقف ولكن الحقيقة أن معايشتي للواقع أوصلتني‬ ‫المرة ‪.‬‬ ‫القناعة‬ ‫إلى هذه‬ ‫سوف‬ ‫مسئولية‬ ‫&© فهي‬ ‫بدوره‬ ‫يسهم‬ ‫على الكتابة أن‬ ‫قادر‬ ‫فإننى أدعو كل‬ ‫وعليه‬ ‫يحاسب عليها أمام الله ‪ .‬وفي اعتقادي أن المقالات الصحفية لم تعد كافية في تحقيق هذا‬ ‫الهدف & ولكن الكتب والكتيبات اكثر نجاحا ‪ 3‬وهناك دور لابد أن يضطلع به أصحاب‬ ‫‪.‬‬ ‫الباحثمن‬ ‫قرائح‬ ‫به‬ ‫تحبو د‬ ‫تمويل طباعة ما‬ ‫ف‬ ‫الاموال‬ ‫رؤوس‬ ‫الذي‬ ‫اليحمدي)‬ ‫بن هلال‬ ‫(بدر‬ ‫للأخ‬ ‫شكري‬ ‫عن‬ ‫أعرب‬ ‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫ختام‬ ‫وفي‬ ‫أعد هذا البحث القيّم راجيا منه مواصلة الطريق بالشكل الذي طرحته ‪ ،‬وراجيأ من‬ ‫أمثاله الإحتذاء به ‪.‬‬ ‫كا اسأل الله سبحانه أن يكتب النوبة والأجر لمن مول طباعة هذا الكتاب ‪..‬‬ ‫والله الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل‬ ‫أجد بن سليمان بن علي الكندي‬ ‫مسقط ‏‪ ١٥‬من صفر ‪١٤٠٩‬ه‏‬ ‫بسم الله الرحمن الر حمم‬ ‫المقدمة‬ ‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين‬ ‫سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ‪ 3‬وعلى كل من اتبع هداه إلى يوم الدين ‪.‬‬ ‫اما بعد ‪:‬‬ ‫فإن في دنيا البشرية اتجاهات ومبادىء شتى يسلكها الناس كل حسب‬ ‫رأيه وفكره ‪ 3‬يظهر ذلك جليا في أعمال وأقوال أي إنسان ‪ ،‬فهى المقياس‬ ‫الذي يحدد فكره ونهجه ‪.‬‬ ‫وكثيرا ما تصادمت فرق البشر في أفكارها ومبادئها حتى أدت بهم الحال‬ ‫إلى الحروب العنيفة ‪ .0‬فكان هناك الغالب والمغلوب ‪.‬‬ ‫ذلك لأن كل طائفة تعتقد أن مبادئها هى الصحيحة التي يجب أن يأخذ‬ ‫بها بقية الناس ث ومن هنا أخذت تبذل كل غالي ورخيص من أجل‬ ‫نشر وسيطرة فكرها ‪ .‬وقد يوجد أتباع لكل فكرة ما هم إلا مجرد وسائل‬ ‫وأدوات يحركها أرباب تلك الأفكار إ أما هم فلا يفقهون سوى تلبية رغبات‬ ‫‪.‬‬ ‫القداسة‬ ‫في اعتقادهم لهم حق‬ ‫هم‬ ‫أقوال من‬ ‫قادتهم ك وترديد‬ ‫أما نحن فان مبدأنا واعتقادنا هو الاسلام برمته ‪ ،‬وعلينا أن نجزم بأن ديننا‬ ‫هو المبدأ الصحيح الذي يجب أن تأخذ به جميع البشرية ‪..‬‬ ‫غير أن اعتقادنا بصحة هذا الدين لدرجة أنه يجب على البشرية أن تأخذ‬ ‫به يختلف في حقيقته عن اعتقاد الآخرين بصحة مبادئهم ‪ .‬والسبب في ذلك‬ ‫بسيط جدأ ‪ 3‬ذلك أن ديننا ليس من وضع البشرية نفسها بل من وضع خالق‬ ‫هذه البشرية الذي يعلم ما يصلحها وما يفسدها ‪ .‬بخلاف الاتجاهات الأخرى‬ ‫التي تستمد نظمها من عقول بشرية مثلها ‪ ،‬لم تراع إلا القشور من مصالحها‬ ‫الخاصة ‪ .‬ولنضرب لذلك مثالا _ ولله المثل الأعلى _ لو كان لك أطفال‬ ‫صغار © كل واحد منهم يريد أن يفعل ما يميل إليه ويحبه وقد يكون في هذا‬ ‫ما يضره أو يهلكه © وأنت تعرف مصلحته وأين يجب أن يسلك ‪ ،‬أمى الرأيين‬ ‫يكون أصوب في اعتقادك ؟ رأيك أم آراء أطفالك ؟ معأنك لم تجبر أحنا‬ ‫أمر من اتبع رأيك‬ ‫منهم باتباع رأيك ‪ .‬لاشك أن النتيجة ستكون ‪7 :‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫من اةتبع رأيك‬ ‫وفساد من حاد عنه ‪ .‬ولا يمكن لأحد أن يحكم بغير صواب‬ ‫كذلك الله سبحانه وتعالى يعلم ما يصلح هذه البشرية التي خلقها بنفسه ‪.‬‬ ‫إذن دين الاسلام هو الدين الصحيح الذي يجب أن يأخذ به جميع الناس ©‬ ‫وجب على المسلمين أن يطبقوه في أنفسهم ثم ينشروه للبشرية جمعاء ‪.‬‬ ‫وقد أدرك هذه الحقيقة أوائل المسلمين وأسلافهم من الصحابة والتابعين‬ ‫فأخذوا بها وعملوا بمقتضى أوامر الاسلام ونهجه ‪ ،‬ونشروه للبشرية ‪ ،‬إلى أن‬ ‫وجد في هذه الأمة أقوام جهلوا هذه الحقيقة فعملوا ما شاءوا وحادوا عن‬ ‫طريق الصواب إلا من رحم الله ‪ .‬فتكونت فرق المسلمين بعد أن كانوا طائفة‬ ‫واحدة ‪ 3‬وأصبحت كل فرقة ترمي مخالفيها بشتى المهاترات © وكثر اللمز‬ ‫لا أصل لها فيى الدين ©‬ ‫فى تشعبات‬ ‫يدخلون‬ ‫بينهم ‪ .‬بعد أن أخذوا‬ ‫والغمز‬ ‫وإنما استقوا فكرها من فلسفات مختلفة لا قرابة بينها وبين الاسلام ‪.‬‬ ‫وقد كان من فضل الله أن بقى لهذه الأمة من يحافظ على أصولها الحقيقية ‪.‬‬ ‫لأن هذا الدين بطبيعته التي وضعها فيه الخالق يلزم أن لا تخلو الأرض من‬ ‫قائم له بالحجة ‪ .‬وأنا لا أقصد بهذا الكلام مذهبا محددا بعينه ‪ 5‬بل إن جميع‬ ‫هذه الفرق لابد وأن يكون فيها الصالح الذي يرغب في رد أوضاع المسلمين‬ ‫إلى ما كانوا عليه في زمن النبي ع وعهد الخلفاء الراشدين } وقد نجهل‬ ‫نحن كثيرا منهم بسبب اختفائهم تحت ركام التاريخ ‪ .‬وفيها الطالح الذي حاول‬ ‫أن يزيد من تشتت المسلمين ‪ ،‬لاسيما إذا رآى أن في ذلك مصلحة له ‪.‬‬ ‫الصحيح ‪.‬‬ ‫نهجهم‬ ‫عن‬ ‫لابعاد المسلمين‬ ‫شتى‬ ‫وسائل‬ ‫مستخدما‬ ‫من هنا نستطيع أن نميز كل من أراد بالإسلام خيرا ‪ ،‬ومن أراد به سوءا ‪.‬‬ ‫وقد ظهر في فترات مختلفة مؤمنون مخلصون وعلماء صالحون ‪ ،‬كان كل‬ ‫همهم إصلاح المجتمع المسلم ‪ ،‬وكان ظهور هؤلاء أحيانا بشكل جماعي وأحيانا‬ ‫بشكل انفرادي ‪ .‬ولا يزال يظهر مثلهم إلى اليوم وإلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫وكان من بين هؤلاء جماعة ظهرت في النصف الثاني من القرن الأول‬ ‫الهجري ‪ 0‬حاولت رد الوضع إلى سابق عهده ‪ ،‬وبذلت قصارى جهدها لهذا‬ ‫الغرض ‪ ،‬إلى أن انقضى عهدهم ‪ .‬فتلاحقت أجيال مؤمنة من بعدهم تحمل‬ ‫نفس الفكر وتنوء بنفس الهم ‪ ،‬سواء كان ذلك أيضا بصورة جماعية أو بصورة‬ ‫انفرادية ‪ .‬وأنا لا أحصر هذا النهج في هذه الجماعة فقط _ حتى لا أفهم‬ ‫خطأ _ وإنما هي من بين هؤلاء المصلحين ‪ .‬وقد أطلق على من يحمل مثل‬ ‫هذه الفكرة وينحو نحوها لقب «الاباضية» ‪ ،‬نسبة إلى أحد كبار حاملى هذه‬ ‫الفكرة المصلحة وهو «عبد الله بن اباض التميمي» ‪.‬‬ ‫وواجهت هذه الفرقة ما واجهت عبر القرون من الحروب العسكرية‬ ‫والمعنوية ‪ ،‬وحاول كثير من الناس تشويه حقائقها وصرف الناس عنها ‪ ،‬ولكنها‬ ‫حققت انتصارات جل في كثير من المواقف حينا كان أتباعها أقوياء بالإيمان‪. :‬‬ ‫ولربما أخفقت أحيانا إما ابتلاء محضا من الله وإما لسبب يرجع إلى أنفسهم ‪.‬‬ ‫ولازالت هذه الفرقة تتلقى صنوف التشويهات والمنفرات والإفتراءات إلى‬ ‫وقتنا الحاضر ‪ ،‬على الرغم من كون البشرية تطورت ‪ ،‬والحركة العلمية‬ ‫ازدهرت } والكتب انتشرت |‪ ،‬والحقائق ظهرت ‪ ،‬ومع ذلك كله فان هناك‬ ‫من يغمض عينيه © ويصرف نفسه عن البحث عن الحقائق © ويتعالى عن طلب‬ ‫معرفة فكرها الصحيح ‪ ،‬ويكتفي بما يقال عنها ء وقد يأخذ هو في زيادة‬ ‫الإفتراءات والتشويهات ‪ ،‬ظانا أن ذلك سيحجب تلك الحقائق عن الآخرين ‪.‬‬ ‫به رد‬ ‫تحاول‬ ‫ولكن هل تخلت تلك الفرقة عن نهجها القويم ‪ ،‬الذي‬ ‫المسلمين إلى صفاء الإسلام ووضوح صراطه المستقيم ؟‬ ‫إنها في الحقيقة لازالت ثابتة ثبوت الجبال الرواسى لاتتزعزع أبدا ‪.‬‬ ‫‪.‬ون؛‬ ‫مستمرة في دعوة المسلمين إلى الوحدة في كل شيء سواء في العقائد أو ف‬ ‫السلوك‪ ،.‬إلا ما كانت المرونة الإسلامية تسمح بالتوسع فيه ‪.‬ولازالت هذه‬ ‫الفرقة تعرض أفكارها على جميع المسلمين طالبة منهم تبنيها ومناقشتها بشكل‬ ‫أفكارها‬ ‫مع وجود الإباضية فيهم فتطرح‬ ‫صريح بحيث تجتمع فرق ‪:‬‬ ‫عليهم وتناقش على الملأ ‪ .‬فان ظهر فيها خلل إسلامى فلا يؤخذ به وإن ثبت‬ ‫رسوخ قدمها في أصل الدين فلا مفر لكل واحد عن اتباع نهجها ‪.‬‬ ‫ولازالت هذه الفرقة تتبع كل ما يقال عنها في الكتب المغرضة الشاحنة‬ ‫بالإفتراءات والتزويرات ‪ ،‬حتى ترد جميع التهم التى القيت عليها بدون حق ‪8‬‬ ‫ذلك لآن المغرضين لم يرجعوا إلى مصادرها الأصلية التي تعطى الحقيقة واضحة‬ ‫عن هذه الجماعة ‪ ،‬والرجوع إلى المصادر المشوهة خطا كبير كما هو معلوم ‪.‬‬ ‫إنه ليؤسفنا أن تنتهك قداسة العلم بحيث يزور فيه كل ما هب ودب ‪8‬‬ ‫ويؤسفنا أن نجد من الناس من يصدق كل ما يقال بدون تمعن أو تحر للحقيقة‬ ‫التى تشوه من قبل أصحاب الأهواء والتعصب ‪ .‬ولقد نسي هؤلاء ما كان‬ ‫عليه السلف الصالح من اتخاذ الموضوعية البحتة منهجهم في البحث عن أي خير يرد‬ ‫إليهم © لاسيما في علم الحديث النبوي الذي كان يؤخذ بكل حذر ودقة &‬ ‫مخافة أن يدس على الرسول عقيلة ما ليس عنه ‪ .‬فلا ريب إن كنا قد جنينا‬ ‫بعض تمار جهدهم ‪ ،‬ولازلنا نستمتع بطيب ما قدموه لنا إلى يومنا هذا وإلى‬ ‫أن تقوم الساعة ‪ .‬إننا يجب علينا أن ننهج هذا النهج القويم في تحرى أية مقولة‬ ‫حتى نقدم للأمة الاسلامية خدمة جليلة هي تمرة جهد طويل يشكره الله بالجزاِ‬ ‫الأوقى ويشكره الناس بالثناء الحسن والدعاء الخالص ‪.‬‬ ‫وإننا للأسف أن نجد الذين يدعون الموضوعية في أقوالهم _ والموضوعية‬ ‫يأتون بأقوال منسوجة من وهم الخيال ‪ ،‬ويا للأسف أنها تلاق‬ ‫منهم براء‬ ‫قبولا وترحيبا عند كثير مانلناس ‪.‬وكان من بين الذين شوهوا جمال المذهب‬ ‫۔‪١١.‬‏ ۔‬ ‫الإباضى ونسبوا إليه ما هو بعيد عنه أحد الدكاترة الحديثين (سنعرفه فيما بعد)‬ ‫مع معرفته بطريقة البحث العلمى & إلا أنه أب التقيد به © فلم يتردد عن أن‬ ‫‪.‬‬ ‫الصديق‬ ‫يوسف‬ ‫دم‬ ‫من‬ ‫الذئب‬ ‫منه براءة‬ ‫ما هو بر ء‬ ‫المذهب‬ ‫هذا‬ ‫إل‬ ‫ينسب‬ ‫وبما أن من واجب الاباضية أن يتتبعوا ما يقال عنهم فيردوا الإفك على‪:‬‬ ‫و مبطلا مزاعم هذا‬ ‫ما عليه الإباضية ذ‬ ‫قائله © انبريت في الر د عليه مبينا صحة‬ ‫الدكتور بعدما رأيت مدى إيغال هذه القضايا في مخالفة ما عليه المذهب ‪.‬‬ ‫وستجد إن شاء الله اننى عرضت كل قضية قالها مع ما يصادمها من كتب‬ ‫الاباضية ‪.‬‬ ‫وقد اعتمدت في ذلك على التراث الإباضى القديم بالدرجة الأولى قبل‬ ‫الإعتماد على الكتب الحديثة حتى لا يقال أن الكتب الحديثة ألفت لغرض‬ ‫إصلاح ما عليه سلف الإباضية ‪ ،‬فان من المعلوم أن الكتب القديمة هي التي‬ ‫تشتمل على آصنول ومبادىء المذاهب ‪ ،‬وهي أمهات ما استجد من الكتب‬ ‫المعرفة واستيضاح‬ ‫على القديم فى استمداد‬ ‫في العهود الحديثة لاعتاد الحديث‬ ‫لتحقيق [‬ ‫مهمتي‬ ‫ل تكن‬ ‫|} إذ‬ ‫‏‪ ١‬لفكر ة ‪ .‬و لست أد عى أننى أتيت بشي ء جديد‬ ‫فانا أضعف من أن أبلغ هذا الشاو ‪ ،‬وإنما مهمتي جمع أقوال علماء المذهب‬ ‫في الرد على هذه التشويهات & وأسأل الله أن أكون قد وفقت في هذا العمل ‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫داخل‬ ‫كاملة‬ ‫بصورة‬ ‫القارىء‬ ‫أخي‬ ‫فستجده‬ ‫والرد‬ ‫السبب‬ ‫عن‬ ‫أما‬ ‫الكتاب ‪ .‬وأسأل الله أن يتقبل منى هذا العمل الزهيد ‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق ؛؛‬ ‫اليحمدي‬ ‫هلال‬ ‫بن‬ ‫بدر‬ ‫‪ ٢‬ربيع الثاني‪ ‎‬ه‪٨٠٤١‬‬ ‫‪١٩٨٧/١١/٢٤‬م‬ ‫الموافق‪‎‬‬ ‫إربد _ الأردن‬ ‫۔‪١٧‬‏ ۔‬ ‫تمهيد‬ ‫سبب‬ ‫الحقيقة وليد‬ ‫ف‬ ‫هو‬ ‫)‬ ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫القارى‬ ‫يراه‬ ‫الذي‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫إن‬ ‫اضطرنى إلى كتابته ‪ 5‬فهو لم يكن في الحسبان ‪ ،‬ولم أكن أفكر فيه من قبل ف‪.‬‬ ‫ذلك لأنه ليس بحثا اختياريا انتقيته من بين مواضيع العلم ‪ ،‬وإنما هو بحث‬ ‫اضطرارى دفعنى إليه الواجب الذي يفرض على كل مسلم أن يبين الحق ©‬ ‫ويرد شبه الذين يحاولون تشويه الحقائق ويصرفون الناس عن الاتجاه إليها ©‬ ‫وعمّن يتمسك بها ‪ ،‬فإن هذا الموقف يحتم على كل أحد ان يجند نفسه ويشد‬ ‫عزيمته مستخدما ما آتاه الله من المنح _ وإن كانت ضعيفة _ في سبيل إظهار‬ ‫الحق وبيانه للناس ‪ ،‬ولا يتواهن في هذا ‪ ،‬لأن في التواهن مدعاة لنشر الباطل‬ ‫من قبل أتباعه مما يؤدى في النهاية إلى طمس الحقائق بسبب هذا التواهن ‪.‬‬ ‫لا استطرد في هذا الاتجاه أريد أن أبين هذا السبب الذي دعاني‬ ‫ولكى‬ ‫الإباضية [ وهي‬ ‫الافتراءات التي قيلت عن‬ ‫من الحجج والبراهين لرد‬ ‫و صفحات‬ ‫‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫في‬ ‫الحقيقة‬ ‫من‬ ‫ليست‬ ‫ذلكم السبب ‪ :‬هو أننى اطلعت في أحد الأيام على أحد الكتب الفقهية‬ ‫التى كتبت حدينا ‪ ،‬والذي يعده البعض مرجعا من مراجع الفقه الإسلامي ©‬ ‫هذا الكتاب هو كتاب «الفقه الإسلامى وأدلته» تأليف الدكتور وهبة الزحيلى ©‬ ‫بقراءة‬ ‫عليه‬ ‫اطلاعى‬ ‫أول‬ ‫وبدأت‬ ‫ئ‬ ‫كبيرة‬ ‫تمانية أجزاء‬ ‫من‬ ‫يتألف‬ ‫كتاب‬ ‫وهو‬ ‫لمنهج وطريقة مؤلفه ‪ 0‬وقد وجدت‬ ‫‪ 0‬ومبينة‬ ‫المقدمة التى تعد مفتاحا للكتاب‬ ‫فيها في البداية ما يدعونى إلى الإطمئنان إلى ما يقوله المؤلف & وإلى ما ينقله‬ ‫عن الكتب الأخرى ومذاهبها ‪ .‬ولكننى فوجئت _ بعدما واصلت قراءة‬ ‫مقدمات الكتاب _ بنص تكلم فيه المؤلف عن مذهب الإباضية كلاما مختلفا ‪.‬‬ ‫ليس له من الواقع ولا من الصحة مكان أبدا ‪.‬‬ ‫وذهشت بهذا الكلام الذي يناقض والنهج الذى وعد المؤلف أن يلتزمه ‪.‬‬ ‫ويهدم القاعدة التى أسسها ليشيد عليها دعائم الكتابما دعانى إلى الإستغراب‬ ‫والتعجب } وأخذ دافع الغيرة على الحق يدب في قلبى وعقلى & لان هذا بهتان‬ ‫عظيم يلصق بجماعة مسلمة فيظهرها بمظهر مخالفة السنة النبوية وإجماع المسلمين‬ ‫في مسائل فقهية ليست محلا للخلاف ‪ ،‬فتأثرت وأخذت أفكر فى الموضوع‬ ‫حتى أشير إلي بأن أرد على هذه التهم ث فوجدتنى لا مناص لى عن الأخذ‬ ‫بالمشورة ث وحاولت أن أبذل جهدى في سبيل الحصول على الحجج التى‬ ‫أستطيع بها دفع الشبه التى أضفيت على الحقائق لحجبها عن الأبصار ‪.‬‬ ‫ويعلم الله أنه لولا واجب إظهار الحق الذي يدعو إليه الإسلام لما اكترثت‬ ‫بالرد عليه ‪ .‬ولكن ضاعف من اهامى بالموضوع غير على ما اشتمل عليه‬ ‫أجل من أن يُلز مع الباطل في قرن ‪ ،‬والصدق أنزه من أن يصب مع الكذب‬ ‫في وعاء ‪.‬‬ ‫ولولا ما أشرت إليه لتغاضيت عن أمر قد يثير القيل والقال بين المسلمين ©‬ ‫ولكن ما هي حيلتى والواجب فوق كل شني ‪ ،‬وثم أقلام محسوبة على الإسلام‬ ‫‪.‬‬ ‫الامة‬ ‫التفرقة بن‬ ‫تتدفق منها سمو م‬ ‫ألا يجب إيقاف هؤلاء عن هذا النهج الذي اختطوه لأنفسهم بأية طريقة‬ ‫يَدَعُوا‬ ‫لا‬ ‫أن‬ ‫المسلمين‬ ‫جميع‬ ‫أناشد‬ ‫واإننى‬ ‫ئ‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫لابد‬ ‫‪.‬‬ ‫بلى‬ ‫؟ ‏‪. .٠‬‬ ‫كانت‬ ‫ل‪ .‬نهم بتساهلهم معهم‬ ‫[‬ ‫الإسلامي‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫الأحقاد‬ ‫مجالا لبذر‬ ‫هؤلاء‬ ‫لمل‬ ‫والأحقاد‬ ‫ونمو الظغائن‬ ‫الأمة‬ ‫بن‬ ‫يشايعو نهم على طريقتهم المؤذنة بزيادة التشتت‬ ‫في صدورها ‪ ،‬ولن يكون الرابح في النهاية إلا عدوها المتربص بها الدوائر‬ ‫وإلى القارىء الكريم نقلا حرفيا لنص كلام الدكتور الزحيلى الذى آدعى‬ ‫فيه على الإباضية من الباطل ما هم منه براء ‪.‬‬ ‫‏(‪ ، )٢٩‬تحت عنوان ‪:‬‬ ‫قال في الجزء الأول صفحة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١ ٤‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المطلب الثاني _ لمحة موجزة عن فقهاء المذاهب ‪:‬‬ ‫«و سأذكر هنا لمحة موجزة عن أئمة المذامب الكبرى الثانية لأهل السنة ©‬ ‫وأهل الشيعة ‪ 3‬وبعض الخوارج المعتدلة الذين ما يزال أتباعهم موجودين ما‬ ‫عدا الظاهرية الذين فقدوا الأشياع والأتباع ‪».‬‬ ‫المذهب الحنفى ‘‬ ‫ش أخذ يذكرهم واحدا واحدا مبتدئا بأبي حنيفة مؤسس‬ ‫وتلاه بمالك بن أنس مؤسس المذهب المالكي © ثم بمحمد بن إدريس الشافعى‬ ‫المذهب‬ ‫مؤسس‬ ‫الظاهرى‬ ‫الاصفهانى‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫داو د‬ ‫سليمان‬ ‫با نى‬ ‫ت‬ ‫الحنبلى ئ‬ ‫الظاهرى } ثم يزيد بن علي زين العابدين إمام الشيعة الزيدية ‪ ،‬ثم بابي جعفر‬ ‫محمد بن الحسن الصقار مؤسس مذهب الشيعة الإمامية في الفقه ‪ ،‬وأخيرا‬ ‫وفى المرتبة الثامنة ذكر عبد الله بن إباض التميمى المتوفى عام ‪٨٠‬ه‏ في عهد‬ ‫ش أر دف قائلا عن الاباضية ما نصه ‪:‬‬ ‫«والإباضية أكثر فرق الخوارج إعتدالا & وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية‬ ‫|‬ ‫ئ وإنما كفا ر نعمة‬ ‫ئ فهم لا يرو ن حما لفيهم من المسلمين مشركين‬ ‫و تفكيرا‬ ‫رايا‬ ‫ويحرمون دماء مخالفيهم في السر لا في العلانية ‪ 0‬ودارهم دار توحيد إلا معسكر‬ ‫وكل ما فيه قو ة‬ ‫ئ‬ ‫مخالفيهم إلا الخيل والسلاح‬ ‫‪ .‬ولا بحل من غنام‬ ‫السلطان‬ ‫معهم ‪.‬‬ ‫ومناكحتهم والتوارث‬ ‫الخالفين‬ ‫شهادة‬ ‫فى الحرب ك“‪ ،‬وتجوز‬ ‫ولا تزال هذه الفرقة قائمة فيى بلاد طرابلس الغرب وفي زنجبار وعمان ‪3‬‬ ‫ويسمون من اجل خروجهم على إجماع المسلمين (بالخوامس) لخروجهم عن‬ ‫المذاهب الأربعة ‪.‬‬ ‫يوسف‬ ‫بن‬ ‫حمدذد‬ ‫للشيخ‬ ‫العليل»‬ ‫و شفاء‬ ‫النيل‬ ‫«اشر ح‬ ‫الفقه‬ ‫كتبهم ف‬ ‫وعمدة‬ ‫‏‪ ٣٤٣‬‏‪.‬ها‪١‬‬ ‫مجلدات & المطبعة السلفية بمصر‬ ‫اطفيش © في عشرة‬ ‫ومصادر فقههم ‪ :‬القران والسنة والاجماع والقياس إلا أن المراد بالاجماع‬ ‫‏_ ‪ ١٥‬۔‬ ‫عندهم هو إجماع طائفتهم } ولا يأخذون بالسنة المعارضة للقران ‪.‬‬ ‫ومن مخالفاتهم الفقهية ‪ :‬إنكارهم حد الرجم للزاني المحصن لأنه لا‬ ‫يتبعض بالنسبة للعبيد ‪ 3‬ولأنهم لا يأخذون بفعل الرسول تك لمعارضته القرآن‬ ‫الآمر فقط ببلد الزناة ‪ 7‬وقولهم بجواز الوصية للوارث عملا باية إكتب‬ ‫عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين“؛‬ ‫‏(‪ ، )١‬والوالدان وارثان على كل حال ‪ ،‬لا يحجبهما أحد عن الميراث ‪ .‬وقولهم‬ ‫جواز الجمع بين المرأة وعمتها لعدم ذكره في القرآن ‪ .‬وبأن المحزم من الرضاع‬ ‫هو الأم والأخت فقط لأنه المذكور في القرآن ‪ ،‬ويقولون بتخليد العصاة في‬ ‫النار لان الإيمان عندهم ‪ .‬قول وعمل ‪ .‬وهم الان يرفضون تسميتهم‬ ‫بالخوارج» ‏(‪ .. )٢‬انتهى كلامه ‪.‬‬ ‫هذا النص ما هو إلا مزج بين الحق والباطل ‪ ،‬وهو في أغلبه إفك وافتراء‬ ‫لا يرضاه الله ولا رسوله أبدا ‪.‬‬ ‫وكان يجب على هذا الدكتور أن يرب بنفسه عن الإنزلاق في هذا الاتجاه‬ ‫الذي يؤدى إلى تمزيق الأمة المسلمة ‪ ،‬والنخر في جسمها لهدها أمام أعدائها ‪.‬‬ ‫لأنه أخذ بالتعصب من خلال رؤية الحق محصورا في فئة معينة وعدم الإهتام‬ ‫بالفئات الأخرى ‪ ،‬مما يثير التفرقة والتحزبات بين المسلمين © وهذا هو مطلوب‬ ‫اعداء الإسلام ‪.‬‬ ‫وإننى لأتعجب من هذا الدكتور كيف ارتضى لنفسه أن يضمن هذا‬ ‫الكتاب الذي تناول فيه موضوع الفقه الإسلامي الذي يجب أن يؤخذ بكل‬ ‫صدق وتحقيق & كيف ارتضى لنفسه أن يضمنه هذه الاكاذيب التى تتهم طائفة‬ ‫من المؤمنين بأشياء لا يرضاها الله ولا رسوله ‪ .‬مع أنهم يتبرأون من كل ذلك ؟‬ ‫ولكن التعجب ينتهى عندما يصل الانسان إلى الحقيقة وهى أن الحق لابد‬ ‫‏‪١٨٠‬‬ ‫ر‪)١‬‏ البقرة اية‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫‏)‪٢‬ر هالفقه الإسلامي وأدلتهء د ‪ .‬الزحيلي ج‪١‬‏ ص ‏‪٤٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١ ٦‬‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫له من أن يصطدم بالباطل وأن يلاق من قبل أصحاب الأهواء مقاومة عنيفة ‪.‬‬ ‫وما عليه إلا أن يثبت أمامها ويواجه جميع التحديات بكل قوة وعزم مظهرا‬ ‫الحجة التى تدمغ كل شبهة فما يملك الباطل إلا ن ينهد أمام صدعة الحق التى‬ ‫لا تبقى له من باقية ‪ .‬وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان‬ ‫‏‪)٨١‬‬ ‫زهوقائه (الاسراء‬ ‫وما أدل على ذلك من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام التي تخبرنا عما‬ ‫عاناه من محن وما ألصق به مانفتراءات © فثبت وصبر وجاهد في الله حق‬ ‫جهاده حتى نصره الله ‪ 5‬وأعزه بدولة الإسلام وأظهر الحق وكبت الذين كانوا‬ ‫يناوئون الإسلام وأهله ‪ 5‬وتفتحت عقول الناس للحقيقة التى ليس فيها مراء ولا‬ ‫‪.‬‬ ‫ريسبا‬ ‫وهكذا شأن كل دعوة صادقة ‪ 3‬وكل حقيقة ثابتة لابد أن تواجه لفترة‬ ‫مانلزمان ‪ ،‬بل في كل وقت من الأوقات ما اول أن يشيل حركتها ‪ 5‬ويشوه‬ ‫جوهرها & وليس أمامها حل سوى أن تنافح عن نفسها & وتدحض شبه‬ ‫المغرضين بالبراهين القاطعة وإلا لهوت أمام أتي تيار مواجه لها ولو بلغ من‬ ‫غايته ‪.‬‬ ‫الضعف‬ ‫كا أن الحق لابد أن ينصره الله ويظهره ‪ ،‬ويدمغ به الباطل ويزهقه تبل‬ ‫نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهقكله (الأنبياء ‏‪)١٨‬‬ ‫ولابد أن يهيىء له الأجيال القادرة المتفتحة بعقولها لكى تعرفه أولا إ ثم‬ ‫لتنشره ثانيا بين جميع البشرية ‪.‬‬ ‫وإننى لأهيب بهذا الدكتور وبغيره ممن يسيرون على نهجه أن لا يسلكوا‬ ‫هذا المسلك الذي يتجاهل الحقيقة ولا يريد صاحبه أن يكلف نفسه عناء‬ ‫البحث عنها ‪3‬بل يغمض عينيه عن معرفتها ‪،‬كا أهيب به أن يسارع إلى إلغاء‬ ‫هذا الكلام من كتابه لأن هذا الجيل الناشئى هو جيل الشباب الباحث عن‬ ‫الحقيقة الذى لا يرضى أن يقلد التقليد الأعمى ولا أن يندفع وراء تيار التعصب‬ ‫‏‪ ١٧ .‬۔‬ ‫والأهواء ‪ .‬وكذلك شأن الأجيال القادمة إن شاء الله ‪.‬‬ ‫فكيف تكون قيمة كتاب هذا الدكتور والكتب المماثلة له عندما يجد‬ ‫الباحثون عن الحقيقة المطلعون على الكتب الإباضية أن فيها خلاف ما يقال‬ ‫عنهم ويفترى عليهم ؟‪ ..‬لا ريب أنه سينزر ع في نفوسهم الشك في معلومات‬ ‫هذا الكتاب & كا وينزعون من أنفسهم النقة العلمية بمؤلفه فيى سائر مؤلفاته ©‬ ‫وكذلك شأن أى مؤلف يسلك سبيل الراحة في البحث وعدم الإجتهاد في‬ ‫طلب الحقيقة ممن ليس لهم همم سوى تجميع الآراء والأقوال وشحن صفحات‬ ‫الكتب ليقال عنهم أنهم ألفوا المجلدات الكثيرة ‪ 5‬وأعدوا البحوث والمقالات ‪.‬‬ ‫ولذلك كان يجب على أى باحث أن لا يقول ما لا يعلم ‪ 3‬وإذا أراد أن‬ ‫يتحدث بمقولة فعليه أن يفتح عينيه ‪ 0‬ويشمر عن ساعديه ‪ ،‬ويسهر الليالى في‬ ‫سبيل الحصول على النتيجة الصائبة التى يرتاح إليها في النهاية ث ويرضى عنها‬ ‫جميع الناس لما تنطوى عليه من أدلة واضحة وحجج مقنعة لا يمكن ردها ‪.‬‬ ‫وأن لا يكون هدفه ناتجا عن هوى أو غاية شخصية ليرضى بها مجموعة من‬ ‫الناس & بل يكون هدفه إرضاء الله أولا ‪ ،‬ثم إظهار الحق ثانيا ‪.‬‬ ‫وقبل أن أتعرض للرد على كل قضية أوردها الدكتور ‪ ،‬أود أن نقف معا على‬ ‫بعض الأخطاء التى وقع فيها ‪ 5‬والتى كان يجب أن يلاحظها } ويحرص على‬ ‫تجنبها ء لكي لا يقع في التناقض ‪ ،‬ومن هذه الأخطاء ‪:‬‬ ‫أولا ‪ :‬مناقضة المؤلف لا قاله في مقدمة كتابه ث في معرض حديثه عن بيان‬ ‫منهجه في تأليف كتابه هذا ‪ 3‬وأورد لك نص قوله لكى تحكم بنفسك على‬ ‫تناقض هذا الدكتور مع نفسه لأنه قد وضع لنفسه خطة لم يتبعها وقال كلاما‬ ‫لم يطبقه © وقد قال تعالى تأياأيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون ‪ .‬كبر‬ ‫مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلونإه «سورة الصف ‏‪ ، »٣٤٢‬وإليك نص‬ ‫‪« :‬وهو ليس كتابا مذهبيا محدودا ‪ 0‬وإنما هو فقه مقارن بين المذاهب‬ ‫قوله‬ ‫الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) وبعض المذاهب الأخرى أحيانا &‬ ‫بالإعتاد الدقيق في تحقيق كل مذهب على مؤلفاته الموثوقة لديه ‪ 3‬والإحاله على‬ ‫المصادر المعتمدة عند أتباعه ‪ 3‬لأن نقل حكم في مذهب من كتب المذاهب‬ ‫الأخرى لا يخلو مانلوقوع في غلط في بيان الرأى الراجح المقرر ‪ 5‬وقد عثرت‬ ‫على أمثلة كثيرة من هذا النو ع ‏‪١‬ارت عدم الاشارة إليها ‪ 0‬حرصا على الموضوعية‬ ‫مذهبية ضيقة }‬ ‫وعصبيات‬ ‫فجة‬ ‫عن تفسيرات‬ ‫و الإيجابية فيما يقرره آ ‪7‬‬ ‫و تنزهأً عن المغالاة في تقديس كل جزئيات الكتب الفقهية» ‏(‪ )١‬انتهى كلامه ‪.‬‬ ‫لاشك أن القارى عندما يجد مثل هذا الكلام فايلبداية يحصل في نفسه‬ ‫شيء من الطمأنينة إلى آراء الكاتب ‪ ،‬ولكن لاأسف الشديد أن هذه الطمأنينة‬ ‫لا تلبث أن تزول بسرعة عندما يواصل قراءة هذه المقدمة فيجد التناقض قريبا‬ ‫منه ‪ 3‬ويدخله الشك في معلومات الكتاب ث لأنه لم يجد ما كان قرأه حقيقة‬ ‫واقعة } وإنما كان مجرد كلام نظري يريد به الكاتب أن يرفع من قيمة كتابه ‪.‬‬ ‫وسرعان ما يرى القارىء نقيض هذا القول عندما يواجه بإفتراءات ليست‬ ‫لها حقيقة ‪ ،‬ألصقت بفرقة مسلمة مؤمنة بالله ورسوله وجميع أركان الإيمان ©‬ ‫وتنتهج نهج الرسول عليه الصلاة والسلام ‪ ،‬وتأخذ في فقهها من الكتاب والسنة‬ ‫والإجماع والقياس ‪.‬‬ ‫فأين الموضوعية وأين الإيجابية التى ادعاها ‪ .‬وما هى المؤلفات الموثوقة‬ ‫والمصادر المعتمدة عند أتباع المذهب الإباضي التى رجع إليها هذا الدكتور فنقل‬ ‫عنها هذه المعلومات } وأين البعد عن التفسيرات الفجة والعصبيات المذهبية‬ ‫الضيقة ‪ .‬وأين التنزه الذى ادعاه عن المغالاة في تقديس كل جزئيات الكتب‬ ‫الفقهية التى نقل عنها ؟!‬ ‫أسئلة وجيهة تطرح على الدكتور ‪ ،‬لا أظنه يعتر على جواب يكافئها ‪.‬‬ ‫إلا أن يقول ‪ :‬إننى قد أحسنت الظن فيمن نقلت عنهم و لم أحسب أنهم لم‬ ‫يدققوا فيما قالوا !‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ح‪‎‬‬ ‫(‪ (١‬هالفقه الإسلامي وأدلتهء‬ ‫‏‪ ١٩ .‬۔‬ ‫وإنه ليبدو جوابا مقنعا لمن ليس له قلب & ولكنه في الحقيقة لا يستطيع‬ ‫ملاحظتها ‪:‬‬ ‫ينبغى‬ ‫ثناادث حجج‬ ‫أمام‬ ‫النبات‬ ‫رالأرلى) ‪ :‬ألم يكن جديرا بالدكتور وقد بلغ من درجة البحث ما بلغ ©‬ ‫ولا ريب أنه تولى مناقشة رسائل فى الماجستير وغيرها ث وكثيرا ما أحرج‬ ‫الطلاب بأسئلته لعدم موضوعيتهم ‪ ،‬ألم يكن جدير به أن يتحقق من هذا‬ ‫طريقة البحث‬ ‫الكلام الذى نقله والذى ينافى الموضوعيه الحقة ‪ 3‬ويناىق‬ ‫العلمى ؟ ثم ما هى حيلته عندما يلاحظه طلابه أنه لا يلتزم بهذه الموضوعية‬ ‫التى طالما ناشدهم بها ؟‬ ‫(الثانية) ‪ :‬إن نقل هذا الدكتور فهذا الكلام دون أن يعلق عليه بما يدل‬ ‫على رفضه له ‪ ،‬لهو دليل على تبنيه هذه الآراء المزيفة ‪ 5‬وأنه يعتقد صحتها‬ ‫نهج الدكتور فيما‬ ‫فيمن اتهموا جها ‪ 0‬ولما تبين عدم صحتها تبين عدم صحة‬ ‫زعم ‪ ،‬فهو يتحمل مسئولية هذا التبنى عند الله سبحانه وتعالى وكفى بالله‬ ‫(الفالغة) ‪ :‬إذا كان إحسان الظن فيمن ينقل عنهم عذرا للناقل عما قالوه‬ ‫فى كل شىء & فإن هذا يؤدى إلى عدم التشجيع على العلم الحقيقى القائم على‬ ‫البحث الدقيق فى المسائل»والذى يؤدى إلى التوصل إلى نظريات وحقائق لم‬ ‫|‬ ‫تكن معروفة من قبل عند كثير من الناس ‪.‬‬ ‫وإن إحسان الظن فى كل شئى _ خصوصا فى مثل هذه الافتراءات خطأ‬ ‫كبير قد وقع فيه كثير من السابقين وليس أقل منهم فى المحدثين ذلك أن كل‬ ‫واحد ينقل عمن أحسن الظن فيه ‪ 3‬وهذا الثانى قد نقل عن غيره وهكذا ‪8‬‬ ‫وكل واحد يزيد من عنده ولو قليلا من غير دليل ‪ ،‬وبهذا تكثر الافتراءات‬ ‫والعبارات والنظريات التى لا تقوم على أساس ؤ وبالتالى يصبح الناس يعتقدون‬ ‫صحتها كأنها حقائق ثابتة لا يشوبها شائب من ريب فيجب التسليم بها ‪.‬‬ ‫دائرة‬ ‫يقع ف‬ ‫لا‬ ‫حتى‬ ‫الشبه‬ ‫تمحيص‬ ‫ف‬ ‫فكره‬ ‫استخدم‬ ‫العاقل من‬ ‫ولكن‬ ‫المغفلين الذين لا يملكون سوى ترديد الكلام بدون وعى ولا فهم ح بل يجب‬ ‫عليه أن يفكر ويبحث عن الحقيقة مهما كلفته من العناء ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ألا يكفى هذا الدكتور حرجا أن ينقل ويكتب كل ما قرأ وسمع ©‬ ‫وقد قال عليه الصلاة والسلام «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» ‏(‪)١‬‬ ‫فإنه ليس كل ما يسمع ويقرأ يعد صحيحا ‪ ،‬فكثيرا مانلكلام يتناقله الناس‬ ‫وهو معصية من المعاصى ‪ ،‬كأن يكون ببهتانا أو زورا أو نميمة أو غيبة أو‬ ‫بالدين © وعلى المؤمن‬ ‫مادام فى نقله مضرة‬ ‫فحشا ‪ 3‬حتى وإن كان صحيحا‬ ‫من النقالين‬ ‫أن يتور ع عن هذا كله © أيرضى هذا الدكتور لنفسه أن يحسب‬ ‫لكل ما يسمع ؟ فإن كان يرضى بهذا فكفاه زورا وإلا فإن كتب الاباضية‬ ‫منذ بداية القرن الثانى وإلى الآن لا تزال بين أيدينا ولا يوجد فيها أى شىء‬ ‫من هذه المفتريات التى لا يراد بها إلا أن ينقر الناس عن مذهب‪ .‬أهل الحق‬ ‫والاستقامة وعن قراءة كتبه ‪ .‬كا يراد بها أن تزيد من التباعد بين فرق المسلمين‬ ‫فى وقت هم أحوج ما يكونون فيه إلى الاتحاد أمام أعداء الله من المشركين‬ ‫والملحدين واليهود والنصارى الذين لا يفتأون يحيكون المؤامرات ليل نهار لهدم‬ ‫صرح هذا الدين الحنيف }فمن يرضى أن يكون عونا لأعداء الله فى تفكيك‬ ‫ك‪ :‬؟!‪.‬‬ ‫أمة محمد‬ ‫والان لنتجه إلى هذه الإفتراءات التى قيلت عن الإباضية فى كتاب‬ ‫الدكتور الزحيلى ‪ ،‬لنبدأ فى الرد عليها واحدة بعد أخرى ‪ ،‬لنبين الحق ونرده‬ ‫إليه ‪ 5‬وليعلم ما عليه الإباضية منذ تأسس مذهبهم فى القرن الأول وإلى الآن &‬ ‫وحتى يعرف كل أحد من المسلمين أن ما قيل فى حق هذا المذهب أو نسب‬ ‫اليه لم يختلق إلا لأجل طمس الحقائق الواضحة ‪ 3‬ولأجل تشكيك الناس فى‬ ‫المذهب الإباضى وفى فقهه لئلا يطلعوا على مؤلفاته ومصادره الرئيسية التى‬ ‫الأخرى ‌‬ ‫المذاهب‬ ‫بما يقال عنه فى كتب‬ ‫يكتفون‬ ‫ينبغى الرجو ع إليها ‪0‬بل‬ ‫الذى يشعر بعدم استطاعته لمواجهة الحق لأنه يخاف‬ ‫وهذه هى طريقة الضعيف‬ ‫هريرة رضي الله عنه‬ ‫‏(‪ )١‬رواه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه عن أ‬ ‫‪.‬۔‪٢١.‬‏ ۔‬ ‫أن لو اطلع على كتب الاباضية الفقهية وغير الفقهية ‪ 5‬سواء القديمة أو الحديثة‬ ‫لوجد فيها الحق ولتأثر به ‪ 3‬وهو لا يريد أن ياخذ به ويترك الافتراءات العصبية‬ ‫التى توافق رغبات النفس وأهواءها ‪ 3‬ونحن نعرف صعوبة ترك هذه الأهواء‬ ‫على النفس البشرية مالم تكن الطاقة الإيمانية تسيطر عليها ‪.‬‬ ‫فمثلا نجد هذا الدكتور يذكر أن من أمهات الكتب عند الإباضية كتاب‬ ‫اطفيش ‪ .‬وهو يدل أنه على علم به ©‬ ‫اشر ح النيل» للشيخ محمد بن يوسف‬ ‫فما الذى منعه من أن يطلع عليه ليرى ما نسب إلى الاباضية هل هو صدق‬ ‫أو زور ؟‬ ‫لا شك أنه لم يكلف نفسه مشقة الاطلاع على الحق و لم يرد أن يخالفها‬ ‫أو يكون عقله مسئولا عن التحكم على عاطفته &‪ :‬ولا أظنه نقل شيئا من الأقوال‬ ‫الفقهية الاباضية فى كتابه كا زعم ‪ ،‬فكان من الأحرى له عدم ذكر المذهب‬ ‫الإباضى أصلا فى كتابه } ولما كان هذا هو الأحرى والأفضل اتضح السبب‬ ‫الذى دفعه إلى ذكره ‪ .‬وهو سبب ناتج عن مرض نفسى وهو التعصب وإن‬ ‫واراه تحت ستار التوسع فى البحث الفقهى فدس السم فى الدسم ‪.‬‬ ‫فهو ذكر المذهب الإباضى ليقال إنه اعتد به وذكره فى المذاهب الاسلامية‬ ‫الكبيرة الباقية ‪ 5‬وإنه أورد أقوالا عنه فى كتابه ‪ ،‬ولكن المذهب الاباضى وأتباعه‬ ‫المواربة لا‬ ‫غنى عن مثل هذا الاعتداد » وغنى عن مثل هذا الذكر } وهذه‬ ‫يمكن أن تخفى على ذى البصيرة أبدا ‪ .‬وقد كان من الأفضل للدكتور الزحيلى‬ ‫أن يكون متجها فى الطريق الصحيح الصريح الذى ليس فيه اعوجاج ‪` .‬‬ ‫وقبل أن نبدأ فى تناول كل قضية على حدة ‪ ،‬نود أن نستعرض جميع هذه‬ ‫القضايا بصورة مجملة ‪ 0‬حتى يكون القارىء على بينة منها ‪ 0‬فهى وإن‪ :‬كانت‬ ‫مذكورة فى نص الدكتور ‪ ،‬إلا أن هناك من لا يعرفها كلها بل يعرف بعضها ‪3‬‬ ‫وقد يظن أن البعض الآخر هو صحيح ثابت عن الإباضيه ‪ ،‬فلهذا أحببت‬ ‫أن أعرضها بالترتيب ‪ ،‬ثم نبدأ فى تخريجها واحدة بعد أخرى ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٢.‬۔‬ ‫وإليكها كالتالى ‪_:‬‬ ‫‏‪ _ ١‬ذكر الدكتور فى بداية حديثه أن مؤسس المذهب الاباضى هو عبد الله‬ ‫بن إباض التميمى ‪ ،‬مع العلم أن المؤسس الحقيقى للمذهب هو الامام التابعى‬ ‫الكبير جابر بن زيد الازدى © وسياتى بيان ذلك إن شاء الله ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١٢‬أنه اعتبر الإباضية فرقة من فرق الخوارج ‪ ،‬مع أن هناك فروقا واضحة‬ ‫‪.‬‬ ‫الفروق‬ ‫هذه‬ ‫و سنبين‬ ‫ئ‬ ‫والمبادىء‬ ‫النهج‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫الخوار ج‬ ‫وبين‬ ‫بينهم‬ ‫‏‪ _ ٢‬قال عن الإباضية إنهم يجعلون الخالفين كفار نعمة ‪ ،‬وأنهم يحرمون‬ ‫السر‬ ‫مخالفيهم فى‬ ‫دماء‬ ‫و الاباضية يحرمون‬ ‫العلانية &‬ ‫لا فى‬ ‫السر‬ ‫دماءهم فى‬ ‫والعلانية ماداموا موحدين غير مقارفين لما يوجب حكما بالقتل ولا فارق فى‬ ‫‪.‬‬ ‫و غيره‬ ‫إباضى‬ ‫برن‬ ‫ذلك‬ ‫السلطان‬ ‫معسكر‬ ‫إلا‬ ‫توحيد‬ ‫يعتبرون‪ .‬دارهم دار‬ ‫الاباضية‬ ‫أن‬ ‫‏ً‪ _ .٤‬ذكر‬ ‫والحقيقة أن الإباضية يعتبرون معسكر السلطان العادل المستقيم معسكر إيمان‬ ‫وأما معسكر السلطان الظالم فهو عندهم معسكر بغي ‪ ،‬ولا ينفون عنه صفة‬ ‫التوحيد ‪ ،‬فلا يقولون إنه ليس معسكر توحيد ‪.‬‬ ‫اختلق على الإباضية قولا بأنه لا يحل من غنائم مخالفيهم إلا الخيل والسلاح‬ ‫والإباضية لا يقولون بهذا & بل يقولون لا يحل‬ ‫وكل ما فيه قوة فى الحروب‬ ‫من غنائم المخالفين شىء أبدا ‪.‬‬ ‫نكن نسمع به من قبل فقال ‪:‬‬ ‫_ أظهر لقبا جديدا للإباضية‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫إن الإباضية يسمون من أجل خروجهم على إجماع المسلمين (بالخوامس)‬ ‫الأربعة ‪.‬‬ ‫المذاهب‬ ‫عن‬ ‫خروجهم‬ ‫الإباضية هو إجماع طائفتهم فقط وهذا‬ ‫الإجماع المقصود عند‬ ‫‪١٧‬إ‏ _ زعم أن‬ ‫و لا ححصرونه‬ ‫كلها (‬ ‫الأمة‬ ‫اجماع‬ ‫بالإجماع‬ ‫يقصدون‬ ‫الاباضية‬ ‫لأن‬ ‫عير صحيح‬ ‫فطيائفتهم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٣.‬۔‬ ‫‏‪ _ ٨‬أورد عبارة جملة عن الإباضية ث وهي أن الإباضية لا يأخذون بالسنة‬ ‫لمعارضة للقرآن» و لم يفصل القول في المسألة ث بل تركها سائبة تمهيدا لأمور‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫بحمد‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫التفصيل أق‬ ‫ولكن‬ ‫ئ‬ ‫أخرى‬ ‫شبهات من‬ ‫وأورد‬ ‫الر جم للزانى الحصن‬ ‫حد‬ ‫إليهم أهم ينكرون‬ ‫‪ .‬نسب‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫عنده } زاعما أن الإباضية يحتجون بها © وهذا منكر من القول والإباضية منه‬ ‫براء ء فهم يحكمون على الزانى المحصن بالرجم كا سياتي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٠‬قال عنهم أنهم يجوزون الوصية للوارث عملا باية لالوصية للوالدين‬ ‫وهم لا يقولون بهذا ث بل يقولون (لا وصية لوارث) كا جاء في الحديث ‪8‬‬ ‫وسنذكر أقوال علماء المذهب عندما نأى إلى دراسة الموضوع ‪.‬‬ ‫أق بهتان عظم حينا قال إن الإباضية يحجوزون الجمع بين المرأة وعمتها ئ‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫وأدلى بشبهة من عنده على لسان الإباضية ‪ 0‬وهى عدم ذكر التحريم ف القران‬ ‫وسيأتى الرد عليه إن شاء الله ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١٢‬ومن الإفتراءات البينه ما نسبه إلى الإباضية «أن المحم من الرضاع هو‬ ‫الأم والأخت فقط ‪ ،‬لأنه المذكور في القرآن» ‪ .‬والإباضية بحمد الله بما آتاهم‬ ‫و لا يقولون‬ ‫النسب»‬ ‫من‬ ‫ما حرم‬ ‫الرضاع‬ ‫أنه «(محر م من‬ ‫العلم يعلمون‬ ‫الله من‬ ‫بخلافه كا سيأتى ‪.‬‬ ‫‪ _ ٣‬أما قوله أن الإباضبية يقولون بتخليد العصاة في النار ث فهذا لا ننكره‪5 ‎‬‬ ‫ولكن العصاة المعنيين هم الذين ماتوا على غير توبة من معاصيهم الكبيرة‪© ‎‬‬ ‫ولهذا القول أدلة من الكتاب والسنة سنورده إن شاء الله‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢!٤.‬۔‬ ‫‏‪ _ ١‬مسألة مؤسس المذهب الاباضي‬ ‫علمنا مسبقا أن الدكتور ذكر‪ .‬أن مؤسس مذهب الإباضية هو عبد الله‬ ‫بن إباض & وهذه المقولة تدل حسب الظاهر على الجهل بالحقيقه إن لم نقل‬ ‫على تجاهلها ‪.‬‬ ‫فمسألة نسبة الإباضية إلى عبد الله بن إباض ‪ ،‬هي مسألة واضحة بالنسبة‬ ‫للإباضية ‪ ،‬لا يعتورها شيء من الغموض ‪ .‬ذلك لأن هذه النسبة لم تكن من‬ ‫أنفسهم ‪ ،‬وإنما هي مستحدثة ‪ 3‬أطلقها عليهم الخالفون ‪ ،‬لما رأوا عبد الله بن‬ ‫إباض التميمي ينافح عنهم بحججه } فكان هو لسان المذهب أمام الناس ‪ ،‬فظنه‬ ‫كثير منهم أنه هو المؤسس الحقيقي لهذه الحركة ‪.‬‬ ‫والحقيقة التي يعلمها الإباضية منذ البداية أن المؤسس الحقيقى لمذهبهم هو‬ ‫ارضى الله عنه» الذي‬ ‫الأزدي‬ ‫بن زيد‬ ‫الشهير جابر‬ ‫التابعى الكبير والحدث‬ ‫ما عندهم إلا البحر »)‬ ‫بدريا فحويت‬ ‫أدركت سبعين‬ ‫‪:‬‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫أى عبد الله بن عباس ‪ .‬وقد كان طلبه للعلم متجها إلى النبع الأصيل الذي‬ ‫يتحتم الرجوع إليه ‪ 2‬وهو منهل الصحابة الكرام ‪ .‬فمن أهم علماء الصحابة‬ ‫الذين أخذ عنهم الامام جابر ‪ :‬عبد الله بن عباس & وعبد الله بن عمر & وعبد‬ ‫الله بن مسعود ‪ ،‬وأنس بن مالك وغيرهم } إلا أنه كان أكثر ملازمة لعبد‬ ‫الله بن عباس من غيره © وكان من أغجب تلاميذه ‪.‬‬ ‫وكان عبد الله بن عباس يقول عنه ‪« :‬لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول‬ ‫جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله ‪ ،‬وفي رواية أخرى أنه كان‬ ‫حيل سائليه إلى تلميذه جابر ويقول ‪ :‬اسألوا جابر بن زيد فلو سأله أهل‬ ‫المشرق والمغرب لوسعهم علمه © وعندما كان يسأله أناس من البصرة كان‬ ‫يبادرهم بقوله ‪ :‬كيف تسألوني وفيكم جابر بن زيد (أو أبو الشعثاء) ‪ .‬وقد‬ ‫وصفه عبد الله بن عمر بن الخطاب بأنه من فقهاء أهل البصرة البارزين ‪.‬‬ ‫بيغا قال عنه قتادة بن دعامة السدوسي بأنه عالم العرب وأعلم أهل الأرض‬ ‫‏‪ ٢٥‬۔‬ ‫بن دينار ‪ :‬ما رأيت أحدا أعلم بالفتيا من جابر بن زيد }‬ ‫وقال عنه عمرو‬ ‫أما إياس بن معاوية قاضي البصرة في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز فكان‬ ‫يقول ‪ :‬أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد من أهل عمان ‪ ،‬أما الحسن‬ ‫)‬ ‫البصري فيثني على جابر وعلمه الغزير ويصفه بالفقيه العالم ‏(‪)١‬‬ ‫ولهذه المكانة جعله أتباعه إماما لهم ‪ 3‬ومنظما لحركتهم ث وقد اقتضت‬ ‫السرية في وقته أن لا يظهر بشكل بارز كمؤسس هذا المذهب لئلا يبطش‬ ‫به الأمويون ‪ ،‬خوفا من القضاء على الدعوة في مهدها ‪ 3‬ولذلك أقاموا عبد‬ ‫الله بن إباض مبينا للناس المبادىء السمحة لهذه الدعوة © حتى لا يفهمها الناس‬ ‫على غير حقيقتها ‪ 2‬ولكن الناس فهموا أن عبد الله هو رئيس هذه المجموعة‬ ‫وقائدها ‪ 3‬لذلك نسبوها إليه ‪ 3‬وأطلقوا عليها هذا الاسم الذي نعرفه اليوم ©‬ ‫أما الاباضية أنفسهم فقد كانوا يسمون أنفسهم بأهل الدعوة أو الشراة أو‬ ‫المسلمين ‪ 3‬وقد ظهرت هذه التسمية عند الإباضية في وقت متاخر من‬ ‫نشأتهم ‪ 5‬فقبلوها لأنهم لم يروا فيها ما يشينهم ‪.‬‬ ‫أما قضية المؤسس فهي معروفة من قبل عند الإباضية ولذلك يقول العلامة‬ ‫الرقيشي ‪« :‬وقد بلغنا أن أبا بلال مرداس بن حدير رحمه الله وغيره من أئمة‬ ‫المسلمين لم يكونوا يخرجون إلا بأمر إمامهم جابر بن زيد العماني ومشورته ‪3‬‬ ‫ويحبون ستره عن الحرب لئلا تموت دعوتهم ليكون ردا لهم» ‪ .‬كا يقول الشيخ‬ ‫قاسم بن سعيد الشماخي رحمه الله ‪« :‬كان ابن إباض» المجاهد علنا ‪ 0‬المناضل‬ ‫علئَّا في سبيل تحقيق الحقائق ‪ 3‬وتصحيح قضايا العقول ‪ ،‬فيما أحدثه أهل‬ ‫المقالات والبدع من الزور والافتراء في شريعة ربنا ‪ 3‬وكان شديدا في الله‬ ‫تعالى } وله مناظرات مع أهل التلطس والتفلسف ‪ .‬كان الحجة الدامغة التي‬ ‫يخنس أمامها كل ثرثار ‪ 3‬وله كلام مع عبد الملك بن مروان يهضم نفس كل‬ ‫جائر جبار تغلب على المسلمين ‪ ،‬أصحابه الذين يقولون بقوله الإباضية &‬ ‫وتسمى المذهب باسمه على هذا المعلى وإنما كان الإمام القائد ض والوسيلة‬ ‫‏‪ ١٧/١٦‬بتصرف‬ ‫ر‪)١‬‏ الأصول التاريخية للفرقة الإباضية د ‪ .‬عوض خليفات ص‬ ‫‏‪ ٢٦ .‬۔‬ ‫الراشد ‪ ،‬أس المذهب وحاميه مرجع الفضل في تدوينه وتشييد مبانيه ‪ 5‬إنما‬ ‫(‪)::‬‬ ‫الله عنها)‬ ‫رضى‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫جابر‬ ‫كان‬ ‫السالمي فى منظلومته (كشف ‪.‬‬ ‫وقد عبر عن هذا المو ضو ع بدقة العلامة‬ ‫الحقيقة) فقال ‪ :‬‏(‪)١‬‬ ‫فا علما‬ ‫منا‬ ‫‏‪ ١‬لحق‬ ‫خلفا ء‬ ‫ضينا‬ ‫ر ‪:‬‬ ‫أننا‬ ‫غير‬ ‫بذاك‬ ‫وماض‬ ‫لنا‬ ‫محاممًّا‬ ‫كان‬ ‫اباض‬ ‫فتلى‬ ‫ان‬ ‫وأصله‬ ‫بالشوكة‬ ‫اخواننا‬ ‫وحاميّا‬ ‫بالحجة‬ ‫أعداءنا‬ ‫مدافعاً‬ ‫لسطوته‬ ‫بأسه‬ ‫يطاق‬ ‫‪.‬ولا‬ ‫في المنعة من عشيرته‬ ‫قد كان‬ ‫والكل من اعدائه قد شهدا‬ ‫فأظهر الحق على رغم العدئى‬ ‫مع شدة الأمر وضيق المسلك‬ ‫قد كان في أيام عبد الملك‬ ‫ولم يكن لبأسه قد هابا‬ ‫نناقشه و بين الصوابا‬ ‫وعلمه‬ ‫بحقه‬ ‫تعزرًا‬ ‫باسمه‬ ‫إلا‬ ‫يدعوه‬ ‫لا‬ ‫كان‬ ‫و‬ ‫لما حوى من شرف رفيع‬ ‫الجميع‬ ‫مع‬ ‫مغروًا‬ ‫فصار‬ ‫اليه لاشتهار حسن سيرته‬ ‫في طريقته‬ ‫من كان‬ ‫ونسبوا‬ ‫يحملنا‬ ‫مذهبا‬ ‫إباض‬ ‫نجل‬ ‫لنا‬ ‫يشر ع‬ ‫الاولون‬ ‫ونحن‬ ‫الكتب‬ ‫فى‬ ‫م‬ ‫نرسمها‬ ‫مسألة‬ ‫من ذاك لا تلقى له في المذهب‬ ‫عن مذهب‬ ‫وبحوث‬ ‫الباحثين الذين قاموا بدراسات‬ ‫العبارات التى قالها بعض‬ ‫الاباضية ء حتى وجدوا ضالتهم المنشودة التى تمثلت في الحقيقة الصائبة والتى‬ ‫توافق ما عند الاباضية حول هذا الموضوع ‪ ،‬ومن بين هؤلاء الدكتور عوض‬ ‫(‪ ):‬عبارتا العلامة الرقيشي والعلامة الشماخي لم أطلع عليهما من مصادرهما الأصلية ولكني وجدتهما في كتاب‬ ‫الأصول التاريخية للفرقة الإباضية د ‪ .‬خليفات ‪ ،‬ولم يشر إلى المراجع التي نقل عنها ‪.‬‬ ‫وكشف الحقيقة‬ ‫يجمع منظومتي أنوار العقول‬ ‫كتيب‬ ‫السالمي (من‬ ‫نور الدين‬ ‫للخيخ‬ ‫‏(‪ ( ١‬منظومة «دكشضف الحقيقمة»‬ ‫۔ ‏‪ ٢٧‬۔‬ ‫محمد خليفات ‪ ،‬والاستاذ مهدي طالب هاشم ‪ ،‬فقد قام الأول بدراسة عن‬ ‫المذهب الاباضى وضمنها بين دفتى كتاب سماه «نشاة الحركة الاباضية ‪ ،‬وقام‬ ‫الغاني بدراسة عن هذا المذهب وجعلها في كتاب سماه «الحركة الاباضية فى‬ ‫المشرق العربي» ‪ ،‬لذلك رأيت من المستحسن أن أنقل إليك هذه العبارات‬ ‫الكاشفة عن الحقيقة التى توصلا إليها بعد الدراسة والتأكد © فهما أقوى حجة‬ ‫لأنهما لا ينتميان إلى مذهب الإباضية ‪ 3‬ولكن ما منعهما ذلك عن اظهار‬ ‫الحقيقة ‪ ،‬لما رأياها واضحة ‪ ،‬فأظهراها على الملأ ‪ ،‬و لم تغلبهما العاطفة المذهبية‬ ‫على ذلك بل تجردا من كل الأهواء والنزعات المعاكسة ‪.‬‬ ‫فنجد الدكتور خليفات يقول ‪« :‬إن جابرا كان الامام الروحي وفقيه‬ ‫الإباضية ومفتيهم © وكان بالفعل هو الشخص الذي بلور الفكر الإباضي بحيث‬ ‫أصبح متميزا عن غيره من المذاهب الاسلامية ‪ 5‬وكان ابن اباض المسؤول عن‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫الدعوة والدعاة في شتى الاقطار»‬ ‫ثم قال عن الامام جابر ‪« :‬وقد اكتسب ثقة أقرانه لعلمه ودينه ‪ ،‬فكانوا‬ ‫لا يصدرون في شيء إلا بعد مشورته ‪ 3‬ولكن ذلك قد خفي على مخالفيهم ©‬ ‫و لم يعرفوا له هذ الدور ‪ ،‬ولذا نسبوا الفرقة إلى ابن اباض ‪ ،‬وهو الشخص‬ ‫الذي قدموه ليناظر أعداءهم ويتكلم باسمهم علنا ‪ 7‬وكان بذلك هو المعروف‬ ‫لدى عامة الناس & فغلب اسمه على من اتفق معه في الرأي © كا أن مراسلاته‬ ‫مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قد أقنعت كثيرا من معاصريه بأنه‬ ‫هو امام الإباضية ومؤسسها» ‏(‪ )٢‬فهذا الكلام نجده يطابق ما قرره العلامة‬ ‫السالمي رحمه الله في منظومته السالفة الذكر ‪.‬‬ ‫الباحث‬ ‫تقحص‬ ‫موضع اخر ‪« :‬و إذا‬ ‫في‬ ‫يقول‬ ‫خليفات‬ ‫نجد الدكتور‬ ‫ش‬ ‫المصادر الإباضية الأولى فإنه لا يجد فيها هذا الاسم ‪ ،‬أي الاباضية ‪ ،‬بل غالبًا‬ ‫ما نجد لفظ جماعة المسلمين أو أهمل الدعوة للتدليل على أتباع الفرقة ث ولذا‬ ‫‏‪٨٠‬‬ ‫ر‪)١‬‏ ؛ ‏(‪ )٢‬نشاة الحركة الإباضية د ‪ .‬خليفات ص‬ ‫‏‪ ٢٨ .‬۔‬ ‫رجعنا إلى هذه المؤلفات التى كتبها أئمة الإباضية مثل مدونة أبي غانم‬ ‫الخراساني ‪ 3‬وكتاب الزكاة لأبي عبيدة } والآثار الأخرى الباقية المنسوبة إلى‬ ‫جابر بن زيد ‪ ،‬فإننا لا نعثر فيها على كلمة إباضية ‪ .‬ولكن يبدو أنهم مع مرور‬ ‫المؤلفات‬ ‫مر ة ف‬ ‫‪ .‬وقد ظهر لاول‬ ‫سمعتم‬ ‫إل‬ ‫فيه ما يؤذيهم او يسيء‬ ‫يجدوا‬ ‫الإباضية المغربية في الربع الأخير من القرن الثالث الهجري ‪ ).‬‏(‪)١‬‬ ‫ولما ذكر جملة من المعلومات الموثوقة حول شخصية عبد الله إباض نجده‬ ‫يقول في المعلومة رقم ‏«‪« : »٨‬إن المصادر الاباضية تجمع على أن ابن اباض‬ ‫دعوتهم وإن كان من علمائهم ورجالم‬ ‫لم يكن إمامهم الحقيقي ومؤسس‬ ‫‏(‪ )٢‬تم ذكر أن المؤسس الحقيقي هو الامام‬ ‫البارزين في التقوى والصلاح»‬ ‫جابر بن زيد و لم يكن ابن اباض إلا واحدا من أتباع فرقته ‪ ،‬و لم يصدر في‬ ‫شىء من أفعاله وأقواله إلا بأمر ذلك الامام وإرشاده» ‏(‪)٣‬‬ ‫وفي موضع اخر نجده يقول عن الاباضية أنهم «اتفقوا على أن يتولى جابر‬ ‫ابن زيد أمرهم وتنظيم دعوتهم منذ المراحل الأولى لتطور الدعوة في البصرة‬ ‫ايمانا منهم بذكائه واعتادًا منهم على اطلاعه الواسع وتحصيله العميق في العلوم‬ ‫‏(‪)٤‬‬ ‫الدينية وخاصة ما يتعلق بالتفسير وعلم الحديث»‬ ‫ويقول معللا ظهور ابن اباض على الساحة كان «الإباضية يقدمون أحد‬ ‫أعلامهم لينطق باسمهم ويناظر أعداءهم وكان يختار عادة من ذوي العلم‬ ‫والمنطق والحجة ‪ ،‬وممن لهم عصبية حتى لا يبطش به الولاة ‪ ،‬وكان ابن اباض‬ ‫أحد هؤلاء المقدمين ولذلك ظن معاصروه أنه زعم الإباضية وامامهم» ‏(‪)٥‬‬ ‫وننتقل إلى الاستاذ مهدي طالب هاشم لنرى إلى ماذا توصل ؟ لقد قرر‬ ‫هذا الباحث الحقيقة التي لا تحتمل النقاش فقال في كتابه الانف الذكر تحت‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫(‪ )٣‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬؛‪‎‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫(‪ )١‬نشأة الحركة الإباضية ص‪‎‬‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫(‪ )٥‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫(‪ )٤‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٢٩ .‬۔‬ ‫عنوان ‪ :‬بداية التنطيمات السرية في البصرة ‪ :‬بعدما تحدث عن سرية الاباضية ‪:‬‬ ‫) ‏‪ ( ١‬ش‬ ‫التنظيمية للدعوة»)‬ ‫واضعا للأسس‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫جابر‬ ‫الإمام‬ ‫يكون‬ ‫«ه جهذا‬ ‫قال ‪« :‬ومما يؤكد أن جابر بن زيد كان المسؤول عن التنظم السري الإباضي‬ ‫النص الذي رواه أبو سفيان عندما اعتقل أحد مشايخ الدعوة الإباضية‬ ‫المسمى أبو سفيان قنبر «وكان شيخا كبيرا أخذ وجلد أربعمائة سوط‬ ‫وكنت‬ ‫‪:‬‬ ‫زيد‬ ‫جابر بن‬ ‫على أحد من المسلمين فلم يفعل [ قال‬ ‫أن يدل‬ ‫على‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫الته»‬ ‫فعصمه‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫قريبا منه © وما كنت أنتظر إلا أن يقول‬ ‫وقال في موضع اخر بعدما قام بدراسة كبيرة حول هذا الموضوع ما‬ ‫نصه ‪« :‬ومن هذا العرض [‪ ،‬واستقرائنا للنصوص السابقة ث يتضح لنا الدور‬ ‫الكبير الذي قام به جابر بن زيد في مرحلة الكتان أنه المؤسس للنظام السري‬ ‫في الدعوة الإباضية في البصرة في العقد السادس من القرن الأول الهجري"» ‏(‪)٣‬‬ ‫وأخيرا فهذا الذي سردناه هو لمقتضى الموضوع الذي يحتم ذكر هذه‬ ‫الحقائق لدرء المقولة التي تقول أن مؤسس مذهب الإباضية هو عبد الله بن‬ ‫إياض ‪ ،‬والتي أوردها الدكتور في حديثه عن الاباضية © وإلا فهي معروفة من‬ ‫قبل عند أتباع المذهب ‪ ،‬وتبنها كثير من الباحثين من غير الإباضية فيما بعد ‪.‬‬ ‫أريد أن أشير إلى أن قول الاباضية بنفى عبد الله بن إباض عن كونه‬ ‫مؤسسا مذهبهم ‪ ،‬لا يعني هذا التقليل من قيمته العلمية أو من صلاحه وتقواه ©‬ ‫أو ضعفاً في قيادته‪ ،‬فهو كا عرفنا اختير للدفاع عن المذهب لا يختص به من‬ ‫المميزات التى أهلته من القيام بهذه المهمة & مما جعلت الآخرين يفهمون أنه‬ ‫هو المؤسس الحقيقي لهذه الدعوة ‪.‬‬ ‫وهو كا علمنا من أكبر أعلام الاباضية وأئمتهم ‪ ،‬الذين حملوا لواء الدعوة‬ ‫الاسلامية لنشر المبادىء التي أتى بها السرول _ عليه أفضل الصلاة والسلام ‪.‬‬ ‫‪ )١‬الحركة الإباضية في المشرق العرني مهدي طالب هاشم ص‪٧١ ‎‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫نقه ص‪‎‬‬ ‫المصدر‬ ‫(‪٣‬ر‪‎‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪ (٢‬المصدر‬ ‫ك أريد أن أبين أيضا أن عدم وجود أية مسألة فقهية مرسومة في الكتب‬ ‫الإباضية عن إبن إباض لا يدل قط على عدم فقهه أو على عدم اعتاد الإباضية‬ ‫على آرائه ‪ 3‬ولكن مكانته الدعوية استدعت الكثير من الأعمال التى اقتضتها‬ ‫التنظيمات الإباضية في ذلك الوقت س مما أدت إلى عدم وجود الفرصة السانحة‬ ‫له بأن يهتم بمسألة التأليف كثيرا ‪ .‬فجزاه الله خيرا على جهاده وجمعنا وإياه‬ ‫في مستقر رحمته ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣١ .‬۔‬ ‫‏‪ _ ٢‬مسألة الفرق بين الإباضية والخوارج‬ ‫لقد وقع الدكتور في تيار الذين يزعمون أن الإباضية فرقة من فرق‬ ‫الخوارج حينا قال ‪« :‬والإباضية أكثر فرق الخوارج اعتدالا» وأسلم نفسه له‬ ‫التيار‬ ‫هذا‬ ‫أية مقاو مة ضد‬ ‫أن يبدي‬ ‫& و ل بحاول‬ ‫جرهم‬ ‫حيث‬ ‫إل‬ ‫فجره‬ ‫الجارف } فشاركهم في خلط الإباضية بالخوارج دون أي مراعاة ‪.‬‬ ‫نعم دون مراعاة } فهو لم يراع حتى شعور الإباضية نحو هذا الخلط ‪8‬‬ ‫الخلط البغيض ؟‪ ..‬بلى لقد علم وصرح بذلك في نهاية كلامه حيث قال «وهم‬ ‫الآن يرفضون تسميتهم بالخوارج» ولكنه أبى إلا الإيذاء والإصرار على التعصب ‪.‬‬ ‫وزعم أن الإباضية لم يرفضوا هذه التسمية إلا حديئا ‪ ،‬ولا شك أن هذا تجاهل‬ ‫للحق & فمتى قبل الإباضية هذا الاقتران الممقوت ؟‪ ...‬والإباضية منذ بداية‬ ‫تاسس مذهبهم لم يكونوا منضمين إلى الخوارج في أي شيء ‪ ،‬و لم نجد أحدا‬ ‫من الإباضية يترضى عنهم أو يؤيد طريقتهم على مر القرون ‪ .‬بل لقد جرت‬ ‫و إنما هذه‬ ‫البداية ئ‬ ‫منذ‬ ‫الارتباط هم‬ ‫على عدم‬ ‫تدل‬ ‫وحروب‬ ‫بينهم مناقشات‬ ‫تهمة الصقت بالاباضية من قبل السياسة الاموية } لكي تنفر الناس عن مذهبهم‬ ‫لما رأوا فيه الحق الذي خافوا منه } فلم يجدوا إلا أن يلصقوهم بالخوارج ©‬ ‫وتقبل كثير من المتعصبين والعامة أيضا هذا الإلصاق ‪ ،‬فأثبتوه في كتبهم مع‬ ‫امثالشم (‬ ‫بعدهم قوم‬ ‫جاء من‬ ‫©} ش‬ ‫ويصم‬ ‫الهوى يعمي‬ ‫علمهم بالحقيقة ا ولكن‬ ‫وأخذوا يتناقلون هذا البهتان ويقيدونه في مؤلفاتهم بدون تمحص أو بحث عن‬ ‫الحقيقة ‪ 3‬وهذا هو عين ما وقع فيه الدكتور النبيه من غير أن يشعر قلبه خوفا‬ ‫‪.‬‬ ‫الله وتوفى كل نفس ما كسبت‬ ‫من يوم يقف فيه بين يدي‬ ‫ومع أني لا أشك في معرفة هؤلاء بما يفرق بين الإباضية والخوارج‬ ‫فاإنى‬ ‫عن بيان الحق _‬ ‫المقيت والهوى الاعمى الذي صدهم‬ ‫لولا التعصب‬ ‫_‬ ‫أريد أن أثبت هنا جانبا من الفروقات التي تدل على عدم ارتباط الإباضية‬ ‫‪. ٣٢ .‬‬ ‫بالخوارج بتائا ى وذلك لكي لا يبقى مثقال ذرة من شك في قلب أي باحث‬ ‫عن الحقيقة ‪ 5‬ولا أتجه بهذه الفروقات إلى المستكبرين الذين غطى عليهم الهوى‬ ‫صرد للحق شبخحًا و لم يعرفوا للحقيقة صورة فمثل هؤلاء لا فائدة من‬ ‫فلم‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫مواقف‬ ‫كمثل‬ ‫<‬ ‫الإصرار‬ ‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫درجة‬ ‫بلغوا‬ ‫لانهم‬ ‫‪6‬‬ ‫اقناعهم‬ ‫عاداتهم‬ ‫عن‬ ‫يتخلوا‬ ‫ان‬ ‫مبلتا يجعلهم لا يريدون‬ ‫الشيب‬ ‫بلغ تم‬ ‫الذين‬ ‫الشيوخ‬ ‫وا‬ ‫ويرون‬ ‫ابائهم‬ ‫م ‪.‬ن‬ ‫ورتوها‬ ‫لأنهم‬ ‫ك‬ ‫خاطئة‬ ‫كانت‬ ‫هما‬ ‫و معتقداتهم‬ ‫لزاما على كل فرد منهم ‪ .‬وما اوضح صورة ذلك في شيوخ قريش‬ ‫المحافظة ع‬ ‫الذين عارضوا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في دعوته & وقد اتبعه‬ ‫وفي‬ ‫ئ‬ ‫جهاده‬ ‫حق‬ ‫الله‬ ‫سبيل‬ ‫ف‬ ‫و جاهدوا‬ ‫الله للهداية‬ ‫وفقهم‬ ‫الذين‬ ‫الشباب‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫هذا يقول‬ ‫وإن الفتى بعد السفاهة يحلم‬ ‫وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده‬ ‫| ولكن هذا بالطبع لا ينطبق على الجميع © فهناك من رحمه الله ودخل الإيمان‬ ‫)‬ ‫‪ ٤‬فتفتح للحقيقة الصائبة‪. ‎‬‬ ‫العناد‬ ‫فوف‪.‬يى‬ ‫الوقوع‬ ‫مغبة‬ ‫من‬ ‫السلامة‬ ‫لنفسه‬ ‫أحب‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫أحذر‬ ‫"‬ ‫عدم‬ ‫ال‬ ‫نظره‬ ‫الت‬ ‫‪ 6‬ك‬ ‫و خيمة‬ ‫مرتع عواقبه‬ ‫هذا‬ ‫لأن‬ ‫على الباطل ى‬ ‫والاصرار‬ ‫الوقوف في مثل مواقف الكثير من الشيبة الذين لا يرجعون للحق مهما رأوا‬ ‫اخا‬ ‫اقتناعهم بفكر تهم‬ ‫بسببا‬ ‫)‬ ‫ادلته‬ ‫المهمة التي‬ ‫الفروقات‬ ‫ولنرجع إليه مبينين‬ ‫[‬ ‫الموضوع‬ ‫عن‬ ‫و لا نبعل كثيرا‬ ‫البتة ‪.‬‬ ‫الاباضية بالخوار ج‬ ‫مز ج‬ ‫يتصح عدم‬ ‫حتى‬ ‫بذكرها آ‬ ‫وعدنا‬ ‫وفي الكتب الاباضية القديمة والحديثة أخبار وأقوال كثيرة تدل على‬ ‫المفارقات الجمة بين الإباضية والخوارج ‪ .‬ومن أحسن هذه الكنب الني اهتمت‬ ‫بهذا الموضوع كتاب «الفرق بين الاباضية والخوارج» للشيخ أبي اسحاق ابراهيم‬ ‫اطفيش رحمه الله ‪ ،‬والذي قدم له الشيخ أحمد بن سعود السيابي } لأن هذا‬ ‫الكتاب جاء موجزا مفيدا ‪ 3‬قد تناول أهم المواقف الاباضية تجاه الخوارج ‪.‬‬ ‫۔‪. ٣٢٢٣ ‎‬‬ ‫وإليكم هذه الفروقات الواضحة نقلاً من هذا الكتاب ‪ .‬يقول الشيخ‬ ‫السيالي في مقدمته ‪« :‬قد كثر الخلط والتهرمح حول نسبة الاباضية إل الخوار ج‬ ‫© وإطلاق‬ ‫ويظهر التكلف سافرا في جعل الاباضية فرقة من فرق الخوارج‬ ‫لفظ الخوارج على الإباضية أهل الحق والاستقامة من الدعايات الفاجرة ‪ ،‬التي‬ ‫نشأت عن التعصب السياسي أولا ثم عن المذهبي ثانيا على أنه ليس ثمة علاقة‬ ‫تربط الاباضية بالخوارج (الازارقة والصفرية والنجدية) وغيرها من فرق‬ ‫الخوار ج ‪ ،‬وإنما هي دعاية استغلتها الدولة الاموية لتنفير الناس من الذين ينادون‬ ‫بعدم شرعية الحكم الأموي ‪ ،‬كا أن جعل المحكمة (أهل النهروان) الذين هم‬ ‫سلف لاإباضية وليسوا سلفا للأزارقة والصفرية والنجدية من الخوارج & هو‬ ‫من وصنع الواضعين ‪ ،‬ومن صنيع أرباب الأقلام المغرضة ‪ ،‬مع أن الخوارج‬ ‫يسيرون في خط معاكس مع الإباضية ‪ .‬يتضح ذلك من خلال المبادىء‬ ‫والاسس التي يقوم عليها مذهب كل من الفريقين ‪ .‬وللإباضية العديد من‬ ‫المواقف ضد الخوارج» ثم أخذ يذكر العديد من المواقف التي لم يتعرض لها‬ ‫التى‬ ‫أجمع الفروقات‬ ‫من المناسب أن‬ ‫رحمه الله ‪ 9‬فرأيت‬ ‫الشيخ أبو اسحاق‬ ‫ذكرها كلا من الشيخين بشكل عام موحد ‪ ،‬لأنها وردت في كتيب واحد |‬ ‫نم إن هذا الكتيب لصغره لا يستدعي الإحالة إلى الصفحات لأن القارىء‬ ‫يستطيع أن يقرأه كله في ظرف نصف ساعة على الأكثر ‪ ،‬فيخرج منه بحصيلة‬ ‫كبيرة يتبين بها الحق الذي حاول أن يطمسه الكثيرون من متعفنة المذهبية ‪.‬‬ ‫وإليك أخي القارىء هذه المواقف والمفارقات ‪:‬‬ ‫أولا ‪ :‬قتال القائد الشهير المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني للخوارج ‪.‬‬ ‫والمهلب وإن كان مواليا للأمويين _ وهو بالطبع عمل لم يرضه الإباضية _‬ ‫فإن من الثابت تاريخا أن أسرة ال المهلب كانوا إباضية ‪ .‬وكانوا على اتصال‬ ‫وثيق بالإمام جابر بن زيد الأزدي رضي الله عنه ‪ 3‬و لم يبذل المهلب في قتال‬ ‫الخوارج والقضاء عليهم إلا لعلمه بعدم العلاقة بينهم والإباضية ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬كان الامام عبد الله بن اباض شديدا إزاء الآراء والأفكار التى ينادي‬ ‫بها نافع بن الأزرق ‪ ،‬وكان يعلن بطلانها بصراحة تامة } ويحذر منها الناس ‪.‬‬ ‫الفراهيدي الإباضي &‪ ،‬صاحب‬ ‫ثالغا ‪ :‬كان المحدث الحجة الربيع بن حبيب‬ ‫يتجاو زوا‬ ‫حتى‬ ‫«(ادعو هم‬ ‫فهم‬ ‫يقول‬ ‫وكان‬ ‫(‬ ‫الخوار ح‬ ‫من‬ ‫الصحيح يبرأ‬ ‫المسند‬ ‫القول إلى الفعل ‪ ،‬فان بقوا على قولهم فخطؤهم محمول عليهم وإن تجاوزوه‬ ‫إلى الفعل حكمنا فيهم بحكم الله»‬ ‫رابعا ‪ :‬قتال الامام الجلندى بن مسعود العماني الإباضي لشيبان الخارجي‬ ‫شيبان‬ ‫وبين‬ ‫الجلندي‬ ‫الامام‬ ‫بين‬ ‫معركة‬ ‫ودارت‬ ‫العباسى‬ ‫_ الحاكم‬ ‫‪.‬‬ ‫وجنوده‬ ‫مقتل شيبان‬ ‫المعركة عن‬ ‫ذ وأسفرت‬ ‫وأصحابه‬ ‫خامسا ‪ :‬كان البطل المغوار هلال بن عطية الخراساني رحمه الله الذي صار‬ ‫‪ .‬و ل يقبل منه الاباضية الانضمام الهم إلا بعد أن‬ ‫اعتنق المذهب الاباضى‬ ‫ت‬ ‫يرجع إلى الذين دعاهم إلى مبادىء الخوارج ‪ ،‬ويعلمهم ببطلان تلك المبادىء‬ ‫والاراء التي دعاهم اليها ‪ 0‬مم عاد إلى عمان فكان قائدا ووزيرا للإمام الشهيد‬ ‫الله عنه ‪.‬‬ ‫رضى‬ ‫بن مسعود‬ ‫الجندى‬ ‫سادسا ‪ :‬أن الإباضية لم يسلوا السيف على أحد من أهل التوحيد قط ‪ ،‬و لم‬ ‫من المسلمين ؤ وإنما كانت مواقفهم أغلبها دفاعية ©‬ ‫أحد‬ ‫ضد‬ ‫تقع منهم حرب‬ ‫يواجههم ‏‪ ٤‬فهم ل يبدأوا‬ ‫أي بقصد دفع الضرررعن انفسهم تجاه أي عدوان‬ ‫بقتال قط ‪ ،‬كا فعل الخوارج ‪« .‬بل سلكوا سبيل البيان معرضين عن السنان‬ ‫لأنهم يرون عصمة الدم بالتوحيد لا إله إلا الله وعصمة المال كذلك» فبان‬ ‫إنهم‬ ‫يقال‬ ‫بالاباضية حتى‬ ‫لهم صلة‬ ‫بما ذكرنا ‪ 0‬و ل تكن‬ ‫عنهم الخوار ج‬ ‫خوار ج ‪.‬‬ ‫‪. ٣٥ .‬‬ ‫والخوارج لا‬ ‫الاباضية نجيزون المناكحة بينهم وبين سائر الموحدين‬ ‫سابعا ‪:‬‬ ‫يبيزون التناكح مع غيرهم لانهم يرون سواهم مشركين كا بينا وعلى هذا لا‬ ‫الذي‬ ‫الشرك‬ ‫لان‬ ‫يخالفهم بطبيعة الحال‬ ‫من‬ ‫بينهم وبين‬ ‫يجوز أيضا التوارث‬ ‫يمنع الموارنة ‪.‬‬ ‫و المصاهرة‬ ‫المناكحة‬ ‫منع‬ ‫ثامنا ‪ _:‬الأباضية اتجهوا إلى خدمة الإسلام علما وعملاً منذ ابتدأت الفتنة ‪.‬‬ ‫فاشتغلوا بالتدوين فكانوا أول من دون الحديث فإمامنا جابر بن زيد آول من‬ ‫دون الحديث وأقوال الصحابة في ديوانه الذي وصفوه بأنه وقر بعير } ثم‬ ‫إل‬ ‫جنحوا‬ ‫والخوارج‬ ‫ئ‬ ‫والمغرب‬ ‫المشرق‬ ‫العلم إل‬ ‫وهم حملة‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫تالاميذه‬ ‫إراقة الدماء وإخافة السبل وتعطيل الأحكام ‪ ،‬و لم يذكر عن أحد من الخوارج‬ ‫ألف كتابا ‪ 0‬والذين يذكرون المؤلفات للخوارج انما يذكرون الاباضية وهم‬ ‫دون شك يريدون بهم التشنيع والتشغيب ‪ ،‬أما الصفرية والأزارقة والنجدية‬ ‫فلم تذكر لهم رواية ولا تدوين ‪ ،‬ولو انفرد نجدة بن عامر برواية حديث ؤ‬ ‫ونافع بن الأزرق بأسئلة سألها ابن عباس ليس هذا محلها ‪ ،‬وأريد أنهم جنحوا‬ ‫إلى الحروب لا إلى التاليف ورواية العلم ث وكل من ذكره قومنا () من رجال‬ ‫العلم ونسبوه للخوارج ليسوا إلا من الإباضية ‪.‬‬ ‫تاسعا ‪ :‬أن الخوارج حكموا على مرتكبي الكبائر من المسلمين بالشرك ‪ ،‬بينا‬ ‫نعمة ‪ 3‬وهم يطلقون على مرتكبي الكبائر من المسلمين كفار نعمة لا كفار‬ ‫أهل‬ ‫ما عند‬ ‫يطابق‬ ‫الكبيرة إباضيًا ‪ .‬وهذا‬ ‫مرتكب‬ ‫وان كان‬ ‫حتى‬ ‫شرك‬ ‫ئ‬ ‫فسق‬ ‫قو منا هي كبائر‬ ‫وعند‬ ‫‪6‬‬ ‫الكفر‬ ‫دون‬ ‫عليه كفر‬ ‫يطلقون‬ ‫الذين‬ ‫الحديث‬ ‫وإذا أدركت هذا علمت أن بين الإباضية والخوارج بوئا بعيدا لا يجمع بينهما‬ ‫جامع الا انكار التحكيم وهو الحق الذي يؤيده كتاب الله وسنة رسول الله‬ ‫وسيرة العمرين واجماع المسلمين ‪ .‬فشد يدك على الحق ومن يعتصم بالله فقد‬ ‫مستقم ‪.‬‬ ‫صراط‬ ‫إل‬ ‫هدي‬ ‫أتباع المذامب الأربعة المعروفة‬ ‫عند الإباضية يطلق غالبا على‬ ‫مصطلح هقومناه‬ ‫)‪(-‬‬ ‫‪٣٦ .‬‬ ‫وأخيرا هناك الكثير من الفروقات لو تبينها الباحث © والعديد من المواقف‬ ‫الصارمة التي وقفها الإباضية ضد الخوارج تختفي بين ركام الأحداث وتكمن‬ ‫فيى زوايا التار يخ ‪.‬‬ ‫فهل تعامى عن هذه الفروق الذين تعفنت نفوسهم ‪ ،‬وأصيبت أبصارهم‬ ‫بالعشلى ؟ ذلك ما يشاهده الذي يقلب أطوار التاريخ في مدونات قومنا و لم‬ ‫يعتبروا قوله سبحانه ظؤوالذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬ ‫احتملوا بهتاناً واثماً مبينأيهه ‏(‪ )١‬وقوله تعالى نزولا يبرمنكم شنآن قوم على‬ ‫‏(‪(٢‬‬ ‫للتقوى‬ ‫أن لا تعدلوا ‪ .‬اعدلوا هو أقرب‬ ‫إن المسلم ليحار من أمر أولئك المتقولين على أهل الحق والإستقامة‬ ‫_ الإباضية _ كيف استساغوا ذلك لأنفسهم ‪ ،‬لا لشيء إلا للهوى والشهوة‬ ‫الخفية نعوذ بالله من الهوى وإنكار الحق ‪ .‬أو لأ يتذكرون أنهم سيلاقون الله‬ ‫بذلك الإفك ‪ .‬أم اعتقاد الخروج من النار هوّن كل شيء في سبيل الهوى ‪.‬‬ ‫وإن الذين خلطوا بين الاباضية والخوارج م فعلوا ذلك إلا لطمس معالم‬ ‫الحق والصواب ‪ ،‬حسداً من عند أنفسهم ‪ ،‬وألى لمن اتخذ التشغيب مطية أن‬ ‫يعترف بالحق والصواب وقد عميت بصيرته ‪ .‬وإنك لترى هؤلاء من العمل‬ ‫على اخفاء ما يرونه من أصحابنا من الكمال الديني والعظمة العلمية ما جعلهم‬ ‫لا يذكرون لهم في موجب الذكر شيئاً ‪ 2‬وإني (») رأيت مؤلفات دُؤنت في‬ ‫التاريخ والأدب والفروع لبعض قومنا يستوجب المقام ذكر أصحابنا لما لهم‬ ‫فيما دون من الضلع فلا يتورع أن يتجاهل ذكرهم كأً‪:‬نهم لم يكونوا ‪ ،‬وذلك‬ ‫مبالغة وامعانا في طمس الحق ‪.‬ولا تجد عند أصحابنا شيئاً من هذا الأسلوب‬ ‫والحمد لله العلى الكبير ()‬ ‫‏(‪ )١‬آية رقم ‏‪ ٥٨‬سورة الأحزاب‬ ‫‏(‪ )٢‬اية رقم ‏‪ ٨‬سورة المائدة‬ ‫(‪ ):‬هذا كلام العلامة أبى اسحاق فهو يعنى نفسه‬ ‫(هء) إلى هنا انتبى ما نقلناه من هذا الكتاب } وقد أخذنا المعلومات بشيء من التصرف ‪.‬‬ ‫۔‪٣٧‬‏ ۔‬ ‫هذا هو كلام العلامة أبي اسحاق رحمه الله ‪ 7‬وهو وإن كان فيه شدة‬ ‫على الذين يمزججون الإباضية بالخوار ج ‏‪ ٨‬إلآ أن هذه الشدة جاءت في موضعها ©‬ ‫ذلك لما نرى من تجاهل للحقيقة وطمس للصواب وكذب على الإباضية © فمثل‬ ‫هؤلاء يستحقون التقريع والتأنيب لأنهم لم يخافوا عقوبة الله بافتراءاتهم التي‬ ‫في المؤمنين إلا ولا ذمة ‪.‬‬ ‫ل ترقب‬ ‫هذا‬ ‫و ختاما ففي الموضوع مباحث لا نريد أن نطيل بها هنا ‪ ،‬ويكفي‬ ‫الذي عرضناه إن كان يلاقي اذانا صاغية وقلوبا واعية & ونفوسا مؤمنة & وعلى‬ ‫من أراد التوسع فيه أن يرجع إلى مضاته في بطون الكتب ‪ ،‬وليعمل فكره‬ ‫ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ‪.‬‬ ‫ويتحرى الحق ويتجرد من الأهواء‬ ‫‏‪ ٣٨ .‬۔‬ ‫‏‪ _ ٣‬مسألة تكفير‬ ‫دمائهم‬ ‫واستحلال‬ ‫أهل الخلاف‬ ‫ذكر الدكتور أن الإباضية يقولون بتكفير أهل الخلاف ويجعلونهم كفا‬ ‫© أكتفى‬ ‫الناحية‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫الكريم‬ ‫الاباضية للقارىء‬ ‫موقف‬ ‫ولكى أبين‬ ‫}‬ ‫نعمة‬ ‫القويم ل أما أحدهما فهو من‬ ‫لاثنين من أعلام هذا المذهب‬ ‫بأن أود قولين‬ ‫الأقدمين } وأما الآخر فهو من المتأخرين ‪.‬‬ ‫السليمى‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫المختار‬ ‫والشاري‪ .‬الشهير أبو حمزة‬ ‫القائد الكبير‬ ‫هو‬ ‫فالأول‬ ‫_‬ ‫الذي أعلن على منبر رسول الله عقلة على جميع المسلمين مبدأ الإباضية تجاه‬ ‫إلا‬ ‫منهم‬ ‫متا ونحن‬ ‫«الناس‬ ‫فيها ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫إد‬ ‫الشهيرة‬ ‫حطبه‬ ‫احدى‬ ‫ف‬ ‫جميعا‬ ‫البشر‬ ‫مشركا عابد وثن أو كافرا من أهل الكتاب أو إماما جائرا» ‏(‪ )١‬فانظر إلى‬ ‫هذه الكلمات المضيئة التي تبين موقف الإباضية منذ البداية من جميع الأمة‬ ‫جميع‬ ‫و محاولتهم جعل‬ ‫ئ‬ ‫الطريقة‬ ‫فئاسها جهہذه‬ ‫وجمع‬ ‫ئ‬ ‫الصدع‬ ‫رأب‬ ‫ف‬ ‫ورغبتهم‬ ‫التي‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأصناف‬ ‫تلك‬ ‫إلا‬ ‫الدائرة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫يخرجوا‬ ‫و‬ ‫ؤ‬ ‫اخوانا‬ ‫المسلمين‬ ‫المرونة‬ ‫من‬ ‫نوعا‬ ‫المسلمين‬ ‫ببن‬ ‫الخلاف‬ ‫ويعتبرون‬ ‫ئ‬ ‫الكبير‬ ‫المحاهد‬ ‫هذا‬ ‫ذكرها‬ ‫التي يقتضيها التشريع الإسلامي © ولا ينظرون إليه نظرة العداء التي (‪)..‬‬ ‫_ وهذا المبدأ نفسه هو الذي قرره من بعده العلم الثاني وهو الإمام العلامة‬ ‫يقول في منظومته الموسومة‬ ‫نور الدين عبد الله بن حميد السالمى حيث‬ ‫الحقيقة)‬ ‫(كشف‬ ‫ب‬ ‫ر‪)١‬‏ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهالي ‪ .‬ج‪٢٣‬‏ ص ‏‪٢٣٨٢‬‬ ‫‏‪ ٣٩.‬۔‬ ‫اعتقادا‬ ‫شهادتيهم‬ ‫فوق‬ ‫العبادا‬ ‫نطالب‬ ‫لا‬ ‫وخن‬ ‫اخواننا وبالحقوقف قمنا‬ ‫فمن أتى بالجملتين قلنا‬ ‫واعتقدوا في دينهم ضلالا‬ ‫إلا إذا ما نقضوا المقالا‬ ‫ونحسبن ذلك من حقهم‬ ‫قمنا نبين الصواب لم‬ ‫والتقرير‬ ‫التو حيد‬ ‫كتب‬ ‫في‬ ‫التحرير‬ ‫من‬ ‫رأيته‬ ‫فما‬ ‫للمنتبه‬ ‫ضل‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫جاء‬ ‫شبه‬ ‫وحل‬ ‫مسائل‬ ‫رد‬ ‫الخلقا‬ ‫لا يضىلوا‬ ‫بجهدنا كى‬ ‫الحقا‬ ‫ونبدي‬ ‫نردها‬ ‫قمنا‬ ‫ونكتفي منهم بان يسلموا ‏(‪)١‬‬ ‫عنهم‬ ‫عنا سكتنا‬ ‫لو سكتوا‬ ‫أي نكتفي بالسكوت منهم ‪ ،‬بدون أن يتهجموا علينا ‪ 3‬أو يفتروا علينا‬ ‫غير ما نقول بقصد تشويه مذهبنا ‪ 0‬وإذا أرادوا مناظرة فنحن على استعداد ©‬ ‫ولا نمانع مادامت لأجل خدمة الدين وإظهار الحق للناس ‪ .‬فهل يبقى بعد‬ ‫هذا ما يدل على أن الإباضية يكفرون المسلمين ؟ فهذا هو الحق © وماذا بعد‬ ‫الحق إلا الضلال ؟‬ ‫وإن تعجب فعجب قول هؤلاء الذين ينسبون إلى الإباضية ما ينسبون‬ ‫اليهم من تكفير مخالفيهم ويجعلون ذلك منطلقا للتهجم عليهم © وقد علمنا عدم‬ ‫صحة نسبة ذلك إلى الإباضية ‪ ،‬إلا أننا نلاحظ أن هؤلاء هم الذين وقعوا‬ ‫في هذه الورطة التي عابوها على غيرهم فهم أسرع ما يكونون إلى تكفير‬ ‫مخالفيهم وإخراجهم من حظيرة الأمة الإسلامية نصوصهم فيتكفير مخالفيهم‬ ‫من الإباضية وغيرهم أكثر من أن تحصى ‪.‬‬ ‫و لم يقف الأمر عند هذا الحد فكثيرا ما نجدهم يحكمون على مخالفيهم بالقتل‬ ‫ويرمونهم بما هم منه براء من الزندقة والالحاد © ولا يزال منهم دعاة إلى هذه‬ ‫المبادىء الممزقة لشمل الامة كا يتضح ذلك في فتاواهم التى يصدرونها في‬ ‫تضليل المسلمين وتكفيرهم ‪ 3‬وتوجد عندنا وثائق كثيرة من هذا النوع‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫الحقيقة السالمي ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬منظومة كشف‬ ‫عليه الصلاة والسلام ؟‬ ‫من اتباع سنة الرسول‬ ‫فأين ما يدعونه‬ ‫المناظرة فيما يعيبونه عا‬ ‫الحرص عإ لى جمع شمل المسلمين ؟ ولماذا يرفضون‬ ‫غيرهم ‪ ،‬ألا يعد ذلك سعيا للفرقة و اصرار ا على الباطل وتشتيتأ لشمل المسلمين‬ ‫فئات المسلمين‬ ‫وخشية من الحجة الموضحة للحق والا فما المانع مانجتاع‬ ‫المتخالفة على بساط البحث الهادىء الهادف والمناظرة البناءة © لولا أنهم يخشون‬ ‫انتضاحهم عندما ينبلج صبح الحق فينير السبيل ويبين معالم الحقيقة فهم إذا‬ ‫كانوا يدعون أنهم على الصواب وغيرهم على الضلال © فلماذا يرفضون‬ ‫النقاش ؟أيخشون ؟ ومتى كان الحق يخشى الباطل ؟ إنني لم أسمع عن محق‬ ‫خاف من مبطل قط ‪.‬‬ ‫ولذلك نحن والحمد لله لا نخاف من النقاش ‪ ،‬بل نطالب به في كل وقت ‪8‬‬ ‫لأننا نسعلى إلى الوحدة دائماً ‪ 5‬ولأننا نؤمن بأن النقاش الهادئ يبين الحق ويظهر‬ ‫الحجة ويرد الباطل ويدمغ شبهته ‪ 0‬كا أنه يُوح]َد مسارات المسلمين ‪ ،‬ويحدد‬ ‫آراء المتحرين‬ ‫وننتقل الآن إلى ما الصقه الدكتور بالإباضية في مسألة دماء المخالفين } فإنه‬ ‫دماء مخالفيهم في العلانية ويحرمونها في السر ‪.‬‬ ‫قد زعم أن الإباضية يستحلون‬ ‫وقد أشرت سابقاً إلى أن الإباضية لا يستحلون دماء مخالفيهم لا في السر‬ ‫ولا في العلانية ‪ ،‬إلا أنني أريد هنا أن أفصّل القول في هذه المسألة } فأقول ‪:‬‬ ‫إن الإباضية منذ بداية تأسس مذهبهم لم يستحلوا دم أي مسلم مادام يشهد‬ ‫لله بالوحدانية ومحمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة وهم لم يخرجوا على‬ ‫الملسلمين مبتدئين بقتال أبدا ‪.‬‬ ‫ألم تسمع بخبر أيي بلال المرداس بن حدير حينا رأى الظلم متفشياً في‬ ‫البصرة وأخذ عبيد الله بن زياد يلح في «طلب المسلمين فأجمع أبو بلال على‬ ‫الخروج وقال لأصحابه إن الإقامة على الرضا بالجور لذنب وان تجريد السيف‬ ‫واخافة الناس لعظيم ث ولكن نسير في أرض الله ‪ ،‬ولا نجرد سيفاً وإن أرادنا‬ ‫۔‪٤١‬‏ ۔‬ ‫‏(‪()١‬‬ ‫بظلم امتنعنا منهما‬ ‫قوم‬ ‫ولا نقاتل‬ ‫الارض‬ ‫لقيتم أنا ل نخر ج لنفسد ف‬ ‫لمن لقيهم ‪« :‬ابلغوا م‬ ‫وقال‬ ‫إلا من أكرهنا على قتاله ‪ 7‬ولا نأخذ من الفئي إلا أعطيتنا» ‏(‪)٢‬‬ ‫بلال‬ ‫آ‬ ‫لمقاتلة‬ ‫عبيد اان‪ .‬زياد‬ ‫أحد اقراد‬ ‫زرعة‬ ‫ولا جاء ا أسلم بربن‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫العدل‬ ‫لاقامة‬ ‫و أضحابه‬ ‫خرج‬ ‫عندما‬ ‫الشاري‬ ‫حمزة‬ ‫أي‬ ‫سير ة‬ ‫وانظر إل‬ ‫ومحاربة الطغيان الأموي © فقد التقى بأهل المدينة في قديد ‪ 9‬فكان قبل بداية‬ ‫بن‬ ‫المختار‬ ‫أرسل أبو حمزة‬ ‫كل معاركهم _‬ ‫الاباضية ي‬ ‫و كعادة‬ ‫المعركة _‬ ‫ما تؤكد على إزالة السلطة‬ ‫معهم بقدر‬ ‫الحرب‬ ‫العسكرية با نها لا تستهدف‬ ‫لا‪ .‬نريد قتالكم ‪.‬‬ ‫بكم فانا‬ ‫حدنا‬ ‫تجعلوا‬ ‫لا‬ ‫شم ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫الشام‬ ‫الاموية ف‬ ‫ولكنهم استهانوا بما قدمه القائد الإباضي وأصروا علىقتالهم وكالوا لهم‬ ‫‪ ::‬يا أعداء‬ ‫للقرشيين‬ ‫فقالوا‬ ‫ئ‬ ‫الاباضية‬ ‫فا ثاروا‬ ‫ئ‬ ‫بالملفسدين‬ ‫ووصفوهم‬ ‫الشتائم‬ ‫الفساد ومقاتلة الذين استأثروا‬ ‫اله نحن نفسد في الأرضر؟وانما خرجنا لنك‬ ‫اني عليكم‪,‬‬ ‫التي قدمها قم ر‏(‪ . (٤‬وفعل إن الإباضية ل يبدأوهم بقنا ا وانما كان الباد‪.‬‬ ‫حمزة‬ ‫أبو‬ ‫قال‬ ‫فحينئذ‬ ‫حمزة‬ ‫أي‬ ‫جيش‬ ‫سهامهم إل‬ ‫أر سلوا‬ ‫الذين‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫قتالهم ‪ .‬فنصر هم الله عليهم ‪.‬‬ ‫لأصحابه دونكم القوم فقد حل‬ ‫ألا يتبين من هذه المواقف وهذه الأقوال أن الاباضية لا يستحلون دماء‬ ‫المسلمين البتة ‪ 7‬كا لا يقصدون تخويفهم في أي حال من الحالات ‪ ،‬وأنهم‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫‪ ٦٢‬وانظر الكامل للمبرد ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬السير ‪ :‬للنماخي ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬المصدر نفسه والصفحة نفسها‬ ‫‏‪٦١٢‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢‬السير ‪ :‬للنماخي ج‬ ‫‏‪ } ١٣٦/١٣٥‬وإن شئت راجع الاغاني‬ ‫ر‪)٤‬‏ الحركة الإباضية في المشرق العربي _ مهدي طالب هاشم ص‬ ‫للأصفهاني ج ‏‪ ٢٣‬تحت عنوان خبر خروج عبد الله بن يحى طالب الحق وأبى حمزة الشاري ‪.‬‬ ‫لا يشهرون سيوفهم أمام أي مسلم إلا إن ابتدا هو بذلك ‪.‬‬ ‫لهم الأهداف النبيلة ‪ 2‬والغايات الشريفة التى يسعون اليها من أجل العدل‬ ‫أقوم‬ ‫} وأي مبدأ‬ ‫هذا‬ ‫مزن‬ ‫أعدل‬ ‫منهج‬ ‫‪ 30‬فا ي‬ ‫والطغيان‬ ‫الفساد‬ ‫على‬ ‫والقضاء‬ ‫منه وأي محافظة على دماء المسلمين اعظم من هذه وأي أناس فعلوا كفعلهم ©‬ ‫فحاربوا الطغيان وأقاموا العدل مثلهم ؟ أكرم بهم من عصبة أكرم بهم ‪.‬‬ ‫أليست هذه المواقف في العلانية مشهورة ؟ ألا تدل في الوقت نفسه على‬ ‫دم أي مسلم ؟ فا ذاً موقف الإباضية فى العلانية‬ ‫الاباضية في سفك‬ ‫عدم رغبة‬ ‫الاباضية‬ ‫عير‬ ‫كتب‬ ‫ف‬ ‫مشهورة‬ ‫الأحداث‬ ‫‪ .‬وهذه‬ ‫هو نفس موقفهم ففيى السر‬ ‫|‬ ‫الحقيقة‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫عناء‬ ‫نفسه‬ ‫ويكلف‬ ‫ئ‬ ‫الحق‬ ‫يتحرى‬ ‫أن‬ ‫الدكتور‬ ‫أراد‬ ‫لو‬ ‫ولكان عرفها وأدرك الصواب ورمى اليف ‪.‬‬ ‫وهذه المبادىء الجليلة قد حررها من قبل الشيخ أبو يعقوب يوسف بن‬ ‫ابراهيم الوارجلاني أحد علماء القرن السادس الهجري & إذ يقول في كتابه‬ ‫الدليل والبرهان تحت عنوان ‪ :‬باب ما ينبغى لأمير المؤمنين أن يستعمله بينه‬ ‫‪« :‬والذي ينبغى لأمير المؤمنين أن يستعمله بينه وبين أهل‬ ‫وبين أهل الخلاف‬ ‫الخلاف © أن يدعوهم إلى ترك ما به ضلوا ‪ ،‬فإن أجابوا اهتدوا ‪ 0‬وصاروا‬ ‫اخواننا ولهم ما لنا ث وعليهم ما علينا ‏‪ ٠‬ونصير وإياهم شرعا واحدا كا‬ ‫تقدم ‪ ....‬وإن امتنعوا من ذلك & دعوناهم إلى أن نجري عليهم حكم الله‬ ‫تعالى ‪ 2‬من دفع الحقوق والخضوع لواجب الأحكام ‪.‬فان أطاعوا بذلك‬ ‫لنا‬ ‫يجب‬ ‫ما‬ ‫والأحكام‬ ‫الحقوق‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫وو جب‬ ‫علبه‬ ‫هم‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫تركناهم‬ ‫على‬ ‫متادين‬ ‫ماداموا‬ ‫فيه ‪4‬‬ ‫م‬ ‫حق‬ ‫فلا‬ ‫‪4‬‬ ‫الإستغفار‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫إلا‬ ‫‪1‬‬ ‫وعلينا‬ ‫و الغنائم ئ‬ ‫الفي‬ ‫من‬ ‫حقوقهم‬ ‫ولحم‬ ‫ئ‬ ‫العدل‬ ‫وإياهم‬ ‫ووسعنا‬ ‫[‬ ‫ضلوا‬ ‫به‬ ‫ما‬ ‫المسلمين ‪ ،‬والعدل في الاحكام والدفاع عنهم ‪.‬‬ ‫‪. ٤٣ .‬‬ ‫ذلك سفكنا‬ ‫أدبناه بما يقمعه ويرده ا ى سواء السبيل ‪ .‬وإن جاوز‬ ‫من الر ق‬ ‫ؤ و أجروا‬ ‫دمه } و استحللنا قتاله ‏(‪ . )١‬وإن امحتر فوا بطاعتنا ئ وانفردوا ببلادهم‬ ‫فيها أحكامهم تركناهم ‪.‬وذلك ما لم يكنردا على آية محكمة أو سُنةقائمة &‬ ‫من‬ ‫يمنعنا‬ ‫و ‪.‬‬ ‫ؤ‬ ‫و لم‬ ‫عليهم‬ ‫الحقوق‬ ‫بواجب‬ ‫يموم‬ ‫من‬ ‫عليهم مهم &‬ ‫و نستقضى‬ ‫ف‬ ‫ونردها‬ ‫ئ‬ ‫الحقوق‬ ‫من‬ ‫حجب‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫منهم‬ ‫ونأخذ‬ ‫عليه ئ‬ ‫هم‬ ‫ما‬ ‫ولايتهم إلا‬ ‫الوهم‬ ‫و ننبذ‬ ‫الوهم‬ ‫أعذرنا‬ ‫شي‬ ‫ق‬ ‫اتهمناهم‬ ‫وإن‬ ‫‪.‬‬ ‫منهم‬ ‫الحاجة‬ ‫وذوي‬ ‫رنيم‬ ‫‪7‬‬ ‫عندهم‬ ‫إذا كان‬ ‫أيدينا ئ‬ ‫بن‬ ‫منكرا‬ ‫نتر كهم يظهرون‬ ‫ولا‬ ‫ئ‬ ‫سواء‬ ‫على‬ ‫في ديانتهم ‪ 9‬ونمنعهم أن يحدثوا في أيامنا ما لم يكن إلا أن يكون أمرا لا مكروه‬ ‫تحته ‪ 3‬فلنا الخيار ‪ .‬وإن حاربناهم في هذا كله وهزمناهم ‪ ،‬فانا لا نتبع مدبرا ©‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫ولا نجهز على جري"‬ ‫©‬ ‫منا بعينه‬ ‫قتل أحداً‬ ‫عليهم ‪ 0‬قتلنا منهم كل من‬ ‫قدرنا‬ ‫أيضاً ‪« :‬وإن‬ ‫ويقول‬ ‫ولا نستعمل فيم حكم المحاربين © ونقتل منهم الولاة والرؤساء ‏(‪ ، ) ٣‬ونترك‬ ‫من‬ ‫نعترض‬ ‫ولا‬ ‫ننتتبع المنهزمين‬ ‫ولا‬ ‫الأسرى‬ ‫سبيل‬ ‫ونسرح‬ ‫بسبيلهم ئ‬ ‫العامة‬ ‫‪.‬‬ ‫عليهم‬ ‫دل‬ ‫أو‬ ‫ئ‬ ‫المسلمين‬ ‫قتل من‬ ‫أو‬ ‫الدين ئ‬ ‫ف‬ ‫طعن‬ ‫من‬ ‫إلا‬ ‫العامة أحدا‬ ‫فهؤلاء يقتلون إذا قدرنا عليهم ‪ ،‬ولو تابوا & إلا ‪ 7‬تاب قبل أن نقدر عليه ©‬ ‫‪« :‬و أما ان قتلوا الانفس ولو‬ ‫‏)‪ (٤‬ئ ويقول أيضاً‬ ‫ونصلى على قتلاهم و ندفنهم»‬ ‫بالقتل ئ‬ ‫ذمياً ئ أتينا على ‏‪ ١‬خر هم‬ ‫أو‬ ‫ئ مؤمنا كان‬ ‫أو عبداً‬ ‫كان‬ ‫حا‬ ‫نفساً واحدة‬ ‫وقتلناهم أجمعين ى ولو لم يقتل منهم إلا واحد ‪ ،‬قتلنا من قتل ومن لم يقتل ‪.‬‬ ‫وهذا إذا قدرنا عليهم قبل أن يتوبوا ‪ ،‬فإن تابوا قبل أن نقدر عليهم ‪ ،‬أسقطنا‬ ‫عنهم حد الحرابة ‪ 3‬وأخذنا الجاني فيما جنى ‪ ،‬وقتلنا القاتل وحده فيما فعل‬ ‫ر‪)١‬‏ يعنى أنه تجاوز الإمتاع عن أداء الحقوق إلى العمل بما يخل بالنظام والأمن ‪ .‬رأنظر الإباضية بين الفرق‪.‬‬ ‫‏‪٧٤‬‬ ‫الاسلامية) علي يحى معمر ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪٦٨/٦٧‬‬ ‫‏)‪٢‬ر الدليل والبرهان ج ‏‪ ٢‬أبو يعقؤب الوارجلاني ص‬ ‫الصلحاء‬ ‫هم طغاتهم وبغاتهم وليسوا‬ ‫والرؤساء‬ ‫بالو لاة‬ ‫‏)‪ ( ٣‬المقصود‬ ‫‏(‪ )٤‬الدليل والبرهان ج ‏‪ ٢‬أبو يعقوب ص ‏‪٦٨‬‬ ‫‏‪ ٤٤‬۔‬ ‫إذا كان ممن يقتل به ‪ ،‬ولا نقتل غيره ‪ ،‬ويؤدى المال مَنْ أخذه دون من ل‬ ‫يأخذه ‪.‬‬ ‫وجل فهم‬ ‫الله عز‬ ‫لحق‬ ‫يذعنوا‬ ‫بيننا وبينهم ؤ و ل‬ ‫المحاربة‬ ‫وقعت‬ ‫و أما إن‬ ‫حتى قتلوا منا رجلا ‪ ،‬وأكلوا الأموال وأفسدوها ‪،‬فإن قدرنا عليهم قبل أن‬ ‫يتو بوا أجرينا عليهم حد الحرابة وقتلناهم عن اخرهم ‪ ،‬وإن لم نقدر عليهم ©‬ ‫لكن جاءوا تائبين ‪ ،‬بعدما قتلوا منا وأكلوا الاموال أسقطنا عنهم حد الحرابة ‪.‬‬ ‫وأخذناهم بما فعلوا خصوصا وقتلنا القاتل فيمن قتل ؛ إذا كان همن يقتل‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫به ‪ ..‬ال»‬ ‫فهذه الاصناف التي تستثنى من الأصل الذي نص على عدم استحلال‬ ‫دماء الخالفين ودل علبه أيضاً قول العلامة السالمي في قصيدته غاية المراد حيث‬ ‫يقول فيمن أتى بالشهادتين نطقا‬ ‫للنفس والمال والسبي بها خذا `‬ ‫وإن أتيت بها نطقاً حفظت بها‬ ‫اسى‬ ‫ب‬ ‫الحكم إلا تلك الأه‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫هو الأصل عندنا ولا نستثنى من‬ ‫فهذا‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫الله تطبيقاً لكتاب‬ ‫ر حمه‬ ‫يعقوب‬ ‫أبو‬ ‫ذكرها‬ ‫وبعد إستقراء هذه المواقف وهذه النصوص ‪ ،‬أيبقى هناك س عند الاباضية‬ ‫‪ . .‬إذ كيف‬ ‫و أفعالهم بكل وضوح‬ ‫التي ظهرت فيفي كتبهم‬ ‫القضية‬ ‫هذه‬ ‫حول‬ ‫و ما الدف‬ ‫؟‬ ‫تناقضاً‬ ‫‪ 6‬ألا يعتبر هذا‬ ‫نها علانية‬ ‫ويبيحو‬ ‫سرا‬ ‫مخالفيهم‬ ‫دماء‬ ‫حرمون‬ ‫من ذلك ؟‬ ‫إن الإباضية ليس من شأنهم ابدا إخفاء الحق ‪ ،‬وهناك قضايا أعظم من‬ ‫هذه لم يدخل الخوف في قلوبهم من اظهارها أما م مخالفيهم ىبل أن مذهبهم‬ ‫أنهم أكثر‬ ‫وسلوكأً « ك‬ ‫وفقها‬ ‫عقيدة‬ ‫الاسلامية‬ ‫أوضح المذامب‬ ‫والحمد لله من‬ ‫‪.‬‬ ‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫عليه‬ ‫الرسول‬ ‫به‬ ‫جاء‬ ‫الذي‬ ‫للحق‬ ‫و فاق‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫(‪ )١‬الدليل والبرهان _ الواجلالي ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٤٥ .‬۔‬ ‫وأحب أن أسأل الدكتور سؤالا فأقول له ‪ :‬إذا كان الإباضية يحرمون‬ ‫دماء مخالفيهم في السر دون العلانية فبالله عليك كيف توصلت إلى هذا السر‬ ‫العظم ؟ وما هي طرق المخابرات‪ :‬التي استخدمتها حتى اكتشفته‪.‬؟ وإن كان‬ ‫أحد منهم قد باح به إليكم فإنني جد متشوق إلى معرفته ؟ فما اسمه ؟ وفي‬ ‫أي عصر فعل هذا ؟ ومن أي بلد ؟ وإن لم يكن كذلك فمن أي كتاب إباضي‬ ‫تتبعت هذا الموضوع حتى وجدت هذا الكلام الخفي ؟!‬ ‫إنني أترك للقارىء الكريم فرصة الحكم على ما يرى من مزاعم بعد أن بينا‬ ‫إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون‬ ‫له الحقيقة المناقضة لما تناقله هؤلاء القوم بدون علم‬ ‫بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ‪ .‬ولولا إذ سمعتموه‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيمئهه‬ ‫اللور‬ ‫‪ )١٦‬من مورة‬ ‫‏(‪. ١٥‬‬ ‫‏‪ ١ ١١١‬لأينين‬ ‫‪. ٤٦ .‬‬ ‫‏ً‪ _ ٤‬مسألة ‪ :‬دار الإباضية دار‬ ‫إلا‪٩‬‏ معسكر السلطان‬ ‫توحيد‬ ‫يقول الدكتور أن الإباضية يقولون بأن دارهم دار توحيد إلا معسكر‬ ‫السلطان ‪.‬‬ ‫وهذه العبارة إذا تفحصها العاقل فإنه يلتفت إلى قلة نباهة قائلها ‪ 0‬وذلك‬ ‫لأن الإباضية لا ينفون عن أي مسلم صفة التوحيد مهما بلغ من الفسوق‬ ‫مادام يشهد بالشهادتين & و لم ينكر شيئا من أركان الإيمان أو من نصوص‬ ‫القران أو السنة المتواترة الصريحة ‪ ،‬والدكتور يعلم هذا فكيف ينفونها عن‬ ‫معسكرات السلطان ؟ اللهم إلا إذا كان السلطان مشركاً جاحداً لما علم من‬ ‫الدين بالضرورة فإننا لاشك ننفي عنه في هذه الحالة حكم الموحد ‪ ،‬وجميع‬ ‫المسلمين متفقون على ذلك ‪.‬أمًا إذا ل يكن متلبساً بشرك فهو عندنا في عداد‬ ‫للوحدين فإن كان عادلا متبعا لنهج الحق فهو حقيق بالو لاء والولاية والمناصرة‬ ‫لاىلحق وأما إذا كان غاشماً باغياً ظالماً وهو يأتي بالشهادتين ولا ينكر شيئا‬ ‫منالاسلام ك ف ننا نحكم عليه وعلى أتباعه بالبغي والظلم ‪ ،‬كما نحبذ أن يزال‬ ‫من السلطة إذا قدر عليه ليتولى أمر المسلمين قائم بالحق حاكم بالقسط مطيع‬ ‫له ناصح لرعيته ‪.‬‬ ‫وهذا مما دلت عليه نصوص القرآن © منها قوله تعالى والذين إذا أصابهم‬ ‫البغي هم ينتصرونُه؛ ‏(‪)١‬‬ ‫بل إن في وعد الله بإستخلاف المؤمنين في الأرض لدليل على تشجيع‬ ‫المسلمين على مقاومة الظلم © وفي ذلك يقول تعالى وعد الله الذين آمنوا منكم‬ ‫وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وبمكنن لهم‬ ‫دينهم الذي ارتضى لهم وليبتلنهم من بعد خوفهم أمنا } يعبدونني لا يشركون بي‬ ‫شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولنك هم الفاسقونئة؛ ر‪)٢‬‏‬ ‫‏(‪ )٢‬آية رقم ‏‪ ٥٥‬رالنور)‬ ‫‏‪ ٣٩‬رالشورى)‬ ‫‏(‪ )١‬آية رقم‬ ‫‏‪ ٤٧ .‬۔‬ ‫وإذا تفكرت في الموضوع تجد أن الذين لا يحكمون يما أنزل الله قد وصفهم‬ ‫تعالى بأوصاف تنافي الإيمان فقد قال جل شأنه ‪:‬تإفأولنك هم الظالمون‬ ‫قاطعة‬ ‫نصوص‬ ‫تلفاأولنلك هم الكفرون&أه وهذه‬ ‫لفاأولنلك هم الفاسقون‬ ‫بأن الذي يحكمبغير ما أنزل الله ظالم وفاسق‪ .‬وكافر ‪ 5‬محارب لله ‪ 5‬وبما أنه‬ ‫قد أعلن الحرب على الله فيجدر بالمؤمن أن يعلن عليه الحرب ‪ .‬كا جاء في‬ ‫الحديث الشريف ‪« :‬لتأخذن بيد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ‪ ،‬أو ليخالفن‬ ‫الله بين قلوبكم» أو كا قال عليه السلام ‪.‬‬ ‫وهذه نصوص واضحة تبيّن الموقف الذي يجب أن يتخذه المسلم تجاه الحاكم‬ ‫الظا لم ‪ .‬وغليه أن لا ينفي عنه صفة التوحيد ولا يخرجه من دائرتها ‪ .‬وهذا‬ ‫ما عليه الإباضية وإن شكت المزيد فتعال معى لنقرأ ما يقوله العلامة أبو يعقوب‬ ‫الوارجلاني في كتابه القيم ‪ ،‬الدليل و البرهان اإعلم يا أخي أن مذهب أهل‬ ‫الدعوة () في الخروج على الملوك الظلمة ‪ ،‬والسلاطين الجورة جائز وليس‬ ‫كا تقول السنية ‪:‬ا اك لا عل الخروج علم ولا فلهم ‪ ,‬بل التسليم لهم على‬ ‫‪ :‬وقد اختلفت الأمة ف هذه المسأ لة على ثلاثة أقوال ‪:‬‬ ‫ظلمهم أولى ‪..‬‬ ‫‏‪ ٣‬الدعوة ‪:‬أنه جائز الخروج عليهم وقتالهم ومناصبتهم‬ ‫القولة الأولى ‪:‬ل‬ ‫والامتناع من إجراء أحكامهم عليهم } إذا كنا في غير حكمهم & وأما إذا كنا‬ ‫تحت حكمهم & فلا يسعنا الإمتناع من كثير من أحكامهم ‪ .‬وإن أردنا الشراء‬ ‫والخروج جاز لنا ‪ ،‬فهذه قولة ‪ .‬والقولة الثانية ‪ :‬قول الخالفين ‪ :‬إنه لا يجوز‬ ‫الخروج عليهم ولا قتالهم ولا الامتناع من أحكامهم والدفاع عنك لحم ‪ .‬القولة‬ ‫النالثة ‪:‬مذهب الأزارقة والصفرية والنجدات في الاستعراض لسائر الخلق‬ ‫ل‪ .‬نهم حكموا ععللىى الجميع بالشرك‬ ‫وعوامها‬ ‫و الرعية‬ ‫}‬ ‫وجنودها‬ ‫الملوك‬ ‫ره القتل والسبي والغنيمة»(‪)١‬‏‬ ‫فاستعرضوا الجميع وأجروا عليهم حكم‬ ‫وذكر رأي الشيعة فقال «واستجازت الشيعة الخرو ج عليهم كا استجزناه» ‏(‪)٢‬‬ ‫ر ) أهل الدعوة أي الإباضية إذ لم يكونزا يسمون أنفسهم بالإباضية كإ بينا سابقا وإنما المخالفون هم الذين أطلقوا‬ ‫عليهم هذا الاسم‬ ‫‏‪٧٨‬‬ ‫(‪ )٢‬المصدر نفسنه ص‬ ‫‏‪٧٧‬‬ ‫‏‪ !٢‬ص‬ ‫ر‪)١‬‏ الدليل والبرهان ج‬ ‫‏‪ ٤٨ .‬۔‬ ‫‪( :‬و قد‬ ‫فقال‬ ‫بينه مع أحد الفقهاء الخالفبن‬ ‫جرت‬ ‫ذكر مناظرة‬ ‫ش‬ ‫جرى‬ ‫لي كلام مع الفقيه يحيى بن أبي بكر بن الحسن بن الشيخ يوسف بن نفاث‬ ‫مناظرة في سلجمانة في مثل هذا فقال لي ‪ :‬أول من سن الخروج على السلاطين‬ ‫أبو بلال مرداس بن أدية ‪ .‬قلت له ‪ :‬إن له في ذلك أسوة حسنة ‪ 3‬فقال‬ ‫حسنة ؟ فقلت أؤسيئة ‪ .‬فقال ‪ :‬ومن هو ؟ قلت طلحة والزبير ‪ .‬فقال لي ‪:‬‬ ‫إن طلحة والزبير اجتهدا فأخطعا ‪ .‬فقلت له ‪ :‬ولعل هذا اجتهد فأصاب ‪ .‬فقال‬ ‫‪.‬لي ‪ :‬وأصاب ؟ فقلت ‪ :‬ولعله اجتهد فأخطأً ‪ .‬فقال الله يغفر للجميع» ‏(‪)١‬‬ ‫ثم قال ‪« :‬وقولنا هو الصواب إن شاء الله ‪ .‬وذلك أنا نقول ‪ :‬لا يحل‬ ‫لنا أن نستعرض أحدا من الرعايا والمسافرين والتجار والحرائين وغيرهم ‪ ،‬إلا‬ ‫الملوك الظلمة الجورة ‪ .‬وندعوهم إلى ترك ما به ضلوا ولا نعترض من العامة‬ ‫إلا جنودهم رأي جنو د البغاة) وأنهم وجنودهم بمثابة واحدة ‪ .‬و أجزنا الخروج‬ ‫عليهم والكون معهم ‪ .‬وإن خرجنا عليهم ورضينا بالكون معهم وتحتهم © فجائز‬ ‫لنا ذلك ونعيش في كنفهم حزاثين فدادين لسوء حال ‪ ...‬قال رسول الله‬ ‫ه ‪ :‬تعلموا من قريش ولا تعلموها ‪ 5‬وقدموها ولا تتقدموها } وأطيعوهم‬ ‫ما أطاعوا الله ‪ ،‬فاذا عصوه فلا طاعة لهم عليكم ‪ ،‬مم خذوا أسيافكم واجعلوها‬ ‫على عواتقكم واضربوهم حتى تبيدوا خضراءهم ‪ .‬إلا فعيشوا فدادين حراثين‬ ‫حتى تلقوني بسوء حال ‪...‬‬ ‫وجوز الخروج والقعود ‪ 0‬فمن خرج فواسع ومن قعد فواسع ‏(‪ )٢‬ويقول‬ ‫في «باب الغزو معهم» ‪« :‬اعلم أنه جوز الغزو معهم والجهاد والقتال والمحاربة‬ ‫لجميع المشركين الذين حل قتالهم } فالناس تحت الظلمة على ثلاث طبقات ‪:‬‬ ‫الطبقة الأولى ‪ :‬من باين الظلمة وناصبهم ما قدر عليه وهو يأمرهم‬ ‫بالمعروف وينهاهم عن المنكر & ويرد عليهم سوء مذهبهم ويناقضهم ‪ .‬فكان‬ ‫معروفا عند الناس في ذلك & فهذا يسوغ له الكون تحتهم & والجهاد معهم‬ ‫‏(‪ )١‬المصدر نقسه والصفحة نفسها‬ ‫‏‪٧٩‬‬ ‫نقسه ص‬ ‫‏(‪ (٢‬المصدر‬ ‫‏‪ ٤٩ .‬۔‬ ‫ويأخذ سهمه من الغنيمة } ويلي لهم على العشر وعلى الغنيمة ‪ ،‬ويلي لهم على‬ ‫الفتوى وقسمة المساحات كجابر بن زيد والحسن البصري وشريح وابن عباس‬ ‫وكثير من الصحابة } ممن ظهرت منهم مناقضتهم ومخالفتهم‬ ‫فهؤلاء ليس عليهم بأس » أن يلوا من الأمور ما ليس به بأس & بشرط‬ ‫أن يعملوا بأمر الله ‪ 0‬وليستعملوا طريقة العدل } ولا تاخذهم في‪ .‬الله لومة‬ ‫لائم { و لا يكونوا بذلك معاونين لأهل الباطل الذين قال فيهم رسول الله عطلة‬ ‫(لعن الله الظالمين وأعوانهم وأعوان أعوانهم ولو بمدة قلم) كا جرى للحجاج‬ ‫بن يوسف مع جابر بن زيد ‪ .‬وذلك أنه كان يكتب ك إذ سقط ا القلم من‬ ‫العن‬ ‫‪.‬فقال لجابر ‪:‬ناولني القلم فقال له جابر ‪:‬قال رسول الله ت‬ ‫الله الظالد وأعوانهم وأعوان أعوانهم ولو بمدة قلم» فلو أن جابرا سعلى لناوله‬ ‫جابر القلم والدواة وغير ذلك ‏(‪)١‬‬ ‫«وأما من لم يكن له عهد بهذه الأمور ولا الشروع فيها ‪ ،‬و لم يكن ممن‬ ‫شيئا إلا‬ ‫بمناقضتهم ‪ .‬ولا الرد عليهم © فلا ينبغي أن يلي من أمورهم‬ ‫عرف‬ ‫عاليه منه ‪».‬‬ ‫{ ولا ا س‬ ‫الناس‪ .‬صلاحه‬ ‫أمرا يعرف‬ ‫أن يكون‬ ‫وأما أن يسير فيجا أو بريدا في مصالح المسلمين فان كان أمرا يعرفه ويعرف‬ ‫‪.‬‬ ‫فلا باس‬ ‫صلاحه‬ ‫وأما ان راودوه على معصية أو أكرهوه عليها } فلا طاعة لخلوق في معصية‬ ‫الخالق ‪ .‬وأما أن يلي أمور المساجد والإقامة والتأذين والمحاضر والتذكير‬ ‫والتخويف ‪ ،‬فلا بأس عليه في م هذا ‪.‬وأما أن يصير أمينا على الأسواق‬ ‫أو على المقاسم ‪ ،‬أو عونا ‪ ،‬أو رأاسلأعوان وعريفاً هم ‪ ،‬أو مانلحرس أو‬ ‫على الدواوين © ودواوين التحقيق ودواوين الجنود ودواوين الخراج وجباية‬ ‫الاموال والحراسة من عدو يحاربهم ظلما أو مظلوما _ فلا _ في هذا كله (ر‪)٢‬‏‬ ‫(اي فلا يجوز في هذا كله) ‪ ..‬إلى اخر كلامه رحمه الله وجزاه خيرا على تبيين‬ ‫‏‪٨١‬‬ ‫‏)‪٢‬ر الدليل والبرهان ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪٨٠‬‬ ‫ر‪)١‬‏ الدليل والبرهان ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫هذا الحق الذي يوافق العقل والنقل © ومن أراد المزيد من المعرفة حول ما عليه‬ ‫الإباضية تجاه هذا الموضوع فما عليه إلا أن يشمّر عن ساعديه ويجهد في قراءة‬ ‫كتبهم ‪.‬‬ ‫ومن هذا يتبين موقف الإباضية بأنهم ينظرون إلى الحاكم إذا كان عادلا‬ ‫بوجوب طاعته وعونه وحراسته ‪ ،‬وإن كان جبارأ فكما أوضح الشيخ أبو‬ ‫يعقوب رحمه الله ‪ .‬كا أنهم لا ينفون عنه صفة التوحيد مادام يأتي بالشهادتين‬ ‫ولا ينكر شيئا مما علم من الدين بالضرورة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥١ .‬۔‬ ‫مسألة غنام الخالفين‬ ‫الاباضية وهو أنهم يحرمون أخذ غناشم‬ ‫قو لا عن‬ ‫لقد ذكر هذا الدكتور‬ ‫حسب رأيه ي_ستبيحونها حلالاً سائغا ‪.‬‬ ‫خالفيهم إلا الخيل والسلاح فإنهم‬ ‫والحقيقة الموجودة عند الإباضية تخالف زعم الدكتور ‪ 3‬ذلك لأن الاباضية‬ ‫رمون كل جنس من غنائم المخالفين التى للمخالفين حق فيها ء ومن ذلك‬ ‫الخيل والسلاح فلا يستثنونهما أبدا ‪ .‬إلا ما كان لبيت مال المسلمين فإنه يؤخذ‬ ‫عنهم حتى بالإكراه ‪ 5‬ويوزع على فقراء المسلمين أو يستعان به في قضاء حوائج‬ ‫الدولة الإسلامية وإذا كان مغصوبا من أحد الناس فإنه يرجع إليه ‪.‬‬ ‫أما السلاح الذي يستخدمه الخالف في قتل المسلمين وإيذائهم إن أصر‬ ‫لا يضعضع أمن‬ ‫على ذلك و ل يتب |} فإنه يجب ان يتلف ولا يترك له حتى‬ ‫الإسلام أو يُخل من نظامه ‪ .‬ولا يؤخذ عنه بحيث يصبح ملكا لأحد من‬ ‫الإباضية ‪ .‬وهذا الحكم عند الإباضية ليس مقتصرا على المخالفين فقط ‪ }.‬فان‬ ‫الإباضية تطبقه حتى على الإباضي الفاجر الذي يسلك هذا السبيل ‪.‬‬ ‫والإباضية بحمد الله هم أشد الناس تورعا عن أخذ أموال المسلمين‬ ‫وغنائمهم مهما كان هؤلاء مخالفين أو محاربين ‪ 3‬وهذا الحكم عام يشمل كل‬ ‫أنواع الأملاك ‪.‬وعلى هذا شواهد مانلواقع تنبئك عنها مواقفهم المشهورة ©‬ ‫وكتبهم ومؤلفاتهم & وهذا مما يدل على نزاهتهم عن اغتصاب أموال الناس ظلما‬ ‫وعدوانا ‪.‬‬ ‫رحمه‬ ‫الحق) _‬ ‫فانظر مثلا إلى معاملة الامام عبد الله بن حيى (طالب‬ ‫الة _ لأهل صنعاء عندما دخلها منتصرا على واليها الأموى ‪ ،‬فانه أمر أن‬ ‫تى بالمال الذي اغتصبه هذا الوالي من أهل صنعاء «فأتوا به من الخزانة إلى‬ ‫المسجد فقسمه عبد الله على فقراء صنعاء ‪ ،‬و لم يأخذ منه شيئا ‪ ،‬و لم يستحل‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫متاعا»‬ ‫منه لاصحابه‬ ‫‏‪٩٢/٩١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏)‪١‬ر انظر كتاب رالسير) للبدر الشماخي ج‬ ‫‏‪ ٥٢ .‬۔‬ ‫مهما‬ ‫‪:‬ني الحرام‬ ‫الإنغماس‬ ‫الاباضية يتنزهون عن‬ ‫هذا على أن‬ ‫ألا يدلك‬ ‫مسلم‬ ‫أى‬ ‫مال‬ ‫درهم من‬ ‫أخذ‬ ‫فهم يرو ن‬ ‫!؟‬ ‫كثيرا‬ ‫أو‬ ‫قليلا‬ ‫الحرام‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫بدون حق كبيرة من الكبائر التي يجب على الإنسان أن يتجنبها ويربأ بنفسه‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫ربه حكم‬ ‫و إلا لحل‬ ‫فيها ئ‬ ‫الوقو ع‬ ‫م ‪.‬ن‬ ‫في با‬ ‫النظام)‬ ‫كتابه (جوهر‬ ‫الامام السالمى ف‬ ‫الحادثة‬ ‫هذه‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫«الأموال المشتبهة» حيث قال ‪ :‬‏(‪)١‬‬ ‫بجعله () في أهلها واحتشما‬ ‫حكما‬ ‫بصنعا‬ ‫الحق‬ ‫وطالب‬ ‫لقومه‬ ‫ولا‬ ‫لنفسه‬ ‫شيئا‬ ‫عند مضيق يومه‬ ‫م يأخذن‬ ‫أكرم بهم من عصبة أكرم بهم‬ ‫منهم ومن كمتلهم‬ ‫تعففا‬ ‫من الهدى ما بدلوا وغيروا‬ ‫كانوا يموتون على ما أبصروا‬ ‫وقد مر بنا سابقا أن أبا بلال مرداس بن حدير لما خرج فارا بدينه ‪ 3‬كان‬ ‫مما قاله ‪« :‬ولا نأخذ من الفيء إلا أعطياتنا» وقد طبق هذا الكلام بنفسه عندما‬ ‫وجد الأموال تساق إلى الدولة فإنه لم يأخذ منها إلا أعطياته وأعطيات أصحابه‬ ‫وترك الباقي على المطايا ‪.‬‬ ‫وإذا جئنا إلى ما يقوله العلامة أبو يعقوب الوارجلانى _ رحمه الله _‬ ‫نجده يقرر في كتابه «الدليل والبرهان» موقف الاباضية من أموال المخالفين ككل‬ ‫« وأموالهم مردو دة عليهم ©ىإلا ما كان لبيت المال &فإنا نجوزه عل‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫وجه ‪ ،‬ولا نتورع عن جميع ما فأييديهم مانلمظالم عندنا ‪ 5‬إذا كان جائز‬ ‫في مذهبهم ‪ .‬وما كان في أيديهم ‪.‬من مال بيت المال للمسلمين } فإنا نأخذه‬ ‫ولا نرده إليهم ونصرفه في وجوهه ‪ ،‬وإن كان مظلمة رددناها إلى أهلها» ‏(‪)٢‬‬ ‫‏‪٣٥٢٣‬‬ ‫‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏)‪١‬ر( جوهر النظام ج‬ ‫ر ) الضمير في (بجعله) يعود على المال المشتبه الذى وزعه الإمام طالب الحق على فقراء صنعاء ‪.‬‬ ‫‏‪٧٤‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢‬الدليل والبرهان ج‬ ‫‏‪ ٥٢٣ .‬۔‬ ‫فانظر إلى هذه الأفعال وهذه الأقوال هل ورد فيها ذلك الإستثناء الذي‬ ‫ذكره المغرضون في كتبهم ‪ ،‬وتناقلوه بألسنتهم زورا وبهتانا ‪.‬‬ ‫ما كان أغنى لهم عن هذا إفتراء هذه الأقاويل التى نسجوها من وهم‬ ‫الخيال & ونسبوها إلى غيرهم بدون أى تورع أو خوف من الله ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥٤‬۔‬ ‫‏‪ _ ٦‬مسألة أن الإباضية هم الخوامس‬ ‫ذكر الدكتور أن الإباضية يسمون من أجل خروجهم عن إجماع المذاهب‬ ‫الاربعة بالخوامس‬ ‫وهذه المقولة نستطيع أن نستشف منها عدة أشياء ‪:‬‬ ‫أو لأ ‪ :‬أن كثير من المذاهب تدعى أنها هى على الصواب |ك} وتختار لنفسها‬ ‫أحسن الألقاب التى تحاول أن تظهر فيها أنها الوحيدة الفرقة الناجية ث وأن‬ ‫ما عداها من المذاهب ما هي إلا مذاهب مبتدعة } فتطلق عليها ما شاءت‬ ‫مانلألقاب القبيحة لكى تشوهها أمام الناس ‪.‬ولهذا أمثلة كثيرة معروفة عند‬ ‫‪.‬‬ ‫جميع المسلمين‬ ‫ولذلك يقول الشيخ علي يحيى معمر ‪« :‬اعتاد أتباع كل مذهب أن يطلقوا‬ ‫على أنفسهم أحب الأسماء _ كأهل السنة ‪ ،‬أهل الإستقامة ‪ 5‬أهل العدل &‬ ‫أهل الحق © وأن يطلقوا على مخالفيهم أقبح الأسماء كأهل البدع ‪ ،‬أهل الأهواء ‪.‬‬ ‫أهل الضلال © أهل الزيغ ى وكأن الكثير منهم يفتحون أبواب الجنة على‬ ‫لأتباعهم ء ويقفلونها بإحكام أمام أنظار الاخرين ى ويبلغ بهم‬ ‫مصاريعها‬ ‫التطرف إلى أن يقدموا فساق مذاهبهم على صلحاء غيرهم ‪.‬ومن الأمثلة القر يبة‬ ‫لذلك أن فقهاء الأشاعرة يقولون بأن المسلم العاصي لا يخلد في النار وإن‬ ‫دخلها ‪ 3‬ولكن بعضهم يستثنى المعتزلة من هذه القاعدة فيرميهم جميعا في النار‬ ‫بصلحائهم وفساقهم © ثم يحكم عليهم بالخلود فيها رغم أنهم مسلمون ‏(‪. )١‬‬ ‫إنتهى (‬ ‫الخوامس ئ‬ ‫الدكتور على الاباضية لقب‬ ‫من إطلاق‬ ‫و مهذا ينجلى اإستغراب‬ ‫ذ ولا‬ ‫الاخرون‬ ‫ؤ و ل يا به بما عليه‬ ‫فرقهم لار‬ ‫ي‬ ‫الحق محصورا‬ ‫فكا نه رأى‬ ‫فعل‬ ‫على مزن‬ ‫© ولا تثريب‬ ‫خالفه‬ ‫قبيح عإبى من‬ ‫لقب‬ ‫أى‬ ‫إطلاق‬ ‫ف‬ ‫ضيراً‬ ‫بر ک‬ ‫هذا ‪ 3‬مادام يعترف باللقب المقدس لهم ويحتفظ به ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢٨/١٢٧‬للشيخ علي يحى معمر رحه الخ ‪.‬‬ ‫ر‪)١‬‏ الإباضية بين الفرق الإسلامية ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪ ٥٥ .‬۔‬ ‫ثانيأ ‪ :‬أن مما يستشف من هذا الكلام أن الإجماع المقصود عنده هو‬ ‫الاجماع لاذيلذى ذذكره الرسول عليه االلصصللااةة و وااللسلساملام فىفي قوقلوهله (لا (لا تجمتمجعتمع أماةمتى‬ ‫فرد‬ ‫من‬ ‫غيرهما‬ ‫الاربع دو د‬ ‫الفرق‬ ‫هده‬ ‫إجماع‬ ‫به‬ ‫قصد‬ ‫قد‬ ‫ضلال)‬ ‫على‬ ‫وانهم‬ ‫‪.‬‬ ‫مسالة‬ ‫اى‬ ‫ف‬ ‫لرايها‬ ‫لا زنة‬ ‫المذاهب‬ ‫من‬ ‫عداها‬ ‫ما‬ ‫وان‬ ‫[‬ ‫المسلمين‬ ‫بعدهم‬ ‫المذاهب الار بعة أو‬ ‫هذه‬ ‫قر جهم من‬ ‫أن يطلق عليهم حسب‬ ‫يستحقون‬ ‫عنها لقب الخوامس ‘ والسوادس والسوابع ‪ ..‬وهكذا ‪.‬‬ ‫يعيب فيما يعيبه على‬ ‫ئ نىده‬ ‫العبارة‬ ‫بعل هذه‬ ‫راجعنا ما قاله الدكتور‬ ‫و إذا‬ ‫إباضية لا يدعون‬ ‫ان‬ ‫طائفتهم فقط ‪ 0‬ومع‬ ‫صو را ف‬ ‫الاباضية رؤيتهم الإجماع‬ ‫هذا وينكرون هذه الفرية الملصقة بهم _ كا سنبينه إن شاء الله _ فإننا نجد‬ ‫الدكتور وقع فيما عاب به الآخرين ‪ 0‬ذلك أنه رأى الإجماع محصورا في‬ ‫‪ .‬وهذا دليل قد يضعه في محل التهمة بانه من دعاة‬ ‫طوائفهم الاربع («المعصو مة»‬ ‫التحزبات الدينية التى كان يجب أن يحرص على إلغائها ‪.‬‬ ‫هذا عدا كونه قد وقع في تناقض مع نفسه ‪ ،‬لأنه عاب على غيره ما وقع‬ ‫فيه بنفسه ‪.‬‬ ‫ثالغا ‪ :‬إن هناك فرقا إسلامية معتدلة ‪ .‬ومذاهب قامت كان لها دورها‬ ‫العظم في نشر الإسلام وخدمته ‪ 3‬ولها مواقف جلى لا يمكن أن تنكر أو‬ ‫تتجاهل & سواء من الناحية الإجتهادية أو من الناحية الدفاعية ضد أعداء‬ ‫الإسلام ‪ ،‬المهم أنها جميعها تقتبس من نور الإسلام ‪ ،‬ولا يمكن أن تخرج عنه ‪.‬‬ ‫فهل يمكن أن تتجاهل آراؤها بحيث تخرج من الإجماع الحقيقي وهو جماع‬ ‫الأمة كلها ‪ 5‬وتطلق عليها القاب ذميمة لمجرد أنها خالفت رأى الفرقة‬ ‫الأخرى ‪..‬؟ ولنأخذ مثلا مذهب أحد كبار أئمة المسلمين وهو (سفيان‬ ‫النورى) الذى كون مذهبا في الشام استمر قرابة مائة وخمسين عاما © فأين‬ ‫يصنف هذا المذهب حسب رأى الدكتور ؟‬ ‫وإن شئت فقارن بين ما تجده في هذا الكلام من التعصب المقيت و ضيق‬ ‫الأفق وتحجر الفكر إلى ما تجده من سماحة واتساع الأفق والتحرر من العصبية‬ ‫فيما يقوله الكاتب الإباضي الشيخ علي يحيى معمر _ رحمه الله ‪« :‬إنه لا يحق‬ ‫لأى واحد سواء كان يقف في الساحة منفردا أو كان يحمل شعار فرقة أن‬ ‫يحكم علىفرقة أخرى بالخروج من ميدان الإسلام الفسيح أو من الحرمان‬ ‫مانلإشتراك في أى عمل تقوم به الأمة الإسلامية ككل ‪.‬وهذه الفرق متكاملة‬ ‫بشعاراتها المختلفة هى التى أعطت الصورة الكاملة للأمة الإسلامية لأن كل‬ ‫واحدة من تلك الفرق كانت تمثل جانبا معين وتبنى من زاوية خاصة و لم‬ ‫يكتمل ولن يكتمل البناء إلا بوجودها جميعا واشتراكها في إقامته ‪ .‬إن لكل‬ ‫فرقة من الفرق الاسلامية في خدمة الاسلام جهدا مشكورا سواء كرهنا أم‬ ‫رضينا ؤ وسواء اعترفنا أم لم نعترف ‪ ،‬وسواء وافق أمزجتنا أم لم يوافق ‪ .‬وليس‬ ‫من حق‪ :‬أصحاب أية فرقة أن يعتبروا أنفسهم هم ممثلي الإسلام يحكمون على‬ ‫غيرهم ‪:‬من الفرق والطوائف بالتفسيق أو التبديع أو التكفير»‬ ‫م أخحذ يذكر فضل الخوارج على الإسلام } وفضل الشيعة ث وفضل‬ ‫المعتزلة & وفضل الإباضية ث وفضل أهل السنة ث وفضل الظاهرية والحنابلة‬ ‫الاسلامية‬ ‫فيه الفرق‬ ‫هو الإطار العام الذى تقف‬ ‫‪«:‬وهذا‬ ‫وغيرهم ثمقمال‬ ‫بشعاراتها الخاصة كطوابير متخصصة يتكون منها جميعا ذلك الكيان العظم‬ ‫الذى يسمى الامة الإسلامية ‪ .‬وهذه الامة بهذه الفرق المختلفة وشعاراتها‬ ‫الخاصة } إذا أجمع علماؤها على حكم في أمر من الأمور كان ذلك إجماعا‬ ‫من الامة الإسلامية واعتبر هذا لاماع هو المصدر الثالث من التشريع بعد‬ ‫الكتاب والسنة ‪.‬ولا يمكن أن يعتبر اجماعا ما تخلف فيه ولو عالم واحد من‬ ‫فرقة واحدة من الفرق الموجودة حين صدور الحكم ‪ .‬فإذا انقرضت فرقة في‬ ‫عصر من العصور أو وجدت فرقة طلب الإجماع من علماء الفرق الحاضرة‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫واعتبر ما اتفقوا عليه»‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫(‪ )١‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٥٧ .‬۔‬ ‫هذا‬ ‫نجدها عند‬ ‫التى‬ ‫الرو ح‬ ‫عندهم هذه‬ ‫كانت‬ ‫المسلمين‬ ‫ليت جميع كتاب‬ ‫الكاتب المنصف } فيدركوا خلالها آن الإجماع لا يكون حجة إلا حين يعم‬ ‫من جميع مجتهہدى الأمة بشتى مذاهبهم ‪.‬‬ ‫وبهذا يتبين أن تصنيف الدكتور للإباضية بجعلهم الخوامس ما هو إلا‬ ‫ضرب من التنابز بالألقاب التى لا تغنى عند الله شيئا ‪ .‬فليطلق ما شاء فإن‬ ‫الله _ سبحانه وتعالى _ حين يحاسب الناس يوم القيامة لن يكون اللقب‬ ‫هو الشفيع عنده ‪ ،‬بل سيكون الميزان هو القسط الذي يقاس به العمل الصالح‬ ‫لا الألقاب الخترعة ‪.‬‬ ‫والألقاب التى تحمل معنى قدسيا أو معنى إصلاحيا ويختارها كثير من‬ ‫من‬ ‫والاستكثار‬ ‫بها }‬ ‫الناس‬ ‫عواطف‬ ‫الناس لأنفسهم محاولين استجلاب‬ ‫القيامة © ما هي إلا‬ ‫يوم‬ ‫النجاة‬ ‫شم سفينة‬ ‫عليها لتكون‬ ‫الاتبا ع ‪ .‬ويعتمدون‬ ‫الله‬ ‫شيئا ووجد‬ ‫ل جده‬ ‫كالسراب الذى يحسبه الظمان ماء » حتى إذا جاءه‬ ‫‪.‬‬ ‫و الله سريع الحساب‬ ‫حسابه‬ ‫فو فاه‬ ‫عنده‬ ‫‪. ٥٨ .‬‬ ‫‏‪ _ ٧‬مسألة الاجماع عند الإباضية‬ ‫مما ألصنقه الدكتور بالإباضية دعوى أن المراد بالإجماع عندهم هو إجماع‬ ‫طائفتهم © وليست هذه الدعوى من الصحة في شيء كا سبق بيانه } وإنما همى‬ ‫تشويه‬ ‫الذين يرمون الإباضية بالتهم لغرض‬ ‫دعاة التخريب‬ ‫من محاولات‬ ‫مذهبهم ‪ ،‬مع أن هؤلاء هم الذين وقعوا فيما عابوه على الإباضية إذ لم يعتدوا‬ ‫بدائها وانسلت)‬ ‫المغل (رمتنى‬ ‫تقدم ‪ 0‬فما اصدق‬ ‫الاجماع ك‬ ‫بغيرهم ف‬ ‫ولكى أزيدك _ أخى القارىء _ اطمئنانا على ما عند الإباضية أنقل إليك‬ ‫أقوال بعض علمائنا ممن وضحوا معنى الإجماع بالضبط ‪ .‬وإليك شواهد من‬ ‫‪:‬‬ ‫هؤ لا‬ ‫ف‬ ‫قال‬ ‫ابراهم الوا رجلانى الذى‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬ ‫أو لأ ‪ :‬العلامة أبو يعقوب‬ ‫عند‬ ‫بالإجماع هو ‪« :‬إجماع الأمة‬ ‫المقصود‬ ‫أن‬ ‫والانصاف»‬ ‫«العدل‬ ‫كتابه‬ ‫و لفظة‬ ‫‪6‬‬ ‫الترك‬ ‫أو‬ ‫له‬ ‫الفصل‬ ‫به أو‬ ‫القول‬ ‫على‬ ‫إجماعهم‬ ‫كان‬ ‫و سوا‬ ‫‪6‬‬ ‫الفقهاء‬ ‫الإجماع تجمع على الحق والباطل والخطأ والصواب © لكن هذه الأمة ثبتت‬ ‫من سائر الأم ك وثبت أن إجماعها كله صواب وحق ‪ ،‬بما سنذكره من الأدلة‬ ‫إن شاء الله ث وما ملة من الملل ‪ ،‬ولا أمة من الأمم التي ذكرنا إلا وقد اجتمعوا‬ ‫على خطأ وباطل غير هذه ‪ ،‬لكن هذه الأمة إذا أطلقت اسم الإجماع إنما‬ ‫يريدون انعقاد الحجة» ‏(‪ . )١‬أ‬ ‫فكلام هذا العلامة يدل على أن الإجماع عند الإباضية ليس مصور ‪/‬‬ ‫طائفتهم فقط & وإنما هو إجماع فقهاء الأمة ككل دون النظر إلى فرقهم ‪.‬‬ ‫إ بخلاف‬ ‫لأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة كما وضح ذلك الرسول ر‬ ‫با الأمم السابقة التى لم تحظ بهذه الميزة ‪.‬‬ ‫وهو من أكثر‬ ‫ثانيا ‪ :‬العلامة الامام نور الدين السالمى _ رحمه الله‬ ‫علماء الإباضية تناولا لموضوع الإجماع ‪ .‬فقد خصص له بابا مفردا تناول فيه‬ ‫‏‪١٨٤‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫(ر‪)١‬‏ العدل والإنصاف ج‬ ‫‏‪ ٩ .‬۔‬ ‫أغلب المسائل المتعلقة به ‪ .‬في كتابه القم «شرح طلعة الشمس» المتكون من‬ ‫جزأين حصصا في دراسة أصول الفقه ‪ .‬وإذا تصفحنا أقواله وشرحه الطويل‬ ‫لا نجد له قولا يخص الإباضية فيه بأحقية الإجماع ‪ .‬فلننظر إلى ما جاء في‬ ‫هذا الكتاب ‪:‬‬ ‫الأصؤليين‬ ‫في عر ف‬ ‫الله تعالى ‪« :‬الإجما ع‬ ‫رحمه‬ ‫هذا العلامة‬ ‫يقول‬ ‫والفقهاء وعامة المسلمين عبارة عن اتفاق علماء الأمة على حكم في عصر |‬ ‫وقيل اتفاق أمة محمد تي في عصر على أمر } وزاد بعضهم و لم يسبقه خلاف‬ ‫مستمر } فيخرج على التعريف الأول عوام الأمة ممن لا علم له } فلا يقدح‬ ‫‏(‪. )١‬‬ ‫خلافهم في انعقاد الاجماع»‬ ‫اتباع الجماعة‬ ‫الأحاديث التى تو جب‬ ‫ويقول في موضع آخر بعد ما ذكر‬ ‫«فعلمنا بهذه الطريقة صحة الاخبار المروية في وجوب اتباع الامة فيما اجتمعت‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫عليه»‬ ‫‪( :‬يعتبر‬ ‫يخرج من دائرة المشاركة ف أحقية الإجماع فيقول‬ ‫ش نجده يبين م‬ ‫في انعقاد الإجماع وفاق كل مجتهد متبع ‪ ،‬والمراد بامجتهد كل من كانت له ملكة‬ ‫يقتدر بها على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها ؛ والمراد المتبع كل من كان‬ ‫سالكا طريقة السلف الصالح © فيخرج بذلك الفاسق فانه لا يعتبر بخلافه‬ ‫لخروجه عن كال الإيمان ‪ ،‬وقد قال تعالى ثوومن يتبع غير سبيل المؤمنين‬ ‫‪ ..‬الاية ‪ .‬وكذلك أيضا يخرج المبتدع وهو من حاد عن طريقة السلف الصالح‬ ‫بتأويل يفسق به أو يشرك به ‪ ،‬عند من أثبت الشرك لبعض المتأولين ‪ ،‬فإن‬ ‫خلاف هؤلاء لا ينقض إجماع المعتبرين من أهل الحق ‪ ...‬وباشتراط المجتهد‬ ‫دون غيره فى صحة انعقاد الإجماع يخرج الفقهاء فقط وهم المعروفون بتحصيل‬ ‫المسائل الفرعية نقلا لا استنباطا ث وإن كان عن تقليد فلا يعتبر خلافهم في‬ ‫صحة الإجماع ‪ ..‬ويخرج أيضا الأصولى والمراد به من كان له معرفة بالأصول‬ ‫‏‪٦٥‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫ج‬ ‫طلعة النمس‬ ‫شرح‬ ‫(ر‪)١‬‏ العلامة نور الدين السالمي‬ ‫‏‪٧٠‬‬ ‫‏(‪ )٢‬المصدر نفسه ص‬ ‫فقط دون سائر الشريعة فلا يقدح خلافهم في صحة الإجماع © إذا أجمع‬ ‫المجتهدون في عصره على حكم ‪ ،‬بل يجب عليه اتباعهم ‪ ..‬وغخرج أيضا عوام‬ ‫الأحكام من‬ ‫شيء من الشرعيات ‪ ،‬وإنما يا خذون‬ ‫الأمة الذين لا نظر شم ف‬ ‫علمائهم بطريق الإتباع والتقليد } فلا يقدح خلافهم في صحة الإجماع ‪،‬ولا‬ ‫يعتبر وفاتهم في صحته» ‏(‪)١‬‬ ‫الإجماع وفاق جميع المجتهدين من‬ ‫ويقول في مقام اخر ‪«:‬يعتبر في صحة‬ ‫الأمة ف ذلك العصر ‪..‬وليس يجزى فيه بعض مجتهدى الأمة مع خلاف البعض‬ ‫الآخر ‪ ،‬وإن بلغ المتفقون على ذلك عددا كثيرا } ولو خالف من أهل الإجتهاد‬ ‫واحد أو اثنان واتفق الباقون ‪ ،‬لم يكن ذلك إجماعا يجب على من بعدهم‬ ‫اتباعه & ‪ . ...‬وكذلك لا يكون إجماع أهل المدينة مع خلاف غيرهم حجة‬ ‫و علمائهم‬ ‫الأمة والمفروض إجماع جميع الأمة ‪ ،‬أما جميع مجتهدمهم‬ ‫لأنهم بعض‬ ‫وأما جميع العلماء والعوام ‪.‬و‪.‬كذلك أيضا لا يكون إجماع أهل بيت النبى‬ ‫غيرهم إجماعا ‪ .‬أى إذا اتفق أهل بيته عليه‬ ‫والسلام مع خلاف‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫الصلاة والسلام على قول وخالفهم غيرهم في ذلك الحكم فلا يكون اتفاقهم‬ ‫حجة على غيرهم بمنزلة الاجماع لانهم بعض الامة ‪ ،‬والمعتبر إجماع جميع مجتهدى‬ ‫الأمة ‪ ..‬وكذلك أيضا لا يكون اتفاق الخليفتين أيى بكر وعمر رضى الله عنهما‬ ‫مع خلاف غيرهما إجماعا لأنهما بعض الأمة ‪ ..‬وكذلك أيضا لا يكون اتفاق‬ ‫‏(‪ .. )٢‬إنتهى كلامه ‪.‬‬ ‫الخلفاء الاربعة إجماعا لانهم بعض الامة‬ ‫هذا هو كلام الإباضية © وليس فيها ذلك الحصر المعى عليهم © وهم‬ ‫حريصون‪ ,‬على عدم حصره في أي طائفة © ولذلك كان تعليل العلامة السالمي‬ ‫عندما يرفض اتفاق طائفة معينة في أمر دون سواهم بقوله ‪« :‬لأنهم بعض الأمة‬ ‫_ لأنهما بعض الأمة» فهو لم ينظر للأمة الإسلامية متمثلة فقط في اتباع‬ ‫المذهب الإباضي } وإنما هي أمة كبيرة تضم فرقا شتى ما لم تخرج واحدة‬ ‫والالحاد ‪.‬‬ ‫من دائرتها إلى دائرة الشرك‬ ‫فمن أين أتى هذا الدكتور بهذا الكلام المناقض لما عند الإباضية ؟‬ ‫‏‪٨١/٧٨‬‬ ‫‏)‪٢‬ر( المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪٧٧٧٥‬‬ ‫‏(‪ )١‬المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪ ٦١.‬۔‬ ‫مع القران‬ ‫الحديث‬ ‫‏‪ _ ٨‬مسالة تعارض‬ ‫مبالاة ‪ .‬وبدون‬ ‫بدون‬ ‫الاباضية ما شاء‬ ‫عن‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫الدكتور‬ ‫إستمرأ‬ ‫عليه‬ ‫هون‬ ‫المذهب الإباضي ‪ 0‬قد‬ ‫عن‬ ‫الدقيق‬ ‫غير‬ ‫لأن تصوره‬ ‫حسابآأ|‬ ‫التبعات © وشجعه على المزيد من المهاترات التى لا تمت إلى الاباضية بصلة ‪.‬‬ ‫بدون‬ ‫سمعه‬ ‫ك‬ ‫فا ورده‬ ‫حقيقته‬ ‫او‬ ‫ما كنهه‬ ‫يدر‬ ‫ل‬ ‫الإباضية‬ ‫و لعله سمع قو لا عن‬ ‫يثير‬ ‫بشكل‬ ‫يورده‬ ‫ان‬ ‫عنده‬ ‫المهم‬ ‫و إما‬ ‫ئ‬ ‫علله‬ ‫عن‬ ‫ث‬ ‫أو‬ ‫صحته‬ ‫من‬ ‫تحقق‬ ‫فى نفس القارىء نوعا من الاشمئزاز لكى يتخذ موقفا سيئا من الإباضية بدون‬ ‫علم ‪ 3‬واضعا الثقة الكبيرة في الدكتور في صحة ما يقول ‪.‬‬ ‫من ذلك أنه ذكر عبارة عن الإباضية بأنهم لا يأخذون بالسنة المعارضة‬ ‫للقران ‪ .‬وهذه العبارة إذا ناقشناها فإن أول تساؤل يرد على النفس هو ‪ :‬هل‬ ‫؟‬ ‫القران‬ ‫مع‬ ‫السنة‬ ‫تتعار ض‬ ‫إن الله تعالى أرسل رسوله عفة مبينا للناس ما زل إليهم لا معارضا له ‪.‬‬ ‫فكيف يكون هذا ؟‬ ‫اللهم إلا ما كان ناسخا للاية أو مخصصا لعمومها ث وما جاء في هذا‬ ‫المجال قد تعورف عليه وثبت عند المسلمين منذ عهد الصحابة وإلى الآن ‪8‬‬ ‫و لم يزد عليه شيء اخر ‪.‬‬ ‫للاية فهم بلا شك يأخذون به ‪ ،‬كا جاء في قوله عيه (لا وصية لوارث)‬ ‫فهذا الحديث معروف أنه ناسخ لقوله تعالى إكتب عليكم إذا حضر أحد‬ ‫‏(‪ )١‬وقد جاء هذا الحديث متواترا‬ ‫الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬ ‫يا خذون‬ ‫فالاباضية‬ ‫وقيل مستفيضا ئ‬ ‫وإذا نبت أن الحديث مخصص لعموم الآية فإنهم يأخذون به ‪ ،‬مثال‬ ‫ذلك ‪ :‬رجم المحصن الزانى ‪ ،‬فإنه ثبت عنه ع أنه كان يرجم الزاني المحصن‬ ‫مع أن الله تعالى قال هؤالزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدةي“ ‏(‪)٢‬‬ ‫‏)‪٢‬ر( النور آية ‏‪٢‬‬ ‫‏)‪١‬ر البقرة آية ‏‪١٨٠‬‬ ‫‏‪ ٦١٢.‬۔‬ ‫ففعل الرسول تفك هذا قد خصص عموم هذه الآية في الزانى المحصن ‪ ،‬وهذان‬ ‫الصنفان فقط اللذان يأخذ الإباضية بهما ث وما عداهما إذا لم يتفق الحديث‬ ‫مع الآية فإننا نجتهد بالتأويل ‪ 5‬للجمع بينهما © فإن لم يمكننا ذلك فإننا لاشك‬ ‫في مشكلة خطيرة وهى إما أن نحكم بتحريف القران أو أن الحديث‬ ‫واقعون‬ ‫غير صحيح ‪.‬‬ ‫وأعتقد أن الأول محال لأن القران محفوظ ومتواتر ث فلم يبق إلا الثاني‬ ‫أفتريت عالى الرسول‬ ‫أنه قل‬ ‫نعر ف‬ ‫جميعا‬ ‫لأزنا‬ ‫ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫مرحهة‬ ‫عدم‬ ‫وهو‬ ‫صَإابته‬ ‫عيه أحاديث كنيرة ‪ 3‬ولولا ذلك لما وضع علم مصطلح الحديث وشروط‬ ‫قبول الراوى ‪ ،‬كما أننا نعلم أن المسلمين وقعوا في بلاء شديد وفتن كثيرة ‪.‬‬ ‫وظهر فيهم الزنادقة والد جالون والكذابون ممن لم يراقبوا الله في إفتراء أى‬ ‫ا وقد قال عليه الصلاة والسلام (من كذب عل‬ ‫حديث على الرسول ‪2‬‬ ‫عامداً متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ‪ .‬ولكنهم مع ذلك لم يأبهوا بهذا الحديث‬ ‫المتواتر المتلقى بالقبول من جميع الامة & و لم يحسبوا حسابا لذلك المقعد‬ ‫البئيس » حتى أن فيى عهد المهدي (كان أحد الزنادقة يسمى عبد الكريم بن‬ ‫العو جاء وقد كان مانويا يؤمن بالتناسخ & ويتخذ من سيرة مانى وسيلة‬ ‫أ‬ ‫لدعوته إلى الزندقة وتشكيك الناس في عقائدهم ؤ ولما ذم للقتل قال ‪« :‬لك‬ ‫قتلتموني لقا۔ وضعت في أحادينكم أربعة الاف حديث مكذوبة مصنوعة! وف‬ ‫ذلك ما يصور جانبا من دس هؤلاء الزنادقة علىالإسلام ومحاولة تشويه هديه‬ ‫هذه الرسالة السمحة‬ ‫الكريم) ) ‏‪ ، )١‬فلا غرو إن رأيناهم لفقوا على صاحب‬ ‫آلاف الأحاديث المزورة © مما جعل المسلمين يعانون من هذا البلاء العظم إلى‬ ‫هذه‬ ‫يومنا هذا ‪ .‬وقد بذل كثير من السلف الصالح جهدا عظيما فيتمحيص‬ ‫الاحاديث فو قوا في كثير من ذلك والحمد لله ‪ ،‬إلا أن النزر اليسير بقى شائبا‬ ‫يستبعد أن يكون الرسول يفك قد نطق به ‪.‬ولذلك نجد من هذه الأحاديث‬ ‫ما هو ضعيف وما هو موضوع ‪.‬ذلك أن منها ما يعارض القران الكريم ©‬ ‫السند ‪.‬‬ ‫ضعيف‬ ‫ومنها ما هو‬ ‫‏(‪ )١‬انظر كتاب تارخ الأدب العربي _ ‏‪ _ ٣‬العصر العباسي الأول ‪ .‬الدكتور شوقي ضيف‬ ‫۔‪٦١٣.‬‏ ۔‬ ‫وما كان معارضا للقرآن من غير أن يكون مخصصا لعموم اية آو ناسخا لا‬ ‫فيما نجوز فيه النسخ فإننا لاشك نحكم عليه في هذه الحالة بالوضع & خاصة‬ ‫إذا لم يمكن تاويله بما يتفق مع القران لان الرسول عليه الصلاة والسلام لا‬ ‫وهذا الحكم لا نصدره لاجل التقليل من قيمة ذات الحديث _ معاذ‬ ‫الله _ وإنما مخافة أن يكون وقع فيه سهو أو نسيان أو ألتباس في المعنى ‪3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الاسناد‬ ‫ف‬ ‫ضعف‬ ‫أو‬ ‫وقد كان أول من واجه مثل هذه المشكلة هم الصحابة رضوان الله عليهم ‪8‬‬ ‫فإننا إذا تصفحنا كتب الاحاديث نجد فيها أن الصحابة وقفوا من بعض‬ ‫الروايات موقف الحذر ‪ ،‬فردوا أحاديث سمعوها عن ثقات من الصحابة لا‬ ‫يمكن تواطؤهم على الكذب ‪ ،‬ولكنها عارضت القران الكريم © وقد عللوا ذلك‬ ‫بإمكان السهو أو التباس المعنى على رواته ‪ 5‬فنجد مثال ذلك ما جاء في صحيح‬ ‫البخاري & في باب أن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه ‪ .‬فقد جاء في رواية‬ ‫حتى‬ ‫ئ‬ ‫مكة‬ ‫من‪.‬‬ ‫الله عنه‬ ‫رصى‬ ‫عمر‬ ‫مع‬ ‫(صدرت‬ ‫‪:‬‬ ‫أنه قال‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة & فقال اذهب فانظر مَن هؤلاء‬ ‫[ فر جعت‬ ‫ل‬ ‫‪ :‬ادعه‬ ‫© فقال‬ ‫‪ 3‬فا خبرته‬ ‫فا ذا صهيب‬ ‫‪ :‬فنظر ت‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫الركب‬ ‫إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق بامير المؤمنين ‪ .‬فلما أصيب عمر دخل صهيب‬ ‫يبكى يقول ‪ :‬وا أخاه وا صاحباه ‪ 3‬فقال عمر رضى الله عنه ‪ :‬اتبكى عل‬ ‫(إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه) © قال ابن‬ ‫وقد قال رسول الله ع‬ ‫عباس رضي الله عنهما ‪ :‬فلما مات عمر رضى الله عنه ذكرت ذلك لعائشة‬ ‫علل‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫حدث‬ ‫ما‬ ‫و الله‬ ‫ئ‬ ‫الله عمر‬ ‫رحم‬ ‫‪:‬‬ ‫نقالت‬ ‫ئ‬ ‫الله عنها‬ ‫رضي‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫قال‬ ‫الله ع‬ ‫رسول‬ ‫ولكن‬ ‫}‬ ‫أهله عليه‬ ‫بيكا‬ ‫المؤمن‬ ‫الله ليعذب‬ ‫أن‬ ‫‪ :‬تولا تزر‬ ‫حسبكم القران‬ ‫‪:‬‬ ‫ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ‪ 35‬وقالت‬ ‫‪ :‬و الله ((هو‬ ‫ذلك‬ ‫عند‬ ‫الله عنهما‬ ‫رضى‬ ‫قال ابن عباس‬ ‫أخرى‪4‬‬ ‫وزر‬ ‫وازرة‬ ‫الله عنهما‬ ‫رضى‬ ‫مليكة (و الله ما قال ابن عمر‬ ‫‪ 0‬قال ابن أي‬ ‫أضحك وأبكى»‬ ‫‏‪ ٦٤‬۔‬ ‫(‪)١‬‬ ‫شيئا»‪‎‬‬ ‫البخارى‬ ‫فيه‬ ‫أخرجه‬ ‫الذى‬ ‫الو جه‬ ‫من‬ ‫مسلم‬ ‫رواه‬ ‫(و قد‬ ‫حجر‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫ّ‬ ‫الجى‬ ‫بيكا‬ ‫المللت ليعذب‬ ‫أن‬ ‫ابن عمر يقول‬ ‫أو له «ذكر لعائشة أن‬ ‫وزاد‪ .‬ف‬ ‫فقالت عائشة ‪ :‬يغفر الله لأبي عبد الرحمن ‪ ،‬أما إنه لم يكذب ولكنه نسى‬ ‫أو أخطأ ‪ ،‬إنما مر رسول الله عي على يهودية ‪ .‬فذكرت الحديث" ‏(‪)٢‬‬ ‫نم قال ابن حجر بعدما ذكر التأويلات التي قيلت في هذين الحديثين معللا‬ ‫لم ترد الحديث بحديث اخر ‪ ،‬بل بما استشعرت من‬ ‫عائشة ‪« :‬بانها‬ ‫حجة‬ ‫‏(‪) ٣‬‬ ‫معارضة القران»‬ ‫فانظر إلى فعل السيدة عائشة رضى الله عنها عندما وجدت هذا الحديث‬ ‫مناقضا لما في القرآن لم تتردد في عدم قبوله ‪ 5‬فردته لاستحالة أن يخالف الحديث‬ ‫القران ‪ ،‬و لم تتهم الصحابة رضوان الله عليهم بالكذب ‪ .‬وقد فعل هذا الفعل‬ ‫الله عنه ‪ 3‬فقد جاء في كتاب «نيل‬ ‫نفسه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى‬ ‫الأوطار» للشوكاني ‪ ،‬في باب «ما جاء في نفقة المبتوتة وسكناها» ‪« :‬اوعن‬ ‫جعل‬ ‫الله ‪:‬‬ ‫بنت قيس ‪ 0‬أن رسول‬ ‫فاطمة‬ ‫بحديث‬ ‫الشعبى أنه حدث‬ ‫لها سكنى ولا نفقة © فأخذ الأسود بن يزيد كفا من حصى فحصبه به وقال ‪:‬‬ ‫لقول‬ ‫ويلك تحدث يمثل هذا ؟ قال عمر ‪ :‬لا نترك كتاب الله وسنة نبينا د‬ ‫‏(‪ )٤‬رواه مسلم ‪.‬‬ ‫امرأة لا ندرى لعلها حفظت أو نسيت»‬ ‫ألا يدلنا هذا على أن الأحاديث التى تعارض القرآن الكريم علينا أن لا‬ ‫نأخذ بها ؟ لا أعتقد أننا سنكون أكثر تقديسا للرسول عليه أفضل الصلاة‬ ‫والسلام من الصحابة الكرام ث وهم مع ذلك ردوا مثل هذه الأحاديث‬ ‫لاعتقادهم أن الرسول الكريم لا يمكن أن يعارض القران ‪.‬‬ ‫ولقد تنبه لذا العلامة السيد محمد رشيد رضا في تفسيره «المنار» حيث‬ ‫_‬ ‫‪١٢١٨٨/١٢٨٧‬‬ ‫‪ . ١٥٢ /١٥١‬الحدينان رقم‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ج‪ ٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫‪ ) ٣‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫(‪ )٢‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٤‬نيل الأوطار ج ‏‪ ٦‬ص ‏‪ ٣٣٩‬للشوكالي‬ ‫‏‪ ٦٥‬۔‬ ‫قال ‪« :‬وإذا كان من علل الحديث المانعة من وصفه بالصحة مخالفة راويه لغيره‬ ‫من الثقات ‪ ،‬فمخالفة القطعى من القران المتواتر أولى بسلب وصف الصحة‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫عنه ‪».‬‬ ‫فتلك هى مواقف كبار الصحابة ‪ 5‬وتلك هى أقوال كبار العلماء أمثال‬ ‫ابن حجر ومحمد رشيد ممن عرفوا الحقيقة " أفلا ينبغي لنا أن نحذو حذوهم ؟‬ ‫كيف لا وقد باعدت المسافة الزمنية بيننا وبين عهد الصحابة بمقدار أربعة عشر‬ ‫قرنا ‪ 7‬حدث فيها من الفتن الكالحة الشيء الكثير ث وظهر العديد من الملفقين‬ ‫والمزورين ‪ 3‬لذلك كان الواجب علينا أن نجعل مقياسنا في صحة الحديث هو‬ ‫موافقته للقران الكريم ‪.‬‬ ‫ولقد ثبت من إعجاز نبوة سيدنا محمد عي أنه قال ‪( :‬ستختلفون من‬ ‫بعدى & فما جاءكم عنى فاعرضوه على كتاب الله } فما وافقه فعنى وما خالفه‬ ‫فليس عنى) ‪ ..‬رواه الإمام الربيع بن حبيب عن أبلى عبيدة عن جابر عن ابن‬ ‫الله عنهما ‪. .‬‬ ‫عباس رضى‬ ‫من أعلام‬ ‫هذا‬ ‫قو له ‪« :‬و‬ ‫الحديث‬ ‫العلامة السامى لهذا‬ ‫شرح‬ ‫ف‬ ‫وجاء‬ ‫‏(‪ )٢‬ثم قال منوها بصحة هذا‬ ‫النبوة ‪ 0‬فإنه إخبار بغيب وقع يقينا مشاهدا»‬ ‫من هذا‬ ‫الحديث ‪« :‬قوله فاعرضوه على كتاب الله الح ‪ :‬اثبات هذا الحديث‬ ‫الطريق قاض بصحته وعلو سنده وإن لم يثبت عند قومنا بل رووا معناه من‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫طرق ضعيفة‬ ‫م قال ‪«:‬قوله فما وافقه فعنى» وهذا فيما وقع فيه الإختلاف «أي في‬ ‫من‬ ‫بين هذه الأمة بدليل قو له إنكم ستختلفون‬ ‫الحديث المختلف فيه فقط‬ ‫بعدى ‪.‬فأما المتفق عليه أنه عن رسول الله عتق فلا يحتاج إلى عرض بل‬ ‫خالف ظاهر الكتاب‬ ‫العمل به وإن‬ ‫حجب‬ ‫فالأول‬ ‫‪85‬‬ ‫أو مخصص‬ ‫‪ .‬لأنه إما ناسخ‬ ‫‏‪٨٦/٨٥‬‬ ‫‏(‪ )١‬تفسير المنار ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪٦٦١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫ج‬ ‫(آ) شرح مسند الإمام الربيع _ العلامة السالمي‬ ‫‏‪٦٦‬‬ ‫‏(‪ )٣‬۔سدر نفسه ص‬ ‫‪٦٦.‎‬۔‬ ‫كقوله عفك (لا وصية لوارث) فانه ناسخ لقوله تعالى يةالوصية للوالدين‬ ‫وما‬ ‫ك‪ :‬فيى حق هذه الأمة ‪( :‬لها ما سعت‬ ‫والثاني كقوله‬ ‫والأقربين ‪4 .‬‬ ‫يسعلى لها) أو كا قال فإنه مخصص لقوله تعالى وأن ليس للإنسان إلا ما‬ ‫سعىمهه حيث كان عاما لغير هذه الأمة ‪ ،‬وإنما وجب الأخذ به مع مخالفة ظاهر‬ ‫الكتاب لقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه قوله ‪:‬‬ ‫يخالف كتاب الله وبه هداه ربه ‪ .‬وهذا قانون‬ ‫«وما خالفه فليس عنى» وكيف‬ ‫يعرف به مقبول الأخبار من مردودها } فمن تمسك بظاهر كتاب الله عند‬ ‫اختلاف الأمة في حكم أو خبر فقد تمسك بالعروة الوثقى التى لا انفصام‬ ‫لها } وأخذ بو صية رسول الله ك‪ :‬في هذا الحديث & وقد تقدم أن الحديث‬ ‫فيما اختلفت فيه الأمة وأن ما اتفقت عليه لا يحتاج إلى لعرض‪ ,‬ى فالمعروض‬ ‫قد حكم‬ ‫الله ك‪:‬‬ ‫المختلف فى ثبوتها } وإن رسول‬ ‫الأخبار‬ ‫عنه من‬ ‫ما جا‬ ‫با ن ما خالف كتاب الله منها فليس عنه © وذلك لأزه توفى عليه الصلاة والسلام‬ ‫والدين كامل } والنعمة بالإسلام تامة ‪ 3‬وقد علم الناسخ من المنسو خ } والعام‬ ‫الشريعة واستبان الحق & فما جاءنا بعد ذلك عرضنتاه‬ ‫والخاص } واستقريت‬ ‫‏(‪. )١‬‬ ‫الله وسنته»‬ ‫على المعلوم المستقر في زمانه من كتاب‬ ‫فهذا هو موقف الإباضية من أى حديث يعارض القران الكرم ‪ .‬وكان‬ ‫الإباضية ل لا أن‬ ‫ححة‬ ‫ليعرف‬ ‫الكتب‬ ‫هذه‬ ‫ال‬ ‫ير جع‬ ‫أن‬ ‫الدكتور‬ ‫ينبغى شذا‬ ‫يورد العبارة هكذا‪ :‬بدون مساند ‪.‬‬ ‫وما هذه الفرية إلا تمهيد من مختلقها لافتراءات أخرى حاول تاسيسها‬ ‫عليها كدعوى أن الإباضية لا يرون رجم الزانى المحصن ‪ ،‬وأنهم يقولون بجواز‬ ‫هم‬ ‫الرضاع‪2‬‬ ‫مرن‬ ‫وأن المحرم‬ ‫ئ‬ ‫وعمتها‬ ‫المرأة‬ ‫بهدي ُن‬ ‫ر‬ ‫الجمع‬ ‫و نجوا ر‬ ‫‪.‬‬ ‫لل وارث‬ ‫الو صيهة‬ ‫لا‬ ‫في القران فقط ‪ 0‬وهم‬ ‫الثابت‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫‪ .‬حجة‬ ‫فقط‬ ‫الأم والأخت‬ ‫يأخذون بالسنة المعارضة له ‪.‬‬ ‫‪٦٧١/٦٦‬‬ ‫(‪ )١‬المصدر السابق ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٦٧.‬۔‬ ‫ولكن هذا قد وضح وضوح الشمس ‪ ،‬وسياتى الرد على كل هذه‬ ‫الإفتراءات من هذا القبيل إن شاء الله ‪.‬‬ ‫وأخيرا أظنك أخى القارىء أنك قد وقفت على بينة من موقف الاباضية‬ ‫تباه الحديث المعارض للقرآن ‪ 5‬فموقفهم والحمد لله موافق للعقل والنقل ‪ ،‬كا‬ ‫في الأحاديث النبوية وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ‪.‬‬ ‫د‬ ‫۔ ‏‪ ٦٨‬۔‬ ‫‏‪ _ 4٩‬مسألة رجم الزاني الحصن‬ ‫من منكرات القول التى أتى بها الدكتور في حدينه عن الإباضية أنه قال ‪:‬‬ ‫إن الإباضية ينكرون حد الرجم للزانى المحصن ‪ ،‬بحجة أنه لا يتبعض بالنسبة‬ ‫للعبيد ‪ 3‬كما أنه لم يذكر في القران ‪.‬‬ ‫وكا أشرنا سابقا إلى ادعاء أن الإباضية لا يأخذون بالسنة المعارضة للقران‬ ‫ما هو إلا تمهيد الافتراءات أخرى أريد إلصاقها بأهل الحق والإستقامة قد‬ ‫كانت أولاهن هذه المقولة العجيبة } ذلك لأن الرجم للزانى المحصن ليس من‬ ‫الأمور التى قد يكتنفها الغموض ويواريها الخفاء في المجتمع الإباضي ‪ ،‬بل هو‬ ‫من الأمور الشائعة التى عرفتها الخاصة والعامة منهم فقها وتطبيقا ‪ 3‬و لم يكن‬ ‫إنفاذ هذا الحكم الشرعى عندهم في يوم ما خاصا بالضعفاء دون الاقوياء ‪.‬‬ ‫بل شاملا للقوي والضعيف ‪ ،‬والبغيض والحبيب ‪ ،‬والقريب والبعيد ‪ 3‬ولا يزال‬ ‫على قيد الحياة بعض الذين تولوا انفاذه يحكون الواقع بصدق وأمانة ‪.‬‬ ‫وكيف يجادل مسلم في رجم الزانى المحصن وهو أمر مسام منذ عهد‬ ‫الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى الآن ؟ وكيف يتصور أن ينكر إباضي‬ ‫مشروعية هذا الحكم مع كون الفقه الإباضي حافلا به & وبتفاصيله ث كا‬ ‫ستقف عليه أخى القارىء إن شاء الله ‪ 0‬وكثيرا ما قرأت فيما يتناقله الكاتبون‬ ‫نسبة إنكاره إلى الخوارج وهمم بلا ريب يسحبون هذا اللقب على الاباضية‬ ‫مع أ تتحدى أن يأتينا أحد بدليل أن إباضيا واحدا أنكره ‪ ،‬أما الخوار ج فانا‬ ‫م نطلع على فقههم لنحكم لهم أو عليهم في ذلك ‪ ،‬ومع أن المنطق السليم‬ ‫يقضى بمطالبة هؤلاء القائلين بالدليل الواضح على صحة ما نسبوه إلى‬ ‫الإباضية ‪ ،‬فإنى أريح القارىء من عناء مطالبتهم بهذا الدليل فاسوق له من‬ ‫نصوص أقوال أئمة المذهب ما هو كفيل بدحض هذه الفرية ‪.‬‬ ‫فاليك أخى القارىء أقوال الإباضية ورواياتهم عن الرسول عليه أفضل‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫الصلاة والسلام التى تدل على أخذهم بالسنة الثابتة ‪ 7‬وشدة حرصهم على‬ ‫فمن ذلك أننا نجد في مسند الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدى _ رحمه‬ ‫الذى عاش في القرن الثاني ‪ ،‬وأخذ العلم عن أبى عبيدة مسلم بن أبى‬ ‫كريمة وبعض التابعين ‪ .‬كا أن أبا عبيدة هذا قد أخذ العلم عن جابر بن زيد |‬ ‫وجابر كا علمنا قد أخذ علمه عن أكبر علماء الصحابة الكرام‬ ‫فلذلك تعد روايات الإمام الربيع التى أت بها عن الرسول الكريم في مقدمة‬ ‫الروايات سندا ومتنا ‪ .‬ذلك لأنها حظيت بالسلسلة الذهبية الثلاثية &‬ ‫فقد‬ ‫‪0‬‬ ‫بكذب‬ ‫أحدهم‬ ‫يتهم‬ ‫أن‬ ‫لا يمكن‬ ‫الذين‬ ‫أكبر الثقات‬ ‫من‬ ‫و شخصياتها‬ ‫الافتراء مهما‬ ‫الور ع ئ وقوة الفظ و البعد عن‬ ‫كانوا من الاتقياء المتميزين بشدة‬ ‫صغر } فكيف بالإفتراء على الرسول ترة ؟ كيف لا وهم يعتقدون أن الكذب‬ ‫كبيرة من الكبائر التى لا يجازى من مات مصرا عليها إلا بالخلود في النار‬ ‫معضلة تلم بنا‬ ‫كل‬ ‫ولذلك نلجأ إلى هذا المسند بعد القران الكريم في‬ ‫‪.‬‬ ‫ك‪:‬‬ ‫النبي‬ ‫نسبته إل‬ ‫وثبوت‬ ‫صححه‬ ‫النفس إل‬ ‫اطما; بت‬ ‫ما‬ ‫غيره‬ ‫إل‬ ‫نلجأ‬ ‫ك‬ ‫ومسألة الرجم هذه قد روى لنا فيها الإمام الربيع رحمه الله روايتين نصتا على‬ ‫تطبيق الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الحد & والأمر به بالنسبة للزانى‬ ‫المحصن ‪.‬‬ ‫وأولى هاتين الرواتين هي ‪( :‬عن أى عبيدة عن جابر ‪:‬بن زيد عن ابن عباس‬ ‫فقال أحدهما ‪« :‬اقض بيننا بكتاب‬ ‫قال ‪ :‬اختصم رجلان إلى رسول الله د‬ ‫لله» وقال الآخر ‪« :‬أجل يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله وأذن لى أن أتكلم»‬ ‫فقال (تكلم) فقال ‪«:‬إن ابنى‪ .‬كان عسيفا لهذا الرجل فزنا بامرأته فأخبرنى‬ ‫أن على ابنتى الرجم ‪ 3‬فافتديته منه بمائة شاه وبجارية } ش إنى سألت أهل العلم‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫المرأة»‬ ‫على‬ ‫الر جم‬ ‫وإنما‬ ‫عام‬ ‫وتغريب‬ ‫جلدة‬ ‫مائة‬ ‫أبنى‬ ‫على‬ ‫أن‬ ‫فا خبرونى‬ ‫قال رسول اللهعي ‪«:‬والذى نفسى بيده لأقضين بكتاب الله ‪ 3‬أما غنمك‬ ‫وغربه عاما © وأمر أنيسا الأسلمى‬ ‫وجلد ابنه مائة جلدة‬ ‫عليك»‬ ‫وجاريتك فر‬ ‫أن يأتى امرأة الآخر فان اعترفت رجمها } فاعترفت فرجمها) ()‬ ‫فانظر إلى هذا الحديث الذى هو من ضمن ما يستدل به الاباضية على‬ ‫أمر‬ ‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫أفضل‬ ‫عليه‬ ‫الرسول‬ ‫لأن‬ ‫‪6‬‬ ‫الحصن‬ ‫الزانى‬ ‫ر جم‬ ‫وجوب‬ ‫‪.‬‬ ‫وتقر بما فعلت‬ ‫بعل أن تعتر ف‬ ‫ير جم المرأة‬ ‫أنيساً الأسلمى أن‬ ‫جابر أنه‬ ‫عن‬ ‫عبيدة‬ ‫أب‬ ‫هى‪ :‬عن‬ ‫السند‬ ‫هذا‬ ‫ف‬ ‫التى جاءت‬ ‫الثانية‬ ‫والرواية‬ ‫_‬ ‫قال ‪ :‬الرجم والإخراج والإستنجاء والوتر سنن واجبة ‪ ،‬فأما الوتر فلقوله عليه‬ ‫()‬ ‫الوتر‬ ‫هى‬ ‫زاد ك الله صلاة‬ ‫لاصحابه‬ ‫السلام‬ ‫وقول الإمام جابر ان هذه السنن واجبة لدليل قوي على أخذ الاباضية‬ ‫بها ‪ 3‬لاسيما أنه أول سنة ذكرها في هذه المقولة هي حد الرجم ‪ ،‬تنويها‬ ‫بوجوبها ‪.‬‬ ‫وجاء في شرح هذا الحديث (للعلامة السالمي) قوله ‪« :‬وكون الرجم سنة‬ ‫ء‬ ‫‪2‬‬ ‫ء‬ ‫رح‬ ‫‪2‬‬ ‫َ‬ ‫واجبة يدل عليه حديث ابن عباس المتقدم ‪« :‬أن رسول الله عي أمر أنيسا‬ ‫الأسلمى أن يأتى امرأة الآخر فاإن اعترفت رجمها فاعترفت فرجمها» ‏(‪)١‬‬ ‫الر جم بحجة عدم‬ ‫وجوب‬ ‫} رادأ على من اذعى عدم‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫قال‬ ‫ش‬ ‫والنظام‬ ‫الخوارج‬ ‫عن‬ ‫سنة مجمع عليها ئ وحكى‬ ‫قوله ‪(« :‬وهو‬ ‫القران‬ ‫ف‬ ‫ذكره‬ ‫وأصحابه من المعتزلة إنكاره ‪ 0‬ولا مستند لهم إلا أنه لم يذكر في القران وهذا‬ ‫باطل } فانه قد ثبت بالسنة المتواترة المجمع عليها» ‪ ..‬الح ‏(‪)٢‬‬ ‫فانظر أخي القارىء كيف يرد الإباضية على من قال بعدم ثبوت الرجم‬ ‫ل فكيف ينسب إليها هذا الإنكار مع أنهم يقارعون‬ ‫القران‬ ‫ف‬ ‫ذكره‬ ‫محتحاأً بعدم‬ ‫به ‪.‬‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫‏(‪ )٠‬انظر‬ ‫‏‪ !٦٤‬يقول الشيخ‬ ‫مسند الإمام الربيع «الشرحضء ج ‏‪ ٣‬ص‬ ‫السالمي ‪ :‬الحديث رواه الجماعة من حديث‬ ‫ايي هريرة وزيد بن خالد الجهُنى ص ‏‪٢٦٥‬‬ ‫‏‪٧٨٣‬‬ ‫‏‪ ٣‬ص‬ ‫مسند الإمام الربيع ج‬ ‫‏)ء‪ (٥‬شرح‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢٧٨٣‬‬ ‫محسند ج‪ ٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫لشر‬‫ا(‪)١‬‬ ‫‪٢٧٨٤‬‬ ‫(‪ (٢‬شرح المسند ج‪ ٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٧١ .‬۔‬ ‫وإذا طالعنا ما يقوله العلامة أبو غانم الخراساني أحد علماء القرن الثاني‬ ‫الهجري أيضا ‪ 5‬فإننا نجده يقول في كتابه القم القديم المسمى ب االمدونة‬ ‫الكبرى» ‪« :‬قال ابن عبد العزيز (‪ ):‬وكذلك بلغنا عن النبي عليه الصلاة‬ ‫حتى‬ ‫اذهبى‬ ‫بالزنا ‪ .‬فقال‬ ‫عنده‬ ‫حبلى فأقر ت‬ ‫امرأة أتته وهي‬ ‫أن‬ ‫والسلام‬ ‫تفطميه ‪ ،‬فلما فطمته أتت فأمر به النبى عليه الصلاة والسلام & فشد عليها‬ ‫ثيابها فرجمت & قلت فامرأة تزنى وهي حبلى و لم تحصن متى يقام عليها الحد ‪6‬‬ ‫قال إذا وضعت واستغنى عنها ولدها ججلدت الحد» ‏(‪ )١‬ثم قال عن اية سورة‬ ‫النور وهي قوله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة‬ ‫السنة‬ ‫‪« ..‬قال ابن عبد العزيز فصارت‬ ‫دين الله‬ ‫بهما رأفة ف‬ ‫ولا تأخذك‬ ‫فيمن أحصن رجم بالحجارة ‪ ،‬وفيمن لم يحصن جلد مائة ث سألت أبا المؤرج‬ ‫عن الرجل والمرأة يزنيان وهما محصنان أيبلدان ثم يرجمان © أو يرجمان ولا‬ ‫يجلدان ‪ 3‬قال ييرجمان ولا يجلدان» ‏(‪)٢‬‬ ‫الر جم‬ ‫أحصن‬ ‫فيمن‬ ‫عندهم‬ ‫السنة‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫الاباضية‬ ‫فقهاء‬ ‫عر‬ ‫قو لا‬ ‫أورد‬ ‫ش‬ ‫بالحجارة } ولا حد عليه (أي ولا جلد عليه) ولا نفي © وفيمن لم يحصن‬ ‫جلد مائة ولا رجم عليه ولا نفي ‪ 3‬حدثني بذلك أبو عبيدة عن جابر بن‬ ‫زيد & ولا أحسبه رفعه إلا إلى ابن عباس» ‏(‪)٢‬‬ ‫فانظر إلى روايات وأقوال هؤلاء الأعلام ب وهم من أقدم علماء الإباضية ©‬ ‫فإننا لا نجدهم ينكرون الرجم ‪ ،‬وإنما يرونه سنة واجبة ثبتت عندهم بالتواتر ‪.‬‬ ‫بكر أحمد بن‬ ‫‪ .‬كالعلامة أب‬ ‫لنأات إل علماء أجلاء ذ أتوا من بعدهم‬ ‫ش‬ ‫الخامس»‬ ‫‪ .‬أحد علماء «القرن‬ ‫النزو ي‬ ‫عبد الله بن موسى الكندي السمدي‬ ‫و المسماه‬ ‫ئ‬ ‫حلداً‬ ‫وأربعين‬ ‫واحد‬ ‫المتألفة من‬ ‫الفقهية‬ ‫مو سو عته‬ ‫ف‬ ‫يقول‬ ‫فنجده‬ ‫على الزاني‬ ‫بكتاب «المصّف» يقول في الجزء الاربعين سنه في باب ‪« :‬ما يجب‬ ‫(‪ ).‬ابن عبد العزيز هو أحد أساتذة الشيخ أبي غانم‬ ‫(‪ )٢( . )١‬هالمدونة الكره ج‪ ٢ ‎‬ص‪٢٤٩ ‎‬‬ ‫)‪٣‬ر‪ ‎‬المدونة الكبرى ج‪ ٢ ‎‬ص‪٢٤٩ ‎‬‬ ‫‪ .‬۔‪‎٢٧‬‬ ‫صطَإابنه‬ ‫<‬ ‫‪.‬‬ ‫ر جم‬ ‫بالر جم أنه‬ ‫ك‪:‬‬ ‫الله‬ ‫ما عمل رسول‬ ‫«فاول‬ ‫‪:‬‬ ‫لا جبا‬ ‫وما‬ ‫الحدود‬ ‫من‬ ‫امرأة ورجلاً من اليهود محصنين كانا زنيا ‪ 5‬وكانا من أشرافهم ‪3‬فكتمت اليهود‬ ‫الرجم وهو في كتاب الله التوراة ‪ ،‬فأتوا رسول الله عي © فرفعوا إليه ورجوا‬ ‫أن يجدوا في ذلك رخصة ‪ ،‬فأرسل إلى رجل من علمائهم بالتوراة وه شاب‬ ‫يقال له ابن صوريا ‪ 3‬فسأله عن الرجم ‪،‬هل هو ففيي التورن د وعظم عليه‬ ‫وناشد‪ ,‬بالله فأخبره أن الرجم في التوراة ‪ 5‬فرجمها رسول الله عي بما في التوراة‬ ‫اللله تعالى تإياأهل الكتاب قد جاء رسولنا ليبين لكم كنيراً ما كنمم‬ ‫فون من الكتاب ويعفو عكنثيره ‪ ....‬ثم إن ماعز بن مالك السلمي أتى‬ ‫‪.‬‬ ‫الله ع‬ ‫وتعرض له رسول‬ ‫الرن‬ ‫فاعترف على نفسه‬ ‫الله ع‬ ‫رسول‬ ‫نقال ‪ :‬لعلك قبلت أو غمزت أو كا قال رسول الله عَيقك فأبى ماعز إلا اعترافا‬ ‫على نفسه بالزنا ‪ ..‬فأمر به رسول الله عفك فرجم" ‏(‪)١‬‬ ‫م أخذ يذكر أسماء كثير من الناس رُجموا في عهد أبي بكر رضي ا له‬ ‫عنه ‪ 3‬مم قال ‪« :‬ومن شك في الرجم فقد كفر بالقران من حيث لا يدري‬ ‫() ‪ ،‬فانظر إلى هذا الإنكار الشديد على من ينكر الرجم ©‪ ،‬يصدر هذا ممن‬ ‫‪2‬‬ ‫و لم يقتصر هذا العلامة على هذا فقط بل إنه أورد أقوالآً عن عمر بن‬ ‫الخطاب رضي الله عنه تدل على استدلال الإباضية بها على ثبوت الرجم للزاني‬ ‫المحصن ‪.‬‬ ‫كما أنه أفرد بابا كاملاً في صفة الرجم والأحكام المترتبة عليه في نفس هذا‬ ‫رحمه الله يقول‬ ‫الجز ‪ .‬‏(‪ ) ٣‬ونجد قطب الأئمة العلامة محمد بن يوسف أطفي‬ ‫في كتابه «شرح عتيدة التوحيد» إن الرجم هو ‪« :‬منالسنة بالتواتر ويحفر‬ ‫للرجل إلى سرته فيرجم © وللمرأة إلى إبطيها فترجم ‪ ،‬ولا بأس بالرجل بلا‬ ‫حفر © وقد رجما على عهد رسول الله ث‪ :‬بلا حفر ‪ ،‬وهرب رجل فكانوا‬ ‫‪٣١‬‬ ‫(‪ )٣‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫(‪ )٢‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫‪ ٤٠‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬المصنف ج‪‎‬‬ ‫‪. ٧٣ .‬‬ ‫‪ .. .‬ولا يرجم‬ ‫أحصنا‬ ‫} ويرجم العبد والأمة إن‬ ‫مات‬ ‫حتى‬ ‫يلحقو نه ويضربونه‬ ‫مانع لجماع‬ ‫عيب‬ ‫الحر البالغ الموحد العاقل السا ل من‬ ‫إلا الحصن ‪ 0‬وحصن‬ ‫رجم‬ ‫ن‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أن‬ ‫‪ .‬وروي‬ ‫‪.‬‬ ‫كذلك‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫الحرة‬ ‫الحرة ‪.‬و تحصنه‬ ‫ماعز ى قال أبو سعيد ‪:‬خرجنا به إلى البقيع ‘ فوالله ما حفرنا له و لا أو قفناه ذ‬ ‫‪.‬‬ ‫والخزف‬ ‫بالعظام‬ ‫ورميناه‬ ‫لنا }‬ ‫قام‬ ‫ولكنه‬ ‫وروى مسلم عن بريدة ‪ :‬أن رسول الله عفك أمر فحفر له حفرة فجعل‬ ‫فيها إلى صدره ثم أمر الناس أن يرجموه إ م حفر أيضا للغامدية حفرة } فجعلت‬ ‫فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها» ‏(‪ ..)١‬الح‬ ‫ويقول العلامة السالمي في (جوهر النظام) تحت فصل حد الزاني ما نصه ‪ :‬‏(‪)٢‬‬ ‫وبالأسياف‬ ‫بالجلد والرجم‬ ‫والحد في الزنى على أصناف‬ ‫ذا الحر‬ ‫في‬ ‫بالسنة‬ ‫والرجم‬ ‫فالجلد في البكر بنص الذكر‬ ‫اتضح‬ ‫هنا‬ ‫فرجمه‬ ‫زنى‬ ‫ش‬ ‫إن كان حصنا وذاك إن نكخ‬ ‫إل آخر الأبيات ‪..‬‬ ‫ولا أظن إلآ أن هذه الأدلة كافية في الر على هذه الفرية الشنعاء ‪ 3‬وقد‬ ‫تبين الحق منها في أخذ الإباضية بحد الرجم للزاني ‪.‬‬ ‫‪٦٧/٦٨‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬شرح عقيدة التوحيد ‪ ..‬العلامة محمد بن يوسف أ طفيش‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫)‪٢‬ر‪ ‎‬جوهر النظام _ نور الدين السالي ص‪‎‬‬ ‫لوارث‬ ‫لا وصية‬ ‫_ مسألة‬ ‫‏‪١ .‬‬ ‫ذكر الدكتور أن من مخالفات الإباضية في الفقه أنهم يقولون بجواز الوصية‬ ‫للوارث ‪ ،‬عملا بآية تؤالوصية للوالدينلهه ذلك لأنهم حسب ظنه _ لا‬ ‫يأخذون بالسنة المعارضة للقرآن ‪ ،‬فهذه من المسائل التي مهد لها بتلك المقوله ‪.‬‬ ‫ولما بينا موقف الإباضية من السنة المعارضة للقران ى وهو انهم لا‬ ‫يأخذون بالحديث المعارض للقرآن إلا إذا ثبت أن هذا الحديث ناسخ للآية ‪.‬‬ ‫أو مخصص لعمومها ‪ ،‬أو يتفق معها بالتأويل بحيث لا يتعارضان ويمكن الجمع‬ ‫بينهما ‪.‬‬ ‫فإننا عندما نأتي إلى هذه المسألة ‪ 5‬نجد أن هناك آية تنص على الوصية‬ ‫للوارث ‪ ،‬كما نجد حديثا معارضا لها وهو (لا وصية لوارث) وهذا الحديث‬ ‫قد ثبت عند الإباضية بالتواتر كا ثبت عند غيرهم _ أنه ناسخ لتلك الآية‬ ‫في الحكم ‪.‬‬ ‫فما ترى يكون رأى أو موقف الإباضية من هذا الحديث ؟ هل يأخذون‬ ‫ره أم بالنص القراني بعد ثبات نسخ حكمه ؟‬ ‫لاشك إنك ستدرك أن الإباضية يقولون بعدم جواز الوصية للوارث لأن‬ ‫هذا الحديث داخل في ذلك الاستثناء ‪ .‬فهو ناسخ لحكم الاية المعارضة به ©‬ ‫وبما أنه ثبت ذلك ‪ ،‬فهم إذن يرون أنه لا مجال لرد الحديث ‪.‬‬ ‫وهذه هي النتيجة التي لابد أن تتوصل إليها إن كنت ذا عقل ؤ وبما أنك‬ ‫عرفتها فاشدد بها يدك & فإني أتقدم إليك _بصفتي إباضي المذهب _ لأقول‬ ‫لك أن ما استنتجته من كلامي هو الصواب بعينه ‪ .‬فأنا أعرف ما عليه أهل‬ ‫المذهب في هذه المسأ لة‪ ..‬منذ بداية عهدهم وإلى اليوم © وإن كنت في شك‬ ‫من هذا ‪ ،‬فانني أبسط إليك الأدلة التى لا يمكنك معها أن تنكر صحة‬ ‫كلامي ‪ 3‬لأنني أحيلك إلى مصادرها التي استقيتها منها لتكون على ثقة تامة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧٥ .‬۔‬ ‫ولنبدأ في عرض هذه الأدلة حسب قربها من عهد نشوء المذهب‬ ‫الإباضي ‪ .‬فأول هذه المصادر هو مسند الإمام الربيع بن حبيب رحمه الله ونجد‬ ‫فيه هذه الرواية ‪ :‬عن أبي عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي عَكٍ قال ‪:‬‬ ‫(لا وصية لوارث ‪ ،‬ولا يرث القاتل عمدا كان القتل أو خطآ) ‏‪)١(.:‬‬ ‫ولننظر ماذا يقول العلامة السالمى في شرحه لهذا الحديث نجده يفسر قوله‬ ‫(لا وصية لوارث) بقوله ‪ :‬أى من كان وارثاً فلا تصح له الوصية لأن الل‬ ‫تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه © فحق الوارث نصيبه من الميراث ‪ ،‬فلا‪:‬‬ ‫يصح أن يزاد عليه ‪ 5‬لأن ذلك حيف على الوارث الآخر ‪ ،‬وإن الله تعالى قد‬ ‫جعل له في التركة حقا اما التمن أو السُدس أو الربع أو الثلث أو النصف‬ ‫أو نحو ذلك ‪ ،‬فلا يصح تنقيصه من ذلك واعطاء غيره من نصيبه © والحديث‬ ‫‏(‪ .. )٢‬الح كلامه ‪.‬‬ ‫الوصية للوالدين‬ ‫ناسخ لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫فانظر إقرار الإباضية بهذا الحديث ‪ ،‬وأخذهم به ‪ ،‬وروايتهم له وتعليقهم‬ ‫عليه ‪ .‬ثم لنأت إلى قول عالم آخر عاش في القرن الرابع الهجري ‪ ،‬وهو العلامة‬ ‫أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة البهلوي العماني ‪ ،‬فنجده يقول عن اية‬ ‫الوصية للوالدين والأقربينم في كتابه (الجامع) ما نصه ‪« :‬قال أصحابنا‬ ‫هذه الاية منسوخة نسختها آية المواريث } فيجب أن يعتبر هذا المعنى من قولهم‬ ‫أن النسخ حكمه أن يرفع ما نسخ منه © وقد اتفقوا مع مخالفيهم أن الوصية‬ ‫للأقربين غير منسوخة وهى في الآية التي ورد الخطاب بذكر الوالدين والأقربين‬ ‫فيها بالأمر لهم بالوصية ‪ ،‬فلما قال النبي علك (لا وصية لوارث) خص من‬ ‫هذا المذكور الوارث بالمنع من الوصية وبقي الباقي على حكمه والله اعلم» ‏(‪)٢‬‬ ‫فانظر إلى قول هذا العلامة الكبير الذي طالما بحث كثيرا من المسائل بكل‬ ‫دقة في هذا الكتاب القم © هل من المعقول أن يأتي بقول ينكر فنه ما روى‬ ‫عن الرسول عليه الصلاة والسلام ؟‬ ‫‏‪٤٥٩‬‬ ‫ر‪)١‬‏ أنظر شرح المسند ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏‪٥٦٢‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫لابن بركة ج‬ ‫‏)‪« ( ٣‬الجامعء‬ ‫نفسها‬ ‫نفسه والصفحة‬ ‫‏(‪ ( ٢‬المصدر‬ ‫وهكذا شأن كل علماء المذهب والحمد لله ث فهذا العلامة الكندي‬ ‫صاحب ه«المصتّف» نجده أيضا يقول في هذه المسألة في الجزء الثامن والعشرين‬ ‫_ القسم الأول _ الباب السابع عشر ه«الوصية للوارث» فكان أول ما أورد‬ ‫‪ .‬تحت العنوان هو قول الرسول عفيفة ‪( :‬ألا لا تجوز لوارث وصية) ‏(‪ )١‬ويقول‬ ‫ني موضع اخر ‪« :‬إن الوصية لا تجوز للوارث إلا بحق أو بقيامه عليه إ أو‬ ‫يقر له بذلك الشيء أنه له } فإذا أقر له أنه له فلا يجوز استنناؤه فيه»‪)٢(.‬‏‬ ‫وجاء في الباب‪ .‬السادس والعشرين ‪«:‬في الوصية في نفس الجزء قوله‬ ‫ر ح الملرت‬ ‫سر قول الله تعالى طإياأيها الذين آمنوا كتب عليكم إذا‬ ‫ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربينإه فالخير هو المال ‪،‬فنسخ الوالدين‬ ‫لهما الميراث والوارث بعد الوارث يفضل الاقرب فالاقرب ‪ ..‬‏(‪ )٣‬إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫رحمه الله ‪..‬‬ ‫اخر كلامه‬ ‫ثم ننتقل إلى عالم اخر وهو العلامة الجليل عامر بن علي الشماخي _ رحمه‬ ‫الله _ أحد علماء القرن السابع الهجري ‪ ،‬فنجده يقول في كتابه الإيضاح‬ ‫في الجزء الرابع فى باب «من تجوز له الوصية ومن لا تجوز» ما نصه ‪« :‬وتجوز‬ ‫الوصية لجميع الناس من أهل التوحيد & إلا الوارث وعبده والقاتل وعبده ‪.‬‬ ‫وأما الوارث لا تجوز له الوصية لقوله عليه السلام (لا وصية لوارثف)(‪)٤‬‏ ©‬ ‫نم أخذ يذكر مسائل في الموضوع لا أريد أن أطيل بها هنا ‪ 7‬حتى نتيح المجال‬ ‫لعرض أدلة أكغر من أقوال علماء المذهب ‪ ،‬ولنأت إلى المتأخرين منهم ‪ ،‬أمثال‬ ‫قطب الأئمة ونور الدين السالمي _ رحمهما الله _ لنستوضح موقفهما في‬ ‫هذه المسألة ‪.‬‬ ‫‏‪٧ ٠‬‬ ‫ص‬ ‫الأرل‬ ‫القسم‬ ‫‏‪٢٨‬‬ ‫الملصمّف ح‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫‏‪٦٧‬‬ ‫ص‬ ‫القسم الأول‬ ‫‏‪٢٨‬‬ ‫المعمتّف ج‬ ‫‏) ‪(١‬‬ ‫‏‪٤٧٧/٤٧٦‬‬ ‫(‪ )٤‬الإيضاح ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪١٢٢‬‬ ‫) المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪ ٧٧ .‬۔‬ ‫فإذا طالعنا كتاب تيسير التفسير» لقطب الأئمة فإننا نجده يقول في‬ ‫«الأقر بين كالاخوة‬ ‫ما نصه ‪:‬‬ ‫الوصية للوالدين والأقربينئ‬ ‫تفسير آية‬ ‫والأخوات والأعمام والأجداد والجداتء والأخوال © م نسخ باية الإرث‬ ‫في حجة الوداع‬ ‫وحديث (لا وصية لوارث) إلا أن يشاء الورثة ‪ ،‬قال د‬ ‫إذ خطب فيها ‪:‬إن الله قد أعطى كل ذى حق حقه فلا وصية لوارث ‪ ،‬وروى‬ ‫‪ :‬إن الله تعالى قد قسم لكل إنسان نصيبه من‬ ‫أنه خطب على راحلته وقال‬ ‫الميراث ‪ ،‬فلا تجوز لوارث وصية ‪ ...‬وإن أوصى لوارث بحق له عليه جاز‬ ‫إجماعا مع انتفاء الريبة ‪ ،‬مثل أن يوصى باررش ضربة ضربه إياها ‪ 3‬أو بمال له أكله‬ ‫منه بلا رضى ‪ ،‬وخرج من الكل على أنه متواتر © وإلا فالناسخ ايات الإرث ‪8‬‬ ‫والحديث مبين للنسخ بهن ‪ ،‬وبقيت الوصية للأقارب الذين لا يرثون من جهة‬ ‫الاب ومن جهة الام على ترتيب نذكره في الفقه ‏(‪)١‬‬ ‫(شرح‬ ‫هذا هو كلامه رحمه الله فيى تفسيره هذا } وأما كلامه فى كتاب‬ ‫النيل) الذى لم يرد الدكتور الإطلاع عليه مع علمه به فانه يقول فيه تحت‬ ‫عنوان « فصل فيمن تجوز له الوصية ومن لا تجوز له» ما نصه ‪( :‬جاز الايساء‬ ‫لموحد) ولو مخالفا غير وارث (لا وارث أو عبده ولا قاتل أو عبده ولا لعب‪.‬‬ ‫‪(:‬لا وصية لوارث) من رواية الربيع بن‬ ‫للوصى) أما الوارث فلقوله ع‬ ‫«المنهاج» ك (ألا ل وصية لوارث) رواه حديثا بزيادة ألا للتأكيد ‪.‬‬ ‫حبيب إ و‬ ‫الله قد أعطى‬ ‫يقول ‪(:‬إن‬ ‫الله علن‬ ‫وعن أي أمامة الباهلي ‪ :‬اسمعت رسول‬ ‫كل ذى حق حقه & فلا وصية لوارث ‪ ،‬رواه ابن عباس رضي الله عنهما ‪..‬‬ ‫وقال أصحابنا ‪ :‬إنه متواتر ‪ ..‬وأما الوصية للوارث بحقه فواجبة لا ترد &‬ ‫والأول التخلص منه في الحياة لعلا ينازعوه شكا منهم في الميل إليه إلا ما تبيّن)‬ ‫‪٢ ٥٧/٢ ٥٠٦‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫الأئمة ح‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬تيسير التفسير ‪ .‬قطب‬ ‫‪٣٢٥/٣٢٤‬‬ ‫)‪(٢‬ر‪ ‎‬قطب الأئمة _ شرح كتاب النيل ج‪ ١٦٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٧٨ .‬۔‬ ‫وأخيرا نختتم بنظم الشيخ نور الدين السالمي _ رحمه الله _ الذي ورد‬ ‫في (جوهر النظام) حيث يقول ‪:‬‬ ‫جاءا‬ ‫قد‬ ‫حيثما‬ ‫للوالدين‬ ‫الإيصاءً‬ ‫نسخ‬ ‫وبالنزراث‬ ‫أجانبه‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫أو‬ ‫جميعهم‬ ‫أقاربه‬ ‫من‬ ‫الوارث‬ ‫كذلك‬ ‫أن يوصي الموصي له تبرعا‬ ‫منعا‬ ‫التراث‬ ‫من‬ ‫فسهمه‬ ‫التحف بالإيصا وفيه قد شبث ‏(‪)١‬‬ ‫وبقى القريب ممن لم يرث‬ ‫أظن أن ما سقناه كاف لإسقاط تلك الفرية التى لم تقم على أساس ‏‪١‬‬ ‫وإذا لم يكن بهذا مقنع للمجادل فلا شك‪ .‬أن العقول فقدت ‪ ،‬والذان‬ ‫صمت ‪ ،‬والعيون عميت ‪ ،‬نسأل الله السلامة ‪..‬‬ ‫‪٤٦٢‬‬ ‫(‪ )١‬نور الدين السالمي ‪ .‬جوهر النظام ج‪ ٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٧٩ .‬۔‬ ‫_ مسألة الجمع بين المرأة وعمتها‬ ‫‏‪١‬‬ ‫والبهتان الحادي عشر في سلسلة هذه الافتراءات التى وجهت سهامها إلى‬ ‫الإباضية ‪ ،‬ادعاء أنهم يحجزون الجمع بين المرأة وعمتها © وأنهم يحتجون لهذا‬ ‫القول بأن تحريم الجمع بينهما لم يذكر في القران الكريم & وما ورد من الستة‬ ‫بالتحريم فإن الإباضية _ حسب هذا الزعم _ لا يقتدون به ‪ .‬فهذا البهتان‬ ‫إذن ينقسم إلى ثلاثة أقسام ‪( :‬الأول) نسبة جواز الجمع‪ .‬بين المرأة وعمتها‬ ‫وكذلك بين المرأة وخالتها إلى الإباضية ‪ ،‬ول(الثاني) دعوى أنهم يحتجون بعدم‬ ‫ذكر التحريم في القران ‪ ،‬ول(النالث) هو أنهم لا ياخذون بالسنة المانعة لهذا‬ ‫الجمع ‪ .‬والحقيقة التي أريد إثباتها هنا ى لدحض هذا الإفتراءء هي © أنني‬ ‫أقول له ‪ :‬إن هذا البهتان ليس له مكان من الصدق البتة ث ذلك لانه لم يرد‬ ‫علمائهم‬ ‫عن أحد من الاباضية أن قال بهذا القول أبدا ؤ و لم يرد عن أحد دإمن‬ ‫} أو رة ما جاء من منع عن الرسول‬ ‫أنه احتج بما زعمه الدكتور من حجة‬ ‫و كتبهم تشهد بذلك © وحياة الاباضية العملية أكبر دليل على هذا ‪.‬‬ ‫ك‪:‬‬ ‫المرأة‬ ‫بن‬ ‫الجمع‬ ‫يجيز‬ ‫إباضى‬ ‫أتي‬ ‫عن‬ ‫بنص‬ ‫ي ت‬ ‫أن‬ ‫الدكتور‬ ‫من‬ ‫أطلب‬ ‫فا ن‬ ‫وعمتها } أو بين المرأة وخالتها ‪ 0‬كا أطلب منه أن ينبت عن أي إباضي انه‬ ‫او في‬ ‫فيى الشرق‬ ‫الاباضية ‏‪ ٤‬سواء‬ ‫جميع المجتمعات‬ ‫وليستعرض‬ ‫فعل ذلك‬ ‫من ذلك‬ ‫ل نسمع بشيء‬ ‫‪ .‬فنحن‬ ‫ئ إن وجد لهذه الفرية واقعا يصدقها‬ ‫الغرب‬ ‫أبدأ ‪ 2‬بل حتى العامة عندنا يعرفون هذا الحكم ك ويتحاشون الوقوع في مخالفته‬ ‫‪3‬‬ ‫الإسلامي‬ ‫مجتمعهم‬ ‫ئفيى‬ ‫عليه‬ ‫تعورف‬ ‫وبما‬ ‫‪3‬‬ ‫الدينية‬ ‫بفطرتهم‬ ‫ذلك‬ ‫ويمقتون‬ ‫هل من المعقول أن يقولوا بهذه المخالفة‬ ‫فكيف بفقهائنا الأجلاء _ نزههم اله _‬ ‫البالغة ث التى ألصقت بهم ؟ في الوقت الذي نجدهم فيه يفتون بالحرمة &‬ ‫ويدونون ذلك في كتبهم } ويحرصون على وقاية المجتمع من الإصابة بهذا الأئم‬ ‫الخطير ؟ إن هذا بلا شك إيغال في الإفتراء أيما إيغال ث ومن كان يجهل هذه‬ ‫الحقيقة فأحرى به أن يسأل أي أحد من الإباضية ‪ ،‬ولا يحمل نفسه ثقل هذا‬ ‫الامم الكبير ‪.‬‬ ‫وأظن أنه لم يكن ليعيب أحد ما أن يسأل عن حقيقة أتي مذهب أصحابه‬ ‫الناس‬ ‫تداخل‬ ‫العصر الذي‬ ‫منل هذا‬ ‫ف‬ ‫خاصة‬ ‫به وذلك أمر ميسر‬ ‫العارفين‬ ‫فيه ‪ 0‬واختلط بعضهم ببعض ‪ ،‬كا أن وسائل الإتصال المريحة متوفرة لأقصى‬ ‫درجة ‪ 3‬فلا عذر لأحد إن تكاسل عن بذل الجهد في البحث عن الحقيقة‬ ‫من مضانها مستندا في نسبة قول ما لطائفة أو لأخرى إلى مجرد الدعاوي التي‬ ‫سطرتها أقلام الحاقدين أو المغرضين لطمس الحق وتشويه الحقيقة متجاهلين قول‬ ‫الحق تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا‬ ‫بهتانا وإما مبينامهه‬ ‫وأعود فأقول ‪:‬إن الإباضية لم يحدث أن خالفوا النصنَ النبوي في هذه‬ ‫و خالتها ئ‬ ‫و المرأة‬ ‫وعمتها‬ ‫المرأة‬ ‫على تحريم الجمع بين‬ ‫بل إنهم عجحمعون‬ ‫‪0‬‬ ‫لة‬ ‫آ‬ ‫الحديث‬ ‫هنا باإيراد‬ ‫وسأكتفي‬ ‫ا‬ ‫التحريم‬ ‫هذا‬ ‫السائل على‬ ‫من‬ ‫كثيرا‬ ‫بنوا‬ ‫وقد‬ ‫لمروى عن الرسول تيه في مسند الإمام الربيع في هذه المسألة ‪،‬كا أعرض‬ ‫أقوالهم حسب‬ ‫اختيار‬ ‫وسيكون‬ ‫تجاهها ئ‬ ‫الاباضيين‬ ‫العلماء‬ ‫بعض‬ ‫أقوال‬ ‫يبقى‬ ‫و لا‬ ‫المذعاة‬ ‫الفرية‬ ‫هذه‬ ‫تتلاشى‬ ‫حتى‬ ‫فيها (‬ ‫التى عاشوا‬ ‫فتراهم‬ ‫اختلاف‬ ‫بالحق ‪:‬‬ ‫الناطقة‬ ‫الأدلة‬ ‫هذه‬ ‫القارىء‬ ‫أخي‬ ‫وإليك‬ ‫أثر ‪.‬‬ ‫لهما‬ ‫أو لأ ‪ :‬روى الإمام الربيع عن ألي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة‬ ‫) ‏‪( ١‬‬ ‫و خالتها)‬ ‫المرأة‬ ‫وعمتها ولا بن‬ ‫المرأة‬ ‫يجمع بين‬ ‫‪) :‬ا‬ ‫قال‬ ‫عنز‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫(قو له لا يجمع‬ ‫نصه‬ ‫ما‬ ‫الحديث‬ ‫السالمي لهذا‬ ‫العلامة‬ ‫شرح‬ ‫ف‬ ‫جاء‬ ‫وقد‬ ‫بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها) لا بالتزويج ولا بالتسري ‪ 3‬وحيث‬ ‫حرم الجمع } فلو نكحهما معا بطل نكاحهما ‪ ،‬إذ ليس تخصيص احداهما‬ ‫بالبطلان © بأولى من الأخرى ‪ ،‬فإن نكحهما مرتبا بطل نكاح الثانية لأن‬ ‫على عمتها وخالتها وعلى عمة‬ ‫و الخالة يصدق‬ ‫ولفظ العمّة‬ ‫الجمع حصل مها ‪....‬‬ ‫أبيها وخالة أبيها ‪ 0‬وهكذا وإن عَلَؤْن ‪ ،‬والتحريم شامل بينها وبين عمتها القريبة‬ ‫أو البعيدة» ‏(‪ .. )٢‬الح‬ ‫(‪ )٢( ، )١‬شرح مسند الامام الربيع _ العلامة السامي ج‪ ٣ ‎‬ص‪٢٤/٢٣ ‎‬‬ ‫فانظر إلى اعتاد الإباضية على هذا الحديث في منع الجمع بين المرأة وعمتها ©‬ ‫يقال عنهم العكس ؟‬ ‫التي بنوها عليه ‪ .‬فكيف‬ ‫وانظر إلى الأحكام‬ ‫ثانيا ‪ :‬جاءت فيى كتاب المصنف للعلامة الكندي أي بكر الكندي ل أسئلة‬ ‫نصها ‪.‬مع اجو بتها ‪:‬‬ ‫الحسن ‪ .‬هذا‬ ‫شيخه أي‬ ‫العا ل إل‬ ‫وجهها هذا‬ ‫قلت ‪« :‬فما تقول فيمن جمع بين امرأة وبين خالتها } أو أم خالتها ما كانوا‬ ‫علو في النسب ‪ ،‬وكذلك بين امرأة وبين ابنة أخيها ما كانوا وسفلوا في‬ ‫النسب ؟ فقال ‪ :‬ذلك حرام ما كانت أم أمها وابنة أبيها ما كانوا ‪ 0‬وإن سفلوا‬ ‫بين‬ ‫من جمع‬ ‫له ‪ :‬وكذلك‬ ‫ولد أخيها ل منل أختها عليه في الجمع ‪ .‬قلت‬ ‫من‬ ‫امرأة وأم عمتها ما كانوا وإن علوا في النسب أ أو جمم امرأة وابنة أخيها وإن‬ ‫عليه {‪ ،‬بمنزلة‬ ‫حر‬ ‫ما كانو‬ ‫سفلوا ما كانوا ؟ قال ‪ :‬معي أن م عمتها ف فصاعدا‬ ‫وهو حرام ‏(‪)١‬‬ ‫فالغا ‪ :‬جاء في كتاب «منهج الطالبين وبلاغ الراغبين» الجزء الخامس عشر‬ ‫عشر‬ ‫(الحادي‬ ‫القرن‬ ‫علماء‬ ‫الشقصي أحد‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫سعيذ‬ ‫خميس بن‬ ‫للشيخ‬ ‫والأم‬ ‫الابنة‬ ‫بين‬ ‫السابع عشر لوي اجمع‬ ‫في فصل مستقل عنوانه «القول‬ ‫الههجري)‬ ‫المرأة‬ ‫بن‬ ‫جمع‬ ‫لا‬ ‫لن‬ ‫النبي‬ ‫(قال‬ ‫‪::‬‬ ‫نصه‬ ‫ما‬ ‫ذلك»‬ ‫و شبه‬ ‫والعمة‬ ‫والخالة‬ ‫وعمتها ‪ 2‬ولا بين خالتها في التزويج وهما في الحرمة سواء) ‏(‪)٢‬‬ ‫تزو ج‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫جعفر‬ ‫أبو‬ ‫‪( :‬وقال‬ ‫فقال‬ ‫المذهب‬ ‫علماء‬ ‫بعص‬ ‫أقوال‬ ‫أورد‬ ‫ش‬ ‫يفرق‬ ‫ابو زياد‬ ‫‪ .. .‬وقال‬ ‫)‬ ‫منهما ق‬ ‫الأخيرة‬ ‫خالتها حرمت‬ ‫على عمتها او‬ ‫امرأة‬ ‫بينه وبينهما جميعاً « واختلافهما في هذا كالاختلاف في الجمع بين الأختين) ‏)‪(٤‬‬ ‫فلا يجمع إليها‬ ‫له زوجة‬ ‫الأقوال ‪« :‬ومن كان‬ ‫هذه‬ ‫قال بعد أن أرود‬ ‫ش‬ ‫ابنة أخيها ‪ 0‬ولا إبنة أختها ى فإن ماتت © جاز له أخذ هاتين وكذلك إذا‬ ‫‪١٠٩/١٠٨‬‬ ‫‪ ٣٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬المعثتف ج‪‎‬‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫‪ ١٥‬ص‪‎‬‬ ‫منهج الطالبين _ الشقصي ج‪‎‬‬ ‫‪١٥٢١‬‬ ‫‪ ١٥‬ص‪‎‬‬ ‫الشقصي ج‪‎‬‬ ‫)‪٢‬ر‪ ‎‬منهج الطالبين‬ ‫‪.‬۔‪٨٢.‬‏ ۔‬ ‫طلقها ح جاز أن يتزو ج احداهما بعد انقضاء العدة» ( ‏‪ )١‬انتهى ‪ ..‬شم أخذ يتو سع‬ ‫في الأحكام المترتبة على هذا التحريم ‪.‬‬ ‫رابعاً ‪ :‬أورد قطب الأئمة العلامة محمد بن يوسف اطفيش في تفسيره‬ ‫المسمى بتيسير التفسير قاعدة كلية فى تحريم الجمع بين النساء القريبات‬ ‫الق‬ ‫قائلاً في تفسير قوله تعالى للإوأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف“؛ ما‬ ‫نصه «وكذا لا يجوز الجمع نين من لا تتناكحان لو كانت احداهما ذكرا ‪.‬‬ ‫بملكه له |‬ ‫حرا‬ ‫يكون‬ ‫له ب‬ ‫بل هي محرم‬ ‫‪3‬‬ ‫تسريه‬ ‫يحرم‬ ‫تروجه‬ ‫و كل ما يحرم‬ ‫ك‪( :‬لا تنكح المرأة على عمتها } ولا على خالتها } ولا على ابنة أختها)‬ ‫قال‬ ‫وهو تمثيل للعموم المذكور في كل من لا تحل للأخرى» ‏(‪ )٢‬إنتهى كلامه ‪..‬‬ ‫خامسا ‪ :‬جاء في كتاب «النيل وشفاء العليل» عن العلامة ضياء الدين‬ ‫عبد العزيز الثميني _ رحمه الله المتوفي سنة ‪١٢٢٢‬ه‏ ما نصه «حرم الجمع‬ ‫بين أختين وإن من رضاع أو بتسمٌ أو بتخالف ‪ ،‬وكذا بين البنت والأم والعمة‬ ‫والخالة فإن الجمع بين محرمين حرام ‪ .‬وضابطه ‪ :‬كل امرأتين بينهما من القرابة‬ ‫أو الرضاع ما يمنع نكاحها لو كانت احداهما ذكرا والأخرى أنشى» ‏(‪)٢‬‬ ‫وحلل شارحه قطب الأئمة _ رحمه الله هذا النص في شرحه بقوله ‪:‬‬ ‫نكاح احداهما بعد الأخرى حرام على ما مر ‪ ،‬أو المرأة مع (العمة) والمرأة‬ ‫وهكذا‬ ‫عمتها‬ ‫خالتها وأم‬ ‫وأم‬ ‫والمرأة‬ ‫أمها ئ‬ ‫أبيها أو‬ ‫وعمة‬ ‫و المرأة‬ ‫(الخالة)‬ ‫مع‬ ‫العلو آو السفل & (فارن الجمع بين محرمتين حرام) ولو بتزويج احداهما او خطبتها‬ ‫لا تصح فيه الر جعة ئ وقيل ‪ :‬أو‬ ‫الطلاق‬ ‫© إلا إن كان‬ ‫عدتها منه‬ ‫قبل تمام‬ ‫‏(‪ )٤‬الى اخر كلامه ‪.‬‬ ‫‪)..‬‬ ‫كان يصح ولكن لا يملكه‬ ‫(‪ )١‬منبج الطالبين _الشقصي ج‪ ١٥ ‎‬ص‪١٥٢ ‎‬‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫؛)‪ ‎(٢‬تيسير التفسيره قطب الأئمة ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٣٢/٣١‬‬ ‫؛)‪٤)' ‎(٩‬ر(‪ ‎‬شرح النيل ج ‪ ٦ ‎.‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٨٢٣ .‬‬ ‫فانظر أخي القارىء إلى هذه النصوص القديمة والحديثة الثابتة عن أئمة‬ ‫المذهب هل تجد فيها ما يومي ولو من بعيد إلى جواز الجمع كا نسب المفترون‬ ‫ذلكم إلى الإباضية أو أنك تجدها صريحة في التحريم ؟‬ ‫إننا لنتعجب من هؤلاء الذين اختلقوا هذا الإفك كيف لم يخشوا من الفضيحة‬ ‫بانكشاف هذه الفرية عندما يرجع الباحثون المتحررون من أربقة التقليد إلى‬ ‫كتب المذهب أو أنهم ظنوا أن الدهر سيبقى أسير التقليد ؟‬ ‫‏‪ ٨٤‬۔‬ ‫‏‪ _ ١٢‬مسألة ما يحرم من الرضاع عند الاباضية‬ ‫ما أشبه هذه المسألة بأخواتها في اختلاقها وإلصاقها بأهل الاستقامة زورا‬ ‫وبهتانأ وهم أشد الناس براءة منها ‪.‬‬ ‫وخلاصة ما ادعاه المفترون _ كا أورد ذلك الدكتور في كتابه _ أن‬ ‫الأمهات والأخوات فحسب لأنه النابت‬ ‫الاباضية لا يرون حرمة الرضاع إلا ف‬ ‫بالقران ‪ ،‬وأما السنة فملغاة عندهم حسب زعم أولئك مع أن الاباضية أطبقوا‬ ‫قول وعملا أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فهذه كتبهم ناطقة بذلك‬ ‫وهذا واقعهم الاجتاعي شاهد به ‪.‬‬ ‫إن الانسان ليتحيّر أمام هذه الادعاءات التي تصدر _ وللأسف‬ ‫الشديد _ عن أناس قد أخذوا بقسط وافر من العلم الديني وتتعجب كيف‬ ‫لا يرعون للدين حرمة ولا يرعون في مؤمن إلا ولا ذمة ‪ ،‬بل يلقون ما شاؤا‬ ‫من التهم على من شاؤا من الناس مستغلين ثقة الناس بهم ‪.‬‬ ‫فما فائدة علمهم إذا كان لا يأمرهم بالمعروف ولا ينهاهم عن المنكر }‬ ‫إنه بلا شك سيكون حجة ووبالاً عليهم يوم القيامة ث كا يقول العلامة السالمي‬ ‫الله ‪:‬‬ ‫رحمه‬ ‫أشد في التعذيب ممن جهلا ‏(‪)١‬‬ ‫وعالم بعلمه لم يعملا‬ ‫إن العلم الراسخ في النفس يستلزم الطهر والنزاهة والصدق والأمانة‬ ‫والشعور بالمراقبة الدائمة من قبل الله ء ويحرص على فعل أوامره واجتناب‬ ‫نواهيه ‪ 5‬ونحن نعلم أن الله ينهى عن الافتراء على أي إنسان فكيف بالافتراء‬ ‫على جماعة مؤمنة ؟ فقد جاء في القرآن الكريم ‪ :‬نيا أيها الذين آمنوا إذا جاء‬ ‫‏‪)٦١‬‬ ‫فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة‪( .4‬الحجرات‬ ‫فكان من الواجب على المسلم أن ييحث عن الحقيقة ليتأكد من صحة‬ ‫_ما يقوله أو يكتبه قبل أن ينطق بكلمة أو يمد قلمه بحرف ‪ ،‬ولا يخوض فيما‬ ‫(‪ )١‬جوهر النظام ج‪ ١ ‎‬ص‪٦٠ ‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٨ ٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ليس له به علم ‪ 8‬لأن الله تعالى حذر من ذلك حيث قال جل شأنه ‪ :‬أولا‬ ‫تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه‬ ‫مسؤولامه (الاسراء ‏‪ .. )٢٦‬ولا أظن أن هذه الآيات تخفى على أي مسلم‬ ‫يتلو القرآن فكيف تخفى على أهل العلم ؟ إن العمل بالعلم الشرعي واجب‬ ‫فإن الدين ليس هو محض ثقافة فكرية يُحشلى بها الدماغ ليقال أن فلانا عالم‬ ‫كبير ‪ 3‬وأنه فريد دهره ووحيد عصره ‪ ،‬فالاسلام ليس دينا نظريا بل لا يبقى‬ ‫له أثر إذا لم يكن له واقع يمتله فيجب تجسيده في الحياة العملية حتى تراه‬ ‫البشرية جمعاء } فلا تملك إلآ أن تلجأ إليه } لأنه المنقذ لحياتها الكاشف بنوره‬ ‫حيرتها الملبى بعطائه المدرار جميع ضروراتها ‪.‬‬ ‫سجاف‬ ‫وقد حذر الله تعالى العلماء كثيراً من الوقوع في مخالفة أوامر الله بعد‬ ‫علمهم بها لانهم قدوة الناس ‪ ،‬وعليهم مدار المسؤلية فى حمل رسالة الاسلام‬ ‫ومن ذلك قوله سبحانه ‪ :‬للؤواتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها‬ ‫فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ‪ .‬ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى‬ ‫الآ ية ‪.‬‬ ‫‏‪ . )١ ٧٦/١ ٧٥‬إح‬ ‫الأعراف‬ ‫هواه‪4‬‬ ‫واتبع‬ ‫الأرض‬ ‫من هنا كان وقوع الدكتور ني مل هذه الفرية أمرا خطيرا © يسيء إلى‬ ‫نفسه قبل أن يضر بالآخرين ‪ ،‬لأنه ينعكس على شخصه ‪ ،‬ويصرف الناس‬ ‫عن الثقة بأقواله ‪ 7‬ذلك لأن المسلم يجب أن يتحآلى بالصدق ويلزم الأمانة‬ ‫في كل شيء { ولو رجعنا إلى أسلافنا القدامى لوجدناهم يتحاشون الأخذ‬ ‫برواية من يشكون في صدقه ولو واحد في المئة ث فكيف إذا ظهر كذبه عيانا ؟‬ ‫وأما الإباضية فان هذه الفرية لا تضرهم شيئاً ى فهم _ والحمد لله _ ماضون‬ ‫على أوامر الله وأوامر رسوله ثمهما حاول المشنعون أن يشوهوا سمعتهم‬ ‫الفارغة ‪.‬‬ ‫بالدعاوى‬ ‫ولكي يكون القارىء الكريم على بينة من هذا الأمر ث وحفاظاً على‪ .‬حقه‬ ‫في معرفة الصواب ‪ ،‬أسَهّل له الموضوع بأن أجمع له أقوال الإباضية تجاه ما‬ ‫يحرم من قبل الرضا ع ‪ .‬بالاستناد إلى الأحاديث التي رووها في مدوناتهم ‪.‬‬ ‫وإن شاء أن يتأكد من الحق بأكثر مما هو موجود هنا ‪ ،‬فبإمكانه أن يطلع‬ ‫على أي كتاب إباضي في الفقه قد تناول هذا الموضوع ‪ .‬فانه سيجد فيه الحقيقة‬ ‫ماثلة بين يديه ويعرف أن ما أورده الدكتور ليس إلا مجرد خيوط وهمية أوهن‬ ‫من بيت العنكبوت ‪ ،‬بل إنني أحث القارى الكريم أن لا يكتفي بما قال له ‪.‬‬ ‫ولنبدأ في عرض أقوال الإباضية في هذه المسألة حسب الترتيب الزمني ‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬جاء في مسند الامام الربيع بن حبيب فيماما خوج عن أبي عبيدة‬ ‫‪ :‬إن أفلح أخا أبي‬ ‫الله عنها _‬ ‫رضي‬ ‫عن جابر بن زيد عن عائشة‬ ‫بعد أن نزل الحجاب =‪}،‬‬ ‫من ال ضاعة استأذن علي ل‬ ‫القعيس هو عمي‬ ‫فا خبرته فقال «اذني له فان الرضاع‬ ‫الله ع‬ ‫رسول‬ ‫له فجاء‬ ‫أن آذن‬ ‫فا بيت‬ ‫‪) .‬ا(‬ ‫مثل النسب»‬ ‫هذا الحديث للعلامة السالمي رحمه الله ما نصه ‪« :‬وقوله‬ ‫شرح‬ ‫وجاء في‬ ‫(فاإن الرضاعة مثل النسب) أي حكمها في التحريم حكم النسب ‪ 8‬فالعم من‬ ‫الرضاعة مثل العم من النسب ‪ ،‬واستشكل عمله عل بمجرد دعوى أفلح دون‬ ‫بينة © وأجيب باحتال اطلاعه على ذلك ‪.‬قلت ‪:‬وظاهر كلام عائشة أنها قد‬ ‫اطلعت على ذلك أيضاً ‪ 9‬لكن جهلت الحكم فيه ‪ ،‬وأن تواطوء قول أفلح‬ ‫وعائشة في ذلك حجة ‪ ،‬فيندفع الإشكال‪.‬والحديث يدل أن لبن الفحل يحرم‬ ‫فتنبت الحرمة من جهة صاحب اللبن كا تثبت في جانب المرضعة ‪ ،‬وأن زوج‬ ‫أثبت عمو مة‬ ‫بمنزلة الوالد للزضيع ‘ وأخاه بمنزلة العم فإنه ع‬ ‫المرضعة‬ ‫الرضاع وألحقها بالنسب لأن سبب اللبن هو ماء الرجل والمرأة معاً ‪ 7‬فوجب‬ ‫أن يكون الرضاع منهما معا ى هذا مذهبنا ومذهب جمهور الصحابة والتابعين‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫وفقهاء الامصار»‬ ‫مم أخذ يرد بعض الأقوال المخالفة فقال ‪« :‬وقال بعض قومنا فيهم ربيعة‬ ‫وداود وأتباعه ‪ :‬الرضاعة من قبل الرجل لا تحرم شيئا لقوله تعالى ئإوأمهاتكم‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫‪ ٣‬ص‪‎‬‬ ‫الممند ج‪‎‬‬ ‫(‪ ) ٢‬شرح‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪ ٣‬ص‪‎‬‬ ‫اللميند ج‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬شرح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٨ ٧‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعةم‬ ‫قالوا ‪ :‬و لم يذكر البنات كمذاكرها في تحريم النسب ولا ذكر من يكون‬ ‫من جهة الأب كالعمة كا ذكرها في النسب ‪ .‬وز بأن ذكر الشيء لا يدلڵ‬ ‫الحكم عما سواه وهذا الحديث نصنٌ فيالحرمة ‪ ،‬قالوا ‪:‬اللبن‬ ‫علىسقوط‬ ‫لا ينفصل عن الرجل وانما ينفصل عانلمرأة فكيف ينشر الحرمة إلى الرجل ؟‬ ‫وأجيب بأنه قياس في مقابلة النص ‪ ،‬فلا يلتفت إليه لاسيما وقد قالت عائشة‬ ‫هذا القياس ‪( :‬إنه أرضعتني المرأة و لم يرضعني الرجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنه عمك فليلج‬ ‫والله أعلم ‪ .‬‏(‪ )١‬انتهى‬ ‫عليك)‬ ‫ثانيا ‪ :‬جاء في المسند أيضاً حديث آخر تحت عنوان «ما جاء أنه يحرم‬ ‫مانلرضاع ما يحرم من النسب» وهو ‪:‬عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن‬ ‫عائشة رضى الله عنها قالت ‪:‬كنت قاعدة ‪:‬أنا ورسول الله فكك إذ سمعت‬ ‫صوت إنسان يستأذن ‪ :‬بيت حفصة فقلت يا رسول الله هذا رجل يستأذن‬ ‫في بيتك فقال أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقلت يا رسول الله لو كان‬ ‫عمي فلان حيا دخل علي ؟ (لعم لها مانلرضاعة) قال ‪:‬نعم يحرم من الرضاعة‬ ‫ما يحرم من النسب ‏(‪)٢‬‬ ‫أيضاً على أنه يحرم من‬ ‫وجاء في شر ح هذا الحديث ما نصه ‪« :‬ويدڵ‬ ‫الرضاع ما يحرم من النسب ‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أقارب المُرضع لأنهم أقارب‬ ‫للزضيع ‪،‬وأما أقارب الزضيع فلا قرابة بينهم وبين الممُرضع والمحرمات من‬ ‫الرضاع سبع ‪ :‬الأم والأخت بنص القرآن والبنت والعمة والخالة وبنت الأخ‬ ‫لأن هؤلاء الخمس يحرمن من النساء ‪.‬واختلفت الناس هل يحرم‬ ‫وبنت ت‬ ‫أنه‬ ‫الأربعة‬ ‫الأئمة‬ ‫ومذهب‬ ‫ومذهبنا‬ ‫الصّهار ؟‬ ‫يحرم‬ ‫ما‬ ‫بالرضاع‬ ‫يحرم نظير المصاهرة بالرضاع فيحرم عليه أم امرأته من الرضاعة ‪ ،‬وامرأة أبيه‬ ‫من الرضاعة ويحرم الجمع بين الأختين من الرضاعة وبين المرأة وعمتها وبنتها‬ ‫وبين خالتها من الرضاعة ‪ ،‬وإلى هذا جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين‬ ‫(‪)١‬؛ ‏(‪ )٢‬شرح المسند ج ‏‪ ٣‬ص ‏‪٤٥‬‬ ‫‪ ٨٨‬۔‪. ‎‬‬ ‫وسائر العلماء } و حديث عائشة في عمها أفلح يدل على ذلك وقد وقع التصريح‬ ‫المطلوب في رواية لأبي داود بلفظ ‪:‬قالت عائشة دخل عل علم أفلح فاستترت‬ ‫منه فقال ‪:‬أتستترين متي وأنا عمك ؟ قلت ‪:‬ومن اين ؟ قال ‪:‬أرضعتك‬ ‫امرأة أخي ‪ ،‬قلت إنما أرضعتنى المرأة و لم يرضعني الزجل & فدخل علي رسول‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫يلج عليك»‬ ‫فحدثته فقال ‪:‬إنه عمك‬ ‫الله ع‬ ‫هذه هي أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كا رواها الاباضية‬ ‫كا زعم _ بل أخذوا بسنة‬ ‫و لم يقتصروا على ما ورد في القران وحده‬ ‫ى وكلام العلامة السالمي شاهد على ذلك ‪.‬‬ ‫الرسول ع‬ ‫ثالغا ‪ :‬يقول العلامة أبو غانم الخراساني (من علماء الاباضية في القرن الثاني‬ ‫الهجري) في مدونته الكبرى ‪ ،‬في باب ‪« :‬ما يحرم من النساء والرجال» ما‬ ‫نصه ‪ :‬سألت أبا المؤرج وابن عبد العزيز عما يحرم على الرجال قال حدثني‬ ‫غير واحد من أهل العلم أنه يحرم على الرجل ثماني عشرة من النساء سبع من‬ ‫قبل النسب وسبع من الرضاع وأربع من قبل الصهر ثم أخذ يذكر ما يحرم‬ ‫من النسب وتلاه ما يحرم من الرضاع فقال «وأمًا من قبل الرضاع فامّه من‬ ‫الرضاع وابنته من الرضاع وأخته من الرضاع وعمته من الرضاع وخالاته‬ ‫مانلرضاع وابنة أخيه من الرضاع وابنة أخته من الرضاع فهؤلاء سبع بمنزلة‬ ‫‏(‪ )٢‬م ذكر قولا عن ابن عبد العزيز أنه قال ‪«:‬ويحرم على المرأة‬ ‫النسب»‬ ‫تسعة عشر رجلا سبعة من قبل النسب وسبعة من قبل الرضاع وأربعة من‬ ‫‏)‪(٣‬‬ ‫وعبدها»‬ ‫قبل الصهر‬ ‫فذكر من يحرم عليها من قيل النسب ثم ذكر ما يحرم من قبل الرضاع‬ ‫فقال ‪«:‬وأمّا من قبل الرضاع فأبوها من الرضاع وابنها من الرضاع وأخوها‬ ‫مانلرضاع وابن أخيها من الرضاع وابن أختها من الرضاع وعمها وخالها‬ ‫فهؤلاء أيضا منزلة النسب"» ‏(‪ )٤‬إلح كلامه رحمه الله ‪.‬‬ ‫مانلرضاع‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫‏(‪ )١‬شرح المسند ج ‏‪ ٣‬ص ‏‪٤٧‬‬ ‫(‪ )٣( ، )٢‬أنظر هذه الأقوال في المدونة الكبرى ج‪ !٢ ‎‬ص‪٢٠/١٩ ‎‬‬ ‫‪٢٠/١٩‬‬ ‫(‪ )٤‬أنظر هذا القول في المدونة الكبرى ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٨٩ .‬۔‬ ‫فانظر إلى هذه الأقوال القديمة هل ترى فيها ما ينص على أن ما يحرم من‬ ‫الرضاععم هو الأم والأخت فقط أو أنك تجدها ناصة على خلاف ذلك ؟ ثم‬ ‫ل‬ ‫لمن‬ ‫الحق وضوحا‬ ‫يزداد‬ ‫حتى‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫بعل هؤلاء‬ ‫من‬ ‫جاء‬ ‫من‬ ‫إل‬ ‫ز ن‬ ‫‪.‬‬ ‫بعد‬ ‫يره‬ ‫للشيخ أيي بكر عبد الله بن موسى‬ ‫االمصنف»‬ ‫رابعا ‪ :‬جاء في كتاب‬ ‫الكندى رحمه الله ث في الجزء الثالث والثلاثين في باب «مَن يحرم نكاحه‬ ‫بالرضاع» ما نصه ‪« :‬بلغنا عن النبي عل أنه قال ‪ :‬يحرم من الرضاع ما يحرم‬ ‫من النسب» ‪ .‬وروي أنه قيل له عي ‪ :‬ألا تتزو ج بابنة حمزة فانها أجمل امرأة‬ ‫في قريش فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة ‏(‪)١‬‬ ‫‪« :‬مسأ لة‪::‬و لا ينبغي‬ ‫فقال‬ ‫ش أورد مسا ألة تكلم فيها عمن تحرم من الرضاع‬ ‫أو‬ ‫مصة‬ ‫كانت‬ ‫ولو‬ ‫كثيرا‬ ‫أو‬ ‫قليلا‬ ‫رضاعا‬ ‫أرضعته‬ ‫امرأة‬ ‫يتزوج‬ ‫أن‬ ‫للرجل‬ ‫ولا‬ ‫بلبنه ئ‬ ‫أرضعت‬ ‫التى‬ ‫ابنته‬ ‫ولا‬ ‫ئ‬ ‫لأنها أمه‬ ‫وجورا‬ ‫سعوطاً أو‬ ‫أو‬ ‫مصتين‬ ‫تحل عمته من الرضاعة © ولا خالته من الرضاعة ولا بنت أخيه ولا بنت أخته‬ ‫لا تحل‬ ‫ابن ‘ وكذلك‬ ‫ولد التي أر ضعته كانت بنتا أو بنت‬ ‫ولا بنت امرأة من‬ ‫ولد تلك‬ ‫من‬ ‫} ولا بشيء‬ ‫جارية‬ ‫كان‬ ‫التي أرضع بلبنها وإن‬ ‫المرأة أن يتزو ج‬ ‫الجارية‬ ‫أر ضعته‬ ‫ولد الرجل الذي‬ ‫ولدها وكذلك رجل من‬ ‫الجارية ولا ولد‬ ‫بلبنه ولا تحل الجارية ولا شيء من ولدها أبدا ‪ 3‬وبنات العمات وبنات الخالات‬ ‫ولا‪.‬‬ ‫البنات‬ ‫ولا بنات‬ ‫ذلك ولا البنات‬ ‫ما سوى‬ ‫جوز‬ ‫جائز ولا‬ ‫الر ضاعة‬ ‫من‬ ‫بنات الاخوة والأخوات ولا أخواته ولا خالاته ولا عمته ث كل هذا لا يجوز‬ ‫ولا أم أبيه من الرضاعة ‪ ،‬ولا بأس أن يتزوج الرجل أم ابنه التي أرضعته بلبنها‬ ‫التي أر ضعت‬ ‫يتزو ج‬ ‫أن‬ ‫لا بأس‬ ‫بأختها ئ وكذلك أخو الغلام‬ ‫يتزو ج‬ ‫وله أن‬ ‫بينه‬ ‫رضاع‬ ‫لا‬ ‫بلبنه لانه‬ ‫أرضع أخوه‬ ‫ولد الرجل الذي‬ ‫له من‬ ‫بدا‬ ‫ومن‬ ‫أخاه‬ ‫وبينها ‏(‪)٢‬‬ ‫‪١٥٢/١٥١‬‬ ‫(‪ )١‬الممتف ج‪ ٣٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٥١٥١‬‬ ‫(‪ )١‬المصنف ج‪ ٣٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫خامسا ‪:‬جاء في منهج الطالبين وبلاغ الراغبين للعلامة الشقصي في الجزء‬ ‫‪ :‬ألا تتزو ج بابنة‬ ‫روي " أنه قيل للنبي رك‬ ‫‪« :‬فصل»‬ ‫ما نصه‬ ‫الخامس عشر‬ ‫حمزة فإنها أجمل امرأة في قريش فقال' ‪ :‬إنها ابنة أخي من الرضاعة ؟فلا ينبغي‬ ‫للرجل أن يتزوج امرأة أرضعته ‪ .‬رضاعاً قليلا أو كثيرا ولو مصة أو مصتين ©‬ ‫أو سعوطاً أو وجورآ © لأنها أمه من الرضاعة ‪.‬‬ ‫قال الله تعالى حين ذكر ما يحرم من النساء ‪ :‬لإوأمهاتكم اللاتي‬ ‫أرضعنكم وأخواتكم مانلرضاعة“؛ فلا يتزوج الرجل أمه من الرضاعة ولا‬ ‫ابنته من الرضاعة وههيي التي ترضع بلبنه ولا أخته من الرضاعة وهي بنت التي‬ ‫أرضعته ؤ أو بنت الرجل الذي رضع من لبنه ‪ ،‬ولا تحل له عمته من الرضاعة ©‬ ‫ولا خالته ولا بنت أخيه ولا بنت أخته ولا امرأة من ولد التي أرضعته ‪ 5‬كانت‬ ‫بنت بنت } أو بنت ابن ‪ ،‬ولا يحل له أحد من ولد الرجل ولا ولد ولده‬ ‫الذي أرضع بلبنه ‪ .‬ولا يحل لرجل من ولد المرأة أن يتزو ج التي أرضع بلبنها‬ ‫وإن كانت جاريه ؤ ولا من ولد تلك الجارية ث ولا ولد ولدها ‪ .‬وبنات‬ ‫العمات & وبنات الخالات من الرضاعة ‪ ،‬جائز تزو جهن ‪ ،‬ولا يجوز تزويج أحد‬ ‫من جداته من الرضاعة كن من قبل الام أو من قبل الفحل» ‏(‪ )١‬الح كلامه‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫رحمه‬ ‫سادسا ‪::‬وانظر إلى الدليل الكبير الذي يرد الفرية ث وهو أن الشيخ‬ ‫القطب في شرحه لكتاب النيل أخذ يرددكلام الذين يقولون بأن التحريم لا‬ ‫يتجاوز الأم والأخت ‪ ،‬فقال ‪«:‬إن لبن الحرة الموحدة يتجاوزهما قطعاً وهو‬ ‫الحق & وعليه الجمهور ‪ .‬وذهب داود الظاهري وأتباعه وابراهيم بن علية وابن‬ ‫بنت الشافعي وجماعة إلى أنه لا يتجاوزهما أيضا لقوله تعالى ‪ :‬تإوأمهاتكم‬ ‫اللاق ارضعنكممه و لم يذكر العمة والبنت كا ذكرهما في النسب ‪ .‬ويرده أن‬ ‫تخصيص الشيء بالذكر لا يدل على نفي الحكم عما عداه وأنه جاءت‬ ‫بأن اللبن لا ينفصل عن‬ ‫بنشر الحرمة ‪ .‬واحتج بعض‬ ‫الصحيحة‬ ‫الأحاديث‬ ‫‏‪ ٣٩٥‬للعلامة الشقصي‬ ‫‏(‪ )١‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين ج ‏‪ ١٥‬ص‬ ‫‏‪ ٩١ .‬۔‬ ‫الرجل فكيف ينشرها إلى الرجل ‪ ،‬ويرده أنه قياس في معرفة النص فلا يلتفت‬ ‫إليه ‪ 5‬وأن سبب اللبن ماء الرجل والمرأة مع ‪ 2‬فالرضاع منهما & وهو كالجد‬ ‫لما كان سبب الولد أوجب تحريم ولد الولد به ‪ ،‬لتعلقه بولده ‪ ،‬وأن الوطء‬ ‫يدر اللبن ‪ ،‬فللرجل فيه نصيب ‪ ،‬وفي الحديث (يحرم من الرضاع ما يحرم من‬ ‫النسب) أي ويباح منه ما يباح من النسب ‏(‪ )١‬إلى آخر كلامه رحمه الله ‪.‬‬ ‫وأخيرا فهذه الشواهد كلها أعتقد أنها كافية لرد هذا البهتان الذي نسجته‬ ‫الأوهام وألبسَة الإباضية بغير حق ‪ ،‬ولولا أني أخشى الاطالة لَسُقَت أقوال‬ ‫كثير من علماء المذهب حول هذه المسألة ى _ وما أوسع بحوثهم فيها _‬ ‫ولكن نكتفى بهذا القدر وعسى أن تحصل الفائدة المرجوة منه ث ومن شاء‬ ‫المزيد فليرجع إلى كتب الإباضية في الفقه فإنه سيجد ضالته كما قلنا هذا من‬ ‫قبل ‪.‬‬ ‫‪١٨/١٧‬‬ ‫(‪ )١‬شرح كتاب النيل ‪ :‬العلامة محمد بن يوسف اطفيش ج‪ ٧١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٩٢.‬۔‬ ‫‏‪ - ٣‬مسألة خلود أهل الكبائر في النار‬ ‫يقول الدكتور الزحيلي ‪ :‬إن الإباضية يقولون بتخليد العصاة في النار ‪.‬‬ ‫لأن الإيمان عندهم قول وعمل ‪.‬‬ ‫وهذه العبارة فى الحقيقة تدمج بين قضيتين اعتقاديتين هما ‪ :‬قضية خلود‬ ‫أهل الكبائر الذين ماتوا بدون توبة في النار ث وقضية أن الإيمان قول وعمل‬ ‫واعتقاد ‪ .‬وهذا الإدماج _ في نظري _ ضروري في بعض المواضع ‪ ،‬ولاسيما‬ ‫في مثل هذا الموضع ‪ .‬لان قضية الخلود مرتبطة بالعمل بجانب العقيدة ‪.‬‬ ‫ومسألة خلود أهل الكبائر في ألنار ‪ ،‬لا ننتكرها بل نرها ونعتقدها ‪ 5‬ذلك‬ ‫لما تقوم عليه من أدلة واضحة من الكتاب والسنة ‪ .‬ولكن الذي ننكره هو‬ ‫طريقة عرض هذا المبدأ } ذلك لأنه أدخله ضمن ما سماه ‪ :‬مخالفات الإباضية‬ ‫في الفقه ى مع أن هذه المسألة اعتقادية بحتة ‪.‬‬ ‫نم إن تعليله بأن الإباضية يحتجون بأن الإيمان قول وعمل ليس هو في‬ ‫الحقيقة دليل الإباضية في اعتقادهم بتخليد العصاة في النار وإن كان هو مترتبا‬ ‫عليه ‪ 0‬وإنما أدلتهم ما خوذة من الكتاب والسنة التي تنص على الخلود الأبدي‬ ‫نصا واضحا لا غبار عليه لذلك قبل أن نبدأ في استعراض أدلتهم ف هذه المسألة‬ ‫أحب أن أوضح ما هو الإيمان عندنا ‪ 0‬حتى تظهر صحة بناء معتقدنا في الخلود‬ ‫على نظرتنا إل الايمان ‪.‬‬ ‫يقول العلامه السالمي _ رحمه الله ‪« :‬اعلم أن للايمان والاسلام‬ ‫استعمالين ‪:‬احدهما لغوي والاخر شرعي © وكل منها حقيقة في موضعه ‪6‬‬ ‫أما الإيمان والإسلام الشرعيان فسيأتي بيانهما ‪ .‬وأما الإيمان اللغوي فهو‬ ‫التصديق بالقلب ‪ ،‬قال تعالى للإقالت الأعراب آمتا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا‬ ‫أسلمنائه أي لم تصدقوا ‪ ...‬وأما الاسلام اللغوي ‪ :‬فهو الانقياد والاذعان‬ ‫وترك العناد © ولذا قال ‪ :‬ولكن قولوا أسلمنامهه ‪ ...‬وإسلامنا اللغوي هو‬ ‫إذعاننا آي انقيادنا وترك تمردنا على من طلب منا الإنقياد والإذعان ‏(‪)١‬‬ ‫‪٣٢٩‬‬ ‫(‪ )١‬مشارق الأنوار للسالمي ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٩٣ ..‬۔‬ ‫مذكر معناهما في الشرع فقال ‪«:‬اعلم أن للإيمان والإسلام في الشرع‬ ‫استعمالا غير الاستعمال اللغوي وذلك أن الشرع نقلهما عن معناهما اللغوي‬ ‫باللسان‬ ‫تصديقاً‬ ‫الواجب‬ ‫ذلك‬ ‫ئ‪ 4‬كان‬ ‫مطلق الواجب‬ ‫في‬ ‫فاستعملهما مترادفين‬ ‫}‬ ‫اتيانه‬ ‫لازم‬ ‫عمل‬ ‫معهما‬ ‫كان‬ ‫أو‬ ‫باللسان‬ ‫مع قول‬ ‫بالجنان‬ ‫أو تصديقا‬ ‫فقط‬ ‫فمن أدى جميع ما عليه كان مؤمنا مسلماً ‪.‬عندنا ‪ .‬ومنأخل بشيء من‬ ‫المنافق والفاسق‬ ‫باسم‬ ‫بل خص‬ ‫}‬ ‫عندنا‬ ‫مسلما‬ ‫مؤمنا‬ ‫الواجبات لا يسمى‬ ‫‏(‪ )١‬اه ‪.‬‬ ‫والعاصي والكافر ونحو ذلك»‬ ‫‏‪ ٥٧٥‬ه إن الإيمان‬ ‫ويقول العلامة أبو عمار عبد الكافي الاباضي المتوفى سنة‬ ‫عندنا الإباضية ‪« :‬هو جميع ما أمر الله به عباده وتعبدهم به من فعل جميع ما‬ ‫افترض عليهم من الفرائض ‪ ،‬وترك جميع ما نهاهم عنه من المعاصي © فكل‬ ‫مزن‬ ‫إيمان & ما كان‬ ‫وكله ايمان © وبعضه‬ ‫ايمان لله ‪ 0‬ودين له } واسلام‬ ‫ذلك‬ ‫ذلك تو حيد لله ‪ .‬وما كان من غير توحيد فمن استكمل ذلك سمي مؤمنا ّ‬ ‫وترك‬ ‫ئ‬ ‫فعل الفرائض‬ ‫التو حيد دون‬ ‫على فعل‬ ‫واقتصر‬ ‫ذلك‬ ‫يستكمل‬ ‫ل‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬اه‬ ‫مؤمنا‬ ‫يسمى‬ ‫بطل أن‬ ‫المعاصي‬ ‫ويقول أبو زكريا يحي بن أبي الخير الجناوني‪ :‬في كتابه الوضع ‪:‬‬ ‫« ‪ ...‬والدين والايمان والاسلام ‪ :‬أسماء مختلفه لشيء واحد وهو طاعة الله‬ ‫ئ‬ ‫إسلام‬ ‫دين‬ ‫‪ :‬كل‬ ‫‏‪ ٤‬ولا يقال‬ ‫دين‬ ‫يمان دين وكل اسلام‬ ‫‪ :‬كل‬ ‫تعالى ئ يقال‬ ‫الدين‬ ‫يكون‬ ‫على وجوه‬ ‫ينصر ف‬ ‫لغة العرب‬ ‫في‬ ‫الدين‬ ‫لان‬ ‫ئ‬ ‫ايمان‬ ‫دين‬ ‫ولا كل‬ ‫‏)‪(٣‬‬ ‫بمعنى الطاعة» أه‬ ‫إذن (فالإباضية يرون أن الدين والايمان والاسلام أسماء متعددة لمسمَى‬ ‫واحد ‪ ،‬وهو طاعة الله تعالى وتطبيق قواعد الاسلام تطبيقاً عملياً ‪ ...‬لذا قيل‬ ‫في مقدمة التوحيد عند الاباضية إن قيل لك ما قواعد الاسلام ؟ فقل أربعة ‪:‬‬ ‫‪٣٣٠/٣٢٩‬‬ ‫(‪ )١‬مشارق الأنوار للسالمي ص‪‎‬‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫(‪ )٢‬دراسات اسلامية _ بكير بن سعيد ص‪‎‬‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫(‪ )٣‬نقلا عن كتاب دراسات اسلامية _ بكير بن سعيد ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٩٤‬۔‬ ‫العلم & والعمل ‪ ،‬والنية والورع)‬ ‫ونظم هذا المعنى العلامة السالمي في قصيدته «غايه المراد» فقال ‪:‬‬ ‫ونية ورع عن كل ما حظلا ‏(‪)١‬‬ ‫قواعد الدين علم بعده عمل‬ ‫أنه قال ‪ :‬لعنت المرجئة‬ ‫ويقول أبو عمار أيضا ‪ :‬روي عن النبي ع‬ ‫على لسان سبعين نبياً ث قيل وما المرجئة يا رسول الله قال ‪ :‬الذين يقولون‬ ‫الايمان قول بلا عمل ‏(‪)٢‬‬ ‫من هذه الأقوال يتبين أن الايمان الحقيقي لابد أن يكون مشتملاً على‬ ‫التصديق والقول والعمل } وباختلال أي واحد من هذه الأشياء لا يعتبر‬ ‫الانسان مؤمناً ‪ ،‬فما فائدة الايمان أو الاسلام إذا كان مجرد نظريات تحفظ ولا‬ ‫العمل ؟‬ ‫يصدقها‬ ‫وقد قال الرسول علل «ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في‬ ‫العمل»‬ ‫القلب وصدقه‬ ‫وحتى يكون الانسان مسلماً حقيقيا لابد أن يصدق عقيدته بعمله ‪ ،‬أما‬ ‫كا يزعم كثير من الناس اليوم ‪ ..‬ولا يعمل‬ ‫إذا اكتفى بمجرد الاعتقاد‬ ‫بمقتضاه فإنه لا يصح أن يكون مسلماً مستكملاً معنى الاسلام ‪ ،‬ولا يمكن‬ ‫أن نقول عنه أن اعتقاده إسلامي ‪ ،‬لأن الاسلام يقتضي التصديق والعمل ©‬ ‫فإذا أخل بواحد منها ‪.‬فلا شك أن عقيدته فاسدة ليست نابعة عن الاسلام ‪.‬‬ ‫لذلك كان الايمان والاسلام مترادفين ‪ .‬فاذا لم يطبق السلوك الاسلامي في‬ ‫الحياة _ لم تكن للعقيدة تمرة ‪.‬‬ ‫إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل رسوله بالدين الحنيف ليكون منهجاً‬ ‫و سلوكياته بل تنبعث‬ ‫بين تصوراته‬ ‫الحياة لا فجوة‬ ‫كل شئون‬ ‫ف‬ ‫متكاملا يلتزم‬ ‫سلوكياته من تصوراته وما قيمة التمتمة باللسان إذا ل يصدقها العمل ‪ .‬لذلك‬ ‫يقول المفكر الاسلامي (سيد قطب) ‪« :‬ولقد يقول الإنسان بلسانه إنه مسلم‬ ‫‏‪٣٦‬‬ ‫‏(‪ )١‬قصيدة (غاية المراد) العلامة السالمي البيت رقم‬ ‫‏‪٥٥‬‬ ‫‏(‪ )٢‬نقلا عن كتاب دراسات إسلامية _ بكير اعوشت ص‬ ‫‏‪ ٩٥‬۔‬ ‫وإنه مصدق بهذا الدين وقضاياه ‪ 3‬وقد يصلي وقد يؤدي شعائر أخرى غير‬ ‫الصلاة ث ولكن حقيقة الإيمان وحقيقة التصديق بالدين تظل بعيدة عنه ويظل‬ ‫وتحقيقها ‪ 0‬وما‬ ‫بعيدا عنها } لأن لهذه الحقيقة علامات تدل على وجودها‬ ‫توجد هذه العلامات فلا إيمان ولا تصديق مهما قال اللسان © ومهما تعبد‬ ‫الإنسان ‪.‬‬ ‫إن حقيقة الإيمان حين تستقر في القلب تتحرك من فورها لكي تحقق ذاتها‬ ‫في عمل صالح ‪ .‬فإذا لم تتخذ هذه الحركة فهذا دليل على عدم وجودها أصلا»‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫شم يقول ‪« :‬إن حقيقة التصديق بالدين ليست كلمة تقال باللسان إنما هي‬ ‫تحول في القلب يدفعه إلى الخير والبر ‪ ..‬والله لا يريد من الناس كلمات إنما‬ ‫يريد منهم أعمالا تصدقها ‪ 5‬وإلا فهي هباء لا وزن له عنده ولا اعتبار» ‏(‪)٢‬‬ ‫إنتهى‬ ‫هذه الحقيقة ¡ التي يقولها سيد قطب قد عرفها الاباضية منذ القديم وأخذوا‬ ‫بها عقيدة وعملا ولذلك ترى عقيدتهم فيها متكاملة متناسقة تنص وتؤكد على‪:‬‬ ‫(أن الإيمان بدون تطبيق فرائضالإسلام لا معنى له } وإلا أصبح فكرة جوفاء)‬ ‫‏(‪ )٣‬لا قيمة لها ‪.‬‬ ‫وينبغي الإنتباه بأن العمل المقصود هنا لتتحقق صفة الإيمان في الإنسان‬ ‫هو العمل الواجب الذي تقتضيه العقيدة الإسلامية والذي لا يقتصر فقط على‬ ‫الصلاة والصوم وانما يشتمل على سائر الواجبات الدينية ولذلك يقول العلامة‬ ‫السالمي ‪« :‬العمل لا يكون من الإيمان إلا إذا كان لازما فيخرج القول بأن‬ ‫جميع الطاعات ليمان ‪ ،‬وفيه تنبيه على أنه يأتي على المكلف حال وليس عليه‬ ‫من الأعمال البدنية مفت رض ‪ ،‬كما إذا ل تبلغه الحجة بشيء من السمعيات أو‬ ‫ا و لم يأت عليه وقت فيه عليه عمل» أه ‏(‪(٤‬‬ ‫‏‪ ٣٩٨٤‬تفسير سورة الماعون‬ ‫‏(‪ )٢( ، )١‬في ظلال القران ‪ .‬سيد قطب ج ‏‪ ٦‬ص‬ ‫‏‪٣٣٣‬‬ ‫(‪ )٤‬مشارق أنوار العقول ص‬ ‫‏‪٥٧‬‬ ‫‏(‪ )٣‬دراسات إسلامية ص‬ ‫‏‪ ٩٦ .‬۔‬ ‫كا ينبغي الإلتفات إلى أن من لا يعمل بما يقتضيه الإسلام حينا لا نطلق‬ ‫عليه أنه مؤمن مسلم فاننا «نعني بمنع تسميته مسلما مؤمنا أو مسلما ‪ ،‬فقط‬ ‫التسمية التي ينبني عليها حكم المؤمنين من الولاية واتباعها ‪ ،‬أما إطلاق التسمية‬ ‫من غير ترتب حكمها عليها فجائز لأنا نقول في حق الخل بالفرائض العمليات‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫هذا مسلم ولا نريد به أنه ولي لكن أطلقنا عليه إسم مسلم»‬ ‫فهذا الإطلاق مجاز فيه لأن اسلامه بالهوية باعتباره داخلا في حكم المجتمع‬ ‫المسلم © وأما حسب الحقيقة فهو بعيد عن روح الإسلام ‪ ،‬كا قرر ذلك أيضا‬ ‫‪.‬‬ ‫الاستاذ سيد قطب‬ ‫من هنا يتبين لنا أن الإسلام متكامل لا يقبل التجزئة } فلا نأخذ ببعض‬ ‫ونترك بعضا ‪ ،‬وإنما يجب أن يكون اسلامنا وحدة واحدة إيمان وقول وعمل |‬ ‫ولو أخل أي إنسان بواحد من هذه الواجبات لاشك أن عقاب الله سيكون‬ ‫العذاب الخلد في النار ‪ 0‬كما يبين الله تعالى ذلك في كتابه ‪.‬‬ ‫ولا يصح أن نعتقد أن العاصى الذى مات و لم يتب أنه سينجو من الخلود‬ ‫في النار بمجرد أنه منتم للإسلام ‪ ،‬لأن الإسلام لا يريد انتاء لا عمل يتبعه ‪.‬‬ ‫وإذا نحن اعتقدنا أنه سينجو من الخلود فإننا لاشك سنقع فيما وقع فيه‬ ‫اليهود ث حيث تمنوا هذه الأمنية ‪ 5‬فأخذوا يفعلون الأفاعيل ‪ 3‬ويقولون سيغفر‬ ‫لنا ‪7‬لأننا يهود وننتمى إلى دين موسى فنفعل ما نشاء ج حتى وصل بهم الخال‬ ‫إلى تحريف كتاب الله ‪ ،‬ابتغاء عرض دنيوى بخس ‪ ،‬فباعوا اخرتهم بدنياهم ‪.‬‬ ‫قال تعالى وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن‬ ‫يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون } بلى من كسب سيئة وأحاطت‬ ‫‏‪»٨٢,/٨٠‬‬ ‫البقرة‬ ‫النار هم فيها خالدونهه ‪« ..‬سورة‬ ‫به خطيئته فأولئك أصحاب‬ ‫وهذا يدل على أن الإيمان لا يكون حتى ينبثق منه العمل الصالح ‪ .‬فأما‬ ‫الأرض ويحاربون الصلاح ف‬ ‫الذين يقولون ‪ :‬إنهم مسلمون ش يفسدون في‬ ‫‏‪٣٣٠‬‬ ‫(ر‪)١‬‏ مشارق أنوار العقول ص‬ ‫‏‪ ٩٧ .‬۔‬ ‫في الحياة } وأخلاقه‬ ‫‪ 0‬وشريعته‬ ‫الأرض‬ ‫اقرار منهج الله ف‬ ‫الأرل وهى‬ ‫حقيقته‬ ‫ف المجتمع ‪ .‬فهؤلاء ليس لهم من الإيمان شيء ‪ 0‬وليس لهم من ثواب الله شيء }‬ ‫وليس هم من عذابه واق ‪ ،‬ولو تعلقوا بأماني كأمانتي اليهود التى بين الله لهم‬ ‫وللناس فيها هذا البيان ‏(‪)١‬‬ ‫ع‬ ‫النار ويدخلون‬ ‫من‬ ‫سيخرجون‬ ‫‪2‬‬ ‫يعتقدون‬ ‫عندما‬ ‫و بالطبع ان الناس‬ ‫الجنة ‪ 2‬ويتعلقون بانتمائهم إلى الإسلام ث سيفعلون ما شاؤوا من المنكرات ©‬ ‫لأنهم سيخرجون من النار _ في اعتقادهم _ وسيدخلون الجنة ويتنعمون فيها‬ ‫بعد ذلك ‪ ،‬وسينسون ما أصابهم من عذاب في النار ‪ 5‬وبهذا تكثر الفواحش ‪3‬‬ ‫ولا تصبح لاوا مر‬ ‫ئ‬ ‫على فعل الكبائر‬ ‫ويتشجع الناس‬ ‫المجتمع المسلم [‬ ‫ويختل‬ ‫نتيجة‬ ‫تساوى‬ ‫المجرم‬ ‫نتيجة‬ ‫إذا كانت‬ ‫مهمة‬ ‫لأنها ليست‬ ‫قيمة‬ ‫الله ونواهيه‬ ‫الحسن ‪ ،‬ولكن أنى هذا وقد قال تعالى لإأفنجعل المسلمين كالمجرمين } ما لكم‬ ‫‏‪‘‘٣٦/٣٥‬‬ ‫كيف تحكمون“مه القلم اية‬ ‫وفي هذا المقام يقول العلامة السيد محمد رشيد رضا في مقدمة سورة البقرة‬ ‫ما نصه ‪« :‬القاعدة السادسة» ‪ :‬أن الجزاء على الإيمان‪ :‬والعمل معا ‪ ،‬لأن الدين‬ ‫هان وعمل ‪ ،‬ومن الغرور أن يظن المنتمى إلى دين نبى من الأنبياء أنه سينجو‬ ‫من الخلود في النار بمجرد الإناء } الشاهد عليه ما حكاه الله لنا عن بنى إسرائيل‬ ‫وقالوا‬ ‫من غرورهم بدينهم وما رد به عليهم حتى لا نتبع سننهم فيه ث وهو‬ ‫‏‪ »٨٢/٨٠‬وما حكاه عن اليهود‬ ‫لن تمسنا النار إلا أياما معدودةله «البقرة‬ ‫وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو‬ ‫والنصارى جميعا من قولهم‬ ‫‏‪ ، ١١٢/١١١‬ولكننا قد اتبعنا سننهم شبرا‬ ‫نصارى تلك أمانيهمئه الح الايتين‬ ‫عليهم‬ ‫وإنما تمتاز‬ ‫‪.‬‬ ‫الصحيح‬ ‫الحديث‬ ‫ف‬ ‫ورد‬ ‫‪11‬‬ ‫مصداقا‬ ‫بذراع‬ ‫وذراعا‬ ‫<‬ ‫بشبر‬ ‫بأن المتبعين لهم بعض الأمة لا كلها } وبحفظ نص كتابنا كله وضبط سنة‬ ‫نبينا ع في بيانه وبأن حجة أهل العلم والهدى منا قائمة إلى يوم القيامة ‏(‪)٢‬‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫سيد قطب ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬في ظلال القران‬ ‫‪١١٢١‬‬ ‫(‪ )٢‬تفسير المنار _ محمد رشيد رضا ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫هذا هو الحق الذي تنبه له هذا العلامة وتنبه له كذلك الاستاذ سيد قطب‬ ‫حينا فسر قوله تعالى «إألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب‬ ‫الله ليحكم بينهم ‪ 0‬ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ‪ .‬ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا‬ ‫النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ‪ .‬فكيف إذا جمعناهم ليوم‬ ‫لا ريب فيه ‪ 3‬ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمونئمه ‏(‪ ، )١‬فقد قال هذا‬ ‫المفكر الكبير ‪« :‬هكذا يعجب الله من أهل الكتاب حين يعرض بعضهم _ لا‬ ‫كلهم _ عن الإحتكام إلى كتاب الله في أمور الإعتقاد وأمور الحياة ى فكيف‬ ‫بمن يقولون ‪ :‬إنهم مسلمون ‪ ،‬ثم يخرجون شريعة الله من حياتهم كلها ؤ ثم‬ ‫يظلون يزعمون أنهم مسلمون ! إنه مثل يضربه الله للمسلمين أيضا كي يعلموا‬ ‫حقيقة الدين وطبيعة الاسلام ‪ 3‬ويحذروا أن يكونوا موضعا لتنجب الله‬ ‫وتشهيره بهم ‪ ،‬فاذا كان هذا هو استنكار موقف أهل الكتاب الذين لم يدعوا‬ ‫فكيف يكون‬ ‫فريق منهم عن التحاكم إل كتاب الله‬ ‫الاسلام حين يعرض‬ ‫الإستنكار إذا كان «المسلمون» هم الذين يعرضون هذا الاعراض ‪ ..‬إنه العجب‬ ‫الذي لا ينقضى ‪ ،‬والبلاء الذي لا يقدر & والغضب الذي ينتهي إلى الشقوة‬ ‫والطرد من رحمة الله ! والعياذ بالله ! م يكشف عن علة هذا الموقف المستنكر‬ ‫المتناقض ‪ :‬لذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في‬ ‫دينهم ما كانوا يفترونيمه هذا هو السبب في الإعراض عن الإحتكام إل كتاب‬ ‫‪ ..‬إنه عدم الإعتقاد‬ ‫الإيمان ودعوى أنهم أهل كتاب‬ ‫الله ‪ .‬والتناقض مع دعوى‬ ‫جدية الحساب يوم القيامة ‪ 3‬وجدية القسط الإلهي الذي لا يحابى ولا يميل ‪.‬‬ ‫يتجلى هذا في ‪.‬قولهم لن تمسنا النار إلا أياما معدودات‪ %‬وإلا فلماذا لا‬ ‫تمسهم إلا أياما معدودات ؟ لماذا وهم ينحرفون أصلا عن حقيقة الدين وهي‬ ‫الإحتكام في كل شيء إلى كتاب الله ؟ لماذا إذا كانوا يعتقدون حقا بعدل الله ؟‬ ‫بل إذا كانوا يحسون أصلا بجدية لقاء الله إنهم لا يقولون إلا إفتراء ‪ 0‬مم يغرهم‬ ‫هذا الإفتراء ‪ :‬لووغرهم في دينهم ما كانوا يفترون يمه وحقا إنه لا يجتمع في‬ ‫(‪ )١‬ال عمران الآيات‪٣٥ . ٣٤ . ٣٣ ‎‬‬ ‫‏‪ ٩٩ .‬۔‬ ‫قلب واحد جدية الإعتقاد بلقاء الله ‪ 5‬والشعور بحقيقة هذا اللقاء مع هذا اتميع‬ ‫في تصور جزائه وعدله ‪ ..‬ومثل أهل الكتاب هؤلاء مثل من يزعمون اليوم‬ ‫أنهم مسلمون ‪ .‬ثم يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ‪ ،‬فيتولون ويعرضون ©‬ ‫‏‪ ١‬وان‬ ‫دين‬ ‫لا‬ ‫دنيا‬ ‫الناس‬ ‫حياة‬ ‫أن‬ ‫و يز‪ . .‬ون‬ ‫ئ‬ ‫ويتوقحون‬ ‫وفيهم من يتبجحون‬ ‫الإقتصادية‬ ‫وارتباطاتهم‬ ‫العملية‬ ‫الناس‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫الددسن‬ ‫لاقحام‬ ‫ضرورة‬ ‫لا‬ ‫والإجتاعية & بل العائلية } مم يظلون بعد ذلك يزعمون أنهم مسلمون ! ثم‬ ‫من المعاصي ئ ش‬ ‫الله لن يعذبهم إلا تطهيرا‬ ‫بلهاء إن‬ ‫يعتقد بعضهم في غرارة‬ ‫يساقون إلى الج‪ ` .‬أليسوا مسلمين ؟ إنه نفس الظن الذى كان يظنه أهل‬ ‫الكتاب هؤلاء ث ونفس الغرور بما افتروه ولا أصل له في الدين» ‏(‪)١‬‬ ‫فانظر أخي القارىء إلى من عرف الحقيقة كيف يجزم أن الإعتقاد بخروج‬ ‫أصحاب الموبقات من النار ليس له أصل في الدين أبدا ‪ ،‬وإنما هو اعتقاد اليهود‬ ‫الذين اغتروا بدينهم } فعملوا ما شاؤوا ظانين أن انتسابهم إلى الدين كاف‬ ‫ولكن الله‬ ‫‪.‬‬ ‫زعمهم‬ ‫العمل حسب‬ ‫داع إل‬ ‫من‬ ‫الجنة ‪ "3‬وليس هناك‬ ‫لدخولم‬ ‫حذر المسلمين من الوقوع في مثل هذه الأماني التي ليس لها برهان أبدا ‪.‬‬ ‫وقد تنبه الإباضية _ والحمد لله _ هذه القضية منذ البداية واعتقدوا‬ ‫أن من مات من أهل الكبائر بدون توبة فإن مصيره إلى النار خالدا فيها ‪.‬‬ ‫وقد أخذوا عقيدتهم هذه من تحذير الله سبحانه الصريح في القرآن الكريم‬ ‫وفي السنة النبوية الشريفة ‪ ،‬لذلك نعرضها عليك أخي القارىء مع أنها متظافرة‬ ‫في القران بكثرة ‪ ،‬ولا ينكرها إلا من كان يكابر الحق ‪ ،‬والحق واضح ‪ ،‬وماذا‬ ‫بعد الحق إلا الضلال ؟!‬ ‫وإليك أخي القارىء أدلة الإباضية في هذه المسألة ‪ 0‬ولنبدأ أولا في عرض‬ ‫أدلة الكتاب العزيز ثم بعد ذلك الاحاديث النبوية الشريفة ‪.‬‬ ‫الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين‬ ‫ومن يعصر‬ ‫أولأ ‪ :‬يقول الله تعال‬ ‫‏‪٣٨٣ : ٣٨٢‬‬ ‫(ر‪)١‬‏ في ظلال القرآن ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫(الجن ‏‪)٢٣‬‬ ‫فيها أبداه‬ ‫الزاني ليس‬ ‫عاقل إن‬ ‫عام فلا يقول‬ ‫هنا‬ ‫العصيان‬ ‫‪ :‬أن‬ ‫ووجه الاستدلال‬ ‫بعاص ‪ ،‬وأن آكل الربا ليس بعاص ‪ .‬فلذلك وجب عليه الخلود الأبدي كا‬ ‫ذكر القران الكريم ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬قوله تعالى إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها‬ ‫يوم الدين وما هم عنها بغائبينله «الانفطار ‏‪»١ ٤‬‬ ‫(فلو كانوا يخرجون منها لزم أن يغيبوا عنها ‪ .‬والفجور شامل للشرك‬ ‫وغيره) ‏(‪ )١‬فلا أحد يقول إن السارق ليس بفاجر ‪ ،‬وأن شارب الخمر ليس‬ ‫بفاجر ‪ ،‬فاذن هم لن يغيبوا عن العذاب طرفة عين ‪ ،‬ولن يخرجوا منها أبدا‬ ‫‪.‬‬ ‫والجلال‬ ‫العزة‬ ‫ذو‬ ‫ذلك‬ ‫ببن‬ ‫ك‬ ‫نالغا ‪ :‬يقول تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس‬ ‫التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ‪ .‬يضاعف له العذاب‬ ‫‏‪«٦٨‬‬ ‫«الفرقان‬ ‫القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب‪44‬‬ ‫يوم‬ ‫(نفي هذه الآية التصريح بأن قتل النفس المحرم قتلها بغير حق يوجب‬ ‫التخليد ‪ ،‬والزنا أيضا كذلك ‪ ،‬كا أن من يدعو مع الله إلها اخر يخلد &‬ ‫وريعترض) عليه بوجهين (أحدهما) أنه قال لؤومن يفعل ذلك و لم يقل ومن‬ ‫يفعل شيئا من ذلك ‪ ،‬فظاهرا من فعل الشرك والقتل والزنا يخلد رويجاب)‬ ‫بأنه قد أجمعت الأمة وأنتم معهم بأن الشرك بالله تعالى موجب للتخليد في‬ ‫النار واعتراضكم هذا يبطل ذلك الإجماع ‪ ،‬لأنه يستلزم أن المشرك لا يخلد‬ ‫إلا إذا قتل النفس الحرام وزنى ‪ ،‬وإذا ثبت أن المشرك مخلد ولو لم يقتل ويزنى‬ ‫فما فائدة ذكر القتل والزنا في الآية © إلا لينبنى عليهما حكم التخليد ض كا‬ ‫أن الشرك لو انفرد صاحبه مخلد ‪ ،‬كذلك القتل المحرم والزنا ث فلو انفرد كل‬ ‫واحد منهما خلد فاعله في النار إلا إن تاب روثانيهما) لا دليل لكم في الآية‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫(‪ (١‬مشارق أنوار العقول ص‪‎,‬‬ ‫‪. ١٠١ .‬‬ ‫على التخليد'الأبدي ‪ ،‬فلم لا يجوز أن يطلق التخليد على طول المكث من غير‬ ‫تأبيد (ويجاب) بأن هذا خلاف ظاهر بغير دليل وأيضا فهذا التخليد المذكور‬ ‫‏(‪ )١‬والمعروف‬ ‫شامل للشرك أيضا فيلزم أن يكون تخليده أيضا غير أبدى»‬ ‫عند الجميع أن المشرك تخليده في العذاب أبدى } وقد ألحق الله القاتل للنفس‬ ‫الحرمة والزاني بالمشرك ‪ ،‬فهذا دليل كبير على تخليد أهل الكبائر في النار «إلا‬ ‫من تاب» كا جاء في الآية الكريمة ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الآيات التى مرت معنا سابقا ‪ ،‬والتى ردت على اليهود هذا المعتقد‬ ‫بقوله تعالى للإقل اتخذتم عند عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا‬ ‫تعلمون ‪ .‬بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها‬ ‫خالدون"أكذلك قوله تعالى لذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما‬ ‫معدودات وغرهم فى دينهم ما كانوا يفترونئه ‏(‪. )٣‬‬ ‫فهذه الآيات تدل على أن هذه العقيدة يهودية الأصل ‪ ،‬وفيها تحذير‬ ‫للمسلمين من أن يغتروا بدينهم كا فعل اليهود ‪ ،‬فالله تعالى لم يعط أحدا من‬ ‫الناس عهدا بتعذيبه فترة معينة ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة ث وقد تقدمت‬ ‫أقوال علماء الاسلام أمثال محمد رشيد رضا وسيد قطب حول هذه الآيات‬ ‫التى أشارت إلى أماني اليهود ‪ .‬والخلود في الآيات الأولى أبدى لا كا قال البعض‬ ‫بأنه المكث الطويل ‪ ،‬لأنه لو لم يكن كذلك لما كان فى رد الله عليهم أهمية ‪.‬‬ ‫لانه سيكون إثباتا لما قاله اليهود وهو تعذيبهم أياما معدودة ‪ ،‬كا ان الدليل‬ ‫على ذلك أيضا قوله تعالى بعد آية إفآولنلك أصحاب النار هم فيها خالدونئه‬ ‫قوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات فأولنك أصحاب الجنة هم فيها خالدون&“ه‬ ‫فيقتضى المساواة فى إطلاق كلمة الخلود على أهل الجنة أيضا بآن المعنى هو‬ ‫المكث الطويل ‪ ،‬ولا قائل بهذا ‪ .‬وهذا دليل واضح على أن الخلود المعبر به‬ ‫‪.‬‬ ‫فى القران دائما هو الخلود الابد‬ ‫‪٨١/٨٠‬‬ ‫(‪ )٢‬البقرة آية رقم‪‎‬‬ ‫‪٢٩٧‬‬ ‫(‪ )١‬مشارق أنوار العقول ص‪‎‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫عمر ان آية رقم‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬آل‬ ‫خامسا ‪ :‬يقول تعالى ‪ :‬وومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا‬ ‫فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أممامه ‏(‪)١‬‬ ‫ووجه الدليل فى هذه الاية (أن الله توعد فيها قاتل المؤمن فيما توعده‬ ‫به _ بالخلوا فى النار مع أن القتل كبيرة دون الشرك) واعترض ‪« :‬بأن المراد‬ ‫من قتل مؤمنا على ‪ 0 :7‬ولا يقتل مؤمنا على إيمانه إلا مشرك ‪ ..‬أن‬ ‫سياق هذه الآية ينفى هذا التعليل لأنه ذكر أولا حكم قاتل المؤمن خطا‬ ‫ذكر حكم قاتله عمدا والمحكوم عليه فى كلا الموضعين واحد ‏(‪)٢‬‬ ‫وهناك ايات كنيرة تدل على خلود أهل الكبائر في النار ض يطول بنا المقام‬ ‫لو بحثنا هاهنا © ونذكر منها قوله تعالى للؤومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده‬ ‫يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهينمه (النساء ‏‪ )١٤‬وقوله تعالى والذين‬ ‫كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم‬ ‫كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها‬ ‫خالدونم (يونس ‏‪ )٢٧‬وقوله تعالى والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب‬ ‫جهنم إن عذابها كان غرامامه (الفرقان ‏‪ )٦٥‬فان وصفه بالغرام يدل على عدم‬ ‫انقطاعه ‪.‬‬ ‫وبالجملة فان الآيات فى الباب كنيرة افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب‬ ‫‏‪)٢٤‬‬ ‫أقفا هامه (محمد‬ ‫وأما الأحاديث النبوية فهى أيضا كثيرة وقوية الاسناد ى وقد جاءت فى‬ ‫الكتب الصحاح مثل مسند الإمام الربيع بن حبيب © وصحاح الشيخين‬ ‫البخارى ومسلم وغيرهم ‪.‬‬ ‫وقد جمع لنا سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي _ حفظه الله _ جانبا‬ ‫منها فى تعليقه على «مشارق أنوار العقول» للعلامة السالمى فقال ‪( :‬‬ ‫‏‪٢٩٦‬‬ ‫‏)‪٢‬ر( مشارق أنوار العقول ص‬ ‫‏(‪ )١‬النساء آية ‏‪٩٣‬‬ ‫)‪ (.‬انظر هذه الأحاديث في حاشية «مشارق أنوار العقول‪٬‬‏ ص ‏‪٢٩٦ : ٢٦٩٥‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫وفي الختام لي كلمة ‪ ،‬وهي ‪ :‬أنني لا يسعني إلا أن أتقدم إليك أخي‬ ‫القارىء الكريم بالشكر الجزيل على قراءة هذا البحث المتواضع ‪ ،‬الذي ما‬ ‫أردت به إلا نفي ما يفترى على الإباضية بغير الحق ‪ ،‬و لم أكن أقصد به غير‬ ‫ذلك ‪ ،‬وقد كان بوسعي أن أسكت ولا أرفع صوتا تجاه ذلك ‪ ،‬ولكن رأيت‬ ‫أن من حق الحق مناصرته & «والساكت عن الحق شيطان أخرس» كا جاء في‬ ‫الحديث الصحيح ‪.‬‬ ‫وعسى أن تكون الفائدة المرجوة منه قد حصلت عندك بعد ما بذلت‬ ‫وقتا في قراءته ‪ 5‬وأنا لا أريد أن أحصرك فيه ‪ ،‬فأنت بإمكانك أن تبحث‬ ‫في الكتب الإباضية سواء التي تعرضت ها أنا هنا أم التي لم أتعرض لما ‪ ،‬فهناك‬ ‫كثير من الكتب الإباضية التي لم ينشط بي العزم إلى مطالعتها ث بل اكتفيت‬ ‫من عزيمتك ولا‬ ‫بأن تشد‬ ‫‪ 6‬فأنصحك‬ ‫ما أوردته لك ث وهذه دليل عجزي‬ ‫تنظر إلى أمثالي ‪ .‬وأمامك أبواب العلم مفتوحة ‪ ،‬فاجهد بالدخول الى مدينته‬ ‫أن لا ;تقرأ عن طائفة إلا من مراجعها‬ ‫‪ .‬كا أنصحك‬ ‫لتزداد ثقلا وفكر‬ ‫الأصلية ء حتى لا تقع فيما وقع فيه الاخرون ‪.‬‬ ‫وإن شئت أن أرشدك إلى بعض الكتب الإباضية التي لم أتعرض لها هنا ©‬ ‫فها أناذا أسطر لك جانبا منها حتى تزداد معرفة بما عليه المذهب من تمسك‬ ‫بأحكام الإسلام المحكمة ‪:‬‬ ‫السعدي‬ ‫خميس‬ ‫جميل بن‬ ‫للعلامة‬ ‫الشريعة ‪:‬‬ ‫_ قاموس‬ ‫‏‪‘١‬‬ ‫بيان الشرع ‪ :‬للعلامة محمد بن إبراهم الكندي‬ ‫ب;ه۔‬ ‫معارج الآمال ‪ :‬للعلامة نور الدين السالمي‬ ‫ع{‪4+‬‬ ‫_ تمهيد قواعد الايمان ‪ :‬للعلامة سعيد بن خلفان الخليلي‬ ‫حم‬ ‫نار الجوهر ‪ :‬للعلامة أبي مسلم الرواحي‬ ‫|‬ ‫‪٥‬‬ ‫عبء >‬ ‫المعتبر ‪ :‬للعلامة أبي سعيد الكدمي‬ ‫|‬ ‫جواهر التفسير ‪ :‬لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلى‬ ‫<‬ ‫_ فصول الأصول ‪ :‬للعلامة خلفان بن جميل السيابي‬ ‫م‬ ‫عليها‬ ‫الحصول‬ ‫} وبإمكانك‬ ‫الكتب مطبوعة ومتيسرة ومنشورة‬ ‫وكل هذه‬ ‫القومي والنقافة العمانية ‪.‬‬ ‫التراث‬ ‫مكتبة وزارة‬ ‫العمانية ولاسيما‬ ‫المكتبات‬ ‫من‬ ‫وأخيرا‬ ‫المكتبات ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫تجدها ف‬ ‫منشورة‬ ‫أيضاً‬ ‫أخرى‬ ‫كثيرة‬ ‫كتب‬ ‫وهناك‬ ‫‪.‬‬ ‫كلمتهم وينصرهم على أعدائهم‬ ‫ويوحد‬ ‫يوفق جميع المسلمين‬ ‫الله أن‬ ‫أسأل‬ ‫كا أسأله تعالى أن يعين كل باحث عن الحقيقة ‪.‬‬ ‫العالمين»‬ ‫«و اخر دعوانا أن الحمد لله رب‬ ‫والمراجع‬ ‫المصادر‬ ‫قائمة‬ ‫(مسند الامام الربيع بن حبيب الفراهيدي) للعلامة ‪:‬‬ ‫‏‪ _ ١‬شرح الجامع الصحيح‬ ‫نور الدين عبد الله بن حميد السامي رحمه الله ‪.‬‬ ‫الطبعة النانية مكتبة الاستقامة ‪ .‬سلطنة عمان ‪.‬‬ ‫تأليف الامام الحافظ ‪ :‬أحمد بن علي بن جحر‬ ‫‏‪ _ ٢‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‬ ‫‪ ٨٥٢‬ه) المطبعة السلفية‬ ‫العسقلاني ‏(‪٧٧٢‬‬ ‫ومكتبتها ‪.‬‬ ‫تأليف العلامة ‪:‬محمد بن على بن محمد الشوكاني ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار‬ ‫الطعبة الأخيرة ‪ .‬مطبعة ونشر ‪ :‬مصطفى البابي الحلبي‬ ‫وأولاده‪/‬بمصر‬ ‫للعلامة الفقيه ‪ :‬محمد بن يوسف اطفيش ‪ 3‬طبعة‬ ‫‏‪ ٤‬تيسير التفسير للقرآن الكريم‬ ‫‏‪١٩٨١‬‬ ‫وزارة التراث والنقافة ‪ .‬سلطنة عمان‬ ‫ئ‬ ‫بيروت‬ ‫المعرفة‬ ‫دار‬ ‫رضا [‬ ‫رشيد‬ ‫تأليف محمد‬ ‫‏‪ _ ٥‬تفسير القرآن الحكم والشهير تفسير‬ ‫الطعبة الثانية ‪.‬‬ ‫المناره‬ ‫تأليف الشيخ العالم العلامة أبي غانم الخراسالي‬ ‫‏‪ ٦‬۔المدونة الكبرى‬ ‫الاباضي _ رضى الله عنه _ رتبها وحققها وشرحها‬ ‫قطب الائمة الشيخ محمد بن يوسف اطفيض‬ ‫الإباضي الجزائري ‪ ،‬ملتزم الطبع والنشر ‪ :‬دار‬ ‫اليقظة العربية في سوريا ولبنان‬ ‫‪ ١٤‬م‪ _ ‎‬ه‪‎٤٩٣١‬‬ ‫أي يعقوب يوسف بن ابراهم الوارجلالي‬ ‫تأليف‬ ‫‏‪ _ ٧‬الدليل والبرهان‬ ‫طبعة ‏‪١٤ ٠٦‬ه _ ‪ ١٩٨٢‬وزارة التراث القومي‬ ‫والنقافة ‪ .‬سلطنة عمان‬ ‫تأليف العلامة أبي يعقوب يوسف بن ابراهيم‬ ‫‏‪( - ٨‬العدل والانصاف) في معرفة أصول‬ ‫الوارجلاني ‪ ،‬سلطنة عمان _ وزارة التراث القومي‬ ‫الفقه والإختلاف‬ ‫‏‪١٩٨٤‬‬ ‫‏‪ ١٤٠٤‬ه‬ ‫والنقافة ‪ .‬طبعة‬ ‫الواحد‬ ‫بن عبد‬ ‫تأليف الامام أجد بن سعيد‬ ‫‏‪ ٩‬كتاب السير‬ ‫‏‪ ١٠٨‬۔‬ ‫الشماخي ‪ ،‬تحقيق أحمد بن سعود السيابي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٠٧‬ه _ ‪١!٩٨٧‬م‏ ‪ .‬سلطنة عمان _ وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‬ ‫تأليف العلامة الشيخ عامر بن على الشماخي‬ ‫‏‪ _ ٠‬كتاب الإيضاح‬ ‫رحمه الله } طبعة ‪ :‬دار الفتح للطباعة والنشر‬ ‫بيررت‪١٣٩٤‎ . ‎‬ه _ ‪٥١٩٧٤‬‬ ‫تأليف ‪ :‬العلامة الشيخ أبي محمد عبدالله بن محمد بن‬ ‫‏‪ _ ١‬كتاب الجامع لابن بركة‬ ‫بركة البهلوي العمالي ‪ .‬حققه وعلق عليه ‪ :‬عيسى‬ ‫بحى البارولي ‪١٣٩٣ .‬ه‏ _ ‪١٩٧٢‬م‏ { دار الفتح‬ ‫بيروت‬ ‫تأليف ‪ :‬العلامة أبي بكر أحمد بن عبد الله بن موسى‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫‪ _ ١٢‬المصتف ج‪‎‬‬ ‫الكندي } السمدي النزوي ‪ .‬وزارة التراث القومي‬ ‫والنقافة _ سلطنة عمان ‪١٤٠٥ .‬ه‏ _ ‪١٩٨٤‬م‏‬ ‫العلامة محمد بن يوسف اطفيش إ الناشر مكتبة‬ ‫‏‪ -_ ٣‬شرح كتاب النيل وشفاء العليل‬ ‫الارشاد ‪ .‬جدة ‪ .‬ص ‪ .‬ب ‏‪ . ١١!٢٧:‬الطبعة النالثة‬ ‫‪ ٩٨٥‬م‪‎١‬‬ ‫‪١‎ ٤٠٥‬ھ _‬ ‫قطب الأئمة ‪ .‬طبعة ‪١٤٠٣‬ه‏ _ ‪١٩٨٣‬م‏ ‪ ،‬سلطنة‬ ‫عقيدة ا لتو حيد‬ ‫_ شرح‬ ‫‏‪١٤‬‬ ‫التراث القومي والنقافة‬ ‫©{} وزارة‬ ‫عمان‬ ‫تأليف العلامة أي محمد عبد الله بن حميد السامي ‘‬ ‫شرح طلعة الشمس على الألفية‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‏‪ ٤٠٥‬‏ه‪ _ ١‬‏م‪ . ٥٨٩١‬سلطنة عمان‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫والنقافة ‪.‬‬ ‫القومي‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫تأليف العلامة أبي محمد عبد الله بن حميد السالمي }‬ ‫النظا م‬ ‫‏‪ -_ ٦‬جوهر‬ ‫‏‪ . ١٩٧٤‬صححه وأشرف على‬ ‫مطبعة النصر ‪ .‬مصر‬ ‫طبغه ‪ :‬أبو إسحاق ابراهيم اطفيش ‪.‬‬ ‫الشقصي ‏‪٤‬‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫جيس‬ ‫‪:‬‬ ‫العلامة‬ ‫تأليف‬ ‫الراغبين‬ ‫وبلاغ‬ ‫الطالبين‬ ‫_ منهاج‬ ‫‏‪١٧‬‬ ‫تحقيق ‪ :‬سالم بن حمد بن سليمان الحارثى { الناشر ‪:‬‬ ‫سلطنة عمان وزارة التراث القومي والنقافة ‪ .‬طبعة‬ ‫‏‪ ٩‬۔|۔ مطبعة عيسى البا الحلبي وشركاه‬ ‫‏‪ ١٠٩ .‬۔‬ ‫علي يحى معمر ‪ ،‬الناشر وزارة التراث القومي‬ ‫‏‪ _ ٨‬الإباضية بين الفرق الاسلامية‬ ‫‏‪١ ٤٠٦‬ه‪٥١ ٩٨٦/‬‬ ‫والنقافة ‪ .‬سلطنة عمان ‪ .‬طبعة‬ ‫تأليف د ‪ .‬عوض محمد خليفات ‪١٩٧٨‬م‏ ‪ .‬مطابع‬ ‫‏‪ - ٩‬نشأة الحركة الإباضية‬ ‫دار الشعب ‪ .‬عمان _ الأردن‬ ‫تأليف مهدي طالب هاشم ‪ 3‬رسالة ماجستير } الطبعة‬ ‫‏‪ _ ٠‬الحركة الإباضية في المشرق العربي‬ ‫الأولى ‪١٤٠١‬ه‏ _ ‪١٩٨١‬م‏ ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الاتحاد‬ ‫العرني للطباعة‬ ‫تأليف الدكتور وهبه الزحيلي ‪ ،‬الطبعة الثانية‬ ‫‏‪ - ١‬الفقه الإسلامي وأدلته‬ ‫‏‪ ٠٥‬ه _ ‪١٩٨٥‬م‏ ‪ .‬دار الفكر للطباعة والنشر‬ ‫_ دمشق‬ ‫تأليف ‪ :‬بكير بن سعيد اعزشت‬ ‫‏‪ _ ٢‬دراسات إسلامية في الأصول‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫الإباضية‬ ‫تأليف ‪ :‬العلامة نور الدين عبد الله بن حيد‬ ‫‏‪ - ٣‬مشارق أنوار العقول‬ ‫السالمي } تعليق ‪ :‬سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي }‬ ‫الطبعة النانية ‪١٣٩٨‬ه‪١٩٧٨/‬م‏ { مكتبة الإستقامة‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫سيد قطب |“‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الشروق ‪ ،‬الطبعة العاشرة‬ ‫‏‪ _ ٤‬في ظلال القرآن‬ ‫‏‪ ٤٠٢‬‏‪/٢٨٩‬ه‪ ١‬‏م‪١‬‬ ‫أبو الفرج الأصفهاني } طبعة مؤسسة جمال للطباعة‬ ‫‏‪ _ ٥‬الأغالي‬ ‫والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‬ ‫}‬ ‫بمصر‬ ‫المعارف‬ ‫“©} الناشر ‪ :‬دار‬ ‫د ‪ .‬شوقي ضيف‬ ‫‏‪ - ٦‬تاريخ الأدب العربي ‏(‪ )٣‬العصر‬ ‫القاهرة ‪ .‬الطبعة الثانية ‏‪١٩٧٧٢‬‬ ‫العباسي الأرل‬ ‫‏‪ _ ٧‬كتاب الرضع‬ ‫تأليف أبي زكريا يحى ابن أبي الخير الجناوني ‪.‬‬ ‫رحه الله _ الطبعة الرابعة } الناشر ‪ :‬مكتبة‬ ‫مختصر في الأصول والفقه‬ ‫الاستقامة _ سلطنة عمان‬ ‫أبو اسحاق ابراهم اطفيش & الناشر ‪ :‬مكتبة‬ ‫‏‪ - ٨‬الفرق بين الإباضية والخوارج‬ ‫عمان ‪ .‬طبعة‬ ‫سلطنة‬ ‫الاستقامة ‪ .‬روري _‬ ‫ه‪١٤ .‬اه‪١٩٨٠/‬م‏‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١ ١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫د ‪ .‬عوض محمد خليفات & الطبعة النانية ‪ .‬طبعة‬ ‫‏‪ - ٩‬الأصول التاريخية للفرقة الإباضية‬ ‫عمان‬ ‫سلطنة‬ ‫والنقافة ‏‪٠‬‬ ‫القومي‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫للعلامة نور الدين السالمي‬ ‫‏‪ _ ٠‬منظومة كشف الحقيقة‬ ‫للعلامة نور الدين السالمي‬ ‫‏‪ _ ١‬قصيدة غاية المراد‬ ‫‏‪ ١١١.‬۔‬ ‫مسألة مؤسس المذهب الإباضي‬ ‫مسألة الفرق بين الإباضية والخوارج‬ ‫مسألة تكفير أهل الخلاف واستحلال دمائهم‬ ‫مسألة دار الإباضية دار توحيد إلا معسكر السلطان‬ ‫مسألة غنائم المخالفين‬ ‫مسألة أن الإباضية هم الخوامس‬ ‫مسألة الإجماع عند الإباضية‬ ‫مسألة تعارض الحديث مع القرآن‬ ‫مسألة رجم الزالي المحصن‬ ‫مسألة لا وصية لوارث‬ ‫مسألة الجمع بين المرأة وعمتها‬ ‫مسألة ما يحرم من الرضاع‬ ‫مسألة خلود أهل الكبائر في النار‬ ‫‪١ ٠٦‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪١ ٠٨‬‬ ‫قائمة اا ‪: :‬ر والمراجع‬ ‫‪١ ١٢‬‬ ‫فهرس‬ ‫‏‪٨٨/٤٧١‬‬ ‫رقم الايداع‬ ‫‏‪ ١١٦!.‬۔‬