‫٭‬ ‫آلت‬ ‫ا‬ ‫م ‪ 8‬لكام‪ :‬بن تتعود التدستابن‬ ‫‪٥277‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ :‬هلال بن عبدالله الخروصي‬ ‫اعداد وتقديم‬ ‫الأمه الأخلاق‬ ‫برنامج حواري إذاحبي‬ ‫سعادة الشيح‪ :‬أحمد بن سعود السيابي‬ ‫شع‬ ‫إمداد وتقديمه‪ :‬هلال بن عحبد الله الخروصبي‬ ‫الحمد لله ربي العَالَمينَ‪ ،‬جَعل الخير في التَحَلّي بالقَضَائل والتَحَلي عانلََائل‪ ،‬والبعد‬ ‫سَقَافي الأمور‪ ،‬وجَعل للأخلاق الإسلاميةخصائص وميزات‪ .‬يعز تا المؤمن إل‪7‬‬ ‫الذَرَجَاتِ وأفضل المايا وأشهد أن سيدنا وَنييَتا محمدا عبد الولهَرَسُولة‪ 3‬حمان القرآن‬ ‫الكرم بسورو وآياته منهل أخلاقه ومصدر صقاته؛ قلاً عَجَب أن بلع في الشمائل أقَضَلهَا‪.‬‬ ‫وني القائل أغظمها وأنبلها‪ ،‬يلة وعلى آله وأصخابهأجمعين" والتابعين منم بإحسان‬ ‫إلى يؤم التين‪.‬‬ ‫أمابعد‬ ‫الأخلاق في الإسلام ليست قضية ترفيهية ولا تكميلية بقدر ما هي جزء راسخ من تعاليم‬ ‫الدين الاسلامي الحنيف‪ ،‬ولهذا حظيت الأخلاق بأعلى المراتب وأسمى الدرجات‪.‬‬ ‫ولقد بعث البي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم متمما لمكارم الاخلاق التي كانت عند‬ ‫العرب\ ولما اننى الله على نبيه وصقه قائلا‪ :‬وك لخلق عظيم () ه القلم‪]: :‬‬ ‫وعندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاق النبي ية‪ .‬قالت‪ «:‬كان خلقه القران» ومع هذا‬ ‫كان يدعو النبي عليه الصلاة والسلام بمذا الخلق‪ «:‬اللهم اهديي لأحسن الأخلاق لا‬ ‫يهدي لأحسنها إلا أنت & واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت»‪.‬‬ ‫والمتأمل الى الهدف الأسمى والمقصد الأعظم من بعثة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة‬ ‫وأزكى التسليم هو تركية القلوب وتطهير من دنس الأمراض القلبية من حسد وغل وكراهية‬ ‫وبغضاء ليكون مجتمعا راقيا منتجا نافعا فاعلا قال الله تعالى‪ «« :‬هوألآزى بعت فى ‪ 1‬تر رَسُولا‬ ‫من قتل لغى صلى مين ()‬ ‫مهير الكتب وَلَلكمَة ان اا‬ ‫مَنهتريتلوأ عليهر عانته ونرذه ت‬ ‫ه [لجمعة‪٢:‬‏ ] وحقيقة الأخلاق بأنما جوهر الإيمان بالله عز وجل وكمال السعادة في الحياة‬ ‫والفلاح في الآخرة فلا يكتمل إيمان المرء بدون أخلاق حسنة قال الله تعالى‪ :‬أي آلي أن‬ ‫ولذا فشومكم يمل المشرق والتي ولسة البر من عام يال اليم الكخي والمكتيسَة‬ ‫ونكتب تلي واق ألما عل حيه۔ ذري الترق لت المسكي وآنت آلتييلي وَالمَيلنَ وفي‬ ‫ألقاب وأمام السكرة ويا ألتكَزة وآلشوفؤت يعتقده ا عَهَذواً وَلصَيرين فى الماما ولصَبَا‬ ‫وممن التأين أليك ألي كفا تأنتيك هر افتقرت هم ه ابنة‪ :‬‏‪]١٧٢‬‬ ‫وقال البي عليه الصلاة والسلام ‪«:‬البر حسن الخلق» ولقد ربى نبينا أصحابه ليكونوا‬ ‫نموذجا مشرقا لمن يأتي بعدهم في الخلق والإحسان‪.‬‬ ‫والأخلاق هي الثمرة الحقيقية لعبادتنا وشعائرنا من صلاة وصوم وحج وركاه وإنما كل‬ ‫الشعائر كانت تحمل مقاصد أخلاقية عليا تجعل للعبادة روحا وتمنحه السعادة والطمأنينة‬ ‫وتضبط علاقاته بمن حوله ولهذا عبادتنا ليست طقوسا جوفاء يؤديها الإنسان في أوقات‬ ‫معدودة وبكيفية معلومة ولكنها تربية أخلاقية تنظم الحياة للإنسان وتركي نفسه وتتطهر‬ ‫قلبه‪ ،‬والفقه الاسلامي ليس مجرد أحكام شرعية من حلال وحرام وتفصيل للجزيئات وبيان‬ ‫للكيفيات وانما هناك ربط واضح بين الفقة والاخلاق‪.‬‬ ‫والعالم اليوم يشغل باله قضية السلوك والقيم والفساد الأخلاقي ولذلك ما أعيد الحديث عن‬ ‫الموضوع مجرد عرض كلاسيكي يعرض الأدلة والأقوال مجردة دون ربطها بالواقع المعيش‬ ‫وإسقاطها على حياة الناس‪.‬‬ ‫والأخلاق منجاة للبشرية وحل لمشكلات العالم اليوم في مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية‬ ‫والتعليمية فالإسلام حرم الفساد بمعناه العميق فلا تخريب ولا تدمير للطبيعية بل حفاظ‬ ‫كامل للممتلكات والخيرات وصيانتها واستغلالها أفضل استغلال لتكون موارد تعود للبلاد‬ ‫) مه [القصص‪ :‬‏‪]٧٧‬‬ ‫والعباد بالنفع والفائدة قال الله تعالى‪ :‬ن أنه لا حت المسدس‬ ‫الأخلاق هي حسن التعامل ولين الجانب وطيب القول لذلك قيل‪«:‬لا إيمان بلا أخلاق»‬ ‫لأن الأخلاق الحسنة والسلوكيات الجميلة هي التطبيق العملي لما يختزن في القلب من ليمان‪.‬‬ ‫والأخلاق هي الجسر الموصل إلى المجد والنجاح في الدنيا وهي المسلك الأنقى لسعادة‬ ‫البشرية والإجابة على كل الأسئلة امحيرة لأنظمة الحياة وقوانين الكون‪.‬‬ ‫والأخلاق هي القضية التي تعلم المسؤولية والعدل والإنصاف وتعلم الزوجين المودة والرحمة‬ ‫وتري الأبناء على احترام الآخرين وبر الوالدين وتبصرناكيف نختار أصدق الحياة‪.‬‬ ‫والأخلاق تدخل في بيعنا وشراءنا وجميع تعاملاتنا قال النبي يلة‪ « :‬من غشنا فليس منا»‪،‬‬ ‫ووصف معاملة صاحب الخلق قائلا‪ «:‬سهل إذا باع سهل إذا اشترى‪»..‬‬ ‫والأخلاق الحسنة من اسمها يشتق الحسن والرحمة لكل بني البشر فلا فرق بين عربي ولا‬ ‫أعجمي إلا بالتقوى‪.‬‬ ‫وتشمل الاخلاق الرفق والإحسان بالناس‪٬‬‏ ولوك ما عي القنب لأنتَشوا ين حلت؛‬ ‫[آل عمرن‪ :‬‏‪ .]١٥٩‬والعفو والتسامح مع الخصوم والأعداء وتتوسع إلى الرحمة بالحيوان‪.‬‬ ‫فيها ذو شجون ومن هذا كله‬ ‫ما أعظم الحديث عن الاخلاق وجمالها ورقيها فإن الحديث‬ ‫جاءت فكرة برنامج "الأمم الاخلاق"‪.‬‬ ‫فكرة الكتاب‪:‬‬ ‫هذا الكتاب الذي بين أيديكم كان يوما من الأيام برنامجا إذاعيا حواريا مع الضيف العام‬ ‫والمؤرخ والمفكر سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الافتاء‪ ،‬وبث عبر‬ ‫‏‪ ٤٤٠‬‏‪/,‬ه‪ ١‬‏م‪ ٩١٠٢‬وبعد‬ ‫إذاعة القرآن الكريم يوميا خلال شهر رمضان المبارك من عام‬ ‫لنجاح الذي حققه البرنامج بتوفيق من رب السموات والأرضين‪ ،‬اقترح بعض المحبين نقل‬ ‫البرنامج إلى كتاب ولاقت الفكرة استحسانا من قبل الضيف وتم الشروع ف تفريغ الحلقات‬ ‫ليخرج الكتاب بمذا الصورة الجميلة وبهذا الترتيب ليكون مرجعا للقراء الكرام‪.‬‬ ‫فلسفة الكتاب‪:‬‬ ‫الكتاب يقوم على مناقشة مجموعة من القضايا الأخلاقية بأسلوب حواري يناقش المحاور مع‬ ‫ويعرض‬ ‫الأخلاقية‪.‬‬ ‫ضيفه مجموعة من الأسئلة والقضايا حول العناوين المرتبطة بالفلسفة‬ ‫الضيف عصارة علمه وخلاصة فكرة وأبحانه العلمية وآراءه الشخصية‪.‬‬ ‫متعددة‬ ‫الكتاب محتواه من مجموعة مصادر‬ ‫"‬ ‫و‬ ‫باعتباره المورد‬ ‫الله عز وجل‬ ‫وأولها كتاب‬ ‫‪6‬‬ ‫العذب والنبع الصافي ويأتي بعده المصدر الثايني هو السنة النبوية الصحيحة على صاحبها‬ ‫أفضل الصلاة وأزكى التسليم‪ ،‬والمصدر الثالث هو التطبيق العلمي من خلال شواهد السيرة‬ ‫النبوية وسيلاحظ القارئ مناقشات علمية وقراءات فردية ودررا نادرة لبعض أحداث السيرة‬ ‫النبوية وبيان صحتها من ضعفها وكما توج الكتاب بالكثير من الإشراقات الأدبية والبلاغية‬ ‫التي زينت المحتوى رونقا‪ ،‬ولربما هناك جانب مميز يضاف أيضا في المصادر التي يستقي منها‬ ‫سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي وهي الإرث التاريخي العماني‪ ،‬وهو متمكن في هذا‬ ‫المجال وله عشرات المؤلف والأبحاث حول التاريخ العماني لذلك لم يبخل علينا بتسليط‬ ‫الضوء على صور أخلاقية مشرقة من كنوز تاريخ سلفنا الصالح والتي تعد نماذج نفتخر بما‬ ‫ومناهج علمية للأجيال اللاحقة‪ ،‬كما عطر الكتاب بتجاربه الشخصية التي أراها شخصيا‬ ‫توثيقا تاريخيا نادرا‪ .‬وتلحظون ذلك جليا عند الحديث عن أخلاق المسلم في الحج‬ ‫والقصص التي حصلت للعمانيين ولم تسطر وتتداول على الألسنة ومع الأيام تذهب أدراج‬ ‫الرياح وكذلك التطورات الهيلكية والإدارية والنوادر التارخية التي تسهل للباحثين الاطلاع‬ ‫عليها بحكم توليه رئاسة بعثة الحج العمانية لسنوات عدة فهو خير شاهد عيان لتلك‬ ‫الحقبة فكانت فرصة سانحة لتوثيقها ليسهل للقارئ العودة إليها في أي وقت شاء‪.‬‬ ‫وحقيقة الأمر أن مضمون الكتاب علمي بلغة سهلة يفهما العالم وطلاب العلم ومنهجية‬ ‫تجعل التنظير مع التطبيق وإسقاط موضوع الأخلاق على واقع حياة الناس التي يعايشونما‬ ‫حتى لا يكون مجرد تنظير منعزل عن الواقع‪ ،‬وكانت مواضيع متعددة‪ ،‬بدءا بتعريف‬ ‫الأخلاق© مرورا بالبعد الأخلاقي في العبادات كالصلاة والزكاة والحج والمعاملات اليومية‬ ‫وإلى غير ذلك‪.‬‬ ‫وفي الختام أصل بكم أعزائي القراء إلى الشكر الخاص لكل من أحمد بن مهنا الكندي مدير‬ ‫إذاعة القران الكريم والذي كان صاحب فكرة برنامج الأمم الأخلاق والذي كان داعما‬ ‫كبيرا لنجاحه‪.‬‬ ‫كما أثني بالشكر إلى الأستاذ خالد بن درويش أولاد ثاني والذي أبدع في إخراج البرنامج‬ ‫بحلته البهية‪.‬‬ ‫ليكون الكتاب ورقيا بين أيدينا‪.‬‬ ‫وصلى الله على سيدنا سد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫هلال بن عبد الله الخروصي‬ ‫الملة الأولي‬ ‫«أخلاق المسلر»‬ ‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا سد وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم تسليما كثيرا‪ 5‬أعزائي المتابعين أهلا وسهلا ومرحبا بكم في برنامجكم الأمم الأخلاق‪،‬‬ ‫وأقول لكم‪ :‬السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫باسمي وباسمكم يسرني ويسعدن أن أرحب بضيف البرنامج الشيخ أحمد بن سعود السيابي‬ ‫الأمين العام بمكتب الإفتاء فأهلا وسهلا بك فضيلة الشيخ‪.‬‬ ‫الشيخ أحمد ‪ :‬أهلا وسهلا بكم ومرحبا على هذا اللقاء الذي هو فاتحة اللقاءات المقبلة‬ ‫إن شاء الل‪ ،‬مع قدوم شهر رمضان‪ ،‬الشهر الذي تقبل فيه الحسنات وتقضى فيه على‬ ‫السيئات إن شاء الله تعالى‪ ،‬بإقبال الإنسان المسلم على صيام هذا الشهر وقيامه‪ ،‬فلذلك‬ ‫وإلى‬ ‫أتوجه بالتهنئة إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربما‪ ،‬وإلى المستمعين خصوصا‬ ‫كافة المواطنين العمانيين‪ ،‬بقدوم هذا الشهر الكريم‪ .‬وأسأل الله أن يتتممه لهم وأن يتقبله منا‬ ‫ومنهم وأن يتسمه منا متتبلا بإذن تعالى! وأهلا وسهلا بكم‪.‬‬ ‫س‪ :‬حياك الله سعادة الشيخ وأعرج بالترحيب بكم أعزائي المتابعين على أمل أن تقضوا‬ ‫معنا أجمل الأوقات واللحظات‪.‬‬ ‫إن من أعظم الأعمال والقربات إلى ا له سبحانه وتعالى حسن الخلق ولهذا قال النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪«:‬إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم »‪.‬‬ ‫ولهذا فإن عنوان هذه الحلقة هو أخلاق المسلم‪ ،‬سوف نتكلم عن أهمية الأخلاق وماهي‬ ‫مقوماتما وماهي معاييرها وكيف يصل الإنسان إلى هذه المحاسن وكيف يصل إلى مكارم‬ ‫الأخلاق؟‬ ‫قي بداية هذه الحلقة الشيخ أحمد نريد منك تعريفا أو توضيحا لمفهوم الأخلاق‪.‬‬ ‫ج‪ :‬م صلَتالتلريم الحمد له والصلاة والسلام على سيدنا سد وعلى آله وصحبه‬ ‫ومن والاه‪.‬‬ ‫‪01‬‬ ‫الأخلاق هي ‪ :‬جمع خلق والخلق هي عادة الإرادة} الإنسان عندما يتعؤد شيئا تصير تلك‬ ‫العادة خلقا له هذا من حيث التعريف‪.‬‬ ‫وقال عنها البعض هي‪ :‬حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية‪ ،‬يعني هي‬ ‫سلوك فطري طبيعي في الإنسان ولذلك اختلف فيها الفلاسفة‪ :‬هل الأخلاق تحتاج إلى‬ ‫علم بحيث يكتسبها الإنسان عن علم أم هي حاجة فطرية فيه؟‬ ‫هذا خلاف بين الفلاسفة لأن الأخلاق يتنازعها علمان‪ :‬هما علم الشرع وعلم الفلسفة‬ ‫الأخلاق الإسلامية هي التي يثبتها علم الشرع وتنبني عليه والأخلاق الفلسفية تنبني على‬ ‫العقل‪.‬‬ ‫س‪ :‬الشيخ أحمد عندما نتكلم عن علم الشرع‪ ،‬ما هي مصادر علم الشرع في الأخلاق؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أنما القرآن بدرجة أولى ثم السنة بدرجة ثانية‪ ،‬والإجماع إن وجد يكون مصدرا‬ ‫ثالنا» هذه هي المصادر الأصلية‪ ،‬وأما التبعية فهي معروفة مثل الاستحسان والمصالح المرسلة‬ ‫والقياس وغير ذلك‪ ،‬وما تكون عن هذه الأطر كتفسير للنصوص المتقدمة يدخل في علم‬ ‫الشرع حقيقة‪ ،‬وهكذا تكون الأخلاق الإسلامية‪ ،‬أما العقل فيكون الأخلاق الفلسفية‪،‬‬ ‫ولذلك فالأخلاق كما قلت يتنازعها علم الشرع وعلم الفلسفة‪ ،‬وعلم الشرع ينبني على‬ ‫النص وعلم الفلسفة ينبني على العقل وعندما يقرأ الإنسان الأخلاق من جهة الفلسفة‬ ‫فإنه سيجدها غير منافية للأخلاق من جهة الشرع وكما قال بعض العلماء‪ :‬بأن العقل‬ ‫والشرع من الله فلا يمكن أن يختلفا‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل الأخلاق مكتسبة أم فطرية؟‬ ‫وكيف نوفق بين قول ا له تعالى‪«:‬تأكممها فُجُورماوَتوبها ) ه الس‪ :‬ه] وبين حديث‬ ‫الأخلاق سيئة كانت أم‬ ‫البي تلة‪« :‬يولد المولود على الفطرة»‪ ،‬فهل يكتسب الإنسان‬ ‫جيدة ؟ وكيف نوفق بين الآية والحديث ؟‬ ‫ج‪ :‬الأخلاق هي السلوكيات سواء كانت حسنة أم سيئة‪ ،‬فالفطرة تأتي بالأخلاق الجيدة‪.‬‬ ‫وأما السيئة فتكتسب\ڵ وللثقافة والبيئة دور في ذلك‘ فالعقل نوعان طبيعي وثقاقي‪ ،‬كما قال‬ ‫‪11‬‬ ‫فمطبوع ومسموع‬ ‫رأيت العقل عقلين ٭٭٭‬ ‫ولا ينفع مسموع ٭٭٭ إذا لم يك مطبوع‬ ‫كما لا تنفع الشمس ٭٭" وضوء العين ممنوع‪.‬‬ ‫فلا بد من التكامل‪ ،‬فهذا يكون بيانا للحديث وأما الآية فتدور حول موضوع القضاء‬ ‫والقدر فتدل على رأي من يقول أن الإنسان مجبور على قدره‪ ،‬وهناك آية تدل على‬ ‫لاختيار وهو قوله تعالى‪ :‬مذ أفلح من يكنها © وذ عاب من سنها م [الشمس‪ :‬‏‪] ١٠ -٩‬‬ ‫‏‪ ٨‬والجمع بينها يكون بأن خلق الفعل من الله وكسبه من العبد فلا منافاة بين الآيات وبين‬ ‫خلق الإنسان على الفطرة‪ ،‬لأنَ الدين هو الفطرة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فِظرت أله آلى قَطرَألتَامَ‬ ‫عتمالا تيل يحلي أر كلت الزين القي ولكن أستر التاي لا يتتتورت ه [اروم‪ :‬‏‪]×٠‬‬ ‫س‪ :‬البي تة يقول‪«:‬إنما بعت لأمم مكارم الأخلاق»‪ ،‬فما صورة هذا الإتمام الذي جاء‬ ‫به البي يل ؟‬ ‫ج‪ :‬إن معظم الأخلاق والعادات الحسنة قد ورثها العرب من أبينا ابراهيم ومن إبنه‬ ‫إسماعيل" عليهما السلام؛ كونمم ورثوا دين الحنيفية منهما‪ ،‬وقد وقع التحريف بعد ذلك‪،‬‬ ‫ومن صور هذا التحريف الشرك بالله تعالى‪ ،‬وقد أنكر الله عليهم ذلك ولكن بقيت بقايا‬ ‫من دين أبينا إبراهيم فيهم‪ ،‬كالصدق والوفاء وإكرام الضيف وحسن الجوار يقول عنترة بن‬ ‫شداد ئي مسألة حسن الجوار ‪:‬‬ ‫وأغضَ طرتي إن بدت لي جارتي ٭٭٭ حتى يواري جارتي مأواها‬ ‫اختلڵلت بسبب‬ ‫العقيدة‬ ‫ولا شك أن‬ ‫وغسل الجنابة‬ ‫والختان‪،‬‬ ‫وبقي عندهم تعظيم الكعبة‪،‬‬ ‫الشرك الذي وقع في نفوسهم‪ ،‬وكان عندهم أصنام مشهورة كهبل واللآت‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ومن أحسن ما قيل في الأخلاق ما قاله أحمد شوقي ‪:‬‬ ‫ونما الأمم الأخلاق ما بقيت ٭٭٭ فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا‬ ‫ويقول أيضا ‪:‬‬ ‫وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ٭٭٭ فأقم عليهم مأتما وعويلا‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ٭٭٭ فقؤم النفس بالأخلاق تستقم‬ ‫والأخلاق هي مبدأ تكون الحضارة في أي أمة‪ ،‬فإن رأيت مثلا انتظام الطوابير فاعلم أن‬ ‫هذا الشيء البسيط دليل على الرقي والتحضر‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما علاقة الأخلاق بالشعائر وقبولها عند الله تعالى؟ فقد ذكر في كتب السنة أن امرأة‬ ‫كانت تكثر القيام والصيام إلا أنما كانت تؤذي جيرانما فقال النبي نايا ‪«:‬هي في النار»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الطاعة والمعصية لا يجتمعان‪ ،‬فسيئاتما قد أحبطت حسناتما فلا بد أن يتطهر الإنسان‬ ‫من المعصية وكما يقول المتصوفة ‪«:‬التخلية قبل التحلية»؛‪.‬‬ ‫س‪ :‬جاء في الحديث‪«:‬آية المنافق ثلاث‪ :‬إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن‬ ‫خان» فما صورة النفاق فى هذه الأخلاقيات ؟‬ ‫النفاق نوعان‪ :‬عقدي كالذي يظهر الإسلام وبطن الشرك كالمنافقين الذين كانوا قي‬ ‫ج‪:‬‬ ‫عهد البي تلة‪ ,‬ونفاق عملي يكون صاحبه مسلما ويقوم بأشياء شائنة وهذا هو المقصود‬ ‫بالحديث‪ ،‬والمنافقون في النار كما قال تعالى‪ :‬إ المتَفقِينَ فى ألتزلك الأقل من ألتار وأن‬ ‫تد لهم يا & ه [لنساء‪ :‬ه‪.]٠٤‬‏‬ ‫س‪ :‬من الناس من يكون مصليا ولكن لا يظهر ذلك في واقعه المهني والعملي فإلى ماذا‬ ‫يرجع ذلك؟‬ ‫ج‪ :‬أرجع ذلك إلى أمرين الأول ‪ :‬عدم توفيق الله عز وجل وثانيا ‪ :‬عدم الإخلاص فالله‬ ‫‪31‬‬ ‫تعالى يقول‪ :‬وما وأ إلا ليقنذوأ لق ُتلصين له ألين ه [لبينة‪ :‬ه]‪ ،‬وفي الحديث‪« :‬لنما‬ ‫الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‪ ،»..‬وأيضا فيما يروى‪«:‬الإيمان ما وقر في القلب‬ ‫وصدقه العمل» فلا بد من وجود الإخلاص في أي عمل فإن انتفى الإخلاص فلا ثمرة لأي‬ ‫عمل‪.‬‬ ‫س‪ :‬جاء في الحديث ‪«:‬أفشوا السلام بينكم» فما أهمية السلام في واقعنا المعاصر ؟‬ ‫ج‪ :‬السلام هو ‪ :‬إعطاء الأمان ومنه قيل لعهود الحرب السلام‪ ،‬وهو تحية أهل الجنة كما‬ ‫جاء في الأحاديث‪ ،‬وهو سنة من سنن الإسلام بل إن أهل العلم قالوا بأن إلقاء السلام‬ ‫سنة والرد على متلقي السلام واجب\‪ 6‬والسلام هو ما ينشده العالم أجمع ‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعد دخولكم فضيلة الشيخ إلى عالم الإنترنت ووسائل التواصل نجد أن ظاهرة المراء‬ ‫والجدال قد كثرت و نرى أيضا وقوع السباب والشتائم أثناء الجدال على مواقع التوصل فما‬ ‫تعليقكم على هذا؟‬ ‫ج‪ :‬السب والشتم ليسا من خلق الإسلام‪ ،‬والله أمرنا أن نتعامل بالحسنى فقال تعالى ‪«:‬‬ ‫لمعاذ بن جبل حين أوصاه‪ «:‬وخالق‬ ‫ولوا للنَاير حسا ه [ابة‪٢ :‬ه]‪8‬‏ وقال النبي يلة‬ ‫الناس بخلق حسن »‪ ،‬فالسب والشتم بعيدان عن الخلق الاسلامي وعلى المرء أن يتجنب‬ ‫ذلك سواء كان ذلك في وسائل التواصل أو في الواقع‪.‬‬ ‫س‪ :‬في نماية الحلقة ما هي الرسالة الت تحب أن توجهها فضيلة الشيخ ؟‬ ‫الأخلاق نعمة من الله على الإنسان‪ ،‬وهي من توفيق الله له فعلى جميع الناس أن‬ ‫ج‪:‬‬ ‫يلتزموا بالأخلاق الحسنة‪ ،‬سواء أتت من طريق الشرع الإلهي أو من طريق العقل‪ ،‬ولا ننسى‬ ‫لمعاذ بن جبل حين قال له‪ «:‬وخالق الناس بخلق حسن» والحمد لله رب‬ ‫وصية البي ت‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫الحلقة المانية‬ ‫«خلق النبج تنَة»‬ ‫بماله مليم‬ ‫غي عن خلق النبي تي أجابت بجواب عظيم‪«:‬كان خلقه‬ ‫سالما سئلت السيدة عائشة‬ ‫القرآن»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬بمتيلتالكترلتيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا مجد وعلى آله وصحبه‬ ‫لل‬ ‫زوج النجي‬ ‫وهي الصديقة بنت الصديق‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى حديث السيدة عائشة ‪.‬‬ ‫النجي يلة ؟»‬ ‫خلق‬ ‫كان‬ ‫بن هشام‪«:‬كيف‬ ‫ومحبوبته سألها أحد الصحابة وهو سعد‬ ‫لناس تسأل‪ 5‬لأن البي ية قدوة لهم قال تعالى‪:‬ل لمَدكان لكفى نول الله وة حَسَتَة لمن‬ ‫كان يتجوا اله وألبوم الآخر وذكر أله كمي ) ه [لاحزراب‪ :‬‏‪ .]٢٠١‬فالبي يلة أسوة لكل‬ ‫مسلم‪ ،‬سواء كان معاصرا له أو جاء بعده بمئات أو آلاف السّنين‪ ،‬والكل يريد أن يقتدي‬ ‫به ة ويسأل عن الخبر الصحيح في ذلك ليبين له ما كان عليه تل من صفات‘ فلذلك‬ ‫! ما هى أخلاقه ؟ ما هي صفاته ؟ فقالت له‪«:‬‬ ‫سأل سعد بن هشام عائشة عن النبي‬ ‫ألم تقرأ القرآن؟»‪ ،‬لأن هذا في القرآن مذكور وموصوف© وقد وصف اله نبيه للة بوصف لم‬ ‫يصف به نبيا من أنبيائه قبله والأنبياء‪ ,‬هم أعظم البشر منزلة عند الله‪ ،‬والأنبياء هم‬ ‫المعصومون وما سواهم غير معصوم؛ وهم أكمل البشر والبي تلة أكملهم‪ ،‬فوصفه في قوله‬ ‫تعالى‪ :‬وك ع خاظنيير ‪[ 4‬لم‪ 5]: :‬ردا على أولعك الذين قالوا عنه أنه مجنون ي قوله‬ ‫ب‪‎‬‬ ‫تعالى‪ «:‬تلفازية ه ما آت ييتمة تيك يتجنن ه لة كت لكجر عبر متنون © تك لن‬ ‫‪٤١‬‬ ‫حل عَظير ي » [لنم‪ :‬‏‪- ١‬ع]‪.‬‬ ‫وكأن الله تعالى يطمئنه ويسليه ويقول له‪«:‬إنك بمذا القول الذي يفتري به المشركون عليك‬ ‫لك فيه أجر‪ ،‬ولست بمجنون بنعمة ربك" أنت العاقل كل العقل‪ ،‬وأنت المستقيم‪ ،‬وأنت‬ ‫الذي لا تنتقمض وأنت الذي تكرم التاس{ وأنت الذي تمديهم‪ ،‬وإنك لعلى خلق عظيم‪ ،‬هذا‬ ‫الخلق العظيم الذي اصطفيتك به وأعطيتك إياهء خلق لا يساويه خلق في الدنياء‬ ‫هذا معنى قول عائشة يفئ‪ ،‬أي أنه كان ترجمة للقرآن كان قرآنا يمشي على الأرض وهذا‬ ‫‪61‬‬ ‫القران المتلو المكتوب متجسد في النبي يلة وكأن القرآن يمشي على الأرض مشيه بن‪.‬‬ ‫ي كل مناحي الحياة‪ ،‬لأنه مصدر الكمالات الإنسانية ومنبعها‪ ،‬ولأنه مستد بالوحي‪،‬‬ ‫ومستد بتوفيق الله تعالى قبل أن ينزل عليه الوحي‪ ،‬فقد عاش في بيئة شرك في مكة المكرمة‪.‬‬ ‫في بيئة صعبة بما فيها من فسوق وعبادة للأصنام إلى غير ذلك‪ ،‬ولكن الله تعالى عصم نبيه‪.‬‬ ‫قبل أن يوحي إليه‪ ،‬وحتى بعد النبوة له أقوال وأفعال ليست بوحي ولكنها تأتي من منظومة‬ ‫الوحي‪.‬‬ ‫س‪ :‬حينما نتأمل خلوة البي ت في غار حراء‪ ،‬وابتعاده عن الناس» يتبادر إلى الذهن‬ ‫سؤال‪ :‬هل للخلوات دور في تهذيب شخصية الإنسان؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬الإنسان عندما لا يجد البيئة المناسبة له يلجأ إلى العزلة‪ ،‬وهذا يحدث في أي‬ ‫زمان‪ ،‬وكثير من الصالحين والعلماء عندما يرون البيئة غير مهيئة لوجودهم وتحركاتمم تجدهم‬ ‫يبتعدون ويلجؤون إلى العزلةش لما فيها من تفكر وصفاء للنفس وابتعاد عن أسباب الإثم‬ ‫وهذا ما جعل البي يلة يلجأ إلى غار حراء‪ ،‬ويتحنف ‪-‬أي يأخذ بالحنيفية‪ -‬ويجلس فيه‬ ‫الأيام والليالي‪ ،‬يتعتد ويتحتث ويشكر الله‪ ،‬ولعله كان عنده شيء من بقايا دين إبراهيم‬ ‫عليه السلام في هذا الجانب‪ ،‬وفي قريش كان هناك عدة أشخاص على دين إبراهيم كورقة‬ ‫بن نوفل وسعيد بن زيد وغيرهما‪ ،‬فالبي تل بلا شك وجد الراحة النفسية هناك وكان الله‬ ‫تعالى يهيئه لنزول الوحي وهو في تلك الحالة من صفاء الذهن وصفاء القريحة لاستيعاب‬ ‫عظمة الوحي ولعله إذا نزل عليه الوحي وهو قي مكة ولم يجرب العزلة لا يستوعب‪ ،‬لعدم‬ ‫استعداده ذهنيا ولكن وجوده في ذلك الغار أياما وليالي مكنه من استيعاب الوحي بنقله‪.‬‬ ‫تقول عائشة يش‪ «:‬ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن‬ ‫جبينه ليتفصد عرقا»‪ ،‬أي يتصبب عرقا‪ ،‬ليس بالسهل لأته شيء ثقيل يحتاج إلى تميئة‬ ‫نفسية‪ ،‬ولذلك عندما سئل كيف يأتيك الوحي يا رسول الله؟ قال‪«:‬أحيانا يأتيني مثل‬ ‫صلصلة الجرس وهو أشده علي‪ ،‬فيفصم عني وقد وعيت ما قال‪ ،‬وأحيانا يتمثل لي الملك‬ ‫رجلا فيكلمني فأعي ما يقول»‪ ،‬فقد كان في صفاء من الذهن وصفاء من القريحة واستعداد‬ ‫‪71‬‬ ‫نفسي لاستيعاب ثقل القرآن‪ ،‬قال تعالى‪ :‬يا مَئلتى عت فلا تقيا ) ه [لزس‪ :‬‏‪.]٥‬‬ ‫س‪ :‬في فوله تعالى‪ :‬ما خة من لقو يت لن تلزكنت كما عيد القلي لأنقضوا عن‬ ‫حَؤللت‪[ 4‬آل عمرن‪ :‬‏‪ .]١٥٩‬يقول بعض المفسرين أن هذه الآية نزلت في مخاطبة النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ما دور الرحمة والتعامل الطيب في حياة الدعاة والمرتين وجميع الناس ؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الرحمة عظيمةش وميزانما عظيم عند الله تعالى لأنما كما قيل اشتقت من‬ ‫الرحم والله تعالى وصف نفسه بوصفين "الرحمن» الرحيم"‪ ،‬والخلق الحسن الذي يتعامل به‬ ‫الناس فيما بينهم رحمة عظيمة‪ ،‬ونرى تجلياتما عندما يرحم الكبير الصغير ويرحم القوي‬ ‫الضعيف‪ ،‬فكل شيء داخل في الرحمةء والبشر يتفاضلون بمقدار رحمتهمض والنبي صلى ا له‬ ‫عليه وسلم هو القمة في الرحمة‪ ،‬وجوده رحمة‪ ،‬ورسالته للناس رحمة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وَمَآ‬ ‫التتمة تيت ق ‪[ 4‬لانيه‪ .]... :‬هو رحمة لكل شي إنسانا كان أو‬ ‫حيوانا» مؤمنا أو كافرا! موافقا له أو مخالفا وكأن الله تعالى قال له‪ :‬ما التفت الصحابة‬ ‫حولك إلا لكونك رحيما‪ ،‬لأن الشديد والفضن ينفض الناس عنه‪ ،‬لأنه إن سيطر عليهم‬ ‫فقد سيطر عليهم بالخوف‪ ،‬ولا يحبونه ولكن عندما يسيطر القائد على أتباعه باللين‬ ‫والرحمة يلتفت حوله أتباعه ويعطونه المحبة من قلويهم‪ ،‬فهم يلتقون ليس طمعا في شيء ولا‬ ‫خوفا من آخر وإنما محبتهم له وفي المقابل فالشخص المستبد الجبار‪ ،‬العنيف وإن كان له‬ ‫تباع؛ فإنحم لا يتبعونه عن حبة ولكن عن خوف ووجل‪ ،‬ولذلك بعد أن يتعرض لكارنة‬ ‫تقضي عليه تمدهم ينخلون عنه! ويظهرون الفرض لأنمم تخلصوا من عبئ ثقيل عليهمإ لائه‬ ‫كان بُعبُعا في حياتمم‪.‬‬ ‫وكأنه تعالى قال له‪ :‬فرحمة من ا له أن جعلك لينا لأصحابك ولولا ذلك لانفضوا من‬ ‫حولك ولبقيت وحيدا‪ ،‬فمن لك؟ وأنت صاحب الرسالة بحاجة إلى أتباع لإقامة دولة‬ ‫ومحاربة الشرك والمشركين‪ ،‬ولولا التراحم بين الناس لفني الناس‪ ،‬ولولا التراحم بين مكونات‬ ‫هذا الوجود لفني الوجود‪ ،‬والرحمة هي أساس التعامل بين الموجودات‘ من بشر وحيوانات‬ ‫وجماد وكل شيء على وجه البسيطة‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫س‪ :‬يقودنا الكلام السابق لحديث النبي تل‪« :‬مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‬ ‫كمثل الجسد\ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»» لماذا وصف‬ ‫البي تل الناس بالجسد في أفراحهم وآلامهم ومتاعبهم‪ ،‬في ما يسرهم ومايضرهم؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا إذا توادوا وتعاطفوا‪ ،‬لأن الحديث قال‪ :‬في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‪.‬‬ ‫لذلك ما يعتر عنه بالجسم العضوي قد يطلق على كل مجموعة بشرية على الأسرة على‬ ‫القبيلة‪ .‬على الشعب©‪ ،‬وعلى الأمة‪ ،‬وكل فرد في هذا الجسم إن أصابه ألم أو وجع يتأنر كل‬ ‫الجسم بذلك‪ ،‬وهكذا يكون المؤمنون لأن الإيمان جمعهم وصيرهم كالجسد الواحد‪ ،‬فيكون‬ ‫بينهم التواد والتراحم‪ ،‬ولذلك قال الله تعالى في الزوجين‪ :‬وَجَعَلَ بنتكم مَوَدَة وَنَحَمَةكه‬ ‫[لروم‪ :‬‏‪ .]٢١‬فالمؤمنون وجب عليهم التواد والتعاطف‪ ،‬وهو فيما غرف فيما بعد بالولاية‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل يفهم من الحديث أن يصبح المجتمع أو الأسرة أو البيت جسدا واحدا إذا توفرت‬ ‫فيه الشروط الثلاثة‪ :‬التعاطف والتراحم والتواد؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا بلا شك" كالعلة} لأن العلة إذا تكؤنت من أجزاء وسقط أحدها سقطت العلة‬ ‫كلها كما يقول علماء أصول الفقه‪ ،‬فالعلّة من تكون الجسد الواحد هو تومّر التعاطف‬ ‫والتراحم والتواد‪.‬‬ ‫س‪ :‬بما أنك ذكرت الحياة الزوجية التي تحقق الغاية العظمى وهي المودة والرحمة‪ ،‬ما رأيكم‬ ‫بالزوج الذي يدعي أنه يحب زوجته ويكرمها ويعطيها‪ ،‬وقي أدين موقف بسيط يضربها‬ ‫ويعتدي عليها؟ وهل تحقق هذه الأسرة معنى الحديث؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا لا‪ ،‬الزوج مخطمع ولذلك قلت مرة في تغريدة} ولم تعجب كثيرا من الناس أن الحياة‬ ‫الزوجية السعيدة لابد أن تقوم على الطاعة المطلقة من الزوجة لزوجها‪ ،‬وقد قال الله تعالى‬ ‫آية صريحة في ذلك‪:‬لز قإن أتلقتكمر كلا تبعوا عنهن سييلايه [نساء‪ :‬؛ء]‪ ،‬فلابد أن تطيع‬ ‫المرأة زوجها طاعة مطلقة ولكن لابد في مقابل هذه الطاعة الاحترام الكامل من الزوج‬ ‫لزوجته‪ ،‬يشمل احترام أسرتما وأقاربما‪ ،‬وأل يؤذيها بشيء من القول والفعل‪ ،‬وأن يكرمها تمام‬ ‫‏‪ ١‬لاكرا م‪.‬‬ ‫ولابد من هذه الثنائية أي الطاعة المطلقة من الزوجة والاحترام الكامل من الزوج‪ -‬في كل‬ ‫عائلة إذا أرادت أن تحقق الحياة السعيدة‪ ،‬وإذا غاب هذا أو ذاك ربما تستمر الحياة الزوجية‬ ‫لكنها لا تكون سعيدة‪ 3‬بل تكون مليئة بالمنقصات والمشاكل مما نسمع عنه كثيرا وخاصة‬ ‫في مكتب الإفتاء‪ ،‬فكثير من المآسي منبثقة من عدم الطاعة‪ ،‬أو من عدم الاحترام كما‬ ‫تقدم‪.‬‬ ‫يقول في حديث‪«:‬من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو‬ ‫س‪ :‬البي تي‬ ‫ليصمت“»‪ ،‬هل نفهم من هذا الحديث أن الإنسان مطالب بالثناء وتشجيع الآخرين‬ ‫وتحفيزهم و إن لم يجد ذلك الكلام يصمت‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وإن كان الصمت ممدوحا كما جاء في الأدبيات‪ «:‬إذا كان الكلام من فضة فالصمت‬ ‫من ذهب »\ إلا أن قول الخير مقدم عليه‪ ،‬وهذه مقامات على الإنسان أن يقدرها‪ ،‬وعليه‬ ‫أن يقول الخير بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وأن يعظ الناس ويذكر لهم العلم النافع‬ ‫وأن يرشدهم إلى أمر دينهم‪ ،‬وما فيه الخير لهم من أمر دنياهم‪ ،‬وإذا لم يجد هذا الشي‬ ‫ليصمت والسكوت أحسن له‪ ،‬وقول الخير هو المقدم‪ ،‬كالذي يتكلم في الدين عن علم‬ ‫يكون كلامه مقدما على صمته‘ وذلك بإلقاء المواعظ‪ ،‬والإرشادات الدينية والدنيوية‬ ‫الصحيحة القائمة على خدمة الدين‪ ،‬ولابد أن يتحدث الإنسان بالخير لكن نحن العمانين‬ ‫خاصة لالأسف‪ ،‬أخذنا الصمت ‏‪٤‬فتجد الواحد منا خاصة في الأجيال السابقة‪ ،‬لا يتحدث‬ ‫تي المجالس ولا يغشى المجالس العامة لكي يعظهم ويرشدهم وقضية الصمت والسكوت‬ ‫مشكلة وحالة نفسية صاحبتنا كثيرا! في أي مكان بالانزواء وعدم مشاركة الآخرين‪ ،‬وهذه‬ ‫كانت مشكلة عند الإنسان العماني" لكن الآن الحمد لله بالتعليم ومشاركة الآخر وبسبب‬ ‫الأسفار وحضور المؤتمرات والندوات والتحدث في وسائل الإعلام كسر هذا الحاجز‬ ‫النفسي الذي كان موجودا عند الإنسان العماني في السابق‪.‬‬ ‫وأتعلّم»‪ .‬كيف نفهم معنى‬ ‫بما يقول بعضهم من باب التواضع‪ «:‬أنا أصمت‬ ‫س‪:‬‬ ‫التواضع في هذه المواقف؟‬ ‫‪02‬‬ ‫ج‪ :‬التواضع ليس في هذاء التواضع أن تخالط الناس بخلق حسن وأن لا تتعالى عليهم‪ ،‬لا أن‬ ‫تتواضع في قول الخير وفي مشاركة الكلام في مجالس الناس‪.‬‬ ‫زار أحد العلماء زنجبار في فترة وجود العمانين هنالك فبعض الناس جمع بينه وبين أحد‬ ‫علماء الأزهر في وجبة وقت المساء‪ ،‬فأخذ العالم الأزهري كما هو معهود من الأزهريين من‬ ‫علم وحسن حديث وطلاقة لسان واستشهاد بالقرآن والحديت‪ ،‬والعالم العماني لم ينبس‬ ‫ببنت شفة‪ ،‬فقال بعض المشايخ العمانين ممن حضر‪ «:‬ليت هذا اللقاء ما كان»‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫سلبي‪ ،‬ما هكذا أمر الني تلة لابد للإنسان أن يقول الخير‪ ،‬ومشكلتنا نحن العمانين أننا‬ ‫كنا في السابق هكذا‪ ،‬إما أن نبتعد عن الآخر أو أن نلتزم الصمت عند اجتماعنا معه‪3‬‬ ‫ونقدم الصمت على قول الخير وهذا في رأيي خطأ والصحيح تقديم قول الخير على‬ ‫الصمت‪.‬‬ ‫س‪ :‬حتى يستوعب الكلام كل الناس باختلاف عقلياتمم وشرائحهم‪« ،‬فليقل خيرا أو‬ ‫يصمت»‘ هل يدخل في هذا كتابة التغريدات والمنشورات في يومنا هذا؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا من أهم ما يكون فكل ما يستفيد منه الناس من وسائل التواصل‬ ‫الاجتماعي أو الإعلام يدخل في هذا‪.‬‬ ‫النبي‬ ‫‪«:‬والحياء شعبة من الإيمان» لماذا خص‬ ‫النبي ي‬ ‫مع ماية هذا اللقاء حديث‬ ‫س‪:‬‬ ‫يلة الحياء من بين كل هذه الأخلاق؟‬ ‫ج‪ :‬لأن الحياء هو رأس الأخلاق‪ ،‬ولأن الحياء هو الذي يمنع الانسان من إظهار المعصية‪.‬‬ ‫وهو ما يمنع الإنسان من إيذاء الآخرين‪ ،‬والحياء باعث لكثير من أمور الخير‬ ‫والإنسان عندما يستحييك لابد أن يستحبي من الله تعالى وليس من البشر فقط‘‬ ‫لا يستحيي من الله عند معصيته‪.‬‬ ‫فيجب عليه أن يبتعد عن المجاهرة بالمعصية‪ ،‬فكل عاص‬ ‫والمجاهرة بالمعصية هي أعلى مراتب عدم الاستحياء‪ ،‬والحياء أيضا يجعل الإنسان يعامل‬ ‫الآخر معاملة مستقيمة وطيبة} فالصغير يحترم الكبير ويستحبي منه‪ ،‬ولا يبدو من الصغير‬ ‫تجاه الكبير شي‪ ،‬هكذا كانت المجالس عندنا قي عمان‪ ،‬كانت سابقا حياة العمانيين تدور‬ ‫‪12‬‬ ‫بين المساجد والمجالس فالمسجد فيه الصلاة وقراءة القرآن وكتب الشرع ‪ 0‬والمجلس فيه‬ ‫القضايا الاجتماعية} وفي المجلس الصغير يحترم الكبير حياء منهك حتى إنه يستحيي من‬ ‫الكلام في حضرة الكبار وهذه كلها آداب وتربية بين المسجد والسبلة (المجلس)‪ ،‬في‬ ‫المسجد تؤخذ علوم الدين وفي السبلة تؤخذ علوم الدنيا‪ ،‬والحياء خصن هنا لأنه باعث‬ ‫على كثير من أمور الخير وي ذلك يكون تماسك امجتمع‪ ،‬وأما أن يكون الرجل بذيء‬ ‫الكلام وأن تكون المرأة بذيئة اللسان فهذا ليس من الحياء‪ ،‬والحياء خلق عظيم له قيمة‬ ‫كبرى في المنظومة الإسلامية‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل الحياء هو صورة من صور العفة ؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك‘ العفة هي من الحياء وكل سلوكيات الإنسان الطيبة هي من الحياء‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد منكم في ختام هذه الحلقة جملة مختصرة حول الأخلاق حتى نختم هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ح أختصرها ي بيت من الشعر‪.‬‬ ‫يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫هي الأخلاق تنبت كالنبات ٭٭" إذا سقيت بماء المكرمات‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحلثة الثالثة‬ ‫«أخاق الصلاة ‏‪» ١‬‬ ‫ماتو التترآلتيم‬ ‫س‪ :‬الصلاة الصلاة‪ ،‬وما أدراك ما الصلاة‪ ،‬إذا جئنا لقدرها فالقدر الجليل‪ ،‬وإذا جئنا إلى‬ ‫ما يسأل‬ ‫وهي أول‬ ‫وجنة المؤمن وحياته‬ ‫الدين وقوامه‬ ‫هي عمود‬ ‫فضلها فالفضل العظيم‬ ‫عنه العبد يوم القيامة‪ ،‬نتوجه في بداية هذه الحلقة إلى سعادة الشيخ بالسؤال‪ :‬ماهو تعريف‬ ‫الصلاة؟‬ ‫وعلى آله وصحبه‬ ‫س‬ ‫بت ملما مرلتيبم } الحمد لله‪ ،‬ونصلى ونسلم على سيدنا‬ ‫ح‬ ‫أوضح هذه الصلة وأجلاها‬ ‫ومن والاه‪ ،‬الصلاة في حقيقتها هي صلة بين العبد وربه‪ ،‬وهي‬ ‫وهي أفضل هذه الصلة بين الإنسان وربه الصلاة شرعها الإسلام خمس مرات في اليوم‬ ‫والليلة‪ 5‬بمعنى ذلك أن هذا الإنسان يقف بين يدي ربه كل يوم وليلة خمس مرات يناجي‬ ‫فيها ربه هذه أفضل صلة تتجدد بما حياة الإنسان ويجدد فيها علاقته مع ربه بمذا‬ ‫بأفعال‬ ‫جاءت‬ ‫الصلاة‬ ‫لكن‬ ‫دعاء‬ ‫اللغة‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫ولذلك هي‬ ‫الصلة‬ ‫التواصل ومذه‬ ‫واوصاف مخصوصة\ والله تعالى هيأ لها أوقاتا مخصوصة‘ وجعل لكل صلاة وقتها الخاصؤ‬ ‫لكن في حقيقتها هي دعاء من الإنسان إلى خالقه عز وجل لكنه دعاء كيف بمذه الأفعال‬ ‫والأزمنة المخصوصة‪.‬‬ ‫س‪ :‬با نكم ذكرتم الأزمنة المخصوصة الله لما تكلم عن الصلاة وصفها بأنما كتاب موقوت‪،‬‬ ‫فالناس اليوم يتخلفون عن المواعيد ولا ينتظمون في أوقاتمم‪ .‬هل الصلاة تعلمنا إدارة الوقت‬ ‫والمحافظة عليه؟‬ ‫ج‪ :‬الصلاة في الحقيقة شرعها الله تعالى بأوقاتما لما فيها من الحكم والفوائد الكثيرة‪ ،‬ومن‬ ‫هذه الحكم الحفاظ على الوقت‪ ،‬والوقت من أهم ما يكون في حياة الإنسان لأنه ليس‬ ‫وقت‬ ‫ق‬ ‫إنسان‬ ‫يعدك‬ ‫يعنى أنت مثلا عندما‬ ‫أنكى على الناس أو الأمة من خلف المواعيد‬ ‫معين ويرتب وقته على ذلك الموعد ويترك أشغاله وأعماله في انتظارك‪ ،‬وأنت لا تعطى بالا‬ ‫لهذا الأمر‪ ،‬فتتأخر نصف ساعة أو ساعة بلا مبالاة هذا أنكى ما يكون في الأمة{ لأن‬ ‫‪42‬‬ ‫فيه ضياع الأعمال والأموال والحياة‪ ،‬ولذلك فإن الانتظام على الوعد هو الأفضل في هذه‬ ‫الحياة وهذه كانت من عاداتنا نحن العرب قبل الإسلام ‪-‬أي المحافظة على الوقت وعلى‬ ‫المواعيد وإذا أعطى الإنسان وعدا أو عهدا لإنسان آخر يلتزم به ذلك الإنسان المعطي‬ ‫التزاما شديدا‪ ،‬ولو أدى إلى تلف حياتهء هكذا كان العرب في الجاهلية‪ ،‬وجاء الإسلام‬ ‫وأكد هذا الأمر وجعله في هذه الصلاة المكتوبة‪ ،‬ولذلك الله تعالى قال لنا‪«:‬ل إن آلصَوَ‬ ‫كات عَلَ المومنين تبا قوما ا ه لنساء‪ :‬‏‪ .]١٠٢‬كتابا يعني شيئا مكتوبا مفروضاء لأن‬ ‫كتب هنا بمعنى فرض وموقوتا يعني مؤقتا بدقة‪ ،‬وكذلك من جكم الصلاة انتظام‬ ‫الصفوف فالصف عندما ينتظم الإمام يكون في الأمام في مقدمة الناس والمصلون صفوفا‬ ‫خلفه‪ ،‬هذا فيه انتظام دقيق جدا في الحياة‪ ،‬وهو نظام الصف ولذلك يقول الله تعالى‪ :‬إن‬ ‫آلة حث ألن يميلون فى سييله۔ صَمًا كأنكم بنية تمزضوش ه؛ كه الصف‪ :‬؛]‪.‬كل شيء‬ ‫بالصف يتحقق فيه النجاج‪ ،‬ولذلك النبي يلة قي معركة بدر وهي أولى المعارك التي خاض‬ ‫فيها الإسلام مع الشرك معركته الفاصلة التي سميت معركة الفرقان‪ ،‬التي فرقت بين الحق‬ ‫والباطل وبين الإسلام والشرك‪ ،‬رتب النبي تة أصحابه صفوفا وهو ترتيب وتنظيم لا عهد‬ ‫للعرب به‪ ،‬فالعرب من عادرتهم أن تقوم الحرب على الكر والفرش كر وف من كل الجهات‬ ‫للة رتب أصحابه ي بدر صفوفا‪ ،‬بنظام جديد لم يكن من معهود‬ ‫بلا انتظام‪ ،‬والنجي‬ ‫العرب‪ ،‬وهذا هو النظام المرصوص والمرصوص هو المحكم بالرصاص أي كأنحم أحكموا‬ ‫صفوفهم بالرصاص والرصاص مادة قوية في تلاحم الأجزاء والأشياء لذلك قال تعالى‪:‬ة;‬ ‫كتم بنيت تمرضوش ؟) [لصن‪ .]::‬أي رص بعضه على بعض وتكوين الصفوف في‬ ‫الصلاة من حكم الصلاة أيضا‪ ،‬ومن حكمها التعاون بين المصلين‪ ،‬والتعارف فيما بينهم‬ ‫كذلك انظر مثلا أهل الاحياء في كثير من المناطق لا يلتقون إلا في المسجد‪ ،‬يتعارفون‬ ‫ويتناشدون فيه ويعرف بعضهم بعضا‪ ،‬ولذلك المسجد في القرية هو محور الحياة فيها‪ ،‬ولو لم‬ ‫يكن ثمة مسجد في قرية ما‪ ،‬كيف يلقى الانسان جيرانه؟‬ ‫ولولا الصلاة ووجود إطار لها وهو المسجد لما كنا نلتقي‪ ،‬والانسان يفتقد في المسجد إذا‬ ‫‪52‬‬ ‫كان مريضا! وإذا غاب ثلاثة أيام أو أقل من ذلك نسأل عن حاله أبه مرض أو سفر أو‬ ‫انشغال‪.‬‬ ‫ويحس الإنسان بالراحة عندما يسأل الناس عنه‪ ،‬ولولا الصلاة ما كان هذا ليكونؤ‬ ‫والصلاة فيها منافع وفوائد وحكم عظيمة لا تخفى على أحد‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ ذكرت فوائد جليلة وجميلة‪ ،‬وهذه الفوائد ربما دفعت بعض الناس إلى أن‬ ‫يكونوا حريصين أيما حرص على صلاة الجماعة‪ ،‬لكنه لوحظ على بعضهم أنه يستعجل في‬ ‫الذهاب إلى المسجد وريما قاد سيارته بسرعة جنونية فربما تسبب بحادث كيف نتفق بين‬ ‫هذا الحرص وبين السكينة والهدوء؟‬ ‫ج‪ :‬لاشك أن علينا أن نحسن الظن بالناس‪ ،‬ونقول لذلك الشخص الذي يأتي مسرعا إلى‬ ‫المسجد لكي يدرك الصلاة من أولها هذا من حرصه لاشك‪ ،‬ولكن الإسلام دائما هب‬ ‫سلوك الناسر؛ ريما الإنسان يرى في سلوك معين أمرا جميلا كهذا الذي يستعجل في ذهاب؛‬ ‫تصرفات‬ ‫الى المسجد ولا أحد يقول أن إسراعه شيء خاطرع‪ ،‬ولكن الإسلام هب‬ ‫الإنسان‪ ،‬فهذا المسرع ريما الحق ضررا بنفسه وبالآخرين فلذلك النبي تلة قال‪ «:‬إذا ثؤب‬ ‫للصلاة فلا ناتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا‪.‬‬ ‫وما فاتكم فاقضوا»&‪ ،‬ومعنى هذا الحديث أنه إذا أذن للصلاة لا تأتوها وأنتم تسعون إذا‬ ‫كنت ماشيا لا نأتي راكضاء وإذا كنت في سيارة لا تسرع بسيارتك حتى لا تتسبب في‬ ‫حادث تؤذي فيه نفسك ومن معك وأتوها وأنتم عليكم السكينة والوقار‪ ،‬هذا بعد الأذان‬ ‫وأما قبل الأذان فلا داعي للسرعة} والسكينة والوقار أن تمشي هادئا متوازنا والذي تدركه‬ ‫من الصلاة صل وما فاتك منها فاقض وقد يقع بالسرعة ما هو محظور وما لا يحمد‬ ‫عقباه‪ 3‬والإسلام كما أشرت آنفا يرشدنا إلى الأسلوب المناسب ي التعامل مع كل شيء‪.‬‬ ‫س‪ :‬وهنا تأتي أهمية العلم في هذا الموقف أليس كذلك؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك ‪٬‬كل‏ شي يفعل بعلم فالله لا يعبد بالجهل إنما يعبد بالعلم والصلاة تحتاج إلى‬ ‫علم؛ وأكثر المسائل الفقهية جاءت في الصلاة منذ قديم الزمان‪ ،‬فقد جاء في بعض الكتب‬ ‫‪62‬‬ ‫أن مسائل الصلاة تتكون من ‏‪ ١٢‬ألف مسألة في ذلك الزمان‪ ،‬وقد استجدت مسائل‬ ‫أخرى‪ ،‬ولأن صلاة الإنسان فيها حركة كثيرة من قيام وركوع وغير ذلك فتعددت مسائلها‬ ‫أكثر من غيرها من العبادات‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ يقول النبي يَلة‪ «:‬علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر»‪.‬‬ ‫ما تعليقكم على هذا الحديث؟‬ ‫ج‪ :‬هذا حديث تربوي عظيم لأن الصلاة أكثر أعمال المسلم اتصالا بالله‪ ،‬فهي تحتاج أن‬ ‫يعود الإنسان نفسه وذريته‪ ،‬أن يأخذهم إلى المساجد وأن يعلمهم الصلاة وإذا بلغوا العشر‬ ‫وتركوا الصلاة بعد أن تعودوا عليها يضربون على ذلك‪ ،‬إذا رأى منهم تماونا ضربهم ضربا‬ ‫غير مبرح ولا يلجأ إلى الضرب إلا كخيار أخير أولا النصح والتفهيم وإذا استهتر وعصى‬ ‫والديه ولم يطعهما في هذه الأمور يضرب الضرب المناسب له‪ ،‬ولو ضربة واحدة خفيفة إذا‬ ‫كان ذلك كافيا لتأديبه‪ ،‬ولا يضرب أحد ولده لأنه لم يصل وهو ابن عشر إذا لم يعوده‬ ‫على الصلاة قبل ذلك وهو ابن سبع‪ ،‬لذلك فالصلاة أمر عظيم وهي كبيرة إلا على‬ ‫الخاشعين وهذا الحديث فيه معنى تربوي كبير جدا ولذلك يقول الشاعر‪:‬‬ ‫وينشأ ناشوع الفتيان منا ٭٭٭ على ماكان عوده أبوه‬ ‫وتعويد الوالد لولده أمر عظيم جدا‪ ،‬تعويده على الخير‪ ،‬تعويده على الصلاة‪ ،‬على الصيام‪.‬‬ ‫على فعل المعروف‘ وعلى مكارم الاخلاق‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل تقصد بالتعويد أيضا القدوة؟‬ ‫ج‪ :‬القدوة ضرورية طبعا‪ ،‬لأن الطفل بحاجة إلى قدوة ولأن الطفل من الأساس بطبعه‬ ‫يحاكي الأكبر منه‪ ،‬فتجده يحاكي والده وأخاه الاكبر‪.‬‬ ‫القدوة ضرورية لما فيها من الخير‪ ،‬والأنبياء هم بلا شك القدوة والمثل الأعلى في هذه الحياة‪.‬‬ ‫والبي هو خام التبيِين‪ ،‬فهو القدوة العليا والمثل الأعلى بالنسبة للمسلم ولابد من القدوة‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫وكما قال الشاعر‪:‬‬ ‫إذا كان رب البيت بالدف مولعا ٭٭٭ فشيمة أهل البيت كلهم الرقص‬ ‫فالقدوة ضرورية لأهل البيت ولاشك قد يخرج بعض الأولاد عن اتباع تلك القدوة‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا طبعا نادر‪ ،‬ولكن يبقى شيء من الخير في ذلك الولد إذا تعود على الخير في صغره‬ ‫ولو خرج في فترة من الزمان يرجع بسرعة إلى ما تعود عليه وما نشأ عليه‪ ،‬ولو خرج فهو‬ ‫بغير استهتار من هذه العادات الحميدة‪.‬‬ ‫س‪« :‬علموا»» ما هو الحد الأدين من التعليم الذي يحتاج إليه الطفل في ذلك العمر؟‬ ‫ج‪ :‬تعليم الصلاة كما جاء في الحديث‪ ،‬أي أحكام الصلاة من وضوء وأذان وإقامة‬ ‫وتوجيه وسنن الصلاة وفرائضها‪ ،‬ومندوباتما‪ ,‬وهذه كلها يجب أن يتعلمها الطفل‪ ،‬ولكن‬ ‫على قدر الطاقة وبالتدريج شيئا فشيئا‪ ،‬وليس المقصود كل تفاصيل الصلاة‪ ،‬فهذه حتى كثير‬ ‫من الكبار لا يعرفوئما‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكيمة يقول ا له تعالى‪ :‬يب عام حُذُوأ زيتتكر عند كن تدر ه [الأعراف‪]٢١ :‬ء‏‬ ‫ما هي الزينة المطلوبة عند الذهاب إلى الملسجد؟‬ ‫ج‪ :‬الزينة هي المتعارف عليها من اللباس الحسن ومن الروائح الحسنة والنظافة الحسنة‪.‬‬ ‫والإنسان عندما يتهيأ للصلاة لابد أن يهتم بماء ومن حكم الصلاة كذلك النظافة في‬ ‫وطهارتهء وكذلك نظافة الملابس فلا‬ ‫وكذلك نظافة المكان الذي يصلي فيه‬ ‫البدن‬ ‫يصلي بالملابس النجسة والوسخة‪ ،‬وإن كانت الوسخة لا تنقض الصلاة ما دامت غير‬ ‫نجسة ولكنه من غير اللائؤ‪,‬أن يقف الإنسان بين يدي ربه وهو بملابس متسخة أو بملابس‬ ‫غير محترمة} ولذلك لابد أن يذهب للصلاة بكامل زينته» حتى يقبل على ربه في أحسن‬ ‫ونلاحظ للأسف من بعض الناس أنحم يأتون للصلاة بلباس النوم‪ ،‬فهو يؤذي جماعة‬ ‫المصلين بمذا اللباس‪ ،‬ولو ذهب أحدنا ليقابل مسؤولا كبيرا من المسؤولين للبس أحسن ما‬ ‫‪82‬‬ ‫فالإنسان‬ ‫عنده‪ ،‬ولتعطر بالعطور الفواحة وبعضهم لهم ملابس خاصة لهذه المقابلات‪،‬‬ ‫يدعو الله أن يتقبل منه وأن يثيبه‪ ،‬ثم يأتيه بتلك الحالة! هذا غير مقبول! فلذا لا بد من‬ ‫أخذ الزينة‪.‬‬ ‫س‪ :‬ألا يدل عدم اهتمام بعض الناس بموضوع اللباس الطيب والزينة الحسنة غياب فضائل‬ ‫الصلاة عنهم؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك فالعلم له دور ولو كان ذلك الشخص عنده علم بأحكام الصلاة وبقول الله‬ ‫يبن عام عُذوأ زيتكر عند كل متر ه [اأعرف‪١ :‬س]‪.‬‏ لما فعل تلك الفعلة‬ ‫عز وجل‪:‬‬ ‫الإشكالية هي إشكالية جهل بأحكام الصلاة‪ ،‬والجهل بأحكام الدين كما هو الشائع‬ ‫و قد تحد إنسانا مثقفا جدا‪ ،‬وعنده شهادات عليا في التخصصات الدنيوية‪ ،‬وربما دكتوراه‬ ‫في تخصص ما! لكنه إذا جئته في علم الشرع لا يعرف منه شيئا‪ ،‬وهذا ما نلاحظه في كثير‬ ‫من الناس إلا من رحم الله ‪.‬‬ ‫والتخصصات الدنيوية أيضا تخدم الدين وكل ما يخدم الأمة يخدم الدين مهما كان هذا‬ ‫العلم وهذا التخصص والعلوم كلها تتكامل وكل ما يقوي الأمة هو مطلوب في أمة‬ ‫الإسلام‪ ،‬لذلك أمر الله عباده المؤمنين في قوله‪ :‬أدوا أر ما سمير من ةقو كه [الأنفال‪:‬‬ ‫‪ .].‬وكلمة «قوة» جاءت نكرة‪ ،‬بمعنى أي قوة تتقوى بما الأمة الإسلامية لأعدائها سواء‬ ‫كانت قوة علمية أو عسكرية أوتجارية أو اقتصادية‪ ،‬في كل المجالات‪ .‬فالجهل بالدين‬ ‫مشكلة كبرى و كأن الدين قد خصص لفئة معينة من الناس على أن الطبيب والمهندس‬ ‫والتاجر لابد أن يعرفوا أحكام الشرع وهكذا أصحاب كل تخصص ليعبدوا ا له عن علم‬ ‫والإنسان غير معذور بجهله‪ ،‬ولو كان معذورا بجهله لكان الجهل أفضل من العلم‪.‬‬ ‫الصلاة‪.‬‬ ‫موضوع‬ ‫حول‬ ‫أخيرة‬ ‫كلمة‬ ‫منكم‬ ‫نريد‬ ‫الحلقة‬ ‫هذه‬ ‫ختام‬ ‫في‬ ‫س‪:‬‬ ‫ج‪ :‬أعظم ما قيل في الصلاة ما قاله تعالى‪:‬‬ ‫«( إن المرة كات عل المؤمنين كتبا مَوقوكًا ة ه النساء‪ :‬ء‪]٠.‬‏‬ ‫‪92‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬ت السكرة تنعى عن لحما والُنكريه [لعنكبوت‪ :‬هب]‪ .‬تتجلى قيمة‬ ‫والمنكر‪.‬‬ ‫الفحشاء‬ ‫عن‬ ‫الصلاة في هاتين الآيتين‪ .‬أي انظباط الوقت والنهي‬ ‫س‪ :‬أشكركم سعادة الشيخ على هذا العطاء الجميل وعلى هذه الإضافات الفقهية والعلمية‬ ‫والتي يحتاج إليهاكل إنسان ي حياته اليومية‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫العلمة الرابعة‬ ‫«أخلاق الصلاة آ»‬ ‫بتمائوالتمترآلتيم‬ ‫س‪ :‬قال تعالى‪ «:‬يت السكرة تنعى عن التَحَتآء والتنكر» [لنكبوت‪ :‬ع]‪ .‬ماهي‬ ‫الأبعاد الأخلاقية والتربوية هذه الأية؟‬ ‫ج‪ :‬مشلتملتتألتيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا سد وعلى آل‬ ‫يقول ا له تعال‪ «:‬أئل ما أريج يك من الستي وأم السكرة إت الصَكوة تنعى عَن‬ ‫ي » [لسكرت‪ :‬ها‬ ‫التخت لنز رإكر قر صب ولقه بنر ما تن‬ ‫تكمن أهمية الصلاة في أنما‪ :‬تنهى عن الفحشاء والمنكر‪ ،‬وليس شيء أسوء على الإنسان‬ ‫من الفحشاء والمنكر‪ ،‬وهي قمة السوء في هذه الحياة‪ ،‬والفحشاء كل فاحشة كبيرة‬ ‫والفحشاء يعبر بما عن الزنا» والفحشاء يعبر بما عن البخل أيضا‪ ،‬فلذلك الفاحشة أمرها‬ ‫عظيم عند ا له سبحانه وتعالى من حيث إنما معصية‪ ،‬وكبيرة من كبائر الذنوب وسميت‬ ‫فاحشة لفحشهاء ودائما الفاحشة أو الفحش هو الشيء المقزز وغير الطيب© والمنكر هو‬ ‫ماتنكره العقول السليمة وما ينكره الشرع الشريف وما ينكره الطبع والصلاة فلسفتها وتمرتما‬ ‫أنما تنهى عن الفحشاء والمنكر‪ ،‬وتجعل صاحبها مبتعدا عنهما قولا وفعلا‪ ،‬والمعروف هو أي‬ ‫الإنسان‬ ‫عمل أوقول ترتضيه العقول السليمة ويرتضيه الشرع الشريف‪ ،‬فعندما يذهب‬ ‫للصلاة‪ 5‬لابد له من الإخلاص؛ وهو أساس كل عمل ف الإسلام والنية هي الإخلاص‬ ‫ى قال‬ ‫للحديث‪ «:‬إنما الأعمال بالنيات» والنية ضرورية وهي التي تؤدي إلي الإخلاص‬ ‫تعالى‪ «:‬وبا ليزةأ يلا عندوا لله صين له الزين حتت ‪[ 4‬نينة‪ :‬ه] © ويروى عن البي‬ ‫يزدد يما من الله‬ ‫صلي الله عليه وسلم أنه قال‪ «:‬من ل تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر‬ ‫إلا بعدا»‪ 3‬أي لم يكن فيها إخلاص وإذا صلى الإنسان صلاة ولم يقم أحكامها في‬ ‫سجودها ولا في ركوعها ولا في قراءتما ولا في كل شي منها‪ ،‬وقي نفس الوقت ليس مخلصا‬ ‫‪23‬‬ ‫فى أدائها‪ ،‬وقد أخذها من باب العادة ومن باب الرياء‪ ،‬ليقال أنه صلى‪ ،‬هذه الصلاة لا‬ ‫تزيد الإنسان إلا بعدا عن الله تعالى‪ ،‬فهو أساسا لم يقصد بما وجه الله تعالى ولا أحكمها في‬ ‫هيئتها كما ينبغي‪ ،‬ولذلك من رحمة الله تعالى علينا أن فلسفة هذه الصلاة أنما تنهى عن‬ ‫الفحشاء والمنكر ووجود الفحشاء والمنكر دليل على وجود خلل ي صلاة الإنسان‪ ،‬فهما‬ ‫كارثة كبرى في دنيا الناس‪ ،‬ولو ابتعد الناس عنهما لكان في ذلك خير عظيم جدا على‬ ‫المجتمع وعلى الأمة بشكل عام‪.‬‬ ‫س‪ :‬قال البي تلة ‪«:‬من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»‪ ،‬ما علاقة الفقه بالصلاة؟‬ ‫ومادور العلماء فى هذا الباب ؟‬ ‫ج‪ :‬الفقه لغة هو الفهم بمعنى أن الفقه هو فهم النص الديني من القرآن والسنّة‪ ،‬والفقيه‬ ‫يأتي ويفهم هذا النصن‪ ،‬فمثلا عند قول الله تعالى‪ :‬وَأقيغوأ الصَكةً ه بقة‪ :‬‏‪ .]٤‬هنا يأتي‬ ‫دور الفقه في فهم النص الديني‪ ،‬فيوضح معنى إقامة الصلاة أي‪ :‬أداءها بكل هيئتها‪.‬‬ ‫بفرائضها بسننها بمندوباتماء فالنص الديني‪ ،‬أي القرآن‪ ،‬أمرنا بالصلاة أمرا مجملا والسنة‬ ‫بينتها لنا بالتفصيل ويأتي الفقه ليوضح معاني ما ورد في فهم القرآن والسنة ولذلك يكون‬ ‫الفقه في الدين أمرا عظيما‪ ،‬ومن أراد الله به خيرا فقهه في الدين‪ ،‬فالفقه ضروري لكل‬ ‫إنسان مسلم ولابد لكل شريحة من الناس مهما كان تخصصهم أن يتعلموا أمر دينهم‬ ‫فالطبيب لابد له من فقه في الدين‪ ،‬والمهندس كذلك‪ ،‬والتاجر والعسكري‪ ،‬والسياسي‬ ‫وكل صنف من أصناف المجتمع من كل التخصصات لابد أن يواكبه فقه في الدين‪ ،‬أي فهم‬ ‫للنص الديني‪ ،‬ومنه الصلاة‪ ،‬فالإنسان لا يحكم صلاته إلا إذا فقه أحكام الصلاة‪ ،‬ولا يمكنه‬ ‫أن يصوم الصوم الصحيح إلا أن يكون لديه فقه في الدين وكذلك الشأن في الزكاة والحج‬ ‫والمعاملات المالية‪ ،‬ولهذا جعل الرسول تت الخيرة في من تفقه في الدين لعظم هذه المنزلة‪.‬‬ ‫عند‬ ‫الناس‬ ‫بعض‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫المساجد‬ ‫بعض‬ ‫لمستها ي‬ ‫ظاهرة‬ ‫الشيخ هناك‬ ‫سعادة‬ ‫س‪:‬‬ ‫الأماكن‬ ‫بعض‬ ‫ق‬ ‫الأخير أو‬ ‫الجدار‬ ‫ق‬ ‫آخر الصف ©‬ ‫البقاء ي‬ ‫دخولهم المسجد يؤثرون‬ ‫‪33‬‬ ‫يتوارون عن الصفوف الأولى‪ ،‬ما تعليقكم على هذه الظاهرة ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا في الحقيقة مما ابئلي به بعض العمانيين للأسف‘ وهذا الذي نلاحظه في بعض‬ ‫أمر المسلم أن يكون في‬ ‫المساجد‪ ،‬وهذه الظاهرة غير موجودة إلا في عمان‪ ،‬فالبي‬ ‫الصف الأول وهناك أحاديث صحيحة بمذا الشأن‪ ،‬منها قوله صلى الله عليه وسلم‪«:‬لو‬ ‫يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه»‬ ‫استهموا عليه أي اقترعوا عليه‪ ،‬لما فيه من فضل» وقال أيضا‪ «:‬ليلني منكم أولوا الأحلام‬ ‫والنهى‪ ،‬ثم الذين يلونحم‪ ،‬ثم الذين يلونحم»‪ ،‬ويفهم من هذه الأحاديث أن التسابق إلى‬ ‫الصفوف الأولى أمر به الشرع ولكن نلاحظ أن كثيرا من الإخوة يبقون في آخر المسجد‬ ‫وفي زواياه» ويأتي غير أهل العلم وغير أهل الفهم وغير أهل الفضل فيتسابقون إلي الصفوف‬ ‫الأولى‪.‬‬ ‫س‪:‬بل وقد يتعازمون على الصف الأول‪ ،‬ويقولون هذا من باب الكرم‪.‬‬ ‫ج‪ :‬يقول أحد المشايخ من المفارقات عند العمانيين من قديم الزمان أنك تجدهم إذا جاؤوا‬ ‫إلى السنبلة (المجلس) وتحضر القهوة فيسألون تقهويت؟ (هل شربت القهوة ؟) ولكن عندما‬ ‫يأتون للمسجد ويجدون الجماعة قد صلوا لا يسألون هل صليتم‪.‬‬ ‫الخشوع هذا الخلق العظيم الذي قال فيه سبحانه وتعالى‪ :‬ل ق أفلح المؤمنون ه‬ ‫س‪:‬‬ ‫أل هم فى سلاتهت حَشِغوت © ‪[ 4‬الونون‪ :‬‏‪ - ١‬؛] ‪ ،‬ما أهمية حلق الخشوع في حياة‬ ‫الإنسان؟‬ ‫ج‪ :‬الخشوع بشكل عام هو التواضع‪ ،‬وسكون النفس والتذلل لله عز وجل والتواضع له‬ ‫وهو أمر محمود طبعا‪ ،‬والخشوع جاه الناس من أهل الفضل وأهل العلم أيضا من الصفات‬ ‫امحمودة} والخشوع في الصلاة ذو أهمية كبيرة جدا‪ ،‬لأنه كما عبر عنه النبي يل في‬ ‫الخشوع»‪.‬‬ ‫الصلاة‬ ‫وعمود‬ ‫الصلاة‬ ‫الدين‬ ‫وعمود‬ ‫عمود‬ ‫شئع‬ ‫لكل‬ ‫حديث‪«:‬‬ ‫وكل شيء لابد له من عمود يعتمد عليه كالبناء‪ ،‬فلذلك أنا في كتابي "المدخل إلى الفقه‬ ‫‪43‬‬ ‫الإباضي" ‪ ،‬تكلمت عن التأصيل التاريخي‪ ،‬والتأصيل العقدي وعندما جئت إلي قسم الفقه‬ ‫عبرت عنه بالبناء الفقهي لأن الفقه كالبناء‪.‬‬ ‫ما السبب؟‬ ‫س‪:‬‬ ‫ج‪ :‬لأنه كما جاء في الحديث لكل شيئ عمود يعني لابد من عمود يعتمد عليه‪ ،‬والعمود‬ ‫الذي يرتكز عليه هذا الدين هو الصلاة‪ ،‬ومن أهميتها أنه لم يذكر شيء في القرآن أكثر‬ ‫منهاك وعمودها الخشوع‪ ،‬والخشوع هو خشوع القلب بحيث لايشتغل الإنسان بشيء ني‬ ‫الصلاة‪ ،‬ولذالك هنالك صور رائعة لأسلافنا من العلماء ‪ 0‬وكيفية خشوعهم في الصلاة‪.‬‬ ‫فعندما يدخلون في الصلاة ينسون كل شيع\ ولا يهتمون بأي شيء إلا بالصلاة} فينسون‬ ‫ما يحدث حولهم فلا يشتغل بشيء إلا بالصلاة} ولذالك كما عبر عنها أبو فتح الملوشائي‬ ‫النفوسي في رائيته في الصلاة‪:‬‬ ‫مقام شريف ليس يعرف قدره ٭٭" سوى من تخلى عن علائقه الخشر‪.‬‬ ‫العلائق هي أحوال الدنيا ومشاغلهاء والصلاة مقام لا يحسن فيه القيام إلا ممن تخلى عن‬ ‫مشاغل الحياة‪ ،‬فالإنسان الذي يفكر في تجارته وي ربحه وخسارته هنالك خلل في‬ ‫صلاته‪ ،‬وفي بعض الروايات عن الرسول تة‪« :‬ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل»‪٥‬‏‬ ‫فالإنسان عندما يدخل الصلاة ويحدث نفسه بأحاديث الدنياء فهذا ليس لصلاته من‬ ‫نصيب إلا ما عقل منها‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل هنالك معاناة حتى يصل الإنسان إلى هذا الخلق العظيم ؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬الإنسان لا يستطيع أن يتخلى عن ذلك بالمرة‪ ،‬وفي نفس الوقت عليه ألا يوغل‬ ‫في التفكير‪ ،‬ويحاول أن يتذكر الصلاة بسرعة‪ ،‬ويترك ذلك التفكير ويعود إلى الخشوع في‬ ‫الصلاة‪ ،‬ويسأل ا له التوفيق والقبول‪ ،‬فالتوفيق من ا له وحده قال تعالى‪ :‬وبت جََذوا‬ ‫فيتا لَهمَديتَمتر شبل [لسكبوت‪ :‬‏‪ ، ]٦١‬أي أن الذين جاهدوا في سبيل ا له سيهديهم ا له‬ ‫سبله‪ ،‬ويوفقهم إلى الخير والحق‪ ،‬فالإنسان ما عليه إلا أن يتوكل على ا له عز وجل‪ ،‬حتى‬ ‫‪53‬‬ ‫يوفقه إلى الخشوع في الصلاة‪.‬‬ ‫س‪ :‬البي علا قال لبلال يفئ‪ «:‬أرحنا بما يا بلال»‪ ،‬الناس اليوم يعانون من الاكتئاب‬ ‫والتوتر وضغوطات الحياة‪ ،‬كيف نجعل من الصلاة راحة لبالنا؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن في الصلاة راحة‪ ،‬والإنسان لا سمح الله إذا أصيب بمصيبة حم جاء إلى‬ ‫الصلاة يجد فيها راحة نفسية وينسى مصيبته‪ ،‬ولذالك قال تي‪ « :‬أرحنا بما يا بلال» ول‬ ‫إذا حزبه أمر لجأ إلى الصلاة‬ ‫يقل أرحنا منها يا بلال‪ ،‬لأن في الصلاة راحة‪ ،‬والرسول ت‬ ‫ولا شك أن الصلاة محل الراحة والطمأنينة} فقد قال سبحانه وتعالى‪ :‬قَإدا آظمَأتنشْ‬ ‫قأتيغوأ ألصَكوةَكه [لنساء‪ :‬‏‪.]١٠٢‬‬ ‫فالصلاة تحتاج اطمئنانا من الإنسان‪ ،‬والاطمئنان يقوده إلى الخشوع وفي نفس الوقت هو‬ ‫يجد فيها راحته ويعظم أمرها عنده‪ ،‬ولذلك قال تعالل ياتها لكمة إلا عل الحشيبت ‪4‬‬ ‫[لبتة‪ :‬ه‪.]٤‬‏ والمنافقون إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى بعكس الإنسان المطمئن فهو يأن‬ ‫إلى الصلاة مرتاحا ونشيطا‪.‬‬ ‫حث وواضب على صلاة العيد‪ ،‬بل أتى في بعض الروايات أن النبي يل‬ ‫س‪ :‬البي ت‬ ‫حث النساء ذوات الأعذار الشرعية بالمشاركة في صلاة العيد‪ ،‬ماهي مكانة صلاة العيد؟‬ ‫وما الذي نتعلمه خلالها من أخلاق في حياتنا؟‬ ‫ج‪ :‬الإسلام ربط كل شيء بالعبادة} والعيد معروف أنه فيه بمجة‪ ،‬وسمي عيدا لأنه يعود‬ ‫على الناس في كل سنة‪ ،‬وجعل الله تعالى فيه فرحة وبيمجة للمسلمين حتى أن الصيام فيه‬ ‫محرم‪ 3‬وذلك لأهمية العيد‪ ،‬والإسلام عني بإدخال البهجة والسرور على نفوس الناس» لأن‬ ‫الأنفس مهما كانت مقبلة على الله عز وجل ومتلبسة بمذا الدين العظيم‪ ،‬فهي تحتاج‬ ‫كذلك إلى فترة راحة واستجمام! ولكن هذه الفرحة يجب أن لا تخرج عن العبادة} ولهذا‬ ‫شرعت صلاة العيد في هذه الفرحة‪ ،‬ولذلك أمر البي تة أن تختلط جميع نساء حتى من‬ ‫ذوات الأعذار يخرجن للبهجة وللفرحة‪ ،‬بدل أن يبقى الإنسان في بيته فيجد السعادة مع‬ ‫إخوانه} المرأة مع أخواتما من النساء‪ ،‬والرجل مع إخوانه من الرجال‪ ،‬ويتوجهون إلى صلاة‬ ‫‪63‬‬ ‫العيد شكرا لله عز وجل على هذه الفرحة‪ ،‬ثم إن المسلم يشعر بالتماسك عندما يلجأ إلى‬ ‫الصلاة‪ ،‬فهذه طبعا معاني صلاة العيد‪ ،‬وهي معان عظيمة وقد اختلف فى صلاة العيد‬ ‫هل هي سنة أم هي فريضة\ والراجح عند علمائنا أنما سنة مؤكدة‪.‬‬ ‫س‪ :‬بما أننا تكلمنا عن صلاة العيد‪ ،‬نريد أن نتطرق إلى صلاة الجمعة‪.‬‬ ‫ما هو قولكم في كثرة انتشار الجوامع التي تقام فيها صلاة الجمعة؟ ‪ 7‬ماذا يدل هذا؟‬ ‫بن عَامَْوأ إدا ؤ‬ ‫أن صلاة الجمعة فريضة من الله تعالى‪ ،‬قال تعالى‪ :‬يأبه‬ ‫لا شك‬ ‫ج‪:‬‬ ‫للصَكوة من بزي للسعة تاسعا يك ذكر اله ورا لة ددكر عز لك ين ‏‪ ٨‬مورك ‪ :::‬ه‬ ‫[الجمعة‪ :‬‏‪. ]٩‬‬ ‫وقد عاب الله تعالى على أولئك القوم الذين تركوا الخطيب يخطب وخرجوا للتجارة‪ 5‬في‬ ‫قوله‪ « :‬واتا رأوا عر آزلهؤا آنقشوأيلتها وت كيما [جسعة‪ :‬‏‪.]١١‬‬ ‫ركعتي الجمعة غم قام‬ ‫لأنه كان في السابق تقدم الصلاة على الخطبة فصلى البي ت‬ ‫يخطب©‪ ،‬فجاءت قافلة فيها تجحارة‪ ،‬فخرج الصحابة إلى تلك القافلة} ثم بعد ذلك جعلت‬ ‫الصلاة بعد الخطبة‪.‬‬ ‫وتي صلاة الجمعة تربية للنفوس‪ ،‬وهي فرحة وعيد للمسلمين‪ ،‬لكنه ليس كبقية الأعياد‬ ‫ولكنه عيد تكثر فيه العبادة وتكثر فيه الصلاة‪ ،‬وإذا امتلأت المساجد فلا مانع من إنشاء‬ ‫لأن كل من في البيت يخرج لأجلها‬ ‫مسجد آخر لأن صلاة الجمعة لها وضع خاص‬ ‫وخاصة الرجال وكذلك بعض النساء إذا وجدت ف المساجد أماكن مخصصة فمن وبعض‬ ‫الرجال قد يأخذ أولاده كلهم إلى صلاة الجمعة ولو كانوا عشرة فتمتلئ المساجد ولا تحد‬ ‫مسجدا تقام فيه صلاة الجمعة إلا وامتلأ بالمصلين‪ ،‬بعكس صلاة الجماعة يكون فيها صف‬ ‫واحد أو نصف صف في بعض الأحيان‪ ،‬والناس يتفرغون لصلاة الجمعة بعكس صلاة‬ ‫الجماعة‪ ،‬وأرى أنه لا مانع من أن تقام الجمعة في المساجد القريبة من بعضها لأن المساجد‬ ‫س‪ :‬يشتكي بعض الخطباء‪ ،‬من أن بعض الناس يأتون إلى صلاة الجمعة لأجل الصلاة وا‬ ‫‪73‬‬ ‫يحضرون الخطبة ظنا منهم أن الخطبة ليست من صلاة الجمعة ما رأيكم حول هذا‬ ‫الموضوع؟‬ ‫والخطبة مكملة للصلاة‪ ،‬ولابد‬ ‫ج‪ :‬لاشك أن للخطبة أحكامها وللصلاة أحكامها أيضا‬ ‫من الاستماع إلى الخطبة أو جزء منها‪ ،‬وإذا كان له عذر منعه من القدوم إلى الخطبة فذلك‬ ‫نجزئ له‪ ،‬وبعض العلماء يقولون أن الخطبة تقوم مقام ركعتي الظهر‪ ،‬فإن كانت كذلك‬ ‫فيشترط استماعها‪.‬‬ ‫‪83‬‬ ‫الملة الخامسة‬ ‫«خلق الياء ا»‬ ‫مائيالتمرآلرّييم‬ ‫ش‬ ‫س‪ :‬ما‬ ‫هو تعريف الصيام لغة وقي الاصطلاح الشرعي؟‬ ‫ج الصيام لغة هو الإمساك عن الشى فلذلك حكى الله تعالى عن السيدة مريم العذراء‬ ‫عليها السلام بقوا‪ :‬ن يدك ياعمي صوما فتن أسَلرَأ نيا » ه (ميم‪ :‬‏‪ ٢٦‬أي إذ‬ ‫صومها كان بالإمساك عن الكلام‪.‬‬ ‫وقد جاءت فيه شواهد كثيرة من الشعر كقول الشاعر ‪:‬‬ ‫خيل صيام وخيل غير صائمة ٭٭٭ تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما‬ ‫وكقول امرئ القيس‪:‬‬ ‫فدعها وسل الهم عنك بجسرة ؛_٭٭٭ ذمول إذا صام النهار وهجرا‬ ‫وأما ق الاصطلاح الشرعي‪:‬‬ ‫فهو إمساك مخصوص في أوقات مخصوصة عن الطعام والشراب وعن الاتصال الجنسي وغير‬ ‫ذلك ما يخل بالصيام‪.‬‬ ‫س‪ :‬ا له سبحانه وتعالى لما تحدث عن الصيام قال‪ :‬يأيها الزيت عامثوا كيب عله‬ ‫هم ‪2‬‬ ‫لا ماكي عى أليك ين تتيطز كتر متت © ‪ 4‬انة‪ :‬‏‪.]١٨٢‬‬ ‫كيف يتحقق لق التقوى من خلال الصيام؟‬ ‫ج‪ :‬دل الآية على أن الصيام فرض‪" .‬حب عليكم" أي "رض عليكم"ء "وعلى الذين‬ ‫من قبلكم" أي أن الصيام مفروض حتى في الديانات السابقة وإنما تختلف كيفيته‪ ،‬وتختلف‬ ‫ايامه‪ ،‬وفي رأيي أن هذا فيه تطمين للمؤمنين حتى لا يظنوا أنم آفردوا آو ميزوا دون غيرهم‬ ‫‪04‬‬ ‫بخاصية الصيام لأن الصيام بلا شك فيه مشقة على النفس ودائما كل شيء فيه منع‬ ‫للنفس تكون فيه مشقة فمثلا عندما يقول لك شخص‪ :‬لا تأكل لمدة ساعة أو لا تتصل‬ ‫جنسيا أو لا تشرب أو إلى غير ذلك من الأمور المحببة إلى النفس‪ ،‬يكون في هذا المنع شيء‬ ‫من التكليف والمشقة‪ ،‬والله تعالى يطمئننا كمسلمين بأنكم لستم وحدكم الذين كُلفتم بمذا‬ ‫الصيام وإنما كذلك الأمم الذين من قبلكم فهذه تميئة نفسية للمسلمين‪ ،‬والإسلام لم يدع‬ ‫تشريعا أو أمرا من أمور الدين إلا ويهيئ له النفسية‪ ،‬فالله تعالى يعلم كيف خلقنا وما ركبه‬ ‫لنا من أمور نفسية‪ «3‬ألا يكمن عن كهوالآيلي أليز ي ‪[ 4‬للك‪ :‬‏‪ ،]١٤‬فكل أوامر الشرع‬ ‫تتقدمها توطئات نفسية‪ ،‬ومنها الصيام ‪ ،‬ونحن أولى من الأمم السابقة بمذا التكليف‪ .‬لأن‬ ‫البي تل هو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو رسول من الله إلى الإنسانية جمعاء‪ ،‬وأما قوله‬ ‫تعالى‪ :‬حكر تَتَقويت م ه‪" .‬لعل" هنا للتعليل أي‪ :‬لتتقوا فالتقوى معناها أن الصيام‬ ‫يحتاج إلى تقوى‪ ،‬والتقوى هو اتقاء النار أو اتقاء كل ما يؤدي إليها‪ ،‬فلما يقول‪ :‬اتقوا الله‬ ‫أي‪ :‬اتقوا وتجنبوا ما يسخط الله تعالى‪ ،‬وليس كما يفهم من منطوق الآية "تجنبوا الله تعالى"‬ ‫بل تجنبوا ما يسخطه عند صيامكم والتزامكم بمقررات الصيام من أوامر ونواه‪ ،‬ولذلك يكون‬ ‫الصيام تاما بكامل شروطه وفرائضه وسننه ومستحباته‪.‬‬ ‫س‪ :‬يفهم بعض الناس أن التقوى تكون في النهار فقط وما إن يحين أذان المغرب ويفطرون‬ ‫إلا ويعودون إلى مشاهدة المحرمات وقول الزور‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن هذه الأفعال محرمة في رمضان وفي غير رمضان‪ ،‬والذي يحرم في نمار رمضان‬ ‫يباح له في الليل كالأكل والشرب والاتصال الجنسي‪ ،‬ولكن المحرمات لا تجوز في رمضان وا‬ ‫في غيره‪ ،‬والله تعالى يشعرنا بأن هذا الصيام يعطينا قوة إيمانية تمنعنا عن تلك المحرمات‪.‬‬ ‫س‪ :‬نلاحظ في مساجدنا ولله الحمد في بداية شهر رمضان يكثر المصلون ويكثر إقبال الناس‬ ‫على قراءة القرآن الكريم‪ ،‬ولكنهم بعد أسبوع ريما أو عشرة أيام يتراجعون عن الذكر والقراءة‬ ‫ويبدأ عددهم في التناقص ما تحليلكم لهذا السلوك؟‬ ‫‪14‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬بلا شك كما يقول المثل العربي‪ » :‬لكل جديد لذة»‪ 5،‬ورمضان قد مضى عليه أح‪.‬‬ ‫عشر شهرا إلى أن يأ رمضان القادم‪ ،‬فالنفوس مشتاقة إليه وتحد الناس يقبلون علو‬ ‫عددهم بالتناقص شيئا فشيئا‬ ‫الصلوات‪ ،‬وخاصة صلاة التراويح فتمتلئع المساجد ثم يبدأ‬ ‫بسبب المشاغل التي تظهر عندهم ‪.‬وطبعا هذا ليس مبررا لهم بأن يقوموا مذا التقلص" ولكن‬ ‫كشراء لوازم الأعياد وأخذ‬ ‫بلا شك أن هذه المشاغل تطفوا على السطح فى آخر رمضان‬ ‫فكان في‬ ‫الأهل للتسوق استعدادا للعيد ولكن في الحقيقة هذه الظاهرة بدأت تتقلص‬ ‫السابق نذكرها تقريبا بعد العشر الأول من رمضان تجد المساجد يقل فيها المصلون بشكل‬ ‫كبير جدا أما الآن فصاروا يتناقصون بنسبة خمس وعشرين في المائة ربما‪ ،‬فالحال صار أفضل‪.‬‬ ‫بسبب التوعية الدينية وتحد الاعتكاف‪ ،‬وهذا طبعا يدفع الناس إلى الحضور‪ ،‬وصلاة التراويح‬ ‫هي سنة مستحبة ولكن فيها فضل لحضورها‪ ،‬وهي مظهر جميل من مظاهر شهر رمضان‘‬ ‫مظهر فيه الاجتماع واللقاء‪ .‬وكنير من الناس ينسحبون ولا يكملون صلاة التروايح لأم‬ ‫يؤخرون الأكل بعد التراويح فيسرعون للأكل على عكس من يأكل في الإفطار فيكون‬ ‫مرتاح البال ولا يصلي التراويح كاملا وإن أطال الإمام‪ ،‬وهذه الأمور في تحسن ولله الحمد‪.‬‬ ‫س‪ :‬كيف يتجلى شكر الله في آخر شهر الصيام؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن ختامه يحتاج إلى شكر لأن ا له تعالى وفقنا إلى الصيام واجتزناه والحمد ف‬ ‫بصحة طيبة وبقوة إيمانية قوية‪ ،‬وها نحن الآن نحضر صلاة العيد ونخرج إليها بكامل الزينة‬ ‫والتهليل والتكبير وذكر الله عز وجل ولقاء أهل المدينة كلهم في العيد رجالا ونساء النساء‬ ‫يلتقين بالنساء والرجال يلتقون بالرجال‪ ،‬طبعا هذا يحتاج إلى شكر هذه كلها عوامل تحتاج إل‬ ‫شكر‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض الناس عندهم تذمر دائم ولا يشعرون بطعم اللقمة والشراب والأمن والأمان‪ ،‬ألا‬ ‫‪24‬‬ ‫يذكرنا أيضا خلال أيام الصيام بمذه النعمة؟‬ ‫الصيام يذكرنا بنعم كثيرة ومن هذه النعم نعمة الصحة هناك حديث عن الرسول‬ ‫ج‪:‬‬ ‫ل‪« :‬صوموا تصحوا»&" هذا معروف مقرر في الطب أن الصيام فيه صحة وأن المعدة تمتنع‬ ‫عن التخمة لمدة ثلاثين يوما هذه نعمة عظيمة وهنا تكمن الصحة لأن كما يقال المعدة‬ ‫بيت الداء هذا تعبير طبي يعني الداء كله يكمن من المعدة ومن تخمة المعدة‪ ،‬والثاني أن‬ ‫الصيام يذكرنا بالفقير‪ ،‬إذا الإنسان فتح عليه الله سبحانه وتعالى أبواب الرزق وفتح عليه‬ ‫النعمة} فعليه أن يتذكر أن هناك أناسا محتاجون إلى بعض هذا الطعام‪ ،‬فلذلك عندما سئل‬ ‫البي يوسف عليه السلام ‪«:‬مالك تجحوع وأنت على خزائنالأرض»؟‪ ،‬فالنبي يوسف كان‬ ‫عزيز مصر ووزير المؤونة كلها‪ ،‬أي بمثابة وزير المالية أو وزير الاقتصاد يعني أعطي مسؤولية‬ ‫المال ومسؤولية المؤونة} لأنه قال‪ «:‬اجعلني على خزآئن الأرض إني حفيظ عليم»‪ ،‬وهذه‬ ‫فيها نكتة بأن الإنسان المستشعر لقدرته على المسؤولية لا مانع من أن يسألها إذا كان يشعر‬ ‫بأن لديه الاستعداد والقوة لطلب المسؤولية‪ .‬لأن يوسف عليه السلام هكذا فعل والله‬ ‫تعالى ذكرها عنه في كلامه العزيز‪ :‬مال كجتلنى عحلرين ألكين إن حَفِيئُد عليغر نة‪ :‬كه [لوسد‪:‬‬ ‫‏‪ ،].٥‬فهذا إظهار للاستعداد "إني حفيظ عليم" أي‪" :‬أحفظ هذه الأموال وهذه الأرزاق‬ ‫وأنا أمين عليها"‪ ،‬ولكنه مع ذلك لم يرفه نفسه ولم يطمع أن يأخذ شيئا وصبر على الجوع‬ ‫فقيل له ذلك‪ ،‬وهو في تلك المكانة من الرزق وكل شيء تحت يده‪ ،‬فقيل له مالك تجوع‬ ‫وأنت على خزائن الأرض؟ أجاب بقول عظيم إلى الآن يعتبر مقياسا لنزاهة المسؤول‬ ‫ولأمانته وبأن المسؤول قبل غيره يجب أن يتبع السلوك الذي يرتضيه الله أولا م ما يرتضيه‬ ‫لمجتمع‪ ،‬فقال‪ «:‬أخاف أن أشبع» بمعنى إذا شبع ينسى الجائعين لكن إذا جاع يعرف أن‬ ‫هناك من هو جائع مثله‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ أنت معروف بالسبق التاريخي‪ ،‬والأبحاث التي كتبتها في التاريخ العماني‬ ‫وتاريخ الأمم‪ ،‬ولكم مشاركات تلفزيونية وإذاعية وصحفية حول هذه المواضيع التارخية يروى‬ ‫‪34‬‬ ‫أن الإمام جابرا بن زيد يي عاد من سفره في نار رمضان وكان مفطرا ولما وصل منزله وجد‬ ‫امرأته قد طهرت من حيضها ذلك النهار فواقعها‪ ،‬فماذا تقولون عن هذه الرواية؟‬ ‫ج‪ :‬هذه الرواية صحيحة\ وقد انبنت عليها مسائل فقهية} لأن المسافر في رمضان إذا كان قد‬ ‫تعدى حوزة الوطن‪ ،‬من حقه أن يفطر وعليه أن يبيت الإفطار من الليل طبعا‪ ،‬وكذلك المرأة‬ ‫التي تأتيها عوارض الإفطار من الحيض والنفاس وغير ذلك من الأعذار‪ ،‬وحدث أن الإمام‬ ‫جابرا بن زيد كان في سفر وكان مفطرا وكانت زوجته قي حيض وقد طهرت في وقت النهار في‬ ‫ذلك اليومإ وهنالك خلاف فقهي‪ ،‬هل الذي كان مسافرا مفطرا عندما يدخل الوطن عليه أن‬ ‫يمسك بقية يومه أم إنه يكمل يومه مفطرا؟ وكذلك المرأة التي تخرج من العذر الذي دعاها إلى‬ ‫الإفطار بعد انتهاء ذلك العذر هل عليها أن تمسك بقية يومها أم إنما تعتبر مفطرة؟ وبالتالي‬ ‫يعني أنما ما عليها الإمساك والظاهر أن الإمام جابرا بن زيد يرى أن الإنسان طالما قد أفطر‬ ‫فإن يومه ذلك قد ضاع سواء كان رجلا أو امرأة فلا بد له من قضاء ذلك اليوم باتفاق© فهذا‬ ‫الأنر دليل فقهي على أن الإنسان من حقه أن يكمل صومه بالإفطار الذي كان مفطرا فيه‪.‬‬ ‫س‪ :‬الله سبحانه وتعالى تكلم أيضا في معرض آيات الصيام عن موضوع الدعاء‪ ،‬كيف نستفيد‬ ‫من الدعاء في شهر رمضان وكيف نتعلم شروط الدعاء المستجاب؟ ولماذا يستجاب؟ وهل‬ ‫يفهم من هذه الآيات أن الدعاء مستجاب في رمضان أكثر من غيره من الشهور الأخرى؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن شهر رمضان فيه فضل عظيم وأشياء جميلة بالنسبة للصائم‪ ،‬ولذلك جعله‬ ‫الله تعالى مظنة لاستجابة الدعاء وفي الآية القرآنية الكريمة في قوله تعالى‪ :‬يلدا سألك‬ ‫عكايى عن قين قريت أجيب قوة الع يا تاق قلنتويجوا لى تآيؤمنا ي لمَتَمْز‬ ‫) مه [ابتة‪ :‬‏‪ } ]١٨٦‬فالرشد يكمن فى هذاء لذلك جعل الله سبحانه وتعالى هذه‬ ‫ذوبت‬ ‫آيات الصيام بمعنى أن شهر رمضان هو شهر الصيام‪ ،‬وهو مظنة لاستجابة‬ ‫الآية متوسطة‬ ‫الدعاء لأن فيه الصيام والقيام وقراءة القرآن وفيه الصلاة‪ ،‬ولا شك أن الله تعالى اصطفى‬ ‫‪44‬‬ ‫من بين الأشهر شهر الصيام وجعل فيه عددا من الفضائل واصطفى من الناس الرسل ومن‬ ‫الأمكنة والأزمنة‬ ‫من هذه‬ ‫يشاء‬ ‫ما‬ ‫فالله تعالى يصطفى‬ ‫والحرم‬ ‫الأماكن الكعبة المشرفة‬ ‫والناس‪ .‬وشهر رمضان تضاعف فيه الحسنات وتضاعف فيه السيئات‘ فلذلك عندما يصوه‬ ‫الإنسان شهر رمضان وقد التزم بما قرره الله تعالى عليه من أسباب التقوى فيه‪ ،‬فالدعاء‬ ‫يكون مستجابا حينئذ فالله تعالى يستجيب من الإنسان عندما يكون قريبا منه‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الملة التادسة‬ ‫«خلق الضياء آ»‬ ‫التيم‬ ‫س‪ :‬في قول الله سبحانه وتعالى‪ :‬يريد آنه يكه الركل يريد يكگمر المتر ه لابنة‪:‬‬ ‫‏‪ ]٠٨٥‬بعض الناس اليوم بمجرد أن يشعر بصداع بسيط أو بإرهاق يترخص لنفسه بالإفطار‬ ‫هل هناك معيار معين لهذه الآية الكريمة؟‬ ‫لا شك أن العسر هو ما كان فيه مشقة على الناس‪ ،‬واليسر ما كان فيه سهولة على‬ ‫ج‪:‬‬ ‫الناسك يختلف الشعور بالعسر واليسر بين الأشخاص بحسب قوتحمم الجسمية والعقلية وحتى‬ ‫الإيمانية والله يريد اليسر بنا ولا يريد بنا العسر وهذا لطف وكرم منه تعالى لأنه خلقنا ويعلم‬ ‫ضعفنا‪ ،‬والإنسان وإن كان من أضعف المخلوقات جسما فهو أقواها على الإطلاق عقلا‪.‬‬ ‫فالمشقة إذا كانت لا تطاق فهي عسرا وأما إذا كانت تطاق فالإنسان يجب ألا يلجأ إلى‬ ‫الإفطار بسببها‪ ،‬فالصداع البسيط لا يدعو إلى الإفطار اللهم إلا إذا خشي هلاك نفسه‬ ‫واحتاج إلى استعمال الدواء فهذا شيء طبيعي وقد نقل عن بعض العلماء التابعين أنه شعر‬ ‫ببعض الوجع وأفطر ولكن كما يقال استفتي قلبك كما قال البي تة ‪«:‬وإن أفتوك وأفتوك»‬ ‫لكن الضابط أن المشقة هي التي لا تحتمل أما المشقة اليسيرة أو المرض اليسير الذي يحتمل‬ ‫فهذا ليس من العسر‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل يفهم من كلامك أن شهر رمضان يعلمنا بمذه الطريقة خلق الصبر والإرادة ؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬وقد قيل عن شهر الصيام أنه شهر الصبر‪ ،‬لأن النفس تصبر بالإمساك عن المحببات‬ ‫من الأكل والشرب ومن الاتصال الجنسي ومن الأشياء الأخرى‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض العلماء يصفون الصيام بصفة خاصة من العبادات التي يظهر فيها خلق الإخلاص‬ ‫بشكل واضح فهل يمكنك أن توضح لنا هذا الموضوع؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن النفس تمتلوع طمأنينة وإيمانا‪ ،‬يعني دائما نفس الصائم تمتلئ بمذه الطمأنينة‬ ‫لأنه في الحديث المروي عن البي تلة أنه قال‪ «:‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما‬ ‫تقدم من ذنبه»} فشهر رمضان يعطي هذه الطمأنينة الإيمانية المعبر عنها بالروحانية وأنا لا‬ ‫‪74‬‬ ‫أستسيغ التعبير بالروحانية لأنه تعبير مسيحي كنسي والأفضل أن نعبر عنها بالإيمان أو‬ ‫السكينة "وعليكم السكينة والوقار" السكينة الإيمانية أو الطمأنينة‪ .‬ومن ذلك قوله‬ ‫تعالى‪ :‬ألين عاما وتقمية فلرئهم يكر أ ألايركرأقء طمي الثلث ) » [لرعد‪ :‬‏‪ 6١٨‬فهي‬ ‫إذن طمأنينة} والصيام بشكل عام حتى لو في غير شهر رمضان يمنح هذه الطمأنينة للنفس‬ ‫والراحة النفسية وتمتلوع نفس الإنسان بما‪.‬‬ ‫س‪ :‬الناس اليوم بأمس الحاجة إلى موضوع الراحة النفسية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إن بسبب مشاغل الدنيا وكثرتما وتزاحم الأشغال أصبح مزاج الإنسان لا يحتمل كثرتما‬ ‫وضغطهاء حتى أن بعض الأطباء يدعى أليكسس كارل في كتابه‪" :‬الإنسان ذلك المجهول"‬ ‫وهو طبيب فرنسي عاش في أمريكا خمسين سنة في النصف الأول من القرن العشرين الماضي‬ ‫يقول‪«:‬إن الإنسان في هذا الزمان يحتاج إلى كثرة النوم»‪ ،‬لأن هناك مشاغل ومتاعب كثيرة‬ ‫وأفكار متزاحمة‪ ،‬والإنسان في زمان هذا الطبيب يحتاج إلى كثرة النوم فما بالك اليوم! فلذلك‬ ‫الطب الآن يقرر أن ست ساعات ما عادت تكفي للنوم‪ ،‬وإن كان سابقا على الأقل ست‬ ‫ساعات تكفي الإنسان لأنه يعيش في هدوء وما هنالك تزاحم في الذهن وما هنالك‬ ‫ضغوطات كنيرة وكبيرة على الإنسان في حياته فبالتالي لعله يكتفي بنومه بعض الساعات وهي‬ ‫أقل من ست ساعات‪ ،‬لكن الآن لابد أن ينام أكثر من ذلك‪ ،‬والآن الطب يقرر هذا‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ نريد أن نفهم موضوع النية‪ ،‬لأن سمعت من بعض الأشخاص أحم يأخذون‬ ‫إجازة من الدوام خلال شهر رمضان‪ ،‬أو يتوقفون عن جميع الأنشطة التي تكون في بقية أشهر‬ ‫السنة ولا يمكن للإنسان أن يجعل من العمل نية للعبادة في شهر رمضان وهل يتعارض ذلك‬ ‫مع أن الإنسان يعمل في شهر رمضان وقد لا يجد وقتا في العبادة؟‬ ‫ج‪ :‬عدم الانشغال أو أخذ الإجازة إذا كانت لا تضر بالمصلحة العامة فنعم‪ ،‬وأما إذا كان‬ ‫يضر فلا‪ ،‬لكن في الغالب يقول‪ «:‬أنا أريد أن أتفرغ للعبادة وبالتالي أخذي للإجازة ليس‬ ‫مضرا بالمصلحة العامة ولا مضرا بتقديم المعروف إلى الناس» وهو يبتعد عن هذا حتى لا يظهر‬ ‫له ما يناقض الصيام فنيته في هذا حسنة\ أنا أعرف بعض رجال الأعمال يأخذون إجازة في‬ ‫‪84‬‬ ‫شهر رمضان من أعمالهم حتى لا تصدر منهم بعض الأخطاء في حق العمال أو في حق‬ ‫لموظفين‪ ،‬هذا نية حسنة في الحقيقة طالما أنه لا يمتنع بذلك عن تقديم المعروف وعن تقديم‬ ‫الخير وفي الوقت نفسه لا يضر بالمصلحة العامة للناس‪.‬‬ ‫س‪ :‬والذي ينوي أنه يعمل في شهر رمضان بنية العبادة أيضا؟‬ ‫ج‪ :‬هذا جيدا العبادة غير العمل لكن نقول أن ما يتصل بمذا العمل نتيجته‪ ،‬آثاره‪ ،‬إذا‬ ‫كان العمل هذا خيرا وتقديما للمعروف فلا شك أن فيه أجراء ومصالح العباد مهمة‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ هناك ظاهرة ربما هي موجودة عند الشباب بصفة أكبر وهي السهر طوال‬ ‫الليل والنوم طوال النهار في شهر رمضان ماذا تقولون عن هذا الموضوع؟‬ ‫ج‪ :‬هذا من السلبيات التى ابتليت بما المجتمعات الشبابية حقيقة هي أن الإنسان في النهار‬ ‫يكون نائما ما يحس بشيء مما حوله ويسهر الليل الطويل إلى طلوع الفجر الإنسان يجب‬ ‫عليه أن يأخذ قسطا من الراحة وأن يتناول السحور وأن يقوم الليل حسب إمكانه ولذلك‬ ‫البي يلة يقول‪ «:‬لا تزال أمتي بخير ما عجّلوا الإفطار وأخروا السحور»‪ ،‬والسحور لا بد منه‬ ‫فهو بركة كما جاء في الحديث«<‪ :‬تسحروا فإن في السحور بركة» وفيه قوة جسمية‪ ،‬غم أن هذا‬ ‫الذي ينام ما الذي يستفيد من هذا النوم؟ لا يستفيد شيئا‪ .‬بل يعطل مصالح الناس ويعطل‬ ‫مصالحه الشخصيةش والليل ليس فيه إنجاز فلا بد للإنسان من الراحةء ثم القيام للسحور‪.‬‬ ‫فكلما تأخر السحور قبل أذان الفجر كان أفضل‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ بالنسبة لغض البصر فالبعض يضيع طوال الليل في متابعة بعض البرامج‬ ‫والمسلسلات التي لا تخلو من محظورات كالعري والاختلاط‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن المحرم في نمار رمضان هو المحرم في ليل رمضان وهو المحرم في غير رمضان كما‬ ‫في نمار رمضان ولا في غيره‬ ‫تقدم ذكره ومشاهدة بعض المناظر المخلة بالأدب لا تحوز‬ ‫فيجب على الإنسان أن يبتعد عنها لأنه في شهر التوقير وشهر غفران الذنوب وشهر تجاوز الله‬ ‫تعالى عن خطايا الناس عندما يلجؤون إليه بالصيام وبالتوبة والاستغفار وقراءة القرآن والصلاة‬ ‫إلى غير ذلك من الأمور المأمور بما‪.‬‬ ‫‪94‬‬ ‫س‪:‬سعادة الشيخ رمضان شهر أنزل فيه القرآن‪ ،‬أيهما أفضل للإنسان في هذا الشهر أن‬ ‫ينهى الختمات الختمة تلو الختمة في قراءة القرآن الكريم أم يقرأ القرآن قراءة تدبر؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن قراءة التدبر أفضل لأنما مذكورة في القرآن‪ ،‬قال تعالى‪ :‬أفلا يَدَتَئوت ألعَانَ‬ ‫تر عي لوي اماله را » [غد‪ :‬‏‪ ]٢٤‬والصحابي الجليل العظيم العالم عبدالله بن مسعود‬ ‫يقول‪«:‬ما كنا نتجاوز الآية حتى نعلم معناها»} فيه تدبر وفيه معرفة معنى الآية ولماذا أنزل‬ ‫علينا القرآن لنقرأه هذيانا هكذا؟ لا‪ ،‬وإنما نقرأه بالتدبر ونعرف معناه حتى يحملنا على‬ ‫العمل به فى اتصالنا بالله عز وجل‪ ،‬لأن القرآن أساس العلم‪ ،‬فلذلك لابد من التدبر‪ ،‬أما‬ ‫لقراءة السريعة كمن يقول أني ختمت القرآن في ثلاثة أيام أو يومين شيء طيب وجميل‬ ‫لكن لا يكون الإسراع على حساب التدبر في ختم المصحف الشريف‪.‬‬ ‫التفسير؟‬ ‫كتب‬‫س‪ :‬هل تنصح في آلية التدبر أن يستعين الإنسان بكتاب من‬ ‫ج‪ :‬هذا شيء طبيعي‪ ،‬فالإنسان لابد أن يعرف معنى الآية من حيث اللغة‪ ،‬فيستعين بكتب‬ ‫التفسير لا شك في ذلك‘ فهي متوفرة الآن وفيها المختصر والمتوسط والمطول ولا سيما الكتب‬ ‫المختصرة تبين معنى الآية‪ ،‬حتى لا يؤثر قراءة كتب التفسير على قراءة القرآن بشكل عام‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ لقد ذكرت أنك تشجع على الإفطار الجماعي في المسجد وأنه يكون‬ ‫إفطارا بسيطاك أريد أن أسألك الآن عن موضوع الإسراف يي الإفطار عند بعضهم من باب‬ ‫إكرام الضيوف في بعض الأحيان أو حتى في البيوت المائدة العادية القي تكون بينهم فيها موائد‬ ‫كثيرة فيها إسراف‪ ،‬والأمر الثاني لماذا تشجع على هذا الإفطار الجماعي في المسجد؟‬ ‫ج‪ :‬إن الإفطار الجماعي في المسجد على بعض من التمرات وفنجان من القهوة وشرب لماء‬ ‫يتيح للإنسان أن يصلي الجماعة بسهولة ويسر‪ ،‬لكن الذي يفطر في بيته يأتي مسرعا قد يدرك‬ ‫الجماعة وقد لا يدركها وقد يأتي في وسطها وقد يكون في آخرها ويأتي مسرعا‪ ،‬هذا يتنان‬ ‫كذلك مع أمر البي يل أنه عندما ينادى للصلاة على الإنسان أن يسعى إليها وعليه‬ ‫السكينة والوقار وحضور الإنسان في المسجد لتناول هذا الإفطار الخفيف هو شيء جيد‬ ‫وطيب في الحقيقة} أولا أن فيه التلاحم والتعارف والألفة وحضور صلاة الجماعة من أول‬ ‫‪05‬‬ ‫الوقت الذي تقام فيه أنا أشاهد حقيقة بعض الناس الذين يفطرون في بيوتمم قد لا يتمكنون‬ ‫من الوصول إلى الصلاة في أول الوقت الذي تقام فيه ويضطرهم ذلك إلى الاستدراك ثي‬ ‫الصلاة‪ ،‬طبعا هذا لا داعي إليه ولو حضر إلى المسجد وتناول بعض التمرات وبعض‬ ‫الحاجات المحضرة هناك أفضل طبعا أنا ضد أن الذي يحضر الأكلات الأخرى في الإفطار في‬ ‫المسجد منهم يحضر السمبوسه ومنهم يحضر القطايف‪ ،‬هذا لا داعي إليه‪ ،‬قبل الصلاة كلها‬ ‫دقائق بسيطة جدا‪ ،‬خمس دقائق أو سبع دقائق بين الأذان وإقامة الصلاة الإنسان يتناول‬ ‫فيها الإفطار الخفيف الذي لا يشغله عن الصلاة حتى لا يفاجئ المعدة أيضا بكثرة الطعام‬ ‫وما يقام الآن من موائد الإفطار الكثيرة هذا شيء جيد كذلك" والإسراف في الموائد لا يجوز‬ ‫لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالصيام لنخفف في الطعام" ونحن نأتي ونستدرك على الله تعالى‬ ‫بأننا نكثف من الطعام‪ ،‬وكأننا نعوض عن فترة الصيام ونعوض بتكثير الطعام على المعدة هذا‬ ‫نوع من الاستدراك على الله تعالى في أمرنا بالصيام والمقصود من الصيام هو تخفيف العبء‬ ‫عن المعدة كما قال بعض الأطباء‪ «:‬المعدة بيت الداء»‪ ،‬وقي نفس الوقت الرسول منة قال‪« :‬‬ ‫صوموا تصحوا»‪ ،‬نصح بالصيام ما نصح بالطعام} وتكثير الطعام في الليل أكثر إضرارا في‬ ‫رمضان من غيره‪ ،‬لأن المعدة صائمة في النهار ويكثر عليها الطعام في المساء‪ ،‬وقد تحدث‬ ‫مشاكل صحية بسبب إكثار الطعام بعد الصيام‪ ،‬وأيضا فيه الكثير من الإسراف لأن الطعام‬ ‫يرمى‪ ،‬وقد أبتلينا بهذه العادة التي ضربت بجذورها في المجتمع‪ ،‬وعسى أن تخف وتقنن وتنظم‬ ‫في الأيام المقبلة إن شاء الله‪.‬‬ ‫س‪ :‬أريد أن أعرف كيف كنتم تقضون أوقاتكم في مسجد الخور في طلب العلم خلال شهر‬ ‫رمضان؟‬ ‫ج‪ :‬عندما كنا ندرس في مسجد الخور كنا نطبخ بأنفسنا لأن أهلنا في البلدان‪ ،‬السكن‬ ‫موجود ولكن نطبخ بأنفسنا ونحن طلاب صغار وقي رمضان‪ ،‬تعرف عندما يكون الإنسان‬ ‫صغيرا يأخذه النوم لا شك أكثر ما عليه في الكبر وفعلا كنا نفطر جماعيا على مجموعات‬ ‫وفي السحور تصغر المجموعات كل أحد يطبخ في مجموعته‪ ،‬ونكون قد طبخنا السحور‬ ‫‪15‬‬ ‫وجهزناه وأقبلنا إلى أكله ولكن عندما يقام الأذان نكف أيدينا عن السحور بعد أن تعبنا‬ ‫في طبخه وتحضيره وإعداده‪ ،‬وانتهى الوقت ولم نأكل ذلك الطعام الذي أعددناه‪ ،‬وفي تلك‬ ‫الأيام ل تكن عندنا ثلاجات حتى نحفظه‪ ،‬كانت الامكانيات بسيطة في تلك الأيام‪ 3‬هذه‬ ‫من ضمن الأشياء التي كنا نواجهها عندما كنا طلابا‪ ،‬ولما يأتي رمضان في الصيف نكون في‬ ‫الإجازة مع أهلنا‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ هناك ظاهرة جميلة اليوم بدأت تنتشر في وسط المجتمعات العمانية‪ .‬وهي ما‬ ‫تسمى بإفطار المسافر‪ ،‬وأنت ذاهب في الطريق ترى خيمة معينة أو مكان معين فترى كثيرا‬ ‫من اللوائح وقد كتب عليها "هنا إفطار للصائم المسافر"‪ ،‬هل هذه الظاهرة كانت موجودة عند‬ ‫العمانيين وهل مكنلمة حول هذا الموضوع؟‬ ‫ج‪ :‬هذه ظاهرة جديدة قي عمان وغير عمان بدأت قي خارج عمان وأتوقع أنما بدأت في‬ ‫جمهورية مصر العربية} في القاهرة تقام هنالك موائد للإفطار من قبل الأغنياء وانتشرت هذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وهي ظاهرة جميلة في الحقيقة‪ ،‬كانت في السابق موجودة ولكن ليست بمذه الكثرة‬ ‫ويهمذا المستوى الذي عليه الآن فالرجل يكون ضيفا على شخص يعرفه أو على رجل معروف‬ ‫بكرمه أو باستقباله للناس فينزل ضيفا على ذلكم الشخص وبالتالي يأكل من أكله أما الآن‬ ‫هذه الظاهرة تنتشر في العواصم طبعا لأن العواصم هي مجتمع لكل مواطني الدولة بمختلف‬ ‫فئاتمم» وأيضا هنالك أناس جاؤوا من خارج الدولة‪ .‬مثلا نأتي إلى مسقط هي الآن مجمع لكثير‬ ‫من المواطنين" وبالتالي يجدون هذه الموائد الإفطارية‪ ،‬وفي الحقيقة حتى وزارة الأوقاف والشؤون‬ ‫الدينية تقيم هذه الموائد للصائمين ويأتي إليها الناس الذين ليس لديهم عوائل هنا في‬ ‫السلطنة} من المواطنين أو من غير الدولة الذين جاؤوا للعمل أو للزيارة أو إلى غير ذلك من‬ ‫المهام} فهؤلاء يستفيدون من هذه الموائد‪ ،‬وفي الحقيقة هذه ظاهرة عظيمة وظاهرة إيجابية جدا‬ ‫وندعو إلى الإكثار منها وإلى تشجيعها ونسأل ا له لمن يقوم بما كل الخير والتوفيق والأجر‬ ‫والنواب‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ" في حديث عن النبي عانا‪ :‬يقول فيه‪ «:‬من لم يدع قول الزور والعمل به‬ ‫‪25‬‬ ‫فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» لماذا خص الني تة ترك سلوك قول الزور‬ ‫والعمل به دون غيره؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الرسول تلة خص ترك قول الزور والعمل به لأن فيه مضرة على الناس‪.‬‬ ‫عندما يقول الإنسان زورا أو كذبا في أشخاص هنالك مضرة على أولتك الأشخاص الذين‬ ‫قيل فيهم ذلك الزور أو الكذبڵ فنتيجة المضرة الحاصلة من قول الزور تخل بالصيام ما‬ ‫قيمة هذا الإنسان الذي يمتنع عن الأكل وعن الشرب وعن كل ما كان حلالا له وقي نفس‬ ‫الوقت يقول في الناس زورا ويكذب عليهم زورا ويمتانا طبعا لا يجوز وهذا من باب أن‬ ‫الطاعة والمعصية لا يجتمعان" هناك صيام وهناك قول زور وقول الزور من الكبائر فلا تجتمع‬ ‫الطاعة والمعصية‪ ،‬فالإنسان إذا أراد الأجر والثواب من الطاعة عليه أن يبتعد عن المعصية‬ ‫فهذه هي القضية‪ ،‬ولكن ليس قول فقك بل هنالك الكثير من الأمور الله سبحانه وتعالى‬ ‫كالغيبة والنميمة قال تَلة‪ «:‬الغيبة والنميمة تفطران الصائم وتنقضان الوضوء»‪.‬‬ ‫حرمها‬ ‫حتى الغيبة تفطر الصائم والنميمة أيضا والغيبة هي أن يغتاب الإنسان أخاه المسلم بما ليس‬ ‫فيه أو حتى فيه أو يذكره بسوء‪ ،‬هذه غيبة لا تجوز اترك الناس وشأنمم‪ ،‬كذلك النميمة‪.‬‬ ‫فالذي يسعى بين الناس بالوشاية هذه نميمة‪ ،‬هاتان المعصيتان تفطران الصائم وتنقضان‬ ‫الصوم والوضوء هناك عدة أشياء بجانب هذا الحديث فيها النهي عن أن يرتكبها الصائم‪.‬‬ ‫س‪ :‬هذا الأمر يقودني لحديث آخر يقول النبي تَة‪ «:‬فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا‬ ‫يرفث ولا يجهل فإن سبه أحد أو شامه فليقل إني صائم إني صائم»‪ ،‬ما فائدة تكرار إني‬ ‫صائم إني صائم؟‬ ‫ج‪ :‬هذا للتأكيد دائما التكرار يأتي للتأكيد الأولى هي للتأسيس والثانية هي للتأكيد‪.‬‬ ‫وهذا لأهمية هذا الأمر‪ ،‬دائما الإنساا؛ ينفعل عندما يسبه شخص أو يشتمه‪ ،‬فهنا يحتاج‬ ‫إلى التأكيد في هذا القول‪ ،‬عندما يقول‪ «:‬إني صائم إني صائم»‪٥‬‏ يذكر لذلك الشخص أنه‬ ‫صائم ولا يجهل والجهل جهلان‪ :‬جهل ضد الحلم وجهل ضد العلم" هنا جهل ضد الحلم‬ ‫ذلك‬ ‫إذا كان‬ ‫بسوء‬ ‫فالرنت كلام‬ ‫ألا يرفث وألا يفسقك‬ ‫جهل عليه‬ ‫فلا‬ ‫لا يعتدي‪،‬‬ ‫أي‬ ‫‪35‬‬ ‫الإنسان في نفسه خيرا يتذكر أننا كلنا في حالة صيام يجب أن نبتعد عن هذا السب وهذا‬ ‫تذكير لكلا الطرفين‪ ،‬فهذه الإيجابية في هذا الأمر‪ ،‬أنه نمي عن هذا المسبوب والمشتوم ان‬ ‫أو الشتم‪.‬‬ ‫بالسب‬ ‫الشخص الذي يقوم‬ ‫وتذكير لذلك‬ ‫يعامل ذلك الساب أو الشاتم بالمغل‬ ‫‪45‬‬ ‫الحلمة السابعة‬ ‫«خلق الزخاة والصدقة ا»‬ ‫ض ماشيالكتلّيم‬ ‫س‪ :‬ما هي الزكاة في اللغة وني الاصطلاح الشرعي؟‬ ‫ج‪ :‬الزكاة في اللغة النمو يقال‪ :‬زكا يزكو أي نما ينمو‪ ،‬والزكاة هي النمو بشكل عام‪:‬‬ ‫وتعني الزيادة أيضا‪ ،‬كلما أنفق الإنسان نفقة زاده الله تعالى تعويضا عن تلك النفقة وهذا‬ ‫كرم من الله عز وجل‪.‬‬ ‫أما في الشرع فهي طبعا إخراج المال إذا توفر فيه النصاب واستقرار الملك واستكمال الحول‬ ‫ودوران الحول واستكمال النصاب هذه هي الزكاة في الشع‪.‬‬ ‫س‪ :‬وهل هناك فرق بين الصدقة والزكاة ؟‬ ‫ج‪ :‬الزكاة ما فرضها ا له عز وجل على عباده الأغنياء في أموالهم للفقراء‪ ،‬قال تعالى‪ :‬عذ‬ ‫من أمولهز صَدَكهً ظهَْهُر وَيكهم يها [لنربة‪ :‬‏‪ ]٠٠٢‬ث الصدقة هنا بمعنى الركاة‪ ،‬وفي الآيات‬ ‫الصدقة أعم من الركاة} الزكاة أخص وهي في الإنفاق المفروض من الله عز وجل على‬ ‫الأغنياء تجاه الفقراء أو في المصارف الثمانية التى ذكرها الله تعالى في آية الصدقات بقوله عز‬ ‫وجل‪ (:‬إتتا الصدق للنت والسكن تالتييرت عتنها تالفوة فأوئفتر تف ألركاي‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪ 3 ]..‬إذن هذه الأصناف الثمانية تسمى بمصارف الزكاة‪ ،‬هنا الصدقة المفروضة هي الزكاة‬ ‫وفيه صدقة غير الزكاة لقول الله عز وجل‪:‬فل وف أمولهترحَق لَآبلي المحروم () إه [الذاريات‪:‬‬ ‫]‪ .‬أي من الزكاة وغير والزكاة والأحاديث طبعا وضحت هذا الأمر أن في المال حقا‬ ‫سوى الركاة‪ ،‬وهي الصدقة‪.‬‬ ‫س‪ :‬لكن هل يفهم من هذا الكلام أن الصدقة في الجانب المادي المالي فقط؟ وماذا عن‬ ‫حديث الرسول تم‪ « :‬تبسمك فى وجه أخيك صدقة»؟‬ ‫ج‪:‬الصدقة طبعا أعم وأشمل" تشمل المال‪ ،‬وتشمل تقديم العون للناس‪ ،‬وتشمل أيضا التبسم‬ ‫كما جاء في الحديث\ وكل ما فيه عون للآخر فهو صدقة‪ ،‬حتى أن هناك من قال بوجود‬ ‫‪65‬‬ ‫زكاة للجاه‪ ،‬زكاة الجاه تعني أن الإنسان عندما تكون له مكانة ويقدر بتلك المكانة أن يعين‬ ‫إنسانا ماء على قضاء حاجته من غير إضرار بالآخرين إنما يقضي له حاجته هذه تسمى‬ ‫ركاة الجاه‪ ،‬فكل ما يعين الآخر ويفيده طبعا هو من الصدقة بلاشك‪.‬‬ ‫س‪ :‬بما أننا ذكرنا تعريف الزكاة بأنما النمو والزيادة‪ ،‬يقول النبي تة‪ « :‬ما نقص مال من‬ ‫صدقة ماذا يشير هذا الحديث حول كلمة (ما نقص)؟‬ ‫ج‪« :‬ما نقص مال من صدقة»‪ ،‬سواء كانت زكاة أو صدقة‪ ،‬الإنسان حتى لو في غير‬ ‫الزكاة يتصدق على الناس لا ينقص ماله‪ ،‬بالعكس يزيدك الله تعالى يعوضه خيرا‪ ،‬الله تعالى‬ ‫يجعل مناديا ينادي في أول النهار‪ «:‬اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا»‪ ،‬الصدقة لا‬ ‫ينقص منها المال صحيح أن الإنسان قد يحذر أنه لو تصدق وأعطى ماله أو شيئا من ماله‬ ‫ما‬ ‫فالرسول تمل يطمئنه على أنه ما نقص مال من صدقة‪ ،‬وكل‬ ‫لعل ذلك ينقص منه‪،‬‬ ‫تصدق به الإنسان عوضه الله تعالى خيرا منه‪ ،‬فلذلك المثل يقول‪ «:‬يد الكريم موصولة»‪.‬‬ ‫س‪ :‬مازلت أركز على موضوع الصدقة ومفهومها الواسع أن بعض الناس دائما عندما يقال له‬ ‫لماذا لا تشارك في عمل تطوعي أو خيري‪ ،‬يقول‪:‬أنا ما عندي مال نريد أن نفهم المعنى‬ ‫الشامل للصدقة‪ ،‬لأن الإنسان ريما لديه القوة الجسديةش وريما لديه علم‪ ،‬لكن ليس له مال‬ ‫هل يمكن للإنسان أن يعطي جزءا من عمله؟ مثلا إذا كان طبيباء يفتح ساعات مجانا‬ ‫للآخرين‪ ،‬أو معلما فيعطي ساعات مجانية للفقراء وامحتاجين‪ ،‬هل هذا يدخل أيضا ضمن‬ ‫المفهوم الشامل؟‬ ‫ج‪ :‬كل ما يتطوع به الإنسان في مساعدة الآخرين هو صدقة‪ ،‬حتى أن في بعض مؤتمرات‬ ‫الأوقاف التي حضرتما‪ ،‬تؤكد على أن هناك وقفا من وقت الإنسان يوقف شيئا من وقته‬ ‫يجعله وقفا‪ ،‬مثلا كأن يوقف ساعة من زمانه في كل يوم أو في كل أسبوع أو يوما من‬ ‫الأيام‪ ،‬يعتبرها وقفاء يكون لمساعدة الآخرين بغض النظر عن اختلاف الفقه في هذا‪.‬‬ ‫وهل يجوز وقف الوقت أو لا يجوز؟ لكن المهم ناقش هذه المسألة بعض مؤتمرات الأوقاف‬ ‫ي خارج السلطنة‪ ،‬فكل ما يساعد في خدمة الناس هو صدقة‪ ،‬فالتطوع صدقة بشكل‬ ‫‪75‬‬ ‫عام! سواء تطوعت بمالك‪ ،‬أو تطوعت بوقتك أو تطوعت بعملك أو تطوعت بأي شيء‬ ‫يفيد الآخرين‪ ،‬هو صدقة‪ ،‬ولاشك فالإنسان يؤجر على هذا الأعمال ويثاب من قبل الله‬ ‫عز وجل إن صاحبها الإخلاص وخلت من الرياء وخلت من طلب الشهرة ومن طلب‬ ‫السمعة‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذن الفيصل في هذا الموضوع هو الإخلاص؟‬ ‫ج‪ :‬لا بد من النية ف كل عمل» قال تعالى‪:‬ل ويا يرا يلا ييتندوأ أه اصرت له ألي »‬ ‫[بية‪ :‬ه]‪ .‬فالأصل هي عبادة لكن لابد أولا أن يقصد المسلم بذلك وجه الله عز وجل‬ ‫هذا هو الإخلاص لا يقصد به سمعة ولا يقصد به شهرة‪ ،‬يحب ألا يذكر بأنه قد تصدق‬ ‫أو قد عمل عملا يريد به الشهرة أو يريد به استغلال أمر معين‪ ،‬لأن مشركي قريش قالوا‪:‬‬ ‫نحن نطعم الحاج ونعمر البيت ونصون الكعبة ونخدم ضيوف الرحمنإلى غير ذلك فرد الله‬ ‫تعال عليهم‪ :‬أجتلتر ستة لفت تمعاتة المتحد تار كمن عاميكقه كالؤر الكير‬ ‫أه [لتوبة‪ :‬‏‪.]٠٩‬‬ ‫وَجَهَدَ فى سبيل ل لا يَسَعَرنَ عندد ال رنه ل يهدى المرمر آلتليييت‬ ‫س‪ :‬إذن هنا تأكيد على مسألة النية والإخلاص سعادة الشيخ لاحظنا من بعض الناس‬ ‫المجتهدين أحم يقومون بحملات تطوعية وعندهم جهود رائعة وجميلة ولكنهم ‪-‬سبحان الله‪-‬‬ ‫يتسابقون في التصوير‪ ،‬يصورون أنحم تصدقوا لطفل صغير ولحخي سكني معين ولأناس‬ ‫محتاجين" وسمعت من بعض الناس أنم تأذوا من تلك الصور هل من نصيحة حول هذه‬ ‫الظاهرة؟‬ ‫الذين يظلهم الله‬ ‫ج‪ :‬طبعا كما قلت الصدقة يجب إخفاؤها‪ ،‬وكما جاء في حديث السبعة‬ ‫في ظله يوم لا ظل إلا ظله{ ومن هؤلاء السبعة رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم‬ ‫شماله ما أنفقت يمينه! بمعنى أنه لا أحد يعلمهاء جعل هذا كناية عن شدة الإخفاء‪ ،‬شمال‬ ‫طبعا هذه مجاز كمبالغة على‬ ‫الإنسان يده اليسرى لا تعلم بأن يده اليمنى قد تصدقت‬ ‫شدة الإخفاء وعدم الإظهار‪ ،‬ولا شك أن التصوير إذا كان فيه أذى للمعطى أو للمتصدق‬ ‫عليه فهذا لا يجوز ولكن إذا كان برضا المتصدق عليه‪ ،‬وهذا المتصدق يصور ذلك المشهد‬ ‫‪85‬‬ ‫لكي يحث الآخرين على أن يقتفوا ذلك الفعل ويتشجعوا‪ ،‬وهذا يعود إلى النية أما إذا كان‬ ‫طلبا للشهرة والسمعة ويتأذى ذلك المتصدق عليه! طبعا فهذا لا يجوز‪ ،‬وهذا من مبطاات‬ ‫النواب والأجر‪.‬‬ ‫س‪ :‬متى تبدى الصدقات ومتى تظهر؟‬ ‫ج‪ :‬تظهر إذا كان فيها اقتفاء وفيها تشجيع للآخرين وعدم أذية للمتصدق عليه‪.‬‬ ‫س‪ :‬يرى بعض المفكرين أن الزكاة نظام اقتصادي فكيف يكون ذلك ؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الزكاة هي نظام اقتصادي وهو وسط بين التيارات الاقتصادية كالاشتراكية‬ ‫والشيوعية والرأسمالية} الشيوعية نظام عقدي واقتصادي والاشتراكية نظام اقتصادي ليس نظاما‬ ‫عقديا وهنالك الرأسمالية} الشيوعية أو الاشتراكية يقومان على سلب خصوصية الملكية الفردية‪.‬‬ ‫لايوجد فرد يملك شيئا إنما يملكه القطاع العام أو تملكه الدولة وهي التي تعطي الفرد‪5‬‬ ‫والرأسمالية على عكس هذاء الرأسمالية شجعت تملك الفرد لكل شيء بمعنى أن الشيوعية‬ ‫اعتنت بالمجتمع وسلبت خصائص الفرد والرأسمالية اعتنت بالفرد وسلبت خصائص المجموعة‪.‬‬ ‫والإسلام توسط في هذاء وحب التملك غريزة قي الإنسان‪ ،‬حب المال غريزة فيه كذلك‘ ولكن‬ ‫الله تعالى فرض الزكاة وحث على الصدقة من الآيات والأحاديث التي ذكرناها آنفا‪ ،‬ففرض في‬ ‫المال نسبة معينة من الزكاة سواء فى النقود أو في الماشية أو في الثمار إلى غير ذلك‪ ،‬فهذا‬ ‫توسط بحيث أن هذا فيه تملك أشبع هذا الفرد غريزته قي حب التملك وتملك أصولا ومنقولات‬ ‫في الاقتصاد ولكنه تذكر بأن الله تعالى أمره بأن يعطي من حوله من الفقراء‪ ،‬يعني أن يزكي‬ ‫هذه الأموال وأن يصرفها في المصارف الثمانية التى فرضها الله تعالى للفقراء والمساكين والعاملين‬ ‫على الزكاة وفي الرقاب الذين يفكون عنهم المكاتبة وقي سبيل الله وابن السبيل‪ ،‬في سبيل الله‬ ‫الآن كل ما يقوي الإسلام والأمة الإسلامية هو في سبيل الله حتى العلم الآن هو في سبيل الله‪.‬‬ ‫بعض العلماء كان في السابق يفسر "في سبيل الله" بالجهاد‪ ،‬والآن كل شيء يقوي الأمة هو‬ ‫جهاد للأمة وما يقوي الأمة هو في سبيل الله والعلم في مقدمتها‪.‬‬ ‫س‪ :‬يرى بعض العلماء أن من المقاصد والأخلاقيات التي يتعلمها الإنسان من الزكاة‬ ‫‪95‬‬ ‫والصدقة هي إذهاب الأحقاد والضغائن من نفوس الفقراء تجاه الأغنياء كيف يكون هذا‬ ‫الأمر؟‬ ‫ج‪ :‬الزكاة فعلا شرعت فذا الأمر وحث الإسلام على الصدقة لهذا الأمر‪ ،‬لأن هؤلاء‬ ‫الفقراء عندما يرون الأغنياء قد استحوذوا على الأرزاق والأملاك والأموال ولم يخرجوا لحم‬ ‫شيئا من ذلك‪ ،‬هذا في الحقيقة هو الذي يجعلهم يحقدون على أولئك الأغنياء فتكون الفتن‬ ‫ني مجتمعا وما كانت الحروب إلا بسبب هذاء حتى أن الفكر الشيوعي نشأ بسبب‬ ‫الرأسمالية وبسبب عدم التصدق وعدم الإنفاق من رجال المال إلى الفقراء‪ ،‬يعني هذا الذي‬ ‫أسس الفكر الشيوعي‪ ،‬وكارل ماركس كان ذاق ذرعا بجشع الرأسمالية فخرج بمذا النظام‬ ‫الشيوعي الذي يسلب الفرد ملكيته وحتى كانت حروب تدار نتيجة حقد الفقراء على‬ ‫الأغنياء لأن هذا الفقير عندما يجوع لا يبالي أن يفعل ما يفعلهء فشرعت الزكاة لإذهاب‬ ‫هذه السخائم والأحقاد من نفوس الفقراء حتى أن الزكاة شرعت أن توزع في مكان المال‬ ‫اللركى مثلا إنسان من "العوابي" عنده مال في "نزوى"‪ ،‬الزكاة من ماله في نزوى يجب أن‬ ‫توزع على فقراء نزوى لأنمم أولى به هم الذين يشهدونه ويرونه وهو يجمع ذلك المال‪ ،‬فكل‬ ‫مال مزكى زكاته يجب أن تخرج فى مكانه‪ 3‬لأن المقصود بذلك ذهاب الأحقاد من الفقراء‪.‬‬ ‫س‪ :‬هذا يدفعني إلى أن أستفسر عن موضوع فقه الأولويات‪ ،‬فبعض الناس يساهمون‬ ‫ويشاركون في الأعمال الخيرية والصدقات لغيرهم‪ ،‬وقي المقابل ريما أهلهم أحوج إلى ذلك‬ ‫المال؟‬ ‫ج‪ :‬لاشك أن الأقارب أولى فهذه زوجة الصحابي عبد الله بن مسعود واسمها زينب سألت‬ ‫البي تة فيمن تجعل صدتتها وهو يعلم أن زوجها عبدالله بن مسعود فقير فقال لها‪«:‬‬ ‫ضعيها في زوجك» لأنما تكون قربة وصدقة فى آن واحد‪ ،‬حتى الحديث «وابدا بمن تعول»‬ ‫هذا في النفقة لكن حتى في الركاة الإنسان يبدأ بالذي يعوله‪ ،‬فلذلك القريب الزكاة فيه‬ ‫صدقة وصلةء أما في الغريب فهي صدقة وركاة} والقريب أولى في الحقيقة وعندما يستكفي‬ ‫القريب من الركاة تذهب إلى الغريب" فلذلك زكاة كل بلد تي أهله لا ينتقل إلى البلاد‬ ‫‪06‬‬ ‫الأخرى وإذا فاضت الزكاة من هذا البلد الذي تحب الزكاة في ماله تعطى للبلد المجاور‬ ‫فدائما هنالك أولويات في الإسلام‪ ،‬الأولى أن تنفق الزكاة في بلد المال المركى على فقرائها‬ ‫وعلى مساكينها على كل من يستحق الزكاة لا أن تنقل الزكاة إلى الأماكن البعيدة‪ ،‬لأنما‬ ‫شرعت لإذهاب الأحقاد كما تقدم‪.‬‬ ‫س‪ :‬الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول‪ :‬وأما السبل كلا تهتز به الضحى‪٠٠ :‬إ‪6‬‏‬ ‫هذه القضية ريما تتبع موضوع الصدقة والركاة} البعض محتار هل هذا السائل في الشارع‬ ‫أعطيه أم لا؟ ريما يكون ميسورا إلا أنه تعد على التسول كيف نتعامل مع هذا الموضوع‬ ‫بحكمة؟‬ ‫ج‪ :‬هذه ظاهرة في كنير من المجتمعات مع الأسف© قد يكونون فقراء لكن عادة الفقير‬ ‫المحتاج لا يسأل بل يتعفف‘‪ ،‬قال تعالى‪ :‬لياتتأوبت ألتا إِلْحَاكًا ه [ابتة‪ :‬‏‪ ،]٢٧٢‬ومعظم‬ ‫الذين تسمح لهم نفوسهم بالتسول غير محتاجين‪ ،‬ثم إنه من المفروض عندما يعطى ما يسد‬ ‫يومه تحرم عليه المسألة} تجحد ذلك المتسول يسأل فيأخذ من هذا ومن ذلك ويجمع في اليوم‬ ‫الواحد الكثير من الأموال وهذا لا يجوز‪ ،‬لكن للإنسان أن يعرف أولئك المحتاجين وقد‬ ‫كثر المتسولون قد يكونون ينفقون هذه الأموال في غير وجهها المشروع في غير الأمور‬ ‫الطيبة التي يرتضيها الإسلام} فقد ينفقونما في المعاصي مثلا في التدخين وفي شراء‬ ‫الكحوليات وفي أمور غير مرضية من قبل الشرع‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذن ما هو تعريف السائل في الآية؟‬ ‫ج‪ :‬السائل هنا هو الإنسان المحتاج‪ ،‬حتى إن رده لا يرده بنهر في القول‪ ،‬مثلا يأتيك شخص‬ ‫تعرف بأنه غير محتاج لا تنهره بالرد وإنما قل له‪ «:‬اعتذر لك أو ما عندي»‪ ،‬والدولة عندنا في‬ ‫السلطنة مانعة للتسول‪ ،‬عندما يأتيني متسول ما أعرفه أقول له‪ «:‬الدولة مانعة لهذا التسول‪،‬‬ ‫فإذا أنا أعطيتك شيئا كأنني عرضت نفسي للمساءلة القانونية فنحن منعتنا الدولة ونحن أيضا‬ ‫مسؤولون في الدولة لا يمكن أن نبيح لأنفسنا اختراق هذه الأنظمة وهذا القانون هنالك لجان‬ ‫مكونة لمكافحة التسول فما يمكن نحن نساعد على التسولك» فأنا اعتذر لهم بمذا‪ ،‬فالاعتذار‬ ‫‪16‬‬ ‫يكون بلطف لا يكون بنهر وإن أعطيته أو لم تعطه فلا تنهره إنما اعتذر له بلطف هذا هو‬ ‫المقصود من الآية‪.‬‬ ‫س‪ :‬أريد أن أسأل عن مسألة نظام الزكاة أو نظام الصداقات‪ ،‬هل في تاريخنا العمايني شرعت‬ ‫أنظمة معينة في عصر الأئمة وبعض الحكام كما نراه اليوم من تقنين بعض المؤسسات لموضوع‬ ‫الزكاة ؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الموجود الآن لم يمكن موجودا سابقا من تنظيم وتقنين ومن وجود دولة‬ ‫مهيكلة} ودولة مؤسسات\ وكل مؤسسة تعنى باختصاصها أو كل مؤسسة في هيكلية الدولة‬ ‫كلفت باختصاص معين يخدم المجتمع في السابق ما كان موجودا‪ ،‬كان في السابق الإمام‬ ‫يجمع الركاة من المواطنين ثم يعطي للفقراء‪ ،‬ومنها ما يكون في إعزاز الدولة ومنها ما يكون‬ ‫للفقراء هكذا كان سابقا‪ ،‬فولي الأمر هو الذي يقدر كيف يأخذ من الزكاة ما يكون في إعزاز‬ ‫الدولة وكيف يعطي الفقراء والمساكين من هذه الزكاة} فولي الأمر هو له التقدير في القضية‬ ‫لكن نظام صناديق للزكاة وتوزيع وترتيب وتقنين لم يكن موجودا‪ ،‬لكن كان سابقا ولي الأمر‬ ‫هو من يجمع الزكاة من المواطنين بواسطة الجباة العاملين‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد كلمة تشجيعية للأخوة الذين يعملون في موضوع تجميع وترتيب هذه الزكاة ومتابعة‬ ‫كشوفات الفقراء والناس المحتاجين‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذه أمور منظمة من قبل الوزارة المعنية بالزكاة في السلطنة وفي حكومة السلطنة وهي وزارة‬ ‫الأوقاف والشؤون الدينية هنالك دائرة للزكاة وهنالك صندوق للزكاة وهنالك صناديق أخرى‬ ‫للركاة تحت إشراف هذه الوزارة» وهي نظمت هذه الأشياء بتنظيمات في آليات ولوائح وهذه‬ ‫من الأمور التنظيمية في الحقيقة‪ ،‬والحكومة أمينة على هذه الزكاة‪ ،‬وأنا أسأل هل يمكن أن‬ ‫نعطي الحكومة؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬أعطوها الحكومة فالحكومة أمينة في هذه الزكاة} الآن ليس كما في‬ ‫السابق عندما قالوا‪ :‬لا نعطيها الحاكم الجبار خشية أن يتصرف فيها‪ ،‬الآن العدالة موجودة‬ ‫والمساواة موجودة‪ ،‬ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية وهي مسؤولة عن الزكاة عندها قوائم‬ ‫وتشترك معها مؤسسات أخرى في وضع هذه القوائمش وعندها لجان‪ ،‬وقي كل ولاية لجنة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الأموال والذين يقدرون على تقديم الركاة أن وزارة‬ ‫فالأمر كله منظم‪ ،‬ونقول للأغنياء وأصحاب‬ ‫الأوقاف والشؤون الدينية هي يد أمينة في حفظ هذه الزكاة وهي تأخذ الزكاة من حلها‬ ‫وتضعها في محلها ‪-‬إن شاء الله‪ -‬ولا خوف على أموال الركاة‪ ،‬الآن الأمور منظمة ومقننة‬ ‫وحتى مراقبة من قبل جهات الرقابة‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫الحلمة الثاهفة‬ ‫«خلق الزخاة والصدهة "»‬ ‫بمتلدمالشمرألزّيم‬ ‫س‪ :‬يقول ا له سبحانه وتعالى‪ :‬عذ من أتوولهز صدفة ظهره نهم يا ‪[ 4‬انوية‪٠.× :‬إ‪.‬‏ هل‬ ‫يفهم من التطهير والتركية إذهاب الشح والبخل من قلب الإنسان؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن في قول الله عز وجل‪« :‬تطهرهم وتزكيهم بما» تطهرهم نفسيا وعقليا وذهنيا‬ ‫وتركيهم أي تنميهم وتطهر الأموال المزكاة وتنمي الأموال المركاة‪ 5‬المقصود من هذه الآية‬ ‫يشمل الزكاة وأرباب الأموال الذين يركون بأن نفوسهم تطهر وقلوبهم تطهر وأذهانحم تطهر‬ ‫وأموالهم تطهر وتصفو‪ ،‬حى لا تكون هذه الأموال مشيبة بشيء من الحرام؛ عندما نخرج‬ ‫الإنسان من الزكاة تصبح حلالا صافية غير مشيبة بالحرام! «تركيهم بما» أي تركي هذه‬ ‫النفوس بحيث أنما تركيهم عن الشح وعن البخل وتركي هذه الأموال بالنماء‪.‬‬ ‫والأموال التي تخرج منها الزكاة تنمو وتزيد للمزكي‪ ،‬هذا المقصود من قول الله عز وجل والله‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫س‪ :‬النبي ية قي حديث سئل عن مجموعة أخلاق‪ ،‬من ضمنها‪ :‬أيكون المؤمن كذابا؟ فقال‬ ‫البي لا‪ ،‬ثم سئل أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال يل‪ :‬نعم كيف نفهم مفهوم البخل هنا ومفهوم‬ ‫الكنز الذي ذكر في الآية الكريمة؟‬ ‫ج‪ :‬البخل حاجة غريزة في الإنسان وهي قائمة على حب المال‪ ،‬لا شك أن الله تعالى فرض‬ ‫إخراج الزكاة ولو لم يكن هنالك حب للمال لم يشرط عليه الزكاة} الزكاة فرضت من قبل‬ ‫لله عز وجل في قوله‪ :‬وَأقيموا الصَكة وائوأ التكَوة ه ابنة‪ :‬ء‪،]٤‬‏ أكثر شيئين ذكرا في‬ ‫القران الصلاة والركاة‪ ،‬فالركاة قرينة الصلاة لماذا؟ لأن الله تعالى خلق الإنسان وجعل في‬ ‫نفسه أو في قلبه أو عقله حب تملك المال‪ ،‬فالبخل حاجة غريزية كالجبن كذلك سئل‪:‬‬ ‫أيكون جبانا؟ قال‪ :‬نعم ولكن لا يكون كذاباكما جاء في الحديث‪ ،‬بمعنى ذلك أن الله‬ ‫تعالى أمره بإخراج هذه الزكاة لصالح الإنسان لأن فيه حب التملك غريزة هكذا‪ ،‬ولذلك‬ ‫شتد على من يكتنز هذه الأموال ويمنع الزكاة منها في قول ا له عز وجل‪ :‬وَينَ‬ ‫_‪-‬‬ ‫‪56‬‬ ‫سص ر‬ ‫و‬ ‫آلي ‪ 1‬و‬ ‫بكَدَ ان‬ ‫كروت العب الفصة ول يشفقوتها فى سَييل اللهبر‬ ‫جت عما في تار جمر تنصر بيها حساهمُهتر وَجَعُوفُر وورم كندا مكماتَزْتم‬ ‫انكر قذوفرا ‪ .:‬تربت ما [لنوبة‪ :‬‏‪ - ٢٤‬‏]ح‪ & ٥‬فالله تعالى شدد على التمسك‬ ‫بمذه الغريزة النفسية في حب المال وعدم إخراج الزكاة منها وعدم إخراج الصدقة للمحتاجين‬ ‫إليها‪ .‬هنا فيه تشديد في الحقيقة} والإنسان فيه حب توريث هذا المال لمن يأتي بعده من‬ ‫أولاده حتى لا تتعبهم الحياة طبعا هو في هذا الموضوع أي قضية التوريث الإسلام وازن‬ ‫بين كيفية الوصية بمذا المال‪ ،‬والذي يتركه لورنته يدخل في هذا الجانب وهذا الأمر معروف‬ ‫من وصية سعد بن أبي وقاص عندما أراد أن يوصي بكل ماله لأنه ما كان عنده إلا بنت‬ ‫واحدة‪ ،‬فنهاه الرسول بة فقال له‪ :‬لا‪ ،‬إنما النلف‪ ،‬يكفيك الثلف‪ ،‬وقال له لإن تدع‬ ‫ورنتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس‪ ،‬يتكففون الناس أي يطلبون‬ ‫بالأكف‪ ،‬يعني دائما السائل يطلب غيره مادا كفه لأخذ العطاء قال له أن تذر ورنتك‬ ‫أغنياء خير لهم من أن تذرهم عالة يتكففون الناس أي يمدون أيديهم إلى الناسك فهنا فيه‬ ‫موازنة بين الوصية وهي صدقة في حد ذاتما للغير وإنما قال له النبي يل اكتف بالثلث‬ ‫والثلث كنير‪ 3‬فهذا هاولميزان في قضية أن الإنسان يتخلص منالبخل ومن الشح لكنه‬ ‫أيضا كما ذكرت أن حب المال غريزة‪ ،‬وحب توريث الأبناء غريزةء ولكن الإسلام هآب‬ ‫ذلك‪ ،‬ولذلك هناك أبيات جميلة لشاعر العلماء وعالم الشعراء الشيخ أحمد بن النظر‬ ‫السمائلي في قصيدته في الزكاة في كتابه الدعائم يقول فيها‪:‬‬ ‫ما هاجني رسم ولا مربع """ ولا شجاني طلل بلع‬ ‫ولا حمام الأيك راد الضحى ٭٭٭ على الأفانين إذ يسجع‬ ‫لكن شجاني زمن فادح ٭٭٭ وحادث من خطبه أشنع‬ ‫ومن ركاة فرضها واجب ٭٭٭ على أولي الأموال لم تمنع‬ ‫يا جامع المال على أن ٭٭٭ تتركه ويعك ما تصنع‬ ‫‪66‬‬ ‫جمعته تمت خلفته ٭٭٭ لغافل لم يدر ما تجمع‬ ‫فعاث فيما كنت عن أكله ٭٭٭ نفسك إن تاقت له تمنع‬ ‫صار إليه وافرا كله ٭٭" وأنت من أوزاره تضلع‬ ‫يعني أن الإمام ابن النظر يحذر هذا البخيل من الذي لا يريح نفسه بما أتاه الله من مال ولا‬ ‫يتصدق منه‪ ،‬ولا ينفق منه شيئا في سبيل أنه يخلفه لذلكم الوارث‪ ،‬وذلك الوارث لا يعلم‬ ‫لماذا هذا يجمع المال ‏‪٤‬يقول له جمعته ثم خلفته لغافل لم يدر ما تجمع ۔أنت تتعب فيه وهو‬ ‫لا يدري‪ ،‬فعاث في هذا المال لما ورثه »أنت أيها الجامع لهذا المال كنت تمنع نفسك من‬ ‫شيء تتوق له نفسك‘ يعني هذا البخيل حتى يمنع نفسه إن تاقت إلى شيء ‪٤‬يقول‏ لا هذا‬ ‫غال هذا لا أحتاج إليه» يعني يشتهي أن يأكل شيئا لكن يمنعه البخل من أن يشتري ذلك‬ ‫الشيء‪ ،‬لكي يرفه به عن نفسه‘ لا لشيء يريد إلا أنه يخلفه لورنته وذلك الوارث عاث في‬ ‫هذا المال‪٤‬كم‏ شاهدنا من أناس أغنياء كانوا بخلاء ورثوا أموالا لأولادهم فجاء الأولاد‬ ‫فتلاعبوا بتلكم الأموال وذهبت أدراج الرياح‪ ،‬وهناك قصص كثيرة في التاريخ العماني حتى‬ ‫في زماننا هذا كذلك‘ فالوارث قد يتلاعب بتلك الأموال وقد لا يتلاعب بما ولكن لا‬ ‫يستفيد منه ذلكم الشخص المانع للزكاة والمانع للصدقة والذي كان لا يساعد الفقير ولا‬ ‫يعطي المحتاج‪.‬‬ ‫س‪ :‬يقول الله سبحانه وتعالى‪ («:‬وأمانة رَيَكَ خت ا ‪[ 4‬لضحى‪ :‬‏‪ ، ]٠١‬قبل الفاصل‬ ‫أنه ربما يبخل على نفسه ويحرم نفسه من الكثير من الأمور لأجل‬ ‫تحدثنا عن الإنسان‬ ‫أبنائه‪ ،‬وذكرت تلك الأبيات الجميلة! كيف نفهم إظهار النعمة في حياة الإنسان الذي‬ ‫أكرمه الله سبحانه وتعالى بالمال؟‬ ‫ج‪ :‬إظهار النعمة على الإنسان هي من شكرها! "وأما بنعمة ربك فحدث"‪ ،‬فالتحديث‬ ‫بنعمة الله تعالى في إظهارها أمام الناسك أن يلبس الملبس الحسن وأن يأكل المأكل الحسن‬ ‫‪76‬‬ ‫وأن يركب المركوب الحسن من غير إسراف فلذلك الإنسان عليه أن يأكل ما شاء ويشرب‬ ‫ما شاء ويلبس ما شاء من غير إسراف ولا خيلا أما الذي يقتني هذه الأشياء ويظهر‬ ‫يحذه المظاهر من باب الخيلاء أمام الناس ومن باب الاستعلاء على الناس ‪.‬هذا لا يجوز‬ ‫لكن على الإنسان أن يظهر نعمة الله تعالى إن وسع الله عليه‪.‬‬ ‫س‪ :‬ومتى يكون عند الإنسان الزهد والتصوف؟‬ ‫ج‪ :‬أساسا الزهد في رأيي هو أن تجتنب الحرام وليس معنى الزهد أن الإنسان يحرم نفسه‬ ‫فما دامت الأموال متوفرة عنده فلا يحرم نفسه من المأكل الطيب ومن الملبس الطيب ومن‬ ‫التمتع بالملذات‪ ،‬وأن يعيش الحياة المسموح بما في حدود الشرع ومن غير خيلاء‪ ،‬وليس‬ ‫الزهد أن يلبس الإنسان اللبس المرقع أو يأكل الأكل اليابس وهو عنده الأموال فهذا ليس‬ ‫زهدا في الحقيقة‪ ،‬بل هذا في مقدمة البخل فالزهد هو أن يترك الإنسان الحرام فقط‪.‬‬ ‫س‪ :‬الناس عندما يرون عالما أو إنسانا جمع بين التدين والعلم والمال ويركب سيارة فاخرة‬ ‫وعنده قصر فاخر يقولون دائما هذه الكلمة‪ :‬أين الزهد عند هذا العالم وعند هذا الشيخ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا مفهوم خاطئ في الحقيقة! فكثير من علمائنا وأسلافنا الأوائل عاشوا على قدر‬ ‫من الغنى‪ ،‬فالشيخ الإمام ابن بركة العلامة الكبير في بملا كان يتفقد أمواله على فرس هل‬ ‫يعني ذلك أنه ليس زاهدا؟ لكنه كان متجنبا للحرام‪ ،‬ولم يجمع تلك الأموال من الحرام بل‬ ‫من حلال‪ ،‬وينفقها في الحلال ويخرج منها الزكاة‪ 5‬ويستضيف الطلاب من داخل عمان ومن‬ ‫خارجها‪ ،‬فكان يأتيه الطلاب من بلاد المغرب يدرسون عنده‪ ،‬يقول الشيخ نور الدين‬ ‫السالمي أنه قد تخرج من عنده ثمانون عالما من المغاربة‪ ،‬مم أيضا الشيخ خميس بن سعيد‬ ‫الشقصي‪ ،‬فشخصيته تدل على أنه كان ذا مال‪ ،‬والشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي‬ ‫كذلك وأيضا الشيخ نور الدين السالمي لم يكن فقيرا كان عنده بيت يناسب عصره‬ ‫وزرنا بيته في الظاهر" وعنده أموال كان قد اشترك في تأسيس بلدة الظاهر من ولاية بدية‬ ‫من الشرقية} والإمام الخليلي كانت عنده أموال ورثها من آبائه‪ ،‬ودائما الزهد في تجنب الحرام‬ ‫فقط‪ ،‬ليس معناه أن يكون الإنسان عنده أموال ويقول‪" :‬أنا أزهد في هذه الأموال ولا‬ ‫‪86‬‬ ‫وقاص‬ ‫أبي‬ ‫حللنا‪ :‬ل يسمح لسعد بن‬ ‫فالى‬ ‫أريدها وأعطيها للناس"‬ ‫يوصي‬ ‫وفاته أن‬ ‫بعد‬ ‫بأكثر من الثلث فقال له‪«:‬والثلث كثير»‪ ،‬وما نزل قوله تعالى‪:‬ل آن تتالرا الوحي ثنفِفُوأ مما‬ ‫تبيت [آل عمرن‪ :‬‏‪ } ]٠٢‬جاء أبو طلحه الأنصاري وكان من أكثر الأنصار مالا وهو من‬ ‫صحابة النبي تي‪ .‬وعنده حائط كما يسمونه في تلك الأيام أي بستان جميل وفيه بئر‬ ‫وكان ماؤها عذبا‪ ،‬وكان البي يل يدخل في ذلك البستان ويشرب من ماء تلك البئر‬ ‫فقال‪«:‬يا رسول الله إن خير أموالي بيرحاء‪ ،‬وإني أجعلها في سبيل الله»‪ 5‬فقال له النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ «:‬بخ بخ ذلك مال رائح بصاحبه إلى الجنة‪ ،‬فإنى آمرك أن تضعها في‬ ‫أقربائلك»‪ ،‬فقسمها أبو طلحة بين أقربائه‪ .‬وهي ليست كل أموال أبي طلحة‪ ،‬وإنما كانت‬ ‫أحسن أمواله‪ ،‬فتصدق بما استجابة هذه الآية‪ .‬آن تتاليا اوح سنففوأ مما تحجبويتكه‪.‬‬ ‫وهنالك طبعا من الصحابة من كانت عندهم الأموال كالصحابي الجليل عبد الرحمن بن‬ ‫عوف الزهري القرشي وسعد بن أبي وقاص الذي ذكرته كانت عنده أموال كثيرة لكن كانوا‬ ‫يجمعون تلك الأموال من الحلال وينفقوئما فيما أمرهم الله تعالى كالزكاة والصدقة ولذلك‬ ‫عندما فستر المفسرون قوله تعالى‪ :‬والزين كويت الدهب لَألفضَة تلا فتا فى‬ ‫ييل أ له يتهم يداي أليم م ‪ 4‬انة‪ :‬‏‪ 6٢٤‬قالوا ما أنفقت زكاته فليس بكنر‪ ،‬وكل‬ ‫يسب‬ ‫‪>7‬‬ ‫مال أخرجت زكاته فليس بكنز‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة‪ « :‬آن تالا آلوَحَم نفِقوأ مِبًا تجبورت ‪ .4‬ربما الإنسان عنده سيارة‬ ‫جميلة يحبها وقد أتعب نفسه لشرائها ما المقصود ب"جما تحبون"؟‬ ‫ج‪ :‬كما ذكرت\ڵ الإنسان إذا كانت عنده أموال عديدة‪ ،‬لا ينفقها كلها‪ ،‬ولكن ينفق‬ ‫الشيء الجميل الذي هو يحبه وهذا ليس أمرا واجبا‪ ،‬إنما هذا من باب المستحب ومن باب‬ ‫المندوب‘ وهذا من باب الكمالات المشروعة في الإسلام‪.‬‬ ‫س‪ :‬في قول الله سبحانه وتعالى‪ « :‬ذروة عل أبشههرت ورلزحكاَنصَاصةنة اخر‪ :‬دا‪ .‬هل‬ ‫الإيثار صورة من صور الصدقة والإنفاق؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الإيثار من باب الكرم‪ ،‬والإينار يعني أن تعطي الغير ما أنت محتاج إليه‪.‬‬ ‫‪96‬‬ ‫وتؤثر به غيرك عندما ترى أنه أكثر حاجة منك فالإينار له صور عديدة في الحقيقة‪،‬‬ ‫والإينار بالمال مكرمة‪ ،‬فلذلك كما قلت في كتابي "السيرة النبوية"‪ ،‬عندما جاء ذكر استقبال‬ ‫الأنصار للمهاجرين وأنحم وسعوا لهم في أموالهم‪ ،‬هناك روايات وأقوال على أمم أيضا تنازلوا‬ ‫لهم عن نسائهم وهذا لا يليق بالأنصار‪ ،‬لأن هذا ليس من شيم العرب فضلا على أن‬ ‫يكون من شيم المسلمين فأنا صححته في كتابي "السيرة النبوية"‪ ،‬وقلت‪ «:‬بالعكس‬ ‫الإينار بالمال مكرمة والإينار بالعرض منقصة عند العرب سواء قبل الإسلام وبعد الإسلام‬ ‫لاستنقاص الأنصار‬ ‫وحتى عند غير العرب»&‪ ،‬ولكن هذه مع الأسف روايات وجدت‬ ‫فتقبلها الرواة مع الأسف© ونعلم ممن صدرت هذه المقولات لأمم غاضهم انتصار الإسلام‬ ‫على يد الأنصار ثم إن ذلك الأنصاري عندما يتنازل عن امرأته لمهاجر‪ ،‬هل يكون ولي‬ ‫أمرها؟ ترجع الولاية إلى ولاة أمرها من أب وإخوة‪ ،‬لا ترجع إلى ذلك الشخص المطلق‬ ‫المتنازل عن زوجته لذلكم المهاجر‪ ،‬وهذه الرواية فيها إهانة للمرأة من جهة وفيها استنقاص‬ ‫للأنصار من جهة أخرى‪.‬‬ ‫س‪ :‬في قوله تعالى‪ :‬قول مَفروف يغفر حَيلزقن صَدَقَة يتبعها أد والله عو علي‬ ‫) ‪[ 4‬بتة‪ :‬‏‪ 3 ]٢٦٢‬ما هو حد الأذى؟‬ ‫ج‪ :‬الأذى أن تمن على غيرك وتستعلي عليه‪ ،‬فهذا من وأذى‪ ،‬كما يحدث من بعض الناس‬ ‫عندما يعطي إنسانا يذكره به ويريد منه أشياء مقابل ذلك‪ ،‬هذا هو الأذى كما يقول‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫وإن أحد أهدى إل صنيعة ٭"٭٭ وذكرنيها مرة للئيم‬ ‫وهذا اللؤم هو المن والأذى‪ ،‬الاستعلاء والتذكير والتمنن‪ ،‬وهذا لا يجوز‪ ،‬وفيه إذهاب‬ ‫للأجر وكأن الله يقول لنا‪«:‬إذا ما قدرتم أن تعطوا الصدقة الخالية من الأذى على الأقل‬ ‫قولوا قولا معروفا»‪،‬كما قال المتنبي‪:‬‬ ‫لا خيل عندك تمديها ولا مال ٭٭٭ فليسعد النطق إن لم يسعد الحال‬ ‫‪07‬‬ ‫الحلقة التاسعة‬ ‫«أخاقيان العة ا»‬ ‫بش مائوالتترلزتييم‬ ‫س‪ :‬ما هو مفهوم الحج؟‬ ‫ج‪ :‬الحج في اللغة‪ :‬القصد إلى الشيء‪ ،‬وشاهده قول الشاعر‪:‬‬ ‫أشاهد من عوف حلولا كنيرة ث٭"٭ يحجون سب الزبرقان المزعفرا‬ ‫يحجون هنا يعني‪ :‬يقصدون‘ والسب يقصد به العمامة‪ ،‬والزبرقان هو الزبرقان بن بدر‬ ‫الفزاري وهو من شرفاء العرب وعظمائهم والمزعفر لأنه كان الكثير من العرب يلبسون‬ ‫العمائم الصفراء ومنهم الأنصار‪ ،‬فقد كانت عمائمهم صفراء‪ ،‬وهناك رواية حول صلاة‬ ‫العصر آخرها عندما تكون الشمس على رؤوس الجبال كعمائم الأنصار‪ ،‬فهم يتجهون إلى‬ ‫الزبرقان بن بدر الذي عليه العمامة الصفراء وهو وصف للزبرقان‪ ،‬وهنا الحج بمعنى القصد‪.‬‬ ‫وبعضهم يعرفه بأنه القصد إلى معظم يعني أن تقصد إلى شيء تعظمه‪ ،‬ولا شك أن القصد‬ ‫إلى الكعبة هو قصد إلى معظم وأصبح الآن كحقيقة غرفية‪ ،‬هو الذهاب لأداء فريضة الحج‬ ‫أو الذهاب إلى مكة المكرمة‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما هي مكانة الحج في التشريع الإسلامي؟‬ ‫ج‪ :‬الحج لا شك أولا أنه أحد الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام‪ ،‬وأركان الإسلام‬ ‫خمسة‪ ،‬وهي‪ :‬شهادة أن لا إله إلا الله وأن أن عمدا رسول الله‪ ،‬وإقام الصلاة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‬ ‫وصوم رمضان‪ ،‬وحج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا‪ ،‬ولا بد للإسلام منها‪ ،‬والثاني أنه‬ ‫يجمع بين كونه عبادة بدنية وعبادة مالية ويمذا يقول الإمام جابر بن زيد يقي‪ «: ,‬نظرت في‬ ‫العبادات فوجدت الركاة عبادة مالية‪ .‬ونظرت في الصوم والصلاة فوجدتحمما عبادتين‬ ‫بدنيتين‪ ،‬ورأيت الحج بأنه يجمع بين كونه عبادة بدنية وعبادة مالية»‪ ،‬فالحج يحتاج إلى نفقة‬ ‫ويحتاج إلى جهد بدني وهو السفر وإلى غير ذلك‪ ،‬وهذه ميزة الحج وفضيلته من بين أعمال‬ ‫الإسلام‪.‬‬ ‫س‪ :‬بما أن الحج تميز أنه يجمع بين كونه عبادة بدنية وعبادة مالية‪ ،‬نلاحظ على بعض‬ ‫‪27‬‬ ‫الناس أنحم يسافرون في كل عام إلى كل دول العالم وهم ميسورون كذلك وعندهم الصحة‬ ‫الجسدية والبدنية إلا أحم جعلوا الحج آخر المشاريع في حياتمم؟‬ ‫ج‪ :‬هذا المفهوم كان منتشرا في السابق للأسف‪ ،‬بمعنى كأنمم يقولون نريد أن نستمتع‬ ‫بالحياة‪ ،‬وعندما أحج فإن ذلك الحج يمنعني من الاستمتاع بالحياة‪ 5‬ولعله يقصدون بذلك‬ ‫الاستمتاع غير المشروع والحج يجعلونه كالخاتمة‪ 5‬وهذه نظرية خاطئة في الإسلام‪ ،‬وأعمال‬ ‫الإسلام كلها يجب على الإنسان أن يبادر بماء يعني لا يقول أريد أن أؤخر هذا لأنني أريد‬ ‫أن أفعل حاجة معينة وبالعكس فالإسلام يحث على المبادرة‪ ،‬فالرسول منة يقول‪ «:‬حجوا‬ ‫قبل ألآ تحجوا»‪ ،‬وهناك أحاديث تدعو إلى المبادرة‪ ،‬والانسان لا يمهل نفسه ويعطيها الأمل‬ ‫قي فعل المعاصي أو الاستمتاع بغير المشروع ومنذ القديم عند العمانيين لا يذهب إلى الحج‬ ‫إلا من كان كبيرا في السن بمعنى أن يكون الحج هو آخر المطاف في حياته‪ ،‬وبالطبع هذه‬ ‫النظرية خاطئة فأعمال الإسلام كلها يجب أن تعمل والانسان لا يؤمل نفسه بالمعاصي ولا‬ ‫يؤمل نفسه بعمل غير مشروع أما الآن والحمد لله بدأت تتلاشى هذه النظرية وأصبح الآن‬ ‫والحمد لله الكثير من الشباب يذهبون إلى الحج في سن مبكرة‪ ،‬لكن الملاحظ أيضا كذلك‬ ‫تكرار الحج وهذا ربما يؤدي على حساب المشروع الآخر في الإسلام‪ .‬كالإنفاق على الفقير‬ ‫واليتيم والإنفاق على المحتاج‪ ،‬فالإنسان تجده يتكلف في الذهاب إلى الحج ثم إنه يسبب‬ ‫زحاما هناك في الأماكن المقدسة‪٬‬ومن‏ ذلك قول الإمام جابر بن زيد ي ‪ «:‬لئن أنفق درهما‬ ‫قي سبيل الله خير لي من حجة النافلة»‪ 3‬بمعنى‪ :‬لئن أنفق درهما على يتيم أو مسكين فهو‬ ‫أفضل من حجة النفل بعد حجة الإسلام‪.‬‬ ‫س‪ :‬الإمام جابر ين زيد يئ ماكان يحج سنويا؟‬ ‫ج‪ :‬الإمام جابر كان يحج سنويا لكن ليس لأجل الحج فقط كما يقول الشيخ خلفان بن‬ ‫جميل السيابي ‪:‬‬ ‫كان يحج جابر كل سنة ٭٭٭ وعامل البصرة عاما سجنه‬ ‫يعني كان يحج لأجل أن يلتقي بأهل دعوته الذين يأتون من اليمن ومن عمان ومن العراق‬ ‫‪371‬‬ ‫ومن الحجاز ومن خراسان ومن بلاد المغرب فكان يلتقي بمم ويناقش معهم الأوضاع‬ ‫ويفتيهم في المشاكل التي تعترضهم أثناء موسم الحج‪ ،‬فكان يذهب هذا الغرض لأجل العلم‬ ‫والدعوة وليس فقط لأجل حجة النافلة‪ .‬وكانت عنده منافع أخرى وصارت هذه سنة عند‬ ‫الإباضية وهذا الذي يفهم من الحج أنه مؤتمر عالمي وإقليمي على جميع الأصعدة‪.‬‬ ‫س‪ :‬كما علمنا سعادة الشيخ أنك كنت رئيسا للبعثة العمانية عدة مرات‪ ،‬فهل هذا‬ ‫الاجتماع بين العلماء موجود اليوم؟‬ ‫ج‪ :‬نعم حقيقة يحصل فيه اجتماع بين رؤساء بعثات الدول الأخرى لا سيما من دول‬ ‫نجلس تعاون الخليج وبعض الدول الأخرى في لقاءات فردية ولقاءات بين العلماء‪ ،‬ويأتي‬ ‫إلى مجلس البعثة العمانية بعض العلماء من المملكة العربية السعودية‪ ،‬أعني هو موجود لكن‬ ‫ليس بالنطاق الكبير أو الواسع‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهي المواقف الغريبة التي شاهدتما بكونك رئيس البعثة العمانية؟‬ ‫ج‪ :‬هو لا شك أن الحج في أيام محصورة‪ ،‬وهناك كثافة من الحجاج من العمانيين وغيرهم‪.‬‬ ‫فتحدث بعض الارتباكات‪ ،‬لكن نحن والحمد لله أمورنا فى غاية الجودة ما شاء الله‪ -‬لأنه‬ ‫حقيقة نحن نلقى تجاوبا من الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية‪ ،‬وكان تجاوبا‬ ‫كبيرا» لا نكاد نطلب شيئا من الجهات إلا ويوفر لنا حقيقة} سواء كان للحجاج العمانيين‬ ‫أو ما يتعلق بأعمال البعنة نفسها‪ ،‬أو ما يتعلق بالمخيمات في منى وفي عرفة‪ ،‬ونتوجه بكلمة‬ ‫شكر إلى الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية على ذلكم التعاون والمبادرات‬ ‫الجميلة} والبعثة العمانية رئيسا وأعضاء لا بد أن يتسلحوا باتساع الخلق وأن يتسلحوا‬ ‫باتساع الصدر مع الناس‪ ،‬لأن الناس طبعا مطالبهم كنيرة وأنماط متعددة} فلا بد من‬ ‫استعمال الخلق أذكر أنني كنت في سنة من السنوات وكان المخيم بالطريقة السابقة وليس‬ ‫بالطريقة الحالية وكانت المخيمات نقيمها نحن بأنفسنا سواء كان من البعثة أو من مقاولي‬ ‫الحجاج‪ ،‬فكان هناك فاصل بين مخيم ومخيم وهو حاجز حديدي وكان الحج ثي الصيف‬ ‫والشمس في منى شمس صحراوية وعند الظهيرة تشتد الحرارة فكانت بعض مخيمات‬ ‫‪47‬‬ ‫الحجاج في الجانب الشرقي من ذلك الحاجز الحديدي‪ ،‬فجاء رجل يشكو من حرارة‬ ‫الشمس التي تضربهم من ذلك الحاجز الحديدي وقد جاء منفعلا ولا يمكن أنت كرئيس‬ ‫بعثة أن تواجهه بانفعال أو تعارضه‘ فقلت لشخصين من الأشخاص اذهبا معه وانظرا قى‬ ‫القضية وحلا المشكلة‪ ،‬فذهبا معه ولا يوجد حل للمشكلة لأن المخيم موجود‪ ،‬والحاجز‬ ‫موجود‪ ،‬والناس قد توزعوا وسكنوا في مخيماتمم‪ ،‬لكن لابد من احتواء وامتصاص ذلكم‬ ‫الانفعال وأنت في موسم الحج وأنت في منى‪ ،‬وهكذا كنا نحل المشاكل بمثل هذه الأمور‪.‬‬ ‫فهذه من ضمن المواقف‪.‬‬ ‫ومن المواقف الطريفة أنه ي سنة من السنوات احترق مخيم البعثة العمانية ومخيمات أخرى‬ ‫لكن ليس حريقا عاما على منى كان في المخيم العماني ومخيمات أخرى وكنا نحن طبعا ي‬ ‫عرفة يعني في يوم عرفة‪ ،‬وتلك الأيام ما كانت وسائل الاتصال متوفرة مثل الآن‪ ،‬وهذا‬ ‫طبعا الدفاع المدني السعودي جزاهم الله خيرا جاءوا بسرعة} لكن‬ ‫‏‪١٩٩٠‬‬ ‫حدث في سنة‬ ‫احترقت أغراض الحجاج وأغراض البعثة والمخيم كله احترق بما في ذلك مخيم البعثة ومخيم‬ ‫الحجاج‪ ،‬لأن فيه مخيمين مخيم تقيمه البعثة للحجاج الذين لا يكونون عند مقاولين‪ ،‬وهناك‬ ‫أرض أخرى توزع على المقاولين الذين عندهم حجاج يعني يقيمون مخيماتحم بأنفسهم تحت‬ ‫إشراف البعثة} فالمخيم الذي احترق هو مخيم البعثة والمخيم الذي أقامته البعثة للحجاج‬ ‫العمانيين‪ ،‬والدفاع المديني جاءوا ومسحوا المخلفات التي حدثت بسبب الحريق والمقاول‬ ‫الذي عينته البعثة أقام المخيم في نفس اليوم يعني رجع المخيم في نفس اليوم في الليل‪.‬‬ ‫وبذلك كانت الحلول سريعة والحجاج في عرفات ثم باتوا ني مزدلفة! ولما جاءوا اليوم العاشر‬ ‫إلى المخيم في منى وجدوا المخيمات موجودة كأن شيئا لم يكن‪ ،‬لكن أغراضهم غير موجودة‬ ‫فأحد الحجاج أذكر جاء يطالب وما صدق أن المخيم متغير وفقد أشياءه فجاء يطالب‬ ‫بها‪ ،‬فقلنا لهم أن المخيم احترق وهذا الآن مخيم جديد‪ ،‬وما كانوا يصدقون فما استوعبوا‬ ‫الفكرة فكان هذا من ضمن المواقف‪.‬‬ ‫أما الحريق الكبير الثاني الذي احترقت فيه منى كان في ‪١٩٩٧‬م‏ كان احتراقا كبيرا احترقت‬ ‫‪57‬‬ ‫منى بأكملها‪ ،‬ونفس الشيء المقاول ما شاء الله أعاد المخيمات كما هي فى نفس الليلة‬ ‫لكن الحريق كان في اليوم النامن وهو يوم التروية‪ ،‬والحجاج كانوا واصلين في منى وشب‬ ‫الحريق وكانت الريح شديدة والناس التجأوا إلى الجبال‪ ،‬وحقيقة كان الموقف يشبه يوم‬ ‫القيامة وترى الناس رجالا ونساء وأطفالا يذهبون إلى الجبال‪ ،‬ولكن الحمد لله المخيم‬ ‫العماني المقاول أعاده في نفس تلك الليلة وفي نفس تلك الليلة من الحجاج من اتحه إلى‬ ‫عرفة ومنهم من بات في العراء ويوم التاسع وليلة العاشر أعاد المقاول المخيم العماني‬ ‫بكامله ولما رجع الحجاج العمانيون من المزدلفة وعرفة في اليوم العاشر من ذي الحجة‬ ‫وجدوا المخيم جاهزا وكاملا‪ ،‬فأقام الحجاج العمانيون في مخيمهم لكن لم يكن هناك كهرباء‬ ‫بسبب تأثر المكان بالحريق‪ .‬وما كانت الكهرباء مفتوحة لكن الطقس كان مناسبا وجميلا‪.‬‬ ‫ونتيجة ذلك الحريق الكبير عمدت حكومة المملكة العربية السعودية إلى إنشاء المخيمات‬ ‫الحالية والتي هي ضد الحريق‪ ،‬وهي مزودة بالكهرباء وبالتكييف وبدورات المياه فأصبحت‬ ‫المخيمات الآن في غاية الرقي وهذه من ضمن الفروقات بين الحج السابق والحاضر فكان‬ ‫في الماضي صعوبة فالحاج العماني ريما يأخذ ستة أشهر من خروجه وحتى عودته إلى عمان‪،‬‬ ‫وكما حدثنا آباؤنا بأنحم من قبل كانوا يذهبون عن طريق البر ويخرجون بالجمال من منطقة‬ ‫إلى منطقة حتى يصلوا إلى المدينة ثم ينتقلون إلى مكة المكرمة‪ ،‬وكان سابقا الحاج كأنه ذاهب‬ ‫ولن يرجع فتجد الوداع وداعا مؤنرا» وفعلا يوجد كثير من الناس ذهبوا إلى الحج ولم يعودوا‬ ‫لصعوبة الطريق ومشقته} وصعوبة الحياة فى الديار المقدسة‪ ،‬فلذلك عندما يذهب الحاج في‬ ‫قديم الزمان فكأنما هو ذاهب ولن يرجعك وهذه الحالة في الحقيقة أجمل من صورها هو الإمام‬ ‫أحمد بن النضر في الدعائم في قصيدته التي أنشأها عن الحج وصدرها بمقدمة وفعلا تصور‬ ‫ذلك الموقف أجمل التصوير لا يجد الانسان مثله‪ ،‬فدائما طبعا الشاعر والشعر والأدب من‬ ‫الفنون‪ ،‬وما أجمل الشعر والأدب عندما يعرض الفقه بعرض أدبي فقال في مقدمة قصيدته‬ ‫عن الحج‪:‬‬ ‫عزم الحج فاستعد الجمال ٭٭٭ ثم عالا على الجمال الرحالا‬ ‫‪67‬‬ ‫وأجاب الندا واعتزل الأهل ٭٭٭ وخل الأولاد والأموالا‬ ‫وعصى عاذليه في الله لا ٭٭٭ عاذلوه وفارق العذالا‬ ‫فبكى حين ودعوه وأبكى الأهل ٭٭٭ حزنا وداعه والعيالا‬ ‫ومضى صامدا إلى الله في البيد ٭٭٭ مشيحا تخاله رئبالا‬ ‫ذكر القبر فاستراح إلى القفر ٭٭"" وأنساه هوله الأهوالا‬ ‫ملأته مخافة الله رعبا ٭٭٭ وحشا رجاء بلبالا‬ ‫‪ (,‬٭٭٭ حين ناح المتيم الأطلالا‬ ‫فبكى نفسه وناح ى‬ ‫يعني هذا التصوير الجميل هو الذي صؤر الحالة التي كانت تؤطر الراغب في المسير إلى‬ ‫الحج والذين يودعونه من أهله وإخوانه وأصحابه وكل الناس‪ ،‬وهذا وصف جميل جداء لا‬ ‫تجد وصفا مثله لتلك الحالة‪ .‬كما وصفه الإمام أحمد بن النضر السمائلي شاعر العلماء‬ ‫وعالم الشعراء رحمه الله‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫الحلقة ]‬ ‫اااه‬ ‫تكلمنا في اللقاء الماضي عن مجموعة مفاهيم وأخلاقيات وتوثيق لبعض الأحداث‬ ‫س‪:‬‬ ‫التاريخية والقصص الواقعية التي حصلت في الأزمنة الماضية بالنسبة للحج والحجاج اليوم‬ ‫نستمر في الكلام عن أخلاق الحج‪.‬‬ ‫في بداية هذه الحلقة سعادة الشيخ يثار قبل فترة في مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض‬ ‫الأئمة والحكام امتنعوا عن الذهاب إلى الحج ما هو السر الأخلاقي من هذا الامتناع؟‬ ‫ج‪ :‬بصيملتيالتترلهيمے الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا سد وعلى آله وصحبه‪.‬‬ ‫لا شك أن الحج كما يقال يحتاج إلى الزاد وإلى الراحلة وإلى الصحة ويحتاج كذلك إلى أمن‬ ‫الطريق‪ ،‬أمن الطريق أيضا من صنوف الاستطاعة لأداء فريضة الحج ولاشك أن الحاكم‬ ‫سواء كان إماما أو ملكا أو سلطانا يحتاج إلى أمن من وقت خروجه إلى حين عودته‪.‬‬ ‫ولذلك الأئمة أو الحكام بشكل عام ما كانوا يحجون‪ ،‬وإذا حج حاكم من الحكام في زمن‬ ‫من الأزمان يسبب مضايقة على الحجاج الآخرين بما يفرض عليه من حراسة أمنية مشددة‪.‬‬ ‫وكان في السابق هم الذين يأتون بحراستهم الأمنية‪ .‬عكس الآن لو حج حاكم من الحكام‬ ‫الآن بلا شك ستتكفل المملكة العربية السعودية بحكومتها وأجهزتما الأمنية بحذا الأمر‬ ‫ولذلك كان الحكام سابقا يحتاجون حراسة كبيرة لأمن الطريق ولم يكن ذلك ممكنا في‬ ‫العصور السابقة‪ ،‬فلذلك ما كانوا يذهبون إلى الحج وكانوا يؤجرون من يحج عنهم والإمام‬ ‫الخليلي يي وهو الإمام عد بن عبد الله الخليلي رأى أن ذهابه إلى الحج بنفسه فيه من‬ ‫الخطورة ما فيه‪ ،‬وأيضا فيه ترك لمصالح المسلمين هنا‪ ،‬ولذلك كلف أحد الفضلاء الأخيار‬ ‫وهو الشيخ سليمان بن سعيد الكندي أن يحج عنه‪ ،‬وقبله ذكر عن الإمام عبد الوهاب بن‬ ‫عبد الرحمن الفارسي الرستمي لما أراد أن يحج خرج من تيهرت‪ ،‬وهي عاصمة الدولة‬ ‫الرستمية‪ ،‬وعندما وصل إلى جبل نفوسة اعترضه من أهل نفوسة العلماء‪ ،‬وقالوا له أن‬ ‫‪97‬‬ ‫الطريق غير آمن فلا يمكن أن ترمي بنفسك في أمر خطير والأمة بحاجة إليك في دولتكث‬ ‫ورعاياك بحاجة إليك وإلى علمك فبقي في جبل نفوسة‪ ،‬وأرسل سؤالين إلى عالمين من‬ ‫علماء المذهب آنذلك‪ ،‬أفتاه أحدهما بأن الحج ساقط عنه‪ ،‬والثاني حثه على أن يرسل من‬ ‫يحج عنه‪ ،‬فأخذ بهذا القول‪ ،‬بأن يحج أحد نيابة عنه‪ ،‬وبقي هناك في جبل نفوسة يدس‬ ‫العلم حتى رجع إلى تيهرت‪ ،‬ولم يذكر عن أحد من الحكام العمانين أنه حج إلا السلطان‬ ‫برغش بن سعيد‪ ،‬سلطان زنجبار ومن ذلك العام لم يحجوا‪ ،‬ولذلك تركوا الحج لأسباب‬ ‫قوية وليس امتناعا عن الحج وعدم رغبة فيه‪ ،‬حاشاهم عن ذلك‘ و لكن للأسباب السابق‬ ‫ذكرها‪.‬‬ ‫س‪ :‬ذكرت سعادة الشيخ أن من الزاد أمن الطريق وغير ذلك ما هي الأخلاقيات التي‬ ‫ينبغي أن يتحلى بما الحاج قبل أن يذهب إلى ذلك المقصد العظيم؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا يجب أن يتحلى بالأخلاق قبل ذهابه إلى الحج بأن يعتذر إلى محبيه وأقاربه‬ ‫وأصدقائه! وأن يحلوه مما كان منه تجاههم" إن كان هناك شيء أو لم يكن هناك شيء‬ ‫هكذا جرت عليه العادة‪ .‬وهذا من الأخلاق طبعا أن يعتذر الأنسان لذويه ولأقاربه‬ ‫ويتخلص من كل التبعات التي عليه‪ ،‬إذا كان عليه دين لإنسان يقضيه‪ ،‬وإذا أساء لأي‬ ‫شخص يعتذر منه‪.‬‬ ‫س‪ :‬هكلتابة الوصية قبل الذهاب إلى الحج من الأخلاق؟‬ ‫ج‪ :‬نعم وكذلك كتابة الوصية‪ ،‬لأن فيها حقوق الناس وحقوق الاقربين أيضا‪ ،‬لأن وصية‬ ‫الأقربين من الوصايا الواجبة لمن عنده شيء ففي حديث عن النبي ي‪ « :‬لا يحل لامرئ‬ ‫عنده شيء يبيت ليلة أو ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه»‪ ،‬ووصية الأقربين واجبة‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪ :‬إن ترن حرا ألوية يلولتتن والأقريين يالمَعروني» [بتة‪. :‬ه‪،]٠‬‏ فلذلك من الأخلاق‬ ‫ومن المأمور به أن يكتب الإنسان وصيته قبل الذهاب إلى الحج لأنه لا يعرف أنه يرجع أو‬ ‫لا يرجع‪ ،‬أما بالنسبة في الطريق وفي موسم الحج لابد من الأخلاق ومما قيل أنه من كثر زاده‬ ‫اتسع حلقه وبذلك على الإنسان أن يكثر من زاده‪ 5‬لأنه سيتسع خلقه بقضاء حوائج‬ ‫‪08‬‬ ‫الناس من ماء وأكل ونقود‪.‬‬ ‫ومن باب الخلق أن يساعد المحتاج‪ ،‬مهما كانت حاجته‪ ،‬ومن قل زاده كيف له أن يعطي‬ ‫المحتاج ويطعم الجائع‪ ،‬وإذا كان الزاد واسعا ووفيرا يعطي صاحبه سعة في الخلق فيصير‬ ‫رحب الصدر واسع القلب‪ ،‬سخيا‪ ،‬سواء في طريقه أو عند وصوله إلى الديار المقدسة‪.‬‬ ‫س‪ :‬بماذا تنصح الحجاج بالنسبة لاختيار الحملة؟‬ ‫ج‪ :‬لابد للإنسان أن يختار الشخص المناسب والرفقة المناسبة} وكل شخص يجد راحته مع‬ ‫أناس معينين‪ ،‬والحج أصبح منظما ولله الحمد‪ ،‬وأصبحت حملات الحج ذات إمكانيات‬ ‫أكثر من السابق‪ ،‬وبإمكان الحاج أن يختار الحملة التي تناسبه ويختار الرفقة التي يكون‬ ‫معها‪ ،‬وكل امرئ ينجذب إلى من هو على شاكلته وخلقه وطبعه فتتكون بذلك الرفقة‬ ‫والصحبة الصالحة‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ في مرة من المرات كنا في الحج وسمعنا من البعثة العمانية نداء ي يوم‬ ‫عرفة‪ ،‬بأن إنسانا أصم وأعمى قد فُقد‪ ،‬ثم اتضح لنا أنه جاء مستأجرا» هل المشكلة هنا في‬ ‫الشخص الذي أجره أم في هذا الشخص غير القادر على الحج أنه ذهب مستأجرا؟‬ ‫ج‪ :‬في الحقيقة العيب فيهما معا‪ ،‬المؤجر من المفروض أنه لا يؤجر إلا من يستطيع أداء‬ ‫الأمانة‪ ،‬والإنابة بالأجرة هي نفسها لا أقول غير مشروعة ولكن غير مرحب بماء وصارت‬ ‫تجارة عند بعضهم وهذه كارثة أخرى‪ ،‬وأيضا جعلت الناس يؤخرون الحج بأنفسهم‬ ‫ويوصون بالحج وإن كانوا قادرين في حياتمم‪ ،‬وبعد موتهم يوصون بالحج فيأتي الورثة ويؤجرون‬ ‫من يحج لموزنهم‪ ،‬ويبحثون عن رخيص الثمن والمستأجر في الحج يجب أن يكون على فقه‬ ‫وعلى دراية بمناسك الحج ومطلعا على كيفية أداء المناسك وذا قدرة بدنية كما أن الحاج‬ ‫المأمور بالحج لابد أن تكون عنده قدرة بدنية وعلمية وأن يكون غير جاهل» والملاحظ أن‬ ‫كثيرا من المستأجرين هم أقل الناس علماء وهنا تكمن المشكلة! ولذلك لا يكون أداء‬ ‫الأمانة كما فعل هذا مع ذلك المستأجر الأعمى‪ ،‬كيف له أن يؤدي شعيرة الحج عن ذلك‬ ‫المؤجر عنه‪ ،‬يجب أن يكون النائب كالمنيب لأن الحج الواحد لَيُؤجر به ثلاثة‪ ,‬كما جاء في‬ ‫‪18‬‬ ‫الحديث عن النبي نة أزه قال‪ «:‬يؤجر بالحجة الواحدة ثلاثة‪ :‬المؤجر والمستأجر والوصي»‘‬ ‫أي الوصي عن الميت يجب أن يكون المستأجر والمؤجر على مستوى من استطاعة القيام‬ ‫بالحج في سنة من السنوات أذكر أن شخصا استأجر ثلاث حجات يتاجر بالحج وهذا‬ ‫غير جائز الإنابة في الحج بالأجرة يجب أن تتقلص في الحقيقة وأن يكون هنالك توعية‬ ‫بمخاطرها‪ ،‬لا شك أن فيها تسهيلا على الناس أحيانا فقد يكون هناك عاجز لا يستطيع‬ ‫القيام بالحج‪ ،‬أو الورثة لا يستطيعون الذهاب للحج عن موروثهم فيأجرون‪ ،‬لكن يجب أن‬ ‫يكون الاختيار مناسبا‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ أخبرني أحد الإخوة قبل فترة‪ ،‬أن أمه ذهبت إلى العمرة أو الحج وهي‬ ‫صحيحة وتسير وتذهب© ولكنها عادت بالكرسي المتحرك‪ ،‬وذلك أن صاحب الحملة رجع‬ ‫مسرعا وكان يقود طوال الليل حتى غلبه النوم وانقلبت الحافلة‪ ،‬فمنهم من مات ومنهم من‬ ‫تأثر ومنهم من صارت عنده إصابات دائمة ماذا نقول لهؤلاء الناس؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا في الحقيقة بعض أصحاب الحملات يكونون في غاية الاستعجال‪ ،‬وذلك‬ ‫الحملات‬ ‫الاستعجال يجعل الحجاج غير مستوفين لمناسك الحج وأذكر أن أصحاب‬ ‫يجعلون سيارتاهم في مكة محملة بالأغراض‪ ،‬من اليوم السابع قبل أن يذهبوا إلى منى في يوم‬ ‫لتروية} غم عرفة ثم مزدلفة ثم منى مرة أخرى‪ ،‬والمفروض أنم لا يخرجون من منى إلآ بعد زوال‬ ‫الشمس ولكنهم يرمون قبل طلوع الشمس ويخرجون من مكة قبل الزوال‪ ،‬ويدخلون عمان‬ ‫في سير واحد دون توقف ولا يقفون إلا للصلاة‪ ،‬حتى الأكل يأكلون في الحافلة} وهذا فيه‬ ‫خطورة وتعب\ ولابد من شي من السعة‪ ،‬فليخرج الإنسان من منى بعد زوال الشمس ثم‬ ‫يأتي إلى مكة ويطوف طواف الوداع ثم يخرج وقد ارتاح‪ ،‬لأن الناس يكونون منهكين في‬ ‫موسم الحج‪.‬‬ ‫يوم النامن كانوا في منى يوم الترويةإ ثم في يوم التاسع ذهبوا إلى عرفة وهناك الوقوف‪ ،‬ثم‬ ‫يبيتون ي مزدلفة ثم في العاشر يخرجون من مزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس©‪ ،‬ثم في‬ ‫النحر والرمي وهنالك طواف الإفاضة والحلق وهي كلها أعمال متعبة ومزدحمة‪ ،‬وفي اليوم‬ ‫‪28‬‬ ‫الثاني عشر يكون الحاج قد أنمكت قواه‪ ،‬وكثير من الحوادث تحدث نتيجة هذا السلوك‬ ‫الخاطئع‪ ،‬وأنا أوجه إلى هؤلاء الناس من خلال هذا اللقاء أن يكون هناك شيء من الترتف‬ ‫والراحة حفاظا على أرواح الناس‪ ،‬وأن يخرجوا في اليوم الثالث عشر بعد إكمال كل شيء‬ ‫ي تريث‪ ،‬حتى يصلوا إلى ديارهم سالمين غانمين‪.‬‬ ‫س‪ :‬نسمع من عوام الناس أنم يقولون أن مكان وقوف العمانين في عرفة هو المكان الذي‬ ‫وقف فيه النبي يمل ما صحة هذا القول ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا القول موجود في المصادر العمانية‪ .‬وحسب ما يقال فإن البي مية وقف بناقته‬ ‫القصواء عند الحصيات‘‪ ،‬وهي حصى صخرية قوية تقع قي الجهة الشرقية من جبل الرحمة‬ ‫ولعله يلة خطب هناك وانتقل إلى جبل الرحمة\ المهم أن الحجاج العمانين اتخذوا من ذلك‬ ‫المكان موقفا من قديم الزمان‪ ،‬حتى أن أحد العلماء الإباضية المغاربة كتب إلى الإمام ناصر‬ ‫في عرفة‬ ‫بن مرشد يقول له في ذلك‪ :‬أنتم معاشر أهل عمان وقفتم حيث وقف النبي ي‬ ‫ولذلك الشيخ السالمي في الجوهر يقول‪ «:‬إن الحصات للعمانيين»‪ ،‬ولا شك أن حكومة‬ ‫السعودية والجهات المختصة فيها حقيقة أبقت الحجاج العمانين في ذلك المكان ومهّدته‬ ‫لهم‪ ،‬وأنا بنفسي عملت عدة أعمال في مكان وقوف الحجاج العمانين في عرفة؛ وطلبت‬ ‫ذلك من الجهات المختصة في السعودية‪- ،‬وجزاهم الله خيرا‪ -‬استجابوا وبادروا بإيصال الماء‬ ‫للمخيمات وإيجاد دورات المياه وتوسعة المخيم وغير ذلك من المبادرات الثمينة‪ ،‬التي تشكر‬ ‫عليها الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية وهذا من أيام ناصر بن مرشدك أي‬ ‫أكثر من‪ ٠‬‏‪ ٣٠‬سنة‪ ،‬وهذا الأمر استقر قبل رسالة ذلك الإمام المغاربي إلى الإمام ناصر بن‬ ‫مرشد‪.‬‬ ‫س‪ :‬اختار الفقهاء مصطلح الوقوف بعرفة‪ ،‬إلى ماذا يشير هذا المصطلح الوقوف؟‬ ‫ج‪ :‬اختاروا مصطلح الوقوف لأن العبادة تؤدى بحيث يكون الخطيب واقفا‪ ،‬والناس يكونون‬ ‫واقفين للدعاء‪ ،‬وهي الحج الأكبر من حيث أعمال الحج‪ ،‬لأن اأكان الحج ثلاثة ‪ :‬الإحرام‬ ‫الوقوف بعرفة‪ ،‬وطواف الإفاضة هذه أركان الحج إذا فسد أو بطل واحد منها بطل الحج‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫س‪ :‬نلاحظ أنَ بعض الناس يستعجلون الخروج يوم عرفة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬يجب أن يكون الخروج من عرفة بعد غروب الشمس أن تغرب الشمس والحاج في‬ ‫عرفة‪ ،‬هذا هو الذي يجعل حج الانسان كاملا غير منقوص أو غير مشيب بشائبة من‬ ‫البطلان أو الفساد وعرفة تتجسد فيها أعمال الحج بحيث يكون الناس في موقف واحد‬ ‫متساوين في وقوفهم يوما كاملا متوجهين إلى الله عز وجل بالتوبة والإنابة‪ .‬وهنالك الخطبة‬ ‫وصلات الظهر والعصر وهنالك الدعاء‪ ،‬وهذه كلها قيل عنها "موقف عرفة"‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما صحة ما يقال عن مقام سيدنا إبراهيم أن فيه أثر رجليه عليه السلام نلاحظ كثيرا‬ ‫من الناس يزدحمون حول ذلك المكان‪ ،‬ويحصل ازدحام في الطواف ورما حصلت إشكالات‬ ‫أخلاقية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬ليس من شرط الطواف أن يقف الطائف هنالك‪ ،‬ولكن الناس طبعا تقتدي بالأنبياء‬ ‫والصالحين وإبراهيم أبو الأنبياء‪ ،‬وأعمال الحج جاءت إلينا من شريعته} والإسلام صحح‬ ‫بعضا منها مما شوهه المشركون‪ ،‬وإلا فقد جاءت من شريعة إبراهيم‪ ،‬والمسلم عندما تكون‬ ‫عنده معلومة أن إبراهيم عليه السلام وقف هنالك‪ ،‬فتجد الرغبة تدعو ذلك الحاج أن‬ ‫يتلمس شيئا من آثار البي إبراهيم‪ 5‬وإلا فهو ليس شرطا للطواف©‪ ،‬وكثير منهم يضايقون‬ ‫الناس في الطواف‪.‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الحلة المادية عشرة‬ ‫«أخاقيان الحة "»‬ ‫ماتوالتترلتيم‬ ‫بش‬ ‫س‪ :‬يظن بعض الناس أن الحج يكون أكثر قبولا‪ ،‬والأجر يكون أكثر عندما يطوفون حول‬ ‫الكعبة وكأن الأجر في تلك التوسعة أقل ما رأيك حول هذا الكلام؟‬ ‫ج‪ :‬الحج دائما يحتاج إلى فقه‪ ،‬إما أن الإنسان بنفسه يكون فقيها ويعرف مناسك الحج وإما‬ ‫أن يرجع إلى فقيه يعلمه تلك المناسك‪ ،‬والطواف هو الطواف حول الكعبة سواء كنت قريبا‬ ‫منها أو بعيدا عنها‪ 3‬المهم أنك تطوف سبعة أشواط طبعا الخلاف في العلو مثلا كالذين‬ ‫يطوفون فوق السطح على سبيل المثال فوق سطح المسجد الحرام؛ هل هو طواف حول الكعبة‬ ‫أم هو طواف بعيد عن الكعبة؟ فيه خلاف‪ ،‬بعض المشايخ يرى أن الطواف على سطح‬ ‫المسجد يعتبر طوافا حول الكعبة أو كالطواف حول الكعبة} وبعض المشايخ يرون أن ذلك‬ ‫الطواف لا يكون طوافا حول الكعبة‪.‬‬ ‫أما الطواف في المساحة الأرضية فهذا لا خلاف فيه سواء كان قريبا من الكعبة المشرفة حرسها‬ ‫لله تعالى أو ابتعد قليلا في تلك الساحة‪ ،‬لا شك أن الإنسان يتبع الأفضل والأريح له‪ ،‬إذا‬ ‫كان الأريح له أن يكون بالقرب من الكعبة فيطوف لأنه يعتبر أسرع والذي يطوف بعيدا عن‬ ‫عين الكعبة المشرفة نفسها يأخذ منه مسافة طويلة وقي كح خير إن شاء الله‪.‬‬ ‫س‪ :‬بما أنك ذكرت العلم وأهمية المعرفة والسؤال‪ ،‬بعض الناس اليوم يتصدرون للفتوى وإجابة‬ ‫الناس دون علم‪ ،‬يقول لفلان حجك باطل أو حجك غير مقبول ماذا تنصح هؤلاء الناس؟‬ ‫ج‪ :‬التسرع في الحكم بالبطلان أو عدم القبول هو تسرع ينبغي ألا يكون‪ ،‬هذه مسألة‬ ‫فقهية يجب أن يعرف ذلك الفقيه ممكن أنه يلاطف ذلك الشخص الذي وقع في المحظور‬ ‫يعني يسأله ويناقشه ويعطيه الرأي الصحيح بدعوة حسنة‪ ،‬لأن هذا من الدعوة والدعوة‬ ‫الحسنة مطلوبة‪ ،‬يقول ا له تعالى‪ <:‬آزغ إل سيل ريك الحكمة وَلَمَوَلة ستة وجنده‬ ‫‪68‬‬ ‫وآي هت لتخسريهه [انحل‪ :‬‏‪ ،]٠٢٥‬هذه دعوة إلى سبيل ا له عز وجل بالحكمة والموعظة‬ ‫الحسنة فالموعظة الحسنة والحكمة تقتضي استعمال اللطف وعدم التسرع في الحكم‬ ‫بالبطلان أو بالفساد أو عدم القبول إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫ويناقش لعله ارتكب محظورا لا يفضي إلى البطلان ولا يفضي إلى عدم القبول‪ ،‬وهناك اليوم‬ ‫لجنة تابعة للبعثة العمانية‪ .‬وهناك قسم كبير للإفتا} والبعثة الآن تطورت وتوسعت وأصبح‬ ‫عدد أعضائها كبيرا وفيهم قسم كبير للإفتاء والوعظ والإرشاد بجانب الوفود الأخرى هنالك‬ ‫وفد مستقل للوعظ والإفتاء والإرشاد‪ ،‬وهو يضم عددا كبيرا من أهل العلم وأهل الإرشاد‬ ‫الديني والإفتاء‪ .‬فيجب على الذي ارتكب محظورا الرجوع إليهم‪ ،‬لكن ذلك لا يمنع أن يبادر‬ ‫الإنسان للشخص الذي يراه مخطئا في أداء مناسكه بالتي هأيحسن ويخبره بالصحيح‪ ،‬وهذا‬ ‫هو المأمور به‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما هو الجدل الممنوع في الحج؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا الجدل الذي هو المماراة‪ ،‬هذا منهي عنه الحج للعبادة والتعارف والالتقاء والشعو‬ ‫بالراحة والطمأنينة الإيمانية‪ ،‬أما الجدل والخصومات فهذا منهي عنه في الحج‪ ،‬لا يصح على‬ ‫الإنسان أن يجادل الآخر جدالا هكذا ويماريه حتى فيالحج الإنسان منهي أن يماكس في‬ ‫الكرى مثلا‪ :‬أن يماكس في أجرة النقل أو أن يجادل البائع في السلعة لكن اختلفت المفاهيم‬ ‫الآن فهناك جشع التجار الذي قيمته مائة ريال سعودي يقول التاجر هذا قيمته ألف ريال‬ ‫سعودي‪ ،‬استغلالا لفترة الحج فلا بد من المجادلة‪ ،‬لكن الجدال والمماراة التي تفضي إلى‬ ‫الخصومة لا تحوز أما المجادلة في البيع والشراء ريما تكون لابد منها‪ ،‬لأن تلك الأمانة التى‬ ‫كانت سابقا عند التجار ما عادت موجودة‪ ،‬فالجدال مهم والجدال المنهي عنه هو الجدال‬ ‫المفضي إلى الخصومة\ والمماراة المنهي عنها هي التي تفضي إلى الخصومة‪ ،‬لأن الحج هو محل‬ ‫التقاء المشاعر ومحل التعارف© ومحل إذهاب الأحقاد والسخائم والخصومات ومحل التآلف‪ ،‬هذا‬ ‫‪78‬‬ ‫هو الحج‪.‬‬ ‫س‪ :‬فلا رفث ولا فسوق‪ ،‬كيف يتجلى هذا الأمر في الحج؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا لا شك أن الرفث قيل بأنه المباشرة الجنسية‪ ،‬وقيل بأنه الكلام البذيء ويشملهما‬ ‫جميعا فالنهي متوجه إلى الكلام البذيء وإلى المباشرة‪ ،‬والفسوق طبعا المعاصي والإنسان‬ ‫ولكن كما قيل هذا لا مفهوم‬ ‫يجب أن يتجنب المعاصي سواء كان ق الحج أو قي غير الحج‬ ‫حج‬ ‫س‪ :‬يوم العيد هو اليوم العاشر ك بعض الناس خاصة عند الحجاج كأنه ينسى أنه كان ق‬ ‫ويصبح هذا اليوم فيه غيبة ونغيمة‪ ،‬كيف يكون أثر الحج في ذلك اليوم بمذه الطريقة؟‬ ‫ج‪ :‬الأصل أن أخلاق الإسلام يلتزم بما المسلم سواء في الحج أو في غير الحجي ولكنها تتأكد‬ ‫بأنه‬ ‫لا شك‬ ‫فالحج‬ ‫المعاصي‬ ‫المعاصى أو ما يسبب‬ ‫النهى عن‬ ‫التأكيد ق‬ ‫الحج لمزيد من‬ ‫ق‬ ‫مكان عبادة} ذهب الإنسان وأنفق ماله وجهده البدني لكى يغفر الله له ذنوبه‪ ،‬لأن الحج كما‬ ‫جاء ق‬ ‫ولدته أمه» ‪ .‬كما‬ ‫ولم يرفث ول يفسق رجع كيوم‬ ‫«فمن حج‬ ‫يقال محل غفران الذ نوب‪6٨‬‏‬ ‫الحديث‪ ،‬أي خال من الذنوب فالإنسان عندما يولد من بطن أمه لا ذنوب له‪ ،‬لأنه لم‬ ‫يكسب شيئا في هذه الحياة وهكذا الذي يأتي من الحج‪ ،‬يجب أن يكون كالذي ولد من بطن‬ ‫العبادة‬ ‫هذه‬ ‫تخل بمفهوم‬ ‫بشي‬ ‫عليه ألا يقوم‬ ‫الحج يجب‬ ‫ق‬ ‫فالإنسان‬ ‫ذلك اليوم‪،‬‬ ‫أمه ق‬ ‫يجب على الإنسان أن يكون لسانه عامرا بذكر الله عز وجل وأن يكون قلبه عامرا بذكر الله‬ ‫عز وجل؛ وأن يكون فكره صادقا مع الله عز وجل وأن تكون كل جوارحه مع الله عز وجل‪.‬‬ ‫ني قوله تعاألى‪:‬ي لَولاذكمروَأاعللَهدتُوداتٍ كه [بنة‪ :‬‏‪ ]٢.٢‬تعني أياما معدودة جدل‬ ‫فلا بد أن يكون فيها فقط ذكر الله عز وجل أو ما كان فيه أمر بالمعروف أو تحي عن‬ ‫المنكر‪.‬‬ ‫‪88‬‬ ‫س‪ :‬حول قصة بناء الكعبة‪ ،‬العرب امتنعوا عن بناء الكعبة كما بناها سيدنا إبراهيم عليه‬ ‫السلام حتى يكون الإنفاق من مال حلال‘ ولم يكن هذا الأمر متوفرا عندهم ماذا نستفيد‬ ‫من هذه القصة أخلاقيا حول موضوع الكسب الحلال في الحج وفي غيره؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن العرب مهما كانوا على شركهم لا أرادوا أن يعيدوا بناء الكعبة لأنما قد‬ ‫هدمت وقد أصابما بعض التلف© وأرادوا أن يعيدوا بناءها‪ ،‬ولكن قريشا لم يدعوا أحدا‬ ‫يشاركهم إ لأن الكعبة هم جيرانما وهي فخر لهم وهم يفتخرون بذلك‪ ،‬فما كانوا يريدون‬ ‫أحدا أن يشاركهم في هذا المجد العظيم" فلما جاؤوا يبنوتما اتفقوا على أن يكون من المال‬ ‫الحلال الذي هو غير مشيب بالحرام‪ ،‬فكان مفهوم الحلال والحرام موجودا عندهم فهم كانوا‬ ‫على شيء من بقايا دين إبراهيم عليه السلام أما الإسلام فهو المفهوم الوحيد الموجود عند‬ ‫المسلمين هناك حلال وهناك حرام قال تعالى‪ :‬ولا تفولرأ لما تصف أتتك آنكَذبَ‬ ‫كندا حل وكندا حرا تنتنوا عل الل آنكذت ي ألين ينتوت عن لل الكيت لايتيخورت‬ ‫ه انحل‪ :‬‏‪ ،]١١٦‬فقريش كانوا يتعاملون بالربا‪ 5‬وهم كانوا يدركون هذا الأمر وقالوا لا نبنيها‬ ‫من المال الحرام‪ ،‬فلما جاؤوا يبنوتما قصرت النفقة فتركوا ذلك المكان الذي يعرف بحجر النبي‬ ‫إسماعيل عليه السلام‪ ،‬لأنه في بعض الروايات النبي إسماعيل عليه السلام دفن هنالك إن‬ ‫صحت طبعا هذه الرواية! طبعا النبي صلى عليه وسلم كان صغيرا وقد اشترك في البناء مع‬ ‫أجداده ومع أعمامه من قريش وقد ذكر لزوجته السيدة عائشة يفي ذكر قصة بناء الكعبة‬ ‫فقال‪ «:‬لولا أن قومك حدينوا عهد بالإسلام لهدمتها ولرددتما إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل‬ ‫عليهما السلام»‪ ،‬هذا ما قاله لزوجته السيدة عائشة يي‪ ،‬ويفهم من هذا الحديث أن‬ ‫الداعية يراعي واقع الحال‪ ،‬وكل إنسان يمسك بمسؤوليته في الأمة عليه أن يراعي الأحوال لا‬ ‫أن يطبق ما يخطر في باله أو ما يراه أنه هو الحق" فالنبي تلة راعى فيهم حداثة العهد‬ ‫بالإسلام‪ 3‬لأنه لو عمد إلى هذا الأمر لأنكروا عليه ولقاموا ضده فقالوا كيف قد بناها‬ ‫آباؤنا وهم قد اشتركوا في البناء في ذلك الوقت فيحدث هنالك ارتباك‪ ،‬النبي صلى النه عليه‬ ‫‪98‬‬ ‫وسلم راعى هذا الجانب‪ ،‬وهكذا يكون الداعية‪ ،‬وهكذا يجب أن يكون العالم‪ ،‬أن يراعي‬ ‫أحوال الناس فيما ليس فيه تصادم مع الدين فالنبي ت كان بوسعه أن يهدم الكعبة ويعيد‬ ‫بناءها أو أن يبقيها فراعى الإبقاء‪ ،‬ولكنه كان يفضل أن يعيد بناءها على ما كانت عليه‬ ‫على عهد قواعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كما قال الله تعالى‪ :‬واذ تقم ابرم‬ ‫المواد مِنَ اللةبميتيي تاميل رَبََا تَمَيَل ‏‪٥‬يا إتَكَ أنتالم ‪ -‬غ لعل ر & ‪[ 4‬البقرة‪ :‬‏‪ ©]١٦٢٧‬فالنجي‬ ‫ابن‬ ‫الحديث‬ ‫مذا‬ ‫حدئت‬ ‫فهى‬ ‫قومه‬ ‫مراعاة‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ولكن منعه‬ ‫ذلك‬ ‫يهوى‬ ‫كان‬ ‫ت‬ ‫أختها عبد الله بن الزبير‪ ،‬ولما استولى على الحجاز عبد الله بن الزبير هدم الكعبة وأعادها إلى‬ ‫ما كانت عليه على عهد قواعد أبينا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام‪ ،‬ولما انتصر عبد الملك‬ ‫فبنوها‬ ‫الزبير»‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫وقال ‪«:‬دعونا من‪ ..‬ألاعيب‬ ‫دمها‬ ‫الملك‬ ‫الأموية أمر عبلذ‬ ‫حضيره ة الدولة‬ ‫على ما كانت عليه أيام قريش‪ ،‬وهي على وضعها الحالي‪ ،‬هكذا هي القصة في بناء الكعبة‬ ‫المشرفة‪ ،‬وهي الآن على ما أعادها الحجاج بن يوسف والي العراق والحجاز من قبل عبد‬ ‫الك بن مروان الذي هو أحد خلفاء بني أمية‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماذا عن الحجر الأسود‪ ،‬الذي يقال أنه كان أبيضا إلا أنه اسوة بمعاصي العباد؟‬ ‫ج‪ :‬هذه الرواية موجودة‪ ،‬أنه نزل جوهرة بيضاء من الجنة ولكن في رأيي إن صحت الرواية‬ ‫بأنه جوهرة بيضاء نزلت مانلجنة ووضع هنالك وكان أبيضا وإنما صار أسودا هي من‬ ‫الملامسة‪ ،‬لأن الذي ذهب إلى الحج هنالك ذهب بإيمانه سواء في عهد النبي إبراهيم عليه‬ ‫السلام أو بعد البي إبراهيم عليه السلام حتى لو كان بعد عهد النبي إبراهيم لكن كان مصدقا‬ ‫بشريعة النبي إبراهيم صحيح أنه اختلت عنده العقيدة واختلت عنده الكثير من المفاهيم لكنه‬ ‫صار مؤمنا بقضاء الحج ‪٤‬مؤمنا‏ بالكعبة ‪3‬مؤمنا بالحجر الأسود فإن صحت الرواية وتحول من‬ ‫البياض إلى السواد أنه نتيجة ملامسة أيدي الكثير من الناس وطوال هذه المسافة التاريخية‬ ‫الطويلة‪.‬‬ ‫‪09‬‬ ‫س‪ :‬هنالك موضوع مهم وهو أن المرأة تشترك مع الرجل في جميع الشروط التي ينبغي أن‬ ‫يشترط بما الحاج عند الذهاب إلى ذلك المكان إلا في أمر معين أنه لا يصح للمرأة أن تسافر‬ ‫إلى الحج إلا مع محرم أو زوج وإن لم تجحد ذلك فلا بد من صحبة صالحة‪ ,‬ألا يدل هذا على‬ ‫تكريم المرأة ي الإسلام‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أساسا المرأة عرضة لما يلحق بما من أذى‪ ،‬الإسلام بشكل عام نمى أن تسافر المرأة إلا مع‬ ‫ذي محرم منها‪ ،‬وجاءت الأحاديث في النهي عن سفر المرأة لمفردها‪ ،‬وهناك لا شك استثناءات‬ ‫فقهية‪ ،‬وهنالك طبعا مراعاة أيضا لسفر المرأة‪ ،‬والسفر الآن يختلف من الناحية الأمنية! لأن ما‬ ‫هي العلة في النهي على أن تسافر المرأة لوحدها؟ قالوا خوفا من أن تتعرض للأذى‪ ،‬وطبعا‬ ‫الأحكام معللة} العبادات كما قالوا معللة على الجملة والأحكام معللة بالتفصيل التفصيل هو‬ ‫خوف الأذى إذا كانت المرأة تسافر وهنالك الأمن الكامل كما يحدث الآن السفر بالطائرات‬ ‫ون المطارات وقوة الأمن طبعا الأمر يختلف عن السفر عن طريق البر مثلا‪ ،‬لا شك أن السفر‬ ‫بالسيارة أهون من السفر على الجمال وعلى الحمير‪ ،‬ولا شك أن السفر بالطائرة أفضل من‬ ‫السفر بدون طائرة من حيث الأمان لأن المطارات مراقبة أمنيا بالكاميرات وبأدوات المراقبة‬ ‫والطائرة كذلك مراقبة} وإذا كان أيضا المستقبل لتلك المرأة من الأقرباء في المكان الذي سارت‬ ‫إليه يودعها هنا محارمها ويستقبلها هناك زوجها أو محارمها فى ذلك المكان الذي تسافر إليه‪.‬‬ ‫فهنا يجب أن يكون حكم آخر في الموضوع فالحج أيضا بنفس الطريقة‪ ،‬فهنالك مراعاة‬ ‫استثنائية للظروف©‪ ،‬يجب ألا تسافر المرأة لأنما معرضة للأذى ولأنما لا تقدر أن تدافع عن‬ ‫نفسها بشكل كاف كما الرجل لأن القوة العضلية الموجودة عند الرجل لا تتوفر عند المرأة‬ ‫وهذا تكوين جسمي‪ ،‬فالله تعالى خلق الرجل والمرأة ولكن الرجل مهما كان هو أقوى من‬ ‫حيث العضلات من المرأة‪ ،‬الرجل يقدر أن يدافع عن نفسه أكثر مما تقدر المرأة على الدفاع‬ ‫عن نفسها‪ ،‬فلذلك الإسلام راعاها هنا طبعا وكرمها حتى لا تعرض نفسها‪ ،‬لكن إذا كانت‬ ‫هي لم تحج‪ ،‬وهذه حجة الفريضة فهي التي يقال عنها إذا كانت صرورة‪ ،‬الصرورة هي التي ل‬ ‫تحج وخافت أن تفوتما الفريضة قد أباح لها الفقه أن تحج على أن تحج مع رفقة صالحة طبعا‬ ‫‪19‬‬ ‫إذا كانت الرفقة فيها رجال ونساء تكون أفضل لكن حتى إذا لم تتوفر أجاز لها الفقهاء ذلك‬ ‫إذا كان الرجال رفقة صالحين‪ ،‬يجوز أن تحج معهم هذا إذا كانت حجة فريضة ليست حجة‬ ‫نفل حجة النفل لا يجوز لها لأنا أدت ما عليها إلا إن توفر المحرم والحمد لله الحملات هذه‬ ‫رفقة صالحة لأن فيها الرجال وفيها النساء والمرأة تذهب إلى العمرة مع الرفقة الصالحة فالمرأة مع‬ ‫النساء والرجل مع الرجال‪ ،‬الرجال في حالهم حتى في وسائل النقل تجحد الرجال في حالهم‬ ‫والنساء في حالهن‪ ،‬والحمد لله الآن الأمور متيسرة‪ ،‬لكن كما قلت المرأة التي عليها حجة‬ ‫الفريضة وعمرة الفريضة هي الواجبة‪.‬‬ ‫س‪ :‬بخصوص ملابس الإحرام؛ ممنوعات الإحرام هل فيها أسرار أخلاقية أم هي مجرد لباس‬ ‫هكذا؟‬ ‫ج‪ :‬هناك تنجلى أخلاقيات الحج‪ ،‬أي في المساواة هذه أهم ما يكون في الحج لأنه عندما‬ ‫يكون الناس كلهم على لباس واحد\ لا تعرف من هو الحاكم ولا تعرف من هو المحكوم لا‬ ‫تعرف من هو العربي ولا تعرف من هو الأعجمي‪ ،‬لا تعرف من الرجل الأوروبي ولا تعرف من‬ ‫هو الرجل غير الأوروبي‪ ،‬متساوون في لباسهم لباسا واحدا‪ ،‬عبر ملايين من الحجاج في كل‬ ‫موسم‪ ،‬هذه هي الأخلاق العظيمة هي المساواة وهي طبعا روح الإسلام الاجتماعية والدينية‬ ‫والفكرية والسياسية} والمساواة تتجلى تمام التجلي في لباس الإحرام‪.‬‬ ‫س‪ :‬بالنسبة لموضوع النظافة! يلاحظ من بعض الحجاج وهم يتحركون من مكان إلى مكان‬ ‫آخر أنحم يرمون حاجاتمم وما تبقى من طعامهم في الشوارع والأماكن والنظافة هل لها علاقة‬ ‫بالأخلاق ؟‬ ‫ج‪ :‬النظافة لها علاقة بالإسلام بشكل عام فالإسلام دين نظافة‪ ،‬والإسلام يدعو إلى‬ ‫النظافة} والإسلام جاء بشيء أكبر من النظافة وهو الطهارة التعبير بالطهارة أعمق من‬ ‫التعبير بالنظافة} لأن النظافة تتعلق بالنظافة الحسيةش والطهارة هي النظافة الحسية والمعنوية‪.‬‬ ‫يعني الإنسان داخله وخارجه يكون نظيفا نظيف القلب والجسد والملابس ومنه قوله‬ ‫‪29‬‬ ‫تعالى‪ «:‬ربك مطهر به [دثر‪ ] :‬وأيضا الطهارة تتجلى في الحج أكثر‪ ،‬لأن الحج يعلم‬ ‫الآداب والأخلاق‪ ،‬ومن الأخلاق أن يكون الرجل نظيفا وأن يكون المكان نظيفا وأن‬ ‫يكون حيثما يحل نظيفا في لباسه وفي مأكله وفي جسمه وفي قلبه‪ ،‬أن تتحقق فيه الطهارة‬ ‫التي هي فعلا أعمق من النظافة} والإسلام بشكل عام جاء يشجعنا على النظافة وعلى‬ ‫الطهارة لأنه دين النظافة ودين الطهارة‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما هي المعايني الأخلاقية لقصة سيدنا إسماعيل مع رؤية أبيه إبراهيم؟ وماذا نستفيد من‬ ‫هذه القصة؟‬ ‫ج‪ :‬نستفيد أولا أنه ابتلاء للأنبياء‪ ،‬لأن النبي إبراهيم من أولي العزم وهم أصحاب الرسالات‬ ‫الكبرى الذين تعرضوا لعظيم المشاكل والبلاياء فصبروا بعزمهم ذلك الصبر الذي حدث منهم‬ ‫هو العزم‪ ،‬كما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫أولو العزم نوح والخليل كلاهما """ وموسى وعيسى والنبي محمد‬ ‫هؤلاء هم أصحاب الرسالات الخمس الكبرى‪ ،‬بعدهم الأنبياء يحكمون برسالاتحم‪ ،‬مثلا‬ ‫البي نوح كل الأنبياء الذين كانوا بعده كانوا بشريعة النبي نوح حتى جاء النبي إبراهيم‬ ‫بالشريعة‪ ،‬ومن النبي إبراهيم إلى النبي موسى كلهم يحكمون بشريعة النبي إبراهيم ويتعبدون‬ ‫يما ويدينون بما إلى أن جاء النبي موسى ثم كل من جاء من النبي موسى إلى النبي عيسى‬ ‫كانوا أيضا متعبدين بشريعة النبي موسى إلى أن جاء النبي عيسى والبي عيسى جاء أيضا‬ ‫بشريعة هي امتداد لشريعة النبي موسى والى أن جاء مد يلة وهو خاتم الأنبياء والمرسلين‬ ‫كما قال الله تعالى‪:‬ل تما كان كند أبا لحي ن جالكر ولكن تسول أل وتر ألتيكنَ؛‬ ‫جمعت تلك الشرائع السابقة واستوعبتها وانصهرت تلك‬ ‫الاحزاب‪ :‬‏‪ }]٤.‬فشريعة النبي مجد ي‬ ‫الديانات السابقة والرسالات السابقة فى رسالة نبينا همد مة‪.‬‬ ‫فالبي إبراهيم ابتلاه الله تعالى ليختبره أن يذبح ابنه إسماعيل فاستجاب الأب واستجاب‬ ‫الابن‪ ،‬أما الأب في قوله تعالى‪:‬ل قَالَ يبي ين أري فى المام أق ايك تنظر مادا ترو قَالَ‬ ‫ر‬ ‫‪-‬‬ ‫سے س‬ ‫‪39‬‬ ‫يتأبت أفمل ما ومر ستوف ين عة أقه من الصَبييت ) » [لصانت‪ :‬‏‪ ،]١.١‬فعلا هي‬ ‫_‬ ‫اختبار من الله تعالى فلذلك كافأهم الله تعالى بأنما بقيت سنة من بعدهم إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫الذبح والنحر في يوم العاشر من ذي الحجة إحياء لتلك السنة وإكراما للنبي إبراهيم وابنه‬ ‫البي إسماعيل عليهما الصلاة والسلام" هنا يأتي أولا ابتلاء من الله عز وجل أراد أن يختبر‬ ‫إبراهيم وإسماعيل في آن واحد‪ ،‬وهنالك استجابة من النبي إبراهيم لم يقل يا الله إن هذا إبني‬ ‫ولا يهون علي وهذا ولدي فلذة كبدي‪ ،‬وعاطفة الأبوة والأمومة تجحاه ولدهما عاطفة قوية‪.‬‬ ‫ويلاحظ أن الأب والأم يتحملان من طفلهما ما لا يتحمله شخص آخر من ذلك الطفلء‬ ‫التصرفات‬ ‫يتضايق من تلك‬ ‫لكن الشخص الآخر ينتقد تلك التصرفات‘‬ ‫فهم يتحملانه‬ ‫من طفل غير طفله‪ ،‬هذا واقع وهذا ما عشناه في الزمن السابق فتجد الواحد يلاطف ابنه‬ ‫فتجد الآخرين ينتقدونه وفى الوقت نفسه ذلك الشخص الذي ينتقد هذا الأمر عندما‬ ‫يكون له طفل يكون أشد في التدليل من ذلك الشخص فالبي إبراهيم ملة استجاب‬ ‫استجابة كاملة لله عز وجل لا نظير لها ولم يعارض أمر الله‪ ،‬وهذا طبعا من أعظم‬ ‫الابتلاءات أن الإنسان يؤمر أن يذبح ابنه ثم إن البي إسماعيل استجاب بقوله "يا أبتي افعل‬ ‫ما تؤمر" لأنه عرف أن هذا أمر من الله تعالى لا من عند أبيه» عرف أن ذلك أمر إلهي ما‬ ‫قال له افعل فقط بل قال افعل ما تؤمر ‪.‬عرف أن ذلك أمر رباني أمر من الله عز وجل؛‬ ‫فالله تعالى كافأهم على ذلكم الابتلاء وعلى ذلك الصبر بأن جعلها سنة خالدة إلى يوم‬ ‫القيامة في الأمة} وهنالك قول عند اليهود هو أن الذبيح هو النبي إسحاق أبو اليهود لكن‬ ‫في الحقيقة هو النبي إسماعيل لأن الحادثة في الديار المقدسة في مكة المكرمة‪ ،‬فالإشارة في‬ ‫القرآن تعبر على أنه النبي إسماعيل هو الذبيح وليس النبي إسحاق وكلاهما عندنا معشر‬ ‫ونحن نجل البي إسماعيل والنبي إسحاق ليس كاليهود فهم يسبون النبي‬ ‫المسلمين نبيانء‬ ‫إسماعيل باعتباره ليس أبا لهم ويقدسون البي إسحاق باعتباره أبا لهم‪ ،‬ونحن نجل جميع‬ ‫الأنبياء‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد أن تعطينا المعنى الأخلاقي من مقولة أم سيدنا إسماعيل عليه السلام عندما سألت‬ ‫‪49‬‬ ‫سيدنا إبراهيم‪ «:‬آلله أمرك بذلك؟»‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ «:‬إذن لن يضيعنا الله» ماذا نتعلم من‬ ‫هذه القصة؟‬ ‫ج‪ :‬نتعلم الشيء الكئي؛ التوكل على ا له عز وجل؛ وأنه لن يضيع من عمل بأمره واستجاب‬ ‫لأمره وانتهى بنهيه‪ ،‬فالله تعالى لن يضيعه‪ ،‬والله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أننى‪6‬‬ ‫فالتوكل على الله تعالى هذا شيء أساسي في حياة المسلم والتسليم بقضاء الله عز وجل‪ ،‬هذه‬ ‫من أمور الإيمان ولابد منها‪.‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحلقة الثانية مشورة‬ ‫«أخلاقيارك الزواج «‬ ‫التيم‬ ‫بماله‬ ‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين‬ ‫الجيم‬ ‫س‪ :‬تملي‬ ‫م‪2‬۔ ‪¡2‬۔ه‬ ‫سيدنا سد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد‪ :‬ستكون هذه الحلقة بعنوان‬ ‫وفي بداية هذه الحلقة سعادة الشيخ نريد منك أن تكلمنا‬ ‫«أخلاقيات الزواج والطلاق»‪،‬‬ ‫عن أهمية الزواج في الاسلام‪.‬‬ ‫ج‪ :‬بمتلتمالتشترآلتيما الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محجدك‪ ،‬من‬ ‫المعلوم أن الزواج له أهمية كبرى‪ ،‬لأن الله تعالى خلق في هذا الوجود كل شئ من زوجين‬ ‫اننين‪ ،‬ابتداء من نواة الذرة‪ ،‬وهي فيها السالب والموجب\ وكل شئ في هذا الوجود من جماد‬ ‫وشجر وحيوان وإنسان يتكون من زوجين اثنين وبالنسبة لزواج الإنسان ففيه استمرار‬ ‫للعنصر البشري‪ ،‬ولولا الزواج بين الرجل والمرأة ما كان هناك استمرار‪ ،‬ولا شك أن الزواج‬ ‫فيه تنظيم للعلاقة بين الرجل واللمرأة‪ ،‬ولو لم يكن هذا الاقتران بينهما لكانت الحياة فوضى‪،‬‬ ‫مليئة بالحروب والمشاكل ولكن الزواج وفق ما شرعه ا له تعالى سواء كان ذلك في‬ ‫الديانات السابقة أو في الاسلام ثمة تنظيم للعلاقة بين الرجل والمرأة لتكون العلاقة علاقة‬ ‫شرعية بغض النظر عن مصدرها الشرعي‪ ،‬فالزواج فيه أهمية كبيرة جدا‪ ،‬وفيه استقرار للحياة‬ ‫البشرية وفيه استمرار الوجود البشري‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهي صورة الفوضى التي ذكرتما في المقدمة؟‬ ‫ج‪ :‬تحدث الفوضى لأن المرأة عرض للرجل والأعراض تستفز الإنسان‪ ،‬فالإنسان قد‬ ‫يتسامح في ماله‪ ،‬ولكنه لايتسامح أبدا في عرضه‪ ،‬ولذلك إذا لم تنظم علاقة الرجل بالمرأة في‬ ‫صورة الزواج فسيتسبب ذلك في مشاكل واقتتال‪ ،‬وأما إذا نظمت العلاقة بدين ماء‬ ‫بالإسلام أو بغيره‪ ،‬فهذا طبعا يجعل الأمر طيبا ومقبولاس وعندما تكون العلاقة منظمة في‬ ‫إطارها الشرعى أو الوضعى‘ تكون هناك احتفاءت من كلا الجانيبين‪ ،‬من قبل أقارب الرجل‬ ‫‪79‬‬ ‫ومن قبل أقارب المرأة‪ ،‬ويكون الجميع راضياء على عكس ما سيحدث لوكان من غير‬ ‫تنظيم} ولكن تخيل لو جاء رجل وأخذ امرأة هكذا عنوة‪ ،‬من دون تنظيم‪ ،‬ستكون فوضى‬ ‫كبيرة جدا وسيكون هناك أبناء غير شرعيين‪ ،‬ولاتكون العلاقة فى النسل بعدم الانتماء‪.‬‬ ‫س‪ :‬ا له سبحانه وتعالى وصف الزواج بقوله‪ :‬رين ايوة أن حَلَ لكم قن أنشيمكر أَزجَا‬ ‫لتكتا بما ََمَل تنكر ودة ونة يك ف تلت أكبي لتم يتتحعَزمت » ارم‪:‬‬ ‫] وصف الله سبحانه وتعالى الزواج بأنه آية‪ ،‬وذكر فيه ثلاثة أمور رئيسة‪ ،‬وهي‪ :‬السكن‬ ‫والمودة والرحمة؟‬ ‫ج‪ :‬هذه الأخلاق الإسلامية تتجلى في الزواج‪ ،‬فجعله الله آية‪.‬‬ ‫وعلم سبحانه وتعالى أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة وحدة متكاملة‪ ،‬وهو قادر على أن‬ ‫يخلق المرأة بدون رجل‪ ،‬ولكن كما قيل أن حواء خلقت من جسم النبي آدم عليه السلام؛‬ ‫وهذا دليل من الله سبحانه وتعالى أنه يريد من عنصر الإنسان أن يكون جسما واحدا‪ ،‬من‬ ‫حيث التكامل ومن حيث المسؤولية ومن حيث التزاوج ومن حيث استمرار وجود الجنس‬ ‫البشري‪ ،‬والله تعالى قادر كما خلق آدم إقادر أن يخلق حواء مستقلة‪ ،‬كما أنه قادر على‬ ‫كل شيئع‪ ،‬ولكن هذه حكمة من الله سبحانه وتعالى عندما خلق أمنا حواء من جسم أبينا‬ ‫آدم للتكامل بين الرجل والمرأة‪.‬‬ ‫أي سكون النفس‬ ‫والسكن عبارة جميلة تعني قوة الاطمئنان‪ ،‬والله تعالى عبر بالسكن‬ ‫وركونما واطمئنانما إلي الشيئ‪ ،‬وأيضا فيه إيذان ببقاء العلاقة الزوجية لأن السكن لا يمكن‬ ‫ان يزيله شيئع‪ ،‬وطبعا هذا يكون ضد الطلاق لأن الطلاق أمر عارض وهذا أيضا فيه‬ ‫وهذا يجلب المودة‬ ‫إيذان بعدم تفضيل الطلاق لأن فيه سكن النفس‪ ،‬وسكن القلب©&‬ ‫والرحمة} وهما أعلى قمة الأخلاق‪ ،‬ومن غير أخلاق بين الزوجين لا تستمر الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫وإذا استمرت لا تكون هناك حياة زوجية سعيدة‪ ،‬وتحدث السعادة عندما توجد الأخلاق‬ ‫في الحياة الزوجية عبر سكن النفس والجوارح والمودة‪ ،‬وقال الله‪ :‬وَجَعَلَ بكم موده‬ ‫ومه لوم‪ :‬‏‪ ،]٢٠‬ولم يقل واجعلوا بينكم مودة‪.‬‬ ‫‪89‬‬ ‫س‪ :‬الآن عندما يقدم الشاب على الحياة الزوجية يقول له بعض الناس‪ :‬قد دخلت القفص‬ ‫الذهبي‪ ،‬كأنه تقييد للحرية ويقول بعض الشباب بعد الزواج بسنة أو سنتين أنا لم أجد‬ ‫المودة والرحمة‪ ،‬هل هذه الأشياء أرزاق أم أنما تأتي بعد الصبر والمسؤوليات؟‬ ‫ج‪ :‬التعبير عن الزواج بالقفص هو تعبير جاهلي في الحقيقة لأن الإسلام لم يقل بأن الزواج‬ ‫قفص& والقفص هو الذي يحجز الإنسان أما إذا كان يقصد من التعبير أن الانسان كان‬ ‫قي حرية مطلقة يفعل بعض الفواحش‪ ،‬فممكن وإلا فالزواج في الإسلام ليس قفصاء‬ ‫الزواج رحمة ومودة‪ ،‬يحجزه عن ذلك الأمر‪ ،‬ويحجزه عن طريق النار‪ ،‬وطريق الشيطان‪ .‬ويأتي‬ ‫به إلى الطريق الصحيح وينطلق فيه الانسان لبناء الحياة} والتعبير عن الزواج بالقفص عبارة‬ ‫غير جيدة‪.‬‬ ‫س‪:‬يقول النبي ملة‪« :‬تنكح المرأة لأربع‪ :‬لجمالها ومالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات‬ ‫الدين تربت يداك»‪ ،‬هل هذا الحديث يحصر لنا الأوصاف الأربعة التي ذكرت؟ ومامعنى‬ ‫كلمة «الدين»» هنا؟ هل تعني الشعائر أم الاخلاق؟‬ ‫ج‪ :‬في الحقيقة المرأة قبل الزواج لا تخرج عن واحدة من هذه الصفات الأربع‪ ،‬يعني ليس‬ ‫بالضرورة أن تكون هذه الصفات الاربع مكتملة في المرأة‪ ،‬ولا تخرج عن هذه الصفات‪،‬‬ ‫ولكن هذا الحديث في معناه صحيح لأنه قد تنكح المرأة لغير جمالهاء وإذا صح هذا‬ ‫الحديث فإنه ليس فيه أمر‪ ،‬بل فيه واقع عن حياة الناس‪ ،‬والناس عندما يتزوجون يريدون أن‬ ‫تكون إحدى هذه الصفات موجودة والجمال أساسا نسبي فقد يرى رجل في امرأة جمالا‬ ‫ولا يراه فيها الشخص الآخر ولذلك فهو نسبي متفاوت‘ وليس مضطرداء وبغض النظر‬ ‫عن صحة الحديث سندا فالنبي يلة إن صح الحديث كأنه يقول إن الغالب في الزواج يتم‬ ‫بإحدي هذه الصفات ‪.‬ولا شك أن الاسلام يرجح ذات الدين‪ ،‬والإسلام دين في حد ذاته‬ ‫والذي يأمرنا بهذا نبينا الكريم يل والدين لا شك أوجهه وأكمله‪ ،‬لأن الدين فيه أخلاق‬ ‫فيه معرفة الحقوق بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتربت يداك الأصل فيه دعاء بالفقر الإنسان عندما‬ ‫يكون فقيرا يكون ملصقا بالتراب‪ ،‬وهنا فيه حث بمعنى أنك إذا لم تظفر بذات الدين تربت‬ ‫‪99‬‬ ‫يداك أي إن لم تظفر بذات الدين فسوف تلصق يدك بالتراب من الفقر‪ ،‬وإذا وجدت‬ ‫ذات الدين لا تتركها‪ ،‬لكن كما أخبرتك الحديث ليس قويا من حيث المتن والسند‪.‬‬ ‫س‪ :‬نسمع قى بعض الأحيان عن حدوث مشكلات زوجية‪ ،‬ويقول الناس للأسف لم نسأل‬ ‫عن هذا الرجل سؤالا جيدا كيف يجب أن يسأل الناس عن الرجل؟ وكيف يسألون عن‬ ‫المرأة؟ وماهي الطريقة الأفضل والأحسن في ذلك لتجنب المشاكل الكثيرة التي قد تحصل ؟‬ ‫ج‪ :‬يجب أن يكون السؤال عن أمرين الأمر الأول‪ :‬الكفاءة‪ ،‬وأكثر المذاهب يأخذون بماء‬ ‫والمقصود بما الكفاءة في النسب وأما الآن فقد توسعت الكفاءات في هذا الزمان فهناك‬ ‫كفاءة علمية واجتماعية بشكل عام‪ ،‬وإذا لم يكن هناك تكافؤ لا تكون الحياة الزوجية‬ ‫مستقرةإ وكذلك كفاءة الأخلاق عند الرجل‪ ،‬فهو عندما يتقدم أساسا يكون قد سأل‬ ‫عنها‪ ،‬ويسأل ولى أمر المرأة عن كفاءته العلمية والأخلاقية‪ ،‬والسؤال عادة يكون عن طريق‬ ‫معارف ذلك الشخص فإذا ثبتت الكفاءة فيتم الزواج وإذا لم تكن هنالك كفاءة يرفضه‬ ‫مع هرم بن سنان المري مع أوس الطائي‬ ‫ويعتذر إليه بعذر مقبول ومؤدب\ لا كما حدث‬ ‫وهرم من زعماء العرب الذي قال لأحد مستشاريه‪ «:‬لو خطبت أحدا أيرديني وأنا بهذه‬ ‫المنزلة وبهذا الشرف»؟ قال له‪ «:‬أظن لو أنك خطبت على أوس بن حجر الطائي يردك»‪6‬‬ ‫فقال له‪ «:‬فلنرحل إليه»‪ ،‬فرحل إليه فخطب إليه ابنته فرد عليه أوس‪ «:‬لست هناك»‪ ،‬أي‬ ‫أنك لست بمذه المنزلة وهذه القصة في الجاهلية} والكفاءة كنت موجودة عندهم ولما رحل‬ ‫هرم بن سنان غاضباء دخل أوس على أمه وكانت من أعقل النساء‪ ،‬فسألته وقالت له‪«:‬‬ ‫كيف الضيف»؟ فأخبرها بالقصة فقالت له‪ «:‬ابعث له وزوجه فإن الرجل كريم من كرماء‬ ‫العرب»‪ ،‬فبعث إلى هرم بن سنان فزقجه ابنته‪ ،‬وهذا الذي قام به أوس في البداية رفض‬ ‫قاس وليس اعتذارا مهذبا‪ ،‬ولكنه تدارك ذلك بفضل أمه‪ ،‬ولايحدث استقرار أسري إذا‬ ‫انعدمت الكفاءة وإذا توفرت الكفاءة تكون الحياة الزوجية موفقة في الغالب‘ ولقد علمنا‬ ‫لله تعالى أن الكفاءة تكون سببا للاستقرار من خلال قصة السيدة زينب بنت جحش وهي‬ ‫الله يل‪ :‬ئ فزيد‬ ‫رسول‬ ‫حبت‬ ‫النبي كلنا‪ :‬وقد زوجها النبي من مولاه زيد بن حارثة‬ ‫عمة‬ ‫بنت‬ ‫‪001‬‬ ‫هذا اختطف وهو صغير وبيع حتى وصل إلى السيدة خديجة فثي فاهدته لسيدنا نجد ثنية‪.‬‬ ‫فصار مولى لرسول الله يلة ولكون زينب من قريش وحفيدة عبد المطلب سيد قريش أخذت‬ ‫تترفع عن زيد بن حارثة المولى‪ ،‬فكان يشكو ترقعها عنه إلى البي تلة حتى نزل أمر ا له عز‬ ‫وجل‪ ،‬بتزويجها للبي تل! قال تعالى‪ :‬ملما قصى رَيد منها ولا رَمَجَتكها ه [اأحرب‪٧ :‬سإ‪٠‬‏‬ ‫فلذلك كانت تفتخر على ضرائرها من زوجات الني تلة بأن الله هو الذي زوجها بمحمد‬ ‫‪ 3‬والعبرة من هذاء أنه لم يحدث استقرار لأن الكفاءة لم تتساوى‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل نعتبر هذا الأمر من المشاكل أمرا عاديا‪ ،‬لأنه كان يحدث حتى في زمن النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم ؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا لأن أكثر المشاكل في الأمور العائلية‪ .‬وهي مستجدة\ فالحياة بين الزوج والزوجة‬ ‫احتكاك ولذلك تحتاج إلى أخلاق وتحمل وعدم انفعال ليتميز الناجحون في العلاقة‬ ‫الزوجية من غيرهم‪.‬‬ ‫‪101‬‬ ‫الملة الثالثة محشوة‬ ‫«أخلاجياك الزواج آ«‬ ‫ملتوالتمترآلتييم‬ ‫بت‬ ‫س‪ :‬الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا سد وعلى آله‬ ‫وصحبه وسلم تسليما كثيرا‪ ،‬أما بعد فهذا الجزء الثاني من أخلاقيات الزواج‪ ،‬وكان ضمن‬ ‫وذكرنا أهمية الكفاءة من‬ ‫الحلقة السابقة قصة زواج زيد بن حارثة بزينب بنت جحش‬ ‫فُتن بالسيدة زينب عندما ذهب‬ ‫خلال هذه القصة إلا أن هناك رواية تروى أن النبي ت‬ ‫لزيارة مولاه زيد بن حارثةك وصادفها كاشفة عن شعرها‪ ،‬فما صحة هذه الرواية؟‬ ‫ج‪:‬رواية أن البي تلة فتن بالسيدة زينب عندما زار زيد بن حارثة ورآها كاشفة عن شعرها‬ ‫هي غفلة من المسلمين أو من المؤرخين الذين ذكروا هذه الحادثة فالنبي ية أشرف من‬ ‫هذا أولا لأن المرأة بنت عمته فكان يراها ويعرفها فلا داعي إلى أن يفتتن بما في تلك‬ ‫اللحظة عندما رآها كاشفة شعرها‪ ،‬وهو يعرفها منذ صغرها ومنذ طفولتها‪ ،‬ولأن الحياة ي‬ ‫مكة كانت مفتوحة وبسيطة\ والأطفال يتعايشون ويلعبون مع بعضهم! والبيوت كانت‬ ‫بسيطة وليست بالصورة المعقدة حاليا‪ ،‬فلا داعي لأن يذهب البي صلي الله عليه وسلم إل‬ ‫بيت زيد بن حارثة حتى يرى شكلها ويفتتن بما‪ ،‬فقد رآها منذ صغره‪ ،‬وحاشاه صلى الله‬ ‫عليه وسلم عن ذلك والأمر الثاني‪ :‬لو كان هكذا لما أمر الله تعالى أن يتزوجها بتلك‬ ‫الحالة لو افتتن بماء طبعا هذه غفلة من المؤرخين والمفسرين في الإسلام‪ ،‬فدؤنوها وتلقاها‬ ‫لمستشرقون فدندنوا عليها‪ ،‬وهي قصة ردها العلماء المتبحرون المدققون‪ ،‬لأنما لا تستقيم مع‬ ‫أخلاق النبي مة بل ولا تستقيم مع الإسلام بشكل عام‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ لك كتاب حول السيرة النبوية‪ .‬ماهو السبب في أخذ بعض المؤرخين‬ ‫والمؤلفين الروايات دون تمحيص وتدقيق؟‬ ‫ج‪ :‬في السابق كان التحليل غير موجود‪ ،‬وكانوا يتناقلون الروايات من شيخ لآخر أما الآن‬ ‫تطور العلم وتطورت المناهج من تحليل وتعليل واستعمال للقرائن لمعرفة القصة} وقي التراث‬ ‫‪301‬‬ ‫الإسلامي الكنير من المطتات‪ ،‬بعكس الآن حيث أصبح التحليل هو المنهج في قبول الرواية‬ ‫ومع استعمال القرائن المحيطة بما‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك سؤال يثار تي مواقع التواصل الاجتماعي‪ ،‬يصدر اليوم من باب الحرية ومن باب‬ ‫كرامة الزوجة‪ ،‬أن المرأة غير مطالبة بأعمال البيت وليس من حق الزوج الشرعي ماذا‬ ‫تقول حول هذا الرأي؟‬ ‫ج‪ :‬المرأة غير مكلفة بأعمال البيت من ناحية الشرع وهذا ما جاء في بعض كتب الفقه‪.‬‬ ‫لكن لو جئنا إلى التعاون‪ ،‬فهو مطلوب بين الرجل والمرأة حتى تستقيم الحياة‪ ،‬لقول الله عز‬ ‫وجل‪ :‬وارنا عَلَ أليز وقويه [لمئدة‪ 5]: :‬والتعاون على البر والتقوى يكون بعمل المرأة‬ ‫في بيتها إذا كان الرجل يعمل خارج البيت‪ ،‬وهذا ما أمر به النبي تل صهره وابن عمه علئ‬ ‫بن أبي طالب وابنته المصونة فاطمة الزهراء عندما حدث خلاف بينهما فرفعا أمرهما إلى‬ ‫فقال لعلي بما معناه‪ :‬عليك العمل خارج المنزل وعلى فاطمة عليك العمل داخله‪.‬‬ ‫البي ت‬ ‫وهذا في الحقيقة إن صحت الرواية نص في الموضوع بأن المرأة عليها أن تعمل العمل الذي‬ ‫تطيقه طبعا والفقه فيه مسائل خلافية كثيرة} وقال بعضهم إذا كانت المرأة مخدومة في بيت‬ ‫أبيها فيجب أن تخدم في بيت زوجها وإذا كانت غير مخدومة في بيت أبيها فلا تخدم في‬ ‫بيت زوجها‪.‬‬ ‫س‪ :‬وإذا كانت تعمل موظفة؟‬ ‫ج‪ :‬إذا كانت تعمل موظفة فعليها أن تحلب خادمة وأنا في بعض أبحاثي عن المرأة قلت‪«:‬‬ ‫إن كانت المرأة موظفة ووظيفتها تخلل بعملها في البيت عليها أن تأتي بخادمة تنوب عنها في‬ ‫عملها في البيت‪ ،‬ويكون راتب الخادمة عليها هي»‪.‬‬ ‫س‪ :‬لكن تظهر لنا مشكلة آخرى سعادة الشيخ‪ ،‬مشكلة أن بعض الزوجات تعمل موظفة‬ ‫وتعود للبيت في ساعات متأخرة فتكون تربية الأبناء على الخادمة وربما تأثروا بأخلاقها‬ ‫وبدينها‪ 3‬فهنا تكمن الإشكالية في الموضوع‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا شك إن استطاعت المرأة أن لا تترك أولادها وخدمة أبنائها فذلك هو الأفضل فاء‬ ‫‪401‬‬ ‫وأنا في كتابي" المرأة المسلمة" ذكرت أن هناك ثلاثة أقوال في عمل المرأة خارج المنزل فهناك‬ ‫من رفض مطلقا‪ ،‬وهناك من لم يعترض تماما على عمل المرأة خارج المنزل‪ ،‬وهناك من أجاز‬ ‫عمل المرأة الذي يجب أن تقوم به في مجتمعها إذا استلزمت الحياة ذلك" ولكن عليها أن‬ ‫تتدارك تربية أولادها‪ ،‬وعمل المرأة أصبح مظهر العصرك ولا حرج في ذلك إذا لم يكن منافيا‬ ‫للشرع‪.‬‬ ‫س‪ :‬سعادة الشيخ بالنسبة لما يروى أن السيدة خديجة عيرضت نفسها على الرسول بية‪.‬‬ ‫هل هذا خاص بالرسول مل أم أنه يمكن للمرأة ان تعرض نفسها على الرجل بالزواج؟‬ ‫ج‪:‬طبعا لا يمنع ذلك ولا تعرض نفسها للزواج إلا المرأة العفيفة فالمرأة إذا رأت ثي الرجل‬ ‫الكفاءة جاز لما أن تعرض نفسها عليه وقي زماننا أصبح من المعيب أن تعرض المرأة نفسها‬ ‫على الرجل لأنه يمكن أن يرفضها وتعرض نفسها على الأخر فيرفضها كذلك‘ وهذا يدل‬ ‫أن المرأة بما عيب ما فيصبح الأمر غير مناسب لأهلها‪ ،‬وهذا من حيث العادات غير محبذ‪5‬‬ ‫أما من الناحية الشرعية فلا بأس في ذلك‪.‬‬ ‫س‪ :‬وبالنسبة للرجل هل يمكن أن يعرض ابنته للزواج؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬وقد عرض كنير من العلماء بناتمم على أناس صالحين متعلمين" وهذا حدث‬ ‫كثيرا في التاريخ وهذا مرده إلى الأعراف والعادات‪.‬‬ ‫س‪ :‬الآن كثير من الباحثين ينكرون زواج النبي تلة بالسيدة عائشة وهي صغيرة في هذا‬ ‫العمر‪ ،‬بما أنك باحث في هذا المجال ما تعليقكم على هذا الموضوع ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا في الحقيقة راجع إلي خلاف ف الزواج بالصغيرات‪ ،‬هل الزواج بالصغيرة يتم؟ فمن‬ ‫قال بأنه يتم استشهد بقصة زواج ني لة من السيدة عائشة وهي صغيرة‪ ،‬والرواية‬ ‫صحيحة\ ولما طلب منها البي يلة أن تنتقل إلى بيته كانت تلعب مع أترايما من البنات‪.‬‬ ‫ولكن اخئلف في زواج النبي تلة من السيدة عائشة وهي صغيرة هل هو من خصوصياته‬ ‫صلي الله عليه وسلم أم لا‪ ،‬فالذي قال هو من خصوصياته لم يبح زواج الصغيرة ومن قال‬ ‫أنه ليس من خصوصياته أباح الزواج بالصغيرات‪ ،‬وعلى الرأي الأول الإمام جابر بن زيد‪.‬‬ ‫‪501‬‬ ‫وأنا ذكرت هذا في بحثي الذي قدمته إلي مجمع الفقه الإسلامى الدولي وأخذت فيه برأي‬ ‫الإمام جابر بن زيد فالزواج لاسيما في هذا العصر يجب أن يكون بامرأة بلغت مرحلة الزواج‬ ‫وأن تكون قادرة جنسيا‪ ،‬وقادرة على الحياة الزوجية بكل ما فيها‪ ،‬والذين يرون جواز الزواج‬ ‫بالصغيرة أيضا غير مخطئين‪.‬‬ ‫س‪ :‬بالنسبة للنظرة الشرعية‪ ،‬ماهي حدودها؟ وكيف تكون آلية هذه النظرة؟ اليوم صار‬ ‫هناك تجاوز في هذا الموضوع وريما ترسل الصور دون علم الأهل‪ ،‬كيف يمكن أن نحب هذا‬ ‫الأمر وفق الأخلاق الإسلامية؟‬ ‫ج‪ :‬النظرة الشرعية مأمور بماك لأن البي ليلة أمر المغيرة بن شعبة بأن ينظر ليها وتنظر إليه‪.‬‬ ‫أن تكون‬ ‫من الدوام أ‬ ‫والإيدام مأخود‬ ‫وعلل ذلك البي علايا أنه أحرى أن يودم بينكما‬ ‫‏‪١‬يرها ولم ير‬ ‫الرجل امرأة‬ ‫تزوج‬ ‫الغالب إذا‬ ‫وي‬ ‫الحياة الزوجية سعيدة\ دائمة وغير منقطعة‬ ‫جمالها وخلقها وتصرفتها لا يكون بينهما تفاهم ولا دوام في الحياة الزواجيةء بعكس الذي‬ ‫ينظر للمرأة النظرة الشرعية فيعرف محاسنها الخلقية والخئقيةء ولكن يجب أن تتم هذه النظرة‬ ‫بصورة مهذبة ومؤدبة} ويكون اللقاء عند أهل المرأة وأهل الخاطب© ولا تكون بينهما خلوة‪.‬‬ ‫لأن الخلوة غير شرعية في تلك اللحظة‪.‬‬ ‫س‪ :‬لما ذهب النبي تة لزيارة الإمام علي بن أبي طالب فلم يجده في البيت سأل فاطمة‬ ‫عنه! فقالت‪ «:‬حدث بيني وبينه شيء أغضبني فخرج»‪ ،‬واليوم أبسط الأمور قد تؤدي إلي‬ ‫إفشاء الأسرار والتعبير عنها سواء بالتصريح أو بالتعريض‪ ،‬ماهي أهمية المحافظة على أسرار‬ ‫البيت؟‬ ‫ج‪ :‬المحافظة على أسرار البيت من الأمور الضرورية جداء فالزوج يجب عليه أن لا يفشي ما‬ ‫دار بينه وبين زوجته‪ ،‬وكذلك الزوجة‪ ،‬لا سيما في الأمور الخاصة أما الأمور العامة كأن‬ ‫تمدح زوجها مثلا فلا بأس في ذلك وأما الأمور الخاصة ‪٤.‬كأن‏ يفضي الرجل إلي زوجته ثم‬ ‫يتحدث بذلك أمام الناس‪ ،‬فهذه ليست من الأخلاق ألبتة‪ ،‬وهذه من الأفعال المذمومة‬ ‫وهذا‬ ‫مع أنه أبوها‬ ‫بينها وبين زوجها‬ ‫والمنكرة‪ ،‬والسيدة فاطمة لم نتخبر النبي إلا‪ :‬عما حدث‬ ‫‪601‬‬ ‫ه‬ ‫ج‪ .‬۔‬ ‫‏‪ ٠‬حميه ن‬ ‫هذاك‬ ‫حذف‬ ‫يتفه إ!‬ ‫وعلى الزوج أن‬ ‫والزوجة‬ ‫الزوج‬ ‫بين‬ ‫عادة‬ ‫حدت‬ ‫شئ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪_ 3}-‬‬ ‫البيت لتخفيف الأمر بدل المشادات الكلامية فهي سبب ثي المشكل‪.‬‬ ‫الدين السالمى يقول‪:‬‬ ‫نور‬ ‫‏‪ ١‬لششيخ‬ ‫ولذلك‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫ح‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫جه‬ ‫ع‪..‬‬ ‫س‬ ‫وإنني يعجبني ان يصبرا """ على اذى زوجته كي يجر‬ ‫فالمبتلى أيوب لما صبرا ٭٭٭ نال منالله مقاما أكب!‬ ‫دا‬ ‫رضها نه ام!‬ ‫من‬ ‫ونا ل‬ ‫وزا د ‏‪ ١‬٭٭٭‬ ‫إليه ‏‪١‬أهله‬ ‫رد‬ ‫والمقصود أن النبى أيوب عليه السلام ابتلاه الله مرضك جعل جنده يتستت‪ .‬حنبف هذ‬ ‫بحسب الروايات وهي كثيرة جداء ولكنه غضب على زوجته فحيف أن يضر‪ .‬فت تع‪,‬‬ ‫حكى‬ ‫‪ :‬ص ‪ } [:` :‬غ‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ينكب ‪7‬‬ ‫مَتَنَ آلشََيَطر‬ ‫رَتهر أق‬ ‫تَادئ‬ ‫ععَبنَددنا أرب ة‬ ‫قا ل ‪ :‬ظ وز‬ ‫الله تعالى أن يرد إليه أهله‪ ،‬بأن يأخذ أعوادا من الحشائش فيضريا حق لا حنث خفه‪.‬‬ ‫زوجته‪.‬‬ ‫أايوب‬ ‫يصبر الرجل على أذى زوجته كما صبر الن‬ ‫فالعبرة من هذا أن‬ ‫‪701‬‬ ‫الحلقة الرابعة ممشوة‬ ‫«لخاجياه الزواج "»‬ ‫هم‬ ‫‪,٥2‬م‪..‬‏ [‬ ‫م‬ ‫س‪ :‬تحدثنا في الحلقة الماضية عن أخلاقيات الزواج‪ ،‬ما هي الأخلاقيات المطلوبة في الزواج من‬ ‫خلال قول البي ع‪ :‬لعبد الرحمن بن عوف‪« :‬أولم ولو بشاة»؟‬ ‫ج‪ :‬تطرقنا في الحلقتين الماضيتين لبيان الأخلاق التي ينبغي أن يكون عليها الزوجان أثناء‬ ‫الزواج‪ ،‬وقد كان حديثا شيقا ورائعا ومهما‪ ،‬لأنه يمس حياة الإنسان‪ ،‬والواقع يحتاج أن نسقط‬ ‫عليه الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وخصوصا في هذا الموضوع‪.‬‬ ‫وعبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة من الأنصار وجاء إلى البي تي فرأى عليه أثر صفرة‬ ‫بسبب الطّيب‪ ،‬فسأله النبي عن سر ذلك‪ ،‬فأخبره بزواجه‪ ،‬فسأله البي تت‪ « :‬هل أومت»؟ ثم‬ ‫قال له‪ «:‬أولم ولو بشاة» ومعنى أولم‪ :‬أي اجمع الناس‪ ،‬ومن السنة أن يشهر الإنسان زواجه ؛‬ ‫لكي يعرف الناس أن فلانا وفلانة قد تزوجا‪.‬‬ ‫س‪ :‬متى يكون الإشهار؟ يوم عقد القران أو يوم العرس (النقلة)‪ ،‬لأن الناس يخلطون في هذا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬ممكن أن يكون في كليهما‪ ،‬والعادة في أيامنا وفي المعروف بين الناس أن الإشهار بين‬ ‫الرجال يكون في يوم عقد القران‪ ،‬المعروف ب(الملكة)‪ ،‬والإشهار بين النساء يكون يوم‬ ‫العرس(النقلة )& وينبغي الابتعاد عن الإسراف يوم العقد ويوم العرس وهذا كله يكون على‬ ‫كاهل الزوج‪ ،‬مما يؤدي إلى تراكم الديون عليه‪ ،‬وبالتالي تتنغص الحياة الزوجية وتحدث المشاكل‬ ‫بين الأزواج‪ ،‬وقد نجحت الحكومة ولله الحمد بتوجيه الناس للتخفيف من المهور فالمهور الآن‬ ‫ليس فيها مغالاة‪ ،‬وقد أصبح متوسط المهر في العاصمة وما حولها من المناطق حواي‬ ‫‏(‪ )٥٠٠٠‬ريالك لكن الإسراف يكثر في إعداد ولائم الرجال‪ ،‬وفي تحمل تكاليف باهظة في‬ ‫أعراس النساءث فيجب التخفيف من هذه التكاليف؛ لكي يسعد الأزواج في حياتمم ولا‬ ‫‪901‬‬ ‫تراكم الديون جراء التكاليف الباهضة ‪.‬‬ ‫تتنغص عليهم بسبب‬ ‫الفتاة‬ ‫لحرمان‬ ‫هذا‬ ‫فيؤدي‬ ‫مهرا‬ ‫ريال‬ ‫مثلا مائة‬ ‫فيطلب‬ ‫الزواج‪،‬‬ ‫يريد التسهيل ي‬ ‫من‬ ‫هناك‬ ‫اس‪:‬‬ ‫من شراء ما تريده لتجهيز لنفسها‪ ،‬فما رأي فضيلتكم في هذا الأمر؟‬ ‫ج‪ :‬هذا الأمر حاصل وواقع" ولكن تخفيف ول الفتاة من المهر يوجب على الزوج أن يتحمل‬ ‫كل تكاليف تجهيز الفتاة من الملابس والذهب وغير ذلك‪ ،‬وأن يتحمل أيضا تكاليف يوم‬ ‫عقد القران وتكاليف عرس النساء‪ ،‬وينبغى في هذه الحالة أيضا الاقتصاد وعدم المبالغة في‬ ‫التكاليف‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك ظاهرة جميلة في هذه الأيام‪ .‬وهى ظاهرة الأعراس الجماعية‪ ،‬والرائع في هذه‬ ‫الأعراس‪ ،‬مساهمة رجال الأعمال في دفع تكاليفها‪ .‬ويقومون أيضا بإعطاء الشباب هدايا‬ ‫الجماعية ‪.‬‬ ‫الأعراس‬ ‫فنريد منك فضيلة الشيخ كلمة شكر للراعين هذه‬ ‫فاخرة وثينة‪،‬‬ ‫ج‪ :‬حضرت بعض حفلات الزواج الجماعي وهذا أمر جيد ورائع من رجال الاعمال الذين‬ ‫وأسأل‬ ‫الكثير من الشباب ©‪،‬‬ ‫طريق الزواج أمام‬ ‫سهلت‬ ‫لأنا‬ ‫برعاية هذه الاحتفالات؛‬ ‫يقومون‬ ‫لله التوفيق للمتزوجين والمنفقين على هذه الاحتفالات وأنا أشجع على مثل هذه الأمور التي‬ ‫تعمم الفرح والبهجة في كثير من الأماكن‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما هي صفات السكن المطلوب للمرأة ؟ خصوصا مع مطالبة بعض الناس بسكن مستقل‬ ‫لابنتهم‪ ،‬ويترافق هذا مكعون الزوج هو المتحممل لتكاليف الزواج كاملة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬توفير السكن حق للزوجة؛ تجنبا للمشاكل بين الضرات أو مع أم الزوج أو مع أخواته‬ ‫فيكون الحل لتجنب هذه المشاكل وجود مدخل خاص للزوجة‪ ،‬سواء كان ملحقا ببيت أهله‬ ‫أو كان بعيدا عن أهله‪.‬‬ ‫‪011‬‬ ‫س‪ :‬ما هي أغرب المشاكل بين الازواج التي مرت على فضيلتكم أثناء عملكم في مكتب‬ ‫الإفتاء أو أثناء مخالطتكم للناس؟‬ ‫ج‪ :‬بصراحة مرت علي قصص كنيرة‪ ،‬ولكن لا يحضرني شيء منها الآن‪ ،‬لكن بالنسبة للطلاق‬ ‫مثلا‪ ،‬فإن الكثير من حوادث الطلاق تقع بسبب الغضب وعدم التروي‪ ،‬بل إن هناك من‬ ‫يكون لديه عشرة أولاد ويطلق زوجته‪ ،‬وكل ذلك بسبب الغضب والانفعال وعدم التروي عند‬ ‫وقوع المشاكل بين الزوجين‪.‬‬ ‫‪111‬‬ ‫الملة الخامسة ممشرة‬ ‫«لخاجيات الزواج ع»‬ ‫س‪ :‬نواصل اليوم الحديث عن أخلاقيات الزواج‪ ،‬وهذه هي الحلقة الرابعة والأخيرة في هذا‬ ‫الموضوع ونبدأ الحديث بسؤال حول قول ا له تعالى‪َ :‬انحَثوأ حكما من أَميوء َحَكَيًا‬ ‫من أقلمآ‪ 4‬النساء‪ :‬‏‪ ،]٣٥‬إذ إن بعض الناس يسارعون للذهاب إلى المحاكم عند حدوث أي‬ ‫مشكلة في البيت‘ متناسين التدتج الذي نص عليه القرآن لحل المشكلات الأسرية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬مقصود الآية هو الحيلولة دون حصول الطلاق‪ ،‬وقد ذكرت في الحلقة السابقة أن كثيرا من‬ ‫حالات الطلاق تقع بسبب الغضبڵ فالبنسبة للمرأة الناشز يكون الوعظ لتذكيرها بحق زوجها‬ ‫عليها فإن لم يجد الوعظ لجأ الزوج للهجرك وهو عقوبة نفسية أما الضرب فلا يكون إلا ي‬ ‫آخر المراحل ويكون غير مبرح‪ ،‬ويكون كل هذا لتفادي الطلاق‪ ،‬فحصول الضرب غير المبرح‬ ‫أفضل من وقوع الطلاق فإن تعمق الشقاق والتراع بعد هذا يتم يبعث الحكمين من طرف‬ ‫أهل الزوج وأهل الزوجة بقصد الإصلاح وكل هذا لأجل تفادي الطلاق لأن الطلاق هو‬ ‫أبغض الحلال كما جاء في الحديت‪ ،‬وإن كان الحديث ضعيفا إلا أن معناه صحيح فالطلاق‬ ‫يسبب انحيار الأسر وضياع الأولاد‪ ،‬ولأجل ذلك كان التدرج القرآني لمنع الطلاق ‪.‬‬ ‫س‪ :‬نسمع عن الابتزاز الجنسي عبر الانترنت‪ ،‬سواء من العاملين في قطاع التنمية الاجتماعية‬ ‫أوتي المدارس‪ ،‬ويكون في كثير من الأحوال من قبل من حصل فهم طلاق بين آباءهم وأمهاتحم‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬هذا أمر طبيعي ‘ فهؤلاء ل يجدوا من يوجههم وينصحهم } وهذا يضر ا مجتمع وا لدولة ا فمن‬ ‫الأب فاسدا فإنه لا‬ ‫ومهما كان‬ ‫على نفسه وغيره‬ ‫يعمم الضرر‬ ‫والمخدرات‬ ‫يتجه للابتزاز‬ ‫يرغب بصيرورة أبنائه إلى نفس حاله‪ ،‬وهذا من مميزات الأبوة فكثير من الرجال لا يكونون‬ ‫محافظين على الصلاة لكنهم يأمرون أبناءهم بالصلاة وبالالتزام الديني‪.‬‬ ‫س‪ :‬في إحدى الدول قام رجل بقتل زوجته بعد أن شك بماء ولما تبين له خطؤه قتل أبناءه‪.‬‬ ‫‪311‬‬ ‫فكيف نوفق بين الغيرة وبين التفسير السيء للأحداث؟‬ ‫ج‪ :‬الشك لا يجوز في الإسلام؛ لأن الإسلام قائم على الأخذ بظاهر الأحداتث\ وللزوج أن‬ ‫يمنع زوجته عن العمل إذا شك بما‪ ،‬تجنبا لحصول المفسدة‪ ،‬فإن تبين له صدق ما شك به لا‬ ‫يحل له قتلها! لأن القتل في الإسلام يكون مباحا في حدود ضيقة ‪ ،‬والقتل أمره عظيم عند‬ ‫لله فحصول الشك من قبل الزوج يكون بسبب وساوس الشيطان وانحراف مزاج هذا‬ ‫الانسان‪ ،‬وهذا لا يجوز في الإسلام لأنه مظنة حصول الضرر والمفاسد‪.‬‬ ‫النساء من تعتبر زوجها مذنبا وخائنا‬ ‫فمن‬ ‫الزوجات‬ ‫تعدد‬ ‫موضوع‬ ‫هناك لغط كثير حول‬ ‫س‪:‬‬ ‫عندما يتزوج امرأة غيرها وكذلك يقوم بعض الأزواج بمفاجأة زوجاتهم بمذا الأمر مما يفاقم‬ ‫النسا ء‪.‬‬ ‫غضب‬ ‫ج‪ :‬الشرع سمح للرجل أن يتزوج أربعا من النساء بنص القران‪ ،‬لكن بشرط العدل‪ ،‬فإن خاف‬ ‫عدم العدل اقتصر على واحدة‪ ،‬وتعدد الزوجات مباح وليس مأمورا به أمرا وجوبيا‪ ،‬والإنسان‬ ‫مخير في فعل المباح أو تركه‪ ،‬وهناك من النساء من تشجع على تعدد الزوجات لأنه يخفف من‬ ‫العنوسة لكن بشرط العدل بين الزوجات‪ ،‬ويذكر عن الإمام جابر أنه كان يعد القبل بين‬ ‫زوجتيه فيقبل كل واحدة نفس عدد القبل ولا يصح أن يخفي الزوج عن زوجته زواجه من‬ ‫أخرى‪ ،‬ولا يصح له ترك إحدى نسائه كالمعلقة بسبب جوره وعدم عدله معها‪ ،‬فلا بد من‬ ‫الانضباط بضوابط الشريعة عند تعدد الزوجات ولا يجوز للمرأة السعي في طلاق ضرتما‬ ‫بسبب دافع الغيرة لقول البي تل‪« :‬لا تسألن إحداكن طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإن لها‬ ‫ما قدر لها»‪ 5‬وإن كان مقصرا معها فإما أن تصبر وإما أن تطلب طلاق نفسها‪ ،‬لا أن تطلب‬ ‫طلاق ضرماء وطلب طلاقها نفسها أيضا غير جائز من غير عذر‬ ‫س‪ :‬وماذا عن ميل الزوج قلبيا لإحدى زوجاته أكثر من الأخرى مع عدله بينهما؟‬ ‫‪411‬‬ ‫ج‪ :‬الميل القلبي لا يؤاخذ عليه الزوج‪ ،‬فالبي يلة اشترى شيئا وقسمه بين زوجاته ثم قال‪:‬‬ ‫«اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذن فيما تملك ولا أملك» ‪ ،‬والميل القلبي لا يستطيع‬ ‫الإنسان التحكم به‪ ،‬ولكن عليه المحاولة للتحكم به‪ 3‬فإن غلبه الأمر فلا مؤاخذة عليه‪ ،‬ولكن‬ ‫عليه أن يكون عادلا في الأمور المادية‪.‬‬ ‫آليجَال قَوَمورت عل أَلنسَاِ ه [نساء‪ :‬؛ء]‪ ،‬ما هو مفهوم القوامة قي‬ ‫س‪ :‬يقول الله تعالى‪<:‬‬ ‫هذه الآية؟‬ ‫بكا تصل أ‬ ‫‪-‬‬ ‫اء‬ ‫ل عل‬ ‫أموت‬ ‫ج‪ :‬القرآن وضح ذلك في نفس الآية حيث قال‪:‬ط الجا قَو‬ ‫بتَصَهتر عل بع وَيما مقو مت أمولهتره [نساء‪ :‬‏‪ ،]×٤‬فالقوامة معناها الإنفاق‪ ،‬إذ إن بنية‬ ‫و و‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫۔‬ ‫سه‬ ‫لرجل الجسدية أقوى من بنية المرأة» فهو قادر على الك وتحمل العمل الشاق‪ 6‬وتوام‪:‬‬ ‫قال النبي ي‪« :‬كلنكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»‪.‬‬ ‫الرجل هي التي تنظم الأسرة‬ ‫والقوامة هنا تعني القيادة فكل مجموعة لابد لها من قائد ءوقيادة الزوج للأسرة شيء إنجابي‬ ‫النبي علاناز ‪« :‬خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم‬ ‫س‪ :‬نريد منكم في الختام كلمة حول حديث‬ ‫لأهلي»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬النهي يلة هو القدوة والمشرع‪ ،‬وقد حض أمته على الزواج ورغبهم فيهإ وقد تزوج تسع‬ ‫نساء لكي ينقلن لنا حياته الأسرية لا كما يقول المستشرقون أنه شهوان أو مزواج ‪ 3‬والبي‬ ‫للة خير الناس لأهله‪ ،‬فلم يضرب زوجة من زوجاته‪ ،‬ولم يعنقهن أبدا‪ 5‬وأقول في ختام الحلقة‬ ‫أن الزواج يحتاج إلى الأخلاق سواء من الرجل أو المرأة فعليهما أن يحترما بعضهما وأن يراعيا‬ ‫مشاعر بعضهما‪.‬‬ ‫‪511‬‬ ‫الملة السادسة حشرة‬ ‫«أخاجيار الطلاق ا»‬ ‫لموضوع مواضيع‬ ‫السابقة عن أخلاقيات الزواج‪ ،‬ومن متعلقات هذا‬ ‫س‪ :‬تحدثنا قي الحلقات‬ ‫الطلاق والعدة والحضانة‪ ،‬ونبدا بالسؤال عن الطلاق فما هي مقاصد الإسلام الأخلاقية ثي‬ ‫الطلاقف؟‬ ‫ج‪ :‬الطلاق جعله الله فرجة للزوجين عند ضيق الحياة بينهما‪ ،‬والطلاق غير مرحب به في‬ ‫الإسلام‪ 5‬لحديث‪ «:‬أبغض الحلال إلى الله الطلاق»‪ ،‬فهو حلال لكنه بغيض عند الل‬ ‫والإسلام حمى الزواج بسياج عظيم لئلا يحدث الطلاق‪ ،‬وكما يقال‪ :‬آخر العلاج الكي‪.‬‬ ‫فالطلاق شيء مستكره لكن لا بد منه عند ضيق الحياة بين الزوجين كأن يكون أحدهما سيء‬ ‫السيرة‪ .‬فيطلب كل منهما الطلاق لأن فيه متنفسا‪ ،‬وفي بعض الديانات لا يشرع الطلاق‬ ‫فتكون الحياة حالكة بين الزوجين‪ ،‬ولذلك ظهرت الدعوة للزواج المدني لأن فيه طلاقا‪ ،‬والذين‬ ‫يضرب بمم المثل قي منع الطلاق هم الكاثوليك من المسيحيين حتى يقال إنه زواج كائوليكي‬ ‫أي‪ :‬لا طلاق فيه‪ ،‬فتكون الحياة مع هذا الزواج حالكة ومظلمة وفي هذا صعوبة على الزوج‬ ‫والزوجة‪ ،‬لذلك طبق في كثير من الدول الزواج المدني لأن فيه طلاقا‪.‬‬ ‫س‪ :‬ذكرت فضيلة الشيخ أن الحكمة من الطلاق هو التنفيس عن الزوجين عندما تضيق الحياة‬ ‫بينهماء لكن من الناحية الواقعية‪ ،‬هناك من النساء من تصبر على أذى الزوج فلا تطلب‬ ‫الطلاق ويصبر بعض الازواج لأجل تربية الأولاد ولتجنب كلام الناسك وكأن نظرة الناس في‬ ‫هذه الأيام للرجل المطلق أو المرأة المطلقة صارت نظرة معيبة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الصبر من الصفات امحمودة‪ ،‬والله تعالى أثنى على النبي أيوب لما صبر على امرأته‬ ‫فقال تعالى‪ «:‬وويبتا آثر أملهم ويتلئر متغز تتمة متا وزكى لأرل الكلتي ‪ ::‬وريدك ضنا تضرب زه‪.‬‬ ‫‪711‬‬ ‫[ص‪ :‬‏‪ ،]٤٤ - ٤٢‬فهذا ثناء من الله بأنه صابر‬ ‫إ قا‬ ‫‪4‬‬ ‫ولا تن إنا وَمَذَتَه صا يرالعبد تو و أوَاث ‪:‬‬ ‫وأقاب‪ ،‬أي يرجع إلى الله ويؤوب إليه‪ ،‬وقي هذا يقول الإمام السالمي في الجوهر‪:‬‬ ‫وإنني يعجبني أن يصبرا """ على اذى زوجته كي يؤجرا‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪494‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪. ٠‬‬ ‫ع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فالمبتلى أيوب لما صبرا ٭٭٭ نال من الله جزاء أكبرا‬ ‫المرادا‬ ‫رضوا نه‬ ‫من‬ ‫ونال‬ ‫٭٭×‬ ‫وزادا‬ ‫إليه أهله‬ ‫رد‬ ‫فالصبر هو الأفضل في الحياة الزوجية وخصوصا للمرأة‪ ،‬لأن الطلاق ليس بيدها وإنما بيد‬ ‫الرجل والمرأة تؤجر على صبرها‪ ،‬بخلاف الرجل فإن الطلاق بيده وليس مجبورا على الصبر‬ ‫بخلاف المرأة فإنما مجبورة على الصبر‪.‬‬ ‫س‪ :‬وهل يكون الصبر عند التقصير في الحقوق من أحد الزوجين ؟‬ ‫ج‪ :‬نعم" فلا بد من الصبر عند وقوع التقصير مع التأكيد بأن الإسلام لا يرغب في‬ ‫الطلاق‪ ،‬ويكون الصبر بحسب المقدرة‪ ،‬ولا يلجأ إليه إلا عند ضيق الحياة بين الزوجين‪،‬‬ ‫المشاكل ووقوع‬ ‫وعدم القدرة على متابعتها‪ .‬فهو آخر العلاج‪ ،‬والحقيقة أن حصول‬ ‫المنفصات في الحياة أمر طبيعي‪ ،‬فلا بد من التعقل وعدم التسرع في الطلاق وخاصة من‬ ‫الرجل‪ ،‬لأن عقدة النكاح وهي الطلاق بيده‪ ،‬والله ختم آيات الزواج والطلاق في سورة‬ ‫لبقرة بقوله‪ (:‬كتل ببين كته كن عاتيه۔ تكر تتقأويت ) ه [ابنة‪ :‬‏‪ ،]٢٤١‬لأن‬ ‫أمور الزواج والطلاق تحتاج إلى التعقل ولا تحتاج إلى الغضب والانفعال‪ ،‬والمتتبع لآيات‬ ‫النكاح والطلاق يجد أن ا له يعقب الحكم في نفس الآية أو في آية بعدها بالوعيد الذي فبه‬ ‫التغليظ والتشديد في الإنذار‪ ،‬كقوله تعالى‪ :‬يكخذو أمم قل مَتَدُوممامه [لبقة‪ :‬‏‪ ،]٢٢٩‬وكقوله‬ ‫ه ه [بتة‪ :‬‏‪ 5]٢٠٦‬وهذا موجود في كثير من الآيات لأن‬ ‫وات‬ ‫شر ل‬‫م أس‬‫تعالى‪:‬ه كلمه يكد‬ ‫‪811‬‬ ‫الإسلام جاء لمعالجة التلاعب الذي كان موجودا عند العرب في الحياة الروجية ولذنث‬ ‫ختمت الآيات المتعلقة بالزواج والطلاق بمذه الإنذارات الشديدة‪.‬‬ ‫من خلال تتبع سورة الطلاق نجد أن التقوى ذكرت عدة مرات في السورة‬ ‫س‪:‬‬ ‫لأن التقوى هي التي تردع الإنسان عن تحاوز حدهد اته‪ .‬قال تعانى‪ :‬‏‪٥‬‬ ‫ج‪ :‬هذا أمر طبيعي؛‬ ‫ومن يَتَحَدَ حدود أله َمَذكلر تسر [الطلاق‪ :‬‏‪ ،]١‬والحدود معناها الأحكاه‪ .‬فالذي يتعدى‬ ‫يكون ظالما لنفسه‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض الناس ينظرون للرجل المطلق أو المرأة المطلقة نظرة معيبة فماذا نقول هؤلاء اناس ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا يحدث بحكم الظروف©ڵ وإلا ففي السابق لم تكن هذه النظرة موجودة‪ .‬ونظرة لمجتمع‬ ‫للرجل غير المطلق والمرأة غير المطلقة أفضل فالناس مثلا تعتبر الرجل المطلق قد تعدى وضنه‬ ‫المرأة وكان الأولى به الصبر على أذى المرأة إن كانت مؤذيةش والمجتمع ينظر للمرأة نفس النضرة‬ ‫فتجد من يقول ‪ «:‬لو ل تكن هذه المرأة ة تستحق الطلاق لما وقع عليها الطلاة ق»» وقد يقم‬ ‫عليها التقريع من أقربائها ومن أهل بيتها ولعلها تلام وتؤذى وتحرح‪.‬‬ ‫الإسلام على عدم وقوع الطلاق‪ ،‬فهناك الكقمارات وهناك التدرج مع‬ ‫فلأجل هذا حرص‬ ‫لمرأة التي يخاف نشوزها كما في قوله تعالى‪ :‬وألقي تتايت فوثق تيو‬ ‫ََعجُروهنَ افلمسناجع وَضرئوهة قانأقتم كلا تنغوا عَتَهنَ سبيلا ب أمه كن‬ ‫عَاتَا ببا ؟) ‪[ 4‬النساء‪. :‬‬ ‫وقال تعالى‪ :‬يان خِقتير شِقَاقَ تتننهما قَمَثوا حكما من أو يَحَكمًا من أخليما إن‬ ‫ضريتلَحًا يوق أنه بتمامه النساء‪ :‬ه‪.]٢‬‏ فوضعت هذه السياجات للحفاظ على الزواج‬ ‫ولئلا يقع الطلاق‪.‬‬ ‫س‪ :‬في هذا السياق نحتاج للتوضيح حول العلاجات المذكورة في الآية الكريمة فكيف تكون‬ ‫الموعظة؟ وكيف يكون الهجر؟ وكيف يكون الضرب غير المبرح؟ إذ الناس لا يزالون غير واعين‬ ‫‪911‬‬ ‫ى هذا الباب فيتعجلون الضرب والطلاق والذهاب للمحاكم‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الموعظة هي الأساس فينصح الرجل زوجته ويذكرها بالله تعالى ويذكرها بواجباتما إن لم‬ ‫يكن مقصرا وكانت هي المقصرة‪ ،‬ويذكرها بأبعاد الطلاق وأضراره‪ ،‬وأما المجر فليس معناه‬ ‫ترك البيت وإنما معناه ترك المباشرة الجنسية‪ ،‬فهذه عقوبة نفسية إذ إن بعض النساء قد‬ ‫تكون مغرورة بجمالها ومالها فهجرها يكون عقوبة نفسية لها‪ ،‬وأما الضرب فهو غير المبرح‬ ‫وغير المؤذي فلا يقصد منه الاعتداء والإضرار بالمرأة‪ ،‬فالمقصد منه العقوبة النفسية‬ ‫والتاديب‪ ،‬والله أمر البي أيوب بقوله‪ :‬وريدك نا قأضرب يهء ولا تنته [ص‪٤ :‬ع]؛‏ فالبي‬ ‫أيوب كان قد أقسم أن يضرب زوجته عندما عصته وتقززت منه عندما مرض فأمره الله أن‬ ‫يضريما بالضغث وهو عبارة عن أعواد من الحشائش غير القوية وضربما به ضربة واحدة‪ ،‬وقد‬ ‫أثنى الله على النبي أيوب لأنه لم يطلق زوجته‪ ،‬وهذا درس رائع من قصة النبي أيوب ونبينا‬ ‫نجيدل لم يضرب زوجاته قط‪ ،‬وكان يساعد أهله في أعمال المنزل ولنا قي رسول الله قدوة‬ ‫حَسََة ه [لأحزاب‪ :‬‏‪.]٢١‬‬ ‫لَمَدكانَ لك فى تسول ألهو ش‬ ‫كما قال الله تعالى‪:‬‬ ‫س‪ :‬تكلمنا قبل الفاصل عن العقوبات النفسية‪ ،‬فنريد من فضيلتكم كلمة حول فكرة قسم‬ ‫التوفيق والمصالحة والتي جاءت بمرسوم سلطايي‪ ،‬فنريد من فضيلتكم كلمة شكر للمسؤولين عن‬ ‫هذه الفكرة ودعوة الناس للذهاب إلى هذا القسم عند وقوع المشاكل‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذه اللجان رائعة وقد سمعت أحد المسؤولين من خارج السلطنة يثني على هذه اللجان‬ ‫وقد غردت في تويتر بمذا الخصوص وأثنيت على هذا الأمر‪ ،‬لأن الصلح سيد الأحكام إلا‬ ‫صلحا أحل حراما أو حرم حلالا كما جاء في الحديث والصلح سيد الأحكام لأن فيه تراضيا‬ ‫إذ إن الحكم فيه قطيعة لك أو عليك‪ ،‬أما الصلح ففيه تقريب لوجهات النظر‪ ،‬فيخرج الطرفان‬ ‫راضيين‪ ،‬فتكون أهمية هذه اللجان في كونما تجعل الأطراف راضين وكان هذا يمارس في عمان‬ ‫سابقا لكن ليس بمثل التنظيم الموجود هذه الأيام! فعندما كان المتشاكيان يأتيان إلى القاضي‬ ‫كان الوجهاء يقومون بنصح المتشاكيين والتوفيق بينهما وهذا الأمر الآن مؤطر قانونيا بل وربما‬ ‫‪021‬‬ ‫قضائيا‪ ,‬لأن هذا الأمر كان سابقا عادة جميلة وحميدة‪ ،‬فإنشاء هذه اللجان كان بسبب تطور‬ ‫عن عادة موجودة في المجتمع العماني ‪.‬‬ ‫س‪ :‬دعاة تحرير المرأة يتساءلون لماذا جعل الطلاق بيد الرجل وليس للمرأة طلاق ؟‬ ‫ج‪ :‬لأن الرجل لا يتأثر بالعواطف كالمرأة‪ ،‬أما المرأة فهي عاطفية أكثر فلو جعل الطلاق بيد‬ ‫المرأة لكانت أسرع في إخراج نفسها من نطاق الزوجية‪ ،‬والرجل أيضا دفع مالا فهو يحسب‬ ‫ألف حساب قبل أن يقدم على الطلاق‪ ،‬أما المرأة فلم تدفع شيئا فيسهل عليها الإسراع إلى‬ ‫الطلاق‪.‬‬ ‫س‪ :‬لكن في بعض الأحيان عندما تغضب المرأة فإنما تخرج من بيتها إلى بيت أهلها وتقوم‬ ‫بإثارة عواطفهم ضد زوجها وربما يغضبون على الزوج" من دون استماع للزوج‪ ،‬فنريد توضيح‬ ‫موضوع التثبت من الطرفين‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا خطأ من الأهل والمفروض عليهم أن يرجعوها إلى زوجها ففي السابق عندما كانت‬ ‫أوليا ؤها يرجعومما إلى بيت الزوجية ( وينصحومما‬ ‫زوجها كان‬ ‫منفعلة وشاكية من‬ ‫المرأة‬ ‫تأت‬ ‫بالصبر‪ ،‬وبخروجها هذا تعتبر ناشزا‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما هو تعريف النشوز ؟‬ ‫ج‪ :‬الخروج من المنزل دون رضا الزوج‪ ،‬وعلى أهل الزوجة عدم مساعدة المرأة على نشوزهاء‬ ‫لأن تحريض الأهل لابنتهم على النشوز يساعد على الطلاق‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد ملخصا في نماية الحلقة حول أنواع الطلاق حتى نبني عليه الأسئلة في الحلقة‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫‪121‬‬ ‫ج‪ :‬الطلاق أنواع‪ ،‬فهناك الطلاق الرجعي‪ ،‬وهناك الطلاق البائن بينونة صغرى‪ ،‬وهناك‬ ‫يعتبر طلاقا بائنا‬ ‫والخلع الذي يحكم القاضي فيه بالطلاق‬ ‫الطلاق البائن بينونة كبرى‬ ‫وفي الطلاق البائن بينونة صغرى لا يحق للزوج أن يرجع زوجته إلا بزواج‬ ‫بينونة صغرى‬ ‫جديد قائم على العقد والشهود والولي‪ ،‬وهناك قول بأن رضا المرأة كاف في البينونة الصغرى‬ ‫لرجعتها والصحيح أنه لا بد من زواج جديد وأما في الطلاق الرجعي فيصح للرجل إرجاع‬ ‫امرأته من غير زواج ؛ لأنما تكون في العدة ولا بد من شاهدين عند ارجاع الرجل زوجته‬ ‫لقوله تعالى‪ :‬وَأشهدوأ دوتعَذل كر ه [لطلاف‪ :‬‏‪ ،]٢‬وبعض المذاهب لتاشترط الشاهدين‬ ‫وقت الرجعة وإنما تشترط الشاهدين حال إيقاع الطلاق‪ ،‬والجمهور على اشتراط الشاهدين‬ ‫في حال إرجاع المرأة في الطلاق الرجعي‪ ،‬فيقول‪ «:‬أشهدكم على أيي أرجعت زوجتي فلانة‬ ‫على بقي لها من طلاق وصداق ‪-‬إن بقي لها شيء من الصداق‪ ،» -‬أو يرجعها بحضور‬ ‫الشاهدين وحضورها أو بوجود أكثر من شاهدين إذا كانوا ذوي عدل وأما شهود الشهرة‬ ‫فلا بد من كونحم ثلاثة فصاعدا وشهود الشهرة هم مستورو الحال وأما إن اقتصر الرجل‬ ‫‪.4‬‬ ‫نك‬ ‫على شاهدين فلا بد من أن يكونا ذوي عدل؛ لقوله تعالى ‪ :‬وَأمهذوأأ دَدَى عَذَل‬ ‫‪221‬‬ ‫الملة السابعة ممشرة‬ ‫«لظاجياه الطلاق آ»‬ ‫بتمائي الاليم‬ ‫س‪ :‬بدأنا في الحلقة السابقة في أخلاقيات الطلاق وتطرقنا لعدة مواضيع وختمناها ببيان أنواع‬ ‫الطلاق‪ ،‬فهل عند فضيلتكم تكملة للموضوع السابق أم ندخل في الأسئلة؟‬ ‫ج‪ :‬الذي أقوله إن ازج واوالطلاق هما الذين تظهر فيهما الأخلاق؛ لكثرة المشاكل وكثرة‬ ‫س‪ :‬في القرآن يقول تعالى عن الطلاق الرجعي‪ :‬لا عرجون من بيوتهن ولا يجن إلا أ‬ ‫أن حتة مَبَيَةه [لطلاق‪ :‬‏‪ ،]١‬ما الحكمة الأخلاقية من بقاء المطلقة الرجعية في بيتها ؟‬ ‫للرجل‬ ‫ج‪ :‬الأصل في الطلاق الرجعي بقاء المرأة في البيت لأنما زوجة إلا أنه لا يصح‬ ‫مباشرتما‪ ،‬ونفقة هذه المرأة على زوجها‪ ،‬ويتوارثان إن مات أحدهما‪ ،‬فالحياة الزوجية مستمرة‬ ‫لكن يمتنع عن مباشرتما‪ ،‬نتيجة لما حصل من طلاق رجعي فتبقى المرأة في البيت وتتزين‬ ‫لزوجها لعله يعجب بما فيردها‪ ،‬لكن الذي يحصل في هذه الأيام أن المرأة عندما تسمع كلمة‬ ‫الطلاق تحزم حقائبها إلى بيت أهلها وتحد هناك الحضن الدافوع من أهلها بل هناك من يعتبر‬ ‫جلوس المطلقة في بيت زوجها عيبا‪ ،‬وهذا مخالف لدي الإسلام‪ ،‬فالإسلام يأمر المرأة بالبقاء‬ ‫قي بيتها ولا يجوز للرجل إخراج المرأة من بيتها وينبغي على الأهل رد المرأة لبيت زوجها في‬ ‫حالة الطلاق الرجعي‪ ،‬إذ إن الحياة الزوجية مستمرة كما ذكرت‘ ولكن في الواقع المعاصر وفي‬ ‫العادات العمانية اعتبار بقاء المطلقة طلاقا رجعيا فى بيت زوجها عيباء حتى قال لي أحد‬ ‫المشايخ الصالحين أنه طلق امرأته طلاقا رجعيا‪ ،‬ولم يخبرها به حتى تبقى في البيت فأخبرها بعد‬ ‫انتهاء عدة الطلاق الرجعي‪ ،‬وفي الحكم الشرعى أن الرجل إن طلق امرأته سواء علمت‬ ‫بالطلاق أو لم تعلم فإنما تطلق منه‪ ،‬ويقول ‪:‬أردت من ذلك إحياء السنة‪.‬‬ ‫‪421‬‬ ‫س‪ :‬هناك من الناس من يقول لزوجته‪ :‬إن فعلت الشيء الفلاني فاذهبي إلى بيت أهلك أنت‬ ‫طالق‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا من أنواع الطلاق ويسمى بالطلاق المعلق‪ ،‬وينبغي للإنسان الترفع عنه‪ ،‬والله تعالى‬ ‫كلت يبين كنه كرز عايه۔ تكر نورك ‪ ::.‬؛‬ ‫ختم آيات الطلاق بقوله‪:‬‬ ‫[لبة‪ :‬‏‪ ،]٤‬فالتعقل عند حصول المشاكل الزوجية مطلوب‪ ،‬لأن المشاكل الزوجية كثيرة‬ ‫والتعامل معها بلا تعقل مصيبة فلا بد من استعمال العقل وبالذات من قبل الرجل؛ لأنه‬ ‫هو الذي يملك عقدة النكاح والمرأة قد تغضب أو تنفعل بسبب ظروف معينة فعلى الرجإ‬ ‫أن يتحملها‪ ،‬وهناك متعة التطليق وقليل استعمالها الآن‪ ،‬ومتعة التطليق تكون للمرأة التى‬ ‫يتزوجها الإنسان ويطلقها ولم يفرض لما صداقا ولم يمسها‪ ،‬فالرجل إن فرض للمرأة صداقا وه‬ ‫يمسها فلها نصف الصداق‘ ولكن إن لم يفرض فما صداقا ولم يمسها وطلقها فالمتعة واجبة؛‬ ‫لقوله تعالى‪ «:‬قمَِعوهُتَ وَسَعُوهرت سَرلا جميلا ا ‪( 4‬ااحرب‪ :‬‏‪ 61٩‬والتمتيع حق على‬ ‫الحسنين لكن فيه وجوب\ڵ ولا يتبادر إلى ذهن أحد أن لفظ الإحسان يقتضي الندب ؛‬ ‫وذلك لجبر خاطر المرأة إذ إن في الطلاق وحشة‘ وبالنسبة للمطلقة المدخول بما أو التي‬ ‫فإن التمتيع في حقها مستحب لأن الله جعل ذلك حقا على المتقين ؛‬ ‫فرض لها الصداق‬ ‫لأن التقوى تدفع الإنسان لأن يعطي المطلقة متعة جبرا لخاطرها‪ ،‬وللتذكير بالحياة الزوجية‪.‬‬ ‫ولكن بحسب ما أعلم فإن قليلا من الناس من يستعمل التمتيع في أيامنا هذه‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك قصة لرجل تعرض للابتزاز الالكتروني وتم نشر صوره بطريقة غير لائقة} فلم تصير‬ ‫وتذكرت ما قلته فضيلة الشيخ في الحلقة الماضية عن أن المرأة تؤجر‬ ‫زوجته وطلبت الطلاق‬ ‫على صبرهاء لكن في هذه الحالة ومع تعلق الأمر بالشرف والعرض هل تصبر المرأة أم تطالب‬ ‫بالطلاق؟‬ ‫ج‪ :‬الحقيقة أن الصبر أفضل؛ لأن الطلاق كارثة على الأسرة بشكل عام‪ ،‬وهي تدمر حياتما‬ ‫هذاء صحيح أن الغيرة قوية والمرأة التي لا تغار لا تلج الجنة كما جاء في بعض الأحاديث‬ ‫‪521‬‬ ‫وسماها البي بلة بالمرأة الركاضة\ والركاضة التي لا تغار على زوجها‪ ،‬ولكن ينبغي أن تكوز‬ ‫الغيرة محدودة غير مؤدية إلى الطلاق‪ ،‬وكما جاء في بعض الروايات «الغيرة مفتاح الطلاقف»‪٥‬‏‬ ‫والغيرة التي تكون مفتاحا للطلاق هي الغيرة الزائدة‪ ،‬وعلى المرأة الصبر على زوجها‪ ،‬وعليها أن‬ ‫تنصحه بالتوبة لعله يتوب؛ لأن الشيء المحرم هو مشاهدة المرأة لزوجها مشاهدة حية وهو يقع‬ ‫في الفاحشة أما في بقية الأمور فلها أن تكذب الواقع وعليها أن تنصح زوجها وتعاتبه‪.‬‬ ‫واستمرار الحياة الزوجية في هذه الحالة أفضل للمرأة‪ ،‬حتى قيل لو أن الرجل اعترف أمام زوجته‬ ‫أنه زينى فلها أن تكذب الخبر ولا تصدقه‘ وما قيل هذا إلا للحفاظ على استمرار الحياة‬ ‫فلا مجال للعذر‪.‬‬ ‫حية‬ ‫أما إن رأت المرأة زوجها وهو يمارس الفاحشة مشاهدة‬ ‫الزوجية‬ ‫أ يما من‬ ‫فقد تزوجها على ا ساس‬ ‫ل نه خدع‬ ‫يطلق زوجته؛‬ ‫حالة أخرى لرجل يريد أ ن‬ ‫س ‪ :‬هناك‬ ‫مواليد عام ‪١٩٨٠‬م‏ ثم تبين له أنما من مواليد عام ‏‪ ١٩٧٠‬فهل يصبر ويحتسب الأجر‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إن لم يقم هذا الرجل بالسؤال عن عمرها فهو يتحمل تبعة ذلك‪ ،‬ولكن إن سأل عنها‬ ‫وأخبر بعمر هو خلاف عمرها الحقيقي فله العدول عن الزواج" والصبر أفضل وفيه الأجر‬ ‫والذي حصل ليس بالشيء الكبير‪ ،‬فإن استطاع الصبر وتحمل المسؤولية والتكيف مع الواقع‬ ‫فهذا فيه أجر ونواب ومروءة وشهامة من الرجل والذين خدعوه فيهم نقص مروءة وكرامة‪.‬‬ ‫فعلى الولي إن سئل عن موليته أن لا يكتم شيئا وإذا لم يسأل فلا يجب عليه الإخبار فإن‬ ‫سأل الرجل أهل المرأة عنها فعليهم أن يخبروه إن كان بما عيب‪ ،‬فإن سألهم ولم يخبروه ثم ظهر‬ ‫عيب في تلك المرأة فللرجل العدول عن الزواج‪.‬‬ ‫س‪ :‬في حلقات الزواج ذكرت فضيلة الشيخ الكفاءة ومن صورها الكفاءة النسبية فلو‬ ‫اكتشف الرجل أن المرأة لا تكافئه نسبا فهل أيضا في هذه الحالة يجعل المودة والرحمة مقدمة‬ ‫على الانفصال ؟‬ ‫‪621‬‬ ‫ج‪ :‬لا شك في ذلك فالكفاءة حق للزوج والزوجة ويجوز التنازل عن هذا الحق‪ ،‬فلو تقدم‬ ‫رجل لامرأة لا يكافئها ولم يخبرها م علمت فيما بعد فيحق لها التغيير وإن لم ترد التغيير فهي‬ ‫يهذا قد تنازلت عن حق لها فجزاها الله خيرا‪ ،‬وكذلك لو علمت بذلك وعلم أولياؤها ووافقت‬ ‫هي وأولياؤها على التزويج وهكذا بالنسبة للزوج إذ إن القاعدة أن الكفاءة حق يجوز التنازل‬ ‫عنه فهذا جائز وليس فرضا ونعني بالجائز الذي يجوز فعله ويجوز عدم فعله أما الواجب فلا بد‬ ‫من فعله وغير الجائز لا يمكن فعله فالجائز وسط بين الوجوب وبين عدم الجواز‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة يقول الله عز وجل‪ :‬فَتَعَلّئويت منهما ما رؤي به۔ بن أنتر‬ ‫[ابقة‪ :‬‏‪ ،]١٠١‬نسمع اليوم عن حالات‘ وعندما يسأل المطلق عن السبب يقول‬ ‫جهه‬ ‫لست أنا السبب وإنما مس أو سحر أو حجاب أو مشعوذ كيف نتعامل مع هذا الموضوع‬ ‫أي موضوع السحر والحسد ؟‬ ‫ج‪ :‬قضية السحر هي في فترة معينة والله تعالى أنزل هاروت وماروت ابتلاء لبعض القوم الذين‬ ‫كانوا في زمانحم‪ ،‬أما الآن فهذا ليس عذرا‪ ،‬فهذا عذر واه‪ ،‬والآن قضايا السحر والمس من‬ ‫وجهة نظري غير موجودة والسحر موجود سابقا وكان متفشيا ي بني إسرائيل وتي الإسلام‬ ‫غير موجود‪ ،‬فلا يمكن لإنسان أن يضر إنسانا إلا ضررا ماديا مباشرا‪ 5‬كأن يقتله أو يضربه أو‬ ‫غير ذلك‪ ،‬وقضية أن يدخل الجني في جسم إنسان فغير صحيح فلا يمكن لجسم أن يدخل في‬ ‫جسم‪.‬‬ ‫س‪ :‬ألاينسحب هذا الموضوع على "بيت لا ذكر فيه ولا قرآن" ألا ينتهي في النهاية إلى هذه‬ ‫اللنكلات ؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا لا شك في ذلك ولكن ليس بمذه الطريقة وإنما يكون بعدم توفيق الله تعالى‪.‬‬ ‫وخذلان الله تعالى لذلك البيت والبيت الذي ليس فيه ذكر لله ولا يقرأ فيه القرآن بيت‬ ‫خرب‘ نعم تتغير الحالة النفسية وعندما يقرأ الإنسان القرآن يطمئن نفسيا وعندما يبتعد‬ ‫‪721‬‬ ‫الإنسان عن القرآن ويقع في المعاصي تحدث له أمور نفسية‪ ،‬لكن لا يعني ذلك وسوسة‬ ‫الشياطين والسحر وما قيل من أن البي ية سحر‪ ،‬غير صحيح ولا يثبت فالنبي معصوم‬ ‫لقوله عز وجل‪ :‬وَأمَهُ يصمت من الاسره [لاندة‪ ،]:7 :‬فهذا خطأ في حق النبي وحق‬ ‫الإسلام‪.‬‬ ‫الحياة فهل تشجع‬ ‫نفسية بسبب ضغوطات‬ ‫س‪ :‬بما أنك ذكرت أن هناك أسبابا وضغوطات‬ ‫فضيلة الشيخ أو تدعو لأن تكون هناك محاضرات ودورات عن الثقافة الزوجية؟‬ ‫ج‪ :‬هذا كله جميل بأن تكون محاضرة عن الثقافة الزوجية وعن الحياة الزوجية بل حتى في‬ ‫الأمور النفسية ؛ لأنه تكون هناك أحيانا ضغوطات في الحياة وإحباطات وعندما يأت المرشد‬ ‫النفسي أو الطبيب النفسي ويلقي هذه الدورات فإن هذه الدورات تكون بمثابة العلاج؛ لأن‬ ‫هذه الأمور النفسية يصاب الإنسان بما ولذلك أنا دائما أدعو إلى زيارة المختصين نفسيا في‬ ‫هذه الأمور ويأتي إلي الناس فيقول أحدهم مثلا أن قريبه أو قريبته تصاب بالمس أو الجنون‬ ‫وإنما تأتي إلى دورة المياه وتحمل المرحاض وتحطمه وهي غير واعية بما تفعله وعندما تفيق تقول‬ ‫لا أعرف ما الذي حصل وأن فيها جنا وقد أنفقوا أمولا كثيرة في الذهاب إلى المشعوذين‬ ‫فأرشدهم إلى الذهاب إلى الأطباء النفسيين وفعلا عندما يذهبون إلى الأطباء النفسيين تتحسن‬ ‫حالتهم‪ ،‬وأخبرني أحد الأخوة أنه أنفق على قريبته الكثير من الأموال في هذا الشأن‪ ،‬فنصحته‬ ‫بالذهاب إلى الطبيب النفسي‪ ،‬فتحسنت الحال والذين يستحيون أن يذهبوا إلى المستشفيات‬ ‫المحلية أنصحهم بالذهاب إلى مستشفيات خارج السلطنة كالهند أو مصر ومن المستشفيات‬ ‫الراقية في السلطنة مستشفى ابن سينا (المسرة حاليا) فهذا أسلم وأوفر للجهد والمال‪.‬‬ ‫‪821‬‬ ‫الملكة الثاهفة ممشرة‬ ‫«لظاجيا الطلاق "»‬ ‫بشماتوآلتمترآلتيم‬ ‫ولما رأينا أن‬ ‫س‪ :‬تحدثنا في الحلقات الماضية عن أخلاقيات الطلاق وطرحنا عدة مواضيع‬ ‫لموضوع يحتاج المزيد منالحلقات ارتأينا أن يكون هناك جزءثالث وربما سيكون هناك جزء‬ ‫رابع أيضا‪ ،‬ونبدا هذه الحلقة بقوله تعالى‪ :‬قان كرمسْمُوهُرَ فحنسے‪٦‬ي‏ أن تكرهوأصَيتًا وَتجحَلَ‬ ‫الد فيه حَتا كثيب ) ئه النساء‪ :‬‏‪ © ]١٩‬ما هي هذه الخيرية التي ذكرت في هذه الآية ؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الخير فيما يختاره الله تعالى للإنسان‪ ،‬فقد يكره الإنسان أمرا معيناى ولكن‬ ‫ا له يجعل في ذلك الأمر خيرا كثيرا وقد يحب الإنسان أمرا معينا ويجعل الله قي ذلك الأمر‬ ‫عسرا أو شرا‪ ،‬فلذلك يجب على الإنسان أن يعتقد بأن الخير فيما اختاره الله عز وجلء‬ ‫والإنسان يلتمس هداية الله تعالى وتوفيقه له في حياته‪ ،‬وفي مسائل الطلاق يأمر الله تعالى‬ ‫بالمعاشرة بالمعروف فإن وجدنا في المعاشرة بالمعروف مشقة وصعوبة وكرهت نفوسنا ذلك‬ ‫فعسى أن يكون في ذلك خير كنير؛ لأن في ذلك استمرارا للحياة الزوجية‪ ،‬سواء كان ذلك‬ ‫مانلأهل الذين نموا عن عضل المرأة بقوله تعالى‪ :‬كلا تنضلومنَأن يتكحن أَركجَه إذا‬ ‫‪.‬‬ ‫تستمر المرأة في‬ ‫لكي‬ ‫المرأة‬ ‫عضل‬ ‫الأولياء عن‬ ‫‏‪ ©]٢٣٢‬فنهي‬ ‫اضَؤواأ يهم آلَمَتوف ‪[ 4‬البقرة‪:‬‬ ‫حياتما الزوجية ؛ ولوجود المعاشرة بالمعروف من قبل الزوج‪ ،‬وهنا تكون |الخيرية‪.‬‬ ‫مَلَْنَ ََلَهْنَ‬ ‫يقول الله عز وجل‪ :‬ودا طللَْمقََسسُْير آل‬ ‫هذا الأمر يقودنا لآية أخرى‪،‬‬ ‫س‪:‬‬ ‫قتييكوغَ يمتَروفي أ سَرَحوهُنَ يمتروفيه ابنة‪ :‬‏‪ ]:٢٠‬حيث نلاحظ تكرار كلمة المعروف‬ ‫ى هذه الآية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لأن المعروف هو عنوان الأخلاق‪ ،‬وهو الذي يجب أن يتعامل به الناس وهناك مقولة‬ ‫عن عمر بن الخطاب أنه قال‪«:‬إنما يتعامل الناس فيما بينهم بالمعروف فإذا ما كان‬ ‫المعروف هو وسيلة التعامل بين الناس كلهم © بين الزوج وزوجته © وبين الرجل وأخيه وبين‬ ‫كل الناس فهنا تكون الخيرية ففي حالة الطلاق يكون هناك المعروف ومن المعروف في‬ ‫التسريح أن يكون في غاية الاحترام‪ ،‬فتكون هناك المتعة بالمال سواء كانت المتعة الواجبة أو‬ ‫‪031‬‬ ‫المتعة المستحبة التى فيها تطييب للخاطر كما تحدثنا في الحلقة السابقة! فهذا هو التعامل‬ ‫زوجاتحم فيمسكون بالمعروف وإن أرادوا التسريح سرحوا‬ ‫فإن أراد ‏‪ ١‬لأزواج إمساك‬ ‫بالمعروف©‪،‬‬ ‫بالمعروف فيظهر من خلال هذا أن المعروف هو الوسيلة المثلى للعلاقة بين الناس‪ ،‬وإن لم‬ ‫يحصل الإمساك أو الفراق بالمعروف فإن علاقة الود تبقى متصلة لقوله تعالى‪ :‬ولا تنا‬ ‫لتر بسك ‪[ 4‬البقرة‪ :‬‏‪ ©]٢٢٣٧‬فالفضا { هو المعروف ‏‪ ٤‬ويقول الحطيئة ‪:‬‬ ‫من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ٭٭٭ لا يذهب العرف بين الله والناس‬ ‫فالعرف هنا المعروف‪.‬‬ ‫ويقول الشاعر‪:‬‬ ‫فلم أر كالمعروف أما مذاقه ٭٭٭ فحلو وأما طعمه فجميل‬ ‫فالمعروف هو الذي تتجلى فيه الأخلاق الإسلامية‪ ،‬فإذا تعامل الناس بالمعروف فيما بينهم في‬ ‫كل شؤون الحياة فهناك يكون الخير واستمرار المودة واستمرار الصحبة‪ ،‬بل واستمرار العلاقة‬ ‫الزوجية بعد الإنفصال من حيث استمرار بعض مفرادتما‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة‪ :‬ولا تَنمَوا الفضل بتكيهه فهل من صور الفضل حفظ الأسرار والستر ؟‬ ‫ج‪ :‬لا يصح للرجل أو المرأة إظهار سر من أسرار الحياة الخاصة لأن الله تعالى أراد لهذه الأمور‬ ‫عن العلاقة الحميمية بينها وبين زوجها‪.‬‬ ‫ج‪ :‬جاء في الحديث‪«:‬ويكفرن العشير»‪ ،‬أي ينكرن العشرة والحياة السعيدة‪ ،‬والمرأة منهية عن‬ ‫‪131‬‬ ‫ذلك كما أن الرجل منهي عن ذلك فعلى المرأة أن تحتفظ بأسرار الحياة الزوجية‪ ،‬وإن كان‬ ‫عند الرجل أولاد من المرأة فهو أبو أولادها‪ ،‬ولو حصل الطلاق يبقى أبا لأولادها‪ ،‬وأولاده‬ ‫يحملون اسمه ونسبه وصفاته فعلى المرأة أن لا تبدي كل شيء في لحظة غضب لأن ذلك ليس‬ ‫في صالحها ولا في صالح أولادها‪ ،‬ولذلك قال تعالى‪ :‬ولا تَنسَوا الفضل بيتَكه أي ما تقدم‬ ‫من فضل ومعروف بينكم ينبغي ألا تنسوه أبدا‪.‬‬ ‫س‪ :‬المتأمل في هذه الآيات يجد أن الإسلام جاء في صالح الإنسان وسعادته‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا لصالح الإنسان‪ ،‬ولصالح الحياة‪ ،‬ولذلك فالإسلام ركز على موضوع الزواج والطلاق‬ ‫لما يصحبه من مشاكل وعداوات‘ ولذلك فإن الله تعالى يختم آيات الطلاق بشيء من الإنذار‬ ‫الشديد وبشيء من التقريع الشديد والتنبيه الشديد‪.‬‬ ‫س‪ :‬نسمع بعض القصص في هذه الأيام عن قيام المرأة باستفزاز زوجها‪ ،‬فيرد بشكل سلبي‪.‬‬ ‫وربما يضربما ويصل الأمر للطلاق‪ ،‬والتي تفعل هذا الأمر تفعله لأنما على علاقة برجل آخر‪.‬‬ ‫فإذا ما انتهت المرأة مانلعدة تزوجت ذلك الشخص فيقهر الزوج الأول فما رأيكم بهذا‬ ‫السلوك ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا السلوك غير جائز فالإنسان منهي أن يخطب على خطبة أخيه الإنسان‪ ،‬فكيف‬ ‫إن أقام علاقة مع امرأة متزوجة لكي يطلقها زوجها ثم يتزوجها‪ ،‬فهذا الزواج فيه إثم وذنب‬ ‫كبير وفي الحديث‪«:‬لا يسوم أحدكم على سوم أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه»‪ ،‬بل‬ ‫حتى إن التعريض بالخطبة للمطلقة طلاقا رجعيا لا يجوز؛ لأنما لا زالت في الحياة الزوجية‬ ‫السابقة‪ ،‬وأما المطلقة طلاقا بائنا فيكره أن يعرض الإنسان لما بالخطبة ويجوز التعريض‬ ‫وجلاُتَاا عَتكم فيا‬ ‫للمعتدة عدة الوفاة‪ ،‬فيكون تعريضا لا تصريحا ؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ستَنكُرزوتفت رآك‪.‬‬ ‫رسم بوك عنخطبة آلتتآم آزرآتنئز ف أنشيىكز عَلَ لنه أت‬ ‫وعذوهرت يرا إل أن تقولوا قَلا مَعَروئًا» [لبتة‪ :‬‏‪ }]٢٢٥‬فقوله لا تواعدوهن سرا ‪ :‬يل السر‬ ‫ِِ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪231‬‬ ‫معناه النكاح لما يقتضيه النكاح من السرك وهذا دليل على كتمان الحياة الزوجية} فالزوج‬ ‫والزوجة ارتكبا إتما كبيراك فإن كان التعريض كما ذكرت لا يصح بالنسبة للمطلقة طلاقا‬ ‫رجعيا‪ ،‬مع الكراهة في الطلاق البائن بينونة كبرى‪ ،‬والجواز في عدة الوفاة! لكن التعريض‬ ‫وليس التصريح بالخطبة كأن يقول للمرأة المعتدة عدة الوفاة ‪ :‬سوف يفتح الله عليك " أو‬ ‫سوف يسعدك الله في حياتك & ونحو هذا الكلام‪.‬‬ ‫طلبها للخلع ‪ .‬هل ق ذلك شروط ؟‬ ‫س ‪ :‬بالنسبة للمراً ة من حيث‬ ‫ج‪ :‬طبعا إذا استحالت الحياة بينهما أما إذا لم يقصر الزوج في حق زوجته فلا يجوز للمرأة‬ ‫أن تطلب الطلاق ولا يجوز لها أن تختلع‪ ،‬وجاء في بعض الروايات‪«:‬إن المختلعات هن‬ ‫المنافقات»‪ ،‬أما إذا استحالت الحياة الزوجية بينهما‪ ،‬وأبغضت المرأة زوجها بغضا شديدا‬ ‫بسبب تصرفاته‪ ،‬أو بسبب بعض أحواله‪ ،‬فيجوز للمرأة أن تفتدي من زوجها بما أعطاهاء‬ ‫ولا يجوز للرجل أن يلجئع زوجته لتطلب الطلاق؛ لقوله تعالى‪ :‬يان أآدنشيندال رَزج‬ ‫عص ِ ج‬ ‫‪2‬‬ ‫دَقج وََاتَيشَر إِحَدَطهْنَ قنطارا فلا تاخذوا منه سَيِتَا اتاخذوتةر بتنا وانما‬ ‫تات‬ ‫‪ .‬ے ح‪ ¡,‬۔!‪١‬؟‏‬ ‫ِ‬ ‫و !‬ ‫‪2,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إ ؟ و ‪4‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫>‬ ‫_‬ ‫‪١‬۔<۔‏ و <‬ ‫۔ ۔‬ ‫۔<‬ ‫إس‬ ‫س‬ ‫‪7‬‬ ‫_‬ ‫تيا © تيكي تَأعذُوتةر ومذ أفتى بتضكع يل بت تَلتَذةَ منكم نِيَقًا عيلا‪::‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫نساء‪ :‬‏‪ ،]٢١ - ٢٠‬فالقنطار معناه المبلغ الكبير من المال‪ ،‬والمعنى ‪ :‬أيها الأزواج إذا أردتم أن‬ ‫تستبدلوا زوجاتكم لا تلجئوا زوجاتكم لإعطائكم الأموال التي دفعتموها لهن وقد أفضى‬ ‫بعضكم إلى بعض ومعنى "وقد أفضى بعضكم إلى بعض" دليل على ما حدث بين‬ ‫لوجين من المعاشرة الجنسية القائمة على السر والحفظ والصون وكذلك لا يجوز للمتزوج‬ ‫حتى‬ ‫ولا يستطيع ذلك أن يقوم بمضايقة زوجته الأولى‬ ‫الزواج بامرأة أخرى‬ ‫يريد‬ ‫الذي‬ ‫يرهقها وتمل منه وتطلب منه الطلاق‪ ،‬ويطلب منها أن تعيد له الأموال التي دفعها‪ ،‬والله‬ ‫تعالى نبهنا حيث قال‪ « :‬كيت تأعُذوتة‪ ,‬وذ أفتى تنشكم إل بني وذ ينم‬ ‫قيتَنمَا عَليكُلامه‪ ،‬فعقد الزواج ميثاق غليظ لا يمكن أن ينقض هكنذاء فإن أراد الإنسان أن‬ ‫يتزوج أو يطلق‪ ،‬لا يلجئ المرأة لترد له أمواله‪ ،‬أما إن كرهت المرأة زوجها لأحواله وهو غير‬ ‫راغب في تطليقها ففي هذه الحالة فإنما ترد له ماله الذي أخذته منه‪ ،‬وهذا حدث في حياة‬ ‫‪331‬‬ ‫كما جاء في الرواية أن جميلة بنت عبد ا له وقيل أم جميلة بنت عبد ا له بن أبي‬ ‫البي ت‬ ‫بن سلول أبوها زعيم المنافقين زوج ابنته جميلة أو أم جميلة من ثابت بن قيس بن الشماس‬ ‫فكرهته وكانت تذهب إلى والدها عبد ا له بن أبي بن سلول وهذا الرجل كان زعيم الخزرج ثم‬ ‫صار زعيم المنافقين فكان أبوها يردها لزوجها ويقول لهما ‪ :‬يا ابنتي اصبري على زوجك فردها‬ ‫فقالت‪ «:‬ما أنكر عليه شيئا من التقصير ولكني‬ ‫مرتين أو ثلاثا ‪ 0‬فجاءت إلى النبي يلة‬ ‫خفت أن يدخلني النار وقي رواية خفت الكفر بعد الإسلام» والكفر هنا كفران العشير أو‬ ‫كفر النعمة ؛ لأنا تبغض زوجها فتكون مقصرة فتبغض زوجها وبغض الزوج لا يجوز‬ ‫فيكون سببا لدخوفها النار أو كفرها النعمة أو كفران العشير ‪ -‬كفر الزوج ‪ -‬فاستدعى النبي‬ ‫زوجها قيس بن ثابت بن الشماس فقال له ما بينك وبين أهلك ؟‬ ‫فقال يا رسول الله والله ما أحد أحب إلي في هذه الدنيا منها غيرك ‪ -‬يعني ليس أحب في‬ ‫هذه منها غيرك يا رسول الله ‪ -‬فقالت صدق يا رسول الله ولكنني خفت أن يدخلني النار أو‬ ‫خفت الكفر بعد الإسلام فقال البي يَل‪ «:‬أتردين عليه ما أعطاك؟» فقالت‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال‬ ‫البي‪ «:‬ما تقول يا ثابت؟»‪ ،‬فقال قد أصدقتها حائطا ‪ -‬يعني بستانا من النخيل ‪ -‬ونحن‬ ‫نسميه في عمان مقصورة أو ضاحية فقال النبي تل‪ « :‬أتردين عليه حائطه؟» فقالت نعم‬ ‫فردت له حائطه فكان هذا كما قال ابن عباس أول خلع في الإسلام ‪ ،‬فالخلع قي هذه الصورة‬ ‫يجوز‪ ،‬لكن الرجل يحمل زوجته على أن تختلع منه ويضايقها ويعاندها ويضر بما على أساس أن‬ ‫ترد له ما أعطاها إياه من صداق وبعض الأزواج قد يطلبون أكثر مما دفعوه‪ ،‬وبعض العلماء لا‬ ‫يجيز ذلك وبعض العلماء يجيز طالما أنما تريد الإنفصال من الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة‪« :‬أتَأخُذُوتَةه بَُتَتًا فما مياه ‘ فهذه عبارات قوية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬بالطبع عبارات قوية ؛ لأن الرجل حينما يحمل امرأته على ذلك يضر بما‪ ،‬فالرجل إن أراد‬ ‫التزوج من أخرى ولم يكن لديه مال وضغط على زوجته الأولى لكي تختلع منه فهذا لا يجوز‬ ‫‪431‬‬ ‫وكذلك لا يجوز للمرأة طلب الخلع إلا إن كان هناك أسباب واضحة ككونما تبغفض زوجها‬ ‫بسبب أحواله أو تصرفاته ؛ للخوف على نفسها من أن تدخل النار‪.‬‬ ‫س‪ :‬والزواج قد وصف يي الآية بالميثاق الغليظ‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لأن عقد الزوجية ميثاق غليظ بين الزوج وزوجته‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك حالة لامرأة تزوجت ولم تكن هناك مشاكل كثيرة بينها وبين زوجها‪ ،‬ولكنها ما إن‬ ‫توظفت وأصبح لديها المال ولديها الحقوق قالت ‪ :‬لست مرتاحة لهذا الزوج وأريد أن أمارس‬ ‫حق الخلع وهذا بدون سبب مقنع‪.‬‬ ‫وعليها أن تساعد زوجها بمذه الوظيفة‪ ،‬تساعده فى حياته وقى‬ ‫ج‪ :‬لا يجوز لها ذلك‬ ‫أولاده‪ ،‬لا أن تنفصل عنه وأن تختلع منه على أساس أنما أصيبت بالغرور من وظيفتها ومن‬ ‫دخلها من الوظيفة‪ ،‬بل على العكس يجب أن تضع يدها بيد زوجها‪ ،‬وأن يكون هناك‬ ‫تعاون بينهما في الحياة كما قال تعالى‪ :‬ياذا عل اليز تغرك ول تانا عل الإن‬ ‫الذكيه [نائدة‪]: :‬ء وحصول هذا الغرور في رأيي يرجع إلى سوء التربية وأحيانا إلى سوء‬ ‫الطبع © وعلى الأهالي في هذه الحالة أن يساعدوا على استمرار الحياة الزوجية لا على‬ ‫الانفصال وفي رأيي لو وجدت هذه المرأة من أهلها شهامة ورغبة في عدم انفصالها عن‬ ‫زوجها ووجدت عدم القبول منهم لهذا التصرف منها لعل ذلك يثنيها عن طلب الخلع من‬ ‫زوجها‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض الآباء لا يكونون ناصحين أمناء لبناتمم بل يساعدونمن على الطلاق وعلى‬ ‫الانفصال‪.‬‬ ‫ويك نون حاضنن‬ ‫على استمرار الحياة الزوجية‬ ‫مساعدين‬ ‫لا يكونون‬ ‫ال سر‬ ‫الكثير من‬ ‫ح‪:‬‬ ‫لنشوز ابنتهم‪ ،‬ولا يكونون دافعين لاس ويتحاملون على الزوج ويساعدونما في التحامل على‬ ‫وقد‬ ‫مرزره ‏‪٠‬جها‬ ‫ل‬‫م‪٠‬‏‬ ‫السلطنة غضبت‬ ‫خارج‬ ‫الدول‬ ‫أحد‬ ‫ق‬ ‫امرأة‬ ‫أن‬ ‫الناس‬ ‫أحد‬ ‫وأخبريني‬ ‫الزوج‬ ‫‪135‬‬ ‫تكلم على زوجته بكلام غير لائق وذهبت إلى بيت والدها وكان والدها على منصب ديني‬ ‫كبير وجاء الزوج مع مجموعة من أهله للاعتذار من أب الزوجة وقال أن ما حصل كان في‬ ‫لحظة غضب فنفى أبو البنت علمه بمذا‪ ،‬ولما حضرت وسألها والدها عما حصل بينها وبين‬ ‫زوجها أخبرته بالذي حصل فأمر الأب ابنته بالرجوع‪ ،‬وقال للزوج‪ :‬لا تأخذ زوجتك حتى‬ ‫تتلفظ أمامي بالكلمة التي قلتها في غيابي‪ ،‬فهذا الأب من الذين يحبون استمرار حياة بناتحمم‬ ‫الزوجية‪ ،‬بخلاف الذين يشجعون بناتمم على النشوز ويثيرون المرأة على زوجها فهذا أمر غير‬ ‫محمود وغير جيد‪.‬‬ ‫س‪ :‬من المواضيع المهمة التي ذكرت موضوع اللعان وهو انعدام الثقة واتمام الزوجة‪ ،‬فلماذا‬ ‫تشدد الإسلام فيمن يتهم زوجته بمذه الفاحشة؟‬ ‫ج‪ :‬لأن حسن الظن يجب أن يكون موجودا‪ ،‬وألا يكون هناك سوء ظن من قبل الزوج تجاه‬ ‫زوجته‪ ،‬ولذلك وضع الله تعالى هذه المراحل في اللعان لأن اللعان يكون في الأمر الكبير كأن‬ ‫يجد الرجل أن امرأته جاءت له بولد من غيره فهنا يكون اللعان‪ ،‬والذي حدث في حياة البي‬ ‫من هذا القبيل‪ ،‬ولكن يجب على الزوج أن يتحمل وألا يسيء الظن بزوجته وإساءة الظن‬ ‫تحمل على هذا التشدد‪ ،‬فالمرأة تشهد أربع مرات أنه من الكاذبين والخامسة أن عليها لعنة الله‬ ‫إن كان من الصادقين‪ ،‬كما جاء في القرآن‪ ،‬فهذه عبارات غليظة تقشعر لها الأبدان وتتهيبها‬ ‫النفوس فليس هذا بالأمر المين‪ ،‬واللعان مأخوذ من اللعنة وهي الإبعاد الشديد ولا‬ ‫يتراجعان‪5‬كما قال الإمام جابر بن زيد وليجعلا بينهما البحر الأخضر كناية عن طول الفرقة‬ ‫وعدم الرجعة وهذه العبارات الغليظة من باب الحفاظ على الحياة الزوجية؛ لأن الظن يسري في‬ ‫الإنسان ويسري في الزوج والروجة‪ ،‬فشدد الإسلام في العقوبة وغلظ في العبارات للردع عن‬ ‫سوء الظن‪.‬‬ ‫‪631‬‬ ‫الملة التاسعة عشرة‬ ‫«لخلاجيان الطلاق ئ»‬ ‫ماتو الَمرآلّيم‬ ‫بت‬ ‫س‪ :‬تكلمنا في الحلقة الماضية عن أخلاقيات الطلاق وفي هذا اللقاء سنتكلم عن أخلاق‬ ‫العدد والحضانة ومشكلة تربية الأبناء بعد الطلاق‪ ،‬في البداية نتوجه إليكم بالسؤال‪ :‬ما‬ ‫الحكمة التشريعية و لأخلاقية من العدة في الاسلام؟‬ ‫الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا عد وعلى آله وصحبه‬ ‫ج‪ :‬الاليم‬ ‫العدة مأخوذة من العد وهو الحساب‘ أنت لو نظرت إلى كل عدة على حدة لو وجدتما‬ ‫قائمة بعدد سواء بالشهور أو الأيام وهي فترة فيها تريث لما سيؤول إليه الأمر بعد العدة‬ ‫والعدد أنواع‪:‬‬ ‫‪.-.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عدة الوفاة‪ :‬وهي أربعة أشهر وعشر‬ ‫ع‬ ‫نين وقوت منكر إوَ۔يَدَورُوتس أَ‪,‬رَويمسَ‪,‬ا ي۔سَتررةَت‪َ.‬صَنَ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ووس۔۔ ير‬ ‫س‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يأنشسهرً أَنََةً الهر وَعَشراه‪[ 4‬البقرة‪ :‬‏‪. ]٢٢٤‬‬ ‫سص ص < حر‬ ‫و‬ ‫؟‬ ‫عدة الطلاق الرجعي‪ :‬وهي في قوله تعالى‪ :‬يََيهَا التيم إدا طلقت لنساء مهن لِيتَتَهنَ وَلَحَسُوا‬ ‫ده [لطلاق‪ :‬‏‪]١‬‬ ‫عدة الطلاق البائن بينونة صغرى كعدة المنخلعة والعدة التي تعقب إنحاء عدة المطلقة رجعيا‪.‬‬ ‫والبينونة الكبرى وكان عدة لها أحكامها‪.‬‬ ‫من الحكم التريث واستكشاف ما في الرحم من حمل وبعض العدد ريما هناك أمل في رجوع‬ ‫الحياة الزوجية‪ ،‬وكثير من الأمور تترتب على هذه الفترة من التريث ويحصل هدوء بين‬ ‫الطرفين ربما قد يكون الطلاق ناشئا عن غضب فهناك حكمة من الله ليبقى الود بين‬ ‫الناس فكل واحدة من العدد لها أحكامها ومدتما‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيكم في بعض القضاة جزاهم الله خيرا يحاولون بكل ما يملكون توسعة فترة‬ ‫جلسات المحكمة حتى يعود الزوجان إلى بعضهم البعض وريما يقومون بالتأكيد على الأدلة‬ ‫ما رأيك بمذا التصرف؟‬ ‫‪831‬‬ ‫ج‪ :‬لاشك أن كل عمل يعمل لأجل استقرار الحياة الزوجية هو عمل نبيل و شريف ولعل‬ ‫هذا لا يقوم به إلا القضاة المتمرسون و المحنكون‪ .‬الذين يفهمون الواقع الاجتماعي و هذا‬ ‫شيء جميل‪.‬‬ ‫س‪ :‬تظهر مشكلة أخرى بعد الطلاق وهي مشكلة كبيرة جدا وهي مسألة النفقة على‬ ‫الأولاد والحضانة‪ ،‬وربما تضطر بعض النساء لتذهب إلى التنفيذ إلى المحكمة بعد أن يصدر‬ ‫لحكم ولا ينفق عليها كأن الزوج هنا يمارس الإذلال والإهانة للطرف الآخر؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن المسالة من الأزواج تحصل كنثيرا‪ 3‬وأنا سمعت عن كثير من هذه الحالات بل‬ ‫إن أغلب الحالات يكون فيها عدم التزام المطلقين أو الأزواج بالنفقة تجاه أولادهم‪.‬‬ ‫عندما تكون الحضانة من نصيب الأم تكون هناك نفقة من والد الأطفال والأم ليس لها‬ ‫قدرة مالية على الإنقاق على أولادها فتحدث المماطلة من الزوج وطبعا كل ذلك من‬ ‫الابتعاد عن منهج الإسلام‪ ،‬والإسلام يأمر بالوفاء بالعقود‪ ،‬قال تعالى‪:‬ه أها ألين امنوا‬ ‫يفآالُتود مه [الائدة‪ :‬‏‪ ]، ٠‬الوفاء بالعقود في كل شيء وهو من أخلاق الإسلام المماطلة لا‬ ‫تجوز لذلك هناك حديث عن النبي تة‪ « :‬مطل الغني ظلم»‪.‬‬ ‫هذا الغني عندما يماطل الذي له حق عنده فهذا ظلم كبير‪ ،‬وهذا تحذير منه تَية ‪ 0‬والمطلق‬ ‫يجب أن يلتزم بما حكم به القضاء في النفقة أو بما اتفق عليه مع مطلقته من النفقةش وا‬ ‫يحتاج إلى حكم القضاء إذا كان رجلا مستجيبا واعيا يعرف حق أولاده وحق الصحبة التي‬ ‫كانت بينه وبين زوجته‪.‬‬ ‫والأصل أن يكون كريما من ذاته وإذا حدث عكس ذلك فهو من سوء العشرة أما الشهم‬ ‫والكريم عليه أن يبادر ويزيد في النفقة ويكرم مطلقته كما قال تعالى‪:‬ف ولا تَسَوا الْقضْرَ‬ ‫وعندهم مدرسة فيضيع عليه دراسته‪.‬‬ ‫الطلاق‬ ‫أولادهم بعد‬ ‫يأخذون‬ ‫الآباء‬ ‫بعض‬ ‫س‪:‬‬ ‫ج‪ :‬كل ذلك من عدم الأخلاق فالأخلاق في الإسلام تقتضي أن يتبع الإنسان منهج‬ ‫‪931‬‬ ‫الإسلام‪ ،‬وما عليه اتفقا من الضروري الالتزام كل منهما بما اتفقا عليه كزيارة الأبناء لأبيهم‬ ‫أو أمهم؛ لا بد من أن يلتقي الأب بأولاده أو الأم بأولادها‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعضهم بعد الطلاق إذا خاصم فجر لا يهتم بتربية الأبناء ولا متابعتهم دراسيا وتأتي‬ ‫شكاوى كنيرة مانلمعلمين أن الطلاب الذين لديهم تدن دراسي يكون ذلك من أثر‬ ‫الطلاق في الأغلب‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا من التشتت قد تكون الأم غير موجودة‪ ،‬أو لمشاغل الأب وقد تكون الأم‬ ‫ليست في مستوى من يربي الأولاد تربية تعليمية ودينية حتى أو أن الرجل تزوج امرأة أخرى‬ ‫ولا يهتم بأولاده من الزوجة الأولى يحدث من هذا القبيل‪ ،‬قد يكون بعض الزوجات سيئات‬ ‫الطبع مع أبناء زوجها وهذا يحدث كثيرا في الأسر وتحدث مضايقات كبيرة‪ ،‬و هذا راجع‬ ‫إلى عدم التقيد بأخلاق الإسلام وإلا فالمعاملة الحسنة تكون في كل شيع لابد من التعامل‬ ‫بالمعروف والتعاون بالبر والتقوى كما نص لنه تعالى في آيات كثيرة‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما الحكمة في قوله تعالى في الإرجاع [وأشهدوا ذوي عدل منكم] ؟‬ ‫ج‪ :‬لأن الأساس في ذلك هو أن الزواج حدث بشهود كذلك الرجعة تحتاج إلى شهود لأن‬ ‫الزواج والرجعة يكونان بالكلام وليس بالفعل فلابد من الشهود ومن ذوي العدالة وإذا كانوا‬ ‫ثلاثة فصاعدا يكفي فيهم أن يكونوا مستوري الحال دون مرتبة العدالة‪.‬‬ ‫س‪ :‬ولماذا لا يكون في الطلاق شهود ؟‬ ‫ج‪ :‬لأن الطلاق يملكه الزوج‪ .‬ولا تملكه الزوجة فهو صاحب الحق‪ ،‬ولا يحتاج إلى إشهاد‪5‬‬ ‫كالإقرار لا يحتاج إلى شهود الإقرار حجة قاصرة على المقر‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك الكثير من الجهل حول هذا الموضوع وليس جهلا عاديا وهو كما ذكرتم مخالفات‬ ‫شرعية‪ ،‬يذكر القرآن الكريم عدة صور للطلاق من ضمن تلك الصور التحليل والإيلاء‬ ‫والظهار‪ ،‬كيف يكون التحليل ؟‬ ‫ج‪ :‬التحليل طبعا هو المحلل الذي يحلل زواج الرجل من مطلقته طلاقا بائنا بينونة كبرى‪،‬‬ ‫لأن ا له تعالى قال‪ :‬تإن علها فكا ت كثر منبنذ حن تك ريما عن قإن طلمَهَا قلا جت‬ ‫‪041‬‬ ‫عنهما أن يَعَلِجَعا ن لا أن قيما حدوة أوه [ابقة‪٢٢٠ :‬إ‪،‬‏ وهذا الزواج الثاني يجب أن يكون‬ ‫من غير طواطئع من الزوج الثاني والزوج الأول‪ ،‬أن يتزوجها تزوجا صحيحا ثم يباشرها‬ ‫جنسيا مباشرة كاملة لأنه حدث أن امرأة تزوجها رجل ولكنه لم يستطع مباشرتما‪ ،‬فالي‬ ‫علا‪ :‬قال لها‪ «:‬لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك»‪ ،‬وعسيلة هنا تشبيه بالعسل أي‬ ‫أن لذة الزواج كلذة العسل التي هي أحلى اللذات في المطعومات والنبي تَفة شبه المباشرة‬ ‫الجنشية بلذة العسل أما ما يستعمل في بعض الأزمان من أن يأتي المحلل وينسق بين المطلق‬ ‫‪ .‬على أن يقوم بتزوجها لكي يحللها للزوج الأول ثم يطلقها‪ ،‬هذا المحلل الذي استدعى‬ ‫الزوج‬ ‫مانلنبي للة بقوله‪ «:‬لعن الله المحلل والمحلل له»‪ 35‬أي لعن الله الزوج الثاني‬ ‫" ء والتحليل هو الذي يتزوج بقصد تحليل الزوجة لمطلقها وهذا لا يجوز ومحرم ‪7‬‬ ‫س‪ :‬لو أردنا أن نلخص هذا الموضوع أول شيء أن لا يكون هناك تنسيق والثاني أن يكون‬ ‫زواجا صحيحا مع المباشرة الجنسية أما دون ذلك فلا يتم هذا الأمر؟‬ ‫ج‪ :‬نعم‪ ،‬دون ذلك لا يصح أن ترجع للزوج الأول‪.‬‬ ‫س‪ :‬والإيلاء؟‬ ‫ج‪ :‬الإيلاء أن يحلف الرجل أنه لا يباشر زوجته مباشرة جنسية‪ ،‬فإذا رجع إلى ذلك قبل‬ ‫مرور أربعة أشهر يكفر لأنما يمين مرسلة‪ ،‬إما بعتق رقبة وهذا غير موجود الآن أو بإطعام‬ ‫عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام‪ ،‬هذه كفارة اليمين المرسلة} فإذا كفر ورجع إلى زوجه‬ ‫بقيت له زوجته وإن بقي أربعة أشهر دون أن يكفر فتطلق منه‪ ،‬لأن الله تعالى قال‪ ; :‬ي‬ ‫أمبةحة لقهر قَإن كو قَإنَ له عَفُوز تجي ه راعنَرَموأ ألكَ ن آ‬ ‫من شَمَاهمر ترض‬ ‫ا‬ ‫عل ي () ه [البقرة‪ :‬‏‪ - ٢٢٦‬‏‪]،‬ء‪ ٧٢٢‬معنى ذلك‪ :‬إذا ما أفاؤوا خلال أربعة أشهر فيعني أنحم‬ ‫تميم‬ ‫عزموا الطلاق أو هذا هو الإيلاء أي الحلف‪ ،‬الحلف بألا يباشر زوجته مباشرة جنسية‪.‬‬ ‫س‪ :‬والظهار ؟‬ ‫ج‪ :‬كان العرب يستعملون الظهار بأن يشبه الرجل زوجته أو جسم زوجته بجسم أمه أو‬ ‫امرأة تحرم عليه‪3‬كأن يقول لزوجته أنت علي كجسم أمي‪ ،‬أنت علي كظهر أمي‪ ،‬وقيل‬ ‫‪141‬‬ ‫ظهار لأن أكثر ما يستعمل هو "كظهر أمي"‪ ،‬و جاء القرآن بذلك في قوله تعالى‪َ :‬لننَ‬ ‫تلهو من شاهر ‪ 4‬اجادة‪ © :‬وهنا كذلك فيه كفارة مغلظة بأن يعتق رقبة أو يصوم شهرين‬ ‫متتابعين أو يطعم ستين مسكينا‪ ،‬أو أيضا يكون له فترة أربعة أشهر قاسوها على الإيلاءء‬ ‫فالذي يرجع ويكفر الكفارة المغلظة ترجع إليه زوجته‪ ،‬وإن مرت أربعة أشهر ولم يكفر تحرم‬ ‫عليه زوجته وتنفصل عنه بالحرمة‪.‬‬ ‫س‪ :‬فيكل هذه الحالات ألا نرى غياب الميثاق الغليظ ؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن هذا من التلاعب©‪ ،‬العرب كانوا في ذلك الزمان يفعلون ذلك‪ ،‬أما الإيلاء‬ ‫يستعمل والظهار كان كذلك والتحليل كان يستعمل في حالات نادرة‪ ،‬وكل راجع إلى‬ ‫الجهل‪ :‬والمرأة مسكينة لا تعرف شيئا‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيك من يستعمل الطلاق كوسيلة ضغط ليضبط زوجته‪ ،‬فيقول لما‪ :‬إذا ذهبت إلى‬ ‫المكان الفلاني فأنت طالق وإذا فعلت كذا فأنت طالق‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا من الطلاق المعلّق‪ ،‬طبعا إذا ذهبت تطلق منه‪ ،‬وله حق الرجعة إذا طلقها واحدة‬ ‫يرجعها بما بقي لها من طلقات لكن تطلق طلاقا رجعيا ويقع هذا الطلاق‪.‬‬ ‫س‪ :‬والذي يفعل ذلك بالمزاح ؟‬ ‫ج‪ :‬لايوجد مزاح ثلاث هزلهن جد وجدهن جد‪:‬‬ ‫ولو ادعى أنه‬ ‫الطلاق والنكاح والعتاق‪ ،‬حتى لا يحصل التلاعب وهذا ليس بشيء بسيط‬ ‫لم ينو ذلك" لأن الطلاق الصريح لا يحتاج إلى نية‪ ،‬الذي يحتاج إلى النية هو طلاق الكناية‬ ‫كأن يقول لزوجته اذهبي إلى بيت أهلك‪ ،‬إن كان نيته الطلاق فتطلق وإن كان لا فلا‪.‬‬ ‫س‪ :‬أليس من الأفضل أن يبعد الرجل عن لسانه كلمة "طالق"؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا هو الأفضل بعض الناس يحلفون بالطلاق‪ ،‬بعض العلماء يوقعونه وبعضهم‬ ‫يعتبرونه يمينا فهو آثم وعليه الكفارة‪ ،‬وكثير منهم يتكلم كلمتين ويقول‪ :‬علي الطلاق كذا‪.‬‬ ‫وبطلاق زوجتي كذا‪ ،‬وهذه مبالغات ونتيجة الجهل الشديد بأخلاق الإسلام وبميثاق‬ ‫الزوجية‪ ،‬والآيات القرآنية شديدة في هذا الموضوع بالتنبيه الشديد‪.‬‬ ‫‪241‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة‪ « :‬وان يتَمََمَا ين ألله كلا من سومه [لسء‪ :‬‏‪ ٠٢٠‬هذا الأمر يكون‬ ‫بعد الإصلاح ؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا بعد الإصلاح عندما تتعذر الحياة الزوجية وفيه غنى لكل واحد‪ ،‬ويغني الله‬ ‫كلا من سعته‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الغالب تحصل المشاكل بعد الطلاق‪ ،‬فكيف يكون الغنى ؟‬ ‫ج‪ :‬الغنى بالزواج وليس المقصود بالغنى المالي‪ ،‬هو يجد زوجة بديلة وهي بحد زوجا بديلا‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض النساء يتساءلن‪ :‬أنا الآن شابة هل أضحي لأجل أولادي" عندي ولدين أو‬ ‫نلاثة‪ ،‬أم أصبر لأجلهم حتى يكبروا ويتعلموا} أي التصرفين أصح؟‬ ‫ج‪ :‬الصبر طبعا للحفاظ على الحياة الزوجية‪ ،‬دائما الصبر في كل شيء هو الأفضل‪.‬‬ ‫والصبر في الحياة الزوجية أفضل من الطلاق‪ ،‬والإسلام سيج الزواج بسياجات عديدة‪.‬‬ ‫فجعل الكفارات‪ ،‬وجعل كل سبل الحفاظ على العلاقة الزوجية‪ ،‬والمرأة التي تصبر لها أجر‬ ‫وكذلك الرجل الذي يصبر على أذى زوجته كما حكى الله عن النبي أيوب‪ ،‬والصبر بمثابة‬ ‫اللصب لأخلاق الإسلام‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وما يتَكَهَا يلا آلت مَبنوأ ربياما يل ذر حَق‬ ‫عَظِير ) ه [نصلت‪٥ :‬ح]‪،‬‏ ليس فقط الجنة‪ ،‬وإلا فكل شيء جميل لا ينال إلا بالصبر‪.‬‬ ‫والصبر يحتاج إلى صدر واسع وإلى تحمل كبير وإلى عقل راق‪.‬‬ ‫س‪ :‬ذكرتم كلمة رائعة جدا أتمنى أن تكون شعارا لكل المتزوجين والمقبلين على الحياة‬ ‫الزوجية‪ ،‬أن في الزواج تظهر أخلاق الإسلام ويمذا القدر نكتفي يمذا اللقاء ونريد منكم‬ ‫كلمة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬بما أننا كنا قي حديث عن الصبر نختم هذا اللقاء بسورة العصر التي حنت على الصبر‪،‬‬ ‫وهي صورة تختتم بما المجالس‪.‬‬ ‫« التتر © رة آلإستن لنى ختر © يلا اليت علمَغا ولوا ألصَحت رَتَاصوا يال وَكَاسَزا‬ ‫لصَتر © ه‪:‬‬ ‫‪341‬‬ ‫العلقة العشرون‬ ‫«أخاقيات البيع والشواء ا»‬ ‫بتي ملئها مليم‬ ‫س‪ :‬ما هي مكانة المال في الإسلام؟‬ ‫ج‪ :‬المال في الإسلام هو قوام الحياة‪ ،‬والإسلام نظر إلى المال بأنه أمانة في يد الإنسانك لأن‬ ‫متخلفين فيدره الحديد‪ :‬‏‪ ،]١‬أي الإنسان مستخلف من‬ ‫الله تعالى قال‪ :‬وأنقوأ ميا جَحَلَ‬ ‫لله عز وجل في هذا المال‪ ،‬فيصرفه على مايرضي الله ورسوله‪ ،‬المال لا شك أنه أفضل وسيلة‬ ‫في البيع والشراء والمعاملات المالية في الإسلام هي التي تقوم عليها الحياة[ ولذلك قال‬ ‫العلماء‪ «:‬البيع والنكاح عقدان بما قوام الحياة أو بهما قوام العالم»ي‪ 5‬لأن الإنسان في هذه‬ ‫الحياة لابد له من الزواج لاستمرار النسل ولبقاء النوع الإنساني‪ ،‬كما أنه محتاج إلى التغذية‪.‬‬ ‫ومحتاج إلى التبادل بأمور التغذية‪ ،‬فإن البيع والشراء هما الوسيلة لتبادل هذه المنافع لذلك‬ ‫المال في الإسلام له قيمة كبيرة على الإنسان أن يتحرى جمعه وصرفه فيما فيه رضا الله عز‬ ‫وجل ورضا رسوله يل‪.‬‬ ‫س‪ :‬بما أن المال له مكانة عظيمة في الإسلام‪ ،‬قد يسأل سائل‪ :‬هل كان الني تي غنيا أم‬ ‫فقيرا؟ وما هي نظرة الإسلام إلى الغنى؟‬ ‫ج‪ :‬الرسول تل كان غنيا‪ ،‬ولكنه ماكان يعطي المال أهمية وذلك لمنصبه العالي (منصب‬ ‫النبوة)» ولأنه كان رئيسا للدولة الإسلامية التي أنشأها بوحي الله عز وجل‪ ،‬وهنا نعرج إلى‬ ‫القول بأن الرسول يله كونه رئيس دولة أنشأها هو التي قوامها المجتمع والمكان والحكم‪ .‬لاسيما‬ ‫بعد هجرته من مكة إلى المدينة المنورة‪ ،‬فرئيس الدولة من عفته أن يترفع عن طلب المال وإنما‬ ‫يوزعه على أصحابه‪ ،‬فكان يِِل يعطي مايتجمع لديه من بيت المال لهم ولكل محتاج فلا‬ ‫نستطيع أن نقول أنه كان فقيرا بعد الهجرة‪ ،‬نعم حتى عندما كان في مكة كان ينتمي إلى‬ ‫أشرف الأسر لأن بني هاشم يعدون الذؤابة في قريش أي أرفع مكانة فيهم فلا يمكن أن يكون‬ ‫هو على فقر وماكان فيه من فقر هو فقر إلى الله عز وجل لامعنى أن الفقر الذي يدعوه إى‬ ‫‪541‬‬ ‫تكفف الناس أبداء ولكن كما ذكرت لك أن غنى النبي مضبوط بالوحي وبضبط مقام النبوة‬ ‫له‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل كان ضبط الني تة للمال تورعا كونه رئيس الدولة‪ ،‬أم كان من باب الأمانة والحفاظ‬ ‫على أموال الناس؟‬ ‫ج‪ :‬نعم الأمران معاك فهو من باب الأمانة؛ لأنه يأخذ المال من حله ويضعه في محله‪ ،‬من‬ ‫جهة ومن باب الترفع حتى لاتجعل أصحابه ما يهمهم إلا المال‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذا فمن خلال هذا الكلام نفهم أن الإسلام ليس ضد الغنى وأن يكون الإنسان غنيا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الإسلام ليس ضد الغنى» فقد أمر بالإنفاق وأمر بالزكاةء فمن أين ينفق ويخرج الزكاة إذا ل‬ ‫يكن عنده مال؟ المهم والضابط أن المال يؤخذ من حله ويوضع في محله وهذا هو الزهد‬ ‫وليس الزهد أن يجمع الإنسان المال ويحرم نفسه وأهله منه‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك إشكالية لدى الشباب في البحث عن العمل‪ ،‬وهناك عبارة قالها عبد الرحمن بن‬ ‫عوف لما هاجر إلى المدينة المنورة ‪ «:‬دلوني على سوق المدينة»‪ ،‬فما هي الدلالة الأخلاقية التي‬ ‫يستفيدها كل إنسان سواء كان باحثا عن عمل أو عن مصدر دخل؟‬ ‫س‪ :‬في الأساس فإن المهاجرين هم من قريش من مكة وأهل مكة هم أهل تجارة ‪ ،‬وأهل المدينة‬ ‫أهل زراعة ‪ ،‬ولما وصل عبد الرحمن بن عوف وغيره من المهاجرين إلى المدينة عرض الأنصار‬ ‫عليهم الإيثار بالأموال ؛ حتى تستقيم حياتمم ‪ 2‬ولكن عبد الرحمن بن عوف قال ‪ :‬دلوني على‬ ‫السوق وهذا فقط مثال ‪٤‬فهناك‏ آخرون قالوا ‪ :‬دلونا على السوق ؛ لأن كثيرا من قريش‬ ‫أصبحوا أغنياء نتيجة البيع والشراء فبدل أن يكون عبد الرحمن عبئا على غيره من الأنصار قال‬ ‫هم دلوني على السوق ‪ ،‬وأصبح على مستوى عال من الغنى ‪.‬‬ ‫س‪ :‬مكنان يتحكم بالاقتصاد في المدينة ؟‬ ‫ج‪ :‬قبل مجيء الإسلام كان اليهود هم المتحكمون بالتجارة ؛ لأن اليهود بطبيعتهم أهل تحارة‬ ‫فحيثما يحلون تكون التجارة معهم ‪ 3‬وهم الذين كانوا مسؤولين على التجارة في المدينة‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذا نفهم من كلامك فضيلة الشيخ أن عبد الرحمن وغيره من الصحابة لم يكن عندهم‬ ‫‪641‬‬ ‫أموال وإنما بدؤوا من الصفر فهذه دعوة للشباب أن يبدأوا من الصفر‪.‬‬ ‫ج‪ :‬نعم! جميع الصحابة حتى سعد بن أبي وقاص كان أيضا على غنى وغيره من الصحابة‬ ‫بدؤوا من الصفر ؛ لأنحم لمآ خرجوا من مكة لم يسمح لهم المشركون بأخذ أموالهم ‪ 9‬وقد عير‬ ‫أخو عبد الله أبا سفيان بقوله‪« :‬دار ابن عمك بعتها تنفي يما عنك‬ ‫أحمد بن جحش‬ ‫الغرامة»‪ ،‬وأحمد بن جحش قريب لأبي سفيان‪ ،‬ولما هاجروا استولى أبو سفيان على بيوتمم‬ ‫وباعها فكتب له قصيدة يؤنبه فيها‪ .‬وصهيب الرومي كان حدادا يعمل في الحدادة وصنع‬ ‫السيوف فخيروه أنه إذا أراد أن يخرج من مكة فعليه أن يترك أمواله فتركها‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما صحة قول أن كل الأنبياء مارسوا التجارة ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا القول يحتاج إلى تحقيق‪.‬‬ ‫س‪ :‬لكل شيء أركان‪ ،‬فالصلاة لا أركان والحج له أركان‪ ،‬فما هي أركان البيع ؟‬ ‫ج‪ :‬الأركان هي‪ :‬البائع والمشتري والعقد والقبول والإيجاب‪.‬‬ ‫س‪ :‬يذكر العلماء من شروط البيع الرشد\ ماذا تعني كلمة الرشد ؟‬ ‫ج‪ :‬الرشد هو حسن التصرف ف المال بل حسن التصرف في كل شيء في الحياة} والبلوغ‬ ‫وحده لا يكفي‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذا فالرشد غير مرتبط بمعنى البلوغ؟‬ ‫ج‪ :‬قد يقترن بالبلوغ وقد يتأخر عنه‪ ،‬لكن إذا تقدم الرشد عن البلوغ يبقى الانسان ناقص‬ ‫الأهلية‪.‬‬ ‫س‪ :‬والسفه الوارد ي قوله تعالى‪ « :‬ول يا المهلة أمؤلكر ه لسه‪ :‬ه ؟‬ ‫ج‪ :‬السفيه هو الذي لا يحسن التصرف في ماله‪.‬‬ ‫س‪:‬نريد التكلم عن موضوع التراضي ف الببع‪ ،‬ففي بعض الأحيان يقوم بعض الباعة بإحراج‬ ‫الذي يدخل إلى المحل لكي ينظر إلى البضاعة فالبائع يحرجه أن يشتري وهو غير راغب في‬ ‫شراء تلك البضاعة‪.‬‬ ‫جا‪:‬لبيع على ما يتراضيان‪ ،‬كما قال تعالى‪ :‬إل أن نكن تجر عتنَراض قمنكز؛ه‬ ‫‪741‬‬ ‫النساء‪ :‬‏‪ .5]١٩‬وهذه سلوكيات لا تبنى عليها أحكام ‪ ،‬وإنما من باب الأخلاق والمروءات }‬ ‫ودخول الزبون للمحل هو الوقت المناسب لكي يصور التاجر بضاعته ونحن نقع في هذا‬ ‫وخصوصا في خارج السلطنة ‪ 0‬وقي النهاية هذا ليس إكراها وليس إحراجا & ولكن هذا‬ ‫حسن تسويق من التاجر ‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما رأي فضيلتكم بقضية التدليس ففي بعض الأحيان هناك من يعرض سيارة ويزينها‬ ‫ويظهرها بمظهر جميل ولكن يكون بما عطل كبير ‪ ،‬ريما تكون الماكينة غير صالحة للإستعمال‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا من الغش في التجارة وفي الحديث عن النبي ية‪« :‬من غشنا فليس منا» & فالغش لا‬ ‫يجوز‪ ،‬أما إذا كان لإزالة القبح من البضاعة لإظهار البضاعة على حقيقتها كيزالة الغبار المتراكم‬ ‫على سيارة جميلة وصحيحة من الداخل فهذا شيء جيد وليس من التدليس وإنما التدليس أن‬ ‫يكون العيب خفيا ولا يوضحه البائع للمشتري فهذا غش يرد به البيع‪ ،‬والذي تقوم به الآن‬ ‫هيئة حماية المستهلك هو عمل جبار في هذا الأمر‪ ،‬إذ أن هناك كثيرا من البضاعة المغشوشة‬ ‫ونكاد نقرأ في كل أسبوع عن عدد من البيوع التي ردتما وأرجعت المبالغ إلى أهلها‪ ،‬فهذا عمل‬ ‫جبار ونحن نثني على العمل الطيب لحماية المستهلك ‪.‬‬ ‫س‪ :‬أحد الإخوة اشترى إطارات لسيارته وتم إخفاء عيبها وأنما قديمة‪ ،‬وكادت أن تردي بأهله‬ ‫قي حادث خطير إذ أن الإطارات انفجرت ف الطريق فالغش وإخفاء العيب مشكلة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا لا يجوز فكل مبيع فيه عيب يرد به البيع إلا إذا أخبر البائع المشتري ورضي المشتري‬ ‫بالشراء فلا بد من الصدق والصراحة وفي الحديث‪ « :‬التاجر الصدوق في الجنة» ‪.‬‬ ‫س‪ :‬من شروط البيع أن يشاهد المشتري السلعة ث لكن يوجد في هذه الأيام البيوع عبر‬ ‫الإنترنت فهل المشاهدة يقصد بما المشاهدة بالعين أو أن مشاهدة صورة السلعة تكفي ؟‬ ‫المشتري فيكفي‬ ‫التي شاهدها‬ ‫البيع بالوصف فإن جاء المبيع على الصفة‬ ‫ج‪ :‬هذا يسمى‬ ‫الوصف‪.‬‬ ‫س‪ :‬لأن بعض الناس تضرروا من هذا الموضوع إذ أن السلعة كانت بخلاف ما رأوه‪.‬‬ ‫البضاعة مخالفة لتلك‬ ‫ج‪ :‬هذا مما يرد البيع به لأن الشروط موجودة للمبيع فإن جاءت‬ ‫‪841‬‬ ‫الشروط فمن حق المشتري أن يرد المبيع‪ ،‬فكل شيء جاء على خلاف الوصف يرد به المبيع‪.‬‬ ‫عن قضية إخلاف المواعيد وبالذات مع شكوى بعض الناس من‬ ‫س‪ :‬نريد أيضا التحدث‬ ‫مماطلة المقاولين‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هناك ما يسمى بالشرط الجزائي وهو العقوبة بالمال‪ ،‬وفي السابق كانت بعض المذاهب‬ ‫تجيزه وبعض المذاهب لا تحيزه‪ ،‬أما الآن فهي جائزة بسبب ما يحصل في عمل المقاولين‬ ‫والشرط الجزائي أن يوضع على المقاول مبلغ من المال نظير كل يوم أو كل شهر تأخير ويكون‬ ‫المقاول ملزما بذلك طالما أن هذا منصوص عليه بالعقد بأن هذه المقاولة مثلا تنتهي في تاريخ‬ ‫معين‪ ،‬وإن تأخر فعليه أن يدفع لصاحب المنزل مبلغا من المال‪ ،‬وقد يكون في الشرط الجزائي‬ ‫أحيانا إجحاف بحق المقاول كأن يكون إيجار البيت ‏‪ ٣٠٠‬ريال في الشهر فيفرض صاحب‬ ‫المنزل على المقاول شرطا جزائيا مقداره ‏‪ ١٠٠‬ريال في اليوم‪ ،‬فهنا يتم تقييم الضرر من قبل‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫س‪ :‬ولكن أليس الأصل في الإنسان أن يكون عنده ضمير؟‬ ‫ج‪ :‬أحيانا قد يضطر المقاول وأحيانا قد يكون التأخير من صاحب البيت كأن يكون في العقد‬ ‫أن على صاحب المنزل إحضار بعض المواد ويتأخر في إحضارها فهذا يسبب الضرر‪ ،‬وبعض‬ ‫الناس يقومون بمذا ويطالبون المقاول بدفع الشرط الجزائي المتفق عليه فهذا لا يجوز‪ ،‬وعلى‬ ‫صاحب العمل أن ينظر لحال المقاول فان لم يكن قد تسبب تسببا مباشرا في تأخير العمل فلا‬ ‫يجوز أن يأخذ منه شيئا‪ ،‬أما إن كان المقاول مستهترا وغير مهتم بالعمل فتقرير العقوبة المالية‬ ‫شي ء طبيعى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫س‪ :‬هل موضوع الاقتصاد الاسلامي كان مطروحا عند علماء السلف وهل هناك مؤلفات‬ ‫كتبت في هذا الموضوع أم أن هذا العلم يعتبر علما جديد؟‬ ‫ج‪ :‬مفهوم الاقتصاد الاسلامي مفهوم حديث وإلا فهو مرادف لمفهوم المعاملات المالية من‬ ‫بيع وشراء وتحارة وإجارة وصناعة‪ ،‬والاقتصاد الاسلامي دخلت فيه التجارة والصناعة} فكلها‬ ‫الآن‬ ‫وفق ما شرع الله تعالى من حلية البيع أو حرمة البيع وأعطي‬ ‫أي‬ ‫بمفهوم إسلامي‬ ‫صارت‬ ‫‪941‬‬ ‫لقب الاقتصاد الاسلامي لكن هو في الحقيقة المعاملات التكيان يعبر عنها بفقه البيوع‪.‬‬ ‫س‪ :‬البعض يتساءل عن البيع والشراء للضرورة وقت صلاة الجمعة بعد النداء‪ ،‬وفي قوله‬ ‫ً‪[ 4‬الجمعة‪ :‬‏‪ ،]٩‬هل هنا للتحريم أم أن فيه استثناء أم للكراهة؟‬ ‫تعالى‪ :‬ل وَدروا‬ ‫ج‪ :‬الأصل أن هذا للتحريمء لأن "دروا" أمر بترك البيع فهنا للتحريم‪ ،‬فعندما يؤذن للصلاة لا‬ ‫يجوز البيع في تلك الحالة ولكن هناك قاعدة فقهية "هل النهي يدل على فساد المنهي عنه أم‬ ‫لايدل على فساد المنهي عنه"‪ 3‬بعض العلماء توسط فقال أن النهي يدل على فساد المنهي‬ ‫عنه في العبادات‪ ،‬وأما في المعاملات فلا يدل على فساد المنهي عنه‪ ،‬وانما يؤم من يرتكبه‬ ‫فعلى هذه القاعدة لو حدث البيع فالعقد قائم لكن هناك إثم وهذه القاعدة ممتازة لأن هناك‬ ‫تفريقا بين العبادات والمعاملات ‪،‬‬ ‫س‪ :‬هناك قاعدة في المعاملات تقول‪" :‬العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني"‪.‬‬ ‫ما معنى هذه القاعدة؟‬ ‫ج‪ :‬أي أن اللفظ لا يحسنه كل أحد لكن العبرة بالمقصود من التعامل بين البائع والمشتري‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيكم ببعض التجار الذين يبيعون بعض الأمور المحرمة وعندما تحاورهم فيها يقول‪ :‬هذا‬ ‫الأمر مختلف فيه‪.‬‬ ‫ج‪ :‬بالننسبة للشيء المختلف فيه يرجع الإنسان لمذهبه طالما أن هناك قولا فلا نريد أن نتشدد‬ ‫ونحكم قولا واحدا‪ ،‬لكن نقول إنه على كل صاحب مذهب أن يتبع مذهبه إذا لم يستبن له‬ ‫الدليل الذي يحرم هذا الشيء وقد ورد لعمان ثلاثة اشياء‪ ،‬ورد إليها القهوة ‪ -‬البن ‪ -‬في‬ ‫بداية عهد اليعاربة وورد إليها التبغ وورد إليها شرب الشيشة‪ ،‬حيث وردت هذه الأشياء‬ ‫متزامنة إلى عمان‪ ،‬فوقف العلماء العمانيون منها موقف التحريم" حتى القهوة‪ ،‬ولكن اقتضى‬ ‫نظر العلماء أن القهوة غير محرمة‪ ،‬لأنما منبهة وليست مسكرة‪ ،‬وأما التبغ فهو محرم عندهم‬ ‫وكذلك الشيشة والسيجارة تقاس على التبغ لأن أصل مكوناتمما من التبغ‪ ،‬وأول من قال‬ ‫بلية شرب القهوة العلامة الكبير سعيد بن بشير الصبحي‪ ،‬حتى إنه تعرض إلى السجن في‬ ‫شبابه حسب ما قرأت‪ ،‬ولكن ثبت فيما بعد أن رأيه هو الصحيح وشرب القهوة مستعمل‬ ‫‪051‬‬ ‫عند العمانيين بشكل كبير‪ ،‬وصار العمانيون يتفتنون قي صنعها ويضيفون لها بعض النكهات‪.‬‬ ‫‪151‬‬ ‫الحلمة المادية والعشرون‬ ‫«أخلاجياك البيع والشوا۔ آ»‬ ‫بتماتالتترآلزيم‬ ‫س‪ :‬هذه هي الحلقة الثانية من أخلاقيات البيع والشراء‪ ،‬نريد في البداية التعريفات‪ ،‬فما هو‬ ‫الحمد لله وصلى الله على سيدنا سد‬ ‫هو البيع؟ وما هو الشراء؟ ج‪ :‬بتالألتيما‬ ‫وعلى آله وصحبه‪.‬‬ ‫هنالك عدة تعريفات للبيع‪ ،‬وأجمع هذه التعريفات وأشملها هو‪ :‬إخراج الشيء من الملك‬ ‫(أي ملك البائع) إلى المشتري على بدل له قيمة يتعوض به‪ ،‬أي انتقال الشيء من ملك‬ ‫البائع إلى ملك المشري على ثمن يتفقان عليها وهذا البيع يقع في الشيء غير الحرام؛ فالحرام‬ ‫لا يقع فيه ملك للبائع أساسا فلذلك لا يقال فيه بيع‪ ،‬أن يكون المبيع مباحا حلالا مملوكا‬ ‫شرعيا‪ ،‬هذا الذي ينتقل فيه المبيع من ملك البائع إلى ملك المشتري‪.‬‬ ‫وقيل له "بيع" لأنه مأخوذ من مت الباع‪ ،‬أكيأن البائع عندما يسلم البضاعة إلى المشتري‬ ‫يمد باعه أي يده‪ ،‬ولذلك قيل له بيع‪ ،‬والبيع يطلق أيضا على البيع والشراء‪ ،‬فإذا قيل فلان‬ ‫باع هذا الشيء فهو من البيع‪ ،‬وإذا قيل ابتاع هذا الشيء فهو بمعنى الشراء ولذلك يقول‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫إن الشباب لرابح من باعه ٭٭"٭" والشيب ليس لبيعه تجار‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لد لعل‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة‪ :‬وَمَرَه يكمن شيى » [يرسف‪]٢. :‬ء‏ هل هنا بمعنى اشترى أيضا؟‬ ‫ج‪ :‬هنا بمعنى البيعك شروه أي باعوه‪ ،‬باعه إخوته للسيارة الذين أخذوه من البئر‪.‬‬ ‫س‪ :‬لا تخلو كتب الاقتصاد سواء الاسلامي أو غيره عن موضوع الرأسمالية والاشتراكية} ما‬ ‫هو موقف الإسلام تحاه هذه النظريات؟‬ ‫ج‪ :‬ظهرت في العصر الحديث فنون في المعاملات التجارية‪ ،‬وتيارات اقتصادية حملت أشياء‬ ‫فكرية‪ ،‬فهنالك الرأسمالية‪ .‬والتي ركزت على المصلحة الشخصية وأنه لابد أن تكون هناك‬ ‫‪351‬‬ ‫مشاحة ومنافسة وحرية هذه الركائز الثلاثة التي تقوم عليها الرأسمالية والمصلحة الشخصية‬ ‫بحسب الرؤية الرأسمالية إذا لم تتوفر في المعاملة المالية لا يجتهد الإنسان فيها ولا يبالي‪ ،‬ولكن‬ ‫إذا عرف أن له مصلحة شخصية تدفعه تلك المصلحة إلى الاستنفاع فلذلك يجتهد في‬ ‫التسويق والبحثڵ وفي توفير السلعة‪ ،‬لأن له مصلحة تحفزه على ذلك‪.‬‬ ‫وأما المشاحة فهي تشجع كل أحد أن يبذل جهده لكي يكسب‪.‬‬ ‫وأما الحرية‪ ،‬فيقصدون بما الحرية المطلقة} من غير أي قيد‪.‬‬ ‫والاشتراكية قامت على نقيض الرأسمالية‪ .‬ودعت إلى محو الملكية ولا بد أن يكون هناك‬ ‫توزيع للسلع الاستهلاكية ولابد من وضع منهج لإنتاج في حدود حاجة المجتمع فقط لأئما‬ ‫احتجت على الثلاثي الرأسمالي‪ ،‬واعتبرت وجود المصلحة الشخصية يعني تجمع الثروات عند‬ ‫أشخاص معدودين‪ ،‬وعندما تكون هناك مشاحة يكون هناك ارتباك وعدم استقرار‪ ،‬وعندما‬ ‫تكون هناك حرية مطلقة تكون هناك فوضى وضبط هذه الأشياء يكون بمحو الملكية‬ ‫بحيث تكون كلها عند الدولة‪ ،‬وبعد ذلك يكون هناك توزيع في المواد الاستهلاكية‪ ،‬ويضبط‬ ‫الانتاج بحسب حاجة المجتمع‪.‬‬ ‫وجاء الإسلام فتوسط بين الرأسمالية والاشتراكية‪ ،‬فأباح الملكية الفردية ولكنه جعل شروطا‬ ‫‏‪.%١‬‬ ‫في ذلك‪ ،‬منها الزكاة مثلا‪ ،‬تبدأ من ‏‪ ٢٤3٥‬وتنتهي ب‪.‬‬ ‫ف المزروعات‬ ‫‏‪ %٢٤٥‬ف النقود والتجارة‪ .‬وه‪ %‬ف المزروعات المسقية بالآلات‪ ،‬و ‏‪١ ٠‬‬ ‫المسقية بغير عناء‪ ،‬وجعل الإنفاق العامء فحث على الصدقة واعتبر الفقير كالشريك في‬ ‫هذه الأموال" وأنه يدفع له ما أوجبه الشرع والزكاة هي حق للفقير في مال الغني‪ ،‬وليس‬ ‫منة من الغني على الفقيرس حتى أنحم قالوا‪ :‬يجب على الغني أن يذهب بما إلى الفقير‪ ،‬لا أن‬ ‫يأتي الفقير فيسألها من الغني‪ ،‬هذا لا يجوز‪ ،‬حتى أن بعض الفقهاء تشدد في هذا وقالوا بمنع‬ ‫الفقير الزكاة إذا جاء يسألها وإنما أوجبوا على الغني أن يذهب بما إلى الفقير‪ ،‬وكأن الغني‬ ‫هو المحتاج إلى أن يعطي زكاته‪ ،‬وهذا من الكرامة والعزة الإنسانيةك قال تعالى‪ « :‬وَلَمَد‬ ‫كَنَتنَا ب عادت » [لإسرء‪ :‬‏‪ 5]٧٠‬هذا هو التكريم حتى لا يكون هناك إهانة للإنسانية‪ ،‬فبدل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪154‬‬ ‫أن يذهب الفقير ويتكفف فيكون فيه مهانة له لكن بالعكس؛ الغني الذي من الله عليه‬ ‫بالمال‪ ،‬عليه أن يشكر الله تعالى ويذهب هو بركاته إلى ذلك الفقير ولذلك جاء الإسلام‬ ‫متوسطا بين الرأسمالية الجشعة التي قامت فقط على تعظيم الفرد‪ ،‬وبين الاشتراكية التي لم‬ ‫تتم بالفرد إطلاقا وإنما اهتمت بالمجموع‪.‬‬ ‫س‪ :‬ذكرتم أن الاصل في البيع أن يكون المبيع حلالا‪ ،‬ما رأيكم في الإنسان الذي يبيع‬ ‫مباحاء ولكنه يعلم أن هذا المباح سوف يستعمل لأمر محرم؛ كمن يبيع سلاحا ويعلم أنه‬ ‫سيضر به فئة من المسلمين‪ ،‬أو يبيع بعض الفواكه المباحة التي ستكون خمرا هل التاجر‬ ‫مسؤول أن يعرف أين تذهب الأشياء التي يبيعها‪ ،‬أم أنه غير مسؤول؟‬ ‫ج‪ :‬ليس له أن يسأل ولا أن يعلم وإنما إذا علم بالأمر لا يجوز له بيع ذلك الشيء‪ .‬فمثلا‬ ‫الإنسان مشروع له أن يبيع العنب أو التمر لكن إذا تيقن أن المشتري سيصنع منه خمرا» فلا‬ ‫يجوز‪ ،‬الله تعالى يقول‪ :‬ارنا عَلَ اليز تعرت ولا ماذا عل الاخر تألنذكنكه [نسة‪ : :‬إ‬ ‫‪2‬‬ ‫رص‬ ‫وهذا فيه إم وعدوان‪ ،‬وكذلك السلاحس فالبي ية يقول‪ :‬من حمل علينا السلاح فليس‬ ‫منا" سواء أخذه منا ليحاربنا أو أن يبيعه لمن يحاربنا» وهذا حديث صحيح ولكن إذا ل‬ ‫ما عليه إثم‪ ،‬ولكن إذا علم يحرم عليه ذلك‪.‬‬ ‫المبيعك‬ ‫يتجه‬ ‫أين‬ ‫يعلم التاجر‬ ‫هل له أن يتأكد من مصدر المبيع وأنه حلال‪ ،‬وخاصة بما يتعلق‬ ‫س‪ :‬بالنسبة للمشتري‬ ‫باللحوم والذبائح؟‬ ‫ج‪ :‬بالنسبة للأغذية بشكل عام إذا كان اللحم أو الدجاج قد جاء من بلد مسلم ليس له‬ ‫أن يسألك إلا إذا تبين له أنه ذبح على غير الطريقة الإسلامية وأما إذا جاء من بلد غير‬ ‫إسلامي‪ ،‬فلا يأكله إلا إذا تبين له أنه ذبح على الطريقة الإسلامية‪ .‬والدول الآن التي‬ ‫تصدر اللحوم والدجاج فيها مراكز إسلامية تشرف على هذه الذبائح‪ ،‬وهكذا الأغذية‬ ‫الأخرى تقاس على هذا الأساس بالحل والحرمة‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما الحكمة من منع البيع والشراء ي المساجد؟‬ ‫ج‪ :‬لتطهير المساجد كما جاء في الحديث‪ :‬طهرت المساجد من ثلاث ‪ «:‬من أن ينشد‬ ‫‪551‬‬ ‫فيها بالضوال‪ ،‬أو يتخذ فيها طريق‪ ،‬أو يكون فيها سوق»‪ ،‬لأن المسجد مكان عبادة ولو‬ ‫جاز البيع فيه لشغل الناس عن العبادة} وبالتالي يخرج المسجد عن رسالته‪ ،‬ورسالته أنه إطار‬ ‫تعدي طاهر‪ ،‬حتى الحدود الشرعية لا تقام ثي المساجد‪ ،‬لكن لو وقع البيع والشراء في‬ ‫لمسجد يتم البيع لكنه يكون فيه إثم‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد نصيحة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالغذاء‪ ،‬هناك بعض من المطاعم والمقاهي اكتشفت‬ ‫جماعة حماية المستهلك أنم يبيعون بعض الأطعمة منتهية الصلاحية والفاسدة‪ ،‬مما تسبب‬ ‫في تسمم بعض الناس‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أنصحهم بتقوى ا له عز وجل البيع والشراء فيه إغراء للبائعك وقد يكون فيه إغراء‬ ‫للمشتري بالرخص» وإذا بذلك الرخص إنما هو بسبب الفساد أو انتهاء الصلاحية‪ ،‬فلا بد‬ ‫للبائع أن يتقي الله عز وجل والمشتري عليه أن يتأكد من تاريخ الصلاحية‪ ،‬وأن يختار‬ ‫والعقاقير‪.‬‬ ‫الأدوية‬ ‫في‬ ‫الشأن‬ ‫وكذلك‬ ‫طويلة‬ ‫صلاحية‬ ‫التي بما تاريخ‬ ‫البضاعة‬ ‫س‪ :‬ذكرت في كلامك بعض النقاط المهمة النقطة الأولى‪ :‬التقوى التي تردع التاجر دون‬ ‫تدخل جماعة حماية المستهلك أو بعض القوانين لتضبط الأمر‪ ،‬والنقطة الثانية‪ :‬الأدوية‬ ‫والعقاقير حيث نشاهد اليوم محلات للأدوية والأعشاب الطبيعية‪ ،‬ويعي كثير منهم أنم‬ ‫يعالجون كل الأمراض وقد يتسببون في وفاة البعض أو في تضرر البعض الآخر تضررا‬ ‫أكبر‪ ،‬وقد يكون بعض أصحاب هذه المحلات غير متخصص في الطب©ڵ ما رأيكم في هذه‬ ‫التجارة التي لا تقوم على العلم؟‬ ‫ج‪ :‬هذا ما يسمى بالطب البديل أي بديل للطب المتعارف عليه الآن‪ ،‬وإذا كان الشخص‬ ‫متقنا له وعارفا خصائص الأدوية} ولا يغش فيها ولا يدلس‪ ،‬فهذا شيء جائز شرعا وأما‬ ‫إذا كان فيه تدليس‪ ،‬ووصف للدواء بأكثر مما هو عليه الدواء لغش الناس فهذا لا يجوز‬ ‫وحماية المستهلك تعتبر جهة قضائية لأنا عندها الضبط القضائي وحكم القانون‪ ،‬والشرع‬ ‫يؤيد ذلك‘ ودائما القضاء لا يتدخل إلا إذا ارتفع إليه الخصوم‪ ،‬ولو لم يكن هناك دعوى‬ ‫من الخصم لما كان هناك تدخل قضائي إلا من باب حماية المجتمع وهذا من باب المصالح‬ ‫‪651‬‬ ‫لمرسلة‪ ،‬إن ولي الأمر يحق له أن يتدخل وينظم حياة الناس بما يتفق مع أحكام الشرع‪ ،‬هذا‬ ‫من باب المصلحة المرسلة وفي الأصل القضاء لا يتدخل إذا كان الضمير حيا وفق ما‬ ‫شرعه الله عز وجل‪.‬‬ ‫س‪ :‬ا له سبحانه وتعالى يقول‪ « :‬اتَمَا يريد القطن أن يو بنتكم المدة ونص ى‬ ‫تتيسر وَيَصَدَكمرعَن ذر له وََنالصَكَرة مل أشر منتَهونَ اا ه [لندة‪ :‬‏ ‪ ١‬إ‬ ‫ما علاقة شرب الخمر وبيعها والقمار والميسر بالصلاة والذكر؟‬ ‫ج‪ :‬لأن هذه الأمور كانت مستعملة عند العرب وكانت تلهيهم عن الصلاة فإذا اشتغلوا‬ ‫بالقمار لا يذكرون الله‪ ،‬وإذا شربوا الخمر لا ينتبهون للصلاة‪ .‬قال تعالى‪ :‬لا تقرأ ألصََرة‬ ‫ولن شكري حَمَ تتكتوأ ما تقولويت ه [لساء‪ ]: :‬هذا فيه تدرج في تحريم الخمر ولآن‬ ‫يقاس على هذه الآية كل شيء يشغل عن الصلاة‪ ،‬ولذلك قال ا له تعالى‪ :‬فى ليو آذت‬ ‫قة أن ترتع وذ كرفيها تتمة يسب له فيها يآلئئو تسال ة؛ يال لا تلهيهز جرا زل ب‬ ‫عَن ذكر أله وامام الصلة ‪ 4‬النور‪ :‬‏‪ ،]٣٧ = ٣٦‬حتى التجارة التي تلهي عن ذكر الله غير جائزة‬ ‫ليس لعدم جواز التجارة وإنما لأنما تلهي عن الصلاة وعن الذكر‪ ،‬والخمر والميسر حرمتهما‬ ‫في ذاتمما ولأنحما بالتأكيد يصدان ويصرفان عن ذكر الله‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل الميسر هو المراهنة بأمر معين؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك ظاهرة بين الشباب اليوم وهي المراهنة على فوز فريق أو لاعبؤ فيعطي الخاسر‬ ‫مبلغا للرابح‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا بد أن تكون الجوائز التشجيعية من طرف ثالث لا من أحد الطرفين المتبارين" فهذا‬ ‫لا يجوز‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهو ضابط كلمة الربا؟‬ ‫ج‪ :‬الربا مأخوذة من قول الله عز وجل‪ :‬يَمَحَق كه رينا وزي ألصَدَقَته إنبزة‪ :‬ت‪]٠٢‬‏‬ ‫فالربا في الأصل الزيادةك كما جاء في هذه الآيةء والله تعالى يقول أيضا‪ :‬وعز ه ألمي‬ ‫‪751‬‬ ‫وه الرتزأ تمن جاه ملة قن ديد تانتعن كلذر ما سكت تلمرذد إل لله كمن عا ألك‬ ‫في الربا لأنه‬ ‫شدد‬ ‫وتعالى‬ ‫ا ‪ 4‬البتة‪ :‬‏‪ ،]٢٧٥‬والله سبحانه‬ ‫همم فيها حَللذون‬ ‫تحب‬ ‫أكبر وسيلة لجشع الغني على الفقير ولأخذ ماله من غير تعب© بمجرد أن يقرضه ومع أي‬ ‫صنف من أصناف الزيادة‪ .‬يكون ذلك استغلالا للفقير ولذلك شدد الاسلام في الربا‬ ‫يقول ا له تعالى‪ «:‬يأيها آلزيت امنوا أتوا له ارا ما ت منالرا إن كر مُؤّمنينَ ق‏‪٧‬ن‬ ‫ر تفعلوا مدنا ا بحَرزب ِنَلله وَرَسُولِدُ وان تشتر فلكر هوش أمويكتر لا تيمو رَلا‬ ‫تظكمُوبت يا مه [بتة‪ :‬‏‪ ،]:٧٩- ٢٧٨‬هذا تمديد وإعلان من الله تعالى بالحرب على آكل الربا‬ ‫وموكله‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما معنى الحرب هنا في الآية؟‬ ‫جا‪:‬لحرب هنا بمعنى الانتقام والعقوبة والعذاب‪ ،‬والله تعالى يقول أيضا‪ «:‬يأيهاألذر>‬ ‫امنوا لا تأكلا ألزيةا كا مصحة واتذرا لقة كتر تيخو ي ‪[ 4‬آل عمرن‪ :‬‏‪]. ٠٢٠‬‬ ‫والربا هو ربا النسيئة‪ ،‬ولا بد أن تتوفر في الربا ثلاثة أشياء أولا‪ :‬اتحاد الجنس أما إذا‬ ‫اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم كما جاء في الحديث‘ ولابد من أن يكون الشيئان‬ ‫المتبادلان مختلفين في الجنس‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل يمكن أن تعطينا مثالا على هذا الشرط؟‬ ‫ج‪ :‬مثلا إذا باع الإنسان حيوانا بنقود‪ ،‬هذا بيع‪ ،‬اختلف الجنسان فيه‪ ،‬ويمكن أن يكون‬ ‫على التأخير‪ ،‬فيمكن مثلا أن أبيعك الحيوان اليوم‪ ،‬وتعطيني الثمن بعد فترة‪ ،‬مادام الجنسان‬ ‫قد اختلفا‪ ،‬فهو بيع جائز‪ ،‬إما على التأخير أو التعجيل‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬حصول الأجل أو وجود الأجل أي أن يتبادل شيئان من صنف واحد ولكن‬ ‫بأجل‪ ،‬وهذا لا يجوز‪.‬‬ ‫فمثلا بيع الذهب بالذهب لا يجوز إلا في الحال ولا يجوز في التأخير‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬وجود الزيادة‪.‬‬ ‫ربا ‪.‬‬ ‫النلاثة صار‬ ‫الشروط‬ ‫اجتمعت هذه‬ ‫وإذا‬ ‫‪851‬‬ ‫وأما إذا اختل أحد هذه الشروط لم يعد هذا البيع ربا» وهذا هو الضابط‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكرمة‪ « :‬لا تَظلِمُوت رَلا تَظلمُوت»‬ ‫ج‪ :‬هذا في حالة تسديد الربا لأن فيه ظلمإ وإذا ما حدثت هذه الأشياء لم يحدث ظلم‪.‬‬ ‫س‪ :‬ربما البعض لما يتحدث عن الربا دائما يتحدث عن البنوك‪ ،‬وفيها فوائد أخرى كالإيداع‬ ‫كلها تأتي من البنوكك فهل ننسف أهمية البنوك نمائيا‪.‬‬ ‫والرواتب والشيكات‪،‬‬ ‫ج‪ :‬بالطبع لا‪ ،‬أساسا الحل والحرمة في المعاملة التي بين الطرفين فقط} والراتب إذا كان‬ ‫يأتينى من جهة حلال‪ ،‬لا أسأل عن مصدرك والصحابة كانوا يتبايعون مع الفرس والروم‬ ‫وأولئك القوم يتعاملون بالربا» المهم أن هذا الريال العماني كيف دخل إلى ملكك‪ ،‬أما أصله‬ ‫من أين‪ ،‬أجاء من ربا أو غير ذلك لا تسأل‪ ،‬لا علاقة لك به‪ ،‬ما دمت اشتغلت في عمل‬ ‫حلال‪ ،‬وجاءك المبلغ من ذلك الكسب الحلال‪.‬‬ ‫‪951‬‬ ‫الحلمة الثانية والعشرور‬ ‫«أخلاقيات التعامل مع الآخرين»‬ ‫‪061‬‬ ‫بترعاللله ا مليم‬ ‫س‪ :‬عنوان هذه الحلقة‪ :‬أخلاقيات التعامل مع الآخرين باختلاف أصنافهم ومذاهبهم‬ ‫وأشكالهم ودياناتمم‪ ،‬ولعلني سأبدأ بقول ا له سبحانه وتعالى واصفا نبيه‪ :‬ول لعل َظير‬ ‫ثا ‪[ 4‬لقلم‪ :‬‏‪ ]، ٤‬ما قيمة الاخلاق في حياة الانسان ؟‬ ‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ند وعلى‬ ‫ج‪ :‬بالالم‪.‬‬ ‫آله وصحبه‪.‬‬ ‫الإسلام شرعه الله تعالى دين رحمة‪ ،‬وفي الحقيقة كل الديانات الربانية هي رحمة للناس وأنا‬ ‫لا أعتر بالسماوية لأن الله تعالى ليس في السماء فقط‪ ،‬بل هو في كل جزء من هذا العا‬ ‫بقدرته‪ 5‬لأن الأنبياء كلهم على منهج واحد الاختلاف فقط في بعض أحكام الشرائع‪ .‬أما‬ ‫في العقيدة والأخلاق فكلهم على منظومة واحدة‪ ،‬وكما قيل إن تلك الديانات خرجت من‬ ‫مشكاة واحدة والرسول يلة جعله الله ذا خلق‪ ،‬بحيث اتسع خلقة لكل من عايشه ومن‬ ‫اتصل به ومن تزامن معه‪ ،‬ومع من لم يحاربها هو نفسه لم يرفع السيف في وجه أحد ومن‬ ‫حاربه يدفع عن نفسه‘ والإسلام دين دفاع وليس دين هجوم» إلا إذا وقف في وجهه من‬ ‫أجل دعوته ومن أجل وجوده ولذلك شرع الجهاد لدفع الضر عن الإسلام وعن المسلمين‬ ‫ررم؛ إه‪ ،‬لأنه رحيم بالناس قال تعالى‪ ::‬ويا‬ ‫يلني‬ ‫وأما البي يلة فهو رحمة وَتَكَعلمظ خ‬ ‫امنتك يلا تَمَمة تتحتميت ق أه [اأنيء‪.]٠.٧:‬‏‬ ‫ولزالعالَيمونإ جمع عالم وكل طيف من أطياف الوجود هو عالم؛ هناك عالم الجن وعا‬ ‫الإنس وعالم الحيوان وعالم النبات‪ ،‬كل هؤلاء عالمون‪ ،‬وية بعث إليهم رحمة} فلذلك رحمته‬ ‫وسعت هذا الوجود كله‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذا أردنا أن تكلم عن أخلاق الداعية} والداعية إلى الله يسير على منهج الأنبياء‬ ‫ويتعامل مع المسلم وغير المسلم هل يمكن جعل الصفة الأولى من صفات الداعية‪:‬‬ ‫"الأخلاق والرحمة" ؟‬ ‫‪161‬‬ ‫والتسهيل‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬هذه الأخلاق جاءت بما الآيات‪ ،‬للداعية أن يقوم على الرفق‬ ‫والملاطفة مع المدعو ودائما الداعية إذا أراد النجاح لدعوته أن يجعل نفسه هو المحتاج إلى‬ ‫المدعو المدعو في جهالة وغير ملم وليس بحاجة إلى الداعية‪ ،‬الداعية هو الذي يتلطف‬ ‫بالمدعو ويذهب إليه‪ ،‬والداعية هو المحتاج لإبلاغ دعوته للمدعو‪.‬‬ ‫أذهب إل فِرََوَن إتشر طق ) تَقرلا آه‪,‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة يقول الله تعالى لموسى وهارون‪:‬‬ ‫لالا أمله يتذكر أنتى زي ه (طه‪ :‬‏‪.]٤٤- ٤‬‬ ‫ج‪ :‬القول اللين هو القول الذي فيه عدم إثارة وعدم استفزاز وعدم تجريح وعدم تجهيل‬ ‫لأن بعض الدعاة يجهلون السائل ويقولون له‪«:‬أنت جاهل وأحمق»‪ ،‬وهذا سلوك غير‬ ‫ولذلك جاء‬ ‫طيب‘‪ ،‬وهذا احتقار وأسلوب منقر للسائل‪ ،‬وهذا الأسلوب لا يستساغ‪3‬‬ ‫واعظ لأحد الملوك فاستعمل معه أسلوبا خشنا‪ ،‬واحتج بما أمر به الله تعالى موسى وهارون‬ ‫إل فرعون رغم طغيانه العظيم الذي لم يشهد الزمان مثله ومع ذلك أمره بالقول اللين لعله‬ ‫يتذكر أو يخشى لكن لوكان بالأسلوب ماكان ليتذكر ولا ليخشى‪.‬‬ ‫ولكم كتاب في تحديد الخطاب‬ ‫س‪ :‬الله سبحانه أمرنا بالحوار وبالمجادلة بالتي هي أحسن‬ ‫الديني» ذكرت فيه التعامل مع اليهود والنصارى‪ ،‬نحن كجيل نريد أن تعلم هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذه الديانات في الحقيقة إذا لم تصادم الإسلام ولم تعارضه ولم تحاربه‪ ،‬علينا أن نعاملهم‬ ‫بالرفق والحوار وبالوصول إلى الهدف كما أمرنا الله ورسوله يلة بذلك" قال تعالى‪ <:‬فل يأمر‬ ‫ألتي نتانا ل كيم سموم تتتا وينكر ألا مند يلا قة ولا نقرة يوه سَيما ولا تة‬ ‫‪٠‬م‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫تتتا بما بيتا تن دون لقو قان قلنا تقولوا خد ينا مُلمُوَ ق ه [آل عمران‪ :‬‏‪ ،]٦٤‬هذا‬ ‫و‬ ‫س'ے‬ ‫؟‬ ‫ما أمر الله به المسلمين أن يقولو لأهل الكتاب‪ ،‬وهكذا لكل أصحاب الديانات حتى‬ ‫الوضعية‪ ،‬يجب التعامل معها هكذا لأن الديانات الوضعية أيضا من غير أهل الكتاب تطبق‬ ‫عليهم أحكام اليهود والنصارى‪ ،‬والإسلام تشدد مع مشركي العرب وأنه لابد أن يدخلو‬ ‫وأنزل‬ ‫لأن الله اختارهم من بين الأمم‪ ،‬واختار منهم نبيه ميه‬ ‫في الإسلام أو يقاتلوا‪.‬‬ ‫القرآن بلغتهم‪ 3‬فاختارهم لحمل رسالة الإسلام من بين سائر الأمم‪ ،‬و التالي فلو تخلوا هم‬ ‫‪261‬‬ ‫عن حمل رسالة الإسلام فكيف يتبناه غيرهم" ولذلك قال ا له لنبيه‪ :‬وأنز عَشِمرَيَكَ‬ ‫رة ه [الشعاء‪ :‬‏‪ ]٢٠١‬ك أي أن يبدأ بمم‪ ،‬لأنه لو ما أنذر عشيرته الأقربين ما كان‬ ‫‪:1‬‬ ‫الآخرون يجرأون على اعتناق الإسلام‪ ،‬وأنت تلاحظ أن قبائل العرب في الجزيرة امتنعت عن‬ ‫الدخول في الإسلام حتى أسلمت قريش بعد فتح مكة ودخلت قريش في الإسلام راغبة أو‬ ‫كارهة‪ ،‬ودخلت قبائل العرب أما قبل ذلك فكان دخول العرب في الإسلام بشكل فردي‪.‬‬ ‫يذهبون إلى البي يلة ويعلنون إسلامهم كما فعل الصحابي العماني "مازن بن غضوبة" يي‪.‬‬ ‫وأعلن إسلامه‪ ،‬وذلك قبل فتح مكة ولكن بعد الفتح أرسل عمرو‬ ‫ذهب إلى البي ت‬ ‫بن العاص إلى أهل عمان فسألوه عن قريش ماذا فعلت؟ فقال‪ «:‬دخلوا في الإسلام»‪ ،‬إما‬ ‫راغب أو مقهور بالسيف© دخلوا في الإسلام بعد هذا السؤال والجواب‪.‬‬ ‫فأنذر البي يل عشيرته الأقرين ثم من بعدهم في مكة والقبائل التي حواء قال تعالى‪; :‬‬ ‫نذر أ المري ومن حولها ه الشورى‪ :‬‏‪.]٧‬‬ ‫وتشدد الاسلام مع مشركي العرب لهذا الغرض لأن الآخرين لا يمكن أن يقبلوا الاسلام‬ ‫وأنتم معشر العرب الذين نزل القرآن بلغتهم ونبيه منكم‪ ،‬ثم تدفعون دراهم كجزية وا‬ ‫تدخلون في الإسلام‪ ،‬هذا لا يمكنك إما الدخول في الإسلام أو السيف‪ ،‬وأما بقية غير‬ ‫المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم إذا أعطوا الجزية أو ما قي حكمها واستسلموا ولم يواجهوا‬ ‫الإسلام بحرب فلا يقاتلون ولهم أحكامهم الخاصة‪.‬‬ ‫س‪ :‬قد يسأل البعض عن قصة أبي بكر الصديق في حروب الردة ومقاتلة المرتدين أين‬ ‫الرحمة هنا ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا فيه رحمة‪ ،‬لأن فعلهم ذلك ينقض عرى الدولة‪ ،‬لأن الركاة ركن من أركان الاسلام‪,‬‬ ‫هم ما أنكرو الإسلام كليا‪ ،‬معظم أهل العرب لم ينكروا الإسلام‪ ،‬ولكن البعض منهم أنكر‬ ‫الزكاة‪ .‬وبعض منهم لعلهم رجعوا إلى شركهم‪ ،‬ولكن في غالبهم امتنعوا عن أداء الزكاة لأنحم‬ ‫اعتبروها كأتاوة‪ ،‬كتحكم قريش بم‪.‬‬ ‫‪361‬‬ ‫الإشكالية أن أصحاب الردة كانوا من المتأخرين في دخول الإسلام ‪.‬كقبائل نجد وأما‬ ‫العمانيون أيضا تأخر إسلامهم‪ ،‬لكن لم يرتدوا وبقي الإسلام راسخا في قلوبعم‪ ،‬ولم تشهد‬ ‫عمان الردة إلا ردة بسيطة في أهل "دبا" وهي جزء من عمان‪ ،‬وحُلت بسهولة وأما مكة‬ ‫والمدينة والطائف لم ترتد‪ ،‬وأكثر الردة كانت في البادية‪ ،‬ي الصحراء مع الأعراب© فهناك‬ ‫حدثت الردة‪ 5‬لأنحم ما كانوا يعرفون الزكاة‪ ،‬وشبهوها بالأتاوة التى كانت ئُفرض من قبل‬ ‫القوي على الضعيف‘ عندما يستولي ملك من ملوك العرب على مكان الماء يفرض على‬ ‫أهله الأتاوة‪ ،‬أو ما يسمى بضريبة الرأس‪.‬‬ ‫وكما قال شاعرهم‪:‬‬ ‫أطعنا رسول الله إذ كان بيننا ٭٭٭ فيا لعباد الله ما لأبي بكر‬ ‫أيورنها بكرا إذا قام بعده ٭“٭"وتلك لعمرو الله قاصمة الظهر‬ ‫فهي قضية عدم فهم للإسلام؛ واعتبروها تسلطا من قريش عليهم فامتنعوا عن الركاة‘‬ ‫وامتناعهم فيه تأثير على الدولة الإسلامية‪ ،‬ويكون فيه قضاء على الدولة الإسلامية لأنه في‬ ‫النهاية كل القبائل العربية ستنتقض‪ ،‬حتى أنما قد ترجع إلى عقيدة الشرك وتنسحب من‬ ‫الإسلام‪ ،‬وموقف أبي بكر يشئ كان موقفا موفقا لحماية الدولة والمجتمع الإسلامي والإسلام‬ ‫نفسه‪ 3‬لأن الزكاة ركن من الأركان الخمسة‪ ،‬وهو من المعلوم من الدين بالضرورة‪.‬‬ ‫س‪ :‬أود أن أستفسر عن حادثة ذهاب النبي تل إلى الطائف‪ ،‬ولما عاد حسب ما تذكر‬ ‫كتب السيرة النبوية أنه جاءه ملك‪ ،‬وقال له‪ «:‬لو شئت لأطبقن عليهم الأخشبين»‪ ،‬ما‬ ‫صحة هذه الرواية ؟‬ ‫فالنبي لم ينتقم على‬ ‫ج‪ :‬هذه الرواية إن صحت فذلك دليل على رحمة البي يل بالناس‬ ‫الإطلاق وإنما يرجوا الهداية لهم دائما‪ ،‬لعل الله أن يخرج من أصلابمم من يؤمن بالله ولا‬ ‫كان رحيما دائما‪ ،‬لا يريد أحدا من الناس ولو كان غير مسلم‬ ‫يشرك به شيئا‪ ،‬فالي ت‬ ‫أن يلحقه انتقام‪ ،‬مادام هناك مجال لعدم الانتقام‪ ،‬والنبي لم ينتقم لشخصه على الإطلاق‪،‬‬ ‫‪461‬‬ ‫رغم أنه أوذي قي جسده وحتى لا يقال إن ذلك انتقام منه لأهل الطائف‪ ،‬هذا لو صحت‬ ‫في عمومها ومجملها صحيحة المعنى ومع سياق السيرة‬ ‫الرواية‪ .‬وإن لم تصح سندا فهي‬ ‫النبوية‪.‬‬ ‫س‪ :‬لو حللنا الموقف ليس من السهل أن يطرد من مكة إلى الطائف مشيا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬نعم فقد رمي بالحجارة ودميت قدماه‪ ،‬وهو موقف غاية في الإذلال والإهانة ولا تحوز‬ ‫في حقه يلة ‪ .‬ولكن دائما الشرك والعصبية القبلية تلعب دورها‪ ،‬وثقيف تعتبر هى أخت‬ ‫قريش في المكانة كما يقال‪ ،‬لقرب الطائف من مكة كما تقول الآية على لسان المشركين‪:‬‬ ‫( وقال لولا نزل كندا ألَعَرهان عل تمل من المرتين عظير رة ‪ 4‬الرف‪٢١ :‬ا‪،‬‏ أي من مكة أو‬ ‫الطائف‪.‬‬ ‫س‪ :‬وماذا عما يروى قبلها أنه حوصر ثلاث سنوات ؟‬ ‫ج‪ :‬هذه الرواية غير صحيحة في الحقيقة} أنا فقدتما في كتابي "السيرة النبوية"‪ 3‬لا يوجد‬ ‫لأنه أساسا لو قلنا أنه حوصر في شعب هاشم! وعمه أبو طالب عنده جمال‬ ‫حصارك‬ ‫وسكن في ذلك الشعب وبعد ذلك سمي شعب عامر وكانت ثي السابق بعثة الحج‬ ‫ومسافته غير بعيدة من الحرم‪ ،‬وأبو طالب كان عنده‬ ‫العمانية تقيم فيه أثناء موسم الحج‪،‬‬ ‫جمال وكان يسكن في ذلك الشعبؤ وقيل إن البي ي وبني هاشم في مجملهم حوصروا‬ ‫هنالك‪ ،‬وهذا غير صحيح لأنه أين سكن العباس بن عبد المطلب وهو تاجر كبير؟ هز‬ ‫حوصر معهم؟ أين سكنت خديجة زوج الني يَللة؟ هل انتقلت من بيتها إلى شعب عامر؟‬ ‫هذه الروايات في رأيي شجع على وضعها الأمويون نكاية في بني هاشم وفي قريش هناك‬ ‫صراع بين بني هاشم وبني أمية فلما صار الملك للأمويين شجعوا على الروايات التى‬ ‫تستنقص من بني هاشم لأنه لو حللنا هذه الرواية فهي لا تنسجم مع الواقع هل خديجة‬ ‫زوج النبي كانت محاصرة وهي الغنية؟ هل النبي ية كان محاصرا ثم يذهب إلى الكعبة‬ ‫يصلي هنالك؟ أين حمزة بن عبد المطلب الشجاع القوي؟ هل كان محاصرا هنالك أيضا؟ غ‬ ‫كيف يحاصرون ولا يبايعون ولا يزوجون؟ هذا غير معقول أما إذا تنادى بعض أفراد قريش‬ ‫‪561‬‬ ‫لكن يحاصرون دون بيع وشراء وكما تذكر‬ ‫بعدم تزويج بني هاشم فهذا وارد وقد يحدث‪،‬‬ ‫الروايات أن الصحابة لم يجدوا ما يأكلون‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص ذهب ليبول في الليل فوقع‬ ‫بوله على جلد بعير فأكله‪ ،‬هذه فيها مبالغات وقد فندتما في كتابي‪.‬‬ ‫لما هاجر إلى المدينة وصار حاكما‬ ‫النبي صلى عليه وسلم‬ ‫س‪ :‬تذكر كتب السيرة أن‬ ‫للدولة كانت هناك وثيقة مع اليهود‪ ،‬مذا نستفيد من تلك الوثيقة؟‬ ‫ج‪ :‬نستفيد أولا أن التعامل مع الآخر هو الأساس في الاسلام‪ ،‬طالما أن هذا الآخر غير‬ ‫مصادم للاسلام والمسلمين وغير معترض عليهم فالتعامل معه شيء طيب©‪ ،‬لأن فيه‬ ‫صاغ وثيقة المدينة أو كما تعرف في تلك الأيام بصحيفة‬ ‫استقرارا للمجتمع‪ ،‬والبي ت‬ ‫المدينة وفيها دليل على أهمية المواطنة} لأنه اعتبر أهل المدينة كلهم مع جميع أصنافهم القبلية‬ ‫والدينية أهل وطن واحد‘ بينهم لحمة واحدة‪ ،‬يناصر بعضهم بعضا ولا يعادون بعضهم‬ ‫بعضا‪ ،‬وفيها حرية التملك وحرية ممارسة العبادة دون اعتراض من النبي تله ولكن اليهود‬ ‫هم الذين نقضوا تلك الوثيقة عروة عروة} بغدرهم بالنبي والمسلمين‪ .‬والأصل في اليهود الغدر‬ ‫والتاريخ خير شاهد على ذلك‪ ،‬والإسلام شرع التعامل مع الآخر لكن الآخر عليه أن يفي‬ ‫للمسلمين وعليه أن لا يظاهر‪ ،‬وهناك آية تقول‪ :‬لايتهسكر أمة عن ألن لتر يقيلركرفى ألين‬ ‫وقر بروكر ين يت أل كهر تنيظوا لانهم لك لة يجب النمطي © ‪[ 4‬السحة‪ :‬هاى ولذلك‬ ‫استنتج الإمام ابن بركة أن تشميت العاطس منهم وبدأهم بالسلام جائز‪ ،‬وأن نوسع لهم في‬ ‫الطريق كذلك وثيقة المدينة فيها كل هذه المعاني وقد وى بما البي لة والمسلمون معه‪.‬‬ ‫وقد نقضها اليهود من بني قينقاع ثم بني النظير ثم بني قريضة‪.‬‬ ‫س‪ :‬عندما قلت إن الأصل في اليهود الغدر هل هذا تعميم ؟‬ ‫ج‪ :‬الظاهر هكذا‪ ،‬لأنحم ينظرون الى المسلمين أنم أغيار‪ ،‬والتلمود الذي وضعه أحبارهم‬ ‫أجازو لهم فيه أن يفعلوا بالاغيار كل شيء‪ ،‬وهم يعبرون عن المخالف لهم وخاصة المسلمين‬ ‫بالأغيارك وأباحوا لهم فعل كل شيء من قتل وسلب وإخراج من البيوت وأخذ الاموال‬ ‫هكذا جاء في تلمودهم ‪.‬‬ ‫‪661‬‬ ‫س‪ :‬نحن عندنا مشكلة للأسف ف مواقع التواصل الاجتماعي‪ ،‬وهي حماسة بعض الشباب‬ ‫وغيرتحم على دينهم وإسلامهم" فتجدهم يدافعون عن الإسلام و يأتون بعبارات التفسيق‬ ‫والتبديع والتكفير‪ ،‬كيف نجمع بين أن يكون الإنسان ذا أخلاق حسنة وكلام طيب وبين‬ ‫أن يدافع عن الاسلام؟‬ ‫ج‪ :‬الدفاع عن الاسلام يكون وفق مقررات الاسلام‪.‬‬ ‫التفسيق والتبديع والتكفير له أصل في الدين لكن مع ضوابط أيضاء لكن على المسلم أن‬ ‫لا أن يعمم وينزل الآيات القرآنية قي إخوانه وأصحابه‬ ‫يضع هذه الألفاظ قي مواضعها‬ ‫وأهل دينه! ويجب على المسلم أن يعرف هذا الشيء‪.‬‬ ‫س‪ :‬كيف نوفق بين مفهوم الولاء والبراء والتعامل بإنسانية ؟‬ ‫ج‪ :‬الولاء والبراء عقيدة قلبيةإ لأن الولاية والبراءة فيها عصمة للدين! لأن أهل كل دين‬ ‫بولايتهم فيما بينهم عصموا كيانحم وتطبيقها له طرق وضعها العلماء ويجب على الإنسان‬ ‫ألا يستعجل وكما قال بعض العلماء إن البراءة كحد السيف والأصل أن هناك ولاية‬ ‫الجملة وبراءة الجملة بأن يتولى الإنسان جميع المسلمين ويبرأ من جميع الكافرين‪ 5‬وولاية‬ ‫الأشخاص وبراءة الأشخاص فيهما طرق أخرى كالإقرار ومشاهدة المعصية الموجبة للبراءة‪.‬‬ ‫‪761‬‬ ‫الحلمة الثالفة والعشروب‬ ‫«أخاقياض الحلو»‬ ‫الحلقة بإذن الله تعالى "أخلاقيات الحلم" وهي مرتبة عظيمة يصل إليها مم‪..‬‬ ‫عنوان هذه‬ ‫س‪:‬‬ ‫وحتى يفهم السامع موضوع وخلق الحلم لا بد أن نعرف الأمر في البداية‪.‬‬ ‫وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬ ‫سيد نا ش‬ ‫ملتي آلتمرآلتتيي ئم الحمد لله وصلى اللهم على‬ ‫ج ‪:‬‬ ‫الحلم هو ضد الجهل والجهل جهلان‪ ،‬جهل ضد العلم؛ وجهل ضد الحلم الذي هو اعتدايى‬ ‫فيكون عالما وجاهلا{ والعالم هو العارف والجاهل هو الذي لا يعرف‪.‬‬ ‫والجهل بالعلم جهلان‪ :‬جهل مركب وجهل بسيط\ الجهل المركب هو أن يكون الإنسان‬ ‫جاهلا ولا يدري أنه جاهل كقول الشاعر‪:‬‬ ‫بأنك لا تدري‬ ‫وأنك لا تردي‬ ‫٭٭٭‬ ‫الأيام أنك لا تدري‬ ‫عجب‬ ‫ومن‬ ‫فيها‬ ‫ولا يخوض‬ ‫الشيء‬ ‫ولا يعرف‬ ‫من نفسه أنه جاهل‬ ‫‏‪ ١‬لا نسان‬ ‫يعرف‬ ‫أن‬ ‫وجهل بسيط ‪ 0‬وهو‬ ‫هو الذي يعنيه الشاعر ابن كلثوم‪:‬‬ ‫هو بمعنى الاعتداء‬ ‫أما الجهل الذي‬ ‫ألا لا يجهل أحد علينا ٭٭٭٭ فنجهل فوق جهل الجاهلينا‬ ‫معنى ذلك‪ :‬لا يعتدي علينا أحد لكيلا نعتدي نحن عليه بأشد مما يعتدي هو عليناإ ألا‬ ‫يجهل أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا‪.‬‬ ‫ة‪ ” :‬لكل دين خلق‪ 6‬وخ‬ ‫والحلم من أشرف الأخلاق ي الإسلام وهناك رواية عن النبي‬ ‫الإسلام الحياء» والحياء هو أيضا يقود إلى الحلم‪.‬‬ ‫هذا هو تعريف الحلم بمعنى أنه ضد العلم وأنه بمعنى الاعتداء‪.‬‬ ‫‪961‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكرمة يقول الله تعالى‪ :‬وادا حَاتتميراتجهلوت قالوا سَكما ؟ ه [لفةن‪ :‬‏‪]! ٠٢‬‬ ‫من خلال تعريفكم هل يفهم هنا "الجاهلون" هم الناس الذي لا يتحلون بالحلم؟‬ ‫ج‪ :‬هنا بمعنى المعتدون‪ ،‬الجهل بمعنى الاعتداء‪ ،‬يعني أن يعتدي عليه بالقول أو التجريح فيترفع‬ ‫ذلك الشخص ويقول سلاما هذا هو الحلم‪.‬‬ ‫س‪ :‬ونحن فيى حياتنا هذا الأمر سنتعرض له كثيرا‪.‬‬ ‫فربما أنه‬ ‫عقله‬ ‫لا ملك‬ ‫لا يملك قلبه‬ ‫ج‪ :‬كثيرا جداء عندما الواحد منا لا يملك أعصابه‬ ‫الإنسان عليه أن يضبط أعصابه ويضبط قلبه‬ ‫يطايش ذلك الشخص وهذا طبعا غير محمود‬ ‫عندما يتعرض لموقف استفزازي كهذا‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك أيضا آية أخرى تتحدث عن الحلم يقول الله تعالى‪ :‬ولا تشتري ألَحَسَتَة وآ‬ ‫لينة أدت يالى هے اتمن ودا أرى بيتك وبتتث عَدَرة كلة وَ حمي © ه[نصت‪]٥٤ :‬ء‏‬ ‫_‪-‬‬ ‫الشيخ أحمد نريد أن نقف عند هذه الآية كيف يكون دفع الأمر السيء بالأمر الحسن؟‬ ‫ج‪ :‬بالأمر الحسن أنه يترفع عن السباب©‪ ،‬كما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫أحب مكارم الأخلاق جهدي ٭٭٭وأكره أن أعيب وأن أعابا‬ ‫وأصفح عن سباب الناس حلما "وشر الناس من يهوى السبابا‬ ‫يقول أنا أحب مكارم الأخلاق وأكره أن أعيب وأكره كذلك أن أعاب ولكن إذا حدث‬ ‫سباب لي من قل الناس أنا أترفع عن ذلك السباب حلم مني‪ ،‬أي إني ضد الاعتداء ما‬ ‫أعتدي على ذلك الشخص الذي يسبنى‪" ،‬شر الناس من يهوى السباب" فبما أنه يهوى‬ ‫السباب فهو شر الناس فأنا أترفع عنه‪.‬‬ ‫فهذا المقصود ب"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" فالدفع‬ ‫دائما الترفع‬ ‫حميم لك لأن‬ ‫الناس كأنه ولي لك صديق‬ ‫جعل ذلك العدو من‬ ‫بالتي هي أحسن‬ ‫‪071‬‬ ‫ذلك السباب‬ ‫يرجع عن‬ ‫المعتدي‬ ‫تجعل الإنسان‬ ‫الأمور‬ ‫هذه‬ ‫الشتائم وعن‬ ‫وعن‬ ‫السباب‬ ‫عن‬ ‫وعن ذلك الاعتداء إلى ما أفضل‪.‬‬ ‫س‪ :‬ولكن هناك بعض المربين يربون أبناءهم " إذا أحد من الناس قال لك كلمة سيئة فرد عليه‬ ‫بعشر كلمات" للأسف هذا نسمعه ونلاحظه بعض الأحيان‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذه التربية من الإنسان الجاهل‪ ،‬لأن هكذا هي التربية الجاهلية فحتى الذين يذهبون‬ ‫إلى الحج ويكون الحجيج في تدافع يوصيه هؤلاء بالقوة والشدة} فيكون الزحام في تلك‬ ‫المناسك بذلك الأسلوب في الطواف والسعي وسابقا عندما يتزاحمون في شرب ماء زمزم‬ ‫تكون هناك معارك جسدية عضلية‪ ،‬فكل ذلك نتيجة توجيهات من أقوامهم وفي بلدانحم‬ ‫ويضربون لهم قصصا عن الحجاج السابقين كيف تعرضوا وكيف مارسوا من هذا القبيل‪.‬‬ ‫فهذا طبعا شغل الجاهل فالإنسان المسلم عندما يذهب إلى الحج ويرى الازدحام يتجنب"‬ ‫عبد الله بن عمر يقي عندما يرى الازدحام على الحجر الأسود كان لا يأتي لتقبيله أو إلى لمسه‬ ‫حتى لا يزاحم الناس وهذا من نصيحة والده عمر بن الخطاب يف‪.‬‬ ‫أن‬ ‫شخص‬ ‫يظلم من‬ ‫الناس عندما‬ ‫بعض‬ ‫الموضوع‬ ‫على هذا‬ ‫النماذج‬ ‫ضمن‬ ‫أيضا من‬ ‫حتى‬ ‫اس‪:‬‬ ‫سمعنا‬ ‫داخله أن أنتظر اليوم الذي أ نتقم فيه من فلان‬ ‫ي‬ ‫يسخر منه يقول‬ ‫أو‬ ‫مشاعره‬ ‫تجرح‬ ‫أشخاصا يتكلمون بمذه اللغة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا ليس مأنوامر الإسلام‪ ،‬فأوامر الإسلام الصفح قال تعالى‪ :‬خأذلمت‬ ‫وأ مُرَ يآلَضزف وأعرض عَنِ تسن ‪ 4 %‬الاعراف‪ :‬‏‪ & ]١٩٩‬هذه مكارم الأخلاق عندما النبي‬ ‫يلة استفهم من جبريل عليه السلام عن هذه الآية قال له حتى آتيك بالجواب‪ ،‬فجاءه‬ ‫بالجواب من الله عز وجل فقال له‪ :‬صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عن من‬ ‫ظلمك" هذه هي مكارم الأخلاق‪ ،‬فلذلك قيل أن هذه الآية جمعت مكارم الأخلاق بما لا‬ ‫‪171‬‬ ‫أما الانتقام والتوعد‬ ‫يوجد في آية غيرهاد خذ لحقو وأم يآلمزف وأعرض عن أهلين انزامه‪،‬‬ ‫بالشر أو الانتصار للذات فهذا لا يجوز‪.‬‬ ‫فنحن عندنا الكثير مانلأمثال وأروع القصص من العلماء والأئمة كانوا يترفعون عن الانتقام‬ ‫الشخصي‪.‬‬ ‫لا تحد عندهم ردات أفعال‪.‬‬ ‫س‪:‬‬ ‫ج‪ :‬نعم نعم‬ ‫س‪ :‬ماذا نستفيد من قول الله تعالى‪ :‬إتَهركان عَليكا عفويا ريم ه [ناطر‪ :‬‏‪ ،]٤١‬ارتباط الحلم‬ ‫بالمغفرة؟‬ ‫ج‪ :‬المغفرة هي العفو‪ ،‬وهذا حقيقة فيى حق الله تعالى مجاز فيى خلقه ودائما الحلم يترتب عليه‬ ‫أن ذلك الشخص يغفر الزلة‪ ،‬يعني على المستوى المجازي أن الحليم من الناس يغفر زلات‬ ‫الآخرين ضده لأن الله تعالى على حقيقته حليم غفور لعباده‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل الحلم أيضا ينطبق على الإنسان‪ ،‬الإنسان بطبيعته يخطمع على نفسه فهل الإنسان‬ ‫يسامح نفسه ويتجاوز الماضي؟ هل الحلم فقط يتعلق بالآخرين؟‬ ‫ج‪ :‬الحلم يتعلق بالآخر فالإنسان لا يمكن أن يحلم عن نفسه فإذا حلم عن غيره حلم عن‬ ‫نفسه أو رتب الحلم في نفسه‪ ،‬لكن هذا بخطاب مع الآخر يجب أن يكون حليما مع الآخر‬ ‫لا يكون شديدا‪ ،‬لا يكون منتقما لا أن يكون حريصا على الانتقام‪ ،‬لا أن يكافئع السيئة‬ ‫بالسيئة إنما يكافئ بالحسنة "وخالق الناس بخلق حسن كما جاء في حديث معاذ "وأتبع الحسنة‬ ‫السيئة تمحها‪ ،‬وخالق الناس بخلق حسن" فالسيئة الانسان لا يتبعها بالسيئة يتبعها بالحسنةء‬ ‫والأمثلة كثير من السلف‪.‬‬ ‫‪271‬‬ ‫س‪ :‬لو ذهبنا إلى قول الله عز وجل‪ :‬ولا تنمو السل تنتكزه لبنة‪ :‬‏‪ ] ٢٢٢‬نلاحظ بعض‬ ‫الأحيان أن الرجل في لحظة غضب معينة يهدد زوجته بالطلاق أو بعدما يحصل الطلاق‬ ‫يبدأ كل منها يفشي أسرار الآخر كيف توظف الحيلم في مثل هذه الحالات؟‬ ‫ج‪ :‬هذا بعيد عن الحلم هذا جهل في الحقيقة} وهذا جهل بمعنى الاعتداء هذا بعيد عن الحلم‬ ‫لا يجوز هذا على الإطلاق‪ ،‬هناك آيات قرآنية وروايات حديثية جاءت بهذا الشأن أن هزا لا‬ ‫يجوز على الإطلاق‪ ،‬بل حتى قالوا إن شر الناس من يأتي إلى زوجته ويفضي إليها ثم يتحدث‬ ‫بما يدور بينهما‪ ،‬هذا طبعا من شر الناس كما جاءت الرواية فهذا أمر لا يجوز على الإطلاق‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد أن نستوضح موقف سيدنا أبي بكر الصديق ما حصل مع بعض الناس من الذي‪,‬‬ ‫كان يحسن إليهم وقد أخطأوا في حق ابنته‪.‬‬ ‫ج‪ :‬تلك طبعا قصة الإفك‪ ،‬قصة ارتحفت من أجلها المدينة المنورة وذلك أنه بت عندما كان‬ ‫عائدا من غزوة بني المصطلق تأخرت السيدة عائشة ورحل عنها بل ورحل أصحابه‪ ،‬وفى‬ ‫وضح النهار _وقد كان أخذها النوم حينها‪ -‬البي ت من عادته يكلف أحدا من أصحابه‬ ‫أن يتأخر عن القوم ليرى مخلفات القوم قد يكون نسوا شيئا من الأغراض أو غير ذلك{ وهذه‬ ‫قاعدة قيادية} فرأى هذا الصحابي امرأة متغطية مستحيية فقال هذه زوجة رسول الله صلى الذه‬ ‫عليه وسلم فجاء بالبعير فأناخه قريما فركبت‘ فرجف بما المنافقون في المدينة وهي ما كانت‬ ‫تعلم شيئا فعلم النبي يمة فجاء إلى المسجد فخطب فقال‪ ":‬ما بال أناسر يقدحون في عرضي‬ ‫وفي أهلي وأنا ما علمث منهم إلا خيرا‪ ،‬ففهم بعض الناس أن البي بة يقصد بذلك المرجفين‬ ‫بزوجته السيدة عائشة يفي‪.‬‬ ‫بعد ذلك طبعا هي ذهبت إلى زيارة أبويها وانتشرت القصة‪ ،‬وكان من بين المتحدثين أحر‬ ‫أقارب أبي بكر اسمه مصطح بن أثاثة} قيل إنه ابن خالته» وقيل أنه قد رباه في حجره وكان‬ ‫تيما وكان يحسن إليه‪ ،‬وشخص آخره معه لكن المشهور مصطحح قاموا يتحدثون بذلك عنو‬ ‫‪371‬‬ ‫سذاجة من الأمر‪ ،‬وهناك آخرون كحسان بن ثابت وآمنة بنت جحش التي هي أخت زينب‬ ‫بنت جحش قاموا يتحدثون بمذا الأمر‪ ،‬فلما نزلت براءة السيدة عائشة من الله عز وجل‬ ‫وبأن هذا إفك وبأنه لا تحسبونه شرا لكم ولكن خير لكم لكل امرئ ما اكتسب من الإثم‬ ‫والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم‪ ،‬الذي تولى كبره هو عبد الله بن أب رئيس المنافقين لأنه‬ ‫هو الذي كان مصدر هذه الإشاعة‪.‬‬ ‫فهم أبو بكر أن يقطع عن مصطح النفقة والإعانة‪ ،‬التي كان يعطيها له‪ ،‬فنزل قول الله‬ ‫م‬ ‫عزوجل‪:‬‬ ‫{ه‪7‬‬ ‫[‬ ‫« ول يأت أليا التل منكر وَألمَعَة أن ينا آى المرق وَلمسكي ولتمجين فى سيبر‬ ‫مو‬ ‫‪.‬‬ ‫وله‬ ‫>‬ ‫ے‪,‬۔۔ إ‬ ‫مجر‪,‬‬ ‫حو‬ ‫ح‬ ‫۔ہ‬ ‫ع‬ ‫ب بوو ے‬ ‫هيو‬ ‫محروس‬ ‫و۔ ؟ ذ‪..‬‬ ‫ك‬ ‫مح إت‪ .‬و ‏‪٠‬‏‪ ][, ٠٥‬۔ وق_ ى‬ ‫آلته وَليَعَمُوأ وَلصَمَحَا ألا عيون أن يَشَمَرَاللَهُ لك ومه عَعور تَحِي ؟) له [لنور‪ :‬‏‪ ،]٢٢‬ولا يأتل ‪-‬‬ ‫أي لا يحلف فقال أبو بكر‪ :‬أحب مغفرة الله عزوجل وأعاد إليهم ما كان يعطيهم من‬ ‫شيئًا ل يكن‪.‬‬ ‫مساعدة ومن مؤونة كأن‬ ‫س‪ :‬الأمر كان يتعلق بالسمعة والشرف! فلم يكن بالسهل‪.‬‬ ‫ج‪ :‬كانت قصة كبيرة ارتجفت منها المدينة‪ ،‬ولم تقعد‪ ،‬حتى نزلت براءة عائشة من الله عز‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫الله وهذا تكريم ما وكأنه درس للأمة كلها ‪.‬‬ ‫سبحان‬ ‫س‪:‬‬ ‫ج‪ :‬نعم والذين ؤذوت المؤينيت والنؤيتت يتتر ما آكتستبوأ قَتَد آحَتَملوأ بتنا قلقه‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫هم‬ ‫مييكًا (م) ه [لأحزاب‪٨ :‬ه]‪.‬‏‬ ‫نريد أن نتعرف كيف‬ ‫س‪ :‬لكن بعض الناس عندهم حساسية من أي كلام من الآخرين‪،‬‬ ‫للإنسان أن يتصرف مع أقوال الناس وأراجيفهم‪ ،‬فما أن يكلمهم شخص أن فلانا تكلم في‬ ‫شخصك أو في أهلك أو في أبناءك إلا تثور ثائرته دون أن يتنبت أو يتأكد تحصل كثير من‬ ‫المشكلات في هذا الموضوع فما تعليقكم حول هذا الأمر؟‬ ‫‪471‬‬ ‫ج‪ :‬يجب على الإنسان أن يتأدب بآداب القرآن ويتأدب بآداب الأنبياء ويتادب بآداب‬ ‫الصالحين ويتأدب بآداب المتقين النبي هود ماذا قال له قومه‪ :‬إل لَبَنكَ فى سَمَامَة وان‬ ‫لنك من انكانذييرت مه [الاعرف‪ :‬‏‪ © ]٦٦‬اسمعوا كيف هذا اللغط وانظروا إلى رده عليه‬ ‫السلام‪ « :‬قال يقر لنى يي سَتلمَة ولك تشل تن تت التقي ة؛ أنكر يكتب رق ونا‬ ‫؟ ‪[ 4‬الأعراف‪ :‬‏‪]٦٨ - ٦٧‬‬ ‫كر تابع ل‬ ‫س‪ :‬حاورهم بالتي هي أحسن‪.‬‬ ‫ج‪ :‬بالتي هي أحسن دائما الأخلاق تُؤخد من الأنبياء البي هود هو من الأنبياء الأوائل‬ ‫وهو أخو عاد « واذكر آتا عتاد إذ أندر قِمَةر يالكَتقَاني ه [اأحتاف‪ :‬‏‪ 5]٢١‬إذ قالوا له سفيه‬ ‫وكذاب ولكن مع هذا لطف بم هكذا هي دائما أخلاق الأنبياء‪.‬‬ ‫فلا يجلس الإنسان منفعلا ويقول أنا لا أتحمل‪ ،‬فعلا بعض الناس لا يتحملون‪ ،‬يقال أن‬ ‫الأحنف بن قيس ماشاه أحد الأشخاص وأخذ يسب في الأحنف بن قيس والأحنف‬ ‫ساكت\ والأحنف معروف أنه من أحلم العرب‪ ،‬فأخذ الرجل يسب إلى أن وصل إلى باب‬ ‫يته» فقال له إن كان لك كلام آخر فقله هنا قبل أن ندخل البيت‪ ،‬لأني أخشى أن يسمع‬ ‫أحد أقاربي فيعتدون عليك‪.‬‬ ‫انظر إلى الحلم الذي يتحلى به الأحنف بن قيس‪ ،‬لذلك قيل أنه من أحلم العرب‘ قال‬ ‫يما كئز نلت التب زيا كثر ه‪::‬‬ ‫اللوى عز وجل ‪ :‬ولكن كزؤأ دت‬ ‫عمان‪ :‬‏‪ ] ٧٩‬ك أي كونوا علماء حلماء كما قال بعض المفسرين في (ربانيين) فلذلك الحلم هو‬ ‫صفة عظيمة جداء لذلك قيل من أشرف الأخلاق في الإسلام الحلم أما الذي ينتقم‬ ‫ويصول ويهيج فهذا بعيد عن أخلاق الإسلام‪.‬‬ ‫س‪ :‬ووصل الأمر ببعضهم إلى الانتقام بالقتل في بعض الأحيان‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا لجهلهم الملستحكم فيهم‪.‬‬ ‫‪571‬‬ ‫س‪ :‬وفي الحديث الشريف‪«:‬وإذا خاصم فجر»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وهذه من صفات المنافقين "وإذا خاصم فجر"‪ ،‬الإنسان عنما يخاصم‪ ،‬يخاصم بعقل‬ ‫فدائما يقال‪" :‬عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل" فالعاقل ولو عاداك فإنما يعاديك بعقلك‬ ‫أما الجاهل فلو كان صديقك فلا تعرف في أي لحظة يشتمك وفي أي لحظة ينقلب عليك وفي‬ ‫أي لحظة لا يذكر معروفك‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض الناس ابتلوا بلقب معين على أسرتهم فيأتي أناس ويعيروتحم‪ ،‬كيف يتعامل الإنسان‬ ‫مع هذا الموقف؟‬ ‫ج‪ :‬يحاول أن يتجنب ويوضح بشكل عام في الموقف‘ وبعض العرب كانوا أذكياء فعندما‬ ‫يقدح فيهم إنسان يكرمونحم‪ ،‬مثل ما يقال عن أوس بن حجر الطائي‪ ،‬فقد طلب بعض‬ ‫أعداءه من الحطيئة ‪-‬وهو معروف بالهجاء‪ -‬أن يهجوه وهو جرول بن قيس العبسي أن يهجو‬ ‫أوس بن حجر وهو زعيم من زعماء العرب الكبار هذا قبل الإسلام طبمما‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬ ‫كيف الهجاء وما تنفك صالحة ٭٭٭ من آل لأم بظهر الغيب تأتيني‬ ‫يقول كيف أهجوا شخصا وأنا كل ما عندي من أمور الصلاح وما أصلح به معيشتي هو من‬ ‫آل لأم‪ ،‬لأنه هو أوس بن قيس بن لأم الطائي‪.‬‬ ‫م استأجروا شخصا آخر فهجاه‪ ،‬فهدر أوس بن حجر دم ذلك الشخص فأخذ يهرب مع‬ ‫العرب فما أحد يجيره من أوس بن حجر فعلمت أمه سُعدى بذلك‘ فقالت لابنها أوس ماذا‬ ‫فعلت‪ ،‬قال‪ :‬هذا هجايي وقال ف‪ ،‬فقالت‪ :‬ادعه وأكرمه وأعطه‪ ،‬فكانت هي من النساء‬ ‫العاقلات الذكيات الحليمات فأنه أوس بن حجر ودعاه وأكرمه وأعطاه فأخذ يمدحه مدحًا‬ ‫لا نظير له‪.‬‬ ‫‪671‬‬ ‫ومثل ذلك كان يقال لقوم أبناء أنف الناقة‪ ،‬وهذا كان فيه سباب‪ ،‬فأكرموا جريرا» الشاعر‬ ‫المعروف فقال فيهم قولا صاروا مفخرة في العرب‪:‬‬ ‫قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ٭“٭" فمن ذا يسوي بأنف الناقة الذنبا‬ ‫فصار مدحًا بعد أن كان سباء فأصبح أولادهم يفتخرون فيقولون نحن أبناء أنف الناقة! يعد‬ ‫الإنسان أن يكرمه وأن يعطيه وهذا الذي ثبت ي التاريخ‪.‬‬ ‫س‪ :‬هذه مواقف قوية جدًا‪ ،‬قلبت المفهوم من دون إلى علو‪.‬‬ ‫الله سبحانه وتعالى يقول‪ « :‬وَآضَيرعل مآ أصَابَك إ كلك من عزم الأمير رن ه [لتمان‪ :‬‏‪]. ٠١٧‬‬ ‫هل الحلم والصبر يحتاج إلى عزيمة وإلى إرادة وتربية وتحمذيب؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك هذا شيء عظيم جداء هذه هي كلها مبادئ الإسلام؛ التي شرعها الإسلام والتي‬ ‫هى من دين أبينا إبراهيم‪ ،‬في الحقيقة كل الأخلاقيات الإيجابية العظيمة التى كانت عند العرب‬ ‫هي من بقايا دين النبي إبراهيم‪ .‬وعندما جاء الإسلام أكدها! سواءا كانت في القرآن أم على‬ ‫لسان نبينا يلة‪ ،‬فدائما مكارم الأخلاق تحتاج إلى نفوس كريمة كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫أحب مكارم الأخلاق جهدي ٭٭٭ وأكره أن أعيب وأن أعابا‬ ‫ولكن الحلم يجب أن يكون من الإنسان في ما لا يستهان فيه؛ صحيح أن الإهانة غير‬ ‫محمودة‪ ،‬ولكن البوادر الى تحمى هذا الحلم هي مطلوبة} وكما يقول النابغة الجعدي‪:‬‬ ‫ولا خير في حلم إذا لم يكن له ٭٭٭ بوادر تحمي صفوه أن يكدرا‬ ‫ولا خير في كهل إذا لم يكن له ٭٭٭ حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا‬ ‫فإذا لم ينفع معه الإكرام يستخدم معه الموقف المناسب وهذا المقصود بقوله‪ :‬ولا خير ي حله‬ ‫‪771‬‬ ‫إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا‪.‬‬ ‫س‪ :‬لأن البعض يستمر على الخطأ‪.‬‬ ‫تك عدوا علته يمِتل مما أَعََدَى علكه [البقرة‪©]١٩٤ :‬ء‏ وهو‬ ‫ج‪ :‬وهناك يعامل بث ف اعتدى‬ ‫ما يعرف الآن بالمعاملة بالمثل‪ ،‬سواء بالقول أو الفعل الإسلام لا يقر الزيادة‪ ،‬والتقوى هى‬ ‫الأمور‪.‬‬ ‫التي تحكم‬ ‫س‪ :‬نريد أن نتكلم في النهاية عن مسألة التنازل عن الحقوق‪ ،‬إنسان استقرض من شخص‬ ‫آخر طالبه بأكثر من مرة لإرجاع ذلك الحق‪ ،‬إلا أنه لم يرجع الحق‪ ،‬هل مطالبة الإنسان بالحق‬ ‫يرجعه عن حلمه؟‬ ‫ج‪ :‬المطالبة بالمعرف لاش والله تعالى قال‪ :‬متر ل مَيَسَرَو&ه [ابقة‪ :‬‏‪ ،]٢٨٠‬إذا كان ذلك‬ ‫المطالب ذلك الغريم وذلك المدين هو معسر « وأن صَدَقَواحَيَر لكم ه [ابتة‪ :‬‏‪١٨٠‬‬ ‫قمة المروءة‪.‬‬ ‫س‪ :‬وإن رفع أمره إلى القضاء مطالبًا بحقه؟‬ ‫ج‪ :‬هذا حقه‪.‬‬ ‫س‪ :‬الناس يخلطون فى هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وهناك لا شك آداب‪ ،‬يأتي أولا الإنظار والثانية يأتي بعدها التصدق ولكن إذا طالب‬ ‫بحقه من غير فحش ف القول فهذا حقه‘وهي نقيض المرؤءة لا شك فالمرؤءة تكون الإنظار‬ ‫يمه‪ ،‬وهناك أولويات في‬ ‫لَرم‬ ‫وقمة المرؤءة هو التصدق بذلك القرض» « وأتنصدقوا حَم‬ ‫الإسلام ‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك منهجية لإئماء الموضوع حتى نحافظ على وحدة المجتمع وتماسكه‪.‬‬ ‫ج‪ :‬نعم طبعا‪.‬‬ ‫‪871‬‬ ‫الحلقة الرابعة والعشرون‬ ‫«خلق الحياء»‬ ‫تمترلييم‬ ‫بملئها‬ ‫س‪ :‬ما هو تعريف خلق الحياء؟‬ ‫ج‪ :‬هو انقباض في النفس عن كل ما يلام عنه الإنسان أو عن كل ما يشين الإنسان‪ ،‬وهو‬ ‫من الأشياء الى‬ ‫ينشأ من حاجة فطرية للإنسان أنه يستحى‬ ‫نفساني وديني‪ 6‬النفسايي هو الذي‬ ‫يعاب عليهاا أما الديني فهو عن كل معصية سمى الشارع عنهاء هذا من الناحية الدينية‪ ،‬أما‬ ‫من الناحية النفسية فهذا موجود على أساس فطري في الإنسان وهو من أشرف أخلاق‬ ‫الإسلام كما جاء عن البي تة‪« :‬كل دين خلق وخلق الإسلام الحياء»‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الحديث‪« :‬الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن‬ ‫في هذا الحديث العظيم بين مفهوم‬ ‫الطريق صدقة والحياء شعبة من شعب الإيمان»‪ ،‬فالبي ت‬ ‫ما أهمية هذا التخصيص؟‬ ‫خلق الحيا‬ ‫من بين القيم والأخلاق‬ ‫الإيمان ومراتب الإيمان وخص‬ ‫وقيل بضع‬ ‫شعبة‬ ‫قيل بضع وستون‬ ‫ورد بصيغ مختلفة أو على مراتب مختلفة‬ ‫ج ‪ :‬الحديث‬ ‫وسبعون شبعة} وقيل مئة شعبة‪ ،‬والحديث يدل على أن الإسلام قول وعمل لأن أعلاها‬ ‫كلمة لا إله إلا الله وهذا عقيدة وقولك وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وهذا عمل يستدل‬ ‫على هذا الحديث بأن الإسلام قول وعمل‪ ،‬كل مجموعة واحدة أو منظومة واحدة من الإسلام‬ ‫والعمل‪.‬‬ ‫القول أو العقيدة‬ ‫من‬ ‫والحياء له ميزة خاصة\ هو رديف الحلم أو أنه أساس الحلم الحلم في الإنسان تحدثنا عنه في‬ ‫الحقيقة أساسه الياس لأن الإنسان يستحيي أن خاصم يستحيي أن يفعل المعاصي يستحيى‬ ‫‪081‬‬ ‫أن يفعل الأشياء المعيبة والإسلام حث كثيرا على الحياء‪ ،‬ولذلك وصف الصحابي الجليل أبو‬ ‫سعيد الخدري يقي‪ ,‬وصف رسول الله صلى عليه وسلم بأنه كان أشد حياء من العذراء قى‬ ‫من أمر ما غير طيب‬ ‫خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه يعرف البي تلية من تغيره‬ ‫يعرف بتغير وجهه ولكنه لا ينطق فحشا ولا ينطق سبابا ولا ينهر ويكتم غيظه‪ ،‬فهذا الذي‬ ‫به الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رسول الله ء ية بأنه كان أشد حياء من العذراء ن‬ ‫يصف‬ ‫خدرها‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل يمكن القول من خلال هذا الكلام الجميل أن الحياء هو الطريق‬ ‫لى الكرامة طريق إلى الأخلاق العالية كمنبت الأخلاق الحسنة؟‬ ‫ج‪ :‬الحياء هو أساس هذا كله‪ ،‬لأن الذي لا يستحي أن يستعمل القول في الفحش ‏‪١‬‬ ‫يستحيي أن يستعمل اللؤم في الفعل لا يستحبي أن يفعل ما يعاب وأما الذي يستحبي فهو‬ ‫يستحيي من الله أولا‪ ،‬م من الإنسان نفسه‘ فلذلك قالوا بأن الحياء ثلاثة أنواع ليستحمي‬ ‫الإنسان من ربه بأنه لا يفعل المعاصي لا يفعل ما يغضب الله عز وجل لا يفعل كل شيء فى‬ ‫عنه الإسلام‪ ،‬ويستحيي من الناس بأنه يراعي أذواق الناس بحيث لا يزعج الآخرين أو‬ ‫يستنقصهم أو يستحقرهم ۔إلى غير ذلك‪ ،‬وأن يستحبي من نفسه أن يكرم نفسه بأن لا يهينها‬ ‫ويترفع عن رذائل الأمور فهذا هو الحياء‪.‬‬ ‫س‪ :‬مسألة غض البصر عن المحرمات‪ ،‬فالله سبحانه وتعالى يقول‪ :‬فل لَلمؤمنيت يَعضُوأ ية‬ ‫صور [ انور‪ :‬‏‪ ،]×٠‬وفي الآية الأخرى يقول‪ 3 :‬وفل ومتت يَنصْضَْ من أصَرهنَ ه‬ ‫لنور‪ :‬‏‪ ،]٢١‬ما أهمية غض البصر؟ وما علاقته بالحياء؟‬ ‫ج‪ :‬من الضروري غض البصر من الطرفين بجاه الآخر‪ ،‬هما جنسان من جنس واحد وبينهما‬ ‫سرعة انجذاب فالر‬ ‫جل ينجذب للمرأة والمرأة تنجذب للرجل وهذا أمر فطري والله تعانى‬ ‫‪181‬‬ ‫خلقنا هكذا فهما جنسان ولكنهما في الأصل جنس واحد الرجل والمرأة‪ ،‬فالانجذاب بينهما‬ ‫سريع جداء كما يقال الشيء ينجذب إلى نفسه‘ فلذلك غض البصر أمر ضروري وقد أمر به‬ ‫القرآن‪ ،‬حتى لا يحدث شيء مما حرمه الله تعالى‪ ،‬فلذلك الزواج هو العاصم من هذا الانجذاب‪،‬‬ ‫الآخر ربما يحدث ما تخشى‬ ‫فالإنسان عندما يمعن نظره‪ ،‬أو كل طرف يمعن نظره فيالطرف‬ ‫عواقبه‪ ،‬ويقول الشاعر‪:‬‬ ‫وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا """ لقلبك يوما أتعبتك المناظر‬ ‫رأيت الذي لاكله أنت قار ٭٭٭ عليه ولا عن بعضه أنت صابر‬ ‫فالإنسان الذي يرسل نظره إلى غيره من الجنس الآخر فهذا تكون فيه خطورة فيبقى الإنسان‬ ‫الانسان ‪.‬‬ ‫لقلب‬ ‫وتعب‬ ‫لفكر الإنسان‬ ‫للإنسان وتعب‬ ‫يتبع نظره وهذا فيه تعب‬ ‫س‪ :‬ويندرج تحت هذا الموضوع الصور الغير اللائقة والمقاطع الخليعة؟‬ ‫ج‪ :‬هذا من باب أولى لا يجوز‪ ،‬لأنه تعمد والنظر للمرأة قد يكون مفاجأة يعني مسموح به‬ ‫كالنظرة الأولى ولكن الإنسان يبقى مسترسلا في النظرة هذا الذي يقال له النظرة الثانية‬ ‫كلما يطيل الإنسان نظره إلى الطرف الآخر بشهوة هنا يكون المحذور‪ ،‬لأن أساسا النظر‬ ‫المحرم هو النظر بشهوة‪ ،‬ولأن طول النظر هو مظنة الشهوة‪ ،‬أما النظرة الأولى المفاجئة فليس‬ ‫فيها مظنة الشهوة‪.‬‬ ‫س‪ :‬وهذا الموضوع فيه تكملة للآيتين‪:‬ل وَيَحَمَظنَ فُرُوحَهْنَ [ النور‪ :‬‏‪ ،]×١‬وقوله‪ «:‬وَحَقَظوا‬ ‫فتره انور‪ ] . :‬؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا حفظ النظر يقود لهذه الفضائل والله تعالى مدح الحياء عندما جاءت بنت‬ ‫شعيب إلى البي موسى عليه السلام‪ « :‬جاتهِحَدَنهما تمشى عَلَ آَسَتَحَيَ ه [لقصص‪ :‬‏‪.]٢٥‬‬ ‫لأنا تربية عظيمة‪ ،‬تربية إيمانية ودينية في بيت النبوة عند النبي شعيب©‘ فلذلك جاءته‬ ‫‪281‬‬ ‫إحداهما تمشي على استحياء يعني جاءت إليه وهي مستحيية أن تكلمه كم نحتاج إلى‬ ‫هذا الخلق‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل هناك علاقة بين الحشمة والعفة والحياء في الآية‪ :‬ولبايت زبتتْم إلا مَاتَلهَرَ‬ ‫نهاه [النور‪]٣١ :‬؟‏‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن هناك ارتباطا بالحياء‪ ،‬الإنسان يعف في مجال النظر‪ ،‬هذا من الأخلاق‪ ،‬هنالك‬ ‫أيضا عفة عن المال وأمور عديدة في الحياة الدنياء والاحتشام مطلوب وهذا نتيجته الحياء‬ ‫س‪ :‬أين يتمثل الحياء في الحياة الأسرية؟ وكيف يطبق الزوجان الحياء؟‬ ‫ج‪ :‬يتمثل الحياء بالتربية والتعليم في حاجة فطرية كما ذكرنا في التعريف السابق‪ ،‬لكن هذه‬ ‫الأمور والسلوكيات تحتاج إلى تربية تحتاج إلى تعليم عندما يعرف الزوج والزوجة كيف يستحمي‬ ‫كل منهما من الآخر وبين الزوج والزوجة كما يقول العلماء‪«:‬العلاقة قائمة على الخفة»‪٨‬‏‬ ‫لكن إذا خرجوا من إطار الخلوة التي تكون بينهما هنالك لكل منهما يستعمل الحياء بحيث‬ ‫لا ينشر كل منهما ما كان بينهما من تلاق ومن مداعبة ومن مباشرة} لا يجوز لأحد منهما أن‬ ‫ينشر ذلك فهذه من الخصوصيات\ لأن العلاقة بين الزوج والزوجة قائمة على الخفة‪ ،‬لأن‬ ‫الخفة هي التي فيها المرح وفيها المداعبة وهي التي تحذب كل منها إلى الآخر! على عكس‬ ‫العلاقة مع الأم فهي قائمة على الاحترام‪.‬‬ ‫س‪ :‬قد ذكرت التعامل مع الأم باحترام حول الأبناء مع الأم اعتراضهم لبعض آراء الأم؛ هل‬ ‫هذا يخرجهم عن الحياء والاحترام؟‬ ‫ج‪ :‬الاعتراض لمجرد الاعتراض لا يجوز لكن إذا كان هناك حوار بين الأم وأبنائها من ذكور‬ ‫وإناف‪ ،‬ويكون هنالك تداول في الرأي بحيث يتفق الجميع هذا شيء طيب في الحقيقة وهذا‬ ‫‪381‬‬ ‫في الأمور العامة لكن إذا كانت الأم تريد خدمة من أبنائها لا بد أن يستجيب الأبناء‪ ،‬أما إذا‬ ‫كان هنالك رأي عائلي أو رأي مالي عليهم أن يعتبروا رأي الأم وعليها هي كذلك أن تستمع‬ ‫لرأي الأبناء لأن هذا قرار عائلي‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا يجب أن يعرفه الوالدان الأم والأب لأن هذه الرغبة ضرورة الآن‪ ،‬لأن لكل إنسان‬ ‫أن يدرس الشريعة أو يدرس في‬ ‫ميول لكل طالب ميول‪ ،‬فميول الطالب للهندسة صعب‬ ‫الطب وهكذا بالعكس فهنا يجب التقدير من كلا الجانبين‪ ،‬يقدر كل منهما الآخر على‬ ‫الوالدين ألا يلجئوا أبناءهما على العقوق‪ ،‬كما أنه على الأبناء ألا يعقوا والديهم‪.‬‬ ‫س‪ :‬ذكرت كلاما مهما على الآباء ألا يلجئوا أبناءهم إلى عقوقهم وكذلك العكس نريد‬ ‫توضيحا أكثر في هذا الموضوع؟‬ ‫ج‪ :‬كما ذكرنا سابقا إذا كان الابن يريد أن يتخصص ف أمر ما وميوله في ذلك‬ ‫التخصص لا يمكن أن يأتي الأب أو الأم ويجبراه على أن يتخصص فيما هم يريدانه‪ ،‬لأن‬ ‫الولد لا يقدر أن يفهم‪ ،‬كما لو طلب الوالدان من الابن فعل المعصية لا سمح الله إلى غير‬ ‫ذلك‪ ،‬فيعصيهما‪ ،‬فهم في ذلك يلجئانه إلى العقوق" وي الآية هذه‪ «:‬ر(َبكر أيما فى ‪7‬‬ ‫ين تكؤؤا صَلجيت تتر كات للأآييرت عفوا م ه [لإساء‪ :‬‏‪ ]، ٢٥‬هذه الآية فيها إشارة‬ ‫إلى عدم إلجاء الوالدين أبناءهم إلى العقوق‪ ،‬وحتى في الزواج يجب أن يكون هناك فيه تفاهم‬ ‫في خطوط عريضة يتفاهم عليها الوالدان مع الأبناء‪ ،‬أيضا على الأبناء ألا يعصوا والديهم في‬ ‫الزواج‪ ،‬لأن الزواج مسألة عائلية قد تغيب على الولد أو على البنت ولكن الوالدين‬ ‫يفهمان هذا الأمر لأن المسألة فيها كفاءة والكفاءة فيها استقرار‪ ،‬وتعرضنا لهذا سابقاء‬ ‫متل الكفاءة العلمية والنسب والفكر وفي كل شي ‪ 3‬يجب أن تكون متوفرة بين الزوجين‬ ‫بين الزوجين ‪.‬‬ ‫حتى تستقر الحيا ‪ :‬الزوجية وتستمر على سعادة‬ ‫‪481‬‬ ‫س‪ :‬خلق الحياء بالنسبة لطالب الدراسة الجامعية طبعا هذه الدراسة فيها اختلاط بين الطلاب‬ ‫والطالبات‪ ،‬فالطالب قد يحتاج بأن يستعين بالطالبة والعكس أو في بعض الأحيان يبعث‬ ‫الطلاب في بعثات خارجية‪ ،‬فيتمثل خلق الحياء بالنسبة لطالب العلم؟‬ ‫ج‪ :‬خلق الحياء هنا ضروري جدا بين الطلاب ذكورا وإناثا بحيث ألا يطمع كل منهما بعرض‬ ‫الآخر وألا تكون هنالك خلوة بين طالب وطالبة على انفراد من ضوابط الخلوة‪ :‬أن يجتمع‬ ‫الرجل والمرأة قي مكان لا يراهما فيه أحد هذه الخلوة وهذا فيه نمي‪ ،‬نمى الإسلام عن الخلوة‬ ‫بين الرجل والمرأة منفردين فى مكان لا يراهما فيه أحد‪ ،‬أما إذا كلم طالب طالبة في محضر من‬ ‫الطلبة والطالبات أو أنه يتفهم معها في بعض المسائل العلمية فهذا ليس من الخلوة» وبالنسبة‬ ‫للذين يذهبون إلى البعثات الخارجية يجب أن تظهر هنالك العفة} فالعفة يجب أن تظهر في‬ ‫كل منهما تحاه الآخر‪.‬‬ ‫س‪ :‬في نطاق العمل الإسلام لم يمنع المرأة من المشاركة في بناء الحضارة وتي بناء الوطن‬ ‫كذلك ما هي أخلاقيات الحياء الق يمكن أن نجسدها في العمل؟‬ ‫ج‪ :‬كما ذكرت لك العلاقة يجب أن تكون قائمة على الاحترام والحياء‪ ،‬والحياء يظهر عند‬ ‫الرجل الكريم كما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫فلا خير في وجه إذا قل ماؤه‬ ‫٭٭×‬ ‫الوجه قل حياه‬ ‫إذا قل ماء‬ ‫حياؤك فاحفظه عليك وإنما ٭_٭٭ يدل على فعل الكريم حياؤه‬ ‫بين‬ ‫الاحترام‬ ‫الذي يعطي‬ ‫هو‬ ‫الحياء‬ ‫يستعمل الحياء‬ ‫أن‬ ‫الإنسان‬ ‫فعل‬ ‫الكرام‪3‬‬ ‫فعل‬ ‫الحياء‬ ‫الطرفين في مجال العمل أو في مجال الدراسة وهذا من الضرورة بمكان ‪ ،‬وإذا كنا محدث عن‬ ‫عمل المرأة فالفقهاء المسلمون اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال‪ :‬قول أباح للمرأة العمل مصلقا‬ ‫من المنزل للعمل مطلقا‪ ، ،‬وقول منع ذلك على المرأة مطلقاء وقوم توسطوا فقالوا إذا‬ ‫والخروج‬ ‫‪581‬‬ ‫كانت المرأة تؤدي عملا ضروريا كالنفقة على أسرتما وعلى احتياجاتما أو أنما تعمل عملا لا‬ ‫بد فيه من عمل المرأة فهذا جائز لماء وقد ناقشت هذه الأقوال قي كتابي الذي هو بعنوان‪:‬‬ ‫"المرأة المسلمة حقوق وواجبات" وأنا أميل إلى رأي التوسط‪.‬‬ ‫س‪ :‬تساءلت هند في تلك البيعة أو تزن الحرةء هل هذا الأمر عند العرب شيء أصيل‬ ‫ومتمكن وإن المرأة كانت غير مسلمة أو متعلمة هذا الشيء ليس من صفاتما؟‬ ‫ج‪ :‬الزنى لم يكن شيئا معروفا عند نساء العرب كانوا يستعملون الزين في الإماء‪ ،‬وليس عند‬ ‫الحرة ولذلك جاء في القرآن الكريم قوله تعالى‪ :‬ولا فكها تتتيكر ع البته ان أند سذا‬ ‫بغوا عَرض الحية الدنا انور‪ :‬‏‪ ،]٣٢‬كان بعض زعماء العرب يتخذون إماءهم ويجبروتحمن‬ ‫على الزين ليكسبوا من ورائهن أموالا‪ ،‬أما بالنسبة للحرة كان من أكبر العيوب عليها أن‬ ‫يبايع النساء في مكة بعد فتح مكة فجاءته هند‬ ‫تزني فلذلك هي تساءلت لا الرسول ت‬ ‫بنت عتبة زوجة أبي سفيان بن حرب وهي من هي مكانة ونسبا وعقلا وخلقا في جاهليتها‬ ‫عند نساء‬ ‫وإسلامها قال‪ :‬ولا تزنين‪ ،‬تعجبت وقالت‪ :‬أو تزيني الحرة؟ ما كان هذا الشيء‬ ‫العرب لكن الإسلام ذكره كمبدأ‪ ،‬في تلك اللحظة وما بعدها من اللحظات الى أن تقوم‬ ‫الساعة هو تشريع ولا تزنين لكن هي تعجبت من هذا في ذلك الأوان لأنه ما كان‬ ‫يستعمل الزين عند النساء الحرائر‪ ،‬ما كان مستعملا مألوفا عند العرب‪.‬‬ ‫نوفق بين موضوع الورع في التعامل مع المال وبين أن الإنسان عنده استحياء في‬ ‫س‪ :‬كيف‬ ‫التعامل مع المال العام في الوظيفة مع هذه الجوانب؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الاستحياء هذا من الخوف حتى لا يفعل ما يلام الإنسان عليه وحتى لا‬ ‫يفعل ما يعير عليه يعني إن اتمم باختلاس الأموال لأن هذا فيه شيء من العار عليه‪ ،‬فالحياء‬ ‫يدفعه إلى ألا يفعل ذلك‪.‬‬ ‫س‪ :‬الحياء هل هو خلق مكتسب أو فطري في الإنسان؟‬ ‫‪681‬‬ ‫ج‪ :‬هو فطري ومكتسب في آن واحد\ لذلك قالوا إن الحياء ينقسم إلى قسمين‪ ،‬نفساني وهو‬ ‫ذلك الفطري‪ ،‬والمكتسب وهو الديني الذي يأتي به الشرع وهو يأمر بشيء وينهى عن شيء‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما المقصود بحديث‪« :‬إذا ل تستحي فاصنع ما تشاء»؟‬ ‫ج‪ :‬الحياء هو الذي يمنع الإنسان أن يفعل كل شيء‪ ،‬ولذلك جاء الحديث‪« :‬إذا لم تستحي‬ ‫فاصنع ما تشاء»‪ ،‬ويقول الشاعر‪:‬‬ ‫إذا لم تخشى عاقبة الليالي ٭٭٭ ولم تستحي فاصنع ما تشاء‬ ‫فما والله ما فى العيش خير ٭٭٭ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء‬ ‫الر ما استحى بخير ٭٭٭ ويبقى العود ما بقى اللحاء‬ ‫يعيش‬ ‫يعنى ما بقى الحياء فالناس عايشون بخير والمرء مقصود به مطلق الإنسان‪ ،‬إذا كان الحياء بين‬ ‫الناس فهم يعيشون على خيرك كما أن العود إذا بقي فيه اللحاء ألا وهو القشرة} يبقى حيا‬ ‫كذلك المجتمع الذي يكون فيه الحياء فهم يكونون في خير‪.‬‬ ‫س‪ :‬الإنسان المربي هل عليه أن يلزم بناته قي سن الرشد والبلوغ إذا خرجن إلى مركز تجاري أو‬ ‫بلباس محتشم أم عليه أن يوجه فقط؟‬ ‫يلزمهن‬ ‫مكان معين أن‬ ‫ج‪ :‬يأتي أولا الإرشاد والتوجيه ثم الإلزام هذا من الأمر بالمعروف حتى لو أن الإنسان في أسرته‬ ‫هو من الأمر بالمعروف‪ ،‬فالأمر بالمعروف درجات\ أولا بالقول ثم باللسان لا يمكن أن يسمح‬ ‫هذا من واجباته وهذا ما قرره‬ ‫شرع الله عز وجل‪،‬‬ ‫يخالف‬ ‫يرتكبن ما‬ ‫لعائلته أن‬ ‫لبناته أو‬ ‫الاسلا م‪.‬‬ ‫‪781‬‬ ‫الحلجة الخامسة والعشرون‬ ‫«خلق الأمانة‬ ‫بمتلتواتزلتيم‬ ‫رأس مال المجتمع الإنساني هو السبب في شد أواصر مجتمع‬ ‫س‪ :‬عد بعض العلماء الأمانة‬ ‫بين الناس في نظامهم الاجتماعي وحياتهم الدنيوية والأخروية‪.‬‬ ‫الروابط‬ ‫وتقوية‬ ‫ماهو تعريف الأمانة ؟‬ ‫ج‪ :‬الأمانة هي نقيض الخيانة في تعريفها العام إذا لم تكن الأمانة تكن خيانة‪ ,‬ولك‪4 .‬‬ ‫سا\‬ ‫سا‬ ‫‪7‬‬ ‫الحقيقة تعرفيها العام هو‪ :‬وضع الشيء في موضعه‘ وعندما نقول وضع الشيء في موضعه فيه‬ ‫هذا تعريف الأمانة لحديث الرسول عنة ‪ «:‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن‬ ‫شعور بالمسؤولية‬ ‫رعيته» وكل أحد مسؤول فيما هو مسترعى فيه‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما الذي جعل العرب يصفون النبي ية بالصادق الآمين؟‬ ‫ما الأمور التى كان يفعلها؟‬ ‫في الفعل وبالأمانة وكانوا يضعون‬ ‫في القول والصدق‬ ‫ج‪ :‬لأنه اشتهر فيما بينهم بالصدق‬ ‫عنده أماناتمم‪ ،‬فدائما الرجل الأمين والرجل الصادق يكون محل ثقة عند جميع الناس؛ ونحن‬ ‫عندنا قي عمان سابقا لم تكن هناك بنوك وكان الناس يضعون أموالهم سواء كانت أصولا أو‬ ‫يثقون فيهم ويسافرون سنوات عديدة لأنحم عرفوا صدقهم‬ ‫أناس‬ ‫عند‬ ‫نقودا‬ ‫أو‬ ‫منقولات‬ ‫وحرصهم على الأمانات‪ ،‬فلذلك كانوا محل ثقة بين الناس لاشتهارهم بالصدق والأمانة‪.‬‬ ‫س‪ :‬حتى هذا الأمر نلاحظه في بعض القرى أن الناس يرجعون إلى شخص معين يعطونه‬ ‫أسرارهم و يخبرونه بمشاكلهم وهمومهم‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وهذا من الأمانة لأن الإنسان يكون أمينا على من يأتيه ليعطيه سره‪ ،‬وحتى حفظ السر‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫اما‬ ‫س‪ :‬كيف تثمثل الأمانة في الوظيفة؟‬ ‫فالله سبحانه يقول‪:‬ل يأيها أني ب ءما۔منوو؟ا كلك تحووباة لحلےه مويأولتنول> لورتسقوووباه رتميكر ووش‬ ‫؟‬ ‫‪ .‬‏‪. ١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ,.‬ل‬ ‫×رس‪-‬تذتنرت‬ ‫‪981‬‬ ‫م ه [لأنفال‪ :‬‏‪ ،]٢٧‬وكيف يكون الإنسان موظفا أمينا؟‬ ‫ج‪ :‬كل شي يحتاج إلى أمانة والوظيفة أمانة‪ ،‬والعمل أمانة وأداؤها أمانة‪ ،‬فالإنسان عندما‬ ‫لا يؤدي هذا العمل على الوجه المطلوب منه فهو خيانة للأمانة} وإن لم يقم الإنسان بواجبه‬ ‫وبما كلف به من عمل فهو من خيانة الأمانة طبعا‪ ،‬والحامل على نقض الأمانة دائما يأتي‬ ‫(وهآعكنوا أتم أمالكر وأ وذك‬ ‫من العائلة في الحقيقة انظر إلى الآية التي بعدها يقول‪:‬‬ ‫هذا أن الخيانة يكون‬ ‫؟ ‪ :‬الأنفال‪ :‬‏‪ ،]٢٨‬فيترتب على‬ ‫فتة وت أله عمنكهر لجر عطي‬ ‫سببها الأولاد أو الزوجات أحيانا! فالكثير من زعماء العالم تحملهم زوجاتمم على فعل‬ ‫أشياء تضر بالمصالح العامة وتضر بالشعب وهنا مصداق الآية‪.‬‬ ‫ودائما الذين يحملون المسؤوليات الكبيرة تأتي فتنتهم في نقض الأمانة من قبل أولادهم‬ ‫وأقاريهم‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل هذا الأمر يعلمنا أن الإنسان لابد أن يستشير إنسانا أمينا وأن يحاط بأصدقاء‬ ‫أمناء؟‬ ‫ج‪ :‬البطانة الصالحة ضرورية‪ .‬خاصة بالنسبة للمسؤول والمستشرون الذين يعطونه الرأي‪.‬‬ ‫يجب أن يعطوه الرأي الصادق‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل البطانة هم أهل الحل والعقد؟‬ ‫ج‪ :‬لا‪ ،‬هم مستشارون‪ ،‬قريبون من المسؤول يعتمد عليهم المسؤول‪ ،‬وأهل الحل والعقد‬ ‫موضوعهم أكبر من ذلك‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة قال تعالى‪ :‬إنا عَررتتا الكنانة عل التوت والقتض وتنال أبن أن‬ ‫تتملتها وَأَْمَقنَ منها منها الإنة تشر كان تلأويما جَفُولا ق ه [ااحرب‪٢ :‬ء]ك‏ هل الأمانة هنا‬ ‫بمعنى التوحيد أم الأمانة بصورة عامة؟‬ ‫ج‪ :‬الأمانة هنا عامة} وهناك من قال أن الأمانة هي العقل } لكن الأصل أن الأمانة مطلقة‬ ‫في كل شيء في الوظيفة‪ ،‬في الحياة‪ ،‬في العلاقات الزوجية‪ ،‬في العلاقة مع الأبناء وقي علاقة‬ ‫الإنسان بربه وفي استجابته للدين وهذه كلها أمانة عرضها الله على السموات والأرض‬ ‫‪091‬‬ ‫والجبال ولكن لعظمها ولحجمها أبين أن يحملنها ليس فقط أبين بل أشفقن منهاء والشفقة‬ ‫هنا الخوف لانا شيء عظيم جداء والآية تدلنا على عظم الأمانة وخطورتما و أنه ليس كل‬ ‫إنسان قادر على حملها ولايحملها إلا الإنسان البعيد عن الظلم والجهل لأنحما سبب فى‬ ‫وأ‬ ‫عدم أداء هذه الأمانة والله تعالى قرن الأمانة بالعدل حيث قال‪ «:‬بن أله يأركر أن‬ ‫النت ي آتيدها واةاحكنثم بن التاير أن تحموا المذله [نسء‪ ] :‬أنظر كيف ربط بين‬ ‫العدل والأمانة والعدل في الدنيا‪ ،‬هو الميزان في العلاقة بين جميع أطياف هذا الوجود‪,‬‬ ‫العدل يكون مع الإنسان والحيوان‪ ،‬والعدل شيء عظيم‪٬‬‏ كما أن الأمانة شيء عظيم وقرن‬ ‫الله بينهما كما في الآية السابقة والتي نزلت عندما أراد العباس بن عبد المطلب عم النبي‬ ‫للة أن يعطيهم الحجابة وهي مفتاح الكعبة} وهذه كانت شرفا لهم لأن قبائل قريش‬ ‫تقاسمت المسؤولية على الكعبة‪ ،‬منهم من يسقي الحجيج ومنهم من يطعم الطعام ومنهم من‬ ‫يحجب البيت‪ ،‬فجاء مفتاح البيت في يد شيبة بن طلحة فامتنع أن يسلم المفتاح‪ .‬فطالبه‬ ‫! بعد فتح مكة أن يسلمهم المفتاح لكي يدخل البي داخل الكعبة فأبي شيبة أن‬ ‫يسلمهم المفتاح فقال له‪ «:‬لو كنت اعلم أنك رسول الله لسلمتك المفتاح»‪ 5‬وذهب إلى‬ ‫سطح الكعبة لكي يمتنع عن تسليم المفتاح فذهب إليه علي بن أبي طالب فأخذه من يده‬ ‫وكان علي رجلا قويا‪ ،‬قيل أنه لا يصارع أحدا إلا غلبه‪ 3‬فأخذ منه المفتاح بالقوة ففتح البي‬ ‫ؤ ودخل وصلى فيها وقال له العباس بن عبد المطلب‪ «:‬يا رسول ا له اجمع لنا الحجابة‬ ‫والرفادة»‪ ،‬فنزلت الآية‪ :‬إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات‪ ،]..‬فدعى شيبة بن طلحة وقال‬ ‫له‪ «;:‬خذها خالدة تالدة فيك وفي أبنائلك»ء وإلى اليوم حجبة الكعبة من بني شيبة‪.‬‬ ‫وحينئذ قال‪«:‬الآن علمت أنك رسول اللهي وأسلم ولأن الآية نزلت من قبل الله بأن يرجع‬ ‫الأمانة واعتبر المفتاح كالأمانة‪.‬‬ ‫وَلَننَ هر لاتيه ومهر كغوت ‪.‬ه‪ :‬ه انسرن‪ :‬هإ‪ 6‬ما‬ ‫س‪ :‬الله سبحانه وتعالى يقول‪:‬‬ ‫رأيك بالأب أو الأم أو المربي الذي طوال اليوم مشغول في عمله ويترك أولاده هكذا ‏‪١‬‬ ‫يدري عنهم شيئا؟‬ ‫‪]91‬‬ ‫ج‪ :‬هنا يأتي الخلل وهنا يأتي تسيب الأبناء وتغيبهم عن الدراسة} فلابد للإنسان أن يعطي‬ ‫كل شي وقته‪ ،‬لا شك أن البحث عن الرزق مأمور به ومطلوب سواء من الأب أو الأم‬ ‫ولكن يجب أن يكون هناك وقت لتابعة الأبناء في مدارسهم حتى أنه لا بد من الذهاب إلى‬ ‫المدرسة للتأكد من مواضبة أبنائهم في الحضور ومن مستواهم الدراسي فالمتابعة جد ضرورية‬ ‫وعلى الإنسان أن يقسم وقته ويجعل بعضه لأعماله وبعضه‬ ‫من قبل الآباء والأمهات‪،‬‬ ‫للبيت وبعضه لمتابعة الأبناء و هكذا‪.‬‬ ‫س‪ :‬يشتكي كثير من المعلمين أن بعض الأولياء تمر سنة كاملة ولا يعرف شيئا عن أبنائه‬ ‫ج‪ :‬يحدث الكثير من هذا إلا من رحم الله‪ ،‬هناك أبناء ما عندهم أهل على علم أو تربية‬ ‫ولكن الله وفقهم وأعطاهم التوفيق وحسن الاجتهاد‪ ،‬فإذا هم يتقدمون وهذا على خلاف‬ ‫القاعدة والأصل أن يكون هناك متابعة من قبل الوالدين‪.‬‬ ‫س‪ :‬لابد أن نتحدث عن الأمانة في التعامل مع الجسد‘ هناك من الناس من يشرب‬ ‫المحرمات أو يأكل الأطعمة المسمومة أو لا يمارس الرياضة‪ ،‬لا يهتمون بجسدهم أليس الجسد‬ ‫أمانة استودعها الله تعالى؟‬ ‫ج‪ :‬لكل شيء أمانة جسد الإنسان أمانة عنده‪ ،‬فعليه أن يحافظ عليه بالصحة والغذاء‬ ‫والراحة‪ ،‬حتى الإرهاق لا يجوز‪ ،‬البي تلة يقول‪«:‬إن لنفسك عليك حقا»‪.‬‬ ‫ولما سأل أولئك النفر الثلاثة عن عبادة البي يلة وتقالوها‪ ،‬فقال أولهم أما أنا فأصوم‬ ‫الدهر كله ولا أفطر‪ ،‬وقال الثاني أما أنا فأصلي ولا أفتر‪ ،‬وقال الثالث أما أنا فلا أتزوج‬ ‫النساءث فسمع النبي تة بقولهم فجاء إليهم وقال‪ «:‬أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له‬ ‫ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء‪ ،‬فمن رغب عن سنتي فليس مني»‪ ،‬أي‬ ‫كيف تريدون أن تتبعوني وتخالفونني فيما أنا فيه من سلوك وتوجه إلى الله لأني أخشاكم لله‬ ‫وأنا من جاءكم بالإسلام فالإنسان حتى في نفسه عليه حق‪ ،‬فلا يرهق نفسه طوال الليل‬ ‫ولا ينام إلا سويعات بل لابد من أخذ القسط الكافي من النوم والطب صار متقدما اليوم‬ ‫وكثيرا ما يركز وينته أن لابد للإنسان من الراحة‪ ،‬وأنه يحتاج إلى النوم من سبع ساعات إلى‬ ‫‪291‬‬ ‫مان ساعات بدل ما كان يقال في السابق بأنه يحتاج إلى ست ساعات فقط‪ ،‬واليوم لا‬ ‫تكفي مع ضغوطات الحياة اليوم‪.‬‬ ‫هناك طبيب نفسي فرنسي يقال له "ألكسيس كاريل" هو فرنسي ولكنه عاش في الولايات‬ ‫المتحدة الأمريكية خمسين سنة وذلك في النصف الأول من القرن العشرين» قال إن الإنسان‬ ‫في هذا الزمان يحتاج إلى مزيد من النوم؛ يقصد أن ضغوطات الحياة اليوم أصبحت كنيرق‬ ‫هناك فرق بين من يكون في قرية هادئة أو جزيرة وليس عنده ضغوطات وبين إنسان‬ ‫مشغول بالوضيفة سواء في القطاع العام أو الخاص؛ وهناك الأبناء ودراستهم ومسؤوليات‬ ‫أخرى كثيرة وصخب الحياة‪ ،‬ووسائل التواصل زادت من اشتغال الإنسان و صار مشتت‬ ‫الذهن والفكر‪ ،‬فلذلك المزيد من النوم هو أمر ضروري للإنسان‪ ،‬وهذه الجلطات الدماغ‪:‬‬ ‫نتيجة تلك الإرهاقات‪ ،‬وكثير منهم يهمل التداوي‬ ‫القلبية التي تحدث‬ ‫والسكتات‬ ‫والفحوصات الطبية حتى تتراكم عليه الأمراض ثم إذا اكتشفها يكون ذلك المرض قر‬ ‫استفحل في جسمه وهذا من عدم الأمانة بالجسد‪.‬‬ ‫س‪ :‬عند عرض هذا الموضوع كثير يظنون أن هذا نوع من الترف العلمي وفي الحقيقة أن‬ ‫الدين جعله صورة من صور الامانة ؟‬ ‫عليك حقا يدخل في هذا ويحاسب الإنسان عليه‪.‬‬ ‫لنفسك‬ ‫إن‬ ‫طبعاء‬ ‫ج‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ولا تَتئلا أمْسَحكمٌ له لق كات يكم تحيا را ه ساء‪:١ :‬إ‏ هذه‬ ‫الآية نزلت عامة‪ ،‬ولكن استشهد بما عمرو بن العاص عندما ذهب في سرية فأصابته جنابة‬ ‫من الليل فتيمم ولم يغتسل لأن الجو كان باردا فصلى بهم على تيمم؛ وعندما رجع هو‬ ‫وأصحابه إلى البي تلة‪ .‬شكوا إليه أمره فنادى البي عمرو بن العاص وقال له‪ «:‬لم فعلت‬ ‫رضا وإقرارا على فعله‪.‬‬ ‫ما نعلت؟»© فذكر عمرو الآية فتبسم البي ي‬ ‫وذلك الشخص الذي أصيب بالجدري فأجنب ذات ليلة فأمره أصحابه بالاغتسال{ وكان‬ ‫الجو باردا فكز عليه الجدري فمات‪ ،‬فلما سمع بمم البي تل قال‪ «:‬قتلوه قاتلهم له»! البي‬ ‫م يعجبه ذلك منهم وكأنه يقول‪ :‬عليهم أن يأمروه بالتيمم‪.‬‬ ‫‪391‬‬ ‫س‪ :‬هناك موضوع خطير وحساس واليوم صار له قانون ما يسمى بالملكية الفكرية‪ ،‬هناك‬ ‫من يأخذ مقالا كاملا لكاتب آخر وينسبه إلى نفسه أو ما يسمى اليوم بالانتحال‪ ،‬أو‬ ‫باحث يسرق بحثا كاملا أو يقتطع معلومات كاملة ولا يحيل إلى الأصل‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذه خيانة وهذا غير الأمانة‪ .‬من بركة العلم أن ينسب القول إلى قائله كما قال‬ ‫العلماء‪ ،‬وهذا يحدث كثيرا‪ ،‬أن تنتحل مقالات لناس آخرين ويأتي رجل ويكتبها باسمه‬ ‫وينقل معلومات ولا يوثقها‪ ،‬وهناك من انتحل كتابا كاملا‪ ،‬وهناك في دولة من الدول‪،‬‬ ‫كتب كتبت من عمانيين انتحلت ونسبها منتحلوها إليهم؛ وأصحابها الأصليون هنا في‬ ‫عمان‪ ،‬وفي الحقيقة هذا أمر خطير جدا لابد من أن تكون هناك مكافحة له وقوانين‬ ‫صارمة لحماية الملكية وجهة رقابية‪.‬‬ ‫أنا في الحقيقة أقترح ان يكون هنالك تواصل بين الجهات الرقابية على الملكية الفكرية بين‬ ‫الدول العربية في إطار جامعة الدول العربية‪ ،‬وبين الدول الإسلامية في إطار منظمة التعاون‬ ‫الإسلامي‪ ،‬وإذا كان بين دول العالم يكون في إطار منظمة اليونسكو المنظمة العالمية للتربية‬ ‫والثقافة والعلوم‪ ،‬لأنه من الضروري أن تكون هناك قوانين صارمة لحماية الملكية الفكرية‪.‬‬ ‫س‪ :‬ومن ضمن الأمور التي لوحظت في الأمور العلمية أن يكتب الكاتب أو يتحدث‬ ‫المتحدث قائلا‪ ":‬وأثبتت الدراسات"‪ ،‬فلما ييحث في الموضوع يتبين أن الدراسات وهمية‬ ‫للعلم‪.‬‬ ‫إهدار‬ ‫وهذا‬ ‫الوهمية أيضا‬ ‫الشهادات‬ ‫وكذلك‬ ‫وهمية‪.‬‬ ‫لجامعات‬ ‫وتنسب‬ ‫ج‪ :‬طبعاك خاصة الشهادات الوهمية التي أصبحت الآن حديث الساعة خاصة في بلدان‬ ‫الخليج العربي‪ ،‬يأخذون شهادات وهمية أو قريبة منها بأن تكون أطروحات الشهادات قد‬ ‫كتبت لهم‪ ،‬أيضا هذا ليس من الأمانة العلمية‪ ،‬وإن كانت شهاداتمم هذه من جامعات‬ ‫عالمية معترف بما وهناك أشخاص متخصصون في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراة مقابل‬ ‫أجرة مدفوعة} وهذا يحدث كثيرا وتظهر خطورة هذا الموضوع خاصة إذا كان تخصصا علميا‬ ‫كالمهندس المعماري‪ ،‬والطبيب خاصة فهو موكل بحياة الناس‪ ،‬ولذلك الشهادات الوهمية‬ ‫فيها خطورة كبيرة جدا وذلك بإسناد المسؤوليات إلى غير أهلها‬ ‫‪491‬‬ ‫س‪ :‬نريد أن نتكلم عن إسناد المناصب لغير أهلها أو للشخص غير الكفء أو دخول‬ ‫العاطفة في بعض الأحيان أو الشفاعة أو القربى في بعض الأحيان‪ ،‬وكما تعلمون تولية‬ ‫المنصب لما تبعات وقرارات وقد يظلم أحد و يرفع آخر نريد توضيحا لهذا الموضوعإ وكيف‬ ‫تتمثل الأمانة قي موضوع القيادات والمناصب ولمسؤوليات؟‬ ‫ج‪ :‬هنا تكمن أهميتها وخطورة عدم وجودها‪ ،‬في هذه المسالة لأنما أولا يجب أن تكون‬ ‫قياما بالمسؤوليةش فهذا أبو ذر وهو صحابي جليل القدر سأل البي تي أن يسند إليه‬ ‫مسؤولية من المسؤوليات‪ ،‬ولكن النبي لاحظ في أبي ذر مع فضله وزهده وعلمه أنه ضعيف‬ ‫عن القيام بأداء الوظيفة‪ ،‬فقال له يا أبا ذر‪ «:‬إنما لأمانة وإنك لضعيف»‪ ،‬لذا يجب أن‬ ‫تسند المسؤولية إلى الكفء‪.‬‬ ‫ويجب أن يبتعد المسؤول عن قضية القرابة قي إسناد العمل‪ ،‬أن يكون القريب وغيره سوا‬ ‫ولذلك ‪ 11‬ول أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان على الشام قال له‪ «:‬إن لك فى الشاه‬ ‫قرابة وأخشى أن تؤثرهم على غيرهم»‪.‬‬ ‫فلذلك المسؤولية أمانة كبيرة لانما تقوم عليها مصالح الناس فوضعها في مكانما هو الذي أمر‬ ‫به الإسلام‪ ،‬وتعيين الأقارب يكون فيه محاباة وعدم محاسبة على التقصير إلى غير ذلك مما‬ ‫يترتب عليه من المفاسد‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك ما تسمى بالمجالس البرلمانية أو البلدية أو بالشورى والإنسان ريما يعرض نفسه‬ ‫مستشهدا بقول الله على لسان سيدنا يوسف عليه السلام ‪ :‬ال لعلى عحزرابن الأرض‬ ‫إ حَيمل عَليئر ) ه [يوسف‪ :‬ه]‪ ،‬فينرل سيرته الذاتية وأنه كفء وسيفعل وسيفعل‪ ،‬هل هذا‬ ‫أمر عادي أم أنه تركية للنفس ؟‬ ‫ج‪ :‬في هذه الحال ليست تركية للنفس لأن هذا الزمن يتطلب ذلك نتيجة زخم الحياة‬ ‫وتوسعها‪ ،‬لأن الناس لا يعرفون شيئا عن الشخص‪.‬‬ ‫حتى البضائع ففي السابق كانت البضائع لا يعرضها التجار فضلا عن مدحها‪ ،‬هذا ما‬ ‫كان في الفقه في السابق‪.‬‬ ‫‪591‬‬ ‫لكن الآن مع توسع الدنيا وتوسع التصنيع والتجارة فلا يصبح التاجر معروفا إلا إذا أعلن‬ ‫عن نفسه وأعلن عن بضاعته} لكن يجب عليه أن لا يتجاوز ما عليه البضاعة‪ ،‬وأن يصف‬ ‫البضاعة بما هي عليه؛ كذلك الإنسان الذي يعرض نفسه أن يعرف نفسه بما عنده من‬ ‫مقدرة لا أن يعد الناس ويعطي نفسه أوصافا فوق ما عنده من ملكات وما عنده من قدرة‬ ‫فيدلس ريما على الناس ويضللهم بمدحه لنفسه‪.‬‬ ‫‪691‬‬ ‫الحلجة السادسة والعشرون‬ ‫«خلق الصدق»‬ ‫بشماتيآلتترآلزّييم‬ ‫س‪ :‬عنوان هذه الحلقة خلق الصدق©‪ ،‬هذا الخلق العظيم الذي نحتاج إليه وهو من أشرف‬ ‫الفضائل النفسية والمزايا الخلقية لخصائصه الجليلة ولما له من آثار هامة في حياة الفرد‬ ‫والمجتمع بل عده بعض أهل العلم أساس الإيمان ورمز الإستقامة‪ ،‬كالعادة نبدأ بتعريف الخلق‬ ‫الذي سنتحدث عنه‘ فما هو تعريف الصدق؟‬ ‫ج‪ :‬الصدق قالوا عنه بأنه نقيض الكذب©ڵ والصدق هو الإخبار عن الشيء بما هو عليه‪.‬‬ ‫هذا من حيث التعريف‪.‬‬ ‫يصف صاحبه أبا بكر بالصديق ؟‬ ‫س‪ :‬ما الذي جعل النبي ت‬ ‫ج‪ :‬لأنه كان صادقا معه‪ ،‬وهي رتبة عظيمة جدا‪ ،‬فالصديق هي مبالغة في الصدق© لأن أبا‬ ‫بكر صدق في وقوفه مع البي تلة ومن هنالك لقبه بالصديق ولما وقعت حادثة الإسراء‬ ‫والمعراج وصف النبي يلة بعض المشاهد بين مكة والقدس أخذ الناس يشككون وأبو بكر‬ ‫يقول له‪ :‬صدقت‪.‬‬ ‫وكأنه يقول له‪ :‬لقد صدقتك فيما جاءك من ربك من وحي أفلا أصدقك فيما تحدثني به‪.‬‬ ‫ولذلك سمي بالصديق‪ ،‬لتصديقه بالبي تمل‪ .‬وعلي بن أبي طالب استشهد بمذه الآية في‬ ‫فضل أبي بكر ومنزلته‪ ،‬قال تعالى‪ «:‬وأرى جا يالضدق وصدق يدة أؤلتهلت هغارلتقيت‬ ‫م كه [الزمر‪ :‬‏‪.]٢٢‬‬ ‫نفهمه [لمائدة‪:‬‬ ‫س‪ :‬يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم‪ :‬كندا م ينقع آلصَيونَ‬ ‫‏‪ ]٠١‬في ماذا ينفع الصدق الإنسان والمجتمع والوطن؟‬ ‫ج‪ :‬الصدق هو في الحقيقة التصديق بالإيمان‪ ،‬وهو صدق في القول وفي كل أمور الحياة‪.‬‬ ‫فالصدق منزلته عظيمة والإنسان ربما يميل شيئا قليلا عن قول الصدق وعن قول الحق‪.‬‬ ‫والصدق يشمل كثيرا من أنواع السلوك‪ ،‬والصدق ما ورثه العرب من ديانة أبيهم إبراهيم‬ ‫عليه السلام‪ ،‬وهو من مكارم الأخلاق التي ورثها العرب منه‪ ،‬وجاء الإسلام و أكدها‬ ‫‪891‬‬ ‫فالصدق من محامد العرب وكان العري لا يكذب\ وكان إذا قال قولا وق به وإذا أعطى‬ ‫وعدا وف به‪ ،‬وجاء الإسلام وكرس هذه المفاهيم العظيمة في السلوك‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل هناك فرق بين الكذب والإفتراء؟‬ ‫ج‪ :‬الافتراء أعظم من الكذبڵ الافتراء فيه مضرة على الآخرين أكثر لأنه يفتري عليهم‬ ‫بقصد الفتنة‪ ،‬والكذب كذلك كبيرة لكن الافتراء أعظم‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعض الناس يتساهلون بالقول على الله ويتجرؤون على الفتوى ويقولون هذا حلال‬ ‫وهذا حرام؟‬ ‫مَنداحلا'‬ ‫ج‪ :‬نحانا الله تعالى عن ذلك في قوله‪ :‬ولا تقوأيالما تصف أليتنكر لك‬ ‫كدا حاد لتنتوا عل الله آتكذث ي الني ينتوة عل لتر الكيت لاينيوت ‪ :.‬ه ا‪..‬‬ ‫على الله هو افتراء عظيم وكذلك الكذب على رسوله ية ولذلك قال‬ ‫‪]٦١١١٦‬ء‏ والكذب‬ ‫ل‪ « :‬من كذب علع متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»‪.‬‬ ‫س‪ :‬الكذب على الرسول ية والوضع في الحديث النبوي متى بدأ في التاريخ الإسلامر؟‬ ‫ج‪ :‬بدأت فيما بعد في الحقيقةء ابتدأ بما أصحاب التيارات الفكرية وكل منهم يمدح فريقه‪,‬‬ ‫وقد يصل به الأمر لوضع الأحاديث‘ ش تواصل وضع الأحاديث؛ حتى صرح بعضهم وضع‬ ‫أربعة آلاف حديت©ڵ وهذا رقكمبير‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما رأيك بالإنسان الذي يأتي بالكلام والنكت ليضحك الناس وكله كذب لا أساس له‬ ‫من الصحة ؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا لا يجوز‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذن كيف يكون الإنسان مرحا وذا دعابة؟‬ ‫ج‪ :‬المرح بالصدق‪ ،‬النبي يمل كان يمزح وما كان يقول إلا حقا فمرة جاءته امرأة عجوز‬ ‫فقال لا تدخل الجنة عجوز & فخافت تلك المرأة‪ ،‬ولكنه أوضح لها أن الجنة لا يكون فيها‬ ‫قال تعالى‪ :‬ظ عا ربا ! ه الوقعة‪ :‬‏‪ 5|٣٢‬ومثل هذا‬ ‫فكلهن أتراب وأبكار‪ 3‬كما‬ ‫عجائز‬ ‫لمزاح جائزك والصدق فيه مزاح‪ ،‬ولكن المزاح المعقول الذي لا يجرح مشاعر الآخرين‪.‬‬ ‫‪991‬‬ ‫س‪ :‬ظهر الآن ما يسمى بالمقالب‪ ،‬التي ربما أدت إلى وفاة بعض الناس وأحيانا يقال‬ ‫لأحدهم مات فلان‪ ،‬والخبر غير صحيح وبعد أن يفجعهم يقول لهم أن الخبر غير صحيح‬ ‫وأردت أن أمزح معكم‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا فيه ضمان على الشخص الذي أودى بحياة شخص آخر أو بإصابته‪ ،‬وهذا لا‬ ‫يجوز على الإطلاق‪ ،‬كما هو الآن في كذبة إبريل على سبيل المثال‪ ،‬هذه جاءتنا من الغرب‬ ‫فأصبح الناس يكذبون أكاذيب عظيمة في اليوم الأول من شهر إبريل حتى عرفت بكذبة‬ ‫إبريل‪ ،‬هذه لا تحوز‪.‬‬ ‫س‪ :‬ريما يقول البعض أنا لا أقصد شيئاء قصدي أن أمزح فقط‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا يجوز المزاح هكذا‪ ،‬كل شخص مأخوذ بقوله‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد منكم كلاما ولو بسيطا عن عدم الصدق في البيع والشراء‪.‬‬ ‫ج‪ :‬عدم الصدق فيه غرر لا يجوز الغرر في البيع‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهو الغرر؟‬ ‫ج‪ :‬الغرر هو ما بيع على غير وصفه أو بأكثر من قيمته‪ ،‬هذا غرر‪.‬‬ ‫في الحديث الشريف‪ ،‬يقول النبي ينلية‪ «:‬ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»‪ ،‬وذكر في مماية‬ ‫س‪:‬‬ ‫الحديث‪ «:‬ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور»‪ ،‬ماذا يعني بشهادة الزور وقول الزور؟‬ ‫ج‪ :‬شهادة الزور هي الشهادة على غير الحقيقة زورا وبمتانا» أن يشهد إنسان بالظلم على‬ ‫شخص لصالح شخص آخر وهذا لا يجوز‪ ،‬وقول الزور كذلك‪ ،‬هو قول الكذبڵ فالافتراء‬ ‫والكذب والزور والبهتان كلها معان متقاربة ودرجاتما متفاوتة‪.‬‬ ‫س‪ :‬موضوع التثبت من الشائعات هل هذا الأمر مطالب به السامع أم أيضا على‬ ‫المتحدث أن يحذر من هذا الأمر؟‬ ‫ج‪ :‬المتحدث والمستمع أن يحذرا من هذا الأمر‪ ،‬فالشائعات قد تمزم بما جيوش» وهذا أمر‬ ‫إذا كان بقصد الحرب النفسية في حال الحرب\ ريما يباح من باب الخديعة في الحرب‪ ،‬فهي‬ ‫جائزة بمقدار ما يتحقق به الحق أما الشائعات في المجتمع وخاصة إشاعة الفاحشة فهي‬ ‫‪002‬‬ ‫إن ألن محبوب أن تي ملتحمة فى ألين امنوا لتر عَدَانُى ألي نى‬ ‫في قوله تعالى‪:‬‬ ‫محرمة‬ ‫و ‪1‬‬ ‫س‬ ‫الدنيا والجرد ولتة يتتر تأشر لا تتتشويت ي ه [نور‪ :‬‏‪ 6٠٥‬وفيه إيذاء كبير كذلك؛‬ ‫س‪ :‬هل الصدق مرتبط بالصديق‪ ،‬لأنه فيما يؤثر‪ «:‬الصديق من صدقك لا من صدقك»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذه كلها معان مرتبطة‪ ،‬هنالك الصدق وهنالك الصديق وهنالك الصدقة © وأن‬ ‫رأيي حتى صداق المرأة مرتبط بمذا‪ ،‬لأن الصداق يعطيه الإنسان كمهر للزوجة‬ ‫حسب‬ ‫نتيجة صدقه في ذلك الزواج صحيح أن الصداق يجمع على صدقات ولكن هذا اللفظ فيه‬ ‫فالمتصدق يعطي صدقته عن صدق‪ ،‬وهو صادق فى‬ ‫الاشتقاق‪ ©،‬والصدقة كذلك‬ ‫نفس‬ ‫تقديمها وهكذا بالنسبة للصديق لأن كل من الصديقين يصدق أحدهما الآخر ى علاقته‬ ‫بمعنى أن الصديق من صدقك فى‬ ‫بهں فلذلك قيل أن الصديق من صدقك لا من صدقك‘‬ ‫القول لا من صدقك في كل شيء تقول به‪ ،‬يعني ذلك الذي يعطيك رأيه في ما تقول به‬ ‫قد يأتي إنسان ويقول لآخر خبرا فيصدقه لكي يورط هذا المتحدت‘ هذا ليس بصديق‬ ‫فالصديق من يصدقك ويقول هذا صحيح وهذا غير صحيح هذا هو الصديق‪ .‬وهذه طبعا‬ ‫تنطبق على المسؤولين‪ ،‬فالمسؤول الذي يقول كل كلمة فيصدقه من معه ويقولون له صحيح‬ ‫في كل قوله‪ ،‬ولكن الصديق الحقيقي هو من يكون صادقا ويقول هذا صحيح وهذا غير‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك من يساير في كل شي‘ يقول أنا لا أريد أن أخسر فلانا‪ ،‬فيكون معه حتى قى‬ ‫الباطل‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا الذي يصدق ولا يصدق‪.‬‬ ‫س‪ :‬هذه قضية اليوم‪ ،‬وهي عدم معرفة الاختيار الصحيح للصديق‪ ،‬أوقعالكثيرين من‬ ‫الناس في مشاكل كتيرة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا من غياب الأمانة‪ ،‬ومن الخيانة! أن يخون الإنسان صديقه‪ ،‬عليه أن ينصحه وأن‬ ‫يقول الحق‪ ،‬وأن يرشده إلى الصواب‪ ،‬هذه أمانة‪.‬‬ ‫س‪ :‬موقف عمر بن الخطاب لا أثني على رجل فقال له‪ :‬هل جاورته؟ هل سافرت معه؛‬ ‫‪102‬‬ ‫هل تعاملت معه بالدرهم والدينار؟ في بناء العلاقات مع الآخر حتى نكتشف أن هذا‬ ‫الصديق صادق معنا‪ ،‬هل نحتاج إلى أن نختبره؟‬ ‫ج‪ :‬طبعاا هذا معنى ما قاله عمر فمعرفة الإنسان لأخيه الإنسان وصدقه تتجلى في السفر‬ ‫وتتجلى في المعاملة} وفي التجارة‪ ،‬وتتجلى في امجاورة‪ ،‬وهناك يعرف صلاح الإنسان ويعرف‬ ‫صدقه في هذه الأمور لا بمجرد أن يرى الإنسان في المسجد فلذلك قال أحد علماء‬ ‫الصوفية وأظنه الجنيد‪" :‬لئن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني متدين‬ ‫سيء الخلق"‪ .‬لأن ذلك الفاجر يصلحني بحسن خلقه وذلك المتدين يفسدني بسوء خلقه‪3‬‬ ‫فالصلاح من الصدق‘ والصدق يعرف في هذه المواطن‪.‬‬ ‫س‪ :‬نتكلم حول موضوع الإخلاص عندما يخلص الإنسان عمله لله عز وجل وهذا يعود‬ ‫إلى النية‪ .‬كيف نحقق الصدق في نياتنا وقي علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى؟‬ ‫ج‪ :‬النية هي أساس العمل في الإسلام بل إن النية تحول العادة إلى عبادة} ولأن كل شيء‬ ‫مبني على النية في الإسلام‪ ،‬وأحكام الإسلام كما هو معروف خمسة‪:‬‬ ‫الواجب‪ :‬وهو الذي يجب فعله ولا يجوز تركه‪.‬‬ ‫والمحرم‪ :‬وهو الذي يجب تركه ولا يجوز فعله‪.‬‬ ‫والمندوب‪ :‬وهو الذي يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه‪.‬‬ ‫والمكروه‪ :‬وهو الذي يثاب على تركه ولا يعاقب على فعله‪.‬‬ ‫والمباح‪ :‬وهو الأوسع ويعود إلى النية‪ ،‬الت تحول هذا المباح إلى أمر مناب عليه أو معاقب‬ ‫عليه‪ ،‬فمثلا الإنسان إذا نام لوجه الله عز وجل يثاب على ذلك‘ وكذلك الأكل والشرب‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬ولذلك قيل عن النية أنما تحول العادة إلى عبادة} فالنية هي التي يتحقق بما‬ ‫الإخلاص قال ا له تعالى‪ « :‬وبا أيزقا إلا ييتنذوا لق شخلصيت له ألزمت » [لية‪:‬ه]‪.‬‬ ‫فالإخلاص في العمل يقوم على النية الصادقة‪ ،‬ولا شك أن ثوابه عند الله عظيم‪.‬‬ ‫س‪:‬جاء في الحديث‪ «:‬فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما‬ ‫هاجر إليه»‪.‬‬ ‫‪202‬‬ ‫ج‪ :‬فهجرته إلى ما هاجر إليه‪ ،‬لأن كل شيء بالنية‪ .‬وقول الصدق شأنه عظيم" ولذلك‬ ‫يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫عود لسانك قول الصدق تحظ به ٭٭٭ إن اللسان لما عودت معتاد‪.‬‬ ‫سننت لله ٭٭٭ ق الخير والشر فانظر كيف ترتاد‪.‬‬ ‫موكل يتقاضى ما‬ ‫فالصدق شيء عظيم في هذه الحياة} وهو الرابط الأقوى بين الناس‪ ،‬أعظم وسيلة يترابط بما‬ ‫أفراد المجتمع‪ .‬والكذب ضده في كل شيء\ وكما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫وما شىء إذا فكرت فيه٭٭٭ بأذهب للمروءة والجبال‬ ‫من الكذب الذي لا خير فيه٭٭" وأبعد بالبهاء من الرجال‬ ‫والكذب يذهب المروءة والجمال من وجه الرجال‪ ،‬والكذوب وجهه ممزق وغير صادق‪6‬‬ ‫ولذلك الناس يردون عنه صدقه ولذلك قيل أن من عقوبة الكذاب أن يرد إليه صدقه‪ ،‬لأن‬ ‫الناس اعتادوا كذبه فلا يثقون به وإن صدق‘ لأن الثقة سحبت منه ‪.‬وحبل الكذب‬ ‫س‪ :‬بعض المربين ينصحون أبناءهم بالصلاة وهم لا يحافظون عليها والأبناء يشاهدون‬ ‫ويميێزون‪ ،‬ماذا تقولون لهؤلاء الناس؟‬ ‫ج‪ :‬لا شك أن الإنسان عليه أن يكون قدوة في أهله وي بيته‪ 5‬والكبير عليه أن يكون قدوة‬ ‫للصغير والأب عليه أن يكون قدوة للابن والأم عليها أن تكون قدوة لأبنائها‪ 6‬والمسؤول‬ ‫‪«:‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»‪.‬‬ ‫عليه أن يكون قدوة في المجتمع‪ ،‬قال البي ت‬ ‫فالقدوة لابد منها‪ ،‬وما ذكرته ملاحظ فالأب وإن كان غير مستقيم" يريد أن يكون ابنه‬ ‫أفضل منه ولذلك يغضب الإنسان إذا قيل له إن فلانا خير منك لا يعجبه هذاء بعكس‬ ‫ما لو قيل له إن ابنك خير منك‪ ،‬يفرحه ذلك ومهما كان الإنسان بعيدا عن الدين أ‬ ‫‪302‬‬ ‫يتناول المحرمات كالخمر والعياذ بالله إلا أنه يدفع أبناءه إلى تعلم القرآن وإلى الصلاة وإلى‬ ‫مجالسة الصالحين ليربيهم على الصلاح‪ ،‬وهذا واقع اجتماعي‪ ،‬ومع هذا على الآباء‬ ‫والأمهات أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم‪.‬‬ ‫عن الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم‬ ‫س‪ :‬نريد أن نتكلم عن الحلف‪ ،‬وقول البي ت‬ ‫القيامة‪ :‬ورجل حلف بعد العصر يمينا فاجرة ليقتطع بما مال امرئ مسلم‪ ".‬نلاحظ أن كثيرا‬ ‫من الناس يتساهلون خاصة في جلسات المحاكم والقضاء حتى يدفعون عن أنفسهم العقوبة‬ ‫فيحلفون كذبا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إذا كان يدفع عن نفسه حقا بشيء لا يظلم فيه أحدا هذا ليس فيه تشديد وأما إذا‬ ‫كان يضر غيره فطبعا هذا لا يجوز والكذب فيه معاريض وهناك حديث عن النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ «:‬إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب» المعاريض يعني أن تأتي بكلام‬ ‫يوهمإ بمعنى يقرب من الصدق‘ كما قال البي تل لذلك الرجل قبل غزوة بدر‪ ،‬وقد سأله‬ ‫عن قريش‪ ،‬وقال له من أين أنتم؟ قال له النبي كليلة‪ « :‬نحن من ماء»‪ &،‬فظن أنه من مكان‬ ‫من أماكن العرب‪ ،‬وإنما قصد قول الله تعالى‪ :‬قن مَلو تمهينله [للرسلات‪ :‬‏‪ ،]٢٠‬وأيضا كمن‬ ‫حلف بينه وبين الآخرين وجاء بالتورية‪ .‬وهناك كتاب ألفه ابن دريد وعنوانه «الملاحن»‪،‬‬ ‫ذكر بأنه يمكن للإنسان أن يحلف وهو يعني معنى آخر كأن يسأل أحد‪ :‬هل رأيت فلانا؟‬ ‫فيقول‪ :‬والله ما رأيته‪ ،‬ويفهم السامع أن "ما رأيته" أنه ما شاهده‪ ،‬وإنما قصد الحالف أنه ما‬ ‫أصاب رئته} وابن دريد عالم لغوي عمايني معروف‘‪ ،‬وهو أبو بكر تحد بن الحسن بن دريد له‬ ‫كتاب مستقل في هذا الموضوع ولأننا في الحياة بحاجة كبيرة لهذا الجانب‪ ،‬والكذب يجوز‬ ‫إذا كان للإصلاح بين الناس‪ ،‬ويكذب بما فيه صلاحهم‪ ،‬وفيما يقرب بينهم‪ ،‬فهو لا يضر‬ ‫هؤلاء ولا هؤلاء‪ ،‬وكذلك الرجل مع زوجته‪ ،‬إذا غضبت منه وأراد أن يطيب خاطرها‬ ‫يكلمها كلمات مناسبة وإن كانت كاذبة لأن فيها إصلاحها‪.‬‬ ‫س‪ :‬إذن الحلف الكاذب إذا لم يكن فيه ضرر للآخر ومافيه تجنب للعقوبة ففيه استثناء‪.‬‬ ‫ج‪ :‬نعم فيه استثناء قي حالة الضرورة كإصلاح ذات البين ولجبر الخواطر في الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫‪402‬‬ ‫س‪ :‬هناك موضوع بما أننا تكلمنا عن الأسرة بعض الآباء يريدون أن يحفزوا أبناءهم‬ ‫فيقولون لهم‪ :‬إذا حصلت على الدرجة العالية أشتري لك الجهاز الفلاني أو اللعبة الفلانية"‪.‬‬ ‫وربما كان الأب غير ميسور الحال‪ ،‬والابن ينصدم في آخر العام بعد أن حصل على‬ ‫الدرجات العالية‪ ،‬والأب لم يستطع أن يوفر له ذلك‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا لايجوز هناك حديت\ أن النبي تة سمع امرأة تعد ابنها بشي‪ ،‬فأعطته‪ ،‬فقال‬ ‫لها‪ «:‬لو أنك ما أعطيته كنت قد كذبت عليه»‪ ،‬فهذا لا يجوز‪ ،‬فالأم أو الأب إذا وعد ابنه‬ ‫لابد أن يفي بوعده له‪ ،‬وإلا سيفقد الابن ثقته ي والديه ولذلك فلا يعد بما لا مقدور له‬ ‫عليه من البداية} ولكنه يستعمل أساليب أخرى للتشجيع‪.‬‬ ‫س‪ :‬بالنسبة للوظيفة} الموظف قبل أن يدخل أي وظيفة لابد أن يوقع في ورقة أنه يعمل‬ ‫كذا وكذا‪ ،‬ولكن في الحقيقة الوظيفة لا تستدعي أن يقوم بكل تلك الأعمال‪ ،‬هل يعتبر‬ ‫غير صادق في عمله؟‬ ‫ج‪ :‬لا‪ ،‬عليه أن يقوم بما كلف به من عمل ورما تلك كانت في الاستمارة اشتراطات‬ ‫احتياطية وإضافية‪ ،‬وريما يأتي وقت ويكلف بشيء منهاإ وأن يقوم بما يستطيع‪.‬‬ ‫س‪ :‬وأيضا في موضوع العمل‪ ،‬يأتي المراجعون إلى الموظف فالموظف ينيهمش فيقول سأتابع‬ ‫الموضوع‪ ،‬سأفعل‪ ،‬راجعني‪ ..‬وهو لا يراجع شيئا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا لا يجوز‪ ،‬هذا كذب\ڵ وآية المنافق ثلاث‪ ،‬ومنها إذا وعد أخلف‘ والخلف عدم‬ ‫الصدق‪ ،‬وهو من الكذب‪،‬ؤ والنبي يلة سئل أيكون المؤمن بيلا قال نعم أيكون المؤمن‬ ‫جبانا قال‪ :‬نعم وعندما قيل أيكون كذابا قال لا"‪ ،‬فالكذب فيه مضرة بالآخرين‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الحديث ‪«:‬إن الرجل ليتحرى الصدق‪..‬والصدق يهدي إلى البر‪ ،&»...‬أشعر أن‬ ‫الكلام فيه دقة ووصف عميق للصدق‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا شك‘ لأن هذا منطق النبوة} فالصدق يهدي إلى البر والبر بدوره يهدي إلى الجنة‪.‬‬ ‫وهكذا عكسه الكذاب\ڵ ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا! فهذا كتب‬ ‫عند الله صديقا فنجاء وذلك كتب عند الله كذابا فهلك هذا حث على أن يتبع الإنسان‬ ‫‪502‬‬ ‫منهج الصدق‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكريمة‪<:‬ل أبها ‪ 17‬حعاممنوا أتموا آمه تكونوا م مآلصَدقيرت ة كه [لتوبة‪ :‬‏‪]١١٩‬‬ ‫ج‪ :‬الصادقون هم الذين ينجون وينجون غيرهم‪ ،‬وهنا تكمن القدوة‪ ،‬ليقتدي بمم‪ ،‬لأن‬ ‫الإنسان إذا كان مع الصادقين يكون صادقا ويتأثر بمم‪ ،‬لأن الإنسان يتأثر بالقدوة} قال‬ ‫يقتدي‬ ‫لكي‬ ‫‏‪ 53٩٠‬أمر للنبي علا‪:‬‬ ‫أقره الأنعام‪:‬‬ ‫حدى أل فمد‬ ‫تيك الذ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫بالأنبياء الذين قبله‪.‬‬ ‫س‪ :‬ألا يوجد ارتباط قوي بين الصدق ولمان! }‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬كل أخلاق الإسلام مترابطة في حقيقتها‪ ،‬والنبي يلة كان يعرف قبل البعثة‬ ‫ب"الصادق الأمين"‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الحياة الزوجية‪ ،‬ريما يعد الزوج زوجته أنحما سيسافران ويقضيان الإجازة في مكان‬ ‫ما‪ ،‬م تحدث له بعض الظروف\ أليس مطالبا المراعاة في هذه الحالة؟‬ ‫ج‪ :‬يجب المراعاة من الجانبين في الحقيقة‪ ،‬إذا تأمل ذلك يقول إن شاء الله عند توفر‬ ‫الإمكانيات سوف نسافر وإذا حدثت ظروف©‪ ،‬على الزوجة أن تقدر ذلك‪ ،‬وأن يكون‬ ‫بينهما تفاهم لأن هذه ليست من أسباب الفرقة والتوتر‪ ،‬بالعكس يجب على كل منهما أن‬ ‫يقدر ظرف الآخر‪.‬‬ ‫س‪ :‬أليس الموضوع يحتاج إلى شيء من العزم‪ ،‬لأنه في بعض الأحيان الإنسان لديه مغريات‬ ‫كثيرة ومؤثرات وقد تغلبه المصلحة الشخصية‪ ،‬هل يحتاج إلى شيء من العزم والصدق؟‬ ‫ج‪ :‬الصدق يحتاج إلى صبر‪ ،‬والصبر هو أساس كل هذه الأشياء لأنه غير بسيط أن‬ ‫يكون الإنسان صادقا في قوله وفعله وسلوكه وفي حياته بشكل عام صادقا مع نفسه‪ ،‬مع‬ ‫أولاده‪ ،‬مع زوجته‪ ،‬مع الناسك وأهم من ذلك أن يكون صادقا مع الله سبحانه وتعالىس حتى‬ ‫يكتب عند الله صديقا‪ ،‬كما جاء في الحديث‪.‬‬ ‫‪602‬‬ ‫الملتنة السابعة والعشرور‬ ‫«لخاجيامكه التعامل مع البيئة»‬ ‫بتماشيالتتترآلتتيم‬ ‫س‪ :‬ما هو تعريف البيئة لغة وفي الاصطلاح الشرعي والقرآيني؟‬ ‫ج‪ :‬البيئة من حيث اللغة هي مكان الإقامة} المرجع أو السكن فالله تعالى يقول‪ :‬وَلمَدَ‬ ‫أنا بقسريل اصف ‪[ 4‬يرنس‪ :‬‏‪ ،]٢٢‬معناه أسكتاهم‪.‬‬ ‫والبيئة هي من الباءة} أي الرجوع إلى الله وآب إلى فلان أي رجع إليه‪ ،‬وآب إلى المنزل أي‬ ‫رجع إليه‪ ،‬والتعريفات كنيرة‪.‬‬ ‫أنما التعريف العلمي للبيئة فهو كل ما يحيط بالإنسان من مقومات مختلفة وهناك منظومات‬ ‫البيئة الطبيعية ومنظومات البيئة الاجتماعية وهناك منظومة البيئة المكانية وهناك منظومة البيئة‬ ‫الثقافية‪ .‬أي كل ما هو موجود في الوجود والمجتمع كمنظومة هو بيئة‪ ،‬لأن عناصر ذلك‬ ‫الموضوع تعود إلى تلك البيئة فلذك أجمع تعريف للبيئة هكول ما يحيط بالإنسان‪.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فهناك تعريفات علمية‪ ،‬أشملها ما اتفق عليه في مؤتمر البيئة في ستوكهولم‬ ‫عاصمة السويد سنة ‏‪ ١٩٧٢‬م جاء في تعريف المؤتمر أن البيئة كل ما يحيط بالإنسان‪ ،‬والبيئة‬ ‫في الحقيقة هي منظومات‘ منظومة اقتصادية ومنظومة اجتماعية ومنظومة مكانية ومنظومة‬ ‫ثقافية‪ .‬كلها بيئات لأن عناصر تلك المنظومات أو تلك المجموعات تعود إلى تلك البيئة هذا‬ ‫هو التعريف اللغوي‪.‬‬ ‫س‪ :‬الله تعالى في القرآن الكريم يقول‪ :‬عَلهَرَلْتَسَاد فى آلت والحر بماكتبت أبيى ناي ‪4‬‬ ‫الروم‪ :‬‏‪ ] ٤١‬هل ما يحصل اليوم في العالم من تلوث وثقب الأوزون وفساد الماء والإضرار‬ ‫بالأسماك في البحار هل السبب هو الإنسان؟‬ ‫ج‪ :‬هذه الآية فيها تفسيران‪ :‬هناك تفسير ديني وتفسير علمي وبالتأكيد أن التفسير‬ ‫والآية التي‬ ‫العلمي داخل في التفسير الديني أي أن الأمور مترابطة العلم مرتبط بالدين‪،‬‬ ‫ذكرتما تقول أن هنالك ثلاثة عناصر لفساد البيئة ما هي هذه العناصر؟ قال هناك تغير في‬ ‫هذه البيئة‪ « .‬تَلهَرَالْتمَاد فى البز والحر بماكتبت أترى التاي ه‪ ،‬أي أن الإنسان هو‬ ‫‪802‬‬ ‫مصدر هذا التغيير «ليذيقهم بعض الذي عملوا»‪ ،‬الإضرار بالكائنات من قبل هذا التغيير‬ ‫لعلهم يرجعون إلى الله تعالى بالإصلاح من الإفساد‪ ،‬هذا التفسير العلمي‪ ،‬لأن فيه معصية‬ ‫والمعصية هي التي يعاقب الله سبحانه وتعالى بما بظهور ذلك الفساد سببها الإنسان ولكن‬ ‫لكونه أته لوث هذه البيئة التى جعلها إطارا مكانيا‪ ،‬والإنسان سبب بتلوينها وهو معاقب‬ ‫على ذلك اللويث‪ .‬فكما قال تعالى‪ :‬ويدا قل عمى فلأن لفة فيها وفية ذرة‬ ‫والتر مة ليث آلتَسَاد ي ‪[ 4‬نبنة‪ :‬‏‪ ]، ٢٠٥‬وكان سابقا في التعبير الإسلامي يعبر عن‬ ‫التلوث بالفساد‪ ،‬وهذا في رأيي ينسجم مع المقاصد الضرورية الشرعية الخمس التي ينبنى‬ ‫عليها فقه المقاصد وهي‪ :‬حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ الدين وحفظ المال وحظ‬ ‫النسل أو النسب©‘ وهذه المقاصد تتعلق بقضية البيئة وإصلاح البيئة وفسادها لأن فساد‬ ‫البيئة يفسد بموجبها مقتضى هذه القواعد الخمس‪.‬‬ ‫س‪ :‬ألا ترى وجود المصانع في المدن والحارات صورة من صور الإفساد؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬هذا فيه تلويث‪ ،‬فهو مضر بصحة الإنسان خاصة إن وجدت بالقرب من الناس‪.‬‬ ‫فذاك الغبار المتطاير يفسد الزرع والشجر والإنسان ويدقر البيئة الصالحة} فيجب أن يكون‬ ‫لكل شيء مكان خاص به‪ ،‬ولذي يحدث الآن من ثقوب في طبقة الأوزون نتيجة لهذا‬ ‫التصنيع الهائل للإنسان‪ ،‬فالآن آلاف الأقمار الصناعية التى تجوب الفضاء! وتخترق طبقات‬ ‫الأوزون‪ ،‬منها أقمار صناعية للتجسس ومنها أقمار صناعية للفضاء كذلك الصواريخ المدمرة‬ ‫العابرة للقارات وغير ذلك‪ ،‬هذه كلها أنواع لتلويث البيئة‪.‬‬ ‫البي يللا‪ «: :‬النظافه من الإيمان»‪ ،‬وفى حديث آخر قال‪«:‬إماطة الأذى عنالطريق‬ ‫س‪ :‬حديث‬ ‫صدقة»‪ ،‬نلحظ اليوم أن الله سبحانه وتعالى حبانا في هذا الوطن بشواطئ كنيرة} يذهب الناس‬ ‫إليها في نزهة لتغيير الجو مع أولادهم ولكن يتركون بقايا الطعام في مكانحم ولا ينفون ماذا‬ ‫نقول عن هذا التصرف؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا تصرف غير سليم‪ ،‬ويجب أن يكون هناك معاقبة ومسائلة‪ 5‬فقانون حماية البيئة‬ ‫العماننن أظن أنه تطرق إلى هذا الأمر‪ ،‬ولكن هذا القانون بحاجة إلى التطبيق فايلحقيقة‪.‬‬ ‫‪902‬‬ ‫لأن هذا التلويث يلوث البر ويلوث البحر‪ ،‬حيث أصبحت الآن خطورة البلاستيك في‬ ‫البحار ويوجد فرق تطوعية تنظف البحر من البلاستيك‪ ،‬واكتشفت أنه يوجد في البحر‬ ‫أطنان من البلاستيك" وهذه الأطنان خطورتما أنما تدخل في أجواف السمك‘ وهذا مضر‬ ‫كثيرا بصحة الإنسان‪ ،‬لذلك يجب على الإنسان أن يكون نظيفا في مكانه} نظيفا في‬ ‫ملبسه‪ 3‬ونظيفا فى مأكلهء حيث ينظف المكان الذي يعيش فيه‪ ،‬فقد وضعت سلات‬ ‫للقمامة عليهم أن يأخذوا تلك الفضلات والمخلفات إلى تلك السلات ثم تأتي البلدية التي‬ ‫وظفت أناسا لينظفوا تلك السلال من القمامة‪ ،‬فالنظافة هذه مطلوبة لأن الوطن هو بيت‬ ‫الانسان فكما يجب عليك أن تنظف بيتك كذلك يجب عليك أن تنظف أرض وطنك‪،‬‬ ‫فهذة هايلوطنية الحقيقية‪ ،‬فالوطنية تعني الغيرة على الوطن‪ ،‬ولكي نحافظ كذلك على‬ ‫الصحة من خلال المحافظة على النظافة وهذا ما أمر به الله تعالى فقد قال في الآية الكريمة‪:‬‬ ‫« ول ثلفرايأنديكز لنقلك ه[بتة‪ :‬‏‪ ، ] ٠٩١‬فكل ما يدعو إلى الهلاك يجب على الإنسان‬ ‫تجنبه‪ ،‬وترك المخلفات والفضلات فيه مضرة للحيوان والإنسان والشجر وعلى البيئة كلها‬ ‫من بر وبحر فيجب على الإنسان أن يكون لائقا ومحافظا تجاه وطنه فكما له الحق أن‬ ‫في ذلك المكان كذلك لغيره الحق أن يجلس في ذلك المكان‪ ،‬فذلك الشخص له‬ ‫يجلس‬ ‫الحق أن يجد ذلك المكان نظيفا‪.‬‬ ‫وهذه الظاهرة لمست في المواقع السياحية‪ ،‬كأنما تعكس واقعا غير أخلاقي حيث إنحم يتركون‬ ‫بقاياهم‪.‬‬ ‫إن السلوك الحضاري مطلوبڵ والنظافة هي من السلوك الحضاري في الإنسان‪.‬‬ ‫س‪ :‬انتشرت صور عديدة في رمضان الماضي لتجمع بعض الأسر للإفطار خارج منازلهم وهم‬ ‫قي عبادة‪ 3‬ولكن يتركون وراءهم الفضلات فكيف نوفق بين العبادة وبين هذا التصرف؟‬ ‫ج‪ :‬هذه هي المشكلة} ازدواجية وتناقض فهم ذهبوا للعبادة} ذهبوا ليفطروا وقبل ذلك صاموا‬ ‫والصيام فيه أجر عظيم وهو من أركان الدين‪ ،‬فهم صاموا وأفطروا بناء على أمر الله وتقربا له‬ ‫وإكراما لهم كما جاء في الحديث الشريف قال النبي يلة‪« :‬للصائم فرحتان» وفرحة الافطار‬ ‫‪012‬‬ ‫يجب ألا تكدر بترك المخلفات وترك الفضلات لأن تمرة الصيام ي السلوك‘ فالصيام أساسا‬ ‫هو مقوم للسلوك‪ ،‬ثم الصيام أمرنا رسول ا له به لنصحس في قوله‪«:‬صوموا تصحواك! ونحن‬ ‫نشاهد هذه الفضلات التي هي من أكبر أسباب التلوث‪.‬‬ ‫م إن حياة الانسان معتمدة على الهواء الذي نتنفسه‪ ،‬فكما يقال إن عناصر البيئة أربعة وهى‪:‬‬ ‫الهواء والماء والتربة والغذاءش هذه هي عناصر البيئة» وحين تكون إحدى هذه العناصر ملونة‬ ‫تتلوث البيئة وتضيع وبضياعها تضيع أيضا حياة الانسان وصار الإنسان يستنشق هواء ملوا‬ ‫ويجلس على تربة ملوثة ويأكل أكلا ملوثا ويشرب ماء ملوثا‪.‬‬ ‫س‪ :‬في نفس السياق‪ ،‬هناك بعض الناس يتركون حيوانات سائبة في الطريق‪ ،‬أحيانا إذا تعرضوا‬ ‫للسيارات ينتج عن ذلك أحيانا وفاة الناس الموجودين في هذه السيارات‪ ،‬فماذا تقول عن هذا‬ ‫الموقف؟‬ ‫ج‪ :‬هذا لايجوز فإذا عرف المتسبب الذي تسبب في ذلك الفعل عليه الضمانك يضمن‬ ‫حقوق أولئك المتضررين‪ ،‬لو طبق قانون حماية البيئة العماني‪ ،‬لأنه كل من تسبب في ضرر‬ ‫للآخر جرحا أو وفاة هو ضامن لذلك‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك أيضا في ما يخص موضوع البيئة‪ .‬هناك مسألة الأفلاج والعيون والأودية‪ ،‬هناك‬ ‫بعض الناس يستغلونما استغلالا سيئا بل ويتركون فيها أوساخا تؤدي إلى نجاسة الماء في ذلك‬ ‫المكان‪ ،‬وريما قد يؤدي إلى تسمم الأشجار على مر الأيام‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إن الماء أكثر شيء يستهلكه الإنسان‪ ،‬فقد جعله الله تعالى في متناول الإنسان‪ ،‬فالماء‬ ‫والمواء تقوم عليهما الحياة كذلك الأفلاج هذه حضارة عمانية} ويجب الحفاظ عليهاء النامر‬ ‫تتمنى وجود جدول ماء في بلدانحم‪ ،‬هذه نعمة في عمان‪ ،‬فوجود الأفلاج ميزة توجد فقط ى‬ ‫المناطق العمانية‪ ،‬لذلك تعتبر هذه الافلاج قيمة حضارية لابد من الحفاظ عليها! وقي أغلب‬ ‫الأحيان يقوم الشباب بتنظيف هذه الأفلاج‪.‬‬ ‫س‪ :‬ومن مظاهر الإضرار بالبيئة‪ ،‬نجد بعض الشباب الذين يضيفون بعض الزوائد لسياراتمه ما‬ ‫يؤدي إلى تصاعد الدخان فتسبب عوادم مضرة للصحة والبيئة‪.‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ج‪ :‬هذا أيضا جانب من الملوثات‪ ،‬فأنواع الملوثات تختلف‪ ،‬نجد ملوثات للسمع وملوئات‬ ‫للبصر فالإزعاج بالأصوات كالصوت القوي للسيارات هو من مظاهر التلوث السمعي‪ ،‬فهي‬ ‫أيضا لا تحوز لأنما تسبب إزعاجا للآخرين‪.‬‬ ‫س‪ :‬في إطار آخر‪ ،‬يقوم البعض بدعوى الحرية} بالتدخين في أماكن عمومية‪ ،‬كالحدائق‪ ،‬في‬ ‫وجود أشخاص آخرين مما يسبب إزعاجا لهم وانتهاك لحرمة المكان‪.‬‬ ‫ج‪ :‬من المعروف أن التدخين مضر بالصحة وهو مضر للإنسان الذي يجالس المدخنين أكثر‬ ‫من المدخن نفسه لذلك العديد من الدول اليوم سنت قوانين وألزمت المدخنين بالتدخين في‬ ‫أماكن مخصصة لهم فقط‘ كما منعت التدخين في بعض الأماكن العمومية لما فيه من مضرة‬ ‫للآخرين وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية أيضا كما هو الحال في المطارات‪ ،‬والتدخين‬ ‫ممنوع لما يسببه من ضرر لذلك يجب على الإنسان الالتزام على الأقل بمذه القوانين‪.‬‬ ‫س‪ :‬يقوم اليوم بعض المزارعين بتسميد النباتات بالمواد الكيماوية‪ ،‬فتوضع في الماء وتوضع بعد‬ ‫ذلك ف التربة ويأكل الناس مما نبت من تلك التربة الملوثة بالمواد الكيماوية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬مع الأسف هذا ما يعانيه بعض الناس حيث إن بعض الأشخاص يسلمون مزارعهم‬ ‫لبعض المزارعين الوافدين مقابل أجر سنوي أو شهري‪ ،‬ولكن الوافدين يريدون الربح السريع‬ ‫و ليسوا مبالين‪ ،‬لذلك يقذفون تلك الأسمدة الكيماوية على التربة لكي تنمو النباتات بسرعة‪.‬‬ ‫‪212‬‬ ‫الملة الثامنة والعشرون‬ ‫«خلق الرحهمة»‬ ‫‪¡2‬۔هم‬ ‫هم‬ ‫بما لل ا مليم‬ ‫س‪ :‬اليوم سنتكلم عن موضوع يتعلق بالإنسانية وبالعاطفة وبالرفق وهذا ما دعا إليه‬ ‫الإسلام! وهي كلها صفات جاءت بما النبوات‪ ،‬ولهذا كانت الدعوة إلى الله سبحانه‬ ‫وتعالى وعم هذا الأمر مع الإنسان والحيوان والطبيعة‪ ،‬إنة خلق الرحمة‪ ،‬فماذا تعني الرحمة؟‬ ‫ج‪ :‬الرحمة هي تعني كل معنى إنساني من الإنسان تجاه بني جنسه‘ يتجلى معناها في اللطف‬ ‫والرقة و الإحساس الطيب‘ ومنها عطف الكبير على الصغير وعطف القوي على‬ ‫الضعيف‪ ،‬وعطف الغني على الفقير‪ ،‬وهذه كلها من معاني الرحمة‪ ،‬والدين الإسلامي كله‬ ‫رحمة لأنه تعالى وصف نبيه ية بقوله‪ «:‬ومآ أرملة يلا تَمَمة للعتيمت ق ه الانياه‪:‬‬ ‫ء‪،]٠.‬‏ رحمة لكل الوجود‪ ،‬فالرسول كان رحيما ليس مع الإنسان فقط بل مع الحيوان‬ ‫والحجر والشجر وكل المخلوقات‪.‬‬ ‫س‪ :‬بعد هذا التعريف الجميل ما رأيك في تربية القرآن الكريم للبي يلة ي قصة الصحابي‬ ‫الجليل ابن أم مكتوم‪.‬‬ ‫يحادث نفرا من زعماء قريش قصد هدايتهم إلى الإسلام وكان طامعا‬ ‫ج‪ :‬كان النبي ت‬ ‫في إسلامهم" وهكذا هو الداعية في الحقيقة! دائما عنده طمع في المدعو يريد أن يوصل‬ ‫رسالته إلى ذلك المدعو على أمل أن يستجيب له فيهتدي‪ .0‬وجاءه عبد الله ابن أم مكتوم‬ ‫بالحديث إلى أولئك القوم‪ ،‬فلعل ذلك‬ ‫وهو من قريش وكان أعمى‪ ،‬فأعرض عنه البي ت‬ ‫الإعراض كان فيه نوع من الجفوة تجاه عبد الله ابن أم مكتوم‪ .‬فنزل في ذلك القرآن مؤنبا‬ ‫للرسول تلة على إعراضه عن ذلك الإنسان الضعيف الفقير‪ ،‬وإقباله على زعماء قريش‬ ‫فنزل قوله تعالى‪ :‬عبس وقل ( أن جه النتن م ‪[ 4‬عبس‪ :‬‏‪ :]، - ١‬فكان النبي صلى ا له‬ ‫عليه وسلم عندما يقابل هذا الرجل يقول له‪ «:‬أهلا بمن عاتبني فيه ربي» وهو تواضع منه‬ ‫ة وامتنال لأوامر الله وعتابه‪.‬‬ ‫س‪ :‬إلى جانب كون الرسول يل قائدا سياسيا فهو أيضا أب فمشاعر الأبوة والرحمة‬ ‫‪412‬‬ ‫والإنسانية تجلت عندما مات ابنه إبراهيم ولعل بعض كتب السير تذكر أن الصحابة‬ ‫استنكروا دمعات الرسول علن فأجابمم‪ «:‬إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن‪ ،‬ولا نقول إلا‬ ‫القصة؟‬ ‫هذه‬ ‫تعلمنا‬ ‫ماذا‬ ‫محزونونء‬ ‫عليك‬ ‫إبراهيم‬ ‫يا‬ ‫وإنا‬ ‫ربناكء‬ ‫يرضي‬ ‫ما‬ ‫ج‪ :‬ما فعله النبي تة كان رحمة ورأفة بالأولاد‪ ،‬وهذا ما فعله الإمام الجلندى بن مسعود‬ ‫عندما أعدم اثنان من أقاربه كانا عاملين للدولة العباسية وكانا ضد دولة الإمامة! فحكم‬ ‫القضاء بإعدامهما وهما مد بن زايدة وراشد بن النظر فعندما كانا يعدمان دمعت عين‬ ‫الإمام فعاتبه قومه وأصحابه فقالوا له‪ :‬كأنك ل يعجبك الأمر فقال‪ «:‬لا بل إنما الرحمة»‬ ‫ليست فقط إلا الرحمة لمصيرهماك كان يريد أن يكونا قي صلاحس فهذه الرحمة هي رقة القلب‪.‬‬ ‫تدفع العين إلى الدمع‪ ،‬وهذا كله من مظاهر الرحمة‪ ،‬فقد عطف النبي تة على ابنه إبراهيم‪.‬‬ ‫وكان آخر من بقي له من الأولاد لأن أبناءه من خديجة كلهم قد توفواء وابنه إبراهيم كان‬ ‫من الجارية مارية القبطية‪ ،‬فكان يضعه في حجره يطببه ومرضه وما توتي دمعت عينا النبي‬ ‫الكريمتان وقال تلك الكلمات الجميلة والمعبرة والتي تقال الآن في كل مفقود محبوب‬ ‫لة‬ ‫«ولا نقول إلا ما يرضي ربنا»‪ ،‬لأن الفحش في القول عند الفقد غير جائز! كما يفعل‬ ‫بعض الجهال في حضور الجنازة أو الدفن صراخا وعويلا‪.‬‬ ‫س‪ :‬عند حديثنا عن الرحمة والأسرة يدفعنا هذا الأمر إلى استغراب الأقرع بن حابس عندما‬ ‫رأى النبي صلى الله يلة يقتل الحسن والحسين» فقال له البي تَتة‪ «:‬وما أملك لك إذ نزع‬ ‫الله من قلبك الرحمة»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الأقرع بن حابس من زعماء العرب من تميم وهو أعرابي جلف‪ ،‬وكان عنده الزعامة‬ ‫القبلية‪ .‬و تقبيل الأبناء سلوك ديني وحضاري في الحقيقة وما فعله الأقرع سلوك لا يوجد‬ ‫إلا عند من لديهم الجلافة في الدين‪ ،‬وعند من نزعت الرحمة من قلوهم‪ ،‬ولذلك استغرب‬ ‫من تقبيل النبي تل للحسن والحسين ومداعبتهما‪ ،‬وهذا لا يتوافق مع توجيهات الإسلام‪.‬‬ ‫أيضا غياب مثل هذا السلوك الرحيم في الأسرة‪ ،‬قد يدفع بعض الأبناء إنى الإنحراف‪.‬‬ ‫س‪:‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬وقد نجد أحيانا أن الأم لديها بعض القسوة‪ ،‬وكذلك بعض الآباء وهذا يدعو‬ ‫‪512‬‬ ‫بعض الأولاد إلى النفور والهروب من المنزل‪ ،‬وبالتالي يتعرضون للانحراف‪ ،‬فيصبحون فريسة‬ ‫سهلة} تحتضنهم محاضن أخرى‪.‬‬ ‫س‪ :‬خاصة وأن المؤثرات أصبحت كثيرة في وقتنا ويسهل الوصول إليها‪ ،‬والذي يؤكد على‬ ‫هذا الموضوع أن النبي تة قصر الصلاة بسماعه لبكاء طفل‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬نعم وهذا فيه رحمة بالمصلين أيضا‪ ،‬وقد قال ية ‪ «:‬من صلى بالناس فليخفف لأن‬ ‫فيهم الكبير والضعيف والمريض وذا الحاجةش و إذا صلى لنفسه فليطل كما يشاء» وهذا فيه‬ ‫توجيه نبوي فيه مراعاة للمصلين‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل هذه المراعاة بالنسبة لأئمة المساجد تكون أيضا في صلاة الفرائلض؟‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذا لازم‪.‬‬ ‫س‪ :‬حتى في السنن وصلاة التراويح وغيرها؟‬ ‫ج‪ :‬نعم في كل الصلوات‪ ،‬كل ما كان خلف الإمام مصلون فمراعاتمم واجبة} لأن فيهم‬ ‫الضعيف والكبير وذا الحاجة‪.‬‬ ‫س‪ :‬نريد أن نتحدث عن الرحمة في الحروب والمعارك والأخلاقيات التي جاء بما الإسلام في‬ ‫ذلك وهناك حادثة ريما يشكك البعض فيها وهي هجوم المسلمين على قافلة قريش قبل‬ ‫معركة بدر‪ ،‬أين تكمن الرحمة في هذا الموقف؟‬ ‫ج‪ :‬هذه الحادثة هي أساسا من باب المعاملة بالمثل‪ 5‬لأن المسلمين سلبت أموالهم في مكة‬ ‫وأيضا تلك القافلة فيها اقتصاد قريش‪ ،‬هذا من باب الحصار الاقتصادي لأن هذه حالة‬ ‫حرب\ فالمسلمون كانوا في حرب مع قريش‪ ،‬وما من أحد في مكة إلا ووضع فيها ماله‪.‬‬ ‫فمحاصرة النبي تلة لهذه القافلة تؤثر على اقتصاد قريش بالكامل‪ ،‬هذا السبب الحربي‬ ‫الأول‪ ،‬أما السبب الثاني فإن المسلمين قد سلبت أموالهم‪ ،‬عندما هاجروا إلى مكة‪ ،‬سلبها‬ ‫منهم المشركون‪ ،‬واستحوذوا عليها وتملكوهاء لكن لم يكن الظفر في ذلك الحجوم لأن أبا‬ ‫سفيان نجا باش وأوصلها إلى قريش وعندما وصل إلى مكة‪ ،‬صاح قائلا‪ «:‬اللطيمة‪.‬‬ ‫اللطيمة» مم تميؤوا للهجوم على المسلمين‪ ،‬وحصلت الملاقاة بينهم في معركة بدر وهذه‬ ‫‪612‬‬ ‫المعركة كانت الفارقة بين الاسلام والشرك‪ ،‬وبين الحق والباطل" فافيلأصل هذه الحرب هي‬ ‫حرب مشروعة‪ ،‬لأن النبي ت وأصحابه قد أخرجوا من ديارهم وسلبت أموالهم؛ ولذلك‬ ‫قريش‪.‬‬ ‫في الأصل ضربة اقتصادية ضد‬ ‫القافلة كان‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫فالاستحواذ‬ ‫س‪ :‬من المواقف العجيبة في السيرة النبوية التي ريما عرضتموها في كتابكم السير النبوية‪.‬‬ ‫موقف وحشي ى قاتل حمزة ابن عبد المطلب عم البي تل لما جاء معلنا إسلامه بعد فتح‬ ‫سأله البي ملال عن قصة قتل حمزةإ فقصّها‬ ‫به الأرض بما رحبت‘‬ ‫مكة‪ ،‬وبعد أن ضاقت‬ ‫عليه‪ ،‬وما لبث النبي لة أن جاشت به العاطفة‪ ،‬وانبعنت منه الرقة ولكن مع هذا لم تأخذ‬ ‫منه ثورة الغضب أو لذة الانتقام ليرفض إسلام وحشي أو يبطش به‪ ،‬واكتفى بأن قال له‪:‬‬ ‫«ويعك غيب عني وجهك فلا أرينك» قال وحشي وقد كنت اتنكب رسول الله بة كلا‬ ‫يراني حتى قبضه الله‪ ،‬فسؤالي هنا حين قال الرسول يال ويحعك‪ 6‬غيب عني وجهك‪ ،‬أي لا‬ ‫أريد رؤيتك فما رأيك في هذا؟‬ ‫ج‪ :‬قبل كل شيء الرسول يلة هو بشر‪ .‬فقد قال تعالى‪ :‬فل إتآ أنا بترينلكر رة ‪4‬‬ ‫[الكهيف‪ :‬‏‪ ،]١١٠‬فالرسول هو بشر في حقيقته وقد امتلك في تلك اللحظة أعصابه وعواطفه‪.‬‬ ‫لأن حمزة ابن عبد المطلب يف عمه وقد أعز الله به الدين‪ ،‬كما أن قتله عن طريق وحشي‬ ‫كان بطريقة وحشية وبشعة إذ استل كبده لآكلته هند بنت عتبه من حقدها على السلمدة‬ ‫وعلى حمزة ابن عبد المطلب بالذات‪ .‬فالرسول عفا عن وحشي نتيجة إسلامه‪ ،‬ولكنه‬ ‫قال‪ «:‬غيب عني وجهك حتى لا أراك» كي لا تثير في تلك الذكرى لعلي لا امتلك‬ ‫أعصابي‪ ،‬ففي النهاية البي ت هو بشر لكنه معصوم بالوحي‪ ،‬وهذا أمر فيه رحمة‬ ‫لعمه حمزة ابن عبد المطلب وتذكر لمقتله ووفاء له‪ ،‬كما فيه حلم لوحشي فالنبي صلى ا له‬ ‫عليه وسلم حلم به بأن لا يقتله أو أن يقتص لعمه وهذا موقف ليس بالسهل‪.‬وهنا تطهر‬ ‫عظمة البي يل‪.‬‬ ‫س‪ :‬من المواقف الجميلة للبي يلة عندما تشفعت به بنته زينب لزوجها بقلادة أهدتما ها‬ ‫أمها خديجة‪ ،‬فرق قلب النبي تلة لذلك‪.‬‬ ‫‪712‬‬ ‫ج‪ :‬كان النبي تة يذكر خديجة في كل موقف وقد عاتبته السيدة عائشة على ذلك لغيرتما‬ ‫واكانت أكثر نسائه غيرة؛ وذات مرة سمعته يذكرها فقالت له‪ «:‬ما تذكر من عجوز حمراء‬ ‫الشدقينك‪ ،‬أبدلك الله خيرا منها» وهي تعني نفسها قال‪ «:‬لا‪ ،‬والله ما أبدلني الله خيرا‬ ‫منهاك فهي صدقتني حين كذبني الناس وآمنت بي حين كفر بي الناس‪ ،‬وواستني بمالها حين‬ ‫حرمني الناس فذلك ذكري لمحاسنها»‪.‬‬ ‫س‪ :‬الإنسان بطبيعته يقع في الخطأ‪ ،‬فكما قال البي ية ‪ :‬كل بني آدم خطاء‪ ،‬وخير‬ ‫الخطائين التوابون‪ .‬ألاحظ من بعض الناس ريما بحسن نية‪ ،‬وغيرة على الدين۔أنحم يعنفون‬ ‫الملخطئين‪ ،‬ماذا نقول لمم؟‬ ‫ج‪ :‬هذا أمر غير مشروع كما قال تعالى‪ «:‬أدت يأتى هى أحسن فتا أرى بك وبنتة‪ ,‬عَدَوة‬ ‫أقر وَ حمي هم ه [نصلت‪٤ :‬ء]‪،‬‏ كما نذكر ما أمر الله به موسى وهارون‪ ،‬في قوله‬ ‫تعالى‪:‬ء تَقرلا لذرقل لا لملهر تنكر آزينتى م ‪[ 4‬طه‪ :‬‏‪ ،]٤٤‬وهو طاغية ومع ذلك أمر الله‬ ‫موسى وهارون عليهما السلام بأن يقولا له قولا لينا‪.‬‬ ‫س‪ :‬هناك أيضا موقف يدل على رحمة البي يلة وهو لما أسر عمه العباس بن عبد المطلب‬ ‫كما يروى لم يستطع النوم‪ .‬ما هي دلائل‬ ‫مع أسرى المشركين إثر معركة بدر فالبي ت‬ ‫الإنسانية من هذه القصة؟‬ ‫ج‪ :‬الإنسانية ضرورية لأن العباس وقف مع النبي تل عندما كان في مكة‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫أن العباس كان يخفي إسلامه أو أنه ي حال الشرك ولكنه كانت تجمعهم القرابة وقد رافقه‬ ‫في بيعة العقبة وهو الذي استوثق من الأنصار لكي يحموا النبي تلة وما حضر معه إلا عمه‬ ‫العباس بن عبد المطلب‪.‬‬ ‫س‪ :‬وموقف البي تلة مع سمية وزوجها وهما يعذبان فكان الرسول تلة يقول لهما‪ :‬صبرا‬ ‫يا آل ياسر‪.‬‬ ‫ج‪ :‬كان الني تة مستضعفا في مكة‪ ،‬فلم تكن عنده القدرة ليدافع عنهما حيث إن ذلك‬ ‫كان في بداية اإسلام وقد آمنا به‪ ،‬وكان أبو جهل يعذبمما عذابا مفرطا‪ ،‬فهذا الذي جعله‬ ‫‪812‬‬ ‫وإنما يواسيهم‬ ‫يتركهم‪6‬‬ ‫فهو‬ ‫رحمه‬ ‫ذاته‬ ‫حد‬ ‫في‬ ‫وهذا‬ ‫المواقف ©‬ ‫تلك‬ ‫يتذكر‬ ‫س‪ :‬أنا أتعجب أيضا من موقف البي يلة لما رأى أخا أنس بن مالك ويسمى مصعبا وكان‬ ‫عندما رآى العصفور‪ «:‬يا أبا عمير ما بال النغير؟»‪.‬‬ ‫عنده عصفور فسأله البي ي‬ ‫ج‪ :‬النغير هو عبارة عن عصفور صغير وكان النبي يداعب الأطفال ويلاطفهم فعند‬ ‫تظهر أول ثمرة في المدينة كان يدعو بالبركة للمدينة غم يعطي النمرة لأول طفل يلقاه‪ ،‬ولم‬ ‫يكن يأكلها بنفسه أو يعطيها للكبار وكان عندما يمر بصبيان يلعبون يلاعبهم‪ ،‬و من‬ ‫ذلك مصعب بن مالك فقال يا عمير ما بال النغير‪ ،‬فكان كل هذا من باب ملاطفة‬ ‫الأطفال ومن باب الرحمة بمم‪ ،‬ومن باب استجلايمم حتى لا ينفرون‪.‬‬ ‫س‪ :‬إن الرحمة الإنسانية للبي تل شملت حتى الحيوانات‪ ،‬فنهى عن إيذائها‪ .‬وحدث عن‬ ‫امرأة دخلت النار بسبب هرة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬حدثهم أن امرأة دخلت النار في هرة‪ ،‬قالوا لم يا رسول الله؟ قال‪ «:‬لم طعمها و‬ ‫تسقها ولم تترركها تأكل من خشاش الأرض»‘ فماتت الهرة‪ .‬فدخلت المرأة النار‬ ‫تسببت ف قتل دابة من دون أي ذنب‪.‬‬ ‫س‪ :‬ألا تعلمنا رحمة الحيوان مسألة آداب الذبح وطريقتها؟‬ ‫نعم هناك حديث عن الرسول علية يقول‪ «:‬إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة‪ ,‬وإذا قتلتم‬ ‫ج‪:‬‬ ‫فأحسنوا القتلة‪ .‬وليحد أحدكم شفرته‪ ،‬وليرح ذبيحته»} وهنالك شروط للذبح منها أن‬ ‫تكون السكين حادة وذلك فيه إراحة للذبيحة‪ .‬كما جاء في حديث آخر‪ :‬نمى الرسول‬ ‫ل عن أربعة أوجه في الذبح‪ :‬نمى عن الخزل وعن الوخز وعن النخع وعن الترداد‪ ،‬فهذه‬ ‫أربعة أوجه نمى عنها النبي ملة والخزل هو أن يدخل رأس الحديدة بين اللحم والجلد‬ ‫وأما الوخز فيعني أن يضرب رأس السكين فنى الرقبة حتى‬ ‫ذلك الشيء‬ ‫ويدخله كأنه ينقف‬ ‫تسرع في الموت وأما النخع فيعني كسر الرقبة خاصة في الطيور والدجاج" وأما الترداد فيأنٍ‬ ‫بسكين غير حادة فيردد بما في المذبح وهو فيه إيذاء شديد‪ .‬فكل هذه الآداب هي من‬ ‫مظاهر الرحمة بالحيوان حتى لا يتعذب الحيوان‪.‬‬ ‫‪912‬‬ ‫س‪ :‬نختم برواية عن عائشة يفق‪ ،‬عن النبي تل لما أتى نعي جعفر عرفنا في وجهه صلى الله‬ ‫عليه وسلم حزنا وقال لا تغفلوا عن أهل جعفر بأن تصنعوا لهم طعاما فقد شغلوا بأمر‬ ‫صاحبهم‪ .‬ماذا تعلمنا هذه الرواية؟‬ ‫ج‪ :‬هذه رحمة بأولاد جعفر الأيتام فعندما قال الرسول يَِؤ‪ «:‬آتويي بابن عبد الله بن‬ ‫جعفر» فجعل يمسح على رأسه ودمعت عينه وهذا أيضا من باب الرحمة‪ ،‬فحزن النجي‬ ‫للة على مقتل ابن عمه جعفر الملقب بذي الجناحين‪.‬‬ ‫فمن خلال كل هذه القصص نلتمس أن النبي يل كان مهتما بأحوال الناس ولم يترفع‬ ‫عنهم‪.‬‬ ‫‪022‬‬ ‫الحلجة التاسعة والعشرون‬ ‫«لخاجياظه التعامل مع الجار»‬ ‫بتملتيالتمترآلتييم‬ ‫س‪ :‬سنتكلم اليوم عن أخلاقيات التعامل مع الجار‪ ،‬وهذا الموضوع مهم جداء وربما مشاغل‬ ‫الحياة قد أخذت الناس اليوم‪ ،‬بدخول المدنية وكثرة الأعمال‪ ،‬فأصبح الجيران لا يلتقون ولا‬ ‫يعرفون بعضهم البعض ولا يعرفون أحوالهم وظروفهم وأزماتحم‪ ،‬ونسمع كثيرا من القصص‬ ‫المؤسفة حول هذا الموضوع ولكن نحن بخير إن شاء الله ومتفائلون‪ ،‬وكالعادة نبدأ بالتعريف‪،‬‬ ‫فماهو تعريف الجار؟‬ ‫الجار هو‬ ‫وصلى الله على سيدنا سد وعلى آله وصحبه‬ ‫اولتيما‬ ‫للت‬ ‫ج ‪ :‬بتا م‬ ‫الملاصق لك في السكن وهذا هو الجار في الأصل» أي الملاصق في السكنى واختلف في‬ ‫المسافة بين البيوت‘ فقيل إذا كان بينك وبينه عشرة بيوت فهو جار وقيل من كان بينك‬ ‫وبينه أكثر من ذلك فهو جار أيضا إلى حد أربعين بيتا‪ ،‬والضبط الكامل لمفهوم الجار هو‬ ‫من جاورك في السكنى والجيران كما يقال ثلاثة‪ :‬جار قريب لك في النسب\ڵ فله ثلاثة‬ ‫حقوق‪ ،‬حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة‪ .‬وجار مسلم فله حق الجوار وحق الإسلام‬ ‫وجار غير مسلم ولا قريب\ فله حق الجوارس فكل من جاورك سواء كان مسلما أو غير‬ ‫مسلم فله عليك حقوق‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهي حقوق الجار؟‬ ‫ج‪ :‬حق الجار كبير جداء والرسول تلة يقول‪ «:‬مازال حبيبي جبريل يوصيني بالجار حتى‬ ‫ظننت أنه سيورثه»» أنظر الأهمية والعظمة! مازال أي كثيرا ما يوصيه‘ وفيه استمرارية‪ ،‬وكان‬ ‫جبريل عليه السلام يكرر تلك الوصية على البي تَِلة} (مازال حبيبي جبريل يوصيني‬ ‫بالجار)‪ .‬كانه كان يقول له‪ :‬اهتم بالجار‪ 6‬عليك بالجار‪ ،‬لا تقصر في حق الجار‪( ،‬حتى‬ ‫ظننت أنه سيورثه) أي ظننت أنه سيجعله قريبا في النسب يرثني وأرثه‪ ،‬وهذه أهمية الجوار‪.‬‬ ‫وكلمة (يوصيني) فيها دلالات كبيرة‪ ،‬أن هذا الأمر ملزم‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ :‬ويكهام‬ ‫ف ليكي [نساء‪ :‬‏‪ ،]٠١‬وكذلك الوصايا العشر التي ذكرها الله في أواخر سورة الأنعام؛‬ ‫‪222‬‬ ‫ووصايا الله تعالى ملزمة لأنما أمر منه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫س‪ :‬في الآية الكرمة‪ « :‬وآلججار زى المرق كنارلت ‪[ 4‬نسء‪: :‬سإإ ما الفرق بينهما؟‬ ‫ج‪ :‬ذكر الله في هذه الآية‪ :‬الجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب‪ ،‬الجار ذي‬ ‫القربى هو الجار القريب منك نسبا‪ ،‬والجار الجنب هو الجار البعيد عنك في النسب©‬ ‫والصاحب بالجنب هو رفيق السفر وقد حدثني الدكتور كامل الشريف وزير الأوقاف‬ ‫بالأردن أنه زار زامبيا فوجدهم يطلقون على الصاحب (جنبو) فسألهم عن ذلك فقالوا‪:‬‬ ‫هذه جاءتنا من زنجبار في عهد السلطان برغش وقد أخذوها من الآية القرآنية‪ :‬‏‪ ٢‬صاي‬ ‫ه [النساء‪ :‬‏‪.]٣٦‬‬ ‫يل‬ ‫س‪ :‬نريد أن نتحدث عن موضوع حق الشفعة إنسان ريما يريد أن يبيع بيته هل يستأذن‬ ‫الناس؟ هل لهم حق الشفعة؟ نريد توضيحا في هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا مختلف فيه حقيقة} منهم من يقول أن الشفعة بالجوار ومنهم من يقول أن الشفعة‬ ‫بالشركة والمشهور هو الشفعة بالشراكة} والشفعة بالجوار فيها خلاف وهناك حديث عن‬ ‫البي يلة‪« :‬لا شفعة إلا لشريك»‪.‬‬ ‫س‪ :‬بالنسبة للتزاور بين الجيران هل هو أمر مستحب أم من حق للجار؟‬ ‫ج‪ :‬التزاور يعتبر من حقوق الجار في الحقيقة السؤال عنه وعن أخباره‪ ،‬وإعطاؤه الهدايا‪.‬‬ ‫حتى قالوا إذا كان الإنسان يطبخ شيئا عليه أن يرسل إلى جاره لأنه يشم ريحه‪ 6‬وفيه من‬ ‫الواجبات وفيه من المستحبات‪ ،‬والإنسان عليه أن يراعي جاره وألا يؤذيه على الإطلاق‪١‬‏‬ ‫وأهم شيء في الجوار أن تكون الأعراض مصونة‪ ،‬أن يكون الإنسان صائنا لعرض جاره‪.‬‬ ‫والعرب منذ القديم كانوا يصونون أعراض جيرانمم‪ 5‬ولذلك قال الشاعر عنترة بن شداد‬ ‫العبسي ‪:‬‬ ‫وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ٭٭" حتى يواري جارتي مأواها‬ ‫والجوار‬ ‫جاره أو نسائه‬ ‫جيرانه وخاصة بنات‬ ‫ونظره على‬ ‫ألا يطلق بصره‬ ‫جب‬ ‫والإنسان‬ ‫‪322‬‬ ‫عند العرب له قيمة كبيرة جدا‪ ،‬وهو مما ورثه العرب من دين أبيهم إبراهيم عليه السلام‪ ،‬ومن‬ ‫القصص التي يذكرها العرب أنه كان هنالك رجل طائي وقد جاء الجراد حول بيته وأحاط به‬ ‫جئتم؟ فقالوا‪ :‬جئنا نصطاد جارك‬ ‫فشاهد أناسا جاؤوا لصيد ذلك الجراد فقال لهم لماذا‬ ‫فقال‪ :‬أما إنكم قد سميتموه جاري فلا تصل أيديكم إليه‪ ،‬فأخذه فرسه ورمحه وقوسه ووقف‬ ‫يحرس ذلك الجراد حتى رحل عن محيط بيته‪ ،‬فانظر دقة العرب في حفظ الجوار لأن‬ ‫التقصير في حق الجار يعتبر خسة عندهم ولذلك اعتبر الإسلام حق الجار حقا عظيما‪.‬‬ ‫س‪ :‬الإنسان قد يبتلى بجار مؤذ وعنده تصرفات غربية ويسهر الليل وريما يقع في بعض‬ ‫الأمور‪ ،‬ماذا نقول لهذا الإنسان؟‬ ‫ج‪ :‬هذا الرجل ليس فيه مروءة‪ ،‬وليس فيه أخلاق وإذا لم يرتدع على القضاء أن يعاقبه‪.‬‬ ‫لأن إيذاء الجار ذنب عظيم لا يجوز على الإطلاق وأين هذا الرجل من توجيهات‬ ‫الإسلام في حفظ الجار‪ ،‬وكما أثر عن النبي عيسى عليه السلام أنه يستعيذ بالله من الجار‬ ‫الذي إذا رأى حسنة أخفاها وإذا رأى سيئة أبداها‪ ،‬وهنالك حديث عن النبي يَة‪ «:‬والله‬ ‫لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬من لا يأمن جاره بوائقه»‪،‬‬ ‫والبوائق هي المصائب والموبقات‪ ،‬ومن لا يأمن جاره مشاكله ومضايقته‪ ،‬فهو لا يعتبر في‬ ‫عداد المؤمنين‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل على الإنسان عند البحث عن السكنى أن يسأل عانلجيران ؟‬ ‫ج‪ :‬هذا ورد في الأمثال العربية‪ :‬الجار قبل الدار‪ ،‬والرفيق قبل الطريق‪ ،‬لأنه ما قيمة المكان‬ ‫الذي تسكنه مهما كان جميلا واستراتيجيا وهناك جار ينغص عليك ويطعن في كرامتك‬ ‫وعرضك ويتصيد بنظره أعراضك‪ ،‬ما قيمة هذا المنزل؟‬ ‫س‪ :‬سمعنا عن بعض الأشخاص أنحم بنوا بيوتا كبيرة وبأموال طائلة وبسبب الجيران‬ ‫هجروها‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬لأن فيه إيذاء‪ ،‬والإنسان له كرامة وعرض ويغار على عرضه الحيوانات تغار‬ ‫على أعراضها فما بالك بالإنسان‪ ،‬فما قيمة هذا المنزل الذي يقيم فيه الإنسان وهو مهان‬ ‫‪422‬‬ ‫فيه مهما كان جمال هذا المنزل‪.‬‬ ‫س‪ :‬البعض يعاني من تدخل الجيران تي خصوصياتمم والفضول في حياتمم الخاصة‬ ‫ج‪ :‬لا بد للإنسان أن يتهذب ويتخلق‪ ،‬لأن معاملة الجار معاملة طيبة سلوك حضاري‬ ‫وإنسان والإسلام قرره وأكده بالآيات والأحاديث‪.‬‬ ‫س‪ :‬نسمع عن بعض البيوت أنحم لا يتكلمون مع بعضهم لسنوات طريلة بسبب أمر‬ ‫بسيط وهم جيران‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا يحدثٹ‘ ولذلك عمر بن الخطاب يف أمر الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا‪.‬‬ ‫وخاصة إذا كان الجيران من الأقارب دائما تحدث بينهم مشاكل ونزاعات وخاصة بين‬ ‫النساء‪ ،‬وخاصة في السابق عندما كانت السكنى في الحارات‪ ،‬كان كثيرا ما تحدث المشاكل‪.‬‬ ‫ولذلك أمر عمر الأقارب بالتزاور وعدم التجاور‪ ،‬لأن زيارة الأقارب واجبةإ وفسقهم ا‬ ‫يقطع عنهم حقهم" كالوالدين لا يحل عقوقهم مهما كان‪ ،‬والأقارب لا يسقط عنهم حق‬ ‫القرابة‪ .‬ولذلك كانت رؤية عمر رؤية عظيمة‪ ،‬لأمم لو تجاوروا ستحدث بينهم خصومات‪.‬‬ ‫ولو كان الجيران من الأباعد كان أضمن لعدم التدخل في الخصوصيات‘ على عكس ما لو‬ ‫كانوا من الأقارب‪ ،‬الذي ريما تسبب ف النزاعات بسبب التدخل في الخصوصيات‪.‬‬ ‫س‪ :‬كثرة اللقاءات التي يعم فيها الغيبة والنميمة أدت إلى تفرق الجيران وحدوث مشاكل‬ ‫كبيرة بينهم‬ ‫والسنة} وقد شدد الله‬ ‫ج‪ :‬الغيبة والنميمة لا ‪ 7‬على الإطلاق في الإسلام‪ ،‬بنهى‪2‬‬ ‫هذا‬ ‫‏‪٦ ٢‬‬ ‫[الحجرات‪:‬‬ ‫تاا كههَنتهُمُو ه‬ ‫مك‬‫لضه ح‬ ‫لح‬ ‫أضر‬ ‫اأن‬ ‫أعدك‬ ‫حيث‬ ‫تعالى‪ :‬ل‬ ‫قال‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ما يتقزز منه الانسان‪ :‬موكذلك الغيبة‪ ،‬كأنه يأكل لحم أخيه ميتا‪ ،‬وجاء القرآن بأسلوب‬ ‫التنفير من الغيبة وكذلك النميمة‪ ،‬وهي أشد\ لأنما تفرق بين المحبين‪ ،‬واستعمال هذا‬ ‫الأسلوب غير جائز وقد حذر منه الشرع‪.‬‬ ‫س‪ :‬قد يقول أحد الناس‪ :‬أنا لا أحب أن أرد دعوة أحد في هذه اللقاءات ولكن إذا كان‬ ‫فيه هذه اللقاءات غيبة وميمة ماذا يفعل؟‬ ‫‪522‬‬ ‫ولكن ينصحهم بالتي هي‬ ‫ج‪ :‬عليه أن ينصحهم» لا أن يتغيب عنهم ولا أن ينعزل ‪7‬‬ ‫أحسن؛ وإذا ما كفوا عن ذلك يخرج عنهم؛ قال تعالى‪:‬فولةا كايشو ف علتيا تلقرض‬ ‫عَنَترحَقَ ينووأ فى حديث عَبره۔‪[4‬لأنعام‪ :‬ه‪،]٠‬‏ ولكن أولا ينصحهم أفضل‪.‬‬ ‫س‪ :‬جاء في الحديث الشريف أن النبي تي قيل له إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل‬ ‫وتؤذي جيراما‪ ،‬قال‪ «:‬هي في النار»‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا‪ ،‬لأنه دائما المعاصي تذهب بالطاعات‪ ،‬ولا تجتمع طاعة ومعصية‪ ،‬ولا يمكن‬ ‫للإنسان أن يقدم طاعة ومعصية في آن واحد فلذلك على الإنسان ألا يحبط حسناته‬ ‫بفعل المعاصي وإيذاء الجار من أشد المعاصي وهي من كبائر الذنوب‪ ،‬فما قيمة الصلاة‬ ‫جيرانما‪.‬‬ ‫بإيذاءءم‬ ‫أعمالا‬ ‫وأحبطت‬ ‫نفسها‬ ‫أتعبت‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬ ‫والصيام؟‬ ‫س‪ :‬في الحديث الشريف يقول النبي تل‪ « :‬لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‬ ‫يلتقيان»‪ ،‬هل الجار يدخل في الأخ هنا؟‬ ‫ج‪ :‬هذا ينطبق على جميع المسلمين‪ ،‬سواء كان جارا أو قريبا في النسب أو صاحبا‪ ،‬أي‬ ‫إنسان لا يمكن أن تقطعه بنية القطيعة‪ ،‬ولكن ألا يزوره بسبب ظرف ما كالانشغال ببعض‬ ‫الأعمال هذا شيء آخرا وإذا لم يزره‪ ،‬عليه أن يلتمس منه العذر‪.‬‬ ‫ما رأيك في بعض التجمعات السكانية التى تقوم بدرس أسبوعي أو إفطار جماعي‬ ‫س‪:‬‬ ‫وغيرها من الأفكار الجميلة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬طبعا هذه أفكار جميلة‪ ،‬وأيضا من هذه الأفكار الجميلة وجود المجالس العامة‪ ،‬والتي‬ ‫تطلق عليها في السابق(السبل)‪ ،‬في الحارات والمخططات السكنية لها دور كبير في التعارف‬ ‫بين السكان وفي التقريب بينهم‪ ،‬وفي اللقاءات والمناسبات وكذلك الدروس والإفطار‬ ‫الجماعي كما أشرت‘ وهذه في الحقيقة مما يأمر به الإسلام بشكل عام من التزاور بين‬ ‫الملسلمين‪ ،‬وهذا أمر طيب جدا‪ ،‬يقوي اللحمة‪ .‬ويقوي الوحدة‪ ،‬ويشعر بالألفة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫نحتاج إليه‪.‬‬ ‫س‪ :‬جاء في الحديث الشريف‪ «:‬ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا»‪ ..‬ماذا نستفيد من‬ ‫‪622‬‬ ‫هذا الحديث في بناء العلاقات مع الجيران‪.‬‬ ‫ج‪ :‬المناجشة والتحاسد والتباغض والتجسس هي من المفرقات والمنقرات بين الناس والناس‬ ‫إنما يتعاملون فيما بينهم بالمعروف‪ ،‬وهذه الأشياء ضد المعروف‘ والمعروف هو ما تعارف‬ ‫عليه الناس بأنه شيء جميلك فالذي يتجسس شيء طبيعي أن ينفر منه الناس ولا يثقون‬ ‫فيه‪ ،‬وهكذا التحاسد‪ ،‬فهو أمر مذموم وهو من أمراض القلوب‪ ،‬وهذه الصفات ضد الأمر‬ ‫بالمعروف‪.‬‬ ‫س‪ :‬وكذلك السباب والشتام والتنابز بالألقاب‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا جاء فيه النهي بنص القرآن‪.‬‬ ‫س‪ :‬نلاحظ بعض الناس أنه قد يغضب من جاره فيهجر جماعة المسجد ويذهب للصلاة‬ ‫قى مسجد آخر‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لا يجوز للإنسان أن يتخطى المسجد القريب منه إلى مسجد آخرا إلا إذا كان هناك‬ ‫ظرف معين يصلي في المسجد الآخر لا يعني هذا أن صلاته في المسجد الآخر غير تامة‬ ‫ولكن لايجوز له من حيث الإئمإ ثم أن ترك المسجد وجماعة المسجد قطيعة وقد نمى‬ ‫الإسلام عن هذه القطيعة‪ ،‬وهذا الفعل يعمق البغضاء والشحناء بين المسلمين‪.‬‬ ‫س‪ :‬وإذا كان جار الإنسان والده أو والدته هل تتضاعف الحقوق في هذه الحالة؟‬ ‫لابد من بر الوالدين برا كاملا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا أمر طبيعي‪ ،‬ليس عليه الزيارة فقط بل‬ ‫س‪ :‬لماذا الله سبحانه يذكر بر الوالدين دائما مع التوحيد وعقوق الوالدين مع الشرك؟‬ ‫ج‪ :‬لأنه أمر عظيم وكأن الآيات تقول‪ :‬إذا كان توحيد الإنسان خالصا لله تعالى فلابد أن‬ ‫يبر والديه‪ ،‬كما أنك أحسنت بإيمانك بالله عز وجل أحسن لوالديك الذين تسببا في مجيئك‬ ‫إلى هذا الوجود‪.‬‬ ‫ما أق ه [لإساء‪ :‬‏‪] ٢٢‬ك هل أف هنا خاصة م المقصود‬ ‫وفي الآية الكرمة‪ :‬إ قَلا تل‬ ‫س‪:‬‬ ‫أي كلام مشابه لها؟‬ ‫ج‪ :‬أي تذمر‪ ،‬ولو كان غير لفظي‪ ،‬وهذه العبارة هي أصغر كلمة في التذمر‪ ،‬وهي مكونة‬ ‫‪722‬‬ ‫من حرفين فقط(أف)‪ ،‬فما بالك بكلام فوق ذلك‪ ،‬وهنا نحي عن التضجر مطلقا من‬ ‫الوالدين لا بالفعل ولا بالقول‪.‬‬ ‫س‪ :‬وفي الآية الكريمة‪ :‬وَتَسَارنوأ عَلَ لفيَرألتَقَوييه [ائدة‪ .]: :‬هل التعاون هنا المقصود عندما‬ ‫يطلب منك شخص ما المساعدة أمأن تبادر إلى التعاون وإن لم يطلب منك أحد ذلك‪،‬‬ ‫خاصة مع الجيران؟‬ ‫ج‪ :‬كل شيء له قيمة إذا جاءه هذا الشخص فبره بإعطائه‪ ،‬هذا فيه قيمة} وإذا هو بادر‬ ‫من نفسه فهذا أحسن وهذا هو الفرق بين الكريم والجواد‪ ،‬الكريم هو الذي يعطي من‬ ‫يسأله ويضيف من استضافه‪ ،‬والجواد هو الذي يبادر من نفسه فلا شك أن المبادر أفضل‬ ‫وأكثر أجرا‪ ،‬وثني كل خير‪.‬‬ ‫س‪ :‬أريد رأيك في قضية السخرية من الجيران‪ ،‬قد يكون أحد الجيران أقل وضعا اجتماعيا‬ ‫أو دراسيا أو من حيث النسب\ فيُسخر منه‪.‬‬ ‫ج‪ :‬السخرية لا تجوز‪ ،‬هذا نص قرآني‪.‬قال تعالى‪ :‬لا يَحَز قوم تن وير ه [الحجرات‪ :‬‏ ‪] ٠١‬ء‬ ‫إذا كانت لا تحوز السخرية بصفة عامة بين قوم وقوم آخرين بعيدين‪ ،‬فكيف بالجيران؟ لا‬ ‫يجوز على الإطلاق‪ ،‬لكل كرامته‪ .‬ولكل مكانته‪ ،‬والجار له حق كما ذكرت سابقا‪ ،‬ولا‬ ‫ينقض هذا الحق بالاستهزاء أو السخرية أو الاستعلاء‪.‬‬ ‫س‪ :‬من ضمن الظواهر التي لوحظت خاصة أيام الأعياد والمناسبات‪ ،‬مسألة الذبائح‪ ،‬يذبح‬ ‫بعض الناس ويترك الذبيحة أمام بيت جاره مما يتسبب في آثار جانبية كالروائح وتلوث‬ ‫المكان وغير ذلك‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذا من الإيذاء بل من أشد الإيذاء أن يترك الإنسان مخلفات الأكل وفضلاته‪ ،‬ويجعلها‬ ‫أمام بيت جاره بدل وضعها في السلة التي وضعت هذا الغرض لأنما ستنبعث منها روائح‬ ‫مضرة بالصحة ومكدرة للحياة‪.‬‬ ‫يذكر العلماء عن حقوق الجار مسألة إطالة البناء‪ ،‬أليست هذه حرية شخصية‬ ‫س‪:‬‬ ‫للإنسان؟‬ ‫‪822‬‬ ‫ج‪ :‬هذه تنظمها القوانين‪ ،‬إذا كانت القوانين تسمح بذلك فلا بأس والقوانين بنيت على‬ ‫العرف وأن هناك مسافات بين المباني‪ ،‬والقوانين راعت هذه الأمور‪ ،‬فما في ذلك حرج‪.‬‬ ‫شكرا لكم سعادة الشيخ في نحاية هذه الحلقة وفي نحماية هذا البرنامج على ما تفضلتم‬ ‫س‪:‬‬ ‫به من معان جميلة ورسائل فيها تصحيح للأفكار وإصلاح للمجتمعات والأسر‪ ،‬ونفع‬ ‫للأجيال وللوطن‪ ،‬ولذلك لك جزيل الشكر والامتنان‪ ،‬وبارك الله لك في مالك وأهلك‬ ‫وعلمك وفتح عليك وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك‪ ،‬ونلتقي ‪-‬إن شاء الله‪ -‬ي‬ ‫مناسبات أخرى‪ ،‬أستودعكم الله شكرا لكم أعزائي المتابعين على الإصغاء والاستماع‪.‬‬ ‫والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وهذه خاتمة الحلقات‪ ،‬وأنا حقيقة أشكر الإذاعة‬ ‫العمانيةش وأشكر هذا البرنامج وأشكر الأخ هلال الخروصي والأخ خالد أولاد ثاني على‬ ‫هذه اللقاءات وهذه الأيام وهذه الساعات التي قضيناها معا في الحضور العلمي والفكري‬ ‫والأخلاقي‪ ،‬وهذا أمر طيب ‪-‬إن شاء اللهح‘ نستفيد منه جميعا‪ ،‬وأقول وداعا وإلى لقاء‬ ‫الله‪.-‬‬ ‫شاء‬ ‫إن‬ ‫آخر‬ ‫‪922‬‬ ‫المقدمة ‪3.........................................................................‬‬ ‫الحلقة الأولى ‪9 ....................................................................‬‬ ‫الحلقة التانية ‪51 ...................................................................‬‬ ‫الحلقة التالنة ‪32 ...................................................................‬‬ ‫الحلقة الرابعة ‪13 ..................................................................‬‬ ‫الحلقة الخامسة ‪93 .................................................................‬‬ ‫الحلقة السادسة ‪64 ................................................................‬‬ ‫الحلقة السابعة ‪55 .................................................................‬‬ ‫الحلقة الثامنة ‪46 ..................................................................‬‬ ‫الحلقة التاسعة ‪17.................................................................‬‬ ‫الحلقة العاشرة ‪87 .................................................................‬‬ ‫الحلقة الحادية عشرة ‪58 ............................................................‬‬ ‫الحلقة الثانية عشرة ‪69 .............................................................‬‬ ‫الحلقة الثالثة عشرة ‪201 ...........................................................‬‬ ‫الحلقة الرابعة عشرة ‪801 ...........................................................‬‬ ‫الحلقة الخامسة عشرة ‪211 .........................................................‬‬ ‫الحلقة السادسة عشرة ‪611 ........................................................‬‬ ‫الحلقة السابعة عشرة ‪321 .........................................................‬‬ ‫الحلقة التاسعة عشرة ‪731 .........................................................‬‬ ‫الحلقة العشرون ‪441 ..............................................................‬‬ ‫الحلقة الحادية والعشرون ‪251 ......................................................‬‬ ‫الحلقة الثانية والعشرون ‪061 .......................................................‬‬ ‫الحلقة الثالثة والعشرون ‪861 .......................................................‬‬ ‫الحلقة الرابعة والعشرون ‪971 .......................................................‬‬ ‫الحلقة الخامسة والعشرون ‪881 .....................................................‬‬ ‫الحلقة السادسة والعشرون ‪791 .....................................................‬‬ ‫الحلقة السابعة والعشرون ‪7)02 ......................................................‬‬ ‫الحلقة الثامنة والعشرون ‪312 .......................................................‬‬ ‫الحلقة التاسعة والعشرون ‪122 ......................................................‬‬ ‫‪132‬‬