‫‏‪١‬‬ ‫الإسلام المسامنح والمشالم‬ ‫محة عن تاريخ ومبادئ‬ ‫‪7‬‬ ‫صورة الغلاف‬ ‫صومعة إباضية في مدينة "سيوة" (محافظة سوهاج) بجنوب مصر ‪ -‬يتكلم أهلها‬ ‫‪5‬‬ ‫الأمازيغية‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫!‪!:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‏{‬ ‫واثراء‬ ‫‪7‬‬ ‫»‪٨‬‬ ‫‪.‬‬ ‫] تيه بتحسين‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ثالئة‬ ‫طعة‬ ‫ردمك‪8.3994-0-7499 :‬۔‪879‬‬ ‫الإيداع القانوني‪ :‬السداسي الثاني ‪7102‬‬ ‫ح‬ ‫‪ 1‬ع‬ ‫ع ع‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫عل‬ ‫)(‬ ‫العمد واستراتيجية المشاريع ي البلدان النامية (عربية)‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ع ع‬ ‫ح (‬ ‫م ‪,‬‬ ‫)‬ ‫‪ 1‬ع ك‬ ‫ع‬ ‫]‬ ‫ح‬ ‫(‬ ‫ع‬ ‫ع ه‬ ‫)‬ ‫(عربية)‬ ‫تقنيات واستراتيجيات‬ ‫سسات‬ ‫!‬ ‫تدبير‬ ‫‪-‬‬ ‫‪| 0‬‬ ‫(‬ ‫ع‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫)‬ ‫‪: ».‬‬ ‫ع‪.‬ع‬ ‫(‬ ‫‪ -‬ج‬ ‫ع غ‬ ‫)ث‬ ‫آ‬ ‫ع ل‬ ‫م ; ئ‬ ‫ع‬ ‫س ج‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬ع‬ ‫‪ 1‬ل ن‬ ‫ع(‬ ‫)‬ ‫«يأيُها آلناسن ا خلفتاكم من ذكر وأنتى وجعلناكم شعوبا وقبائل‬ ‫‪77‬‬ ‫‪5‬‬ ‫=‪ -‬الظلم من شيم النفوس فإن تجحد‬ ‫ذا عفة فلعلة لا يظلم‬ ‫وما من يد إلا يد الله فوقها‬ ‫وما من ظا ل إلا سيبلى بأظلم‬ ‫(المتنبي)‬ ‫إسم وشعار وشعيرة لأهل الدعوة والاستقامة‪:‬‬ ‫«( ألين قالوا رثتا سقهتممقاموا ‪.....‬‬ ‫فمن أحسن قؤلأ من دَعا إلى الله وعمل صلحا‪...‬‬ ‫(صدق الله العظيم)‬ ‫إهداء‬ ‫لكل من يحب العدل والسمو ويكره الطغيان والسفالة‬ ‫إلى رسل السلام‬ ‫إلى الشهداء ضحايا التعصب والإرهاب المقنع‬ ‫أخلص الشكر والامتنان لكل من ساعدني في مهمتي لإنجاز هذا المشروع‪.‬‬ ‫وأخص بالذكر الإخوة والأخوات‪:‬‬ ‫الأستاذ الدكتور عمار الطالبي لمقدمته ومعلوماته ونصائحه القيمة‪-‬‬ ‫الأستاذ الحاج موسى خبزي على ترجمة الطبعة الثانية من الفرنسية إلى العربية‪.‬‬ ‫فكانت منطلقا لتحسين ولإثراء هذه الطبعة ‪ -‬الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫أستاذ الأدب بجامعة باتنة‪ .‬على التصحيحات والتوجيهات القيمة ‪-‬‬ ‫الدكتور بكير بن يحيى الشيخ بالحاج =‪ -‬أستاذ الشريعة‪ ،‬بجامعة الجزائر على‬ ‫تصحيحاته ومعلوماته القيمة ‪ -‬الأستاذ يوسف بن بكير الحاج سعيد‪ .‬مؤلف‬ ‫ق التاريخ‪ .‬على تصحيحاته وملاحظاته الثمينة ‪ -‬المهندسة مريم تميني‪ .‬على‬ ‫التصفيفات والديباجات الفنية العالية‬ ‫مدخل للأستاذ الدكتور عمار الطالبي‬ ‫يسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الإسلام‬ ‫رغب مني الأخ الكريم الأستاذ محمد مسن أن أقدم لكتابه عن‪:‬‬ ‫واتجاهه إلى التسامح والسلم وعن الإباضية تاريخها ومبادئها‪ ،‬وأثرها التاريخي‬ ‫قي المغرب والدولة الرستمية في تيهرت‘ وعن الأباضية بعد ذلك في سدراته‬ ‫بورقلة ثم قي بنى مصعبڵ والبنية الاجتماعية‪ ،‬والمدن المختلفة في هذه المنطقة‬ ‫وما أنجبت من العلماء والمصلحين وآثارهم العلمية} ثم المبادئ الأساسية‬ ‫للأباضية‪ ،‬وختم كتابه بخلاصة وافية! فأحببت أن أستجيب لرغبته وخاصة‬ ‫ي هذه الظروف الراهنة في غرداية‪.‬‬ ‫وإذا كانت الأباضية حركة دينية إسلامية ذات طابع سياسي معارض©‬ ‫وتنتمي إلى المحكمة الأولى فإننا بالضرورة نفرق بينها وبين فرق الخوارج من‬ ‫النجدات والأزارقة والصفرية وهي فرق مغالية‪ ،‬تكفر المسلمين كفر إشراك‬ ‫ويبدو أن بني أمية ألحقوا‬ ‫نسائهم وأطفالهم‬ ‫وتبيح دماءهم وأموالحم وسي‬ ‫الأباضية بالخوارج كشأن الدول في اتمام الحركات المعارضة ها بتهم باطلة‬ ‫لتنفير الناس منها‪ .‬وقد أنكر عبد الله بن أباض‘ على الخوارج من الصفرية‬ ‫وغيرهم مذهبهم وغلوهم (‪ ،)1‬كما أنكر ذلك أبو يعقوب الورجلاني‬ ‫(ت‪075‬ه) فيكتابه العدل والإنصاف‪ ،‬والدليل لأهل العقول‪ ،‬وأبو عمار‬ ‫عبد الكاقي(ت‪075‬ه) في كتابه الموجز في علم الكلام (‪ ، )2‬والإمام نور‬ ‫الدين عبد الله بن حميد السالمي في" تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان" (‪)3‬‬ ‫‪ 3‬وبين أن ذلك نشأ عن التعصب السياسي ثم المذهبي والشيخ علي يحي‬ ‫معمر الذي قال‪" :‬فالأباضية أبعد الناس عن الخوارج وأشدهم عليهم ولعل‬ ‫من أعظم ما يؤاخذ به الأباضية فرق الخوارج هو استحلالهم لأموال المسلمين‬ ‫ودمائهم (‪ 4)"0‬ويذكر الأشعري‪" :‬أن الخوارج أيضا تبرأوا من الأباضية" (‪.)5‬‬ ‫وأنكر عبد ا له بن وهب الراسبي نفسه فكرة الاستعراض‪ .‬وأنكر قتل عبد‬ ‫الله بن خباب الأرت الذي قتله أحد الخوارج وهو معمر بن فدكي‪ ،‬وكذلك‬ ‫ابو خزر يعلا بن زلتاف الوسياني (‪083‬ه) في رده على الصفرية (‪ ،)6‬أما‬ ‫عثمان بن خليفة السوفي من أهل القرن السادس المجري فقد ضلل فرق‬ ‫الخوارج كلها من الأزارقة والنجدية والصفرية وغيرها‪ ،‬وذكر أن المشائخ‬ ‫الأباضية تبرأوا منهم لأنحم خالفوا المحكمة وحكموا على من خالفهم بالإشراك‬ ‫وأن معصية الكلهلها شرك وعدد ضلالاتمم من قتل الذرية‪ ،‬والاستعراض (‪)7‬‬ ‫لأهل القبلة وأن الأطفال مشركون‪ ،‬وخاصة أولاد المشركين (‪.)8‬‬ ‫ومن أواخر الأباضية الشيخ سعيد التعاريتي الجربي (ت‪639‬ه) الذي رد‬ ‫على من اعتبر الأباضية خوارج ‪":‬وقولك إن الأباضية من جملة الخوارج باطل‬ ‫إذ لسنا منهم‪ ...‬وهذه كتبنا فإنما طافحة بالرد عليهم" والتبرئة من أقوالهم"‬ ‫وأشار إلى قول أبي عمار عبد الكاتي في الموجز ‪":‬وقالت الخوارج بتشريك‬ ‫المخطئين من أهل التأويل‪ .‬كمقالتهم في سائر أهل الكبائر‪ ،‬وقد أنبأنا عن‬ ‫فساد مذهبهم بالذي رسمناه عليهم في صدر الكتاب" كما أشار إلى براءة‬ ‫جابر بن زيد منهم‪ ،‬ومناظرته لهم كما أشار إلى رسالة القطب اطفيش وإلى‬ ‫رسالتين أخريين هما‪ ":‬إزالة الاعتراض عن محقي آل أباض" و "القنوان الدانية‬ ‫في مسألة الديوان العانية" ويدل على ذلك أيضا رواية الربيع بن حبيب‪ ،‬عن‬ ‫ابي عبيدة‪ ،‬عن جابر بن زيك عن أبي سعيد الخدري للحديث المشهور الوارد‬ ‫في الخوارج وهو ‪":‬يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتمم‪ ،‬وصيامكم‬ ‫مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم» يمرقون‬ ‫من الدين كما يمرق السهم من الرمية"‪" .‬فلو كنا منهم لما اعترفنا بصحة هذا‬ ‫الحديث"‪ .‬وأما اصطلاح كفر النعمة الذي يقول به الأباضية في مرتكب‬ ‫ا الاستعراض عند الخوارج هو استتطاق معتقليهم وسؤالهم إن كانوا مسلمين ام مشركين‪ .‬فان‬ ‫أجابوا أنهم مسلمون مخالفين لمذهبهم؛ قتلوهم؛ وإن اجابوا بانهم كفار او مشركون خلوا سبيلهم‬ ‫وامنوهم‪ .‬كانوا يفعلون ذلك تبعا لتاولهم الحرفي للاية القرآنية الكريمة السادسة من سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪01‬‬ ‫الكبيرة فقد قال به أهل السنة كالحسن البصري والبخاري(‪ )...‬بان لك أن‬ ‫أصحابنا رضي الله عنهم ليسوا من الخوارج لأنمم يحكمون بتحريم دماء‬ ‫المسلمين وأموالهم وأنحم لا يكفرون أحدا من الصحابة" (‪ .)9‬فهذه النصوص‬ ‫كافية كفاية تامة في تبرئة الأباضية من أن يكونوا خوارج‪ ،‬بالمعنى الحقيقي‬ ‫للخروج‪ ،‬وهو المروق من الدين؟ أو الحكم على أهل القبلة بالكفر الشركي‪.‬‬ ‫والإمام المذهبي على الحقيقة إنما هو جابر بن زيد أبو الشعثاء (‪12‬ه ‪39-‬‬ ‫ه) تلميذ ابن عباس الذي وصفه بقوله‪ ":‬لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول‬ ‫جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله" (‪ )01‬أخذ عن الصحابة‬ ‫و‪-‬عاور عائشة{ وكان فقيها معتبرا ومؤسسا للمدرسة الفقهية الأباضية في‬ ‫تاريخ مبكر من تاريخ التشريع الإسلامي‪ ،‬وهو أزدي يحمدي بصري‘ من‬ ‫عان يصفه الذهبي بأنه "من كبار أصحاب ابن عباس» ويروى أن ابن عباس‬ ‫قال" تسألونني عن شيء وفيكم جابر بن زيد؟" وذكر تلميذه عمرو بن دينار‬ ‫قال‪ ":‬ما رأيت أحدا أعلم من أبي الشعثاء"‪ .‬وأنه كانت له حلقة في جامع‬ ‫البصرة‪ ،‬يفتي فيها قبل الحسن البصري‘ وأنه كان من المجتهدين في العبادة‪.‬‬ ‫هذه أقوال غير الأباضية في فقهه وتقواه‪ .‬وقال قتادة يوم وفاته‪" :‬اليوم دفن‬ ‫علم أهل البصرة" (‪ .)11‬وهو في الحقيقة إمام لكل المسلمين في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫وينبغي أن يكون من أئمتنا في هذا الوقت أيضا‪ .‬ومذهب الأباضية أقرب‬ ‫المذاهب إلى أهل السنة إذ قول ابن أباض كما يقول المبرد‪" :‬أقرب الأقاويل‬ ‫إلى السنة"‪.‬‬ ‫ويذهب الشيخ اطفيش إلى القول‪ ":‬ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل‬ ‫الخطأ‪ ،‬ومذهب مالفينا خطأ يحتمل الصواب (‪ ")21‬وهذا رأي الإمام‬ ‫الشافعي كذلك في مذهبه إزاء المذاهب الاجتهادية الأخرى‪.‬‬ ‫إذ أقدم هذا الكتاب وأنا أشعر أن أخي محمد مسن مستاء مما يتناقله‬ ‫الناس عن الأباضية خطأ} بنسبتهم إلى الخوارج ودعوى بعض الذين جانبوا‬ ‫الصواب عن جهل وألصقوا بالأباضية تمما باطلةث شأن العوام الذين تشيع‬ ‫‪11‬‬ ‫بينهم شائعات كاذبة لا أساس لها‪ ،‬تؤدي إلى الفرقة والنزاع بين الأباضية‬ ‫والمالكية‪ .‬وإلى إثارة الخلاف الذي لا يجوز فيه النزاع لأنه يتعلق بأمور‬ ‫اجتهادية‪ .‬وفهم للنصوص يتسع لها الصدر ولا يضيق‪ ،‬والخلاف شأن بشري‪،‬‬ ‫وفيه غنى وثروة في التشريع" لذا نجد مجمع الفقه الإسلامي الدولي يتخذ من‬ ‫مختلف المذاهب الاجتهادية مرجعا مثل‪ :‬الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية‬ ‫والأباضية والزيدية والجعفرية ويرجع أعضاؤه إلى كتاب النيل وشرحه من فقه‬ ‫الأباضية‪.‬‬ ‫يبدو أن غاية المؤلف في هذا الكتاب أن يدفع الشبه التي أحاطت‬ ‫بالأباضية‪ ،‬وأن يبين للقراء الذين يقرأون الفرنسية حقائق ريما تكون غائبة‬ ‫عنهم‪ ،‬حتى تزول الضبابية وسوء الفهم الذي ظهر عند بعض الناس في‬ ‫أيامنا هذه‪ ،‬فتصوروا ما وقع في غرداية على غير حقيقته‪ ،‬ونحن نحرم العدوان‬ ‫على دماء إخواننا الأباضية وعلى أموالهم وممتلكاتمم تحريما مطلقاء وهم‬ ‫والمالكية مسلمون قطعا وكل إساءة تصدر من هذا أو ذاك فهي إساءة‬ ‫للإسلام الذي يجمع بينهما جمعا لا ريب فيه ولا شبهة‪ ،‬وما وقع في غرداية‬ ‫سحابة صيف عارضة لا تلبث أن تنقشع‪ ،‬وندعو الشباب أن لا يتسرعوا‬ ‫في الأحكام دون علم‪ ،‬كما ندعو أن تكون مناهج التعليم ومواده تؤكد ثقافة‬ ‫إسلامية مشتركة دعامتها التسامح والأخوة في الدين والوطن ولا يجوز أن‬ ‫ينغلق كل منهما على نفسه‘ ويظن أنه على الحق وأن من سواه على باطل‬ ‫إن القدر المشترك أكثر من المختلف فيه‪ ،‬فلنؤكد ما يجمعنا ويعذر بعضنا‬ ‫بعضا فيما نختلف فيه من مسائل اجتهادية فرعية} فإن الإسلام يسع المذامب‬ ‫كلها‪ ،‬فيجب أن ننظر من نظرة الإسلام الواسعة لا من نظرة مذهبية ضيقة‬ ‫كما قال ابن باديس‪" :‬تعادي ما عداها من المذاهب الإسلامية التشريعية‬ ‫التي تستند كلها إلى الكتاب والسنة‪ ،‬وإلى فهوم السلف الصالح والخلف‬ ‫المجتهد في نصوصهما التي تحتمل فهوما متعددة‪ ،‬ومعايني مختلفة‪ .‬فيمكن‬ ‫‪21‬‬ ‫الأخذ يمذا الفهم أو ذاك وهذا الاجتهاد أو ذاك‪ ،‬ولا ضير في ذلك فيما عدا‬ ‫النصوص التى لا اجتهاد فيها‪.‬‬ ‫لا شك أن الأحداث التاريخية قد يختلف المؤرخون في تأويلها‪ ،‬وما أحاط‬ ‫بالفتنة الكبرى‪ ،‬وأهل النهروان أو الحرورية من الصحابة من اختلاف في‬ ‫الرأي‪ ،‬والمواقف من هذه الأحداث‘ وأغلب أهل السنة غير راضين عن‬ ‫معاوية ودفاعه عن دم الإمام عثمان‪ ،‬وما ابتدعه من الأبممة والوراثة في‬ ‫الخلافة! وما كان من بني أمية من المظالم‪ ،‬سواء في إفريقية أو غيرها مما جعل‬ ‫الأمازيغ يغورون‪ ،‬ويستقلون بدولة في تيهرت التي أصبحت موطنا للتعايش‬ ‫السلمى والحوار بين مختلف المذاهب الواصلة من المعتزلة} والأباضية الوهبية‪.‬‬ ‫كما يحدثنا المؤرخون من غير الأباضية كابن الصغير المالكي الذي كان‬ ‫موضوعيا في كتابته عن ذلك وحاول صاحب هذه الرسالة محمد مسن أن‬ ‫يكون موضوعيا بقدر الطاقة} وقد يختلف معه بعض الناس في بعض المسائل‬ ‫ولكنه رجع إلى المصادر والنصوص التي تؤيد ما ذهب إليه» وهو رجل علمي‬ ‫والمدرسة العليا المتعددة‬ ‫متخرج من معهد الصادقية} والعلوية في تونس‬ ‫التقنيات بلوزان بسويسرا‪ ،‬ثم تولى منصب رئيس مركزي للهندسة ومدير إنتاج‬ ‫الكهرباء ثم تولى أمر الدراسات والأبحاث في الشركة الوطنية للكهرباء والغاز‬ ‫ونشرت له وزارة الثقافة رواية تاريخية بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال‬ ‫دا ات عاع ] كما ألف في بمجال‬ ‫الجزائر سنة ‪ 3102‬بعنوان ‪ :‬ع‬ ‫"استراتيجية المشاريع في البلدان النامية"‪ 0‬غرداية ‪ \4991‬و"تدبير المؤسسات‬ ‫تقنيات واستراتيجيات" ‪ 80021‬وألف "يوسف وزليخا بين الحكمة والهوى"‬ ‫سنة‪ © 5991‬و"الشيطان وآيات الديمقراطية" ‪.2002‬‬ ‫فهذه الاهتمامات العلمية والأدبية تجعله من المتأهلين بتكوينه العلمي في‬ ‫الغرب ومدارسه‪ ،‬فاتسمت أبحاثه بالأسلوب العلمي‪ ،‬وإن كانت الرؤى في‬ ‫المشكلات التاريخية قد تختلف‪ ،‬فإن الأباضية في مرحلتها الأولى قامت دولتها‬ ‫على الشورى والعدل‪ ،‬ولكنها ما لبثت أن اتجهت إلى الوراثة التي جعلت‬ ‫‪31‬‬ ‫جماعات منها تختلف وتعارض هذا الإتجاهء وهكذا تحري تطورات التاريخ‬ ‫من المدينة الفاضلة كمدينة عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء‬ ‫الراشدين إلى مدينة أخرى تضعف فيها تلك القيم الديمقراطية التي تاسست‬ ‫عليها‪ ،‬هكذا الدورة التاريخية "وتلك الأيام نداولها بين الناس"‪.‬‬ ‫نرجو أن تكون هذه الرسالة مفيدة للقراء دافعة لتلك الشبه والأغاليط‬ ‫التي تنسب بغير حق إلى الأباضية} وأن تعود المياه إلى مجاريها في غرداية بين‬ ‫المسلمين الجزائريين وتي هذا الوطن‪ ،‬الذي هو وطن للجميع لا فرق فيه بين‬ ‫مالكي وأباضي‪ ،‬ولا بين حنفي ومالكي‪ ،‬وأن يكون الإسلام بمعناه الواسع‬ ‫هو الرؤية التي ننظر منها ولا نميل إلى نظرة مذهبية ضيقة‪ ،‬أو ننغلق غيها‬ ‫وحدها كما يفعل الغلاة المتطرفون اليوم يقتلون المسلمين ويستحلون‬ ‫دماءهم‪ ،‬في أقطار متعددة‪ ،‬في العراق والشام وليبيا وغيرها‪ ،‬وهذا عناله‬ ‫للإسلام في تسامحه ونزعته السلمية كما أشار مؤلف هذه الرسالة‪.‬‬ ‫والله الهادي إلى سواء السبيل‬ ‫عمار الطالبي ‪ -‬أستاذ بجامعة الجزائر‬ ‫(هذا هو النص الأصلي لمقدمة الدكتور عمار الطالبي بالعربيةش وقد ترجمته إلى الفرنسية للطبعة الأولى‬ ‫والثانية‪ .‬الصادرتين بالفرنسية)‪.‬‬ ‫سندات الدكتور عمار الطالبي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬قال عبد الله بن أباض‪" :‬لا نقول لمن خالفنا إنه مشرك لأن فيهم التوحيد‬ ‫والإقرار بالكتاب والرسول‪ ،‬وإنما هكمفار بالنعم} وموارنتهم ومناكحتهم‪ ،‬والإقامة‬ ‫ص‪.)6 1‬‬ ‫معهم حلا ودعوة الإسلام تجمعهم (ابن عبد ربه العقد الفريد ج‪1‬‬ ‫(‪ )2‬الدليل لأهل العقول (ج‪ 1‬ص‪51‬و‪603‬؛ ج‪ 2‬ص‪25‬؛ طبعة‬ ‫القاهرة‪0831/1691:‬ج‪ 1‬مر‪)6‬‬ ‫(‪ )4‬الأباضية في موكب التاريخ (ج‪ 3‬ص‪)461‬‬ ‫(‪ )5‬مقالات الإسلاميين (ج‪ 1‬ص‪)501‬‬ ‫(‪ )6‬الرد على جميع المخالفين تحقيق ونيس عامر (تونس‪ - 3002‬ص‪)331‬‬ ‫‪41‬‬ ‫)‪ (7‬أي الحكم عليهم بالقتل بعد سؤالهم إن كانوا مخالفين لهم وإن قالوا إنحم مسلمون‬ ‫فيقتلون أما المشرك الأصلي فلا يقتل ويبلغ مأمنه‪.‬‬ ‫(‪ )8‬رسالة في الفرق‪ ،‬تحقيق ونيس عامر تونس (‪ 3002‬ص‪)59‬‬ ‫(‪ )9‬المسلك المحمود في معرفة الردود (طبعة حجرية سنة ‪1231‬ھ ‪ -‬صر‪)33-94‬‬ ‫(‪ )01‬ابن سعد‪ :‬الطبقات (‪2/711-081‬؟ البخاري‪)402 : 2‬‬ ‫(‪ )11‬الذهبي‪ :‬تاريخ الإسلام (دار الغرب الإسلامي بيروت ‪ - 3002‬ج‪2‬‬ ‫مر‪)9911-0002‬‬ ‫(‪ )21‬الحجة في بيان الحجة (ص‪.)73-83‬‬ ‫مراجع إضافية للدكتور عمار الطالبي‪:‬‬ ‫‪)162‬‬ ‫‪ 1‬أبو عبد الربيع‪ :‬العقد الفريد (الجزءء ‪ -1‬ص‬ ‫‪ 2‬الدليل لأهل العقول‪( :‬الجز ‪ -1‬ص‪ -51‬و‪ 603‬الجز ‪ 2‬ص ‪)25‬‬ ‫الموجز (جزء ‪ =- 2‬ص ‪ - 611‬طبعة القاهرة ‪0831/1691 -‬ر‪-‬رجزء ‪ 1‬ص ‪)6‬‬ ‫‪ 4‬علي يحى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ (جزء ‪ 3‬ص ‪)461‬‬ ‫‪ 5‬مقالات الإسلاميين (جزء ‪ 1‬ص ‪)501‬‬ ‫‪ 6‬ونيس عامر‪ :‬الرد على جميع المخالفين (تونس ‪ 3002‬ص ‪)331‬‬ ‫‪ 7‬ونيس عامر‪ :‬رسالة في الفرق (تونس ‪ 3002‬ص ‪)59‬‬ ‫إلى‬ ‫ونيس عامر المسلك المحمود في معرفة الردود (طبعة ‪ 1231‬ه ‪ -‬ص ‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪(94‬‬ ‫‪ -9‬ونيس عامر الرد الجميل على المخالفين (‪ 3002‬ص ‪ 331‬وتابعاتما)‬ ‫‪ -0‬ابن سعد‪ :‬الطبقات (جز ‪ 2‬ص ‪)081 - 711‬‬ ‫‪ 1‬تاريخ البخاري (جزء ‪ 2‬ص ‪)402‬‬ ‫‪ -2‬الذهبي‪ :‬تاريخ الإسلام (طبع دار الغرب الإسلامي ‪ -‬بيروت ‪ - 3002‬جزء‬ ‫‪ 2‬ص ‪0002 - 9911‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ممدمة‬ ‫إن الأحداث الأليمة الى مر بما وادي مزاب في الأشهر الأخيرة جلبت‬ ‫أنظار وسائل الإعلام إلى المذهب الإباضي الذي ما زال يعتنقه المجتمع البربري‬ ‫المسلم في تلك المنطقة من الجنوب الجزائري منذ قرون‪ .‬ويغض النظر عن‬ ‫الأسباب الدينية والاجتماعية للصراع‪ .‬يحاول بعض المعلقين تبيان الفوارق‬ ‫بين المذهبين المالكي والإباضي للمتساكنين‪ ،‬والتقليل من شأنحما كسبب‬ ‫مؤجج للصراع‪ .‬والحقيقة أن هذه الفروق قليلة فعلا؛ ولكن عندما نقوم‬ ‫بدراسة مبادئ الإباضية وسلوكهم عبر العصور وإلى اليوم نجد أن هناك‬ ‫خصائتس أخرى أكثر دلالة‪ .‬فهي التي يمكن أن تفسر محافظة هذا المجتمع‬ ‫على مبادئه وسلوكه ونظامه الاجتماعي إلى اليوم ف؛ وهذا رغم وجوده في‬ ‫بيئة طبيعية وبشرية قاسية‪.‬‬ ‫لكن السؤال المطروح اليوم‪ ،‬وقد تحررت العقول والمجتمعات بفعل العلوم‬ ‫والحضارة الإنسانية هو‪ :‬لماذا بقي هناك متطرفون يصرون على إقحام الإباضية‬ ‫في زمرة الخوارج ويبررون بفتاوى ضالة مضللة قتل الأبرياء‪ ،‬ونحب وتخريب‬ ‫ممتلكاتمم‪ .‬بيد أن الإباضية قكدفروا الخوارج عند ظهورهم في العراق‪ ،‬ونفوا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 2‬يرفض بعض الإباضية هذه التسمية لان عبد الله بن أباض لم يكن إمامهم الحقيقي بل كان متكلما‬ ‫وداعية لمذهبهم‪ .‬أما إمامهم المعترف به هو التابعي جابر بن زيد‪ ..‬ولكنهم قبلوا هذه التسمية لتحليهم‬ ‫بروح التسامح وتسليما بالامر الواقع‪.‬‬ ‫‪ 3‬عند تدشينه لمسجد المالكية ببريان‪ ،‬بولاية غرداية‪ .‬عام ‪ 0791‬أعطى الإمام الشيخ بيوض رحمه‬ ‫الله‪٧‬‏ درسا ممتازا في التسامحغ إذ قال حرفيا‪" :‬حرام على مسلم أن يقول لا اصلي خلف إمام مخالف‪،‬‬ ‫إلا إذا تاكد من نقص في طهارته‪ .‬ان الرسول ة رفع تارة يديه عند تكبيرة الإحرام واسدل تارة‪.‬‬ ‫فمن رفع اقتدى بسنته ومن أسدل اقتدى بسنته"‪ .‬ثم ذكر انه صلى خلف الشيخ الطيب العقبي يوم‬ ‫انعقاد المجلس التأسيسي "لجمعية العلماء المسلمين"‪ ،‬بجانب الشيخ ابن باديس وعلماء آخرين‬ ‫لمذا هب مختلفةؤ فقال‪" :‬اصلى خلف إمام مالكي ثلاثة مشايخ من مذاهب مختلفة‘ مالكي وحنبلي‬ ‫وإباضي"‬ ‫‪71‬‬ ‫أي انتماء إليهم؟ وزيادة على ذلك فإن علماء السنة قد اعترفوا أن المذهب‬ ‫الإباضي هو أول المذاهب الإسلامية المؤسسة على الكتاب والسنة ظهورا“‪.‬‬ ‫سأحاول فيما يلي‪ ،‬تقديم نبذة من المميزات الأساسية لهذه المدرسة‬ ‫الفقهية الإسلامية وسنرى من خلال مبادئها الدينية والسياسية مدى‬ ‫اختلافها الكامل مع الخوارج‪ ،‬وبصفة اقل‪ ،‬مع المذاهب السنية الأخرى‪ .‬وقي‬ ‫هذا السياق‪ ،‬ستظهر لنا أسباب تسلط صواعق الدول الأموية والعباسية التي‬ ‫استغلت بعض المدارس السنية لأهداف سياسية} واتممت الإباضية بالانتماء‬ ‫إلى الخوارج‪ .‬ثم برروا بفتاوى وتحريفات تاريخية‪ .‬لاضطهادهم وفتنتهم عبر‬ ‫الحقبة القاتمة من تاريخ الإسلام‪ .‬ولا حاجة للتأكيد على أن كافة المؤرخين‬ ‫أصدقاء كانوا أم أعداء للإباضية اعترفوا بأن أزهى فترة عرفها أمازيغ شال‬ ‫إفريقيا في العصور الوسطى هي فترة الدولة الرستمية الإباضية‪ ،‬خلال ‪031‬‬ ‫سنة من حكمها في تاهرت (‪ 909 -777‬م ‪ 692 - 061 /‬ه)‪ .‬فلقد تمتع‬ ‫سكان شمال إفريقيا بمختلف طوائفهم‪ ،‬بما فيهم اليهود والنصارى‪ ،‬بحرية‬ ‫المعتقد والتعبير والعيش في سلام‪ .‬كما ازدهر الاقتصاد وانتشر العلم وتطورت‬ ‫الثقافة إلى درجة ل تستدرك حتى اليوم‪.‬‬ ‫وكلما استولى على الحكم أنظمة موالية لمدارس فقهية مخالفة} تغلب منطق‬ ‫السيف والهيمنة على ضمان الحريات والشورى أو ما نسميه اليوم الديمقراطية‬ ‫الاستشارية‪.‬‬ ‫يتفرع هذا الكتاب إلى أربعة محاور أساسية هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬تاريخ مذهب أهل الدعوة والاستقامة} وأئمته‬ ‫‪ .2‬إباضية المغرب العربي والدولة الرستمية‬ ‫تاريخ إباضية مزاب ونظامهم الاجتماعي‬ ‫دس‬ ‫المبادئ الأساسية لمذهب أهل الدعوة والاستقامة‬ ‫ح‬ ‫‪ 4‬انظر توصيات ندوة الفقه الإسلامي المنعقد بمسقط (عمان) في ‪ 31.40.8891‬وانظر كذلك‬ ‫الموسوعة الإسلامية‬ ‫‪81‬‬ ‫سأقتصر فيما يلي على الأهم" كما سأحاول تقديم هذا التعريف مبسطا‬ ‫ومنهجية علمية‪ .‬وعلى القراء الراغبين في الاستزادة‪ ،‬الرجوع إلى المصادر‬ ‫العديدة القديمة منها والحديثة} وبعض الملحقات التي سقتها للإيضاح‪.‬‬ ‫وتحدر الإشارة إلى أن هذه النسخة قد انطلقت من ترجمة للكتاب الأصلي‬ ‫الذي ألفته باللغة الفرنسية عام ‪ .5102‬ثم أدخلت على هذه الطبعة‬ ‫تحسينات كنيرة في الإخراج والمحتوى‪.‬‬ ‫‪91‬‬ ‫واسألوا عهد الإمامة‬ ‫فاسألوا تاهرت عنا‬ ‫وعمان وتمامة ‪....‬‬ ‫شم ما في زنجبار‬ ‫(نشيد أنت ميزاب بلادي)‬ ‫للعلامة الشيخ إبراهيم بن عيسى أبو اليقضان‬ ‫‪12‬‬ ‫نشأة مذهب أهل الدعوة والاستقامة‬ ‫إن أول فتنة وقعت في تاريخ الإسلام (‪ 73‬ه ‪ 856 /‬م) هي ثورة معاوية‬ ‫بن أبي سفيان على الخليفة الرابع (علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)‪ ،‬مطالبا‬ ‫بدم الخليفة الثالث المقتول‪ ،‬عثمان ين عفان رضي الله عنه‪ .‬أعلن معاوية‬ ‫عصيانه لعلي بخلفية سياسية يرمي من ورائها إلى الاستيلاء على الحكم‪ .‬وكان‬ ‫يسانده في مؤامرته "داهية العرب" عمرو بن العاص وانتهازيون آخرون‬ ‫سيأتي ذكرهم فيما بعد‪.‬‬ ‫تصدى علي لخصمه في معركة صفين؛ ولما صار معاوية على وشك‬ ‫الانمزام؛ أشار عليه عمرو برفع المصاحف على الرماح طلبا للهدنة‪ .‬فرفع‬ ‫اللله بيننا وبينكم"‪ .‬فتوقف القتال واتفق‬ ‫"كتاب‬ ‫منادين‪:‬‬ ‫جنوده المصاحف‬ ‫الطرفان على الصلح والتحكيم‪ .‬وبمجرد انتشار خبر هذا الاتفاق أعلن‬ ‫الكثير من أنصار علي رفضهم لأي تحكيم و تمسكهم بشرعية الخلافة له‪.‬‬ ‫وحذروه من مغبة الخدعة التي رأوها وراء تلك المكيدة‪.‬‬ ‫رغم ذلك‘ وحقنا لدماء المسلمين عين علي أبا موسى الأشعري حكما‬ ‫من جانبه‪ ،‬وقدم معاوية عمر بن العاص من طرفه‪ .‬وبعد مفاوضات عسيرة‬ ‫اتفق الإثنان على عزل صاحبيهما‪ .‬وتظاهر عمرو بتبجيل الصحابي الورع‬ ‫أبي موسى‪ ،‬فطلب منه التكلم أولا أمام الملإ‪ ،‬وإعلان الإتفاق‪ .‬فصرح أبو‬ ‫موسى بموافقته على عزل صاحبه؛ لكن عمرو نكص على عقبيه‪ ،‬فأكد عزل‬ ‫علي وأنكر عزل معاوية‪ .‬فتمت المكيدة‪ ،‬وتحقق النصر لمعاوية بالخديعة‪ .‬وبعد‬ ‫هذه المؤامرة‪ .‬نصب معاوية نفسه ملكا للدولة الأموية الناشئة‪ ،‬ثم عين قبيل‬ ‫مماته ابنه يزيدا خليفة له؛ وكان ولي العرش يلقب بالعربيد‪ ،‬لكثرة سكره‪.‬‬ ‫وبذلك تأسست أول مملكة في الإسلام على أنقاض الخلافة الراشدة‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ازداد الصراع شدة واتسعت رقعة الفتنة وأصبح كل من رفض التحكيم‬ ‫يلقب "بالمحكمة" ويطالب بتطبيق الآية التاسعة من سورة الحجرات‪ :‬وإن‬ ‫طيفتان من المؤمنين آفتتلوأ قأصلخوأ بينهما فإن بث إحداهما علىى‬ ‫الأحرى فقايلوأ آلي تنفي حق تني إل أر آلله ئزن قآءَث فأصلخوا بَنْتهْمَا‬ ‫بالمذل وأفسطوأ إن آلله يحك المفسِطيته‬ ‫وكان من بين هؤلاء المحكمة من سماهم معاوية وأنصاره "بالخوارج" و‬ ‫من الصحابة والتابعين وكبار العلماء‪ .‬ونظرا لهذا الخااف‬ ‫"الرافضة"‪ ،‬وجلهم‬ ‫والارتباك الحاصل عن مكيدة التحكيم" انزوى جل المحكمة إلى أراضي‬ ‫النهروان قرب الكوفة بالعراقف‪ ،‬ودعوا إلى تعيين إمام أخر خلفا لعلي باعتباره‬ ‫متنازلا عن منصبه بقبوله التحكيم‪.‬‬ ‫أراد علي قتال معاوية} و لكن أفرادا من أنصار عدوه المندسين في صفوفه‬ ‫أشاروا عليه بالبدء بالهجوم على المحكمة حتى يعيدهم تحت لوائه أو يفرق‬ ‫شملهم‪ .‬وكان هؤلاء المندسون في جند علي يهدفون إلى مكيدة أخرى هي‪:‬‬ ‫ومن ثمة‬ ‫إضعاف صفوف عليك وإبعاده عن ميدان النزاع‪ ،‬وعن أنصاره‬ ‫إعطاء الفرصة لصاحبهم معاوية كي يرسي ملكه‪ .‬فانخدع علي "بالنصيحة"}‬ ‫وباغت المحكمة وهم يصلون الفجر؛ فقتلهم وبدد شملهم في أرض نحروان‪.‬‬ ‫وانقسم الناجون منهم إلى طائفتين‪:‬‬ ‫ه المتطرفون الذين رفعوا السلاح وقرروا الإنتقام من كل من خالفهم‬ ‫باعتباره مرتدا‪ .‬فزرعوا الرعب واستباحوا الأموال والأرواح والأعراض‪.‬‬ ‫شم مرقوا عن الدين بتأول فاسق لآيات من القرآن الكريم‪ .‬وسموا "خوارج‬ ‫عن الملة" وحاربتهم الدول المتعاقبة‪5 .‬‬ ‫؟ أخذت هذه التسمية التي اطلقها عليهم معارية معاني وأبعادا شتى‪ ،‬استعملها المؤرخون كل حسب‬ ‫علي ولم يعارضوه أو يحاربوه‘؛ و اطلقها‬ ‫هواه‪ .‬فاطلقها بعضهم على الذين خرجوا من صفوف‬ ‫بعضهم على من خرجوا عن طاعته‪ ،‬ومنهم من اطلقها على من عارض او حارب معاوية‪ ...‬أما‬ ‫المنصفون من العلماء و اغظلب صحابة رسول الله هة و الإباضية من بعدهم‪ ،‬نعتوا بالخوارج اولئك‬ ‫‪42‬‬ ‫ه المعتدلون الذين قرروا الانسحاب من ميدان الفتنة واللجوء إلى قبيلة‬ ‫بني تميم العتيدة قرب البصرة‪ .‬فاجتمعوا تحت لواء أبي بلال مرداس بن‬ ‫حدير التميمي‪ .‬وكان ذلك حوالي سنة ‪ 45‬للهجرة؛ فقرروا الدخول‬ ‫في الكتمان اتقاء لظلم الأمويين‪ .‬وشرعوا في الدعوة إلى مبادئهم‬ ‫المرتكزة أساسا على‪:‬‬ ‫< نبذ العنف وانتهاج أساليب الحكمة والسلم‬ ‫< الدعوة إلى الله بالحجة والبرهان‬ ‫< اعتبار كل موحد ومؤمن بالله ورسوله حمد تة مسلما‪.‬‬ ‫يحرم دمه وماله وعرضه إلا بحق الله تعالى‪.‬‬ ‫فبيذه المبادئ الأساسية تميز هؤلاء المعتدلة عن الخوارج المتطرفين وسموا‬ ‫أنفسهم‪" :‬أدل الدعوة والاستقامة"‪ .‬فكرسوا حياتمم لتأسيس مذهبهم الذي‬ ‫أصبح أول مدرسة فقهية في تاريخ الإسلام‪.‬‬ ‫سنرى في الملحق آش أن أهل نحروان لم يتخلوا عن علي بعد أن رفضوا‬ ‫التحكيم‪ ،‬لأنحم رأوا أن أبا الحسن (علي) هو الإمام الشرعي‪ ،‬ولا مبرر‬ ‫للتحكيم‪ .‬ولما رضي به‪ ،‬اعتبروه مستقيلا ومتخليا عن مسؤوليته كإمام تمت‬ ‫بيعته‪ .‬فأصبح لزاما عليهم بمقتضى شريعة الله؛ مبايعة إمام آخر‪ .‬فوقع‬ ‫اختيارهم على صحابي جليل‪ ،‬يدعى عبد الله بن وهب الراسبي الأزدي؛‬ ‫فبايعوه وطلبوا من أصحابمم مبايعته؛ كما طلبوا من علي رضي الله عنه‬ ‫الدخول في طاعته‪ .‬لكن عليا رفض متمسكا بالمبدأ القائل‪" :‬لا تكون‬ ‫الخلافة إلا لقريش"‪ .‬ولقد ذكرنا من قبل‪ ،‬أن رجالا من أتباع معاوية مندسين‬ ‫قي صفوف علي أشاروا عليه بمحاربتهم‪ ،‬لما عرفوا في موقفهم من حق وخطر‬ ‫على مستقبل صاحبهم معاوية‪ .‬فأغار عليهم علي في النهروان كما ذكرنا‪.‬‬ ‫واستشهد في تلك الفاجعة الكثير من المحكمة وأزيد من ألف صحابي‪.‬‬ ‫النين ابتعدوا عن شرع الله‪٬‬‏ و عثوا في الارض فسادا‪ .‬ولهذا السبب يرفض الإباضية هذه التسمية‬ ‫رفضا قاطعا‪.‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الأئمة المؤسسون‬ ‫أبو بلال مرداس بن حدير‬ ‫هو أول زعيم للإباضية أو المحكمة زمن الظهور‪ .‬جمع الناجين من مجزرة‬ ‫النهروان وقاد هجرتمم نحو البصرة؛ ثم تصدى لعدة هجمات من طرف‬ ‫الأمويين‪ ،‬إلى أن سقط ف الأهواز شهيدا عام ‪ 16‬ه (‪ 186‬م)إ رفقة‬ ‫أربعين من أتباعه ‪ .‬وقد آمنهم ملاحقهم عبيد الله بن زياد ش غدر بمم وهم‬ ‫يصلون‪.‬‬ ‫ابو !نشعثاء جابر بن زيد (‪ 39 -12‬ه‪217 -246 /‬م)‬ ‫هو أول مؤسسي المدرسة الفقهية الإباضية المعروفة قبل ذلك ب " أهل‬ ‫الدعوة والاستقامة"‪ .‬يعتبر أبو الشعثاء أعلم إمام خلال عهد التابعين؛ وهو‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫مرتكزا على‬ ‫للمذهب‬ ‫العريضة‬ ‫الخطوط‬ ‫وضع‬ ‫الذي‬ ‫والاجتهاد‪ .‬وسنرى فيما بعد المبادئ الأساسية لتعاليمه‪]01[ .‬‬ ‫ولد الإمام "بفرق" قرب نزوى بأرض عمان‪ .‬ثم هاجر مبكرا إلى البصرة‬ ‫بالعراق؛ وكان كثير التردد إلى الحجاز لطلب العلم من منابعه أي من صحابة‬ ‫الرسول تَتيةٍ أمثال‪ :‬ابن عباس وابن مسعود وأم المؤمنين عائشة رضي الله‬ ‫عنهم جميعا‪ .‬لقد وصفه ابن عباس بأنه "أعلم عصره"‪ .‬اعتنق فكرة أهل‬ ‫الدعوة والاستقامة بعد أن دعاه إليها أبو بلال مرداس بن حدير التميمي©‬ ‫وأعجب بما‪ .‬فصار إمامهم الأول‪ .‬وعند وفاته قال عنه أنس بن مالك رحمه‬ ‫الله‪ ":‬لقد مات أعلم من في الأرض"‪.‬‬ ‫من أهم آثاره "الديوان"؛ وهو مؤلف يحوي أحاديث الرسول كلف وآثار‬ ‫صحابته رضوان الله عليهم‪ .‬وأضاف إليها فقهه واجتهاداته التشريعية‪ .‬لم يبق‬ ‫من هذا المؤلف إلا بعض الأحاديث التي جمعها الربيع بن حبيب في مسنده‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫نشير إلى أن جل مؤلفات أهل الدعوة والاستقامة قد أتلفت أو أحرقت ‌‬ ‫وذلك بعل أن حشروا ي‬ ‫جراء ملاحقة بعض الدول الإسلامية المتتالية لحم‪.‬‬ ‫زمرة الخوارج ظلما أو جهلا‪.‬‬ ‫أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة (المتوق حوالي‪541‬ه)‬ ‫هو فارسي الأصل احتضنته قبيلة بني تميم العراقية الكبرى‪ .‬تتلمذ عند‬ ‫جابر بن زيد‪ ،‬فاصبح علامة في الفقه والفتوى‪ ،‬وفرض نفسه كمحاور محنك‬ ‫للمخالفين‪ .‬فخفف عن أهل الدعوة الضيم الذي كانوا يقاسونه من‪ .‬أنشأ‬ ‫مدرسة سرية في شكل ورشة في سرداب تحت الأرض‪ .‬وكان مع تلامذته‬ ‫يتظاهرون بصناعة القفف© ويجلبون القوت من بيعها‪ .‬فكون بأولئك الطلبة‬ ‫النجباء فوجا من الدعاة لمذهبه} وزمرة من العلماء الأكفاء‪ ،‬أرسلهم إلى‬ ‫المشرق والمغرب وإلى جنوب الجزيرة العربية} بعيدا عن أنظار الأمويين‪ .‬تعتبر‬ ‫صحيحة‬ ‫وأبرزها‪ :‬أحاديث‬ ‫مؤلفات أبي عبيدة؛ من أهم مراجع الإباضية؛‬ ‫وآراء في الفتوى والفقه‪ ،‬وحوارات مع المخالفين‪ ،‬ومدونة لإجراءات الزكاة‪.‬‬ ‫عبد الله بن أباض التميمي (‪ 68 - 56‬ھ)‬ ‫زامن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان‪ ،‬وكان الناطق الرسمي لأهل‬ ‫الدعوة والاستقامة‪ .‬كما كان تلميذا نابغا لجابر بن زيد وخطيبا مصقعا وكاتبا‬ ‫أدييا‪ ،‬ومحاورا بدون منازع؛ كما كان معارضا شرسا للخوارج‪ .‬ونظرا لانتمائه‬ ‫إلى بني تميم! وهي من أقوى القبائل في العراق‪ ،‬ونظرا لبلاغته وفصاحته‬ ‫استطاع الصمود أمام جبهتين‪ :‬جبهة الأمويين الطغاة الفاسدير‪6 .‬‬ ‫وشجاعته‬ ‫وجبهة الخوارج المتطرفين المدمرين‬ ‫‪ 6‬عاش اهل الدعوة والاستقامة فترات اضطهاد وملاحقات أليمة تحت حكم الأمويين والعباسيين‪.‬‬ ‫ولم يعرفوا قسطا من السلم والطمانينة إلا ايام عمر بن عبد العزيز الملقب بالعمر الثاني‪ .‬وقد لقب‬ ‫كذلك لعدله واستقامته مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪ .‬ولقد كانت لعمر بن عبد العزيز علاقات‬ ‫طيبة مع اهل الدعوة‪ .‬ويجمع المؤرخون على أنهم هم الذين تصحوه بإيطال عادة سب علي كرم الله‬ ‫وجهه على المنابر‪ .‬وكان الأمويون قد سنوها لصد الجماهير عن الخليفة الشرعي‪ .‬قبل عمر بن‬ ‫‪82‬‬ ‫من اجل ذلك‪ ،‬نسب إليه معاصروه مذهب أهل الدعوة والاستقامة؛‬ ‫وقبل الإباضية (أو الأباضية) تلك التسمية تسليما بالواقع ومسالمة‪.7‬‬ ‫الربيع بن حبيب العماني (‪ 071 -57‬ھ)‬ ‫كان في زمانه‪ ،‬مرجع الفتوى لجميع أهل الدعوة والاستقامة في المشرق‬ ‫والمغرب‪ .‬ولذلك اعتبر الإمام الثالث لأهل الدعوة والاستقامة‪ ،‬بعد جابر ابن‬ ‫مؤلفه الفريد الذي اشتهر به‬ ‫زيد وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة‪ .‬ولقد كتب‬ ‫الأساسية‬ ‫الأثر‪ ،‬من أبرز ‪4‬‬ ‫‪ .‬ويعتبر هذا‬ ‫لأحاديث الرسول ‪:‬‬ ‫وهو مسنده‬ ‫المعروفة بالسلسلة الذهبية‪ ،‬أو بالمسند الصحيح‪ .‬لقد جمع مروياته عن كبار‬ ‫التابعين بأسانيد ثلاثية‪.‬‬ ‫عبد العزيز الطلب‪ ،‬واستبدل الشتم بالآية القرآنية التي اقترحوها عليه والمتلوة حتى اليوم‪" :‬إن ألله‬ ‫يأمر بآنقذل والإخستان وإيتاء ي الزى وينهى غن الفخثناءِ وآلشنكر وآلنغي يَعظكم لعلكم تذكمزون"‬ ‫(النحل ‪.)09‬‬ ‫‪ 7‬ومن الادلة القطعية التي تثبت براءة الإباضية من الخوار ج‪ ،‬مشاركة عبد الله بن إباض في الدفاع‬ ‫مكه مع عبد الله بين الزبير ورفقضه الخروج‬ ‫عن‬ ‫مع نافع بن ‏‪ ١‬لازرق ‪.‬‬ ‫‪92‬‬ ‫مؤلفات أهل الدعوة والاستقامة‬ ‫دومحا أئمة وعلماء أجلاء‪.‬‬ ‫هي قليلة الانتشار وأكثرها لا زال مخطوطا‬ ‫كما ألفت الكثير من أمهات الإباضية من طرف فرق من العلماء تآزروا‬ ‫عليها قى ورشات جماعية‪ . .‬وتستند جل هذه المؤلفات إلى مصدر واحد وهو‬ ‫كتاب "الديوان" لجابر بن زيد المفقود منذ زمن العباسيين‪ .‬لكنهم اعتمدوا‬ ‫على ذاكرة تلاميذه الذين حفظوه ودونوه‪.‬‬ ‫أهم المراجع المعتمدة لدى أباضية المغرب هي‪:‬‬ ‫‪ .‬لي الحديث‪ :‬مسند الربيع بن حبيب (الجامع الصحيح)‬ ‫‪ .‬ني التفسير‪ :‬تفسير كتاب الله العزيز هود بن محكم الهواري (بربري‬ ‫من الأوراس)‬ ‫‪ .‬في العقيدة‪ :‬مقدمة التوحيد‪ ،‬كتاب في العقيدة لأبي حفص عمرو‬ ‫بن جميع (مترجم من الأمازيغية)‬ ‫لأبي زكرياء الجناوني‪ ،‬من جبل نفوسه‬ ‫‪ .‬ق الفقه‪ :‬كتاب الوضع‬ ‫فمسند الربيع بن حبيب (الجامع الصحيح) الذي ألف في القرن الثاني‬ ‫للهجرة‪ .‬مصدر أساسي في السنة‪ .‬ولقد حذف صاحبه كل الأحاديث التي‬ ‫ليس لها أكثز من سندينك كما أسقط كل الأحاديث المعارضة للقرآن‬ ‫الكرم"‪ .‬لذا‪ ،‬يعتبر الإباضية الأحاديث الثلاثية السندك مصدر الفتوى‬ ‫‪ 8‬من أشهر الورشات\ تلك التي جمعت سبع علماء اعتكفوا مدة سنوات في غار مسجد "مجماج"‬ ‫بجربة‪ .‬لكتابة إحدى أكبر المراجع الإباضية وهي "ديوان العزابة"‪ ،‬المكونة من ‪ 7‬مجلدات‬ ‫ضخمة‪( .‬انظر“غار مجماج" في‪.‬عاس‪7‬سں‪)٢٥‬‏‬ ‫ومن أبرز العلماء الذين تخرجوا من مدرسة جربة‪ :‬أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطاني (من‬ ‫مواليد نفوسه بليبيا توفي عام ‪ 044‬ه) ۔ سعيد بن علي الجربي (توفي عام ‪ 729‬ه)‪.‬‬ ‫الأخر والتي يعتبر ها اهل‬ ‫؟ان الاحاديث الراردة في صحيحي البخاري ومسلم؛ والصحيحات‬ ‫السنة صحيحة مؤكدة‪ ،‬ياخذها الإباضية بعين الاعتبار ؛ لكن بحذر وتمحيص‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫والتشريع؛ أما التي لها سندان أو سند واحد‪ ،‬فهي ضعيفة تكفي للاستدلال‬ ‫لا للعمل بما‪.‬‬ ‫‪ .‬وأول من ألف في التفسير في المغرب العربي هو عبد الرحمن بن رستم‪.‬‬ ‫لكن تفسيره قد ضاع؛ فلم يكن هذا الإمام مؤسس الدولة الرستمية‬ ‫المشرق والمغرب‪.‬‬ ‫بل كان عالما كذلك © مشهودا له ق‬ ‫فحسبؤ‪٥‬‏‬ ‫‪ .‬هود بن محكم الهوا ري ويعد تفسيره مرجعيا‪.‬‬ ‫الدولة الرستمية؛ ألف‬ ‫من أئمة ‪7‬‬ ‫حمد بن أفلح‪ :‬كان‬ ‫‪ .‬أبو اليقظان‬ ‫"كتاب الاستطاعة" الذي يعد دليلا في العبادات والمعاملات لاإباضية‪.‬‬ ‫في‬ ‫العقيدة والفقه‪ .‬وهي من أمهات المراجع؛ نسخت‬ ‫ألف "المدونة" ق‬ ‫نفوسه وأتلف أصلها حين أحرقت مكتبة المعصومة بتاهرت ‏‪1٥‬‬ ‫‪ .‬ابو عمار عبد الكافى‬ ‫أصله من إسدراتن (قرب وارجلان بجنوب الجزائر)؛ هو الذي طور النظام‬ ‫المعروف ب"سير العزابة"‪ ]1-5-8-81[.‬ومن مؤلفاته الموجز في علم الكلام‪.‬‬ ‫۔ ومن أشهر الكتاب الإباضيين الأوائل‪ ،‬أبو يعقوب يوسف الورجلايي‪،‬‬ ‫وأبو العباس أحمد بن محمد بن بكر وإسماعيل الجيطالي‪ ،‬وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫تلك هي أهم المراجع التي يعتمد عليها علماء أهل الدعوة والاستقامة في‬ ‫المشرق والمغرب إلى اليوم‪ ،‬في دراساتحم ومؤلفاتمم وفتاويهم‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬وناسخها عمروس بن فتح واخته‪ .‬تظافرا عليها بينما كان الخرساني مسافرا إلى المغرب‬ ‫لولا لطخة مداد على إحدى‬ ‫وتركها وديعة‪ .‬ولما عاد من سفره ورأى النسخة ظنها الاصل‬ ‫لضاعت‬ ‫فلولا تلكم "السرقة"‬ ‫واحسنت السرقة"‪.‬‬ ‫سارق‬ ‫"انت‬ ‫لعمررس‬ ‫فقال‬ ‫الصفحات‪.‬‬ ‫المدونة‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الإباضية في المغرب الإسلامي والدولة الرستمية‬ ‫مسلم بن أبي كريمة (المشار إليه سابقا) ‪ 3‬حوالي سنة ‪601‬‬ ‫أرسل أبو عبيدة‬ ‫ھ (‪ 427‬م(‪ .‬سلمة بن سعد الحضرمي كأول داعية إلى المغرب الكبير لنشر‬ ‫فاستقر سلمة‬ ‫رضي الله عنهما‪.‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫معه عكرمة مولى‬ ‫مذهبه ‪ .‬وكان‬ ‫فقد استقر في جنوب المغرب الأقصى‪.‬‬ ‫وانتقل بعدما محمد بن مغطير حوالي ‪ 501‬ه من نفوسه إلى البصرة منبع‬ ‫الإمام أبي عبيدة مسلم؛ ش التحق به حوالى‬ ‫الفكر والفقه نيتتنمذ لدى‬ ‫‪ 4‬طلة هم‪ :‬إسماعيل بن درار الغدامسي من ليبياك وأبو داود القبلي‬ ‫‪5‬ه۔‬ ‫من تونس‪ ،‬وعاصم السدراتي من الجزائرك وعبد الرحمن بن رستم من‬ ‫القيروان‪ ".‬وبعد ‪ 5‬سنوات‪041( ،‬ه)‪ 6‬رجع الجميع إلى بلاد الغرب حاملين‬ ‫لواء العلم‪ ،‬ورانقهم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمني‪.‬‬ ‫وبإشارة من شيخهم أبي عبيدة مسلم بايعوا أبا الخطاب إماما لهم‪ .‬فكان‬ ‫أول إمام لأهل الدعوة في المغرب‪ .‬ولقب هؤلاء ب"حملة العلم"[‪. ]82‬‬ ‫اعتنق بربر المغرب الكبير العاشقون للحرية المذهب الجديد لما رأوا فيه‬ ‫من سماحة وحرية وحكم جماعي‪ .‬فصار بين القرنين الثاني والخامس للهجرة‪.‬‬ ‫مذهب الأغلبية‪ .‬فبلغ إلى شمال ماكان يسمى آنذاك ببلاد السودان الغربي‪،‬‬ ‫أي ما يعادل اليوم مالي والنيجر (الصورة ‪ 4‬و‪ )9‬وتشاد وموريطانيا‪ .‬كما ترك‬ ‫آثارا قي مصر وبلاد الأندلس (صورة الغلاف والملحق ]‪ 7‬والصور ‪ 01‬و ‪.)11‬‬ ‫!! أصله فارسي وحفيد رابع لملك الفرس أنو شروان الملقب "بالملك العادل"‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫بالقوة والأمن‪ ،‬أسسوا‬ ‫وحينما شعر البربر المعتنقون للمذهب الجديد‬ ‫تحت قيادة العلماء وحملة العلم الوافدين من المشرقف‪ ،‬مدينة تاهرت (أو‬ ‫تيهرت)! قرب تيارت بغرب الجزا‪,‬ئر حاليا؛ وازنخدوها عاصم ةة لدووللتتههمم‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الدولة الرستمية‬ ‫‪ 692 -0‬ھ ا ‪ 909 -777‬م‬ ‫(انظر الخريطة في الملحق []‪ 7‬والجدول [] و×‪)]1‬‬ ‫باعتراف كل المؤرخين‪ ،‬لم تشهد بلاد المغرب وإفريقيا التي حكمها‬ ‫الرستميون‪ ،‬فترة استقرار وازدهار وعدل وتسامح ديني» أحسن من التي عرفتها‬ ‫خلال تلكم الفترة‪."2‬‬ ‫الأئمة‬ ‫تعاقب على خلافة الدولة الرستمية الأئمة الآتية أسماؤهم‪:‬‬ ‫ه عبد الرحمن بن رستم (‪ 171 .061‬ه) وهو المؤسس للدولة‬ ‫تميز بقوة الجسم والعقل‪ ،‬والعلم والورع‪ .‬شرع ف بناء تاهرت سنة ‪551‬ه‪5‬‬ ‫فبدأ مسجدها مثلما فعله جميع أئمة أهل الدعوة‪ .‬ثم حصن المدينة بسور‬ ‫منيعم؛ وأرسى الهياكل الإدارية والمالية للدولة الفتية‪ .‬ثم طور الفلاحة والعمران‬ ‫في أقطار البلاد التى كانت تحت إمارته‪ .‬وقبل وفاته ترك الأمر شورى بين‬ ‫سبعة علماء أجلاء‪ ،‬فاختاروا ابنه عبد الوهاب خليفة له‪.‬‬ ‫‪ .‬عبد الوهاب بن عبد الرحمن (‪ 802 .171‬ه)‬ ‫كان كوالده قويا عالما ومعلما موهوبا» وسياسيا محنكا‪ .‬سافر إلى الحج؛‬ ‫وقبل رحيله استخلف ابنه أفلح‪ .‬وفي الطريق‪ ،‬توقف في جبل نفوسه بليبيا‪.‬‬ ‫وبقي فيها ‪ 7‬سنوات مرشدا ومعلما وداعيا‪.‬‬ ‫‪ 2‬يذكر على سبيل المثال أن كبير القضاة تحت هذه الدولة كان يدعى "ابن الصغير المالكي"‬ ‫وكان من معتنقي المذهب المالكي‬ ‫‪53‬‬ ‫‪ .‬أفلح بن عبد الوهاب (‪ 852 .802‬ه)‬ ‫خلف أباه في إمامة الدولة‪ ،‬وكان محاربا مغوارا ودبلوماسيا ذكيا‪ .‬عاشت‬ ‫الدولة الرستمية قي عهده أزمي وأقوى فتراتما‪ ،‬مما ساعد على اتساع نفوذها‪.‬‬ ‫فابرم عدة اتفاقات مع دول مجاورة؛ كما أمضى معاهدة سلم مع الدولة‬ ‫العباسية في بغداد‪.‬‬ ‫‪ .‬أبو بكر بن أفلح (‪ 162 .852‬ه)‬ ‫أدى حتما‪ ،‬هذا النظام الشبيه بالوراثي‪ ،‬إلى ضعف الدولة‪ ،‬رغم كونه‬ ‫مبني على البيعة والكفاءة والاستقامة} والترشيح من ذوي الحل والعقد‪ .‬فبدأ‬ ‫انقراض الكيان الحاكم في عهدة هذا الإمام‪ .‬ومن أكبر الأخطاء التي أدت‬ ‫إلى انحياره‪ ،‬قتله لأحد منافسيه الأقوياء محمد بن عرفة‪ .‬فدخلت الد‪.‬ولة في‬ ‫اضطرابات عنيفة} أجبرته على مغادرة الحكم والهروب من مدينة تاهمرت‪.‬‬ ‫فقام وجهاء البلد بتعيين أخيه أبي اليقظانك العائد من المشرقف‪ ،‬خليفة له‪.‬‬ ‫‪ .‬أبو اليقظان بن أفلح (‪ 182 .162‬ھ)‬ ‫اجتهد أفلح في إصلاح وضع كان ميؤوسا‪ ،‬بفضل استقامته وشجاعته‪.‬‬ ‫فاستعادت الدولة هيبتها وازدهارها خاصة في ميادين الثقافة والاقتصاد‪.‬‬ ‫‪ .‬أبو حاتم بن أبي اليقظان (‪ 182.492‬ه)‬ ‫نخر الفساد هياكل الدولة‪ .‬فرغم استقامة هذا الإمام‪ ،‬دخل القصر في‬ ‫خضم من صراعات داخلية} أجبرته على مغادرة العاصمة‪ .‬وكان عمه أكبر‬ ‫المتآمرين عليه‪ .‬لكنه استدعي مرة أخرى للإمامة‪ .‬وفي الأخير غدر به ابن‬ ‫أخيه يقظان بن أبي اليقظان فقتله‪ ،‬ليستولي على الحكم‪.‬‬ ‫فعلى شاكلة ما كان يجري في العالم الإسلامي آن ذاك شرع أتباع‬ ‫المذاهب الأخرى التي سمح لما الرستميون بالبقاء تحت دولتهم" في حبك‬ ‫تابعة للمذهب‬ ‫المؤامرات والدسائس ضدها‪ .‬ومن المناوئين لماء دويلات‬ ‫المالكي والمعتزلة والصفرية والشيعية بالخصوص‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫فاستغل أبو عبد الله الشيعي تلك الظروف\ڵ ليغزو تاهرت‪ ،‬ويقتل يقظان‪،‬‬ ‫ويخرب المدينة‪ .‬ويحرق مكتبتها‪ .‬ولم ينج من الرستميين إلا الذين فروا نحو‬ ‫الجنوب‪ .‬أما البربر سكان تاهرتڵ فقد بقوا في موطنهم رغم الاضطهاد‪.‬‬ ‫لقد عرف المذهب الإباضي في عهد الرستميين‪ ،‬انتشارا واسعا في الجنوب‬ ‫الجزائري‪ .‬فبلغ واحات سوف وأريغ ووارجلان وسدراته المدفونة حاليا تحت‬ ‫(مزاب)ا كما يدعيه‬ ‫الرمال‪ .‬لكن الدعوة الإباضية ل تصل بلاد بتي مصعب‬ ‫وذلك على يد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر‬ ‫البعض إلا عام ‪.2‬‬ ‫الفرسطائي‪ ،‬القادم إليها من أريغ (تقرت حاليا)‪ .‬وكان بنو مصعب معتزلة‪.‬‬ ‫قبل أن يتحولرا إلى إباضية‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫الإباضية في وادي مزاب‬ ‫تاريخهم ونظامهم‬ ‫مدن مزاب‬ ‫أكدت الدلائل التاريخية أن بني مصعب هم السكان الأوائل لجنوب‬ ‫المغرب الكبير منذ العهد الحجري (الملحق ]>)‪ .‬فهم بربر‪ ،‬نزحوا من الشام‬ ‫قي عهد جدهم الأول «بربر بن تمالا بن مزيغ" ‪ .‬ومزيغ هذا‪ ،‬هو ابن "كنعان‬ ‫ين حام بن نوح" عليه السلام‪ .‬لقد فروا من الحروب الأهلية التي كانت تدور‬ ‫رحاها بين الأشتاء من أبناء عمومتهم قى سوريا‪ .‬استقروا بالمغرب بعد أن‬ ‫أهلوا مصر (صورة الغلاف)) وانتشروا في أراضي شمال إفريقيا حتى وصلوا‬ ‫إلى شواطئ المتيط الأطلسي‪ .‬ثم تفرعت عنهم قبيلة بني زناته التي سكنت‬ ‫بلاد المغرب وجزء من بلاد الساحل‪ .‬أما بلاد الشبكة التي تبعد عن الساحل‬ ‫الجزائري بحوالي ‪ 006‬كم فقد سكنتها قبيلة "بني مصعب بن بادين"‪ .‬وكان‬ ‫هؤلاء الأمازيغ تبل الإسلام وثنيين‪ .‬ولقد بينت الدراسات الأثرية و‬ ‫الأنثروبولوجيا الحديثة (الملحق []>)ء أكنمانوا يدينون بالمعتقدات المصرية و‬ ‫الفينيقية إذ توجد حتى اليوم قي التعبير الشعبي المزابي مفردات ذات كناية‬ ‫عن الآلهة الفرعونية مثل‪ :‬بعل‪ ،‬آمون‪ ،‬تانيت\ إله الحب و الإنجاب‪!3 .‬‬ ‫ا سه ع! ح]"‪٨٠‬‏‬ ‫ا تانيت‪ ،‬جمعه تينيتين‪ ،‬تعني بالميزابية "الوحم"‪ .‬أنظر كتابي " عن‬ ‫التعليق ‪" 4.3.2‬يوم الزينة"‪ ،‬عند الفراعنة‪.‬‬ ‫ومن طريف ما اذكر‪ ،‬أنني زرت سنة ‪7891‬م واحة "تام انطيط" (معناه حاجب العين بالميزابية‬ ‫والبربرية المحلية)ء وهي قريبة من تيميمون في أقصى الجنوب الجزائري‪ .‬فقادنا الرواد إلى جرف‬ ‫وادي عميق{ كان مجرى فرع للنهر النيل الازرق‪ ،‬قد اختفى تحت الرمال‪ ،‬يسمى "فوقارا"‪ .‬راينا‬ ‫على شاطنه آثارا لصدفات وفسيفساء؛ وقيل لنا أن معظمها قد سرقها السواح الاوربيون‪ .‬وأن زليخاء‬ ‫امرأة عزيز مصر المذكورة في سورة يوسف عليه السلام زارت المنطقة على يختها مارة إلى‬ ‫الساقية الحمراء؛ وتركت هيروغليفيات (كتابات مصرية)" على حافة الوادي‪ .‬ويسقي ذلك النهر‬ ‫المختفي إلى يومنا هذا "الفوقرات" التي تطفو عليها واحات أدرار و تيميمون‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫لقد كان بنو مصعب يسكنون المغارات والخيام‪ ،‬قبل أن يستقر بعضهم‬ ‫كرعاة في منطقة الشبكة‪ .‬وهم الذين أعطوا اسمهم لسهل "بني مصعب" آو‬ ‫"سهل واد مزاب"‪ .‬ومن أهم آثارهم بعض التجمعات السكنية المندثرة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪ .‬آغرم نتلزضيت» الذي يعني بالمزابية "قصر الخصلة الصوفية" ؛ ويقع هذا‬ ‫القصر المندثر إلى الجنوب الشرقي من مدينة العطف (تاجنينت)‪ .‬وكان في‬ ‫البداية عبارة عن مخزن جماعي للحبوب‘ يدخر فيه البدو حبوبمم ويحطون به‬ ‫رحالهم عند إقامتهم الفصلية‪.‬‬ ‫‪ .‬اولاوال‪ :‬وما زالت منطقة في واحة العطف تحمل هذا الإسم حتى اليوم‪.‬‬ ‫‪ .‬أوخيرات الواقعة شرق العطف‬ ‫‪ .‬لحنش و تامزارت في نواحي بنورة (آت بونور)‬ ‫‪ .‬تلات أن موسى تيرشين و اقنوناي في نواحي بني يسجن (آت إزجن)‬ ‫‪ .‬وفي القرن الرابع الهجري (‪ 11‬م)‪ ،‬اكتشفت أثار بوحمو بوزيزا ني نواحي‬ ‫غرداية (تاغردايت)‪.‬‬ ‫كان بنو مصعب بعيد وصول الإسلام إلى منطقتهم‪ ،‬معتزلة‪ .‬وبعد‬ ‫صعوبات جمة استطاع الدعاة الإباضيون‪ ،‬وعلى رأسهم الشيخ أبو عبد الله‬ ‫محمد بن بكر الفرسطائي» إقناعهم باعتناق المذهب الإباضي‪ .‬وبعد مؤتمر‬ ‫أريغ حوالي عام ‪ 024‬وعام ‪ 224‬ه اتفق علماء الإباضية على التوسع نحو‬ ‫وادي مصعب لتعميره‪ .‬فحلوا بمدينة العطف التكيانت تسكنها أغلبية‬ ‫معتزلة‪ .‬وجاء الوافدون ومن بينهم فلول الرستميين الفارين من بطش‬ ‫ملاحقيهمك بعلم وحضارة معمارية وفلاحية{ ل يعهد بما بنو مصعب‪ .‬فانصهر‬ ‫المهاجرون مع الأنصار‪ ،‬وشمر الجميع على سواعد الكد‪.‬‬ ‫استغل الوافدون الجدد من أريغ ووادي سوف و وارجلان ‪ ،‬الظروف‬ ‫الآمنة بعد ما أنمكتهم المطاردات المتكررة من طرف مخالفيهم في المذهب؛‬ ‫فاندمجوا مع بني مصعب‪ .‬ونظموا حياتمم الاجتماعية البدوية والحضرية معا‪.‬‬ ‫‪04‬‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬التحقت بمم جموع أخرى من الإباضية وغيرهم‪ ،‬وشرعوا في‬ ‫تأسيس قراهم واحدة تلو الأخرى‪ ،‬حسبما يقره التاريخ‪( .‬الملحق ×[[])‪.‬‬ ‫بينما كنت أراجع هذه السطور بقي في ذهني سؤال عالق‪ ،‬يلاحقني من‬ ‫صفحة إلى أخرى‪ .‬ولابد أنكم تطرحونه مثلي؛ وهو‪" :‬كيف تحول بنو‬ ‫مصعب من بدو رعاة إلى أهل حضارة مبدعة فيكل ميادين الحياة‪ :‬فلاحة‪.‬‬ ‫ري‪ ،‬بناء‪ ،‬تحارة} وتدبير مجتمع؟"‪ .‬لقد أصبحوا منذ أوائل القرن الماضي محط‬ ‫أنظار السواح والدارسين والمثقفين من كل بقاع العالم‪ .‬وتصفحت العديد من‬ ‫الكتب التي أشادت بمذه الحضارة التي لم تتبلور إلا بعد تأسيس قرى وادي‬ ‫مزاب\ ولم أجد كتابا واحدا يتحدث عن جذور تلكم العبقرية الحضارية‪.‬‬ ‫فأحاول الآن الإجابة عن هذا السؤال فى بضعة سطور‪.‬‬ ‫أما في ميادين الدين وسياسة المجتمع‪ ،‬فإن الإسلام قد بلور حضارة بربرية‬ ‫جماعية عريتة‪ ،‬أتم نسيجها ثلة من العلماء جاؤوا من المشرق وليبيا وجربة‬ ‫وأريغ ووارجلان فوضعوا لمساتما الأخيرة في مجالس عمي سعيد والكرثي‪.‬‬ ‫أما في الفلاحة فقد أبدعوا ودرسوا وألفوا حسب تجاربهم في الأرض والمناخ‬ ‫القاسي‪( .‬الملحق ‏‪ ]٧7‬كأحسن مثال)‪ .‬أما التجارة فإن شهرتمم تعدت الآفاق‬ ‫وأكسبتهم تحارب واسعة عبر إفريقيا والأندلس والمشرق والمغرب‪.‬‬ ‫أما الري فإن قساوة الطبيعة وندرة الماء وعقيدتمم في المساواة‪ ،‬فرض عليهم‬ ‫حب العمل والتقشف؛ كما أعانتهم على وضع نظام ذكي للحفاظ على كل‬ ‫قطرة تحود بما السماء أو يستخرجونما من تحت الصخور‪ .‬ولا شك أن تجربة‬ ‫الجنود البرابرة الذين فتحوا الأندلس بقيادات عربية إسلامية أكسبتهم خبرة‬ ‫رائدة في جنوب إسبانيا‪( .‬الملحق ‏‪ ٧1‬والصورة رقم ‪.)01-11‬‬ ‫أما الفن المعماري فقد أبحر العالم ببساطته ووظيفيته‪ ،‬سواء فن المسكن أو‬ ‫الملسجد أو هيكل المدن‪ .‬فقد كتب فيه الكثير من المهندسين والمعماريينك‬ ‫دون ذكر منابعه‪ .‬لكنه ككثير من الحضارات لابد أنما قد استفادت من‬ ‫تجارب الوافدين من شتى نواحي المشرق والمغرب والأندلس بعد انقراض‬ ‫‪14‬‬ ‫الاونة الرستمية‪ ،‬ولجوء الكثير من العلماء الإباضية إلى وادي مزاب‪ .‬كما‬ ‫وسطهم الصحراوي‬ ‫البربر المسلمين ق‬ ‫ت ثر هذا الفن المعماري بعادات‬ ‫الجديد‪( .‬الصور رقم ‪)4-5‬‬ ‫حاج‬ ‫بكير‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬ ‫من الأستاذ‬ ‫لي أن أورد ردا قيما جاءني‬ ‫ويطيب‬ ‫سعيد على السؤال المطروح أنفا؛ فهو يوافق بالتمام} نظرتي فإليكموه‪'"“:‬‬ ‫وخلاصة القول‪ ،‬إن الحضارات تبنى بتجارب أهل البلد والعبقريات الوافدة‬ ‫إليهم إن ا ستقبلوها بالتسامح وا ل حسان‪ ،‬وا ستغلوا المواهب دون تمييز عنصري‬ ‫‪ !4‬بسم الله الرحمن الرحيم ‪ -‬إلى اخي محمد مسن السلام عليكم ورحمة الله تعالى‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫في محاولة للإجابة على سؤالك‪" :‬من جاء بالحضارة المعمارية و الهندسة الاجتماعية‬ ‫إلى بني مصعب‘\ و كانوا رعاة قبل تحولهم من معتزلة إلى إباضية؟"‬ ‫اقول ‪ -‬والله اعلم ‪ -‬إن بني مزاب استفادوا من جملة من الظروف©ؤ أذكر منها ما يلي‪:‬‬ ‫بنو مزاب جزء من قبيلة زناتة التي استوطنت شمال الصحراء والمغرب الأقصى‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يقع وادي مزاب بين ورقلة ۔ سدراتة شرقا‪ ،‬وتمنطيط وسجلماسة غرباء وكلها مواطن‬ ‫‪-‬‬ ‫زناتية؛ ذات حضارة عريقة‪.‬‬ ‫الاقرب إلى بني مزاب نسبا هم بنو عبد الوادغ أصحاب تلمسان وما ادراك ما‬ ‫۔‬ ‫تلمسان‪.‬‬ ‫يمكن أن يكون بنو مزاب قد استفادوا من حضارة بني عمومتهم في كل هذه الحضائر‬ ‫‪-‬‬ ‫العريقة‪ .‬خاصة بعد استقطاب مهاجرين إليهم من سجلماسة\ بعد انقراض دولة بني‬ ‫مدرار عام ‪663‬ه ‪ 679 /‬م ومن سدراتة بعد التخريب الاول لها عام ‪ 764‬ه ‪/‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫استقبل بنو مزاب عائلات وطوائف عديدة من الشمالء يمكن أن نذكر منها مهاجرين‬ ‫‪-‬‬ ‫وفدوا إلى مليكة من المدية وآخرين اصلهم من الشرق الجزائري‪.‬‬ ‫يمكن ايضا أنهم استفادوا من خبرة إخوانهم في المناطق الآهلة بالإباضية في ميدان‬ ‫‪-‬‬ ‫الهندسة المعمارية بعد أن ألف الشيخ أبو العباس احمد بن محمد بن بكر المتوفى عام‬ ‫‪ 4‬ه ‪ 0111/‬م كتابه اصول الأرضين‪ .‬ولا يخفى على احد‪ ،‬أن الحضارة المزابية‬ ‫نشات وتطورت لتستجيب لمتطلبات عقدية واقتصادية وتقهر الظروف الطبيعية‬ ‫القاسية؛ لعل ذلك ما جعل بني مزاب يخضعون خبرات من سبقهم في التحضر إلى‬ ‫واقعهم بذكاء ومهارة‪ ،‬فاستطاعوا أن يبهروا العالم بإنجاز اتهم‪.‬‬ ‫يوم الإثنين ‪ 01‬جوليت ‪- 7102‬۔ يوسف بن بكير الحاج سعيد‬ ‫‪24‬‬ ‫اليوم نعيش في ضل الحضارة الغربية والأمريكية بالخصوص‬ ‫أو ديني‪ .‬فنحن‬ ‫بلاد العالم‪ ،‬غداة الحرب العالمية‪ .‬والعرب‬ ‫كل‬ ‫بعد أن استقطبت العلماء من‬ ‫والمسلمون ما زالوا يرزحون اليوم في أزمة فكر وحضارة‪ ،‬جراء سذاجة‬ ‫حكامهم وتطرف أشباح علمائهم واحتقارهم للعلم والإبداع‪.‬‬ ‫‪(5‬‬ ‫وواد انتيسا (الصورة‬ ‫واد مزاب‬ ‫على ضفاف‬ ‫م‬ ‫‪2101‬‬ ‫‪ .‬تاجنينت (العطف)‬ ‫‪ .‬بوكياو(آثارها باقية على مشارف واحة بني يسجن (آت اسجن)‬ ‫الحالية‪.‬‬ ‫‪ .‬ات بنور(بونورة) ‪ 6401‬م‬ ‫م‬ ‫‪ .‬تاغردايت (غرداية) حوالي ‪8‬‬ ‫‪ .‬موركي المندثرة قرب بونورة‬ ‫‪ .‬أت إزجن (بني يسجن) حوالي ‪ 7431‬م (الصورة ‪)4‬‬ ‫‪ .‬ات مليشت (مليكة) حوالى ‪ 0531‬ه‪51٨‬‏‬ ‫بناها وسكنها في البداية أناس من مليكة؛ ثم لجا إليها تدريجيا» بدو من‬ ‫قبيلة الشعانبة (فصيل من بني هلال)‪ ،‬خلال القرن التاسع المجري (‪ 61‬م)‪.‬‬ ‫وهي تقع حوالي ‪ 06‬كم جنوب غرب غرداية‪]02-12[ "6.‬‬ ‫عندما نتجول بين قرى مزاب ‘ حسب مجرى الواد من الشمال نحو الجنوب؛ نجد تسلسلا مختلفا‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فبعد غرداية نعرج على مليكة أولا ‪ 4‬ثم بني يزجنء ثم بنورة‪ ،‬ثم العطف في آخر المصب‪ .‬ولكل‬ ‫واحدة من هذه القرى واحة خاصة بهاء تتربع على السهول المتاخمة لها‪.‬‬ ‫‪6‬لا تعتبر اليوم هذه القرية من القرى المزابية لان سكانها من عرش الشعانبة كلهم مالكية‪ .‬ابطلوا‬ ‫كل الإتفاقات المبرمة مع آل مليكة الذين بنوها من اجلهم‪ .‬كما اصبحت علاقات الجوار بينهم متوترة‬ ‫في اغلب الاحيان‪.‬‬ ‫ويقول "كابوط راي" إن البدو لا يشتغلون بغرس الأشجار او الخضر‪ .‬لكنهم يستخدمون من اجل‬ ‫ذلك سكان المدن ولا يظهرون إلا في مواسم الجني‪ .‬لذلك اوكل الشعانبة برزقة هذه المهمة في اول‬ ‫الأمر؛ لسكان مليكة‪ ،‬فابرموا معهم معاهدة تقضي ببقاء عشر عانلات إباضية من مليكة في متليلي‬ ‫تحت قيادة إبراهيم بن سعيد‪ .‬فاستقرت هذه العانلات على أراضي دبونة لإعمار القصر الجديد ر‬ ‫‪34‬‬ ‫وبمقتضى معاهدة السلم وحسن الجوار المبرمة بين سكان مليكة والوافدين‬ ‫الشعانبة‪ .‬بقيت عشر عائلات إباضية بالقصر على أرض دبونة واستقرت‬ ‫بالمقابل عشر عائلات مالكية من الشعانبة في قصر مليكة الإباضية‪ ،‬كضمان‬ ‫للمعاهدة‪ .‬وهي ما زالت تعيش بما حتى اليوم‪( .‬الصورة ‪)6‬‬ ‫على ضفاف واد زقرير‪:‬‬ ‫تيقرارت (القرارة ‪ 0361‬م) تقع على بعد حوالي ‪ 08‬كم‪ ،‬شمال شرق‬ ‫غرداية‪ ،‬مصب واد زقريرں فى ضاية واسعة‪ .‬حوا النازحون إلى واحة غناء؛‬ ‫فزرعوها مثل ما فعل أجدادهم بوادي مزاب\ نخيلا وأشجارا وفواكه كثيرة‪.‬‬ ‫واد بالوح‪:‬‬ ‫على ضفاف‬ ‫ات إبركان (بريان ‪ 0961‬م) على بعد ‪ 04‬كم شمال شرق غرداية‪ .‬هي‬ ‫آخر المدن تشييدا‪ ،‬وأول ما يزور المسافر القادم من الشمال على الطريق‬ ‫العابر للصحراء الكبرى نحو تامنغاست ومالي‪.‬‬ ‫شيدت كل قرية من قرى مزاب الجديدة على هضبة‪ ،‬يتوسطها مسجد‬ ‫ويحيط بما سور بعلو ‪ 3‬أمتار وعرض ذراع‪ .‬يتخلل هذا السياج بوابات‬ ‫خشب من جذع النخيل‪ .‬فوق كل بوابة برج‪ ،‬ولكل برج ثقوب وفوهات‬ ‫للمراقبة والدفاع‪ .‬وي قلب المسجد\ تنتصب صومعة هرمية الشكل ومربعة‬ ‫القاعدة‪ .‬وفي كل واحدة من الواجهات الأربعة للصومعة‪ ،‬فتحات للمراقبة‪.‬‬ ‫فإن إسم الصومعة بالميزابية "أعساس" (الحارس)‪ ،‬مشتق من هذا الوظيف‪.‬‬ ‫كما تعلو البناية أربعة قبعات تتوج أربع نوافذ مقوسة‪ ،‬تتيح الرؤيا على مد‬ ‫البصر وتساعد على إسماع صوت المؤذن إلى الجهات الأربع للمدينة وإلى‬ ‫أعماق الواحة المترامية الأطراف‪ .‬أما البيوت فهي مصطفة في حلقات‪،‬‬ ‫تتحدر من حوالي المسجد إلى أن تلتصق بالسور الحصين للقصر‪ .‬فتظهر‬ ‫واحته‪ .‬كما بنت هذه العائلات المزابية الأارلى مسجدا على النمط الإباضي‪ .‬فبقي كذلك تحت رعايتهم إلى‬ ‫سنة ‪ 6491‬حيث حورت منارته الهرمية إلى ما هي عليه اليوم‪( .‬الصورة رقم ‪)6‬‬ ‫‪44‬‬ ‫كأنما مدارج تفرقها شوارع ملتوية‪ .‬وتتيح هذه الهندسة لكل بيت أن ينعم‬ ‫بالرؤية والشمس‪ .‬وخلف البرج المركزي القريب من المسجد تتربع ساحة‬ ‫السوق‪ ،‬المرصعة بالأقواس‪ .‬وفي ظل هذه الأقواس‪ ،‬تحتمي من وهج الشمس‬ ‫في الصيف ولفحات البرد القارص في الشتاء‪ ،‬دكاكين صغيرة كأنما مغارات‪.‬‬ ‫ويقول بعض المعماريين أن قرى مزاب ربما تكون قد استوحت هندستها‬ ‫من نمط القصبات البربرية في الشمال ثم تأثرت بمحيطها الصحراوي‪.‬‬ ‫المعتقدات والتقاليد الأمازيغية ‪ .‬الإباضية‪ ،‬والمناخ‬ ‫بالحسبان‪،‬‬ ‫فآخذت‬ ‫الصحراوي القاسي والأمن الذي لجأ المزابيون من أجله إلى قفار الشبكة‪.‬‬ ‫وكلما قم إليها نازحون إباضيون مضطهدون أو فارون بعد سقوط الدولة‬ ‫الرستمية‪ ،‬أو لاجئون مالكية‪ ،‬طردتمم النزاعات والحروب الطائفية} ازدادت‬ ‫رقعة القصور‪ .‬ولما ضاقت‘ ووقعت اصطدامات بين الميزابيين أنفسهم أسسوا‬ ‫قريتا تيقرارت (القرارة) وآت إبركان (بريان)‪.٨7‬‏‬ ‫وإلى جانب الإبداع الهندسي والمعماري‪ ،‬أظهر المزابيون عبقرية فريدة في‬ ‫تأسيس نظام اجتماعي وثقافي قائم على ركائز إسلامية سمحة وعلى تقاليد‬ ‫‪. - .‬‬ ‫را‬ ‫أمازيغية"‬ ‫"عربية _‬ ‫‪ !7‬ومن بين الأعراش المالكية التي استنجد بها المزابيون لنصرتهم في حروبهم الداخلية عرش‬ ‫"يني مرزوق" القادم من نفزاوةث وعرش '"'لمدابيح" القادم من جبل عمرر‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫النظام الاجتماعي (الملحق ‏‪)٧‬‬ ‫نظرا للظروف الأمنية الصعبة التي عرفها الإباضيون المزابيون منذ القرون‬ ‫الوسطى‪ ،‬ولكي يتصدوا للهجمات المتتالية عليهم‪ ،‬أحدثوا نظاما اجتماعيا‬ ‫فريدا من نوعه‪ :‬المسجد جذعه وأواصر الرحم فروعه‪ .‬فكل مزابي مهما كان‬ ‫منعزلا في بيئة أجنبية‪ ،‬بعيدا عن أهله وقريته‪ ،‬إلا وشعر بغريزة هذا الانتماء‪،‬‬ ‫وسعى إلى تكوين جماعة تأويه وتحافظ على كيانه في مهجره‪.‬‬ ‫العشيرة‬ ‫تتكون العشيرة من عائلات يعود نسبها إلى جد واحد؛ فتتكفل بإيواء‬ ‫المعوزين وفض الخلافات بين المتنازعين وتقديم المساعدات المعنوية والمادية‬ ‫لأفرادها‪ .‬وقد تأوي العشيرة بعض النزلاء من الإباضية أو غيرهم على أن‬ ‫يلتزموا بنظامها ومقوماتما‪.‬‬ ‫العزابة |‬ ‫يتصدر مجموعة العشائر مجلس العزابة‪ .‬وهو حلقة مكونة أساسا من‬ ‫علماء وحكماء يمثلون كل العشائر ويسهرون على الانسجام الاجتماعي‬ ‫والديني للمدينة‪ .‬ويتكلفون بالوعظ والإرشاد والفتوى‪ .‬كما يشترط فيهم‬ ‫حفظ القرآن الكريم واستقام السلوك‪( .‬الصورة ‪)7‬‬ ‫مجلس لاومنة (الأمناء)‬ ‫يتكون هذا المجلس من أناس ثقات يساعدون العزابة في مهمتهم‪.‬‬ ‫فيسهرون على احترام قواعد العرف سواء في الأعراس والتظاهرات‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬أو في العمران والري والفلاحة‪!8 .‬‬ ‫‪ !8‬يوجد في "إيلشي"‪ ،‬بجنوب إسبانيا واحة شبيهة لغرداية‪ ،‬لها مجلس قضاء بلدي رسمي» يشبه‬ ‫مجلس الاعيان في مدن مزاب؛ يصدر الأحكام والعقوبات على المخالفات المرتكبة في ميدان‬ ‫الري‪ .‬ويعود تاريخ تاسيسه إلى عهد الإباضية في الاندلس (الصور ‪ 01‬و‪]23[ .)11‬‬ ‫‪64‬‬ ‫الأعيان‬ ‫يعتمد مجلسا العزابة والأمناءء على مجلس ثالث يدعى مجلس الأعيان‪.‬‬ ‫وهو يتكون بدوره من خبراء ميدانيين يسوسون العلاقات العامة الداخلية‬ ‫الشريعة‬ ‫والخارجية للبلد‪ .‬يحددون قواعد المعاملات في كل الميادين حسب‬ ‫والعرف©‪ ،‬ويسهرون على احترامها في الميدان‪ .‬وقد يلجأ إليهم لحل النزاعات‬ ‫العرفية قبل أن ترفع إلى مجلس العزابة إن اقتضت الضرورة لذلك‪ .‬أو إلى‬ ‫العدالة إن تعدت نطاق الصلح‪.‬‬ ‫تيمسيريدين‬ ‫أما المجتمع النسوي المعزول تماما عن عالم الرجال‪ ،‬فيشرف عليه مجلس‬ ‫"تمسيردين" أي "غسالات الموتى"‪ .‬مهمة هذا المجلس المرتبط مباشرة بمجلس‬ ‫العزابة‪ .‬هي رعاية العلاقات الاجتماعية والدينية في المجتمع النسوي‪ .‬وقد‬ ‫يضطر العزابة إلى الاستعانة به عند الحاجة‪ .‬كما توجد مجالس أخرى تتفرع‬ ‫عن العزابة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫إيروان‬ ‫تتكون هذه الهيئة من مجموعة الطلبة والمعلمين في المدارس والمعاهد‬ ‫و"المحاضر" المسجدية‪ .‬وتتكفل بتعليم الشريعة الإسلامية والقرآن والسيرة‬ ‫النبوية‪ ،‬للبنين والبنات‪ .‬كما يتكلف مجلس "'إيروان" بعمارة المساجدك وتنظيم‬ ‫حلقات التلاوة للقرآن الكريم على مدار الساعة‪ ،‬خاصة في رمضان‪ .‬ويشترط‬ ‫من أعضائه أن يكونوا هكمذلك من حفظة كتاب الله‪ ،‬ثقات ومستقيمي‬ ‫السلوك‪.‬‬ ‫إمسوردان‬ ‫أما "ليمسوردان"& فهي مجموعة شباب يكلفون بحفظ النظام العام وحراسة‬ ‫الأحياء ليلا والسهر على أخلاق المجتمع‪.‬‬ ‫‪74‬‬ ‫إمكراس‬ ‫معناها بالأمازيغية "الشباب"؛ فهم المتطوعون للخدمات الجماعية "تويزا‬ ‫كنظافة المسجد والمرافق العمومية والأشغال ذات المنفعة العامة‪.‬‬ ‫لقد أثار هذا النظام الاجتماعي المتميز والخاص بإباضية الجزائر آ©‬ ‫تحفظات من قبل السلطات الحاكمة زمن الأتراك وزمن الاحتلال الفرنسي©‬ ‫بل حتى الجزائرية في وقتنا الحاضر‪ .‬لكن الميزابيين عرفوا كيف يتعاملون مع‬ ‫تلكم السلطات بمرونة وحكمة‪ .‬فلقد ابرموا اتفاقات حماية مع الأجانب‬ ‫السياسية‬ ‫هم تسيير شؤونحم المحلية‪ .‬دون المساس بالصلاحيات‬ ‫ضمنت‬ ‫والإدارية للدولة الحاكمة‪ .‬لكن العلاقات مع السلطات الوطنية‪ ،‬تعقدت بعد‬ ‫الاستقلال‪ ،‬نظرا لاستفزازات من طرف بعض المتساكنين الجدد ومن طرف‬ ‫بعض المسؤولين المحليين الذين لم يتفهموا خصائص المجتمع المزابي‪ .‬وكثيرا ما‬ ‫أدت تلكم الاستفزازات إلى صراعات دموية بين المالكية والاباضية‪ ،‬رغم أن‬ ‫الإباضية أهل سالم وتسامح‪.‬‬ ‫لايجب التنبيه إلى ان هذا النظام أقل صرامة في جربة وليبيا‪ .‬ورغم ذلك لم ينج إياضية ليبيا من‬ ‫اضطهادات الدولة الطاغية في اواخر القرن الماضي واوائل هذا القرن‪.‬‬ ‫‪84‬‬ ‫والإصلاحيون‬ ‫المجددون‬ ‫العلماء‬ ‫سنقتصر على ذكر المشاهير ونبدأ بامجددين في نماية القرن التاسع عشر‪:‬‬ ‫عبد العزيز بن الحاج بن إبراهيم الثميني (‪ 8081 .8171‬م‪0311 /‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هو من مواليد بني يزنجن؛ ومن مؤلفاته [‪:]4-5‬‬ ‫‪3221 .‬ھ)‪.‬‬ ‫‪ 31 .‬عنوانا في الفقه والفلسفة وعلم الاجتماع والحديث‬ ‫الفقه‬ ‫ق‬ ‫الأساسي العصري‬ ‫وهو المرجع‬ ‫"النيل ""‬ ‫بكتابه‬ ‫‏‪ ٠‬اشتهر‬ ‫الإباضي‪ .‬يحتوي على ‪ 348‬صفحة ويعتبر حقا موسوعة في الفقه‬ ‫المقارن بين المذاهب الإسلامية‪.‬‬ ‫ه التاج ي التوحيد والفقه يبحث في العقائد والتشريع‬ ‫ه حاشية مسند الربيع بن حبيب وهو تحقيق في المسند الأساسي‬ ‫للحديث عند الإباضية‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬معالم الدين (شريعة)‬ ‫‏‪ ٠‬الورد البسام في رياض الأحكام (شريعة)‪.‬‬ ‫اطفيش الملقب "بالقطب" (‪-2331‬‬ ‫الشيخ محمد بن يوسف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0281-4191 /‬م)‬ ‫‪60‬ھ‬ ‫العالم‬ ‫انتشر حول‬ ‫لعلمه الذي‬ ‫مذا اللقب©‬ ‫اشتهر‬ ‫من مواليد بني يزجن؛‬ ‫ولتفا نيه في ا لتعليم الديني وسمعته ا لتي مكنته من التحد ي للمستعمر‬ ‫في عصره‬ ‫الفرنسي والتصدي لمخططاته إبان الاحتلال‪.‬‬ ‫مؤلفاته عديدة؛ منها ما طبع ومنها مازال مخطوطا أو مخبأ‪ .‬فهي حسب‬ ‫تربو عن ‪ 531‬عنوانا‪ .‬ونظرا لهذا التراث الذي ل ينفض عليه الغبار‬ ‫تلامذته‬ ‫المغرب الكبير‪.‬‬ ‫أصبح الشيخ اطفيش هو المرجع المعاصر للإباضية ق‬ ‫بعل‬ ‫يقدم لنا الملحق ‪ ]7‬قائمة مفتوحة لتراثه الثري [‪.]4-5‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ونكتفي بذكر المواضيع الأساسية التي لم يجف قلمه من نسخها طيلة حياته‪:‬‬ ‫‏‪ ٠‬التفسير ‪ -‬الأصول والعقيدة ‪ -‬الحديث وسيرة الرسول متل‬ ‫‪ -‬علم الكلام ‪ -‬اللغة العربية ‪ -‬الفلسفة والمنطق ‪ -‬الحساب والجبر‬ ‫والفلك ‪ -‬الطب ‪ -‬الفلاحة‬ ‫‪05‬‬ ‫لقد عرف العالم العربي والإسلامي فترة ركود طويلة خلال الحقبة‬ ‫الاستعمارية (‪0591 -0081‬م)‪ .‬لقد واجه الإباضية تعسفات شتى تحت‬ ‫الأنظمة المستبدة المتعاقبة‪ .‬حرمتهم من الظهور حتى بداية القرن الماضي‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمغرب الكبير الذي هو محل اهتمامنا‪ ،‬فإن أهل الدعوة‬ ‫والاستقامة قد واجهوا‪ .‬هجومات شرسة‪ ،‬منذ انقراض الدولة الرستمية‪.‬‬ ‫فلجأوا إلى الجنوب وشرعوا في البناء والتشييد وإعادة التنظيم ولم الشتات‪.‬‬ ‫وأهملوا التذيم والنقافة التي كانوا روادها‪ .‬فاضطروا إلى الاستنجاد بعلماء‬ ‫إباضيين من جريه ثي تونس وجبل نفوسه في ليبيا لبعث التعليم الإسلامي‬ ‫ررر ‪. 02‬‬ ‫والمذهمى ه‬ ‫لكن ا۔إدز‪.‬ود المبذولة من طرف هؤلاء العلماء لم تكن كافيةإ فتفشت‬ ‫ظاهرتا النتر والجهل في المجتمع‪ .‬واكتفي المزابيون بخدمة الأرض وغرس‬ ‫النخيل‪ ،‬لضمان العيش‪ .‬كما اشتغلوا بالرعي إلى جانب الشعانبة وقبائل‬ ‫أخرى كانت تحوب المنطقة‪ .‬وأمام شظف العيش‪ ،‬هاجرت مجموعات منهم‬ ‫إلى الشمال للتجارة وممارسة الحرف التي تخصصوا فيها‪ .‬وناصروا سكان الجزائر‬ ‫ووهران وقسنطينة‪ ،‬في معارك ضد الأسبان والفرنسيين الغزاة‪ .‬كما عقدوا مع‬ ‫الأتراك المسلمين معاهدة للحماية‪ ،‬مكنتهم من تسيير شؤونحم الداخلية‪.‬‬ ‫والظفر ببعض المهام والحرف في مصالح البلديات‪ ،‬مثل النظافة العموميةء‬ ‫الجزارة‪ ،‬العطارة" وحرف أخرى‪.‬‬ ‫‪0‬نذكر من بين هؤلاء المجددين‪ :‬الشيخ بايحمد بن سليمان بن نوح القادم من "تكربوست" (جبل‬ ‫نفوسه بليبيا)؛ الشيخ ايو جعفر حاج مسعود الزناتي‪ ،‬القادم من فساتو (نفوسه)‪ ،‬الشيخ باعبد الرحمن‬ ‫الكرثي الزناتي‪ ،‬الشيخ عمي سعيد بن علي من جربة‪ ،‬الشيخ محمد بن بكر بن يوسف الفرسطاني‪،‬‬ ‫من نفوسه‘ وهو مؤسس النظام الحالي لحلقة العزابة وفروعها‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وعند استسلام الأمير عبد القادر ووصول الفرنسيين إلى الأغواط‪،‬‬ ‫اضطروا إلى عقد معاهدة مع الغزاة منحتهم التكفل بشؤونحم الداخلية‪ ،‬مثل‬ ‫ما فعلوا مع الأتراك !‪.‬‬ ‫وقبيل النهضة الحديثة التي قادها رواد الفكر الإسلامي في المشرق‪ ،‬أمثال‬ ‫الغزالي‬ ‫الأفغاني والإخوان المسلمون‪ ،‬كمحمد‬ ‫محمد عبده وجمال الدين‬ ‫وحسن البنا‪ .‬قام علماء الجزائر بنهضتهم بزعامة الشيخ عبد الحميد بن‬ ‫باديس؛ كما بادر المزابيون» من جهتهم إلى إنشاء حركة إصلاحية رائدة في‬ ‫مسسون‬ ‫وفي كل بلدة تعيش فيها جماعتهم‪ .‬وكان منهم أعضاء‬ ‫الجنوب‪،‬‬ ‫الجمعية العلماء" أمثال الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض والشيخ إبراهيم بن‬ ‫عيسى أبو اليقضان‪ .‬وكان الإمام الشيخ بيوض قد شرع في خطة إصلاح‬ ‫علمية واجتماعية شاملة؛ ساعده عليها علماء بارزون‪ ،‬أمثال الشيخ شريفي‬ ‫سعيد (المعروف بالشيخ عدون)‪ ،‬والشيخ إبراهيم بن عيسى حمديڵ الملقب‬ ‫بأبي اليقظان‪ ،‬وهو عميد الصحافة الجزائرية! وعبد الرحمن بن عمر بكلي‪،‬‬ ‫الملقب بالبكري؟ والشيخ سليمان بن الحاج داود بن يوسف وآخرون كثيرون‬ ‫جاهدوا بأنفسهم وأموالهم‪.‬‬ ‫بدأ الشيخ بيوض بالإصلاح الاجتماعي والديني؛ فحارب البدع والشعوذة‬ ‫والتقاليد الفاسدة؛ [‪ ]21‬ثم أنشا في القرى السبع بوادي مزاب وكذا في المدن‬ ‫الكبرى بالشمال‪ ،‬مدارس عصرية لتعليم الدين الحنيف والأدب العربي‬ ‫والتاريخ‪ .‬وفي سنة ‪ 5291‬أسس معهد الحياة المحاذي للمسجد الكبير بالقرارة‬ ‫(الصورة ‪ .)8‬كما الحق بالمعهد دارا للطلبة الوافدين من قرى وادي مزاب‬ ‫ومن جربة وليبيا وزنجبار وعمان ومالي والسنغال وساحل العاج‪ .‬وفي أوائل‬ ‫الحمسينات‪ ،‬أنشأ بعثة علمية في تونس‪ ،‬ضمت زهاء أربعين طالبا من‬ ‫ا حارب بنو مزاب الغزاة الفرنسيين إلى جانب الأمير عبد القادر‪ .‬وعندما طلب منهم الامير‬ ‫اللخول تحت إمارته رفضواء فقتل عددا كبيرا منهم كانوا من حراسه الأمناء‪ .‬فكانت القطيعة بينه‬ ‫وبين المزابيين‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫تلاميذه النجباء‪ .‬فمنهم من تابع تعليمه في جامع الزيتونة كسابقيه“} ومنهم‬ ‫من انخرط في سلك التعليم العصري التونسي‪ .‬كما تكفل الشيخ بالتعليم‬ ‫بمعهد الحياة‪ ،‬وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد على الطلبة والعامة بالمسجد‪.‬‬ ‫واضطلع طيلة أربعين سنة بتفسير القرآن الكريم باللهجة المحلية والفصحى‪.‬‬ ‫وقد سجلت دروسه وتفاسيره في أزيد من ‪ 002‬قرص‪ .‬ثم دون تلاميذه‬ ‫تفسيره في ‪ 04‬مجلدا والجزء ‪ 62‬تحت الطبع حاليا‪.‬‬ ‫وبعد الانفراج السياسي الذي عرفته الجزائر بعيد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫ناضل بصفته نائبا للجنوب في المجلس الجزائري من اجل إلغاء الحكم‬ ‫العسكري الفرنسي المسلط على المنطقة\ والمطالبة بإلحاقها إداريا بالشمال‪.‬‬ ‫‪ 2‬وقد سبقت هذه البعثة العلمية إلى تونس بعثات اخرى للشيخ إبي اليقضانء والشيخ محمد‬ ‫الثميني في الاربعينات من القرن العشرين الميلادي‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المبادئ‬ ‫بعد هذه اللمحة الخاطفة في تاريخ أهل الدعوة والاستقامة نستعرض‬ ‫فيما يلي أهم المبادئ لأول مذهب إسلامي نشأ بعد اندثار الخلافة الراشدية‪.‬‬ ‫ومن البديهي أن تكون مصادره القرآن الكريم والسنة المطهرة‪ .‬ومع تمسك‬ ‫أهل الدعوة والاستقامة الشديد بالنصوص القرآنيةش إلا أنم تميزوا عن‬ ‫المذاهب التي نشأت فيما بعد‪ ،‬بتمحيص السنة وتحاشي تأويل القرآن بما‬ ‫يعارضه من تلك الأحاديث‪ .‬وكما أشرنا في المقدمة فان الفروق بين هذا‬ ‫المذهب وبين المذاهب الأخرى قليلة‪ .‬لكن بعضها جوهري‪ ،‬يفسر سلوك‬ ‫أتباعه ونظرتمم إلى الحياة الدنيا والأخرى‪ ،‬وبالأخص إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫العقائد‬ ‫= العقيدة هي اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان‬ ‫‪ -‬الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض يمارس بالإقناع لا بالعنف‬ ‫= إن الله منزه عن أي تشبيه أو شبيه‬ ‫‪ -‬كل آية أو حديث قد يلمحان إلى تشبيه الله بأي مخلوق كان‪ ،‬أو يشير‬ ‫إلى تشبيه أي شيء له‪ ،‬وجب تأويله على مبدئ حرمة التشبيه‬ ‫=‪ -‬صفات اله تختأذاتية‪ ،‬لا مركبة ولا ظرفية‬ ‫= قول الله حق في وعده ووعيده‬ ‫‪ -‬لا تتم الشهادة إلا بثلاث‪" :‬لا إله إلا الله وحده لا شريك له ‪ -‬محمد‬ ‫صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ‪ -‬وما جاء به حق من عند ربه"‪.‬‬ ‫يعد نكران أي واحدة منها شرك‬ ‫‪ -‬نكران ما هو معلوم من الدين بالضرورة شرك‬ ‫‪ -‬القرآن كلام الله ونكران أي جزء منه شرك‬ ‫= ميزان الأعمال يوم الحساب ليس محسوسا وإنما كناية للحكم بين‬ ‫المخلوقات‬ ‫‪ -‬الإنسان مخير فى أعماله‪ ،‬لا مجبورا؛ ومكتسب لأفعاله‪ ،‬لا خالقا لها‬ ‫‪ -‬ولاية المؤمن والبراءة من العاصي واجبتان‬ ‫‪75‬‬ ‫‪ -‬لا مغفرة للكافر إلا بالتوبة‬ ‫‪-‬لا منزلة بين المنزلتين‪ :‬فالإنسان سعيد في الجنة خالدا أو شقي في النار‬ ‫خالدا‬ ‫نوعان ‪:‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫‏‪ ٢‬معجم الإباضية (الجز‬ ‫‪ -‬الكفر كما جاء‬ ‫‪ .‬الشرك بالله وهو أخطرها‬ ‫كفر النعمة بارتكاب الكبائر‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫وهناك من يصنف النفاق كنوع ثالث من الكفر‪ ،‬كما جاء في بعض‬ ‫الآيات من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-‬أما المنافق فيعتبر مسلما في الدنيا ومشركا في الآخرة إن لم يتب‪.‬‬ ‫‪-‬يمكن أن يعتبر الموحد في الدنيا كافرا كفر نعمة أو منافقا} إذا ارتكب‬ ‫الكبائر ولم يتب؛ ولا يعد مشركا‬ ‫وقتاله كفر‬ ‫‪ -‬شتم المسلم فسق‬ ‫‪ -‬شفاعة الرسول يلة حق ولكنها غير مضمونة‪ .‬يأذن الله بما لمن يشاء‪.‬‬ ‫ترجى الشفاعة بالتوبة والعمل الصالح‪ ،‬لرفع الدرجات‪ ،‬لا للعفو عن‬ ‫الموبقات‪ .‬وتاتي قبل حكم الله لا بعده‬ ‫‪ -‬المعروف والمنكر هما كما عرفهما الشرع‬ ‫م‪-‬صادر الشريعة مرتبة حسب الأهمية كالتالي‪ :‬القرآن‪ ،‬ثم السنة‪ ،‬ثم‬ ‫الإجماع‪ ،‬ثم القياس؛ ولا تكون الفتوى إلا على هذا الأساس‪.‬‬ ‫لقد انتشر الفكر الإباضي على يد ثلة من العلماء بفضل الدعوة والحوار‬ ‫في المساجد والنوادي‪ .‬وكما أشرنا من قبل© إن أهل الدعوة والاستقامة تبرؤوا‬ ‫من المتطرفين الخوارج والشيعة والتوابين منذ ظهورهم‪.‬‬ ‫إن العامل الوحيد المشترك بين أهل الدعوة والخوارج هو رفضهم للتحكيم‬ ‫بين علي بن أبي طالب الخليفة الشرعي الرابع‪ ،‬وخصمه معاوية بن أبي سفيان‬ ‫‪85‬‬ ‫الذي استولى على الحكم بالخديعة‪ .-3‬أما اتمام الإباضية بأنحم خوارج‪ ،‬فهو‬ ‫ديمقراطي معاصر‪ ،‬حزبا‬ ‫خلط يشبه اعتبار كل أحزاب المعارضة في نظام‬ ‫واحدا‪ .‬فهل يمكن أن نعتبر المملكة السعودية مسيحية أو يهودية لأنما‬ ‫شاركت في حلف أمريكي‪ -‬إسرائيلي‪ ،‬لغزو الكويت والعراق وحاربت دولا‬ ‫إسلامية قي سوريا واليمن وليبيا وغيرها؟‬ ‫كان عبد الله بن أباض خطيبا مصقعا ومحاورا فذا يقول في أهل السنة‬ ‫الأوائل‪" :‬لا يبعد عن الملة من ينبعث صوت الآذان من صوامعهم والقرآن‬ ‫من مساجدهم"‪ .‬إن أول من نعت معارضي نمروان بالخوارج‪ ،‬هو الملك‬ ‫معاوية وذلك حينما اختاروا إماما لهم‪( ]61-9-7-2[ .‬و اللحق آ)‪.‬‬ ‫كان له‪.‬ارة الخوارج في البداية‪ .‬مفهوم سياسي بحث‪ .‬لكن التطرف‬ ‫العقائدي لب‪٠‬ين‏ الفرق من المحكمة الذين نبذوا الحكم الأموي وهم أساسا‬ ‫سمح لمعاوية وخلفائه أن يضفوا عليها صبغة‬ ‫الأزارقة والصغريةوالنجدية‬ ‫دينية؛ ثم أتقحموا معارضيهم الآخرين أمثال "أهل الدعوة "‪( 3‬الإباضية فيما‬ ‫بعد)‪ ،‬في زمرة الخوارج لتبرير إبادتهم‪.‬‬ ‫السنة والحديث‬ ‫قسم الإباضية السنة النبوية والأحاديث الشريفة الي صنفين‪ :‬الواجب‬ ‫ت ‪3‬ستن دد إلى ثلاث‬ ‫والملستحب‪ .‬أما الحديث أو السيرة الصحيحة‪ ،‬فهي‬ ‫رواة ثقات‪ ،‬معاصرين للرسول تَنلل‪.‬‬ ‫تأخذ أغلب مذاهب السنة الأحاديث الواردة في "الصحاح" كالبخاري‬ ‫ومسلم وغيرهما بدون تحفظ أما الإباضية فهم يصنفونما كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 3‬تجدون في الملحق [‪ ،‬ملخصا لمقال كتبه الشيخ أبو إسحاق إبراهيم اطفيش‪ ،‬حفيد القطب" يبين‬ ‫فيه الفوارق الكبرى بين الإباضية والخوارج‪ ،‬سواء من الوجهة العقاندية او الشرعية او السياسية‪.‬‬ ‫التي اختصرتها في الجدول ملحق [[؛ كافية لتبرنة الإباضية من التهم والطعون‬ ‫إن هذه الفوارق‬ ‫التي وجهت إليهم طيلة ‪ 41‬قرنا‪ .‬لكن بعض المتطرفين الحاقدين ما زالوا يستغلونها حتى اليوم‬ ‫لاغراض دنيئة‪.‬‬ ‫‪95‬‬ ‫القطعي الذي له قوة التشريع والإلزام‬ ‫‪.‬‬ ‫الضعيف يؤخذ أحيانا للدلالة ولكن بدون إلزام‬ ‫‪.‬‬ ‫المناقض البين للقرآن‪ ،‬وهو رد‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الإمامة‬ ‫‪-‬الحكم شورى وإمامة (ديمقراطي باصطلاحنا اليوم)‪ ،‬واجبة شرعا‬ ‫‪-‬لا تقتصر الخلافة على قريش أو العرب؛ بل يختار الإمام أو الخليفة‬ ‫حسب كفاءته واستقامته‪.‬‬ ‫يبرئ‬ ‫‪-‬لا يجوز الخروج عن طاعة الإمام العادل‪ .‬وهذا المبدأ لوحده‬ ‫الإباضية من تممة الانتماء إلى الخوارج‬ ‫‪-‬ليست محاولة عزل إمام جائر واجبة} بل مستحبة إن كان نجاحها مرجوا‬ ‫‪-‬تصبح محاولة عزل الإمام الجائر مكروهة إذا تأكد أنما ستؤدي إلى‬ ‫تشتيت الأمة أو إضعافها أمام العدو‬ ‫‪-‬الإمام الجائر هو الذي يتعدى حدود الله سواء كان إباضيا أو غير‬ ‫إباضي‪ .‬يتبرأ من الحاكم الجائر ويعلن أنه من العصاة‪.‬‬ ‫‪ -‬يطلب من الحاكم الجائر أن يستقيل وإلا عزل من طرف أهل الحل‬ ‫والعقد‪ ،‬بدون فتنة ولا قنال ‪.42‬‬ ‫‪ -‬يعين الإمام أو الخليفة بالشورى وبأغلبية أهل الحل والعقد‬ ‫‪-‬لا يرشح المؤهل نفسه إلا في حالات استثنائية‬ ‫‪ -‬يحاسب الإمام ولاته‪ ،‬ويقوم باستشارة الأعيان لتعيينهم أو عزلهم‬ ‫‪-‬لا يجوز البقاء بدون إمام‬ ‫حدود الوطن أو عند غزوه من طرف‬ ‫‪-‬تعدد الأئمة جائز إذا اتسعت‬ ‫حالة الضرورة القصوى‬ ‫أو ق‬ ‫عدو‬ ‫‪ 4‬هذا المبدا ينفي كل احتمال لتورط اهل الدعوة والاستقامة (الإباضية فيما بعد) في مقتل علي‬ ‫رضي الله عنه‪ .‬ولو كان صهر رسول الله هه عدوا للاإباضية\ لما أعطوا اسمه لأبنائهم‪ .‬فإنك تجد‬ ‫منذ القدم‪٬‬‏ إسم علي في وادي مزاب بالالافث و لن تجد احدا يدعى معاوية‪.‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪-‬تعد مسلمة‪ ،‬كل بلاد يحكمها مذهب إسلامي‪ ،‬ولو كان مخالفا‬ ‫للمذهب الإباضيح أوكان إمامها جائر‬ ‫‪-‬لا يحل الاعتداء على دولة مسلمة إلا في حالة الدفاع الشرعي‪.‬‬ ‫العلاقات الاجتماعية‬ ‫تقوم العلاقات بين الأفراد والجماعات على المبادئ التالية‪:‬‬ ‫‏‪ ٠‬لا يجوز قتل مخالف للمذهب ولا مقاتلة معارض ولا الطعن في‬ ‫أعراض أي أحد من أهل القبلة (أي المسلمين)‬ ‫الولاية حق لكل من أدى حقوق الله تمنح الولاية أو البراءة لكل‬ ‫‪.‬‬ ‫شخص حسبما يقره المسلمون ويشهدون له به‬ ‫‪ .‬صاحب الكبائر غير مشرك؛ له حق المسلم إلا الاستغفار إن لم يتب‬ ‫يثبت الزواج والطلاق والكفالة والنفقة مخالف في المذهب حسب‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫أصول الشريعة والعرف‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ميزات أساسية لأهل الدعوة والاستقامة‬ ‫بين الإباضية والخوارج‪ :‬تجدون في الملحق ] مقالا للعلامة الشيخ‬ ‫أبي إسحاق إبراهيم اطفيش‪ ،‬يعرض فيه أهم الفوارق بين الخوارج والإباضية‪.‬‬ ‫وللتوضيح‪ ،‬لخصت تلك الفوارق في الجدول ملحق [[‪ .‬فيتبين لأول نظرةء‬ ‫مدى البون الشاسع بين الحركتين في جميع المجالات‪ .‬فلقد تنحى الخوارج في‬ ‫اتجاه معاكس تماما لوجهة الإباضية المطابقة للكتاب والسنة‪ .‬فلا يجوز الجمع‬ ‫بينهما لمجرد معارضتهما للتحكيم بين معاوية وعلي‪ .‬ويعد هذا الاختزال تزويرا‬ ‫للتاريخ وبمتانا وفتنة‪.‬‬ ‫بين الإباضية والمالكية‪ :‬سيكون العرض السابق أبترا إن لم يشفع‬ ‫ببعض ما يميز المذهب الإباضي عن لمالكي الذي صار مذهب الأغلبية ق‬ ‫المغرب الإسلامي بعد سقوط تاهرت‪ .‬توضح تلك المميزات جلياء سبب‬ ‫تمسك الإباضية بنهجهم» رغم الاضطهادات التي يتحملونحا بمجلد منذ قرون‪.‬‬ ‫يبدو أن بعض الفوارق جوهرية{ إلا أنما كما أكدت أنفا قليلة‪ ،‬ولا تبرر‬ ‫باي حال من الأحوال؛ حقد وحسد النازحين الجدد إلى مزاب تحاه إخوامحم‬ ‫في الدين والوطن‪ .‬إن العلماء الحقيقيين يرون في هذه الخلافات رحمة وثراء‬ ‫للإسلام‪ .‬أما أشباه العلماء فيتخذونما ذريعة لإشعال نار الفتنة والعنف‪.‬‬ ‫من الأئمة والعلماء المتفتحين من يدعو إلى غض البصر عن هذه الفوارق‬ ‫قصد تمدئة الخواطر خاصة عند الأزمات؛ وهذا هو عين الحكمة‪ .‬ولكنك‬ ‫نظرا إلى أنني أردت أن أعطي لهذا المؤلف طابعا علميا محايدا‪ ،‬أرى لزاما علي‬ ‫أن أبرز هذه الفوارق آملا أن يتحلى القارئ الكريم بالنزاهة العلمية و الفكر‬ ‫النقدي والتسامح بعيدا عن روح العاطفة و الغلو‪ .‬بذلك تتقلص الفوارق‬ ‫ولا تستغل من أجل صراع يغذيه الجهل‪ .‬وحتى لا أعطي لهذه الفوارق أكثر‬ ‫نما تستحق ألخصها في الجدول الملحق [][‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫نماذج من التسامح والمسالمة عند أهل الدعوة والاستقامة‬ ‫رغم صرامة أهل الدعوة والاستقامة في تطبيق الشريعة‪ ،‬إلا أن التسامح‬ ‫العقائدي والمسالمة السياسية سمات ظاهرة من خلال المبادئ التالية‪:‬‬ ‫مصادر الشريعة‬ ‫لا يؤخذ الحديث الضعيف بعين الاعتبار‬ ‫<‬ ‫السنة بالقياس مقبولة‪.‬‬ ‫<‬ ‫لا يؤخذ الإجماع الضيق أمام الإجماع الواسع ولو كان الإجماع الواسع‬ ‫<‬ ‫عند المخالفين‬ ‫تأخذ نتوى وعلوم أهل السنة بالحسبان إن لم يكن لدى أهل‬ ‫<‬ ‫الدعة بديل‪.‬‬ ‫الإنتاء بالفقه المقارن أفضل؛ فإن فتاوي القطب والإمام بيوض‬ ‫<‬ ‫والشيخ عبد الرحمن بكلي الملقب بالبكري‪ ،‬لخير دليل على ذلك‬ ‫يفضل أهل الدعوة والاستقامة الفتوى الجماعية؛ ولهم من أجل ذلك‬ ‫<‬ ‫مجالس إفتاء أمثال جماعة غار مجماج بجربة‪ ،‬وحلقات العزابة بمزاب‪.‬‬ ‫الجماعة المسلمة‬ ‫الرضا على علي والدعاء له بتكريم وجهه‬ ‫<‬ ‫< التوقف في أمر معاوية؛ فقد شاهد بدرا ولم يكن من المبشرين بالجنة‬ ‫الامتناع عن سب أو لعن أي مسلم على المنابر‪ ،‬والاستغفار حتى‬ ‫<‬ ‫للذين قاتلوهم من أهل القبلة‬ ‫< الصلاة وراء كل إمام مسلم جائزة مع شرط الطهارة‬ ‫التكليف عند البلوغ؛ فلا يضرب الطفل من أجل الصلاة لعشر‬ ‫<‬ ‫< لا تكفير لمؤمن؛ فأهل الدعوة "أصحاب"‪ ،‬وأهل السنة "إخوان"©‬ ‫أو "قوم" والآخرون "مخالفون"‪ 3‬وليسوا "أعداء"‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫صور من المسالمة [‪]91-42-72/03‬‬ ‫قامت الدولة الرستمية بالدعوة من "حملة العلم" لا بالسيف‬ ‫‪\ 7‬‬ ‫لجأ الناجون إلى الجنوب» عند اتميار الدولة الرستمية‬ ‫<‬ ‫اعتنقوا مبدأ "الظهور عند السلم والكتمان عند الفتنة"‬ ‫<‬ ‫أبرموا معاهدة مع الدولة التركية للحفاظ على مقوماتحم‬ ‫<‬ ‫أبرموا معاهدة مع الدولة الفرنسية سنة ‪ 3581‬ورفضوا الخدمة‬ ‫<‬ ‫العسكرية تحت لواء الكفر‬ ‫< كافحوا من أجل الحكم الذاتي‬ ‫< شاركوا في الثورات القومية والحركات الإسلامية بالفداء والمال والقلم‬ ‫تعايشوا قي سلم وأمان مع المذاهب الأخرى مدة قرون‬ ‫‪٦‬‬ ‫< تسامحوا مع المتساكنين من اليهود والنصارى وتكفلوا بمصالحهم ‪5‬‬ ‫‪ 35‬تحكي السيدة فاطمة اوصديق دكتورة في علم الاقتصاد‪ ،‬قصة لقاءها في فرنسا مع سكان قدامى‬ ‫يهردغ عاشوا في مزاب إلى عهد الاستقلال للجزائر؛! رصرحوا بالحرف الواحد‪" :‬نحن نعيش‬ ‫باجسادنا في فرنسا ولكن قلوبنا ما زالت في غرداية وما زلنا نحس باننا مزابيين قبل ان نكون‬ ‫فرنسيين او من بني إسرانيل‪ .‬وما زلنا نتكلم المزابية وناكل "إيسوفار"؛ نشتريه من إسرانيل بعد ما‬ ‫صعب علينا اقتنازه من مزاب‪ .‬ولكنه لا يساري في شيء "إسوفار غرداية"‪.‬‬ ‫كما يذكر الاستاذ حاج عيسى خبزي أن نجمة داوود التي كانت منحوتة على قبة الدير داخل‬ ‫قصر القرارة وبقيت عالقة بها إلى أوانل هذا القرن‪ .‬وقد اقتنى عرش من المالكية الساكنين بالبلدة‬ ‫ذلك الدير ث حسب ما صر ح به إمامهم! حوالي سنة ‪ 54910‬وحولوه إلى مسجد‪.‬‬ ‫ذكريات الصبا في القرار ةء‬ ‫السجل بعض‬ ‫عندما كنت‬ ‫وهذه قصة أخرى من الواقع المعاش‪:‬‬ ‫طفت إلى ذاكرتي حكاية جارة لنا تدعى "عربية" صديقة حميمة للعائلة كانت تلقبني واخي الناصر‬ ‫باسمين عزبيين‪ :‬فتنادي الواحد منا "بوجمعة" لأنه ولد يوم الجمعة والآخر "بولرباح" لانه ولد يوم‬ ‫الاربعاء‪ .‬ولم أكن أتذكر أينا "بوجمعة" واينا "بولرباح"؛ فسألت اخي الناصر الذي عاش زمنا‬ ‫أطول مما عشته في القرارة وعرف الجارة "شوكانة" اكثر مني‪ .‬فجاء جوابه كالتالي‪:‬‬ ‫"برلرباح هو الناصر‘ وبوجمعة هو محمد‪ .‬ولقد التقيت برفيقي محمد بن حمو بيورضس ابن‬ ‫التاجر حمو بيورض‘ رحمه الله‪ .‬الذي كان له متجر في السوق الاسفل‪ .‬فخبرني أن "عربية‬ ‫أنشوكانة"ث كانت زوجة السيد موسى بن عبد الله الملقب "بشوكانة"؛ وكانا من قبيلة الشعانبة؛‬ ‫لكنهما كانا مطلقين‪ .‬ولكونهما "نزلاء" في عشيرة "ات أعلاهم"‪ ،‬تكفلت تلكم العشيرة بالمطلقة‪ ،‬كما‬ ‫تفعل بالمطلقات المزابيات‪.‬‬ ‫وكان نزيل آخر من عائلتها في نفس الوضع لأنه في ذلك الزمان لا يسكن القصر أجنبي إلا‬ ‫و التحق نزيلا ضمن عشيرة مز ابية تاويه‪ .‬وكان النزلاء يتمتعون بكامل الحقوق مثل كافة بني مزاب‪.‬‬ ‫‪46‬‬ ‫< ابتعدوا عن ميادين الصراع السياسي والإداري‬ ‫سلطنة عمان التحالفات العسكرية في حروب الشرق‬ ‫رفضت‬ ‫<‬ ‫الأوسط (الكويت العراق سوريا واليمن)‪ .‬فأصبحت عمان نموذجا‬ ‫لتعايش الشعوب والديانات‪ ،‬يعترف به العالم كله‪.]52-62[ .‬‬ ‫سلطنة عمان نموذج عالمي للإسلام المسامح والمسالم‬ ‫‪ .‬انتشرت ظاهرة العنف والتطرف الديني في العالم العربي والإسلامي‪ ،‬منذ‬ ‫أواخر القرن الماضي؛ فاتحم الإعلام الغربي الإسلام بأنه مصدر ذلك العنف‪،‬‬ ‫وأصبحت الدول الغربية وأتباعها في البلاد الإسلامية تشير بإصبع الاتمام‬ ‫إلى المسلمين في كل حادثة إرهابية ترتكب عندهم ويستغلوئما لأهداف‬ ‫سياسية وعسكرية خفية وظاهرة‪ .‬وي السنوات الأخيرة} تفطن بعض المفكرين‬ ‫الأوربيين إلى حقيقة الإسلام عند زياراتمم ودراساتمم لسلطنة عمان‪ .‬واعترفوا‬ ‫بأنحا توخت منذ نشأتما‪ ،‬أسلوب الجياد والاعتدال‪ ،‬وابتعدت عن بؤر التوتر‬ ‫والتكتلات العسكرية المتصارعة في الشرق الأوسط وف البلدان الأخرى‪،‬‬ ‫كليبيا ومصر وسوريا واليمن‪ .‬وعلموا أن تلك السياسة نابعة من مبادئ‬ ‫المذهب الإباضى المعتمد لدى الدولة العمانية‪ .‬فسلطوا الأضواء على هذا‬ ‫للذهب في عدة مقالات ونشرات إعلامية وأفلام وثائقية‪ .‬وأبرزوا من خلال‬ ‫تلك الحصص سمات "الإسلام المتسامح والمسالم"‪ ،‬كما كان ينتهجه أئمة‬ ‫وعلماء الإباضية منذ نشأة مذهبهم بزعامة جابر بن زيد‪.‬‬ ‫تكفي هذه القصة المعاشة للدلالة القطعية على مدى ما كان المزابيرن ونزلاءهم من البدو‬ ‫المستوطنين‪ ،‬يعيشون في انسجام تام ضمن مجتمع مرتبط الاراصر‪ .‬لكن بعض السياسيين عملوا‬ ‫جهدهم بعد الاستقلال‪ ،‬ولمدة نصف قرن لتفكيك تلك الأواصر الحميمة‪ ،‬وإدخال المجتمعين في‬ ‫فتن وصراعات متواصلة\ حتى انتهيا إلى المواجهات الدموية التي ما زالت تمزقهما حتى اليوم‪.‬‬ ‫‪56‬‬ ‫يجد القارئ الكريم في قائمة المراجع جملة من تلكم الدراسات لما سموه‬ ‫(‪.‬‬ ‫خطا‪" :‬المنهج الثالث للإسلام"‪ ]'1]) .‬ع عن خخ‬ ‫والحقيقة أنه "المنهج الأول" الذي نمل من المنبع الصافي‪ ،‬للأئمة التابعين‪.‬‬ ‫[‪]42-72-03‬‬ ‫تصحيحات‬ ‫والمنتجين‬ ‫أولئك الكتا ب‬ ‫من‬ ‫بعض‬ ‫ولقد أرسلت إل‬ ‫للمفاهيم الخاطئة التي أظهروها في حق الإسلام وأهل السنة والمذهب‬ ‫الإباضي وبالخصوص الخلط بين الإباضية والخوارج‪ .‬فمنهم من تقبل النقد‬ ‫وشكر ومنهم من سكت‪]72-52[ .‬‬ ‫وتحدر الإشارة هنا إلى أن تأسيس هح‪81٨[(1‬‏ في باريس‪ ،‬ساهم بتسط‬ ‫وافر ي التعريف بالفكر الإباضي ومبادئه المسامحة والمسالمة‪ .‬وتشارك هذه‬ ‫الد ينية وا ن وقنا ف‬ ‫وزارة ا لشؤون‬ ‫ملتقيات د ولية سنوية ‪ .‬تنظمها‬ ‫الجمعية ق‬ ‫جربة‬ ‫لسلطنة عمان‪ ،‬تستضيف فيها باحثين غربيين وعلماء من عمان‬ ‫ومزاب‪]52-62-13[ .‬‬ ‫‪66‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫بعد كل ما تقدم‪ ،‬إن بقي هناك من يصر على حشر أهل الدعوة‬ ‫والاستقامة (الإباضية) في زمرة الخوارج‪ ،‬فهو إما جاهل بالمعنى القرآني‪ ،‬أو‬ ‫غير نزيه أو داعية فتنة‪.‬‬ ‫متل أهل الدعوة والاستقامة في زمن الفتنة الكبرى‪ ،‬كمثل المعارضات‬ ‫السياسية في البلدان الديمقراطية في عصرنا هذا؛ فلا يعقل أن ينعت حزب‬ ‫بأنه عرقي أو عنصري مجرد اتخاذه موقفا مشابما لموقف‬ ‫دمقراطي معتدل‬ ‫حزب يميني متعلرف لفترة ما أو لسبب ما‪ .‬ذلك هو ما وقع بالضبط لأهل‬ ‫الدعوة والاستتاءة تاه مكيدة التحكيم‪ .‬إن أعداءهم الذين أحدثوا أول‬ ‫تصدع في بجبهة الأمة الإسلامية تحت إمرة معاوية وخلفائه الأمويين‬ ‫والعباسيين‪ ،‬حشروا أل الدعوة والاستقامة قي صف الخوارج‪ ،‬لأنحم عارضوا‬ ‫التحكيم مثل الخرارج المتطرفين‪ .‬فارتكب مدبرو تلكم الفتنة الكبرى بذلك‪،‬‬ ‫أكبر ظلم ضد فرقة إسلامية لم يستطع النزهاء رفعه حتى اليوم‪ .‬كما تسببوا‬ ‫في اغتيال الدولة الإسلامية المثالية التي تركها الرسول تلة وخلفاؤه الراشدون‬ ‫نموذجا للاستقامة والعدل والشورى ورعاية حقوق الإنسان والعقيدة‪.‬‬ ‫ولقد رأينا في الصفحات السابقة بالدليل والمثل‪ ،‬أن أهل الدعوة‬ ‫والاستقامة كانوا أهل سلام وتسامح وعلم وحوار؛ انتهلوا الإسلام من منابعه‬ ‫الصافية وزادوه غنى بما جاء به أئمتهم من فكر وحضارة فارسية تلبست‬ ‫بإهاب عربي أصيل‪ .‬ولما وصلوا إلى المغرب‪ ،‬أضافوا إليه مناقب الأمازيغ‪.‬‬ ‫عشاق الحرية والأرض الطيبة‪ .‬فأقاموا به دولة عدل وإصلاح‪.‬‬ ‫ولن نسأم من تكرار القول‪ ،‬كما يفعله حكماء هذا الدين الحنيف ونحن‬ ‫ني القرن الواحد والعشرين زمن العلوم والاكتشافات الكبرى والحريات‪ ،‬إنه‬ ‫‪7‬‬ ‫قد حان الوقت للمسلمين أن ينبذوا خلافاتمم ويتصدوا بعزم ونزاهة‪ .‬لكل‬ ‫أشكال التفرقة والتطرف ويقتلعوا بذوره المندسة في مساجدهم‪.‬‬ ‫فعندما تقترن الإرادة السياسية بنزاهة العلم سيرقى المسلمون حتما إلى‬ ‫التوفيق بين الإباضية والمالكية في الجزائر حيث تعايشوا في انسجام تام مدة‬ ‫قرون‪ .‬إن الوفاق لممكن بل ضروري بالجلوس إلى طاولة الحوار‪ .‬وستصبح‬ ‫الجزائر والعالم الإسلامي بإذن الله‪ ،‬مثل عمان " بلاد إسلام مسامح ومسالم"‪.‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الملحق [ ‪ -‬ما يميز الإباضية عن الخوارج‬ ‫للشيخ ابي إسحاق اطفيش‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الفرق بين الإباضية والخوارج‬ ‫لإن ا له يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القريى وينهى عن الفحشاء‬ ‫والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ‪( ....‬سورة النتحل‪ ،‬آية ‪)09‬‬ ‫م تسمح نفوس أولئك المؤرخين الذين أعمت بصيرتمم الأهواء‪ ،‬أن يذكروا‬ ‫بتلك المناقب التي ظهرت من الإباضية من نشد الحق والوقوف في وجه‬ ‫الظلمة بالمسالة} كما فعل الإمام عبد ا له بن أباض مع عبد الملك بن‬ ‫مروان وأبو بلال مرداس بن حدير مع زياد بن أبيه؛ ولم يسلوا السيف كما‬ ‫فعل الخوارج بل سلكوا سبيل البيان معرضين عن السنان لأمم يرون عصمة‬ ‫الدم بالتوحيد لا إله إلا الله وعصمة المال كذلك‪ .‬ولم يكن منهم ماكان من‬ ‫أعمال غيرهم تي سبيل تأسيس السلطان أو حمل الناس على اعتناق مذهبهم‬ ‫بالسيف وقطع العذر‪ .‬بل تركوا الناس أحرارا في آرائهم وأعرضوا عن الدنيا إن‬ ‫كانت بغير حلها؛ وتركوا لأرباب الخوارج طوائف من الناس في زمن التابعين‬ ‫وتابع التابعين رؤوسهم نافع بن الأزرق‪ ،‬ونجدة بن عامر‪ ،‬وعبد الله بن‬ ‫الصفار ومن شايعهم‪.‬‬ ‫وسموا خوارج لأنحم خرجوا عن الحق وعن الأمة بالحكم على مرتكب‬ ‫الذنب بالشرك؛ فاستحلوا ما حرم الله من الماء والأموال بالمعصية مؤولين‬ ‫قوله تعالى‪« :‬هؤوإن أطعتموهم إنكم لمشركون&ه (الأنعام‪ :‬آية ‪ ،)121‬فزعموا أن‬ ‫معنى الآية "وإن أطعتموهم (في أكل الميتة)"‪ .‬فاخطاوا في تأويلهم؛ والحق أن‬ ‫معنى الآية‪" :‬وإن أطعتموهم (باستحلال الميتة)"‪ ،‬والاستحلال لما حرم الله‬ ‫شرك‪ .‬وحين أخطاوا في التأويل لم يقتصروا على مجرد القول بل تجحاوزوه إلى‬ ‫‪17‬‬ ‫الفعل فحكموا على مرتكب المعصية بالشرك‪ ،‬واستحلوا دماء المسلمين‬ ‫وأموالهم بالمعصية فاستعرضوا النساء والأطفال والشيوخ‪.‬‬ ‫البصري‬ ‫بن عمرو‬ ‫الربيع بن حبيب‬ ‫وقد كان الإمام الحافظ الحجة‬ ‫المسند الصحيح رحمه الله‪٬‬‏ حين بلغه أمرهم‬ ‫الفراهيدي الإباضي صاحب‬ ‫يقول‪" :‬دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل؛ فإن بقوا على قولهم فخطاهم‬ ‫محمول عليهم‪ ،‬وإن تحاوزوه إلى الفعل حكمنا فيهم بحكم الله"‪.‬‬ ‫فلما ظهرت بدعتهم طردهم أصحابنا من مجالسهم وطاردوهم تي كل‬ ‫صوب معلنين البراءة منهم‪ .‬فلما تجاوزوا القول إلى الفعل أعلنوا الحكم بكفرهم‬ ‫وقد استشرى‬ ‫لأن الكفر في استحلال ما حرم الله نص في كتاب الله قطعي‬ ‫فعلهم يومئذ فاشتدوا على أهل التوحيد بفتنتهم؛ فسلوا السيوف على الرقاب‬ ‫بغير ما أنزل الله‪ ،‬فعظمت محنتهم فكانت بلاء عظيما‪ .‬كان العمانيون ممن‬ ‫بت في جهاد الخوارج عند المهلب لما فلت الخوارج جيوشه؛ فانظر "الكامل"‬ ‫للمبرد‪ .‬وقد تولى قتالهم المهلب بن أبي صفرة الأزدي العمايي القائد الأموي‬ ‫الشهير؛ وكان يضع الحديث لاستنفار الناس لقتالحم‪ .‬فعظمت محنتهم مرتين‪:‬‬ ‫محاربة المسلمين‪ ،‬وانتشار الأحاديث الموضوعة لقتالهم» حتى بلفت مدى من‬ ‫الشر‪ ،‬فزادت الطامة‪ .‬ولما كان هؤلاء الخوارج من منكرة التحكيم تولى كثير‬ ‫تمن ينتمون إلى المذاهب الأخرى‪ ،‬إدماج الإباضية في هؤلاء الخوارج ظلماً‬ ‫وعدوانا؛ والسبب في ذلك عديد المناهج‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬أن أصحابنا الإباضية يرون الملك العضوض لا تجب طاعته؛ بل‬ ‫الواجب أن يكون الحكم على منهج الخلفاء الراشدين لما روي عن النبي‬ ‫ا "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر"؛ حديث صحيح متفق عليه‪.‬‬ ‫ولما روي في عمار بن ياسر رحمه الله "ستقتلك الفئة الباغية"؛ وقد استشهد‬ ‫‪ 6‬هذا المثل الأعلى الذي يضربه الشيخ أبو إسحاق للتسامح الإباضي‪ :‬فهو يسمي الإباضية‬ ‫ويسمى‬ ‫حابنا‬ ‫""‬ ‫أهل المذاهب الأخرى "‪".‬قومنا"ء أو على الاكثر "مخالفونا"‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫بهذا الحديث منكرو التحكيم ولم ينكره الفريق الآخر فثبت كنص قاطع‬ ‫ارتضاه الفريقان ولو اختلفا في تأويله؛ إذ حمله الفريق الآخر على معنى غير‬ ‫صحيح وإنما دعاه الغرض إلى حمله على ما يقتضيه الهوى‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬ظهور أصحاب الأهواء في واقعة النهروان؛ إذ زعموا أنما لأجل‬ ‫الخروج على علي وهو إمامهم؛ والحقيقة التي لا مرية فيها أن أهل النهروان م‬ ‫يخرجوا عن علي قط\ ولكنهم حين أبوا التحكيم وأصروا عليه جنح أبو الحسن‬ ‫إلى فريق التحكيم فرأى منكرو التحكيم أن البيعة لم تكن في أعناقهم" بل هم‬ ‫في جل منها؛ حيث أن التحكيم في شيء معناه غير ثابت الحكم! وإلا فلم‬ ‫التحكيم؟ فاعتبروا التحكيم تنازل من الإمام أبي الحسن عن البيعة‪ .‬إذا‬ ‫منكرو التحكيم في حل من أمرهم فلهم الحق أن يختاروا من يشاءون إماما‬ ‫فهم‪ .‬فاختاروا رجلا من أفضل الناس يومئذ‪ ،‬ومن الصحابة الكرام‪ .‬وهو عبد‬ ‫ا له بن وهب الراسبي الأزدي‪ .‬فلما بايعوه‪ ،‬بعنوا إلى أصحابمم يومئذ ومنهم‬ ‫الإمام علي أن يدخلوا في البيعة لمن اختاروه إماما‪ .‬فرأى علي بن أبي طالب‬ ‫أن البيعة حصلت لأزدي لا لقرشي‪ ،‬فحاربمم قبل أن يتقوى أمرهم فتخرج‬ ‫الإمامة لغير قريش‪ .‬وهذا هو السبب الوحيد لواقعة النهروان‪٨7‬‏‬ ‫لهذا دعاهم حين ناظرهم إلى أن يحاربوا عدؤهم معاوية ومن معه ولكن‬ ‫الأمر قد فات؛ فقد أخذ الأمر معاوية مانلحكمين‪ :‬عمرو بن العاص وأبي‬ ‫موسى الأشعري فى "دومة الجندل" فاصبح المسلمون في حل من أمرهم‪.‬‬ ‫لأن بيعة عبد الله بن وهب لم تقع إلا بعد حصول النتيجة بوقوع ما حذر‬ ‫منه أولوا البصائر من منكري التحكيم‪ :‬وهو أن التحكيم تلاعب بالأمر‪.‬‬ ‫تولى كبره الأشعث بن قيس الذي سن على أصحاب علي من قبل معاوية‪.‬‬ ‫‪ 7‬لنذكر بان المحكمة هم كل الذين رفضوا التحكيم وماآلاته‪ .‬ونادوا بالاحتكام إلى كتاب الله (الآية‬ ‫‪ 9‬من سورة الحجرات)ءث ومن بينهم الخوارج والإباضية (اهل الدعوة والاستقامة آن ذاك)‪.‬‬ ‫والرافضينء وعدد غفير من الصحابة والعلماء‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫وليس إذا ما بزعمه محزفو التاريخ ومتعفنة المذهبية أن واقعة النهروان كانت‬ ‫بسبب الخروج على علوي‪ ،‬لأنم لم يخرجوا والبيعة في أعناقهم فلينتبه المتبصر‬ ‫من الزلة في هذا المقام! فإن الأهواء متغلغلة في أصحابما بما لا خفاء فيه‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬أن تسمية الخوارج لم تكن معهودة في أول الأمر؛ وإنما انتشرت‬ ‫بعد استشراء أمر الأزارقة كما قلنا‪ ،‬ولم تعرف هذه التسمية قي أصحاب علي‬ ‫المنكرين للتحكيم والراضين به‪ .‬ولعل أول ما ظهر هذا اللفظ بعد ثبوت الأمر‬ ‫لمعاوية والاستقرار فيه حين زاره الأحنف بن قيس التميمي وهو من أهل‬ ‫النهروان؛ فقال معاوية‪" :‬لماذا أحبك الناس وأنت من الخوارج؟" فقال له‬ ‫الأحنف‪" :‬لو عاب الناس الماء ما شربته"‪ .‬يعني الذين لم يرتضوا بيعته‬ ‫والدخول في أمره؛ (راجع "الأمالي" لأبي علي القالي)‪.‬‬ ‫أترى أن معاوية يصف الأحنف بن قيس بالخارجية لأنه كان مع من‬ ‫حاربهم يوم النهروان أو لأنه لم يكن في بيعة معاوية؟ ولو كان وصف معاوية‬ ‫للأحنف بالخارجية لكونه من أهل النهروان‪ ،‬لكان معاوية ومن معه أزلى بمذا‬ ‫الورصف لأنه هؤ الذي سل السيف ضد علئ ومن معه يوم صفين‘ ولأنه‬ ‫هو الذي جنح عن بيعة الإمام علئ والحال قد بايعه أهل الحل والعقد؛‬ ‫نأاصبحت بيعته حقاً يجب اتباعه والدخول فيه على كل واحد من المسلمين‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬أن الإباضية لم يسوا السيف على أحد من أهل التوحيد قط ولم‬ ‫تقع منهم حرب ضد أحد من المسلمين وحتى عند اشتداد الأزمة من الحجاج‬ ‫بن يوسف النقفي وزياد بن أبيهك الذين اشتدوا فى مطاردة المسلمين جرد‬ ‫الظنة‪ ،‬حتى خرج عليهم التوابون وعلى رأسهم سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي‬ ‫وهما إمامان‪ ..‬وقد قتل الحجاج سعيد بن جبير أحد أئمة التفسير؛ والعجب‬ ‫كل العجب أن هذه المجموعة الكبرى من العلماء الذين حملوا السيف أمام‬ ‫الجور الذي ظهر بفظاعة من الحجاج لم يطلق عليهم أحد إسم الخوارج؛ بل‬ ‫أطلقوا عليهم اسم التوابين وهم كلهم من حملة لواء العلم؛ وماتوا جميعا في‬ ‫‪47‬‬ ‫القتال‪ ،‬ما عدا ثلاثة فيما يبدو‪ .‬فإن العقل يقف مشدوها أمام هذه الفاجعة‬ ‫الكبرى ومع ذلك تمر على القراء بسلام‪.‬‬ ‫ولكن الذي يخص التاريخ بإنصاف وعلم‪ ،‬يرى في إطلاق لفظ الخوارج‬ ‫على الإباضية وهم من الخوارج براء‪ ،‬مغزى‪ :‬وهو أنم رأوا أن الإمامة لا‬ ‫تختص بقريش بل هي تصح لكل من اختاره المسلمون لسياسة دولتهم‬ ‫ورياستها‪ ،‬وهذا هو الحق الذي دل على كمال البصيرة؛ إذ ليس من الحكمة‬ ‫أن يجعل النه أمر البشر على سائر أجناسه وأمه‪ ،‬تابعا لقبيلة واحدة سواء‬ ‫أحسنت أم أساءوت ‪ .‬والوضع الطبيعي في البشر هو الذي أيد ما ذهب إليه‬ ‫أصحابنا وحملوا عليه حديث "الأئمة من قريش"‪ .‬ومن المكابرة ومجانبة الحق‬ ‫أن يزعم الزاعمون اختصاص سياسة الأمم بقريش‪ ،‬ولم يرتضه الأنصار‪ ،‬وهم‬ ‫أهل الفه لما بعث به محمد صلوات الله وسلامه عليه حين قالوا لأبي بكر‪:‬‬ ‫"منا أمير ومنكم أمير" ‪ .‬ولا أبو بكر حين رد على الأنصار بقوله‪" :‬منا الأمراء‬ ‫ومنكم الوزراء‪ 5‬إن العرب تدين لهذا الحي"‪ ،‬يعني قريش‪ .‬فعل الحكم بانقياد‬ ‫العرب لقريش لا لشيء آخر مما يزعم أهل الأهواء والمذهبية‪ .‬أترى الأمم على‬ ‫سائر أجناسها تنقاد إلى رجل من قريش لمجرد أنه قرشي؟ كلا والله‪.‬ثأغ‬ ‫الخامسة‪ :‬أن الإباضية يبتغون العدل وينشرون العمل بالكتاب والسنة‬ ‫والسير على مناهج السياسة التي سار عليها الخلفاء الراشدون سواء قام‬ ‫بالأمر قرشي أم حبشي‪ ،‬عربي أم عجمي كما ورد في أحاديث صحاح‪.‬‬ ‫هذا ارتضوا سيرة عمر بن عبد العزيز حين أرسلوا إليه وفدا من البصرة يتألف‬ ‫استغفر الله واستسمح روح المرحوم الشيخ ابي إسحاق اطفيش ان ازيد تعليلا بقول الله تعالى‪:‬‬ ‫يها آلئاسن إا خلفناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شغوبا وقباب لتعارفوا إن أكرمكم غنة آلله أثقاكم‬ ‫إن للة عليم خبيز‪( .‬الحجرات‬ ‫والاية‪ :‬قان له تيه إن ا لة ق‪1‬ذ‪.)3‬بعث(الكلاكتب)ط‪.‬الوت ميكا فالرا انى يكون له لم ‪.‬لف علينا زنخن اخق‬ ‫بالملك منه ولم يؤت ستعة من المقال قال إن آلئة آصضطفاه عليكم زاده بمنطة في آلملم ؤآلجمنم والله‬ ‫ؤتي ملكه ن يَثنَآءُ وألئه واميغ عليم‪( .‬البقرة ‪.)742‬‬ ‫والحديث المتفق عليه‪" :‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كان راسه زبيبة "‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫من ستة علماء جهابذة‪ :‬جعفر بن اليتماك وأبو الحر علي بن الحصين‬ ‫العنبري والحتات بنكاتب والحباب بنكليب وأبو سفيان قنبر البصري وسالم‬ ‫بن ذكوان؛ وربما كانوا أكثر من هؤلاء‪ ،‬إلا أن الذين وقفت على أسمائهم هم‬ ‫هؤلاء رحمهم الله جميعا‪ .‬وحيث ذكر مؤرخو قومنا وفود هؤلاء على عمر بن‬ ‫عبد العزيز قالوا كعادتهمم في الغمز‪ ":‬أرسل إليه الخوارج وفدا"‪ .‬ولم يذكروا ما‬ ‫جرى بينهم وبين عمر من حديث©\ وقبوله منهم كل ما طلبوه‪ ،‬من نشر‬ ‫العدل‪ ،‬وتطهير البلاد والمنابر من اللعن الذي اتخذه الأمويون سنة‪ .‬فإن الوفد‬ ‫قال له‪" :‬إن المسلمين يلعنون على المنابر فلابد من الشروع في تغيير المنكر؛‬ ‫فأبدل اللعن بقوله تعالى‪:‬‬ ‫إن ا له يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القرى‪ ...‬ه‪.‬‬ ‫فالحق مقبول من أكيان والباطل مردود على صاحبه محمول عليه‪ .‬فأهل‬ ‫القبلة عندهم كافة سواسية في الحق والحرية في الإعراب عن آرائهم الفرعية‪،‬‬ ‫والحرية كفيلة لكل الناس بعد الاعتراف لله بالوحدانية والحرية هي الأصل في‬ ‫الإنسان حتى أن "المكاتب" عندهم من أول يوم وما "كاتب" به‪ ،‬فدين عليه‬ ‫يؤديه‪ .‬ولم يقل بمذا غير الإباضية لأنحم أدركوا من الشريعة ما فاقوا به سواهم‪.‬‬ ‫فبان عنهم الخوارج بما ذكرنا من شنائعهم وكبائرهم‪ ،‬ولم تكن لهم صلة‬ ‫الإباضية حتى يقال أحم خوارج‪ .‬ولقد كشفت للمنصفين من قومنا هذه‬ ‫الفروق فأدركوا الحق واعترفوا به‪ ،‬والرجوع للحق فريضة وفضيلة‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬الإباضية يجيزون المناكحة بينهم وبين سائر الموحدين والخوارج‬ ‫لا يجيزون التناكح مع غيرهم لأنحم يرون سواهم مشركين كما بينا وأوضحنا ‪.‬‬ ‫وعلى هذا لا يجوز أيضا التوارث بينهم وبين من يخالفهم بطبيعة الحال لأن‬ ‫الشرك الذي منع المناكحة والمصاهرة يمنع الموارثة؛ فهل تعامى عند هذه‬ ‫الفروق الذين تعفنت نفوسهم وأصيبت أبصارهم بالعشى؟ ذلك ما يشاهده‬ ‫الذي يقلب أطوار التاريخ في مدونات قومنا؛ أولم يعتبروا قوله &‪ :‬والذين‬ ‫يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتان وإما مبينامهه‪.‬‬ ‫‪67‬‬ ‫(سورة الأحزاب‪ :‬آية ‪)85‬؛ وقوله تعالى‪ :‬لولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا‬ ‫تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى‪( .‬المائدة‪ :‬آية ‪.)8‬‬ ‫إن المسلم ليحار من أمر أولئك المتقولين على أهل الحق والاستقامة‪.‬‬ ‫(الإباضية)‪ .‬كيف استساغوا ذلك لأنفسهم؟ لا لشيء إلا للهوى والشهوة‬ ‫الخفية نعوذ بالله من الهوى وإنكار الحق‪ .‬أولا يتذكرون أنحم سيلاقون ا له‬ ‫بذلك الإفك؟ أم اعتقاد الخروج من النار هؤن كل شيء في سبيل الهوى‪..‬‬ ‫السابعة‪ :‬اتجه الإباضية إلى خدمة الإسلام علما وعملا منذ ابتدأت‬ ‫الفتنة‪ .‬فاشتغلوا بالتدوين؛ فكانوا أول من دون الحديث؛ فإماممنا جابر بن‬ ‫زيد أول مدون للحديث وأقوال الصحابة في ديوانه (الذي وصفوه بانه "وقر‬ ‫بعير")‪ 5‬ثم تلاميذه من بعده وهم حملة العلم إلى المشرق والمغرب‪ .‬أما الخوارج‬ ‫فقد جنحوا إلى إراقة الدماء وإخافة السبل وتعطيل الأحكام‪ .‬ولم يذكر عن‬ ‫أحد من الخوارج أنه ألف كتابا‪ .‬والذين يذكرون المؤلفات للخوارج إنما‬ ‫يقصدون الإباضية‪ .‬وهم دون شك يريدون بمم التشنيع والتشغيب أما الصفرية‬ ‫والأزارقة والنجدية فلم تذكر لهم رواية ولا تدوين ولو انفرد نجدة بن عامر‬ ‫برواية حديت\ ونافع بن الأزرق بأسعلة سألها ابن عباس‪ ،‬ليس هذا محلها‪.‬‬ ‫وأريد أنم جنحوا إلى الحروب لا إلى التأليف ورواية العلم‪ .‬وكل من ذكره‬ ‫قومنا من رجال العلم ونسبوه للخوارج فليسوا إلا من الإباضية‪ .‬ولقد أتى‬ ‫أصحابنا في تدوين العلوم بالعجب العجاب وغرفوا بالصدق والأمانة والورع‪.‬‬ ‫ما لم يبلغ شأوه غيرهم‪ .‬فلقد لجأ بعض الكاتبين من قومنا إلى تشويه الحقائق‬ ‫بالدعاية الفاجرة والبهتان حين بمرتمم تلك الأنوار الساطعة وما خلطوا بين‬ ‫الإباضية والخوارج‪ ،‬إلا لطمس معالم الحق والصواب‪ ،‬حسدا من عند أنفسهم‬ ‫وأن لمن اتخذ التشغيب مطية أن يعترف بالحق والصواب‪ ،‬وقد عميت بصيرته‪.‬‬ ‫‪ 9‬استنادا إلى حديث في الصحيحينء يدعي الكثير من علماء السنة أن المسلم العاصي يدخل النار‬ ‫قدر ذنوبه ثم يخرج منها إلى الجنة‪ .‬لكن الإباضية يسفهون هدا الحديث الذي يعارض القرآن نصا‬ ‫ومعنا‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫وإنك لترى هؤلاء من العمل على إخفاء ما يرونه من أصحابنا من الكمال‬ ‫الديني والعظمة العلمية ما جعلهم يذكرون لم في موجب الذكر شيئاً‪ .‬وإني‬ ‫رأيت مؤلفات دونت في التاريخ والأدب والفروع لبعض قومنا يستوجب‬ ‫المقام! ذكر أصحابنا لما لهم فيما دؤن من الضلع فلا يتورع أن يتجاهل ذكرهم‬ ‫كأنحم لم يكونوا؛ وذلك مبالغة وإمعانا ي طمس الحق ولا تجحد من أصحابنا‬ ‫شيئا من هذا الأسلوب البشع والحمد لله العلي الكبير‪.‬‬ ‫الامنة‪ :‬أن قومنا حين جمعوا الحوادث التاريخية واقتضت الحال أن يذكروا‬ ‫أصحابما فشلوا في قول الصواب‘ فخلطوا بين الإباضية والخوارج؛ فتارة‬ ‫ينسبون الإباضية للخوارج‪ ،‬وتارة ينسبون الخوارج إلى الإباضية كما يفعل‬ ‫الكثير من المدونين في الأصول والفروع‪ ،‬في إضافة أقوال المعتزلة إلى الإباضية‬ ‫والعكس؛ مما أوجب التخليط والتشويش‪ .‬فيذهب المؤلفون الذين يعتمدون‬ ‫على النقل إلى ما هو أشبه بالتهريج ولا عذر لهم عندي مطلقا لأن الذي‬ ‫ينشر الحق يطلبه من ينبوعه لا أن ينتحله حسب هواه‪.‬‬ ‫إنا نجد من يزعم أن أبا بلال مرداس بن حدير من الخوارج‪ ،‬وقطري بن‬ ‫الفجاءة من الإباضية! والأمر على العكس من ذلك‪ .‬ويذكر آخر أن الإمام‬ ‫طالب الحق عبد الله بن يحى الكندي‪ ،‬هو الإمام عبد الله بن إباض‪ ،‬والحق‬ ‫خلاف ذلك‪ .‬إذ الإمام عبد الله بن إباض توفي آخر أيام عبد الملك بن‬ ‫مروان وعبد الله بن بحى طالب الحق ظهر أيام مروان الحمار سنة ‪ 031‬ه‪.‬‬ ‫وهكذا يخلط الكاتبون من قومنا هذه الحقائق الهامة تشويهاً وتشغيبا‪ ،‬وانظر‬ ‫إلى تاريخ الأندلس الذي هو بين أيدينا» فلا تجحد للإباضية ذكرا؛ والحال أنحم‬ ‫بلغوا ني الأندلس مبلغا عظيما من العلم والمال؛ حتى أن جزيرة اليابسة كانت‬ ‫كلها إباضية إلى القرن السادس بل إلى نكبة الأندلس الكبرى‪.‬‬ ‫وإنك لتقرأ طبقات ابن سعد مثلا‪ ،‬فلا تجحد ذكرا لرجال الإباضية عدا‬ ‫الإمام جابر بن زيد؛ فإنه ذكره رغم أنفه لشهرته التي أطبقت الآفاق‬ ‫‪87‬‬ ‫وهكذا‪ ...‬والحق الذي لا ريب فيه‪ ،‬أن رجال كل قوم قومهم أولى بمم والتاريخ‬ ‫أهله أولى وأعرف به من سواهم؛ والله يقول الحق وهو يهدي السبيل‪.‬‬ ‫ولقد استوجبت بدعة الخوارج أحكاما شرعية‪ .‬قال المسلمون يجب الفرز‬ ‫بين الكبائر حتى لا يقع الإنسان في جريمة الخوارج‪ ،‬فالكبائر قسمان‪ :‬كبائر‬ ‫شرك‪ ،‬وهي كل كبيرة أخلت بالاعتقاد‪ ،‬كاستحلال ما حرم الله أو تحريم ما‬ ‫أحل الله‪ ،‬أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة} أو جحود حكم قطعي‬ ‫ب كالرجم‪ ،‬إلى أمثاما‪ .‬وكبائر النفاق‪ :‬وهي كبائر الكفر بنعمة الله‪ :‬وهي ما‬ ‫يطلق عليه عند أهل الحديث كفر دون الكفر؛ وهي كبائر الفسق عند قومنا؛‬ ‫وذلك كارتكاب فاحشة الزين والإتيان في الأعجاز أو أكل الحرام أو شهادة‬ ‫الزور أو عقوق الوالدين© وما أشبه ذلك مكنبائر عملية‪ .‬وكترك فريضة من‬ ‫فرائض الله غير مستحل‪ .‬كل ذلك يسمى عند أصحابنا بكبائر النفاق وكبائر‬ ‫الكفر بالنعمة‪ .‬وإذا أطلق أصحابنا الكفر انصرف بالقرينة إلى الحكم فيه هل‬ ‫هو مما يخل بالعقيدة؟ أو هو من الفعل أو الترك؟ فيدرك نوع الكفر أهو كفر‬ ‫نفاق أو كفر شرك؟ على أن أصحابنا لايكتّرون تشهياً ولا يكّرون أهل‬ ‫القبلة‪ ،‬ما دانوا بكلمة الإخلاص‪ .‬والحق أنحم انفردوا بذلك ولو ادعاه أرباب‬ ‫المذاهب‪ .‬وإذا أدركت هذا علمت أن بين الإباضية والخوارج بونا بعيدا لا‬ ‫يجمع بينهما جامع إلا إنكار التحكيم وهو الحق الذي يؤيده كتاب الله وسنة‬ ‫رسول الله وسيرة العمرين وإجماع المسلمين‪ .‬فشد يدك على الحق ومن يعتصم‬ ‫بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬ ‫وقد قال بعض أصحابنا‪ ،‬وبه قال قومنا‪ ،‬أن الخوارج ينكرون الرجم والذي‬ ‫عندي أن هذا القول غير صحيح إلا إذا نظرنا إلى حكمهم بأن مرتكب‬ ‫الكبيرة مشرك حلال الدم‪ .‬فإن الزايني عندهم يقتل ردة لا حداً؛ وهذا متفرع‬ ‫عن حكمهم قطعا لا يحتاج إلى دعوى نكران الرجم‪ .‬ولكن الأمر عندي‬ ‫ليس كما يتوهم وإنما زعم من يزعم من قومنا أن الخوارج ينكرون الرجم فيه‬ ‫مغمز‪ .‬لكنه يعود على الزاعمين بطامة؛ وذلك أن قومنا رووا أنه كان مما يتلى‬ ‫‪97‬‬ ‫تي كتاب النه في سورة الأحزاب‪" :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة‬ ‫نكالاً من الله والله عزيز حكيم فأكلته العنزة"‪ .‬فيترتب على هذه المقالة أن‬ ‫القرآن وقع فيه نقص والعياذ بالله‪ .‬وهذه الطامة تلازمهم وإن فروا منها‪ ،‬بزعم‬ ‫أن ما نسخ لفظه بقي حكمه‪ .‬ولكن أصحابنا يقولون‪ :‬الرجم فرض لا من‬ ‫القرآن ولكن من الحديث‪ .‬فقد روى الحافظ الحجة الإمام الربيع فين صحيحه‬ ‫عن الإمام جابر بن زيد‪" :‬الاستنجاء‪ ،‬والإختتان‪ ،‬والوترك والرجم‪ ،‬سنن‬ ‫واجبة"‪ .‬فصان الله الأصحاب من الخطلك والحمد لله وصلى الله على سيدنا‬ ‫محمد غ وعلى آله وصحبه‪.‬‬ ‫أبو إسحاق إبراهيم اطفيش‬ ‫‪08‬‬ ‫الملحق ]] ‪ -‬جدول المقارنة بين الإباضية والخوارج‬ ‫الخوارج‬ ‫الاباضية‬ ‫الفوارق‬ ‫الخوارج‬ ‫اهل الدعوة والاستقامة‬ ‫التسمية‬ ‫رفضوا التحكيم وامارة‬ ‫رفضوها مع مساندة علي كأمير‬ ‫التحكيم (بين‬ ‫علي‬ ‫للمؤمنين‬ ‫معاوية وعلي)‬ ‫حروب واستحلال دماء‬ ‫الخروج من النزاع والتصدي‬ ‫مواقفهم بعد‬ ‫وعنف‬ ‫للدعوة‬ ‫التحكيم‬ ‫قتل القاتل‬ ‫البراءة وادانة القاتل‬ ‫م ق ت ل علي‬ ‫حرب وبراءة وقتال‬ ‫الوفاء لعلي واهله والاعتزال‬ ‫عفهملبعدي‬ ‫مواق‬ ‫رفض كل حوار‬ ‫مع العلماء والامويين‬ ‫الحوار‬ ‫وضع عقائد منافية‬ ‫توافق مع القرآن والسنة‬ ‫العقيدة‬ ‫لنصوص الإسلام‬ ‫(مؤلفات)‬ ‫احاديث موضوعة (شتم‬ ‫الربيع بن حبيب اول جامع‬ ‫الحديث‬ ‫وقذف)‬ ‫للأحاديث المتفق عليها‬ ‫(معارض للخوارج)‬ ‫كل عقيدة مخالفة لهم‬ ‫النطق بالشهادة تحرم الدماء‬ ‫موقفهم تحاه‬ ‫تعتبر شكا فنالدماء‬ ‫والاموال والاعراض (هم قومنا)‬ ‫والاموال والاعراض‬ ‫الاخرى‬ ‫مستباحة‬ ‫مشرك فالدماء والاموال‬ ‫كافر والدماء غير مستباحة‬ ‫والاعراض مستباحة‬ ‫كل عمل او عقيدة‬ ‫مشرك ‪ :‬دمه وماله وعرضه مباح‬ ‫مخالفة لهم تعتبر شرك‬ ‫كافر كفر نفاق‪ :‬يعامل‬ ‫فالدماء والاموال‬ ‫كالمسلم ويترك امره لله‪.‬‬ ‫والاعراض مستباحة‬ ‫البراءة والاستتابة‬ ‫كفر نعمة‪:‬‬ ‫المشرك يؤمن ويخلى سبيله‬ ‫‪18‬‬ ‫حللوا الحرام وحرموا‬ ‫شرك‘ فالدماء والاموال‬ ‫عليل محرم او تحريم‬ ‫الحلال فهم مشركون‬ ‫مستباحة‬ ‫واراقة‬ ‫جور‬ ‫سلطة‬ ‫لا‬ ‫الخلافة أفضل ‪ -‬الملك الظالم‬ ‫الحكم الملكي‬ ‫بتأاويلات خاطئة‬ ‫للدماء‬ ‫بالمعنى الشرعي لا تحق طاعته‬ ‫خروج على علي‬ ‫مذهب قرآني سني؛ خروج عن‬ ‫الملة او الشريعة‬ ‫رقة‬ ‫الأزا‬ ‫ومعاوية‪.‬‬ ‫علي لا عليه‪ ،‬خروج على‬ ‫والصفرية والنجدية‬ ‫معاوية} واعتزال‬ ‫ومعاوية هم الخوارج عن‬ ‫الإمامة الشرعية والشريعة‬ ‫اعترفوا وصرحوا بما‬ ‫أطلقها معاوية ولم يعترف بما‬ ‫صفة ا لخوا رج‬ ‫أهل الدعوة‬ ‫علماء©‬ ‫قتلوا معارضيهمہ‬ ‫لم يعلنوا الحرب على أحد بل‬ ‫‏‪ ١‬لحرب وا لعنف‬ ‫نساء‪ ،‬وذرية‬ ‫دعوا إلى الحوار والإقناع‬ ‫المخالف يقتل‬ ‫‪.‬لا إكراه في الدين‬ ‫حرية المعتقد‬ ‫لا يجوز مع مخالفيهم‬ ‫جائز مع جميع الموحدين‬ ‫الزواج والإرث‬ ‫لا آثار هم‬ ‫اول جمع للحديث نسبت‬ ‫العلوم والثقافة‬ ‫اغلب مؤلفاتحم إلى الخوارج؛‬ ‫واكثرها اتلف حرقا‬ ‫لدولة ولا‬ ‫لا وجود‬ ‫إمامات صغيرة في العراق ثم‬ ‫الإمامة‬ ‫ولا تاريخ إلا‬ ‫حضارة‬ ‫شمال‬ ‫ليبيا‪ .‬فالرستميون ق‬ ‫التخريب‬ ‫إفريقياء وسلطنة في عمان‬ ‫لا آثار فهم‬ ‫‪ 7‬قصور في مزاب ‪ -‬سلطنة في‬ ‫العمران والنظا م‬ ‫عمان‪ -‬آثار في افريقيا‬ ‫الاجتما عي‬ ‫الاندلس‬ ‫‪28‬‬ ‫الملحق []] ‪ -‬جدول المقارنة بين الإباضية والمالكية‬ ‫المالكية‬ ‫الاباضية‬ ‫الفوارق‬ ‫تقال جهرا عند كل تلاوة‬ ‫‏‪ ١‬لما تحة‬ ‫بعد‬ ‫‏‪ ١‬لت مين‬ ‫تقرأ سرا او لا تقرأ‬ ‫تقرا جهرا في بداية كل سورة‬ ‫البسملة‬ ‫تأويل لبعض المتناقض‬ ‫‪ 3‬رواة‪ ،‬والمتناقض مع القرآن‬ ‫ا لصحيح‬ ‫الحد يث‬ ‫مع القرآن‬ ‫مرفوض‬ ‫الاستنجاء بالماء يكفي‬ ‫الاستنجاء‬ ‫الاستبراء باليابس غ‬ ‫الطهارة‬ ‫فرضان‬ ‫ترك الرفع سنة‬ ‫رفع الأيدي عند‬ ‫تكبيرة الإحرام‬ ‫لا تكفي للفوز بالجنة} العمل‬ ‫شهادة أن "لا الاه‬ ‫الصالح شرط‬ ‫ارله ""‬ ‫إلا‬ ‫المعاصي ش‬ ‫جهنم قدر‬ ‫حتى للمؤمن العاصي إن لم‬ ‫الخلود قي النار‬ ‫الخروج‬ ‫يتب قبل الغرغرة‬ ‫حق للناطق بالشهادة‬ ‫إن أذن الله بما وليست مضمونة‬ ‫الشفاعة‬ ‫لا غفران لمشرك اوكافر‪،‬‬ ‫لا غفران لمشرك ولا لكافر او‬ ‫الغفران‬ ‫مرجو لمرتكب الكبائر‬ ‫مرتكب الكبائر بدون توبة (إلا‬ ‫بدون توبة‬ ‫ما شاء الله)‬ ‫جائزة لكل مسلم‬ ‫لا يقوم بما الإمام‬ ‫الصلاة على الميت‬ ‫المرتكب للكبائر‬ ‫تأويل الآية‬ ‫حسب‬ ‫مرجوة‬ ‫مستحيلة لنفي التشبيه‬ ‫رؤية الخالق يوم‬ ‫من السورة ‪57‬‬ ‫‪22‬‬ ‫والتبعيض والتحديد‬ ‫القيامة‬ ‫كلام الله من ذاته‬ ‫كلام الله مخلوق منزل‬ ‫القرآن‬ ‫جائز او مكروه‬ ‫محرم منذ قرون حسب الآية‬ ‫‏‪ ١‬لتبغ وما شاحه‬ ‫‪ 7‬من السورة ‪7‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الملحق ‏‪ - [٧7‬أهم آثار العلامة الشيخ محمد بن يوسف اطفيش‬ ‫(القطب)‬ ‫ترك العلامة القطب رحمه الله مكتبة زاخرة تناولت مواضيع شتى من‬ ‫أهمها العناوين التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬التفسير‬ ‫هميان الزاد إلى دار المعاد‪ 41 :‬مجلدا (طبع سلطنة عمان)‬ ‫ه‬ ‫تيسير التفسير‪ 7 :‬أجزاء (الطبعة الثانية عمانية ‪ 01‬مجلدات)‬ ‫ه‬ ‫الناس‬ ‫سورة‬ ‫إل‬ ‫الرحمن‬ ‫سورة‬ ‫من‬ ‫الأمل‪:‬‬ ‫يوم‬ ‫داعي العمل إلى‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫(خطوط في ‪ 4‬مجلدات)‬ ‫طبعة حجرية‬ ‫ورش"‬ ‫رسا لة في قراءة ورش ! حرف‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الحديث والسيرة‬ ‫‪-‬‬ ‫ه ترتيب الترتيب ‪ -‬طبعة حجرية‬ ‫وفاء الضمانة بأداء الأمانة فى ‪ 3‬أجزاء (الطبعة الثانية عمانية‬ ‫ه‬ ‫في ‪ 6‬أجزاء)‬ ‫جامع الشمل في حديث خاتم الرسل (الطبعة الثانية‪ ،‬ببيروت)‬ ‫ه‬ ‫السيرة الجامعة من المعجزات اللامعة (طبعة حجرية و عصرية)‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ه الغسول من أسماء الرسول (طبعة حجرية)‬ ‫ه رسائل الصلاة على النبي تن (مخطوط)‬ ‫الفقه والأصول‬ ‫‪-‬‬ ‫شرح مختصر لكتاب "العدل والإنصاف"‪ ،‬لأبي يعقوب‬ ‫ه‬ ‫الوارجلاني (خطوط)‬ ‫‪ 2‬أجزاء (طبعة حجرية)‬ ‫شرح كتاب الدعائم‬ ‫‪.‬‬ ‫كتاب الجامع الصغير ‪ 3‬أجزاء (جامع الوضع والحاشية قديما)‬ ‫طبعة عصرية‬ ‫شامل الأصل والفرع‪ 2 ،‬أجزاء (طبعة عصرية)‬ ‫شرح كتاب النيل وشفاء العليل‪ ،‬للشيخ عبد العزيز الثميني‪،‬‬ ‫(نقه مقارن) الطبعة الثالثة ‪ 71‬مجلدا‬ ‫الذهب الخالص (الطبعة الثانية)‬ ‫مختصر شرح النيل في موضوع الحقوق والبيوع‪( ،‬خطوط)‪.‬‬ ‫الإيضاح‬ ‫من كتاب‬ ‫الصلاة‬ ‫باب‬ ‫شرح‬ ‫الفلاح‪،‬‬ ‫على‬ ‫حي‬ ‫للشماخي ‪( -‬مخطوط)‬ ‫شرح عقيدة التوحيد لأبي حفص عمرو بن جميع (طبعة عمان)‬ ‫انتحفة والتوءم قي علم الفرائض‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ _-‬علم الكلام‬ ‫لللهتو۔عيل‬ ‫ه‬ ‫شرح عقيدة التوحيد لأبي حفص عمرو بن جميع (طبعة عمان)‬ ‫حاشية الموجز لأبي عمار عبد الكان (مخطوط)‬ ‫حاشية شرح النونية لعبد العزيز الثميني (مخطوط)‬ ‫شرح عقيدة تبغورين (مخطوط)‬ ‫شرح معالم الدين لعبد العزيز الثميني (مخطوط)‬ ‫الحجة في بيان الحجة في التوحيد بلا تقييد (طبعة حجرية)‬ ‫إيضاح المنطق في بلاد المشرق (مخطوط)‬ ‫إزهاق الباطل في العلم الماطل (طبعة حجرية)‬ ‫اللغة العربية ‪.‬‬ ‫نظم المغني وهو أول تأليف له (خطوط)‬ ‫شرح شواهد القزويني (خطوط)‬ ‫شرح شواهد قواعد الإعراب (مخطوط)‬ ‫حاشية شرح الأجرومية للداوودي (خطوط)‬ ‫‪58‬‬ ‫ه فك المعانن من ربقة المعاني (خطوط)‬ ‫بيان البيان‪ ،‬في علم البيان (مخطوط)‬ ‫ه‬ ‫ه ربيع البديع في علم البديع (مخطوط)‬ ‫ه إيضاح الدليل إلى علم الخليل في العروض (مخطوط)‬ ‫كتاب الرسم في تعليم الخط (الطبعة الثالثة)‬ ‫ه‬ ‫ه شرح شواهد القزويني (خطوط)‪.‬‬ ‫الجنة فى وصف الجنة‬ ‫ه‬ ‫التاريخ والسير‬ ‫‪-‬‬ ‫ه كشف الغمة في شرح لامية بن النظر (خطوط)‬ ‫‏‪ ٠‬مسائل السير (خطوط)‬ ‫ه الإمكان فيما جاز أن يكون أوكان (طبعة حجرية)‬ ‫ه الرسالة الشافية في بعض تواريخ أهل ميزاب (طبعة حجرية)‬ ‫ه شرح نونية المديح (خطوط)‬ ‫‪ -‬الفلك والحساب‬ ‫مسلك الفلك (مخطوط)‬ ‫ه‬ ‫ه شرح القنصادي (مخطوط)‬ ‫متفرقات‬ ‫‪-‬‬ ‫ه إزالة الاعتراض عن محقي آل إباض‬ ‫ه الرد على العقبي الطاعن في الدين (طبعة عصرية)‬ ‫أساس الطاعات لجميع العبادات (طبعة عصرية)‬ ‫ه‬ ‫القنوان الدانية في مسألة الديوان (طبعة عصرية)‬ ‫ه‬ ‫ه جواب في ملل أهل الكتاب وأهل الشرك (طبعة حجرية)‬ ‫ه شرح شواهد الوضع (مخطوط)‬ ‫تقريرات على كتاب المعلقات (طبعة حجرية)‬ ‫ه‬ ‫ه شرح كتاب الزكاة (خطوط)‬ ‫‪68‬‬ ‫العمارات فن البناء (مخطوط)‬ ‫مختصر كتاب‬ ‫الرد على الإنجليزي (طبعة حجرية)‬ ‫الرد على الصفرية والأزارقة (طبعة حجرية)‬ ‫رسالة في حكم الدخان والساعوت (طبعة حجرية)‬ ‫أصل الطلب ‪( -‬طبعة حجرية)‬ ‫تحفة الحب ق‬ ‫شرح لغز الماء (طبعة حجرية)‬ ‫جواب لعلماء مكة (طبعة حجرية)‬ ‫‪78‬‬ ‫الملحق ‏‪ - ٧7‬الهيكل الاجتماعي قي وادي مزاب‬ ‫الفرع الاجتماعي‬ ‫‪35‬‬ ‫'‘‪':‬۔ ي‬ ‫‪ .‬زد‪:‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫=‬ ‫تت‬ ‫) ت‬ ‫[ اردت ]‬ ‫|‬ ‫‪.7‬‬ ‫) لاومنة (العرف ۔ ا۔۔'۔‪ .‬التام)‬ ‫[‬ ‫إمصوردان (ينظة)‬ ‫|‬ ‫ل_ ‪..‬‬ ‫[‬ ‫) إمكراس (التطوع ۔ الأشسنل العامة)‬ ‫) تيمسيريدين (شزون نسه) ]‬ ‫لا تتولى إلا الرعاية‬ ‫أصبحت هذه الميأة منذ نشأة الدولة الجزائرية عام ‪2‬‬ ‫الاجتماعية والروحية‪ ،‬والتعليم العربي الإسلامي‪.‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‏]‪ - ٧7‬إسلام إ‬ ‫الملحة‪.‬‬ ‫فريقيا والأندلس آثار الإباضية البربر‬ ‫(خلاصة لدراسة أجراها ب‪ .‬ب‪ .‬راي ول‪ .‬بيرجي) [‪]22‬‬ ‫المقدمة‬ ‫يطلعنا هذا البحث المعمق على الإشعاع الكبير للفكر الإباضي في الشرق‬ ‫الأقصى والأوسط وكذا تأثيره على إفريقيا والأندلس‪ .‬وتعنى هذه الدراسة‬ ‫بالجوانب الاقتصادية والثقافية أكثر من الجوانب الدينية‪ .‬لكن الكاتبان أخلطا‬ ‫كما فعل اغلب المؤرخين بين الخوارج والإباضية‪ ،‬ثم صححا ذلك الخطأ في‬ ‫سياق الديٹ‘‪ ،‬وأبرزا بعض الحقائق التي فرضت نفسها‪ .‬وهذه بعض‬ ‫المقتطفات من خلاصة ما قالا‪.‬‬ ‫الفتح الإسلامي وظهور بعض العلماء الأفارقة‪٥‬ة‏‬ ‫‪-‬‬ ‫عثر على مصادر مجهولة من كتب قديمة للمذهب الإباضي تشهد على‬ ‫وجود علاقات وطيدة بين الإمامات الخارجية لطرابلس (‪ )657.167‬وتيهرت‬ ‫(‪ )677.909‬وسجلماسة (‪ )757059‬من جهة والحركات السياسية لبلاد‬ ‫السودان والاندلس من جهة أخرى؛ وبالأخص مع غانا وقاو وقانم ‪ ..‬نشات‬ ‫هذه العلاقات بواسطة السفارات وعن طريق المبادلات التجارية للذهب‬ ‫والعبيد‪ ،‬على طول المسالك‪ :‬تيهرت‪:‬۔ سجلماسة اودقاست ‪ .‬غانا شرقا؛‬ ‫وبين تيهرت ‪ .‬وارجلان ۔ تادمكا ‪ .‬قاو في الوسط؛ وطرابلس‪ -‬زاويله ‪.‬كاوار‬ ‫‪.‬كانم غربا‪ .‬فساهم الإباضية في استقطاب جزء كبير من سكان الساحل‬ ‫العاملين في تلك الشبكات التجارية إلى الديانة الإسلامية! وبالأخص‬ ‫جماعات الصونيكي القاطنين في إقليمي اوداقاست وغانا‪]4[.‬‬ ‫‪ 0٥‬خلاصة غير تام‬ ‫ة للمؤلف "بيار فيليب راي" نشرها لوران بيرجي في‪0102/30/51 ‎‬‬ ‫اة ليويسكي ‪2691‬‬ ‫‪92‬‬ ‫إذا كان علماء الإباضية قد لعبوا دورا تاريخيا مهما في فتح مسالك جديدة‬ ‫عنطريق القوافل فايلصحراء أو الأساطيل في المحيط الهندي لنشر التطور‬ ‫العلمي والتقني‪ ،‬فإن العلماء المنضوين تحت لواء التيار السني والشيعي قد‬ ‫لعبوا كذلك دورا لا يستهان به في إنشاء الدويلات والمملكات جنوب‬ ‫الصحرا‪ ،‬ونشر الأساليب المركزية في الحكم الموروث عن الشام‪.‬‬ ‫لقد أعطى علماء الإباضية الأولية للتنمية والعلوم والتقنيات الضرورية‬ ‫لتهيئة الأقاليم الكبرى في الصحاري للحركات التجارية البعيدة المسافات وعبر‬ ‫نظام‬ ‫البحار‪ .‬فشجعوا عمارة الصحراء الكبرى وبلاد الساحل بواسطة‬ ‫الفوقارات“ وغرس الواحات‪ .‬كما ساهموا في التحكم في الملاحة وهندسة‬ ‫المراسي وفي البناء الحضري والمعابد الدينية حول البحر الأبيض المتوسط من‬ ‫طرف بني مزاب في بلاد المغرب‪ ،‬وحول البحر الأحمر والمحيط الهندي من‬ ‫طرف الإباضية اليمنيين والعمانيين والزنجباريين‪ .‬لقد تألقوا قي الابتكارات‬ ‫التقنية كاستغلال مناجم الذهب©‪ ،‬وفي غزل ونسيجالقطن‪ .‬كما كانوا أول‬ ‫من وضع برامج تعليمية لمنظومات مدرسية تدرس فيها‪ ،‬إلى جانب العلوم‬ ‫الشرعية‪ ،‬علوم الفلك والرياضيات والطب والجغرافيا‪ .‬فساهموا بذلك في إبطال‬ ‫الشعوذة السحرية‪ .‬لقد رقوا آداب العمل وأسلوب التقشف والزهد والابتعاد‬ ‫عن البذخ والاستهلاكية‪ .‬كما شجعوا على استثمار رؤوس الأموال في‬ ‫القطاعات المنتجة والتجارة‪ .‬ثم اجتهدوا في بناء نظام قبلي ديمقراطي‪ ،‬عوضا‬ ‫العشائرية البربرية‬ ‫عن نمط الدولة الإسلامية المركزية‪ .‬فاقتبسوا مانلمجالس‬ ‫(الجماعة) أو من النظام الطبقي الوراثي لدى الدويلات القروية المستقلة‬ ‫"السواحلية" (وان قواونة)‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬استغلال مجاري المياه السطحية تحت الرمال‬ ‫‪09‬‬ ‫ومن آثار ذلك الإبداع الحضاري والثقاني‪ ،‬استحداث لغة السواحلية في‬ ‫شرق إفريقيا‪ ،‬ولغة "أزير" ي إفريقيا الغربية‪ .‬وهي عبارة عن مزيج من اللغة‬ ‫السونيكية‪ ،‬والبربرية والعربية‪]11[ .‬‬ ‫وبعد اعتناقها للإسلام الذي وصلها على طريق دعاة البصرة ذوي الأصل‬ ‫الفارسي نشرت تلكم الشبكات الإباضية الشرقية والغربية» إسلاما متسامحاء‬ ‫واجتهدت من أجل إقامة إمامة اختيارية غير وراثية‪.‬‬ ‫جاء اعتناق هذه الشعوب للمذهب الإباضي نتيجة جهود الدعاة‬ ‫الخمسة المعروفون ب"حملة العلم" قادموا من إقليم البصرة مركز التجارة آن ذاك‬ ‫وملتقى الحضارات الفارسة و الإغريقية و المندية والمالويةة_‪ .‬أرسى أحد‬ ‫هؤلاء العلماء الدعاة والقائد المتمرد‪ ،‬قواعد التسامح في بلاد المغرب‘ بعد‬ ‫تأسيسه للدولة الرستمية بتاهرت‪ .‬فازدهرت المناظرات بين فقهاء وفلاسفة‬ ‫الديانات السماوية الموحدة؛ فشجع ذلك على تبادل المعارف العلمية‬ ‫والتقنية‪ .‬لقد أحصى لويسكي في تلك الفترة أسماء كثيرة لأدباء ومثقفين‬ ‫وعلماء في مزاب و تاهرت و وارجلان من مسيحيين و مسلمين و يهود‪.‬‬ ‫فكان نفوذ الطريقة الرضانية في القرن الثامن مثلا‪ ،‬يمتد الى مدينة طمبوكتو‪.‬‬ ‫إن نظام تيهرت الذي قاوم المملكة العباسية في الشرق‪ ،‬ساهم في تأسيس‬ ‫الإمارة الأموية بالأندلس وآزرها ضد أغالبة القيروان وأدارسة فاس التابعين‬ ‫للخلافة المركزية؛ وقد منح الحماية لمؤسسها عبد الهمام عند انشقاقه وهروبه‪.‬‬ ‫بعد استعراضه لما يسميه "طريق المنطق الجامع" الممتد من تاهرت الى‬ ‫صقيلية مرورا بالأندلس الأموية يرى بيار فيليب أنه كان من الممكن إنشاء‬ ‫فضاء ثقافي موحد في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط‪ ،‬بعيدا عن الاختلافات‬ ‫المسيحية والإسلامية‪ ،‬لولا تصدي رجال الدين والأمراء الصكصون‬ ‫والأنقلوصكصون ضد نحضة المانيا وصقيلية} في فترة التوسع المنغولي‪.‬‬ ‫‪ 33‬لقد جاء في سياق الحديث عن حملة العلم ان هؤلاء العلماء رحلوا من المغرب الإسلامي لانتهال‬ ‫لمواطنهم للدعوة والتعليم‪.‬‬ ‫وعادوا‬ ‫العلم من أنمة البصرة‬ ‫‪19‬‬ ‫إن مختلف المذاهب الخارجية حتى وإن اشتهرت بصفاء اخلاقها وبقيم‬ ‫الظلم‬ ‫الثورة ضد‬ ‫المساواة‪ .‬قد عرفت كذلك بتشددها والشعور بواجب‬ ‫السياسي‪ .‬غير أنه يجب التفريق بين التيارات المتطرفة التابعة للشام والجزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬التي تعتبر الجهاد سادس ركن في الإسلام (كالأزارقة الذين أجازوا‬ ‫القتال الديني والنجدية الذين استولوا على الحكم بالسلاح)ء من جهة‬ ‫والتيارات المعتدلة التي وقفت ضد العنف (الجهاد) في المغرب واليمن وعمان©‬ ‫مثل الصفرية والإباضية‪ ،‬ومن بينهم النكارية وبنو مزاب البربر)‪ .‬ولقد تبرا‬ ‫هؤلاء من الجريمة السياسية وأنكروا قتل النساء والأطفال والعصاة‪ .‬بل اختاروا‬ ‫البقاء في الكتمان حرصا على حفظ العقيدة وثمنوها؛ ثم عبروا عنها في‬ ‫مؤلفاتمم الفردية فأعطوا الأهمية للمواهب الشخصية وعاملوا كل الموحدين‬ ‫بالمساواة بغض النظر عن أماكن ولادتهم أو قوتهم أو أصولهم أو ثروتىم‪ .‬إن‬ ‫أتباع طوائف البربر للمذهب الخارجي بداية من النصف الأول من القرن‬ ‫الثامن ومقاومتهم السياسية للخلافة الأموية‪ ،‬قد يفسران توقف التوسع السني‬ ‫والعربي في أوروبا وفرنسا‪ ،‬إضافة إلى ما فعلته معركة بواتييه التي قادها شارل‬ ‫مارتيل سنة ‪ .237‬إن الثورات الإباضية البربرية الى وقعت ضد السنيين‬ ‫العرب ما بين ‪ 427‬والمقاومة الكبرى لسنة ‪ 2470‬في شمال إفريقيا‪ ,‬قد‬ ‫توسعت إلى شبه الجزيرة الأيبيرية‪ .‬وذلك طوال الغزو الأموي للأندلس‪ .‬لقد‬ ‫كادت الأفواج البربرية الحديثة بالإسلام (مثل جيوش طارق بن زياد المكونة‬ ‫أساسا من الإباضية البربر)» أن تطرد جيوش السنيين الأمويين من اسبانيا‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ستمية في شمال إفر يقيا‬ ‫الدولة ‏‪١‬‬ ‫خارطة‬ ‫‪_-‬‬ ‫آ‬ ‫‪١‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تي‬ ‫م‪:‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪5‬ر‬ ‫‪93‬‬ ‫الملحق ‏‪ - ٢7111‬مواطن الإباضية بعد الدولة الرستمية‬ ‫‏"‪[٠[٥]١‬الةا=‪(٥/:٢٦:117٦:٢‬‬ ‫آ‬ ‫‪94‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪,‬مض ¡م حسمو م ‪,‬مل يهي هنل‬ ‫) ‪01‬‬ ‫ا(‬ ‫حي ¡م ‪,‬مض ك مإ يي ج‬ ‫ث( اح ‪ 7‬ع‬ ‫‪,‬ركسم رمج‬ ‫مض ‏‪, ٨‬رغصل ضض‬ ‫"( )ح‪ 1‬؟ ‪6‬‬ ‫رغفبجك ؟ ‪!.‬‬ ‫(‪09)‎ ٥‬وو ‪0٢ ٢‬‬ ‫‪٨7‬‬ ‫‪‎ 52‬ي‬ ‫‪‎ +- ٢69٥‬ڵ<‪-٢89٧/‬ء‪}9‬‬ ‫مم م‬ ‫! ‪8‬وو ء‪8‎ -‬ع‬ ‫موك مجح‬ ‫ص م ةم ؛محصوتل _ بم ك‬ ‫‏‪- ٥‬و ج× ‪. 7‬جع‬ ‫ض ‏‪ ٣‬هم بع‬ ‫‏‪ + - :٦٥7 0‬ي ¡‪:‬محنج ‪9:‬‬ ‫‪-+‬‬ ‫م‬ ‫دم‬ ‫‪ .‬ب يع من ؟ ب‪ -‬جح يل‬ ‫‪ 4‬مب۔۔>‬ ‫¡جض م‬ ‫ع[ يجي جم‬ ‫< جح ح ؟ ‪-‬‬ ‫‪:‬مجوه ‏رم‪٢+‬‬ ‫محم هيع ر" ‪.‬۔ععص‬ ‫ع× يج ح ‪ [] -+‬‏‪٥٩9٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫زهي م‬ ‫ح]‬ ‫‏‪ ٥‬حو ‪ 8 47‬ء‪ ]1¡ -‬جم‬ ‫۔‪-‬ح‬ ‫۔ ۔ ۔‬ ‫۔_‪.‬۔۔۔۔‪.‬۔ ‪.‬‬ ‫۔۔۔_۔۔ ۔‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫عه _ سو ‪,‬مب‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 [× - 7‬‬ ‫مجك‬ ‫ة ‪.‬حم ‏‪ :+ ٥‬غذ م=دح“‬ ‫(حم)‬ ‫‪96‬‬ ‫حم‬ ‫‏‪ ٣‬مخ ج‬ ‫ضح‬ ‫‘) ‪0‬ح]‪) / 1‬ج‪ < 101‬ع‪ / +1‬ح‪6‬ع"‬ ‫ممت ؛مجتبل ة ه‪1‬ك ص ح [طك‬ ‫ك‬ ‫) (‪611‬‬ ‫‪,‬ض‬ ‫ة رمحم ‪-‬هب‬ ‫‪,‬هجض ¡م ‪6‬محنسكد‬ ‫‪ 2‬نات (‪37‬‬ ‫و ؟وسحم رمحم ‪++‬‬ ‫خ غ رغص‬ ‫عم ‏‪٥‬‬ ‫( ‪) / 201‬ع‪ [60‬ث ‪: /: :‬ر‬ ‫ح م؛)صتي مكمي ورتم‬ ‫) “ ()‪91‬‬ ‫مح رتم‬ ‫(‪ " )1‬كك‪1‬‬ ‫الملحق × ‪ -‬المسلسل التاريخي لانتشار المذهب الإباضى (خريطة)‬ ‫الإباضي بين الم‬ ‫للمذهب‬ ‫المسلسل التا ريخي‬ ‫المغر دب‬ ‫ق و‬ ‫‪1022‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪. 9‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪771‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ٥‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٥‬ه‪‎‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪7‬‬ ‫>‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ہ‪‎‬‬ ‫<_‘"‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫`‪7‬‬ ‫‪‎ ٠‬ج‪٩‬‬ ‫‪%,‬‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫حث‪‎‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫_‬ ‫ز‬ ‫`‬ ‫م‬ ‫‪ ٨.١‬ب“؛_‘`‪‎‬‬ ‫<‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٠١‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"٨٦: :‬‬ ‫[(‬ ‫‪.‬‬ ‫“‪_}.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫`‬ ‫‪"٧‬‬ ‫زده‪‎‬‬ ‫‪".‬‬ ‫!‬ ‫‪- .‬‬ ‫«‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4٦‬‬ ‫‏`‬ ‫سك‬ ‫ساه‪.‬‬ ‫رك‬ ‫متدن‪.‬ار‬ ‫سصتد‪“.‬‬ ‫د‬ ‫سقسر‬ ‫۔‬ ‫سس‬ ‫‪97‬‬ ‫بوادي مزاب‬ ‫‪ -‬شواحد ما قبل التا ريخ لبتى مصعب‬ ‫الملحق ج‬ ‫عثر صدفة على خمسة كنوز لصور صخرية بمنطقة بريان على بعد ‪ 04‬كم‬ ‫غرب غرداية! حسب وكالة الأنباء الوطنية الجزائرية‪.‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪.‬‬ ‫آ‬ ‫!‬ ‫‪.‬۔ا؛'‪,‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ومن المعلوم أن عدة صور صخرية توجد منتشرة في النواحي التالية‪:‬‬ ‫أوخيرة (تاجنينت _ العطف)‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬إنتسا ومومو بآت إزجن (بني يزجن)‬ ‫القصر العتيق بابا السعد تاغرداية (غرداية)‬ ‫‪-‬‬ ‫سيدي مبارك أت إبرقان (بريان)‬ ‫‪-‬‬ ‫أتفات الكاتبة‪ ،‬ضاية بن ضحوة‬ ‫‪-‬‬ ‫على طول ضفتي واد مزاب‪.‬‬ ‫ه ا\‬ ‫‪201‬‬ ‫‪...... 4.‬يي۔‪.‬يي‪.‬۔‪.‬ه‪.‬۔ببح۔ب۔۔‪.‬۔‬ ‫‪ 2-‬مسجد "ليمس _ أجيم" بجربة (تونس) ‪ -‬مدرسة العلماء الإباضية المغاربة‬ ‫مركزا‬ ‫كان‬ ‫أقدم مسجد في الجزيرة‪.‬‬ ‫وهو‬ ‫الإسلام؛‬ ‫عند وصول‬ ‫الى مسجد‬ ‫ثم حول‬ ‫الو سطى؛‬ ‫القرون‬ ‫كنيسة في‬ ‫كان‬ ‫علميا هاما موعهدا لتكوين العزابة‪ .‬وفي القرن ‪ 310‬استقبل أعلاما من الإباضية أمثال‪ :‬الشيخ عمي سعيد الجربي‪ ،‬مؤسس‬ ‫حلقة العزابة في وادي مزاب‘ والشيخ سليمان الشماخي مؤلف العديد من أمهات الكتب‘‪ 6‬والشيخ سليمان الجدوي صحفي‬ ‫المقاومة في تونس وآخرين كثيرين‪ .‬واعيد بناءه عام ‪ 0791‬لكن هندسته قد غيرت عن أصلها‪.‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪ 3-‬صومعة لمسجد إباضي في طمبوكتو (مالي)‬ ‫‪104‬‬ ‫‪ 4‬مدن مزاب قبل نزوح البدو الرحل إبان الحرب التحريرية‬ ‫أسواررر حصين‪-‬ة موأ ‏‪٠‬ربوا ‏‪٠‬ب مغلقة ل ‪-‬يلا (أت إيزج۔س)‬ ‫‪٠‬‬ ‫غر‪‎‬‬ ‫‪105‬‬ ‫مليشت)‬ ‫آت‬ ‫إيزنجن‬ ‫(أت‬ ‫مدن ‏‪ ١‬وواحات‬ ‫‪-‬‬ ‫مزاب‬ ‫‪ 5-‬قصور‬ ‫(والوادي الذي التهمه الإسمنت في أواخر القرن الماضي)‬ ‫‪106‬‬ ‫‪ 6-‬صومعة إباضية في متليلي قبل ‪6491‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪ 7‬القرارة ‪ -‬موكب صلاة العيد من المسجد الكبير إلى المصلى‬ ‫م‬ ‫حلقة العزابة)‬ ‫تتصدره‬ ‫اخياة الجديد‬ ‫معهد‬ ‫خلف‬ ‫(ثي البطحاء‬ ‫‪108‬‬ ‫] (‬ ‫‪ 2 5‬ر‬ ‫سنة‬ ‫حس‬ ‫ةق۔ے‬ ‫‪3 -‬‬ ‫معد ا‬ ‫ضي‬ ‫) د حت‬ ‫‪109‬‬ ‫حمسحا۔‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ .‬عذ‬ ‫صمه‬ ‫()_‬ ‫‪110‬‬ ‫وتشبه غردا ية ق هندسة المياه‬ ‫الة‬ ‫‪ (10-‬إيلشي ‪ -‬واحة في إسبانيا‬ ‫‪111‬‬ ‫‪ - 11‬تقسيم المياه قي إيلشى يشبه تقسيم المياه قى واحات مزاب‬ ‫‪211‬‬ ‫المراجع‬ ‫علامتها في النص‪]... 1-11.[ :‬‬ ‫علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في الجزانر (المطبعة العربية _ غرداية‬ ‫سم‬ ‫_ الجزانر)‬ ‫علي يحيى معمر ‪ -‬‏‪ ١‬لإباضية _ در اسة معمقة في اصولهم (المطبعة‬ ‫د(‬ ‫العربية‬ ‫الشيخ ابو الربيع سليمان الباروني‪ :‬مختصر لتاريخ الإباضية‬ ‫را‬ ‫ومراجع إباضية‬ ‫جمعية التراث القرارة‪ :‬دراسات وبحوث‬ ‫م‬ ‫جمعية التراث القرارة‪ :‬معجم الاعلام الإباضية‬ ‫ها‬ ‫قرحات الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري في العقيدة الإباضية (التراث _‬ ‫‏‪٩2‬‬ ‫القر ارة‬ ‫معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ (المكتبة العربية _‬ ‫علي ب‬ ‫لبه‬ ‫‪.‬‬ ‫غرداية)‬ ‫محمد ناصر‪ :‬حلقة العزابة (التراث ‪ -‬القرارة)‬ ‫‏‪٥٥‬‬ ‫محمد ناصر‪ :‬الفكر السياسي عند الإباضية (التراث _ القرارة)‬ ‫ما‬ ‫يحيى بكوش‪ :‬فقه جابر بن زيد (التراث _ القرارة)‬ ‫مم‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ابو زكرياء يحيى‪ :‬كتاب الوضع‬ ‫مم‬ ‫همم‬ ‫مم‬ ‫الشيخ بالحاج ‪ :‬فتاوي ‏‪ ١‬لإمام الشيخ إبرا هيم بيوض‬ ‫بكير محمد‬ ‫د(‬ ‫الشيخ بن أبي متا‪ :‬الجامع الصحيح لمسند الإمام الربيع بن حبيب‬ ‫مم‬ ‫لها‬ ‫الدولة الرستمية‪ :‬إبراهيم بحاز ‪ -‬الطبعة ‪( - 2‬لآفوميك)‬ ‫همر‬ ‫ط‬ ‫صالح بن داود بافولولو‪ :‬من لا يعرف الإباضية ‪ -‬الواحات ۔ غرداية‬ ‫هم‬ ‫ها‬ ‫يوسف بن بكير الحاج سعيد‪ :‬تاريخ الإباضية في المغرب الإسلامي۔‬ ‫"ر‬ ‫المطبعة العربية ع‪7‬ر‪:5‬‬ ‫هم‬ ‫©‬ ‫يوسف بن بكير الحاج سعيد‪ :‬تاريخ بني مزاب ‪( -‬المطبعة العربية)‬ ‫هم‬ ‫لب‬ ‫إبراهيم طلاي‪ :‬الإباضية ليسوا خوارج‬ ‫هم‬ ‫‏‪٥00‬‬ ‫‪ :‬التواصل الفكري يين إيباضية‬ ‫الشيخ العلامة الناصر مرموري‬ ‫مم‬ ‫ما‬ ‫‪://0./‬‬ ‫×‪7.‬‬ ‫المقرب و المشرق‪ :‬ح ‪3‬‬ ‫ح‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫ل‬ ‫‪02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ع‬ ‫‪ 1‬ل‬ ‫ث‬ ‫]‪-‬‬ ‫ع ‪: :‬‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫‪22‬‬ ‫‪5481‬‬ ‫‪311‬‬ ‫ح ع ]‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫(‪ -8‬ح‬ ‫‪23‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪).‬‬ ‫ح‬ ‫‪ 1‬س‬ ‫ع ح‬ ‫‪-‬‬ ‫ع‬ ‫‪ 51‬ع ‪-‬‬ ‫‪0102‬‬ ‫]|‬ ‫ا‬ ‫'‪1‬‬ ‫آ ع‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫‪24‬‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪ :‬ئ‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫خ ز‬ ‫‪0 -‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ل ع ع‬ ‫‪][ ; .‬‬ ‫غ‬ ‫‪ 1‬س !‬ ‫‪26‬‬ ‫‪- 2102‬‬ ‫الملتقيات الدولية للدراسات الإباضية _ وزارة الاوقاف والشؤون‬ ‫‪27‬‬ ‫الدينية سلطنة عمان‬ ‫‪(.0 - »».‬‬ ‫‪.‬‬ ‫] ‪7‬‬ ‫‪: 7102‬‬ ‫‪--‬ح‪/‬ح‪://»»»..//‬‬ ‫‪///‬‬ ‫ج‬ ‫‪- " 6102‬‬ ‫‪://‬‬ ‫‪/‬ح‪»..//‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪///‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ] 5102‬س‬ ‫‪/‬حح‪:// »..0//‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪//-/‬‬ ‫ع‬ ‫ز‪-‬‬ ‫‪4102‬‬ ‫‪://‬‬ ‫‪-5-‬ح‪/‬ح‪..//‬‬ ‫‪///‬‬ ‫م ح‬ ‫‪] 3102‬‬ ‫‪://‬‬ ‫‪--‬ح‪/‬ح‪..0//‬‬ ‫‪///‬‬ ‫[ ع‬ ‫‪ 2102‬ن‬ ‫‪://‬‬ ‫‪..///‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪///‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫‪: 1102‬‬ ‫‪://‬‬ ‫‪-5-‬ح‪/‬ح‪..//‬‬ ‫‪//‬ه‪/‬‬ ‫ح‬ ‫غ‬ ‫‪ 9002‬ع‬ ‫‪--‬ح‪/‬حح‪://»..0//‬‬ ‫‪///‬‬ ‫‪411‬‬ ‫‪/03/01/5102/1/-‬ع‪./‬ع ‪://.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪--‬ع‪-1-----¡2-‬‬ ‫ا‬ ‫‪6320084 2123.‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪.99,‬س‪0;1‬‬ ‫‪://»\../2= 4500‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ع ل‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫[ ع ع‬ ‫‪://.‬‬ ‫‪2.//‬ع‬ ‫‪--‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-1-1]-1245-6102-40-62‬ع‪1-:-‬‬ ‫‪011.‬‬ ‫‪--‬ع¡‪./1‬عغ‪://‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬ع‪://.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ -‬ا‬ ‫ع س‬ ‫د‬ ‫‪33‬‬ ‫=‪://»»../7‬م‬ ‫‪1453‬‬ ‫تتيبيبهيه هام هام‪:‬‬ ‫الطالبي‪ ،‬مدونة في‬ ‫عمار‬ ‫بما فيها مراجع الدكتور‬ ‫أغلب مراجع الكتاب‬ ‫‪ ١‬لانتراننت‪. ‎‬‬ ‫‪115‬‬ ‫الفهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫‪.‬‬ ‫العنوان‬ ‫‪-‬ل للاستاذ الدكتور عمار الطالبي‬ ‫مدخ‬ ‫نشاة مذهب ٭اهل الدعوة وال ‪1‬است‪-‬قااملةتاريخ‬ ‫مؤلفات اهل الدعوة والاستقامة‬ ‫االلدإوبلاةضياةلرفسيتمياةلمغرب الإسلامي والدولة الرستمية‬ ‫الاباضية في وادي مزاب‬ ‫العلماء المجددون والاصلاحيون‬ ‫‪2‬۔ المبادئ‬ ‫مميزات اساسية لاهل الدعوة والاستقامة‬ ‫نماذج من التسامح والمسالمة عند اهل الدعوة والاستقامة‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪711‬‬ ‫الملحقات‬ ‫‪7 1‬‬ ‫اطفيش‬ ‫ابي إسحاق‬ ‫الخوار ح للشيخ‬ ‫عن‬ ‫‏‪ ١‬لإباضية‬ ‫ما يميز‬ ‫|‬ ‫‪18‬‬ ‫جدول المقارنة بين الإباضية والخوارج‬ ‫[]‬ ‫‪38‬‬ ‫والمالكيه‬ ‫الإباضية‬ ‫المقا رنة بين‬ ‫جدول‬ ‫ا آ‬ ‫‪48‬‬ ‫اهم اثار العلامة الشيخ محمد بن يوسف اطفيش‬ ‫ب‬ ‫‪88‬‬ ‫المكلا الاجتماعى في وادي مزاب‬ ‫‏‪٧٢‬‬ ‫‪98‬‬ ‫والبربر‬ ‫الإباضية‬ ‫افريقيا والاندلس اثار‬ ‫اسلا‬ ‫‏]‪٧‬‬ ‫‪39‬‬ ‫خارطة الدولة الرستميةش شماالل إفريقيا‬ ‫]]‬ ‫‪19‬‬ ‫مواطن الإباضية بعد ا‬ ‫آ‬ ‫‪9 5‬‬ ‫في شمال افريقيا‬ ‫جج‬ ‫‏‪١‬‬ ‫داو‬ ‫المسلسأ ‏‪ ١‬التاريخي‬ ‫آ‬ ‫‪9 7‬‬ ‫ا لإباضي (خريطة)‬ ‫المذ هب‬ ‫(جدول) التاريخي لانتشار‬ ‫×‬ ‫‪101‬‬ ‫مزاب‬ ‫وادي‬ ‫في‬ ‫ر يخ لبني مصعب‬ ‫ما قبل ا‬ ‫شواهد‬ ‫ا‪»٩1‬‏‬ ‫صور تاريخية ناطقة (بعضها من عا‪)6‬‬ ‫الغلاف‬ ‫سوهاج)‬ ‫صومعة إاباضية في مدينة ا"اسيو ه" (محافظة‬ ‫الامامي‬ ‫مصر‬ ‫بجنوب‬ ‫‪101‬‬ ‫صور صخرية‬ ‫]‬ ‫‪301‬‬ ‫‪ -‬مدرسهة العلماء‬ ‫‪7‬‬ ‫م"' بجربة‬ ‫_‬ ‫مسجدل‬ ‫‪2‬‬ ‫معة إباضية في متليلي قبل ‪6491‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪60‬‬ ‫تحريرنة‬ ‫ات‬ ‫‪-‬‬ ‫(ات أجن‬ ‫وواحات‬ ‫_ مدن‬ ‫مز اب‬ ‫قصور‬ ‫‪5‬‬ ‫‪701‬‬ ‫‪801‬‬ ‫القرارة ‪ .‬موكب صلاة العيد من المسجد الكبير إلى مصلى‬ ‫‪7‬‬ ‫‪901‬‬ ‫الصومعة الخضراء للمسجد الكير بالقرارة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪111‬‬ ‫تلت التتر وتشبه غرداية في‬ ‫إيلشي ۔ واحة في ‏‪١‬‬ ‫‪01‬‬ ‫هندسة المياه‬ ‫‪211‬‬ ‫يشبه تقسيم المياه في واحات مزاب‬ ‫تقسيم المياه في ا‬ ‫هم‬ ‫همم‬ ‫عام‬ ‫الغلاف‬ ‫الف‬ ‫‪"::‬‬ ‫وبئر‬ ‫قصر ارتيي‪ :‬مليشت‘‬ ‫الخلفي‬ ‫‪311‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪811‬‬ ‫صورة الغلاف‬ ‫تحت الصخور‬ ‫من‬ ‫المزابي الحياة‬ ‫استخرج‬ ‫دابته‬ ‫بالدلو والحبل على كتفه أو على‬ ‫وألف عجتمعا مسجديا‪.‬‬ ‫وبنى "القصور"‬ ‫الأجنة‬ ‫فغرس‬ ‫(تي الصورة قصر أت إيزجن وآت مليشت\ وبئر عمره حوالي ألف عام)‬ ‫‪911‬‬ ‫تم الطبع من طرف متيجة للطباعة ‪ -‬الجزانر‬