‫سلسلة خوت منهجية مختارة (‪5‬‬ ‫‪.,‬‬ ‫©‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫«فزور‬ ‫‪...‬‬ ‫‪, ): ..‬‬ ‫»‬ ‫‪+٨‬‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المتوفر بسنة ‪057( .‬ه‪ 9431 /.‬م)‬ ‫و‬ ‫البف‬ ‫‏‪٠٥٩‬‬ ‫اعتز‬ ‫م‬ ‫!‬ ‫د‪ ..‬سد رسا‬ ‫الأستاه الدكتور‬ ‫فكيلة الشيخ ِ‬ ‫نشرجمخية الترات‬ ‫القرارة رماية المزادر‬ ‫حقوق الطب محفوظة‬ ‫الطعة الأولى‬ ‫۔ ‪ 9002‬م‬ ‫‪03‬‬ ‫هذا البحث رسالة تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير في العلوم الإسلامية‬ ‫تخصص أصول الدين بكلية العلوم الإسلامية جامعة الجزائر‬ ‫إشرا ف ا لدكتور محنّد نا صر بوحجا م‪.‬‬ ‫تحت‬ ‫وقد نوقشت بتاريخ ‪ 90‬محرم ‪4241‬ه الموافق ل‪ 21‬مارس ‪3002‬م‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ولله الحمد واللة‬ ‫روح‪.‬‬ ‫‪: 4‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫| ر‬ ‫اله‬ ‫لنتلاقتةف ا‪/‬ل فاكس ‪)920( 88. 63. 35 :‬‬ ‫صناعية ‪)920( 78. 43: 43 :‬‬ ‫الإيداع القانوني رقم ‪ 780‬ل ‪9002‬‬ ‫ردمك‪5.1..: 548-7499-879- 1 5+6 :‬‬ ‫ااهدا۔‬ ‫ء‬ ‫ال والدي اللريمين اللنين ريا ني صغيرا‪ .‬وعنا ‪ 1‬أن حياة علم‬ ‫وصل‪ .‬وألرماني برعواتہا الصاحت‪.‬‬ ‫إل أخوا تي العرينرات اخوتي الامراء الزين شيرت بجم أري كانوا لي سندا‪.‬‬ ‫إل نوجتى القية التي أحافتتي برعايت ‪.‬ا نرتقي بوفالها خالص‪.‬‬ ‫ال فر الغالين الني أتسيا ن كثيرا من متاعب أحياة‪.‬‬ ‫إل أساتنتى متلقى الرام انين لقنوني جديات العل وانالوا‬ ‫عقلي‪ .‬نوني ‪ 7‬يهببم الله من د‬ ‫الكل صيق خل غمَنى كلل طيب او امنتى مة جليل‪:‬‬ ‫الكر سلم نحيور على وينہ معتر باصالة كلره‪.‬‬ ‫إل هول تميعا أهدي بلورة حتى وفا‪ :‬وتقري را‪.‬‬ ‫شكر دنندير‬ ‫أتم النه تعال مدا يليق جزل وحبه وعظيم سلطانه عالى أن قتى ل إتجاز‬ ‫ضا البمف وتري مرفمرلہ مباح فلك أحد ي الال‪ .‬كلك احدفي الأخرى‪.‬‬ ‫اعترافا ميل الونة الت سيقت ال ‪ 1‬سبيل إعداد هذه الدراسة‬ ‫يليب لي ان اته بلك امرير‪ .‬واننا المص الكل من أمني بعون‬ ‫تتقيا مزي الرلتور حد‪.‬‬ ‫س وال‬ ‫ماري أو ز من قريب او بعيد واخص بلأل م‬ ‫ناصر بتمام انني كللف أبا الإشراف علي هذا البعث رغ كثرة‬ ‫أله واسفه‪ .‬فقد تسبه برعاية علية فيا أغوائه؛ كلم تدني بملاحظات‬ ‫وتوجيبات قة وأناض علي بروحہ الأخارقية‪ :‬السامية‪ :‬حسن قل‪ .‬وتواضع‪.‬‬ ‫وإخلاص كلان لى نعم الموته القية‬ ‫كا أوت غدر إل سيري اللتباك العام واخاصة بوادي مراب وثارجہ‬ ‫علي تذمرهم لى ما احتجت إليہ من مصاررص راجع ولا سيا المخطوطة منها‪.‬‬ ‫و اي فنر اسرتي الرية واصستلي الأشا انين شررت م أنني‬ ‫گلانوا لى جميعا سندا وعونا‪.‬‬ ‫فال للريم أسال أن جاني خيراكل س أعان ع ‪..‬‬ ‫۔‪ 4‬۔‬ ‫ام‬ ‫افتتاحية‬ ‫لسماحة الشيخ احمد بن عمر اوبكه‬ ‫الحمد لله الذي أرسل برحمته للناس رسلا مبشترين ومنذرين‪ ،‬وجعلهم أية‬ ‫يهدون بأمره قال الله تعالى‪« :‬إأولنلك الذين هدى اللة فبهداهم اقتده‪:4‬‬ ‫ونصلي ونسلم على أوف الأنبياء الذي صدقت نبرّته! وإمام الرسل الذي عظمت‬ ‫رسالته‪ ،‬محمّد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه‪ ،‬ورضي عن صحابته الذين أخذوا عنه‬ ‫وبلغوا وقد رفع الله بعضهم فوق بعض درجات وقال عز من قائل‪ :‬لإنرفع درجات من‬ ‫نشاء وفوق كل ذي علم عم‬ ‫أما بعد‪ ،‬فإن الله تعالى جعل حمدا عله آخر الرسل ورسالته آخر‬ ‫الرسالات تكريما له ولأمّته» وكتب هذه الرسالة بفضله الخلود‪ ،‬وأضفى بمنه عليها‬ ‫ما أضفى من مقومات الصمود وجعل معجزة نبيها في كتابه الذكر الحكيم‬ ‫وأرشدها إلى سبيل الفلاح بسنة نبيها العظيم} وأوصل حبل مواصلتها واستمرارها‬ ‫مما انبثق من ذلك المصدرين من هدي في خير القرون‪ ،‬ثم بما توارثه العلماء الأعلام‬ ‫الذين هم ورثة الأنبياء‪٬‬‏ وما استنبطوه من أحكام أعلام لا يخلو منهم عصر ولا‬ ‫مصر يحيون من العلم ما اندثر وينشرون منه ما انحصر ويتركون لمن بعدهم من‬ ‫آثارهم المستودع واستقر‪ .‬ومن هؤلاء الأعلام‪" :‬الإمام إسماعيل بن موسى‬ ‫الجيطالي" علم لا يعرفه إلا الترر القليل من مثقفي الأمة المسلمة‪ ،‬هو مَعلم طمرته‬ ‫عواصف الرَّمان‪ ،‬وصلات العيون عن أثره عاديات الحدثان‪.‬‬ ‫غير أن فى الأمة الإسلامية ‪ -‬حمد الله ‪ -‬عناصر طيبة من شباب صالح ممن‬ ‫حركه الوفاء بالأبجاد‪ ،‬قام يعمل جاهدا لإزاحة الأستار عما خفي‪ ،‬وممض باذلا‬ ‫م‬ ‫جهوده ليعرف أمته بما عندها من رصيد حضاري قيم وتراث ثقاي غيي‪ ،‬خلفته‬ ‫عقول نقيّة‪ ،‬وقلوب تقية} وأيد لم تبخل مما أوتيت من فضل ربها سخية‪ .‬ومن بين‬ ‫هؤلاء النباب المأمول خيره والمرجو فلاحه ونجاحه الابن البار الوفي "الأستاذ‬ ‫بابلواعمر خضير بن بكير" الذي شمر عن ساعد الد والاجتهاد‪ ،‬فبحث ونقب‬ ‫وقلب مكنونات الخزائن‪ ،‬واستقصى ليستخرج الكتر المدفون‪ ،‬رغبة منه في التعريف‬ ‫بشخصية إسماعيل الحيطالي وهويته العلمية ومميزاته الثقافة‪ .‬فكتب رسالته القيمة‬ ‫الن من خلاها أبرز هذا العالم ووجه إليه الأبصار والبصائر ليراه القاصي والداني في‬ ‫منارة علا ة} ثم رفع الستار عن وجه من وجوهها‪ ،‬وبين جانبا من جوانبها ألا وهو‬ ‫آراء الجيطالي الكلامية‪ .‬وإنه ولا شك ‪ -‬حفظه الله ‪ -‬مذا العمل قد أثرى المكتبة‬ ‫الإسلامية‪ .‬حيث أوقف الباحثين المتعطشين للمعرفة على رافد يمر ع تربة التقافة‬ ‫الأصيلة وێخصب حقول المعرفة الرية‪ 0‬ويروي دوحاما الباسقة يتفيًّ ظلالا من‬ ‫أرهقه السير الآؤوب إللى هدف الحقيقة الخالصة‪. .‬‬ ‫ش إن هذا الكاتب الو قد نصب برسالته هذه نبراسا تظهر بضوئه غائبات‬ ‫لم يطلع عليها الارسون‪ ،‬وضمنها نفائس لم يظفر بما في شباك المعرفة المتمدرسون‪.‬‬ ‫جحزاد الله عن أمة الإسلام وعن الجحيطالي بخير ما يجزي به الأوفياء الصالحين‪ ،‬وزاده‬ ‫قوة إلى قوته‪ 3‬وأمده بروح منه ليواصل المشوار في خدمة العلم وفتح عليه من ‪.‬‬ ‫كنوز المع فة ما يتىواً به مقعد كفاءة صادقة‪ .‬وكتب له النجاح والفلاح في طريقه‬ ‫وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله والحمد لله رب‬ ‫المعرقى‪ .‬ازه سميع جيب‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫غرداية يوم‪ 02 :‬شعبان ‪4241‬ه الموافق ل ‪ !6‬أكتوبر ‪3002‬م‬ ‫الأستاذ‪ :‬أحمد بن عمر أو بكه‪.‬‬ ‫مل م‬ ‫للدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫يتميز الفكر الإسلامي بأصالته وغناه‪ ،‬وإسهامه الكبير في الحركة الفكرية‬ ‫الإنسانية} بفضل قوة مبادئه وصفاء منابعه وتنوعهاك وبفضل ما قدمه أبناؤه من‬ ‫عصارة فكرهم ما سمح بدفع الحركة الفكرة لى الأمام‪. . .‬‬ ‫الحق يقال إن ما قدمه هذا الفكر من رجال عظام وأعلام كبار‪ 5‬امتلكوا‬ ‫من الخصائص الي تتيح لهم المضي قدما في التطوير والتغيير نحو الأحسن‪ ...‬نجعل‬ ‫المرء يقف إجلالا واحتراما لهؤلاء الذين كانوا صوى ومنارات‪ ،‬أنارت الروب‬ ‫‏‪ ٠‬للسّالكين‪ ،‬وأبانت الطريق للضالين‪ ،‬وأوضحت السبيل للنائهين‪...‬‬ ‫لكن ما يؤسف له أن يكون هذا العمل الكبير وهذا الجهد العظيم غير‬ ‫معروفؤ أو غير معترف به‪ ،‬أو مغبا؛ لسبب أو لآخر‪ .‬عمل على ذلك الأعداء‪.} .‬‬ ‫)‬ ‫والأبناء‪ ،‬أسهم في هذا العالم به والجاهل‪ .‬هذا الذي جعلنا اليوم نعيش حالة الفور‬ ‫‪.‬من هذا التراث‪ ،‬ونحيا هاجس سحب الثقة من أنفسنا‪ ،‬وبات العدو يجرّنا إلى‬ ‫معسكره ويتمادى في جذبنا إلى حماه بالتهديد والإغراء‪ ،‬وبوسائل متعددة مختلفة‪.‬‬ ‫بإظهار الشفقة على مناهجنا‪ ،‬اليي تحمل عناصر الدمار‪ ،‬وتبطن بذور الإرهاب‪،‬‬ ‫وتتوفر على مقومات التخلف‪ ،‬حسب اتعائه‪ .‬وبإقناع ساستنا والمسيطرين على‬ ‫مراكز صنع القرار عندنا أو طبخه وتسويقه‪ ،‬وفزضه علينا‪ ،‬والذين يدعون الوصاية‬ ‫على الأمة ويحتكرون حق توجيهها‪ ،‬وإعداد السياسة ال تحكم حياتما‪ ...‬إقناع‬ ‫هؤلاء بضرورة تغيير السياسة التربويةك وتعديل مفهوم التقافة وتبديل أنماط‬ ‫الحياة‪ ...‬بما يخدم أغراض أولثك الكائدين‪ ،‬ويحقق أطماع أولنك الحاقدين‬ ‫ويستجيب لأهواء أبناء الفكر الإسلامي‪ ،‬الذين انحرفوا عن سواء السبيل‪ .‬فكانت‬ ‫التتيجة فقد الغيرة على هذا الفكر أو البقاء قي دائرة التيه والحيرة‪ ،‬وبخاصة الشبآب‪.‬‬ ‫۔‪7‬‬ ‫للخرج من كل ذلك هو نموض الغيورين من أبناء هذا التراث للتعريف بهذا‬ ‫لفكر‪ ،‬بتقديمه للشء بطريقة سليمة وتسهيل طريق فهمهم له واستيعابه‪ .‬أو على‬ ‫الأقل الكشف عنه للدارسين والباحثين؛ ليكونوا على بينة عما ترخر به المدارس‬ ‫الفكرية الإسلامية‪ .‬وهو ما يساعد على تقريب السمة بينهم؛ وإزالة أسباب التوتر‬ ‫والصدام والصراع والصداع‪.‬‬ ‫فى هذا المسار وضمن هذا التوجه تأت دراسة الأستاذ خضير بن بكير‬ ‫باباواعمر القيمة} التي حملت العنوان الآتي‪" :‬الإمام إسماعيل بن موسى الخيطالي‬ ‫وآراؤه الكلامية" دراسة حاولت تقديم شخصية الشيخ إسماعيل العلميّة والاجتماعية‬ ‫المجهولة؛ رغم ما أسهمت به من جهود كبيرة في مسار الفكر الإسلامي‪ ،‬قدمها‬ ‫بصفتها معلما من معالم الفكر الإباضي» الي أبانت عن حقيقة المذهب الاباضي‪،‬‬ ‫في أصوله وأفكاره‪ ،‬وفي منهجه في تناول المسائل المختلفة‪ ،‬وبخاصة العقدية منها‪3‬‬ ‫وفى طريقة تعامله مع بقية لمذاهب‪...‬‬ ‫يعد الشيخ إسماعيل الجيطالي (رت ‪057‬ه_‪9431/‬م) علما كبيرا من أعلام‬ ‫الفكر الإسلامي في القرن الثامن المجري‪ .‬أسهم إسهاما مهمًا في التراث الإسلامي‬ ‫والعقدي منه وبخاصّة‪ ،‬وتبوأ مكانا مرموقا فى مسيرة الحركة الفكرية الإسلامية‪3‬‬ ‫وي المغرب الإسلامي منه بخاصة‪ .‬مع كل ذلك ظل بجهولا حيت من أبناء مذهبه‪.‬‬ ‫ن رجلا عاش في عصرا تردّت فيه الأوضاع الاجتماعية‪ .‬واضطربت‬ ‫الأحوال السياسية} وقام بجهد كبير‪ ،‬وأسهم بقدر عظيم في الحركة الفكرية‬ ‫الإسلامية‪ .‬لرجل يستحق كل تكريم وتقدير واخترام‪ .‬يقول‪ ,‬عنه اللاحث نقلا عن‬ ‫الدكتور عمرو خليفة النامي‪ 5‬وهو يتحدث عن سبب تأليفه كتابه "قناطر الخيرات"‪:‬‬ ‫"والدافع إلى تأليفه هو فساد أحوال عصره\ واندراس معالم الدين‪ ،‬وامتلاء الضمائر‬ ‫بحب الدنيا وعماء البصائر عن طريق الآخرة‪ ،‬فخشي الانسلاخ من الدين كله‬ ‫فدعاه ذلك إلى وضع هذا الكتاب إحياء للين‪ ،‬وتذكرا لمن نظر فيه"‪.‬‬ ‫۔‪- 8‬‬ ‫رجل نشأ على المحاورة والمناقشة لأقرانه زمن الدراسة والتلمذة‪ ،‬ودأآب على‬ ‫مناظرة أهل العلم وهو شيخ عالم؛ ومفكر وموجّه‪ ،‬معه من الزاد المعرثي والبضاعة‬ ‫العلمية التصيب الكبير‪ .‬ورجل عاش في عصر ازدهرت فيه الحركة الفكرية‬ ‫وتنوّعت؛ نتيجة التنوع المذحهبي‪ ،‬والصراع الفكري‪ .‬ورجل يتمنّع بقوة الحافظة‪.‬‬ ‫والحخرأة في قول الحق الن هي مفتاح شخصيته وسبب متاعبه‪ ،‬وهو القائل‪ :‬لا‬ ‫أقيم ببلد لا أقول فيه الحق ولا آمر ولا أنهى"‪ .‬رجل بمذا القدر من الكفاية وهذا‬ ‫الحظ من التميز يبقى غير معروف عند طلاب العلم‪ ,‬والباحثين والدارسين‪ .‬إن هذا‬ ‫يع نقيصة في المشتغلين بالبحث والقائمين على مراكز التوجيه والتعليم‪ .‬كم عانينا‬ ‫من غياب فكر أسلافنا عناء وكم تضرّرنا من عدم معرفة حقيقة جهود من سبقونا‪.‬‬ ‫إلآ أن دراسة الأستاذ الفاضل خضير بن بكير باباواعمر حول شخصية‬ ‫الشيخ إسماعيل الجيطالي‪ ،‬أذهبت شيئا من الحزن وخقفت عنا قليلا من الأنين؛ بما‬ ‫قمته من تعريف لهذا الرّحل الكبيره وكشفته من فكره‪ 3‬وهو بذلك يضع بين‬ ‫أيدي الباحثين معالم قي طريق الدراسات الي ستتبع ما قام به‪.‬‬ ‫‪ -‬بذل الباحث جهدا عظيما في التعريف بشخصية الحيطالي‪ :‬بيئة ونشأة‬ ‫وتكوناء وحياة اجتماعية وعلمية وفكرية وإغناء للمكتبة الإسلامية بما كتب‬ ‫وآلف‪ ...‬وقد تميّر في هذا الجهد بالاستقصاء والرّصد‪ ،‬وتتبع المصادر‪ ،‬مظانً العثور‬ ‫على معلومات عن حياة المترجم له وهي قليلة‪.‬‬ ‫إن قلة المعلومات‪ ،‬وندرة المصادر ‪.‬في حياة الرجل قد يكون في صالح‬ ‫البحث؛ إذ يتيح له تناول شخصية الخيطالي بطريقة عمودية‪ ،‬تعتمد تقديم الإشكالية‬ ‫وعرض السَّؤال‪ ،‬وتعول على التحليل والتعليق والاستنتاج‪ ...‬لتحصل الفائدة الأهم‬ ‫من هذه الدراسات وهي الإفادة والاعتبار من حياة أمثال هؤلاء الأعلام‪.‬‬ ‫‪ -‬قدم بحثه بطريقة مركزة‪ ،‬وعرض آراء الخيطالي بكيفية محكمة دقيقة‪.‬‬ ‫وبأسلوب مقبول‪ ،‬ومنهجية علمية سليمة‪ .‬وبين سعة علم الشيخ واطلاعه الكبير‬ ‫۔_‪ 9‬۔‬ ‫على الفكر العقدي الإسلامي‪ .‬كما أبرز أن الشيخ الجيطالي من خير من يحتل الفكر‬ ‫الإباضي‪ :‬تأصّلا وقواعدا ومنهجا وشمولية} وأسلوب تقلنم الفكر‪ ...‬وقد مثل‬ ‫بذلك أصالة الفكر الإباضي» في عصر كثر فيه الجدل والنقاش والمناضرة‪ ،‬واشتد فيه‬ ‫التعصب والهجوم على آراء الآخر‪ .‬قال الدكتور عمرو خليفة التامي‪..." :‬وهو ي‬ ‫كل ذلك الحامل الأمين لمذهبه» يعرض أقواله وآراءه في وضوح وبيان‪ ،‬ويبرزه‬ ‫ناصعا جليا لا تشوبه البدعة} ولا تغبشه الضلالة"‪ .‬من هنا أقول‪ :‬إن فكر الشيخ‬ ‫الجيطالي يصلح أن يتخذ مالا للمقارنة بين الفكر الإباضي وغيره‪ ،‬مما عرف في‬ ‫الفكر الإسلامي‪ .‬وهو في الوقت نفسه يعطي الدليل على تفتح الفكر الإباضي‪،‬‬ ‫وسعة أفق علمائه وعمق نظرهم في المسائل والقضايا‪.‬‬ ‫‪ -‬تمكن من وضع المعالم الكبرى في حياة الجيطالي‪ ،‬وفي فكره‪ ،‬وتحديد‬ ‫منهجيته ي الاستدلال والوقوف على المرجعية الي يستند إليها‪.‬‬ ‫بحح في وضع الحيطالي في موضعه الزماني‪ ،‬وأن يحدد مكانته قي عصره‬ ‫وأن يبرز شخصيته الفكرية والعلميّة‪ ،‬ال تأثرت بالحركة الفكرية الێن سادت‬ ‫وتبوئه‬ ‫الفكر الإباضي‬ ‫عصره! وأن يظهر مدى تمكنه من الكشف‪ .‬عن حقيقة‬ ‫مكانه ومقعده؛ وسط أجواء المناظرات والجوار والمناقشات الق ميزت عصره‪.‬‬ ‫توسع الباحث في دراسته» فكان ‪ -‬من حين لآخر ‪ -‬يعرض آراء علماء‬ ‫للذهب الإباضي وغيرهم؛ على سبيل المقارنة والمقاربة» وهو ما أعطى بحته الطرافة‬ ‫والأصالة والدقة والثنمولية وقد تمير ذلك بالعرض الموضوعى والمناقشة المادئة‪.‬‬ ‫والتحليل الجيّد‪ ،‬والنقد التريه‪ .‬وقد يكون ذلك انعكاسا لمنهج الشيخ الجحيطالي نفسه‬ ‫الذي كان متفتحا على غيره قال الباحث‪..." :‬أن مجيئه في عصر بلغ فيه الإنتاج‬ ‫المعري عند المسلمين قمة التراكم اضطره ذلك إلى اللام ممعظم جوانبه فصار‬ ‫رجلا موسوعيا» عريض الاطلاع‪ .‬لكنه يتميز عن غيره بمنهجه العلمي الخاص أثناء‬ ‫التحليل والنقد‪ ،‬وعند التركيب والعرضر"‪.‬‬ ‫‪- 0-1‬‬ ‫‪ -‬سجّل للشيخ إسماعيل الجيطالي بجموعة من المميزات من بينها‬ ‫أ‪ -‬تميزه بالتحرر الفكري‪ ،‬واستقلاله بالرأي‪ .‬قال عن موقفه من كتاب‬ ‫"إحياء العلوم" لأي حامد الغزالي مثل‪"" :‬إذا كان أكثر علماء المغرب وقفوا من‬ ‫(الإحياء) موقف الرفض والاحتراز منه فإنا نجد الجحيطالي قد تصقح الكتاب‬ ‫وقرأه قراءة نقدية‪ .‬ووضع على منواله كتابه الشهير "قناطر الخيرات" الذي يعد‬ ‫أعظم ما ألفه في أخريات حياته فهو عصارة أفكاره؛ إذ نجد فيه إشارات المصنف‬ ‫إلى الكتب التي صنفها من قبل‪ :‬كشرح النونية وقواعد الإسلام والمناسك‪.‬‬ ‫وقف الجحيطالي من (الإحياء) موقف الناقد البصير‪ ،‬فلم يرفضه برمته‪ ،‬كما‬ ‫يقبله بحذافيره& بل كان واعيا فيما ينقل عانلغزالي يأخذ ما يقتنع بهك ويدع‬ ‫أنه‬ ‫ما لا يراه صوابا‪".‬‬ ‫بح قدرته على عرض العقيدة بأساليب مختلفة} قال الباحث‪" :‬ففي (شرح‬ ‫النونية) بسط القول في عرض المسائل والاستدلال عليها بشكل موسع وفي (قواعد‬ ‫الإسلام) توخى أسلوب الإيجاز فيالعرض والاستدلال وتي (قناطر الخيرات) ربط‬ ‫وفى (عقيدة التوحيد) لخص للسائل بأسلوب أدب‬ ‫قضايا العقيدة بالسلوك والأخلاق‬ ‫موجز فصيح ووجهها إلى الناشئة ودعاهم إلى حفظها ثم فهمها ثم اعتقادها‬ ‫والتصديق بما‪ ،‬وقد كان مقررا تعليمها في المدارس الابتدائية بالمغرب"‪.‬‬ ‫ج‪ -‬لم يكن الجخيطالي فقيها ظاهريا! تحجبه حروف التض عن إدراك معاني‬ ‫التشريع‪ ،‬بل كان قمل النظر في بحاله المسوّغ له‪ ،‬ويعضده بما صح ف النقل‪.‬‬ ‫من النتائج المهمة ال توصل إليها الباحث في هذا العمل القيم‪ ،‬الن تعد‬ ‫مفاتيح لدراسة شخصية الشيخ إسماعيل الخيطالي وفكره ومنهجه ومكانته‪ :‬وهمي‬ ‫تدعو الباحثين إلى مواصلة البحثڵ والدارسين إلى المزيد من الدراسات يي هنه‬ ‫الشخصية نذكر منها ما يأت‪:‬‬ ‫أ‪" -‬إعطاء الخيطالي‪ .‬الآراء الكلامية بعدا عمليّا‪ ،‬وإنزالها إلى مستوى الواقع‬ ‫وذلك من خلال مزجه بين أصول الدين والأخلاق في كثير من القضاياء كقضية‬ ‫‪11‬‬ ‫لتوحيد ومقامات الإيمان والقضاء والقدر‪ ،‬والخوف والرجاء‪ "...‬أنا أقول‪ :‬إن هذا‬ ‫في الحقيقة هو منهج الإباضية بعامة‪ .‬فهو إذن لم يخرج عن دائرة المذهب الذي‬ ‫ينتمي إليه ويصدر عنه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التزامه منهجا استدلاليا واضحا‪ ،‬يرتكز على‪ .‬النقل والعقل واللغة كما‬ ‫أن تمكنه من المنطق واللغة أكسبه مقدرة عالية في الاحتجاج الكلامي‪.‬‬ ‫ج‪ -‬جيله في زمن متأخر (ق‪8‬ه_‪41/‬م) و لم يجعله مقلدا» وملخّصا لأفكار‬ ‫الماضين دون وعي بل استطاع أن يثبت شخصيته العلمية أثناء التعامل مع هذا‬ ‫لقراث ونقده وتحليله ثم إعادة صياغته وتركيبه‪.‬‬ ‫د‪ -‬وجود نسق متكامل فى آراء الجيطالى الكلامية وهذا ما نلمسه بصفة‬ ‫خاصة في مسألة التوحيد والصفات والإيمان والشفاعة والخلود‪...‬‬ ‫إن هذه النتائج وغيرها ثما تتوصل إليها الباحث في هذه الدراسة‪ ،‬تكشف‬ ‫عن عظمة الشيخ إسماعيل الجيطالي وتبين أنه ليس رجلا بسيطا‪ ،‬ولا عالما عاديا‪.‬‬ ‫ول اوت نفسه تبعث عن تساؤل‪ :‬هل الحل مثل الفكر الإباضي أحسن نيل!‬ ‫هل يمكن عد فكره محطة من محطات تطور الفكر الإباضي في منهجه؟ وهل خالف‬ ‫أسلافه الإباضية في بعض المسائل؟ إذا كان الجواب بنعم ما تأثير ذلك على جوهر‬ ‫الفكر الإباضي؟ وما تقوم هذا الاختلاف؟‬ ‫تبقى هناك مسائل؛ تعرض لها الباحث‪ ،‬هي في حاجة إلى مناقشة‪ .‬كتأكيده‬ ‫على تأثر الشيخ إسماعيل بأبي حامد الغزالي في ثلاث نقاط‪ :‬في نظرية المعرفة} في‬ ‫آرائه التربوية‪ .‬ومزجه بين أصول الدين والأخلاق‪ .‬ويضيف قائلا‪" :‬وقد تجلى ل‬ ‫أيضا‪ ،‬وذلك بعد المقارنة يين (قواعد الإسلام) و(بداية المجتهد) أن الجحيطالي استفاد‬ ‫من عقلانية الوليد بن رشد ومنهجه في عرض الفقه وتصنيفه‪ .‬ولا عجب من هذا‬ ‫لتأئر‪ ،‬فقد مكنته مقوماته الشخصية من تجاوز الحدود المذهبية الضيّقة} وانطلاقه إلى‬ ‫رحابة الفكر الإسلامي المتعتد المدارس والانجاهات‪ ،‬وبذلك يمثل الجحيطالي ذروة‬ ‫الالتقاء والتقارب بين الفكر الإباضي والفكر الأشعري في القرن النامن الحجري‬ ‫‪- 21‬‬ ‫اللذين ظلا متعايشين في البيئة المغربية"‪.‬‬ ‫يؤكد الباحث في موضع آخر من بحثه ‪ -‬وهو يتحدث عن مرجعية الشيخ‬ ‫إسماعيل الجيطالي ‪ -‬أن من أهم المصادر الفقهية ال اعتمد عليها الجيطالي في كتابه‬ ‫"قواعد الإسلام" كتاب بداية المجتهد وفاية المقتصد لأبي الوليد محمد بن أحمد بن‬ ‫رشد القرطي (الحفيد) ويكاد أن يكون مصدره الأول‪ .‬حاول أن يثبت هذا التأثر‬ ‫بإيراد نصوص من الكتابين‪.‬‬ ‫هذه النقطة في حاجة إلى مناقشة‪ ،‬وإعادة النظر في النتائج ال وصل إليها‬ ‫الباحث فيها‪ .‬ونحن نتساءل هل أشار الشيخ الجحيطالي إلى هذا التأثر‪ ،‬أو هذا المرجع‬ ‫بالنسبة له؟ وبخاصة وأن الباحث يذكر أن الجيطالي كان يشير إلى مصادره‪ .‬كما‬ ‫يجب التأكد من نسبيّة تجاوز الجيطالي حدود المذهبية الضيقة في محال الفقه وما هو‬ ‫تفسير التجاوز والانطلاق في رحابة الفكر الإسلامي أو ما دلالتها‪ .‬أليست هناك‬ ‫مبالغة في تقرير تأثر الجيطالي بابن رشد وابن تومرت؟‬ ‫هناك نقطة في حاجة إلى تفسير وتدقيق هي‪ :‬إن الذين تناولوا آثار الجيطالي‬ ‫بالشحشية والتعليق والتترح كانوا مانلمغاربة حسب القائمة اليي أوردها الباحث‘ لم يكن‬ ‫من بينهم مشرقي واحد‪ .‬هل هذه هي الحقيقة؟ وما تفسير ذلك؟ فإن هذا جار على غير ما‬ ‫عرف عن أهل المشرقين المغربين من التعاون في التأليف‪ .‬وتعقّب آثار بعضهم‪.‬‬ ‫موضوعها‬ ‫خلاصة القول إن هذه الدراسة قمة ف مضموما‪ ،‬رائدة فيى‬ ‫منصفة في تحليلها مركزة قي عرضها‪ ،‬ثرية ي أطروحاتماء مثيرة في نتائجها‪ .‬نرجو‬ ‫أن تكون الانطلاقاةلفعليّة لدراسة شخصية الشيخ إسماعيل الجيطالي وفكره‪ ،‬وهو‬ ‫يعد أحد الرجال الذين نطقوا بحقيقة الفكر الإباضي ودونوا جوهر ما يتبناه‪ .‬واللة‬ ‫الهادي إلى سواء الصراط‪.‬‬ ‫نزوى‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬يوم الأحد‪ 2 :‬من شعبان ‪[4241‬ه_‬ ‫‪ 8‬من سبتمبر ‪3002‬م‬ ‫‪-‬۔ ‪ 31‬۔‬ ‫الرموز‬ ‫د‪.‬ت‪ :‬دون تاريخ‪.‬‬ ‫و‪ :‬وجه الورقة‪.‬‬ ‫ظ‪ :‬ظهر الورقة‪.‬‬ ‫ت‪ :‬توي‪.‬‬ ‫ج‪ :‬جزء‪.‬‬ ‫د‪:‬كتور‪.‬‬ ‫م‪ :‬التاريخ الميلادي‪.‬‬ ‫ه‪ :‬التاريخ الهجري‪.‬‬ ‫ر‪ :‬را جع ‪.‬‬ ‫=‪ :‬مواصلة التعليق في الصفحة الموالية‪.‬‬ ‫‪ 41‬۔‬ ‫ن البحث في التراث الإسلامي لا يزال خصبا يحتاج إلى باحثين يتناولونه‬ ‫بالدرس العميق والتحليل للنهجي الذي ينطلق من فهم أره النفسية والاجتماعية‪,‬‬ ‫ويهدف إلى استخلاص العبرة الى يستنير بما الفكر المعاصر‪.‬‬ ‫وقد زخر التراث المغربي خصوصا بدراسات إسلامية واسعة في شت فنون‬ ‫العلم والمعرفة جادت مما قرائح علماء أفذاذ من مختلف المدارس الفقهية والكلامية‪.‬‬ ‫حملوا إرث النبوة‪ ،‬وأدركوا المسؤولية المنوطة بعهدتمم‪ ،‬ومن بين هؤلاء الأعلام‪:‬‬ ‫الإمام أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬المتوقى سنة‬ ‫‪0‬ه_‪9431/‬م‪.‬‬ ‫وقد دفع إلى دراسة شخصية الخيطالي وآرائه الكلامية أمور منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬شخصيته المتميزة ال تحدث عنها المؤرخ الشتماجي (رت ‪829‬ه‪1251/‬م)‬ ‫في سيره أنه "كان شيخا حافظاء وعالما عاملا محافظا شديدا في الأمر والنم "(!‬ ‫‪ .-2‬غزارة إنتاج العقدي" فكتابه‪" :‬شرح النونية" في ثلاثة أجزاء هو تأليف‬ ‫مستقل في مسائل العقيدة بالإضافة إلى كتبه الأخرى كقواعد الإسلام وقناطر الخيرات‪.‬‬ ‫‪ -3‬كون البحث ف آراء الخيطالي الكلامية ل يتعرّض له باحث بدراسة‬ ‫مستقلة أكاديية من قبل‪ ،‬رغم توفر مصادر فكره ‪.‬‬ ‫وما زادني إقبالا على القيام هذه الدراسة بالإضافة إلى الأسباب المتقدمة‬ ‫سلطنة‬ ‫القومي والثقافة‪3‬‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫السيابي‬ ‫سعود‬ ‫بن‬ ‫تحقيق أحمد‬ ‫الشماخي ‪ :‬السير‬ ‫‪-1‬۔‬ ‫عمان‬ ‫‪7‬ه‪7891/‬م‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫‪- 51‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أمر كان يرغب في تحقيقه الدكتور عمرو بن خليفة النامي إلا أن الأقدار لم‬ ‫تسعفه‪ 3‬ويتمتّل ذلك في عقد "دراسة مفصلة لموقع الجيطالي من الفكر الإسلامي‬ ‫والفكر الإباضي خاصة" فعنزمت من خلال هذه الدراسة على تحقيق ولو جزء‬ ‫يسير لما كان يأمله الدكتور النامي الذي اهتم بتراث الجخيطالي‪ ،‬ورسم لنا صورة‬ ‫مشرقة عن شخصيته أثناء تحقيقه للقسم الأول من كتاب قناطر الخيرات‪.‬‬ ‫ويكاد ينعدم الاهتمام ى الدراسات الحديثة بفكر الجيطالي في مختلف مناحيه‬ ‫الكلامية والشرعية والتربوية باستثناء بعض الإشارات المقتضبة إلى آرائه في بعض‬ ‫الدراسات العامة عن الفكر العقدي عند الإباضية إلا أهما لا تعطي تصورا كاملا‬ ‫عن فكره‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬ ‫‪ -‬أطروحة دكتوراه دولة لعمرو بن خليفة النامي باللغة الإنكليزية تحت‬ ‫عنوان‪" :‬دراسات عن الإباضية صفنل‪ [25‬صن عنفنك" قدمها بجامعة كمبردج سنة‬ ‫‪.171‬‬ ‫الفرنسي الأب كوبرلى باللغة الفرنسية‬ ‫‪ -‬أطروحة دكتوراه دولة للمستشرق‬ ‫'[ ‪0 3‬‬ ‫تحت عنوان مدخل إلى دراسة الفكر الإباضي وعقيدته س‬ ‫ل ع لد '! عل" قدمها بجامعة السربون سنة ‪2891‬م‪.‬‬ ‫عز!‬ ‫البحث العلمي لفرحات الجعبيري بعنوان ‪" :‬تحليل ما‬ ‫_ أطروحة التعمق ق‬ ‫يتعلق بأصول الدين من التراث الإباضي بالمغرب في القرون التالية‪-01-11 :‬‬ ‫‪2‬ه‪61-71-81/‬م" قدمها بكليّة الآداب بالجامعة التونسية سنة ‪6891‬م© وقد‬ ‫طبعت بعنوان‪" :‬البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية"‪.‬‬ ‫وقد حاولت في هذه الدراسة الإجابة عن الإشكاليات الآتية‪:‬‬ ‫ما هي العوامل الي أسهمت في بناء شخصية الجحيطالي وإثراء فكره؟‬ ‫القسم ‪ 1 1/8‬‏‪٠‬‬ ‫‪ -1‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق عمرو حليفة النامي‪ ،‬المطبعة العربية‪ 3‬غرداية (د‪.‬ت)‪:‬‬ ‫‪- 16 -‬۔‬ ‫وما هي أهم آرائه الكلامية؟ وما هو منهجه فى الاستدلال عليها؟‬ ‫وهل هناك صلة بين آرائه الكلامية ومشاكل الواقع المعيش؟ ‪.‬‬ ‫الإشكاليات مناهج ثلانة‪:‬‬ ‫سلكت قى الإجابة عن هذه‬ ‫‪ 1‬المنهج التاريخي‪ .:‬اعتمدت عليه في دراسة حياة الحيطالي‪ ،‬وفي معرفة‬ ‫أوضاع عصره وكذا في النشأة التاريخية لبعض المشكلات الكلامية‪.‬‬ ‫‪ -2‬المنهج الوصفي‪ :‬وظفت هذا المنهج في أغلب ثنايا البحث من خلال‬ ‫عرض آراء الخيطالي وتوضيحها‪ ،‬وعرض آراء المدارس الكلامية الأخرى‪.‬‬ ‫‪ 3‬المنهج النقدي التحليلي‪ :‬حاولت فهم آراء الجيطالي‪ ،‬وتحليلها‪ ،‬ومقارنتها‬ ‫بآراء غيره من العلماء‪ ،‬م نقدها اعتمادا على الأدلة النقلية والعقلية الت بين أيدينا‬ ‫وإن كنت في الحقيقة لم أتوسع في توظيف هذا المنهج نظرا لتهتي من بعض‬ ‫المسائل© وقلة بضاعي‪.‬‬ ‫وقد اقتضت طبيعة البحث أن أقسّمه إلى مقدمة وسبعة فصول محم خاتمة‪:‬‬ ‫تناولت في الفصل الأول عصر الجيطاليك وحللت الأوضاع السياسية‬ ‫والاجتماعية والفكرية في بيئة للغرب الإسلامي وجبل نفوسة موطن الجحيطالي‪ ،‬ثم بينت‬ ‫ملامح عن حياته وعناصر تكوينه ومقومات شخصيته‪ ،‬والآثار الفكرية الي خلفها‪.‬‬ ‫وعالجت في الفصل الثاني الجانب المنهجي في آراء الجيطالي وبينت القواعد‬ ‫ال اعتمد عليها في بناء مذهبه الكلامي من خلال موضوع "العلم والنظر"‪ ،‬ومنهجه‬ ‫قي الاستدلال‪ ،‬مبرزا مكانة العقل عند الجيطالي‪ ،‬وحاولت ضبط أصول فكره‪.‬‬ ‫وخصصت الفصل الثالث في الإلهيات فتناولت آراءه المتعلقة بوجود الله‬ ‫تعالى‪ ،‬وتوحيده‪ ،‬وصفاته وقد تجلى لي اشتغاله الكبير بمواجهة تيار الإلحاد وتيار‬ ‫التشبيه والتجسيم‪.‬‬ ‫وأما في الفصل الرابع الخاص بالتبوات فقد تطرّقت فيه إلى أهم المسائل المثارة‬ ‫۔‪ 71‬۔‬ ‫و خاصية‬ ‫الرسل‬ ‫النبوة‪ ،‬وأبرزت رأي الجيطالى فيها‪ :‬كحكم بعث‬ ‫موضوع‬ ‫ق‬ ‫النبوة والرسالة} ودلالة المعجزة‪ ،‬ومسألة الوحي‪ ،‬وركزت الحديث عن نبوة سيدنا‬ ‫ك! ومعجزاته ‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫مدلول‬ ‫وحدت‬ ‫"الأسماء والأحكام"‬ ‫تناولت مسألة‬ ‫وفي الفصل الخامس‬ ‫اللصطلحات الدية‪ :‬الإيمان والإسلام‪ ،‬والكفر والنفاق عند الجخيطالي وأبرزت‬ ‫رأيه قي حكم فاعل الكبيرة‪.‬‬ ‫وأما في الفصل السادس عرضت قضية "القضاء والقدر" واختلاف المدارس‬ ‫الكلامية في التوفيق بين القضاء والقدر الذي هو أصل عقدي وبين أفعال الإنسان‪،‬‬ ‫ر بط هذا‬ ‫وكيف حاول‬ ‫الكلامي‬ ‫ووضحت موقف الجيطالي وسط هذا الحدل‬ ‫الأصل العقدي بالسلوك الأخلاقي‪.‬‬ ‫وأما ي الفصل السابع فخصصته لليوم الآخر وأطواره المتعلقة به من موت‪،‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وقبر وبعث وحساب© وشفاعة‪ ،‬وخلود‪.‬‬ ‫وأما الخاتمة فقد ضمنتها نتائج البحث الين توصلت إليها‪ ،‬والمميزات اليي‬ ‫اتسمت مهما آراء الجيطالى‪.‬‬ ‫وأهم ما اعترض سبيلي في البحث أمران هما‪:‬‬ ‫[‪ -‬كون أغلب تراث الجيطالي غير محقق‪ .‬ولا سيما كتاب "شرح النونية"‬ ‫الذي يعد مصدرا أساسيا في البحث‘ وهذا ما دفعي إلى التنبت في التصوص جيدا‬ ‫قبل توظيفها‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم وجود دراسات حديثة متخصصة في فكر الجيطالى لأسترشد بما في‬ ‫دروب البحث‘» وهذا ما جعلني أشعر بتردد نفسي كبير عند استنتاج رأي‪ ،‬أو‬ ‫تقرير حكم‪.‬‬ ‫وقد حاولت ما في وسعي إبراز ‪.‬آراء الجيطالي الكلامية من خلال مؤلفاته‬ ‫‪ 81‬۔‬ ‫وتقنيمها ‪ .‬ولا أعي آني ألمت بالموضوع ‪ ،‬فهذه أول دراسة تعێن بفكر الجيطالى ئ‬ ‫ونأمل أن تعقبها دراسات أوسع في المستقبل‪.‬‬ ‫وينفع به كل مسلم غيور على‬ ‫والله تعال أسأل أن يتقبل متي هذا العمل‬ ‫التوفيق‪.‬‬ ‫إنه ول‬ ‫دينه‬ ‫غرداية‪ ،‬الخميس ‪ 31‬صفر ‪2241‬ه_ الموافق ل ‪ 71‬ماي ‪1002‬م‬ ‫باباواعمر خضير بن بكير‬ ‫۔‪ 91‬۔‬ ‫نقد ا لمصا در وا مرا جمع‬ ‫إسماعيل الجيطالي مفكر إسلامي مغري لم يمنحه التاريخ في بطون صحائفه‬ ‫ذكرا مفصلا عن حياته وأعماله الرق تدل على نبوغه وعلو مكانته العلمية‪ ،‬إذ لم‬ ‫مني‬ ‫التاريخ وقد تطلب‬ ‫قليلة متفرقة ق كتب‬ ‫أجد عن سيرته وبيئته إلا شذرات‬ ‫ذلك أن أبذل جهدا في جمع أكبر قدر ممكن من المصادر والمراجع لرسنم صورة‬ ‫واضحة عن شخصيته وسيرته وإن أعوزني افتقاد بعض حلقاكما أحيا نا إلى الاستنتا ج‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫والت‬ ‫وما دام البحث متعلقا بالجيطالي وآرائه الكلامية فقد استقيت مادته العلمية‬ ‫من صنفين من المصادر‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬مصادر ومراجع تاريخية منها‪:‬‬ ‫حوقل‬ ‫بن‬ ‫الرحالة أبي القاسم محمد‬ ‫للمؤرخ‬ ‫الأرض"‬ ‫"صورة‬ ‫كتاب‬ ‫البغدادي (ت بعد ‪763‬ه_‪779/‬م) وقد تناول فيه المؤلف خصائص الأقاليم وطبائع‬ ‫وقد‬ ‫وأ شكا ل توضيحية‪،‬‬ ‫وأرفق ذلك بصور‬ ‫الشعوب من جميع بلاد الإسلام‬ ‫أفدت منه في معرفة بيئة جبل نفوسة الزراعية والاقتصادية والوجود المذهبي به‪.‬‬ ‫وأقدم مصدر يحدثنا عن تاريخ الإباضية ودخولها إلى أرض المغرب كتاب‬ ‫"السيرة وأخبار الأئمة" للشيخ أبي زكرياء ييى بن أبي بكر الوارجلاني (ت بعد‬ ‫‪4_/9801‬م) الذي حققه الأستاذ عبد الرحمن أيورب‪ ،‬كما تطرّق فيه الكاتب‬ ‫إلى تأسيس الدولة الرستمية وسقوطها والافتراقات الخمسة الێن حدثت بين‬ ‫الإباضية} وقد أخذ عنه اللاحقون من المؤرخين الشيء الكثير‪.‬‬ ‫(ت‬ ‫وقد حاول المؤرخ الجغراقي‪ .‬أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي‬ ‫‪6_/9221‬م) في كتابه الشهير "معجم البلدان" أن يضبط لنا الموقع الجغراي خبل‬ ‫۔‪- 02‬‬ ‫نفوسة وتضاريسه‪ ،‬وحتد بعده بالأيام عن المدن المغربية المجاورة كالقيروان وطرابلس‪.‬‬ ‫وأما المؤرخ أحمد بن سعيد الدزجيني (ت ‪076‬ه‪1721/‬م) فقد سلط‬ ‫الضوء فى كتابه "طبقات المشايخ بالمغرب" على الحياة الاجتماعية والاقتصادية‬ ‫والعلمية بالمجتمعات الإباضية بالمغرب وخاصة جبل نفوسة وترجم لمشاهير مشايخ‬ ‫المغاربة قي تسلسل تاريخي منذ القرن الأول للهجرة إلى غاية القرن السابع وذلك في‬ ‫اننێن عشرة طبقةث وجعل كل طبقة في خمسين سنة‪ ،‬ولقد استفاد الرجي ممن‬ ‫سبقوه كأبي زكريا‪ ،‬والبغطوري (ت ‪995‬ه‪2021/‬م) وغيرهما‪ ،‬وميزة الكتاب‬ ‫آنه لم يعتن بالسنّرد التاريخي الجرد فحسب بل يزخر بمادة فقهية وكلامية ومحاورات‬ ‫علمية ولقد أفاديني في جميع هذه الخوانب‪.‬‬ ‫ومن المصادر الن اهتمّت بالبيئة المغربية قي عصر الخيطالي كتاب "بغية الرواد‬ ‫في ذكر الملوك من ب عبد الواد" للمؤرخ يحيى بن خلدون رت ‪087‬ه_‪8731/‬م)»‬ ‫وكتاب "المسند الصحيح في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن" لمحمد بن مرزوق‬ ‫التلمساينى (ت ‪187‬ه‪9731/‬م)‪.‬‬ ‫وكتاب "نظم الدر والعقيان في بيان شرف بين زيان" لمحمد بن عبد الله‬ ‫التنسي (ت ‪998‬ه_;‪3941‬م) وقد أفادتني هذه المصادر‪ .‬في معرفة الأوضاع‬ ‫السياسية والاجتماعية والفكرية بالمغرب في عصر الدويلات ف القرنين السابع‬ ‫والنامن للهجرة ولا سيما الدولة الحفصية اليت عاش في ظلها الجيطالي‪.‬‬ ‫وأما كتاب "العبر" للعلامة عبد الرحمن بن خلدون (ت ‪808‬ه_‪5041/‬م)‬ ‫فهو موسوغة ضخمة في تاريخ المغرب الإسلامي والدول المتعاقبة عليه‪ ،‬وقد أفاديني‬ ‫بمعلومات مهمّة عن أصول القبائل البربرية ومواطنها‪ ،‬كما آنه وصف لنا التراث‬ ‫العلمي الذي يزخر به جبل نفوسة في عهده (ق ‪8‬ه_‪41/‬م) وهو عصر الجحيطالي‪،‬‬ ‫وما يلاحظ هو أن ابن خلدون لم ينقل عن تاريخ إباضية المغرب إلا ومضات‬ ‫متفرقات في موسوعته‪.‬‬ ‫۔‪ 12‬۔‬ ‫وفيما يخص مصادر حياة الجيطالي فأولها آثاره الين تمكن القارئ من‬ ‫استخلاص بعض الجوانب المتعلقة بسيرته الذاتية لا سيّما وصيته المسماة "تذكرة‬ ‫النسيان وأمان حوادث الزمان" ‪:‬لي تعد وثيقة تاريخية استجليت منها حياة الخيطالي‬ ‫الأسرية والاجتماعية‪ ،‬وقد طبعت ضمن "دليل مخطوطات مكتبة العطف" وعلق‬ ‫عليها الأستاذ محمد بن موسى ب!باعمَي بتعليقات مفيدة‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ويعد كتاب "السير" للمؤرخ النفوس أبي العباس أحمد بن سعيد بن عبدك‬ ‫لواحد الننماخي (ت ‪829‬ه_‪2251/‬م) أقدم مصدر ترجم للجيطالي‪ ،‬وأشار إلى‬ ‫مؤلفاته وبعض مواقفه‪ ،‬وقد أفادني بمغلومات قيمة عن سيرة الجخيطالي وأوضاع‬ ‫| يأتوا‬ ‫و‬ ‫للجيطالي من بعده نقلوا عن‬ ‫وجل الذين ترجموا‬ ‫بجتمع جبل نفوسة‬ ‫تاريخ‬ ‫ق‬ ‫مهمة‬ ‫التنماخي موسوعة‬ ‫سير‬ ‫كتاب‬ ‫ويعتزر‬ ‫جحدذيا۔ عنًا اورده‪.‬‬ ‫بشيء‬ ‫اباضية المغرب ابتداء من القرن الأول الهجري إلى غاية القرن العاشر‪ ،‬وهو كتاب‬ ‫‪:‬نامع لأهم كتب السير اله‪.‬ابقة أمثال‪ :‬مسير أبي لربيع سليمان بن يخلف المزاتي (ت‬ ‫‪174‬ه‪0701/‬م)» وكتاب "السيرة" لأبي زكرياء؛ وسير البغطوري‪ ،‬وطبقات‬ ‫الدرجيي‪ :‬والجواهر لانتقاة للبرادي (ت ‪018‬ه‪7041/‬م) وغيرها‪.‬‬ ‫وأما المراجع الحديثة فهي كثيرة اتسمت بميزة التكرار والتلحيص لما ورد ؛‬ ‫مؤلفات السّابقين» ولا يخلو بعضها من استنتاجات وإضافات مفيدة‪ .‬ونذكر من بينها"‬ ‫ليبيا" !للشش‪.‬يخ‬ ‫التاريخ الحلقة الثانية الر'باضية ق‬ ‫مركب‬ ‫"از باضية ق‬ ‫‪ -‬كتاب‬ ‫على حجى معمر‪.‬‬ ‫‪ -‬أعمال المستشرقين وخاصة المستشرق البولوني "تادوز لفيتسكي‬ ‫المتخصس ثي التاريخ الإباضي والمستشرق "رينيه باسيه‬ ‫عة"‬ ‫ع‬ ‫من خلال دائرة المعارف الإسلامية‪.‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫ا‬ ‫‪ .-‬تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ‪.‬‬ ‫۔ ‪ 22‬۔‬ ‫لي‪.‬‬ ‫كلدين‬ ‫رر ا‬‫ز لخي‬ ‫للام‬ ‫الأع‬ ‫ا‬ ‫حنة البحث العلمي لجخمعية التراث‪.‬‬ ‫‪ -‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب إعداد‬ ‫‪ -‬أطروحة دكتوراه بعنوان‪" :‬جبل نفوسة منذ الفتح الإسلامي إلى هجرة‬ ‫بت هلال إلى بلاد المغوب (‪12-224‬ه_‪246-3501/‬م) للأستاذ مسعود مزهودي‬ ‫المهتم بتاريخ إباضية المغرب‪ ،‬وقد تطرق فيها إلى تاريخ جبل نفوسة والقبائل اليي‬ ‫استوطنت فيه والحياة الاجتماعية والفكرية} وإن كان الباحث بحكم موضوع بحثه‬ ‫)‬ ‫لم يتعرّض إلى الفترة التاريخية الى تعنينا في بحثنا‪.‬‬ ‫‪ -‬محاضرة بعنوان‪" :‬أبو طاهر إسماعيل الجيطالى حياته ومآئره" للأستاذ‬ ‫وهي حاضرة‬ ‫جربة‬ ‫بن مرزوق ألقاها مناسبة الملتقى التاريخي الأول بجزيرة‬ ‫الصادق‬ ‫قيمة امتازت بوصف دقيق لمؤلفات الحيطالي المخطوطة منها والمطبوعة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مصادر تناولت آراء الجيطاليى‪:‬‬ ‫إن المصادر الوي تناولت آراء الجيطالي الكلامية تتمتل بالدرجة الأولى في مؤلفاته‬ ‫وهي حسب ترتيبها الزميَ في التأليف‪:‬‬ ‫‪ -‬كتاب "شرح النونية" ألفه سنة ‪037‬ه_‪9231/‬م وقد تطرّق فيه إلى‬ ‫لا يزال‬ ‫وأظهر فيه مقدرته اللغوية ‏‪ ١‬والكلاميةه والكتاب‬ ‫ودقيقك‬ ‫جليل الكلام‬ ‫مخطوطا غير محقق وهو في ثلاثة أجزاء كبيرة ما كلفني جهدا في قراءة نصوصه‬ ‫وضبطها ‏‪٠‬‬ ‫‪ -‬كتاب "قواعد الإسلام" ألفه سنة ‪337‬ه_‪2331/‬م وعرض فيه مسائل‬ ‫قام‬ ‫الكتاب لمسائل الفقه والأخلاق‬ ‫وخصص بقية أقسام‬ ‫موجز‬ ‫بأسلوب‬ ‫العقيدة‬ ‫بتصحيحه والتعليق عليه الشيخ عبد الرحمن بكلي (ت ‪6041‬ه_‪6891/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب "قناطر الخيرات" ألفه سنة ‪837‬ه‪7331/‬م في ثلاثة بجلدات‬ ‫‪23‬رة} وقد اعتمدت على القناطر المتعلقة‬ ‫ضخمةش قسمه الجيطالي إلى سبع عشرة قنط‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪-‬‬ ‫بمسائل العقيدة‪ ،‬وما يلاحظ هو أن الجيطالي لم يتوسع في هذا المصنف في مسائل‬ ‫الكلام بل سلك فيه منحئ ذوقيا حيث مزج فيه بين أصول الدين والأخلاق‪،‬‬ ‫وجعل منهما حقيقة واحدة متأثرا بأبي حامد الغزالي‪ ،‬وقد حقق الدكتور عمرو بن‬ ‫خليفة النامي قنطرتي العلم والإيمان وحققت هيئة طلبة قسم النتريعة بمعهد عمي‬ ‫سعيد بغرداية قنطرة الصلاة ووظائفها من الطهارات© ولا تزال القناطر الأربع‬ ‫عشرة فى حااحة إلى تحقيق‪.‬‬ ‫فكان من هذه المؤلنات الثلاثة منطلق البحث في آراء الجيطالي الكلامية‬ ‫ومر جعه‪ ،‬وكان يشير في اللاحق من كتبه إلى السابق منها تفاديا للتكرار‪.‬‬ ‫وهناك مصادر ومراجع أخرى قديمة وحديثة من إنتاج مختلف المدارس‬ ‫الكلامية اعتمدت عليها في إنشاء هذا البحث ذكرتها فى مظافا‪.‬‬ ‫۔‪ 42‬۔‬ ‫الفصل الأول‬ ‫الجيطا لب عصره وشخصيته وآثاره‬ ‫تهيتند‪ :‬ملامح عامة عن بيئة جبل نفوسة‪.‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬عصر الجيطاليرالقرن ‪8‬ه‪41/‬م)‪.‬‬ ‫المبحث النان‪ :‬شخصية الجيطالي‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آثار الجيطالي‪.‬‬ ‫بينة جبل نقوسة‬ ‫ين‪ :‬ملامح عامةعر‬ ‫يقع جبل نفوسة جنوب غرب مدينة طرابلس بليبيا يقول عنه الحموي‬ ‫(ت‪626‬ه_‪9221/‬م)‪" :‬جبال بالمغرب بعد إفريقية عالية نحو ثلانة أميال‪ ،‬وطول‬ ‫وبين جبل نفوسة وطرابلس ثلانة‬ ‫هذا الجبل مسيرة ستةأيام مانلشرق إلى ‪7‬‬ ‫أيام؛ وبينه وبين القيروان ستة أيام«""‬ ‫ويتحدث ابن حوقل (ق‪4‬ه‪01/‬م) عن جبل نفوسة‪ ،‬وما يزخر به من‬ ‫ثروات طبيعية‪ :‬مياه حارية} أراض خصبة أشجار متنوعة‪..‬مكنت أهل نفوسة من‬ ‫الاعتماد عليها قي قوتمم ومعاشهم يقول‪" :‬أما جبل نفوسة فجبل عال فيه منبران‬ ‫مدينتين إحداهما شروس في وسط الحبل وفيها مياه جارية وكروم وأعناب طيبة‪.‬‬ ‫وتين غزير‪ ،‬وأكثر زروعهم الشعير وإياه يأكلون وإذا خبز كان أطيب طعما من‬ ‫خبز الحنطة‪ ،‬ولشعيرهم لذة ليس لخبز من أخباز الأرض‪ ..‬وبالخبل مدينة ثانية‬ ‫تعرف بجادو"©‬ ‫أما عن سكان جبل نفوسة فهم من القبائل الأمازيغية الن عمرت شمال‬ ‫افريقيا من فجر التاريخ ولا أدل على ذلك من تسمية الجبل باسم قبيلة نفوسة‬ ‫الن استوطنت هذه المنطقة‪ ،‬ونهي‬ ‫البربرية نسبة إلى نفوس بن زحيك بن‪:‬ماذغيس‬ ‫مأنشهر القبائل الطرابلسية فايلعلم والفروسية‪ (.‬وتوجد بالحبل قبائل أمازيغية‬ ‫أخرى كقبيلة لواتة‪ ،‬ومزاتة»ه وهوارة‪ ،‬وزناتة‪ ،‬وسدراتة} ولماية‪ ،‬وزواغةء‬ ‫‪ -1‬ياقوت الحموي‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيمروت‪9931 ،‬ه_‪9791/‬غ‪ :‬ج‪.5/991‬‬ ‫‪ -2‬أبو القاسم بن حوقل‪ :‬صورة الأرض» منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‪.39 - 29 :‬‬ ‫‪ 3‬محمد الهادي حارش‪ :‬التاريخ المغاري القدم السياسي والحضاري» المؤسسة الحزائرية للطباعة (د‪.‬ت)‪.23 :‬‬ ‫‪ 4‬ابن خلدون‪ :‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬ ‫السلطان الأكبر دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪3891 ،‬م‪ :‬ج‪.032 }6/971‬‬ ‫‪ 5‬سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جزيرة جربة} دار الجوي للنشر تونس‪6041 ،‬ه_‪6891/‬م‪.64 :‬‬ ‫‪ 62‬۔‬ ‫مدنك© "‬ ‫بالجبل وضواحيه فتكونت‬ ‫العمران‬ ‫وقد ازدهر‬ ‫ونفزاوةث‪7 .‬‬ ‫وقرى متتالية‪ .‬ومتقاربة بلغت نحو ثلامئة قرية وعشرات من المدن الكبرى“‪.‬‬ ‫أشهرها‪ :‬مدينة شروس (عاصمة الجخبل)‪ ،‬ومدينة نالوت‪ ،‬ويفرن‪ ،‬وكباو‪ ،‬وميرى©‬ ‫ومدينة جيطال‪ .‬ومن قراه‪ :‬قرية ويغو وتندميرة‪ ،‬وتملوشايت\ واجناون‪ ،‬وقنطرارة‪.‬‬ ‫ولما بلغ الفتح الإسلامي مدينة طرابلس سنة ‪32‬ه_‪346/‬م بقيادة عمرو بن‬ ‫العاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عن( رغب أهل نفوسة‬ ‫بطواعية في اعتناق الإسلام ونبذ الكفر والجاهلية فأرسلوا وفدا من البربر يعلن ولاء‬ ‫أهل نفوسة لأمير المؤمنين‪ ،‬وتعهدهم بالتزام الإسلام قولا وعملا‪ .‬ويذكر‬ ‫أبو إسحاق اطفيش (ت‪5831‬ه‪5691/‬م) أن أصل تسميتهم ينفوسة لأهم‬ ‫أسلموا بأنفسهم و لم يكن الإسلام منهم كرها‪ .‬وهذا مجرد تأويل لغوي لكلمة‬ ‫نفوسة‪ ،‬وهو لا يستقيم لأن التسمية كانت قبل اعتناقهم الإسلام والصحيح هو ما‬ ‫ذكره ابن خلدون من قبل‪.‬‬ ‫وللإسلام دوره البارز قي تمذيب طباع البربر وتقويمها والقضاء على‬ ‫العصبيات الي كانت سائدة بين القبائل الأمازيغية المتجاورة‪.‬‬ ‫وبعد الفتح الإسلامي للمغرب تحركت المذاهب الإسلامية إلى أراضيه داعية‬ ‫إلى آرائها العقدية والفقهية ونظريتها السياسية والاجتماعية بكل حرية بعيدة عن‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬مسعود مزهودي‪ :‬جبل نفوسة منذ الفتح الإسلامي إلى هجرة بي هلال‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬ ‫التاريخ الإسلامي الوسيط رخطوطة)» ‪6141‬ه_‪6991/‬م‪. .53 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬أبو زكرياء الجناوني‪ :‬الوضع مختصر في الأصول والفقه تحقيق أبي إسحاق اطفيش‘ الفجالة‬ ‫الجديدة} القاهرة‪ ،‬طا‪( ،‬د‪.‬ت)‪ .9-01:‬ياقوت الحموي‪ :‬المعجم‪ :‬ج‪ .5/551‬محمد علي دبوز‪:‬‬ ‫تاريخ المغرب الكبير‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ .‬مصر ط‪3831 ،1‬ه_‪3691/‬م‪ :‬ج‪.3/653‬‬ ‫‪ 3‬ابن عبد الحكم‪ :‬فتوح إفريقية والأندلس تحقيق عبد الله أنيس الطباعض دار الكتاب اللبناني بيروت‪،‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪.30 :4‬‬ ‫‪ 4‬أبو زكرياء الخناويي‪ :‬الوضع مقدمة المحقق‪.6 :‬‬ ‫۔‪ 72‬۔‬ ‫أعين السلطة المركزية بالمشرق‪.‬‬ ‫ويتحدث ابن حوقل عن الوجود المذي بحبل نفوسة فيقول‪" :‬وأهل جبل نفوسة‬ ‫فشراة إما إباضية من أصحاب عبد الله بن إباضر}‘‪ 3‬أو وهبية من أصحاب‬ ‫عبد الله بن وهب‪ ،‬وتجاورهم من البربر زناتة ومزاتة قبيلتان عظيمتان‬ ‫الغالب عليهم الاعتزال من أصحاب واصل ابن عطا‪,‬ة"«ث)‬ ‫فأما عن الإباضية فيرجع تاريخ ظهورهم بالمغرب إلى الداعية سلمة بن سعد©‬ ‫ومعه‬ ‫البصرة‬ ‫من‬ ‫قدم‬ ‫من وطئ أرض‪ .‬المغرب من دعاة الإباضية‬ ‫أول‬ ‫‪ 1‬عبد ا له بن إباض المري التميمي عاش في النصف الثاني من القرن الأول للهجرة‪ ،‬وإليه تنسب فرقة‬ ‫الإباضية[ كان تلميذا لجابر بن زيد (‪39‬ه‪117 /‬م) ويعمل بآرائه‪ .‬وله مراسلات مع عبد الملك‬ ‫بن مروان (‪68‬ه‪507/‬م) يبين له فيها آراء الإباضية العقدية والسياسية وهو " إمام أهل الطريق‪،‬‬ ‫وجامع الكلمة لما وقع التفريق"‪ .‬ر‪ .‬الدرجيي‪ :‬طبقات المشايخ بالمغرب\ تحقيق إبراهيم طلاي‪ ،‬دار‬ ‫البعث قسنطينة (د‪.‬ت)‪ :‬ج‪ .2/412‬عمار طالي‪ :‬آراء الخوارج الكلامية الشركة الوطنية للنشر‬ ‫والتوزيعك الجزائر ‪8931‬ه‪8791 /‬م‪ :‬ج‪ 1/391‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬عبد الله بن وهب بن راسب الأزدي العمان} إمام المحكمةإ شارك في فتوح العراق بقيادة سعد بن أبي‬ ‫وقاص (‪55‬كه_‪476/‬م) ناصر عليا في حروبه ثم أنكر التحكيم وعارضه‪ ،‬يلقب بذي الثفنات لطول‬ ‫سجوده‪ ،‬استشهد في وقعة النهروان سنة ‪83‬ه_‪856/‬م‪ .‬ر‪ .‬الدرجي‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪.2/102‬‬ ‫الشماخي‪ :‬السير‪ ،‬تحقيق أحمد بن سعود السياي‪ :‬ج‪ .1/15‬خير الدين الزركلي‪ :‬الأعلام؛ دار العلم‬ ‫للملايين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪0102991‬م‪ :‬ج‪ .1 4/34‬د‪ /‬عمار طالي‪ :‬آراء الخوارج الكلامية‪ :‬ج!‪ 1/88‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -3‬واصل بن عطاء للكىى بابي حذيفة الغال ولد بالمدينة سنة (‪08‬ه_‪996/‬م) وتوفي سنة‬ ‫(‪181‬ه‪397/‬م) أخذ العلم من محمد بن الحنيفة وهو إمام المعتزلة‪ .‬ر‪ .‬عبد الجبار‪ :‬فضل الاعتزال‬ ‫وطبقات المعتزلة‪ ،‬تحقيق فؤاد سبد\ الدار التونسية للنشرێ ط‪ ،2‬سنة ‪6041‬ه_‪6891/‬م‪.432 :‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.8/801-901‬‬ ‫‪ 4‬ابن حوقل‪ :‬صورة الأرض‪.39-49 :‬‬ ‫‪ 5‬سلمة بن سعد بن علي بن أسد الحضرمي داعية إباضي عاش في أوائل القرن الثاني للهجرة أخذ‬ ‫العلم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة بالبصرة‪ .‬ر‪ .‬الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪.1/11-21‬‬ ‫الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ .1/09-19‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ مطبعة الاستقلال‬ ‫الكبرى مصر طا‪4831 ،‬ه_‪4691/‬م الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.1/52-62‬‬ ‫‪- 838‬‬ ‫عكرمة مولى ابن عباس متعاقبين على بعير‪ ،‬فكان سلمة يدعو إلى مذهب‬ ‫الصفريةء وذلك في مطلع القرن‬ ‫الإباضيةك وعكرمة يدعو إلى مذهب‬ ‫(‪2‬ه_‪8/‬م)‪“(.‬‬ ‫وقد أثمرت جهود الداعية سلمة بن سعد فانتشرت آراء الإباضية} واستجاب‬ ‫لدعوته ثلة من الطلبة قصدوا البصرة للتعلم على شيخ الإباضية الإمام أبي عبيدة‬ ‫فتتلمذوا عنده حمس سنوات ثم رجعوا إلى المغرب‬ ‫مسلم بن أبي كريمة‬ ‫)‬ ‫ليسهموا تي نشر مذهبهم ولقبوا بحملة العلم وهم حمسة(“‪:‬‬ ‫أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح للمعافري‪ 3‬وعبد الرحمن بن رستم‬ ‫الفارسي وأبو داود القبلي(“} وعاصم السدراقي"‪ 3‬وإسماعيل بن درار الغدامسيم“‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬عكرمة بن عبد الله المدني أبو عبد الله (‪52‬ه‪501-‬ه_‪546/‬م‪327-‬م) مولى ابن عباس تابعي كان‬ ‫‪٥‬‬ ‫من أعلم الناس بالتفسير والمغازي‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/442‬‬ ‫‪ -2‬أبو زكريا يحيى‪ :‬السيرة وأخبار الأئمة‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن أيوب‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‬ ‫‪5‬ه_‪5891/‬م‪ .24:‬الدرجين‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .1/11-21‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/311‬‬ ‫‪ 3‬أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي توني حوالي ‪051‬ه_‪767/‬م في ولاية أبي جعفر المنصور‪ ،‬وهو‬ ‫الإمام الثاني للإباضية بعد وفاة جابر بن زيد (‪39‬ه_‪117/‬م) ومنظم حركتهم "عاش بالبصرة‬ ‫وأخذ العلم عن جابر بن زيد‪ ،‬وصحار العبدي‪ ،‬وجعفر السماك‪ .‬ر‪ .‬الدرجيين‪ :‬طبقات‪:‬‬ ‫ج‪ .2/832‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ .1/87‬يحيى محمد بكوش‪ :‬فقه الإمام جابر بن زيد‪ ،‬المطبعة‬ ‫العربية‪ ،‬غرداية‪8041 .‬ه_‪8891/‬م‪ :‬ج‪.1/26-36‬‬ ‫‪ 4‬أبوزكريا‪ ،‬السيرة‪ .75 :‬الدرجين‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪ .1/91‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/311‬‬ ‫‪ 5‬أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الحميري اليميي‪ ،‬رشحه أبوعبيدة مسلم‪ -‬بعد تخرجه۔‬ ‫إماما للمسلمين وقد بويع بالإمامة بطرابلس سنة ‪041‬ه_‪757/‬م‪ 3‬فأحسن السيرة ومكث فيها أربع‬ ‫سنوات وقتل سنة ‪441‬ه_‪167/‬م في معركة دارت بينه ومحمد بن الأشعت عامل جعفر المنصور‬ ‫على مصر‪ .‬ر‪ .‬أبو زكرياء‪ :‬السيرة‪ .16 :‬الدرجين‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪ .1/22‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/311‬‬ ‫‪ 6‬عبد الرحمن بن رستم الفارسي‪ ،‬تلميذ أبي عبيدة مسلم أقام مع أبي الخطاب الإمامة بطرابلس وبعد‬ ‫استشهاد أبي الخطاب‘ أسس الدولة الرستمية بتاهرت سنة ‪[061‬ه_‪677/‬م&‪ 3‬توفي سنة‬ ‫‪171‬ه_‪787/‬م‪ .‬ر‪ .‬أبو زكريا‪ :‬السيرة‪ .85 :‬الدرجي‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪ .1/04‬سليمان البارون‪ :‬الأزهار‬ ‫الرياضية في معرفة أئمة وملوك الإباضيةش دار أبي سلامة{ تونس‪ ،‬طا ‪6891‬م‪ :‬القسم ‪.2/48‬‬ ‫‪ -7‬أبو داود القبلي من بلاد نفزاوة كان شيخا عالما ممن‪.‬أخذ العلم عن أبي عبيدة مسلم‪.‬‬ ‫ر‪ .‬أبو زكرياء‪ :‬السيرة‪ .85 :‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/921‬‬ ‫۔‪ 92‬۔‬ ‫وأما عن الاعتزال فيرجع تاريخ ظهوره بالمغرب إلى الداعية عبد الله بن‬ ‫الحارث رسول واصل بن عطاء (رت ‪181‬ه‪797/‬م) إلى‪ .‬بلاد المغرب يقول‬ ‫فأنفذ لل‬ ‫الله‬ ‫دين‬ ‫إلى‬ ‫يدعون‬ ‫الآفاق‪,‬‬ ‫رسله ق‬ ‫عطاء‬ ‫واصل بن‬ ‫"فرق‬ ‫البلخي‪:‬‬ ‫يقال‪ :‬إن‬ ‫المغرب عبد الله بن الحارث» فأجابه الخلق» وهنالك بلد تدعى البيضاء‬ ‫فيها مائة ألف يحملون السلاح يعزف أهله بالواصلية"”“‬ ‫ولقد دام الوجود الإباضي بحبل نفوسة قرونا عديدة تمكنوا فيها من حفظ‬ ‫كيائمم الديني والاجتماعي‪ ،‬ويرجع سبب ذلك إلى اختيارهم مسلك "الكتمان"}‬ ‫وهو المرحلة الرابعة من مسالك الدير عند الإباضية} وتعتبر أدين درجات الجهاد‬ ‫حيث يعجز المسلمون فيها عن مواجهة الحكام‪ 2‬ورد المظالم فيلجؤون حينئذ إلى‬ ‫كتمان أمرهم واعتزال الظالمين والابتعاد عن وظائفهم‪.‬‬ ‫والكتمان لا يعن الركون إلى الراحة والاستسلام لواقع الأمر‪ ،‬والسكوت ‪:‬‬ ‫‪-1‬عاصم السدراتي‪ ،‬أحد النفر الخمسة من حملة العلم قتل مسموما في حصار أبي الخطاب للقيزوان‬ ‫وذلك عام ‪141‬ه_‪857/‬م‪ .‬ر‪ .‬أبو زكريا‪ 5‬السيرة‪ .86:‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/611-711‬‬ ‫‪ -2‬إسماعيل بن درار الغدامسي‪ ،‬أحد الشيوخ المشهورين في العلم والتعليم والعمل والور عض عينه أبو‬ ‫عبيدة مسلم قاضيا على جماعة الإياضية بطرابلس‪ ،‬وأخذ عنه العلم جماعة منهم‪ :‬أبو المنيب محمد‬ ‫بن يانس الدركلي‪ .‬ر‪ .‬أبو زكريا‪ :‬السيرة‪ .06 :‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ .1/721‬علي يحيى معمر‪:‬‬ ‫الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/46-56‬‬ ‫‪ -3‬البيضاء هو الاسم القديم لمدينة طرابلس‪ .‬ر‪ .‬ابن حوقل‪ :‬صورة الأرض‪.17 :‬‬ ‫‪-4‬رالبلخي‪ :‬باب ذكر المعتزلة من مقالات الإسلاميين ضمن كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة‬ ‫تحقيق فؤاد سيّد{ الدار التونسية للنشر تونس‪ ،‬ط ‪6891‬م‪.66-76 :‬‬ ‫‪ 5‬مسالك الدين (أنواع الإمامة) وهي أربعة‪ :‬الظهور الدفاع الشراء} الكتمان‪ .‬ونظرية المسالك هي‬ ‫أهم ما يتميز به الفكر السياسي عند الإباضية‪ .‬ر‪ .‬أبو العباس أحمد بن سعيد الشماخي‪ :‬مقدمة‬ ‫الوحيد وشرو مها‪ ،‬تعليق إبراهيم اطفيش‪ 05 :‬وما بعدها‪ .‬عدون جهلان‪ :‬الفكر السياسي عند‬ ‫الإباضية! جمعية التراث‪ ،‬لقارة غرداية‪(.‬د‪.‬ت)‪ .941 :‬أعوشت بكير‪ :‬دراسات إسلامية في‬ ‫الأصول الإباضية دار البعث‪ ،‬قسنطينة} الحزائر‪.011 :1 289. 3‬‬ ‫‪- -03‬‬ ‫والتنظيم الداخلي للمجتمع‬ ‫عن تغييره إما هو توجيه الجهود إل العمل القاعدي‬ ‫في مجالاته الدينية" والاجتماعية} والتربوية‪ ،‬والاقتصادية من أجل "المحافظة على‬ ‫الدين" الذي هو الهدف الأسمى من مرحلة الكتمان‪.‬‬ ‫العَرابة‪.‬‬ ‫هو نظام‬ ‫مرحلة الكتمان‬ ‫ولعل أبرز نظام يحكم المجتمع النفوسي ق‬ ‫فما تعريف هذا النظام؟ وما هي خحصائصه؟‬ ‫بكر الفرسطائي‬ ‫بن‬ ‫الله حمد‬ ‫أبو عبد‬ ‫الإمام‬ ‫العزًابة هو‬ ‫نظام‬ ‫واضع‬ ‫إن‬ ‫وذلك سنة ‪904‬ه_‪8101/‬م حين انتقل رفقة تلامذته إلى‪ .‬مدينة‬ ‫النفنوسي‬ ‫تنسليے‪ 3‬فرتب مما قواعد الحلقة وحرر قوانينها وضبط آداما وشروطها‪©.‬‬ ‫العزابة مفردها عرابي‪ ،‬والكلمة مشتقة من العزوب أو العزابة وهي تعي العزلة‬ ‫والغربة‪ ،‬والتهجد‪ .‬ويحمل هذا اللقب كل عضو انخرط في سلك العزابة‪ .‬يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الدرجيني‪" :‬كل من لازم الطريق وطلب العلم وسير أهل الخير وحافظ عليها وعمل‬ ‫يها‪ ،‬فإن من حمل جميع هذه الصفات سمي عرابي"‬ ‫والعزابة هي هيئة محدودة العدد (‪ 21‬عضوا غالبا) تمثل خيرة أهل البلد علما‬ ‫وصلاحا وهذه الهيئة تقوم بالإشراف الكامل على شؤون الحتمع الإباضي‪ :‬الدينية‬ ‫‪ 1‬أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي (‪543-044_/659-9401‬م) الملقب بمحمد السائح‪ ،‬أخذ‬ ‫العلم عن أبي نوح سعيد بن زنغيل (ق‪ 4‬ه)) وأبي زكريا فصيل ابن أبي مسور (ق‪ 4‬ه) كان‬ ‫من أكثر الناس علما وورعا‪ ،‬أسس قواعد حلقة العزابة سنة ‪ 904‬ه‪8¡01/‬م‪ .‬ر‪ .‬الدرجين‪:‬‬ ‫طبقات‪ :‬ج‪ 1/7610‬ج‪ .2/773‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ .2/16‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‬ ‫قسم المغربؤ المطبعة العريية‪ ،‬غرداية‪ ,‬ط‪0241 ،1‬ه_‪9991/‬م‪ :‬ج‪ \4/277‬ترجمة‪.308 :‬‬ ‫‪ 2‬تنسلي بلدة بالقرب من مدينة تقرت تعرف الآن باسم بلدة اعمر‪.‬‬ ‫‪ 3‬الدرجيين‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪.1/071‬‬ ‫‪ 4‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الأولى‪ .79 :‬الجعبمري‪ :‬نظام العزابة عند‬ ‫الإباضية الوهبية بجرية} المطيعة العصرية تونس ‪5791‬م‪.36:‬‬ ‫‪ 5‬الدرجيين‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪.1/4‬‬ ‫‪ 6‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‪ .‬الحلقة الأولى‪.79 :‬‬ ‫‪- 13-‬‬ ‫والتعليمية والاجتماعية‪ 5‬والسياسي"‪.‬‬ ‫وهي الي تختار من بينها شيخا يسمى "شيخ العزابة"ك وهو أعلمهم؛‬ ‫وأكثرهم كفاية‪.‬‬ ‫وفي كل قرية أو بلد حلقة للعزابة تقوم بالإشراف على الأمور الخاصة بالبلد‬ ‫فإن حدث أمر هام رفع إلى المجلس الأعلى للعزابة الذي يرأسه الشيخ الأكبر‪ ،‬أو حاكم‬ ‫الجبل حسبما كان في جبل نفوسة‪.‬‬ ‫تعتبر سلطة العرابة في زمن الكتمان السلطة الحقيقية ي الحتمع النفوسي فهي‬ ‫تمثل الإمام وتقوم بوظائفه ماعدا تنفيذ الحدود وبعض الأحكام‪ ،‬كما يباشر بجلس‬ ‫العزابة دور السلطات الثلاث‪ :‬التشريعية} والقضائية} والتنفيذية} في آن واحد‪.‬‬ ‫وأما قوة السلطة في نظام العرًابة فشستمد من مبدأين‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬تطبيق مبدا ولاية الأشخاص وبراءة الأشخاص وهي من الأصول‬ ‫العقدية الي تمير بما الفكر الإباضي خلافا للمذاهب الأخرى وولاية الأشخاص‪:‬‬ ‫أن يتولى المسلم كل من علم منه الوفاء لدينه‪ ،‬وبراءة الأشخاص‪ :‬أن ييغض كل من‬ ‫علم منه الإصرار على كبيرة‪.‬‬ ‫وقد قال عمر بن الخطاب خثههه‪" :‬من رأينا فيه خيرا قلنا فيه خيرا وظننا فيه‬ ‫شراك قلنا فيه شرا‪ ،‬وظننا فيه شراء وتبرأنا منه ""(‪)6‬‬ ‫خيرا‪ ،‬وتوليناه ومن رأينا منه‬ ‫‪ -1‬تفصيل هذه المهام ينظر محمد علي دبوز‪ :‬نمضة الحزائر الحديثة} التعاونية‪ .‬مصر ‪5831‬ه_‪5691/‬م‪:‬‬ ‫ج‪1/591-622‬‬ ‫‪ -2‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‪ ،‬الحلقة الأولى‪.201 :‬‬ ‫‪ -3‬المرجع نفسه‪.301 795 :‬‬ ‫‪ 4‬إسماعيل الجحيطالي‪ :‬شرح النونية (خطوط)‪ :‬ج‪2/41‬ظ\ محمد علي دبوز‪ :‬فضة الحزائر الحديثة‪:‬‬ ‫ج‪.1/902‬‬ ‫‪ 5‬يوسف بن إبراهيم السرحين‪ :‬زاد المسلم‪ 3‬مكتبة الضامري‪ ،‬سلطنة عمان" (د‪.‬ت)‪.21 :‬‬ ‫‪ 6‬إسماعيل الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/7‬و‪ .‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة الجزائر الحديثة‪ :‬ج‪.2/7‬‬ ‫‪ 23‬۔‬ ‫وبتطبيق العرابة هنا المبدأ تمكنوا من الحصول على وسيلة ردع قوية يعلنونما قي‬ ‫وجه كل مفسند ظالم‪ .‬وبمجرد إصدار حكم البراعة على شخص يهجره أفراد المجتمع‪:‬‬ ‫ويكقون عن مساعدته‪ ،‬ويقطعون العلائق معه فيغدو الخاني في سجن نفسي لا يقدر‬ ‫على ضيقه‪ .‬ولكون الإنسان اجتماعيا بطبعه سرعان ما يقلع العاصي عن ذنبه ويتوب إلى‬ ‫ره فيرفع عن الحكم؛ ويستحق بعدها الاستخفارك والعون ولنصرة‪:‬‬ ‫وقد طبق الرسول يلله مبدأ الهجران على الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك‬ ‫فكان ذلك لهم تأدييا سوببا في توبته (اک‬ ‫التزام حلقة العزابة هيئة وأفرادا بآداب الإسلام وتعاليمه اعتقادا‬ ‫ثانيا‪-‬‬ ‫وسلست لم‬ ‫و الطاعة من جميع الناس‬ ‫موضع التقدير والاحترام‬ ‫ومعاملة فكانوا‬ ‫أزمة القيادة _‬ ‫‪ 1‬قال تعالى في شأممم‪" :‬وعلى الثلاثة الذين خلفوا ‪ "...‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.811 :‬‬ ‫‪ -2‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الأولى‪.801 :‬‬ ‫۔‪- 33‬‬ ‫الميحثا لأول‬ ‫عصر الجيطالِ_( لقرز_‪ 8‬ه‪ 1 4/‬م(‬ ‫إن المكان والزمان يتركان في الإنسان أثرهما العميق‪ ،‬ولا يقدر هذا المخلوق‬ ‫الضعيف أن يتحرر من قيودهما‪ .‬لذا غدا الإنسان رهين بيئته الق نشأ في أحضانما‬ ‫يتأثر بأحداها‪ ،‬وينفعل بتطوراتماء ويتجلى ذلك واضحا في آثاره وإنجازاته‪.‬‬ ‫ولفهم شخصية الجحيطالي وفكره لابد من بيان أوضاع بيئته السياسية‬ ‫والاجتماعية والفكرية‪.‬‬ ‫أولا الحياة السياسية‬ ‫يفاضل ابن خلدون بين مختلف الأنظمة السياسية فيختار السياسة الدينية عن‬ ‫سائر النظم الأخرى ويبين ذلك معللا‪" :‬لأنها مفروضة من الله بشارع يقررها‬ ‫ويشرعها‪ ،‬والسياسة الدينية نافعة في‪ .‬الحياة الدنيا وفي الآخرة وذلك لأن الخلق‬ ‫ليس المقصود بمم دنياهم فقط فالمقصود بم إنما هو دينهم المفضي كم إلى السعادة‬ ‫في آخرتمم؛ وتكون جميع أحوالهم من عبادة ومعاملة حت ف الملك الذي هو طبيعي‬ ‫للاجتماع الإنساني على منهاج الدين وليكون الكل محوطا بنظر الشار ع‪©‘<«.‬‬ ‫وبالتالي إن تصور نظام سياسي مستقل عن الدين كان ييدو أمراأغرببا الدى‬ ‫مفكري الإسلام منذ قيام الدولة الإسلامية حت ماية الخلافة‪.‬‬ ‫فما مدى التزام النظام السياسي المغربي في القرنين السابع والثامن للهجرة‬ ‫‪ 1‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪ ،‬دار الجيل بيروت (د‪.‬ت)‪.012 :‬‬ ‫‪ -2‬أحمد محمود صبحي ‪ :‬النظريات السياسية لدى الفرق الإسلامية بحلة عا ل الفكر وزارة لعل‬ ‫عدد ‪.2531‬‬ ‫‪:3‬‬ ‫الكويت‬ ‫۔‪ 43‬۔‬ ‫بمنهج الشارع وقواعده؟ فهل تدينت السياسة؟ أم تسيس الدين؟‬ ‫‪ -‬عرفت الدولة الموحدية في النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي‬ ‫السابع الهجري خلافات خارجية مع إسبانيا المسيحية‪ ،‬وأخرى داخلية بين الجهاز‬ ‫الحكومي والقبائل العربية الموجودة بالمغرب‪ ،‬وسرعان ما تطورت هذه الخلافات‬ ‫إل ثورات أضعفت قوة الموحدين وأذنت لدولتهم بالروال«©‬ ‫فتقاسمتها ثلاث دول إسلامية مغربية‪:‬‬ ‫قي الشرق الدولة الحفصية اليي عاش في ظلها الجيطالي‪ ،‬وهي نسبة إلى أبي‬ ‫حفص عمر بن يى الهنتاي (‪175‬ه‪5711/‬م) شيخ قبيلة هنتاته اللصمودي“‬ ‫وأحد العشرة الذين اختارهم ابن تومرت لنشر دعوته‪ .‬ولما أفل نجم الموحدين‬ ‫استقلت إفريقية نمائيا عن الدولة الموحدية على يد أبي زكرياء عبد الواحد الحفصي‬ ‫سنة ‪726‬ه_‪9211/‬م المؤسس لقواعد الدولة الحفصية الي استمرت مدة طويلة إلى‬ ‫أن سقطت في يد العثمانيين سنة ‪189‬ه_‪9851/‬م‪©.‬‬ ‫ولعل العامل الأساسي في سقوط الدولة الحفصية يكمن في انقسام البيت‬ ‫الحفصي© وصراع الأمراء عاى السلطة‪ ،‬وطمعهم الشديد في الاستيلاء على بلاد‬ ‫المغرب بزعمهم الورثة الشر ع‪.‬ين خلفاء مراكش‪.‬‬ ‫من أجل ذلك ضعه ب قبضة الدولة على أطراف المملكة مما أدى بالأمراء‬ ‫الحفصبين إلى جعل الرياسة شورى بين بالس أعيان القبائل والأسر ذات النفوذ في‬ ‫‪ 1‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪ .225:-6/125‬عبد الرحمن الخيلالي‪ :‬تاريخ الحزائر العام؛ دار الثقافة} بيروت‬ ‫‪2‬ه‪2891/‬م‪ :‬ج‪2/24‬‬ ‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.6/775‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪ .6/395‬الحيالي‪ :‬تاريخ الزائر‪ :‬ج‪ .2/34‬مصطفى أبو ضيف‪ :‬القبائل العربية‬ ‫بالمغرب قي عصر الموحدين ويين مرين‪ ،‬ديوان المطبوعات الخامعية} الجزائرش ‪2891‬م‪.021 :‬‬ ‫۔‪ 53‬۔‬ ‫كثير من أجزاء المملكة لاسيما الثغور الغربية منها‪ ( .‬ومثال ذلك مدينة طرابلس‬ ‫الن حكمها رؤساء مستبدون من بيي ثابت! فشهدت المدينة اضطرابات وفتنا‬ ‫متوالية في عصر الجخيطالي‪ ،‬ويرجع ابن خلدون سبب ذلك إلى حدوث العصبية ي‬ ‫البلد لحدوث الشورى والمنافسة فيها ©‬ ‫ومن حكام طرابلس خلال حياة الجيطالي نذكر من بينهم‪:‬‬ ‫= ثابت بن عمًار الركوجي من هوارة قام بأمرها وبقي في ولايته ستة‬ ‫عليه‬ ‫ثارت‬ ‫فقتله واستبد بأمر البلد ش‬ ‫وثار عليه أحمد بن سعيد بن طاه (‬ ‫أشهر‬ ‫وولوا محمد بن ثابت (ابن‬ ‫مغتسله عند أذان الصبح‬ ‫وقتلوه ق‬ ‫جماعة مزن زكوجةا‬ ‫شيخهم ثابت) سنة ‪727‬ه_‪6231/‬م‪©.‬‬ ‫= محمد بن ثابت بن عمار الذي استبد بأمر طرابلس عشرين سنة (‪747 -‬‬ ‫‪7‬ه_‪6231-6431/‬م) بعيدا عن رقابة الحفصيين‪ ،‬وكان يغالط غن الإمارة‬ ‫بالتجارة} والاحتراف بما‪ ،‬ولبوس شاراتما» والسعي راجلا في سكك المدينة يتناول‬ ‫حاجته‪ 3‬ويخالط السوقة في معاملاتهء يذهب في ذلك مذهب التخلق والتنواضع‪،‬‬ ‫لكن ثارت عليه جماعة من مجريش فقتلوه عند داره‪(.‬‬ ‫ويذكر الشماحي أن والي طرابلس وقاضيها أودعا الجيطالي السجن؛‬ ‫‪ 1‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.6/959‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.6/759‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.6/959‬‬ ‫‪ 4‬كان والده واليا على طرابلس اثني عشرة سنة قبل ولاية ثابت بن عمار‪ .‬ر‪ .‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪:‬‬ ‫ج‪.6/169‬‬ ‫المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.6/069-169‬‬ ‫‪ -7‬رالي طرابلس هو محمد بن ثابت (حسبما نرجحه) لمعاصرته أحمد بن مكى‪.‬‬ ‫‪- 63‬‬ ‫وصادرا أمواله لما رأيا منه جرأته قى الحق وقيامه بواجب الأمر والنهي )(‬ ‫‪ -‬حينما قتل محمد بن ثابت سنة ‪747‬ه_‪6431/‬م ثارت بطانته وولوا بعده‬ ‫ابنه ثابت ابن محمد (ت ‪457‬ه‪3531/‬م) الذي تزيّا بري الإمارة في اللبوس‬ ‫سنوات‪)( .‬‬ ‫والبطانة وأقام فيها ست‬ ‫واتخاذ الحجاب‬ ‫حلية الذهحب©‬ ‫والركوب‬ ‫أما عن جبل نفوسة فقد استقل بحكم ذاتي‪ ،‬فبعد سقوط الدولة الرستمية‬ ‫سنة ‪692‬ه_‪909/‬م({ لم يخضع للدول اليي تعاقبت على الحكم في المغرب‬ ‫الإسلامي إلى الحكم التركي بل كان يختار من رجاله الأكفاء حاكما يتولى شؤون‬ ‫الأمة وصلاحياته جارية على سكان الحبل كما قد يقتصر حكم أحدهم على‬ ‫ناحية من نواحي الخبل بينما يتولى غيره ناحية‪ .‬يقول ابن حوقل‪ " :‬لم يدخل أهل‬ ‫هذا الحبل في عهد الإسلام إلى سلطان والسلطان على هذه المدن حاكم وأمره‬ ‫نافذ وكذلك فيمن كان منه‪ ",‬ومن حكام الحبل في عصر الحيطالي‪:‬‬ ‫_ الشيخ بن إبراهيم بن أبي يحيى الباروني (رت ‪227‬ه‪2231/‬م) وهو تلميذ‬ ‫عيسى بن عيسى الطرميسر« وكان حاكما عدلا قامعا للجورة‪©(.‬‬ ‫أبو زكريا يحيى برن أبي يحيى الباروني كان يطوف بطلبته في البلاد ينكر‬ ‫على الناس ويعظهم‪(«.‬‬ ‫‪ 1‬الشماحي‪ :‬السير ج‪ 2/691‬اخر محن الجيطالي صفحة‪ 76 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪6/03‬ة !‪.69‬‬ ‫‪ 3‬بحاز إبراهيم‪ :‬الدولة الرستمرة‪ :‬المطبعة العريية ط‪ ،2‬غرداية‪3991 ،‬م‪.031 :‬‬ ‫‪ 4‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في هو كب التاريخء الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/541‬‬ ‫‪ 5‬ابن حوقل‪ :‬صورة الأرض‪٥3 :‬۔‏‬ ‫‪ 6‬عيسى بن عيسى الطرميسي‪ .‬رجمته عند ذكر شيو خ الخيطالي صفحة‪ 16 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -7‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ 2/491-5910‬إبراهيم أبو اليقظان‪ :‬سليمان الباروني باشا في أطوار حياتهك‬ ‫المطبعة العربية} الجزائر ‪6741‬ه_‪659 /‬ام‪ :‬ج‪.1/62‬‬ ‫‪ 8‬المصدران السابقان‪ .‬ونلاحظ ندرة المعلومات حول سيرة الحكام بمبل نفوسة‪.‬‬ ‫۔‪73‬۔‬ ‫من‬ ‫وجهات‬ ‫الأقصى‬ ‫الدولة المرينية وتشتمل على المغرب‬ ‫الغرب‬ ‫أما ف‬ ‫الأندلس الإسلامية غير تابعة لبنى الأحمر ملوك غرناطة وعاصمتها فاسر«‘!‘& وبنو‬ ‫أميرهم ابي‬ ‫يل‬ ‫دولتهم على‬ ‫وأقاموا‬ ‫حكم الملورحدين‬ ‫على‬ ‫بداة تمردوا‬ ‫قوم‬ ‫مرين‬ ‫يوسف يعقوب بن عبد الحق سنة ‪ 866‬ه_‪9621/‬ه‪ ،‬و لم يزل ملوك هذه الدولة‬ ‫عظاما حيت هلك أبو عنان منهم (‪947‬ه_‪8431/‬م) فاختلفت الحال من بعده قوة‬ ‫وضعفا إلى أن انقرضت في عهد السلطان عبد الحق سنة ‪968‬ه_‪5641/‬م‪©.‬‬ ‫وأما في الوسط دولة بيي عبد الواد أو الزيانية نسبة إلى زيان بن ثابت‬ ‫وعاصمتها تلمسان تأسست سنة ‪ 336‬ه‪5321/‬م على يد أبي ييى يغمراسن‬ ‫أول من قام بوظيفة لللك بعد مهلك أخيه أبي عزة زكدان بن زيان فمحا آثار‬ ‫الدولة المؤمنية} ولم يترك من رسوم دولتهم إلا الدعاء على المنابر لخليفة‬ ‫مراكش‪(.‬‬ ‫وكانت تلمسان محل أطماع منافسيها إذ تعرضت لغارات عديدة من بني‬ ‫حفص شرقا‪ ،‬وأخرى من بني مرين غربا مما جعل حدودها تضيق وتتسع حسب‬ ‫قوة جيرانا‪(.‬‬ ‫‪ 1‬مبارك بن محمد الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر ني القدنم والحديث‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‪:‬‬ ‫ج‪.2/914‬‬ ‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.7/679‬‬ ‫‪ -3‬الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر‪ :‬ج‪.2/024‬‬ ‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ :‬ج‪.2/934-444‬‬ ‫‪ 5‬ييى بن خلدون‪ :‬بغية الرواد في ذكر الملوك من بي عبد الواد مطبعة بيير فونطا‪ ،‬الخزائر‬ ‫‪121‬ه_‪!309/‬م‪ :‬ج‪ .1/901-011‬دولة الموحدين المؤمنية بالغرب نسبة إلى مؤسسها عبد‬ ‫المؤمن بن علي الكومي (‪855-٨784‬ه_‪4901-3611/‬م)‏ من الأتباع العشرة لابن تومرت‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/071‬‬ ‫بي زيان تحقيق محمود بوعياد‬ ‫‪ -6‬محمد بن عبد الله التنسي‪ :‬نظم الدر والعقيان في بيان شرف‬ ‫المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائرش‪5891‬م‪ ،111-211:‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ :‬ج‪.7/261-361‬‬ ‫‪ 7‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.7/1710871{581‬‬ ‫۔‪-83‬۔‬ ‫ومثل ذلك‪ :‬في سنة ‪936‬ه‪1421/‬م استنفر أبو زكريا بن أبي حفص جنده‬ ‫وسائر الأعراب فى عساكر ضخمة\ وارتحلوا حت نزلوا تلمسان فاقتحموهاك‬ ‫وعاثوا فيها بقتل النساء والصبيان واكتساح الأموال‪©«.‬‬ ‫ولعل أشد ما عانته تلمسان ذلكم الحصار الطويل من قبل أبي يعقوب‬ ‫يوسف المري عام ‪896‬ه_‪9921/‬م الذي دام ماني سنين وثلاثة أشهر "نالهم فيها‬ ‫من الجهد والجخوع ما لم ينل أمة من الأمم ‪...‬حت لزعموا أمم أكلوا فيها أشلاء‬ ‫الموتى من الأناسي وخربوا السقف للوقود‪ ،‬وغلت أسعار الأقوات والحبوب‪،‬‬ ‫وسائر المرافق بما تجاوز حدود العوائد"‪.‬‬ ‫هذا بعض ما أحيط بتلمسان من خارجها‪ ،‬أما من الداخل فقد شهدت‬ ‫ثورات داخلية ترعمتها قبائل مغراوة وبن توجين وسويد“ أزعجت حكم الزيانيين‬ ‫واستقرارهم‪.‬‬ ‫والمتتبع للنظام السياسي المغربي في عصر الدويلات يلاحظ ما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الرغبة الكبيرة في الاستيلاء على الحكم وغالبا ما يكون عن طريق الثورة‬ ‫والقتل الذي هو مآل كثير من الرؤساء‪.‬‬ ‫ب اشتغال الحكام بأبممة الملك ومظهر الإمارة لا بوظائفها الحقيقية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ضعف دول المغرب بسبب نزاعاتما الداخلية ومع بجاوريهاء وعجزها‬ ‫عن الوقوف صفا واحدا في وجه الحملات الصليبية الحاقدة الن شنها الإسبان ضد‬ ‫النغور المغربية‪.‬‬ ‫‪ 1‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.7/561-661‬‬ ‫‪ 2‬يحيى بن خلدون‪ :‬بغية الرواد‪ :‬ج‪ .1/121‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.7/791-891‬‬ ‫‪ 3‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪ .7/871‬الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر‪ :‬ج‪.174 8643 {2/804‬‬ ‫۔‪ 93‬۔‬ ‫وقبل أن نختم الحديث عن الإطار السياسي لعصر الجحيطالي ينبغي الاشارة إلى‬ ‫الحالة السياسية بالمشرق الإسلامي‪.‬‬ ‫نفي الوقت الذي كانت بلاد المغرب تتنازعه دويلات متكافئة القوى© فإن‬ ‫المشرق الإسلامي ‪ -‬بعد سقوط الدولة الأيوبية ‪ -‬كان تحت حكم المماليك الذين‬ ‫التتار‬ ‫لحم ي أول الأمر فضل كبير في حماية أراضي الإسلام من هجمات‬ ‫والضربات الصليبية إلا أن ريحهم ذهبت بسبب انقسامهم‪ 3‬وتنازع الملوك على‬ ‫السلطة فوهنوا في أعين الأعداء‪ ،‬وقد وصف ابن الأثير رت ‪036‬ه‪2321/-‬م) هذه‬ ‫الأوضاع المؤلمة بعد تردد شديد" فيقول‪" :‬لقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه‬ ‫لمدة مصائب لم بيتل ينا أحد من الأمم‪ .‬منها هؤلاء التتار قبحهم الله أقبلوا من‬ ‫للشرق ففعلوا الأفعال الي يستعظمها كل من سمع بماء ومنها خروج الفرنج لعنهم‬ ‫لله من المغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر وملكهم ثغر دمياط منها‪ ،‬وأشرفت‬ ‫ديار مصر والشام وغيرها أن يملكوها لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم} ومنها أن‬ ‫الذي سلم من هاتين الطائفتين فالسيف بينهم مسلول والفتنة قائمة على قدم‬ ‫وساق"‪©(.‬‬ ‫وبالتالي يلاحظ أن الأوضاع السياسية في العالم الإسلامي مشرقا ومغربا قي‬ ‫القرنين السابع والثامن للهجرة متشايمة} تتميز بعدم الاستقرار حيث انقسم‬ ‫المسلمون إلى دويلات متنازعة‪ .‬واستحكمت العداوة بين القبائل المتساكنة‪ ،‬وتربص‬ ‫العدو الصليى والمغولي بالمسلمين الدوائر ولعل ذلك إيذان بأفول حضارة‬ ‫‪ -1‬يظهر تردده في قوله‪" :‬لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها كارها‬ ‫لذكرها‪ ،‬فأنا أقدم رجلا وأؤخر أخرى‪ ،‬فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام‬ ‫والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدن ويا ليتني مت قبل هذاء‬ ‫وكنت نسيا منسيا‪ ".‬ابن الأثير‪ :‬الكامل في التاريخء تعليق نخبة من العلماءء طك دار الكتاب‬ ‫العربي» بيروت‪5041 ،‬ه_‪5891/‬م‪ :‬ج‪.9/922‬‬ ‫‪ 2‬ابن الأثير‪ :‬الكامل‪ :‬ج‪.9/032‬‬ ‫۔‪- 04‬‬ ‫المسلمين وعبورها إلى بلاد أخرى من العا لم» فالحضارة ملك للإنسانية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬الحياة الاجتماعية‬ ‫إن عواقب السياسة السيئة في عواصم المغرب العربي في القرن الثامن المجري‬ ‫أنتجت أوضاعا اجتماعية مضطربة‪ ،‬تتجلى في انعدام الأمن وقلة الإنتاج‪.‬‬ ‫واستحكام العداوة بين القبائل‪.‬‬ ‫وقد تكونت في بلاد المغرب طبقة إقطاعية تسبب في نشوئها ملوك الدول‬ ‫الحاكمة إذ كانوا يتحالفون مع أعيان القبائل العربية‪ ،‬ويقتطعون لهم الأراضي‬ ‫الواسعة} ويغدقون عليهم الهدايا والأموال‪ ،‬ولهم جباية القبائل الملستضعف!‘ "فعسّت‬ ‫الفوضى وفشت المنكرات‪ ،‬وأخيفت الطرقات" فاستاء الناس من رداءة أوضاعهم‬ ‫الاجتماعية والسياسية وسئموا الحياةء فركنوا مستسلمين إلى العزلة والزهد‪ .‬يقول‬ ‫الجيلالي‪" :‬إن انتشار الطرق الصوفية وتعددها وتفرعها إلى فروع عديدة منتشرة في‬ ‫جميع الجهات إنما كان ذلك منذ القرن الثامن المجريء الرابع عشر الميلادي‪©.‬‬ ‫وإذا علمنا أن الطرق الصوفية تعتزل الواقع وتفضل الخلو بالنفس‪،‬‬ ‫والانكماش فإن لها بعض المحاسن ف الحال الاجتماعي منه‪:‬‬ ‫‪ -‬بعث التقاليد الإسلامية ي كثير من القبائل البربرية الوي ظلت بعيدة عن‪.‬‬ ‫‪ 1‬الميلي‪ :‬تاريخ الزائر‪ :‬ج‪.2/453‬‬ ‫‪ 2‬الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر‪ :‬ج‪.2/263‬‬ ‫‪ 3‬كالقادرية المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي سنة ‪165‬كه‪6611 /‬م‪ ،‬والشاذلية المنسوبة‬ ‫إل الشيخ أبي الحسن الشاذلي المتوفي سنة ‪656‬ه_‪8521/‬م) والنقشبندية المنسوبة إلى الشيخ خواجة‬ ‫ماء الدين تقشبند المتوقي سنة ‪197‬ه_‪9831/‬م‪ .‬وإلى هذه الطرق الثلاث ترجع جل الطرق‬ ‫الصوفية المنتشرة اليوم بالمغرب الإسلامي وغيره‪ .‬ر‪ .‬الجيلالي‪ :‬تاريخ الجزائر‪ :‬ج‪.2/17‬‬ ‫‪ 4‬الحيلالي‪ :‬تاريخ الجزائر العام‪ :‬ج‪ .3/152‬ر‪ .‬شارل أندري جوليان‪ :‬تاريخ إفريقيا الشمالية‪ ،‬تعريب‬ ‫"‬ ‫محمد مزالي‪ ،‬البشير بن سلامةش الدار التونسية للنشر تونس ‪8931‬ه_‪8791/‬م‪ :‬ج‪.2/791‬‬ ‫‪ 5‬الجيلالي‪ :‬تاريخ الزائر العام‪ :‬ج‪ .3/942-052‬نقلا عن صالح العقاد‪ :‬المغرب العربي‪ ،‬مصر ‪2691‬م‪.4 :‬‬ ‫‪14-‬۔‬ ‫التأثر بالثقافة الإسلامية‪.‬‬ ‫‪ -‬العمل على التقريب بين عناصر السكان وجمعهم ق وحدة متكاملة‪.‬‬ ‫الشمال الإفريقي‪ ،‬وحفظ المجتمع المغربي من‬ ‫_ اعتراض إرساليات التبشير ق‬ ‫الغزو الدي والسياسي إلى فترة ما قبل النهضة‪.‬‬ ‫ولعل من أبرز الحكام في عصر الدويلات الذين بذلوا جهدا ‪ -‬ولو لفترة‬ ‫قصيرة ‪ -‬في إصلاح الأوضاع الاجتماعية في كافة نواحي المغرب الملك أبو الحسن‬ ‫علي بن عثمان المريني (‪237-257‬ه‪1331-1531/‬م)» حين تمكن من توحيد‬ ‫أجزاء المغرب الكبير تحت حكم واحد لمدة وجيزة‪©‘(.‬‬ ‫ومن أهم إصلاحاته الاجتماعية‪.:‬‬ ‫‪ -‬رعايته للأيتام من سائر القبائل حيث خصص فهم مبلغا ماليا إلى أن يبلغوا‬ ‫حد الخدمة} فلا يقع بصرك على يتيم في بلاد المغرب إلا وهو مكفول‪.‬‬ ‫‪ -‬رعايته للشيوخ إذ منح لهم رواتب‘ وأجرى لحم كساء يكفيهه‪(.‬ة©‬ ‫تأمينه طرق المسافرين‪ ،‬وإحدائه مرافق يضطرون إليها خصوصا طريق‬ ‫جميع بلاد السواحل ما ل يعهد مثله‬ ‫ق‬ ‫الحج والعمرة& كما أنشأ أبراجا وحارس‬ ‫في عصر من الأعصار ‪©.‬‬ ‫‪ -1‬بجموعة من الدكاترة‪ :‬الحزائر في التاريخ‪ ،‬العهد الإسلامي‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪4891‬م‪:‬‬ ‫ج‪ .3/983‬ر‪ .‬أندري جوليان‪ :‬تاريخ إفريقيا الشمالية‪ :‬ج‪.2/822-922‬‬ ‫‪ -2‬محمد بن مرزوق التلمساين‪ :‬المسند الصحيح قي مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن تحقيق ماريا‪.‬‬ ‫خيسوس الشركة الوطنية للنشر الجزائر ‪1891‬م‪.024 :‬‬ ‫‪ 3‬محمد بن مرزوق التللمسايي‪ ،‬المسند الصحيح‪.7 :‬‬ ‫‪ 4‬محمد بن مرزوق التلمساين‪ ،‬المسند الصحيح‪.924 .793 .33 :‬‬ ‫۔_‪24‬۔‬ ‫و شفقته عليهم‪( (.‬‬ ‫والأحساب‬ ‫الأقدار‬ ‫_‪ -‬رعايته لذوي‬ ‫حوائجهم‪.‬‬ ‫قضاء‬ ‫ومبادرته ق‬ ‫الناس عامتهم وخاصتهمك‬ ‫إلى‬ ‫تو دده‬ ‫_‬ ‫‪-‬‬ ‫صغير‬ ‫‪ -‬وضعه عن الناس المغارم الملضرو بة عليهم ) حيث كان لكل شخص‬ ‫أو كبير قوي أو ضعيف حتت الرضيع مغرم يخصه وهي أعظم مناكر الظلم‬ ‫الاجتماعي فأسقط ذلك عنهم‪.‬‬ ‫‪ -‬اشتداده في المناكر والأشياء الي يبتدعها بعض الناس» ويدعون فيها منافع‬ ‫وقصدهم أكل أموال الناس بالباطل وهتك أعراضهم‪(4) .‬‬ ‫إن هذه الإصلاحات الى أحدثها أبو الحسن تعطي لنا صورة شاملة عن‬ ‫الآفات الاجتماعية الن عانت منها بلاد المغرب في القرن الثامن الهجري‪.‬‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكثرت من أجل‬ ‫الاجتماعية إيمانا منهم بوجوب‬ ‫يراقبون‬ ‫الخصومات‬ ‫ق‬ ‫يفصلون‬ ‫الجبل وما جاوره‬ ‫قرى‬ ‫تنقلاتمم بين‬ ‫ذلك‬ ‫المعاملات التجارية في الأسواق ويؤدبون العصاة المتمردين‪ ،‬معلنين البراءة عنهم‬ ‫حت يتوبوا‪ .‬ومن نماذج هؤلاء الدعاة في القرن الثامن‪:‬‬ ‫يطوف‬ ‫الطلبة‬ ‫من‬ ‫حلقة‬ ‫وكانت معه‬ ‫التملوشاي‬ ‫يونس‬ ‫أبو النجاة‬ ‫العا‬ ‫‪-‬‬ ‫يم قي جبل نفوسة يذكر الناس‪ ،‬ويعظهمإ ويأمر وينهى‪ .‬وقيل رجع إلى بلده بعد‬ ‫أعوام‪(.‬ة)‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -1‬محمد بن مرزوق التلمساي‪ ،‬المسند الصحيح‪.733 :‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪.123-523 :‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.482 :‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.682 :‬‬ ‫‪ 5‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫۔‪ 34‬۔‬ ‫‪ -‬العالم إسماعيل بن موسى الخيطالي الذي كان ينتقل بين قرى جبل نفوسة‬ ‫وطرابلس وجزيرة جربة داعيا ومذكرا‪ .‬ومن الآفات الاجتماعية الين حاريا تعاطي‬ ‫الخمر إذ يذكر الشماخي‪" :‬أنه (أي الجيطالي) سكن فرسطاء"‪ ,‬تسعة أعوام وحمل‬ ‫أهلها على السبيل المستقيم‪ :‬فآتاه آت ذكر له أن خمرا عند بعضهم فخرج إليه في‬ ‫جمع من الفقهاء‪ ،‬وأهل الصلاح فأرسل إليه أهل العاصي بعض الأعراب فردوه‪،‬‬ ‫فأراد الارتحال فتعلق به الناس فقال‪" :‬لا أقيم ببلد لا أقيم فيه الحق‪ ,‬ولا آمر‪ ,‬ولا‬ ‫أنهى" وأعلنت المدينة براعتما من الحرم‪ ,‬و لم يسعه إلا التوبة‪.‬‬ ‫ويعتبر نظام الولاية والبراءة من أهم النظم الاجتماعية اليي ضمنت التماسك‬ ‫والتآزر للمجتمع الإباضي في إطار الشريعة الإسلامية‪.‬‬ ‫وقد أسهمت الرحلات المدرسية ال يشرف عليها علماء مربون أمثال‪ :‬أبو‬ ‫زكريا ييى ابن أبي ييى‪ ،‬وأبوالنجاة يونس التملوشايق إسهاما فعالا في إصلاح‬ ‫أوضاع المجتمع النفوسي» وغرس الوعي الديني في الأوساط الاجتماعية‪ ,‬ومتابعة‬ ‫أحوال الناس‪ ,‬والقضاء على كل بادرة سوء ظهرت‪.‬‬ ‫كما أن هذه الرحلات أتاحت للطلاب "التدرب بالطريقة العملية على‬ ‫واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يراه الإباضية من أعظم أركان‬ ‫الإسلام الذي لا يستقيم حال أمة إذا لم يقم به أفرادها العارفون"‪©.‬‬ ‫‪ -1‬فرسطاء إحدى قرى جبل نفوسة‪.‬‬ ‫‪ 2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/791‬‬ ‫‪ -3‬د‪ /‬محمد ناصر‪ :‬حلقة العزابة ودورها في بناء المجتمع الملسجدي© جمعية التراث‪ ،‬القرارة‪ ،‬الخزائر‬ ‫‪0‬ه_‪9891/‬م‪.82 :‬‬ ‫‪ 4‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/491‬‬ ‫‪ 5‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخش الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/86‬‬ ‫۔ ‪- 44‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫‪-‬‬ ‫ثالنا‪ -‬الحياة الفكرية‬ ‫شهدت الحركة الثقافية في عواصم المغرب العربي خلال القرنين السابع‬ ‫والثامن للهجرة نشاطا مزدهرا نسبيا في كافة المجالات العلمية لاسيما العلوم الدينية‬ ‫شأن كل بجتمع مسلم آنذاك مشرقا أو مغربا‪.‬‬ ‫ال احتلت الصدارة‬ ‫وقد أرجع الأستاذ عبد الحميد حاجيات أسباب ذلك إل‪:‬‬ ‫‪ -‬المنافسة القائمة بين ملوك المغرب الإسلامي في بحال العلوم والآداب‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -‬تفاقم الأوضاع في الأندلس مما أدى إلى توافد علمائها إلى بلاد المغرب‪.‬‬ ‫‪ -‬ثمرة جهود النهضة العلمية ال غرستها الدعوة الموحدية‪.‬‬ ‫ونضيف عاملا آخر وهو التنوع المذي ي بلاد المغرب" والذي يتكون من‬ ‫عناصر مختلفة المشارب‪ :‬اعتزاليةء وشيعية‪ ،‬وإباضية‪ ،‬وأشعرية‪ ،‬والمناظرات الكلامية‬ ‫الن نشأت بينها أسهمت في تنشيط الحركة العقلية‪ ,‬وإيجاد تعايش فكري متنوع‬ ‫أنتج لنا تراثا علميا زاخرا‪" .‬فلولا الصراع لما كانت حركات فكرية‪ ،‬فهو الذي‬ ‫غذاها‪ ،‬ونماها حت كانت الحياة العقلية بالقيروان لا تختلف عن سواها ببغداد ومصر‬ ‫قي عصور ازدهاره‬ ‫لكن الساسة كثيرا ما استغلوا هذه التزاعات الفكرية فأوغروا الصدور‬ ‫بالسيف©‪ ©،‬وكان‬ ‫وأناروا الفتن فتحول الحوار الفكري الهادئ إلى بجاية وصراع‬ ‫ذلك بدافع الحفاظ على مصالحهم السياسية الدنيئة‪.‬‬ ‫‪ 1‬يرى الأستاذ رابح بونار أن عصر النضج الأدبي والثقافي بالمغرب ييتدئ بدولة الموحدين (‪745‬ه)‬ ‫وينتهي بسقوط الدول البربرية الي تفرعت عنها‪ .‬ر‪ .‬رابح بونار‪ :‬تاريخ المغرب وثقافته‪ ،‬الشركة‬ ‫الوطنية للنشر والتوزيع ‪1891‬م‪.05 :‬‬ ‫‪ 2‬بجموعة من الدكاترة‪ :‬الحزائر في التاريخ العهد الإسلامي‪ :‬ج‪.3/734‬‬ ‫‪ 3‬محمد بن مرزوق التلمساين‪ :‬المسند الصحيح الحسن‪ .504-604 :‬ر‪ .‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.6/902‬‬ ‫‪ 4‬عبد العزيز المجدوب‪ :‬الصراع المذهي بإفريقية إلى قيام الدولة الزيرية‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫‪5‬ه_‪5791 /‬م‪.042 :‬‬ ‫۔‪ 54‬۔‬ ‫وقد امتاز القرن الثامن الهجري بإنشاء المدارس والمعاهد العلمية على نمط‬ ‫(ت‬ ‫هندسي بديع واختيار علماء أكفاء للتدريس فيهاێ ويبين ابن مرزوق‬ ‫‪8 1‬ه_‪1731/‬م) ي مسنده "أن إنشاء المدارس كان في المغرب غيرمعروف حى‬ ‫أنشأ مولانا المجاهد الملك العابد أبو الحسن المريني (ت ‪257‬ه_‪1531/‬م) مدرسة‬ ‫الحلفائيين بفاس‪...‬ثم أنشأ ضه في كل بلد من بلاد المغرب الأقصى وبلاد المغرب‬ ‫الأوسط مدرسة" ) (‬ ‫وهكذا عمل الأمراء على نشر العلم في شعويمم خدمة للدين‪ ,‬أو إذاعة‬ ‫لنفوذهم فتيسرت سبل التحصيل لطالب العلم‪ .‬ورغم ما قامت به هذه المدارس من‬ ‫دور عظيم في إنارة الشعؤب\ والقبائل المغربية إلا أن التقليد والتعصب المذهبي كانا‬ ‫سمة العصر البارزة‪ ،‬و لم يكن للتفكير المستقل القائم على النظر الرد حظ فانتشر‬ ‫الجدل العنيف بين أتباع المذاهب الكلامية والفقهية الذي تناقلته الكتب والمدونات‬ ‫فصارت عمدة التدريس في هذه المدارس‪:‬العلمية‪:‬‬ ‫يي‬ ‫وقد نعى ابن خلدون (‪237-808‬ه_‪2331-6041/‬م) ظاهرة التقليد‬ ‫عهده فيقول‪" :‬لا محصنول أليوم للفقه غير هذا (أي التقليد) ومدعي الاجتهاد لهذا‬ ‫العهد (ق‪8‬ه_‪41/‬م) مردود على عقبه‪ ،‬مهجور تقليده"‪.‬‬ ‫وعرف المذهب المالكي في هذا العصر خدمة جليلة} وانتشارا واسعا بعد أن‬ ‫قضى عليه الملوجدون إلا أنه بقي غضا حسب تعبير ابن خلدون‪ ،‬و لم يأخذه‬ ‫تنقيح الحضارة وتمذيبها كما وقع في غيره من المذاهب لكون أهل المغرب بادية‬ ‫غفلا من الصنائع إلا في الأقز‪“{.‬‬ ‫‪ 1‬محمد بن مرزوق التلمساني‪ :‬المسند الصحيح‪` .504-604 :‬‬ ‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪.694 :‬‬ ‫‪ 3‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪ .6/664‬اندري جوليان‪ :‬تاريخ إفريقيا الشماليةء ج‪ 2/79‬ا‪ .542-‬الجيلالي‪:‬‬ ‫تاريخ الخزائر العام‪ :‬ج‪.2/311‬‬ ‫‪ 4‬اين خلدون‪ :‬المقدمة‪ .605 8940 :‬وهذا الرأي قابل للنقد لأن سبب التقليد لا يرجع إلى البداوة‬ ‫۔ ‪64‬۔‬ ‫وقد سبقت الاشارة عند الحديث عن الحياة الاجتماعي! إلى أن الحركة‬ ‫‪ .‬الصوفية عرفت انتشارا واسعا فى القرن الثامن الهجري حيث استمال المتصوفة قلوب‬ ‫هؤلاء‬ ‫ومن‬ ‫وكراماتمم‬ ‫بتراتيبهم‬ ‫معجبين‬ ‫بظواهرهم‬ ‫فاتبعوهم متأنرين‬ ‫العامة‬ ‫أمه‬ ‫كانت‬ ‫رياح‬ ‫شعوب‬ ‫إحدى‬ ‫مسلم‬ ‫من‬ ‫رحمن‬ ‫بن‬ ‫سعادة‬ ‫يدعى‬ ‫رجل‬ ‫المتصوفة‬ ‫عابدة‪ ,‬ورعة‪ ,‬فنشأ على العبادة والزهد‪ ,‬وارتحل إلى المغرب‪ ,‬وأخذ العلم عن شيخ‬ ‫الفقهاء والصالحين لذلك العهد أبي إسحاق التسولي‪ ،‬ورجع إلى بلده ونزل طولقة‬ ‫من بلاد الزاب فدعا إلى فكرته وأجابه أتباع كثيرون‪ .‬ومن بينهم رؤساء القبائل‪.‬‬ ‫و بعص الأعلام ‪ .‬وعمل على إقامة السنة وتغيير المنكر وتأمين الطرق \ وتعليم الدين©‬ ‫‏‪ ٠‬وسميت طريقته بالسنية‪©.‬‬ ‫ولكن أتباع الطريقة السنية أساؤوا إليها بعد وفاة سعادة‪ 3‬يقول الميلي‪:‬‬ ‫"وهكذا حاولت إصلاح المجتمع رياح فذهبت مساعيها © لاختلافها أدراج الرياح‪.‬‬ ‫وفاز بالشهادة"‬ ‫أنه أدى الواجب©‪،‬‬ ‫وكفى سعادة سعادة‬ ‫ويبين ابن خلدون أحوال هذه الطائفة قائلا‪" .:‬وبقي من عقب سعادة في‬ ‫زاويته بنون وحفدة يوجب لهم ابن مزن الرعاية‪ ،‬وتعرف لهم أعراب الفلاة من‬ ‫رياح حقا في إجازة من يجيزونه من أهل السابلة وبقي هؤلاء الدواودة ينزع‬ ‫بعضهم أحيانا إلى إقامة هذه الدعوة فيأخذون بما أنفسهم غير متصفين من الدين‬ ‫والتعمق في الورع بما يناسبها ويقضي حقها بل يجعلومما ذريعة لأخذ الزكوات من‬ ‫فحسب بل إلى عوامل اجتماعية‪ .‬وسياسية وفكرية تعطل نشاط العقل وتخمد شرارة إبداعهك‬ ‫كما أن التجديد ليس له وطن نختص به سوى الإنسان‪ .‬فقد تضيء موهبة الإبداع عند ساكن‬ ‫البادية تارة‪ ،‬وتكون تارة أخرى وليدة التحضر والمدنية‪.‬‬ ‫تيامةاعية‪ 14 :‬من البحث‪.‬‬ ‫جلح‬ ‫‪1‬ا النظار ا‬ ‫‪ 2‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪ .6/18-28‬الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر‪ :‬ج‪.2/263‬‬ ‫‪ -3‬الميلي‪ :‬تاريخ الخزائر‪ :‬ج‪.2/463‬‬ ‫۔‪ 74‬۔‬ ‫الرعايا ويتظاهرون بتغيير المنكر " "‬ ‫أما عن طريقة التعليم في مدارس المغرب فقد انتقدها ابن خلدون لعدم تدرجها‬ ‫المنهجي في تقدم المعارف للمتعلم واكتناف الغموض مما يجعل الطلبة عاجزين عن‬ ‫الفهم‪ ،‬متكاسلين راغبين عن التعليم ويقول‪":‬وقد شاهدنا كثيرا من المعلمين لهذا‬ ‫العهد (أي القرن الثامن الهجري) يجهلون طرق التعليم‪ ،‬وإفاداتهء ويحضرون للمتعلم‬ ‫في أول تعليمه المسائل المقفلة} ويطالبونه بإحضار ذهنه في حلها‪ ،‬ويحسبون ذلك مرانا‬ ‫على التعليم؛ وصوابا فيه يكلفونه رعي ذلك وتحصيله} ويخلطون عليه مما يلقون له‬ ‫من غايات الفنون في مبادئها‪ 3‬وقبل أن يستعد لفهمها"‪“(.‬‬ ‫هذه لمحة عن أوضاع الحياة الفكرية بالبيئة المغربية عامة} فماذا عن سير الحركة‬ ‫العلمية بجبل نفوسة؟‬ ‫نوه المؤرخون باهتمام أهل جبل نفوسة بالعلم‪ ،‬وعنايتهم بإنشاء المدارسض‬ ‫واللكتبات‪ ،‬وتنافس ذويها في مضمار التحصيل رغبة منهم في أن يجعلوا مدينتهم‬ ‫منارة للعلم والدين في المغرب الإسلامي‪ ،‬تضاهي مثيلاتما في المشرق‪.‬‬ ‫وبتتبع شهادات المؤرخين نستجلي مكانة نفوسة العلمية‪:‬‬ ‫‪ -‬يشير ابن خلدون إلى كثرة تآليف علماء جبل نفوسة‪ ،‬وجودة مصنفاتمم‬ ‫وإن كان يرى أما تختلف مع مذاهب أهل السنة والجماعة فيقول‪" :‬وتطير إلينا هذا‬ ‫العهد (ق‪8‬ه_‪41/‬م) من تلك البلاد دواوين ومجلدات من كلامهم في فقه الدين‬ ‫وتمهيد عقائده وفروعه‪ ،‬مباينة لمناحي السنة (أي أهل السنة والجماعة) وطرقها‬ ‫بالكلية إلا أنما ضاربة بسهم في إجادة التأليف والترتيب"‪.‬‬ ‫‪ 1‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.6/58‬‬ ‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪.985 :‬‬ ‫‪ 3‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.3/263-363‬‬ ‫۔‪84‬۔‬ ‫‪ -‬ويذكر الشماخي (ت ‪829‬ه_‪4251/‬م)‪" :‬أن جبل نفوسة احتوى على‬ ‫الكرامات‪ ،‬وعلى كثرة الصالحين والعلماء ما لا يوجد بغيره وذكر أن بعض‬ ‫ا الأزمنة (العصر الرستمي) لا تحتاج فيه قرية إلى قرية للفتيا إلا اجناون‪ ،‬وويغو‪,‬‬ ‫وتندميرة لاتحتاج دار إلى دار"‪ "(.‬ويضيف الشماخي أن التعلم لم ينحصر في طبقة‬ ‫معينة من الناس بل هو تعليم معمم شمل كل الطبقات الاجتماعية حيت العبيد‬ ‫والإماء فلهم حظهم الوافر من المذاكرة والدرس‪.‬‬ ‫‪ -‬ويتحدث محمد علي دبوز (‪7331-2041‬ه‪9191-1891/‬م) بإعجاب‬ ‫كبير عن الحياة العلمية بنفوسة قائلا‪" :‬إذا جئت غرب طرابلس‪ ,‬وصعدت إلى‬ ‫جبال نفوسة الشماءء وجدت معادن العلم والعبقرية ومشرق العرفان والثقافة‬ ‫الإسلامية"‪©©.‬‬ ‫‪ -‬ويرى أيضا أن نفوسة هي وريثة تاهمرت من حيث الرقي العلمي والأدبي‬ ‫فيقول‪" :‬رأينا في الخبل بعد سقوط الدولة الرستمية من القرن الرابع إلى العاشر‬ ‫المجري صورة للدولة الرستمية الي كانت تمتاز بالغرام بالعلم وعلو الكعب في‬ ‫العرفان‪ ،‬إنه أصدق مرآة لها وأجلى مظهر لعظمتها في العلوم"‪ 6”.‬وفي سياق‬ ‫الحديث عن علماء الخبل يؤكد محمد علي دبوز أن أكثر من ذكر الشماخي في‬ ‫سيره من العلماء ويزيد عددهم على ألف عالم أكثرهم من جبل نفوسة وذلك‬ ‫لنبوغه وكثرة العلماء فيه‪(.‬ة©‬ ‫‪ -‬وأما أبو إسحاق اطفيش (‪5031-5831‬ه_‪6881-5691/‬م) فقد أشاد‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/781‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬محمد علي دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير‪ :‬ج‪.3/583‬‬ ‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ :‬ج‪.3/883‬‬ ‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ :‬ج‪.3/582‬‬ ‫۔_‪ 94‬۔‬ ‫بغزارة الإنتاج الفكري المتنوع لعلماء الجبل في كافة الفنون العلمية ويقول‪" :‬قد اشتهر‬ ‫علماء نفوسة بطول الباع في العلوم والتأليف‪ ،‬وامتلأت الخزائن في عصور مديدة‬ ‫بمؤلفاتمم في سائر العلوم العقلية} والنقلية» والرياضية ما يصح أن يقال إنا أغزر مادة من‬ ‫لم يمر‬ ‫الأندلس بدون مبالغة"‪ "«.‬وين أن عطاء نفوسة العلمي كان مستمرا حيث‬ ‫كما أن‬ ‫) عصر منذ القرن الثاني للهجرة إلا وتحد من مؤلفات علمائه ما يبهر العقول‪.‬‬ ‫جبل نفوسة كان موئلا لعلماء المدرسة الإباضية من شمال إفريقيا يقصدونه إذا أحسوا‬ ‫بفتور النفس في العبادة‪ ،‬أو ضعفها في التحصيل وقد عرف علماؤها بقوة الاجتهاد‬ ‫في المسائل الفقهية فيقال‪ :‬هنا قول أهل الجبل‪ ،‬فغالبا ما يقال‪ :‬هذا قول أصحابنا من‬ ‫أهل المغرب فيراد به أهل الجبر (‬ ‫ولا شك أن هذه المكانة العلمية المرموقة الن حظيت بما نفوسة كانت ثمرة‬ ‫لأسباب وجهود بذلت‪ .‬فلزاما علينا أن نتعرف على هذه الأسباب الن أسهمت في‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ازدهار الحركة العلمية بجبل نفوسة‪ .‬وهي تتمثل فيما يأتي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬الموقع الجغرافي لحبل نفوسة‪ ،‬وكان يقترب من بلاد المشرقف‪ ،‬ويعد مركز‬ ‫عبور إلى مصر ومنها إلى الحجاز والشام وبغداد‪ ،‬هذا ما شجع أهله على‬ ‫الارتحال إلى العواصم العلمية بالمشرق للتعلم والاستزادة‪.‬‬ ‫وهذا ما قام به محمد بن عبد الحميد بن مغطير النفوسي الجناويني الذي‬ ‫‪ 1‬الحناوي‪ :‬الوضع مقدمة المحقق‪.8 :‬‬ ‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.9 :‬‬ ‫‪ 3‬المرجع نفسه‪.11 :‬‬ ‫‪ 4‬الحناوي‪:‬‬ ‫الوضع مقدمة المحقق‪ .8 :‬وقد يراد بأهل المغرب أيضا منطقة الجريد بالجنوب التونسي‬ ‫وأريغ ووارجلان ومزاب ببلاد الخزائر‪.‬‬ ‫‪ 5‬د‪ /‬مسعود مزهودي‪ :‬جبل نفوسة منذ الفتح الإسلامي إلى هجرة بني هلال‪ :‬المقدمة‪ :‬أ‪.‬‬ ‫‪ 6‬محمد بن عبد الحميدبن مغطير النفوسي الخناوني عاش في أوائل القرن الثا المجري" وهو تلميذ أبي‬ ‫عبيدة مسلم بن أبي كريةش ينظر الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج!‪.1/821‬‬ ‫‪- -05‬‬ ‫أحذ العلم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة بالبصرة‪ ،‬ثم نشره في جبل نفوسة‪&‘'١‬‏‬ ‫وكذلك عمرو بن يمكن الذي تعلم القرآن بطريق مغمداس حيث كان يلتقي‬ ‫فيها السابلة من طلبة العلم الذين يؤمون المشرق حت تمكن من حفظ كتاب الله ثم‬ ‫فتح أول مدرسة قرآنية بجبل نفوسة‪(.‬‬ ‫‪ 2‬الأمن والاستقرار‪ :‬إن فترة الأمن والاستقرار الن شهدها جبل نفوسة‬ ‫منذ القرن الثاني إلى غاية القرن العاشر للهجرة تعد عاملا أساسيا فيالحفاظ على‬ ‫تراثه العلمي‪ ،‬ونمائه لاسيما المكتبات الزاخرة بآلاف المجلدات في شت فنون العلم‪.‬‬ ‫ولكن ما إن حل القرن العاشر الهجري حقن حدثت الفتن‪ .‬والغارات فصار مصيرها‬ ‫إلى الإتلاف والحرق شأن أغلب تراثنا الفكري ي العالم الإسلامي‪.‬‬ ‫العلمية من مدارس ومكتبات ق كافة ربو ع الجبل‪:‬‬ ‫‪ -3‬إنشاء المؤسسات‬ ‫فأما عن المدارس فعادة ما يكون لها مناهج ومراحل وأنظمة معين(&‬ ‫ويشرف على إدارتها عاماء أكفاء‪ .‬ومن أشهر المدرسين( بنفوسة فيالقرنين‬ ‫السابع والثامن للهجرة‪:‬‬ ‫أبو نصر فتح بن نو ح الملوشائي رق ‪7‬ه‪31/‬م)‪.‬‬ ‫التاريخ‬ ‫علي يوين معمر‪ : :‬الإباضية ق موكب‬ ‫ج‪.3 3/68‬‬ ‫‪ -1‬محمد علي دبوز‪ :‬تاريخ المغ‪ .. .‬الكبر‪:‬‬ ‫الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.1/72‬‬ ‫‪ -2‬عمرو بن يمكتن من علمء النصف الأول من القرن الثاني للهجرة‪ ،‬كان عاملا للإمام أبي‬ ‫الخطاب(ت ‪441‬ه) عان سرت ونواحيها‪ .‬ر‪ .‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‬ ‫الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.1/93‬‬ ‫‪ 3‬الشماخحي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.¡1/72‬‬ ‫علي دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير‪ :‬ج‪.3 3/88‬‬ ‫‪ -4‬حمد‬ ‫‪ 5‬عن النكبات اليي أصابت ""‪.‬كتبات في العالم الإسلامي‪ ،‬ر‪ .‬د‪ /‬مصطفى السباعي‪ :‬من روائع‬ ‫‪ 822‬وما بعدها‪.‬‬ ‫اجحزائر (د‪.‬ت)‪:‬‬ ‫دار الصديقية‬ ‫حضارتنا‬ ‫‪ 6‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في مركب التاريخ الحلقة الثانبة‪ :‬ج‪.2/95‬‬ ‫السير‪ :‬ج‪.2‬‬ ‫الشماخي‪:‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪15-‬۔‬ ‫أبو زكرياء يجى بن وجدليش (ق ‪7‬ه‪31/‬م)‪.‬‬ ‫أبو موسى عيسى بن عيسى الطرميسي (ت ‪227‬ه‪2231/-‬م)‪.‬‬ ‫أبو النجاة يونس التملوشاين (ق‪8‬ه)‪.‬‬ ‫أبو غالي أبو عزيز بن إبراهيم بن أبي يحي الباروني (ت ‪647‬ه_‪5431/‬م)‪.‬‬ ‫أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجخيطالي رت ‪057‬ه_‪9431/‬م)‪.‬‬ ‫أبو ساكن عامر بن علي الشماخي (ت ‪297‬ه_‪9831/‬م)‪.‬‬ ‫وأما عن المكتبات فقد شملت مدن الجبل وقراه على مئات من الخزائن‬ ‫المملوءة بالكتب النفيسة"‪ .‬وحفاظا على هذه المكتبات وإثراء لها بادر بعض‬ ‫علماء نفوسة‪ .‬بتوقيف ما تركوه من كتب لطلاب العلم هذا ما فعله العالم أبو‬ ‫موسى عيسى بن عسيى الطرميسي (ت ‪227‬ه‪2231/‬م) حيث حبس ما خلف‬ ‫من الكتب على طلبة نفوسة وفقهائها‪ 8‬وقد اقندى مذا الضنيع امحمود تلميذه من‬ ‫بعده إسماعيل الجيطالي (ت ‪057‬ه_‪9431/‬م) الذي أوصى بأن تحبس كتبه للقراءة‬ ‫لا تورث ولا تبا ع‪© .‬‬ ‫‪ 4‬تسخير الثروات الاقتصادية الي يزخر بما الحبل من فلاحة وتجارة لخدمة‬ ‫العلم وأهله‪ ،‬وقد قام بمذا الدور ذوو اليسار فبنوا المدارس واعتنوا بالشؤون‬ ‫الاجتماعية للطلبة‪ ،‬ومنحوا الرواتب للمدرسين‪ ،‬وقد أورد الشماخحي في سيره"‬ ‫نماذج من سخاء هؤلاء وكرمهم في سبيل العلم‪.‬‬ ‫‪ 5‬قيام حلقة العزابة بمهمة التربية والتعليم وهي أهم وظيفة اعتى بما العزابة‬ ‫‪ -1‬محمد علي دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير‪ :‬ج‪.3/883‬‬ ‫‪ -2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/391‬‬ ‫‪ 3‬إسماعيل الحيطالي‪ :‬تذكرة النسيان وأمان حوادث الزمان» ضمن دليل المخطوطات‘ مكتبة العطلف©‬ ‫جمعية التراث\ القرارة‪.813 :‬‬ ‫‪ 4‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/881-102‬‬ ‫‪ 25‬۔‬ ‫كافة‬ ‫ق‬ ‫والوعي الدي‬ ‫نشر العلم‪3‬‬ ‫عظيم ق‬ ‫شم دور‬ ‫وكان‬ ‫اجتمع النفوسي‪،‬‬ ‫ق‬ ‫الطبقات الاجتماعية غنّها وفقيرها‪ ،‬ح العاجزين كان لهم نصيب من التعليم‪.‬‬ ‫والتدريس في الحلقة يتم في مرحلتين«‘"‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬يحفظ فيها الطلاب القرآن الكر ويتعلمون القراءة ومبادئ الحساب‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬يدرس فيها الطلاب أنواع المعارف للعروفة في ذلك الحين‪ ،‬ولا يقبل‬ ‫الطالب في المرحلة الثانية إلا إذا حفظ كتاب الله‪ ،‬ذفحفظ القرآن بمثابة شهادات اليوم‪.‬‬ ‫ويبدو لنا أن طرييققة الحلقة في التدريس كانت هي الطريقة التعليمية السائدة‬ ‫آنذاك في بلاد المغرب إذ تقتصر في مرحلتها الابتدائية‪ .‬على تحفيظ الطلبة القرآن‬ ‫الكر م يتدرجون بعد ذلك في تعلم فنون العلم وآدابه‪ ،‬وإلى هذا يشير ابن‬ ‫خلدون‪" :‬فأما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط‬ ‫وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم‪ ،‬ومسائله‪ ،‬واختلاف حملة القرآن فيه‪ ،‬لا يخلطون‬ ‫ذلك بسواه قي شيء من بحالس تعليمهم لا من حديث ولا من فقه‪ ،‬ولا من‬ ‫شعر‪ ،‬ولا من كلام العرب إلى أن يحذق فيه‪ ،‬أو ينقطع دونه وهذا مذهب أمل‬ ‫الأمصار بالمغرب ومن تبعهم من قرى البربر أمم المغرب في ولدائمم إلى أن يجاوزوا‬ ‫حد البلو غ إل الشيبة"‪.‬‬ ‫ويبين الدرجيي أن الأفضل للأصغرين أن لا يتعرضوا إلى ما ليس بشأممم غير‬ ‫دراسة القزآن إلا ما قد ۔ نام من العبادة وفرائلض الإسلام كالطهارات والصيام‬ ‫وما أشبه ذلك فإن امتدو؛ !لغىير ذلك فقد كره مشي الغراب مع الحمام‪ .‬ث‬ ‫ويقوم بمهمة التعلي‪ ,.‬يخ الحلقة أو نائبه ومعه جملة من العرفاء يساعدونه في‬ ‫‪"=-‬‬ ‫‪ 1‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التلريخ‪ ،‬الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/541‬‬ ‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪.495 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدرجي‪ :‬طبقات المشايخ‪ .‬ج ‪.1/871‬‬ ‫۔‪ 35‬۔‬ ‫الهيكل التعليمي ي‬ ‫الآي‬ ‫الخطط( ‪1‬‬ ‫وسنوضح ق‬ ‫التدريس وحفظ النظامك‬ ‫مهام‬ ‫حلقة العزابة‪:‬‬ ‫الحلقة‬ ‫المأمور‬ ‫الامر‬ ‫الطلبة‬ ‫طلبة فنون‬ ‫طلبة‬ ‫لع فا‬ ‫شيخ الحلقة‬ ‫العاحزون‬ ‫لعلم‬ ‫ر | | القرآن‬ ‫أنوائبه‬ ‫عجزا بدنيا‬ ‫أوعقليا‬ ‫غير منفرد‬ ‫|‬ ‫منفرد‬ ‫عريف‬ ‫عريف تنطيم‬ ‫عريف تعليم‬ ‫عريف‬ ‫أوقات‬ ‫أوقات الدراسة‬ ‫القرآن‬ ‫الطعام‬ ‫الختمات‬ ‫والنوم‬ ‫‪ 1‬المخطط ملخص من الدرجيين‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .181--1/171‬البرادي‪ :‬الجواهر المنتقاة} طبعة‬ ‫حجرية (د‪.‬ت)‪ .702-802 :‬علي ييى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الثانية‪:‬‬ ‫ج‪.741 .2/831‬‬ ‫۔‪- 45‬‬ ‫‪ 6‬إذا علمنا أن الحركة الفكرية لا يمكن حصرها في فترة زمنية محدودة‬ ‫نظرا لامتدادها التاريخي فلابد إذن من ذكر سببين تاريخين كان لهما دور بارز في‬ ‫نفوسة علميا ‪.‬‬ ‫ازدهار‬ ‫الأول‪ :‬أن حملة العلم الخمسة إلى المغربه"" اتخذوا طرابلس وجبل نفوسة‬ ‫مقرا لكفاحهم العلمي والسياسي‪(.‬‬ ‫الثاني‪ :‬تشجيع الأئمة الرستميين للحركة العلمية} مما جعل بلاد نفوسة تجود‬ ‫‪-‬‬ ‫بعلماء كثر أفذاذ تركوا آثارا قيمة في تاريخ المسيرة العلمية بالمغرب‪.‬‬ ‫جلية الأمر أن الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية في القرن‬ ‫(‪8‬ه_‪41/‬م) تتسم في طابعها العام بالاضطراب والقلق وهذا ما يتوافق مع الصورة‬ ‫الت رسمها الخيطالي لأحوال أمته وما آلت إليه من فساد حيث يقول‪" :‬إني نظرت‬ ‫قى أحوال دهرنا فرأيته دهرا مستعصيا تبدلت فيه شرائع الإيمان‪ ،‬وانتقضت فيه‬ ‫عرى الإسلام واندرست فيه حدود الدين بالكلية ورأيت فتنا متراكبة يحار فيها‬ ‫اللبيب‪ ،‬ودينا مندرسا لاداع إليه ولا بجيب‪ ،‬وقد عميت عن الآخرة بصائرنا‬ ‫وامتلأت بحب الدنيا ضمائرنا" لكن موقف الجخيطالي من أوضاع عصره لم ينته ي‬ ‫حدود الوصف والت ل لأحوالهء كما أنه ل ينعزل في معبد بعيدا عن أحداثه‪ ،‬بل‬ ‫كان واقع عصره المرير دافعا إلى قيامه بواجب الأمر والنهي والجهاد بالقلم ليسجل‬ ‫حضوره في عصره كعالم مسؤول‪ ،‬وهذا ما سيتضح لنا عند معرفة سيرة الخيطالي‬ ‫وشخصيته العلمية والأخلاقية‪.‬‬ ‫‪ 1‬تم ذكرهم قي صفحة‪ 03 -92 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -2‬محمد علي دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير‪ :‬ج‪.3/783‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق عمرو خليفة النامي‪ :‬القسم‪.1/42‬‬ ‫۔‪ 55‬۔‬ ‫هو أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجخيطالي النفوسي«"‘‪ ،‬كنيته "أبو طاهر"‬ ‫ولقبه "الجيطالي" نسبة إلى بلده جيطال إحدى قرى جبل نفوسة‪ ،‬ويذكر علي يحيى‬ ‫معمر "أن جيطال مدينة فسيحة تقع بين أمسين وإينر على ربوتين متقابلتين تحيط‬ ‫يها من جميع الجهات غابات كثيفة من الزيتون والتر"‬ ‫وقد منحه معاصروه\ والمؤرخون الذين ترجموا لحياته نعوتا‪ 5‬وألقابا تدل على‬ ‫علو مكانته العلمية والأخلاقية! والاجتماعية في عصره‪ .‬فهو‪" :‬الشيخ‪ ،‬الحافظ‪،‬‬ ‫العالم العامل المحافظ وهو "الإمام! الورع‪ ،‬مستجاب الدعوة وهو‪:‬‬ ‫"فيلسوف الإسلام؟ عملاق من عمالقة الفكر الإسلامي في ذلك العصر" وهو‪:‬‬ ‫"غزالي المغرب" وهو‪" :‬الأديب الشاعر ذو الثقافة الغزيرة"‪.‬‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ .2/591‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ 1 2/21‬ترجمة‪:‬‬ ‫‪ 0‬ا‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج!‪.1/723-823‬‬ ‫‪ 2‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخش الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/701‬‬ ‫‪ 3‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪. 2/591‬‬ ‫‪ 4‬أبو راس‪ :‬مؤنس الأحبة في أخبار جربة} تحقيق محمد المرزوقي المطبعة الرسمية‪ ،‬تونس‪.19 :0691 ،‬‬ ‫‪ 5‬علي يجى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‪ .‬الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/701‬‬ ‫‪ 6‬محمد علي دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير‪ :‬ج‪.3/093‬‬ ‫‪ -7‬محمد محفوظ‪ :‬تراجم المؤلفين التونسيين‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬طا‪ :2891 ،‬ج‪.2/27‬‬ ‫۔‪- 65‬‬ ‫‪ 2-‬مولده ووفاته‬ ‫نشأ الجيطالي بمدينة جيطال إحدى قرى الجحبلل!‘‪ 3‬وأما عن تاريخ ولادته فلم‬ ‫يضبطها المترجمون لسيرته تحديدا بيد أنه عاش في النصف الثاني من القرن السابع‬ ‫المجري والنصف الأول من القرن النامن __ وذلك إذا علمنا أنه تلميذ عيسى‬ ‫الطرميسي المتوق سنة ‪227‬ه‪2231/‬م والذي كان "أستاذ الجيل في القرن السابع‬ ‫المجري"(‬ ‫أما عن وفاته فقد أورد الشماخي روايتين عتتلفتر‪:6٢(.‬‏‬ ‫أولاها‪ :‬أنه توفي سنة ‪737‬ه_‪ 63315/‬واعتمدها محمد أبو راس في كتابه‬ ‫مؤنس الأحبة ويقول‪" :‬انتقل الجيطالي إلى جربة ونزل الجامع الكبير‪ ..‬وكان يقرئ‬ ‫ويصنف في الحلس الواحد إلى أن أتاه اليقين وتوقي سنة ‪737‬ه ودفن بمقبرة مام"‬ ‫ثانيها‪ :‬أنه توفي سنة ‪057‬ه_‪9431/‬م بجزيرة جربة‪ .‬وهي الرواية للشمة ة‪` .‬‬ ‫ن رجح الرواية الثانية لعلتين هما‪:‬‬ ‫و نحن‬ ‫أ أن أحمد بن مكي (ت ‪667‬ه‪4631/‬م) الذي أسهم في إطلاق سراح‬ ‫‪ -1‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ .2/211‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب‬ ‫التاريخ الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/701‬‬ ‫‪ 2‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام تصحيح وتعليق بكلي عبد الرحمن‪ :‬ج‪/1‬ه ‪ .‬دائرة المعارف الإسلامية‪:‬‬ ‫ج‪( 31/941‬مادة الجيطالي)‪.‬‬ ‫‪ 3‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‪ .‬الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/402‬‬ ‫‪ -4‬ذكر هذا الاختلاف أيضا‪ :‬محمد محفوظ تراجم المؤلفين التونسيين‪ :‬ج‪.2/27‬دائرة المعارف‬ ‫الإسلامية‪ ،‬مادة الخيطالي‪(.‬من غير ترجيح)‬ ‫‪ 5‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/891‬‬ ‫‪ 6‬محمد أبو راس‪ :‬مؤنس الأحبة في أخبار جربة\ تحقيق المرزوقي‪.19 :‬‬ ‫‪ 7‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/891‬‬ ‫‪.‬۔‪75‬۔‬ ‫الجيطالى من جن طرابلس وقد كان وقتئذ واليا على قابس جربة‘‘‪ ،‬و لم يتول ابن‬ ‫مكي رئاسة جربة إلا بعد أن فتحها مخلوف بن الكماد أيام السلطان أبي بكر‬ ‫وذلك سنة ‪837‬ه_‪©..8331/‬‬ ‫ب‪ -‬ذكر الجحيطالي في وصيته "أن له أربعين درهما عند عمر بن أبي زكرياء‬ ‫يكتالهم له شعيرا أول الصيف عام أول سبعة وأربعين أي سنة ‪747‬ه‪.‬‬ ‫وبالتالي حسب منطق الأحداث تكون وفاة الجيطالي سنة ‪057‬ه_‪9431/‬م‪.‬‬ ‫بجزيرة جربة} ودفن بمقبرة الجامع الكبير بالحشان‪6{(.‬‬ ‫‪ 3‬حياته الاجتماعية‬ ‫تشح المصادر التاريخية بذكر معلومات مهمة عن الحياة الاجتماعية للجيطالي‬ ‫إلا أن المصدر الأساسى في معرفة هذا الجانب هو وصيته المسماة "بتذكرة النسيان‬ ‫وأمان حوادث لزمان"‪ .‬والمتأمل في محتواها يستخلص ما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن الجيطالي كان صاحب أسرة‪ ،‬ومتزوجا بامرأة من "شروس" جلها‬ ‫ويرعى حقوقها خلافا لأستاذه الطرميسي (ت ‪227‬ه_‪2231/‬م) الذي آثر‬ ‫العزوبة‪ ،‬وانقطع للعلم والعبادة‪ .‬وقد أقر الجيطالي في وصيته "أن لامرأته الشروسية‬ ‫في ذمته سبعمائة درهم غير الصداق باعهم من كسبها تأخذهم وتحالله قي جميع ما‬ ‫أكل من مالها‪ ،‬وفرط من حقوقها"‪.‬٭‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫‪ -2‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.6/948‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪" :‬تذكرة النسيان وأمان حوادث الزمان" ضمن دليل مخطوطات مكتبة العطف‪.813 :‬‬ ‫‪ 4‬سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جزيرة جربة‪.411 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬تذكرة النسيان وأمان حوادث الزمان ضمن دليل مخطوطات مكتبة العطف‪.913 ،713 :‬‬ ‫٭ ريظهر لنا أن هذه الوصية كانت بعد مصادرة أمواله وإيداعه السجن حق لا يتهم الجيطالي بالمماطلة في‬ ‫أداء حقرق غيره‬ ‫‪ 85‬۔‬ ‫ب‪ -‬له أخ يسمى بأبي بكر وهو خليفته في ماله وأهله بعد وفاته‘ و لم يرد‬ ‫ذكره في كتب السير والتراجم‪.‬‬ ‫ج‪ -‬كانت تربطه بأقاربه علاقة وصل وحبة ولا أدل على ذلك من إيصائه‬ ‫لهم "مائة درهم وأرض له بكل ما فيها"‪"(.‬‬ ‫د‪ -‬كان يملك أراضي زراعية قي عدة نواح من جبل نفوسة‪ ،‬ويشتغل‬ ‫بالفلاحة وتربية المواشي‪ ،‬ويتاجر بما تنتجه أرضه من خيرات‪.‬‬ ‫ه۔ كان من ذوي اليسار والثراء وكان سخي النفس يعطي الفقير©‬ ‫ويقرض ذا الحاجة وينفق على المتعلمين فقد استطاع أن يوفق بمهارة بين التجارة‪.‬‬ ‫والعلم‪ ،‬والدعوة فهو التاجر العالم الداعي‪.‬‬ ‫‪ -4‬حياته العلمية‬ ‫أ‪ -‬تكوينه‬ ‫تسكت كتب السير عن المراحل الأولى من نشأة الجيطالي‪ ،‬ويبدو أنه تلقى‬ ‫علومه الابتدائية ‪-‬كسائر أبناء بجتمع نفوسة‪ -‬في المدارس القرآنية الين تشرف على‬ ‫إدارتها حلقة العزابة‪.‬‬ ‫وقد شهد جبل نفوسة خلال القرنين السابع والثامن للهجرة مراكز علمية‬ ‫من مستواها‬ ‫ورفعت‬ ‫الاجتماعية‬ ‫الأو ساط‬ ‫ق‬ ‫الوعي الديني‬ ‫أسهمت قي غرس‬ ‫الطلرميسي (ت‬ ‫بن عيسى‬ ‫عيسى‬ ‫أبي موسى‬ ‫مدرسة‬ ‫أبرزها‬ ‫ولعل‬ ‫النقاتي۔‬ ‫‪2‬ه‪2231/‬م) الت تخرج فيها الجيطالي‪“.‬‬ ‫وميزة مدرسة الطرميسي تظهر في اهتمام معظم خريجيها بالتأليف‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬تذكرة النسيان وأمان حوادث الزمان ضمن دليل مخطوطات مكتبة العطف‪.913 713 :‬‬ ‫‪ -2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫۔_‪ 95‬۔‬ ‫والتدوير"" لا سيما في فنون علم الشريعة بغية منهم في إحياء التراف‪ ،‬وتقديمه‪ :‬تي‬ ‫عرض جديد يوائم احتياجات عصرهم‪.‬‬ ‫واعتبر علي يجى معمر أن مدرسة الطرميسي هي أعظم مدرسة بنفوسة‬ ‫وجهت طلامما إلى الاشتغال بفن التأليف‪(.‬‬ ‫ب‪ -‬شيوخه‬ ‫و ل ينبت أنه‬ ‫ل يكن للجيطالي أساتذة كثيرون لمكونه في جبل نفوسة‪،‬‬ ‫ارتحل إلى عواصم المشرق للتعلم والاستزادة» ولعل ذلك لاضطراب أوضاعها‬ ‫السياسية والاجتماعية والفكرية} فاكتفى بالتعلم قي مدارس نفوسة المزدهرة آنذاك‪.‬‬ ‫وأبرز شيخ تلقى عنه الجيطالي العالم أبو موسى عيسى بن عيسى‬ ‫وتوقي سنة‬ ‫الطرميسي عاش في النصف للثاني من القرن السابع الهجري‪،‬‬ ‫‪2‬ه_‪2231/‬م أخذ العلم عن أبي زكرياء يحيى بن وجدليثرث) ثم أسس‬ ‫أحرى‬ ‫على إدارة مدارس‬ ‫و"جادو"‪.‬وأشرف‬ ‫مدرسته الواقعة بين "طرميسة"‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.. .‬اال(‪5‬‬ ‫!ع‬ ‫۔!‪١‬‏‬ ‫‪.‬‬ ‫ي اا‬ ‫‪.‬‬ ‫في كل من‪" :‬مزغورة" و" أمسين" و"يفرن"”" مستعينا بطلبته البارزين‪.‬‬ ‫‪ 1‬أمثال أبو ساكن عامر بن علي الشماخي (‪ 297‬ه_‪9831/‬م) ومن مؤلفاته‪ :‬كتاب "الإيضاح" (‪4‬‬ ‫أجزاء)‪ 3‬وأبو غالي أبو عزيز إبراهيم الباروني (ت ‪ 647‬ه_‪5431/‬م) ومن مؤلفاته‪ :‬كتاب‬ ‫"اللقط"‪ .‬وإسماعيل الجيطالي (‪ 057‬ه_‪9431/‬م) انظر مؤلفاته صفحة‪ 37 :‬من البحث‪.‬‬ ‫وأبو زكرياء ييى بن أبي العز (ق ‪8‬ه_‪41/‬م) كان نساخا للكنب© لا تخلو خزانة من خزائن كتب‬ ‫)‬ ‫نفوسة من خطه‪ .‬ر‪ .‬السير‪ :‬ج‪. 2/491‬‬ ‫‪ -2‬علي ييى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخش الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/86‬‬ ‫‪ 3‬الشماخحي‪ :‬السير‪ :‬ج‪` ... .2/391‬‬ ‫أبو زكرياء يجى بن وجدليش من علماء القرن السابع للهجرة وهو"أحد الحائزين قصب السبق من طلبته‬ ‫وفاز مبرزا بين الأقران في الميدان‪ ،‬علم وعمل واستفاد وأفاد"‪ .‬ر‪.‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/091‬‬ ‫‪ 4‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخش الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/301‬‬ ‫‪ -5‬المرجع السابق‪ .96 :‬مزغورة} وأمسين» ويفرن‪ ،‬وجادو‪ ،‬هي قرى متقاربة بجبل نفوسة‪.‬‬ ‫‪- -06‬‬ ‫و لم ‪.‬يترك الطرميسي آثارا فكرية لاهتمامه الكبير بتكوين العلماء والرجال‬ ‫‏‪١‬‬ ‫بين هؤلاء نذكر( ‪.1‬‬ ‫الذين حملوا رسالة التأليف والعلم من بعده ومن‬ ‫الشيخ بن إبراهيم بن أبي يحيى الباروني (ت ‪227‬ه‪1231/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬يدراسن الأزاجي (ت ‪237‬ه‪1331/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو غالي أبو عزيز بن إبراهيم بن أبي يحيى الباروني (ت ‪647‬ه_‪5431/‬م)‪.‬‬ ‫أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجخيطالي (ت ‪057‬ه‪9431/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬أبوساكن عامر بن علي الشماخي (ت ‪297‬ه_‪9831/‬م)‬ ‫أبو زكرياء بن أبي العز رت ق ‪8‬ه)‪.‬‬ ‫ومما زاد في ثقافة الجحيطالى ملازمته لرفقائه الذين درسوا معه فكانوا‬ ‫سبيل الاستزادة والتحصيل العلمي‪.‬‬ ‫ق‬ ‫ويتسابقون‬ ‫يتذاكرون‬ ‫عامر‬ ‫وكان‬ ‫جيطال‬ ‫بلده‬ ‫الآخر إل‬ ‫العشاء‬ ‫دخل عند‬ ‫الجيطالي‬ ‫أن‬ ‫ويروى‬ ‫الشماخي (ت ‪297‬ه_‪9831/‬م) ينظر في كتاب فقعد إليه يسأله عن المشكلات والمبهمات‬ ‫إلى أن انفجر الصبح و لم يقف في واحدة‪ ،‬فإذا سئل عنه بعد ذلك يقول‪" :‬عامر وحيد‬ ‫عصره" وكان الجحيطالي والشماخحي "كفرسي رهان يتسابقان في ميدان"(‬ ‫مسجد‬ ‫واجتمعا للتدريس قي‬ ‫زمانا“‪8‬‬ ‫الجيطالى أبا عزيز‬ ‫صاحب‬ ‫وقد‬ ‫مزغورة بمعية أخيهم يدراسن الأزاجي‪©.‬‬ ‫هكذا اهتم الحخيطالي بالمحاورة والمناقشة مع أقرانه لما لها من فائدة عظيمة في‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ 2/391‬وما بعدها‪` .‬‬ ‫المصدر نفسه‪ :‬ج‪.[ 2/89‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫نقسه‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫المصدر نفسه‪ :‬ج‪.[ 2/69‬‬ ‫‪5‬‬ ‫۔‪- 16‬‬ ‫تكوين الفرد وتنمية قدراته‪ ،‬يقول الزرنوجي‪" :‬إن قضاء ساعة واحدة في المناقشة‪.‬‬ ‫والمناظرة أحدى على المتعلم من قضاء شهر بأكمله في الحفظ والتكرار"‪"ُ.‬‬ ‫ج‪ -‬تدريسه‬ ‫لم يكن الجيطالي صاحب مدرسة مستقرة شأن أستاذه الطرميسي‪ ،‬بل كان‬ ‫أستاذا زائرا» يجوب القرى‪ ،‬لا يتدفأ منه مضجعه‪ ،‬يعلم من رغب" ويحاور من‬ ‫عارضه من العلماء والفقهاء‪ .‬وقد عمل على تبليغ رسالة العلم في كل بلدة يحل‬ ‫ها إلى أن أدركته المنية بالجامع الكبير بجربة‪.‬‬ ‫=‬ ‫اا(‪)3‬‬ ‫"‬ ‫‪".‬‬ ‫اا‪.‬‬ ‫۔!ا‬ ‫‪.‬‬ ‫!ا‬ ‫"‪:‬‬ ‫""‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ودرس في كل من "فرسطاء" و"مزغورة" و"غريان" و جيطال "" تم‬ ‫يدرس‬ ‫فكان‬ ‫آخر حياته‬ ‫جامعها الكبير إل‬ ‫يدرس‬ ‫بتونس‬ ‫جربة‬ ‫جزيرة‬ ‫استوطن‬ ‫ويصنف ف المجلس الواحد (“‬ ‫أما عن طريقته في التعليم فهي تعتمد على الإلقاء والشرح وقد انتقد طريقة‬ ‫التلقين والحفظ بدون فهم الي انتشرت في عهده‪.‬‬ ‫حلقاته(‪:‬‬ ‫ومن المؤلفات الێ درسها ق‬ ‫‪ -‬درس الفقه وأصوله من كتاب العدل والإنصاف للورجلاين رت ‪075‬ه)‪.‬‬ ‫‪ -‬درس النحو من كتاب جمل الزجاج‪.‬‬ ‫‪ -1‬محمد منير مرسى‪ :‬التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية‪ ،‬عالم الكتبؤ القاهرة‬ ‫‪3‬ه_‪3891/‬م‪.882 :‬‬ ‫‪ 2‬مثال ذلك‪ :‬محاورته لفقهاء طرابلس» وقد قال هم‪ " :‬هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ "‪ .‬السير‪:‬‬ ‫ج‪.2/691‬‬ ‫‪ -3‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.891 2/6910‬‬ ‫‪ 4‬سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جزيرة جربة‪.411 :‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/1‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫۔‪-26‬۔‬ ‫_ درس البلاغة والأدب من كتاب مقامات الحريري‪.‬‬ ‫_ درس العقيدة من كتاب الدعائم لابن النظر العماي ‪.‬‬ ‫وكان الجيطالي يرى أنه لا يجوز للمعلم أن يأخذ أجرا عن التعليم‪ 3‬وإنما يبتغي به‬ ‫مرضاة الله تعالى‪ ،‬وهو رأي أبي حامد الغزالي أيضا خلافا لجمهور علماء المسلمين‪)'(.‬‬ ‫ويبدو أن هذا الرأي الفقهي هو الذي جعل الجخيطالي يشتغل بالتجارةء‬ ‫ويتخذ منها مصدر رزق إلى جانب قيامه بوظيفة التدريس‪.‬‬ ‫‪ 5‬مقومات شخصيته‬ ‫من خلال آثار الحيطالي ومواقفه‪ ،‬واستئناسا بالأوصاف الىن نعته بما‬ ‫المؤرخون‪ ،‬نحاول استجلاء معالم شخصيته القائمة على خصال خلقية وعلمية}‬ ‫وهي فيما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬قوة الحفظ‬ ‫كان "شيخا حافظا قوي الذاكرة‪ .‬والناظر في كتبه سيتحقق من ذلك©‬ ‫وقد مكنته هذه الصفة من الحصول على ثروة علمية زاخرة واقتدار كبير على‬ ‫الاستدلال على آرائه‪ ،‬فالحافظة الواعية أساس العلم‪ ،‬كما أضفت على مؤلفاته‬ ‫طابع الموسوعية‪ ،‬ومن جملة ما كان يحفظه‪ :‬مقامات الحريري‪ ،‬وجمل الزجاج في‬ ‫النحوك وكتاب العدل والإنصاف للوارجلايني‪ ،‬وكتاب الدعائم لابن النظر‬ ‫والأشعار‪ ،‬والسنة وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1‬الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين© دار النقافة‪ 3‬الجزائر ط‪1991 ،1‬م‪ :‬ج‪ .1/57‬الحيطالي‪ ،‬قناطر الخيرات‪،‬‬ ‫تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/551-651‬محمد منير مرسى‪ :‬التربية الإسلامية‪.681 :‬‬ ‫‪ -2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫۔‪- 36‬‬ ‫ب‪ -‬الجرأة ئي الحق‬ ‫قال عنه الشماحي‪" :‬كان محافظا شديدا في الأمر والنهي"‪.‬‬ ‫الحق‬ ‫فقد ملك‬ ‫شخصيته‬ ‫الجيطالي إذ هي مفتاح‬ ‫لدى‬ ‫صفة‬ ‫لعلها هي أبرز‬ ‫وكافح من أجله فغدا داعي خير يأمر للعووف‪ 0‬وينهى عن‬ ‫شغاف قلبه فأحبه‬ ‫المنكر أينما ارتحل أو نزل‪ ،‬يعظ الناس ساسة ورعية‪ ،‬ويذكرهم فيالمساجد‬ ‫'‬ ‫الله لومة لائم فهو القات‪.‬‬ ‫ق‬ ‫لا يخاف‬ ‫الحضر والسفر‪،‬‬ ‫ق‬ ‫والأسواق‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫لآ أقيم فيه الحق ولا آمر ولا أنى"‬ ‫أقيم بلد‬ ‫ا"‬ ‫ومن كثرة تذكيره الناس وإتيانه الأسواق واعظا قال فيه بعض العابثين‪" :‬علم‬ ‫السوقة مسائل الغش" يع أنه ينهاهم عنها فتعلموها‪.‬‬ ‫وقد احتمل في سبيل ذلك آلاما شديدة إذ كثر مناوئوه الذين ضايقوا‬ ‫سبيله‪ ،‬وابتلي ببطش السلطان الذي أذاقه محنة السجن إلا أن الجخيطالي تجاوز محنه‬ ‫بسلام بفضل إيمانه الخالص بر سالته‪.‬‬ ‫وصفة الجرأة قي الحق متولدة عن صفات أخرى متل‪ :‬العدل‪ ،‬والصبر‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫والشجاعة والثبات‪.‬‬ ‫ج‪ -‬العلم والعمل‬ ‫أدرك الجيطالي أن "العلم والعمل توأمان" متلازمان فكان "عالما عاملا"“‬ ‫ومناقشا ‪.‬‬ ‫وحضر جالس العلماء مذاكرا‬ ‫يؤم المدارس والمساجد معلما ومرشدا‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫‪ 2‬انظر مناسبة المقولة صفحة ‪ 44‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/791‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/811‬‬ ‫‪ -5‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/591‬‬ ‫‪.‬وقد أوتي ملكة البيان فانكي على التأليف ليعرض آراءه‪ ،‬ويثبتها بعمق‬ ‫ثارا فكرية تشهد بعلو كعبه العلمي‪.‬‬ ‫وروية \‬ ‫بل حمل هموم أمته‬ ‫و ل يعتزل الجيطالي الناس وحياتمم ‪-‬رغم ‏‪٠‬مكانته العلمية‬ ‫فيه‬ ‫"تبدلت‬ ‫كما وصفه‪:‬‬ ‫دهره‬ ‫رأى‬ ‫‪1‬‬ ‫فساد‬ ‫واقع بحتمعه ليصلح ما به من‬ ‫إل‬ ‫ونزل‬ ‫۔ا)‪(1‬‬ ‫بالكلية‬ ‫الدين‬ ‫حدود‬ ‫فيه‬ ‫واندرست‬ ‫الإسلام‬ ‫فيه عرى‬ ‫وانتقضت‬ ‫شرائع الإيمان‬ ‫صفوف‬ ‫يعمل على توحيد‬ ‫الآفاق داعيا‬ ‫يجوب‬ ‫كثير التحرك‪،‬‬ ‫حامل رسالة‬ ‫فكان‬ ‫اللسلمين‪ ،‬ولم شمل القبائل المتنازعة‪.‬‬ ‫د‪ -‬المجاهدة‬ ‫كان الجحيطالى "من أهل المجاهدة‪ :‬والتقوى والإخلاص" مقتديا بأسلافه‬ ‫دركم‬ ‫فالتزم ممُجهم وسار على‬ ‫و سلكوا طريق الآخرة‬ ‫الذين زهدوا في الدنياء‬ ‫م وضع لنا كتاب "قناطر الخيرات" وهو موسوعة علمية في فلسفة التشريع وتزكية‬ ‫الأنفس وضمنه جملة من آرائه التربوية‪.‬‬ ‫الأوضاع‬ ‫فساد‬ ‫الروحي إل‬ ‫المنحى‬ ‫هذا‬ ‫الجيطالى‬ ‫سلوك‬ ‫سببا‬ ‫يرجع‬ ‫وقد‬ ‫السياسية والاجتماعية‪ ،‬واندراس معالم الدين قي عصره‪.‬‬ ‫التحرر الفكري‬ ‫ه‪-‬‬ ‫سادت فيه العصبية المذهبية وانتشر التقليد وقد‬ ‫عاش الجخيطالي في عصر‬ ‫وصف ابن خلدون ذلك في قوله‪" :‬ومدعئ الاجتهاد لهذا العهد مردود على عقبه‬ ‫‪.‬‬ ‫ا((‬ ‫‪7‬‬ ‫‏"‪.٠‬‬ ‫مهجور تقليده‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق عمرو النامي‪ :‬القسم ‪.1/42‬‬ ‫‪ -2‬نماذج من إصلاحه بين القبائل‪ .‬ر‪ .‬الشماخحي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/791‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬مقدمة المحقق‪ :‬ج‪.1/51‬‬ ‫‪ 4‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪.694 :‬‬ ‫۔ ‪ 56‬۔‬ ‫وقد حاول الجيطالي التحرر من هذه الأجواء الفكرية الضيقة‪ ،‬وذلك بذمه‬ ‫التقليد والنعي على أهله'‪ ،‬ودعوته إلى قبول الحق من أي مصدر كان‪ ،‬بغض النظر‬ ‫عن مذهب صاحبه‪ .‬ويقول في يبان هذا المنهج‪" :‬وأنا أستغفر ا له من كل ما زلت‬ ‫به القدم» وطغى به‪.‬القلم في كتابنا هذا وغيره من كتبنا» وإنما ألفناه من كتب شتى‬ ‫وأكثره من كتب قومنا (من غير مذهبه) امتنالا لقوله عليه الصلاة والسلام‪" :‬اقبل‬ ‫الحق ممن جاءك به حبيبا كان أو بغيضا‪ ،‬ورد الباطل على من جاءك به حبيبا كان‬ ‫أو بغيضا" واستخرجت العلم النافع من كل كتابڵ و لم أهتبل بمؤلفه على خطأ‬ ‫كان أو صواب‘‪ ،‬ونقلت الحق المفهوم من بين الشوك والسموم إذ حجة الله على‬ ‫الإنسان فهم الحق وعلمه من أي لغة سمعها أو لسان"‬ ‫وبالتزامه هذه الصفة نمت ثروته العلمية‪٬‬‏ وصار يبحث في مسائل العلم‬ ‫انطلاقا من القرآن والسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم وأقوال العلماء من‬ ‫مختلف المدارس دون أن يتقيد برأي معين‪.‬‬ ‫‪ 6‬محن الجيطالي‬ ‫يناوئونه‬ ‫وأعداء‬ ‫بخصوم‬ ‫رسالة‬ ‫صاحب‬ ‫كل‬ ‫يبتلى‬ ‫أن‬ ‫العادة‬ ‫اقتضت‬ ‫وتطهير لصفوف‬ ‫ويعترضون سبيله وفي ذلك اختبار عظيم لمدى صدقه وإخلاصه‬ ‫أتباعه ليعلم الصادقين منهم والكاذبين‪ .‬وبقدر ما تزداد مكانة الشخص يكثر من‬ ‫على ما آتاه الله من فضله‪.‬‬ ‫حوله الحاسدون‪ ،‬ليحسدوه‬ ‫ونظرا للمكانة العلمية والاجتماعية القن حظي بما الجخيطالي‪ :‬في عصره‬ ‫عن‬ ‫عجزوا‬ ‫حينما‬ ‫والخاصة‬ ‫العامة‬ ‫من‬ ‫الكائدون‬ ‫السدة‬ ‫حوله‬ ‫من‬ ‫تضاعف‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/0‬لو‪ .‬قناطر الخيرات‪ :‬وزارة التراث القومي‪ ،‬عمان ‪3041‬ه_‪3891/‬م‪:‬‬ ‫ج! ‪.752/‬‬ ‫‪ -2‬لم أعثر عليه‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/565-665‬‬ ‫۔‪- 66‬‬ ‫بجاراته‪ .‬قال أبو تمام‪:‬‬ ‫حسود‬ ‫طويت أتاح لها لسان‬ ‫وإذا أراد الله نشر فضيلة‬ ‫ما كان يعرف عرف طيب العود‬ ‫لولا اشتعال النار فيما جاورت‬ ‫فقد عاين الخيطالي من كيد حاسديه معاناة شديدة‪ ،‬وتصدى لجحايمتهم يما‬ ‫أوتي من عزيمة صادقة ولسان ذلق‪ ،‬ويراع بليغ‪ .‬ويصور لنا معاناته في ماية كتابه‬ ‫"شرح النونية"‪" :‬لقد صدر عن صدر يناجيه البلبالء وقلب تقلبه الأهوال وفصل‬ ‫عن بديهة وارتحال‪ ،‬لا عن روية واحتفال‪ ،‬مع ما يعتريني من وساوس الصدور وما‬ ‫منيت به من أهل الحسد والجفاء والجهل بالأمور‪ ،‬ينظرون إلي شزرا مساء‬ ‫وصباحا‪ ،‬ويتربصون بي ريب المنون غدوا ورواحاء ويأكلون لحمي أكلا صراحاء‬ ‫وينزفون عرضي غيبة ومراحا ‪-‬كما قال القائل‪ -‬وإلى الله الملشتكى والعويل‬ ‫وعليه التكلان والتعويل في جميع ما يطرقنا من الحدثين من انطماس معالم الأديان‬ ‫مع عدم المعوان ومقاساة أدلى هذا الزمان"‪“((.‬‬ ‫ويين من خلال ؛ تماله أن هذه المكائد رغم ما استنفذت منه من جهد لم‬ ‫تثنه عن عزمه و لم ين ين أداء رسالة الحق وإظهارها‪ ،‬كما تتجلى قوة إيمانه بربه‬ ‫الذي إليه الرجعى والمعس‪ .‬بني كل صغير أو كبير‪.‬‬ ‫وهكذا أثارت >"‪ :‬الجيطالي حنق وحقد من لم يبلغ شأوه‪ ،‬و لم يصل إلى‬ ‫مرتبته فكان جزاؤه أن عرض إلى محن عسيرة منها‪:‬‬ ‫‪ -‬سجنه من قبل الي طرابلس بتواطؤ من قاضيها وبعض علمائهاء فمكث‬ ‫قي السجن مدة‪.‬ے)‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪.3!602-702‬‬ ‫‪ 2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫۔‪- 76‬‬ ‫‪ -‬تعرضه إلى محاولات اغتيال من قبل خحصومه‪. "'(.‬‬ ‫‪ -‬حرمانه من دخول جزيرة جربة ‪-‬لفترة‪ -‬لخلاف ناشئ بينه ويين بعض فقههائها‪“_.‬‬ ‫‪ -‬انتهاك عرضه والتنقيص من شأنه‪.‬‬ ‫ونفصل القول في حادثة سجن الجحيطالي وأسباب ذلك‪..‬‬ ‫ا مونة السجن نموذجا‬ ‫لما بزغ نحم الجيطالي عالما‪ ،‬وذاعت شهرته في الآفاق سار إلى مدينة طرابلس‬ ‫في تجارة وحيثما حل كان داعيا إلى الخير‪ ،‬ونورا يهتدى به‪.‬‬ ‫وقد سبق له أن حاور بعض علماء طرابلس وناقشهم في مسائل علمية‬ ‫وفقهية وكان له اقتدار كبير في إقناع مخاطبيه بالحجة القاطعة فأثار فضله مكامن‬ ‫الحسد في قلوب خصومه من العلماء و لم يغضوا عنه لعلهم كانوا يرون آراءه‬ ‫مخالفة لفتا ويهم‪ ،‬ودعوته مناهضة لنظام الحكم فرفعوا أمره ‪:‬إلى حاكم طرابلس‬ ‫وافتروا عليه‪.‬‬ ‫حمد بن ثابت‪0‬‬ ‫وفيهم | قاضي‬ ‫والفقهاء‬ ‫عقد حاكم طرابلس ججحلسا يضم عددا من العلماى‬ ‫والمعارف‬ ‫والمناقشة "فوجدوه كر العلوم‪،‬‬ ‫المناظرة&‬ ‫الجيطالي إل‬ ‫البلك‪ .‬ودعي‬ ‫ومعدن الفضائل بالمنطق والمفهوم وضاقت صدورهم حرجا لما يدعو إليه‪ ،‬ولما‬ ‫قصرت مداركهم عن بار غ مستواه العلمي تحداهم بقوله الساخر‪" :‬هل عندكم من‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪.3/602-702‬‬ ‫‪ 2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/791‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪.3/602-702‬‬ ‫‪ 4‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫‪ 5‬حاكم طرابلس في ذلك العهد هو محمد بن ثابت حسبما نرجحه\ انظر ترجمته صفحة‪ 63 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 6‬أبورلس‪ :‬مؤنس الأحبة في أخبار جربة‪.19:‬‬ ‫‪-‬۔ ‪- 86‬‬ ‫علم فتخرجوه لنا؟«"" فازدادت رغبتهم إثر هذا القول العنيف في إيذائه_انتصارا‬ ‫لأنفسهم المنهزمة‪ .‬وأجمعوا أن يجعلوه في قعر السجن ويسلبوا ما معه من أموال‪،‬‬ ‫ظانين أنه السبيل لإسكاته!! وهكذا نلاحظ أن السجن والقسر عبر التاريخ هو‬ ‫مصير كل عالم جريء يقف بفكره المتحرر صامدا قي وجه سلطان مستبد‪ ،‬عاجز‬ ‫عن مواجهة الفكرة بالفكرة‪ ،‬ومقارعة الحجة بنظيرتما‪.‬‬ ‫ظل الجيطالى رهين محبسه مدة يعذب‘ و ل تشفع له أعوامه الستون أو تزيد‪.‬‬ ‫فأنشد قصيدة يمدح فيها أحمد بن مكي (ت ‪667‬ه_‪4631/‬م) سلطان قابس وجربة©‬ ‫كما تحركت ضمائر‬ ‫وشفع له عند صاحب طرابلس فأطلق سراحه‬ ‫ويستعطفه‬ ‫آنذاك‬ ‫و تحملوا عنه مالا )‪(4‬‬ ‫أولاد أبي زكرياء بن أبي مسور(‪ .‬لإخراجه‬ ‫خرج الخيطالي من غيهب السجن داعيا على طرابلس بقوله‪" :‬سلط الله‬ ‫عليك عدوا لا يخاف ربا‪ ،‬ولا يتقي ذنبا قال الشماخي‪" :‬فمنا مضت إلا أيام‬ ‫‪(6‬‬ ‫"‬ ‫أحذتما النصا؛‬ ‫قليلة ح‬ ‫تكن‬ ‫ل‬ ‫لكن‬ ‫أحمد بن مكي‬ ‫الننجن‬ ‫من‬ ‫بعل خروجه‪.‬‬ ‫الجيطالى‬ ‫وكاتب‬ ‫المكاتبة شكرا لصنيعه تسيل حسبما يقتضيه الطبع النبيل‪ ،‬بل كانت اعتذارا» يخبره‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪1٦2!6‬‏‬ ‫‪ 2‬هو أبو العباس أحمد بن ه < والي قابس وجربة سنة ‪837‬ه‪7331/‬م ومكث فيها إلى أن توني سنة‬ ‫‪6‬ه_‪4631/‬م وكان غ۔ب الشعر ويجيده‪ .‬ر‪ .‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.539 6/608{5‬‬ ‫‪" -3‬أولاد أبي زكرياء بن أ مسور بيت علم قديما وحديثا ورؤوس الفقهاء بجربة وإليهم الإشارة‬ ‫ومرجع الأمر" ر‪ .‬الشهاخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/761‬‬ ‫‪ 4‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/761‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/691‬‬ ‫ثابت بن محمد سنة‬ ‫المصدر نفسه‪ .‬تمت حادثة استيلاء النصارى على طرابلس في عهد ولاية‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬ه_‪3531/‬م) وأعاثوا فيها فسادا‪ ،‬وكان لحماعة المسلمين بالبلاد الحريدية فضل كبير فى‬ ‫استخلاص الثغر من أيدي الكفار‪ .‬ر‪ .‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪ :‬ج‪.469 ,6/369‬‬ ‫۔‪ 96‬۔‬ ‫أنه لا يستحق ذلك المدح كله "وذلك من تحفظه وورعه أن لا يكون كذب في‬ ‫شعره‪ 3‬وأن لا يكون من الذين يهيمون في كل واد"‪.‬‬ ‫ويظهر من خلال هذا الموقف أن فن الكتابة شعرا أو نثرا عند الجيطالي هو‬ ‫مسؤولية عظمى على عاتق الكاتب يتحمل تبعاتما‪ ،‬ولو كانت في ظروف قاهرة‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫ق‬ ‫الجاحظ‬ ‫وصدق‬ ‫وبيقي الدهر ما كتبت يداه‬ ‫الا سيفێن‬ ‫كاتب‬ ‫وما من‬ ‫يسرك في القيامة أن تراه‪.‬‬ ‫فلا تكتب بكفك غير شيء‬ ‫ونزل‬ ‫بن أبي مسورك‪6‬‬ ‫أبي زكرياء‬ ‫أولاد‬ ‫وآواه‬ ‫جربة‬ ‫انتقل الجيطالي إل‬ ‫يدرس ويصنف في اجلس الواحد‪“.‬‬ ‫واصل الشيخ دروسه! وبحوله» وتصنيفاته بكل اجتهاد و لم يقدر خصومه‬ ‫تقييد فكره ولسانه} بل انتشرت آراؤه وآثاره‪ .‬وظل خادما لرسالة العلم إلى أن‬ ‫وع أهل جربة ونفوسة عالما تقياء وزاهدا جريئا‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫فاضت روحه إل ‪71‬‬ ‫احتمل في سبيل الدفاع عن آرائه الشيء الكثير‪.‬‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫‪ -2‬أبو رلس‪ :‬مؤنس الأحبة في أخبار جربة‪.19 :‬‬ ‫‪ 07-‬۔‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫آ ر لجيطا ل‬ ‫أولا‪ -‬تلاميذه‬ ‫إذا نظرنا إلى النتاج الفكري الذي خلفه الجيطالي‪ ،‬وإلى جهوده في نشر العلم‬ ‫واعتبرنا الأدلة التاريخية الى تؤكد أنه حلس للتدريس في جهات عديدة فإن العقل‬ ‫كتب السير لم تحفظ من تلامذة الجيطالي إلا اسما واحدا وهو‪:‬‬ ‫أبو أيوب الجيطالي‬ ‫عاش في النصف الثاني من القرن الثامن للهجرة‪ ،‬أخذ العلم أول مرة عن‬ ‫إسماعيل الجيطالي‪ ،‬فلما سافر الجيطالي إلى جربة واصل أبو أيوب دراسته عند أبي‬ ‫ساكن عامر الشماخي (ت‪297‬ه‪9831/‬م) كما ناب عن الجحيطالي في القراءة‬ ‫على أبي ساكن وقيل له‪" :‬إن أبا طاهر سافر إلى جربة و لم يبق من يقرأ عليه (أي‬ ‫على أبي ساكن) سواك فإن مت انقطع من يقر عليه'('“‬ ‫وكان أبو أيوب متقيا شديدا في الأمر والنهي‪ ،‬كثير النصح لطلبته ومن جملتهم‪:‬‬ ‫‪ -‬ابناه‪ :‬العالم أبو محمد عبد الله رت ‪928‬ه‪5241/‬م)& وأبو عبد الله حمد‬ ‫لشاعر الفقيه‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_ وزكرياء الفرسطائي‪.‬‬ ‫‪ 1‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.2/102‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫۔‪ 17‬۔‬ ‫ثانيا ‪ -‬مؤلفاته‬ ‫إلى جانب اهتمام الجيطالي بالتعليم؛ وإلقاء الخطب والدروس فقد أولى عناية‬ ‫كبيرة رغم كثرة أسفاره بفن التأليف والكتابة‪.‬‬ ‫وترجع دواعي التأليف لدى الجحيطالي إلى توجيه أستاذه الطرميسي (ت‬ ‫‪2_/2231‬م) الذي دعا خريجي مدرسته المبرزين إلى الاشتغال بهذا الفن لإحياء‬ ‫لتراث» وصون العلم من الاندراسره"‘ يقول الجيطالي‪" :‬لولا تآليف العلماء‬ ‫للأسفار لاندرس الحق وانطمست الآثار عند موتمم قي أي عصر من الأعصار‪.‬‬ ‫ويعتبر كتاب السير للشماخي أقدم مصدر وردت فيه معظم مؤلفات‬ ‫الجيطالي‪ ،‬ولا يزال البحث في ميدان المخطوطات إلى حد الآن لم يأت بجديد‬ ‫حسب علمنا عما ذكره الشماخي ما عدا وصية الجحيطالي المسماة ب "تذكرة‬ ‫النسيان وأمان حوادث الزمان" ال تمم العثور عليها مؤخرا‪©(.‬‬ ‫وأغلب آثار الجيطالي لا تزال محفوظة من التلف إلى يومنا هذا‪ ،‬ولعل سبب‬ ‫ذلك يرجع إلى توقيفه إياها لطلاب العلم(‪ .‬واهتمام من بعده من العلماء بشرحها‬ ‫وتلخيصها‪©(.‬‬ ‫ويمكن أن نصنف آثار الجيطالي حسب فنون العلم إلى‪:‬‬ ‫في علم الكلام والفقه‬ ‫نالت مباحث العقيدة والفقه القسط الأوقى من مؤلفات الجحيطالى فقد‬ ‫ا‪ 6‬من البحث‬ ‫‪ -1‬انظر صفحة‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/1‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬عثرت عليها فرقة بحث من جمعية التراث بمكتبة دار التلاميذ (العطف) سنة ‪6991‬م‪.‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬تذكرة النسيان» ضمن دليل مخطوطات مكتبة دار التلاميذ العطف‪.813 :‬‬ ‫‪ 5‬ر‪ .‬الأعمال الي تناولت آثار الجيطالي صفحة‪ 28 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 27‬۔‬ ‫مبا حث‬ ‫بجموع ‪ .‬والجمع بن‬ ‫أو يوردها صمن‬ ‫مؤلفا مستقلا‬ ‫منها‬ ‫لكل‬ ‫خصص‬ ‫العقيدة والفقه عادة درب مما الفقهاء قديما لكون الفروع تبون على الأصول‪،‬‬ ‫المؤلفات ‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ ‫الدين هو الفقه الأكبر‪.‬‬ ‫واعتبار أصول‬ ‫‪ -1 .‬شرح النونية [مخطوط]‬ ‫النونية قصيدة في مسائل العقيدة نظمها العالم أبو نصر بن‬ ‫نوح الملوشائي رق‪7‬ه_‪31/‬م'" وتقع في مائة وإحدى وثمانين بيتا مطلعها‪:‬‬ ‫سلام على الاخوان ي كل موطن ‪ 3‬بنجد وخيف والسهولة والحزن‪.‬‬ ‫(البحر الطويل)‬ ‫قام الجيطالي بشرحها في ثلاثة أجزاء (بحموع أوراقها ‪ 403‬ورقة) وذلك سنة‬ ‫‪0‬ه_‪9231/‬م أما عن منهجه في الشرح فكان يتخذ من ألفاظ البيت مادة للبحث ©‬ ‫يدرس معاني الكلمات معتمدا على معاجم اللغة ودواوين الشعراء‪ .‬فإن كانت من‬ ‫الألفاظ الواردة في القرآن أشار إلى معانيها من خلال الآيات مستعينا بأقوال المفسرين‬ ‫وإن كانت مما يستعمل شرعا بن معناها الاصطلاحي ذاكرا أوجه الاختلاف إن‬ ‫وحدت‪ .‬ثم يفصل القول في المعنى الإجمالي للبيت مبينا مسائل الكلام جليلها ودقيقها‪.‬‬ ‫يستعرض آراء المدارس الكلامية} ويناقش أدلتهم مرجحا ما يقتنع به‪.‬‬ ‫وبين الجخيطالي الدافع إلى شرحه النونية ي قوله‪" :‬إني نظرت إلى قصيدة الشيخ‬ ‫الأفضل الفقيه الأجل أبي نصر فتح بن نوح فوجدتما قد اشتملت على جمل من‬ ‫الأصول الدينية مع خلوها من التفسير‪ ،‬وشغف الطلبة في حفظها من غير معرفة‬ ‫‪ 1‬أبو نصر بن نوح الملوشائي عاش في النصف الأول من القرن السابع الهجري" الثالث عشر الميلادي‬ ‫أحذ العلم من خاله أبي يحيى زكرياء بن إبراهيم و"كان لغويا قرظ ما ألف شعرا"‪ .‬وله دواوين‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الحلقة الثانية‪:‬‬ ‫التاريخ‬ ‫الإباضية قي موكب‬ ‫معمر‪:‬‬ ‫ج‪ .1 2/98‬علي نى‬ ‫السير‪:‬‬ ‫الشماخي‪:‬‬ ‫ج‪.2/79‬‬ ‫‪- 37 -‬‬ ‫تلخيصها ليفهم عنهم المتأخرون جمل فنونها"( ‪(1‬‬ ‫مجمل شرحها مع إغفال الأولين عن‬ ‫وإذا نظرنا إلى الشروح الي تناولت النونية لوجدنا شرح الخيطالي أوسعها‬ ‫تحليلا وعمقا‪ ،‬وأسبقها زمانا‪ ،‬وبالتالي يعد الجيطالي أول وأكبر شارح للنونية‪.‬‬ ‫جبل نفوسة‬ ‫مكتبات‬ ‫ق‬ ‫المخطوط‬ ‫وتوجد نسخة خطية من هذا الشرح‬ ‫وجرب ومزابث‪.‬‬ ‫‪ -2‬قواعد الإسلام [مطبوع]‬ ‫كتاب جامع لمسائل العقيدة والفقه يقع قي جزأين يقول الحيطالى‪" :‬قد‬ ‫جمعت في هذا الكتاب قواعد الفرائض والواجبات‪ ،‬وواجب الحقوق‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫من الكبائر الموبقات‪ ،‬والفضائل الأدييّات{" ألفه سنة ‪337‬ه_‪2331/‬م خصص‬ ‫الركن الأول منه لمباحث العقيدة متوخيا أسلوب الإيجاز قي عرضها ما عدا مسألة‬ ‫الولاية والبراءة فإنه أطال في تفريعاتماء وتطبيقاتما» ثم تطرق إلى أبواب الفقه‪:‬‬ ‫الطهارات‪ ،‬والصلاة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصوم والحج وختم كتابه بمبحثين أحدهما قي‬ ‫الحقوق ومظالم العباد‪ ،‬والثاني في الآداب" وقد سلك في عرض المسائل الفقهية‬ ‫منهجا مقارنا حيث يورد مذاهب فقهاء الأمصار‪ ،‬ويبين سبب نزاعهم‪.‬‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/1‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬من هذه الشروح‪ :‬شرح قاسم بن يحيى الويراني (ت ‪3701‬ه_‪2661/‬م)‪ .‬شرح يوسف بن محمد‬ ‫اللصعي (ت ‪7811‬ه‪3771/‬م)‪ .‬شرح عمر بن رمضان التلاقي ( ت ‪7811‬ه‪!377/‬م)‪ .‬شرح‬ ‫عبد العزيز بن إبراهيم الثميني (ت ‪3221‬ه_‪8081/‬م)‪ .‬شرح بحمد ابن ادريسو (ت‬ ‫‪8‬ه_‪1881/‬م)‪.‬‬ ‫‪ 3‬في مزاب‪ :‬مكتبة القطب (بني يزقن) تحت رقم‪ :‬ه_‪ 3/‬نسخة كاملة‪ .‬مكتبة عمي سعيد (غرداية)‬ ‫نسخة كاملة مصورة (قسم المخطوطات)‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام تحقيق بكلي‪ :‬ج‪.2/872‬‬ ‫۔ ‪ 47‬۔‬ ‫وطبع‬ ‫قام بتصحيحه والتعليق عليه الشيخ بكلي عبد الرحمن بن عمره‬ ‫بالمطبعة العربية (غرداية) الزائر سنة ‪6791‬م‪.‬‬ ‫‪ 3‬الفرائض [مطبوع]‬ ‫تناول فيه المؤلف أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية‪ ،‬مركزا على الجانب‬ ‫التطبيقي حيث ألحق القواعد النظرية بمسائل محلولة تيسيرا للفهم‪ ،‬وتدرييا للطلاب على‬ ‫إنجاز المسائل الذي هو الهدف من علم المواريث‪.‬‬ ‫وقد اهتم الجخيطالي بالفرائض لما رأى استغناء الناس عن تعلمها فأراد تقريبها‬ ‫إلى الأفهام بتجديد مسائلها‪ ،‬وتبسيط طرقها ليسهل على الراغبين تحصيلها ويقول‪:‬‬ ‫"رأيت أن أؤلف في الفرائض من مسائل المواريث جملا وأجدد من حسابما عهدا‬ ‫مضمحلا على أن الأولين لم يتركوا للآخرين مقالا ولقد نصبوا الهم على كل‬ ‫شيء مثالا ولكن ربما يبلى القدم فيكون مملولا‪ ،‬ويطرأ الحديد فيكون في النفس‬ ‫مقبولا"‪.‬‬ ‫طبع الكتاب ضمن بجموع بالمطبعة البارونية بمصر سنة ‪5031‬ه‪7881/‬م‬ ‫من غير تحقيق أو تعليق‪.‬‬ ‫‪ 4‬قياس الجروح [مطبوع]‬ ‫تناول فيه المؤلف منازل الجخروح وكيفية قياسها‪ ،‬وما يلزم أداؤه من مغرم‬ ‫وهو رسالة فريدة في فقه‬ ‫عند كل حالة مع إيراد أمثلة مختلفة تبين هذه القواعد‬ ‫‪ -1 .‬بكلي عيد الرحمن بن عمر فقيه معاصر ولد سنة ‪!109‬م بالعطف الزائر خريج جامع الزيتونة‬ ‫والمدرسة الخلدونية خدم رسالة العلم والدين بإخلاص صادق وعزم ثابت من مؤلفاته‪ :‬ديوان‬ ‫الشعر‪ ،‬فتاوى البكري تاريخ الحركة الإصلاحية توني سنة ‪6891‬م‪ .‬ر‪.‬الحاج سعيد يوسف‪:‬‬ ‫تاريخ بي مزابڵ المطبعة العربية غرداية‪ 032 :1991 .‬وما بعدها‬ ‫‪ -2‬الخيطالي‪ :‬الفرائض المطبعة البارونية سنة ‪5031‬ه‪7881/‬م‪.11-21 :‬‬ ‫۔‪ 57‬۔‬ ‫وا لديا ت‪.‬‬ ‫القصاص‬ ‫تم طبع الكتاب ضمن بجموع في المطبعة البارونية مصر سنة ‪5031‬ه‪7881/‬م‬ ‫من غير تحقيق‪.‬‬ ‫الحج والمناسك [مخطوط]‬ ‫‪5‬‬ ‫خصصه الجيطالىي للحديث عن فريضة الحج وتبيان المناسك الواجبة وذكر‬ ‫فيه كيفية الزيارة وجملة من فرو ع مسائل الحج‪ ،‬والدعاء المأثور فيه وغير ذلك من‬ ‫ق‬ ‫الكتاب‬ ‫الحجيج يستصحبون ‪ .‬هذا‬ ‫بعص‬ ‫ورمما كان‬ ‫وسنن‬ ‫الحج‬ ‫آداب‬ ‫أسفارهم للاسترشاد به» وقد ألفه قبل كتاب القواعد‪(1 (.‬‬ ‫‪ 6‬ما جمع من أجوبة الأئمة [مخطوط]‬ ‫جمع فيه الحيطالي أجوبة الأئمة وفتاويهم في عصور مختلفة} ورتبها‪ :‬في ثلاثة‬ ‫أجزاء ولا تخلو من بعض تعليقاته وتقديماتهء وتوجد بعض النسخ الخطية منهاا تي‬ ‫جربة‪(2) .‬‬ ‫‪ 7‬عقيدة التوحيد [مطبوع]‬ ‫هي رسالة مختصرة تشمل قواعد العقيدة بغير استدلال‪ ،‬صاغها الحيطالي‬ ‫بأسلوب أدبي موجز فصيح ووجهها إلى الناشئة‪ ،‬ودعاهم إلى حفظها‪ ،‬ثم فهمها‬ ‫م اعتقادها‪ 5‬والتصديق بما‪ .‬تم طبعها بالمطبعة العربية} غرداية‪ .‬سنة ‪4791‬مض وقد‬ ‫وردت هذه الرسالة ضمن كتاب قناطر الخيرات‪ ،‬قنطرة الإيمان رص‪)782-982 :‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ ،‬تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬ج‪.2/691‬‬ ‫‪ 2‬ر‪.‬الصادق بن مرزوق‪ :‬الجحيطالي وأهم الكتب اليي خلفها يراعه& محاضرة ألقاها بمناسبة الملتقى‬ ‫الدولي التاريخي الأول بجزيرة جربة‪( .‬د‪.‬ت) [خطوط] ص‪ .8 :‬لم نتمكن من الاطلاع على هذه‬ ‫الأجوبة الفقهية رغم ما قمت به من محاولات!!‬ ‫‪ 67‬۔‬ ‫وقد حققها الدكتور عمرو خليفة النامي ضمن القسم الأول من كتاب القناطر‪.‬‬ ‫في فلسفة الأخلاق‬ ‫‪ 8‬قناطر الخيرات‬ ‫كتاب قيم في مقاصد التشريع وفلسفة الأخلاق ألفه سنة ‪837‬ه_‪7331/‬م يقع‬ ‫في ثلانة بجلدات ضخمة (بحموع صفحاتما ‪7551‬ص) قسمه الجخيطالي إلى سبع عشرة‬ ‫قنطرة إذ شبه الفرائض بالقناطر الي يمكن للسالك عليها العبور للوصول إلى السعادة‬ ‫الأبدية‪ ،‬وقد اجتهد في ترتيب القناطر ترتيبا محكما معللا ذلك بحجج منطقية يراها‪©\<(.‬‬ ‫والدافع إلى تأليفه هو فساد أحوال عصره‘ واندراس معالم الدين‪ ،‬وامتلاء‬ ‫الضمائر بحب الدنيا وعماء البصائر عن طريق الآخرة‪ ،‬فخشي الانسلاخ من الدين‬ ‫كله فدعاه ذلك إلى وضع هذا الكتاب إحياء للدين وتذكيرا لمن نظر فيه‪© .‬‬ ‫وعن أهمية الكتاب قال علي يحيى معمر‪" :‬والجيطالي لو لم يقدم إلى المكتبة‬ ‫الإسلامية إلا هذا الكتاب لكان فيه الكفاية "©‬ ‫ويصفه الثمين (ت‪[3221‬ه‪8081/‬م) في قوله‪" :‬إن الكتاب الذي صنفه‬ ‫الإمام أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجخيطالي‪ ،‬المسمى بالقناطر كتاب جامع لعلوم‬ ‫ين والدنيا والآخرة‪ ،‬ومهذب للخواطر دالة على علو درجة مؤلفه في العلوم؛‬ ‫سالم من الطعن فيه بأدينى خدش أو كلوم‪ ،‬شاهد له بالفوز بالحظ من علم اليقين‬ ‫والكشف كما نطق به فحوى كلامه} وذكر به من مناقبه من الوصف ولا أظن أن‬ ‫من علمائنا المغاربة ناسجا على منواله في هذا الشأن"(‬ ‫‪ 1‬ر‪ .‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق عمرو النامي‪ :‬القسم ‪ 1/8‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ :‬القسم ‪.1/42‬‬ ‫‪ 3‬علي حيى معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.1 2/90‬‬ ‫‪ 4‬النمييي‪ :‬عقد الخواهر المأخوذ من يبحر القناطر‪[ ،‬مخطوط]‪ ،‬المقدمة‪.‬‬ ‫۔‪ 77‬۔‬ ‫طبع الكتاب أول مرة بالمطبعة البارونية بمصر بأجزائه الثلاثة من غير تحقيق سنة‬ ‫‪7‬ه_‪9881/‬م وشرع الدكتور عمرو خليفة النامي في تحقيق القسم الأول منه‬ ‫ويحتوي على قنطرتي العلم والإيمان وذلك سنة ‪5691‬م‪ .‬وقد حققت مؤخرا هيئة '‬ ‫طلبة قسم الشريعة بمعهد عمي سعيد (غرداية) الخزائر قنطرة الصلاة ووظائفها من‬ ‫طبعه كاملا من‬ ‫الطهارات ولا تزال جهودهم مستمرة فى تحقيق بقية القناطر‪ .‬و‬ ‫غير تحقيق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان سنة ‪3041‬ه‪3891/‬م‪.‬‬ ‫في الأدب والشعر‬ ‫كان الجحيطالي أديبا وشاعرا‪ ،‬ولغويا كبيرا يظهر ذلك جليا في كتاباته حيث‬ ‫نلحظ جزالة الأسلوب© وقوة المع وجمال المبين؛ ومن آثاره الأدبية‪:‬‬ ‫و‪ -‬الرسائل [خطوط]‬ ‫ترك الجيطالي بجموعة من الرسائل العلمية والأخوية بعنها إلى علماء عصرهض‬ ‫وإلى بعض الطلبة‪ .‬وتوجد نسخ خطية منها في جربة‪(.‬‬ ‫‪ 0‬القصائد‬ ‫نظم الجيطالي عددا من القصائد} قال في شأنها علي يحيى معمر‪" :‬هي إلى‬ ‫معاني الفلسفة أقرب منها إلى أغراض الشعر‪".‬‬ ‫ومن جملة قصائده‪ ،‬قصيدة حول الاقتداء بالأئمة الأعلام( يقول في أبياتما الأولى‪:‬‬ ‫يكن مثل ماض في الدجى ليس يهتدي‬ ‫ألا كل من لا يقتدي بأئمة‬ ‫‪ 1‬ر‪ .‬الصادق بن مرزوق‪ :‬الجيطالي وأهم الكتب الي خلفها يراعه‪.90 :‬‬ ‫‪ -2‬علي ييى معمر‪ ،‬الإباضية في موكب التاريخء الحلقة الثانية‪ :‬ج‪.2/901‬‬ ‫‪.131- 1 03‬‬ ‫مصر‪:‬‬ ‫المطبعة البارونية (د‪.‬ت)‬ ‫من نظم الجيطالي وغيره‬ ‫ر‪ .‬قصائد عديدة‬ ‫‪-3,‬‬ ‫‪ 87‬۔‬ ‫فما إن له قي دينه منمقلد‬ ‫ويأتي غدا يوم القيامة حائرا‬ ‫سلالة إبراهيم أفضل مورد‬ ‫ومذحبي‬ ‫دين‬ ‫ولكني قلدت‬ ‫وإني بأفضل الأئمةمقتدي‬ ‫رضينا به بين الأنام مقلدا‬ ‫(من البحر الطويل)‬ ‫وقد كتب بعض أجو بته الفقهية شعرا كقوله لأحد السائليرن«!'‪:‬‬ ‫تفهم صريح الحق وارض به أهلا‬ ‫دجلا‬ ‫فيا أيها المهدي مقالته ح‬ ‫أوانس أمثال الجآذركحلا‬ ‫فهذا امرؤ عندي تزوج أربعا‬ ‫عدة مثلا‬ ‫ضسها‬ ‫يإيا‬ ‫حمن‬ ‫ها‬ ‫فإطلحقداهن فدى وقد بقي‬ ‫من النش نيم فاحسبنه تحد عدلا‬ ‫نواة وأستار وفذ جميعها‬ ‫كعدتما حتما يراقبها مهلا‬ ‫على زوجها إن شاء ترويج غيرها‬ ‫ذكرن فذا في نص خالقنا يتلى‬ ‫مت انقضت يعتد بالأشهفرالێ‬ ‫مترلا‬ ‫اينب‬ ‫تا ف‬‫كنص‬‫لمس‬‫االخ‬ ‫له‬ ‫لأن الأولى في حكمه غير جائز‬ ‫(من البحر الطويل)‬ ‫ومن أشهر قصائده تلك الي مدح فيها أحمد بن مكي راجيا شفاعته عند‬ ‫والي طرابلس ليطلق سراحه من السجن إلا أن كتب التاريخ لم تروها لنا ولعل‬ ‫ذلك يرجع إلى تنكر الحيطالي لمدح ابن مكي بعد خروجه من السجن لعدم‬ ‫استحقاقه ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬الفرائض‪ .772 :‬وقد أورد السؤال" وبين معا الأبيات‪.‬‬ ‫۔‪ 97‬۔‬ ‫والهندسة‬ ‫ي ‏‪ ١‬لحساب‬ ‫‪ -11‬حساب مسائل البيع والشراء [مطبوع]‬ ‫تناول فيه المؤلف أطرق حساب المكاييل والموازين‪ ،‬ومسائل البيع والشراء‬ ‫وجدائها‪3‬‬ ‫بجحاميع الأعداد‬ ‫وجانبا مهما من مباحث الرياضيات‪ :‬كحساب‬ ‫واستخراج الجذور ودراسة الكسور وحساب مساحات الأشكال المندسية‬ ‫المختلفة‪ .‬وميزة الكتاب تتجلى يي تناوله أمثلة من واقع الحياة التجارية والفلاحية مما‬ ‫يعطي الكتاب قيمة علمية تشبع احتياجات الناس الضرورية في بحال المعاملات كما‬ ‫آنه يعد ثمرة ناضجة لازدهار العلوم الرياضية لدئ المسلمين في ذلك العصر وبلوغ‬ ‫الجيطالي منها مبلغا عظيما‪.‬‬ ‫طبع الكتاب ضمن بجموع بالمطبعة البارونية عصر سنة ‪5031‬ه_‪9881/‬م‬ ‫من غير حقيق‪.‬‬ ‫في الوصايا‬ ‫‪ 2‬تذكرة النسيان وأمان حوادث الزمان‬ ‫هو كتاب خاص لوصية الجيطالي استهلها بوصية أدبية يدعو فيها أقاربه إلى‬ ‫اعتقاد التوحيد‪ ،‬وتصديق ماا جاء به الرسول عي تم شرع في وصيته المادية مبينا ما‬ ‫له‪ ،‬وما عليه من حقوق‪ ،‬راجيا من ورثته أن يؤدوها‪ .‬ويقول في ختامها‪" :‬واعلم‬ ‫أني كتبت الوصية مرازا‪ ،‬فإنما هي وصية واحدة ولكن كررتما في الكتب لئلا‬ ‫تتلف© وهذه فيها إقرار بما لي وما علي‪ .‬وتعد وثيقة مهمة في معرفة ومضات‬ ‫من حياة الجخيطالي الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬تذكرة النسيان ضمن دليل مخطوطات مكتبة العطف‪.913 :‬‬ ‫‪- 08 -‬۔‬ ‫طبع الكتاب ضمن دليل مخطوطات مكتبة العطف جمعية التراث (ص‪:‬‬ ‫‪ )7-913‬من غير تحقيق‪.‬‬ ‫ثالنا‪ -‬الأعمال التي تناولت آثار الجيطالي‬ ‫امتد أثر الجيطالي إلى العصور التالية له‪ ،‬إذ حظيت مؤلفاته باهتمام العلماء‬ ‫وملخص لما‬ ‫شارح‬ ‫فتنوعت أعمالهم‪ :‬بن‬ ‫بدراستها‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫ومعتمد عليها ي‬ ‫تآليفك ومن جملة هؤلاء نذكر‪:‬‬ ‫أبو عبد الله محمد بن عمر بن أبي ستة الجربي (ت ‪8801‬ه‪7761/‬م)‬ ‫‪ -‬حاشية على كتاب قواعد الإسلام‪ :‬المطبعة البارونية؛ مصر سنة ‪[792‬ه_‪9781/‬م‪'«.‬‬ ‫‪ -‬حاشية على كتاب الفرائض‪ :‬المطبعة البارونية مصر سنة ‪5031‬ه_‪7881/‬م‪.‬‬ ‫أبو يعقوب يوسف بن محمد المصعي المليكي (ت‪7811‬ه_‪3771/‬م)‬ ‫‪ -‬حاشية على كتاب الفرائض [مخطوط]‪.‬‬ ‫عبد العزيز بن الحاج إبراهيم النميتي (ت‪3221‬ه‪8081/‬م)‬ ‫‪ -‬عقد الخواهر المأخوذ من بحر القناطر‪ :‬مخطوط بمكتبة الاستقامة} ب يزقن‪.‬‬ ‫إبراهيم بن يوسف اطفيش (ت ‪3031‬ه‪6881/‬م)‬ ‫مختصر المناسك ومذهب السالك‪ :‬المطبعة البارونية مصر ‪0131‬ه_‪2981/‬م‬ ‫وهو اختصار لكتاب مناسك الحج للجيطالى‪.‬‬ ‫محمد بن يوسف اطفيش (ت ‪2331‬ه‪4191/‬م)‬ ‫‪ -‬حاشية على قناطر الخيرات‪ :‬مخطوط بمكتبة القطب بي يزقن رقم‪( :‬أ‪.‬و‪.)5:‬‬ ‫‪ -1‬شرع في تحقيقه الأستاذ الحاج موسى بشير‪ .‬وقد أنجز القسم الأول منه سنة‪8141 :‬ه_‪8991/‬م‪.‬‬ ‫رتحقيق المتن والحاشية)‬ ‫‪- 18-‬‬ ‫‪ -‬حاشية على شرح النونية‪ :‬مخطوط بمكتبة آل يدر بيي يزقن رقم‪77 :‬ع‪.11/‬‬ ‫‪ -‬حاشية على كتاب الفرائض‪ :‬مخطوط مفقود‪.‬‬ ‫‪ -‬النهب الخالص‪ :‬ط‪ 2/‬مطبعة البعث (قسنطينة) الخزائر سنة ‪0041‬ه‪0891/‬م‬ ‫تحقيق أبي إسحاق اطفيش؛ وهو جمع واختصار لكتاب قواعد الإسلام وحاشية أبي ستة عليه‪.‬‬ ‫الحاج صالح بن عمر لعلي (ت ‪7431‬ه_‪8291/‬م)‬ ‫‪ -‬تعاليق وشروح على كتاب القناطر‪ :‬مخطوط بمكتبة المؤلف بني يزقن رقم‪( :‬أ‪-‬و‪.)5‬‬ ‫إبراهيم بن بكير حفار (ت ‪3731‬ه_‪4591/‬م)‬ ‫شرح عقيدة الجيطالي‪ :‬مخطوط بمكتبة الشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن بني يزقن‪.‬‬ ‫‪ 28‬۔‬ ‫الفصل الثان‬ ‫المبحث الأول‪ :‬النظر والعلم‪.‬‬ ‫الحث الغاب‪ .‬منهج الاستدلال الكلامي عند الجيطالي‪.‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬مرجعية فكر الجيطالي‪.‬‬ ‫لفصل الثانى‪ :‬الجانب المنهجي فآبرائه‬ ‫تمهيد‬ ‫هم‪.‬‬ ‫قبل عرض آراء الجيطالي لابد من التعرف على الأصول المنهجية اليي‬ ‫اعتمد عليها في بناء مذهبه الكلامي وقد أشار إليها في ثنايا مؤلفاته إذ‬ ‫هي السبيل الموصل إلى المعرفة‪.‬‬ ‫وإذا كان البحث الفلسفي يولي عناية كبرى لنظرية المعرفة‪ :‬أدواتماء‬ ‫منهم قد أسهموا‬ ‫وميادينها فإن علماء الكلام لاسيما المتأخرين‬ ‫‪7‬‬ ‫ومقدمات‬ ‫مباحث‬ ‫وذلك ‪ ,‬بتخصيصهم‬ ‫المنهجي‪6‬‬ ‫الجانب‬ ‫هذا‬ ‫إثراء‬ ‫ق‬ ‫أوليات‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غدا‬ ‫حى‬ ‫وشروطه‬ ‫والنظر‬ ‫و طرقه‬ ‫العلم‪،‬‬ ‫طويلة حول‬ ‫البحث العقدي فصار تقليدا علميا متبعا‪.‬‬ ‫سار الجيطالي على هذا النهج فجعل قنطرة العلم"" أولى القناطر‬ ‫المنجية للعبد‪ ،‬وتليها قنطرة الإيمان‪ ،‬فالعلم هو أول القواعذ الن يبين عليها‬ ‫الإسلام”'‪ .:2‬والنظر طريق موصل إليه‪. .‬فما مفهوم النظر والعلم عند‬ ‫‪. ٠٥ . ٠‬‬ ‫!‬ ‫الجيطالى؟‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‘ تحقيق النامي‪ :‬القسم!‪ /1‬قنطرة العلم رص‪.)52-282 :‬‬ ‫‪ 2‬راجع القواعد الأربع ال بينى عليها الإسلام‪ :‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/42‬ظ‪ .‬قواعد الإسلام‪.‬‬ ‫تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬ج‪.1/211‬‬ ‫‪ 48‬۔‬ ‫ِ‬ ‫ا لميحث ا لاول‬ ‫لنظر والعلم‬ ‫تطرق الجحيطالي إلى معان النظر في اللغة وهيه"‪:‬‬ ‫نظر العين‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم‪%‬ه(“‪.‬‬ ‫قال النابغة‪:‬‬ ‫نظر السنقيم إلى الوجوه العود‪.‬‬ ‫نظرت إليك في حاجة لم تقضها‬ ‫‪ -‬نظر القلب‪ ،‬هو‪ .‬نظر تأمل وتمييز وفكرك كقولك‪ :‬نظرت في الأمر‪.‬‬ ‫‪ -‬نظر رحمة‪ ،‬كقولك‪ :‬اللهم انظر لنا أي ارحمنا‪.‬‬ ‫‪ -‬يمعن الانتظار‪ :‬قال تعالى‪« :‬ؤانظرونا نقتبس من نوركمه‪.‬ة©‬ ‫‪ -‬معن المقابلة‪ ،‬حو‪ :‬دار فلان تنظر دار فلان‪ ،‬أي تقابلها‪.‬‬ ‫ويعرف الية! النظر اصطلاحا بأئه‪" :‬استعمال الفكر في قوة الدلالة‬ ‫ونلاحظ أنه تعريف يشمر مطلق النظر سواء كان صحيحا أم فاسدا‪ ،‬أفاد العلم أو‬ ‫الظن‪ .‬وبال النظر عند ‪:‬جخيطالي قد يكون في أصول الشريعة أو أفروعها‪ ،‬فأما النظر‬ ‫‪ - 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪_ :‬ج؛‪7/‬و‪ ،‬ج‪3/84‬و‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ج‪5‬ا‪.12 5/‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الصافات\ الآية‪.98--88 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الحديد الآية‪.31 :‬‬ ‫‪ - 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪12/‬ظ‪.‬‬ ‫‪58‬‬ ‫في أصول الشريعة فلا يؤدي إلا إلى الحجق أو إلى خروج عن الدين‪ ،‬وأما النظر في‬ ‫الفرو ع فالمصيب غانم والملخطئ سالم("‬ ‫ب‪ -‬أقسامه‬ ‫قسّم الجيطالي النظر إلى قسمين‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬نظر فاسد‪ :‬وهو النظر في الشبهة ال اعتمد عليها مخالف الإسلام‬ ‫كاليهود والنصارى وغيرهم وحقيقة الشبهة هي‪" :‬التخيل إلى الناظر أن ما نظر‬ ‫إليه دليل وهو بخلاف ذلك"‪ .‬ولا نرى داعيا في حصر النظر الفاسد في الشبهة‬ ‫ال يراها مخالف الإسلام‪ ،‬فعقول البشر جميعا ‪ -‬ماعدا الرسل‪ -‬قد تصيبڵ أو تزل‬ ‫تي معرفة الدليل‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬نظر صحيح‪ :‬ينقسم إلى‪:‬‬ ‫= النظر في الدليل القطعي الموصل إلى العلم‪.‬‬ ‫‪ -‬النظر في الأمارات الموصلة إلى غالب الظن وهذا هو المستعمل في فروع‬ ‫الشريعة دون أصولها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬شروطه‬ ‫وضع الجحيطالي للنظر شروطا هي"‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يكون الناظر عاريا من التقليد والاستحسان ‪(,‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪12/‬ظ‪ .‬الوارجلاني‪ :‬العدل والإنصاف‘ وزارة الثرات القومي‪ ،‬سلطنة‬ ‫عمانإ ‪4041‬ه‪4891/‬م‪ :‬ج!‪.72-82/‬‬ ‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪3/84‬و‪ ،‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجيطالي‪ :‬شرح النرنية‪ :‬ج!‪12/‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪- 68‬‬ ‫‪ -‬أن يعرف الناظر طريق العلماء ومواصفات أهل الشريعة} وعامة ما اجتمعت عليه الأمة‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يكون عاقلا مميزا‪.‬‬ ‫فإن توفرت الشروط كان النظر علما وإلا كان ظنا‪ ،‬وهذه الشروط تخص‬ ‫أمرين هى(‪.)2‬‬ ‫الجيطالي أن نظرهم يتمثل ق‬ ‫أهل العلم‪ 3‬وأما عامة الناس فيرى‬ ‫التخيير بين أقاويل العلماء مما يراه العامي صوابا عند الله‪.‬‬ ‫‪ -‬تخيير العامي للعلماء من يرى أنه أسلم لدينه ودنياه‪.‬‬ ‫لكن هل للعامي الفاقد لأهلية النظر قدرة على التمييز بين أقاويل العلماء‬ ‫وترجيح بعضها على الآخر؟ كلا فمن أين يتأتى له ذلك؟ ثم إن اختيار العامي‬ ‫للعا لم الأسلم دينا أي الورع هو عمل عسير لأن مقامات المتقين لا يعلمها إلا الله‬ ‫أعلم بمن اتقى __ أضف إلى ذلك أن العلم يؤخذ من العا ل الأكثر‬ ‫تعال ‪2‬‬ ‫علما لا ورعاك وبالتالي لا يمكن أن يقال إن للعامي نظرا لأن النظر مبني حسب‬ ‫تعريف الحيطالي على قوة الفكر والتمييز‪ ،‬والعامي عاجز فيكفيه الاتباع والتقليد‪.‬‬ ‫د‪ -‬إفادة النظر ا لعلم‬ ‫يذكر الحيطالي أن الجمهور من العلماء اتفقوا على أن النظر الصحيح في‬ ‫الدليل مؤد إلى العلم الصحيح ولابد أن يكون النظر في دليل صحيح لا في شبهة‪“{.‬‬ ‫والذين أنكروا إفادة النظر للعلم مطلقا هم طوائف منهم‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الاستحسان‪" :‬هو شهوة النفس والميل بالهوى إلى القول" ر‪ .‬أبو عمار عبد الكافي الموجز‪،‬‬ ‫تحقيق عمار طالي‪ :‬ج‪.2/22‬‬ ‫‪ 2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪1/12‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة النجم الآية‪.23 :‬‬ ‫‪ 4‬الخيالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/12‬ظ‪.‬‬ ‫۔‪ 78‬۔‬ ‫‪ -‬السمنية‪ :‬اعتمدوا على شبه كثيرة واهية‪.‬‬ ‫‪ -‬المهندسون‪ :‬قالوا‪ :‬إنه يفيد العلم في الهندسيات دون الإلهيات والغاية فيها‬ ‫الظن والأخذ بالأحرى والأخلق‪.‬‬ ‫‪ -‬الملاحدة‪ :‬قالوا النظر لا يفيد العلم بمعرفة الله بلا معلم‪"(.‬‬ ‫والأدلة ال يتوصل بصحيح النظر فيها إلى علم ها لا يعلم في مستقر العادة تنقسم إلى‪:‬‬ ‫‪ -‬أدلة عقلية‪ :‬كجووب الواجبات وجواز الجائزات‪ ،‬واستحالة المستحيلات‪.‬‬ ‫‪ -‬أدلة سمعية‪ :‬هي الي تستند إلى خبر صادق أو أمر يجب اتباعه وهو‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ا‪.‬۔‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫‪1‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫ه‪ .‬ا‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وصعي جازي كاللفظ والرمز وسائرها من مواضعات الناس‪.‬‬ ‫ه‪ -‬النظر في معرفة الله تعالى‬ ‫‪ ..‬دعا القرآن الكريم إلى النظر في آيات الله الصامتة للبن تة ق هذا الكون‬ ‫الفسيح وقراعتما قراءة تأملية ليتوصل الإنسان إلى معرفة الله تعالى حق المعرفة‬ ‫فتسكن نفسه\ ويمتلع قبه يقينا‪ .‬وس جملة هذه النصوص‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬لأفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت واإللىسماء يف رفعت‬ ‫وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحتي“‬ ‫ه(‬ ‫والأرضر‬ ‫قل انظروا ماذا ق السموات‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫وقوله‪ :‬الإفانظر إلى أثر رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد مؤقماه(ة‬ ‫‪ 1‬الإنجي‪ :‬المواقف في علم الكلام عالم الكنب‘ بيروت (د‪.‬ت)‪ 42-62 :‬وقد ساق ردود العلماء عليهم‪.‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/22‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة الغاشية‪ ،‬الآيات‪-71 :‬ل‪.2‬‬ ‫‪ 4‬سورة يونس الآية‪.101 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الروم الآية‪.05 :‬‬ ‫۔‪ 88‬۔‬ ‫وقوله‪« :‬لأو لم ينظروا قي ملكوت السموات والأرضله("‬ ‫فالنظر فى مخلوقات الله عبادة وطريق اليقين‪ ،‬وقد قال ابن عباس ضه‪" :‬لا‬ ‫تتفكروا فى الله ولكن تفكروا فى خلقه‪ .‬فإنه لا يعرف بالأشباه والأمثال لكن‬ ‫بتصديقه«‪.‬‬ ‫ا أنفقت غالبية الأمة أن النظر في معرفة الله واجب© واختلفوا في الطريق الذي‬ ‫ينبت به النظرك هل هو الشرع أو العقل؟ فأما الإباضية والأشاعرة فقد أثبتوا النظر‬ ‫بالشرع‪ .‬وبين الجيطالي أن الإنسان لن يصل إلى معرفة الباري سبحانه إلا بتنبيه مخبر‬ ‫أو إلهام ملهم يبعث عقله على التفكير‪ ،‬والبحث» والنظر في الأدلة الموصلة إلى معرفة‬ ‫الله تعالى(‪ .‬وأما المعتزلة فأنبتوا النظر بالعقل‪ ،‬ويعلل القاضي عبد الحبار (رت‬ ‫‪5_/4201‬م) ذلك لأن المكلف إذا بلغ كمال العقل لابد من أن يخاف الضرر‬ ‫من تركه النظر لسبب من الأسباب‪ ،‬وأسباب هذا الخوف مختلفة منهثا؛ سماعه ‪,‬‬ ‫اختلافات الناس وتضليل بعضهم بعضا! وادعاء كل واحد منهم أن الحق في جانبه‬ ‫فيخاف العاقل إن لم ينظر أن يقع في ورطة ومهلكة‪ .‬وقد تقرر ف ي العقل أن دفع‬ ‫الضرر عن النفس واجب©» فثبت وجوب النظر في طريق معرفة الله تعالى‪ .‬وهناك‬ ‫من أنكر وجوب النظر مطلقا اعتمادا على شبه باطلة منها‪" :‬أن معرفة الله قد تحصل‬ ‫بالإمام أو لتعليم أو التصفية"ة© يقول الخيطالى‪" :‬اعلم أن معرفة الله عز وجل لا‬ ‫تدرك بالحواس ولا بتقليد الكبراء من الناس‪ ،‬وإنما تدرك معرفته باستعمال النظر‬ ‫العقلي الذي يؤدي إلى العلم الضروري ويقول في موضع آخر‪" :‬تدرك معرفة اللة‬ ‫‪ -1‬سورة الأعراف الآية‪.581 :‬‬ ‫‪ -‬الربيع بن حبيب‪ :‬الجحامع الصحيح المطبعة العربية} غرداية‪ .‬الجزائر ‪ :5891‬ج‪.3/512‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/8-9‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/22‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة الأنيس الجزائر ‪ :0991‬ج‪.1/32-42‬‬ ‫‪ 5‬راجع شبه هؤلاء والرد عليهم‪ ،‬الإيجي‪ :‬المواقف‪.03 :‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/71‬و‪.‬‬ ‫۔‪ 98‬۔‬ ‫باستعمال النظر لأن علم دين الله اكتساب\ وقال أصحابنا‪ :‬ليس منا من ادعى علم‬ ‫الديانة من غير تعلير"\“‬ ‫من خلال هذين النصين يتبين لنا أن الجيطالى نفى أن تتم معرفة الله تعالى‬ ‫عن طريق الحواس؛ أو بالتقليد‪ .‬أو ادعائها من غير تعليم‪.‬‬ ‫فأما الحواس‪ ،‬فقد قال تعالى‪ :‬لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‬ ‫وهو اللطيف الخبيره فالله تعالى منزه أن يكون جسما متحيزا مقابلا‪ ،‬تكتنفه‬ ‫الجهات لم يقل أحد بمشاهدته في الدنيا إلا غلاة الصوفية‪ ،‬وأما إدراكه بحاسة‬ ‫البصر في الآخرة فالمسألة خلافية سيأي بيامما‪.‬‬ ‫وأما التقليد فحقيقته هي‪" :‬قبول قول القائل من غير دليل‪ 6‬ولا برهان"‬ ‫الله‬ ‫وقد أجمعت الأمة أنه لا يصح التقليد في أصول الدين ويكفي قي ذلك قول‬ ‫تعالى حكاية عن الأتباع‪ :‬اليوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله‬ ‫وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلام«‘“‬ ‫وأما معرفة الله بالضرورة فهي فكرة أصحاب المعارف من المعتزلة وعلى‬ ‫رأسهم الجاحظ (ت ‪052‬ه_‪468/‬م) فالعلم عندهم ليس فعلا للعبد‪ ،‬ولا متولداء‬ ‫وإنما يتم بالطبع‪ ،‬وزعموا أن الله طبع العباد على معرفته‪ ،‬ولا يكون بالغا صحيح‬ ‫العقل مأمورا منهيا إلا وهو عارف بالله عز وجل‪ ،‬لأنه ليس من الحكمة أن يأمر‬ ‫العباد بما جهلوه‪ ،‬و لم يعرفهم إياه‪" .‬لة‬ ‫ويرد الجحيطالي على هذه الفكرة مبينا أن العلم والجهل على وجهين‪ :‬يكون‬ ‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/12‬و‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الأنعام‪ 2‬الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ - 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/02‬و‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سورة الأحزاب‪٥‬‏ الآيتان‪.66-76 :‬‬ ‫‪ - 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/12‬و‪.‬‬ ‫‪09‬‬ ‫وكل ما كان علمه اكتسابا فالجهل به‬ ‫باضطرارك‬ ‫ويكون‬ ‫العلم باكتساب‬ ‫اكتساب وكذلك كل ما كان العلم به اضطرارا فالجهل به اضطرار والعلم بالله‬ ‫تعالى ليس بضروري وإنما هو اكتسابي‪6'(.‬‬ ‫‪ -2‬العلم‬ ‫ا‪ -‬تعريفه‬ ‫أورد الجيطالي اختلاف المذاهب في تعريف العلم فقد ذهبت الأشعرية إلى أن‬ ‫"هو معرفة الشيء‬ ‫ه'ا(‪ )2‬وقال بعضهم‪:‬‬ ‫"معرفة المعلوم على ما هو‬ ‫حد العلم هو‪:‬‬ ‫على ما هو به والذي اختاره الجيطالي هو‪" :‬درك الشيء على ما هو به«“‬ ‫وهو‪" :‬الدرك والإحاطة والاستبانة" ونلاحظ أن الخيطالي حصر العلم في التصور‬ ‫وأغفل جانب التصديق إذ ل يتعرض إلى قضية‬ ‫الذي هو إدراك ماهية الشي‬ ‫المطابقة يين الفكرة والواقع الذي هو جزء لا يتجزأ من ماهية العلم‪.‬‬ ‫وسبب الاختلاف بين المذاهب في حد العلم يرجع إلى اختلافهم في مفاهيم‬ ‫أو‬ ‫موجودا‬ ‫فالمعلوم عند الأشعرية قد يكون‬ ‫التعريف ‪:‬‬ ‫ق‬ ‫المستعملة‬ ‫المصطلحات‬ ‫ا‪ -‬الخيطالي‪ :‬شرح ا‬ ‫لنونية‪ .‬ولعل أقوى الردود على أصحاب المعارف هو رد القاضي عبد الحبار‬ ‫المعتزلي عليهم فليراجع في كتابه‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ 1/01‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختلفت الأشعرية في حد العلم‪ ،‬والقول الذي رواه الجيطالي هو قول القاضي أبي بكر الباقلاني (ت‬ ‫‪ .)_ 3‬ر‪ .‬الباقلان‪ :‬الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به‪ ،‬تحقيق الكوثري" ط‪3/‬‬ ‫مكتبة الخانجي القاهرة‪3991 ،‬م‪ .31 :‬وقد انتقد الإيجي (ت ‪657‬ه) هذا التعريف في موضعين‪:‬‬ ‫إذ إن علم الله يخرج من التعريف فلا يسمى معرفة وأيضا فيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم فلا‬ ‫يعرف إلا بعد معرفته‪ .‬ر‪.‬الإنجي‪ :‬المواقف‪.01 :‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/5‬او‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/41‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 19-‬۔‬ ‫ا كان ‪ .‬منت‪,.‬فيا ليس ب ‪.‬شيء‪)( ..‬‬ ‫والمعدوم م‬ ‫معدوما‪: ،‬أما الموجود فهو الشيء الكائن الثابت‬ ‫ومدلول الشيء عند الإباضية والمعتزلة ما كان مخبرا عنه موصوفا‪ ،‬وفد يجوز‬ ‫الشيء أن يكون موجودا أو معدوما فأما الموجود فهو ما كان كائنا وكل ما‬ ‫جاز فيه موجود جاز فيه شيء ولا يقال العكس‪ .‬وأما المعدوم ما ليس موجودا‬ ‫ولا حاضرا وقد يجوز أن يكون شيئا‪(.‬‬ ‫وتبين لنا أن العلم عند الإباضية والمعتزلة يتعلق بالشيع‪ ،‬والشيئية عند هؤلاء‬ ‫لا تدل على الموجودات العينية فحسب بل تشمل المعدوم بينما العلم عند‬ ‫في حد العلم‬ ‫ا الأشاعرة يتعلق بالمعلوم من حيث وجوده‪ .‬وقد يكون الاختلاف‬ ‫راجعا إلى تعذر حصره وعظم خطره‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أقسامه‬ ‫ينقسم العلم إلى‪ :‬قلتم ومحدث فالعلم القلنم هو علم الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫الذي هو صفة ذاتية له قديمة بقدمه عز وجل‪.‬‬ ‫أما العلم المحدث فهو على ضربين‪ :‬ضروري ومكتسبي‪.‬‬ ‫فالضروري‪ :‬هو فعل الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وهو ما لا يمكن للعالم به نفيه عن‬ ‫نفسه‪ 3‬وذلك مثل علم الإنسان بنفسه‪ ،‬وما هو عليه من حالاته وعلم الفرق بين‬ ‫الموجود والمعدوم} والعلوم العقلية من الواجبات‪ ،‬والجحائرات‪ ،‬والمستحيلات‪©.‬‬ ‫وأما المكتسبي‪ :‬فهو العلم الحاصل باستدلال الحواس كالتمييز بين الأصوات‬ ‫حسنها وقبيحها‪ ،‬أو بالبحث‪ ،‬والنظر‪ ،‬والطلب كعلوم الشعر‪ ،‬أو ما وقع العلم به‬ ‫‪ 1‬الباقلان‪ :‬الإنصاف‪ .51 :‬د‪/‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام‪ ،‬دار النهضة العريية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫طا ‪5041‬ه_‪5891/‬م‪ :‬ج‪.2/59‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/24‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/41‬ظ ‪5‬و‪.‬‬ ‫عن جريان العادة كالحرف والصنائع العملية‪(.‬‬ ‫وقد أورد الحيطالي في قنطرة العلم تقسنيما آخر للعلم متخذا الرقم (‪)3‬‬ ‫أساسا للتقسيم والحصر مراعيا الإيجاز في التعريف بالأقسام وهو مبين فيما يأت‪:‬‬ ‫ينقسم العلم إلى ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫‪ -‬العلم بالدين‪.‬‬ ‫‪ 7‬العلم بالدنيا‪.‬‬ ‫_ العلم بما يتوصل به إليهما‪.‬‬ ‫‪ 1‬العلم بالدين ثلانة أقسام‪:‬‬ ‫_ العلم بالله تعالى‪.‬‬ ‫العلم بالرسل‪.‬‬ ‫ل‪.‬‬ ‫ست به‬ ‫رجاء‬ ‫لبما‬ ‫اعلم‬ ‫_ ال‬ ‫أ العلم بالله تعالى ثلائة أقسام‪.:‬‬ ‫‪ -‬العلم بما يجب له‪.‬‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫واز‬ ‫جم بم‬‫يلعل‬ ‫_ا‬ ‫‪ -‬العلم بما يستحيل عليه‪.‬‬ ‫العلم بما يجب له وهو ثلائة أقسام‪:‬‬ ‫العلم بالوجود‪ ،‬وينبيي على نفي التشبيه‪ ،‬والتشبيه على‬ ‫‪ -1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/41‬ظل‪51 ،‬و‬ ‫‪ -2‬انظر هذا التقسيم بالتفصيل‪ :‬الجخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪ 1/821‬وما بعدها‪.‬‬ ‫۔‪ 39‬۔‬ ‫والتقييد‬ ‫بالمكان‪،‬‬ ‫والتقييد‬ ‫التقييد بالزمان‪،‬‬ ‫ثلاثة‪:‬‬ ‫بالجنس وفي لفظ آخر‪ :‬التغير والتحيز والتأليف‪.‬‬ ‫التشريك©‬ ‫نفي‬ ‫على‬ ‫وينبي‬ ‫بالوحدانية‪٬‬‏‬ ‫‪-‬العلم‬ ‫والتشريك على ثلائة‪ :‬الاتصال والانفصال والحلول‪.‬‬ ‫‪ -‬العلم بالكمال" وينبني على نفي النقائص» والنقائص‬ ‫على ثلاثة‪ :‬منها ما يمنع الأفعال ومنها ما يمنع الإدراك‬ ‫ومنها ما يمنع الكلام‪.‬‬ ‫العلم بما يجوز عليه‪ ،‬وهو ثلائة‪:‬‬ ‫‪ -‬إيحاد العالم‪.‬‬ ‫‪ -‬إعدامه بعد وجوده‪.‬‬ ‫اعدمه‪.‬‬ ‫ده ب‬‫عدت‬‫_إإعا‬ ‫‪ -‬العلم بما يستحيل عليه} وهو ثلائة‪:‬‬ ‫_ التشبيه‪.‬‬ ‫_ التشريك‪.‬‬ ‫‪ -‬النقائص‪.‬‬ ‫ب العلم بالرسل وهو ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫‪ -‬العلم بما يجب إثباته للرسول وهو‪ :‬التصديق والأمانة‪.‬‬ ‫أفعاله وأقواله ‏‪.٠‬‬ ‫الحق ق‬ ‫واتباع‬ ‫والخيانة واتباع‬ ‫‪ -‬العلم مما يجب نفيه عنه وهو‪ :‬الكذب‬ ‫الباطل في أقواله وأفعاله‪.‬‬ ‫۔‪ 49‬۔‬ ‫‪ -‬العلم بما يجوز عليه وهو ما يجوز على البشر من‬ ‫اتفلااعستضرار‪.‬‬ ‫اولان‬ ‫ج‪ -‬العلم بما جاءت به الرسل عليهم السلام‪ ،‬وهو ثلانة‪:‬‬ ‫‪ -‬الوحي‪ ،‬وهو على ثلائة‪ :‬الأمر والنهي والخبر‪.‬‬ ‫‪ -‬التكليف© وهو على ثلائة‪ :‬الإيمان‪ ،‬والتقوى والورع‪.‬‬ ‫‪ -‬الخزاِء وهو على ثلانة‪ :‬الحسابڵ والعقاب\ والثواب‪.‬‬ ‫‪ -2‬العلم بالدنيا‪ :‬وهو على ثلانة أقسام‪:‬‬ ‫‪ -‬العلم منافعها‪.‬‬ ‫_ العلم مضارها‪.‬‬ ‫‪ -‬العلم بأسباب المعيشة فيها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ما يتوصل به إلى العلم‪ :‬وهو ثلانة‪:‬‬ ‫‪ -‬اللغة ويها جاءت الأحكام والشريعة‪.‬‬ ‫‪ -‬الإعراب وبه تنصلح المعايي‪ ،‬وتفهم فإذا بطل الإعراب‬ ‫بطلت المعايي‪ ،‬وإذا بطلت المعاني بطل الشرح‪.‬‬ ‫‪ -‬الحساب فهو مما يتوصل به إلى معرفة الدين والدنيا جميعا‪.‬‬ ‫وما نلاحظه في هذا التقسيم هو التكلف الكبير للجيطالي في تقييده بالرقم‬ ‫(‪ )3‬أثناء التقسيم والداعي في ذلك قد لا يكون علميا صرفا‪ ،‬ففنون العلم في‬ ‫عصره قد تشعبت‘ وتفرعت فهي أوسع من أن تحصر في ثلاثيات محدودة‪.‬‬ ‫وإن امتازت نظرة الجخيطالي إلى العلم بالنظرة الشمولية الي تجمع بين علوم‬ ‫الدين والدنيا إلا أنه من خلال تفريعاته تظهر عنايته الكبيرة بالعلوم الدينية ولا سيما‬ ‫۔‪ 59‬۔‬ ‫العقدية منها‪ 5‬وإهماله للعلوم الدنيوية تماشيا مع التوجه الفكري لأهل عصره‪.‬‬ ‫وهي على ثلانة أوجه ‪:‬‬ ‫وللجيطالى تقسيم آخر خاص بعلوم الدير‪ (.‬ا‬ ‫‪ 1‬ما لا يسع الناس جهله طرفة عين‪ :‬كمعرفة الله حل ذكره ونفي الأشباه‬ ‫والأمثال عنه‪.‬‬ ‫‪ -2‬ما يسع جهله إلى الورود وقيام الحجة‪ ،‬وهو على قسمين‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬ما لا يسع جهله وترك علمه إذا ورد كمعرفة أن الله بصير عليم سميع‬ ‫وفي أمثالها من ذكر الأسماء والصفات فإذا ورد عليه شيء من صفات الله تعالى أو‬ ‫سئل عنها‪ ،‬أو خطرت على باله من غير أن يوردها عليه أحد فلا يسعه إلا أن‬ ‫يصف الله بصفته‪ 3‬وينفي عنه صفات خلقه‪ ،‬ووجه آخر يسع جهله حت تقوم عليه‬ ‫الحجة وذلك كمعرفة ني من الأنبياء أو ملك من الملائكة‪ ،‬أو حرف من كتاب‬ ‫لله فإذا قامت عليه الحجة بشيء مما ذكرنا فشك فيه‪ ،‬أو أنكره‪ ،‬فقد نقض حملة‬ ‫التوحيد الى أقر يما‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬ما يسع جهله حت يجيء وقته وذلك كالفرائض الموسومات الأوقات‬ ‫من الصلاة والصوم‪ ،‬والزكاة‪ 5‬والحج‪ .‬وسائرها من جميع الفرائض البدنية والمالية‬ ‫يسع جهل جميع ما ذكرنا ما لم ييتل العبد بالعمل فحينئذ يلزمه العمل بما وامتثالها‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬ما يسع جهله أبدا مثل قسمة المواريث‪ ،‬وتصريف القصاص في‬ ‫وجوهه‪ ،‬وتحريم الربا في معانيه وتحرتم الخمر والميتة وأمثال ذلك من جميع‬ ‫المحرمات ما خلا الشرك\ فإنه لا يسع جهله‪ ،‬وأما‪ .‬غيره من المعاصي‪ ،‬وجميع الحرام‬ ‫فإنه يسع جهله ما لم يقارف شيئا من ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1‬انظر هنا التقسيم بالتفصيل‪ :‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية ج‪2/22‬و‪.‬ظ‪ .‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/411-511‬‬ ‫‪ 69‬۔‬ ‫ج‪ -‬طرق العلم‬ ‫أشارت آيات القرآن الكريم إلى جهل الإنسان حين ولادته لتؤوكد أن‬ ‫المعرفة ليست فطرية بل هي مكتسبة يتلقاها الإنسان من العالم الخارجي بواسطة‬ ‫وسائل المعرفة الإنسانية‪ :‬كالحواس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والقلب‪.‬‬ ‫ومن جملة هذه الآيات‪:‬‬ ‫قال تعالى‪« :‬لؤوالله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم‬ ‫السمع والأبصار والأفتدة لعلكم تشكرونهه"‪ 5‬لولا تقف ما ليس لك به علم إن‬ ‫السمع والبصر والفؤاد كل أولنك كان عنه مسؤولامهه“‪ ،‬لأفلم يسيروا في الأرض‬ ‫فتكون لهم قلوب يعقلون بما أو آذان يسمعون بما فإمما لا تعمى الأبصار ولكن‬ ‫تعمى القلوب اليي في الصدور لإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو‬ ‫ألقى السمع وهو شهيده‪ .‬استنادا إلى هذه النصوص القرآنية حصر الجيطالي‬ ‫طرق المعرفة(“فيما يأت‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬جس‬ ‫ا و لا‬ ‫جوالب إلى القلب فيميز القلب ما جلبن إليه‪ (.‬وينقسم الحس إلى ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫اللمس وحاسة‬ ‫حاسة‬ ‫فان‬ ‫والمذوقات‘‬ ‫كالملموساتك‬ ‫متصل‪:‬‬ ‫حس‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ - 1‬سورة النحل الآية‪.87 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الإسراء الآية‪.63 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الحج الآية‪.64 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة ق‪ ،‬الآية‪.73 :‬‬ ‫" لا ننكر تأثر الجيطالي بالمؤثرات الأجنبية لاسيما في استخدامه بعض الأساليب والمصطلحات الفلسفية في‬ ‫شرحه لوسائل المعرفة وقد يكون ذلك تعبيرا عن الواقع الحضاري الذي عايشه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/81‬ظ‪.‬‬ ‫‪79‬‬ ‫الذوق لا تدركان إلا متصلتين بممحسوساما‪.‬‬ ‫‪ -‬حس بنية‪ :‬وهو ما يجده الإنسان في نفسه من غير طريق الحواس‬ ‫كالخو ع؛ والعطش والفرح‪ ،‬والحزن وأشباه ذلك‪"(.‬‬ ‫وتتم لمعرفة الحسية بواسطة ثلاث قوى باطنية في الدماغ‪ :‬الخيالية‪ ،‬المفكرة‪،‬‬ ‫الحافظة‪ .‬فصور المحسوسات تنتقل إلى القوة المتقدمة‪ ،‬وهي الخيالية وفعلها الخيال‪،‬‬ ‫وهي الغالبة على الصبيان والمجانين فتؤديها إلى القوة الوسطى وهي المفكرة}‬ ‫ووظيفتها التمييز بين الأفكار صحيحها من سقيمها‪.‬‬ ‫ولمعرفة المتحصل عليها تنتقل إلى القوة الحافظة ليتم خزنها وحفظها‬ ‫فتؤديها إلى القلب‪ .‬والقلب وعاء حافظ لما استحفظ من صور المحسوسات حى‬ ‫تنظر فيها النفس؛ والروحض والعقل‪(.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬العقل‬ ‫بين الجخيطالي المدلول اللغوي لكلمة العقل‪ ،‬وهي مأخوذة من عقال الناقة‬ ‫المانع لها أن تميم وهو ضد الحمق‪ .‬والعقل يمنع النفس فعل ما تموا‪ 5‬وقد ساق‬ ‫الجيطالىي اختلافات الناس في تعريف العقر“ ويرى أنه‪" :‬قوة وبصيرة في القلب‬ ‫متزلته مترلة البصر من الر‪)5("" .‬‬ ‫وينقسم العقل إل قسممر‪:6-‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/81‬ظ‪ .‬الجيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪. 1/821‬‬ ‫‪ 2‬الخيالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/91‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/32‬ظ‪87-‬و‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.11/854‬‬ ‫‪ 4‬انظر هذه التعريفات‪ ،‬الجيطالي‪ :‬القناطر‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم!‪ 23/‬وما بعدها‪ .‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/32‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/32‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ ،‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/13‬‬ ‫۔‪89‬۔‬ ‫‪ -‬عقل غريزي‪ :‬وهو العقل الحقيقي‪ ،‬وله حة يتعلق به التكليف‪ ،‬ولا‬ ‫يتجاوزه إل زيادة‪ ،‬ولا يقصر عنه إلى نقصان‘ وبه يمتاز الإنسان من سائر الحيوان‬ ‫فإذا م قي الإنسان سمي عاقلا وخرج به إلى حد الكمال‪.‬‬ ‫‪ -‬عقل مكتسب‪ :‬فهو نتيجة العقل الغريزي‪ ،‬وذلك علوم تستفاد من‬ ‫التجارب بمجاري الأحوال فإن من حَكُمَنَهُ التجارب يقال‪ :‬إنه عاقل في العادة‪ ،‬ومن‬ ‫لا يتصف به يقال إنه غمر جاهل وهذا العقل ينمو إن استعمل‪ ،‬وينقص إن أهمل‪©‘<.‬‬ ‫وأما عن العلاقة بين العقل الغريزي والمكتسب فيوضح الجيطالي أن العقل‬ ‫المكتسب لاينفك عن العقل الغريزي لأنه نتيجة منه‪ ،‬وقد ينفك العقل الغريزي عن‬ ‫العقل المكتسب فيكون صاحبه مسلوب الفضائل‪ ،‬موفور الرذائل‪.‬‬ ‫ويقسم الجيطالي أيضا العقل تقسيما ثلاثيا باعتبار أحكامه إلى‪:‬‬ ‫انخصار الحقائق‪.‬‬ ‫‪ -‬وجوب‬ ‫وهو عنى ثلانة أقسام ‪:‬‬ ‫‪ _-‬الواجب‬ ‫اطرادها ‪.‬‬ ‫‪ _-‬وجوب‬ ‫اختصاصها بأحكامها ‪.‬‬ ‫‪ -‬وجحوب‬ ‫الحقائق‪.‬‬ ‫‪ ) -‬قلب‬ ‫سلى تلانة أقسام ‪:‬‬ ‫المستحيل وهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ - .‬نقد الحقائق‪.‬‬ ‫‪ -‬بطلان الحصر‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫_‬ ‫والمستحيل وهو جائز ق حقنا وعند الله واجب او مستحيل‪.‬‬ ‫ابخائز متردد بين رجب‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/53‬‬ ‫نقسه‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.1/821‬‬ ‫۔‪ 99‬۔‬ ‫ثالنا‪ -‬السمع‬ ‫ع‪ ,‬وينقسم إلى‪ :‬الكتاب والسنة‪ .‬والإجماع‪(1 .‬‬ ‫وهو الطريق الذي تنبت منه أحكام الشر‬ ‫رابعا‪ -‬البديهة‬ ‫في اللغة هي أول كل شي وما يفجأ منه وهو ما يقبله الإنسان من‬ ‫دون احتياج إل تفكير‪ .‬كعلمنا أن الأكل مشبع والشرب مرو )‪(3‬‬ ‫خامسا‪ -‬الذ وق‬ ‫إن طريق الصوفية إلى المعرفة اليقينية لا يتم بالحواس ولا بالتعقل‪ ،‬بل بوسائل‬ ‫باطنية» فإن تخلت النفس عن الرذائل» وتحررت من شهواتما» وتحلت بالفضائلض‬ ‫وداومت على الرياضة الروحية تجلت لها المعارف الإلهية الخفية‪.‬‬ ‫وقد تحدث الجحيطالي عن حضور القلب‪ ،‬والكشفڵ والمشاهدة متأثرا في‬ ‫نظراته برأي أبي حامد الغزالي (ت‪505‬ه‪1111/‬م) يقول‪" :‬فبقدر صفاء مرآة‬ ‫القلب من الخبائث‪ ،‬وتجليه بأنوار الطاعات تظهر فيه صور الحقائق وتتلألأ فيه‬ ‫لوائح الصدق‘ ولا سبيل إلى ذلك إلا باجاهدة‪ ،‬ورياضة النفس وبالعلم والتعلم‬ ‫تحقيقا لقوله تعالى‪ :‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلاه(“"ة‬ ‫كما بين أن العبد إذا قوي يقينه بالله تعالى ترقى إلى درجة المعرفة وهي‬ ‫أعلى درجات الإيمان‪ “(.‬وإذا قويت هذه المعرفة قي قلب العارف‪ ،‬واستحكمت‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬القناطر‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/821‬‬ ‫‪ -2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.31/574‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/821‬‬ ‫‪ -4‬سورة العنكبوت الآية‪.96 :‬‬ ‫‪ 5‬الخيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/821‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪ 1/6530‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/75‬ظ‪.‬‬ ‫‪- -001‬‬ ‫لاح له من نور ربه اللطف الخفي والنور الجلي ‪0'«.‬‬ ‫لئن كان الحيطالي اعتبر علم المكاشفة أو علم الباطن هو الغاية القصوى©‬ ‫وفضله على سائر العلوم فإنه أنكر على الصوفية شطحاتمم‪ ،‬ودعاويهم الباطلة‬ ‫كدعاوي الاتحاد‪ ،‬وارتفاع الحجاب\ والمشاهدة بالرؤية‪ ،‬والمشافهة بالخطاب تعالى‬ ‫الله عن ذلك علوا كبيرا وكذلك أنكر عليهم تأويلاتمم الفاسدة لآي القرآن‪3‬‬ ‫وصرفهم ألفاظ الشرع من غير ضرورة عن ظواهرها المفهومة إلى أمور باطنة لا‬ ‫يسبق منها إلى الأفهام فائدة ©‬ ‫خلاصة القول‬ ‫إن طرق المعرفة عند الخيطالي تبتدئ بالحس ثم بالتعقل‪ ،‬والمجاهدة‪ ،‬وتنتهي‬ ‫والإاشراق‪ .‬فقد اعترف بكل أدوات المعرفة الإنسانية‪ .‬وضرورة‬ ‫بالكشف‬ ‫استخدامها في ميادينها مسايرا في اتجاهه العام من سبقه من فلاسفة الإسلام أمثال‬ ‫ابن سينا (‪824‬ه_‪7/‬ذ‪ 01‬م) وأبي حامد الغزالي (‪505‬ه‪1111/‬م)‪.‬‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪.1/753‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.1/072-172‬‬ ‫‪- 101 -‬‬ ‫المبحث النا ‏‪٣‬‬ ‫عند الحجيطا ل‬ ‫منهح | لاسند لال | لكلام‬ ‫تختلف المناهج باختلاف العلوم فلكل علم منهجه الذي يتبعه قي عرض‬ ‫دموضوعاته‪ ،‬ولقد سلك علماء الكلام مناهج وطرقا استدلالية توفق بين مبادئ‪.‬‬ ‫العقل الصريح‪ ،‬وأصول النقل الصحيح ليتمكنوا من دحض التيارات الفكرية‬ ‫المنحرفة الموجو‪:‬ة في بيئاتمم‪ .‬ومن خلال قراعتنا للتران العقدي الذي خلفه‬ ‫الجيطالي نحاول استجلاء منهجه الاستدلالي وهو يتمثل فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬الاستدلال بالنقل‬ ‫أ‪ -‬القرآن‬ ‫اتفقت الأمة الإسلامية أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للعقيدة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬والمورد الأعلى حجة‪ ،‬والأقوى دليلا‪ ،‬لكن الاشكال الذي فرق‬ ‫شوكتها هو اختلافها في فهم نصوص القرآن‪ ،‬وتحديد دلالتهاء وكيفية استخدامها‪.‬‬ ‫فنتج عن هذا أن استدلت كل مدرسة كلامية على آرائها بآيات مختلفة من القرآن‬ ‫الكريم‪ .‬وقد يزداد الإشكال تعقيد! حياحا تستدل المذاهب التنازعة بالننس الواحد‬ ‫الذي يحتمل معاني منباينة} فيأخذ كل فريق بما يراه مناسبا مع قواعد مذهبه‪.‬‬ ‫وأبرز سبب في اختلاف التفاسير مشكلة المتشابه في القرآن‪ .‬فكيف تعامل معه الجخيطالى؟‬ ‫انتهج الجيطالي مسلك أسلافه الإباضية في التعامل مع المتشابه" إذلم ر النصوص‬ ‫المتشابمة على ظواهرها‪ 3‬بل عما إلى تأويلها وفق ما تتطلبه قواعد اللغة وأصول التتريل‪.‬‬ ‫‪ -1‬راجع تعال الإباضية مع المتشابه‪ ،‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضيةث نشر جمعية‬ ‫التراث القرارة‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪1991 ،‬م‪ :‬ج‪ 1/172‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪- 201 -‬‬ ‫الآية ومنه‬ ‫إليه معن‬ ‫ما يؤول‬ ‫وحقيقته هو‪:‬‬ ‫التأويل بأنه التفسير‬ ‫معن‬ ‫وبين‬ ‫قوله تعالى‪ :‬لوما يعلم تأويله إلا الله"" أي ما يؤول إليه من معين وعاقبة‪ .‬وقوله‪:‬‬ ‫ذلك خير وأحسن تأويلاه‪ 6‬أي مصيرا ومرجعا وعاقبة‪ .‬وفلان تأوّل الآية أي‬ ‫إليه معناها (_‬ ‫نظر ما يؤول‬ ‫وقد عرفه السالمي اصطلاحا‪" :‬هو صرف اللفظ عن حقيقته إلى مجحازه لقرينة‬ ‫اتتضت ذلك الصر ف"(‬ ‫أما عن طريقة الجحيطالي في التأويل فهي تعتمد على الأسس الآتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬حمل المتشابه على المحكم باعتبار المحكم أصل الكتاب لقوله تعالى‪ :‬تلهو‬ ‫الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابمات ‪(4‬‬ ‫ومن الآيات المحكمات الي اتخذها الحيطالي مرجعا أول على ضوئها المتشابه من‬ ‫الصفات الإلهية( قوله تعالى‪ :‬إليس كمثله شيء وهو السميع البصيره‬ ‫اعتماده الكبير على اللغة فهو يسعى إلى تأييد كل معن يختاره بشواهد‬ ‫‪-2‬‬ ‫من كلام العرب فلا تأويل عنده إلا فيما تقتضيه اللغة‪.‬‬ ‫‪ -3‬البحث عن الكلمة المدروسة في القرآن‪ ،‬وحصر وجوه معانيها الواردة‬ ‫الجيطالى هذا‪ :‬النهج يعطي لتأويلاته‬ ‫القرآن يفسر بعضه بعضا‪ .‬وسلوك‬ ‫فيه لكون‬ ‫‪ -1‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.70 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة النساء الآية‪.95 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/28‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬السالمي‪ :‬شرح طلعة الشمس على الألفية وزارة الثرات القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪ ،‬ط‪©2‬‬ ‫‪5‬ه_‪5891/‬م‪:‬ج‪.1/961‬‬ ‫‪ 5‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.70 :‬‬ ‫‪ 6‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/16‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬سورة الشورى الآية‪.11 :‬‬ ‫‪ 301 -‬۔‬ ‫نسقا واحدا منتظما ومتكاملاں ويعصمه من الوقوع في التعارض‪.‬‬ ‫‪ 4‬استخدامه أحكام العقل‪ :‬كوجوب الواجبات‪ ،‬وجواز الجائزات‪،‬‬ ‫واستحالة المستحيلات في ترجيح المع المقصود‪ ،‬كرده على من نفى أن تكون مع‬ ‫اليد الواردة في الآية‪« :‬إقال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديه(" يمعن‬ ‫القدرة بدعوى أن حمل اليد على القدرة فيه إبطال فائدة التخصيص لآدم عليه‬ ‫السلام يرد عليهم قائلا‪" :‬إن العقل يقضي بأن الخلق لا يقع إلا بالقدرة فلا وجه‬ ‫لاعتقاد كون آدم عليه السلام بغير القدرة وإنما لزم السجود اتباعا لأمر الله تعالى©‬ ‫ثم لا يستحيل في العقل تقديم الله تعالى بعض العباد بالتحصيص بالذكر ونظائر‬ ‫ذلك في كتاب الله عز وجل كثيرة"‪.‬‬ ‫فالعقل عند الجيطالي أداة للتأويل" وما أنزل القرآن إلا لتعقل آياته قال‬ ‫تعالى‪ :‬فإنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال‪[« :‬إنا جعلناه قرآنا عربيا‬ ‫للكم تمتلونچ"‬ ‫‪ 5‬رفضه للمنهج الظاهري الذي قد فضي إلى التشبيه وإنكاره‬ ‫الشديد على الباطنية والصوفية تأويلاتمم البعيدة الق توصل إلى هدم الشريعة‬ ‫وإبطال التكاليف والقضاء على اللسان العربي‪(.‬‬ ‫‪ 6‬في حالة احتمال النص المفسر وجوها كثيرة فإن الجخيطالي يدعو إلى‬ ‫اختيار أحسنها معي عملا بالآية الكريمة‪ :‬فخذها بقوة وامر قومك يأخذوا‬ ‫‪ - 1‬سورة ص الآية‪.57 :‬‬ ‫‪ - 2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/16‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سورة يورسف‪ ،‬الآية‪.20 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة الزخرف‪ ،‬الآية‪.30 :‬‬ ‫‪ - 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/25‬ظ‪16 .‬و‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/172-272‬‬ ‫‪401‬‬ ‫بأحسنهاه" وبقول الرسول تله‪" :‬ما من كلمة إلا ولها وجهان فاحمل الكلام‬ ‫على أحسن وجوهه‪ ".‬ويقول الإمام أفلح ابن عبد الوهاب‪" :‬إذا أتى أحد‬ ‫بكلام يحتمل الوجوه فمن دين الله أن يحمل على أحسنه‪.‬‬ ‫فالتأويل عند الجيطالى هو ما كان على ضوء الآيات الحكمة وأيدته شواهد‬ ‫اللغةء ودلت عليه القرائن العقلية‪.‬‬ ‫لماذا التأويل؟‬ ‫يجيب الخيطالي على هذا الإشكال مبينا أن ترك التأويل يفتح باب اللبس‬ ‫والشبهات‘‪ ،‬ويفسح الطريق أمام الزائغين ليفسروا آيات القرآن وفق ما تمليه عليهم‬ ‫أهواؤهم‪ ،‬يقول ‪-‬بعد تأويل الاستواء بالقهر والغلبة‪" :-‬الإعراض عن التأويل‬ ‫يجري إلى اللبس والإبمام} واستزلال العوام} وتطريق الشبهات إلى أصول الدين‬ ‫وتعريض كتاب الله إلى رجم ظنون الزائغين‪".‬ة‬ ‫كما يرى أن إجراء الآيات على ظاهرها يؤدي إلى التناقض بين نصوص‬ ‫القرآن‪ ،‬يقول الحيطالي في تفسير الآية الكريمة لإءامنتم من في السماء‪" :‬أي‬ ‫أمره في السماء فليس المراد أنه ساكن ف السماء‪ ،‬ولا كائن في مكان دون مكان‪،‬‬ ‫فلو حمل جميع ما ذكرنا على ظاهره لتناقض القرآن‪ ،‬واختل البيان ولكن لما‪ .‬جعل‬ ‫‪ - 1‬سورة الأعراف©ڵ الآية‪.541 :‬‬ ‫‪ - 2‬لم أعثر عليه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أفلح بن عبد الوهاب بن رستم؛ ثالث أئمة الرستمين تلقى العلم عن أبيه عبد الوهاب وعن حده عبد الرحمن‪.‬‬ ‫كان عالما وفقيها وشاعرا وإماما عادلا‪ .‬توني سنة ‪852‬ه‪178/‬م‪ .‬ر‪.‬معحم أعلام الإباضية قسم المغرب‪:‬‬ ‫ج‪2/021‬ء ترجمة‪.611 :‬‬ ‫‪ - 4‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/83‬و‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/83‬و‪.‬‬ ‫‪ - 6‬سورة الملك" الآية‪.61 :‬‬ ‫‪501‬‬ ‫السماء مسكن ملائكته ومهبط وحيه‪ ،‬ومكان عرشه‪ ،‬ومن جهتها تسمع الملائكة‬ ‫الرحي جاز أن يصف نفسه أنه في السماء على معين التدبير والاقتدار لا على السكن‬ ‫والقرار فيها‪ ".‬فبالتأويل يتسن لنا الجمع والتوفيق بين آيات القرآن‪ ،‬ويرتفع‬ ‫التعارض والتضارب بينها لولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراه(“‪.‬‬ ‫وزد لميطال على الانين ي لتشابه متهجا أسلوب الحاورة يدعوهم إل‬ ‫ترك الوقوف» وضرورة الفهم إذ إن معرفة الله تعالى بصفاته الي تليق بجلاله‬ ‫وعظيم سلطانه من أوجب الواجبات على العبد‪ .‬يقول‪"" :‬فإن قالوا‪ :‬ليس علينا من‬ ‫البحث والتفتيش في هذا شيء قل‪ :‬بل يجب له عليكم أن تصفوه بصفاته} وتعرفوا‬ ‫أنه بخلاف صفات مخلوقاته‪ ،‬وتدَعُوا ما وراء ذلك من التشبيه والتعطيل‪ ،‬ووقوفكم‬ ‫دون ما بن الله في كتابه‪ ،‬وأوضحه الرسول عليه السلام في سنته‪ ،‬وتكلمت به أئمة‬ ‫للسلمين من الصحابة والتابعين‪ ،‬مع أنكم قد بحنتم وفتشتم وقلنم فاخطاتمث‬ ‫ب‪ -‬السنة‬ ‫هي "أقوال البي عله وأفعاله وتقريراته‪ ،‬وصفاته"‪ .‬وتعتبر المصدر النقلي ‪:‬‬ ‫الثاني في التشريع‪ ،‬فقد جاءت موضحة لمعالم العقيدة الثابتة إلا أن ما يلاحظ على‬ ‫علماء الكلام قلة بضاعتهم في الحديث‘ وولعهم الشديد بمصطلحات الفلاسفة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق يقول صبحي الصالح‪" :‬وقد كانوا (أي المتكلمين) يستطيعون لو‬ ‫عولوا على ما تلقيه السنة من أضواء على العقيدة الإسلامية أن يتجتبوا كثيرا من‬ ‫الأخطاء ال وقعوا فيها فريسة لآراء الفلاسفة ونزعات الفرق والمذاهب"‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرخ النونية‪ :‬ج‪1/78‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة النساء} الآية‪.28 :‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/38‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬الزحيلي‪ :‬أصول الفقه الإسلامي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬سورية‪6991 ،‬م‪ :‬ج‪.1/944‬‬ ‫‪ 5‬لويس غرديه‪ ،‬وج‪ .‬قنواتي‪ :‬فلسفة الفكر الدي بين الإسلام والمسيحية} ترجمة صبحي الصالح وفريد‬ ‫‪- 601 -‬‬ ‫فأما عن حجية السنة} فإن المتواتر منها يفيد العلم القطعي بإجماع المسلمين‬ ‫و ل يخالف أحد من أهل الإسلام ولا من العقلاء أ‬ ‫لكن اختلافهم كان في العلم الحاصل بالمتواتر؛ هل هو علم ضروري أو‬ ‫نظري؟ يرى الإباضية وأكثر المعتزلة‪ ،‬والجمهور آنه عنم ضروريه وقال الكعبي‪.‬‬ ‫وأبو الحسين البصري‪ :‬إنه نظري‪ ،‬وقال الغزالي‪ :‬إنه قسم ثابت ليس أوليا‪ ،‬ولا‬ ‫كسبيا‪ 3‬بل من قبيل القضايا ال قياساتما معها‪ ،‬وقال المرتضي والآمدي بالوقف"©‬ ‫وأما خبر الآحاد فالخلاف قائم في حجيته هل يفيد اليقين أم الظن؟ وهل‬ ‫يستدل به فى الاعتقاد ؟‬ ‫لم يتعرض الخيطالي إلى هذه المسألة في مبحث نظري خاص ويبدو جليا من‬ ‫خلال تعامله مع أخبار الآحاد أنه يسلك موقف الإباضية والجمهور الذين يحكمون‬ ‫بظنية دلالتها‪ ،‬وأنما لا تفيد بنفسها العلم‪ ،‬ولا تثمر اليقين‪ .‬ومسائل الاعتقاد تبين‬ ‫على اليقين لا على الظن» فالظن مذموم اتباعه في الأمور الاعتقادية‪©{.‬‬ ‫وعن موقفه من الأحاديث الي ظاهرها التشبيه فقد وضع لقبولها شروطا هي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن تكون صحيحة الإسناد صادرة عن رواة تقات‪.‬‬ ‫‪ -‬أن توافق القرآن الكر‪.‬‬ ‫الجير دار العلم للملايين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪3891 ،2‬م‪ :‬ج‪.3/983‬‬ ‫‪ 1‬السالمي‪ .‬رح طلعة الشمس‪ :‬ج‪ .2/31‬الشوكان‪ ،‬إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الاأصول» تحقيق‬ ‫أبي مصعب البدري‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بيروت طا{ ‪2991‬م‪.09 :‬‬ ‫‪ 2‬السالمي‪ :‬شرح طلعة الشمس‪ :‬ج‪.2/31‬‬ ‫‪ 3‬الشوكاين‪ :‬إرشاد الفحول‪ ،‬ص‪.09 :‬‬ ‫‪ 4‬ابن بدران نزهة الخاطر العاطر شرح كتاب روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة} دار ابن حزمإ بيروت‪،‬‬ ‫ط‪5991 ،2‬م‪ :‬ج‪ .1/612‬الشوكان‪ :‬إرشاد الفحول‪ .29 :‬السالي‪ :‬شرح طلعة الشمس‪ :‬ج‪.2/31‬‬ ‫‪- 701 -‬‬ ‫‪ -‬أن يكون لها مخرج في بجاز لغة العرب" وتحمل على أحسنها تأويلا فإن لم‬ ‫يكن لما مخرج إلا التشبيه ردت ‪(1‬‬ ‫ويتبع ف تأويل الديث نفس القواعد الى قام عليها تأويل القرآن مع التقيد‬ ‫بشرط موافقة معان الحديث لآيات القرآن الصريحة إذ لا تعارض بين وحي الله‬ ‫تعالى‪ .‬يقول الحيطالي‪" :‬ولا يجوز تأويل الحديث على مع غير القرآن"‬ ‫‪ 2‬الاستدلال بالعقل‬ ‫إلى جانب النقل استعمل الجحيطالي العقل في إنبات العقائد الإسلامية‪ ،‬والدفاع‬ ‫عنها فوظف فى استدلالاته الطرق العقلية الشهيرة عند المسلمين ليتمكن من الرد‬ ‫قوالب عقلية مستمدة من المنطق الأرسطي(“‪.‬فالحجة العقلية لا قار ع إلا بنظيرتها‪.‬‬ ‫ويرى الحيطالي أنه لايمكن الاستدلال على الخصم إلا بما يُقرً به"‪.‬‬ ‫ومن بين هذه الطرق الحلية ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إنتاج المقدمات النتائج‬ ‫المقدمة ضرورية"‬ ‫وهو"استخلاص النتيجة من المقدمة بحيث تكون‬ ‫كاستدلال الجحيطالي على خلق أفعال العباد بقوله‪" :‬إن الأفعال شيء مُحدًث‬ ‫‪ 1‬الحيالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/46‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/17‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬نماذج من ردوده على مقالات أهل الإلحاد‪ .‬ر‪ .‬شرح النونية‪ :‬ج‪ 1/15‬وما يليها‪.‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/973‬‬ ‫‪ 5‬علي سامي النشار‪ :‬مناهج البحث عند مفكري الإسلام واكتشاف المنهج العلمي في العالم‬ ‫الإسلامي دار النهضة العربية} بيروت ‪4041‬ه_‪4891/‬م‪.631 :‬‬ ‫‪- 801 -‬‬ ‫بإجماع فكل محدث خخلوق‪0١(".‬‏‬ ‫ب‪ -‬السبر والتقسيم‬ ‫في عرف أهل الأصول هو‪" :‬قصر أوصاف الأصل وإلقاء ما يصلح للتعليل‬ ‫منها۔ وحذف ما لا يصلح لذلك ويستخدمه المتكلم خصوصا في مناظرة‬ ‫خصسه‪ ،‬وذلك بأن يجمع الاحتمالات الراردة في الموضوع المتناول‪ ،‬ثم يدرسها‬ ‫واحدا واحدا فيبطلها بالأدلة ما عدا واحدا لا يقبل الرد فيكون هو الصحيح أو قد‬ ‫يرها جميعا فييطل دعوى الخصم‪ .‬وقد استخدم الجيطالي هذا الطريق في إثبات‬ ‫صفات الله تعالى‪ :‬من العلم‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والحياة والإرادة‪ ،‬والقدم‪ ،‬وسائرها‪ .‬وفي‬ ‫إنبات الوحدانية لله تعالى يقول‪" :‬أخبرني عن خالق الأشياء أواحد هو أم اثنان؟ قيل‬ ‫له‪ :‬إن مُحدث الأشياء واحد ليس له ثان‪ ،‬فلو كان معه غيره لكان لا يخلو كل‬ ‫واحد منهما أن يكون يقدر أن يفي صاحبه أو لا يقدر فإن كان كل واحد منهما‬ ‫قادرا على إفناء صاحبه كانا ضعيفين جميعا إذ كل واحد منهما مقدور لصاحبه‬ ‫مقهور ذليل والذليل المقهور لا يكون إلها‪ .‬وإن كان كل واحد منهما غير قادر‬ ‫على صاحبه فغير القادر عاجز والعاجز لا يكون إلها‪ .‬فإن كان أحدهما قادرا على‬ ‫صاحبه قاهرا له‪ ،‬فالقاهر القادر هو الإله‪ ،‬والمقهور الذي تجري عليه قدرة القادر هو‬ ‫مخلوق وذليل مقهور فثبت أنه واحداث‬ ‫ج‪ -‬نفي اجتماع الأضداد‬ ‫بين الخيطالى معين الضد في العبارة‪" :‬ضد الشيء ما يزيله» كالحياة ضد الممات‪،‬‬ ‫واليقظة ضد المنامء وكذلك الحركة ضد السكون والقيام والقعود‪ ،‬فزذا كان‬ ‫‪ 1‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/13‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬السالمي‪ :‬شرح طلعة الشمس‪ :‬ج‪.2/531‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/45‬ظ‪155‬و‪.‬‬ ‫‪- 901‬‬ ‫أحدهما زال الآخر وجمع الضد أضداد"‬ ‫وقد استدل الجحيطالي يمذا القانون العقلي لإبطال من قال إن الاستطاعة قبل‬ ‫الفعل؛ وإثبات رأي القائلين بأن الاستطاعة مع الفل وفي رده على القائلين‬ ‫بالخروج من النار لإبطاله أن يكون الشخص مثابا معاقبا في آن واحد‪ .‬يقول‪" :‬لا يخلو‬ ‫اللاب المعاقب من أن يكون مؤمنا ولي الله من أهل الجنة سعيدا في علم الله السابق" أو‬ ‫يكون كافرا عدر الله شقيا في علمه السابق من أهل النار فبطل أن يكون كافرا مؤمنا‬ ‫شقيا سعيدا عند الله من أهل الحنة والنار جميعا لأن ذلك من المحال واجتماع الأضداد‬ ‫فلما بطل هذا لم ييق إلا أنه مؤمن سعيد من أهل الجنة} أو شقي من أهل النار‬ ‫د‪ -‬الإلزام‬ ‫طريق استخدمه المتكلمون في إفحام خصومهم واعتمدوا عليه كثيرا في‬ ‫مناظراتمم‪" .‬وهو استدراج الخصم إلى‪ .‬نتيجة مخالفة لمُتعاه بتسليمه مقدمات تلزم‬ ‫عنها تلك النتيجة‪ ".‬وغالبا ما تكون هذه لنتيجة تستوجب الشناعة‪ ،‬ولا يرتضسها‬ ‫الخصم‪ .‬ومن المواطن ال وظف فيها الجيطالي هذا الطريق رده على القائلين بالرؤية‬ ‫يوم المعاد‪ ،‬وهو كالآتي‪" :‬يقال لهم أخبرونا لأي علة صار معبودكم يرى في دار المعاد‬ ‫ولا يرى في الدنيا للذات ذلك أم للخبر؟ فإن قلتم للذات فالذات لا تتغير وإن قلتم‬ ‫للخبر فما ذلك الخبر؟ فإن قلتم لوجوه يومئذ ناضرة إلى ربما ناظرةم“ قلنا هذا الخبر‬ ‫عندكم للرؤية في المعاد‪ .‬فأين الخبر الذي لا يرى به في الدنيا؟ فللستم تجدوه إلا أن‬ ‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/03‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/17‬و‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عبد المجيد عمر النجار‪ :‬مباحث في منهجية الفكر الإسلامي‪ ،‬دار الفرب الإسلامي بيروت ط‪10‬‬ ‫‪.311‬‬ ‫‪:2‬‬ ‫‪ - 5‬سورة القيامة الآية‪.22-32 :‬‬ ‫‪011‬‬ ‫تقولوا قوله‪ :‬إلا تدركه الأبصار هه فإذا قالوا ذلك قيل له هذا الخبر خبر عن الذات‬ ‫ا أو خبر عن الوقتؤ فإن قالوا خبر عن الذات قلنا لهم قد قلتم إن الذات لا تتغير إذا‬ ‫كان في ذلك تغيير صفة القديم إلى صفة المحدٹ‪ ،‬فإن قلتم عن وقت دون وقت‬ ‫فيلزمكم أن تقولوا عثل ذلك في جميع ما أخبر الله به عن نفسه في القرآن من قوله‪« :‬لا‬ ‫تأخذه سنة ولا نوم‪ ...‬ولا يؤوده حفظهماهه“ «إلا يعزب عنه مثقال ذرة فتكون‬ ‫هذه الأخبار من كتاب الله وما شاكلها قي صفات الله إنما هي لوقت دون وقت”‬ ‫هذه نماذج من الطرق العقلية الي استخدمها الجحيطالي في مناقشاته الكلامية‪.‬‬ ‫وإن كان بعضها لا يسلم من النقد إلا أنما تمثل منهج الاحتجاج العقلي السائد‬ ‫قي تلك العصور‪.‬‬ ‫ه‪ -‬مكانة العقل عند الجيطالي‬ ‫اعترف الحيطالي بأن العقل أحد طرق المعرفة الإنساني ث و"أنه آلة لدرك‬ ‫العلوم وأس للفضائل‪ ،‬وينبو ع للآداب ‪ ،‬وأصل للتكليف‪ ،‬وعماد للدنيا“‬ ‫كان الجيطالي عارفا بمجالات استخدام العقل وحدوده& فقد بين دوره‬ ‫البارز في استنباط الأحكام الشرعية والكشف عن العلل وفي بحال الاستدلال على‬ ‫مسائل العقيدة كما سبق ذكره‪ .‬وقد قرر أن العقل والنقل طريقان للمعرفة وأن‬ ‫‪ - 1‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.552 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة سبأ الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ - 4‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/37‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬راجع الانتقادات الموجهة لبعض هذه الطرق‪ :‬علي سامي النشار‪ ،‬مناهج البحث عند مفكري الإسلام‪:‬‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ - 6‬انظر طرق العلم‪ :‬ص‪ 37 :‬من اليحث‪.‬‬ ‫الجحيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ ،‬القسم‪ .1/82‬وقد خصص الحيطالي فصلا كاملا في فضل العقل وشرفه‬ ‫‪7‬‬ ‫وحقيقته وأقسامه‪ .‬ر‪.‬المصدر نفسه‪ :‬القسم[‪.15 -82/‬‬ ‫‪111‬‬ ‫النقل لا يأت بما يستحيل على العقل‪ ،‬ويؤكد ذلك في قوله‪" :‬جعل ا له ما تعبّدهم به‬ ‫مأخوذا من واجب عقلي ورد الشرع بتأكيده‪ ،‬ومسموعا من خطاب التقل لايمنع‬ ‫العقل من جوازه‪ ،‬لذلك توجَه الخطاب إلى ذوي الألباب‪ ،‬وبه استوجبوا الثواب‬ ‫والعقاب‪‘"(" .‬‬ ‫وسنتعرض إلى ثلاث مسائل كنموذج لتوضيح هذه المكانة وهي‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬التحسين والتقبيح‬ ‫إن رأي الجيطالي في هذه المسألة هو رأي الإباضية والأشعرية‪ ،‬فقد نفى أن‬ ‫يكون الحسن والقبح صفتين قائمتين بذات الشيء تُدركان بالعقل كما زعم ذلك‬ ‫معتزلة والفلاسفة؛ وتين مدلول الحسن‪" :‬هو ما ورد الشرع بالثناء على فاعله‬ ‫كقوله تعالى‪ :‬ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولنلك هم الفائزو نه(‬ ‫والمفلحون في أمنالها"(ك وأما القبح‪" :‬هو ما ورد الشرع بذم فاعله كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ومن يفعل ذلك فأولنك هم الخاسرون" وفي أمثالها من القرآنة‬ ‫فالعقل عند الجيطالي "لا يدل على حسن الفرائض المأمور بما في أنفسها‪ ،‬ولا‬ ‫على قبح المحرمات المنهي عنها في أنفسها‪ .‬لأن العقل لا يدل على حسن شيع‬ ‫وقبحه في حكم التكليف إلا ما تعلق به من جهة الواجبات وأخواتما‪ ،‬وإنما يعرف‬ ‫ذلك من موارد الشر ع" ‪)6( .‬‬ ‫وإن في الاستثناء الوارد في قوله‪" :‬إلا ما تعلق به من جهة الواجبات‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام! تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬ج‪.1/3‬‬ ‫‪ -2‬سورة النور‪ ،‬الآية‪.25 :‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/64‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة المنانقون‪ ،‬الآية‪.9 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/64‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪- 211 -‬‬ ‫وأخواتها" دلالة صريحة أن الشرع لا يتعارض مع أحكام العقل الواجبة منهاء‬ ‫والمستحيلة لأن الشترع جاء لتبيين جملة من الممكنات العقلية ال لا يستقل العقل‬ ‫بالحكم عليها لعجزه عانلوصول إليها بمفرده‪.‬‬ ‫قد أورد الجيطالي دليل المعترلة ومفاده‪ " :‬أن الله تعالى لا يجوز أن يكلف عباده إلا من جهة‬ ‫اللصلحة واستدلوا بقوله تعالى‪ :‬الإفبظلم من الذين هادوا حرمنا ا عليهم طيبات أحلت لهمه("'‪.‬‬ ‫واعترض عليهم بقوله‪" :‬قد يكون التكليف ابتلاء من ا له عر وجل بعباده ويكون رحمة‬ ‫ثانيا‪ -‬التعليل‬ ‫التعليل عملية عقلية بحتة‪ ،‬فما هي بجالاته عند الخيطالى؟‬ ‫قسم الحيطالي العلة إلى قسمين رئيسيين هما‪:‬‬ ‫‪ -‬العلل العقلية‪ :‬كالحركة علة المتحرك والسكون علة الساكن وكذلك في‬ ‫لتوحيد والصتنائع‪ .‬وأكد الجيطالي أنه لا يجوز أن يرد السمع بخلاف هذه العلل فيقول‪:‬‬ ‫أثبتوا حركة بغير متحرّك‪ ،‬وسكونا بغير ساكن وحدا بغير محدث\ وصنعة بغير صانع‪.‬‬ ‫العلل التترعيّة‪ :‬فكاختلافهم في علة الرّبا‪ ،‬وغير ذلك من وجوه العلل‬ ‫المستنبطة‪ .‬فاختلاف القائسين في علل الشتر ع دال على جواز انقلابما‪“(.‬‬ ‫وأما عن موقف الحيطالي من القياس فقد اعترف آنه أصل من أصول التشريع‬ ‫الإسلامي وعرفه‪" :‬بانه حمل الفرع على الأصل بضرب من الشتبهة} وقيل حته‪ :‬حمل‬ ‫معلوم على معلوم لأمر جامع بينهما من نفي أو إنبات‪ «.‬وبين أنه لا يتم إلا بأربعة‬ ‫م‬ ‫‪ -1‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.061 :‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/64‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/54‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬قد فصل الخيطالي القول في تعليل المفروضات\ والمناهي‪ .‬ر‪ .‬الجخيطالي‪ : :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/54‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/84‬و‪.‬‬ ‫‪- 311 -‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫آ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وفر ع‪ 0‬وعلة وحكم‪.‬‬ ‫شروط هي‪ :‬اصل‬ ‫لكن الجيطالي أنكر استعماله في بحال الماورائيات‪ ،‬وهو ما يسمى بقياس‬ ‫الغائب على النتاهد‪ ،‬وقد ذهب في شرح النونية‪" :‬أن الله لا يدرك بالحواس ولا‬ ‫يقاس بالناس" فلا يجوز أن تقاس قضيّة تخصر الخالق (الغائب) على قضيّة تخص‬ ‫المخلوق (الشاههد) فيشتركان قى الحكم لعلة جامعة بينهما‪ .‬كما أنه أوضح اشتراك‬ ‫الغائب والشاهد فى أسماء لا يعين ذلك مطلقا التشبيه لكرَ للتشبيه مدلوله الخاص‬ ‫كما ينه في العبارة‪" :‬فإن قال‪ :‬الله شيء والإنسان شيء‪ .‬قيل له‪ :‬نعم‪ 3‬فإن قال‪:‬‬ ‫أو ليس هذا تشبيها؟ قيل له‪ :‬إن التشبيه لا يقع في انفاق الأسماء وإنما يقع في‬ ‫اتفاق الأعيان‪ .‬ألا ترى أنك تقل‪ :‬الله موجود والإنسان موجود‪ .‬والله حيئَ‪،‬‬ ‫والإنسان حي‪ 3‬وكذلك سميع وسميع‪ ،‬وعالم وعالم وسائرها من الأسماء فليس في‬ ‫ذلك تشبيه إنما التشبيه يقع في اتفاق الأعيان أن يوصف هذا بصفة‪ ،‬ويوصف غيره‬ ‫‪.‬‬ ‫تلك الصفة الل‬ ‫النا موقف الجيطالي من علم المنطق‬ ‫تبنى الجيطالي منهج الغزالي النقدي في ردَه على الفلسفة اليونانية خاصة فيما‬ ‫يتعلق بالمسائل الميتافزيقية كالإهيات‪ ،‬وبيعض جوانب الطبيعيات وأماً علم‬ ‫الرياضيات وعلم المنطق فقد تم قبولهما لكونمما لا يخالفان العقل‪ ،‬ولا يعارضان اللين‪.‬‬ ‫لذا فقد نال المنطق اليوناني بعد الغزالي اهتمام المدسلمين فاشتغلوا بدراسته ونقده‪.‬‬ ‫ويعتبر التكتور التشار أبا حامد الغزال هو المازج الحقيقرمٌ للمنطق‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/84‬و‪.‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/86‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/55‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدينض دار الثقافة‪ :‬الجزائر‪ :‬طا‪1141 ،‬اه‪1991/‬م‪ :‬ج‪ .1/33-43‬الجحيطالي‪:‬‬ ‫قناطر الخيرات" تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/[121-221‬‬ ‫‪.411 -‬۔‬ ‫الأرسطاطاليسي بعلوم المسلمين‪ ،‬لا لما وضع من كتب منطقية سهلة العبارة بل‬ ‫لتلك المقدمة المنطقيّة التى وضعها في أول كتابه الملستصفى» والي ذكر فيها أن من‬ ‫لا يحيط با فلا ثققةة بعلومه قطعا ()‬ ‫اتباعا للغزالي تعامل الحيطالي مع المنطق واعتبره علما داخلا في علم الكلام‬ ‫وقد عرفه بأنه‪ :‬بحث عن وجه الدليل‪ ،‬ووجه الح وشروطه“‘‪ 8‬وين فائدته التي‬ ‫تتجلى في تزويد العقل بجملة من القوانين التي تقوّمهء وتسد الإنسان نحو‬ ‫الصواب‪.‬‬ ‫كما أن حاجة الإنسان إلى قوانين المنطق أكيدة إن أراد التماس الوقوف على‬ ‫الحق اليقين في مطلوباته لا سيّما في المعقولات التي يدركها عن طريق التفكير‬ ‫والقياس والاستدلال‪.‬‬ ‫وقد عقد الجيطالي مقارنة بين علم المنطق وعلم النحو‪ ،‬وذلك أن نسبة‬ ‫صناعة المنطق إلى العقل والمعقولات كنسبة صناعة التحو إلى الألفاظ‪ ،‬ويشارك‬ ‫المنطق التحو بعض المشاركة بما يعطي من قوانين الألفاظ ويفارقه في أن النحو إنما‬ ‫يعطي قوانين تخص ألفاط أمة ماء وعلم المنطق إنما يعطي قوانين مشتركة تعم ألفاظ‬ ‫الأمم كلها‪(.‬‬ ‫‪ -1‬علي سامي النشار‪ :‬هنا ج البحث عند مفكري الإسلام‪.09 :‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرا ت؛ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/321‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪- 511 -‬‬ ‫الميحث الثالث‬ ‫مرجعية فكر لجيطا ل‬ ‫ليس من اليسير أن نضبط مرجعية فكر الجيطالي ضبطا دقيقا نظرا موسوعية‬ ‫فكر الرّحل‪ ،‬واطلاعه الواسع بيد أننا نكتفي بالإشارة إلى أهم الموارد العلمية‬ ‫الأساسيّة" التي استقى من معينها جملة آرائه} وأفكاره في محالات العقيدة} والفقهء‬ ‫والأخلاق وكان لما تأثير فى توجيه منحاه الفكري‪.‬‬ ‫وسنعتمد في تحديد ذلك على طريقتين هما‪:‬‬ ‫‪ -‬إحالات الجيطالي إلى المصادر التي ينقل عنها وذلك إما بذكر اسم‬ ‫المؤلف أو عنوان الكتاب‪.‬‬ ‫‪ -‬مقارنة بعض أعمال الجخيطالي بإنتاج سابقيه من العلماء‪.‬‬ ‫وبإمكاننا تصنيف مرجعيته الفكرية إلى مصدرين‪:‬‬ ‫‪ 1‬المدرسة الاباضية‬ ‫إن انتماء الجيطالي إلى المدرسة الإباضية أصولا وفروعا جعله يتقيد منهجها‬ ‫العقدي والفقهي‪ ،‬ويعتمد على آراء شيوخها الكبار‪ ،‬ويعترف لهم بالائباع‪ ،‬وعدم‬ ‫الابتداع ويين ذلك ف العبارة‪" :‬فإن قال قائل قد ذكرت ما وجدت يي الآثار‪ ،‬و لم‬ ‫تذكر قولك في هذه المسائل‪ .‬قل له قولنا ي هذه المسائل‪ ،‬وفي غيرها قول المشايخ‬ ‫وقول المسلمين‪ ،‬ونحن لهم متبعون‪ ،‬غير مبتدعين‪©".‬‬ ‫ويستنير‬ ‫‪ -1‬من البديهي ان الجيطالي يرجع ي كر أفكاره وآر ائه إل القرآن والسنة ليقتبس منن ورما‪,‬‬ ‫بمديهما كما هو حال جز علماء الإسلام‪.‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/73‬و‪.‬‬ ‫‪- 611 -‬‬ ‫الجحيطالي قصيدة لهذا الغرض يدعو فيها إلى ضرورة الاقتداء‬ ‫وقد خصص‬ ‫بالأئمّة الأعلام بدءا من إمام المرسلين سيّدنا محمّد عله أسوة الخلق‪ ،‬ثم بصحابته‬ ‫الكرام رضي الله عنهم غ بشيوخ المذهب أمثال جابر بن زيد‪ ،‬وأبي عبيدة مسلم‪،‬‬ ‫والربيع بن حيب ‪ -‬رحمهم الله تعالى ‪ -‬وغيرهم‪ .‬يقول في بعض أبياتما‪:‬‬ ‫ألا كل من لا يقتدي بأنتّة = يكن مثل ماش في الآى ليس يهتدي‬ ‫فما إن له في دينه من مقلد‬ ‫ويأتي غدا يوم القيامة حائرا‬ ‫سلالة إبراهيم أفضل مورد‬ ‫ديني ومذهجي‬ ‫ولكن قلدت‬ ‫وإني بأفضل الأئمة مقفدي‬ ‫رضينا به بين الأنام مقڵلدا‬ ‫حمد‬ ‫رضينا به بعد البي‬ ‫وإن كتاب الله قي الدين قدوتي‬ ‫وأصحابه أولي التقى غم بعدهم ‪ 3‬من الناس أسلاف لنا ممم أقندي‬ ‫وحاجب وللردامر“شيخلتمجّد‬ ‫ربيع"وجابر“بن زيدومسلم‬ ‫منتصف‬ ‫الفراهيدي ولد ف‬ ‫الربيع بن حيب‬ ‫‪ - 1‬هو أبو عمرو‬ ‫زمن‬ ‫العقد الثامن من القرن الأول المجري‬ ‫الخليفة الأموي عبد الملك‪ ،‬نشأ بعمان ثم انتقل إلى البصرة لتلقي العلم على يد أبرز علمائها‪ :‬جابر بن‬ ‫زيد‪ ،‬وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة‪ .‬من مؤلفاته‪ :‬مسند الربيع ي الحديث الشريف‪ ،‬وكتاب آثار‬ ‫الربيع‪ ،‬وأجوبة فقهية وعقدية‪ .‬توفي حوالي سنة ‪571‬ه_‪197/‬م‪ .‬ر‪ .‬أبو القاسم الكباوي‪ :‬الرببع بن‬ ‫حبيب محدنا وفقيها‪ .‬المطبعة الهربيّة‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ‪4991‬م‪ 021 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫هو أبو الشتعثاء جابر بن زيد الجوني من قبيلة اليحمد العمانية ولد حوالي ‪81‬ه_‪936/‬م‪ ،‬تابعئ‬ ‫‪١‬‬ ‫دا‪‎‬‬ ‫جليل أخذ العلم عن خيرة الصحابة منهم‪ :‬عائشة أع المؤمنين‪ ،‬وعبد الله بن عباس‪ ،‬وعبد الله بن‬ ‫مسعود وأنس بن مالك‪ ،‬وأبو سعيد الخذري‪ 6‬وأبو هريرة رضي ا له عنهم وغيرهم كان مفيي‬ ‫البصرة‪ ،‬وإمام أهل ال‪3‬وة‪:‬والاستقامة‪ ،‬والمؤسس الحقيقي للمذهب الإباضي وله تآليف كثيرة‬ ‫توقي سنة ‪39‬ه_‪117/‬م‪ .‬ر‪.‬جمعية الثراث‪ :‬معجم أعلام الإباضيةث قسم المغرب‪ :‬ج‪2/7125‬‬ ‫ترجمة‪ .032 :‬بكوش غيى‪ :‬اتمه الإمام جابر بن زيد‪ :‬ج‪ 1/11‬وما بعدها‪.‬‬ ‫أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة‪ ,‬تقدمت ترجمته‪ 61 :‬من البحث‪.‬‬ ‫هو أبو مودود حاجب الطائي عماش بين‪[001 :‬ه‪05-‬اه أصله من عمان ومولده بالبصرة تلقى العلم عن‬ ‫أبي عبيدة؛ وكان ساعده الأيمن في نشاطاته! أوكل إليه مهمة الإشراف على الشتوون الية‪ .‬والعسكرية‪.‬‬ ‫ومتابعة سير الّعوة خارج البصرة‪ .‬ر‪.‬معجم أعلام الإباضية} قسم المغرب‪ :‬ج‪ )1/832-932‬ترجمة‪.942 :‬‬ ‫أبو بلال مرداس بن حدير إت [‪ 6‬ه‪086 /‬م) عابد متدين من رؤساء النتراة وأحد الخطباء‬ ‫‪- 711 -‬‬ ‫للى أن تزرن امنية قي غد‬ ‫فيارب اسلك مسالك قصدهم‬ ‫فلست أبالي بعده أين ملحد‬ ‫الهدى‬ ‫ونت أقدامي على منهج‬ ‫وأفضل رضوان يروح ويغتديل"‬ ‫عليهم من الرحمن أس تحية‬ ‫كان الجيطالي في أكثر كتاباته عارضا لآراء شيوخ الإباضية لا سيّما المغاربة‬ ‫منهم ومن أبرز المصادر التي كان يرجع إليها‪:‬‬ ‫‪ -‬الجامع الصحيح للإمام الربيع بن حبيب (ت = ‪571‬ه_‪197/‬م)‬ ‫‪ -‬جوابات الإمام أفلح بن عبد الومماب (ت ‪852‬ه_‪178/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الرد على جميع المخالفين لأبي خزر يغلا بن زلتاف (عاش ق‪4‬ه_‪01/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الجخامع لأبي محمّد عبد الله بن بركة العماني (عاش ق‪4‬ه_‪01/‬م)‬ ‫‪ -‬التحف المخزونة لأبي الريم سليمان بن يخلف المات (ت ‪ 174‬ه‪8701/‬م)‬ ‫‪ -‬تبيين أفعال العباد لأبي العباس أحمد بن محمّد الموسي رت ‪405‬ه_‪0111/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب السّؤالات لأبي عمرو عثمان خليفة السنوي (عاش ق‪6‬ه_‪21/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬أصول الدين لتبغورين بن عيسى (عاش ‪[ 2/_ 36‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬شرح الجهالات لأبي عمار عبد الكاني (عاش ق‪6‬ه‪21/‬م)‬ ‫‪ -‬الموجز لأبي عمار عبد الكاتي (عاش ق‪6‬ه_‪21/‬م)‬ ‫‪ -‬العدل والإنصاف لأبي يعقوب يوسف الوراجلان (ت ‪075‬ه_‪4711/‬م)‪.‬‬ ‫شهد صفين مع علي رضي الله عنه وأنكر الحكيم‪ .‬وشهد التهروان‪ ،‬وسجنه عبيد الله بن زياد‬ ‫قتله عباد بن علقمة المازني في معركة دارت بين جيشه وجماعة الشتراة‪ .‬الدرجيين‪ :‬طبقات‪:‬‬ ‫ج‪ .2/412-522‬الجعبيري البعد الحضاري‪ :‬ج!‪.1/94‬‬ ‫‪ -1‬بجموع قصائد من نظم الجيطالي وغيره‪.131 - 031 :‬‬ ‫‪- 811‬‬ ‫‪ -‬الدليل والبرهان لأبي يعقوب يوسف الوارجلاني (ت ‪075‬ه_‪4711/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬طبقات المشائخ بالمغرب لأبي العباس أحمد الد رجي (ت ‪076‬ه‪2721/‬م)‪.‬‬ ‫وإن اتباع الجخيطالي لما قرره شيوخ المذهب لم يمنعه من الاطلاع على آراء المذاهب‬ ‫الإسلامية الأخرى والاستفادة منها» وتحرره من قيد التبعية إن رأى الحق يستدعي ذلك‪.‬‬ ‫‪ 2‬التراث الإسلامي‬ ‫بحكم جيء الخيطالي في زمن متأخّر فقد استفاد كما أنتجته قرائح العلماء من‬ ‫مختلف المذاهب والملل‪ ،‬فكان واسع الاطلاع على التراث الإسلامى في شتى فنونه‪.‬‬ ‫وتخصّصاته يأخذ منه ما يلي احتياجاته‪ ،‬ويشبع فمه العلمي‪ .‬وقد أكد فيى أكثر من‬ ‫موضع على وجوب اقتناء الحق من أي مورد صدرا فالحكمة ضالة المؤمن‪"(.‬‬ ‫يقول الدكتور عمرو خليفة التامي‪" :‬مع الجيطالي‪ ،‬وفي جميع كتبه تلتقي بأئمَة‬ ‫الإسلام وفقهائه المخلصين" تلتقي بالغزالي‪ ،‬والماوردي‪ ،‬وامحاسبي‪ ،‬والتتافعي‪ ،‬وأبي‬ ‫حنيفة‪ ،‬وأحمد بن حنبل‪ ،‬ومالك بن أنس» وسفيان الثوري والأوزاعي‪ ،‬وغيرهم من‬ ‫الأئمّة‪ ،‬يورد آراءهم فيما يعرض له من مباحث في دقة وأمانة} فإذا رأى خلافا أبان‬ ‫عن أصله‪ ،‬وأوضح أسبابه‪ ،‬تم اختار ما ييلغ عقله من الحق في ذلك"‪.‬‬ ‫وسنقتصر الحديث عن علمين بارزين كان لهما تأثير واضح في فكر الحيطالي‪ ،‬وكنابانه وهما‪:‬‬ ‫أبو حامد الغزالي رت ‪505‬ه_‪1111/‬م)ه‪ ،‬وابن رشد القرطي (ت ‪595‬ه_‪8911 /‬م)‪“‘(.‬‬ ‫‪ -1‬ر‪ .‬المحرر الفكري عند الجخيطالي‪ 66 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 2‬الخيالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/61‬‬ ‫‪ -3‬محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد (‪054-505‬ه_‪8501-1111/‬م) ححّة‬ ‫الإسلام‪ ،‬فيلسوف متصوف‪ .‬ر‪ .‬الَركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.7/22‬‬ ‫‪ 4‬حمد بن أحمد ابن رشد أبو الوليد القرطي المعروف بابن رشد الحفيد (‪025-595‬ه‪6211-8911/‬م)‪.‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪ .5/813‬ر‪ .‬الطاهر المعموري‪ :‬الغزالي وعلماء اللغرب\ دار القلم تونس‪.77 :8891 ،‬‬ ‫‪- 911 -‬‬ ‫أ‪ -‬بين الجيطالي والغزالي‬ ‫من الألقاب التي أطلقت على الجيطالي قيل عنه‪" :‬غزال المغرب«!“ فما هي‬ ‫طبيعة العلاقة لي تربط بين هذين العالمين؟‬ ‫أنارت مؤلفات الغزالي جدلا فكريا لدى علماء المغرب©ڵ والأندلس ولا سيّما‬ ‫كتابه إحياء علوم الين "فحين وصوله إلى المغرب سنة ‪305‬ه_‪9011/‬م تصفحه‬ ‫الفقهاء وعلى رأسهم أبو عبد الله محمد بن علي بن حمدين واتفقوا على فساده‪،‬‬ ‫مسجل‬ ‫ق‬ ‫الكتاب‬ ‫وأمر بإحراق‬ ‫لرأيهم‬ ‫علي بن يوسف بن تاشف‪_( ..‬‬ ‫فاستجاب‬ ‫قرطبة على الباب الغربي بعد إشباعه زيتا بمحضر الفقهاء‪ ,‬وأعيان السكان‪ ،‬ثم أرسل‬ ‫وأعدمت "(‬ ‫من أيدي أصحاما‬ ‫النسخ‬ ‫وأحذت‬ ‫وإحراقها‬ ‫وأسباب مصادرة العلماء كتاب الإحياء ق المغرب ترجع إلى‪:‬‬ ‫[‪ -‬معارضة الغزالي للاتجاه الفقهي المغربي السائد‪.‬‬ ‫‪ -2‬ذمه للفقهاء الذين أغرقوا في التراسات الفروعية} وانحرفوا عن مقاصد‬ ‫الفقه الحقيقية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفضيله طرق الصوفية على قوانين الفقهاء» وبحادلات المتكلمين‪ ،‬ورفعه‬ ‫درجحة العارفين بالله على الفقهاء‪.‬‬ ‫‪ -1‬محمد علي دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير‪ :‬ج‪.3/093‬‬ ‫‪ -2‬أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد العزيز بن حمدين التغلي؛ قاضي الحماعة بقرطبة} توفي سنة‬ ‫‪8‬ه‪4111/‬م‪ .‬ر‪ .‬الطاهر المعموري‪ ،‬الغزالي وعلماء المغرب‪.12 :‬‬ ‫‪ -3‬علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني أبو الحسن (‪774-735‬ه_‪4801-341/‬ام)‪ ،‬أمير المسلمين‬ ‫ممراكش» وثاني ملوك دولة الملثمين المرابطين‪ .‬ر‪ .‬الرّركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.5/33‬‬ ‫‪ 4‬الطاهر المعموري‪ :‬الغزالي وعلماء المغرب‪.12-22 :‬‬ ‫‪- -021‬‬ ‫ويبين المعموري"" أن خلاف الغزالي مع علماء المغرب ظل قائما حتى أصبح‬ ‫وقد اشتهر منهم‪:‬‬ ‫به‬ ‫لا بأس‬ ‫عددا‬ ‫المغرب‬ ‫كتبه من علماء‬ ‫الغزالى ق‬ ‫ناقشوا‬ ‫الذين‬ ‫‪(5 .‬‬ ‫(‪١ } ,)+‬ا۔ ‏‪.١‬‬ ‫‪3( , .‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫آ _( ‪.‬‬ ‫ابن حمدين والطرطوشي“‪ ،‬والمازري{‘“‪ 2‬وابن العربي“‪ ،‬والقاضي عياض({“‪ ،‬وابن‬ ‫رشد‪.‬‬ ‫إذا كان أكثر علماء المغرب وقفوا من "الإحياء" موقف الرفض والاحتراز‬ ‫منه فإننا نجد الجخيطالي قد تصفح الكتاب وقرأه قراءة نقدية} ثم وضع على منواله‬ ‫كتابه الشهير "قناطر الخيرات" الذي يعد أعظم ما ألفه في أخريات حياته فهو‬ ‫عصارة أفكاره إذ نجد فيه إشارات المصنف إلى الكتب التي صنفها من قبل‪:‬‬ ‫كشر ح النونيّة‪ ،‬وقواعد الإسلام‪ ،‬والمناسك‪.‬‬ ‫وقف الحيطالي من "الإحياء" موقف الناقد البصير فلم يرفضه برمته‪ ،‬كما آنه‬ ‫لم يقبله بحذافيره‪ ،‬بل كان واعيا فيما ينقل عن الغزالي‪ ،‬يأخذ ما يقتنع به ويدع ما‬ ‫لا يراه صواباء وسأذكر فقرات من كتاب "القناطر" اقتبسها الجخيطالى من "الإحياء"‬ ‫[‪ -‬الطاهر المعموري‪ :‬الغزالي وعلماء المغرب‪.92-03 :‬‬ ‫‪ -2‬هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشي الأندلسي أبو بكر الطرطوشي (‪154-025‬ه‪-9501/-‬‬ ‫‪6‬م) يعرف بابن أبي رندقة‪ ،‬أديب من فقهاء المالكية الحفاظ من مؤلفاته‪ :‬سراج الملوك وكتاب‬ ‫كبير عارض به إحياء علوم الدين للغزالي‪ .‬ر‪.‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.7/331-431‬‬ ‫‪ 3‬هو محمد بن علي بن عمر التميمي المازري أبو عبد الله (‪354-635‬ه‪411[-1601/‬م) محدث‬ ‫من فقهاء المالكية نسبة إلى مار من مؤلفاته‪" :‬التلقين" و"الكشف والإنباء تي الرد على الإحياء‬ ‫للغزالي" ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.6/772‬‬ ‫‪ -4‬هو محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي (‪864-345‬ه_‪6701-8411/‬م) قاض‬ ‫من حفاظ الحديث بلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين له مؤلفات كثيرة منها‪" :‬العواصم‬ ‫ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪ .6/032‬د‪ /‬عمار طالي‪ :‬آراء أبي‬ ‫والقواصم" الذي ناقش فيه الغزالي‪.‬‬ ‫بكر بن العربي الكلامية‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيعء الجزائر (د‪.‬ت)‪.52-88-79 :‬‬ ‫‪ 5‬هو عياض بن موسى بن عياض أبو الفضل القاضي (‪674-445‬ه_‪1 3801-941/‬م) عالم المغرب وإمام أهل‬ ‫الحديث في وقته من تصانيفه‪" :‬الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.5/99‬‬ ‫‪- 121 -‬‬ ‫لأبي حامد الغزالى وتتمثل فيما يأت‪:‬‬ ‫‪ -1‬القناطر‪ :‬القسم‪" :1/84‬وفي كتاب الغزالي قال‪ :‬اختلف الناس في تفارت‬ ‫لعقل ولا معنى للاشتغال بنقل كلام من قد قل تحصيله بل المبادرة بالتصريح بالحق‬ ‫قال‪ :‬الحق الصريح أن التفاوت يتطرق إلى الأقسام الأربعة سوى القسم الثاني وهو‬ ‫العلوم الضرورية من جواز الخائزات‪ ،‬واستحالة الملستحيلات‪ ،‬فإن من عرف ان‬ ‫الاثنين أكثر من الواحد عرف أيضا استحالة كون الخسم قي مكانين‪ ،‬من أمثالها من‬ ‫النظائر ال تدرك إدراكا محققا من غير شك‘ وأما الأقسام الثلاثة فالتفاوت يتطرق‬ ‫إليها" وذلك ما ورد في كتاب إحياء علوم الدين‪ :‬ج‪.1/411‬‬ ‫‪ 2‬القناطر‪ :‬القسم‪" :1/611-711‬الفصل الثاني في علم الدين وطريق‬ ‫الآخرة‪ :‬فاعلم أنه قد ذكر الغزالي في كتابه أن علم طريق الآخرة قسمان‪ :‬أحدهما‪:‬‬ ‫علم معاملة! وهو علم بأحوال القلب وهو نوعان‪ :‬محمود ومذموم فالمحمود منها‬ ‫كالصبر والشكر والخوف والرجاء والتوبة‪...‬وأمّا المذموم منهاء فخوف الفقر&‬ ‫وسخط المقدور‪ ،‬والغل والحقد‪ ،‬والحسد والغش‪...‬القسم الثاني‪ :‬علم المكاشفة‬ ‫وهو علم الصديقين والمقربين وهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره‬ ‫وتركيته من صفاته المذمومة فينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من‬ ‫قبل أسماءها فيتوهم لها معاني بجملة غير متضحة فتتضح إذ ذلك حت تحصل المعرفة‬ ‫الحقيقية بذات الله تعالى‪...‬فالمراد بعلم المكاشفة أن يرتفع الغطاء حيت تتضح له جلية‬ ‫الحق في هذه الأمور اتضاحا يجري بحرى العيان الذي لا يشك فيه" وهذا ملخص‬ ‫ما ورد في كتاب الإحياء‪ :‬ج‪.1/03-13‬‬ ‫‪ 3‬القناطر‪ :‬القسم‪" :1/533‬وأما أقسام التوحيد فذكر الغزالي في ذلك ثلاثة‬ ‫أقسام‪ :‬قال إن الله أوحى إلى داود عليه السلام فقال‪" :‬يا داود تعلم العلم النافع‪.‬‬ ‫قال يا إلهي‪ ،‬وما العلم النافع؟ قال‪ :‬أن تعرف جلالي وعظم وكبريائي وكمال‬ ‫قدرقي على كل شيء فإن هذا هو الذي يقربك إلي" قال الغزالي‪ :‬فالتوحيد جوهر‬ ‫‪- 221 -‬‬ ‫نفيس وله قشران أحدهما أبعد عن اللب من الآخر قال‪ :‬وخص الناس اسم التوحيد‬ ‫للقشر الأول وبصنعة الحراسة للقشر الثايي‪ ،‬أراد بذلك صنعة الكلام وأهملوا اللب‬ ‫بالكلية" وذلك ما ورد في كتاب الإحياء‪ :‬ج‪.1/74‬‬ ‫‪ 4‬القناطر القسم‪" :1/533‬فهذه اثنتا عشرة علامة من علامات علماء الآخرة‪.‬‬ ‫تحتوي كل واحدة على جمل من أخلاق المتقين جمعتهما من كتب علماء السلف‬ ‫وأكثرها من كتاب الغزالي لأنها موافقة للقرآن ولما مضى عليه السلف الصالح من مشايخ‬ ‫المسلمين رحمهم الله" وهذا ملخص ما ورد في الإحياء‪ :‬ج‪1/87‬وما بعدها‪.‬‬ ‫فقد وافق الحيطالي الغزالي في أكثر آرائه القربويّةء وفي نقده للفقهاى‬ ‫والمتكلمين‪ ،‬والفلاسفة والصوفية الغلاة‪ ،‬وفي تفضيله علوم المكاشفة والإشراق‬ ‫على بقيّة العلوم‪ .‬وفيما يتعلق بناحية المنهج فقد وافقه في نظرية المعرفة وكذا في‬ ‫قضيّة الاستدلال بالأحاديث الضعيفة في باب الرغائب مؤيدا رأيه في المسألة بقول‬ ‫محدث المذهب أبي عبيدة مسل'‪.0‬‬ ‫كما أن الجيطالى خالف الغزالي في بعض مسائل علم العقيدة‪ ،‬والفروع‬ ‫بحكم اختلافهما المدرسي» ويين ذلك في بدء قنطرة الحج‪" :‬أنقل من كتاب الغزالي‬ ‫فيما‬ ‫أئمتنا كما فعلت‬ ‫وأتحنب ما حخحالفا فيه مذهب‬ ‫الحقائق جملتها‬ ‫ومن روضة‬ ‫مضى من كتابنا وبالله عصمتنا وتوفيقنا"“‬ ‫وتتجلى شخصيّة الجيطالى في كتاب القناطر فيما يأت‪:‬‬ ‫"القناطر " جمع قنطرة‪ 3‬وهو جسر‬ ‫ف‬ ‫[‪ -‬اختياره العنوان المناسب للكتاب‬ ‫مبني فوق التهر للعبور علي و"الخيرات" جمع حَيْرَّة أي‪ :‬الفاضلة من كل شيء ‪{.‬‬ ‫م‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.1/194-294‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.2/45‬‬ ‫‪ 3‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.5/811‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.4/462‬‬ ‫‪ 321 -‬۔‬ ‫ويعلل الجيطالي هذه التسمية في قوله‪":‬دعايي رحمكم الله إلى تمثيل الدنيا‬ ‫بالمفازة} وتمثيل النتريعة بالطريق فيهاك وتمثيل الفرائض بالقناطر مرتبة موضوعة‬ ‫عليها‪ ،‬وتمثيل أعمالها بالمطايا لأني وجدت ضرب الأمثال يرشق القلوب بسهام‬ ‫للوعظة لا يليق بغيرها ولأن ذلك أبلغ في تقريب المعاني إلى العقول‪'«.‬‬ ‫‪ -2‬اجتهاده في ترتيب القناطر السبع عشرة ترتيبا محكما فقد وضع فصلا‬ ‫خاصا لتوضيح العلاقة بين كل قنطرة وأخرى تليها‪( (.‬انظر النتكل التوضيحي)‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‘ تحقيق التامي‪ :‬القسم‪.1/02‬‬ ‫‪ -2‬ر‪ .‬فصل ترتيب القناطر الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪ 1/8‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪421-‬۔‬ ‫الاجتهاد مخافة‬ ‫الصلاة‬ ‫سوء الخاتمة‬ ‫الصوم‬ ‫الحمد والشكر‬ ‫القوادح‬ ‫الزكاة‬ ‫ق الطاعات‬ ‫العبادة‬ ‫الخوف‬ ‫والرزجاء‬ ‫الدنيا‬ ‫العوارض‬ ‫الشكل التوضيحي لترتيب القناطر‬ ‫‪- 521 -‬‬ ‫‪ 3-‬لم يكتف الجحيطالي بالتقل عن الإحياء فحسب بل كان مطلعا على أهم‬ ‫ما كتب في موضوع تزكية الأنفس قبل عهد الغزالي ومن جاء بعده‪ ،‬فتعددت‬ ‫مراجعه ومن بينها‪ :‬قوت القلوب لأبي طالب المكي (‪683‬ه_‪699/‬م"& التفكر‬ ‫والاعتبار للحارث بن أسد المحاسبي (رت ‪342‬ه_‪758/‬م)‪ ،‬وأدب الدنيا والين‬ ‫لأبي الحسن الماوردي (ت ‪054‬ه_‪8501/‬مة‪ ،‬والعقد الفريد لابن عبد رته (ت‬ ‫‪8_/049‬م‪ ،‬والضياء لأبي سلمة بن مسلم الصحاري" وتبين أفعال العباد‬ ‫لأبي العباس أحمد رت ‪405‬ه_‪1111/‬م‪ ،‬والجامع لأبي محمّد عبد الله بن بركة‬ ‫(ق‪4‬ه‪11/‬م)‪ ،‬وسيرة الأشياخ للبغطوري‪ ،‬وطبقات المشائخ للآرجيني (ت نحو‬ ‫‪0‬ه_‪1721/‬م)‪ .‬وكتاب ختم الأولياء محمد علي بن الحسين الترمذي (ت‬ ‫‪0‬ه_‪239/‬م)‪.‬‬ ‫وكان الجحيطالي في أغلب نقوله عن هؤلاء الأعلام يشير إلى عنوان الكتاب‪،‬‬ ‫أو اسم مؤلفه كقوله في فماية أحد فصول قنطرة العلم‪" :‬كتبت أكثر هذا الباب من‬ ‫كتاب الغزالي "أي الإحياء" لأنه اتبع فيه فضائح علماء السوء منهم فأحببت أن‬ ‫‪ 1‬أبوطالب المكي محمد بن علي بن عطية الحارثي (رت ‪683‬ه_‪699/‬م) واعظ‘ زاهد فقيه‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.6/472‬‬ ‫‪ -2‬الحارث بن أسد المحاسي أبو عبد الله رت‪342‬ه_‪758/‬م) من أكابر الصوفية كان عالما بالأصول‬ ‫والمعاملات‪ ،‬واعظا مبكيا وله تصانيف في الهد والرّد على المعتزلة وغيرهم‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪:‬‬ ‫الأعلام‪ :‬ج‪.2/351-451‬‬ ‫‪ 3‬علي بن محمد بن حبيب أبو الحسن الماوردي (‪463-054‬ه_‪479-8501/‬م) عالمإ باحث‪ ،‬أقضى‬ ‫قضاة عصره‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/723‬‬ ‫‪ 4‬أحمد بن محمد بن عبد ريه (‪642-823‬ه_‪068-049/‬م) الأديب‪ ،‬الإمام صاحب العقد الفريد‪.‬‬ ‫ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج!‪.1/702‬‬ ‫‪ 5‬أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر الفرسطائي (ت ‪405‬ه‪1111/‬م) من علماء وارجلان‪ ،‬له تآليف‬ ‫كثيرة منها‪ :‬كتاب "القسمة وأصول الأراضين"‪ 3‬وكتاب "تبين أفعال العباد" وكتاب "الألواح"‪.. .‬‬ ‫ر‪ .‬جمعية النتراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ 2/59‬وما بعدها‪ ،‬ترجمة‪.98 :‬‬ ‫‪ 621 --‬۔‬ ‫تقفوا عليها إذ كان ما ذكره موافقا للحق غير خارج من الشر ع‪!".‬‬ ‫وبالجملة فإن آراء الجيطالي التربوية يؤول أكثرها إلى الغزالي من خلال كتابه الإحياء‬ ‫كما أن آراء الغزالي في أغلبها ترجع إلى كل من الحارث المحاسبي‪ 6‬وأبي طالب لكي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬بين الجيطالي وابن رشد‬ ‫من أهم المصادر الفقهية الني اعتمد عليها الجحيطالي في كتابه "قواعد الإسلام"‬ ‫كتاب "بداية المجتهد واية المقتصد" لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطي‬ ‫(الحفيد) و يكاد أن يكون مصدره الأول‪.‬‬ ‫وسأورد مواضع من كتاب "قواعد الإسلام" اقتبسها الجحيطالي من "بداية‬ ‫المجتهد" لابن رشد ونلاحظ في نقوله للمسائل ميزة التلخيص في عرض الأدلةء‬ ‫وذكر أقوال المذاه بس كما أنه أحيانا ييدي رأيه الفقهي في المسألة بترجيح ما يراه‬ ‫صوابا من الأقوال‪ ،‬أو يكتفي بإيراد قول مذهب الإباضيةش وأحيانا أحرى لا يذكر‬ ‫ذلك‪ .‬ومن بين هذه النماذج ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬القواعد‪ :‬ج‪" :1/251-351‬فاختلف فيه (أي الماء) أيضا إذا حلته‬ ‫النجاسة و لم تغير أحد أوصافه‪ ،‬فقيل هو طاهر قليلا كان أو كنيرا‪ ،‬قوم فرقوا بين‬ ‫القليل والكثير فقالوا‪ :‬القليل ينجس والكثير لا ينجس وحد القليل منه بما دون‬ ‫بقلال دجر عند بعضهم وقيل هما مقدار خمسمائة‬ ‫القلتين وهما قربتان ونصف‬ ‫رطل‪ ،‬وحد الكثير منه بحيث يحرك طرفه فلا يتحرك الطرف الآخر وقوم لم يجدوا‬ ‫في ذلك حداء وإنما وقع التنازع في هذا لقول البي غلة‪" :‬إذا زاد الماء على قلتين لا‬ ‫يحتمل حبثا"(ث© ونميه عليه السلام الجنب أن يغتسل بالماء الدائم أو قال الراكد‪ ،‬فقيل‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق التامي‪ :‬القسم‪.1/2‬‬ ‫‪ 2‬أبو حامد الغزالي‪ :‬المنقذ من الضلال تحقيق عبد الكريم المرّاق‪ ،‬الدار التونسية للنشر ط‪9891 {3‬م‪:‬‬ ‫‪.0-18‬‬ ‫ق‬ ‫رقم ‪ .36‬مع اختلاف‬ ‫جا ‪3 7/‬‬ ‫الماء‪:‬‬ ‫ما ينجس‬ ‫باب‪:‬‬ ‫الطهارة‬ ‫كناب‬ ‫‪ -3‬أخرجه أبو داود‪ :‬الستن‬ ‫‪- 721 -‬‬ ‫لأبي هريرة‪ :‬كيف يفعل؟ قال يتناوله تناولا‪ ،‬وهذا يدل على قلته‪ ،‬ونمى أن يبول‬ ‫أحد في الماء الدائم ثم يتوضأ منه‪ 3‬الله أعلم" وهذا ملخص ما ورد في "بداية‬ ‫المجتهد«'ك‪ :‬ج‪.1/32‬‬ ‫د‪ -‬القواعد‪ :‬ج‪" :1/692-792‬في حكم صلاة الجماعة وقد اختلفوا فيه‪:‬‬ ‫فذهب بعضهم إلى أنما سنة} أو فرض كفاية وذهب آخرون إلى أما فرض متعين‬ ‫عل كل مكلف وروي هذا عن الظاهرية وذهب أصحابنا إلى أنها فرض كفاية‬ ‫قال فقهاء الأمصار وسبب التنازع اختلاف مفهوم الآثار وذلك أن قوله عليه‬ ‫السلام‪" :‬صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة" يؤدي إلى‬ ‫أن صلاة الجماعة مندوب إليهاك وأشا كمال زائد على صلاة الفذك فكأنه قال‪:‬‬ ‫صلاة الجماعة أكمل من صلاة المنفرد‪ ،‬وقوله عليه السلام لابن أم مكتوم حين‬ ‫قال‪ :‬إني ضرير شاسع الدار‪ ،‬لا قائد لي فهل لي من رخصة أصلي فيبي؟ قال عليه‬ ‫‪ 0‬وهنا‬ ‫لسلام‪ :‬هل تسمع النداء؟ قال‪ :‬نعم قال فأجب‪ 6‬وقيل قال له‪ :‬لا أجد لك رخصة‬ ‫كلنص في وجومماء والله أعلم' ويقابل فلك ما ورد في "بداية المجتهد"‪ :‬ج‪.1/631‬‬ ‫‪ 3‬القواعد‪ :‬ج‪" :1/892-992‬فيمن أولى بالإمامة الفقيه أو القارئ؟ فروي‬ ‫عن بعضهم أن الفقيه أولى‪ ،‬وهذا مروي عن الشافعي ومالك‪ ،‬وقيل القارئ أولى‬ ‫وهو مروي عن أبي حنيفة وسبب الخلاف قوله علقة‪" :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب‬ ‫اركه"() الحديث‪ ،‬فمن فهم من الأقرإ أنه الأفقه‪ .‬قال‪ :‬الفقيه أولى لأن الحاجة إلى‬ ‫الصيغة‪" :‬إذا كان الماء قلتين لم نحمل الخبث"‪.‬‬ ‫‪ -2‬محمد بن أحمد بن رشد القرطي‪ :‬بداية المجتهد واية للقتصد‪ ،‬صحَحها نخبة من العلماء دار اشريفةش‬ ‫‪90‬ه_‪!989/‬م‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب الإمامة والجماعة باب‪ :‬فضل صلاة الجماعة‪ :‬ج‪ 1/1320‬رقم‪.916 :‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه الحاكم في المستدرك‪ :‬كتاب الإمامة وصلاة الجماعة باب‪ :‬التأمين‪ :‬ج‪ 1/5730‬رقم‪.309 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب المساجد ومواضع الصلاة} باب‪ :‬من أحق بالإمامة‪ :‬ج‪ ،1/564‬رقم‪.376 :‬‬ ‫‪ 821 -‬۔‬ ‫الفقه ماسة من الحاجة إلى القراءة‪ ،‬وأيضا فإن الأقرأ مانلصحابة هو الأفقه مخالف‬ ‫لما عليه الناس اليوم وأما أبو حنيفة فحمل الحديث على ظاهره فأوجب إمامة‬ ‫القارئ و الله اعلم 'وذلك ملخص ما ورد فيى "بداية المجتهد"‪ :‬ج‪.1 1/93‬‬ ‫‪ 4‬القواعد‪ :‬ج‪" :1/242‬فصل في ستر العورة في الصلاة وغيرها وهذا‬ ‫الفصل ينقسم إلى قسمين أحدهما في ستر العورة والثاني فيما يجزئ من اللباس في‬ ‫الصلاة القسم الأول في حد العورة وحكم سترها‪ :‬اجتمعت الأمة على أن ستر‬ ‫العورة فرض بإطلاق© واختلفوا في الصلاة‪ ،‬هل ستر العورة شرط في صحتها أم‬ ‫لا؟ فذهب جمهور أهل العلم من أصحابنا وغيرهم إلى أنما شرط في صحة الصلاة‪.‬‬ ‫وذهب بعضهم إلى أنما من سنن الصلاة وروي هذا عن مذهب مالك والله أعلم‪.‬‬ ‫وسبب التنازع هل الأمر الوارد من قوله تعالى‪ :‬فخذوا زينتكم عند كل‬ ‫مسجدها" يحمل على الوجوب أم الندب‪ ،‬فمذهب الجمهور كما قدمنا أنه‬ ‫محمول على الوجوب وقالوا لأن الآية نزلت في أهل الشرك يطوفون بالبيت عراة‬ ‫فدل على أن المراد به ستر العورة ومن حمل الأمر على الندب قال المراد به الزينة‬ ‫الظاهرة ‪ 9‬أعلم" ويقابل ذلك ما ورد في بداية المجتهد"‪ :‬ج‪.1/011‬‬ ‫ا‪-‬لقواعد‪ :‬ج‪" :2/191-291‬فيما يجزئ وما لا يجزئ من الضحايا‪ :‬أما‬ ‫ما ل يجزئ فقد أجمع العلماء على أنه لا يجزئ في الضحايا أربع‪ :‬العوراء البين‬ ‫عورها‪ ،‬العرجاء البين عرجها‪ ،‬والمريضة البين مرضها‪ ،‬والعجفاء اليي لا تنقى لثبوت‬ ‫هذا فيى الحديث عن رسول الله عيله وأجمعوا علنى أن ما كان من هذه الأربعة‬ ‫خفيفا لا تأثير له قي منع الإجزاء‪ ،‬واختلفوا قي موضعين‪" :‬الموضع الأول" فيما كان‬ ‫من العيوب أشد من هذه الأربعة المنصوص عليها في السنة مثل العمى‪ ،‬وقطع‬ ‫الساق‪ ،‬وأشباه ذلك‪" .‬الموضع الثاني" فيما كان مساويا في إفادة النقصان مثل ما‬ ‫كان من العيوب في الأذن‪ ،‬والعين‪ ،‬والضرس» وغير ذلك من الأعضاء و لم يكن‬ ‫‪ -1‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.13 :‬‬ ‫‪ 921‬۔‬ ‫يسيرا" وهو ملحص ما ورد في "بداية المجتهد"‪ :‬ج‪.1/714‬‬ ‫‪ 6‬القواعد ج‪" :2/411‬وزعم ابن رشد من فقهاء قومنا أنهم أجمعوا على أن‬ ‫من دخل في الحج والعمرة تطوعاء ثم أفسده أن عليه القضاء‪ ،‬وأنهم أجمعوا على من‬ ‫خرج من صلاة التطوع أنه ليس عليه القضاء فتردد الصوم بين الصلاة والحج" فمن‬ ‫شبهه بالحج قال عليه القضاء ومن شبهه بالصلاة قال لا قضاء عليه‪ ،‬والصحيح‬ ‫عندنا أن كل تطوع أفسده بعد الدخول فيه أن عليه قضاءه‪ ،‬وسبب الخلاف أيضا‬ ‫احتلاف الأحاديث في ذلك" ويقابل ذلك في "بداية المجتهد"‪ :‬ج‪.1/103‬‬ ‫‪ 7‬القواعد‪ :‬ج‪" :2/851‬المسألة الثالثة ي إقامة الحج بعرفة وغيرها‪ ،‬وذكر‬ ‫ابن رشد من فقهاء قومنا أن الناس أجمعوا على إقامة الحج للسلطان الأعظم أو لمن‬ ‫يقيمه} وأنه يصلي وراءه برا كان أو فاجرا أو مبتدئا وأن السنة أن يأتي المسجد‬ ‫بعرفة يوم عرفة فإذا زالت الشمس خطب الناس وجمع بين الظهر والعصر©‬ ‫واختلفوا قي وقت أذان المؤذن" وهو ما ورد في "بداية المجتهد"‪ :‬ج‪.1/533‬‬ ‫هكذا نلمس أن الجيطالي قد تأثر تأثرا واضحا بطريقة ابن رشد في وضع‬ ‫اللقذمات‪ ،‬وترتيب المسائل الفقهية على نسق منطقي من غير إغراق في‬ ‫التمريعات‪ ،‬وفي رة فروع المسائل إلى أصولها‪ ،‬وفي المقارنة بين مذاهب فقهاء‬ ‫الأمصار بأسلوب علمي هادئ مع تحرير محل التزاع بينهم‪.‬‬ ‫يعد ابن رشد رائد المذهب العقلي في الفكر الإسلامي‪ ،‬ومن دعاة التوفيق بين‬ ‫صريح العقل‪ ،‬وصحيح النقل إذ إن الشرع لا يناهض العقل مطلقا لذا نحد للقياس والنظر‬ ‫حضورا قويا في مناقشته مسائل الفقه‪ ،‬وعند الترجيح وهو ما تأئر به الجيطالي في كتابه‬ ‫القواعد‪ ،‬إذ لم يكن الجيطالي فقيها ظاهريا تحجبه حروف النص عن إدراك معاي التشريع‬ ‫بل كان يعمل النظر في حاله المغ له‪ 5‬ويعضّده بما صم في النقل ومن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬يقول الحيطالي‪" :‬قيل وما حد الغن؟ قال خمسون درهما‪ ،‬أو عدلها ذهبا‪3‬‬ ‫‪ 031-‬۔‬ ‫وروي عن الحسن البصري أنه قال من له أربعون درهما فهو غي وبه قال أبوعبيدة‬ ‫وأظن حجتهم قوله لله‪" :‬من سأل ومعه أوقية فقد سأل الناس إلحافا'«"" والأوقية‬ ‫أربعون درهما‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬من له مال يؤدي عنه الزكاة فلا يأخذ الصدقة إلا إذا‬ ‫كان مديانا لقول البي عبق‪" :‬أمرت أن آخذها من أغنيائكم"« الحديث وبه يقول‬ ‫أبو حنيفة وقال بعض أصحابنا من لم يكن له مال يكفيه هو وعياله نفقتهم‬ ‫وكسوتمم إلى الحول فهو فقير‪ ،‬يأخذ الصّدقة} فهذا هو الذي يوجبه النظر ويشهد‬ ‫بصحته الخير ‪"".‬‬ ‫‪ -‬ويقول أيضا‪" :‬لقد اختلف الناس فيما يجوز به التيمم فذهب بعض‬ ‫أصحابنا إلى إجازته بغير التراب من أجزاء الأرض وافقهم على ذلك مالك بن‬ ‫أنس‪ ،‬وذهب آخرون إلى جوازها بالرمل والنورة‪ ،‬والزرنيخ‪ ،‬وما أشبه ذلك"‬ ‫وذهب بعض أصحابنا إلى أن التيمم لا يجوز إلا بالتراب الطيب وبه قال أبو محمّد‬ ‫عبد الله بن بركة‪ 5‬ووافقهم على ذلك النتافعي‪ ،‬وهذا هو الذي يوجبه النظر‬ ‫عندي لقول الرسول تلة‪" :‬جعلت لي الأرض مسنجدا وتراها طهور" متفق‬ ‫عله۔‪)5(«" .‬‬ ‫وبالتالي يظهر أن الميطالي استفاد من المنهج الرّشدي في عرض الفقه‪ ،‬وتائر‬ ‫الدكتور‬ ‫رأي‬ ‫الطريقة حسب‬ ‫أخذ هذه‬ ‫بدوره‬ ‫رشد‬ ‫ابن‬ ‫كما أن‬ ‫عناصره‬ ‫بأبرز‬ ‫(مع‬ ‫ا‪ -‬أخرجه ابن حبان في ه ۔حرحه‪ :‬كتاب الشركاء‪ ،‬باب‪ :‬المسألة والأخذ‪ :‬ج‪ 8/48‬‏‪ ١‬ا رقم؛ ‪.0‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫اختلاف في اللفظ)‬ ‫‪ 2-‬الصنعاني‪ :‬سبل السلام‪ :‬جج‪.2',182‬‬ ‫‪ -3‬الجيطالي ‪ :‬قواعد الإسلام تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬ج‪.2/74‬‬ ‫‪ 4‬هو أبو محمد عبد الله بن عمد بن بركة البهلوي العماي‪ ،‬عالم فقيه عاش في لماية القرن الرابع‬ ‫المجري‪ .‬ر‪.‬ابن بركة‪ :‬الجائع تحقيق عيسى يبى البارويي‪ :‬وزارة التراث القومي عمان (د‪.‬ت)!‬ ‫مقدمة المحقق‪ :‬ج‪.1/01‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ ،‬تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬ج‪.1/491‬‬ ‫‪- 131 -‬‬ ‫عمار طالي عن جده الفقيه رت ‪025‬ه‪6211/-‬م) الذي يرى‪" :‬أن العالم على‬ ‫الحقيقة هو العالم بالأصول والفروع‪ ،‬لا من عني بحفظ الفرو ع؛ و لم يتحقق بمعرفة‬ ‫الأصول إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول"‪ "".‬ويذهب الدكتور العبيدي‬ ‫إلى أن ابن رشد لم يتأثر بجده بل كان في أسلوبه ومنهجه أرقى من جده بكثير‬ ‫فقد استثمر ابن رشد الحفيد ثقافته الفلسفية في الفقه وسلك في كتابه بداية المجتهد‬ ‫منهج الفلسفة في المقارنة والنقد والتعليل(“‬ ‫وتحدر الإشارة إلى أن الحيالي اعتمد في كتابه القواعد على مصادر فقهية‬ ‫أخرى‪ ،‬ويذكر ذلك في خاتمة الكتاب يقول‪" :‬فأنشد الله من قرأ كتابي هذاء وفهم‬ ‫مضمون ما أودعناه من علوم العبادات» وما ضمناه من الحقوق والأدبيات أنه إذا‬ ‫اطلع فيه على خطاك أو زلل أن يحسن الظن بنا» ويسد الخلل لأننا جمعناه من كتب‬ ‫مختلفة} وذكرنا بعض اختلاف علماء الأمة‪«".‬ث‬ ‫خلاصة القول‬ ‫إن مرجعية فكر الجحيطالي هي مرجعيّة أصيلة متفتحة فلم يعجز قطً عن‬ ‫الاطلاع على الثروة العلمية الرية التي توارثتها الأجيال‪ ،‬والنظر فيها وفحصها‪.‬‬ ‫وإن اقتباسه عن غيره من العلماء من مختلف المذاهب أمر يشرف! ويدل على تحرره‬ ‫الفكري؛ وصدق نواياه في البحث عن الحقيقة التي ينشدهاء وعزمه على تقريب‬ ‫شقق الخلاف بين المذاهب‪ ،‬وذلك بعرض آرائها ودراستها عساه أن يخقف من‬ ‫اشذة التحيّر الفكري" ومن ضيق التعصب المذي الي ائسم به عصره‪ .‬يقرل‬ ‫الدكتور عمرو النامي واصفا كتابات الجحيطالي‪" :‬فكان في جميع ما يكتب داعي‬ ‫‪ -1‬عمار طالي‪ :‬الفقه والفقهاء في ميزانية العقلانية الرّشدية} بحلة ابن رشد مارينور للنشر‪8991 ،‬م‪:‬‬ ‫عدد ‏‪.99/١‬‬ ‫‪ 2‬حمادي العبيدي‪ :‬ابن رشد وعلوم الشريعة‪ ,‬دار الفكر العربي؛ بيروت؛ طا؛ ‪.94 :1991‬‬ ‫‪ - 3‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام تصحيح وتعلبن بكلي‪ :‬ج‪.2/972‬‬ ‫‪- 231‬‬ ‫ألفة وعحبة‪ ،‬وسفير قرب وموةة وهو في كل ذلك الحامل الأمين لمذهبه يعرض‬ ‫وبيان‪ ،‬ويبرزه ناصعا جلا لا تشوبه البدعة‪ ،‬ولا تغبشه‬ ‫وضوح‬ ‫أقواله‪ 3‬وآراءه ق‬ ‫الضلالة "")‬ ‫ختاما لهذا المبحث أقول‪ :‬ليس القصد من هذه الدراسة لمرجعيّة فكر الجيطالي‬ ‫فللجيطالى شخصيته العلمية إنما أردت بذلك أن‬ ‫تحريده من كل أصالة وإبداع‬ ‫أنبت أن مجيئه في عصر بلغ فيه الإنتاج المعرفي عند المسلمين قمة التراكم اضطره ذلك‬ ‫إلى الإلمام بمعظم جوانبه فصار رجلا موسوعيّاس عريض الاطلاع لكنه يتميز عن غيره‬ ‫بمنهجه العلمي الخاص أثناء التحليل والنقد وعند التركيب والعرض‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات؛ مقدارة المحقق‪ :‬القسم[‪.61/‬‬ ‫‪- 331 -‬‬ ‫النصل الثالث‬ ‫الإلميان‬ ‫البحث الأرل‪ :‬البرهان على وجود الله تعالى‪.‬‬ ‫البحث الثان‪ :‬وحدالية الله تعالى‪.‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬صفات الله تعالى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الحث ا لاول‬ ‫وجود لله تعال‬ ‫البرماز علر‬ ‫شرع الإنسان منذ أقدم العصور في البحث عن إثبات وجود الله فمنهم من‬ ‫والحيرة‪.‬‬ ‫عقله عن ذلك فضل قي متاهات الشرك‬ ‫اهتدى إليه ومنهم من عجز‬ ‫ويرى أحد الباحثين‪" :‬أن فكرة وجود الإله الحق لم تخل منها الأرض منذ صار‬ ‫الإنسان إنسانا‪ ،‬يمتاز بهذا العقل المفكر ‪©'(".‬‬ ‫وقد تسربت إلى البيئات المسلمة تصورات غريبة عن فكرة الألوهية من‬ ‫مشارب مختلفة‪ :‬يونانيةا هندية} برهميةء مسيحية شوهت من صفاء العقيدة‪ ،‬ومن‬ ‫خلوصية التوحيد وهو الباعث الذي دفع العلماء في كل عصر ولا يزالون‪ -‬إلى‬ ‫وضع البراهين القاطعة على وجود الله تعالى إقامة للحجّة على المنكرين والشكاكك‬ ‫ودعوقمم إلى الحق المبين‪.‬‬ ‫ويعد الجحيطالي من بين هؤلاء الأعلام الذين نافحوا عن العقيدة‪ ،‬وقد عاش‬ ‫في بلاد المغرب أحد الثغور ال لم تسلم من الإيديولوجيات الأجنبية ولكم‬ ‫تعرضت إلى الهجمات الصليبية مرارا‪.‬‬ ‫فما هي الطرق ال انتهجها الجخيطالي في البرهنة على وجود الله تعالى أولى‬ ‫قضايا العقيدة وكمبراها؟‬ ‫[‪ -‬ندم اخسر‪ :‬قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن‪ ،‬طرابلس بيروت (د‪.‬ت)‪.03:‬‬ ‫‪ 2‬يقول أستاذنا د‪/‬محمد هشام سلطان‪" :‬أصبحت قضية وجود الله من القضايا ال تدخل في صميم مشاكل‬ ‫العصر؛ وخاصة في عصرنا الحاضر حيث نلاحظ أن أصحاب الفكر المادي يرجعون سبب حضارة‬ ‫و تخلفها إلى الدين وذلك بدعواهم أن المجتمعات كلما آمنت بالله (الآين) كلما تخلفت‬ ‫الأمم‬ ‫والمجتمعات المتمسكة بالأديان هي أكثر المجتمعات تخلفاء وكلما ارتقت فوق الأديان كلما اقتربت من‬ ‫الحضارة" ر‪.‬محمد هشام سلطان‪ :‬العقيدة والفكر الإسلامي رحاب الجزائر ط‪8891 ،2/‬م‪.36 :‬‬ ‫‪- 531 -‬‬ ‫‪ 1‬طريق القرآن‬ ‫اعتبر الجيطالي الطريقة القرآنية في الاستدلال على وجود الله تعالى شافية‬ ‫كافية إذ ليس بعد بيان ا له بيان‪ ،‬وإن من نظر في هذه الأدلة القرآنية‪ ،‬وتأتلها‪ ،‬وأدار‬ ‫نظره على عجائب الخلق في الأرض» والسّماء‪ ،‬والحيوان‪ ،‬والتبات تحقق لديه أن هذا‬ ‫الصنع المحكم غاية الإحكام لابد له من صانع يدبره‪ ،‬وفاعل بحكمه ويقدره‪. "‘{«.‬‬ ‫ومن الآيات القرآنية التي ساقها ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬قال الله تعالى‪ :‬ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم‬ ‫أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم‬ ‫سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهماجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجّاجا لنخرج به حبا‬ ‫ونباتا وجنات ألفافاه(ث‬ ‫‪ -‬وقال سبحانه‪ :‬إن في خلق السموات والأرض واختلاف اليل والتهار‬ ‫والفلك الني تحري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحتيا به‬ ‫الأرض بعد موتما وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسّحاب المسخّر بين‬ ‫السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون»(ة‬ ‫‪ -‬وقال تعالى‪ :‬ظالم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر‬ ‫فيهن نورا وجعل النمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها‬ ‫ويخر جكم إخراجاك(ث‪6‬‬ ‫‪ -‬وقال جل جلاله‪ :‬لأفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن‬ ‫قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشعكم في مالا‬ ‫‪ - 1‬الجيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/192‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الباك الآيات‪.6-61 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.461 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة نوح الآيتان‪.51-81 :‬‬ ‫‪631‬‬ ‫تعلمون ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم‬ ‫نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون‬ ‫أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المترلون لو نشاء جعلناه‬ ‫أجاجا فلولا تشكرون أفرأيتم النار الت تورون أأنتم أنشأتم شجرقما أم نحن المنشئون‬ ‫)‬ ‫نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوير ه("‬ ‫أن الآيات القرآنية الدالة على وجود الله تعالى ل يتسنى لنا‬ ‫‪77‬‬ ‫فهمها فهما كاملا إلا إذا اقترن ذلك بالنظر في كتاب الكون الصامت وما يتجلى‬ ‫فيه من إبداع وإحكام وترتيب وهو ما ذهب إليه صاحب كتاب قصة الإيمان‬ ‫إذ يقول‪" :‬وأول ما يجب أن نفهمه هو كلام الله‪ ،‬وأول شيء يجب أن نفهمه من‬ ‫كلام الله هو الآيات الدالة على وجود الله وعلى أنه الخالق العليم القادر المريد‬ ‫البارئ المصور الحكيم وهذه الآيات لا تفسر على الوجه الأكمل إلا إذا اطلعنا على‬ ‫ما قي الكون من أسرار الخلق والتظام‪ ،‬والإحكام؛ والإتقان‬ ‫ويرجع الفضل الكبير إلى ابن رشده الذي كشف عن خصائص الطريقة‬ ‫القرآنية في الاستدلال على وجود الله تعالى ال تتسم بالسهولة‪ ،‬والبساطة‬ ‫والوضوح يدركها الساذج والعالم؛ ويعيها القلب‪ ،‬والعقل في آن واحد ‪.‬دون‬ ‫حاجة إلى خوض في جدل أو نقاش‪.‬‬ ‫‪ -2‬طريق الفطرة‬ ‫الفطرة هي ذلك الشعور الطبيعي الذي ينبع من أعماق الإنسان بأن فوق‬ ‫الكائنات المحدودة المتناهية كائنا غير محدود ولا متناه يهيمن على كل شيع ويدبر‬ ‫[‪ -‬سورة الواقعة‪ ،‬الآيات‪.85-37 :‬‬ ‫د‪ -‬الجيلالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/192‬‬ ‫‪ -3‬نديم الجسر‪ :‬قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن‪.242 :‬‬ ‫ب‪ -‬د‪ /‬محمد هشام سلطان‪ :‬العقيدة والفكر الإسلامي‪ 75 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪- 731 -‬‬ ‫سه بغير تعلم ولا تلقين‪ ،‬ولا اكتساب‪©"(.‬‬ ‫كل أمرك شعور يجده الإنسان في نف‬ ‫ويرى الجيطالي أن فطرة الإنسان أعظم دليل على وجود الله تعال يغنى عن‬ ‫إقامة البراهين قال الله تعالى‪ :‬لإفطرة الله الي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله‬ ‫ذلك الدين القيمه" وقال جلَ علاه‪ :‬لأني الله شك فاطر السماوات والأرض‪"(.‬‬ ‫‪ 3‬طريق العقل‬ ‫سلك الجحيطالي طريق العقل في إثبات وجود الله تعالى اقتداء بالعلماء النظار‬ ‫وإقامة للحجّة وهو مبين فيما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬د ليل الحدوث‬ ‫صاغه الجيطالي على شكل محاورة متتبعا طريقة السبر والنّقسيم في عرضه يقول‪:‬‬ ‫"قال‪ :‬فأخبرني عن الأشياء إذ زعمت أنها محدثة مصنوعة فما الدليل على حدوثها؟ قلنا‬ ‫وبالله التوفيق‪ :‬التليل على ذلك أنا نظرنا إلى ما أدركناه من الأشياء فوجدناها محتملا‬ ‫للأليف‪ ،‬والتبعيض» مفتقرا إلى مؤلف ألفه محتاجا إلى أمور تقوم به بنيته‪ ،‬فقلنا لا يخلو‬ ‫هذا الذي أدركناه من أن يكون قديما‪ ،‬أو محدثا فبطل أن يكون قديما لما شاهدناه من‬ ‫تعاقب الأعراض عليه من الحركة والسَكون‪ ،‬وسائر الأعراض حوادت\ وما لم يسبق‬ ‫الحوادث فحادث مثله‪ ،‬لأن الجسم لا ينفك منحركة أو سكون فلما ظهرت فيه‬ ‫أعلام العجز‪ ،‬والافتقار رالحدث‘\ وقضينا على ما غاب عنا بما أدركناء ل“ نه مساو له‬ ‫في علته فقلنا لا يخلو بجميعه من أحد ثلاثة أوجه‪ :‬إما أن يكون حادثا لغير محدث‪،‬‬ ‫فبطل أن يكون أحدث نفسه\ لأنه لا يخلو أن يكون أحدث نفسه قبل كونه‪ ،‬أو بعد‬ ‫‪ 1‬د‪ /‬يوسف القرضاوي‪ :‬وجود الله{ دار البعث‘ قسنطينة‪.91 :7891 ،‬‬ ‫‪ 2‬الخيطالي‪ :‬القناطر ‪ 3‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/292‬‬ ‫‪ -3‬سورة الرَّوم‪ ،‬الآية‪.03 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة إبراهيم‪ :‬الآية‪.01 :‬‬ ‫‪ 831 -‬۔‬ ‫قلت‬ ‫وإن‬ ‫ولا غيره‬ ‫نفسه‬ ‫والمعدوم لا يحدث‬ ‫قبل كونه فهو معدوم‬ ‫قلت‬ ‫فإن‬ ‫كونه‬ ‫بعد كونه فقد فرغ من تكوينه‪ ،‬فبطل أن يكون الحدث و لم يفعله أحد لاستحالة‬ ‫وجود الفعل ولا فاعل له‪ ،‬والكتابة ولا كاتب لا‪ ،‬ولأن العالم كله على ثلاثة أشياء‪:‬‬ ‫فلو ابجتمعت الحيوانات العاقلة على‬ ‫وموات‪.‬‬ ‫وجماد‬ ‫غير عاقل‬ ‫وحيوان‬ ‫عاقل‬ ‫حيوان‬ ‫إنزال قطرة‪ ،‬أو إنشاء ذرة لعجزوا فإذا عجز الحيوان العاقل فغير العاقل أعجز فإذا‬ ‫عجز العاقل‪ ،‬وغير العاقل‪ ،‬فالحماد أبعد وأبعد فلما بطل هذان الوجخهان‪ ،‬لم يبق إلا أن‬ ‫له محدثا أحدثه‪ ،‬وخالقا خلقه"'"‬ ‫ويمكن أن نلحص هذا الدليل في التقاط الآتية‪:‬‬ ‫‪ -‬إثبات حدوث العالم لاتصافه بأعراض الحدوث‪ :‬الحركة} السَكون©‬ ‫لم يسبق‬ ‫الافتراق‪ ...‬وما لا يخلو من الحوادث فهو حادت‘ وما‬ ‫الاجتماع‬ ‫الحوادث فحادث مثله‪.‬‬ ‫‪ -‬إبطال أن يكون هذا العالم حادثا لغير محدث (مستحيل عقلا)‪.‬‬ ‫‪ -‬إبطال أن يحدث الشيء نفسه‪.‬‬ ‫إثبات أن للعالم الحادث محدثا وخالقا هو الله جل جلاله‪.‬‬ ‫دليل العلية‬ ‫ب‬ ‫إنَ احتياج الأثر إلى مؤثر‪ ،‬والمعلول للى علة من القضايا البديهية الي تسم بما‬ ‫الفطر والعقول‪ ،‬يقول المفكر الاسكتلندي لانج‪" :‬كل إنسان يحمل في نفسه (فكرة‬ ‫العليّة) وأن هذه الفكرة كافية لتكوين العقيدة بأن مة آلهة! صانعة! خالقة للكون ت‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪45/‬و‪.‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬آل ياسين‪ :‬الله بين الفطرة والدليل المكتب العالمي‪ ،‬بيروت طك{ ‪9791‬م‪ .5 :‬وإن كان للسلم يدين‬ ‫بإله واحد خالق للكون يستحق العبادة لا بآلهة عديدة كما يقول المفكر‪.‬‬ ‫‪ 931‬۔‬ ‫فدليل العلية من أشهر الأدلة على وجود الله‪٬‬‏ ويرى العقاد آنه من أقدم‬ ‫البراهين وأقواها على الإقنا عه" وقد نطقت به فطرة الأعرابي قديما‪ :‬إن البعرة تدل‬ ‫على البعير‪ ،‬وأثر الأقدام يدل على المسير‪ ،‬أفسماء ذات أبراج‪ ،‬وأرض ذات فجاج‬ ‫لا يدلان على اللطيف الخبير؟‬ ‫ويذكر الجيطالي أن فطرة العقول قد انطبقت أن الحادث لا يستغيي في‬ ‫حدوثه عن حدث يحدثه‪ ,‬ويقول‪" :‬بطل أن يكون الحدت‘ و لم يفعله أحد‬ ‫لاستحالة وجود الفعل ولا فاعل لهإ والكتابة لا كاتب ها‪ ".‬كما قد نفى‬ ‫الجيطالي تصور المصنوعات بنفسها لعجزها الواضح فافتقار الحادث إلى محدث من‬ ‫المدركات الضّرورية‪ ،‬وبين ذلك في العبارة‪" :‬فإذا علم بدليل العقل أن الصنعة لا‬ ‫تقوم بذاتما إلا بصانع صنعهاء وحكيم يخترعها علم أن النطفة لا تتصور بنفسها‬ ‫يدا» ورجل وكلاما‪ ،‬وعقلا‪ ،‬فلو اجتمعت الحيوانات العاقلة على أن يردوا إلى‬ ‫الجسد بعد تصويره إصبعا واحدا بعد زواله فضلا عن إنشائه لعجزوا‪ 3‬فإذا عجز‬ ‫الحيوان الذي يتأتى منه العقل والتمييز فغير العاقل أعجز‪ ،‬فإذا عجز الحيوان غير‬ ‫العاقل فالجامد الذي بمترلة الموات أبعد وأبعد‪ ،‬فإذا ثبت ما ذكرناه بصورة العقل‬ ‫صع أن المصنوعات لا تتصور بنفسها‪ ،‬ولا تقوم بذاتما لكن بقدرة مُكون‬ ‫الكائنات‪ ،‬وخالق الأرض والسموات‪".‬‬ ‫وقد أكدت البحوث العلمية ذلك فأثبتت أن الكون ليس خالق نفسه‪،‬‬ ‫وبالتالي لم يكن أزليا بل له موجد أوجده‪ .‬وهذا ما يذكره العالم الأمريكي ادوارد‬ ‫لوثر كسيل يقؤل‪" :‬وهكذا أثبتت البحوث العلمية دون قصد أن هذا الكون بداية‬ ‫‪ 1‬عباس محمود العمَّاد‪٠‬‏ الله المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪( .‬د‪.‬ت)‪.4 :‬‬ ‫‪ 2‬الجيطالي‪ :‬القناطر‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/292‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/45‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬ج!‪71/‬و‪.‬‬ ‫‪- 041‬‬ ‫فاثبتت تلقائيا وجود الاله لأن كل شيء ذي بدابة لا يمكن أن يبتدئ بذاته‪ ،‬ولابد‬ ‫أن يحتاج إلى المحرك الأول الخالق الإله‪0«".‬‬ ‫وأنكر الجيطالي تسلسل المعلولات والعلل إلى ما لانماية لكون ذلك باطلا‬ ‫ومستحيلا عقلا لينبت أن الله تعالى قديم‪ ،‬واجب الوجود وهو صانع الأشياء‬ ‫وبارئها‪ 5‬وجمودها‪( .‬‬ ‫ج‪ -‬دليل التسخير‬ ‫التتسخير فاللغة هو التذليل‪ ،‬سفن سواخر إذا أطاعت وطاب لا الريح‪،‬‬ ‫وكل ما ذل وانقاد أو قي لك على ما تريد فقذ ستر لك‪.‬‬ ‫الجيطالي هذا الدليل بالشكل الآتي ‪" :‬إن الله سبحانه خلق الدنياك‬ ‫رو يعرض‬ ‫وحفها شهوات‪ ،‬وملأها آفات‪ ،‬وأسكنها الثقلين من عباده‪ ،‬وسترلهم كل ما في‬ ‫بلادهم أأكلا وانتفاعا‪ ،‬ولبسنا‪ ،‬واستمتاعا‪ ،‬ليبلوهم أيهم أحسن عملا وأسرعهم‬ ‫للى طاعته قبولا‪ ،‬وفعلا} وامتنالا‪©'”".‬‬ ‫والقصد‬ ‫له لينتفع به ويستمتع‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مسخر للانسان‬ ‫إن جميع ما ق الكون‬ ‫من هذا التسخير كما يشير الحيطالي ابتلاء الإنسان‪ ،‬واختبار مدى اعترافه بالله جل‬ ‫علاه وكونه الخالق المعبود الذي ييستحق الشكر وحده‪.‬‬ ‫ودليل التسخير مصدره القرآن الكرعم فقد أشارت الكثير من الآيات إلى‬ ‫والنبات ‪..‬‬ ‫والحيوان‬ ‫السماء والأرضك‬ ‫هذا الكون الفسيح ق‬ ‫ف‬ ‫مظاهره‬ ‫ا‪ -‬وحيد الدين خان‪ :‬الإسلام يتحدى تحقيق عبد الصبور شاهين‪ ،‬دار البحوث العلمية‪ .‬ط‪1891 .6‬م‪.55 :‬‬ ‫)‬ ‫‪ 0 0, : 15‬ع‬ ‫نقلا عن‪:‬‬ ‫‪ 2 .‬الحيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/292-392‬‬ ‫‪ 3‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪( .4/453‬مادة سخر)‬ ‫‪4‬ن الجيطالي ‪ :‬قواعد الإسلام! تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬حج ‪.1/2-3‬‬ ‫‪- 141 -‬‬ ‫قال الله تعالى‪ :‬للألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض‬ ‫وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى‬ ‫ولا كتاب منيركه(ا'‬ ‫وقال تعالى‪ :‬وسخر لكم ما في السماوت وما في الأرض جميعا منه إن في‬ ‫ذلك لآيات لقوم يتفكرون»هة‬ ‫وقال تعالى‪ :‬لإكذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون»ه“‬ ‫هذه بعض الأدلة ال اعتمد عليها الجيطالي في البرهان على وجود الله‬ ‫لا يدرك بالحواسك‬ ‫تعالى فهو يعتقد أن الله جل علاه "موجود بغير مشاهدة"(‬ ‫ولا بالتقليد ولا بالضرورة‪ ،‬وإنما بالنظر العقلي الذي يوصل إلى العلم الضروري‬ ‫يقول‪" :‬إنما يعرف ربنا بالآيات‪ ،‬ويثبت بالعلامات الي جعلها في كبير الخلق©‬ ‫وصغيره الدالة على ربوبيته‪ ،‬ووحدانيته"ة©‬ ‫وأما عن منهجه في سوق الأدلة فقد فضّل الطريقة القرآنية في الاستدلال‬ ‫على سائر طرق المتكلمين" والفلاسفة لبساطتهاء ووضوحها فهي تشفي علة‬ ‫المرتاب‪ ،‬وتمدي الحيران‪ .‬لكن لما كان الجدل موجها إلى الملحدين والمنكرين‬ ‫لوجود الله اضطره ذلك إلى صياغة أدلته صياغة منطقية ليتمكن من دحض باطلهم‬ ‫بوسائلهم الي يقرون بما‪.‬‬ ‫ويلاحظ أن الأدلة الت استعملها‪ :‬دليل الفطرة‪ ،‬الحدوثڵ العلية‪ ،‬التسخير‬ ‫هي أدلة تستمد أصالتها‪ ،‬وقوتما من القرآن الكريم‪ ،‬وهي مشهورة عند المسلمين إلا‬ ‫لآخر‪.‬‬ ‫أن صياغتها الشكلية قد تختلف من شخص‬ ‫‪ - 1‬سورة لقمان الآية‪.02 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الجحائية‪ ،‬الآية‪.31 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الحج الآية‪.63 :‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ - 4‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام» تحقيق بكلي‪ :‬ج‪.1/7‬‬ ‫‪ - 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/66‬و‪.‬‬ ‫‪241‬‬ ‫المبحث النا ن‬ ‫وحر ا بة ا له نغا ‪1‬‬ ‫مهيد‬ ‫أدرك الجيطالى قيمة التوحيد الخالص‪ ،‬ومكانته ي عقيدة المسلم باعتباره‬ ‫قطب الرحى الي تدور عليه شرائع الدين حيث يؤكد في شرح النونية "أن العبادة‬ ‫لا تصح إلا بالتوحيد‪ ،‬ومعرفة الله عز وجل والإيمان بهم ولما للتوحيد أيضا من‬ ‫ارتباط وثيق بالكون‪ ،‬إذ إن صلاحه متعلق بوجوده‪ ،‬وفساده مرهون بانتفائه‪ ،‬فقد‬ ‫أولى الحيطالي لقضية التوحيد ‪ -‬شأن علماء الإسلام = اهتماما بالغا فبسط القول‬ ‫قي مؤلفاته يوضح حقيقتها} ويبرز أبعادها العملية‪ ،‬ويرد على مناوئيها الذين لا‬ ‫يخلو منهم زمان ولا مكانك مقتديا بالرسل الكرام الذين جعل ا له مفتاح دعوة كل‬ ‫منهم "لا إله إلا الله" يقول تعالى‪ :‬لوما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه‬ ‫أنه لا اله إلا أنا فاعبدو نه( فما هي حقيقة التوحيد عند الجيطالي؟ وكيف استدل‬ ‫على إثبات صفة الوحدانية لله تعالى؟‬ ‫‪ -1‬حقيقة التوحيد‬ ‫مم‬ ‫مه‬ ‫هه‬ ‫عرف الجحيطالي التوحيد بعبارات وإن اختلفت في ألفاظها إلا أنما تشكل النظرة‬ ‫الشاملة لمدلول‪ :‬التوحيد الى بجمع بين التصور النظري والسلوك العملي الذي يستلزمه‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/84‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬انظر على سبيل المنال‪ :‬قناطر الخيرات القنطرة الثانية "قنطرة الإيمان وسائر قواعد الاعتقاد والتوحيد"‪3‬‬ ‫قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ 1/7‬ومابعدها‪ .‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/844‬و‪ ،‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأنبياء الآية‪.52:‬‬ ‫‪- 341-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يقول فى القواعد‪" :‬أما التوحيد فمعناه إفراد الرب سبحانه عن الخلق» وجميع‬ ‫("‬ ‫معانيهم‪ 5‬وترك التسوية بينه وبين العباد قي جميع أفعالهم! وصفاقمم‬ ‫ويعرفه بصيغة أخرى‪" :‬هو إثبات الواحد جل جلاله‪ ،‬ونفي ما سواه من إله‪3‬‬ ‫أو شريك أو ولي‪ .‬أو طاغوت‘ فلكل ما يعبد سوى الله يجب نفيه والكفر به‬ ‫والتبرؤ منها( هكذا يتضح أن التوحيد عند الحيطالي هو إثبات© ونفي‪ :‬إثبات‬ ‫لوحدانية الذات‪ ،‬والصفات‘ والأفعال‪ ،‬ونفي التسوية‪ ،‬والشريك والشبيه عنه‪3‬‬ ‫كما يجب الكفر‪ ،‬والتبرؤ العملي من كل شريك أو ولي‪ ،‬أو طاغوت‪. . .‬‬ ‫ونلاحظ أن التعريف الثاني للتوحيد لم يكن مبتكرا من لدن الحيطالي بل‬ ‫نجده بنفس الصيغة عند المهدي ابن تومرت وأبي يعقوب الوارجلاينه“ مما يدل‬ ‫على تأثره بهما‪.‬‬ ‫يحلل الجيطالي معين الواحد في صفة ا له عز وجل على أربعة معان(" هي‪:‬‬ ‫واحد في الذات‪ :‬أي أن ذاته ليست بذات جسم فيوصف بالتجزئة والانعداد‪.‬‬ ‫واحد فى الصفة أي ليس أحد غيره يوصف بصفاته من الألوهية‬ ‫والربوبية والعلم والقدرة وسائر الصفات‪.‬‬ ‫واحد في الفعل‪ :‬أي لا أحد يفعل كفعله من خلق الخلق وإرسال الرسل‬ ‫وإنزال الكتب© وسائر أفعاله عز وجل‪.‬‬ ‫واحد في العبادة‪ :‬أي لا يستحق العبادة إلا هوك قال الله تعالى‪ :‬لإفإياي‬ ‫فاعبدون»({‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج!‪ 330/‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/523‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/133‬‬ ‫‪ 3‬عبد الجيد النجار‪ :‬المهدي بن تومرت\ حياته وآراؤه الفكرية} دار الغرب الإسلامي‪ ،‬ط! ‪.302-402 :3891‬‬ ‫‪ 4‬أبويعقوب الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.3/233‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪9/‬مو‪.‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة العنكبوت\ الآية‪.65 :‬‬ ‫‪ 441 -‬۔‬ ‫ويبين الجيطالي ما يجب على العبد أن يعتقده في له عز وجل وجوبا وإثباتا»‬ ‫وما يجب أن يعتقده نفيا واستحالة‪ ،‬وهو من مقتضيات التوحيد وكل ذلك‬ ‫بعبارات موجزة‪ ،‬مشحونة‪ ،‬قد يعسر على العامي إدراك معانيها يقول‪" :‬فيجب‬ ‫على العبد معرفة ربه والإيمان به نطقا باللسان‪ ،‬واعتقادا بالجنان‪ ،‬ويعقد في قلبه أن‬ ‫لا إله إلا الله واحدا‪ ،‬غير منقسم في ذاته‪ ،‬ولا معه ثان في ألوهيته» موجود بغير‬ ‫مشاهدة قدم بلا بداية أوجد منها نفسه دائم بلا ماية ينتهي إليها‪...‬وهو موجود‬ ‫على الإطلاق‪ ،‬غير مقيد بزمان ولا مخصوص بجهة ولا مكان" بل هو في كل‬ ‫مكان بلا حواية‪ ،‬ولا اجتنان‪ ،‬لا تحيط به الجهات والأقطار ولا تكيفه القول‬ ‫والأفكار منزه عن جميع الأماكن والجهات‪...‬ليس له شريك ينازعه ولا كفو‬ ‫يدافعه‪ ،‬ولا مثل يعادله‪ ،‬ولا نظير يشاكله‪ ،‬ولا وزير يؤازره‪ ،‬ولا ند حاورها ولا‬ ‫تكيفه العقول‪ ،‬ولا تمثله النفوس ولا تلحقه الأوهام والأفكار ثلا تدركه الأبصار‬ ‫وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبيره" ليس بجوهر ولا عرض ولا بذي طول‬ ‫ولا عرض ولا بذي صورة\ ولا شكل ولا هيئة‪ ،‬ولا مثل‪ ،‬بل هو الواحد الأحد‬ ‫العدل الصمد لم يلد‪ ،‬و لم يولد‪ ،‬و لم يكن له كفؤا أحد‪"...‬‬ ‫ونلاحظ أن الخيطالي بالغ في استعمال صيغ السلب والنفي أثناء تصوره‬ ‫للتوحيد الخالص ولعل سبب انتهاجه هذا الأسلوب يرجع إلى‪:‬‬ ‫‪ -‬التتريه المطلق للذات العلية من كل نقص أو تشبيه‪.‬‬ ‫‪ -‬انتشار تصورات غريبة في المجتمعات الإسلامية من مصادر يهودية‬ ‫ومسيحية‪ ،‬ويونانية‪.‬‬ ‫‪ -‬ظهور فكر التشبيه‪ ،‬والتجسيم والحلول ي البيئات الإسلامية‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.301 :‬‬ ‫ج‪.1/7-8‬‬ ‫‪2‬۔ الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪:‬‬ ‫‪541‬‬ ‫‪ -‬حاجة مصطلح التوحيد إلى ضبط مدلوله‪ ،‬وتوضيح صورته مخافة أن يقع‬ ‫وهذا الأسلوب في تصور التوحيد نحده لدى غالبية المتكلمين الذين تولوا‬ ‫الدفاع غ‪ .‬عقيدة التوحيد وتخليصها من كل شائبة شرك‪.‬‬ ‫لكن الحيطالي لم يقتصر في تعريفه التوحيد على معناه النظري الجرد كما فعل‬ ‫المتكلمون بل تطرق إلى الآثار العملية ال ينبغي أن تظهر في سلوك الموحد ليكون‬ ‫توحيده حقيقيا يقول في القناطر‪" :‬اعلم أن التوحيد لا يبقى في الشرع مطلقاء‬ ‫ولكن لابد له أن يتقيد بسبع تقييدات منها‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يكون عن يقين لا عن شك‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يكون عن إخلاص لا عن شرك‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يكون مقرونا معه العمل وإلا بطل واختل‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يصدر عن القلب واللسان جميعا‪.‬‬ ‫أن يتكلم به ابتغاء وجه الله تعالى من غير طمع في الدنيا ولا خوف من أهلها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يستصحب حاله ويثبت عليه ح يموت لا مبدلا ولا مغير"«"‘‬ ‫وقد وافق الجيطالي على التقسيم الثلائي للتوحيد الذي أورده الغزالي في‬ ‫الإحياء" حيث اعتبر أن التوحيد له قشران ولباب“‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم[‪ .723-823/‬ويعلق عند ذكر هذه التقييدات أيما قد وردت با‬ ‫الأحاديث الشريفة تركها اختصارا‪ .‬وقد أشار إلى هذه الشروط المذكورة محمد بن تومرت\ وأبو يعقوب‬ ‫ر‪ .‬ابن تومرت‪ :‬أعرً ما يطلبث تقدم وتحقيق د‪ /‬عمار طاليء المؤسسة‬ ‫الوارجلايي من قبله‪.‬‬ ‫الوطنية للكتابؤ الجزائر ‪5891‬م‪ .962 :‬الورجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.3/233‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪ .1/533-633‬ر‪ .‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪.1/74‬۔‬ ‫‪ 641‬۔‬ ‫القشر الأول‪ :‬هو أن تقول بلسانك "لا إله إلا الله" وهذا يسمى توحيدا‬ ‫مناقضا للتثليث الذي صرح به النصارى‘ ولكنه قد يصدر عن المنافق الذي يخالف‬ ‫سره جهره‪.‬‬ ‫القشر الثاني‪ :‬أن لا يكون في القلب مخالفة وإنكار لمفهوم هذا القول بل‬ ‫يشتمل ظاهر القلب على اعتقاده‪ .‬وكذلك التصديق به وهو توحيد عوام الخلق©‬ ‫والمتكلمون يحرسون هذا القشر من تشويش المبتدعة‪.‬‬ ‫الثالث وهو اللباب وذلك لا يفهمه أكثر المتكلمين فإن مفهومه لم يتصفوا به‬ ‫وهو أن يرى الأمور كلها من الله تعالى رؤية تقطع التفاته عن الوسائط والأسباب‪ ،‬فلا‬ ‫يرى الخير والشر إلا من الله جل جلاله‪ ،‬وأن يعبده عبادة يفرده بما ولا يعبد معه غير‬ ‫وهذا مقام شريف إحدى ثمراته التوكل ومن ثمراته‪ :‬ترك الشكاية إلى الخلق» وترك‬ ‫الغضب عليهم والتسليم لحكم الله جل جلاله‪.‬‬ ‫ويبين في عبارة واضحة أن "الموحد الحقيقي هو الذي لا يرى إلا الواحد‬ ‫الخالق جل جلاله ولا يوجه وجهه إلا إليه وهو امتثال قوله تعالى‪ :‬قل الل ثم‬ ‫ذرهم في خوضهم يلعبون"" وليس المراد به القول باللسان إنما اللسان ترجمان‬ ‫يصدق مرة ويكذب أخرى\ وإنما موقع نظر الله تعالى المترجم عنه هو القلب‪ ،‬وهو‬ ‫معدن التوحيد ومقر‪“("١‬‏‬ ‫من خلال ما سبق بحد أن الخيطالي حاول أن يعطي للتوحيد بعدا عمليا‬ ‫ذوقيا متأثرا بأبي حاسد الغزاي‪ ،‬وأبي يعقوب الورجلاني ليتمكن من إنزال التوحيد‬ ‫من التصور النظري الذي رسمه المتكلمون إلى واقع حياتي معيش‪ ،‬إذ لا يكفي‬ ‫يوحده عمليا‪ .‬وهذه الرؤية الشاملة للتوحيد‬ ‫للانسان أن يعتقد أن الله واحد و‬ ‫يتفق عليها دعاة التغيير والإ؛سلاح في المجتمعات الإسلامية قديما وحديثا‪.‬‬ ‫[‪ -‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.19 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪ .1/733,‬ر‪ .‬الغزالي" الإحياء‪ :‬ج‪.1/74-84‬‬ ‫‪741‬‬ ‫وبما أنه معلوم أن الأشياء لا تتميز إلا بأضدادها لذلك لا يمكن أن نتصور‬ ‫حقيقة التوحيد دون تصور حقيقة الشرك لكوفمما معنيين متضايفين‪ ،‬وهذا ما دعا‬ ‫إليه الجيطالي في قوله‪" :‬علينا أن نعلم أن الشرك مساواة الله بغيره لأن معرفة الشرك‬ ‫توحيد وجهله شرك‪ ،‬ومن عرف التوحيد عرف الشرك‪ ،‬وكذلك الشرك من‬ ‫عرفه فقد عرف التوحيد" ويرى أن العلم بالوحدانية "يين على نفي التشريك‪،‬‬ ‫والتشريك على ثلائة‪ :‬الاتصال والانفصال والحلول‬ ‫هذه نظرة الجخيطالي إلى حقيقة التوحيد في جانبيها النظري والعملي‪ .‬وإذا‬ ‫كانت كلمة الترحيد هي ما يجب على كل بالغ سليم العقل أن يعتقدها بقلبه‬ ‫ويقر بما بلسانه فقد وقف الجخيطالي عند مسألة لها ارتباط بخصائص بيئته الثقافية‬ ‫وهي‪ :‬اللغة الق تؤذى بما كلمة التوحيد وأوضح رأيه فيها‪.‬‬ ‫‪ -2‬كلمة التوحيد واللغة التي تؤةى بما‬ ‫بحكم كون أغلبية المجتمعات المغربية أمازيغية اللسان‪ ،‬فقد أثيرت هذه‬ ‫المسألة‪ :‬بأية لغة تؤدى كلمة التوحيد؟ وهل يجوز أن تؤدى بغير اللغة العربية؟‬ ‫ذكر الجيطالي قولين في المسألة‘“‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬زعم البعض أله يجب على الإنسان أن بأني بجملة التوحيد كلها‬ ‫هذا القول لصاحب‬ ‫باللغة العربيةك فإن ترك منها شيء فلا يجزيه‪ .‬وقد وجدت‬ ‫السؤالات يقول‪" :‬من قال الله واحد بالبربرية‪ 5‬فلا يقال إنه أتى على جميع الوصف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪05/‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم!‪ .921/‬سيان الحديث عن أقسام الشرلد ووجوهه في الفصل السادس‪,‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح اللونية‪ :‬جا‪62/‬ر‪.‬‬ ‫‪ 4‬يراد مصطلح "جملة التوحيد" في المصادر الإباضية هو إقرار العبد بالشهادتين؛ وأن ما جاء به رسول الله‬ ‫تل من الأحكام والشريعة هو الحق‪.‬‬ ‫‪- 841‬‬ ‫بصفاته عر وجل وإن قال الله واحد بالعربية فقد أتى على جميع الرصف بصفاته”“‬ ‫الثاني‪ :‬وقد حكي عن أبي الربيع سليمان بن يخلف أنه قال‪ :‬يجزيه إذا أتى‬ ‫بما بأي لغة شاء‪.‬‬ ‫وقد اختار الجيطالي القول الثاني ورجَّحه لكونه هو "اللائق برأفة الله عر‬ ‫وجل والأول إلى التنطع أقرب"(‬ ‫وعلى حسب اطلاعي يبدو أن إباضية المغرب تفرّدوا بالنظر في هذه المسألة‬ ‫ودراستها‪ ،‬وفي هذا دلالة على ارتباط علم الكلام بالواقع الاجتماعيئ‪ ،‬وإمكانية‬ ‫حدد مسائله حسب البينات‪.‬‬ ‫‪ 3‬براهين الوحدانية‬ ‫استدل الجيطالي على إثبات الوحدانية لله تعالى بأدلة من القرآن والسنة‬ ‫والعقل نوردها فيما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬من القرآن‬ ‫تضمنت معظم سور القرآن موضوع التوحيد ومن الآيات الي استدل بم‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬فإنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولده‬ ‫وقال تعائى‪« :‬فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلالمه«©“‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لذلك بأن ا له هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل“(“‬ ‫‪ 1‬أبو عمرو عثمان بن خنيفة السوف‪ :‬السّؤالات‪ .201 :‬ومن تشتده أيضا قوله‪" :‬يجب على العبد أن يعلم‬ ‫سبعة أسامي بالعربية‪ :‬الله‪٬‬‏ جبريل‪ ،‬آدم‪ ،‬محمدا الحنة} النار‪ ،‬القرآن‪ ".‬ر‪ .‬المصدر نفسه‪.881 :‬‬ ‫‪ 2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج(‪62/‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬المصدر تفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج}‪94/‬ظ‪ .‬القناطر ‪ :‬القسم‪/١‬‏ ‪.133‬‬ ‫‪ 5‬سورة النساء الآية‪.!17 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة يونس الآية‪.23 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الحج الآية‪.26 :‬‬ ‫‪941‬‬ ‫من السنة‬ ‫ب۔‬ ‫استدل بما يأق<‘"‪:‬‬ ‫‪ -‬الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال‪ :‬جاء‬ ‫أعرابي إلى البي عيله فقال‪ :‬علمن من غرائب العلم قال‪" :‬وما صنعت في رأس‬ ‫العلم حت تسأل عن غرائبه"‪ 5‬قال‪ :‬وما رأس العلم؟ قال‪" :‬معرفة الله حق معرفته"‬ ‫قال‪ :‬وما معرفة الله حق معرفته؟ قال‪" :‬أن تعرفه بلا مثل" ولا ند‪ ،‬واحدا‪ ،‬أحداء‬ ‫ظاهرا‪ ،‬باطنا‪ ،‬أولا» آخرا‪ ،‬لا كفؤ له‪ ،‬فذلك معرفة الله حق معرفته"‬ ‫‪ -‬وقوله للة‪" :‬بن الإسلام على حمسة على أن يوحد الله‪©"...‬‬ ‫ء ""ا(‪)4‬‬ ‫ف‪ :‬ق التليبة‪" :‬لبيك لا شريك‬ ‫‪ -‬وقوله‬ ‫ج‪ -‬من العقل‬ ‫أثبت الحيطالي وحدانية الله تعالى بأدلة عقلية اجتهد في بنائها وصياغتها‬ ‫صياغة منطقية محكمة نعرض بعضا منها فيما يلي‪:‬‬ ‫دليل التمانع‪ :‬اعتمد عليه المتكلمون في إثبات الوحدانية وإن اختلفوا في طرق‬ ‫صياغته‪ .‬وقد أشار الجيطالي إلى فكرته بإيجاز يقول‪" :‬الدليل على أن الله واحد من‬ ‫القياس إبطال الاتفاق في الصنع من اثنين‪ ،‬وقيل اتصال التدبير وقوام الصنعة قال‬ ‫تعالى‪ :‬هلو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا»ه وقال‪ :‬لوما كان معه من إله إذا‬ ‫[‪ -‬الجحيطالي؛ شرح النونية‪ :‬ج!‪94/‬ظ‪ .‬القناطر‪ :‬القسم‪.33 1/1‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه الربيع بن حبيب‪ :‬الخامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/412‬رقم‪.628 :‬‬ ‫‪ -3‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب الإيمان‪ ،‬باب‪ :‬بيان أركان الإسلام ج‪ 1/540‬رقم‪.61:‬‬ ‫‪ 4‬اخرجه البخاري‪ :‬كتاب الحج؛ باب‪ :‬التلبية‪ :‬ج‪2/16‬ك‪ 0‬رقم‪.4741 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنبياء‪ 5‬الآية‪.22 :‬‬ ‫‪ 051-‬۔‬ ‫مر""( وحد صورة هذا الدليل‬ ‫لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض‬ ‫‪(3‬‬ ‫عند أبي عمرو عثمان بن خليفة السوقي‬ ‫دليل نفي التشبيه‪ :‬يرى الجخيطالي أن التشبيه يقوم على ثلانة‪ :‬التقييد‬ ‫التغير والتحيز©‬ ‫وبعبارة أخرى‪:‬‬ ‫بالزمان‪ ،‬والتقييد بالمكان والتقييد بالجنس‬ ‫والتأليف‪ .‬وقد نفى التشبيه عن الله تعالى مطلقا لينبت له الوحدانية‪ ،‬ويصيغ هذا‬ ‫الدليل كالآتي‪" :‬فحقيقة المعرفة بالله تعالى أن تعلم أن الأشياء لا تشبهه من جميع‬ ‫الجهات في فعل ولا اسم ولا صفة‪ ،‬ولا ذات لأنه لو أشبه شيئا من الأشياء ولو‬ ‫المكلف أن‬ ‫ق أقل القليل لدخل عليه العجز من تلك الصفة فلهذا أو جب على‬ ‫وينفي عنه شبه‬ ‫ويصفه يما يليق به من الصفات‬ ‫الوحدانية لله تعال‬ ‫حقيقة‬ ‫يعر ف‬ ‫الأشياء من جميع الجهات\ وإن اتفقت الأسماء في اللفظ فليعلم أن تلك المعاني مختلفة‬ ‫نظير ذلك أن الله قديم لم يزل‪ ،‬وعالم لا يجهل‪ ،‬ويقال لبعض الخلق قسيم‪ ،‬وعالم‬ ‫ويختلف المعێ لأن تأويل قول القائل‪:‬‬ ‫فيتفق اللفظان‘{‬ ‫ولا تجهل‬ ‫يزل‬ ‫ولا يقال‬ ‫السنين‬ ‫بعدد‬ ‫القلسم إنما يعي‬ ‫والإنسان‬ ‫لوجوده‬ ‫ولا أول‬ ‫غير بد‬ ‫من‬ ‫اي‬ ‫الله قلم‬ ‫علم‬ ‫إما أخبر عن‬ ‫وكذلك قوله‪ :‬فلان عا‬ ‫وقد كان له بدء وأول‪،‬‬ ‫والأوقات‬ ‫فالفصل بين معاني هذه‬ ‫وهو مع ذلك جامل بأكثر الأشياء‬ ‫استفاده بعد جهل‬ ‫الأسماء أنك تقول‪ :‬الله قسم لم يزل‪ ،‬ولا يزال‪ ،‬ولا يجوز ذلك في غيره‪ .‬وتقول عالم‬ ‫لا يجهل‪ ،‬وقدير لا يعجز وكذلك جميع الصفات على هذا الحال لأن الله تعالى‬ ‫لهل تعلم له سمياي(‪)6‬‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫وهو السميع البصير ك(‬ ‫شي‬ ‫ليس كمثله‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫[‪ -‬سورة المؤمنون‪ ،‬الآية‪.19 :‬‬ ‫‪ 2‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/94‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬أبو عمرو عثمان السوف‪ :‬السؤالات‪.501 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬القناطر‪ :‬القسم‪.1/921‬‬ ‫‪ 5‬سورة الشورىڵ الآية‪.11 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة مري‪ ،‬الآية‪.56 :‬‬ ‫‪151‬‬ ‫وقال‪ :‬فل}و لم يكن له كفؤا أحدگه("" فثبت بدليل الشرع وشاهد العقل أن الله لا‬ ‫يشبهه شيء من الأشياء في اسم ولا صفة ولا ذات ولا فعل‪.‬‬ ‫دليل نفي الغيرية‪ :‬صاغه كالآتي‪" :‬أخبرني عن خالق الأشياء أواحد هو أم‬ ‫اثنان؟ قيل له‪ ،‬إن محدث الأشياء واحد ليس له ثان‪ ،‬فلو كان معه غيره لكان لا‬ ‫يخلو كل واحد منهما أن يكون يقدر أن يفني صاحبه‪ ،‬أو لا يقدر‪ ،‬فإن كان كل‬ ‫واحد منهما قادرا على إفناء صاحبه كانا ضعيفين جميعا‪ ،‬إذ كل واحد مقدور‬ ‫لصاحبه‪ ،‬مقهور ذليل‪ ،‬والذليل المقهور لا يكون إلها وإن كان كل واحد منهما غير‬ ‫قادر على صاحبه فغير القادر عاجز والعاجز لا يكون إلها‪ ،‬فإن كان أحدهما قادرا‬ ‫على صاحبه‘ قاهرا له‪ ،‬فالقاهر والقادر هو الإله‪ ،‬والمقهور الذي تحري عليه قدرة‬ ‫القادر هو مخلوق© وذليل مقهور‪.‬‬ ‫دليل نفي التحيز والتجزؤ‪ :‬يعرض هذا الدليل بالصورة الآتية‪" :‬فإن قال‬ ‫فإذا ثبت أنه واحد‪ .‬فما معن قولك واحد؟ أهو كما يقال للجوهر إنه واحد وإن‬ ‫كان أجزاء متفرقة؟ تعالى الله عن ذلك‪ .‬فإن قال كما يقال للأشياء المجتمعة حيكة‬ ‫واحدة قيل له‪ :‬لاش فإن قال كما يقال للجوهر الواحد في عينه واجتماعه‪ .‬قيل له‪:‬‬ ‫لا فإن قال فما معن قولك الله واحد إذا أبيت عن هذه المعان؟ قيل له‪ :‬معن قولنا‬ ‫أي الله واحد‪ ،‬لا واحد الأشياء الن شاهدنا‪ ،‬وذلك إنا شاهدنا الواحد من الأشياء‬ ‫على ضربين‪ :‬إما واحد في اسمه‪ ،‬متحيز في معناه‪ ،‬أعلام التدبير فيه ظاهرة‪ ،‬أو يكون‬ ‫واحدا في عينه ولو كان أقل قليلا لكان محتملا للصنعة لأنه لا يخلو من أن يكون‬ ‫محاطا به متحركا أو ساكنا يحتمل أن يضم إليه أمثاله ذا جهات مختلفات‪ ،‬فنفينا‬ ‫عن الله عز وجل أن يكون واحدا في اسمه متجزئا في معناه‪ ،‬لأن المتجحزئ متفاضل‬ ‫‪ -1‬سررة الإخلاص الآية‪.4 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬القواعد‪ :‬ج‪ .1/33-43‬القناطر‪ :‬القسم‪.1/523-623‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/45‬ظ‪5 ،‬كو‪.‬‬ ‫‪251‬‬ ‫الأجزاء بعضها أفضل من بعض فيدخل عليه النقص في الأجزاء المفضولة فما كان‬ ‫ناقصا غير تام فليس بإله فأثبتناه واحدا في صفاتها واحدا في فعله‘ أي لا ذات‬ ‫كذاته ولا أحد يوصف بصفاته‪ ،‬ولا أحد يفعل كفعله "( "‬ ‫دايل نفي التعدد‪ :‬وقد صاغه على النحو الآتي‪" :‬فإن قال قائل ما حجة من‬ ‫زعم أن الآلة اثنان أو ثلائة فصاعدا؟ قيل له‪ :‬لا يخلو الاثنان فصاعدا من أن يكونوا‬ ‫تي القدرة سواء} فيخلق كل واخد منهما خلقا على حدة} ولا يستطيع منع صاحبه‬ ‫على ما خلق‪ ،‬فإن كانوا كذلك فقد صاروا كلهم مقهورين‪ ،‬غير مستطيعين بخلق‬ ‫ما يريدون فمن كان هكذا فهو عاجز ليس بإله فإن كانوا في القما۔رة سواى‪ ،‬فقد‬ ‫اصطلحوا جميعا على الخلق قيل له‪ :‬ليس أحد يطلب الصلح إلا لجر منفعة أو لدفع‬ ‫مضرة فهم كلهم محتاجون‪ ،‬والمحتاج إلى غيره لا يكون إلها والله تعالى لا يحتاج إلى‬ ‫أحد فهو الغنى الحميدر"‪)2‬‬ ‫خلاصة القول‬ ‫يتضح لنا مما مضى أن الجحيطالي قد بذل جهده في رصد الأدلة ال تثبت‬ ‫وحدانية الله تعالى‪ ،‬وتنفي عنه التساوي بغيره‪ 3‬وقد عوّل على الأدلة العقلية وسلك‬ ‫قي عرضها طريقة "السؤال والخواب" معتمدا على الحجج المنطقية ليتمكن من الرد‬ ‫يستخدمو فا ‪.‬‬ ‫المنكرين بنفس الآليات والأساليب الى‬ ‫على دعاوى‬ ‫وما يلاحظ‪ .‬على الأدلة العقلية الو ساقها التقارب في فكرقما الرئيسة‪ ،‬وفي‬ ‫منهج عرضها كما أنما تبقى حججا موجهة إلى طبقة خاصة من الناس دون‬ ‫عامتهم نظرا للتعقيد الوارد في أساليبها‪.‬‬ ‫[‪ -‬الخحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬جا‪5/‬كو‪.‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/94‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 351 -‬۔‬ ‫وأبدى فيها وجهة‬ ‫بعض المسائل المتعلقة بالتوحيد( ‪.‬‬ ‫الجيطالىي ق‬ ‫وقد خاض‬ ‫نظره منها‪ :‬هل التوحيد اكتساب أم اضطرار‪ .‬وهل هو فعل العبد أم فعل الله؟ وما‬ ‫يفعل التوحيد في الإنسان القلب أم اللسان؟ وهل خصال التوحيد تزداد وتنقص؟‬ ‫وبماذا يثبت التوحيد لأهله؟ وما هي دار التوحيد؟ وغيرها من المسائل الي قد يبدو‬ ‫البحث فيها في عصرنا غير ذي نفع إلا أننا لو نزلناها في محيطها الفكري لأدركنا‬ ‫وضبطوا‬ ‫جوانبه‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫التوحيد‬ ‫‪2‬‬ ‫أحاطوا‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫الجيطالي‬ ‫أن‬ ‫جحزئياته ليسدوا جميع المنافذ ق وجه الشاكين والمنكرين‪.‬‬ ‫[‪ -‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪5/‬كو‪.‬‬ ‫‪- 451‬‬ ‫الحث الثالث‬ ‫صفات الله تعال‬ ‫اتفقت الأمة الإسلامية على مبدا عقدي هام وهو أن الله تعالى يوصف‬ ‫بصفات الكمال ويه عن صفات النقص لكن ما إن أثيرت بعض الإشكاليات‬ ‫المتعلقة موضوع الصفات(" ‪ 5‬كعلاقة الذات بالصّفات‪ ،‬والشبه بين صفات الله‬ ‫وصفات الانسان‪ ،‬وغيرها من مسائل الكلام الن خاض فيها المسلمون حتى تفرقوا‬ ‫مذاهب ذات اتجاهات مختلفة‪ :‬اتجاه التأويل وانجاه التفويض والتسليم‪ ،‬واتجاه‬ ‫التشبيه والتجسيم‪.‬‬ ‫كان الجيطالي من أنصار التأويل الي يتوافق مع قوانين اللغة وأحكام‬ ‫العقل‪ ،‬ودافعه إلى ذلك تتريه الباري جل ثناؤه من النقص والمشابمةء ووصفه بما‬ ‫يليق بجلال ملكه‪ 3‬وعظيم سلطانه‪.‬‬ ‫وقد تناول أبرز المشكلات المثارة في موضوع الصفات الإلهيةء وحاول‬ ‫عرضها بأسلوب تحليلي لا يخلو من نزعة جدلية‪.‬‬ ‫فلنبدأ الحديث بتعريف الجخيطالي للصّفة وأقسامها‪.‬‬ ‫‪ 1‬تعريف الصفة‬ ‫حلاه ‪ .‬الرصف المصدر‬ ‫وصفة‪:‬‬ ‫وصفا‬ ‫وعليه‬ ‫لك‪.‬‬ ‫الشيء‬ ‫وصف‬ ‫اللغة‪:‬‬ ‫ق‬ ‫والسواد ‪ .‬أما التحويون فليسوا يريدون بالصفة هذا لأن الصفة‬ ‫والصفة الجلية كالعلم‪3‬‬ ‫عندهم هي النعت‘ والتعت هو اسم الفاعل نحو ضارب\ واسم مفعول نحو مضروب ‪(2‬‬ ‫أ‪ -‬مصدر داخلي (الآيات والأحاديث الموهمة لتشبيه)‪.‬‬ ‫‪ -1‬مصدر إثارتما يتمثل في‪:‬‬ ‫ب‪ -‬مص‬ ‫در أجني (اللاهوت المسيحي وأهل الكتاب عموما‪ ،‬والفلسفة اليرنانية‪)...‬‬ ‫‪ 2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪( .9/653-753‬مادة وصف)‬ ‫‪ 551 -‬۔‬ ‫بن الجيطالي مدلول الصفة هو ما بان به الشيء من غيره فإذا ذكر الواصف‬ ‫صفة الشيء فقد أبانه عن غيره من الأشياء بصفانه التمي ذكرها"‪ .‬وأكد أن الصّفة‬ ‫للموصوف كما أن الوصف للواصفة“"‪ .‬ورة على من قال إن الصفة هي‬ ‫الوصف منتهجا طريق الإلزام في قوله‪" :‬ألا ترى أن لو كان ذلك كما قالوا أليس‬ ‫تكون الأشياء كلها موجودة قائمة من غير صفة حتى يكون الوصف لما من‬ ‫الواصفين فهذا ثما ييطل وجود الأشياء بصفاتما في أعيامما فيكون الأبيض ليس‬ ‫نأبيض حتى يقال فيه‪ :‬إنه أبيض والجار لا يكون حارا حتى يقال إنه كذلك‬ ‫وكذلك البارد لا يكون موصوفا الردة حنى يقال فيه‪ :‬إنه بارد‪ ،‬والمتحرك غير‬ ‫موصوف بالحركة‪ ،‬ولا موجود بما حتى يقال‪ :‬إنه كذلك وكذلك السكون‬ ‫والألوان بأسرها أيضا‪...‬ففي هذا إبطال وجود الأشياء فلما صح هذا ثبت أن‬ ‫صفات الأشياء هي حقائقها ال لا توجد إلا بما‪ ،‬وبطل القول بأن صفات الأشياء‬ ‫هو ما يوجد من وصف الواصفين لها‪ .‬ألا ترى أنه لو لم يوصف الواصفف أكان‬ ‫جائزا أن تكون الأشياء موجودة بغير صفة من الصّفات‪ ،‬ولا حقيقة من الحقائق‬ ‫وهذا قد بان فساده جدا‪(" .‬‬ ‫أقسام الصفات‬ ‫‪2‬‬ ‫أورد الجيطالي تقسيم إباضية المشرق للصفات الإلهية وهي على ثلائة أقسام‪:‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪601/‬ظ‪ .‬ويعرفها أبو عمار هي‪" :‬ما بان به الشيء من غيره على ما هو به في‬ ‫‪ .‬ذاته ونفسه‪ ،‬وصفه الواصفون أو لم يصفوه" ر‪.‬أبو عمار عبد الكاني‪ :‬الموجز تحقيق د‪/‬عمَار طالي‪:‬‬ ‫ج‪.2/081‬‬ ‫ث‬ ‫ار‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪/‬‬ ‫‪ -‬الوصف‪ :‬هو قول الواصف©‪ ،‬وهو ذكر الصفة! الموصوف‪ :‬المستحق للصّفة‪ .‬ر‪ .‬المصدر نفسه‪:‬‬ ‫ج!‪1/401‬و‪601-‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/601‬ظ‪701/‬و‪ .‬وهو ما ذهب إليه أبو عمار عبد الكاني في الموجز‪ :‬تحقيق‬ ‫د‪/‬عمَار طالي‪ :‬ج‪.2/081-181‬‬ ‫‪ 651‬۔‬ ‫أ‪ -‬صفات الذات التي لم يزل ربنا موصوفا بما في الأزل والحال كالقدم؛‬ ‫والحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة والإرادة‪ ،‬والكلام‪ ،‬والسّمع‪ ،‬والبصر والعرّة» وغيرها‪3‬‬ ‫وكل صفة تنفي عن الله ضدها فهي صفة ذات‪!(.‬‬ ‫ب۔ صفات الفعل وهي كل صفة تنبت وضتها في الوجود فهي من‬ ‫صفات الفعل كقوله‪ :‬يعطي‪ ،‬ويمنع ينيب‪ ،‬ويعاقب‪.‬‬ ‫ج‪ -‬صفات مشتركة} وهي كل صفة تحتمل معنيين مثل صادق على نفي‬ ‫الكذب صفة ذات‘ وصادق خبر بالصّدق صفة فعل‪ .‬وكذلك سميع على نفي‬ ‫الصّمم صفة ذاتڵ وبمعين يقبل الدعاء صفة فعل‪.‬‬ ‫ويرى الجعبيري أن هذا التقسيم هو أكثر التقسيمات( دقة ووضوحا وشمولاث‪.‬‬ ‫و يذكر الجخيطالى أن صفات الله تعالى كلها ذاتية لأنه يسمى قبل الخلق‬ ‫وبالتالي فهي قديمة أزلية‪ .‬وإن كان في هذه المسألة‬ ‫خالقا‪ ،‬رازقاء ساخط‬ ‫خلاف‪ ،‬حيث اختلفت آراء الإباضية في صفات الأفعال هل هي قديمة أو حادثة ؟‬ ‫فذهب إباضية المغرب إلى أنها قديمة أزلية[ فالله قبل الخلق والرزق يوصف‬ ‫بأنه خالق‪ ،‬رازق على معين سيخلق وسيرزق‪ .‬ووافقهم على ذلك الماتريدي"‪.‬‬ ‫وأما إباضية المشرق فيرون أن صفات الفعل حادثة فالله قبل الخلق‪ ،‬والرزق لا‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/39‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ -‬صفات ذاتية‪ .‬وصفات فعلية‪.‬‬ ‫‪ 4‬التقسيمات الأخرى عند الإباضية هي‪:‬‬ ‫‪ -‬صفات ذاتية‪ .‬وصفات فعلية‪ .‬وصفات مشتركة‪.‬‬ ‫‪ -‬صفات واجبةء وصفات مستحيلة وصفات جائزة‪.‬‬ ‫‪ 5‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.1/942‬‬ ‫‪ 6‬الجيطاليى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/29‬ظ{ ‪49‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬أبو عذبة‪ :‬الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية‪ 5‬تحقيق عبد الرحمن عميرة عالم الكتبؤ بيروت‪،‬‬ ‫طا‪9891 ،‬م‪.36-46 :‬‬ ‫‪- 751 -‬‬ ‫يكون خالقا رازقا» ووافقهم على ذلك الأشعري("‪ .‬قال البدر التلاو(‪" :‬هذا ما‬ ‫يؤخذ من كلام المشارقة على أن صفات الأفعال حادثة عندهم والذي عليه‬ ‫المغاربة أن صفات الله كلها قديمة أزلية لأنه يقال الله تعالى خالق في الأزل على‬ ‫معين سيخلق ورازق في الأزل على معين سيرزق‪ ،‬وهكذا"‪.‬ث‬ ‫وقد دار الحوار بين علماء الإباضية في هذه المسألة الخلافية إلآ أنه لم يخل من‬ ‫عبارات التعنيف والتفسيق التي قد ينجم عنها تفريق في صفوف المسلمين‪ .‬يقول‬ ‫الشيخ يونس بن أبي زكرياء‘‪" :6‬من قال لا يجوز على الله خالق ولا رازق في الأزل‬ ‫فهو كافر منافق»ومن قال ليس بخالق ولا رازق فهو مشرك وكذا في سائرها أشبه ما‬ ‫ذكرنا" واعترض الرستاقي على هذه الفكرة بقوله‪" :‬ولا يجوز أن يقال‪ :‬لم يزل‬ ‫بارئا» ومصورا‪ ،‬ورازقا» وخالقا وما كان من صفات الأفعال لأن ذلك يوجب قدم‬ ‫الفعل في الأزل والله سبحانه وتعالى لم يزل ولاشيء معه ثم أحدث الأشياء"‪.‬‬ ‫ويرة الجيطالي في شرح النونية على المشارقة مبيّنا أن الله تعالى يقول في كتابه‪:‬‬ ‫‪ 1‬أبو عذبة‪ :‬الروضة البهية فيما يين الأشاعرة والماتريدية‪ .‬تحقيق عبد الرحمن عميرة‪.36-46 :‬‬ ‫‪ -2‬عمرو بن رمضان اللائي الجربي (ت‪7811‬ه‪3771/‬م) عالم جربي" له مؤلفات عديدة منها‪ :‬شرح قصيدة‬ ‫ر‪ .‬محمد محفوظ‪ :‬تراجم المؤلفين التونسيين‪ :‬ج‪ .1/242‬جمعية التراث‪:‬‬ ‫التونية لأبي نصر وديوان شعر‪.‬‬ ‫معجم أعلام الإباضية‪ :‬ج‪ 3/3660‬ترجمة‪ .786 :‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪ 1/061‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 3‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول تحقيق عبد الرحمن عميرة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت طا‪9891 ،‬م‪ :‬ج‪.1/343‬‬ ‫‪ 4‬يونس بن فصيل بن أبي مسور (ق‪5‬ه‪11/‬م) أخذ العلم عن أبيه فصيل في الجخامع الكبير بجربة‪ ،‬نشط‬ ‫في تأسيس نظام الحلقة مع أبي عبد اللة محمد بن أبي بكر رت‪044‬ه_‪9401/‬م) وكان من أعضاء‬ ‫الحلقة‪ .‬ر‪.‬الجعبيري‪ :‬نظام العرًابة‪.691 :‬‬ ‫‪ 5‬الجخعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.1/742‬‬ ‫‪ 6‬حميس بن سعيد بن علي بن سعود الشقصي الرَستاقي من إباضية عمان (ق‪01-11‬ه‪61-71/‬م)‪.‬‬ ‫ر‪.‬الرّستاقي‪ :‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ ،‬تحقيق الحارثي‪ ،‬ط‪.‬عيسى البابي الحليء القاهرة! ‪9791‬م‪:‬‬ ‫مقدمة المحقق‪ :‬ج!‪.1/8‬‬ ‫‪ 7‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.1/742‬‬ ‫‪ 851 -‬۔‬ ‫إن ربك هو الخلاق العليممهه" ومثل هذا في كتاب الله كثير‪ ،‬وليس في الخبر دليل‬ ‫على الفرز ها بين صفات الذات وأسمائها‪ 3‬وصفات الفعل وأسمائه‪ ،‬فقوله "العليم"‬ ‫خبر الخلق و لم يستوجب الصّفة بخلق الخلق فلو كان كذلك لم تحب له الصّفة حتى‬ ‫يخلق ولا يقال له خالق لما لم يخلق بعد‪ ،‬وقد أخبرنا الله عر وجل في كتابه أنه فعال‬ ‫ما يريدمه لما لم يفعل‪ ،‬فقال‪ :‬لأفعال لما يريده «إخالق كلَ شيءه فدخل في‬ ‫فعال ‪ 1‬يريده كما يستند‬ ‫هذا المعين ما خلق‪ ،‬وما لم يخلق‪ ،‬وكذلك قوله‪:‬‬ ‫الجيطالى إلى اللغة الق تحيز ذلك قال الله تعالى لنبيه‪ :‬وإنك ميت وإنهم مّتون“(‘)‬ ‫وكذلك يسمون من أراد الخروج خارجا ومن أراد الحج حابًّاإ©‬ ‫ويبدو جليا أن الخلاف بين الفريقين خلاف معنوي‪ ،‬لا لفظي كما ذهب‬ ‫لا ذلك الجعبيري فالمغاربة يقولون بقدم الصّفة لا قدم متعلقاتما في المخلوقات‪،‬‬ ‫وأما المشارقة فيقولون بحدوثها باعتبار متعلقاتما إذ يلزم عندهم من حدوث المكون‬ ‫حدوث التكوين‪.‬‬ ‫‪ 3‬إثبات الصفقات الذاتية‬ ‫استدل الجحيطالى على إثبات الصفات الذاتية لله تعالى كالحياة والعلم‬ ‫والقدرة‪ ،‬والإرادة‪ ،‬والكلام‪ ،‬والسّمع‪ ،‬والبصر وسائرها بأدلة عقلية منطقية وهي‬ ‫بالتفصيل فيما يأتي‪:‬‬ ‫ا‪ -‬سورة الحجر الآية‪'` .68 :‬‬ ‫`‬ ‫‪ -2‬سورة هود الآية‪.701 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الرعد الآية‪ .61 :‬لتل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار مه‬ ‫‪ -4‬سورة المر الآية‪.03 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/801‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.1/842‬‬ ‫‪ 951‬۔‬ ‫أ‪ -‬الحياة‬ ‫هي صفة ا له عرً وجل لم يزل موصوفا بما‪ ،‬ومع ا له حي إثبات أنه ليس‬ ‫عيت ولا يموت والدليل على حياته تصرفه في الحدث بالاإنشاء والإعادة‪3‬‬ ‫والإفنايء والإبادة} والنقص والريادة لأن الأموات استحالت منهم الأفعال‪ .‬وعن‬ ‫علاقة صفة لحياة بالذات يرى الجحيطالي أن الله حي بذاته لا يقال بحياة لثلآً يوهم‬ ‫الغيرية} ولا بغير حياة لئلا يوهم تناقض القو ل‪‘(.‬‬ ‫ب العلم‬ ‫صفة لله تعالى في ذاته على نفي الجهل وقد استدل الجيطالي على إثبات‬ ‫العلم بطريقين هما‪:‬‬ ‫ونظام‬ ‫بديع‬ ‫من إتقان‬ ‫الكون‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫نشاهده‬ ‫ما‬ ‫‪-‬‬ ‫الأرض‬ ‫ق‬ ‫عجيب‬ ‫دليل على‬ ‫وتدبير قوس‬ ‫عظيم‬ ‫والحيوانات وتركيب‬ ‫والجماد‬ ‫والأشجار‬ ‫والسموات‬ ‫أن صانعها عالم بما قبل تكوينها إذ لا تأتي صنعة تمن لم يتقدم له بكيفيتها‪_ :‬‬ ‫‪ -‬دليل السبر والتقسيم‪" :‬قال قائل ما التليل على أنه لم يزل عالما قيل له لا‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪.59/‬‬ ‫=‪ -‬أنارت مسألة "علاقه الصفات بالذات" جدل المتكلمين والفلاسفة فتبايينت أقوالهم وهي على أربعة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬صفات الله تعالى هي عين ذاته‪ .‬وليست مستقلة عنه‪ ،‬وهذا قول المعترلة والإباضية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إنها قائمة بالذات ولكنها ليست هي الذات ولا هي غيرها بل زائدة عليها وهو رأي الأشعرية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إن الصفات مستندة في ثبوتما والعلم بما إلى أحوال وراء الذات أي أن هناك أحوالا‬ ‫أو معاني من أجلها اتصفت الذات بالعلمإ والقدرة} والحياة‪ .‬ولا تعلم هذه‬ ‫الصفات إلا مع التات وبالدّات وهو رآي أبي هاشم الخبائي‪.‬‬ ‫د‪ -‬يرى الفلاسفة أن هذه الأوصاف ليست ثبوتية وإلا أدى إلى الكثرة في ذاته‪ ،‬والكثرة‬ ‫دالة على الإمكان وقد ثبت أنه واجب الوجود‪.‬‬ ‫وهناك فريق من العلماء المتقدمين والمتأخرين اختار عدم الخوض في هذه المسائل لأنها خارجة ع نطاق‬ ‫العقل‪ ،‬فالعلم مما لا ينفع والجهل بما لا يضر كما أن ذات الله فوق الإدراك‪.‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/59‬و‪-‬ظ‪.‬‬ ‫‪- -061‬‬ ‫يعدو أن يكون إنما كان عالما بنفسه أو معن غيره‪ ،‬فإن كان بمعن غيره فلا يخلو‬ ‫ذلك المعين من أن يكون قديما معه أو محدثا أحدثه‪ ،‬فإن كان قديما فهو أولى‬ ‫بالألوهية لكونه محتاجا إليه تعالى الله عن ذلك علرًا كبيرا‪ ،‬وإن كان محدثا أحدثه‬ ‫فلا يخلو من أن يكون أحدثه لنفسه وهو يعلمه أو لا يعلمه} وإن كان لا يعلمه‬ ‫فالجاهل لا يحدث شيئا‪ ،‬وإن كان يعلمه فلاب لذلك العلم من عالم يعلمه به& ولابد‬ ‫للعالم من علم فيتحصّل ذلك إلى ما لا غاية} فلما فسد هذا صح آنه لم يزل عالما‬ ‫بنفسه وبذاته لا بعلم هو معێ غيره‪".‬‬ ‫ج‪ -‬القدرة‬ ‫وهي صفة لله عر وجل في ذاته لم يزل موصوفا بما في الأزل والحخال‪ ،‬ولقد‬ ‫استدل على إثباتما بطريقين هما‪:‬‬ ‫_ ما وجد من هذه الصنعة دت على صانعها‪ ،‬والفعل لا يصدر إلا عن قوة وإلا‬ ‫فالقوي والمن واحد‪ 6‬والقدرة هي السلطة على الفعل‪ ،‬وهو ما يراه محمد عبده في‬ ‫رسالة التوحيد يقول‪" :‬مما كان الواجب هو مبدع الكائنات على مقتضى علمه وإرادته‬ ‫فلا ريب يكون قادرا بالبداهة لأن فعل العالم المريد فيما علم وأراد إنما يكون بسلطة له‬ ‫على الفعل ولا معن للقدرة إلا هذا السلطان‪“(" .‬‬ ‫‪ -‬دليل المنبر والتقسيم‪ :‬ويعرضه بالكل الآي‪" :‬فإن قال ما التليل لم يزل‬ ‫قادرا؟ قيل له‪ :‬من قبل أنه لا يخلو أن يكون قادرا بنفسه‪ ،‬أو معن غيره‪ ،‬فإن كان‬ ‫قادرا معن غيره فلا يخلو ذلك المعين أن يكون قديما معه‪ ،‬أو محدثا‪ ،‬فإن كان قديما‬ ‫فهو أولى بالرّبوبّة لكونه محتاجا إليه فإن كان محدثا أحدثه فلا يخلو أن يكون أحدثه‬ ‫وهو يقدر عليه‪ ،‬أو لا يقدر عليه فإن كان لا يقدر عليه فهو عاجز لا يحدث‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/59‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/89‬و‪.‬‬ ‫‪ 6891‬م‪.36 :‬‬ ‫‪.6‬‬‫‪ -3‬محمد عبده‪ :‬رسالة التوحيد دار إحياء العلوم‪ ،‬بيروت ط‬ ‫‪- 161 -‬‬ ‫شيئا‪ ،‬وإن أحدثه وهو يقدر عليه فما القدرة ال قدر بما عليه؟ فإن كان بقدرة‬ ‫غيره لتصل ذلك إلى ما لا نماية له‪ ،‬فلما فسد صم أنه قادر بنفسه‪".‬‬ ‫ويتفق الجيطالي مع المتكلمين أن جميع الصفات تنضم إلى القدرة وليس‬ ‫المع في ذلك أن يضموا صفة إلى صفة‘ إنما أرادوا أن صفة القدرة تنفي جميع‬ ‫العيوب لا‪ً١‬‏ كل ما ينفى بصفة من الصّفات فقد ينفى بالقدرة} والجهل منفي‬ ‫بالعلم وهو عجز والعجز منفي بالقدرة‪ ،‬وكذلك الصمم والعمى ينفيان بالسمع‬ ‫والبصر‪ ،‬والصّمم والعمى عجز والعجز ينفى بالقدرة‪ ،‬وكذلك جميع الصفات‪(.‬‬ ‫د‪ -‬الإرادة‬ ‫هي صفة لله عر وجل في ذاته ينفى بما الاستكراه‪ ،‬فالله عرً وجل مريد لم‬ ‫يزل‪ ،‬وليست الإرادة فعلا من أفعال الله كما ذهب قوم من المعتزلة بل هي صفة‬ ‫ذات عند الجيطالى ث‬ ‫أبطل الجحيطالي مقالة الجهمية أن تكون إرادة الله هي المراد إذ لو‪ .‬كانت‬ ‫الإرادة هي المراد‪ ،‬كان العلم هو المعلوم‪ ،‬والقدرة هي المقدور عليه‪ ،‬والعرّة هي‬ ‫المعتز عليه وهذا فاسد جحدًا({‬ ‫وأما عن الفرق بين الإرادة والمشيئة في صفة الله عرً وجل فهما يمعن وا حدك‬ ‫وهو نفي الاستكراه عنه عر وجل‪.‬‬ ‫وأما في اللغة فعبارة الإرادة أوسع بحالا من عبارة المشيئة يقولون‪ :‬أردت الله‬ ‫عز وجل بمذا الفعل على معن التقرب إليه‪ ،‬ولا يقال‪ :‬شئت إليه‪ ،‬ويقال‪ :‬أردت‬ ‫فلانا معن قصدته‪ ،‬ولا يقال‪ :‬شتته‪© .‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ ،‬ج‪1/89‬و القناطر‪ :‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/892‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/89‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج!‪99/‬ر‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬ج!‪99/‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/99‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 261 -‬۔‬ ‫والإرادة والمشيئة من صفات القادر لأن من صفات القادر إذا شاء أن يكون‬ ‫شيء كان‪ ،‬وإذا شاء أن لا يكون لم يكن‪ .‬كما أن من صفات العاجز إذا شاء أن‬ ‫يكون شيع فلا يكون‪ ،‬وإذا شاء أن لا يكون كان فهذا مغلوب\ والأول غالب‪©ُ"(.‬‬ ‫وقد تطرق الجيطالي إلى مسائل جزئية متعلقة بصفة الإرادة منها‪:‬‬ ‫هل أراد الله موت الأنبياء والرسل وذهاب الصًالحين؟‬ ‫هل يقال أراد الله نفسه؟‬ ‫نه‪. .‬‬ ‫هل أراد الله أن يكون الشيء قبل كونك أو أراده بعد كونه أو أراده حال كو‬ ‫ولقد أجاب على هذه الإشكاليات المثارة سالكا أسلوب الحوار في العرض‬ ‫(إن قال‪..‬قيل)‬ ‫ه‪ -‬الكلام‬ ‫اتفق المسلمون أن الله تعالى متكلم‪ .‬وأن القرآن الكرم كلامه تعالى‪ ،‬لكرَ‬ ‫اختلافهم في مسألة حدوث القرآن وقدمه أثار جدلا عنيفا يين المذاهب تجاوز حد‬ ‫المناظرة باللسان إلى المناجزة بالستنان} والاقتتال يين أتباع الكتاب السماوي الواحد الذي‬ ‫يدعو قارئيه إلى الاعتصام بحبل الله تعالى‪ ،‬ونبذ التفريق‪.‬‬ ‫وإننا لنشك في أن توجد أياد دخيلة اندسّت في صفوف المسلمين تريد أن‬ ‫تجعل من كتاب ا له (القرآن) سببا في نزاع أهله ومدعاة لتفريق صف المسلمين‬ ‫كلما سنحت الفرصة كما فعلت قبل ذلك في حادثة رفع المصاحف على السيوف‬ ‫في وقعة صفين سنة (‪ 73‬هب)‪ ،‬وفي محنة خلق القرآن عام (‪ 812‬ه) الي اكتوى‬ ‫بنارها كثير من علماء المسلمين وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل" يقول الشيخ‬ ‫الخليلي متحدثا عن هذه المحنة‪" :‬وقد أشعل نار هذه الفتنة بعض الدخلاء في الأمّة‬ ‫_‬ ‫‪-_-‬‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/99‬ظ‪.‬‬ ‫نفسه وما بعدها‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ 361 -‬۔‬ ‫الذين تقمّصوا الإسلام لحاجات في نفوسهم أرادوا قضاءهاك أهمها إذكاء نار الفتنة‬ ‫يين طوائف الأمةء وتقسيمها يل شيع وأحزاب فكل حزب بما لديهم فرحونه"‬ ‫ولعل على رأس هؤلاء أبا شاكر الديصاين الذي قيل عنه إنه يهودي تظاهر‬ ‫بالإسلام"‪)2‬‬ ‫الكلامية‬ ‫المعضلة‬ ‫هذه‬ ‫شأن‬ ‫فيما بينهم ق‬ ‫الاختلاف‬ ‫يسلم الإباضية مزن‬ ‫فتعددت أقوالهم من أجل ذلك إلى حمسة وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬الاكتفاء بالإجمال دون تفصيل‪ :‬إن الله خالق كل شيع وما سوى الله‬ ‫و كتابه وتتريله على حمد عين‪.‬‬ ‫وإن القرآن كلام الله ووحيه‬ ‫حخلوقف‪6‬‬ ‫القرآن كلام الله وليس صفة لا فعلية ولا ذاتية‪.‬‬ ‫‪ -‬القرآن غير مخلوق‪.‬‬ ‫للقرآن مخلوق‪.‬‬ ‫‪ -‬الوقوف في القضية دون قطع عذر القائلين بالقدم أو بالخلى‪©«.‬‬ ‫فما هو الموقف الذي اختاره الجيطالي؟‬ ‫تبسيطا للإشكال‪ ،‬وتوضيحا للمسألة قسم الجيطالي كلام الله إلى وجهين‪:‬‬ ‫‪ -‬الكلام الذي هو صفة له على نفي الخرس فذلك صفة له في ذاته لم يزل‬ ‫موصوفا به‪.‬‬ ‫‪ -‬كلامه الذي هو القرآن‪ ،‬وسائر كتبه الملة فذلك فعل من أفعاله لقوله‬ ‫ا‪ -‬سورة المومنون‪ ،‬الآية‪.35 :‬‬ ‫‪ 2‬أحمد بن حمد الخليلي‪ :‬الحق التامغ؛ النهضة‪ ،‬مسقط{ عمان" ‪9891‬م‪ .501-601 :‬راجع عن محنة خلق‬ ‫القرآن‪ :‬د‪/‬مصطفى الشكعة‪ :‬إسلام بلا مذاهب الدار المصرية اللبنانية‪ .‬ط‪9891 }7‬م‪ 944 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.1/353-453‬‬ ‫۔ ‪ 461‬۔‬ ‫تعالى‪ :‬لإفأجره حت يسمع كلام الله" ولا يسمع الإنسان كلامه إلآ بأذنيه‬ ‫الله تعالى كلامه الذي هو القرآن بالتشابه‬ ‫وهذا الملسمو ع محدت&\ وقد وصف‬ ‫وأخبر آنه ق اللوح المحفوظ‪ ،‬وتي صدور الذين‬ ‫والانفصال‬ ‫والاتصال‬ ‫والتمانل‬ ‫أوتوا العلم ووصفه بالذهاب‪ ،‬والحدوت\ والترول‪ ،‬وغير ذلك من دلائل الحدث‬ ‫ومع المخلوق‪(.‬‬ ‫ويظهر من هذا التقسيم أن الجيطالي أزال الالتباس بتفريقه بين الكلام الإلهي‬ ‫وهو ما‬ ‫ذاتية قديمة كالعلم والسمع والبصر‪. .‬ويراد كا نفي الخرس‬ ‫الذي هو صفة‬ ‫وبين القرآن وسائر الكتب‬ ‫على تسميته بالكلام النفسى‪.‬‬ ‫اصطلحت الأشعرية‬ ‫المنزلة الق هي كلام حال في صدور الذين أوتوا العلم؛ تسمعه الآذان‪ ،‬وتتلوه‬ ‫و تخطه الأقلام‪ .‬هذا الكلام يضاف إلى الله على أنه فعل من أفعاله سبحانه‬ ‫الألسن‬ ‫وليس صفة ذاتية‪.‬‬ ‫حلقه‬ ‫وخلق من‬ ‫و‪ -‬السمع والبصر‬ ‫ثبت بأدلة التقل أن الله سميع بصير‪ .‬فما مدلول هاتين الصّفتين عند الجخيطالي؟‬ ‫ذكر الجحيطالي أن للسمع ثلاثة معان هي‪:‬‬ ‫‪ -‬سميع ليس بأصم؛ ولياجري عليه الصمم‪.‬‬ ‫_ سميع لا تخفى عليه الأصوات‪.‬‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫ويقول‬ ‫حجردرو"‬ ‫"سمع الله لمن‬ ‫_ سميع معن قابل‪ .‬ومنه‪:‬‬ ‫أن الله سميع ما أقول ‪( .‬أي يقبل)‪.‬‬ ‫دعوت الله حتى خلت‬ ‫‪ -1‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.6 :‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي القسم!‪ .1/992‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/001‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬الباقلايي‪ :‬الإنصاف‪ !60 :‬وما بعدهاء الإيجي‪ :‬المواقف‪.492 :‬‬ ‫‪ 561 -‬۔‬ ‫ويجوز على الله "يسمع ‪ 3‬شيء" ممعن يعلمه‪ ،‬قال الصديق فثمه‪:‬‬ ‫عن الكفر والرّحمان راء وسامع‪.‬‬ ‫يذوذوننا عن ديننا وتذوذهم‬ ‫وبين الفرق بين سمع لله وسمع الإنسان‪ ،‬هو أن الله سميع ليس بأصم‪ ،‬ولا‬ ‫يجري عليه الصمم ولا يسمع بحاسة الممع؛ وهو يسمع لم يزل ولا يزال‘‬ ‫والإنسان إنما يسمع بحاسة السمع ويجري عليه الصّمم‪.‬‬ ‫وأما البصر صفة لله عر وجل أي ليس بأعمى ومن مع البصير‪:‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪ -‬لا تخفى عليه الألوان‪.‬‬ ‫‪ -‬وبمعنى العالم قال الله تعالى‪ :‬فوالله بصير بما تعملون" أي عالم‬ ‫بأعمالكم لأن الأعمال أعراض ليست بألوان فرى‪ .‬ويجوز أبصر الألوان‪ ،‬وأبصر‬ ‫كل شيء بمعێى علم‪(2) .‬‬ ‫وقد اختلفت المدارس الكلامية في تحديد المراد من السمع والبصر‪ .‬فأمًا المعتزلة‬ ‫لبصريون فيرون أن الله تعالى سميع بصير مدرك للمدركات‪ ،‬وأن كونه مدركا صفة‬ ‫زائدة على كونه حيّاإ وأمًا المعتزلة البغداديون فذهبت أن وصفنا لله سميع بصير على‬ ‫مع أنه عالم‪ (.‬وقد اعترض الأشعري على هذا القول الأخير بقوله‪" :‬لو كان معن‬ ‫سميع بصير معنى عالم لكان كل معلوم مسموعا وإذا لم يجز ذلك بطل قونكم"‪{(.‬‬ ‫وأما الأشعرية فقد ذهبت أن السمع والبصر أمران زائدان على كونه حيا‬ ‫فلما ثبت أن الحي في الشاهد يصح أن يتصف بالسمع والبصر فكذلك الله تعالى‬ ‫ويعرضه الحوين في قوله‪" :‬إذا قد ثبت كونه حيّا‪ ،‬والحي لا يخلو عن الانتصاف‬ ‫بالسمع والبصر والكلام وأضدادها‪ .‬وأضداد هذه الصفات نقائص والرّب سبحانه‬ ‫‪(5‬‬ ‫يتقلس عن سمات القعر"‬ ‫‪ -1‬سورة الحجرات‪ ،‬الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪101/‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬عبد الحار‪ :‬شر ح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.1/701‬‬ ‫‪ 4‬الأشعري‪ :‬الإبانة في أصول الديانة دار القادري‪ ،‬بيروت ط! ح ‪1991‬م‪.27 :‬‬ ‫‪ 5‬أبو المعالي الحوين‪ :‬لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة{ تحقيق د‪ /‬فوقية حسين محمود عالم‬ ‫الكتب" بيروت‘ ط‪7891 20‬م‪.79 :‬‬ ‫‪ 661 -‬۔‬ ‫وبالمقارنة بين هذه الأقوال المتقاربة يتبين لنا أن الجيطالي سلك مسلكا‬ ‫وجحود‬ ‫حال‬ ‫تتعلقان بالإدراك‬ ‫والبصر صفتين‬ ‫السمع‬ ‫‪ 5‬فيقيا فلم يمنع أن يكون‬ ‫المسموعات والمبصرات لقوله تعالى‪ :‬لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار “ه('©‬ ‫سمع الله وسمع‬ ‫مع تأكيده على نفي المماثلة بن‬ ‫رتي لسميع الدعاء‬ ‫وقوله ‪ :‬لإن‬ ‫الإنسان وبصر الله وبصر الإنسان‪ ،‬إذ لا بحال لقياس الغائب على الشاهد‪ .‬كما أنه‬ ‫جوز أن يتعلق السمع والبصر بالعلم فالله سميع بصير كما تدل عليه الآيات القرآنية‬ ‫مبطي ان الله‬ ‫كقوله‪ :‬تواعملوا صالحا إني ما تعملون بصير هكذا أثبت‬ ‫‪1‬‬ ‫عا لم‪0‬قادر‪ ،‬مريد متكلم‪ .‬جسمميع‪ ،‬بصيرا وأن صفاته هي هو وانها غير‬ ‫تعالى حي‬ ‫غير متغايرة‪.‬‬ ‫بالذات‬ ‫قائمة‬ ‫وقد اشتمل القرآن الكريم والحديث الشريف على نصوص متشابمة كاليد‬ ‫والوجه والعين‪ ،‬والساق‪ ،‬وغير ذلك نما جعل الناس يختلفون في منهج قراعتماء‬ ‫والكرًامي‬ ‫وهل تلحق بالصفات الإلهية أم لا؟ فذهبت اللماتريدية‪ 3‬الأشعري‬ ‫‪ -1‬سورة الأنعامء الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة إبراهيم الآية‪.93 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة سبأ الآية‪.11 :‬‬ ‫‪ 4‬ر‪.‬أبو منصور الماتريدي‪ :‬شرح الفقه الأكبر المكتبة العصرية‪ ،‬بيرورت‘ (د‪.‬ت)‪.311-411 :‬‬ ‫‪ 5‬الشهرستان‪ :‬الملل والنحل تحقيق عبد العزيز محمد الوكيلء دار الفكر‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‪.211 :‬‬ ‫اختلفت الأشعرية في التعامل مع هذه الصفات فأما السلف منهم فيرون إثباتما بلا كيف كما أنهم‬ ‫أنكروا على المؤولةإ وأما الخلف منهم فقد أولوها اتبآعا لمدرسة التأويل‪ .‬ر‪.‬الأشعري‪ :‬الإبانة ني أصول‬ ‫الآيانة‪ .55-65 :‬الإيجي‪ :‬المواقف‪ )692-792 :‬الخوي‪ :‬لمع الأدلةأ تحقيق فرقية حسين محمود‪.801 :‬‬ ‫الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪.1/041-141‬‬ ‫‪ 6‬الكرَامية نسبة إلى زعيمها أبي عبد الله محمد بن كرام السجستاين الزاهد رت‪ 552‬ه‪868/‬م) وله أتباع‬ ‫ني خراسان وفلسطين‪ .‬ر‪ .‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين تحقيق محمد محي الدين‬ ‫عبد الحميد المكتبة العصرية} بيروت‘ ‪0991‬م‪ :‬ج‪ .1/322‬عبد القاهر البغدادي‪ :‬الفرق بين الفرقك‬ ‫تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية} بيروت‪099 ،‬ام‪ .512 :‬الرازي‪ :‬اعتقادات فرق‬ ‫المسلمين والمشركين‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت ط‪6891 {1‬م‪.78 :‬‬ ‫‪- 761 -‬‬ ‫إل أنها صفات قديمة‪ ،‬قائمة بالذات‪ ،‬دل عليها الخبر وسمتها الصفات الخبرية‪.‬‬ ‫وفي المقابل يرى المعتزلة" والإباضية“ والإمامي والزيديةم وبعض المحققين‪١‬ث‏‬ ‫أنها ألفاظ بحازية لها تآويلها فى اللغة‪ .‬ترى ما هو موقف الحيطالي من تعامله مع‬ ‫هذ ه ا لتصوص؟‬ ‫‪ 4‬المتشابه من التصوص وكيف فسره الجيطالي؟‬ ‫شاء الله تعالى أن يورد في كتابه نصوصا متشابمة تحمل دلالات مختلفة اختبارا‬ ‫لإمان الناس ومدى رسوخهم في العلم «لوفأمًا الذين ي قلويمم زيغ فيتبعون ما تشابه‬ ‫منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمة‬ ‫‪ -1‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين" تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‪ :‬ج‪ .1/172‬عبد الجبار‪ :‬شرح‬ ‫الأصول الخمسة‪ :‬جا ‪65/‬ا وما بعدها د‪ /‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام (المعتزلة)» دار النهضة‬ ‫العربية‪ 5‬بيروت‪ ،‬طك‘{ ‪5891‬م‪ :‬ج‪ 1/521‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/222‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 3‬محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد دار الأضواء بيروت‪ ،‬ط‪6891 ،2‬م‪ 13 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬د‪ /‬أحمد محمود صبحي‪ :‬الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراؤه الكلامية منشورات العصر الحديٹ‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫طا‪099 ،‬ام‪ .28 :‬وقد رفض الدكتور أحمد محمود صبحي أن تسمى صفات بل هي جوارح لأن‬ ‫ذلك معارض لأبسط قواعد اللغة فالوجه ليس صفة إنما الصفة هي (وجيه)‪ ،‬والنفس ليست صفة وإنما‬ ‫الصفة هي (نفيس) وليست اليد والوجه والعين والساق إلا جوارح‪ ،‬إنما أطلقوا على أنفسهم مثبتي‬ ‫الصفات الخبرية ح يتهم خصومهم من مؤولة هذه الجوارح بأنهم منكرون معطلون لصفات الله تعالى‪.‬‬ ‫ر‪.‬المرجع نفسها الهامش‪.‬‬ ‫‪ 5‬الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ ،‬دار الكتب العلمية} بيروت طا‪8891 ،‬م‪ 53 :‬وما بعدها‪ .‬ابن الجوزي‪:‬‬ ‫تليس إبليس دار الجيل بيروت (د‪.‬ت)‪ .521 -421 :‬عبد القاهر البغدادي‪ :‬أصول الدين تحقيق بحنة‬ ‫إحياء التراث العربي‪ ،‬دار الآفاق الجديدة بيروت‘ طا‪1891 ،‬م‪ 011 :‬ويقول‪" :‬زعم بعض الصفاتيه أن‬ ‫الوجه والعين المضافين إلى الله تعالى صفات لهءوالصّحيح عندنا أنَ وجهه ذاته‪ ،‬وعينه رؤيته للأشياء"‬ ‫الرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪ 861‬۔‬ ‫به كل من عند رنا وما يذكر إلا أولو الألباب“ه!" ويين صاحب بيان الشرع أن‬ ‫"لو كان القرآن كله محكما لا يحتمل التأويل ولايمكن الاختلاف فيه لسقطت الحنة‪.‬‬ ‫وتبلدت العقول‪ ،‬وبطل التفاضل والاجتهاد في السبق إلى الفضل‪ ،‬واستوت منازل‬ ‫العباد‪ ،‬تعالى الله أن يفعل ما هذا سبيله وقد تصدى الجحيطالي للرة على المشبّهث‬ ‫آ تعسفوا ي فهم المتشابه إذ أجروه على طاهره فوصفوا الله تعالى بما لا يليق به من‬ ‫صفات الخلق والحدوث‪ .‬ويذكر ابن الجوزي أن إبليس لتس على هؤلاء لتركهم‬ ‫البحث عن التأويل المطابق لأدلة الشرع والعقل «()‬ ‫أما عن منهج الحيالي في المتشابمات من الآيات والأحاديث فقد سبقت الإشارة‬ ‫إليث‪ 5‬وسنكتفي بذكر جملة من التصوص المتشاممة الي فسرها وهي فيما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اليد‬ ‫يذكر الجحيطالي أن اليد في كلام العرب تخرج على وجوه فقد تكون بمع‬ ‫‪ -1‬سورة آل عمران الآية‪.7 :‬‬ ‫‪ -2‬محمد بن إبراهيم الكندي‪ :‬بيان الشرع تحقيق حنة من علماء عمان‪ ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫عمان ‪4891‬م‪ :‬ج‪.1/012‬‬ ‫‪ 3‬يقسم الجيطالي المشبهة إلى ثلاث فرق هي‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬الذين قالوا بالتشبيه على حقيقنه} وبالقجسيم على حقيقته فهؤلاء الذين يزعمون أن‬ ‫معبودهم على ما يعقلونه من أنفسهم ويجمعون معني التجسيم وغيرها‪.‬‬ ‫الغانية‪ :‬القائلون بمجرد التجسيم دون معاني الأجسام! وزعموا أنه جسم لا كالأشياء ونور لا كالأنوار‪.‬‬ ‫الثالنة‪ :‬الغالطون في متشابه القرآن المحرّفون لكلام الله تعالى؟ المتعلقون بالأحاديث وهؤلاء مع ما‬ ‫فيه من التشبيه فإنهم حائدون عن التسمية بالجسم بزعمهم؛ وهذا الصنف هم الذين يسمون‬ ‫الحشوية وأصحاب الحديث‪.‬‬ ‫ر‪ .‬الجيطالي‪ :‬شرح التونية‪ ،‬ج!‪2/‬دظ‪3 ،‬كو‪ ،‬وهو نفس التقسيم الذي أورده أبو عمار عبد‬ ‫الكاني في الموجز تحقيق د‪ /‬عمار طاليي‪ :‬ج‪ 1/153‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬ابن الجوزي‪ :‬تلبيس إبليس‪.521 :‬‬ ‫‪ 5‬ر‪ 301 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 961 -‬۔‬ ‫القوة نحو قوله تعالى‪:‬لإوالسّماء بنيناها بأييده" ومع النعمة نحو قوله تعالى‪ :‬بل‬ ‫يداه مبسوطتانما“ أراد نعمتاه‪ 5‬ومع المنة نحو قوله تعالى‪ :‬إيد الله فوق‬ ‫أيديهمم”_" وتدخل اليد على التوكيد للفعل نحو قوله تعالى‪ :‬لما عملت أيدينا‬ ‫أنعاماه(‪ 6‬أراد تما عملناه‪ ،‬وتكون اليد بمعن الملك نحو قوله تعالى‪ :‬لإتبارك الذي‬ ‫بده الك" ومال ذلك تول القائل‪ :‬هذه الدار ي يدي أي ف ملكي‪ .‬واليد ي‬ ‫إطلاق كلام العرب هي اليد المركبة‪ .‬وبالنظر إلى القرائن والصلات نتمكن من‬ ‫تحديد المع المقصود يقول الجحيطالي‪" :‬فبالقرائن والصلات يتبين المراد" فلمّا نطلق‬ ‫القرآن بما قدمنا من الآي" وقارَنئت كل آية منها قرينة تبين معناها حملنا اليد على‬ ‫ذلك المع وأما أن تكون اليد الجارحة المركبة في البدن المؤلفة فهذا منفى عن‬ ‫الله عر وجل بالعقل والتقل({‬ ‫ب‪ -‬اليمين و القبضة‬ ‫ورد قوله تعالى‪ :‬فإلأخذنا منه باليمين وقوله تعالى‪ :‬لإوالسموات مطويات‬ ‫أو إمساك‬ ‫والملك لا هيئة قبض‬ ‫والقدرة‬ ‫على القوَة‪5‬‬ ‫بيمينه(" ‪ (1‬فاليمن محمول‬ ‫وربما‬ ‫الشيء بالجوارح‪ .‬والقبضة معمع الملك كقول القائل‪ :‬قد قبضت هذه الدار‬ ‫‪ - 1‬سورة الذاريات‪ ،‬الآية‪.74 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة المائدة‪ ،‬الآية‪.46 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الفتح الآية‪.01 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة يس» الآية‪.17 :‬‬ ‫‪ - 5‬سورة الملك" الآية‪.1 :‬‬ ‫‪ - 6‬الجيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج!‪1/26‬ر‪.‬‬ ‫‪ 7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 8‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 9‬سورة الحاقة{ الآية‪.54 :‬‬ ‫‪ - 0‬سورة الزمر الآية‪.76 :‬‬ ‫‪071‬‬ ‫يكون في النترق والتار في المغرب‘ ويسو غ له هذا القول لأنه لما اشتراها وجرى عليها‬ ‫ملكه كان بمنزلة من قبض عليها بكقه بجاز ذلك في اللغة تشبيها وتمثيلا «"©‬ ‫ج‪ -‬العين‬ ‫ساق الجخيطالي معاي العين في اللغة فقد تكون بمعنى الجارحة كعين‬ ‫الإنسان‪ ،‬وتكون عين الترعة اليي تخرج منها الماء وتجمع على عيون\ والعين‪:‬‬ ‫الحاضر من الأشياء‪ ،‬والعين‪ :‬الخاص من الناس وجمع على أعيان‪ .‬والعين‪:‬‬ ‫الجاسوس والعين‪ :‬الثقل في الميزان‪ ،‬والعين‪ :‬الدينار وعين الشيء‪ :‬نفسه‘ والعين‪:‬‬ ‫العقوبة‪ ،‬والعين‪ :‬عين الشمس والعين‪ :‬الحفظ كقول امرئ القيس‪:‬‬ ‫وبات بعيي قائما غير مرسل(‬ ‫وبات عليه سرجه ولحامه‬ ‫وأما قوله تعالى‪ :‬لتحري بأعيننام(ك تحري بحفظنا وهو منا بالمكان المحفوظ‬ ‫بالكلاء والعين والحفظ والرّعاية} يقال‪ :‬إن فلانا بعرأى من كلام الملك ومسمعه إذا‬ ‫كان بحيث تحوطه عنايته وتكتنفه رعايته‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬واصبر لحكم ربك فاتك‬ ‫بأعيناها" أي بحفظنا‪ .‬وكذلك قوله لموسى عليه السلام‪ :‬لولتصنع على عيه‬ ‫أي لتربأ بأمري‪6٨(.‬‏‬ ‫وأنكر الجيطالي على الشبهة تفسيرها العين المذكورة في القرآن بالجارحة‬ ‫دون غيرها من المعايي‪ ،‬يقول‪" :‬أولا يعلمون أن عين الجارحة لابة لها من وجها‬ ‫ولابد للوجه من رأس ولابة للرأس من بدن‪ ،‬والبدن محدود ومؤلف يحتاج إلى‬ ‫محدد ومؤلف‪ .‬تعالى الله عن ذلك علوا كبير"‪)7(.‬‬ ‫‪ - 1‬الجيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/26‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/6‬و‪ .‬وقد أيد الجيطالي كل هذه المعاني بشواهد من كلام العرب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سورة القمر© الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة الطور© الآية‪.8 :‬‬ ‫‪ - 5‬سورة طه\ الآية‪.93 :‬‬ ‫‪ - 6‬الجيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/36‬و‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.31/103‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/6‬ر‪.‬‬ ‫‪171‬‬ ‫د‪ -‬ا لوجه‬ ‫يرة الجيطالي على المشبهة الن حملت الوجه على الجارحة دون الوجود في‬ ‫الآية الكريمة‪« :‬إكلَ شيء هالك إلآ وجههه"" فألزمهم على قياد قولهم أن يهلك‬ ‫معبودهم ويف دون وجهه! وهو إلزام شنيع لا يرتضيه الخصم‪.‬‬ ‫يرجع الجخيطالي إلى اللغة ليحتد لنا معاني الوجه‪ ،‬ويحصرها فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬وجه الشيء‪ :‬نفسه نحو قوله تعالى‪ :‬ويبقى وجه ربكم وقوله تخالى‪:‬‬ ‫لكل شيء هالك إلا وجههم" أراد ويبقى رك" وكذلك قوله تعالى‪ :‬فانما‬ ‫نطعمكم لوجه الله« أي لله‪.‬‬ ‫‪ -‬الوجه‪ :‬المنظور إليه من القوم يقال هذا من وجوه القوم أي من عظمائهم‪.‬‬ ‫‪ -‬الوجه‪ :‬الجاه‪ ،‬يقال لفلان في التاس وجه أي جاه ومكانة قال الله تعالى‪:‬‬ ‫وكان عند الله وجيهام أي ذا قدر ومكانة‪.‬‬ ‫‪ - .‬الوجه‪ :‬الحيلة والسبيل إلى شيع يقال‪ :‬كيف وجه هذا الأمر؟ كيف‬ ‫الحيلة إلى فعله‪.‬‬ ‫‪ -‬الوجه‪ :‬الجخارحة‪0(.‬‬ ‫على ضوء هذه المعاني الي تستسيغها اللغة لكلمة "الوجه" اختار الخيطالي الملمىن‬ ‫اللآئق بجلاله تعالى‪ ،‬وعتف القول على المشبهة الن وقعت ف التشبيه والتجسيم‪.‬‬ ‫‪ - 1‬سورة القصص الآية‪.88 :‬‬ ‫‪ - 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/36‬و‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الرحمن الآية‪.72 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة القصص الآية‪.88 :‬‬ ‫‪ - 5‬سورة الإنسان» الآية‪.9 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة الأحزاب» الآية‪.96 :‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/36‬و‪-‬ظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.31/555‬‬ ‫‪271‬‬ ‫الساق‬ ‫ه‪-‬‬ ‫فسر الجيطالي الساق في قوله تعالى‪ :‬ليوم يكشف عن ساق" بالأمر‬ ‫الثتديد ويعلّل ذلك بأن سياق الآية في الإنباء عن أهوال القيامة وصعوبة أحوالها‬ ‫وما يصل إلى الحرمين من أنكالها ولأن العرب تقول إذا جت الأمر في الحخربؤ‬ ‫واستعت الصدور بالغيظ وحدجت الأعين بالبغضاءء وشمخحت الأنوففك©‪،‬‬ ‫والتحمت المصارع قيل‪ :‬قامت الحرب على ساق‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫وإن شمرت عن ساقها الحرب شيرر‬ ‫أخو الحرب إن عضنّت به الحرب عضها‬ ‫و‪ -‬الجيء‬ ‫قال الله تعالى‪ :‬لإوجاء رك والملك صقا صفا وقال‪ :‬الهل ينظرون‬ ‫إلا أن يأتيهم الله ي ظلل من الغمامة( فبين أن المراد أمر رببك‪ ،‬وقضاؤه الفصل‬ ‫وحكمه العدل‪ .‬إذ إن من شائع كلام العرب التعبير عن الأمر بذي الأمر في إرادة‬ ‫لتعظيم يقول قائلهم‪ :‬إذا جاء الأمير بطل من سواه وليس الغرض انتقاله بل المراد‬ ‫و ‪.‬زواجره‪)5( .‬‬ ‫اوامره‬ ‫؟‬ ‫اتصال‬ ‫‪2‬‬ ‫ز‪ -‬الصورة‬ ‫ورد في حديث رواه أبو هريرة غنه أن الرسول بلله قال‪" :‬خلق الله آدم على‬ ‫صورته قال ابن عباس صدق أبؤ هريرة خلق الله آدم على صورته اليت في علمه‬ ‫‪ - 1‬سورة القلم‪ ،‬الآية‪.24 :‬‬ ‫‪ - 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/36‬ظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.01/661‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الفجر الآية‪.22 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.012 :‬‬ ‫‪ - 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/46‬و‪.‬‬ ‫‏‪ - 6١‬أخرجه الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/2220‬رقم‪.448 :‬‬ ‫‪371‬‬ ‫أن يخلقه عليها‪ ،‬لم يحوله منها إلى غيرها‪ .‬ويذكر الجيطالي معين آخر نقله عن الرّبيعا'‪0‬‬ ‫وهو أن الله كان لا شيء معه وقد علم ما يخلق من الصور والبقاع والأرواح والرّسلض‬ ‫واصطفى الله آدم على صورته أي الصورة المعلومة المصطفاة‪ ،‬واتخذ من البقاع الحرام‬ ‫وجعله نسكا لعباده‪ ،‬وجعل فيه بيتا تعبد خلقه بالطّواف حوله والحج إليه‪ ،‬وقيل بيت‬ ‫الله أي اصطفاه واصطفى من الأرواح روحا وقيل روح الله أي اصطفاه(‪ .‬فالإضافة‬ ‫هنا هي إضافة تشريف وتكريبم‪ ،‬وينفي الجيطالي أن يكون الله صورة لأن الصورة‬ ‫تدل على مصور صوَرها‪ ،‬ومخطط خططها فما كان على ذلك فأعلام التدبير فيه‬ ‫قائمة‪ .‬وكل ما كان فيه دليل الحدث فهو حادثهً‪ .‬وقد استدل أبو حامد الغزالي بهذا‬ ‫الحديث لإثبات أن الملشاكلة والمناسبة بين الله وبين الإنسان من أسباب الحتة لكتها‬ ‫مناسبة لا ترجع إلى المشاممة في الصور والأشكال بل إلى معان باطنة ‪.‬كما أنه أنكر‬ ‫على لمشبّهة الذين فهموا الحديث فهما خاطئا في قوله‪" :‬ظرَ القاصرون أن لا صورة‬ ‫ل الصورة الظاهرة المدركة بالحواس فشبهوا‪ ،‬وجسّموا‪ 8‬وصوّروا‪ ،‬تعالى الله عما يقول‬ ‫الجاهلون علوًا كبيرا"‪)6(.‬‬ ‫ح‪ -‬الاستواء‬ ‫وقف فريق من السلف( ومتقدمو الأشاعرة من مسألة الاستواء موقفا‬ ‫‪ - 1‬أخرجه الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪.3/322‬‬ ‫‪ - 2‬الجيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/56‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أصحاب هذه المقالة هم‪ :‬مقاتل بن سليمان© ونعيم بن حماد‪ ،‬وداود الحواري كما يحكي ذلك النوبخق‪.‬‬ ‫ر‪.‬ابن الحوزي‪ :‬تلبيس إبليس‪.321 :‬‬ ‫‪ - 4‬الحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪1/56‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أبو حامد الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين‪ :‬ج‪.5/591‬‬ ‫‪ - 6‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 7‬يذكر الدكتور عبد الحليم محمود أن الجدل حول تحديد مذهب السلف لا يزال مستمرا إلى الآن بين‬ ‫مدرسة الأشعري ومدرسة ابن تيمية‪ .‬كل منهم يزعم انتسابه للسلف ومتابعته لمالك بن أنس وأحمد بن‬ ‫حنبل‪ .‬ر‪.‬عبد الحليم محمود‪ :‬التفكير الفلسفي في الإسلام» دار الكتاب اللبناني بيروت ‪5891‬م‪.531 :‬‬ ‫‪ - 8‬أبو الحسن الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ ،‬تحقيق محمد عي الدين عبد الحميد‪ :‬ج‪ .1/543‬الإبانة في‬ ‫‪471‬‬ ‫تفويضيا يمثل هذا الموقف مالك بن أنس في جوابه حينما سئل عن الاستواء فقال‪:‬‬ ‫"الاستواء معقول‪ ،‬وكيفيّته بجهولة} والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب‪.‬ا‪6‬‬ ‫ومتأخرو الأشاعر{ فقد اتفقوا‬ ‫وأما الإباضية( والمعتزلة( والإمامية( والزيدية‬ ‫على تأويل الاستواء مع الاستيلاء والقهر والغلبة‪.‬‬ ‫تبتى الجحيطالي مسلك أسلافه الإباضية فتناول قضية الاستواء من جميع‬ ‫جوانبها معتمدا على منهج التحليل اللغوي للألفاظ الواردة في آية الاستوا الي‬ ‫هي مدار الإشكال والاختلاف يقول‪" :‬اعلموا أن احتجاج المشبهة قي الاستواء‬ ‫أصول الديانة‪ 55 :‬وما بعدها يقول‪" :‬إن الله عرً وحل مستو على عرشه استواء يليق به من غير طول‬ ‫الاستقرار‪..‬فلو كان الله مستويا على العرش بمع الاستيلاء‪ .‬وهو عر وحل مستو على الاشياء كلها‬ ‫لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى الماء وعلى الحشوش والأقذار لأنه قادر على الأشياء‬ ‫ِ‬ ‫مستول عليها"‪ .‬ر‪.‬المصىدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 1‬عبد القاهر البغدادي‪ :‬أصول الدين‪ .311 :‬يعلق أبو حامد الغزالي على هذه المقولة بهقوله‪" :‬وهذا لأن‬ ‫عقول العوام لا تتسنع لقبول المعقولات ولا إحاطتهم باللغات ولا تتسع لفهم توسيعات العرب في‬ ‫الاستعارات‪ ،‬أما العلماء فاللائق ممم تعريف ذلك وتفهَّمه ولست أقول إن ذلك فرض عين إذ لم برد به‬ ‫تكليف بل التكليف التتريه عن كل ما تشبهه بغيره‪ ،‬فأما معان القرآن فلم يكلف الأعيان فهم جميعها‬ ‫أصلا ؤلكن لسنا نزتضي قول من يقول إن ذلك من المتشابمات كحروف أوائل السور‪ "..‬ر‪ .‬أبو حامد‬ ‫الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪.63 :‬‬ ‫‪ -‬الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصسحيح‪ :‬ج‪ .3/342‬رقم‪.088 :‬‬ ‫‪ - 3‬عبد الجبار‪ :‬شر ح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.1/651-751‬‬ ‫‪ - 4‬محمد الحسنالطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.17-27 :‬‬ ‫‪ -‬د‪/‬أحمد محمود صبحي‪ :‬الإمام المجتهد يحيى بنحمزة وآراؤه الكلامية‪.38-48 :‬‬ ‫‪ -‬أمثال‪ :‬الجوي‪ . :‬الأدلة‪ 8010 :‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ ،!1/14‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ .53 :‬الإنجي‪:‬‬ ‫المواقف‪.792 :‬‬ ‫‪ 7‬قال تعالى‪ :‬هالله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش (سورة‬ ‫السجدة الآية‪ 40)0 :‬وقد تكررت ف القرآن سبع مرات‪.‬‬ ‫‪571‬‬ ‫‪. 2‬‬ ‫يدور على هذه الأربع كلمات‪ :‬ثم واستوى‪ ،‬وعلى‪ ،‬والعرش فهم يطالبوننا بتأويل‬ ‫هذه الكلمات"‪١.‬‏ ا(‬ ‫أوّل الجيطالي هذه الكلمات حسب ما تحتمله الغش فأما كلمة "ثم" تكون‬ ‫للتراحي والمهلة} نحو‪ :‬دخل زيد مم عمر‪ ،‬وتكون بمعن الواو نحو قول الشاعر‪:‬‬ ‫ثم من بعد ذلك قد ساد جده‬ ‫إن ن ساد ثم ساد أبؤه‬ ‫"الواو" ومنها ‪:‬‬ ‫معێن‬ ‫آيات قرآنية تفيد فيها "‬ ‫وقد أكثر الجيطالي من سوق‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ثم لنترعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتا غم لنحن أعلم‬ ‫بالذين هم أولى بما صلا فنمً (النانية) معن الواو لأن الله تعالى لم يزل عالما‬ ‫آياته غ فصّلت من‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لألر كتاب أحكمت‬ ‫بالذين هم أولى بما صلا‬ ‫لدن حكيم خبير فالإحكام هنا جامع للتفصيل وغير التفصيل لأنه تعالى يفصله‬ ‫بعدما أحكمه‪ ،‬فكانت "غم" هاهنا بمعن الواو‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬الوزني لغقار لمن تاب‬ ‫وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى" "ثم" هاهنا بمعن الواو لأنه لا يكون من تاب‬ ‫وآمن وعمل صالحا لا يهتدي‪.‬‬ ‫قي آية الاستواء بممعێن‬ ‫من خلال هذه الآيات رجح الجيطالي أن تكون "‬ ‫"الواو" لا بمعين التراخي والاستئناف© وبالتالي رفض أن يكون الله تعالى استوى‬ ‫على العرش بعد خلق السموات والأرض‪©(.‬‬ ‫أما كلمة "الاستواء" فقد بيّن أن معانيها في لغة العرب مختلفة فهي‪:‬‬ ‫‪ -‬مع الانتهاء والكمال‪ ،‬نحو قوله تعالى‪ :‬ونما بلغ أشده واستوى أتيناه‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/97‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة مري‪ ،‬الآيتان‪.96-07 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة هود‪ ،‬الآية‪.1:‬‬ ‫‪ -4‬سورة طه\ الآية‪.28 :‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/97‬ظ‪08-‬و‪.‬‬ ‫‪- 671 -‬‬ ‫حكما وعلما( ( أي انتهى وكمل وقال الشاعر يرثي ابنه‪:‬‬ ‫وبدا منير الوجه كالبدر‬ ‫حين استوى وعلا الشباب به‬ ‫يمعن الاستقرار نحو قوله تعالى‪ :‬واستوت على الخودي‪%‬ه( أي استقرت‪.‬‬ ‫‪ -‬معى القهر والغلبة} والاستيلاء نحو قول الشاعر‪:‬‬ ‫من غير سيف ودم مهراق‬ ‫قد استوى بشر على العراق‬ ‫فالحمد للمهيمن الرزاق‬ ‫تركناهم صرعى لناب وكاسر‬ ‫وقال آخر‪ :‬فلمًا علونا واستوينا عليهم‬ ‫‪ -‬يمعن المساعدة نحو قول العرب‪ :‬استوت لفلان دنياه أي ساعدته} ومنه‬ ‫قولحم‪ :‬احذر الدنيا عند استوائها‪.‬‬ ‫‪ -‬يمعن الاعتدال نحو قولنا‪ :‬استوى فلان على سريره أي اعتدل وتمكن‬ ‫واستوى لفلان أمره اعتدل وأوضح‪.‬‬ ‫‪ -‬يمعن القصد للتدبير نحو قوله تعالى‪ :‬لم استوى إلى السماءمه« أي قصد‬ ‫إلى السماء بتدبيره وعجائب تقديره ‏«{‪“٨‬‬ ‫وقد تقر لدى الميطالي أ استواء ا له عر وجل على عرشه إنما هو‬ ‫استيلاؤه عليه بالملك والسلطان فالله لم يزل مستوليا على عرشه قبل خلقه إياه‬ ‫واختراعه له بأن يوجده في أي وقت شاء ومستوليا عليه في حال إيجاده إناه‪ ،‬وأيد‬ ‫‪ -1‬سورة القصص الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة هود& الآية‪.44 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة فصلت الآية‪.11 :‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/08‬و‪.‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 771 -‬‬ ‫كلامه بتفسير ابن عباس صاحب التأويل للآية‪ :‬الرحمن على العرش استوىكه‘‬ ‫عمعن استولى‪ .‬كما أنه نعى على المشبهة عدم اختيارها من معان الاستواء‬ ‫وضروبه أرفعها مترلة وأعلاها درجة‪ ،‬وأبعدها تتريها‪ .‬وألزمهم بقوله‪" :‬لو كان‬ ‫استواؤه على المعقول لكان تصويره ما في الأرحام على المفهوم‪ ،‬وإتيانه على بنيائمم‬ ‫على المعقول تعالى الله عن ذلك علوا كبير"(©‬ ‫وأنا كلمة "على" فيرى الجحيطالي أن معناها في آية الاستواء يفيد القهر‬ ‫والغلبة لا بمعين الفوقية والاستعلاء وأما قو‪ ،‬تعالى لوهو القاهر فوق عباده‪“(»%‬‬ ‫وقوله‪ :‬وإنا فوقهم قاهرون( وقوله‪ :‬للإنخافون ربمم من فوقهم(" أي بالقهر‬ ‫والغلبة دون ما ذهبت إليه المشبهة من الالتزاق والفوقية‪).‬‬ ‫يقول الجيطالي‪" :‬إن ا له تعالى على العرش وجميع الخلق بالغلبة والسلطان‪ ،‬فالعرش‬ ‫على بي‬ ‫ألا ت‪ .‬ى إلى الاس يقولون فلان‬ ‫وجميع خلقه في تدبيره عز وجل وتقديره‬ ‫فلان إذا كان يلي أمرهم ومصالحهم"‪.‬‬ ‫وأما كلمة "العرش" فقد اختلف المتكلمون في معناها إلى فريقين‪.‬‬ ‫‪ - 1‬سورة طها الآية‪.50 :‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ .‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق عمر النامي‪ :‬القسم‪ .1/492-592‬لكن وحدت رأي ابن عباس في‬ ‫تفسيره‪ :‬الرحمن على العرش استوى يمعن استقر وامتلً به‪ ،‬ويقال هو من المكنوم الذي لا يفتر‪.‬‬ ‫ر‪ .‬ابن عباس‪ :‬تنوير المقباس في تفسير ابن عباس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‘ (د‪.‬ت)‪ .062 :‬وهنا‬ ‫الاختلاف يطرح إشكالية النقل عن ابن عباس ومدى صحته‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/08‬ظ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ - 5‬سورة الأعراف الآية‪.721 :‬‬ ‫‪ - 6‬سورة النحل الآية‪.05 :‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/08‬ظ‪-‬ا‪8‬و‪.‬‬ ‫‪ - 8‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/18‬ر‪.‬‬ ‫‪ - 9‬المصدر نفسه‘ البغدادي‪ :‬أصول الدين‪.311-411 :‬‬ ‫‪871‬‬ ‫‪ -‬منهم من يرى أن ذكر ا له للعرش على المجاز والمثل المضروب فليس عنده‬ ‫قي السماء عرش إنما ذلك كقول العرب قد ث عرش فلان إذا انحط من عر إلى‬ ‫ذل‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫بعتبة بن الحارث بن شهاب‪.‬‬ ‫إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم‬ ‫‪ -‬ويرى الآخرون أنه جسم من الأجسام كما تشير إلى ذلك بعض الآيات‬ ‫والأحاديث مثل قوله تعالى‪ :‬ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ تمانيةهه‪ '(.‬وقوله‪:‬‬ ‫وعن‬ ‫وترى الملائكة حافين من حول العرشهه‪ ،‬لوكان عرشه على الماء‬ ‫الرسول عه أله قال‪" :‬اهتز العرش لموت سعد بن معاذ"("" فهذه التصوص تدل أن‬ ‫العرش جسم يهترً‪ ،‬ويدار به‪ ،‬ويطاف حوله‪.‬‬ ‫يعلق الجيطالي على أن العرش وإن كان جسما من الأجسام فليس في ذلك‬ ‫ما يوجب الجخلسة عليه‪ ،‬كما يقال‪ :‬بيت الله لا على معن يسكنها‪ ،‬ومساجد الله لا‬ ‫على معى أنه يصلي فيها‪ 3‬وسماؤه وأرضه وبحاره لا على أئه يسكن شيئا من ذلك‬ ‫تعال الله عن ذلك (ة'‬ ‫لكن إذا كان الاستواء بمعن الاستيلاء والذي هو عام في المخلوقات كلها‪.‬‬ ‫فلماذا اختص العرش بالاستواء دون غيره؟ يجيب الحيطالى عن هذا الإشكال مبينا‬ ‫أن الله تعالى حص العرش بالذكر إذ كان خصوصا عنده بالشرف والتّعظيم‪ ،‬وأنه‬ ‫فوق جميع الخلق لأنه من قدر على أعالي الأشياء فهو قادر على أسافلها وليس من‬ ‫قدر على أسافلها أن يكون موجبا له القدرة على أعاليها‪ ،‬فمن ما ذكر الله أئه عال‬ ‫‪ -1‬سورة الحاقة الآية‪.!7 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الزمر الآية‪.57 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة هود الآية‪.7 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب فضائل الصّحابة} باب‪ :‬مناقب سعد بن معاذ‪ :‬ج‪ 3/48310‬رقم‪.2953 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية ج‪1/18‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 971 -‬۔‬ ‫على العرش ظاهر عليه فهو دليل آنه عال على كل شيء فمرة يذكر الكرسي دون‬ ‫العرش" ومرة يذكر السماء دون الأرض ومرّة يذكرهما جميعا كما أن ذكر العرش‬ ‫والكرسي بالتخصيص والتفخيم لهما أشبه بتخصيص بعض الأنبياء والملائكة دون‬ ‫من سواهم‪ .‬كقوله تعالى‪« :‬إوإذ أخذنا من النبيئين ميثاقهم ومنك ومن نوح‪%‬ه""‬ ‫فخص هؤلاء من جملة الأنبياء‪ ،‬وقوله‪ :‬من كان عدوا لله وملائكته ورسله‬ ‫وجبريل وميكائل»(“ فابانمما بأسمائهما تقديما وتعظيما على من سواهما من‬ ‫لملائكة} وكذلك العرش والكرسي فإنهما من جملة الخلق عندنا وعلو قدرهما فمرة‬ ‫يذكر معاظم الأمور وجلائل الخلق وكبار الأجسام وأعالي الأجرام‪ ،‬ومرة يذكر‬ ‫الشخص حيث كان وأين كان في قوله‪ :‬لوهو معكم أينما كنتم( لأنه تعالى‬ ‫ذكر هذا في سورة الحديد بعدما أخبر عن نفسه أنه استوى على العرش ه{‬ ‫ويخلص الجحيطالي بعد هذا الشرح الموسع لقضية الاستواء إلى أن الله تعالى‬ ‫مستو على العرش كاستواء الأمير على الإمارة والخليفة على الخلافة وعلى الاستيلاء‬ ‫والقدرة ولله المثل الأعلى‪ ،‬فحمل الاستواء على القهر والعلم والحفظ والإحاطة أمر‬ ‫سائغ ي اللغة وهو الأليق بصفات المتفرد بالربوبية‪.‬‬ ‫‪ -5‬مسألة الرؤية‬ ‫‪7‬‬ ‫سيبا‬ ‫اختلف المتكلمون ق مسألة الرؤية بين مثبت لا وناف ك ويؤول‬ ‫تنازعهم إلى ثلاث مسائل قي المنهج هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬سورة الأحزاب الآية‪..7 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.89 :‬‬ ‫‪ -3‬الآية‪ 2 :‬الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما‬ ‫يخرج منها وما يتزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصيرمه سورة‬ ‫الحديد الآية‪.4 :‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/18‬ظ‘ ‪28‬و‪.‬‬ ‫‪081‬‬ ‫‪ -‬الأقيسة العقلية وتطبيقاتما على عالم الغيب‪.‬‬ ‫يقة التعامل مع المتشابه‪ :‬هل التفويض أم التأويل؟‬ ‫‪ -‬حجية الأحاديث الأحادية الواردة في الموضوع‪.‬‬ ‫وطائفة من‬ ‫والزيدية(‬ ‫لقد ذهبت المعتزلة" والإباضية“ والإمامي‬ ‫المرجئة إلى نفي رؤية الباري تعالى بالأبصار في الدنيا والآخرة بيد أن‬ ‫الأشاعرة( والسلفية“ والمشبهة أثبتوها في الآخرة ماعختلافهم فايلكيفية‪.‬‬ ‫فمنهم من قال يرى بالأبصار في جهة دون جهة‪ ،‬ومنهم من قال هي رؤية بلا‬ ‫كيف ولا جهة‪ .‬وذهب ضرار بن عمرو( وحفص الفرد" أن الله تعالى لا يرى‬ ‫بالأبصار ولكن‬ ‫يخلق لنا يوم القيامة حاسة سادسة غير حواسنا هذه فندركه بماێ وندرك ما‬ ‫هو تلك الحاسة (‪"١‬أ)‏‬ ‫هذه حصيلة أبرز الأقوال في قضية الرؤية فما هو رأي الجحيطالي فيالمسألة؟‬ ‫وكيف ناقش أدلة مخالفره؟‬ ‫‪ 1‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ 1/161‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الربيع بن حبيب‪ :‬الخامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/422‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 3‬محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاتتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪ 47 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬د‪ /‬أحمد محمود صبحي‪ :‬الإمام الجتهد‪ ،‬يحيى بن حمزة وآراؤه الكلامية‪ 78 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 5‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلامبين تحقيق محمد محبي الدين عبد الجيد‪ :‬ج‪.1/982‬‬ ‫‪ 6‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪ 03 :‬وما بعدها‪ ،‬الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ 4[ :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 7‬ابن تيمية‪ :‬متن العقيدة الواسعليةء دار الصوميعيں الرياض؛ ط‪.22 :6991 {1‬‬ ‫ابن قيم الخوزية‪ :‬طريق الهجرتين وباب السعادتين© دار الضياء قسنطينة (د‪.‬ت)‪.36 :‬‬ ‫‪ 8‬الشهرستاني‪ :‬الملل والنحل تحقيق عبد العزيز حمد الوكيل‪.501 :‬‬ ‫‪ -9‬ضرار بن عمرو الغطفاني (ت ‪091‬ه_‪508/‬م) قاض من كبار المعتزلة‪ ،‬خالفهم فكقروه وطردوه‪ ،‬وإليه‬ ‫تنسب فرقة الضرارية‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.3/512‬‬ ‫لم أعثر على ترجمته‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -1 1‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/982‬‬ ‫‪- 181 -‬‬ ‫وافق الجيطالي أسلافه الإباضية في نفي الرؤية فأثبت أن الله تعالى "يرانا‬ ‫بالمشاهدة ولا نراه لأنه لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالنار" وقد استقصى في‬ ‫كتابه "شرح النونية" من إيراد الحجج إثباتا لرأي مذهبه ودفاعا عنه‪ ،‬ولا يخلو‬ ‫أسلوبه من نزعة جدلية‪" :‬فإن قلتم‪...‬قلنا" تشتد حينا لا سيما عند التعويل على‬ ‫طرق الإلزام وتمد حينا آخر لتتجلى روح الموضوعية في الحوار وقوة الاحتجاج‬ ‫ومما أذكى جذوة هذا الجدل الكلامي الوسط الذي عاش فيه الجخيطالي واحتكاكه‬ ‫بأشاعرة المغرب خصوصا‪.‬‬ ‫وقبل أن نعرض هذه الحجج نتعرف على مفهوم الرؤية عند الجيطالي وما هي معانيها؟‬ ‫يبين الجيطالي أن الرؤية تخرج على معي العلامة‪ ،‬والرؤية الدلالة وقد يقول‬ ‫الرجل لصاحبه‪ :‬أرني على ما قلت برهانا‪ .‬قال الله تعالى‪« :‬لألم تر إلى ربك كيف‬ ‫م الظلهه وقال عر وجل‪ :‬طلألم تر كيف فعل ربكم يريد ألم تعلم‪ ،‬وكثيرا‬ ‫ما يستعمل فيما بينهم عبارة الرؤية على العلم كقولهم‪ :‬رأيت لفلان فهما وعلما‬ ‫وأدبا‪ ،‬فأما الجهرة فلا تذكر إل عند الملاقاة بالأبصار‪'{.‬‬ ‫يتضح من خلال هذه التعريفات أن الجيطالي ركز على المدلول اللغوي‬ ‫للرؤية الذي لم يرد فيه خلافؤ فالرؤية قد يراد بما النظر بالعين أو بالقلب‪ .‬لكن‬ ‫موطن الإشكال بين المثبتين والنافين يكمن في تحديد مع الرؤية علميا الذي لم‬ ‫يشر إليه الجحيطالي‪ .‬فقد عوّل الإباضية في تحديد المع العلمي للرؤية على النظريات‬ ‫اليونانية القديمة الي مفادها أن الإبصار يتمثل في انطلاق الشعاع من العين ليتصل‬ ‫ا الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪1/86‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الفرقان‪ ،‬الآية‪.54 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الفيل الاية‪.1 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/37‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬راجع على سبيل المنال تعريف أحمد الشماخي‪" :‬حملتها (أي الرؤية) على ما حققه أرسطو طاليس وأبو نصر‬ ‫الفارابي من أنما انطباع مثل صورة المدرك في العين أو على اتصال الأشعة‪ ،‬ومن قال بغير ارتسام واتصال‬ ‫‪ 281 -‬۔‬ ‫بلمرئي ولينعكس على الحدقة بينما يرى ابن الهيثم عكس ذلك إذ الأشعة تنطلق من‬ ‫الصر لا من المببصر‪&""١‬‏ ويرى الجعبيري أن النظرية اليونانية تعزز موقف الإباضية في‬ ‫نفي الرؤية وعدم جوازها عقلا لأنا تفرض المواجهة بين الرائي والمرئي والإحاطة‬ ‫‏‪2٠‬‬ ‫الله تعال‬ ‫حق‬ ‫مستحيل ق‬ ‫وهذا‬ ‫به‬ ‫انطلاقا من هذا المفهوم للرؤية أقام الجيطالي أدلته العقلية على نفي رؤية‬ ‫الباري تعالى بالأبصار‪.‬‬ ‫أولا الأدلة العقلية على نفي الرؤية‬ ‫تتمثل فيما يأتي‪:‬‬ ‫الله بالبصر ق الدنيا والاخرة ولا شي‬ ‫أ‪ -‬إن العقول تقتصى أن لا يدرك‬ ‫من الحواس لأن كل شيء أدرك جهرة لا يخلو أن يدرك كله أو بعضه ففي تناقض‬ ‫الوصف له بالكل وبالبعض ما يدل على أنه لا يدرك جهرة‪.‬ة‬ ‫ب‪ -‬لو جاز أن يدرك جهرة كان المدرك لا يعدو متزرلتين‪ :‬إما أن يدركه‬ ‫قي كل مكان أو مكان دون مكان‪ ،‬وإدراك الخلق له قي كل مكان يستحيل وذلك‬ ‫أنه ليس في خلقتهم إدراك الأشياء في جميع الأمكنة في حالة واحدة لا يدركون إلا‬ ‫ما‬ ‫إدراك‬ ‫بخلقتهم عن‬ ‫محجبون‬ ‫وذلك لأمم‬ ‫حواسهم‬ ‫و حادى‬ ‫لاقى أبصارهم‬ ‫ما‬ ‫وراءحم‪ ،‬وإن كان الخلق يدركون في مكان دون مكان فالحاسة إنما وقعت على‬ ‫الأشعة فهو عين نفي الرؤية إذ لا يكون الانتكشاف بالعين إلا مع اتصال شعاعها وارتسام مثله في العين" ر‪.‬‬ ‫الجعبيري‪ :‬البعد اخضاري‪ :‬ج! ‪ 892/‬نقلا عن الشماخي‪ :‬الرد على صولة الغفدامسي‪ .52 :‬وتعريف السامي‬ ‫للرؤية هي‪" :‬اتصال شعاع الباصرة بالمرئي وانطباع صورة المرئي في الحدقة‪ ".‬ر‪.‬السالمي‪ :‬المشارق‪.681 :‬‬ ‫ا‪ -‬الجعبيري‪ :‬البعد اخضاري‪ :‬ج‪.1/992‬‬ ‫‪ 2‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/27‬و‪.‬‬ ‫‪- 381 -‬‬ ‫شيء دون شيء فلا وجه لتبعيض الشيء إلا إدراكه في بعض أماكنه الي هو فيها‬ ‫دون بعض ومن كان هذا فهو متحيز ومتبعض تعالى الله عن جميع ما وصفوه‪".‬‬ ‫ج‪ -‬نفي اللون عن الله تعالى يستلزم نفي إدراكه بالبصر ويصيغ هذا الدليل‬ ‫‪.‬على النحو الآتي‪:‬‬ ‫نما سبيل البصر إلى اللون خاصة‬ ‫لله تعالى ليس بلون‬ ‫البصر ليس إليه سبيل ولا يدرك الرب تعالى بما‪“(.‬‬ ‫وما يمكن أن نلاحظه على الأدلة العقلية في باب نفي الرؤية أنها أقيمت على‬ ‫أساس نظرية علمية يونانية تضبط مدلول الرؤية التي قد تعتريها النسبية والتغير في‬ ‫يوم ما‪ .‬وقد احترز الجعبيري من هذا الموقف احترازا كبيرا يوضح ذلك في العبارة‪:‬‬ ‫"ولهذا لم يكتف هذا التراث بقناعته الذاتية وإنما انبرى يدافع عنها فالتمس منطلقا‬ ‫علميا خلال النظريات المتعلقة بعلم المبصرات‪ ،‬كما التمس غيره منطلقات أخرى©‬ ‫لكن رأينا ضحالة هذه المنطلقات‪ ،‬وعدم جدواها في البحوث العقائدية لأن الحقائق‬ ‫العلمية نسبية والحقائق العقدية ثابتة‪ ،‬والثابت لا يمكن أن يبن على النسبي الذي‬ ‫يمكن أن يتحول من موقف إلى آخر مناقض من لحظة إلى أحرى"©‬ ‫كما يلاحظ على طبيعة الدليل العقلي عجزه المطلق على إثبات مسألة غيبية‬ ‫أو نفيها لكون هذه المسائل فوق قدرة العقل الإنسان المحدود (ميتا عقل) أضف إلى‬ ‫ذلك أن طرق الاستدلال الي يسلكها العقل عند إثبات هذه المسائل أو نفيها لا‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/27‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/56‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجعبري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.1/933‬‬ ‫‪ 481‬۔‬ ‫تسلم من النقد والضعف غالبا‪ ،‬وقد عبر أبو محمد السدويكشي{“ عن هذا الموقف‬ ‫بكل جرأة في بداية مناقشته لقضية الرؤية يقول‪" :‬فاستدل أصحابنا ومن وانقهم‬ ‫على عدم جواز الرؤية بالعقل والنقل‪ ،‬وكذلك الأشاعرة استدلوا بالعقل والنقل‬ ‫وقد ضعف دليل العقل من الجانبين و لم يبق إلا دليل النقل‬ ‫إذا لا يمكن التعويل كثيرا على الدليل العقلي في قضية الرؤية بل ربما يورد‬ ‫استثناسا لما جاءت به الأدلة النقلية الن هي للعتمد والأساس في إثبات المسالة أو‬ ‫نفيها‪ .‬فما هي الأدلة النقلية ال ساقها الجخيطالي في نفي رؤية الباري تعالى؟‬ ‫ثانيا‪ -‬الأدلة النقلية على نفي رؤية الباري‬ ‫يؤكد الحيطالي أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه استنادا على ما نطق به‬ ‫القرآن الكريم وما ورد في صحيح الآثار‪.‬‬ ‫أ‪ -‬من القرآن‬ ‫الدليل الأول‪ :‬قوله تعالى‪ :‬للا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو‬ ‫اللطيف الخبيره© يرى الجيطالي أن الآية الكريمة تنفي رؤية الباري بالأبصار نفيا‬ ‫مطلقا في الدنيا والاخرة ونعلل ذلك ان الأبصار لو أدركته لكان قد ساواها لأن‬ ‫كل مدرك محاط به‪ ،‬وكل مخاط به محدوذ موضوف تعالى الله عن ذلك‪ (.‬وهذه‬ ‫مدحة امتدح الله تعالى بما عن الإدراك بالبصر كما امتدح بقوله تعالى‪ :‬طإلا تأخذه‬ ‫‪ 1‬هو أبو حمد عبد الله السدويكشي (ت‪8601‬ه_‪ )8561/‬من علماء الإباضية بمزيرة حربة‪ .‬كان فقيها‬ ‫مفتيا ورئيسا لحلقة العزابة‪ .‬ر‪.‬جمعية التراث‪ :‬معحم أعلم الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ :3/165‬ترجمة‪.685 :‬‬ ‫‪ 2‬الخعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج ‪ 3 1 1/0-1‬نقلا عن‪ :‬عبد الله السدويكشي‪ :‬حاشية على كتاب‬ ‫الديانات‪.2 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأنعام الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/96‬و‪ .‬وهو نفس تعليل الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪.3/922‬‬ ‫‪581‬‬ ‫سنة ولا نومه" من الغفلة وحلول الآفة به من النوم والسنة} وقد ألزم من قال‪ :‬لا‬ ‫تدركه الأبصار في الدنيا بأن يكون الله لا تأخذه سنة ولا نوم في الدنيا ولا فرق‬ ‫بينهمال‪ 3‬إذ لا ينبغي أن تكون مدحة ناقصة في جميع ما امتدح الله به عز وجل‬ ‫فتكون للدنيا دون الآخرة أو للآخرة دون الدنيا‪ ،‬ويصيغ الجيطالي هذه الفكرة‬ ‫يقة جدلية يقول‪" :‬يقال لهم أخبرونا لأي علة صار معبودكم يرى في دار المعاد‪،‬‬ ‫ولا يرى في الدنيا للذات ذلك أم للخبر؟ فإن قلتم للذات فالذات لا تتغير‪ ،‬وإن‬ ‫قلتم للخبر فما ذلك الخبر؟ فإن قلتم ‪ :‬الوجوه يومئذ ناظرة" قلنا هذا الخبر‬ ‫عندكم للرؤية في المعاد‪ ،‬فأين الخبر الذي يرى به في الدنيا فلستم تجدونه إلا أن‬ ‫تقولوا قوله‪ :‬إلا تدركه الأبصار فإذا قالوا ذلك‪ ،‬قيل لهم هذا الخبر خبر عن‬ ‫الذات قلنا لهم قد قلتم إن الذات لا تتغير إذا كان في ذلك تغيير صفة القسم إلى‬ ‫صفة المحدث فإن قلتم عن وقت دون وقت فيلزمكم أن تقولوا بمثل ذلك في جميع‬ ‫ما أخبر الله به عن نفسه في القرآن من قوله‪« :‬إلا تأخذه سنة ولا نوم‪...‬ولا يؤوده‬ ‫حفظهمائه‘‪ 8‬للا يعزب عنه منقال ذرة" فكون هذه الأخبار من كتاب الله وما‬ ‫شاكلها في صفات الله تعالى إنما هي لوقت دون وقت\ فإن قالوا قد استنى في قوله‪:‬‬ ‫للا تدركه الأبصارم» بقوله‪ :‬لوجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قلنا‪ :‬وكذلك‬ ‫على قولكم استشيى في قوله‪« :‬إلا يجليها لوقتها إلا هوه وهلا يعلمها إلا هو "‪6‬‬ ‫[‪ -‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.552 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/592‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شر ح النونية‪ :‬ج!‪7 !/‬ر‪.‬‬ ‫‪ -4‬سورة القيامة} الآية‪.22-32 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.552 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة سباك الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ -8‬سورة القيامة‪ ،‬الآية‪.22-32 :‬‬ ‫‪ -9‬سورة الأعرافؤ الآية‪.781 :‬‬ ‫‪ -0‬سورة الأنعام‪ 2‬الآية‪.95 :‬‬ ‫‪681‬‬ ‫وللا يعزب عنه مثقال ذرةمه" وفي جميع ما أخبر به عن نفسه أنه يعلمه بقوله‪:‬‬ ‫لولو علم ا له فيهم خيرا لأسمعهمه! وبقوله‪ :‬لحق نعلم المجاهدين منكم‬ ‫والصابرين« وفي أمثالها‪ ،‬فيكون على هذا الوجه لا يعلم شيئا مما يكون حت‬ ‫يكون فإن قالوا‪ :‬إن هذا وصف له بالجهل واستحداث العلم‪ ،‬وذلك من صفات‬ ‫المحدث المخلوق تعالى الله عن ذلك قلنا‪ :‬وكذلك الوصف له بأنه يرى بالأابصار‬ ‫ويدرك بالعيان وصف له بأنه لون من الألوان المركبة في الأجسام المحدثة في مكان‬ ‫دون مكان وذلك من صفات المحدث المخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبير‪.‬‬ ‫وقد تطابقت آراء المعتزلة والإباضية والإمامية قي كون نفي رؤية الباري‬ ‫بالبصر تمدحاء وكل تمدح تعلق بنفي فإثباته لا يكون إلا نقصا‪.‬‬ ‫الدليل الثا‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ولما جاء موسى ليقاتنا وكلمه ربه قال رب‬ ‫أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني‬ ‫فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرً موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت‬ ‫إليك وأنا أول المؤمنينه(ث“‬ ‫وقف الجيطالي ق هذا الدليل عند حمس قضايا عليها مدار الخحدل بين مثبت‬ ‫الرؤية والنافين لها وتتمثل فيما يأتي‪:‬‬ ‫الإشكال الأول‪ :‬لماذا سأل البي موسى عليه السلام رؤية ربه؟‬ ‫يجيب الجخيطالي عن هذا الإشكال مكنفيا بما رواه جابر بن زيد عن ابن‬ ‫‪ -1‬سورة سبأ الآية‪.30 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأنفال‪ ،‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة محمد الآية‪.13 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/37‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ر‪ .‬عبد ا‬ ‫لحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .1/261‬محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.57 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.341 :‬‬ ‫‪781‬‬ ‫عباس فه أن ذلك كان على وجه الاعتذار لقوم" إلا أن الجيطالى يعرض المسألة‬ ‫على شكل محاورة ذات مقدمات ليصل إلى النتيجة ذاتما يقول‪" :‬فإن قال‪ :‬أوليس‬ ‫أشرك اليهود بمحودهم نبينا محمد تله وبسؤالهم موسى عليه السلام أن يريهم‬ ‫ربمم جهرة قيل‪ :‬نعم فإن قال‪ :‬أليس كل من سأل مثل ما سألت اليهود فقد‬ ‫أشرك؟ قلنا‪ :‬نعم فإن قال‪ :‬وقد سأل موسى أن يرى ربه؟ قلنا‪ :‬إن موسى عليه‪.‬‬ ‫السلام لم يسأل أن يرى ربه عيانا مثل ما سألت اليهود وإنما قال‪ :‬رب أرني‬ ‫أنظر إليكم فقال‪ :‬هذا على وجه الاعتذار إلى قومه ليريهم آية من آياته فييئسوا من‬ ‫رؤيته عر وجلَ‪ “.‬فسؤال موسى عليه السلام الرؤية إنما كان سؤالا عن قومه‬ ‫الذين حملوه على أن يسأل وهو ما يوضحه قوله تعالى‪ :‬وإذ قلتم يا موسى لن‬ ‫نومن لك ح نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون" وقوله أيضا‪:‬‬ ‫لفقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأحذقمم الصاعقةئهه‘“ وبن‬ ‫الجيطالي أن ا له تعالى عظم قول من سأله‪ .‬ذلك فجعل لهم الصواعق عقوبة على‬ ‫ذلك فلو كانت الرؤية جائزة عليه لما استطعتم ذلك وعاقب عليه فإن قال لتعجيلهم‬ ‫الرؤية في دار الدنيا قيل له‪ :‬جاء بنفي الرؤية على العموم في الدنيا والآخرة بيد أن‬ ‫لمثبتين للرؤية يرون أن موسى عليه السلام سأل الرؤية لاعتقاده أنما جائزة عليه‬ ‫سبحانه وتعالى لأن من المحال أن يسأل البي الكريم ربه ما يستحيل في حقه‪.‬‬ ‫وسبب الخلاف بين المثبتين والنافين حول هذا الطلب يرجع "إلى اختلافهم‬ ‫حول علم الرسول‪ :‬فالنافون يرون أن الرسول يعرف كل المستحيلات لذلك لم‬ ‫‪ -1‬الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪.3/732‬‬ ‫‪ -2‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/27‬و‪.‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة البقرة الآية‪.45 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة النساء الآية‪.251 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/27‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬أبو الحسن الأشعري‪ :‬الإبانة‪ .23 135 :‬الباقلان‪ :‬الإنصاف‪.771 :‬‬ ‫‪ 881 -‬۔‬ ‫يطلب الرؤية لنفسه بينما يرى المثبتون لعلمه بالجائرات فمن الأنبياء من طلب ما لا‬ ‫علم له به كما قال الله تعالى لنوح عليه السلام‪ :‬أفلا تسألي ما ليس لك به علم‬ ‫إني أعظك أن تكون من الجخاهلينئم!"“ ويظهر جليا أن موسى عليه السلام ما‬ ‫سأل الرؤية لنفسه طامعا فى حصوفها وإنما سألها ليكون سؤاله وسيلة من وسائل‬ ‫الإقناع الذي يحرص عليه‪ ،‬وأسلوبا من أساليب الدعوة الي يقوم بما‪.‬‬ ‫الإشكال الثان‪ :‬ما هو أثر النفي ب "لن"؟‬ ‫ينقل الحيطالي عن الربيع بن حبيب آن "لن" من حروف الإياس عند‬ ‫النحويين وأهل اللغة أي لن يراه أحد في الدنيا ولا في الآخرة ‪ ،‬وهو ما ذهب إليه‬ ‫لنافون للرؤية حيث إن "لن" موضوعة عندهم لتأييد‪ .‬ومنع الثبتون كون "لن"‬ ‫للتابيد بل هو للنفي للمستقبل فقط كقوله تعالى حكاية عن اليهود ولن يتمنوه‬ ‫أبدا بما قدمت أيديهمه(“ يعن‪ :‬الموت‘ ويتمنونه في الآخرة وذلك في قوله‪ .:‬تيا‬ ‫مالك ليقضر علينا ربك قال إنكم ماكثون‪4‬ه" أي يتمنون الموت في النار ويرد‬ ‫القاضي عبد الخبار على هذا الاعتراض مؤكدا أن "لن" موضوعة للتأبيد ثم ليس‬ ‫يجب أن لا يصح استعماله إلا حقيقة} بل لا يمتنع أن يستعمل بحازا‪ ،‬وصار الحال‬ ‫فيه كالحال في قولهم أسد و ختزير‪ ،‬وحمار‪ ،‬فكما أن موضعها وحقيقتها لحيوانات‬ ‫مخصوصات ثم تستعمل في غيرها على سبيل الجاز والتوسع واستعمالهم في غيرها‬ ‫[‪ -‬سورة هود‪ .‬الآية‪.64 :‬‬ ‫‪ -2‬مصطفى ونتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية} المطبعة العربية" غرداية‪.831 -731 :8991 .‬‬ ‫‪ 3‬وهي الخلاصة الي توصل إليها الذيخ أحمد الخليلي في بحله للمسألة‪ .‬ر‪ .‬الحق الدامغ‪.63 :‬‬ ‫‪ 4‬الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ .3/732‬الجحيطالى‪ :‬شرج النونية‪ :‬ج‪1/86‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.1/831‬‬ ‫‪ 6‬سورة البمرة‪ ،‬الآية‪.59 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الزخرف الآية‪.77 :‬‬ ‫‪ 8‬الباقلاني‪ :‬الإنصاف‪ .971 :‬الإيجي‪ :‬الموانف‪.013 :‬‬ ‫‪ 981‬۔‬ ‫لا يقدح في حقيقتها كذلك ههنا‪ .‬بينما اختار القطب من الإباضية أن حرف‬ ‫"لن" ليس للتأبيد المطلق بل بحرد النفي لكنه لم يترك رأيه هذا مطلقا بل قال في آية‬ ‫سورة الأعراف إنما تفيد النفي المؤبد لكن بقرائن خارجية ليس لذاتما ففي موضوع‬ ‫نفي الرؤية يكون النفي مؤبدا لا لوجود "لن" ولكن باعتبار أن الرؤية نقص‬ ‫ومستحيلة في حق الله تعالى لما يلزم عنها فكان النفي في هذه الآية لتأييد‪(.‬‬ ‫الإشكال النالث‪ :‬لماذا علق الله الرؤية باستقرار الجبل؟‬ ‫يذهب الثبتون أن ذلك بخوازهاك فقد علق الرؤية على استقرار الخبل‬ ‫واستقرار الجبل أمر ممكن وما علق على الممكن فهو ممكن فالرؤية جائزة ولو كانت‬ ‫مستحيلة لما علقها على أمر يجوز‪ {”.‬يعترض الجيطالي على هذا الرأي عند تفسيره‬ ‫لآية‪ :‬ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني يقول‪" :‬فهذا على‬ ‫قطع الرجاء فكما أن الجبل لا يستقر كذلك لا تراني نظيره تولا يدخلون الحنة‬ ‫حت يلج الجمل في سم الخياطه" أي ثقب الإبرة"‪©.‬‬ ‫الإشكال الرابع‪ :‬ما هي حقيقة التجلي؟‬ ‫يوضح الجيطالي معن التجلي مرجحا الملعون اللائق بجلال الله تعالى ومترها‬ ‫ياه عن صفات النقص يقول‪" :‬فإن قال قائل الإفلما جلى ربه للجبله يدل على‬ ‫أنه محتجب فتجلى‪ .‬قيل له‪ :‬إن التجلي قي اللغة على وجهين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬ظهور الشيء حيت يدرك بالحواس جهرة وذلك منفي ‪:‬عن الله بما‬ ‫قدمنا قيل هذا‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬وضوح الشيء بآياته ودلائله الدالة عليه كقوله تعالى‪ :‬فلما تجلى‬ ‫[‪ -‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج ‏‪1. /89 ١‬‬ ‫‪ 2-‬مصطفى ونتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية‪.931 :‬‬ ‫‪ 3‬الإنجي‪ :‬المواقف‪ .003 :‬الباقلايني‪ :‬الإنصاف‪.971 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأعرافؤ الآية‪.04 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/27‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 091-‬۔‬ ‫ربه للجبلمة أي بآياته فلم يحتمله الخبل فصار دكا فلو كان الأمر على ما تهومته‬ ‫المشبهة لكان الذي عليه الحجاب الذي كان بينه وبين الحبل في زعمهم فتزرل به ما‬ ‫نزل بالجبل حيت صار دكا‪ ،‬فلما صح ما ذكرنا أن الحجاب لم يترل به ما نزل‬ ‫بالجبل‪ ،‬تبث أن التجلي ليس هو على ما توهموا به وإنما صار الخبل دكا بما ظهر له‬ ‫من آياته‪ ،‬والله أعلم بما أظهر له من ذلك‪ ،‬فلو كان التجلي على ما يعقل لكان قبل‬ ‫ذلك مستترا غائبا عن خلقه تعالى الله عن ذلك‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪ :‬لوما كنا‬ ‫غائبينهه" وقال‪ :‬لهو الأول والآخر والظاهر والباطر ي“"ث©‬ ‫الإشكال الخامس‪ :‬ما سبب توبة موسى عليه السلام ؟‬ ‫قال تعالى‪ :‬إفلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ينقل‬ ‫الجيطالي عن ابن عباس خيه أن معن الآية تبت إليك من مسألي أن أنظر إليكث‬ ‫وأنا أول المؤمنين المصدقين بأنك لا يراك أحد وقال بجاهد مثل ذلكه“‪ .‬ويبين‬ ‫الجيطالى أن سبب توبة موسى عليه السلام لتقدمه بين يدي الله تعالى للمسألة قبل‬ ‫أن يستأذن له فيها‪ .‬ويوضح ذلك فيما يلي‪" :‬فإن قال قائل‪ :‬فإن كان موسى‬ ‫عندكم غير مخطع فمم إذا تاب؟ وجماذا أخذته الصاعقة؟ قيل له‪ :‬إن أهل التفسير‬ ‫قالوا‪ :‬إن ذلك لتقدمه للمسألة قبل أن يؤمر بذلك فإن زعموا أن الصاعقة وأن‬ ‫التوبة إنما كانت من أجل طلبه الرؤية قيل له‪ :‬إن الصاعقة لا تصيب أحدا إلا على‬ ‫أمر لا يجوز ولا يحل فكذلك التوبة لا تكون من صاحبها إلا على أمر غير جائز‬ ‫له‪ ،‬فهذا داخل عليكم أجمع‪©(" .‬‬ ‫‪ -1‬سورة الأعراف الآية‪.7 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحديد الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/47‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬الربيع بن حبيب‪ :‬الخامع الصحيح‪ :‬ج‪.732 /3‬‬ ‫‪ 5‬وهو ما ذهب إليه أبو بكر الباقلاني في أحد أوجه التوبة الي أوردهاء ر‪.‬الإنصاف‪.081 :‬‬ ‫‪ 6‬الجخيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/27‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 191 -‬‬ ‫‪31‬‬ ‫هذه هي أبرز الأدلة القرآنية ال أوردها الجيطظالي لاستحالة الرؤية‬ ‫ونلاحظ أمما هي نفس الأدلة الي اعتمد عليها القائلون بجوازها‪ ،‬وقد تعتبر عند‬ ‫الطرفين من أقوى الأدلة في إثبات موقفهما المختلف تماما مما يطرح وبصورة أكيدة‬ ‫إشكالية معقدة في أمس الحاجة إلى البحث فيها وهي‪ :‬هل يمكن إيجاد منهج متفق‬ ‫عليه لقراءة ‏‪ ٠‬ص القرآن الذي أمرنا بالاحتكام إليه عند التزاع؟ وما هي قواعد‬ ‫فهم آيات المرآن الي ذعينا إلى تدبر ها بعيدا عن الشطط والغلو؟‪.‬‬ ‫من الستة‬ ‫ب‬ ‫استدل الجيطالي بحديثين هما‪:‬‬ ‫قال الربيع أخبرنا بشر بن إسماعيل بن علية عن داود بن أبي عقيل عن أبي هند عن‬ ‫الشبي عن مسروق قال‪ :‬كنت عند عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬فقالت‪ :‬ثلاث من تكلم‬ ‫بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله‬ ‫الفرية‪ .‬قال ‪ -‬وكنت متكئا فجلست ‪ -‬وقلت‪ :‬يا أم المؤمنين أنظري ولا تعجلي ألم يقل‬ ‫الله‪ :‬ولقد رآه نزلة أحرىئهه" ولقد رآه بالأفق المبين فقالت عائشة ‪-‬رضي الله‬ ‫عنها‪ :-‬أنا أول هذه الأمة سألت البي بلله عن ذلك فقال‪" :‬ذلك جبريل عليه السلام و لم‬ ‫أره في صورته الت خلق عليها إلا مرتين رأيته قد هبط من السماء فسد جسمه ما بين السماء‬ ‫والأرض الم تسمع لقوله تعالى‪ :‬لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف‬ ‫الخبيره" قال مسروق‪ :‬تفسير هذه الآية دليل على ما روت عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬عن‬ ‫البي عله يقول‪ :‬لما كذب الفؤاد ما رأى‪...‬لقد رأى من آيات ربه الكبرى‪ ...‬ه«{“‬ ‫وقد روي أن محمد بن الشيبان أن البي تله سئل هل رأى ربةه؟ قال‪:‬‬ ‫سبحان الله وأن أراه "أي كيف أر‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة النجم! الآية‪.31 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة التكوير‪ .‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الأنعام} الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/96‬ظ‘ ‪07‬و‪ .‬أخرجه الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/212-3120‬رقم‪:‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه الشيخان وغيرهما‪.‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/07‬و‪.‬‬ ‫‪291‬‬ ‫ج‪ -‬من الآثار‬ ‫والتابعين وغيرهم من السلف‬ ‫دعم الجيطالى موقفه بذكر طائفة من الصحابة‬ ‫ومن بينهم‪ :‬عائشة أم‬ ‫الدنيا والآخرة‬ ‫رؤية الباري ق‬ ‫الذين نقل عنهم أنم ينفون‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫وعلي‬ ‫جبل‬ ‫بن‬ ‫ومعاذ‬ ‫عباس‬ ‫الله بن‬ ‫وعبل‬ ‫الله عنها‪-‬‬ ‫‪-‬رضي‬ ‫المؤمنين‬ ‫جبير(‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫المسيب‬ ‫وسعيد بن‬ ‫و جاهد( ‪ (1‬وإبراهيم النخعى(}‬ ‫طالب‬ ‫والضحاك بن مزاحة‪ 3‬وعكرمة‪ 3‬وابن شهاب الزهري( وقد ذكر الخيطالي‬ ‫بعضهم نكتفي بإير اد مموذج واحد‪:‬‬ ‫نقولا عن‬ ‫‪ -‬قال الربيع بن حبيب يلغي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه‬ ‫خرج ذات يوم فإذا هو برجل يدعو ربه شاخصا بصره إلى السماء رافعا يده فوق‬ ‫رأسه فقال له ابن عباس‪ :‬ادع ربك بإصبعك اليمين‪ ،‬واسأل بكفك اليسرى‬ ‫واغضض بصرك وكف يدك فإنك لن تراه‪ ،‬ولن تناله‪ .‬فقال الرجل‪ :‬ولا في‬ ‫يومئذ‬ ‫الآخرة قال‪ :‬ولا ق الآخرة‪ .‬فقال الرجل‪ :‬فما وجه قول الله تعالى‪ :‬لوجوه‬ ‫ا‪ -‬بحاهد بن جبير أبو الحجاج المكي (‪12‬ه‪401-‬ه_‪246/‬م‪227-‬م) تابعي مفسر‪ .‬ر‪.‬الزركلي‪ ،‬الأعلام‪:‬‬ ‫ج‪3/872‬‬ ‫‪ -2‬إبراهيم بن يزيد بن قيس بن أبو عمران النخعي (‪69-_٨64‬ه_‪666/‬م‪518-‬م)‏ من أكابر التابعين صلاحا‬ ‫وصدق رواية وحفظا للحديث‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.1/08‬‬ ‫‪ 3‬سعيد بن المسيب بن حزن القرشي أبو محمد (‪31‬ه_‪49-‬ه_‪436/‬م‪317-‬م) سيد التابعين وأحد الفقهاء‬ ‫‏‪١‬‬ ‫السبعة بالمدينة‪ .‬ر‪ .‬الزركلي الأعلام‪ :‬ج‪.3/201‬‬ ‫‪ 4‬سعيد بن جبير الكوفي أبو عبد الله ر(‪54‬هه‪59-‬ه_‪566/‬م‪417-‬م) تابعي كان من أعلمهم أخذ العلم عن‬ ‫عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر قتله الحجاج‪ .‬ر‪ .‬الزركلي الأعلام‪ :‬ج‪.3/39‬‬ ‫‪ 5‬الضحاك بن مزاحم البلخي الخرساني أبو القاسم (‪501‬ه‪327/‬م) مفسر كان يؤدب الأطفال‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الزركلي الأعلام‪ :‬ج‪3/512‬‬ ‫مته‪ 92 :‬من البحث‪.‬‬ ‫جقت‬‫ترسب‬‫‪=-6‬‬ ‫‪ -7‬محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري (‪85‬ه‪421-‬ه_‪876/‬م‪247-‬م) تابعي أول من دون‬ ‫الحديث تدوينا رسميا‪ .‬ر‪ .‬الزركلي الأعلام‪ :‬ج‪.7/79‬‬ ‫‪ 391 -‬۔‬ ‫ناضرة إلى ريما ناظرةي؟ فقال ابن عباس‪ :‬ألست تقرأ قوله تعالى‪ :‬إلا تدركه‬ ‫الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبيره م قال ابن عباس‪ :‬إن أولياء الله‬ ‫تنضر وجوههم يوم القيامة وهو الإشراق ثم ينظرون إلى ربمم ميت يأذن لهم في‬ ‫دخول الحنة بعد الفراغ من الحساب ثم قال‪ :‬وجوه يومئذ باسرة ‪-‬يعني كالحة‪-‬‬ ‫بما فاقرة قال يتوقعون العذاب بعد العذاب وكذلك قوله‪ :‬إلى ربما‬ ‫تظن أن يف‬ ‫ناظرة ينظر اهل الحنة الثواب بعد النواب والكرامة بعد الكرامة‪‘'(.‬‬ ‫وإن كان الحيطالى أورد هذه الروايات عن هؤلاء الصحابة والتابعين من‬ ‫السلف الأول ليؤيد موقفه في نفي الرؤية فإننا نجد في الجهة المقابلة أن المثبتين ينقلون‬ ‫الإجماع عن الصحابة ي جواز الرؤية‪ 3‬يقول أبو بكر الباقلاتي‪" :‬ويدل على صحة‬ ‫جواز الرؤية إجماع الصحابة على جوازها في الحملة وإنما اختلفوا هل عجلها لنبيه‬ ‫ث‪ :‬ليلة المعراج أم لا؟ على قولين‪ ،‬ولو لم يقع الاتفاق منهم على جوازها لما صح‬ ‫هذا الاختلاف فلما وقع هذا الاختلاف قال بعضهم‪ :‬عجل ذلك له في الدنيا قبل‬ ‫الاخرة وقال البعض‪ :‬لم يرد دليل على الجخواز في الحملة وأنه متفق عليه‪ ،‬وإلا كان‬ ‫يقول لمن قال بأنها لم تعجل‪ :‬فكيف تجوز الرؤية وهي مستحيلة عليه فلما لم يقل‬ ‫ذلك أحد منهم دل على إجماعهم على جوازها“‬ ‫أضف إلى ذلك لو تتبعنا أقوال ابن عباس في موضوع الرؤية من خلال‬ ‫تفسيره "تنوير المقباس" وقارناها بما نقله الجيطالي عنه لوجدنا البون شاسعاء‬ ‫والخلاف قائما بينهما‪ ،‬فعلى سبيل المثال يقول ابن عباس في المقباس‪" :‬إلا تدركه‬ ‫الأبصارث قى الدنيا ولا يرى الخلق ما يرى هو وتنقطع دونه الأبصار بالكيفية قي‬ ‫الآخرة وبالرؤية في الدنيا" وقوله الوجوه يومئذ ناضرةإم» حسنة جميلة ناعمة لإلى‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج! ‪86/‬ظ‪ .‬أخرجه الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ .3/622‬رقم‪.358 :‬‬ ‫‪ -2‬الباقلان‪ :‬الإنصاف‪.181 :‬‬ ‫‪ -3‬ابن عباس‪ :‬تنوير المقباس‪.6 :‬‬ ‫‪ 491‬۔‬ ‫ربما ناظرةم“ه ينظرون إلى وجه ريمم لا يحجبون عنه" وقوله ولن ترانئه لن تقدر‬ ‫أن تراني في الدنيا يا موسى لقال سبحانك تبت إليك من مسألي الرؤية «وأنا‬ ‫أول المؤمنينئه المقرين بأنك لن ترى في الدنيل ‪ 5‬وقوله لما كذب الفؤادئه فؤاد‬ ‫ويقال‪:‬‬ ‫ربه بفؤاد‬ ‫رأى‬ ‫ويقال‪:‬‬ ‫ربه بقلبه‬ ‫رأى‬ ‫الذي‬ ‫رأى‪4‬ه‬ ‫لما‬ ‫لن‬ ‫حمد‬ ‫ولقد رآهم‪ :‬يعي رأى محمد عليه السلام جبريل‪ ،‬ويقال‪ :‬رأى ربه بفؤاده‪3‬‬ ‫ببصره‬ ‫ويقال ببصره‪© .‬‬ ‫وإن كنا نرجّح ما رواه الربيع بن حبيب عن ابن عباس والذي اعتمده‬ ‫الجيطالي على ما ورد في تنوير المقباس نظرا لقوة السند عند الربيع إلا أن إشكالية‬ ‫النقل عن الصحابة والتابعين ق مثل هذه المسائل تبقى قائمة لكون كل فريق يسعى‬ ‫ليلتمس سندا لموقفه من السلف الأول مما نحم عنه هذا التضارب البين في الرواية‬ ‫ما ينسب إليهم‪.‬‬ ‫صحة‬ ‫وفتح باب الاحتمال والتشكيك ق‬ ‫عن الصحابة‬ ‫هذا بجمل الأدلة النقلية والعقلية ال بن عليها الجيطالي موقفه في نفي الرؤية‬ ‫وسنتعرف فيما يلي عن كيفية مناقشته لأدلة المثبتين‪.‬‬ ‫ثالنا۔ مناقشة الجيطالي لأدلة المثبتبن‬ ‫استدل المثبتون بأدلة نقلية وعقلية على جواز الرؤية ووقوعها‪ .‬ومن بين ما‬ ‫الجيطالى ما يلي‪:‬‬ ‫ذكره‬ ‫أ‪ -‬الأدلة النقلية‬ ‫بين المثبتين والنافين‪،‬‬ ‫هي مشتركة‬ ‫الإشارة إلى الأدلة النقلية ال‬ ‫سبقت‬ ‫وسنضيف أدلة أخرى‪:‬‬ ‫‪ 1‬ابن عباس‪ :‬تنوير المقبلس‪.494 :‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.731 :‬‬ ‫‪.60‬‬ ‫نقسه‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪ 591‬۔‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬الوجوه يومئذ ناضرة إلى ربما ناظرةه"" يرى المثبتون أن النظر‬ ‫إذا عدي بإلى فمعناه المعاينة بالبصر كقوله تعالى‪ :‬فانظروا إلى ثمره إذا أثره‬ ‫فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر ويعترض الجيطالي بأن ليس‬ ‫للمثبتين في هذا الدليل حجة لكون النظر يخرج على وجوه كثيرة في القرآن وقي‬ ‫كلام العرب"" وكل دليل محتمل فهو ساقط بين يدي المحتج به‪ .‬ويتفق الجيطالي‬ ‫بإلى أريد به الرؤية لكنه يرى أيضا أن النظر الذي‬ ‫مع القائلين بأن النظر إذا ‪7‬‬ ‫هو بممعن الانتظار تارة يوصل بإلى‪ ،‬وتارة يستعمل بغير وصلة‪ ،‬وهو في هذه الآية‬ ‫موصول بإلى‪ ،‬واستدل بقول الشاعر حسان بن ثابت‪:‬‬ ‫للى الرحمن يأتي بالخلاص‪.‬‬ ‫وجوه يوم بدر ناظرات‬ ‫كما أن ذلك موجود في لغة العرب ألا ترى إلى قول القائل "إنما أنظر إلى‬ ‫ا له ثم إليك" ولا يذهب وَهْم أحد إلى قوله إنما أنظر إلى الله إنما أراد نظر رؤية وإنما‬ ‫معن النظر إلى ما يأتي من قبله من الرزق والرحمة‪.‬‬ ‫كما أن تفسير النظر الوارد في الآية بالانتظار يتوافق مع الانسجام المعهود في‬ ‫آي القرآن وارتباط بعضها مع بعض فإن الآيات قسمت الناس يومعصذ إل قسمين‪:‬‬ ‫وجوه ناضرة مشرقة تنتظر رحمة الله ودخول الحنة تقابلها وجوه باسرة كالحة تتوقع‬ ‫العذاب ولو فسر النظر هنا بالرؤية لتقطع هذا الوصل بين الآيات وتفكك رباطها‬ ‫وذهب انسجامها‪(.‬‬ ‫[‪ -‬سورة القيامة‪ ،‬الآية‪.22-32 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.99 :‬‬ ‫‪ 3‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪ ،‬تحقيق جماعة من العلماء‪ ،‬الملكية للطباعة} الحراش الجزائر ط‪©01‬‬ ‫‪.091 :6‬‬ ‫‪ 4‬ر‪ .‬معان النظر‪ 46 :‬وما بعدها من البحث‪.‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/07‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/07‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬أحمد الخليلي‪ :‬الحق الدامغ‪.34 :‬‬ ‫‪691‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لإللذين أحسنوا الحسن وزيادةهأ" فالحسن مي الخنةة‬ ‫والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم كما روى ابن حبان قي صحيحه عن صهيب قال‪:‬‬ ‫تلا رسول الله علقه «لإللذين أحسنوا الحسن وزيادة قال‪ :‬إذا دخل أهل الجنة الجتة‬ ‫وأهل التار النار نادى مناد يا أهل الحنة إن لكم عند الله موعدا يحب أن ينجزكموه‬ ‫فيقولون وما هو؟ ألم ينقل الله موازيننا» ويييض وجوهنا‪ ،‬ويدخلنا اختة ويجرنا من النار‬ ‫قال فيكشف الحجابؤ فينظرون إليه‪ ،‬فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر‬ ‫إليه" وقد روى جرير ذلك عن جماعة منهم أبوبكر الصديق حذيفة‪ ،‬أبو موسى‬ ‫الأشعري‘ وابن عباس رضي الله عنهم‪ .‬واعترض الجحيطالي على هذا الاستدلال‬ ‫بلهجة دفاعية عنيفة ينتقد فيها أنهم لم يعتبروا في الآية معن الزيادة المذكورة في غيره‬ ‫من القرآن كقوله تعالى‪ :‬فإليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله“ه{‪6‬‬ ‫وقوله‪ :‬لإليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضلهم" واستند إلى ما روي عن‬ ‫السلف معتمدا على ما أ‪٠‬حرجه‏ الزبيع في تفسير معين "الزيادة" بأمما غير الرؤية ومن‬ ‫ذلك قال ابن عباس و‪:‬الحسن البصري فيما بلغنا‪ :‬الحسن بالحسنة والزيادة‬ ‫بالتسع قال الله تعالى‪ :‬لمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالهائه(“ وقوله‪ :‬لإ‪...‬فله‬ ‫وقال جاهد‪ :‬الحسن الحسنة والزيادة مغفرة الله ورضوانهء وقال‬ ‫خير منها‪...‬‬ ‫علي بن أبي طالب‪" :‬الزيادة غرفة من اللؤلؤ لهما أربعة أبواب"‪ 3‬وقال الربيع بن حبيب‬ ‫‪ -1‬سورة يونس الآية‪.62 :‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه ابن حبان في صحيحه‪ :‬ج‪ \61/174‬رقم‪ .1447 :‬وقد ضعّف الشيخ أحمد الخليلي (معاصر)‬ ‫دلالة هذا الحديث على الرؤية و‪ .‬الحق الدامغ‪.94-05 :‬‬ ‫‪ -3‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪ .33 :‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪.091-191 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة النور الآية‪..83 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة فاطر الآية‪.03 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪17/‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.061 :‬‬ ‫‪ 8‬سورة النمل الآية‪.98 :‬‬ ‫‪791‬‬ ‫روى أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول‬ ‫الله غله إن أهل الجنة لا يزالون متعجبين مما هم فيه حتت يفتح الله لهم باب المزيد‪.‬‬ ‫فإذا فتح كان لا يأتيهم منه شيء إلا وهو أفضل مما في جنتهم قال الله تعالى‪:‬‬ ‫‪12‬‬ ‫لإولدينا مزيد‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لإكلا إنهم عن رمم يومئذ لمحجوبون يرى المنبتون أن الله‬ ‫تعالى حجب الكفار عن رؤيته ولا يحجب عنها المؤمنين‪ .‬وأما الجيطالي فينطلق في‬ ‫تفسير هذه الآية من لفظة الحجاب في لغة العرب ال هي المنع‪ ،‬ومنه الحجب في‬ ‫الميراث‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪« :‬لإوقالوا قلوبنا قي أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن‬ ‫بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون" والحجب في اللغة قد يقع على معروف‬ ‫السلطان وخيره‪ ،‬وقد يراه ويحجب عن خيره بل يأمر بضرب رقبته‪ ،‬وقد لا يراه‬ ‫ويناله خيره‪ ،‬ومنع حجاب الرؤية لقوله تعالى‪ :‬فلا تدركه الأبصار ويؤيد‬ ‫الجيطالي تفسيره بما روي عن علي بن أبي طالب وابن عباس في ذلك لم يزل‬ ‫يحجبهم عن رحمته وثوابه و لم ينظر إليهم برحمته وروي عن بجحاهد مثله‪ .‬ويضيف‬ ‫السالمي أن هذا استدلال بمفهوم المخالفة وقد اختلف في ثبوت الاستدلال به على‬ ‫العمليات الظنيات‪ .‬فكيف يصح الاستدلال به على الاعتقاديات القطعيات؟(“‬ ‫أما الأحاديث الي استدل مما المثبتون فيرى ابن أبي العز الحنفي (ت‬ ‫[ الربيع بن حبيب‪ :‬الخامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/232-3320‬رقم‪ .067-167-267 :‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/07‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة ق الآية‪.53 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة المطففين» الآية‪.51 :‬‬ ‫‪ 4‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪.33 :‬‬ ‫‪ -5‬سورة فصلت\ الآية‪.5 :‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية؛ ج‪1/07‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪ .‬ولو رجعنا إل تنوير المقبس لابن عباس في تفسير هذه الآية لوجدنا خلاف ذلك‪ .‬ر‪ .‬تنوير‬ ‫للقباس‪.505 :‬‬ ‫‪ 8‬السالمي‪ :‬المشارق تصحيح وتعليق أحمد الخليلي‪.491 :‬‬ ‫‪891‬‬ ‫‪2‬ه‪2231/‬م) أنما متواترة رواها نحو ثلاثين صحابيا‪ .‬منها حديث جرير بن‬ ‫عبد الله البجلي قال‪" :‬كنا جلوسا مع البي علقه فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة‬ ‫فقال‪ :‬إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذاك لا تضامون في رؤيته" لكن‬ ‫الجيطالي لم يقف عند دراسة أسانيد هذه الأحاديث لينبت صحتها أو ضعفها‬ ‫فقد‬ ‫ولعل ذلك لقلة اشتغاله بهذا العلم إلا أن" اهتمامه بدراسة المتن كان أكبر‬ ‫قرر مبدأ وهو أنه "لا يجوز أن يكون تأويل الحديث على معن غير القرآن‬ ‫لذا فقد أول الأحاديث ال يفيد ظاهرها الرؤية بالعلم إن صحت‪ .‬ويعلل ذلك‬ ‫في العبارة‪" :‬فإن قال قائل لم حملتم الرؤية المذكورة في الحديث على معى العلم‪3‬‬ ‫والمسلمون يعلمون في الدنيا أن لهم ربا موجودا لا يشكون والحديث إنما جاء‬ ‫على معين الرؤية في الآخرة‪ ،‬قيل له‪ :‬إن المسلمين يعرفون ربهم في الدنيا كما‬ ‫قلت ولكن إذا كان يوم القيامة ورأوا ما فيه من الآيات الظاهرة والدلائل‬ ‫المعجبة والأهوال الفظيعة تأكد عند ذلك علمهم‪ ،‬وقوي يقينهم‪ ،‬وزالت‬ ‫الوساوس عن قلوبهم علموا بحقيقة المعرفة أن الله حق‪ ،‬ووعده ووعيده صدق‪،‬‬ ‫وهذا موجود في لغة الناس يقول القائل‪ :‬هذا الأمر أبين من الشمس وأوضح‬ ‫من النهار إذا تبين له الأمر على حقيقته‪"...‬‬ ‫ب‪ -‬الأدلة العقلية‬ ‫استدل المثبتون على جواز الرؤية بأدلة عقلية منها‪:‬‬ ‫فالله تعال يصح أن يرى(‪.‬‬ ‫وكل موجود مرئي‬ ‫الله تعال موجودا‬ ‫_‬ ‫[‪ -‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪.391-491 :‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب مواقيت الصلاة‪ ،‬باب‪ :‬فضل صلاة العصر‪ :‬ج‪ 1/302)0‬رقم‪ .925 :‬قال الألبان‪:‬‬ ‫في ثبوت كلمة "عيانا" نظر عندي‪ ،‬ينظر هامش شرح العقيدة الطحاوية‪.391 :‬‬ ‫‪ 3‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/17‬و‪ .‬ر‪ .‬منهج الاستدلال الكلامي عند الجيطالي‪ 87 :‬وما بعدها من البحث‪.+‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/17‬و\ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪ .53 :‬الجوي‪ :‬اللمع‪ .511 :‬البغدادي‪ :‬أصول الدين‪.99 :‬‬ ‫‪ 991 -‬۔‬ ‫وقد انتقد المعتزلة والإباضية“ هذا الدليل لأن المقدمة الكبرى فيه غير‬ ‫صحيحة إذ إن الكثير من الموجودات لا ترى كما أن الإمام الرازي (‪006‬ه_‪/‬‬ ‫‪9‬م) اعتبره دليلا ضعيف‪ .‬لكن الجحيطالي لم يشر إلى هذا الدليل رغم كونه‬ ‫أبرز دليل عقلي اعتمد عليه المثبتون‪.‬‬ ‫‪-‬زيادة الله تعالى في أبصار أوليائه ليدركوه' &‪ :‬يرد الجيطالي على القائلين‬ ‫يهذه الفكرة قائلا‪" :‬لا تخلو هذه الزيادة من أن تكون مخرجة للأبصار عن معناها‬ ‫فتعود حينئذ غير أبصار فإذا خر جت الأبصار عن معناها بطل عنها أن تكون ترى‬ ‫وتبصر‪ ،‬أو تكون القوة الزائدة غير مخرجة للأبصار عن معناها فإذا كانت كنذلك‪،‬‬ ‫فالأبصار لو قويت بكل قوة فهي مطبوعة لا تدرك إلا لونا من الألوان وشخصا‬ ‫ألا ترون أن الأسد إنما كان يرى ويصر في ظلمة الليل ما لا يراه‬ ‫من لاما‬ ‫مانلحيوان لقوة بصره‪ ،‬وشدة نظره‪ ،‬وكذلك النار لو زادت حرارقما لا‬ ‫ب تلك الزيادة من أن تكون محرقة وكذلك الثلج لو زاد برودة و جمودا لا‬ ‫تخرجه تلك الزيادة عن معن ما هو فيه‪ .‬وكذلك كل خلق طبعه الله على ما هو‬ ‫فيه لو زاد في معناه ما عسى أن يزيده لما أخرجته هذه الزيادة عن صفته ال هو‬ ‫يما‪ 3‬ولا نقلته عن طبعه الذي طبع عليه‪ ،‬والقول في سائر الحواس غير البصر كالقول‬ ‫تي البصر‪.‬‬ ‫‪ -‬الحاسة السادسة‪ :‬يرد الجخيطالي على القائلين بالحاسة السادسة مبينا أمما لا‬ ‫‪ 1‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.1/691‬‬ ‫‪ -2‬السالمي‪ :‬المشارق‪ ،‬تصحيح وتعليق أحمد الخليلي‪ .781 :‬أحمد الخليلي‪ :‬الحق الدامغ‪ .33 :‬الثميي‪ :‬معالم‬ ‫الدين‪ :‬ج‪.2/24‬‬ ‫‪ 3‬الرازي‪ :‬معالم أصول الاين‪ ،‬مكتبة الكليات الأزهرية (د‪.‬ت)‪.86-96 :‬‬ ‫‪ -4‬حسب اطلاعي على كتب للقالات وآراء الفرق لم أعثر على صاحب هنه الفكرة ولعل ذلك اقتراض‬ ‫احتمله الجيطالي فرد عليه‪.‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/17‬ظ{ ‪27‬و‪.‬‬ ‫‪- 002 -‬‬ ‫تخلو أن تكون في معين البصر أو في غير معناه‪ .‬فأبطل هذه الفكرة بنفس المنهج‬ ‫الذي سلكه في إبطال مسألة الزيادة فى البصر("‬ ‫من خلال ما سبق يظهر لنا أن الجيطالي تمسك بموقفه في استحالة الرؤية في الدنيا‬ ‫والآخزة بالأبصار وانتهج في الاستدلال على ذلك طريق النقل معتمدا على ما‬ ‫ذكره علماء الإباضية المتقدمون لاسيما الإمام الربيع بن حبيب محاولا التوفيق بين‬ ‫النصوص الي قد ييدو في ظاهرها التعارض» وتأويلها وفق ما يقتضيه المحكم‪ .‬وإلى‬ ‫جانب النقل سلك طريق العقل مستخدما أساليب وآليات الاستدلال المستعملة في‬ ‫عصره‪ ،‬وقوله باستحالة الرؤية كان بدافع التنزيه المطلق له تعالى والاحتراز من‬ ‫الوقوع في التشبيه‪.‬‬ ‫ا‪ -‬الجيطالي‪ :‬شرخ النونية‪ :‬ج‪1/17‬ظ\ ‪27‬و‪.‬‬ ‫‪- 201 -‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫المصلا لرابع‬ ‫النبوات‬ ‫تمهيد‬ ‫المبحث الأول‪ :‬الإيمان بالأنبياء والرسل‪.‬‬ ‫البحث الثان‪ :‬صفات الأنبياء والرسل‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬في نبوة سيدنا حمد علة‪.‬‬ ‫تمهيد‬ ‫خلق الله الإنسان على أحسن صورة} وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا‬ ‫وأنعم عليه أعظم نعمة ألا وهي العقل فتميز به عن سائر الحيوانات‪ ،‬فبفضله يفرز‬ ‫الإنسان بين النافع والضار‪ ،‬ويدبر أمور معاشه‪ ،‬ويحل العويص من مشكلاته لكن‬ ‫قد يبقى العقل عاجزا قاصرا عن إدراك أسباب سعادته فيحتاج حينئذ إلى نور‬ ‫الوحي ليهتدي به‪ ،‬يقول الإمام محمد عبده رت ‪3231‬ه‪5091/‬م)‪" :‬إنما الذي‬ ‫سبق تقريره هو أن العقل وحده لا يستقل بالوصول إلى ما فيه سعادة الأمم بدون‬ ‫مرشد إلهي‪ ،‬كما لا يستقل الحيوان في درك جميع المحسوسات بحاسة البصر‬ ‫وحدها‪ ،‬بل لابد معها من السمع لإدراك المسموعات مثلا‪ ،‬كذلك الدين هو‬ ‫حاسة عامة لكشف ما يشتبه على العقل من وسائل السعادات'"“‬ ‫فالرسالة ضرورة للبشر لتلبي احتياجهم‪ ،‬وتتمم وجودهم‪ ،‬وتحفظ بقاءهم‬ ‫وقد اشتهر لدى علماء العقيدة تشبيه الرسل بالأطباء‪ ،‬يقول الجخيطالي‪" :‬فحاجة‬ ‫الخلق إلى الأنبياءءم كحاجتهم إلى الأطباء فكما يعرف صدق الطبيب بالتجربة‬ ‫كذلك يعرف صدق الرسول بالمعجزة" ويبين السالمي ذلك بعبارة أوضح قائلا‪:‬‬ ‫"فالرسول كالطبيب الحاذق الذي يعرف الداء والدواء وطبائع الأدوية فيخبر الناس‬ ‫أن هذا لكذا وهذا لكذا وذا لكذا فإنه إن أمن أن الناس يدركون طبائع تلك‬ ‫الأدوية وأسرارها محض التجربة فلربما وقعوا في مدة تجربتهم لها في الدواء القاتل‬ ‫ماث فلا يمكن أن تستغ الجتمعات البشرية‬ ‫لهم فظهرت حكمة وجود الطبيب‬ ‫عن بعث الرسل والأنبياء كما يوضح ذلك الإمام محمد عبده مبينا أن مترلة النبوات‬ ‫[‪ -‬محمد عبده‪ :‬رسالة التوحيد‪.511 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/113‬‬ ‫‪ 3‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.612 :‬‬ ‫‪- 302 -‬‬ ‫من الاجتماع هي مترلة العقل من الشخص أو منزلة العلم المنصوب على الطريق‬ ‫الملسلوك بل نصعد إلى ما فوق ذلك ونقول متزلة السمع والبصر «'©‬ ‫ولما موضوع النبوة من الأهمية المذكورة فقد اشتغل الفكر الإنساني ولا يزال‬ ‫بالبحث في مسائله ولعل أبرزها محاولة إيجاد تفسير مقنع لظاهرة الوحي إلا أن‬ ‫تصورات الدارسين للموضوع مختلفة} ومواقفهم متباينة مما دفع علماء العقيدة ومن‬ ‫بينهم الجحيطالي إلى الخوض في مسائل النبوة ليبينوا المعتقد الصحيح ويبطلوا الشبهات‬ ‫المثارة‪ ،‬وهو ما سنوضحه في هذا الفصل‪.‬‬ ‫[‪ -‬محمد عبده‪ :‬رسالة التوحيد‪.411 .‬‬ ‫‪ 402‬۔‬ ‫المبحثا لأول‬ ‫الإياز الأنبياء والرسل‬ ‫‪ 1‬بعث الرسل‬ ‫يذكر الخيطالي أنه على العبد أن يعتقد أن لله جملة من الأنبياء والرسل‬ ‫وأنزل عليهم‬ ‫و! لحكام قى بلادد‪:‬‬ ‫إل عباده وج‪.‬لهم الأنناء على خلفه‪3‬‬ ‫أر‬ ‫وآخرهم نبينا‬ ‫أولاده‪6‬‬ ‫ر سو لا إم‬ ‫أبا البشر‬ ‫أولهم آدم‬ ‫وجعل‬ ‫كتبه وآياته وكلماته‬ ‫الامان‬ ‫وجوب‬ ‫علي‪.‬‬ ‫وقد استدال‬ ‫ورسله"‪.‬‬ ‫ره أنبيا»‪٥‬‏‬ ‫ختم‬ ‫عايه السلام؟‬ ‫حمدا‬ ‫بالأنبياء والرسل بقوله تعالى‪ :‬لإقولوا آمنا باللة وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم‬ ‫وإسماعيل وسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوي النبيئون‬ ‫"حاشية‬ ‫وقد انتقد صاحب‬ ‫من رجم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون‬ ‫القواعد" الجيطالي على هذا الاستدلال لكونه ليس ق محله حيث يرى‪" :‬أن هذه‬ ‫الآية تدل صريحا على الإيمان بالكتب المترلة على الأنبياء وليس هو المقصود هنا أي‬ ‫قي هذا القسم لكن قد يحتمل أن يكون الخيطالي قصد بالاستدلال بالآية دلالتها‬ ‫ضمنية على اليمان بالرسل والأنبياء جميعا‪.‬‬ ‫أما حكم بعث الرسل فيرى الجحيطالي أنه ليس بممستجيل بَعّْه تعالى للأنبياء إذ‬ ‫الله تعالى الذي يصطفي لحمل ل سالته مز يشاء‬ ‫ان إر سال الرسل‪ ,‬من الحائز في حة‬ ‫من عباده وهو مذهب الإباضيةك والأشاعرة وقد خالفهم في ذلك المعتزلة‬ ‫ا الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/32‬‬ ‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.631 :‬‬ ‫‪ 3‬أبو عبد الله محمد بن عمر بن أبي ستة‪ :‬حاشية على كتاب قواعد الإسلام‪ ،‬طبعة حجرية (د‪.‬ت)‪.92-03 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.113 1/20305‬‬ ‫‪- 502 -‬۔‬ ‫الذين قالوا بوجوب بعث الرسل انطلاقا من أصلهم الفاسد في وجوب مراعاة‬ ‫الصلاح والأصلح على الله تعالى‪..‬‬ ‫لم يشتغل الخيطالي بمناقشة المعتزلة بل وجه رده إلى نقض مقالة البراهمة اليي‬ ‫أنكرت النبوة بالاستحالة العقلية حيث قالوا‪" :‬لا فائدة في بعثهم إذ لا يخلو ما جاءوا به‬ ‫أن يكون موافقا للعقل أو مخالفا له» فمحال أن يخالف الشرع العقل‪ ،‬وإن كان موافقا لما‬ ‫في العقل ففي العقل كفاية عنهم"‪ 6‬ويرد الجحيطالي عليهم بقوله‪" :‬فالحجة عليهم أن‬ ‫العقل لا يهدي إلى الأفعال المنجية في الآخرة كما يهدي إلى الأدوية المفيدة للصحة في‬ ‫الدنياء فحاجة الخلق إلى الأنبياء كحاجتهم إلى الأطباء فكما يعرف صدق الطبيب‬ ‫بالتجربة كذلك يعرف صدق الرسول بالمعجزة‪ ".‬وقد تصدى أبو عمار عبد الكاي”“‬ ‫لدحض حجج البراهمة وتفنيدها حجة بعد أخرى حيث خصص في كتابه الموجز فصلا‬ ‫كاملا لاستعراض آرائهم والرد عليها ‪.‬عسلك عقلي رصين‪0(.‬‬ ‫لكن الإشكال الوارد هو ما مدى صحة نسبة هذه الآراء فى إنكار النبوة للبراهمة؟‬ ‫‪ 1‬عبد العزيز الثمين‪ :‬معالم الدين وزارة التراث القومي‪ ،‬عمان‪7041 ،‬ه_‪6891/‬م‪ :‬ج‪2/1‬ك‪.‬‬ ‫السالي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪ .512 :‬وقد يين أبو يعقوب الوارجلاني أن الواجب يكون في مقتضى الحكمة يقول‪:‬‬ ‫"ليس على ا له أذ يرسل إلى الناس الرسل إلا فن موجب الحكمةء وليس على ا له من واجب إلا في مقنضى الحكمة‬ ‫وله الفضل في ذلك" ر‪.‬أبر يعقوب الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.3/113‬‬ ‫‪ -2‬عبد القاهر البغدادي‪ :‬أصول الدين‪.451-551 :‬‬ ‫‪ 3‬عبد العزيز الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪.2/25‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/113‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 6‬أبو عمار عبد الكاني بن أبي يعقوب الوارجلاني (ت قبل ‪075‬ه_‪4711/‬م) عالم من علماء عصر‬ ‫الازدهار العلمي بوارجلان له مؤلفات منها‪ :‬كتاب "لموجز"‪ ،‬وكتاب "شرح الخهالات"‪ .‬ر‪ .‬جمعية‬ ‫لتراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ )3/935‬ترجمة‪.265 :‬‬ ‫‪ -7‬أبو عمار عبد الكاني‪ :‬الموجز‪ ،‬تحقيق د‪/‬عمار طالي‪ :‬ج‪ 1/792‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪- 602 -‬‬ ‫اشتهر لدى المتكلمين وكتاب المقالات إنكار البراهمة للنبوة وكادوا أن‬ ‫يجمعوا على ذلك إلا أن الدكتور عمار طالبي يعترض عليهم ويذهب إلى أن البراهمة‬ ‫فهي لابن‬ ‫إليهم من آراء قي الموضوع‬ ‫وأما ما نسب‬ ‫النبوات‪،‬‬ ‫لا ينكرون‬ ‫الرواندي( الذي خدع الناس حين عبر عن آرائه الخاصة في إنكار النبوة‪ ،‬واستتر‬ ‫بنسبتها للبراهمة‪ 3‬وأيد الدكتور وجهة نظره بما ذكره أبو ححمد النوبخي ق كتابه‬ ‫"الآراء والديانات" بأن البراهمة أثبتوا الخالق والرسل والخنة والنار ووافقه البيرويي‬ ‫على ذلك فيى كتابه "تحقيق ما للهند من مقالة مقبولة في العقل أو مرذولة”‬ ‫وإذا كانت النبوة والرسالة جائزتين عقلك وقد حصل وقوعهما يي التاريخ‬ ‫الإنساني عيانا فما هي حقيقتهما عند الجيطالي؟ وما الفرق بينهما؟‬ ‫‪ -2‬حقيقة النبوة والرسالة‬ ‫أورد الجيطالي الاشتقاق اللغوي لكلمة النبوة وقد اختلف الناس فيه ‪)3(:‬‬ ‫‪ -‬فمنهم من ذهب إلى أنما مأخوذة من الإنباء وهو الإخبار‪ :‬أنبأ ينبئ‪.‬‬ ‫إنباء‪٬‬‏ فهو منبئ‪ ،‬وهو قول أبي الربيع واستدل بقول الله عز وجل‪« :‬عم‬ ‫يتساءلون عن النبإ اللعضعظيمه©© أي الخبر قيل‪ :‬إنه القيامة‪ ،‬وقيل‪ :‬البي عليه السلام‪،‬‬ ‫سكن بغداد وكان من‬ ‫ا‪ -‬ابن الرواندي هو أبو الحسين أحمد بن تحيى بن إسحاق (ت ‪5‬ه_‪958/‬م)‪5‬‬ ‫متكلمي المعتزلة غم فارقهم وصار ملحدا زنديقا» وله كناب في الرة على أهل الاعتزال ستماه "فضيحة‬ ‫المعتزلة" وقد رة عليه الخياط في كتابه "الانتصار"‪ .‬ر‪ .‬ابن خلكان‪ :‬وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان‪،‬‬ ‫تحقيق د‪ /‬إحسان عباس دار الثقافة‪ 5‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ :‬ج!‪ ،49/‬ترجمة‪.53 :‬‬ ‫‪ -2‬عمار طالي‪ :‬آراء أبي بكر بن العربي الكلامية‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيعك الخزائر (د‪.‬ت)‪:‬‬ ‫ج‪.1/962‬‬ ‫ج!‪. !26/‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج! ‪43/‬و‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪:‬‬ ‫‪ 4‬أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي (ت ‪174‬ه_‪940/‬ام) أصولي بارع وفقيه نبيه‪ ،‬وله مؤلفات‪.‬‬ ‫ترجمة‪.274 :‬‬ ‫ر‪.‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪ :‬ج‪3‬اهمه‬ ‫‪ 5‬سورة النبأ الآية‪.1=2 :‬‬ ‫‪ 702 -‬۔‬ ‫‪: 4‬‬ ‫وقال الجيطالي‪" :‬وأحسب أنه القرآن في بعض الأقرال‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬لإقل هو نبأ‬ ‫عظيمه(!"‬ ‫وقال آخرون إن البي مشتق من‪ :‬نبا‪ ،‬ينبو‪ ،‬نبوعة‪ :‬إذا ارتفع وقال الرسول عتلة‪:‬‬ ‫"كنت نبيا وآدم بين الررح والحسدا(‪ 0.‬أي رفيع القدر ‏‪ ٨٠‬ويقول النميت‪" :‬فاللعن على‬ ‫هذا أن البي مرتفع على طور البشر باختصاصه بالوحي وخطاب الله تعالى""ة‪ 8‬وقيل في‬ ‫النبوة أيضا إنما علامة في أجساد الأنبياء عليهم السلام‪(.‬‬ ‫ويعرف الجيطالي البيء (بالهمز) اصطلاحا‪ :‬هو المخبر عن الله عز وجل‬ ‫والمؤيد بالمعجزة الدالة على صدقه الظاهرة بالدلائر "©‬ ‫وأما الرسالة في اللغة تتصر ف على وجهين("‪:‬‬ ‫‪ -‬على مع الإرسال من الله عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -‬وعلى معي التبليغ من الرسل‪.‬‬ ‫وقد بحث الجحيطالي في الفرق بين الرسول والبي والعلاقة بينهما‪ .‬وهل يجوز‬ ‫إطلاق أحدهما على الآخر؟‬ ‫ذهب أكثر العلماء إلى أن كل رسول من بي آدم ني وليس كل ني‬ ‫ا‪ -‬سورة ص الآية‪.76 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪1/43‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه الحاكم في المستدرك‪ :‬ج‪ 2/5660‬رقم‪.9024 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/4‬تو‪.‬‬ ‫‪ 5‬عبد العزيز الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪.2/64‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 8‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬ظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.11/182‬‬ ‫‪ 802 -‬۔‬ ‫رسول‪ .‬وبين الجحيطالي أن الأنبياء أعم من الرسل لأن الأنبياء أنبياء مرسلون‬ ‫وأنبياء غير مرسلين‪ ،‬فالرسول هو الذي ثبئ بالوحي‪ ،‬وأرسل إلى غيره‪ &،‬والبيء من‬ ‫نبئ بالوحي و لم يرسل إلى غيره‪.‬‬ ‫ويرى بعضهم ومن بينهم القاضي عبد الحبار المعتزلي( أمم جملة واحدة‬ ‫فكل ني رسول وكل رسول نيس ولا فرق بينهما في الاصطلاح ()‬ ‫وقال بعضهم جملتان على الناس معرفتهما كل واحدة منهما على حدة‬ ‫واستدل هؤلاء بقول الله عز وجل‪ :‬فقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى‬ ‫إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي‬ ‫النبيئون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمونم“ قال الخيطالي‪:‬‬ ‫"وهذا القول هو الصحيح عند أصحابنا“‬ ‫يتجلى لنا أن الخلاف في ضبط هذين المصطلحين والفرق بينهما محتمل تحيزه‬ ‫اللغة‪ ،‬ولا ينجم عنه أي أثر اعتقادي أو عملي إلا أن غاية علماء الكلام هي وضع‬ ‫الحدود‪ ،‬وضبط التعريفات قدر الإمكان‪ ،‬ويرى الدكتور البوطي أن البحث في هذه‬ ‫المسألة فرعي اجتهادي لا يتعلق بشيء من قواطع الدين وضرورياته‪0(.‬‬ ‫ويتعرض الحيطالي إلى خاصية النبوة والرسالة هل تحصلان بالاضطرار أم بالاكتساب؟‬ ‫‪ 1‬عبد العزيز الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪ .2/05‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ :‬كبرى اليقينيات الكونية} الملكية‬ ‫للإعلام والنشر الخزائرء ط‪8/2041‬ه_ ‪.481 :‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج! ‪ .22/‬القناطر‪ :‬القسم[ ‪.423/‬‬ ‫الإسلامين‪ ،‬دار العلم‬ ‫مناهب‬ ‫عبد الرحمن بدوي‪:‬‬ ‫ج‪.2/822‬‬ ‫الأصول الخمسة‪:‬‬ ‫شرح‬ ‫‪ -3‬عبد الحبار‪:‬‬ ‫للملايين© بيروت‘ ط‪ :9791 ،2‬ج‪.1/574‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة البقرة‪ :‬الآية‪.631 :‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطاليى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬ظ‪ .‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/423‬‬ ‫‪ -7‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ :‬كبرى اليقينيات الكونية‪.481 :‬‬ ‫‪ 902 -‬۔‬ ‫‪ 3-‬خاصية النبوة والرسالة‬ ‫تصرح آي القرآن الكريم أن النبوة صفة راجعة إلى اصطفاء الله تعالىه"" إذ‬ ‫يجتي من يشاء من عباده لتحمل الرسالة وتبليغ الأمانة كما أراد رب العزة‪ .‬وهذا‬ ‫ما اجتمع ليه جمهور المسلمين إلا أن واقع الفكر الإسلامي لم يسلم من تيارات‬ ‫أجنبية دخب' ا أثرت عليه في بعض مناحيه ومن بينها قضية النبوة‪ ،‬فقد زعم بفض‬ ‫فلاسفة الإسلام أمثال الفارابي وابن سينك أن النبوة صفة يكتسبها الإنسان‬ ‫ممجاهدات صوفية أو تأملات عقلية تمكنه من الاتصال بالله الذي يوحي إليه‬ ‫يتوسط العقل الفعال وزعمت الكرامية أن الرسالة والنبوة معنيان قائنمان‬ ‫بالرسول فمن كان فيه ذلك المعين كان رسولا‪ ،‬ووجب على الله إرساله‪.‬‬ ‫وقد عرض الخحيطالي نظرية الإباضية في النبوة مع ذكر الخلاف الوارد في‬ ‫المسألة فينقل غن أبي الربيع سليمان بن يخلف "أن النبوة والرسالة صفات الأنبياء‬ ‫والرسل وهما اضطرار حالتان من الأنبياء والرسل كحلول الاستطاعة في الملستطيع‬ ‫والرمانة تي الآمن لأنهما لو كانتا اكتسابا جاز على العباد أن يختاروه فمن أراد أن‬ ‫الله يصطفي من الملانكة رسلا ومن الناس (الحج‪ )57 :‬وقوله تعالى‪ :‬طإالله أعلم حيث‬ ‫[‪ -‬مثل قوله تعالى‪:‬‬ ‫يجعل رسالاته (الأنعام‪ )421 :‬وقوله تعالى‪« :‬إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على‬ ‫العالمين (آل عمران‪.)33 :‬‬ ‫‪ -2‬محمد بن محمد أبو نصر الفاراي (‪062‬ه‪4-933٨‬ه‪478/‬م‪059-‬م)‏ المعلم الثاني‪ ،‬اكبر فلاسفة المسلمين‪.‬‬ ‫ر‪ .‬خير الدين الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.7/02‬‬ ‫‪ -3‬الحسين بن عبد الله بن سينا أبو علي (‪0734-824‬ه‪089/‬م‪7301-‬م) الفيلسوف الرئيس‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.2/142‬‬ ‫‪ 4‬ر‪ .‬الثمين‪ :‬معالم الدين ج‪ .2/94‬محمد عبد الرحيم الزيني‪ :‬مشكلة الفيض عند فلاسفة الإسلام‪ ،‬ديوان‬ ‫المطبوعات الجحامعية‪ ،‬الخزائر ‪3991‬م‪ 772 :‬وما بعدها‪( .‬فصل النبوة والفيض)‬ ‫‪ 5‬عبد القاهر البفدادي‪ :‬أصول الدين‪.451 :‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/32‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬و‪.‬‬ ‫‪012‬‬ ‫يكون نبيئا كان نبيئاء ومن أراد أن يكون رسولا كجان رسولا‪ .‬قال‪ :‬وفي عجزهم‬ ‫ليستا‬ ‫النبوءة والرسالة‬ ‫بأن‬ ‫يثبت‬ ‫ورسلا بإرادقمم ما‬ ‫بإرادقمم‬ ‫أنبياء‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫بأفعالهم‪ 3‬وهما فعل ا له ليس للعباد فيه فعل" ويذهب البعض أن النبوة اضطرار‬ ‫وار سالة اكتساب( ‪ 2‬‏‪٠‬‬ ‫ويبين الشيخ أبو يحيى زكرياء بن أبي بكرم أن سبب تنازعهم يرجع إلى‬ ‫اختلافهم في تحديد معن الرسالة يقول‪" :‬إن الرسالة تتصرف في اللغة على وجهين‬ ‫على معين الإرسال من الله عز وجل والثاني على مع التبليغ من الرسل فمن قال‬ ‫إن الرسالة اضطرار ذهب بالرسالة إلى الإرسال من الله عز وجل للرسل ومن قال‬ ‫إن الرسالة اكتساب ذهب بمعى الرسالة إلى التبليغ من الرسل‪ .‬ثم قال الشيخ أبو‬ ‫عمار هذا أحسن ما سمعناه في هذا الجوحه"(‬ ‫والخلاصة أن الخلاف السابق هو خلاف لفظي في المصطلح فالإباضية‬ ‫متفقون أن النبوة والرسالة الوي هي بمعي الإرسال من عند الله ضروريتان وليستا‬ ‫مكتسبتين تحصلان بالاتصال أو الخيال كما زعم الفلاسفة‪.‬‬ ‫وإذا بعث الله رسولا فلزاما عليه أن يدعي النبوة ويظهر المعجزة ال تدل على‬ ‫صدقه إذ "يعرف صدق البي بالمعجزة" فكيف عرف الجيطالي المعجزة؟ وما هي دلالتها؟‬ ‫‪ -4‬المعجزة ودلالتها‬ ‫على‬ ‫"كل أمر ناقض للعادة يظهر‬ ‫الجيطالي المعجزة اصطلاحا هي‪:‬‬ ‫يعرف‬ ‫[‪ -‬الخيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬جا ‪4/‬قو‪.‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ .‬ر‪ .‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/32‬‬ ‫‪ 3‬زكرياء بن أبي بكر بن سعيد اليراسين أبو نى (طبقة ‪005 :11‬ه‪055-‬ه_‪601/‬ام‪551-‬ام) له باع في‬ ‫علم النظر‪ ،‬وفتاوى ومأئورنت‪ ,‬جمعية الثرات‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪2/223‬ء} ترجمة‪.933 :‬‬ ‫‪ 4‬أبو عمرو عثمان بن خليفة السوني‪ :‬السؤالات‪.971 :‬‬ ‫‪ 5‬الجخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/113‬‬ ‫‪- 112 -‬‬ ‫يدي مدعي النبوة زمان التكليف مقترنا بالتحدي من دعوى النبوة على جهة‬ ‫الابتداء متضمنا لتصديقه'( ‪(1‬‬ ‫ونستخحلص من هذا التعريف جملة من الشروط قيد با الجيطالي حقيقة‬ ‫المعجزة وإن لم يوف حقها من البيان وهي شروط اتفق عليها جل المتكلمين‬ ‫نوردها فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن تكون من فعل الله تعالى‪ ،‬ويؤكد أن كل ما عجز عنه البشر لم يكن إلا‬ ‫فعلا لله تعال! ويعلل الإيجي ذلك "لأن التصديق منه لا يحصل بما ليس من قبله‬ ‫‪ -‬أن تكون ناقضة للعادة} ويخرج بذلك غير الخارق‪.‬‬ ‫‪ -‬أن تكون على يدي مدعي النبوة‪ ،‬وتخرج الأمور الخارقة للعادة اليي تظهر‬ ‫على يدي غيره‪ ،‬كالكرامة على يد الولي‪ ،‬والاستدراج على يد الفاسق‪...‬‬ ‫‪ -‬أن تكون زمان التكليف فيخرج الإرهاص وهو ما كان قبل النبوة‪.‬‬ ‫‪ -‬أن تكون مقترنة بالتحدي حيث تتعذر معارضتها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن تتضمن صدقه‪.‬‬ ‫‪ -‬أن تكون موافقة لدعواه‪.‬‬ ‫ا‪ -‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬و‪ .‬ونلاحظ أنه نفس التعريف الذي ساقه أبو عمرو عثمان بن خليفة‬ ‫السوف في "السؤالات"‪ .‬ر‪ .‬السؤالات‪.771-871 :‬‬ ‫‪ -2‬ر‪ .‬الإيجي‪ :‬المواقف‪ .933-043 :‬محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.052 :‬‬ ‫البغدادي‪ :‬أصول الدين‪ .171 :‬أبو المعين النسفي‪ :‬التمهيد في أصول الدين‪ ،‬تحقيق عبد الحي قابيل‪ ،‬دار‬ ‫الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة‪7041 ،‬ه_‪7891/‬م‪ .64 :‬السالمي‪ :‬المشارق‪.712 :‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/213‬‬ ‫‪ 4‬الإنجي‪ :‬المواقف‪.933 :‬‬ ‫‪212-‬۔‬ ‫أما عن دلالة المعجزة فقد اختلف المتكلمون فيها وهي على ثلاثة مذاهب‪‘"(:‬‬ ‫الأول‪ :‬أن تدل المعجزة على صدق النبوة دلالة عقلية كدلالة الفعل على‬ ‫وجود الفاعلء وهو ما ذهب إليه ابن حزم الظاهري والآمدي إذ يقول‪ :‬العلم‬ ‫بصدق التحدي بالنبوة عند اقتران المعجز الخارق للعادة بدعواه واقع لكل عاقل‬ ‫بالضرورة وهو ما اختاره عبد العزيز الثميني وشيخه أبو زكرياء يحيى بن صالح‬ ‫الأفضلي ‪)+3)(4( .‬‬ ‫الثاني‪ :‬أن تدل المعجزة على صدق النبوة دلالة عادية "كدلالة قرائن الأحوال‬ ‫على خجل الخجل ووجل الوجل فإن خلق الله تعالى لهذا الخارق على هذا الوجه‬ ‫المفروض تدل عادته على صدقه بالضرورة وهو ما ذهب إليه أبو المعين النسفي‬ ‫رت ‪805‬ه_‪4111/‬م) من الماتريدية والإيجي“ من الأشاعرة إذ إن اقتران المعجزة‬ ‫بالصدق هو اقتران عادي‪ ،‬وجوزوا عقلا ظهور المعجزة على يد الكاذب وإن‬ ‫كانت ‪.‬العادة تقضي بامتنا ع ذلك (أي ممكن عقلا ومستحيل وقوعا)‬ ‫الثالث‪ :‬أن تدل المعجزة على صدق النبوة دلالة مواضعة كدلالة الألفاظ‬ ‫وقد‬ ‫بالوضع على معانيها لأن المواضعة قد تعرف بصريح يدل على التواضع"‬ ‫‪ 1‬الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪ .2/65-75‬ر‪ .‬عبد الحيد النجار‪ :‬الهدي بن تومرت حياته وآراؤه‪.032-132 :‬‬ ‫‪ -2‬عبد الحيد النجار‪ :‬المهدي بن تومرت‪ 0320 :‬نقلا عن الآمدي‪ :‬غاية المرام‪.923 :‬‬ ‫‪ 3‬أبو زكرياء يجى بن صالح الأفضلي (‪6211‬ه‪2021 -‬ه_‪4171/‬م‪887-‬ام) من العلماء الأعلام وكبار‬ ‫المشائخ في وادي مزاب‪ .‬ر‪ .‬حمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪ :‬ج‪ ،4/569‬ترجمة رقم‪.4001 :‬‬ ‫‪ 4‬الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪ .2/75‬عمر قلاع الضروس‪ :‬الإمام عبد العزيز الثمييني وكتابه المعالم في الفلسفة وأصول‬ ‫الدين‪ ،‬رسالة ماجستير (نخطمطة)‪ ،‬المعهد الوطن العالي لأصول الدين‪ ،‬جامعة الحزائرس ‪7991‬م‪.142 :‬‬ ‫‪ 5‬الثمييني‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪,2/75‬‬ ‫‪ 6‬أبو المعين النسفي‪ :‬التمهيد‪.44-54 :‬‬ ‫‪ -7‬الإعجي‪ :‬المواقف‪.143 :‬‬ ‫‪ -8.‬الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪.2/65‬‬ ‫‪- 312 -‬۔‬ ‫ذهب إلى هذا القول القاضي عبد الجبار‪ ،‬يقول‪" :‬فلا بد من أن يدل على ذلك‬ ‫(أي يدل الله تعالى على صدق البي) بالوجه الثالث وهو ما طريقه المواضعة فيصير‬ ‫مما يظهر من الرسول من التماس المعجز فإنما يريد تصديق المدعي ولو لم يحل هذا‬ ‫المحل لم يكن ليدل" وقد أرجع الثمين دلالة المواضعة إلى الدلالة العقلية حيث‬ ‫يرى أنما قريبة منها بيد أن الدكتور عبد الجيد النجار يذهب إلى أنما تؤول إلى‬ ‫الدلالة العادية إذ العادة ضرب من المواضع(‪ .‬وهو ما نرجحه‪.‬‬ ‫ويقول الثمين = عقب دراسته لدلالة المعجزة ‪" :-‬و لم أر أصحابنا في ذلك‬ ‫نصا وهذا ما يؤكد أن الثمين لم يطلع على رأي الجيطالي في المسألة وهو ما‬ ‫سنبينه فيما يأتي‪.‬‬ ‫يستدل الجخيطالي على صدق نبوة الرسل بما يظهر على أيديهم من الآيات‬ ‫الخارقات للعادات‘ وتحديهم بما على وفق دعواهم وهذه المعجزات تدل عنده‬ ‫على صدق البي بالضرورة‪ ،‬ويبين أن طبيعة الأفعال الي يأتي بما مدعي النبوة لا‬ ‫تخلو من أحد ثلانة أقساه(“‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إما أن يأتي بالأفعال المعتادة كاكل والشراب واللباس وما شاكلها‬ ‫وادعى أنما معجزة بطل دعواه لعدم الأمارة على صدقه إذ لا أحد يعجز عن الإتيان‬ ‫بتلك الأفعال ال ادعى أنما معجزة‪.‬‬ ‫ب أن يأتي بالأفعال ال يتوصل إلى تعليمها كالكتابة والخياطة وغير ذلك‬ ‫ا‪ -‬عبد الحيد النجار‪ :‬المهدي بن تومرت حياته وآراؤه‪ 132 :‬نقلا عن القاضي عبد الجبار‪ :‬المغ‪:‬‬ ‫ج‪.461/١5‬‏‬ ‫‪ -2‬عبد العزيز الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪.2/75‬‬ ‫‪ 3‬عبد الجيد النجار‪ :‬المهدي بر‪ .:‬تومرت حياته وآراؤه‪.132 :‬‬ ‫‪ 4‬الثمين‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪.2/75‬‬ ‫ؤ الحيطالي‪ :‬شر ح النونية‪ :‬ج!‪[1/21‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 412‬‬ ‫من الصنائع اليي يتوصل إليها بالحيل والتعليم فيدعي أنما معجزة فتبطل أيضا دعواه‬ ‫إذ كل ما يتوصل إليه بالاحتيال لا يكون معجزة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أن يأتي بالأفعال الخارقة للعادة كانفلاق البحر وانقلاب العصا حية‪3‬‬ ‫وإحياء الموتى‪ ،‬وانشقاقالقمر وما شاكلها مانلأفعال الي انفرد الباري! سبحانه‬ ‫باختراعها وإظهارها على وفق دعواه وليس في مقدور الخلق الإتيان بما‪.‬‬ ‫يثبت حينئذ صدق مدعي الرسالة وتلزم حجته كل من أرسل إليه ضرورة‪.‬‬ ‫ويضرب الخيطالي لنا مثلا كثر استعماله لدى العلماء" وهو مثل الملك‬ ‫ورسوله إلى الرعية ليؤكد من خلاله أن دلالة المعجزة على الصدق دلالة ضرورية‬ ‫وأنما تنزل مترلة التصديق بالقول يقول‪" :‬ووجه دلالة المعجزة على صدق الرسول‬ ‫عليه السلام نزل بمترلة قول الله تعالى‪ :‬صدق رسولي‪ ،‬وذلك مثل القائم بين يدي‬ ‫الملك المدعي على رعيته أنه رسول الملك فإنه مهما قال للملك إن كنت صادقا‬ ‫فقم على سريرك ثلانا‪ ،‬واقعد على خلاف عادتك ففعل ذلك حصل للحاضرين‬ ‫علم ضروري بأن ذلك نازل مترلة قوله‪ :‬صدقت" فمثل الملك مثل الله سبحانه ‪-‬‬ ‫مجرة‪.‬‬ ‫هي‬ ‫الملك لعادته‪: :‬‬ ‫الملك هو البي‪ 3‬وخرق‬ ‫ورسول‬ ‫وله المل الأعلى‬ ‫ونجد هذا المنال الذي ساقه الجيطالي قد ضربه أيضا القائلون بالدلالة العادية‪.‬‬ ‫ا‪ -‬ر‪ .‬الحوين‪ :‬لمع الأدلة‪ .421-521 :‬أبو حامد الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ .321-421 :‬الإيجي‪. :‬‬ ‫المواقف‪.143 :‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪ .1/213‬وهو مذهب أبي حامد الغزالي حيث يرى أن المعجزة تدل‬ ‫بالضرورة على صدق الني» لكن الإشكال المطروح هو أن الغزالي إذا كان يرى اقتران المعجزة بالصدق‬ ‫هو اقتران ضروري ألا يتناق هنا مع نظريته في جريان العادة ومذهبه في نقض مبدإ الضرورة أم هو‬ ‫استثناء خاص؟ ر‪.‬أبوحامد الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ .1/151‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ .421-521 :‬تمافت‬ ‫الفلاسفة} تعليق وشرح د‪ /‬علي بوملحم‪ ،‬دار مكتبة الهلال‪ ،‬بيروت ط‪4991 ،1‬م‪.981 :‬‬ ‫‪ 3‬الإنجي‪ :‬المواقف‪ .143 :‬يقول عقيب ضربه هذا المثل‪" :‬وليس هذا من باب قياس الغائب على الشاهد‬ ‫بل ندعي في إفادته العلم الضرورة العادية ونذكر هذا للتفهيم وزيادة التقرير" المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-512 -‬۔‬ ‫يدل على أن الآراء الكلامية لا يمكن أن تب على نحو هذه الأمثال المحتملة‪.‬‬ ‫وإذا كانت المعجزة دليل صدق على بعثة الرسول عند الخيطالي فهل يجوز‬ ‫أن يرسل الله رسلا بغير معجزة تدل على صدقهم؟‬ ‫اختلف المتكلمون في هذه المسألة فذهبت طائفة من الإباضية أن "ذلك لا‬ ‫يجوز حت تكون معه علامة يتبين بما من غيره ما لا يقدر مخلوق أن يأتي بما" وهو‬ ‫مذهب الأشاعرة كما يعرضه البغدادي حيث يقول‪" :‬الني لابد له من إظهار معجزة‬ ‫تدل على صدقه ‪ ...‬والمعجزة الواحدة كافية في الدلالة على صدقه ومن لم يؤمن به‬ ‫بعدها استحق العقاب" بيد أن الجيطالي وأصحابه من الإباضية يرون أن ذلك جائز‬ ‫في حكمة الله تعالى أن يرسل رسله إلى خلقه بلا معجزة ولا دلالة‪ ،‬فإن أعطاهم ذلك‬ ‫فهي نعمة من الله وفضل؛ وإن أمسكها منهم فهو عدل منه وصواب©‪ ،‬فليس لهم على‬ ‫الله أن يعطيهم ذلك إذ كان ذلك متا منه وفضلا واستدلوا على ذلك بقول الأنبياء‬ ‫عليهم السلام لأمها فيما حكى ا له عنهم في كتابه‪« :‬إقالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون‬ ‫وما علينا إلا البلاغ المبينه" وقوله تعالى‪ :‬لإن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله ن‬ ‫على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن اللده(“× وهذا‬ ‫يتسق مع مذهبهم بأنه لا يجب على الله تعالى شيء فيجوز له أن يرسل من يشاء بغير‬ ‫معجزة ولا دليل إذ إن صدق البي أنه رسول قد يكفي وحده‪.‬‬ ‫وذهبت الكرامية أن كل من سمع قول الرسول أو سمع الخبر عن ظهور‬ ‫[‪ -‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/211‬ظ‪ .‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/681‬‬ ‫‪ -2‬البغدادي‪ :‬أصول الدين‪.371 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة يس‪ :‬الآية‪.61-71 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة إبراهيم الآية‪.11 :‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪.1/311‬‬ ‫‪612‬‬ ‫والتصديق به سواء علم برهانه وحجته أو لم يعلمه("“‬ ‫دعوته لزمه الإقرار‬ ‫وقالت طائفة من المعتزلة‪" :‬لا يحتاج الني في الحجة على نبوته إلى أكثر من‬ ‫المسألة‬ ‫ويبدو لنا أن سببا خلافهم ق‬ ‫التناقض فيها"‬ ‫وما يأتي به من‬ ‫سلامة شرعه‬ ‫هو‪ :‬هل المعجزة وحدها فقط تدل على صدق البي أم هناك دلائل أخرى؟‬ ‫فمقتضى كلام الحيطالى السابق ومن وافقه من الإباضية يرون أن المعجزة‬ ‫ليست وحدها فقط تدل على صدق النبوة بل قد يكون للصدق طرق أخرى لأن‬ ‫الغرض إنما هو صدق المدعي وليس هو المعجزة قي حد ذاتما فكثيرا ما تعرب قرائن‬ ‫الأحوال عن صدق مدعي النبوة أو كذبه قبل أن يظهر المعجزة وهو ما عبر عنه‬ ‫شاعر الرسول حسان بن ثابت‪:‬‬ ‫كانت بديهته تأتيك بالخبر‬ ‫لو لم تكن فيه آيات مبينة‬ ‫وأما البغدادي وغيره من الأشاعرة فقد ذهبوا إلى أن المعجزة هي الطريق‬ ‫الوحيد للدلالة على الصدق لذلك أجوبوا ظهورها على يد مدعي النبوة‪.‬‬ ‫ونرجحح رأي الفريق الأول لأن تصديق البي يتحقق بالمعجزة وبغيرها‪ ،‬وهو‬ ‫ما يتوافق مع المنطق وواقع دعوات الرسل فلا داعي لحصر طريق صدق البي في‬ ‫المعجزة ويعلل أحد المعاصرين ذلك بقوله‪" :‬إذ لو لم يعلم صدق النبوة إلا بالمعجزة‬ ‫لاحتاج إلى أن يكرر معجزاته أمام كل قوم يأتونه إذ إن الحجة تلزم من رأى دون‬ ‫من لم ير حيت وإن كان قد سمع وماذا تكون حجة البي على من أتوا بعد وفاته و لم‬ ‫يشهدوا معجزاته؟" وهو ما اختاره بعض المحققين أمثال ابن أبي العز الحنفرمة‪.‬‬ ‫‪ 1‬البغدادي‪ :‬أصول الدين‪.671 :‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.371 :‬‬ ‫‪ 4‬د‪/‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام؟ الأشاعرة‪ :‬ج‪.1 2/33‬‬ ‫‪ 5‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪.051 :‬‬ ‫‪- 712 -‬‬ ‫وابن تيمية حيث يقول‪" :‬ومنهم من يجعل المعجزة دليلا ويجعل أدلة أخرى غير‬ ‫المعجزة وهذا أصح الطرق ومن لم يجعل طريقها إلا المعجزة اضطر لهذه الأمور اليي‬ ‫فيها تكذيب لحق أو تصديق لباطل‪©«'.‬‬ ‫‪ -1‬اين تيمية‪ :‬الفتاوى الكبرى" دار القلم؛ بيروت ط!ا‪7041 ،‬ه_‪789/‬ام‪ :‬ج‪.5/225‬‬ ‫‪ 812 -‬۔‬ ‫المبحث الثان‬ ‫صفات الأنبياء والرسل‬ ‫‪ 1‬العلم بالرسول‬ ‫اختص الله أنبياءه ورسله الكرام عن سائر الخلق بصفات مثلى‪ ،‬فكانوا أنقى‬ ‫الناس جوهرا‪ ،‬وأطيبهم خلقا‪ ،‬وأصفاهم عنصرا‪ ،‬وأكملهم فطرة‪...‬صفات سامية}‬ ‫يستدعيها جلال الرسالة‪ ،‬ويقتضيها مقام التبليغ عن الله تعالى‪ .‬وقد اعتبر الجيطالي‬ ‫‪ .‬العلم بالرسول عليه السلام أحد الفروع الثلائة لعلم الدين‪ ".‬الذي يجب على العبد‬ ‫معرفته‪ .‬ويقسم العلم بالرسول إلى ثلائة أقسام هي‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬العلم بما يجب إثباته للرسول وهو ثلاث صفات‪:‬‬ ‫‪ -‬الصدق‪.‬‬ ‫‪ -‬الأمانة‪.‬‬ ‫‪ -‬اتباع الحق في أفعاله وأقواله‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬العلم بما يجب نفيه عنه وهو ثلاث صفات‪:‬‬ ‫‪ -‬الكذب‪.‬‬ ‫_ الخيانة‪.‬‬ ‫اتباع الباطل في أقواله وأفعاله‪.‬‬ ‫ثالنا‪ -‬العلم مما يجوز عليه وهو ما يجوز على البشر من الانتفاع والاستضرار‬ ‫‪ 49‬من البحث‪.‬‬ ‫ا‪ -‬ر‪ .‬تقسيم الجيطالي لعلوم الدين‪:‬‬ ‫‪ 912 -‬۔‬ ‫لا يناقي التكليف ‪.‬‬ ‫السراء والضراء والسهو الذي‬ ‫أو هو بلفظ آخر‪:‬‬ ‫وقد اقتصر الجحيطالي على ذكر بجمل لهذه الصفات دون أن يفي حقها من‬ ‫التحليل كما أن هذا التقسيم الثلائي لعلم الرسول نجده واردا عند ابن تومرت(اד‬ ‫مما يدل على تأثر الجخيطالي به‪.‬‬ ‫ومما يتعلق بصفات الرسل عليهم السلام مسألة العصمة ال هي أهم صفة‬ ‫اختص بما المرسلون‪ ،‬لكوفا السند المعين على تبليغ شرائعهم‪ ،‬واحتضان الناس نها‬ ‫بالتصديق والقبول‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسألة العصمة‬ ‫اختلفت المدارس الكلامية في مسألة العصمة في زمن وقوعها‪ :‬هل هي قبل‬ ‫النبوة أم بعدها؟ ومن أي الذنوب يعصمون‪ :‬أمن الكبائر والصغائر أم من‪ .‬الكبائر‬ ‫‪,‬‬ ‫فقط؟ وأبرز الأقوال نوردها فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬ذهبت الشيعة الإمامية إلى أن البي يجب أن يكون معصوما من القبائح‬ ‫صغيرها وكبيرها قبل النبوة وبعدها على طرق العمد والنسيان وعلى كل حال‪©(.‬‬ ‫‪ -‬أما الأشاعرة فيرون أن الأنبياء معصومون بعد النبوة عن الذنوب كلها‪ ،‬وأما‬ ‫‪.‬‬ ‫السهو والخطأ فليستا من الذنوب فلذلك ساغا عليهم‪ ،‬وأجازوا عليهم الذنوب قبل النبوة‪".‬‬ ‫ا‪ -‬أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المصمودي الملقب بالمهدي (‪584‬ه‪٨‬ه_‪425-‬ه_‪2901/‬م‪-‬‏‬ ‫‪ )0‬مؤسس دولة الموحدين‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.6/822-922‬‬ ‫‪ -2‬محمد بن تومرت‪ :‬أعرً ما يطلب‪ ،‬تقدم وتحقيق عمار طالي‪ .281 :‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم‬ ‫الكلام (الأشاعرة)‪ :‬ج‪.2/722‬‬ ‫‪ 3‬محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.062 :‬‬ ‫‪ 4‬البغدادي‪ :‬أصول الدين‪( 761-861 :‬وقد نقل البغدادي عنهم الإجماع في المسألة ر‪ .‬الرازي‪ ::‬معالم‬ ‫أصول الدين‪.201-301 :‬‬ ‫‪- -022‬‬ ‫‪ -‬وذهب أبو حنيفة إلى أن الأنبياء معصومون من الكبائر والصغائر('‘ وقد‬ ‫قيد أصحابه هذه العصمة بما بعد الوحي‪.‬‬ ‫‪ -‬أما المعتزلة فيرون أن الأنبياء معصومون من الكبائر قبل البعثة وبعدها ولا‬ ‫يصح عليهم شيء من المنفرات‪ ،‬وأما الصغائر ال لا حظ لها إلا في تقليل الثواب‬ ‫دون التنفير فإنما بحوزة عليهم‪.‬‬ ‫ويذكر الجحيطالي قولين للإباضية في المسألة‪ :‬فمنهم من يرى أن الأنبياء‬ ‫عصمهم الله عن الكبائر لا يفعلومما بعد النبوة وأما الصغائر من الذنوب فإممم‬ ‫يفعلوتما بعد النبوة والرسالة ولا يسمون بذلك عاصين‘ ولا مذنبين وهو رأي أبي‬ ‫الربيع سليمان بن يخلفه‪ .‬وأما الفريق الثاني وهو مذهب الجحيطالي وأصحابه‬ ‫فيرون أن الأنبياء لا يوصفون بشيء من الكبائر في حال من الأحوال لا قبل النبوة‬ ‫ولا بعدها‪(.‬ة‬ ‫العصمة للأنبياء وتتزيههم من جميع‬ ‫الجخيطالى على ثبوت‬ ‫ولقد استدل‬ ‫الكبائر لاسيما الشرك قبل النبوة وبعدها بأدلة نوردها كالآتى‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن ما رمى المشركون به البي من جميع ما لا يليق به من السحر والكهنة‬ ‫والكذب وغيرها و لم ييلغنا أحد منهم عيّره بعبادة الأصنام فلو كان رسول الله عثة‬ ‫ا أبو منصور الماتريدي‪ :‬شرح الفقه الأكبر‪.93 :‬‬ ‫‪ -2‬بلقاسم الغالي‪ :‬أبومنصور الماتريدي حياته وآراؤه العقدية} المطابع الموحدة‪ ،‬تونس‪9891 ،‬م‪.302 :‬‬ ‫‪ -3‬عبد اخبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.2/432‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/5‬قو‪ .‬وهنا الرأي قد اختاره السالمي إذ يرى أنه لا يوجد دليل سمعي على‬ ‫عصمتهم قبل النبوة‪ ،‬يقول‪" :‬اعلم أن تجويزنا عليهم الكبائر قبل النبوة لا يستلزم وقوعها منهم لأن‬ ‫السالمي ‪ :‬المشارق ‪.4-522 :‬‬ ‫ر‪.‬‬ ‫الوقو ع"‬ ‫أخص من‬ ‫الجواز‬ ‫‪ 5‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/53‬و‪ .‬وهوما ذهب إليه الثمين في المعالم حيث يرى أن السمع دل بعد‬ ‫وروده على أنمم كانوا معصومين قبل البعثة‪ .‬ر‪.‬الثميي‪ :‬المعالم‪ :‬ج‪.2/16‬‬ ‫‪- 122 -‬‬ ‫مثل ما كان عليه أربعين سنة لكان للمشركين في ذلك عليه أعظم حجة فيقول‬ ‫قائلهم تعبد ما نعبد أربعين سنة فلما كبرت أصبحت تنهانا عن عبادتمقاء& وكان‬ ‫صلى الله عليه وسلم يسمونه قبل النبوة محمدا الأمينَ‪©"(.‬‬ ‫‪ 2‬تأويله الآيات والأحاديث الي تفيد ظواهرها نسبة المعصية للرسل‪،‬‬ ‫واختياره المع اللائق بمقام الرسول ومنها‪:‬‬ ‫وقوله تعالى‬ ‫ووجدك ضالا فهدى‪4‬‬ ‫أ‪ -‬معن الضلالة في قوله تعالى‪:‬‬ ‫حكاية عن موسى عليه السلام‪ :‬لإقال فعلتها إذا وأنا من الضالينه«" ذكر الجيطالي‬ ‫وجوها‪ ،‬واختار أن يكون معن الضلالة هو الجهل‪ .‬يقول ألم يجدك جاهلا بالنبوة‬ ‫والشرائع فهداك أي بصرك وأنزل عليك‪ ،‬وكذلك قوله‪ :‬لإوأنا من الضالينيئه يع‬ ‫الجاهلين أن هذه الوكزة يكون منها القتل ويؤيد الجيطالي كلامه بما تقول العرب‪:‬‬ ‫فلان ضال عن الطريق يعنون أنه جاهل بالطريق‪ ،‬ولا يعنون أنه كافر (‬ ‫ب‪ -‬معنى قوله تعالى‪ :‬ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإمانلهة‬ ‫حمل الجيطالي مع الإيمان على الفرائض أي ما كنت تدري أتفرض عليك‬ ‫الفرائض أم لا ؟‬ ‫ويعلل الجحيطالي اختياره مبينا أن الإيمان على وجهين‪ :‬إيمان توحيد‪ ،‬ولمان‬ ‫الفرائض فإن قال الإيمان جميعا التوحيد والفرائض فيقال له‪ :‬هل يجوز في اللفة أن‬ ‫يسمى الخاص باسم العام ويسمى العام باسم الخاص وذلك موجود في كتاب الله‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/73‬ظ\ ‪83‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الضحى الآية‪.7 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الشعراء الآية‪.02 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج ‪1/83‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة الشورى‪ ،‬الآية‪.25 :‬‬ ‫‪222‬‬ ‫وقد نفى الجحيطالي أن يكون المراد بالإيمان في الآية هو يمان التوحيد‬ ‫عز وجل‬ ‫يقول‪" :‬لم يكن البي يلله ليجهل الله طرفة عين من حين ابلغ وهذا أحسن الصفات‬ ‫به لأن من كان مشركا كان دمه مباحا لمن كان على دين عيسى عليه السلام فلم‬ ‫يكن الله تعالى يصف نبيه محمدا عله بالموقوف الذي يكون فيه حلال الدم مباح‬ ‫القتل" وذكر الجحيطالي وجها آخر لبعض المفسرين مؤداه أن المضاف في الآية‬ ‫محذوف لما كنت تدري ما الكتابه تقديره أهل الكتاب «}ولا الإيمان تقديره‬ ‫أهل الإيمان‪ .‬نظير قوله تعالى‪« :‬إواسأل القريةئ»{" تقديره أهل القرية(‘& وهذا وجه‬ ‫مقبول تحتمله الآية لائق بمقام البي عللة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬معن الغفلة في قوله تعالى‪ :‬وإن كنت من قبله لمن الغافلينية‬ ‫ينقل الجيطالي عن بعض التفاسير أن المراد من الآية هو الغفلة عن الأخبار‬ ‫والقصص وغيره‪6.‬‬ ‫‪ .‬هكذا نحد الجحيطالي يؤول كل الأخبار والقصص الين قد يتوهم منها نسبة‬ ‫المعاصي إلى الرسل الكرام ويختار المعاني اللائقة بمقامهم الشريف لكون الرسل هم‬ ‫أصفياء الله قبل‪.‬أن يخلقهم‪ ،‬ويخص الجحيطالي بالتتزيه نبينا محمدا تلة الذي كانت‬ ‫بعثته استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام‪ :‬لربنا وابعث فيهم رسولا منهم“»")‬ ‫‪ .‬وقد بشر به عيسى عليه السلام فقال‪ :‬لإومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/83‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬سورة يوسف الآية‪.28 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/83‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة يوسف الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/83‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.921 :‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪51‬‬ ‫أحمده" يقول الجيطالي‪" :‬فسماه رسولا قبل أن يكون فكيف لا يكون معصوما‬ ‫في جميع الأحوال من هذه صفته‪ ،‬وقد ألهم الله معرفته وتوحيده من هو دونه في‬ ‫الدرجة كزيد بن عمرول‪,‬ة وقس بن ساعدة وأمثالهما ف زمان جاهلية جهلاء‬ ‫فكيف بالأنبياء والرسل الذين هم صفوة الله من خلقه كما قال تعالى‪ :‬إن الله‬ ‫اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين“ه‘“ فالأنبياء عليهم‬ ‫السلام أحق بالتتزيه من جميع الكبائر ولاسيما الشرك قبل النبوة وبعدها"‬ ‫أما القائلون بعصمة الأنبياء من الكبائر بعد البعثة فإن موقفهم من الأخبار‬ ‫الو قد توهم صدور الذنب عن الأنبياء يلخصه الإيجي فيما يلي‪" :‬أن ما كان منها‬ ‫منقولا بالآحاد وجب ردها لأن نسبة الخطأ إلى الرواة أهون من نسبة المعاصي إل‬ ‫الأنبياء وما ثبت منها تواترا فما دام له محمل آخر حملناه عليهء ونصرفه عن ظاهره‬ ‫لدلائل العصمة وما لم نجد له محيصا حملناد على‪ ,‬أنه كان قبل البعثة أو من قبيل‬ ‫ترك الأولى‪ ،‬أو صغائر صدرت عنهم سهوا ولا ينفيه تسميته ذنبا ولا الاستغفار منه‬ ‫ولا الاعتراف بكونه ظلما منه‪(",‬‬ ‫استدل الجيطالي على عصمة البي عيله قبل مبعنه بحادنتين وردتا في السيرة النبوية‪:‬‬ ‫أولاها‪ -‬حادثة شق الصدر‪ :‬عن أنس أن رسول الله عيه أتاه جبريل وهو‬ ‫ا‪ -‬سورة العسف»؛ الآية‪.6 :‬‬ ‫‪ --2‬زيا بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي (ت ‪71‬ق ه‪606 /‬م) أحد الحكماء كان على‬ ‫دين إبراهيم‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.3/06‬‬ ‫‪ -2‬قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي (ت نحو ‪32‬ق ه_‪006/‬م) أحد حكماء العرب ومن كبار خطبائهم‬ ‫في الجاهاية‪ .‬ر‪ .‬الزركلي الأعلام‪ :‬ج‪.5/691‬‬ ‫‪ -4‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.33 :‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/83‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬الإي‪ :‬الموانف‪.163 :‬‬ ‫‪ -7‬الجيطالي‪ :‬شر ح لنونية‪ :‬ج‪1/93‬و‪.‬‬ ‫يلعب مع الغلمان فأخذه وصرعه{ فشق عن قلبه فاستخر جه فاستخر ج منه علقة‬ ‫فقال‪ :‬هذا حظ الشيطان منك‪ :‬ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه‪ ،‬ثم‬ ‫أعاده إلى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ‪-‬يعيي مرضعته‪ -‬أن محمدا قد قتل‬ ‫فاستقبلوه وهو منتقع اللون" يقول الجحيطالي‪" :‬فكيف يجهل ربه من حُشي إيمانا‬ ‫في طفولته؟"“ ويعلق الشيخ محمد الغزالي على أحاديث شق الصدر قائلا‪" :‬ولعل‬ ‫أحاديث شق الصدر تشير إلى هذه الحصانات الت أضفاها الله على محمد صلى الله‬ ‫ومفاتن الحياة‬ ‫عليه وسلم فجعلته مزن طفولته بنجوة قصية عن مزالق الطبع الإنساني‬ ‫)‬ ‫الأررضي سة"(ة©‬ ‫ثانيها‪ -‬خروج البي عله إلى غار حراء قبل نبوته فيقعد فيه أياما يعبد الله‬ ‫تعالى فهناك وجده جبريل عليه السلام حين جاءه بالنبوة‪(.‬‬ ‫خلاصة القول‬ ‫إن طبيعة الأدلة ال أوردها الحيطالي في الاستدلال على العصمة تتسم بميزتين‪:‬‬ ‫‪ -‬ميزة الاستقراء‪ :‬حيث حاول جمع الشواهد التاريخية من سيرة الرسل‬ ‫لاسيما سيرة سيدنا محمد علن لينبت من خلالها عصمتهم قبل النبوة وبعدها إلا أن‬ ‫الاستدلال بمذا الطريق يجعل العصمة ثابتة من حيث الوقوع لكن لا يرقى حكم‬ ‫إثبائما إلى حكم عقلي قاطع مادام الاستقراء ناقصا‪.‬‬ ‫‪ -‬ميزة النقد‪ :‬حيث رة الجحيطالي على من توهم في فهم الأخبار والنصوص‬ ‫مع مقام‬ ‫وأولها تأويلا يتناسب‬ ‫الأنبياء‬ ‫المعصية من‬ ‫وقو ع‬ ‫تقتضي ظواهرها‬ ‫الق‬ ‫‪.436‬‬ ‫ج‪ .1/242 4‬رقم‪:‬‬ ‫باب‪ :‬من صفته تنتة وأخباره‪:‬‬ ‫كتاب التاريخ‬ ‫[‪ -‬أخرجه ابن حبان ق صحيحه‪:‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/93‬و‪.‬‬ ‫‪7891‬م‪.36 :‬‬ ‫‪ -3‬محمد الغزالي ‪ :‬فقه السيرة النبوية} خرج أحاديثه محمد ناصر الألبان‪ ،‬رحابڵ ابخزائر‬ ‫‪ 4‬الجيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/93‬و‪.‬‬ ‫‪ 522 -‬۔‬ ‫الرسل انطلاقا من مبد! الاصطفاء إذ إن الله تعالى اصطفى أنبياءه قبل أن يخلقهم‬ ‫اصطفاء خلقيا ولقيا كاملا‪.‬‬ ‫وإن أردنا الموازنة بين القائلين بعصمة الأنبياء مزن الكبائر بعد البعثة الذي هو‬ ‫ومذهب القائلين بعصمتهم قبل البعثة وبعدها نحد أن القول‬ ‫محل اتفاق المسلمين‬ ‫الجيطالى ‪.‬‬ ‫وهو ما اختاره‬ ‫الرسل‬ ‫التتزيه‪ 3‬وأليق ‪.‬عنصبب‬ ‫الثاني أرجح لكونه أبلغ ق‬ ‫وإذا كان أهم ما يميز الأنبياء والرسل عن غيرهم من الناس العاديين هو‬ ‫"الوحي" فما هو تفسيره عند الجخيطالي؟‬ ‫‪ -3‬الوحي‬ ‫به النقل‬ ‫اهتم الجيطالى بتفسير ظاهرة الورحي وتبين كيفياتا انطلاقا مما ورد‬ ‫لتتجلى للمؤمن حقيقة هذه الظاهرة فيتلقى بصدق ما يأتي به الرسول من تشريعات‬ ‫وأحكام معتقدا أنه مبلغ عن ربه تعالى من غير تلفيق أو تكذيب ‪.‬‬ ‫أولا‪ -‬تعريف الوحي‬ ‫كلمة‬ ‫وقد تتبع مواطن‬ ‫‪.‬لخفي( آ‬ ‫الجيطالي الوحي لغة بأنه الكلام‬ ‫عرف‬ ‫"الوحي" في القرآن الكريم فاستخلس أما تتصرف على ثمانية وجوه هي‪(:‬‬ ‫إنا أوحينا إليك‪ .‬كما أوحينا إلى نوح والنبيئين من‬ ‫‪ -‬الإرسال‪ :‬نحو قوله تعالى‪:‬‬ ‫بعده(‬ ‫‪ -‬الإلهام‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬وأوحى ربك إل النحل أن اتخذي من الحبال‬ ‫أهمها ‪.‬‬ ‫أي‬ ‫بيوتا("‬ ‫ا‪ -‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/97‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة النسا الآية‪.361 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة النحل الآية‪.86 :‬‬ ‫‪ -‬الأمر‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬فإوإذ أوحيت إل الحواريين أن آمنوا بي‬ ‫وبرسولي»ل("" أي أمرتمم‪.‬‬ ‫‪ -‬البيان‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬لولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك‬ ‫وحيهم( أي بيانه‪.‬‬ ‫‪ -‬الوسوسة‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول‬ ‫غرورا( أي يوسوس‪.‬‬ ‫‪ -‬القرآن‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬لأقل إنما أنذركم بالوحي أي بالقرآن‪.‬‬ ‫‪ -‬الماء والإشارة‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة‬ ‫وعشياك(ة أي أشار إليهم‪.‬‬ ‫‪ -‬الاستقرار‪ :‬نحو قوله تعالى‪ :‬يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى‬ ‫لها" أي أقرا فاستقرت وهدأت وسكنت من الزلزلة اليي أصابتها‪.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فيعرّفه بأنه‪" :‬علم الأنبياء والرسل" ونلاحظ أن‬ ‫الجيطالي في هذا التعريف اعتبر الوحي علما وفي هذا دلالة على أنه ليس هو بجرد‬ ‫خواطر أو هواجس‪ .‬أو أفكار مبعثرة لا يربطها شيء بل هو علم قائم بذاته له‬ ‫موضوعاته ومنهجه ومقاصده اختص الله به أنبياءء ورسله إذ لا يتسن لأحد من‬ ‫الناس أن يناله بالاكتساب‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة المائدة الآية‪.111 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة طه الآية‪.411 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأنعام‪ 3‬آلآية‪.211 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.54 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة مر الآية‪.11 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة الزلزلة" الآية‪.4-5 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -7‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج ‪.1‬‬ ‫‪722‬‬ ‫العلم بالوحي الذي هو العلم بأمر الله ونميه وخبر"‬ ‫ويصنف الجخيطالي‬ ‫ضمن علوم الدين الي ينبغي على المسلم تحصيلها‪ .‬ص‬ ‫ثانيا‪ -‬كيفيات الوحي‬ ‫انطلق الجيطالي في تحديد كيفيات الوحي من الآية الكريمة قوله تعالى‪ :‬لوما‬ ‫كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي‬ ‫بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم وتتمثل في ثلاث صور هي‪©(:‬‬ ‫أ‪ -‬الوحي‪" :‬إلا وحيا" ينقل الجيطالي قولا بأن معناه هم الأنبياء الذين يوحى‬ ‫إليهم(‪ .‬لكن هذا تفسير عام لا يضبط صورة الوحي ويبدو أن المر!د بالوحي هنا‬ ‫ومنه‬ ‫الرو ع‪&،‬‬ ‫ق‬ ‫بالنفث‬ ‫حالة النقظة أو ما يسمى‬ ‫ومنه الإلمام ق‬ ‫هو اللعن اللغوي‬ ‫الرؤيا الصادقة في المنام‪(.‬‬ ‫ب‪ -‬التكليم من وراء حجاب‪ :‬يرد الجيطالي على القائلين بأن الله احتجب‬ ‫عن خلقه بكذا وكذا حجابا من نور وكذا وكذا حجابا من ظلمة وكذا وكذا‬ ‫ويعلل نفيه لهذه المشاممة‬ ‫حجابا من غمام كما تحتجب ملوك الدنيا في قصورهم‬ ‫بأن الله لو احتجب بحجاب ثالث بينه وبين الخلق لما احتجب ذلك الحجاب لأن‬ ‫الحجاب خلق من خلقه ولو جاز أن يحتجب بخلقه لكان ما احتجب به لا يخلو أن‬ ‫يكون فوقه أو تحته أو أمامه أو خلفه أو يحيط به فهذه الجهات من صفات الأجسام‬ ‫ا‪ -‬يقسم الجحيطالي الوحي إلى ثلاثة‪ :‬الأمر والنهي والخبر‪ .‬ر‪ .‬القناطر‪ :‬القسم ا‪.921/‬‬ ‫‪ 2‬ر‪ .‬أقسام العلم‪ 49 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 3‬سورة الشورى» الآية‪.15 :‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/04‬ظ\‪1‬هو‪.‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/04‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬غازي عناية‪ :‬هدى الفرقان في علوم القرآن‪ ،‬دار الشهاب باتنة الجزائر ‪8041‬ه_‪889/‬ام‪ :‬ج! ‪.65/‬‬ ‫‪ 7‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/04‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 822 -‬۔‬ ‫بالتحدد فتعالى الله عن ذلكها‪ .‬ويبين الجيطالى أن الله احتجب عن الخلق كله‬ ‫بنفس الخلق لا بحجاب ثالث يكون بينه وبين الخلق كما حجب الأبصار عند درك‬ ‫الأصوات‪ ،‬والأسماع عنه درك الألوان وسائر محسوسات الحواس نظيره قوله تعالى‪:‬‬ ‫أكلا إم عن رسم يومئذ لمحجوبونه أي عن رحمته وفضله‪(.‬‬ ‫ويذكر الجحيطالي أن سيدنا موسى عليه السلام كلمه الله بلا واسطة وهو‬ ‫محجوب عن الرؤية‪©(.‬‬ ‫ج‪ -‬إرسال الرسول‪ :‬وهو جبريل عليه السلام فقد نزل القرآن على سيدنا‬ ‫وإنه لتتزيل رب العالمبن نزل به‬ ‫محمد ثقه كله بمذه الكيفية‪ ،‬يقول الله تعالى‪:‬‬ ‫الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبيني©‬ ‫ولتزول الوحي هيئات أخرى جاءت بما السنة النبوية‪ ،‬وقد أورد الخيطالي‬ ‫الحديث الذي يبين هذه الحميئات وهو فيما يأ(‪ :‬عن عائشة أم المؤمنين ‪-‬رضي الله‬ ‫عنها‪ -‬قالت سأل الحارث ابن هشام رسول الله عله كيف يأتيك الوحي يا رسول‬ ‫الله؟ قال‪" :‬أحيانا يأتين مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عين وقد‬ ‫وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمي فأعي ما يقول‪ ".‬قالت‬ ‫عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬ولقد رأيته يتزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد‬ ‫ويفصم عنه وإن جبينه ليتفصّد عرقا‪(.‬‬ ‫[‪ -‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/1‬هو‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة المطففين‪ ،‬الآية‪.51 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح التونية‪ :‬ج‪/1‬الهو‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة الشعراء‪ ،‬الآيات‪.291-591 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/32‬‬ ‫‪ -7‬أخرجه الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ \1/6-7‬رقم‪ .2 :‬البخاري‪ :‬كتاب بدء الوحي‪ ،‬باب‪:‬‬ ‫كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله‪ :‬رقم‪.2 :‬‬ ‫‪ 922‬۔‬ ‫ويلخص الجحيطالي بعض كيفيات الوحي في قوله‪" :‬والأنبياء عليهم السلام‬ ‫النوم‬ ‫ق‬ ‫يراه‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬ ‫إلهاما‬ ‫يلهمه‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬ ‫عيانا‬ ‫الوحي‬ ‫يأتيه‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫"" )‪(1‬‬ ‫‪ .‬ن‬ ‫‪.‬‬ ‫وما يلاحظ هو أن الجحيطالي لم يوسع القول في شرح هذه الكيفيات بل تقيد‬ ‫مما جاء به القرآن والسنة في الموضوع دون أن يزيد شيئا إذ فيهما البيان الكاتي لمن‬ ‫استفهم عن كيفيات الوحي كما سأل الحارث بن هشام ظنه‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/32‬‬ ‫‪032-‬۔‬ ‫الحث الثالث‬ ‫في نبوة سيدنا محمد عزلة‬ ‫‪ 1‬دليل نبوته‬ ‫بين الحيطالي أن البى محمدا عبيه قد ادعى النبوة‪ ،‬وآيد دعواه بالمعجزات‬ ‫الظاهرة والآيات الباهرة‪ ،‬وقي هذا أكبر دليل على صدق نبوته إذ إن كل ما عجز‬ ‫عنه البشر لم يكن إلا فعلا له تعالى‪"{<.‬‬ ‫فأما عن معجزاته صلى ‏‪ ١‬لله عليه وسلم فيمكن لنا أن نصنّفها حسبما وردت‬ ‫ي مؤلفات الجخيطالي إلى نوعين هما‪:‬‬ ‫أ‪ -‬معجزة القرآن‬ ‫يذكر الحيالي أن القرآن كلام الله ووحيه وفرقانه} تتزيل من حكيم حميد‪.‬‬ ‫معجزة للرسول عليه السلام ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين‪ ،‬أنزله إليه من‬ ‫اللوح المحفوظ في ليلة القدر جملة إلى السماء الدنيا‪ ،‬مم يترل به جبريل الأمين بعد‬ ‫ذلك نجوما نجوما على قدر ما أدت إليه الحاجة حت أكمل الله نروله قي عشرين‬ ‫سنة‪ :‬عشر بمكة وعشر بالمدينة‪_ .‬‬ ‫وقد أورد الخيطالي بعض وجوه الإعجاز في القرآن وهي فيما يأتي‪:‬‬ ‫[ الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/113-213‬‬ ‫‪ 2‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/32072‬وفي مدة نزول القرآن قولان‪ :‬الأول ثلاث وعشرون سنة‬ ‫والثاني‪ :‬عشرون إلا أن القول الأول أرجح لأنه يعضده ما ثبت في السيرة النبوية‪ .‬وهو ما اختاره‬ ‫ر‪ .‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ )1/72‬الهامش‪.‬‬ ‫مصحح القواعد الشيخ بكلي‪.‬‬ ‫‪- 132 -‬‬ ‫أولا‪ -‬الإعجاز البلاغي ويتمثل في جزالة نظمه فقد تحدى القرآن الكريم‬ ‫كافة العرب فرغم تميزهم بالفصاحة والبلاغة لم يقدروا على معارضته مثله‪"(.‬‬ ‫ومن الآيات اليي تعلن صريح التحدي قوله تعالى‪ :‬اقل لئن اجتمعت الانس‬ ‫والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض‬ ‫ظهيراه_'‪ 3‬وقوله تعالى‪ :‬هلأم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات‬ ‫وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" وقوله تعالى‪ :‬وإن كنتم ‪,‬‬ ‫ي ريب هما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن‬ ‫كنتم صادقين“ئه"" فحين عجزت العرب عن الإتيان بمثله تعرضوا لسب الرسول‬ ‫تله وفيه وقتله‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬اشتماله على أخبار الأولين مع كون الرسول عله أما غير ممارس‬ ‫‪(6‬‬ ‫للك‬ ‫ثالنا‪ -‬إنباؤه عن الغيب في أمور تحقق صدقه فيها في الاستقبال”‘& كقوله تعالى‪:‬‬ ‫لإلتدخلنَ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصريره" وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ألم غلبت الروم في أدن الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنينه(‬ ‫يتضح لنا أن ما ذهب إليه الجيطالي في إعجاز القرآن الكرم هو مذهب أهل‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم!‪.13 !/1‬‬ ‫‪ -2‬سورة الإسراء الآية‪.88 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة هود& الآية‪.31 :‬‬ ‫‪.-4‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم!‪.13 !/1‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.1/213‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 8‬سورة الفتح‪ ،‬الآية‪.72 :‬‬ ‫‪ 9‬سورة الروم‪ ،‬الآيات‪.1-4 :‬‬ ‫‪ 232 -‬۔‬ ‫اللغة والبيان وعلماء التفسير حيث يرون أن إعجاز القرآن يرجع إلى بلاغته‪ ،‬وروعة‬ ‫بيانه وجمال نظمه وغير ذلك من وجوه الإعجاز الي تميز بما فهو معجز بذاته‬ ‫خلافا لما ذهب إليه أبو إسحاق إبراهيم النظام المعترليه" بأن "الإعجاز كان لصرفةء‬ ‫وهي أن الله صرف العرب عن معارضة القرآن مع قدرتمم عليها فكان هذا الصرف‬ ‫خارقا للعادة وقد تبعه المرتضى علي بن الحسين وابن حزم الظاهري‪(.‬‬ ‫المعجزات الحسية ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫رفض بعض المعتزلة وعلى رأسهم النظام دلالة المعجزات الحسية على النبوة‪ ،‬وشكك‬ ‫فيما صم من الروايات في الموضوع ومن بينها‪ :‬ما رواه ابن مسعود ضه في انشقاق القمر‬ ‫يقول النظام‪" .:‬وزعم أن القمر انشق" وأنه رآه‪ ،‬وهذا من الكذب الذي لا خفاء به لأن الل‬ ‫تعالى لا يشق له القمر وحده‪ ،‬ولا لآخر معه وإنما يشقه ليكون آية للعالين وحجة للمرسلين‬ ‫ومزجرة للعباد وبرهانا في جميع البلاد‪ ،‬فكيف لم تعرف بذلك العامة و لم يؤرخ الناس بذلك‬ ‫بيل أن‬ ‫به مسلم على ملحر؟"(‪)0‬‬ ‫و ‪ .‬يحتج‬ ‫و ل يسلم عنده كافر‬ ‫شاعر‬ ‫و ل يذكره‬ ‫العام‪3‬‬ ‫الجيطالى وغالبية علماء العقيدة أثبتوا دلالة هذه المعجزات على صدق النبوة كما رواها‬ ‫ا‪ -‬إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري أبو إسحاق النظام (ت ‪132‬ه‪548/‬م) من أئمة المعتزلة‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪:‬‬ ‫الأعلام‪ :‬ج‪.1/34‬‬ ‫‪ 2- ٠‬ر‪ .‬مصطفى صادق الرافعي‪ :‬إعجاز القرآن والبلاغة النبوية‪ ،‬مكتبة رحابڵ الجزائر ط‪( 8‬د‪.‬ت)‪441. ‎:‬‬ ‫‪ 3‬المرتضى علي بن الحسين بن موسى أبو القاسم (‪553‬ه_‪634-‬ه_‪669/‬م‪4401-‬م) أحد الأئمة في علم‬ ‫الكلام والأدب والشعر‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/872‬‬ ‫‪ -4‬علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري أبو محمد (‪4834-654‬ه_‪499/‬م‪4601-‬م) عالم الأندلس‬ ‫في عصره وأحد أئمة الإسلام‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/452-552‬‬ ‫‪ 5‬محمد بن الحسين الطوسي‪ :‬الاقتصاد‪ .‬فيما يتعلق بالاعتقاد‪ .772 :‬الرافعي‪ :‬إعجاز القرآن‪.641 ©441 :‬‬ ‫‪ 6‬ابن قتيبة‪ :‬تأويل مختلف الحديث‪ ،‬صححه محمد زهري النجار‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪3931 ،‬ه‪2791/‬م‪ .12 :‬وقد‬ ‫رد عليه كل من‪ :‬ابن قتيبة‪ :‬المصدر نفسه‪ .52 :‬ابن بركة‪ :‬الجامع‪ :‬ج[‪ .34/‬محمد بن الحسين الطوسي‪ :‬الاقتصاد‬ ‫فيما يتعلق بالاعتقاد‪ .2-392 :‬الإنجي‪ :‬المواقف‪ .5 :‬وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ 332 -‬۔‬ ‫أصحاب السنن وكتاب السير ويعد الجحيطالي بعضا منها‪" :‬كانشقاق القمر وتسبيح‬ ‫الحصى وإنطاق العجماء وما تفجّر من بين أصابعه من الماء‪"«" .‬‬ ‫يظهر أن غاية المعجزات الحسية هي إقناع من شاهدها بصفة خاصة ليحصل‬ ‫له الاطمئنان بصدق البي فيتبعه‪ ،‬أما من لم يشاهدها فإنه يؤمن بما عن طريق‬ ‫السماع لكن إيمانه لا يرقى إلى مستوى إيمان المشاهد لها لاحتمال ما يعتري‬ ‫الروايات من آفات إلا ما ثبت منها تواترا‪.‬‬ ‫فمهما بلغ تشكيك بعض الناس في المعجزات الحسية ودلالتها فإن القرآن‬ ‫الكرمم يبقى أعظم آية وأظهرها على صدق البي محمد عيله في كل زمان ومكان‬ ‫فهو المعجز في ألفاظه وتراكيبه‪ ،‬ونظمه‪ ،‬وتشريعاته‪ ،‬وعلومه إذ لا انقضاء لإعجازه‪.‬‬ ‫وهناك وجوه أخرى تدل على نبوته“ علهلم يقف عندها الخيطالي‬ ‫كاجتماع الأخلاق الفاضلة! والأوصاف الحميدة فيه‪ ،‬واشتمال رسالته على‬ ‫عقائد‪ ،‬وعبادات‪ ،‬وتشريعات سامية تؤكد أنما ليست من وضع البشر وأنما وحي‬ ‫إلهي‪ ،‬واحتياج العالم إلى بعثة ني ينقذ البشرية من برائين الضلالة والفساد‪ ،‬وإخبار‬ ‫الكتب السماوية المتقدمة بمبعثه‪.‬‬ ‫‪ -2‬وجوب معرفة البي عيلة‬ ‫يعتبر الجيطالي معرفة الرسول عيثثه واجبة على كل بالغ عاقل‪ ،‬فهي مما لا‬ ‫يسع جهله يقول‪" :‬اعلم أنه يجب على كل عاقل سلم عقله من الآفات عند حال‬ ‫أن‬ ‫معرفة ونطقا‪. . .‬ويعرف‬ ‫وجل‬ ‫بالله ‪2‬‬ ‫يؤمن‬ ‫والإناف أن‬ ‫الذكور‬ ‫البلو غ من‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/113‬‬ ‫‪ -2‬راجع عن هذه الوجوه‪ :‬الإيجي‪ :‬المواقف‪ .653-753 :‬جمال الدنن بوقلي حسن‪ :‬الإمام ابن يوسف‬ ‫السنوسي وعلم التوحيد‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر ‪3891‬م‪ 433 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ /‬محمد هشام‬ ‫سلطان‪ :‬العقيدة والفكر الإسلامي‪.511 :‬‬ ‫‪- 432‬‬ ‫حمدا بن عبد الله بن عبد المطلب عبده الأمين ورسوله المبين إلى الثقلين أجمعين©‬ ‫وأنه خاتم النبيئين‪ ،‬وأن ما جاء به حق من عند رب العالمين وقد بلغ ما أرسل به إلى‬ ‫الأنام‪ "(".‬كما عليه أن يعلم أن دعوة الرسول تزلله ثلاث جمل لا يستغني بعضها‬ ‫عن بعض ولا يسع جهلها كل عاقل عند بلوغه طرفة عين‪ ،‬ولا يخرج من الشرك‬ ‫ما لم يأت بما معرفة} واعتقادا‪ ،‬ولفظاء وإقراراك وهي شهادة أن لا إله إلا الله وحده‬ ‫لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬وما جاء به حق من عند ربه لقول الله‬ ‫تعالى‪ :‬فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلناكي“ة‬ ‫ويتناول الجيطالي بعض المسائل الي تتعلق بمعرفة الرسول لثه نوجزها فيما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬معرفة نسب الرسول وقبيلته‬ ‫سثل عمن قال أعرف أن محمدا رسول الله ولا أدري من أبوه ولا قبيلته؟‬ ‫المسألة موضحا أن من عرفه بعينه فقال أنا‬ ‫أجاب الخيطالي عن هذه‬ ‫أعرف محمدا رسول الله وهو يراه ولا يدري ما قبيلته؟ ولا نسله؟ فهذا ثابت له‬ ‫المعرفة ممحمد رسول للة ولا يضره ما جهل من نسبه‪ .‬وإذا قال عرفت محمدا‬ ‫رسول الله و لم أعرف أنه ابن عبد الله فإذا كان محمد رسول الله للة حاضرا فلا‬ ‫بأس عليه وإن لم يعرفه بعينه فلا يكون عارفا به حين جهل أباه‪ .‬وإن قال لا أدري‬ ‫لعل محمدا من الملائكة أو من الجن فإن هذا لا يعرفه منزلة من قال لا أدري‬ ‫أرجل هو أم امرأة ()‬ ‫ويخلص الجيطالي بعد هذا التحليل إلى نتيجة مفادها أنه "علينا أن نعلم أن‬ ‫[‪ -‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/71‬و‪٬‬ظ‪.‬‏‬ ‫‪ -2‬سورة التغابن الآية‪.8 :‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/31‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/313‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/72‬و‪.‬‬ ‫‪532‬‬ ‫محمدا رسول الله آدمي وأما أن نعلم أنه عربي وأنه ابن عبد الله قرشي فلا" وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫«»‬ ‫‪.‬‬ ‫مع بساطة العقيدة ويسر الإسلام‪.‬‬ ‫ما يتناسب‬ ‫معرفة أخلاقه‬ ‫ب‬ ‫‪ .‬يرى الجحيطالي أنه يجب على المكلف أن يعرف أخلاق البي ثقه ليتأسى بما في‬ ‫حياته عملا بقوله تعالى‪ :‬لإلقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله‬ ‫واليوم الآخر وذكر الله كثيراه" ولقد لخص جملة من هذه الشمائل الفاضلة منها‪:‬‬ ‫كان الرسول تله ناصحا لأمته حريصا على هداية الخلق أجمعين‪ ،‬رؤوفا‬ ‫بالمؤمنين‪ ،‬رحيما بالمتقين‪ ،‬آخذا بالعفو آمرا بالمعروف معرضا عن الجاهلين‬ ‫كاظما لغيظه‪ ،‬شاكرا لأنعم ربه ليس بفظ ولا غليظ‪ ،‬ولا صختاب في الأسواق©‬ ‫لا يجزئ بالسيئة السيئة لكن يعفو ويصفحض أشد الناس تواضعا في غير ذلة‪.‬‬ ‫وأسكتهم من غير تكبر‪ ،‬وأبلفهم من غير تطويل‪ ،‬آكلا ما وجد‪ ،‬ولا يسأل عما‬ ‫خلفه‪ ،‬يجيب دعوة العبد‬ ‫فقد‪ ،‬يلبس ما تيسر له‪ ،‬ويركب ما أمكنه ويردف‬ ‫والأمة‪ ،‬ويجالس أهل الضعف والمسكنة‪٬‬‏ لا يحتقر الفقير لفقرهء ‪ 7‬يهاب ملكا‬ ‫لملكه‪ 3‬قد جمع الله له السيرة الفاضلة والسياسة الكاملة والأخلاق التامة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬معرفة أنه رسول إلى النقلين‬ ‫أجمعت الأمة الإسلامية أن سيدنا محمدا علقه أرسل إلى الإنس والجن كافة‪.‬‬ ‫وقد استدل الجخيطالي على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫‪ -‬من الكتاب‪ :‬قول الله عز وجل‪ :‬قل يا آيها الناس إني رسول الله إليكم‬ ‫ا‪ -‬سورة الأحزاب‪ ،‬الآية‪.12 :‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/9‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/72‬و‪.‬‬ ‫‪- 632 -‬‬ ‫جميعاهم وفي هذا دلالة على أن رسالته عامة للبشر جميعا وما يؤكد ذلك عمليا‬ ‫أن الرسول عيقة "قام في السنة السادسة من الحجرة بإرسال كتب مختلفة إلى عظماء‬ ‫وملوك ذلك العصر فأرسل كتابا إلى هرقل قيصر الروم‪ ،‬وكتابا إلى كسرى‬ ‫فارس‪ ،‬وكتابا إلى حاكم اليمن‪ ،‬وكتابا إلى حاكم مصر وكتابا إلى النجاشي ملك‬ ‫الحبشة وذلك حت تتم عالمية الدعوة‬ ‫وأما ما يدل على أنه أرسل إلى الجن كافة قوله تعالى‪ :‬وإذ صرفنا إليك نفرا من‬ ‫الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا‬ ‫يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى‬ ‫طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من‪.‬‬ ‫عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء‬ ‫أولنك في ضلال مبين وقوله عز وجل‪ :‬أيا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل‬ ‫منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتمم‬ ‫الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرير “{©‬ ‫‪ -‬من السنة‪ :‬قول البي عليه الصلاة والسلام‪" :‬بعثت إلى الأحمر والأسود"©‪.‬‬ ‫الأحمر هم الجن والأسود هم الإنس؛ وقيل الأحمر هم العجم والأسود هم العرب‪.‬‬ ‫وينبت الجخيطالي من خلال هذه النصوص أن الرسل من الإنس ورسل الإنس‪:‬‬ ‫هم أنفسهم رسل إلى الجن ويفسر قوله تعالى‪ :‬هيا معشر الجن والإنس ألم ياتكم رسل‬ ‫[‪ -‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.851 :‬‬ ‫‪ -2‬د‪ /‬هشام سلطان‪ :‬العقيدة والفكر الإسلامي‪.121 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الأحقاف الآيات‪.92-23 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنعام} الآية‪.031 :‬‬ ‫‪ 5‬أخرجه مسلم‪ 3‬كتاب المساجد ومواضيع الصلاة‪ :‬ج‪ 1/0730‬رقم‪.125 :‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/72‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 732-‬‬ ‫منكمهه" أي من الإنس كما قال‪ :‬ليخرج منهما اللؤلؤ والمرجان أي من البحر‬ ‫وقال غيلان‪:‬‬ ‫شملهم الخطاب فيما مضى شملهم ف غير ذلك‘‬ ‫المالح دون الحلو ولكن ه‬ ‫فيها الضفادع والحيتان تصطخحب‬ ‫عينا مطحلبة الأرجاء طامية‬ ‫فجعلهما يصطخبان جميعا والصخب إينما يكون للضفادع وهو كثرة‬ ‫الصوت\ والحيتان لا صخب فه(‪ .‬يقول الشيخ عبد الرحمن بكلي‪" :‬و لم يقم دليل‬ ‫على أن الله أرسل من الحن رسلا‪ ،‬ولا كانوا قي وقت من الأوقات غير مكلفين‬ ‫فتعين أن يكون‪ .‬رسل الانس هم أنفسهم رسلا للجن‪©".‬‬ ‫د معرفة أنه خاتم النبيين‬ ‫استدل الخيطالي على ذلك بأحاديث شريفة منها؛ة‬ ‫بعدي ولا أمة بعدكم" )‪(6‬‬ ‫ال ي‬ ‫_ قول البي علل‪:‬‬ ‫كافة وختم بي النبوة" )‪(7‬‬ ‫الناس‬ ‫"أرسلت إل‬ ‫وقوله ف‬ ‫‪7‬‬ ‫قوله يلد‪" :‬بعشت حين بعث إلى إسرافيل "©‬ ‫‪ -‬و‬ ‫ويذهب يزيد بن أنيسة الذي يزعم أنه من الإباضية إلى أن الله سيبعث‬ ‫‪ -1‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.031 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الرحمن الآية‪.22 :‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/72‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام تصحيح عبد الرحمن بكلي‪ :‬ج‪( 1/42‬المامش)‪.‬‬ ‫‪ 5‬الخيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/72‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬أخرجه ابن حبان في صحيحه باب‪ :‬أخباره غله عما يكون في أمته من الفتن والحوادث‪:‬‬ ‫ج‪ .51/591‬رقم‪.8876 :‬‬ ‫‪ 7‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب المساجد ومواضع الصلاة‪ :‬ج‪ 1/1730‬رقم‪( .325 :‬مع اختلاف في اللفظ)‬ ‫‪ 8‬لم أعثر عليه‪.‬‬ ‫‪ 832 -‬۔‬ ‫رسولا من العجم يترل عليه كتابا ينسخ به شريعة محمد منيا وقد اعتبر‬ ‫هذه المقالة الباطلة منافقا متأو لا مترلته كسائر المتأوليز{& وهو ما‬ ‫الجيطالى صاحب‬ ‫حكم به مشايخ أهل جبل نفوسة لكون صاحب هذه المقالة أوّل قول الله عر‬ ‫وجل‪ :‬الما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله و خاتم التسكه‪2 :‬‬ ‫بأن خاتم النبيئين سيجيء بعده لكن الواو هنا هي واو النسق‪.‬ة“‬ ‫أن من قال إن محمدا‬ ‫جهالات(!‬ ‫ر (‪ )6‬وصاحب كتاب‬ ‫أبو‬ ‫بينما يرى‬ ‫للند ليس بخاتم النبيئين هو مشرك (‬ ‫‪ 1‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .1/481‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪.92 :‬‬ ‫‪ 2‬إن قول الجيطالي‪" :‬يزيد بن أنيسة الذي يزعم أنه من الإباضية" فيه دلالة واضحة أن فرقة اليزيدية الي‬ ‫ألحقها كتاب المقالات بفرق الإباضية هي ليست منهم في شيء يقول الشيخ علي ييى معمر‪:‬‬ ‫"والغريب في الأمر أن القارئ الكريم إذا رجع إلى مصادر الإباضية من كتب وأسماء علماء منذ أوائل‬ ‫القرن الثاني الهجري إلى هذا العصر فإنه لن يجد عند الإباضية هنا الإمام الذي سماه أبو الحسن الأشعري‬ ‫يزيد بن أنيسة ولا يجد عندهم ذكرا لفرقته ولا لآرائه بل إنمم يحكمون على من يدين بمثل هذه المقالات‬ ‫بأنه مشرك خارج عن الملة ومن كان مشركا خارجا عن ملة الإسلام لا يمكن أن يحسب في فرق‬ ‫الملسلمير‪ "-‬ر‪ .‬علي يحيى معمر‪ :‬الإباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القدم والحديث©‬ ‫المطبعة العربيةك غرداية‪.62 :7891 ،‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/92‬و‪.‬‬ ‫‪ -4‬سورة الأحزابڵ الآية‪.04 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/92‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬أبو خزر يغلا بن زلتاف الوسياني (ت‪083‬ه_‪099/‬م) من كبار علماء الإباضية برع في علم الكلام‬ ‫وانفرد فيه بآراء متميزة‪ .‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ 4/1001‬وما بعدها‪3‬‬ ‫ترجمة‪.9301 :‬‬ ‫‪ -7‬ينسب هنا الكتاب إلى العالم تبغورين بن عيسى بن داود الملشوطي (ق‪6‬ه‪2 /‬ام)‪ ،‬وقيل إنه اشترك‬ ‫ي تأليغه عدد من الشيوخ‪ .‬ر‪ .‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪ :‬ج‪ 2/802‬وما‬ ‫بعدها‪ ،‬ترجمة‪.122 :‬‬ ‫‪ 8‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/92‬و‪.‬‬ ‫‪ 932‬۔‬ ‫ه‪ -‬معرفة أنه بلغ الرسالة‬ ‫اجتمعت الأمة الإسلامية أن رسول الله عله بلغ الرسالة اليي أرسل بماء‬ ‫الجيطالى على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة‪(1 (:‬‬ ‫واستدل‬ ‫‪ -‬قال الله تعالى‪ :‬لإوأوحي ل هذا القرآن لأنذركم به‬ ‫» من الكتاب‪:‬‬ ‫ومن بلغه أي ومن بلغ الخلم؛ وقيل من بلغه القرآن‪.‬‬ ‫‪ -‬وقال تعالى‪ :‬الإفتول عنهم فما أنت بملوممه‪١‬ث©‏‬ ‫‪ -‬قال عله قي حجة الوداع وخطب الناس بالمشعر الحرام‬ ‫ه من السنة‪:‬‬ ‫فقال‪ :‬أي يوم هذا وأي شهر هذا وأي بلد هذا؟ فقالوا يوم حرام‬ ‫وشهر حرام وبلد حرام فقال تلة‪" :‬إن دماءكم وأموالكم‬ ‫وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا قي شهركم هذا في‬ ‫بلدكم هذا ألا هل بلغت فقالوا نعم قال اللهم فاشهد ألا ليبلغ‬ ‫الشاهد الغافب "(‪,‬‬ ‫‪ -‬قالت عائشة رضي الله عنها ‪" :‬من زعم أن محمدا لم‬ ‫يبلغ ما أرسل به فقد أعظم على الله الفرية"(‬ ‫و‪ -‬معرفة أن شريعته ناسخة لما قبلها من الشرائع‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪92/‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأنعام‪ 3‬الآية‪.91 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الذاريات‪ ،‬الآية‪.45 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه أحمد‪ :‬كتاب مسند عبد الله بن العبر‪ ،‬باب‪ :‬مسند عبد الله ين العبص‪:‬ج‪1/183‬ش‪ 5‬رقم‪.7302 :‬‬ ‫‪ 5‬أخرجه مسلم‪ :‬باب‪ :‬قوله تعالى‪« :‬إولقد رآه نزلة أخرىئه‪ :‬ج‪ 1/9510‬رقم‪( .771 :‬مع اختلاف في‬ ‫اللفظ)‪ .‬الربيع ابن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/212-3120‬رقم‪.428 :‬‬ ‫‪042-‬۔‬ ‫والصابين إلا ما لا يجوز نسخه كالتوحيد ومحاسن الأخلاق (ا!)‬ ‫شرائع اليهود والنصارى‬ ‫وقد أشار إلى اختلاف علماء التشريع في شرع من قبلنا همل هو شرع لنا؟‬ ‫وهل كان نبينا عليه السلام وأمته متعبدين بعد البعثة بشريعة من قبلهم أم لا؟ لكن‬ ‫الجيطالى اكتفى بذكر الأقوال دون تفصيز“ لكون هذه المسائل قد تناولها‬ ‫الأصوليون بالتحليل أثناء حديثهم عن المصادر التبعية للأحكام‪.‬‬ ‫[‪ -‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪ .1/113‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/5‬قو‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/43‬ظ‪53-‬و‪.‬‬ ‫‪- 142 -‬‬ ‫الفصل الخامس‬ ‫الأسماء والأحكام‬ ‫تمهيد‬ ‫للبحث الأول‪ :‬الايمان‪.‬‬ ‫المبحث الثاين‪ :‬الكفر‪.‬‬ ‫تمهيد‬ ‫إن الأحداث السياسية القن ظهرت في صدر الإسلام تسببت في اختلاف‬ ‫المسلمين إلى فرق اصطبغت مواقفها السياسة بالصبغة الدينية وذلك لتمكن الدين قي‬ ‫نفوس عامة الناس‪.‬‬ ‫فانطلاقا من الواقع الاجتماعي والصراع السياسي الذي شهده المسلمون‬ ‫خاضت الفرق الإسلامية منذ عهد مبكر في قضية الأسماء والأحكام فتفردت كل‬ ‫فرقة بتصورات خاصة حول‪ :‬معي الإبمان؟ وهل يزيد أو ينقص؟ وما هو حكم‬ ‫فاعل الكبيرة؟ وما هو مدلول الكفر والنفاق والشرك؟ مما يتعين على دارس أية فرقة‬ ‫أول وهلة أن يقف عند هذه المصطلحات والمفاهيم قبل كل شيء‪ .‬يقول الجعبيري‪:‬‬ ‫‪" .‬لا سبيل إلى ولوج البناء الفكري لكل فرقة دون امتلاكها (أي هذه المصطلحات)‬ ‫ومعرفة استعمالها بدقة "")‬ ‫تناول سلف الإباضية هذه المسألة أول مرة عندما رفض الإمام عبد الله بن‬ ‫إباض الخروج من البصرة مع المتطرفين من الخوارج وعلى رأسهم نافع بن‬ ‫الأزرق وذلك سنة ‪56‬ه_‪586/‬م الذين غالوا في أحكامهمض وتطرفوا حين‬ ‫حكموا على مرتكبي الكبائر من الموحدين بكفر الشرك فاستحلوا دماءهم‬ ‫وأموال(‪ .‬حينئذ أبدى الإمام عبد الله بن إباض موقفه الصريح من هؤلاء الغلاة‬ ‫المتشددين واعتبرهم مرتدين عن الإسلام؛ فتبرأ منهم‪ ،‬وانفصل عن جماعتهم‪.‬‬ ‫يقول في رسالته إلى الخليفة عبد الملك بن مروان‪" :‬وإنا نبرأ من ابن الأزرق وأتباعه‬ ‫[‪ -‬الخعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.2/984‬‬ ‫‪ -2‬نافع بن الأزرق بن قيس (ت‪56‬ه‪586/‬م) رأس الأزارقة وإليه نسبتهم وهم من الخوارج‪ .‬ر‪.‬الزركلي‪:‬‬ ‫الأعلام‪ :‬ج‪.7/153-253‬‬ ‫‪ -3‬كانت هذه الحادثة سبرا في ظهور الإباضية كفرقة مستقلة بآرائها وأعلامها عن بقية المذاهب‪ .‬ر‪ .‬عدون‬ ‫جهلان‪ :‬الفكر السياسي عند الإباضية‪.43 :‬‬ ‫‪- 342-‬‬ ‫من الناس‪ ،‬لقد كانوا على الإسلام فيما ظهر لنا حين خرجوا‪ ،‬ولكنهم ارتدوا عنه‬ ‫وكفروا بعد إسلامهم فنبرأ إلى الله منهم‪.(".‬‬ ‫فاستقر رأي الإباضية منذ ذلك العهد على أن فاعل الكبيرة يحكم عليه بكفر‬ ‫النعمة وتحري عليه أحكام الموحدين‪ ،‬وبذلك تميزت الإباضية عن الخوارج(‬ ‫وبقية المذاهب‪ .‬وسنتعرض في هذا الفصل إلى موقف الجيطالي من هذه‬ ‫المصطلحات‪ :‬الإيمان والكفر والشرك‪ ...‬وكيف تعامل مع الخلاف الوارد قي هذه‬ ‫لمسائز؟‬ ‫وقد يبدو تحديد هذه المصطلحات أمرا هينا كما هو الحال في بعض العلوم‬ ‫إلا أن خطورته تتجلى عندما ندرك ما لها من ارتباط وثيق الصلة بواقع حياة الناس‬ ‫وعلاقاتمم؛ ومصائرهمض إذ إن الخطأ قي ضبط مدلول الاسم ينجم عنه خطأ في‬ ‫إجراء الحكم لأن الأسماء تابعة للأحكام كما يقرر علماء العقيدة‪.‬‬ ‫أعوشت بكير‪ :‬دراسات إسلامية قى‬ ‫‪.52‬‬ ‫]‪ -‬أبو الربيع سليمان البارويني‪ :‬مختصر تاريخ الإباضية (د‪.‬ت)‪:‬‬ ‫الأصول الإباضية‪.42 -32 :‬‬ ‫‪ 2‬الخوارج في نظر الإباضية هم الأزارقة والصفرية والنجدية‪.‬‬ ‫۔ ‪442‬‬ ‫الميحثا لأول‬ ‫الإياز‬ ‫‪.٠‬‬ ‫مهيد‬ ‫الحيطالي القنطرة الثانية من كتاب قناطر الخيرات للحديث عن‬ ‫حصص‬ ‫الإيمان موضحا حقيقته" مبينا درجاته ومقاماته‪ .‬ويرى أن الإيمان ينبغي أن يقوم على‬ ‫أساس من العلم وذلك احترازا منه من إيمان أهل التقليد ليترسخ في نفس الإنسان‬ ‫ولا تزعزعه رياح التشكيك‘ وبالتالي يثمر سلوكا طيباء ويسعد صاحبه دنيا‬ ‫وأخحرى‪ ،‬يقول في بدء قنطرة الإيمان‪" :‬وهذه القنطرة اليي للمان مرتبة على قنطرة‬ ‫العلم وذلك أن سعادة الآخرة العلم‪ ،‬م الإيمان‪ ،‬غم العمل‪ ،‬ثم التوفيق» ثم حسن‬ ‫الخامة""‪ .‬وقد قيد اليطالي التوحيد الذي هو أعظم أصول الإيمان بأن يكون‬ ‫إدراكا منه أن المتدين الذي يستند‬ ‫صادرا من المكلف عن علم محقق لا عن جهل‬ ‫إمانه إلى العلم والعقل يكون أثبت دينا‪ ،‬وأجدى نفعا من المؤمن المقلد الجاهل‪.‬‬ ‫وبالاعتماد على ما ورد في قنطرة الإيمان‪ ،‬وسائر تآليفه يمكن لنا أن نتعرف‬ ‫على رأي الخيطالي يي الإيمان وبماذا ينعقد؟ هل بالقلب؟ أم باللسان؟ أم بالقلب‬ ‫واللسان؟ أم بالقلب واللسان وعمل الخوارح؟‬ ‫‪ 1‬حقيقة الإيمان وأقسامه‬ ‫ورد في قنطرة الإيمان تعريف الإيمان لغة وشرعا يقول الجيطالي‪" :‬فأصله في‬ ‫اللغة التصديق بالشيء يقال‪ :‬آمن فلان بكذا أي صدق به‪ ،‬وآمن بالوثن والسحر‬ ‫‪ -1‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.582 /1‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.1/723‬‬ ‫‪ 542 -‬۔‬ ‫أي صدق بمما‪ ،‬قال الله سبحانه حكاية عن أولاد يعقوب عليه السلام‪ :‬وما أنت‬ ‫بعؤمن لنامهه"" أي مصدق" ثم إن الشرع خصص هذا الاسم وقصره على الذي‬ ‫يؤمن بالله وملائكته ورسله وبما جاءت به فمن لم يؤمن بمذه الأشياء فلا يسمى‬ ‫مؤمنا بالشر ع‪".‬‬ ‫ويعرفه في مواطن أخرى‪" :‬اليمان هو جميع ما أمر الله به من طاعة وترك جميع ما‬ ‫نمى عنه من معصية فكل ذلك إيمان ودين وإسلام وبعضه ليمان فمن أتى بجميع ذلك فهو‬ ‫‪")3‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ا‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏ِ‬ ‫مؤمن مسلم؛ ومن اقتصر على التوحيد دون الفرائض فليس بمؤمن ولا مسلم‪".‬‬ ‫وجاء في موضع آخر‪" :‬الإيمان هو جميع ما قارنه الثواب وهو على وجهين‪:‬‬ ‫إيمان توحيد وإيمان الفرائض فكل توحيد يعمان‪ ،‬وليس كل ليمان توحيدا وكل‬ ‫طاعة لله إيمانك وكل ليمان طاعة‪ ،‬وكل إسلام إيمانك وكل إيمان إسلام‪ ،‬وكذلك‬ ‫كل خصلة من خصال الإيمان يقال لها إيمان بالتنتكير‪ ،‬ولا يقال الإيمان بالتعريف إلا‬ ‫للوفاء يجميع الدين لأن الله تعالى ذكر الصلاة فسماها إيمانا فقال‪ :‬لوما كان الله‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 1 , 4‬ا ‪-.‬‬ ‫‪< . .‬‬ ‫ليضيع يمانكمه" وقال في الإيمان الذي هو الوفاء بجميع الدين‪ :‬هثؤومن يكفر‬ ‫بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسري‪ .‬ي(‪)5×6‬‬ ‫ويمكن أن نستخلص جملة من الملاحظات بعد التأمل قى هذه التعريفات هي كالاتي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أظهر الجخيطالي في التعريف الأول البعد التصديقي للإيمان الذي هو الإيمان‬ ‫العملي‬ ‫الجانب‬ ‫إل‬ ‫الإشارة‬ ‫دون‬ ‫بهل‬ ‫جحاءميت‬ ‫ومما‬ ‫ورسله‬ ‫وكتبه‪3‬‬ ‫وملائكته‬ ‫بالله‬ ‫‪ -1‬سورة يوسف‪ :‬الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/733‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/55‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة البقرة} الآية‪.341 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة المائدة‪ ،‬الآية‪.5 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/75‬و‪.‬‬ ‫‪- 642-‬‬ ‫منه الذي يتمثل في إتيان الواجبات وترك المقبحات‘‪ ،‬وبذلك يقترب الجيطالى في‬ ‫هذا التعريف من مذهب الأشاعرة«"‘‪ .‬لكنه بين في مواضع أخرى أن الإيمان وإن‬ ‫أريد به شرعا التصديق بما يجب التصديق به إلا أنه قد يطلق على أعمال البر أيضا‬ ‫فهو بجموع عناصر ثلاثة لا ينفك بعضها عن بعض قول باللسانك وتصديق‬ ‫بالجنان وعمل بالرأكان‪(.‬‬ ‫ب‪ -‬في التعريف الثاني والنالث وسع الجيطالي من مفهوم الإيمان ليشمل‬ ‫الامتنال بجميع الطاعات فرضها! ونفلها وترك جميع المعاصي فهو جميع ما قارنه‬ ‫الثواب وبذلك يتوافق مع المعتزلة والشيعة والخوارج وأصحاب الحديث وسائر‬ ‫الفقهاء‪ .‬وذهب بعض الإباضية وأكثر معتزلة البصرة والجبائيان"" إلى أن الإيمان‬ ‫عبارة عن أداء الطاعات الواجبة دون النوافل واجتناب لمقبحات(“‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫للند‪.‬‬ ‫الرسول‬ ‫موافقته المنصوص من أحاديث‬ ‫الأول أصوب‬ ‫القول‬ ‫ج‪ -‬إن تقسيم الجيطالي الإيمان إلى إيمان توحيد وإعان فرائض هو تقسيم لا‬ ‫‪ 1‬الإيمان عند أكثر الأشاعرة هو‪" :‬التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة فتفصيلا فيما علم تفصيلا}‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وإجمالا فيما علم إجمالا" ر‪.‬الإيجي‪ :‬المواقف‪.483 :‬‬ ‫‪ 2-‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/901‬و‪ .‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ 1/733‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -3‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/543‬أبو عمار عبد الكاني‪ :‬الموجز تحقيق عمار طالي‪:‬‬ ‫ج‪ .2/19‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/801‬ظ‪901 ،‬و‪ .‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/463‬ابن‬ ‫تيمية‪ :‬كتاب الإيمان مطبوعات ‪,‬ميموين للنشر والتوزيع‪ ،‬الخزائر‪٬‬‏ ‪ .421 :891‬الخعبيري‪ :‬البعد‬ ‫الحضاري‪ :‬ج‪ ..2/194‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬مذاهب الإسلاميين‪ :‬ج! ‪.471/‬‬ ‫‪ 4‬الحبّائيان هما‪:‬‬ ‫‪ -‬أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي (‪532-303‬ه_‪948-619/‬م) من أئمة المعتزلة‪ .‬ورئيس علماء‬ ‫الكلام في عصره‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.6/652‬‬ ‫‪ -‬أبو هاشم عبد السلام بن أبي علي الجبائي (‪472-123‬ه_‪168-339/‬م) عالم بالكلام من كبار المعتزلة‪.‬‬ ‫ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/7‬‬ ‫‪ 5‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/543‬الإيجي‪ :‬المواقف‪ .583 :‬السالمي‪ :‬المشارق‪.433 923-0330 :‬‬ ‫‪- 742-‬‬ ‫يفي بكل الطاعات الوي تندرج ضمن الإيمان فأين موقع النوافل في هذا التقسيم؟‬ ‫ويظهر أن هذا التقسيم يكون مناسبا حالة تعريف الإيمان بأنه إتيان الواجبات دون‬ ‫النوافل وترك المقبحات‪ .‬ولعل تقسيم بعض علماء الإباضية الإيمان إلى إيمان توحيد‬ ‫ويعان غير توحيد الذي يشمل الفرائض والنوافز" هو التقسيم الذي يتوافق مع‬ ‫التعريف الذي ساقه الجيطالي للإيمان‪.‬‬ ‫د‪ -‬الإيمان عند الجيطالي يتبعض ويتجزأ إلى أجزاء فيقال للخحصلة الواحدة‬ ‫مان (بالتتكير) وهو خلاف ما ذهب إليه غيلان الدمشقي( الذي رفض تبعض‬ ‫الإيمان إذ لا يقال للصفة الواحدة إذا انفردت بنفسها ليمان‪ (.‬لكن رأي غيلان‬ ‫يتناق مع الآيات والأحاديث الي تطلق الإيمان على أعمال البر والطاعات كقوله‬ ‫عليه الصلاة والسلام‪" :‬الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ‪.‬‬ ‫وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» والحياء شعبة من الإيمان"‪.‬‬ ‫انطلاقا من تعريف الإيمان بين الجخيطالي أن المؤمن يطلق على وجهين‪ :‬لغوي‬ ‫وشرعي‪ .‬فاللغوي يمعن المقرًك والشرعي معين الموفي بالدين قولا واعتقادا‬ ‫التقسيم‬ ‫على هذا‬ ‫ا‬ ‫ليستدل‬ ‫والأحاديث‬ ‫الآيات‬ ‫وقد جمع جملة من‬ ‫وعملا‪.‬‬ ‫)‪:‬‬ ‫وهي في‪.‬ما‪ ,‬يم‪.‬أت( )‪6‬‬ ‫لما سعيها‬ ‫وسعى‬ ‫أراد الآخرة‬ ‫ومن‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫‪ _-‬المؤمن لغة ‪.‬مععێ المقر ‪ :‬كقوله‬ ‫‪ -1‬ابن جميع‪ :‬مقدمة التوحيد وشروحها لأبي العباس الشماخي وأبي سليمان التلاني‪ ،‬تعليق أبي إسحاق‬ ‫اطفيش (د‪.‬ت)‪.59-69 :‬‬ ‫‪ -2‬غيلان بن مسلم الدمشقي أبو مروان (ت ‪501‬ه‪327/‬م) تنسب إليه فرقة الغيلانية من القدرية‪.‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪5/421‬ر‪ .‬د‪ /‬الزيني‪ :‬شهداء الفكر في الإسلام‪.45 :‬‬ ‫‪ 3‬د‪ /‬محمد عبد الرحيم الزيني‪ :‬شهداء الفكر في الإسلام‪.38-48 :‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/45‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه ابن حبان‪ :‬كتاب الإيمان‪ ،‬باب‪ :‬فرض الإيمان‪ :‬ج‪ 1/240‬رقم‪.191 :‬‬ ‫شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/733-833‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 842‬۔‬ ‫وهو مومن" وقوله تعالى‪ :‬لوما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬اومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا‬ ‫تكون ‪--7‬‬ ‫فيها" وقوله تعالى‪« :‬لإفمن يعمل من الصالحات وهو مومن فلا كفران لسعيه‪6‬‬ ‫ويرى الحيطالى أن البار والفاجر يدخلان في هذه الآيات‪.‬ة©‬ ‫‪ -‬أما المؤمن شرعا هو الموفي بالين‪ :‬كقوله تعالى‪ :‬فإنما المومنون الذين إذا‬ ‫ذكر الله وجلت قلوبمم وإذا تليت عليهم آياته زادتمم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين‬ ‫يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولعك هم المومنون حقا وغيرهم المؤمنون‬ ‫باطلا" وقوله تعالى‪ :‬لقد افلح المومنون الذين هم في صلاتمم خاشعون‪...‬سهث وقول‬ ‫الرسول عثة‪" :‬لا يزن الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق‬ ‫وهو مؤمن" وقوله تلة‪" :‬ليس المؤمن من بات شبعان وجاره جائع" وقوله عزلة‪:‬‬ ‫"المؤمن من أمن الاس من لسانه ويده"«""‪.‬‬ ‫فمن خلال هذا التفريق بين المؤمن المقر والمؤمن الموفي تمكن الجخيطالي من‬ ‫التوفيق والجمع بين النصوص اليي قد يتوهم منها التعارض ووضح الإشكال القائم‬ ‫حول مصطلح الإيمان‪.‬‬ ‫[‪ -‬سورة الإسراء الآية‪.91 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأحزاب©ڵ الآية‪.63 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة النساء الآية‪.39 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.49 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.883 /1‬‬ ‫‪ -6‬سورة الأنفال‪ ،‬الآيات‪.2-4 :‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسْم‪.883 /1‬‬ ‫‪ 8‬سورة المومنون‪ ،‬الآيات‪.1-11 :‬‬ ‫‪ -9‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب المظالم باب‪ :‬النهي بغير إذت صاحبه‪ :‬ج‪ {2/578‬رقم‪.3432 :‬‬ ‫‪ 0‬أخرجه الحاكم في المستدرك‪ :‬كتاب البيو ع‪ :‬ج‪ ،2/51‬رقم‪( .6612 :‬مع اختلاف ف اللفظ)‬ ‫‪ 11‬أخرجه البخاري‪ :‬باب‪ :‬المسلم من سلم السلمون من لسانه ويده‪ :‬ج‪ 1/310‬رقم‪( .01 :‬مع اختلاف في اللفظ)‬ ‫‪942‬‬ ‫‪ 2‬نقد الجيطالي للمرجئة‬ ‫رة الجيطالي على تصور المرجئة لمفهوم الإيمان بأنه قول بلا عمل مبينا‬ ‫النتائج الخطيرة الي تترتب عن هذا التصور‪ ،‬وهي فيما يق("‪:‬‬ ‫‪ -‬هدم قواعد الشر ع‪.‬‬ ‫‪ -‬إبطال فائدة الخوف والرجاء وقد مدح الله تعالى المؤمنين في كتابه فقال‪:‬‬ ‫الإيدعون رمم خوفا‏‪ ١‬وطمعائمه(‘ ‪2‬‬ ‫‪ -‬إبطال فائدة التقوى وإطلاق عقال المعصية والبلوى‪ ،‬إذا كان من أقر‬ ‫بالإسلام؛ وانتهك المعاصي وجميع الآنام؛ وضيع الفرائض والعمل اللازم أن‬ ‫‪ . .‬يكون هذا ومن عبد ربه بجميع حقوقه سرا وجهارا‪ ،‬واجتنب المعاصي فعلا وقولا‬ ‫واعتقادا‪ ،‬وتمادى على ذلك حن أتاه اليقين أن يكون هذا والأول سواء وقد قال‬ ‫الله تعالى‪ :‬لأم نجعل المتقين كالفجار ه( وفي أمثالها من القرآن‪.‬‬ ‫كما أن الجيطالي اعترض على هذا المفهوم القاصر للإيمان وحاول تفنيده مؤيدا‬ ‫نقده بأدلة من العقل والنقل‪ ،‬وقد صاغ محاورته للمرجئة على النحو الآتي‪" :‬يقال‬ ‫للمرجئة أخبرونا عن الإمان ما هو؟ فإن قالوا هو الإقرار بالله أنه واحد وأن محمدا‬ ‫عبده ورسوله‪ ،‬وما جاء به حق‪ .‬قيل لهم‪ :‬هذه ثلاث خصال بعضها غير بعض‪ :‬الإقرار‬ ‫بالله غير الإقرار برسوله‪ ،‬الإقرار برسوله غير الإقرار بما جاء به لأنه لا يكون موحدا من‬ ‫أنكر خصلة منها يقر بجميعها فإذا جاز لكم أن تجعلوا الإيمان ثلاث خصال فلم لا‬ ‫يجوز لغيركم أن يجعلها عشرا‪ ،‬وأكثر فيجعل الصلاة والزكاة وغيرهما من جميع‬ ‫الفرائض يمانا؟ ويقال لهم أيضا‪ :‬المعرفة بالله هي الإقرار أو غيره؟ فإن قالوا‪ :‬المعرفة غير‬ ‫[‪ -‬الجيطالل ‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/45‬و‪-‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة السجدة‪ ,‬الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة ص الآية‪.82 :‬‬ ‫‪-052-‬۔‬ ‫ليس ‪.‬ومن‪.‬‬ ‫الله بقلبه أن يكون‬ ‫وعرف‬ ‫الله لسانك‬ ‫من أخرس‬ ‫الإقرار لزمهم أن يكون‬ ‫فإن زعموا الإقرار هو المعرفة‪ .‬قيل لهم‪ :‬فإن كان إنما كانت المعرفة إيمانا بالله من أجل‬ ‫أنما معرفة بطل أن يكون الإقرار إيمانا لأمما غير الإقرار فكما بطل هذا لم يصح أن‬ ‫الثواب عليه فثبت أن جميع ما قارنه اللواب من‬ ‫يكون الإيمان إيمانا إلا لعلة وجوب‬ ‫طاعة لله عز وجل يكون إيمانا لأن الله يقول‪ :‬لوما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له‬ ‫الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة وذلك دين القيمة!" سمى صلاتمم‬ ‫بريل صلاتكم نحو‬ ‫الله ليضيع إعانكمه‬ ‫وما كان‬ ‫الله تعالى‪:‬‬ ‫وزكاتمم دينا‪ .‬وقال‬ ‫أي‬ ‫بيت المقدس‪ .. .‬وقال‪ :‬للإفأما الذين آمنوا فزادقمم إيمانا وهم يستبشرونك»ه‬ ‫يعملون بما قي السورة من الفرائض فيزدادون بذلك ييمانا وقال‪ :‬هو الذي أنزل‬ ‫السكينة في قلوب المومنين ليزدادوا إيمانا مع اممم فهؤلاء قوم مستكملون‬ ‫الإيمان أخبر عنهم أنم يزدادون إيمانا مع إماممم فدل هذا أن الإيمان خصال كثيرة‬ ‫"(ة©‬ ‫وينقص‬ ‫يزداد‬ ‫ويتابع الجيطالي نقده لمذهب المرجئة موضحا أن الإيمان لو كان يكمل‬ ‫بالقول بالإقرار دون‪ :‬العمل بالأركان لم يكن لقول الله تعالى‪ :‬لاليوم أكملت لكم‬ ‫دينكم معين لأن رسول الله لله وأصحابه قد أتوا بالإسلام كاملا في بدء‬ ‫آخر ه؟‪)7‬‬ ‫وأوتي على‬ ‫قد استوعب‬ ‫أمرهم فكيف يكمل شي‬ ‫ويجمع جملة من النصوص لينبت أن الإيمان يكون عملا من جميع الوجوه من‬ ‫[‪ -‬سورة البينة‪ ،‬الآية‪.5 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.341 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.421 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة الفتح‪ ،‬الآية‪.4 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/55‬ظ‪65 ،‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة المائدة‪ ،‬الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ 7‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/5‬كو‪.‬‬ ‫‪152‬‬ ‫اعتقاد الجنان‪ ،‬والقول باللسان والعمل بالأركان‪ ،‬يقول في شرح النونية‪" :‬فمما‬ ‫يذل على أن الأفعال من الإيمان قوله تعالى‪ :‬لوما كان الله ليضيع إيمانكم“ه«‘‬ ‫إلا من أكره وقلبه مطمئن‬ ‫‪ -‬ومما يدل أيضا أن للقلب عملا قوله تعالى‪:‬‬ ‫بالإيمانه( وقوله‪ :‬لفقد صغت قلوبكماه( وقوله عله‪" :‬ني الجسد مضغة إذا‬ ‫صلحت صلح بما سائر الجسد وإذا انفسدت انفسد بما سائر الجسد وهي‪:‬‬ ‫القلب" فإذا كان القلب يطمئن مرة‪ ،‬ويصغى أخرى‘ ويوجل ويكون منه‬ ‫الصلاح والفساد‪ ،‬فأي عمل أكثر من هذا ؟‬ ‫‪ -‬ومما يدل على نطق اللسان أنه عمل أيضا قوله تعالى‪ :‬إذ يبيتون ما لا‬ ‫يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا فذكر القول وسماه عملا عند‬ ‫إحاطته به‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬لوان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم»‪ 6‬فهل كان‬ ‫عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الكفار إلا دعاؤه إياهم إلى الله ؟ وعملهم‬ ‫معه ردهم قوله بالتكذيب فسماه غملا وكذلك ف الحديث المأثور‪" :‬من عد كلامه‬ ‫من عمله قل إلا فيما يعنيه وينفعه"!"“ وفي مستفيض كلام العرب وسائر الناس‬ ‫يسمى الكلام عملا أيضا‪ .‬وختم الجيطالي نقده بقوله‪" :‬يا ليت الذي قالوه حقا‬ ‫فنكون من السعداء ولا يضرنأ اختلافهم‪" .‬ث‬ ‫‪ -1‬سورة البقرة" الآية‪.341 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة النحل الآية‪.601 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة التحر! الآية‪. 4 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه البيهقي في السنن نكبرى‪ :‬باب‪ :‬طلب الحلال واجتناب الشبهات‪ :‬ج‪ ،8/78‬رقم‪.73501 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة النساء الآنة‪.801 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة يونس الآية‪.14 :‬‬ ‫‪ -7‬أخرجه الدارهنيم باب‪ :‬من قال العلم الخشية وتقوى الله‪ :‬ج‪ ،1/69‬رقم‪.013 :‬‬ ‫‪ -8‬الجيطالى‪ :‬طيازل حنونية‪ :‬ج‪2/55‬و‪.‬‬ ‫‪ -9‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪7/45‬ظ‪.‬‬ ‫‪252‬‬ ‫ومن خلال هذا العرض نحد الجيطالي قد تصدى لنقد فكر الإرجاء بمختلف‬ ‫مذاهبه‪ ،‬ورفض أن يكون مفهوم الإيمان قاصرا على الإقرار باللسان وحده كما ذهب‬ ‫غيلان" أو يكون معرفة بالقلب دون إقرار وعمل كما زعم الجهم بن صفوان(‪ 3‬أو‬ ‫يكون إقرارا باللسان ومعرفة بالجنان كما يرى أبو حنيفة وأصحاب(‪.‬‬ ‫وقد اتخذ الحيطالي وسط هذا التزاع الفكري موقفا معتدلا يجمع فيه بين‬ ‫عناصر الإيمان الثلائة‪ :‬الإقرار‪ ،‬والتصديق‪ ،‬والعمل‪ .‬ولا شك أن هذا التصور‬ ‫الصحيح للإيمان هو الذي يرفع المسلمين من كبوتمم الحضارية ومن دركة‬ ‫الانحلال الدي‪ ،‬والفساد الخلقي الذي شهده عصر الجحيطالي والعصور اليي تلته إلى‬ ‫مستوى الأمانة الن حملوها ليكونوا شهداء على الناس بالقسط‪.‬‬ ‫وبن صاحب كتاب الجخهالاتأ مواطن الخطإ الذي وقعت فيه مذاهب المرجئة‬ ‫يقول‪" :‬أما أصحاب المعرفة احتجوا على مقالتهم‪ ،‬فحجتهم في أن المعرفة إمعان صحيحة‬ ‫وإنما أوتوا تي غلطهم أن ليس الإبمان إلا معرفة‪ .‬كما أن الذين احتجوا على الإقرار قد‬ ‫أصابوا تي الحجة على الإقرار‪ ،‬وأوتوا ني قولهم أن ليس ليمان إلا الإقرار‪ 6‬فكلا الفريقين قد‬ ‫غلط في نفي حجة صاحبه وكذلك أبو حنيفة وأصحابه في زعمهم أن الإقرار والمعرفة‬ ‫يمان فقد أضابوا فيما قالوا وأخطأوا في نفيهم عما‪.‬سوى ذلك من أعمال البر أن يكون‬ ‫مانا‪ "...‬ويدعو الإمام الرازي إلى الجمع بين الحجج اليي استدل بما كل فريق إذ لا‬ ‫تعارض بينها يقول‪" :‬يجب التوفيق بين هذه الدلائل بقدر الإمكان فنقول‪ :‬الإيمان له أصل‬ ‫وله تمرات‪ ،‬والأصل هو الاعتقاد‪ ،‬وأما هذه الأعمال فقد يطلق لفظ الإيمان عليها كما‬ ‫ِ‬ ‫ا‪ -‬الأشعري‪ .:‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج¡‪٠.712/‬‏‬ ‫جهم بن صفوان السمرقندي أبو محرز (‪821‬ه_‪548/‬م) من موالي بي‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.1/412‬‬ ‫راسب© رأس الخهميةش ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.2/141‬‬ ‫‪ 3‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ 1/912‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬تبغورين بن عيسى الملشوطي (ق‪6‬ه_‪21/‬م) وقد شرحه أبو عمار عبد الكان‪.‬‬ ‫‪ 5‬أبو عمار عبد الكان‪ :‬شرح كتاب الخهالات‪( 37 :‬خطوط)‪.‬‬ ‫‪ 352‬۔‬ ‫يطلق اسم أصل الشيء على ثمراته‪ """.‬وهو ما ذهب إليه أبو حامد الغزالي‪.‬‬ ‫زيادة الايمان ونقصانه‬ ‫‪3‬‬ ‫اتساقا مع تعريف الإيمان أنه قول وعمل وأنه خصال كثيرة قال الجيطالي‬ ‫بزيادة الإيمان ونقصانه‪ :‬يزداد بتأثير الطاعات‪ ،‬وينقص بالمعاصي<{‪ .‬ويرى أن الإبمان‬ ‫ممترلة العقدة على القلب من غير كشف ولا انشراح يشتد ويقوى تارة‪ ،‬ويضعف©‬ ‫ويسترخي تارة} كالعقدة على الخيط مثلا‪ ،‬والعمل يؤثر في نماء هذا الاعتقاد وزيادته‬ ‫كما يؤثر سقي الماء في نماء الأشجار علوا وي رسوخ أصوفها سفولا‪)‘«.‬‬ ‫وقد استدل على ذلك بأدلة تتمثل فيما يات ‪©5(.‬‬ ‫أ‪ -‬من القرآن‬ ‫قوله تعالى‪ :‬لؤالذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم‬ ‫فزادهم إيماناه‪١‬ث‏‬ ‫()‬ ‫وقوله تعالى‪« :‬إوالذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬للهو الذي أنزل السكينة في قلوب المومنين ليزدادوا‬ ‫مانا مع يماشمچ؛ث‬ ‫وقوله تعالى‪« :‬إليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا‬ ‫‪ 1‬الرازي‪ :‬معالم أصول الدين‪.821 :‬‬ ‫‪ -2‬أبو حامد الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪.1/651‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/0‬كو‪ ،‬ج‪2/55‬و‪ .‬قناطر الخيرات‘ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/443‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/443‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/55‬و‪ .‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/443-543‬‬ ‫‪ -6‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.371 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة حمدا الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ 8‬سورة الفتح الآية‪.4 :‬‬ ‫‪ -9‬سورة المدثر‪ ،‬الآية‪.13 :‬‬ ‫‪452‬‬ ‫من السنة‬ ‫ب‬ ‫`‬ ‫إله ‪.‬‬ ‫لا‬ ‫أن‬ ‫شهادة‬ ‫أعلاها‬ ‫شعبة‬ ‫وسبعون‬ ‫تف‬ ‫"الإيمان‬ ‫للند‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫إلا الله وأدناها إماطة الأذى"( ‪).‬‬ ‫الايمان"‬ ‫من‬ ‫"الحياء‬ ‫لد‪:‬‬ ‫وقوله‬ ‫وقوله لله‪" :‬وحسن العهد من الإيمان"("‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ .‬‏"‪١‬‬ ‫ا"‬ ‫تاب‬ ‫‪-‬‬ ‫للند‪" :‬الصبر والسماحة من اليمان"(‬ ‫وقوله‬ ‫وقوله عل‪" :‬الصبر نصف الإيمان والوضوء نصف الصبر"‬ ‫وقوله عبلة‪" :‬الإيمان يزيد وينقصر“‬ ‫‪6‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫تان‬ ‫‪-‬‬ ‫ج‪ -‬من الآثار‬ ‫قول علي بن أبي طالب‪" :‬إن المان ليبدو لمعة بيضاء في القلب فإذا عمل‬ ‫سوداء‬ ‫نكتة‬ ‫ليبدو‬ ‫النفاق‬ ‫وإن‬ ‫كلك‬ ‫يضص القلب‬ ‫بي‬‫ب‬ ‫حى‬ ‫وزادت‬ ‫نمت‬ ‫العبد الصالحات‬ ‫حتت يسود القلب كله فيطبع عليه فذلك هو‬ ‫فإذا انتهك الحرمات نمت وزادت‬ ‫)‪7(»)8‬‬ ‫الختم وتلا‪ :‬لكلا بل ران على ِقلوبهم ما كانوا يكسبو‪.‬من("‬ ‫ونلاحظ أن الحيطالي قد استقصى في جمع أدلة زيادة الإيمان ونقصانه ليرد‬ ‫‪ -1‬أخرجه ابن حبان‪ :‬كتاب الإيمان باب‪ :‬فرض الإعان‪ :‬ج‪ 1/240‬رقم‪.191 :‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه النسائي‪ :‬باب‪ :‬الحياء‪ :‬ج‪ 8/1210‬رقم‪.3305 :‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه الحاكم في المستدرك‪ :‬كتاب الإيمان باب‪ :‬كتاب الإيمان‪ :‬ج‪ ©1/26‬رقم‪.04 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه أبو يعلى‪ :‬باب‪ :‬مسند جابر‪ :‬ج‪ ،3/083‬رقم‪.4581 :‬‬ ‫‪ 5‬أخرجه الجاكم في المستدرك‪ :‬كتاب التفسير باب‪ :‬تفسير حم عسق‪ :‬ج‪ 2/4840‬رقم‪.6663 :‬‬ ‫رقم‪.4 :‬‬ ‫‪ -6‬أخرجه ابن ماجه‪ :‬ج‪.1/82‬‬ ‫‪ -7‬سورة المطففين‪ ،‬الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ 8‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/443-543‬‬ ‫‪552 -‬۔‬ ‫‪71‬‬ ‫بذلك على من نفى الزيادة فيه كالمرجئة وغيره«‪ ،‘.‬ويرى أن الإيمان لو كان لا‬ ‫يزداد ولا ينقص لبطل التفاضل بين المسلمين فيه‪ 3‬قال الله تعالى‪ :‬لؤويورت كل ذي‬ ‫وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا‬ ‫وقال الله تعالى‪:‬‬ ‫فضل فضله(‬ ‫عظيماه“ وقال تعال‪ :‬لتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعضه«‪ 6‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫انظر كيا ؤفضلنا بعضهم على بعضه فالإيمان عند الجيطالي مقامات‪،‬‬ ‫والمؤمنون فيه درجات©ڵ يتفاضلون ي الإيمان على قدر ترقيهم قى درجاته‪(6 .‬‬ ‫‪ -4‬مقامات الإيمان ودرجاته‬ ‫فأما مقامات الإيمان فثلانة ‪7‬‬ ‫‪ -‬المقام الأول‪ :‬الاعتقاد بالقلب ومما يدل على أن الإيمان هو انطواء‬ ‫القلوب على التوحيد قوله تعالى‪ :‬لمن كفر بالله من بعد لانه إلا من أكره وقلبه‬ ‫مطمئن الإيمانكهث وسئل البي عله عن الإيمان فقال‪" :‬إن الإيمان ها هنا وأشار‬ ‫إلى صدرها كما أن القرآن في كثير من آياته ذم المنافقين الذين آمنوا بأفواههم‬ ‫و لم تؤمن قلوىم‪.‬‬ ‫= المقام الثايي‪ :‬الإقرار باللسان نطقا‪ ،‬وإقراره عبارة عن التصديق الذي حصل‬ ‫‪ 1‬نقل الجحيطالي أقوال المرجئة في زيادة الإيمان ونقصانه ورة عنها‪ .‬ر‪ .‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/55‬و‪-‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة هود‪ .‬الاية‪.3 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة النساء الآية‪.59 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.352 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الإسراء الآية‪.12 :‬‬ ‫‪ 6‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/043-343‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.043-143 /1‬‬ ‫‪ 8‬سورة النحل الآية‪.601 :‬‬ ‫‪ 9‬أخرجه البيهقي في شعب الإيمان‪ :‬ج‪ &7/705‬رقم‪.15111 :‬‬ ‫‪ 652 -‬۔‬ ‫في القلب© قال الله تعالى‪ :‬فقالوا آمنا بأفواههم و لم تومن قلوبهم" ففي ذم الله تعالى‬ ‫المنافقين الذين آمنوا بأفواههم و لم تؤمن قلوممم دليل على أن الإيمان فيهما جميعا بإثباث‬ ‫من الله إياه في الأفواهں وذمهم إذ لم يكتسبوه بالقلوب قال الله تعالى‪ :‬لإقالت الأعراب‬ ‫آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم‬ ‫‪ -‬المقام الثالث‪ :‬الإيمان هو العمل بالأركان وتحقيقه بالأفعال شرعا وسمعا‪.‬‬ ‫وبين الجيطالي حكم من انعرى من هذه المقامات الثلاثة أنه ينطبق عليه‬ ‫قول الله تبارك وتعالى‪ :‬لأولئك الذين طبع الله على قلوبمم وسمعهم وأبصارهم‬ ‫وأولنك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرونه‬ ‫ومن كان الإيمان في قلبه وانعرى منه لسانه فهو من الذين قال الله فيهم من‬ ‫قوم فرعون‪ :‬فلجوحدوا بما واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة‬ ‫المفسدينم« ومن كان الإيمان في قلبه ولسانه وانعرى منه العمل فهم من الذين‬ ‫قال الله عز وجل فيهم‪ :‬ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا‬ ‫يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين‬ ‫فهذا من الكاذبين والأوسط من المفسدين والثالث من الخاسرين‪(.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫وأما درجات الإيمان فهي حمس‪:‬‬ ‫‪ -1‬سورة المائدة الآية‪.14 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحجرات‪ ،‬الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة النحل الآية‪.801-901 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة النمل الآية‪' :41 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة العنكبوت\ الآية‪.1-3 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/343‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪752‬‬ ‫‪ -‬درجة الايمان‬ ‫وهو المع الذي كلف الله تعالى عباده المؤمنين ثم رضيه منهم وذلك قوله‬ ‫تعالى‪ :‬الآمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمومنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه‬ ‫ورسله" وهو الإيمان الذي أشار إليه الرسول تله حيث قال‪" :‬عليكم بإعان‬ ‫العجائ "() هذا الإيمان هو تصديق عامة المسلمين واعتقادهم‪.‬‬ ‫‪ -‬درجة الظن‬ ‫فإذا تحقق العبد الإيمان ورسا في قلبه انتقل إلى درجة هي أقوى مما فيه‬ ‫وهي الظن الذي مدح الله به المؤمنين حيث قال‪ :‬الذين يظنون أممم ملاقو رمم‬ ‫وأنهم إليه راجعون( ودرجة الظن أعلى من درجة الإيمان المتقدم‪.‬‬ ‫‪ -‬درجة العلم‬ ‫فإذا قوي الظن الذي مدح الله به المؤمنين صار علما‪ ،‬وهذا العلم نور‬ ‫يقذف في قلب المؤمن فيتسع القلب به وينشرح‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪ :‬ولكن‬ ‫جعلناه نورا مدي به من نشاء من عبادنا(‘) فالعلم درجة في القلب أعلى من‬ ‫درجة الإيمان ولذلك فرق الله تعالى بين درجة الإيمان ودرجة العلم فقال‪ :‬الإيرفع‪:‬‬ ‫الخطاب ‪ :‬يرفع الله‬ ‫فلحن‬ ‫العلم درجات ه(‪©5‬‬ ‫منكم والذين أوتوا‬ ‫الله الذين آمنوا‬ ‫الذين آمنوا منكم درجة والذين أوتوا العلم درجات‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة البقرة‪ 5‬الآية‪.582 :‬‬ ‫‪ -2‬لم أعثر عليه‪ ،‬والظاهر أنه ليس حديثا‪ ،‬وينسب إل الإمام الجوي والله أعلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.64 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الشورى‪ ،‬الآية‪.25 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الحادلة‪ ،‬الآية‪.11 :‬‬ ‫‪852‬‬ ‫‪ -‬درجة اليقين‬ ‫وهو علم راسخ في القلب زايلته الشكوك وفارقه الاضطراب‘ واستحكم‬ ‫قي النفس حتت كاد أن يكون عن مشاهدة‪ ،‬قال الله تعالى في صفة المؤمنين‪:‬‬ ‫لوبالآخحرة هم يوقنونمه"" وقال‪ :‬لوي الارض آيات للموقتتين‪ “4‬وقال‪:‬‬ ‫لكلا لو تعلمون علم اليقينئ(ث“‬ ‫‪ -‬درجة المعرفة‬ ‫وذلك إذا قوي يقين العبد ترقى إلى درجة المعرفة‪ ،‬ومعي المعرفة بالله تعالى‬ ‫أن تعرفه بأياديه الكاملة‪ .‬وصفاته البالغة‪ ،‬وقدرته التامة وأفعاله الجارية فى خلقه‬ ‫من أصناف النعم وضروب النقم‪ ،‬فإذا عرفه العبد بمذه المعرفة لزمت قلبه الرهبة‬ ‫منه‪ ،‬والرغبة إليه‪ ،‬وامتلأ قلبه له عظمة وحياء‪ .‬وهذه المعرفة إذا قوينت في قلب‬ ‫العارف واستحكمت\ لاح له من ربه اللطف الخفي‪ ،‬والنور الخلي‪ ،‬واستولى على‬ ‫قلبه حب ربه واستأنس بذكره في الخلوات‪ ،‬ووثق بإسعافه في المهمات‪ ،‬وغلب‬ ‫نور قلبه على نور بصره فأبصر الدنيا خيالا والآخرة مثالا‪(.‬‬ ‫من خلال عرض الجيطالي لدرجات الإيمان تتجلى لنا قوة حاسته الروحية‬ ‫ودعوته إلى العناية بأعمال القلب‘ وتزكية النفس‪ ،‬وبجاهدتما في الله ليهديها سيله‬ ‫فتذوق حلاوة الإبمان‪ ،‬وتنكشف لا الأمور‪ ،‬وتعرف الحق من الباطل‪ .‬فكلما قوي‬ ‫إمان العبد قوي كشفه للحقائق‪ ،‬وكلما ضعف الإيمان ضعف الكشف‪.‬‬ ‫ومما يمكن أن نستخلصه مما سبق أن الإيمان عند الحيطالي نوعان‪:‬‬ ‫[‪ -‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.4 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الذاريات‪ .‬الآية‪.02 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة التكاثر‪ ،‬الآية‪.5 :‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.753 /1‬‬ ‫‪952‬‬ ‫إيمان عامة المسلمين الذين لا يعدو إمانمم الدرجة الأولى‪.‬‬ ‫‪ -‬إيمان الخاصة الذين يترقون في الدرجات حتت يبلغوا مقام الكشف الذي‬ ‫ورياضة النفس‪.‬‬ ‫إلا بالجحاهدة‬ ‫ولا يتسن لحم ذلك‬ ‫من العلم‪،‬‬ ‫هو الغاية القصوى‬ ‫وإن كان الإباضية( وجل علماء الإسلام يرون أن حصول الكشف‬ ‫ووقوعه أمر ممكن لبعض الناس استنادا إلى بعض النصوص كقوله تعالى‪ :‬والذين‬ ‫جاهدوا فينا لنهديتهم سبلنامهل إلا أن الإشكال يكمن‪ :‬هل الكشف هبة من عند‬ ‫الله أم اكتساب؟ وهل هو الغاية من الإيمان؟ وهل الطريقة الن يسلكها مريدو‬ ‫الكشف سليمة من المزالق؟ وهل تتفق مع منهج الإسلام الذي يتميز بالوسطية‬ ‫والتوازن والشمول؟‬ ‫ونتفق في جوابنا عن هذه الإشكالات مع ما ذهب إليه الشيخ القرضاوي‬ ‫قي اعتراضه على طلاب الكشف ونوجز ذلك في النقاط الآتية‪(.‬‬ ‫عظيم الخطورة‬ ‫الرعورة‪،‬‬ ‫شديد‬ ‫طريقا‬ ‫باعتباره‬ ‫طريقهم للكشف‬ ‫انتمقد‬ ‫_‬ ‫كثير المنعطفات والمنحدرات\ قلما يجد فيه سالكه منارات قمديه وعلامات تدله‬ ‫وقد أهملوه‪5‬‬ ‫النبوة‬ ‫ميراف‬ ‫والعلامات ق‬ ‫وقد تر كوه‪،‬‬ ‫علم الشر ع‬ ‫المنارات ق‬ ‫لأن‬ ‫وتنشب‬ ‫البدن‪،‬‬ ‫ومعرض‬ ‫ويختلط العقل‬ ‫المزاج‬ ‫وقي أثناء هذه المجاهدة قد يفسد‬ ‫خيالات في القلب© وينقضي العمر قبل النجاح‪.‬‬ ‫ا أبو سعيد الكدمي‪ :‬المعتبر‪ ،‬وزارة التراث القومي‪ ،‬سلطنة عمان ‪5041‬ه_‪4891/‬م‪ :‬ج‪ .1/85-95‬أبو‬ ‫حفص عمرو بن جميع‪ :‬مقدمة التوحيد وشروحها لابن العباس الشماخي وأبي سليمان التلائي تعليق أبي‬ ‫إسحاق اطفيش‪ .601 :‬أبو يعقوب الوارجلا‪ :‬العدل والإنصاف‪ :‬ج‪ .1/62‬حميس بن سعيد الرستاقي‪:‬‬ ‫منهج الطالبين وبلاغ الراغبين تحقيق سالم بن حمد الحارثي‪ :‬ج‪.1/375‬‬ ‫‪ -2‬سورة العنكبوت} الآية‪.96 :‬‬ ‫‪ -3‬د‪ /‬يوسف القرضاوي‪ :‬موقف الإسلام من الإلهام والكشف‘‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬طا{‬ ‫‪7‬ه_‪6991/‬م‪ 701 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪- -062‬‬ ‫نما نحوه كالجيطالى ‪ -‬ف‬ ‫القرضاوي أبا حامد الغزالى ‪ -‬ومن‬ ‫يخالف‬ ‫ب۔‬ ‫والحقيقة أنه أمر يوهب ونحن المسلمين ل نؤمر بطلب‬ ‫أمرا يطلب&‪،‬‬ ‫اعتبار الكشف‬ ‫الكشف وإنما أمرنا بطلب العلم‪.‬‬ ‫العبادة لله‬ ‫الكشف ل يخلص ق‬ ‫اعتبر من جعل الغاية من عبادته حصول‬ ‫ج‪-‬‬ ‫تعالى وابتغاء وجهه وإنما يخلصون للكشف‪.‬‬ ‫د لو سلك الصحابة والتابعون هذه الطريقة للوصول إلى الكشف لا فتحوا‬ ‫لنا‬ ‫ولا رووا‬ ‫العالمين ولا نقلوا لنا القرآن‪،‬‬ ‫ق‬ ‫رسالة الإسلام‬ ‫ولا نشروا‬ ‫الفتو ح‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫ولا فقهوا‬ ‫السنن‬ ‫دعوة الإسلام الێ توازن بين‬ ‫مع خصائص‬ ‫ه‪ -‬تتناق طريقة الكشف‬ ‫الله وحظ‬ ‫حق‬ ‫وبين‬ ‫العقل والقلب‪،‬‬ ‫وبين‬ ‫وبين العلم والإبمان‪،‬‬ ‫الروح والمادة‬ ‫النفس وتجمع بين الدنيا والآخرة ‪.‬‬ ‫‪ 5‬العلاقة بين الإيمان والإسلام‬ ‫بحث الجيطالي الاقة بين الإسلام والإيمان في جانبيها اللغوي والشرعي هل‬ ‫هما شيء واحد أو كل منهما غير الآخر؟‬ ‫فمن حيث اللغة‪ :‬فالإمان عبارة عن التصديق لقوله تعالى‪ :‬وما أنت مومن‬ ‫واللسان ترجمانه ‪(2) .‬‬ ‫هو القلب©‪،‬‬ ‫وللتصديق محل خاص‬ ‫‪ 1 :0‬أي ‪.‬ممصدق‪6،‬‬ ‫وأما الإسلام فمعناه في اللغة الخضوع والاستسلام والانقياد وترك للإباء‬ ‫الله تعالى ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫والحوار ح‪(.‬‬ ‫واللسان‬ ‫القلب‬ ‫ق‬ ‫والتسليم عام‬ ‫والجحود‬ ‫والعناد‬ ‫‪ -1‬سورة يوسف الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات\ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/163‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.163 {1/853‬‬ ‫‪- 162 -‬‬ ‫حكاية عن بلقيس صاحبة سليمان‪ :‬اإوأسلمت مع سليمان له رب العالمينكه"“‬ ‫فاللغة توجب أن الإسلام أعم والإيمان أخص فكأن الإيمان عبارة عن أشرف‬ ‫)‬ ‫أجزاء الإسلام فإذن كل تصديق تسليم وليس كل تسليم تصديقا‪(.‬‬ ‫وأما من حيث الشرع‪ :‬فقد ورد باستعمالها على سبيل الترادف والتوارد‪3‬‬ ‫وورد على سبيل الاختلاف‪ ،‬وورد على سبيل التداخل‪(.‬ث‬ ‫‪ -‬فأما الترادف ففي قوله تعالى‪ :‬فأخرجنا من كان فيها من المومنين فما‬ ‫و لم يكن بالاتفاق إلا بيت واحد‪ .‬وقال الله‬ ‫وجدنا فيها غير بيت من لمسلمين‬ ‫تعالى‪ :‬ليا قوم إن كنتم آمنتم با له فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين(‬ ‫‪ -‬وأما الاختلاف فقوله تعالى‪ .:‬قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن‬ ‫ومعناه استسلمنا في الظاهر وأراد بالإيمان هاهنا تصديق القلب‬ ‫قولوا أسلمناكه(‬ ‫فقط وبالإسلام الاستسلام ظاهرا باللسان والجوارح‪ .‬وقوله عليه السلام في حديث‬ ‫جبريل عليه السلام المشهور حين جاءه في صورة أعرابي فقال‪ :‬يا رسول الله ما‬ ‫الإيمان؟ فقال عليه السلام‪" :‬أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت‬ ‫وبالحساب وبالقدر خيره وشره‪ .‬فقال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما الإسلام؟ فقال عليه السلام‪:‬‬ ‫شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان والحج إلى‬ ‫بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا‪ ،‬والغسل من الجنابة قال‪ :‬صدقت‪"...‬‬ ‫‪ -1‬سورة النمل‪ ،‬الآية‪.44 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات\ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/163‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬أبو حامد الغزالى‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪.1 1/55‬‬ ‫‪ 4‬سورة الذاريات‪ ،‬الآيتان‪.53-63 :‬‬ ‫‪.48‬‬ ‫ينسة‪:‬‬ ‫آيو‬ ‫لرة‬ ‫‪5‬ا سو‬ ‫‪ -6‬سورة الحجرات‪ ،‬الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ -7‬قد ورد بصيغ مختلفة منها ما أخرجه البخاري‪ :‬كتاب التفسير‪ ،‬باب‪ :‬إن الله عنده علم الساعة‪ :‬ج‪.4/3‬‬ ‫رقم‪.9944 :‬‬ ‫‪ 262 -‬۔‬ ‫فذكر عليه السلام الخصال الخمس فعبر بالإسلام عن تسليم الظاهر بالقول والعمل‪.‬‬ ‫‪ -‬وأما التداخل‪ :‬فما روي عنه عليه السلام أنه سئل فقيل له‪ :‬أي الأعمال‬ ‫أفضل؟ فقال‪ :‬الإسلام‪ ،‬فقيل له‪ :‬أي الإسلام أفضل؟ فقال عقد‪ :‬الإيمان‪(".‬‬ ‫ويرى الجحيطالىي أن الأدلة الن تنبت الاختلاف والتداخل بين الإسلام‬ ‫والإيمان توافق اللغة ولا تخرج عن استعمالاتما ‪ 3‬وهذا رأي معقول وإن كان‬ ‫الأستاذ عبد الرحمن أبو بكر المصلح يذهب إلى أن رأي الجحيطالي فيه تعارض وهو‬ ‫مخالف لما ذكره في أول بحثه لهذا الموضوع أن الإطلاق هاهنا شرعي لا لغوي إلا‬ ‫أن المراد من رأي الحيطالى في استعمال الإيمان والإسلام على سبيل الاختلاف‬ ‫والتداخل مما تحيزه اللغة هو أنه ق حالة الاختلاف يكون معى الإيمان هو التصديق‬ ‫فقط وهو ما يتفق مع اللغة ومعين الإسلام هو التسليم ظاهرا وهو أيضا يتفق مع‬ ‫اللغة‪ .‬وأما في حالة التداخل فالإسلام عبارة عن التسليم بالقلب والقول والعمل‬ ‫جميعا‪ ،‬والإيمان عبارة عن التصديق بالقلب فقط وهذا ما توجبه اللغة قي كون‬ ‫بالتداخل‪.‬‬ ‫وهو المقصود‬ ‫الإسلام‬ ‫من‬ ‫جز‬ ‫الإيمان‬ ‫إذ‬ ‫أخص‬ ‫والإيمان‬ ‫أعم‬ ‫الإسلام‬ ‫أسماء عختلفة مسمى‬ ‫والدين‬ ‫والإسلام‬ ‫الإيمان‬ ‫أن‬ ‫الجيطالى إل‬ ‫يذهب‬ ‫هكذا‬ ‫ويعترزض على من حصر‬ ‫وهذا ما قرره علماء الإباضية‪.‬‬ ‫‪:‬واحد وهو طاعة اا‬ ‫الإبمان في الاعتقادات وجعل الإسلام فيما يتعلق بالخوارح من العبادات فيقول‪:‬‬ ‫أصله الاستسلام‬ ‫الإسلام‬ ‫وأن‬ ‫ذكرنا‬ ‫كما‬ ‫أصله التصديق‬ ‫الإيمان‬ ‫"اعلم أن‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫كله‬ ‫الإيمان‬ ‫وأن‬ ‫إعان‬ ‫قبل التصديق‬ ‫من‬ ‫كله‬ ‫الاسلام‬ ‫وأن‬ ‫والخضوع‪،‬‬ ‫ل أجده مذا اللفظ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪ -2‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪.1/263‬‬ ‫‪ 3‬عبد الرحمن أبو بكر المصلح‪ :‬الإباضية عقيدة وفكرا‪ 3‬رسالة ماجستير (خطوطة)‪ ،‬جامعة الإمام محمد بن‬ ‫سعود الإسلامية كلية أصول الدين الرياض ‪2041‬ه_‪.341 :2891/‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪36 /2‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬أبو عمار عبد الكان‪ :‬شرح الهالات‪ .961-071 :‬الوارجلان‪ :‬العدل والإنصاف‪ :‬ج‪.2/001‬‬ ‫‪- 362 -‬‬ ‫الاستسلام والخضوع إسلام‪ 2‬والدين من قبل الاستسلام إسلام‪ ،‬وكل خصلة من‬ ‫الإيمان فهي إسلام ودين‪ ،‬وكل خصلة من الإسلام فهي يبان ودين© وكل خصلة‬ ‫من الدين إيمان وإسلام وإلى هذا القول ذهب أصحابنا رحمهم الله وهو الصواب‬ ‫إن شاء الله إذ لا يسعك أن تنفي الإيمان عن الصلاة وأخواتما‪ ،‬فإن اتسع لك فلا‬ ‫يسعك أن تنفي الإسلام عن الإيمان الذي هو الاعتقاد فيكون الواحد مؤمنا غير‬ ‫مسلم؛ ومسلما غير مؤمن قال الله عر وجل‪ :‬لإوذلك دين القيمةه"© وقال‪:‬‬ ‫لإن الدين عند الله الإسلام وقال‪ :‬ومن ييتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل‬ ‫منه ه(‪(".‬‬ ‫[‪ -‬سورة البينة الآية‪.5 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.91 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.58 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/363-463‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/36‬و‪.‬‬ ‫۔ ‪ 462‬۔‬ ‫المبحث الثا;‬ ‫يبذ‬ ‫ُ‬ ‫الكفر‬ ‫‪ 1‬تعريف الكفر لغة واصطلاحا‬ ‫بين الجيطالى أن أصل الكفر في اللغة هو الستر والتغطية قال لبيد‪:‬‬ ‫في ليلة كفر النجوم غمامه(“‬ ‫يعلو طريقة متنها متواتر‬ ‫الكفر (بفتح الكاف) كفرت الشيء إذا غطيته وسترته‪ ،‬ويقال‪ :‬رماد مكفور‬ ‫إذا سفت عليه الريح التراب فوارته‪ ،‬ومنه رجل كافر إذا كفر درعه بثوب لبسها‬ ‫عليه‪ ،‬وسمي الحارث كافرا لأنه يستر البذر أي يغطيه قال تعالى‪ :‬كمثل غيث‬ ‫وهو‬ ‫المنعم نعمته‬ ‫به جحود‬ ‫يراد‬ ‫وقد‬ ‫الزراع‪.‬‬ ‫أي‬ ‫نباته‪2‬‬ ‫أعجب الكفار‬ ‫المعهود في كلام العرب‪ .‬قال تعالى‪ :‬تؤليبلوني ءاشكر أم أكفركه(‪×٨‬ث‏ فكل من ستر‬ ‫جميلك ومعروفك فقد كفرك(‪.‬‬ ‫الله عليه‬ ‫"كل ما أوجب‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫الإيمان‬ ‫فالكفر نقيض‬ ‫الاصطلاح‬ ‫أما ق‬ ‫العقاب ويعرفه في موضع آخر هو‪" :‬الاستفساد إلى ولي النعمة فمن استفسد‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم ا‪ .763/‬أبو عبد الة الحسين‪ :‬شرح المعلقات السبع‪:‬‬ ‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت" ط‪5041 25‬ه_‪5891/‬م‪.79 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحديد الآية‪.02 :‬‬ ‫‪ 3‬الخيطاليى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬و‪.‬‬ ‫‪ -4‬سورة النمل‪ ،‬الاية‪.04 :‬‬ ‫‪ -5‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات\ تحقيق النامي‪ :‬القسم! ‪.963/‬‬ ‫‪ 6‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/16‬و‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.5/441‬‬ ‫‪ 7‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬و‪.‬‬ ‫‪ 8‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/75‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 562 -‬۔‬ ‫إليه بالمساواة كان كافرا مشركا‪ ،‬ومن استفسد إليه بتضييع حقه‪ ،‬وارتكاب محارمه‬ ‫كان منافقا كافرا كفر نعمة"‪ .‬ويوضح الجخيطالي مدلول الاستفساد بأنه‪" :‬المحاربة‬ ‫والقطيعة والخلاف على الله فكأنه نقيض الاستسلام لأمر الله والخضوع له"‪.‬‬ ‫فإذا كان الجيطالي وسنّع من مدلول الإيمان ليشمل القول والعمل فإننا نجده هنا‬ ‫يجعل الكفر ضد الإيمان‪ ،‬فيكون الكفر في القول‪ ،‬ويكون في العمل أيضا‪ ،‬والجامع‬ ‫بينهما هو الاستفساد إلى ولي النعمة فكل كفر استفساد‪ ،‬وكل استفساد كفر إلا‬ ‫أن الجيطالي يفرق بدقة بين أحكام كل نوع من الكفر كما سيأتي بيان ذلك‪.‬‬ ‫وقد افترقت المذاهب في ضبط مصطلح الكفر فاتجهت المعتزلة إلى أن الكافر‬ ‫ويختص بأحكام مخصوصة نحو ‪ :‬المنع من المناكحة‬ ‫اسم لمن يستحق العقاب العظيم‬ ‫والموارثة والدفن في مقابر المسليمن‪ ،‬فإن مَن هذه حاله صار كأنه جحد نعم الله‬ ‫كافرا‬ ‫الكبيرة‬ ‫لذلك ل تسم المعتزلة صاحب‬ ‫سترها‪.‬‬ ‫ورام‬ ‫وأنكرهاك‬ ‫تعالى عليك‬ ‫لأنه لا تحري عليه هذه الأحكاء‪ .‬وذهبت الأشعرية إلى أن الكفر هو‪" :‬عدم‬ ‫تصديق الرسول في بعض ما علم مجيئه به ضرورة‪ .‬بيد أن طائفة من أصحاب‬ ‫الحديث اتفقت مع الجخيطالي في أن الكفر كفران‪ :‬كفر هو جحد بالله وبما قال‪.‬‬ ‫الإيمان‬ ‫وكفر هو عمل فهو ضد‬ ‫الإقرار بالله والتصديق به ومما قال‬ ‫فذلك ضده‬ ‫الذي هو عمل«{‪ .‬وهو مذهب الزيدية والإباضية (‬ ‫ولما كانت هذه المذاهب مختلفة قي ضبط معى الإيمان جاء اختلافهم ى تحديد‬ ‫[ الجخيطال‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/75‬ظ ‪47‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬الصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.2/943‬‬ ‫‪ 4‬الإيجي‪ :‬المواقف‪.883 :‬‬ ‫‪ 5‬ابن تيمية‪ :‬كتاب الإيمان‪.532 :‬‬ ‫‪ 6‬الخيطالي‪:‬‬ ‫قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/863‬أحمد محمود صبحي© يحيى بن حمزة وآراؤه‬ ‫الكلامية‪.991 :‬‬ ‫‪662-‬۔‬ ‫الإيمان يقول الإنجي‪" :‬والكفر عند كل طائفة مقابل ما‬ ‫معێ الكفر الذي هو ضد‬ ‫فسر به الإيمان فمن جعل الإيمان متعلقا بالتصديق القلي فإن الكفر عنده من أفعال‬ ‫القلوب‪ ،‬ومن جعله متعلقا بالأقوال فحسب فإن الكفر عنده مقصور على الإقرار‬ ‫ومن جعل الإيمان تصديقا بالقلب‪ ،‬وإقرارا باللسان‪ ،‬وعملا بالجوارح‪ ،‬فإن الكفر‬ ‫عنده يتعلق بالاعتقادات والأقوال والأفعال مع التفريق بين أنواع الكفر‪.‬‬ ‫‪ -2‬أنواع الكفر‬ ‫أبنبع الاجليطخايلطىالي نهجنهج أسألسالفاهفه االلإإببااضضييةة ففيي تقسيتمقسيم الاكلفكرفر إلىإلى ققسسمميينن رئرئييسسيييينن هم هما‪:‬ا‪:‬‬ ‫‪ -‬كفر شرك‪.‬‬ ‫‪ -‬كفر غير شرك وهو كفر النفاق أو كفر النعمة‪.‬‬ ‫وهذا التقسيم يتناسب مع المفهوم الواسع الذي حد به الكفر‪ ،‬وهو يشمل‬ ‫كفر الشرك الذي اتفقت في شأنه الأمة‪ ،‬وكفر الأعمال أو النفاق الذي هو محل‬ ‫احتلاف بينها وبالتالي "لا يقال كل كفر شرك لأن النفاق كفر وليس بشرك©‬ ‫أ‪ -‬القسم الأول‪ :‬كفر الشرك‬ ‫أولا‪ -‬تعريف الشرك‬ ‫عرّف الخيطالي الشرك ي اللغة بأنه التساوي بين الأشياء في الذوات‬ ‫والصفاطه{‘‘& فمن شارك بين اثنين فقد ساوى بينهما‪ ،‬كما أن من ساوى بين‬ ‫الو جوه كائنا ما كان ‪5 .‬‬ ‫بينهما بو جحه من‬ ‫اثنين فقد أشرك‬ ‫‪ -1‬الإيجي‪ :‬المواقف‪.883 :‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/75‬ظ‪18 ،‬و‪411 ،‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/85‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ ،‬تصحيح وتعليق بكلي عبد الرحمن‪ :‬ج‪ .2/43‬ابن منظور لسان العرب‪ :‬ج‪.01/884‬‬ ‫‪ 5‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬و‪.‬‬ ‫‪- 762 -‬‬ ‫أما اصطلاحا هو التسوية بين الله وبين خلقه في الذات أو الصفات قال الله‬ ‫سبحانه وتعالى‪ :‬فلؤإذ نسويكم برب العالمينه(') أي في العبادة والتعظيم وإثبات‬ ‫الألوهية‪ .‬ويوضح معن المساواة لله‪ :‬أن يوصف الخالق بما يوصف به المخلوق‪،‬‬ ‫والمخلوق بصفات الخالق‪ .‬والشرك ضد التوحيد من جميع الوجوه لأن التوحيد‬ ‫معناه الإفراد ومع الإفراد ترك المساواة‪ ،‬ومع ترك المساواة ألا يوصف الخالق‬ ‫بصفات المخلوق‪ ،‬ولا المخلوق بصفات الخالق‪(.‬‬ ‫ويوجب الجيطالي على العبد المؤمن بأن يعرف الشرك ولا يسعه جهله ولا‬ ‫فعله‪ 3‬لأن "معرفة الشرك توحيد‪ ،‬وجهله شرك‪ ،‬ومن عرف التوحيد عرف‬ ‫الشرك وكذلك الشرك من عرفه فقد عرف التوحيد فالشرك والتوحيد ضدان‬ ‫لا يجتمعان فى قلب واحد("‬ ‫ثانيا‪ -‬أقسام الشرك ووجوهه‬ ‫قسم الجيطالي الشرك إلى قسمين‪(.‬‬ ‫‪-‬شرك المساواة‪ :‬وهو مساواة الله بغيره فى الذات أو الصفات أو العبادة‪(.‬‬ ‫‪ -‬شرك الجحود‪ :‬وهو إنكار وجه من الوجوه الي لا يسع جهلها‪ :‬كإنكار‬ ‫‪ -1‬سورة الشعراء الآية‪39 :‬‬ ‫‪ 2‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام تصحيح وتعليق بكلي عبد الرحمن‪ :‬ج‪.1/43‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬و‪.‬‬ ‫المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/82‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/05‬و‪-‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 8‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪.‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/43‬‬ ‫‪ 9‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/0‬كو‪.‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/43‬‬ ‫‪ 862‬۔‬ ‫التوحيد‪ ،‬ومعرفة الله عز وجل والأنبياء والرسل والملائكة‪ ،‬والكتب‪ ،‬واللوت©‪،‬‬ ‫والحسابڵ والعقاب‪ ،‬والجحنة‪ ،‬والنار وما أشبه هذا ('‘‬ ‫وأرجع الجخيطالي الشرك كله بمختلف أقسامه ووجوهه إلى المساواة‬ ‫الي هي أصل الشرك كما سبق ذلك في التعريف لقوله تعالى‪ :‬إذ نسويكم‬ ‫العالمين ()‬ ‫برب‬ ‫وللشرك وجوه كثيرة أورد الحيطالي جملة منها في مؤلفاته لغرض معرفتها‬ ‫والحذر من الوقوع فيها ومن بينها‪(:‬‬ ‫‪ -‬أن ينكر وجود الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫أن يقيم غير الله سبحانه مقامه في الخلق والإنشاء والاختراع كما ذهب الملاحدة‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يقيم الخلق في العبادة مقام الله تعالى‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يجهل معرفة وجود الله وجميع ما لا يسع جهله من وظائف التوحيد‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يكذب الله تعالى بإنكار حرف من كتابه} أو ني من أنبيائه‪ ،‬أو‬ ‫رسول من رسله‪ ،‬أو ملك من ملائكته أو جهله البعث والميعاد وغيره‪...‬‬ ‫‪ -‬أن يصف ربه بصفات الخلق‪ ،‬ومعاني النقص من الجهل والعجز‬ ‫والحدوت\ڵ والعدم والجحور‪ ،‬والظلم وجميع ما لا يليق به سبحانه‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يصف الخلق بصفاته عز وجل من العلم والقدرة‪ ،‬والوجود‪،‬‬ ‫والإحياء‪ ،‬والإماتة} والاختراع من العدم إلى الوجود‪ ،‬والإرسال‪ ،‬والانزال من جميع‬ ‫)‬ ‫صفاته الي لا يليق أن يوصف الخلق بما‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/56‬ر‬ ‫‪ -2‬سورة الشعراء‪ ،‬الآية‪.89 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪. .‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج ‪ 1/43‬وما بعدها‪ .‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪ .‬قناطر الخيرات» تحقيق النامي‪:‬‬ ‫القسم‪.1/473-573‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ويزعم أنه أمره كاك أو يزعم أنه‬ ‫< أن يتقرب العبد إلى الله سبحانه بممعاصيه‬ ‫وغيره مما لا يحتمل التأويل ق التتزيل‪.‬‬ ‫مى عن طاعته من التو حيد‬ ‫‪ -‬أن يتقرب إلى المخلوق بأفعاله من جميع طاعة الله عز وجل من الصلاةء‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫والذبح‬ ‫‪ -‬أن يدعو العباد إلى عبادة نفسه كفعل إبليس اللعين‪.‬‬ ‫ويخلص الجحيطالي إلى‪" :‬أن كل من أنكر وجها من وجوه التوحيد‪ ،‬أو‬ ‫أو تقرب‬ ‫أو أمر به‬ ‫أو استحل فعله‬ ‫أو فعله‬ ‫أو جهل الشرك‬ ‫استحل تركه‬ ‫بفعل معصية منصوصة إلى الله تعالى‪ ،‬أو استحل فعلها‪ ،‬أو أنكر فريضة منصوصةة‬ ‫حلالا منصو صا فهو مشرك"( ‪(1‬‬ ‫أو حرم‬ ‫أو نبيئا منصو صا‬ ‫أو ملكا‬ ‫وصاحبها مشرك‬ ‫ظاهر صريح‬ ‫هي شرك‬ ‫ذكرت‬ ‫الى‬ ‫الوجوه‬ ‫وكل هذه‬ ‫اعتبرها الجيطالي شركا إلا أئما لا‬ ‫وجوه أخرى‬ ‫وهناك‬ ‫تلحقه أحكام المشركين‬ ‫تأخذ أحكامه لكونها خفية تلحق العبد فى أقل الخطرات منها‪:‬‬ ‫‪ -‬شرك الرياء وذلك أن يري العبد فعله الناس ويترين به إليهم رياء وسمعة‬ ‫وهو الشرك الأصغر‪.‬‬ ‫والشرك المركب في قلوب العباد من الخز عض والهلع‪ ،‬وقلة الثقة ببموعود الله‬ ‫عز وجل وثقتهم بأنفسهم وقولهم وحيلهم‪.‬‬ ‫‪ -‬وشرك الاكراه‪ ،‬ولكن لا يعاقب عليه لأنه قد أبيح له النطق به في حالة‬ ‫الإكراه بشرط طمأنينة الإيمان في القلب‪.‬‬ ‫وهكذا يظهر لنا اهتمام الجخيطالي بقضية الشرك الن شغلت حيزا كبيرا من‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام! تصحيح وتعليق بكلي عبد الرحمن‪ :‬ج‪.1/83‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪ .1/53-63‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/473‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 072 -‬‬ ‫وسلوكا‬ ‫اعتقادا‬ ‫مختلف صوره‬ ‫لمقاومة الشرك‬ ‫فقد تصدى‬ ‫مؤلفاته نظرا لخطوركماك‬ ‫معرفته لأن‬ ‫ضرورة‬ ‫على‬ ‫كما أل‬ ‫دنيا وأخرى‬ ‫الإنسان‬ ‫شقاء‬ ‫ق‬ ‫السبب‬ ‫لكونه‬ ‫بين‬ ‫التوحيد الخالص لا يعرف إلا بمعرفة ضده وهو الشرك‘ ولا يوجد اختلاف‬ ‫مذاهب الأمة فى هذه المسألة فقد اتفقت دعوة المسلمين على ترسيخ التوحيد‬ ‫تصورا وعملاء ومحاربة الشرك بمختلف ألوانه وصوره اقتداء برسل الله الكرام‪.‬‬ ‫القسم الناي‪ :‬كفر النفاق‪.‬‬ ‫ب‬ ‫أولا‪ -‬تعريف النفاق وأقسامه‪.‬‬ ‫وهوأحد‬ ‫نافقاء اليربو ع©‬ ‫اللغة بأنه مشتق من‬ ‫ق‬ ‫يحدد الجيطالى معن النفاق‬ ‫أبواب جحره يستعمله مستخفيا يخرج منه عند الضرورة إذا خاف فأخفاه عن‬ ‫العيون("‪ ،‬وقد يراد به الهلاك مأخوذ من قولهم‪ :‬نفقت الدابة‪ ،‬تنفق نفوقا إذا‬ ‫وماتت‪.‬‬ ‫هلكت‬ ‫وقد تمسك بعض الإباضية بمذا التعريف اللغوي الأخير رأي النفاق بمعيى‬ ‫الهلاك) ورأوا أن التعريف اللغوي الأول زعم لبعض أهل اللغة غير صحيح وليس‬ ‫من المذهب ‪ .‬لكتهم ل يقيموا دليلا على إثبات رأيهم ويظهر لنا أن سبب رفضهم‬ ‫للتعريف اللغوي الأول كان بدافع عقدي مذهبي لأنه يجيز لغة إطلاق النفاق على‬ ‫الاعتقاد‪.‬‬ ‫وهو ما ينطبق بالتمام على نفاق‬ ‫ما يظهر‬ ‫من يضمر خلاف‬ ‫ويذكر الجحيطالي تعريف أهل العلم للنفاق شرعا بأنه "اختلاف السريرة‬ ‫الجخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/963‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/46‬ظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان‬ ‫‪1‬‬ ‫العرب‪ :‬ج‪.01/753‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/46‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬منهم‪ :‬أبو عمرو عثمان الستوقي‪ :‬السّؤالات‪.523 :‬‬ ‫‪- 172 -‬‬ ‫‪18‬‬ ‫والعلانية واختلاف القول والعمل‪ ،‬والمدخل والمخرج" ويوضح ذلك يي قوله‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫"كأن المنافق يدخل في الإسلام قولا ويخرج منه فعلا"©‪....‬‬ ‫وأما تعريف الإباضية للنفاق شرعا يوضحه الحيطالي‪ .‬في قوله‪" :‬وعند‬ ‫أصحابنا حد النفاق في الشر ع الخلف والكذب‬ ‫وبالنظر في التعريفين يتجلى لنا التعريف الأول أوسع دلالة فهو يشمل النفاق‬ ‫في الاعتقادات‪ :‬والنفاق في الأفعال بينما التعريف الثاني الذي اختاره الإباضية يقصر‬ ‫دلالة النفاق في نفاق الأفعال باعتبار أن الخلف يكون في الفعل بعد الإقرار‬ ‫بالتوحيد‪ ،‬وذلك بتضييع الفرائض وارتكاب الكبائر‪.‬‬ ‫و لم يبد المجيطالي موقفه عند ذكره لهذين التعريفين‪ ،‬وإن كنا نجده في مواطن‬ ‫أخرى يذهب إلى أن النفاق في الأفعال‪ ،‬يقول معرفا كفر النفاق‪" :‬هو أن يقر‬ ‫به وهو كفر الأذعا( ""(‪)4‬‬ ‫ما أقر‬ ‫وخالف‬ ‫بلسانه وقلبه‬ ‫أما عن أقسام النفاق فقد التزم الجحيطالي بالتقسيم المعهود عند الإباضية وهو ‪:‬‬ ‫= نفاق التحليل والتحريم‪ :‬وهو استحلال ما حرمه الله تعالى بتأويل الخطأ‬ ‫من فاعله أو قائله‪.‬‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪. 1/963‬وتروى هذه المقالة عن الحسن البصري" وحذيفة ‪.‬‬ ‫بانليمان وهو قول جل الصحابة رضي الله عنهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬خيطا‪: :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/46‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬ر‪ .‬أبو عمار عبد الكاني‪ :‬شرح الخهالات‪ .421 :‬السوي‪ :‬السَؤالات‪ .882 :‬تبغورين‪:‬‬ ‫أصول الدين‪ ،‬تحقيق عمرو خليفة النامي‪( 183 :‬ملحق برسالة الأستاذذ الشيهان حمو‪ :‬حاشية المصعي‬ ‫على رسالة أصول الدين لتبغورين)‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام تصحيح وتعليق بكلي عبد الرحمن‪ :‬ج‪ .1/83-93‬شزح النونية‪ :‬ج‪2/56‬و‪5‬‬ ‫‪ .8‬ر‪.‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪ 2/6‬ا ‪. .5‬‬ ‫‪ 272 -‬۔‬ ‫‪ -‬نفاق الخيانة‪ :‬وهو مقارفة جميع ما أوعد الله على فعله النكال في الدنيا‬ ‫والعذاب في الآخرة أو عذب به أمة من الأمم الماضية كالقتل‪ ،‬والزنا‪ ،‬والربا‬ ‫والسرقة وبخس الميزان ولتيان الرجال‪ ،‬وعقر الناقة‪ .‬والاعتداء ي السبت لأهل‬ ‫ذلك الزمان‪ ،‬وجميع ما نمى الله عنه في القرآن‪ .‬وأو جب عليه النكال‪.‬‬ ‫ويلاحظ أن الجيطالي ساير جمهور الإباضية الذين يرون أن النفاق في‬ ‫الأفعال دون الاعتقادات(ا‘ لذلك لم يعتبروا في هذا التقسيم إضمار الشرك وإظهار‬ ‫لتوحيد ضمن النفاق‪ ،‬وإن كان يذهب إلى أنه لا مانع من إطلاق اسلم النفاق عليه‬ ‫آ‬ ‫كما سيتجلى لنا ذلك فيما بعد‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬دلالة النفاق في القرآن والستة‬ ‫ورد في القرآن الكريم ذكر المنافقين في مواضع كثيرة فاختلف الناس فيهم‪.‬‬ ‫وقد تعرض الجحيطالي إلى إيراد هذا الاختلاف ومناقشتها فذهب فريق منهم إلى‬ ‫أن المنافقين مشركون خالف قولهم اعتقادهم‪ ،‬وقال آخرون بل خالف فعلهم‬ ‫قولهم؛ واستدل كل فريق بأدلة تتمثل فيما يا‪«.‬ث‬ ‫ومنهم من عاهد‬ ‫الفريق الأول‪ :‬استدل على تشريك المنافقين بقوله تعالى‪:‬‬ ‫لله لئن آتانا من فضله لنصنقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله خلوا به‬ ‫وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا ي قلوبهم إلى يوم يلقونه مما أخلفوا الله ما‬ ‫النفاق‬ ‫وعدوه وبما كانوا يكذبون؛' « قالوا‪ :‬فلما أخبر عن الوعد باللنسان‪ ،‬وعقب‬ ‫‪ +1‬أبو عمار عبد الكان‪ :‬شرح الجهالات‪ .421 3110 :‬أبو يعقوب الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.2/74‬‬ ‫السنوي‪ :‬السّوالات‪ .523 ::‬تبغورين‪ :‬أصول الدين‪ ،‬تحقيق عمرو خليفة النامي‪( 183 :‬ملحق برسالة‬ ‫الأستاذ الشيهان حمو‪ :‬حاشية المصعي على رسالة أصول الدين لتبغورين)‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪....1/073-173‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‬ ‫‪ 4‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.57-77 :‬‬ ‫‪372‬‬ ‫قي القلب علمنا أنما سلبهم الإيمان الذي يكون في القلب عقوبة لهم‪ ،‬ولن يستقيم‬ ‫الإيمان والنفاق في قلب واحد‪.‬‬ ‫الفريق الثان‪ :‬أثبت النفاق في الأفعال لمخالفتها الأقوال‪ ،‬واستدل بظاهر قوله‬ ‫تعالى‪« :‬لإفما لكم في المنافقين فتتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تمدوا من‬ ‫أضل الله و۔‪.‬ن يضلل الله فلن تحد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون‬ ‫سواء فلا تمخذوا منهم أولياء ح يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم‬ ‫واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيراه(“‬ ‫فأخبر الله أنهم ليسوا يبمشركين‪ ،‬ولا بمومنين لكنهم منافقون وأخبر أمم‬ ‫ر أكسهم بما كسبوامه ردا على من سماهم مؤمنين‪ ،‬وسماهم تعالى "منافقين" ردا‬ ‫على من سماهم مشركين‪ .‬ثم قال‪ :‬فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث‬ ‫وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرايمه؛ فصح أنهم قبل التولي لم يصدر منهم‬ ‫فعل يكونون به منافقين إلا ترك المجرة‪ ،‬فإن وقع التولي وهو الارتداد كان لحم‬ ‫حكم آخر وهو القتل‪(.‬‬ ‫مناقشة وترجبح‬ ‫يرى الجيطالي أن الفريق الأول الذين قضوا بأن النفاق في الضمير تعسّفوا‬ ‫لأمم لا يصلون إلى الاعتقادات إلا بنصوص الشارع كما أمم أبعدوا عن أنفسهم‬ ‫أسباب الشر لأمم هونوا قاعدة الخوف‪٬‬وسهلوا‏ الطريق إلى الجحنةءواعتبر عدم‬ ‫جعلهم الكبيرة كفرا ونفاقا جنوحا إلى الراحة‪.‬‬ ‫وأما الفريق الثاني الذين أثبتوا النفاق في الأفعال فهم في نظر الجخيطالي أقرب‬ ‫إل الحجة لأنهم عظموا أسباب المخاوف ورأيهم أحزم وأصح‪“‘«.‬‬ ‫‪ -1‬سورة النساء‪ ،‬الآيتان‪.88-98 :‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/073‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬القسم!‪.373 }©173/‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬القسم!‪.1/173‬‬ ‫‪- 472 -‬‬ ‫ويسوق جملة من النصوص ليستدل بما على أن المنافقين الذين كانوا على عهد‬ ‫رسول الله ليسوا ‪.‬ممشركين بل أنهم كانوا أهل كبائر مصرين عليها من بينها‪(:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬ليحذر المنافقون أن تترل عليهم سورة تنبئهم مافي‬ ‫قلوبممه!" ولو كانوا غير عارفين بالوحي لما حذروا نزوله‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لإولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على‬ ‫قبره(" نزلت حين هم رسول الله تله أن يصلي على عبد ا له بن سلول رأس‬ ‫المنافقين ولو كانوا مشركين لعرفهم رسول الله تله فكيف يسوغ على رسول الله‬ ‫أن يجهل الشرك؟ لأن من لم يعرف الشرك فهو مشرك‪.‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى في المنافقين‪ :‬ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة‬ ‫لأتوهامه""(الفتنة يعني الشرك)‪ ،‬فكيف يدعون إلى الشرك وهم فيه‪.‬‬ ‫حقال تعالى‪« :‬لإومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم تحن نعلمهم&ه(“‬ ‫لكن لو تأملنا هذه الآيات لوجدناها أمما لا تدل صراحة على كفر‬ ‫الأفعال وإنما جاءت اكشف للرسول والمؤمنين التواءات المنافقين وما قي قلوبمم‬ ‫من شرك باطن خفي وتمتك أستارهم حي يعرفهم الر سول تله والمؤمنون‪،‬‬ ‫ويكونوا منهم على حذر‪ .‬أهم العدو فاحذرهم‪ "(%‬وهناك آيات قرآنية( أخرى‬ ‫تفضح اعتقادات المنافتبن الفاسدة ونواياهم الخبيثة لم يوردها الجيطالي‪.‬‬ ‫[‪ -‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2 :‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.46 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.48 :‬‬ ‫‪ 4‬عبد الله بن أب بن مالك أبر الحباب المشهور بابن سلول رت ‪9‬ه_‪036/‬م) من خزاعة رأس المنافقين في‬ ‫الإسلام من أهل المدينة‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/56‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأحزاب الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.101 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة المنافقون‪ ،‬الآية‪.4 :‬‬ ‫سورة التوبة‪ ،‬الآيات‪.57-87 :‬‬ ‫‪ 8‬سورة المنافقون‪ ،‬الايات‪.1-8 :‬‬ ‫‪572‬‬ ‫ويذهب أبو يعقوب الوارجلاني إلى اعتبار المنافقين في عهد الرسول علة‬ ‫مشركين فيقول‪" :‬والأصل من كان على عهد رسول الله عله من ‪ .‬المنافقين قلما‬ ‫تسلمون منالشرك من مخالفتهم الر سول‪ ،‬ومناقضته‪ .‬وكراهته بما جاء به‪ ،‬ومحبتهم‬ ‫أن تكون الدائرة بينه وبين عدوة عليه‪ ،‬ويظهر سلطان المشركين عليه‪ ،‬وإرادتمم‬ ‫انفضاض جمعه ووسيلتهم إلى المشركين وإلى اليهود بإظهار بعضه وما جاء به‪.‬‬ ‫واستنقالهم بجميع أموره‪ ،‬وقلما يسلم من كان هكذا من الشرك‪ ،‬وإظهار ما‬ ‫وصفهم الله تعالى به في القرآن بالشرك بالله قال الله عز وجل‪ :‬إذا جاءك المنافقون‬ ‫قالوا نشهد إنك لرسول ا له والله يعلم إنك لرسوله والله‪ .‬يشهد إن المنافقين‬ ‫كاذبونهه"" من هذا الذي يشهد بأنهم يشهدون بعد شهادة الله عز وجل أمم‬ ‫كانوا كاذبين وليس بعد شهادة الله شهادة"‬ ‫وينتهي أبو يعقوب الوارجلاني بعد تحليله لآيات النفاق الى ما ذهب إليه‬ ‫بخض الإباضية أن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله بلله مشركينث‬ ‫يقول‪" :‬ومن اعى معرفة الضمائر‬ ‫النفاق بعد رسول الله تله في فعل الكبير‬ ‫جاوز‪ .‬علمه‬ ‫والاعتقاد‪ 5‬وعلم ما ق الفؤاد من غير تعريف الله عز وجل‪ ،‬فقد‬ ‫ادعى الاستدلال بالأحكام وعلى أم أبر ياء من الشرك‬ ‫ومعرفته علم العباد وإن‬ ‫والارتداد وحسن سلامة الاعتقاد فهو أقرب إلى الخط والفساد غلو قاس البواطن‬ ‫على الظواهر لكان أعذر من أن يقيس الظواهر على المواطن ظواهرهم حبيثة‬ ‫وبواطنهم أخحبث«'©‬ ‫الإباضية ‪ .‬أن‬ ‫جمهور‬ ‫النونية' ‪ (5‬يتقيد براي‬ ‫ففيي شرح‬ ‫بيل أننا نحد ‪ .‬الجيطالي‬ ‫ا‪ -‬سورة المنانقون‪ ،‬الآية‪.1 :‬‬ ‫‪ -2‬أبو يعقوب الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.2/05‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.2/74‬‬ ‫‪ -4‬أبو يعقوب الوارجلاين‪ :‬الدليل والبرهان ‪ :‬ج‪. 2/35‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 672 -‬۔‬ ‫النفاق في الأفعال دون الاعتقادات سواء في عهد الرسول غلقه أو بعده"‪ .‬ثم نراه‬ ‫في القناطر يتخذ موقفا توفيقيا بين الفريقين إذ يرى جواز إطلاق النفاق على نفاق‬ ‫الأفعال ونفاق الاعتقاد‪ ،‬يقول عقب مناقشته هذه المسألة‪" :‬ولا يستحيل تصرفه‬ ‫إليه‬ ‫(أي النفاق) على الوجهين جميعا (اعتقادا وأفعالام"' وهو عين ما ذهب‬ ‫الوارجلاني وأبو حامد الغزالي الذي اضطر ‪-‬حسب تعبير الجيطالي۔‪ -‬إلى حصل‬ ‫النفاق نفاقين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬يخرج مانلدين ويلحق بالكافرين ويسلك في زمرةالمخلدين في النار‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬يفضي بصاحبه إلى النار مدة أو ينقص من درجات عليين«‪.‬‬ ‫وأما دلالة النفاق في السنة فيرى الجيطالى أن الأحاديث النبوية قد استفاضت‬ ‫في ذكر النفاق في الأقوال والأفعال منها‪© :‬‬ ‫‪:1‬‬ ‫اربع م‪٠‬‏ن كن فيه فهو منافق حقا وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ‪:‬‬ ‫قوله عثة‪:‬‬ ‫‪")6‬‬ ‫من إذا حدث كذبؤ وإذا أؤتمن خان‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا خاصم فجر‬ ‫قوله علة‪" :‬أكثر منافني هذه الأمة قراؤها"‪.‬‬ ‫كما استدل بجملة من أقوال الصحابة والتابعين على وجود النفاق في كر‬ ‫زمان دون أن يختص وجوده في عصر النبوة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أبو عمار عبد الكافي‪ :‬شرح الجهالات‪ .311-411 :‬أبو يعقوب الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.2/74‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات؛ تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪.1/173‬‬ ‫‪ -3‬أبو يعقوب الوارجلا‪ .:‬العدل والإنصاف‪ :‬ج‪.2/401‬‬ ‫أبو حامد الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين‪ :‬ج ‪ 1/56‬ا‪ .‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم [‪.373/‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪ 1/173‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -6‬أخرجه أبو داود‪ :‬كتاب السة‪ ،‬باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه‪ :‬ج‪ 4/1220‬رقم‪( .8864:‬بع‬ ‫اختلاف في اللفظ)‪.‬‬ ‫‪ 7‬أخرجه أحمد‪ :‬كتاب أول مسند عبد الله بن عمرو بن العاص‪ :‬ج‪ 2/7630‬رقم‪( .6956 :‬مع اختلاف في اللفظ)‪.‬‬ ‫‪ -8‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/08‬ظ‪ .‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪.1/273‬‬ ‫‪- -772‬‬ ‫‪ -‬قيل لحذيفة ما النفاق يا أبا عبد الله؟ قال‪ :‬أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به‪.‬‬ ‫للف‬ ‫الله‬ ‫على عهد رسول‬ ‫الرجل يتكلم بالكلمة‬ ‫طنات‪" : :‬كان‬ ‫_ قال حذيفة‬ ‫يصير بما منافقا وإي لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات"‬ ‫‪ -‬وقيل له‪ :‬المنافقون اليوم أكثر أم إذ كان عهد رسول الله تلثله؟ فقال‪:‬‬ ‫المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد البي عله فكانوا آنذاك يخفونه وهم اليوم‬ ‫يظهرو نه ‪" .‬‬ ‫‪ -‬قال ابن مليكة‪" :‬أدركت ثلاثين ومائة ‪-‬وفي رواية خمسين ومائة‪ -‬من‬ ‫أصحاب البي عليه السلام وكلهم يخافون النفاق"‬ ‫‪ -‬عن الحسن قال الحدود في المنافقين‪.‬‬ ‫‪ -‬قيل لجابر بن زيد‪ :‬أتخاف النفاق؟ قال‪ :‬وكيف لا أخافه وقد خافه عمر‬ ‫رضي الله عنه‪.‬‬ ‫وخلاصة مذهب الحيطالي في النفاق نوجزها فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬النفاق قسم من أقسام الكفر فكل منافق كافر وليس كل كافر منافقا‬ ‫لأن الكفر شرك ونفاق‪.‬‬ ‫‪ -‬كفر النفاق هو أن يقر بالتوحيد بقلبه ولسانه ويخالف ما أقر به ربتضييع الفرائض‬ ‫‪ -‬النفاق في الأفعال وهو الراجح عنده مع جواز تصرفه على نفاق الاعتقاد‬ ‫الذي هو إضمار الشرك وإظهار التوحيد‪.‬‬ ‫المنافقون في القرآن ليسوا مؤمنين ولا مشركين تقيدا بأسامي الشر ع‪.‬‬ ‫‪ -‬النفاق يوحد ق كل زمان دون اختصاصه يعصر النبوة‪.‬‬ ‫ومن خلال هذا التحليل الموسع لموضوع النفاق نصل إلى ثلاث نتائج هي‪:‬‬ ‫‪- 872 -‬‬ ‫أولا= الذين منعوا النفاق في الأفعال أخطأوا لأمم لم يأخذوا بالنصوص الي‬ ‫تبث النفاق في الأقوال والأفعال ولا سيما الحديثية منها‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬الذين منعوا النفاق في الاعتقاد أخطأوا لأنهم لم يتأملوا الآيات القرآنية‬ ‫الت تكشف ما يضمر المنافقون من عقائد فاسدة وتشهد بشركهم المُستخفى به‪.‬‬ ‫ثالنا۔ الذين ذهبوا إلى أن النفاق يتصرف على وجهين‪ :‬نفاق اعتقاد ونفاق‬ ‫أفعال أصابوا قي الجمع بين النصوص ووافقوا الحق إن شاء الله مع التقيد بأن معرفة‬ ‫ما قي الضمائر من اعتقادات لا يكون إلا بنص من الشارع‪ ،‬وإن لم يكن فما علينا‬ ‫إلا بالحكم على الظاهر والله يتولى السرائر‪.‬‬ ‫بعد أن بيّنا تعريف الجخيطالى لأبرز الأسماء الدينية‪ :‬الإسلام الإيمان‪ ،‬الكفر‬ ‫الشرك\ النفاق بقي لنا أن نستخلص رأيه فيى مسألة فاعل الكبيرة‪ :‬ما تسميته؟ وما‬ ‫حكمه؟ ولقد كانت هذه المسألة مثار جدل كلامي قدي حام حوله العلماغء‬ ‫وتباينت آراؤهم فيها‪.‬‬ ‫‪ 3‬فاعل الكبيرة تسميته وحكمه‬ ‫أ‪ -‬تسميته‬ ‫تبتى الجحيطالي في هذه المسألة موقف الإباضية الذي قرَروه في بدء نشأتمم‬ ‫التاريخية كما سبقت الإشارة إلى ذلك‪ ،‬ومفاده كما يعرضه الخيطالى أن فاعل‬ ‫الكبيرة منافق كافر كفر نعمة لا كفر شركه!‘& فهو بريء من الشرك والإيمان‪،‬‬ ‫موسوم بالكفر والنفاق كما قال تعالى‪ :‬لمذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى‬ ‫هؤلامه أي لا إلى المسلمين في الاسم والثواب ولا إلى المشركين في الحكم‬ ‫‪ 1‬الجخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .563 - 1/463‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/95‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة النساء‪ :‬الآية‪.341 :‬‬ ‫‪ 972 -‬۔‬ ‫على‬ ‫و يحلفون‬ ‫أما هم منكم ولا منهم‬ ‫موضع آخر‪:‬‬ ‫وقال الله تعالى ي‬ ‫والسيرة‪،‬‬ ‫الكذب وهم يعلمون" نفاهم من المؤمنين أن يكونوا معهم فى التسمية والإيمان‬ ‫بالشرك‬ ‫التسمية‬ ‫قى‬ ‫معهم‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫المشركين‬ ‫ونفاهم من‬ ‫الذين‪.‬‬ ‫ق‬ ‫والمودة‬ ‫وأحكامه‪.‬‏‪© .٠‬‬ ‫واستدل الجيطالي على إإذ‪,‬ثبات كفر صاحب الكبيرة بأدلة من القرآن والسنة‬ ‫وهي فيما يأ ؟تي ) ‪(3‬‬ ‫من القرآن‪:‬‬ ‫قوله تعالى حكاية عن نبيه سليمان علية السلام‪ :‬لإليبلون عءاشكر أم أكفرهه‘“‬ ‫قوله تعالى في الحج‪ :‬فؤومن كفر فإن ا له غي عن العالمينه يعي ومن‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ترك الحج‪ .‬رغبة عنه‪.‬‬ ‫من السنة‪:‬‬ ‫قوله علة‪" :‬ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة"(‬ ‫قوله للسائل عن الحج‪" :‬لو قلت نعم لوجبت‘ ولو وجبت لم تفعلوا ولو لم‬ ‫تفعلوا لكفر تم‬ ‫وقوله تلق‪" :‬من أتى إمرأة قي دبرها أو حائضا فقد كن "©‬ ‫‪ -1‬سورة الادلة‪ :‬الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة النمل‪ :‬الآية‪.04 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة آل عمران‪ :‬الآية‪.79 :‬‬ ‫‪ 6‬أخرجه النسائي‪ :‬كتاب الصلاة} باب‪ :‬الحكم في تارك الصلاة‪ :‬ج‪ 1/2320‬رقم‪.464 :‬‬ ‫‪ -7‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب الحج‪ ،‬باب‪ :‬فرض الحج مرة في العمر‪ :‬ج‪ \2/579‬رقم‪.7331 :‬‬ ‫‪ 8‬أخرجه ال مذي‪ :‬كتاب أبواب الطهارة‪ ،‬بابن‪ :‬ما جاء في كراهية إتيان الحائض‪ :‬ج‪ 1/2420‬رقم‪.531 :‬‬ ‫‪ 082 -‬۔‬ ‫وقوله علة في نفي الإيمان عن الزاني والسارق‪" :‬لا يزني الزاي حين يزني‬ ‫وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"‬ ‫وقوله عد‪" :‬ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"‬ ‫وقد استعرض الخيطالي آراء المذاهب الأخرى في تعاملها مع هذه اننصوص‬ ‫فذهبت المرجئة إلى أن هذه الأحاديث تحمل على التغليظ والترهيب{‘‪،‬وانتقد‬ ‫الجيطالي ذلك لكون مذهبهم يؤول إل إبطال العقاب كله لأنه إذا ا أمكن في واحدة‬ ‫أمكن في جميع العقوبات("‬ ‫وأما الأشعرية فحملتها على النهي بالتشبه بأفعال الكفار وأخلاقه_ة‪.‬‬ ‫ويرى الخيطالي أن هذا ذهاب عن الظاهر بغير دليل ولا برهان ألا ترى إلى قوله‬ ‫تلد‪" :‬إذا قال الرجل لصاحبه يا كافر فقد باء أحدهما بالكفر" أي استوجب&‬ ‫وقال تعالى‪ :‬الإومن لم نحكم بما أنزل الله فأولنلك هم الكافرون“؛" ول‪.:.‬هم‬ ‫الظالمونه‘ ول‪...‬هم الفاسقونكهث و لم يأقلولئك المتشبهون بمؤلاء وكذلك‬ ‫قوله لقد‪" :‬ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" وقوله‪"" :‬من‬ ‫ترك الصلاة فقد كفر""" والم يقل لا تتشبهوا بأفعال الكفار‪ ،‬وكذلك سائر‬ ‫[‪ -‬أخرجه البخا‪ ,‬ري‪ :‬كتاب المظالم‪ ،‬باب‪ :‬النهي بغير إذن صاحبه‪ :‬ج‪ .2/578‬رقم‪.3432 :‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب العلم باب‪ :‬الإنصات للعلماء‪ :‬نج‪1/6‬ك‪ ،‬رقم‪.121 :‬‬ ‫‪ -3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪| :‬جر‪.‬‬ ‫المصدر نفسه‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ .‬‏‪٠‬‬ ‫‪ 6-‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب الأدب باب‪ :‬من أكفر أخاه بغير تاويل‪ :‬ج‪ )5/3622‬رقم‪.2575 :‬‬ ‫‪ -7.‬سورة المائدة‪ :‬الآية‪.44 :‬‬ ‫‪ -8‬سورة ة المائدة‪ :‬الآية‪.5 :‬‬ ‫‪ 9‬سورة ة المائدة‪ :‬الآية‪.74 :‬‬ ‫‪ 0‬أخرجه النسائي‪ :‬كتاب الصلاة باب‪ :‬الحكم في تارك الصلاة‪ :‬ج‪ }1/232‬رقم‪( .464 :‬مع‬ ‫اختلاف في اللفظ)‬ ‫‪182‬‬ ‫‪١‬‬ ‫الأحاديث على هذا الحاله"‪.‬‬ ‫وأما الصفرية والخوارج فقد حملتها على الكفر والشرك ورة عليهم‬ ‫الجيطالي بأن الله تعالى حكم في أهل الكبائر بغير ذلكغ وكذب مقالتهم وذلك أنه‬ ‫حكم على السارق بقطع يده‪ ،‬وعلى الزاني والقاذف بالجلد وفي أمثاله من أحكام‬ ‫الله تعالى فلو كانت ذنوب هؤلاء شركا حكم عليهم بالقتل كما قال رسول الله‬ ‫تله‪« :‬من بدل دينه فاقتلوه وأم احتجاجهم بقوله تعالى‪ :‬لوان أطعتموهم‬ ‫إنكم لمشركونله“ بيّن الجيطالي معناه أي إن أطعتموهم في استحلال الميتة لا في‬ ‫لل‪ ،‬راد عليه وذلك أن المشركين قالوا‬ ‫أكلها لأن من استحل لينة مكب‬ ‫للمؤمنين‪ :‬لم تأكلون ما قتلتم (يعنون ما ذبحتم) و لم تأكلوا ما قتل الله لكم (يعنون‬ ‫لليتةم؟‪ .‬فأنزل الله هذه الآية‪ .‬وقد اتخذ الجيطالى من مدلول الشرك دليلا للرد‬ ‫عليهم صاغه بالشكل الآتي‪" :‬ويقال شم أخبرونا عن الشرك في اللغة ما هو؟ فإن‬ ‫قالوا هو المساواة بالله غيره‪ 3‬فقد أبطلوا أن يكون ترك الفرائض وارتكاب الكبائر‬ ‫شركا لأن أهلها لم يساووا بالله أحدا من خلقه‪ ،‬وإنما أتوا ما أتوا شهوة ولذة وهم‬ ‫مقرون بح بمها(‪6‬‬ ‫هكذا نجد الجحيطالي قد دافع عن رأيه ليؤكد أن فاعل الكبيرة كافر كفر نعمة‬ ‫كما أنه اعتبر كل خصلة من خصال الكفر أنما كفر‪ ،‬وفسق‪ ،‬وضلال‪ ،‬وجور‬ ‫ومنكر‪ ،‬وظلم ويقال لفاعلها كافر‪ ،‬وفاسق‪ ،‬وظالم وجائر وعاص وضال‪ ،‬إذ‬ ‫الكفر يستحق بخصلة واحدة‪ ،‬والإيمان لا يستحق إلا بجميعه لأنه خلاف الكفر‬ ‫[ الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/[6‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب الخهاد والسير‪ ،‬باب‪ :‬لا يعذب بعذاب الله‪ :‬ج‪ 1 3/890‬رقم‪.4582 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنعام‪ :‬الآية‪.121 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/16‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/16‬ظ‪.‬‬ ‫‪282-‬۔‬ ‫وضده‪ ،‬فما جاز في شيء جاز في ضده خلاف‪ .‬وإن موقف الجحيطالي في هذ‬ ‫المسألة ليتوافق مع تعريفه للمان بأنه قول وعمل والذي من مقتضياته إتيان‬ ‫الفرائض واجتناب الكبائر وفاعل الكبيرة مضيّع للعمل‪ ،‬وبالتالى يفقد إيمانه‬ ‫ويسلب عنه‪.‬‬ ‫‪ -‬حكم فاعل الكبيرة‬ ‫إن فاعل الكبيرة لدى الخيطالي وعامة الإباضية مقر بالتوحيد مضيع للعمل‬ ‫وإذا كانت الأحكام تابعة للأسماء‪ ،‬فإن لفاعل الكبيرة حكمين‬ ‫حكما دنيويا‪ :‬تنطبق عليه أحكام الموحدين حيث يحرم دمه‪ ،‬فلا يقتل بغير‬ ‫حق ويحرم ماله فلا يغنم ولا يسلب\ ولا تسبى ذريته ونسوته‪ ،‬وتحرى عليه سائر‬ ‫الحقوق من المناكحة والموارثة والمدافنة وغير ذلك من أحكامهم‪ ،‬مع تحريم عدالته‪.‬‬ ‫وإبطال ولايته (أي يتب منه) وإقامة الحد عليه‪.‬‬ ‫وأكد الجيطالي أن فاعل الكبيرة في الدنيا موحد بظاهر حاله لأن قلبه لا‬ ‫يطلع عليه وعلينا أن نظن آنه ما قاله بلسانه إلا وهو مصدق به في قلبه‪.‬‬ ‫‪ -‬حكما أخرويا‪ :‬إن فاعل الكبيرة إذا مات مصرًَا على كبيرته و لم يتب منها‬ ‫ذهبت إليه الإباضية والمعترلة والزيدية“‪ ،‬وقالت‬ ‫فهو مخلد فيالنارى وهذا ما‬ ‫المرجئة هو مؤمن لا يعرض على النار وقالت الأشعرية والسلفية هو مؤمن عاص‬ ‫قي مشيئة الله إن شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء رحمه‪.‬‬ ‫[ الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/77‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/06‬و‪77 ،‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم! ‪.663/‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪ .1/563‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/941‬‬ ‫‪ 5‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/922-032‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬القناطر تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/463‬البغدادي‪ :‬أصول الدين‪ .242 :‬ابن أبي العز‪ :‬شرح‬ ‫العقيدة الطحاوية‪.963-073 :‬‬ ‫‪ 382 -‬۔‬ ‫هذا بجمل ما ذهب إليه الجيطالى في مسألة فاعل الكبيرة فما هو موقفه من‬ ‫‪.‬راء المذاهب الأخرى؟‬ ‫فاعل الكبيرة‬ ‫المذامب ف‬ ‫مناقشة الجيطالي آراء‬ ‫‪.‬‬ ‫ايرئ المستشرق نيبرج أن "حالة الحرمين بين الأمة مسألة حيوية‪ .‬اجتماعية‬ ‫وشخصية لم نزل بحر المناظرات والمحادلات فيها زاخرا في ذلك الزمان لأسباب‬ ‫شتوىالخلاف مشهور "!)‪,‬‬ ‫لذا فإن اهتمام الفرق الإسلامية منذ نشأتما بمسألة فاعل الكبيرة هو اهتمام‬ ‫بالواقع الاجتماعي ومحاولة إصلاحه‪ ،‬وإن اختلفت دوافعها وطرائقها قي ذلك‬ ‫ولقد استعرض الجحيطالي آراء المذاهب في تسمية فاعل الكبيرة وحكمه‬ ‫وعقب عليها بالنقد‪ .‬فأما المعتزلة فيذكر الجيطالي أنها وافقت الإباضية في جميع‬ ‫ما ذهبوا إليه قي مرتكب الكبيرة من إثبات الوعيد والتخليد قي النار‪ .‬وجميع أسماء‬ ‫الضّلال‪ ،‬ونفي التسمية بالإبمان‪ ،‬وخالفوهم قي عبارة التسمية بالكفر دون معانيه‪.‬‬ ‫سوموا مرتكب الكبيرة فاسقا ق مترلة بين لمزلتين لا مؤمنا ولا اكافر([‪ .‬وييستدل‬ ‫القاضي عبد الجبار على ذلك في قوله‪" :‬فاعلم أن المكلف لا يخلو حاله من أحد‬ ‫فإن كان‬ ‫مستحقا للعقاب‬ ‫أمرين‪ :‬فإما أن يكون مستحقا للنواب‪ ،‬أو يكون‬ ‫مستحقا الثواب فهو من أولياء الله‪ ،‬وإن كان مستحقا للعتقابب فهو من أعداء الله‬ ‫تعالى ح إنه إن كان مستحقا للنواب فلا يخلو‪ :‬إما أن‪ .‬ييستحق الثواب البظيم؛ أو‬ ‫يستحق ثوابا دون ذلك‪ ،‬فإن استحق الثواب العظيم فلا يخلو‪ :‬إمًا أن يكون من ب‬ ‫‪ 1‬أبو الحسين الخياط‪ :‬الانتصار تحقيق د‪ /‬نيبمرجض دار قابس‪ ،‬بيروت‪.35-45 :6891 ،‬‬ ‫‪ 2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬ظ‪ .‬القناطر؛ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/563-663‬‬ ‫‪ 3‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/95‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 482‬‬ ‫آدم أو لا يكون فإن لم يكن من بي آدم فإنه يسمى ملكا مقربا وما يجري هذا‬ ‫وإن كان من ب آدم‪ ،‬سمي نبيا ومصطفى مختارا إلى غير ذلكڵ ولذا‬ ‫المججرى‪،‬‬ ‫استحق ثوابا دون ذلك فإنه يسمى مؤمنا برا تقيا صالحا سواء كان من اللحن أو من‬ ‫الإنس وإن كان من أعداء الله تعالى فلا يخلو‪ :‬إما أن يكون مستحقا للعقاب‬ ‫العظيم أو لعقاب دون ذلك فإن كان مستحقا للعقاب العظيم‪٤‬فإئه‏ يسمى كافرا‪3‬‬ ‫والكفر أنواع‪ ...‬وإن استحقعقابا دون ذلك سمي فاسقا"‪“"(.‬‬ ‫ويرة الجيطالي على المعتزلة متمسكا بالدليل التقلي كقوله تعالى‪ :‬وإن‬ ‫المنافقين هم الفاسقون& وقوله تعالى‪ :‬وقوم نوح من قبل إتهم كانوا قوما‬ ‫فاسقين" وقوله تعالى‪« :‬لإفسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر‬ ‫رهمه ولا يسوغ لأحد أن يجعل قوم نوح وإبليس فساقا ليسوا بكفار‪ .‬وفي قوله‬ ‫تعالى‪ :‬واتقوا التار ال أعدت للكافرينس« وقوله تعالى‪ :‬لمن كان عدوا لله‬ ‫‪:‬‬ ‫وملائكته ورسله وجبريل وميكائل فإن الله عدو للكافرين فلما كان صاحب‬ ‫‪' ...‬‬ ‫| الكبيرة عدرا له علمنا أنه كافر‪.‬‬ ‫وأما الأشعرية فذهبت إلى تسمية صاحب الكبيرة باسم الإيمان واستدلوا بقوله‬ ‫تعالى‪ :‬والذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلمكه{ وقال تعالى‪ :‬ليا أيها الذين آمنوا‬ ‫‪ -1‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.2/833‬‬ ‫‪ -2‬سورة التوبة‪ :‬الآية‪.76:‬‬ ‫‪ -3‬سورة الذاريات‪ :‬الآية‪.64 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الكهف‪ :‬الآية‪.05:‬‬ ‫‪ 5‬سورة آل عمران‪ :‬الآية‪.131:‬‬ ‫‪ 6‬سورة البقرة‪ :‬الآية‪.89 :‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‘ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/563-663‬‬ ‫‪ 8‬سورة الأنعام‪ :‬الآية‪.28 :‬‬ ‫‪582‬‬ ‫كتب عليكم القصاص ي القتلى!" فسمى قاتل النفس عمدا عدوانا بالمؤمن‬ ‫وقال تعالى‪ :‬وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما‬ ‫على الأخرى فقاتلوا الن تبغي حق تفيع إلى أمر الله وسمى الباغي مؤمنا‪.‬‬ ‫ويرة الجيطالي على ذلك مبينا أن لفظ المؤمن في القرآن والستة على‬ ‫وجهين مؤمن مقرً‪ ،‬ومؤمن موف“‪ 5‬وفسر الآية‪ :‬وإن طائفتان من المومنين‬ ‫أي من المقرين لأنه لم يقل الذين هم المومنون نظيره قوله تعالى‪ :‬من‬ ‫اقتتلوا‪...‬‬ ‫المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهم فمن صدق بما عاهد الله عليه فهو‬ ‫مؤمن صادق بالإقرار والفعل جميعا‪ ،‬وإلا فهو مقرً كاذب‪(.‬‬ ‫ولكن قد يتبادر إلى الذهن إشكال هو‪ :‬أن لفظ المؤمن إذا كان له وجهان‬ ‫أحدهما بع المقر فلم لا يسمى صاحب الكبيرة مؤمنا أي مقرًا؟‬ ‫أجاب الجيطالي عن هذا الإشكال مبينا أن "التسمية بالإيمان متعلقة‬ ‫باستكماله فلما وجدنا الله سمى الوليد بن عقبة فاسقا وإن كان مقرا وقال‪:‬‬ ‫أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوونه{ قلنا لا يخلو صاحب الكبيرة‬ ‫[‪ -‬سورة البقرة‪ :‬الآية‪.871 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحجرات‪ :‬الآية‪.90 :‬‬ ‫الرازي‪ :‬معالم أصول الدين‪.721 :‬‬ ‫‪3‬‬ ‫انظر‪ 891 :‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأحزاب‪ :‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬ظ‪.‬‬ ‫الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبو وهب الأموي القريشي (ت‪16‬ه‪086/‬م) أسلم يوم فتح مكة‪ .‬ر‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.8/221‬‬ ‫‪ -8‬سورة السجدة ‪ :‬الآية‪ .81 :‬وسبب نزولها‪ :‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال الوليد بن عقبة بن أي معيط لعلي بن‬ ‫أبي طالب ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬أنا أحَد منك سنانا‪ ،‬وأبسط منك لسانا» واملا للكتيبة منك‪ ،‬فقال له علي‪:‬‬ ‫اسكت فإنما أنت فاسق" فترل أفمن كان مومنا كمن كان فاسقا لا يستووني قال يعي بالمؤمن عا‬ ‫وبالفاسق الوليد بن عقبة‪ .‬ر‪ .‬أبو الحسن النسابوري‪ :‬أسباب الترول‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬لبنان (رد‪.‬وت)‪.362 :‬‬ ‫‪682‬‬ ‫أو فاسقا ‪.‬ما معه من الكفر والفسقك أو يسمى‬ ‫أن يسمى مؤمنا ‪.‬ما معه من ‏‪ ١‬لاما ن‬ ‫مما جميعا‪ ،‬فبطّلت التسمية بهما جميعا لما في ذلك من اجتماع الأضداد فيكون‬ ‫أهل العداوة‬ ‫هو كافر فاسق من‬ ‫غ‬ ‫و العدالة والنواب‬ ‫أهل المودة‬ ‫متوليا من‬ ‫مؤمنا‬ ‫والبغضاء واللعنةه ووجوب العقاب فلما استحال هذا أن يوصف به في حالة‬ ‫به‬ ‫يستحق‬ ‫الفعل الذي‬ ‫من‬ ‫أجل ما معه‬ ‫بطل أيضا أن يسمى مؤمنا من‬ ‫واحدة‬ ‫العداوة واللعنة في الدنيا والعذاب فى الآخرة لأن الله تعالى قال‪« :‬لإوبتتر المؤمنين بأن‬ ‫اسمهم فلما بطل هذان‬ ‫يستحق‬ ‫منهم حى‬ ‫‪ (1‬فليس هذا‬ ‫‏‪ ١‬لله فضلا كبيرا‬ ‫لحم من‬ ‫الوجهان لم يبق إلا أن يسمى كافرا لأن الرسول عيله قال‪" :‬لا يزني الزاني حين‬ ‫يزني وهو مؤمر!{ فنفى عنه أن يسمى مؤمنا في تلك الحالة وخاطب المنافقين‬ ‫المؤمنين ولا‬ ‫قلبه ألا لا تؤذوا‬ ‫"يا معشر من آمن بلسانه و ل يخلص الإيمان ق‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫تتبعوا عوراتمم ومن يتبع عورة أخيه المسلم تبع الله عورته ومن يتبع الله عورته‬ ‫فضحه( و لم يقل يا أيها المؤمنون‪ .‬ولا يجوز لأحد أن يسمي مؤمنا من أسماه الله‬ ‫فاسقا ونفى عنه رسول الله الإيمان‪ .‬ألا ترون إلى من أتى بالتوحيد بجميعه إلا أنه‬ ‫أنكر خصلة واحدة منه فلا يسمى مؤمنا ولا موحدا عند الجميع حت يستكمله‬ ‫وكذلك الإيمان عندنا‪ .‬‏‪٨‬‬ ‫ويمكن لنا توضيح صورة هذا الجواب ومناقشتها من خلال المسالك الآتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬مسلك نقلي‬ ‫تقيد الجيطالي بتسمية القرآن الوليد بن عقبة فاسقا رغم إقراره‬ ‫حيث‬ ‫بالإمعان‪ ،‬وينفي الرسول جبله الإيمان عن الزاني وشارب الخمر والسارق وهم‬ ‫‪ -1‬سورة الأحزاب‪ :‬الآية‪.74 :‬‬ ‫‪ -2‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب الأدب باب‪ :‬في الغيبة‪ :‬ج‪ .4/072‬رقم‪.04 :‬‬ ‫‪ -4‬الجيطالي ‪ :‬شرح النونية‪ ،‬ج‪1[ /2‬كو‪.‬‬ ‫‪ 782-‬۔‬ ‫‪19‬‬ ‫مقرون بالتوحيد‪ .‬فنجد الحيطالي في هذا الموقف يضيق من مع الإيمان فلا يسمى‬ ‫به إلا من أتى به كاملا تقييدا بتسمية القرآن والسنة ونراه في موقف آخر(" يوسع‬ ‫من مدلوله فيذهب إلى أن المؤمن في القرآن والسنة على وجهين مؤمن موف©‬ ‫ومؤمن مقرً أي موحد سواء كان بارًا أو فاجرا كما في قوله تعالى‪ :‬وومن يقتل‬ ‫مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهتمه( فرأيه قي تسمية المؤمن متردد بين التضييق تارة‬ ‫والتوسيع تارة أخرى ويبدو أن التوسيع في معي المؤمن هو الذي يمكننا من التوفيق‬ ‫يين النصوص وإزالة ما قد يتومّم فيها من تعارض وقد اختار الشيخ اطفيش مذهب‬ ‫التوسيع حيث يرى جواز تسمية المنافق مؤمنا بعين موحدا ويوافقه السالمي على‬ ‫ذلك في قوله‪" :‬ونعي بمنع تسميته (أي المنافق) مسلما مؤمنا أو مسلما فقط التسمية‬ ‫اليي ينبني عليها حكم المؤمنين من الولاية وأتباعها‪ ،‬أما إطلاق التسمية من غير‬ ‫ترتب حكمها عليها فجائز لأنا نقول في حق المحل بالفرائض العمليات هذا مسلم‬ ‫ولا نريد أله وليَ‪ ،‬لكن أطلقنا عليه اسم مسلم إمًا باعتبار المعنى اللغوي وهو الانقياد‬ ‫فإنه وإن كان غير منقاد في الكل فهو منقاد في البعض وإما أن يكون استعمالا‬ ‫عرفيا عامّا حيث أطلقناه قي مقابلة المشرك‪)4( ".‬‬ ‫‪ -2‬مسلك عقلي‬ ‫يتلخص في طريقين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬السبر والتقسيم‪ :‬حيث سلك الحيطالي طريقة السبر والتقسيم في تسمية‬ ‫صاحب الكبيرة الذي لا يخلو أن يسمى بأحد ثلانة أسماء إِمّا‪ :‬مؤمنا‪ ،‬أو فاسقا‪ ،‬أو‬ ‫مؤمنا فاسقا‪ 3‬فأبطل تسميته مؤمنا لعدم استحقاقه الثواب‪ ،‬وأبطل تسميته مؤمنا‬ ‫‪ 1‬انظر‪ 842 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة النساء‪ :‬الآية‪.39 :‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫أنوار العقول‪:‬‬ ‫مشارق‬ ‫السالمي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪ 882 -‬۔‬ ‫آ فاسقا لاجتماع الأضداد‪ ،‬وأثبت تسميته فاسقا‪ .‬ويستقيم هذا المسلك حالة اعتبار‬ ‫المؤمن هو الموفي بجميع الطاعات دون المع الثاني الذي هو بمعى المقر‪.‬‬ ‫القياس‪ :‬قاس الخيطالى التسمية بالإيمان على التسمية بالتوحيد فإذا كان‬ ‫ب‬ ‫المرء لا يسمى موحّدا إلا إذا استكمل جميع خصال التوحيد دون إنكار إحداها‬ ‫فكذلك الإيمان‪ .‬ولكن ما يعكر هذا القياس هو ذهاب الجيطالي إلى‪" :‬أن حصال‬ ‫التوحيد محدودة لا يزداد ولا ينتقص وأما الإيمان فهو يزداد وينتقصر"«" فهل‬ ‫يصح قياس الإيمان الذي يقبل الزيادة والنقصان في خصاله بالتوحيد الذي لا يقبل‬ ‫الزيادة ولا النقصان لكون خصاله محدودة؟‬ ‫هذا ما جعل موقف الجحيطالي تعتريه مسحة من غموض ولبس عند الجمع‬ ‫المسألة‪.‬‬ ‫جوانب‬ ‫بن‬ ‫مسلك لغوي‬ ‫‪3‬‬ ‫فرّق الجحيطالي بين اللفظتين‪" :‬آمن" و"مؤمن" فالمؤمن لا يجوز أن يسمى به‬ ‫إلا الموفي بالدين قولا وعملا واعتقادا‪ ،‬وأمًا المنافق المضيّع يقال له‪ :‬آمن ولا يقال له‬ ‫تقتّدا بالنصوص واعتمادا على أن قي لغة العرب من لا يفعل الشيء إلا‬ ‫‪7‬‬ ‫نادرا لا يسمى به كرجل يبني بيتا واحدا قي عمره‪ ،‬أو يصوغ خاما‪ ،‬أو يخيط ثوبا‬ ‫أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فلا يسمى بانياس ولا صائغاء ولا خائطاك لقلة استمراره على ذلك‬ ‫الفعل إنما الاسم للغالب من أفعاله‪ ،‬وإنما يقال لهذا‪ :‬قد بن‪ ،‬وصاغ‪ ،‬وخاط‪ ،‬في‬ ‫أمثالها كما يقال لمن أقر بالله‪ ،‬وارتكب ما نمى عنه آمن‪ ،‬وأصلح في أمنالا‪ ،‬ولا‬ ‫يقال له "مؤمن" ولا بار ولا صالح لأن هذه أسماء البدن‪ ،‬وآمن وفي أمثاله اسم‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/0‬كو‪.‬‬ ‫‪ 2‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/933‬‬ ‫‪ 982-‬۔‬ ‫فعل كما قال تعالى‪ :‬إن الذين آمنوا مم كفرواه" و لم يقل إن الذين هم المؤمنون‬ ‫وقد تبع الجحيطالي فى هذا المسلك اللغوي أبا عمّار عبد الكافية إل أن‬ ‫والكافرون"‬ ‫أبا عمار أورد أدلة نقلية أخرى لتدعيم هذا المسلك كقوله تعالى‪ :‬إن الذين يكفرون‬ ‫بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض‬ ‫ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولنلك هم الكافرون حقاكه( وقال تعالى‪:‬‬ ‫لأفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض‪ “%‬يقول أبو عمار‪" :‬فدل على أن‬ ‫من كان معه بعض الإيمان وبعض الكفر أنه الكافر حقا وعلى هذا جاءت التسمية‬ ‫بأسماء الدين وأحكامه‪©0‬‬ ‫هكذا يتفق الجخيطالي مع أي عمار على أن الاسم في اللغة يطلق للغالب من‬ ‫لأفعال فالذي يستمر على أفعال الإبمان‪ ،‬ويواظب عليها فهو المؤمن‪ ،‬وإذا لم يستمر‬ ‫فلا يستحق اسم المؤمن وإنما يقال له‪" :‬آمن" وهو رأي عباد من المعتزلة وذهب‬ ‫آخرون إلى أن الاسم في اللغة مشتق من فعله" ولو فعله مرة يسمى به وهو رأي‬ ‫الملرجئة‪ ،‬وقد اختاره الشيخ اطفيش‪ {.‬ويذهب الجبائي إلى أنه يقال‪" :‬آمن" من‬ ‫أوصاف اللغة ويقال‪" :‬مؤمن" من أسماء اللغة ‏‪)"٧‬‬ ‫ولو رجعنا إلى كتب اللغة لوجدنا أن اسم الفاعل هو‪ :‬اسم مشتق من‬ ‫‪ -1‬سورة النساء‪ :‬الآية‪.731 :‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬أبوعمار عبد الكاني‪ :‬الموجز‪ ،‬تحقيق عمار طالي‪ :‬ج‪.2/201‬‬ ‫‪ 4‬سورة النساء‪ :‬الآية‪.051-151 :‬‬ ‫‪ -5‬سورة البقرة‪ :‬الآية‪.58 :‬‬ ‫‪ 6‬أبوعمار عبد الكاني‪ :‬الموجز تحقيق عمار طالي‪ :‬ج‪.2/201‬‬ ‫‪ -7‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/533‬‬ ‫‪ 8‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/06‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -9‬مصطفى ونئن‪ :‬آراء الشيخ اطفيش العقدية‪.613 :‬‬ ‫الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/533‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪092‬‬ ‫مصدر الفعل المبني للمعلوم للدلالة على من وقع منه الفعل أو قام به على قصد‬ ‫التجدد والحدوت‘ وقد يقصد باسم الفاعل النبوت فيعطى له حكم الصفة المشبهة‬ ‫في العمل من غير تغيير في الصيغة"‪ .‬فاللغة إذن تحيز الوجهين‪.‬‬ ‫من خلال هذه المناقشة يتجلى لنا أن التقيد بالدليل النقلي في الأسماء نهو المسلك‬ ‫الأقوى والأسلمإ وأما المسلكان العقلي واللغوي فيوردان للاستئناس‪ ،‬ولا يعول‬ ‫عليهما نظرا للأوجه المحتملة في أدلتهما‪.‬‬ ‫[‪ -‬أحمد الهاشمي‪ :‬القواعد الأساسية للغة العربية؛ دار الكتب العلمية بيروت (د‪.‬ت)‪.513 0130 :‬‬ ‫عمر توفيق سفر آغا‪ :‬قواعد اللغة العربية‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬المغرب ط‪.131-231 :6691 {1:‬‬ ‫‪- 192 -‬‬ ‫الفصل السادس‬ ‫النضا ‪ 7‬والند ر‬ ‫تمهيد‬ ‫للبحث الأول‪ :‬الإيمان بالقضاء والقدر‪.‬‬ ‫البحث الثان‪ :‬القدر وأفعال الإنسان‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬البعد الأخلاقي للقضاء والقدر‪.‬‬ ‫تمهيد‬ ‫إن مسألة "القضاء والقدر" أصل من أصول العقيدة الإسلامية‪ .‬تندرج ضمن‬ ‫قضايا الغيب الى يسلم بما المؤمن‪ ،‬وهي مسألة إلهية لتعلقها بجملة من الصفات‬ ‫الإلهية‪ :‬كالعلم «ؤبل هو قرآن بجيد في لوح محفوظئم والإرادة فعال لما‬ ‫وهو الواحد القهَار & والعدل‬ ‫يريده‪ 03‬والقدرة قل الله خالق كل شيء‬ ‫والوحدانية تلو كان فيهما آلحة إلا الله لفسدتامه‪8‬‬ ‫تولا يظلم ربك أحداه‬ ‫كما أن للمسألة ارتباطا وثيقا بالإنسان‪ ،‬وانعكاسا على سلوكه ومصيره‪ .‬وتحت‬ ‫تأثير الأوضاع السياسية والاجتماعية في العصر الأموي( اضطربت عقول الناس‬ ‫في فهم هذا الأصل العقدي فمن قائل بالجبر الخالص‪ ،‬ومن قائل برية الإنسان‬ ‫واختياره‪ 5‬وبين هذا وذاك داع إلى التوسط‪ .‬فمن أحسن الفهم من هؤلاء اندفع نحو‬ ‫العمل والكدحض واستنفد ما في وسعه راجيا الله العون‪ ،‬ومن أساء الفهم أخلد إلى‬ ‫الراحة‪ ،‬وركن إلى الاستسلام‪ ،‬معتذرا بالأقدار‪.‬‬ ‫ترى كيف فهم الجحيطالي "القضاء والقدر"؟ وما رأيه في حرية الإرادة؟ وما‬ ‫موقفه من دعاة الخبر ودعاة الاختيار؟ وهل يرى بين القدر والطلب تعارضا؟ أو‬ ‫بين التوكل والكسب تضادًا؟‬ ‫ا‪ -‬سورة البروج الآية‪.12-22 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة هود الآية‪.701 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الرعد الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة الكهف‪ ،‬الآية‪.94 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنبياء الآية‪.22 :‬‬ ‫‪ 6‬يقول د‪ /‬عبد الحليم محمود‪" :‬رأى إذن بنو أمية أن القول بالجبر يبركرل ما يأترن من مظالم‪ ،‬وعملوا على‬ ‫أن يفسر الناس كل ظلم بقضاء الله وقدره‪ ،‬فكان من الطبيعي أن يكون لذلك رةفعل في البيئة‬ ‫الإسلامية‪ .‬وأن يوجد من ذوي الضمائر من يعلن أن فكرة الجبر خطاء وأن الإنسان حر مختار فيما يأتي‬ ‫وفيما يدع‪ ".‬ر‪ .‬د‪/‬عبد الحليم محمود‪ :‬التفكير الفلسفي في الإسلام‪.302-402 :‬‬ ‫‪- 392 -‬‬ ‫إن بداية البحث في موضوع القدر يرجع إلى عهود قديمة جدا إذ يذكر‬ ‫الأستاذ العقاد رت ‪3831‬ه_‪4691/‬م"‪ 6‬أن "الإيمان بالقدر ملازم للمعبود منذ‬ ‫أقدم العصور وقد لخص لنا في تسلسل تاريخي آراء الفلاسفة قديما وحديثا في‬ ‫مسألة القدر‪ ،‬ثم رأي مذاهب الأديان‪ ،‬غم انتقل إلى عرض مذاهب العلماء الذين‬ ‫تناولوا المسألة من جانب العلوم الطبيعية‪.‬‬ ‫ومن خلال عرض العماد يتجلى لنا أن المسألة قد شغلت الفكر الإنسان‬ ‫مختلف ألوانه وعهوده‪ ،‬ولا يزال البحث فيها مستمرا من قبل الفلاسفة والمفكرين‬ ‫والعلماء‪ ،‬ولا يمكن أن نفسر هذا الاهتمام الكبير بكل سهو لة بالترف العقلي كما‬ ‫زعم البعض بملبعثه هو كون الموضوع مرتبطا بواقع الانسان ومستقبله‪.‬‬ ‫ومصيره‪ ،‬وعلاقاته بالكون المحيط به وبالقوانين الكونية‪ ،‬والسنن الإلهية الن تخضع‬ ‫لها الطبيعة والأنفس والمجتمعات‪.‬‬ ‫وسنركمز الحديث في هذا الفصل عن رأي الجيطالي والإباضية عامة في هذه المسألة‪.‬‬ ‫ا‪ -‬عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد (‪6031-3831‬ه_‪9881-4691/‬م) إمام في الأدب‬ ‫مصري من المكثرين كتابة وتصنيفا مع الإبداع‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.3/662‬‬ ‫‪ -2‬عباس محمود العقاد‪ :‬الفلسفة القرآنية مطبعة المعارف©‪ ،‬الخزائر (د‪.‬ت)‪:711 :‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪ 3‬المرجع نفسه‪.711-941 :‬‬ ‫‪- 294‬‬ ‫ء‬ ‫الميحثا لاول‬ ‫ا لنضاء وا لد ر‬ ‫لإيا رب‬ ‫والقدر‬ ‫القضاء‬ ‫‪ -1‬مفهوم‬ ‫أ‪ -‬المفهوم اللغوي‬ ‫فأما معين القضاء فيراد به لغة الحكم‪ ،‬قضى يقضي قضاء أي حَكم) وانقضاء‬ ‫الشيء أي ذهاب"‪ 3‬ويذكر الجحيطالي أنه يخرج فى القرآن على وجوه منها‪:‬‬ ‫الحكم كقوله تعالى‪ :‬لإن رتك يقضي ينهمه{ث‬ ‫الإعلام كقوله تعالى‪ :‬الؤوقضينا إلى ب إسرائيل في الكتاب‪&4%‬ه‘) أي أعلمناهم‪.‬‬ ‫الفعل كقوله تعالى‪ :‬تلفاقض ما أنت قار“‪©.4‬‬ ‫الأمر والفرض كقوله تعالى‪ :‬وقضى رك ألا تعبدوا إل زياوه_‬ ‫الخلق كقوله تعالى‪ :‬الإفقضاهنَ سبع سموات في يومين‪“%‬‬ ‫العهد والوصية كقوله تعالى‪ :‬إذ قضينا إلى موسى الأمر أي‬ ‫وعهدنا إلى موسى وأوصيناه الرسالة‪.‬‬ ‫[‪ -‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪ 2/3‬اظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.1/681 5‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/41‬و ‪34‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة يونس» الآية‪.39 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الاسراء الآية‪.4 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة طه الآية‪.27 :‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -7‬سورة فصلت الآية‪.21 :‬‬ ‫‪ 8‬سورة القصص الآية‪.44 :‬‬ ‫‪ 592‬۔‬ ‫‪ .-‬الفراغ كقوله تعالى‪ :‬فإفإذا قضيتم مناسككمهه‘‪ 5‬وقوله تعالى‪ :‬فإذا‬ ‫قضيتم الصلاةه‬ ‫‪ -‬نزول الموت كقوله تعالى‪ :‬لولا يقضى عليهم فيموتواه“‬ ‫‪ -‬الوجوب كقوله تعالى‪ :‬وقضي الأمر أي وجب العذاب‪.‬‬ ‫‪ -‬الكتاب والقدر كقوله تعالى‪ :‬لوكان أمرا مقضياهة“‬ ‫‪ -‬التمام كقوله تعالى‪« :‬إفلما قضى موسى الأجل ه(ث‪6‬‬ ‫‪ -‬الفصل كقوله تعالى‪ :‬وقضي بينهم بالحق؛(‪0‬‬ ‫وأما القدر لغة فهو يتصرف على ثمانية وجوه أوردها الخيطالي هي‪(.‬‬ ‫ٍ الخلق كقوله تعالى‪ :‬والذي قدر فهدى أي خلق وبين لهم ما‬ ‫ياتون‪ ،‬وما يتقون‪ .‬وقيل قدر خلق‪ ،‬خلق فهدى إلى سبيل التغذية‪ .‬وهدى الذكر‬ ‫والأنثى وقيل هدى الرضيع إلى الندي‪.‬‬ ‫‪ :-‬التقدير‪ .‬كقوله تعالى‪ :‬لإوأنزلنا من السماء ماء بقدر ه"" أي بتقدير‪.‬‬ ‫‪ . -‬التصوير كقوله تعالى‪ :‬لإفقدرنا فنعم القادرونه""“‬ ‫]‪ -‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.002 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة التسأغة الآية‪.301 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة فاطر؛ الآية‪.63 :‬‬ ‫‪ -4‬شورة هودا الآية‪.44 :‬‬ ‫سورة مري‪ ،‬الآية‪.12 :‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -56‬سورة القصص الآية‪.92 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الزمر الآية‪.57 :‬‬ ‫‪ 8‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/31‬ظ‪ .‬ر‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.5/47‬‬ ‫‪ 9‬سورة الأعلى‪ ،‬الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ -0‬سورة المومنونك الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ -11‬سورة المرسلات‪ ،‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪692‬‬ ‫‪ -‬الوجود كقوله تعالى‪« :‬إلاً امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين أي‬ ‫وجدناها من الباقين في العقوبة والعذاب‪.‬‬ ‫قضي ‏‪.٠‬‬ ‫أي‬ ‫على أمر قد قدري‬ ‫كقوله تعال ‪ :‬لإفالتقى الماء‬ ‫القضاء‬ ‫‪_-‬‬ ‫ومن قدر عليه رزقه(‪ .‬وقوله تعال‪ :‬لفض‬ ‫‪ -‬الضيق‪ :‬كقوله تعال‪:‬‬ ‫أن لن نقدر عليهئه‘ أي نضيّق عليه‪.‬‬ ‫‪ -‬الملي كقوله تعالى‪ :‬الإفسالت أودية بقدرهام( أي يمليها‪.‬‬ ‫التسوية كقوله تعالى‪ :‬نحن قدرنا بينكم لموته( أي سوينا‪.‬‬ ‫القضاّ“‪.‬‬ ‫أيضا معناه‬ ‫الدال)‬ ‫(بإسكان‬ ‫والقدر‬ ‫والقدر‬ ‫من خلال ما سبق يتبين لنا أن القضاء والقدر لفظتان واسعتا الدلالة‪ ،‬فقد‬ ‫يتفق معناهما اللغوي فيدل أحدهما على الآخر أو تشتركان في الدلالة على الخلق‪.‬‬ ‫وقد يختلف معناهما فيدل كل منهما على شيء خاص وإن هذا الاتساع الكبير في‬ ‫الدلالة من‬ ‫واشتراكهما أحيانا ف‬ ‫جهة‬ ‫القضاء والقدر من‬ ‫المدلول اللغوي للفظ‬ ‫جهة أخرى له أثره الواضح في تحديد تعريفهما الاصطلاحي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المفهوم الاصطلاحي‬ ‫يعرف الخحيطالي القدر اصطلاحا هو "انتهاء الأمور إلى أوقاتما‪ ،‬وارتحاعها إل‬ ‫‪ -1‬سورة الحجر الآية‪.06 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة القمر‪ ،‬الآية‪.21 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الطلاق‪ ،‬الآية‪.7 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.78 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الرعد\ الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة الواقعة} الآية‪.06 :‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/31‬ظ‪.‬‬ ‫‪792‬‬ ‫مقدورها ومراده هو بلوغ الأمور ووصولها إلى أوقاتما الي قدرها الله في الأزلض‬ ‫ورجوعها إلى ما قدره لها من سعادة وشقاء ونحو ذلك من المقدورات‪.‬‬ ‫و لم يفرد الجخيطالي تعريفا خاصا للقضاء‪ ،‬وإن كنا نستروح من تعريفه‬ ‫للقدر أن القضاء هو حكم الله في الأزل على الأشياء‪ ،‬وتسطير ذلك في اللوح‬ ‫الله شيئا فسيقدره& وإن قدره‬ ‫المحفوظ‪ .‬لأن أحدهما يدل على الآخر فإن قضى‬ ‫قضى به لأن كل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته‪.‬‬ ‫وقد عكس الشيخ عمرو التلاثي (ت‪7811‬ه_‪3771/‬م) التعريف الذي‬ ‫ساقه الجيطالي للقدر فجعله للقضاء فقال‪" :‬القضاء هو انتهاء الأمور إلى أوقاتماء‬ ‫وارتجاعها إلى مقذوراتما‪ .‬وفي هذا دلالة على التداخل والاشتراك بين مصطلحي‬ ‫القضاء والقدر‪ ،‬فقد يطلق أحدهما على الآخر كما وردت بذلك الأحاديث الشريفة‪.‬‬ ‫وهناك من متأخري الإباضية" من ضبط هذين المصطلحين‪ ،‬وميز بينهما‬ ‫فجعل القضاء مختصا بالحكم الأزلي‪ ،‬والقدر هو تحقيق وإنجاد ما احكم به ا له في‬ ‫الأزل‪ .‬وقد ذهبت الماتريدية إلى أنَ القدر على وجهين‪.‬ة‬ ‫أحدهما۔ الحد الذي يخرج عليه الشيء وهو جعل كل شيء على ما هو من‬ ‫خير أو شرَ‪ ،‬من حسن أو قبح‪ .‬من حكمة أو سفه‪ 3‬وهو تأويل الحكمة أن يجعل كل‬ ‫شيء على ما ينبغي أن يكون عليه‪ ،‬ويقدر ‪ 3‬شيء على ما هو الأولى به‪.‬‬ ‫والناي بيان ما يقع عليه كل شيء من زمان ومكان‪ ،‬وماله من النواب والعقاب‪.‬‬ ‫والقضاء يراد به الفعل ‪©6(.‬‬ ‫‪ 1‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/31‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سبقت ترجمته‪ 061 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪ .2/124‬نقلا عن عمرو التلاتي‪ :‬شرح النونية (خطوط)‪35 :‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬الثمين‪ :‬النور‪ .941 :‬امحمد طفيش‪ :‬الذهب الخالص‪ .22 :‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.113 :‬‬ ‫‪ 5‬النسفي‪ :‬التمهيد في أصول الدين‪ .28 :‬بلقاسم الغالي‪ :‬أبو منصور الماتريدي حياته وآراؤه العقدية‪.032 :‬‬ ‫‪ 6‬النسفي‪ :‬التمهيد في أصول الدين‪ .28 :‬بلقاسم الغالي‪ :‬أبو منصور الماتريدي حياته وآراؤه العقدية‪.032 :‬‬ ‫‪ 892‬۔‬ ‫بيد أن الإمامية والمعتزلة يرون أنه لا يجوز أن يكون قضاء الله أفعال العباد‬ ‫ممعن إحداثها وخلقهاێ وكذلك القدر فالإنسان هو الفاعل‪ ،‬والفعل الواحد لا‬ ‫يكون من فاعلين‪ .‬واختارت الإمامية أن يكون قضاء الله أفعال العباد يمعن‬ ‫أعلمهم‪ ،‬وأخبرهم ما لهم من فعل الطاعة من الثواب‪ ،‬وما عليهم في فعل المعصية‬ ‫من العقاب\ والقدر بممعى التقدير أي قدر ما عليها من النواب والعقاب‪.‬‬ ‫وسبب الاختلاف فى ضبط المدلول الشرعي للقضاء والقدر هو تعدد أوجه‬ ‫دلالتهما اللغوية واشتراكهما أحيانا مما جعل كل فرقةفر تختار المعين الذي يتناسب‬ ‫مع أصولا العقدية‪ .‬ونحد بين الإباضية والأشعرية والماتريدية توافقا قى ضبط هذين‬ ‫اللصطلحين مع اختلاف لفظي يسير يفضي إلى نفس النتيجة‪ ،‬وهي أن ما يكون‬ ‫من خير أو شرَ‪ ،‬ونفع أو ضر هو من عند الله يجب الإيمان به‪.‬‬ ‫‪ -2‬حقيقة الايمان بالقضاء والقدر‬ ‫ين الجحيطالي أن الإيمان بالقضاء والقدر هو ركن من أركان العقيدة‬ ‫هي‪(:‬‬ ‫بأحاديث‬ ‫على ذلك‬ ‫واستدل‬ ‫مكلفن”ة‪.‬‬ ‫على كل‬ ‫وهو واجب‬ ‫الإسلامية‬ ‫'"ل‪١‬‏ يؤمن عبد‬ ‫قال رسول الله علة‪:‬‬ ‫هظله قال‪:‬‬ ‫بن أبي طالب‬ ‫‪ -‬عن علي‬ ‫حنى يؤمن بأربع‪ :‬شهادة أن لا إله إلا الكف وآني رسول الله‪ ،‬وأنه بعثه بالحق‬ ‫والبعث بعد الموت\ والقدر"‪.‬‬ ‫‪ -1‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/22‬الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪ .59-69 :‬عبد‬ ‫الرحمن بدوي‪ :‬مذاهب الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/944‬‬ ‫‪ -2‬الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.69 :‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ ,1/524‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/31‬ظ‪ .‬قواعد الإسلام‪ :‬تعليق‬ ‫وتصحيح بكلي‪ :‬ج‪.1/92‬‬ ‫‪ -5‬أخرجه ارمى قي السنن‪ :‬كتاب القدر عن رسول الله باب‪ :‬ما جاء في الإيمان خيره وشره‪ : :‬ج‪.4/254‬‬ ‫رقم‪.5412 :‬‬ ‫‪ 992 -‬۔‬ ‫‪ -‬قوله عله لعبادة بن الصامت هبه‪" :‬إنك لن تحدث ولن تبلغ حقيقة الإيمان‬ ‫الله كيف ل أن‬ ‫حتى تؤمن بالقدر خيره وشره آنه من الله‪ .‬قال‪ :‬فقلت يا رسول‬ ‫أعلم خير القدر وشره قال‪ :‬تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك‪ ،‬وما أخطأك ما‬ ‫كان ليصيبك‪ ،‬فإن مت على غير ذلك دخلت التار"«"“‪.‬‬ ‫‪ -‬في حديث جبريل عليه السلام "قال‪ :‬ما الإيمان؟ قال رسول الله غله‪ :‬أن‬ ‫تؤمن بالله} وملائكته‪ 3‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬وبلقائه} والبعث‪ ،‬وبالقدر خيره وشرَه‪ ،‬قال‬ ‫جبريل‪ :‬صدقت‪"...‬‬ ‫‪ -‬قال جابر بن زيد ظ بلغى عن رسول الله غله قال‪" :‬كل شيء بقضاء‬ ‫الله وقدره حتى العجز والكيس"“‪.‬‬ ‫ويوضح حقيقة القضاء والقدر بأن "يعلم العبد أن ما كان من خير أو شر© ‪,‬‬ ‫نفع وضرً وما يكون من ذلك‪ ،‬فبالله يكون‪ ،‬ما شاء الله كان‪ ،‬وما لم يشأ لم يكن؛‬ ‫وأنه تعالى خالق حميع الأشياء وكانت منه بقضاء وقدر‪ ،‬ويعلم أن ما يصيب‬ ‫الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه'«““‬ ‫ويؤكد الخيطالي قي "عقيدة التوحيد" أن "الله تعالى مريد الكائنات مدبر‬ ‫الحادثات‬ ‫‪ ،‬خالق حميع الموجودات وأفعالاك مقدر لأرزاقها وآجالها‪ ،‬لا يقع كفر‬ ‫ولا سهو ولا نسيان إلا بقضائه ومشيئته‬ ‫ولا نكر ولا عرفان‬ ‫ولا إعان‬ ‫وحكمه‬ ‫رقم‪.5412 :‬‬ ‫[‪ -‬أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب السنة} باب‪ :‬في القدر‪ :‬ج‪ 4/5223‬رقم‪( .0074 :‬مع اختلاف في‬ ‫اللفظ وله طرق أخرى)‬ ‫‪ -2‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب التفسير‪ ،‬باب‪ :‬إن ال عنده علم الساعة‪ :‬ج‪ }4/39710‬رقم‪( .9944 :‬مع‬ ‫اختلاف ف اللفظ)‬ ‫‪ 3‬أخرجه الرييع‪ ،‬الجامع الصحيح‪ :‬باب في القدر والحذر والتطير‪ ،‬ج‪ ،1/52‬رقم‪.17 :‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ ،‬تصحيح وتعليق بكلي‪ :‬ج‪.1/92‬‬ ‫‪- -003‬‬ ‫وإرادته ولا معقب لحكمه ولا راة لقضائه‪ ،‬لم يزل واحدا حيا عالما قادرا مريدا‬ ‫في الأزل لوجود الأشياء في أوقاتما الن قدرها لها فوجدت في أوقاتما كما قدرها‬ ‫من غير تقدم ولا تأخر بل وقعت على وفق علمه وإرادته‪ ...‬وآنه تعالى حكيم في‬ ‫أفعاله‪ ،‬عادل في حكمه‘ متفضّل بالإنعام‪ 3‬ممتن بالإحسان‪ ،‬لا يظلم الناس شيئا‬ ‫ولكن الناس أنفسهم يظلمون‪ ،‬لا يسأل عما يفعل وهم يسألون‪©(.‬‬ ‫ويرة الجيطالي كل ما هو موجود إلى ا له تعالى فقد استندت جميع‬ ‫الموجودات إلى مشيئتهء وصدرت عن إرادته فهو تعالى المبدئ المعيد الفعال لما يريد‬ ‫"وكيف لا يكون مريداء وكل فعل صدر منه أمكن أن يصدر منه ضده عما يجوز‬ ‫عليه‪ ،‬وما لا ضد له أمكن أن يصدر منه ذلك بعينهء وكيف يكون إلها قادرا من‬ ‫يكون ي ما لا يريدك بل هو مستكره عاجز تعالى له عن فلك علوا كبيرا» وهو‬ ‫تغالى مريد بذاته؛ حئ عالم بنفسه وبذاته"‬ ‫وإن مثل هذا الاعتقاد ليترك في قلوب الراضين بالقضاء والقدر خضوعا‬ ‫مطلقا لله تعالى‪ ،‬وارتباطا دائما به وطمأنينة لا نظير لها‪.‬‬ ‫ويحذر الجيطالي من الخوض في مسائل القضاء والقدر وتكلف البحث فيها‪.‬‬ ‫لأنه من مخزون علم الله الذي استأثر به عن الخلق ولا نسأل عما يفعل وهم‬ ‫يسألونه‪ ،‬ويستدل بقوله علة‪" :‬إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيّعوها‪ ،‬وحد‬ ‫لكم حدودا فلا تعتدوها‪ ،‬ونماكم عن أشياء فلا تنتهكوها‪ ،‬وسكت عن أشياء من‬ ‫غير نسيان فلا تتكلفوها رحمة من ربكم فاقبلوها وقوله‪ :‬علقه‪" :‬إذا ذكر القدر‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬عقيدة التوحيدك المطبعة العربية‪ .‬غردايةه ‪.4 :9791‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/892‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات (طبعة سلطنة عمان)‪ :‬ج‪.3/813‬‬ ‫قي السنن‪ :‬كتاب الأشربة وغيرها‪ ،‬باب‪ :‬الصيد والذبائح والأطعمة‪ :‬ج‪ .4/792‬رقم‪.401 :‬‬ ‫‪ -4‬أخرجه الدرا قط‬ ‫‪- 103 -‬‬ ‫أمسكوا" وقوله ث‪" :‬عملوا نك ميسر ما حلق له"© وقال تعال‪ :‬غن‬ ‫قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنياه“‬ ‫وما كان نمي الشرع عن الخوض في القضاء والقدر إلا رحمة بالعقل‬ ‫الإنسايي العاجز المحدود الذي لا يطيق البحث في كثير من قضايا عالم الحس‬ ‫والشهادة فضلا عن تكلفه البحث في مسائل غيبية ما ورائية كالقضاء والقدر‪.‬‬ ‫لكن واقع الفكر الإسلامي يؤكد أن المتكلمين والصوفية والفلاسفة لم يقفوا‬ ‫عند هذه التعليمات الشرعية بل خاضوا في موضوع القضاء والقدر وعلاقته بأفعال‬ ‫الإنسان‪ ،‬وقد يكون لبحثهم هذا دوافع وأسباب مختلفة منها ما يرجع إلى الظروف‬ ‫السياسية والاجتماعية الن عرفتها المجتمعات الإسلامية في القرن الأول والثاني‬ ‫للهجرة‪ ،‬ومنه ما يعود إلى انفتاح المجتمع الإسلامي على الثقافات والتيارات الأجنبية‪.‬‬ ‫وبعضها يعود إلى الاختلاف في منهج تأويل نصوص الوحي المتعلقة بالموضوعء‬ ‫وآخر يرجع إلى أسباب وجدانية ذاتية كاعتقاد الإنسان بأنه حر في انفعالاته وأفكاره‬ ‫وسلوكه من جهة‘ وشعوره من جهة أخرى أنه محدود الحريّة‪ ،‬مغلوب الإرادة‪.‬‬ ‫وقد نجم عن هذا البحث ثلاثة اتجاهات رئيسية‪ :‬اتجحاه جبري خالص» واتجاه‬ ‫حرَ‪ ،‬واتجاه متوسط بينهما‪.‬‬ ‫وسنتعرّف في المبحث الثاني عن موقف الجحيطالي في المسألة‪.‬‬ ‫‪ 1‬أخرب۔ النظر بن معبد‪ :‬الكامل في الضعفاء‪ :‬ج‪ .8/462‬أبو زكرياء ييى بن سابق‪ :‬المجروحين‪ :‬ج‪.3/491‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب التفسير‪ ،‬باب‪ :‬فسنيسره للعسرى‪ :‬ج‪ 4/19810‬رقم‪.6664 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الزخرف الآية‪.23 :‬‬ ‫‪ 203 -‬۔‬ ‫المبحث الثان‬ ‫القدروأفعالالانساز‬ ‫‪ -1‬فعل الإنسان واستطاعته‬ ‫اتساقا مع مذهب الإباضية عرف الجحيطالي الفعل بأنه‪" :‬الموجود بقدرة‬ ‫فاعل" لأن القدرة أو الاستطاعة عند الإباضية هي مع الفعل لأنها الدالة عليه“‪٥‬‏‬ ‫وأما المعتزلة فتعرف الفعل بأنه "هو ما وجد وكان الغير قادرا عليه لأن القدرة‬ ‫عندهم قبل الفعل لاستحالة تكليف ما لا يطاق‪.‬‬ ‫ويعلل الجيطالي مذهبه في الاستطاعة مع الفعل لأن الله تعالى لم يكلف أحدا‬ ‫إلا مستطيعا على أخذ ما كلفه إياه وتركه فأي الفعلين فعل من الأخذ والترك‬ ‫كانت الاستطاعة معه لأن الاستطاعة لا تبقى حالين لأنه لو أعطي القوة قبل الفعل‬ ‫فلما كان حال الفعل عدمت القوة بطل أن يوجد الفعل بغير قوة لأن وجود الفعل‬ ‫يدل على الاستطاعة فصح بمذا القول من قال إن الاستطاعة مع الفعل‪ ،‬إذ كان‬ ‫كل واحد منهما دليلا على وجود صاحبه ولا ييقى أكثر من حال لأنه لما كانت‬ ‫الآفة تمنع الفعل صح آنها إذا زالت وجد الفعل لأن الآفة ضد القوّة} والضة ثابت‬ ‫حتى يزيله ضده وإلا بطلت الأضداد‪ ،‬ففي هذا إبطال قول من قال إن الاستطاعة‬ ‫قبل الفعل‪(.‬ة©‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/51‬و‪ .‬الورجلان‪ :‬العدل والإنصاف‪ :‬ج‪.1/33‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.2/22‬‬ ‫‪ 4-‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪ .2/67-18‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬مذاهب الإسلاميين‪ :‬ج‪..1/264‬‬ ‫ك الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 303 -‬۔‬ ‫‪20‬‬ ‫ويذكر الحيطالي أن الإباضية ترى أن الاستطاعة واحدة ولكن هي استطاعة‬ ‫كثيرة لكل فعل فعله استطاعة محدثة} للطاعة استطاعة} وللمعصية استطاعة وهي‬ ‫غير استطاعة الإمانه"" خلافا للمعترلة اذلنهبت إلى أن استطاعة الكفر هي‬ ‫استطاعة الإيمان أعطيها المستطيع قبل أن يفعل فأي الفعلين أراد فَعَله يما‪.‬‬ ‫وقد ناقش الجحيطالي مذهب المعتزلة في الاستطاعة وسلك في إثبات‬ ‫الاستطاعة مع الفعل مسلك الإلزام والمحاورة ونلاحظ أنه نفس المسلك الذي‬ ‫انتهجته المعتزلة في بناء مذهبه فرغم سلبية هذا الطريق الاستدلالي إلا أن الطرفين‬ ‫اعتمدا عليه قى الاستدلال‪ .‬ونعرض أدلة الجيطالي في المسألة على النحو الآتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ينطلق الجيطالي من معين الاستطاعة ليصل إلى إثباتما مع الفعل لا قبله ولا‬ ‫بعده‪" :‬ويقال للمعتزلة أخبرونا عن الاستطاعة ما هي؟ فإن قالوا‪ :‬هي السلامة في‬ ‫البدن قيل لهم‪ :‬فما بال الإنسان يستطيع أحياناء وأحيانا لا يستطيع‪ :‬والاستطاعة‬ ‫هي السلامة عندكم وهي موجودة في كل وقت فإن قالوا‪ :‬إن الاستطاعة غير‬ ‫السلامة في البدن‪ .‬قلنا ما هي؟ فإن قالوا‪ :‬لا توصف ولا تحد‪ .‬قلنا‪ :‬فكيف يعرف‬ ‫الإنسان أنه مستطيع أو غير مستطيع؟ ولا بد لهم من أن يقولوا‪ :‬إن الاستطاعة دالة‬ ‫على الفعل في حين وجوده لا قبل ولا بعد"‪.‬‬ ‫ب يجوز الجيطالي حدوث آفة من عند الله قبل وقوع الفعل فتعطل القوة‬ ‫على أدائه وتفىى "يقال لهم أرأيتم الحال الذي زعمتم أنها حال القوّة‪ ،‬أرأيتم لو‬ ‫أحدث الله الآفة في الحال الثانية‪ .‬أليس قد فنيت القوة بحدوث الآفة؟ وإن قالوا‪:‬‬ ‫أعطينا القوة قبل الفعل على شريطة ألا تحدث في الحال الثانية آفة‪ .‬قيل لهم‪:‬‬ ‫‪ 1‬الخيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/13‬ظ ‪23 -‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/18‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬عبد الحار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.2/67-18‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 403-‬‬ ‫أتحتمون على ربكم ألا يفعل في خلقه ما يشاء فيفي ما يشاء ويثبت ما يشاء؟‬ ‫ولا تصيبكم‬ ‫فإن قالوا‪ :‬نعم قيل لهم‪ :‬فاعزموا عليه إذا أعطاكم القوة ألا ن‬ ‫آفة‪ .‬وفي بطلان هذا ما يدل على أن الاستطاعة مع الفعز"“‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يجيب عن بعض التساؤلات الي تثيرها المعتزلة ويزيل ما فيها من اشتباه‪:‬‬ ‫"قالت المعتزلة‪ :‬هل تستطيعون الفعل قبل أن تأخذوا فيه؟ قلنا‪ :‬لا‪ .‬فإن قالوا ما‬ ‫تقولون في قوله عر وجل في المظاهرة إذ يقول لإفتحرير رقبة من قبل أن يتماسًا ‪.‬‬ ‫ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل‬ ‫أن يتماسنّا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتومنوا بالله ورسوله‪© ...‬‬ ‫فلو طاوعكم الحخانث فظامَرَ فقال إني لا أستطيع الصوم غير آني آخذ فيه وأنا‬ ‫معذور فيما لا أستطيع‪ .‬قلنا إذا كان لا يستطيع لآفة نازلة فهو معذور وإلا‬ ‫فأخبرونا عن الآكل والشارب هل هما مستطيعان الإمساك في حال ازدراد الطعام‬ ‫واجتراع الشتراب‪ ،‬فإن قالوا‪ :‬نعم‪ .‬فقد قالوا باجتماع الأضداد في حال واحدة‪".‬ث‬ ‫‪ -‬يييّن الجحيطالى أن الاستطاعة لا تبقى أكثر من حال الفعل‪" :‬فإن قالوا أو‬ ‫ل‪ .‬قلنا‪ :‬بلى‪ ،‬فإن قالوا‪ :‬فما‬ ‫فمنعحال‬ ‫لثر‬ ‫اى أك‬ ‫ليس الاستطاعة عندكم لا تتبق‬ ‫معن قوله تعالى‪ :‬لإقاتقوا الله ما استطعتم قلنا قد قيل فيها قولان‪ :‬أحدهما‬ ‫فاتقوا الله ما استطعتم فعل شيء من الأشياء‪ ،‬كما قدمنا أن الله لا يكلف أحدا إل‬ ‫مستطيعا لفعل ما كلف أو تركه‪ 3‬فأي الفعلين أخذ فيه فهو غير مستطيع لفعل‬ ‫ضده ما دامت قوته مشغولة بذلك الذي أخذ فيه فعلا أو تركا لأن الترك فعل‬ ‫التارك‪ .‬والقول الثاني ما استطعتم‪ :‬ما دمتم أحياء"‪.‬‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/03‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الجادلة‪ ،‬الآيتان‪.3-4 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/13‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة التغابن‪ .‬الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ 5‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/1‬تو‪.‬‬ ‫‪- 503 -‬‬ ‫ه‪ -‬يجيب عن كيفية تكليف الكافر بالإيمان‪" :‬فإن قال قائل هل كلف الله‬ ‫الكافر بالإيمان في حال كفره‪ .‬قيل له‪ :‬نعم فإن قال‪ :‬كلفه ما لا يستطيع‪ .‬قيل له‪:‬‬ ‫نعم كلفه ما لا يستطيع فعله لاشتغاله بالكفر لا لعلة آفة} أو زمانة حلت به‪ .‬ألا‬ ‫ترى إلى قول الله عر وجل‪ :‬هما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا ييصرون“‬ ‫وليس المع في هذا آنهم لا يستطيعون سمع الأصوات ولا يبصرون الألوان‪ ،‬ولكن‬ ‫المعين سمع القبول‪ ،‬أي لا يقبلون ما دعاهم إليه البي عله إذ شغلوا قوتهم بترك‬ ‫القبول لما دعاهم إليه» وكذلك لا ييصرونه على مع لا يفعلونه فوصفهم الله آنهم‬ ‫‪.‬لا يستطيعون لا لزمانة حلت بم‪ .‬كما قال الله تعالى‪ :‬توما منع‪.‬الناس أن يومنوا‬ ‫إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولائ“ فكان قولهم هو المانع لهم‬ ‫ومثل هذا في كلام الناس‪ :‬لا أستطيع أن أنظر إلى فلان لبغضي إياه» فكان بغضه‬ ‫زيناه مشغلا له عن استعمال النظر إلي‪ .‬ويوضح الجخيطالي ذلك بصيغة أخرى‪:‬‬ ‫"فإن قال‪ :‬هل حال بين المؤمن والكفر؟ قيل له‪ :‬نعم باكتسابه الإيمان لا حيلولة‬ ‫جبر ولا منع‪ ،‬فإن قال‪ :‬هل حال بين الكافر والإبمان؟ قيل له‪ :‬نعم باشتغاله بالكفر‪،‬‬ ‫وارتكابه ياه لقوله تعالى‪ :‬واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه فإن قال أمنع‬ ‫الكافر من الامان ولمؤمن من الكفر؟ قيل له‪ :‬اشتغال كل واحد منهما بفعله هو‬ ‫المانع كما قال تعالى‪ :‬لوما منع الناس أن يومنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا‬ ‫أبعث الله بشرا رسولاه فأضاف المنع إليهم‬ ‫هذه أبرز الأدلة الت ساقها الحيطالي لاثبات الاستطاعة مع الفعل والملاحظ‬ ‫‪ -1‬سورة هود الآية‪.02 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الإسراء الآية‪.49 :‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/13‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنفال‪ ،‬الآية‪.42 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الإسراء الآية‪.49 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :،‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/53‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 603 -‬۔‬ ‫أنها ليست أدلة مبتكرة بل هي نفس الأدلة ال اعتمد عليها سلف الإباضية من‬ ‫& وتبغورين (ت ق‪6‬ه_‪21/‬م‪.‬‬ ‫قبل أمثال أبي خزر (ت‪083‬ه_‪099/‬م)‬ ‫وتتضح ميزة الجحيطالي في حصر أدلة المسألة وحسن عرضها‪ ،‬ويتوافق موقف‬ ‫الجيطالي وعامة الإباضية في مسألة الاستطاعة مع الأشعري( والماتريدية(‪ ،‬ويختلف‬ ‫موقف هذه الفرق في مسألة "تكليف ما لا يطاق" فجوّزت الأشعرية تكليف الله‬ ‫العباد ما لا يطيقونه اطلاقا للمشيئة الإلهية‪ 3‬بيد أن الإباضية والماتريدية والمعتزلة‬ ‫ذهبت إلى أنه لا يكلف الله العبد ما لا يطيقه لمنافاة ذلك للحكمة الإلهية‪(.‬‬ ‫‪ 2‬بروز أفعال العبد إلى الوجود‬ ‫احتلف المسلمون في تفسير كيفية بروز أفعال العبد إلى الوجود من قائل‬ ‫بالاختيار الحر حيث الإنسان هو الخالق لأفعاله وحده‪ ،‬ويمثل هذا التيار كل من معبد‬ ‫الجهني (ت‪08‬ه_‪996/‬م× وغيلان الدمشقي (‪501‬ه_‪327/‬م والمعتزلة“‪ ،‬وقائل‬ ‫بالجبر الخالص الذي ينفي الإرادة الإنسانية بالكلية‪ ،‬وما العبد إلا كالريش في مهب‬ ‫‪ -1‬أبو خزر‪ :‬الرد على جميع المخالفين‪ ،‬تحقيق عمرو خليفة النامي‪ 46 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬تبغورين‪ :‬أصول الدين‪ ،‬تحقيق عمرو خليفة النامي‪ 404 :‬وما بعدها‪( .‬ملحق ضمن رسالة ماجستير‪-‬‬ ‫مخطوطة للأستاذ الشيهاني حمو‪ :‬حاشية أبي يعقوب يوسف المصعي على رسالة أصول الدين)‬ ‫‪ 3‬الأشعري‪ :‬الإبانة في أصول الديانة‪ 18 :‬وما بعدها‪ .‬الإيجي‪ :‬المواقف‪.151-251 :‬‬ ‫‪ 4‬النسفي‪ :‬التمهيد في أصول الدين‪ ،‬تحقيق عبد الحي قابيل‪ 35 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 5‬الرازي‪ :‬أصول الدين‪ .58-68 :‬الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ .211 :‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الكلام‪ :‬ج‪.2/38-48‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‘ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪1/703-803‬۔ النسفي‪ :‬التمهيد في أصول الدين‪ ،‬تحقيق‬ ‫عبد الحي قابيل‪ .85-95 :‬عبد الجبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/19‬أبو عذية‪ :‬الروضة البهيّة فيما‬ ‫بين الأشاعرة والماتريدية‪ .‬حقيق عبد الرحمن عميرة‪ 28 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -7‬معبد بن عبد ا له بن غليم الجه البصري (ت ‪08‬ه_‪996/‬م) أول من قال بالقدر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.7/463‬‬ ‫‪ 8‬غيلان الدمشقي سبقت ترجمته‪ 791 :‬من البحث‘ وتعد آراء معبد وغيلان النواة الأولى فكرة الاعتزال‪.‬‬ ‫الخياط‪ :‬الانتصار تحقيق نيبرج‪ .721 :‬د‪ /‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام‪ :‬ج‪.1/871-971‬‬ ‫‪ 9‬د‪/‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬مذاهب الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/944‬‬ ‫‪- 703 -‬‬ ‫الريح ويتزعم هذا التيار الجعد بن درهم (ت نحو ‪811‬ه_‪637/‬م"‘‪ ،‬والجهم بن‬ ‫صفوان والخبرية‪.‬‬ ‫وسط هذين التيارين المتعارضين اللذين ظهرا في البيئة الإسلامية اتخذ أئمة‬ ‫الإباضية الأوائل موقفا وسطيا معتدلا‪ ،‬يقتس الله تعالى في وحدانية الخلق وسائر‬ ‫صفات الكمال من جهة‪ ،‬ويرفع من كرامة الإنسان الذي منح الله له العقل والإرادة‬ ‫والقوة‪ ،‬وميزه عن سائر الحيوانات العجماوات والخمادات الساكنات من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ونستعرض عينة من مواقف الإباضية الأوائل الن كانت منطلقا سليما‬ ‫لضبط كيفية "بروز فعل العبد إلى الوجود" وقاعدة أساسية توجه البحث ي المسألة‬ ‫نحو الاعتدال والوسطية وتتمثل فيما يأتي‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬رسالة الإمام جابر بن زيد إلى الحجاج بن يوسف النقفي (ت‬ ‫‪5‬ه_‪417/‬م) يجيب له عما التبس عليه من أمر القدر الذي وقع في نفسه‪ ،‬فاقتتصر‬ ‫جواب جابر على أمر الحجاج بترديد خطبته التي ورد فيها قوله عليه السلام‪" :‬من يهد‬ ‫لله فلا مضل له‪ ،‬ومن يضلل فلا هادي له" فلما رةدها الحجاج وتفطن لمع الكلام‬ ‫قال لكاتبه يزيد"‪" :‬يا يزيد ما أعلم صاحبك (أي جابر)'“‪.‬‬ ‫[‪ -‬الجعد بن درهم (ت نحو ‪1 81‬ه‪637/‬م) من الموالي نبغ في العلوم الدينية أصله من خراسان قتله خالد‬ ‫القهري في عهد هشام عبد الملك‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪ .2/021‬د‪/‬الزين‪ :‬شهداء الفكر في الإسلام‪:‬‬ ‫‪ 5‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 102‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجهم بن صفوان سبقت ترجمته‪:‬‬ ‫‪ -3‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .1/833‬البغدادي‪ :‬الفرق بين الفرق‪.112 :‬‬ ‫‪ 4‬الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي أبو محمد (‪04-59‬ه_‪066-417/‬م) قائد‪ ،‬داهية‪ ،‬سماك خطيب‪.‬‬ ‫ر‪.‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.2/861‬‬ ‫‪ 5‬هي مما يفتتح به الرسول تإلثه خطبه‪.‬‬ ‫‪ 6‬يزيد بن أي مسلم الثقفي أبو العلاء رت‪201‬ه‪027/‬م) جعله الحجاج كاتبا له فظهرت مزاياه فلما‬ ‫احتضر الحجاج استخلفه على الخراج بالعراق‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.8/281‬‬ ‫‪ 7‬الدرجين‪ :‬طبقات المشائخ‪ :‬ج‪ .2/212‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/17‬‬ ‫‪803‬‬ ‫ويظهر من خلال هذا الموقف أن جابر بن زيد لم يتكلف الخوض ف القدر‬ ‫بل اكتفى ببيان الرسول الذي هو أبلغ بيان وخير هدي فما على العبد إلا أن يعيه‬ ‫وعيا سليما‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مواقف الإمام أبي عبيدة مسلم ونلخَّصها في النقاط الآتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حاورته مع ابن الشيخ البصري(! بمن موضحا له أن الله تعالى لم يجبر‬ ‫العباد على طاعته ولا على معصيته‪ ،‬وأن العلم الإلهي ليس قوة تجبر العباد بل هو‬ ‫انكشاف للمعلومات‪ ،‬وأن انحراف العبد راجع إلى نفسه الأمارة بالسوء وإلى‬ ‫الشيطان الموسوس في الصدور‪(.‬‬ ‫ب مفارقته لغيلان الدمشقي لما قال بالقدر‪ ،‬ولحمزة الكوفي" نما تأتر به وقد‬ ‫ل يستجبك&‬ ‫هذا‬ ‫ر أيه لكن‬ ‫إصلاح‬ ‫حاجب الطائي (‬ ‫وحاول‬ ‫حمزة‬ ‫أبو عبيدة‬ ‫ناظر‬ ‫الناس تبرأ منه أبو عبيدة وجماعة الإباضي‪.‬‬ ‫أوساط‬ ‫نشر فكرته ف‬ ‫ق‬ ‫حمزة‬ ‫ولما أخذ‬ ‫‪ -1‬كنيته فني طبقات المشايخ (ابن الشيخ البصري) وفي سير الشماخي (ابن أبي الشيخ البصري) و لم يذكر‬ ‫اسمه‪ ،‬وييدو أنه عاش في عصر أبي عبيدة مسلم (ق‪2‬ه‪8/‬م) وتأثر بالخبر فأقنعه أبو عبيدة بتركه‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الدرجيين‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .14 /2‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/08‬‬ ‫‪ -2‬الدرجيين‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .2/142‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/97‬‬ ‫‪ -3‬سبقت ترجمته‪ 791 :‬من البحث‪ .‬وفي هذا دليل على ملاقاة أبي عبيدة بغيلان الدمشقي ومناقشته إياه‪,‬‬ ‫وقد قال أبو عبيدة لحمزة الكوفي‪" :‬يا حمزة على هذا القول فارقت غيلان"‪ .‬ر‪ .‬الدرجين‪ :‬طبقات‪:‬‬ ‫ج‪ .2/442‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج!‪.97/‬‬ ‫‪ 4‬حمزة الكوفي (ق‪2‬ه_‪8 /‬م) تأثر بغيلان الدمشقي في القدر فتبرا منه أبو عبيدة ويظهر أنه كان تلميذا له‪.‬‬ ‫الدرجيني‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪ .2/142‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/97-08‬‬ ‫‪ 5‬سبقت ترجمته‪ 811 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 6‬الدرجيي‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .2/142‬الشماخي‪ :‬السير ج‪.011 1/97-08:0‬‬ ‫وإن تبرّؤ أبي عبيدة وأتباعه من القائلين بالقدر كفيل بحفظ معتقدات الناس ومضايقة الفكرة بطريقة عملية‪.‬‬ ‫وقد اقتدى أبو عبيدة في هذا الشأن بالمتأخرين من الصحابة كعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي‬ ‫هريرة وأنس بن مالك وغيرهم حينما تبرّؤوا من غيلان ومعبد والجعد بن درهم‪ .‬ر‪ .‬البغدادي‪ :‬الفرق‬ ‫بين الفرق‪.81-91 :‬‬ ‫‪ 903 -‬۔‬ ‫ج‪ -‬مناظرته لواصل بن عظاء (ت‪131‬ه‪847/‬م) في المسجد الحرام‬ ‫موضحا له أن الله لا يعذب على القدر بل يعذب على المقدور‪ ،‬وألزمه القول بأن‬ ‫الله يعصى بالاستكراه‪ 3‬ويقع في ملكه ما لا يريد لذهاب المعترلة بأن الإنسان خالق‬ ‫أفعال‪ ،‬فنكس واصل رأسه‪ ،‬و لم يجب بشيء‪ ،‬وصرح لأصحابه أن أبا عبيدة هدم‬ ‫ما بناه منذ أربعين سنة (")‬ ‫د‪ -‬ريه في الاستطاعة‪" :‬قيل لأبي عبيدة‪ :‬لا يستطيع الكافر الإيمان‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫لا أقول إن من يستطيع أن يأتي بحزمة حطب من حل إلى حرم لا يستطيع أن‬ ‫يصلي ركعتين" ولا أقول إنه يستطيع ذلك إلا أن يوفقه الله تعالت فقد فرّق أبو‬ ‫فالعادي تشترط فيه الاستطاعة‬ ‫عبيدة بين أداء فعل عادي وبين أداء فعل تعبديئ‬ ‫والقدرة على أدائه‪ ،‬والتعدي لا تكفي الاستطاعة وحدها على إنفاذه إلا أن يقارما‬ ‫التوفيق الإلهي ليفسح بالا هداية الله تعالى وخذلانه‘ وهذا ما جعل خلف الإباضية‬ ‫يذهبون إلى أن من شروط حصول الفعل‪" :‬العون من الله إذا كان الفعل طاعةء‬ ‫والخذلان من الله إذا كان الفعل معصية"‪.‬‬ ‫ومن خلال ما سبق نلاحظ أن الإمام أبا عبيدة لم يقف كما وقف شيخه‬ ‫جابر بن زيد في موضوع القدر بل اضطره الواقع الفكري والاجتماعي الذي‬ ‫عايشه في البصرة إلى إبداء رأيه في القدر‪ ،‬وقد صغر أمره ردا على من كره الكلام‬ ‫فيه وعظم شأن القدر "قال أبو سفيان( كان أبو عبيدة يضعف أمر القدر‬ ‫‪ 1‬انظر نص‬ ‫المناظرة‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪ .2/642‬وغالبا ما تنتهي مثل هذه المناظرات بالاستسلام السريع‬ ‫للخصم وإن عرف بالباع الطويلة في الجدل كواصل بن عطاء‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدرجين‪ :‬طبقات المشائخ‪ :‬ج‪.2/142‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/91‬و‪ .‬وقد فهم الشيخ اطفيش من مقولة أبي عبيدة أن الاستطاعة قبل الفعلض‬ ‫و لم نعرف من أين استنتج ذلك؟ ر‪ .‬مصطفى ونتن‪ :‬آراء الشيخ اطفيش العقدية‪.063 :‬‬ ‫‪ 4‬حميس الرستاقي‪ :‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ :‬ج‪.1/034‬‬ ‫‪ 5‬أبو سفيان محبوب بن الرحيل العبدي (طبقة‪051-002 :‬ه) أحد الأشياخ؛ عالم حافظ} تمن لهم السبق في تدوين‬ ‫تاريخ التابعين وأئمة الإباضية‪ .‬الترجي‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .2/872-972‬النتماحي‪ :‬السير‪ :‬ج‪.1/801‬‬ ‫‪-013-‬‬ ‫ويقول‪ :‬والله ما فيه نكاح ذات بعل ولا انتحال هجرة‪ ،‬ولا حكم بغير ما أنزل‬ ‫الله‪ ،‬إنما هو رأي أحدثه الناس فيما بينهم فمن أقر بأن الله علم الأشياء قبل أن‬ ‫تكون فقد أقر بالقدر‪.‬قال أبو سفيان وذلك أن صحار«"" يقول‪ :‬كلموهم (أي‬ ‫القدرية) في العلم فإن أقروا به نقضوا أقوالهم وإن أنكروه كفروا‪".‬‬ ‫هكذا يتضح موقف الإباضية في القدر جليا منذ أوائل القرن الثاني للهجرة‬ ‫‪ .‬على يد الإمام أبي عبيدة مسلم (ت نح‪1‬و‪54‬ه_‪267/‬م) الذي أثبت موقفه الوسطي‬ ‫تي المسألة فلا جبر خالص ولا اختيار مطلق وعلى نمجه سارت الإباضية في تفسير‬ ‫كيفية بروز الفعل الانساني إلى الوجود‪ ،‬و لم ينفرد الإباضية ي القرن الثاني للهجرة‬ ‫هذا الموقف فقد ذهب ضرار بن عمرو رت ‪091‬ه‪508/‬م) إلى "أن أعمال العباد‬ ‫مخلوقة‪ ،‬وإن فعلا واحدا لفاعلين‪ :‬أحدهما خلقه وهو الله» والآخر اكتسبه وهو‬ ‫العبد" ويظهر أنه هو أوول من استعمل مصطلح الكسب‪.‬‬ ‫وفي القرن الثالث للهجرة تشهد نظرية الكسب رسوخا وتحليلا أوسع على‬ ‫يد الإمامين أبي الحسن الأشعري (‪423‬ه_‪639/‬م) وأبي منصور الماتريدي (رت‬ ‫‪3‬ه_‪449/‬م وأتباعهما‪.‬‬ ‫اتبع الجيطالي تيار الكسب فذهب إلى أن الأفعال على وجهين حركة‬ ‫وسكون وهي من الله خلق على نفي الاستكراه‪ ،‬ومن العباد كسب على نفي‬ ‫[‪ -‬صحار العبدي (ق‪1‬ه‪7/‬م) من طبقة جابر بن زيد‪ ،‬ومن شيوخ أبي عبيدة مسلمإ وينسب إليه بحث ف القدر‪.‬‬ ‫الدرجي‪ :‬طبقات‪ :‬ج‪ .2/322‬الشماخي‪ :‬السير‪ :‬ج‪ .1/57-67‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.2/414‬‬ ‫‪ -2‬الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪ :‬ج‪ .2/332‬الشماخي السير‪ :‬ج‪.1/67‬‬ ‫‪ 3‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .1/933‬البغدادي‪ :‬القرق بن الفرق‪.312-412 :‬‬ ‫‪ -4‬علي بن إسماعيل بن إسحاق أبو الحسن الأشعري (‪062-423‬ه_‪478-639/‬م) مؤسس مذهب‬ ‫الأشاعرة‪ ،‬كان من أئمة المتكلمين المجتهدين‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ :‬ج‪.4/362‬‬ ‫‪ 5‬محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي (رت ‪33‬ه_‪449/‬م) من أئمة علماء الكلام‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام ‪ :‬ج‪.1 7/7‬‬ ‫‪-113-‬‬ ‫الجبر("‪ .‬كما أن الحركة والسكون قد يكونان اضطرارا أو اكتسابا‪ ،‬والفرق بين‬ ‫الاكتساب والاضطرار وجود الإرادة في الاكتساب وعدمها في الاضطرار(‪.‬‬ ‫ويذكر أنه "ليس فى إضافة الأفعال إلى العباد بالتحرك والسكون ما يزيل‬ ‫عليه من الله الخلق والتكوين‪ ،‬كما أنه ليس في تكوين الله تعالى وخلقه للأفعال على‬ ‫ما هي عليها ما يخرجها من أن تكون كسبا للعباد‪ ،‬فهي من الله خلق وجعل© ومن‬ ‫العباد اكتساب وفعل"‪.‬‬ ‫واشترط الجخيطالىي شأن الإباضية لبروز الفعل إلى الوجود هسة شروط ينبغي أن‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏_‬ ‫تتوفر وهي(“‪:‬‬ ‫‪ - .‬إرادة الله تعال‪.‬‬ ‫‪ _-‬إرادة العبد واكتسابه ‪.‬‬ ‫العون من الله إذا كان الفعل طاعة} والخذلان من الله إذا كان الفعل معصية‪.‬‬ ‫‪ -‬الخلق من الله قي وقت الفعل‪.‬‬ ‫‪ -‬اكتساب العبد إياه لا قبل ولا بعد‪.‬‬ ‫وإن هذه الشروط لتعطي لنا تصورا دقيقا عن كيفية بروز الفعل إلى الوجود؛‬ ‫وقد أنبت الحيطالي من هذه الشروط أن الفعل يوجد عند التقاء القدرتين‪ :‬قدرة الله‬ ‫تعالى‪ ،‬وقدرة الإنسان‪ ،‬واتفاق الإرادتين‪ :‬إرادة الله وإرادة العبد فأما قدرة الله تعالى‬ ‫وإرادته فهما شاملتان‪ ،‬لا قصور فيهما‪ ،‬إذ إن كل حادث في العالم مخلوق‪ ،‬وقد خلق‬ ‫الخلق وصنعهم! وأوجد قدرقمم‪ ،‬وحركتهم‪ .‬فجميع أفعال العباد مخلوقة له‪ ،‬ومتعلقة‬ ‫[‪ -‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/5‬او‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/23‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/51‬ظ‪.‬‬ ‫ج‪ 1 2/9‬و‪.‬‬ ‫نفسه‪:‬‬ ‫‪ -4‬الصدر‬ ‫‪- 213 -‬‬ ‫الله خالق كل شيءه' ؤ وقوله‪:‬‬ ‫بقدرته‪ .‬واستدل الخيطالى على ذلك بقوله تعالى‪:‬‬ ‫والله خلقكم وما تعملون‪ .‬وقد وقف عند قوله تعالى‪ :‬وأسروا قولكم أر‬ ‫اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبيره ليعقد‬ ‫الصلة بين علم الله السابق وإيجاد الأفعال الإنسانية فالله "أمر العباد بالتحرز في أقوالهم‬ ‫وأسرارهم‪ ،‬وضمائرهم لعلمه موارد أفعالهم واستدل على العلم بالخلق» وكيف لا‬ ‫لإرآنله‬ ‫يكون لفعل العبد خالقا وهو سبحانه يقول‪ :‬طلووقترنا فيها السيره(" وقال‪:‬‬ ‫أضحك وأبكىئه( وقدرته تعالى تامة لا قصور فيها‬ ‫وإن اعتقاد شمولية القدرة والإرادة الإلهيتين مما يقتضيه التوحيد الخالص فهو‬ ‫سبحانه الواحد في ذاته‪ 3‬الواحد في صفاته‪ ،‬الواحد في أفعاله‪.‬‬ ‫وأما قدرة الإنسان فمحدودة‪ ،‬قاصرة‪ ،‬متعلقة بقدرة الله تعالى" وحريته لا‬ ‫وجود لا إلا في دائرة الكسب©‪ ،‬وهذا ما يؤكده الجيطظالى‪" :‬إن انفراد الله سبحانه‬ ‫باختراع حركات العباد وسكناتمم لا يخرجها عن كونما مقدرة للعباد على سبيل‬ ‫الاكتساب فالله سبحانه خلق القدرة والمقدور جميعا والكسب والمكتسب جميعا‪ ،‬فأنا‬ ‫القدرة فوصف للعبد وخلق للرب سبحانه وليست بكسب له وأما الحركة فخلق‬ ‫للرب تعالى ووصف للعبد وكسب له‪".‬‬ ‫وقد أنكر على نفاة القدرة الإنسانية وعلى القائلين بخلق العبد لأفعاله في قوله‪:‬‬ ‫"وكيف يكون الفعل جبرا محضا وهو بالضرورة يدرك التفرقة بين الحركة المقدورة والرعدة‬ ‫‪.-1‬سورةاللومر‪ ،‬الآية‪.26 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الصافات الآية‪.69 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الملك‪ ،‬الآية‪.31-41 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة سبأ الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة النجم الآية‪.34 :‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/303‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪ :‬القسم‪.1/403‬‬ ‫‪313‬‬ ‫الضرورية؟ أو يكون خلقا للعبد وهو لا يحيط علما بتفاصيل أجزاء الحركات‬ ‫المكتسبة وأعدادها؟ فإذا بطل الطرفان لم يبق إلا الاقتصاد في الاعتقاد‪ :‬وهو أنها‬ ‫مقدورة بقدرة الله تعالى اختراعا‪ ،‬وبقدرة العبد على وجه آخر من التعلق يعبر عنها‬ ‫بالاكتساب‪ ،‬وقد قال تعالى‪ :‬لإقاتلوهم يعتبمم الله بأيديكم" فأضاف القتل إلى‬ ‫العباد‪ ،‬والتعذيب إلى نفسه في فعل واحد‪ ،‬والتعذيب هو عين القتل "©‬ ‫ويتفق الجيطالي مع أبي حامد الغزالي في أن الكسب هو تحقيق مراد الل‬ ‫تعالى‪" :‬إن فعل العبد وإن كان كسبا للعبد فلا يخرج عن كونه مرادا لله سبحانه(‬ ‫لأن علم الله شامل لكل شيء فلا يقع في ملكه ما لا يعلم ولا يحدث فيه مالا‬ ‫يريد‪" .‬فلا تحري في الملك والملكوت طرفة عين‪ ،‬ولا فلتة خاطرك ولا لفتة ناظر إلا‬ ‫بقضاء الله تعالى وقدره‪ ،‬وبإرادته ومشيئته‪ ،‬فمنه الخير والشرك والنفع والضرًَ‬ ‫والإسلام والكفر‪ ،‬والعرفان والنكر‪ ،‬والفوز والخسر‪ ،‬والغواية والرشد‪ ،‬والطاعة‬ ‫والعصيان‪ ،‬والشرك والإيمان لا را لقضائه ولا معقب لحكمه يضل من يشاء‬ ‫ويهدي من يشاء‪ ،‬لا يسأل عمًا يفعل وهم يسألون واستدل الجيطالي على‬ ‫هذا بدليلين هى ;(‪)6‬‬ ‫) دليل نقلي‪ - :‬قول الله سبحانه‪ :‬لولو شئنا لآتينا كل نفس هداهاك("‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لأن لو يشاء الله هدى الناس جميعاه«©‬ ‫‪ -1‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/403‬‬ ‫‪ 3‬أبر حامد الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪.1/741‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪..1/503‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ .‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪.1/741‬‬ ‫‪ 6‬المصدران السابقان‪.‬‬ ‫‪ -7‬سورة السحدة} الآية‪.31 :‬‬ ‫‪ 8‬سورة الزعدإ الآية‪.13 :‬‬ ‫‪413‬‬ ‫"يكر‪)!( .‬‬ ‫‪ -‬وإجماع الأمة على أن ما شاء كان‪ ،‬وما لم ‪7‬‬ ‫دليل عقلي‪ :‬يعرضه على النحو الآتي‪" :‬إن المعاصي والخرائم إن كان الله‬ ‫يكرهها ولا يريدها وإنما هي جارية على وفق إرادة إبليس لعنه الله مع أنه عدو لله‬ ‫سبحانه‪ ،‬والجخاري على وفق إرادة العدو أكثر من الجاري على وفق إرادته تعالى‪.‬‬ ‫فليت شعري كيف يستجيز المسلم أن يرة ملك الجبار ذي الخلال والإكرام إلى‬ ‫رتبة لو رة إليها سيد ضيعة لاستنكف منها إذ لو كان ما يستمر لعدوً السيد في‬ ‫قرية أكثر مما يستمر له لاستنكف من سيادته‪ ،‬وتبرأ عن ولايته‪ ،‬والمعصية هي‬ ‫الغالبة على الخلق‪ ،‬وكل ذلك جار على قياد قول المبتدعة (المعتزلة) على خلاف‬ ‫إرادة الخالق‪ ،‬وهذا غاية الضعف والعجز تعالى رب العالمين عن قول الظالمين علوا‬ ‫كبيرا‪ .‬ثم مهما ثبت أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى صح أنها مرادة له‪ ".‬ويذكر‬ ‫الأستاذ عبد العزيز المجدوب أن الاختلاف في مفهوم الإرادة الإلهية‪ .‬وعلاقتها‬ ‫بالعدل الإلهي هو سبب الخلاف بين المدراس الكلامية في مسألة الفعر“‪ .‬فحًدت‬ ‫المعتزلة مفهوم الإرادة بالأمر‪ ،‬فما أمر به الله فهو مرادهء وجعلت الإرادة غير‬ ‫المراد وهي صفة فعلية محدثة‪ .‬وترى الأشاعرة أن الارادة الاية تتصل بالعلم‬ ‫الإلمي‪ ،‬فكل ما علمه الله فهو مراده‪ ،‬والإرادة صفة ذاتية قديمة(‪ .‬ويوضح الجحيطالي‬ ‫رأي الإباضية في الإرادة بأنها غير الأمرك‪ ،‬فيعرفها بأنها "صفة له عر وجل في‬ ‫ذاته» ينفي بما الاستكراه‪ ،‬فالله عرً وجل مريد لم يزل‪ ،‬وعين الإرادة ما يتكون به‬ ‫‪ -1‬الغزالى ‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ .07 :‬الجيطالى ‪ :‬قناطر الخيرات! تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪.1/503‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/503‬‬ ‫‪ 3‬عبد العزيز الجدوب‪ :‬أفعال العباد في القرآن الكر الدار العربية للكتاب‪.111 :5891 ،‬‬ ‫‪ 4‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .1/821‬د‪ /‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬مناهب الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/564‬‬ ‫د‪ /‬محمد صبحي‪ :‬في علم الكلام‪ :‬ج‪.1/322‬‬ ‫‪ 5‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪ 37 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ /‬غبد الرحمن بدوي‪ :‬مذاهب الإسلاميين‪ :‬ج‪ .1/045‬ذ‪ /‬حلال‬ ‫محمد‪ :‬نشأة الأشعرية وتطورها‪ ،‬دار الكتاب بيروت ط‪5931 {1‬ه_‪5891/‬م‪.032-132 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/503‬‬ ‫‪-513-‬۔‬ ‫المراد على ما أراده المريد غير مستكره على شيء من الأفعال‪ «'.‬وقد تتصرف إلى‬ ‫معن الخلق كما في قوله تعالى‪ :‬لإن أراد الله بضرً هل هن كاشفات ضرهم(©‬ ‫أي أن يخلق الطر‪ .‬وأما إرادة الشيطان الواردة في قوله تعالى‪ :‬ويريد الشيطان‬ ‫أن يضلهم ضلال بعيدا( فهي معن يأمرهم بالضلال‪.‬‬ ‫فإن قيل‪ :‬هل أراد الله أن يكون الشيء قبل كونه‪ 3‬أو أراده بعد كونه‪ ،‬أو‬ ‫أراده حال كونه؟ أجاب الجحيطالي بأن الله "أراده في حال كونه أي إنما يتكون في‬ ‫الأوقات الن جعلها الله وقتا لكونه ووجوده وأما الله عر وجل فلم يزل مريدا‬ ‫لكون ذلك الشيء والإرادة منه عر وجل ليست محدثة} والسؤال والخواب إما‬ ‫وقع على وجود الإرادة‪ ،‬فإن قال‪ :‬فهل أراد في الأزل أن تكون الأشياء؟ قيل نعم‬ ‫لم يزل مريدا لكون الأشياء في أوقاتما الن جعلها الله أوقاتا لكوشا'‬ ‫وإذا كانت المعتزلة تعتقد بأن الله لا يريد المعاصي وتستدل على ذلك بأدلة‬ ‫نقلية وعقلية“‪ 3‬فإننا نجد الجحيطالي يييّن بأن الله تعالى أراد الفواحش والمعاصي خلقا‬ ‫لا أمراء وأما الطاعات فقد أرادها خلقا وأمرا‪{ .‬‬ ‫الجيطالي إلى أن العلاقة بين العلم والإرادة منفصلتان‪ ،‬لأن العلم قد‬ ‫ويذهب‬ ‫يقع بالفعل وبغير الفعل وأما الإرادة والقدرة لا يقعان إلا على الأفعال فيقال‪ :‬يعلم‬ ‫[ الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/99‬ر‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الزمر الآية‪.83 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/63‬و‪.‬‬ ‫‪ -4‬سورة النساء الآية‪.06 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/63‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/001‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬انظر تفصيل هذه الأدلة‪ :‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ 2/33‬ا وما بعدها‪ .‬د‪ /‬عبد الرحمن‬ ‫بدوي‪ :‬مذاهب الإسلاميين‪ :‬ج‪ 1/564‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 8‬ايطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/001‬و‪.‬‬ ‫‪- 613 -‬‬ ‫المؤمن أن الله واحد‪ ،‬ولا يجوز أن يقال‪ :‬يريد المؤمن أن يكون الله واحدا‪(.‬ا©‬ ‫أما إرادة العبد فيذكر الجحيطالي بأنها على ثلائة وجوه‪:‬‬ ‫مع الفعل لأنها علته ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وهي لا تكون‬ ‫العزم أو الفعل‪:‬‬ ‫إرادة‬ ‫_‬ ‫‪ -‬إرادة التقرب‪ :‬كإرادق بالصلاة التقرب إلى الله عرً وجل‪.‬‬ ‫‪ -‬إرادة تمرر‪ :‬تكون ولا يكون المراد لأنها ليست بعلّة للفعل‪ ،‬كإرادق‬ ‫والأموال والأولاد‪.. .‬‬ ‫والرزق‪،‬‬ ‫الصحة‬ ‫ينفي الخيطالي جميع هذه المعاني عن الله تعالى لأنها لا تليق بذاته العلية‪ .‬وهو‬ ‫متره عن الانتصاف بما‪(.‬‬ ‫ويتبع الجيطالي رأي الإباضية في أن الإرادة مع المراد‪ ،‬لا قبله‪ ،‬ولا بعده‪ 3‬لأن‬ ‫الإرادة علة للمراد‪ ،‬ومحال أن تفارق العلة المعلول‪ ،‬والإرادة هنا هي إرادة العزم دون‬ ‫وقد رد عليهم الجيطالى‬ ‫خحلافا للمعتزلة الق ترى أن الإرادة قبل المراد‪.‬‬ ‫غيره(‪.‬‬ ‫قي قوله‪" :‬يقال للمعترلة عمن أراد في الحالة الأولى أن يكفر في الحالة الثانية فلما‬ ‫جاءت الحالة الثانية أراد فيها أن يؤمن فأي الإرادتين أولى به إرادة الكفر أو إرادة‬ ‫الإيمان؟ فليس بين الحالتين فصل فأما قالوا من ذلك فقد نقضوا قولهم‪ ،‬ويقال لم‬ ‫أيضا‪ :‬أخبرونا عن إرادة الإيمان أهي من الإيمان أم لا؟ وعن إرادة الكفر أهي من‬ ‫الكفر أم لا؟ فإن قالوا‪ :‬نعم فقد أثبتوا أن البالغ في أول بلوغه يفعل جزءا من الإيمان‬ ‫أو الكفر باستطاعة‪ ،‬فأثبتوا الاستطاعة مع الفعل‪ ،‬ونقضوا قولهم إنها قبل الفعل‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/001‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/001‬و‪-‬ج‪2/53‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/001‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/53‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .2/301‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/53‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 713 -‬‬ ‫وإن قالوا‪ :‬إرادة الكفر وإرادة الإيمان ليست منهما فقد خرجوا من المعقول لأن‬ ‫إرادة الكفر من الكفر وإرادة الإيمان من الإيمان‪".‬أ“‬ ‫هكذا يثبت الجحيطالي لله تعالى الإرادة والمشيئة لينفي عنه الاستكراه والعجز‪3‬‬ ‫والإرادة والمشيئة من صفات القادر لأن "القادر إذا شاء أن يكون شيء كان وإذا‬ ‫شاء أن لا يكون لم يكن‪ ،‬كما أن من صفات العاجز إذا شاء أن يكون شيء فلا‬ ‫يكون‪ ،‬وإذا شاء أن لا يكون كان‪ ،‬فهذا مغلوب‘ والأول غالب" كما يثبت‬ ‫إرادة العبد وقدرته على اكتسابه الفعل واختياره لينفي عنه الخبر‪.‬‬ ‫وإذا كان التزام الوسطية في موقف ما‪ ،‬وعدم الميل والجنوح إلى أحد الطرفين أمرا‬ ‫صعبا للغاية لا سيما قي قضية شائكة كقضية أفعال الإنسان\ فإننا نستبين من خلال نقد‬ ‫الجيطالى لدعاة الاختيار والقائلين بالجبر مدى اعتداله أو ميله إلى أحد التيارين‪.‬‬ ‫‪ 3‬نقده للمعتزلة والبرية‬ ‫ن الجيطالي أن موطن خطا المعتزلة والخبرية راجع إلى عدم اعتبارهم جهات‬ ‫الإضافة في الأفعال يقول‪" :‬فعمدوا إلى علتين مفترقتين فجعلوها علة واحدة و ل‬ ‫يعتبروا أن جهة الخلق والتقدير والتدبير مضافة إلى الله تعالىك وجهة التحرك‬ ‫والسكون والطاعة والمعصية مضافة إلى العباد" وقد أولى أبو عمار عبد الكاني‬ ‫مسألة العلم بالجهات ق الأفعال أهمية بالغة واعتبره هو‪" :‬عمود هذا الباب الذي‬ ‫يرفع عليه سممكه‪ ،‬وأسسه الذي تقوم عليه دعائمه‪.‬‬ ‫بعد أن ضبط الجحيطالي علة خط الفريقين شرع في مناقشتهم‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج ‪1/53‬ظ‪63-‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/99‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/51‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬أبو عمار عبد الكاني‪ :‬الموجز تحقيق عمار طالي‪ :‬ج‪.2/24‬‬ ‫‪-813-‬۔‬ ‫أ‪ -‬مناقشته للمعتزلة‬ ‫يقول القاضي عبد الحبار‪" :‬اتفق أهل العدل على أن أفعال العباد من‬ ‫وقعودهم حادنة عن جهتهم! وأن الله عز وجل أقدرهم على‬ ‫وقيامهم‬ ‫تصرفهم‬ ‫ذلك ولا فاعل لها‪ ،‬ولا محدث سواهم وأن من قال بأن الله سبحانه خالقها‬ ‫‪77‬‬ ‫هكذا يقرر المعتزلة أن العبد حر في إرادته‪ ،‬فاعل لأفعاله‪ ،‬لا فاعل لما غيره‪5‬‬ ‫ولا محدث لها سواه لاستحالة أن يصدر فعل من فاعلين‪ : .‬وقفوا منالخبر‬ ‫الخالص والمتوسط موقف الرفض ولقد بلغ ببعض مشايخهم من استعظامهم للجبر‬ ‫أن أكفر الحبر‪ ،‬وأكفر الشاك فى كفره والشاك في الشاك‪ ،‬وكل ذلك استعظاما‬ ‫للمجبر‪ 3‬وتتزيها لله عن الظلم‪(.‬‬ ‫استعرض الحيطالي حجج المعتزلة في إثبات حرية الإرادة وعقد لها في كتابه‬ ‫"شرح النونية" فصلا خاصا لمناقشتها‪ ،‬والرة عليها‪ .‬وقد استدل على خلق أفعال‬ ‫العباد بأدلة كثيرة نوجزها فيما يأقة“‪:‬‬ ‫= من القرآن‪ :‬قوله تعالى‪ :‬هالله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لوخلق كل شيء فقدره تقديرا"‬ ‫[‪ -‬د‪ /‬أحمد صبحي‪ :‬في علم الكلام‪ :‬ج!‪ 1/941‬نقلا عن القاضي عبد الجبار‪ :‬المغني في أبواب التوحيد‬ ‫والعدل‪ :‬ج‪.14 /6‬‬ ‫‪ 2‬أبو الحسين الخياط‪ :‬الانتصار تحقيق د‪/‬نييرج‪.92-28 :‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ .76 :‬فإذا كانت المعترلة اتفقت على أن الإنسان هو محدث أفعاله وخالقها بدافع إثبات‬ ‫العدل الإلهي وتتريهه عن الظلم‪ ،‬فإننا نجد في الجهة المقابلة أن القائلين بخلق اللهلأفعال العباد كان بذافع‬ ‫التوحيد الخالص وتتزيه الله عن الشركاء في الخلق والاختراع والقدرة‪.‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/51‬ظ وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ .‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات\ تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/303‬‬ ‫‪ 6‬سورة الزمر الآية‪.26 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الفرقان‪ ،‬الآية‪2 :‬‬ ‫‪- 913 -‬۔‬ ‫‪21‬‬ ‫وبين أن فحوى الآيتين يتضمن الامتداح والاختراع لخميع الأشياءث ولو‬ ‫كان غيره خالقا لساغ أن يقال له خالق كل شيء على الامتداح‪ ،‬فيكون المراد‬ ‫لبعض الأشياء دون بعض فلما بطل أن يقال له خالق كل شيع بطل أن يكون‬ ‫خالقا لفعله‪ ،‬ويعلل الجيطالي ذلك لأن الله تعالى يقول‪ :‬لأم جعلوا لله شركاء‬ ‫خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار&هه"“‬ ‫فأخرجها على المدح والعموم‪.‬‬ ‫وآيات أخرى‪ - :‬كقوله تعالى‪ :‬والله خلقكم وما تعملون»هة‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم‬ ‫بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو‬ ‫اللطيف الخبيره(‘‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لوقدرنا فيها السيرة‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬وانه هو أضحك وأبكىه(“‬ ‫أما من السنة‪ :‬قول البي للة‪" :‬لو رأيتم الرفق لرأيتم خلقا لم تروا من‬ ‫خلق الله شيئا أحسن منه‪ ،‬ولو رأيتمالخرق لرأيتم خلقا لم تروا من خلق الله شيئا‬ ‫أقبح منه"(‪ )7‬فالرفق فعل الرفيق يحمد عليه‪ ،‬والخرق فعل الأخرق يذم عليه‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة الرعد الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/61‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة الصافات‪ ،‬الآية‪.69 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الملك" الآية‪.31-41 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة سباء الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة النجم» الآية‪.34 :‬‬ ‫‪ -7‬لم أجده لي الموسوعة الذهبية الميسرة للحديث النبوي وعلومه‪.‬‬ ‫‪023‬‬ ‫وقول البي تة‪" :‬إن له هو لسر القابض الباسط"(ا"‬ ‫وذلك حين سئل عن التسعير والتسعير فعل المسعُر‪.‬‬ ‫‪ -‬وقول البي عيله في دعائه لرجل‪" :‬اللهم نقه من‬ ‫الذنوب كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس" والعباد يغسلون الثياب وينقونما‬ ‫فدل الحديث على أن الغسل والتنقية من العباد عمل ومن الله خلق‪.‬‬ ‫أما من الإجماع‪ :‬قد اجتمعت الأمة على أن الله خالق وما سواه مخلوق‬ ‫واجتمعت على أن قوله تعالى‪ :‬لخالق كل شيء يفيد العموم وقوله تعالى‪:‬‬ ‫لزوأوتيت من كل شيم ونظائر ذلك في القرآن أنها تفيد الخصوص‪“(.‬‬ ‫‪ -‬من العقل‪ :‬أثبت الجيطالي أن الله تعالى هو الذي جعل الفعل على‬ ‫كيفيته الن وجد عليها يقول‪" :‬لا يمكن أن يدعي أحد أنه هو الذي جعل الفعل‬ ‫على ما‪ .‬هو به غير محتمل للبقاء‪ ،‬ولا مشاهد بالعيان‪ ،‬ولا يوصف يلون من‬ ‫الألوان‪ ،‬ولا يزعم أحد أنه يقدر أن يجعل الكفر إيمانا ولا الطاعة عصيانا‪ ،‬ولا‬ ‫الإساءة إحساناء ولا يقدر أن يجعل الإيمان قبيحا متناقضا مذموماء ولا الكفر‬ ‫حسنا مزينا وأنه لا يقدر على تبديل السكون حركة\ ولا الحركة سكونا‪ ،‬فلما‬ ‫بطل هذا صح أن الله هو الذي جعل الفعل على ما هو به في كيفيته‪ ،‬والجعل‬ ‫من الله خلق"‪.‬‬ ‫ويدعم الجيطالي قوله بأن الجعل من الله خلق بآيات قرآنية‪:‬‬ ‫‪ 1‬أخرجه الترمذي‪ :‬كتاب البيو ع عن رسول الله‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء في التسعير‪ :‬ج‪ &3/506‬رقم‪.4131 :‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب الجنائز باب‪ :‬الدعاء للميت في الصلاة‪ :‬ج‪ )2/266‬رقم‪( .369 :‬مع اختلاف في اللفظ)‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/61‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنعام الآية‪.201 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة النمل‪ ،‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪ 6‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/61‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/61‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 123 -‬‬ ‫كقوله تعالى‪ :‬الوجعل لكم سرابيل تقيكم الحره" والسرابيل صنعة الخلق‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬وجعل بينكم مودة ورحمةه‪ 6‬حيث أضاف الجعل إلى‬ ‫نفسه في المودة والرحمة وهي أفعال العباد‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪( :‬وقترنا فيها السير سيرواچ‬ ‫وقوله تعالى‪« :‬لؤوهو الذي يسركم في البر والبحرمه"“ والسير فعل العباد فأضافه إليه‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لفلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن‬ ‫الله رمىهة وهو جمع بين النفي والإثبات ظاهرا‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬وما رميت بالمعنى‬ ‫الذي يكون به الرب راميا إذ رميت بالمعي الذي يكون به العبد راميا‪ ،‬فرة الله‬ ‫تعالى في هذه الآية على المعتزلة والخبرة (‬ ‫‪ -‬من القياس‪ :‬صاغه على الشكل الآت‪" :‬إن الأفعال شيء محدث بإجماع‬ ‫فكل محدث مخلوق‪ ،‬فلو جاز أن يكون شيء محدث غير مخلوق لخاز أن يكون قسم‬ ‫غير خالق فلما بطل هذا صح أن كل محدث مخلوق‪(.‬‬ ‫ومن الآيات اليي استدلت ها المعتزلة قوله تعالى‪ :‬ولا يرضى لعباده‬ ‫الكفر مأ يؤولها الجيطالي بأن الله تعال صادق‪ ،‬فهو لا يرضى من عباده الكفر ولا‬ ‫يأمرهم به‪ ،‬وأما الخلق فقد خلق الكفر وأراده من العباد خلقا لا أمرا‪ ،‬و لم يعمل‬ ‫[‪ -‬سورة النحل الآية‪.18 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الروم‪ ،‬الآية‪.12 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة سبأ‪ ،‬الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة يونس الآية‪.22 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنفال الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/61‬و۔‪-‬ظ‪ .‬القناطر‪ :‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.2/403‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/61‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -8‬سورة الزمر‪ ،‬الآية‪.70:‬‬ ‫‪223‬‬ ‫أحد من العباد عملا من خيرك أو شرك أو طاعة أموع مصعيصيةة إلا وقد شاعها الل‬ ‫وأرادها خلقا لا إرادة‪ 5‬ولا مشيئة عب‪ .‬وأيد تأويله بكلام أبي عبيدة مسلم‪ ،‬قال‬ ‫أبو سفيان محبوب بن الرحيل‪" :‬كان أبو عبيدة يقول إن الله أمر بالطاعة وأحبها‪.‬‬ ‫ورضيها‪ ،‬وزينهاك فمن عمل مما فبعلم الله‪ ،‬والله المنان عليه‪ ،‬ويقول‪ :‬إن الله همى عن‬ ‫المعصية وأبغضها‪ ،‬وكرّهها‪ 3‬وقّحها فمن عمل بما فبعلم الله‪ ،‬والله عليه الحيمّةث‬ ‫لم يقبل برأي المعتزلة لكونه‬ ‫فمن خلال ما تقدم ظهر لنا أن الجيطالي‬ ‫يتعارض مع الاقرار الحازم بالقدرة الإلهية المطلقة في ملكه وملكوته‪ ،‬وبعلمه المحيط‬ ‫بكليات الأشياء وجزئياتما‪ ،‬فللإنسان قدرته وإرادته إل آنهما محدودتان متعلقتان‬ ‫بقدرة الله جل علاه‪.‬‬ ‫ب مناقشته للجبرية‬ ‫عرف الشهرستايي الخبر بأنه هو‪" :‬نفي الفعل حقيقة عن العبد‪ 5‬وإضاته إإىل‬ ‫الرب تعالى"( وقسم الخبرية إلى قسمين‪":‬الجبرية الخالصة وهي اليي لا تثبت‬ ‫فعلا‪ ،‬ولا قدرة على الفعل أصلا والبرية المتوسطة هي التيثبت للعبد قدرة غير‬ ‫مؤثرة أصلا فأما من أثبت للقدرة الحادثةأثرا ما في الفعل وسمى ذلك كسبا‬ ‫فليس بجبري"”‪6‬‬ ‫لقد استعرض الجحيطالي مذهب الجهمية الي تنفي الإرادة الإنسانية بالكلية‪.‬‬ ‫وترى أن الإنسان مطبوع على أعماله بجبور على أفعاله وما ينسب إليه من أفعال‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/6[1‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬الشهرستان‪ :‬الملل والنحل‪ .58 :‬وأصل التسمية بالجخبرية أو مجبرة كان من إطلاق المعتزلة على الذين‬ ‫يزعمون أن العبد ليس قادرا على فعله‪ .‬وهي فرق‪ :‬الجخهميةش النجارية‪ 5‬الضّرارية‪ 5‬البكرية‪ .‬ر‪.‬الأشعري‪:‬‬ ‫مقالات الإسلاميين‪ :‬ج ا‪ .833/‬الرازي‪ :‬اعتقادات فرق المسلمين والمشركين‪ 98 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪.58‬‬ ‫‪ -4‬الشهرستاين ‪ :‬الملل والنحل‪:‬‬ ‫‪ 323 -‬۔‬ ‫ليست على الحقيقة بل هو على المجاز كقولهم‪ :‬مات الميت‘ نبت الزرع‪ ،‬هبت الريح‪.‬‬ ‫سقط الجدار‪ ...‬فهذه الأشياء سميت فاعلة على الجاز فالله هو الفاعل الحقيقي وحده‪:‬‬ ‫أمات الميت‪ ،‬أنبت الزر ع وغير ذلك‪ "(.‬واستدلت على رأيها بما ياي‪:‬‬ ‫من القرآن‪ :‬قوله تعالى‪ :‬فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء©“‬ ‫وقوله تعالى‪« :‬لإبل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لإختم الله على قلوبمم“ه“ وفي أمثال هذه الآيات‪.‬‬ ‫‪ -‬من العقل‪ :‬سلكت الجهمية طريق السبر والتقسيم لاثبات أن الله هو الفاعل‬ ‫وحده قالت‪" :‬لما وجدنا العقل غير متصرف بمذه الجهات المذكورة ولا يحتمل‬ ‫التجزئة‪ ،‬قلنا لا يخلو أن يكون مضافا‪ .‬إلى العبد بجميعه‪ ،‬أو يكون مضافا إلى الله بجميعهء‬ ‫فبطل أن يضاف إلى العبد لعجزه أن يجعله على ما هو عليه‪ ،‬فلما بطل هذا صح أنه‬ ‫مضاف إلى الله تعالى بجميعه لأنه خلقه وجعله ي قلوب العباد فأضلهم وهداه‬ ‫وقد ارتكز نقد الجيطالي للجبرية على النقاط الآتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬هدم الجهمية لقاعدة إجماع الأمة على أن الله عدل‪ ،‬لا ينسب إليه جورا‬ ‫وذلك بتبرئة أنفسهم من الإساءة والإحسان‪ ،‬ووصفهم الله تعالى بالظلم والعدوان‪”.‬‬ ‫‪ -2‬اعتراضه عليهم بقوله‪" :‬أخبرونا عن الله تعالى هل يجوز في حكمته أن‬ ‫يكلف الأعمى أن يبصر في حالة العمى؟ فإن قالوا‪ :‬إن ذلك لا يجوز في الحكمة‬ ‫[‪ -‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج[‪ .1/833‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/51‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/51‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة فاطر الآية‪.80 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.551 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.70 :‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/51‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪423‬‬ ‫لأنه ممنوع البصر‪ .‬قيل لهم‪ :‬فما معن قولكم إن الله أجبركم على أفعالكم‪ ،‬وليست‬ ‫لكم فيها قوة ولا قصد‪ ،‬ولا إرادة؟ فإن قالوا‪ :‬لا‪ ،‬افتضحوا وإن قالوا‪ :‬بلى‪،‬‬ ‫كانت لنا في أفعالنا قوة‪ ،‬وجعلناها بشهوة وقصا۔ وإرادة فقد نقضوا أصلهم في‬ ‫الجبر لأن الجبر مضطر ليس له قصد ولا إرادة‪"<.‬‬ ‫‪ 3‬إلزامهم بنسبة الظلم إلى ا له تعالى‪" ،‬يقال لهم‪ :‬ما معين قولكم ليست لنا‬ ‫أفعال على الحقيقة} إنما هي لله نسبت إلينا بجازا؟ هل ترعمون لو أن قائلا قال‪ :‬لله‬ ‫صاحبة أو ولد وكذب عليه في صفته أن تلك الأفعال ليست له وإنما هي في‬ ‫الحقيقة لله تعالى‪ ،‬فإن قانوا‪ :‬نعم‪ .‬قيل لهم‪ :‬فلم ذم الله المشركين في إضافتهم تلك‬ ‫الأشياء لله؟ فإن قالوا‪ :‬نسب إليهم ما لم يفعلوه‪ 5‬و لم يقولوه‪ .‬فقد وصفوه بالظلم‪.‬‬ ‫وخرجوا من الدين تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا ولابد لهم من الإقرار بأن الله‬ ‫خلق أفعالهم‪ .‬وعذبمم على اكتسابمم إياها لا على خلق تلك الأفعال"(‬ ‫بضرورة العقل والمشاهدة الحسية يفرق الإنسان بين الحركة الاختيارية‬ ‫‪4‬‬ ‫ال يقوم بما الصحيح تخنارا لها دون مانع‪ ،‬وبين الرعدة الضرورية الي تقع منه دون‬ ‫اختياره‪ ،‬وإرا‪-‬ته‪ .‬يقول الخيطال‪" :‬كيف يكون الفعل جبرا محضا وهو بالضرورة‬ ‫يدرك التفرقة بين الحر ثة المقدورة والرعدة الضرورية؟"ث©‬ ‫‪ 5‬اتخاذ الحيط'لي من الأمر والنهي‪ ،‬والحمد والذم والعقاب للعاقلين دليلا‬ ‫ينا على اكتساب العباد لأفعالحم‪ ،‬ونفى الخبر عنه‪“"{..‬‬ ‫‪ 6‬تبيينه مفهوم المشيئة الإلهية بأنها لا تعني إجبار العباد على أفعالهم وإكراههم‬ ‫عليها‪ ،‬ونفي الاكتساب عنهمإ كما أن العلم الإلهي والإرادة الإلهية لا يجبران أحدا‬ ‫ا الخيطالي‪ :‬شرح النرنية‪ :‬ج‪2/71‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 2‬المدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق ا!نامي‪ :‬القمسم‪.1/403‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 523 -‬۔‬ ‫‪٠‬‬ ‫على فعله ولا ينفيان عنه ما فعل‪ ،‬فلا تعارض إذن بين علم الله ومشيئته‪ ،‬وبين إرادة‬ ‫الإنسان واختياره‪ ©"(.‬ويوضح الشيخ محمد الغزالي هذا المع الخفي بأسلوب جلي‬ ‫عند جوابه عن سؤال‪ :‬كيف يتفق القول بحرية الإرادة‪ 5‬والقول بأن أعمالنا لن تخرج‬ ‫عن دائرة العلم الإلهي المحيط الشامل؟ يقول‪" :‬والجواب سهل‪ :‬قف أمام مرآة بجلوة‬ ‫مقطّب الجبين فماذا ترى؟ سترى صورتك كما هي‬ ‫صافية وأنت عابس الجوهك‬ ‫عابسة مقطبة‪ .‬أي ذنب للمرآة في ذلك؟ إن مهمتها أن تصف‘ وتكشف© وهي قد‬ ‫صدقت فيما أثبتت لك؟ ولو كنت ضاحك الوجه لأثبتت لك على صفحتها خيالا‬ ‫ضاحكا لا شك فيه‪ ،‬وكذلك صفحات العلم الإلهي‪ ،‬وسرائيه لا تتصل بالأعمال‬ ‫تصال تصريف وتحريك" ولكنه اتصال انكشاف ووضوح فهي تتبع العمل! ولا‬ ‫يتبعها العمل‪ .‬غاية ما يمناز به العلم آنه لا يكشف الحاضر فقط ولكنه يكشف‬ ‫كذلك الماضي والمستقبل‪ ،‬فيرى الأشياء على ما كانت عليهء‪ .‬وعلى ما ستكون عليه‬ ‫كما يراها وهي كائنة سواء بسواء©‬ ‫وهي تتمثل فيما يأتي ‪:‬‬ ‫الخبرية&‬ ‫الق استدلت ا‬ ‫تأو يله للنصوص‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪ -‬معن قوله تعالى‪ :‬الإفإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء قسّم‬ ‫الجيطالي شأن الإباضية الهدى من الله إلى ضربين‪:‬ف!©‬ ‫ا أحدهما‪ :‬على معين البيان والدعاء كقوله تعالى‪ :‬فقإوأمّا تمود فهديناهم‬ ‫إنا هديناه السبيل »"‬ ‫فاستحبوا العمى على الهدىه(ة‪ 0‬أي بينا لحم وقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/71‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬محمد الغزالي‪ :‬عقيدة المسلمإ ديوان المطبوعات الحامعية‪ ،‬بن عكنون\ الحزائر‪ ،‬رد‪.‬ت)‪.001 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة فاطر الآية‪.80 :‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/33‬و‪63 ،‬و‪-‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة فصنت الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة الإنسان‪ ،‬الآية‪.30 :‬‬ ‫‪- 623 -‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لإوهديناه النجديزم"‘ وهذا عام الجميع الناس‪ ،‬وقد يكون بمعيێن‬ ‫الدعاء كقوله تعالى‪ :‬وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم‪ “4‬أي وإنك لتدعو‪.‬‬ ‫النان‪ :‬على معين العصمة والتوفيق للمؤمنين خاصة وإيجاد الله الإيمان في‬ ‫قلومم لقوله تعالى‪ :‬من يهد ا له فهو المهتدي“‬ ‫م يين الجيطالي أن الضلال هو فعل العباد وكذلك الهدى" فالله تعالى أضلهم‬ ‫باكتسايمم الضلال الذي هو فعلهم‪ ،‬وهداهم أي أرشدهم ووفقهم باكتسابممم الهدى الذي‬ ‫هو فعلهم كما قال تعالى‪ :‬والذين اهتدوا زادهم هدى" وقوله أيضا‪ :‬لين الذين آمنوا‬ ‫وعملوا الصالحات يهديهم رتهم بإمانممه ومع قولهم أضلهم أي خلق ضلالهم كقوله‬ ‫تعالى‪« :‬لإفلما زاغوا أزاغ الله قلوبممئه" فالإضلال فعل الله‪ ،‬والضلال فعل العبد‪(.‬‬ ‫‪ -‬معين قوله تعالى‪ :‬لختم الله على قلوبمم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم‬ ‫غشاوةهه وقوله أيضا‪ :‬للإبل طبع الله عليها بكفرهمم« أول الحيطالي معن‬ ‫الآيتين بأن الله جعل الكفر الذي اكتسبوه في نفسه خاتما طابعا على قلوبهم حيث‬ ‫جعله قي عينه مخالفا لعين الإيمان‪ ،‬مضادا له‪ ،‬فهما لا يجتمعان في قلب ولا سمع ولا‬ ‫جارحة‪ .‬فكسب الكافر الكفر وفعله إياه هو المانع له والطابع لقلبه والخاتم على‬ ‫سمعه وبصره حت لا يقدر أن يفعل الإيمان في حال فعله للكفر‪ ،‬فأضاف ذلك الله‬ ‫ا‪ -‬سورة البلاك الآية‪.01 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الشورى الآية‪.25 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأعراف الآية‪.871 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة محمدا الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة يونس الآية‪.90 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة الصف الآية‪.50 :‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/33‬و‪.‬‬ ‫‪ 8‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.70 :‬‬ ‫‪ -9‬سورة النسا الآية‪.551 :‬‬ ‫‪- 723 -‬‬ ‫تعالى إلى نفسه‘ إذ جعل الكفر في عينه مخالفا للإبمان‪ ،‬مضادا له لا يقاومه& ولا‬ ‫يجتمع معه في قلب ولا سمع ولا بصر ولا جارحة‪0«.‬‬ ‫له‪" :‬لن يدخل الحنة أحد بعمله قيل‪ :‬ولا أنت يا‬ ‫‪ -‬معين قول الرسول‬ ‫سول الله قال‪ :‬ولا أنا إلا أن يتغمّدن الله برحمته"‪©.‬‬ ‫ر‬ ‫فسره الجيطالي بأن الرسول عليه السلام أراد "أن أحدا لن ينال شيئا من الخير‬ ‫الذي هو طاعة الله‪٬‬‏ ولا يستعصم عن شيء من معصيته فيدخل بذلك الجنة إلا أن‬ ‫يعينه الله على ذلك‪ ،‬ويوفقه‪ ،‬ويغمّده الله برحمته الن لا يخيب من تغمده بما‪ .‬وعلى‬ ‫هذا المعين أمر الله المومنين أن يدعوه ويقولوا‪ :‬اهدنا الصراط المستقيم وهذا‬ ‫من باب العون‪ ،‬والهداية منه تعالى لأوليائه لا على ما ذهبوا إليه من الخبر‬ ‫والاضطرار فيكونون مجبرين مضطرين لا يحمدون ولا يذمون‪6‬‬ ‫ويبرز الخيطالي الدافع الذي ألجأ الجهمية إلى هذا القول وهو "إجلال لرتبهم‬ ‫ألا ينسب إليهم فعل شيء‪ .‬فأزالوا بذلك عن أنقسهم ما أضافه إليهم حيث يقول‪:‬‬ ‫وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله‪ ...‬له وقوله تعالى‪« :‬لجزاء بما كانوا‬ ‫يعملون" وفي أمثالها من القرآن فوصفوا الله تعالى بالجور والظلم"‬ ‫يهذا النقد تصدى الجحيطالي للفكر الجبري الذي تبناه الجهم وأظهر تمافتهء وهو‬ ‫فكر رة عليه جل علماء الكلام وأنكروه نظرا لنتائجه الخطيرة على المجتمع الإسلامي‪.‬‬ ‫[‪ -‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/33‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخرجه البخاري‪ :‬كتاب المرض» باب‪ :‬في تم المريض الموت‪ :‬ج‪ 5/74120‬رقم‪( .9435 :‬مع اختلاف في اللفظ)‬ ‫‪ -3‬سورة الفاتحة‪ 5‬الآية‪.60 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/71‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.501 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة الواقعة‪ 5‬الآية‪.42 :‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬و‪.‬‬ ‫‪ 823 -‬۔‬ ‫وما ينجم عنه من سلبية وتخلف » وخمود‪ ،‬وتعطيل للقدرات‪ ،‬واستسلام للأوضاع‬ ‫القاهرة‪ ،‬وتبرير كل ذلك بالأقدار‪ .‬والاعتذار بالأقدار من شأن الضعفاء كما يقول د‪/‬‬ ‫محمد إقبال (‪7781-8391‬م) في بيت له‪" :‬المسلم الضعيف يعتذر دائما بالقضاء والقدر‬ ‫وأما المؤمن القوي فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرة ‪ ...‬وإذا أحسن‬ ‫للؤمن تربية شخصيته} وعرف قيمة نفسه‪ ،‬لم يقع في العالم إل ما يرضاه ويحبه"‬ ‫وإذا كان الجحيطالي رفض الخبر بالكلية فإئنا نراه يستعمل مصطلحا آخر هو‬ ‫"ابر" فما مدلول هذا المصطلح؟ وما الفرق بينه وبين الخبر؟ وما علاقته بالاختيار؟‬ ‫‪ 4‬مفهوم الخل ورأي الإباضية فيه‬ ‫يذكر الجحيطالي أن مصطلح "الجبل" قد ورد استعماله في الشرع ومن بين ذلك‪(:‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ولقد أضل منكم جبلا كثيرا( أي خلقا كثيرا‪.‬‬ ‫وقوله أيضا‪ :‬واتقوا الذي خلقكم والجبنة الأولينه أي خلقة الأولين‪.‬‬ ‫قول الرسول عله لعبد الله الأشج‪" :‬فيك خصلتان يحتهما الله تعالى" فقال‬ ‫عبد الله‪ :‬ما هاتان يا رسول الله؟ فقال عليه السلام‪ :‬الحلم والأناة‪ ،‬فقال عبد الله‪:‬‬ ‫يا رسول الله أشيء حدث أم جبلت عليه؟ فقال‪ :‬بل حبلت عليه"‪( .‬ة©‬ ‫وقوله عليه السلام‪" :‬جبلت هذه القلوب على حب من أحسن إليها‬ ‫وبغض من أساء إليها" _ فأخبر أن القلوب ببولة‪“.‬‬ ‫‪ 1‬أبو الحسن الندوي‪ :‬روائع إقبال‪ ،‬دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة الخزائرى ‪6891‬م‪.101 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬و‪.‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫الآية‪:‬‬ ‫يسك‬ ‫سورة‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪ -4‬سورة الشعراء الآية‪.481 :‬‬ ‫‪ 5‬أخرجه أبو يعلى في المسند‪ :‬ج‪ 21/5420‬رقم‪.0536 :‬‬ ‫‪ 6‬أخرجه البيهقي في شعب الإيمان‪ :‬كتاب العاشر من شعب الإيمان باب‪ :‬معي المحبة‪ :‬ج‪1/183‬ء رقم‪.664 :‬‬ ‫‪ -7‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪ 2/8‬او‪.‬‬ ‫‪923‬‬ ‫وقد بين مشايخ جبل نفوسة" معى "البل" بأن "الله خلق العباد اوكلفهم‬ ‫الطاعة} وأمرهم بما‪ ،‬وأوجب لهم عليها الثواب© ونماهم عن المعصية‪ .‬وأورحب لم‬ ‫عليها العقاب‪ .‬وهو العالم في الأزل بما يعملون‪ ،‬ولا يجاوزون علمه‪ ،‬فأي ما فعلوا‬ ‫من طاعة أو معصية بقصد واكتساب فالله خلقه منهم‪ ،‬وخلق قصدهم وحركاتمم‬ ‫واكتسابمم ولا ينقض علمه فيهم فخلق العباد على هذا المعن‪ ،‬وجبلهم عليه فهم‬ ‫مخلوقون‪ ،‬مفطورون‪ ،‬مطبوعون على أن يعملوا ما علم الله منهم قبل أن يعملوه“‬ ‫ا ويرى إباضية المغرب( أن القول بالجبل نوع من الجبر ولا فرق بينهما‬ ‫اثبتوا الاختيار والاكتساب» وأبطلوا الخبر والجبل يقول أبو عمرو عثمان السوي‪:‬‬ ‫والنهي‪6‬‬ ‫الأمر‬ ‫"ستة أشياء مبطلة للجبل والبرك مثبتة للاختيار والاكتساب‪:‬‬ ‫والمدح والذم‪ ،‬والثواب\ والعقاب”“‬ ‫واستنادا إلى نصوص القرآن والسنة الي ذكرت الجبل اعتبر الخيطالي قول‬ ‫ا إياضية جبل نفوسة بأن العباد بجبولون رأي مخلوقون) أن يعملوا ما علم ا له منهم‬ ‫قبل أن يعملوه اعتبره قولا صحيحا شريطة أن لا يذهبوا في مع الحبل إلى أنه الخبر‬ ‫والاضطرار(ة'‪ .‬ويعلڵل ذلك "لأن الجبر مضطرًَ وليس له في الحقيقة فعل لأنه أجبر‬ ‫| على ذلك كرها بغير قصد ولا اكتساب"(‪.‬‬ ‫هكذا جعل الجيطالي الحبل وسطا بين الاختيار والجبرك وقد ناقش مثبێ‬ ‫‪ -1‬من المشائخ الذين ذكرهم الجيطالي‪ :‬أبو هارون الجلالي (عاش ق‪3‬ه_‪9/‬م)‪ ،‬أبو يجى سليمان بن ماطوس‬ ‫(عاش ق‪3‬ه‪9/‬م)‪ 0‬أبو عبد الله ين أبي عمرو التندميرتي (عاش ق‪4‬ه‪01/‬م)‪ .‬أبو نى الفرسطائي‬ ‫(عاش ق‪4‬ه‪01/‬م)‪ .‬ر‪ .‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬و‪.‬‬ ‫|‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬يقصد بذلك الخنوب التونسي ومنطقة الجريد وأريغ ووارجلان ومزاب‪.‬‬ ‫‪ 4‬السو‪ :‬السؤالات‪.671 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬و‪.‬‬ ‫‪ -6‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪- -033‬‬ ‫الاختيار من أهل المغرب في محاورة بنيت على الإلزامات نلخص نتائجها فيما ياق‪©‘«:‬‬ ‫‪ -‬أن الله علم بأعمال العباد قبل أن يعملوها‪ ،‬وشاء وأراد أن يكون ما‬ ‫علم منهم حال الفعل‪.‬‬ ‫‪ -‬لا يختار العبد من الأفعال غير ما علم الله منه‪ ،‬وأراده أن يفعله‪.‬‬ ‫‪ -‬اختيار العبد هو ما اختاره الله وأراده‪ ،‬لأن الاختيار شيء وخالق الأشياء هو الله‪.‬‬ ‫‪ -‬واستدل على إثبات الحبل بأدلة هي‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لإومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أوك‬ ‫الذين لم يرد الله أن يطهر قلوممم لهم في الدنيا خزي" ولهم في الآخرة عذاب عظيمكي©‬ ‫ففي هذا بيان أن الله قدر الأمور كنهاء وهي تحري على مقاديره‪.‬‬ ‫‪ -.‬وقوله تعالى‪ :‬وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا‬ ‫يومنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوهم أكتة أن يفقه وه وفي آذانفم‬ ‫وقراه" أي لم يستطيعوا الوصول إلى القرآن بالحجاب الذي جعل بينه وبينهم‬ ‫و لم يجيبوه بما جعل في آذائمم‪.‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لان الذين حقت عليهم كلمات رك لا‬ ‫يومنونه( فحق عليهم القول قبل أن يخلقهم‪.‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لإفاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا‬ ‫من سبق عليه القوله(ث‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬ظ‪91-‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬ظ‪91-‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة المائدة‪ 5‬الآية‪.14 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الإسراء الآية‪.54-64 :‬‬ ‫‪ -5‬سورة يونس الآية‪.69 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة المومنون‪ ،‬الآية‪.72 :‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرًا إل ما شاء اللدئه""‬ ‫يتجلى لنا مما سبق أن الجبل عند الجيطالى هو تضييق بحال اختيار الإنسان‬ ‫الذي لا يكون إل قى حدود ما اختاره الله وأراده له قبل أن يخلقه‪ .‬فلا يتوهم‬ ‫شخص أنه يختار أمرا لم يختره الل و لم يرده‪ .‬من أجل ذلك رفض الخيطالي أن‬ ‫يكون لمصطلح الاختيار الانساني مفهوم حقيقي أو مطلق في الواقع‪ ،‬يقول‪" :‬وليس‬ ‫للاختيار أصل في القرآن ولا في السنة‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪ :‬وربك يخلق ما يشاء‬ ‫ويختار ما كان لهم الخيرة فأضاف الاختيار إلى نفسه‪ ،‬ونفاه عن العباد‪ ،‬وقال‬ ‫تعالى‪ :‬لوما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة‬ ‫من أمرهم فإن كان مع الاختيار عندهم على بجاز اللغة كقول الشاعر‪:‬‬ ‫يرضي الإله وإن خالفت فالنار‬ ‫الدار جنة عدن إن عملت بما‬ ‫فاختر لنفسك ماذا أنت مختار‬ ‫هما حلان ما للناس غيرهما‬ ‫فهذا في اللغة سائغ على الجاز لا على من خلق للنار يختار الحنة على‬ ‫الحقيقة‪ (".‬ومن جهة أخرى فقد ر الجيطالي القائلين بالجبل من الخبر يقول‪" :‬وأمًا‬ ‫منن رمى المسلمين بالخبر‪ ،‬فمعاذ الله أن يكون ذلك من قولهم إنما قول المسلمين‬ ‫إن الله لم يجبر أحدا من خلقه‪ ،‬ولا استكرهه على طاعة ولا على معصية ولكنه قد‬ ‫علم من يعمل بالطاعة ومن يعمل بالمعصية قبل أن يخلق خلقه‪ ،‬فأراد أن ينفذ ما‬ ‫علم منه‪ ،‬و لم يمنع منهم أحدا فيجبره‪ ،‬إنما يجبر العاجز الذي لا يفعل له ما يريد‬ ‫تعالى الله عن ذلك علوا كبير"(ة‬ ‫ا‪ -‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.881 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة القصص الآية‪.86:‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأحزاب‪ ،‬الآية‪.63 :‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/81‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪233-‬۔‬ ‫نقد وتعقيب‬ ‫إن الجيطالي تمسك بالحبل لا بالجبرء وحرص على استعمال هذا اللفظ لأنه‬ ‫من الألفاظ الشرعية الن وردت في الكتاب والسنة وليس غريبا‪ .‬وعند تفحص‬ ‫معناه الاصطلاحي يتبيّن أنه لا يعترض مع القول بالكسب إلا أن دعاة الجبل ركزوا‬ ‫الحديث على جانب العلم الإلهي‪ ،‬والاختيار الإلهمي‪ ،‬والإرادة الإلهية والخلق‪ ،‬ونفوا‬ ‫الاختيار عن الإنسان لأن الخير الحقيقي هو الله تعالى‪ ،‬ولا ينسب الاختيار إلى‬ ‫الإنسان إلا على سبيل المجاز وهذا ما جعل نظرية الحبل تتسم مسحة من الخبر‬ ‫وإن حاول دعاة الحبل التبرّؤ منه بالتفريق بينهما‪ .‬فإذا كان دعاة الحبل نفوا الاختيار‬ ‫عن الإنسان‪ ،‬فإن دعاة الخبر نفوا الفاعلية عنه باعتبار أن الفاعل الحقيقي هو الله‬ ‫تعالى ولا ينسب الفعل عندهم إلى الإنسان إلا مجازا ويين القولين تقارب جلي‪.‬‬ ‫يقول الجعبيري‪" :‬نحس أن مترلة القائلين بالحبل أقرب إلى الجخبر‪ ،‬وإن لم يقل‬ ‫أصحايما به‪ ،‬بينما مترلة القائلين بالاختيار أقرب إلى موقف المعتزلة وإن لم تصل إلى‬ ‫درجتهم قي تخصيص العبد بالفعل "إ('©‬ ‫ويبدو أن الجيطالي قد بالغ حين ذكر أن الاختيار المنسوب إلى الإنسان لا‬ ‫أصل له في القرآن والسنة بيد أننا نجد فيهما نصوصا تصرح بلفظ الاختيار‬ ‫وأخرى تشير إلى حقيقته ومفهومه‪ ،‬فالعبرة بالمعاني لا بالألفاظ ومن بين ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪« :‬لواختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنائ(“‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليهائ(ك‬ ‫= وقوله تعالى‪ :‬هلا إكراه في الدينا فنفي الخبر والإكراء هو إثبات للاختيار‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.2/254‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأعراف الآية‪.551 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة يونس الآية‪.801 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.652 :‬‬ ‫‪- 333 -‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لأمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليهائه("‘‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬كل نفس بما كسبت رهينة‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬الإفمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر ه‬ ‫‪ -‬وقوله تلد‪" :‬تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء‪ 5‬وأنكحوا إليهم«©‬ ‫فمحاولة تقيد الحخيطالي باللفظ الوارد في الشرع وترك ما لم يرد فيه كما‬ ‫هو حال طريقة السلف ليس أمرا ضروريا لأن الأولى اختيار اللفظ الدال على المع‬ ‫المراد سواء ورد به النترع أو لم يرد لأن المسألة ليست توقيفية‪.‬‬ ‫وجلية الأمر أن موقف دعاة الجبل الذي انتصر له الجيطالي لم يشهد له‬ ‫انتشار لانتقاده من قبل مشايخ المغرب« الذين كان موقفهم هو الغالب على‬ ‫الفكر الإباضي(‪.‬‬ ‫وما يمكن أن نسجَله في هذا الموضوع هو استناد كلَ من دعة الجبل‬ ‫والخبر ودعاة الاكتساب والاختيار إلى آيات قرآنية‪ 75‬كما أن الآية الواحدة قد‬ ‫يتناولها كل فريق بقراءة مختلفة وبتأويلات متضاربة‪.‬‬ ‫[‪ -‬سورة فصلت‪ ،‬الآية‪.64 :‬‬ ‫‪ -2‬حورة المدثر الآية‪.83 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الكهف‪ ،‬الآية‪.82 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه ابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب النكاح باب‪ :‬الأكفاء‪ :‬ج‪ 1/3360‬رقم‪.8691 :‬‬ ‫‪ 5‬أبو خزر‪ :‬الرة على جميع المخالفين‪ .‬تحقيق النامي‪ .15 :‬تبغورين‪ :‬أصول الدين‪( 773 :‬ملحق ضمن رسالة‬ ‫الأستاذ الشيهان حمو)‪ .‬أبو يعقوب المصعبي‪ :‬حاشية على أصول الدين لتبغورين‪ ،‬تحقيق الشيهايي حمو‪.571 :‬‬ ‫‪ 6‬الحعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.2/254‬‬ ‫‪ 7‬الآيات الق استدل مما دعاة الجبر والجبل هي‪[ :‬الأنعام‪[ ،]521 :‬البقرة‪[ 5-6]5 :‬هود‪[ ،]63 :‬السجدة‪31]5 :‬‬ ‫التوبة‪[ ،]51 :‬الأعراف‪[ ،]881 :‬المائدة‪ .]14 :‬والآيات ال استدل مما دعاة الاكتساب والاختيار هي‪:‬‬ ‫النساء‪[ 011-111]0 :‬يونس‪[ 801]0 130 :‬الأنعام‪[ .]401 :‬الكهف‪[ ]]82.64 :‬المدثر‪[ .]14 :‬فصلت‪:‬‬ ‫‪ .]0‬ر‪ .‬الخياط‪ :‬الانتصار تحقيق نيبرج‪ 121-221}2 :‬د‪ /‬أحمد حمود صبحي‪ :‬في علم الكلام‪ :‬ج‪-051 /1‬‬ ‫‪ 151‬جميل م‪ .‬منيمنة‪ :‬مشكلة الحرية في الإسلام دار الكتاب لبنان‪ ،‬بيروت ط ‪4791 10‬م‪.52-62 :‬‬ ‫‪433‬‬ ‫هذا الاختلاف قد فتح الباب أمام أعداء القرآن بأن ينعتوه بالتنتاقض‬ ‫والتعارض يقول المستشرق "جولد تسهير""" عن مسألة الخبر والاختيار‪" :‬وليس‬ ‫قي ا إ سلام على ما نر جَح مسألة مذهبية بمكن أن نستخلص من شأمما من القرآن‬ ‫تعاليم متناقضة كتلك الي نبحٹها" فحاشا لكتاب الله العزيز أن يوجد فيه شيء‬ ‫من التعارض والاختلاف لولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراه(_'‬ ‫لكن القراءة الجزئية والموضعية لا الموضوعية للآيات القرآنية أت إلى توهم‬ ‫التعارض فعجزت العقول إلآ من رحم ري عن الإدراك الشامل لمعاني هذه الآيات‬ ‫والوصول إلى فهم سليم‪.‬‬ ‫[‪ -‬إحناس جولد تسهير (‪6621-0431‬ه‪0581-1291/‬م) مستشرق بحري موسوي‪ .‬ر‪ .‬الزركلي‪:‬‬ ‫الأعلام‪ :‬ج‪.1/48‬‬ ‫‪ -2‬حولد تسهير‪ :‬العقيدة والشريعة في الإسلام دار الرائد العربي‪ ،‬بيروت‪.97 :6491 ،‬‬ ‫)‬ ‫‪ 3‬سورة النساء الآية‪` .28 :‬‬ ‫‪533‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المحث الثالث‬ ‫والقدر‬ ‫للنضاء‬ ‫الرعد الأخلاة‬ ‫مزج الجحيطالي بين أصول الدين والأخلاق وجعل منهما حقيقة واحدة‬ ‫هذا ما يلحظه القارئ خصوصا فى مؤلفه "قناطر الخيرات" ولا شك أن هذا‬ ‫المنحى الذوقي في النظر إلى حقائق الدين قد استخلصه الحخيطالي ممن سبقه من‬ ‫علماء الإسلام وعلى رأسهم الإمام أبو حامد الغزالي رت ‪505‬ه_‪1111/‬ٹ'‬ ‫الذي ترك أثرا بارزا ي الفكر الإسلامي من بعده إلى غاية القرن (‪9‬ه‪51/‬م)‪.‬‬ ‫عند حديث الجحيطالي عن "القضاء والقدر" لم يقف عند المسائل اليي أثارها‬ ‫للتكلمون‪ ،‬وما دار حولها من جدل فحسب©& بل تحاوز ذلك إلى إبراز تمرات‬ ‫الإيمان بالقضاء والقدر في سلوك الإنسان ومعاملاته وهذا ما سنبينه فيما يأت‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجمع بين القضاء والقدر وبين الطلب والحذر‪:‬‬ ‫تطرق الجخيطالي إلى هذه المسألة لغرض ضبط مفهوم "التوكل" الذي له آثاره‬ ‫العملية على جوانب حياة الإنسان سواء الدينية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والاقتصادية‪.‬‬ ‫وقد اختلطت أفهام الناس في تحديد هذا المصطلح الأخلاقي فلم تميز بينه‬ ‫اعتقاده؟ فشاع قى الحتمعات الاسلامية‬ ‫وأي منهما مطلوب‬ ‫وبين "التواكز "‪8‬‬ ‫مفهوم "التوكل" بمعناه السبي الذي هو ترك الأسباب والتدابير والاستسلام لما‬ ‫منحى تطوره‬ ‫تقوس‬ ‫الغزالى اعادة‬ ‫الفيلسوف‬ ‫الأعسم‪:‬‬ ‫د‪ /‬عبد الأمير‬ ‫المنحى الذوقي عند الغزالي ا ر‪.‬‬ ‫‪ - 1‬عن‬ ‫الروحي دار الأندلس بيروت ط‪1891 &2‬م‪ 3 :‬وما بعدها‪ .‬د‪ /‬أحمد محمود صبحي في علم الكلام‪:‬‬ ‫ج‪ 791 /2‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪- 633 -‬‬ ‫تحري به المقادير وقد أسهمت الحركة الصوفية في إذاعة هذا المفهوم‪©"(.‬‬ ‫عرف الجحيطالي مفهوم التوكل‪ ،‬ويين أن معناه مأخوذ من قولك توكل‬ ‫فلان على فلان وهو أن يتخذه بمترلة الوكيل القائم بأمره‪.‬‬ ‫وحقيقته هى "الثقة بما ضمنه الله‪ ,‬والقطع بكون ما يحكم به" أو بعبارة‬ ‫أخرى‪" :‬التوكل هو سكون القلب في ضمان الرب"‪.‬‬ ‫وقد أمر الله عباده بالتوكل ف نصوص كثيرة(‪:‬‬ ‫‪ -‬كقوله تعالى‪ :‬وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده‬ ‫وكفى به بذنوب عباده خبيرا(‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لإفإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين"‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مومنينه_ث‬ ‫‪ -‬وقول الرسول تلة‪" :‬لو توكلتم على ا له حق توكله لرزقتم كما‬ ‫يرزق الطير‪ ،‬تغدو خماصا‪ ،‬وتروح بطانا" (‬ ‫فذا علمنا ألله تعال هو ضامن كل شيء؛ يسوق لقادي لى موتها‬ ‫فكيف العمل فيما سبقت به الأقدار؟ وكيف الحذر عما لابد من كونه؟‬ ‫‪ 1‬ابن الجوزي‪ :‬تلبيس إبليس‪ 553 :‬وما بعدها‪( .‬فصل‪ :‬تلبيس إبليس على الصوفية في اةعاء التوكل وترك‬ ‫الاحتراز في الأموال)‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/562‬‬ ‫‪ 3‬الحيطاليى‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪ .3/913‬قواعد الإسلام‪ :‬ج ‪.13 /‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/562‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.3/362-462‬‬ ‫‪ -6‬سورة الفرقان‪ ،‬الآية‪.85 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة آل عمران‪.951 ،‬‬ ‫‪ 8‬سورة المائدة‪ .‬الآية‪.32 :‬‬ ‫‪ 9‬أخرجه ابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ ،‬باب‪ :‬التوكل واليقين‪ :‬ج‪ 2/49310‬رقم‪.4614 :‬‬ ‫۔‪- 733‬‬ ‫أجاب الجحيطالى عن هذا الإشكال مبينا أن القدر والطلب لا يتنافيان‪ ،‬فقد‬ ‫يقدر الله وصول أمر إلى شخص بعد الطلب فلا يصل إليه إلا بعد الطلب‪ ،‬لأن‬ ‫الطلب من القدر ولا فرق بين الأمر المطلوب وبين الطلب فكلاهما مقدوران‪،‬‬ ‫ولا تنافي بينهما‪ .‬كما أن التوكل والكسب لا يتعارضان‪ ،‬ويعلل ذلك لأن التوكل‬ ‫محله القلب‪ ،‬والكسب حله الجوارح ولا يتضاد شيئان في محلين مختلفين("‪ .‬ويرجع‬ ‫ابن الجوزي سبب اضطراب الناس في هذه المسألة إلى قلة العلم يقول‪" :‬قلة العلم‬ ‫أوجبت هذا التخليط‪ ،‬ولو عرفوا ماهية التوكل لعلموا أنه ليس بينه وبين الأسباب‬ ‫تضاد"( فالتخلي عن الأسباب بدعوى التوكل حسب رأي الحيطالي مراغمة‬ ‫للحكمة وجهل بسنة الله تعالى‪ .‬يقول‪" :‬فمن ظرةً أن الطلب والاكتسابڵ والأخذ‬ ‫بالخزم‪ 2‬والاحتراز يناقض التوكل فقعد في بيته وأغلق عليه بابه متوكلا على ربه‬ ‫بزعمه‪ ،‬كان عن العقل خارجا وفي ظلمة الجهل واللا‪".‬‬ ‫ويسوق طائفة من النصوص تدعو إلى اتخاذ الأسباب والأخذ بالحذر منها‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬ليا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا(‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪« :‬لوليأخذوا حذرهم وأسلحتهمه‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل‬ ‫الله(" أمر بالطلب© و لم يأمر بالقعود‪.‬‬ ‫[ الخيالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/13‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/813-913‬‬ ‫‪ -2‬ابن الجوزي‪ :‬تلبيس إبليس‪.553 :‬‬ ‫‪ -3‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/23‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.13 3/9‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.17 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة النساء الآية‪.201 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الحمعة‪ ،‬الآية‪.01 :‬‬ ‫‪ 833 -‬۔‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪« :‬لوهري إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيامهأ'“‬ ‫‪ -‬وقول الرسول تلة‪" :‬ولو توكلتم على الته حق توكله لرزقتم كما ترزق‬ ‫ق‬ ‫وتغدو‬ ‫فأخبر أنها تروح‬ ‫بطاناا(_‪.‬‬ ‫وتروح‬ ‫خاصا‬ ‫تغدو‬ ‫الطير‬ ‫طلب أرزاقها من غيز أن يحملها ها إلى أوكارها‪.‬‬ ‫وحديث الرجل الذي جاء إلى البي عله على ناقة له‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول‬ ‫‪-‬‬ ‫الل‪ 5‬أدغها وأتوكل؟ فقال‪ :‬اعقلها وتوكل "{©‬ ‫واستدل الجخيطالى أيضا من سيرة الرسول علقه أنه ظامر بين درعين‪ ،‬واتخذ‬ ‫جم‬ ‫يوم أحد حتفظ‬ ‫وأقام الرماة‬ ‫العدو‬ ‫من‬ ‫وبحترس‬ ‫المدينة يستظهر به‬ ‫حول‬ ‫حندقا‬ ‫واكتوىك وأمر بالمداواة(‪ .‬فالذي أمر‬ ‫واسترقى‬ ‫ويلبس لامة الحرب‬ ‫من الكفار‬ ‫ارتفاع‬ ‫واضحة على‬ ‫دلالة‬ ‫هذا‬ ‫وق‬ ‫والحذر‬ ‫بالطلب‬ ‫بالتو كل عليه أمرهم‬ ‫عباده‬ ‫التعارض بينهما‪.‬‬ ‫‪ -2‬أركان الدين‬ ‫يتعلق جميعها بالقضاء والقدر وهي ‪(6) :‬‬ ‫أربعة‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫جعل الجيطالى أركان‬ ‫أ_ الاستسلام لأمر الله‬ ‫ويراد به الخضوع لله تعالى وحقيقته هي ‪" :‬أن يلجئ العبد أموره الى ير جوها‬ ‫إلى الله تعالى‪ ،‬ويستسلم له قبل وقوع الحكم فإذا وقع رضي به‪ ،‬كأنه يريده فيتبع‬ ‫‪ -1‬سورة مري‪ ،‬الآية‪.52 :‬‬ ‫‪ -2‬تقدم تخريجه‪ 043 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالى‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/23‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب صفة القيامة والرقائق والورع‪ :‬ج‪ {896 /4‬رقم‪.7152 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/13‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/913‬‬ ‫‪ 6‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ 1/421‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 933 -‬۔‬ ‫بالكف والانتهاء‪ 3‬وليس مع الله خيار في جميع مقماديره‬ ‫أوامره بالامتثال وزواجره‬ ‫من الأوامر والنواهي في جميع الأحكام فإذا كان العبد يمذه المنزلة كان مستسلماء‬ ‫مسلما لله تعالى "«"‪0‬‬ ‫ب‪ -‬الرضا بقضاء الله‬ ‫العبد بأوامر الله تعالى©‬ ‫وهو قريب من الاستسلام‪ ،‬ومعناه‪" :‬أن يرضى‬ ‫فيمتنلها ونواهيه‪ ،‬ومما قدر عليه من الأمراض والمصائب فيرضى بما‪ .‬ولا يسخطها‪،‬‬ ‫ى ذلك محتسبا فيه الأجر والنواب لأن ذلك عدل من الله ‪7‬‬ ‫بل يصبر عل‬ ‫فكل نعمة منه‬ ‫وقد بين الجيطالي أن أفعال الله على وجهين‪ :‬عدل وفضل‬ ‫فضل؛ وكل نقمة منه عدل فعلى العبد أن يعلم ذلك ولا يجور على الله تعالى‪.‬‬ ‫ولا يسخط فعله فإن فعل ذلك فقد هلك وبطل أجره‪ .‬ويعرّف أهل العلم‬ ‫الرضا بالقضاء بأنه‪" :‬ترك السخط والسخط ذكر غير ما قضى الله بأنه أولى به‪,‬‬ ‫وأصلح له فيما لا يستيقن فساده وصلاحه"ة‪.‬‬ ‫والحكمة من الرضا بالقضاء تتمثل في أمرين“‬ ‫أحدهما‪ :‬ليتفرغ العبد للعبادة‪ ,‬لأنه إذا لم يرض بالقضاء يكون مشغول‬ ‫وكذا؟‬ ‫القلب‪ ,‬مهموما أبدا بأنه‪ :‬لم كان كذا وكذا؟ ولم لا يكون كذا‬ ‫الثاني‪ :‬خطر ما في السخط من عذاب الله تعالى‪.‬‬ ‫‪ 1‬الخيطالى‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪. 1/521‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/51‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/521‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/143‬‬ ‫‪ 5‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/043‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.3/933‬‬ ‫‪- 043-‬‬ ‫ج‪ -‬التوكل‬ ‫سبق أن ينا معناه آنفا» وبقي أن نشير إلى مقاماتهء وقد جعلها الجخيطالي‬ ‫ثلانة هي('‪ :0‬التوكل بالعلم‪ 3‬والتوكل بالحال‪ ،‬والتوكل بالعمل‪.‬‬ ‫‪ -‬أما التوكل بالعلم‪ :‬وهو متعلق بالتوحيد حيث يجب على الموحد أن يلترم‬ ‫حال التوكل‪ ,‬وذلك أن يرى الأشياء من مسبب الأسباب لا يلتفت إلى الوسائط‪،‬‬ ‫بل يراها مسخرة لا حكم لها‪ .‬ويرى الوسائط في قلبه بممترلة القلم واليد قي حق‬ ‫المنعم بالتوقيع‪ ،‬فإنه لا يشكر القلم ولا اليد‪ ،‬ولا يغضب عليها‪ ،‬بل يراهما آليتين‬ ‫وواسطتين‪ ,‬وكذلك الشمس والقمر‪ ،‬والنجوم‪ ،‬والحماد‪ ،‬والنبات‪ ،‬والحيوان‪،‬‬ ‫وكل مخلوق فهي مسخرات بأمره حسب تسخير القلم في يد الكاتب‪ .‬هكذا‬ ‫يسلب الحيطالي الفاعلية من الأشياء الطبيعية‪ ،‬ويرجع جميع العلل الظاهرة إلى الله عرً‬ ‫وجل لأن "القدرة الأزلية هي المصدر للكز"“ فإذا تحقق العبد هذا استولى على‬ ‫قلبه غاية التوكل‪ ،‬وصار موقنا‪© .‬‬ ‫أما التوكل بالحال‪ :‬ويكون بسكون قلب العبد‪ ،‬واعتماده على فضل الله‬ ‫تعالى وحده لا على غيره‪ .‬ويوضح أبو حامد الغزالي معناه بعبارة أخرى‪" :‬أن‬ ‫تكل أمرك إلى الله عر وجل؛ ويثق به قلبك‪ ،‬وتطمئن بالتفويض إليه نفسك‪ 6‬ولا‬ ‫تلتفت إلى غير الله أصل"‬ ‫[‪ -‬الجخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/621-721‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/662-762‬‬ ‫وقد تحدث عن هذه المقامات أبو حامد الغزالي‪ .‬ر‪ .‬الغزالي‪ :‬الأربعين في أصول الدينإ شركة الشهاب‬ ‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الخزائر ‪ 081 :9891‬وما بعدها‪ .‬الإحياء في علوم الدين‪ :‬ج‪ 5/531‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/452‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.2/721‬‬ ‫‪ 5‬الغزالي‪ :‬الأربعين في أصول الدين‪.481 :‬‬ ‫‪- 143 -‬‬ ‫‪ -‬وأما التوكل بالعمل‪ :‬فيظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه بعلمه إلى‬ ‫مقاصده‪ ،‬وقد حصر الجحيطالي حركات العبد وسعيه في وجوه أربعة لا تعدوها هيه‘‘‪:‬‬ ‫‪ -‬جلب نافع مفقود بالكسب‪.‬‬ ‫‪ -‬حفظ موجود عنده بالادخار‪.‬‬ ‫‪ -‬دفع ضار لم ينزل به‪ ،‬كاللص والسباع‪.‬‬ ‫‪ -‬إزالة ضار قد نزل به كالتداوي من المرض‪.‬‬ ‫وأما الأسباب الي يجلب مما النافع فعلى ثلاث درجات‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬مقطوع به‪ ،‬مثل الأسباب ال ارتبطت المسببات مما بتقدير الله‬ ‫ارتباطا مطردا‪ ،‬لا يتخلف «إفلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تحد لسنة الله تحويلاهث‬ ‫فمن زعم أن ترك الأسباب والسعي من شرط التوكل فهو موسوم بالجنون‪,‬‬ ‫والجهل‪ ,‬والخط‪ ،‬وحرام عليه ذلك“'‪ 5‬لأن الساعي لا يخرج عن التوكل عند وجود‬ ‫حال التوكل وعلمه‪ ،‬وهو الاتكال على مسبب الأسباب‪ ،‬فالتوكل في هذا المقام‬ ‫بالعلم والحال لا بالعمل‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬الأسباب الي ليست متيقنة لكن الغالب أن المسببات لا تحصل إلا‬ ‫دونما‪ ,‬مثل المسافر في البادية بغير زاد‪ ،‬والحقيقة أن هذا ليس تو كلا بل هو منهي‬ ‫عنه لأنه إلقاء بالنفس إلى التهلكة‪ ،‬وقد اعتبره أبو حامد الغزالي والجيطالي‬ ‫متو كلا بشرطين‪{(.‬‬ ‫الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ .5/341‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.2/621‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -2‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ .5/341‬الأربعين في أصول الدين‪ .681 :‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .2/621‬قناطر‬ ‫الخيرات‪ :‬ج‪.3/662-762‬‬ ‫‪ -3‬سورة فاطر الآية‪.34 :‬‬ ‫‪ -4‬الغزالي‪ :‬الأربعين في أصول الدين‪ .681 :‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام ‪ :‬ج‪ .1/621‬ابن الجوزي‪ :‬تلبيس إبليس‪.553 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/621‬‬ ‫‪ 6‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ .5/341-441‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪..3/762‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/621‬‬ ‫‪243‬‬ ‫الأول‪ :‬أن يكون قد راض نفسه على الصبر على الطعام أسبوعا أو ما قارب‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أن يقوى على التقوت بالحشيش والأشياء الخسيسة‪.‬‬ ‫ومادامت هذه الأسباب مظنونةء ليست يقينية فتركها ليس شرطا فى‬ ‫التوكل لأن التوكل في هذا المقام بالحال والعلم والعمل جميعا‪.‬‬ ‫الثالنة‪ :‬الأسباب الي يتوهم إفضاؤها إلى المسببات من غير ثقة ظاهرة‬ ‫كالاستقصاء في حيل المعيشة‪ ،‬واستنباط دقائق الأمور فيهاء واكتساب بطريق‬ ‫الشبهة وذلك تمرة الحرص‪.‬‬ ‫التوكل لأئما تناقضه ‏‪1( ١‬‬ ‫شروط‬ ‫الملوهومة من‬ ‫الأسباب‬ ‫هذه‬ ‫وترك‬ ‫د التفويض‬ ‫ين الجيطالي أن التفويض إلى الله تعالى فرض واجب©‪ ،‬حقيقته‪" :‬أن نعلم أنه‬ ‫لا يملك ضرّك‪ ،‬ونفعك‘ وحياتك‘ وموتك إلا الله» ولا لك رازق غيره‪ ،‬ولا معط‬ ‫سواه‪ ،‬ولا مانع حاشاه‪ .‬فإذا استقر ذلك في قلبك فقد فوّضت الأمور الي تنجو‬ ‫ماك وترجو إلى مالكها‪ ،‬فأس التفويض والباعث عليه إنما هو اعتقاد أنه لا يكون‬ ‫من الخير‪ ،‬ولا من الشر إلا ما أراد الله كونه‪ .‬فإذا كان اعتقاد العبد هكذا فقد‬ ‫استراح قلبه من الخضوع إلا لمولاه عر وجل‪ .‬وقد قال سبحانه وتعالى حكاية عن‬ ‫مؤمن آل فرعون‪ :‬لؤوأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعبادئه“‪".‬ث وقد عرفه‬ ‫العلماء بعبارات مختلفة منهأ‘“‪:‬‬ ‫"ترك اختيار ما فيه الخطر إلى اختيار المدير العالم بمصلحة الخلق" وقيل هو‪:‬‬ ‫‪ 1‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ .5/541‬الأربعين في أصول الدين‪ .681 :‬و لم يتحدث الجيطالي عن الدرجة الثالثة‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة غافر الآية‪.44 :‬‬ ‫‪ 3‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/821-921‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/572‬‬ ‫‪- 343-‬‬ ‫"ترك الطمع" وقيل هو‪" :‬إرادة أن يحفظ الله عليك مصالحك فيما لا تأمن فيه الخطر"‪.‬‬ ‫مما سبق نحد أن الجيطالي ضمن عقيدة القضاء والقدر بعدا أخلاقياك يزكي‬ ‫النفس» ويدفعها إلى العمل‪ ،‬ويزيد في إيمان العبد ويقينه‪.‬‬ ‫۔ ‪- 443‬۔‬ ‫المصل ا لسابع‬ ‫اليوم الاخر‬ ‫المبحث الأول‪ :‬أطوار اليوم الآخر‪.‬‬ ‫للبحث النان‪ :‬الوعد والوعيد‪.‬‬ ‫المبحث النالث‪ :‬الخوف والرجاء‪.‬‬ ‫الملحثا لأول‬ ‫أطوار البومالآخر‬ ‫اممت الأمة على أن الامان بليوم الآخر وما يجري فيه من بعثه‬ ‫وحساب‘ وجزاء يعد ركنا من أركان العقيدة الإسلامية‪ ،‬وهو "الذي بعث الله به‬ ‫الرسل عليهم السلام‪ ،‬وبه يكمل الإيمان بالله تعالى‪ ،‬ويكون باعثا على العمل‬ ‫الصالح وترك الفواحش والمنكرات والبغي والعدوان وقد سماه الله تعالى في‬ ‫القرآن بأسماء كثيرة تدل على عظمة هذا اليوم‪ ،‬وأحواله الكائنة فيه‪ ،‬يقول القرطي‪:‬‬ ‫"كل ما عظم شأنه تعددت صفاته! وكثرت أسماؤه وهذا مهيع كلام العرب‪...‬‬ ‫فالقيامة لما عَظم أمرها‪ ،‬وكثرت أهوالها سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة‪.‬‬ ‫ووصفها بأسماء كثيرة" ولذلك كان الإيمان باليوم الآخر أقوى دافع للإنسان إلى‬ ‫الكمال والرقي في حياته الدنيا ليحوز المكانة السامية عند الله في الآخرة‪.‬‬ ‫تطرق الجحيطالي في مؤلفاته إلى الحديث عن أطوار اليوم الآخر والي تتمثل فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الموت والفناء‬ ‫يجب العلم والتصديق بأن ورود الموت حق على كل مخلوق من سكان‬ ‫الأرض والسموات وما بينهما من جميع المخلوقات‪ ،‬وأن كل نفس ذائقة الموت‪6‬‬ ‫و سالكة سبيل الفوته‘“‪.‬‬ ‫‪ -1‬محمد رشيد رضا‪ :‬الوحي المحمدي دار الكتب‪ ،‬الجزائر ‪9891‬م‪.571 :‬‬ ‫‪ -2‬د‪ /‬عمر سليمان الأشقر‪ :‬اليوم الآخر القيامة الكبرى مطبعة موحليك الخزائر‪.03:‬‬ ‫‪ -3‬محمود شلتوت‪ :‬الإسلام عقيدة وشريعة‪ ،‬دار الشروق" بيروت‪ ،‬ط‪2‬ا‪3041 0‬ه‪3891/‬م‪.24 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/413‬عقيدة التوحيد‪.4 :‬‬ ‫‪- 643-‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪ :‬لأكل شيء هالك إلا ‪7‬‬ ‫‪ -‬وقال تعالى‪ :‬للكل نفس ذائقة الموت‬ ‫‪ -‬وقال تعالى‪« :‬ئإكل من عليها فان وييقى وجه رك ذو الجلال والإكرام‬ ‫وقد عرف الجيطالى الفناء بأنه "عدم بعد وجود"‪ 5‬أو هو بعبارة أخرى‪:‬‬ ‫"قطع التدبير من ا له عر وجل عن الشيء الموجود ويذكر بأن المتكلمين اختلفوا‬ ‫في الفناء فذهب عبد الله ابن يزيد الفزاري وبعض المعتزلة إلى أن الفناء صفة‬ ‫للفاني‪ ،‬يحدث قبل حال الفناءء ولا تسمى فناء إلا عند فناء الفايي‪ ،‬فالفناء عند‬ ‫هؤلاء صفة للجسم وهو عرض حال فيه كالحركة والسكون‪ ،‬وأبطل آخرون‬ ‫ومن بينهم الجيطالي أن يكون هناك شيء يسمى فناء‪ ،‬وإنما الفناء عندهم معلق لا‬ ‫للى شيع غير أن ا له عر وجل إذا قطع تدبيره عن الأشياء الموجودات فنيت‬ ‫الموجودات‪ ،‬لا على حدوث معن يسمى فناء‪(.‬‬ ‫ويتفق الحيطالي مع أبي عمرو عثمان السوفي أن فناء الأشياء كلها على‬ ‫التلاشي لا على الانقلاب ما خلا المكلفين‪ ،‬وأطفال المسلمين فإن فناءهم على‬ ‫الانقلاب‪ .‬وأما أطفال غير المسلمين فقد اختلف في فنائهم هل هو على التلاشي‬ ‫‪ -1‬سورة القصص الآية‪.88 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.581 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الرحمن الآيتان‪.62-72:‬‬ ‫‪ 4‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/34‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 6‬عبد الله بن يزيد الفزاري (عاش ق‪3‬ه‪9/‬م) عالم مغربي‪ ،‬يعد من المتكلمين؛ وهو إمام النكار من‬ ‫الإباضية‪ ،‬من مؤلفاته "الرة على الروافض" ر‪ .‬جمعية التراث‪ :‬أعلام الإباضية‪ :‬ج‪3/985‬؛ ترجمة‪.606 :‬‬ ‫علي بحى معمر‪ :‬الإباضية بين الفرق الإسلامية‪.003 :‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/24‬ظ‪34-‬و‪ .‬وذهبت الإباضية إلى أن "حمسة أسماء متعلقة لا يلى شيى‬ ‫وهي‪ :‬الفناء‪ ،‬والعدم‪ 2‬والأزل‪ ،‬والخذلان‪ ،‬والمحال" ر‪ .‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/24‬و‪.‬‬ ‫‪- 743-‬‬ ‫أوعلى الانقلاب؟ ورجَح الجيطالي أن يكون فناؤهم على الانقلاب لأن الله تعالى‬ ‫سئلت عن قتلها‬ ‫قال‪ :‬للؤوإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت‪%‬ه‪ ( '4‬أخبر أن الموؤودة‬ ‫)‪(2‬‬ ‫بغير ذنب‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫‪.‬‬ ‫ويدعو الجيطالي العبد إلى التفكر في الموت وتذكره عملا بقوله علة‪:‬‬ ‫"أكثروا ذكر هادم اللذات لأن في التفكر فيه ما يهرّن على العبد مصائب الدنياء‬ ‫ويدعوه إلى ترك الرغبة كما أن فى ذكره ثوابا وفضلا‘} وقد بين أن الناس فيى ذكر‬ ‫الملرت ثلاثة أصناف(‪:‬‬ ‫‪ -‬أحدهم‪ :‬المنهمكون في الدنياء فلا يزيدهم ذكر الموت من الله إلا بعدا‬ ‫لأنهم بذكره يتأسفون على الدنيا فهم الذين قال الله فيهم‪ :‬لأقل إن الموت الذي‬ ‫تفرّون منه فإنه ملاقيكم«“‪.‬‬ ‫ربما يكره الموت‬ ‫المخلص يزيده ذكر الموت خوفا وخشية‬ ‫_ الثاني ‪ :‬التائب‬ ‫خوفا أن يفاجئه قبل تمام التوبة والاستعداد للآخرة ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬العارف بالله الذي أحبه فاشتاق إليه فهذا يتمن الموت ضجرا من‬ ‫الدنيا وشوقا إلى لقاء حبيبه‪ ،‬كما قال حذيفة وبثت لما احتضر‪ :‬مرحبا بزائر جاء على‬ ‫فاقة لا فرح من ندم‪.‬‬ ‫‪ 2‬إثبات عذاب القبر ونعيمه‬ ‫عذاب القبر ونعيمه من المسائل السمعية الن اختلفت في شأمما الفرق بين‬ ‫ا‪ -‬سورة التكوير الآيتان‪.8-9 :‬‬ ‫‪ -2‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية ج‪1/44‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخرجه الترمذي كتاب صفة يوم القيامة‪ :‬ج‪ .4/936‬رقم‪.0 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/615-715‬‬ ‫‪ 5‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة الجمعةء الآية‪.8 :‬‬ ‫‪- 843‬‬ ‫‪ :‬ي‪.‬‬ ‫وا‬ ‫والإمامية(‘©‬ ‫الإباضية('‘ والأشعري(‪8‬‬ ‫‏‪ ١‬لثبت ‪.‬‬ ‫فمن‬ ‫له وناف‪.‬‬ ‫مش‪ .‬ت‬ ‫الجيطالي أدلة المثبتعن‬ ‫وقد أورد‬ ‫الإباضية‬ ‫من‬ ‫والنكار‬ ‫المعتزلة(‬ ‫بعص‬ ‫النافنن‬ ‫ومن‬ ‫‪٤‬۔‏ (‪.)7‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وهي فيما ياتي‬ ‫أ‪ -‬الدليل النقلي‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬النار يعرضون عليها غدوًَا وعشيا ويوم تقوم الساعة‬ ‫أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فهذا نص في إثبات العذاب قبل الحشر لأته‬ ‫قال تعالى‪ :‬الريوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذابؤه‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لإسنعذيهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم قالوا‪:‬‬ ‫فأحد العذابين هي الحدود في الدنيا تجرى عليهم على كره منهم‪ ،‬والعذاب الثاني‬ ‫عذاب القبر‪ ،‬والعذاب العظيم يوم القيامة بعد الحشر‪.‬‬ ‫فإن له معيشة ضنكاكه(") روي عن الرسول تلله أنما‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫نزلت في عذاب الكافر في قبره(!"‘‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬ليثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفني‬ ‫الآخرةمه' فسروا الآخرة بالقبر يثبتهم الله فيه عند مساءلة منكر ونكير‪.‬‬ ‫[‪ -‬الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪ 3/813‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرازي‪ :‬معالم أصول الدين‪.911 :‬‬ ‫‪ 3‬الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.912 :‬‬ ‫‪ 4‬ابن أبي العز‪ :‬شر ح العقيدة الطحاوية‪.693 :‬‬ ‫‪ -5‬عبد اخبار‪ :‬فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة‪ ،‬تحقيق فواد سيد‪.102-202 :‬‬ ‫‪ 6‬الوارجلان ‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪.3/813‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي القسم‪ .1/613‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/35‬و‪.‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -8‬سورة غافر‪ ،‬الآية‪.64 :‬‬ ‫‪ -9‬سورة التوبة الآية‪.101 :‬‬ ‫‪ -0‬سورة طه\ الآية‪.421 :‬‬ ‫[ ‪ -1‬صحيح اين حبان‪ :‬كتاب للحنائز‪ 5‬باب‪ :‬للريض وما يتعلق به‪ :‬ج‪7/083‬ء رقم‪ .3113 :‬الجيطالي‪ :‬شرح لنوية‪ :‬ج‪3/35‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة إبراهيم الاية‪.72 :‬‬ ‫‪943‬‬ ‫بر به مثل قوله دك‪,‬‬ ‫القبر‬ ‫عذاب‬ ‫من‬ ‫ن‬ ‫الر سول‬ ‫باستعاذة‬ ‫الأخبار‬ ‫‪ -‬تواتر‬ ‫القبر‬ ‫ومن عذاب‬ ‫جهنم‬ ‫مزن عذاب‬ ‫بعل الفرا غ من الصلاة‪" :‬اللهم إني أعوذ بل‬ ‫ومن فتنة المحيا والممات" )‪(1‬‬ ‫ومن فتنة ا مسيح الدجال‬ ‫ولقد‬ ‫معاذ‬ ‫بن‬ ‫سعد‬ ‫منه‬ ‫القبر لنجا‬ ‫عذاب‬ ‫أحد من‬ ‫"لو نا‬ ‫للند‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫‪-‬‬ ‫منها أضلاعها"(‪)2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ . .‬لة اخوجاذز‬ ‫القبر‬ ‫‪. .‬‬ ‫الأخبار ©‬ ‫_ سؤال الملكين منكر ونكير‪ :‬وقد وردت كما‬ ‫ب الإمكان العقلي‬ ‫يجوز في العقل وليس بمستحيل عليه أن يحيي الله الموتى‪ ،‬وهو قادر على كل‬ ‫شيء ويعيد الحياة إلى جزء من الأجزاء الذي به يفهم الخطاب©ؤ ولا يدفع ذلك بما‬ ‫يشاهد من سكون أجزاء الميت وعدم سماعنا للسؤال‪ ،‬فإن النائم ساكن بظاهره‬ ‫ويدرك في باطنه الآلام واللذات ما يحس تأثيره عند انتباهه من ال«نو‘“‪.‬‬ ‫ويعقد الجيطالي مشاممة بين ما يحدث للنائم وما يحدث للميت في قبره ليرد بما‬ ‫على المنكرين‪ ،‬ويوضح ذلك في هذه المحاورة‪" :‬فإن قال قائل كيف يعذب الميت ونحن‬ ‫نجد المدفون في قبره على حالته الأولى هامدا‪ 3‬ونعلم بالضرورة كونه ميتا ولو تركناه‬ ‫على وجه الأرض دهرا طويلا لما حال عما عهدناه عليه؟ قيل له‪ :‬أخبرنا عن النائم بين‬ ‫ا‪ -‬مسند أحمد‪ ،‬باب مسند عبد الله بن عباس عن الني للند‪ :‬ج‪!/١‬‏ ‪ .0‬رقم‪.9612 :‬‬ ‫‪ -2‬لم أجده بمذا اللفظ وقد أخرجه ابن حبان بلفظ‪" :‬للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ"‬ ‫صحيح ابن حبان‪ :‬كتاب الجنائز باب‪ :‬المريض وما يتعلق به‪ :‬ج‪ 7/9730‬رقم‪.2113 :‬‬ ‫الحنائز» باب‪:‬‬ ‫‪ 3‬منها ما أخرجه الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/8‬ا رقم‪ .289:‬وما أخرجه البخاري‪ :‬كتاب‬ ‫ماء في عذاب القبر‪ :‬ج‪ ،1/264‬رقم‪ .8031 :‬وما أخرجه مسلم‪ :‬كتاب الحنة وصفة نعيمها‪ ،‬باب‪:‬‬ ‫عرض مقعد الليت‪ :‬ج‪ 4/00210‬رقم‪ .0782 :‬ما أخرجه الترمذي‪ :‬السنن‪ :‬كتاب الجنائز باب‪ :‬ما جاء‬ ‫في عناب القبر‪ :‬ج‪ 3/3830‬رقم‪.1701 :‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/35‬ظ‪ .‬قناطر الخيرات‪ :‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪.1/613‬‬ ‫‪-053-‬۔‬ ‫أيدينا‪ .‬وهو يرى في نومه ذلك غمرات ويوقع تي احتلامه أصنافا من اللذات‪ ،‬فهل تبين‬ ‫لنا من ذلك شيء؟ فإن قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقد نطق بالبهتان‪ ،‬وإن قال‪ :‬نعلم من ذلك شيئا‪ ،‬قلنا‬ ‫صدقت لأن النوم أخو الموت‘ واليقظة كالبعث‪ ،‬كما قال الله تعالى‪ :‬لوهو الذي‬ ‫يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتمبالنهار ثمييعنكم فيلهيقضى أجل مسمى (""‪.‬‬ ‫وقد أورد الجيطالي بعض أدلة منكري عذاب القبر ورة عليها ونتمثل فيما يلي(‪:‬‬ ‫‪ -‬استدلوا بقوله تعالى حكاية عن الكفار‪«:‬إقالوا يا ويلنا من بعثنا من‬ ‫مرقدناه"‪ 6‬فقالوا‪ :‬لو كانوا فيعذاب لا قالوا من مرقدنا‪ ،‬لأن العذاب أعظم‬ ‫وأشد من أن يكون صاحبه في رقاد‪ ،‬وغفلة‪ .‬ويرد عليهم الحيطالي معتمدا على أهل‬ ‫التفسير الذين ذكروا أنه إذا نفخ فايىلصور النفخة الأولى قيل للكافر في قبره أخمد‬ ‫فيخمد فيه فلا عذاب أربعين سنة} وهي ما بين النفختين فإذا نفخ فيالصور الثانية‬ ‫للبعث قاموا من قبورهم فقالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‪©.‬‬ ‫‪ -‬واستدلوا بقوله تعالى‪ :‬ويوم تقوم الساعة يقسم الحرمُون ما لبثوا غير‬ ‫ساعة( فلو كانوا معذبين لما قالوا لبتنا ساعة} أو يوما‪ ،‬أو بعض يوم لأن‬ ‫صاحب الحزن والعذاب يرى القليل منه كثيرا‪ .‬ويرد الجخيطالي عليهم بأممم يقولون‬ ‫ذلك لتصاغر الدنيا عندهم في عظيم ما نزل بمم في الآخرة‪(.‬‬ ‫فبعد أن ساق الحيطالى أدلة المثبتين لعذاب القبر‪ ،‬ور على المنكرين له‬ ‫‪ -1‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.06 :‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/45‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ -4‬سورة يس» الآية‪.25 :‬‬ ‫‪ 5‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/45‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة الروم الآية‪.55 :‬‬ ‫‪ 7‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/45‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 153 -‬‬ ‫‪32‬‬ ‫أن عذاب القبر حق يقول‪" :‬ليس في الشرع ما ييطله‪ ،‬ولا في العقل ما يحيله‪ ،‬وقد‬ ‫روي عن جابر بن زيد بثبوت عذاب القبر‪ ،‬وأنا أقول به"‬ ‫أما عن كيفية عذاب القبر فذكر الجيطالي أقوالا هي‪:‬‬ ‫"السؤال للروح دون الجسد"‬ ‫قيل‪:‬‬ ‫_‬ ‫‪ -‬وقيل‪" :‬يكون الروح في الجسم إلى الصدر"‬ ‫‪ -‬وقيل‪" :‬يكون الروح بين الكفن والجسد"‬ ‫‪ -‬وقيل‪" :‬يمكن أن يعاد إلى الجسد ويمكن أن يؤخر إلى البعث"‬ ‫و لم يرجّح الحيطالي أيا من هذه الأقوال‪ ،‬وإنما فوّض أمر ذلك إلى الله تعالى‬ ‫العا لم بما حكم على عباده‪ .‬ة‬ ‫‪ -3‬قيام الساعة‬ ‫وهي‬ ‫وآنها آتية لا ريب‪ .‬فيها‬ ‫على العبد اعتقاد أن قيام الساعة حق‬ ‫جب‬ ‫مما استأثر الله بعلمه‪ 3‬و لم يطلم عليها أحد من خلقه} وهي النفخة الأولى الي يميت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫الله يما كل‬ ‫ين لله عنده علم السناعة(ة‬ ‫‪ -‬قال الله تعالى‪:‬‬ ‫ويسألونك عن الساعة يان مرساها قل إنما علمها عند ري لا‬ ‫‪ 7‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫[ الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/825‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.3/725‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/61‬قناطر الخيرات‪ :‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/513‬‬ ‫‪ 5‬سورة لقمان الاية‪.43 :‬‬ ‫‪253-‬۔‬ ‫يليها لوقنها إلا هو" أي لا يكشف عن وقنها إلا هو‪.‬‬ ‫وأن الساعة آتية لا ريب فيهائه(“‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لوما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب»ه“‬ ‫وأمّا عن أشراطها فقد ذكر الحيطالي جملة منها‪ :‬كطلوع الشمس من‬ ‫مغربماك وخروج الدابة وظهور الدجآل‪ ،‬ونزول المسيح عيسى عليه السلام‪:‬‬ ‫بعض‬ ‫تي ذلك على‬ ‫واعتمد‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫والخسف‘\‬ ‫ومأجوج‪،‬‬ ‫يأجوج‬ ‫وخروج‬ ‫الأحاديث والنصوص الواردة في الموضوع‪.‬‬ ‫وما يلاحظ غالبا أثناء ذكر هذه العلامات زيادات المفسرين والشراح في‬ ‫تخل هذه الأوصاف وعدم تقێّدهم مما وردت به النصوص الصحيحة‪ .‬كما أن‬ ‫اللاحق منهم ينقل عن السابق دون نقد وتمحيص مما جعل هذه التأويلات المقتبسة‬ ‫من نصوص قد لا تفيد العلم يضفى عليها طابع القداسة والتسليم‪ .‬هذا ما وقع فيه‬ ‫الجيطالي إذ ساق لنا الأخبار المشهورة والشروح الغريبة في الموضوع معتمدا في‬ ‫نقوله على ما أورده النقائر“ فى كتابه وصاحب عيون لمعان وغيرهما‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة الأعراف الآية‪.781 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحج‪ .‬الآية‪.70 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة النحل الآية‪.77 :‬‬ ‫‪ 4‬وييدو أنه هو أبو بكر محمد بن الحسن النقاش الأنصاري (ت ‪153‬ه‪269/‬م) من أهل الموصل وبما مولده‬ ‫كان أحد القراء مدينة السلام} وله مؤلفات كثيرة منها‪ :‬الإشارة في غريب القرآن‪ ،‬المناسك" أخبار القصاص؛‬ ‫كتاب ذم الحسد‪ ...‬ر‪ .‬ابن النديم‪ :‬الفهرست\ دار المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬سوسة\ تونس‪4991 ،‬م‪.05 :‬‬ ‫ثمر عليه‪.‬‬‫أفهعو ل‬ ‫‪ 5‬لم يذكر الخيطالي مؤل‬ ‫‪ 6‬الحخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪ 3/035‬وما بعدها‪( .‬الفصل الثالث في أشراط الساعة)‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫‪ 4-‬البعث‬ ‫عرف الجيطالي البعث بأنه "الإعادة بعد الإفناء""م وهو حق على كل‬ ‫مكلف أن يعتقده ويكون بعد الموت يوم الحشر والنشرلة‪ 5‬وقد ورد به الشر ع‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫القتبورهه“‪.‬‬ ‫من ق‬ ‫قوله تعالى‪ :‬للؤوأن الله يبعث‬ ‫ومن بين ذلك‪:‬‬ ‫وفريقا‬ ‫فريقا هدى‬ ‫وقال‪ :‬للإكما بدأكم تعودون‬ ‫لكما بدأنا أول خلق نعيدهه(ة‪.‬‬ ‫حقَ عليهم الضلالةه(ث“‬ ‫كما أن البعث في العقل ممكن لأنه مقدور لله تعالى كابتداء الإنشا“‪.‬‬ ‫وقد احتج الله تعالى على منكر ي البعث بآيات كثيرة منه("‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬تيا أيها الناس إن كنتم قي ريب من البعث فإنا خلقناكم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪.‬‬ ‫من ترابه(‬ ‫‪ -‬وقوله‪ :‬وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت‬ ‫وأنبت من كل زوج ميج ذلك بأن ا له هو الحى وأنه يحيي الموتى وأنه‬ ‫على كل شيء قدير ه({""‬ ‫‪ -‬وقال تعالى حكاية عن منكري البعث‪ :‬لأو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة‬ ‫[‪ -‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات\ القسم‪.1/513‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‘ قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ 1/6‬ا ‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‘ القسم‪.1/513‬‬ ‫‪ 4‬سورة الحج‪ .‬الآية‪.70 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.401 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة الأعراف الآية‪.92-03 :‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ 7‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪..1/513‬‬ ‫‪ 8‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ 1/6‬ا‪ .71-‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/44‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -9‬سورة الحج الآية‪.50 :‬‬ ‫‪ -0‬سورة الحج الآيتان‪.50-60 :‬‬ ‫‪453‬‬ ‫‪...‬قل يحييها الذي أنشاها أول مرةه' ‪(1‬‬ ‫فإذا هو خصيم مبين‪...‬ئه إلى قوله‪:‬‬ ‫فأخبر الله‪ .‬تعالى أن الذي أنشأهم من ماء مهين بعد أن لم يكونوا شيئا‬ ‫مذكورا قادر أن يعيدهم خلقا حديد‪١‬‏ (_‬ ‫وذهب الجيطالي إلى أن الله تعالى خلق الأشياء لا من شيع وأفناها لا إلى‬ ‫شيء وأعادها لا من شيع\ وبين خطأ من قال ببقاء عجم الذنبأ{‪ ،‬ورة عليه‬ ‫بدليل البدء والخلق حيث أجمع الناس على أن الله خلقهم وأبدأهم لا من شيع‬ ‫وكذلك الإعادة مثلها‪ .‬لقوله تعالى‪« :‬لإكما بدأنا أول خلق نعيدهئه”"‪ .‬وقد أورد‬ ‫الجيطالي حديث الرسول يلله‪" :‬كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجم الذنب منه‬ ‫خلق وفيه يركب إلا أنه لم يتحقق من صحة هذا الحديث لذلك تمسك بدليل‬ ‫البدء لقوته(‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بصفة الحشر فيرى الحخيطالي أن أجساد المكلفين تحشر مع‬ ‫أرواحها خلافا للفلاسفة الن زعمت أن الأرواح دون أجساده(‬ ‫[‪ -‬سورة يس» الآيات‪.77-97 :‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/71‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/44‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬المشهور في كتب الحديث "عَجْب الذنب" وهناك صيغة واحدة والله أعلم۔‪ -‬ورد فيها "عجم الذنب"‬ ‫رواها احمد وهي قول الرسول تله‪" :‬إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا‪ ،‬فيه يركب يوم القيامة‬ ‫فقالوا‪ :‬أي عظم هو؟ قال‪ :‬عجم الذنب" ر‪ .‬مسند أحمد‪ :‬كتاب مسند أبي هريرة باب‪ :‬مسد أبي‬ ‫هريرة‪ :‬ج‪ ]2/006‬رقم‪.3508 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.401 :‬‬ ‫‪ 5‬اخرجه مالك ف الموطأ بصيغة‪" :‬كل ابنآدم تاكله الأرض إلا عَحْبُ الذنب منه خلق ومنه يركب"‪.‬ر‪.‬‬ ‫الموطأ‪ :‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب‪ :‬جامع الجنائز‪ :‬ج‪ 1/9320‬رقم‪ .765 :‬وقد ورد بصيغ كلازة ي‬ ‫كتب الحديث‪,‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النرنية‪ :‬ج‪1/44‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 7‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم[‪.513-613/‬‬ ‫‪553‬‬ ‫‪ 5‬الحسا ب وا لمساعءلة‬ ‫أنه‪" :‬تعريف الله عباده مقادير الخزاءء على‬ ‫الحساب‬ ‫بن الجيطالي مع‬ ‫أعمالهم‪ ،‬وتذكيره إياهم ما قد نسوه‪ ،‬كما قال‪ :‬فيوم يبعنهم الله جميعا فينتتهم بما‬ ‫عملوا أحصا ا له ونسوه والله على كل شيء شهيده(اث‬ ‫وإن كان مثقال حبة من خردل‬ ‫والإيمان بالحساب واجب لقوله تعالى‪:‬‬ ‫أتينا بما وكفى بنا حاسبين»{ كما ينفي الجخيطالي المشاممة بين حساب الله‬ ‫وحساب الخلق‪ ،‬فحسابه تعالى فصل وتمييز لا يشغله حساب أحد عن أحد كما لا‬ ‫يشغله رزق أحد عن أحد‪©(.‬‬ ‫وقد أنكرت فرقة الحساب بزعمها أن ذلك منهم تعظيم لله عر وجل الا‬ ‫ينسبوا إليه الجهل بأعمالهم حت يسألهم عنها‪ .‬ورد ة الجيطالي عليهم بقوله‪" :‬فيا‬ ‫سبحان الله ما أعظم عبارة من اعتل بهذا! و لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون‬ ‫وما يعلنون‪ ،‬وإنما يسألهم توبيخا للكفار‪ ،‬وإلزاما للحجة‪ ،‬وقطعا للمعاذير‪ ،‬وتوقيفا‬ ‫لهم على أعمالهم‪ ،‬ومثال ذلك في القرآن كثير"‬ ‫) ويسوق الجخيطالي قولا بأن الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف‪ :‬صنفان لا‬ ‫يسألان عن الأعمال وهم الأنبياء والمشركون فالأنبياء إلى الحنة بغير حساب©‪،‬‬ ‫والمشركون للى النار بغير حساب‘‪ ،‬وصنف ثالث يسأل عن الأعمال وهم‬ ‫‪ 1‬سورة المجادلة الآية‪.60 :‬‬ ‫‪ -‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ‪.1/023‬‬ ‫|‬ ‫‪ -3‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية ‪.74‬‬ ‫‪ :19313‬شرح النونية‪:‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج!‪ .1/74‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬لتس‬ ‫ج!‪44/‬ظا ‪5‬هو‪.‬‬ ‫ا‪5‬لخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/5‬هو‪.‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 653 -‬۔‬ ‫المؤمنونأ"‘‪ 8‬إلا أن الجيطالي يرى أن الأصح هو أن الحساب يأتي على الجميع! أما‬ ‫المسلم فيحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا‪ ،‬وأما المنافق فيناقش في‬ ‫الحساب والمساءلة إلزاما للحجة‪ 3،‬وقطعا للمعاذير فيحاسب على النقير والفتيل‬ ‫والقطميرا‪ .‬ورأي الحيطالي تؤيده النصوص الصريحة كقوله تعالى‪« :‬إفأما من أوتي‬ ‫كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأمًا من أوتي‬ ‫فورتك‬ ‫كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيراگه() وقوله تعالى‪:‬‬ ‫لنسألتهم أجمعين عما كانوا يعملون“هُ وقول الرسول تلة‪" :‬لا تزول قدم ابن آدم‬ ‫يوم القيامة من عند ربه حيت يسأل عن حمس عن عمره فيم أفناه؟‪ ،‬وعن شبابه فيم‬ ‫أبلاه؟‪ 3‬وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟"ة‬ ‫أما عن الموازين القسط الي يضعها الله تعالى يوم القيامة فقد اختلفت الأمّة‬ ‫في طبيعتها هل هي حقيقية أو معنوية؟‬ ‫‪ .‬أشار الله سبحانه في القرآن الكريم إلى ثقل الموازين وخفتها يوم الحساب‪،‬‬ ‫يقول تعالى‪ :‬فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأمّا من خفت موازينه‬ ‫فأمّه هاويهه فسر الجيطالي والإباضية مع الميزان بأنه فصل وتمييز للأعمال‬ ‫والنيات لقوله تعالى‪ :‬والوزن يومئذ الحقَمه( فينقل الحق يوم القيامة لصاحبه‬ ‫فينجو به كما ثقل على نفسه في الدنيا فتحمّله‪ ،‬ويخف الباطل عند الوزن لصاحبه‬ ‫[‪ -‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/71-81‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/54‬و‪.‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/81‬‬ ‫‪ -3‬سورة الانشقاق الآيات‪.70-21 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة الحجر الآية‪.29-39 :‬‬ ‫‪ 5‬أخرجه الترمذي‪ :‬السنن" كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب‪ :‬في القيامة ج‪ 4/216‬رقم‪.6142:‬‬ ‫‪ -6‬سورة القارعة‪ :‬الآيات‪.60-90 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الأعراف الآية‪.80 :‬‬ ‫‪753‬‬ ‫فيهلك به كما خف على نفسه في الدنيا فارتكب"‪ .‬ويعلّل الإباضية ذلك لأن‬ ‫الأعمال أعراض ليست بأجسام والأعراض لا يتحقق وزنما بالميزان المعروفء‬ ‫وإنما وزنها تمييزها‪ ،‬وتفصيلها‪ ،‬والجازاة بما‪ .‬كما أن اللغة تجيز ذلك يقول الرجل‬ ‫لصاحبه‪ :‬زن كلامك وأموركك إنما يريد تَأمُل هذه المعاني‪ .‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ييدي عيوب ذوي العقول المنطق(‬ ‫وزن الكلام إذا نطقت وإنما‬ ‫وذهبت الأشعرية والسلفية ومن وافقهما إلى أن الميزان حقيقي له كفتان‬ ‫ولسانك توزن به أعمال العباد‪ ،‬واستدلوا بأحاديث كثيرة يفيد ظاهرها أن الميزان‬ ‫جسم مادي وهو ظاهر القرآن‪ .‬إلا آنهم اختلفوا في الموزون هل هو الأعمال‬ ‫نفسها بعد أن تُجسّم أو هو العامل نفسه‪ ،‬أو صحائف الأعمال‘“‬ ‫وما يلاحظ هو أن الجيطالي قد اكتفى في مسألة الميزان بذكر رأيه‪ ،‬والإشارة‬ ‫يل رأي من خالفه دون أن يناقش الأدلة ال استدلوا بما‪ ،‬أو يؤولها أو يصدر حكما‬ ‫فيها‪ .‬ولعل سكو ته قي هذا الموقف دلالة واضحة على عدم جواز التخطئة في هذه‬ ‫المسألة‪ .‬وقطع عذر المخالف فيها باعتبار رأيه محتملا وروده‪ ،‬وهذا الموقف قد تبناه‬ ‫السالمي من بعده إذ يقول بعد عرضه لجميع الأقوال في مسألة الميزان‪" :‬وبالجملة فهذه‬ ‫المسألة ليست من المسائل الدينية ال لا يجوز الخلاف فيها‪ 3‬فلا يخطاً قي دينه من قال '‬ ‫بشيء في ذلك مع تمسكه وإن بشبهةش إذ لا دليل قاطع على رد قوله"(ة©‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.3 1/71‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ .‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/94‬ظ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/94‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/713‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/94‬ظ‪ .‬الغزالي‪:‬‬ ‫الإحياء‪ :‬ج‪ .6/561-661‬ابن أبي العز‪ :‬العقيدة الطحاوية‪ 714 :‬السالمي‪ :‬المشارق‪ .482 :‬د‪/‬عمر‬ ‫سليمان الأشقر‪ :‬اليوم الآخر القيامة الكبرى‪ 842 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 5‬السالمي‪ :‬المشارق‪.482 :‬‬ ‫‪ 853 -‬۔‬ ‫‪ 6‬الصراط‬ ‫ذهب الجحيطالي إلى أن الصراط المذكور في القرآن على وجهين‪< :‬‬ ‫‪ -‬أحدهما‪ :‬طريق الإسلام ودليله قوله تعالى‪ :‬نلاهدنا الصراط المستقيه‪(%‬‬ ‫وقوله‪ :‬وإتك لتهدي إلى صرآط مستقيمه{" وهو ما اختاره الإباضية‪.‬‬ ‫‪ -‬الثاني‪ :‬أنه الجسر الموضوع على متن جهنم المرتب عليه القناطر السبع‬ ‫التي هي مراصد وبحالس للعباد ح يسألوا عن السبع السؤالات المشهورة‪ ،‬ويدل‬ ‫على هذا قوله تعالى‪« :‬لإفاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولون‬ ‫ويرى الحيطالي آنه يستحيل حمل الصراط المذكور هاهنا على طريق الإسلام كما‬ ‫أن الإمكان العقلي لا يمنع هذا المعين وليس في الشرع ما يبطله فإن القادر على أن‬ ‫يطيّر الطير في الهواء قادر على أن يسير الإنسان على الصراط والله أعلم بكيفيته‪.‬‬ ‫وقد اختار هذا الوجه الأشعرية والسلفي‪.‬‬ ‫هكذا نجد الجيطالى سلك مسلك التوفيق بين الرأيين المشهورين في هذه‬ ‫المسألة فخالف جمهور الإباضية الذين حصروا مفهوم الصراط في الإسلام‪ ،‬و لم ير‬ ‫تعارضا حين الجمع بين معنيي الصراط‪ ،‬وتوظيف كل معن في سياقه المناسب©‪،‬‬ ‫ويبدو أنه في نظرنا هو المنهج الأسلم حالة انتفاء ما يمنع ذلك سواء كان من‬ ‫الشرع أو من العقل‪ ،‬أو من اللغة‪.‬‬ ‫[ الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم[‪.813-913/‬‬ ‫‪ -2‬سورة الفاتحة‪ ،‬الآية‪.6 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الشورى الآية‪.25 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الصافات‪ ،‬الآيتان‪.32-42 :‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/913‬‬ ‫‪ 6‬الغزالي‪ :‬الإحياء‪ :‬ج‪ .6/071-171‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطاحوية‪.514 :‬‬ ‫‪953‬‬ ‫‪ 7-‬الشفاعة‬ ‫لم يعرف الخيطالي مفهوم الشفاعة في اللغة والاصطلاح وإنما ن مكانتها فى‬ ‫أصول الدين أنها "حي» فمن كذب ما فقد كب بالقرآن"( ومراده أن شفاعة الني‬ ‫للة‪ :‬ثابنة يوم القيامة بإجماع الأمة لا يمكن لأحد أن يشكك في وقوعها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يوضحه القاضي عبد الجار يقول‪" :‬وجملة القول فى ذلك هو أنه لا خلاف بين الأمّة‬ ‫في أن شفاعة البى تله ثابتة للأمة وإنما الخلاف في أنها تنبت لمن؟"“ ويؤكد ذلك‬ ‫الطاهر بعناشور في قوله‪" :‬واتفق المسلمون على ثبوت الشفاعة يوم القيامة للطائعين‬ ‫والتابعين لرفع الدرجات\ و لم يختلف في ذلك الأشاعرة والمعتزلة فهذا اتفاق على‬ ‫تخصيص العموم ابتداء"( وهي المقام امحمود قال الله لنبيه عليه السلام‪ :‬عسى أن‬ ‫ييعثك ربك مقاما محموداه" يحمده فيه الأولون ولحرون‪ : :‬يحمده الأولون بما فتح‬ ‫لهم من الشفاعة‪ ،‬وكانت مخزونة لا يصل إليها أحد حيفتحها البي عبس ونحمده‬ ‫الآخرون حيث نجاهم من هول المقام فهي في المحشر قبل دخول الكفار النار إ‬ ‫الإسلامية فيمن ينال الشفاعة؟ هل هي للمؤمنين‬ ‫وقد اختلفت المذاهب‬ ‫لموقين أم لمرتكبي الكبائر؟‬ ‫يرى الجخيطالي والإباضية أن الشفاعة هي للمسلمين الذين ماتوا على الطاعة‬ ‫دون أهل الكبائر وهي زيادة لهم في الثواب وتشريف في المنازل‪ ،‬وليست لمن‬ ‫استوجب العقاب فيصير بما إلى النوابه‪ ،‬واستدل الجيطالي على ذلك بأدلة منه("‪:‬‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/023‬‬ ‫‪ -2‬عبد الحار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.2/823-923‬‬ ‫‪ 3‬الطاهر بن عاشور‪ :‬التحرير والتنوير الدار التونسية للطباعة والنشر‪ ،‬تونس ‪ :4891‬ج‪.1/784‬‬ ‫‪ -4‬سورة الإسراء الاية‪.97 :‬‬ ‫‪ 5‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/023-123‬ج‪ .3/155-255‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/67‬و‪.‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 6‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/023-123‬ج‪ .3/155-255‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/67‬ر‪3‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 063-‬۔‬ ‫من القرآن ‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬إلا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدامه("" يع‬ ‫بالعمل الصالح‪.‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعال مخبرا عن أهل النار‪ :‬لفما لنا من شافعين ولا صديق حميم‬ ‫‪ _-‬قوله تعال ‪ :‬نما للظالمين من حميم ولا شفيع يطا عه_)‬ ‫قوله تعالى‪ :‬يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا«“‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪« :‬لإولا يشفعون إلا لمن ارتضى هة‬ ‫أخبر الله أن أهل الكبائر يخلدون في النار في‪:‬‬ ‫وإن الفجَّار لفي‪ .‬جحيم»‪"%‬‬ ‫‪ -‬قوله تعال ‪:‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لوما هم عنها بغائبين»‪)"(4‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬تيا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده‬ ‫ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حو‬ ‫فأخبر آنه لا يجزي والد أطاع الله عن ولد ضيم أمر الله‬ ‫شيئا‪ ،‬ولا مولود أطاع الله عن والد ضيّع أمر الله شيئا‪.‬‬ ‫‪ -1‬سورة مرع‪ ،‬الآية‪.78 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الشعراء‪ ،‬الآيتان‪.001-101 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة غافر‪ ،‬الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة طه‘ الآية‪.901 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.82 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة الإنفطار الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الإنفطار الآية‪.1 6 :‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪163‬‬ ‫ومن الستة‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تة‪" :‬لا ينال شفاعيي سلطان ظلوم غشوم‪ ،‬ورجل لا يراقب ا له في ليتيم"‬ ‫‪ -‬عن جابر بن زيد قال لما نزلت هذه الآية‪« :‬وأنذر عشيرتك‬ ‫الأقربينهل جعل رسول الله تله يتفخّذ أفخاذ قريش فخذا فخذا‪ ،‬حتى أتى إلى‬ ‫بي عبد المطلب فقال‪ :‬يا بي عبد المطلب إن الل‪.‬ه‪ 71‬أمريي أن أنذركم فإن لا أغێ‬ ‫`‬ ‫عنكم من الله شيئا‪ ،‬ألا إن أوليائى منكم المتقون‪ ،‬ألا لا أعرفن ما جاء به الناس غدا‬ ‫بالدين فجئتم بالدنيا تحملونما على رقابكم‪ ،‬يا فاطمة بنت محمد‘ ويا صفية عمة‬ ‫حمدا اشتريا أنفسكما من الله فإئي لا أغي عنكما من الله شيا‬ ‫‪ -‬عن جابر بن زيد عن البي غلة‪" :‬ليست الشفاعة لأهل الكبائر من أمَت“‬ ‫وكان جابر يحلف ما لأهل الكبائر من شفاعة‪ ،‬وكان يقول‪ :‬والله ما شفاعة الملائكة‬ ‫والنبيئين إلا للتائبين‪ ،‬وكان يقول‪ :‬ما نالت دعوة مؤمن منافقا قط‪.‬‬ ‫‪ -‬وقد وافق الإباضية في أن الشفاعة للمؤمنين التائبين كل من المعتزل(‬ ‫واليدية"‪ 3‬وذهبت الأشعريةء والستلفية‪ 3‬والإمامية""} والماتريدية"" إلى أن‬ ‫شفاعة البي لله إنما هي لإسقاط العقوبة على فساق الأمة أصحاب الكبائر‪ .‬يقول‬ ‫أبو الحسن الأشعري‪" :‬وإنما‪ .‬الشفاعة المعقولة فيمن استحق عقابا أن يوضع عنه‬ ‫[‪ -‬أخرجه الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ :4/972‬رقم‪.2001 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الشعراء‪ ،‬الآية‪.412 :‬‬ ‫‪ -3‬أخرجه الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪.4/182-282‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 4/9720‬رقم‪.4001 :‬‬ ‫‪ 5‬الجخيطالي قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم‪.1/123‬‬ ‫‪ 6‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/823-923‬فضل الاعتزال‪ 702 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 7‬د‪/‬احمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام (الزيدية)‪ :‬ج‪ .3/701‬الإمام المجتهد ييى بن حمزة وآراؤه الكلامية‪.242 :‬‬ ‫‪ 8‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪ .101 :‬الإيجي‪ :‬المواقف‪ .083 :‬الرازي‪ :‬معالم أصول الدين‪.621-721 :‬‬ ‫‪ -9‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪.332 :‬‬ ‫الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.602 :‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 11‬النسفي‪ :‬التمهيد في أصول الدين‪.89 :‬‬ ‫‪263‬‬ ‫عقابه أو فيمن لم يعده شيئا أن يتفضل به عليه‪ ،‬فأما إذا كان الوعد بالتفضّل سابقا‬ ‫فلا وجه مذ"(‪ .‬واستدلوا بأدلة تثبت ذلك ومن بينها‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله عيلة‪" :‬شفاعي لأهل الكبائر من ي‬ ‫َ نى دعوة مستجابة‬ ‫‪ -‬ما رواه أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول الله علق‪' :‬‬ ‫فتعجّل كل بي دعوته وإني اختبأت دعوقي شفاعة لأم يوم القيامة فهي نائلة إن‬ ‫شاء الله من مات من أمى لا يشرك بالله شيئا‬ ‫ويعتمد الجخيطالي على تعليق جابر بن زيد عن حديث أنس بن مالك‬ ‫"عددت شفاعي لأهل الكبائر من أم" يقول‪" :‬والله ما ع القتل والزنا والخمر‬ ‫وما أوعد عليه النارى وذكر عن أنس أنه كان يقول‪ :‬إنكم تعملون أعمالا هي أدق‬ ‫ق أعينكم من الشعر فما كنا نعدها على عهد رسول الله عتلقه إلا من الكبائ"«!‬ ‫وما يلاحظ هو أن الجيطالي لم يناقش كل الأحاديث ال استدل بما مثبتو‬ ‫الشفاعة لمرتكي الكبيرة والى تعتبر عندهم مانلمتواتر‪ ،‬وإنما اكتفى بتأويلها عل‬ ‫ضوء الآيات القرآنية الي تفيد خلود صاحب الكبيرة في النار‪ ،‬ومَنْعَه من نيل‬ ‫الشفاعة‪ .‬وهو نفس المنهج الذي سلكته المعتزلة قي أن المراد ب "شفاعێ لأهل‬ ‫الكبائر من أمي" إن صح فمعناه إذا تابوا وأنابوا‪.‬‬ ‫وقد رة الجخيطالي على من اعتبر أن المؤمن الذي وعده الله بالجنة هو في غئ‬ ‫‪ -1‬الأشعري‪ :‬الإبانة‪.101 :‬‬ ‫السنة باب‪ :‬الشفاعة‪ :‬ج‪ 4/6320‬رقم‪ .9374 :‬الترمذي‪ :‬السنن؛‬ ‫‪ -2‬أخرجه أبو داود‪ :‬السنن‪ :‬كتاب‬ ‫كتاب صفة القيامة‪ ،‬باب‪ :‬منه‪ .‬ج‪ 4/526{5‬رقم‪.5342-6342 :‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب الإيمان‪ 5‬باب‪ :‬اختباء الني دعوة الشفاعة لأمته‪٬‬‏ ج‪ 1/9810‬رقم‪.991 :‬‬ ‫‪ 4‬الربيع بن حبيب‪ :‬الخامع الصحيح‪ :‬ج‪ .4/972‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/67‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬ابن تيمية‪ :‬الفتاوى الكبرى‪ :‬ج‪ .5/395‬ابن أبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪.232 :‬‬ ‫‪ 6‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪ .2/133‬فضل الاعتزال‪.802 :‬‬ ‫‪ 363 -‬۔‬ ‫عن الشفاعة بقوله‪" :‬إن الشفاعة زيادة فى النواب وتشريف في المنازل‪ ،‬وأيضا فإن‬ ‫المؤمنين تكون عليهم الذنوب والتبعات من قبل الأرحامإ والقرابات‪ ،‬ومن حقوق‬ ‫الجيران" والأولاد‪ ،‬والزروجات\ وما أشبه ذلك ألا ترى إلى قول الله تعالى حكاية‬ ‫عن المؤمنين‪ :‬فيقولون رنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قديره‬ ‫فأخبر أنهم يسألونه إتمام نورهم‪ ،‬وغفران ذنويمم وهو يمشون على قناطر جهنم قبل‬ ‫دخول الجنة ويدل على ذلك ما روي عن رسول الله عله أنه قال‪" :‬ما منكم من‬ ‫أحد يدخل الحنة إلا بعمل صالح وبرحمة من الله و شفاء‪(" .‬ث)"‪(٧‬ث)‏‬ ‫خلاصة القول‬ ‫إن قول الجيطالي بأن الشفاعة حق تخص المؤمن التائب يتسق مع مذهبه‬ ‫العقدي بأن الإيمان قول وعمل؛ وأن الله صادق في وعده ووعيده‪ ،‬وأن جزاءه نافذ‬ ‫‪7‬‬ ‫وإن اعتقاد أن شفاعة البي عيله للمؤمن المطيع له أثره الحميد في سلوك الفرد‬ ‫فيجتهد في إتيان الفضائل واجتناب الرذائل ليحظى بالقبول‪ ،‬وينال شفاعة الرسول‬ ‫تله تكريما لسعيه‪ .‬وقد حذر الشيخ محمد الغزالي من تمسك عوام الناس بأحاديث‬ ‫الشفاعة لبعض العصاةء‪:.‬يقول‪" :‬وتعلق أولئك العوام بأحاديث الشفاعة يخيل إليك‬ ‫أن قوانين الحزاء بطلت‪ ،‬وأن نيران الجحيم توشك أن تتحوّل بردا وسلاما على‬ ‫عصاة المومنين‪ ..‬والقول بأن قوانين الجزاء توقف بالنسبة لأتباع ني ما سُخْف‬ ‫فارغ‪ 9‬وقد كذب القرآن الكرم في مواضع شت مزاعم الأولين والآخرين لا‬ ‫جمحت مم أمانيهم إلى هذا الوهم الباطز "‪.‬‬ ‫ا‪ -‬سورة التحري‪ ،‬الآية‪.80 :‬‬ ‫‪ 2‬أخرجه الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ :4/872-972‬رقم‪.1001 :‬‬ ‫‪ -3‬الحيالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/67‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة الزلزلة‪ ،‬الآيتان‪.7-8 :‬‬ ‫‪ 5‬محمد الغزالي‪ :‬عقيدة المسلم‪.622 :‬‬ ‫‪-‬۔ ‪- 463‬۔‬ ‫فلابد إذن من فهم الأحاديث الن صحّت في الشفاعة تحت أنوار الآيات‬ ‫م‬ ‫ببن وحي الله تعالى ‪.‬‬ ‫القرآنية إذ لا تعارض‬ ‫‪- 563 -‬‬ ‫المبحث النا ن‬ ‫الوعد والوعيد‬ ‫‪ 1‬تعريف الوعد والوعيد‬ ‫عرف الجحيطالي الوعيد في اللغة بأنه التهديد‪ ،‬تقول‪ :‬أوعد الرجل في الشر‬ ‫إيعادا‪ ،‬ولا يجوز أوعدته إلآ في الشر وقد جاء عن بعض العرب أوعدته في الخير‬ ‫وهو شاذ غير ظاهر‪ ،‬وأما الوعد فيستعمل للخير أو الشر تقول‪ :‬وعدته في الخير‬ ‫الحنة‬ ‫وعدا وعدة ووعدته في الخير والشر قال الله تعالى‪ :‬لو نادى أصحاب‬ ‫أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا‬ ‫قالوا نعمه" وقال تعالى‪ :‬الالتار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير ث‬ ‫وإذا كان "الوعد والوعيد" أصلا من أصول الاعتزال فقد عرّف القاضي عبد‬ ‫اجبار الوعد بأنه‪" :‬كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير‪ ،‬أو دفع ضرر عنه في‬ ‫لمستقبل‪ ".‬وأما الوعيد "فهو كل خبر يتضمن إيصال ضرر إلى الغير‪ ،‬أو تفويت‬ ‫نفع عنه في المستقبل‪ ".‬وقد عرّف صاحب قاموس الشريعة الوعد هو‪" :‬ما وعد‬ ‫لله أهل طاعته من التواب في الآخرة‪ ،‬وهو حق‪ ".‬والوعيد هو "ما أوعد الله أهل‬ ‫الكفر والمعاصي من العقاب في الآخرة‪ ،‬وهو حق‪".‬‬ ‫]‪ -‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.44 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الحج الآية‪.27 :‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/76‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬عبد الحبار‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ :‬ج‪.1/87‬‬ ‫د‪ -‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.97!/‬‬ ‫‪ 6‬جميل بن حميس السعدي‪ :‬قاموس الشريعة‪ ،‬وزارة الثقافة والثرات القومي سلطنة عمان‪ :3891 ،‬ج‪/6‬ك‪.5‬‬ ‫‪ 7‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪- 663-‬‬ ‫ولا يوجد فرق بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي إلا أن دلالة التعريف‬ ‫اللغوي أعم ودلالة التعريف الاصطلاحي أخص‪.‬‬ ‫‪ 2‬إثبات الوعد والوعيد‬ ‫وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تعد المؤمنين بالحنة‪ .‬وأخرى تتوعد‬ ‫الكافرين بالنار ‪ 3‬ويذكر الأستاذ عبد العزيز المجدوب "أن هذه الآيات على وضوح‬ ‫لها الخلافات المذهبية والمباحث الكلامية أن‬ ‫شاءت‬ ‫دلالتها وصريح أحكامها‬ ‫تدخل في قسم المتشابه من الكتاب‪ :‬العريز‪ ،‬فنظرت إليها كل طائفة من المتكلمين‬ ‫وأخضعوها إل أصو لحم!( ‪(1‬‬ ‫‪.‬عمنظار معتقمدهاك‬ ‫وأوعد‬ ‫الموفين بالخنّة‪5‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫الله تعالى وعد‬ ‫أن‬ ‫الأمة على‬ ‫وقد ‪1‬تفقت‬ ‫المشركين بالتار‪ ،‬واختلفت في وعيد مرتكبي الكبيرة من الموحدين إلى ثلاثة مذاهب‬ ‫أق‪:‬‬ ‫أوردها الجيطالى وهي فيما‬ ‫‪ -‬المرجئة‪ :‬ذهبت إلى أن الوعيد لا يجري إلا على من قارنه الإشراك‪ ،‬وأما من‬ ‫على النيران ‪(3) .‬‬ ‫ولا يعرض‬ ‫إلى الحنة‬ ‫ضيع العمل مزن الموحدين فمصيره‬ ‫‪ -‬الأشعرية والإمامية والسلفية والماتريدية‪ :‬توقفوا في إنفاذ الوعيد على‬ ‫مرتكب الكبيرة فقالوا‪ :‬مرجعه إلى مشيئة الله الكبير المتعال إن شاء أوقع‬ ‫عليه العقاب فبعدلك وإن شاء أسقطه عنه فبفضله‪( .‬‬ ‫‪ -‬المعتزلة والزيدية والإباضية‪ :‬قالوا بإنفاذ الوعيد على مرتكب الكبيرة الذي‬ ‫‪ 1‬عبد العزيز المجدوب‪ :‬أفعال العباد في القرآن الكريم‪.954 :‬‬ ‫‪ -2‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬انظر تفصيل أدلتها‪ :‬عبد العزيز المجدوب‪ :‬أفعال العباد في القرآن الكريم‪ 884 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬الماتريدي‪ :‬شر ح الفقه الأكبر‪ .341 :‬أبو حامد الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ .611 :‬ابن أبي العز‪ :‬شرح‬ ‫العقيدة الطحاوية‪ .963-073 :‬محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪.291 :‬‬ ‫‪- 763 -‬‬ ‫‪42‬‬ ‫مات مصرا عليها و م يتب منها‪ ،‬فهو مخلد في التار على التوام‪"'«.‬‬ ‫وقد رد الجيطالى على من أبطال الوعيد مرتكب الكبيرة بأدلة تتمنل فيما يأن ‪.7‬‬ ‫ع‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ليا أيها الذي‪.‬ن آمنوا لا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل ان‬ ‫‪-‬‬ ‫بكم‬ ‫الله كان‬ ‫إن‬ ‫تقتلوا أنفسكم‬ ‫منكم ولا‬ ‫تراض‬ ‫عن‬ ‫تحارة‬ ‫تكون‬ ‫‪3‬‬ ‫نصليه ناره" (‬ ‫رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف‬ ‫‪ .-‬وقوله تعالى‪« :‬يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذينكفروا زحفا فلا‬ ‫توڵوهم الأدبار ومن ولهم يومئذ دبره إلا متحرًفا لقتال أو متحيّزا إل‬ ‫فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهتم وبئس المصيرئه«‘“‬ ‫وينبت الحيطالي أن الوعيد الوارد في الآيتين المذكورتين وأمثالهما من القرآن‬ ‫لا يخص أهل النترك فقط بل يشمل أهل الإقرار من الموحدين ويقول‪" :‬أخبرونا‬ ‫ا عن هذه الآية وأمثالها من القرآن آهي وعيد لأهل الإقرار من هذه الأمّة أم هي في‬ ‫أهل النترك خاصّة؟ فإن قالوا‪ .:‬قيأهل الإقرار بطل ما انتحلوه فيالوعيد‪ ،‬فإن‬ ‫قالوا‪ :‬في أهل الشرك قلنا‪ :‬وكذلك النهي عنها إنما هو في أهل الترك خاصة‪.‬‬ ‫فإن حاولوا بينهما فرقا لم يجدوه مع ما قي هذا القول من الفساد"ة©‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لإفذكر بالقرآن من يخاف وعيديهئ(_‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬وكذلك أنزلناه قرآنا عرييا وصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون!"‬ ‫[‪ -‬عبد الحبار‪ :‬فضل الاعتزال‪ .053 :‬الوارجلان‪ :‬الدليل والبرهان‪ :‬ج‪ .2/55-65‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪.:‬‬ ‫ج‪2/96‬و‪ .‬د‪/‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام (الزيدية)‪. :‬ج‪'.1-701 3/60‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة النساء‪ ،‬الآيتان‪.92-03 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة الأنفال‪ ،‬الآيتان‪.51-61 :‬‬ ‫‪ 5‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة ق‪ ،‬الآية‪.54 :‬‬ ‫‪ 7‬سورة طه الاية‪.311 :‬‬ ‫‪- 863 -‬‬ ‫ويلزم الجيطالى من زعم الوعيد في أهل الشرك خصوصا فإنه قد أباح الدماء‬ ‫والحرام‪ ،‬وأسقط الحساب‪ .‬ويعلل ذلك "لأن المحارم إنما تقى من أجل العقاب‪ ،‬فمن‬ ‫أبطل الوعيد فقد أباحها«" وهذا إلزام شنيع لا ترتضى نتائجه‪.‬‬ ‫وقال تعالى في نساء البي عله مع عظيم أخطارهنَ وتسميتهن بأتهات‬ ‫‪-‬‬ ‫المؤمنين‪ :‬تيا نساء الني من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها‬ ‫العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرامهه( قال الجحيطالي‪ :‬ولا يمكن‬ ‫أن يجعلوها في أهل الشرك‪(.‬‬ ‫‪ -‬يرى المتوقفون فى الوعيد أن خلف التوعد مبا يع عند العرب من الخود‪،‬‬ ‫ويستحق'به فاعله المدح وحسن الثناء‪ ،‬والله عر وجلَ أولى بهذا إذ هو‬ ‫غى عن تعذيب العباد("‪.‬‬ ‫أجاب الجخيطالي على ذلك‪" :‬قلنا‪ :‬أوليس من عفا منا عن الأمر العظيم؛‬ ‫والذنب الحسيم أبلغ له في المدح وحسن الثناء؟ فإن قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قلنا‪ :‬فلم أوجبتم‬ ‫الوعيد من الله سبحانه في أهل الشرك إذن؟ أوليس عفوه عنهم أعظم من المدح له؟‬ ‫فإن حاولوا فصلا بينهما فلا يجدونه‪ ،‬فلما أجمع أهل الصلاة جميعا أن الله تعالى لا‬ ‫يعفو عن أحد من أهل الشرك ثبت أن المدح لأجل العفو عن الذنب الكبير أو‬ ‫الصغير لأن الواحد منا قد يعد ويتوعّد ولا علم له بعاقبة أمره من الوعد والوعيد‪،‬‬ ‫م تبين له بعد ذلك إن أمضى وعيده يصير إلى فساد من أمره فيعفو لأجل ذلك‪.‬‬ ‫والله سبحانه لا تبدو له البداوات في شيء من الأمور‪ ،‬ولا يتصف بالجهل عند‪:‬‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬ر‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأحزاب الآية‪.03 :‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪963‬‬ ‫شياء‪ .‬ولا يجتلب بالعفو لنفسه منفعة ولا يدفع مضرة‪(1) .‬‬ ‫الجميع يي شيء من الأ‬ ‫‪ -‬سلك الخيطالي مسلك السبر والتقسيم ليصل إلى أن وعيد الله واقع لا‬ ‫يتخلف‘ يقول‪" :‬لا يخلو القول في وعيده لأهل الكبائر من أحد ثلاثة أوجه‪ :‬إما أن‬ ‫يتوعمدهم وهو يعلم أنه يوقعه بمم‪ ،‬فذلك ما قلنا‪ ،‬أو يتوعدهم وهو لا يعلم أيوقتعه‬ ‫يهم أم لا؟ فهذا هو الجهل تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا‪ ،-‬أو يتوعمدهم وهو لا‬ ‫يعلم أنه يوقعه بهم ‪ -‬فهذا هو الكذب تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا"‪.‬‬ ‫‪ -‬ز ذم الله سبحانه من لا يفي بمواعده فقال‪« :‬لكبر مقتا عند الله أن‬ ‫تقولوا ما لا تفعلون وقال‪ :‬إن الله لا يخلف اليعادش‪ 6‬وقال في وعيد‪:‬‬ ‫إلا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام‬ ‫وأنه‬ ‫للعبيد () علمنا أن جميع أخباره ‪-‬عز وجل‪ -‬من الوعد والوعيد صادقة‬ ‫منجز وعده ووعيده بإتمامهما جميعا فمعاذ الله أن يكون مواعده غرورا كمواعد‬ ‫إبليس العينه"‪.‬‬ ‫‪ -‬استدل من توقف في الوعيد بقوله تعالى‪ :‬هن الله لا يغفر أن يشرك به‬ ‫ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فدلت الآية أن مادون النترك مغفور‬ ‫لمن ارتكبه بلا توبة‪.‬‬ ‫ونحد الجحيطالي لم يجر هذه الآية على ظاهرها الذي يفيد العموم" وإنما أتى‬ ‫[‪ -‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة الصف‪،‬ؤ الآية‪.3 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.9 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة ق‪ ،‬الآيناند‪.82-92 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و‪.‬‬ ‫‪ -7‬سورة النساء الآية‪.84 :‬‬ ‫‪073‬‬ ‫بما خصصها من القرآن الكريم الذي يصدق بعضه بعضا‪ ،‬كما أنه استأنس ببعض‬ ‫الآثار الن وردت في تفسير معن الآية‪ ،‬ويوضح ذلك أثناء مناقشته لمن قال بخلف‬ ‫الوعيد‪" :‬قلنا‪ :‬هذه الآية ‪.‬أمحمولة على ظاهرها؟ فإن قالوا‪ :‬نعم قلنا‪ :‬وقد قال الله‪:‬‬ ‫للا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" الشرك وغيره‪ ،‬والقرآن‬ ‫يصدق بعضه بعضا فلما أجمعوا معنا أن الله لا يغفر الشرك إل بالتوحيد دل على‬ ‫أن الغفران إنما يقع على التائب لأن الله قال في موضع آخر‪ :‬لإوقالت اليهود‬ ‫والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق‬ ‫يغفر لمن يشاء ويعب من يشاله“ وقال في المنافقين‪ :‬لإويعدب المنافقين إن شاء‬ ‫أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما فلما أجمعوا على أن الله تعالى لا‬ ‫يغفر لأهل الشرك والتفاق إلا بالتوبة دل على الآية أنها في التائبين أو يغفر الصغائر‬ ‫للمجتنبين الكباء "(‬ ‫‪ -‬وينقل الجيطالي ما روي عن جابر بن زيد أن رجلا قال‪ :‬يا أبا الشّعثاء‬ ‫أرأيت قول الله تعالى‪ :‬لإن الله لا يغفر أن يشرك بهمه" الآية} فقال جابر‪ :‬أو أنبأك‬ ‫الله لمن يشاء أن يغفر؟ قال‪ :‬وأين أنبأني يا أبا الشعثاء؟ قال‪« :‬لؤإن تجتنبوا كبائر ما‬ ‫تنهون عنه" وذكر جابر بن زيد أن رسول الله غله قال‪ " :‬هلك المصرّون"‬ ‫ثلانا» فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬فأين قوله تعالى‪ :‬لإن الله لا يغفر أن يشرك بهيه‬ ‫فقال رسول الله علقه‪" :‬أفيكم أحد يقرأ سورة طه؟ فقال أبي بن كعب‪ :‬أنا يا‬ ‫‪ -1‬سورة الزمر‪ ،‬الآية‪.35 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة المائدة الآية‪.81 :‬‬ ‫‪ 3‬سورة الأحزابڵ الآية‪.42 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬شرح الونية‪ :‬ج‪2/07‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة النساء الآية‪.84 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة النساء الآية‪.13 :‬‬ ‫‪- 173 -‬‬ ‫وإني لغقار لمن تاب‪ .‬وآمن وعمل صالحا ثم اهتدىهه؛"‬ ‫رسول الل فقال‪ :‬اقرا أ‬ ‫فقال رسول الله علة‪ :‬لهؤلاء وقعت المشيئة ثلاثا‪ .‬وكان جابر يذكر أن البي علة‬ ‫يقول‪" :‬من أطمع في الجنة من آيسه الله منها جمع الله بينهما في النار‬ ‫خلاصة القول‬ ‫إن الجيطالى التزم رأي الإباضية في إنفاذ الوعيد على مرتكب الكبيرة معتمدا‬ ‫على ما تناقلته المصادر عن إمام المذهب جابر بن زيد الذي حمل عموم آيات المشيئة‬ ‫على ما يخصّصها‪ ،‬وقد انتهج علماء الإباضية من بعد جابر هذا المسلك‪ ،‬واجتهدوا‬ ‫في تحليله وصياغته بطرق كلامية ونذكر من بين هؤلاء‪ :‬أبا خزر يغلا بن زلتاف©‬ ‫وأبا عمار عبد الكاي‪ ،‬وأبا يعقوب الورجلاني‪ ،‬وإسماعيل الجيطالي‪ ...‬كما نلاحظ‬ ‫تقاربا قي حججهم وأساليبهم في إثبات الوعيد هكذا يستقرً رأي الإباضية منذ‬ ‫نشأتمم على إنفاذ الوعيد في مرتكب الكبيرة إن لم يتب منها‪ ،‬وينقل الخلف عن‬ ‫السلف ذلك دون تغيير في الموقف‪:.‬‬ ‫‪ 3‬وجود الجنة والنار ودوامهما‬ ‫بين الحيطالي آنه جب على الكلف اعتقاد أن الجنة والنار كائنتان‪ ،‬وآنهما‬ ‫حق لا انقطاع لدو وامهما‪ .‬وأن يعلم أن لله ثوابا لا يشبهه ثواب\ وثوابه الحنة وأن‬ ‫لله عقابا لا يشبهه عقاب‪ ،‬وعقابه النار «("‬ ‫وهل هرا تقتيان؟‬ ‫وقد احتلف التكلمون هل هما عخلوقتان أم لا؟‬ ‫‪ -1‬سورة طه\ الآية‪.2 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 2‬الحيطالي‪ :‬شرح الونية ج‪2/07‬و‪.‬‬ ‫ا ‪ -3‬راجع هذه الحجج‪ :‬أبو خزر يغلا‪ :‬الرة على جميع المخالفين‪ .‬تحقيق د‪ /‬عمرو النامي‪ .67-77 :‬أبو عمار‬ ‫عبد الكان‪ :‬الموجز‪ :‬نحقيق د‪ /‬عمار طالي‪ :‬ج‪ 2/401‬وما بعدها‪ .‬أبو يعقوب الوارجلان‪ :‬الدليل‬ ‫والرهان‪ :‬ج‪ .2/55-65‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/96‬و وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬الجخيطالي‪ :‬قراعد الإسلام‪ :‬ج‪8/١‬‏ ‪ .191‬قناطر الخيرات‪ :‬تحقيق النامي‪ :‬القسم ا‪/‬ل‪ .223-323‬شرح‬ ‫النونية‪ :‬ج! ‪/‬دمر‪.‬‬ ‫‪- 273 -‬‬ ‫أ‪ -‬خلق الجنة والنار‬ ‫ذهب جمهور الإباضية والأشعرية وأبو علي الجبائي وأبو الحسن البصري إلى‬ ‫أنهما مخلوقتان‪ ،‬وموجودتان اليوه!‘& واستدلوا على ذلك“‪:‬‬ ‫‪ -‬بقوله تعالى في الحنة‪ :‬أعدت للمتقين وقوله تعالى في النار‪:‬‬ ‫طلوأعدت للكافرير ه«'‪ 6‬فقالوا‪ :‬للع لا يكون إلا حاضرا‪.‬‬ ‫‪ -‬وبقصة آدم وحواء وإسكانمما الجنه وإخراجهما عنها باللة} قال‬ ‫‪ .‬تعالى‪ :‬وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنةم‬ ‫وذهب بعض الإباضية وجمهور المعتزلة إلى أنهما ليستا مخلوقتين‬ ‫وستخلقان يوم الحزاي إذ لا فائدة من خلقهما قبل يوم النواب والعقاب‪.‬‬ ‫واستدلوا بأدلة منه"‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬كل شيء هالك إلا وجههه"" فلو كانت مخلوقة وجب هلاكها‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لوجة عرضها السموات والأرض“""" ولا يتصور ذلك إلا‬ ‫ا‪ -‬الباقلاني‪ :‬الإنصاف‪ .35 :‬الإيجي‪ :‬المواقف‪ .472-572 :‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج!‪54/‬ظ‪ .‬السالي‪:‬‬ ‫المشارق‪.872 :‬‬ ‫‪ -2‬الإنجي‪ :‬المواقف‪ .572 :‬الخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ ،‬تحقيق النامي‪ :‬القسم‪ .1/223‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/54‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة آل عمران‪ :‬الآية‪.331 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة آل عمران‪ :‬الآية‪.131 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة البقرة‪ :‬الآية‪.53 :‬‬ ‫‪ 6‬منهم‪ :‬أبو المؤثر‪ ،‬وأبو سهل الفارسي" وابن أبي نبهان‪ .‬ر‪ .‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/54‬ظ‪ .‬السالي‪.:‬‬ ‫المشارق‪.872 :‬‬ ‫‪ -7‬الإنجي‪ :‬المواقف‪ .572 :‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/54‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 8‬الإتجي‪ :‬المواقف‪ .572 :‬للخيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪ .1/223‬السامي‪ :‬المشارق‪.872 :‬‬ ‫‪ -9‬سورة القصص‪ :‬الآية‪.88 :‬‬ ‫‪ 0‬سورة آل عمران‪ :‬الآية‪.331 :‬‬ ‫‪- 373-‬‬ ‫بعد فناء السموات والأرض لامتنا ع تداخل الأجسام‪.‬‬ ‫وحملوا ما جاء قي قصة آدم وحواء على بستان من بساتين الدنيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ويرى الجيطالي أن القول بأنهما مخلوقتان هو الأمنل وأقرب إل الصواب" ‪0‬‬ ‫واعتمد في ترجيحه على أدلة منها‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ولقد رآه نزلة أحرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوىل«“‬ ‫وقول الرسول تلة‪" :‬إذا دخل رمضان فتحت أبواب الحنان‪ ،‬وغلقت‬ ‫أبواب النيران"‪.‬‬ ‫اا(‪)4‬‬ ‫الأرض‬ ‫السماي والنار مخلوقة وهي من‬ ‫وقوله للند‪" :‬الجنة مخلوقة وهي ق‬ ‫وقوله عثل‪" :‬إن أرواح الشهداء تجعل في حواصل طير خضر تسرح في‬ ‫الحنة وتأوي إلى قناديل معلقة بالعريش "(‪ )5‬وغير ذلك من الأحاديث‬ ‫المروية في فضل الجخهاد‪ ،‬ونزول حور العين على الشهيد‪.‬‬ ‫إن رجح الجيطالى القول بخلق الحنة والنار إلا آنه يرى أن المسألة فرعية غير‬ ‫مطلوب علمها‪ ،‬يقول‪" :‬وليس على العبد أن يعلم أن الحتة موجودة اليوم‪ ،‬وإنما‬ ‫عليه أن يعتقد وجودها ودوامها'" وهذا ما تقتضيه بساطة العقيدة الإسلامية إذ لا‬ ‫يجدي البحث ي مسائل غيبية‪ ،‬العلم بما لا ينفع والجهل بما لا يضر‪.‬‬ ‫[ الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬القسم‪ .1/223‬شرح النونية‪ :‬ج!‪1/64‬و‪.‬‬ ‫‪ 2‬سورة النجم‪ :‬الآيتان‪.31-51 :‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه النسائي في السنن‪ :‬كتاب الصيام باب‪ :‬فضل شهر رمضان‪ :‬ج‪ ،4/621‬رقم‪.8902 :‬‬ ‫‪ 4‬لم أعثر عليه‪.‬‬ ‫‪ 5‬أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب فضائل الجهاد‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء في ثواب الشهداء‪ :‬ج‪ 4/6710‬رقم‪.1461 :‬‬ ‫‪ 6‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/64‬و‪.‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪.1/91‬‬ ‫‪- 473-‬‬ ‫دوام الجنة والنار‬ ‫ب‪-‬‬ ‫ذهبت الإباضية وجمهور المسلمين إلى أن نعيم الجنة وعقاب التار لا انقطاع‬ ‫لهما‪ ،‬ولا غاية لدوامهل‪ .‬وذلك استنادا إلى آيات القرآن وأحاديث الرسول يلف‬ ‫يقول الحيطالي‪" :‬فالواجب على المكلف أن يعتقد أن لله سبحانه ثوابا لا يشبهه ثواب‬ ‫وعقابا لا يشبهه عقاب وهما الحنة والتار‪ ،‬وهما دائمان مع سكاننمما من الأبرار‬ ‫والفجار لا يموتون ولا هم منها يخرجون"‬ ‫وقد خالف جهم بن صفوان المسلمين في هذه المسألة وزعم بأن "الجتة‬ ‫والنار تفنيان وتبيدان‪ ،‬ويف أهلها حت يكون الله موجودا لا شيء معه‘ كما كان‬ ‫موجودا لا شيء معه‪ ،‬وأنه لا يجوز أن يخلد الله أهل الحنة في الحنة وأهل النار في‬ ‫النار وهذا رة ما اتفق المسلمون عليه‪ ،‬ونقلوه نصا" ويعة الجهم أول من تكلم‬ ‫قي مسألة فناء الحنة والتار وتفرد بهذا القول (“‘‬ ‫وقد رة الجيطالي على مذهب الجه لمصادمته للآيات القرآنية كقوله تعالى‬ ‫في وصف الحنة أكلها دائم وظلهاهه وقوله تعالى‪ :‬للا يسهم فيها نصب وما هم‬ ‫منها مخرجين وقوله تعالى‪ :‬لإخالدين فيها حسنت مستقرا ومقامًاه(ث‬ ‫[‪ -‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/91‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/07‬و‪ .‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/922‬‬ ‫‪ -2‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات تحقيق النامي‪ :‬القسم [‪.323/‬‬ ‫‪ -3‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .442 }1/9220‬عن حجج جهم بن صفوان ينظر‪ :‬البغدادي‪ :‬الفرق بين‬ ‫الفرق‪ .112 :‬الشهرستان‪ :‬الملل والنحل‪ .78 :‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/07‬ر‪ .‬د‪ /‬محمد عبد الرحيم‬ ‫الزيني ‪ :‬شهداء الفكر‪ 461 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ 4‬أبو عمار عبد الكاني‪ :‬الموجز تحقيق عمار طالي‪ :‬ج‪2/031‬ظ‪ .‬د‪ /‬محمد عبد الرحيم الزيني‪ :‬شهداء الفكر‪.461 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/54‬ظ‘ ج‪2/07‬ط‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة الرعد\ الآية‪.53 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الحجرا الآية‪.84 :‬‬ ‫‪ -8‬سورة الفرقان الآية‪.67 :‬‬ ‫‪573‬‬ ‫كما ركز الجيطالى على تبيين الفرق بين ديمومة الله تعالى© ودوام الآخرة‬ ‫وعرض ذلك بالصيغة الآتية‪" :‬فإن قال الله دائم‪ ،‬فقل‪ :‬نعم فإن قال‪ :‬الآخرة دائمة‪.‬‬ ‫فقل‪ :‬نعم فإن قال‪ :‬ما الفرق بين الدائمين؟ فقل‪ :‬الله دائم بذاته وبنفسه‪ ،‬لا يجري‬ ‫عليه الفنايك والآخرة باقية لأن الله تعالى أبقاها وأدامها"‪ .‬وأما قول الجهم بأنه‬ ‫وجدنا القدم لا يحدثڵ والباقي لا يفێ‪ ،‬فأبطل ذه العلة البقا عن الحنة والنار‪.‬‬ ‫فإن الجيطالى أجاب على هذه الدعوى في قوله‪" :‬ليست العلة قي قدم الله تعالى أنه‬ ‫لا يف وإنما العلة في القدم آنه لم يحدث قط{ ولا يجري عليه الحدث‪ ،‬والباقي قد‬ ‫يكون باقيا» ولا يف" ويمكن أن يجري عليه الفناء‪ ،‬والقديم لا يكون قديما إلا بأنه‬ ‫ل يحدث قط وأما بقاء‪ .‬الثواب والعقاب ودوامهما‪ ،‬فإنما هو بإبقاء الله ياهماء‬ ‫وإدامته لهما‪ 3‬ولو شاء لأفناهما“‪.‬‬ ‫بهذا التمييز الدقيق بين القدم والباقي‪ ،‬واعتمادا على التصوص القرآنية يظهر‬ ‫الجيطالي تمافت مذهب الجهم الذي تصدى له المتكلمون برفضه ونقضه‘“‪ ،‬يقول‬ ‫أستاذنا د‪ /‬حمد عبد الرحيم الزي‪" :‬إن الجهم جمح بعقله قي مسالك وعرة وأطلق‪:‬‬ ‫له العنان‪ ،‬وقاس عالم الغيب على عالم الشهادة‪ ،‬فصادم النص وخرج عن مقررات‬ ‫العقيدة وتعاليم الإسلاه«‘‪6‬‬ ‫‪ -4‬مسألة الخلود‬ ‫عرّف الجحيطالي الخلود في اللغة بأنه البقا يقال‪ :‬خلد الله الشيء أأيبقاهء‬ ‫واسم المفعول‬ ‫منها‬ ‫يخرج‬ ‫دار ا‬ ‫بقي ف‬ ‫إذا‬ ‫وخحلدا‬ ‫خلودا‪3‬‬ ‫يخلد‬ ‫وخلد الشي‬ ‫ظ‪.‬‬ ‫‪1‬نية‪:‬‬ ‫‪ /‬النو‬ ‫‪5‬شرح‬‫‪4‬الي‪:‬‬ ‫جلخيط‬ ‫‪ 1‬ل‬ ‫‪35‬‬ ‫‪ -‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/07‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 3‬يراجع على سبيل الثال‪ :‬أبو عمار عبد الكافي‪ :‬للوجز‪ ،‬تحقيق عمار طالي‪( :‬النقض على جهم بن‬ ‫صفوان)‪ :‬ج‪ 2/921‬وما بعدها‪ .‬د‪ /‬محمد عبد الرحيم الزيني‪ :‬شهداء و ف الإسلام‪ 761 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -4‬د‪ /‬محمد عبد الرحيم الزين‪ :‬شهداء الفكر في الإسلام‪.861 :‬‬ ‫‪- 673 -‬‬ ‫عند‪ .‬قال تعالى‪ :‬يطوف عليهم ولدان مخندونيهه" أي مُبقون‪ ،‬ولدانا لا‬ ‫يهرمول‪ ،‬ولا يت ‪.‬عهيرول ‪(2) ..‬‬ ‫وذهب ابن منظور إلى أن "الخلد دوام البقاء في دار لا يخرج منها"‬ ‫وجعل دوام‬ ‫الدوام‪3‬‬ ‫الخلود ‪.‬مععێ البقاء دون‬ ‫الجيطالى عرف‬ ‫أن‬ ‫ويلاحظ‬ ‫انتقطاعهما لا يستفاد من لفظة الخلود ذاال وإنما يفهم من‬ ‫وعدم‬ ‫النواب والعقاب‬ ‫دلائل قطعية صريحة من القرآن والسنة‪.‬‬ ‫التتار‬ ‫ويخلد الكقار ق‬ ‫الله مخلد أهل الحنة ق الحنق‬ ‫وقد اتفقت الأمة على ل‬ ‫واختلفوا قي مرتكب الكبيرة من الموحدين ونوجز هذا الاختلاف فيما يأت‪:‬‬ ‫ذهبت الاباضية والمعتزلة والزيدية إل أن فاعل الكبيرة إن ل يتب منها‬ ‫‪-‬‬ ‫النار لا يخرج منهاك ولا غارة لتخليده (ة‬ ‫خلد ق‬ ‫‪ -‬وذهبت الأشعرية والسلفية إلى أنه قى مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن‬ ‫شاء رحمه‪.‬‬ ‫‪ -‬واختلفت المرجئة فيما بينهم‪ :‬فقال بشر المريسي (ت ‪912‬ه_‪438/‬م)‬ ‫"إنه محال أن يخلد الله الفجار من أهل القبلة في النار"" وقال أصحاب‬ ‫أي شمر ومحمد بن شبيب‪" :‬إنه جائز أن يدخلهم الله النار وجائز أن‬ ‫‪ -1‬سورة الواقعةء الآية‪.71 :‬‬ ‫‪ 2‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/86‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج!‪.1/112‬‬ ‫‪ -4‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .1/922‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪1/86‬و‪.‬‬ ‫‪ 5‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪ .1/941‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/86‬و‪ .‬قناطر الخيران‪ :‬تحقيق‬ ‫النامي‪ :‬القسم‪.1/563‬‬ ‫‪ 6‬البغدادي‪ :‬أصول الدين‪ .242 :‬ابن آبي العز‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية‪.963-073 :‬‬ ‫‪ -7‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/922-032‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يخلدهم فيها إن أدخلهم وجائز ألا يدهم" ا وقالت الفرقة الثالثة‪:‬‬ ‫"إن الله عر وجل يدخل في النار قوما من المسلمين إلا أنهم يخرجون‬ ‫بشفاعة الرسول تله ويصيرون إلى الجنة لا محالة وقال أصحاب‬ ‫غيلان‪" :‬جائز أن يعذبهم الله وجائز أن يعفو عنهم وجائز ألا يخلدهم؛‬ ‫فإن عذب أحدا عذب من ارتكب مثل ما ارتكبه وكذلك إن خلدهء‬ ‫وإن عفا عن أحد عفا عن كل من كان مثله"‬ ‫هذه محصلة أبرز الآراء ال عرفها الفكر الإسلامي في المصير الأخروي‬ ‫لمرتكب الكبيرة من أهل القبلة‪ ،‬فإن منها ما بقي بجحرّد تراث كلامي حبيس الكتب‬ ‫لانقراض أتباعه وإن منها ما انتشر في الأوساط الإسلامية} واعتقدها الناس‪.‬‬ ‫وسنتناول موقف الجحيطالي في هذه المسألة العقدية الين اعتبرها رشيد رضا من‬ ‫أكبرمشكلات الدين‪.‬‬ ‫الكبيرة ي النار‬ ‫أولا‪ -‬الاستدلال على خلود صاحب‬ ‫استدل الجيطالي على خلود صاحب الكبيرة ق النار بأدلة نعرضها فيما يق("‪:‬‬ ‫من القرآن‬ ‫أ‬ ‫قال الله تعالى ردا على اليهود‪ :‬لإوقالوا لن تمسّنا التار إلا أياما معدودة‬ ‫_‬ ‫قل اخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى‬ ‫من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونه“‬ ‫_‬ ‫‪ 1‬الأشعري‪ :‬مقالات الإسلاميين‪ :‬ج‪.1/922-032‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.1/032‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/07‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة البقرة} الآيتان‪.08-18 :‬‬ ‫‪- 873 -‬‬ ‫فإن كان سياق الآية في دحض لدعاء اليهود أنهم لا يخلدون‪ ،‬فقد اتخذها الجيطالي‬ ‫دليلا على خلود من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته من أي أمة كان‪ ،‬وفسر‬ ‫عمو‬ ‫ي‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫الجيطالى السيئة معن الشرك "وأحاطت به خطيئاته" هي الكبائر وهو رأي الشيخ‬ ‫هود بن بحكم الهواريه'“‪ .‬وبذلك يخالف الجحيطالي المشهور من مذهب الإباضية في‬ ‫أن السيئة عامةتطلق على الشرك وغيره من الكبائر‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولحم‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬توما هم خارجين من النار «‬ ‫وقال الله تعالى‪« :‬لإوما هم عنها بغائبينهه"“‬ ‫وقال تعالى‪« :‬لإخالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا»“‬ ‫قال تعالى مخبرا عأنوليائه‪ :‬ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما‬ ‫للظالمين منأنصاره فمن كان في النار موصوفا بالخزي والإهانة فلا‬ ‫سبيل له إلى الحنة والكرامة‪: .‬‬ ‫‪ 1‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/07‬ظ‪ .‬هود بن‪ .‬محكم الهواري‪ :‬تفسير كتاب الله العزيز تحقيق الشيخ بلحاج‬ ‫اشريفي‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت\ لبنان‪ ،‬ط‪:1/9891‬ج‪.1/121‬‬ ‫هود بن محكم الهواري (ق‪3‬ه_‪9/‬م) عالم متقن كان والده قاضيا للإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن‬ ‫رستم اشتهر بمؤلفه تفسير كتاب الله العزيز‪ .‬ر‪ .‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية} قسم المغرب‪:‬‬ ‫ج‪ .4/629‬ترجمة‪.169 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة المائدة الآية‪.73 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.761 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة الانفطار الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأحزاب الآية‪.56 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة آل عمران! الآية‪.291 :‬‬ ‫‪ 7‬الخيطالى‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/65‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 973‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬للا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذامماه' ‏‪٤‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬ونادوا يا مالك ليقض علينا رك قال إتكم ماكنون»“‬ ‫‪ .‬أي مقيمون‪.‬‬ ‫‪:‬جهتم خالدين‬ ‫نار‬ ‫والكفار‬ ‫والمنافقات‬ ‫وعد الله المنافقين‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيمه("‬ ‫ويعلق الجيطالي على هذه الآية مبينا بأنها لا تخص أهل الشرك فحسب‬ ‫يقول‪" :‬فإن قالوا هذه الآية في أهل الشرك خصوصاء قيل لهم‪ :‬وكذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫عذاب‬ ‫فيها وله‬ ‫خالدا‬ ‫ندخله نارا‬ ‫ويتعد حدوده‬ ‫الله ورضوله‬ ‫يعص‬ ‫اومن‬ ‫مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس الق حرم‬ ‫وقال للؤوالذين لا يدعون‬ ‫مهين("‬ ‫لل إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة‬ ‫ولا‬ ‫خصوصا‬ ‫أهل الشرك‬ ‫نخلد فيه مهاناه(ة فإن قالوا‪ :‬هذه الآيات كلها ق‬ ‫نجدون في ذلك فرق"‪٨‬‏‬ ‫من السنة‬ ‫ب۔‬ ‫وردت أحاديث شريفة تصرح بوعيد الفساق والعصاة يوم القيامة‪ ،‬وساق‬ ‫جيطالى جملة منها لكومما موافقة لكتاب الله العز يز (‪ )7‬وهي‪:‬‬ ‫]‪ -‬سورة فاطر الآية‪.63 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الزخرف\ؤ الآية‪.77 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة التربة الآية‪.86 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة االنساغء الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الحرقان‪ ،‬الآية‪.86-96 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/07‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/17‬و‪.‬‬ ‫‪083‬‬ ‫‪ -‬قوله لقد‪" :‬من قتل بعد العفو‪ .‬وأخذ الدية فهو حالد مخلد قى النار "( ا‬ ‫‪ . -‬وقوله لله‪" :‬من كذب وأصر فهو مخلد ي الارث‬ ‫‪ -‬وقوله علقه‪" :‬من قتل نفسه بحديدة فهو يتوج بما في النار خالدا مخلدا‬ ‫ومن تحسى سما فهو يتحسناه في نار جهنم خالدا غدا أبداء ومن تردى‬ ‫من جبل فهر يتردى في نار جهئم خالدا خلدا أب"(‬ ‫وذهب الاباضية والمعتزلة أن لفظة م‪ ".‬الواردة ق مثل هذه الأحاديت<‬ ‫جاءت في معرض الشرط تفيد العموم؛ ولا خرج المصرين من عصاة المسلمينض‬ ‫يينما يرى الأشاعرة أن لفظة "من" لا تفيد العموم‪.‬و لم يتعرض الجميطالي إلى هذه‬ ‫المسألة اللغوية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬من العقل‬ ‫سلك الخيطالى طرقا عقلية لإثبات الخلود لمرتكب الكبيرة من أهل القبلة‬ ‫وهي فيما يأتي‪:‬‬ ‫يعرض صورة الدليل على الشكل الاتي ‪" :‬إن أهل الكبائر لا يخلون من أحد‬ ‫النارك‬ ‫النواب والعقاب معا{ فيكونون معذببن ف‬ ‫إما أن يجمع الله ‪-‬‬ ‫ثلانة أوجه‪:‬‬ ‫متنعمين في الحنة في حالة واحدة} فهذا من أحل المحال الذي لا يتوهم وجوده أو‬ ‫يقدم أحدهما على الآخر‪ ،‬فيكون المقدم منقطعا زائلا‪ ،‬والمؤخر متصلا‪ ،‬فأيهما‬ ‫[‪ -‬أخرجه الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬ج‪ 3/0020‬رقم‪.167 :‬‬ ‫‪ -2‬لم أعثر عليه‪..‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب الطب عن رسول الله» باب‪ :‬ما جاء فيمن قتل نفسه بسم‪ :‬ج‪ 4/6835‬رقم‪.3402 :‬‬ ‫‪ 4‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ :‬ج‪.2/847-947‬‬ ‫‪- 183 -‬‬ ‫المتصل؟ وأيهما المنقطع؟ وكل ما أنبثوا من ذلك فهؤ دعوى من غير دليل‪ .‬والوجه‬ ‫المعاصي‬ ‫بعض‬ ‫العقو بة على‬ ‫وترك‬ ‫الطاعات‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫أنام‬ ‫أن يكون‬ ‫الناي‪:‬‬ ‫فهذا ساقط لأن المثاب لا يكون مثابا حيت يسقط عنه جميع ما توعد الله عليه‬ ‫العقاب وأمًا إذا كان معه بعض الكبائر فلا لأن ذلك تكذيب لخبر الله عر وجل‪.‬‬ ‫والوجه الثالث‪ :‬أن يكون المناب ليس معه كبيرة فيكون حينئذ من المؤمنين المثابين‬ ‫فهو ما قا"( ‪(1‬‬ ‫نفي اجتماع الأضداد‬ ‫ويصيغ هذا الدليل على النحو الآتي‪" :‬لا يخلو لمثاب المعاقب من أن يكون‬ ‫مؤمنا ولي الله من أهل الحنة سعيدا قي علم الله السابق‪ ،‬أو يكون كافرا عدو الله‬ ‫شقيا في علمه من أهل النار‪ ،‬فبطل أن يكون كافرا مؤمنا شقيا سعيدا عند ا له من‬ ‫أهل الحنة والنار جميعا لأن ذلك من المحال واجتماع الأضداد فلما بطل هذا لم‬ ‫يبق إلا آنه مؤمن سعيد من أهل الجنة أو شقني من أهل النار‬ ‫ويؤكد الجيطالي على أنه "لا يجتمع رضى الله سبحانه وسخطه وحبه وبغضه‬ ‫وولايته وعداوته قي جسم عبد واحد فيكون واا لله تعالى وعدوا لهإ بغيضا‪.‬مسخوطا‬ ‫عليهء حبيبا له مرضيا عنه فى حالة واحدة فيكون معذبا بالاك مثابا بالجنة قي حالة‬ ‫واحدة} هذا هو المحال الذي لا يتوهم كونه ولا يستقيم وجودها‬ ‫قياس الغائب على الشاهد‬ ‫ويعرضه كالآتي‪" :‬إنا وجدنا الله تعالى حكيما‪ ،‬والحكيم لا يزجر عن‬ ‫معاصيه إلا بأشد الزجر لأنه لو زجر عنها بأوهن الزجر لكان غير مؤكد لناهيه‪.‬‬ ‫‪ -1‬الجيطالى ‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪7[ /2‬و‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪3/65‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 283 -‬۔‬ ‫ألا ترى لو أن رجلا نمى عبده عن الزنا والقتل وغير ذلك فقال له‪ :‬لئن فعلت‬ ‫لأضربتك ضربة‪ ،‬أو لطمة\ أو مثل ذلك" لكان عندنا موهنا لنهيه‪ ،‬غير زاجر عن‬ ‫معصيته‪ ،‬فلما وجدنا الله تعالى حكيما وقد نمى عن الهجوم على المعاصي‬ ‫والاستخفاف بحقه لم يصح ي الحكمة إلا أن ينهى عنها بأشد ما يكون من الزجر‬ ‫وأشده عذابا لا مماية له‪ ،‬وأيضا فإن من استخف بحق الله الإله العظيم الذي لا ماية‬ ‫لعظمته أوجب عليه عقابا لا ماية له""‬ ‫وإن حاول الجخيطالى سوق أدلة عقلية تنبت الخلود لمرتكب الكبيرة من أهل‬ ‫القبلة فستظلً محاولته قاصرة بحكم عجز العقل البشري عن الوصول إلى حقيقة‬ ‫كاملة ويقينية قي مسألة غيبية كهاته‪ ،‬كما أن الطرق العقلية ال استخدمها في هذه‬ ‫المسألة لا تسلم من النقد فعلى سبيل المنال "قياس الغائب على الشاهد"هو قياس‬ ‫انتقده الحيطالي بنفسه في قوله‪" :‬إن الله لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس "©‬ ‫واعترض على الذين استعملوه في إثبات أن تخلف وعيد الله تعالى يعد جودا وكرما‬ ‫قياسا على الشاهدة‪ .‬لكننا نرى الجيطالي في هذه المسألة يوظف "قياس الغائب‬ ‫على الشاهد" فى بحال الماورائيات فيقيس حكمة الخالق (الغائب) على حكمة‬ ‫المخلوق (الشاهد) ليصل إلى حكم مشترك‪ .‬ولا ندري هل هو تناقض ف الموقف‬ ‫أم استثناء خاص؟‬ ‫ومع كل هذا فهيهات للعقل الإنسان أن يدرك حكم الله تعالى فى أفعاله‬ ‫سواء في عالم الشهادة أو عالم الغيب©‪ ،‬وإن انكشف له شيء يسير منها فأنى له أن‬ ‫يدرك جميعها‪ ،‬فالعجز عن إدراكه إدراك‪ ،‬ويمذا تبقى مسألة الخلود تستمد دلالتها‬ ‫القوية من النقل لا من العقل‪.‬‬ ‫‪ 1‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬و‪-‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪1/86‬و‪ .‬ينظر‪ 511 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪2/96‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 383 -‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مناقشة الجيطالي أدلة القائلين بعدم الخلود لأهل الكبائر‬ ‫استدل القائلون بخلف الوعيد بأدلة} أورد الجيطالي بعضا منها وناقشها‬ ‫وهي فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬قوله تعالى‪ :‬فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين‬ ‫فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن رك فعال لما يريدئگهه‘“‪.‬‬ ‫فماذا يفيد الاستثناء الوارد في الآية؟ وما المراد بقوله‪ :‬ما دامت‬ ‫السموات والأرضه؟‬ ‫ن الجيطالي أن الاستنناء بالمشيئة الوارد في هذه الآية لا يفيد استثناء الملوحدين‬ ‫العصاة وخروجهم من التار‪ .‬وإن معناه وجوها عديدة‪ ،‬عند أهل التفسير يقول‪ " :‬وأما ما‬ ‫احتجّوا به في قوله تعالى‪ :‬إلا ما شاء رتتك&ه فقالوا‪ :‬أن يخرج أهل الكبائر من النار‬ ‫فإن هذا تقوّل وذهاب عن الظاهر بغير دليل‪ ،‬وأيضا فإن أهل التفسير اختلفوا فيها‪ ،‬فقال‬ ‫بعضهم‪ :‬إلا ما شاء ربك أي من الزيادة في الخلود ونظيره‪ :‬لؤفذوقوا ففن نزيدكم إلا‬ ‫عذابامه وقال آخرون‪ :‬إلا ما شاء ربك من مكنهم في الدنيا وقيل‪ :‬في البرزخ‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ما لبثوا ني ظهور آبائهم؛ وقيل‪ :‬في أرحام أمّهاتمم} وقيل‪ :‬ما لبثوا في المحشر قبل أن‬ ‫يدخلوها‪ ...‬فكل ذلك "ما شاء الله" وهو الذي استثناء فمن زعم غير ذلك فعليه‬ ‫الدليل‪ ،‬ولو كان في هذا ما يدل على خروج أهل الكبائر لكان في هذه الآية ما يدل‬ ‫على خروج الإنس والجحن أجمعين‪ ،‬وذلك قوله تعالى‪ :‬ليا معشر الن قد استكثرتم من‬ ‫الإنس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا‬ ‫قال التار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن رك حكيم عليم كيث"(‬ ‫[‪ -‬سورة هود& الآية‪.601-701 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة النبأ الآية‪.03 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪.821 :‬‬ ‫‪ 4‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪483‬‬ ‫وأما قوله تعالى‪« :‬ما دامت السموات والارض؛ ذكر الجيطالي أن لها معنيين("'‪:‬‬ ‫‪ -‬الأول‪" :‬على قطع الرجاء كقوله تعالى‪ :‬إح يلج الجمل في سم‬ ‫الخياطه ومثله في كلام العرب‪" :‬لا أفعل ذلك حت يؤوب القارظان" و"لا أفعله‬ ‫سن الحسل" أي لا ترجو إتياني كما لا يرجع الموتى إلى الدنيا وح تقع أسنان‬ ‫السل وهو ولد الضب وأسنانه لا تقع أبدا فيما ذكر وقال الشاعر‪:‬‬ ‫وح يؤوب القارظان كلاهما ويرجع ق القتلى كليب لوائل‬ ‫(البحر الطويل)‬ ‫وأمثال هذا مما يتكلمون به على اليأس وقطع الطمع«ث‬ ‫‪ -‬الثاني‪ :‬ذكر أهل التفسير أن الجنة في السماء والنار في الأرض» فقال‬ ‫الخالدين فيها ما دامت السموات والأرضل؛ على هذا المعن‪6«.‬‬ ‫إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها‬ ‫‪ -2‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫أحقاباه ذهب الخيطالي إلى أنه "ليس هذا دليلا على الخروج أيضا لأنه قال‪:‬‬ ‫لإن جهنم كانت مرصادا للطاغين‪ 4 ..‬فهي عامة لخميع من دخلها من أهل‬ ‫الشرك‪ ،‬وأهل الكبائر فمن اةعى التخصيص فعليه الدليل‪ ،‬وأما تفسيرها «إلابثين‬ ‫فيها أحقابامه وهو جمع حقب أي زمانا إلى ما غاية له”ث‬ ‫‪ 1‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأعراف الآية‪.04 :‬‬ ‫‪ 3‬الخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 5‬سورة النبأ الآيات‪.12-32 :‬‬ ‫‪ 6‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪- 583 -‬‬ ‫‪ 3-‬قوله تعالى‪ :‬الإرتما يوة الذين كفروا لو كانوا منلمين“ه«"م يقول‬ ‫الجيطالي‪" :‬فليس هذا دليل أيضا على الخروج‪ ،‬وإنما ذلك فيما وجدت ف التفسير‬ ‫لما رأى الكفار كرامة المسلمين على الله تمنوا أن لو كانوا مسلمرن"“‬ ‫‪ -4‬وكذلك قوله تعالى‪ :‬نما لنا لا نرى رجالا كتا نعدهم من‬ ‫الأشرار في الدنيا‪ .‬كقوله‪« :‬لإإن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا‬ ‫يضحكونهه فلما دخلوا النار لم يروهم معهم قالوا‪ :‬إما لنا لا نرى رجالا كتا‬ ‫نعهم من الأشرار اتخذناهم سخريائه (فأخطأنا) لأم زاغت عنهم الأبصار هة‬ ‫أي هم فيها و لم يروهم‪ ،‬وهذا تفسير بجاهد‪ ،‬ثم علموا بعد أنهم ليسوا فيها‪(".‬‬ ‫وأما الأحاديث النبوية الي استدل بما القائلون بخرو ج عصاة الموحدين من‬ ‫\ حكما مجملا أنها‪" :‬مخالفة لكتاب الله عر وجلا‬ ‫مردودة لأن لله تعالى قال‪ :‬لوما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" وجاء‬ ‫عنه عليه السلام‪" :‬كيف أقول بخلاف القرآن وبه هدان اللها“"”{“ وقد سبقت‬ ‫مسائل العقيدة ‪1 0‬‬ ‫الإشارة إلى منهج استدلال الجيطالى بالحديث ق‬ ‫[‪ -‬سورة الحجر الآية‪.2 :‬‬ ‫‪ 2‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سورة ص& الآية‪.26 :‬‬ ‫‪ 4‬سورة المطففين‪ ،‬الآية‪.92 :‬‬ ‫‪ -5‬سورة ص الآية‪.36 :‬‬ ‫‪ 6‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -7‬سورة النجمإ الآية‪.3-4 :‬‬ ‫لم أجده في الموسوعة الذهبية الميسرة للحديث النبوي وعلومه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 9‬الحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/17‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -0‬ينظر‪ 701 :‬من البحث‪.‬‬ ‫‪683‬‬ ‫جمل القول‬ ‫إن المدارس الكلامية قد تباينت مواقفها قى الوعد والوعيد فبالفت الأشعرية‬ ‫في العفو وجوّزت على الله عقلا أن يعذب المطيع‪ ،‬ويعفو عن العاصي إطلاقا‬ ‫ير يد( ‪ .‬ومن جهة أخرى تطرفت المعتزلة فأو جبت‬ ‫للمشيئة الإلحية وأن الله فعال ‪1‬‬ ‫على الله تعالى عقلا أن ينيب الأخيار‪ ،‬ويعاقب الأشرار‪ ،‬ووعده ووعيده استحقاق‬ ‫‪2‬‬ ‫للمكل ‪.‬فين‪ .‬وعأعوا‪.‬ض ل‪.‬غيرهم‪.‬‬ ‫وبين هذين الموقفين المتعارضين تماما يتخذ الحيطالى مسلكا وسطا فيؤكد‬ ‫ابتداء أن ثواب الله تعالى لا يشبهه ثواب وعقابه لا يشبهه عقاب‪ ،‬وهذا ما‬ ‫وهو‬ ‫عدل‬ ‫وعقابه للفجار‬ ‫فضل‬ ‫نوابه للأبرار‬ ‫وأن‬ ‫الخالص‬ ‫التوحيد‬ ‫يستدعيه‬ ‫تعالى صادق في وعده ووعيده‪ ،‬فلا يجب عليه شيء بل الحكمة الإلهية تقتضي أن‬ ‫ويعاقب الكافر‪.‬‬ ‫يثيب المطيع‬ ‫وإن الأدلة الين ساقها الجيطالى في إثبات الخلود لفاعل الكبيرة قوية الحجة‪،‬‬ ‫ساطعة الدلالة إن قارناها بحجج القائلين بخلف الوعيد‪ .‬كما لا يخفى أن لمسألة‬ ‫"الوعد والوعيد" بعدا عمليا جليا قى سلوك الأفراد والجتمعات‘ فلو أخذت الأمة‬ ‫بصدق وعيد الله تعالى وإنفاذه فى مرتكب الكبيرة لبادرت إلى إتيان الواجبات‬ ‫الق تفيد‬ ‫بظواهر النصوص‬ ‫ولو مسكت‬ ‫ربها متابا‪،‬‬ ‫إل‬ ‫وتاہت‬ ‫المنهياتك‬ ‫وترك‬ ‫في بارد الحديد وبطلت التكاليف‬ ‫خلف الوعيد لصارت الزواجر كضرب‬ ‫الشرعيةء وضاعت الأمانة الين حملها الإنسان‪.‬‬ ‫وقد يتبادر إلى بعض الأفهام أن القول بإنفاذ الوعيد غل ي المعتقد‪ ،‬وتطرّف في‬ ‫الدين‪ ،‬وتيئيس من رحمة الله تعالى؛ فدفعا لهذا الإيهام الوارد أولى الجحيطالي والإباضية‬ ‫عامة لقضية الخوف والرجاء اعتناء بالغاء وجعلوها أصلا عقديا يجب الإيمان به‪.‬‬ ‫‪ 1‬أبو عذبة‪ :‬الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريديةإ تحقيق د‪ /‬عبد الرحمن عميرة‪.35-45 :‬‬ ‫‪ 2‬د‪ /‬أحمد محمود صبحي‪ :‬في علم الكلام (المعترلة)‪.:‬ج‪.1/751-851‬‬ ‫‪- 783-‬‬ ‫المميحث الثالث‬ ‫الخوف والرجاء‬ ‫‪ 1‬دلالتهما ومكانتهما ف الأصول العقدية‬ ‫اهتم الخيطالي بأصل "الخوف والرجاء"‪ ،‬وفصل القول فيهما في مؤلفاته‪.‬‬ ‫ففي كتابه "قناطر الخيرات" جعل القنطرة الثالثة عشرة قنطرة خاصة بالخوف‬ ‫والرجاىء وستماها قنطرة البواعثه"‘‪ 5‬وذلك‪ :‬لأن نفس العبد فاترة لا تنشط للخير‬ ‫ولا تنبعث للعبادة كما يجب إلا منشط يدفعها إلى الخير وزاجر يزجرها عن الشر‬ ‫وهما الخوف من عذاب الله تعالى© والرجاء فيى ثوابه عر وجل‪.‬‬ ‫وقد عرف دلالة الخوف والرجاء في اللغة‪ ،‬فأما الخوف هو‪ :‬مصدر خاف©‪6‬‬ ‫يخاف‪ ،‬خوفا إذا فزع قال الله تعالى‪ :‬يدعون ربهم خوفا وطمعاة والخوف أيضا‬ ‫يخرج على العلم» قال الله تعالى‪« :‬لإفمن خاف من موص جنفا أو إنما أي عل‪.‬‬ ‫وأما الرجاء هو الطمع‪ .‬ورجوت الشيء ورجيته‪ ،‬وارتجيته سواء ويطلق‬ ‫الرجاء أيضا على الخوف©ؤ قال تعالى‪ :‬فإما لكم لا ترجون لله وقارائه أي لا‬ ‫تخافون‪ .‬وعلى التأخير والترك‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬قالوا أرجه وأخاهئه اترك"‪.‬‬ ‫‪ 1‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪ 3/143‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة السجدة‪ ,‬الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.281 :‬‬ ‫‪ 4‬الجحيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/5‬ظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.9/99‬‬ ‫‪ 5‬سورة نوح الاية‪.31 :‬‬ ‫‪ 6‬سورة الأعرافؤ الآية‪.111 :‬‬ ‫‪ 7‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/5‬ظ‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ج‪.41/903‬‬ ‫‪ 883 -‬۔‬ ‫نوابه‬ ‫ق‬ ‫وال رجاء‬ ‫الله تعالى‬ ‫من عذاب‬ ‫الجيطالى أن الخوف‬ ‫ويذكر‬ ‫فريضتان واجبتان على كل بالغ صحيح العقل(" ‪ 5‬وأن استقامة العبادة لا تصح‬ ‫لطالبها إلا باستشعار الخوف والرجاء والتزامهمالة‪ 5‬وسنتناول ذلك بالتوضيح‪.‬‬ ‫‪ -2‬فرضية الخوف‬ ‫ق الجحيطالي نصوصا تدل على أن الله فرض على عباده أن يخافوه منه‪:‬‬ ‫سا‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لوخافون إن كنتم مومنينكمه‘“‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لإوإياي فارهبون»ه“‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪« :‬لإفلا تخشوهم واخشون‪%‬ه({'‬ ‫= وقوله تعالى‪« :‬لليس بأمانيكم ولا أما أهل الكتاب من يعمل سوعا جز بهم"‬ ‫وقوله تعالى‪< :‬إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلويهمه أي‬ ‫‪-‬‬ ‫رقت لله مخافة من عذابه‪.‬‬ ‫الى‪ :‬والذين هم من عذاب رتهم مشفقون“»”‬ ‫‪ -‬وقوله تع‬ ‫لا يدري ما‬ ‫للند ‪" :‬المؤمن بين مخافتين بين اجل قد مضى‬ ‫وقال الرسول‬ ‫‪-‬‬ ‫[‪ -‬الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/9‬ر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/443‬‬ ‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ :‬ج‪.3/243-543‬‬ ‫‪ -4‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية‪.571 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة البقرة الآية‪.04 :‬‬ ‫‪ -6‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.051 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.321 :‬‬ ‫‪ 8‬سررة الأنفال الآية‪.2 :‬‬ ‫‪ -9‬سورة المعارج‪ ،‬الآية‪.72 :‬‬ ‫‪983‬‬ ‫اللة صانع فيه‪ ،‬وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه‪©'١‬‏‬ ‫ودعا الجيطالي إلى تأمل هذه الأخبار والتفكير فيها حيق يتمكن الخوف من القلب‪.‬‬ ‫ويجب على العبد التزام الخوف لأمري“‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬الزجر على المعاصي لأن النفس الأمارة بالسوء ميالة إلى الشر‬ ‫وتمديد بالغ‪.‬‬ ‫طمَّاحة إلى‪ .‬الفتنة لا تنتهي عن ذلك إلا بتخويف عظيم‬ ‫الناي‪ :‬لئلا تعجب بالطاعة فتهلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬فرضية الرًجاء‬ ‫بين الجيطالي أن اجلراء طمع فى الجحنة‪ ،‬وأن رحمة الله تعالى واسعة سبقت‬ ‫غضبه‪ ،‬ووسعت كل شيا والعبد عاجز عن تصور هذه الرحمة\ أو وصفها‪.‬‬ ‫يقول‪" :‬فمن ذا الذي يعرف غاية رحمة الله أو يحسن وصفها؟ إذ يغفر لعبد كشر‬ ‫مائة سنة أو ما شاء الله بمعان ساعة واحدة كما قال تعالى‪:‬للإقل للذين كفروا إن‬ ‫حطة يغفر لكم خطاياك‪,‬م»ه(“‬ ‫وقولوا‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫ينتهوا يغفر لهم ما قد سلفه(‬ ‫قيل معناه‪ :‬احطط عنا الخطايا‪ ،‬وقيل‪ :‬قولوا‪ :‬لا إله إلا الله" وقد أورد نصوصا‬ ‫كثيرة تدل على فضل الله تعالى ورحمته منه‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من‬ ‫‪ -1‬أخرجه البيهقي في شعب الإيمان‪ :‬كتاب الحادي والسبعون من شعب الإيمان‪ ،‬باب‪ :‬الزهد وقصر الأمل‪:‬‬ ‫ج‪ .7/063‬رقم‪.18501 :‬‬ ‫‪ -2‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/443‬‬ ‫‪ -3‬سورة الأنفال‪ ،‬الآية‪.83 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.85 :‬‬ ‫‪ 5‬الجحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/053‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪093‬‬ ‫رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم("‬ ‫وقال تعالى‪ :‬ورحم وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون(‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪ :‬لإن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل ال‬ ‫أولئك يرجون رحمة اه كي(‪.‬‬ ‫‪ -‬وقوله غلقه‪" :‬إن لله تعالى مائة رحمة فواحدة منها قسمها بين الجن‬ ‫والإنس والبهائم‪ ،‬فبها يتعاطفون‪ ،‬وبما يتراحمون‪ ،‬واخر منها تسعا‬ ‫يرحم بما عباده يوم القامة"(“)‬ ‫وتسعين لنفسه‬ ‫قه‪" :‬الله أرحم لعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة لولدها"‬ ‫‪ -‬وقوله‬ ‫روي أن البي عة دخل من باب بيي شيبة فرأى قوما يضحكون فقال‬ ‫=‬ ‫الحجر رجع ‏‪- ١‬‬ ‫عند‬ ‫إذا كان‬ ‫حى‬ ‫لا أراكم‬ ‫تضحكون{‬ ‫لحم‪:‬‬ ‫القهقر ى فقال‪ :‬جاءيني جبريل فقال يا محمد إن الله تعالى يقول‪ :‬لا تقتط‬ ‫عبادي من رحمي‪ :‬نع عبادي أن أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو‬ ‫العذاب الأليمكه(©)"(‪)7‬‬ ‫وأكد الجحيطالي على أن الرجاء لا يكون إلا بالعمل‪ ،‬ويوضح ذلك في‬ ‫الظن بالله تعالى؛‬ ‫حسن‬ ‫ق‬ ‫الكثيرة‬ ‫الأخبار‬ ‫جحاءمرت‬ ‫أليس قد‬ ‫قيل‪:‬‬ ‫"فإن‬ ‫العبارة ‪:‬‬ ‫[‪ -‬سورة الزمر‪ ،‬الآية‪.35 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة الأعراف©‪ ،‬الآية‪.651 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.812 :‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب التوبة‪ ،‬باب‪ :‬في سعة رحمة الله وأنما سبقت غضبه‪ :‬ج‪ ،4/8012‬رقم‪.2572 :‬‬ ‫‪ 5‬لم أجده في الموسوعة الذهبية الميسرة للحديث النبوي وعلومه‪.‬‬ ‫‪ 6‬سورة الحجر الآية‪.94-05 :‬‬ ‫‪ -7‬السيوطي‪ :‬لباب النقول في أسباب الترول‪ ،‬تقدم وتعليق محمد علي القطبؤ المطبعة العمصرية‪ ،‬بيروت‬ ‫‪5‬ه_‪4991 /‬م‪.621 :‬‬ ‫‪193‬‬ ‫كقوله‪" :‬أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"«"" وفي أمثالها؟ فقيل له‪ :‬إن من‬ ‫والخوف من عقابه والاجتهاد في طاعته‬ ‫حسن الظن بالله تعالى الحذر من معصيته‬ ‫وذلك ثمرة التصديق بوعد الله تعالى ووعيده‪ ،‬وذلك أن الرجاء لا يكون إلا على‬ ‫وانتهى عن معصيته فير جو‬ ‫طاعة الله تعال‬ ‫أصل ثابت صحيح إذا اجتهد العبد ق‬ ‫حينئذ أن يقبل الله منه‪ ،‬ويتم له تقصيره‪ ،‬ويعظم له النواب‪ ،‬ويعفو عن الزلل فإن‬ ‫أحسن الظن على هذا فهو الرجاء قال الله تعالى‪ :‬إن الذين آمنوا والذين هاجروا‬ ‫آناء‬ ‫هو قانت‬ ‫تأمن‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫رحمة لله كي(ے)‬ ‫سبيل الله أولئك يرجون‬ ‫ف‬ ‫و جاهدوا‬ ‫الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة رتهم{ث" وأما إن طمع ورجا بغير‬ ‫بل ذلك حطأ‬ ‫ظن‬ ‫وحسن‬ ‫سماها رجاء‬ ‫لها ولا طائل‬ ‫عمل فذلك منه أمنية لا أصل‬ ‫)"ة‬ ‫وضلال وقد قال الله تعالى مخبرا عن المنافقين‪« :‬لوغرّتكم الأمان‬ ‫‪ 4‬الموازنة بين الخوف والرجاء‬ ‫الم الجيطالي على وجوب اعتدال الخوف والرجاء قي قلب المكلف اعتدالا‬ ‫لا يميل أحدهما بالآخر لأنه إذا مال الخوف به فذلك يدعو إلى الإياس من رحمة‬ ‫الله تعالى© والإياس أعظم الكبائر‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪ :‬لإله لا ييأس من روح الله‬ ‫إلا القوم الكافرون" وقال‪ :‬ومن يقنط من رحمة ره إلا الضتالونمه وإن مال‬ ‫به الرجاء خشي عليه الأمن من عذاب الله‪ ،‬وهو أيضا كبيرة من الكبائر‪ ،‬قال الله‬ ‫‪ 1‬أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬كتاب الرقائق‪ ،‬باب‪ :‬في حسن الظن بالله‪ :‬ج‪ ،2/067‬رقم‪.1362 :‬‬ ‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.812 :‬‬ ‫‪ -3‬سورة الزمر الآية‪.9 :‬‬ ‫‪ -4‬سورة الحديد الآية‪.41 :‬‬ ‫‪ 5‬الحيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/453-553‬‬ ‫‪ -6‬سورة يوسف الآية‪.78 :‬‬ ‫‪ -7‬سورة الحجر الآية‪.75 :‬‬ ‫‪293‬‬ ‫تعالى‪ :‬الفلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرونه(ا“‪.‬‬ ‫واستدل الجيطالى بنصوص تفيد الموازنة بين رهبة العقاب ورغبة النواب‪ ،‬منه‪:‬‬ ‫ثناء ا له تعالى على المؤمنين في قوله‪ :‬إتتجاقى جنوبمم عن المضاجع‬ ‫يدعون ربهم خوفا وطمعائه وفي قوله تعالى‪ :‬إنهم كانوا يسارعون في الخيرات‬ ‫ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين“ه“‬ ‫‪ -‬قوله تلة‪" :‬لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه بميزان تريص ما زاد أحدهما‬ ‫على الآخر"(‬ ‫والاعتدال بين الخوف والرجاء واجب سواء في حالة الطاعة أو المعصية‬ ‫يقول الخيطالي‪" :‬ويجب على العبد أن يعدل بين الخوف والرجاء في قلبه ولو لم‬ ‫يعلم من نفسه ذنبا‪ ،‬ويعتدلان أيضا ولو في حالة عمل المعصية فالرجاء الحقيقي‬ ‫لا ينفك عن الخوف الحقيقي‪ ،‬والخوف الحقيقي لا ينفك عن الرجاء الحقيقي‪.‬‬ ‫ومرجع ثبوتمما ي قلب العبد إلى أمور منه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬جهل المصير وعاقبة الخاتمة‪ :‬لأن العبد يرجو أن تكون خاتمة عمله على الإيمان‬ ‫والوفاء بالدين فيصير بذلك إلى ثواب ا له وكرامته‪ ،‬فينبعث في قلبه الرجاء‪ ،‬ويخاف أن‬ ‫تكون خاتمة عمله على الكفر فيعذب عليه غدا في النار فينبعث حينئذ الخوف‪.‬‬ ‫[‪ -‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.99 :‬‬ ‫‪ -2‬الحيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/34‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/9‬و‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجيطالي‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪ .3/253‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/34‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/9‬ر‪.‬‬ ‫‪ -4‬سورة السجدةا الآية‪.61 :‬‬ ‫‪ 5‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية‪.09 :‬‬ ‫‪ 6‬أخرجه البيهقي في شعب الإيمان‪ :‬كتاب الثاني عشر من شعب الإيمان‪ :‬ج‪ 2/210‬رقم‪.5201 :‬‬ ‫‪ 7‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/34‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/9‬ظ‪.‬‬ ‫‪ -8‬الجيطالى‪ :‬قناطر الخيرات‪ :‬ج‪.3/353‬‬ ‫‪ -9‬الخيطالي‪ :‬قواعد الإسلام‪ :‬ج‪ .1/44‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/9‬و‪.‬‬ ‫‪ 393 -‬۔‬ ‫ب الشك فى باب القبول والرد‪ :‬فإذا تاب من كبيرة اقترفها فهو يخاف أن‬ ‫يكون غير ناصح في توبته فيعب على ذلك{ ويرجو أن يكون ناصحا فيها ذيعنى‬ ‫‪.‬‬ ‫كلى‬ ‫لاب ع‬ ‫ذ ويث‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫ج‪ -‬فرائض غير محدودة كبر الآباء والندم على سوالف الآثام وجهالة‬ ‫كبائر الذنوب من صغائره('“‪ .‬ويعلل ذلك لأن العبد يخاف إن لم يبلغ إلى الحد‬ ‫الذي يكون به مؤديا لما افترض الله عليه ي هذه الفرائض أن يعذب على تقصيره‬ ‫فيها‪ ،‬ويرجو أن يكون قد بلغ الحد الواجب عليه فيثيبه الله تعالى على ذلك في‬ ‫الآخرة‪ ،‬ويخاف من الذنب أن يكون كبيرا فيعّب عليه‪ ،‬ويرجو أن يكون صغيرا‬ ‫فيغفر له‪(.‬‬ ‫هكذا بن الجيطالي أن الله فرض الخوف والرجاء على العباد‪ 8‬واستعبدهم‬ ‫بفعلهما من غير أن يح لهم في ذلك حدا يعلمونه لأن ذلك أصلح لهم في الاجتهاد‬ ‫قي الطاعة والابتعاد عن المعصية‪.‬‬ ‫‪ -1‬الكبائر معلومة وغير معلومة‪ ،‬والصَغائر معلومة بالوصف لا بالتعيين وهذا عند إباضية المغرب‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الجيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪2/341‬و‪ .‬النمي‪ :‬معالم الدين‪ :‬ج‪.2/161‬‬ ‫‪ -2‬الجخيطالي‪ :‬شرح النونية‪ :‬ج‪3/9‬و‪.‬‬ ‫‪ 493-‬۔‬ ‫الخانة‬ ‫يعد إسماعيل الجخيطالي علما من أعلام الفكر الإسلامي في القرن الثامن‬ ‫المجري أسهم مساهمة فعالة في إثراء التراث العقدي‪ ،‬وترك أثرا عميقا في تاريخ‬ ‫الحركة الفكرية بالمغرب الإسلامي امتة إلى القرون التالية لعهده‪ ،‬وذلك من خلال‬ ‫من خلال دارسي‬ ‫إنتاجه العلمي الغزيرء وشخصيته الفذة‪ .‬وقد استخلصت‬ ‫للجيطالي وآرائه الكلامية النتائج الآتية‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬حاولت الكشف عن البيئة السياسية والاجتماعية والفكرية ال نشأ‬ ‫في أحضافا الخيطالي‪ ،‬وإن اتسمت أوضاع عصره بالاضطراب والرداءة فإن ذلك‬ ‫لم يثنه عن عزمه بل كان دافعا له إلى المقاومة والتحدي‪ ،‬كما قمت بترجمة وافية‬ ‫عن حياته‪٬‬‏ وضبط مقومات شخصيته وحصر آثاره الفكرية الێ يلاحظ أن أغلبها‬ ‫يحتاج إلى تحقيق علمي دقيق ليحصل الانتفاع بما‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬وقفت على الجانب المنهجي ف آراء الخيطالي‪ ،‬واهتمت بتحديد‬ ‫مرجعية فكره فقد كان رجلا موسوعيا مطلعا على إنتاج العلماء من داخل المدرسة‬ ‫الإباضية وخارجها‪ ،‬وظهر لي تأثره الواضح بمنهج أبي حامد الغزالي في ثلاث نقاط‪:‬‬ ‫في نظرية المعرفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ف آرائه التربوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬في مزجه بين أصول الدين والأخلاق‪.‬‬ ‫وقد تجلى لي أيضا وذلك بعد المقارنة بين "قواعد الإسلام" و"بداية المجتهد"‬ ‫أن الجيطالي استفاد من عقلانية الوليد بن رشد ومنهجه في عرض الفقه وتصنيفه‪.‬‬ ‫ولا عجب من هذا التأثر فقد مكنته مقوماته الشخصية من تجاوز الحدود المذهبية‬ ‫الضيّقة وانطلاقه إلى رحابة الفكر الإسلامي المتعدد المدارس والاتجاهات وبذلك‬ ‫‪- 693-‬‬ ‫مثل الجيطالي ذروة الالتقاء والتقارب ببن الفكر الإباضي والفكر الأشعري في القرن‬ ‫الثامن الهجري اللذين ظلا متعايشين في البيئة المغربية‪.‬‬ ‫كما ضبطت منهجه ف الاستدلال الكلامي الذي يعتمد على التقل الصحيح‬ ‫والعقل الصريح وقد كان الحيطالي من دعاة التأويل الذي يتوافق مع المحكم من‬ ‫النصوص وتؤيده شواهد اللغة‪ ،‬ودافعه إلى ذلك تتريه الباري تعالى عن صفات‬ ‫الملخلوقين‪ ،‬وغلق الباب أمام تيار التجسيم والتشبيه‪ ،‬وقد استعمل نفس آليات‬ ‫الاحتجاج المعروفة لدى المتكلمين مما يدل على مقدرته الكلامية‪.‬‬ ‫ثالغا‪ -‬فضل الجخيطالي الطريقة القرآنية في الاستدلال على وجود الله تعالى‪.‬‬ ‫ولما كان الحدل موجها إلى الملحدين أورد أدلة عقلية أخرى" صاغها صياغة منطقية‬ ‫ليرة عليهم بنفس المنهج الذي يقرون به‪ .‬وقد نافح الجحيطالي عن التوحيد الإسلامي‬ ‫الخالص بتدليله على وحدانية الخالق فيى ذاته وصفاته وأفعاله وتفسيره المتشابه من‬ ‫النصوص تحت أنوار الآية المحكمة‪ :‬إليس كمثله شيء‪ .‬وبذل ما في وسعه في‬ ‫تخليص التوحيد من فكر التشبيه والتجسيم والحلول الذي تسرب للى البيئات‬ ‫الإسلامية‪ ،‬ولم يقف الجحيطالي عند المع التظري للتوحيد بل تطرق إلى الآثار‬ ‫العملية ال ينبغي أن تظهر في سلوك الموحد‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬تناول الجحيطالي مسألة النبوة وأكد أنها ضرورية لا تستغي عنها‬ ‫المجتمعات البشرية وحاجة الخلق إلى الأنبياء كحاجتهم إلى الأطباء‪ ،‬وقد أيدهم الله‬ ‫تعالى بالمعجزات الباهرة الدالة على صدقهم‪ ،‬وذهب إلى أن المعجزة ليست وحدها‬ ‫تدل على صدق النبوة بل قد يكون للصدق طرق أخرى لأن الغرض هو صدق‬ ‫المعي وليس هو المعجزة في حد ذاتما‪ .‬وقد قال بعصمة الرسل الكرام من الكبائر‬ ‫قبل البعثة وبعدها تتريها لمقامهم الشريف‪.‬‬ ‫خامسا_ بحث الخيطالي مسألة الأسماء والأحكام فرة على الخوارج الذين‬ ‫قالوا بتشريك فاعل الكبيرة‪ ،‬كما رة على فكر‪ .‬الإرجاء الذي أخر عن الإيمان بعده‬ ‫‪ 793 -‬۔‬ ‫العملي} وأثبت أن الإيمان بجموع ثلاثة عناصر‪ :‬قول وتصديق وعمل؛ والمضبّع‬ ‫للعمل منافق كافر كفر نعمة أو ما يسمى بكفر دون كفر‪.‬‬ ‫سادسا‪ -‬وذهب ف قضية أفعال الإنسان إلى أن العبد ليس خالقا لأفعاله ولا‬ ‫هو مجبور عليها بل هو مكتسب إياها بجبول عليها‪ ،‬وبالتالى لاحظنا ميل الخيطالي‬ ‫من خلال قوله بالجبل إلى الخبرية‪ ,‬والخلاف في هذه المسألة ناشئع بين إباضية‬ ‫للغرب الذين دعوا إلى الاختيار فاقتربوا من الاعتزال‪ ،‬وبين إباضية جبل نفوسة‬ ‫الذين دعوا إلى البل فاقتربوا من الجبرية‪ ،‬وهذا الميل إلى أحد الطرفين ناتج عن‬ ‫صعوبة التزام الوسطية في هذه المسألة الشائكة‪.‬‬ ‫سابعا‪ -‬اعتمد الخيطالي على النقل قي إنبات أطوار اليوم الآخر كعذاب‬ ‫القبر وقيام الساعة بوالبعفث والحشر والحساب‪ ،‬وجواز الصتراط‪ ،‬وأكد أن‬ ‫الشفاعة لا ينالها إلا المؤمن الموفي وأن الخلود في النار ثابت لفاعل الكبيرة المصر إن‬ ‫مات و لم يتب منها‪ ،‬كما دعا إلى وجوب الموازنة بين الخوف والرجاء في جميع‬ ‫الأحوال‪.‬‬ ‫وقد أسفرت هذه الدراسة عن جملة من الملاحظات هى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬وجود نسق متكامل في آراء الجيطالي الكلامية وهذا ما نلمنسه بصفة‬ ‫خاصة قي مسألة التوحيد والصّفات‪ ،‬والإيمان‪ ،‬والشفاعة‪ ،‬والخلود‪.‬‬ ‫ب التزامه منهجا استدلاليا واضحا يرتكز على النقل والعقل واللغة كما‬ ‫الكلامى ‪.‬‬ ‫الاحتجاج‬ ‫ق‬ ‫عالية‬ ‫مقدرة‬ ‫المنطق واللغة أكسبه‬ ‫تمكنه من‬ ‫أن‬ ‫ج إعطاؤه الآراء الكلامية بعدا عمليا} وإنزالها إلى مستوى الواقع وذلك من‬ ‫خلال مزجه بين أصول الدين والأخلاق في كثير من القضايا كقضية‬ ‫ومقامات الإيمان والقضاء والقدر والخوف والرجاء‪.. .‬‬ ‫التوحيد‬ ‫د‪ -‬قدرته على عرض علم العقيدة بأساليب مختلفة‪ :‬ففي "شرح النونية"‬ ‫‪- 893‬‬ ‫بسط القول في عرض المسائل والاستدلال عليها بشكل موسّع‪ ،‬وفي‬ ‫"قواعد الإسلام" توخى أسلوب الإيجاز في العرض والاستدلال‪ ،‬وقي‬ ‫"قناطر الخيرات" ربط القضايا العقدية بالسلوك والأخلاقف‪ ،‬وفي‪" :‬عقيدة‬ ‫التوحيد" لخص المسائل بأسلوب أدبي موجز فصيح‪ ،‬ووجهها إلى‬ ‫الناشئة ودعاهم إلى حفظهاء ثم فهمها‪ ،‬ثم اعتقادها والتصديق بماء وقد‬ ‫كانت مقررا تعليميا ي المدارس الابتدائية بالمغرب‪.‬‬ ‫بيئه قي زمن متأخر (ق‪8‬ه‪41/‬م) ل يجعله مقلّدا وملخصا لأفكار‬ ‫ه‪-‬‬ ‫الماضين دون وعي بل استطاع أن يثبت شخصيته العلمية أثناء التعامل‬ ‫مع هذا التراث ونقده وتحليله‪ ،‬مم إعادة صياغته وتركيبه‪.‬‬ ‫ختاما نرجو أن تكون هذه الدراسة قد عرّفت بشخصية الجخيطالي وآرائه‪.‬‬ ‫ووجهت أنظار الباحثين إلى علم بارز أسهم بشكل فعال ي علم الكلام وفي الفكر‬ ‫الإسلامي عموما ‪.‬‬ ‫‪ 993‬۔‬ ‫عقيدة التوحيد للجيطالي‬ ‫تحقيق‌الدكتورعمروبز__ خليفةالنا م‬ ‫عقيدة التوحيد للشيخ إسماعيل الجيطا ب‬ ‫إن الله تعالى أوجب على كل عاقل سلم عقله من الآفات أن يعتقد أن اللة‬ ‫سبحانه إله واحد لا شريك له منفزد لا ند له‪ ،‬مستمر الوجود لا آخر له‪ ،‬ليس‬ ‫بجسم مصور ولا بجوهر مقدّر‪ ،‬ولا يماثل الأجسام ولا يتجزأ بالانقسام‪ .‬ولا تله‬ ‫الجواهر والأعراض ولا تعتريه الخواطر والأغراض ولا تحويه الأقطار والجهات‬ ‫ولا تكتنفه الأرض والسموات\ متزره عن التغيير والانتقال‪ ،‬مقئس عن الزوال حي‬ ‫قادر جبار قاهرك لا يعتريه قصور ولا عجزا ولا تأخذه سنة ولا نوم له الملك‬ ‫والملكوت والعزة والجبروت منفرد بالخلق والاختراع‪ ،‬متوحد بالإيجاد والإبداع‪.‬‬ ‫عالم بجميع المعلومات‪ ،‬محيط بما يجري من تخومم الأرض إلى أعلى السموات‪ ،‬لا‬ ‫تعزب“ عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء يعلم دبيب النملة السوداء على‬ ‫في مكنون‬ ‫الصخرة الصماء في الليلة الظلماء‪ .‬يعلم حركات الخواطر‪ ،‬وما يختلج‬ ‫الضمائر‪ .‬عالم بما كان وما يكون من ظاهر ومكنون؛ يعلم ذلك بنفسه وبذاته لا‬ ‫بعلم متجدد قائم بالذات‪ ،‬تعالى عن حلول المعاني والآفات‪.‬‬ ‫وهو تعالى مريد للكائنات مدبر للحادثات‪ ،‬خالق لخميع الموجودات‬ ‫وأفعالماك مقدر لأرزاقها وآجالها‪ .‬لا يقع كفر ولا ييمان‪ ،‬ولا نكر ولاعرفان‪ ،‬ولا‬ ‫سهو ولا نسيان إلا بقضائه ومشيئته‪ ،‬وحكمه وإرادته‪ .‬لا معقب لحكمه‘ ولا راة‬ ‫لقضائه‪ .‬لم يزل واحدا حبا عالما قادرا مريدا تي الأزل بوجود الأشياء في أوقاتما الي‬ ‫قدرها لها فوجدت في أوقاتما كما قدرها من غير تقدم ولا تأخير‪ ،‬بل وقعت على‬ ‫وفق علمه وإرادته‪.‬‬ ‫‪ -1‬تخوم الأرض‪ :‬حدودها‪.‬‬ ‫لا تعزب‪ :‬لا تغيب‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ 3‬ما يختلج في مكنون الضمائر‪ :‬ما يضطرب في سرائرها‪.‬‬ ‫‪-104-‬۔‬ ‫وهو ‪ -‬سبحانه ‪ -‬سميع لا تخفى عنه الأصوات‪ ،‬بصير لا تغيب عنه الألوان‪ ،‬لا‬ ‫يعنزب عن سمعه مسموع وإن خفي‪ ،‬ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دق‪ .‬يرى من غير‬ ‫حدقة" ولا أجفان ويسمع من غير أصمخةك ولا آذان‪ .‬كما يعلم من غير قلب وجنان‪.‬‬ ‫وهو ‪ -‬تعالى‪ -‬متكلم بلا شفة ولا لسان وآمر بالطاعة والإحسان‪ ،‬ناه عن الإساءة‬ ‫والعصيان واعد على طاعته ثواب الخلد والجنان‪ ،‬متوعد على معصيته عقابا يين أطباق النيران‪.‬‬ ‫وأنه ‪ -‬تعالى‪ -‬حكيم في أفعاله» عادل في أحكامه‪ ،‬متفضّل بالإنعام‪ ،‬ممتن بالإحسان‬ ‫لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون‪.‬‬ ‫وأنه ‪ -‬تعالى ‪ -‬بعث رسوله الني الأمين محمد بن عبد الله خاتم النبيين إلى الجن‬ ‫والإنس أجمعين فنسخ( بشريعته جميع الشرائع المتقدمة إ ما لا ينسخ من التوحيد‬ ‫ومكارم الأخلاق المتممة‪ . .‬فختم به الأنبياء‪ ،‬وفضله عن جميع أوليائه من الأنبياء والأصفياء‪.‬‬ ‫ومنع ‪ -‬سبحانه ‪ -‬كمال التوحيد الذي هو قول «لا إله إلأ الله» ما ل تقترن به الشهادة‬ ‫لرسوله بأنه محمد رسول الله‪ .‬وألزم الخلق تصديقه في جميع ما قاله وأخبر عنه؛ من أن‬ ‫الموت حق وأن البعث حقك وأن الحساب حق»؛ وأن الجنة حق وأن النار حق وأن له‬ ‫جملة الأنبياء والرسل» وجملة الملائكة والكتب‪ .‬والإيمان بالقضاء والقدر‪ ،‬وولاية أولياء الله‬ ‫من الأولين والآخرين‪ .‬والعداوة لأعدائه من الإنس والجن أجمعين‪.‬‬ ‫ومعرفة التوحيد والشرك‘ وفرز كبائر الشرك من كبائر النفاق‪ ،‬ومعرفة تحريم‬ ‫دماء المسلمين وأموالهم وسبي ذراريهم بالتوحيد الذي معهم‪ .‬ومعرفة تحليل دماء‬ ‫المشركين وأموالهم وسبي ذراريهم بالشرك الذي معهم‪ .‬ومعرفة الملل وأحكامها‬ ‫واعتقاد العبودية لله تعالى بجميع أوصافها‪ .‬وبالله التوفيق‬ ‫‪ -1‬الحدقة‪ :‬محركة‪ :‬سواد العين‪.‬‬ ‫‪ -2‬الصماخ بالكسر‪ :‬كالأصموخ‪ :‬خرق الأذن والأذن نفسها والجمع‪ :‬أصمخة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحنان‪ :‬القلب‪.‬‬ ‫;نسخ الشيء‪ :‬أزاله وغيره وأبطله وأقام شيئا مقامه‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪- 204‬‬ ‫النهارس‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬ ‫فهرس الآيات القرآنية‪.‬‬ ‫فهرس الأحاديث النبوية‪.‬‬ ‫فهرس الأبيات الشعرية‪.‬‬ ‫فهرس الأعلام‪.‬‬ ‫فهرس الفرق والأديان والقبائل والدول‪.‬‬ ‫فهرس الأماكن‪.‬‬ ‫فهرس المحتويات‪.‬‬ ‫فهرس ا لمصا در وا لمرا جع‬ ‫ا لمصا در‬ ‫أبو الحسين الخياط‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الانتصار‪ :‬تحقيق نيبرج‪ ،‬دار قابس بيروت‘ ‪6891‬م‪.‬‬ ‫أبو القاسم البرادي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫الجواهر المنتقاة‪ :‬طبعة حجرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ : 3‬أبو المعين النسفي‪:‬‬ ‫التمهيذ في أصول الدين‪ :‬تحقيق عبد الحي قابيل دار الثقافة للنشر والتوزيع؛‬ ‫القاهرةك ‪7041‬ه_‪7891/‬م‪..‬‬ ‫‪ 4‬أبو بكر الباقلاي‪:‬‬ ‫الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به‪ :‬تحقيق الكوثري‪ ،‬مكتبة‬ ‫الخانجي القاهرة! ط‪3991 }3‬م‪.‬‬ ‫أبو حامد الغزالي‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫إحياء علوم الدين دار النقافة‪ 5‬الخزائرك طا ‪1991 0‬م‪.‬‬ ‫دار ومكتبة الهلال‬ ‫كمافت الفلاسفة‪ :‬تقدم وتعليق وشرح د‪ /‬علي بوملحم‬ ‫بيروت ط‪4991 {1‬م‪.‬‬ ‫المنقذ من الضلال‪ :‬تحة بق عبد الكريم المراق‪ ،‬الدار التونسية للنشرض ط‪9891 ،3‬م‪.‬‬ ‫تاب الأربعين في أصول الدين‪ :‬شركة الشهاب للنشر والتوزيع اخزائر» ‪9891‬م‪.‬‬ ‫۔ ‪- 404‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ط‪1‬‬ ‫الاعتقاد‪ :‬دار الكتب العلمية بيروت‬ ‫الاقتصاد ق‬ ‫أبو خزر يغلا بن زلتاف‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الرد على جميع المخالفين‪ :‬تحقيق د‪ /‬عمرو خليفة النامي‪ .‬قدم له وعلق عليه‬ ‫وراجعه الحاج سعيد مسعود بن إيراهيم وكروم الحاج أحمد بن حمو (د‪.‬ت) (مخطوط)‪.‬‬ ‫‪ ,7‬أبو زكرياء الجناوي‪:‬‬ ‫الوضع‪ :‬مختصر في الأصول والفقه تحقيق أبي إسحاق اطفيش‪ ،‬الفجالة‬ ‫ط ‪( 0 1‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الجديدة القاهرة‬ ‫أبو سعيد الكدمي‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المعتبر‪ :‬وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان" ‪5041‬ه_‪4891/‬م‪.‬‬ ‫م أبعوبد الله حماد بن عمر بن أبي ستة‪:‬‬ ‫‪ .‬حاشية على كتاب قواعد الإسلام‪ :‬طبعة حجرية (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أبو عذبة‪:‬‬ ‫‪)0‬‬ ‫الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية‪ :‬تحقيق عبد الرحمن عميرة‪ ،‬عالم‬ ‫الكتب‪ ،‬بيروت ط‪9891 {1‬م‪.‬‬ ‫أبو عمار عبد الكافي‪:‬‬ ‫‪»1‬‬ ‫الموجز‪ :‬تحقيق د‪ /‬عمار طالبي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر‬ ‫‪8931 .‬ه_‪8791/‬م‪:‬‬ ‫شرح الجهالات (مخطوط) توجد نسخ منه فى مكتبات وادي مزاب‪.‬‬ ‫أبو عمرو عثمان بن خليفة السوفي‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السؤالات‪( :‬مخطوط) توجد نسخ منه قى مكتبات وادي مزاب‪.‬‬ ‫۔ ‪-504‬۔‬ ‫»)‪ 3‬أبو منصور الماتريدي‪:‬‬ ‫شرح الفقه الأكبر‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ربجيولسفايي‪:‬‬ ‫اعقو‬‫وي‬ ‫لبو‬ ‫‪4‬ا أ‬ ‫العدل والإنصاف‪ :‬وزارة التراث القومي والنقافة‪ ،‬سلطنة عمان ‪9041‬ه_‪9891 /‬م‪.‬‬ ‫الدليل والبرهان‪ :‬وزرارة التراث القومي والثقافة} سلطنة عمان‪3041 ،‬ه_‪3891 /‬م‪.‬‬ ‫إسماعيل الجيطالي‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تذكرة النسيان زأمان حوادث الزمان‪ :‬ضمن دليل المخطوطات مكتبة‬ ‫العطف© جمعية التراف‪6991 ،‬م‪ .‬القرارة‪( .‬مخطوط)‬ ‫قناطر الخيرات‪ :‬قنطرتا العلم والإيمان تحقيق عمرو حليفة النامي المطبعة‬ ‫العربية‪ ،‬غرداية‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫عمان‪،‬‬ ‫سلطنة‬ ‫والثقافةءه‬ ‫القومي‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫الخيرات‪:‬‬ ‫قناطر‬ ‫‪3‬ه_‪3891/‬م‪.‬‬ ‫قواعد الإسلام‪ :‬تصحيح وتعليق بكلي عبد الرحمن المطبعة العريية‪ ،‬غرداية ‪6791‬م‪.‬‬ ‫شرح النونية‪( :‬مخطوط) مكتبة القطب‪ ،‬بي يزقن© نسخة كاملة! تحت رقم ‪/3‬ه‪.‬‬ ‫الفرائض‪ :‬المطبعة البارونية‪5031 ،‬ه_‪7881/‬م‪.‬‬ ‫قياس الخرو ح‪ :‬المطبعة البارونية ‪5031‬ه‪7881/‬م‪.‬‬ ‫عقيد التوحيد‪ :‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية ‪4791‬م‪.‬‬ ‫قصائد عديدة من نظم الجيطالي وغيره‪ :‬المطبعة البارونية& مصر ۔(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الأشعري‪:‬‬ ‫‪(61‬‬ ‫الإبانة في أصول الديانة‪ :‬دار القادري‪ ،‬بيروت ط‪1991 ،{1‬م‪.‬‬ ‫‪- 604‬‬ ‫مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين‪ :‬تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‪.‬‬ ‫المكتبة العصرية بيروت‪0991 ،‬م‪.‬‬ ‫الإيجي‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المواقف في علم الكلام عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عز‪:‬‬ ‫‪ )8‬ابنالأبي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‪ :‬تحقيق جماعة من العلماء} الملكية للطباعة الحراش‬ ‫الجزائر ط‪.6991 {01‬‬ ‫ابن الأثير‪:‬‬ ‫‪)9‬‬ ‫الكامل في التاريخ‪ .‬تعليق نخبة من العلماء دار الكتاب العربي‪ ،‬طك\ بيروت‪،‬‬ ‫‪5‬ه_‪5891/‬م‪.‬‬ ‫ابن الجوزي‪:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تلبيس إبليس‪ :‬دار الجيل بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ )1‬ابن القيم الجوزية‪:‬‬ ‫طريق الهجرتين وباب السعادتين‪ :‬دار الحياة قسنطينة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ابن النديم‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفهرست‪ :‬دار المعارف للطباعة والنشر‪ ،‬سوسة تونس ‪4991‬م‪.‬‬ ‫ابن بدران‪:‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫نزهة الخاطر العاطر شرح كتاب روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامه‪ :‬دار‬ ‫ابن حزم بيروت ط‪5991 ‘2‬م‪.‬‬ ‫‪- 704‬‬ ‫)‪ 4‬ابن تيمية‪:‬‬ ‫الفتاوى الكبرى‘ دار القلم‪ ،‬بيروت" ط‪7041 ،1‬ه_‪7891/‬م‪.‬‬ ‫كتاب الإيمان‪ :‬مطبوعات ميمون للنشر والتوزيع الخزائرش ‪8891‬م‪.‬‬ ‫متن العقيدة الواسطية‪ :‬دار الصوميعيع‪ ،‬الرياض ط‪6991 ،1‬م‪.‬‬ ‫ابن جميع‪:‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫‏‪ ٠‬مقدمة التوحيد وشروحها لأبي العباس الشماخي وأبي سليمان الثلائي‪ :‬تعليق‬ ‫أبي إسحاق اطفيش (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ابن حوقل أبو القاسم محمد‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫صورة الأرض‪ :‬منشورات دار مكتبة الحياة} بيروت (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ابن رشد‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫نخبة من العلماءك دار الشريفة‪،‬‬ ‫بداية المجتهد وفاية المقتصد‪ :‬صححها‬ ‫‪9‬ه_‪9891/‬م‪.‬‬ ‫بن عيد ‏‪١‬لحكم ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فتوح إفريقية الأندلس‪ :‬تحقيق عبد الله أنيس الطباعض دار الكتاب اللبنان‬ ‫‪. 4‬م‪.‬‬ ‫بيروتك‪6‬‬ ‫ابن قتيبة‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تأويل مختلف الحديث‪ :‬صححه محمد زهري النجار دار الخيل بيروت‬ ‫‪3‬ه_‪2791/‬م‪.‬‬ ‫تبغورين‪:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫حليفة النامي (مخطوط) ‪.‬‬ ‫الدين‪ ،‬تحقيق د عمرو بن‬ ‫أصول‬ ‫‪- 804‬‬ ‫‪ 1‬الجويني‪:‬‬ ‫لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة‪ :‬تحقيق د‪ /‬فوقية حسين‬ ‫محمود عالم الكتب‪ ،‬بيروت ط‪7891 ‘2‬م‪.‬‬ ‫الدرجيني أحمد بن سعيد‪:‬‬ ‫‪,2‬‬ ‫طبقات المشايخ بالمغرب‪ :‬تحقيق إبراهيم طلاي» دار البعف‪ ،‬قسنطينة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ 3‬الرازي‪:‬‬ ‫معالم أصول الدين‪ :‬مكتبة الكليات‪ ،‬الأزهرية (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الربيع بن حبيب‪:‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الجامع الصحيح‪ :‬المطبعة العربيةه غردايةش الجزائر‪1891 6‬م‪.‬‬ ‫الشماخي أبو العباس بن سعيد‪:‬‬ ‫‪(53‬‬ ‫السير‪ :‬تحقيق أحمد‪ .‬بن‪ :‬مسعود السيابي وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة‬ ‫عمان‪7041 ،‬ه_‪7891/‬م‪.‬‬ ‫شرح مقدمة التوحيد‪ :‬هامش مقدمة التوحيد‪ ،‬تعليق أبي إسحاق اطفيش (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ 6‬الشهرستان‪:‬‬ ‫الملل والنحل‪ :‬تحقيق عبد العزيز محمد الوكيل‪ ،‬دار الفكر بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الشوكاي‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مؤسسة‬ ‫إلى تحقيق علم الأصول ‪ :‬تحقيق أبي مصعب البدري‪،‬‬ ‫الفحول‬ ‫إرشاد‬ ‫الكتب الثقافية} بيروت ط‪2991 {1‬م‪.‬‬ ‫عبد الجبار‪:‬‬ ‫‪,8‬‬ ‫۔‪904‬۔‬ ‫فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة‪ :‬تحقيق فؤاد سيد الدار التونسية للنشر‬ ‫‪60‬م‪.‬‬ ‫ط‪.2‬‬ ‫تونسك‪6‬‬ ‫شرح الأصول الخمسة‪ :‬الأنيس الخزائرس ‪0991‬م‪.‬‬ ‫عبد الرحمن بن خلدون‪:‬‬ ‫‪,9‬‬ ‫العبر وديوان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من‬ ‫ذوي السلطان الأكبر‪ :‬دار الكتاب اللبنايني‪ ،‬بيروت‘ ‪3891‬م‪.‬‬ ‫المقدمة‪ :‬دار الجيل بيروت (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫عبد القاهر البغدادي‪:‬‬ ‫‪,0‬‬ ‫الفرق بين الفرق‪ :‬تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية}‬ ‫بيروت ‪0991‬م‪.‬‬ ‫أصول الدين‪ :‬تحقيق لجنة إحياء التراث العربي دار الآفاق الحديدة‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ط‪1891 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪ .1‬عبد الله بن عباس‪:‬‬ ‫تنوير المقباس في تفسير ابن عباس‪ :‬دار الكتب العلمية} بيروت\ لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫محمد بن الحسن الطوسي‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محمد بن الحسن الطوسي‪ :‬الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد‪ ،‬دار الأضواء‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫‪60‬مم‪.‬‬ ‫ط‪2‬ا‬ ‫بيروت‪،‬‬ ‫محمد بن بركة‪:‬‬ ‫‪,2‬‬ ‫الجامع‪ :‬تحقيق عيسى يحي الباروني‪ ،‬وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة‬ ‫عمان (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪- 014‬‬ ‫محمد بن تومرت‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المؤسسة الوطنية للكتاب‬ ‫وتحقيق د‪ /‬عمار طالي‬ ‫ما يطلب&‪ ،‬تقدم‬ ‫أع‬ ‫الجزائر ‪51‬م‪.‬‬ ‫محمد بن عبد الله التتسي‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نظم الدر والعقيان قي بيان شرف ب زيان‪ :‬تحقيق محمود بوعياد‪ ،‬المؤسسة‬ ‫الوطنية للكتابڵ الجحزائرس ‪5891‬م‪.‬‬ ‫حمد بن مرزوق التلمساي ‪:‬‬ ‫‪(54‬‬ ‫المسند الصحيح ق مآثر ومحا سن مولا نا أبي الحسن ‪ :‬تحقيق ماريا خيسوس‬ ‫الشركة الوطنية للنشر الخزائر» ‪1891‬م‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المصعبي‪:‬‬ ‫‪(64‬‬ ‫أصول الدين لتبغورين‪ :‬دراسة وتحقيق الشيهان حمو‬ ‫على‬ ‫حاشية ا لمصعو‬ ‫بحث لنيل دبلوم الدراسات العلياء كلية الآداب والعلوم الإسلامية» جامعة محمد‬ ‫الخامس المملكة المغربية‪6141 .‬ه_‪5991/‬م (خطوط)‪.‬‬ ‫هود بن محكم الهواري‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العزيز‪ :‬تحقيق بالحاج شريفي‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‬ ‫تفسير كتاب الله‬ ‫بيروت\ لبنانث ط‪9891 :1‬م‪.‬‬ ‫ياقوت الحموي‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫معجم البلدان‪ :‬دار صادر بيروت‪9931 ،‬ه_‪9791/‬م‪.‬‬ ‫يحى بن خلدون‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بغية الرواد في ذكر الملوك من بي عبد الواد‪ :‬مطبعة بييرفونطا‪ ،‬الخزائر‬ ‫‪12‬ه‪3091 /‬م‪.‬‬ ‫‪411- -‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫المراجع‬ ‫إبراهيم أبو اليقظان‪:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الحزائر‬ ‫العربيةث‬ ‫المطبعة‬ ‫حياته‪:‬‬ ‫في أطوار‬ ‫باشا‬ ‫الباروني‬ ‫سليمان‬ ‫‪6‬ه_‪5691/‬م‪.‬‬ ‫أبو الحسن الندوي‪:‬‬ ‫‪,1‬‬ ‫روائع إقبال‪ :‬دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة} الخزائر ‪1 69‬م‪.‬‬ ‫‪ ,2‬ابو الحسن الدسابوري‪:‬‬ ‫أسباب الترول‪ ،‬دار المعرفة لبنان (د‪.‬ت)‬ ‫‪ ,3‬اباولرببع سليمان الباروي‪:‬‬ ‫مختصر تاريخ الإباضية (ذ‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ 45‬أبو القاسم الكباوي‪:‬‬ ‫الربيع بن حبيب محدثا وفقيها‪ :‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية} الخزائرك ‪4991‬م‪.‬‬ ‫أبو عبد الله الحسين‪:‬‬ ‫‪,5‬‬ ‫شرح المعلقات السبع‪ :‬دار المعرفة} لبنان (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أحمد الهاشمي ؛‬ ‫‪6‬‬ ‫القواعد الأساسية في اللغة العربية‪ :‬دار الكتب العربية بيروت (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أحمد بن حمد الخليلي‪:‬‬ ‫‪,7‬‬ ‫الحق الدامغ‪ :‬مطابع النهضة مسقط سلطنة عمان‪9891 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-214-‬‬ ‫‪ 8,‬أحمد محمود صبحي‪:‬‬ ‫الإمام المجتهد يحي بن حمزة وآراؤه الكلامية‪ :‬منشورات العصر الحديث©‬ ‫‪.0991‬‬ ‫ط‪{1‬‬ ‫بيروتك‪6‬‬ ‫قي علم الكلام‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪5041‬ه_‪5891/‬م‪.‬‬ ‫أعوشت بكير‪:‬‬ ‫‪95‬‬ ‫دراسات إسلامية قى الأصول الإباضية‪ :‬دار البعف‘‪ ،‬قسنطينة} الخزائر‪2891 .‬م‪.‬‬ ‫‪ 0‬آل ياسين‪:‬‬ ‫الله بين الفطرة والدليل‪ :‬المكتب العالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬طكؤ‘ ‪9791‬م‪.‬‬ ‫ابن منظور‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لسان العرب‪ :‬دار بيروت للطباعة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫امحمد بن يوسف اطفيش‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الذهب الخالص المنوه بالعلم القالص‪ :‬تحقيق أبي إسحاق إبراهيم اطفيش‪،‬‬ ‫مطبعة البعف‪ ،‬قسنطينة} الخزائر ط‪0041 ،2‬ه_‪0891/‬م‪.‬‬ ‫بجاز إبراهيم‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدولة الرستمية‪ :‬المطبعة العربية‪ ،‬ط‪ &2‬غرداية ‪3991‬م‪.‬‬ ‫بلقاسم الغالي‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أبو منصور الماتريدي حياته وآراؤه العقدية‪ :‬المطابع الموحدة تونس‪9891 ،‬م‪.‬‬ ‫جلال محمد‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نشأة الأشعرية وتطورها‪ :‬دار الكتاب‪ ،‬بيروت‘ط‪5931 ،1‬ه_‪5891/‬م‪.‬‬ ‫‪314- -‬‬ ‫‪ 6‬جماعة من المستشرقين‪:‬‬ ‫دائرة المعارف الإسلامية‪.‬‬ ‫جمال الدين بوقلي حسن‪:‬‬ ‫‪,7‬‬ ‫الإمام ابن ‪ :‬يوسف السنوسي وعلم التوحيد‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬‬ ‫الجزائر ‪3891‬م‪.‬‬ ‫جمعية التراث‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ط‪،1‬‬ ‫المطبعة العربيةك غردايةء‬ ‫معجم أعلام الإباضية قسم المغرب‪:‬‬ ‫‪0‬ه_‪9991/‬م‪.‬‬ ‫حميل بن حميس السعدي‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫قاموس الشريعة‪ :‬وزارة الثقافة والتراث القومي سلطنة عمان‪3891 .‬م‪.‬‬ ‫جميل م منيمنة‪:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مشكلة الحرية ي الإسلام‪ :‬دار الكتاب لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪4791 {1‬م‪.‬‬ ‫جهلان عدون‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفكر السياسي عند الإباضية‪ :‬جمعية التراث‪ ،‬القرارة‪ ،‬غرداية (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫جولد تسهير‪:‬‬ ‫‪,2‬‬ ‫العقيدة والشريعة في الإسلامش‪ :‬دار الرائد العربي‪ ،‬بيروت‪6491 ،‬م‪.‬‬ ‫خير الدين الزركلي‪:‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫والمستعربين‬ ‫والنساء العرب‬ ‫الرجال‬ ‫لأشهر‬ ‫الأعلام قاموس تراجم‬ ‫والمستئرقين‪ :‬دار العلم للملايين‪ ،‬بيروت لبنانش ط‪.2991 /01‬‬ ‫‪- 414 -‬‬ ‫رابح يونار‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تاريخ المغرب وثقافته‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪...9 .‬‬ ‫الرستاقي‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ :‬تحقيق الحارثي‪ ،‬القاهرة‪9791 ،‬م‪.‬‬ ‫سالم بن يعقوب‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تاريخ جزيرة جربة‪ :‬دار الجوي للنشر‪ ،‬تونس‪6041 ،‬ه_'‪6891‬م‪.‬‬ ‫السالمي‪:‬‬ ‫‪(77‬‬ ‫شرح طلعة الشمس على الألفية‪ :‬وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬ط‪5041 {2‬ه_‪5891/‬م‪.‬‬ ‫مشارق أنوار العقول‪ :‬تعليق وتصحيح أحمد الخليلي } مطابع العقيدة سلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬ط‪8731 .2‬ه_‪8791 /‬م‬ ‫سليمان البارويي‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الأزهار الرياضية في معرفة أئمة وملوك الإباضية‪ :‬دار أبي سلامة‪.‬‬ ‫تونس‪٤٬‬ط‪،1‬‏ ‪6891‬م‪.‬‬ ‫السيوطي‪:‬‬ ‫‪(97‬‬ ‫لباب النقول‪.‬قي أسباب الترول‪ :‬المكتبة العصرية؛ بيروت‪5141 ،‬ه_‪4991/‬م‪.‬‬ ‫شارل أندري جوليان‪:‬‬ ‫‪»0‬‬ ‫تاريخ إفريقيا الشمالية‪ :‬تعريب محمد مزالي البشير بن سلامة‪ ،‬الدار التونسية‬ ‫للنشر‪ ،‬تونس‪8931 ،‬ه_‪8791/‬م‪.‬‬ ‫‪-514 -‬۔‬ ‫‪72‬‬ ‫‪ 1‬الصادق بن مرزوق‪:‬‬ ‫أبو طاهر إسماعيل بن موسى الخيطالي حياته ومآنره‪( :‬خطوطة) ‪21‬ص‪.‬‬ ‫‪ ,2‬الطاهر المعموري‪:‬‬ ‫الغزالي وعلماء المغرب‪ :‬دار القلم‪ ،‬تونس‪8891 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ ,3‬الطاهر بن عاشور‪:‬‬ ‫التحرير والتنوير‪ :‬الدار التونسية للطباعة و النشر تونس ‪9891‬م‪.‬‬ ‫عباس محمود العقاد‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الله جل جلاله‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الفلسفة القرآنية‪ :‬مطبعة المعارف© الخزائر (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫عبد الأمير الأعسم‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الفيلسوف الغزالي إعادة تقويم لمنحى تطوره الروحي‪ :‬دار الأندلس‪،‬‬ ‫بيروت ط‪9891 ‘2‬م‪.‬‬ ‫‪ : 6‬عبد الحليم محمود‪:‬‬ ‫التفكير الفلسفي في الإسلام‪ :‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت ‪5791‬م‪.‬‬ ‫عبد الحميد النجار‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مباحث في منهجية الفكر الإسلامي‪ :‬دار الغرب الإسلامي» بيروت‪ ،‬ط‪2991 {1‬م‪.‬‬ ‫اللهدي بن تومرت حياته وآراؤه الكلامية‪ :‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬ط‪3891 {1‬م‪.‬‬ ‫عبد الرحمن أبو بكر المصلح‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الإباضية عقيدة وفكرا‪ :‬رسالة ماجستير (مخطوطة)} جامعة الإمام محمد بن‬ ‫سعود الإسلامية‪ ،‬كلية أصول الدين الرياض ‪2041‬ه_‪2891/‬م‪.‬‬ ‫‪- 614 -‬‬ ‫‪ 9,‬عبد الرحمن الجيلالي‪:‬‬ ‫تاريخ الزائر العام‪ :‬دار النقافة} بيروت‘ ‪2041‬ه_‪2891/‬م‪.‬‬ ‫عبد الرحمن بدوي‪:‬‬ ‫‪,0‬‬ ‫مذاهب الإسلامبين‪ :‬دار العلم للملايين بيروت ط‪9791 {2‬م‪.‬‬ ‫عبد العزيز النميني‪:‬‬ ‫‪,1‬‬ ‫عقد الخواهر المأخوذة من بحر القناطر (خطوط)‪.‬‬ ‫معا لم الدين‪ :‬وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان} ‪7041‬ه_‪7891/‬م‪.‬‬ ‫عبد العزيز المجدوب‪:‬‬ ‫‪,2‬‬ ‫أفعال العباد في القرآن الكريم‪ :‬الدار العربية للكتاب" ‪5891‬م‪.‬‬ ‫عبد العزيز جدوب‪':‬‬ ‫‪,3‬‬ ‫الصراع المذهبي بإفريقيا إلى قيام الدولة الزيدية‪ :‬الدار التونسية‪ ،‬للنشر تونس‪،‬‬ ‫‪5‬ه_‪5791/‬م‪.‬‬ ‫علي سامي النشار‪:‬‬ ‫‪:49‬‬ ‫الإسلامي‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪4041‬ه_‪4891/‬م‪.‬‬ ‫علي يحي معمر‪:‬‬ ‫‪(59‬‬ ‫الإباضية في موكب التاريخ‪ :‬مطبعة الاستقلال الكبرى‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1‬اأ‬ ‫هم‪.‬‬ ‫‪4‬ه_‪4691/‬م‪.‬‬ ‫الإباضية بين الفرق الإسلامية عند‪ .‬كتاب المقالات في القدم والحديث‪:‬‬ ‫المطبعة العربية‪ ،‬غرداية ‪7891‬م‪.‬‬ ‫‪714 -‬‬ ‫‪ 6‬عمار طالبي‪:‬‬ ‫الخزائر‪.‬‬ ‫والتوزيع‪3‬‬ ‫للنشر‬ ‫الوطنية‬ ‫الشركة‬ ‫الكلامية‪:‬‬ ‫الخوارج‬ ‫آراء‬ ‫‪8791/ 8‬م‪.‬‬ ‫آراء أبي بكر بن العربي الكلامية‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الخزائر» رد‪.‬ت)‪.‬‬ ‫عمر توفيق سفرآغا‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫قواعد اللغة العربية‪ :‬دار الكتاب المغرب ط‪6691 {1‬م‪.‬‬ ‫عمر سليمان الأشقر‪:‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ليوم الأخر القيامة الكبرى‪ :‬مطبعة موحليء الجزائر‪( .‬د‪.‬ت)‬ ‫‪ ,9‬عمر قلاع الضروس‪:‬‬ ‫الإمام عبد العزيز الثمين وكتابه المعالم قى الفلسفة وأصول الدين‪ :‬رسالة ماجستير‪3‬‬ ‫جامعقالجحزائر» المعهد الوطن العالي لأصول الدين الحائر ‪7991‬م‪( .‬مخطوط)‬ ‫‪ ))0‬غازي عناية‪:‬‬ ‫الخزائرك‬ ‫باتنة‬ ‫الشهاب \©‬ ‫دار‬ ‫القرآن‪:‬‬ ‫علوم‬ ‫في‬ ‫الفرقان‬ ‫هدى‬ ‫)‬ ‫‪8‬ه_‪8891/‬م‪.‬‬ ‫فرحات الجعبيري‪:‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫نظام العزابة عند الإباضية الوهبية بجربة‪ :‬المطبعة العصرية تونس ‪5791‬م‪.‬‬ ‫البعد الحضاري للعقيدة الإباضية‪ :‬نشر جمعية التراث القرارة المطبعة العربية‪،‬‬ ‫)‬ ‫غرداية‪1991 .‬م‪.‬‬ ‫‪ )2‬لويس غروديه و ج قنوائي‪:‬‬ ‫صبحي الصالح وفريد‬ ‫والمسيحية ‪ :‬ترجمة‬ ‫الإسلام‬ ‫بن‬ ‫الفكر الدي‬ ‫فلسفة‬ ‫‪ 814-‬۔‬ ‫الخير دار العلم للملايين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪3891 ‘2‬م‪.‬‬ ‫‪ )3‬مبارك بن محمد الميلي‪:‬‬ ‫تاريخ الخزائر بين القديم والحديث‪ :‬دار الغرب الإسلامي» بيروت‘ (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ )4‬مجموعة من الدكاترة‪:‬‬ ‫الجزائر في التاريخ (العهد الإسلامي)‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪4891 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ )5‬محمد أبوراس‪:‬‬ ‫مؤنس الأحبة في تاريخ جربة‪ :‬تحقيق محمد المرزوقي؛ المطبعة الرستميةه‬ ‫تونس ‪0691‬م‪.‬‬ ‫محمد الغزالي‪:‬‬ ‫‪)6‬‬ ‫عقيدة المسلم‪ :‬ديوان المطبوعات الخامعية} ابن عكنون‪ ،‬الخزائر (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫فقه السيرة النبوية‪ :‬خرج أحادينه محمد ناصر الألباني رحاب الجزائر ‪7891‬م‪.‬‬ ‫محمد الهادي حارش‪:‬‬ ‫‪)7‬‬ ‫التاريخ المغاربي القدتم السياسي والحضاري‪ :‬المؤسسة الخزائرية للطباعة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫محمد رشيد رضا‪:‬‬ ‫‪)8‬‬ ‫الوحي المحمدي‪ :‬دار الكتب© الخزائر ‪9891‬م‪.‬‬ ‫محمد سعيد رمضان البوطي‪:‬‬ ‫‪)9‬‬ ‫كبرى اليقينات الكونية‪ :‬الملكية للإعلام والنشر الجزائر ط‪2041 ،8‬ه‪.‬‬ ‫محمد شلتوت‪:‬‬ ‫‪)0‬‬ ‫الإسلام عقيدة وشريعة‪ :‬دار الشروق بيروت‪ ،‬ط‪3041 &،21‬ه_‪3891/‬م‪.‬‬ ‫‪914-‬‬ ‫‪ 1‬محمد عبد الرحيم الريني قاسم‪:‬‬ ‫شهداء الفكر في الإسلام رجال ومواقف‪ :‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة} الجزائر ‪8991‬م‪.‬‬ ‫مشكلة الفيض عند فلاسفة الإسلام‪ :‬ديوان المطبوعات الحامعية} اللخزائر» ‪3991‬م‬ ‫محمد عبده‪:‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫رسالة التوحيد‪ :‬دار إحياء العلوم‪ ،‬بيروت طك{ ‪6891‬م‪.‬‬ ‫محمد علي دبوز‪:‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫ط‪1‬إ‬ ‫مصر‬ ‫تاريخ المغرب الكبير‪. :‬دار إحياء الكتب العربية‬ ‫‪3‬ه_‪3691/‬م‪.‬‬ ‫نهضة الجزائر الحدينة‪ :‬التعاونية مصر ‪5831‬ه_‪5691/‬م‪.‬‬ ‫‪ )4‬محمد محفوظ‪:‬‬ ‫تراجم المؤلفين التونسيين‪ :‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2891 ،14‬م‪.‬‬ ‫‪ )5‬محمد منير مرسي‪:‬‬ ‫التربية الإسلامية أصولها وتطويرها في البلاد العربية‪ :‬عالم الكتب© القاهرة‪.‬‬ ‫‪3‬ه_‪3891/‬م‪.‬‬ ‫محمد ناصر‪:‬‬ ‫‪)6‬‬ ‫يورك ‪ .‬جمعية التراث‪ ،‬القرارة» الجزائر‪.‬‬ ‫ا لر‬ ‫في بنا المجتمع‬ ‫حلقة العزابة ودورها‬ ‫_! ‪991‬م‬ ‫‪0‬‬ ‫محمد هشام سلطان‪:‬‬ ‫‪)7‬‬ ‫العقيدة والفكر الإسلامي‪ :‬رحاب الحزائرء ط‪.8891 ،2‬‬ ‫‪-024-‬‬ ‫)‪ 8‬مسعود مزرهودي‪:‬‬ ‫جبل نفوسة منذ الفتح الإسلامي إلى هجرة ب هلال إلى بلاد المغرب (‪-12‬‬ ‫‪2_/246-3501‬م) رسالة دكتوراه في التاريخ الإسلامي الوسيط (خطوطة)ء‬ ‫جامعة الخزائرك ‪6141‬ه__‪6991/‬م‬ ‫‪ )9‬مصطفى أبو ضيف‪:‬‬ ‫القبائل العربية بالمغرب في عصر الموحدين وبي مرين‪ :‬ديوان المطبوعات‬ ‫الجامعية} الخزائر» ‪2891‬م‪.‬‬ ‫مصطفى السباعي‪:‬‬ ‫‪)0‬‬ ‫من روائع حضارتنا‪ :‬دار الصديقية الخزائر» (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ )1‬مصطفى صادق الرافعي‪:‬‬ ‫إعجاز القرآن ؤالبلاغة النبوية‪ :‬مكتبة رحاب\ الحزائر ط‪( \8‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ )2‬مصطفى وينتن‪:‬‬ ‫آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية‪ :‬المطبعة العريية غرداية» ‪8991‬م‪.‬‬ ‫)‬ ‫نديم الجسر‪:‬‬ ‫‪(32‬‬ ‫قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن‪ :‬طرابلس بيروت‘ (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ )4‬وحيد الدين خان‪:‬‬ ‫الإسلام يتحدى‪ :‬تحقيق عبد الصبور شاهين دار البحوث العلمية ط‪9891 {6‬م‪.‬‬ ‫وهبه الزحيلي‪:‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫‪60‬م‪.‬‬ ‫سورية‬ ‫الفكر‬ ‫دار‬ ‫الفقه الإسلامي‪:‬‬ ‫أصول‬ ‫‪- 124 -‬‬ ‫)‪ 6‬يحي بكوش‪:‬‬ ‫فقه جابر بن زيد‪ :‬المطبعة العربية غرداية ‪8041‬ه_‪8891/‬م‪.‬‬ ‫‪ )7‬يوسف القرضاوي‪:‬‬ ‫وجود الله‪ :‬دار البعف‪ ،‬قسنطينة‪7891 ،‬م‪.‬‬ ‫ط‪10‬‬ ‫بيروت‬ ‫الرسالة‬ ‫مؤسسة‬ ‫والكشف‪:‬‬ ‫الإلهام‬ ‫من‬ ‫الإسلام‬ ‫موقف‬ ‫‪7._/6891‬م‪.‬‬ ‫‪ ),8‬يوسف بن إبراهيم السرحني‪:‬‬ ‫زاد المسلم‪ :‬مكتبة الضامري‪ ،‬سلطنة عمان (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ا حلانت وا لد وربا ت‬ ‫‪ )9‬عالم الفكر‪ :‬وزارة الإعلام الكويت عدد‪3991 {2 :‬م‪.‬‬ ‫‪ )0‬مجلة ابن رشد‪ :‬مارينور للنشر عدد‪8991 10 :‬م‪.‬‬ ‫البرامج الإعلامية‬ ‫‪ )1‬الموسوعة الذهبية الميسرة للحديث النبوي وعلومه‪ :‬إصدار عبد‬ ‫اللطيف للمعلومات ([‪.‬؟‪.)٨.‬‏‬ ‫‪-224-‬‬ ‫الصنعة‬ ‫‪953 8.‬‬ ‫اللستقيمكه‬ ‫اهدنا الصراط‬ ‫‪952‬‬ ‫وبالآخرة هم يوقنون‬ ‫‪4-723‬‬ ‫ختم ا له على قلومم“ه؛‬ ‫وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله‬ ‫‪423‬‬ ‫‪23‬‬ ‫وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين‬ ‫‪373‬‬ ‫‪35‬‬ ‫وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الخنةه‬ ‫‪983‬‬ ‫‪40‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬إوإياي فارهبو نه‬ ‫‪983‬‬ ‫‪46‬‬ ‫والذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون‬ ‫وإذ قلتم يا موسى لن نومن لك حت نرى الله جهرة فأخذتكم‬ ‫‪852‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الصاعقة وآنتم تنظرونمه‬ ‫‪093‬‬ ‫‪58‬‬ ‫وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم&ه‬ ‫وقالوا لن تمسنا التار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن‬ ‫مخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة‬ ‫‪093‬‬ ‫‪81-0‬‬ ‫وأحاطت به خطيئاته فأوللك أصحاب التار هم فيها خالدونگه‬ ‫‪092‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪|.‬‬ ‫أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضيل؛‬ ‫‪092‬‬ ‫‪95‬‬ ‫ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم»‬ ‫همن كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائل فإن اللة‬ ‫‪582 08.‬‬ ‫‪98‬‬ ‫عار ر للكافرين‘“ه‬ ‫‪322‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ربنا وابعث فيهم رسولا منهمؤه‬ ‫قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل‬ ‫‪902 5.‬‬ ‫‪136‬‬ ‫وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوي موسى وعيسى وما أرتي‬ ‫‪324‬‬ ‫النبيثون من ربمهمم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون‬ ‫‪252 .25 1‬‬ ‫‪143‬‬ ‫لوما كان الله ليضيع إيمانكم‬ ‫‪389‬‬ ‫‪150‬‬ ‫«إفلا تخشوهم واخشونمه‬ ‫فإن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل‪...‬وتصريف الرياح‬ ‫‪136‬‬ ‫‪164‬‬ ‫والسحاب المسخَر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلونه‬ ‫‪379‬‬ ‫‪167‬‬ ‫وما هم بخارجين من النار‬ ‫‪286‬‬ ‫‪178‬‬ ‫نيا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص ف القتلىكه‬ ‫‪388‬‬ ‫‪182‬‬ ‫ك‬ ‫فمن خاف من موص جنفا أو إمامه‬ ‫‪296‬‬ ‫‪200‬‬ ‫«ؤفإذا قضيتم مناسككم؛‬ ‫‪173‬‬ ‫‪210‬‬ ‫لهل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام‬ ‫‪391‬‬ ‫‪218‬‬ ‫ين الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا قى سيل الله أوك يرجون رحمة الأن‬ ‫‪256‬‬ ‫‪253‬‬ ‫لتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض‬ ‫‪186 .111‬‬ ‫‪255‬‬ ‫للا تأخذه سنة ولا نوم‪ ...‬ولا يؤووده حفظهما‪& ...‬ه‪4‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪256‬‬ ‫|‬ ‫لا إكراه في الدينيه‬ ‫آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمومنون كل آمن بالله‬ ‫‪258‬‬ ‫‪285‬‬ ‫وملائكته وكتبه ورسله‬ ‫آل عمران‬ ‫‪.‬‬ ‫هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب‬ ‫‪103‬‬ ‫وأخر متشابمماتهله‬ ‫‪103‬‬ ‫وما يعلم تأويله إلا التذؤه‬ ‫«فأمًا الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتفاء الفتنة‬ ‫وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلآ الله والرّاسخون في العلم يقولون‬ ‫| ‪169 .168‬‬ ‫آمنا به كل من غند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب&ه‬ ‫‪370‬‬ ‫لإن الله لا يخلف الميعاديه‬ ‫‪264‬‬ ‫‪19‬‬ ‫«إن الدين عند الله الإسلامئه‬ ‫‪224 .0‬‬ ‫‪33‬‬ ‫إن ا له اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العللينيمه‬ ‫‪264‬‬ ‫‪85‬‬ ‫ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منههه _‬ ‫‪424‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ومن كفر فإن ا له غي عن العامين‬ ‫‪285‬‬ ‫‪131‬‬ ‫واتقوا التار الن أعدت للكافرينإه‬ ‫‪33‬‬ ‫‪133‬‬ ‫وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقينه‪4‬‬ ‫‪337‬‬ ‫‪159‬‬ ‫فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين‬ ‫‪254‬‬ ‫‪173‬‬ ‫والذين قال لهم النلس إن النلس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إماناگه‬ ‫‪389‬‬ ‫‪175‬‬ ‫لوخافون إن كنتم مومنينم؛‬ ‫‪347‬‬ ‫‪185‬‬ ‫لكل نفس ذائقة الموتكه‪4‬‬ ‫‪379‬‬ ‫‪192‬‬ ‫ربنا إلك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ه‬ ‫النسماء‬ ‫‪380‬‬ ‫‪14‬‬ ‫| ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عناب مهينمه‬ ‫ليا أيها الذين آمنوا لا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون‬ ‫تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما‬ ‫‪368‬‬ ‫‪30-9‬‬ ‫ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه ناراه‬ ‫ليا نساء الني من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لا العذاب‬ ‫‪369‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ضعفين وكان ذلك على الله نسيراه‬ ‫‪371‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لإن تجتنبوا كبائر ما تنهون غنه نكفر عنكم سيئاتكم»‪4‬‬ ‫‪371 .30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاءه‪4‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ذلك خير وأحسن تأويلاگهه‬ ‫‪316‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدامه‬ ‫‪338‬‬ ‫‪71‬‬ ‫يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاثه‬ ‫‪106‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا‬ ‫فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبا أتريدون أن‬ ‫تمدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجحد له سبيلا ودوا لو‬ ‫تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حن‬ ‫يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخنوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا‬ ‫‪274‬‬ ‫‪89-8‬‬ ‫تتخذوا منهم وليا ولا نصيرامهه‬ ‫‪288 .9‬‬ ‫‪93‬‬ ‫ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيهائه‬ ‫‪256‬‬ ‫‪95‬‬ ‫لإرفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيمايمه‬ ‫‪524‬‬ ‫‪338‬‬ ‫‪102‬‬ ‫لإوليأخذوا حذرهم وأسلحنهم»‬ ‫‪296‬‬ ‫‪103‬‬ ‫«فإذا قضيتم الصلاة‬ ‫‪252‬‬ ‫‪018‬‬ ‫لإذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله مما يعملون محيطائمه ‏‪٠‬‬ ‫‪389‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز بهمه‬ ‫‪290‬‬ ‫‪137‬‬ ‫فإن الذين آمنوا ثم كفروا‬ ‫‪223‬‬ ‫‪143‬‬ ‫«إمذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاءئه‬ ‫فإن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله‬ ‫ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك‬ ‫‪290‬‬ ‫‪15[-0‬‬ ‫سبيلا أولئك هم الكافرون حقاگه‬ ‫‪188‬‬ ‫‪152‬‬ ‫لفقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخنتمم الصاعقةكه‬ ‫‪327 .4‬‬ ‫‪155‬‬ ‫فبل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاه‬ ‫‪113‬‬ ‫‪160‬‬ ‫لإفبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت همة‬ ‫‪226‬‬ ‫‪163‬‬ ‫فإنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيئين من بعدهئ“ه‬ ‫‪149‬‬ ‫‪171‬‬ ‫«إإنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولده‬ ‫الائرة‬ ‫|‬ ‫‪246‬‬ ‫ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرينه‪4‬‬ ‫وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الة وأحباؤه قل فلم يعذبكم‬ ‫‪371‬‬ ‫‪18‬‬ ‫بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعب من يشاع&ه‬ ‫‪337‬‬ ‫‪23‬‬ ‫وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مومنينه‬ ‫‪379‬‬ ‫‪37‬‬ ‫يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عناب مقيمئه‬ ‫‪257‬‬ ‫‪41‬‬ ‫لإقالوا آمنا بأفواههم و لم تومن قلوبممه‬ ‫ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أوللك الذين لم يرد الله أن‬ ‫[‪33‬‬ ‫‪41‬‬ ‫يطهر قلوممم لهم في الدنيا خزي‪ ،‬ولهم في الآخرة عناب عظيمه‬ ‫‪281‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ومن لم يحكم بما أنرل الله فأولنلك هم الكافرونؤ‪4‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪64‬‬ ‫إبل يداه مبسوطتانلگه‪4‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪111‬‬ ‫وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسوليإه‬ ‫‪624‬‬ ‫النمام‬ ‫‪185 .145 .90‬‬ ‫‪103‬‬ ‫لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبيره‬ ‫‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫لوهو القاهر فوق عباده‬ ‫‪240‬‬ ‫‪19‬‬ ‫وأرحي إل هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغه‬ ‫لوهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم ييعثكم فيه‬ ‫‪351‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ليقضى أجل مسمى‪“4‬؛‬ ‫‪285‬‬ ‫‪82‬‬ ‫لالذين آمنوا و لم يلبسوا إيماممم بظلمئه‪4‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪99‬‬ ‫انظروا إلى ثمره إذا أمره‬ ‫‪321 .9‬‬ ‫‪102‬‬ ‫خالق كل شيعه‬ ‫‪:7‬‬ ‫‪112‬‬ ‫يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورامه‬ ‫‪282‬‬ ‫‪121‬‬ ‫لون أطعتموهم إنكم لمشركون“‬ ‫‪210‬‬ ‫‪124‬‬ ‫الله أعلم حيث يجعل رسالاتهگه‬ ‫ليا معشر الن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الانس‬ ‫ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال التار‬ ‫‪384‬‬ ‫‪128‬‬ ‫مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن رك حكيم عليمه‬ ‫ليا معشر الن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم‬ ‫آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتمم‬ ‫‪237‬‬ ‫‪130‬‬ ‫الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أمم كانوا كافرين»‬ ‫‪197‬‬ ‫‪160‬‬ ‫من جاء بالحسنة فله عشر أمثالحاكمه‬ ‫الأعراف‬ ‫‪191‬‬ ‫وما كنا غائبينله‬ ‫‪257‬‬ ‫والوزن يومئذ الحقه‬ ‫‪354‬‬ ‫‪30-9‬‬ ‫كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة‬ ‫‪129‬‬ ‫‪31‬‬ ‫خذوا زينتكم عند كل مسجده‬ ‫‪385 .10‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ولا يدخلون الحنة حت يلج الجمل في سم الخياطه‬ ‫لرنادى أصحاب الجنة أصحاب لار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا‬ ‫‪366‬‬ ‫حقا فهل وجدتم ما وعد ريكم حقا قالوا نعمه‬ ‫‪393‬‬ ‫‪99‬‬ ‫«إفلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرونئهه ‪` .‬‬ ‫‪724‬‬ ‫‪388‬‬ ‫‪111‬‬ ‫«إقالرا أرجه وأخاهئه‪4‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪127‬‬ ‫وإنا فوقهم قاهرون؛ه‬ ‫ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أري انظر إليك قال‬ ‫لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما‬ ‫تحلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال‬ ‫‪187‬‬ ‫‪143‬‬ ‫سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين‬ ‫‪105 .14‬‬ ‫‪145‬‬ ‫فخذها بقوة وامر قومك يأخذوا بأحسنهائه‬ ‫‪. 3‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪|.‬‬ ‫لإراحتار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتناه‬ ‫‪391‬‬ ‫‪156‬‬ ‫ورحم وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون‬ ‫‪237 .6‬‬ ‫‪158‬‬ ‫)‬ ‫قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا‬ ‫‪327‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لأمن يهد الله فهو المهتدي؛‬ ‫‪89‬‬ ‫‪185‬‬ ‫او لم ينظروا في ملكوت السمارات والأرض‬ ‫يسألونك عن الساعة أييان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا‬ ‫‪353 .2‬‬ ‫‪187‬‬ ‫يجلبها لوقتها إلا هوه‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪188‬‬ ‫[قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضر إلا ما شاء التهكه‬ ‫الأنفال‬ ‫وإنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم‬ ‫‪:‬‬ ‫وما‬ ‫الصلاة‬ ‫يقيمون‬ ‫الذين‬ ‫رممم يتوكلون‬ ‫إيمانا وعلى‬ ‫زادقمم‬ ‫آياته‬ ‫‪249‬‬ ‫رزقناهم ينفقون أولتك هم المومنون حقامه‬ ‫‪389‬‬ ‫إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبممكه'‬ ‫يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا توتوهم‬ ‫الأدبار ومن يوهم يومئذ دبره إلآً متحرّفا لقتال أو متحيزا إلى فئة‬ ‫‪368‬‬ ‫‪16-55‬‬ ‫فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير‬ ‫‪322‬‬ ‫‪17‬‬ ‫تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى؟ُ؛‬ ‫‪187‬‬ ‫‪23‬‬ ‫لولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهمه‬ ‫‪306‬‬ ‫‪24‬‬ ‫واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبگه‬ ‫‪390:‬‬ ‫‪38‬‬ ‫لقللذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف‬ ‫‪428‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪165‬‬ ‫فجره حت يسمع كلام اللفه‬ ‫‪314‬‬ ‫‪14‬‬ ‫لقاتلرهم يعذيمم ا له بأيديكم‬ ‫‪285‬‬ ‫‪67‬‬ ‫لإن المنافقين هم الفاسقون©ه‪4‬‬ ‫‪١5‬‬ ‫‪64‬‬ ‫بحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلومم»‬ ‫وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي‬ ‫‪380‬‬ ‫‪68‬‬ ‫حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيمه‬ ‫ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من‬ ‫الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون‬ ‫فأعقبهم نفاقا قي قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه‬ ‫‪273‬‬ ‫‪77-5‬‬ ‫|‬ ‫ريما كانوا يكذبو نه‬ ‫‪275‬‬ ‫‪84‬‬ ‫لولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره‬ ‫‪275‬‬ ‫‪101‬‬ ‫نلمعهملنحمنهمه‬ ‫رمن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تع‬ ‫‪328‬‬ ‫‪105‬‬ ‫وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله‪...‬ه _ ‏‪٠‬‬ ‫‪251‬‬ ‫| ‪124‬‬ ‫فأما الذين آمنوا فزادتمم إيمانا وهم يستبشرون&ه‪4‬‬ ‫يونس‬ ‫‪١‬‬ ‫‏ِ‬ ‫‪.7‬‬ ‫إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإمانمم»؛‬ ‫‪322‬‬ ‫‪22‬‬ ‫وهو الذي يسركم في البر والبحرلمه‬ ‫‪197‬‬ ‫‪26‬‬ ‫للذين أحسنوا الحسن وزيادةه‪4‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪32‬‬ ‫فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلالؤأه‬ ‫‪252‬‬ ‫‪41‬‬ ‫إن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم“»ه‬ ‫‪262‬‬ ‫‪84‬‬ ‫يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين»‬ ‫‪295‬‬ ‫‪93‬‬ ‫إن ريتك يقضي بينهم‬ ‫‪331‬‬ ‫‪96‬‬ ‫إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يومنون»‬ ‫‪88‬‬ ‫‪101‬‬ ‫_انقلظروا ماذا في السماوات والأرض‪4‬ه‪4‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪108‬‬ ‫فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليهاله‬ ‫هر‬ ‫‪176‬‬ ‫ألر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبيره‬ ‫‪924‬‬ ‫‪256‬‬ ‫وبيوت كل ذي فضل فضله‬ ‫‪179‬‬ ‫ركان عرشه علاىمامه‬ ‫لأم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من‬ ‫‪232‬‬ ‫‪31‬‬ ‫استطعتم من دون الله إن كنتم صادقينئه‪4‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪02‬‬ ‫لما كانوا يستطيعون الستمم وما كانوا يمصرون»‬ ‫‪177‬‬ ‫‪4.‬‬ ‫راستوت على الجخودي‪%‬ه‬ ‫‪189‬‬ ‫‪64‬‬ ‫«إفلا تسألن ما ليس لك به علم إن أعظك أن تكون من الجخاهلينئه‬ ‫‪293 .9‬‬ ‫‪701‬‬ ‫«إفعال لما يريده‬ ‫«إفأمًا الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما‬ ‫‪384‬‬ ‫‪6-701‬‬ ‫دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن رك فعال لما يريدئه‬ ‫يرسف‬ ‫‪104‬‬ ‫إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلونأه ‪.‬‬ ‫‪223‬‬ ‫_‬ ‫إن كنت من قبل من الغافلينم‬ ‫‪246‬‬ ‫‪17‬‬ ‫لنائمه‬ ‫ؤنتمن‬ ‫ما أ‬ ‫وم‬ ‫‪392‬‬ ‫‪87‬‬ ‫إله لا ييأس من روح ا له إلا القوم الكافرون‬ ‫‪223‬‬ ‫‪82‬‬ ‫واسأل القريةئهه‬ ‫الرع‪.‬ر‬ ‫‪293-9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫|‬ ‫لإقل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار‬ ‫لأم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله‬ ‫‪320‬‬ ‫‪16‬‬ ‫خالق كل شيء وهو الواحد القهار ه‬ ‫‪314‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لأن لو يشاء الله فهدى الناس جميعائه‬ ‫‪375‬‬ ‫‪35‬‬ ‫أكلها دائم ولها‬ ‫إبراصير‬ ‫‪138‬‬ ‫‪10‬‬ ‫"‬ ‫أف ا له شلت فاطر السموات والارض‪».‬‬ ‫فإن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده‬ ‫‪216‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن اللهگه‬ ‫‪349‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ينبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرةيله‬ ‫‪034‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪39‬‬ ‫لإن ري لسميع التعاء؛‬ ‫الممر‬ ‫‪386‬‬ ‫ربما يوة الذين كفروا لو كانوا مسلمين‬ ‫‪375‬‬ ‫‪48‬‬ ‫لا يمسهم فيها نصب وما هم منها مخرجين‬ ‫‪391‬‬ ‫‪50-9‬‬ ‫للإنتئع عبادي أن أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليمه‬ ‫‪392‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون‪٨‬ه‏‬ ‫‪297‬‬ ‫‪60‬‬ ‫إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرينله‬ ‫‪159‬‬ ‫‪86‬‬ ‫لإن ربك هو الخلاق العليمكه‬ ‫‪357‬‬ ‫‪93-2‬‬ ‫فوربك لنسألتهم أجمعين عما كانوا يعملون‬ ‫النمل‬ ‫‪178‬‬ ‫‪50‬‬ ‫يخافون ربمم من فوقهم‬ ‫‪226‬‬ ‫‪68‬‬ ‫وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الحبال بيوتا‬ ‫‪353‬‬ ‫‪77‬‬ ‫وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أر هر أرب‬ ‫والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم‬ ‫‪97‬‬ ‫‪78‬‬ ‫السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون‬ ‫‪322‬‬ ‫‪81‬‬ ‫وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر‬ ‫‪256‬‬ ‫‪106‬‬ ‫من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بإيمانه‬ ‫لأولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولفك‬ ‫‪257‬‬ ‫‪1098‬‬ ‫هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون“ه‬ ‫الا‪ ,‬سا‬ ‫‪295‬‬ ‫وقضينا إل بين إسرائيل في الكتابه{ه‪4‬‬ ‫‪249 .8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مومنه‪4‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪21‬‬ ‫انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض‬ ‫‪295‬‬ ‫‪23‬‬ ‫وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إتاهئه‬ ‫ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل‬ ‫‪97‬‬ ‫‪36‬‬ ‫أولنك كان عنه مسؤولاله‬ ‫وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يومنون بالآخرة حجابا‬ ‫‪331‬‬ ‫‪46-5‬‬ ‫مستورا وجعلنا على قلويهم أكتة أن يفقهره وفي آذانمم وقراه‬ ‫‪134‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪79‬‬ ‫عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودائه‬ ‫«إقل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا‬ ‫‪232‬‬ ‫‪88‬‬ ‫يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراكةه‬ ‫لوما منع الناس أن يومنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله‬ ‫‪306‬‬ ‫‪94‬‬ ‫بشرا رسولا‬ ‫اللبف‬ ‫‪334‬‬ ‫‪28‬‬ ‫فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر“ه‬ ‫‪393‬‬ ‫‪49‬‬ ‫طولا يظلم ربك أحدائه‬ ‫‪285‬‬ ‫‪50‬‬ ‫لإفسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر رتهئ“ه‬ ‫س‬ ‫_‬ ‫‪227‬‬ ‫‪11‬‬ ‫فرحي إليهم أن سبحوا بكرة وعشيامه‬ ‫‪296‬‬ ‫‪21‬‬ ‫لوكان أمرا مقضياه؛‬ ‫‪: 9‬‬ ‫‪25‬‬ ‫وهي إليك بجذ ع النخلة تساقط عليك رطبا جنياه‬ ‫‪151‬‬ ‫‪65‬‬ ‫لهل تعلم له سميا‬ ‫لثم لنزعنَ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيّا ثم لنحن‬ ‫‪176‬‬ ‫‪70-9‬‬ ‫أعلم بالذين هم أولى بما صلبام‬ ‫‪361‬‬ ‫‪87‬‬ ‫لإلا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدائه‬ ‫طه‬ ‫‪178‬‬ ‫الرحمن على العرش استوى‬ ‫‪171‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ولتصنم على عين‬ ‫‪295‬‬ ‫‪72‬‬ ‫“ه‬ ‫‪%‬نت‬ ‫ضا أ‬ ‫اض م‬ ‫قفاق‬ ‫للإ‬ ‫‪372 .16‬‬ ‫‪82‬‬ ‫وإني لغقار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدىله‬ ‫‪361‬‬ ‫‪109‬‬ ‫يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولامه‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪113‬‬ ‫وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرّفنا فيه من للوعيد لعلهم تّقونگه‪4‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪114‬‬ ‫لولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيهل“ه‬ ‫‪349‬‬ ‫‪124‬‬ ‫لإفإن له معيشة ضنكايله‬ ‫‪234‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫‪293‬‬ ‫‪22‬‬ ‫لو كان فيهما آلهة إلا الك لفسدتاه‬ ‫‪143‬‬ ‫‪25‬‬ ‫لوما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدونمه‬ ‫‪361‬‬ ‫‪28‬‬ ‫طولا يشفعون إلا لمن ارتضى له‬ ‫‪227‬‬ ‫‪45‬‬ ‫قل إما أنذركم ‪:17‬‬ ‫‪356‬‬ ‫‪47‬‬ ‫لوإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بما وكفى بنا حاسبينه‬ ‫‪297‬‬ ‫‪87‬‬ ‫فظن أن لن نقدر عليه»‬ ‫لإنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا‬ ‫‪393‬‬ ‫‪90‬‬ ‫لنا خاشعينئله‬ ‫‪249‬‬ ‫‪94‬‬ ‫فمن يعمل من الصالحات وهو مومن فلا كفران لسعيهگه‬ ‫‪355 .4‬‬ ‫‪104‬‬ ‫لكما بدأنا أول خلق نعيدهه‬ ‫المع‬ ‫‪354‬‬ ‫يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب‪&%‬ه‬ ‫وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت رأنبت‬ ‫من كل زوج بميج ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وآنه‬ ‫‪354‬‬ ‫على كل شيء قدير‬ ‫‪354 .3‬‬ ‫وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ‪4‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون‪%‬ه‬ ‫«أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بما أو آذان يسمعون‬ ‫‪97‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ما فإنما لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب الين في الصدورله‬ ‫‪149‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطله‬ ‫‪366‬‬ ‫‪172‬‬ ‫التار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير‬ ‫‪`0‬‬ ‫‪75‬‬ ‫الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناسئ‬ ‫الرمنون‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪249‬‬ ‫قد افلح المومنون الذين هم في صلاتمم خاشعون‪ ...‬ه‪4‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪18‬‬ ‫وأنزلنا من السماء ماء بقدرئه‬ ‫‪334‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ل«لإفاسلك فيها من كل زوجين النين وأهلك إلآ من سبق عليه القول منهم‬ ‫‪164‬‬ ‫‪53‬‬ ‫كل حزب يما لديهم فرحون‬ ‫‪151 .150‬‬ ‫‪91‬‬ ‫لوما كان معه من إله إذا لنهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعضك‬ ‫النور‬ ‫‪197‬‬ ‫‪38‬‬ ‫إليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضلهؤه‪4‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪52‬‬ ‫اومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون‬ ‫الفرتان‬ ‫‪319‬‬ ‫«رخلق كل شيء فقره تقديرا‬ ‫‪182‬‬ ‫‪45‬‬ ‫«لألم تر إلى ربك كيف مة الظلهله‬ ‫وسبح بحمده وكفى به بذنوب‬ ‫وتوكل على الحي الذي لا يعوت‬ ‫‪337‬‬ ‫‪58‬‬ ‫عباده خبيرايمه ‪.‬‬ ‫والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس الن حرم‬ ‫الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له‬ ‫‪380‬‬ ‫‪69-8‬‬ ‫العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانائ‪4‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪76‬‬ ‫الخالدين فيها حسنت مستقرا ومقامائه‬ ‫الشما؛‬ ‫‪222‬‬ ‫‪20‬‬ ‫لقال فعلتها إذا وأنا من الضالينه‬ ‫‪269 .8‬‬ ‫‪98‬‬ ‫إذ نسويكم برب العالمين‬ ‫‪214‬‬ ‫‪99‬‬ ‫«إذ نسويكم برب العالمين له‬ ‫‪361‬‬ ‫‪101-0‬‬ ‫للإفما لنا من شافعين ولا صديق حميم‬ ‫‪329‬‬ ‫‪184‬‬ ‫واتقوا الذي خلقكم والبلة الأولينله‬ ‫وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون‬ ‫‪229‬‬ ‫‪195-2‬‬ ‫من المنذرين بلسان عربي مبينله‪4‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪214‬‬ ‫وأنذر عشيرتك الأقر بينثأه‪4‬‬ ‫النبل‬ ‫هجوحدوا بما واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان‬ ‫‪257‬‬ ‫‪14‬‬ ‫عاقبة المفسدينله‪4‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪321‬‬ ‫‪23‬‬ ‫رأوتيت من كل شيء&‬ ‫‪280 .65‬‬ ‫‪40‬‬ ‫إليبلوني ءاشكر أم أكفريمه‬ ‫‪262‬‬ ‫‪44‬‬ ‫لإرأسلمت مع سليمان لله رب العالمين؛ه‬ ‫‪197‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ل‪...‬فله خير منها‪...‬ه‪4‬‬ ‫القصص‬ ‫‪176‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ولا بلغ أشده واستوى أتيناه حكما رعلما‬ ‫‪296‬‬ ‫‪29‬‬ ‫فلما قضى موسى الأجل“ه‬ ‫‪295‬‬ ‫‪44‬‬ ‫إذ قضينا يلى موسى الأمر‬ ‫‪332‬‬ ‫‪68‬‬ ‫لإرربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرةئمه‬ ‫‪347 .2‬‬ ‫‪88‬‬ ‫كل شيء هالك إلا وجههمه‬ ‫الملبرت‬ ‫لالم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد‬ ‫‪257‬‬ ‫فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقرا وليعلمن الكاذبين»‬ ‫‪144‬‬ ‫فإياي فاعبدونگمه‬ ‫‪260 .00‬‬ ‫والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنامه‬ ‫الردم‬ ‫فإالم غلبت الروم في أدين الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في‬ ‫‪232‬‬ ‫بضع سنينه‬ ‫‪322‬‬ ‫‪21‬‬ ‫وجعل بينكم مودة ورحمةمه‬ ‫‪138‬‬ ‫‪30‬‬ ‫للفطرة ا له الي فطر التلس عليها لا تبديل لخلق ا له ذلك الدين القمه‬ ‫‪88‬‬ ‫‪50‬‬ ‫فانظر إلى أثر رحمة الله كيف محبي الأرض بعد مرتمامه‬ ‫‪351‬‬ ‫‪55‬‬ ‫ربرم تقوم الساعة يقسم الحرمون ما لبثوا غمر ساعةئه‬ ‫لقمان‬ ‫هإآلم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما ي الأرض‬ ‫وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وياطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير‬ ‫‪142‬‬ ‫‪20‬‬ ‫علم ولا هدى ولا كتاب منيره‬ ‫‪534‬‬ ‫جيا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده‬ ‫‪361‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حقه‬ ‫‪352‬‬ ‫‪34‬‬ ‫إن الله عنده علم الساعة‬ ‫السجدة‬ ‫‪314‬‬ ‫‪13‬‬ ‫لولو شئنا لآتينا كل نفس هداهامه‬ ‫‪388 .0‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الإيدعون ربمم خوفا وطمعايمه‬ ‫‪286‬‬ ‫‪18‬‬ ‫أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوونغؤه‪4‬‬ ‫الأمزاب‬ ‫‪180‬‬ ‫وإذ أخذنا من النبيئين ميثاقهم ومنك ومن نوح‬ ‫‪275‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوهامه‬ ‫القد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله‬ ‫‪236‬‬ ‫‪21‬‬ ‫واليوم الآخر وذكر الله كثيرامه‬ ‫‪286‬‬ ‫‪23‬‬ ‫فلإمن المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهئه‬ ‫‪371‬‬ ‫‪24‬‬ ‫لإريعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيماه‬ ‫لوما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون‬ ‫‪332‬‬ ‫‪36‬‬ ‫لهم الخيرة من أمرهم‬ ‫‪239‬‬ ‫‪40‬‬ ‫لما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئينكه“‬ ‫‪287‬‬ ‫‪47‬‬ ‫وبتر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيراه‬ ‫‪379‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الخالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيراه‬ ‫ليوم تقلب وجوههم ف النار يقولون يا ليتنا أطعن ا له وأطعفا‬ ‫‪90‬‬ ‫‪67-66‬‬ ‫الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلائمه‬ ‫‪172‬‬ ‫‪69‬‬ ‫لوكان عند الله وجيهائمه‬ ‫با‬ ‫‪!87 .186 .111‬‬ ‫للا يعزب عنه مثقال ذرةه‪4‬‬ ‫‪167‬‬ ‫[ ‪1‬‬ ‫اعملوا صالحا إني بما تعملون بصيرؤ؛‬ ‫‪320 .3‬‬ ‫‪18‬‬ ‫إرقدرنا فيها السيرله‪4‬‬ ‫‪634‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪326‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لإفإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاءهه‬ ‫‪296‬‬ ‫‪36‬‬ ‫للا يقضي عليهم فيموتواه‬ ‫‪197‬‬ ‫‪30‬‬ ‫«إليرفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله‬ ‫‪216‬‬ ‫‪17-6‬‬ ‫قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين‬ ‫‪351‬‬ ‫‪52‬‬ ‫قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنائة‬ ‫‪329‬‬ ‫‪62‬‬ ‫فرلقد أضل منكم جبلا كثيرا‬ ‫‪170‬‬ ‫‪71‬‬ ‫مما عملت أيدينا أنعاماه‬ ‫لأو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم‬ ‫‪354‬‬ ‫‪79-7‬‬ ‫مبين‪.....‬قل يحييها الذي أنشاها أول مرةهه‬ ‫الصانات‬ ‫‪359‬‬ ‫‪24-3‬‬ ‫فاهدوهم إل صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولونم؛‬ ‫‪85‬‬ ‫‪89-8‬‬ ‫لؤفنظر نظرة في النجوم فقال إن سقيمم؛‬ ‫‪320 .33‬‬ ‫‪96‬‬ ‫والله خلقكم وما تعملونله‬ ‫ص‬ ‫‪250‬‬ ‫‪28‬‬ ‫أم جعل المتقين كالفجار له‬ ‫ما لنا لا نرى رجالا كا نعتهم من الأشرار اتخذناهم سخريا أم‬ ‫‪386‬‬ ‫‪63 .62‬‬ ‫زاغت عنهم الأبصار “؛‬ ‫‪208‬‬ ‫‪67‬‬ ‫قل هو نبأ عظيمه‬ ‫‪104‬‬ ‫‪15‬‬ ‫«إقال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديه‬ ‫الزير‬ ‫‪322‬‬ ‫ولا يرضى لعباده الكفر ه‬ ‫الأمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجر‬ ‫‪392‬‬ ‫رحمة ربههله‬ ‫‪159‬‬ ‫‪30‬‬ ‫إنك ميت وإنهم ميتونيهه‬ ‫‪734‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪38‬‬ ‫لإن أرادن ا له بضرً هل هن كاشفات ضردكة‬ ‫من رحمة الله‬ ‫على أنفسهم لا تقنطوا‬ ‫الذين أسرفوا‬ ‫يا عبادي‬ ‫‪21‬‬ ‫‪390‬‬ ‫‪53‬‬ ‫إن ا له يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيمه‬ ‫‪319‬‬ ‫‪62‬‬ ‫فالله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل‬ ‫‪170‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بيمينه‬ ‫مطريات‬ ‫والسموات‬ ‫‪179‬‬ ‫‪75‬‬ ‫وترى الملائكة حافين من حول العرشأة‬ ‫غاثر‬ ‫‪361‬‬ ‫‪18‬‬ ‫لما للظامين من حميمولا شفيع يطا عم _‬ ‫‪343‬‬ ‫‪44‬‬ ‫لإرأفرّض أمري إل الله إن الله بصير بالعباد‬ ‫آل‬ ‫تقوم الساعة أدخلوا‬ ‫عليها غدوًا وعشيا ويوم‬ ‫النار يعرضون‬ ‫‪349‬‬ ‫‪46‬‬ ‫أشذً العناب‬ ‫فرعون‬ ‫فصلت‬ ‫وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا‬ ‫‪198‬‬ ‫وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون‬ ‫‪177‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ثم استوى إلى السماء‬ ‫‪295‬‬ ‫‪12‬‬ ‫لإنقضاهن سبع سموات في يومين‬ ‫‪326‬‬ ‫‪17‬‬ ‫«إرأمَا مود فهديناهم فاستحبرا العمى على الهدىئه‬ ‫‪334‬‬ ‫‪46‬‬ ‫فعليهامه‬ ‫أساء‬ ‫فللفسه ومن‬ ‫همن عمل صالحا‬ ‫اللنشرومى‬ ‫‪151 .3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫إليس كمثله شيء وهو السميع البصيركمه‬ ‫أو‬ ‫هإرما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب‬ ‫‪228‬‬ ‫‪51‬‬ ‫برسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علئ حكيممه‬ ‫‪222‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإبمانكه‬ ‫الزضرف‬ ‫‪104‬‬ ‫وقال‪ :‬إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون»‬ ‫‪302‬‬ ‫‪32‬‬ ‫نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنياكمه‬ ‫‪380 .9‬‬ ‫‪77‬‬ ‫«إرنادرا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكنونكه‬ ‫‪834‬‬ ‫المائية‬ ‫|‬ ‫وسخر ل‬ ‫كم ما فيى السموات وما في الأرض جميعا منه إن في‬ ‫‪142‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ذلك لآيات لقوم يتفكرون‬ ‫الأمقاف‬ ‫ا‬ ‫وإذ صرفنا إليك نفرا من الحن يستمعون القرآن‪...‬فليس بمعجز‬ ‫‪237‬‬ ‫‪32-9‬‬ ‫في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبينه‬ ‫حبر‬ ‫‪254‬‬ ‫‪17‬‬ ‫والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهمه‬ ‫‪187‬‬ ‫‪31‬‬ ‫إح نعلم المجاهدين منكم والصابرينله‬ ‫الفتع‬ ‫أنزل‬ ‫هو الذي‬ ‫‪251‬‬ ‫السكينة في قلوب المومنين ليزدادوا إمانا مع إمانمم»ه |‬ ‫‪!70‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يد الله فوق أيديهم‬ ‫لندخحلن‬ ‫‪232‬‬ ‫‪27‬‬ ‫المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصترينگه‬ ‫المجرات‬ ‫|‬ ‫قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا وما يدخل‬ ‫‪257‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الإيمان ف قلربكمئه‬ ‫‪166‬‬ ‫‪18‬‬ ‫والله بصير ما تعملونمه‬ ‫ق‬ ‫‪198‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ولدينا مزيدمه‬ ‫‪97‬‬ ‫‪37‬‬ ‫لإن في ذلك لذكرى لن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيده‬ ‫‪368‬‬ ‫‪45‬‬ ‫فذكر يالقرآن من يخاف رعيدييه؛ه‬ ‫الزاريات‬ ‫فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت نمن‬ ‫‪262‬‬ ‫‪36-5‬‬ ‫للسلمين‬ ‫‪285‬‬ ‫‪46‬‬ ‫وقوم نوح من قبل يتهم كانوا قوما فاسقينهه‬ ‫‪170‬‬ ‫‪47‬‬ ‫رالسّماء بنيناها يأبيدگه‬ ‫‪240‬‬ ‫‪54‬‬ ‫لإفترل عنهم فما أنت بعلومه‬ ‫‪934‬‬ ‫الطود‬ ‫|‬ ‫‪171‬‬ ‫‪48‬‬ ‫واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننامه‬ ‫النجر‬ ‫‪386‬‬ ‫‪4-3‬‬ ‫وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي‬ ‫‪192‬‬ ‫[ ‪18-1‬‬ ‫ما كذب الفؤاد ما رأى‪ ...‬لقد رأى من آيات ربه الكبرى‪4. ..‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ولقد رآه نزلة أخرىله‬ ‫‪34‬‬ ‫‪15-3‬‬ ‫ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوىل“ه‬ ‫‪87‬‬ ‫‪32‬‬ ‫لإهو أعلم يمن اتقى“ه‬ ‫‪320‬‬ ‫‪43‬‬ ‫لإوأنه هو أضحك وأبكىإه‬ ‫القمر‬ ‫|‬ ‫|‬ ‫‪297‬‬ ‫‪12.‬‬ ‫لإفالتقى الماء على أمر قد قدره‬ ‫‪171‬‬ ‫‪14‬‬ ‫نحري بأعيننا‬ ‫الرحمن‬ ‫‪238‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ليخرج منهما اللؤلؤ والمرجانيه‬ ‫‪347‬‬ ‫‪27-6‬‬ ‫كل من عليهايفان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام‬ ‫‪172‬‬ ‫‪27‬‬ ‫إريبقى وجه ربكهےه‪4‬‬ ‫الراتمة‬ ‫‪328‬‬ ‫‪24‬‬ ‫جزاء بما كانوا يعملون‬ ‫لإأفرأيتم ما تمنون أأنتم ‪...‬أفرأيتم النار الي تورون أأنتم أنشتتم‬ ‫‪137 .16‬‬ ‫‪73-8‬‬ ‫شجرتما أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين‪4“%‬‬ ‫‪297‬‬ ‫‪60‬‬ ‫نحن قدرنا بينكم المرت‪%‬ه‬ ‫الدير‬ ‫|‬ ‫‪:191‬‬ ‫لهو الأول والآخر الظاهر والباطن‬ ‫‪180‬‬ ‫وهو معكم أينما كنتم‬ ‫‪85‬‬ ‫‪13‬‬ ‫لإانظرونا نقتبس من نوركم‬ ‫‪392‬‬ ‫| ‪14‬‬ ‫«وغرتكم الأمانه‬ ‫‪265‬‬ ‫‪20‬‬ ‫كمثل غيث أعجب الكفار نباتهله‬ ‫‪044‬‬ ‫انحجارلة‬ ‫للإفتحرير رقبة من قبل أن يتماسًا ذلكم توعظون به والله ما‬ ‫تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن‬ ‫يتماسّا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لترمنوا بالله‬ ‫‪305‬‬ ‫‪4-3‬‬ ‫‏‪4 .٠.٠‬‬ ‫ورسوله‬ ‫والله‬ ‫لليوم يبعثهم الله جميعا فينتتهم يما عملوا أحصاه الله ونسوه‬ ‫‪:2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ليرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاته‬ ‫‪14‬‬ ‫إما هم منكم ولا منهم ويحلفون‪.‬على الكذب وهم يعلمون؛ه‬ ‫الصف‬ ‫لاكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون‬ ‫‪370‬‬ ‫‪327‬‬ ‫لفلما زاغوا أزاغ ا له قلربمم؛‬ ‫‪223‬‬ ‫اومبشرا بسرول يأتي من بعدي اسمه أحمده‬ ‫اليمة‬ ‫‪348‬‬ ‫قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم»‬ ‫‪338‬‬ ‫‪10‬‬ ‫فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللة‬ ‫النانقون‬ ‫لإذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول ا له والله يعلم إنك‬ ‫‪276‬‬ ‫لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون»‬ ‫‪275‬‬ ‫لهم العدو فاحذرهمه‪4‬‬ ‫‪112‬‬ ‫وومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرونئه‪4‬‬ ‫التنابن‬ ‫‪235‬‬ ‫لإفآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلناه‬ ‫‪305‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اتقوا الله ما استطعتمله‪4‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪297‬‬ ‫ومن قدر عليه رزقه‬ ‫التحرير‬ ‫‪252‬‬ ‫نقد صغت قلوبكما»ه‬ ‫‪364‬‬ ‫يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إلك على كل شيء قدير‬ ‫اللك‬ ‫‪170‬‬ ‫«إتبارك الذي بيده الملكه‬ ‫لرأسرَوا قولكم أو اجهروا به إله عليم بذات الصدور ألا يعلم‬ ‫‪320 .3‬‬ ‫‪14-3‬‬ ‫| من خلق وهو اللطيف الخبيره‬ ‫‪105‬‬ ‫‪16‬‬ ‫إعامنتم من في السماء‬ ‫الماتة‬ ‫‪179‬‬ ‫‪7‬‬ ‫إريحمل عرش ربك فرقهم يومئذ نمانية“ه‬ ‫‪170‬‬ ‫«إلأحذنا منه باليمين»‬ ‫‪45‬‬ ‫المارع‬ ‫| ‪389‬‬ ‫| ‪27‬‬ ‫«رالذين هم من عذاب رتهم مشفقون»‬ ‫نرع‬ ‫لله وقاراه‬ ‫ما لكم لا ترجون‬ ‫‪388‬‬ ‫‪13‬‬ ‫هإالم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن‬ ‫نياتنا ش‬ ‫وحعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض‬ ‫نورا‬ ‫‪136‬‬ ‫‪18-5‬‬ ‫يعيدكم فيها ويخرحكم إخراجا»‬ ‫الرثر‬ ‫‪254‬‬ ‫‪31‬‬ ‫هوليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا يمانامه‬ ‫‪334‬‬ ‫‪38‬‬ ‫كل نفس بما كسبت رهينة‬ ‫‪244‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪196.186.110‬‬ ‫‪23-2‬‬ ‫لوجوه يومئذ ناضرة إلى ربما ناظرة‬ ‫الانسان‬ ‫إنا هديناه السبيلل‪4‬‬ ‫‪326‬‬ ‫الله‬ ‫إنما نطعمكم ‪7‬‬ ‫‪326‬‬ ‫الربلات‬ ‫‪296 .12‬‬ ‫‪23‬‬ ‫للإفقدرنا فنعم القادرونه‪4‬‬ ‫النبأ‬ ‫)‬ ‫‪207‬‬ ‫‪2-1‬‬ ‫عم يتساءلون عن النبإ العظيمكه‬ ‫‪. ..‬وأنزلنا من املعصرات‬ ‫أو تادا‬ ‫والجبال‬ ‫مهادا‬ ‫نجعل الأرض‬ ‫‪.‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪16-6‬‬ ‫ماء ثجَّاجا لنخر ج به حبا ونباتا وجنات ألفافاه‬ ‫‪385‬‬ ‫‪23-21‬‬ ‫لإن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لايئين فيها أحقابا»‬ ‫‪384‬‬ ‫‪30‬‬ ‫لإفذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا‬ ‫التلرير‬ ‫‪348‬‬ ‫‪9-8‬‬ ‫وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلته‬ ‫‪192‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ولقد رآه بالأفق المبينه‬ ‫الانفطار‬ ‫‪361‬‬ ‫‪14‬‬ ‫وإن الفجّار لفي جحيم‬ ‫‪379 .361‬‬ ‫‪16‬‬ ‫لوما هم عنها بغائبينمه‬ ‫الطففين‬ ‫‪.‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪14‬‬ ‫كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبونه‪4‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫لكلا إنهم عن ريم يومئذ لمحجوبون»ه‬ ‫‪386‬‬ ‫‪29‬‬ ‫لإن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون‬ ‫‪344‬‬ ‫الانشقاق‬ ‫فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب‬ ‫إلى أهله مسرورا وأما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو‬ ‫‪357‬‬ ‫‪12-7‬‬ ‫نبورا ريصلى سعيرائه‬ ‫المدع‬ ‫‪293‬‬ ‫‪22-21‬‬ ‫هبل هو قرآن بجيد في لوح محفوظه‬ ‫الأعلى‬ ‫‪296‬‬ ‫«رالذي قدر فهدى‪4‬؛‬ ‫النامية‬ ‫‏‪١‬‬ ‫«إأفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت©‬ ‫‪88‬‬ ‫‪20-7‬‬ ‫وإلى الخبال كيف نصبت‪ ،‬وإلى الأرض كيف سطحت‪4‬ؤه‪4‬‬ ‫الفجر‬ ‫)‬ ‫‪173‬‬ ‫‪22‬‬ ‫هو جاء رنك والملك صفا صفا‬ ‫البلر‬ ‫«إرهديناه النحدين“ه؛‪4‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الضصى‬ ‫‪222‬‬ ‫«إررجدك ضالا فهدى‬ ‫البينة‬ ‫فوما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة‬ ‫‪`264 .25 1‬‬ ‫ويوتوا الزكاة وذلك دين القيمةه‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪227‬‬ ‫يومئذ تحدث أخبارها بان ربك أوحى لها‬ ‫‪.364‬‬ ‫نمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره؛ه‬ ‫‪444‬‬ ‫القارعة‬ ‫خفت‬ ‫عيشة راضية وأما من‬ ‫«إفأمًا من ثقلت موازينه فهر ق‬ ‫| ‪75‬‬ ‫‪69‬‬ ‫موازينه فات هاو يهئه‬ ‫التلائتر‬ ‫‪:‬‬ ‫‪952‬‬ ‫‪5‬‬ ‫كلا لو تعلمون علم اليقين‬ ‫النيل‬ ‫‪281‬‬ ‫‪1‬‬ ‫«الم تر كيف فعل رتبكه‬ ‫الا‪,‬خمارص‬ ‫‪251‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لر لم يكن له كفؤزا أحده‬ ‫‪544‬‬ ‫فهرس الأحاديث النبوية‬ ‫التن‬ ‫‪_ }-‬‬ ‫‪197‬‬ ‫إذا دخل أهل الحنة الجخنة‪ ،‬وأهل التار النار نادى مناد ‪......‬‬ ‫‪374‬‬ ‫إذا دخل رهضان فتحت أبواب الجخنان‪ ،‬وغلقت أبواب النيران‬ ‫‪301‬‬ ‫إذا ذكر القدر فأمسكوا‬ ‫‪127‬‬ ‫إذا زاد الماء على قلتين لا يحتمل خبثا‬ ‫‪281‬‬ ‫إذا قال الرجل لصاحبه يا كافر فقد باء أحدهما‬ ‫سگ۔۔‬ ‫‪277‬‬ ‫أربع من كن فيه فهو منافق حقا وإن صلى وصام ‪......‬‬ ‫۔ ‪-.‬‬ ‫‪238‬‬ ‫أرسلت إلى الناس كافة وختم يد النبرة‬ ‫‪277‬‬ ‫أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها‬ ‫‪248‬‬ ‫أكثروا ذكر هادم اللذات‬ ‫‪281‬‬ ‫ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‬ ‫‪131‬‬ ‫أمرت أن آخذها من أغنيائكم‬ ‫‪374‬‬ ‫ان أرواح الشهداء تجعل قي حواصل طير خضر ‪......‬‬ ‫‪256‬‬ ‫إن الإيمان ها هنا وأشار إلى صدره‬ ‫‪301‬‬ ‫إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ‪......‬‬ ‫‪321‬‬ ‫إن الله هو المشعر القابض الباسط‬ ‫‪262‬‬ ‫أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ‪......‬‬ ‫‪300‬‬ ‫أن تؤمن بالك وملائكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬وبلمائه ‪......‬‬ ‫‪391‬‬ ‫إن لله تعالى مائة رحمة فواحدة منها قسمها بين اجن ‪......‬‬ ‫‪392‬‬ ‫أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء‬ ‫‪300‬‬ ‫‪ .‬إنك لن تحد‪ ،‬ولن تبلغ حقيقة الإيمان ‪......‬‬ ‫‪199‬‬ ‫إنكم سترون ربكم عيانا كسا ترون هذا‪ ،‬لا تضامون في رؤيته‬ ‫‪128‬‬ ‫من رخصة ‪......‬‬ ‫فهل ل‬ ‫لا قائد ل‬ ‫إني ضرر ‏‪ ١‬شاسع الدار‬ ‫‪263‬‬ ‫أي الأعمال أفضل؟ فقال‪ :‬الإسلام» فقيل له ‪......‬‬ ‫‪ 644-‬۔‬ ‫‪042‬‬ ‫أي يوم هنا وأي شهر هنا وأي بلد دذ‪:‬؟ فة الرا ‪......‬‬ ‫‪842‬‬ ‫الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول‪ .‬لا إله إلا الله ‪......‬‬ ‫‪552‬‬ ‫الإيمان يزيد وينقص‬ ‫‪933‬‬ ‫اعقلها وتوكل‬ ‫‪203‬‬ ‫اعملوا فكل ميسر لما خلق له‬ ‫‪66‬‬ ‫اقبل الحق ممن جاءك به حبيا كان أو بغيضا ‪......‬‬ ‫‪971‬‬ ‫اهترً العرش لموت سعا۔ بن معاذ‬ ‫‪_.‬۔‪.‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ق =__<۔۔۔_۔۔‬ ‫‪237‬‬ ‫بعثت إلى الأحمر والأسود‬ ‫ه ح۔ے۔۔۔‬ ‫‪238‬‬ ‫بعشت حين بعث إلى إسرافر‬ ‫| ‪١50‬‬ ‫ب الإسلام على <ند۔ة على أن يوحد الله‪...‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪334‬‬ ‫تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاى‪ ،‬وأنكحوا إليهم‬ ‫‪ -‬ج ‪-‬‬ ‫|‪923 .‬‬ ‫مزن أحدمن إليها ‪ 0‬وبغض من ‪ :‬أساء إليها‬ ‫ها۔ه التلورب خلى حب‬ ‫جبلت‬ ‫‪374‬‬ ‫والنار مخلوقة وهي من الأرض‬ ‫السماع‬ ‫رهي ق‬ ‫لجنة عنلوقة‬ ‫‪ -‬ح‪-‬‬ ‫الحياء من الإيمان‬ ‫ا ‪371‬‬ ‫صررته‬ ‫على‬ ‫الله آدم‬ ‫خلق‬ ‫‪363‬‬ ‫اممي‬‫ن أ‬ ‫من‬‫م‬ ‫لأهل ‏‪ ١‬نكبا نر‬ ‫شفاخي‬ ‫‪ -‬س ‪-‬‬ ‫الصبر نصف الإيمان هوالوضوء نصفف الصبر‬ ‫النسر زالسساحة من الامان‬ ‫سس وعشرين درجحة‬ ‫صلاة الحماحة تفضل عن د اة ‏‪١‬ذ‬ ‫‪ 744 -‬۔‬ ‫_‬ ‫_ ع‬ ‫‪258‬‬ ‫عليكم بإيمان العجائز‬ ‫‪ -‬ف ‪-‬‬ ‫‪252‬‬ ‫ي الجسد مضغة إذا صلحت صلح بما سائر الجسد ‪......‬‬ ‫‪329‬‬ ‫فيك خصلتان يحبهما الله تعالى© فقال عبد الله ‪......‬‬ ‫‪ -‬ك ‪-‬‬ ‫‪355‬‬ ‫كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عَجْبُ الذنب منه خلق ومنه يركب‬ ‫‪355‬‬ ‫كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجم الذنب منه خلق وفيه يركب‬ ‫‪300‬‬ ‫كل شيء بقضاء الله وقدره حتى العجز والكيس‬ ‫‪208‬‬ ‫كنت نبيا وآدم بين الرو ح واحسد‬ ‫‪386‬‬ ‫كيف أقول بخلاف القرآن وبه هداين الذين‬ ‫‪ -‬ل ‪-‬‬ ‫‪357‬‬ ‫لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه‪......‬‬ ‫‪238‬‬ ‫لا ني بعدي ولا أمة بعدكم‬ ‫‪299‬‬ ‫لا يؤمن عبد حمى يؤمن بأربع‪ :‬شهادة أن لا إله إلا الله ‪......‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪9‬ء‬ ‫لا يزيي الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق ‪......‬‬ ‫‪263‬‬ ‫لا ينال شفاعتي سلطان ظلوم غشوم‪ ،‬ورجل لا يراقب ا له في اليتيم‬ ‫‪051‬‬ ‫لبيك لا شريك لك‬ ‫‪363‬‬ ‫لكل ني دعوة مستجابة فتعجّل كل ني دعوته ‪......‬‬ ‫‪823‬‬ ‫لن يدخل الحنة أحد بعمله‪ ،‬قيل‪ :‬ولا أنت يا رسول الله ‪......‬‬ ‫‪193‬‬ ‫الله أرحم لعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة لولدها‬ ‫‪123‬‬ ‫اللهم نقه من الذنوب كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس‬ ‫‪733‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪023‬‬ ‫لو رأيتم الرفق لرأيتم خلقا لم تروا من خلق الله ‪......‬‬ ‫‪082‬‬ ‫لو قلت نعم لوجبتؤ ولو وجبت لم تفعلوا ولو لم تفعلوا لكفر تم‬ ‫‪053‬‬ ‫بن معاذ ‪......‬‬ ‫القبر لنجا منه سعد‬ ‫لو نا أ حد من عذاب‬ ‫‪.‬‬ ‫لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه بميزان تريص ما زاد أحدهما على الآخر‬ ‫‪393‬‬ ‫۔ ‪- 844‬‬ ‫ليس المؤمن من بات شبعان وجاره جائع‬ ‫ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة‬ ‫ليست الشفاعة لأهل الكبائر من أممي‬ ‫م‪-‬‬ ‫المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ‪......‬‬ ‫لمؤمن مَن أمن التاس من لسانه ويده‬ ‫ما من كلمة إلا ولها وجهان فاحمل الكلام على أحسن وجوهه‬ ‫ما منكم من‬ ‫أحد يدخل الحنة ال بعمل صالح وبرحمة من الله وشفاعي‬ ‫من أتى إمرأة قي دبرها أو حائضا فقد كفر‬ ‫من بدل دينه فاقتلوه‬ ‫من ترك الصلاة فقد كفر‬ ‫‏‪ ٠‬من سأل ومعه أوقية فقد سأل الناس إلحافا‬ ‫من عد كلامه من عمله ق إلا فيما يعنيه وينفعه‬ ‫من قتل بعد العفو وأخذ الدية فهو خالد مخلد في النار‬ ‫من قتل نفسه بحديدة فهو يتوجتأ بما في النار ‪......‬‬ ‫من كذب وأصر فهو خلد في النار‬ ‫‪-‬و ‪-‬‬ ‫‪255‬‬ ‫وحسن العهد من الإيمان‬ ‫‪150‬‬ ‫وما صنعت في رأس العلم حت تسأل عن غرائبه ‪......‬‬ ‫‪128‬‬ ‫يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله‬ ‫‪362‬‬ ‫يا بني عبد المطلب إن الله أمري أن أنذركم فإني لا أ ‪......‬‬ ‫‪287‬‬ ‫يا معشر من آمن بلسانه و لم يخلص الإيمان في قلبه ‪......‬‬ ‫۔ ‪ 944‬۔‬ ‫فهرس الأيات الشعرية‬ ‫الشاعر‬ ‫البيت‬ ‫حسرد‬ ‫طويت أتاح لها لسان‬ ‫وإنا أراد الله نشر فضيلة‬ ‫‪67‬‬ ‫الكامل‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫‪ ٠‬؛‪‎٤‬‬ ‫يداه‬ ‫ويقي الدهر ما كتبت‬ ‫وما من كاتب إلا سيف‬ ‫يسرك في القيامة أن تراه‬ ‫الوافر‬ ‫الجاحظ‬ ‫‪70‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪:‬‬ ‫م‬ ‫‪7‬‬ ‫آبو نصر‬ ‫بنجد وخيف والسهولة والحزن‬ ‫سلام على الإخوان في ز موطن‬ ‫‪73‬‬ ‫الملورشائي الطويل‬ ‫يكن مثل مش في لدحى ليس يهتدي‬ ‫ألا كل من لا يقتدي بأئمة‬ ‫مقلد‬ ‫إن له في دينه من‬ ‫فما‬ ‫القيامة حائرا‬ ‫ويأتي غدا يوم‬ ‫مرورد‬ ‫أفضل‬ ‫إيرلهيم‬ ‫سلالة‬ ‫ولكني قللت دين ومنهمي‬ ‫مقندي‬ ‫وإي بأفضل الأئمة‬ ‫رضينا به يين الأنام مقلدا‬ ‫حمد‬ ‫لني‬ ‫بعد‬ ‫به‬ ‫رضينا‬ ‫ون كناب لله في لدين قدوتي‬ ‫أسلاف لنا حم أقتدي‬ ‫من لس‬ ‫وحابه فولي لقى ثم بسهم‬ ‫وللردسر شيخ التمجّد‬ ‫وحاحب‬ ‫بين زيد ومسلم‬ ‫ريع وجابر‬ ‫إلى أن تزريي لية في غد‬ ‫صحم‬ ‫مسلك‬ ‫ملكي‬ ‫فيارب‬ ‫أين ملحد‬ ‫أبالي بعدد‬ ‫فلست‬ ‫وتت نفدمي على منهج لدى‬ ‫ويغتدي‬ ‫يروح‬ ‫رضواتن‬ ‫وأنضل‬ ‫عليهم من لرحمن أمين تحية‬ ‫‪117‬‬ ‫الجيطالي الطويل‬ ‫تقهم صريح للحق‪ ،‬وارض به لغلا‬ ‫فيا أيها للهدي مقالته جدلا‬ ‫كحل«ا‬ ‫للجآنر‬ ‫مثال‬ ‫أواتسر‬ ‫فهنا امرؤ عندي تزوج أربما‬ ‫لها من إيسر حيضها عدة مثلا‬ ‫فطلق إحداهن فدى وقد بقي‬ ‫تحد عدلا‬ ‫نيم فاحسبنه‬ ‫النش‬ ‫من‬ ‫نواة وأستار وفذ ‪.‬جيعها‬ ‫مهلا‬ ‫يراقبها‬ ‫حتما‬ ‫كعلقما‬ ‫على زوجها إن شاء تزويج غيرها‬ ‫ذكرن فنا في نص خالقنا يتلى‬ ‫مت اتقضت يعتد بالاشهر الي‬ ‫له الخمس نصا في للكتاب متلا‬ ‫لان الأولى في حكمه غير جائز‬ ‫‪79‬‬ ‫الطويل‬ ‫‪054‬‬ ‫نظر السقيم إلى الوجوه العود‬ ‫النابغة‬ ‫‪85‬‬ ‫أن الة سميع ماأقول‬ ‫‪165‬‬ ‫عن الكفر والرًحمان راء وسامع‬ ‫|ينونونا عن دينا وتنونفم‬ ‫‪166‬‬ ‫وبات بعييي قائما غير مرسل‬ ‫وبات عليه سرجه ولجاه‬ ‫‪171‬‬ ‫لطريل‬ ‫شمر‬ ‫للرب‬ ‫ساقها‬ ‫عن‬ ‫شيرت‬ ‫وذ‬ ‫أحو الحرب ين عضّت به خرب عضتها‬ ‫‪173‬‬ ‫لطريل‬ ‫جده‬ ‫ساد‬ ‫بعل ذلك قد‬ ‫من‬ ‫ش‬ ‫إن من ساد ثم ساد أبوه‬ ‫‪176‬‬ ‫لفيف‬ ‫كالبدر‬ ‫وبدا منير الرجه‬ ‫حين استوى وعلا الشباب به‬ ‫‪177‬‬ ‫الكامل‬ ‫راق‬ ‫على الع‬ ‫بشر‬ ‫قد استوى‬ ‫من غير سيف ودم مهراق‬ ‫‪177‬‬ ‫الرجز‬ ‫فالحمد للمهيمن الرزاق‬ ‫تركناهم صرعى لناب وكاسر‬ ‫عليهم‬ ‫فلما علونا واستوينا‬ ‫‪77‬‬ ‫الطويل‬ ‫بعتبة بن الحارث بن شهاب‬ ‫إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم‬ ‫‪179‬‬ ‫الكامل‬ ‫حسان‬ ‫إلى الرحمن يأتي بالخلاص‬ ‫وجوه يوم بدر ناظرات‬ ‫‪196‬‬ ‫بن تابٹث الطويل‬ ‫حسان‬ ‫كانت بديهته تأتيك بالخبر‬ ‫لو لم تكن فيه آيات مينة‬ ‫‪217‬‬ ‫الطويل‬ ‫بن تابث‬ ‫‪٠‬‬ ‫فيها الضفادع والحيتان تصطخب‬ ‫طامية‬ ‫رجاء‬ ‫‏‪١‬‬ ‫مطحلبة‬ ‫عينا‬ ‫‪238‬‬ ‫الطويل‬ ‫غيلان‬ ‫‪7‬‬ ‫يرضي الإله وإن خالفت فالنار‬ ‫الدار جنة عدن إن عملت بمالله‬ ‫فاختر لنفسك ماذا أنت مختار‬ ‫غيرهما‬ ‫هما محلان ما للللس‬ ‫صف‬ ‫‪332‬‬ ‫أبي طالب‬ ‫ويرجع في القتلى كليب لوائل‬ ‫كلاهما‬ ‫القارظان‬ ‫يؤووب‬ ‫وحى‬ ‫‪385‬‬ ‫صالح ‪7‬‬ ‫يدي عيوب ذوي العقول المنطق‬ ‫وزن الكلام إذا نطقت وإنما‬ ‫‪358‬‬ ‫عبد القدور‬ ‫‪- 254‬‬ ‫فهرس الأعلام‬ ‫‪711‬‬ ‫أبو بلال مردلس بن حدير‬ ‫‪422. 802. 502. 471. 371. 4.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أبو تمام‬ ‫‪473 .373 .753 .553 .5‬‬ ‫ادم‬ ‫‪391‬‬ ‫إبراهيم النخعي‬ ‫‪92‬‬ ‫أبو جعفر المنصور‬ ‫‪28‬‬ ‫إبراهيم بنبكير حفار‬ ‫‪53‬‬ ‫أبو حفص عمر بن نبى المتا‬ ‫‪352 122 .131 .821.921 .9‬‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫‪18‬‬ ‫إبراهيم بنيوسف اطفيش‬ ‫‪89703273‬‬ ‫أبو خحزر يغزلالبنتاف‬ ‫‪904‬‬ ‫إبرلحيم طلادي‬ ‫‪92‬‬ ‫أبو داود القبلي‬ ‫‪322‬‬ ‫إبراهيم عليه السلام‬ ‫‪75‬‬ ‫أبو رلىر محمد‬ ‫‪9472‬‬ ‫أبو إسحاق اطفيش‬ ‫‪9‬‬ ‫أبو زكريا بن أبي حفغص‬ ‫‪74‬‬ ‫أبو إسحاق التسولي‬ ‫‪112‬‬ ‫أبو زكريا نجى بن أبي بكر‬ ‫‪14‬‬ ‫أبو الحسن الشاذلي‬ ‫‪44 9.3‬‬ ‫أبو زكريا خيى بنأبي خيى الباروري‬ ‫‪6424‬‬ ‫أبو الحسن المري‬ ‫‪05 .7‬‬ ‫أبو زكرياء الجاري‬ ‫‪701‬‬ ‫|‬ ‫أبو الحسين البصري‬ ‫‪96.07‬‬ ‫أبو زكرياء بن أبي مسور‬ ‫‪15 .9‬‬ ‫أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمية‬ ‫‪53‬‬ ‫أبو زكرياء عبد الواحد الحفصي‬ ‫‪.81941 .2‬‬ ‫أبو الربيع سليمان بن يخلف‬ ‫‪122 .72012‬‬ ‫للراقي‬ ‫‪06‬‬ ‫أبو زكرياء يجى بن أبي العز‬ ‫‪811‬‬ ‫أبو العباس أحمد بن محمد التفوسي‬ ‫‪02‬‬ ‫أبو زكرياء نجى بن أبي بكر الوارجلان‬ ‫‪312‬‬ ‫أبو زكرياء يجى بن صالح الأفضلي‬ ‫‪!62‬‬ ‫أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر الفرسطائي‬ ‫‪97 .96 .85 75 .6‬‬ ‫أبو العبلس أحمد بن مكي‬ ‫‪25.6‬‬ ‫أبر زكرياء نجى بن وجدليش‬ ‫‪711‬‬ ‫أبر سعيد لنذري‬ ‫‪711‬‬ ‫أبو القاسم الكباوي‬ ‫‪621‬‬ ‫أبو سلمة بن مسلم الصحاري‬ ‫‪312 2‬‬ ‫أبو المعين النسفي‬ ‫‪461‬‬ ‫أبو شاكر الذيصان‬ ‫‪03‬‬ ‫أبو لليب محمد بنيانس الدركي‬ ‫‪621‬‬ ‫أبو طالب المكي‬ ‫‪34.25‬‬ ‫أبو النجاة يونس التملوشاي‬ ‫‪17‬‬ ‫أبو عبد الله محمد‬ ‫أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطلي ‪!31072 3‬‬ ‫ا‪3‬‬ ‫)‬ ‫أبو عبد الله محمد ين بكر الفرسطائي‬ ‫‪73‬‬ ‫أبو الينظان إبراهيم‬ ‫‪362‬‬ ‫أبو بكر المصل‬ ‫‪7‬ز‪ 1‬وز اذا وود‬ ‫و عيدة مسلمين أي كيكة‬ ‫‪791 .661‬‬ ‫أبو بكر الصد‬ ‫‪323 :113‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪851.783 .7‬‬ ‫أعبوذبة‬ ‫‪702 .121‬‬ ‫أبو بكر بن العربي‬ ‫‪83‬‬ ‫أبو عزة زكدان بن زيان‬ ‫‪95‬‬ ‫أبر بكر بن موسى الخيطالي‬ ‫‪- 453 -‬‬ ‫‪336 334 .307 .266 0‬‬ ‫أجمد محمود صبحي‬ ‫‪16‬‬ ‫أبو عزيز‬ ‫‪387 .368 .2‬‬ ‫أبوعتارعبدالكاق } ‪78.811.551.651.961.602‬‬ ‫‪309‬‬ ‫إسماعيل بن درار الغدامسي‬ ‫‪772 372 .272 .362 352 .7‬‬ ‫‪.881 .181 .571 .861 .761 .661 .8‬‬ ‫الأشعري‬ ‫‪673 573. 273. 09.‬‬ ‫‪352 .932 092 .612 .991 .891 .7‬‬ ‫‏‪212211.151 ٠149‬‬ ‫أبو عمرو عثمان بن خليفة السوي‬ ‫‪ .803 .03 .32‬ا ‪323 713 513 13‬‬ ‫‪873 .773 .573 .263 .4‬‬ ‫‪83‬‬ ‫أبو عنان‬ ‫‪442 .0‬‬ ‫أعوشت بكير‬ ‫أبو غالي أبو عزيز بن إبراهيم بن أبي يحي الباروني __ ‪16:26 25‬‬ ‫‪811 .501‬‬ ‫أفلح بن عبد الوهاب‬ ‫‪581‬‬ ‫أبو حمد السدويكشي‬ ‫‪931‬‬ ‫‪.‬‬ ‫آل ياسين‬ ‫‪702‬‬ ‫أبو محمد النوخي ‪:‬‬ ‫‪522.914 .991‬‬ ‫الألبان‬ ‫‪17‬‬ ‫أبو محمد عبد الله‬ ‫‪312 .7‬‬ ‫الآمدي‬ ‫أبو حمّد عبد الله بن بركة العمانية } ‪8116210131‬‬ ‫‪64 .24 .4 1‬‬ ‫جوليان‬ ‫أندري‬ ‫‪904 .701‬‬ ‫أبو مصعب لبدري‬ ‫‪363 .903 .7‬‬ ‫أنس بن مالك‬ ‫اك ‪37‬‬ ‫أبو نصر بن نوح الملوشائي‬ ‫‪911‬‬ ‫الأوزاعي‬ ‫‪13‬‬ ‫أبو نوح سعيد بن زنغيل‬ ‫‪.981.091 .571 .761 .561 .19 92 .8‬‬ ‫‪.742 .432 332 .422 .12 .312 .2‬‬ ‫اجي‬ ‫‪:‬‬ ‫‪061‬‬ ‫أبوهاشم لجني _‬ ‫‪373 .263 .703 .762 .662‬‬ ‫‪363 .553 .903 .371 .821 .7‬‬ ‫أبو هريرة‬ ‫_‬ ‫ب‬ ‫_‬ ‫‪291‬‬ ‫أبو هند‬ ‫‪943 .382 .812 .791.991 .6‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫ار‪ .‬أر‬ ‫‪773 .763 .363 .263 .9‬‬ ‫بن أبي العز‬ ‫‪37‬‬ ‫أبو يجى زكرياء بن إبراهيم‬ ‫‪81.712‬‬ ‫ابر أبي العز الحنفي‬ ‫‪83‬‬ ‫أبو يحيى يغمراسن‬ ‫‪13828‬‬ ‫ابن أبي ستة أبو عبد الله محمد بن عمر‬ ‫‪93‬‬ ‫أبر يعقوب يوسف المريني‬ ‫‪07 .96‬‬ ‫ابن أبي مسور‬ ‫‪18‬‬ ‫أبو يعقوب يوسف بن محمد المصعبي‬ ‫‪04‬‬ ‫ابن الأثير‬ ‫‪5.923‬‬ ‫أبو يعلى‬ ‫‪ 96 .86‬ا‪243 .833 .733 .471 .‬‬ ‫جوزي‬ ‫ابن‬ ‫‪83‬‬ ‫أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق‬ ‫‪25 .44 .3‬‬ ‫أيوالنجاة يونس التملوشايي‬ ‫‪702‬‬ ‫ابن الرواندي‬ ‫‪36‬‬ ‫ابن النظر العماين‬ ‫‪363 003 782 .772 .71‬‬ ‫أبو داود‬ ‫‪381‬‬ ‫ابن الميثم‬ ‫‪621‬‬ ‫أبوطالب للكي محمد بن علي بن عطية الحارثي‬ ‫‪332 .131‬‬ ‫ابن بركة‬ ‫‪702‬‬ ‫إحسان عباس‬ ‫‪.44105641 .83 53 .3‬‬ ‫ار‪ .‬ت م ت‬ ‫‪553 053 .772 0‬‬ ‫أحمد‬ ‫‪022‬‬ ‫بن ومر‬ ‫‪0028910791 .6981‬‬ ‫أحمد الخليلي‬ ‫‪363:562‬‬ ‫‪742 .812 .181‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫ابن تيمية‬ ‫‪361 .91‬‬ ‫أحمد بن حنبل‬ ‫‪053 943 .552 .842 .832 .522 .791 .131‬‬ ‫ابن حبان‬ ‫‪82 .51‬‬ ‫أحمد بن سعود السيابي‬ ‫‪7303 .82 .62 .0‬‬ ‫ابن حوقل‬ ‫‪8393 6373 53 .43 72 .62 12‬‬ ‫ابن خلدون‬ ‫‪63‬‬ ‫أحمد بن سعيد بن طاهر‬ ‫‪96 .56 .85 .35 .84 .74 .64 .5‬‬ ‫‪621‬‬ ‫أحمد بن محمد بن عبدربه‬ ‫‪702‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ابن خلكان‬ ‫‪181.712 571. 861. 29. 4.‬‬ ‫‪-454 -‬۔‬ ‫___ ___‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‪121‬‬ ‫__‬ ‫| ‪.14121 .31.231‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫الرحمن بن عمر‬ ‫‪:‬‬ ‫بكلي‬ ‫ابن رشد‬ ‫‪270 268 267 8‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪231‬‬ ‫ين رشد الحفيد‬ ‫_‪ ...‬اقا‪23.‬ا‪13:‬ا‬ ‫( ‪406 300 299 2‬‬ ‫‪92711‬‬ ‫بكوش يجى‬ ‫‪101.012‬‬ ‫ان رشدالقرطي‬ ‫‪391 03‬‬ ‫البلخي‬ ‫|‬ ‫ابن سينا أبو علي‬ ‫‪892 12‬‬ ‫بلقاسم الغالي‬ ‫‪391‬‬ ‫|‬ ‫ابن شهاب الزهري‬ ‫‪371.871 .711‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫‪72‬‬ ‫البترري‬ ‫‪393 093 923 .652 2‬‬ ‫البيهقي‬ ‫‪72‬‬ ‫ابن عبد للحكم ‪,‬‬ ‫_‬ ‫ت‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪332‬‬ ‫ابن قتيية‬ ‫‪2‬‬ ‫تادوز لفيتسكي‬ ‫‪701‬‬ ‫ابن قدامة‬ ‫‪352‬‬ ‫‪1 81‬‬ ‫بن عيسى‬ ‫تبغورين‬ ‫‪181‬‬ ‫ابن قيم الجخوزية‬ ‫‪843 933 123 992 60‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪733 .433 5‬‬ ‫ابن ماجة‬ ‫‪183 473 363 753 053‬‬ ‫الترمذي‬ ‫ى ‪-‬‬ ‫‪74‬‬ ‫ابن مزيي‬ ‫‪332‬‬ ‫ابن مسعود‬ ‫‪] 171. 551. 141. 321. 001. 89. 5.‬‬ ‫‪172 762 .562 .602 .702 .371 .21‬‬ ‫ابن منظور‬ ‫‪312 8027902012 4771002602‬‬ ‫]‬ ‫‪883‬‬ ‫‪.73:92 .52‬‬ ‫‪493 892 122 42‬‬ ‫الثمين‬ ‫‪234‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ابن يوسف السنوسي‬ ‫حج‬ ‫‪041‬‬ ‫ادوارد لوثر كسيل‬ ‫‪601‬‬ ‫_‬ ‫ج قنواتي‬ ‫‪981.091 .18‬‬ ‫امحمد بن يوسف اطفيش‬ ‫‪051.781.891.872 .92711 8‬‬ ‫جابر بن زيد‬ ‫‪1132532563 013 .903 .803 003‬‬ ‫ح ح‪-‬‬ ‫‪24.64 .14‬‬ ‫اندري جوليان‬ ‫‪173273 3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫باباعمًّي‬ ‫‪%.07‬‬ ‫الجاحظ‬ ‫ا‪373 .491 .191 .9‬‬ ‫الباقلاتي أبو بكر‬ ‫‪71.991‬‬ ‫جرير بن عبد الله البجلي‬ ‫‪73‬‬ ‫بحاز إبراهيم‬ ‫‪201.811.751.851.951. 13 61.‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪742 342 .581 .481 .381 .41‬‬ ‫امعبيري‬ ‫‪182 262 942 922 .991 .971 .051‬‬ ‫‪053 823 .203 .003 .22‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫البخاري‬ ‫‪183 433 333 113 892 22‬‬ ‫فرحات‬ ‫‪851‬‬ ‫البدر اللائي‬ ‫‪45‬‬ ‫البرادي أبو القاسم‬ ‫‪513‬‬ ‫جلال محمد‬ ‫‪221‬‬ ‫بشر بن إسماعيل بن علية‬ ‫‪432‬‬ ‫جمال الدين بوقلي حسن‬ ‫‪661.761.571.002 62‬‬ ‫"‬ ‫‪514 .14‬‬ ‫البشير بن سلامة‪....‬‬ ‫‪5852‬‬ ‫الخوي ابو ا لعال‬ ‫‪.571 .861 .761 .661 .02‬‬ ‫عبد القاهر البغدادي‬ ‫‪24.4 .14 5‬‬ ‫للجيلالي عبد الرحمن‬ ‫‪012212 602 .9871‬‬ ‫‪803 382. 022 6712.‬‬ ‫»‪.-‬‬ ‫ح‬ ‫‪773 573 113. 903.‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪122‬‬ ‫البفطوري‬ ‫لخاج سعيد يوسف‬ ‫‪28‬‬ ‫‪_.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحاج صالح بن عمر لعلي‬ ‫۔‪- 554‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الزرنوجي‬ ‫‪18‬‬ ‫اللماج موسى بشير‬ ‫‪17‬‬ ‫زكرياء الفر سطائي‬ ‫‪711.903‬‬ ‫حاجب الطائي أبو مودود‬ ‫‪112‬‬ ‫زكرياء بن أبي بكر المراسي‬ ‫‪621.721‬‬ ‫للخارث بن أسد المحاسبي أبر عبد الله‬ ‫‪83‬‬ ‫زيان بن ثابت‬ ‫‪552 .942 .802 .8‬‬ ‫الحاكم‬ ‫‪422‬‬ ‫زيد بن عمرو‬ ‫‪391.803‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الحخاءج‬ ‫‪ -‬س۔‬ ‫‪843 872 .72 .8‬‬ ‫حذيفة‬ ‫‪260‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫سالم بن حمد الحارثي‬ ‫‪36‬‬ ‫الحريري‬ ‫‪26 .85 .62‬‬ ‫سالم بن يعقوب‬ ‫‪.302 .002 .891 .381 .851 .901 .701 .3‬‬ ‫السالي‬ ‫ا‪373 .272 .791 .31‬‬ ‫الحسن البصري‬ ‫‪373 .853 .892 .882 .742 .122 .212 .6‬‬ ‫‪761‬‬ ‫السجستان أبو عبد الله محمد بن كرام‬ ‫‪181‬‬ ‫حفص الفرد‬ ‫_‬ ‫خ‬ ‫_‬ ‫‪74‬‬ ‫سعادة بن رحمن‬ ‫‪14‬‬ ‫خواجة بماء الدين نقشبند‬ ‫‪82‬‬ ‫سعد بن أبي وقاص‬ ‫د ‪-‬‬ ‫‪91053‬‬ ‫سعد بن معاذ‬ ‫‪103‬‬ ‫الدار قط‬ ‫‪391‬‬ ‫سعيد بن المسيب‬ ‫‪293 .252‬‬ ‫الدارمي‬ ‫‪391‬‬ ‫سعيد بن جبير‬ ‫‪471‬‬ ‫للخواري‬ ‫داود‬ ‫‪911‬‬ ‫سفيان الثوري‬ ‫‪291‬‬ ‫‪.‬‬ ‫داود بن أبي عقيل‬ ‫‪83‬‬ ‫السلطان عبد الحق‬ ‫‪221‬‬ ‫داود (عليه السلام)‬ ‫‪92‬‬ ‫سلمة بن سعد‬ ‫‪.35 .3 1‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.2 .2 1‬‬ ‫أحمد‬ ‫العا‬ ‫‪١ ٠‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪73‬‬ ‫سليمان الباروني باشا‬ ‫‪.903 .803 .911 .811 .4‬‬ ‫لدرجيي ابو العباس‬ ‫‪0113‬‬ ‫بن سعيد‬ ‫‪193‬‬ ‫السيوطي محمد علي قطب‬ ‫حر‬ ‫‪-‬ش ‪-‬‬ ‫‪54‬‬ ‫رابح بونار‬ ‫‪131 .821 .9‬‬ ‫الشافعي‬ ‫‪37.‬‬ ‫‪6.‬‬ ‫‪24.‬‬ ‫‪23. 20.‬‬ ‫‪00.‬‬ ‫‪ 86‬‏‪٠ ١‬‬ ‫الرازي‬ ‫‪ .03 .92 .82 .5‬ا ‪.34 .73 .63 3‬‬ ‫الشماخحي أبو‬ ‫‪362.349 3.‬‬ ‫‪.85 .75 .65 .25 .5 [ .05 .494‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الرافعي‬ ‫ا ‪.76 .56 .46 .36 .26 .6‬‬ ‫‪.06‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫العباس احمد بن‬ ‫‪.281 .37 .27 .17 .9607 .86‬‬ ‫سعيد‬ ‫‪.571 .371 .861 .051 .811 .71 .98‬‬ ‫ا ه ‪.,‬‬ ‫‪113 .903 .803 .062 .842 .3‬‬ ‫‪.291 .191 .981 .881 .581 .181‬‬ ‫لربيع بن حبي‬ ‫‪573 .323 .181 .7‬‬ ‫الشهرستان‬ ‫‪102 .891 .791 .591 .491 .3‬‬ ‫‪363 .922‬‬ ‫‪701‬‬ ‫الشوكاري‬ ‫‪851‬‬ ‫الرستاقي‬ ‫‪731‬‬ ‫ِ‬ ‫الشيخ الموزون‬ ‫‪22‬‬ ‫‪.‬‬ ‫رينيه باسيه‬ ‫‪16 7‬‬ ‫الشيخ بن إبراهيم بن أبي يحيى البارون‬ ‫ه_‬ ‫ز‬ ‫«‬ ‫‪433 .703 .372 .22‬‬ ‫الشيهان حمو‬ ‫‪601‬‬ ‫الزحيلي‬ ‫‪ -‬ص ‪-‬‬ ‫‪3911012022 .1211810621 .91021‬‬ ‫الزركلي‬ ‫‪682 .572 352 842 742 .342 .332 4‬‬ ‫‪67.87 .3‬‬ ‫الصادق بن مرزوق‬ ‫‪335 311 .308 .3074‬‬ ‫‪- 654‬‬ ‫‪581‬‬ ‫عبد الله السدويكشي‬ ‫‪14‬‬ ‫صالح العقاد‬ ‫‪342 82‬‬ ‫عبد الله بن إباض‬ ‫‪601‬‬ ‫صبحي الصالح‬ ‫‪03‬‬ ‫عبد الله بن الحارث‬ ‫‪ 92‬ا‪13‬‬ ‫صحار لعبدي‬ ‫‪391.053 .711‬‬ ‫عبد الله بن عبار‬ ‫_ ض۔‬ ‫‪391.903‬‬ ‫عبد الله بن عمر‬ ‫‪391‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الضحاك ين مزاحم‬ ‫‪772‬‬ ‫عبد الله بن عمرو بن العاص‬ ‫‪113 .181‬‬ ‫ضرار بن عمرو‬ ‫‪71‬‬ ‫عبد الله بن مسعود‬ ‫‪82‬‬ ‫عبد الله بن وهب‬ ‫‪121 .9021‬‬ ‫الطاهر للعموري‬ ‫‪83‬‬ ‫‪121‬‬ ‫الطرطوشي‬ ‫للؤمن بعنلي الكرمي‬ ‫عبد‬ ‫‪41312412‬‬ ‫عبد الجيد النجار‬ ‫‪.06 .95 .85 .75 .25 7‬‬ ‫الطرميسي أبو موسى‬ ‫‪342 .8‬‬ ‫‪26.27 .16‬‬ ‫عيسى بن عسيى‬ ‫عبد لللك يمنروان‬ ‫‪501.973‬‬ ‫عبد الوهاب بن رستم‬ ‫‪ -‬ع‬ ‫_‬ ‫‪811‬‬ ‫عبيد الله بزنياد‬ ‫‪042 .922 .391 .291 .7‬‬ ‫عائشة (أم للؤمنين)‬ ‫‪231‬‬ ‫‪9203‬‬ ‫عاصم السدراي‬ ‫|‬ ‫العبيدي‬ ‫‪342 8‬‬ ‫عدون جهلان‬ ‫‪811‬‬ ‫عباد بعنلقمة المازن‬ ‫‪92‬‬ ‫عكرمة‬ ‫‪492 .01‬‬ ‫عباس محمود العماد‬ ‫‪8.992‬‬ ‫علي بن أبي طالب‬ ‫‪.18107581 .661.861.571 82.98.19‬‬ ‫عبد الجبار‬ ‫‪742. 122. 412. 902. 002. 091. 9.‬‬ ‫‪332 3‬‬ ‫علي بن حزم الظاهري‬ ‫‪703. 403. 303. 992. 582. 482. 62.‬‬ ‫‪363. 263. 063. 943. 913. 13. 5.‬‬ ‫‪021‬‬ ‫علي بن يوسف بن تاشفين‬ ‫‪904 863. 63.‬‬ ‫‪512‬‬ ‫علي بوملحم‬ ‫‪392 .571 .4‬‬ ‫عبد الخليم محمود‬ ‫‪111.411.511 .8‬‬ ‫علي سامي النشار‬ ‫‪54‬‬ ‫عبد الحميد حاجيات‬ ‫‪35.45 44.5 33. 23 13. 8203.‬‬ ‫<‪-‬‬ ‫‪21.703‬‬ ‫عبد الحي قابيل‬ ‫‪87.932.743 .3777 .7506 65‬‬ ‫على يجى “““‪7‬‬ ‫‪0292‬‬ ‫عبد الرحمن أيوب‬ ‫روي مدت ‪813‬‬ ‫عترطلي‬ ‫‪.303.703 .992 742 .902‬‬ ‫عبد الرحمن بدوي‬ ‫‪2735736173‬‬ ‫‪51613‬‬ ‫َ‬ ‫‪85‬‬ ‫عمر بن أبي زكرياء‬ ‫‪92973‬‬ ‫عبد الرحمن بن رستم الفارسي‬ ‫‪7223‬‬ ‫عمر بن الخطاب‬ ‫‪783 703 .851 .7‬‬ ‫عبد الرحمن عميرة‬ ‫‪28‬‬ ‫عمر بن يوسف عبد الرحمن‬ ‫‪141‬‬ ‫عبد الصبور شاحين‬ ‫‪31‬‬ ‫عمر قلاع الضروس‬ ‫‪763 513 .54‬‬ ‫عبد العزيز المجدوب‬ ‫‪772 72‬‬ ‫عمرو بن العاص‬ ‫‪181 .7‬‬ ‫عبد العزيز محمد الوكيل‬ ‫‪4.892‬‬ ‫عمرو ين رمضان تلات‬ ‫‪14‬‬ ‫عبد القادر الجيلاني‬ ‫‪15‬‬ ‫عمرو بينمكتن‬ ‫‪72‬‬ ‫عبد الله أنيس الطباع‬ ‫‪47.87 4‬‬ ‫عمي سعيد‬ ‫‪562‬‬ ‫عبد اللة الحسين ‪...‬‬ ‫‪754 -‬۔‬ ‫‪391‬‬ ‫‪.‬‬ ‫جاهد بن جبير‬ ‫‪621‬‬ ‫الحاسي‬ ‫‪851‬‬ ‫عيسى الباي بخلي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪41‬‬ ‫محمد ابن لدريسو‬ ‫‪353 3‬‬ ‫عيسى عليه السلام‬ ‫‪463 .52623‬‬ ‫محمد الغزالي‬ ‫‪131‬‬ ‫عيسى يجى الباررن‬ ‫‪65‬‬ ‫محمد للرزوقي‬ ‫‪83‬‬ ‫محمد لليلي‬ ‫‪822‬‬ ‫غازي عناية‬ ‫‪62‬‬ ‫حمد الهادي حارش‬ ‫‪311 03 9‬‬ ‫الغنامسي‬ ‫‪.1 91 .1 41 .701‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.001 .36‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.2 .1 1‬‬ ‫الغزالي‬ ‫‪961‬‬ ‫محمد بن إبراهيم الكندي‬ ‫‪741. 641. 721. 621. 321. 221. 121. 0.‬‬ ‫‪92‬‬ ‫محمد بن الأاشعت‬ ‫‪452 522 512. 181. 571. 471. 861. 7.‬‬ ‫‪853:513 513. 413. 403. 772. 262 10.‬‬ ‫‪82‬‬ ‫محمد بن الحنيفة‬ ‫‪763 463 953. 343. 243. 143. 633.‬‬ ‫‪291‬‬ ‫_‬ ‫محمد بن الشيبان‬ ‫‪803 .703 8‬‬ ‫غيلان الدمشقي‬ ‫‪121‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫محمد بن الوليد‬ ‫ف ‪-‬‬ ‫‪63‬‬ ‫محمد بن ثابت بن عمًار‬ ‫‪83943‬‬ ‫فؤاد سيد‬ ‫‪763‬‬ ‫‪57127 5‬‬ ‫مسار حري‬ ‫‪2.012‬‬ ‫‪693‬‬ ‫الفارابي‬ ‫فريد الحبر‬ ‫‪05‬‬ ‫حمد بن عبد الحميد بن مغطير‬ ‫‪851‬‬ ‫وير ‪..‬‬ ‫سن أب‬ ‫مل ب‬ ‫فصي‬ ‫‪1283‬‬ ‫محمد بن عبد الله تسي‬ ‫‪761 .661.‬‬ ‫فوقية حسين محمود‬ ‫‪121‬‬ ‫محمد بنعبد الله بن محمد المعافري‬ ‫‪_-‬‬ ‫ق‬ ‫_‬ ‫‪64 .54 .34 .24 12‬‬ ‫محمد بن مرزوق لتلمسان‪,‬‬ ‫‪41‬‬ ‫)‬ ‫قاسم بن ييى الويراي‬ ‫‪332 .‬‬ ‫محمد زهري النجار‬ ‫‪422‬‬ ‫قس بن ساعدة ‪` ...‬‬ ‫‪902‬‬ ‫محمد سعيد رمضان البوطي‬ ‫( ۔‬ ‫‪05‬‬ ‫محمد عبد الحميد بن مغيطر‬ ‫‪701‬‬ ‫الكمي‬ ‫‪573.673 .842 .0‬‬ ‫محمد عبد الرحيم الزي‬ ‫‪61‬‬ ‫|‬ ‫‪.‬‬ ‫كوبرلي‬ ‫‪302 .161‬‬ ‫محمد عبده‬ ‫‪404‬‬ ‫لكرثري‬ ‫‪021 .65 .55 .25 .15 .94 .23 7‬‬ ‫محمد علي دبوز‬ ‫ل _‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪851 .75 .65 2‬‬ ‫محمد محفوظ‬ ‫‪931‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_‬ ‫لانج‬ ‫‪861.571 .7‬‬ ‫‪ | .‬محمد حي الدين عبد الحميد‬ ‫‪601‬‬ ‫لويس غرديه‬ ‫‪14‬‬ ‫حمد مزالي‬ ‫‪ -‬م‪-‬‬ ‫‪36 .26‬‬ ‫محمد منير مرسى‬ ‫‪763 113 703 892 122 .7‬‬ ‫للاتريدي‬ ‫‪44‬‬ ‫محمد ناصر‬ ‫‪24‬‬ ‫ماريا خيسوس‬ ‫‪731.432 .5‬‬ ‫محمد هشام سلطان‬ ‫‪121‬‬ ‫للازري‬ ‫‪83‬‬ ‫محمود بوعياد‬ ‫‪471‬‬ ‫مالك بن أنس‬ ‫‪85‬‬ ‫مخلوف بن الكماد‬ ‫‪621‬‬ ‫الماوردي‬ ‫‪ 854‬۔‬ ‫‪23‬‬ ‫الننلر بن معبد‬ ‫‪332‬‬ ‫‪.‬‬ ‫للرتضى علي بن الحسين‬ ‫‪471‬‬ ‫‪75 .65‬‬ ‫للرزوقي‬ ‫م‬ ‫نعيم بحنماد‬ ‫‪62‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نفوس بن زحيك بن مادغيس‬ ‫‪37205‬‬ ‫مسعود مزهودي‬ ‫‪41.702‬‬ ‫لنومخي‬ ‫‪23[ 082 042 832 .8051‬‬ ‫مسلم‬ ‫‪193 :363 053‬‬ ‫‪-‬و‪-‬‬ ‫‪| 463273 943 6772‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪> 15‬‬ ‫يوسف بن لإبراهيم‬ ‫‪53‬‬ ‫مصطفى أبو ضيف‬ ‫مصطفى السباعي‬ ‫‪332‬‬ ‫مصطفى صادق الرافعي‬ ‫‪88203013‬‬ ‫واصل بن عطاء‬ ‫‪042.013 .882 .091 .981‬‬ ‫"‪7‬‬ ‫‪141‬‬ ‫وحيد الدين خان‬ ‫‪_-‬‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪391‬‬ ‫معاذ بن جبل‬ ‫‪471‬‬ ‫مقاتل بن سليمان‬ ‫‪52.72 0‬‬ ‫ياقوت الحموي أبو عبد الله‬ ‫‪.981 :881 .781 .17‬‬ ‫‪263 .662 .81[ .571 .81‬‬ ‫<ىمينزة‬‫يج‬ ‫‪222 .502 .591 .191‬‬ ‫مرسى (عليه السلام)‬ ‫‪16‬‬ ‫يدراسن الأزاجي‬ ‫‪333 :692 .592 .732 .92‬‬ ‫‪74 .14 .8.3‬‬ ‫لليلي‬ ‫‪83932‬‬ ‫يزيد بن أنيسة‬ ‫‪_-‬‬ ‫ن‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪81.062‬‬ ‫وسف القرضاوي‬ ‫معظم مفحات لبحث‬ ‫النامي‬ ‫‪23‬‬ ‫لإوسوفلهبزيمالسرحني ' _"‬ ‫‪391‬‬ ‫النخعي إبراهيم بن يزيد بن قيس‬ ‫‪18 .47‬‬ ‫يومف بن محمد للصعي‬ ‫‪731 .531‬‬ ‫نلتم لسر‬ ‫‪!85‬‬ ‫يونس بن أبي زكرياء‬ ‫‪473 .182 .82 .5‬‬ ‫النسائي‬ ‫‪851‬‬ ‫يونس بفنصيل بنأبي مسور‬ ‫‪332‬‬ ‫النظام إبراهيم بن سيار بن هانئ‬ ‫د‪954‬۔‪.‬‬ ‫فهرس الفرق والدا والقبائل والدول‬ ‫في أغلب الصفحات‬ ‫الإباضية‬ ‫‪93‬‬ ‫الإسبان‬ ‫‪ .98 .2‬ا‪.471 .761 .661 .561 .061 .851 .751 .1 21 .29 .9‬‬ ‫الأشاعرة والأشعرية‬ ‫‪.182 .662 .742 .022 .712 .612 .312 .502 .581 .181 .5‬‬ ‫‪.263 .063 .953 .853 .943 .3 51 .113 .703 .992 .582 .3‬‬ ‫‪ .773 .373 .7‬ا ‪504 .793 .783 .83‬‬ ‫‪763 263. 943. 992. 022. 781. 181. 571. 8.‬‬ ‫الإمامية ‪.‬‬ ‫‪04‬‬ ‫الأيوبية‬ ‫‪531‬‬ ‫‪661‬‬ ‫البمصريون‬ ‫‪323‬‬ ‫البكرية‬ ‫‪263‬‬ ‫بنو عبد المطلب‬ ‫‪114 83. 12.‬‬ ‫بنو عبد الواد‬ ‫‪024 05. 72. 3.‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪93‬‬ ‫بنو توجين‬ ‫‪63‬‬ ‫‪63 53. 12.‬‬ ‫‪93 83.‬‬ ‫‪83 53.‬‬ ‫‪033 312. 57. 05. 47. 4‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪893 623. 323. 813. 8.‬‬ ‫‪823 423. 323. 352. 2.‬‬ ‫‪53 12‬‬ ‫‪63 53.‬‬ ‫‪- 064-‬‬ 397 .282 .247 .244 .243 .234 .8 47 49 .37 .29 .0 26 26 | 38 ١ 39 377. 368 .367 .362 .283 .266 .18 [ .175 8 26 377 .367 .362 .359 .358 .349 .283 .81 88 39 41 118 .7 247 .0 .241 282 .244 .9 . 5 337 03020126 .123 .120 :104 .101 .100 .47 .4 ‎‫ا‬ 323 18. 773 763. 363. 263. 853. 943. 482. 812. 991. 791. 6. 53 14 113 8. 263 7561 62 62 - 164 - ‫‪38‬‬ ‫‪387 .367 .362 .307 .299 298 .213 .167 .158 .7‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪105 .8‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪377 .367 .283 .281256 .253 .290 .251 .250 .81‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪28 .26‬‬ ‫‪106 .35‬‬ ‫‪178 .175 .174 .172 .171‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪. 018 .166 .162 .160 .113 .112 .107 .92 .90 .89 .30 .8‬‬ ‫المعتزلة‬ ‫‪.247 .233 .221 .217 .207 .206 .205 .200 .187 .181 .5‬‬ ‫‪.310 .307 .305 .301 .303 .299 .290 .285 .284 .283 .6‬‬ ‫‪.362 .360 .349 .347 .333 .323 .322 .319 .318 .31 .5‬‬ ‫‪ 377. 373. 367. 3.‬ا ‪783 .83‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪683 483. 773. 863. 763. 382. 442. 342. 64. 83. 53.‬‬ ‫‪54 5.‬‬ ‫الموحدية‬ ‫‪173 142. 741. 68. 9.‬‬ ‫| ‪72‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪` 0‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪711‬‬ ‫‪. 9‬‬ ‫‪6‬ن ‪973 .873 .173 .672 .142 .981 .881‬‬ ‫‪481 .381 .281 .541 .531 .4‬‬ ‫‪- 264 2‬‬ ‫فهرسرالأمالل‬ ‫‪033 05.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54 53. 72. 6.‬‬ ‫‪06 65.‬‬ ‫‪633 332. 121. 021. 05. 54. 83. 7.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪94 7.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪923 8.‬‬ ‫‪711 92. 8.‬‬ ‫‪701‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪231: 0110 801. 701. 29. 88. 65. 04. 83. 53. 43. 82. 72. 6.‬‬ ‫‪702. 871. 571. 861. 7561. 661. [61. 851. 751. 041. 931. 5.‬‬ ‫‪633. 533. 433. 513. 192. 482. 562. 062. 332. 812. 512. 9.‬‬ ‫‪193 973. 6‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪93 8.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪94 7.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪063 353. 122. 911. 26. 65. 54. 14. 13. 03. 92. 6.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪06 62.‬‬ ‫‪94. 84. 44. 34. 73. 23. 03. 82. 72. 62. 52. 32. 22. 2. 1 02. 7.‬‬ ‫‪893 033. 932. 47. 06. 95. 65. 55. 15. 0.‬‬ ‫‪364--‬‬ ‫‪.78 .76 .74 .71 .70 .69 .68 .62 .58 .57 .56 .44 .31 26 .3‬‬ ‫‪203 .185 .8‬‬ ‫‪330 .0‬‬ ‫‪663 .51 .50 .47 .46 .45 .44 .42 .41 .39 .38 .37 .35 .32 .30 .8‬‬ ‫‪.210 .209 .207 .196 .146 .135 .121 .117 .114 .89 .82 .78 .5‬‬ ‫الخزائر‬ ‫‪346 .341 .329 .326 .294 .247 .234 .233 .228 .225 .3‬‬ ‫‪330 .0‬‬ ‫الجنوب التونسي‬ ‫‪57 .56‬‬ ‫جيطال‬ ‫‪50‬‬ ‫| ‪58‬‬ ‫الشان‬ ‫‪308 .67‬‬ ‫خراسان‬ ‫‪40‬‬ ‫دمياط‬ ‫‪47‬‬ ‫‪263 .181‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪` 6‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪353‬‬ ‫‪50 .40‬‬ ‫‪58 .27 .6‬‬ ‫‪50 .6‬‬ ‫ا ‪531 .97 .96 .86 .76 .26 .85 .55 .94 .44 .03 .9263 .72 .62 .2‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪18 08. 57. 27. 95. 85. 25. 2.‬‬ ‫‪711‬‬ ‫‪602. 961. 461. 851. 31. 1 711. 301. 68. 87. 66. 23. 51. 3.‬‬ ‫‪464 -‬‬ ‫‪366 .301 .0‬‬ ‫‪ 30. 29. 6.‬ا ‪103 .932 .711 .201 .98 .57 .47 .73 .3‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪64 8.‬‬ ‫‪26 4.‬‬ ‫‪7561‬‬ ‫‪482 96. 86.‬‬ ‫‪ .26 .7‬ا ‪923 .212 .851 .9‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪201 .25 .44 .0‬‬ ‫القرارة‬ ‫‪021‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪823‬‬ ‫‪8. 01‬‬ ‫‪3. .‬‬ ‫‪8.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪54 62. 12.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪973 433. 6.‬‬ ‫‪62 .2‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪021 .83 .5‬‬ ‫‪033 .312 .57 .47 .05 .4‬‬ ‫‪26 .16 .06‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪87 .24 .23 .92 .82 .7‬‬ ‫‪64 .8‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 564-‬۔‬ ‫‪353 .86 .4‬‬ ‫الموصل‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫نالرت‬ ‫‪29 .7‬‬ ‫نمزاوة‬ ‫‪ 50. 49. 48. 43. 27. 6.‬اك‪07 .06 .95 .55 .25 .‬‬ ‫نفوسة‬ ‫‪821 .8‬‬ ‫النهروان‬ ‫‪63 6.‬‬ ‫هوارة‬ ‫‪033 602. 621. 0.‬‬ ‫و ارجلان‬ ‫‪94 7.‬‬ ‫ويغو‬ ‫‪06 7.‬‬ ‫يفرن‬ ‫‪-664-‬۔‬ ‫فهرس‌الحتوبات‬ ‫الاهد اء‬ ‫شكروتتدىر‬ ‫افتتاحية‪.‬‬ ‫تقدم ‪......‬‬ ‫الرمونر ‪.................................................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪...............................................................‬‬ ‫والمراجع‪ ...‬ه‪........................................................... ......‬‬ ‫المصادر‬ ‫نقد‬ ‫المصل الول‪ :‬الحيطالعصره وشخصيته واثأمره ‪......................................................‬‬ ‫ين‪ :‬ملامح عامة عن بينة جبل نفوسة ‪................................................‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬عصر الجيطالي ر‪8‬ه‪41/‬م) ‪...............................................‬‬ ‫أو لا الحياة السياسية ‪43 .................................................................‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ -‬الحياة الاجتماعية ‪............................................................‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪ . . .‬ثالثا‪ -‬الحياة الفكرية ‪............................................................‬‬ ‫البحث النان‪ :‬شخصية الجيطالي ‪.......................................................‬‬ ‫[‪ -‬نسبه ‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -2‬مولده ووفاته ‪.....................................................................‬‬ ‫‪ -3‬حياته الاجتماعية ‪.................................................................‬‬ ‫‪ -4‬حياته العلمية ‪..............................................................‬‬ ‫أ‪ -‬تكوينه ‪.................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬شيوخه ‪...............................................................‬‬ ‫ح‪ -‬تدريسه ‪.............................................................‬‬ ‫‪ 5‬مقومات شخصيته ‪...........:..................................‬‬ ‫‪ -6 .‬عن الجخيطالي ‪...................................................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آثار الجيطالي‬ ‫أولا‪ -‬تلاميذه ‪17 ........................................................................‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬مؤلفاته ‪27 .............. .........................................................‬‬ ‫ثالنا‪ -‬الأعمال الين تناولت آثار الجيطالي ‪18 .............................................‬‬ ‫الفصل الثانى‪ :‬اجانب المهجى سيث آمرإنه ‪48 ..............................................................‬‬ ‫تمهيد ‪48 ..................................................................................................‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬النظر والعلم ‪58 ................................................................‬‬ ‫[‪ -‬النظر ‪58 .............................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬تعريفه ‪58 .............................................. .....................‬‬ ‫ب‪ -‬أقسامه ‪68 ................................................................‬‬ ‫ج‪ -‬شروطه ‪68 ................................................................‬‬ ‫د‪ -‬إفادة النظر العلم ‪78 ........................................................‬‬ ‫ه۔ النظر في معرفة الله تعال ‪88 .............................................‬‬ ‫‪ -2‬العلم ‪19 ......................................................... ....................‬‬ ‫أ‪ -‬تعريفه‪19 ...................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬أقسامه ‪29 ...............................................................‬‬ ‫رابعا‪ -‬البديهة ‪001............................................‬‬ ‫خامسا‪ -‬الذوق ‪001..........................................‬‬ ‫المبحث النان‪ :‬منهج الاستدلال الكلامي عند الجيطالي ‪201..................................‬‬ ‫‪ 1‬الاستدلال بالنقل ‪201...............................................................‬‬ ‫أ القرآن‪201............................................................:. ...‬‬ ‫لماذا التأويل؟ ‪501..............................................................‬‬ ‫ب‪ -‬السنة ]‬ ‫‪.....:.........‬ن‪801........‬‬ ‫‪ -‬الاستدلال بالعقل ‪...... ......‬‬ ‫‪801......‬‬ ‫أ‪ -‬إنتاج المقدمات النتائج ‪........................‬ي ‪. .......‬‬ ‫ب السبر والتقسيم ‪901.....................................................‬‬ ‫ج ‪ -‬نفي اجتماع الأضداد ‪ .....‬ه‪....:.........‬ن ي‪ ......‬ة‪[90...............‬‬ ‫ه‪ -‬مكانة العقل عند الجيطالي ‪[ 11.........................................‬‬ ‫أولا‪ -‬التحسين والتة بيحح‪211..................................‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التعليل ‪311.............................................‬‬ ‫ل‪-‬خمويقفطالي من علم المنطق ‪4....................‬اا‬ ‫ثاالثا‬ ‫البحث الثالث‪ :‬مرجعية فكر الجيطالي ‪611.....................................................‬‬ ‫ا‪ -‬المدرسة الإباضية ‪]61................................................................‬‬ ‫‪ 2‬التراث الإسلامي ‪911................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬بين الخيطالي والغزالي ‪021.................................................‬‬ ‫ب‪ -‬بين الخيطالى وابن رشد ‪721............................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬الالميات ‪431...............................................................................‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬البرهان على وجود الله تعالى ‪531.............................................‬‬ ‫ا‪ -‬طريق القرآن ‪631.................................................................. ..‬‬ ‫‪ -2‬طريق الفطرة ‪83....................................................................‬‬ ‫‪ -3‬طريق العقل ‪831.....................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬دليل الحدوث ‪831........................................................‬‬ ‫ب‪ -‬دليل العلية ‪931.........................................................‬‬ ‫ج‪ -‬دليل اللسخير ‪141......................................................‬‬ ‫البحث النان‪ :‬وحدانية الله تعالى ‪341...........................................................‬‬ ‫تمهيد ‪[34.................................................................................‬‬ ‫ا‪ -‬حقيقة التوحيد ‪341..................................................................‬‬ ‫‪ -2‬كلمة التوحيد واللغة ال تؤدى بما ‪841..............................................‬‬ ‫‪ 3‬براهين الوحدانية ‪941................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬من القرآن ‪941............................................................‬‬ ‫ب‪ -‬من السنة ‪051..........................................................‬‬ ‫ج‪ -‬من العقل ‪051...........................................................‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬صفات الله تعال ‪551..........................................................‬‬ ‫‪ -1‬تعريف الصفة ‪551...................................................................‬‬ ‫‪ 2‬اقسام الصفات ‪651..................................................................‬‬ ‫‪ 3‬إثبات الصفات الذاتية ‪951...........................................................‬‬ ‫‪ 964‬۔‬ ‫‪ 4-‬المتشابه من النصوص وكيف فسره لخيطالي؟ ‪861...................................‬‬ ‫‪ 5‬مسألة الرؤية ‪181...................................:................................‬‬ ‫أولا‪ -‬الأدلة العقلية على نفي الرؤية ‪381.....................................‬‬ ‫‪581...............................‬‬ ‫ثانيا‪ -‬الادلة النقلية على نفي رؤية البار‬ ‫ا‪ -‬من القرآ‪:١‬‏ ‪581.............................................‬‬ ‫ب‪ -‬من السنة ‪291............................................‬‬ ‫ج‪ -‬من الآثار ‪391............................................‬‬ ‫ثالثا‪ -‬مناقشة الخيطالي لأدلة المنبتين ‪591.....................................‬‬ ‫أ‪ -‬الأدلة النقلية ‪691...........................................‬‬ ‫ب‪ -‬الأدلة العقلية ‪002........................................‬‬ ‫الفصل الرإع‪ :‬النبوات ‪202..................................................................................‬‬ ‫تمهيد ‪302.................................................................................................‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬الإيمان بالأنبياء والرسل ‪502...................................................‬‬ ‫‪ -‬بعث الرسل ‪502..............................................................................................‬‬ ‫‪ -2‬حقيقة النبوة والرسالة ‪702.................................................................................‬‬ ‫‪012................................ ...................‬‬ ‫‪ -3‬خاصية النبوة والرسالة ‪............‬‬ ‫‪12 1...........................................................‬‬ ‫‪ 4‬المعجزة ودلالتها‬ ‫للبحث الثان‪ :‬صفات الأنبياء والرسل ‪912....................................................‬‬ ‫‪ 1‬العلم بالرسول ‪912...................................................................‬‬ ‫‪ -2‬مسألة العصمة ‪022...................................................................‬‬ ‫‪ -3‬الوحي ‪622...........................................................................‬‬ ‫أولا‪ -‬تعريف الوحي ‪622....................................................‬‬ ‫ثانيا‪ -‬كيفيات الوحي ‪822...................................................‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬في نبوة سيدنا حمد جبة ‪132..................................................‬‬ ‫‪ 1‬دليل نبوته ‪132.......................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬معجزة القرآن ‪132.......................................................‬‬ ‫ب‪ -‬المعجزات الحسية ‪332.................................................‬‬ ‫‪ -2‬وجوب معرفة الني تت ‪432..........................................................‬‬ ‫وفبيلته ‪532.........................................‬‬ ‫سبول‬ ‫لفةرنس‬‫امعر‬ ‫أ‪-‬‬ ‫ب‪ -‬معرفة أخلاقه ‪632......................................................‬‬ ‫د‪ -‬معرفة انه خاتم النبي ه‪.‬ن‪832..............................................‬‬ ‫ه‪ -‬معرفة أنه بلغ الرسالة ‪042.............................................‬‬ ‫و‪ -‬معرفة ان شريعته ناسخة لما قبلها من الشرائع ‪042........................‬‬ ‫سماء وحكام ‪242...............................................................‬‬ ‫تمهيد ‪342.................................................................................................‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬الايمان ‪542......................................................................‬‬ ‫تمهيد ‪542.................................................................................‬‬ ‫‪ -1‬حقيقة الإيمان وأقسامه ‪542..........................................................‬‬ ‫‪ 2‬نقد الخيطالى للمرجئة ‪052...........................................................‬‬ ‫‪ 3‬زيادة الإيمان ونقصانه ‪452...........................................................‬‬ ‫أ‪ -‬من القرآن ‪452............................................................‬‬ ‫ب من السنة ‪552..........................................................‬‬ ‫ج‪ -‬من الآثار ‪552...........................................................‬‬ ‫‪ 4‬مقامات الإيمان ودرجاته ‪652........................................................‬‬ ‫‪ 5‬العلاقة بين الإيمان والإسلام ‪162.....................................................‬‬ ‫ن‪ :‬الكفر ‪562.......................................................................‬‬ ‫[‪ -‬تعريف الكفر‪ .‬لغة واصطلاحا ‪562...................................................‬‬ ‫‪ -2‬أنواع الكفر ‪762.....................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬القسم الأول‪ :‬كفر الشرك ‪762...........................................‬‬ ‫أولا‪ -‬تعريف الشرك ‪762.....................................‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أقسام الشرك ووجوهه ‪862.............................‬‬ ‫ب‪ -‬القسم الثاني‪ :‬كفر النفاق‪172......................................... .‬‬ ‫أولا‪ -‬تعريف النفاق وأقسامه‪172........................... .‬‬ ‫ثانيا‪ -‬دلالة النفاق في القرآن والسنة ‪372......................‬‬ ‫مناقشة وترجيح ‪472.........................................................‬‬ ‫‪ 3‬فاعل الكبيرة تسميته وحكمه ‪972...................................................‬‬ ‫[‪ -‬تسميته ‪972...............................................................‬‬ ‫ب حكم فاعل الكبيرة ‪382................................................‬‬ ‫ج‪ -‬مناقشة الجيطالي آراء المذاهب في فاعل الكبيرة ‪482.....................‬‬ ‫‪- 174 -‬‬ ‫ا‪ -‬مسلك نقلي ‪882..........................................‬‬ ‫‪ -2‬مسلك عقلي ‪882.........................................‬‬ ‫‪ -3‬مسلك لغوي ‪982.........................................‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬القضاء والقدر ‪292.......................................................................‬‬ ‫تمهيد ‪392.................... ............................................................................‬‬ ‫للبحث الأول‪ :‬الإيمان بالقضاء والقدر ‪592....................................................‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم القضاء والقدر ‪592...........................................................‬‬ ‫أ‪ -‬المفهوم اللغوي ‪592.......................................................‬‬ ‫ب‪ -‬المفهوم الاصطلاحي ‪792..............................................‬‬ ‫‪ -‬حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر ‪992...................................................‬‬ ‫‪.‬‬ ‫للبحث الثان‪ :‬القدر وأفعال الإنسان ‪303......................................................‬‬ ‫‪ .‬ا‪ -‬فعل الإنسان واستطاعته ‪303.........................................................‬‬ ‫‪ -2‬بروز افعال العبد إلى الوجود ‪703....................................................‬‬ ‫‪ -3‬نقده للمعتزلة والخبرية ‪813...........................................................‬‬ ‫أ‪ -‬مناقشته للمعتزلة ‪913.....................................................‬‬ ‫ب‪ -‬مناقشته للجبرية ‪323................................................. ..‬‬ ‫‪ 4‬مفهوم الخبل ورأي الإباضية فيه ‪923.................................................‬‬ ‫نقد وتعقيب ‪333.........................................................................‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬البعد الأخلاقي للقضاء والقدر ‪633..........................................‬‬ ‫‪ 1 .‬الخمع بين القضاء والقدر وبين الطلب والحذر‪633................................. :‬‬ ‫‪ 2‬أركان الدين ‪933.....................................................................‬‬ ‫أ‪ -‬الاستسلام لأمر الله ‪933..................................................‬‬ ‫ب‪ -‬الرضا بقضاء الله ‪043...................................................‬‬ ‫ج‪ -‬التوكل ‪143.............................................................‬‬ ‫د‪ -‬التفويض ‪343............................................................‬‬ ‫الفصل الساع‪:‬اليومالآخر ‪543............................................................................‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬أطوار اليوم الآخر ‪643.........................................................‬‬ ‫‪643.................................................................................‬‬ ‫‪-1‬الموت والفناء‬ ‫‪843......................‬‬ ‫‪ -2‬إثبات عذاب القبر ونعيمه‬ ‫أالدليل النقلي ‪943.........................................................‬‬ ‫‪253...‬‬ ‫‪ 3-‬قيام الساعة‬ ‫‪453‬‬ ‫‪ 4‬البعث‬ ‫‪653‬‬ ‫‪ 5‬الحساب والمساعلة‬ ‫‪953‬‬ ‫‪ 6‬الصراط‬ ‫‪063‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪ -7‬الشفاعة‪:‬‬ ‫اللبحث النان‪ :‬الوعد والوعيد ‪663.............................................................‬‬ ‫ا‪ -‬تعريف الوعد والوعيد ‪663...........................................................‬‬ ‫‪ 2‬إنبات الوعد والوعيد ‪763............................................................‬‬ ‫‪ 3‬وجود ابنة والنار ودوامهما ‪273....................................................‬‬ ‫ا‪ -‬خلق الحنة والنار ‪373.....................................................‬‬ ‫ب‪ -‬دوام اختة والنار ‪573...................................................‬‬ ‫‪ -4‬مسالة الخلود ‪673...................................................................‬‬ ‫أولا‪ -‬الاستدلال على خلود صاحب الكبيرة في التار ‪83..................‬‬ ‫ا‪ -‬من القرآن ‪873.............................................‬‬ ‫ب من السنة ‪083............................................‬‬ ‫ج‪ -‬من العقل ‪183............................................‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مناقشة الجخيطالى أدلة القائلين بعدم الخلود لأهل الكبائر ‪483...........‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬الخوف والرجاء ‪883...........................................................‬‬ ‫ا‪ -‬دلالتهما ومكانتهما في الأصول العقدية ‪883.........................................‬‬ ‫‪ -2‬فرضية الخوف ‪..................................................‬ه ‪983...............‬‬ ‫‪ 3‬فرضية الرجاء ‪093...................................................................‬‬ ‫‪ 4‬الموازنة بين الخوف والرجاء ‪293......... ...........................................‬‬ ‫الخامة ‪693.................................................................................................‬‬ ‫عقيدة التوحيد للشيخ إسماعيل المحيطالي ‪104......... ....................................................‬‬ ‫الفهارس ‪204..................................................‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع ‪304....................................................................‬‬ ‫فهرس الآيات ‪324...............................................................................‬‬ ‫فهرس الأحاديث النبوية ‪644........ ...........................................................‬‬ ‫فهرس الأبيات الشعرية ‪054................................................... .................‬‬ ‫فهرس الأعلام ‪354..............................................................................‬‬ ‫فهرس الفرق والأديان والقبائل والدول ‪064..................................................‬‬ ‫فهرس الأماكن ‪364.............................................................................‬‬ ‫فهرس المحتويات ‪764 ............................................................................‬‬ ‫۔ ‪474‬‬