تكززاج وها معنة ‏ ١لترا ت:نر المرام .غرداح .الجزالر 1241ه002!.م ‏ ١لطبع محفوظةحقوق المطبعة العربية 11 .نهج طالبي .احمد غرداية 88 63 35 :ر)90الهاتف الإيداع القانوني رقم 1002/ 56 : ردمك86 _ 6۔809۔ !.. [." 1699 عزا(بعمتث لأصولالديزن_ .جامعةافلأضل رسالة ماجستير .قدم المعهد العالر_ .هو الخروبة4الجزائر ؤ السنة الجامعية4141-5141ه1-4991 399/م إشراف الدكتور عبد الرزاق قسوم ونال بهالباحث د رحة ماجستير سقدير :مشرف حرا ثم بادرت ثلة من أصدقاء المؤلف وعائلته إلى طبعه كما نوقش مع )وا لتصحيح ما أ مكن‏ ١لجرص على الضبط وبعد استكمال الأفلام عثر على نسخة بما إضافات بيد المؤلف لم نتمكن من [دراجها:. وسنلحقها باذن اللته تعالى في طبعة لاحقة .مزيدة ومنقحة \ لإهمد 2 ‏ ٥إلى والدي رحمه. © إلى والدق حفظها الله ورعاها. ‏ ٥إلى زوجي وأولادي. ه إلى جميع مشايخي وأساتذتي وأصدقائي. ه إلى كل باحث وبمجتهد ينشد الحقيقة في رحاب الفكر الإسلامي، متحررا من عقدة التقليد وتبني النقافات، مبدؤه المقولة الشهيرة للامام مالك بن أنس« :ما من عالم إلا وفي علمه مأخوذ ومتروك إلاً صاحب هذا القبر عَنا» ‏ ٥إل كرز مسلم غيور على وطنه ومحب لأمته قاطبة، شعاره الكلمة الرائعة الن جاءت على لسان أبي حمزة المختار بن عوف« :الناس متا ونحن منهم .إلا مشركا عابد وثن، أو كافرا من أهل الكتاب،أو ملكا جبارا مقيما على جوره» ه إلى هؤلاء جميعا أهدي هذا البحث. كد كير بقلم الدكتور عبد الرزاق قسوم هيلر: ٠ لقد مر الله علما بنعمة الإشراف على بحث الدارس بكير بن بلحاج وعلي-رحمة الله عليه-وهو بحث متميز في موضوعه صاحبه.وشخصيةومنهجه بين النظريةالإباضيةعند"الإمامةهو:البحثعنوان كان والتطبيق .مقارنة بأهل السنة والجماعة" .وفي ذلك مساهمة علمية كبيرة في محاولة إزالة الفجوات بين المذاحب© وتبيان ما هو متفق عليه. وتقريب ما يمكن تقريبهء وتوضيح ما هو مختلف فيه، وليعذر بعضنا وكان المنهج العلمي التبع في تحةيق البحث .طريقة جديدة في تناول الوقائع والأحدات\ دون أحكام مسبّقة} متبعا في ذلك الخطوات العلمية التالية: ا -التحرر من عقدة التقليد المطلق. -2اعتماد مه ا<ر كل طائفة بنفسها أي استقاء المعلومات الخاصة بكل مذهب من مصادره الأصلية. -3إبراز التقارب الموجود بين المذاهب©ؤ بإزالة كل أسباب التباعد وتوضيح المفاهيم المبهمة لكل فرقة (ص.)21 -4اتباع أسلوب التحليل المقارن في إعداد البحف‘ وفي ذلك وضع لأسس تجحديدية في كتابة التاريخ ونقد المنهجين السائدين :إمًا منهج سرد الأحداث دون التحليل، وهومنهج القدامى؛ أو منهج التحليل دون سرد الحوادتف‘ وهو منهج المعاصرين. أما شخصية الباحث بكير بن بلحاج وعلي، فقد كانت شخصية متعادة الجخوانب الإيجابية. فإضافة إلى التكوين العلمئ القائم أساسا على التعدية اللغوية، والتضلع في اللغة العربية، هناك الانضباط الشخص في المواعيد والرغبة في تحصيل المعرفة أينما وجدت وبأيسَة لغة كتبت .فقد كان يقضي ليله مسافرا، ليكون فى ساعة مبكرة من الصباح، ف الموعد المحدد حيث لتقبلالاستعدادكلمُبديًاالبحثفيإنجازهعلييعرض الملاحظات\ وتنفيذها ف الموعد المقبل. وأهم من هذا، كان الباحث بكير بن بلحاج وعلي رحمه الله{ يتسم برو ح التسامُح مع الأفكار المخالفة لتوجُهه، إلى جانب روحه النقدية الين هي بمنابة المصفاة العقلية لكل ما يرد عليها من فكر سواء أكان ذلك من داخل المذهب الإباضي أم خارجه. لقد مثل التلاقي بيننا .من خلال هذا البحث©، إرساء .لقاعدة ب التكامل المذهىً والتفاهم الفكريَ، إذ كان هو إباضيا وكنت مالكياء علمية ودينية بالغة الأهمية. دلالة ذللك وف حلت هصلف الاه ملمذمى: كان المرحوم بكير بن بلحاج وعلي بما وهبه الله من ثقافة لغوية وروح تسامحية فذة إللى جانب دمانئة خلق :وإرادة فولاذية7 يمل حلقة وصل بين المذهبين المالكي والإباضي في تقافتنا، مما أهله لدفع الحوار بين مختلف الأفكار والمذاهب للتقريب بينها، ومكافحة ك أنواع التعصب والغلو بحثا عن الحقيقة} وإرساء دعائم التفاهم بين أبناء الدين الإسلامي الواحد ..ولكن شاء الله أن يذهب بكير شهيد البحث ' عن هذه الحقيقة والعمل على إيجاد التفاهم بين الجميع :فيكون ضحية التعصب والغلو، اللذين ظل يقاومهما بالكلمة الطيبة ؤالقلم الملتزم. لقد أغتيل، وهو في ريعان الشباب كالورد المبتسم للحياة} ينظر بتفاؤل إلى مستقبل الحوار المذهميَ، فيوجّه نداء استغاثة إلى المسلمين عُموما 3والباحثين بصفة أخص «:من أجل تجاوز الصراع المذهي والخروج من المذهبية الضيّقة، والتعصب للاآراء، إلى رحاب الاجتهاد ومواكبة العصر، دون قفز على حدود الشرع» (ص: .)71 وكان يصارع "حواجز مزينة" من الأشباح والصخور والثلوج. صنعها تراكم الجمود التاريخئ 3فتطللبب ذلك شجاعة نادرة قي البحث©، هي ال جعلته لا يلين في إبداء الرأي .ونقد المخحالفين، بعلم وحكمة كما فعل مع أساطين الفكر الإسلامي من أمثال الشهرستاني والبغدادي، وابن حزم وابن الصغير وغيرهم [ ص.|02-12 فقد أدار مع الجميع حوارًا فكرنا هدفه تصحيح المفاهيم فأعاد طرح التساؤل المنطقي حول المرجعية الصحيحة لظهور أهل السنة والجماعة ..وهل هي مرجعية دينية أم سياسية أم كلامية (ص.)73 وفي هذا السياق، وبشجاعته:الفكرية، خر ج على المعهود المتعارف عليه في الثقافة الإسلامية، وطالب بتصحيح المفاهيم التالية: ا -إبطال مصطلح "أهل السنة والجماعة" 3واستبدال مصطلح "الاحتكام إلى الكتاب والسنة" به مدعما حكمه هذا بالكتاب والسنة. وفي ذلك خروج من الضيق المذهبي إلى رحابة الإسلام وسعته. -2إبطال القول الشائع بأن الإباضية خوارج «فهم ليسوا من الخوارج، بل هم من الخوارج فروا وسبب اختلافهم معهم؛ موقفهم من دماء المسلمين» (ص.)65-75 -3لا يجتمع الإباضية مع الخوارج إلاً في مبدا واحد هو رفضهم للتحكيم في قضية "الفتنة الكبرى"؛ وإن كانت الأهداف حتى في هذه القضية متباينة. 4تطابق وجهات النظر بين أهل السنة والجماعة والإباضية، في مسألة الإمامة، في معظم الحالات. :الإمامتعندالاباضية هخيرهمز كانت قضية الإمامة = وما تزال-هي اللغز السياسي الذي حبر عقول أقطاب الفكر السياضي في الإسلام ..فشروط التأهيل للإمامة وطري يققةة الاختيار وحديد .مصطلح أهل الخل والعقد كلها قضايا لا مذهبيزال النار فيها مختلفين، وفي هذا الاختلاف يبرز اجتهاد ك ويتبازى علماؤهم لإحراز قصب السبق. القضيةوعندما .يتصدًى الدارس بكير ا ن .بلحاج وعليك :فذه ينتصرالشائكة .وبعد قيامه "بأزجه المقارنة بين الإباضية وغيرهم، الإباضية على غيرهم ي مسألةعلى ز7للمذهب الإباضي الإباضية -الإمامة بين النص والتعيين والاختيار إذ آنهمن _:أي والررمز جون .بين الصفات الدينية كالور ع، والحلم0 .والنزاهة للمسلمين وبين الصفات الأخلاقية كأن لا يكون حسودا، ولا كنودا ولا كذاباك ولا مخلفا للعهد 3والصفات الذاتية الجسدية كالسلامة من الجنون، والعته، والخرس وغيرها» (ص، )551وهذه الشروط هي الي يلترم بما أهل الحل والعقد. غير أن هذا التأكيد في مسألة الإمامة لا يمنع باحثنا من الاعتراف في النهاية «بأن أهل السنة قد دققوا في شروط أهل الحل والعقد أكثر من الإباضية»( :ص:(1 75 «الئممّة من قريش»...وعندما ا يتطرق الباحث وعلي إى حديث: يتميز .هنا أيضا بشجاعة فكرية :اخاصّة، قيناقش أحكام مفكرين كابن خلدون وأحمد أمين في قسوتمما على العرب فالعرب عند .ابن (ص' 19ا( وهم«هم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض»خلدون عند أحمد أمين «أبعد عن سياسة الملك والرئاسة» (ص.)191 وحجةبكير ني خجطإ أحكام بكل من أحمد أمين وابنخلدون هو حنالفة هذه الأحكام للمنطق، وعدم استنادها إلى الأدلة العلمية ...والتاريخية: ا فأخمد أمين" حسب الباحث « لم يكن عالما بالأمم و.نحصل له تازيخ ‏١ؤ كل ة ,حتن يستطيع إلبات هذه الوصمة» (ص.)191-291 وكذلك الأمر بالنسبة .لاين خلدون« :فإننا رغنم اعترافنا له بالتبحُر في علم الاجتماع والتاريخ إلا أنه يبقى دائما العالم الذي عاش في زمن يصعب قيه إحصاء الأمم .والشعوب .والتعرف .عليها، ودراسة كل واحدة منها دراسة وافية» (ص.)291 5وينتهي الباحث من ك هذا .إلى .عدم الالتراه ممبذ القرشية في اختيار الحاكم ى لأن «الحاكمية المطلقة .وكل من حكم في الأرض تحت الإسلام يكون خليفة ا وأن ال وعد جميع المؤمنين بدون :استثناء، بأن يستخلفهم .ولم ينص على استخلاف؛ فرد:.دؤن آخر، مصداقا لقوله وعد الله إلذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات .ليستخلفتّهم.تعالى: ف الذرض» [الآية3من سورة النور .ص..| 391 فالنظرية السياسية لدى .الإباضية.كما يشرحها المؤلف .تتميز عن غيرها من النظريات الأخرى بطرجها.نماذج.وأنواع همن الإمامة المختصة و بكل ظرف من الظروف ..وتتمتل من وجهة نظر المؤلف-دائما - في أن «الإباضية في عملهم السياسي لا يلتجئون إلى العنف والقوَّة، بل يعتمدون على الدعوة والإقناع، إلا في حالة الدفاع» (ص.)842 على أن القارئ غير الإباضي قد ينتابه نوع من الغموض أثناء قراءته لكتاب «الإمامة عند الإباضية بين النظرية والتطبيق .مقارنة بأهل السنة والجماعة»، خصوصا فيما يحاول المؤلف إثباته للإباضية من الحمع بين الاختيار الحر والانتخاب، وبين حصر الإمامة في قبيلة واحدة، أو عائلة واحدة، مما قد يفضي مثل هذا المنحى© إلى نوع من التناقض ...فكيف يمكن الخمع بين وراثة الحكم واختيار الحاكم؟ ينتبه المرحوم بكير بن بلحاج وغلي، إلى هذا «المطب المنهجي». فيحاول سل المذهب منه سل الشعرة من العجين، فنقرأ له «إن حصر الخليفة في قبيلة ؤاحدة أو في عائلة واحدة لا يع وراثة الحكم فالعبرة بالطريقة اليي توصل بما الإمام إلى الحكم، ومدى استيعابه للشروط المطلوبة فيه شرعا» (ص، )513وواضح أن الفكر ينصرف هنا إلى العائلة الرستمية الإباضية الي أقامت دولة تيهرت 3وق هذه الحالة بالذات يستدرك المرحوم بكير، بأن حصر الإمامة في عائلة واحدة كالرستمية .، هو وضع خاص بدولة تيهرت، لأن الإمامة الإباضية عموما، قد سارت وفق الأساليب الي جرى عليها أصحاب رسول الله ص في خير القرون (ص )613أي الاختيار الحرث ولذلك نحد في الفكر الإباضئ ما يدل على هذا الاختيار الحرً، وتحسّد ذلك عبارات من و "أجمع رأيهم"بعده" و"انتخبوا"بايع المسلمون"مثل: مصطلحاتمم وغيرها من العبارات الدالة على الاختيار الحر( .صر.)813 المرأة مالعمل السياسى ف الفكر الإباضى: يتخذ الشيخ بكير بن بلحاج وعلي موقفا واضحا وصريحا، من قضية اشتغال المرأة المسلمة بالعمل السياسي . .إنه موقف رافض رفضا كاملا لتوليها المنصب السياسي ..ويقيم كل أحكامه الرافضة هذه بالاعتماد على تفسيره للآية :الرجال قوامون على النساء»ة إسورة النساى الآية،]43هذه الآية ال يفسرها حسب رأيه الحديثان :الأول وأغنياؤكمالذي رواه الترمذي «إذا كان أمراؤكم شراركم. بخلاؤكم .وأموركم إلى نسانكم .فبطن من الأرض خير لكم». والحديث الثاني الذي رواه أحمد والترمذي والنسائي بألفاظ مختلفة أظهرها «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة». الموف :بأن الإسلام قد أوصد أمام7 النساء أبواب العمل السياسي، وباب بجلس الشورى‘ الذي هو قوام على الأمة كلها رص.)744 أما عن قضية أم المؤمنين عائشة أيام الحمل وما قامت به تقاتل علا .مطالبة بدم عثمان فيعلق عليه بكير بقوله« :وعندما نعود إلى التاريخ الإسلامي، بحد في الحقيقة أن ما قامت به عائشة قد خطأه كبار الصحابة (و لم يسق اسم واحد منهم)، وإنما هي نفسها قد ندمت على بدعتها وتابت رو لم يذكر لنا المؤلف هنا أيضا نص أو قول أم المؤمنين عائشة)» (ص 644)5واكتفى بالاعتماد على كتاب المودودي "نظرية الإسلام وهديه". وخلاصة القول في هذه المسألة أن الموقف الإباضي كما يعرضها ويدل عليه المرحوم بكير بن بلحاج وعلي" يتخذ موقفا رافضا لتولي المرأة أية مسؤولية عامة سواء في الحال السياسيك أو فى محال القضاء.. «فلم تسمجّل المرأة الإباضية بدورها عملا سياسيا يذكره التاريخ، فقد أغلق الإباضية هذا الباب غلقا محكما، بحيث لم تقترب المرأة أيام الحكم الإباضى-مشرقا ومغربا = من القصر و لم تحتك بالساسة والأئمة في هذا الميدان» ر(ص.)054 على أن هذا الإغلاق المحكم لباب السياسة أمام المرأة الإباضية لا يعين إقصاءها من العمل العلمي والاجتماعي «فإن المرأة الإباضية قد قامت بأعمال جبارة في الطور السري للحركة الإباضية، وقد ذكرت الدراسات عدة نساء شهيرات في هذا الميدان من أمثال :سعيدة المهلبية. وعاتكة، وهند بنت المهلّب» (ص .)054وهذا العمل وإن كان يل حركة سياسية فإنه يبقى دائما خارج نطاق الحكم والسياسة إذ لم يسند إلى المرأة فيه 3أمر القيادة حى في الأحوال السرية (ص.)054 وإلى أن ينبت علماء الإباضية أمرا مخالفاً لهذا الحكم فإن المذهب الإباضي يبقى حبيس هذا الموقف الذي تحده بكير بن بلحاج وعلي وهو المنع الكامل للعمل السياسي من طرف المرأة الإباضية. الاسثنناج . ن من أشد المواقف حرجا على الكاتب، أن يكتب بدمع العين ودم القلب، وعرق الجبين ولعل هذا هو الموقف المحزن الذي أجد نفسي فيه وأنا أكتب عن فقيدنا بكير بن بلحاج وعلي .فإن صورته أعقد معهتطوق من كا الجهات ..وما كنت أدري حين كنت جلسات البحث‘ وحلقات الدراسةا أننى سأضطر إلى الكتابة عنه ذات يوم في قالب رثاء، وإنها لإرادة الك، ولا راد لقضاء الله. ولئن رحل المرحوم بكير في الظروف المأسوية الداميةى شهيد فكر آمن به ودافع عنه، فإئه قد خلف لنا باكورة عمل علمى يذكر فيُشكر وإنه لعمل رغم حداثته! يحتوي على أهم المقدمات العلمية الي ننشدها في الدراسات الجامعية العليا مما يجعله مرجعا علميا لا غن عنه. فقد اتسم بالموضوعية العلمية في الأحكام، وبالواقعية الإيجابية في التحرير، وبالاعتدال المحمود في المقارنة. وحسب الدارس أنه وضع لبنة صلبة في بناء التقريب بين المذاهب الإسلامية، ذلك أن الاختلاف بين هذه المذاهب هو اختلاف تنرع، لا اختلاف تضاد وفي ذلك قوة للفكر الإسلامي بوجه عام. كما أن البحث حمل لواء الدعوة إلى تنقية كل المذاهب الإسلامية من الشوائب الن أثارتما العصبيات والنعرات الطائفية، وأذكتها العقلية الشعوبية، ولن يتم التقارب بين المذاهب‘ كما يقول فقيدنا، إلأ بالمعرفة والتعارف، والاعتراف بين المذاهب. ي وبعد، فإن المرحوم بكير بن بلحاج وعلي، قد قال كلمته ورحل كلجيل الباحغعن منوإنها لأمانة يتحملها من بعدهإل عالم الخلود، الجهدفبالرغم منالغموضوإزالةالصدعرأبلمواصلةمذهب© فيبل والاضطرابالمبذول في البحتث‘ يبقى جانب من الغموض© فما تزالوتعميقاء تدقيق.خا أكثرما يتطلبوهوالأحيانبعض مسألة الفصل بين أهل السنة والإباضية إشكالية قائمة، وتحتاج إلى توضيح ونصحيح. فلماذا هذا الفصل بين المدرستين، أليست الإباضية جزء من أهل السنة؟ ففيم هذا التمييز التاريخي إذن؟ إنها تسمية خر ج بما على الناس المؤرخون القدامى وتكاد تثبت في الأذهان، إلى أن يأتي مَن يعيد تصحيحها وإزالتها بالحكم والدليل.. الشهيد بكير بن بلحاجولعل في هذا السياق© ينبغي وضع حث وعلي فعسى أن يكون له هذا البحث ذخرا وسندا في الخنة، وحسبه شهادة بخنة التحكيم العلمي 5على جده العلمي 5وخلقه السلوكي. جعله الله في عليين مع الصديقين، والشهداء والصالحين وحسن رنيقما ‏٠أولئك ترجمة مؤلف الكتاب الشهيد كير بز_ الحاج وعلي_ه © ولد بالقرارة يرم!4أكتوبر 3591م3731/ه، ونشأ قي أسرة رقيقمة الحخال، من أبوين كريبمين، وهو الذكر الوحيد بين أخراته. في مدرسة الحياة بالقرارةث واستظهر القرآن سنةتبدأ دراس 9م. متحصلا379اموتدرج فيه إلى سنةواصل دراسته في معهد الحياة‏٥ على شهادة الأهلية. انتقل إلى العاصمة ليستكمل دراسته الثانوية فتحصل على شهادةه الباكلوريا سنة 5791م. التحق بجامعة الخزائر» معهد العلوم السياسية والإعلامية وحصر© على شهادة الليسانس فر ع العلاقات الدولية سنة 9791م. » من سنة7891إلى 9891م استأنف دراسة ما بعد التدرج بكلية الدراسات الإسلامية في القاهرة بالمراسلة، وعودلت شهادته في الحزائر المعمقة.الدراساتبدبلوم نال شهادة الماجستير قي جوان 4991م» بدرجة مشرف جدا.© في سنة 5991م سجل بنا لدكتوراه الدولة في السياسة الشرعية.© معجم اعلام الإاضة .تأليف لخنة من الباحثين .نشر جمعية التراث المرارة طبعة جمةوقد استفاد المعجم من تر.51الترجمة رقم:.0م.9991م .وطبعة بيرو ت؛الخزائر أعدتما "حنة الطلبة عشيرة آل كاسي بن الناصر :بكير وعلي في سطورك بمناسبة حفل تأبين الشهيد بالقرارة. ل نشاطه التعليمي من سنة4791إلى 6791م درس بالجمع التعليمي “سانت إليزابيت"` بالعاصمة في المستوى الابتدائي. من سنة2891إلى 3991م درس بمعهد الحياة القرآن الكرعم، والتربية الإسلامية\ واللغة الفرنسية والانجليزية. من سنة4991إلى يوم وفاته سنة 6991م اشتغل مدرسا في جامعة باتنة عععهديها :العلوم الإسلامية‘ والسياسية .وأشرف على عدة مذكرات التخر ج لطلبة السنة الرابعة .وكان ضمن بحنة مناقشة بحوث طلبة الشريعة .ممعهد الحياة. واللقاوبنشاطه الاجتماعى والخيرية:والثقافيةالاجتماعيةالمنظماتمنكثيرفينشط كالكشافة} وأنغام الحياة، والرسالة، واليقظة. ساهم بفعالية في اللجان العملية للطلبة الحامعيين، وبلخنة التراثمثل:الهامةالاجتماعيةالقضايامالحةالمخقفينك المعماري، البرامج البيداغوجية للتعليم الحر، تعليم البنت تنظيم المكتبات الشخصيةمقوماتلتدريسصيفيةجامعةإنشاءالقديمةء الإسلامية الميزابية... كان عنصرا بارزا قي تنظيم الأسابيع الثقافية للطلبة الجامعيين بالقرارة. إليه يعود الفضل في فتح قسم الحضانة بالتعليم الصيفي، إذ تولاه بنفسه فأتمر تمارا يانعة. دفعه حسه السياسي وغيرته على أمته إلى المشاركة بفكره وآرائه وتطوعاته قي منظمة حزب جبهة التحرير الوطي. م © ساهم في بعث الحركة المسرحية\ بإعطاء دروس في تقنيات المسرح. شارك بمحاضرات في الأسابيع الثقافية الي نظمت في بعض مدن© الشرق الخزائري. آثارهالفكررة حلف ترانا علميا وفنيا معتبرا منه:© » رسالة الماجستير بعنوان« :الإمامة عند الاباضية بين النظرية والتطبيق، مقارنة مع أهل السنة والجماعة»(، مر). © ` مشروع بحث لنيل دكتوراه الدولة بعنوان« :السياسة الأمنية والحربية . ني الإمامة الرستمية\ ودولة الأمير عبد القادر استراتيجية وأهدافا»,0 (مرقون). ه شارك في لحنة تأليف معجم أعلام الإباضية. ه عشرة أشرطة فيديو! كمادة خام لإعداد شريط وثائقي حول تاريخ :معهد الحياة: ججموعة أشرطة سمعية بصرية تضم مواضيع محتلفة.© شريط سينمائي فكاهي.ه ‏٠استشهاده اختاره الله إلى جواره يوم الفاجعة الكبرى22ربيع الثاني 41 71ه_ ` /ه 5سبتمبر69913حيث استشهد في حادئة اغتيال مريعةء ذهب ضحيتها رفقة ثلة من خيرة شباب القرارة وأعيانما. رحمهم الله تعالى رحمة واسعةإ وحشرهم يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين. وتقديرشكه بعد أزل استتات‌هذهالفصولكتاباءأجدنيى_ سعدا بجملأكف شاكرا نجلغيملهوتوفيقهءكما أتقدمالضراعة لل المول تبارك وتعال قريب آو عيد إفخراجهناساهم منبالشكر والتقدير الف كل مز الوجود .البحث ل وأخص بالذكر وخالص الامتناز أستاذي الدكتور عبد الرزاق قسوم. الذي شرفي برعايةهذا البحث فكا خيرموجه ومع رير على ر الصعاب ومواصلة المسير.خط _ التقدير .وما عند أللخيروأيقىى.فلهممن_ جزيل الشكر وخالص إنهغفور شكور . المندمة الإمامة عند الإباضية بين النظرية والتطبيق .مقارنة بين أهل السنة والجماعة :عنوان لافت للأنظار من الناحية الموضوعية، وذلك لوقع كلمة "مقارنة" ال توحي باختلاف كبير قد يصل إلى درجة الفرقة. لأن المقارنة عادة ما تكون بين رأيين متناقضين، كما توحي هذه الكلمة بأن الإباضية ليسوا من أهل السنة .والحقيقة أننا اعتمدنا هذا العنوان مسايرة للمألوف لدى بعض المسلمين، وللرأي الخاطمع غير السديد من أن الإباضية خوارج وأنمم مغايرون عقديا لأهل السنة والحماعة. وهناك عدة عوامل واعتبارات تارێخية أدت إلى تسمية هذه الفرقة أو تلك باسم من الأسماء .وإذا ما ثنا في أصول هاتين الفرقتين محل الدراسة أمكننا القول بأن الاختلاف بينهما أقل مما هو موجود بين المذاهب الأربعة المكونة لفرقة أهل السنة والخماعة، وهذا ما سنتعرض له عند الحديث عن التعريف بالمذاهب وأصوها وأصل تسميتها. إن دراسة الحضارة الإسلامية دراسة عميقة لم تتم حيت اليوم بالشكل المنهجي العلمي .وأكثر من تناولها بالبحث هم المستشرقون، الذين نجب أن تؤخذ دراستهم بكثير من الحيطة والحذر ولكن الذين تناولوها من المسلمين قليلون جدا .كما أن هناك فريقا من الكتاب المسلمين الذين يجب أن نحذر منهم أكثر من المستشرقين، ذلك لأن 7 كتاباتمم كانت نسخا أمينة لنتاج المستشرقين، وأحيانا أخرى كانوا أكثر إمعانا في الدس والتشويه لتراث وتاريخ الإسلام من أساتذتهم. والقارئ المسلم قد يثق بمم لانتمائهم إلى ملته وبي جلدته، وهنا مَكمَن الخطر. وعلى هذا النمط سارت كتابات التاريخ الإسلامي السياسي، وقد كانت الكتب السياسية تؤلف تحت رعاية الخلفاء والسلاطين ومن أجلهم فكتاب "سياسة الملك في تدبير المماليك" ألفه ابن أبي الربيع للمعتصم العباسي .وكتاب "نمج السلوك وسياسة الملوك" ألفه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله لصلاح الدين الأيوبي .كما قدم ابن خلدون نسخة من مقدمته إلى العباس الحفصي سلطان تونس .فهل يعقل أن يكتب هؤلاء ضد رغبات ملوكهم؟ وهذا الوضع التاريخي هو الذي يحنّم علينا إعادة قراءة النصوص التاريخية. ونعتقد أن هناك طريقين لكتابة التاريخ :الأول هو سرد الأحداث دون تحليل، وهو ما اتبعه الأولون .والا هو التحليل دون سره للحوادث وهو منهج المعاصرين .والواقع أن كلا الطريقين مكمُل للاخر. ونتساءل هنا :أين نضع التاريخ السياسي الإباضي بالنسبة لأهل السنة والجماعة تحت هذا الجهر العلمي؟ من خلال إعادة قراءة النصوص التاريخية ال تحدثت عن الإباضية خصوصا بحد أنه كان لتأثُر المؤرخين بالعصبية المذهبية والسياسية دور كبير قي تسجيل الأحداث والكتابة عن الفرق الإسلامية، من ذلك إرسال الخلفاء لمن يقوم فهم بتسجيل الأحداث في حروبهم .فهل كان هؤلاء اللؤرّحون يسسّلون الأحداث وفق ما حرت عليه فعلا؟ أم كانوا يصوغوفا وفق إرادة ملوكهم؟ علما بأن هذه الكتابات سوف تكون المصدر الأؤل لاستقاء المعلومات التاريخية. وفي الفسترة الي ندرسها وهي فترة القرون الثلاثة الأولى من الهجرة كانت الصراعات على أشدها وبخاصة بين الأمويين والعباسيين من جهة وبين إحدى هذه الأنظمة والإباضية من جهة أخرى .من هنا جاءت حتمية إعادة قراءة النصوص الي كتبت عن الإباضية وغيرهم. م إن طبيعة الصراع بين الأنظمة السائدة في تلك الفترة، أي بين النظام الورائي والنظام الشوري، هي الي جعلت المؤرخين يسكتون عن تاريخ الدول الإباضية إرضاء لزعمائهم .وإننا لنجد بعض مؤرخي المغرب الإسلامي كابن عذارى المراكشي والسلاوي -اللذين عاشا في عهد الملوك المستبدين -كانوا لا يجيزون الكتابة عن الرستميين كما نجيزون تاريخ ب واسول وهم ليسوا إباضية} فالهدف واضح هو عدم الإشهار للأنظمة الشورية خوفا على أنفسهم من الملوك. إلى جانب هذه الأسباب هناك أيضا عوامل التعصب المذهمي، فقد أورد المؤلفان محمد السالمي وناجي عساف في كتابمما "عمان تاريخ كلم" قول الشبع اطفينر؛ «فانظر ال تاريخ الأنس للوحود بنه فإننا لا نجد إطلاقا ذكرا للإباضية، والحال أممم بلغوا في الأندلس مبلغا 9 عظيما من العلم والمالك حتت إن جزيرة اليابسة التابعة للأندلس كانت كلها إباضية إلى القرن السادس الهجري، بل إلى نكبة الأندلس الكبرى». من هنا فإننا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا بأن الإباضية لم ندرس آراؤهم العقدية والسياسية دراسة تماثل دراسة آراء الفرق الأخرى كالشيعة والمعتزلة. ويقول الدكتور عمر فاروق في كتابه "التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين"« :إن أكثر المعلومات الواردة عن الإباضية غير متكاملة، بل ومضطربة في بعض الأحيان، وإن ذلك يعود إلى عدة عوامل ترجع أصلا إلى الحياة الت قضوها أيام كانوا مضطهّدين© وهذه الوضعية السياسية أدت إلى العمل السري، وهذه بدورها أت إلى ندرة الكتب والوثائق، وكذلك قيام كيانات سياسية فهم بعيدا عن مراكز الحكم الأموي والعباسي جعل كتبهم ليست في متناول الجميع، بل فقدان كثير من تلك الكتب والوثائق نتيجة الملاحقات السياسية وإحراق مكتباتمم .وإذا أضفنا إلى ذلك عدم اتفاق الكتاب على مفهوم مصطلح "الخوارج" .حيث ن الكثير منهم يلحقون بعض آراء الخوار ج بالإباضية، وآراء الإباضية بالخوار ج فهنا تكون حلقة الجهل بالإباضية وعقائدهم قد اكتملت» .وإن جميع هذه العوامل لا تعين إطلاقا أن الإباضية ليس شم تراث فقهي وسياسي وفي جميع الفنون الأخرى‘ بل هي قيد المخطوطات الي اختفى بعضها نتيجة الظروف السابق ذكرها. 01 ونتيجة للسياسات المتبعة أزاء كل من عارض النظام الأموي والعباسي من شيعة وخوارج وإباضية .وإذا كان كل ما يعرف عن الإباضية والخوارج أنهم بدو لا علاقة لهم بالحضارة، وأممم متخلفون سياسيا، ولا قدرة هم على إقامة كيانات سياسية وأن الفكر السياسي منعدم لديهم .وأمهم قد اندثروا بعد اية العصر الأموي، وعموما أممم لم يتركوا لنا تراثا مهمًا .يتعلق بسم .فإن الحال عكس ذلك تماما، وإنما اللذي حال دون ظهور هذا التراث هو الحصار السياسي والعقدي وسوء الفهم والتعصب والنظرة المسبقة من طرف أكثر مَن تناولهم بالدراسة. يقول اف .سي .ولكنسون في كتابه "عمان تاريخا وعلماء"« :إن الاستشهاد بالمعلومات اليي وردت في مؤلفات ابن الأثير وابن مسكويه وابن خلدون عن هذا التاريخ ينبغي أن تؤخذ بكثير من الحيطة والحذر». إل جانب هذا فقد لاحظنا أثناء قراءتنا لتاريخ الأنظمة الأموية بعض المؤرخين في وصفهاوالعباسية عدة مبالغات إذ أسرف بالانحراف عن أحكام ألة وتعميم ذلك على كل الخلفاء .وهذا ما لم يثبته التاريخ الإسلامي كما أن هذه الوضعية عل القارئ يشعر وكأنه يتعامل مع أنظمة ميكافيلية استبدادية لا تعرف مبدأ من مبادئ الإنسانية والواقع غير ذلك؛ إلا أنه بالمقارنة مع الإباضية فإن ما لحق والمؤرخين شيءمن قبل الكتابوالنسيان من الظلم والإجحافيؤ لا لا يقاس بالنسبة لأهل السنة والجماعة. فمن كل ما سبق ذكره تتبين لنا دواعي اختيار هذا الموضو ع وهو بالنسبة للأنظمة الأموية والعباسية تصحيح لكثير مما قيل عنهم سياسيا. وإعادة الاعتباز لهذه الكيانات ووصفها بما تستحقه دون إفراط ولا تفريط. أما .بالنسبة للإباضية فهو كذلك إعادة قراءة لنصوض تراثها وفق المنهج العلمي في بحث الوقائع .والأحداث‘ دون نظرة مسبقة قد تخضع الأحداث إلى تفسير محدود، فتخر ج بنتائج مقصودة. ولا يتأتى هذا التجرد والإنصاف إلأ اعتماذا على :مصادر كل .طائفة بنفسنها، وهو ما تعهدت بالتزامه في بحني لاستقاغ المعلومات الخاصة بكل مذهب من مصادره الأصلية} بحيث تكون هي المعتمد في التحليل والحكم للمذهب أو :عليه .وإذا اقتضى الحال إضافة معلومات عن موضوع ما من مصدر أجبي.فإن ذلك من باب التأكيذ والاستثناس ليس إلا. ومن دواعي البحث في هذا الموضوع أيضا الخروج بخلاصة جامعة حول آراء أهل السنة والجماعة والإباضية في باب الإمامة نظريا وتطبيقيا .ثم تحرير فكر الباحثين من عقدة حكم كتاب المقالات والمؤرخين عموما قديما وحديثا، بعد أن غدت كتاباتمم مصدزا مسلما مما فيه 3والحال أن أصحاب المقالات لا يرجعون في كتاباتمم إلى مصادر كل مذهب بعينه! وكشف الغطاء عن علماء الإباضية وفقهائهم. 21 فعندما اهتم الدارسون بالةكر السياسي الإسلامي التفتوا إلى الفارابي (073ه059/م) وابن أبي ال.ب.يع، والغزالي (505ه_1111/م)، وابن (808ه)) و لم يلتفتوا إلى علماء إباضية أمثال تبغورين بنخلدون عيسى الملشوطي (ق5ه1/ام)، وأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلايني (075ه4921/م) وأبي عمار عبد الكافي رق 6ه11/م). وأبي طاهر إسماعيل الحيطالي (057ه0531/م)، ثم الشيخ عبد العزيز الثمين (3221ه8081/م) وأخيرا الشيخ محمد بن يوسف اطفيش (2331ه4191/م). ومن البواعث أيضا ما رأيناه من غياب فكر إسلامي موحد والواقع أن الحواجز بين مختلف آراء المذاهب لا تعدو أن تكون ضبابا يمكن أن ينقشع بالبحث والتنقيب من أجل الوصول إلى توحيد الفكر السياسي الإسلامي أو على الأقل التقريب بين وجهات النظر، خيث يصبح هذا عاملا من عوامل قوة المسلمين بعد أن كان سببا في وربما أتت هذه المحاولة المتواضعة مستجدات ترفع الضيم عن الفرق الي لم يسعفها التاريخ بالإنصاف‘ سواء كانت من أهل السنة أم الإباضية ثم إظهار التقارب الموجود بينها بإزالة كل أسباب التباعد وتوضيح المفاهيم المبهمة لكل فرقة. وانطلاقا من أن هذه الرسالة ال تضمن جانبين .جانب نظري وآخر تطبيقي فقد اقتضت الضرورة اختيار أنظمة سياسية تابعة لكل 31 مذهب من المذهبين .ومما أن الإباضية لم يوجد شم نظام سياسي في المغرب بعد القرن الثالث الهجري، فقد اخترت أن يكون التطبيق على كر من النظامين الأموي والعباسي بالنسبة للفكر السين والنظامين العمايي والرستمي بالنسبة للفكر الإباضي. وحددت الفترة الزمنية بالترون الثلاثة الأولى من الهجرة النبوية3 وذلك لعدة اعتبارات منها أن النظام الأموي يعتبر أول كيان سياسى إسلامى <جمع أهل السنة وأن النظام العباسي قد عايش كل من الإمامة فى عمان وتيهرت .وبذا تصبح عملية المقارنة ممكنة، ويصبح المنهج أسلوب تحليلي مقارن، حمن أتمكن من الوصول إلالمتبع في البحث هو نتائج تسمح لي بالحكم على هذه الأنظمة في التزامها بتطبيق نظريتها السياسية أم أنما لم تلتزم بما. إن اختياري لموضوع الإمامة للمقارنة بين أهل السنة والإباضية كان مقصودا ذلك لأني من خلال مطالعات تيقن أن العامل الأكبر اللذي أهم المسلمين بوجود هوة سحيقة بين مذاهبهم هو العامل التاريخي والاختلاف السياسي الصوريڵ والمفروض أن يوتنمعا في ذمة التاريخ. وأهدف من بحثي هذا إلى المساهمة في إزالة هذه الفجوات، وتبيان ما هو منتى عليك وتقريب ما بمكن قريبك وتوضيح ما هو مختلف فيه. يتضمن 3البحنث فقد قسمتها إلى مد خل وقسمين‘تبا خطة 41, قسم أربعة فصول. . قمت ف المدخل بتعريف أهل السنة والجماعة والإباضية، ثم أضف خلاصة وجيزة عن الشيعة والمعتزلة ...بصفتها مدارس سياسية قائمة. ا مساهمتها في بناء النظرية السياسية الإسلامية .مبينا الجذور وأصل التسمية وأهم العقائد الدينية والسياسية شا. أتّاالقسم الأول فقد عنونته ب_ "النظرية السياسية عند أهل السنة والجماعة والإباضية" وابتدأته بالتمهيد عارضا بإنجاز النظرية السياسية عند كل من أهل السنة والإباضية والشيعة والمعتزلة وذلك لإعطاء القارئ نظرة عامة عن موقف كل فرقة من مسألة الإمامة ثم بدأت في عرض آراء المذهبين محل الدراسة. فكان الفضل الأول في ثلانة مباحث خصصت الأول لمفهوم الإمامة والثاين لوجوبما والأدلة النقلية والعقلية لكل مذهب .وفي المبحث الثالث تعرضت إلى وحدة الإمامة وتعدُدها وموقف المذهبين من المسألة. وتناولت في الفصل الثا مسألة الإمام بين النص والتعيين والاختيار، وقسمته أيضا إلى ثلاثة مباحث تضمن الأول منها طرق إثبات الإمامة لدى المذهبين، وتطرق الثاي إلى شروط أهل الحل والعقد .وفي الثالث تناولت الاستحلاف وولاية العهد. وني الفصل الثالث إلى شروط الإمام نصبه عزله .والخروج عليه وقسًّمته بدوره إلى ثلاثة مباحت‘ تناول الأول شروط الإمام؛ والإمام 51 الملفضول وآراء العلماء حول مسألة النسب القرشي .أما في البحث الثا فتناولت فيه نصب الإمام من ترشيح وبيعة وصفقة .وفي البحث الأخير تعرضت إلى عزل الإمام والخروج عليه وموقف المذهبين من هذه المسألة. وفي الفصل الرابع .وهو الأخير في القسم الأول، عرضت أنواع الإمامة فقسمته إلى مبحنين، الأول خاص بأهل السنة والجماعة والثان خاص بالإباضية، وبينت فيه أنواع الإمامة عندهم بدءا بمر حلة الظهور وموجباته، وعلاقة الإباضية بمخالفيهم خارجيا وداخليا ثم مرحلة الدفاع شروطه ونتائجه ثم مرحلة الشراء وشروطه وأهدافه. وأخيرا إمامة الكتمان .وفي هذه النقطة تعرضت للتنظيم الاجتماعي الإباضية وعلاقتهم بالمخالفين ثم نظامي العزابة والعشيرة، ودورلدى هذه المؤسسات دينيا واجتماعيا. وني ختام هذا الباب مبحث خاص بنتائج النظري وفيه تعرضت إلى النتائج الي توصلت إليها عند مقارنة الاراء قي كل فصل ومبحث© وبينت الآراء اليي يتفق فيها المذهبان، والي يختلفان فيها مع محاولة إظهار علل ذلك‘ والتقريب بين وجهات النظر . أما ني القسم الثا والذي خصصته للتطبيق فقد اخترت في الفصل الأول منه طريقة اختيار الإمام ومبايعته، وكيف يتم ذلك عمليا عند الأنظمة السياسية التابعة لكل مذهب©& وقسمته إلى مبحثين؛ الأول خاص بالاختيار وطرقه، والثاي بالمبايعة. 61 الفصل الثان مقسما إلى مبحثين، تناولت في الأول قبيلةوكان الإمام عند النظامين وفي الغاب ولاية العهد. أما في الفصل الثالث فقد تعرضت لسيرة الأئمة والخلفاء ومدى تطبيقهم للخلافة النبوية، وقد اشتمل هذا الفصل على ثلاثة مباحث، تضمن الأول السياسة الداخلية؛ أسسها الإدارية والمالية، وسيرة والأئمةً ثم حرية الرأي والعقيدة .والثاي تناول السياسة الخارجية. الفتوحات الإسلامية والعلاقة مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية. وأتيت الفصل بمبحث عن خاص بالمرأة والعمل السياسي نظريا وتطبيقيا. وفي الفصل الرابع والأخير من هذا القسم تناولت عزل الإمام في مبحت©ڵ والخرو ج عليه في مبحث آخر. وأشير في النهاية إلى أيي ختمت كل فصل أو مبحث بخلاصة مقارنة للآراء الواردة .كما خصصت لكل قسم مبحثا خاصا بالنتائج التي توصلت إليها نظريا وعمليا. أما فيما يخص الأحاديث فقد تم تخريجها من عشرة كتب وهي: صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النلسائي©، سنن ابن ماجه، موطأ مالك مسند أحمد سنن الدارمي وأخيرا مسند الربيع بن حبيب. أما الخاتمة فقد تناولت ثلانة محاور الأول خاص بالنتائج الي توصلت إليها والثا بينت فيه القضايا الي بقيت بدون نتائج .أما 71 الثالث فقد تناول دعوة الباحثين إلى دراسة تلك القضايا. كما أيت الخاتمة باقتراح إلى إدارة معهد أصول الدين، وبنداء إلى المسلمين عامة .من أجل تجاوز الصراع المذهبي .والخروج من المذهبية الضيقة والتعصب للآراء إلى رحاب الاجتهاد ومواكبة العصر بدون قفز على حدود الشرع. أما أهم الصعوبات المنهجية ال صادفت أثناء البحث‘ فمنها ما تم التغلب عليه وهي: أن المادة العلمية كانت غزيرة جدا لدى علماء أهمل السنة والحماعة إلى الحد الذي يصعب التحكم فيها، فقد كانت هذه المعلومات الوفيرة وخاصة في بعض النقاط المختلف فيها كمسألة النسب القرشي ومسألة الخرو ج على أئمة الخور مثار الصعوبات أثناء استغلالها وقد استطعت التغلب عليها باختيار أكثر هذه المعلومات أهمية .إما نظرا لأصالتها ومدى مساهمتها في التنظير السياسي أو لحدتما في الموضوع المطروح. وهذه الصعوبة لم تعترضي في الحانب الإباضي نظرا لوحدة مصدر اللعلومات‘، وهو الكتاب والسنة .وعدم تخصيص علماء الإباضية مؤلفات للحكم والسياسة بشكل متميز .بل كانت المعلومات كافية لتبيان آرائهم السياسية بالشكل المطلوب. أما الصعوبات المنهجية الي لم أتمكن من التغلب عليها فهي عدم توفر المعلومات الكافية عن الإمامة العمانية .ويعود هذا أساسا :إللى بعد الناطق بعضها عن بعض ثم قيام نظام سياسي مغاير لنظرية الإمامة 81 الإباضية في عمان .حيث حالت هذه الوضعية دون التمكن من البحث في موضوع الإمامة عموما، أو على الأقل الوصول إلى ما كتب عنها المتأخّرون، وهذا ما جعل ثنا يميل إلى التركيز أكثر على التطبيق اسلرتمي© مع الإشارة دائما وبصفة عامة إلى التطبيق العماين. 91 نقد المصا دمر والما جع أولا :المصادس غي الاباضية: من الكتب الن أمدتنا بالمعلومات حول عقائد المذاهب الإسلامية. كتاب "أخبار الأئمة الرستميين" لابن الصغير، وكتاب "الفرق بين الفرق" 3وكتاب "الفصل ف الملل والأهواء والنحل" .و"الملل والنحل" .وقد كانت هذه الكتب مصادر يمكن أن نعدها من أحسن المصدر السنية، وإذا استثنينا كتاب ابن الصغير فإن المصادر الأخرى تعتبر كتبا عقدية، وفيها قال ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية"« :إن ما ينقله الشهرستاين وأمثاله من المصنفين في الملل والنحل عامة مما ينقله بعضهم عن بعض بدون ذكر إسناد كله من المصنفين الرافضة المتهمين في ما ينقلونه»(ا) .فمن هذه المقولة نتحقّق فعلا أن هؤلاء الكتاب ل يكونوا إلا ناقلين للمعلومات .والذي يدعم هذه المقولة هو عدم ذكرهم للإسناد إطلاقا، فالقارئ لهذه المصادر يلاحظ أن شعور هؤلاء مجرد شعور مذهبي .أو كما يكتب أي صحافي أو كاتب حتر ف ليدافع عن حزبه أو مذهبه، مهاجما في نفس الوقت المذاهب الأخرى المعار ضشة .)2فالمراد أن هؤلاء الكتاب قد نصبوا أنفسهم للدفاع عن -1ابن تيمية منهاج السنة النبوية .1/702 -2عمر صالح با، دراسات في الفكر الإباضي صر.74 12 آرائهم ولو أدى ذلك إلى نقل معلومات خاطئة عن المذاهب الأخرى، معلومة ينقلهاالحقائق هي الى تتم على الباحث التأكد من كوهذه .المصادر.هذهمن ) فإذا أخذنا مثلا الشهرستاني (رت845ه) وهو بلا خلاف في كتابه "الملل والنحل" يؤرخ للعقيدة ولا يبحث في غيرها، فإنه يقول: «شورطي على نفسي أن أورد مذهب كا فرقة كما وجدته في كتبهم م ولا كسر عليهم، دون أن أبين صحيحه من فاسده .من غير تعصب وأعيّن حقه من باطله» .بيد أنه لم يلتزم هذه الخطة، ونقضها بعد صفحات قليلة تعد على الأصابع(ا) إذ خده قد سار بتعاطف خفي في كتابه مع مذهبه، وانطلق من حديث الافتراق ثم بدأ في تعداد الفرق وحصرها في العدد المذكور في الحديث وكأنه قد اطمأن وتأكد إلى أن هذا العدد لن يزيد .وأنه لن تنشأ فرق أخرى بعده( .)2فنسّقها لتصل إلى ست وسبعين فرقة، في حين عد الأشعري أكثر من مائة .وقال ابن حزم إنا حمس فرقف، وحصرها الملطي في أربع فرق). فهذا التذبذب يي المعلومات يضع بعض هذه المصادر في جهر التحقيق، ونجعل الباحث لا يطمئن إلى معلوماتما إلآ بالمقارنة فيما بينها. يصفالذيننقد بما ابن حزمهي نفسها الىالمعلوماتهذه .01 ص الإسلام. التفكير الفلسفي فالليم محمود عبدا- صر .79 نفسكعبد اخليم حمرد8-2 -3د .حمد عمارة .الإسلام وفلسفة الحكم صفحات!43فما بعد. 22 لمذاهب والفرق المعارضة بأهل الأهواء والباطل، وقد قال الرسول ره: «ستفترق أمتي إلى ست وسبعين فرقة .وكل فرقة تعي أما الناجية»(!) .فلا نخر ج كلام ابن حزم عن دائرة الاجتهاد .أما الحقيقة فلا يعلمها إلا أن الذي نحكم يوم القيامة بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون .ونستثمني من هذه الفرق اليي كفرت بإنكارها أصلا من أصول الدين وما علم من الدين بالضرورة .قال أحمد أمين في هذا الصدد: «لكێ رأيت ابن حزم وأمثاله إذا عرضوا للرأي المخالف سفهوه وأوسعوا قائله سا وتعنيفا»(.)2 وبسبب عدم تمحيص المعلومات من قبل العلماء وعدم التأكد من صحتها وقائلها، فإننا ند كثيرا من آراء مذهب ما نسب إلى آخر قفي كتاب "الانتصار" نقل الراوندي أشياء كثيرة عن المعتزلة وكذبه فيها الخياط المعتز لي. وما دمنا نتحدث عن الإباضية في بحثنا، فلا بد أن نبرز للقارئ الكرعم بعض ما قيل عنهم ونريد هنا أن نعرج على كتاب أبي الحسن يلحقالأشعري "مقالات الإسلاميين" ففي هذا الكتاب بحد الأشغري ا -رواه أحمد بلفظ« :افترقت اليهود على إحدى أو النتين وسبعين فرقةإ وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»- .2/233وبلفظ «إن بني إسرائيل قد افترقت على النستين وسبعين فرقة وأنتم تفترقون على مثلها»- .3/021والترمذي مثله بزيادة «والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»5/52كتاب الإيمان باب .81رقم .0462 -2احمد امين .ضحى الإسلام؟ مقدمة الكتاب ج .3ص أ 32 بالإباضية فرقا غريبة اسما ومبادئ وتاريخا، كالحفصية واليزيدية والحارثية والهذلية .وإذا بحثنا في كتب تاريخ الإباضية فلن نعثر على ما أشار إليه، ثم إنه ينسب إليها أقوالا يكفي الواحد منها لإخراجها من الإسلام .والواقع "أنه عندما يرجع الباحث إلى كتب الإباضية في عصر أي الحسن لا يجد أي فرقة من هذه الفرق فمن أين جاءت هذه الآراء وهذه الفرق؟ فهل استقاها من مصادر غير إباضية؟ ربما يكون هذا هو الأصح لأننا لا نعثر إطلاقا في كتابه على أسماء للأئمة الإباضية كجابر بن زيد، وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، والجلندى بن مسعود العماني والربيع بن حبيب وعبد الرحمن بن رستم، وغيرهم ممن توعوا في البلاد العربية والإسلامية، كالعراق واليمن والحجاز والشام ومصر والمغرب العربي .سواء في النصف الثاني من القرن الأول المجري أو ما بعده(ا). . وما جاء على لسان أبي الحسن الأشعري خو نفسه الذي جاء على لسان البغدادي وابن حزم والشهرستان() مع اختلاف ضئيل يتمثل في اختلاف الألفاظ والمعن واحد فيهما7يسعى لتبرئة مذهبه من وصمة الخطإ وإلصاق وصف الباطل بغيره. ومع كل هذا، ومن باب وبالأضداد تتمايز الأشياء فإن هذه للصدر تعد مؤشرات ونقاط إشارة يستطيع الباحث أن يستضيء بما أثناء عمله فى البحث عن الحقيقة. . الإباضية بين الفرق الإسلاميةء صفحات92فما بعد.ا -علي بحي معمر -2علي عي معمر نفسه‘ صفحات ..85 -54 < 83 42 كا من الوجهة التاريخية فإن ثنا هذا قد اعتمد الوقائع التاريخية ولكرًجالا لاستنباط مادة البحث وخليلها للخرو ج حكم صحيح. الكتب التاريخية لكثير من العلماء الأفذاذ لم تنج هي الأخرى من الكبوات‘ فكتاب اليعقوبي (ت482ه)) والطبري (رت013ه). وابن البشير ر(ت036ه}) قد أرحت للدولة المركزية و لم تمتد أخبارها لتشمل الأطراف البعيدة .وإذا تصفحت أمثال هذه الكتب فإئمك لا تد للدول الإباضية أكثر من فقرات صغيرة غير واضحة ولا مكرزة!). قريبة جدا من بغداد أبام اليعقوبيالإباضية كانتعمانفدوة والطبري 5،أي قي ماية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين، ومع هذا لم تركز على إباضية عمان وإمامتهم الين لم تخضع للعباسيين إلاً مدة لا تزيد عن أربعين سنة، كانت القوات العباسية فيها تحكم الشواطيع، أما في داخل عمان فالإمامة لم تنقطع أبدأ .فهل كتب اليعقوبي والطبري تارێخهما تحت عناية الخلفاء؟ وجد الموقف نفسه عند ابن خلدون (رت808ه) في كتابه "العبر" 3فهو لم يضع عنوانا للدولة الرستمية مثلما فعله مع دويلات له عذرا، إذللغرب الإسلامي ورغم أن المؤرخ إبراهيم بعاز قد وجد يرى بأن الدولة الرستمية قد بنيت على كاهل قبيلة لماية الى انقرضت ‏ ١أرىفإنرت()2ام تابق علمنا أنو خاصة إذاذللك صحبيحاا ا -إبراهيم عاز، الدولة الرستمية، صر.53 .83 إبر اهيم حاز نقسهك صر -2 كتابه قد قدمه إلى سلطان تونس أي العباس الحفصي ثم إلى السلطان برقوق بمصر«!). وفيما نخصنٌ الكتب التارێخية الحديثة .فيمكن وصفها بأئما فعلا درست الدولة الرستمية{ فكتاب "موجز التاريخ العام للجزائر" للأستاذ عثمان الكعاك، وكتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" للأستاذ محمد مبارك الميلي، وكتاب "تاريخ الجزائر العام" للأستاذ عبد الرحمن الجخيلالي .وكذلك الدكتور إبراهيم أحمد العدوي في كتابه "بلاد الجرائر"، والدكتور عبد العزيز سالم في كتابه "المغرب العربي الكبير"( .)2كما نضيف كتاب "الدولة الرستمية بالمغرب" للدكتور عيسى محمد الحريري .وكلها كتب أفاضت في وصف هذه الدولة وأتت على جوانبها السياسية والإدارية والاقتصادية وغيرها. ونأتي في الأخير إلى كتاب ابن الصغير فرغم قدمه فقد تركناه في ختام هذا التقييم نظرا لأهميته، إذ يعد أكثرها أهمية من وجهة نظر تارخخية، فهو أسبقهم، كما أن مؤلفه عاصر بعض أئمة الرستميين وحضر بالسهم وذكر أنه رأى الإمام أبا اليقظان بن أفلح رحكم: 1-182ه_) الذي يقول عنه« :وقد لحقت أنا بعض أيامه وإمارته وحضرت بحلسه»(.)3 الحكم صر.9)6رأصولالإسلام كتاب بلك نقضالخضر يمحمد ا- 84فما بعدها.الدولة الرستمية .حفحاتإبراهيم حاز -2 -3ابن الصغير .أخبار الأئمة الرستميينث ص.43 62 م إن ابن الصغير إلى جانب معايشته للإباضية في تاهرت\ فقد نقل 2 7 أخباره عن طريق الرواية الشفوية، ويظهر ذلك من استعماله لفظة "قالوا" أو "أخبرني غير واحد"، كما كان لا يتحمل مسؤولية بعض الأخبار ال يرويها، وعادة ما ێختمها بذكر عبارة "والله أعلم أ ذلك كان" .ورغم أنه صرح أنه يكره سيرة الأئمة الرستميين ويبغضهم ولا تعجبه أفعالهم ويقول في ذلك...« :وإن كنا للقوم مبغضين‘ ولسيّرهم كارهين، ولمذاهبهم مستقلين، فنحن وإن ذكرنا سيرهم على ما اتصل بناء وعدهم فيما ولوا .فلسنا ثمن تعجبه طلاوة أفعالهم ولا حسن سيرهم(»..ا) .فإن ابن الصغير يعتبر حق مؤرخ الدولة الرستمية .وقد اعتمدت عليه كثيرا في استنطاق الأحداث التاريخية ذه الدولة، وذلك لما أخذه على نفسه من عهد في ذكر الحقائق والصدق فيما شاهد وسمع الأئمة الرستميين .وهو الذي قال« :وأن أت الصدق فيها ولاعن حرفها عن معانيها 5ولا أزيد فيها ولا أنقض منها إذ النقص في الخبر والزيادة فيه ليس من شيم ذوي المروؤات\ ولا من أخلاق ذوي الديانات»(.)2 ن ص_.43 الأنمة الرستميين.الصغير © أخبارابا- ص_.43التغير.نقسه.ابن-2۔ 72 ثانيا :المصادرالاباضية بالرغم من الظروف السيئة الي لا حقت الاباضية زمانا ومكانا، مما أدى إلى إتلاف عدة كتب ووثائق ههم، فضلا عن الرقابة الشديدة اليي سلطتها عليهم الأنظمة القائمة المحيطة بممإ أو المنضوون تحت حكمها. فإن الإباضية خلفوا تراثا علميا غزيرا 5شمل مختلف العلوم كالتفسير والحديث والفقه .إلأ أن أغلبها لا زال دفين خزائن اللحطو طات. وعملية استخراج تلك المخطوطات لا تزال بطيئة جدًا، نظرا لما أحاط بالإباضية من عوامل الجهل من قبل الكتاب غير الإباضية .ومن أسباب هذا الجهل قيام الدول الإباضية بعيدة عن مراكز الدولة الإسلامية بالمشرق ثم للسياسة الي اتبعتها هذه الدول إزاءهم باعتبارهم خوارج. وترك هذا الوصف ضبابا قاتما حال دون محاولة المؤرخين الوضول إلى مناطقهم والتعرف على حقيقة أمرهم .فضلا عن التعصب للذهي الذي أذى دورا كبيرا في تكريس هذه الصورة السوداء. ولقد اعتمدت في بحثي على كثير من المحطوطات‘، من ذلك "كتاب السير" لأبي العباس أحمد الشماخي، وكتاب "الضياء" لأبي النذر سلمة بن سعيد العوتي الصحاري وكتاب "أصول الدين" لتبغورين بن عيسى الملشوطي .وكتاب "شرح اللؤلؤة" لقاسم بن سليمان بن محمد الشماخي والملاحظ على هذه المصادر غلبة الجانب الدي عليها. وكان اعتمادي الأكثر على "سير" الشماخي، الذي استطاع فيه 82 المؤلف جمع "سير" أبي زكرياء يحي بن أبي بكر الوارجلا، و"سير" أبي الربيع سليمان بن تخلف المزاتي، و"سير" أبي الربيع سليمان بن عبد السلام الوسيان، و "طبقات المشايخ" لأبي العباس أحمد بن سعيد و"الجواهر المنتقاة" لأبي القاسم البرادي(!).الدرجيين، كما كان لكتاب الدرجيني الأثر الكبير قي هذا البحث مع الاعتماد على سير أبي زكرياء الوارجلاي، الذي حققه إسماعيل العربي. إضافة إلى كتاب "شرح النيل" محمد بن يوسف اطفيش‘ وكتاب "قاموس الشريعة" لجميل بن حميس السعدي في جزئه السادس والثمانين والخاص بالإمامة! وهو مخطوط هام في هذا الموضو ع(.)2 إل جانب هذه المصادر الامة من حيث تناولها للعقائد الإباضية وتاريخ الدولة الرستمية ومعظمها يمل نتاج المدرسة الإباضية المغربية. نجد مصدر عمانية عامة في نفس الموضوع .وقد كانت في أغلب الأحوال تعود في سندها إلى مصادر واحدة .مثل كتاب "كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة" للشيخ سرحان بن سعيد الأزكوي(ة) .وكتاب -1إبراهيم حازك ص.23 -2جميل بن حميس السعدي" قاموس الشريعة، مخطوط يقع ف اثنين وتسعين جزءا، تناول فيه جميع مايتعلق بعلوم الشريعة في الفقه والأصول وقد خصصر الحزء السادس والثمانين لأحكام الإمامة .وقد طبع الكتاب في عمان كما ير حد مخطوطا في مكتبة القطب اطفيش ومكتبة آل خالد ببي يزجن .بميزاب. -3الأزكري .كشف الغمة لأخبار الأمة .مخطوط لم نعثر عليه في الحزائر. 92 االلكنإبساللناكمىالحديث نظرا للتطرّرات الق أحدثتها عدة مؤلفات إسلامية حديثة من كلا المذهبين والي أعطت ف دراساتما وجها جديدا لبعض النظريات السياسية فإني رأيت أن ذكرها جدير في هذه العجالة. إن اتباع المؤلفين المعاصرين لمنهجية البحث العلمي مكنهم من التقريب بين وجهات النظر بين المذاهب\ وإذا أخذنا على سبيل المنال كتاب الشيخ عبد الحليم محمود "التفكير الفلسفي في الإسلام" 3وكتاب "قواعد نظام الحكم في الإسلام" للدكتور محمود الخالدي وكتاب "الإسلام وأوضاعنا السياسية" لعبد القادر عودة} وكتاب الشيخ محمد الغزالي "الإسلام والاستبداد السياسي" وكتاب الدكتور محمد عمارة "الإسلام وفلسفة الحكم" 3وكناب "التاريخ الإسلامي وفلسفة القرن العشرين" للدكتور عمر فاروق فوزي، وكتاب الأستاذ محمد الشيخ بالحاج "ميزات الإباضية" وأخيرا "البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية" للأستاذ فرحات الحعبيري، وغيرها من الكتب الحديثة، فإنا نجدها في أغلبها تسير في اتجاه واحد حيث يسلك مؤلفوها منهج تصحيح الأفكار وتقويم المفاهيم، ووضع الآراء المذهبية في مرتبتهاء وبالتالي السير بالمذاهب الإسلامية إلى الوضع الذي يجب أن تكون فيه وهو موضع الاجتهاد والاختلاف المتكامل دون الافتراق والتصار ع. ثم الوصول سما إلى اعتراف بعضها ببعض وبالأاخطاء ال ارتكبتها أزاء المذاهب الأخرى وتنقيتها من الشوائب ال وضعتها عيون السلاطين. 23 ولقد لمست في هذه المطبوعات الحديثة سيرا حثيثا نحو إعادة النظر ي كنير من الآراء السياسية الإسلامية، كانت في القدم حجر عثرة أمام تقدم النظرية السياسية الإسلامية، ومُلاءمتها للظروف العصرية الى تتطلب من المسلمين الاتحاد من أجل باممة التحديات. وقد عالجت هذه الكتب بالنسبة لأهل السنة والحماعة ثم الإباضية مسائل عدة& من بينها مسألة الخروج على أئمة الظلم، وقضية النسب شي وكذلك مفهوم مصطلح الخوارج .فائمضحت عدة مبهماتالق كان التاريخ والجهل وسوء الظن والتعصب المذهبي والتقليد وتقديس العلماء والآراء السابقة من وراء فسادها وإذكاء نار الفرقة بين الاخوة في الدين الواحد والقبلة الواحدة. كما اعتمدت في خثي على عدة مراجع أجنبية كتبت عن الإسلام ومذاهبه‘ وقد تناول كثير من الكتاب المستشرقين المذهب الإباضي. ونشروا آراءهم حوله‘ كما فعل المستشرق موتيلانسكي »منار:سه(!) .الذي نشر تاريخ ابن الصغير سنة 8091م، وكتب ليفتسكي ن¡عن!ع]() عةة مقالات مهمة عن الإباضية وعلى منواله نسج الأب كوبيرلي امسح عحع¡مة) وغيرهم. :لخل,ع !ل ععه-ح ل `1سح 41ع,س!,=50(91. حاز إبارهيمث ص.45 حاز إبراهيمك ص.45.نع;ل!. - -2 حمم ; !ن ع.ه ن` 1ل ع`!-3 ع.ن5ح,. 7791. 33 كما اعتمدت على بعض الدوريات العربية والفرنسية وبعض المحاضرات الي تناولت جوانب تتعلق بمذا الموضوع. وأشير في النهاية إلى أنني قمت بمقابلة شخصيتين من الفرقتين محل الدراسة، مستعينا بآرائها حول بعض المسائل المطروحة والمختلف فيها ' بين المذهبين .ورغم تحرجنا من طرح بعض المسائل فإنما لم يبخلا بإعطاء الأجوبة الصحيحة .ويتعلق الأمر بالأستاذ محمد بن بابا الشيخ بالحاج وهو أستاذ بمعهد الحياة بالقرارة .والدكتور الفاضل محمد الأمين الإسماعيلي من المغرب الشقيق، وهو أستاذ بجامعة الرباط. حزاما أزل عنا أحسن الخزاء، وجعلهما وأمثالهما ذخرا للأًمًّة الإسلامية. المدخل أى×ا :أهملالسنتمالحماعة تانيا :الإباضية ثالثا :الشسحة سابعا :المحنزل 53 أولا :أهل السنة يمثل أهل السنة والجماعة السواد الأعظم من الأمة الإسلامية فقد ظلت هذه الجماعة الإسلامية السند الكبير لقيام أكثر وأكبر الكيانات السياسية في العالم الإسلامي وذلك منذ العصر الأموي حيت سقوط الخلافة الإسلامية بتركيا سنة©4291وبصورة أقل بعد ذلك. قمن هم أهل السنة والجحماعة؟ وإلى أين تعود جذورهم؟ وما أصل التسمية؟ لقد وقع اضطراب كبير في محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة} لأن كل الذين حاولوا ذلك كان اعتمادهم على أسس مختلفة! فمنهم من اعتمد على القواعد الفكرية الي تنطلق منها الفرق الإسلامية، بدءا بمؤتمر السقيفة ومنهم من اعتمد على ظهور بعض الأئمة، الذين كان لهم أثر في حياة هذه الفرقة كظهور أبي حنيفة ومالك بن أنس أو ابن حنبل أو الأشعري، وفريق ثالث أرخ ذلك بانفصال بعض الفرق كتميز الخوارج والمعتزلة} وغير ذلك من الأسباب الي تظل عقبة كبيرة في وجه الباحث للوصول إلى معرفة حقيقة أهل السنة والحماعة. 1ا جز ور: الناحية التاريخية يرجع بعض الكتاب المبادئ الي أدت إلىمن مبايعة أبيتمتحيثأهل السنة والجماعة إلى مؤتمر السقيفة.ظهور بكر الصديق لخلافة رسول إن خ بإجماع الصحابة(!) 3إذ المعروف -1علي الإدريسي، الإمامة عند ابن تومرت، ص \24نقلا عن :يرسف أبيش، نصوص ص.02‏ ١لفكر السياسي 73 تاريخيا أن المؤتمر الذي وقع بعد وفاة الرسول له قد أفرز عدة آراء حول مسألة الخلافة .وكان هذا المؤتمر انطلاقا لأهم العقائد السياسية المطروحة حتت الآن في الساحة الإسلامية. ويعتبرونهويرى البغدادي أن سندهم يعود إلى علي بن أبي طالب أول متكلميهم ويذكرون أنه أول من ناظر الخوارج في مسألة الوعد والوعيد كما ناظر القدرية في المشيئة والاستطاعة .وبعد علي بن أبي طالب يأتي عبد الله بن عمر فعمر بن عبد العزيز فالحسن البصري، ثم زيد بن علي زين العابدين(ا) .كما جعل البغدادي أول المتكلمين من الفقهاء أبا حنيفة النعمان ثم الشافعي.)2 وإذا كان أبو حنيفة هو أول ممثل حقيقى لأهل السنة والجماعة. فإننا نجد بذور هذا المذهب أيضا عند الحسن بن محمد بن الحنفية، الذي تصدى للرد على الخوارج حين نشروا مبدأهم الخطير "لا عقيدة بدون عمل" .وكذلك قولهم بتكفير صاحب الكبيرة واستحلال قتله، فأعلن أنه لا يضر مع الإيمان معصيةة). وييدو من تع قضايا الفكر الإسلامي أن أهل السنة كفرقة مذهبية ذات أسس نظرية ونسق فكري متكامل لم تظهر إلآ في أواخر القرن الئالث المجرى .وبالضبط حين انفصل أبو الحسن الأشعري من المعتزلة. فكان بجيئ هذه الفرقة رد فعل على طغيان التصور الباطن الإسلامي ا -البغدادي، الفرق بين الفرقس ص .022جلال محمدا نشأة الأشعرية وتطورها۔ ص.02 -2عحمد جلال نفسه‘ ص .02 محمد جلال نفسه‘ ص02-3 83 من قبل الشيعة من جهة والتصور العقلاني من قبل المعتزلة(!). ا الدكتور مصطفى الشكعة فإئه يؤرخ لظهور تسمية أهل السنة والجماعة بأواخر القرن السابع الهجري أي بعد ظهور آخر الأئمة المشهورين وهو أحمد بن حنبل بحوالي أربعة قرون(.)2 -2من هم أهل السنة والجماعة؟ الحقيقة أننا نجد بعض الصعوبات في تعريف فرقة أهل السنة `والجماعة نظرا لاختلاف التعاريف الواردة. فابن تيمية يقول« :فلفظ السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلائة٬‏ فيدخل في ذلك معن "أهل السنة" جميع الطوائف إلا .الرافضة. يراد به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبتوقد الصفات لله تعالى ويقول القرآن غير مخلوق، وإن ألله يرى في الآخرة ويثبت القدر، وغير ذلك من الأمور المعروفة عند أهل السنة والحديث»ة). ومن الكتاب من عرف هذه التسمية "أهل السنة والجماعة" باجتماع الكلمتين السنة والجماعة كالبغدادي الذي يذكر أن الصفاتية هم أهل السنة والجماعة، وجعلهم ثمانية أصناف({.)4 ص.34علي الإدريسي-1 -2مصطفى الشكعة\ إسلام بلا مذاهب، ص.093 ص . 361ج.2 منهاج السنة النبويةابن تيمية3 -3 4انظر المزيد من التفصيل :البغدادي، الفرق بين الفرقف‘ ص.981 93 ومنهم من فرق بين المصطلحين بذكر أسباب ك واحد فالسنة من الناحية الشرعية تعأينقوال الرسول ثقة وأفعاله وتقريراته 3أمًا اصطلاحا -وهذا هو الخناح الثاني للتفسير-فيرذه بعض المؤرخين كابن أبي الحديد إلى السنة الن سنها معاوية بن أبي سفيان في سب ولعن علي ابن أبي طالب على منابر الجمعة(!)، إلى أن تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز فأمات هذه السنة وأحل محلها قوله تعالى :لإن اننذ يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون»(ت). أما لفظ الجماعة فإن له مدلولا تاريخيا أيضا، إذ يرجع إلى عام الجماعة حينما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية ابن أبي سفيان، سنة 14ه_). وذهب البعض إلى أن الجماعة هم السواد، وقيل :هم أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر من الأمور الشرعية، وقيل :هم أهل الفقه والعلم .والحديث من الأئمة الجتهدير.)4(. ابن أبي الحديد شرح ممج البلاغة .الجلد الأرل صفحات877فما بعد - .عمر صالح-1 باء دراسات في الفكر الإباضي، صر - .81المسعودي، ج 3صر 53طبعة السعادة3 مصر 8491م. -2سورة النحل آية ().9 . -3محمد عبد المادي، أهل السنة والجماعة ص- 84محمد الشيخ بالحاج .مقابلة شخصية - .انظر تفصيل ذلك ف :ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج، 3ص.302 -4محمد عبد الهادي نفسه، ص .64/74 04 وقيل لفظ الحماعة تعي الذين هم على ما كان عليه الرسول ثقة الابتدا ع(!).الاتباع وتركمنوأصحابه يتبينيستطيع أنوجوهعدةالمختلفة منذه التعاريفان المتتبع عدة ملاحظات .فمن خلال مقولة ابن تيمية والي نراها قد جمعت ٠٠ عناصر التعريف من وجهة نظر تارنخية وعقدية، فإنه يجمع أهل السنة والجماعة في إثبات خلافة الخلفاء الثلانة، ويبدو أنه قد.استبعد أحد الخلفاء الراشدين دون ذكره .فمن هو هذا الخليفة؟ مع العلم أن جميع الخلفاء قد تولوا لخلافة بالطرق الشرعية، وأن أكثر المذاهب ترضى عنهم جميعا، باستثناء الشيعة الذين يرون أن الخلفاء الثلاثة الأولين قد اغتصبوا الخلافة من على. م إن ابن تيمية يستني الرافضة\ فهل يعين بذلك جميع مذاهب الشيعة؟ تم يضيف عنصرا جديدا قي التعريف وهو العنصر العقدي، وهو اتةعاه الحديث والسنة .والظاهر منه أيضا أنه يستبعد أهل الرأي من أتباع أي حنيفة، ثم ينهي هذه المقولة بإيراد بعض الشروط كما هي في التعريف، والي ترجع في النهاية إلى عقائد أهل الحديث والسنة. لا نستطيع أن نحكم بأن هذا التعريف مضطرب ولكن الذي نراه -حما۔ عبد امادي أهل السنة والجماعةبين الفرق صا.91الفرقالبغداديا- عن سبيلك©كان معاوية يقول« :اللهم إن أبا تراب قد ألحد قي دينك 7ص .84 فالعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما».ابن أبي الحديد شرح فمج البلاغة الجلد الأول ص .877 14 هو أنه قد يجمع إليه بعض الفرق وهي ليست من أهل الحديث، كالأحناف الذين تعطون للرأي النصيب الأوفر في اجتهاداتمم. أما البغدادي فتعريفه لا يبتعد كثيرا عن الأول، فمن خلال الأصناف الثمانية ال ذكرها نلاحظ اختلافين: الأول هو أن البغدادي يذكر حميع الأئمة الكبار للمذاهب الأربعة(!)، في حين يقتصر ابن تيمية على ثلاثة فقط. الثان أن البغدادي يذكر جميع أئمة المذاهب الأربعة الكبار ذكرا صريحا، في حين أن ابن تيمية يلمح بتعريفه إلى أهل الحديث والسنة. فهل يقصد بذلك إبعاد أهل الرأي؟ وأما ما ذهب إليه ابن أبي الحديد من أن أصل تسمية أهل السنة يرجع إلى سة معاوية في لعن علي، فهذا التعليل في الحقيقة لم نعثر عليه في كتب التاريخ كالطبري وابن الأثير، ولا ندري من أين استقاه .فلعل هذا بجرد اجتهاد وربط للأحداث ببعضها .والمراد بمذا التعقيب هو أن سنة سب علي ولعنه على منابر الجمعة كان معاوية قد سار عليها طويلاش كما أن إزالة عمر بن عبد العزيز ها ثبت تاريخيا، إلا أن ربط هذه الواقعة بتسمية أهل السنة بذلك فهذا مالا نرجحه(.)2 البغدادي صر.981 ا- -2يبدو أن الأمويين لم يكونوا كلهم راضين هذه السنة الي سنها معاوية .وهذا ما يظهر من قول ابن أبي الحديد، ذكر شيخنا أبو عثمان الجاحظ أن هشام بن عبد الملك لم يكن يفعل هذا، وذكر المبرد في الكامل أن خالد بن عبد الله القسري أمير العراق في صر877الحلدزحلافة هشام كان يلعن علياء كما فعل ذلك الوليد بن عبد الملك. 24 ويخلص لنا من كل ما سبق ولحميع العوامل الي اعتمد عليها الذين ساموا في تعريف أهل السنة والجماعة ما نراه هو أن أهل السنة والحماعة ليسوا فرقة واحدة فما جمع بينها غير العنصر العقدي حيث جتمع كنيرا فيأصولها وتختلف في فروعها كما تختلف المذاهب الأخرى مع المذاهب الأربعة الكبرى .كما أمما من وجهة نظر تارنخية تعود كنها إلى منطلق واحد، حيث جمعت بينها كثير من الظروف التارخية والسياسية\ وبالتالي ساهم هذا الوضع في إبعاد باقي الفرق الأخرى فكان لعام الجماعة وهو سنة 1[14ه بتنازل الحسن بن علي ابن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية بأنبي سفيان أكبر الأثر في تجميع المسلمين تخت حكم واحد، واستمرارهم في كيان سياسي طويل الأمد. عاشت فيه المذاهب الأربعة آخذة بواقعية الأحداث السياسية الن مرت يما الأمة الإسلامية في ذلك العهد(!). وإذا وضعنا نصب أعيننا تلك المقاييس الن مرت بنا في تعريف أهل السنة والجماعة وخاصة ما يتعلق باتباع السنة النبوية وإجماع الصحابة والتابعين مع بعض الاختلافات كال هي موجودة بين المذاهب الأربعة وبين فروعها فإننا نستطيع القول بأن لفظ أهل السنة والجماعة يشمل "كل من اتبع الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين"( )2من غير تأويل أو تعطيل أتوكييف .والمقصود بالتأويل ما لا يخرجه تعالى عن صر.24الإدريسي علي ا - -2البغدادي الفرق بين الفرق، ص.0003 34 صفة الربوبية وما ێجب أن يكون عليه .مع ملاحظة أن جميع الذين أدلوا صفات الل لم ينزلوا بما إلى درجة العباد، وأنهم جميعا يريدون بما وجه أللة وتنزيهه، ولا أحد يرمي إلى وصف الل بصفات النقصلا). وبالتالي فإن المذاهب الأخرى الي فها نفس المبادئ ستجد مكانا لا بين أهل السنة والجخماعة. وانطلاقا من هذا المفهوم فالواجب علينا أن ختكم إلى الكتاب والسنة لا إلى غيرهما، فلا يجوز أن نقول إن هذا المذهب أو ذاك أقرب إلى أهل السنة والجماعة، بل الأصح أن نقول إنه أقرب إلى كتاب ألله ) 3قال تعالى :وما اختلفتم فيه من شيء فحكمهوسة رسوله فرن تنازعتم لي شيء فذردوه إلى ألذإل الله (4ت) .وقال: والرسول)(ث) .وقال :فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين <.)5 فجعل الحكم لمن تفقه في الدين، وليس للكثرة أو القلة .كما أنه لم يقل :قيسوا ذلك المذهب على مذهب من المذاهب .قال ثلة« :تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الذ وسنتي»(.)6 ا -محمد الأمين الإسماعيلي، مقابلة، بتاريخ 62/21/2991م. -2محمد الشيخ بالحاج .مقابلة .بتاريخ 41/60/2991 3سورة الشورى، آية .01 سورة النساء آية .995 -4 -5سورة التوبة، آية .221 -6رراه مالك بلفظ« :تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بمما، كتاب ازل وسنقة نبيه» كتاب الحامع للنهي عن القول بالقدر؛ ص {846رقم .9161 44 فالعبرة إذن بالمتبو ع لا بالتابع، وإنما الشيء الذي أعطى لأهل السنة والجماعة هذه المرتبة هي ظروف تتلخص ف أنم يمثلون السواد الأعظم للأكة الإسلامية، وأن جل الكيانات السياسية قد حمتهم، أو حمى مذهبا من المذاهب الأربعة وهذا ما لم حصل لكل الفرق الإسلامية الأخرى. ونحن عندما نناقش قاعدة اقتران الحق مع الكثرة أو القوة، فهذا لا يعين إطلاقا الانتقاص من قيمة أي مذهب، أو تفضيل مذهب على آخر أو إدخاله في منطق الباطل بقدر ما نريد بذلك التأكيد على أن جميع المذاهب الإسلامية متساوية، لكونما تستقي أصولها من منبع واحد :الكتاب والسنة. د -3أهم أصول أهل السنة والجماعة:ا). .1أخذوا في التوحيد بظواهر النصوص القرآنية والأحاديث. .2صفات ألة عرً وجل قديمة وزائدة على ذاته. .3القرآن كلام أللة، غير مخلوق. .4رؤية السعداء لربمم يوم القيامة ممكنة وحاصلة. .5مرتكب الكبيرة هو في مشيئة لللة} إن شاء عذبه وإن شاء عفى عنه. -1للمزيد من التفاصيل حول عقيدتقمم انظر عدة كتب©ؤ منها :ابن حزع، الفصل ج©2 ص2و - .ج .3ص - .23/33ج4ا صفحات.83-35-45-27ابن تيمية .منهاج ص - .25ج 28صفحات‘ .723 -622 -08السنةش جا 54 6.إن أفعال العباد مخلوقة للف على أن الإنسان إن لم يستطع خلق عمله، فهو قادر على كسبه. .7القبيح هو ما نمى عنه الشارع والحسن ما لم يرد في الشرع نمي عنه. .8الشفاعة ثابتة، وهي نوعان\ الأولى في المقام امحمود لبدء الحساب\ والثانية لإخراج أهل الكبائر من النار. .9إن الكمار خلدون ف النار، والمؤمنون فى الجنة. .0الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان، وأن العمل ليس جزءا من الإيمان خلافا للحنفية، أما المذاهب الثلائة الأخرى: المالكية\ الحنفية الشافعية، فإنما تعد العمل الركن الثالث للإيمان. .11الرضى التام عن صحابة رسول اللة قف والتماس العذر ومن أصولهم السياسية: .2الإمامة واجبة شرعا أي نقلا وسمعا. .3نصب إمام ممكن بالاختيار أو العهد أو التغلب. .4أن يكون الإمام قرشيا. .5طاعة الإمام واجبة شرعا إل فى المعصية. .6النصح وكلمة الحق عند الإمام الجائر. .7عدم جواز الخروج على الإمام الحائر لأنه يؤدي إلى الفتنة. 64 ثانيا :الإباضية نشأتمم؟ وما هي علاقتهم بالخوارج؟ وما هي أصولهم العقدية؟ -1الجذور ا إن الإباضية باعتبارها فرقة إسلامية متميزة بمبادئها 5تعود في التاريخية إلى مؤتمر السقيفة(!)، الذي دارت فيه المناقشاتجذورها السياسية وفق الأساليب الحديثة فى عصرنا )ء وكانت مشكلة الخلافة أول مسألة أنارت النقاش بين المسلمين، وأدى هذا إلى تفرقهم شيعا وأحزاباك وبخاصة وأنه لم يرد في القرآن نص صريح بيبن كيف يتم مموجبه اختيار رئيس الدولة(ة) .وقد توفي رسول اللة ثا دون أن يعين ناحية.من يخلفه، مما ترك أمر الخلافة تتجاذبه الآراء من ك وقد تجلت خلال المناقشات الت جرت بين الصحابة في السقيفة ثلاث نظريات: ه النظرية الارستقراطية :العائلية القبلية، أو القومية :قال أصحايما بحصر الخلافة في بني هاشم وخاصة آل البيت© وفي قريش أو في العرب أو في المهاجرين والأنصار. انظر:مؤتمر السقيفة-وحول‏ ٤ص.54 ج!الكلاميةالخوارجآراء طاليعماراا ابن الأثير، الكامل في التاريخ بجلد .2صفحات022فما بعد. جا & صر.661نظام الحكم ف الشريعة والتاريخ الإسلامي ..نقلا عن ماكدونالكدظافر القاسمي-2 ‏ ٦3د .عوض خليفات نشأة الحركة الاباضية ص.44 74 ه نظرية الإمامة لمن يستحقها :قالوا إن السلطة الزمانية حة للأمّة، بقطع النظر عن الانتماء النسيي((.)1 ه نظرية الوصية القائلة بأن الإمامة ليست من مصالح العامّة، بل هي ركن من أركان الدينض وإن الأئمة لم يعرفوا بالوصف‘ؤ بل غنوا بالشحص فعين البي فقه علياء وهو يعين من بعده(.)2 فجنذور المذهب الإباضي تعود إلى مؤتمر السقيفة، وذلك عندما نادى بعض الصحابة بأن الخلافة حق للأمة تختار من ترضاه لذلك من ذوي الكفاءات الدينيةة) 3إذ القرآن لم ينص على ذلك ولا حصر البي ف الخليفة في قبيلة ما أو أسرة ما(.)4 قول منوقي هذه المسألة يلتقي الإباضية مع أهل السنة والحماعة ق -1محمد الشيخ بالحاج مقابلة شخصية، صر \4بطاقة2من الأحوبة. -2انظر :الكليي، كتاب الروضة من الكافي- .النوبخين، فرق الشيعة - .محمد جواد مغنية[ الشيعة في الميزان" . هذه نظرية أكثر الشيعة عدا الزيدية، وهم أتباع زيد بن الحسن بن علي بن الحسين بن 5وقد عينهعلي بن أي طالبؤ الذين لا يؤمنون بالإمام الذي أوصى به الني بالاسم والشخص بل عرفه بالوصف فقط .انظر تفاصيل ذلك ف :الشهرستانح الملل والنحل ج .2ص .2البغدادي" الفرق بين الفرق، ص \22/32أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية جا، ص ا.15/25 -3د .عرض خليفات التنظيمات السياسية والإدارية عند الإباضية في مرحلة الكتمان ص.42 -4حمد الشيخ بالحاج مقابلة .بطاقة رقم .1 84 قال بأنهم يعودون في جذورهم إلى مؤتمر السقيفة"). فالملذهب الإباضي إذن لم ينطلق من الفراغض و لم يكن نتيجة ظروف معينة سياسية كانت أو تاريخية، وما يوكد ذلك هو بقاء هذا المذهب مبادئه إلى يومنا هذا، في حين اندثرت فرق أخرى لم تكن واقعية في مبادئها كفرق الخوارج أو كانت شعوبية في منطلقاتما كالقرامطة والمانوية. -2النشأة والتسمية: ن الحركات المذهبية الدينية أو السياسية تتبلور وتتحدد معالمها بعد أطوار قد تكون طويلة الأمد وقد تمتد إلى أجيال .والإباضية كفرقة مستقلّة، كغيرها من الفرق الدينية، لم تتبلور أفكارها و لم تتحدد معالمها وذلك لتسارع الأحداث .وعدم استقرارإلا بعد زمن طويل الأوضاع وعدم تتر الفرق بعضها عن بعض مما صحب كثيرا تحديد تاريخ معن لظهور الإباضية كفرقة إسلامية ذات استقلال فكري وأصول واضحة(.)2 وعندما وقع أول خلاف ف الإسلام بين علئ ومعاوية أدى إلى وقعة صفينة) 8وفيها انقسم المسلمون بين على ومعاوية} ثم انقسم -1انظر حذور أهل السنة والجماعة ص 73وما بعدها (من هذا البحث). 2عدون جهلان، الفكر السياسي عند الإباضيةێ صل.92 باز إبراهيم، الدولة الرستمية‘ ص.373 94 جيش علي إلى حزبين بسبب قضية التحكيم(!)& فمنهم من رضي بالتحكيم ووقف إلى جنب علي، بينما رفضه الفريق الثاني لأنه يرى أن علا أحق بالإمامة من معاوية! فخرجت عن هذه الحماعة منادية بأن "لا حكم إلا لله"، وقد حكم اللة في الفئة الباغية بقوله :فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ثلة (.)2 وهو ما أكده البي ث بقوله« :تقتل عمارا الفئة الباغية»(ة). بسبب هذا خرجت عن علي بن أبي طالب جماعة من أكبر أنصاره إلى النهروان وبايعت الصحابي الجليل عبد أفلة بن وهب الراسبي إماما جديدا للمسلمين، بعد أن تنازل عل عن الخلافة وملك أمرها الحكمين. وقد تسمت هذه الحماعة بعدة أسماء اختارتما لنفسها، منها "المحكمة" و"المسلمون" و"جماعة المسلمين" و"أهل الدعوة"، وكذلك انضافت في ما بعد كلمة "أهل الحق" و"أهل الاستقامة"(.)4 وقد كانت معاملة أصحاب علي للمحكمة قاسية} مما دفع بطائفة ا -حول فصول التحكيم! انظر :ابن الأثير، الكامل في التاريخء بجلد !3صفحات .881 -2سورة الحجراتڵ آية .9 -3رواه مسلم ج .4صر \6322كتاب الفتن وأشراط الشاعة، رقم.6192بلفظ« :أن رسول الة ثا قال لعمار :تقتلك الفئة الباغية» وبلفظ آخر «ويح عمار تقتله الفئة الباغية» جا، ص {203كتاب الصلاة باب {26رقم- .804والترمذي بلفظ «أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية» جك 3صل {966كتاب المناقب© باب مناقب عمار بن ياسر، رقم - .0063وأحمد ج .2صفحات[ .61-602ج 38صفحات .5-22-82 -4فرحات الحعبيري، البعد الحضاري للعقيدة الإباضية ‘ ص.65 05 منهم إلى التطرف والاعتقاد بحلية دماء مخالفيهم 5فلم تتفق معها بقية ٦١ المحكمة .وبذلك انقسمت المحكمة الأولى إلى فرق؛ منها الأزارقة والنجدات، وسُمُوا بالخوارج، في حين قعد المسلمون الباقون عن قتال مخالفيهم، وسُمُوا بالقعدة} وهم النواة الأولى للإباضية. يقول الدكتور مصطفى الشكعة« :هذا ومن الحقيقة بمكان أن القوم -أي الإباضية -لم يطلقوا على أنفسهم هذه التسمية، وإما أطلقها عليهم مخالفوهم في الرأي، وقد ارتضاهاالقوم وتقبلوها.)!(»... والإباضية نسبة إلى عبد الله بن إباض()& هذا من الناحية الاسمية أما من الناحية التأسيسية فإن جابر بن زيد يعتبر الزعيم الروحي للإباضيةة) .وهذا فإن اسم الإباضية اسم للتمييز وليس للتشريع.)٨‏ -1مصطفى الشكعةء إسلام بلا مذاهب صر.731 -2هو عبد الله بن إباض المري التميمي، عاش وعاصر معارية بن أبي سفيان وعبد .الملك بن مروان والراحح أنه توفي قبل سنة 68ه_507/م .انظر :الدرحيي، طبقات المشائخ بالمغرب ج 23ص- .412الشماخي، السير صر.77 -3هو جابر بن زيد الأزدي الجوفي البصري من قبيلة اليحمد العمانية، ولد ما بين 81و 3للهجرة وتوقف على الأرحح سنة39ه .انظر ما كتبه السالمي شرح مستد الربيع بن حبيب، ج ا، صر - 7بكرش يحي فقه الإمام جابر بن زيدك ج، 1ص.11 خليفات الأصول التاريخية للفرقة الإباضية‘ صل - \9علي يحي نمرد .عوض أضواء على الإباضية‘ ص.1 - 4د .سيدة إسماعيل كاشف عمان في فجر الإسلام ‘ ص.07 15 وتذكر المصادر الإباضية أن عبد الله بنإياض الذي تنسب إليه الفرقة، إنما كان يصدر في أمره عن رأي شيخه جابر بن زيد(!). والنتيجة الي ننتهي إليها أن المذهب الإباضي أقدم المذاهب تأسيسا، اعتبارا من مؤسسه جابر بن زيد التابعيى)& كما أن الإباضية يمثلون المجرى الطبيعي لنظام الحكم الإسلامي باعتبارهم الذين واصلوا الطريق بعد أفول نحم علي وسيطرة معاوية بالغلبة لا بالشورى، وبالتالي فإنه هو وأنصاره هم الذين قلبوا الحكم من الشورى إلى الورائة. وتتجلى أحقية الإباضية بصفتهم الجرى الطبيعي لمسيرة المسلمين بعد علي بكونهم بقية من محبيه الذين أنكروا عليه فقط قبوله التحكيم وبانتخابمم لعبد الله بن وهب الراسبي إماما بعده‘ وعنهم تناثرت الفرق الخارجية بخروجها عن أحكام الدين. 3الإباضية ليسوا خوارج: سبق الحديث أنه بعد تمزق المسلمين عامًة بممواقفهم المختلفة حول التحكيم وبعد صدور قرار الحكمين بإقرار معاوية بن أبي سفيان وإبعاد علي بن أبي طالب من الخلافة واصلت الفرقة الرافضة للتحكيم -1إبراهيم بحاز، الدولة الرستمية‘ صر.47 عمر صالح باء ص - .29سالم بن حمد الحارثي، العقود الفضية‘ ص- .3محمد علي-2 دبوزا تاريخ المغرب الكبيرش ج، 2صل - .923د .محمرد إسماعيل، الحركات السرية في الاسلام‘ ص.22 .,ل :عع. 59. 25 مسيرتما وبايعت عبد الله بن وهب الراسبي إماما للمسلمين، وتحمًعوا بالنهروان. وبسبب معاملة أصحاب علي لجماعة النهروان انقسم هؤلاء أزاء محاربيهم إلى قسمين كبيرين تزعم أحد الفريقين أبو بلال مرداسل(!) وهم البذرة الأولى للإباضية\ في حين تزعم الفريق الثاني نافع ابن الأزرق وابن الصفار. إن الظهور السياسي للإباضية كان مبنيا أساسا على رواية مسألة التحكيم على النسق الذي سبق ذكره، والي انتهت إلى عزل عمرو بن العاص لعلي بن أبي طالب وتثبيت معاوية} وهي الرواية ال يرويها أكثر المؤرخين. ولكننا بجد أبا بكر بن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" يعتبر النتيجة ال آلت إليها عملية التحكيم مسرحية سياسية غزلتها أيادي الملوك المبتدعة لأهداف سياسية فيقول« :هذا كله كذب صراح ما جرى منه قط حرف\ وإنما هو شيء اخترعته المبتدعة ووضعته التاريخية للملوك فتوارثه أهل الجانة والخهارة معاصي للة ‏١والبد ع»(.)2 1-أبو بلال مرداس بن أدية التميمي .حضر معركة صفين مع علي بن أبي طالب وأنكر التحكيم وكان من خاصة عبد الله بن وهب الراسي توقي سنة 16ه .انظر: الدرحيي .طبقات المشايخ" ج 25ص.412 -2أبو بكر بن العربي، العواصم من القواصم نشر بعنوان "آراء أبي يكر بن العربي الكلامية" 3تحقيق دراسة د .عمار الطالي .ج، 1صفحات 814فما بعد. 35 والذي عليه أبو بكر بن العربي هو عزل عمرو لمعاوية، وذلك من قوله« :وإنما الذي رواه الأئمة الثقاة الأثبات أنما لما اجتمعا للنظر في الأمر في عصبة كريمة من الناس منهم عبد الله بن عمر أونحوه عزل عمرو معاوية»(!). إن موقف ابن العربي أزاء مسألة التحكيم يطرح عدة تساؤلات تدور حول ما آلت إليه الأمور بعد العملية والنتائج المباشرة للرواية الأولى، أي إثبات عمرو لمعاوية .فإذا كان التحكيم قد جرى وفق ما وصفه ابن العربي، فعلى ماذا وقع الخروج إذن؟ وعلى أساس رفض التحكيم من قبل الإباضية والخوارج ومن نحا نحوهم؟ لأن الرافضين انشقوا عن علي بسبب قبوله التحكيم بالدرجة الأولى .لاعتقادهم بشرعية إمامته. وإذا صحت رواية ابن العربي فإن جرى التاريخ سيتغير، لأن هذه الحادنة كما رواها أكثر المؤرخين كانت منعطفا كبيرا في حياة الأمة الإسلامية ومنطلقا جديدا لكثير من الفرق الإسلامية كالاباضية والخوارج والمعتزلة في نظر الذين يرجعون أصل تسميتهم إلى اعتزال فريق منهم ليش علي(ت). إن المسألة ال أثارها ابن العربي في حاجة إلى التحقيق وإعادة قراءة النصوص التاريخية ثانية .واستقراء الأحداث والرجوع إلى ما اعتمد 1ابن العربي، العواصم من القواصم. المبحث الرابع من مدخل الرسالة.انظر فصل تسميتهم ق-2 45 عليه المؤرخون في رواياتمم لاستنباط الحقيقة. إن ظهور هذه الرواية الجديدة لابن العربي تحعل الإباضية في حاجة إلى إعادة تثبيت وضعيتهم كفرقة تميزت بصفة خاصة أيام التحكيم وبعد صدور نتيجته وفق ما ذهب إليه أكثر المؤرّخين، أي وفق الرواية الأولى وال كانت تعاكس اعتقاد الإباضية ببطلان الوصول إلى السلطة عن طريق التغلب. وقي رأينا تبقى هذه المسألة قيد البحث والتحقيق .ولا يكفي هذا الرض الوجيز لإظهار الحقائق، وفي انتظار تحقيق ذلك ووفق ما جاء على ألسنة المؤرخين الذين لا يرون رأي ابن العربي، فإئه بعد مقتل أبي بلال اجتمع الرافضون للتحكيم -وهم يومئذ جماعة واحدة -بجامع البصرة وعزموا على الخروج، وفيهم عبد الله بن إباض وابن ن الأزرق: ولما جاء الليل سمع ابن إباض التسابيح وترنين المؤذنين فأنى :االخرو ج((.)1 ووقعت الفرقة وتميزت الفرق بعضها عن بعض وكانت المسألة الي أثارت الخلاف بينهم هي موقفهم من دماء المسلمين -أصحاب معاوينة وأصحاب علي! فاستحل الخوارج دماء هؤلاء وسبي ذراريهم ونشنائهم وغنم أموالهم أما الإباضية فقد قعدوا عن قتالهم واعتبروهم أفل توحيدك لا يجوز قتلهم والتعرض لهم وسبي أطفالهم ونسائهم). ا -أبو القاسم البرادي الجواهر المنتقات، صر .651حابو يعقوب الوارحلان، الدليل والبرهان م 23ج 3.5صفحات.65/75 الوارجلايي، نفسه، ج 2صفحات75فما بعدها. 2 5 وهذا المبدا هو الذي فرق بين الإباضية والخوارج الذين استباحوا دماء الموحدين . وقد اغتنم الأمويون هذه الفرصة فأشعلوا حربا دعائية ضد .-.,72. وصموهم بالخوار ج( .)1وإباضيةوخوارجشيعه علي،معارضيهم من إلا أن الجماهير أيام ظهور الإباضية لم تكن مستعدة من الناحية الاجتماعية والسياسية لتقبل أفكارهم مما جعلها تتأثر بالدعاية الأموية ضدهم(. )2 عصم في معن الخروج« :الكلمة معناها الخارجونتقول عنة من فعل خرج والسبب الأول يع رفض التحكيم الذي قبله علي صهر الني فج »(.)3 التاريخية القوالظروفالخروجمعىقالباحثتعمقوإذا صاحبت ذلك فئه يتوصل إلى أن له معنيين: -خروج سياسي كخروج الحسين بن علي وابن الزبير، وبلال بن مرداس والمختار بن عوف وغيرهم. -خروج سياسي ديي» وهو الذي ابتدأه نافع بن الأزرق، وسار عليه الخوارج من بعده(.)4 صفحات.3-4-8ج.2 الكبيرتاريخ المغربدبور-1 -2د .عمر فاررق فرزي، التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين صر.4 م,ح; س2س| ل 1ع-3ل | عه-,73. -4علي يحي معمر الإباضية بين الفرق الإسلاميةێ ص.134 65 وإذا كان الإباضية لم يسلوا سيفا ض الموخّدين«!) 3فإئه من الخطإ إدماجهم ضمن الخوارج، ولا يجتمع الإباضية معهم مطلقا إلا في مسألة رفض التحكيم. يقول ابن أبي الحديد« :ومن المشهورين برأي الخوارج -يعني الإباضية عكرمة مولى ابن عباس، ومالك بن أنس الأصبحي الفقيهء يروى عنه أنه كان يذكر عليا عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير فيقول :والله ما اقتتلوا إلآ على الثريد الأعفر»). ورغم قرب بعض كتابات المسلمين من هذه المسألة تاريخيا، فإنا نجد كثيرا منهم يعتبرون الإباضية خوارج منهم الأشعري، والبغدادي وابن حزم، والشهرستايي، والشاطي وغيرهم(.)3 وقد ظلم هؤلاء الإباضية والحقوهم بالخوارج وألصقوا يمم كثيرا من الأفكار الخارجية، وقسّموهم إلى فرق لا علاقة لهم بما .لا من حيث الأئمة، كالحفصية والحارثية واليزيدية، ولا من حيث الأقوال الێ ومن عجيب هذه الأقوال المنسوبة للإباضية، أن: -ليس بين الشرك والإيمان إلأ معرفة ألة وحده. من ‏١لعجم.رسولالننة سيبعث-أن -1محمد السالمي وناجي عساف© عمان تاريخ يتكلم" صر.801 ص93الكامل -ابو العباس الممردص.341مج.3 همج البلاغةشرحابن أبي الحديد -2 ص .34 عمان في فجر الإسلام.إسماعيل كاشفتتؤ د .سيدة-3 75 -من شهد لمحمد بالنبوة من أهل الكتاب فهو مؤمن وإن لم يدخل قى دينه. -أنمم ينكرون الإجماع والرجم وعذاب القبر. -يستحلون غنيمة أموال المسلمين من السلاح والكراع، ويحرمون ما عدا ذلك. -يستحلون دماء مخالفيهم في العلانية، ويحرمونما في السر. أنت أصبحاب عنف وغلاظة الطبع وجفاء البداوة وشذوذ ......‏٠العاملة. والحقيقة أن الإباضية بعيدون كل البعد عن هذه الأقوال، وأن جميع كياناتمم السياسية قامت بدون إراقة الدماء .ومنذ سقوط الدولة الرستمية لم يحاولوا الخروج على أي دولة نصبت عليهنم، بسبب آرائهم في مسألة الخروج على أئمة الحور .وهم يجيزونه ولا يوجبونه. كما يتميزون في الفكر السياسي بتنظيم مرحلة الكتمان الي تمنحهم فرصة تحضير اجتمع وهذا ما سنتعرّض له في الفصل الرابع من القسم الأول. ويذكر الشيخ علي يحي معمر أنه يوجد من الكتاب من يقول: «والإباضية يرون إزالة أئمة الجور بأي شيء قدروا عليه بالسيف أو بغفيره» 3،وأحد المؤلفين يقول« :ولن تغمد السيوف ويتوقف القتال في الأمة الإسلامية ما دام لهم وجود ولحم أنصار»(!). -1علي حي معمر الإباضية دراسة مركرة في أصوهم وتاريخهم .صفحات64فما بعدها. 85 فالإباضية إذن يرفضون هنه التسمية} ويكرهون نسبتهم إلى الخوارج من قريب أو بعيد، بل يطلقون على أنفسهم "أهل الحق" لأنهم انفصلوا عن علي بن أبي طالب و لم ينفصلوا عن الدينل!) .وليس يلزم بذلك تكفير ولا تضليل، بل كل مجتهد مصيب©ة). 4بعض عقائد الإباضية: .1الصفات الإلهية هي عين الذات. .2رؤية ألة لا تتحقق للإنسان أبدا في الدنيا والآخرة(ة). .3القرآن مخلوق، وعلمه تعالى به قديم غير حادث. .4الإنسان2فى اختياره٬‏ مكتسب لعمله، ليس بحبرا عليه ولا خحالقا لفعله. .5.الخلود في الحنة والنار أبدي لا يشقى أهل الخنة، ولا يسعد أهل النار. .6الشفاعة هي زيادة للمؤمن في أجره ورفع درجته، وهي أيضا ز تابوا ‏٠شعصواللذين ا -د .مصطفى الشكعةء إسلام بلا مذاهب صر - .501د .عمار طالي، آراء الخوارج الكلامية .جاء ص.91 -نن; مخا78.م . 2الشهرستايي، ج 25ص.63 3العوتي، الضياءش ج، 2ورقة( 09خطوط)- .الرارجحلاني، جاء ص- .04اطفيش، إزالة الاعتراض ص! . 95 7.الإممان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل صالح تبرهن به الجوارح. .8وجوب الولاية للمطيع والبراعة من العاصي والتوقف إذا وحب ذلك. و .اللة صادق في وعده ووعيده(!). .0النفاق منزلة بين الشرك والإيمان، وهو المنزلة بين المنزلتين في أحكام الدنيا. .1ولا منزلة بين المنزلتين في الآخرة .فإما الحنة وإِمًا النار. .2إذا أطلقت كلمة الكفر على موحد فإن ذلك يعن كفر النعمة لا كفر الشرك(). .3الصحابة عدول كلهم وأمم أولياء الك وروايتهم مقبولة} إلا في الأحاديث المتعلقة بالفتن لمن خاض فيها. .4مصدر التشريع هي القرآن، والسنة، والإجماع والقياس والاستدلال والقواعد الفقهية العامة، والمقاصد الكبرى للشريعة(ة). .5الإمامة فرض ولا تنحصر في عنصر خاص. .6الإمامة أربعة أنواع :الظهور والدفاع، والشراء ثم ا -تبغورين بن عيسى الملشرطي، أصول الدين، ورقة له (خطوط). ص.87إبراهيم بحال -2 محمد الشيخ بالحاج ميزات الإباضية صفحات86فما بعدها.-3 06 الكتمان(!). .7لا يحل الخروج على الإمام العادل، ويجوز الخروج على الحائر إذا غلب ظن النجاح. .8الإمام يختار بالشورى، وهو مسؤول عن تصرفات ولاته. .9وأبرز ما يصف به الإباضية تمسكهم الشديد بالدين بأداء فروضه وتجنب نواهيه وبفضل هاتين الصفتين استطاعوا أن يحققوا لأنفسهم عزا دينيا، ومجدا سياسيا خلد ذكرهما التاريخ(. )2 .0يعتمد الإباضية ف رواية أحاديثهم على مسند الربيع بن أبو عبيدة(©)1الذهبية والسند الثلاثي:الحلقاتذيحبيب{)3 ا -تحدثت كثر من المصادر الإباضية عن مسالك الدين ومنها أحكام الكتمان .انظر مثلا :الشيخ اطفيش، شرح شرح مختصر العدل والإنصاف‘، ج .2ورقة4910 (رخطوط)- .نور الدين السالمي، مشارق أنوار العقول صفحات- .982/392 النماخي رالتلان، شروح عقيدة التوحيد صر .67جميل بن حميس السعدي قاموس الشريعةێ جك صفحات 934وما بعدها .فرحات الحعبيري، دور المدرسة الإباضية .صر- .21سالم بن حمود السيابي أصدق المناهج في تمييز الإباضية عن الخوارج ص.33 عبد العزيز الججدوب©، الصراع المذهبي بإفريقية .ص.401 2 3الربيع بن حبيب بن عمرو الأزدي الفراهيدي البصري من عمان انتقل إلى البصرة لأخذ العلم أدرك جابر بن زيد وروى عنه وعن ضمام، وجابر روى عن ابن عباس. وهو من الطبقة الرابعة .انظر :الدرحيي، طبقات المشايخ ج، 2ص .372عبد الله السالي، شرح الجامع الصحيح، جاء ص.3 16 عن جابر بن زيد عن ابن عباس«) 5أو غيره من الصحابة. عن رسول ألذ جيك. .12لهم نتاج فقهي غزير، وفقههم دقيق وشامل ويقارب فقه المذاهب الأربعة فى أكثر الأحوال(ة). ا -هو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي، كبير تلامذة جابر بن زيد، وهو من الطبقة النالثة، تري في عهد أبي جعفر المنصور، بعد وفاة حاحب©‘ روى عن جابر بن زيد وروايته له رواية تابعي عن تابعي .انظر :الدرحين، طبقات المشايخ، ج 2.5صر- .832 عبد الله السالمي، شرح الجامع الصحيح جاء ص.6 إ ولد قبل الهجرة بقليل، لم2عبد الله بن عباس (ت 88ه) ابن عم الني يشارك قي نشاط ديبي أو سياسي إلا ابتداء من خلافة عثمان، اتخذه علئ مستشارا وولاه على البصرة زمنا، وبقي علويا إلى أن تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية فاعترف ببيعة الأمويين .كان محدثا وفقيها ومفسرا للقرآن .توني بالطائف عن نحو سبعين سنة. -الموسوعة العربية الميسرة .ص.8711 -3عمد أبر زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية .ج، 1ص.53 26 ثالثا:الشعحت 1الجذور والنشأة والتسمية: تع الشيعة إحدى الفرق الإسلامية الكبرى بعد السواد الأعظم من أهل السنة والجماعة .فمن هم الشيعة؟ وما هو أصل تسميتهم؟ وأهم أصولهم العقدية والسياسية؟ يعرف النونخي الشيعة بقوله« :وهم فرقة علي بن أبي طالب ال. المسسمُون بشيعة علي اتيا في زمن البي ثن وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته»(!).. وقال محمد جواد مغنية-، وهو شيعي معاصر« :-الشيعة من أحب علا وتابعه، أو من أحبه ووالاه»(). فالشيعة اتفاقا بين علماء الشيعة وغيرهم من علماء المذاهب الأخرى هم أنصار علي ومواڵوه 6يقول الشيخ عبد الحليم محمود: أن السبب في نشأة الشيعة لا يرجع إلى الفرس عند«ولكتّنا نرى دخولهم في الإسلام، ولا يرجع إلى اليهودية ممثلة في عبد الله بن سبل وإنما أقدم من ذلك، فنواته الأولى ترجع إلى شخصية علي ضثن; من فرق الشيعة ص.63النو مخي ا -2محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، صفحات .71/91 36 جانب وصلته بالرسول ثقه من جانب آخر»!). إلأ أن ظهورهم السياسي كان انطلاقا من مؤتمر السقيفة التاريخي فإن جذورهم تمنة إلى ذلك اليوم حيث قامت جماعة من الصحابة يناصرون علوم بن أبي طالب نفله ويطالبون له بالخلافة باعتباره أولى من أبي بكر). وقد عرف التشيع طرقا أخرى غير طريق علم بن أبي طالب‘ و لم يكن هؤلاء المتشبّعون على أساس الكتاب والسنة في انتصارهم لعلئ وقد كانت لذه الوضعية ظروف ساعدت على تقوية الشيعة، وبخاصة أيام الأمويين والعباسيين» حيث تشيع قوم لكرههم لهاتين الدولتين الظالمتين لهم) كما تشيّع آخرون لاعتقادهم بتقديس البيت المالك© وتشيّع قوم لضرب الإسلام من داخله، كفرقة السبئية المنسوبة إلى عبد الله بن سبإ(.)3 و وافترق الشيعة إلى ثلاث فرق رئيسية، منها الن فرضت إمامة علي وعقبه، ومنها الي رأت أن عليا كان أولى بالخلافة} وأجازت إمامة أبي بكر وعمر ثم افترقت بدورها إلى فرق أخرى‘ غير أن ما يجمعها هو -1عبد الحليم محمود التفكير الفلسفي في الإسلام صر.661 -2من الصحابة الذين نادوا بخلافة علي :جابر بن عبد الله‘، وحذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود والعباس بن عبد المطلب©& وبنوه. انظر :احمد أمين، ضحى الإسلام ج، 3ص - .802إبراهيم العدوي، النظمڵ ص!96 _ أحمد شليا التاريخ الإسلامي، ج 235ص - .331محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم صر.751 -3أحمد أمين .نفسه، ج {3صر.802 46 آل البيت وموالاتمم(!).حب إن حبهم لعلة هو الذي حدد عقائدهم وجعلها ذات طابع روحيا فكانت الخلافة عندهم من أركان الدين .يقول الخميي، زعيم إيران، في كتابه "ولايت الفقيه" (بالإيرانية) أو "الحكومة الإسلامية" ما نصه« :كما روي عندنا بأن الأئمة كانوا أنوارا تحت ظل العرش قبل تكوين هذا العالم ...وأمم قالوا إن لنا مع ثلة أحوالا لا يسعها ملك مقرب ولا ني مرسل وهذه المعتقدات من الأسس والأصول الي قام عليها مذهبنا»(.)2 -2أهم عقائد الشيعة: .1القرآن كلام الله وهو حادث وحخلوق. .2صفات اللة هي عين ذاته فهو قادر وعليم بالذات لا بزيادة. رؤية أننة يوم القيامة غير ممكنة..3 .4الوعد والوعيد :يجب على اللة الوفاء بالوعد أما الوعيد فلا يجب لأنه حق لله يمكن إسقاطه. .5مرتكب الكبيرة مؤمن فاسق يجب إقامة الحد عليه. .6الشفاعة حاصلة يوم القيامة من البي ق لأهل الكبائر بإسقاط -1حول فرق الشيعة وعقائدها، انظر :النربخي، فرق الشيعةء صفحات .83/24 2نائب الإمام الخميي(:بالإيرانية) ولايت فقيه! در خصوص حكومت إسلامي باب من الأصل الفارسي.صكوايت تكريي 56 الكبائر عنهم. .7الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان بالسمع بنص الكتاب والسنة. .8الإنسان حر ومخبر غير مسير فى أفعاله(!). .9موقف الشيعة من الصحابة منطلقه روحي بسبب حبهم لعلي وآله .فمنهم العُلاة الذين اعتبروا بعض الصحابة مرتدين فالإمام الكلي يقول« :كان الناس أهل ردة بعد البي ثقه إلا وسلمانالغفاريوأبو ذرالأسودبنالمقدادثالانلة الفار سي»(. )2 -3أهم عقائدهم السياسية: .1الإمامة ركن من أركان الدين وليست من أمور العامة. .2الخلافة نص من النى نزل أو على الأقل إشارة إلى أن الذي يتولى الخلافة من بعده هو علي بن أبي طالب(ق). .3الإمامة لعلى وولديه الحسن والحسين، ومن بعده لولد الحسين -1محمد جواد مغنية .صفحات .921/812 د -الكلين! كتاب الروضة من الكافي، ج، 2ص .542 -3حسن الأمين، دائرة المعارف الإسلامية الشيعيةێ ج، 1صر.791 66 ولد الحسن والحسينل(ا!). .4الإمام معصوم من الخطإ والسهو في بيان الأحكام الشرعية. .5الخروج على الإمام الحائر واحب بكل وسيلة، وإلاً انسد باب الجهاد. .6يعتقد الإمامية أن المهدي حق وأئه موجود في مكان لا يعلمه رابعا:المعزل تعتبر المعتزلة من الفرق ال ليس ها جذور ممتدة إلى أيام السقيفة، وقد كان لظهورهم بعد ذلك أثر كبير في تقديم العقل على النقل إذ ناقشوا قضايا القدر والحرية، واقتحموا الفلسفة الإسلامية من بايما الواسع. 1الجذور والنشأة: تجمع كل المصادر التاريخية على أن مشكلة القدر الن طرحت أيام محمد جواد مغنية‘ ص.291ا- ولمزيد من المعلومات حول عقائد الشيعة الدينية والسياسيةمحمد جواد مغنيةء ص.6022 انظر :النوبخي، فرق الشيعة{-الخميي، ولاية الفقيه أر الحكومة الاسلامية - الشاكان، منهج الصادقين في إلزام المخالفين" -حسن الأمير دائرة المعارف الاسلامية الشيعية-محمد جواد مغنية 5معالم الفسلفة الإسلامية-الشيعة في الميزان. 76 الأمويين كانت أقدم مشكلة ميزت العناصر الأساسية ال سارت في الطريق الذي أدى إلى تكوين وظهور الأفكار الاعتزالية .وقد تزعم هذه المشكلة ثلاثة من أعلام الإسلام؟ قيل عن كل منهم إنه أول من ناقش في القدر، وهم :أبو الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو (ت96ه)، ومعبد الجهني عبد الله بن حكيم (ت08ه)) وأبو مروان غيلان الدمشقي (ت بعد 601ه_) !). ولقد ساروا في هذا الطريق من البحث والتنقيب إلى مايته3 ووصلوا إلى عدة مسائل تعد جديدة في مسار البحث الفكري الإسلامي وأهمها ثلانة: .1أن ألة يسير بالخلق إلى غاية وأن ألله يريد خير ما يكون لخلقه. وأن أثلة لا يريد الشر ولا يأمر به..2 وأن اللة لم يخلق أفعال العباد، لا خيرا ولا شرا وأن إرادة.3 الإنسان حرة والإنسان خالق أفعاله ومن أجل هذا كان مثابا على الخير معاقبا على الشر(.)2 وفيما يخص أصل تسميتهم بالمعتزلة} فإن الأقوال متضاربة وأهمها هي: -اختلاف واصل بن عطاء مع أستاذه الحسن البصري في مسألة مرتكب الكبيرة وانزوائه بزاوية الملسجد‘ فكان الحسن البصري يقول: ا -محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم" صفحات681فما بعد. -2عمد ابر زهرة تاريخ المذاهب الإسلاميةێ جاء ص051م. 86 «إن واصلا اعتزل عنا». الأقوال-ويرى المسعودي(!) 3بأممم سموا كذلك لاعتزالحم 3 محدثة وأنهم خالفوا الأقوال السابقة في مرتكب الكبيرة. -كما قيل بأئمم سُمُوا معتزلة لأمم قالوا بأن صاحب الكبيرة اعتزل من الكافرين والمؤمنين. -وقيل إنه مشتق مننشأتمم من فريق في جيش علئ اعتزل السياسة .وممن قال بمذا أبو الحسن محمد النويخن.)2 -وقال بعض المستشرقين، ومنهم نلينوة)، إنهم سُمُوا كذلك لأفم كانوا رجالا أتقياء متقشّفين أعرضوا عن ملاذ الحياة واعتزلوها(.)4 -2أهم عقائد المعتزلة: [ .التوحيد وفسروه بأن أثلةه واحد في ذاته وصفاته، فلا يشاركه أحد من المخلوقات في أي صفة. .2العدل من الله، ولذا اقتضت حكمته بأن يخلق الإنسان أفعال نفسه ليكون التكليف والثواب والعقاب. -1المسعودي { مروج الذهب© طبعة الشيخ عبي الدين، ج، 4ص.401 -2تاريخ أبي الفداء‘ ج!1، ص.38 3عبد الرحمن بدوي، الحضارة الإسلامية، كتاب التراث اليونان صر.781 -4للتفصيل انظر :أبو القاسم البلخي، القاضي عبد الجبار، الحاكم الجشي، فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة تحقيق فواد سيد، صفحات .21/52 96 غفرانفلاومن أساءالحسنجازيبأن3.الوعد والوعيد. مرتكب الكبيرة إذا لم يتب. .4مرتكب الكبيرة لي منزلة بين المؤمن والكافر وقد يسمى مسلما فاسقا، لكن لا يسمى مؤمنا فهو مخلد في النار. .5وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال أبو الحسنيتميز مما المعتزلة.الخمسة القهي الأصولهذه الخياط في كتابه "الانتصار"« :وليس أحد يستحق اسم الاعتزال حق بالأصول الخمسة»(!).يجمع القول ومن معتقداممم كذلك: -الإيمان بالله ليس هو التصديق والاعتقاد القي وحده، بل هو كذلك أداء الواجبات. = -نفي رؤية الله يوم القيامة. . وهو مخلوق .القرآن كلام 0- يخطئونموضع الناسالصحابةويفهم من كلامهم أمم وضعوا- ويصيبون، و لم يتحرًّجوا من ذلك كما تحرج غيرهم ممن وضع الصحابة والتابعين ق دائر ة حصينة لا يستباح مهاجمتها. نقلا عن أبيجل .صل - 941ج .2ص.55تاريخ المذاهب الاسلامية.محمد أبر زهرة -1 الحسن الخياط المعتزلي، كتاب الانتصار. 07 لا شرعا.الإمامة واجب عقلانصب- -اختلفوا في شرط القرشية في الإمام، إذ رآه البعض وأنكره ويمكن أن يكون قشريا إذا م يوجد.آخرون -يجوز تقليع الإمام المفضول على الفاضل إذ العبرة عندهم مصلحة النصب وما تقتضيه الظروف. الخروج على الإمام جائز إذا كان فاسقا فسقا ظاهراء وغلب على الظن نحاح النورة، فهم يرون أن الإمام يجب أن يكون دائما عادلا(!). 2 لا شكك أن استعراض معالم فلسفة العقيدة الدينية والسياسية للفرق الأربعة فى هذا المبحث دون التعرض لناقشتها، من شأنه أن يعطينا نظرة مذهب لبناء نظريته السياسية.شاملة بجمل القواعد ال ينطلق منها ك فتمكن بسهولة من تصور الخطوط العريضة لكل نظرية سياسية وفهمها فهما منطقيا واضحا. وما يلاحظ بالنسبة لأهل السنة والجحماعة والإباضية هو وجود بعض التقارب في أهم الآراء السياسية، وذلك بحكم انتمائها إلى مدرسة -1وردت تفاصيل عقائد المعتزلة في مصادر عدة‘\ ينظر :القاضي عبد الحبارء فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة .صفحات- .271/802أحمد بن الحسين بن أبي هاشم الأصول الخمسة .تحقيق د .عبد الكرم عثمان. شرح 17 فكرية سياسية واحدة ذلك أن طريقة تعاملهم مع النصوص واحدة _وهي تعتمد على النقل ثم العقل .مع ملاحظة أن أهل السنة تشتدوا في الأخذ بالنصوص دون أخذ الواقع بعين الاعتبار .وشرحوا النصوص على ضوء القرآن والسنة وأهداف الشريعة .في حين توسع الإباضية في فهم النصوص واتسمت مفاهيمهم بواقعية ومرونة خاصة .ويتجلى مفعول هذه الآراء في الاختلاف الموجود في مسألة الشرط القرشي، والخروج على الإمام الظالم، فمن هذا المفهوم العام ابتداء لا يستغرب إذا حكمنا بكون المذهبين يقتربان من بعضهما كثيرا(!). أما الشيعة فقد كان تميزهم عن سائر الفرق الإسلامية ظاهرا بسبب تقيدهم بأفكار ذات منبع واحد هو البيت العلوي وإسقاطهم ما دون ذلك من لارا مما جعلهم يتصفون بمبد! النقل وإبعاد العقل تماما. وهذه الطريقة هي ال جعلت استنباطهم للأحكام الشرعية من نصوص ذات اتجاه واحد متشيع للبيت النبوي وعترته فقط ومن تم إخضاع جميع مفاهيم النصوص من كتاب وسنة لهذا الاتحاه وفي خدمته(.)2 أما المدرسة الرابعة وهي المعتزلة، فقد أعطت للنقل مرتبة ثانية. وأخضعت حميع النصوص للعقل، وهذا المنطق جعلهم يقتربون كثيرا من أفكار أهل السنة والجماعة والإباضية في المسائل السياسية فوافقوا أهل السنة في القرشية، والإباضية في جواز الخروج على -1انظر المبحث الأول من هذا المدخل. -2انظر المبحث الثاني من هذا المدخل. 27 الإمام الخائر(!). ويممذا يمكن أن نصنّف هذه المذاهب الأربعة إلى صنفين بالنسبة يشملالذي والشورىالاختيار صنفللطابع العام للنظرية السياسية أهل السنة والجماعة والإباضية والمعتزلةث وصنف النص والتعيين ويختص بالشيعة فقط. -1انظر المبحث الأول من هذ! المدخل. 73‏١ القنسمالول نظرية الإمامة ج ل ا و ة ن س ل ا ل ه أ د ن ع ي ا ماعة والاناضية ه 2 أولا :النظرية السياسية عند أهل السنة دالجماعةهالاباضية: يستمد الحكم الإسلامي جميع قواعده من دستور واحد متفق عليه بين جميع المذاهب الإسلامية وهو القرآن الكريم .قال انة تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء)ا).ثم السنة النبوية .قال تعالى :وما آتاكم الرسول فخذوه وما فماكم عنه فانتهوا»ث) .فالرجوع إلى إذالقرآن في أمور الحكم والسياسة شيء ضروري بالنسبة للمسلمين، :تنشا أي نظرية سياسية ولا أية أفكار تدور حول مسائل الحكم والسياسة، إلا وقد استندت إلى الدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة(. )3 ولكن ومع هذا فقد اختلفت الآراء حول عدة نقاط تمس نمط الحكم الإسلامي وطبيعة سيره .ويعود ذلك مبدئيا إلى شيئين رئيسيين: أولا :مدى اعتماد كل مذهب على رواية النصوص السنية . قي شرح النصوصثانيا :الطرق والمناهج الق يعتمدها كل مذهب القرآنية والسنية. آية .83سورة الأنعام3_1 .7 آيةالحشرسورة-2۔ .73ص المذاهب الإسلامية.أبو زهرة3 -3 77 معالمه الفلسفية وصنفتها في ميدانحددتهي الىالأسبابوهذه العقيدة الدينية والسياسية ما بين غالية بالأخذ بآرائها، وأخرى معتدلة فيها إن إدراجنا للمذهبين السي والإباضي في مبحث واحد\ يرجع إلى كرئمغما بمتلان مدرسة واحدة بحكم انطلاقهما من مبادئ وأسس متشاممة، اتباعا لقوله تعالى :يا أيها الذين آمنوا أطيعوا1وأطيعوا انتة يرضى لكموقوله :::الرسول وأولي الأمر منكم»(!). ثلاثا :أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا! وأن تعتصموا بحبل ألة جميعا. .وقال أيضاأم ركم»()2ولا تفرقوا وأن تناصحوا لمن ولاه اللة «...ولو استعمل عليكم عبد يقودكموهو يخطب في حجة الوداع: بكتاب الة فاسمعوا له وأطيعوا»(ت) . م اجتماع السقيفة( )4الذي يعد المنبع الأول والميدان الحقيقي الذي وضعت فيه الأسس الهامة لنظام الحكم في الإسلام . وما يستنتج من هذا الاجتما ع(:)5 آية .95 ا -سورة النساء -2مالك الموطاً، باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين، رقم.7181ص.107 -3صحيح مسلم .كتاب الإمارةء باب ى .حديث رقم.8381ج3ث ص- .8641 ورواه ابن ماجة بلفظ" :وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا" .سنن ابن ماجةث كتاب ج 25ص.459/559الجهادك باب طاعة الإمامث رقم.0666/1666/2666 -4حول تفصيل احداث السقيفة، انظر :ابن الأثيرء الكامل في التاريخ، بجلد .ص 0فما بعد. -5إبراهيم العدوي، النظم الإسلاميةك ص 931فما بعد. 87 [.إقامة الخلافة واجبة ومقدسة. .2تعديد مبين النظام السياسي الحديد ووظيفته . .3إقرار الانتخاب الحر قاعدة للخحلافةث وليس نظام الورائة. . .4تقرير حق الأمة فى اختيار الخليفة عن طريق الجماعة . مع تقييدها أيضا بدستور.5تحديد سلطة الخليفة بالرأي العام؛ الإسلام . وانطلاقا مما أسفر عنه هذا الاجتماع التاريخي في حياة الأمة انطلقت هذه الآراء لتصبح مدارس تتبنى نظريات فيالإسلامية الحكم والسياسة وتخطط لتنفيذها على أرض الواقع . وجديةونظرا لعدة عوامل منها وجود غالبية الصحابة بالمدينة. فإنه لم يسمح لحميع النظرياتالموقف وحرجه بوفاة الرسول 5 بالظهور إلى حين‘ وبقيت كلها مكتومة لا تكاد تبرز ضمن الحياة الراشدية . والنظام الإسلامي يقوم على فكرتين أساسيتين مستمدتين من نظرته الكلية للكون والحياة والإنسان :فكرة وحدة الإنسان في الخنس وفكرة أن الإسلام هو النظام العالمي الخالد فيوالطبيعة والنشأة، مستقبل البشرية(!) .أي أن الإنسانية مهما اختلفت جنسا ولونا فإن العلاقة الي تربط بينها هي علاقة الأخوّة، وليست ثمة صلة نسب أو وأن الحاكم ليس مشرًعا بل منفذا لشريعة الة.قرابة أو قبيلة صر.39العدالة الاجتماعية في الاسلام ا -سيد قطبؤ 97 واللصدران هما الكتاب والسنة .ثم الاجتهاد والشورى إذا تعددت الآراء(!). فتوحيد الذ يعين أن الحكم والسلطان والتشريع له، والرسالة ثم الخلافة اليي تعيالمحمدية عن طريقها وصل القانون الإلهي للبشرية، نيابة الحاكم في الأرض ف تنفيذ تلك القوانين السماوية .تعد الدعائم النلائة الي يقوم عليها بناء النظام السياسي الإسلامي . وليس هناك اي شلت في أن النظام الإسلام متكامل فلم ينْمُ شيئا فشيئا على مرً الزمن حتت أصبح ناضجا، ولكنه نزل كاملا شاملا ممثلا فهو نظام جامع محكم الأسس على مبادئفي القرآن والسنةة)ء إذ إننا نجد أركانه الكبرى العامة نزولا إلى الحخزئياتحكيمة متقنة، الصغيرة الدقيقة كلها مرتبطة بتلك المبادئ ارتباطا منطقيا(.)4 ن النظام الإسلامي نظام متميزك ولا نستطيع أن نقول إن النظام الديمقراطي أو الدكتاتوري أو الثيوقراطي يشبهك بل إن هذه الأنظمة ويشملها ولكنه سيبقى نظاما مستقلا بنفسه،قد توجد في الإسلام وإن تشبهت به بعض النظريات الحديثة فإنه ليس ملكيا لإبقائه الإمام طول حياته، ولا هو اشتراكي لندائه بالعدل والمساواة ولا هو رأسمالي لاحترامه الملكية، ولا جمهوري لأنه ينتخب إمامه انتخابا.بل هو نظام .6صنظام الاسلام.حمد المباركه۔«‎ ١ ص 52فما بعد.نظام الحياة في الاسلام.المردودي ز‎ ١ -3عبد الحليم محمود، التفكير الفلسفي في الإسلام صلو. نظرية الإسلام السياسية ؛ صر.7المودردي84 08 فريد سياسي دي لا يمكن تسميته يمذه الأسماء إطلاقا(! . «ليس الحكم الإسلامي هوأبو الأعلى المودودي:يقول الدبمقراطية، وسن القوانين وفق أهواء الناس، ولا ثيوقراطيا أوروبيا يتحكم فيه القساوسة وفق شهواتمم، ويقولون هذا من عند الله بل هو حكم ثيوديمقراطي، لأنه قد خول للمسلمين حاكمية شرعية مقيدة تحت سلطة الن»()2 ولهذا فإن الحكم بغير ما أنزل اننة يعني حتما حكم طائفة من على حسابطبقة معينةحكم مصلحةشومن‏ ١لناس على بقية ا لناس الأخرىة) .. ل يحكم بماأنزل انة فأولئكقال تعالى :ومن 7: ل بحكم بما أنزل انة فأولنلك همهم الكافرون»{ه) .ومن الظالمون»(ة) .ومن لم يحكم بما أنزل انة فأولنك هم الفاسقون»<)6 وانطلاقا من المعطيات السابق ذكرها فقد تناول فقهاء الإسلام هذه النظريات السياسية والقواعد الكلية ليستنبطوا منها قواعد جزئية -1ظافر القاسمي نظام الحكم في الشريعة والتاريخث جا صر - .883عبد القادر عودة الاسلام وأوضاعنا السياسية‘ ص.97 2المودودي نظرية الاسلام السياسيةث ص - .13وانظر أيضا :العقاد الديقراطية في الإسلام ص.62 -3محمد قطب&\ جاهلية القرن العشرين، ص.072 4سورة المائدة .آية .44 5سورة المائدة آيةا .45 -6۔ سورة المائدة آية .74 1 صالحة لحل المشاكل الإنسانية .ووضع حلول للنوازل اليي قد تعترض حياتما\ وهذا ما جعل الفلاسفة المسلمين يختلفون في بعض الحزئيات وفق مدارك كل مجتمع وأهدافه والمفاهيم الي ينطلق منها في حياته. فإذا كان هدف الأمة الإسلامية هو إقامة الدين، فإن اختلافهم قد انصب على الطرق المؤدية إلى ذلك، وهذا ناتج من تلك المفاهيم العديدة الي تستخرج من القواعد العاممّة، والطرق المتبعة في استخراجها ومدى فهم كل مجتهد لغايات ومقاصد الشريعة .وقد شكل هذا الاختلاف قاعدة لتنوع المدارس السياسية الإسلامية، ويمكن تحديد مواضع الاختلاف في المحاور التالية(ا): د ] اوفلاين ] لفلان . لا ضرورة لتنصيب الإمامالأول | :..وجوب تنصيب الإمام | (النجدات من الخوار ج) ()2(«جميع المذاهب)| لا يجرزإلاً إمام واحدحواز تعدد الأئمة.الثان | . (جيع المذاهب)( | .الكرامية من الشيعة) لا تنحصر في آل البيتالثالث | ::تنحصر الخلافة في آل بقية المذاهب)البيت (الشيعة).. لا تشترط القرشيةيكون الخليفة قرشيا:الرابع| :: (الإباضيةوالخوار ج)رالسنة والمعتزلة)قزا ص.02الاباضيةالفكر السياسي عندجهلان-1عدون الأصمالقوطي وأبوبكروكذلك هشامالإمامنصبعدمالخوارج منالنحداتترى -2۔ ص.27ج.4الفصل في الملل والنحلانظر:ابن حزممن المعتزلة. ,28. الخامسن . .الإمام معصوم (الشيعة) | لا عصمة إلا للأنبياء (جميع المذاهب) لا تحب الوصية والوراثةالخلافة تنتقل بالوصيةالسادس| . (بقية المذاهب)والوراثة (الشيعة)|: :: للشورى ولا البيعةلا وجوبتثبت الإمامة بالشورىالسابع |. .5 . رالشيعة)والبيعة] (السنة والإباضية والمعترلة) ا ل|م ا م إ ل ا ى ل ع| .يجب الخروج" شيعة) ل ا} ة ن س ل ا ( ج و ر خ ل اب ج ي | ::. الجائر رالخوادرج) || وقد تموز رالباضية والمعتزلة وأزاء هذه المحاور فقد تميزت عدة فرق إسلامية ومدارس سياسية. بصماتما على الحياة الإسلامية السياسية ومنها الىمنها الى تركت انقرضت دون ذلك‘ ويمكن حصر هذه المدارس في الفرق الآتية: أهمل السنة والجماعة الإباضية، الشيعة المعتزلة .مم الخوار ج!). .ُ وقد ساهمت كل واحدة منها في وضع أسس الحكم الإسلامي إذ تقاربت بعض المدارس في كثير من المحاور قي حين تباعدت الأخرى وكونت مختلف آرائها المدرسةعدة محاورقالاختلاف1إل السياسية الإسلامية الكبرى. ومن الفقهاء السياسيين الذين درسوا الفكر السياسي الإسلامي دراسة مستفيضة لدى أهل السنة والجماعة نذكر منهم :الفارابي رت 9/059م)) وابن أبي الربيع (ق3ه_9/م)، وأبا حامد الغزالي" رت وفلسفةالاسلامحمد عمارةينظر:تفاصيل آراء هذه الفرق © موافقة ومخالفة- 1عن الحكم. 38 5ه1111/م)، وعبد الرحمن بن خلدون (رت088ه_6041/ه_). ومن فقهاء الإباضية تبغورين بن عيسى (ق5ه4711/م) .وأبا يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني (ت075ه_4711/م) 6وأبا عمار عبد الكافي (ق6ه11/م) .وعبد العزيز النميين (رت 3221ه_/ 8م) .وأخيرا الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش (ت2331ه_/ 4م). هذا عن إباضية المغرب، كما كان للمشارقة أيضا دور بارز فيى إثراء الدراسات الإسلامية السياسية} أمثال الشيخ سلمة بن سعد العوتبي العماني (ق 5ه11 /م) .وعبد الله بن حميد السالمي(، رت 21ه4191/م) .وغيرهما. وقد تميزت هاتان المدرستان-السنية والإباضية-۔ بالتقارب الكبير ني أكثر المحاور الي دار حولها الخلاف السياسي ولا تتعدى نقاط الاختلاف بينهما أكثر من محورين وهذا ما سنعرفه في دراستنا لهذا الموضوع . 48 ذ\ ذا:لنظردت السنا سيت عند الشحتر: تنطلق الشيعة في مفهومها للإمامة من مبدا واحد يجمع كل فرقها. وهو مبدا النص والوصية .ومفاده أن الرسول ثمة قد أوصى بالخلافة إلى علي بن أبي طالب .وهذا المفهوم هو الذي جعل الشيعة قاطبة تعطي للإمامة معين أوسع من الخلافة، فقاسوها على النبوة، وبالتالي فالإمام عندهم وخاصة الإمامية تضفي عليها نوعا من التقديس. وتجتمع بين يديه السلطة الروحية والزمنية .وهو يتلقى الوحي من أذن: عن طريق عمود النور .وبالتالي فهو حافظ للشرع، وهو مصدر العلم الديوخا ويعصمه من الذنوب ويورثه علم الأنبياء والمرسلين ويطلعه على ما كان وما سيكون. وتعتقد الشيعة أن البي ة كان يعلم علما علمه الناسَ وعلما آثر به علياء وعلي آثر به وصيّه، وهكذا إلى المهدي .وأن الإمام هو ظل اللة قي أرضه .والاعتقاد بذلك جزء من الإيمان(!). يقول الشهرستاين ...« :قالوا وليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم بل هو قضية أصولية .هي ركن الدين الذي لا يجوز للرسول عليه السلام إغفاله وإهماله وتفويضه إلى العامة»(. )2 1الكلي" الكافيش ص .26/68/88/69/621 ورحرل عقائد الشيعةص.41ج!دائرة المعارف الاسلامية الشيعية الأمير2۔ حسن الخاصة بالأئمة، ينظر :ابن بابويه القمي" من لا يحضره الفقيهش ج، 4صر.414/514۔-۔ 58 ويستدل الشيعة على مبدئهم هذا بأدلة نقلية منها قوله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اذ ورسوله أمرا أن تكون شم الخيرة من أمرهم)(!) .وقوله :لإن جاعلك للناس إماما ) .وقوله: لوجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا(ة.0 وقد فسروا هذه الآيات وغيرها تفسيرا يتماشى مع مفهومهم. للإمامة ورؤيتهم لها، كما يستندون في ذلك إلى أحاديث أئمتهم. بالعين والوصف علىوخاصة حادثة الغدير(ه) ال نص فيها البي ث وطبقا للوصية فإمما سوف تتسلل قي نسله .إمامة علي ==باب النوادر في أحوال الأنبياء والأرصياء في الولادة - .محمد بن الحسن الشفري، الفصول المهمةێ ص - .251العياشي أبو النظر محمد بن مسعود (ق3ه) تفسير العياشي، ج 1©5ص[.81 -1سورة الأحزاب، آية .63 -2سورة البقرة، آية .421 -3سورة الأنبياء آية .37 4غدير خم هو المكان الذي عين فيه رسول الله زه علا خليفة، وذلك عند رجوعه من حجة الوداع .قالوا :أمر بالدوحات فأقمن وأمر مناديه فنادى الصلاة جامعة ثم قال عليه السلام« :من كنت مولاه فعلي مولاه 3اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‘ وانصر من نصره، واخذل من خذله{ وأدر الحق معه حيث دار .ألا هل بلغت؟ رقالها ثلاثا)» .وقد تم ذلك التعيين بعد أن نزل قوله تعالى 9 :أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) والمأمور بتبليغه في تفسيرهم هو تعيين عليَ} فلما تم التعيين نزل قوله تعالى :ا«اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) .انظر: احمد شلي التاريخ الإسلامي، ج 2.5ص.461/561 68 وإذا كان الشيعة لم يختلفوا في مبدا النصر والتعيين، فقد اختلفوا في الأشخاص الذي تتوارث الإمامة في عقبهم .وكانت هذه المسألة نقطة الاختلاف والافتراق إلى فرق رئيسية مبدئيا، ثم يتولى التفرق والاختلاف وفق اجتهاد أئمة الشيعة من بعد ذلك. يقول أحد أئمة الشيعة، وهو الإمام النوبخي« :وافترقت الشيعة ثلاث فرق فرقة منهم قالت إن عليا إمام مفترض الطاعة بعد رسول النه خف وإن الإمامة جارية فى عقبه، ...وفرقة قالت إن عليا كان أولى الناس برس ول اذن .. .وأجازوا بعد ذلك إمامة أبي بكر وعمر»(ا!). وقد وقف العلماء المسلمون من غير الشيعة موقفا معاكسا لنظرية النص والتعيين، واعتبروها تعطيلا لإرادة الأمة في اختيار من يسوسها، كما أنما لا توافق النصوص الشرعية وعمل الصحابة بعد رسول انة ق .ويمذا تكون النظريات السياسية الأخرى أقرب إلى الشورى والديمقراطية . وفي هنه المسألة يتولى العالم الشيعي المعاصر حبسن الأمين في "دائرة المعارف الإسلامية" الشيعية الرد على هؤلاء العلماء بقوله: فنه لا يمكنللناسمتروك غير أومترو كا الأمركاناءسو. 1 لا يضع قانوناأن لا ينص ً على طريقة الاستخحلاف ف وأنللنبي . -1النوبخي 8فرق الشيعة، ص - .93/24حول فرق الشيعة انظر كذلك :حسن أمين: ج! ي طبعة بيروت .0691أعيان الشيعة 78 يحول بين المسلمين والفتن .وعمل البي ثق وهو على فراش الموت كان يهدف إلى وضع هذه القواعد، ولكن أفسد عليه تدبيره . إذا استثنينا الطريقة الن تم بما اختيار أبي بكر فأين رأي الأمة.2 في اختيار الخلفاء عمر وعثمان؟ ومهما يكن نوع النص بالنسبة لعثمان، فهو نص من خليفة، فكيف يجوز ذلك لأبي بكر وعمر ولا يجوز محمد؟ أين رأي الأمة منذ معاوية بن أبي سفيان إلى عبد الجيد العثماين؟.3 ويعتقد حسن الأمين أن الخليفة الوحيد الذي انتخب انتخابا شعبيا هو علي بن أبي طالب©ڵ عدا أهل الشام الذين كانوا خاضعين للاستبداد(!) . فالشيعة إذن ينتقدون الطرق اليي سار عليها الخلفاء، ويعتبرومما نصا .فهم لا ينظرون إلى الكيفية الي تمت بما عملية الاختيار التلقائي في كل من عمر وعثمان، وكذلك علي بن أبي طالب©، الذي يزعم حسن الأمين أنه انتخب انتخابا شعبيا .فعلي وقبله عثمان قد أخذا الشرعية من بجلس الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب، كما أن حسن الأمين لم يورد في كلامه ما قاله عل للجماهير ال جاءت تبايعهء حيث قال: «ليس ذلك لكم إنما هو لأهل الشورى وأهل بدر، فمن رضي به أهل الشورى وأهل بدر فهو الخليفة»( .)2فبيعة الجماهير لعلي لم تكن هي -1حسن الأمين، ج، 1ص.41/51 -2ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، جا، صر .74وانظر قصة ذلك في :حسن الأمين، الموسوعة الإسلامية الشيعيةش ج، 1صر.83/93 88 الأساس بل لا بد لأهل الشوكة من إمضائها. ش إن النص الذي يتحًث عنه الشيعة يحدث بطريقة واحدة، ومن طبيعته تسهيل الوصول إلى الاستبداد والحكم الفردي، في حين أن الطرق ال نصت عليها الفرق الأخرى -إذا سلمنا بأمما أشكال أخرى من النص۔ هي أوسع من الناحية الشورية، حيث لا يمكن أن يتفق جلس كمجلس عمر على الضلال والاستبداد. م إن نظريات العصمة والتقية والرجعة المهدوية من المواضيع الي تميز نظرية الإمامة لدى الشيعة الإمامية، وهذه الآراء هي ال أدت يمم إلى الغلو والابتعاد عن الشورى‘ ومن ثم السقوط في حكم يشبه لكم الكسروي، ويشبه نظرية الحكم الإلهي .وهذه النظريات أيضا هي الي زادت لنظرية الإمامة عندهم تعقيدا كبيرا. ففيما يخص العصمة الن نادى بما الشيعة لأئمتهمإ فإممم يعرفونها بأنمفا« :لطف من انة لعباده الأخيار الذين وصفهم في قرآنه الكريم لوإتمم عندنا لمن المصطفين الأخيار (!)»( .)2وقد كان منطلق العصمة نابعا من الطبيعة الدنيوية للإمامة وضرورة القيام بما كما فعل الرسول قل وأن الإمام مثل رسول اللة نخثه فى وساطته ببن ألتا وعباده .ومن هذا المفهوم فإن المعصوم عند الشيعة هو الذي لا يأ محرما ولا يترك واجبا، وجميع أعماله حمودة وأفعاله حجة يعتمد عليها. آية .74-1سورة ص 2علي الإدريسي ص.861 98 إن أساس نظرية العصمة عند الشيعة يتمثل في: ه أن الشيء الذي دعا إلى نصب الإمام هو جواز الخطإ على الأمّة‘ وإذا جاز الخطأ على الإمام احتجنا إلى هاد آخر فلا بد لتفادي هذا التسلسل أن يكون الإمام معصوما . ه أن الإمام هو حافظ الشرع والبي ثق مبلغ له، والقرآن ليس حافظا .وذلك لعدم إحاطته بجميع الأحكام التفصيلية، ولظنية دلالته في كثير من الآيات وكذلك الأمر بالنسبة للسنة والإجماعا). أما التقية فقد عدها الشيعة من مبادئهم وجعلوها جزءا مكملا لتعاليمهم وركنا لدينهم .وهذه النظرية هي أساس حياتمم ومرتكز أحدالهم التاريخية .وهي تستر الإمام وأنصاره المنبئين في كل مكان للدعاية له وأخذ البيعة له، ومطالبتهم بالكتمان والتظاهر بالطاعة حت تنضج الثورة لقلب الأوضاع ونشر العدل الإلهي . ويعرف ابن تيمية معين التقية «أن يظهر الشيعي إذا اجتمع مخالفيه غير ما ُبطنؤ وأن يتظاهر بموافقتهم حي يتمكن من كتمان أمره عنهم واتقاء شرهم»(.)2 ولقد اتصلت نظرية الرجعة وانتظار المهدي المختفي بالآراء الشيعية -1انظر :محمد جواد مغنية .معالم الفلسفة الإسلاميةش ص - .571وما قيل حول أئمتهم ج! ئمن الكافي. الأصول فما بعد-الكان.المهمة .ص!25الفصولانظر:الشفري{ فما بعد.ص691 -2ابن تيمية© منهاج السنة النبوية .ج ب ص.45 09 اتصللا مميزا، ويرجع كثير من الكتاب ذلك إلى عبد الله بن سبإ اللذي نشر هذه الفكرة ونادى برجعة محمد كما يرجع عيسى .وقد انتشرت هذه النظرية في العهد الأموي، وكان فهذا العصر مهدي آخر يدعى بالسفيان، وكان منتظرا كالمهدي الشيعي. وسار العباسيون على هذا النمط في إيجاد مهدي لهم، فوضعوا له الأحاديث على هذه الطريقة. ويبدو أن القول بالرجعة يتصل بعودة المهدي فأكثر الإمامية يعتقدون بأ الني ق وعليا والحسن والحسين وباقي الأئمة. وخصومهم كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد\سبرجعون إلى الدنيا بعد ظهور المهدي ليعذب من اعتدى على الأئمة وغصبهم حقوقهم وقتلهم ثم يموتون جميعا ثم يحيون يوم القيامة(!). إن الدارس فهذه الآراء يجدها في الحقيقة بعيدة عن الإسلام وعن طبيعة الإنسان ال تكشف عن ضعفه وبالتالي إمكانية خطئه وعدم عصمته .ولقد كان من أسباب بقاء نظرية العصمة عدم تعرض الشيعة للحكم وللتجربة إطلاقا، و لم يتعرضوا للجماهير و لم تر أعمام وتصرفاتمم 3بل كانوا عبر التاريخ مضطهدين عكس أهل السنة الذين عرفت أخطاؤهم من صوابمم .ولو كان لعلي بن أبي طالب كل هذه العصمة والمعرفة ببواطن الأمور لتغير وجه التاريخ" ولما رضي علي بالتحكيم، ولدبر الحروب أحسن تدبير .فإن قالوا بأنه قد علم وسكت وتصرف وفق الظروفؤ فهذا يعين أنه خاضع للظروف كغيره من -1أحمد أمين، ضحى الإسلامش ج .3ص 732/832/932/642بتصرف. 1 الناس .قال تعالى على لسان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام« :ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء»(!). وإذا تصفحنا التاريخ وجدنا أن موقف الأئمة الأولين من قضية الإمامة لم يكن على نسق الأئمة المتأخرين .فعلي بايع أبا بكر وعمر وعنمان، وبايع الحسن والحسين محاوية، وبايع علي زين العابدين يزيدًاء و لم يكن ف زمانمم حذيث الإمامة 5وأن هذه الوضعية قد استحدثت من بعد\ وذلك عندما دخل الانحراف إلى المذهب .وظاهر أن عقيدة الشيعة على هذه الطريقة تشل العقل وتميت الفكر، وتعطي للخليفة كامل السلطة مما يجعله مستبدا لا أحد ينصحه ولا أن يعترض عليه ناهيك عن الثورة عليه .وهذه الطريقة هي أبعد ما تكون عن الدمقراطية والاختيار .وإن الأبحاث الحديثة لبعض فرقهم كالزيدية ‏٠ والإنلنى عشرية بدأت تكشف عن هذه الأخطاء وتعود إلى الشيعة الأصلية، وبالتالي التقرب من أهل السنة، كما بدأ أهل السنة يقتربون منهم ويقتبسون من فقههم(. )2 -1سورة الأعراف، آية .881 التاريخ الإسلامي2۔ أحمد أمين ضحى الإسلام .ج .3ص 122فما بعا.ك-أحمد شلي فما بعد. ج .2ص261 29 ثالثا:النظردت السياسية عند المعزل: إن المعتزلة باعتبارها فرقة إسلامية، تعد لونا آخر غير الحركات الإسلامية الأخرى ال ظهرت في العهد الأموي .فهي حركة فكرية محضة إذ لم يعرف عنها أما سألت سيفا على أحد الحكام .وقد كان ظهورهم إثر بروز عدة مسائل ناقشها المسلمون، كالقضاء والقدر ومرتكب الكبيرة، فواصلت من ذلك الحين مسيرتما الفكرية، أي أن سبب ظهورها كان فكريا فلسفيا محضاء و لم يكن بحد السيف. يرى المعتزلة أنه لا بد للمسلمين من إمام ينصبونه، وينطلقون في مفهومهم للإمامة من نظرية "المدنية المتمدنة" ال تعي بأن الإنسان تتناقض مصالحه وأهدافه فلا بد من إمام عادل «يحتاج إليه لتنفيذ الأحكام الشرعية، من إقامة الحدود وحفظ بيضة البلد وسد الثغور وتحييش الحخيوش والغزو، وتعديل الشهود وما يجري هذا الحرى)!(»... ومن هذا الأساس فإن الإمامة عندهم واجبة بحكم العقل لا بدليل : من الشرع وأن عدم نصبها ضرر& ودفع الضرر واجب عقلاء وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . والإمام المعتزلى يجب أن يكون عادلا، فاضلا عالما حسن السياسة\ قادرا على التنفيذ، ويسوس بأحكام الن .. ويشترطون في الإمام أن يكون من قريش هذا عند أكثرهم -1القاضي عبد الحبار الأصول الخمسة، ص 057فما بعد. 39 استنادا إلى الحديث «الأئمة من قريش»ا!) .ولإجماع الصحابة على ذلك .وهناك من المعتزلة من لم يشترط القرشية باعتبار أن الحديث غير متواتر لأن الأنصار لم تتبعه، ؤأن عمر كان يجوّز إمامة المولى سالم مولى أبي حذيفة. له ما بين العامة والخاصةوقد اختلفوا في اختيار الإمام والعقد فأبوبكر الأصم وتلامذه يرون أن ذلك من واجب العامة، أما غيره من المعتزلة فقالوا بأن ذلك من واجبات الخاصة دون العامة(ت). والإمام عند المعتزلة ليس حافظا للشريعة ولا معصوما، وهو مفوّأض في مصالح الدنيا فقط والقياس فيه ليس إلى النبوة، بل إلى الحكام والأمراء والحكم بصفة عامة. وذهبوا إلى جواز تولية المفضول مع وجود الفاضل إذ العبرة لديهم مصلحة النصب وما تقتضيه الظروف المفوضة إلى الإمام، كما أجازوا الخروج عليه إذا غلب الظن بنجاح الثورة .وهذا فإممم عذروا الصحابة الذين قعدوا أيام معاوية و لم يخرجوا نتيجة القهر والاستبداد السياسي. ا -رواه آبو داود ج 25ص \361بلفظ :عن أنس أن البي ثله قال« :الأئمة من قريش إذا حكموا وإذا عاهدوا وفواإ وإن استُرحموا رحموا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملانكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صرف ولا عدل» .ورواه البخاري في كتاب الأحكام، من طريق معاوية بلفظ« :إن هذا الأمر في قريش، »...فتح الباري، ج6ا، ص - .332والترمذي بلفظ« :قريش ولاة الناس »...سنن الترمذي جه. ص .305وقال عنه :حديث حسن غريب صحيح - .ورواه أحمد بنفس اللفظ: «الأنمة من قريش» مسند أحمد، ج 3.5ص.921 2القاضي عبد الحبار، الأصول الخمسة ص457فما بعد. 49 هومفهومهم هذا عن الخروج على الإمام الظاهر فسقه3وأساس مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(!). بناء على .ما مر من آراء المعتزلة حول الإمامة، فإممم يصفون ضمن مدرسة الاختيار، لأممم يرفضون النص والتعيين والوصية رفضا قطعيا، ولقد عاشوا مضطهّدين طيلة العهد الأموي والفترة العباسية و لم انتشرتحيثوالمعتصم والوانقى،المأمون عهدقالابالحريةيتمتعوا أفكارهم قي مدن كثيرة غلب عليها الفكر الاعتزالى.)2 .إن الفكر النظري الاعتزال قد اتصف بالعقل، وناضل من أجل إقامة دولة اعتزالية المبادئ بإحلال الفكر القومي القائم على الحضارة وفيه يسو د العقل على الخرافةمحل العصبية القبلية والتعصب الشعوبي© الدولة يصبحهذهوقيالاستدلال.وطرقالأدلةمنغيرهعلىويتقدم أهل الاختيار -الذين يكونون أكثرية الرأي العام المستنير -هم سند فيهادولة تسودوالمحاسبين لها والمراقبين لتصرفاقما.الدولة وقوتماا الأصول الاعتزالية الخمسة\ وترتفع فيها راية العدل والتوحيد .إلا أن وذابجميع فرقهمكلهمفقد اندثروالصالحهمتكنالظروف المذهب الاعتزالي في تعاليم الشيعة الإمامية والزيديةء حيث أخذ المذهبان أطيب ما عند المعتزلة وتركا التطرف(ة). 92:2 ا -القاضي عبد الحخبار، الأصول الخمسة، صل 57فما بعد - .محمد جواد مغنية .صر[!88 2انظر أسماء تلك المدن :محمد عمارة الإسلام وفلسفة الحكم ص.642/252 3القاضي عبد الخبار، نفسهث ص.927/237 59 من خلال استعرانضا للنظريات السياسية لدى أهل السنة والجماعة\ والإباضية، ثم الشيعة والمعتزلة} يتبين لنا لأول وهلة انقسام آرائهم إلى مذهبين كبيرين أزاء طرق إثبات الإمامة: المذهب الأول :وهو مذهب الاختيار، ويدخل فيه كل من أهل السنة والجماعة \ والإباضية\ والمعتزلة. والمذهب الثا :وهو مذهب النص والتعيين والوصية، ويختص به الشيعة وحدهم. ولا شك أن كلا الفلسفتين تحعل الرأيين بعيدين كل البعد عن بعضهما .وذلك للنتائج اليي ستترتب عن اتباع كل فريق لآرائه وفلسفته حول الحكم الإسلامي .فأهل الاختيار وهم السواد الأعظم للأمة الإسلامية ينطبع حكمهم بالشورية والديمقراطية ومشاركة الأمة في الحكم» في حين ينطبع حكم أهل النص والتعيين بطابع التقديس والرهبانية الي تحعل الإمام معصوما من كل خطإ، وهذا يقوده إلى الاستبداد. وبالنسبة لوجوب الإمامةش فإن الفرق الإسلامية الأربعة ترى ذلك وتختلف فيما بينها في الوجوب الشرعي أو الوجوب العقلي، فأهل السنة والجماعة والإباضية يرون وجوبا بالشر ع(!)، في حين تجتمع الشيعة والمعتزلة على القول بوجوبيما عقلا .مع اختلاف في الرؤية. فالشيعة يقصدون من إثباتما بالعقل الابتعاد بالإمامة عن أمور الدنيا ا -انظر المبحث الأول من التمهيد. 69 وجعلها من أصول الدين أمًا المعتزلة فيرون أنما من مصالح الدنياء انطلاقا من نظرية "المدنية المتمدنة"(!) . أما موقف الحميع من الإمامة والدرجة الي أعطاها كل فريق لمفهوم الإمامةا فإن الأمر يختلف بين المذهبين، فأهل الاختيار وهم الستّيون والإباضية والمعتزلة يضعون الإمام في مرتبة المنفذ لأحكام الل وهو غير معصوم من الخطإ ومسؤول عن خطئه ومحاسب عليه، أما أهل النص والتعيين فإنهم يقيسون الإمامة بالنبوة ومن تم فالإمام عندهم حافظ للشرع وذو علم مصدره النور الإلمي، وهو معصوم وأفعاله حجة .وإذا كانت الأفكار الشيعية مبالغا فيها، فإن الفرق الشيعية لا تتفق كلها على هذه المبادئ إذ بحد الزيدية لا ترى عصمة الإمام ولا تحصر الإمامة في أولاد علي من الحسن والحسين، بل إن كل شيعي توفرت فيه شروط الإمامة وخرج لنفسه داعيا فهو إمام). وفيما يخص مسألة القرشية فإن أهل السنة والجماعة والمعتزلة ترى ذلك الشرط إلا القليل منهم، في حين يقف الإباضية مع القائلين بصلاحية كل مسلم جمع الصفات المؤهلة للإمامة، بغض النظر عن النسب والخنس واللون .وبرؤية أوسع فإن الإباضية وحدهم يقفون موقفا مغايرا لأهل السنة والشيعة والمعتزلة بالنسبة لشرط النسب .مع -1بالنسبة للشيعة انظر :حسن الأمين، ص .51وبالنسبة للمعتزلة انظر :القاضي عبد الجبار، الأصول الخمسة ص 557فما بعد. حمدراجع: العصمة للإماموجوبالإمامية والإسماعيلية على عدم ما عدا اتفقوا جميعا 2۔ حواد مغنيةء ص 291فما بعد. 79 اختلاف ضئيل بين الشيعة من جهة وأهل السنة والمعتزلة من جهة أخرى‘ فالمذهب الأول يجعل الإمامة في بيت النبوة أما المذهبان الآخران فيوسعان مالها إلى البيت القرشي .وهذه الصفة الخامعة للمذاهب الثلانة جعل نظرتما تتسم بالضيق والتخصيص في بحال تولي الإمامة .إلا في حالة واحدة، عند إجماع الأمة على تولية غير قرشيك فأجاز ذلك أهل السنةإ وهي حالة تفرج نظرتمم من التخصيص إلى رحاب التعميم .فيلتقون مع الإباضية الذين يجعلون من القرشية شرطا للأفضلية} وليس شرطا للصلاحية. وني موقف الأمة من الإمام الجائر فإن الإباضية والمعتزلة يجمعهم رأي واحد وهو جواز الخروج عليه إذا غلب على الظن بحاح الثورة، قي حين يتفق أهل السنة والجماعة في موقفهم مع الشيعة من الإمام الجائر مع اختلاف الرؤية} فالأولون تمنعهم الدماء والفتن، أما الآخرون وهم الشيعة فتصدهم عصمة الإمام(!). ا -انظر الفعمل الثالث من القسم الأول. 89 الفصل الأول و حدتها مفهوم الإمامة ووجوبها و 99 مهير: ` حلق اللة الإنسان وأسكله في الأرض واستخلفه فيها ليقوم وهو الذي جعلكمبعمارتما .وفق ما قرره القرآن في قوله تعالى: خلائف الأرض !) .ومن سته تعالى أن جعل العاقبة في هذه الأرض لعباده المتقين فقال« :وعد أله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض)«) .ثم جعل حياة البشر في أمم خلف بعضها بعضا في عبادة الله، وأنزل عليهم تنظيما اجتماعيا محكما لحياتهم الدنياء ومن ذلك ما يتعلق بأمور الحكم والسياسة في قواعد عامة من غير تفصيل. وقد كانت الإمامة والخلافة من أخطر المسائل الن جرى الحدل فيها بين الأقدمين والمحدثين على حد سواء .كما أسالت هذه المسألة كثيرا من الدماء بين المسلمين وفرقتهم شيعا وأحزابا(ة). ومعلوم أن منزلة الإنسان في الأرض بالنسبة للخلافة لا تتعدى نيابة اللة وهي خلافة عامة وخاصة .فالاستخلاف الخاص هو الاستخلاف في الحكم وهو نوعان :استخلاف الدول، واستخلاف الأفراد .وهذه الوظيفة تؤدي حتما إلى القيام بواجبات انة وأحكامه. لأنه ليس من المنطق أن نخرج عن حدود من منحنا الخلافة والنيابة في -1سورة الأنعام، آية .561 2سورة النور آية55 . .31 -3محمود إسماعيل الحركات السرية ف الإسلام .ص 101 ملكه .وتتلحص هذه الواجبات في إقامة الدين كما هو(!). وقد أثيرت حول الخلافة عدة مسائل كانت حول ماهيتها وشكلها وطريقها وغير ذلك" كما أثيرت مسألة كونها أمرا دينيا وفى هذه المسألة ذهب بعض أهل السنة والإباضية إلى القول بأمما مسألة دينية( .)2بينما يرى آخرون بأنما مسألة عملية لا عقدية إذ لو كانت الخلافة دينية لما اختلف العلماء حوا .ويستشهد ابن تيمية فذا بأن الر سول ثقله كان إذا أسلم الكفار أجرى عليهم أحكام الإسلام و لم يذكر فم الإمامة .ومن أدلة ذلك أيضا حديث جبريل الذي جاء الرسول ثلة عن الإسلام والإيمان والإحسانة).تي صورة رجل 7 و لم يذكر له الإمامة(.)4 ا -عبد القادر عردة، الاسلام وأوضاعنا السياسيةث ص.91/١!4+‏ -2ينسب هذا القرل إلى الإمام الشافعي انظر :أبر زهرة، تاريخ المذاهب الإسلاميةث ج2 ص = .252ابن رزيق حميد بن أحمد الشعاع الشائع اللمعان في ذكر أئمة عمان، صا - .محمد الشيخ بالحاج مقابلة. نحصر حديث جبريل« :بينما نحن جلوس عند رسول الله ترثة إذ طلع علينا رجل-3 شديد بياض الثياب »...رراه البخاري عن أبي هريرة بلفظ« :كان النبي بلة بارزا يوما للناس »...كتاب الإيمان، باب733جا ص - .84وأبو داود، كتاب السنة باب.61ج .2صر .625حرالترهمذيث، كتاب الإيمان باب، 4جك صر - .6وابن ماجه .المقدمة .جا، ص.42 4ابن تيمية} منهاج السنة النبويةث ج! ص7ر .84/94/0ظافر القاسمي، نظام الحكم، ج ل ص6ل.2 201 والمراد بكون الخلافة أمرا دينيا أم عمليا، هو بيان الدرجة الي تختلها هذه المسألة قي حياة المسلمين هلم تكن النلافة شرطا من شروط الإسلام أو عقيدة واجبة بقدر ما كانت من تنظيمات الحياة الواجبة الاتباع والتنفيذ .إذ كان لا بد من إقامتها حيت يقام الدين وتصان الأحكام وتنتظم مصالح الأمة. ويعتبرها الماوردي« :أصلا عليه استقرت قواعد الملة وانتظمت به مصالح الأمة حت استتبت بما الأمور العامة وصدرت عنها الولايات الخاصة\ فلزم تقديم حكمها على كل حكم سلطاين»(!) .ومن هذا النظور شملت سلطة الإمام جميع النواحي المدنية والدينية فكانت منزلته من الأمة ممنزلة الرسول من المؤمنين، بصفته خليفة له ومنقّذا وله عليهم الولاية العامة من مناصرته ومؤازرته وطاعتهلأحكام 1 الطاعة التامة ما دام قائما بأمر ال). ‏ :٧ً ١مفهوما لاما مہ تحديد المصطلحات: نشأت في الفكر السياسي الإسلامي ثلائة مصطلحات تتعلق لكلوقد كانوالإمام(ة).والخليفةالأمير هي:رئيس الدولة.معنصب المارردي، الأحكام السلطانية ص.721 النظم الاسلامية .ص.2علي إبراهيم2۔ أنور الرفاعي، الاسلام في حضارته‘ صر .78حسن الاسلام وفلسفةعمارةمحمدصر.62الامامة عند ابن تومرتالإدريسي-3۔ علي ‏ ١لحكم } ص.52 301 مصطلح مفهوم خاص» ومناسبة أطلق فيها . أ -الأمير: هذا المصطلح ي حياة الرسول ثقله مع لفظة "الآمر"، إذعرف يوجد بين الأمير والآمر علاقة وطيدة(!) من ناحية الوظيفة، فالأمير في عرف المسلمين هو الرئيس الأعلى للمجتمع .وعادة ما يكون ذا صفات تميزه عن أصحابه كالشجاعة والرأي وهذا حسب الوظيفة المنوطة به .قال رسول اله هز« :ما من ثلاثة يكونون في أرض فلاة إل أقروا عليهم أميرا») .من هنا فإن الأمر يتعلق بالتنظيم وانضباط اللسلمين .وقد ضرب الرسول ة لذلك مثالا، وكان من سته أنه كلما غزا ترك على المدينة أميرا، أو أمر على الجيوش أميرا إذا لم يصحبها هو بنفسه . وما يوضح ويعرف هذا المصطلح أيضا بكونه وظيفة تطبيقية لا تستقيم الأمور إلا به» هو ما حدث يوم السقيفة حين قالت الأنصار: «منا أمير ومنكم أمير» فكان الرد أنه لا يستقيم سيفان في غمد واحد .وقال المهاجرون« :بل نحن الأمراء وأنتم الوزراث» .الذي يستنتج من هذه الواقعة هو أن لفظة الأمير لم يكن استعمالها مقتصرا 3بل استمر من بعده.على عهد الرسول -1رواه أحمد، عن عبد الله بن عمرو ج 25صر.671/771 2ابن خلدون\ المقدمةێ ج، 2صر- .886المارردي" ص.05 401 ب -الخليقة: بعد وفاة الرسول ثة كان لا با للمسلمين من خليفة يقوم مقام الني ثة لمواصلة رعاية الأمة الإسلامية .وهذه الوظيفة تعد أساسا خلافة محضة لرسول ألته ثلة يقوم الملستخلف فيها بتنفيذ ما كان الرسول ثقة ينفذه .كما أن الخلافة تع انقطاع الوحي بصفته من خصوصيات الني ثثل، ولهذا فقد ظهر هذا المصطلح بعد وفاته هنلة وأول من حمله أبو بكر .وقد اختلف في تسميته، فقيل له :خليفة الة«ا) 3لأن أكتبادر إلى الذهن أنه يخلف ألن ورسوله ثثل في عمارة الأرض طبقا لقوله تعالى :يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض». )4 إلا أن أبا بكر همى عن ذلك. ومن ثم أخذ هذا المصطلح معناه الحقيقي في ميدان السياسة الشرعية وطبع بطابع الخلافة الي يراد منها اتباع أحكام الذ وتنفيذهاك لأن المشر ع الوحيد هو1تعالى. ج -أمير المؤمنين: جاء هذا المصطلح موافقا لخلافة عمر بن الخطاب\ فقد أنكر 5لأنه لا يخلف أبا بكر، بل يخلفتسميته بخليفة خليفة رسول ألن النبي ثةة 3كما أنه أنكر تسميته بالملك، واختار لقب أمير المؤمنين ن:حاآ'-ع مل:482.م ,-1 آية .6صسورة -2 501 بتعادا عن لقب خليفة رسول أله الذي يعطي معن السلطة الدينية(!). إجادقأثر بارزاكانالخطاببنعمرشخصيةأنوالملاحظ هذا المصطلح نظرا لما غرف عنه من التشدد في الدين والتطبيق الدقيق للشريعة ومحاسبة نفسه شعورا منه بعظم المسؤولية . دا-لإمام: ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم للتعبير عن المسؤولية الدينية. وجاء يحمل معى النبوة والتقوى والتقدم في الدين والصلاة وما أشبه ذلث{ث) .قال تعالى على لسان عباد الرحمن :واجعلنا للمتقين إماما ] .)(4وقال لإبراهيم :لإن جاعلك للناس إماما»(. .)4 انطلاقا من هذه المعاني أصبح هذا المصطلح يحمل معي الولاية العظمى‘ ودخل في قاموس السياسة الشرعية .وغدت «الإمامة والخلافة والإمارة والرئاسة عبارات مختلفة في اللفظ‘ ومتفقة في المعين العام»(. )5 كما تحد ابن خلدون يعرف الخلافة بقوله« :هي حمل الكافة مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الدنيوية والأخروية، وهي خلافة ا -محمد عمارة الإسلام وفلسفة الحكم .صرل 92فما بعد. 2حمد عمارة، نفسه{ ص - .23/33ابن خلدون المقدمةێ ج 25ص.886 -3سورة الفرقان آية .47 4سورة البقرة آية .421 -5اطفيش{ؤ شرح عقيدة التوحيد، صر.734 601 وسياسة الدنيا»( ا) .حراسة الدينالشر ع قصاحبعن ويعرفها الشيخ امحمد اطفيش بأمما« :رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص وهي خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة»(.)2 كما عرفها الماوردي بقوله« :الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنياء وعقمدها لمن يقوم بما في الأمة واجب بالإحجما ع»(.)3 وتبين هذه التعاريف مما متقاربة جدا، إذ لا يوجد فرق بين الإباضية وأهل السنة والجماعة في مفهوم الإمامة .فالكاُ يجمع على أن الخلافة هي خلافة رسول الذ تلة في أمور الدين والدنيا. ورغم أن هذه المصطلحات متفقة في الدلالة والمع إلا أننا نلاحظ دون أخرى.المذاهب لألفاظ ومسمياتبعضاستعمال و الجماحمة:السنةأمل- 1 بعد نهاية الخلافة الرشيدة وظهور النظام .الوراثي في الحكم كان وذلك عبر التاريخالحكاممصطلح الخليفة هو الأكثر استعمالا لدى ا -ابن خلدون المقدمة! ج6 {2ر.88 2اطفيش 6،شرح عقيدة التوحيد ص .734وتوجد ىفسر التعريفات من حيث المعين عناد كل من :ابن تيمية الخلافة والملك، صر اك - .أحمد أمين .فجر الإسلام ص!- .72 عبار حمود العقاد الديمقراطية في الاسلامث صر.86 3المارردي 5ر(.92 701 الإسلامي الذي سادت فيه كيانات سياسية سنية كالأمويين والعباسيين في المشرق، والأغالبة والأدارسة في المغرب . وبعد سقوط الدولة العباسية فى سنة 656ه وانتقال الخلافة إلى العثمانيين ساد مصطلح السلطان إلى اية الخلافة الإسلامية سنة 4291م. فأهل السنة عبر تاريخهم السياسي الطويل قد استعملوا مصطلحين: الخليفة ثم السلطان وهذا تبعا للظروف السياسية والأوضاع الي رافقت الأمة الإسلامية. 7مصطلحات :الخلافة والملك والإمامة مترادفات‘ تدل على الرئاسة العليا للدولة، فإذا قام الحكم على دعام طاعة الن واجتناب نواهيه، م الشورى فهو حكم إسلامي خالصل(). فالمذهب واحد بالنسبة للأسس الى يقوم عليها الحكم الإسلامي لدى الإباضية وأهل السنة، وهو الشورى والاختيار الحر .ومع هذا بحد الفقهاء من كلا المذهبين كابن تيمية ومحمد الشيخ بالحاج.بعض يتساهلون في ملكية الحكم الإسلامي، فيرى الأستاذ الشيخ بالحاج أنه لا حرج في ذلك مع اشتراط الشورى وحرية الاختيار وعدم تعيين حلف الإمام إلا بعد اجتماع أهل الحل والعقد .ويقول ابن تيمية: «فهذا يقتضي أن شوب الخلافة بالملك جائز في شريعتنا، وإن ذلك لدينا في العدالة وإن كانت الخلافة المحضة أفضل»(ة) . ص.217الإسلام وأوضاعنا السياسية ا -عبد القادر عردة 2ابن تيمية، الخلافة والملك، ص.13 801 وإذا كان ابن تيمية يجيز اختيار الملك فإنه يشترط العدالة والقدرة على تنفيذ الأحكام وهو ما ذهب إليه القاضي أبو يعلى في "المعتمد" سيرتهمعا وية ق أنه أ ظهر اسلامه وحسنتملكتكلم عنعندما وثبتت إمامته بعد موت علي وتسليم الحسن له(ا). إلا أن ابن تيمية يفضل الخلافة المحضة خاصة إذا توافرت القدرة فاختيار الملكية إذا مع وجود ما سبق ذكره منوالعلم والعمل. الشروط سبب في الذم والعقاب كما يقول(.)2 ‏١١2الإباضية :سع ه۔۔دأه.ن م'الإراذ أطلق الإباضية لفظ "الإمام" على ولاة أمورهم وقد ابتعدوا كل الابتعاد عن مصطلح الملك والسلطان الذي يرافق مفهوم القوة والظلم . والشيخ اطفيش لا يرى تسمية الإمام العادل بالسلطان(ة). الملكالمسألةهذهقذلكمنالإباضية أبدويذهب ويثبتعندهم بالسلطة يوجبالعادلالإمام«فتسميةوالسلطان۔ البراءة وعدم الطاعة وحربه إن قدر عليه سواء كان (المتسمي) من غير ه»(. )4أو منالمذهب إن سبب تشدد الإباضية في مسألة الأخذ بمصطلح السلطان أو م - ا -ابن تيمية، الخلافة والملك ص.03 ص.23نفسهابن تيمية 2۔ صر .724عقيدة التوحيدشرح-3اطفيش عمان عبر التاريخ .ج .2ص.41324۔ السيابي 901 الللك‘ يعود أصلا إلى خوفهم من السقوط في الاستبداد، فالإنسان كثيرا ما يغتر مما يحمله من ألقاب، والإباضية حريصون كل الحرص على البقاء في رحاب الاختيار والشورى. «السلطان ظل الن في أرضه»(ا ) لا تخرج معناه عنإن حديث تنفيذ أحكام الك، لأن الظل تابع لصاحبه، ولا يمكن أن يكون الظل أعوج وصاحبه مستقيم، وبالتالي فإن الحديث يفيد النيابة والخلافة وفق ما يريده اللقا .ثم إن لفظة "الظل" تدل على وجوب اباه الأمة لل سلطانا إذا احتاجت إلى ذلك وهو أمر ممكن ما دام هذا السلطان مطبقا لأحكام ال.. فالك ما أخذ بالسيف أو من عقدت له الأشرار إمامته(ة) والإباضية لا يريدون الخروج عن شعارهم "لا حكم إلا لله"، والشورى والاختيار .وقد روي عن عمر بن الخطاب فه أنه قال« :الخلافة على ما أؤتمن عليها .والملك ما أخذ بالسيف»(ة). والملاحظ أن الإسلام لم يحدد الطريقة ال يتم بما تنفيذ الخلافة في الأرض و لم يسم أي شكل من أشكال الحكم في ذلك .و لم يرد أي قطعي صريح محدد بصفة إلزامية لشكل الخلافة إل اشتراطنص الشورى‘ وهذا الموقف هو الذي ذهب إليه الأستاذ محمد الشيخ ا -رواد أحمد رقم28540ج 66مرك - .السيرطي۔ الجامع الصغير رقم .7184ج، 4ص.241 2الكندي، المصنف،ج0ا، ص.06 -3حميس السرتاقي، منهج الطالبين، ج، 8صر.54 011 بالحاج إذ يقول« :مم ملاحظة أن الإسلام لم يحرم النظام الملكيں و ل ينه عنه بصفة حتمية وإنما حسبه أن يكون نابعا عن الشورى فلا يعلم الخلف السلف عند شغور منصب الامامة إلا بعد اجتماع وتشاور أهل الشورى‘ وقد يكون أقرب قريب من السلف الراحل، وقد يكون بعيدا» حسبه آنه أهل لما رشح له، ارتضاه المسلمون لإمامتهم»(!). وإذا كان أساس الحكم الإسلامي هو الشورى والاختيار والرضى من طرفي العقد أهل الحل والعقد ثم الرعيةء فإئه لا يهم كثيرا النظر إلى الشخص المتولي للإمامة، بل المهم أن يكون ذلك شغور المنصب فقد سليمان داو د»( .)2فورٹه فيتعالى في هذا الشأن« :رورثقال الرسالة والنبوة والملك. %} - من خلال المطلبين نجد أن الإباضية لا يختلفون نظريا مع أهل السنة والجماعة فيما يخص تحديد مصطلح ومفهوم الإمامة، وبحد كلا الطرفين يشير إلى عدم التقيد بالأسماء والألقاب إل بقدر ما يقام بما الخلافة النبوية .وكذلك اشتراط العدالة والشورى في حال قيام الملك. والأفضل لديهما الابتعاد عن الملك الوراثي وخاصة\ إذا كانت الخلافة النبوية مقدورا عليها. رقم.3 بطاقة مقابلةبالحاجالشيخ حمد ا- -2سورة النمل آية .61 111 إن الابتعاد عن الملك والسلطان في رأينا أضمن لبقاء الحكم بعيدا عن الوراثة والسقوط فى مغبة الاستبداد بالسلطة وإعطاء الفرصة لكل له نفسه المغامرة للاستحواذ عليها .والتاريخ الإسلامي خيرمن تسول شاهد على ذلك‘ فشهوة السلطة كادت أن تصبح أقوى غريزة لدى الإنسان\ وإن الخوف آت من تمكن الملك من السيطرة بالقوة ثم الاستبداد .وحينئذ يصعب على المسلمين إزاحته. وما يلاحظ بعد هذه المقارنة بين الإباضية وأهل السنة والخماعة في مفهوم مصطلح الإمامة\ هو التقارب الكبير بين جميع الأقوال الواردة، وخاصة بين الشيخ ابن تيمية ومحمد الشيخ بالحاج. فالأول تجيز الَنكية في الحكم إذا لم يقدر على الخلافة النبوية، في حين بحد الثان7بذلك بدون تفضيل الخلافة النبوية مع اشتراط العدالة لكل منها .كما أن ابن تيمية يجعل الملكية جائزة لبعض الأنبياء كداود وسليمان ويوسفلا) أما محمد الشيخ بالحاج فإنه ينطلق من هذا المنال كقاعدة عامة مسلم يما بدون استثناء. إن مفهوم سياق تحليل الأستاذ محمد الشيخ بالحاج في مسألة فهو كغيرهالإمامة عند الإباضية يستنتج منه نوعية هذا الحكم الملكي، من الأحكام على شرط أن يكون قد تم ذلك بالشورى وأن يصبح اختيار نظام الحكم لك ظرف هو مبدا الإباضية .وهذا ما ييستشفُ من ذكر الأستاذ للنظام العسكري إذا اقتضت الحكمة ذلك وإنقاذ المسلمين من خطر محدق؛ اقتداء بفعل رسول انة ثا في غزوة أحد ا -ابن تيمية{ الخلافة والملك، ص 03فما بعد. 211 حيث قال« :ما كان لنبي لبس لامته أن يرجع إلى بيته» .وهذه السياسة المنتهجة من قبله ثة كانت لقطع الخلاف الذي وقع بين شيو خ الصحابة وشبابمم ف كيفية ملاقاة المشر كين(!) . وإلى هذا القول أيضا ذهب القاضي أبو يعلى في مسألة الخلافة المشوبة بالملك، معتمدا في ذلك على وضعية معاوية بن أبي سفيان، فهو يراه من يدخلون في الخمس والثلاثين التي جاءت في حديثه فتة: ويعلل ذلك بقوله:«تدور رحا الإسلام على رأس حمس وثلاثين»()2 «إن معاوية قد ظهر إسلامه وعدالته، ورغم أنه يخرجه من الخلافة النبوية 5إلا أنه يرى أن صفة الملكية لا تقدح فى خلافة معاوية كما أن ملك سليمان لا يقدح قى نبوءته»(. )3 ومهما يكن من الأمر بالنسبة لموقف أهل السنة والإباضية أزاء قضية الملكية فإننا نرى أن اعتماد أهل السنة وإقرأرهم بالخلافة المشوبة كحال معاوية.بالملك مع إقامة العدل هو اعتراف فقط بالأمر الواقعمء ا -عندما سمع المسلمون بتجمع المشركين ضدهم استشار الرسول فله أصحابه في كيفية الدفاع عن المدينة، فأشار عليه البعض بالمكوث داخل المدينة، وأشار عليه الشباب بالخروج وملاقاة العدو خارج البلدة، فدخل بيته وخرج ثم قال له الشباب :كأننا استكرهناك يا رسول الله، فإن شعت فاقعد .فأجاممم بقوله« :ما كان لنبي لبس لامته انظر تفصيل غزوة أحد :ابن الأثير الكامل ف التاريخ .بجحلد 28ص.301أن يرجع». 2أخرجه أبو داود بلفظ« :تدور رحاء الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين» .كتاب الفعن، والملاحم باب، 1ج 25صر - .414ورواه أحمد بنفس اللفظ، جا، ص.093/393/593 -3ابن تيمية، الخلافة والملك، ص.03/13 311 وأن موقف الإباضية أزاء نفس القضية -أي اعتماد الملكية العادلة كنظام حكم جائز -هو فقط للخروج من الأزمات . ويستنتج من كلام ابن تيمية أنه كان أكثر مرونة قياسا مع شيوخه الأربعة .رغم حكمنا على أن ذلك كان اعترافا بالأمر الواقع، وبالنسبة للإباضية فإن ذلك يدخل ضمن مبادئهم الي تقضي بإعطاء كل ظرف من الظروف الي قد تقع فيها الأمة الإسلامية مخرجا مع تحين الفرصة للرجوع بالحكم إلى الخلافة النبوية .وهذا ما لم يشدد عليه ابن تيمية} مما سهل لكثير من الأنظمة من بعذه اتباع نظام الملكية كقاعدة مسلم يما .وهذا ما يجعلنا أيضا نؤكد الرأي الأول وهو الابتعاد قدر الإمكان عن نظم الملك والسلطان لأن العدالة الى يعتمد عليها ابن تيمية. ومراقبة الفرصة للرجوع إلى الخلافة النبوية عند الإباضية غير مضمونتين، وذلك لما يعتري هذا النظام عادة من حب البقاء في السلطة .وهذه الوضعية من شأمما إيقاع الفتن بين المحافظين على ملكهم وبين من يريد إرجاع الحكم إلى نبوعته. وفيما يخص الشيعة فإن أغلب أحوالها السياسية نظرية كانت أم ولاتطبيقية قد غلبت عليها صفة الأئمة وتسمية ولاة أمورهم بالإمامء نعثر على اسم آخر كالخليفة أو الملك أو السلطان ث تارخهم السياسي للخلفاء الفاطميين بمصر .ويعود هذا إلىإلا قليلا كما حدث اعتقادهم بعصمة الإمام؛ إذ إن لقب الإمام أكثز وقعا في النفس من. الناحية الدينية بالنسبة للألقاب الأخرى .ثم إن ما استدلوا به من القرآن 411 في قوله تعالى :وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا(ا) .لإضفاء صفة العصمة على أئمتهم تجعلهم يتمسكون بمذا الاسم أكثر من غيره(). أما المعتزلة فما هو ملاحظ عنهم أن أكثر علمائهم يستعملون لفظة الإمام أثناء حديثهم عن الإمامة، و لم نقف على اسم آخر أثناء اطلاعنا على كتبهم .ومن الناحية التطبيقية} فإن المعتزلة لم تقم لهم دولة الأصول الخمسة الي نادوا بما، فقد شاع ذكرهم وانتشرتطبقت آراؤهم أيام بعض الخلفاء العباسيين كالمأمون والمعتصم والمكتفي ولكنهم لم يصلوا إلى السلطة(ة). ملا ا -سورة الأنبياء، آية.37، المدخل.انظر المبحث الثان من-2۔ انظر المليحث الثالث من المدخل.-3۔ 511 لاما مہآ ذا:وجوب )أهل السنة: «يرى ججمينع أهل السنة وجميع المرجئة وجميع الشيعة وجميع حاشا النجدات من الخوارج فإممم قالوا لاالخوارج وجوب الإمامة يلزم الناس فرض الإمامة وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق فيما بينهم. )!(». . . ونجد إلى جانب النجدات هشام القوطي وأبا بكر الأصم من المعتزلة الذين خرجوا عن هذه المسنّمة) .وقد اعتمدوا في ذلك على أن الناس إذا أرادوا إقامة إمام مال كل حزب مع هواه فأدى هذا إلى الفتنة فالى [. وإذا استعرضنا حجج النجدات وجدناهم في الأصل متفقين مع الفرق الإسلامية الأخرى في إقامة الخلافة، وذلك لأن اعتراضهم جاء بعد انعقاد الإجماع ثم إممم قيدوا حجتهم بتواطؤ الناس على العدل، وتنفيذ أحكام الذ فيما بينهم(. )4فإذا ما استحالت هذه المقولات دخلت النجدات مع سائر الفرق بالضرورة .واتفقت الآراء في النهاية على قول واحد. ص.27ج.4 الفصل-1۔ ابن حزم! 2ابن خلدرن\ المقدمة، ص - .043البغدادي أصول الدين، ص .072 .31ص7جواد-3۔ محمد .27/37نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم .ص4۔ محمد الخضرى 611 وقد اختلفت الفرق الإسلامية أيضا في مسألة عقد الإمامة هل أم يمما معا؟ثبتت بالشر ع أم بالعقل ش فالتائلون بوجوب إقامتها عقلا استدلوا بكون الناس يهملون أحكام أنة تعالى أمًا القائلون بوجويما شرعا فاحتجوا بصحابة رسول بيعة أبي بكر .عنل وفاته عندما باد روا إلانة بت ومهما يكن من أمر فإن أهل السنة يرون طريق وجوب الإمامة هو الشر ع نقلا وسمعا، وذلك بإجماع الصحابة(!) . « شح إن نصبابن خلدون هذه القضية ببيان جلي قائلا:ويفصل الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين ...وقد ذهب بعض الناس إلى أن مدرك وجوبه العقل... وإنما وجب بالعقل لضرورة اجتماع البشر واستحالة حياتمم ووجودهم منفردين-)2(»...فسبيلها عند أهل السنة والجماعة إنما هو الشر ع . ا-الادلة النقلية: ييستشف من القرآن الكريم ضرورة إقامة الخلافة وانتظام المسلمين تحت راية واحدة، وقد وردت في هذا الموضوع آيات منها الي تبين ذلك مباشرة كقوله تعالى :ليا أيها الذين آمنوا أطيعوا انة وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)ة) .ومنها الن تأمر المسلمين بالاتحاد -1محمد عمارة الإسلام وفلسفة الحكم" ص[ - .33ظافر القاسمي ج، 1ص- .692 حمد جراد مغنيةء ص .091 2ابن خلدون المقدمةش ج، 2ص.986/096 -3سورة النساء آية .95 711 وعدم التنازع مثل قوله :فولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)»ا). قال :اذن ارم في يء فوه إل أل والرسول»ت) .وحبه هذه الآيات توحي بضرورة وجود يد عليا في اجتمع الإسلامي تعود إليها الأمة في جميع شؤونا الدنيوية والأخروية . وفي أقوال البي ثقه أوامر بوجوب القيام بالدولة والحكمة) .قال رسول الل هت« :ستكون خلفاء فتكثر .قالوا فما تأمرنا؟ قال :فوا ببيعة الأول فالأول .وأعطوهم حقهم“(،)٨‏ وقال« :ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع .فاضربوه بالسيف كائنا من كان».)5 فقد كان الرسولولا تعدو أن تكون أعماله فل تدل على ذلك، غا أمير المسلمين ورئيس دولتهم، يولي الولاة، ويعين القضاة، ويعقد الألوية، ويغزو ويقيم الحدود ويرسل الرسل إلى الملوك{©). كما أن إجماع الصحابة في ذلك جلي .كما سارعوا يوم وفاته ق -1سررة الأنفال، آية .64 2سورة النساى آية .95 -3محمد المبارك نظام الإسلام ێ ر.41 4رواه مسلم كتاب الإمارة، رقم الحديث.2481ج، 3ص .0741 6رواه مسلم 3كتأب الإمارة، رقم الحديث- .2581وأحمد بنفس اللفظ، ج، 4ص.143 وأبو داود كتاب السنة، باب قتل الخوارج، ج، 2ص34ك\ بلفظ« :ستكون بعدي هنات وهنات»... ‏٠ص61المبارك حمد 6۔ 118 إلى تعيين خليفة له«، إذ كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا جماعة»!) . وقول أبي بكر يوم السقيفة« :إن محمدا قد مضى لسبيله .ولا بد فهذا الأمر من قائم يقوم به»(. )2وقال علي بن أبي طالب« :لا بد للناس من إمارة .برة كانت أو فاجرة»» فقيل« :يا أمير المؤمنين، هذه البرة قد عرفناها .فما بال الفاجرة؟» فقال« :يقام بما الحدود وتؤمن بما السبل وجاهد بما العدو .ويقسم بما الفيء»(). فإجماع الصحابة قائم وهو حجة ودليل .وعقدها لمن يقوم بما في بالإجما ع(. )4 واجبالأمة مه-الأاحدلة العقلية: «إن الإنسان اجتماعي بالطبع ولا يمكن لأي فرد مهما كانت خصائص شخصيته أن يعيش منفردا .فلا بدً من الاجتما ع© لأن الأفراد تتكامل منافعهم .والتفاهم حول الخليفة من شأنه تنظيم حياتمم وسلوكاتمم} ومن جهة أخرى فإن الناس تتشعّب مصالحهم وقد تكون على حساب بعضهم بعضا\ فالسلطة هنا واجبة لرعايتهم وحفظ المصالح .وأن الن قد خلق الناس لغرض العبادة} فسر لهم شرائع تفضي ممم إلى السعادة الدنيوية والأخروية .وبما أن الشارع أعلم بمصالح -1ظافر القاسمي، جا ص751۔ -2صبحي صال النظم الإسلامية۔ ص.262 3للتوسع ينظر :البغدادي، ص - .012ابن تيمية} السياسة الشرعية ص.17/27-961 4المارردي، صل - .92محمد المبارك، ص61رما بعد. 911 الكافة فلا بد له من جمع إنساين لحملهم على تنفيذ أوامر الله من اليومبعصلا يمكنهم أن يبقواوالناسالقصاص.وتنفيذإقامة الحدود بدون ولاة الأمور، وإلا فسدت أحوالىم»(!). والإمام هو الذي يقوم بالسهر على تواطؤ الناس على العدل، ورة و محاربة الباغي© وحشد النغور، وحماية البيضة وتسمية الولاةالظلا ل وتبليغ الرسالة السماوية إلى الناس جميعا.والقضاة الإباضية اعتى الفقه السياسي عند الإباضية بمسألة الإمامة ووجوبما أشد الاعتناءء وقد دقق في جميع تفاصيل الوجوب\ فالإباضية كغيرها من الفرق الإسلامية ترى وجوب الخلافة وإقامتها من قبل المسلمين .يقول الشيخ قاسم الشماخي« :وليس منا إنكار وجوب الخلافة»(. )2 وينظر الإباضية إلى قضية وجوب الإمامة نظرة لا تختلف تماما عن نظرة سائر الفرق الإسلامية الأخرى© ويدافعون عنها .وهذه من النقاط الي يختلفون فيها مع الخوارجث) .وقد تطرقنا إلى ذلك في قضية الخوارج في مدخل المطلب الأول من هذا الفصل. وينطلق الإباضية في نظريتهم القاضية بضرورة إقامة الإمامة من أن والحقوقالأمر والنهي والقيام بالعدل1بمرضفريضةعقدها ا -ابن تيمية، منهاج السنة، جا 5ص - .063ابن خلدون، ج 2،5ص.786 2قاسم الشماخي، شرح اللؤلؤة ج، 2ورقة.532مخطوط. .!.ن ع نم.2. 915. -3 021 والواجبات(!). فالإباضية عموما يرون نصب الإمام، بل ويقرر الفكر السياسي لديهم أنه إذا اتفقت الأمة على تولية إمام عادل أهل لتلك المسؤوليةء 5ء.ى. فاي ان يتقذم قتلوه، ونظروا في غيره& وذلك اسوة بالخليفة عمر بن الخطاب في وصيته للصحابة أهل الشورى الذين كلفهم باختيار خليفة من بعده& حيث أمرهم بقتل من يرفض الإمامة إذا اتفقوا عليه .ومثل ذلك فعله الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة مع حملة العلم() إلى ا -تبغورين الملشورطي، أصول الدين، ورقة.8مخطوط. 2حملة العلم إلى المغرب هم: "أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، الحميري اليمني، زعيم دي وقائد عسكري، وصاحب راي حصيف .ولاه حملة العلم على أنفسهم بناء على أمر شيخهم أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة .للقيام بالدعوة سرا ثم الانتقال إلى الظهور .أقام الإمامة في طرابلس سنة 041ه .دامت إمامته أربع سنوات، إذ قتله حيش العباسيين في هجوم على سرت سنة.441ينظر حول سيرته :الشماخي، سير المشايخث ص_ .321/231 ابن الأثير الكامل، ج صر _ .613ابن خلدون! العبر .ج، 6ص .211وحول تفاصيل مبايعته ومعاركه، الدرحيي، طبقات المشايخ، ج .2ص.22/53 "عبد الرحمن بن رستم بن مرام بن كسرى الملك الفارسي وابن الصغير لا ينكر صراحة له يشرف بما ولا عشيرة تحميه، ينظر:أن عبد الرحمن فارسي وإنما يقول إن لا قبيلة سير الشماخي، صرل _ \9ويذكر المسعودي، في هروج الذهب، أن سلالة عبد الرحمن ابن رستم التي حكمت المغرب‘ وعمرت الديار من الأسبان الذين تنرزع في نسبهم فمنهم من يقول إنهم من أهل اصبهان من ملوك الفرس الأولى، ومنهم من يرى أمم من۔۔ ==ملوك الأندلس اللذارقة، والمسعودي مع هذا الرأي الأخير .أما الإباضية فيجعلون سلالته من الملك الفارسي .أسس الدولة الرستمية سنة 061ه .وتوفي سنة 171ه. راجع أخباره وسيرته في :سير أبي زكرياء .ص _ .45طبقات الدرجيني ج، 2ص.91 هروج الذهب ج[ .681/753/853، ابن خلدون، ج، 6ص _ .522ابن حزم! جمهرة 121 المغرب(!). ويستدل الشيخ اطفيش على وجوب نصب الإمام العادل إذا تمت شيروطه بتوقف الواجب عليه، ومن تمام الأمر والنهي وإقامة الحدود والقيام بالعدل والإنصاف وردع المعتدي وما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض.)2 ا -الادلة النقلية: يعتمد الإباضية القرآن الكرعم مصدرا للاستدلال على وجوب . ج! ‏ ٠ص!6البيان ابن عذارى.7صالمغربالبكري.15ص!العرب.أنساب "عاصم السدران، نشأ في قبيلة سدراتة .كان قوي البنية قوم الخلق حضر بحالس العلمإ ثم سنوات.خسشيخهم أبي عبيدةمعهم عحندلومكثالمشرق.مع حملة العلم إلسافر لم يتقلد عاصم مسؤولية معينةا بل اختير ليكون داعية يتجول في القرى للوعظ والإرشاد .ومن تلامذته تكونت النواة الأولى لكبار علماء حبل نفوسة .قتل مسموما بالقناء .في معركة في عهد أبي حاتم الملنزوزي .راجع تاريخه ني سير الشماخي، ج!،1 ص _ .621علي حي معمر الإباضية في موكب التاريخ .الحلقة الأرلىث ص.421 "إماعيل بن ضرر الغدامسي أبو الزاحر، كان عضوا بارزا في البعثة العلمية، ترلى القضاء لأبي الخطاب ف إمامته بطرابلس .و لم تبين المصادر تواريخ مولده ووفاته .راجع ح.2ج! & صر _ .721علي معمر } الإباضية ف موكبالشماخي.سريرته يي سبر الإباضية في ليبيا قسم 23صر.!3 "أبو دارد القبلي من بلاد نفزاوة 5كان شيخا مشهورا بالعلم والورع لم تذكر المصادر تواريخ ولادته روفاته، انظر :سبر الشماخي، ج، 1ص_ .921 وحول تفاصيل حملة العلم إلى المغرب ينظر أيضا :مقال لويسكي تاديوش، ي دائرة المعارف الإاسلامية، مادة" :إباضية". ج \ 41صر 272فما بعد.الليلشرحضفيش الشيخ اطنفسها83-1۔ المصدر .172صج4!1-2۔ اطفيش۔ 7 221. إقامة الخلافة .قال تعالى :الذين إن مكتاهم في الأرض.)((» ... وتمكينهم هو جعل النفوذ هم في الأرض .وهذه الآية تفيد المدح. واللدح م ألله تعالى يقتضي الأمر بالممدوح( .)2وتمكينهم يع ريادتمم في الحكم في الأرض وإقامة الدين ونشره لتكون كلمة أنة هي العلياء كما جاء في الآية .وهذا أيضا مصداقا لقوله تعالى :ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ()(). . فمهما بلغت الأمة من درجات الرقي الحضاري لا بد لها من إمام يسوسها\ ويحتكم الحميع إليه، بصفته المسؤول الأول عن العدالة في جميع نواحيها .كما أن إقامة الشر ع وتنفيذه لا يتم على أيدي أفراد المجتمع والصفوف لا تجتمع إلى على يد عليا .قال تعالى على لسان بي إسرائيل :ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله»(ة×.)6 كما أن الرسول قفا كان إذا فتح بلدا جعل عليها أميرا، وأنه قال: «تخيروا لإمامتكم وتخيروا لنطفكم» وقال« :أطيعوهم ما لم يمنعوكم ا -سورة الحج آية .14 .172صج!4النيلشرح2۔ اطفيش .401آيةعمرانآلسورة -3 ص؛ه.7/عجلة المنهاج .عدد ©14۔ إير اهيم اطفيشض بطاقة رقم 1 مقابلة بالحاج الشيخ محمل©. 1ص6ا.7/ عددنقسكفإبراهيم اطفيشض5۔ 6سورة البتمرة، آية .642 321: الصلوات الخمس»«ا!). وإذا كانت أعمال الرسول ثقة وتقريراته وأوامره من تأمير الأمراء على البلدان المفتوحة وعلى الخيوش» ثم الأمر بطاعتهم، إذا كانت هذه قد وقعت في حياتهش فهي من بعا۔ مماته من باب أولى وأحرى)، لقوله تعالى :وما آتاكم الرسول فخذوه وما فماكم عنه فانتهوا»(ت). ولا مراء في أن كل الصحابة قد سلكوا مسلك البي ثة في إقامة الخلافة من بعده؛ حيث اشتغلوا بمعالجتها عندما تحققوا من موته ثتكء لما رأوا من لزوم أمرها، إذ إنه ث لم ليدفن بعد والصحابة مشتغلونم بأمر الخلافة(. )4 ولو كانت الإمامة غير واجبة لما بايع المسلمون أبا بكر ثم عمر من و شاهدو الو حي كما أنبعده 3وهؤلاء هم صحابة رسول الة . عمر وضع المشورة في ستة من أهل الحل والعقد وأمر بقتل من يتسبب في عدم إقامتها، و لم يكن ليأمر الفاروق بإراقة دماء في أمر تساوى فعله وتركه 5فلما كان من إجماعهم ما رأينا، ثبت أن عقد الإمامة على ا -رراه أبو دارد بلفظ« :ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرن، فقيل يارسول الله .أفنل١ا‏ نقاتلهم؟ قال :لا 0ما صلوا» .سنن أبي داود 5كتاب السنة باب قتل الخوارج، ج _، 2واحمد في المسند ج، 6صس _ .203/503والربيع بن حبيب الجامع الصحيح .ص.302/402 صر.472عبد الله بن حميد السالمي، شرح الجامع الصحيح .جز -3سورة الحشر آية .7 4سالم ىن حمود الحقيقة والمجاز في تاريخ الإباضية باليمن والحجاز ص.32 .421 اللسلمين فرض واجب©ڵ إذ لا يمكن أن تجتمع الأمة على شيء ثم تختلف فيه(ا!) .واختلافهم الذي وقع في السقيفة كان في الإمام و لم يكن إطلاقا في وجوب الإمامة(. )2 فالإمامة عند الإباضية إلى جانب ك ما تقدم من موجبات إقامة أحكام الله، فإن مهمة الإنسان في الأرض تقتضي عمارتما لدفع الفساد . ولا يتم هذا إلا بدفا ع ان بعضهم ببعض()& حتى لا تكون فتنة .قال تعالى(« :ولولا دفاع انت الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض .)+(4 -الأاحدلة العقلية: الإمامة لدى المسلمين أمر منطقي نظرا للشرائعإن إقامة ونصب ال شر ع الله، ومن ش فإن نصب الإمام ليكون مرجع كلمتهم أمر لا جدال فيه .فمن يقيم الحدود وينصف المظلوم ويرد الظالم، ويكبح شهوات الإنسان غير الإمام؟ وهذه الأحكام الإلهية من شأمما التنظيم والوقوف على تنفيذها .إذا فلا بد من سلطة غليا فوق الجميع لتنظيم أمور الحياة .يقول الشيخ اطفيش« :ونصب الإمام العدل الكبير واجب إذا تمت شروطه والدليل ش تمام الأمر والنهي© وإقامة الحدودمنتوقف الواجب عليهو جوبهعلى م ما بعا۔. صر432ج2الكلاميةالخوارجآراءطالبيعمار ا- 2إبراهيم بن ير سفؤ الحكم والسياسة في الإسلام من منظور الإباضيةێ ص.22 ا .5ص".عجلة المنهاج .عددإبراهيم اطفيض3 4سورة البقرة 5آية .152 521 01 والقيام بالعدل والإنصاف وردع المعتدي...وما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض»!) . ومن هنا فإن الناس لا يمكنهم إغفال هذا الواجب لأنهم لم يخلقوا عبٹا، بل العبادة هدفهم ومن العبادة إقامة أحكام1والسير فيى ونشير إلى أن الإمامة لدى الإباضية تقوم على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي قاعدة صلبة لا يمكن لأحكام ان أن تنقذ بدوا. إن المسؤول الأول في اجتمع هو الإمام، ونحد في التاريخ الإباضي ما يؤيد مذهبهم هذا، وذلك عندما تفطنت الفلول البربرية في تيهرت وقالت :لا بد لنا من إمام، فاجتمعوا لذلك «وقالوا :قد علمتم أنه لا يقيم أمرنا إلاً إمام نرجع إليه في أحكامنا، وينصف مظلومنا من ظالمناء ويقيم لنا صلاتنا، ونؤدي إليه زكاتنا، ويقسم فيئنا»(. )2 فنصب الإمام أيضا واجب عقلا . % ن يتبينوالإباضية{وأدلة الفريقين أهل السنةسر دنا لمواقفخلال من لنا أممما يتفقان فيى قضية إقامة الإمامة ونصبهاء قرآنا وسنة وإجماعا .م.احع منالنيل ج، 41ص! .72/272ا -اطفيش!{ شرح .2. 915. 2ابن الصغير ص.52/62 621 واستدلالا .وقد أشار ابن حزم في كلامه إلى وجوب نصب الخلافة وإلى الفرق اليي ترى ذلك، فلم يستثن منها إل النجّدات من الخوارج. وهذا المبدأ المتفق عليه بين الفرق الإسلامية، كان نتيجة للطبيعة العملية العقلية والفطرية، إلى جانب ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من آيات آمرة بإقامة الدين وتنفيذ الأحكام وهذه الأخيرة لا تتم إلا )باجتماع المسلمين حول إمام. ومن ناحية المنطق والمبدا اللذين ينطلق منهما كلا المذهبين ونعي بذلك اعتقاد المذهبين بوجوب إقامة الخلافة شرعا أم عقلا فإن أهل السنة والإباضية يعتقدون بوجوبيما شرعا أي نقلا وسمعا، إلى جانب ما تقتضيه حاجة الإنسان باعتباره حيوانا اجتماعيا، لا باً له من تنظيم إنسان ينظم له حياته، ويعكس فيه إنسانيته . ومن خلال دراستنا لمقولة ابن حزم الجامعة للفرق الإسلامية اليي ترى وجوب نصب الإمام} فإننا نجده يجمع الشيعة بكل فرقها في هذا المضمار فالشيعة تقف في صف أهل السنة والإباضية بالنسبة للمسألة3 أي أنها ترى أن .النصب واجب إلا أنما لا تشاطر المذهبين من حيث كون الإمامة واجبة شرعا، بل تراه واجبا عقلا .لأن الشيء الذي دعا إلى نصبها هو جواز الخطإ على الأمة، وإذا جاز ذلك على الإمام احتاج المسلمون إلي هاد آخر من هذا المنطلق جاءت نظريتهم في العصمة .كما أن القرآن لم حط بجميع الأحكام التفصيلية وأن دلالاته ظنية وهو نفس الموقف بالنسبة للسنة والإجماع .إذن فلا با من نصب الإمام ليحفظ الشرع لأن القرآن ليس حافظا له للأسباب الى 721 ذكرناها سابقا(!) . وإلى هذا المذهب ذهب المعتزلة! فنصب الإمام عندهم واجب عقلا، وهذا انطلاقا من نظرية "المدينة المتمدنة"(ت) +فمنطلقهم اجتماعي اقتضته إنسانية الإنسان وطبيعته الني تحتاج إلى من تجمعهمحض ويشرف على تنظيم حياته والسهر على سعادته . بين المذهبين الشيعي والمعتزلي هو أممما رغمإن ما يلاحظ 8انتمائهما إلى المذهب العقلي فقيمىسألة وجوب الإمامة إلا أن منهما نظريته الخاصّة، فنظرة الشيعة آتية من مبادئ وفلسفة دينية قى حين أن نظرة المعتزلة ذات فلسفة اجتماعية محضة. عالكلاكتعالاكد ‏٥©0ه‏٥ مخاملعمخا04ہ ا -انظر المظرية السياسية عند الشيعة ي المبحث الثاين من التمهيد. 2انظر النظرية السياسية عند المعتزلة قي المبحث الثالث مانلتمهيد. 821 اا:ومحلة أ امام وتعددها اختلف الفلاسفة والفقهاء السياسيون عند المسلمين اختلافا كبيرا حول مسألة تعدد الأئمة بالنسبة للأمصار المتباعدة أو بالنسبة للمصر وجهة نظر اعتمد فيها على أحاديث الرسول ثةالواحد]7 . وسلوك الصحابة وأقوالهم والتابعين من بعدهم . فالرأي الأول وهو القائل بجواز إمامين في مصرين متباعدين بإمامة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان حيث كانيستدل الأول بالعراق والثاين بالشام وهذا في سنة14هجرية .والرواية تقول إن معاوية كتب لعلي يقول له« :أما إن شئت فلك العراق ولي الشام. وتكف السيف عن هذه الأمة ولا تمرق دماء المسلمين»(!). أما الرأي الثاني فهو عدم جواز ذلك إطلاقا، ويستند هذا الرأي إلى حديث لعمر بن الخطاب يقول فيه« :إن الن واحد .والإسلام واحد ولا يستقيم سيفان في غمد واحد»(ث) .ويشير بقوله هذا إلى إمامين قي وقت واحد. أما الرأي الثالث فقد كان خصوص إقامة إمامين في مصر واحد. وقد أنكر جل الفقهاء السياسيين الرأي القائل بجواز إمامين في مصر واحد وأجازوه في المصرين المتباعدين أما قى مصر واحد 3فمحال في الواقع ومما يؤيد ذلك تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة ا -الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج، 5ص.041 ص78۔ ج.4 ابن حزم!ص3 9-2۔ المارردي 921 14للهجرة لأن هدفه كان توحيد الأمة الإسلامية والكف عنسنة إراقة الدماء وإرجاع الخلافة إلى اختيار الملسلمين، بدلا من توارثها في البيت الواحد .وقد سمي هذا العام بعام الجماعة . فما موقف الفرق الإسلامية من هذه المسألة؟ 1أهل السنة والجماعة من المواضيع الن شغلت7موضوع وحدة الإمامة وتعددها 3يع فقهاء المسلمين منذ فجر التاريخ الإسلامي .وذلك لعدة أسباب تتمثل أساسا في التقلبات السياسية الت شهدها المسلمون، وخاصة بعد نماية الخلافة الرشيدة كاجتماع معاوية وعلي ثم الحسن ومعاوية في فترة زمنية واحدة. وقد أورد الأشعري الآراء الثلانة في هذا الموضوع إذ« :قال قائلون لا يكون في وقت واحد أكثر من إمام واحد، وقال آخرون يجوز أن يكون إمامان في وقت واحد أحدهما صامت والآخر ناطق، فإذا مات الناطق خلفه الصامت‘ وهذا قول الرافضةل!) .والرأي الثالث هو ثلاثة أئمة في وقت واحد\ أحدهم صامت .وأنكر أكثر ذلك». )2 ا -الرافضة من الشيعة سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر .وقال الرازي لأن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب خرج على هشام بن عبد الملك فطعن عسكره ف أبي بكر فمنعهم من ذلك فرفضوه فقال لحم :رفضتموين .قالوا نعم .فبقي عليهم هذا الاسم .مقالات الإسلاميينێ ص8ر.7 2الأشعري مقالات الإسلاميين، ج، 2ص.331/431 031 وقد أشار الماورديل!) إلى الرأيين الثان والثالث اللذين يشيران إلى تعدد الأئمة، ولعله يريد بذلك الزيدية والكرامية، والبغدادي( .)2مع ملاحظة أن البغدادي قد قد وجود الإمامين قي وقت واحد بشرط وجود الحاجز البحري، أو عدو لا يطاق .وإذا استطاع أهل صقيع أن ينصر الآخر وجب عقد الإمامة لواحد يصلح ها منهما(ة) 5لأن بقاء الإمامين قد يؤدي بالأمة إلى التحزب وفرقة الكلمة} وهذا ما عبر عنه ابن حزم بقوله« :وإذا كان إمامان فقد حصل التفرق المحرم بوجود التنازع... فلو جاز أن يكون في العالم إمامان حاز أن يكون فيه ثلاثة وأربعة ومعاوية فما سلم قط أحدهما للآخر»(.)4وأكثر ...وأمًا عل وي الحقيقة فإئه لا عقل أن يكون أكثر من إمام واحد في مصر واحد .وقد استحالت هذه القضية عقلا وشرعا .وأما فيما يخص وجود إمامين أو أكثر في مصرين ومهما كانت حالما من النطق أو الصمتڵ فإن الرأي الأصح هو ما ذهب إليه الماوردي من عدم الخواز. أوقد علق الماوردي ذلك الخواز بعدم وجود الحاجز البحري أو العدو القوي .وبالنسبة لذلك الزمن فإن العذر يكون فيه مقبولا، نظرا لبطء اللواصلات\ وما سينج عن ذلك من فتن وعدم تمكن الإمام الواحد مراقبة جميع أراضيه .ولا أدل على صحة هذا الرأي من أنمن عبقرية الإسلام .ص.121-1الماورردي صر _ .73منير العجلان 2البغدادي" ص.031/631 -3نفسه 3ص.112 4۔ نفسه3ث ص[.112 131 الماوردي قد علق الشرطين بعدم استطاعة الصقيعين نصرة بعضهما. والمفهوم هو أنه إذا استطاع الواحد منهما نصرة الآخر سقطت العلة وأصبح توحيد الإمامة! وهو ما ذهب إليه ابن حزم كذلك، مسقطا حجة من قال بقيام معاوية وعلى في وقت واحد .وإن الأحداث التارخية قد ذهبت مذهبهما حيث دارت كفة القرة حو معاوية منذ صفين فأصبح أمر معاوية في الظهور، في حين صار أمر علي إلى الاختفاء . فأهل السنة والجماعة لا يرون إقامة إمامين في وقت واحد ليس بينهما خر أو عدو غير مقدور عليه .وهذا بسقوط جميع حجج القائلين بتعددها 3وعلى رأسها وضعية علي ومعاوية، وكذلك الحسن ومعاوية. إذ يقرر ابن حزم أن كلا منهما لم يسلم للآخر . ولعل الثورات الي حدنلت أيام الأمويين والعباسيين هي الق جعلت العلماء يزدادون رغبة في طرح موضوع جواز قيام إمامين أو أكثر(ا) .فهل يكون هذا الطر ح أيضا من باب الاعتراف بالأمر الواقع: وتقديم الحلول السياسية لإيقاف النزيف الدموي؟ وقد يكون هذا الطر ح طرحا سليما إذا كان قيام الإمامين قي مصرين متباعدين© على أساس ازدياد الجبهات الإسلامية ضد العدو الواحد فبقدر ما يكون الإمام قريبا من العدو بقدر ما تكون معرفته الدقيقة به أكثر، فيتم التعاون الإسلامي لأن للجانب العددي والكثرة إيجابياته السياسية في ميدان المواجهة والأصوات المؤيدة للقرارات الدولية. ا -ظافر القاسمي، نظام الحكم، ج، 1ص.023 231 وفي الموضوع نفسه فقد طرح العلماء مسألة العقد لإمامين في وقت واحد في مكان واحد .وجملة الحلول الي قدموها هي: .1أن الإمام المعول عليه هو الذي يعقد له في البلد الذي مات فيه سايبقه؛ لأن أهل الحل والعقد في ذلك البند هم أصحاب الحل والعقد الحقيقيين فليس للمةإلاً الطاعة. على كل إمام عقد له أن يدفع الخلافة عن نفسه ليختار أهل.2 الحل والعقد غيرهما. يقر ع بينهما(ا) ..3 .4يرى الإمام الغزالي أن الإمام هو من انعقدت له البيعة من أكثر أهل الشورى . .5أن الإمام هو الذي سبقت له البيعة} سواء اختاره الكثيرون أم القليلو ن(. )2 وعندما نستعرض هذه الآراء بشيء من المناقشة} فإننا نجد أن الظروف الين طرحت فيها هذه الآراء قد تغيرت .ففي العصر الحالي لا يمكن أن يجهل أهل الحل والعقد أنه تمت البيعة لإمام دون آخر بسبب سرعة الاتصالات ووسائل الإعلام المتطورة، مما يجعلنا نسقط كل الأطروحات السابقة . أما النظرية الأولى القائلة بأن أهل الحل والعقد في ذلك البلد هم ا -الماوردي ص3ر.73/8 -2۔ عبد القادر عردة 3صر_.!46 331 أصحاب العقد الحقيقيين، فهذا الرأي أيضا لا يصلح في زمان تشرئب فيه الناس إلى المشاركة في اختيار الإمام عبر الأحزاب والخمعيات السياسية . والملاحظ أن أكثر الحلول المقترحة من جانب الفقهاء القدامى تخضع للظروف اليي عاش فيها أصحايما، وتجعلها ميزات معينة، مثل انعدام وسائل الاتصال السريعة، وكذلك هجرة المسلمين للعمل السياسيك مم تمركز أهل الشوكة في العاصمة الإسلامية . وبغرض الخروج من الأزمة فقد اقترح بعض العلماء أن يقر ع بين لإمامين، ولكن الماوردي ير على هذا سة قوية صحيحة عتلا وشرعا\ إذ إنه يشبه عقد الإمامة بعقد الزواج الذي لا دخل للقرعة فيها ولا لجوز الاشتراك فيه أيضاء وأن القرعة لا دخل شا في العقود. وجب أن تكون الأسبقية للأول كما لو زوج الولّان الفتاة لائنين، فالزواج الأول هو الصحيح .وفي حال الاشتباه في أي الإمامين أسبق فإئه لا يحلف ولا نسمع دعواهما 3إلا إذا جاء أحدهما بالشاهد والبيّنة. وفي حال انعدام البينة لك منهما بطل عقدهما واستؤنف الاختيار منهما أو من غيرهما، على خلاف في ذلك(!) .وهو مذهب الإمام الغزالي، الذي قال بأن الإمام الأسبق هو الحائز على أكثر الأصوات(ة). وكما سبق فإن هذه الوضعية لا وجود لها قي عصرنا الحاضر لعلم الأئمة بعضهم ببعض . 1المارردي٧‏ ص.83 -2عبد القادر عودة ص.461 431 2الإباضية يرى الإباضية أنه لا يجوز أن يكون إمامان للمسلمين في الدنيا إلأ في حالة واحدة وهو أن يكون بينهما بحر، فإن لم يكن بحر وعقد لحما في صفقة بطلت إمامتهما، لأنه لا يجوز أن يكون إمامان مقترنين في الدنيا(!) . وجود البحر بين الإ قليمينالشيخ ‏ ١طفيش على شرطويضيف وجود جار لم يقدرا عليه، ويعبر عنه الصائغي بالسلطان الحائر، وفي زوال هذا الحبار واتصال سلطان الإمامين انفسحت إمامتهماحال واختار المسلمون إماما منهما أو من غيرهما(. )2 وفيما يخص إقامة إمامين في مصر واحد ليس بينهما بحر أو إمام جائر فإن الإباضية يقفون من المسألة موقف أهل السنة طبقا لقوله ف« :إذا ظهر إمامان فاضربوا عنق أحدهما»(ة)۔ يقول الشيخ قاسم الشماخي...« :وكذلك ليس متا من قال بجواز أن تجتمع إمامان ليس أحدهما عاملا للاخر فيى حوزة واحدة»( .)4ويرى الشيخ عبد الرحمن بكلي وهو عالم إباضي من للمتأخُرين -جواز قيام إمام في كل إقليم. -1الشماخي، شرح اللؤلؤة .ج، 2ورقة.632مخطوط _ .الحضرمي مختصر الخصال، ص.491 -2اطفيش، شرح التيل، ج، 41ص _073عمر فاروق، ص85نقلا عن الصائغي، ص88ب -3رواه مسلم كتاب الإمارة باب إذا بويع لخليفتين .حديث رقم.3581 : صر.532ج.3سير4۔ الشماخي 531 وهذا مسايرة للأوضاع العصرية في العالم الإسلامي(!). ك:: إن اختصارنا لموقف الإباضية من مسألة وحدة الإمامة وتعددهاء وإيرادنا فقط لأهم أقوال علمائهم كان بغرض عدم التكرار، لأن أكثر الخطوات الي سار عليها أهل السنة والجماعة كانت شبيهة بمثيلاتما لدى الإباضية إلى حد التشابه في الأقوال، مرورا بمسألة وجود إمامين ي مصرين متباعدين ليس بينهما خر أو عدو قوي أو مصرين يوجد بينهما حاجز خري وعدو أو على صقيع واحد\ فالآراء كلها كانت متطابقة، وهذا الرأي هو رأي جميع المذهب الإسلامية .عدا الكرامية من الشيعة القائلين بإمكانية ازدواج الإمامة(). وفي الحقيقة فإن القرآن لم ينص صراحة على هذه المسألة، ويبقى المستند الوحيد شا هو السنة ثم إجماع الصحابة وسيرقمم .قال ثة« :لا يحل لكلانة نفر يكونون بارض قلاة إلآ أمروا عليهم أحدهم»ة). كما أنه كان ث القائد الحويد للمسلمين . والذي نراه هو أن هذا الحديث يمكن إخراجه وشرحه على ضوء الأوضاع السياسية ففي عهده ثة كان المسلمون يعيشون زمن تلقي 1الثميي، كتاب النيل بموامش عبد الرحمن بكليث ج 35ص .688/788 2انظر الحدول في تمهيد القسم الأول. صر.771ج.2المسند-3۔ رواه أحمد 631 الوحي» وكان الرسول هو المري الوحيد للمجتمع، فكان يغرس في نفوس الرعية حب الجماعة وانضباطها تحت لواء واحد\ والحقيقة هي أن هذه الميزة -الحماعة -من خصوصيات الإسلام، فأكثر مناهجه التربوية والاجتماعية جماعية تكافلية .كالصلاة خلف الإمام والسمع والطاعة لأولي الأمر وغيرها .ثم إن إجماع الصحابة وقع فعلا على أبي يكر يوم السقيفة(!) .وكادت أن تقع حركة انفصالية من الأنصار إثر فرد عايه أبوقول الصحابي الحباب بن المنذر« :منا أمير ومنكم أمير». بكر« :يحل للمسلمين أن يكون هم أميران»(ث) .كما أن سيرة الخلفاء الراشدين كانت على نفس المنهج و لم تتغير الوضعية إلا بعد صفين. بعد كل هذه الحقائق وفي ضوء أوضاع المسلمين الحالية هل يمكن م أن يجتمعوا تحت ظل إمام واحد؟ إن الانضواء تحت لواء واحد يقتضي وحدة التصور الإسلامي ولكن الواقع أن المسلمين دخلوا بإسلامهم تحت عدة إديولوجيات فرقتهم شيعا وأحزاباء كالاشتراكية والرأسمالية والجماهيرية وفي أنظمة وأنكال سياسية مختلفة جمهورية وملكية، وكل واحد منها يدعي الأحقية .وقد استغل العدو هذه الاختلافات للحيلولة دون وحدة المسلمي .انطلاقا من هذه المعطيات للعالم الإسلامي فإننا نر ئ استحالة المتناقضات .قمضته جميع هذهجمع قواحدقيام إمام ا -حمود انالدي، قواعد نظام الحكم في الاسلام، حر 4!13فما بعد. 2انظر فصول مؤتمر السقيفة ي :تاريخ الطبري، ج .2ص.644 731 ورغم خروج الشيخ عبد الرحمن بكلي عن الإجماع الإباضي، فإن رأيه مكن أن يكون هو المخرج الوحيد للمسلمين© وهو القاضي بقيام إمام في كل قطر .وتبقى مسألة وحدة القيادة فإنه يمكن أن تتجلى في بدأالسياسي العمل انإدعصري!مطلب وهووالقرار3 الرأي وحدة يتجه نحو التكتلات الدولية كما هو واقع أروبا. 138 الفصل الثاني الإمامة بين النص والتعيين والاختيار أول :طرق إثبات الامامة من النقاط المطروحة في النظرية السياسية الإسلامية مسألة إثبات الإمامة وطرق ذلك. و لم يخرج الخدال فيها عن رأيين اثنيين، أولهما النص والتعين و به قالت طوائف الشيعة مع اختلافات بسيطة بين فرقها، وثانيها القول بالعقد والاختيار وإليه ذهبت الفرق الأخرى. وقد كان للبدأ السائد في أول اجتماع بعد وفاته ثة هو عدم النص على الإمامة «وليس هذا هو قول أهل السنة جميعهم، بل لقد ذهبت طوائف منهم إلى أن إمامة الصديق قد ثبتت بالنص .والنزاع قي ذلك معروف في مذهب الإمام أحمد وغيره من الأئمة .ومنهم من قال بأمما ثبتت بالاختيار منهم جماعة أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية أما الحسن البصري فإنه يقول بثبوتما بالنص الخفي والإشارة (!). والحقيقة أن البي فقه أمر أبا بكر بالصلاة و لم تكن إشارته بالخلافة واضحة .وأن الحاضرين في السقيفة لم يحتجوا بمذه الحجة(ة) .بل كان ميلهم إلى أي بكر لكئه فضلهم واحبهم إلى رسول ألله فق. ولقد تمخض هذا الاجتماع كما هو معروف عن نظريتين اثنتين الأولى تنص على أن الإمامة طريقها الاختيار .قى حين نصتكانت 1ابن تيميةإ منهاج السنةڵ ج، 1ص .043/143 2أبو زهرة .تاريخ المذاهب الإسلاميةش ج.1ص .52 141 11 الثانية على أن يكون ذلك بالنص(ا!) . وذهب إلى القول الأول، وهو الاختيار والعقد والبيعة» جميع للعتزلة} وجميع الخوارجإ وجميع الأشعرية} والجمهور الغالب من أهل السنة، وأصحاب الحديث وكذلك الزيدية من الشيعة بعد إمامة علي والحسن والحسين .أمًا القائلون بالنص من ان و رسوله، مم النص من الإمام على الإمام الذي يليه فهم الشيعة على اختلاف فرقهم. )2 وقد تطورت نظرية الاختيار بفعل الممارسة السياسية لصحابة رسول الذ هل من بعده .فظهرت عدة طرائق الاختيار، بما يصل إمام المسلمين إلى الحكم وهي : ا .اختيار حر عن مشورة من غير عهد من أحد .وقد تحقق ذلك ‏١في اختيار أبي بكر . 2.أن يعهد خليفة لمن يليه إذا لم يكن له قرابة .وهذا ما حدث لعمر بن الخطاب من أبي بكر . .3العهد إلى واحد من ثلانة أو أكثر من أفضل المسلمين(ة) . ويضيف ابن حزم رأيا آخر في تولي الإمامة، وذلك بقيام إمام يدعو إلى نفسه على شرط استحقاقها فطاعته واجبة .ويستدل على ا -ينظر عن تفاصيل ذلك :محمد الخضري\ محاضرات‘ ج، 1صر.851 2محمد عمارة .الإسلام وفلسفة الحكم صر.633 -3ابن حزم الفصل، ج، 4ص _ .131أبو زهرة، تاريخ المذاهب جا، ص _ .001منير العجلان عبقرية الإسلام صل.41 241 ذلك بفعل علي ابن أبي طالب بعد مقتل عثمان ابن عفان وابنالزبير وخالد ابن الوليد عندما قتل زيد بن حارثة وعبد الن بن حارثة وعبد أل بن رواحة وتصويب الرسول تلرذةلك(!).إلاً أن الشيخ محمد الشيخ بالحاج وهو باحث إباضي معاصر يرى بأن علا قد أخذ أحقيته بالإمامة من اجلس الذي عنه عمر بنالخطاب للشورى . المسألة؟ هذهأهل السنة والجماعة والإباضية منفما هو موقف _ أهل السنة والجماعة تقدم بأن أهل السنة والجماعة ممن قالوا بأن طريق تولية الإمامة إنما هو الاختيار .وبما أن النصوص لم ترد لتحديد طريقة تعيين الإمام فلا بة من الرجوع إلى الطرق العملية للصحابة والرعيل الأول في كيفية توليتهم للإمام.)2 ورغم اتفاق كل الذين قالوا بالاختيار على أن طرق ذلك ثلانة إلا أنه يوجد من أهل السنة والخماعة من يضيف طريقة رابعة مستندا قي ذلك إلى الكيفية ال بويع يما علي بن أبي طالب بعد الفتنة الكبرى© إذ جاءته الخلافة بطلب من جمهور الصحابة، وبمذا يكون تاريخ نظام الحكم في الإسلام قد عرف أربعة طرق للتولية (). ا -ابن حزم، الفصل .ج .4ص1ا.31 نظام الإسلام ص.27/37_ المارردي ص _ .93محمد المبارك،2البغدادي ص.012 -3ظافر القاسمي، نظام الحكم، جل، ص _ .312وانظر القصة كاملة ني :الكامل لابن 38ص.08 ال ثمر ؤ ج 341 والحقيقة أن تولية علي تمت من طرف أهل الشورى وهم أهل بدرا وأما ما ذهب إليه محمد الشيخ بالحاج من أن عليا قد أخذ أحقيته بالخلافة من بجلس عمر الشوري، فهذا ما لا نراه، لأنه لا يمكن لأي شحص أو جماعة أن تقوم بتعيين إمامين في وقت واحد .فقد عين عثمان واستحق الإمامة قبل علئ ويمكن أن يعتبر هذا العمل بالنسبة للي بجرد ترشيح يحتاج إلى المبايعة من جديد وللمسلمين الحق في قبوله أو رفضه‘ و خلافة على ليس فيها ما يخرجها من شرعيتها لأن الصحابة[ وهم أهل الخل والعقد قد بايعوه كما جاء ذلك على لسانه نفسه 3حيث قال للجمهور وهو يبايعه « :ليس ذلك لكم إنما هو لأهل الشورى وأهل بدر فمن رضي به أهل الشورى و أهل بدر فهو الخليفة»(!). كما أن ما ذهب إليه ابن حزم من دعوة الإمام المتوفر على الشروط لنفسه غير بحديڵ نظرا لم يترتب عنه من خرق لقواعد الاختيار وخاصة إذا ظهر ودعا أكثر من إمام لنفسه، وهذه الطريقة )قريبة جدا من رأي الزيدية . إن الأصل في هذه المسألة أن الخلفاء الراشدين لم يسلكوا إلا ثلائة طرق لاختيار الخليفة وهي الوي سبق ذكرها. ويعلق سيد قطب على خلافة علي بن أبي طالب بقوله« :إن تأخير تولية عل إمامة المسلمين إلى ما بعد عثمان له فضل كبير في التقرير النملي لنظرية الإسلام في الحكم، حت لا تقوم عليها شبهة الوراثة ا -ابن قتيبةإ الإمامة والسياسة، جا 5،صر.74 441 اللذي هو أبعد شيء عن روح الإسلام و مبادئه»(!) .فلا يجوز لطائفة أو فرد من أفرادها أن ينتزع حق الخلافة من جمهور المسلمين وينصب نفسه مسيطرا عليها (ت) .وبهذا فإن إقرار نظام التغلب في الحكم وإعطائه الشرعية ما هو الاعتراف بالأمر الواقع، إذ يوجد من بين من ف السياسة الشرعية من اعتبر التغبب و أخذ السلطة منكتب للمسلمين بالقوة طريقة شرعية مع اشتراطه قيام المتغلب بأمر الإمامة حق القيام. فالإسلام إذا قد سبق الشرائع إلى تقرير الديمقراطية للإنسانية الي تخول لها حق اختيار حكومتها(ة) .ومن تم لا يمكن لأحد أن يتولى ولاية لأمة إلا إذا ولته هي وهي صاحبة السلطة والقرار والعزل(“). إن طلب الولاية والحرص عليها في الإسلام مانلمهام الي يتهرب منها المسلمون نظرا لثقل المسؤولية .وقد روي عن أبي ذر أنه قال: «قلت يا رسول ألن ألا تستعملن؟ قال :فضرب بيده على منكبه، ثم قال :يا أبا ذر، إنك ضعيفؤ وإنما أمانة .و إنما يوم القيامة خزي وندامة .إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».)5 ا -سيد قطبؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام‘ صر.081 2المردودي، نظرية الإسلام السياسية ‘ ص.94 ص .34الاسلام. الديمقراطية فالعقاد 3 -4۔ سيد قطب&©٨‏ السلام العالمي والإسلام .ص _ .221ابن باديس مقال فى جريدة النور عدد سنة.2391بعنوان "ابن باديس وأصول الحكم". 5رواه مسلم كتاب الإمارة، باب، 4ج 3.5صر _ .7541ورواه النسائي بلفظ "أن رجلا من للف جفا فقال:إلا تستعملني كما استعملت فلانا؟" .باب تركالأنصار جاء رسول ج ‘4ص.153المسند وأحمد.891استعمال من تحرص على القضاء .ج ‘8ص 541 2-الإباضية: تعتبر الإباضية ضمن الفرق ال أخذت بنظرية الاختيار وهذا استنباطا من إجماع الصحابة على ذلك قولا وعملا، فقد كانت إمامة أبي بكر باختيار أهل الخر والعقد من المهاجرين والأنصار ثم إن عمر ابن الخطاب لم يرشّحه أبو يكر للخلافة إل بعد أن استشار صحابة رسول أفلا قل! وفي بحلس الشورى الذي تركه عمر للاختيار خليفة المسلمين أحسن دليل على ذلك . و لم خرج عن قاعدة الاختيار إلآ الشيعة يقول الشيخ اطفيش': «واتفقت الأشاعرة والمعتزلة والخوارج والصالحية من الزيدية على أن الاختيار طريق إليها أيضا، وهو مذهبنا»(!) :والاختيار في منظور الإباضية يرتكز أساسا على مبدا الشورى .ويكون الإمام نابعا عن الإأشارة، وقد كان للإباضية الباع الطويل في إدارة وتوجيه السياسة، وخاصة فيما يتعلق باختيار الإمام ونصبه»(.)2 وكثير من الكتاب يعتبرون الإباضية من الخوارج، وبالتالي يعدون أصحاب النزعة الاجتماعية والاتجاه الجمهوري في الفقه السياسي وهذا انطلاقا من القرآن الكري، لأن مصدر السلطة في الإسلام إنما هو انتخاب الأمّة، ومبدأ الشورى مبدا متفق عليه ولا نزاع فيه). يرتكز الاختيار عند الإباضية على أساس رضى المسلمين من -1محمد اطفيش، شرح عقيدة التوحيد ص.924 مهدي طالب هاشم الحركة الإباضية2محمد الشيخ بالحاج مقابلةش بطاقة رقم .3 بالمشرق العربي، ص_ .392/492احمد أمين، فجر الإسلام‘ .852 -3عمار طالي آراء الخوارج الكلاميةش ج، 1ص.511 641 الناحية الدينية و الكفاءة العقلية والخلقية .وبالتالي فإن تخطي القراب إلى الإمامة و الاستيلاء عليها مبدأ مرفوض لديهم!). 9292 إن ما يستخلص من هذين المبحنين هو أنه لا يوجد أي اختلاف يذكر بالنسبة للطريقة المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة و الإباضية في إلا ما كان من التغلب الذي اعتمده بعض فقهاءتولية الإمامة السياسة الشرعية لدى السنيين(ة) .ودعوا إلى الصبر عليه ما لم يأمر معصية .وإن أكثر فقهائهم اتفقوا على أن السير العملية للصحابة في تولية الحكام لم تخرج من دائرة الاختيار بما في ذلك خلافة أبي بكر الق وقع فيها بعض الاختلاف فيما بينهم) .أهي بالنص من الرسول ص. 531ج.3الكبيرعلي دبوز8تاريخ المغرب ا -حمد -2يقول ابن تيمية معلقا على حديث" :لا تتزعن الطاعة من يدهم" صحيح مسلم. ج، 6ص« .32وهذا يبين أن الأئمة هم الأمراء ولاة الأمور وأنه يكره وينكر ما يأتونه من معصية ألن،ولا تتزعن اليد من طاعتهم، بل يطاعون في طاعة ألن & وإن منهم خيارا وشرارا» .انظر تفصيل ذلك :منهاج السنة النبوية، ج، 1صر.77 وورد في رواية عن الإمام أحمد يقرل فيها« :ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس قد اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا الجماعة وخالف الآثار عن رسول الن بز»...انظر:أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلاميةێ ج، 1ص .401 -3فيما عدا جماعة صغيرة لم تعمر طويلا سميت ب"البكرية" 3قالت بأن أبا بكر قد تولى الخلافة بنص من رسول زل هه وهناك قلة من أهل السنة والظاهرية قالوا :إن الإمامة بالنص ...وروي القول بذلك عن الحسن البصري وجماعة من أصحاب الحديث، وهو يمثل إحدى الروايتين عن الإمام أحمد _ .انظر :محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم صر ..633نقلا عن كتاب الإمامة لأبي يعلى ص :.691/002 741 فل أم بالاختيار؟ فأمر الرسول قتلة لأبي بكر بالصلاة اعتبره البعض أمرا بالصلاة دون الأمور الدنيوية. أما الإباضية فلا خلاف عندهم في أن أبا بكر قد تم اختياره اختيارا حرا وبدون نص لذلك، سواء كان إشارة خفية أو ظاهرة، إلاً ما كان من أمر الصلاة. أما موضوع التغلب، فهذا ما سنتناوله بالتفصيل في فصل العزل والخروج على السلطان الحائر . وبعد المقارنة فإئه لا بة من الإشارة إلى أن المعتزلة من الفرق الى تصنف ضمن مدرسة الاختيار مع أهل السنة والجماعة والإباضية يقول القاضي عبد الجبار بن أحمد« :وعند المعتزلة أنه العقد والاختيار»(!). ولا تبقى من الفرق الإسلامية غير الشيعة الي تنفرد بطريق النص والتعيين .إذ لا دخل للأمة ولا لأهل الحل والعقد في هذا التعين؛ لأن الإمامة ليست من أمور العامة، للإمام القائم حق الوصية لمن لا يراه صالحا لذلك من بعده، فكما بدأت الإمامة من الرسول ثق وصية إلى علي، ومن علي إلى الحسن فالحسين، فإنما تبقى متسلسلة في عقبة(.)2 وقد اخترنا أن نتحدث عن هذا الموضوع أي كيفية تولية الإمام الشيعي، في محور الاستخحلاف وولاية العهد، نظرا لتميز الشيعة في هذا الموضوع مقارنة مع أهل السنة والإباضية والمعتزلة. -1القاضي عبد الحبارى شرح الأصول الخمسة{ .357/457 2انظر :عقيدة الشيعة السياسية في المبحث الثاني من التمهيد. 841 ثانيا :شروط أهل الحل والعقد. إنه من البديهي أن بيعة الانعقاد الي بموجبها ته تولية رئيس الدولة الإسلامية لا يمكن أن تؤخذ من كافة المسلمين، وإنما تأتي من جماعة مخصصة وهؤلاء متميزون بصفات ومدارك ومؤهلات معينة .وهؤلاء يسمون عند البعض (أهل الاختيار)(!)، والبعض سماهم (أهل الاجتهاد والعدالة)(، )2والجميع يقصد بمؤلاء الناس الذين يتم بمم انعقاد الإمامة. أما الإباضية فيسمونهمم (أهل الشورى)ة)، فقد سماه شارح النيل (جماعة اللسلمين)ء و(أهل الدين)( )4و(أهل العدالة)(.)5 ولا نستطيع أن نقوم بتحديد أول من أطلق هذا الاصطلاح. والمرجع الوحيد لذلك فقهاء السياسة الشرعية وتفسيرهم للآية يا أيها الذين آمنوا أطيعوا1وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )4(6 كما أن علي بن أبي طالب قد رة على الجماهير ال جاءت تعرض عليه المبايعة بقوله « :ليس ذلك إليكم، إنما هو لأهل الشورى وأهل فمن رضي به أهل الشورى وأهل بدر فهو الخليفة»»( &)7في هذابدرك ا -المارردي، ص.13 2البغدادي" ص.112 -3الكندي .المصنف‘ ج {01صر.77 4اطفيش، شرح النيلێ ج، 41ص.213 5اطفيش نفسه ج، 41ص.213 6۔ سورة النساء آية .85 -7ابن قتيبةإ الإمامة والسياسة، ج، 1صر.74 941 والثانية أنبالشورىيكونالإمامالأولى أن اختيارحقيقتان:الكلام أهل الشورى هم الذين لهم الشوكة واليد العليا في اجتمع. والإباضية يكونون قد انطلقوا في تسميتهم لأهل الشوكة (بأهل الشورى) أسوة بعلي 3وإذا سلمنا بشوكة أهل الشورى أو أهل الحل والعقد‘ فما همي شروطهم والمميزات الي تميزهم عن سائر أفراد بجتمع؟ _1أهل السنة والجماعة تدارس أهل السنة والجماعة مسألة أهل الحل والعقد دراسة وافية، ولا تكاد تخرج هذه الدراسة عن نقاط معينة تناولها جميع فقهاء المسلمين وهي تتعلق بمن هم أهل الشورى وشروطهم والعدد الذي يصح به عقد الخلافة. إن أهل الاختيار وأهل الاجتهاد والعدالة، كما سبق ذكرها أو (فضلاء الأمة)(!)& يقصد بمم أولئك الذين ببموجبهم يتم العقد للخليفة ومهم يقع التراضي من الكافة، وهؤلاء النخبة يمثلون في أغلب الأحيان العلماء أهل البصيرة والرأي في سياسة الأمة ومصلحتها، وأصحاب الشوكة والقوة وأهل الخبرة من رؤساء القبائل والزعماء والحكام ورؤساء الجحند، بشرط أن يكونوا أمناء وألا يخالفوا أمر انة ولا سنة رسوله فظ الن عرفت بالتواتر .وأولئك جميعا يمثلون في عرف الإسلام ج .4ص.921-1ابن حزم 051 أهل الشورى وأهل الحل والعقد(!) (.)2 ما شروط أهل الحل والعقد فإن الماوردي يجعلها ثلائة وهي: العدالة الخامعة لشروطها..1 .2العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة. الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلحة)..3 إما شروط سياسية تشترط في فئة قد أنيطت بما مهمة سياسية ومن تم فإن الطابع السياسي يعجب الطابع الديي» فلا نرى ذكرا لشروط التقوى والصلاح والفضل في الدين«؛) .والحقيقة أن هذه السمة أي عدم ذكر الصفات الدينية في أهل الشورى‘ تظل أمرا مفروغا منه، لأنه لايمكن أن يتولى أمر المسلمين من هو أقل منهم تدينا إلا قي بعض الظروف كالإمام الفاسق في بعض الحالات كما تنه لا يمكن أن يتولى الكافر أمر المسلمين، لقوله تعالى«:ولن يجعل ذ7ا للكافرين على المؤمنين سبيل»45؛. ء الأمة(:)6فضلاءتجعل شرو طفإنه اما اأبو الأعلى المودودي ا -ويعلق القاسمي هنا بأن "هذه هي آراء رشيد رضا ومحمد عبده" .انظر :تفسير المنار ج 3.3ص.1!!1 2ظافر القاسمي نظام الحكم، ج1ص_ .832محمد المبارك، ص.24 3الماورردي، ص.13 4محمد عمارة4، ص.73 -5سورة النساء آية .141 6المودودي نظرية الإسلام وهديه‘ ص 692ومابعد. 151 -الإسلام ليا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللة وأطيعوا الرسول(! والرجولة الرجال قوامون على النساء .)4(2- -والعقل والبلوغ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم»(ة. -وسكن دار الإسلام والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء)(. )4 إن الطابع الديني ظاهر بقوة في هذه الشروط\ وكذلك إقامة الإمام وعلاقته بالمسلمين من حيث السكنى . أتّا شرط العقل والبلوغ فلعل الذي اشترطه قد أراد بذلك الروافض الذين نجيزون إمامة الصبي الذي لم يبلغ والحنين في بطن أمه لأنه غير مخاطب\ والإمام مخاطب من1تعالى بإقامة الدين(.)5 أما شرط الرجولة فلإخراج المرأة بصورة قطعية من تولي الإمامة. وهذا باتفاق جميع أهل القبلة(ث) . وقد تكلم الفقهاء السنيون في عدد العاقدين للإمام 5وهذه قد اختلفوا فيها كثيرا ما بين مكثر للعدد ومقل، وإذا كانت الغاية هي تنصيب إمام ذي شوكة .فإن قضية العدد تبقى بحرًد شكلة قد يستغێن ا -سورة النساء 5آية .95 -2سورة النساء، آية .43 -3سورة النساء، آية .5 4سورة الأنفال آية .27 ص.98جبالفصل.5۔ابن حزم ج .4ص.986۔ ابن حزم نفسه. 251 عنها وخاصة أن التراضي مطلوب وبدونه لا تقوم الخلافة . وقد استعرض الإمام ابن حزم أقوال المجتهدين في العدد المطلوب لعقد الإمامة وقال« :ذهب قوم إلى أن الإمامة لا تصح إلا بإجماع فضلاء الأمة في أقطار البلاد، وذهب آخرون إلى أن الإمامة إنما تصح بعقد أهل حضرة الإمام ...وذهب الجبائي إلى أن الإمامة لا تصح بأقل من عقد حمس رجال، و لم يختلفوا في أن عقد الإمامة تصح بعهد الاختيار)»( ا) .حمن فيهالليت إذا قصدالإمام من وقد قام هو بنفسه بالرد عليهم، إذ إن إجماع فضلاء الأمة عبر إقليم البلاد مستحيل لاتساع الرقعة الإسلامية، ولا يكلف النها نفساإلاً وسعها(ة)، قال تعالى :وما جعل عليكم في الدين من حجر)(ة) . أما القاعدة بانعقاد الإمامة بمن هو في حضرة الإمام دون غيرهم من البلاد الإسلامية، فساقط أيضا، وقد استدل ابن حزم بأهل الشام الذين قالوا بمذا الرأي وبه بايعوا لمروان وابنه عبد الملك فأدى هذا إلى استحلال دماء المسلمين خار ج الشام. وقول الحبائي خمسة نفر أيضا رأي خاطع لأنه اعتمد على فعل عمر بن الخطابڵ والحقيقة أنه قد قال :إذا مال ثلاثة إلى واحد وثلاثة إلى واحد فالإمام هو الذي يكون معه عبد الرحمان بن عوف فيكون بهذا قد أجاز ثلانة 5ثم إنهم تبرؤوا جميعا وتركوا ذلك لعبد الرحمان بن ص.921جالفصلا -ابن حزم .921ج 43ص2ابن حزم نفسك آية .6 الحج-3۔ سورة 351 عوف الذي عقد لعثمان بن عفان فيكون بذلك جواز الواحد(!). والذي نراه في هذه المسألة يذهب في اباه معاكس لما رآه ابن حزم بالنسبة لمن رأى أن عقد الإمامة يقوم به فضلاء الأمة عبر إقليم البلاد5 فما كان مستحيلا ثي زمن ابن حزم أصبح اليوم ممكنا، وهو أضمن لاإجماع بعكس أن يكون العةد من أهل حضرة الإمام وهو ما نتفق فيه مع ابن حزم الذي يسقطه إلأ أنه يتنافى مع التصور الديمقراطي في عصرنا، وما يرجح الرأي الأول هو توفر وسائل الاتصال السريعة. أما قول احبائي حصر العدد في الخمسة أسوة بعمر بن الخطاب فالذي نراه أن العقد وطريقته وعدد العاقدين إنما كان المقصود به التراضي وحصوله من الأمة! فكما يحصل ذلك بخمسة قد يحصل بواحدا فالإمامة تصح بوجوه إذ العبرة بمن يعقدها وبالطريقة الي تعقد بما 3فقد ركز عمر بن الخطاب على الصحابي الخليل عبد الرحمن ابن عوف لثقله الدي والاجتماعي في بجتمع المدينة .ولا شك أن ذلك يكون أيضا لحنكته السياسية وسداد رأيه، ومن هنا فإن العدد العاقد في رأينا ليس له أهمية بقدر ما للأشخاص العاقدين من وزن وكلمة دينية و سياسية. وإذا ظهر إمام صالح للإمامة وبايعه أحد ثم خرج إمام آخر لقوله خربت « :فوا بيعة الأول فالأول»(.)2عنق الثانيضربوجب -1ابن حزم" الفصل ج 4.5ص_ .031المارردي، ص.33/43 ج .4ص_ .031الماوردي ص.33/432ابن حزم؛ نفسه. 451 وإذا ظهر اثنان قدم أفضلهما وأسيسهما(!). وإلى جانب هذا فقد اختار ابن حزم طريقة أخرى لتولية الخلافة إذ قال« :وأفضلهما وأصحُّهما أن يعهد الإمام الميت إلى إمام بعينه سواء في حياته أو في مماته، ولنا قي الصحابة خير أسوة»( .)2وهنا ينتقل ابن حزم إلى العهد والاستخلاف© وهو ما سنتعرّض له في المبحث الثالث. -2الاباضية: انطلاقا من أن أهل الحل والعقد يصلحون جميعا لتولي منصب الخلافة مع وجود الأفضلية بينهم، كما فعل عمر بن الخطاب عندما رشح سنة من أصحاب رسول الة تزل فإن الإباضية لا يفرقون كثيرا بين أهل الشورى كأعضاء وبين من يقدم للإمامة} فهم يمزجون بين الصفات الدينية كالورع والحلم والنزاهة والبر للمسلمين، وبين الصفات الأخلاقية كأن لا يكون حسودا ولا كنودا ولا كذابا ولا مخلفا للعهد .والصفات الذاتية الجسدية كالسلامة من الحنون والعته والخرس وغيرها(ة). و لم يتعرض علماء الإباضية إلى الأسماء ال يجب أن تطلق على أهل الحل والعقد، بقدر ما تعرضوا ودارسوا واختلفوا في عددهم والمشهور عند الإباضية أن من يتولى النصب للإمام ويبايعه أولا حمسة، وذلك ا -رواه مسلم .كتاب الإمارة باب وجوب الوفاء بالبيعة .حديث رقم، 2481ج 38ص _ .1741وابن هاجه، كتاب الجهاد باب الوفاء بالبيعة٬‏ حديث .1782ج 28صل955 ص.1!31ج42۔ ابن حزم ص.77ج()1المصنف.-3الكندي 551 المشورةجعلتحيثفي العقد لأبي بكر وعثمان(!).حدث9أسوة في ستة، وعقد لواحد، وبقي الخمسة الآخرون حبّة للانعقاد. وأحد نفس الاختلاف في العدد عند الإباضية كما هو عند أهل السنة .فكما ورد العدد خمسة أعضاء ورد أيضا الاثنان والواحد على أن النقطة ال يرجع إليها كلا المذهبين هي مسألة التراضي أي قبول الطظرفين العاقد والمعقود له لهذه التولية ويذهب الإباضية إلى أنه إذا حصل التراضي من الخاصة وهم أهل الحل والعقد على الإمام فهو الإمام .ولو كان هو المبتدئ والداعي لنفسه، وقد استدلوا على ذلك بعمر بن الخطاب الذي اختاره أبوبكر ورضي به المسلمون .وكذلك عمر بن عبد العزيز الذي تسلم الإمامة ثم أظهر التوبة بإرجاعها إلى المسلمين فرضوا به إماما فثبتت إمامته(.)2 وقد ورد في كتاب "الضياء" ث) أنه لا تصح الإمامة إلاً برجلين حرين مسلمين تقيّين عالمين وقال أبو المؤٹر(« :)4بخمسة فيهم عا لم». وقال أيضا« :إنما يثبت له عقد الاثنين برأي جماعة المسلمين ومشورة ا -الكندي" المصنف‘ ج، 01ص 001وما بعد _ .اطفيش، شرح النيلك ج41ث ص.213 2الكندي، نفسه، ج، 01ص 001وما بعد _ .اطفيش، نفسه، ج، 41ص.213 3الضياء، مخطرط، لسلمة بن سعيد العوتي، محفوظ بمكتبة الحاج صالح لعلي ببي يزجن. غرداية .ابحزائر . 4أبو المؤثر الصلت بن حميس الخروصي البهلوي، تتلمذ على الإمام محمد بن محبوب بن الرحيل .تشهد له الآثار بسعة العلم وكان أعمى© عاش ف القرن الثالث المجريڵ إلى أيام الإمام عزان بن قيس .ومات في زمانه .انظر :البطاني إتحاف الأعيان، ج، 1ص.102 651 أهل الدين وأما برأيهما وحدهما فلا نرى ذلك...وإن اجتمعوا فأفضل»(!). فاللاحظ في هذا الاختلاف هو اتفاقهم جميعا، أي الإباضية! على مبد! التراضي سواء أكان من العامة أو من الخاصة فإذا حصل هذا المبدأ بين العاقد والمعقود له والمسلمين فالإجماع حاصل والإمامة قائمة. إن الجديد في رأي أي المؤثر هو ربط عقد الاثنين للإمامة باستشارة جماعة المسلمين، ويقصد بذلك الجماعة الخاصة فما جاء من آراء قبل أبي المؤثر كانت آراء مستقلة تنص على التراضي من طرف العاقد فقط بدون استشارة الجماعة. جنه ` سار أهل السنة والجماعة والإباضية في مسألة شروط أهل الحل والعقد في محورين متقاربين من حيث السند الشرعي، لاعتمادهم أساسا على السيرة العملية لصحابة رسول الن هر. ففيما يخص الشروط فإن أهل السنة قد دققموا فيها أكثر من الإباضيةا وهذا لا يع أن الإباضية لم يولوا الأهمية الكافية للشروط، وإنما المراد من ذلك أنهم اعتبروا أي عضو م أهل الحل والعقد عضوا صالحا للإمامة، وبالتالي لم يحتج هذا إلى التأكيد وإعادة ذكر الشروط فكان تسميتهم للشروط على سبيل المثال لا الحصر كما جاء في ج & 41ص.213 النيل شرح1اطفيض 751 21 "الصنف" للكندي الذي مزج بين جميع الصفات الدينية منها والخلقية .فكان شرط الكفاءة اللازمة للمنصب هو مقصد الإباضية. . ويعلق الدكتور محمد عمارة علىالشروط الق أوردها الماوردي بأنها شروط سياسية وليس فيها أي طابع دي إلا أن الحقيقة هي أن الطابع الديو ن يتجلى في الشرط الأول وهو العدالة بجميع خصائصها ومن بين هذه الخصائص الإسلام من هنا فإن شروط كلا المذهبين هي :777 . . . .٠ . 2.۔‎ .. .-شروط واحدة. متن:.ج" القاسيه فبقدر ما تنوعت أسماء أهلوالمنقطة .النائية هي الحل ؤالفقد من طرف علماء مأ انة فإن الإباضية لم يتعرضوا كتيرا لنه المسألة 5والملاحظ أن هذه الأسماء في كلا المذهبين كان :المقصود بما الأوصاف كأن يسموا (أهل الاجتهاد والعدالف .أو (أهل الدين) 3أو (أهل العدالة). أما فيما خصر .العدد فقد كان أكبر عدد ذكزه.المذهبان هو خمسة أسوة بعمر بن الخطاب©ؤ ثم قرروا ثلائة} فاثنين 5فواحد .وكان التركيز دائما على مسألة التراضي، و لم يظهر في المسألة خلاف بين المذهبين على ما رأينا، إلأ في ربط أبي المؤثر الإباضي عقد الاثنين باستشارة جماعة المسلمين‘ ولا اشلك أنه كان يقصد بذلك كسب رضى الجماعة. والذي نراه في هذه المسألة هو أن الفقهاء بممختلف مذاهبهم ما عدا الشيعة قد درسوا المسائل الخاصة بشروط أهل الحل وفق الظروف 851 ال عاشوا فبها .والخال أأنن هذه ه الظرؤف قد تغيرت كثيرا. وبالنسبة للشروط؛ ‏١فه ك جان ما تقدم به علماء أهل السنة والإباضية\ فإننا نرى أن المصلحة ال مأنجلها نصب الإمام هي ال تحدد ماهيته وكفاءته:مع التأكيد دائما على الخانب الديني بصفتنا مسلمين فلا يمكن أن نقدم للإمامة في مثل ظروفنا هذه عالما فاضلا ليت له حنكة سياسية ؤلا دراية بما نجري في العالم. وقد تكلم أيضا فقهاؤنا في عدد العلماء الذين يي هم تقدم الإمام وهذه مسالة لا جدال فيها .لأن عامل التطور وتقدم الإعلام وسرعة المواصلاتت كفيلة بحلها فبقدر ما .يزداد عدد المشاركين في تقدم الامام، ترتفع نسبة حصول التراضي وتكتمل الشرعية وبما يتم حتحقيق الأمن واستتباب الأوضاع. أما المعتزلة فتدخل قي هذه القضايا ضمن مدرننة ة إنا ::السنة والإباضية، وهم يؤكدون كثيرا على شروط الكفاية والزان اللودينة. إل معرفة الأصلح للإمامة .والذي ينضب .وافق لمصنان المطلوبة مم:نه3 وهذا ما لاحظناه في دراسة المعتزلة ,للإنامةزا ). أنا الشيعة فنظرا لتول ألإمام القائملكل عمليات الاختيار والنصبتؤ فإن مهام أهل الحل والعقد تتجمع فى يد هذه الشخصية المعصومة} وهذا ما سنتناوله قى مبحث الاسختااف ا -القاضي عبد الحبارى شرح الأصول الخمسة صر 057وما بعد. 951 ثالثا :الاسنخلاف ودولانت العهد يعتبر العهد في اصطلاح فقهاء السياسة الشرعية اختيار إنسان لعمل معين من أعمال الدولة .يبدأ من رئاستها وينتهي في أدين درجة من درجاتما .ويسمى هذا الاختيار عهدا. أما العهد بالخلافة فهو في الأصل أن يقترح الخليفة أو أن يرشح شخصا يتولى الخلافة من بعده، ويكون العهد حال الحياة ثم أصبح العهد بالخلافة تعيينا(!). والعهد في حقيقته رأي يقدمه الإمام للرعية إن شاءوا أخذوا به وإن شاءوا أهملوه، ولا يظهر هذا إلا حين البيعة ال يجب أن تكون بكل حرية، ولا أثر فيها للضغط أو الإكراه أو الإغراء(ة). ومن الباحثين من فرق بين الاستخحلاف وولاية العهد فولاية العهد تكون في حياة الإمام وصحته وعافيته، والغوض من عهده هو إعطاء الفرصة لذويه للوصول إلى الحكم أما الاسختلاف فيكون أثناء الملرت ويكون بعد تفكير في الاختيار ولا يكون للأقرباء، وهذا ما فعله ' أبوبكر وعمر(.)3 ومهما يكن من أمر فإن الفقهاء لم يبحثوا في ماهية الاستخلاف وولاية العهد بقدر ما بحثوا قي صحة العملية وشروطها وشروط المعهود ص.861ج!1ظافر القاسمي، ج! ث صر.861-2نفسه 3عبد القادر عودة٬‏ ص.911 061 إليه .ومدى مصداقيتها بالنسبة للعقد والانعقاد. الخليفة الذي يريد أن يعهد لإنسان أن يجتهد رأيه قيفواجب الأحق ما والأقوم بشروطهاں لأنه يشترط اتفاقا توفر شروط الإمامة في المعهود إليه واستدامتها إلى ما بعد موت الخليفة القائم(!). فما هو موقف أهل السنة والحماعة والإباضية من المسألة؟ وما هي القواعد الي استنبطوها من السنة العملية للخلفاء الراشدين؟ وما هو رأيهم فيها؟ -1أهل السنة والجماعة اختلف أهل السنة والجماعة في مسألة الاستخلاف وولاية العهد ما بين بجوز ومانع لذلك .وهل الخلافة ميراث؟ وهل يجوز للإمام أن يورصي يما إلى أحد أقاربه؟ وممن ذهب مذهب التأييد إلى اعتبار الاستخلاف أو العهد طريقة شرعية لنصب الخليفة الماوردي والنووي وابن حزم وابن تيمية والرافعي وغيرهم(.)2 يقول ابن حزم« :و لم يختلفوا في أن عقد الإمامة تصح بعهد من الإمام الميت إذا قصد حسن الاختيار للأمة عند موته، و لم يقصد بذلك هوى») .ويفضل ابن حزم الاستخلاف من الإمام سواء كان ذلك نقلا عن الأحكام السلطانية للفراءصر.221عبد القادر عردة_ص.34المارردي 1 :..ص.9/01 نظام الحكم في .الاسلام .ص.4722محمود الخالدي 3ابن حزم! الفصل .ج ‘4صل.. .921 161. - في صحته أو مرضه أو في مماته؛ خيث لا يوجد نص أو إجماع على منع أحد الوجوه .وهو خير للمسلمين الإتصال الإمامة وعدم إعطاء فرصة للفرضى؟ وهذا اقتداء بالي ل مع أبي بكرں وأبي بكر مع عمر. وسليمان بن عبد الملك مع عمر بن عبد العز يز(!). أما ابن خلدون فإنه يرى جواز ذلك بناء على أن الإمامة هي النظر في مصال الأمة\ والإمام مسؤول على ذلك في حياته وكذلك بعد مماته وذلك للثقة المو ضوعة فيه وقد عرف ذلك من الشرع بإجماع الأمة على جوازه وانعقاده .والإجماع حجة كما عرف.)2 وقد استدل على ذلك بأبي بكر وعمر .إلا أن أبا بكر إذا كان قد صع أن يختار من ينوب عنه في حياته، فليس له أن يختار من يقوم مقامه بعد وفاتك لأن النيابة تنتهي بالوفاة، وفعله هذا يخر ج عن حدود النيابة .فلا يكون اختياره هذا ترشيحا خاضعا لقبول الأمةة). وهذا هو نفس للموقف لابن تيمية الذي يعارض ولاية العهد ويرى أن الطريق الوحيد هو اختيار أهل الخل والعقد، وأن الإمامة عقد طرفاه الخليفة وأولو الرأي في الأمة، ولا ينعقد إلا نإيجاب وقبول(.)4 فيه على إجماعويستندوناللاستخحلافجوازيرونوالذين ‏٠ج .4ص.921الفصل.ابن حزم1 فما بعد. ج .2ص127المقدمة2-ابن خلدون -3عبد القادر عردة 8ص.211 4ابن تيمية، منهاج السنة، جا، ص.881/291 261 الصحابة وعملهم كالإمام مالك(!)، وابن حنبل(ة) 3والماورردي© والفراء، وابن خلدونة)، ورشيد رضا()، فإممم يقتّدون ذلك بشرط النية الحسنة في الاختيار لا الهوى وتوفر شروط الإمامة في العاهد والمعهيود إليه 5ثم قبول أهل الاختيار لذلك بدون إكراه أو ضغط أو إغراء، وبالتالي فإممم يعتبرون ذلك ترشيحا فقط. والحقيقة أن هذا الرأي الأخير هو الأصح ذلك أن عهد أبي بكر لعمر كان على مراحل وهعونى أساس التشاور ثم الترشيحة)، وأن الذين استندوا على عزم ابن الخطاب تولية سا م مول أبي حذيفة أمر مستحيل التحقيق لأنه قد توفي بعد( .)6وقد أبى علي ,بن أبي طالب أن يفعل ذلك حين سأله بعض المسلمين العهد لابنه الحسن فقال« :لا آمركم ولا أمماكم .أنتم أبصر» .)7فقد رة ذلك للمؤمنين مما يفيد )ضرورة التشاور والاختيار. وانطلاقا من هذا فإن العهد لا ينشئع حاقلإمامة إلأ مبايعة للسلمين للمعهود إليه، وليش .بالضرورة استشارة أهل الحل والعقد [ ا -أبو زهرة .تاريخ المذاهب،ج .2ص.012/112 2أبو زهرة .نفسه ج 23ص.012/112 -3ظافر القاسمي صر.623 4عبد القادر عودة ص(.911 5ظافر القاسمي، جا، ص _ .6002محمد لمبارك .ص.57 صر .791جا 6۔ ظافر القاسمي -7حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام، ج، 1ص.634 361 وقت العهد، لأئه ليس بعقد، لأئه لو كان كذلك لأفضى ذلك إلى اجتماع إمامين في وقت واحد\ وهذا غير جائز(!). وقد اختلف العلماء في العهد للولد والوالد على ثلاثة أقوال: لا ثجوز أن ينفرد بعقد البيعة لولد أو والد حت يستشير فيه.1 أهل الاختيار. جوز أن ينفرد بعقدها لولد أو والد لأنه أمير الأمة نافذ الأمر.2 لم وعليهم .فغلّب حكم المنصب على حكم النسب. ).3أنه يجوز لوالده ولا تجوز لولده(ث). كما اختلفوا إذا كان العهد في الأبناء قي قضية الرجوع إلى اختيار الأمة .فالذين يرون الرجوع إلى الأمة فجائز ذلك العهد، أما الذين لا يرون ذلك فإئم يوجبون الرجوع إلى الأمة واستشارتما .واختلفوا في وقت قبول العهد هل يكون بعد وفاة !لناهد أم يكون بين العهد و ‏ ١لمو بت ) . ( 3 واتفقوا جميعا على أنه يجوز أن ينفرد الخليفة بهذا الترشيح إذا لم يكن المعهود إليه ولدا أو والدا(.)4 ظافرنقلا عن الفراى الأحكام السلطانيةء ص.9&\811 ا -عبا۔ القادر عودة8ث ص القاسمي ج! .602 2المارردي، ص.44 -3عبد القادر عودة ص121وما بعد. 4محمد عمارة الإسلامة وفلسفة الحكم، ص.01 461 مصراعيه للعهد للابناء او إلعلىفانه يفتح البابأما ابن خلدون قال ,قحيثماتممحياتمم وقيالإمام هو أمين الأمة قلأنغيرهم! ذلك« :ولايتهم لالإسام في هدا الأمر وإن عهد إلى أبيه أو ابنه لانه مأمون على النظر لهم في حياته فأولى ألا ختمل فيها تبمة بسذ مماتد.. لاسيما إذا شانت ناك داعية تدعو إليه من إينار مصلحة أر توتع مفسدة»(!). وبالنسبة للعهد إلى اثنين فأكثر فإن ذلك جائز إذا رئب العاهد الخلافة فيهم وسذا استنادا إلى ما وقم في جيش مؤتة()2 وإذا توفي الإمام والنلانة المعهود ليهم أحياء زافدست الخلافة إلى واحد منهم، فأراد أن ينهد .به :إلى غير الاثين، فمن الفتهاء من منع بنطو ث نا:كما فعل المحور مع ع..نخنيا صسأسبرايتازلحقتذلك ا٦‏ يرىموسى عندما أراد العهد لابنه المهدي ة)، والمذهب الشاق مستحقيها(. )4دونيشاءوضع العهد فيمنقمانعا وولايةمسألة الاستخحلافالسنية قللآراءالمرتدحذاخلالمن التيسدء نا:تحعظذ اختلاف المواقف في نظرة العلماء إلى عمل أبي بك... 1ابن خلدون، ج 25ص.227 -2هؤتة} غزوة وقعت في سنة8هجري، انظر الكامل في التاريخ، لابن الأثير .بجلد، 2ص.851 -3بعد أن أعلى السناح ولاية العهد للمنصرر ومن بعذه عيسى بن موسى، حارل المنصور أخذ العهد لابنه المهدي، وقد أزاحه وحقق ذلك بكل الوسائل .انظر التتسة بالتفصيل ني :أحمد شلي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةء ج، 3ص.131 4المارردي، ص .84/94 561 هل هو عهد صحيح تام أم هو بجرد ترشيح؟ فالذين قالوا بصحته واعتبروه عهدا نافذا! اعتمدوا عليه كقاعدة عامة تعطي الصلاحية الكامنة لاإمام أن يعهد لمن يريد سواء من أقاربه أم غيرهم. أما الذين اعتبروا عمل أبي بكر ترشيحا فقد قالوا بوجوب استشارة أهل الحل والعقد والأمة بصفتها صاحبة السلطة وأن ا الحق الكامل في قبول أو رفض المعهود إليه. ثم اختلفوا بعد ذلك في العهد للولد والوالد وأممى ابن خلدون الخلاف بفتح الباب كله باعتبار أن الإمام أدرى مصلحة الأمة ق حياته، فمن باب أولى أن يضمن فها ذلك بعد مماته. -2الإباضية وقد تناول الإباضية مسألة الاستخلاف وولاية العهد وربطوا بين الاستخلاف والعقد بعاقد واحد للإمام المراد بيعته .يقول الشيخ قاسم الشماخي« :ولا تنعقد الإمامة برجل واحد إلا في خطة واحدة، وهو بنإمامة عمرأحدا من بعده &،بدليل صحةإمام يستخلفأن يكون الخطاب بتولية أبي بكر فرضي المسلمون بما رضي ضم إماما.)!(»... وما يستنتج من هذه المقولة قاعدتان: أولهما :استشارة أهل الرأي قبل العهد إلى الإمام الجديد وهذا ما يستنتج من الرضا الذي حصل فالرضا نتيجة مباشرة للاستشارة. ا -الشماخي، شرح اللؤلؤة .ج، 2ورقة63205مخطرط _ .ابن قيس الحضرمي، مختصر ص.491الخصال 661 ثانيهما :حصول الرضا من طرف المسلمين. والإباضية لا يفرقون بين الاستخلاف وولاية العهد، وسواء كان في حياة الإمام العاهد أم بعد موته، فالعبرة بالطريقة الى يتم كماذلك العهد أو الاستخلافؤ وبالظروف الي تمت فيها العملية، وأيضا مؤهلات المعهود إليه .فلا تجوز أن يكون الاستخلاف بغرض الورائة وبقاء الحكم في الأسرة .وهذا عادة لا يتم إلآ بالحرب والمغالبة بين أعضاء الأسرة الحاكمة .بل ويتعين ولى العهد منذ ولادته فينادى عليه بذلك .وهذا بقطع النظر عما سيكون عليه يوم يتوفى سلفه. والأمل في الاستخحلاف هو توفر شروط الإمامة في المعهود إليه، ثم استشارة أهل الشورى اقتداء بأبي بكر ورضا المسلمين يمرشحه(!). ما يجعل هذا العمل ترشيحا فقط إن شاءوا أخذوا به وإن شاءوا هملو.٥ ‎ ويعلق محمد الشيخ بالحاج أمر الاستخلاف على مبدإ الشورى ومبدإ موافقة المسلمين عليه فقد يكون أقرب قريب من السلف الراحل، وقد يكون بعيدا! حستبه أنه أهل لما رشح .له( .)2ولا غضاضة في ذلك ولا مانع في الشر ع يمنع من هذا .وقد قال تعالى في حق داود وسليمان :وورث سليمان داود“<) .في النبوة والرسالة(.)4 ا -محمد الشيخ بالحاج مقابلة بطاقة رقم .3 .33 2۔ محمد الشيخ بالحاج ميزات الإباضية ص -3سورة النمل آية .61 مقابلة! بطاقة رقم .34۔ حمد الشيخ بالحاج 7561 يتبين لنا من هذا أن الإباضية لم يبحثوا مسألة ولاية العهد بمفهوم أهل السنة والجماعة، الذي يوحي بالوراثة في الحكم بل على أساس أنه استخلاف وبمجرد ترشيح .والأصل في هذا اعتقاد الإباضية بأن الحكم لا يورٹ©\ بل تجب أن يتم بالاختيار فقط بطرقه الثلاثة: الانتخاب\ أو الاستخلافڵ أو بجلس الشورى. 3 إن ما يمكن استخلاصه من موقف أهل السنة والجماعة والإباضية فيما خص مسألة الاسندلاف وولاية العهد، هر النظرة المختلفة إلى الوضوع مبدئيا .حيث اعتبر أهل السنة عمل أبي بكر مبدأ صحيحا وعملا تاما نافذا في حين اعتبره الإباضية مجرد ترشيح .وإذا كان الإباضية قد رفضوا مبدأ ولاية العهد أساسا فإن العهد إلى واحد أو اثنين أو أكثر أو إلى ولد أو والد من باب أولى .ويعود هذا إلى نبذهم لنظام التوريث، لأن ما آل إليه أمر المسلمين فيما بعد يجعل ولاية العهد مسألة غير مستحسنة .وفيما يذهب إليه أهل السنة من جواز ولاية النهد للأبناء أو الوالدك وسواء كان لواحد أو أكثر، فإن عملهم هذا كان على أساس المراحل الي مر عليها أبو بكر من استشارة وتوفر النية الحسنة} وهذه الشروط والمراحل في رأينا لا.تتوقر دائما في العاهد |)والمعهود إليه. وإذا كان ابن خلدون قد فتح أبواب المسألة واضعا الثقة في الإمام العاهد، على أساس أنه أدرى بمصلحة الرعية فإنا نزى ان معرفة ذلك 861 بعد وفاته ضرب من الغيب© لأن الظروف لا تستقر على حال. إن علماء أهل السنة كالإمام مالك وأحمد والماوردي والفراء وابن كانتزمنقجاءواوالذينالعهدولايةأجازواالذينخلدون د فيه هي الوسيلة الوحيدة لإقامة الخلافة، قد قاموا بمذاولاية الع العمل مسايرة للأوضاع السياسية وتماشيا مع قاعدة الصبر اتقاء للفتن وحقنا للدماء .ولا أدل على ذلك من اختلافهم الواضح في هذه لا بر کابن تيميةفالشيخالقدامى والمحدثين،و خاصة ما بنالملضش ألة ولاية العهد طريقا للحلافة} بل هو اختيار من قبل أهل الحل والعقد. ش إن ما توصل إليه العلماء من كلا المذهبين، وهو الاتفاق على الطرق النلائة للوصول إلى الخلافة، ونظرا لما يحدثه أسلوب ولاية العهد من مشاكل وفتن وهو ما صدقه الواقع وعلى فرض أن تكون ولاية لإقامة الإمامةو نافذاكاملاعهداالسنيينبعضالعهد كما يراه وليس استخلافا وفق نظرية الإباضية فإنه من الأحسن في رأينا لأنبالاسلوبين الاخرينوالاكتفاءالأسلوب‘هذاعنالاستغناء الواقع يذهب عكس ما توقعه علماؤنا .وهذا ما سنتعّض له في القسم البحث.منالنان وللمعتزلة في هذا الموضوع أيضا موقف مماثل لموقف الإباضية؛ حيث القاضي عبل الحبارما يفهم من كلاموهذاالاختيار فقططريقيعتمدون لمعتزلي القائل« :وعند المعتزلة أنه العقد والاختيار»(!) .و لم يتعرض المعتزلة لهذا الأسلوب من التولية} و لم يقروا به كطريقة للتنصيب. .37457الأصول الخمسة ص[ -القاضي عبد الحبار شرح 961 أما الشيعة فإنه نظرا لتميز نظريتهم السياسية في مسألة التنصيب عن نظريات الفرق الأخرى‘ وذلك باتباعهم لأسلوب النص والوصية والتعيين فإن الإمام القائم هو الذي يقوم بتنصيب الإمام والعهد إليه3 وبالتالي فهو بمثل سلطة أهل الحل والعقذ وإرادة الرعية. منا لعملية اخا صة با لنصضبمفهو مهم هذه‏ ١لضيعة قو ينطظلق تنسيرهم للآية :لرن ألذ يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وفيهما نزلت هذهالإمام الذي سيخلفه،).) 1فالإمام القائم يعرف وكل شيء عندهوعليه أن يودي له الكتب والعلم والسلاحالآية والذي يكون قد اكتسبه ممن قبله عن طريق الو صية(. )2 أحمد بن حملحي عنمحمل بنرواية عنالكلي(ة)الإمامويقرل الأشعث قال« :جمعت أبا عبد الل القلتتله يقول :أترون الوصي منا يوصي الى من يريد؟ لا والله! ولكن عهد من الذ ورسوله فتة لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه».)4 . .:ا -سورة النساء آية ‏٠.58 2الكلي" الأصول من الكافي .ج! اصر":672 3الكليني هو محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليى الرازي البغدادي ابوجعفر الأعور. ينتسب إلى بيت طيب الأصل في كلين .تخرج عليه عدد من أفاضل فقهاء الإمامية، توني على الأرحح سنة.923ينظر ترجمته في :كتاب الأصول من الكافي، ج .1ص8/24۔ 4الكليي، نفسه‘ جا.872، 071 وقد أثار الشيعة مسألة معرفة الإمام الموصى إليه بالإمامة، وقد تولى الإجابة الإمام أبو الحسن الكلي فقال« :عرف الإمام بنلاثف خصال لا تكون في غيره، الأولى أن يكون أولى الناس بالذي قبله وهو وصيه الثانية عنده سلاح رسول ألن ث ووصيته الثالثة لا ينازع فيه أي فى الأمر .لأن الإمامة له بضرورة النص والتعيين .ويضيف أبو الحسن أن يكون أكبر ولد أبيه © ويكون فيه الفضل والوصية، و يقدم الركب عد وفاة الإمام الراحل وحجته في ذلك هي الوصية ومن الإمام المتو قى»(!). وأكثر من هذا فإن الإمام الخلف يلهمه الن تعالى مضي الامام الأل(ت) .ويعرف كل ما كان يحمله الإمام الأول من العلم في آخر دقيقة من روحهة)& حق تنم عملية التنصيب وتكتمل الشروط .لأن من شروط الإمامة انتقال العلم الذي خص به رسول اللة هة علًا وخص به علي أئمة الشيعة من بعده، إلى أن ينتهي الأمر إلى القائم. على أن تكون الإمامة فيإن نظرية الوصية عند الشيعة 5 العقب© فهي ليست ميراثا بل هي النص وتكون في الولد ولا دخل للأخ والعم والخال فيها .فعن أبي الحسن الرضا أنه سئل« :أتكون الإمامة في عم أو خال؟ فقال :لا .فقلت :ففي أخ؟ قال :لا .قلت: ففي من؟ قال :في ولد .وهو يومئذ لا ولد له». ا -الكليي، الأصول من الكافي، ج .1ص.872 2الكليي .نفسه جا 5،ص.183 ح & 1صر.472-3نفسه 171 وقد استبعدت النظرية الشيعية الأخ من الإمامة إلا ما كان من اسمن والحسين فإن هذه الحالة لن تتكرر كما يعتقد الشيعة!). ةالإمامة عند الشيعة ليست ميراثا ولا ولاية عهد؛ لإشا تتبع الولد فق :زالميراث والعهد يتطلبان انتقالهما من أخ إلى آخر أو من فرع عائلي إلى آحر إذا انعدم الولد والأخ. فتميز .النظرية السياسية الشيعية واضح ويكمن في النص والتعيين. وكذا تكون آراء الشيعة مختلفة تمام الاختلاف مع آراء المذاهب الأخر ى مر :حيث الاختيار والنصب والشروط. 5 ا -الكليي، الأصول من الكافي، جاء صر.682 271 الفصل الثالث١مهل‎: كيف يتم اختيار الإمام؟ وما هي أهم شروطه من ناحية الكفاءة . الخلقية والخلقية؟ وما هي المراسيم الق يتم بما نصبه؟ وفي حالة انحرافه عمًا تعمد به، هل حق للمسلمين التظاهر والخروج عليه؟ وما هي مراحل ذلك؟ لقد تبنت الإجابة عن هذه الأسئلة مدرسة الاختيار، الين تضم في حننا أهل السنة والإباضية، دون مدرسة النص والتعيين الن حصرت هذه العملية في شخص الإمام الذي يتولى تعيين خلفه .أما مسألة الخروج على الإمام الشيعي فهو عندها حرام إذ لا بمكن أن يحدث هذا أصلا نظرا لعصمته(!). ونظرا لاختلاف المدرستين السنية والإباضية حول الأخذ ببعض النصوص السنية لتنظيم عملية الاختيار والخروج على الإمام الجائر فقد اختلفت بعض آرائهم حول المسألتين .ومن جهة أخرى يعود هذا الاختلاف إلى الطريقة الي يسلكها كل مذهب ف تفسير تلك الأحاديث‘ وإلى مدى تطبيقهم لذلك على ضوء القر آن الكريم. وقبل الدخول في عرض المواقف والنظريات السياسية لكلا المذهبين، آهل نستطيع أن نجمع بين الآراء المختلفة خاصة بعد حدوث التطور الناتج عن التطبيق العملي لهذه النظريات! ثم تبني كثير من فقهاء السياسة الشرعية السنيين مواقف مغايرة لآراء أئمتهم الأولين أزاء النقاط المختلف فيها بين المذهبين .وهي مسألة شرط القرشية والخروج على الامام الحائر. ا -انظر المبحث الثاني من تمهيد القسم الأول. 571 أور :شروط | لاما مم أهل السنة والجماعة.1 أ-شروط الإمام: تعتبر الإمامة أعظم وظيفة دينية ودنيوية في الجهاز الحكومي الإسلامي والإمام هو رئيس كل مسلم على وجه الأرض .وهذا وفقا للرأي القائل بوحدة الإمامة، وبما أن الخلافة لا تقوم إلآ على عقد فلا بة للمسلم المرغوب في تقديمه لمسؤولية الإمامة أن تنور فيه شروط وقد جاءت في حق الإمامة شروط كثيرة! بعضها چحاءت بما النصوص الشرعية وبعضها لم تأت بماء إلا أن الفقهاء امفقوا ني بعضها واختلفوا في الأخرى‘ وهذه الشروط لا بة منها، وإلاً فقد الإمام صفة الخلافة(!). والعلماء وإن اختلفوا في العدد وفي التفاصيل وأحيانا في بعض القضايا الهامة إلا أن بينهم تقاربا يجعلهم في اتجاه فكري واحد(ة). فعند الإمام الجويى أن صفات الإمام وشروطه محددة في سئّة، بينما جعلها البغدادي أربعة .وذهب الباقلاي إلى أنما حمسة، واختصرها النسفي والتفتزايني في ثلاث صفات(ة). ا -محمود الخالدي" ص .382 2محمد عمارة، ص .064 -3نفسه 3ص .564 671 جمع هذه الصفات واستوعبها هو الماورديأفضل من قامولعل الإمامشخصيةحميع جوانبحاويةجاءتفي سبعةحصرهاالذي العلميوكذلك ما يتعلق بتكوينه ومستواهالدينية والخلقية والخلقية. وإدراكه حريات الأمور .وهذه الشروط هي: العدالة على شروطها الخامعة..1 .2العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام. سلامة الحواس من السمع والبصر واللسان..3 سلامة الأعضاء من نقص يمنع عن استيفاء الحركة وسرعة.4 النهوض. الرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح..5 .6الشجاعة والنجدة المؤدية إلى حماية البيضة وجهاد العدو. الندسب‘ وهو أن يكون من قريش لورود النص فيه، وانعقاد.7 الإجماع عليه(ا). أما شروطه عند ابن خلدون فتشبه ما أورده الماوردي إلا أنه الأعضاءمع سلامةسلامة الحواسشر طأدمجإذخمسةجعلها بنل واحد.)2والشجاعة قوأدخل الرأي وجملة الشروط الي قال بما العلماء هي أن يكون(:)3 .1مسلمارهك 5لقوله تعالى :ولن يجعل إززن للكافرين على 1المارردي، ص !.13/23 ج ‘2ص.296-2ابن خلدون 3محمود الخالدي، ص392وما بعدها. 4البغدادي، ص- .112ابن حزم، الفصل ج 45ص- .821المارردي، ص .13 771 المؤمنين سبيلاهرر. بالغا() 3لأن الصبي غير مخاطب، والإمام خاطب من اننة بإقامة.2 الدين. .3عاقلاة)ء فالجنون غير مكلف ولا خاطب. .4ذكراث)ء لقوله هرة«. :ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».)5 .5عدلا(ث) لقوله تعالى :ولا توتوا السفهاء أموالكم»(.)7 ) .6حرًا()٢‏ والعبد لا حرية له ولا يملك نفسه. أيها الذين آمنوا أطيعوا اذنقال تعالى :يامجتهدا()..7 وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»("!). ا -سورة النساء، آية .141 -2اين حزم .الفصل، ج، 2ص .821 -3محما۔ جراد مغنيةث ص .291 4ابن حزم، الفصل جا ص- .821منير العجلاث صر.621 5رواد أحد بلفظ« :قال زسول زن له من يلي أمر فارس؟ قالوا :امرأة .قال :ما أفلح قوم يلي أمرهم امرأة» ج، ص- .055والترمذي بنفس اللفظ« :لن يفلح». ج .4صر - .725والنسائي بنفس اللفظ‘كتاب الفتن باب573حديث رقم .2 كتاب القضاء، باب70ج، 8ص1ل.2 -6البغدادي، ص- .112ابن حزم الفصل، ج، 4ص- .921ابن خلدون ج، ©2ص .296 -7سورة النساء، آية .5 الأحكام السلطانية .صل.28أبو يعلى 9البغدادي" ص- .112ابن حزم الفصل، ج، 4ص.821۔المارردي، ص - .13ابن خلدون ج 25ص .296 -0سزرة النساء آية .85 871 8.شجاعا(ا) 3قال ثة« :امؤمن القوي خير واحب إلى الن من المؤمن الضعيف»(.)2 بصيرا بأمور الحرب)..9 .0سليم الحواس والأعضاء مما يؤثر في الرأي والعمل(.)4 قرشيا(.)5.11 معصوما(©)..2 هذه هي الشروط الواردة في أقوال الفقهاء، وفيها مراتب .فمن العلماء من اعتبر بعضها سياسية وهي شروط الانعقاد في حين وضعها الآخرون في مرتبة ثانية باعتبارها مكملة. أما الشروط الن يت بما الانعقاد، ويجب أن تكون مجتمعة في المقدم والحريةو البلو غ،والذكورةوالعقلالإسلامالخلافة فهي سمة:إل و العدالة(. )7 أما الشروط المسمًاة بشروط الأفضلية فهي :الاجتهاد والشجاعة .13ا -الماوردي، ص -وابن ماجةج .4ص.2502.4662حديثالقدر! بابي3كتاب-2رواه مسلم. المقدمة، رقم875ص .13وكتاب الزهد باب41رقم86145ص- .5931وأحمد ج .2ص .663/073 .133الماوردي ص 4ابن حزم، الفصل، ج، 4ص .921 5الماوردي ص.23ابن حزم الفصل، ج، 4ص - .821البغدادي، ص .112 6ابن أبي الحديد شرح فمج البلاغةش ج 7،5ص.061 -7حمود الخالدي، ص592وما بعدها. 971 وأهلية الرأي، وسلامة الحواس والأعضاء والنسب القرشي(!). وهذه الشروط قد صحًّت فيها النصوص أو اندرجت تحت حكم لبت بنص صحيح ولكن لم يرد الدليل متضمنا طلبا جازما لها.)2 أما العصمة فلم يقل بما، و لم يشترطها أحد غير الشيعة .وهذا انطلاقا من أن الإمامة عندهم لا تتم إل بالوصية، والإمام السالف لا مكن أن يوصي إلا بإمام جامع للشروط ومن بينها العصمة .وهذه العصمة منطلقها الطبيعة الدينية لمهام الإمام، واشتراكه مع الني فا فى النهوض ممذه المسؤولية .وبما أنه هو المرجع الأخير فلا بد أن يكون معصوما .كما أنه مثل الرسول ثة الذي يتلقى وحيا من السماء إلا أنهم يسمونه تفهيما وتحديثا، تفاديا لاستعمال كلمة الوحي«ة). إن أهم شرط وقع فيه النقاش بين العلماء هو شرط النسب\ وقد ذهب أهل السّة، وكل الشيعة وبعض المعتزلة وجمهور المرجئة والإمام أحمد والشافعي وابن حزم والماوردي والبغدادي إلى أنه من شروط الانعقاد(ث)، وقد استدلوا على ذلك بدليلين(:)5 أولا:الأحاديث الق تواترت عن الني تا حيث قال« :الأئمة من -1محمود الخالدي ص .992 -2نفسه، ص .892 3محمد عمارة ‏478/471. ٣ 4ابن حزم الفصل، ج، 4ص - .47البغدادي" ص - .112المارردي، ص .23 5محمود الخالدي، ص .203 081 قريش»!). ثانيا :إجماع الصحابة في السقيفة. وينص ابن خلدون أنه «قد بقي الجمهور على القول باشتراط النسب القر شي ولو كان عاجزا عن القيام بأمور المسلمين»ث). وهذا الشرط في الحقيقة من شروط الأفضلية لا الانعقاد، وذلك لعدة أسباب وعلل تدل صراحة عليه، ولا تدل على الوجوب‘ وهو ما سنفرده ببحث مستقل لاحقا. ب -إمامة المفضول: إن شروط الأفضلية تكاد لا تع ولا تحصى وإن المسلمين يتفاوتون في مواهبهم وصفاتمم الدينية والخلقية وهي مما يعسر الكشف عنها كلها، وحينما يحتاج إليها يتجه المعنيون إلى معرفتهم وخبرتمم بالأشخاص ولكل منصب رجل مناسب\ وقد تجتمع في مسلم صفات لا تجتمع في آخرا مما يجعل المفاضلة بينهما أمرا واقعيا .وهنا بجث الفقهاء موضوع تولية المفضول مع وجود الأفضل. -1رواه أبو داود بلفظ« :عن أنس أن النبي هله قال :الأنمة من قريش .إذا حكموا وإذا عاهدوا وفوا، وإن اسمرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملانكة والناس أجممينك لا يقبل منهم صرف ولا عدل» ج25ص- .361 والبخاري" كتاب الأحكام، عن معاوية بلفظ« :إن هذا الأمر في قريش» .فتح الباري ج ©61صر - .332والترمذي بلفظ «قريش ولاة الناس» ج، 43ص- .305 وقال عنه:حديث حسن غريب صحيح _ .وأحمد بنفس اللفظ «الأئمة من قريش» ج .3ص.921 -2ابن خلدون ج، 2ص .496 181 وقد نشأ موضوع الفاضل والمفضول بعد بروز نظام الخلافة يوم استجاز المسلمون المفاضلة بين الصحابة(!) .ولقد اتفقت أطراف الخلاف في هذا المبحث على أن معن التفاضل هنا دي لا دنيوي، وأهل الاختيار يقولون بإمامة المفضول وجواز تقديمه مع وجود الأفضل منه دينيا(ة). الراي الأول :وهو القائل بأن الإمام يجب أن يكون أفضل القوم. وهو قول طائفة من الخوارج وطوائف من المعتزلة 5وأخرى من المرجئة وجميع الرافضة من الشيعة(ة) 5والأشعري(.)٧‏ وليس لهذا الرأي من دليل شرعي قاطع إلا ما يراه الطبري من أن الأحاديث الى أثنت على أبي بكر تدل على تعيينهة) .وقد ذكر ابن أن الباقلاني لا جوز إمامة المفضول‘© وهو الذي جوز أن تكونحزم في الإمامة والنبوءة والرسالة في من هو أفضل من رسول ألن ثة« .ثم إنه كيف يمكن التعرف على الفاضل وقريش قد تفرقت في البلاد سرول ثله قد ولى كثيرا من الصحابة علىالإسلامية .كما د أن ال الأقاليم بعد فتحها، وفيهم أبو بكر وعمر وعل وعثمان وغيرهم أفضل منهم»(ث). ا -ظافر القاسمي، جا، ص .723 -2محمد عمارة ص .415 3محمود الخالدي ص .803 4انظر حلال موسى نشأة الأشعرية وتطورها‘ .472 5محمود الخالدي،ث ص .903 6البغدادي ص721وما بعد. 281 و لم نعثر على نص من كتاب أو سنة أو إجماع على هذا الرأي، وأن إمامة المفضول جائزة لأن الخلافةأنه غير صحيح.فلا شك تستدعي من يقوم بما أحسن قيام .وما دامت ظروف الأمة غير مستقرة سياسيا نظرا لعدم وجودها كقوة فاعلة ومؤترة في العلاقات الدولية فإنه لا بد أن يكون الإمام وفق ما نصّب من أجله وتبعا للمصلحة التي يرجى منه القيام بما. الراي الشاين .وهو القائل بجواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل إليه ذهبت طائفة من الخوارج وأخرى من المعتزلة ومن المرجئة وجميع الزيدية من الشيعة} وجميع أهل الة وابن حزم((.)١‏ ويستدلون على ذلك بترشيح أي بكر لعمر وأبي عبيدة، وهو أفضل منهما و لم ينكر الصحابة ذلك(.)2 وإن الإجماع حاصل على صحَّة إمامة الحسن ومعاوية وقد كان قي الناس أفضل منهما، كسعد بن أبي وقاصث). ويقول ابن تيمية على لسان أهل السّة« :وأهل السنة يقولون ينبغي أن يتولى الأصلح للولاية إذا أمكن إما وجوبا عند أكثرهم وإما استحبابا عند بعضهم وأن من عَدَل عن الأصلح أمع قدرته، فهو تولية الأصلح مع حنه لذلك فهوعنعاجزاكانظلا ل.ومن .معذور»()4 .803ا -محمود الخالدي ص .903- .621محمود الخالدي صج .4صالفصل.-2ابن حزم .903- .621محمود الخالدي صج .4صنفسكابن حزم 3 4ابن تيمية، منها ج السنة النبوية ج، 1ص .282 381 ويستنتج من ذلك أنه إذا بويع للمفضول بعذر من الفاضل فهو وأما إذا كان بغير عذر فقد اختلف فيه، وأكثر الفقهاء علىجائز الجواز إذا لم يكن المفضول ناقصا عن شروط الإمامة(!). وهذا الرأي هو الأقرب إلى المعقول والواقع التاريخي للأمة الإسلامية قال تعالى :وما جعل عليكم في الدين من حجر»). وهو الواقع الذي يعترف به ابن تيمية بقوله« :ومن المعلوم أن أهل الستة لا ينازعون في أنه كان بعض أهل الشوكة بعد الخلفاء الأربعة يولون شخصا وغيره أولى بالولاية منه»ة). إذ هذا الرأي" أي تولية المفضول وجوازه، هو في نظرنا أكثر صوابا .وفي هذه المسألة نرجًّح قول ابن تيمية لما قدمناه من تعليل الرأي الأل. 2الاباضية أ -شروط الإمام: من هو الإمام الحقيقي؟ وما هي أهم شروطه وصفاته؟ تلك هي أهم مسألة أثارت الاختلاف بين المدارس الإسلاميةء وأدى هذا في كثير من الأحوال إلى تكوين تلك المذاهب الإسلامية. وإذا كان المسلمون قد اتفقوا على مُجمل الصفات المخولة للإمامة .6صالماوردي ا- آية .8الحجسورة -2 .183ج!0ص منهاج السنة النبويةابن تيمية3 481 كالص لاح والتقوى والورع والذكاء والرأي والشجاعة واعتبروها أصلية؛ فإن الخلافات كانت تدور حول بعض الشروط التفضيلية. وبالرغم من عدم اتفاق علماء الإباضية ۔المشارقة منهم والمغاربة- حول الشروط الدقيقة للإمامة، فإن المبدا الأساس الذي ترتكز عليه نظريتهم السياسية هو المنهج الديمقراطي وأحقية كل متوفر على شروط الإمامة لمنصب الخلافة، دون إقامة وزن لون والجنس .وهذا المبدا الذي لا يختلف فيه الإباضية إطلاقا(!). واختيار الإباضية شذا الاتحاه كان مبنيا على أساس أنه المسار الوحيد الذي يضمن الحريات الأساسية للمواطن في إطار التعاليم الإسلامية .ومن أهم تلك الحريات مبدأ حرية اختيار من يتولى شؤونه، وبالتالي فإن أبسط حقوقه أن يتولى هو بنفسه تلك الحقوقة). وقد أورد قاسم الشماخي الشروط المؤهلة للإمامة وجعلها ان عشر شرطاء، وهي« :كونه بالغا، عاقلا، ليس بأعمى© ولا أصم ولا أخرس ولا زمنا ولا مقطوع اليدين والرجلين، ولا ممن أقيم عليه ح من قطع وجلد وأن يكون من أهل العلم والدين والورع وأن يعقد له من أهل الولاية ستة رجال بالغين عاقلين من أفضل المسلمين علما وورعا ودينا .قال :والتاسع ألآ يعقدوا لأحد قبله من المسلمين إلا أن يكون بينه خر، فإن لم يكن بحر كان داعية للذي قبله»(ة) .وقد جمعت هذه الفقرة أهم الشروط الي جاء بما فقهاء الإباضية للإمامة .ومن ا -عدون جهلان، الفكر السياسي عند الإباضية .081 .971 نقمه .صرجهلان.-2عدون ص.632 ج.2-3الشماخي ك سير المشايخ. 581 خلالما يلاحظ أن الإباضية قد ركزوا كثيرا على شرط العلم والورع والتقوى(!) بالدرجة الأولى ثمالصفات الخلقية كالصدق والوفاء بالعهد والأخلاق الحسنة(ة)، ثم الصفات الخلقية كأن «لا يكون أصم ولا أعمى ولا ناقص الخوارح وما يسقط عنه فرض الجخهاد، ولا بجنونا ولا معتوها») .وفي الدرجة الثالثة صفة الرجولة والرأي والذكاء والشجاعة وقوة الشكيمة(.)4 وقد انطلق الإباضية في تسمية الشروط منطلقا له استدلالاته الشرعية من نصوص صحيحة ثبتت عن الني زنة وسنن عملية والذكورية والحرية والعدالة القوالعقل والبلوغكالإسلامللصحابة تعد من الصفات الأساسية. شرو طمنباعتبارهالقر شية شرطللى الإباضية .إطلاقايلتفتو م الأفضلية ويقابلون حديث «الأنمة من قريش» &)5بحديث «اسمعوا ا -الكندي المصنف ج 0010ص .77 2السرتاقي، منهج الطالبين، جي 3ص .44 -3الكندي نفسه‘ ج0ا 5،ص .77 4الرستاقي نفسه‘ ج، 8ص- .444حمد السالم وناجي عساف© عمان تاريخ يتكلم. آ .ا ع!81.-ح .لص.621 5رواه أبو داود بلفظ« :عن أنس أن النبي تنه قال :الأنمة من قريش إذا حكموا وإذا عاهدوا وفوا، وإن اسُرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .لا يقبل منهم صرف ولا عدل» ج.2ص - .361والبخاري، كتاب الأحكام عن معاوية بلفظ« :إن هذا الأمر في قريش» .فتح الباري، ج6ا، ص- .332 والترمذي بلفظ «قريش ولاة الناس» ج صر - .305وقال عنه:حديث حسن غريب صحيح - .وأحمد بنفس اللفظ «الأئمة من قريش» ج، 3ص.921 .58 وأطيعوا لمن حكمكم ولو كان عبدا حبشيا رأسه كرأس زبيبة»(!). ثم إن هنه الروايات لم ترد بصفة الحصر والتخصيص وإنما هي مع شموليةأخبار عما سيقع بعده كما أن هذه الأحاديث تتناق الإسلام من جهة ومحاربة العصبيات العرقية من جهة أخرى«.)2 وإن أبا بكر لم يحتج اعتمادا على هذا الحديث بل كان أساس احتجاجه قوة قريش وتقدمها على سائر العرب .ولا أدل على ذلك من أن عمر قال« :لو كان سالم مولى أبي حذيفة حا ما ساورن فيه شلت»(ة). فالإباضية بحمعون على أن الإمامة حق للجميع مت توفرت الشروط المطلوبة في المقدم مستأنسين في ذلك بقوله تعالى: رن أكرمكم عند الن أتقاكم».)٨(4‏ وإن المعقول يخالف حصر الإمامة ي قبيلة أو أسرة واحدة كما أن الني ل كان قد ولى من عدة قبائل(.)5 ا -رواد البخاري، بلفظ« :اسممع وأطع ولو لحبشي كان رأسه زبيبة» كتاب الأذان رقم :326ج .2صر - .65ومسلم! في كتاب الإمارة باب،8حديثبابل حديث .6381/7381/8381 /5381بألفاظ مختلفة .ج 35ص - .5641والترمذي" بلفظ« :اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد »...كتاب الجهاد باب.93 حديث/0682/1682/2682ج 35صر.569 2إبراهيم اطفيش المنهاج .عددا، ص!.1 3احمد اطفيش{ شر ح عقيدة التوحيد صر .144 4سورة احجرات، آية .31 5سالم بن حمود أصدق المناهج ص.82 731 وئعد هذه المسألة إبعاد النسب القرشي من النقاط اليي يلتقي فيها الإباضية مع الخوار ج(!). والإ باضية ليسوا وحدهم الذين تأؤلوا حديث «الأئمة من قريش“» 0بل وافتهم في ذلك بعض القدامى مثل الباقلان وابن خلدون 5وأبو زهرة من المحدثين(). رأي العلماء في شرط القرشية: استند القائلون بشرط القرشية إلى أحاديث صحيحة وردت عن النبي قت منها «الأئمة من قريش»، وحديث «لا يزال الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان»{). إن هذه الروايات آحادية لا تفيد اليقين، كما قال بذلك الفقهاع ومن بينهم الأئمة الأربعة، مالك وأبوحنيفة والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه(‘) .فهذه الأحاديث تعد من قبيل الإخبار بالغيب وبالأمر الواقع، أو ما سيقع في ذلك العصر وتخرج مخرج الإرشاد والتوجيه من البي ث بصفته القائد السياسي والزميي، وليس بصفته التشريعية، ومثل الأحاديث حديث «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ح تكون ملكاهذه ا -أحمد أمين! ضحى الإسلام! ص - .233فجر الإسلام‘ صر - .852محمد عمارة ص ().94 2أحمد مصلح وآخرون، هذه مبادنناء ص.851 باب ‏ 8٥2ج .9ص - .26ومسلم .كتاب الإمارة، بابرراه البخاري .كتاب الاحكام 3 ا .حديث .0281ج 35ص.2541 4محمرد شلترت\ الإسلام عقيدة وشريعة‘ .ص.17 881 عضدا»ا) .أما الأحاديث ال وردت بصفة الأمر مثل« :استقيموا لقريش ما استقاموا لكم»(ة) 5فقد جاءت لتبين للأمة الإسلامية ما نجب أن تتعامل به مع قريش إذا بقيت مستقيمة على أمر الةة). أما فيما تخص رواية الحديث نفسه «الأئمة من قريش» عند البخاري، فهو مسند مرة إلى معاوية بن أبي سفيان، ومرة إلى عبد الله «إِنابن عمر .ولفظ رواية معاوية :إني سمعت رسول الله ثة يقول: هذا الأمر في قريش» ورواية بن عمر قال رسول الله ثة« :لا يزال هذا الأمر فى قريش» فيها ملاحظتان: الأولى :أن أيا منهما لم تستخدم كلمة "الأئمة" ثم إن هذا اللصطلح لم يستخدم في ذلك العصر للدلالة على الحكم والخلافة. ورواية البخاري ليس فيها هذا المصطلح. أن المناسبة الي ذكر فيها البخاري رواية معاوية للحديثالغانية: تفتح عدة تساؤلات حول مدى مصداقية هذه الرواية .فالبخاري يروي عن محمد بن جبير بن مطعم أن معاوية قد بلغه أن عبد الله بن أنه سيكو ن ملك من قحطان ۔أ ي من غير قريش.حدثعمر ا -رواه أحمد بلفظ« :الخلافة في أمتي ثلاثون سنة خ ملكا بعد ذلك» جک 8ص- .122 وبلفظ «الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك“، جك ص - .022وأبو داود بلفظ «خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤ الله الملك من يشاء .أو ملكه من يشاء» .كتاب الفتن، باب .8ج 23ص.515 جک .ص .772-2رواه أجب -3عبد القادر عودة ص.901 981 : و أنه سيكونقر يشكعلىمقصوراليسالأمرأن علىبرو يعمر كان ابن عمر(ا!).وأن معاوية القر شي كذبمللك من قحطان وأتا فيما يخص رواية مسلم، فهو يروي عن أبي هريرة بلفظ: «النا س تبع لقريش في هذا الشأ ن مسلمهم لمسلمهم.وكا فرهم تبع«الناسالله بلفظ:جابر بن عبدعنكما يرويلكافرهم».)2 لقريش في الخير والشر»(ة) .كما يرويه عن جابر بن سمرة بلفظ« :إن وفي هذهخحليفة»(.)4هذا الأمر لا ينقضي حتى ععضي فيهم اثنا عشر ملاحظات:الرواية عدة أولا :أن الرسول بله قد بشر بقيام إمامتين في قريشك إلا إذا كان الرسول له قد قاله قبل أن يعم الإسلام قريشا. ا -عمر فاروقف، ص.2(4/3(4 -2رراه البخاري .كتاب المناقب، باب، 1ج 43ص - .31ومسلم .كتاب الإمارة باب10 حديث8181/02815ص .1541وأحمد بلفظ« :الناس تبع لقريش .صالحهم تبع لصالحهم .رشرارهم تبع لشرارهم»، جا، ص[ - .01وبلفظ «الناس تبع لقريش خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام» ج، 4ص.101 3رواه مسلم .كتاب الإمارة، باب 1،5حديث.9181ص[ - .541وأحمد بنفس اللفظ، ج 33ص.133/973/383 4رواه مسلم كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش، حديث .1281ج، 3صر- .2541 ورواه بلفظ« :لا يزال أمر الناس ماضيا» و بلفظ« :لا يزال الاسلام عزيزا» وبلفظ« :لا يزال هذا الأمر عزيزا» وبلفظ« :لا يزال الدين عزيزا منيعا»{ وبلفظ: «لا يزال الدين قائما» رقم الحديث .2281 091 ثانيا :رواية جابر بن سمرة تتحلّث عن قيام اثني عشر خليفة .فهذه الرواية تتناقض مع حديثه ية بأن الخلافة هي خلافة الراشدين ثم تكون ملكا عضدا .ثم لا تنطبق على الراشدين فهم أربعة فقطل، ولا على الأمويين فهم أربعة عشر خليفة .وهي تصدق على الإمامية، وهذا فهم يستدلون بممىذين الحديثين(!). يقول الدكتور محمد عمارة« :إن ما يعرّز هذا الموقف أيضا هو أن الخوارج -ويقصد بذلك الإباضية لما انتخبوا عبد الله بن وهب الراسي(ة) خليفة للمسلمين ودارت المناقشات بينهم وبين علي بن أبي طالب وابن عباس فإن جميع ما انتقد عليهم لم يحتو و لم يشر إلى النقد والتجريح على انتخايممم خليفة من غير قريش .فلو كان الحديث صحيحا لاحتج به علي وأصحابه، مع العلم أئه كان في الخوارج صحابة رسول أننذ قا ورواة للحديث وقراء وأهل ورع وتقوى\ فلا يمكن أن يغيب عنهم مثل هذا الاحتجاج(ة). يقول الشيخ محمد الغزالي « :فلا يعدو أن الني ظ كان يعلم ا -عمر فاروق ص.394/494 -2عبد الله بن وهب الراسبي من الأزد ومن أئمة الإباضية، كان ذا علم ورأي وفصاحة وشجاعة، وكان عجبا في العبادة .أدرك الني صلى الله عليه وسلم؛ وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص ثم كان مع علي في حروبه، ولما وقع التحكيم أنكره جماعة من أصحاب علي، وفيهم :عبد الله بن وهب الراسي» فاجتمعوا في النهروان - بين بغداد وواسط ومروه عليهم فقاتلوا علا وقتل الراسي في هذه الواقعة سنة 83 هجرية .الزركلي، الأعلام ج .4صر.882 -3محمد عمارة .ص .011 11 منزلة قريش بين العرب وقد أحس بأن الحكم قد لا يعدوهاء وتوجُس من هذا الاستهتار بهذه الأمانة الثقيلة فاستنزل لعنة السماء والأرض على من يفرط فيها»(!). إن المتمسكين بمذا الشرط يكونون قد استندوا إلى ما وقع في السقيفة واحتجاج أبي بكر وعمر بأحقية قريش بذا المنصب©ؤ والحق أن أبابكر قد روى الحديث «الأئمة من قريش» لكي يقنع جانب الأنصار وهذا إجماع مشهور ولكن الذين رووا قصّة السقيفة وخاصة الطبري منهم لم يذكر هذا الحديث، وذكر «أن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش وهم أوسطهم دارا ونسبا»(.)2 من هذا ليفهم أن اجتماع السقيفة الم تبن الدعوة فيه لتكون الإمامة من قريش استنادا إلى هذا الحديث بل بناء على مكانة المهاجرين من الإسلام عموماء والرسول ثة خصوصاة) .وهو مذهب عمر بن قال« :والله لو تدخلون معاشر قريش جحرا لدخلتهحينالخطاب فيه»(.)4فاتقوا الن ق أثركمالعرب فمفهوم أبي بكر وعمر كان على أساس تفوق قريش على العرب في الرئاسة\ ثم التواضع والتراضي بين المسلمين خوف الفتنة، وخاصة ا -محمد الغزالي الإسلام والاستبداد السياسي صر.871 2عمر فاروق فوزي، ص .494/594 3أبو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية جا، ص .49/59‏٠ 4الطبري ج 33ص.442/642 291 بين قبيل الأوس والخزرج وكراهية إحدى القبيلتين أن تكون الرئاسة للأخر ى(ا!). إن ما روي عن أبي بكر أنه لما حضرته الوفاة قال« :ثلاث ليتنى سألت رسول انذ تلة عنهن :لمن هذا الأمر من بعده .فلا ينازعه فيه حوً؟ وعن ميراث بنت الأخللأنصار فيه منأحد؟ وهل والعمّة؟ ».)2 وكذلك قول عمر بن الخطاب عندما عين بجلس الشورى« :ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته» .فسالم ليس بقرشي(.)3 كل هذه أدلة قاطعة على أن القرشية شرط للأفضلية. وقد ناقش العلماء متن الأحاديث وعلة رواياتما فأجمعوا على أن هذا لا يمكن أن يكون إلا لعلل في الموضوع تزول مصداقيتها بزوال تلك العلل .وإذا كان العرب "وهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض"( 4“)3و"أبعد عن سياسة الملك والرئاسة"(، )5وأن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تقوم ها قائمة حيث قال هت« :ما بعث التا نبيا إلا في منعة من قومه»(ث) 6فلا بد من وازع قوي حيت تستقيم الأمور«). ا -سيا۔ قطبؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام‘ ص.971/081 ص.42جا-2ابن قتيبة الامامة والسياسة صرل.081-3سيد قطب 4أحمد أمين فجر الاسلام ێ ص.23 5ابن خلدون، ج، 2ص- .626أحمد أمين ص.23 6رواه أحمد بلفظ قال ث« :قال لوط فما بعث للة عز وجل نبينا إلا بعنه فى ذروة قومه». وبلفظ« :فما بعث ألف عز وجل نبيا بعده إلا في منعة من قومه» ج .2ص335 -7ابن خلدون ج 25ص .266 391 وقبل أن نستكمل حديثنا عن آراء العلماء في مسألة القرشية لا بة حول ما ذهب إليه ابن خلدون وأحمد أمينإبداء عدة ملاحظاتمن من الاعتماد في بياممما لمتن الأحاديث الخاصة بإمامة قريش على مبدإ يبدو لنا أنه منطلق خاطيع، فقد وصفا العرب بأم أبعد الناس عن الملاك والرناسةا وأم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض .وفي الحقيقة فإن هذه الأوصاف قاسية جداء وهي تدل على مدى فظاظة العرب وبداوتهمم .وهذه المسألة قد تطرح عدة أسئلة! من ذلك أن أحمد أمين م يكن عالما بالأمم و لم حصل له تاريخ في كل أمة حق يستطيع إثبات هذه الوصمة .وكذلك الأمر بالنسبة لابن خلدون فإننا رغم اعترافنا بتبكُره في علم الاجتماع والتاريخ إلا آنه سيبقى دائما ذلك العالم اللذي عاش في زمن يصعب فيه تصنيف الأمم والشعوب والتعرف عليها ودراسة كل واحدة منها دراسة مستفيضة ثم الحكم ها أو عليها. وحكم ابن خلدون وأحمد أمين هذا يعتبر مشكوكا فيه، ولا يفيد غير الدعوى والظن ولا يفيد اليقين. وحت لو أمكننا التسليم بقولهما فلا نظر أن العرب مع تخلفهم وجاهليتهم وعصبيتهم ينزلون إلى الدركة التي نزلت إليها شعوب أوروبا في القرون الوسطى وشعوب التتار والمغول الذين قضوا على إنسان،الحضارة الإسلامية في بغداد .فشهوة الحكم غريزة في ك مهما كان جنسه وانتماؤه ومدى تقدم حضارته .والتاريخ البشري مليء بأمثلة وأدلة تناقض ما ذهب إليه ابن خلدون أن العرب أصعب الأمم انقيادا .وتبقى قضايا العصبية والنفوذ مسائل يتحملها الدارس 491 لأنما أمور ظرفية تكون فيأمة ثم تنتقل إلى غيرها. وإذا كانت قريش قد تلاشت عصبيتها بسبب ما أصابما من و أصبح النفوذ لغيرها، فلا معينلاشتراط القرشية القن زالتالحضارة. عنتها(!) .وإن هناك كثيرا من الأقوال من شأها إلتاء الضوء على هذه المسألة دن ناحية المنطق والواقع. الواقع اأن قريشا أمة كسائرا لأمم وهي قابلة للانقراض والتلاشي(لا)ء ثم إنه لم ينبت لنا التاريخ عقلا و لا نقلا أن جنسا أو قوما من الأقوام قد احتكر ميزات المواهبة) .ثم إن الإسلام لا ينوط أمر الخلافة لفرد من الأفراد أو بيت من البيوت أو طبقة من الطبقات(ف) 5وأن الحاكمية المطلقة لله تعالى، وكل من حكم في الأرض تحت الإسلام يعد خليفة لله وأن اننذ وعد جميع المؤمنين بدون استثناء بأن يستخلفهم و لم ينص على استخلاف فرد دون آخر قال تعالى: الذ الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فيوعد الأرض ة(.)5 والواقع أيضا أن الرسول ثقة قد ولى من غير قريش من عدة قبائل .وصحة الإمامة أصل لصحة الولاية .فإنها فر ع عليها، وما جاز قى الأصل جاز قى الفر ع (). ج 2ص- .266ظافر القاسمي جا 85ص .533ا -ابن خلدون -2محمد الشيخ بالحاج .هقابلة، بطاقة رقم ا. ‏.1٢93محمد الغزالي .الاسلام والاستبداد السياسي ص 4المودودي نظام الحياة في الاسلام صر.82 5سورة النور، آية .55 -6۔ سا م بن حمر د الحقيقة والمجاز ص.62 591 ش إن الأئمة الأربعة الذين عاشوا في زمن كانت فيه قوة قريش على أشدها هو الذي جعلهم يتمسكون بمذا الشرط(!©)& وسائر الجمهور قد أجازوا إمامة المتغلّب ولو لم يكن قرشيا، وفي هذا تناقض ولكنهم عللوا ذلك بالضرورة(ة). هذا نجعلنا نفهم صيغة الأحاديث ومتنها وعللها ودورها فيك حياة العرب عموما وقريش خصوصا. وخلاصة القول :إن النسب القرشي ليس شرطا لانعقاد الإمامة بل لاأفضلية، وهذا من عدة وجوه، أوجزها الدكتور محمود الخالدي في ست نقاط: «أولا :الأحاديث جاءت بصيغة إخبارية، ورغم أمهما تفيد الطلب إل أهما ليس فيها قرينة تفيد التأكيد. ثانيا :إن كلمة قريش اسم وليس صفة ومعين كون الأمر في قريش أما فيهم، ولا مانع من أن تكون في غيرهم. ثالثا :لو كانت القرشية شرطا لانقعاد الإمامة لما قال ثلة« :ما أقاموا الدين»، وإذا لم ليقيموه فهل تبقى الأمة بدون إمام، فالقرشية في الحق فقط. رابعا :لم ينكر الصحابة أنه سيخلفه معاذ بن جبل وهو أنصاري. خامسا :أن شرط الرضا والاختيار ضروري لعقد الخلافة قي المسلمين فقد تختار الأمة غير القر شي للحكم مع وجود القرشي. ا -محمد المبارك نظام الإسلام ص.17 -2عبد القادر عودةث ص«)()!.1 691 سادسا :لو كان واجبا لوجب على المسلمين حفظ هذا التسلسل والتكليف لاأنه ثمتنع وغير مكنوالحالالساعةقيامالنسب إلق يكون إلا بما هو مقدور عليه»(.)١‏ والذي نراه بعد عرض هذه الآراء لمختلف العلماء؛ وهو ما تنهي الفقهاء وعلى لسانالقرشية ق كلامأن اشتراطالمناقشةهذهبه ولا أدلالسياسة الشرعية الى تتغير بتغير الزمان،بابمنهو الصحابة على ذلك من إجماع المسلمين علىخلافة غير القرشي عبر التاريخ(). يقول الشيخ محمد الغزالي« :إن إخواننا الشيعة يرون انتخابه من والرأي عنديمن قر يشكإخواننا السّة أره يكونالنبوة 8ويرىبيت .ولا قبيلة معينة .وإن أكفأ الناسم2ح جنس»(.)3أونسبإلنطردونغيرهبقيادقمم منأحق ب -إمامة المفضول: يذهب الإباضية في موضوع المفضول والفاضل من الأئمة مذهب الجواز و لم يذكر أي مصدر إباضي من أنكر ذلك من الإباضية سواء المشارقة أم المغاربة ما عدا أبا الحسن البسيوي العماني الذي خالف وقال بشرط الأفضلية، ويرى الشيخ اطفيش أن «ثبوت الإمامة لا يفيد القطع بالأفضلية»(.)4 ا -محمود الخالدي ص .403/703 .17-2محمد المبارك نظام الاسلام .ص 3محمد الغزالي .كيف نفهم الإسلامى ص.241 صر.724امحمد اطغفيشض شرح عقيدة التوحيد4 791 وإذا لم يتهتّاأ لنمسلمين من هو أصلح للإمامة بالشروط ا .كررة من الورع والتقوى والكفاية وخافوا زوال دولتهم فالأحسن مبايعة له شروطا كأن لا يعمل إل مشورة العلماء إذا لمالأضعف .وشرطوا يعرف واجباته، وإذا علمها في الحق والعدل عمل بماء وإن المشو ة من أهل الرأي أحسنل(!). ويستأنس الإباضية في هذا المقام بأن المفضول قد يكون أحم .ن ه۔. الفاضل وأقوم منه في القيام بأمر ما، أو يكون أطو ع للرعي، ولا ينقادون إل للمفضول .)2إذ المعتبر هو القيام بأمر أفل. كما استدل الإباضية على جواز ذلك بفعل الرسول ثقل حينما بعث سرية وجعل عليها عمر بن العاص أميرا، وفيها أبو بكر وعمر وصلحاء المهاجرين والأنصار .وكذلك إمامة أبي بكر وفي الص۔ بة من هو أعلم منه كابن مسعود وابن عمر وزيد وأ .وبجلس عمر السوري وفيهم من هو أعلم من عثمان .وقوله« :لو كان أبو عبيدة حيا أو سالم ما خالجني فيهما شك» .وكذلك ما أجاب به البريع بن حبيب وأبو غسان أصحاب الإمام عبد الوهاب الرستمي في قضية ابن فندين عندما ادعى هذا الأخير عدم جواز تولية المفضول(ة). مك ا -الر ستاقي منهج الطالبينء ج 85ص .54 -2احمد اطفيش 8،ص .724 -3الكنديا المصنف ج 015ص.46۔امحمد اطفيش شرح النيلث جا صر - .872 سليسان البارون الأزهار الرياضية في تاريخ أنمة وملوك الإباضية، صر- .5(0)1 عمار طالي، آراء الخوار ج الكلامية .ج .2صر.852 891 تناولنا في هذا المبحث موضوعين :تعلق الأول بشروط الإمام والنان بالتفاضل بين الأئمة. ولقد كان موضوع شروط الإمام من المواضيع الي تبدو لأول وهلة أنما من النقاط الي يختلف فيها الإباضية مع أهل السنة حصر الخلاف في شرط القرشية .وهذا الخلاف كاد أن يصبح قاعدة مسلما يجا بين المذهبين، ولكن الباحث والمتأمل جيدا في هذه المسألة يجدها بجرَد اختلاف صوري تنوعي وأن الإباضية يلتقون حتما مع أهل السّة والجماعة في شرط القرشية، وذلك لأنهم أجازوا اتفاق الأمة على جواز إمامة غير القرشي(!)، وهي نقطة الالتقاء وهي من الحجج الي ساقها الذين يعتبرون هذا الشرط للأفضلية فقط. وهذه الظروف والحالات الي اتفقت الأمة فيها على جواز إمامة غير القر شي أمر وارد كثيرا في عصرنا الحاضر نظرا لاستقلال الأقاليم بعضها عن بعض وقيام إمام في كل إقليم منها .كما أنه لا يمكن الحفاظ على النسب القرشي الصافي في الحتمع المسلم، نظرا لتداخل الأنساب وتماز ج المجتمعات بالهجرات هذا في الحتمع العربي والأمر أعقد بالنسبة للمجتمعات الإسلامية غير العربية .كما أنه لا يمكن استيراد قرشي لتولي الإمامة في بلد غير بلده، وهذا ما يمنعه قانون المواطنة المتعارف عليه دوليا. تا فيما يخص الشروط الأخرى فإن أغلب الفقهاء من سنيين وإباضية قد ركزوا على الجانب الدين للإمام بصفته مسلما، ثم على ا -محمد الأمين الإسماعيلي .مقابلة .خاصة. 991 الجوانب الأخرى كالرأي والشجاعة وسلامة الحواس والأعضاء .ويبدو أنه نظرا لتطور أمور الحكم ووسائله، فإنه يمكن في عصرنا الحاضر إسقاط بعض الشروط المتعلقة بنقص الأعضاء كقطع الرجلين وذلك لوجود مصالح وكتابات وأعوان متخصصين في هذه الأعمال، وال تخفف عن الإمام كنيرا من المسؤوليات. والموضوع الثايي المتعلق بجواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل فإن الرأي الغالب لدى أهل السنة هو الخواز، نظرا لقوة الحجج الواردة الجيزة لإمامته .هذا بينما لم يرد القول بالمنع عند الإباضية .وبمذا يكون الجمهور الغالب السين والإباضي على اتفاق في هذه المسألة، والظروف الحالية تؤيد هذا الرأي نظرا لتنوع الظروف وتقلباتما، فالمنصب هو الذي نحدد الرجل المناسب له. ٭ أما المذهب الشيعي وموقفه من شروط الإمام فإن له منطلقا . آخر وهذا المنطلق يدور أساسا حول معتقد الشيعة في الإمام علي بن أبي طالب، وذلك في محورين: الأول هو أن علي بن أيي طالب معصوم كالأنبياء، نظرا لكونه 5وعصمته تتجلى في أنه لم يسجد لصنم و لمالرص الوحيد للبي يشرك بالله قط\ و لم تصدر عنه خطيئة سهوا ولا عمدا .وبما أن الأئمة من بعده هم الأوصياء فلا بدً أن يكونوا مثله في العصمة\ وبالتالي فهم كالأنبياء. الثان هو كون عل أفضل الصحابة على الإطلاق، فلا بد أن يكون الإمام أفضل الناس، حيث إنه لا يمكن للأتقى والأعلم أن 002 ينقاد لمن هو دونه 5طبقا لقوله تعالى« :أفمن يهدي إلى الحق أحوٌ أن يتبع“ةا). وبجذا تنحصر الشروط عند الشيعة في ثلاثة :النص والحكمة والأفضلية. نظراالمسألة هو تر ابط الأفضلية مع الشروطهذهقوالمالاد< ظ التفضيل والمفاضلة مادام الإمامللمنطلق الواحد فلا بحال للحديث عن الني بلخ(,)2وصيالشيعي هو " أما المعتزلة 5فإن شروطهم المطلوبة في الإمام قريبة من أهل السنة الالإمام ق فلا ێحصرونمسألة النسب&،لاتفاقهم معهم قنظرا البيت كما هو الأمر عند الشيعة بل يمكن أن يكون من أي بطن من بطون قريش .يقول القاضي عبد الحبار« :ولا يكفي هذا القدر حق بل الذي لا بكحسنيا أو حسينياأن يكونلا ثجبتفاطميايكون منه هو أن يكون من أحد البطنين»(ة). الأخر ى الخاصةالمعتزلة الشروطالشر ط يضيفهذاجانبوإل هداالخلقية والخلقية ويضيف القاضي عبد الحبار خصوصبالخوانب يوئقشديداورعاالشرائط أن يكونبلً من هذه«لاالملوضو ع قوله: بقوله ويؤمن منه ويعتمد عليه، وأن يكون ذا بأس وشدة وقوة قلب، آية .53اإ-۔ سو ر ة يو نس جواد مغنية .الشيعة والحاكمون، صر - .32/42الكلي الأصول من الكافي.-2حما ص_ 472وما بعدها.ج! ص.257الأصول الخمسةالقاضي عبد اخبار شرح-3 102: وثبات في الأمور»(!). وللمعتزلة في مسألة الإمام الفاضل والمفضول منطلق خاص فهم لا يقيسون الإمام بالبي كما هو الأمر عند الشيعة، بل يقاس بالحكام والحكم والساسة .غم إن الإمام يقدم للمصلحة الت من أجلها أنشئ المنصب .وهذا طبقا للظروف الآنية للدولة الإسلامية، ومن هذا المفهوم فإن المعتزلة يجيزون مبدا تقدم المفضول على الفاضل. " مما تقدم يمكن تصنيف المذاهب أزاء شروط الإمامة والمفاضلة إلى صنفين، يشمل الصنف الأول منها أهل السّة والإباضية والمعتزلة. ويشمل الصنف الثان الشيعة فقط .مع ملاحظة أن الشيعة تلتقي مع أهل السسّة والمعتزلة في شرط النسب© ولكن مع فارق يتمثل قي حصر الشيعة ذلك في أهل البيت‘ وتوسيع الآخرين له ليشمل جميع بطون هر يس. 2 كث ص.257-1القاضي عبد الحبار شرح الأصول الخمسة. 202 ثانيا :تصيب الامام 1أهل السنة والجماعة عندما يتعين نصب الإمام وتدعو الحاجة إللى ذلك بسبب عذر طرأ على الإمام القائم نتيجة مرض أو جنون، أو غير ذلك من الأسباب الملقيلة له كالعزل، أو الوفاة فإن الأمة الإسلامية لا يمكن لها أن تبقى إمام أكنر من ثلاثة أيام .وهذا ما جرى عليه العمل أيامبدون الراشدين(!) 5وانعقد عليه الإجماع) .ولا أدل على ذلك من أن عمر ابن الخطاب أمهل جلسه الشوري ثلاثة أيام! وأوصى بقتل من يسبب عرقلة عملية الاختيار .من هذا كان الإسلام قد قطع العذر على المسلمين في مسألة إقامة لخلافة .ومدة إقامتها. وتمر عملية تنصيب الإمام بمراحل تثلاث: الترشيح:أ- من يقوم بالترشيح؟ ومن هم المرشحون؟ ومن يختارء وكيف قواعد وضوابط إسلامية!وهل يو جحد لذلكيختار! إن المتتبع لحياة الضحابة السياسية يستنبط منها قواعد الترشيح. عمر بالخلافة، ورشح عمر سنة من أصحابه وانتخبوا عثمان وأما علي ج.2الأثير لابن الكامل للتاريخكتابقالراشدين السقيفة وتولية الفاءقةانضرا - ص.14-89ج.3صحر() 22فما بعد .4صمحمو د الخالدي-2 302 فقد تحصل على الإمامة من مجلس عمر الشوري. والذي يهمنا في هذا المقام هو الطريق الذي مرت به عملية الاختيار دون الطرق الأخرى‘ وهذه الطريقة لا يمكن أن تخرج عن قاعدة الشورى والتشاور بين أهل الحل والعقد. ولقد تناول الفقهاء مسألة الذين يتولون عملية الاختيار والعقد فهل يقوم بذلك الحاضرون من بلد الإمام؟ أم تجب أن يحضر العملية كل من يصلح للخلافة من سائر أقاليم البلاد؟ يذهب الماوردي إلى القول بأن الذين يتولون اختيار الإمام والعقد له إنما هم الحاضرون في بلده، وذلك ما يستشف من قوله« :وإنما صار من تحضر ببلد الإمام متولا لعقد الإمامة عرفا لا شرعا، لسبوق علمه مموته، ولأن من يصلح للخلافة في الأغلب موجود في بلده»(!). والحقيقة أن تحديد الماوردي أهل الاختيار بالموجودين في بلد الإمام أمر نظري والتحديد الثاني هو واقعي، إذ إن كل طامع في تولي مسؤولية الخلافة يجمع حوله أنصارا يتفقون على ترشيحه وتقديمه ومبايعته(.)2 ولهذا فالاختلاف قائم حول من يعقد الإمامة وعددهم أهي بجمهور أهل الحل والعقد في كل بلدك أم من الحاضرين في العاصمة فقط؟ أم خمسة كأبي بكر وعمر؟ أم بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الاثنين كعقد النكاح؟ أم بواحد كالعباسي عندما أراد مبايعة علي؟ ا .3 صالمارردي ا- 2منير العجلان، ص.341 402 والحق أن الإسلام شرع الشورى ولم يحدد طرقها، وترك ذلك للمسلمين حسب الزمان والمكان .وتحد كل هذه الآراء قد لا تَّفق مع «(وأمرهم شورى بينهم»(4ا) .فلا بد أن يقوم الاختيارقوله تعالى: على رأي أهل الشورى في حميع البلاد الإسلامية(ت)] لأن المواصلات ووسائل الانتخاب والترشيح العصرية قد قطعت هذا العذر فإذا اجتمع أهل الحل والعقد للاختيار حسب الطريقة المتوفرة لضمان اجتماع أهل الشوكة فقدموا منهم أكثرهم فضلاء فإن قبل ورضي بالمسؤولية بايعوه، وإن رفض ذلك لا يجبر عليها لأنما فقط مراضاة. ولأهل الشورى بعد ذلك العدول إلى غيره، فإن تكافأ اثنان في شروط الإمامة قدم أهل الاختيار أكبرهما سنا .وليس هذا بشرط إذ لو بويع لأصغرهما جاز .ولذا كان أحدهما أكثر علما والآخر أشجع منه روعي فيهما ما يتطلبه منصب الخلافة .وإذا وقع التنازع بينهما فمن الأفضل العدول إلى غيرهما(ة). ولا بد أن يكون أساس الاختيار مصلحة الإسلام والمسلمين ولا دخل للهوى من قرابة أو حب للسلطة\ أو انتصار لفريق دون آخر. وعندما يتم الاختيار ويتعين الشخص يأتي الدور الثاني من عملية التنصيب©\ وهو البيعة. ا -سورة الشورى آية .83 -2عبد القادر عودة؛ ص.061/861 3الماوردي ص -- .53۔ابن باديس جريدة النور عدد455سنة - .2391عبد القادر -منير العجلان ص.241عودة 1ص.36 502 51 ب -البيعة: ما هي البيعة؟ وما هي أقسامها؟ وعلى من تحب؟ "البيعة اصطلاحا وعرفا هي تأييد المرشح للخلافة والموافقة على التر شيح"( ا). أما من الناحية العرفية العملية فالمقصود بما "العهد على الطاعة أمر نفسه وأمريسلم له النظر قعلى أن البايع يعاهد أميرهكأن المسلمين"(.)2 أم البيعة في القرآن الكريم: وردت في القرآن الكريم عدة آيات تبين للمسلمين أهمية البيعة ومغزاها وقيمتها عند ألن تعالى حيث قال: «ررن الذين يبايعونك إنما يبايعون الن .4 عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة». )4(4لقد رضي 1 وقد عبر ألله عنهما بالشراء والبيع، لأن المؤمن عندما يبايع فكأنما يبيع نفسه ليضعها تحت تصرف الإمام.قال ألله تعال« :رن أنة اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة»( .)5وإذ يبايع ا -ظافر القاسمي ج! ص- .852محمود الخالدي، ص .501 -2ابن خلدون ج .2ص - .817حسن علي إبراهيم! النظم، ص - .01منير العجلان، ص!.61 -3سورة الفتح، آية 01 الفتح .آية .81-4سورة -5سورة التوبة آية .21 602 بايعومنيبايع الن.فكأنماو إقامة الدينالنصرةإمامه علىالسلم عليه ما دام الإمامالخروججوزوميثاقا غلبظا لاأعطى عهدافتدل الن .۔ قائما بأمر الل. ب) البيعة ي السنة: من ذلك ما وقع بين الرسول تة والأوس والخزرج على النصرة والطاعة(!) .وقد أخذ الرسول هة عهد الأنصار على السمع والطاعة لبناء دولته .وقد كانت هذه البيعة تع الوقوف معه في السلم والحرب .وقد طلب الرسول ثلة ذلك منهم بقوله« :أبايعكم على أن تمنعون ما تمنعون عنه نساءكم وأبناءكم .فأخذ البراء بن معرور .ثم قال :نعما والذي بعثك بالحق لنمنعتك ثما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله! فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة .ورثناها كابرا عن كابر »(.)2 فتم بذلك أصل البيعة وأصبحت فرضا واجبا، وهو ما جرى عليه العمل السياسيك أيام الراشدين وأصبح إجماعا. اقسا م البيعة" عندما نتتبّع الحياة السياسية في التاريخ الإسلامي نتبن أن البيعة قد مرت بمرحلتين، وهي مراحل ضرورية حيت يتمكن الإمام من أخذ علىلأن البيعة تستند أساساشرعية السلطة من أولي الأمر ومن الرعية .101ا -محمود الخالدي ص ص.48/58النبوية ج.2السيرةابن هشام-2 702 الترشيح والاختيار، ثم الرضا من الخاصة والعامة .فللبيعة قسمان(!): القسم الأول :بيعة الانعقاد عنلما ينتهي أمل الشورى من تصفح المتقدمين إلى منتصب الخلافة، ويتميز الإمام يقوم أفضل الحاضرين فيظهر رغبتهم في الإمام المرغوب فيه، وهو ما يسمى بالإنجاب، ويقابله من جهة أخرى رضى المبايع على تحمل المسؤولية، وهو ما يسمى بالقبول .وهاتان العمليتان ضروريتان لأنهما تعنيان أن لمباع هو صاحب السلطة له حق الطاعة والنصرة والانقياد»(.)2 القسم الثاين :بيعة الطاعة وهمي الإعلان عن نتيجة الاختيار للمسلمين لأنه من واجبهم التعرف على إمامهم، وهي «تمنح الخليفة خضوع الأمة لسلطته السياسية وإعطائه عهدا بالموافقة على خلافته»(.)3 شروط البيعة: شروط البيعة من حيث كونها عقدًا هي أمها عملية ثنائية طرفها الأول الخليفة الذي يتعهد بالتزام تطبيق أحكام انتة كتابا وسنة وإعطاء الحرية الكاملة للأمة في المبايعة، بحيث لا يتم ذلك بالإكراه أو ما شابه ذلك .ثم محاسبة الإمام إذا ما خرج عن العهود، وهو ما يسمًّى قى عصرنا هذا بالمعارضة. ا -أبر زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية .ج 25ص - .69محمود الخالدي" ص .362 -2محمود الخالدي" ص .362 .362 نفسه 3ص3 802 أما طرفه الثاني فهو الأمة الي تتعهد بالسمع والطاعة وعدم الخروج إلآ في مكروه شرعلا!). أما شروطها من حيث صحتها فهي أربعة: الإسلام :لأمما بيعة على الإسلام وإقامة الدين فلا تطلب البيعة[. من غير المسلم .قال ألله تعالى :ولن يجعل أنة للكافرين على المؤمنين سبيلاه(ت). .2البلوغ :إذ لا تحب البيعة على غير المكلفين، لأن الشر ع نخاطب البالغ .قال ثة« :رفع القلم عن ثلاث :عن المجنون حتى يفيق. وعن الصبي حتى يدركك وعن النائم حتى يستيقظ»). .3العقل :فالجنون والمعتوه والأبله لا مسؤولية عليهم ولا لهم. .4الرضا والاختيار :وهما سند البيعة في الإسلام فلا ب للإمام أن يرضى، ولا بة للأمة أن تختار، وبهما يتم إمضاء العقد(ه). وإتماما للفائدة فإن أصل البيعة في الإسلام يتفق مع نظرية العقد الاجتماعي الذي افترضه علماء العصر في أصل الدولة فقد قرر جان جاك روسو وهوبز، وجون لوك الانكليزي بأن الأصل في قيام الدولة ا -ظافر القاسمي، جا© ص4وما بعدها. -2سورة النساء، آية .141 -3رواه البخاري كتاب الطلاق‘© ج، 11ص - .013وأبو داود كتاب الحدود باب، 61حديث3044/204435ج، 4ص .065والترمذي، كتاب الحدود رقم .3ج .4ص - .23وابن ماجة، كتاب الطلاق باب، 51حدي.1402/2402 وما بعدل. 821صالخالديحمود_4 902 هو عقد بين الحاكم والمحكوم .وقد سبق الإسلام في هذه المسألة جميع النظريات السياسية لأنه دين الفطرةا). ج -الصفقة: جرى العمل في عهد النبوة والخلافة الرشيدة على أن البيعة حق لكر مسلم رجلا كان أو امرأة( .)2أمًا صفتها والطريقة الى تنه بما فإن الشرع لا يحدد لذلك صفة ولا وسيلة، وهذا فإنها تصح بأي طريقة ووسيلة من الوسائل .ففي عهد النبوة قد تم ذلك مصافحة بالأيدي كما وقع في بيعة الرضوان‘ وفي بيعة النساء الي تمت مصافحة باليد نيابة عن رسول ألن بغا ومن تحت الثوب أو بالمشافهةة). وبالنسبة للرجال كانت الصفقة تتم باليد مباشرة أمًا المرأة فقد احتلفت الروايات بشأنما، والأصل أن الر سول ثلة لم يصافح النساء. وهذا ما رواه مسلم عن عائشة رضي الذ عنها حيث قالت« :والله ما أخذ رسول1برنا إلا بما أمره ننه تعالى .وما نست كف رسول امرأة قط .وكان يقول فهن إذا أخذ عليهن :قداننذ ثة كف بايعتكن كلاما»(.)4 وقد تنوعت ألفاظ البيعة وهذا حسب الموضوعات اليي من أجلها ا -محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية‘ جا، ص .89 2محمود الخالدي" ص .811 -3نفسه، 3ص .811 4رواه البخاري كتاب الأحكام باب45ج 93ص - .36مسلم كتاب الإمارة، باب ٤8حيث- .0481ج، 3ص - .9641وأحمد .ج، 1ص28/49/421 ‎ 210 عقدت إلا أن صيغتها كانت تتضمن أمرين: الأول :ما تختص برعاية الدولة وحق القيام بأمر الذ تطبيقا. والشاي :ما يختص بالرعية من التزام السمع والطاعة والصرة في كل الأحوال ومهما كانت الظروفلا). وهذا ما يستنتج من خطبة أبي بكر يوم بويعة)، كما يظهر ذلك أيضا من نص مبايعة الخليفة الظاهر بأمر الله« :أبايع سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على جميع الأنام أبا نصر محمد الظاهر بأمر الله على كتاب الن وسنة نبيه، واجتهاد أمير المؤمنين وأن لا خليفة سواه»)3(. وقد وقعت عدة زيادات في ألفاظ البيعة بعد الخلفاء الراشدين ولا عبرة بما، والأصل ما يدخل في اختصاص الأمير والرعية .وقد استعمل بعض الأمراء الأمويين عدة وسائل لضمان عدم خروج الرعية عن البيعة .وذلك بالحلف على الطلاق والعتق وغيرها، ثم استمرً هذا العمل أيام العباسيين، وهذا ما سنراه في القسم التطبيقي. تااجر أما علامات الخلافة فعادة ما كانت ثلاثة: تلت.الرسولوهي بردةالبردة: الخام :فقد اتخذه الخلفاء أسوة بالبي ث. وما بعدها. 521صالخالدي- 1محمود ج .2صر.422الكامل ق التاريخ لابن الأثيرقي كتاب-2راجع نس الخطبة كاملا ص.62تاريخ الخلفاء\192نقلا عن السيوطيج! ت ص-3ظافر القاسمي 112 القضيب :وهو قضيب طويل يكون في يد الخليفة(!). وقد بقيت هذه العلامات طيلة أيام الأمويين والعباسيين. وفيما يخص مدة الخلافة! فهي ليست محددة بمدة معينة فما دام الإمام قائما بأمر اللة فهو الخليفة، وإذا خرج على أحكام الشرع، أو ظهرت فيه صفة توجب العزل عزل ونظر في غيره(ة) .وهذا ما سنراه فى المبحث الثالث. -2الاباضية أ -الترشيح: تتم عملية الترشيح؟ ومن ير شّح؟ ومن يرشّح؟ وما هيكيف نتائج الترشيح والمسؤوليات الناتحة عن ذلك؟ تتكون عملية الترشيح من عدة فصول بدايتها من اجتماع أهل الحل والعقد ثم تحديدهم لقائمة المرشحين، والمداولات، ثم اختيار أهمية الإمامة ونصبهاكالأصلح للإمامة .وهذه المراحل تبين لنا مدى نتيجة الاختيارقل روالعواقب الىيختارمنعظم مسؤوليةومدى عن هوى أو استهتار بأمور المسلمين. ويلخص لنا الصائغي أهمية العقد ببيان أن «الإمامة فريضة والعقد فيها وسيلة، والفرض إذا وجب بالإجماع لم يسقط بعدم الوسيلة ولا بتركها .وقيل إن الرضا والتسليم يقومان مقام العقد الصحيح أو أقوى 1ظافر القاسمي، جا، ص .163 -2عبد القادر عودةك ص.67 212 < منه، فإذا وقع الرضا والتسليم فأي عذر يبقى له»(.)1 ويمذا تتجلى لنا أهمية العقد الذي هو نتيجة مباشرة للترشيح والمبايعة بقسميها\ بيعة الانعقاد وبيعة الطاعة(.)2 فبعد تحديد القائمة المرشحة للإمامة حسب الوسائل والطرق المتاحة لذلك، تجتمع بجلس الشورى لاختيار واحد(ة)، وعادة ما يكون جلس الشورى متكُونا من ستة، وقد يتقلص إلى اثنين معروفين بالعلم الغزير والفهم الكبير(&)4 مع العلم أنه لا يمكن اختيار إمام جديد حتت يتوفى الأول ويقوم الإمام الحديد بدفن الإمام المتوفى والصلاة عليه، إلا إذا لم يجد سبيلا فليصل عليه قاضي المصر) 3وإن لم حضر فليصل عليه العدل، وإن لم حضر صلى عليه أفضل أعلام المصر ديئًا(ه). وعندما تتمعملية الاختيار وييقع الإجماع على واحد من المرشحين يأتي دور البيعة للانعقاد مم الطاعة، وهي أهم مرحلة في نصب الإمامة. نظرا للكيفية الى ستتم بما والنتائج المترتبة عليها -1عمر فاروق ص /05نقلا عن كنز الأريب وسلافة اللبيب مخطوط بجامعة كبريدج، ص99ا. 2انظر تفصيل ذلك ف المطلب الأول من هذا المبحث. -3عدون حهلان، الفكر السياسي عند الإباضية .صل.981 -4عرض خليفات نشأة الحركة الاباضية ص.1١81‏ 5عمر فاروق ص.84/94 6امحمد اطفيش شرح النيل، ج، 41ص.433 312 ب۔ البيعة: «البيعة إمارة على حكم الذ بإمامة المبايع، ولا يشترط فيها الإجماع إذ تصح ولو بواحد كعقد عمر بن الخطاب لأبي بكر وعبد الرحمن بن عوف لعثمان»(ا). فالعبرة في البيعة كما هو واضح تكون بالرضا والتسليم ولو تم ذلك بواحد إلا أنه إذا حصل الإجماع كان أوثق وأكثر صحة للإمامة. وتتم البيعة بقيام أحد أهل الحل والعقد فيبسط يده ويصافح الإمام( )2قائلا بعد أن يحمد الن« :إنا نبايعك لله بيعة صدقا ووفاء لله لنا ولجميع المسلمين على طاعة أفل وطاعة رسوله، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى العمل بكتاب الل وسنة نبيه . وعلى الجهاد في سبيل الن .وقتال الفئة الباغية وكل فرقة امتنعت عن الق حت تفيء إلى أمر لأن .وتدعو إلى أمر ألن .وتوالي وتعادي عليه، وعلى إقامة الحق في القوي والضعيف والوضيع والشريف والعدو والولي والقريب والبعيد»(.)3 ولا عبرة بكرة الكلمات أو قلتها، وقد يكفي لذلك« :بايعناك على طاعة اللة وطاعة رسوله } وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»(.)4 ا -امحمد اطفيشك شرح عقيدة التوحيد ص.344 -2عمر فاروقف، صل.94 -3قاسم الشماخي، ج \2ورقة632مخطوط. 4نفسه، ج .2ورقة632مخطوط. 412 وبعد فماية قراءة البيعة من قبل ممثل أهل الشورى يقول الإمام: «قد بايعت فلان بن فلان على طاعة ألة وطاعة رسوله فتة وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الإ وإن عليك ما على الشراة الصادقين والله شهيد بذلك .فإن قال :نعم، ثبتت عليه البيعة على عنقه وإذا قال :نعم إن شاء الله، فقد اممدمت عليه. فلعدها عليه ثانية، حي يقول :نعم بلا استثناء»(ا). ج -الصفقة: بعد ثبات البيعة في عنق الإمام الجديد «يتتابع الحاضرون لبايعته. وما كثر فهو أفضل .ثم تحمع الكمة في رأسه والخاتم في يده& وينصب العلم بحذائه 5ثم يقوم الخطيب يحمد النا وينيي عليه ويصلي على الني فل ثم يذكر أمر الإمام بالعقد عليه والحث على البيعة يبايع سائر الناس ويكرر في سائر أوقاته فيقول :لا إله إلأ اللة والله أكبر ولله الحمد ثلاث مرات .لا حكم إلآ للك، ولا طاعة إلا لمن عصى الك لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن لم ێعكم مما أنزل انن»( .)2علما بأن البيعة تتم بالصفقة على يده. ولا عبرة بما يكتنف عملية لمبايعة من أحد اللسلمين، والعبرة بأهل الحرَ والعقد، وهم عمدة الأمة .فإذا خصل اتفاقهم فقد حصل الإجما ع(.)3 أما بالنسبة للمدة الت يبقى فيها المسلمون بدون إمام؛ فإنها -1امحمد اطفيش، شرح النيل، ج، 41ص.413/713 -2نفسه، ج، 41صر.413/713 3إبراهيم اطفيش{ مجلة المنهاج عدد،1صو. 512 مك ئ ] تحدد والمعلوم من سيرة الصحابة أنما ثلاثة أيام على الأكثر . وبالنسبة للإباضية فقد أثيرت مسألة :هل يكون اختيار الإمام قبل قبر المتوفى أم بعده؟ فقيل :إن وجد إلى ذلك سبيل أن يصلي عليه إمام عليه(!) .وهذا دليل على حرص الإباضية على عدم البتاءيعقدون بدون إمام، اقتداء بالصحابة الذين كرهوا أن يبقوا ليلة بدون إمام بعد وفاة الني ثقة. وهناك بعض الحالات الشاذة الق قد يقع فيها المسلمون أثناء عملية التنتصيب©ڵ من ذلك أنه إذا حصل أن كان المبايعون للإمام من عوام الناس وكانت سيرته غير معروفة} فلا تحب عقدته على من لم يعرفه ولا ولاية لها ولا تحوز البراءة منه حيت يعرف\ فإذا عرفت سيرته فحينئذ تحب إمامته وولايته، ما لم يعلم أنه على ضَلال، أو تنازعت العلماء في ذلك فتكون العلماء أولى بالأمر منه، ويجب عليهم أن يختاروا لأنفسهم إماما مؤهلا لذلك وإذا خضع أهل الشوكة له أي للأول فهو الإمام الشرعي(). ومن ذلك أن الإمام إذا رفض تحمل المسؤولية وقد حله المسلمون إياها فإنه يجب قتله والنظر في غيره، أسوة بعمر بن الخطاب مع أهل الشورىا)، وإذا أسر الإمام من قبل عدرا أو أكره على الكفر والاعتزال فلا بأس وتبقى ولايته من قبل المسلمين، وتظل إمامته رغم ص.433النيل ج!ا -امحمد اطفيشك شرح 2الكندي المصنف ج 015ص .03 مخطرط. !8 ورقة الدين أصولالملشو طيك عيسىبن تبغورين -3 612 إقامة إمام آخر .وإذا اشترط عليه شرط مع الإمامة فإنها صحيحة والشرط باطل كما وقع في مسألة ابن فندين. اتاوشتابح + تر عملية نصب الإمام من الترشيح وبيعته وصفقته بمراحل متشاممة جدا بين المذهبين السي والإباضي. وقد لاحظنا وجود ثلاثة اختلافات الأول منها اختلاف يكاد يكون جوهريا أنا الآخران فشكليان .ويتعلق الاختلاف الأول مسألة رفض الإمام الحاصل على شروط الخلافة} إذ بحد أهل السنة هنا جيزون العدول عنه إلى غيره بينما يتشدًد الإباضية معه إلى درجة قتله، وذلك بسبب النظرة الدينية ال يوليها الإباضية إلى شخص الإمام من حيث كونه قادرا على إقامة الدين، ولكنه استدبر هذه المسؤولية. ومستند الإباضية في هذا فعل عمر بن الخطاب الذي أمر أعضاء بجلس الشورى بقتل من يرفض الخلافة إذا وقع الاتفاق عليه. أما المسألة الثانية فهي الشروط الي قد يشترطها أهل الحل والعقد إلى جانب وظيفته، فهذه قد رفضها الإباضية البتة، في حين لم يتعرض فها السنيون، وهذا فيما عدا شرط الحكم بشريعة ألننا وسنة نبيه زه. أبا المسألة الثالثة فهي عند التحقيق مسألة شكلية، وتتعلق بالمراسيم والأزياء المميزة للخليفة عن سائر أفراد الرعية، من شارات وخاتم وقضيب وغير ذلك، فقد احتصَ كل مذهب بمراسيم معينة. 712 وتبقى سائر مراحل النصب من ترشيح وبيعة عامة وخاصة ثم الصفقة وما يرد فيها من صيغ تكاد لا تختلف بين الجميع .وإن تنوعت ألفاظا إن عملية نصب الإمام الشيعي ومراحل ذلك تختلف اختلافا كبيرا عنها لدى أهل الستة والإباضية، وهي تتعلق أساسا بنظرية الوصية وأن الإمام القائم هو الذي يقوم بالتنصيب .وقد لاحظنا من هذه العملية ترابطا كبيرا مع ولاية العهد وهو ما سبق الحديث عنه(ا). أما المعتزلة فإن المصادر الأساسية هذه الفرقة لم تتعرض فهذه العملية. تلمتاتاك - 1انظر الفصل الثان الخاص بولاية العهد. 812 1-أهل السنة والجماعة أ -عرل الإمام: إن من النتائج البدهية اليي تتولد عن امتلاك الأمة للسلطة حقها في محاسبة الأئمة وإسداء النصح هم لأن ذلك يعد من الحقوق السياسية في الإسلام إلى جانب حرية اختيار من يتولاها في أمورها. ولذا فهو مبدأ إسلامي يجب أن يكون فيه النقد والتوجيه بعيدا عن الخحرح والتشهير والإضعاف(ا) .فلا شل إذا أن محاسبة الحكام واجب على الرعية، ولو أدى ذلك إلى القتال، لأن الإسلام دعا إلى حمل السلاح دفاعا عن سلطة الأمة إذ الوقوف ضد جور الأئمة واجب(.)2 إن مبدأ حق الأمة في محاسبة الإمام ونقده يتجلى من عدة نصوص من الكتاب والسّة، قال تعالى :ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»(ة) .وقال :وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»(.)4 -1محمد المبارك نظام الإسلامێ ص- .221ابن باديس جريدة النور» عدد.45 -2محمود الخالدي" ص .002 -3سورة آل عمران، آية .401 4سورة المائدة! آية .2 912 كما روي عن رسول الذ قة قوله« :الطاعة في المعروف»(!). وقال أيضا« :السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية .فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»(.)2 وقد كان هذا المبدأ ساري المفعول أيام دولة الرسول ثة والخلفاء الأربعة 3مم تبدد بعد ذلك لدى الأمويين حيث صار الحكم وراثيا(ة). إن المسؤولية الي اجرت عن عملية الاختيار والبيعة تخعل الإمام مسؤولا عن نفسه أمام العدالة وأمام الأمة إذا أخل بشرط من شروط الإمامة أو ترك النصح، )4سواء أكان ذلك عن إهمال أو تقصير أو عمد، من خروج عن حدود سلطته، أو ارتكابه للتعسُف في أخذ الحق والظلم لأن القاعدة الإسلامية هي القصاص من الإمام إذا قصد وتعمد الظلم إلا أنه لا يسأل جنائيا إذا كانت سلطته وعمله في الحدود المرسومة له شرعا، ويكون مسؤولا إذا تعدًاها(.)5 1رواه البخاري .كتاب الأحكام .باب 43ج، 9ص - .36ومسلم .كتاب الإمارة، باب ‏ ٤.8حديث (، 481ج .3صل - .9641والترمذي ج - .83 2.5رالنسائي" ج70 ص - .241وأحمد .ج .1ص.28/49/421 2رواه البخاري، باب8010ج 45ص _ .94ومسلم حديث - .9361والنسائي .كتاب البيعة، باب 43{5ج {7ص - .241وأبو داود .كتاب الجهاد، باب 79.3ج 28ص- .93 ص - .902وابن ماجه .كتابوالترمذي كتاب الجهاد حديث70718ج الجهاد .حديث.4682ج .2صر - .659وأحمد ج 2.5صر.71 3حمد المبارك نظام الإسلام ‘ ص .93 4حمد المبارك نفسه‘ ص .63/73 5عبد القادر عودة .481 022 وإذا قام الخليفة بما أوجبت عليه أمور الخلافة نحو الأمة وجب له عليها حن السمع والطاعة والنصرة، ما لم ينحرف عن الطريق الشرعيلا). و لم يختلف الفقهاء في جواز خلع الإمام إذا ثبت خروجه عما تعهّد به، أو ظهر فيه سبب من أسباب العزل، ولكن الخلاف ظاهر فيما إذا كان هذا العزل سيؤدي إلى الفتنة وإراقة الدماء، أما إذا أمن ذلك فلا فيه 7 .الشيعة الإمامية الى ترى عدم خلع الإمام لأنه وصيةخلاف من البي تل¡(.)2 وإذا كانت نظرة أهل السسّة والجماعة في مسألة عزل الإمام نظرة واقعية تميل إلى المهادنة وحقن الدماء، فقد أدى موقفهم هذا إلى فرقة المسلمين شيكا وأحزابا(ة) .والحق أن هذه المواقف من أئمة الجور هي الي أدت بالأمة الإسلامية إلى ما صارت إليه بعد دولة الراشدين من استبداد في الحكم وظلم للرعية. وقد تعرض الفقهاء إلى الأسباب الي توجب العزل والي لا تخرج عن دائرة شرع الله، وهي الفسق بظلم أو خروج عن حدود الشريعة. ما يخرج من شروط الإمامة، أو مرض ف العقل واليأس من شفائه، أو نقص في الأعضاء. اولا :ففيما يخص الفسق فإن الشريعة تسقط الطاعة عن الإمام إذا .53صالمارردي ا- العقاد، الديمقراطية في الاسلام .ص.172 ص.86-3علي الإدريسي 122 فسق(ا!) 3وعزله بهذا الموجب واجب لأنه من بين النظريات الثلاثة الي ظهرت إزاء هذه المسألة .وهي :العزل أو عدم العزل، أو العزل إذا أمنت الفتنة .فإن أصسّها قاعدة وجوب عزله ولو بالفتنة .لأن ما سيؤدي إليه هذا العزل ليست فتنة} بل هو إصلاح دي واجتماعي© اعتمد أصحابه فيه على نصوص من الستة وعلى ضوء القرآن .بل إن الصبر على الإمام الفاسق هو فتنة .قال رسول اللة شة« :إنه سيكون بعدي أمراء من صدقهم بكذبيمم وأعاممم على ظلمهم فليس مني ولست منه»( .)2وقال أيضا« :من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خر ج من دين الله»(.)3 فمقاومة الحكام الفسقة لا بدً بالتقيد به وهو واجب وإلا فإن سيادة الأمة سوف تكون لا قيمة لها ويتحول النظام الإسلامي إلى كفرا وتصبح الدولة الإسلامية لقمة سائغة أمام العدوة الخارجي© وأرضا خصبة لزرع بذور الكفر والإلحاد والزيغ عن شرع لنلذ . الداخل .والسكوت عن هذا يعتبر إعانة للأئمة الظلمة} وفي ذلك إثم كبير .)4 واللاوردي ممن يوجب العزل في حالة الفسق المؤدي إلى اتباع الشهوات في حين يبقى الإمام في منصبه إذا تعلق الأمر بشبهة} أي -1عبد القادر عودةك ص.041/141 2رواه النسائي كتاب البيعة٬‏ 1ص.34 3رواه أحمد، ج 6رقمه.103 4محمود الخالدي" ص .012/112 222 الاعتقاد بغير الحق .كما لا يمنعه ذلك من ولاية قضاء وقبول الشهادة وهو مذهب علماء البصرة أيضا(!). وأول عزل وقع في الإسلام كان في عهد عثمان بن عمان الذي أجبره الثوار على الاستقالة وخلع نفسه فأدى ذلك إلى قتله، وإلى إلا أن القتل كانالفتنة الكبرى .وقد وقع في التاريخ الإسلامي أيضا أفضل عند الثائرين من عزل الإمام الفاسق وإبقائه مخلوعا، لأنه يبقى متل خطرا عليهم من أنصاره(.)2 خانيا“ أما الاستعفاء الاختياري، أو ما يعبر عنه بالاستقالة! فإن التاريخ لم يحدثنا عنه كثيرا، و لم يسجّل ذلك إلأ مرة واحدة حدثت أيام الأمويين، وهي استقالة معاوية بن يزيد بن معاوية، المعروف معاوية الثاين(ة)، ولعل هذا ما جعل الفقهاء يحجمون عن دراسة موضوع الاستقالة الذاتية. الشا .الحالة الثالثة هي ما يوجزه الماوردي في ثلاثة عناوين:، وهي نقص الحواسك وفقد الأعضاء ونقص التصرف(ه). نقص الحواس :فيما يخص نقص الحواس ففيه ثلاث حالات:[. وقسم لا يمنع وقسم مختلف فيه.قسم يمنع فأما الذي يمنع فزوال العقل وهو على حالتين :عارض‏٥ 35فما بعد.1المارردي، ص 2ظافر القاسمي ج، 1ص .333 .583-3نفسه 3ج، ©1ص 4المارردي، ص .45/95 لا نخرج من الإمامة ولازم لا يرجى زواله .فإن كان مطبقا فإنه يمنع وإن كانت تتخلله إفاقة نظر إلى أيهما أدوم. نما ذهاب البصر وهو من الموانع للإمامة واستدامتهاء© فإذا طرأ خرج به الإمام .أما العشى الليلي أي عدم النظر ليلا فلا يمنع من عقد ولا استدامة .وضعف البصر إذا كان به الأشخاص لا يمنع .وإذا كان يدرك به الأشخاصيعرف ولكن لا يعرفها منع من الإمامة عقدا واستدامة. وأما الذي لا يمنع فالخشم في الأنف وفقد الذوق،© لأنهما لا يؤتران في الرأي والعمل. وما هو مختلف فيه فشيئان، الصم والخرس .فيمنعان© ابتداء من عقد الإمامة، واختلف في الخروج منها يمما، فقالت طائفة بالخروج .وقالت أخرى بعدمه لقيام الإشارة مقامه. وقال آخرون إذا كان يحسن الكتابة لم يخرج .وأمًا تمتمة اللسان وثقل السمع فلا يخرج بهما إذا حدثا، واختلف في ) عقد الإمامة مع وجودهما ابتداء. .2فقد الأعضاء :ثمة أعضاء لا يؤثر فقدها في عقد الإمامة ولا استدامتها كقطع الذكرين والأنثيين .وقد وصف اذنه تعالى يحي ابن زكرياء بذلك، وقال« :وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين»(!). فإذا جاز ذلك في النبوءة فأولى أن يكون في الإمامة، لا يمنع من عقد واستدامة كقطع اليدين والرجلين وما يمنع من عقد الإمامة. -1سورة آعلمران آية .93 422 واختلف في الاستدامة كقطع إحدى اليدين والرجلين وإن طرأ استدامة الإمامة كجدع الأنف وسمل إحدى العينين لا يخرج من الإمامة وفي العقد اختلاف. وقهر. وفيه حجرالتصرف:نقص.3 مسترا، ففي هن الحالة فإئه لا يخرج من الإمامة، وإنما ينظر إلى صاحبه فإن كان متبعا للشر ع فذاك، وإلا لم يجز إقراره. وأما القهر فهو وقوع الإمام في الأسر، وهذا يمنعه من عقد الإمامة سواء أكان القاهر مشركا أم مسلما باغيا .وإذا أسر بعد العقد فعلى وإذا وقع اليأس منهالخلاص.ما دام 7وهو إمامالأمة إنقاذه خر ج منها. هذا إذا كان في أسر المشركين أما في المسلمين فيبقى على إمامته إذا كان مرجو الخلاص وإن كان ميؤوسا منه، فالأمر على حالين :إذا نصبوا لأنفسهم إماما أو لم ينصّبوا .فإن لم ينصّبوا ورضي فهو على أهل الشورىوعلىوالطاعة واجبةحم لازمةبيعتهلأنإمامته استنابة ناظر عنه .وإذا نصبوا لأنفسهم إماما فالإمام خارج من إمامته. وعلى أهل الحق والعقد العقد لمن ارتضوه. على الإمام:الخروجب- إن مسألة الخروج على الإمام الجائر من المسائل الن أسالت أقلام الفقهاء السياسيين وفرقتهم طوائف ما بين بجوز ومانع ومقيد للمنع. 522 «قالت المعتزلة إذا كنا يقينا على أننا نكفي المخالفين خرجنا... وقالت الزيدية إذا كنا على عدد أصحاب بدر عقدنا الإمامة وخرجنا. وقال قائلون إن عقد الإمامة واجب مهما كان العدد .وقال قائلون إذا كان العدد نصف العدو وجب الخرو ج»(!). أما جمهور أهل السنة والجماعة فقد اتفقوا على أنه لا يجوز الخروج على السلطان الحائر حقنا للدماء واتقاء للفتنة .قال الزرقايي في شرح الموطأ« :أمًا أهل السّة قالوا :الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عادلا محسنا فإن لم يكن فالصبر على طاعة الحائر أولى من الخروج عليه لما فيه من استبدال الخوف بالأمن وإهراق الدماء وشن الغارات والفساد، وذلك أعظم من الصبر على جوره وفسقه .والأصول تشهد والعقل والدين أن أقوى المكروهين أولى بالترك») .حت ولو قتل هؤلاء الأئمة الرجال واسترقوا الذرية وسبوها(.)3 ويمثل جمهور أهل السئّة في هذه النظرية -أي عدم الخروج -الإمام مالك وأحمد والحسن البصري وابن تيمية(.)4 وإذا كان جمهور أهل السنة والجماعة قد أكد على الصبر مع السلاطين الجورة إلا أنه قد قرر أنه لا طاعة لمخلوق في معصية -1الأشعري مقالات الإسلاميين، ج 2.5صر.791 2الزرقا شرح الموطاً، ج 25ص.992 3الأشعري مقالات الإسلاميين ج، 2ص.041 4انظر تفصيل ذلك في كتاب :ابن تيمية .منهاج السئة النبويه ج، 1ص {37/67/693و محمد أبو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية .جاش ص - .401/111ج، 2ص112/723 ص.06- .حمد عبد الهادي أهل السنة والجماعة 622 الخالق إذ الواجب على المسلمين عدم اتباع الإمام الجائر فيما حرم الل وكذلك ضرورة مناصحته والتغيير الحسن بما لا يؤدي إلى إراقة الذماء، مستندين في ذلك على أقوال الرسول ثخبة في لزوم الخماعة وفضلها واحترام البيعة والصبر على ما يكون من الإمام .ومن ذلك قوله ثلة« :لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف»(!}، وقال: «من خر ج من الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه»(، )2وقال: «من رأى من أميره شيئا يكره فليصبر»(ة). وقد روي عن الإمام أحمد أنه قال« :الصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ولا يخرج على الأمراء بالسيف وإن ا -رواه البخاري" كتاب الأحكام .بابد ج 93ص - .36وهسلمإ كتاب الإمارة، باب 8حديث04818ج، 3ص.9641 -2رواه البخاري في كتاب الأحكام وكتاب الفتن بلفظ« :من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه .فإئه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية». فتح الباري ج 610ص .211ومسلم بلفظ« :ألا من ولي عليه وال فرآه يأن شيئا من معصية الله .فليكره ما يأ من معصية ولاينزعن يدا من طاعة» كتاب الإمارة، ج.7741 210حديث رقم- .9481ورواه أحمد، جا .ص- .572 3263©8ج، 2صر.851والدارمي، مع اختلاف بسيط كتاب السير باب673حديث 3رواه البخاري، كتاب الفتن" باب، 2ج، 9ص - .74ورواه في كتاب الأحكام ج.4 ص 26بلفظ "فإنه ليس أحد يفارق الجماعة" - .ومسلم .كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة الجماعة٬‏ حديث9481©0ج &3صر -.7741ورواه بلفظ "من كره من أميره شيئا فليصبر" .صر - .8741وأحمد جاء ص - .571/791/013ولمزيد من التفصيل حول الموضوع ينظر :ابن تيمية، منهاج السنة النبويةى ج، 1ص - .77 الخلافة والملك صر - .[41[/8محمد أبو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية .ج 25ص 3وما بعدها. 722 جاروا»(!) .ونقل عن الحسن البصري قوله فيب أمية« :هم يولون من أمورنا خمسة :الحمعة، والحماعة .والفيء، والنغور، والحدود لا يستقيم الدين إلا يمم، وإن جاروا وإن ظلمما .والله لْمَا يصلح انتن يم أكثر مما يفسدون»(.)2 وقد اختلف أهل السنة في الإمام الذي يظهر فيه فسق، وذلك في بيعته وطاعته، وقيل إن البيعة تنتقض وائطاعة غير واجبة). وكما وقف جمهور أهل السنة موقف جواز الصبر مع الإمام الجائر فقد كان هم نفس الموقف مع الجاكم للتغلب حت إممم اعترفوا له بالخلافة واختلفوا قى طاعته فقد اتفق الأئمة الأربعة على أنه إذا قام إمام متغلب واستولى على الخلافة بالقوّة} وهو متوفر على شروط الإمامة و لم يكن في المسلمين إمام فلته يكون إماما .واشترط الشافعي فيه شرط العدالة والقرشبة والرضا من المسلمين(.)4 وقال أحمد بن حنبل« :ومن غلبهم بالسيف حيت صار خليفة فهو خليفة» .وروي عن الشافعي قوله« :كل قرشي غلب على الخلافة بالسيف واجتمع عليه الناس فهر خحليفة»(.)5 أما بالنسبة لطاعة المستولى على الحكم بالقوة، فقد اختلفوا فيها 1ابن الخوزي، المناقب ص. 671 -2حمد أبو زهرة تاريخ المذاهب الإسلاميةش ج، 1ص .111 .211-3نفسهؤ ج، 1ص -4نفسف 3ج، ©1ص .401 -5نفسه ‘3ج، 1ص .401 822 بالنسبة لظهور فسقه .منهم من رأى نبذ الطاعة، سواء في الطاعات أم في المعصية لأنه لم يؤخذ ببيعة .وهناك من رأى طاعته في المعروف دون المعاصي‘ وهو الرأي الراجح لدى الجمهور .بينما رأى فريق ا ثالث أنه إذا كانت الإمامة الكبرى فالطاعة في الطاعات فقط أيا إذا كانت الإمامة الصغرى فلا طاعة إطلاقاا!). والحق أن الخلافة لا تنعقد ولا تؤخذ بالقوة مهما كانت وسائلها. وأن السلطان المتغلب لا يكون خليفة} ولكنه يصبح حاكما، أي ليس حكمه خلافة نبوية، بل هو ملك دنيوي.)2 إن الرأي الذي يتبين الاعتراف بالأمير المتغلب رغم وجاهته في تجب إراقة الدماء والمحافظة على وحدة المسلمين وصفوفهم» فئه يجب على الفقهاء إعادة النظر فيه، والبحث عن طرق أخرى تحول دون الوصول إلى هذه الوضعية الي تفتح الحال واسعا أمام المغامرين(ة)، لأننا لا نستطيع أن نضمن بنجاح الانقلاب‘ كما أننا لا نملك الضمان الكافي على أن المستولي على الحكم متوفر على شروط الإمامة .وإذا حصل العكس أن صار الإمام المتغلب جارا فاسقا ولا يحكم بما أنزل اللة .وهو على قوّة، فكيف يكون موقف المسلمين في وقت يحرم فيه النصح ويستحيل فيه الخروج؟ هذاك وإننا بحد لدى أهل السّة والجماعة من خرج عن قاعدة ص .211-1حمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الاسلامية .جا -2نفسه، ج، 1ص- .211محمود الخالدي" ص .802 3محمد المبارك نظام الإسلام؛ ص .77 922 الصبر على الظلم، ورأى خلع الحاكم المستبة إذا أمكن ذلك دون قتال .وهذا هو موقف الشيخ محمد الغزالي، إذ يرى وجوب طاعته والحكم بإمامته(!) .ولعله يريد بذلك ضمان عدم إراقة الدماء ونجاح التغيير .وهو ما يسمى بنظرية الإعداد من أجل التغيير .وهذا هو مذهب الإباضية في مسألة الخروج. ولا يكون هذا إلا تطورا حادثا في نظرية أهل السنة في الخروج على الإمام الظالم، وإذا ما نظرنا إلى الواقع التاريخي للأمة الإسلامية وجدنا أن هذا الرأي قد عرقل كثيرا المسلمين عن الخروج في الوقت الذين يستطيعون فيه فعله. ولو أن المسلمين جميعا وقفوا موقفا سلبيا أمام طغيان أئمة الجور لما استمروا ومادام لهم وجود .والغريب أننا في أكثر الأحيان نجد مع هؤلاء السلاطين من يقف بجانبهم يزكي انحرافهم، ويسمي ظلمهم عدلا، وفسادهم إصلاحا\ واستبدادهم بالرعية إكراما لها(.)2 أهل السنة لإقرار مبدا عدم7 الخروج فإنه مع وجود بعض الوجاهة في بعض المواقف إل أن الوضعية السلبية الت انتهت إليها هذه الآراء تتمتّل في صبغ الأنظمة الاستبدادية بالشرعية، وانقلب الكلام عن الخلافة وشروطها وشروط الإمام اللازم توافرها من الحال الواقعي إلى بمجرد مباحث كلامية وفقهية نظرية .وأصبح الكلام عن الخروج مُروقا عن الدين، وغدا -1محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، ص .136 -2محمد أبو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية ج، 2ص .402 032 النظام الاستبدادي هو القاعدة، في حين أصبحت الخلافة الإسلامية تمنل القاعدة الشاذة(!). الاباضبة م.‏٠ ع 2 أ _ عزل الإمام: التبعاتحيثمن بقية المواطنينالإباضي عنالإماملا يتميز فليسالأمة. ش مسؤولا عنمسلماابصفتهالى تلحقهوالمسؤوليات لإمام أي حصانة معينة تحميه عن إجراءاته، والقرارات الى يتخذها. فإذا اخذ قرارا غير قانوني لا يتفق ونصوص الشريعة الإسلامية وجب عليه تحمُل التبعة من ماله الخاص(.)2 من هذا فإن الإمامة عند الإباضية ليست مطلقة، وإنما ترتبط شرعيتها ارتباطا وثيقا مع التزام الإمام بتنفيذ الأحكام والاستقامة مع الحق والعدل(ة) .وكمبدا متفق عليه، فقد «أجمعت الأمة على تحريم عزل أئمتها إذا عدلت واستقامت على منهاج العدل»( .)4وبالتالي فإن الثورة على الإمام العادل منكر، ويجب عليه محاربة البغاة وردهم إلى الصواب بمساعدة الأمة(.)5 ا -محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم ص .236/336 -2عمر فاروق ص .63نقلا عن الصائغي ورقة 48ا. 3إبراهيم بن يرسف\ الحكم والسياسة، ص.43 نقلا عن التسائغي، ورقة5أ.-4عمر فاروقف© 8ص[.6 5عمر فاروقف، صا .6نقلا عن الصائغي، ورقة58أ. 132 ويستدل الإباضية على جواز عزل الإمام بعدة نصوص منها قوله ة« :سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمونؤ ويفعلون بما يأمرون ثم يكون من بعدهم خلفاء لا يعملون بما يعلمون .ولا يفعلون بما يؤمرون، فما أنكر عليهم نجا .ومن اعتزلهم سلم .ومن كان معهم فهو منهم»(!) .وقال« :إن الناس إذا رأوا الظالم فلم بعذاب منه»(.)2يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم 1 ويمكن إنجاز العوامل اليي توجب عزل الإمام في محورين: ديني أخلاقي :كالردّة عن الإسلام أو إنكار ركن من أركان.1 الدين مما يخرج من الملة أو اتباع شهوة من الشهوات الحرمة كالخمر والزنا، والتمادي فيها والإصرار عليها .وإذا ركب منكرا من هذه المنكرات فعلى العلماء استتابتهء فإن تاب فهر في إمامته وولايته، وإن جار و لم يعدل عما هو فيه وحب عزله، وإن خاف العلماء على أننسهم ودمائهم وأموالهم وسعتهم التبعية فايلظاهر والتبرؤ منه سرا 3ولم يؤدوا إليه الزكاة 5ولم يتولوا له شيئا من عمله إلا ما وافق الحق مع مراجتعهم إياه بالتوبة، واستدراجهم إياه أو الاعتزال .ويمكن أن يتوب من ذنبه سرا إن لم يظهر معها كبر، وإن ظهر تاب جهرا(ة) .قال ثلة« :لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف»(.)4 -1رواه التساني، كتاب البيعة، باب ذكر الوعيد لمن أعان أميرا على الظلم ص.341 -2رواه أبو داود كتاب الملاحم" ج، 2صر - .634والترمذي‘ كتاب الفتن باب نزول العذاب إذا لم يتغير المنكر رقم8612©5ج ص - .764وأحمد جا صر.7 3امحمد اطفيشك شرح النيل ج، 41صر - .833عدون حهلان، صر .791 4رواد البخاري كتاب الأحكام باب، 4ج 9ص - .36رهسلمإ كتاب الإمارة. بابي حديث0481{5ج 3.5صل.9641 232 2.أسباب خلقية :بذهاب عقله، فالإجماع عليه معقود، لأنه لا ترول عنه الأحكام .وأما السمع والبصر والكلام فغيه اختلاف. فبالنسبة للجنون فإذا كان يفيق حينا وحينا آخر يججن© فهم مخيرون في عزله أو تركه، وكذلك ما يتعلق بالسمع والبصر والكلام، فإن الأمر متروك للمسلمين، فإن شاءوا عزلوه وإن شاءوا تركوه كعلم من أعلامهم وأقاموا من يقيم الأحكام(!). وقد ورد في الموضوع أيضا قولان، وهما انتظار موته بدلا من عزله وهو على حالته هذه، أو استشارته في ذلك .هذا إذا تعلق الأمر بالإباضية مع حاكم إباضي، أنًا إذا صاروا في حكم غير حكمهم وحدث ما ذا بالإمامة حاولوا إرشادهم وإذا لم يتمكنوا من عزله أو خافوا على دولتهم من اضطراب في الحكم أبقَوه ما لم يأمر ممعصية .ويتفق هذا الرأي مع زأي الأشاعرة وأهل السّة(.)2 .3إقالة الإمام نفسه :فكما أن الإمامة تنبت بالإجماع فإن العزل كذلك ولا يمكن لامام المسلمين أن ينبزع نفسه بدون موجب© والحقيقة أنه إذا كان الإمام متوقرا على شروط الإمامة ورفضها ا قتل، كما سبق ذكره .فإن عزل نفسه فمن باب أولى .يقول الشيخ :7اطفيش« :إن تبرأ الإمام مانلإمامة بدون أن يجدد له العقد..تاب من ذلك رجعت له وقيل يستحب قال هذه إمامتكم خذوها، استُتيب ...فإن تاب ثبت وإن . 1امحمد اطفيش© شرح النيل، ج، 41ص - .343الحضرمي مختصر الخصال صر.491 `-2عدون جهلان، الفكر السياسي" ص 591وما بعدها. 332 احتجوا عليه في تركه القيام وإصراره، وأقيم غيره»(!). من هنا فإن الموجب للاستقالة يخضع لمقاييس عدم الاستطاعة سواء من الناحية الدينية أم الناحية الخلقية ولا بد أن يتمذلك بإجماع أهل الحل والعقد. ب -الخروج على الإمام الجائر: إن أول حقيقة في هذا للوضوع يجب بيانها والتأكيد عليها هي أن الإباضية لم سنتر عنهم إطلاقا القول بوجوب الخروج على الإمام الجائر فعدم الخروج هو الأصل وخاصة إذا خيف تصدع اجتمع وهلاكه .والأصل في ذلك هو ما يترئب عنه من نتائج لأن الإباضية أصلا يميلون إلى التسامح واللين لا إلى استعمال القوّة، إلا إذا اقتضت الظروف ذلك() .وقد وقع الكتاب في خلط كبير في مسألة وجوب الخروج الذي ينسبونه إلى الإباضية .ومنشأ هذا هو خلطهم بين الإباضية والخوارج الذين يوجبون الخروج مهما كانت الظروفڵ أمًا بالنسبة للإباضية فعندهم أن «الخارج على إمام بالإجماع باغ بإجماع. والبراءة من الباغي بالإجماع واجبة بالإجما ع».)3 وإذا أجاز الإباضية الخروج على الإمام الجائر فذلك عند ضمان عدم هلاك الأمة .وهذا لا يكون إلا بعد الإنذار وإقامة الحجة وتثبيت .643صج41الليل شرح-1امحمد اطفيش۔ -2عدون جهلان{ الفكر السياسي .ص.991 3السالمي .تحفة الأعيانك ج، 1ص.3871 -4 الحق والدعوة اليه(!). أما بالنسبة للإباضية إذا كانوا تحت الحكم الحائر وخافوا الضرر إذا خرجوا عليه :فحينئذ تكون الطاعة له ما لم يأمر معصية كما أن الأمر بالروف والنهي عن المنكز يظلان واجبين في كل الظروف، تحت النلافة الرشيدة أو غيرها(ة). وقد اهتم الإباضية اهتماما كبيرا بموضوع الخروج على الإمام الجائر حتت إممم «قالوا بجواز الخروج مع الظالم ضد من هو أظلم منه») .وهذا دليل على النضج السياسي والإدراك الحقيقي لما قد يترتب من آثار على عملية الخروج. وقد اهتم الإباضة بمسألة الإمام المتغلب، وسماه الشيخ اطفيش «السلطلان المتسلط لأنه يأخذ بلا حة ويعطي بلا حو»( .)4وأكثر هؤلاء قد وصل إلى السلطة عن طريق القوة .وهو ما يسمى في عصرنا الحاضر بالانقلاب .وعادة ما يميل هؤلاء الانقلابيون إلى عدم تنفيذ أحكام انتة. والدليل على ذلك عدم قبولهم للوضعية السابقة 3وإن حبهم للسلطة يؤدي يم إلى الترف والتبذير وحكم البلاد وفق شهواتمم. وتبقى القاعدة الإباضية نحو هؤلا واحدة وهي عدم الخروج .1صر.871تعنة الأعيانإ-السلمي 2علي نعي مع ..الإباضية بين الفرق الإسلامية .ص.433 م تحمدممنوهو مع الإمام غحسمان بن محبف الملكعلى ذلك إاباضية عمانو كمثال-3 سيرته .وهذا لدفع الأكثر ظلما منه .السائيك تحفة الأعيان، ج، 1صر.801 4امحمد اطفيش، شرح عقيدة التوحيد، ص.724 532 عليهم إلا إذا أمنت الفتنة والدماء .فالأصل إذا عند الإباضية هو عدم الخروج وجوازه إذا أنس المسلمون من أنفسهم القوة وتأكدوا من |نجاح التغيير(ا). ونستنتج من كل الدراسات الإسلامية وحياة الأمة الإسلامية. أربعة آراء حول الخروج على الأئمة الجورة، وهي(:)2 يجب السمع والطاعة مهما كانت الخلافة دينية أم دنيوية} ولا.4 تجوز الخروج .وهذا هو رأي الأشاعرة وأهل السّة. .5الخلافة ليست للبشر، وهو وصية من الخليفة السابق إلى اللاحق© والخروج فسق والإمام معصوم .وهذا مذهب الشيعة. .6يتم تعيين الإمام بالاختيار الحر وتحب طاعته إذا كان عادلاء وإذا جار وجب الخروج عليه، وإلا قتل إذا لم ينعزل .وهذا رأي خاص بالخوارج. مهما كانت طريقة الوصول إلى الحكم فإذا كان الإمام عادلا.7 وجبت طاعته، وكان الخروج عليه فسقا، وإذا جاز البقاء ولكن لا ) طاعة في معصية الخالق .وجاز الخروج عنه .وهذا رأي الإباضية. والحقيقة أن الإباضية قد توسَّطوا في مسألة الخروجس فالخروج على للم مهما كانت الظروف يؤدي بالأمة إلى التهلكة .ويصبح ما كان عليه المسلمون أحسن حالا .وعدم الخروج يعطي للظالم فرصة تمكنه التسلط على اجتمع وإفساده إلحادا وانحلالا .وتبقى الظروفمن 1الوارحلاي، ج، 3صر - .77علي يحي معمر الإباضية بين الفرق" ص.433 -2علي بحي معمر الإباضية بين الفرقث ص.164 632 71 ونتائج الثورة هي سيدة الموقف، والمحددة للخروج إقداما أو إحجاماء ولو أى هذا إلى الإعداد ثم الخروج .وهذا هو رأي الإباضية في الملوضو ع . كن 7مسألة الخروج على الإمام الجائر هي النقطة الثانية الي يختلف فيها الإباضية مع أهل السنة والجماعة .وقد تقدم أن المسلمين اختلفوا فيها إلى ثلاث اتجاهات :رأي يدعو إلى الصبر، وهو خاص بأهل السنة .ورأي يدعو للى الخروج وبه أخذت فرق الخوارج .وقد انقرضت هذه النظرية الأخيرة مع أصحامما .أمًا الرأي الثالث فهو رأي الجواز الذي توسط بين الأولين، وقد أخذت به الإباضية والمعتزلة. وقد ساهمت الوقائع والأحداث التاريخية في تغيير مواقف بعض فقهاء أهل السنة المعاصرين مما سهل في التقارب بينهم وبين الإباضية. وهذا اعتمادا على ما أنتجه الواقع الذي عاشته الأمة الإسلامية .وما أدى إليه ذلك من انحراف في الحكم وهذا ما سنعرفه في القسم الثاني من البحث. ينطلق السنون في هذه للسألة من النصوص الآمرة بالصبر، في حين يقابل الإباضية تلك النصوص بأخرى تحث على الضرب على يد الظالمين. كما أن للواقع وأخذه بعين الاعتبار الأثر الكبير قي شرح تلك النصوص .أي شرحها على ضوء القرآن الكرعم، فالسبب في هذا الاختلاف واضح وهو كيفية أخذ النصوص ومعالختها من طرف هذا المذهب أو ذاك. 732 ولا يقف الخوارج وحدهم إلى جانب قاعدة وجوب الخروج. فهناك الشيعة الذين يرون فعل ذلك مع الظلمة، فقد فضلوا الإمام الكافر العادل على الإمام المسلم الظالم، وقد اشتهر عن ابن طاووس أنه قال« :الكافر العادل خير من المسلم الظالم»، وقال العلامة المجلسي في البحار« :الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم»، كما روي عن الإمام الباقر قوله« :لا دين لمن دان بطاعة لمن عصى أثلة» ويفێ علماء الشيعة بأن أي عمل من شأنه إعانة الظالم فهو حرام وكبيرة من الكيائر، إلا ما كان فيه نفع المؤمنين أو دفع ظلم عن المظلومين. ومن هنا فإن منطق التشيع ملازم مبدل الثورة على الظلم والفساد, لأن الخروج على الجائر من صميم الدين، والصبر عليه خروج منه .مع العلم بأن الجور في منطق الشيعة هو خروج عن الشريعة الإسلامية(!). أزاء هذه المسألة فإن المذاهب الأربعة تنقسم إلى: قسم يدعو إلى الصبر، ويشمل أهل السّة. وقسم يدعو إلى الخروج ويشمل الخوارج والشيعة. وقسم يدعو إلى جواز ذلك إذا غلب على الظن بحاح الثورة. ويشمل الإباضية والمعتزلة. وأما فيما يتعلق بالإمام المتغلب فإن المذاهب الأربعة لها نفس الرأي، أي ما تراه بالنسبة للإمام الحائر. ص.62/72/92-1محمد جواد مغنية، الشيعة والحاكمون .8 وفي نظرنا يبقى الرأيان السن والإباضي رغم اختلافهما من العوامل اليي تعطي للنظرية السياسية تكاملا وقوة تسمح للمسلمين بانتهاج أحد الأسلوبين، وهذا طبقا للظروف الي قد تصادف الدولة الإسلامية .كما تمكن السياسة الشرعية من المرونة والتحرك حسب ما تقتضيه المصلحة لأن نظرية الصبر قد خيبت آمال علمائنا السنيين، حيث إن الجور الصبادر من الإمام الخارج عن شرع انة أو من اللتنفلب© لم يبق في حدود السلطة، بل تعدى ذلك إلى سياسة الرعية، مما أدى إلى قيام الثورات .كما أن الخروج على مثل هذه الأنظمة بغير إعداد للمجتمع قد يعرّض الأمة للهلاك، وهو منهي عنه شرعا .قال تعالى« :ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»(!). وتبقى نظرية الإعداد ومراقبة الفرصة المواتية لتصحيح الأوضاع هي سيدة الموقف‘ وهو الصواب الذي أثبته الواقع الإسلامي. -1سورة البقرة، آية .491 932 ............ ... .....ذ........۔۔ ...........ه... ............ .ه............۔0................ ...... .. .... _ ..-.- ٠٠. ... . ....__.‏٠. هه.......ه......... . .... . . . .... . .. إنه من البديهي أن يطرح مثل هذا السؤال :هل للإمامة أنواع؟ فبقدر ما اجتهد الفقهاء السياسيون في وضع قواعد وضوابط لنظام الحكم في الإسلام، من حيث ماهية الإمامة ووحدتما وشروطها، وغير فإن هناك من المذاهب من ذهب أبعد من ذلك، فدرس جميعذلكث الأوضاع الي قد تطرأ على الأمة الإسلامية بصفتها أمة كسائر الأمم وحضارة من بين حضارات الإنسان تخضع لسة الكون من قوة أما الإسلام فيظل سيد الوجود والحياة كما قال تعالى :فواللهوضعفؤ والعاقبة للمتقين».)2شُتم نوره ولو كره الكافرون»ا!) .وقال: ولكن رغم هذا فئه لا بد من ابتلاء ليمتحن اللة عباده فيعلم الجاهدين ويعلم الصابرين. وأنواع الإمامة في موضوعنا هذا ليس من حيث طرق الوصول إليها أو شكلها، بل من حيث طبيعتها وما ستكون عليه الإمامة في وضعية من الأوضاع الي قد تتعرض فها الأمة الإسلامية .وستبقى الإمامة الكبرى وهي إمامة الظهور عند الإباضية، هي الأصل اليي يعمل المسلمون من أجل إقامتهاء كما تبقى سائر قواعد الإمامة وضوابطها من حيث الاختيار وشروطها ووجوبما بدون تبديل ولا تغيير. -1سورة الصف آية .8 -2سورة الأعراف آية .821 242 ألا :أهل السنة هالجماعة إن من الصعوبة التطرق لذا الموضوع بالنسبة لأهل السنة والجماعة، وذلك لعدم تناول الفقهاء السنيين هذا الموضوع وذلك لعدة أسباب. ن السبب الرئيس للباشر في هذه المسألة هو أن المذهب السن من الناحية السياسية قد احتل مقدمة الدول الإسلامية في أغلب الفترات التاريخية، ومن تمم فإن الفقهاء السنيين لم يفكروا في إيجاد صيغة أخرى للحكم رغم تعاقب عدة ظروف سياسية ليست متشابمة من حيث المذهب الذي حكم به الخليفة، والطرق الي اتبعها معظم الأئمة في نصب الحكام من بعدهم. .كما أن هذه الوضعية السياسية لأية الإسلامية قد وضعت حدا لاجتهاد الأئمة، ويتمتّل ذلك في انحراف الحكم والحكام ولا أدل على ذلك من وصية الماوردي.لعدم نشر كتابه "الأحكام السلطانية" إلا بعد مماته(.)1 ويظهر هذا جليا في أن بعض المذاهب لي م تتزعم كيانات سياسية جعلها تجتهد في وضع نظريات سياسية معبرة عن مواقفها أزاء وجودها بين حكام أهل السسّة الذين جمّدوا نشاطها ووصفوها بالمعارضة والخارجة عن الجماعة. ومن ناحية أخرى فإن أئمة المذاهب الأربعةء ال تشكل جماعة أمل السّة، قد عاشوا في زمن لم تظهر فيه المذاهب الأخرى أي قوة تذكرك فساعد هذا الوضع على انتشار الأفكار السنية، وطبقا لقاعدة -1محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم ص .053 442 أصبح غُرفا أن الخروج على تلك الآراء بدعة۔الحق مع القرة فإنه وهذا ما حرم النظرية السياسية لأهل السنة أن تعرف تطورا كبيرا من سياسية نظرا للوتيرة الوحيدة القن سارت عليها تلكنظروجهة الأنظمة السياسية، وبالتالي لم تكشف أخطاء هذه الآراء إلآ بعد مرور زمن طويل على تطبيقها ميدانيا .وهو ما يفسر ذهاب كثير من المفكرين السنيين(!) في السياسة الشرعية إلى استساغة كثير من النظريات السياسية لمذاهب أخرى‘ ووصفها بأنما نظريات مرنة وذات نظرة بعيدة(.)2 ومن الأسباب الق تعلل هذا الموقف أيضاء تمسك أهل السّة بحرفية النصوص دون التعمُّق في فهم مقاصدها، وتوظيفها بما يناسب أوضاع و لمالمسلمين لمعالخة المستجدات وأوضاع المسلمين المتقلبة الظروف. يستفد المفكرون السنيون من السئة العملية للرسول ثل، فحياته وتعامُله مع الأعداء والأصدقاء، وتقلبه بين مختلف الأوضاع وفي ش المراتب إلى أعلى منصب يتمثل في رئاسة الدولة الإسلامية وبناء دعائمها السياسية خاصّة، فيها قدوة وأسوة حسنة} ومنبع فياض لاستخلاص واستنباط أحسن السبل للمسلمين لبناء دولتهم. -1مهدي طالب هاشم الحركة الإباضية في المشرقف، ص.003 2إن كثيرا من الفقهاء السياسيين السنيين يذهبون في آخر تحليلاتمم إلى رأي الخوارج - و الإباضية في اعتقادهم منهم -وخاصة ما يتعلق بمسألة الخروج على الإمام الحائر، ثم النسب القرشي .ومن هؤلاء :الشيخ عبد الحليم محمود في كتابه التفكير الفلسفي في الإسلام! ص - .1[9محمد أبر زهرة، في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية، ج، 2ص - .4عمر فاروق فوزي، التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين، ص- .43 حمد عمارة الإسلام وفلسفة الحكم ص - .236عبد القادر عودة، الإسلام وأرضاعنا السياسيةث ص .621/721/821 542 وإذا كان أهل السنة قد تطرَقوا إلى أنواع الأئمة ال قد تتولى أمور المسلمين بطرق لا يسمح بما الشرع كالإمام التغلب أو المستولى. فإنهم لم يعالحوا ذلك إلأ في إطار الهدنة والاستسلام للأمر الواقع(!). كما أممم لم يتطرقوا إطلاقا إلى حالات استثنائية طارئة على الأمة الإسلامية مثل الاستعمار أو تولي إمام مخالف لأهل السنة عقديا الحكحع ف البلاد .ويعود ذلك أصلا إلى ما سبق ذكره من أن مذهب أهل الستة كان له الصوت العالي واليد العليا على جميع الأنظمة السياسية الي قامت وبخاصة في المشرق العربي .وحفاظا على الأمن والسلم الاججماخحيين، واتقاء للفتن وتمزق المسلمين فإنهم فضلوا الأمر الواقع، وقد اعتمدوا في ذلك على أحاديث الني ققه .والحق أن تفسر هذه الأحاديث على ضوء القرآن والأحاديث الأخرى الي تأمر للسلم بإقامة الدين والجهاد في سبيل نشره، ومحاربة كل من يعطل حدود اثلة(ت) .قال فثا« :على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصيةا فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»(ت) .ولكن الرسول فق قال« :إن الناس إذا رأوا الظالم فلم 1انظر الفصل الثالث الخاص بذلك. -2عبد القادر عودة،الإسلام وأوضاعنا السياسيةش .ص .041/141 3رواه البخاري باب8013ج، 4ص - .94وفي باب السمع والطاعة للإمام ج 93ص - .2ورواه مسلما بلفظ "على المرء السمع والطاعة" حديث رقم - {9381 واللسائي بنفس اللفظ كتاب البيعة باب433ج 73ص . 241رأبو داود كتاب الجهاد ج .2صل - .93وابن هاجه، كتاب الجهاد، باب لا طاعة في معصية الله‘ رقم الحديث{4682ج .2ص- .659وأحمد ج.71 .2 642 يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم أثنة بعقاب»(.)1 وقد تطرق الفقهاء أيضا إلى الإمام الحائر والإمام الفاسق، فنهجوا لهم نفس الطرق صبرا على المكروه .وبناء على كل ما سبق ذكره من الأسباب فإن أهل السّة والجماعة تمسكوا بنو ع واحد من الإمامة. وهي الإمامة الكبرى، وال سايرتمم طوال أيام عزهم .و لم يلتفتوا إلى ما سيكون عليه الغد، فلك لعدم وقوعهم فيما وقعت فيه سائر الفرق الإسلامية الأخرى من محن وملاحقات سياسية وعقدية، كالشيعة _والمعتزلة والإباضية وفرق الخوارج. كما أن كثيرا مانلآراء الن سادت أيام الأمويين والعباسيين خاصة كانت قد ساهمت في تخدير الرأي العام ونشر الخرافات، من حصل أ الخلافة في قومذلك انتشا ر النظرية الخبرية والإرجاء، وكذلك هذهدون آخرين ثم تقديس الخلفاء وإضفاء الحق الإنمي عليهم .ك الوضعيات أت إلى الركود الفكري وجمود الاجتهاد في ميدان السياسة الشرعية، حيث ظهر الرأي الذي يعتبر الخروج على الإمام لا يقوم به إلا العوام والمتمرّدون، وأن الثورات لا يقوم بما إلا الزنادقة المارقون عن الدين. نا 1رواه أبو داود 3كتاب الملاحم باب الأمر والنهي ج 25صر - .634والترمذي، كتاب الفتن، باب نزول العذاب إذا لم يغير المنكرى حديث رقم86123ج، 4ص 764 صر .7جل._ .وأجد 742 ثانيا :الاباضية تتميز النظرية السياسية عند الإباضية عن غيرها من النظريات الأخرى بطرحها نماذج وأنواعا من الإمامة مختصة بكل ظرف من الظروف المتغيرة ال قد تقع فيها الأمة الإسلامية .وهذه الأنواع من الإمامة لا تتغير من حيث مضمونها وجوهرها وأهدافها البعيدة بل هي متنوعة من ناحية طبيعتها وفق الوضع الذي يعيشه المسلمون. وقد بنيت أسس هذه النظريات على.نماذج عملية، تمثلت في سيرة الخليفتين أبي بكر وعمر والسيرة المكية الأولى(.)٢‏ والإباضية في عملهم السياسي لا يلتجئون إلى العنف والقوة، بل يعتمدون على الدعوة والإقناعض إلأ في حالة الدفاع، وهذا ما يفسر عدم خروجهم مع الخوارج والشيعة والتوابين وابن الزبير وابن الأشعث وغيرهم ضد الأمويين، رغم إنكارهم وانتقاداتمم لأعمالهم الخارجة عن الكتاب والسئّة(.)2 ولا بدً من ملاحظة أنه لا يوجد فرق بين الإمامة الكبرى وغيرها من الإمامات الأخرى عند الإباضية -كما سنعرفه۔ من حيث كونما لا تفصل بين الدين والسياسة إذ الإسلام لا يعرف فصلا بينهما(). وقد سماها الإباضية بمسالك الدين" وهي الطرق الي تؤدي إلى إقامة الدين طبقا لقوله تعالى :أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»( .)4قال 1الشماخي، شرح عقيدة التوحيد، ورقة 61اب 62/ا (خطوط). -2علي يحي معمر الإباضية دراسة مركزة في أصوفهم ص.25 -3مهدي طالب هاشم الإباضية في المشرق العربي، صر.592 4سورة الشورى، آية .31 842 الشيخ عمر التلاتي في تعريفه لمسالك الدين« :مسالك :أي الطرق. الدين :أي الأحكام الي بعث بما نبينا محمد5هي أربعة أشياء»(!). وهي الظهور الدفاع الشراء الكتمان.)2 إن الإباضية قد اعتمدوا هذه المسالك الدينية لا لكونما نماذج عملية مثلت ف السيرة الراشدية فحسب .بل اعتبارا لسيرة الأئمة الإباضية الأولين الذين تعتبرون أقرب زمنا إلى الرسول ة والصحابة والتابعين. فإمامة الظهور تمئلت في النظام السياسي أيام الدولة الرستمية(ة) .أَمًا الدفاع فالإمام عبد اللة بن وهب الراسبي، والشراء كلإمامة أبي بلال مرداس بن حدير والكتمان كإمامة أبي عبيدة مسلم بن أبي كرية، وأبي الشعثاء جابر بن زيد(.)4 وقد كان للإباضية إدراك سياسي بعيد وتفقه للأوضاع السياسية جعلهم يختارون لكل مرحلة من المراحل ولكل منطقة من المناطق الي يوجدون أسلوبا معينا يتلاءم مع تلك الأوضاع، كظروف البصرة أيام أبي عبيدة وجابر بن أبي زيد(ة) .حيث كان الأمويون يشتون حربا ضد -1عمر التلاق، عقيدة التوحيد وشروحها ۔ ص!ك. سعمر التلات، عقيدة التوحيد-2أبو حفص عمرو بن جميع .مقدمة التوحيد ص.05 الأصولإسلامية فدراساتبكير أورعوشتث،- ص!5وما بعدها.وشروحها. الإباضية، ص 35وما بعدها - .بير الحاج بكير، محاضرة. ن:عز06. -م .نن,عا 98. -م .,ل م. 59. ,ل ع. 59. -3 4أبو حفص عمرو بن جميع، مقدمة التوحيك، ص .05عمر التلاي 9عقيدة التوحيد وشروحها، ص[ 5وما بعدها. 5مهدي طالب هاشم الإباضية في المشرق العربي، ص .003 942 جميع قوى المعارضة، سواء كانت من الشيعة -شيعة على وأنصاره أيام صفين -أم إباضية أم خوارج، وكان الجميع يوصفون بالخروج والمروق من الدين. إن تعاليم مسالك الدين ال لم تخرج عن إطار الكتاب والسئة هي الق مكنت الإباضية من البقاء والاستمرار في عقائدهم الدينية والاجتماعية وكذلك سائر المعاملات الواجب اتباعها مع السلطات الحاكمة ومع مخالفيهم من أهل القبلة(.)1 جميع هذه المسالك تتميز بمرونة سياسية بمواقفوسنرى أن وضوابط وقواعد لا تتنافى مع المعاملات الإسلامية، بل وتستند في كل منها على نصوص من الكتاب ومواقف نبوية مرحلية سلكها الرسول فق وأصحابه في مختلف الأزمات عبر تاريخ الدعوة الإسلامية الطويل. والمسالك الأربعة تبتدئ بمرحلة الظهور ال هي الأصل وإذا ما طفى الظلم واستبد الحكام انتقل المسلمون إلى مرحلة الدفاع، وهي القيام بالثورة بزعامة إمام .وفي حالة عدم استجابة المسلمين تأتي مرحلة الشراء .وهي القيام بعمليات فدائية ضد الحكام وبعيدا عن الآمنين. وإذا رضيت الأمة بالذل وبالحكام الجورة عليها جاءت المرحلة الرابعة وهي الكتمان والقيام بتنظيم المجتمع، والعمل من أجل المحافظة على القيم الدينية(.)2 الفكر السياسي عند الاباضية ص.941حهلان.ا -عدون -2بكير أورعوشت، دراسات إسلامية في الأصول الإباضية ص.39/69 052 ا -مرحلة الظصور؛ تعتبر مرحلة الظهور هي الأصل والمأمور يما .وقد ختم بما الرسول ه حياته، وكذلك أبو بكر وعمر(!). ومي الوضعية الي ينبغي على كل مسلم أن يعمل من أجل الوصول إليها، وذلك للتمكين لدين انة وإقامة أحكامه. وهمي واجبة إذا ما توفرت شروطها، وهي أن يكون أهل الحق نصف عدوهم المتحوف منه أو أكثر .قال أنة تعالى« :الآن خفف لل عنكم وعلم أن فيكم ضعفا! فإن تكن منكم أمة صابرة يغلبوا مائتين .وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين)(ت) .ولا بد أن يكون معهم ما يكفيهم من سلاح وكراع وعلم ومال). وإذا حصلت هذه الشروط أصبحت واجبة لإنقاذ حقوق ألة وحقوق العباد .ولا يزول إمامها إلا بإحداث في الإسلام أو زوال عقل أو عدم نفع به(.)4 فقد اعتمد الإباضية في مرحلة الظهور على نماذج من سيرة الرسول فه في مكة والمدينة .ففي مكة بعد إسلام عمر بن الخطاب ظهر الإسلام قويا، لقول الرسول فظ« :اللهم انصر الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي الحكم بن هشام»(ة) .وقال تعالى :فاصدع بما تؤمر -1النماخي، مقدمة التوحيد، ص.05 -2سورة الأنفال، آية .66 3امحمد اطفيش، شرح عقيدة التوحيدك، ص.634 4امحمد اطفيش نفسه ص .311 5ابن الأئيير، الكامل، ج 25ص.85 152 وأعرض عن المشركين»(!) .وكذلك سيرة الصحابة أبي بكر وعمر إذ ظهرا يصليان الجمعة ونجمعان الزكوات والغنائم، ثم ظهر عبد الله ابن يحي طالب الحق باليمن والجلندى بن مسعود والوارث بن كعب وغسان بن عبد الله وغيرهم من المشرق الإسلامي، وظهور الدولة الخطابية والدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي(.)2 و لم يحدد الإباضية العدة الكافي للظهور ولا الوقت اللازم لذلك. والمعتبر فيه هو القوة ومدى تمكن المسلمين من الغلبة للوصول إلى الحكم«، فربما قدَرَ الرجل في الأربعين، وربما لم يقدر في عشرة آلاف، في تبليغ الحجة»( .)3فوضعية المسلمين وحالتهم أزاءينظروربما أعدائهم هي المؤشر الوحيد لميزان الضعف والقوة. حكم الدار: يقصد بالدار الوطن، وللمسلم علاقة وطيدة بوطنه الذي يسكنه وطبيعة الحكم فيه .ومن ثم واجبه نحو السلطة\ ثم موقف سائر المسلمين منه ومن حاكمه. وعندما يتحدث الإباضية عن الدار فإنهم يجعلونما قسمين :دار إسلام أهلها مسلمون وحاكمها مسلم وصل إلى السلطة عن طريق الشورى والاختيار؛ ودار كفر أهلها كفار وحاكمها كافر(ه). -1سورة الحجر .آية .49 2امحمد اطفيش، شرح عقيدة التوحيد ص- .1 4الشماخي، ص.05 -3الكندي، المصنف ج & 01ص .15 4علي يحي معمر الإباضية بين الفرق الإسلاميةى ص .143 252 81 فالدار الأولى هي دار إسلام وطاعة الإمام فيها واجبة، والدار الثانية هي دار كفر، ومعسكر السلطان فيها معسكر بغي. أما دار الإسلام فلا تخرج عما يلي: .1الوطن وطن إسلام، أهله مسلمون وحاكمه مسلم؛ وصل إلى الحكم بطريقة شرعيةك ويعمل بشرع ا ل» فهذه الدار دار إسلام وتوحيد وعدل، وكذلك معسكر السلطان فالطاعة فيها للإمام واجبة، والخروج عنه فسق. .2الوطن مسلم، ولكن الحاكم وصل إلى السلطة بطريق غير شرعيئ 3غير أنه متبع لحكم الله فحكم الدار أمما دار إسلام وتوحيد وعدل، وكذلك معسكر السلطان، وإذا كان وصوله إلى الحكم وراثيا فلا ذنب له، وإذا كان بالتغلب فإن نيته الحسنة كفيلة بأن تشفع له هذا الزلل في طريقة الوصول إلى الحكم. .3الوطن مسلم والحاكم مسلمث وصل إلى السلطة بالطريقة الشرعية} ولكنه منحرف عن أحكام الله فالدار دار توحيد وعدل، ومعسكر السلطان معسكر إسلام إلأ أن فيه بغيا وظلما، فالطاعة واجبة والخروج جائز إذا أمنت الفتنة .والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان. الوطن مسلم، والحاكم وصل إلى السلطة بطرق تختلف عن أنظمة الإسلام، ثم لا تتقيد بحكم لننة .فالدار دار إسلام ودار السلطان دار إسلام ولكن فيه بغي وظلم وعدوان، طاعته واجبة. في غير معصية ألله والخروج عليه جائز والأمر بالمعروف والنهي 352 عن المنكر واجبان(!). والجدير بالملاحظة هو أن الإباضية عندما يطلقون على السلطان أنه جائر وأن معسكره دار بغي وظلم وعدوان فإنهم يقصدون بذلك جميع السلاطين، سواء أكان السلطان إباضيا أم غير إباضئ مخالف مم ق المذهب « .)2فالسلطان العادل الواجب علينا ولايته وولاية كاتبه ووزيره وخازنه‘ وجميع من كان تحت لوائه من المسلمين© وبراءة الجائر وبراءة كاتبه ووزيره وخازنه وأما ما كان تحت لوائه فلا».)3 وهناك حالات تاريخية وجد الفقهاء لها حلولا، وهي وضع الأمة الإسلامية اليت تسلط عليها الاستعمار بالحديد والنار ففي هذه الحالة فالدار دار إسلام ومعسكر السلطان معسكر كفر(.)4 علاقة الإباضية بالمخالفين: يعتمد الإباضية في عملهم الدعوي على الحجة والإقناع، ويبتعدون عن استعمال السيف©، كما ينتهج الإباضية في تعاملهم سواء مع أنفسهم أم مع غيرهم من أهل القبلة مبدأ العدل والمساواة .وقد تمثل ذلك عمليا في الدولة الرستمية حيث تعايش جميع الناس بمختلف مذاهبهم في تفاهم ووئام .وهذا ما يشهد به كل مَن كتب عن هذه الدولة .وقد كانت سياسة الإباضية المتبعة مع المخالفين لهم في الداخل هي نفسها المتبعة في الخارج مع جيراممم أي مبدا التعايش السلمي وحسن الخوار. .143 صالإباضية بن الفرق الاسلامية-1علي بحي معمر .343نقسه 3ص-2علي يحي معمر 3أبو حفص عمرو بن جميع، مقدمة التوحيد ص.21 .543صنقمهعلي نحي معمر -4 452 أ -العلاقات الداخلية: ونقصد بذلك الأسلوب الذي يتبعه الإباضية مع مخالفيهم في المذهب داخل الدولة الإباضية، إذ إن العلاقات الدينية الاجتماعية بينهم وبين غيرهم تجمعها كلمة رائعة جاءت في خطبة أبي حمزة المختار بن عوف©\ قال فيها« :الننس منًا ونحن منهم، إلا مشر كا عابد وثن، أو كافرا من أهل الكتاب أو ملكا جارا مُقيما على جوره».)1 فالدعوة ال اتباع الحق هي لخطر ة الأولى في معاملة المخالف من غير عنف أو قهر .قال تعالى :فلا إكراه في الدين»(ت) .وإذا ظل المخالف على معتقده فله ما للإباضية وعليه ما عليهم، قال أبو يعقوب يوسف الوارجلاين« :والذي ينبغي لأمير المؤمنين بينه وبين أهل الخلاف أن يدعوهم إلى ترك ما به ضلوا فإن أجابوا اهتدوا وصاروا إخوانناك ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، ونصير وإياهم شرعا واحدا .وإن امتنعوا عن ذلك دعوناهم إل أن نخري عليهم حكم اذلف تعالى من دفع الحقوق والخضوع لواجب الأحكام .فإن أطاعوا بذلك تركناهم على ما هم عليهء فوجب لهم من الحقوق والأحكام ما يجب لنا وعلينا، وإن امتنع منهم ما وجب علينا أدبناه، وإن جاوز ذلك سفكنا دمه»(.)3 فمنطلق الإباضية في تعاملهم مع الغير مب على أساس الحرية التامة -1علي نخي معمر أضواء على الإباضية، ص .22 -2سورة البقرة آية .652 3الوارحلان، ج 25صر - .75علي يحي معمر الإباضية بين الفرق الإسلامية. ص .153 552 بعد القيام بالشرح والدعوة إلى العقيدة الإباضية وبعدقي العقيدة ذلك فان المسلم المخالف حر في تصرفاته داخل الإطار الشرعي وخاضع لكر الأحكام المقامة في الدولة سواء كانت حقوقا أو واجبات .فلا تحل أموالهم ولا دماؤهم في السر ولا في العلانية، ولا سبي أطفالهم ونسائهم .ولا يقتل أحدهم إلا إذا ارتدً، وبعد استتابته. والحقوق من ميراث ونكاح ومساجد\ وإمامة للصلاة} والصلاة على اللوتى وغسلهم وتكفينهم) والذبائح والمقابر وغير ذلك حقوق ومرافق يشترك فيها جميع أهل القبلة دون النظر إلى مذهبم(!). ب _ العلاقات الخارجية: ونقصد بذلك أهل القبلة إذا كانوا خارجين عن سلطة الإباضية وكونوا لأنفسهم دولة مستقله بمذهبهم .فكيف تكون العلاقة معهم؟ في هذه الحالة يكونون على صيغتين: إما في دولة مستقلة معترفة بالسلطة الإباضية ومراقبتهم إياهم .وإمًا قي دولة منفردة ذات قوة قائمة بنفسها على نفسها .وفي كلتا الحالتين فإن قاعدة التعايش السلمي وسر الجوار همي مبدأ التعامل بين الطرفين. ففي الحالة الأولى، أي عدد الاعتراف بمراقبة الإباضية لأهل الخلاف وهم في دولتهم، فعلى الإباضية تركهم أحرارا ومراقبتهم في تنفيذ أحكام الن .يقول الوارجلاين« :وإن اعترفوا بطاعتنا وانفردوا بنبلادهم، وأجروا فيها أحكامهم تركناهم، ونستقضي عليهم منهم ونأخذ كل ما يجب من الحقوق ونردها في فقرائهم وذوي الحاجة -1علي يحي معمر أضواء على الإباضيةث ص.11/52 652 منهم وإن اتهمناهم في شيع أعذرنا إليهم، وننبذ إليهم على سواء»(!). فالمعاملة واحدة سواء أكان المحالف داخل الدولة الإباضية أم خارجها .وما يميز بين الوضعيتين هو أن الحالة الأولى تشبه ما يسمى في عصرنا الحاضر بالاستقلال الذاق، ذلك عندما يتم تسيير إقليم من الأقاليم بواسطة أبنائه مع الاعتراف بالسلطة في البلد الأم. وعندما ينفرد المخالفون بدولتهم-في الحالة الثانية -فلا خروج على القاعدة السابقة مهما كانت الظروف. ولالإباضية قواعد تحكم العلاقات العدائية مع الخيران في حالة الحرب وهو ما بنه الوارجلان بقوله« :وإن حاربناهم في هذا كله وهزمناهمإ فإننا لا نتبع مدبرا ولا ُجُهز على جريح .وأموالهم مردودة عليهم إلا ما كان لبيت المال فإئنا نجوّزه على وجهه .وإن قدرنا عليهم قتلنا كل من قتل أحدا منا بعينه .ولا نستعمل فيهم حكم المحاربين. ونسرح سبيل الأسرى ولا نتبع المنهزمين .ولا نتغرّض للعامة لأحد إلا من طعن في الدين© ونصلي على قتلاهم وندفنهم، وبحري المواريث بيننا وبينهم على وجوهها»(.)2 فالإباضية درسوا جميع ما يمكن أن يحدث أثناء ظهورهم على إخوانمم من سائر المذاهب الأخرى فوضعوا لذلك سلوكا إسلاميا يتماشى مع قوله تعالى« :ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل »(ت). 1الوارحلا، ج 38ص.76 2الوارحلاني، ج، 3ص - .86امحمد اطفيش إزالة الاعتراض، ص - .2جميل بن حميس قاموس الشريعة ج، 7صر - .742السيابي .عمان عبر التاريخ، ج، 2ص23 -3سورة البقرة، آية .881 752 وإذا كان الني قه قد حكم أهل الذمة على أساس حرية العقيدةء وعلى منعة من أحوالحم ودمائهم، فمن باب أولى أن يكون ذلك للمسلمين .وقد روي عن أبي بكر أيام الارتداد عن الإسلام، قوله عن رسول أثنة قه«< :أمرت أن أقاتل الناس حقى يقولوا لا إله إل اللة. فمن قال :لا إله ل ألله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه! وحقه على النة»(. ): وبالنسبة للإباضية فإن ما يلاحظ أن هناك نوعين من الظهور الأول وهو ظهور كامل وقوي حكم وحافظ على الأحكام وأقام الحدود ودافع عن البيضة وطبق جميع مبادئ السياسة الإباضية. وظهر هذا النوع جليا في الكيان الرستمي .أما الثا فهو ظهور ضعيف وغير مستقل تمام الاستقلال في تنفيذ الأحكام واختيار الإمام والشورى والبيعة! وتمثل هذا في إمامة عمان الإباضية في أواخر القرن )العشرين). -2رحلة الحدها: إن واجب المسلمين هو الظهور بأمر ذلة والحكم بأحكامه .فإذا كانت الدولة الإسلامية على هذه الحالة من السيادة لا يقهرها عدو خارجي ولا تقلقها فتن داخلية كخروح الحاكم عن شرع الك فذلك هو المطلوب وهو المأمور به شرعا .قال تعالى« :ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين»() .وإذا تغيرت الأوضاع وأصبح العدو وشيك المداهمة. -1رواه مسلم باب الأمر بقتال الناس ج، 1ص.25 -2عدون جحهلان، ص.151 -3سورة المنافقون آية .8 852 أو حدث انشقاق أو بغي أو انحراف في السلطة عن جادة الطريق انتقل ا المسلمون إلى مرحلة الدفا ع. والدفاع في مسالك الدين يرادف ما يعبر عنه في العصر الحاضر بالثور!) .وقد سميت بذلك لأن المسلمين يتشغلون بالدفاع عن أنفسهم ودينهم، حيث يصبح الدفاع واجبا يقومون به ضد عدو يهجم على المسلمين يصيبهم في أبدانمم أو أموالهم .ويكون ذلك بنصب إمام تعقد له إمامة الدفاع إلى أجل مسمى ينتهي بنهاية موجب الدفاع .فإذا زال سببه انتهت إمامة الدفاع ورجع الإمام إلى صفوف المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم من حقوق وواجبات. وإذا ظهروا على عدوهم جدًدوا له الإمامة إن أرادوا ببيعة جديدة. وعادة ما يكون إمام الدفاع متميزا بالشجاعة العسكرية لأنه قد بويع من أجل هدف الدفا ع(.)2 وقد كان للإباضية تطبيق عملي لهذه النظرية، وذلك عندما أذن عبد الرحمن بن رستم للإباضية في طرابلس بالثورة على عمرو بن حفص والي العباسيين، فقام الإباضية الموجودون ما بين طرابلس وجنوب تونس بمبايعة أبي حاتم يعقوب بن لبيب الملزوزية) 5إمامًا للدفاع في حريم ضد العباسيين(.)4 ا -علي يحي معمر الإباضية في موكب التاريخ" ص .49 -2امحمد اطفيش، شرح عقيدة التوحيد ص - .311شرح النيلك ج41ث ص.303/703 _ بحاز، الدولة الرستمية .ص - .97جهلان، الفكر السياسي، صر.651 -3هو أبو حاتم يعقوب بن لبيب الملزوزي، ولي مدينة طرابلس في رحب سنة 451 هجري ومكث بما أربع سنوات‘ وكانت ولايته ولاية دفاع .انظر طبقات الدرجيني، جا، صر.63 ج .3صا.ص - .63دبرز تاريخ المغرب الكبير-4الدرحيێك طبقات المشائخ .جا 952 موجبات الدفا ع: إن إقامة الإمامة الظاهرة مشروط بقرة المسلمين عُدَة وعددا، وإذا أقاموها وعقدوا الإمامة لذلك فهذا غير واجب عليهم لأممم لم يبلغوا ما يتطلبه الوضع لإقامة الدولة الإسلامية«، ومن تطوع خيرا فهو خير له .وإذا توفرت الشروط ول يقيموا دين اللفه فإن ألة لن يرض عنهم! لأممم قادرون على إحيائه وقد أماتوه»(!) 3وذلك إذا انعدم الظهور بسبب إحدى هذه المو جبات(:)2 .1وقوع حرب مع عدو خارجي ثم سيطرته على الوضع وقلب الإمامة والإطاحة بما، أو قيام انشقاق داخل! كظهور إمام متغلب يهدف إلى السيطرة على أمور المسلمين. .2انحراف الحاكم عن شرع الله٬‏ وظهور الفساد والرشوة والانحلال الخلقي. ففي هذه الحالة يقوم المسلمون بنصح الإمام وتحذيره، فإن تاب وإلاً ثاروا ضده .وفي كل الحالات فإن واجب المسلمين هو الالتفاف ما من شأنه الإطاحة بالنظامحول إمام يبايعونه قصد الثورة ضد ك |الإسلامي الشرعي. فاللاحَظ في إمامة الدفاع أنما تكون بعد الظهور وذلك لرة عدوان خارجي أو ردع بغي أو سلطان جائر .وهذه الأهداف هي التوخًاة من الدفاع .ولهذه الأسباب فليست مرحلة الدفاع تعقب -1امحمد اطفيش، شرح النيل، ج، 41ص.903 -2التلاتي، مقدمة التوحيد وشروحها، ص - .25محمد السالمي وناحي عساف عمان .!هيتكلم .صر, 811.- .521 062 الشراء كما ذكر مهدي طالب هاشم الذي يرى ذلك() .وقد اعتمد فيما ذهب إليه على الدرجي الذي روى مبايعة عبد الله بن سعيد الحضرمي إماما للدفاعض بعد موت الإمام الشاري عبد الله بن يحي الكندي طالب الحق( \-)2والحقيقة غير ذلك .وقد جاء ذلك في سياق الحديث عن الخروج على الظلمة ومبايعة رجل «يقال له حسن بعد ما وقع في أمر عبد الله بن سعيد الذي أنكروا عليه أشياء»ة)، فالأصل أن يكون الدفاع بعد الظهور وليس بعد الشراء. نتائج الدفا ع: بعد قيام الثورة للدفاع عن الأمة الإسلامية تنتهي الحركة بأحد أمرين :إما الانتصار على العدو وإرجاع الأوضاع كما كانت وعودة ا قوة المسلمين، وانضمام المنشقين إلى الحق .وإما الفشل وسيطرة العدو أو الخارج عن السلطة على زمام الأمور. ففي حالة الفشل فإن الثوار يرون بين أمرين: الاستراحة والهدوء والكف عن محاربة النظام ثم الدخول في.1 مرحلة الكتمان .أو الخروج ضد الحاكم والاستشهاد عن آخرهم وهو مطلب عظيم. للبقية من الثوار أن ينظّموا أنفسهم ويخرجوا شراة .أي الدخول.2 -1مهدي طالب هاشم الإباضية في المشرق العربي، ص .592 -2عبد الله بن يحي بن عمر الأسود الكندي الجندي الحضرمي أبو يحي الملقب بطظالب الحق إمام إباضي من أهل اليمن، كان قاضيا بحضرموت خلع طاعة مروان ‏١بن محمد .وبويع له بالخلافة .الزركلي الأعلامض ج، 4ص.882 3الدرحين، طبقات المشايخ ج، 2ص.152 162 فى مرحلة الشراء(!). والذي يجب الإشارة إليه هو أن الإباضية قد اهتموا بمسألة القيام والتمكين لدين انتة قي حدود الاستطاعة} بحيث لا تنتج عن خروجهم فتنة تؤدي بالأمة الإسلامية إلى الهلاك أكثر ما هي .وأن الثوار الذين منحهم الفكر السياسي الإباضي حق الخروج والاستشهاد عن بكرة أبيهم لا يتعدى ذلك إلى غيرهم من المسلمين، الذين يبقون في عزلة عن الثورة، وتنتهي القلاقل بنهاية هؤلاء الثوار .أما الشراء فمرحلة أخرى تأتي بعد الدفاع والعجز عنه. -3رحلة الشراء: عندما يضعف المسلمون حت عن موقف الدفاع، ويحكم العدو أو السلطان الحائر سيطرته يكون الشراء حقا للمسلمين، وهو ليس بواجب .والعلماء « لم يجعلوا حال الشراء الوجوب» .)2وقد أقام الني فلا برهة من الزمن بمكة بعدما نزل الوحي مكتتما غير ظاهر، ولكن إذا خرج الشاري وقد «باع نفسه لله فعليه الوفاء»). وقد سموا بالشراة لأمم باعوا أنفسهم وأموالهم لله مقابل الجنة قال ولهذانة اومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةتعالى: فالواجب على الشراة عدم الرجوع حتت يظهروا أو يموتوا عن آخرهم«ة). . 1علي يحي معمر، الإباضية في موكب التاريخ! ص .743 2امحمد اطفيش، شرح النيل، ج، 41ص.013 3السيابي، ج، 1ص.402 4سورة البقرة آية .702 ص.45الشما خي 5 262 قال الشيخ اطفيش« :والشراء شراء الإنسان نفسه من النار، أو شراء الحنة بنفسه‘ أو بيع نفسه بالجحنة، والشراء كأبي بلال مرداس بن حدير»(ا!). ويختلف الشراء عن الدفاع من حيث الطريقة فالدفا ع يعتمد على حامة العدو ميدانيا في حين يتميز الشراء بمباغتته في كل مكان، وعدم مهادنة الظلم) .وهي تعتمد على حرب العصابات لأن الهدف هو عدم إعطاء الفرصة للعدو حت يتمكن من تنفيذ برامجه الجائرة. وقد اختلف العلماء حول تقية الإمام الشاري فقد ذهب البعض منهم إلى عدم جواز ذلك، وعدم فراره من الزحف©‘ ولكن يجوز له التحول عن العدو إذا كان معه رجال لا يستطيع بهم الدفاع، وهذا مذهب الشيخ اطفيش وأبي المؤثر الذي يرى جواز التقية والكتمان فقط للإمام الذي لا يكون شاريا إلا إذا زالت قوته(ة). ومهما يكن الأمر فإن خروج الشاري يعي أساسا الذود عن الإسلام أو الموت دونه، لأن رجوعه وتقيته لا تعي الشراء بل تعني الكتمان .وعدم استعمال التقية هو الراجح نظرا لمهمّة الشراء وأهدافه، كما أن الشراة هم في الأصل فدائيون مُقبلون على الموت، وهم قلة لا ينتظر منهم قلب الحكم نظرا لقوته من جهة غم استسلام الأمة الإسلامية للذل من جهة أخرى‘ فعملهم إذا ينحصر في عرقلة نظام الحكم الظالم فقط. ص.58التوحيد عقيدةشرحاطفيش-1احمد -2عدون جحهلان، ص .061 3امحمد اطفيش، شرح النيل، ج، 41ص.453 362 شروط الشراة: يتفق جميع فقهاء الإباضية على أن «عدد الشراة يجب أن لا يقل عن أربعين رجلا أحرارا بالغين عاقلين أصحًاء وهذا تأسيا بالنبي ثة الذي ظل يكتم أمره بمكة حت بلغ من آمن به أربعين رجلا، فخرج مظهرا أمرهم وذلك بعد نزول قوله تعالى« :فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين)(!). بعد اكتمال عدد الثوار أربعين رجلا فما فوق، فإنهم يخرجون من ديارهم إلى الأماكن الي يمكن أن يتم فيها العمل الفدائي؛ ولا يعودون إلى أهلهم حت يهلكوا عن آخرهم ويمكن لهم ذلك إذا بقي منهم ثلائة .وذلك ليكونوا نواة أخرى لمواصلة العمل الفدائئ. ويمكن تلخيص شروط الشراة فيما يلي: أ .يتخذ الفدائي من الخبال والوهاد منزلا، ولا يعود إلى منزله إلأ من أجل غرض ضروري كالتزؤد بالسلاح أو تتبع أخبار الطغاة. ب .يعتبر في منزله غريبا وقي حالة مسافر .ولهذا وجب عليه قصر الصلاة فيه، وإذا رجع إلى الخبال والعمل الثوري كان بين أهله وفي وطنه. ج .عدم الاستقرار في مكان واحد لأن عمله تتبع حركات الخورة وعرقلة مسيرتمم كلما سنحت الفرصة بذلك. د .اجتناب إلحاق الضرر بالعائمة من المسلمين وخاصة قتل الأطفال والمسنين والنساء. ه .عدم إفساد الحرث والغلال وأموال النلس من مبان وقلاع إلا للضرورة. -1سورة الحجر .آية .49 462 و .عدم التحلي عن رسالتهم إلأ باللوت في دين الله( &):والقتل أقرب الأمرين إليه.)2 ز .ويضيف ابن قيس الحضرمي شرطا مهما، وهو أن يكون فيهم ستة رجال فصاعدا أهل علم بأصول الدين والفقه ذوي ورع وصلاح في الدين .فإذا اجتمع في أهل الدعوة هذا الوصف وجب عليهم أن يعقدوا الإمامة لأفضلهم في الدين والعلم والور ع(ة). أهداف الشراة: إن هدف الشراة عظيم عظم مسؤولية المسلمين في إقامة أحكام أساسا على إزالة الظلم والظالمين،ان .وهذا ما جعل نشاطهم . وإسقاط هيبة السلاطين الجخورة، وإفساد خططهم" حت لا يتم لهم ما يريدون بالأمة الإسلامية من فساد وانحراف عن شرع اللة .وتحطيم الأغلال الي تقيد حرية المسلمين إذا كان الحاكم مستعمرا لا تقوى عليه عامة المسلمين. وتتلحص أهداف الشراة فيما يلي: أ .قطع المواصلات والحيلولة دون تنسيق قوات العدو وتمكنه من إيقاف الثورة. ب .هدم القلاع وثكنات العدو وكل ما من شأنه تقوية جيوشه. ج .الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة لضربه وإضعافه. -1عدون جحهلانث ص 061فما بعدها. -2علي يحي معمر الإباضية في موكب التاريخ، ص .69 3الحضرمي مختصر الخصال ص.391 562 د .إثارة الشغب والتشويش لإسقاط الحكم وأجهزته القائمة. زعزعة سلطته وهيبته(!)ء حوت تشعر الأمة الإسلامية أن هناكه. قرة إلهية روحية أقوى وأشد من القوة المادية الحاكمة.)2 ثم إعطاء الفرصة لكل من يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة الشراة في أعمالهم الفدائية. وإذا ما مكن الة لهؤلاء الشراة إن استطاعوا إضعاف قوة الظلم وإجهاض وتمكن المسلمون من إقامة حكم إسلاميك فإن الشراة الذين قلموا أنفسهم بالأمس فداء لدينهم يصبحون اليوم إحدى الركائز في اجتمع المسلم الذي يعتمد عليهم في تنفيذ الأحكام ومراقبة الولاة والعمال والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .ولا يخفى على أحد ما في هذه المهمة النبيلة من فوائد حمة تعود بالصلاح على المجتمع خاصة وأن مركز الشراة هو التوسط بين الرعية والحكام لحل مشاكلهم(). من هنا فإن نظام الشراة يعتبر نظاما ثوريا محكما يعتمد على التحطيط الدقيق والتنفيذ الحكم والوقوف ضد الظلم والخور. والإباضية وحدهم يتميزون عن غيرهم من الفرق الإسلامية بمذا النظام .وهو من أدق الأساليب الي وضعها فقهاء الإباضية لإخراج المسلمين من وضعية هم فيها ضعفاء لا يملكون قوة ولا مالأً ولا علما. إلى الفئة القليلة وهي الي جاز لها الخروج خدمة لأمتها. -1عدون جهلان، ص .261 -2بكير أروعوشت‘ ص.211 ص.361حهلان. عدون-3 662 يقول الشيخ اطفيش« :الشراء اختصر به الإباضية ولا ينصرف ذلك إلى غيرهم و لم يعرف الشراء في غير الإباضية، وهذا هو الحو»( !). -4مرحلة الخحقمان مرحلة الكتمان هي المرحلة الرابعة والأخيرة من مراحل .التنظيمات السياسية عند الإباضية وفيها يستكين المسلمون ويركنون إلى تنظيم أنفسهم تنظيما حكماء بعيدين كل البعد عن كل ما يبعث فيهم شبهة سياسية أو يفسد عليهم خططهم الدينية والاجتماعية الإعدادية. «والكتمان المحافظة على الدين بحيث لو ظهر لعطل ومنع منه فمن ضيع دينه فليس جاريا على حكم الكتمان»(.)2 وإمامة الكتمان «هي من كتم يكتم كتمانا أي أخفى»ة)« .ومن ‏١فعل :كتم سكت».)4 إن الإباضية ليسوا وحدهم القائلين بالتقية عندما يعظم البلاء على المسلمين ويضعقون عن الظهور بأمر الله، وقد اعتمدوا في ذلك على القرآن، ومن ذلك قول الحق تبارك وتعالى« :إلاً من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان»{ة) 3وقوله إلا أن تتقوا منهم تقاة( 6©)3وكذلك -1امحمد اطفيشك مقدمة التوحيد ص.35 -2امحمد اطفيش نفسه، ص.311 -3الشماخي، مقدمة التوحيد ص.45 هه,ه 001. -4م `. 5سورة النحل آية .601 -6سورة آل عمران آية .82 762 استنادا إلى مسلك النبي قه في دار الأرقم بمكة قبل تمام الأربعين© إذ إنه م يظهر إلا بعد إسلام عمر بن الخطاب الذي كان مل قر معنوية كبيرة للإسلام(!) .كما روي عن عبد الله بن مسعود قوله: «ليست التقية بالعمل .إنما التقية باللسان». وي سيرة أئمة الإباضية الأولين نماذج عملية .كجابر بن زيد وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة اللذين قاما بتنظيم وتطوير التنظيمات السرية للمذهب .وهذا اتقاء لشرً ومطاردات السلطات الأموية .و لم ينتقل الإباضة إلى السرية إلا بعد وفاة عبد الله بن إباض الذي كان يناظر الأعداء جهارا(.)2 وما يلاحظ في مرحلة الكتمان أمهما تتميز أيضا بمسلكين، أو بطابعين لا يخرجان عن صفة الكتمان والتستر: الأول كتمان خفي وهو الركون والركود التام عن النشاط العلوي، وهذا يأتي في الظروف الي يطغى فيها السلاطين ويحكمون بقوة الحديد والنار وهذا ما عاشه الأئمة الإباضية الأولون جابر بن زيد وأبو عبيدة مسلم، كما سبق ذكره. والثايي وهو الكتمان المعتدل حيث يبرز الإباضية بنشاطهم مع سائر أعضاء المجتمع الكبير في الدولة الحاكمة .ويكون هذا النوع من الكتمان عندما يسمح بحرية الرأي وحرية النشاط .وفي كلتا الحالتين لا بد من نصب إمام يقوم بقيادة المجتمع بعيدا عن السياسة وممارساتما، إلا -1امحمد اطفيش شرح عقيدة التوحيد ص.311 - .4خليفات\ التتظيمات الاجتماعية صك.-2الشماخيك مقدمة التوحيك .862 8؟ بلو غ درجةدونفان الإباضية سيظهرونكان من نظام إسلاميما خاصة بمم(!).دولةتكوين التنظيم الاجتماعي: إن التنظيم الاجتماعي فى مرحلة الكتمان هو المحور الأساس والركيزة الأولى الي يتم عليها بناء امجتمع، ويتم بكيفية تجعل اجتمع يعيش في نسق ونظام يخول له القيام بجميع شعائره الدينية والاجتماعية والأخلاقية دون أن يتعرض للضغوط الخارجية ومحافظة على سماته الإباضية من الذوبان في المجتمع الكبير. ويتركز نشاط الإباضية في هذه المرحلة على جانبين: جانب يتعلق بالشكل الذي يقوم عليه الجتمع، في شكل يسمح بإقامة مرحلة الكتمان من أجل المحافظة على المبادئ الإباضية، أي مرتكزا على الخانب الديي، ويكون ذلك بإقامة الهيئات اللازمة لذلك ابتداء من العائلة ثم العشيرة إلى المساجد فالبلدة وجالس الأعيان .أمًا من حيث المضمون فيشمل العادات والتقاليد والتراث الأصيل(ت). إن الشكل الهرمي لهذا التنظيم الاجتماعي يفرز في النهاية سلطة دينية اجتماعية تتميز بشورية أكثر اتساعا منها في المراحل الثلاثة الأخرى بحيث إذا كانت السلطة تتركز في شخصية الإمام في مرحلة الظهور والدفاع والشراء فإن المجلس الأعلى على مستوى البلدة يقوم مقام الإمام والحكم وتوجيه اجتمع يكون جماعيا. ا -عدون جحهلان، ص.371 -2نفسه‘ ص.661 962 ومن أجل بلوغ الأهداف لمنتظرة في هذه لمرحلة فإئه لا بةً من إقامة الأجهزة والهياكل اليي تضمن تلك النتائج ويتمثل ذلك في إنشاء للساجد وإقامة المؤسسات الخيرية والتربوية الساهرة على تربية النشء تربية إسلامية. بحيث تجعل الفرد شاعرا بانتمائه الإسلامي وشخصيته المتميزة. وعادة فإن المحال السياسي لا يمد له مكانا في هذه للرحلةء رغم أن هذه الفترة الزمنية من تاريخ الإباضية تعتبر مرحلة تربصية تكوينية يستعد فيها الجتمع لإقامة الدولة الإسلامية والظهور بالدين من جديد. يقول الشيخ سليمان التلاتي« :نحن جماعة العربة ليس بأيدينا ولا إلينا تولية الأمراء ولا عزلهم قى هذا الزمان»(!). فالمؤكد إذنك أن العمل السياسي ليس من اختصاص أهل الحل والعقد وخاصة أن النظام الإسلامي قائم زيادة على ان الهمدذف من هذا التنظيم هو الظهور بأمر الله، فلا بدً من عدم منازعة الأمير أمرَهء حت لا يلفت انتناهه فيفسد على المشرفين خططهم. ش إن هنه المرحلة هي مرحلة الضعف ال تردى إليها الإباضية فلا يلزمهم أكثر من تقوية أنفسهم والدعوة سرا، إذ يجوز في هذه المرحلة البقاء تحت حكم غيرهم.)2 فالمرحلة إعداد لمراحل النضج والظهور، وإذا كان هذا التنظيم قد حقق نجاحا «فالسةٌ في ذلك يعود أساسا إلى ارتباطه بالمسجد قلبا وقالبا، نظرية وتطبيقا، إيرادا وإصداراة) .والذي يدل على مدى -1كتاب سير المشايخ" ص.385 -2باز الدولة الرستمية ص.08 -3محمد ناصر حلقة العزابة .ص.84 072 نجاح هذا النظام هو ما يشاهد عليه المجتمع الإباضي من تماسك رغم تعرضه لعدةمتين لعدة مئات من السنيناجتماعي وتمسك دي وبفضلفلم يتأئُر بذلك كثيراومحاولة تقويهوتدجُلاتهرات مرونته استطاع أن يتكيف مع المستجدات مسايرة للعصر وبدون تضييع لشخصيته الإسلامية(!). ونظرا لزوال الدولة الاستعمارية الكافرة من بلاد المغرب العربي، وقيام دول مسلمة فيها فالملاحظ أنه لم يعد للإباضية نية الظهور خرجلاالمجتمع حىالدائم هو إصلاحنشاطهمويبقىبدولتهم(2)5 )عن الدائرة الإسلامية وفق مبادئهم وآرائهم. علاقة الإباضية بالمخالفين إن تجمع الإباضية في هذا التنظيم الاجتماعي كان سببه الضرورة الملجئة إلى ذلك إذ الأصل هو الظهور لا الكتمان، وهذه الوضعية قد لا تخرجهم من وضعين :فإ كاحتما في ظروفتجعلهم يعيشون أوتحت حكم جائر مهما كان مذهبه إباضيا أو غير ذلكوجودهم تحت حكم عادل دون اعتبار للمذهبية في ذلك أيضا .ففي كلتا الحالتين كيف يكون تعاون الإباضية مع المخالفين؟ إن جوهر المسألة هو المحافظة على المجتمع الإباضي وهذا يعي بل ويوحي بضرورة الانزواء والانغلاق والابتعاد عن كل ما من شأنه أن سلامة البناء الديني والاجتماعي للإباضية، ورغم هذه الحقيقةس ص.84-1محمد ناصر حلقة العزابة .461-2عدرن حهلانث ص 172 «فإن بقاء العلاقة الأخوية مع للخالفين على الدوام دون إثارة للفتنة} ما ل تمس الجحماعة في دينها وأعراضها وممتلكاتما»(!) 5أمر ضروري وواجب. يقول أبو يعقوب الوارجلايي« :يجوز الغزو معهم والجهاد ويأخذ (المشارك) سهمه من الغنيمة} ويلي لهم على العشر وعلى الغنيمة، ويلي لم على الفتوى وقسمة المساحات‘ بشرط أن يعملوا بأمر ال، ويلي أمور المساجد والإقامة ...كما يجوز له الصلاة خلفهم إذا أقاموها»ث). هذا إذا كان الإمام عادلا، أما إذا كان جائرا فالعمل في الوظائف الي تنجر عنها محرمات محرَم، ولا يجوز اتباعهم في المعصية(ة). فالأصل في هذه العلاقات هو المحافظة على الكيان الإباضي ولا شأن للانزواء والانغلاق والحذر من المخالفين يمذه العلاقات وإذا كان قد حدث هذا فلا شك أنه قد وقع «في عصر قد بلغ فيه الصراع المذهبي أوجَه»(.)4 وتعتبر مرحلة الكتمان هذه فرصة تمكن علماء الإباضية من الدراسة والتأليف وتدوين آرائهم، حيث إن الحركة العلمية لم تنقطع إطلاقا في مرحلة الكتمان .والتاريخ الإباضي يحدثنا عن قيام عدة مدارس في مثل هذه المرحلةا كمدرسة أبي عبيدة ومدرسة أبي عبد الله محمد بن بكر حيث قاما بتحضير وتكوين تلاميذهم بعيدا عن مراكز السلطة القائمة. -1عدون جهلان، ص .761 2الوارحلايني، ج 33ص - .08علي يحي معمر أضواء على الإباضية‘ ص.42 3الوارحلايي، ج 35ص.08 -4عدون جهلان، ص .761 272 والحقيقة ان الإباضية في مرحلة الكتمان المعاصرة هم أقرب إلى التقارب ونبذ الخلافات مما كانوا عليه من ذي قبل(ا) .وإذا سلمنا أن المذهب الإباضي يعايش حاليا في شمال إفريقيا الجمهور العريض من أتباع المذهب المالكي، وأن المسائل الخلافية بين المذهبين تعد على الأصابع أدركنا مدى أهمية التقارب المطلوب في هذه المرحلة وأن هذه المسائل لا تعدو كونما خلافات موجودة بالفعل ليس بين المذاهب اللي تكون فرقة أهل السنة والجماعة فحسب©‘ بل هي موجودة بين مدرسة وأخرى داخل المذهب الواحد.. كج جبر نظام العرابة: بعد سقوط الدولة الرستمية اختفى الإباضية مذهبهم عن الخريطة السياسية\ وانزووا في واحات الصحراء بعيدا عن المدن الكبرى .و لم تقم لهم إمامة ظهور حت الآن© وقد فكروا في إقامة إمامة كتمان ونصب إمام لذلك، ولكنهم لم يستطيعوا .وبعد مشاورات ودراسة للأوضاع ظهر ف القرن الخامس الهجري .نظام خاص عرف بنظام العابة 5وقد بقي ساري المفعول في بلاد المغرب حيث يوجد الإباضية شم اخسر في المدة الأخيرة في وادي ميزاب جنوب الخزائر، دون سائر مواطن الإباضية( .)2ويرجع الفضل في تأسيس وضبط هذا النظام إل أحد علماء الإباضية الأفذاذ وهو أبو عبد الله محمد بن بكر ا -عدون جحهلان،ث ص .861 -2عرض خليفات\ التنظيمات ص.21 372 الفرسطائي النفوسي(!)، وذلك سنة904هجري«). ويقرر كثير من الباحثين أن أبا عبد الله محمد بن بكر يعتبر واضع قواعد هذه الحلقة فيى شكلها النهائي، ومكمًّلا للجهود السابقة الي له، وذلك أن الشيخ سليمان بن زرقون قدبدأها مفكرون سابقون سبق إلى وضع بدايات تنظيم يعتبر إرهاصا ومقدمة للجهود اللاحقة. كجهود الشيخ أبي القاسم يزيد بن مخلد(ة) الذي تأثر بشيخه سليمان ابن زرقون{ث 4)3فواصل الطريق، وسن عدة سنن، منها عدم السماح لتلاميذه بالزواج حن يتفرًغوا لاتمام مراحل العلم وإلزامهم بنوم الهاجرة، وغير ذلك، ولهذا فإن نظام العرًابة بدأ ضبط قواعده بداية من القرن الثالث الهجري بعد سقوط الرستميين وكان في أول الأمر شفاهيا ثم دون في الكتب منذ القرن الرابع الهجري من قبل الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر(.)5 فمن هم العرابة؟ وما هو أصل تسميتهم؟ وكيف يختار الواحد منهم؟ وما هي مهامهم؟ ا -هر أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي النقوسي، ولد بمدينة فرسطاء ببل نفوسة بليبيا سنة 543ھه انظر عن ترجمته وآثاره :الدرحييي، طبقات المشايخ. ج، 2صر773فما بعد. .-2محمد ناصر حلقة العزابة .صك. 3أبو القاسم يزيد بن مخلد صنفه الدرحيي ضمن الخمسين الأولى من المائة الرابعة (003-053ه) الدرحيي، طبقات جا© ص.911 -4هو أبو الربيع سليمان بن زرقون النفوسي، صنفه الدرحيني ضمن الخمسين الألى من المائة الرابعة" (003-053ه)، الدرحين، طبقات المشايخ" ج، 2ص943 النظم السياسية والادارية ص 12فما بعد.-5خليفات 472 «العرًابة جمع عراب بفتح العين© مأخوذ من عزب عن أهله انفرد عنهم .سموا بذلك لانقطاعهم إلى الله بالاشتغال بأمر دينه» .):وهو العزوب عن الدنيا وملذاتما 3والاشتغال بالعلم وأهل الخير. ويقرر الدكتور محمد وعوض خليفات بأن معن لفظ العرابة يعود ال كون الشيخ وأصحابه يجتمعون في مكان سري بعيدا عن المدن والتجمعات الكبرى مما جعلهم يطلق عليهم اسم العرًابة 5ثم لم تلبث هذه اللفظة أن أطلقت على عدد محدود من المشايخ أصحاب السلطة(.)2 والأصح ما ذهب إليه أكثر العلماءش ومنهم الدرجيي الذي يقول: «وهذا الاسم مشتق من العزوب عن الشيء; وهو البعد عنهم، فاستُعير لمن بعد عن الأمور الدنيوية الشاغلة عن الآخرة»(ة) .ثم يواصل وصف الصرابة وما ينبغي أن يكونوا عليه من هيئة ولباس فيقول« :أوَّل ما يتجرًد من طريقة أهل الدنيا بحلق شعر رأسه ثم لا يتركه يطول أبداء ومنها أن لا يلبس ثوبا مصبوغا إلا البياض ثم إن اقتصر على عباءة وملحفة لم يشنه ذلك‘ وإن لبس ذلك على قميص كان أكمل»(ه). أما الطريقة الن يختار بما العراب عندما يراد إلحاق عضو إلى حلقة العزابة، فإنهم يعينون له شخصا يقوم بمراقبته ومراقبة أعماله .وفي حالة النجاح فإئه يستدعى لتعلن له العزابة ذلك بالإجماع .ويكون في 1البرادي، الجواهر المنقات في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات؛ صر.702 -2خليفات، النظم السياسية والإدارية‘ صر.72 ج! ‘ ص.4-3الدرحيي، طبقات المشايخ. ج!0ص.171الدرحيي، نفسك4 572 أصغر مرتبة كما يقوم بخدمتهم(!) .وتعتبر هذه العملية الي يقوم بما العزابة لاختيار العضو الحديد ضرورية ذلك أن هذا النظام يعتمد أساسا على الورع والتقوى والاعتدال في السيرة الدينية، والذكاء واللباقة والرأي والحكمة لأنه سيكون مثلا لعشيرته فى الحلقة .فلا ب أن يكون ذا نفوذ ليسهر على سير الجتمع©). تشكيل هيئة العزابة: عادة ما يتكون هذا الجلس من اثني عشر عضوا، وقد يرتفع العدد إلى أكثر من هذا وذلك حسب للهامم(ة) .وقد يرتفع عدد العشائر في البلدة فيضطر المجلس إلى إضافة عدد الأعضاء. مهام الأعضاء: ا.3شيخ العؤابة :وهو أكبر شخصية في الحلقة، يقوم بالإشراف على أعمالها وتسييرها، والوعظ والإرشاد وتبليغ الرعية إعلان ومقررات الحلقة .وقد يكون له نائب. }المؤذن :ومهمته ضبط أوقات الصلاة والأذان..4 .5الإمام :وهو إمام الصلاة، ويكلف بإعلان البراءة على المحكوم عليه بذلك، وقد يقوم بإعلان العفو إذا كان شيخ الحلقة غائبا. وكيلان لأوقاف المسجد :مهمتهما السهر على أموال المسجد.6 ا -عوض خليفات، التنظيمات الاجتماعية‘ء ص .51 -2محمد ناصر حلقة العزابة .ص.01 -3عروض خليفات‘ نفسه ص .41 672 والأوقاف. ثلاثة معلمين للصبيان :ومهمُتهم تعليم الصبيان القراءة والكتابة.7 والإشراف على المحاضر وسيرها. خمسة أعضاء إضافيين مهمتهم الجوانب الاجتماعية(.)1.8 أما من ناحية الأمور الدينية والدنيوية فإن الحلقة ترجع إلى أصلين: قسم الطلبة الذي يتكون من هيئة العزابة وهيئة التلاميذ حفظة القرآن. ويطلق عليهم اسم "إيروان"، ثم هيئة التلاميذ(ة)» من غير حفظة القرآن، ويطلق عليهم اسم "إمصَوردان"(ة) .واللفظتان الذين تربوا وارتووا منبربريتان .فلفظة "إيروان" تعالأخيرتان القرآن وعلومه .أما "إمصوردان" فمعناها الذين ختموا القرآن من غير حفظ كامل. أما القسم الثان من الأصلين فهو قسم العوام، وهم "المكاريس" رحال يعرفون بالشجاعة والقوة واليقظة، وهم رجال الأمن مهمتهم المحافظة على أمن البلد والحراسة لممتلكات الناس وحرماتمم. يعتبر بمجلس "تمسردين" وهو بجلس خاص .بالنساء في نفسكما مستو ى هيئة العزابة من ناحية الشروط والمهام(.)4 -1عمر سليمان بوعصبانه وعبد الله خرني، نشأة وعمران ميزاب ومؤسساته الدينية والاجتماعية، منسو خ بخط اليد ص .6/7 -2التلميذ :اسم للواحد المبتدئ عند الدخول في الطريق سواء أكان طالب فنون أم مقتصرا على الصلاحية فقط .وأصل اللفظة فارسي .الدرحيني، ج، 1ص.4 -3محمد ناصر حلقة العزابة۔ ص.11 -4محمد ناصر نفسه 3ص.34 772 المجالات التي تعمل فيها هيئة العزابة: المهام الدينية :وتتلخص في إطار الفتوى وإمامة الصلاة والأذان©.1 إلى جانب ما يقوم به بعض الأعضاء من السهر على ممتلكات الأمواتالصبيان وغسلتأديبوكذلكوتسييرها.المسجد والوعظ والإرشاد وقيادة الناس في حياتمم اليومية. المهام الاجتماعية :يحرص العرابة على القيام بمراعاة العلاقات.2 الاجتماعية بين الأفراد من زواج وطلاق وتحديد للمهور .كما وغسلالأفراح والأتراحءعلى مناسباتبالاشرافيقومون الأموات والصلاة عليهم وتقسيم التركات‘ وكذلك مراعاة شؤون اليتامى والأرامل والحفاظ على أخلاق النشء وحمايتهم من الانحلال .كما يقوم العزابة بتعيين القاضي وهم الذين يصادقون عليه ليؤكُدوا كفاءته العدلية والدينية(!). .3المهام التربوية :تعتبر هذه المهمة من أولى المهام ال أنشئت من أجلها هذه الحلقة ؤذلك لتعليم النشء والعناية“به في حفظ القرآن وعلومه واللغة العربية والشريعة الإسلامية. وهذا رعاية وتوجيها للناس من الناحيةالمهام الاقتصادية:4 الدينية حت لا يقع الجتمع في الحرام في معاملاته الاقتصادية .كما يشرف العرابة على تصريف السدود ومراقبة التخطيط العمراين© واتباع قواعد البناء حفاظا على الحقوق الفردية والجماعية، ومراعاة ا -محمد ناصر حلقة العزابةك صر 81وما بعدها_ . 0.. .025 .51- 872 الحريم وستر البيوت بما يتفق وأحكام الدين الحنيف .ويعنون من يقوم بحضور عملية الذبح والسلخ لضمان شرعية الذبائح وحلية اللحوم الي يأكلها الناس. وانطلاقا من هذه المهام والمسؤوليات التي جمعت كل وظائف الحياة فإن هيئة العزابة تعتبر أعلى سلطة في البلد على الإطلاق في كل ما له علاقة بالدين، وهي الهيئة القائمة مقام الإمامة الكبرى في مرحلة الكتمان، إذ تميمن على الخوانب التشريعية والتنفيذية ونقل قرارات ابلماعة الذي يع هيئة أخرى بجانب العزابةء وأعمالحم تشملجلس جميع شؤون الحياة، ما عدا إقامة الحدود الي تعطلها حى لا تسترعي انتباه الحاكم وتستند في أحكامها إلى الشريعة الإسلامية سواء في العبادات أم في المغاملات أم في الدماء(!). ونشير إلى أن لهيئة العزابة مكانا خاصا بماء وهو دائما بجانب اللسجد حيث تجتمع فيه، وهذا المبين يسمى "تممّنايت" ومعناه بالبربرية مكان الفرسان .ومن الناحية العملية مكان فرسان الدين(.)2 هيئة تمسيردين إلى جانب الهيكل العزابي للرجال لدى الإباضية يوجد بجانبه وفي نفس المستوى من القيادة الدينية والاجتماعية بجلس يخص النساى ويطلق عليه اسم "تمُسيردين" وهو لفظ بربري يعن الغاسلات‘ وقد م ے مے اشتق هذا الاسم من عملهرً الذي أخذ صبغة غسل الأموات من -1حمد ناصر حلقة العزابة، صك - .إبراهيم بن يورسفڵ الحكم والسياسة، صر.65 -2عرض خليفات، التنظيمات التربوية والاجتماعية .ص.31 972 النساء والأطفال الصغار، والواقع أن عمل هذا المجلس يتوسع ليشمل كثيرا من الميادين الأخرى. يعود تاريخ نشأة هذا المجلس النسوي إلى نشوء نظام العرابة، وقد يكون بعده بقليل، وذلك للأهمية الكبرى الي يوليها الإباضية للمرأة الي كانت الحصن الذي صان المذهب الإباضي لمئات السنين وأثناء الحروب حيث تعرض الرجل للقتل والتشريد، في حين بقيت المرأة المنبع الذي لا ينضب لتزويد الأجيال بالمبادئ الإباضية. انطلاقا من المراحل الي قسمها الإباضية فيما يعرفوكذلك مسالك الدين فإن مرحلة الكتمان تعتمد أساسا على التنظيم الأحوال فإن المرأة تعد الحجروالتحضير الاجتماعي وفي كلا الأساسي لبناء الأسرة والجتمع(.)1 يتكون بحلس الهيئة النسوية من نساء تتوفر فيهن شروط العرابة إلى جانب العقة والحياء والاستقامة والحنكة في معالجة الأمور .ولا يشترط فيه ر حفظ القرآن كله، وتمثل كا امرأة عشيرتما، وعادة ما يكون عددهن ائن عشر عضوا\ وقد يزيد وينقص حسب ما تقتضيه الحاجة والمهام .وتتم عملية اختيار الأعضاء هذا المجلس تماما كما يحدث للعزابة مع استشارتمم قبل إعلان التنصيب. يعمل المجلس النسوي بالتنسيق مع حلقة العزابة في كثير من الأمور العامة .وإذا كان الموضوع يخص المجتمع النسوي فقط فالأمر إليهن على العموم .فيقمن إلى جانب المهام الدينية بمراقبة عادات وتقاليد -1صالح عمر اسماوي نظام العزابة، رسالة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في التاريخ وما بعدها. ص49الإسلامي 082 المجتمع حت لا تخرج عما فتنه العرابة .وهذا فيما يخص الأعراس وتحديد المهور وتقديم الأطعمة والحفلات ثم المآتم وإصلاح ذات البين وغيرها من السير الإباضية(!). ونجتمع المجلس في دورات محددة لمناقشة المستجدات ويترأس هذا الجلس مسؤولة تسمى فى بعض مدن ميزاب "ماما شيخة". ولمن في جوار المسجد جناح خاص بالنساء لمتابعة ما يجري في المسجد من تلاوة القرآن والوعظ والإرشاد وهرم متل هذا في دار خاصة ر. وإذا كان بجلس العزابة أعلى سلطة في البلد فإن الإباضيةء ومواكبة للظروف©ؤ أنشؤوا بجلسا كبيرا يجمع هذه الجالس على مستوى مناطق الاباضية، وهو بجلس عمي سعيد .يقوم بتمثيل البلد فيه ثلانة مشايخ :شيخ الحلقة والإمام وآخر ينتخب من حلقة العزابة .ومن مهامه سن التشريعات واختيار القضاة كما يعتبر هذا المجلس أيضا قضاء الاستتناف للمشاكل الي يتعذر حلها على عرابة المدينة .وقراره إلزامي، كما يشرف على الحج وتأمين الطرق والسكن بالبقاع المقدس ة‘ ويعتبر المسؤول الوحيد الذي ل المشاكل ما بين المدن العلاقة مع المتساكنين من غير الإباضية، وعقدالإباضية كذلك الاتفاقيات مع الخارج وغيرها من المهام فيما عدا الحدود(). ورغم باح نظام العزابة كأسلوب جديد يضمن المحافظة على السمات الدينية والاجتماعية للإباضية فإنه لا بد أن يشهد هذا النظام ,زلعع ئ. 23. -1 -2خليفات التنظيمات التربوية .ص.61/71 182 تطورا جديدا ملائما للحياة العصرية الي يعيشها؟ خاصة وأن الإباضية يعيشون كتمانا علنيا ضمن بحتمع إسلامي واسع .وهذه الوضعية جعلت العرابة تضيع كثيرا من مهامها وخاصة السياسية، علما بأن هذا النظام قد عرف عدة تطورات حت وصل إلى ما هو عليه الآن. والظروف الي تحتم على الإباضية تطوير هذا النظام هي ظروف لم تكن معهودة من قبل مثل الحرية الواسعة للتعبير لدى الرأي العام؟ وحرية الانتقاد، إلى جانب انتشار الثقافة والوعي اللذين جعلا الفرد الإباضي في مستوى فهم الأحداث وما يجري حوله من أعمال العرًابة اختيارهم وانتماءاهم الفكرية والعشائرية، بل والعائلية منها. وطرق لأن العنصر الأساس لاختيار عضو العزابة هو الصلاح والتقوى إلى جانب الصفات الأخرى كالكفاءة .وهذا الأساس الذي سار عليه الإباضية في اختيار أئمتهم في كل مراحل حياتمم السياسية السابقة. يجب المحافظة عليه إلا أنه لا بة أن يتم ذلك في إطار من التوازن الاجتماعي بالتمثيل الواسع قدر الإمكان لأكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع حسبا ونسبّا ح لا يسير الإباضية بمذا النظام رويدا رويدا إلى المركزية السلطوية لأن الصلاح والتقوى والمواهب ليس حكرا على قوم أو عائلة دون أخرى، بل وأكثر من هذا وفي سبيل إيجاد بجتمع متوازن ومحافظة على وتيرة الطاعة للجماهير، فئه من الحكمة تقدم الملفضول وفي محيطه أفضل منه، وذلك عند اللزوم لأنه رغم نقاء وقوة الأسس المتعمدة في الاختيار فإن رياح الديمقراطية وروح النقد أقوىء وهذا لا يتناقض مع الشريعة الإسلامية .كذلك حت لا يتناقض الإباضية مع مبادئهم، ومن بينها عدم حصر الخلافة في قوم دون قوم 282 أخرى.وفي عائلة دون فهل من عا م كأبي عبد الله محمد بن بكر يطور هذا النظام مساير ة العصرية؟للظروف مؤسسة العشيرة: العشيرة نظام اجتماعي يعتمد علىالخلية الأولى للمجتمع وهي الأسرة .وتجمع العشيرة عدة أسر ينتمون عادة إلى ج واحد وهذا التجمع العشائري تذوب فيه جميع الانتماءات والطبقات الأسرية. وتحمعها المنفعة المشتركة، ويدير العشيرة بجلس للشيوخ يختارون من بين أعضاء العشيرة والي بدورها تكون الخلية الأولى اليي تكون بجلس الجماعة على مستوى البلدة، والمكلف بتنفيذ قرارات هيئة العرًابة. ويمثلها فى هذا اجلس رئيسها(!). وتتضمن مهام العشيرة جانبين: أولا :التكافل الإلزامي، وهي المهام الواجبة على العشيرة نحو الأسرة والفرد .ومن بين هذه الواجبات دية القتل الخطإ فيما فوق الثلث ومساعدة الفقير والمحتاج بسبب العجز والمرض، وتعيين وكيل لليتيم؛ وتصفية التركات\ وتقدير النفقة للزوجة في حالة حدوث تماون من قبل زوجها، أو في حالة طلاقها 5وتحديد المسؤول للسهر على السفيه. إن مؤسسة العشيرة تحتل مكانا اجتماعيا مهما من حيث كونا قزيبة من الأسرة والفرد) .وإن النظام العام للدولة الإسلامية مهما بلغ -1عدرن جهلان، ص.171 -2نفسه 3ص.171 382 به التنظيم والهيكلة الاجتماعيةإ فلا يستطيع أن يترصّد كل ما ێعدث في المجتمع لأن أقرب سلطة إلى الضعيف والفقير والأرملة والجنون والسفيه واليتيم بعد الأسرة إنما هي العشيرة .كما أن الدولة لا تستطيع بعفردها التكفل ماديا ومعنويا بكل الأفراد، من هنا تتجلى أهمية العشيرة. هذه بعض المعلومات عن مرحلة الكتمان لدى الإباضية، والي ُعتبر بحق مرحلة أساسية بحيث يتوقف وجودهم واستمرار عقائدهم على مدى بحاحها. والإباضية في العصر الحديث يعيشون مرحلة الكتمان العلي وذلك بالتقارب مع أفراد المجتمع الكبير والتفاعل مع مختلف التطورات الي يحياها هذا الجتمع، وذلك بالمرونة والاعتدال الي يتميز بما المذهب الإباضي. يقول الدكتور عمر فاروق« :وهنا لا با من القول بأن المذهب الإباضي أظهر مرونة واعتدالا ونظرة توفيقية بحيث يتلاءم مع الظروف السياسية والاجتماعية} وفي ذلك يكمن سر ناح الإباضية واستمرارها لأكثر من اثنى عشر قرنا من الزمان»(!). إن ما يمكن استخلاصه من هذا الفصل هو تميز الإباضية عن أهل وسبق أن بيننا أن سببمسألة تنوع الإمامةالسسّة والجماعة خصوص انعدام هذه الميزة لدى السنة يعود بالدرجة الأولى إلى ما تمتعت به هذه ا -عمر فاروق، التاريخ الإسلامي .صر.46 482 الفرقة من مكانة سياسية هامة على الصعيد الإسلامي، وريادتما للدول الإسلامية .وهذه الوضعية في نظرنا هي القن جعلت علماءنا السنيين لم يفكروا قي البحث عن أنواع أخرى من أنماط الفكر السياسي الي تسمح فحم بالاستمرار في ظروف القهر والاستبداد. كما أن نظرة هؤلاء العلماء أزاء بعض القضايا الإسلامية كمسألة الخروج عن الإمام الجائر، وتفسيرهم إياها تفسيرا استسلاميا حسب ظواهر النصوص وليس على ضوء القرآن، هي الي ثبُطت عزائم الفقهاء السياسيين دون التعمق في الفقه السياسيك في حين أن مثل هذه الظروف هي الي أجبرت الفرق الأخرى إِمًا على الاختفاء نهائيا مثل الخوارج بجميع فرقهم أو على التفكير في سياسة وسلوك سياسي اجتماعي يكفل فهم البقاء والاستمرار وهذا ما حدث لفرقة الإباضية باختيارها لأسلوب الكتمان. وعندما نعود إلى الواقع الإباضى قي ظل مرحلة الكتمان خد أن هذه المرحلة قد طالت فالإباضية لم يظهروا بدولتهم منذ عدة قرون. فهل أصبح قيام دولة إباضية أمرا مستحيلا؟ أم إن هناك ظروفا أخرى .حالت دون ذلك؟ ما نراه هو أن هناك عدة عوامل ساهمت في عدم ظهور الإباضية بدولتهم من جديدا وعلى رأس هذه العوامل قلة عدد الإباضيةء ويرجع هذا إلى اممماكهم في الإصلاح الداخلي للمجتمع غم التحلي عن الدعوة إلى مبادئهم .وكذلك تعاقب الظروف غير الملائمة كالاستعمار الأجنبي والمواقف الإسلامية غير الواضحة نحو المذهب 582 الإباضي .وقد ساعدت هذه الظروف قي جعل الإباضية فى حالة دفاع مستمرة. والعامل الثا هو تشتت الإباضية عبر العالم الإسلامي(!)& الأمر الذي ساهم كثيرا في عدم التحام الإباضية فضلا عن السياسات المتبعة أزاء بعض الأقليات الإباضية في بعض الدول الإسلامية، وخاصة اتباع سياسة الحصار العقدي والتذويب. وفيما يخص مرحلة الظهور الت ينشدها الإباضية فإن النظرة قد ترت في عصرنا الحاضر بحدوث تطور كبير في نظرة الفرق الإسلامية إلى المسألة المذهبية، إذ بدأت مرحلة التقارب وعملية تنقية الآراء المذهبية من أوضار الشعوبية وتقليد الآراء .وهذه النظرة الجديدة جعلت الإباضية يشعرون بخفة حدة التوتر العقدي وبالتالي ينزلون من أبر اجهم الدفاعية (الكتمان الخفي) إلى الساحة الإسلامية الكبيرة، متعاونين مع الفرق الأخرى فيما اتفقت عليه، ومتسامحة فيما اختلفت فيه، وهذا هو مفهوم الكتمان العلى. كما أصبحت مرحلة الظهور مرحلة بعيدة المنال نظرا لما سبق ‏١ذكره من عوامل الانفتاح المذهمي. وللمعتزلة نفس الموقف مع أهل السنة والجماعة في مسألة تنوع الإمامة\ فأهل السنة لم يدرسوا هذا الموضوع نظرا للمكانة السياسية والتاريخية ال عاشوها أمًا المعتزلة فإن التاريخ لم يسحّل لهم قيام دولة التوحيد والعدل .فقد بقي نشاطهم السياسي برد فلسفة لم يكتب لها التطبيق العملي. ا -أماكن توزع الإباضية حاليا هي :الحزائر، تونس» ليبيا، غانة، زبار عمان. 682 أما الشيعة فإنهم لم ينصُوا صراحة على إمامة الكتمان، إلا أن الباحث في عقائدهم السياسية يجد الزيدية منهم تؤمن بالإمام الكاتم أمره 6الذي يبث أنصاره عبر العالم الإسلامي لنشر آرائه الشيعية} إلى أن تتم له القوة ثم الظهور(!) .وهذه النظرة السياسية الشيعية تقترب كثيرا من مرحلة الكتمان الإباضية .والحقيقة أنه م يتمكن الزيدية من بناء كيان سياسي زيدي خالص انطلاقا من هذا الأسلوب السالف ذكره .فهل كانت هناك ظروف حالت دون ذلك كما وقع للإباضيةء أم إن هناك ظروفا أخرى لم تمكن هذا الأسلوب الزيدي من إعطاء نماره؟ ا -انظر عقائد الشيعة السياسية في المبحث الثالث من مدخل الرسالة. 732 _(ا)خلاصة مسالك الدوز ¡ الكتمان .‏) ١لشر االدفاع5 . : المحافظة علىالثلررة ضد) الدفاع عنإقامة الدولة الدين وإصلاحالحكم الحائرالدين ومحاربةالعادلة المجتمعالفساد أدلة مشررعيةإن فلة اشترىوحاهدوا يولله العزة التقيةمن المؤمنينسبيله لعلكمولرسوله أنفسهم رأمرالهمتفلحونوللمؤمنين أقلية ضعيفة فيتسلط حكمانتشار فساد أرتوفر القرة د ولة عنا لفة حائر أو مستعمرظهور عدوالكافية قي العدد كافروالعدة سلطة اجتماعيةقائد موقتإمام ينعزلإمام منتخب (حلقة العزابة)ينتصر أو يموتبانتهاء الحربوحكومة عادلة النشاط الديالثورة عند الظلمالجاممة بالقوةسياسة الرعية والاحتماعيأر المراقبة قيع د النصحوإنفاذ أحكام والتر بريالسلموالتحذيرالشرع العلماءما يحتاج إليهالسلاحالسلاح والعلم والملؤزرسساتالفدائي مع قوةوالرجالوالمال والرجال التقافيةالإيمان والاجتماعية -إباضية الزائر-أبو بلال-عبد الله بنالني بعد_| . :الخال _ . وتونس وليبيامرداسالجر قة الخلفاء بعد الدولة-زحافالر اشد ون الرستميةالطائي| . :الدولة الرستمية -1عدون حهلان، الفكر السياسي عند الإباضيةێ ص .571 882 نتائج دسم لنظري اشتمل هذا القسم النظري على أربعة فصول تناولنا فيها أهم الخطوط العريضة لنظرية الإمامة عند أهل السنة والجماعة و الإباضية مقارنة مع الشيعة والمعتزلة .وخلال عرضنا لآراء ونظريات الفريقين استطعنا حصر أهم مسائل الخلاف. إن ما يمكن قوله :إن هذه الاختلافات لا تعدو أن تكون مسائل فرعية اجتهادية، وإن كلا المذهبين له في ذلك أدلة وشواهد من الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين ثم أئمة كل مذهب .ولقد لعبت الأصول العقدية من جهة والظروف التاريخية لكل فرقة من جهة دورا هامًا في تحديد معالم النظرية السياسية لدى كل مذهب. إن الإباضية وأهل السنة لم يختلفوا في الإمامة من حيث المفهوم والوجوب والوحدة وطرق إثباتما وشروط أهل الحل والعقد ولا في نصب الإمام بل كان اختلافهم على قدر ضئيل جدا في مسألة الشرط القرشي" حيث اعتبره الإباضية من شروط الأفضلية، في حين عده الستون شرطا ضروريا. والمسألة الثانية هي قضية عزل الإمام والخروج عليه، فالإباضية في هذا الموقف أجازوا العزل والخروج إذا توفرت شروط نجاح الثورة وتفلب جانب الانتصار على جانب الفتنة، أما أهل السنة والخماعة فقد حرموا الخروج، واستندوا في ذلك إلى أحاديث :أخذوها على ظاهرها و لم يفسّروها على روح القرآن ومبد! إقامة الدين. وقد لاحظنا ظهور بعض آراء لعلماء معاصرين من أهل الة 982 والجماعة تدعو إلى جواز الخروج على السلطان الجخائر» إذا ضمنت الثورة خاحها، وهذا ما جعل أهل السنة يتفقون في هذه المسألة مع الإباضية. فإلى جانب الكثير من الأحاديث الي تأمر بالصبر على ما يكره المسلم من أميره، وضرورة السمع والطاعة فيما أحب وكره، وأن من خرج من الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وغيرها من النصوص السنية، فإن هناك أقوالا عن الني ا جاءت لتنظيم علاقة المرء المسلم بإمامه‘ حيث قال« :استقيموا لقريش ما استقاموا لكم×ا!) .وقال« :أطيعوهم ما لم يمنعوكم الصلوات الخمس»). «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أنوقال: بعذاب منه»(.)3يعمهم ال فلا شلة أن هذه الأحاديث الصحيحة قد تعد المخرج الوحيد لأهل السنة والجماعة في تأويلهم التأويل الصحيح لمسألة الخروج، وقد طاعة المسلم على استقامة أولي الأمر، وعدم منعهمعلق الني % 1رواه أحمد، جك صر.772 -2رواه الربيع بن حبيب، الجامع الصحيح .ص .302عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن الني صلى الله عليه وسلم .وأبو دواد بلفظ "ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون\ فقيل :يارسول الله أفلا نقتلهم؟ قال :لا ما صلوا" كتاب السنّة، باب في قتل الخوارجك، ج - .2وأحمد بلفظ أبي داودش ج، 6ص203/503/123 - .وبلفظ" :لا، ما صلوا لكم الخمس" ج 65ص.82/592 3رواه أبو داود .كتاب الملاحن باب الأمر والنهي، ج 25صر - .634الترمذي، كتاب الفتن باب نزول العذاب إذا لم يغير المنكر، حديث.8612ج، 4ص- .764 وأحمد .جا .صر \7بنفس اللفظ. 092 وإذااللف. تعطيل أحكامعدمإلوهي إشارةالخمسالصلوات أوالى تأمر بالصبرسواءفعالاقل صحتالأحاديث هذهكانت الأخرى ال تحث على الضرب على يد الإمام الظالم، فهل مكن أن نقول إن الني ثلة قد تناقض في أقواله؟ هذا مستحيل في حقه .وفي هذه الحال لا يبقى إلأ شرحها على ضوء القرآن ثم الأخذ بما حسب الظروف©، أي الأخذ بالصبر والإعداد للخروج وفق كل وضعية وأزمة تصادف الأمة الإسلامية .فالجمع هنا بين النصوص ممكن لإتمام مشيئة الذ في الأرض وهي إقامة الدين. إن المتفق عليه هو أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وإذا فها عدد‘ والنصوص القطعية محدودةكانت النوازل لا حصى ومعدودة} والمسائل الخلافية بين الإباضية و أهل السسّة والحماعة تستند كلها إلى نصوص شرعية وإلى اجتهادات العلماء فإئه من الواجب على المسلمين استقراء هذه النصوص من جديد ومحاولة كشف أسرارها إذ القرآن لا تنتهي عجائبه وذلك من أجل الوصول إلى الوضعية السليمة الي تمكن المسلمين من بناء دولتهم في زحمة تغيرات العصر الحديث بدون تخطي حدود الن. فالنسبة للخروج وتحريمه من قبل أهل السنة فإن الدكتور محمد عمارة يقول« :إنه نتيجة لهذه المبررات ال ساقها أهل السّة لإقرار مبدا عدم الخروج مع بعض الوجاهة في بعض المواقف، إلا أن الوضعية السلبية الي أدت إليها هذه الآراء هي إعطاء الشرعية لأنظمة الاستبداد»(!). -1محمد عبارة، الإسلام وفلسفة الحكم ص .236/336 1»2 إن هنه الآراء السابق ذكرُها، والخاصة بأهل السنة والجماعة في مسألة الخروج على أئمة الظلم قد أخرت كثيرا من المسلمين في مسألة الوقوف ضة الخور في الوقت الذي يستطيعون فيه القيام به فلو أممم وقفوا جميعا موقفا سلبيا ضد الاستبداد لما تمكن هؤلاء الجخورة من الظلم والاستمرار فيه. والموقف هو نفسه بالنسبة لشرط القرشيةء اذ الواقع يكذب هذاء فقد تحدث التاريخ عن عدة أئمة ليس لهم علاقة بمذا النسب كما أن الواقع يجعل هذا الشرط مستحيلا إذا استحضرنا جميع ما يمكن أن يؤول إليه الإسلام والمسلمون وكذلك كيفية تطبيق ذلك .يقول سيد قطب« :ولقد صادفنا من الناحية النظرية ما يؤد إقرار الإسلام لبعض حكام البلاد المفتوحة على حكمها إذا أسلموا .فهذا-بازان - الفارسي يقره أبو بكر على حكم اليمن، وهذا فيروز يقيمه حاكما على صنعاء، وكذلك حكام مسلمون غيره فعلوا مثل هذا»(!). وخروجا من هذه الأزمات فإن الآراء الي اعتقدها الإباضية ومن معهم من الفرق الأخرى كاللمعتزلة في هذه المسائل، تعتبر الممرً الوحيد لوصول المسلمين إلى إقامة دولتهم، وذلك لعدة عوامل منها: « -الاعتدال بالنسبة للفرق الأخرى ثم الواقعية البعيدة عن المثالية والحماس الدين. -أما حركة تحاول التغيير نحو الأفضل .وعارضت السلطة في مبادئ داخل الإسلام وقيم العروبة .أما الأخرى فقد اتخذت الإسلام ا -سيد قطبؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام ص 271وما بعدها. 292 مظلة لإخفاء نواياها المََلية»(!). ويقصد المؤلف بالفرق الأخرى غير أهل السنة والخماعة الذين كانوا حكاما ني أغلب فترات التاريخ" وقد وصف كثير من المؤرخين الخوار ج بعدة أوصاف شاعت ف القرن العشرين منها أمم يمثلون: -جمهوريي الإسلام .وذلك بتمسكهم بالديمقراطية في الحكم. -بيورتان الإسلام، وذلك لتمسكهم بالقرآن والسنة. -ثوريي الإسلام وذلك لحضهم على الثورة ضد أئمة الجحور. -بولشفيك الإسلام" وذلك لتطرفهم في الدفاع عن عقيدتمم(.)2 وفي كل مرة يجب أن نشير أن أكثر الكتاب عندما يطلقون لفظ الخوارج فإنهم يقصدون بذلك جميع فرقهم والإباضية في اعتقادهم من ضمنهم وهذا نتيجة لخلطهم بين الفرقتين عقديا، وعدم الاتفاق على تحديد مصطلح الخوارج. وإذا جاز أن نصف الإباضية بالوصفين الأولين أي التمسك بالقرآن والسّة والمنهج الديمقراطي في الحكم فإنه يجب تحديد مفهوم الحضر على الثورة ضد الحور في الوصف الثالث لأن الفارق بين الإباضية والخوارج يكمن في هذه المسألة() .أما فيما يخص النقطة الرابعة والخاصة بالتطرف فالعقائد فبالنسبة لللإباضية يجب استبدال كلمة التطرف وتعزيضها بكلمة التشدد .لأن التطرف يعن أحيانا تجاوز الحدود والغلو في الدين والإباضية لا يعرفون غلا ولا تسيبًا. -1عمر فاروق، التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين، ص.04 ص.33نفسك.عمر فاروق© -2 3راجع بحث "الإباضية ليسوا خوارج" في المبحث الثاني من المدخل. 392 إن شيوع حرية التفكير في عصرنا، وعمق الفهم بالتفكير الفلسفي. وبغد النجارب الطويلة للفكر الإسلامي وبعد أن ابتعد التاريخ الإسلامي عن جميع المؤثرات الي جعلته يسير في اتجاه معين فإنه لا يسع هذه الأمة إل أن ترى رأي الإباضية في كثير من مسائل الحكم والسياسة إذا أرادت أن تعود إلى الخلافة النبوية .وذلك بدون إقامة أي وزن للقرشية أو الحماشمية أو القبلية أو الطائفية عموما إلأ في موضوع الترجيح عندما تتساوى القدرات والكفاءات والمواهب لدى المسلمين وفي أمة تشمل للملايين من مختلف المستويات مواهب وأخلاقا(!). يقول الشيخ عبد الحليم محمود في هذا الملوضوع« :أمًا رأيهم ق الإمامة -يعن الإباضية-فئه الرأي الذي يؤتده الاتحاه الحديث ويؤيّده كل مخلص لدينه ووطنه»©). ولا شل أن هذه الآراء الن جاء بما فقهاء من أهل السّة} والمؤيدة للنظرية الإباضية ليست من قبيل الصدف© ولا من باب التعصب مذهب دون آخرا بل إن الأمر يعود لعدة عوامل كان التاريخ والأحداث من وراء تكوينها وذلك عن طريق استنطاق التاريخ. والتعمُّق في فهم الأحدات\ مع مقارنة ذلك بما أتت به النصوصں فتبلورت بذلك هذه الآراء وقويت حجتها. كما أن هذه النظريات قد نودي مما في القرن الأول المجزي قبل نول الخلافة إلى الوراثة وبعدها، بيد أن علماء العصر في كل مذهب بدءوا يتحققون من صحَتها} وهذا على رسلاميتها وسلامتها. -1علي يحي معمر الإباضية في موكب التاريخ. الحليم محمود التفكير الفلسفي في الإسلام .ص.91: 2ع-بد وره كت 1الرزا قس -تقديم الد وترور عدب ق ..... 3 ...... ..موعم ِة م د المق . ...و. 7 .-س.عج ا م لللار ع ..اج ..ر ..س_ا... . ر . رصاد لمد ا نق 21 _الم ا ر صادأ رولا: 7 لمص .اادر ل 2 ح7ي. ابا : : الح .ثال. : ا ث كتب الفك ديث إلار 2ل ....... .......... ........س.لامي ...-.خ 9.... . .... . . لسا نأولا ... ة وا ل 7 . :أهل حم -اعة .سث نيا: ثاز -ا : س ..ال اض بإل: الثا شيعة ية. . ِ 2.. ... .. . . ٠ .....ه‏ . : ;المعت ....زلة.. ....... .ر 5 را ضىة| مه ا لا 7 ‏. ٠.٠ -لحن ل مهيد.‏٠ . 77 .. . ‏ .٠.0٠ه ...... ......‏...7 :.لنظرية السيا:اهل.لجماع ةة والإب - ١ ... . ه . . . .... ... . . ٠. و اضن لشي السانطريه ا . ١ وةرثاا « .و.عن نيا. :ش ال عةد ...... ... ا السسي . . . .ن عةيسا ياسية د المعتزلة ... . ‏٠ .انلاث ...... 39ال النم . .- الاول: ‏٢ مفهوم الإ وحالإ دةة مام ووم ا و هجو لافهوم ....مةا م أ 103... [. .. . ... وجاتدمردايد ا لم . 301 . . .لطص ..حاتي د _ الامام 601 ................................................................. ثانيا :وجوب الامامة 611 ................................................................. _ 1أهل السنة والجماعة 611 ................................................. أ _ الأدلة النقلية 711 ................................................ ب _ الأدلة العقلية 911 .......... ........................... ...... 2الإباضية 021 ............................................................... أ-الأدلة النقلية 221 ................................................ ب -الأدلة العقلية 521 ............................................... ثالثا :وحدة الأمامة وتعددها 921 ......................................................... 1أهل السنة والجماعة 031 .................................................... 2الإباضية 531 ................................................................. الفصل الان النص واتعير_ والاختيارالإمامة _ أولا :طرق إثبات الامامة 141 .................. 2.......................................... -1اهل السنة والجما عة 341 ........ .......................... ...... 641-2الاباضية ...... ...... ................................. ثانيا :شروط اهل الحل والعقد 941 .................... ............ ...................... 1أهل السنة والجماعة ......................... .............ت051 .............. .. -2الإباضية 551 ............................................. ..................... ثالثا :الاستخلاف وولاية العهد 061 ..........................:........................ 1أهل السنة والجماعة 161 ............ .............:.............................. -2الإباضية 661 .............................................................. ....... الفصل الثالث شروط الإمام ونصبه وعزله والخروج عليه أولا :شروط الامام 671 .................................................................. ثانيا :تنصيب الامام 302 .................................................................. -1أهل السنة والجماعة 302 ......................................................... 2الاباضية 212 ..................................................................... نالثا :عزل الإمام والخروج عليه 912 ..................................................... -1أهل السنة والجماعة 912 ....................................................... أ -عزل الإمام 912 ...................................... ب الخروج على الإمام 522 ............................ -2الإباضية 132 .................................................................... ا -عزل الإمام 132 ....................................... ب -الخروج على الإمام الجائر 432 ...................... الفصل الرابع نواع الإمامة أولا :أهل السنة والجماعة 442 ............................................................ ثانيا :الإباضية 842 ........................................................................ -1مرحلة الظهور 152 ............................................................... -2مرحلة الدفاع 852 ............................................................... -3مرحلة الشراء 262 .............................................................. -4مرحلة الكتمان 762 ............................................................. الاجتماعي 962 .....................................................-التنة علاقة الإباضية بالمخالفين 172 ............................................- نظام العزابة 372 ...........................................................- مؤسسة العشيرة 382 ......................................................- خلاصة مسالك الدين 882 ................................................-