امراغرات:مجار تتنتد:ممد؟“ ‏٠ م : نتر:محمية الترات القرارة.غرداي .الجزار 1002 .1241م | لطبع محفوظةحقوق المطبعة العربية11نهج طالبي احمد غرداية الهاتف88 63 35 :ر)90 (1 | 56 :ا02الإيدا ع القانونى ,ق. ۔ (8ا) 9۔ . 1699ا.ك!.- 4۔96ردمك .7س دحمت زد رب قزا (لبعم _ .جامعةلاصولالديزهوب الاصل رسالة ماجستير .قدم بالمعهد العال الروبية الجزائر السنة الجامعية4141-5141ه1-499 399/امؤ إشراف الدكتور عبد الرزاق قسوم ونال به الباحث درجة ماجستير بتقدير :مشرف جدا |ثم بادرت ثلة من أصدقاء المؤلف وعائلته إلى طبعه كما نوقش مع الحرص على الضبط والتصحيح ما أمكن وبعد استكمال الأفلام عثر على نسخة بما إضافات بيد المؤلفؤ لم نتمكن | من إدراجها وسنلحقها باذن الله تعالى في طبعة لاحقة، مزيدة ومنقحة تطبيق الإمامة عند أهل السنة والجماعة والإناضية تمهيد ه لقد تطرق فقهاء السياسة الشرعية إلى جميع جوانب الحياة السياسية وتناولوا الدولة وأجهزتما، كالإمام وبجلس الشورى والولاة والقضاة والجيش .وبما أن اللورضوع شاسع فقد وقع اختيارنا على مواضيع معينة للتطبيق، نظرا لأهميتها واستراجيتها في التنظيم السياسي، وبالتالي معرفة مدى بعاح هذه الأنظمة السياسية! وهل فعلا وفقت إلى تنفيذ أحكام الل ‏ ٩و.هذه المواضيع هي: .1طريقة انتخاب الإمام ومبايعته. .2قبيلة الإمام، وولاية العهد. .3سيرة الأئمة، ومدى تطبيقهم للخلافة النبوية. .4عزل الإمام" والخروج عليه فبالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بطريقة اختيار ومبايعة الإمام، فإنها تعتبر أس النظرية السياسية للمذهبين محل الدراسة، وذلك بحكم انتمائها إل مدرسة الاختيار والشورى، وفق ما نظره فقهاء السياسة الشرعية. فنه لا ينبغي للمذهبين أن يخرجا عما رسمه العلماء، إذ الخروج يؤدي حتما إلى الوقوع في توريث الحكم مهما كانت صيغته وراثية محضة أم استبدادية. ولقبيلة الإمام وولاية العهد ارتباط وثيق بالموضوع الأوّل، ذلك أن الاختيار يستدعي عدم بقاء الخلافة في قبيلة أو عائلة واحدة إلا إذا 792 هذا بالاختيار الشوري .تم إن ولاية العهد ال توحي بورانةحدث الحكم والي وضع العلماء الستون ها ضوابط من شأمما ضمان السير الديمقراطي للحكم حت لا ينزلق في هوة الاستبداد واحتكار السلطة. أما الموضوع الثالث فيتعلق بسيرة الأئمة أنفسهم وحرصهم على تطبيق الخلافة الشرعية حيث إن السيرة الشخصية للخلفاء ها تأثير مباشر على ممارسة الحكما فعادة ما تؤثر هذه الشخصية على آراء الخليفة لتصنع منها قرارات تعبر عن ميوله وأفكاره. ولقد تطرق الموضوع إلى السياسة الداخلية والخارجية من حيث هما مرآة تعكس شخصية الإمام في رعاية الأمة والنظام عموما، وفي معاملة الأجانب سواء أكانوا مسلمين أم غير ذلك. أشا الموضوع الأخير فهو المعيار الحقيقي لتقوعم تلك السياسات المطبقة على الرعية 5ويتعلق الأمر بالخروج وعزل أئمة الجحور .وهذه من النقاط المختلف فيها ما بين نظرية الصبر ونظرية وجوب الخروج أو الجواز .فلا يعقل أن تنور الأمة إذا ما سيست بالعدل وطبقت عليها هذا ق ضو ء العدالة الإسلامية أصبح بنغيا جبأحكام ألن .وإذا حدث محاربته. وإذا اعتبرنا أن وقعة صفين هي الحد الفاصل والنهاية للفترة الرشيدة والي طبقت نظريات الحكم الإسلامي بكامل صوره، معتمدا ومرجعا للفقهاء السياسيين من بعد، اتفاقاء وهذاوأصبحت فيما عدا الفتنة الكبرى أيام عثمان بن عفانك فإن الأمور قد تغيرت كثيرا بعد ذلك. 892 ولقد ثبت الكيان الأول ببلاد الشام، واتخذ من دمشق عاصمة له وتمثل في الدولة الأموية، بينما تمركز الكيان الثان ببغداد في العراق، ممثلا قى الدولة العباسية. ولقد صاحب قيام الدولتين الإسلاميتين الأموية والعباسية -ظهور عدة كيانات سياسية إباضيةش وتمثل ذلك في إمامة عمان بالمشرق، والدولة الرستمية ببلاد المغرب\ والي اتخذت من تيهرت عاصمة شضا3 وقام حكم هذه الدول في فترات زمنية متقاربة أي خلال القرون الثلانة الأولى من الهجرة، وهذا ما جعلنا نركز عليها لإجراء عملية لمقارنة بيسر حيث إن الظروف الزمانية والمكانية من العوامل الى تسهل البحث بجلاء .وهذا رغم وجود بعض الدويلات الصغيرة، سواء أكانت سنية مثل الأغالبة والأدارسة بالمغرب أم إباضية مثل إمامة أبي الخطاب بطرابلس وطالب الحق باليمن. فهل طبق المسلمون نظرياتمم السياسية في الواقع العملي؟ أم إمحم وقعوا في الهوة السحيقة الن تحدث عادة بين التنظير والتطبيق، مثل غيرهم من الأمم ال اتبعت الأحكام الوضعية؟ وإلى أي مدى اقتربت هذه الأنظمة في ممارساتما السياسية إلى الحقيقة والمأمور بما شرعا! وما أسباب ذلك إذا لم تطبق ما نظره علماء الإسلام؟ إذ العبرة بالإرادة الخيرة للخلفاء والأئمة، واتخاذ كل الوسائل للوصول إلى التطبيق الكامل لأحكام أنت؟ امتنالا لقول الحق تعالى :فاتقوا أله ما استطعتم)(ا). حلا ا -سورة التغابن آية .61 992 الفصل الاول عمته يإما ا ال بيار ماخت ويقة طر تعتبر أهل السنة والجماعة من .الفرق .الإسلامية المن ذهبت في مسألة الإمامة مذهب الاختيار لا مذهب الند والتعيين(!) .وذلك استنادا إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وآثار الصحابة .وهم من الذين يقولون بأن طرق وصول الإمام إلى السلطة ثلائة، وهي :إما عهد السلف للحلف ضمن الشروط الي يتطلبها الإمام لتوي الإمامة اقتداء بعهد أبي بكر إلى عمر بن الخطاب .أو الاختيار الحر كاختيار الصحابة لأبي بكر .والطريقة الثالثة هي بجلس الشورى‘ وهذا ما فعله عمر بن الخطاب عندما عين ستة من الصحابة لاختيار الخليفة(.)2 وقد كانت هذه الآراء هي آراء أهل السنة والجحماعة بالإججماع، و لم يشذ عنهم في ذلك أحد عدا جماعة صغيرة تعرف بالبكرية، القائلة بأن أبا بكر قد تولى منصبه بالتعيين من الر سول ثلة عندما أمره بإمامة الصلاة أثناء مرضه. فهل طبق أهل السنة والجماعة آراءهم هذه إبان توليهم الحكم؟ وما موقف الإباضية العملي من طريقة تولي الأئمة عندهم؟ ا -انظر الفحل الخاص بذلك ق الباب الأول وفي هذا الموضو ع يمول الادكتور سحما۔ عمارة :ومن الطريف أن بيي أمية قد اتفقوا مع الشيعة على إنها بالميراث، ولكن بالميراث قي بيي أمية لا في ب علي أما المعتزلة ومعهم أهر السنة والخوارج فتمد رفضوا مبدا الميراث في الإمامة وهنا يغر ج بنو أمية من أهل السنة .انظر :محمد عمارة .الإسلام صر .363 وفلسفة الحكم 2انظر الفحس الأول من الباب الأول. 303 أول :طريتةاخنياسالامام -1أهل السنة والجماعة: نعتبر الصلة بين الأفراد في الإسلام صلة أخوية، وليست مبنية على صلة النسب أو القومية أو القبلية .كما يعتبر الوطن الإسلامي دولة الاختيار الإنسان للنظام الإلهي للحياة، وليس دولة محددة جنسا ووطنا تورابااا)٠‏ انطلاقا من هذا المبدا فاين هي مكانة الدولة والخلافة الإسلامية تطبيقا لدى النظام الأموي والنظام العباسي؟ فهل سارت الأوضاع كما كانت أيام الراشدين أم تغير الوضع من الاختيار الحر إلى التعيين. |مستغلين بذلك إحدى طرق إثبات الإمامة؟ يكاد يتفق جميع المؤرخين والفقهاء الذين كتبوا في تاريخ وسياسة هاتين الدولتين بأن الحكم والخلافة أيام الأمويين والعباسيين استحال إلى حكم وراني، يخلف فيه الولد الوالد أو أحد أقرباء الخليفة .وبالتالي فقد انعدمت الشورى وأصبح الانتخاب مسرحية سياسية يقوم بما الخليفة لإيصال ول عهده إلى مقاليد الحكم(ة) طبيعة الحكم الأموي: إن بيني أمية تمسكوا بضرورة حصر الخلافة في قريش دون غيرهم. والواقع أن هذا لم يكن إلأ مطية، إذ أضحى سلطانمم مطية إلى سلطان ا -حما المبارك .نظام الإسلام؛ صر72بتصرف. 2حسن علي إبراهيم النظم الإسلامية! صرك.5 403 دنيا لا إلى خلافة نبوية كما زعموا؛ أما بنو العباس فهم الذين اعتقدوا 3فأقاموا سلطاممم على أساسأمم وارثوا بيت رسول الن يوقراطي© مبئ على الدين وزعماء الديرن(ا)٠‏ وفي كلا النظامين جد الحكم قد أصبح وراثيا استبداديا، تؤول الخلافة فيهما إلى أصحايما بقوة السيف والسياسة والمكائد .وإذا احتلفت الوسيلة أحيانا ق طريقة إيصال السلطة إلى أصحامماء فإن السند كان عند الأمويين سياسيا ثم دينيا بعد أن كان دينيا محضا. اا عند العباسيين فإن الصفة الروحية للخليفة والت جعلته شخصية مقدسة 5كانت هي الممر الوحيد الذي يتخذه الخلفاء لتمرير السلطة إلى أصحايما 3كما يبدو ذلك من قول أبي جعفر المنصور« :إنما أنا سلطان ان ف أرضه» )2ولهذا فإن معاوية بن أبي سفيان يعتبر أول من نسف قاعدة أساسية في نظام الحكم الإسلامي، وذلك عندما جعل الحكم ورائيا في نسله، وتحققت بذلك أول ضربة في نظام السياسة العامة الإسلامية .والأغرب من هذا التماس الفقهاء لتبرير ذلك بسند من السنة النبوية في قو شم إن الني::قال« :الخلافة بعدي أربعون سنة ح ا -حسن على إبراهيم .تاريخ الإسلام‘ ج، 2ص-.452۔ العقيلي،الإباضية في عمانث ص .6 2حسن على إبراهيم تاريخ الإسلام .ج، 1ض- .734أنور الرفاعي، الإسلام في حضارته ص .58/68وهذه العبارة هي من وصية المنصور لابنه المهدي من الرواية الرابعة التي يعتقد الدكتور عمر فاروق فوزي بأنها أصبحت من الروايات الأخرى مع العلم بأن عمر فاروق يعتبر متخصص ف تاريخ الدولة العباسية والمدافعين عن سياستهم. انظر :عمر فاروق فوزي\ التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين، ص861وما بعدها. 503 تصير ملكا عضدا»(ا)د). والحقيقة أنه لا غرابة في هذا، ففي كل عصر يوجد فقهاء البلاط الذين سقطوا في شباك الحكام وفق السياسات المتبعة في ذلك‘ والي قد يكون طريقها استعمال القوة وتخويف ضعفاء العلماء أو شراء الذمم من ذوي النفوس الضعيفة منهم بالأموال والوظائف وغيرها. طبعة الحكم العباسي : سياسة التوريث عند الأمويين مبنية على أساس ديىإذا كانت عرقي .فقد كانت عند العباسيين على أساس روحى محض أي أساس الحق الإلهي المقدس .وهذا ما يستخلص من خطبة المنصور عندما قال: 1ي أرضها أسو سكم بتوفيقه وتأييده.«أيها الناسك إنما أنا سلطان وحارسه على ماله، أعمل فيه ببمشيئته وإرادته، وأعطيه بإذنه .فقد 1عليه قفلا إن شاء أن يفتح فتحي لإعطائكم وقسمجعل أرزاقكم، وإن شاء يقفل عليه أقفلن»(ة)٠‏ كما يظهر ذلك أيضا من خلال وصية المنصور لابنه المهدي حيث قال« :فالسلطان يابيَ حبل انة المتين وعروته الوثقى ودين انتة وذلكالقوم».فاللنصور يبرر ر أيه فى التمسك بالسلطان العباسي ا -رواه أحدا بلفظ" :الخلافة ي أمتي ثلالون سنة"، وبلفظ "الخلافة ثلاثون عاما"، جك ص - .022/122وأبو داود بلفظ :خلافة النبرة ثلاثون .كتاب الستة، باب83ج25 صر5ا! - .5والترمذي" بلفظ" :الخلافة في أمتي ثلاثون سنة" كتاب الفتن باب .84 حديث رقم.6222ج 45ص305 2محمود الخالدي، ص 81 -3سيد قطبؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام ص .402 603 بادعائه بأنه يمثل انة وينوب عنه في الأرضلا!) -و لم يكن أبو جعفر المنصور نخاف على الخلافة من الأمويين الذين مزقهم، بل كان الخوف ينتابه من جهات أخرى‘، وهي منافسة عمه عبد1بن علي وهيبة أبي مسلم الخراساني الذي قامت الدولة العباسية على أكتافه، ثم خوله من ب عمه آل علي بن أبي طالب وهي الهة القوية(٠)2‏ من هنا فإن الأمر لا يتعلق بإقامة الخلافة النبوية وبالتالي اتباع طرق إلباتما الشرعية، بقدر ما كان الأمر يتعلق بالمحافظة على السلطان العائلي مهما كانت الوسائل المؤدية إلى ذلك‘ حتى ولو كان ذلك بالطرق لليكافيلية .ولا عبرة للدين والمبادئ الإسلامية والإنسانية وهو عكس ما كان عليه السلف الصالح حيث «كان الحكم أمانة يتهيبها أصحاب الطاقات الكبيرة، فأصبح شهوة يتطلبها أصحاب الغرائز العارمة... وكان تسخيرا للدنيا في خدمة الدين، فأصبح تسخيرا للدين وللدنيا جميعا فى خدمة أشخاص تافهين أو أسر زنيمة كذوب»٠)3‏ وإن أصح شاهد على ذلك، أي ابتعاد الحكم عن الخلافة النبوية. وعن الطرق الشرعية لنصبه، وسقوطه في الإرت\ اعتراف شيخ الإسلام ابن تيمية بذلك في قوله« :ومن المعلوم أن أهل السنة لا ينازعون في أنه كان بعض أهل الشوكة بعد الخلفاء الأربعة يولون شخصا وغيره أولى بالولاية منه ...‏»(٠)4 ا -عمر فاروق فوزي، التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين، ص .861/171 ص.35/45الحكمالإسلام وأصولنقض كتابالخضري بك2۔ حمد 3محمد الغزالي" كيف نفهم الإسلام ص .29/39 .282صجل.-۔ ظافر القاسمي .831جا } ص4۔ ابن تيمية 703 أ -طرق تولية الخلافة: إن ك أقرب صورة نستطيع يا تبيان الطريقة المتبعة فى تولي الخلافة أيام الأمويين والعباسيين، وال تقرّبنا إلى الواقع المرً الذي سارت عليه تلك السّة، إنما هي كيفية اعتلاء معاوية بن أبي سفيان للحكم الأموي والطريقة الي تمت بما مبايعته! حيث إن «ما بحأ إليه معاوية من إرهاب حنالفيه ل يكن قط مشروعا ولاسيما إذا عرفت أن الإرهاب قد انتهى إلى قتل الأطفال الأبرياء ...ووضع معاوية يده على أموال الدولة. وسشرها في سبيل الملك ...واستعمل معاوية ...كل ما يفعله المهرة من الطامعين في الحكم! كالوعود بالولايات مدى الحياة ...وزؤر كتباء ونشر شائعات ودس الوقيعة بين جماعة علئ»(!)٠‏ وهذه الصورة قريبة جدا مما استنتجناه فيما سبق من خطبة أبي جعفر المنصور(٠)2‏ وقد تميزت طريقة تولية هؤلاء الخلفاء بعدة صفات تجعل العملية بعيدة كل البعد عما نظره فقهاء السياسة الشرعية ولا يتطابق ذلك إطلاقا مع الكتاب والسنة. ومن هذه الصفات تلك الصورة ال توهم بأن تقدم الخليفة إلى السلطة إنما كان يتم بكيفية شرعية، وهي في الحقيقة ضرب من ضروب السياسةش تنم في جو من الرعب والخضوع التام للنفوذ. ا -ظافر القاسمي .جا، ص- .282وانظر حال الأمة الإسلامية مع معاوية والخوارج والشيعة خاصة في كتاب :محمد الخضري بك محاضرات جا ص () 01وما بعدها. 2أبر جعفر المنصور هو المزسس الحقيفي للدولة العباسية، كان العضد القوي للسفاح ثم آل له الأمر ي 631ه وولاه السفاح عهده .فلما مات السفاح أخذ عيسى بن موسى البيعة له بالأنبار .وبايعه الناس في كل مكان عقب ذلك .انظر :أحمد شلي" ج.3 ص(ا.5/15 803 فعادة ما يتم تقديم الخليفة الجديد حضور القضاة والعلماء والأمراء وسائر عظماء الدولة في شكل مقبول ومضمون مرفوض أساسا .رغم أن هؤلاء هم أصحاب الشوكة ونخبة المسلمين، ولكنهم في الأصل يحافظون على النسب محافظة على مراكزهم السلطوية، ولا تكمن القوة اللتحكمة في سير أمور الدولة في هؤلاء الأشخاص بل هناك من يحتكر معهم النفوذ في الدولة، وهي تكتلات داخل البلاد وخارجه‘& من وزراء ورؤساء الدواوين وأرباب السيوف وهؤلاء لم يكونوا كلهم أتراكا _ بالنسبة للعباسيين _ بل هم من جنسيات مختلفة)!( . وكٹيرا ما كان للسيف الدور الأكبر في تولية الخلفاء كمعاوية بن أي سفيان ( )06 .14ومروان بن الحكم (56 463ه) ويزيد بن الوليد (621ه بقي في الحكم ستة أشهر)، ومروان بن محمد (231 -721ه )() إن ما يز انحراف الخلفاء عن أحكام الن في تولية أولي الأمر، عدة أسباب تمدف إلى إبقاء السلطة فيمن يريدون؛ منها انعدام الكفاءة الخلقية والخلقية كما حدث في تولية المعتصم بالله (812-722ه_){). ومحمد بن الواثق الملقب بالمنتصر (742-842ه)؛) .وكذلك الأدوار ا -حسن علي إبراهيم! النظم الاسلامية.ث ص- .68عمر فاروق فوزي\ التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين ص .043 .101التاريخ الإسلامي والحضارة الاسلامية .ج 2.5ص 2۔ أحمد شلي ‏١-3حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام ث ج 35ص .7/8 4الطبري" تاريخ الأمم والملوك، ج، 9ض- .451ويروي ف تاريخه أنه لما توني الواثق تشاور رجال القصر فيمن يولونه، وقالوا خلافة محمد بن الواثق، وهو غلام فألبسوهك فتصحهم وصيف قائلا :ألا تتقون الله فإنه صغير ولا تحوز به الصلاة. 903 السياسةقالنساءتدخُلعمملبعضهم بعضلخلع الخلفاءالتارثخية وهذه الميزات لا شأن لا بما نظره فقهاء السياسة إذ الواجب أن يكون الخليفة بعد رضاء أهل الشوكة والمسلمين به، ومن غير إكراه ذا شخصية متوازنة من الناحية الخلقية من حيث العمر .وإذالذلك كان الأنبياء وهم مسيرون بعناية الل .قد أوحي إليهم في تمام الرجولة3 قال تعالى« :ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما(ة) 8فمن باب أولى أن يكون ذلك لغيرهم من المسلمين الذين لا يملكون هذه الخاصية. أما من الناحية الخلقية، فإن الخليفة يجب أن تتوفر فيه شروط الكفاية العلمية والفقهية} إلى درجة الإجتهاد كما ذهب البعض إلى ذلك) .كما ركز العلماء على شرط الذكورة اتفاقا، و لم يخرج عن القاعدة إلا البعض منهم كالطبري( 4)3إل أن الواقع السياسي كان غير )ذلك. وكنتيجة هذه الفصول السياسية} فلا غرابة إذا خرج الحكم عن أيدي أصحابه بفعل سيطرة أهل الشوكة من رجال القصر والوزراء والضباط على مقاليد الحكم، ومن ثم توليتهم من يضمن لهم بقاء السيطرة(.)5 -1حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام ث ج {2مر.74 -2سورة يوسف آية .22 3انظر شروط الإمام في الفصل الثالث من القسم الأول 4انظر البحث الخاص بالمرأة والعمل السياسي في الفصل الثالث من هذا القسم. ج.9تاريخ الأمم والملوكالخلفاء ق :الطبريتولية بعض راجع طرق5۔ 013 إن الحور الأساس لسياسة هذه الأنظمة، واليت أفسدت ما قدموه للعالم الإسلامي من خدمات دينية تتمثل في الفتوحات الإسلامية. والثقافية في نشر التقدم العلمي، وخاصة أيام العباسيين إنما هو إثارة العصبية القبلية .وخاصة العربية منها، واستغلالها من أجل المحافظة على الخلافة. وسيلة من شأمما الوصول بالخليفةوالأساس الثان هو استعمال ك إلى البقاء على السلطة فاكتملت بذلك باقي الويلات. ولقد سارت على هذا النمط في توريث الحكم وتبني جميع الرسائل منها للتمكن من الخلافة أكثر الدول الإسلامية السنية في .المغرب العربي كالأغالبة(!)، والأدارسة)، والأمويين بالأندلس).. م جاء العهد العثمايني وقبله عهد المماليك، الذين سنوا سنة جديدة ي تولية الخلافة في الأسرة الواحدة الى يرثها أكبر الأخوة فالأكبر. فأدى هذا إلى فتن واغتيالات بين أفراد الأسرة، بمدف الوصول إلى الحكم بأقصر الطرق. وما نؤكده هو أن أكثر عمليات التولية الێن جرت أيام هؤلاء الخلفاء لتقديم الخليفة كانت على الشكل الكامل من ناحية المظهر من اجتماع لأهل الشوكة والعلماء والقواد وسائر العظماء في الدولة ثم الترشيح والبيعةء يقول محمد الخضري« :وفي نظرنا أن خلافته وبيعته يعين بذلك معاوية بن أبي سفيان _ لم تنقص في الشكل عن بيعة ا -انظر تاريخ هذه الدولة في :ابن الخطيب© تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط. 2عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب الكبير، ج 25صر.564 3انظر تاريخها قي :حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام3ج.4 113 علي .بتطظع النظر عن التعرض لما في كل منهما من الصفات والامتيازات الدينية لأن معاوية بايعه فريق من الناس، وعلي بايعه فريق آخراإ ومن الضروري أن يتغلب أقوى المتنازعين»(!)& إلا أن الأمر لا يعدو أن يكون مسرحية سياسية، بطلها الدهاء والنفوذ بغرض المحافظة على الوتيرة الواحدة للحكم الأسري. والملاحظ أن الخلفاء السنيين قد استغلوا نظرية العهد إلى الإمام الموالي اقتداء بأي بكر عندما عهد إلى عمرك واتخذوها وسيلة لبلوغ مرامهم» والحال أنه لا بمكن للعاهد أن يعهد لمن بعده إلا على شروطت) .وهذه الشروط لم تتوفر في هؤلاء المستخلفين من الأمويين له شروط الخلافةوالعباسيين إل قليلا منهم" فمن الأمراء من لم تكتمل سواء من الناحية الدينية الأخلاقية، أو من ناحية الاستعداد الذاتي كصغر السن أو العجز، ومنهم من تردى إلى أكثر من ذلك بعد توليه الخلافة، واتخذ القصور واللهو والغناء والصيد. ط٦‏طط زم‏١)ا _ 2الاباضية: نظرة المؤرخين إلي الإمامة الإباضية: إن المتتبع للدراسات التاريخية الىن كتبت عن الدول الإباضية عموما والدولة الرستمية خصوصا يترصّد فيها كثيرا من الشبه الذي يضفي عليها الصبغة الوراثية قي حكمهم وبحد مثل هذه الكتابات عند غير إباضيةإباضية مكانواسواءالكتاببعص إلامنهميسلمو م .461صجابك© محاضراتالخضري ا -حمد 2انظر المبحث الثالث من الفصل الثاين في القسم الأول. 213 القليل© وهم الذين درسوا التاريخ الإباضي مقارنة مع مبادئ ونظريات أهل السنة السياسية. ويعود هذا الخطأ أساسا إلى أن التاريخ الإباضي السياسي كان مغمورا نتيجة السياسات للتبعة أزاء هؤلاء باعتبارهم خوارج ظاهرياك أما واقعيا فقد كانت الآراء الإباضية تُرعج عروش الذين حولوا الحكم إلى الورائة. وهناك عامل آخر ساعد كثيرا على طر ح الأنظمة الإباضية جانبا وعدم دراستها، فإلى جانب التعصب والخهل، كان هناك عامل الأفكار المسبقة حول الكيان الإباضي عموما وهذه الأفكار هي ال توحي بانه اعتمد نفس الطرق الي اعتمدها أهل السنة والخماعة في أنظمتهم السياسية، حيث يظهر للدارزس أن الدولة الرستمية والدولة العمانية(!)5 قد تسلسل أمراؤها في عائلة واحدة\ مما أوحى إلى المؤرخين النمط الواحد بين جميع الدول الإسلامية. ولكن الذي أخذ على عاتقه دراسة التاريخ السياسي الإباضي دراسة معمقة وفق ما نظره فقهاؤهم السياسيون، يحكم بأن الإمام الإباضي «ينتخبه وجوه المدينة وزعماء المذهب‘ وشيوخ الدين، بحرية عن غير مبالاة ولا تقاليد ولا ولاء في قرابة أو صداقة أو سلطان. يراعون فيه المعبرفة والدراية والحنكة والدهاء والعدل والإنضاف© ييجريهما على نفسه قبل ذوي قرابته، وعلى ذوي قرابته قبل الحاشية أو عموم السكان»(.)2 -1إن الإمامة في عمان لم تستمر من حيث القوة كما بدات بل تحولت إلى سلطنة في عهودها الأخيرة. -2عثمان الكعاك، موجز تاريخ الجزائر۔ ص.081 313 طبيعة الإمامة الإباضية إن الإباضية من الفرق الإسلامية الق تأخذ بطريق الاختيار والانتخاب الح 5لإثبات الإمامة(!) 8و لم يخرج الإباضية في تطبيقاتمم السياسية عن طرق ثلانة: إنا طريق الاختيار الحرَّ 5كما وقع في اختيار أبي بكر. أو بالاستحلاف، كاستخلاف أبي بكر لعمر. والثالثة هي إحالة الاختيار على حلس شوري وفق أسلوب عمر بن الخطاب .فالإمام الإباضي «والرئيس الأعلى يعين بالانتخاب لمدة حياته 3أو بالعهد إليه من سلفه».)2 امه من خلال ما سنعرضه من تطبيقات سياسية لتولية الأئمة الإباضية ومبايعتهم، فإنا سنستخلص أنهم عموما لم يقيموا أمر الخلافة على أساس من العصبية في مفهوم القوة وهو ما ذهب إليه ابن خلدون(.)3 فالعصبية مهما كانت قوتها فإنها معرضة للزوال .على هذه النظرية سارت أكثر الإديولوجيات المعاصرة كالرأسمالية والاشتراكية، والأصل في هذه المسألة أي الإمامة -أن تبن على عصبية الدين، وخاصة إذا كان دينا صحيحا كالإسلام فإنها أدوم .وهذه الفلسفة والآراء هي الي أخذقما الإباضية أساسا لخلافتهاء سواء كان في عمان أم في تيهر ت(.)4 -1انظر المبحث الأول من الفصل الثاني ي القسم الأول. 2مبارك لليلي، تاريخ الجزائر ج 25ص( - .6عبد الرحمن الجخيلالي، تاريخ الجزائر العامى ص.1[22 -3انظر شروط الإمام عند الإباضية في :الفصل الثالثمن الباب الأول. 4محمد الشيخ بالحاج مقمابلة، بطاقة رقم .9 413 فحصر الخلافة في قبيلة واحدة أو في عائلة واحدة لا يع وراثة الحكم فالعبرة بالطريقة الي توصل بما الإمام إلى الحكم، ومدى استيفائه للشروط المطلوبة فيه شرعا .وما وقع من تسلسل في العائلة الرستمية في المغرب ليس من فعل أبنائها بل هو من صنيع الدولة واختيار القبائل& وهذا هو جوهر قاعدة الاختيار الحر. إن أهل السنة والجماعة قد ذهبوا في شروط الاستخلاف إلى اشتراط عَة شروط يجب أن يتقيد بما الملستخلف© وهذه الشروط تخص الولد والوالد وغيرهماذ!) .وذهبوا إلى أنه لا يجب أن يكون أحد أعضاء جلس الشورى من أقرباء العاهك، وذلك لخوفهم من بقاء الخلافة في نسب واحد .ولكن الإباضية لا يرون هذا الشرط إذ الأصل في شروط العضوية هو الكفاءة الدينية أولا حيت ولو كان هذا العضو من نسل الإمام الراحل«، ويرتكز نظام الحكم والسياسة لدى الإباضية على قواعد الكتاب والسنة ووفق ما تقتضيه قواعد الاجتهاد في مذهبهم. وهذا تحت إدارة وإشراف الرئيس الأعلى المسمى بالإمام، إذ لا خلافة وراثية عندهمة) .بل كان علماء الإباضية يرفضون تسلم منصب الإمامة، وذلك بشعورهم بالمسؤولية} لأن الإباضية كانوا يراقبون الإمام في جميع أعماله، وتكفي غلطة بسيطة لإقامة ضجة قد تؤدي إلى عزله أو الخرو ج عليه إذا ضمنت الثورة نجاحها(ة). 1انظر الفصل الخاص بولاية العهد في الباب الأول. 2عبد الرحمن الخيلالي، تاريخ الجزائر العامء ص .222بتصرف. 3محمد السالمي، وناحي عساف© عمان تاريخ يتكلم" صر.721 513 تولية الانمة الإباضية: غض النظر عن حصر الإمامة في العائلة الرستمية! وهو وضع خاص بدولة تاهرت\ فإن الإمامة الإباضية عموما قد سارت وفق الأساليب الي جرى عليها أصحاب رسول إزنن ثلة في خير القرون(!)& وهي الطرق الثلاثة الشرعية الي اتفقت عليها الفرق الإسلامية عدا الشيعة .وهذه الطرق هي :الاختيار الحر الاستخلاف على وجه الترشيح ثم طريقة الشورية. وقد سارت إمامة تاهرت على الأسلوب الأول والثاني، مع ملاحظة أن بعض المؤرخين يضيفون الطريقة الثالثة وهي الاستخلاف، وهذا بخصوص تولية أفلح بن عبد الوهاب (042 -112ه) .يقول ابن الصغير« :إن الإمام عبد الوهاب قد تفطن لشجاعة ابنه أفلح في المعركة مع قبيلة هوارة ولواتةإ فقال لقد استحق أفلح الإمامة، فكان أول يوم عقدت له الإمامة»(.)2 إل أن الدارس للطريقة ال تمت بما تولية أفلح يجدها قد سارت على أسلوب الاختيار الحر وذلك بعد اجتماع المسلمين وأهل الشورى «فقدموه لعلمهم بصلاح أحواله في أيام أبيه وكثرة علمه وقوة نفسه وشجاعته»(.)3 وإذا أخذنا طريقة وصوله إلى الحكم عن طريق الاستخلاف‘ كما ا -علي نعي معمر الإباضية في موكب التاريخ، ص ا!.6 -2ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميين ص45وما بعدها. 3أبو العباس الشماخي، كتاب السير، ص 381مخطوط - .أبو زكرياء السيرة وأخبار الأنمة .صر - .821الدرحين، طبقات المشائخ بالمغرب، ج.1.27 613 ذهب إلى ذلك الأستاذ حمد عيسى الحريري القائل بأن عبد الوهاب قد أوصى أن يكون أفلح ولي عهده فاىيلإمامة(!) فالملاحظ أن الإمام عبد الوهاب لم يتلمّظ إطلاقا بولاية العهد، بل قال إن أفلح قد استحق ما ييعن التر شيح فقط ؛ لأن هذا الاستحقاق كان بعدوهوالإمامة ظهور شجاعته وقوته أثناء الحركة .كما أن أهل الحل والعقد بعد وفاة عبد الوهاب قد اجتمعوا فوجدوا أفلح أول مستحقيها، إذ لا يوجد لذلك عهد سابق بل كان ترشيحا وتلك هي الطريقة الى اتبعها أبو بكر عندما رشح عمر بعد استحقاقه للإمامة. أما فيما تخص باقي الأئمة الرستميين فقد انتخبوا بإحدى الطريقتين :إما الاختيار الحرً، أو بجلس الشورى.)2 ويعتبر كثير من الكتاب غير الإباضية أن عبد الرحمن بن رستم قد رشح ابنه عبد الوهاب في بجلس الشورى، حتت يضمن وصوله إلى السلطة .وقد آخذوه كثيرا على فعلته هذه 3وذلك جهلا منهم بقواعد الإباضية في السياسة والحكم .وأن الإباضية لا يولون للنسب كبير اهتمام بقدر ما يهت 2مون بشرط الكفاءة الدينية. م إن جميع الروايات التاريخية تتفق على أن بجلس الشورى قد اتفق على تولية مسعود الأندلسي ومال إليه أعضاء المجلس إذ كانوا لا يقبلون ميدا الورائةة) .يقول أبو العباس الشماخي ...« :فتدافعوها ا -عيسى الحريري، الدولة الرستمية بالمغوب، ص.931 2انظر :فصول تولية الأئمة العمانيين والرستميبن في عدة كتب منها :السالمي تحفة الأعيان، ج - .1أبر زكرياءء السيرة وأخبار الأئمة. 3عبد العزيز سالم" ج 23ص.155 713 _ يعن الإمامة _ فأجمعوا على أحد اثنين :مسعود وعبد الوهاب، ثم مال الأكٹرون والعامة إلى تولية مسعود، فبادروا إلى مبايعته، فبلغه الخبر، فاختفىك فأرادوا عبد الوهاب»(!). من من يتضح لنا أن عبد الوهاب كان فيالدرجة الثانية بعد مسعود الأندلسي ولولا اختفاء هذا الأخير ما صار الأمر إليه .وكانت مبادرة أهل الحل والعقد إلى مبايعته بعد اختفاء مسعود الأندلسي يمدف اتقاء الفتنة الت قد تصدر من القبائل الكبرى .وكذلك ردعا لكل اختلاف جديد حول الإمامة بين أعضاء بجلس الشورى .وقد عبر ابن الصغير عن هذه المسألة بقوله« :فصيرت الإباضية الأمر إليه بعد»(.)2 وقد غلبت طريقة الاختيار الحر على أسلوب بجلس الشورى لدى الإباضية عند توهم أئمتهم وبخاصة في عمان .ففيما يخص الاختيار ` نجدهم عادة ما غيجتمع أهل الحل والعقد بعد وفاة الإمام القائم مباشرة وينتجبون إماما جديدا، وقد استعمل أكثر ممنكتَبَ عن الأئمة الإباضية عبارات متقاربة مثل :ثم ولى اللسلمون، بايع للسلمون، انتخبوا بعده، أجمع رأيهم وغيرها من العبارات ال تدل على الاختيار الحر(.)3 أما فيما يخص بجلس الشورى فقد اشتهر بحلسان، المجلس الذي عينه عبد الرحمن بن رستم(“) واجلس الذي عقد لتولية الإمام الصلت ا -الشماخي، السيرك ص - .541أبو زكرياء ص.68/78 2ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميينث ص .74 -3انظر :السالمي .تحفة الأعيان، ج.1 4أعضاء بجلس الشورى الذين عينهم عبد الرحمن هم :مسعود الأندلسي أبو قدامة يزيد " ابن فندين اليفريي، مروان الأندلسي، عبد الوهاب بن عبد الرحمن أبو الموفق سعدوس ابن عطيةإ شكر بن صالح الكتامي .انظر :الدرحيي، طبقات ج، 1ص.64 813 ابن مالك(ا!) .وكلا المجلسين تضمنًا سبعة أعضاء .كما عرفت حالات اجلس الشوري فيها أقل من ذلك العدد، إذ إن السنةأخرى ضع القولية لم تحدد من هم أهل الشورى ولا عددهم .أمًا السنة العملية فقد كان الرسول ثة يستشير أصحابه وهم أهل الرأي والنظر، وكان يتقبل اللشورة من أيهم كانك حسب مستوياتمم وكفاءاتمم واستعدادهم العقلي والنفسي وسبقهم في الإسلام، أو بتفوقهم العلمي وثقلهم الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.)2 و لم يخرج العمل الاستشاري الإباضي عن هذه السنن النبوية، فإذا كانت أغلبية الحالات ال مارسها الإباضية تتضمن جماعة من الاستشاريين فقد تطورت مسؤولية الأئمة وكان لهم الصوت للسموع والكلمة النهائية في توجيه السياسة عموما، وفي اختيار من يتولى إمامة للسلمين خصوصا .وقد عرف هذا النمط من سيرة الإمامة الإباضية في عمان‘ واشتهر من شيوخ الإسلام فيها الإمام الديني موسى بن أبي جابر الأازكوي(ة)& والإمام موسى بن على بن عرزة الأزكوي‘ وغيرهما، واللذان كانا يعقدان لوحدهما لبعض أئمة عمان كما عقد للإمام غسان بن عبد الة (291-702ه) من قبل الإمامين سليمان ابن عثمان ومسعدة بن تيم(.)4 ا -أعضاء بجلس الشورى هم :محمد بن محبوب بن الرحيل المعلى بن المنير عبيد الله بن الحكيم .الدرحيين :طبقات المشائخ ج، 1ص.64 -2يعقوب المليجي مبدا النورة في الإسلام، صر.741 -3مهدي طالب هاشم الإباضية في المشرق العربي، ص382وما بعدها. 4لمزيد من التفاصيل حول هذه الشخصيات© انظر :سيف بن حمود البطاشيك إتحاف الأعيان، ج.1 913 إن الروايات التاريخية قد سجلت للإمامة الإباضية في تاهمرت مساعدة أبناء الأئمة الرستميين في شؤون الحكم والسياسة، وذلك على أساس الكفاءة والشجاعة والرأي وليس على أساس المحافظة على السلطة العائلية .و لم تسجّل الروايات ذلك عن أئمة عمان، و لم تذكر لنا هذه المصادر أن أحد الأئمة قد خلفه ابنه في الحكم ولا استعان به قى سياسة الرعية. إن حصر الإمامة في العائلة الرستمية لم يكن صنيع الأسرة وأفرادها، إذ لا يعقل أن يفعل ذلك غريب في وطن ليس بوطنه، مع ضعفه بين القبائل الكبرى، ويرجع أكثر المؤرخين ذلك إلى أسباب استراتيجية أمنية تحفظ للدولة :كيانها من خطر الفتنة الق قد تكون بين رؤوس القبائل لتولي السلطة وبالتالي احتكارها ها دون غيرها، مما يؤدي إلى إشعال نار الحرب الأهلية! خاصة وأن هذه القبائل تملك الرجال الأكفاء الذين تتوفر فيهم شروط الإمامة، وهروبا من زرع الغفيرة بين هذه القبائل الي قد تستأثر بالحكم وتولي أبناءها مراكز الحكم وبالتالي سقوط الحكم الإباضي في الاستبداد والورائة، فإن أهل الحل والعقد قد آثروا العائلة الرستمية لصغرها وضعفها من جهة، ثم كفايتها الدينية والسياسية من جهة أخرى حق لا تستبدً بالحكم ولا تستطيع مقاومة عزلها في حالة خروجها عن شرع أنه أو جورها وظلمها للرعية. كما أن هذه العائلة قد تمتعت وأصبحت ملتقى القبائل وموضع 023 احترامها إلى جانب حنكتها السياسية(!)، لأن منافسة البربر لبعضهم أشد وأكبر من منافستهم لأجني، ولهذا فلو كانت الإمامة في إحدى قبائلهم لنازعتها القبائل الأخرى.)2 ويلخص أبو العباس الشماخي طريقة تولية عبد الرحمن بن رستم الإمامة بقوله« :فنظروا من يصلح للولاية من رؤساء القبائل فوجدوا جماعة كل واحد صالح شجاعة وعلما وتقوى فاتفق رأيهم على عبد الرحمن لفضله وكونه من حملة العلم، ...ولأنه لا قبيلة له تمنعه إذا تغير عن طريق العدل»( .)3وهي الطريقة اليي بويع يما عبد الرحمن بن علي بعد وفاة المهدي بن تومرت‘ وكادت الفتنة تشتعل بين القبائل اليي ينتمي إليها أصحابه العشر ة(.)4 وقد اتبع الإباضية نفس الطريقة في تولية جميع أئمتهم وبمذا لم تسجل الأحداث أية منازعات بين القبائل حول السلطة، وإذا كان الكتاب وامحللون قد ركزوا كثيرا على هذه النقطة فإن هذه العوامل ۔أي كون العائلة الرستمية ضعيفة -يسهّل عزلها كانت نقطة لاحقة وتأق في الدرجة الثانية بعد استيفاء الأئمة الرستميين حميع شروط الإمام، وخاصة الشرط الدي وعامل الورع والتقوى وسداد الرأي -1محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير، ج .3ص- .225ابن يوسف إبراهيم، الحكم والسياسة من وجهة نظر إباضيةث ص.94/05 '2مبارك الميلي، تاريخ الجزائر" ج، 2ص.36 3الشماخيك السير، ص 931مخطوط - .ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميين" ص - .92 ص.04الدرحي، طبقات المشائخ .جا 4حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام ث ج {4ص.022 123 والشجاعة .من هنا فإن التولية قد تركزت على عامل الكفاءة بالدرجة الأولى، ثم عامل الاستراتيجية الأمنية والاجتماعية للمجتمع الإباضي آنذاك، حيث لم يذكر لنا التاريخ أن أحد أئمة الرستميين خاصة أو غيره من أئمة عمان كان دون المستوى المشروط في الخلافة الإسلامية. والملاحظ أن الأستاذ محمد الشيخ بالحاج يركز أساسا في نظرته وتحليله فهذا الواقع السياسي الإباضي على العصبية الدينية فقط، دون الاهتمام بالعامل الاسترتيجي الاجتماعي الذي يحفظ هذا اجتمع توازنه‘ وتحد .هذه الاستراتيجية بالنسبة للعائلة الرستمية الحاكمة في ضعفها بالنسبة للقبائل الأخرى. فعلى أساس العصبية الدينية تولى جميع أئمة الإباضية الإمامة .وقد سجلت الإمامة في عمان وتاهرت بعض الخروج عن هذه القاعدة. ولكم الرعية وأهل الإ والعقد كانوا دائما بالمرصاد لإرجاع الأمور إلى نصابما، كما وقع للإمام بن أبي نبهان (771-971ه) حينما جار 7 أنه حدث أن حاول ثلاثة أشخاص للوصول إلى الحكم في تاهرت بطرق غير شرعية فلم تعترف الأمة بإمامتهم، وهم محمد بن مسالة المواري، ويعقوب بن أفلح، واليقظان بن محمد(ا). أخبار الأنمة-ابن الصغيرالتاريخ6 .ص.1الاباضية ف موكب معمر1علي عحي الرستميين، ص- .111الحارثي العقود الفضيةێ ص.652 223 ثانيا :مبايعت الامام -1أهل السنة والجماعة: تتم مبايعة الإمام! سواء كانت البيعة الخاصة وهي البيعة ال يقوم يما أهل والعقد أم البيعة العامة والي يقوم يما سائر المسلمين، بدون قيد ولا شرط إلا اشتراط الحكم بأحكام ألة ولا يجوز إكراه أحد أعضاء جلس الشورى أو أحد المسلمين على المبايعة إذ لا عبرة برفض الواحد أو القلةإ فالعبرة بالأغلبية، فالمعارضة الإسلامية وفي إطار الشرع لا تقدح في شخصية الإمام إذا حصل على أغلب الأصوات .وعلى اتباع الجماعة والخروج على الإمام العادل حرامالمعارضة واجب بالإجماع. وإذا تغيرت الأحوال فإن لذلك ضوابط وقواعد إسلامية(!) .وقد جرى هذا العمل أيام الرسول ث واتبعه الصحابة في ذلك من بعده. فلم يكن الإكراه ولا الشروط تقيد المبايع .وقد سجل التاريخ معارضة الصحابة لبيعة علي بن أبي طالب أثناء أخذها، ومع هذا لم يخدش ذلك في شخص الإمام. وإذا كانت البيعة الشرعية تتم بواسطة مصافحة اليد بالنسبة للرجال والنساء فى بعض الروايات)، فإن الأمر قد تغير بعد الصحابة 1انظر المبحث الثان من الفصل الثالث من الباب الأرل. 2اختلفت الروايات حول مبايعة النساء للني نه بالأيدي، إلا أن الراحح أن هذا لم على النساء قط إلا بما أمر لننة «والله ما أخذ رسول للف القول عائشة:حدتڵ تعالى .وما مست كف رسول إز كف امرأة قط .وكان يقول إذا أخذ عليهن العهد :قد بايعتكن كلاما» .صحيح مسلم باب المبايعة بعد فتح مكة ج 310ص.01 323 الراشدين والأمويين خاصة! حيث كانت «البيعة المشهورة لهذا العهد العباسي هي تحية الملوك الكسروية، من تقبيل الأرض أو اليد أو الرجل أو الذيل»(!) .وهذه الوضعية لا تدل إلاً على الخضوع وإذلال الرعية. كما توحي بسوء العواقب في حالة خروج المبايع عن العهد وتقبيل الأرض واليد أو الرجل لا تشير إلا إلى الطغيان والاستبداد بالرأي وعبودية الرعية. أما فيما يخص العبارات ال كانت تصاحب المصافحة، فلم تكن محدودة بعبارات معينة وألفاظ متفق عليها، بل كانت مختلفة من حيث اللفظ ومتفقة من حيث المعين .وقد كان في عهد رسول إز ثن الأمر يتم بالمبايعة على السمع والطاعة في السلم والحرب\ واستمر الوضع كذلك بقول المبايع" :أبايعك على السمع والطاعة، وعلى العمل الله وسنة نبيه قلنا" .و لم يتغير الوضع كنيرا في أوائل الدولةبكتاب الأمرية! في حين شهدت الأيام الأخيرة للدولة الأموية ثم العباسية من بعدها زيادة عبارات وأمان توثق العهود وتجعل المبايع كافرا إذا خر ج عن البيعة .وقد كان «الخلفاء يستخلفون على العهد ويستوجبون الأيمان كلها لذلك . . .وكان الإكراه فيها أكثر وأغلب»©). ومن العبارات والأيمان ال كان الخلفاء يزيدونما: استحداث الحجاج وأتباعه صيغا مختلفة للمبايعةء فكان© حمل الناس على أن يقولوا في بيعتهم" :عبيدي أحرار ص. 1/021 9!1 المقدمة .ج.21ابن خلدرن 2ابن خلدون نفسه{ ج 25ص.911/021 423 ونسائي طوالق، إن خرجت عن طاعة الخليفة"(!). » ومن ذلك إلزامهم بتطليق نسائهم وعتق مماليكهم، والحج مشيا على الأقدام مدة ثلاثين سنة، وجعل أمواحم صدقة للفقراء(ت) .وذلك بقول أحدهم" :أبايعكم على كتاب ألة ا عليكم بذلك عهد الة وميثاقه، والطلاقوسنة نبيه والعتق وللي إلى بيت الة الحرام؛ وعلى ألا تسألوا رزة ولا طعاما حت يبدأكم به ولاتكم .وإن كان عد تحت قدمه 3فلا تميجوه إلأ بأمر ولاتكم"(ة). ورغم هذه المواثيق الغليظة والعهود والإشهاد عليها، فإنها لم تنفع البعض منهم إذ كان الغدر سمة هؤلاء القواد وأهل الشوكة، وخاصة قي العهد العباسي كما وقع للمعتز العباسي (252-552ه) الذي أخذ المواثيق ولكنه لع ثم قتل .وكذلك الخليفة المنتصر (326-046 ه_) الذي مات مسموما(.)4 ومن أجل المحافظة على النسب العائلي في الحكم فقد انتهج الأمويون ومن بعدهم العباسيون عدة سياسات لضمان وصول أبنائهم وذويهم إلى السلطة\ واتخذوا لذلك عدة وسائل فمنها ال اعتمدت على العطاء وتقريب الشخصيات وشيوخ القبائل، ومنها ال اعتمدت أساسا على قوة السيف والتهديد. ا -محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلاميةێ ج 15ص .79 2محمد ماهر حمادة، الوثائق السياسية والإدارية في العهد الأموي، ص.22 -3محمد الخضري بك‘ محاضرات‘ ج .2صر.42 ص.22/324حمد ماهر حمادة 3نفسه 523 وقد استعمل معاوية كل أساليب السياسة لأخذ البيعة من الناس فكان يداري البعيد ويعطي القريب حق استوثق به الناس، وإذا لم تنجح هذه الطرق فعادة ما كان السيف هو الفاصل في هذه القضية. ولعل ما وقع في بيعة يزيد بن معاوية (06-46ه)» وما وقع في بيعة الهدي بن أبي جعفر المنصور (851-961ه) خير دليل على ذلك© حيث إن كلا العاهدين، معاوية والمنصور قد التجآ أولا إلى سياسة اللين، ولما لم نجد نفعا هدا المبايعين باستعمال السيفل"!). وقد كان للمال والعطاء الدور الكبير قى ذلك وكان الخند أصحاب الشوكة عبيد المال، فاستغل الخلفاء ذلك، فكانت الأعطيات تنزل على الأجناد بمجرد الانتهاء من المبايعة .كما وقع في مبايعة )الأمين (391-891ه)) والمكتفي (982-592ه_) ). و لم تكن الوسائل المعتمدة واحدة، فهناك من كان اللين والحيلة سبيلهش وهناك من كان السيف وسيلته المفضلة كما اعتمد الآخرون وسائل روحية كالحج وإجماع الفقهاء والقضاة، وكتابة الكتب وتعليقها في الكعبة ح تتسم بنو ع من القداسة، فيصعب على الخارج إنكار ذلكة). -1انظر تفصيل القصة ي :ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، جا، ص - .341حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام0ج، 1ص.182 2ابن الأثير، الكامل، ج، 6ص - .001الطبري، تاريخ الأمم والملوك جى 5ص.042 -3يروي الطبري كيفية أخذ هارون الرشيد البيعة لابنه فقال :وحج هارون ومحمد وعبد الله معه قراده وزواره وقضاته في سنة 681اه فلما قضى مناسكه كتب لعبد الله المأمون ابنه كتابين أحهد الفقهاء والقضاة آراءهم فيهما، وجعل الكتابين في البيت الحرام بعد أخذ البيعة على محمد وإشهاده عليه بهما الله وملاتكته ومن كان في الكعبة معه من سائر ولده وأهل بيته ومواليه وقواده ووزرائه وكتابه وغيرهم .وذكر أن الرشيد حضر وأحضر وحوه ب هاشم والقواد والفقهاء وأدخلوا البيت الحرام وأمر بقراءة الكتاب .جي .صر 772وما بعدها. 623 وخلاصة القول :إنه مهما اختلفت الطرق والكيفيات، فإن في ظاهرها الليونة والسياسْة، في حين أنها تنطوي أساسا على الخديعة وتمرير القرارات وتفويت الفرصة على كل معارض وإضفاء الشرعية على البيعة .يقول سيد قطب« :تمت مبايعة المسلمين ليزيد بن معاوية بحد السيف وكم الأفواهء وهذا الأساس لا يعترف به الإسلام و لم يقم به أحد من الخلفاء الراشدين من قبل»(!). الاباضية: مبايعة الأئمة الإباضية بطابع خاص يخرجها من دائرتما1 الشرعية ولقد حاول الإباضية قدر الإمكان تطبيق الخلافة النبوية تطبيقا حرفيا، وكانوا يمتّلون إحدى جبهات المعارضة الإسلامية إبان الحكم الأموي والعباسي وذلك لاعتقادهم بأن الحكم قد خرج عن شرع ان .مما جعل الإباضية يبتعدون عن مراكز الخلافة الإسلامية لإقامة أنظمة خاصة بمم تسير وفق كتاب اللة وسنة رسوله قه .من هذا المنطلق فإن البيعة لدى الإباضية تتم طبقا لما نظروه، وهو لا يختلف إطلاقا مع آراء أهل السنة والجماعة، حيث كانت تتم البيعة الأولى. والخاصة بأهل الحل والعقد ثم البيعة العامة الخاصة بالرعية. قال أبو العباس الشماخي عن بيعة الإمام الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن ...« :فأول من بايعه مسعود \ وتتابع المسلمون ثم بايعه السلمون بيعة عامة، فحملوه إلى دار الإمارة فلم يتخلف عن بيعته ا -سيد قطبیڵ العدالة الاجتماعية في الإسلام .ص181وما بعد. 723 أحد»(!) .والمقصود بمسعود مسعود الأندلسي الذي كان أحد أعضاء بجلس الشورى الذي عينه عبد الرحمن بن رستم قبل وفاته لاختيار خليفة للمسلمين .والمقصود بالمسلمين الأولى سائر أعضاء الجلس© وبالمسلمين ثانية عامة الناس. و لم يثبت تاريخيا أن أحد أئمة الإباضية أخذ بيعة قبل وفاة الإمام القائم وهو عكس ما كان يطبقه الأمويون والعباسيون فقد كانت بيعة الإمام مهنا بن جيفر اليحمدي الخروصي (622-732ه) في اليوم الذي توفي فيه الإمام عبد الملك بن حيد وكذا بالنسبة حميع الأئمة في عمان وتاهرت(.)2 وعادة ما كان الإمام الجديد هو الذي يصلي على الإمام الراحلش وقد تميزت إمامة عمان بمذا العمل أكثر منها في تاهرت .ولعل هذا يرجع إلى كثرة أئمتهم، إذ لم يسجل تولية الإمام في تاهرت بعد الدفن مباشرة إلأ في عهد أفلح بن عبد الوهاب، ويوسف بن محمد(ة). وقد اتبعت الإباضية في مبايعة أئمتهم السلم التنازلي" وذلك ما يستشف المؤرخ ابن الصغير المالكي(ه) الذي يعتبر من الذين أرَّخوا 1الشماخي كتاب السير صر( .541مخطرط) 2السيابي .عمان عبر التاريخ" ج.2ص- .18تحفة الأعيان ج! .ابن الصغير، أخبار الأانمة الرستميين. 3محمد علي دبوزا تاريخ المغرب الكبير ج 35ص- .625سليمان البارو، الأزهار الرياضية ص.562 4ابن الصغير" مؤرخ عاصر الدولة الرستمية في الأيام الأخيرة من إمامة أبي اليقظان بن أفلح الذي توني سنة 182ف وعاش مع الإباضية .ويعتبر مؤرخ هذه الدولة .وييدو آنه كان بصريا أو قرويا، أمًا مذهبه فهر إما مالكي أو شيعي وهذا الرأي الأخير أقرب إلى الحقيقة} لأنه كثيرا ما أشار إلى ميوله العلوية .انظر ترجمته في كتابه :أخبار الأئمة الرستميين .ص 21وما بعدها. 823 لإباضية المغرب، وعايشهم وعاشرهم في دولتهم الرستمية. استعمل ابن الصغير عدة ألفاظ نستبين منها الطرق الن كان الإباضية يستعملونما، خاصة مع العامة لأخذ البيعة منهم .يقول عن بيعة الإمام عبد الوهاب ...« :فصيرت الإباضية الأمر إليه بعده»(!) .وفي بيعة الإمام أفلح بن عبد الوهاب ...« :إلا أن الناس يترشحون من جمعهم إلا اثنين»( .)2ويورد محمد علي دبوز عبارة على نفس المنوال بقوله« :فأسرعت القرى وللدائن إلى للساجد ودور الحكومات فقدمت بيعتها إلى عمال الإمام»(.)3 إن هذه العبارات كافية للاستدلال على أن ولاة الأمور لم يكونوا يستعملون أي طريقة غير شرعية لأخذ البيعة من الرعية، سواء كانت طرقا استبدادية أم غيرها. كما أن البيعة كانت تتم بمصافحة الأيدي في البيعة العامة وفي الخاصة أيضا .وحسب المعلومات الي توفرها المصادر التاريخية فإئه لم يكن هناك أسلوب آخر غير المصافحة .ومن روايات المؤرخين قولهم: "فقالت له الخاصة ابسط يدك نبايعك ...فبسط يده فبايعوه" و "فقبل الحمل الثقيل، وبسط يده للخحاصّة والعامة فأسرعوا إليه فبايعوه"(.)4 وهو الأسلوب المتبع في مبايعة جميع الأئمة في المشرق والمغرب. .2صأخبار الأئمة الرستميين-1۔ ابن الصغير .36صنفسهابن الصغيرزو ج 33ص .6543محمد علي دبرز، تاريخ المغرب الكبير 4حمد علي دبوز، نفسه ج، 3ص .902-625 923 ومع المصافحة بحد أن العبارات الي كان أهل الحل والعقد وسائر المسلمين يتلفظون بماء لم تكن خارجة عمًا اشترطه الشرع الإسلامي وآثار السلف الصالح عموما والطاعة فيما وافق الحق وطابقه. ويروي السيابي كيفية مبايعة الإمام الوارث بن كعب الخروصي (971-291ه) بأنه قد بويع على ما بويع عليه أئمة العدل من الأمر بالمعروف والنهي عانلمنكر، وعلى الشري في سبيل أف وإظهار الحق. والمقصود بأئمة العدل الخليفتان أبوبكر وعمر ومن اتبعهما في سيرتمما(ا). العبارات المعروفة لدى الإباضية« :إنا نبايعك لله بيعة صدقومن ووفاء لنا ولجميع المسلمين، على طاعة أثنها وطاعة الرسول، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى العمل بكتاب أفلة وسنة نبيك3 وقتال الفئة الباغية وكل فرقة امتنعت عنوعلى الجهاد في سبيل أف الحق" حق تفيء إلى أمر أفلة، وتدعو إلى أفل وتوالي وتعادي عليه. وعلى إقامة الحق في القوي والضعيف والوضيع والشريف والعدو والولي والقريب والبعيد»(ة). والحق أن هذه الصياغة تعتبر دستورا متكاملا تقتّد به الأمة ول أمرها حيث اشتملت على جميع جوانب الحياة السياسية} ولا يشتهُ منها أي رائحة للاستبداد أو الضغوط أو الإكراه، وأكثر معانيها مستنبطة من السيرة النبوية وآثار الصحابة في صنيعهم أثناء البيعة. .17 عمان عبر التاريخ .ج.2صا -السيابي 2قاسم الشماخي، شرح اللؤلؤة .ج، 2صر( .632خطرط) 033. إن هذا العرض للطرق الي كان الإباضية يتبعونما أثناء بيعتهم يؤكد لنا مدى حرص الإباضية على تطبيق آرائهم السياسية وقد طبقوا شروط البيعة تطبيقا يكاد يكون حرفيا(!) .ويمذا يكونون قد وافقوا الشرع والتزموا بمبادئ الاختيار الحر من غير إفراط ولا تفريط‘ سواء من جانب الأئمة أم من جانب الرعية .وهذا ما سنتعرض له أثناء حديثنا عن ممارستهم السياسية ومدى تطبيقهم للخلافة النبوية. ه ظ أخذ أهل السنة والجماعة آراءهم في مسألة مبايعة الخلفاء من عمل النبي ثلة والصحابة من بعده، وذلك في جميع وجوه المبايعة وال تع أخذ القبول من الخاصة والعامة ثم المصافحة وما يصاحب ذلك من عبارات تؤكد البيعة. وقد أفر غ الخلفاء بعد الحقبة الراشدية عملية المبايعة من مضمومما وأهدافها 3واحتفظوا بشكلها الظاهري، وضيمَنوها كل ما من شأنه أن يسوق العملية إلى أهدافهم. ولدى اطّلاعنا على الواقع السياسي وجدنا بأن أغلبية المحللين يركزون في دراساتمم على الخلفاء العظام الذين كان لهم الفضل في رسم تلك السياساتڵ وال استمرت بعدهم بكثير .فكان معاوية بن أي سفيان رائد الدولة الأموية وصانع بجدها، وكان السفاح وأبو جعفر المنصور الشخصيتين اللتين وضعتا الركائز الأولى للنظام العباسي. وهذا ما جعل النظرية السياسية في مسألة المبايعة تبقى حبرا على ورق. -1عيسى الحريري الدولة الرستمية بالمغرب©،ص .422 133 والشيء الأساسي الذي تغير في الحقيقة وكان سببا في اتباع جميع الأساليب الأخرى إنما هو قلب نظام الحكم من شوري إلى ورائي، وهذا باتفاق جميع المحللين السنيين أنفسهم(!). فلا غضاضة ولا شبهة في الموقف إذا شهد الإنسان بنفسه على عدم مطابقة الفعل مع القول" وهذا ليس مع ما نظره فقهاء أهل السنة والجماعة فحسب\ بل مع الشرع أيضا «فالخلفاء السنيون انحرفوا عن أحكام انلن»<) .و ل يخرجوا عن الدين لأن عملهم هذا قد أصاب أسلوب السلطة\ وبقي الانحراف في القمة دون أن تتأثر به العامة .على آنه رغم كل هذا فقد كانت هذا الانحراف بعض الميزات الحسنة وهذا ما سنراه في السياسة الداخلية والخارجية. وخير دليل على هذا الحكم -سلبية عملية المبايعة هو ما قام به بعض الفقهاء السنيين مواجهة لمثل هذه المواقف، أمثال الإمام مالك بن أنس وما لاقاه من العباسيين حينما أفق بأنه لا يمين على مُكرَه(.)3 وتجدر الإشارة إلى أن هذه الميزة كانت الأسلوب العام والغالب ا -انظر في ذلك مصادر التاريخ الإسلامي ومنها :محمد الخضري بك‘ محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية - .احمد شلي، التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية - .حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام - .محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم - .محمد الغزالي" الإسلام والاستبداد السياسي - .محمد أبر زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية. -2محمد الأمين الإسماعيلي، مقابلة. 3انظر تفصيل المحنة في كتاب :محمد أبر زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية .ج 25ص.402 وروى أنه لقي من العباسيين ضروب التعذيب، فقد ضربه حاكم المدينة حعفر بن سليمان بالسياط حت انخلعت كتفه، فكن يستعين على حمل يده اليم باليسرى، لأنه أفق بفساد بيعة الخلفاء بالقهر والإكراه .راحع :صبحي الصالح النظم الإسلاميةء ص .4 233 لمبايعة الخلفاء، وقد تتغير بعض الأدوار أو تخف بعض للمعاملات ويبقى الدف واحدا وهو تمرير المقررات .ولا يختلف المؤرخون السنيون قي استثناء الخلفاء الصالحين، ويجمعون على معاوية الثاين والخليفة عمر بن عبد العزيز من الأمويين اللذين أرجعا الأمر إلى المسلمين في مسالة مبايعتهما، والواثق من العباسيين الذي لم يعهد إلى خليفة بعده(.)1 ومن خلال استقرائنا للتاريخ ومقارنة ما فعله الخلفاء السنيون مع ما قام به الأئمة الإباضية بحد الفرق واضحا باعتراف المؤرخين السنيين أنفسهم.)2 فهل من الإسلام أن يوقف حارسان بسيفيهما على رأس كل عضو من أهل الحل والعقد أثناء المبايعة ح لا ينطق بشيء يعارض إرادة الخليفة؟ وهذا ما فعله معاوية من أجل أخذ البيعة لابنه يزيد. وهل من الشرع تكبيل الناس بالحلف بالطلاق والعتق والحج مشيا على الأقدام لأخذ البيعة لولي العهد؟ مع ملاحظة أن هذه المعاملة ل تكن قد بقيت هي بذاتما، فقد بقيت في مضمونا المكره مع تطور في سنيون آخرونالكيفياتت وهذا ما لم يحدثنا عنه ابن الصغير 7 أمثال عثمان الكعاك، والدكتور عيسى الحريري بخصوص الإباضية وهذا باستثناء ما سبق ذكره من بيعة أبي بكر واليقظان بن محمد من ج.3ج.2الاسلاميةالتاريخ الإسلامي والحضارةا -أحمد شلي. 2انظر كيف بويع الأئمة الإباضية في كتاب :عثمان الكعاك، موجز تاريخ الجزائر- . تاريخ الجزائر العام _ .مبارك الميلي تاريخ الجزائر. عبد الرحمن الجيلالي 333 الر ستميين(!). فإذا لم نستطع أن نحكم بأن الإباضية قد طبقوا آراءهم في التولية والمبايعة} فالموكد أنم لم يصلوا إلى درجة الانحراف اليي وصل إليها بعض الخلفاء السنيين. 5 ٩٥ره‎٥ 40840 ا -راجع كيفية توليها الإمامة في:الشماخي، كتاب السيرث ص( .262 -062مخطوط)۔ ابن الصغير، أخبار الأئمة الرستميين ص [ - .19 -6حودت عبد الكريم العلاقات الخارجية للدولة الرستمية‘ .صر.96 -66 433 ظهر الإسلام واعتمد في دعوته على العصبية العربيةك وحارب جميع العصبيات الحزئية، ووحد العرب بإحياء العصبية الكلية القائمة على الدين وجعلها سندا قويا لنشر تعاليمه، وقد روي عن الرسول ثتة عدة أحاديث فى هذا المعن© منها قوله« :من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة اننة»(ا). وبعد وفاته%سار الصحابة على سيرته} وأقاموا دولتهم على أساس عصبية الدين و لم يفرقوا بين هذا وذاك إلا بما يحمل من تقوى وصلاح .وبدخول العقد الرابع الهجري بدأت فقاعات من العصبية العربية تظهر على سطح الأحدات‘ وبدأت بعض الأعناق تشرئب إلى السلطة وبدأ التشيع الحزبي. وبتفوق معاوية انتعشت العصبية العربية وعمت وسيطرت على سائر العصبيات الأخرى‘ ودب الوباء العنصري ليشمل ليس فقط الخلفاء بل والولاة أيضا، فكان الخليفة يتملق لقومه ويعطف عليهم ويناصرهم ويوليهم إدارة الأقاليم .وشايعه في ذلك أكثر الولاة، وقد كانت هنه السياسة نقطة ضعف جعلت رياح الزوال تعصف بدولتهم(.)2 شم قامت الدولة العباسية وبنت بجدها على أنقاض الأمويين، وقد 1رراه أبو داود بلفظ" :من ولاه زن تك شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم" .كتاب الخراج .باب فيما يلزم الإمام .ج .23ص - .22ورواه أحمد بلفظ: "من ولي من أمر المسلمين شينا فأقر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة أزل" أحمد ج.1 صره. 2محمد الخضري بك، تاريخ الأمم .ج .2ص 884وما بعدها. 733٠ 42 .. كانت عصبيتها من الناحية العرقية هي التشيع للبيت العباسي باعتباره العاصب الوحيد للرسول ثة بعد وفاته .ومن الناحية السياسية لاسترضاء هؤلاء الأعاجم الذين اعتمد عليهم الخلفاء في بقائهم في الحكم فبعد أن اعتمد العباسيون على سياسة تقديس علئ في أول أمرهم انتقلوا في سياستهم هذه إلى وجهة أخرى تلت ق تقديس أي بكر وعمر وتفضيلهما على علي، مما جعل نار العلويين تشتعل أكثر 0وبدؤوا يصبون إلى قلب الأوضاع لصالحهم(!). فمن هذا الواقع التاريخي الإسلامي بحد أن عنصر القبيلة قد كان له دور كبير في إسناد الحكم إلى هذا الخليفة أو ذاك كما أن كلا النظامين قد انطلقا في بناء.كيانه على مبدإ العصبية القومية. إن السند الوحيد والدين الذي جعل هذه الوضعية العرقية تسود. هو فكرة حصر الخلافة في عنصر واحد هو العنصر القرشي، وقد تمسّك لخلفاء جميعهم بحديث جعل الخلافة في قريش والذي لم يكن سوى إخبار بواقع الأمر من الرسول قل) مع اختلاف في البطون القبلية. فهذا يرى أن الخلافة يجب أن تكون في عرب قريش عموما والآخر يروى حصرها في البيت النبوي. وقد اختار الأمويون العرب كعنصر أساس في بناء دولتهم، ثم ل يلبثوا أن جعلوها في بي أمية ليضمنوا الولاء الكامل من ولاتمم، وبعد ذلك زادت الوضعية انحصارا، فأصبح الصراع بين الفرعين السفيايي 3والمروايي. 1محمد الخضري بكا محاضرات في تاريخ الأمم، ج 2.5صر 834وما بعدها. 2انظر تفسير ذلك في مبحث :رأي العلماء في القرشية، الفصل الثالث من القسم الأول. 833 وهذه السياسة هي الي أدت إلى كون العباسيين قد عاشوا مدة حكمهم في صراع مرير مع أبناء عمومتهم العلويين، مما اضطرهم إلى الاستعانة بغير العرب، وليس هذا بسبب إسلامهم بل هو من باب عدوة العدو صديق، حيث كان الفرس خاصة وهم أصحاب حضارة بائدة. يرون ويصبون إلى استرجاع سطوتمم فوفر لهم الخلفاء العباسيون تلك الفرصة فكانت القاضية على أيديهم(!). ويمذا يكون الخلفاء السنيون قد استغلوا النصر على قرشية الخلافة. بغية ضمان السلطة في أيديهم، فقد حاولوا تطبيق نظرية ولاية العهد السنية، والتي كانت على شروط وضوابط تضمن مسيرتما الشورية .ولا تسقط الحكم في الاستبداد والورائة، فهل سار خلفاؤنا على هذا المبدإ؟ أما بالنسبة للإباضية فإنهم من الناحية النظرية قد اعتمدوا مبدأ حق الخلافة لك مسلم تتوفر فيه شروط الإمامة واعتبروا أحاديث تخصيص قريش بالإمامة أحاديث ترقى لتكون إخبارا بواقع المسلمين آنذاك، ولا تتصرف إلا إلى كون القرشية شرطا من شروط الأفضلية إذا تساوى المقدّمان للخلافة. وقد تقةم أن الإباضية .لا يولون اهتماما كبيرا للعرق والنسب العائلي، ولا يقدح ف الإمامة إذا تولأها أحد أقرباء الإمام بعده، بما في ذلك أحد أبنائه .فالإباضية يعتمدون على أساس عصبية الدين وتوفر شروط الإمامة\ وهذا ما جعل غير الإباضية يقولون بوراثة الحكم الإباضي لدى أئمة الدولة الرستمية، معتمدين في ذلك على آرائهم في الحكم والسياسة، جاهلين آراء الإباضية في ذلك .في حين أن الإباضية 1محمد الخضري بك" محاضرات في تاريخ الأمم؛ ج .2ص 3884وما بعدها. 933 يرون أن أئمتهم الرستميين قد ساروا في حكمهم وفق نمج الراشدين وحاولوا تطبيق نظرياتمم حرفيا. .إن الحرص على بقاء الأسر في السلطة في بعض الأنظمة السياسية جعل هؤلاء السلاطين يولون اهتماما كبيرا لولاية العهد، وأصبح هذا سرة ظاهرة مميزة لتلك الأنظمة وأصبح العهد من أكثر المحاور الأساسية الي دارت حولها الأحداث التاريخية .وما ينتج من ذلك من منافسة وأحلاف وتحزب واغتيالات أت ف النهاية إلى القضاء على تلك الأنظمة. فما هو موقف أهل السنة والجماعة من جهة والإباضية من جهة أخرى من مسألة ولاية العهد من الناحية العملية، بناء على آراء كل فرقة؟ لا: 043 أر :أهل السنة مالجماعة إن اتباع الخلفاء السنيين لأسلوب ولاية العهد كطريقة وحيدة لتولية الخلفاء لم يكن مخالفا نظريا لما نظره علماء السياسة الشرعية السنيون‘ وقد كانت هذه المسألة من المفارقات بينهم وبين الإباضية حيث اعتمد الأولون ثلاثة طرق في حين رفض الإباضية ولاية العهد كأسلوب للتولية، وهذا خشية الوقوع في ميراث السلطة. وقد أتبع الأمويون والعباسيون أسلوبا يكاد يكون متشايما من حيث الهدف في تولية العهد لأقربائهم عموما وأبنائهم خصوصا وهذا أيضا ليس غخالفا للرأي السين، بل المخالف هو استعمال النظامين عدة وسائل لضمان وصول المعهود إليه إلى السلطة، سواء كانت الوسيلة شرعية أم غير شرعية\ مما أدى إلى إحداث فتن وقلاقل وتناحر بين العائلات وعدم الاستقرار الأمن في الدولة بصفة عامة(ا!). وأصبحت هذه السسّة فيما بعد الطريقة الوحيدة المتبعة من قبل أكثر الخلفاء السنيين في الأنظمة الكبرى الي تركت آثارا على صفحات التاريخ الإسلامي، كالأمويين والعباسيين والعثمانيين، أو الدول الصغيرة كالأغالبة والأدارسة في المغفربڵ والدويلات المستقلة في المشرق الإسلامي كاليمن وصنعاء والموصل وغيرها(.)2 -1حسن علي إبراهيمإ النظم الإسلامية ..ص- .92حمد حلال، نشأة الفكر السياسي. صر.411 وما بعدها.383صج.2 تاريخ الأمم. ف محاضرات بك الخضري-2۔ حمد 143 وهذه الطريقة المتبعة في ولاية العهد هي الغالبة على هذه الأنظمة مما جعلها تغطي بعض الخلفاء الذين خرجوا وشذوا عن هذه القاعدة واتبعوا في ذلك الطريقة الشرعية وتركوا الأمر للمسلمين كما سنرى. وإذا كان الأمر في المسألة متوقنا على مدى تطبيق الرأي السي شكا ومضمونا .فإن الخلفاء قد أفرغوا ولاية العهد من الضوابط الر وضعها علماء السياسة الشرعية .وهذا مسايرة لأهوائهم و لموقند اتفق جمبع المؤرخين أن الخلفاء عدا القلة منهم 7لم يعطوا للنظرية الخاصة بولاية العهد حقها وفق ما نظره العلماء، مع الصلم أن كيرا من علماء أهل السنة المعاصرين لم يوافقوا على مبد! ولاية العهد كطريقة سليمة لإثبات الإماممة، ويذهبون في ذلك مذهب الإباضية، أمثال الدكتور أحمد شلي(!) 3والدكتور حسن علي إبراهيم(.)2 وقد كانت الأساليب اليي اتبعها خلفاء ب أمية وبي العباس هي نفسها الي اتبعت أثناء البيعة وتولية أبنائهم. إن أمم ميزة مرت ولاية العهد في هذه الأنظمة هي حصرها قي الأبناء بصفة عامة وهذه الصفة قد لا تضمن دائما الكفاءات المطلوبة يتبع الخلفاء ي ذلك تقاليد تولية العهدللإمامة هر ما صدقه الواقع و الي ةقد تخرج في الأبناء ال الإخوان أو الإمام بحثا عن الكفء وهذا ما جعلهم يتخذون كل الوسائل لحصر هذه الولاية فى الأبناءة)، وقد كان 1انظر :احمد شلي، التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةێ ج }3ص .821 -2حسن علي إبراهيم، النظم الإسلاميةء ص .14 -3من ذلك ما حدث من خلع المنصور لولي عهد السفاح عيسى بن موسى بن محمد بن علي .راحع :حسن إبراهيم حسن) تاريخ الإسلام،ج، 3ص .82/64 243 الخلع وتولية العهد للأبناء من الأساليب المعهودة لدى الخلفاء وذلك بشت الوسائل، كالانتقاص من قيمة المعهود إليه وبث الدعاية ضده. وغيرها مما يجعله غير مؤهل لولاية العهد(!). إن سياسة حصر السلطة في عائلة واحدة بعينها، من شأنا إباحة جميع الوسائل المؤدية إلى ذلكئ كاستعمال القوة والتهديد). وقد كان للعامل المالى الدور الكبير في تولية العهد سواء كان بشراء العهد من صاحبه أم م يملك حق التوليةة؛ ا -يروي الطبري ما حدث بين الهادي والرشيد قائلا ..." :فأراد الهادي خلع هارون الر شيد‘ والبيعة لابنه حعفر بن موسى الهادي وتابعه على ذلك القواد ...فخلعوا هارون، ودسَوا إلى الشيعة فتكلموا في أمره وتنقصوه في بجلس الحماعة .وأمر الهادي ألا يسار قدام الرشيد بحربة، فاجتنبه الناس وتركوه، فلم يكن أحد يجترئ أن يسلم عليه ولا يقربه" .الطبري، تاريخ الأمم والملوك جيث ص .702 وكثيرا ما التجأ الخلفاء إلى استعمال القوة والتهديد من ذلك ما فعله معاوية بن أبي سفيان عند أخذ البيعة لابنه يزيد لولاية العهد، حيث أمر بحارسّين على كل راحد من الصحابة الخمسة الحاضرين مع الجماعة آنذاك( 5وهم عبدالله بن عمرا الحسن بن علي ابن الزبير، عبد الرحمن بن أبي بكر، ابن عباس)، لثلا يتكلم أحدهم ف الملإ بغير عهد معاوية ..كذلك ما فعله هشام بن إسماعيل وهو عامل عبد الملك بن مروان على المدينة بالفقيه سعيد بن المستيب©‘ وقد ضربه ستين سوطا وطاف به وحبسه - .الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جك ص - 303ج {6صر - .614حسن إبراهيم حسن تاريخ الاسلام،جا، ص .382 2الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جك ص - 303جى{ صر - .614حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام ث ج، 1ص .382 -3وقد نصت الروايات في حق عيسى بن موسى بن محمد بن علي، والتي ذكرت أن أبا حعفر المنصور اشتراها منه لابنه المهدي (851/961ه_) .أما ما هو معتاد فهر توزيع العطاء على :القواد ورجال القصر بعد أخذ البيعة بولاية العهد فالفرسان ثلاثة أشهر من۔۔ 343 وإذا كانت نظرية العهد تنص على شرط البلوغ} حيث لا سلطة للطفل وهو ما ميز سياسة الخلفاء في تولية عهودهم(ا) 3فإن الأمر لم يبق في هذه الحدود بل أصبحت عملية التولية حاصلة لاثنين وثلانة. وأول من سن ذلك مروان بن الحكم ثم سار على ذلك الخلفاء السنون من بعده.)2 وقد كان لرجال القصر والقواد، وخاصة فى الفترة التركية من عهد الدولة العباسية، دور كبير في تولية العهد، وذلك باتباع الأساليب اليي تمكنهم من البقاء في النفوذ، ولو أدى الأمر إلى تولية العهد لخلفاء أطفال أو لأكثر من واحد. ==الأعطية، والرحالة ستة أشهر وتفريق في ب هاشم حمسة عشر ألف دينار .فهذا ما كان مقابل بيعة المقتدر .راحع قصة عيسى بن موسى في :حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام،ج .2ص_ .48وفيما خص دور الأموال راحع :الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج! 10ص .82/92 ا -كان الوليد بن يزيد (521/621ه) يوم عقد له أبوه يزيد، ابنَ إحدى عشرة سنة، فلم يزيد حت بلغ الوليد حمسة عشر سنة .وفعل ذلك أيضا بعض الخلفاء حيث بويعمت للمقتدر وهو ف الثالثة عشرة من عمره .راجع :الطبري" تاريخ الأمم والملوك، ج70 ص - .002حسن علي إبراهيم، النظم الإسلامية ..ص .54 2وحرصا على بقاء الحكم في العائلة الحاكمة فقد انتهج بعض الخلفاء أسلوبا لتولية العهد لأكثر من واحد من ابنائهم .وأول من فعل ذلك وسته مروان بن الحكم (46/56ه) فولى عهده ابنيه عبد الملك ثم عبد العزيز، فاصبح ذلك سنة سار عليها أكثر خلفاء بي العباس في الفترة الأولى خاصة وق الفترة الثانية .فقد عهد الرشيد بالخلافة لأبنائه الامين ثم المأمون ثم المومن .وعهد المتركل-من الفترة العباسية الثانية-لأولاده المستنصر فالمعتز فالمؤيد .للمزيد عن هذه التوليات انظر :الطبري، تاريخ الأمم والملوك .جا .ص- .571محمد الخضري بك محاضرات في تاريخ الأمم .ج!. ص- 633ج .36 3 443 و لم يكتف بعض الخلفاء باتباع شيت الوسائل لتنفيذ إرادتمم في تولية العهد‘ بل حدث أن عهد سليمان بن عبد لملك إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز، ويوم قراءة العهد على العائلة المالكة كان الجميع يجهل اسم ولي العهد(!). ورغم كر هذه الأحداث التاريخية ال أخرجت العهد من مصداقيته ومن شرعيته، فإنه وحد من الخلفاء من لم يول عهده أحدا فقد سئل الواثق (722-032ه) في مرض موته أن يوصي بالخلافة لولده، فلم يقبل، وقال« :لا أتحمل أمركم حما وميّتا»(.)2 إن النتائج الي أسفرت عنها تلك السياسة المتبعة من طرف أكثر الخلفاء السنيين في تولية العهد كان لما أكبر الأثر في زعزعة النظام والاستقرار السياسي، من ذلك إثارة العداوة والبغضاء بين أفراد الأسرة الحاكمة فأدى ذلك إلى الاغتيالات والقهر واستمالة النفوذ بكل" الوسائل، فلا يكاد يستقر الأمر لخليفة حيت يقوم الآخر بالتنكيل به وبسمعته حت خلو له اخو .وكثيرا ما عمل المتنافسون على السلطة على إقصاء بعضهم لبعض وقتل بعضهم لبعض كالمقتدر والأمين وغيرهم .وقد أدت هذه الفتن والأحداث إلى إضعاف قرة الخلفاء واختلاف كلمتهم وبالتالي ضعف المسلمين وتقسيم البلاد بين ولاة العهد، كما فعل الرشيد لما قسم البلاد بين أولاده الثلاثة .فلا شلت أن كل واحد منهم سوف يحاول إقصاء الآخر ليضم ملكه إليه، ما يجعل .611 ا -عبد القادر عودة } الاسلام وأوضاعنا السياسية ص .4 ص‏ ٤ج.2 تاريخ الاسلام إبراهيم حمن6حمن2۔ 543 الحرب هي سيدة الموقفلا!). ورغم هذه الوضعية الن لا يختلف فيها اثنان على أنها وضعية غير شرعية، فإن عبد الرحمن بن خلدون له موقف مغاير إذ صوب ما قام به بعض الخلفاء السنيين من ولاية العهد، رغم الظروف الي مرت بماء فيقول« :ثم إنه وقع مثل ذلك -يعي ولاية العهد من بعد معاوية من الخلفاء الذين كانوا يتحرّون الحق ويعملون به، مثل عبد الملك وسليمان ولاالعباس... بوالرشيد منوالمهديوالمنصوروالسفاحبي أميةمن عليهم إيٹار أبنائهم وإخوائم، وخروجهم عن سنن الخلفاءيعاب الراشدين الأربعة في ذلك .فشأهمم غير شأن أولئك الخلفاء، فإنهم كانوا م تحدث طبيعة الملك وكان الوازع دينيا» .ولكن ابنحينعلى خلدون يناقض نفسه بنفسه فيقول بعد بضعة أسطر« :أفلا ترى إلى المأمون لما عهد إلى علي بن موسى بن جعفر الصادق، وسماه الرضى كيف أنكرت العباسية ذلك‘ ونقضوا بيعته وبايعوا لعمه إبراهيم بن الملهدي».)2 هو أن الخلفاء الذين ذكرهم كانوالمقصود من كلام ابن خلدون عملهم في ولاية العهد عملا .شرعيا لا يعاب عليه شي بل كان ا -حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام ؤ ج .2ص- .58الطبري" تاريخ الأمم والملوك ج .01ص .041۔ -محمد الخضري بكا محاضرات في .تاريخ الأمم :ج، 2ص - .251 أحمد شليا التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية .ج 35ص- .96حسن علي 3))إبراهيم النظم الإسلامية ..ص .14 -2ابن خلدون\ المقدمة، ج .2ص- .327انظر قصة نقض غلي بن موسى في نفس للصدر ص - .046الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جي، ص .455 643 الوازع فيه دينيا .وقد استعرضنا نماذج من الأفعال غير الشرعية اليي قام بما هؤلاء مثل المنصور والمهدي والرشيد، مع اعترافنا بوجود الخلفاء الذين لم يخرجوا عما نظره فقهاء السياسة فى ولاية العهد إلا أنه سيبقى المشكل قائما ما دام الهدف هو إبقاء السلطة فى العائلة الحاكمة. كما أن موقف ابن خلدون سيوقعنا وتي مشكلة جديدة وهي أن هؤلاء الخلفاء المذكورين لديه& هم من ولوا عهدهم وفق قواعد الولاية الإسلامية ولكنهم في الحقيقة ابتعدوا عنها بشيئين: له، ثانيهما :أن الهدف منأولهما أن أبا بكر لم يستخلف قريبا استخلافه هو المحافظة على الدولة الإسلامية .وهذان الشرطان لا تتوفر عليها إطلاقا ولاية عهود هؤلاء الخلفاء .فقد ولوا أبناءهم وكان الهدف هو المحافظة على كياناتمم الن تنتسب إليهم .ولا أدل على ذلك .١ من الأعمال الي قاموا بما من أجل هذا الهدف دون مراعاة لشر ع الة. وإلى هذا الرأي تقريبا ذهب الدكتور أحمد شلي من المعاصرينك غير حكعملالعهد بانهيزيد ببن معاويةعلى توليةحكمعندما الحرب أكثر منبني أمية يعن عودةلحكم عنبأن خروجذلكمعللا معاويةالولاية هو تعيينعلى هذهويضيف أن ما يؤخذوصفين.الجمل مروان(!).بنكعبد الملك.7هو أصلحمنوقي القوملابنه بيزيك .والحقيقة أن فساد أمر ولاية العهد يكمن افي إيثار الأبناء والإخوان الي وقع فيهامن المساوئأصلح منهم . .وهذههومنرغم وجود الخلفاء الستون لأمم ساروا على قاعدة :الغاية تبرر الوسيلة. 1أحمد شلي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةى ج 2،5ص .54 .71 وما يشهد على ذلك هو رفض بعض الخلفاء لنصائح الصحابة والفقهاء والعلماء قي عصرهم) «فمعاوية يرفض النصح ويغضب ويتهدًد القوم ويتوعدهم قائلا :لست في زمن أبي بكر وعمرك إنما هم بنو أمية{ من عصاهم أوجلوه بالسيف»، واةعى أن بعض أبناء الصحابة كابن عمر وابن الزبير والحسين بايعوا يزيدا وهم لم يبايعوا(!). فمن أين نلتمس العذر لمؤلاء؟ ثانيا :الاباضية يعتبر موضوع ولاية العهد من أفقر المواضيع لدى الإباضية، سواء الناحية النظرية أم الناحية التطبيقيةث) .فالإباضية من الفرق الي اختارت طريق الاختيار كسبيل لإثبات الخلافة النبوية .وولاية العهد من شأمما أن تخر ج عن هذا المفهوم عن إطاره المحدد والغاية المرسومة له. فلم تذكر المصادر التاريخية الإباضية منها وغيرها أن أحد أئمة الإباضية اتخذ لنفسه وليا للعهد(ة)& و لم يحدث ذلك إطلاقا سواء في عمان أم في تاهرت\ بحيث إذا كان الواقع الرستمي يوحي بذلك، فإننا ا -عبد القادر عردة،الإسلام وأوضاعنا السياسية .ص-.021محمد عمارة الاسلام وفلسفة الحكم .ص .463 2انظر الباب الأول في الفصل الخاص بولاية العهد عند الإباضية. 3فرحات الحعبيري، دور المدرسة الإباضية في الفقه الإسلامي، ص.91 843 لا جد إماما رحل وخلفه أحد أبنائه أو أقربائه بسعي منه(!) 3إلا ما كان ترشيحا .و لم يحدث هذا إلا في الإمام أفلح بن عبد الوهاب الذي فرج هذا المخرعح لأن الملاحظ أن الإمام عبد الوهاب لما تعلق باستحقاق ابنه الإمامة! كما روى ذلك ابن الصغير فإن ذلك لا يخرج إلآ من مخرج التعبير عن شعوره نحو ابنه البطل. ولا يخفى أن عملية ولاية العهد لا بد أن تمر على عدة مراحل أقلها القيام بإشهاد أهل ال والعقد واستشارتمم، كما فعل أبو بكر عمر بن الخطاب‘ وكذلك ما فعله شكليا الخلفاءعندما استخلف السنيون من مراسيم أخذ البيعة قبل وفاة الخليفة القائم .وإن ابن الصغير م يذكر لنا سوى تصريح الإمام عبد الوهاب\ و لم يذكر لنا أنه قام بأخذ البيعة له على ولاية العهد. ولدى تتبعنا للكتاب الذين اهتموا بالدولة الرستمية وإمامة عمان فإننا لم نعثر على أي نقطة توحي بوجود مع لولاية العهد من أحد الأئمة .ومن ذلك قولهم« :وخلفه بالبيعة الإمام عبد الملك بن حميد بيوم واحد بعد وفاة غسان»، و «ثم ولي المسلمون المهنا بن جيفر»( .)2و «اجتمع المسلمون وعينوا محمد بن أفلح إماما لههم»()« 5بويع أبو حاتم من طرف جميع الناس و لم تظهر له أية معضلة مكشوفة»(ث). 1محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبيرث ج 35ص .804 2بجهرل، قصص وأخبار جرت في عمان، ص6ك.5 ح, 831. -3 4سليمان البارون، الأزهار الرياضية ص.682عن ابن الصغير .أخبار الأئمة الرستميين، بتصرف. 943 كما يستنشف ذلك أيضا من أقوال من عارض تولية أبي بكر أهل الحل والعقد، إذ إنه لا تتوفر فيه شروط الإمامة كاملة .يقول ابن الصغير في ذلك« :عندما توفي أفلح قدم الناس أبا بكر فخرج عبد العزيز بن الإوز(!) يقول :اذنه سائلكم معاشر نفوسة إذا مات واحد فيختارونوتركوه إليهمجعلتم مكانه آخر ؤ و م تجعلوا الأمر للمسلمين أتقى وأرضى.)2(«.. .من هو لا نحد أية معان لولاية العهد في هذه العبارة من قريب أو بعيد، بل من تولية أئمتهم وهم جماعةيفهم منها هو تمكن المسلمين آنذاك7 وذلك ما يفهم من صيغة الجمع الظاهرة في النص© وكذلك ظهور دعوة ابن الإوز المعارض الداعي إلى تولية من هو أكفأ، وهو ما وقع فعلا عندما جاءت الفرصة لعزل أهل الخل والغقد أبا بكر وونوا مكانه أبا اليقظان‘ وقد كانت الفرصة سانحة لهم بتقديم غير أبي اليقظان النظر عنما يوكد قة أهل الحل والعقد على تولية الأ كفا بغضوهذا نسبه 3فقد عزلوا هذا وولوا ذاك بدون فتنة. وما يثبت هذا الرأي أيضا هو تخطئة الإمام عبد الوهاب لتولية -1عبد العزيز بن الإوز :من علماء الإباضية الذين لهم فقه وباع في الدين، رحل إلى له ابن الصغيرالملشرق، ويبدو أنه كان صريحا لا يعرف المداهنة، وجريء اللسان .أورد قصة تدل على قرة ملاحظته .ولعل سفاهة لسانه وخفة عقله كما قال ابن الصغير هما سبب إعراض الإباضية عنه وإمال ذكره في كتاب الطبقات وسير علماء المذهب- . ابن الصغير، أخبار الأئمة الرستميين‘ ص .07 2ابن الصغير نفسه ص .07 053 العامة لخلف بن السمح(!) على جبل نفوسة وذلك عندما توفي أبوه السمح بن أي الخطاب الذني كان واليا لعبد الوهاب على الحبل .وذلك بسبب عدم كفاءته. «بعد وفاة أبي الخطاب اجتمع بعضأبو العباس الشماخي:يقول العامة فولوا ابنه خلفا وقد رفض هذا كبار العلماء فكاتبوا عبد الوهاب فأجاممم بعودة كل عامل إل مكانه وبتخطئة تولية خلف، كما أجايىم بذلك أبو سفيان محبوب بن الر حيل»(.)2 علما بأن هذا قد وقع مع عامل جبل نفوسة‘ فالإباضية كانوا ممَبعين نفس الأسلوب مع عمًالهم، و لم يتركوا لعائلة ما التسلط على الحكم إلا بحو". 1۔ خلف بن السمح بن ابي الخطاب عبد الأعلى بن السمح .حد هذا مؤسس أول إمامة بالمغرب سنة041إلى 441ه .بعد وفاة السمح بن أبي الخطاب ولى بعض العامة أمور الجيل لخلف بنالسمح ولما علم الإمام عبد الوهاب رفض ذلك لعدم كفاءته .وأعقب ذلك مشاكل ف الحياة السياسية للدولة الرستمية .انظر :علي يعي معمر الإباضية بين الفرق الإسلامية .ص- .213عبد العزيزسالم تاريخالمغرب الكبير، ج 25صر.635 2الشماخيك كتاب السيرێ ص( .181مخطوط) 153 إن أهل السنة والجماعة أجازوا ولاية العهد للأبناء والإخوة على شرط توفر مؤمّلات الإمامة في المعهود إليه» مع ملاحظة اختلاف علماء أهل السنة في ذلك، وخاصة المعاصرين الذين يرون أن الذين أجازوا ولاية العهد من علمائهم القدامى اعتمدوا في رأيهم على ما فعله أبو بكر في استخلاف عمر .ويرون أن ذلك ليس إلا ترشيحا فقط وللصحابة إمكانية الخروج من هذا الاقتراح(!). ورغم هذا الأسلوب الذي اتبعه الخلفاء في عملهم هذا فإن لمشكلة تنصب أساسا على كيفية تطبيق ولاية العهد تطبيقا يتماشى مع النظرية السنية، فقد عملوا كل ما في وسعهم لإيصال ولاة عهودهم إلى السلطة. كما أن أبا بكر لم يختر رجلا من أقاربه بل هو هن بطن آخر في حين أن هؤلاء الخلفاء اختاروا من ذويهم، وفي الأغلب كانوا أولادهم(.)2 ولقد كانت مسألة ولاية العهد في أيامها مثار المتاعب والمشاكل وعدم الاستقرار، واستنفذ ذلك جهودا مُضنية، وجهت أنظار الخلفاء من الرعية وشغلتها بمذه القضية، وخاصة ما يتعلق بولاية العهد لاثنين وأكثر، وما انجرً عن ذلك من فتن وحروب\ مع العلم أن هذه الخاصية قد تميُرت بما الأيام الأموية وأكثر أيام بي العباس. وإذا كان الإسلام لا يسمح بإقامة وتنصيب حكومة المستقبل مع 1انظر الفصل الخاص بولاية العهد لدى أهل السنة والجماعة في القسم الأول. -2حمد الخضري بك محاضرات في تاريخ الأمم .ج، 1ص.461 253 خلافة قائمةً فإن الخلفاء تحايلوا قي ذلك لضمان وصول الأبناء إلى الحكم بأخذ البيعة في حياتمم لهم ثم تأكيدها لهم بعد الممات(ا!). أما الإباضة فإنهم لم يقروا بولاية العهد نظريا وما طبّقوه في بتوارثكياناتمم السياسية لم يكن مخالفا لما نظروه وأن الذين حكموا الحكم الإباضي ف الدولة الرستمية كان موقفهم نتيجة تحليل تلك الأوضاع وفق مقاييس أهل السنة وليس وفق آراء الإباضية السياسية. وهذا بسبب الخطإ الذي وقع فيه أكثر الذين كتبوا عن الإباضية باعتمادهم على غير مصادرهم، ليتمكنوا من مقارنة الرأي الإباضي بالواقع الإباضي وليس الرأي السين بالواقع الإباضي .وهذه من أخطاء المنهج في البحث العلمي. إن الفارق واضح بين الطريقتين في التطبيق بين الإباضية وأهل السنة .فقد كان الإباضية لا يعينون أئمتهم إلأ بعد شغور المنصب© بغض النظر عمن سيكون هذا الإمام من حيث النسب .فالمهم توفر الشروط فيه وعلى رأسها عصبية الدين، وهذا ما تنصر عليه أيضا نظرية العهد السنية. وعلى عكس ذلك تماما سار أكثر خلفاء أهل السنة فقد عينوا الخليفة مع إمام قائم واستغلوا عمل أبي بكر مع إفراغه من مضمونه وأهدافه محافظة على الحكم العائلي استغلالا شكلا .مع خروجهم عن شزوط ولاية العهد وفق ما نظره علماؤهم .وعلى هذا النمط ساروا قي تولية عمالهم إذ غالبا ما خلف الابن أباه. 1أحمد شلي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةث ج، 3ص .821 353 إن مايمكن الخروج به من هذه المسألة هو أنه مهما سقنا من أعذار فإنه نظرا لما وقع في أيام الأمويين والعباسيين، فإننا لا نستطيع أن خد له مكانة فيما نظره علماء السنة. وإذا أخذنا نظرية ولاية العهد الي أجازها بعض الخلفاء السنيين اعتمادا على ما حدث من استخلاف أبي بكر لعمر، وهذا تحاورًا لأن هذه العملية في حقيقتها قد مرت بعدة أطوار، من استشارة للصحابة وجمع للرأي ثم ترشيحه كما أن الصحابة بعد أبي بكر ليسوا مضطرين للأخذ برأيه، فإذا سلمنا بكا هذا فهل طبق الخلفاء ما فعله أبو بكر من استشارات واسعة؟ فهذا في الواقع ما لم يتحقق إلا في فترات تاريخية بسيطة لم تستطع قلب الموازين والرجوع إلى قواعد تولية العهد الشرعية(!)، بل العكس فقد يختار الخليفة من يخلفه ثم يسعى في أخذ البيعة له بكل الوسائل. جرت 1من العهود الي صدقت بأصحايا أيام الخلفاء الأمويين" عهد عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز .وكذلك بعض الخلفاء العباسيين كالرشيد والمأمون اللذين كانا فعلا خلفاء بأتم مع الكلمة .راجع :أحمد شلي، التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية؛ ج - .3محمد الخضري بكا محاضرات في تاريخ الأمم" ج.3 453 الفصل الثالث سرة 1 خلافة النبوية . ينطلق الإسلام من مفهومه لمبادئ الفلسفة السياسية للحكم من أن الحكم لل وحده .وهو الوحيد المشرّعث وأن الحاكم ما هو إلا منقذ المؤمنينانة .ويعتمد فى حكمه على قاعدة الشورى7 .لقوانين إخوة(ا). وأن الإسلام قد شرع لصالح المؤمنين قاطبة} دون أن يميز طبقة عن أخرى .من هنا فإنه لا يوجد أي مبرر عندما يحكم الحاكم لصالح فئة معينة من المجتمع .وقد انطلق الإسلام في بناء قواعد الحكم والسياسة بين الناس وبناء الدولة على أسس متينة هي: ه الأخوة الدينية :إذ لم يول الإسلام أي اعتبار للجنس أو اللون أو المواطنة والسكن في بلد معين من أجل بناء الدولة الي يتم فيها تطبيق أحكام ألة. ‏ ٥التكافل الاجتماعي :وهو أن يكون شعور الفرد ممسؤوليته نحو الآخرين يؤدي به إلى التماسك الاجتماعي، فيكفل بعضه بعضا. ه الشورى :وهي من الأسس السياسية لرعاية أمور المسلمين. وعلى أساس الشورى يتمكن اجتمع من المشاركة في الحكم مباشرة، مما يعزز شعوره بالمسؤولية الجماعية. © العدل :وهو أساس الملك كما قيل .وهو السبيل الوحيد الذي يطمئن به المواطن للوصول إلى حقوقه«). اعتمادا على هذه المبادئ والأسس تصبح الدولة الإسلامية ممكنة .:.772 1- الاسلام عقيدة وشريعة ‘ ص 544وما بعدها.2محمود شلتوت 753 القيام وبدوفما تنعدم .وإذا تلف أحدها اختلت الأمور وخرج الحكم عن مداره فيستبة الحاكم وتخرج الرعية عن طاعته، وتبعا لذلك لم مكن التوصل إلى النتائج المرجوة من إقامة دولة الإسلام، وهي إقامة الدين ونشره وإسعاد البشرية بذا النظام. فسياسة الحكم في الإسلام تقوم على أقطاب نلانة« :العدل من الحكام والطاعة من المحكومين والشورى بين الحاكم والمحكوم»(!). وهي الخطوط العريضة والأساسية ال ناضل الإنسان من أجل الوصول إليها لبناء سعادته& وعليها تركزت حميع الثورات الديمقراطية اليي قامت في العالم ضة الظلم والاستبداد .ولكن الإسلام قد بشر بمذا من قبل وهذا ما يدل على صلاحية النظام الإسلامي لكز زمان ومكان. ا -سيد قطب\ؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام .ص .59 853 أى :السياسة الداخلية -1أهل السنة والجماعة: السياسة الداخلية هي تلك المبادئ والأسس الي ينطلق منها أي حاكم في معاملة رعيته ومن وجهة نظر إسلامية فإنها تنطلق من مبادئ ثلاثة هي :العدل، والطاعة، والشورى .وهي تعتبر المرآة الحقيقية ال تعكس الأساليب والتعامل بين الحاكم والمحكومين .ومن خلال تلك السياسة نستنتج مدى تطبيق الخليفة لأسس وقواعد الحكم رقي المجتمعالإسلامي .وهي أيضا الرصيد الوحيد الذي يتبين به مدى دينيا واجتماعيا واقتصاديا. فإلى أي مدى وصل تطبيق ذلك في دولنا الإسلامية؟ وما هي الأسس اليي سارت عليها الكيانات السياسية مقارنة مع السيرة الراشدية؟ فهل حكموا بما أنزل انت؟ وإذا كان غير ذلك© فما هي الأسباب؟ أ -أسس السياسة الداخلية: قامت دول أهل السنة في سياستها الداخلية على قواعد ومبادئ أجمع عليها الكتاب القدامى منهم والمعاصرون، وقد كانت لدى الأمويين والعباسيين سمات مشتركة ائبعها خلفاؤهم في معاملتهم مع ٍالرعية. وإن أول مايلفت النظر في هذه المسألة هو اعتماد كلا النظامين اعتمذلفقدالمسلمين لتدعيم كيا ممممن معينو احدجنسعلى 953 الأمويون على العرب بصفة خاصة لتكوين المجتمع الإسلامي السياسي واعتمدوا على قريش وبي أمية لإرساء قواعد العرش الأموي في الحكم بصفة أخص .أمًا بنو العباس فقد اعتمدوا على الموالي من الفرس ثم الأتراك من بعدهم .فقد اعتزوا بمؤلاء مرَة، وكادوا لهم مرة أخرى عبر تارنخهم السياسي الطويل(!) .وبصفة عامة فقد كانت «دولة ب العباس أعجمية خراسانية، ودولة ب مروان أموية عر بية»(.)2 وقد اتبع كر من النظامين أساليب مختلفة في سبيل تثبيت عروشهم داخليا .وهذا الأخير هو الهدف الوحيد الذي تجمعهما. خصائص السياسة الداخلية الأموية. يز النظام الأموي عن العباسي بعدة مفارقات مكنته من توطيد على المسلمين بواسطة حفنة صغيرة من ب أميةالحكم 7 وأتباعهم .فمن هذه الأساليب استغلال الخانب الدي والفلسفي لحياة الإنسان. -1فمنذ أن حل معاوية في السلطة الإسلامية حدثت عدة تحولات فكرية لها صلة وثيقة بالتحولات السياسية، حيث سار حكم بي أمية بصفة عامة على مبدا الجبرية ومفهوم الإرجاء .فمن خلال نظرية الخبر استطاع هؤلاء الحكام أن يثبتوا في أذهان الرعية أن الإنسان لا حول له ولا قّة 3وأن جميع أفعاله مخلوقة لله تعالى ومقدرة من الت وهذا لتبرير تاريخ- .802حسن إبراهيم حسنصا محمد الغزالي الاسلام والاستبداد السياسي الإسلام.ج 25ص .291 2الجاحظ البيان والتبيين" ج 35ص.563 063 التحولات السياسية الحديدة المتمثلة في انتقال الحكم من الشورى إلى الورانلة .فبالخحبر يستطيعون تبرير مظالمهم الي ينسبومما إلى قضاء انة وقدره، وبالإرجاء تحاولون الإفلات من الحكم على ليمانمم بعد ارتكنيمم المظالم .وقد أشاعوا هذه الفكرة وشجًّعوا مذهب الخبر3 وأخذوا به جميعهم، وعملوا على نشر هذا المذهب بمختلف الوسائل(!). وحاولوا بكل ما في وسعهم القضاء على فكرة حرية الإرادة بل حتى من الناحية السياسية .وهذاالناحية الدينية فحسب&لا من خدمة لتحؤلاتممإ إذ لا يتم لهم ذلك إلا بمذه الأفكار الن تخضع الرعية(.)2 وقد استغل الأمويون الخانب الروحي للمسلمين لتمرير سياساتممء حيث إن العاطفة الدينية أقوى العواطف وبما يستطيع فر واحد أن يقود الآلاف من الأفراد .وقد اختار الأمويون هذه السياسة الروحية لقرب المسلمين من حياة الرسول قه والخلفاء الراشدين، فكثير منهم ا -قي هذه الفترة من التاريخ الأموي ظهر غيلان الدمشقي بن مسلم وقيل غيلان بن مروان، وقيل ابن يونس كان أبوه مولى من موالي أمير المؤمنين عثمان بن عفان، من .أصل مصري، كان في الفقه من أصحاب الحسن البصسري، واشتهر اسمه كصاحب فرقة سميت بالغيلانية، نادت بأن الإنسان حر مختار في تصرفاته وصانع لأفعاله .ولقد قامت الغيلانية بنشاط سياسي هام ضد الأمويين .أخذ غيلان مذهبه في القدر والحرية والاختيار عن الحسن بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب .انظر :محمد عمارة مسلمون ثوارث ص .06 2عبد الحليم حمودا التفكير الفلسفي في الإسلام .ص- .302أحمد أمين .ضحى الإسلام، ج .3ص[ - .8محمد عمارة مسلمون ثوار ص- .06محمد عمارة الإسلام وفلسفة الحكم .ص .581 163 الذين عاشوا الأيام الشورية للدولة الإسلامية، ومن الصعب الانتقال يم إلى سياسة جديدة تخالف تعاليم الإسلام، وقد يكون في الرعية من حضر نزول الوحي وكتبه وحضر أعمال الرسول ثقله واستشاراته لأصحابه. -2من الأساليب الي اعتمدها الأمويون مؤسسة (نظام الجماعة)3 فقد بدأه معاوية بان الدولة، وذلك بإقامة المؤتمرات والجماعات لبث الأفكار المراد تبليغها للرعية لخدمة سياستهم .ومن ثم تكوين رأي عام قوي يخدم تلك المصالح .وهذه العادة أصبحت فيما بعد سة اتبعها سائر الخلفاء بعد معاوية .وقد أطلق عليها الفقهاء فيما بعد اسم (نظام أهل الجماعة). وقد استغل الحكام هذه الفكرة لحمع الناس، واعتمادا على هذا النظام الذي يعود في أصله إلى صحابة رسول انتة فلا الذين اجتمعوا حول أبي بكر بعد وفاته، وأصبحوا يملون حماة التطور في النظام الإسلامي وآدوه على أساس العقيدة، وال تع أن يد اللة مع الجماعة} وأنما معصومة من الخطإ بقوة الإجماع، استنادا إلى قوله ث: إن أمتي لا تجتمع على ضلالة(!). وقد أصبح هذا النظام -أهل الجماعة مؤسسة سياسية خالدة. قادرة على هدي العامة إلى الحقيقة وبما يستطيع المسلمون إبعاد الاخرافات والمبالغات وإن اتباع هذه المؤسسة دليل على انتماء المسلم ا -رراه ابن هاجه‘ كتاب الفتن باب السواد الأعظم حديث رقم {0593ج20 ص.3031 263 للجماعة، وبالتالي للدولة الإسلامية .وعلى هذا الأساس أصبح معاوية ومن بعده يبعثون بالوفود إلى جميع أنحاء الدولة الإسلامية للحصول على التأييد والطاعة لكل ما يصدر عن الخليفة .واستطاعوا بمذا امتصاص غضب الائرين والمعارضين للسلطة الأموية} إلى جانب استعمال المال والقوة أحيانا واللذان كان لهما الدور الفعال في تثبيت الحكم الأموني(ا!). وإذا كان اجتماع الصحابة بعد رسول انتة ظ من أجل اختيار أبي بكر وتطبيقا لقاعدة الشورى© فإن اجتماع الأمويين قد حصل من أجل تكوين رأي عام خدمة لتأصيل قاعدة وراثة الحكم وتثبيته .وبمذا يكون هذا الاجتماع قد خرج عن جوهره وهدفه فلم يبق لمعين (أهل الجماعة) إلآ الدور السياسي .وقد اتخذته جميع الأنظمة السياسية الإسلامية من بعد الأمويين وسيلة لجمع المسلمين حول الأنظمة القائمة. المناوئين فهم في السلطة مهما كانت آراؤهم.ومحاربة ك .-3نتيجة للسياستين السابق ذكرهما فقد أفرز حتمع واسع متكون من عة أجناس وشعوب مختلفة العادات والتقاليد تحكمه طبقة أرستقراطية حازت على السلطة والمال، وأخضعت الخحميع لخدمة ملكها. وفي الحقيقة فإن هذه الطبقة الارستقراطية قد تميزت منذ أواخر خلافة عثمان بن عفان، وذلك بامتيازات خاصة وتعصب طائفي فأغدقت عليهم الأموال وولوا الولايات(.)2 1إبراهيم العدوي، النظم الإسلاميةث ص .771/681 .15-2منير العجلان عبقرية الإسلام .ص 363 وقي سبيل ذلك بلحأت المرجئة(!) إلى وضع الأحاديث الي تبرر انتقال السلطة إلى معاوية .وقد نسب إلى ابن عمر قوله :إن الرسول وأنا منلك‘ لتزاحمن على أبوابكب قال لمعاوية« :يا معاوية أنت م الجنة كهاتين، وأشار بإصبعه الوسطى وال تليها» .كما نسبوا لأبي على1حبيبة وعندها معاويةالدرداء قوله« :دخل رسول الذ ا وهي زوج الرسول فه وأخت معاوية، فقال لها البي ثق :أو تحبينه يا أم حبيبة؟ فقالت :أي واللة يا رسول اللة .قال :فأحبيه فإنني أحب معاوية وأحب من يحبه وجبريل وميكائيل يحبان معاوية .وانة بل أشد حبا لمعاوية من جبريل وميكائيل»(ت) . .‏٠ فبهذه الأسباب استطاع الأمويون أن يظهروا على الناس، وبواسطة هذه المبادئ سارت :سياستهم الداخلية تقريبا، وفي أغلب أحوالهم .إذ كان الحكم وراثيا، وولاية العهد هو السبيل الوحيد للوصول إليه .وقي المجال المالي والاجتماعي فقد استأثر الحكام والولاة والقواد والجنود وقوثرواتما.الأرضبخيراتحو لمطافومنالدولةوأنصار منالاجتماعية وظهرتالاجتماعية اتضحت جليا الطبقاتالعلاقات ا -المرجئة :فرقة وقفت موقفا وسطا بين القدرية الداعية إلى الحرية، والجهمية الداعية إلى الجبر وهي لم تخاصم عليا ومعاوية بل أرحأت أمرهما إلى الله إن شاء عذيمم وإن شاء عفا عنهم .وبهذا الرأي انتقلوا من الحياد السياسي إلى الحياد العقدي .والإرجاء هنا حاء استنادا إلى حديث الصحابي أبي بكرة "ستكون بعدي فتن القاعد فيها خير من الماشي "...وإلى الآية "قالوا ارحه وأخاه" .وهو الأصح لأممم كانوا يوخرون العمل عن النية .وأن الأعمال المفروضة على المؤمنين من صلاة وغيرها ليس من شروط الإممان _.انظر :صبحي الصالح النظم الإسلامية ص.341 -2محمد عمارة .الإسلام وفلسفة الحكم" ص .946/056 463 جديد العصبية الجاهلية الق سعى الإسلام إلى القضاء عليهاء و لم يبق إلا على عصبية الدين .كما أضيفت إلى العصبية الخاهلية العصبية الشعوبية(!) .فقد عمل الأمويون على استرقاق كثير من المسلمين بتأثير العصبية القبلية حينا، وبالاستعباد المالي حينا آخر .وأصبحت طبقات الموالي المختومة في أعناقها والمسومة كالخيل علامة لاستعبادهم، معروفة ومتميزة عن غيرها في الحتمع العربي .والعرب متميزون أيضا عن بطن قريش ثم ب أمية الذين تميزوا بالحاكمية المطلقة(.)2 وقد كانت جميع هذه السياسات من أجل هدف واحد في الحكم والسياسة الأموية، وهي إثبات وإرساء فكرة وراثة الحكم في النظام الإسلامي. «.وقد تجلت معالم هذا التقنين فيما يلي: [ .إقرار مبدا الأمر الواقع المستند إلى القوة في اختيار الخليفة. استناد الخلافة الورائية إلى السياسة أولا، ثم إلى الدين ثانيا.د نقل مقر الخلافة الوراثية إلى مقر عصبتها.سا إقرار الشارات والعلامات للدلالة على الخلافة.< إقرار مبدا الوراثة في الحكم وهو المظهر الذي صار السمةها العامة للنظام الحديد للدولة الأموية»(ة). .65:2صالاسلام والمستقبلمحمد عمارةا- -2ابن أبي الحديد شرح فمج البلاغة، ج ص.242 .71صالنظم الاسلامية-3۔ إبراهيم العدوي 563 خصائص السياسة الداخلية العباسية. أما فيما تخص العباسيين فإنهم لم يلاقوا صعوبات كثيرة في تثبيت فكرة وراثة الحكم ف أذهان الرعية .ذلك أن الذين سبقوهم من الأمويين قد قاموا بمذا الدور، ودفعوا من أجله الكثير من الدماء والأموال، و لم يبق لب العباس سوى إيجاد الطريقة ال يتم بما إيصال أبنائهم إلى السلطة .ومن البديهي أنه لم يتم ذلك إلا بإراقة الدماء في بعض الأحيان، ليس من جانب الرعية بل من جانب المعارضين فم. والتاريخ يؤكد أن عظام الأمويين كان السلم الذي تسلق عليه العباسيون إلى سدة الحكم(!). وتبقى الصفة الشرعية للخليفة العباسي هي ذلك الأسلوب الذي حدث جديدا في سياستهم الداخلية من أجل إرساء دعائم حكمهم. وقد سبق أن ذكرنا أمهم قد اشتركوا مع الأمويين في ميزة واحدة، وهي الاعتماد على جنس معين لبناء دولتم .فالعباسيون بنوا كيانمم السياسي على كواهل الفرس .وقد أسقطوا العرب وأحلوا محلهم الأعاجم من فرس وترك، فكان تاريخهم السياسي الطويلة مسيرة شعوبية تنطلق في عدائه للأمويينں ثم تطورت هذه العداوة لتصبح عداء خاصا بالعرب كجنس .)2فدا هؤلاء الأجانب السند الوحيد لتنفيذ سياستهم ‏١الداخلية بغية الحفاظ على بقائهم في السلطة. 1-انظر العلاقات الأمرية العباسية في :احمد شلي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةء وما بعدها.!84صج.3 2محمد الخضري بك" محاضرات في تاريخ الأمم ج .2ص784وما بعدها - .حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام.ج .2ص- .352محمد عمارة الاسلام وفلسفة الحكم .ص .496 663 إن ما ركز عليه العباسيون في سياستهم مع الرعية هو الجانب الروحي تأثرا بالنظرية الفارسية القائلة بالحق الملكي المقدس .وهذا نتيجة ميلهم إلى الفرس .وفعلاً فقد كان الحكم العباسي مماثلا لما كان عليه في بلاد فارس أيام آل ساسان .وأصبحت هذه النظرية فكرة ثابتة في الأذهان، وأصبح الخليفة العباسي يحكم في نظرهم بتفويض من ألن <1 «إتما جعفر المنصور :أبيقول منجليا يظهرماوهذال الشعبلا من أنا سلطان ألن في أرضه»!). ورغم ما وقع في التاريخ السياسي العباسي من استيلاء الأتراك على مقاليد الحكم فإن الخليفة بقي محتفظا بسلطته الدينية واعتراف هؤلاء الأمراء بذلك سواء كانوا داخل الدولة أم مستقلين بإماراتمم7 . يلجأ إلى الخليفة للحصول على التفويض بالحكم باعتباره خليفة رسول ان ته .وقد بأ هؤلاء إلى مثل هذه السياسة لإعطاء سلطتهم الصبغة الشرعية في نظر الشعوب الي يحكمومما .وقد اعترف يوسف بن تاشفين( )2ملك المرابطين بالمغرب بسلطة الخليفة المقتدي(.)3 وهذه الوضعية السياسية الت رافقت خلفاء بن العباس، وخاصة في م ار.ع عهودهم الاخيرة تدلنا على مدى التطور الذي حدث في سلطة 1محمد حلال نشأة الفكر السياسي صر - .411حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام 3 ج .2ص .352 -2يوسف بن تاشفين (00)5 -014ه) بن إبراهيم المصالي الصنهاجي اللمتوين الحميرين أبو يعقوب أمير المسلمين وملك الملثمين، سلطان المغرب الأقصى وباني مدينة مراكش، وأول من دعي بأمير المسلمين .انظر :الزركلي الأعلامض ج، 9ص.492 3حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام چ ج، 4ص- .803إبراهيم العدوي النظم الإسلاميةث ص .07/17 763 الخليفة .وكيف أصبحت دينية بختة، وليست سياسية(!) .وهذا ما يؤكد المقولة القائلة بأن الدولة العباسية كانت ثيوقراطية} والحقيقة الى يجب ألا نغفل عنها هي أن هذه الوضعية لازمت الخلفاء العباسيين بداية من الحقبة التاريخية الثانية بخاصة .وفي الفترة الأموية والفترة العباسية الأولى ل يكن فهذه المسألة أي تأثير فالأمويون والعباسيون الأوائل اتخذوا الجانب الدي وسيلة للوصول إلى الحكم بدون أن يفصلوا بين الدين والسلطة الزمنية كما وقع خاصة بعد بيبرس. فمن هذا الجانب أصبح هذا النظام يماثل تقريبا نظام الحكم الفارسي من الوجهات الاتية: .1التسلط على أرواح الرعية. .2الاحتجاب عن الناس. .3اتخاذ الوزير والسياف. .4إحاطة شخص الخليفة بمالة خرافية من القداسة، والزعم له بالجبروت المفتعل. .5ظهور الأزياء الفارسية، والاحتفال بالأعياد الفارسية القديمة. .6اتباع المظاهر الوثنية في معاملة الحاكم كانحناء الداخل عليه وتقبيل الأرض. .7التوسل ببردة البي قف لتأييد نظرية التفويض الإلهي. .8السير على نظام تولية العهد لأكثر من واحد(). ا -أنرر الرفاعي، الإسلام في حضارته؛ ص.09 -2مصطفى الرافعي، ص.34/44 863 انطلاقا من هذا العرض لأهم مبادئ السياسة الداخلية للدول السنية، فإننا حد بأن الهدف كان واحدا هو البقاء فى السلطة وإن اختلفت الوسائل والسبل الي اتبعها ك نظام .وإذا كانت المبادئ غير شرعية فلا ب أن تكون نتائجها كذلك. ب -سيرة الخلفاء: حدا بالنسبة لنظام اتخذ حكمه وراثياءإن تعرضنا لهذه النقطة مه إن الررانلة عادة ما توحي بالملك الذي يعطي للخليفة حوحيث التصرف الكامل في الدولة في أموالها ورعيتها .وبالتالي كثيرا ما يتميز هذا النوع من الحكم بالبذخ والنعيم الملكي. ومن جهة أخرى فإن الدولة إسلامية وخلفاؤها مسلمون، فما هو مدى اقترايمم من السيرة الإسلامية الحقيقية؟ وما ينبغي أن يكون عليه خليفة المسلمين كعضو منهم لا يحق له أن يتصرف في سلطته وأموال الدولة وأحكام رعيته إلا بالحق؟ فما هي سيرة الخلفاء السنيين مقارنة مع الخلفاء الراشدين من حيث حيتتمم الشخصية وحياة ذويهم؟ فهل طبق هؤلاء السنة النبوية في سيرتمم أم كانوا ملوك دنيا فقط؟ ولقد سبق أن بنا أن النظام الأموي والعباسي قد اعتمدا عدة طرق لتثبيت سلطتهما، وتبين لنا جلا أن الخليفة كان مسلوب السلطة إلا الروحية منهاك وخاصة في العهود الأخيرة للدولة العباسية. يقول محمد الغزالي« :تولى الخلافة رجال ميتو الضمائر وشباب معصية أنة واقتراف الاثم وليس لثقافتهمسفهاء جريئون على 963 92 الإسلامية قيمة .اتسع نطاق المصروفات الخاصة للحاكم وبطانته ومتملقيه، وتحمُل هذه المغارم بيث مال المسلمين وأئر هذا السرف الحرام على حاجات الفقراء ومصالح الأمَّة»(.)١‏ فهل نستطيع أن نحكم على هؤلاء الخلفاء من هذه المقولة بأنمم لم يقدموا لأمتهم خيرا إطلاقا؟ وهل كانت هذه الصفات تشملهم جميعا؟ إن أكثر الكتاب لا تسلم كتاباتمم ولا تغفل عن ذكر مثل هذه الأوصاف سواء من الناحية الدينية والخلقية، أم ما يتعلق بمعاملاتمم وتصرفاتمم أزاء ممتلكات الأمة الإسلامية. فمن الناحية الدينية والمذهبية فإن غالبية الخلفاء السنيين قد تعصبوا للمذهب السي وحاربوا كل ما سواه. ويؤكد الدكتور محمد عمارة أن السفاح والمنصور كانا عضوين في تنظيم المعتزلة(ت) .ولا نرى في ذلك إلأ خطة سياسية بغية التمكن من وة المعتزلة الذين نشطوا في أيامهم .مع العلم أن السفاح والمنصور كانا من الموطّدين لأركان الدولة العباسية} وأن السفاح قد قام بعدة حروب لتصفية بي أمية .ولهذا فإن ما يمكن تأكيده هو أن المذهب المتبع كان سناك وأن خروج بعض الخلفاء عن القاعدة كان من باب السياسة لا غير .ومن الناحية العملية وقيام الخليفة بأعماله المنوطة إليه كإمام للمسلمين فإن أكثر الخلفاء في ب العباس لم يكونوا يؤمُون الناس في الصلاة، أو في خطب الجمعة كما فعل الراشدون وبعض الأمويين .بل -1محمد الغزالي الإسلام والاستبداد السياسي ص .781 2محمد عمارة .الإسلام وفلسفة الحكم، ص .296 073 باعتباره خليفة له لإعطاء الصبغةكانوا يظهرون للناس ببردته ثة الشرعية لحكمهم(!). والحقيقة أن هن المقولة السابقة للإمام الغزالي لا تخرج الخلفاء السنيين عن دائرة التعفن السياسي والانحراف الديي، والحقيقة غير ذلك إذ لا بد أن يكون لهذه الوضعية استثناءات(.)2 إن المسألة الي أسال الكتاب فيها حبرهم هي نمط حياة الخلفاء والي وصفها أكثر الكتاب بالبذخ وبنعيم الدنيا على حساب فقراء المسلمين. وهذه المسألة المتعلقة بحياة الخلفاء الشخصية من المبادئ الت أكد عليها الإسلام وتدخل ضمن تحقيق العدالة وتحديد مسؤولية الحاكم الي هي من أعظم المسؤوليات بالنسبة للرعية .وهذا ما جعل المحللين يولون للموضوع اهتماما كبيرا(.)3 ا -ابن تيمية، السياسة الشرعيةش ص- .72/82حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام ج .2صر.552 2ومن هذه الاستثناءات معاوية وعبد الملك وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد الذين كانوا يرجون للجهاد والفتوحات الإسلامية .وكذلك الخليفة المهدي الذي غرف بعدله وتجلوسه للمظالم بنفسه وكان يحب كثيرا ألا يخالف سنة رسوللزآن ن - .محمد الخضري بك، محاضرات في تاريخ الأمم، ج .2صر 49وما بعدها. -3يروي الطبري أن المأمون لما أخذ به النبيذ قال :غنو .فسبق إلى ذلك مخلوق-وهو أحد المغنين۔ فضرب المأمون الأرض بقدحه وقال:مالك؟ عليك لعنة الله .ثم قال :يا غلام أعط مخلوقا ثلاثة آلاف درهم! وأخذ بيدي فأقمت وعيناه تدمعان - .الطيري، تاريخ الأمم والملوكغ ج، 7ص - .012ابن طباطبا، الآداب السلطانية٬‏ ص- .54/64 حمد الخضري بك، محاضرات في تاريخ الأمم؛ ص _ .431حسن علي إبراهيم النظم الإسلامية ..ص.33 13 وقد كان الخليفة يتصرًف بكل حرية فى أموال الدولة، بعد تسديد حقوق الخراج والموظفين، فكان الباقي وهو كثير جدا، نظرا لاتساع وبناءوغيرهم(!).المغنين والشعراء والكتابالرقعة الإسلامية من نصيب على هذا التصرف المنحرف والذي كان له الأثر الكبير والفعال في عليهسارعماتتحرفبطابع جعلهادولتنا الإسلاميةسياسةانطباع المحللون إلعلى ما أوردته الروايات فقل تصدىواعتماداالسلف. واقع الرعية الاجتماعيوربطواوأنواعهومصدرهالخلفاءطعام بإاسراف الحكام(.)2 وهذه السيرة غير الشرعية هي الي تفسر لنا مدى تسلط هؤلاء الخلفاء على أرواح الرعية واستبدادهم بالحكم .ويلخص معاوية ذلك قي مقولته الشهيرة« :الأرض لله وأنا خليفة اللة .فما آخذ من الن فهو ل وما تركته منه كان جائزا لي»( .)3وكذلك المعتصم الذي روي عنه أئه قال عند احتضاره« :لو علمت أن عمري هكذا قصير، ما فعلت ما فعلت ...وذكر أنه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل»(.)4 ومن خلال الأحداث والروايات التاريخية نستطيع أن نسجل أن ب مروان كانوا أكثر اعتدالا من بي العباس وأقلهم طغيانا .فقد كان ا -محمد الخضري بك محاضرات في تاريخ الأممش صر.431 -2يذكر ابن طباطبا يزيدا المولع بالصيد، فقد كان يلبس لكلاب الصيد أساور من اللعب والجلال المنسوحة، ويهب لكل كلب عبدا يخدمه .واتخذ الوليد بن يزيد للخمر حياضا والسفه موارد ومصادر .راجع ابن طباطبا، الآداب السلطانية ص - .55السيابي عمان عبر التاريخ، جاء ص.422 -3محمد الغزالي .الإسلام والاستبداد السياسي ص .93 4الطبري تاريخ الأمم والملوك، ج 9.5ص .911 273 منهم من صلى بالناس وقاد الجيش وجى الخراج وقضى بين الناس و لم يكونوا حجبين عن الناس إلأ القليل .في حين تمر بنو العباس بامتيازات أخرى مثل السهم من موارد بيت المال، وتخصيص قاض فهم وإقامة الحدود عليهم من طرف نقيبهم، لا من ولاة الدولة ولا موظفيها(!). هكذا نجد أمم أقاموا ملكا حقيقيا وساسوا الناس بما يخدم مصالحهم واتخذوا الحكم والسلطان وسيلة للتنعم والاستبداد وأتوا كٹيرا بما حرم أذن .وكانت هذه السيرة نتيجة منطقية لخروج نمط حكمهم عما شرعته أحكام ألله وسنة رسوله قفا وسيرة ة الراشدين من بعده .وقد أولوا النصوص وفق الشهوات واشتروا ذمم بعض الفقهاء فلطخوا بذلك جبين الأمة الإسلامية بعار الاستبداد، وغيروا بأعماحم ما أنزل ألتا وما أمر به من الشورى والعدل والتعفف والزهد في الدنيا والعمل من أجل الآخرة. ج -السياسة الإدارة والمالية: السياسة الإدارية. يعتبر الجهاز الإداري الهيكل التنظيمي للدولة} وبه يتم تسيير أمور الدولة وضمان وصول التعليمات الصادرة من الحكام إلى الرعية، وهذا ما يفرض أن يكون الجهاز الإداري في مستوى متطلبات ذلك النظام. ولقد تطورت الإدارة الإسلامية تطورا طبيعيا متماشيا مع توسع الدولة الإسلامية ففي عهد الرسول ث كانت الأمور بسيطة جداء -1منير العجلان عبقرية الإسلام ص- .15محمد الخضري بك، محاضرات في تاريخ .212 الأمم .ج .2ص 373 حيث إن اللنبي ثة جمع السلطات‘ وكان يستعين على إدارة الدولة بأصحابه .ثم تعاقبت الخلافة الرشيدة، فتوسعت الإدارة بإحداث أجهزة إدارية جديدة، كالبريد والحجابة وغيرها. وفي العصر الأموي بخاصة توسع هذا الجهاز ليشمل البريد والحجابة والشرطة والقضاء والجخيش. وعرف البريد تطورا كبيرا في عهد معاوية، وكان صاحب البريد يقوم بعملية التجسس على عمال الدولة وعلى الأعداء .وكان يمثل بحق جهاز المخابرات في العصر الحاضر. ولد تواصلت عملية إصلاح هذه الأجهزة والابتكار فيها في من النظامين سياسة خاصة في الإدارة(!).العصر العباسي، وكان لك ففي العصر الأموي وضع معاوية بن أبي سفيان سياسية إدارية حكيمة من أجل توطيد الحكم والإشراف الكامل على كل ما يجري في أطراف الدولة .وقد سار نظامهم الإداري على أساس اللامركزية. وذلك على قاعدتين: الأولى، تتمثل في فصل الإدارة المالية للولاية وربطها مباشرة بالعاصمة واشتهر صاحبها باسم (صاحب الخراج). أما الثانية فهي تعيين عمالة إدارية في الولايات مهمتها مراسلة الخليفة وإخباره بكل ما يحدث في الولاية من أعمال الوالي والرعية(ت). ! محمد الخضري بك‘ محاضرات في تاريخ الأمم، ج 25ص- .062حسن إبراهيم حسنك تاريخ الإسلام ث ج 3.5ص- .762/472إبراهيم العدوي{ النظم الإسلامية‘ ص.392 2إبراهيم العدوي، النظم الإسلامية ص052وما بعدها. 473 في حين اتبع العباسيون في عصرهم الأول النظام الإداري المركزي، بحيث أصبح الولاة في أقاليمهم عبارة عن عمال لا ولاة، وليس لديهم مطلق السيادة و لم يكونوا من الشخصيات البارزة(!) :وهو عكس الورضعية الي كان عليها ولاة ب أمية من حيث السلطة\ إذ كانوا كاملي السيادة يتصرفون بكل حرية في أقاليمهم .وهو ما يسمى الآن بالاستقلال الإداري .وقد ظهر طغيان كبير من الولاةإ فتصرَّفوا تصرف الخلفاء وأكثر .وقد كان الحجاج بن يوسف يجمع الأموال حسب هواه دون مراجعة في ذلك .ومن الخلفاء من حكم ولايته لأكثر من عشرين عاما(.)2 وقد اتبع الخلفاء السنيون في كلا النظامين سياسة متقاربة من حيث شخصية الرجل الإداري، وموحَّدة من حيث الهدف وهو ما يضمن لهم بقاء الوالي في خدمة البيت الحاكم. فمن مميزات الإدارة الأموية كوفما عربية خالصة مع نجاحهم الكبير في اختيار الرجل القوي الذي يضمن لهم سحق الاضطرابات وقمع الفتن .ويبقى الوالي دائما هو سيد الموقف .وقد سار العباسيون حذو الأمويين في هذا المنوال، مع الميل الكبير إلى استعمال الأعاجم في الإدارة، وخاصة في المراكز الحساسة كالوزارة والجيش. وقد جمع كلا النظامين ميزة خاصّة، وهي أمنمم لم يتورعوا إطلاقا في استعمالهم أبناءهم وأقرباءهم على البلاد، لضمان الولاء التام. ا -حسن علي إبراهيم النظم الإسلامية ص .241 2حسن علي إبراهيم نفسه، 3.ص- .141محمد الخضري بك© 6محاضرات في تاريخ الأممؤ ج 25ص 212 573 وبالجملة فإن عملية الحكم والإمارة خاصّةإ تكاد تكون محصورة في الطبقة الارستقراطية المحدودة بالأبناء والأقرباء، أو من المناصرين للسلطة عمومااا!). وفي النظام الأموي كانت الوتيرة الوحيدة ال سار عليها نظام الإدارة متميزة، حيث إنها جمعت بين النظام الديمقراطي الذي يعطي التصرف الكامل للوالي في إقليمه إلى درجة الطغيان على الخليفة نفسه، وبين نظام الحكم المطلق حيث كانت المراقبة متواصلة من الخليفة على الأمير والأهالي .و لم يستفد هذا النظام من مزايا الديمقراطية ولا من الحكم المطلق .كما شهدت الأيام الأخيرة للعصر الأموي إذلالا كبيرا للولاة ومصادرة أموالهم وأحيانا قتلهم بعد عزلهم .وقد بدأت هذه الظاهرة خاصة في عهد سليمان بن عبد الملك (69-99ه_) (.)2 أما في النظام العباسي فنظرا لطول عمر هذا النظام الذي دام أكثر من خمسة قرون‘ فقد شهدت الإدارة فيه عدة حالات\ انتقلت فيها من قوة إلى ضعف .ففي الزمن الذي عرف فيه الخليفة قوة وكان يعين رجال إدارته، وخاصة الوزراء بالدرجة الي يصبح فيها الخليفة مطمئنا على سير شؤون دولته مما جعل أكثر الوزراء في ذلك الوقت وزراء تفويض لا تنفيذ .ويظهر هذا جليا من مقولة الرشيد لوزيره نحي بن خالد حين عينه قائلا له« :قد قلدتك أمر الرعية، وأخرجته من عنقي .055 جا } ص ظافر القاسمي،-- 8عبقرية الاسلام .صمنير العجلاين ا- إبراهيم حسن- .312حسنصج.2تاريخ الأمم.فمحاضراتبكالخضري-2۔ حمد .834 تاريخ الاسلام ئ ج! ) ص 673 إليك‘، فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب واستعمل من رأيت، واعزل من رأيت‘ وأمض الأمور على ما ترى» .ودفع إليه خاتمه. وهذا ما جر الخلفاء إلى أن يسوسوا رجال بلاطهم بسياسة التملق حت يطمئتوا إليهم، من ذلك اقتطاع الضياع لهم والهدايا النفيسة والأموال الطائلة .ومن جهة أخرى كان الوزير لا يغفل عن تقدم المال للخلفاء ونسائهم .ومقابل هذا فلا بد أن يثقل كاهل الأهالي بالضرائب والشدة والتعسف في جمعها(!). إن الاستبداد كان دائما سيد المواقف، حيث إنه إذا كان تقييد الوزارة يتم برسائل جميلة وخلع جليلة وموكب فخم فإن العزل يكون عادة أكثر مكرا من قتل وتمثيل ومصادرة للأموال وملاحقات لكل العائلة .وقد اشتهرت العائلة البرمكية في هذا الشأن، وكان الكثير من القادة يتجنب أن يسمى وزيرا بعد أن مات أبو الجهم على يد المنصور. هذه هي طبيعة الملك الاستبدادي الذي لا يتورع في استعمال كل شيء لتحقيق كلر شيء «ويجب أن يكون ذا السلطان الذي لا يشاركك والحول الذي لا يقهر واليد الطولى ال لا يضارعها يد».)2 إلا أن هذه السياسة لم تعمر طويلا، وخاصة ابتداء من العصر العباسي الثاني الذي بدأ فيه الضعف يدخل قصور الخلفاء، سواء لضعفهم هم كخلفاء، أو بسبب القوة الن أصابت قواد رجال القصر 1الطبري، تاريخ الأهم والملوك، ج، 8ص- .332منير العجلان .عبقرية الإسلام ص 6للى .532 2محمد الخضري بك محاضرات في تاريخ الأممؤ ج، 2ص- .911/021حسن إبراهيم .732- .752منير العجلاين© نفسا .ص‏ ٤ج .2ص تاريخ الاسلامحسن 773 وأصبحوا يتحكمون في أمور الدولة، من تولية وعزل ليس فقط لعمال الإدارة البسيطة بل أيضا الخلفاء أنفسهم. ونتيجة الضعف الذي أصاب بعض الخلفاء فقد كان تصرفهم وفق ذلك إذ كانوا يولون مَن شاؤوا دون مراعاة القوة والكفاءة في رجل الإدارة، بل كان همهم الوحيد هو ضمان ولائه لهم(!). كما عرفت المرأة العباسية تدخلا كبيرا في شؤون الدولة عموما والإدارة خصوصاء فقد رجع كثير من الخلفاء إلى رأي النساء في تولية رجال إداراتمم، وقد اشتهر ذلك في عصر المقتدرث). وتبعا فهذه التصرفات الإدارية الى انحرفت ح عن قواعد الحكم الدنيوي© تبين عدم إحساس الخلفاء بثقل الأمانة الن وضعها الإسلام على عاتق الحكام كما ظهرت جليا الأهداف الن خططت الإدارة الإسلامية من أجلها، وهي خدمة المسلمين. وبدهي أنه إذا كانت المقدمات خاطئة فلا بد أن تكون النتائج وقد ركز الإسلام في اختيار الموظفين على ركيزي القوةكذلك والأمانة .قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام :لقال اجعلني على ا -من ذلك ما رواه الطبري عن مروان بن أبي الخنوب أنه قال" :أنشدت أمير المؤمنين التوكل فيه شعراء وذكرت الرافضة فيه فعقد لي على البحرين واليمامة، وخلع علئ أربع خلع في دار العامة" .الطبري" تاريخ الأمم والملوك، ج، 9ص .032 2أصبحت أم المقتدر ذات سلطان كبير وعينت قهرماناتما صاحبة المظا لم، واشتهرت عدة الملك وغيرهن.وستمرسىوأمالمعتز كقبيحة أمتلك الحقبة الثانيةقنساء راجع: حمن_-.60صج.3‘ تاريخ الاسلامإبراهيم حسنحسن النظمعلي إبراهيم .64صالاسلامية. 873 خزائن الأرض إني حفيظ عليم»(!) .وقال :لإن خير من استأجرت القوي الأمين») .فالإدارة إذا تستدعي القوة والأمانة والعلم بما حمّل به الإداري وإذا كانت الوضعية على الحال ال وصفها المؤرخون فلا شة أن الضعف سيدب إليها نتيجة الجهل والانحراف وانعدام الضمير. بجيل لجهة السياسة المالية: تميزت السياسة المالية قى عهدها الأول أيام الأمويين بطابع خاصر، ذلك أممهم ساروا في سياستهم الإدارية سياسة الاستقلال الإداري التام، فاستتبع هذا النظام الجانب المالي للدولة، فقد كان للوالي السلطة الواسعة في جميع الأموال من مواردها الشرعية وغير الشرعية. وهذا السلطان الواسع لصاحب الخراج على مستوى الولاية جعل النظام المالي يختلف من إقليم لآخر، وهذا حسب الوالي الحاكم في كرز مصر وصار بذلك لكل ولاية نظامها الخاص حسب ما نظمه صاحب خراجها، إلى جانب القواعد الأساسية الي ورٹها النظام من الخليفة عمر بن الخطاب(.)3 مع ملاحظة أن النظام الإداري والمالي كان في أول عهد الأمويين بيسطا جًا، إلا أنه مع بداية عصر عبد الملك بن مروان بدأ ينتظم أكثر السياسة الق اعتمدهاصبغته العربية بصورة أوضح( . )4وهيويعرف -1سورة يوسفؤ آية .55 آية .6القصصسورة -2۔ -3إبراهيم العدوي، النظم الإسلاميةش ص .662 .86ص ج! ‏٤ تاريخ الاسلامإبراهيم حسن حمن4۔ 973 الأمويون في كل جوانب معاملاتمم السياسية! وذلك لضمان ولاء الأقاليم وتنفيذ خططهم. وتبعا لنظام التطور ‏ ٢كا جوانب الحياة العاممةء فقد عرفت الإدارة المالية نفسها هذا التطور لتصل إلى أرقى نمط من الدقة والتطور ق عهد العباسيين الذين اتبعوا سياسة مالية في غاية الإتقانء حيث كانت ترمي إلى إحداث التوازن بين موارد الدولة ومصاريفهاء حق تضمن لنفسها سير شؤون الدولة .ومن هذا المنطلق قسمت الميزانية العامة إلى قسمين :قسم الاستخراج، وقسم النفقات. وكان لكاً ولاية ديوان لمخراج يتبع الديوان المركزي في بغداد أو في سامراء .وينقسم كل واحد منها إلى قسمين :قسم خاص بالواردات، وقسم خاص بالنفقات مع حمل الباقي إلى دار الخليفة(!). إن كل النظامين قد اعتمد أساسا على الموارد الن حددها النظام المالي في الإسلام، وهي ستة موارد محددة( .)2إلا أن النظام الأموي بخاصة أضاف موارد أخرى لم يأت بما شرع ألل٧‏ وتمثلت في الضرائب اللي كانت تصب على أصناف معينة من الرعية .وقد زادت هذه الضريبة في عهدهم أكثر مما كانت عليه في عهد الخلفاء الراشدين و لم يراعوا فيها القواعد الي أقرها من سبقهم من الراشدين بل تجحاوزوها إلى حد الإفراط(). .8ص‏ ٤ج.3تاريخ الاسلام حسممنا6إبراهيم-حمن 1 الخزية 5الغنيمة الفيء العشور .انظر تفاصيلها2لموارد للمالية ق الإسلام هي :الزكاة الخراج في :الدكترر صبحي الصال، النظم الإسلامية} نشأتما وتطورها .صر 453وما بعد. .0نفسه .اصإبر اهيم3 -3۔ حسن علي 083 وقد حرم الشارع مثل هذه الضرائب لأنما لم تجر في براها الي أخذت من أجلها، و لم تكن هذه الضريبة الي يجمعها الناس لمصلحة أنفسهم بل حولت لتصرف حسب أهواء الملوك وبما أن الرقعة الإسلامية كانت كبيرة جدا بسبب الفتوحات المتواصلة} فقد أصبح المال وفيرا جدًا 3وبلغ الترف أقصاه، خاصة في العهد العباسي .وهذا ما جعل الخلفاء وأمراءهم يعيشون في قصورا بينما بقي عامة الناس في فقر وبؤس» ذلك أن أكثر المال كان من مورد الخراج والحزية اللذين يدخلان في بيت المال تحت سلطة الخلفاء وأمراء البلاط فكانوا ينفقون منه على مصالح الدولة، وما بقي وهو مقدار كبير فإنه يذهب لتلبية رغبات الحكام(.)1 ولقد كانت أهداف الأمويين المتمثلة في إثبات السلطة في أيديهم سبببا في انتهاج سياسة غير شرعية في جباية الأموال والحصول عليها. فإلى جانب الضرائب الي كانت تسلط على الصناع والأجراء، فقد أحى معاوية بن أبي سفيان العرف المحلي للولايات فأحى عادة الإهداء في النيروز والمهرجان على عهد الساسانيين، وكان النيروز من أعياد الفرس المقدسة فجلب بذلك الأموال الطائلة من أجل القيام بأعباء البلاط في دمشق وما تتطلبه من منح عائلية .وكذلك سياسة الاسترضاء أزاء القبائل العديدة وشراء ولائها بالمال(). -1وهي هبات الشعراء والمغنين والمتاحين، وشراء ما يعرضه تار الخواهر وابخواري والتحف وجوائز للمضحكين .و لم يتوقف طغيان بعضهم عند هذا الحد بل كثيرا ما صودرت أموال الأغنياء إذا لم يف بيت المال بهذه المطالب والرغائب .انظر :المردودي، صر.411نظرية الإسلام" ص - .313أحمد أمين .ظهر الإسلام جا 2إبراهيم العدوي النظم الإسلامية ص .662/962 183 قال سيد قطب« :فأمًا معاوية بعد على فقد سار فى سياسة المال سيرته اليي ينتفي منها العنصر الأخلاقي، فجعله للر شى واللهى وشراء الذمم في البيعة ليزيد، وما أشبه هذه الأغراض»ا!). ولقد تميز العصر الأموي خاصة في ميدان سياسة المال بعدم إسقاط الجزية على من أسلم من غير العرب، وخاصة في الفتوحات الإسلامية في المغرب .وقد أثقل الولاة العرب السكان البربر بالضرائب مما جعلهم يعيشون في اضطراب مستمرك ويكون لى نظام إسلامي متسامح .وهذا ما هيأ الأرضية لقيام أنظمة إسلامية بالمغربؤ إذ إن التعاليم الإسلامية تلزم بإعفاء كل من أسلم من الجحزية} ولا تلزم إلا الذمي«). ونتيجة لهذه السياسة المتبعة من قبل بعض الأنظمة تغيرت شرائح المجتمع الإسلامي، وأصبح مكونا من طبقة عربية ميسورة وموالي غير عربڵ متميزين بنمطهم الاجتماعي© وفي الدرجة الثانية .وظهر هذا جليا في منطقة العراق خصوصا .وتمثل ذلك في طبقة الدهاقين ملاك الأراضي من الفرس .وكانت هذه الطبقة ميسورة .ثم إن الحكام أسندوا إليهم مقاليد السلطة والإدارة في تلك الأقاليم وجباية الأموال .أمًا الطبقة الأخرى فهي تشكل باقي سكان العراق الذين عُوملوا معاملة سيئة بعيدة كل البعد عن العدالة الإسلامية. وتذكر المصادر التاريخية العربية أن جميع الأراضي العراقية الخصبة مرور خمسين سنة على قيام الحكم الأموي ق أيديأصبحت بعد ق أيدي الخلفاءكما أصبحت نفس الأراضي إقطاعاتالقر شيين فقط -1سيد قطبؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام .ص .612 2حمود إسماعيل، الحركات السرية في الإسلام؛ ص.32 283 ناصرهم .رغم أن عمر بن الخطاب رفضوالولاة الأمويين ومن توزيعها على الفاتحين .ويقوم خدمتها الموالي الذين جلبوا من الأصقاعض والذين يعملون في وضعية غير إنسانية(!). من هنا نلاحظ المنهج الذي اتخذته الأموال في سبيل تمركزها في قبيلة واحدة فبعد أن كانت مورعة بين جميع أفراد وطبقات المجتمع أصبحت ف قبضة ولاة الأمور وذلك لأنما أتت عبر قنوات غير شرعية وصرفت في أخرى مشابمة لها. وقد حذد الن تعالى موارد المال الإسلامي بطريقة عادلة، كما له بالتمركز في عائلة دون أخرى،حدد مصاريفها بطريقة لا تسمح ولا أن تبقى دولة بين الأغنياء وحدهم. ولقد ظهر في تلك العصور من قام بتصحيح الأوضاع المالية ووقف ضد هذه السياسات واستطاع الخليفة عمر بن عبد العزيز أن يوقف هذا الشطط من الضرائب والامتيازات المالية على الأنصار وآل البيت الأموي، واستهل خلافته بتغيير هؤلاء الولاة كأسامة بن زيد عن مصر ويزيد بن المهلب عن خراسان، واستبدل مكانممم آخرين أكثر رفقا بالرعية، وأرجع موارد الصوافي ال كانت تدفع العشر فقط بدلا من الخراج، وأسقط الخزية عمن أسلم عموما(.)2 كما غرف عن المنصور ميله إلى الاقتصاد وعدم الإسراف في النفقات، حت امتلأت خزائن الدولة .و لم يكن من بالغ في الإهداء وإكرام الشعراء .و لم يكن في بي العباس خليفة أعلى همة وثباتا على 1الخربوطلي، ثورات في الإسلام .ص.241/341 .182النظم الاسلامية .ص 2۔ إبراهيم العدوي 383 المبدا أكثر من أبي جعفر المنصور وخاصة اهتمامه بأمر الرعية والوقوف على احتياجاتما، وجده في البلاط خيث لم ينزلق إلى الدركة الي وصل إليها أبناء العباس من بعده، من البذخ والإسراف والشهوات وغيرها(ا). من هذا العرض الوجيز للسياسة المالية الأموية والعباسية فإنه تكاد تتحد مناهجهم وأهدافهم .وقد تميزت بالتعصب لن استفاد منها وقد كان ذلك للعرب في أول العهد، غم للقصور في آخره .وائسمت بالغلو وفرض موارد جديدة غير شرعية ثم إخضاعها لمآرب الخلفاء والولاةء حيث لم لجعل اننذ م فيها إلأ نصيبا محدودا. د حرية الرأي والعقيدة: تعد الحريات الفردية وحرية العقيدة الأساس الذي تعتمد عليه السياسة الداخلية، خيث يشعر كا فرد داخل اجتمع الإسلامي شعورا حقيقيا بكامل حريته وإرادته وفرديته، بدون أن تخرج عن دائرة اجتمع الواسع وبدون أن تمس بأمن واستقرار المسلمين. إن الإسلام بحتمع ينبني أساسا على المبادئ الإنسانية عامَّة، وليس على المبادئ القومية والعصبية الضيقة .والدولة الإسلامية تجمع الناس تحت راية واحدة دون إلغاء الانتماءات العرقية والقومية، وعل المقياس الو حيد ف المعاملة هو التقوى ووحدة العقيدة .وتكون العلاقة بين الأفراد علاقة مساواة لا علاقة استعلاء وسيادة. وقد استعمل القرآن لفظ الأمة مغايرا للفظ القومية .قال 48وما بعدها.صتاريخ الأمم ف الخصر ي بك" محاضرات ا -حمد 483 تعالى :وما كان الناس إلآ أمة واحدةة(ا) .وقال :ومن قوم موسى أمة)(ت) .فلا أساس إذن للقوميات والقبائل والعشائر .فالإنسان هو جوهر المسألة قي بناء الدولة الإسلامية على أسس ومبادئ واضحة(ة). «والعدالة الاجتماعية الي يرمي إليها الإسلام لن تتحقق إلأ إذا شعر الفرد بشعور باطي نفسي على أنه يستحي تلك العدالة، وأن الجماعة جحاجة إليها، وأنما تؤدي ف النهاية إلى غايات إنسانية سامية وأنما تعتمد على واقع مادي يهتّئع للفرد أن يتمسّك بما وێحتمل تكاليفها ويدافع عنها»( .)4وبدون هذا الشعور والأساس للفرد أزاء هذا المبدا الإسلامي فإنه لن يصل اجتمع الواسع إلى الاستقرار والتقدم وبناء الدولة الإسلامية المطلوبة، تمم ضمان سياسة واضحة تضمن لهذه المبادئ التنفيذ والتطبيق الدقيق والحرفي على أساس إنسانية الإنسان لا على أساس انتمائه العرقي. من هذا فإن الديمقراطية الإسلامية تنبن على أسس منها: «المسؤولية الفردية.© » عموم الحقوق وتساويها بين الناس. » وجوب الشورى على ولاة الأمور. التضامن بين الرعية على اختلاف الطوائف والطبقات».)5© -1سورة يونس آية.91 2سورة الأعراف آية.851 -3المودودي نظرية الإسلام" وهديه .ص - .67محمد المبارك نظام الإسلامث ص .101 4سيد قطبؤ العدالة الاجتماعية في الإسلام .ص53بتصرف. 5العقاد الديمقراطية في الاسلام‘ ص.34 583 7-2 انطلاقا من هذه الأسس فما هو واقع المجتمع الإسلامي أيام الأمويين والعباسيين، وخاصة في العصور ال شهدت هذه الدول فيها تقدما كبيرا في الفتوحات الإسلامية؛ حيث انضمت إليها عدة شعوب وقوميات غير عربية؟ من خلال وصية المنصور لابنه المهدي ليحكم بالعدل بين الناس، يتبين لنا اهتمام الخلفاء وخاصة العباسيين منهم بمسألة العدالة الاجتماعية وحرية التفكير، والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع الكبير. إل أن الملاحظ أن المنصور نفسه لم يكن عادلا أيام حكمه .وربما يعود ذلك إلى أسباب وضرورات أساسية ملحة من أجل توطيد أركان الدولة، حيث عامل معارضته السياسية من علويين وأمويين وثوار الحجاز والبصرة، معاملة منافية لشر ع ال). ولكن الواقع السياسي للنظام الأموي والعباسي قد سار على وتيرة واحدة بالنسبة لهذه القضية إذ كان الهدف الأول والأخير هو محاربة كل من نحاول قلب نظامهم. وقد استغلت هذه الأنظمة مبدا الشورى في الإسلام والرق لم تحدد طريقة استعماله تحديدا معينا، بل ترك ذلك لولاة الأمور لينظّموه حسب ظروفهم الزمانية والمكانية 2)3فاستبدوا بالأمر و لم يستشيروا إلأ من أنسوا منهم الولاء والمناصرة. ويمذه السياسة استطاع الأمويون أن يتوجَهوا إلى المعارضة بكل ما -1عمر فاروق فرزي، التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين ص .271 ص.292سيد قطب©\ معركة الإسلام والرأسمالية 683 أوتوا من قوة مادية وسياسية ودهاء ومكر .واستطاع العباسيون أيضا أن يعتّئوا جميع عناصر السخط والتذمّر الاجتماعي من جميع عناصر المجتمع الإسلامي آنذاك للوصول إلى الحكم ثم مقاومة جميع الثوار المعارضين لحكمهم(!) .فلاحقوا جميع من اعتقد خلاف ما اعتقدوهء ونصبوا له العداء في كل مسلك وسبيل) .وينقل الدكتور محمد عمارة عن الطبري وابن أبي الحديد في شرح فمج البلاغة أن «إبراهيم بن محمد ابن علي بن عبد انتن بن العباس كتب إلى أبي مسلم الخراساني في سنة 2ه_ يقول :إن استطعت أن لا تدع بخراسان أحدا يتكلم العربية إلاً قتلته فافعل وأما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتلهء وعليك مضر فإنهم العدو القريب الدار فأبد خضراءهم ولا تدع على الأرض منهم دَتارا»(.)3 إن اختلاف الرأي من مسلمات الاجتهاد، ولا يمكن أن تحد أمًّة مهما كان تقدمها على رأي واحد .وعلى هذا الأساس كانت فكرة .المعارضة الإسلامية الي تحترم الأغلبية، وتعارض في إطار المبادئ الإسلامية وحرية التعبير دون المساس بأمن الدولة والسعي لقلب النظام .وكا طائفة من الطوائف والقوميات إذا كانت آراؤها لا توافق 1إبراهيم العدوي، النظم الاسلاميةث ص .714 2وعلى هذا النحو تخلص الرشيد من إدريس بن عبد الله‘ وتخلص المأمون من الفضل بن سهل، وذلك عن طريق تسميمهم .انظر :أحمد شلي" التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةء ج 33ص .941 3الطبري‘ تاريخ الأهم والملوك، ج 9.5ص- .321ابن أبي الحديد شرح فمج البلاغةث ج 2 .3ص.762/86 783 آراء الجماعة الإسلامية فلا يحق للدولة الإسلامية أن تعول دون إبداء آرائها .وليس ها أن تقمع حرياتما، ولكن إذا حاولت فعل ذلك تحمل الناس عليها بالطرق الخبرية فإن على النظام الإسلامي الشرعي أن يضرب على يدهاا(!). وفى هذا السياق فقد انطلقت الدول الإسلامية في اعتقادها على الأساس السئ ومناصرة علماء أهل السنة والجماعة عموما، وإذا كانت هذه هي الصبغة العامة هذه الأنظمة فإن مذهب أهل السّة والجماعة لم يكتب له الاستقرار التام والاتباع الحقيقي من كل الخلفاء. فقد انتصر كثير منهم وعارضه آخرون\ وقد قام الصراع بينهم وبين المعتزلة والشيعة، بل واصطدم فقهاء أهل السنة أنفسهم مع العباسيين عندما تعرضوا للمسائل السياسية كالإمامة، فقد نقم أبو حنيفة على العباسيين استبدادهم بالحكم .ومال إلى العلويين في فتنة محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم .كما أفق مالك بن أنس أن ليس على المكره بمين(.)2 وتتحدث الكتب التاريخية عن كتاب المأمون وما حمله من الشنائع عند فقهاء أهل السّة والجماعة وقد حمل هذا الكتاب سنا وشتما واستهتارا بالعلماء وأرسله إلى عامله ببغداد .و لم يتوقف عند هذا الرأي بل ألزم الرعية باتباع مذهب الاعتزال(.)3 1المودودي{ نظرية الاسلام، وهديه‘ صر.703 2احمد أمين .ضحى الإسلام! ج .2ص - .84حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام 3 ج .2ص- .361ج، 3ص.4/5 -3مصطفى الشكعة، إسلام بلا مذاهب صر( - .54انظر الرسالة الي بعث با المأمون إلى عامله ببغداد المرجع نفسه. 883 ولقد اتبع هؤلاء الخلفاء سياسة كم الأفواه إل ما يخدم سياستهم. فلم يتركوا للمعتقدات مالا، ناهيك عن الآراء .وكان الشعب يتكون من مختلف الشرائح والقوميات وخاصة المضريين واليمنيين، ثم الفرس والتركك تم أهل الذمة من اليهود والنصارى ثم المغاربة البربر الذين: أسلموا بعل فتح بلداممم(!). ولقد اتبع نحو هؤلاء عموما سياسة مبينة على أسس دنيوية لا دينية .فالمجتمع المسلم وقتذاك كان عموما ينقسم إلى سنيين وشيعة في الدولة الإسلامية، فلم يتوقف الصراع بينهم7مايةعصورأغلب العصر العباسي الأؤّل، فقد نالت السياسة المتبعة في ذلك الوقت كلا من الأمويين والشيعة والخوارج والإباضية والمعتزلة .وختمالموالي لاستعبادهم وبوا الخواسيس حول هذه الحركات‘ واستعملوا مبدأ "فرق تسُذا' ا فلم يترك لأحد منهم فرصة التعبير عن آرائه خاصة السياسية منها .ونتيجة لهذه المواقف أزاء المعتقدات ظهرت عدة حركات مستغلة فظيهورها ونشاطها تناقضات هذا المجتمع. كالراوندية() والمقنعية(ة) 3والخرمية(!) 3والزنادقة( .)2ذلك أن المستنصر ا -حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام،ج .2ص- .58محمد عمارة الاسلام وفلسفة ‏١الحكم ص356وما بعدها. 2-فرقة تنسب للى ابن الراوندي، أبو الحسن أحمد بن إسحاق الراوندي٤‏ نسبة إلى قرية رارندة من قرى قاسان بنواحي أصبهان .كيان متكلما معتزليا، ثم فارق المعتزلة وصار ملحدا زنديقا .له مصنفات كثيرةقيل إنها أتلغمائة وأربع عشرة كتابا .انظر :الموسوعة العربية الميسرة .ص.61 3كان زعيم للقنعية رجلا يعرف بالمقنع، أعور، كان على دين الرزاميةس بعمرو .ثم ادعى لنفسه الألوهية .وأباح لأتباعه المحرمات وحرم عليهم القول بالتحرعمإ وأسقط عنهم الصلاة والصيام -۔۔وسائر العبادات .توقي سنة 361ه_انظر :البغدادي .الفرق بين الفرق، ص.551 983 أصدر قرارا بالتضييق على العلويين واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية لا = هم شراء الضياع ولا ركوب الخيل ولا م أن يخرجوا عن مدينة الفسطاط ولا يزيد ما يملك أحدهم من العبيد عن واحد، ولا تقبل شهاداتمم في الخصومات .وما عاناه الموالى من فرض الضرائب والإنقاص من عطائهم. وقد استفحل هذا الأمر خصوصا في أيام الأمويين بالأندلس والأغالبة، وذلك من جراء موقفهم من البربر المسلمين. ولقد أسفرت هذه الأساليب عدة طرق اتبعتها هذه الحركات سواء الإسلامية منها كالأمويين والشيعة والمعتزلة والإباضية، أم غير الإسلامية منها كالراوندية والزنادقة .والتجأت جميعها إلى العمل السري، وبقيت هذه الأخيرة تعمل مختفية عن عيون النظام في تخريب احتمع الإسلامي ورصد الفرص للثورة والانتقام من الخلفاء .كما التجأت بعض الفرق الإسلامية إلى الابتعاد عن مركز الدولة متجهة نحو الأطراف، للدعوة إلى آرائها، كقيام الشيعة والإباضية بذلك، ثم الأمويين بالأندلس(ق). ا -۔۔النرمية، بضم الخاء وفتح الراء المشددة .سُمَّوا بذلك لاتباعهم شهواتهم .وقد يقال لهم الخر مدينية .حيث يدينون بالرو ح واتباع الشهوات .قال ابن حزم" :والخرمية أصحاب بابك‘ وهم فرقة من فرق الزندقيةء وهم أيضا شر مذهب الإسماعيلية ومن كان على قرل القرامطة وبي عبيد وعنصرهم .البغدادي" الفرق بين الفرقث ص.061 2الزنديق :معرب عن الفارسية، وهو لفظ أطلقه الفرس على الخارج على دين الدولة بالبدع؟ أمها القول بأزلية العالم .استعمله المسلمون أولا في الدلالة على القائلين بالأاصلين النور والظلمة.على مذهب المانوية وغيرهم من الثنوية .ثم اتسع معناه ليشمل الدذهريين والملحدين وكل أصحاب المعتقد الضال - .انظر :الموسوعة العربية الميسرة ص.925 3عبد العزيز الجدوب©\ الصراع المذهبي بإفريقية .ص !!5وما بعدها. 093 وإذا كان موقف هذه الأنظمة أزاء المسلمين بمذه الطريقة فإن سياستها مع أهل الذمة قد اختلفت كنيرا .وقد عاش هؤلاء الذمّيون من يهود ونصارى في ظل الإسلام حياء تسامح وحرية كاملة في معتقداتمم، وعوملوا معاملة شرعية طبق القواعد الي وضعها الرسول تة في نظام أهل الذمة .بل لقد فاقت حياتمم حياة بعض المسلمين الذين كانوا عرضة للنهب والسلب والاضطهاد والضرائب .و لم يتميز أهل الذمة من بين المسلمين إلا بلباسهم المخصص مك كما استخدم الأمويون الكثير منهم في أعمال الدولة(!). إن المتتبع للتاريخ السياسي الطويل للدولة الإسلامية، وخاصة خلال القرون الهجرية الثلاثة الأولى، لا يستطيع أن يحكم بنزاهة الخلفاء في حرية الرأي والمعتقد .وهذه السياسة هي الي أدت إلى انقراض هذه الأنظمة عموما ذلك لأن هذه الحركات المضطهّدة باتت تنخر النظام أساسه فلم يترك بعض الخلفاء بابا مفتوحا للمعارضة الإسلاميةمن الواجبة لتنبيه الحاكم إلى أخطائه، لأن المعارضة الإسلامية مبنية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولقد عارض عل أبا بكر فى المبايعة .كما تذكر إحدى روايات الطبري .وعارض طلحة والزبير كلأ من أبي بكر وعلي بن أبي طالب. كما عارض أبو سفيان وسعد بن عبادة أبا بكر(.)2 وقد عاشت هذه الأنظمة أيامها في حروب مستمرّة، قامعة لخميع ا -حمد ماهر الوثائق الإدارية و السياسية(، العصور العباسية)، صر - .74إبراهيم العدو ي، النظم الإسلاميةث ص .183 2ظافر القاسمي، ج، 1ص .001/651 193" الثورات والحريات الأساسية، و لم يعش فيها بسلام إلآ من كان مداحا للنظام، أو مسالما لهم، أو مستسلما لقوتمم. هذه الحقبة الإسلامية من وجود بعض الخلفاء الذين فتحواو لم ذ الميدان واسعا فذه الحساسيات‘، كعمر بن عبد العزيز الذي حاور بعض معارضيه من شيعة وإباضية وخوارج، وقضى على السّة الأموية في سب علي بن أبي طالب على منابر الجمعةش فهدًأ بذلك من غضب الشيعة، وأرضنى بما الإباضية الذين طالبوا بإماتة هذه البدعة. إن ما يلاحظ عند قراءة تاريخ هذه الدول هو استحواذ بعض الحكام على رأس قائمة الخلفاء الاستبداديين أمثال معاوية بن أبي سفيان، وأبي جعفر المنصور& وأبي مسلم الخراساني .وفي رأينا إنه بالنظر إلى الفترة الي عاش فيها هؤلاء يتبين لنا سبب اتباعهم لهذه السياسة فهم بانوا أنظمتهم وواضعو أركانما، ولا شلت أن هذه المهمًّة تتطلب منهم الضرب بيد من حديد على المناوئين لهم حبت تستقر الأوضاع . وإذا كان المحللون يركزون على بعض زعماء الخلفاء السنيين من أجل تقييم سياسة أنظمتهم فإن ذلك يعود إلى طغيان الجانب السلبي قي خلافتهم وأن الواقع قد عرف بعض الخلفاء الذين أقاموا العدل وجلسوا إلى المظالم أمثال الخليفة المهدي الذي يقول فيه محمد الخضري إنه كان «عادلا يجلس بنفسه إلى المظا لم»!). .49 ج .2صتاريخ الأمم ف محاضرات بك الخضري1حمد 293 2-الاباضية: مثلت الاباضية إحدى جبهات المعارضة القوية ضد السياسة الأموية والعباسية، سواء أكان ذلك على الصعيد الداخلي في علاقاتما مع الرعية وإقامتها للخلافة النبوية، أم على .الصعيد الخارجي في معاملاتما مع حخالفيها في العقيدة والرأي. وقد ناقضت الإباضية مع الفرق الإسلامية الأخرى كالمعتزلة والخوارج بشدة الدول السنية في جعلها الحكم الإسلامي حكما وراثيا وملكا عضُدا، بعد أن كان اختياريا شوريا، واعتبرت ذلك خروجا عن أحكام الل. وهذه الوضعية أدت بمذه الفرقة -أي الإباضية -إلى النزوح بعيدا عن مراكز الحكم الأموي والعباسي وأقامت دولها الصغيرة طبقا لآرائها في الحكم والسياسة، وذلك مخافة البطش والكيد لها من قبل ‏١هذه الأنظمة السياسية المتحكمة. ,وإذا كانت الإباضية قد عارضت هذه الأنظمة واعتبرتما استبدادية وغير شرعية} فهل أقامت هي مبادئ الشورى والعدل والمساواة في أيام حكمها وتحت ظل سلطانما؟ وكيف كانت سياستها أزاء الرعية داخليا؟ وما هو موقفها من الدول المخالفة لها مذهبا؟ أ -أسس السياسة الداخلية: الى تتبعها كا دولة فى إرساء سياستها الداخلية هيإن الأسس المرآة الوحيدة اليي تترجم أهدافها .ومن خلال هذه القواعد نستطيع 393 معرفة أسلوبمما في الحكم والسياسةا ثم الحكم ها أو عليها في مدى تطبيقها لمبادئها النظرية واليت من أجلها أقامت دولتها. الجان الاجتماعي: من الناحية الاجتماعية فإن دولة عمان تختلف اختلافا تاما من حيث العناصر المكونة لشعوب وأفراد الحكم بالنسبة للدولة الرستمية. دولة عمان كانت جميع الطبقات الاجتماعية والجاكمة منهاففي عربا أقحاحا .وعمان لم يصل إليها الإسلام بقوة السيف بل دخله طوعا(!) .فى حين أن الذين فتحوا إفريقيا كانوا عربا وساكنيها بربراء حوكامها في تاهرت فارسيين على أرجح الأقوال. ورغم هذه الوضعية الاجتماعية فإن داء العصبية لم يصب دولة الإباضية بالمغرب، ولم يفكر الأئمة الرستميون في نشر الفارسية لأمم بين قوم أشد عصبية، كما أن ذلك غير بحد سياسيا ولا دينيا(.)2 ا -يتفق جميع المؤرخين أن العمانيين دخلوا الإسلام طواعية وبدون غزو وأن أول من أسلم من عمان هو الصحابي مازن بن غضوبة بن سبيعة بن علي .وكان من أهل سمائل له البي 8قدم على رسول إز ه عند أو ظهور الإسلام بعمان .وأسلم ودعا "اللهم اهدهم وأثبهم" فقال مازن :زدن يا رسول الك فقال الرسول %رة" :اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت فهم" اللهم لا تسلط عليهم من غيرهم". وكان لعمان مشاهير من الصحابة أسلموا على يد الني ل وكان م الفضل في نشر الإسلام بعمان وفارس منهم :مازن بن غضوبةش عبد أل بن وهب الراسي .وقد أخذ العمانيون دينهم الصحيح عن أبي بكر وعمر ومعاذ بن جبل، وعند الرحمن بن عوف .السالمي تحفة الأعيان .ج، 1ص[ - .4/24السيابي عمان عبر التاريخ" جا ص.012 -2مبارك الميلي، تاريخ الجزائر ج، 2ص.88 493 وقد كانت الأسرة الفارسية قليلة العدد ولا قبيلة لا تحميها إضافة إلى كثرة عدد البربر ببلاد المغرب، إلى جانب الخاليات العربيةك ك هذه العوامل دفعت الرستميين إلى عدم اتباع سياسة الاعتماد على العصبية القبلية .فمن الناحية السياسية فإن الإباضية كانوا فتحا على البربر الذين بقوا زمنا طويلا تعت أقدام الأمويين، خاصة وأمم عامّلوهم معاملة الموالى ومعاملة السيد لعبده .وإن التفاف البربر حول الإباضية واعتناقهم لمبادئها كان إعجابا بما والديمقراطية اليت نادوا يما، وبالعدل والمساواة بدون تمييز باللون أو بالنسب .أما من الناحية الدينية فإنً العصبية الدينية عدد الإباضية هي الركيزة الأولى في بناء صرحهم ظل هذه الوضعية المتمثلة في تنوع شرائحفالا يمكن شم قالسياسي© المجتمع في المغرب إلأ تنفيذها. ويرى الدكتور إبراهيم العدوي أن الرستميين قد طبقوا الأفكار السياسية الإسلامية الحديدة على ركائز هي: .ا .ضرورة قيام دولة إسلامية تعتمد على الانصهار بين العرب الفاتحين وسكان المغرب البربر.. .2الاعتماد على السكان المحليين، والحفاظ على الصفة التنظيمية القبلية للسكان في دعم السلطة الحاكمة. .3احترام الشعور الدي الإسلامي في البلاد .ذلك أن سكان المغرب عرفوا بتقديس المثالية في السلوك، ومطابقة القول مع العمل(!). .481 بلاد الجزائر صا -إبراهيم العدوي، 593 لأجل هذا أبعد الرستميون فائيا فكرة الاعتماد على جنس واحد دون آخر أو مذهب دون مذهب©، بل كانت الدولة الرستمية قوامها البربر الناقمون على حكام القيروان .والنتيجة هي أنه لم ترق أية دماء ي سبيل إنشاء هذه الدولة(ا) .إذ كان هدفهم هو نشر أفكارهم وبناء كيان سياسي وفق مبادئهم، و لم يكن غرضهم هو بسط النفوذ أو إقامة ملكية فارسية أو إباضية. فما دام الرباط الدي هو العصبية الوحيدة في المجتمع فإن كل مسلم سيجد حتما مكانا له في هذا المجتمع السياسي الحديد .قال ابن الصغير« :ومَن أتى إلى حلق الإباضية من غيرهم قربوه وناظروه آلف مناظرة وكذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله ١‏١ذلك».)2 و لم يكن للمجتمع العماني في إمامته إلا تلك العصبية الدينية، و ل يعرف للأئمة الذين حكموا عمان خلال الأيام ال ازدهرت فيها الإمامة ميلا إلى إحدى بطون الأزد .من ذلك أن المسلمين عزلوا الإمام الجلندى بن مسعود بعد قتله جعفر بن سعيد وابنه النضر وزائدة ومن معهم، بسبب قيامهم بالمؤامرة ضد الإمام .وسبب عزله أن عينيه دمعتا رحمة عليهم، في حين أن الأمر لا يستدعي الرحمة بممثل هؤلاء الخارجين(.)3 ويمكن حصر أسس السياسة الداخلية للإباضية فى: 1مبارك الميلي تاريخ الجزائرث ج، 2ص.17 2ابن الصغير © أخبار الأئمة الرستميين ص .711 142وما بعدها.-3السيابي{عمان عبر التاريخ" ج! »ص 693 الأساس الأول :العدالة: كان العدل والإحسان السمة الى تميزت مما الفترة الرستمية ومن المبادئ ال سار عليها جميع أئمتهم باتفاق المؤرخين جميعا(!). إن هذه السياسة ل ملها ظروف تلك المنطقة بتعدد جنسياتما ولغاتما ومذاهبها، بقدر ما أملتها مبادئ الإباضية ال طالما نادوا بما وبتطبيقها، فكانت تلك التربة الأرض الخصبة لاستثمارها فيها .وقد اشتهرت بذلك الدولة الرستمية نظرا لسعي أئمتها دائما قى بسط العدل بين المتساكنين ..هذا العدل جلب إليها كثيرا من التجار والصنّاع من العراق والقيروان وإفريقية والأندلس وغيرها(ة) .وقد شهد بذلك مؤرخ الرستميين ابن الصغير، وروى عن الإمام أفلح بن عبد الوهاب وازدهار دولته، وتنافس الناس في البناء والتعمير والإقامة على أرضها من كل الأنصار .فقد كان العدل والإحسان والأخوة الوسائل ال ارتكز عليها الأئمة في سياستهم الداخلية مما جعل تاهرت مقصد الخميع .قال ابن الصغير« :ليس أحد ينزل ممم مانلغرباء إلآ استوطن معهم وابتين بين أظهرهم للمماا يرى من رخاء البلد وحسن سيرة إمامه وعدله قي رعيته وأمانه على نفسه وماله»(.)3 -1إبراهيم بحاز الدولة الرستمية‘ ص.711 2محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير، ج 35ص .282 -3وقد استعمل أبو العباس وهو أخأوفلح، مقامه ونفوذه الاجتماعي لدى قاضي الإمام أفلح أخيه .ولكن القاضي أحلسه في نفس الدرحة الن جلس فيها خصمه .ولما اشتكى أبو العباس إلى أخيه الإمام أجابه بأن ذلك هو الحق .رجع ابن الصغير، أخبار الأئمة الرستميين ص63إلى .16 793 إن هذه الوضعية الي ييصفها المؤرخ ابن الصغير يستحيل أن تصدر عن سياسة القمع وانعدام الأمن والعدالة .فالعدالة هي أس الملك ومتنفس الحضارة والازدهار" ولا ترقاىلأمم تعت وطأة الاستبداد وفساد سيرة الأئمة. لم تكن ميزة الأئمة الرستميين هذه صادرة عن ضعفهم لأن العدل يقتضي قوة الدولة في إلزام الناس على الخضوع لقوانين الدولة وهذا ما دون ف تقوية الدولة وأجهزتماالأئمة في عمان وتاهرتجعل الإدارية، وذلك بكبح الشهوات وإرغام الخارجين على الحق بالعودة إلى الجماعة(ا). وقد سار الأئمة في ذلك بكل ما أوتوا من خارب وحنكة سياسية، فاستعملوا السيف عل السيف واللين محل اللين .وأحيانا بالمصاهرة وحسن الخوارا ليفرضوا على الرعية مبادئ العدالة بالقوة .فالأمن الاجتماعي والسلم لا يأتيان إلا من العدل والعدل لا يكون إلا بتطبيقة سياسة واحدة واضحة مع كل أفراد الرعيةء مهما كانت طبقتهم ومذاهبهم وألوائمم(.)2 ا -وقد استطاع الإمام المهنا بن جيفر أن يسير بالدولة العمانية نحو الازدهار والاستقمرار، المثل .رجع :السيابي عمان عبر التاريخث ج.2ص- .48كذلكوأصبح مضرب بالنسبة للإمام أفلح الذي وقعت ف زمانه أربع تورات :النكار، الواصلية، مزاتةء وسدراتة، ثم هوارة .فقمعها حميعاإ وأرجع الأمن إلى الدولة .راجع :محمد علي دبوز، تاريخ المغرب الكبير ج.3 -2عثمان الكعاك موجز تاريخ الجزائرى ص .491عيسى الحريري صر 741وما بعدها. 893 . الاساس الثاني :الشوري من الأسس الت اعتمد عليها الأئمة الرستميون في سياستهم على صعيد واحد .كما كانت المشورة رائدهم في تولية القضاة وحرب البغاة وتوزيع الصدقات وجمعها .وانحصر هذا المبدأ في الأمور الأكثر أهمية بالنسبة للدولة أما الأمور العامة من اقتصاد واجتماع فالاستشارة تكون فيه لشيو ع القبائل وخاصة المدينة(!). قال ابن الصغير« :ولما دخل أبو حاتم مدينة تاهمرت جمع مشايخ البلد إباضيتها وغير إباضيتها، فاستشارهم فيمن يوليه قضاء المسلمين.)2(»... ولقد مكنت الشورى الأبمة الإباضية من تنفيذ سياساتمم على الونه الإسلامي وعلى الطريقة الي كانوا يؤمنون بما، واستطاعوا بذلك الجمع بين فئات وشرائح مختلفة في المجتمع الواحد، وأن يلُوا أكثر الرغبات ف دولة وقَدّت الأقوام إليها من كل الأصقاع، من إفريقية والسودان وطرابلس وجزيرة العرب" ودخلت كلها تحت راية المسلمين ابتغاء الأمن.إوقد كان الإباضية يطبقون سياساتمم انطلاقا من جميع مصادر التشريع الإسلامي .وآراء الفقهاء بما يناسب الواقع ويحقق مقاصد الشارع فاستطاع بذلك أحد أئمتهم في عمان أن يظل في سدة الحكم أكثر من سبعين عاما .ودام حكمهم على مدى ثلاثة عشر قرناء -1عثمان الكعاك موجز تاريخ الجزائرێ ص .491 .611ابن الصغير أخبار الأنمة الرستميين ص -2 993 حتتموا فيه العدل وأرسَوا قواعد الحرية ووطؤوا أكناف الحق وكانت الدولة الإسلامية تكم على مسيرة ثلاثة أشهر لا ترى فيها إلا عابدا أو زاهدا أو قائما بأمر انتن. وقد كانت العدالة الاجتماعية مطبقة بين المتساكنين دون اعتبار لأية عصبية والعدل في السياسة والشورى بين رؤوس القبائل والمشايخ والفقهاء، السند النلاثي للسياسة الداخلية الإباضية(!). إن الإباضية في سياستهم الداخلية وتنفيذها قد اعتمدوا على الشراة الذين كانوا يلون القوة المراقبة والمحاسبة للإمام في أعماله فلم يكن هؤلاء ساخطين على أحكام الأئمة ولا على صدقاتمم ولا على أعشارهم .وهذا ما سجله التاريخ والمؤرخون). ب -سيرة الأئمة: !7لسيرة الأئمة الدينية والدنيوية علاقة وطيدة مع المنصب الذي تحتله هؤلاء، ذلك لأنهم يعتبرون المثل الأعلى للدولة في دينهم وأخلاقهم كما أن هذه السيرة تطبع سلوك الإمام بطابع يتعداه إلى جميع معاملاته مع الرعية، ومن خلال هذه السيرة نحكم على الإمام عدى تطبيقه للخلافة النبوية ومعلابقته شا وما يمكن قوله في هذه القضية بالنسبة لحكام الإباضية بوجه عام؛ هو ت زهم بميزة التواضع والزهد والتقشف في حياتمم الدنيوية. والتقوى والصلاح والفقه في الدين بالنسبة لحياتهم الأخروية. 1إبراهيم العدوي\ النظم الإسلاميةى ص- .232عثمان الكعاك موجز تاريخالجزائر. ‏ - .١87السالمي، اللمعة المرضية .ص!.[١‏ ص 2ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميين‘ ص .75 004 وقد سار أكثرهم يمذه السيرة الحميدة، وآثروا السلف الصالح في جميع جوانب حياتهم .يقول ابن الصغير في إمامة عبد الرحمن بن رستم: «فسار بمم سيرة جميلة حمده أولهم وآخرهم! و لم ينقموا عليه في أحكامه حكما ولا في سيره سيرة، وسارت بذلك الركبان إلى كل البلدان»(!). ويعتبر ابن الصغير في هذه المسألة خير شاهد على حياة الأئمة ومعاملاتمم مع الرعية} فلم يرو لنا فتياريخه ما يسيء إلى سمعة الأئمة. إلا ما رواه عن الإمام أبي بكر. ويكمن جوهر العدالة أيضا إلى جانب الممارسات العملية للحاكم في الكيفية الي تتم يما تلك للممارسات فهل كانت تتم ضمن السلوك الإسلامي من تواضع وعدم احتجاب عن الرعية؟ وما مدى قيام الإمام مهمته المنوطة به كالخروج إلى الجهاد وإقامة الجمع والجلوس إلى للظالم؟ في هذا الموضوع ينقل المؤرخون تواضع الأئمة الرستميين وقيامهم .بجميع وظائفهم ويعزون أسباب الاستقرار السياسي إلى تلك السياسة(.)2 1ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميين" ص .13 2للمزيد من المعلومات حول المؤسسات الإباضية راحع :الشماخي، كتاب السير ص( .041خطوط)-أبر زكريا كتاب السيرة وأخبار الأئمة .ص- .941السالمي تحفة الأعيان، ج، 1ص - .091عبد العزيز سالمء تاريخ المغرب الكبير ج .3مر - .855سليمان البارري، الأزهار الرياضية، ص- .152علي يحي معمر، أضواء على الإباضية، صر.8 -السيابي عمان عبر التاريخ" ج 25ص- .05محمد علي دبرز تاريخ المغرب الكبير ج 38ص 432 -ع, 09. -ح,, 594.61. 104 82 ولقد أجل الأئمة الإباضية العلم والعلماء وساروا معهم جنبا إلى جنب في ترشيد سياستهم وقبول نصحهم كما أدى نظام الشراة دورا هاما في تنبيه الإمام وإسداء النصح له، وإعادته إلى الحادة إذا حاد عن الصواب .وكثير هم الأئمة الذين تلقوا رسائل من العلماء الذين اشتهروا في زمانهم من أجل نصحهم وإرشادهم(ا). و لم يعصب الأئمة لمذهب دون آخر، بل كان الحق هدفهم مهما كانت النتائج .وإذا كانت هذه المميزات هي الغالبة والأكثر في أئمة الإباضية فقد عرف زماممم من خرج عن هذه السيرة وغلبته دنياه، وأنسته أمور السياسة والحكم فاستمع إلى الشعر وأخبار القصاص وقد عرفت للدولة الرستمية أبا بكر الذي ذهب أكثر المؤرخين إلى أله لم يكن كسابقيه حزما وحسن سيرة في حياته الخاصة والعامة .مما أثر قي سلوكه السياسيك يقول ابن الصغير« :فلما ولي أبو بكر لم تكن فيه من الشدة في دينه ما كان فيمن كان قبله من آبائه، ولكن كان سمحا جوادا لين العريكة، يسامح أهل اللروؤات ...ويحب الآداب والأشعار وأخبار الماضين»(.)2 ورغم هذه الوضعية فإن الدولة لم تصل إلى حال يصعب احتمالهاء وهذا ما أوضحه ابن الصغير واصفا أبا بكر ووضعية الرستميين بقوله: «فالكلمة بحتمعة والدعوة واحدة\ والناس مقيمون في أحوالحم، والبلد زائدة قى العمارة»(.)3 ا -انظر تلك الرسائل في :السالمي، تحفة الأعيانك جا، صر - .511السيابي" عمان عبر التاريخ" ج.2ص .06 ‏.72/7١2ابن الصغير 3أخبار الأئمة الرستميين ص 3ابن التسغير، نفسه، ص .17/27 204 ولهذه المآخذ على أبي بكر فقد وقعت في أيامه بعض الاضطرابات كادت أن تؤدي بالدولة إلى النهاية .لولا تدخل أهل الحر والعقد عندما رجع أبو اليقظان من المشرق واحب إماما(!). ومن الأئمة الذين لم تحمد سيرتممإ اليقظان الذي استولى على الإمامة في آخر أيامها بقتل الإمام السابق .ولذلك فإن الإباضية لا يعتبرونه إماما شرعيا لانحرافه واستيلائه على السلطة بالقوة. كما عرفت الإمامة في عمان بعض هؤلاء الذين خرجوا عن سيرة الإباضية واشتهر منهم راشد بن النضر (372-772ه) الذي كان ظالما، وصف بالاستبداد واتباع الباطل مع مؤيديه، واستولى على الإمام رغما على العمانيين فقتل وممب وأخاف ونشر الجهل حمد العدل وتطاول البغي(.)2 وما يلاحظ أن هؤلاء الأئمة الخارجين عن السيرة الإباضية عادة ما كانوا في آخر فترة الإمامة! كما أنه رغم طغيان هؤلاء فلم يرو التاريخ انغماسهم في المحرمات من الملذات والغناء والجون .والملاحظة الثانية هي أن حالتهم ووضعيتهم السياسية المخالفة لم تدم طويلا. وذلك يما بوقوف الشراة وأهل الخ" والعقد وتدخُلهم لإنقاذ الموقف، كما هو الحال في واقع أبي بكر أو يمنة من انة تعالى على المسلمين بتسليط ظالم على ظالم، فيستريح منه العباد والبلادك كواقع اليقظان -1انظر تفاصيل حياة أبي بكر بن أفلح في :عبد الرحمن الحيلالي، تاريخ الجزائر العام- . عثمان الكعاك، موجز تاريخ الجزائر - .محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير، ج.3 2اف .س .ولنكسون‘ عمان تاريخا وعلماء‘ء ص - .37السيابي .عمان عبر التاريخ. ج .2ص .441 304 الذي ذهب به العبيديون، أو راشد بن النضر الذي تسلط عليه خُكام العراق. الميزة الخاصة بالأئمة الإباضية قي عمومهم ليس مصدرها7هذه إل المبادئ الإباضية في السياسة والحكم ورغبتهم في تطبيق ذلك .وقد حاول الإباضية تطبيق ذلك ميدانيا قدر الإمكان ولا يمكن أن نحكم عليهم بالعكس من ذلك‘ إذ التاريخ شاهد على ذلك .وقد كان الدين هو أساس عملهم السياسي، وعلى أساسه اجتمعوا حول أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة كإمام لهم في البصرة بعد جابر بن زيد، وهو أسود اللون، أعور العين، مولى في بي تميم؛ فقير، ليس في مظهره ما يفتن النفوس به إلأ جلال الدين(!). ج-السياسة الادارية والمالية: نقصد بمذه السياسة ما اتبعه الأئمة الإباضية في إسناد الولاية وتعيين به أن يفعل.اقتوايمم من السنة النبوية وما أمر النومدىإدارييهم، السياسة الإدارية: كانت الولاية لا تسند إلا إلى الأكفاء الأقوياء من النواحي الخلقية والشخصية وإذا كانت الآية ي هذا الموضوع قد وردت من باب الاستحسان في قوله تعالى :لإن خير من استأجرت القوي الأمين . )4(2 لإن أنة يأمركم أنق قوله تعال:الرجوبصيغةفإئها قد تضمنت 1محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير، ج 3.5ص .171 آية.62-2سورة القصص. 404 تؤدوا الأمانات إلى أهلها»ا) .والولاية أمانة، والطريقة الت يتم بما إسنادها هي ال ترفع من قيمة النظام أو تعط منها. غم إن الوالي والإداري عموما ما هو إلا أجير لدى الدولة، فلا يي له التصرف ف أمور وأموال الدولة إلا بحقها .وقد ظل العلماء طوال عهود الدولة الإسلامية ينصحون ولاة الأمور باتباع هذه السنة المتمثلة ي ضرورة الاختيار انطلاقا من مبدإ القوة والأمانة، وال لا تصلح الدولة إلا يمما(ت). إن الكيانات السياسية الإباضية كانت مؤسسة على سنن الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين وذلك بتعيين رئيسها بالانتخاب الحرَ، وهو يستشير رؤساء قومه في كل أعماله، ويعين القضاة بعد مشاورة العلماء(.)3 من هذ المقولة يتبّن لنا أن النظام الإباضي قد سار على وتيرة معينة بالنسبة لمهام القيادة في الدولة .حيث كان يوجد مع الإمام وفي نفس الدرجة بجلس استشاري مكون من العلماء والفقهاء وشيوخ القبائل، والذي يقوم بمساعدة الإمام ثم مراقبته ومحاسبته، وهؤلاء الذين اصطلح عليهم بالشراة، وهم علماء الإباضية الذين يقومون بمراقبة سير أعمال الإمام والإمامة ويتدخَلون لإحقاق الحى وإثبات العدل ...وهو نظام خاص بالدولة الرستمية. .ا -سورة النساء 5آية .85 -2ظافر القاسمي، نظام الحكم ف الشريعة والتاريخ الإسلامي ج 1©5ص574وما بعدها. -3د .بلغراد مجلة الأصالةش عدد .4ص.64 504 ومصطلح الشراة مقتبس من قوله تعالى« :ومن الناس من يشري وتشبه هيئة الشر اة( )3من ناحية)).الذمرضاةابتغاءنفسه لتنظيم الهيئات العسكرية .ويكون تدخُلها في شؤون الإمام والإمامة بصفة منظمة دون تعسف. وكل هذه الأنظمة تمتع باستقلال تا عن الأخرى، رغم أن الإمام هو الذي يقوم بتعيين قضاته وشرطته ورجال حسبته وولاته(.)4 ويعتبر هذا التنظيم للشراة تطورا لجهاز المراقبة وامتدادا له وهو الذي صبغ النظام السياسي الإسلامي بالصبغة الإباضية والأصل هو وجود من يراقب الإمام وێخاسبه من العلماء والفقهاء .وليس بين المؤسستين فرق© فالجميع يعمل طبقا لمبدإ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحدى ركائز النظام السياسي الإباضي.)5 نتيجة لسيطرة الإمام على سائر أمور الدولة، فإن الوزير لم يتخذ ا -سورة البقرة، آية .7()2 2ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميين، ص .37 -3يعتير الإمام الجلندى بن مسعود (431 -231ه) أول من اتخذ الشراة في عمان وقد رتبها وجعلها كتائب‘ يقومون تحفظ النظام وقمع الثورات .انظر :السيابي، عمان عبر التاريخ، جا، ص .732اما تنظيم الشراة فانظر :السالمي تحفة الأعيان ج، 1ص[.9 4مهدي طالب هاشم الإباضية في المشرق العربي ص- .421 -021حودت عبد الكريم .العلاقات الخارجية للدولة الرستميةث ص.94/05 5وقد سجلت هذه المراقبة عدة وقائع في سبيل ترشيد أعمال الإمام من ذلك ما وقع للإمام عزان بن قيس (092 -772ه) من مراقبة ومحاسبة عندما أرسل قطعا من النحاس إلى بلده الرستاق، وكانت من مكاسب المعركة .فتاب إلى الله ورجع عن ذلك. انظر :محمد السالمي وناحي عساف©\ عمان تاريخ يتكلم صر721۔ 604 مكانة له أكثر من مرتبة وزير تنفيذ، ولا تتعدى أعماله حدود الاستشارة للإمام ومساعدته في تنفيذ الخطط السياسية(!). إن سياسة الإباضية في اختيار موظفيهم سواء كانوا قضاة أو ولاة كانت سياسة تعتمد أساسا على جانب توثر الورع والتقوى والإخلاص ف العمل إلى جانب القوة الشخصية والحنكة السياسية و لم تكن للعصبية أية مكانة في شروط تولي المناصب\ وقد رشح الإباضية للإمامة مسعود الأندلسي وهو عربي من الأندلس انتقل إلى تاهرت وعاش فيها وبيمذه السياسة استطاعوا أن يسو سوا مختلف العناصر المكونة للمجتمع التاهرقي، وخاصة البربر الذين كانوا يملون الأغلبية .وقد جاروهم على عاداتمم ودخلوا في الإسلام وانصهروا في الأمة الإسلامية من غير ابتلاع .وقد اتبع الأئمة مثل هذه السياسة خاصة ف المسؤوليات الأساسية في الدولة كالولاية والقضاء والحسبة والخيش والشرطة(.)2 ومن أبرز الأجهزة الي تجلت فيها هذه السياسة جهاز القضاء حيث كان مستقلا تمام الاستقلال عن السلطة المركزية .وقد كان للشعب الدور الكبير في اختيار قاضيهم .وذلك ما وقع في اختيار محكم الهواري الذي عينه أفلح بن عبد الوهاب للقضاء ولا يكون ذلك إلاً بعد استشارة أهل الشوكة في المجتمع ويقصد بالناس النخبة من المجتمع الدولة.قى عاصمة ا -عدون جهلان، الفكر السياسي عند الإباضية، صر 812وما بعدها. 2عثمان الكعاك، هوجز تاريخ الجزائرى ص- .481عيسى الحريري الدولة الرستمية بالمغرب ص- .311محمد علي دبورز، تاريخ المغرب الكبير، ج، 3ص .122 704 أما المظالم فكان يجلس إليها الإمام نفسه في مجلس أعلى للقضاءء وهذا لمراجعة المظالم والشكوىلا). سياسة الدفا ع الاباضية: ومن السياسات الي انتهجها الإباضية -وهذه خاصة بالدولة الرستمية -هو عدم تكوين جيش منظم ونظامئ 5تكون مهمته حراسة البلاد .وقد انطلق الإباضية في هذا المفهوم من أن الجيش مل الخطر الأكبر على الدولة، وقد يقوم بغرض سيطرته على الجهاز السياسية فيمارس الاستبداد، وللابتعاد عن هذه الشبهة سار الإباضية على نظام آخر وهو وجود فرق من المحاربين تابعة لكل قبيلة وفي مفهوم الإباضية وفلسفتهم في مسألة القتال ورد العدوان هو الاعتماد الكلي على تلك الروابط المعنوية، والطاعة العمياء من الرعية للإمام في حالة احتياجه للقوة المدافعة عن الدولة.)2 وبالرغم من وجاهة هذه السياسة في إدارة الدفاع إلا أن الجيش قي هذا النوع من التنظيم سيبقى القنبلة الزمنية وخاصة عندما تحتد الأمور وتصعب الظروف© فتكون الحرب الأهلية عندئذ وشيكة الوقو ع© بسبب وجود الخيوش التابعة للقبائل .وهذا مما يسهل على من تسول له نفسه حب الرئاسة أن ينفصل عن الدولة الأم .وإذا كان التاريخ لم يسجّل أحداثا من هذا النوع إلا القليل .ولكن ما هو مؤكد -1۔ عمر فاررق فوزي\ التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين ص- .35عدون جهلان الفكر السياسي عند الإباضية صر.722 .821الدولة الرستمية بالمغرب ص2عيسى الحريري! 804 أن كيرا من المؤرخين يرجعون أسباب سقوط الإمامة في تاهرت إلى عدم وجود جيش نظامي. إن مثل هذه السياسة التمبعة في الإدارة الإباضية قد أتت بنتائجها. ذلك ما شوهد من الأمن والاستقرار السياسي ويعود هذا بالدرجة الأولى إلى المسؤولين والقائمين على إدارة شؤون الدولة .ويتراعى ذلك جليا قي غياب الإمام عبد الوهاب عن العاصمة لمذّة زمنية كبيرة، قال عنها البعض إنها بلغت سبع سنين قضاها في شرق الدولة الرستمية .و لم تسجل أية اضطرابات أو أحداث سياسية .وقد أشرف بنفسه على تنظيم الأقاليم الحديدة ال دخلت في حوزة الإباضية(!). وإذا كان لكل قاعدة شواذ فإن هذه السياسة قد شاهدت خروجا واضحا علن القواعد اليي رسمها الإباضية، وذلك بوجود وزراء عبر تاريخهم السياسي الطويل -وخاصة في عمان -غُرفوا بالظلم والاستبداد بالحكم .وعادة ما يكون هؤلاء أشبه بمن ولأهم تلك المسؤولية(ة). . وجملة القول فإن الإباضية حاولوا قدر الإمكان تطبيق المبادئ الإسلامية في سياستهم الإدارية .وذلك بإعطاء المسؤولية لمن هو أكفأ لها دينيا وخلقيا وسياسيا .وإذا كان قد حدث ما يخرجهم عن هذه القاعدة فذلك من سنن الحياة ولا يقدح ذلك في سياستهم. 1الشماخي، كتاب السير، ص( .291خطرط)-عثمان الكعاك، موجز تاريخ الجزائر. ص .281 2تنقل الروايات التاريخية أعمال الوزير سعيد بن زياد في إمامة حمد بن أبي عفان بعمان الذي طغى وكان جاهلا متعسفا ظالما .إلا أن نظام الإباضية كان له بالمرصاد فعزله، وأقام مكانه إماما عادلا .انظر :السيابي" عمان عبر التاريخ، ج 25ص ..41 904 السياسة المالية: ما هي السياسة المالية الي أتبعت من قبل ولاة الأمور في الدولة الإباضية؟ وهل كانت كلها شرعية! أم استحدثت موارد أخرى غير شرعية لتعزيز بيت مال المسلمين؟ وأين صرفت هذه الأموال؟ وما هو مستوى تلك النفقات؟ يصف ابن الصغير الخزائن الإباضية بأنهما ممتلئة .ويستعمل ألفاظا تدل على ازدهار اقتصاد الدولة .كما يستشف من شهادته اتباع الإباضية لسياسة عادلة في جمع زكاتمم وتوزيعها توزيعا عادلا، وكذلك قيام السلطة بأخذ حقوقها من غير إجحاف ولا تعسف. يقول ابن الصغير ...« :والسيرة واحدة والقضاة مختارة، وبيوت أمواله ممتلئة .وأصحاب شرطته والطائفون به قائمون بما جبا وأهل الصدقة على صدقاتمم ...لا يظلمون ولا يظلمون .فإذا حضر الطعام صرف إلى الفقراء} فإذا صارت أموالا دفع منها إلى العمال ثم يوزع الباقي على الفقراء والمساكين بعد إحصائهم»(ا). وقد كانت الموارد المالية الإضافية تأقي من الزكاة ومن «مال الحزية والخراج»(، )2ومن بعض الضرائب ال كانت تأ من التجارة البعيدة. ويظهر أن سياسة الإباضية في ذلك كانت تقوم على توزيع هذه الأموال إلى بيتين :الأول خص الزكاة فقط والثا يشمل باقي الأموال .و لم تذكر المصادر الإباضية موارد أخرى لبيت المال، وخاصة 1ابن الصغير 8أخبار الأئمة الرستميين ص (().4 [.42ابن الصسغير، نفسهڵ ص 014 إذا اعتمدنا على ابن الصغير الذي عاش في تاهرت وراقب الاباضية عن كثب كما أنه لم يلتجئ الإباضية إلى سياسة معينة لإحداث موارد مالية جديدة غير شرعية من ضرائب أوهدايا أو مهرجانات أو غيرها. ولقد اتبع الإباضية في هذا الحال طريقة واضحة تتمثل أساسا في جمع تلك الأموال من أصحايما الشرعيين، ونعين بذلك المسلمين الذين يكونون تحت حكم الإباضية، مطبقين في ذلك القاعدة الشرعية "لا جباية بلا حماية"(ا) .وفي هذا الموضوع يقول أبو إسحاق اطفيش: «ومن آثار أسلافنا أعم قالوا ولا تحمى جزية ولا صدقة حت نكون على الناس حكاما ...بهذا ندين .ومن خالف المسلمين برئنا منه»(.)2)(3 ولا شلة أن ذكر ابن الصغير للجزية والخراج يوحي بوجود الذميين بتاهرت\ڵ فبالنسبة للنصارى فقد كانت لهم كنائسهم أمًا اليهود فلم تذكر الروايات شيئا عنهم .وكذلك الأمر بالنسبة للخراج. إذ تذكر بعض الروايات أن موسى بن نصير قد وضع الحزية على البربر والنصارى الذين أسلموا ولكن تظل هذه القضية غير واضحة المعالم. وربما يعود ذلك إلى بقاء بعض الأوضاع كما هي منذ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب .أمًا الغنائم وال تعد من موارد بيت مال المسلمين، فإن الإباضية تورّعوا علنها، ويظهر ذلك جليا في غنائم حربمم مع ابن 1السيابي .عمان عبر التاريخ" ج. 422، 2 -2السيابي .نفسه} ج، 2ص .422 -3وقد روي الإمام الجلندى بن مسعود إئه لا يرفض صدقة البحر إلا ما طابت به أنفس الناس أن يبذلوه لهم .وذلك لأمم لم تحموا البحر المحاذي لعمان الذي كان تحت سيطرة العباسيين .انظر :السيابي، نفسه‘ 3ج، 1ص .332 114 طولون بسبب اعتقاد الإباضية حرمة أموال أهل القبلة من المسلمين© ولو كانوا في حالة بغي وعدوان .بل إنها تبقى لورثتهم ما عدا السلاح الذي بغوا به، فإنه يؤخذ منهم على سبيل التأمين ثم يرجع غيهم .وعلى هذا المسار سار الأئمة في عمانإليهم إذا تابوا عن وتاهمرت(ا!). من هذا فإن السياسة الإباضية في موارد أموالهم كانت شرعية باتفاق الكتاب والمؤرّخين، حيث لم يخرجوا عن حدود الشرع ولم يؤورلوا النصوص لتبرير سعيهم لملء خزائنهم. أما الأسلوب الذي اتبعه الإباضية في توزيع تلك الأموال فقد كان حاضعا للآية الكريمة :إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلويمم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل ألن وابن السبيل)( .)2وهذا ما يوضحه ابن الصغير في كلامه عن نفقات الأموال الإباضية بقوله« :فإذا صارت أموالا دفع منها إلى العمال ثم يوزع الباقي على الفقراء والمساكين ...ثم ينظر ما اجتمع إليه من مال الجزية وخراج الأرضين‘ فيقطع لنفسه وحشمه وقضيته وأصحاب شرطته والقائمين بأموره ما يكفيهم لسئَة»(ة). فسياستهم بالنسبة للزكاة لا سبيلها الفقراء والمساكين مم العاملين عليها .أما أموال الحزية والخراج فسبيلها نفقات الدولة وأجور الموظفين .و لم يذكر ابن الصغير نفقات أخرى غير شرعية سواء كانت 1الوارحلان، الدليل والبرهان، ج، 3صر.86 -2سورة التو بة 5آية.06 3ابن الصغير، أخبار الأئمة الرستميينث ص .04/14 214 خاصة بولاة الأمور أنفسهم أم تحاشيتهم. وما يؤخَنذ أيضا من كلام ابن الصغير هو عدم إبقاء الأموال في بيوت المال .وهذا واضح من كلامه بعبارة"الباقي" .ثإمممم لم يفرضوا لبذغ ‏٠والترف السلطوي.الرعية لأهدافعلىأخرىضرائب والإشارة إلى هذه القضية واضحة من قوله "لا يظلمون ولا يظلمون". وبصدد حديث ابن الصغير عن جمع الأموال الإباضية وتوزيعها. فئه يثير مسألة تتجلى منها بعض السلبيات في توزيع الصدقات، وذلك بقوله« :ويؤأثر بذلك أهل الفاقة من مذهبه»(!)، وهنا يتهم ابن الصغير الإمام الرستمي بالتحُز إلى أهل مذهبه إلا أن الواقع أن الإباضية في الدولة الرستمية كانوا يمئلوان الأغلبية الساحقة فتوهّم ذلك ابن الصغير .فازدهار التجارة والاقتصاد عموما جعل صدقاتممم كثيرة وبالتالي فإن ما يؤخذ منهم يرجع على فقرائهم وما يؤكد هذا المنهج هو أنه ز تشر المصادر إطلاقا، ومنها تاريخ ابن الصغير إلى منع هؤلاء من حقهم في الصدقة، بل تثبت العكس تماما(.)2 وما ينبغي أن نشير إليه هو أن ابن الصغير الذي عاش وعاشر السلطة الإباضية لم يكن إباضيا كما سبق ذكره، فهو إما مالكي أو شيعي .ولعل الثاني أرجححة) 5وذلك استنتاجا من أسلوبه في عرض الوقائع الخاصة بالدولة الرستمية .ومن خلال مناظراته مع الإباضية .وما 1ابن الصغير أخبار الأئمة الرستميين، ص .14 2إبراهيم بحاز الدولة الرستمية ص.142 3انظر ترجمته في :ابن الصغير نقسه‘ ص .21/71 314 جعل ابن الصغير صحيح الرواية هو تحرجه في ذكر بعض السلبيات الخاصة بالسلطة الإباضيةا وتمعه من تحمُل المسؤولية التاريخية في الرواية. فالسياسة المالية الإباضية كانت وفق الأحكام الشرعية سواء كان ذلك في الموارد أم في النفقات .وما يستنج أيضا من كلام المؤرخين هو أن كل الأعمال المالية كانت تتم أمام أعين الرعية .والمؤرخ ابن الصغير ممن اعتمد في روايته على المعايشة وبالمشافهة بالنسبة للأحداث الي لم حضرها فلا شك أبه لو كان في بعض هذه المعاملات ما يخرجها عن طابعها الشرعي ما سكت عنها .فهو يشر ح فى إحدى رواياته أنه لا يعجبه القوم وذلك من قوله ...« :وإن كنا للقوم مبغضين‘ ولسيرهم كارهين، ولمذاهبهم مستقلين، فنحن وإن ذكرنا سيرهم على ما اتصل بنا، وعدم فيما ولوه، فلسنا ممن تعجبهم طلاوة أفعالهم ولا حسن سيرهم»(!) .وهو يعني بذلك الإباضية .ورغم هذا التصريح فإن ابن الصغير قد نقل إلينا عدههم ونزاهتهم في السياسة المالية. د-حرية الرأي والعقيدة .اتبع الإباضية في مسألة حرية الفكر والعقيدة سياسة مبدإ أن أهل القبلة أمة واحدة وإن اختلفت آراؤهم إلاً من حلل حراما أو حرم حلالا .ولقد بقيت هذه السياسة متبعة مدة الحكم الإباضي سواء في المشرق أم في المغرب\ و لم يذكر الرواة أن أحد الأئمة قام بكم الأفواه ومصادرة الحريات الأساسية. ا -ابن الصغير، أخبار الأنمة الرستميين" ص .13 414 إن النظام الرستمي قد أتاح لأبنائه حريات ثلاثة كانت دعائم متينة للدولة وسييلا لمساعدة جميع سكانما، وهي :حرية الفكر والمعتقد الإسلامي، حرية الاقتصاد\ وحرية التقنين والتشريع السياسي وماوالاجتماعي قي ضوء وحدة إسلامية متكاملة مطبقة لأحكام 1 جاء في أحكام السياسة الشرعية(!). ومسايرة لهذه الدعائم الثلاثة فقد قصد هذا المجتمع عدة أجناس مختلفة .وضمت تاهرت عدة قوميات من بربر وعرب وفرس& وديانات أخرى سماوية كالنصرانية واليهودية إلى جانب الاختلاف المذهبي بالنسبة للمسلمين، فأصبحت تاهرت تعج بالفرق الإسلامية مما ساعدها على التطور والازدهار فكريا واقتصاديا .وكان لشهرة عدل أئمتها أن انتقل إليها التجار من مصر وإفريقيا والمغرب خوفا على ممتلكاتمم من أئمة الخور(.)2 ابن الصغير في هذا الموضوع« :ليس أحد ينزل بمم منقال الغرباء إلأ استوطن معهم وابتيى بين أظهرهم حق لا ترى دارا إل قيل هذا لفلان الكوفي وهذه لفلان البصري وهذه لفلان القرو ي»(.)3 وهذه السياسة مبنية أصلا على مبدا حسن الحوار والتسامح الأخوي الذي اتبعه وسنه الأئمة الإباضية بين كل المتساكنين .و لم تختلف معاملتهم مع الناس إلا مع المخالفين الذين أظهروا خروجا عن 1إبراهيم العدوي بلاد الجزائر۔ ص.891 2الشماخي، كتاب السيرێ ص( .851مخطوط)-جودت عبد الكريم .العلاقات الخارجية للدولة الرستمية ص.55 3ابن الصغير، أخبار الأنمة الرستميينێ ص .21 514 الإسلام كالمرجئة والقدرية والخوارج .و لم تكن معارضة الإباضية فهؤلاء إل أنهم فتنوا الناس في دينهم، وزرعوا أسباب الفتن والقلاقل .أما الذين كانوا على التزام السكينة وبقوا على مذاهبهم؛ فإنهم في حرية من ذلك .وهو ما حدث أيضا في أيام الإمام المهنا بن جيفر (622-632 ه_) وأيام آل الجلندى بعمان. ويمذه الطريقة استطاع الإباضية بالمغرب أن يسوسوا البربر ويدخلوهم في الإسلام؟ ويتمذهبوا بمذهبهم، خلاف الصفرية الذين تشددوا عليهم بحكم تعاليمهم فلم ينجحوا في سياستهم معهما!). وتذكر المصادر أن كثيرا من المذاهب الإسلامية قد تعايشت في تاهرت{ ويقرر الأستاذ جودت عبد الكريم يوسف أن الأحناف كانوا حخحاصاعددهم عن الأر بعين 6وذلك لاتخاذهم مسجداكثيرين ولا يقل بمم إلى جانب المالكية والمعتزلة والصفرية .ويبدو أن الغالبية العظمى من غير الإباضية كانوا مالكية .وأن ما جمع بين هذه المذاهب هو روح التسامح وحرية الفكر .وهذا ما جعل أمر المناظرات ممكن الوقوع، وقد ظهر جليا ترابط الإباضية بالمالكية أكثر من غيرها من المذاهب الأخرى‘ ويعود هذا إلى عدم وجود اختلافات كثيرة بين المذهبين .كل هذه الوضعيات جعلت من تاهرت مركزا هاما للدراسات الإسلامية والعطاء الثقافي. وما يلاحظ هو أن السياسة الي انتهجها الإباضية مع جميع الفئات .49صصر - .5السيابي .عمان عبر التاريخ .ج.2العمقيلي، الاباضية ل عمان ا -حمد -عيسى الحريري\ الدولة الرستمية بالمغرب ص .7 614 همي الخاذبة لهذه الفئات، فيى حين كانت سياسةالإسلامية كانت العباسيين آنذاك هي الدافعة إلى المروب والاتجاه إلى المغرب وهذا ما يؤكده الدكتور عبد العزيز سالم، وهي نفس الوضعية اليي عاشها أهل السنة مع إخوانمم الإباضية في عمان إذ لم يلاحظ أي تناقض بين المذهبين خلال تاريخ عمان .وقد اختار الجميع طريق الاعتدال واحترام الرأي(!). وانطلاقا من هذه السياسة فإن الإباضية لم يتعصّبوا مذهبهم فقد نقلوا كل الكتب الي ظهرت ف المشرق من دينية وغيرها .وجلسوا للحلقات والتدريس كما نشطت البربرية إلى جانب العربية القن كانت الللغة الرسمية للدولة} إلا أن غالبية الرعية كانت بربرية مما جعل هذه الللغة هي لغة التأليف وخاصة في الدين والفقه، وذلك بمدف إدخال البربر في الإسلام(.)2 ولقد تجلت مبادئ التسامح في سياستهم أيضا مع عبيدهمة) الذين -1في موضوع تسامح الإباضية مع المذاهب الأخرى‘ انظر :حودت عبد الكر العلاقات الخارجية للدولة الرستمية، صر 59إلى- .701عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب الكبير. ج 38ص - .345سيد إسماعيل كاشف عمان في فجر الإسلامى ص[ - .5عيسى الحريري، الدولة الرستمية بالممغوب، ص321إلى- .841مبارك الميلي تاريخ الجزائر ج .2ص45ا إلى .961 2مبارك الميلي .نفسه ج 33ص.76/86 -3أنفق الإمام غسان بن عبد الملك أموالا لاسترجاع عبد كان اللصوص قد سرقوه وفروا به إلى نواحي فارس وأن أهل الباطنة قي داخل عمان كان عبيدهم يقومون بالزجر ليلا، فسمع الإمام لهم بذلك وناقشهم فلما علم أمم يريحون بالنهار رضي وسلم. انظر :السيابي" عمان عبر التاريخ، ج، 2ص .26/36 714 اعتبروهم في مستوى الإنسان، وهذا عكس ما كان سائدا في المشرق الإسلامي آنذاك من معاملة الموالي والعبيدك وكذا معاملة الإباضية لأعدائهم الوافدين من الخار ج(!). وفي خضم هنه السياسة ونتيجة للحرية الفكرية والرأي، فقد سجل ابن الصغير بعض المعارضات السياسبة الظاهرة أيام الر ستميين© «ألنةفقد برز عبد العزيز بن الإوز عندما قلم الناس أبا بكر مناديا: سائلكم معاشر نفوسة إذا مات واحد جعلتم مكانه آخر و لم تجعلوا الأمر للمسلمين وتروه إليهم، فيختارون من هو أتقى وأرضى».)2 إن ما يجب ملاحظته في هذه المقولة هو أن ابن الصغير يرويأ كلامه هذا عن طريق المشافهة بقوله« :أخبرني جماعة من الإباضية وغيرهم» .فلعله بمذا التعبير يريد أن لا يتحمل مسؤولية هذه الدعوى مستعملا في ذلك ألفاظا تبين اهتمامه بالأمانة التاريخية وهذا ما يوضح «حسَه النقدي للروايات بصفته مؤرخا»(ة). كما أن النفوسيين كانوا يمثلون الغالبية العظمى ف الحتمع التاهرتي© وهذا ما يتأكد من قوله« :جماعة من الإباضية وغيرهم» . .والظاهر أن بعض الإباضية لم يكونوا راضين بأبي بكر إماما .وما بمكن اعتباره قى هذه اسالة هو كون أي بيكر « لم تكن فيه من الشدة في دينه ما كان ا -ي زمن الوارث بن كعب بعث هارون الرشيد بعيسى بن جعفر بن أبي المنصور غازيا لعمان، فقضى الوارث على الخيش وقبض على عيسى وسجنه و لم يقتله .انظر :سرحان ابن سعيد تاريخ عمان ص.64 2ابن الصغير أخبار الأنمة الرستميين‘ ص .07 -3ابن الصغير" نقفسه، ص .71 814 فيمن قبله من آبائه»(!) .ويبدو كذلك أن عبد العزيز بن الإوز هذا ل يكن الإباضية يولونه كبير اهتمام رغم علمه وفقهه وكونه من علماء الإباضية& وذلك لسلاطة لسانه وخفة عقله كما يصفه ابن الصغير. ومهما يكن من أمر فإن مثل هذه الواقعة لا تدلنا إلآ على مدى تمممع المواطنين بحرية الرأي والمعارضة السياسية والفكرية واحترام رأي الأغلبية. ويشير ابن الصغير إلى قضية أكثر خطورة في بيان بعض الأساليب السياسية الي كان الإمام أفلح قد استعملها للتمكن من السيطرة على القبائل المجاورة وذلك باستعماله سياسة "فرّق تسد" إلا أن ابن الصغير كعادته يستبعد هذا الفعل، وهذا ما يظهر في آخر روايته إذ يقول« :فيما قالوا وانة أعلم فيمن رأي ذلك»( .)2وكما سبق فإن ابن الصغير يعتمد في روايته على المشافهة والمشاهدة وآفة الأخبار رواتما. فلا بد إذن في ظل هذه الحرية أن يوجد من يعارض الحكم ويدس له، وبخاصة وأن العاصمة تمو ج بالمذاهب والحاليات المختلفة. وهناك من القضايا السياسية ال وجدت إبان الحكم الإباضي والي استغلها كثير من الكتاب ليجعلوا منها نقطة ضعف ف المذهب الإباضي ونظرياته السياسية .وذلك بإعطائهم الخلافات السياسية أبعادا دينية خطيرة، والوصول بالزعيم المناوئ للإمامة الشرعية إلى جعله رئيس فرقة دينية انفصلت عن المذهب الأم .وفى الحقيقة فان تلك القضايا لا تعدو كومما خلافا سياسيا محضا\ يرجع أساسا إلى اختلاف الزعماء حول 1ابن الصغير أخبار الأنمة الرستميين‘ ص .17 .36صنقفسفك ابن الصغير2۔ 914 بعض القضايا السياسية كتولي الإمامة بين الفاضل والمفضول .ومن بين هذه الفرق :النكارية(!) والنفاثية( )2والخلفية(.)3 وي الواقع فإن ما يستنج من هذه الوقائع ليس ضعف الدولة بل قوتمقا الي جعلت النظام يطلق العنان للحرية السياسية .بينما يتجلى الضعف في كم الأفواه والاستبداد السياسي .ولا أدل على ذلك من أن هذه السياسة قد آتت نتائجها عندما كانت الدولة قوية .وأتت على الدولة في نمايتها عندما ضعفت هذه المبادئ وخرج عنها الأئمة الأواخر. أما سياسية الإباضية مع أهل الذمة فقد اتسمت بالطابع الشرعي، ما للمسلمين وعليهم ما عليهم.وهذا ما يستنتج من عهد الإاما مأن م الصلت بن مالك لغسان بن جليد حين بعثه واليا على رستاق الجار (منطقة بعمان) ومما جاء فيه« :وليس على الصبيان، ولا على الشيخ ا -النكارية :أتباع ابن قدامة بن فندين بايع الإمام عبد الوهاب، واشترط عليه أن لا يقضي أمرا دون استشارة جماعة مخصصة لذلك‘ فأجابه مسعود الأندلسي :لا نعرف ‏١شرطا إلا العمل بالكتاب والسنة .فخر ج على الإمام. 2النفالية :أتباع فرج بن نصر النفوسي المعروف بنفاث، كان يحلم بالولاية على حبل نفوسة أو قنطرار، ولكن الإمام أفلح أسند الولاية إلى أحد أصدقاء نفاثف، فخر ج على الإمام وطعن فيه. -3الخلفية :أتباع خلف بن السمح بن أبي الخطاب .تولى الولاية بعد أبيه بدون استشارة الإمام عبد الرهاب وهو غير كفء فعظم أمره، وأراد الاستقلال بجبل نفوسة إلى ان انتهى أمره. لمزيد من المعلومات حول هذه الفرق انظر :الشماخي، كتاب السير( .مخطوط) - علي نحي معمرا الإباضية بين الفرق الإسلامية .ص882وما بعدها - .محمد علي دبرز تاريخ المغرب الكبير ج.3 024 الفان، ولا على الفقراء ولا على الزم ولا على النساء ولا على العبيد، ولا على الإماء شي»(!). وقد تمتع غير المسلمين بخرياتمم الأساسية .ويذكر الأستاذ عيسى الحريري ومحمد علي دبوز أنه ساكن الإباضية أقوام من البيزنطيين والقرطاجيين والرومان ثم المسيحيون واليهود والسودانيون، وكان منهم للقيم ومنهم المتعلم أو المتعامل في التجارة كاليهود والنصارى وقد دخل هؤلاء للغرب مع الجخيوش الإسلامية لإخماد ثورات البربر فاستقروا هناك. و لم يمنعوا من التعامل إلاً في ما حرم ألا من جلب البضائع الحرمة كالخمر والخنزير .ونتيجة لسياسة التسامح فقد وجد بعض المسيحيين مكانة خاصة هم لدى بعض الأئمة الرستميين كأبي بكر بن أفلح(.)2 السياسة قد أفرزت عدة أحداث كانت من جانبإن هذه الذميين، ومن بعض المذاهب الإسلامية ال كانت فها أياد خفية في إثارة بعض الاضطرابات والفتن الداخليةء كما مكنت هذه السياسة الدولة الرستمية من أن تعمر طويلا نتيجة تناسق طبقاتما الاجتماعية وتوافقها دينيا .وتفشني روح التسامح والأخوَة، فعم الرخاء وانعدمت الطبقة السفلى المحرومة .وهذه السياسة أيضا هي الي أدت إلى سقوط إن بعض القبائلالإباضية في النهاية نتيجة الحرية المطلقة حيثدولة اكتسبت قوة تضاهي القوة الحاكمة وتغلبت عليها أحياناة). -1السالمي، تحفة الأعيان جا، ص .061 تاريخعلي دبوزحمد. 91/ 81صالدولة الرستمية بالمغربالحريري-2۔ عيسى المغرب الكبير، ج 35ص333وما بعدها. - .302مبارك لليلي، تاريخ الجزائر ج .2ص.57-3عثمان الكعاك موجز تاريخ الجزائر ص 124 جل بنن إن الدولة الإسلامية قد تكاملت في عهد رسول انتة قلة على أسس ثلاثة .وهي طبيعة النظام الإسلامي للتكامل تحت قانون واحد ومبدأ حرية التفكير للفرد ثم إقرار مبدا الشورىا!). فعلى ضوء هذه المبادئ من جهة} وعلى ضوء المبدا الذي مير الأنظمة السنية والمتمثل في إلغاء شورية الحكم يبرز التناقض ولا بدً أن تكون النتائج تبعا للمقدمات. فقد انطلقت هذه الأنظمة في بناء كياناتما على أساس شعوبي نمقوت من طرف الإسلام، وأعطت بذلك الفرصة للحركات العدائية اللي استغلت التسامح الإسلامي لبث سمومها، وتطورت إلى أحزاب وحركات كالمانوية والزردشتية. كما مارس الخلفاء بعض أنواع الاستبداد السياسي وخدمة للملوك فقد شرعوا واستحئوا كل ما يمكن أن يساهم في إبقاء نفوذهم. وبالتالي انقلبت الأوضاع ضدهم وأصبح "اسم الخلافة باقيا فيهم لبقاء عصبية العرب\ ثم ذهب رسم الخلافة وأثرها بذهاب عصبية العرب... وبقي الأمر ملكا بحتا كما كان الشأن في ملوك العجم بالمشرق يدينون بطاعة الخليفة تبركا، والملك بجميع ألقابه ومناحيه لهم وليس للخليفة منه شي»(.)2 بعض الخلفاء من الفقهاء من يلتمسونتيجة لهذه السياسة فقد اتخذ -1إبراهيم العدوي النظم الإسلامية ص .331/431 2ابن خلدون المقدمة ج 25ص .817 224 لهم الحق والحبة في أعمالهم(ا) .وإذا ما نفر علماء وأنذروا قومهم وتولوا إرشاد الخلفاء قام هؤلاء محاربتهم" ومن نماذج ذلك محنة الإمام مالك .فشاعت المقولة القائلة بأن الشورى غير ملزمة للحاكم، وعمت ني الفكر السياسي الأحاديث الداعية إلى طاعة ولي الأمر، وتناست العلماء شروط الخليفة وحق الأمة في مراقبة ومحاسبة الإمام وتغييره بالسلم أو بالثورة .وصورت أن ذلك قدر محتوم، فتواتر الكتاب على رير الظلم وبيان أن الثورات الاحتماعية هي مين فعل العوام ومره الأسافل، وأنما مروق من الدين وكفر وزندقة(ق). ويرجع الدكتور ظافر القاسمي الأسباب اليي جعلت الإمامين الماوردي والفرًاء يكتبان ويوضًّحان الوزارة ووظائفها، هي أممما عاشا في النصف الأول من القرن الخامس المجري" حيث إن الوزارة لم تكن في خدمة المجتمع الإسلامي، و لم تكن الرعية عنها راضية وكان واقعها مخالفا للعقل والشر ع(ة). وهذه الأسباب السياسية أنتجت في آخر المطاف انعداما تاما للنظريات السياسية عند أهل السنة} وأصبحت برد نظريات لا تمت إلى الواقع بصلة ويعود ذلك أساسا إلى: ا -وهذا ما حدث بفرنسا، من وجود "فقهاء الملك" لتبرير أعمالهم وتسويغها في الشر ع والقانون .مننر العجلان عبقرية الإسلام‘ ص .501 2في موضوع تقييم السلطة الأموية والعباسية} انظر :محمد الخضري بك، محاضرات في تاريخ الأمم ..ج، 3ص- .54عبد القادر عودة } الإسلام وأوضاعنا السياسية ص - .8محمد عمارةا الإسلام والمستقبل ص72وما بعدها - .محمود إسماعيل الحركات السرية في الاسلام ‘ ص.06 -3ظافر القاسمي نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي،ج، 1ص .434 324 « [.تفشّي نزعة الحمود والتقليد في المجتمع الإسلامي وخشية العلماء والفقهاء من الحكام. السياسيالاستبداد الفقه السياسي نتيجةالتخلف في ميدان.2 للحكام .ويكفي أن الماوردي أوصى بعدم نشر كتابه "الأحكام السلطانية" إلا بعد وفاته. .3اضمحلال القوى السياسية في المجتمع فلم تعد فيه قرة حية سياسية توجه البلاد وذلك لتفتت الطاقات بسبب الصراع ثم تفشي الآراء الخاطئة والخرافات كنظرية الخبر والحكم الإلهي ثم الغزو الأجنبي للدولة الإسلامية، وأخيرا النكبات المتعاقبة في السلطة من المتنافسين عليها(!). وإذا أمكن إصدار حكم عام فإن الشيخ محمد الغزالي يقول« :ومن المستحيل أن يكون كا ملوك ب أمية والعباس وعثمان أمثلة راشدة للإسلام الحنيف‘ فقد ورثوا الحكم بعصبية الدم والبطش فكيف يكونون حكاما مرشدين؟»(.)2 هذا مع ملاحظة أن جميع الآراء السياسية الن يصدرها علماء أهل السنة على هذه الأنظمة سواء القدامى منهم كابن خلدون والطبري أم المعاصرين كالكعاك والخضري وظافر القاسمي ومحمود المليجي ومحمد الغفزالي، هي في الحقيقة آراء تسم بالتعميم، ذلك لأنه إذا كان أكثر الخلفاء قد انتهجوا نفس السياسة فإننا نجد من الخلفاء من استرشد في أحكامه بذوي النصح والعلماء كما سبق ذكره أثناء التحليل .وهذا ا -محمود المليجي، مبدأ الشورى في الإسلامێ ص.41/51 2۔ حمد الغزالي، كيف نفهم الاسلام .ص .59 424 الرأي الأخير أي كثرة الخلفاء الذين استبدُوا هو الذي جعل المؤرخين يصفون الأنظمة السياسية السنية بأمما منحرفة. أما فيما يخص الإباضية فقد ظلت تصبو إلى تطبيق الفكر السياسي المتمثل في احترام القيم الإسلامية، سواء في المشرق أم في المغرب. و لم يتمكن العباسيون المعاصرون للإباضية المشارقة من تطبيق النموذج المثالي للحكم نتيجة الإسراف والتبذير .وبفضل تمسك الإباضية بالحرية الفكرية والاقتصادية والتشريعية أصبحت نموذجا يقتدى به في الحتمع المغربي، رغم أنها كانت تعيش بين مفارفات سياسية ومذهبية وتتكون من عدة تناقضات أيضا .فقد كانت إسلامية قي قضائها عربية في معارفها} بربرية في عصبيتها، فارسية في إدارتما3 وما جمع بين هذه الأجناس سوى الرابطة الدينية(!). وبفضل انفتاح سياسة التسامح والعدل والشورى بحخح الإباضية في عمان وتاهرت ف الاحتفاظ باستقلال دولهم" كما نجحوا في إقامة مذهبهم وإقامة الإمامة العادلة، وانتقلوا من الحال النظري إلى التطبيقي ملتزمين بقواعد الدين© وذلك بحسن اختيار الإمام ومساعديه، ثم مراقبته ومحاسبته على أخطائه .وقد سار الإباضية ي هذا المنهج اعتبارا لقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وولاية الأشخاص وبراعتمم، وتحمُل نتائج أعمالهم(.)2 -1مبارك الميلي، تاريخ الجزائر ج .2ص.85 2عيسى الحريري، الدولة الرستمية بالمغوب، ص- .7سيدة إسماعيل كاشف .عمان في فجر الإسلام؛ عر - .6علي يحي معمر الإباضية في موكب التاريخ.43، 524 وإذا كان من باح لهذا النموذج الإباضي فللعلماء والفقهاء فضل كبير في ذلك فإذا كانوا في العصر الأموي والعصر العباسي لم يؤدوا الخلفاء في سياستهم المنحرفة، فإنهم لم يفعلوا ذلك أيضا في أيام أئمتهم المنحرفين. وبغض النظر عن النتائج المتحصل عليها في كلا النظامين فالملاحظ أن هناك بعض الأساليب السياسية المتشاممة بينهما، مثل الأخذ باللامركزية الإدارية، وهذه ميزة جمعت بين الإباضية والأمويين، مع فارق في التنفيذ، فالأمويون اعتمدوا على ذويهم ومن ناصرهم في السهر على الموالاة في الأقاليم البعێدة، في حين اعتمد الإباضية على اختيار الأكف لا لضمان الولاء بل لضمان تنفيذ أحكام الإسلام. وهذه الخاصية في كلا النظامين أدت إلى نتائج منطقية، فبالنسبة للأمويين والعباسيين في الحال الإداري، وجدنا أنه كان لزاما عليهم بث العيون ومراقبة المعارضة الي لم تترك فرصة إلا وعبرت بالدم عن آرائها، وبالنسبة للإباضية فقد أدت هذه السياسة الإدارية أحيانا إلى أن يفكر بعض الولاة في الانفصال(!). أما في الحال المالى فالفارق بينهما أيضا يظهر في استقلال الجهاز المالي الإباضي عن السلطة، وتمسُك الخلفاء السنيين به، وربط هذا الجهاز بقصر الخليفة) .ونظرا لاتساع الرقعة الإسلامية فقد فاضت الأموال على خزائن الأمويين والعباسيين وأصبحت مدعاة للبذخ© وهذا ا -كما حدث في جبل نفوسة أيام الإمام عبد الوهاب حينما حاول خلف بن السمح الانفصال عن الدولة الرستمية، راحع :محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير، ج.3 2انظر السياسة المالية السنية في الفصل الثالث من هذا القسم. 624 ما جعل الخلفاء يبتدعون مصادر أخرى مالية عرفية غير شرعية .وهي بجال انتقاد الفقهاء. ذهأن ;نشير إلى نقطة هامة كانت نتيجة مباشرةإلآ أنه لا بة السياسة وتذم المستوى الداخلي، وهو ما عرفته الحياة العامة في كلا النظامين والناتعة عن سياسة إبعاد القصر وأعمال السياسة عن أنظار الناس فاطمأنوا على هذا الجانب الخاص بالحكم مما جعل الحياة الثقافية والاقتصادية والفنية وعملية الترجمة تزدهر فتنافس العلماء فى البحث والتأليف، وأصاب الحتمع الغ وعاش في الملاذ إلى حد الإسراف. وكان للجانب الإباضي أيضا نفس النتائج رغم المنطلقات السياسية والتطبيقات العملية طا. الحكام السنون قد اتبعرا سياسة الاستحواذ على كلوإذا كان وبث الأفكار كنظرية اخبر والإرجاء والحق الإلهي، لضمانشي استمرارية النظام فإن الإباضية تمد انتهجوا سياسة الانفراج وحرية . إلا أن هذه السياسة الأخيرة قد أدت بمم إلى الزوال نتيجةالرأي" الإفراط في الديمقراطية غير المسؤولة مما وفر للمعارضة ابرً المناسب لتخريب النظام من الداخل تم إعطاء الفرصة للعدو الخارجي للقضاء على دولتهم. 724 ثانا :السباستالخامرجية -1أهل السنة والجماعة تدخل مسألة العلاقات الخارجية ضمن مسؤولية الخليفة ولا تتحدد فقط بالدفاع عن بيضة الإسلام، بل تتعدى إلى مواصلة نشر } ومن ثم تترئب على هذهالإسلام بصفته حليفة لرسول الا الظروف الي يعيشها النظاممعاملات تتنو ع حسبالوظيفة عذة الإسلامي. وقد سعى الإسلام في الأرض ناشرا السلم الذي يمثل العلاقة الأصلية بين الناس في الحياة .وعلى هذا المبدا بن الإسلام سياسته وعلاقة المسلمين بعضهم ببعض من جهة وبينهم وبين غيرهم من غير المسلمين من الأمم المختلفة من جهة أخرىلا!) .وتبقى قاعدة عدم الإكراه في الدين للرعية هي أصل المعاملات. وانطلاقا من هذا المبدا كان لزاما على الدولة الإسلامية أن تب علاقاتما سواء مع المسلمين كدول أو مع الأمم الأخرى على أساس من السلم .هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن على الدولة الإسلامية أن تقوم بواجب الدعوة للإسلام حيت تقوم الحجة. وفي إطار العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية فقد كان لما ثلانة اتجاهات: علاقات مع الأمم الأجنبية ال لم تكن قد سمعت بالإسلام ومن ا محمود شلتوت‘ صر.564 824 الإسلامية. ‏٠ الإسلامية.غيروالدولالإسلاميةالدولةبنالعلاقاتش ببعص.الإسلامية بعضهاهي مع الدولالعلاقاتهذهوثالث فما هو حال الدول السنية مع هذه الكيانات النلانة؟ النتوحات الإسلامية: يجمع المؤرخون على أن الفترة الأموية والعباسية الأولى كانت من أزمى عصور الفتح الإسلامي وقد أعطت هذه العملية المقام الأول لهذه الأنظمة في سيادة العالم الإسلامي، والهيبة من جانب العالم غير الإسلامي .ورغم أن الثورات الداخلية لم يمكن إخمادها بصفة فمائية(ا). إلا أن الفتح ومواصلة الزحف الإسلامي لم يتوققف(.)2 ونظرا لهذه الوضعية الإيجابية والمتميزة في سيرة الخلفاء السنيين، فإن الفقهاء لا يؤخّرون حكمهم بأن الحكام قد قاموا ممسؤولياتمم كاملة أزاء هذه المسألة. وقد كان لهذا الفتح العظيم عدة أسباب .كان في مقدمتها حماية الثغور الي وصل إليها الفتح أيام الراشدين والي كانت هدفا لغير المسلمين لاإغارة عليها وثانيها أن بعض الخلفاء كانوا يشعرون ا -راجع تاريخ الثورات ف العهد الأموي والعهد العباسي في:احمد شلي" التاريخ الإسلامي والحضارة الاسلامية .ج .2ج.3 2اتحه الإسلام نحو الشرق ي السند والهند وبلاد الترك وقي الجهة الشمالية نحو أذربيجان وأرمينيا وبلاد الروم .وفي الغرب نحو إفريقيا والأندلس .راجع :محمد الخضري بك© .312تاريخ الأمم .ج .2صفمحاضرات 924 بواجبهم في نشر الدين والوقوف ضة المشركين .أما السبب الثالث فهو ظهور نزعة حب الملك والسلظة والتوسع والهيبة أمام ملوك العصر عند بعض الخلفاء الآخرين .وهذا السبب الأخير هو الذي جعل هذا العمل الجبار يفقد بعض قيمته. ولقد قويت هذه الفتوحات خاصة في عهد معاوية وابنه يزيد إلى أيام عبد الملك بن مروان .ولكنها بدأت في الضعف و لم تتوقف تماما حت الأيام الأخيرة للعباسيين .مع ملاحظة أنه إذا كانت الفتوحات قد توقفت فإن الإسلام لم يتوقف انتشاره، وذلك عن طريق الدعاة والتجار(!). إن السياسة الي اتبعها بعض الأمويين خاصة في بناء دولتهم في لليدان الخارجي، كانت بالدرجة الأولى بمدف التوسع في السلطة وبناء دولة قوية .ولكرً هذه السياسة قد رافقتها ثورات داخلية عنيفةء كان الخلفاء قد تصدوا ها بكل قة مما جعل عملهم قاصرا فقط على الحروب داخليا وخارجيا، و لم تسمح لهم الظروف بالنظر إلى الداخل الاجتماعي ولا الاتصال برجال التشريع .فكانت حياتمم سياسية أكثر منها دينيةا وهذه الصبغة السياسية لم تسلم منها حروبهم الخارجية الت اصطبغت بماء فأصبح الغرض منها الوقوف أمام العدو الملسيحي© وابتلاع الدويلات الإسلامية الخارجة عنها. 1أحمد شلي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج 25ص4001وما بعدها. 034 العلاقات الخارجية الإسلامية: لم تستطع الأنظمة السنية الإبقاء على وجهة واحدة للسياسة الإسلامية، فقد برزت إلى الوجود بعض الدول الصغيرة في المشرق والمغرب .وإذا كانت دول المغرب لم تنقض نظرية وحدة الإمامة الإسلامية بسبب وجود الحاجز البحري، فإن الدول المشرقية منها قد نقضتها رغم امتداد الرقعة الإسلامية واتصالها، علما بأنه لا يوجد من علماء السنة من فتح باب ازدواجية الإمامة وتعدُدها(!). والللا< ظ أن هذه الأخيرة كانت قد اتصلت عن الدولة الأم أيام ضعف الخلفاء، في حين كان قيام الدول المغربية أيام عزها. وأول دولة إسلامية سنية انفلتت من سلطة الخلفاء هي دولة الأمويين بالأندلس أَمًا فى المشرق فإن الإباضية أقاموا دولا لهم في كل من إمامة طالب الحق في صنعاء، وإمامة عمان وتاهرت في المغرب .وقد اتبعت الأنظمة العباسية سياسة واضحة العداء مع كل الدويلات الي خرجت عن سلطتها، سواء في المشرق أم في المغرب، واستعملت كل أساليب الحروب للقضاء عليها، كما التجأ بعض الخلفاء إلى سلاح المؤامرات السرية عن طريق الطعن الصامت أو السم القاتل). وقد انتهجوا هذه السياسة لسببين :أولهما أن هذه الدول سوف تصبح إحدى القلاع الي ينطلق منها أعداؤها للانقضاض عليها كما تصبح ملجأ لمعارضيها في السياسة والحكم .وثانيهما أن هذه الدولات ا -انظر مبحث وحدة الإمامة وتعددها في الفصل الأول من القسم الأول. التاريخأجمد شليراحع:عبد الله.إدريس بن النحو تخلص الرشيد منهذا 2۔ على .941الإسلامي والحضارة الاسلامية .ج .3ص 134 كانت قد قامت نتيجة السياسة الداخلية الق اتسمت بالاستبداد وكم الأفواه، وبالتالي فإنها ستصبح فاضحة لها في مثل هذه المعاملات .ونظرا لهذين السببين فإن الدولة العباسية لم تفرط في بذل أي جهد من أجل القضاء على هذه الأنظمة الصغيرة الناشئة، فأغرقت المنطقة في بحيرة من الدماء لأنها تراها خطرا على نظامها السياسي بالنسبة للدول السنية والعقدي بالنسبة للدول الإباضية(!). فالذي يبرر الحكم على سياسة بعض الخلفاء بأنها منفعية وسياسية مخضة\ هو ما اكتسبته معاملتهم مع الدول السنية الصغيرة، فبالنسبة للدولة الأموية بالأندلس فقد كان المنصور والمهدي يودان إزالتها(). وقد انطلقت العلاقات في أول الأمر بين النظامين مبنية على الإرادة الخيّرة، وهذا من أجل أن يستميل العباسيون عبد الرحمن الداخل إليهم ولكنهم فشلوا في هذه السياسة فلجؤوا إلى القوة فحبطت مساعيهم كذلك» نتيجة لبعد الشقة .وكانت أحسن وسيلة هي الالتجاء إلى العدو المشترك المسيحي واستمالته إليهم، فقد التجأ العباسيون إلى إقامة علاقة طيبة مع ملك الإفرنحة المسيحي للاستعانة به على الأمويين بالأندلس فكانت بينهما سفارات وهدايا فوطدت العلاقات بين المنصور و"بيين"، وبين الرشيد و"شارلمان". وهذه الوضعية جعلت الروح السياسية تطغى على الروح الدينية. وهكذا وضع الإسلام جانبا فأصبح التعامل على قاعدة" :عدو عدوي صديقي" .و لم يعد للمبادئ الإسلامية بحال .ومما يؤكد إرادة بعض الخلفاء من وراء هذه السياسة والمتمثلة أساسا في المحافظة على الملك© 1محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبيرث ج، 3ص .45 .29 محاضرات ف تاريخ الأمم .ج .2ص-2۔ حمد الخضري بك 234 وقد كان هذا التعامل أيضا من جانبسواه.ماكروضرب اللسيحيين، إذ استمالوا العباسيين إليهم ضد منافسيهم البيزنطيين قي أروبا الشرقية(!). أما معاملتهم للأنظمة الإباضية فقد كانت عقائدية بالدرجة الأولى وكا نت هذهتو سيع الملك.بغرضمصلحيةشخحرو ‏ ١ر ح لبصفتهم الحق باليمن.وطالبالسياسة متبعة مع كل من العمانيين وقد ظهر الأمويون في حرويمم مع الإباضية بالوحشية والطابع البدوي والمجازر الرهيبة والخروج على المبادئ الإسلامية .فكانت المعاملة إذا مبنية على علاقات عدائية بحتة( .)2فلم تعمر هذه الدولة طويلا، إذ شمر الأمويون على أيديهم وجيّشوا الجيوش وقضوا عليها في سنواتما الأولى. وتتميز علاقة هذه الأنظمة مع الرستميين بطابع له منطلقانء عقدي وسياسي .وهما: .1أن العباسيين يعتبرون الرستميين الأعداء التقليديين هما لأمم استحوذوا على ميراث لهم من الأمويين وهو إفريقية. .2الطابع الديني بين السنة والخوارج .ولهذا كان العداء بينهما تضيع الدولة العباسية أية فرصة للقضاء عليهم(.)3وقويا ا -أحمد شلي التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميةێ ج 33ص 352رما بعدها. 2مهدي طالب هاشم الإباضية في المشرق العربي، ص.311وانظر تفاصيل الحازر ضد الإباضية قي المصدر نفسه ص351وما بعدها. -3وقد لاحقت عبد الرحمن بن رستم بعد قتل أبي الخطاب وأصبحت ملجأ للمعارضة الرستمية كما يظهر ذلك من التجاء نفاث بن نصر إلى بغداد وترحيب المأمون به. انظر :عيسى الحريري، الدولة الرستمية بالمغفرب، ص .781/091 334 العلاقات مع غير المسلمين: نظم الإسلام قواعد المعاملات مع غير المسلمين، وهي مبنية على أساس تفؤق دولة الإسلام .وكانت النظرية السياسية الإسلامية قد قررت هذا المبدأ ضمن مسؤولية الخليفة .وهي ضرورة رة عدوان هؤلاء ودعوتمم إلى الإسلام .وني حال رفضهم للدعوة الإسلامية، فإن الإسلام يضمن بقاءهم على عقائدهم وهم صاغرون(!). ففي السنوات الأخيرة للعصر العباسي الأوّل، وهي الفترة ال كان فيها للدولة الإسلامية الكلمة العليا والهيبة في العا لم الإسلامي، كانت أروبا تتقاسمها دولتان مسيحيتان، الأولى في غرب أروبا، والثانية في شرقها في القسطنطينية .ونتيجة للسياسة المتبعة من قبل الخلفاء، فقد استغل الشرق الإسلامي الغرب المسيحي لضرب العربي في قرطبة وكانت الأهداف نفسها، لغرب أروبا الذي استغله الشرق الإسلامي لضرب الشرق المسيحي. ولقد رغب المنصور في استمالة "بيين" في عهده، ورغب الرشيد في استمالة "شارلان" 0وقد توطدت العلاقات بينهما إلى حد تبادل السفراء فائسمت هذه المعاملة بالطابع السياسي أكثر منها بالطابع الديي، فكان الخليفة العباسي يهدد الأمويين في الأندلس بواسطة الملك الملسيحي.)2 -1انظر :ابن قيم الجحوزية! أحكام أهل الذمة، تحقيق د .صبحي الصالح مطبعة جامعة دمشق1831 .ه1691/م. .632 ج .3صالتاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية. 2۔ أحمد شلي. 434 وبمذه المعاملة الإسلامية للدول المسيحية والێ كانت على حساب المسلمين خرجت هذه السياسة عن مبادئها الإسلامية من ناحيتين© أولها :انعدام المبادئ الإسلامية عموما، والى تبن على أساس السلم بين الأفراد والجماعات .ثانيها :اتخاذ العدو وليا وحليفا دون مراعاة لقواعد الشرع‘ قال تعالى :لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين(!) .وأصبح الهدف هو بسط النفوذ بدلا من بسط الإسلام بالدرجة الأولى. وتعتبر هذه الفترة المحددة بالعصر العباسي الأول الفترة الي بد الضعف فيها يدب في جهاز الدولة، وذلك بخروج النظام الإسلامي السني عن قواعد الحكم والسياسة على الصعيد الخارجي. ل 2الإباضية: إن المتأمل في خريطة الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى الهجرية يتضح له بقوة وجود الكيانات السياسية الإباضية بعيدا عن مركز الخلافة السنية، وذلك بحكم انفرادهم بآراء سياسية مغايرة لما عليه الأنظمة القائمة، وكوممم تبعا لذلك أعداء تقليديين فم بحكم المذهبية .فقد عاشت الإمامة العمانية معاصرة لأقوى فترة سياسية للنظام العباسي، الذي ظل يحاول ابتلاع عمان مما جعل هذا البلد في حالة دفاع مستمرة وقد تخللتها فترات استقرً فيها العباسيون بعمان على السواحل بينما انحصرت الإمامة في الداخل. ا -سورة آل عمران آية.82 534 أما الدولة الرستمية فقد وجدت هي الأخرى بين عدة كيانات غير متجانسة سياسيا ومذهبيا مقارنة بالدول الإسلامية .ودينيا بالنسبة لدولة السودان غير الإسلامية .فقد كان التناقض واضحا في المغرب الإسلامي‘ إذ قام بالقيروان نظام سياسي تابع للعباسيين، بينما كان نظام الحكم بالأندلس أمويا سنا على المذهب المالكي .وفي فاس المغربية قام نظام علوي على المذهب المالكي أيضا .وفي سجلماسة حكم الصفرية .بينما كانت بلاد السودان خارج دائرة الإسلام .وفي ظل هذه التناقضات كان لا بد للإباضية أن يتكيفوا مع الوضع مهما كانت الوسائل(!). إغفال وضعية سياسية هامة في موضوعناێ وهي اعتبارولا جب الدولة الرستمية من أسبق الدول المستقلة عن العباسيين، هذا من ناحية ومن جهة أخرى فقد قامت هذه الدولة على اتحاه مخالف للدولة العباسية، مما جعل العباسيين يطاردونمم في كل مكان، معتادين على مقولة "أن الحق مع القوة" .وتحت هذه العوامل كان لا بة لهذا النظام أن يكون لنفسه شخصية دولة مستقلة .ويطبع علاقاته الدولية بطابعه الخاص(.)2 ففي ظل هنه الوضعية المتناقضة للمغرب الإسلامي اختارت الإباضية مبدأ سياسة حسن الخوار، والباب المفتوح مع جميع الكيانات الإسلامية الأخرى ومبدأ مهادنة العدو ومبدأ عدم استعمال قانون سياسة المعاملة بالمثل .فلم ترفع السيف إلا إخمادا لثورة أو ردا لاختراق العلاقات الخارجية للدولة الرستمية ص.092عبد الكرا -حودت .781 الدولة الرستمية بالمغرب صالحريري!2عيسى 634 الدولة.دفاعا عنأوالاجتماعيينوالسلمالأمن وقد سار العمانيون على نفس الوتيرة من أول أمرهم في معاملاتمم للدول غير الإباضية إلا في أيام الانقلابات واستحواذ العباسيين على شم الفرصةلاحتعلى حكم التقية حتسوا حلهم ئ فإنهم بقوا المواتية(ا). التوسع والعلاقات مع الجيران: في خضع التناقضات المذهبية والوضعية غير المتجانسة سياسيا من جهة، ومن جهة أخرى وجود الدولتين الإباضيتين متزامنتين مع الدول السنية العظمى الن جمعت ريادة العالم الإسلامي، وفي هذه الظروف بالذات أصبحت هاتان الدولتان تسيران على مبادئ واحدة بالنسبة لمسألة العلاقات مع غير المسلمين. فالدور الإسلامي الكبير المتمثل في نشر الإسلام عن طريق الخيوش والفزو لم يعمد من اختصاص حميع الدول الإسلامية الصغيرة السنية منها والإباضية. فالسنية منها قد كفتها المؤونة دمشق وبغداد ,أمًا الإباضية فإن دولة عمان بقيت دائما في وضعية دفاعية ضد الغزو العباسي لها خاصة. وجدارا منيعا ضد الفرس من الشمال .أما الرستميون فقد اختاروا من الأول سياسة المهادنة وحسن الخوار والباب المفتوح. فما إمارة زناتة قي تلمسان بإثارتما للواصلية، وإذكاء نار هوارة فى شمالا -فقد دست تيهرت .ولكن الرستميين لم يردوا بالمثل .انظر :بحاز إبراهيم، الدولة الرستمية‘ ص311 _- .عيسي الحريري الدولة الرستمية بالممغرب، ص- .6سليمان البارورن، الأزهار الرياضية ص - .681محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير .ح. 734 وانطلاقا من هذه الوضعية فإن الإباضية قد ساهموا قي نشر الإسلام عن طريق التجارة في كل من إفريقيا الشرقية} وإفريقيا السوداء٬‏ جنوب الصحراء، وبعض مناطق الشرق(ا). وقد استغلت الدولة الرستمية مبادئها المنادية بالشورى إلى جانب بعض الوضعيات الن يعيشها البربر بإفريقيا كالضرائب الثقيلة والتعسف في استعمال السلطة من قبل الأمويين في بسط نفوذهم وضم بعض ‏١الأقاليم إليها(.)2 كما كانت هذه الوضعية هي نفسها بالنسبة للإباضية في عمان، وهذا من حيث التناقض السياسي والعقدي اللذين تجحاورهما، فالدولة العباسية كانت تمثل المذهب المخالف للإباضية! وكان الفرس العدو المشترك فأصبحت عمان بين فكي كماشة مما جعلها مستهدفة أكثر من الرستميين، وبقيت في حالة دفاع مستمر و لم تتمكن من اتباع سياسة حسن الخوار إلا في فترات. . ورغم هذه الوضعية فإن سيادتما لم تتغير على أقاليمها، فقد استرجعت جزيرة سوقطرة(ة) 3وأدخلت الإسلام إلى أفريقيا عن طريق زنحبار(.)4 ا -محمد عوض خليفات‘ الاصول التاريخية للفرقة الاباضية ص.25 2وقد قام الإمام عبد الوهاب بضم جبل دمر بنفسه وذلك عن طريق إقناع نفسه فمد يده وبويع .كذلك ضم بعض الأقاليم الإباضية عن طريق معاهدة بينه وبين الأغالبة. انظر :العدوي" بلاد الجزائر ص - .302محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير" ج.3 ص .034 -3حزيرة في المحيط الهندي واقعة شرقي خليج عدن .محصولاتما التمر والبخور .انظر: المنجد في اللغة والأعلام. 4السالمي .تحفة الأعيان، جا، ص.731 834 نتيجة لهذه المبادئ السابق ذكرها فقد أقام الرستميون علاقات طيبة وصلت إلى حد التحالف ضد العدو المشترك -العباسيين -مع أغالبة القيروان .ومصر ال عرفت المذهب الإباضي «إذ كان أكثر المصريين على مذهب الإباضية»(!) .والأدارسة في فاس، وبني واسول في سجلماسة وأخيرا مع الأمويين بالأندلس. ولقد كانت سياسة الإباضية في المغرب على هذه المبادئ مستلزمة لأن يقوم الجانب الآخر بنفس العمل وهو ما وقع فعلا .إلا أن المصالح السياسية لعبت دورا هامًا قي هذه القضية، فإذا كان العباسيون قد رضوا بالإباضية كدولة مستقلة، فإنما كانت علاقاتمم معهم بزرع الكيان الأغلي ف المغرب الأوسط محافظة على التوازن السياسي في شمال إفريقيا .وكذلك كان الوضع بالنسبة للأدارسة في المغرب الأقصى الذين حافظوا على الود الرستمي ليقفوا لهم في وجه العباسيين والأغالبة .وكذا بالنسبة للأمويين في الأندلس الذين قاموا بنفس المعاملة لدى الإباضية، فكانوا يمثلون بالنسبة إليهم حلقة وصل مع المشرق العربي. وقد استغلت تاهرت هذه الأوضاع فنشطت دبلوماسيتها لتضمن لنفسها البقاء وفعلا فقد كانت ملجا لكثير من الفارين من العباسيين وخاصة العلويين، ومنهم من استقرً على الأراضي الرستمية، مثل ضفاف نمر الشلف والمدينة الخضراء، وسوق إبراهيم، ومدينة تمطلاس(.)2 -1عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب الكبيرش ج3ش ص.175/275 2انظر حول هذا الموضوع :الشماخي، كتاب السير ( .خطوط)-سليمان البارون الأزهار الرياضية - .مبارك الميلي .تاريخ الجزائر - .عبد العزيز الفلالى، العلاقات السياسية بين الدولة الأموية في الأندلس ودول المغرب. 934 العلاقة مع عير المسلمين: اتبعت الإباضية نفس السياسة مع هذه الدول، وذلك اعتمادا على مبادئها مع الدول الإسلامية .انطلاقا من عدة عوامل، أولها أن الدولة الرستمية حكم ضعفها ووجودها بين عدة دويلات تختلف معها سياسيا ومذهبيا، فإنها لم تلعب دور القوة الكبرى في المنطقة بل كانت تحافظ دوما على التوازن السياسي، حق لا تلفت أنظار هذه الدويلات إليها. وثانيها أن الإباضية لم يكن لهم جيش نظامي يحمي الحدود في كل وقت .إلا ما كان من الموادعة والعهود والتحالفلا) .وبالتالي فإنهم ل يفكروا ي نشر الإسلام في جنوب الصحراء عن طريق إعداد الخيوش والغزو بما، بل كان ذلك عن طريق حسن الخوار والعلاقات التجارية والثقافية .وعبر هذه القنوات فقد كان للإباضية مع ملك صوصو-أو كوكو-ال تبعد مملكته عن تاهرت بمسافة ثلاثة أشهر.)2 وجملة القول فإن الإباضية بحكم أقليتهم المذهبية، إلى جانب الأنظمة السنية والشيعية، فإنهم لم يستطيعوا أن يتتبعوا أكثر من سياسة __حسن الخوار والباب المفتوح بناء على مبادئها الدينية ثم السياسية. وفي خلال هذه الحقبة التاريخية من السياسة الخارجية الإباضية فقد وقعت عدة أحداث دموية وخاصة بين الإباضية والعباسيين مشرقا وبينهم وبين العباسيين من جهة والأغالبة من جهة أخرى .و لم يتبع -1كما وقع بين الأغالبة والإباضية بالمغرب من عقد للهدنة .راحع :ابن خلدون\ المقدمة ج،4 ص- .514ابن الخطيب أعمال" ص - .01السلاري" الاستقصاء جاء ص.021 -2سلمان البارون، الأزهار الرياضية ص- .481عيسى الحريري الدولة الرستمية بالمغرب ص .012/212 044 الإباضية في هذه الأحداث زل المبادئ الإسلامية .فنم يتعرضوا للغنيمة ولا للسبي ولا للإجهاز على المدبر ولا للقتل .وذلك لاعتقادهم بحرمة أموال المسلمين ولو كان في حالة بغي .وعند استرجاعهم لإقليم من الأقاليم فإنهم كانوا على تلك المبادئ(!). ونتيجة لهذه السياسة أصبحت الدولة الرسمية الشريان الذي ينقل الحضارة الإسلامية من المشرق إلى المغرب وقد أثمرت هذه السياسة في علاقاتما مع الأندلس إلى حد أنها لم تقبل للفارين منه والمقيمين بأرضها بالقيام بأي نشاط سياسي ضد الأمويين، وأنه نتيجة الاحتكاك التجاري والعلاقات الاقتصادية المتينة أصبحت قرية "بلفين" بالأندلس إباضية صراحة .وبفضل هذه السياسة أيضا استقر المغرب عموما، وأى هذا إلى ازدهاره اقتصاديا وثقافيا بين هذه الدول وأصبحت الدولة الرستمية ذات بأس وسلطان كما أصبحت الآمرة الناهية في بلاد المغرب الأو سط(.)2 ر ا -من ذلك تخيير الإمام أبي الخطاب لوالي العباسيين بين الترحال إلى المشرق أو القيام بالغرب مكرماء له ما لكل المسلمين، فاختار الترحال مع من أراد من العباسيين بأموالمم .راجع :السياي، عمان عبر التاريخ، جا، ص- .332محمد الشيخ بالحاج. مقابلة. 2عثمان الكعاك موجز تاريخ الجزائرث ص- .071إبراهيم العدوي{ النظم الإسلامية. 022وما بعدها.الدولة الرستمية بالملغفوب۔ صالحريري- .122عيسىص 144 إن السياسة الخارجية الإسلامية في بجموعها كانت مرآة للسياسة الداخلية فالتطور كان واحدا في كلا النظامين السي والإباضي. فبالنسبة للمعسكر الأموي العباسيك فبعد أن كانت النيات متجهة إلى نشر الإسلام أصبحت لدى بعض الخلفاء قمقدف رقعة ممالكهم والظهور أمام العالم بمظهر القوة والعظمة. أما بالنسبة للمعسكر الإباضي فإن الظروف وعوامل القوى لم تسمح لها مبدئيا ببسط نفوذها على أقاليم جديدة، إلآ ما كان عن إقناع ومعاهدات مع أنظمة أخرى .وحسب ما تقدم لنا فإن السنين لم يستطيعوا أن يحققوا نظرية وحدة الإمامة(!) 5ال وضعوا لا ضوابط وقواعد ويعود ذلك في رأينا إلى سياستهم الداخلية، فإذا كانت بغداد تفصله عن القيروان والأندلس حواجز بحرية وأنظمة مغايرة مذهبا في إحدى الفترات التاريخية، فما بال الدولكالفاطميين في مصرا الأخرى في المغرب والمشرق الأقصى. وهذه الوضعية لم تكن موجودة أيام الإباضيةش إذ لم يكن لهم نظام سياسي في وقت واحد مخالف لنظريتهم الدينية الخاصة بوحدة الإمامة فلم يكونوا يصدرون في آرائهم إلا عن أئمتهم الموجودين خاصة في البصرة. ولقد حاول بعض المغامرين الاستقلال بأقاليمهم فلم يتمكنواء وذلك بوقوف الأئمة ضدهم(.)2 1انظر الرأي السين في موضوع وحدة الإمامة وتعددها في الفصل الأول من القسم الأول. 2حارلة خلف بن السمح بن خلف في عهد الإمام عبد الوهاب الاستقلال بالحبل .انظر: علي نعي معمر الإباضية في موكب التاريخ" صر.33 244 ولعل الفارق بين النظام السياسي السين والنظام الإباضي في هذا الوضوع هو وحدة الإمامة والعامل الزمي، حيث إن الإباضية لم يعمّروا طويلا إلى جانب القوة الكبيرة للدول السنية الى استمرت عدة قرون .مع ملاحظة أن هذه الحالة لم تبدأ إلاً في الأيام العباسية عندما اتسعت الرقعة وصعبت مراقبة الأقاليم. والملاحظة العامة للسياسة الخارجية لكلا النظامين تكمن في وضعية كل واحد منهما بالنسبة للآخر فعامل التوتر وحب الملك والعظمة عند بعض الخلفاء ساعد الأمويين والعباسيين في نشر الإسلام عن طريق الفتوحات وضم الدول الصغيرة إليها .في حين كان مبدأ الشورى والتسامح من جهة\ ثم التناقض المذهبي والسياسي من جهة أخرى بالنسبة للإباضية، سببا في اتباع سياسة المهادنة وحسن الحوار وفتح الأبواب أمام الجميع. وهذه الوضعية أدت بالإباضية إللى نشر الإسلام عن طريق التجارة العلمية. والحملادت » 727؟‎٥2 ٦مخا0عمخا‎0 344 ثالثا :المرأة دالعمل السياسي إن قاعدة القوامة الن بنها القرآن الكرم بين الرجل والمرأة هي اليي حدت مسؤولية المرأة في كل المجالات، وبنت الميادين الى يحق ها ممارستها والي لا تدخلها إطلاقا ويرجع ذلك إلى تكوينها النفسي والفيزيولوجي .وإذا كان للمرأة في العمل إلسياسي عموما ما يلزمها أن تكون ذات حنكة ورأي وشجاعة\ ثم ظهورها إلى ميدان الحكم فإن الإسلام قد أوجب ذلك على الرجل دون المرأة، وإذا كان لما بعض الحق في العمل السياسي كما يراه البعض فإنهم قاسوا ذلك على ما قامت به عائشة يوم الجمل في قتال علي، ويوم صفين ف المطالبة بدم عثمان .وعندما نعود إلى التاريخ الإسلامي نحد أن ما قامت به عائشة قد خطاه كبار الصحابة وأمما هي نفسها قد ندمت على بدعتها وتابت(ا). إن الحديثين« :إذا كان أمراؤكم شراركم .وأغنياؤكم بخلاءكم. وأموركم إلى نسائكم .فبطن الأرض خبر لكم»(ت) .و«لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»() .قد جاء كلاهما يفسر قوله تعالى :الرجال قوامون على النساء{“)، تفسيرا سديدا، ويبّنان أن الولاية والعمل 1المردردي{ نظرية الاسلام رهديه‘ ص.223 2رواه الترمذي، باب الفعن© .87 -3رواه أحمد، بلفظ "ما" .جك، ص - .05والترمذي، كتاب الفعن، باب .57حديث 2622 .جد صر -.725والنسائي كتاب القضاء باب 73ج 83ص.102 4۔ سورة النساء، آية .43 444 السياسي خارجان عن اختصاص المرأة المسلمة(!). يقول الماوردي في عمل المرأة في الوزارة« :ولا نجوز أن تقوم بذلك امرأة ولو كان خيرها مقبولا لما تضمنه معين الولايات المصروفة عن النساء لقوله ثلة" :ما أفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة" 3ولأن فيها من طلب الرأي وثبات العزم ما تضعف عنه النساء، ومن الظهور قي مباشرة الأمور ما هو عليهن محظور»(). وطبقا لكر هذه القواعد الشرعية فإتنا نجد أن الإسلام قد أوصد أمام النساء أبواب العمل السياسي وباب بجلس الشورى الذي هو قوام على الأمة كلها .والحق أه لا نجد إطلاقا في كتب التاريخ ولا في الأحاديث النبوية ما يشهد بأن الني ثة أو أحد الخلفاء الراشدين قد أشرك المرأة في بجلس الشورى لأن ذلك أدعى إلى الخروج إلى ما هو محرم عليهرً كما سبق ذكره). ولاية القضاء فإن الأئمة الثلاثة مالكا والشافعي وأحمدوفيما ز يشترطون الذكورة ولا يتركون للمرأة مكانا في القضاء .بينما يجيز الحنفية قضا المرأة في غير الحدود والقصاص لأمما تقبل شهادتما في غيرهما، والشهادة نوع ولاية وعليها يتم قياس القضاء .وهو ما ذهب إليه ابن جرير الطبري قياسا على أن لها الحق في الإفتاء .بل إن ابن جرير يجيز قضاء المرأة إطلاقا دون استثناء .وهو ما رده الماوردي 1المودودي، نظرية الإسلام، وهديه‘ ص.223 2المارردي، ص .76/86 وهديه ص.213نفسه3المودودي 544 واعتبره رأيا شاذا مخالفا للإجماع .وهناك من يؤيد قضاء المرأة في التضايا الق تنسجم مع طبيعتها(!). في هذه القضية نحد الأمر واضحا بالنسبة للولاية الكبرى‘ إذ ليس من المنطقي إسنادها للمرأة .وهو أمر بجمع عليه، فلا تتولى الخلافة. ويبقى توليها الولايات الصغرى فيما دون الخلافة بحال اختلاف واجتهاد بين العلماء. هذا من الجانب النظري، فما هو الحخانب العملي للقضية لدى أهل السنة والجماعة ولدى الإباضية خلال حكمهم؟ وكيف كانت مكانة المرأة السياسية؟ وما مدى تأثيرها في الحكم؟ وهل خرجت عن الإجماع فيما وقع فيه إجما ع؟ - 1أهل السنة والجماعة عندما نتصفح الدراسات التاريخية حول القرون الثلاثة المجرية الأولى لا نكاد نعثر على عمل سياسي قامت به المرأة المسلمة إلا في الأيام ال بدأ الضعف يدب فيها إلى الخلافة العباسية في فترتمم الثانية. حيث تدخلت المرأة بقرة وسيطرت أحيانا على مقاليد الحكم .وأصبح الأمر والنهي بيدها .وقد تمتعت المرأة العباسية بقسط وافر من الحرية جعلها تصل بسهولة إلى مراكز السلطة .ويرجع ذلك إلى الحياة اليي عاشتها هذه المرأة في ظل البذخ واللهو إلى جانب رجال القصر مما جعلها تحتك بالسياسة وتتأثر حياتما بما وبالتالي كان لا به لها من الشريف نظام الحكم والإدارة في الدولة الإسلامية .ص 521وما بعدها، نقلا عن :1ا-۔ عمر محمد سلام مدكور القضاء في الإسلام ص.73/83 644 التكيف حسب مزاجها، هذا من جهة ومن جهة أخرى ظهور ضعف في بعض الخلفاء وعدم كفاعتمم .مما وفر الفرصة السانعة للمرأة لتتدخل في بحرى الحياة السياسية، وتتصرف في مقاليد الأمور. وقد اشتهرت أم المقتدر -السيدة -وقهرماناتما في تدخلهرَ في السلطة واشتهر المقتدر بالرجوع إى رأيهن في تعيين موظفيه .كما أصبحت أمه تأمر وتنهى، من ذلك أنها أجلست "نومال" إحدى قهرماناتما كصاحب المظالم .واشتهرت "أم موسى" و"ست الملك"3 و"قبيحة" أم المعتز الخليفة العباسي .وفي الأندلس أيام الأمويين تألق نجم "صبح" أم هشام بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر(!). وما يمكن ملاحظته هو أن هذا العمل السياسي الذي قامت به المرأة كان ف الفترة الضعيفة للحكم الإسلامي، كما سبق ذكره .وذلك عندما أصبح بعض الخلفاء ألعوبة في أيدي رجال القصر والحكام وأصحاب الشوكة كالوزراء والضباط .وهذا ما يجعلنا لا نعتبر هذه الفترة مقياسا حقيقيا للحكم على أهل السنة في تطبيقاتمم العملية الخاصة بمنع المرأة من الوصول إلى السلطة السياسية العليا، لأن العبرة بالأيام ال كانت الأمور فيها ميسرة للخلفاء ويشرفون تمام الإشراف على أمور الدولة وهي الفترة اليي لم تشهد إطلاقا وصول المرأة إلى سدة الحكم ولا إلى استشارتما أو إسناد عضوية الشورى إليها. علي إبراهيم.حسن - .644-452۔ ص.ج.3 تاريخ الإسلامإبراهيم حسنا-حسن .64 النظم الاسلامية ..ص 744 2الاباضية: م تسجل المرأة الإباضية بدورها عملا سياسيا يذكره التاريخ فقد أغلق الإباضية هذا الباب غلقا حكماء بحيث لم تقترب المرأة أيام الحكم هذابالساسة والأئمة قئرو مالقصرإلومغرباالإباضي مشرقا الميدان. من مرحلةابتداعايشوهاأن للإباضية مراحل سياسيةوباعتبار الكتمان أيام الأمويين ثم الدفاع والشراء وأخيرا الظهور فإن المرأة قد جارة ف الطور السري للحركة الإباضية .ذكرتبأعمالقامت الدراسات عدة نساء شهيرات في هذا الميدان(!) .وهذا العمل وإن كان بمثل حركة سياسية فإنه يبقى دائما خارج نطاق الحكم والسياسة إذ لم يسند إلى المرأة أمر القيادة حى في الأحوال السرية. وتذكر المصادر التاريخية الإباضية استشارة أبي عبيدة بن عبد الحميد وذلك لا حمله الإماموالور ع،بالعلم والتقوىلعجوز اشتهرتالجتاورن عبد الوهاب مسؤولية جبل نفوسة كعامل له عليك فأشارت عليه بالأمر من هو أكفأ وأحزم منه بنوالقيام بذلك لكفاءته ولعدم وجودالسديد اللرجال(ة) .وقد حدثت هذه الحادثة أيام ظهور الإباضية وأيام عرّهم العلم والأدبقشهيراتعرفت فيها نسادولتهم والوازدهار ومع هذا لم تتقلد إحداهن أمور السياسة، ولا أثرت في الحكم، وهذا ما ا -أمثال :هند بنت المهلب‘ وعاتكة، رسعيدة المهلبية اللائي كن يعقدن في بيوتمن اللقاءات ويجمعن الأموال للحركة الإباضية .انظر :عوض خليفات التنظيمات السياسية والادارية للإباضية في مرحلة الكتمانى ص.05 2أبو زكرياء، كتاب السيرة وأخبار الأئمة .ص 321رما بعدها. 844 يستنتج من قول هذه العجوز لأبي عبيدة حيث قالت« :هل تعلم قي بلادك من أهل زمانك أقوم منك بما كلفت به وأحقَ بتقليد ما قلدت؟» ومن جوابه لها« :أمًا في أمور الرجال فلا»(!) .فالظاهر من هنه المقولة أنه يوجد من النساء من هو أعلم وأقوم، ومع هذا فقد أشارت عليه بقبول المسؤولية لأنه أقوم الرجال، وليس أقوم النساء في بلاده. و لم تعرف أيام الضعف السياسي للحكم الإباضي كذلك أية أعمال سياسية قامت بما المرأة الإباضية، سواء في عمان أم في تاهرت. ونعني بذلك أمور الخلافة بقدر ما عرفت قيام المرأة بالجوانب الأخرى للحياة، خاصة العلم والتفقه في الدين. ويستنتج من هذه المعلومات السابق ذكرها أنها كانت تُستشار فقط دون الممارسة العملية للسياسة. 2طاط -نرافذ من الناحية النظرية فإن الإباضية لا يختلفون في مسألة تولي المرأة للوظائف السياسية عن أهل السنة، إذ يتفقون على تحريم العمل علماء أهل السنة منآراء بعضعنالسياسي على المرأة إلا ما غرف قولهم بجواز ذلك لها قياسا على الإفتاء .وهو رأي لم يصل درجة الإجماع . تعرفا أي ممارسات سياسيةأما من الناحية التطبيقية فإن النظامين للمرأة .وذلك بحكم تمسكها بشرط الذكورة فيما يخص الإمامة بالضعفالكبرى.ويبقى ما حصل أيام العباسيين فتا قد عللنا ذلك 1-الدرحييي، طبقات المشائخ بالمغوب، جا، ص.17 944 112 الذي تردى إليه بعض الخلفاء .وهذه حالة شاذة لا يقاس عليها. وقد عرف الحكم العباسي بعد فترة نفوذ عادت فيه الكلمة للخلفاء .أما خلاف ذلك في غالب حكم الأمويين والعباسيين فإن المرأة لم تصل إلى مقاليد الحكم ولا أصبحت عضوا في بجلس الشورى. 054 في خضم الصراعات السياسية للحركات والفرق الإسلامية إبان ظهورها، أفرزت تلك الأحدات ثلاث نظريات سياسية تخصرٌ عزل الأئمة الجورة والخروج عليهم .ولقد افترقت هذه الفرق إلى ثلانة ثم مدرسةالإعداد،مدرسةالصبر،مدرسةوهي:كبرىمدارس الخروج .وقد اعتمدت كل مدرسة على نصوص قرآنية وأخرى سنية. وكانت أسباب تفرقها هي الطريقة ال سارت عليها كل مدرسة في تفسير تلك النصوص .فمنها ال تشبثت بالنصوص إلى حة الحمود والتوقف عند مفهوم الكلمة .من بين هذه النصوص قوله تعالى: وأطيعوا أذن ورسوله ولاتنازعوا) (ا) .وقوله ثقة« :من أطاعني فقد أطاع اللة" ومن عصا فقد عصى الة! ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعصي الأمير فقد عصاي»”{) ومنها اليي تطرفت في ذلك، ونادت بالخروج مهما كانت الظروف والوسائل، وبدون مراعاة الواقع الاجتماعي وما سينجرٌ عن ذلك من فتن .في حين توسطت مدرسة الإعداد بينهما، وذلك بالاعتماد في عملها على مدى نحاح الثورة في قلب النظام وتغيير المنكر. وقد اختصت بمدرسة الصبر كا من أهل السنة وفرق الشيعة بالإعداد ومراقبة الفرصة المواتية الفرقة الإباضية والمعتزلةء فىونادت [ -سورة الأنفال، آية .54 -2رواه البخاري جو .كتاب الأحكام، باب ا 5صا -6وابن هاجة ج .1صر .{4المقدمة! رقم 38ج .2ص .459باب طاعة الإمام رقم-9582وأحمد، ج .2ص614 0720 انظرالفصل الثالث من الباب الأول.-3 354 والجدير بالملاحظة هو أن نظرية الخروج في مذهبها الخارجي قد انقرضت مع أصحايما .أما نظرية الصبر الق نادى بما فقهاء المذاهب الأربعة الكبرى الأولون فقد حصل فيها تطور عرفه علماء أهل السنة المحدثون، ونادوا بضرورة التحضير الاجتماعي ومراقبة الفرصة لتصحيح الأوضاع .بأقل ما يمكن من إراقة الدماء .وقد ألقوا بكل ما حدث من استبداد أيام الحكم الإسلامي على مثل هذه النظريات اليي أعطت فرصة للطغاة وللمغامرين للاستحواذ على سلطة المسلمين. ي ائ:٧‏ الخروج على أئمت اوس 1أهل السنة والجماعة: إله وفق ما توصلنا إليه في الفصول الأولى السابقة من أن بعض الخلفاء قد جنحوا إلى الاستبداد وكمُوا الأفواةء وصادروا بعض الحريات الأساسية .فلا شلت أنه كان للرعية رد فعل معين قد يكون مدعاة للخروج ضد الخلفاء .فما هو حال المسلمين عامّة 3والعلماء خاصة أزاء هذه المسألة؟ إن تعصب الأمويين لعروبتهم وتعزيزهم لنظرية الخبر واتخاذ بني العباس الصبغة الإلاهية للحكم مطية للبقاء في السلطة جعلتهم جميعا يفرضون على الرعية كل ما من شأنه تسهيل عملية السيطرة، وبالتالي 454 تسخير كل الوسائل من مالية وإدارية لبلوغ أهدافهم .وإذا كانت هذه الوضعية لا تشبه تماما ما كان عليه الخلفاء الراشدون حيث كان الناس يسلمون بالقانون الشرعي وأصبحت تقاد بالأهواء، فإنا لا نتعب من قيام الرعية بشق عصا الطاعة والدخول في العصيان .نتيجة السياسات القاهرة الى سهلت إهراق الدماء. فبعد أن كان الخليفة عمر يخطب للمسلمين قائلا« :من رأى منكم اعوجاجا فلقومه»، نسمع الخليفة عبد الملك بن مروان يقول بعد قتله لابن الزبير« :ولا يأمرني أحد منكم بتقوى اللة بعد الآن إلا ضر بت عنقه. وبعد أن كان الخليفة يختلط بالناس في جميع أمور حياتمم، يراقب ويأمر وينهى، بحد الوليد بن عبد الملك يخلى له المسجد النبوي من جميع الناس ليقوم بممشاهدته(!) الخلفاءعن علاقة بعضالصور تعطينا فكرة واضحةإن هذه بالرعية في العصرين الأموي والعباسي .إن التعسف في السلطة وسياسة جعلت كثيرا من الأتقياء يتبؤون من خلفائهم.الرعية بغير أحكام الن وقد أدى هذا الوضع إلى قيام جماعات بالعراق تنادي بالعدل والمساواة /وإقامة الشورى في الحكم واختيار الإمام()2 فإذا كانت هذه الركائز قد غابت في الممارسات السياسية لهؤلاء الخلفاء فإن سوء المعاملة وكثرة المطالب والمغارم الى أثقلت كواهل ج .2صر802الخضريحمد]- ج .3ص395عبد العزيز سا ل ج .2ص-021۔نقس المصدر- 554 المسلمين وخاصة في المغرب\ والنفوذ الأجنبي وظهور النظم الإقطاعية. وتقنين الرق، وظهور روح التفرقة العنصرية في المجتمع الإسلامي وانتشار المبادئ الشورية لفرقة الخوارج إلى جانب ثورة القرامطة 3 هذه العوامل كانت الأسباب الحقيقية والمباشرة لتدمُر الرعية ومحاولة قلب الأنظمة السنية(!) ويلخص الدكتور إبراهيم العدوي الجبهات الي قامت فيها الثورات على الحكم الأموي والعباسي في ثلاث جهات معارضة\ وهذه الغورات كلها وبدون استثناء كانت تريد الرجو ع بالحكم إلى الشورى( وإذا كانت الخوارج تؤمن بقاعدة الخروج صراحة على الإمام الجائر فالسؤال المطروح هو ما بال الفرق والحخبهات الأخرى لم تستكن للصبر، طبقا للنظريات الي وضعها فقهاء أهل السّة؟ فالمؤكُد تاريِغًا أن أكثر هذه الثورات قامت وعاصرت كثيرا من الصحابة الذين حضروا نزول الوحي، وسمعوا أحاديث رسول ألله ت كما أن 40 المذاهب الأربعة الكبرى .ثم إن أربعتهم :أبا حنيفة، ومالكا، والشافعي وأحمد قد عاصروا أعرً أيام هؤلاء الحكام المستبدين، وذلك ابتداء من سنة08هجرية إلى سنة 142ه ومع هذا فإننا نجد منهم من قام بالثورة، أو على الأقل مال إلى الثوار وناصرهم خفية. -1انظر تفاصيل أسباب الثورات في كتابؤ الخربرطلي، ثورات في الإسلام‘ ص 221و عبد العزيز سالم، ص -74جودت عبد الكريم" ص.04-2 ه:ععل, 22.آ` وهذه الحبهات الي قامت فيها الثورات هي جبهة أبناء علي بن أبي طالب -ابناء-2 الصحابة في الحجاز -جماعات الخوار ج .انظر تاريخها، إبراهم المدوي، النظم، ص461 654 وإن الأحداث التاريخية ال مرت مما الفترة الأموية والعباسية تؤكد أنها كانت فترة ثورات وفتن داخلية .وإذا كانت جهود الأمويين قد انصبت على جبهتين :داخلية هي متابعة أتباع علي بن أبي طالب مواصلةهيوخارجيةوالإباضية؛والخوارجصمينمنالمتبقين العباس قد توجهت إال قمعبفإن أكثر جهودالإسلاميةالفتوحات النورات وموجة الانفصاليين .وإن الطابع الاستبدادي الذي ميز الحكم أيام يزيد بن معاوية يكفي أن يكون مثالا حيا لمسألة الخروج عن الأئمة الجورة(ا) َِّوع وإذا استثنينا الخوارج الذين لم يكفوا عن الثورة ضد الخلفاء السنيين هذهعلىفإن الخارجينالجمهوري،بالنظاممنادينعهودهمطوال الخروج.الأنظمة ل تكن الا سنية أو شيعية تجمعهم نظرية الصبر وعدم غير معصية.قوطاعة الإمام نقاط التوتر بالنسبة للخوارج في عمان والحزيرةولقد تركزت دائماكانتالقائمة السلطةولكوغيرها.وخرسانالعر بية والمغرب وراء إخمادها أو على الأقل إضعاف قوتما(ت) .مع ملاحظة أن المؤلف والمغرب.وهذا ما يفهم من ذكره لعمانالخوار ج،ذكر الإباضية ضمن لم يخرجوا إطلاقا في عهد الأمويين، بل كانوا مكتتمينفالإباضية لأمرهم .ويظهر ذلك جليا من أن عبد اللف بن الحسن بن الحسن بن ا -وقد سجلت ثلاث فتن كبرى تمثلت في :حادثة الحسين وقتله من طرف يزيد ثم وقعة الحرة وحصار المدينة، واخير حصار مكة وابن الزبير الذي تحصن با .انظر، محمد ‏١الخضري ج .2ص.421/031/231 د -احمد أمين .ضحى الإسلام ج .3ص .732ولمزيد من المعلومات عن خروج الخوارج انظر-حسن إيراهم حسن تاريخ ج .2صر-802۔ احمد شلي .ج 25ص 412 754 علي بن أبي طالب لما أراد الخروج على الأمويين أرسل إلى إباضية العراق يستنصرهم، وتفاوضوا مع أبي عبيدة .فكانت النتيجة هي الامتناع عن الخروج .لأمم خرجوا بمدف الملك واسترجاعه‘ ولم خرجوا نصرة للإمامة العادلة كما كان هدف الاإباضية(!) وقد كان خروج الإباضية ظاهرا وجليا في الفترة العباسية بالنسبة للدولة الرستمية، وفي الفترة الأموية والعباسية بالنسبة لإمامة عمان‘ الى م تنقطع إلآ في فترات معينة وعلى سواحل عمان فقط، وكان سبب هذا الخروج هو ببعد هذه المناطق الي أقام الإباضية فيها دولهم عن مراكز الخلافة السنية لأن عامل البعد يضمن في أغلب الأحوال النجاح ق الخروج. إن النورات ال قام مما أغلبية الزعماء الشيعيين كانت في أغلبها من أحل القضاء على الخلافة السنية، وإقامة الخلافة الشيعية(ت) .فهذه ا -انظر تفاصيل ذلك في دبوز، ج، 3ص 761ومابعدها. -2كثورة الحسين بن علي، وثورة الثوابين في العهد الأموي .وثورة يعي بن عبد الله الق جعلت الرشيد يترك شرب النبيذ“، وينتدب لقتاله الفضل بن يحي بن خالد .وثورة أخيه إدريس بن عبد الله .وثورة أهل قم على المأمون، ثم ثورة محمد بن عبد الله وإبراهيم بن عبد الله .انظر تفاصيل ذلك ي، الطبري ج، 8ص-41[6ابن طباطباء ص 0وما بعدها۔ محمد الخضري، ص -301۔ أحمدشلي، ج 25ص971/081/002۔ حسن إبراهيم حسن تاريخ ج 2.3ص-121۔ الخربوطالي، صر 07بل .061 ٭البيذ :الأحناف وأكثر أهل العراق يفسرون الخمر في الآية «نما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رحس من عمل الشيطان فاحتنبوه لعكم تفلحون»لمائدةش .19 بعصير العنب .ويقولون يحصر الحرمة فيها .أما النبيد وهو ما أخذ من التمر والزبيب فليس حراما إذا لم يسكر ويستدلون بقوله تعالى :اومن ثمرات النخيل والأعناب سورة النحل، آية.76وبقوله « :%حرمة الخمرتتخذون سكرا ورزقا حسنا بعينها 3والسكر هن كل شراب» احمد شليؤ ج، 3ص.621 854 الثورات، وإن كانت قد ثارت بسبب القهر والاستبداد فإنها تي غايتها واحدة هي استرجاع السلطة العلوية. ون هذه الفترة قامت ثورة شهيرة وهي ثورة زيد بن علي والي جمعت بين آراء الشيعة وآراء السنّة، وقامت ضد استئتار البيت الأموي بالسلطة، وضد ظلم ولاتمم(!)» فكان هدفها أقرب إلى الواقع والحق. و لم يكن يمدف استرجاع الخلافة العلوية. أما النورات السنية الحقيقية ال قامت من أجل إزاحة الظلم والقهر من طرف الخلفاءء وخروجهم عن أحكام الشريعة، ونادت بالشررى، واختيار الإمام وفق الشروط الإسلامية فقد تربع على عرشها عبد اللة الأمويين تتضاءلدولةجعلوالذي16هسنةالثائر الزبير ابن وأصبح خليفة على الحجاز ومصرت) .ثم ثورة عبد الرحمن بن الأشعث الذي تلقب بناصر المؤمنين(ة) 5وثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وخروج إبراهم بن المهدي، والعباس بانلمأمون(ة) وإذا كانت هذه النورات كلها قد حدثت قريبا من الخلفاء وتحت أعينهم فإن جناحي الدولة الإسلامية لم يسما من أحداث الخروج عن السلطة المركزيةء وأقامت دويلات سنية مستقلة عن الخلافة في بغداد .وقد كان البعض منها معترفا بالخلافة العباسية فيى حين استدبرها الأكٹرون()5 -1الخربوطلي ص .061 ع-2نفس المرجع، ص-88/501احمد شلي ج، 2ص 22.. -302م :, -3المرجع السابق ص041 4المرجع السابق، ص-121۔ احمد شلي" ج، 2ص 861/071/291 ص.013تاريخ الإسلام .ج 28ص -012ج .3صر-62۔ ج4إبراهيم حسنحسن5 حسن علي إبراهيم" النظم" ص.9مصطفى الرافعي، ص .44/54 954 وقد كانت جميع هذه الأنظمة سنية وقائمة بنفسها على نفسها في الوقت الذي تدعو فيه النظرية السياسية لأهل السنة إلى وحدة السلطة في شحص الخليفة الواحد .وإذا استثنينا بعض الدول ال يفصل بينها وبين الدولة الإسلامية خر أو نظام معادي كالفاطميين في مصر بالنسبة للجناح الغربي، فإن أكثر الدول المنفصلة الأخرى كانت على )اتصال جغرافي بالدولة الأم(ا) ويمكن إضافة عدة ملاحظات على هذه الوقائع .فالنورات الأولى كانت بمدف إزالة الحكم الاستبدادي أما النورات الأخيرة فكانت في أغلبها تمدف إلى إقامة حكومات وراثية خاصة بما، كالنظام الأغلي والأموي في الأندلس .و لم تقصد إقامة الخلافة النبوية وهذا ما توضّحه لنا الأحداث التاريخية والحروب والمجازر الى قام يما هؤلاء لبناء دولهم وكذلك الثورات ال قامت داخل هذه الدول نفسها وخاصة الأغالبة .حيث إنها عمرت مائة وائينى عشرة سنة، وحدثت فيها تسع عشرة ثورة، كان أغلبها من البربر والشعب عامة نتيجة لسوء سياسة الخلفاء والولاة ()2 قوفارسيد ابن رائقر بداية الرابع كانت البصمر ة يففي ماية القرن الثالث المجري-1 يد علي بن بويه، وأصبهان والري والحبل في يد أبي علي الحسن بن بويه، والموصل وديار وربيعة في أيدي بين حمدان، وخرسان وما وراء النهر في يد العمانيين وطبرستان وحرجان في يد الديلم؛ وخزستان في يد البربدي، والبحرين واليمامة وهجر في يد القرامطة هذا بالنسبة للشرق الأوسط والأقص منه .أما في الغرب فقد كان الأندلس غبرغواطةدولةتامسناوقياإدريسيينيليالأقصىوالغربالأموبين،يدي ج! ئظهر الاسلام.أحمد أمينانظر تفاصيل هذه الدول ق كتابالأغالبة يي إفريقيا. ج 33ص.62ج4ص-013۔ حسنتاريخ .ج .2ص.012حسن إبراهيم حسنا-ص علي إبراهيم، النظم، ص94۔ مصطفى الرافعي، ص.44/54 جح .3ص 424! 064 والملاحظة الثانية هي أن بعض الخلفاء كانوا كثيرا ما يقومون بأعمال غير إنسانية أزاء المناطق النائرة في وجوههم ولا يطبقون على أناسها أحكام الن الخاصة بالمدنيين من شيوخ ونساء وأطفال .كما حدث في وقعة الحرة، وحصار يزيد للمدينة .واستباحتها من طرف قواته .وكذلك حصار مكة، ورمي الكعبة بالمنجنيق .فكلها أحداث وأعمال ليس شا علاقة بشرع الن من أحكام المعاملات في الحروب .والخاصة منها بقمع الخارجين عن السلطة(!) ومن الناحية النظرية فإن السيرة الراشدية تؤيد إقرار الإسلام لبعض الحكام الذين تم فتح بلداممم على حكمها إذا أسلموا .فمد أقر أبو بكر "بازان" الفارسي حاكما على اليمن و"فيروز" حاكما على صنعاء كما قام بمثل ذلك حكام مسلمون غيره( .)2فإذا كان هذا هو المخرج الوحيد لأهل السنة في هذه المسألة والخاصة بالانفصال، فما بال الخلفاء يقاتلوممم ويسعون في رعيتهم استباحة وقتلا وتعذيبا؟ فهذا دليل على نية هؤلاء الحكام في حرويمم ضد المنفصلين عنهم. شم إذا كانت نظرية الإمامة تختلف بين العباسيين والفاطميين ثم الرستميين فما بال الدويلات الأخرى القائمة على أساس نظرية أهل السنة والحماعة في الإمامة كالعباسيين والأغالبة الزيريين وغيرهم؟()3 بالنسبة لأهل السنة قد ارتكزت أساسامن هنا فإن قضية الخروج [ -محمد الخضري‘، ج، 2ص231/431۔ احمد شلي، ج .3ص.302 العدالة الاجتماعية في الإسلام ص271ومابعدها.-2سيد قطب -3انظر حسن إبراهيم حسن تاريخ الاسلام ج.4 164 على سببين :أولهما خروج بعض الثوار ضد الخلفاء نتيجة القهر والظلم والتفرقة العنصرية .ثانيهما الثورة والانفصال على شكل دويلات يمدف إقامة أنظمة مستقلة، وليس بغرض تصحيح الأوضاع وإقامة الخلافة النبوية. وفي هذه الفترة التاريغية الحرجة بسبب عدم تطبيق النظرية السياسية فإن كثيرا من الفقهاء/خروا جهدا في إرشاد الحكام والفتوى بعدم صلاحية أحكامهم" كالإمام مالك بن أنس، والامام أبي حنيفة}.الذي عاش اثنتين وخمسين سنة من عمره في العصر الأموي© وثماني عشرة سنة في العصر العباسي، وإذا كان التاريخ لم يثبت لنا أنه خرج مع الخارجين أو ثار مع الثائرين، ولكن بحرى الأحداث كان يثبت أن قلبه كان مع العلويين في خروجهم وثورتمم ضد الأمويين والعباسيين .و لم يكن يرى حق الأمويين في خلافة المسلمين، ويروى عنه آنه لما خرج زيد بن علي بالكوفة قال« :ضاهى خروجه خروج رسول انة ته يوم بدر»(!)» كما تزعم هذه الثورات كثير من الفقهاء منهم الشعبي وسعيد بن جبير الذي قتله الحجاج بن يوسف وغيرهم كٹيرو ن()2 التطبيقي للعمل السياسي السين لم يحترم سبق أن الجانبيتضح مما قواعد الصبر على الخور .فقد حدث الخروج، وقد كان في أكثره بغرض الملك والسلطة كما كان بمدف التصحيح .وهنا يجب أن نسأل :هل كان الخارجون يمدف تصحيح الأوضاع يجهلون نظرية أهل -1أبرزهرة، تاريخ المذاهب، ج 2.5ص .351 -2الرارحلان، ج .3صر77/817 264 السنة في هذه المسألة؟ أم أن الوضعية الين عاشوها كانت لا تحتمل الصبر أكثر نتيجة الإفراط في الاستبداد! والذي نراه هو أن نظرية الصبر الي استغلها بعض الخلفاء للبقاء على السلطة لم تكن إما محل إجماع فقهاء أهل السنة، أو أن هذه النظرية كانت بعيدة عمًّا تصوره علماؤنا السنيون .فكان الواقع مخالفا لما تصوروه، وبالتالي أدى هذا الواقع إلى نقض نظرية الصبر والخروج لتصحيح الانحراف. _ 2الاباضية: سبق أن ذكرنا أن الإباضية ممن توسَّطوا في قضية الخروج وقالوا نظرية الإعداد ومراقبة الفرصة المواتية لإصلاح الأوضاع .فخرو حهم مبومٌ أساسا على ضمان اح النورة واعتماد أخف الضررين في كل الحالات(!) 3وهذا ما يفسّر عدم خروجهم أيام العباسيين مع كل الذين استنصروهم ضد الخلفاء الظلمة .وقبل ذلك لم يشتركوا في أي عمل عنيف قام به الخوارج، والشيعة\ والتوابون، وابنالزبير، وابن الأشعث، وغيرهم أيام الأمويين .ولم يسجّل هم التاريخ استعمال القوة إلا مرَة واحدة، وذلك عندما خرج يحي بن عبد ألة الكتدي(ت) -طالب الحق -ضد أئمة الخور باليمن .كما قامت جميع دولهم سواء في ليبيا أو -1انظر الفصل الخاص بالخروج في الباب الأول. -2إمام من اليمن استولى على صنعاء ومكة .بعث له الخليفة عبد الملك بن محمد وقتله سنة031ه .الدرحين، ج 2.5ص.062 364 تاهمرت على أساس الدعوة والإقناع(!)» وهذا محافظة على الدماء واتقاء للفتنة .حيث كان الخلفاء الظلمة على سطوة وسيطرة كاملة وقوية على الأمة الإسلامية} فلم يرض الإباضية بالمغامرة .والأحداث التاريخية توكد فشل جميع الذين خرجوا ضد الأمويين والعباسيين .فلم يتمكنوا من إنزال ولو خليفة واحد من سلطته سواء كان أمويا أو عباسيا. ولقد ترجم الإباضية مبادئهم قدر المستطاع على الساحة السياسية&، وذلك ما يتجلى من الوقائع ال جرت في إمامة عمان وتاهرت .وقد عرفت إمامة عمان أكثر :الأحداث فيما تخص الخروج على الأئمة. ولكن الملاحظ أن أكثر هذه الثورات لم تكن ضة الأئمة من أجل ظلم وجور بل كانت ذات أهداف سياسية وبغرض الوصول إلى السلطة. والذي جعل عمان تستحوذ على أكبر عدد من الثورات هو طول تاريخ إمامتها، فالرستميون بتاهرت لم يمكثوا أكثر من قرن ونصف&© الضعفبينما بقيت العمانية متواصلة منذ نشأتما 3إلا قي فترات والسيطرة الأجنبية. يقول الشيخ علي يحي معمر بأن الدولة الرستمية لم يقع فيها إلا ثمانية ثورات كانت كلها سياسية، وبغرض الظهور والتمسك بالولاية( 2)5والدليل على ذلك هو أنها لم تستطع إسقاط النظام، ويعود ذلك لا إلى استبداد الأئمة وتمسُكهم بالسلطة بل كان العدل والتسامح أساس بقائهم. ا -علي خي معمر أضواء على الإباضية؛ ص 31/71 -2علي نحي معمر الإباضية في موكب التاريخ" ص 44/54 464 وإذا أغفلنا جانب البغاة كخروج غسان بن سعيد أيام آل الجلندى في سنة 541هت وخروج آل الحلندى والمهرة المتمردين على الإمام المهن بن جيفر(!) فإن كل الثورات الأخرى كانت سياسية محضة كما والسكاكية()4والحسينيةة)ءواليزيدية(ت)ءكالنكار3ذكره3سبق والنفائية 5والفرثية( 5)5والخلفية والعسكرية(6)3الن خرجت ف المغرب الرستمي، وخرج نصر بن منهال وجماعة علي بن موسى وراشد في عمان( )7حيث كان حب الظهور رائدهم .غم إن البعض منها عرفت تطورا قي بعض العقائد الدينية فأعلنت الانفصال والخرب ضد الإباضية مع ملاحظة أن الجميع خرجوا وفي أعناقهم بيعة. -1انظر تفاصيل القصة\ السالميك تحفةڵ جاء صر -721/821السيابي، عمان عبر التاريخ. جا .ص.862ج .2صر.78/39 أتباع عبد الله يزيد، ونحد الدكتور عوض خليفات ينسبهم إلى النكار، أي إلى يزيد2 ابن فندين ولعل هذا هر الصحيح .ؤ فعرفوا مذا الإسم رافضين كلمة النكار التي هي تسمية مخالفيهم لهم .والشهرستاني ينسبهم إلى يزيد بن أنيسة الذي كان تبرا من جميع الخوارج ويتولى الإباضية وذكر لهم اعتقادات باطلة، فنذها ابن حزم الذي ينسبهم إلى يزيد بنأنيسة (ابنالصغير ص .)44 -3أتباع أبي يزيد أحمد بن حسن الطرابلسي عاش ي القرن الثالث المجري (علي يحي معمر أضواء على الاباضية‘ ص ..)13 -4يتزعمها عبد الله السكاك الرا .رغب في الظهرر فأنكر الأذان، وصلاة الحمعةف .وأنكر الإجماع والقياس والسنة (علي يحي معمر، أضواء، ص .)23 -5تزعمها أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح عالم واسع الاطلاع، أحب الظهرر في وقت كثر فيه العلماء، وأفق بمسائل لم يقل الإباضية مما (نفس المرجع ص )33 -6أهل العسكر كما يقول ابن الصغير، فهذه التسمية وظيفية وليست مذهبية (ابن الصغير ص .)54 -7السيابي عمان عبر التاريخ، ج 2،5ص 321 564). 212. كما ظهرت بعض الثورات الي كانت مذهبية أصلا كالواصلية وابن مسالة (!) يقول الأستاذ عبد الرحمن الجيلالي في موضوع هذه الثورات هذا: «ورغم ذلك فإنه وقع شيء من التنازع المذهمي بين النكارية والإباضية على عهد الإمام عبد الوهاب وهو في حقيقة أمره نزاع سياسي لا المقاصد والمنافعدينك سببه التهالك على الرئاسة من أصحاب الشخحصية»()2 فالإباضية في ذلك الحين لم يشهدوا خروجا ض الأئمة لأمم كانوا في الغالب عدولا .وإذا حدث أن خرج إمام على عهده وشروط بيعته. فاللسلمون له بالمرصاد بدون تفويت للفرصة اليي توفر مناخا غير دمري. فإذا كان عهدالظروف.ومع هذا فإن الاسثناء قائم في ك الراشدين قد شهد خروج طلحة والزبير فإن عهد الإباضية وغيره من العهود من باب أولى .وفعلا فذلك ما سجله تاريخ عمان إلا أن الأئمة الإباضية قاموا بالتصرف فيما وافق قواعدهم ضبطا للنظام. للدماء قدر الإمكان(ة)7 -1انظر قصة الثورتين في كتاب©، الدرحيي، طبقات .ج .1ص7ك .دبوزش ج .3ص.485 -2عبد الرحمن الجلالي، تاريخ الجزائر العام٬‏ ص .032 -3وتروي الأحداث التاريخية عن راشد بن النظر آئه لما طغى والمسلمون يومئذ على ضعف منه احتمعوا عليه من كل نواحي عمان وهزموه .وفرق موس بن أبي جابر وهو على رأس المسلمين جميع ولاة راشد على الولايات للتخلص منهمإ ثم ولى محمد بن أبي عفان ولما قوي هذا الأخير عزلمم .انظر السالمي تحفة٬‏ ج، 1ص .88 664 وعندما نتحدث عن قاعدة الخروج عن الإمام الحائر إذا سمحت الظروفؤ فإننا نعني بذلك جميع الظروف سواء كانت قوة أجنبية أصابت المسلمين، أو ضعفا أصاب الإمام الحائر .ولو أدى الأمر إلى .الوقوف مع ظالم والخروج معه ضد من هو أظلم منه .كما وقع أيام الإمام غسان بن عبد الحميد، حيث وقف الإباضية وشيوخهم إلى جانبه رغم أنه لم تحمد سيرته .ويعلق الدكتور طالب هاشم على هذا بقوله: «وهذا دليل على النضج السياسي» ()1 وقد سجلت الدولة الرستمية أيضا أحداثا سياسية في تغيير الإمام الضعيف© بغية المبايعة للإمام الأقوى، بناء على قواعد الحكم والسياسة لدى الإباضية( )2مع المحافظة قدر الإمكان على الدماء والابتعاد عن الفتن. فإذا كانت حوادث الخروج ضد الأئمة الجورة قليلة بالنسبة للأنظمة الإباضية، فإن السبب منطقي جداء حيث إن قاعدة اختيار الإمام بالطرق الشورية عن طريق أهل الحل والعقد وبدون استعمال لوسائل الإكراه، ثم النصح والإرشاد وقيام أهله به بدون جرح وتشهير بالضعف هي اليي مكنت الإباضية من الوصول إلى هذه الوضعيةس الي -1طالب هاشم! الحركة الإباضية في الشرقف، ص .891/991 -2حدث هذا عندما التفت جماهير الإباضية حول الإمام أبي بكر وهو غير كفء ومن غير عقد وبيعة خاصة من أهل اخر والعقد .ولكن اتقاء الفتنة العامة فقد تركت الأمور على حالما، وجرد رحوع أخيه من الشرق قام أهل الشوكة بعزل أبي بكر ومبايعة أبي اليقتظان (182 -142ه)إ بدون إثارة لثورة ولا إراقة للدماء .انظر كيف ولي أبو بكر الإمامة في كتابؤ ابن الصغيرث ص[ .6الشماخي السير ص .022حودت عبد الكريم العلاقات ص .66 764 جلت فيها العدالة الاجتماعية} وبالتالي الاستقرار الأم. وفيما يخص الثورات اليي قامت بأغراض سياسية أو أهواء أو حب للظهور، فمرة ذلك إلى الحرية الفكرية الي كان المواطن الرستمي يتمتع بما. كما أنه .لا يمكن إغفال جانب أهل الحل والعقد، وما تميزوا به من حرص شديد على إقامة قواعد الحكم والسياسة في إطارها الشرعي وعدم التهاون وترك الإمام ونفوذه يطغى إلى درجة لا يمكن التحكم فيهء وذلك بمراقبة أعماله وولاته وقضاته .وبسبب هذه الوضعية لأهل الحل والعقد، كثيرا ما أصبح هؤلاء قرة ضغط على الإمام، وأصبحوا معادلة سياسية ثقيلة في الحياة السياسية الإباضية .بل لقد وصل الوضع إلى أن يكون الواحد منهم يعادل الإمام ونفوذه، من ذلك الفقيه موسى ابن أبي جابر(!) الذي كان رأس الشيوخ قي عهد راشد بن النضر. ه من خلال تحليلنا لمسألة الخروج واقعيا نستنتج عدة نتائج من شأمما توضيح طبيعة الحكم إبان العصور الأولى للدولة الإسبلامية. إن قرب تلك الفترة السياسية من زمن الوحي يجعل من الرعية أمة أشد تمسكا بالتعاليم ا الإسلامية، وأكثرها انقيادا للجانب الروحي للشريعة واجتهادات الفقهاء وخاصة الأئمة الأربعة الكبار .فهذه الملاحظات الن كانت موجودة فعلا ومحققة في الأمة الإسلامية وبقوة كبيرة آنذاك، هي تبين لنا الدرجة ال وصلت إليها سلطة الخلفاء في جا .ص .88 -1۔ السالمي، تحفة. 468‏١ الاستبداد، حيث لم يسجل التاريخ أية انتصارات مشهودة من طرف الذين خرجوا وثاروا على النظام إلا الانفصاليين الذين جاءوا مستغلين لبعض الظروف الزمانية والمكانية والسياسية لخروجهم، كالضعف الذي عرفته الفترة العباسنية الثانية، أو الابتعاد عن مركز الخلافةء كما وقع في شرق وغرب مركز السلطة، أو وجود نظام مغاير لأهل السنة كالفاطميين الذين وقفوا حاجزا في مصر ضد تقدم العباسيين نحو )المغرب. إضافة إلى ذلك، فإن الخروج الذي حصل بين العباسيين أنفسهم: أو التمرد العسكري والسياسي بالاصطلاح العصري‘ لم يكن بغرض الإصلاح الدين السياسي، بل كان هدفه أساسا هو الاستحواذ على السلطة، كما وقع بين الأمين والمأمون، وما قام به إبراهم بن المهدي والعباس بن المأمون(!) وما يمكن قوله هو أن جميع الثورات الي وقعت‘ مع تباينها في أهدافها ما بين دينية ودنيوية} فإنها لم تكن مطابقة لآراء أهل السنة بالمقارنة مع ماالضررينأخفالمنادية بالصبر واحتمالوالجماعة سيحدثه الخروج من فتن وإراقة للدماءث وأن في اجتماع الأمة الخير الكثير .وهذه هي الخيبة الن وقع فيها الفقهاء السنيون بسبب تنظيرهم لهذه الآراء، فمكنوا بعض الخلفاء من الاستبدادك ودين ألن منهم بريء. وأنا فيما يخص الإباضية الذين حاولوا تطبيق آرائهم حرفياء فإن ما وقع في عهودهم من ثورات لا يعد بحق خرؤجا؛ لأن النظرية السياسية ج 33ص961ومابعدها.1۔ أحمد شلي 94 الإدباضية لا تحيز الخروج إلآ ض الجور، وهذا الجور لم يحدث نظرا لتغلب عدالة الأئمة .وقد كانت أكثر الثورات كما سبق ذكره من أجل أهداف سياسية أو مذهبية(!) في حين أن ما وقع أيام الأمويين والعباسيين كان الهدف منه ما بين مغير للمنكر كثورة الثوابين3 والوصول إلى الحكم كالانفصاليين والخلفاء بعضهم مع بعض -الأمين والمأمون۔.- و لم يسجل التاريخ خروجا حقيقيا شرعيا منطلقا وهدفا في أيام الرستميين والعمانيين، ويعود ذلك في رأينا إلى ما اشتهرت به هاتان الدولتان من العدالة .وكانت أحداث أبي بكر الرستمي وراشد بن فيها.الأئمة الإباضية وفق آرائهمالنضر العمايني إقالة .تصرف السياسية()2 ونشير في النهاية إلى نقطة هامة استراتيجية كان لها الأثر الكبير في استقرار الدول الإباضية إلى جانب عدفهاء وهي في رأينا وجود هذه الانظمة في محيط متناقض سياسيا ومذهبيا، مما جعل الإباضية كلهم عينا واحدة ساهرة على مراقبة الخطر الخارجي قبل التفكير في زحزحة الحكم داخليا. 4 1راحع تاريخ تلك الثورات في كتاب عبد الرحمان الجلاليث ص 032ومابعدها -السيابي عمان عبر التاريخ، ج، 2ص .321 -2طغيان الإمام راشد بن النضر وتصرف الأئمة معه .انظر قصة ذلك ف السالمي، تحفةء جا ص .98 074 اذا:عزل الأئم -1أهل السنة والجماعة: إن علماء الستة يقرون بالإجماع أن ما يخرج الإمام عن إمامته هو جرح في عدالته، أو نقص في بدنه وفي تصرفه(ا) وقد شهدت الخلافة الإسلامية ضُروبا من هذه الحالات، وخاصة ما يتعلق بالجرح في العدالة والتصرف. والقاعدة العامة في عزل الإمام وإجباره على الاستقالة تنطلق من مدى استقامته على العهد الذي قطعه على نفسه في تنفيذ أحكام اننة. وإقامة الدين. فإلى أي مدى استطاع خلفاء أهل السنة المحافظة على هذه النظريات السياسية؟ بناء على ما قرره الفقهاء السنّيون في عزل الإمام والأسباب الي تجيز ذلك© وخاصة ما جاء في الأحكام السلطانية( 2)6فإننا نستطيع أن نحكم من البداية أن الواقع السياسي لهذه الأنظمة بناء على ما أرّخه الكتاب قد عرف مثل هذه الأسباب وأكثر منها .ولكن الواقع والنتائج م تتغير، إذ بقي السلطان في منزلته، فلا هو استقال، ولا استطاع أهل الحل والعقد إزاحته من منصبه. إن الواقع السياسي الذي سارت عليه وتيرة الحكم في العهد الأموي -1الماوردي ص35وما بعدها. رفي الفصل الثالث من الباب الأرل.المارردي.انظر تفاصيل ذلك ق كتاب2۔ 14 والعباسي كفيل بالإجابة على هذا الطر ح 8حيث إن أكثر الخلفاء ساروا في احتكار السلطة، وانتهجوا في سبيل ذلك كل ما من شأنه أن يحافظ على وراثة الخلافة .وهذه الحالة من الحكم والنو ع الذي اختاره الخلفاء لسلطتهم يلغي تماما فكرة .العزل أو الاستقالة ما دام الحكم وراثيا وإن النظريات اليي كانت من الأسس الي اعتمدت عليها سياساتمم، هي أسس استراتيجية فقط، كالاعتماد علئ نظرية الخبر والإرجاء والنظرية الإلاهية في الحكم .فهذه هي ال جعلت الرعية تستكين للواقع المحتوم، وتخضع للجلفاء والأمراء} باستثناء الثورات اليي تزعمها بعض :أبناء الصحابة! وبعض الفقهاء، والين أخمدت نائيا بالقوة والاحتكام إلى ))السيف. أما من ناحية أهل الح والعقد، وواجبهم الدي، وتطبيق قاعدة مراقبة ومحاسبة الإمام، فإن الوضعية السياسية قد كمّت الأفواه .ودخل الجميع في تقية أجازوها لأنفسهم، وهي عدم الخروج على الخلافة الظالمة .وأما من نقض هذه القاعدة فعادة ما كان مصيره القتل وصنوف أخرى من القهر والتعذيب والمصادرة. إن النظام الورائي قد كان بدوره من أكبر الأسباب في الوصول إلى هذه الوضعية وعدم القدرة على العزل "فولاية العهد للابن" هذه استيفائهومدىالجميع عن مراقبة ولي العهدالقاعدةء قد صدت لشروط الخلافة، وهي ال جعلت أكثر العيوب الي تجعل الإمام يتخلى عن إمامته وجوبا موجودة في بعض الخلفاء الذين مروا على سدة الحكم الس وخاصة ما يتعلق بالجرح في العدالة .كضعف الشخصية، وصغر 274. السنّ، وعدم الكفاية العلمية والسياسية، ثم النتائج المترتبة عن كل ذلك من ضياع لأمور المسلمين، واستيلاء بعض من لا خلاق له على مقاليد الحكم!) ولقد سجل التاريخ السياسي الطويل للعهود السنية بعض أحداث العزل كان الخليفة دائما هو كبش الفداء .ولكن من المنظور الإسلامي ووفق ما شرعه العلماء، فإن هذا العزل لم يكن بغرض تصحيح الخلافة لنقص طرأ عليهاێ وقد تم ذلك لأن الذين كان بيدهم الحكم، من الوزراء والجند ورجال القصر لم يكن الخليفة ضمن هواهم ولا منقّدا لسياستهم .وقد حصل هذا خاصة في العصر العباسي الثايي .،وذلك عندما بدأ الأتراك يسيطرون على الخلفاءك وهذا ما جعل العزل دنيويا محضا()2 إن العزل من الخلافة بمذا النمط السابق ذكُره قد وقع عة مرات ورغم أن عثمان بن عفان الذي وقع له الخلع بواسطة قتله لا يع ضمن الخلفاء موضوع الدراسة، فإن الدكتور ظافر القاسمي يقحمه ضمن دراسته لهذه الحالة .ويضيف بأن القتل كان دائما الوسيلة المختارة بلنوار، وأئه خير من تركه لأن له أنصارا قد يعكرون صفو الحكم. وهذا ما وقع فعلا في تاريخ كثير من الخلفاء العباسيين كالتوكل وغيرهة) 3إلا أن ما بين هدف ثوار عثمان وهدف الحاملين على خلفاء بني العباس بونا شاسنعا، فبينما سعى الأولون إلى تصحيح الحكم، ذهب -1انظر الفصل الخاص بسيرة الخلفاء، في الفصل الثالث من القسم الثاني. 2۔ أحمد شلي، ج4۔ محمد الخضري‘ ج.2 -3نفس المرجع ج، 2ص .862 374 الاخرون إلى تثبيت الحكم بين أيديهم. وأَا ما يعرف بالاستعفاء والاستقالة الذاتية، فإن التاريخ السي ل يعرف هذه الحالة إلآ مرة واحدة} وهي فريدة من نوعها ي التاريخ الإسلامي كله، كما يقول الدكتور ظافر القاسمي .وهي استقالة معاوية ابن يزيد سنة 46ھه& والذي بقي في الحكم أربعين يوما، ثم تنازل عنه وتوني بعده بقليل(!)& وهذه الواقعة الوحيدة كانت قد تمت بمحض الإرادة و لم يكن فيها عنف أو إجبار على الاستقالة .عكس ما وقع في ولاية عهد عيسى بن موسى الذي يقول عنه بعض الكتاب إنه أرغم على التنازل عن ولاية العهد من طرف المنصور نفسه()2 وإذا أمكننا القول بأن عزل خلفاء الجور بجميع أنواعه لم يقع إطلاقا فإن ذلك يرجع إلى ضياع كثيرطوال الفترة ‏ ١الأموية.والعباسية من الحقوق السياسية للرعيةش والتي أرساها الإسلام وجعلها وسيلة وعلى رأس هذهلمراقبة ومحاسبة الحكام لضمان تنفيذ أحكام 1 الحقوق: حق المسلم في اختيار الحاكم عن طريق أهل الحل والعقد. والمبايعة العامة .ضمن قواعد الشورى‘ وبدون أية ضغوطات أو إكراه على ذلك. حق وواحب النصح والتوجيه، ونقد أعمال الخليفة المخلة مبادئ الإسلام، بعيدا عن العنف والحر ح والتشهير والإضعاف(ة) -1انظر قصة معاوية الثاني في كتاب الطبري، جك .ص .105احمد شلي، ج .1ص.94 -2حول موضوع الاستقالة انظر ظافر القاسمي، ج، 1ص383و.683 -3مبارك الميلي ص .221 44 فبدون هاتين القاعدتين فإن الحكم سينحاز إلى الجحور والاستبداد السياسي© ويصبح الخليفة هو كل شي؟ وأصل كل سياسة! وهدف ومصير وهذا ما لم يأمر به الشرع إطلاقا .ومبادئ وآراء أهل السنة والجماعة من بعض هؤلاء الخلفاء بريئة. هذه المسألة الن تخص العزل والاستقالة مرتبطة ارتباطا وثيقا مسألة الخروج على أئمة الحور، حيث تركزت كلتا المسألتين على نظرية الصبر والطاعة في غير معصية .ولا شلت أن الفرص المواتية لقلب الأوضاع لصالح الإسلام والمسلمين قد وجدت بكثرة عبر هذا التاريخ الطويل .ولكن انتشار فكرة كون الخروج هو مروق من الدين© وأنه من أفعال العوام والمارقين، وأن أخذ الإمام بالشورى أمر غير واجب وملزم" إلى جانب اضمحلال القوى السياسية وعدم نضجهاء كل هذا أى بالحكم الإسلامي إلى ما عرفه خلال القرون الثلاثة الأولى. 2الاباضية: ترتبط هذه القضية ارتباطا وثيقا ممسألة الخروج، وهذا من حيث قوة الفاعلين، أي الخارجين والعازلين للإمام .وإذا كانت الثورة والخروج على الإمام الجائر تستلزم قوة كبيرة لضمان نجاح الانقلاب وفق النظرية الإباضية، فإن الذي يقوم بالعزل يتطلب منه أكثر من ذلك؛ لأن العزل عادة ما يكون بدون استعمال لأي قوة مادية .وتعتمد هذه العملية أساسا على القوة المعنوية لأهل الشوكة الذين يجب أن يكونوا في مستوى نفوذ الإمام! حق لا يطغى وينفرد بالحكم. 574 والإباضية لم يسسّلوا في تاريخهم السياسي، على ما العناء خروجا على أئمة الجحور بالقوة إلأ في بعض الحالات‘ وهذا دليل على التوازن السياسي الذي ساد أنظمتهم بين السلطة التشريعية الي لها الكلمة النهائية في أمور انتخاب الإمام وعزله، والسلطة التنفيدية المتمثلة في الإمام نفسه. والإباضية .في مسألة العزل يقفون موقف الخروج وهو ضمان نحاح العملية واستمرار الاستقرار والأمن، أوجب أن يتم ذلك ممشورة المسلمين كما يتم انتخاب الإمام .يقول أبو المؤثز(!)« :فأمًا إذا كان الإمام يعزل أو يحارب فليس إلأ بمشورة من المسلمين من أهل المصر حت يكونوا .شهودا عليه وحجة م يكون حقا على عامة المسلمين الرعية اتباعهم وتصديقهم»() فهذه القاعدة هي الي مكنت الإباضية من الاستقرار السياسي إبان عزلهم وتغييرهم للإمام الخائر أو الضعيف ولقد حدثت للإباضية اعدة متبعين في ذلك قواعدهم السياسية .سواء في عمان أووقائع مانلعزل& في المغرب إلا أن عمان كانت لا الحصة الكبيرة، نظزا لطول الإمامة -1هوالعلامة الفقيه أبو المؤثر الصلت بن حميس الخروصي البهلوي..تشهد له الآثار بقمة علمه، وكان أعمى© ولا يعرف تاريخ مولده، وهو بلا شك من علماء القرن النالث المجري" ومن تلاميذ الشيخ محمد بن محبوب .عاش إلى أيام الإمام عزان بن تيم )ومات ف زمانه( .البطاشي .إتحاف الأعيان، ج، 1ص )102 والصفات (رخطوط) بدار الكتبنقلا عن أبي المرثر 8الأحداث عمر فاروق ص26-2 المصرية، ورقة.5انظر تفاصيل موضوع العزل لدى الإباضية في الباب الاول الفصل الثالث .وكتاب شرح النيل، ج، 41ص .043 674 فيها، بينما لم تسجل تاهرت إلاً عزل الإمام أبي بكر لأنه لم تكن فيه من الشدة في دينه ما كان في آبائه(!) ولقد استعمل أهل الحل والعقد عدة وسائل لبلوغ هذا الهدف وتطبيق مبادئ العزل على الإمام غير المرغوب فيه حرصا منهم على إقامة العدل، وعدم تمكنه من السيطرة والظلم .وقد اعترضت الإباضية بعض العوائق في قضية العزل، بحيث لم يجدوا عذرا في عزل أحد الأئمة الإباضية 1 .تتوفر فيه الشروط اللازمة لذلك وذلك ما وقع للإمام الصلت,بن مالك .وقد تفرقت الإباضية في عمان إزاء القضية إلى فرقتين :فرقة ترى أن الصلت قد وصل إلى الضعف والعجز عن القيام بالإمامة فيجب عزله، في حين رأت الأخرى إمكانية بقائه .ولقد انتهت هذه المشكلة إلى اعتزال الصلت :بنفسه الإمامة، ومبايعة الشيوخ لراشد |ابن النضر الذي اختلف في إمامته هو أيضة) وفي الحقيقة فإن الإمام الصلت بن مالك قد استقال تلقائيا بعد أن )رأى ما وصل إليه الأمر بالنسبة للرعية. والمشكلة قامت بسبب اختلافهم حول حالة العجز والهرم وهل يكون ذلك مما يفقد الإمام إمامته؟ ويشبه الأستاذ .أف.س .ولكنسون هذا الخلع أو الاستقالة بإقالة عثمان بن عفان من طرف الثوار .وقد كثرث الكتابات الإباضية حول هذا الموضوع، نظرا إلى أن هذه المسألة تمثل إحدى النظريات اليي تقوم عليها العقيدة الإباضية بالنسبة للعلاقات -1ابن الصغيرث ص .17 ص361ومابعدها۔-2راجع أبو العباس السير ص( 072مخطرط) .السالمي تحفة جا سرحان بن سعيد، ص .25 ` 774|آ الدستورية الت تربط الإمام بالرعية، بحيث كانت الأولى© أي واقعة عثمان‘ منطلقا جديدا لوضع الأسس النظرية للدولة الإسلامية(!) وقد كان لتدخل أهل الشوكة والذين كان على رأسهم موسى بن موسى ابن علي(ث) فضل كبير في التحام الأمة العمانية أكثر مما سيحدث لو لم يبايع راشد بن النظر ومن بعده من الأئمة بحيث لم تعرف الإمامة بعد هذا التاريخ استقرارا سياسيا معتبرا. فعزل الصلت يشكل منعطفا في تاريخ الإمامة بعمانء حيث استغلت الدولة العباسية الشقاق بين المدرسة الرستاقية المتطرفة في آرائها والناكرة للعزل، والمدرسة النزوية المعتدلة في آرائها .و لم تستطع الإمامة الرجوع إلى قوتما إل بعد مرور قرن ونصف من الزمن(ة) فبالنسبة لهذه الحالة الين شملت الإقالة والاستقالة، فإنها لم تكن واضحة في النظرية السياسية الإباضية، لأن العجز لم يعرف مقداره الذي إذا وصل إليه الإمام عزل وهذا مما فرق العمانيين إلى طائفتين()4 وبالنظر إلى هاتين الحالتين فإن الأمر غير واضح بالنسبة للعجز. فالصلت قد عجز فأقيلؤ وعبد لللك عجز ولم يقلؤ بل بقي في بيته ا -أف .س ولكنسون، ص 668صر.664 -2هو ابن العالم موسى بن علي، وهو من العلماء وممن خرج على الصلت بن مالك. (البطاشيك إتحاكف، ص )261 -3عمر فاروقفث ص.64 -4رهي نفس الحالة ال صادفت الإمام عبد الملك بن حميده (622 -802ه) الذي هرم حت ضعف‘ ووقعت الأحداث في عسكره، فتشارر المسلمون في حالته، فأشار الشيخ موسى بن علي بتركه في إمامته وإقامة الدولة .وبقي الإمام إماما ي بيته بدون عزل حق توني .انظر السيابي ج 25ص-37ابن رزيق، الشعاع" ص . 563الفتح الممين‘ ص822 84 حت توفي .ومثل هذه الأوضاع لا شك أنها تستدعي الاجتهاد وفق الظروف السياسية، ثم الوصول إلى حكم جامع للأمة من شأنه ضمان استقرار الأوضاع الأمنية. وقي هذا الإطار من المواقف السياسية، فإن النظرية الإباضية تعرف نضجا سياسيا كبيرا، من أجل المحافظة على الإمامة وشروطها في وضع أمي يضمن الاستمرار للدولة .إذ نجد لشيوخ عمان في مثل هذه الوضعيات الباع الطويل، حيث سجل التاريخ السياسي العمايي سياسة موسى بن أبي جابر(ا) الذي كان على رأس شيوخ زمانه أثناء معضلة محمد بن أبي عفان، الذي ظهرت منه أحداث لا تعجب المسلمين واستحق بذلك العزل، لأنه أساء السيرة وطغى، وقد تم عزله بإخراجه من نزوى العاصمة وتفريق نفوذه على الولايات()2 وبقدر ما عرفت سياسة العزل الإباضية نضجا كبيرا ومرونة حسب الأوضاع السياسية 3وهذا بسبب توازن القوى السياسية الفعالة والمديرة للحكم ونعني بذلك السلطتين التشريعية والتنفيدية} إلآ أن الوتيرة لم تبق على حالما(ة) -1موسى بن أبي جابر :من بيي ضبة\ تلميذ الربيع بن حبيب ومن حملة العلم إلى عمان )تري 182ه ر البطاشي، ص .)861 -2انظر تفاصيل هذه السياسة\ السالمي .تحفة، ج، 1ص-19/39سرحان بن سعيد، ص54 -السيابي ج 2،5ص 81 -3تغيرت الأحوال في أواخر الإمامة الثانية لعمان ابتداء من 372ه©& حيث رححت كفة الشير خ، وأصبحوا يولون من شاعوا ويعزلون .ولا يعود ذلك إلى ضعف الأئمة بل إلى افتراق الشيوخ أنفسهم .فقد ولوا وعزلوا الثمانية من الأئمة .انظر تفاصيل هذه البيعات ي السالمي .تحفةش ج، 1ص822إلى .232 94 عن قاعدةالممارسات الإباضية أحيانا خروجاوقد شهدت استعمال الوسيلة السياسية في عزل الإمام، وذلك باستعمال القوة من طرف الرعية بسبب ضعف أهل الشو كة(!) إن ما يمكن قوله بالنسبة لمسألة العزل لدى الإباضية هو أن هذه السلطة بقدر ما سجلت دورا هاما فى النظرية السياسية الإباضية عملياء ل أنها قد عرفت بعض الجموح .ولم يظهر هذا الإفراط إلا في إمامة عمان نظرا لتاريخها الطويل أما في الدولة الرستمية فلم تعمر الإمامة أكثر من قرن وستين سنة على أرجح الأقوال .كما أن هذه السلطة كما يبدو أنها بقيت في جهة معينة من النفوذ الإباضي، وهم النفوسيون الذين كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة في العاصمة مركز الإمامة .وهذا ما يظهر من مفهوم المقولة الإباضية أن الدولة الرستمية (إئّما قامت بأموال زناته وسيوف نفوسه). |تت في نماية هذا الفصل والمتعلق بالخروج على أئمة الجور وعزلهم فإن نظرية الصبر قد اصطدمت بأرض الواقع، وتبين بأئه بقدر أما ازداد المسلمون صبرا بقدر ما تطاول بعض الخلفاء في الاستبداد .وقد استغل لذلك فقهاءبعضهم نظرية الصبر فأشاعوها ) بين المسلمين، وجدوا البلاط، ومكنوهم من كل الوسائل ليقوموا بخدمة السلطة. وإذا كانت نظرية أهل السنة تعتمد على الصبر إلا فيما حرم انة. -1فقد عزلوا راشد مرة عن طريق القوة وذلك بتجمع اليحمد بنزوى .انظر السيابي ج .2ص .931 084 ا فإن الولاة المسلمين قد أطاعوا خلفاءهم في قمع الثورات اليي نادت بتغيير المنكر .ثم إن خروج بعض الفقهاء على الخلفاء كابن الزبير والشي" وسعيد ين جبيرة وغيرهم دليل على أن هذه النظرية لم تكن محل اتفاق بين جميع علماء أهل السنة، وإذا كان معتمد ذلك هو تفسير الأئمة الأربعة لنصوص الحديث ال جاءت في طاعة أولي الأمر، فهل عن آرائهم؟ كما أن هناكبأن تلامذقمم قد خرجوايمكن أن نقول احتمال حدوث تطور في هذه الآراء وذلك عندما طال صبر المسلمين وازداد استبداد بعض الخلفاء على حساب الرعية ال ازدادت سوءا وفقرا. وما يفسر هذه الوضعية بالنسبة للأنظمة السنية في مسألة الخروج والعزل، إنما هو وجود اختلاف بين علمائهم فيما يخص موقفهم من الخلفاء .فمنهم من دخل البلاط وأصبح رهينة المال والبذخ، ومنهم من توقف خشية التنكيل والظلم، ومنهم من خرج فكان مصيره القتل والفتك به والمصادرة .أما الرعية فقد توعت هي الأخرى ما بين خائف من الاستبداد، وساقط في أحضان العائلة المالكة وقلة أدركت المنكر وخرجت مع علمائها ولقيت نفس مصيرهم .فلم يكن هناك جمع للشمل .ويعود هذا أساسا إلى قاعدة الصبر الن أخذت منهم مأخذا روحيا لا يمكن الخروج عنه لأنه.مروق من الدين في نظرهم. وفيما يخص الأنظمة الإباضية-وكما سبق-فإن مسألة العزل من الناحية التطبيقية لم تكن واضحة في بعض الظروف من حيث الشروط العازلة .فقد وقف العلماء العمانيون فريقين أمام الإمام الصلت بن مالك الذي ضعف ثم استقال وعبد الملك بن حميد الذي عجز هو 184 .3 أيضا ولكنه لم يقل(!) وفيما يخص المسائل الأخرى فإن التطبيق كان سليما .كإقالة أبي بكر الرستمي) وكذلك راشد بن النضر الذي يعتبر عمل الشيوخ ضده إقالة أكثر منه خرو جا() وما وقع فعلا في الأنظمة الإباضية هو طغيان بعض الشراة من الشيوخ الذين استغلوا نفوذهم بتعيين إمام وعزل آخر إلى حد الإسراف .فأورث هذا الوضع تمرقا بين المسلمين ما بين مؤتّد ورافض للإمام، وتتابعت الفتن، وكادت أن تعصف بالإمامة في عمان. ومن المسلم به أن السياسة عامة هي سلسلة ترتبط حلقاتما 5فإذا وهنت حلقة تبعتها حلقات .فرضى المسلمين بالطريقة الن سار عليها ولاية العهد وبإمامة المتغلب‘ وبالسكوت على الخلفاء الحورة والخوف من الفتنة وإراقة الدماء هو الذي أدى بالمسلمين إلى ما هم عليه .وخوفهم من الفتنة أسقطهم في فتنة أشد وأعظم وهي فتنة فساد الدين .والحقيقة هي :ما هو غرض الإسلام وفيما جا إذا كان الخوف ما يقبض أيدي المسلمين عن إقامة الدين ويرضيهم عن الأوضاع المنافية للشر ع؟()4 «ولو أن المسلمين جميعا وقفوا من الظالمين موقفا سلبيا وعصوهم في جميع أوامرهم لما استمر هؤلاء في ظلمهم" وما ارتاعوا قي غيهم»()5 1انظر السالمي، تحفة، ج، 1ص-361السيابي عمان عبر التاريخ ج، 2ص .311/511 -2ابن الصغيرث ص .17 -3السالمي جا، ص .88 عبدالقادر عودة ص.8214 5أبوزهرة .تاريخ المذاهب الإسلامية .ج 25ص .402 284 ولما وجدوا من العلماء من يناصرهم أو تجد فهم ححّة تبرر أعمالهم. ومن الأمانة أن نوكد أن الإمام أبا حنيفة كان يرى بأن الحكم الأموي والعباسي غير شرعي باستناده إلى غير أصول الحكم في الإسلام .وأن الخلافة الإسلامية انتهت بمقتل علي بن أبي طالب .كما أن الإمام مالكا كان له نفس الرأي في ملك بي أمية وب العباس(!) ولا شلت أن أبا حنيفة لم يدرس ولم يطلع على الحكم الإباضي الذي عاصره في عهوده الأولى بعمان .وهذا ما يستنتج من كتاباته الي لا يفهم منها ذلك، إذ يعتبر الإباضية ضمن الخوارج، وأن السياسة الى عاصرها حاربت جميع من نادى بالحكم الشوري\ فلا بد أن تسترهمب هذه السياسة أعين العلماء آنذاك .وهذه الوضعية هي وضعية أكثر علمائنا بما في ذلك معاصريهم .فالدكتور إبراهم العدوي بعد أن يحلل الأوضاع السنية للأمويين والعباسيين ويحكم بانحرافهم يقول« :وانتهى بانتهاء ابن الزبير آخر أنصار المبدا الإسلامي القائل بالانتخاب في الخلافة .كما انتهى عهد الحجاز باعتباره مقر الخلافة وعاصمتها»() والدكتور بمقولته هذه يكون قد علق التاريخ بابن الزبير والحجاز وحكم على المسلمين عامة بالجمود .وفي الحقيقة، في الوقت الذي ظهر فيه ابن الزبير ثائرا وخارجا عن النظام القائم الاستبدادي كان عبد أثلة ابن يخي _ طالب الحق _ يثور باليمن، ولنفس الهدف©، وهو إرجاع الحكم إلى إسلاميته .وهو الوقت نفسه الذي يحضر فيه البربر أنفسهم لإقامة الدولة الرستمية على أنقاض الأمويين. -1مصطفى الشكعة .إسلام بلا مذاهب،صر.693/793/804 -2إبراهيم العدوي النظم ص .671 384 نتائج السمرا لتطبيقي إن التطبيقات العملية لأية نظرية مهما كانت يمثل الحخانب الأكثر صعوبة في الحياةء وذلك لما يعتري ويعترض الإنسان من مشاكل وصعوبات وهو يحاول تطبيق ما قرره نظريا. إن أول الاعتراضات هي تلك الي تتعلق بذاته ومدى خضوعها للواقع الذي يفرضه الجخانب النظري .ثم اختلاف الذوات الأخرى في المجتمع الواسع وإمكانية تقبلها لهذه الآراء .ويعود هذا أساسا إلى أن هذه الأفكار وإن كانت تستند إلى نصوص شرعية} فستبقى دائما محل اجتهاد الفقهاء .وخاصة إذا تعلق الأمر بالقواعد العامّةه كانتخاب الأمير وكيفية إقامة الشورى والعدل .وإذا كانت النظريات الي تعرضنا إليها في بحثنا هذا قد تعّضت إلى الجانب التطبقي، فما هي نتائج ذلك© وهل كانت لهذه العملية التطبيقية نتائج تتطابق فعلا مع ما خططه العلماء وأنما أتت بأكلها الطيب والمنتظر منها؟ ©: أولا :أهل السنة والجماعة إئه من جراء السياسة الق انتهجها الخلفاء السنيون إبان حكمهم، وال انحرفت عن أحكام اللة .فإنه لا يمكن أن يرتاح الدارس لهذه الوضعية إلى نتائج مرضية، وإن تمسك الخلفاء عموما إلاً القليل منهم مبدا وراثة الحكم وبغية البقاء في السلطة، حم عليهم ضرورة اتباع أسلوب سياسي يعتمد أساسا على الاستبداد .فتولية الخلفاء ومبايعتهم 484 وولاية العهد قبل شغور المنصب©\ وسيرة الخلفاء أنفسهم في حياتمم الخاصة والعاممّة، وطريقة ممارستهم لسياسة الرعية، ثم الأساليب الإدارية الن اعتمدوا عليها في سلوكاتمم، من كج لالأفواه وتضييق على الحريات الأساسية ك هذه الأساليب أدت إلى حكم لا يكاد يختلف فيه اثنان3 وهو أن الحكم الإسلامي في هذه الفترة-عل الدراسة-قد تحلى بصبغة الاستبداد والابتعاد عن أحكام النت .و ل يكن للشورى مكانة تذكر في سياسة هؤلاء الأمراء .ويروي الإمام ابن باديس قولة الإمام جعفر الصادق« :إن أعظم الفتنة أن يسلط ألة السلطان الخائر» ثم يقول معلقا عليها« :إن أعظم ما لحق الأمة الإسلامية من الشر والهلاك كله جاءها على يد السلاطين الخائرين منها ومن غيرها وهذا ما يشهد به ماضيها وحاضرها»()1 وانطلاقا من هذه الوضعية فقد أورثت الأمة الإسلامية تقهقرا سياسيا كبيرا، أدى إلى الجمود الفكري والفقهي في بحال السياسة الشرعية، بانتشار الجهل والخرافات، وتفشي الأفكار الن تؤيد الاستبداد والصبر عليه والطاعة لأولي الأمر .ووجد هؤلاء من الفقهاء من يزين لهم أعمالحم، ويقوم بتخدير الجماهير الإسلامية بكل ما من شأنه أن يجاري ويداري السلطة الحاكمة. ولقد بذل هؤلاء الحكام من أجل تنفيذ سياستهم كل ما تمكنوا منه .فلو أن ما أنفق في الحروب بين الأمويين والعلويين والعباسيين ثم بين هؤلاء كحكام ومعارضيهم من ثورات لأهل السنة أنفسهم ضد حكامهم وثورات أفراد البيت الحاكم لإقصاء بعضهم البعض من ص .752 ثوار مسلمون محمد عمارة [- 584 الخلافة وولاية العهد، وكذا بالنسبة حميع الثائرين من خوارج وشيعة فلو أن كل هذه الجهود صمت في اتحاه واحد شرعيئ، لكان جهدا يكفي لفتح العالم وإخضاعه لسيطرة المسلمين .ولو عقل الناس وفكروا مليا ما قبلوا حجج هذه الجهات المتقاتلة من أجل السلطة ولكان أحق لأن خير الناس أكثرهمالناس بالخلافة أصلحهم ولو كان عبدا حبشيا. نفعا للناس ليس أكثرهم نفعا لقوم أو عائلة أو فرد كما حدت في كل هذه الأنظمة(!) وبقدر ما تكون الأهداف المتوخاة من وراء سياسة غير شرعية بقدر ما تكون النتائج غير إسلامية أيضا فمن الناحية المذهبية فقد أقصيت الشيعة والإباضية والخوارج والمعتزلة في بعض الفترات، وصبت عليهم أنواع القهر والمتابعة والرصد لحركاتمم .واتبعت بحملة إعلامية واصفة إياهم بالخوارج والمارقين عن الدين .ومن الناحية العرقية فقد وجد غير العرب أنفسهم خارج الدائرة الإسلامية} واعتبر بعضهم ممن يجوز إبقاء الحزية عليهم رغم إسلامهم، كوضعية البربر المغاربة أيام الأمويين .وفي زمن آخر وجد العرب أنفسهم خارج دائرة السلطة وعرضوا بأعاجم من أجل المحافظة على الحكم العائلي .لا شكك أن هذه المعاملة قد أورثت هؤلاء الموالي وضعية غير إسلامية مما جعل الوضعية السياسية آنذاك أرضا خصبة لزرع القلاقل والفتن العرقية وبالتالي القرامطة والزنادقةتفشي الآراء الهدامة للقيم الإسلامية .كحركة وغيرهم .وجعلت المغامورية يستقلون بعدة أقاليم، وال مزقت العالم الإسلامي وأضعفت قوته، رغم تحرعم أهل السنة لقيام مثل هذه الدول 1۔ احمد امين٥‏ ضحى الإسلامش ج 35ص .892/992 684 إذا كانت متصلة بالدولة الإسلامية الأم ومن غير بحر أو عدو. وقد أفرغت الخلافة من جميع سماتما الإسلامية وابتعدت عما أقيمت من أجله، وأصبحت تبركا ودرعا واقيا للسلطة من كل ما من شأنه تمديد الخلافة وإخراجها عن خدمة العائلة الحاكمة. وإذا كان ما حدث من نتائج عملية تكشف لنا عن بينونة كبيرة فإن الجانب النظري والفقهي قدبين أحكام 0لناا والعمل السياسي تأثر هو بدوره، واتخد صبغة من التخلف وسيادة للمواقف السلبية أزاء كل ما يقع في القصور والممارسة العملية اليومية لرجال الدولة .فأصبح المبرر الوحيد لهذه الوضعية-أي الخضوع التام للسلطة-هو بدافع التقية والامتناع عن إراقة الدماء، والرضا بالسيئع خير من الانتقال إلى الأسوء .وقد تكون لهذه المبررات العلمية بعض من الوجاهة والحظوظ في بعض المواقف والملابسات إلا أنها أدت إلى ما هو أسوء منه من الناحية الفكرية، وتغلغل الآراء المتخحاذلة في أوساط الأمة الإسلامية حيث أعطت هذه المواقف الشرعية أنظمة استبدادية حق أصبحت هي القاعدة الصحيحة، وأصبح الرضوخ والطاعة لأولي الأمر هي الشرعية والقانون .وانقلب الحديث عن الإمامة وشروطها وكيفية قيامها ومهامها وصفات الخليفة وما ينبغي أن يتميز به عن سائر الأفراد 3وكل ما ينظم النظرية السياسية الإسلامية عبارة عن مباحت وأفكار كلامية فقهية لا تتجاوز اللسان ولا تنزل إلى أرض الواقع. كما أصبح النصح والتوجيه وإرشاد الخلفاء، ناهيك عن الثورة والخروج عن أئمة الجور، منكرا .وهذه المواقف قلبت النظرية السياسية 784 رأسا على عقب فأصبح كا ما يفعله الطغاة هو القاعدة، وأن نظام الخلافة النبوية الشورية هو الشذوذ والاستثناء(!) فانتفى بمذا العدل والمساواة اللذان نادى بمما الإسلام. ورغم كل هذه الآلام وما وصل إليه المجتمع السياسي المسلم، فإن الإسلامالأنظمة السنية قد كانت ها عدة نتائج جوهرية حفظت والمسلمين، والي لا يجب إغفالها إطلاقا. ولقد كان للمواقف الاستبدادية ال قام بما معاوية بن أبي سفيان وجعله الحكم ورايا، وتجميع كل السلطات في يديه& سببا قويا في توحيد المسلمين، وخاصة ما وقع من تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية .حيث سجلت هذه الحادثة التاريخية أكبر انتصار للمسلمين بغض النظر عما صار إليه أمر السلطة من ملكية شبه مطلقة .وبالتالي أصبح المسلمون في قوة كبيرة، تضاهي القوتين اللتين عاصرتا هذه الأنظمة الإسلامية وهما دولة الفرس والروم .واللتان كانتا تشكلان القوة المهددة للإسلام في دياره، إلا أن وحدة المسلمين أدت إلى حماية البيضة ضد هؤلاء جميعا، وأصبحت الكلمة الأخيرة في العالم للأمة الإسلامية. وبناء على هذه الوضعية ال نتجت عن هذه الأحداث من قوة ووحدة فقد سارت وتيرة الفتوحات الإسلامية بصورة لم تكن معهودة من قبلك من سرعة اتساع في الرقعة الإسلامية وانتشار الإسلام: وبالتالي ازدهار الدولة وتطورها في كل الميادين()2 -1محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكلم، ص 236/336 -2۔ محمد الأمين الإسماعيلي،مقابلة. 884 فانطلاقا من كل ما سبق، وما حققته هذه الفترة من إيجابيات وسلبيات، والحكم عليه بأنه حكم إسلامي، وصورة أمينة لتعاليم ديننا كلام لاوزن له()1 وإن الباحث المطلع على كيفية نشأة الخلافة وكيفية تطورها وتطبيقها أيام الراشدين ومن بعدهم من الخلفاء الصالحين، فزئه ينظر إلى هؤلاء الأوائل بإعجاب وإجلال وتقدير كبير، ثم لا يملك أن ينظر إلى ما انتهى إليه أمرها إلا بإشفاق ورثاء، إن لم نقل بازدراء واشمئزاز لما حدث من مخالفات لشرع للة .وكل ما ارتكبه هؤلاء المتسلّطون على الرعية باسم الإسلام واجتهادات فقهائهم فدين ألة منه بريوع .وإنما إثمه يوم القيامة من اقترافه وجعله شرعا ومنهاجا إسلاميا(ة) ذلك لأن «السنية نقضوا أقوالهم بأفعالهم»(ة) وتمسّكوا بما ظهر من النص دون مراعاة للواقع الإنساين. وإذا أمكننا أن نقول بأن شهوة الحكم كانت وراء هذا الواقع المر «فإن الحكم بغير ما أنزل انة ابتداء هو الذي ينشيع الانحراف .ولأن الحكم بما يضعه البشر معناه تسلط طائفة على أخرى ومن ثم استئثار مصلحة أناس على مصالح الرعية» بالقوة والإكراه وشراء الضمائر()4 ولقد سئل الشيخ أبو الأعلى المردودي :كيف كانت الذول الناشئة بعد الخلفاء الراشدين وهل كانت إسلامية أم غير إسلامية؟ فكان جوابه: -1محمد الغزالي! كيف نفهم الإسلام ص .19 -2صبحي الصالح .صر 772إلى .082 -3الوارحلاي، ج 3،5ص .77/87 -4محمد قطب جاهلية القرن العشرين، ص072بتصرف. 984 «الحى أنها لم تكن إسلامية ولا غير إسلامية بأتم مدلول الكلمتين. كان قد تغير فيها أساسان مهمان من أسس الدستور الإسلامي :الأول انتخاب الأمير، والثا تسيير نظام الدولة بالمشورة»(!) وهذا القول بأن هذه الأنظمة (لم تكن إسلامية ولا غير إسلامية) نضع عليه علامة استفهام كبيرة والحق أنه لا يمكن إطلاقا أن جحد ما قامت به الأنظمة من حماية لبيضة المسلمين وحفظ الإسلام .بل كانت إسلامية في عقائدها ورعيتها وقي ممارسة الشعائر الدينية .ولكن الذي لا يمكن إنكاره هو خروج بعض الخلفاء عن قواعد السياسة الشرعية والابتعاد عما نظره الفقهاء .أما الرعية فقد عضمّت على الإسلام بنواجذها، واستكانت للأمر الواقع بناء على ما تقدم من أسباب. فكانت السلظة لاهية في قصورهاء، في حين تصدى العلماء والفقهاء )لتوجيه الأمة. ولقد بقي الإسلام ونظمه جمرات مغطاة بالرماد ومحافظة على حرارتما، ومنتظرة من ينفخ فيها لتلتهب من جديد وترجع بالخلافة إلى نبمواؤ(.)2 2الاباضية كانت للأوضاع الي آلت إليها الأمة الإسلامية بعد صفين خاصة والسياسة الق اتبعتها الأنظمة الأموية والعباسية داخليا أزاء العناصر المختلفة الت تكون اجتمع الإسلامي الكبير آنذاك الأثر الفعال في قيام نظرية الاسلام وهديه ص[13المردودي{ 1 -2حمد الأمين الإسماعيلي مقابلة. 094 دول الإباضية وغير الإباضية في المشرق والمغرب .وإذا كان سبب معارضة الإباضية للخلفاء السنيين ينطلق أساسا من الانحراف©، فإنه لا بدً لهؤلاء الناكرين من إقامة العدل والشورى في دولهم. ولقد أثمرت جهود الإباضية وحملة العلم وتنظيماتمم السرية الدقيقة. وقامت لهم أنظمة مستقلة في كل من عمان والمغرب. لبناءهذه الكيانات السياسية الأساس والمقدماتوقد كانت المغرب العربي من وجهة نظر سياسية((!) وذلك لما قامت به تاهرت من توازن للقوى الفعالة في المنطقة فأمسكت الرستمية العصا من الوسط وعاشت بين عدة كيانات مختلفة سياسيا ومذهبيا، وأصبحت بذلك بغداد المغرب. وما يمكن استنتاجه من تطبيقات للنظريات السياسية الإباضية، لا يمكن أخذه إلا من اعترافات الكتاب والمؤرخين وخاصة من غير الإباضية كابن الصغير والكعاك وعبد الرحمن الخلالي وعيسى الحريري وغيرهم، وما يؤخذ من إقرار هؤلاء أنه لم ينقم أحد على حكم ب رستم ولا على أئمة عمان عموما، ولا في سيرتمم خصوصا فلم يحتجبوا عن الرعية، ولم يستبُوا في معاملاتمم إلاً ما كان من قمع للبغاة والخارجين عن ربقة الإسلام() ونتيجة لتطبيق العدالة، فقد تعايش الحميم في المدينة الواحدة رغم الاختلاف العرقي والمذهمي، وسار اجتمع على قاعدة لإن أكرمكم [ -عوض خليفات الأصول التاريخيةء ص-25عيسى الحريري" ص .70 -2ابن الصغير ص 13وما بعدها 194 عند ألة أتقاكم)(!) وقاعدة لا إكراه في الدين ) فلم يجبر أحد من غير الإباضية على التخلي عن مذهبه بل كانت المناظرات سبيل الإقناع إلا مَن اتخذ ذلك وسيلة لإثارة الفتن. بوعد أن قهرت الديموقراطية في المشرق العربي وجدت لها مكانة مرموقة لدى الإباضيةك وأصبحت تاهرت مقرا أمينا للفارين من انظمتهم. ومن النتائج السياسية الي تم التحقيق منها ومن صلاحيتها ضرورة تفسير النصوص العامة وشرحها على ضوء القرآن الداعي إلى إقامة الدين .كذلك قاعدة تطبيق لكل حال حالة تواكبه دون الخروج عن شرع اللة .ونتيجة للنضج السياسي الإباضي فقد استبعدوا نهائيا قضية ولاية العهد رغم .أن أهل السنة قد وجدوا في عمل أبي بكر سندا لهم واتخذوه أسلوبا في تولية عهودهم وخرجوا عن شروطه تطبيقيا(ة) وقد أحل الإباضية محل ولاية العهد قاعدة الكفاءة والعصبية الدينية الت لا تزول ولا تتأثر بالزمان والمكان .وإذا كانت الإمامة قد بقيت في آل رستم فإن ذلك بناء على قاعدة الصلاح الدين والسياسي ثم على أساس الاستراتيجية الاجتماعية والأمنية المتمثلة في صغر هذه العائلة بحيث يمكن عزفها عن الإمامة إذا خرجت عن أحكام ألن، فإن الإمامة في عمان قد تجلت فيها هذه القاعدة بوضوح حيث إنها انتقلت بين آية .3الحجراتسورة 1 -2سورة البقرة" آية .652 -3انظر الفصل الثان القسم الأول. 294 الأسر الكثيرة و لم تتمركز في عائلة معينة .وتشير الدراسات إلى تعاقب بعض العائلات على الحكم مثل بي سامة} وب نبهان، واليعاربة3 والبوسعديين()1 وأعطتطويلا3هذه الدول وعمرتأن ازدهرتفكانت للمسلمين متنفسا ونفسا كبيرا في سبيل تطوير العلوم الإسلامية عامة. ومكنت الإباضية من مواصلة وجودهم وتطبيق عقائدهم رغم النكبات ال عرفها بعض أئمتهم، عندما حاولوا إقامة الخلافة الإسلامية .الحقيقية .سواء في اليمن على يد طالب الحق، أو في طرابلس على يد َأبي الخطاب. «وإن الإسلام والتشريع فوق المذاهب والتشيع، وفوق اختلاف العلماء .وفوق السياسات الي أقرت مذهبا ورفضت آخر )2(»..فقد ركز النظام السياسي الإباضي على المحال الداخلي تركيزا كبيرا أتى بثماره وفق ما ترجًاه الإسلام .وأكثر من ذلك فقد كان للمعراضة الدينية والسياسية الخولات ذات البصمات التاريخية .و لم يجرد السلطان سيفا أزاء هؤلاء إلا إذا ركنوا إلى استعمال القوة. ولقد كان لأحد العلماء السنيين المعاصرين(ة) رأي قسم فيه جميع الفرق الإسلامية إلى أحزاب سياسية كالشيعة والخوارج ومن نحا نحوهم، وإلى مذاهب دينية جمع فيها أهل السنة والأشاعرة والماتريدية -1راحع لهذا الموضوع كتاب السالمي، تحفة، ج[. -2صبحي الصالح، ر802 -3د .محمد الأمين الإسماعيلي،مقابلة. 394 ومن سار في نمجهم .وفي رأينا أن مثل هذا التقسيم يجعل من الإسلام منهجا يختص بالخانب الروحي للحياة دون السياسي .في حين أن الشريعة الإسلامية لم تترك بالا من مجالات الحياة إلا وقتنته، فلا فصل للدين عن السياسية .وفي رأينا أن الإباضية -وقد حشرهم أستاذنا ضمن الخوارج حسب فهمنا -لم يسيسوا الدين بل دينوا السياسة وأخضعوها لقواعد وأحكام الإسلام .وهذا هو سم نجاحهم وبقائهم أيام كانوا ولا يزالون، في الوقت الذي اندثرت فيه كثير من الفرق الإسلامية كالمعتزلة والخوارج، كما أن مثل هذا التقسيم الذي أصبغ بعض الفرق بالصبغة الدينية البحتة وأخرى بالصبغة السياسية، هو الذي ) آلبسها لباس الرهبنة وأبعدها عن ميادين السياسة ووفر لبعض الخلفاء فرصة الخروج عن أحكام أللة 6كما وضع نظريات مكنتهم من محاصرة الإسلام في المساجد والمعابد وإبقائه في إطار الوعظ والإرشاد بعيدا عن التشريع والتنظيم. إن رجوع كثير من فقهاء السياسة الشرعية السنيين المعاصرين(!) وانتقادهم لنظريات الصبر على أئمة الجور وحصر الإمامة في قريش ثم ولاية العهد يعتبر نتيجة منطقية لما وصل إليه الوضع الإسلامي آنذاك، ثم نتيجة مباشرة أيضا للجانب التطبيقي للإباضية في كياناتمم السياسية ال أقاموهاك وال أظهرت الفارق بين التطبيقين السين والإباضي© وأظهرت حقيقة الحكم الإسلامي.. -1انظر المدودي، نظرية الإسلام وهديه۔ احمد أمين، ج3۔ عبد الحليم حمود التفكير الفلسفي في الإسلام۔ محمد عمارة، الإسلام وفلسفته الحكم. 494 وإلى هذا المذهب ذهب الدكتور علي الإدريسي عند حديثه عن التاريخ السياسي للمغرب الإسلامي قائلا« :وقد امتاز التاريخ السياسي للمغرب الإسلامي عموما بالصبغة الدينية أكثر من أي صبغة أخرى... ويكون من المفيد أن يتجه المهتمون بالفكر السياسي الإسلامي في بلاد المغرب وتاريخه للكشف أكثر عن العلاقة بين الدين والدولة في المغوب الإسلامي والتعرف بعمق عن دور الأئمة والفقهاء منذ عبد الرحمان إلى الأمير عبدابن رستم، وعبد انتة بن ياسين ومحمد بن تومرت القادر، والأمير عبد الكريم الخطابي وعبد الحميد بن باديس وغيرهم كثيرين في إمكان بلورة نظرية سياسية تمتاز بالربط بين النظر والعمل والواقع الإجتماعي»([)1 والواقع أنه قد حصل هذا عندما طبق بعض الأئمة المسلمين من السنيين أمثال عمر بن عبد العزيز والإباضية إلا القليل منهم 5أحكام انة في الحكم والسياسة، بحيث أصبح عمر بن عبد العزيز يعمد خامس الخلفاء الراشدين، في حين لم يرق الأئمة الإباضية الممائلين له إلى مثل هذه المكانة نتيجة جهل للمؤرخين والمحللين بمم، وعدم التعمق في النظريات الإباضية. وإن أجل ما يستخلص من التطبيق الإباضي هو موقفهم من جميع المذاهب الي عاشت ف دولهم، وهذا ما يدحض نظرية التطرف وتكفير أهل القبلة .واستحلال دمائهم وسي ذراريهم ونسائهم، وغيرها من الآراء اليي نتهم بما الإباضية وعن طريقها يزجُون في فرق الخوارج. [ -علي الإدريسي ص 542 594 وإن ما طبقه الإباضية داخليا كان هو نفسه المطيّق مع الخيران سواء مع الأنظمة السنية كالأغالبة والأمويين بالأندلس أو مع الصفرية بسجلماسة .وهي سياسة اعتمدت أساسا على مبدأ حسن الخوار والباب المفتوح .وبمذه النظريات السياسية ضمنت الرستمية خاصة استقرارا وازدهارا ثقافيا واقتصاديا ,مكنت البربر من التعرف على الإباضية مذهبا وسلوكا 3وجعلتهم يعتنقون مذهبهم. وإذا كان من نتيجة مائية جامعة للعمل الإباضي وإذا كان لنا من حكم فهو على لسان المؤرخ عثمان الكعاك الذي يقرر بشأن الرستميين بأن الأمن الاجتماعي لا يأتي إلا من العدل .والعدل لا لأ بتطبيق سياسة واحدة واضحة مع كافة أفراد الرعيةء مهمايكون كانت طبقاتمم ومذاهبهم وألوانمم(!) وأن كل ما وقع من أحداث سواء في عمان أو تيهرت كخروج آل الجلندي وسياسة راشد بن النظر وفتنة ابن فندين والواصلية وابن عرفة، لا تقدح في سياسة الأئمة الإباضية ؤلا تنقص من قيمتها .ولا تكون أخطر من الفتنة الكبرى، ووقعة. الجمل© وصفين والنهروان أيام الخلفاء الراشدين. كم 1-عثمان الكعاك، ص 591 694 الخامة بعد هذه الدراسة المقارنة لنظرية الإمامة عند الإباضية وأهل السنة والجماعة نظريا وتطبيقيا والتي من خلالها العنا على أكثر جوانب العقيدة السياسية للمذهبين© فإننا تلاحظ ابتداء بأن النظرية السياسية الإباضية لم تستفد ولم تتأثر بالأفكار غير الإسلامية .ذلك أن علماء الإباضية الذين تحدثوا عن مسألة الحكم لم يكن من بينهم من خصص مؤلفات قي موضوع السياسة وبحث فيها ونظر، ويعود ذلك إلى أن العلوم السياسية لديهم كانت وحيدة المنبع وهو القرآن والسنة} فأغلبهم كانوا علماء بأصول الدين والفقه، وهذا ما جعل آراءهم السياسية تأتي ضمن المؤلفات العقدية والفقهية كالعبادات والمعاملات .ويتميز بمذه الخاصية أكثر العلماء الأقدمون. وقد كانت آراؤهم السياسية شديدة الارتباط بالواقع الإنسايني الذي يحتاج إلى من يسوسه‘ ليبلغ درجة التنفيذ الكامل لتعاليم الإسلام المنيثة في الكتاب والسنة اللذين يعطيان الحاكمية المطلقة لله تعالى .وما على الإنسان إلا الالتزام بما. أما فيما يخص النظرية السياسية لأهل السنة والحماعة، فقد تميزت عن النظرية الإباضية في ميدان الحكم بشيئين: أولا :أفرد بعض علماء أهل السنة مؤلفات خاصة بالحكم والسياسة، كالفرابي والماوزدي وأبي يعلى وابن أبي الربيع والمهدي بن تومرت وابن خلدون، مع ميل هذا الأخير إلى علم الاجتماع السياسي. 794 فقد بحث هؤلاء ونظروا نظريات قد تصل إلى حة المثالية، باستثناء ابن خلدون الذي عرف الواقعية في آرائه .وقد استفادوا من جميع إمكانياتمم العلمية وتوسّعوا في نظريات الحكم مستغلين في ذلك بعض الآراء غير الإسلامية، مما لا يتناقض مع الدين. ثانيا :منهم من تأثر بالكتابات اليونانية كالفرابي الذي أخذ مذهب المثالية في الحكم والسياسة من الأفلاطونية، فاتسم رأيه باللزعة العقلية البعيدة عن الواقع الإنسان. ويمكن تلحيص نتائج البحث النظري فيما يلي: _ 1اتجهت الدراسات الإباضية والسنية في موضوع الحكم إلى شخصية الإمام، في ماهيته وشروطه وكيفية توليه منصب الخلافة الوزارةوظيفةما يخصوكذلكومهامه ومسؤولياته وحدودها. والجيش والشرطة والحسبة والولاة وغيرها .إلا أن الدراسة الإباضية قد ركزت أكثر على وظيفة الإمام باعتباره المسؤول الأول في الدولة الإسلامية كما أن وظيفة الوزير والوالي في رأيهم لم تأخذ أكثر من أدرجة مساعد على التنفيذ .ولهذا فقد كانت دراسة الإباضية ذه الوظيفة دراسة استعراضية سطحية وتعود دائما هذه الوضعية للمذهبين إل تخصيص بعض فقهاء أهل السنة مؤلفات للسياسة الشرعية} وانعدام هذا التخصيص لدى الإباضية. النصوصمنالسياسيةالأحكاماستنباطعمليةأخذت_2 الشرغية لدى الإباضية مبدل اعتبار الواقع، حيث إنهم أخذوا بالنصوص الأكثر واقعية وأهملوا غيرها .ي حين انصرفت هذه العملية عند أهل 894 السنة إلى التقيد بظواهر النصوص .كما وقع للمذهبين في مسألة النسب بحديث:«الأئمة من قريش»۔قابل الإباضية حديث:حيثالقرشي. «ولو استعمل عليكم عبد حبشي رأسه كرأس زبيبة» .أما أهل السنة فقد تمسكوا بالحديث الأول بدون مراعاة لما ستكون عليه وضعية قريش بعد الرسول ققثا. فانطلاقا من المبدا السابق ذكره أصبحت الفلسفة السياسية الإباضية تسم بالواقعية في السلوك والعمل الاجتماعي في حين بحد بأن فلسفة بالواقع في بعض جوانبها .وهنذا ما بينتهأهل السنة قد اصطدمت التجارب السياسية ال عاشتها كلا الفرقتين. 3وبناء على ما تقدم فإن الشريعة الإسلامية قد اتصفت بالواقعية الإنسانية .من ذلك أن النظام السياسي الإسلامي لا يشبه الأنظمة الوضعية فلا هو ثيوقراطي بتسلط رجال الدين على الرعية، ولا هو اشتراكي بسبب العدالة الاجتماعية، ولا هو رأسمالي باحترامه للملكية الفردية .ولا هو ملكي أو دكتاتوري ببقاء الإمام طول حياته في الملنصب©‘ ولا هو جمهوري بالإفراط في الديموقراطية .بل هو نظام إنساني شرعه خالق الإنسانية .وأن هذا النظام يشمل جميع أنواع أساليب الحكم الي شرعها الإنسان في الوقت الذي لا تستطيع فيه هذه ويعودالنظام الإسلامي©جوانبكلالقوانين الوضعية أن تشمل هذا إلى أن القوانين الإسلامية قد استوعبت جميع جوانب الحياة من روحية ومادية، وبالتالي اتسمت بالواقعية، وهذا ما تفتقر إليه الأنظمة الوضعية. 94 7م حدوث تطور ملحوظ في مسألة النسب القرشيث والخروج على أئمة الخور لدى أهل السنة، وهذا عند فقهاء السياسة الشرعية لمتأخرين .فقالوا بأن القرشية شرط للأفضلية وليس للانعقاد، وبعدم الاستكانة للظلم إذا توفرت فرصة التصحيح .ويمذا انتقلوا من نظرية وجوب الصبر إلى جواز الخروج. ك لا تختلف النظريتان السياسيتان الإباضية والسنية إلاً في مسألتين :الأولى تخص شرط النسبؤ والثانية الخروج ضد الظلم .وهما في الأصل اختلافان صوريان، بسبب ما سبق ذكره في البحث .فإجازة فقهاء أهل السنة لإمامة غير القرشي إذا اتفقت عليه الأمّة، وتركيز للتأخرين منهم على أن النسب شرط للأفضلية فقط من جهة\ ثم تغيير نظرية الخروج من الصبر إلى الخواز من جهة ثانية 3 .هذه العوامل جعلت الآراء السنية تلتقي حتما مع آراء الإباضية. ك يختص الفكر الإباضي بطرحه نماذج للإمامة تسمى مسالك. الأوضاع العصيبةالدين، ليقدموا للأمة الإسلامية حلولا تتفق مع ك الني قد تصادفها} مع المحافظة على المبادئ الإسلامية .أما أهل السنة والجماعة فقد ركنوا في بعض الظروف إلى اتباع سياسة الأمر الواقع كإجازتمم لإمامة المتغلب .وهذا تطبيقا المبدا "أقوى المكروهين أولى بالترك" .‏٠ 7بسبب واقعية الفكر الإباضي السياسي أصبح قابلا للتطور ومواكبة العصر بالاستفادة من النظريات الوضعية وإخضاعها للعقيدة الإسلامية، مع استعمال العقل والاجتهاد في كل النوازل، وما يعترض الإنسان في حياته، بدون قفز على حدود الشريعة. 005 البحث ا لتطلبيقي .نتائج 8انطلق التطبيق العملي للإباضية في بناء نظامهم السياسي في عمان وتيهرت على أساس شوريڵ بالاختيار الحر للإمام الأكثر كفاءة خلقا وخُلقا .وانطلق أهل السنة في ذلك بمخالفة أهم قاعدة سياسية إسلامية في الحكم والسياسة، وهي قاعدة الشورى والاختيار .فأصبح الملك عضدا. استبعد الإباضية من حكمهم نظام ولاية العهد، واعتبروا ما9 قام به أبو بكر مع عمر بن الخطاب مجرد ترشيح .واعتمدوا في التولية على العصبية الدينية، ثم مبدا التوازن الاجتماعي .وهذا ما ظهر في تيهمرت عندما التجأت القبائل إلى حصر الإمامة في العائلة الرستمية خشية التنازع عليها .أما قى عمان فان أمر الإمامة قد سار عاديا بانتقال الإمامة بين عدة قبائل .أما أهل السنة فقد أخذوا مبدا ولاية العهد وحددوا لذلك شروطا وضوابط إلآ أن أكثر خلفائهم قد أفرغوه من لمضمون والقواعد ال سار عليها أبو بكر وما شرعه فقهاؤهم. اعتمد الإباضية في السياسة بناء الدولة وتسييرها على أساس0 دين بمفهومه الواسع، وبدون إعطاء المذهبية والعرق واللون أي اعتبار. و لم يتبع الخلفاء السنيون نفس السياسة بل عمد البعض منهم -وهذا خاص بالعباسيين -إلى الاستعانة ببعض الموالي من أجل توزيرهم وإدارة الأقاليمش لضمان الولاء للبيت الحاكم .فكان المقياس هو مدى التأييد. بدلا من الكفاءة الدينية. 11على مستوى السياسة الداخلية التزم الإباضية منهج الحرية في التعبير والمذهبية في شروطها السلمية بين جميع المذاهب الإسلامية 105 الإباضيةبعدالأغلبيةيمثلونكانوا الذين والمالكية5كالواصلية والأحناف في تيهرت .في حين لم يشهد النظام الأموي والعباسي مثل هذه السياسة فقد سار أغلب الخلفاء على سياسة كم الأفواه ومصادرة الحريات الأساسية، وعاشت بعض الفرق الإسلامية إما في الداخل مكتتمة أمرها، أو في الخارج تبي لها كيانات سياسية، كالفاطميين والإباضية. _21ق مسألة وحدة الإمامة فقد وفق الإباضية إلى تطبيق هذه النظرية، حيث قام النظام العماني والنظام الرستمي في زمن واحد\ إلأ أنه كان بينهما حاجز بحري، وكيان مخالف لهم .أما أهل السنة فنهم لم يبقوا قبلة واحدة لفرقة أهل السنة والحماعة، وإذا كانت أنظمة المغرب العربي في ذلك العهد قد سمحت لهما نظرية وحدة الإمامة بالقيام 3فإن ذلك غير مسموح به للمشرق الأقصى، كمنطقة فارس اليي كانت في يد علي بن بوية، ومنطقة خرسان وما وراء النهر الي كانت في يد السلمانيين، واللتان لم تكونا مفصولتين عن الدولة الإسلامية ببحر أو عدو. _3اعتمدت المصادر والنفقات المالية في الدولة الإباضية على ما حدده الشرع الإسلامي مع زيادة الضرائب الين كانت تؤخذ من التجارة البعيدة، وهذا ما خالفت فيه السياسة المالية الأموية والعباسية3 بإنشائهم موارد غير شرعية .وكذلك بالنسبة للنفقات الن كانت في أغلبها تخدم الحكام. الخواروعلى الصعيد الخارجي اتبع الإباضية مبدا حسن4 وسياسة الباب المفتوح، طبقا لمبدا "أهل القبلة أمة واحدة" .أما الأنظمة 205 السنية فقد واصل بعض الخلفاء وخاصة في العهد الأموي سياسة الفتح الإسلامي وتوسيع رقعتهء فحموا البيضة ووحّدوا المسلمين وحافظوا على العقيدة .واتبع بعضهم في ذلك سياسة كانت في أغلبها تتسم بحب الظهور والعظمة أمام ملوك العالم، وهذا ما يظهر من محاولتهم لضم بعض الأنظمة الن كانت على المذهب السين، أو تأليب أنظمة سياسة غير إسلامية للقضاء على تلك الأنظمة وهذا مخالف للشر ع. _5إن الانحراف الذي أصيب به أكثر الحكام السنيين لم ينتقل إلى اجتمع، بل بقي محصورا فيما يخص الأمور السياسية كالإمامة وشروطها وطرق الوصول إليها اليي بقيت مناقشتها محظورة .وهذه السياسة أدت إلى أن يبتعد العلماء عن هذا الخانب مرغمين، فتوجًّهوا إلى الميادين الأخرى الاقتصادية والزراعية والثقافية .فتقدمت العلوم والترجمة وأصبح الشرق قبلة العلماء. ف الحال الإداري سار الإباضية على سياسة اختيار الأكثر__6 التنفيذ .واتبع أغلب الخلفاء الأمويينكفاءة والذي يضمن حسن والعباسيين سياسة اختيار الأكثر وفاء للقصر .فكان الوزراء الإباضية وزراء تنفيذ، وأغلب وزراء أهل السنة وزراء تفويض. إن الثورات الن شهدتما الدولة الرستمية والعمانية كانت7 ذات أهداف سياسية كثورة ابن فندين في تيهرت‘ وآل الخلندى في عمان، و لم تكن تمدف إلى إيقاف الجحور .أما أهل السنة والجماعة فإن ثوراتمم أيام الأمويين والعباسيين كانت تقمدف إلى تصحيح الأوضاع والرجوع إلى الخلافة الشوريةء فخرجت بذلك عن قاعدة الصبر كثورة ابن الزبير. 305 8في مسألة الإقالة لم يكن التطبيق الإباضي فيها واضحا وهذا خاص بإمامة عمان .ويعود ذلك إلى عدم وضوح مدى العجز الذي يتستّب في عزل الإمام .أما أهمل السنة والجماعة فإن هذه المسألة م ترد في أيامهم السياسية نظرا لنمط الحكم الوراثي. إن ما يمكن الخروج به هو أن الإباضية قد وفقوا كثيرا في تطبيق آرائهم السياسية، و لم يسقطوا في الهوة السحيقة الموجودة بين النظرية والتطبيق نظرا لما تميزت به آراؤهم من الواقعية والابتعاد عن المثالية والحماس الدين .وهذه الميزة لم تتوفر لأهل السنة عندما نظروا آرائهم السياسية .وكذلك الجانب التطبيقي الذي بدأ بالضربة ال وجهت إلى نمط الحكم الإسلامي .فجاءت السياسات بعد ذلك منحرفة\ لأن النتائج عادة ما تكون وفق المقدمات. وفيما يخ۔‏ ٠القضايا الي بقيت بدون دراسة فالواقع أن الفقهاء المسلمين من كلا المذهبين قد تطرّقوا إلى جميع جوانب العقيدة السياسية .وأن أكثر قضاياها قد تكررت فيها البحوث إلى ح غزارة المعلومات وتكرارها، وهذا ما أشرنا إليه سابقا .ومع هذا فقد أوقفت أثناء البحث مسألة إدماج نمط الحكم الملكي ضمن مبادئ وآراء مدرسة الاختيار فملكية الحكم وأصوله ومبادئه وأهدافه تتناقض أساسا مع قاعدي الشورى والاختيار. إن العلماء الذين تبنوا هذا الرأي لم يبّنوا لنا كيفية تطبيق النظام الملكي، كطرق الوصول إليه، ومؤهلاته والسياسة اليي ينبغي أن 405 يسلكها الملك .وكذلك كيفية الخروج من هذا النظام؛ إذا توفرت دروط الروع إل انة ابويه الي مظلما لنحبان على للكية يبين كيفية انتقالفلم يشترط ابن تيمية فيها غير العدالة .كما أنه السلطة من السلف إلى الخلف، أهي بالانتخاب أم بالوراثة .وهو أيضا مذهب الإباضية الذين يقولون بإمكانية إقامة نظام ملكي أو حق عسكري ولكن على أساس الشورى. إن هذه المسألة قد بقيت بدون دراسة، نظرا لغموضها وعدم التعمق في تفاصليها، وهذه تجعلنا نحدد الدعوة إلى الباحثين لتناولها بالبحث .بيمدف تكوين فكر سياسي إسلامي موحد وغير متناقض، بمكن المسلمين من مسايرة الأوضاع السياسية المستجدة .باستغلال أنجع أساليب الحكم بغض النظر عن انتماءاتما الفكرية. كما أنه ببحثي هذا لا أستطيع أن أجزم بأني قد أتيت على كل جوانب الموضوع‘ ولكن ما أطمئن إليه هو أني على الأقل قد أثرت مسائل جديدة في موضوع تطبيق النظرية السياسية الإسلامية، أهمها الجانب الإباضي الذي أهمل تماما من قبل المؤرّخين، كذلك الجخانب السين الذي لاحظت أن جل الكتابات فيه ذات اتجاه واحد متميز بطابع الانحراف المطلق من جهة ثم تحامل المحللين السياسيين على خلفاء معينين كمعاوية بن أبي سفيان والسفاح للحكم على النظام كله بالاستبداد .من هنا فإني أقف إلى جانب الدكتور عمر فاروق فوزي الذي وجه في كتابه( :التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين) .دعوة إلى الكتاب من أجل إعادة قراءة النصوص التاريخية، فهذه العملية أصبحت واجبة لأن الموثرات الن كتب تحتها التاريخ الإسلامي لم تعد 50 موجودة، حي نتمكن من إنصاف الفرق والأنظمة والشخصيات السياسية الق ظلمت من طرف بعض المؤرخين. وأخيراك وفي ظل تغيرات العالم المتجهة نحو التعددية} فإني أغتنم هذه الفرصة لأتقدم إلى إدارة المعهد الوطن العالي لأصول الدين البرنامجضمنباقتراح إدماج مادة تعين بمقارنة المذاهمب©8المحترمة الدراسي الجامعي .من أجل تمكين الطالب من الاطلاع على المذاهب الإسلامية بأساليب علميةش وبالتالي الوصول إلى الهدف المنشود وهو تكوين فكر إسلامي مستنير وموحد. وبعد فأملي كبير أن يسهم هذا البحث المتواضع في التقريب بين المذاهب الإسلامية، ثم إثراء الدراسات الإسلامية في بحال السياسة محلللمذهبينفبعد .اطلاعي على هذا الجانب السياسيالشرعية. الدراسة تيقنت بأن الاختلاف بينهما إنما هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد .والذي ساهم في توسيع الهوة بين المسلمين هو التقليد والتعصب وتقديس الآراء .لأن الفرقة فى العقيدة منبوذة .قال تعالى: لإن الذين فرقوا دينهم وكانو شيعا ليست منهم في شيءا) وأن طبيعة الإسلام تقبل الاختلاف وتحتمله، وفيه تكمن قوة المسلمين بما يوفره من رحابة في التشريع، قال تعالى :ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة .ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم)( .)2كما أننا لانستطيع أن نكقر أحدا من أهل القبلة، ولا أن نشهد له بالحنة أو النار إلا من شهد له رسول انة ق بذلك. ا -سورة الأنعام، آية .951 -2سورة هود آية .711-811 605 وليست الدعوة إلى تقريب المذاهب الإسلامية دعوة إلى نصرة مذهب على حساب آخر ولكنها دعوة إلى تنقية المذاب من الشوائب الي أثارتما العصبيات والنعرات الطائفيةث وأذكتها العقلية الشعوبية .ولن يتم هذا التقارب إلأ بالمعرفة والتعارف والاعتراف، بين جميع المذاهب. وقد كان الإمام أبو حنيفة تلميذا للإمام زيد بن على وزيد تلميذا لواصل بن عطاء وكان الإمام مالك بن أنس تلميدا لخعفر الصادق. كما جلس البخاري إلى عمران بن حطان الخارجي يتلقى عنه الحديث ويدوّنه .فلماذا التقى هؤلاء وافترقنا نحن؟ ولايقول الإمام الغزالى رحمه اللة« :إني لست يمعتزلي ولا أشعري، أرضى بغير الانتساب إلى الإسلام وصاحب الشريعة عليه الصلاة والسلام وأعد الحميم إخوانا أحسبهم على الحق أعوانا» كما روى ابن أبي شريف والنجار في حواشيهما نقلا عن أبي الحسن الأشعري ما معناه« :احفظوا عني أيي لا أكقر أحدا من أهل القبلة .لأن رأيت الكل يشيرون إلى معبود واحد» ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين»« .ولا تبعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إلك رؤوف رحيم 705 مصطلحات إياضية الإسلام :هو الدين وهو الخضوع والإدمان لله تعالى والالتزام بأحكامه باتباع أوامره واجتناب نواهيه. الإمامة :وتعين الخلافة .وهي الرئاسة العامة في أمر الدين والدنيال نيابة عن والتزام الإمام بالكتاب والسنة.رسول اذن ق إمسردان :أصل الكلمة بربري‘ وتعي الطلبة الذين ختموا المقرآن بدون حفظ. أهل الدعوة :مصطلح يطلقه الإباضية على أنفسهم، ومصطلح (أصحابنا) هو الغالب والأهم من المصطلحات الأخرى مثل (أهز الإستقامة) و(جماعة المسلمين) و(أهر الحق). إيروان :أصل الكلمة بر بر ي، وتعيي الطلبة حفظة القرآن، والمتشبعين بعلومه. الإيمان :هو الإسلام، فلا إيمان شرعا بغير إسلام وإسلام شرعا بغير إيمان .وهو يدرك من أركان ثلائة :تصديق وعقيدة راسخة في القلب‘ وقرن باللسان يعبر عما في القلب‘، وعمل صالح يظهر على الخوار ح. البراءة :هي الهجران، وذلك عندما يقوم فرد من أفراد المذهب بجرم قولا كان أو عملا، فإن بقية الأفراد يهجرونه ولا يتعاملون معه إطلاقا، حت خسر بالو وحشة والإبعاد الاجتماعيين فيكون عندئذ واجبا عليه الرجوع إلى عنهفإذا قبلت الخحماعة منه ذلك رفعتالجماعة بالتوبة والاستغفار. البراءة .وعاد كما كان. التقية :هي لغة التستر والكتمان واصطلاحا نظام سري لحماية دعوة معينة. يقوم صاحبها على التموية أمام السلطة لحماية نفسه. التلميذ :اسم للواحد المبتدئ عند الدخول في الحلقة، سواء كان طالب فنون أو مقتصرا على الصلاحية فقط وأصل الكلمة فارسي. 905 تمسردين :أصل الكلمة بربري، وجاءت من الفسل، وتعين النساء اللائي يقمن قي الجانب النسوي بما يقوم به العزابة في جانب الرجال، وتختار عضوا في الحلقة بنفس شروط العزابة. التوحيد :إفراد ألله تعالى عن المخلوقات وأفعالها وصفاتماء وكماله يقتضي عدم التشابه بالخلق ولو جزئيا لأن ذلك مما يدخل عليه العجز والاحتياج. وهذا مستحيل في حقه تعالى. الجملة :المقصود مما شهادة أن لا إله إلا أللّفؤ وأن محمدا رسول النّن، وأن ما جزئياتجاء به حق من عند ربه .سماها الإباضية بالجملة! لأمما تضمن الإيمان من الناحية الاعتقاديةش كالإيمان بالله ووحدانيته وصفاته وكتبه ورسله واليوم الآخر والناحية العملية، وذلك بتنفيذ أحكام الذ عمليا. الدفا ع :هو التفاف المسنلمين حول إمام يختارونه لمحاربة عدو جاءهم أو احتل طاعة الإمامشر ع ازف.عنأو الرقف ضد ظلم حاكم خرجديارهم واجبة وإمامته تزول بزوال الهدف الذي قام من أجله وشروطه هي نفسها شروط إمام الظهور، مع التركيز على شرط الشجاعة والحنكة والرأي. الدين :انظر مصطلح «الإسلام» حتالسلطة الحائرة .ولا يعودونضدجماعة من الناس يخرجونالشراء: يستشهد أكثرهم وإذا بقي منهم ثلاثة عادوا إلى منازلهم لتفقد .أحوال الأمة والتزود وتكوين نواة أخرى لمواصلة المهام الي تتلخص في ضرب السلطة وعرقلتها، حت لا تلحق ظلمها بالرعية. الشفاعة :هي طلب الخير من الغير للغير وعند الإباضية هى شفاعة البي ثة للمؤمنين كافة} للتخفيف عنهم يوم الحشر والتعجيل بمم لذخول الحنة. وكذلك طلب الدرجات لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة. 015 جميعوأنعنهمستتالاآخر شيئا وليستوذاتحمو هره هيالن:صمات _ صفاته كافية لالاتصاف بالكمال المطلق، وليست في حاجة إلى ما تسكتسر به، فهو قادر بذاته وعالم بذاته.. صفات اللة الجائزة :هي الت يوصف ه لا اللة تعالى إن فعلها، ولا يوصف مما إن لم يفعلها، كالخلق والرزق. صفات ألن الراجبة :وهي الي لا يمكن نفيها عنه تعالى إطلاقاء وهي صفات الذات في الأزل والحاضر والأبدك ومن خصائص هذه الصفات أنها لا تحامعم ضدها في الوجود ولو اختلف المحل، كاستحالة وصفه بالعلم والحهل. الظهور :ظهور الدولة الإسلامية بمظهر القوة، تحكم بكتاب أللننا وسنة نبيه فتك. وتأمر وتنهى وتقيم الحدود، وتعلن الحرب على المرتدين الكافرين. كظهور الدولة الإسلامية الأولى في عهد رسول الن وة إلى آخر خلافة علي بن أبي طالب. القدر :هو تفصيل هذا الحكم (القضاء) بتعيين الأسباب بالأوقات والأزمان. بحسب قابلياتما واستعداداتما المقتضية لوقو ع منها .وتعليق كل حال من أحوالها بزمان معين وسبب مخصص. القديم :من سبق وجوده وجود الحدٹ‘ فكل ما جاء بعد الأول فهو محدث وخلوق، وكل ما كان ولا تكوين فهو قديم، وهذا الاصطلاح يطلق في علم الكلام علة{ والموجود الذي ليس لوجوده إبتداء. القضاء :هو الحكم الكلي على أعيان الموجودات بأحوالها من الأزل إلى الأبد مثل قضاء الموت على كل نفس. قومنا :يطلقها على غير أهل المذنب من سائر الفرق الإسلامية الأخرى. الكبيرة :هي كل ما وعد عليه في الآخرة، سواء أوعد عليه في الدنيا أم لم يعد 115 كالشرك والسحر وأكل أموال الناس بالباطل والقتل أو الإعانة عليه ولو الكتمان :مرحلة تعتبر أدين درجات الجخهاد، وهي الابتعاد بالمجتمع بعيدا عن السلطة الظالمة والامم بإصلاح هذا اجتمع عن طريق المشاريع الخيرية. كفر الشرك :وهو كفر ملةؤ ويقتضي إنكار وجود ألذ أو صفة من صفاته الذاتية .أو نسب إليه شيء مما لا تجوز في حقه .ودخل فيه أيضا إنكار شيء مما علم من الدين بالضرورة. كفر النعمة :وهو كفر نفاق وعصيان‘ ويقتضي ارتكاب كبيرة من الكبائر. وهذا النوع من الكفر لا يخرج صاحبه من الإسلام .ولكنه يستتاب ويتبرأ منه حت يعود عن فعلته. الولاية :وهي الحب والإخلاص والأخوة الصادقة ال يكنها ويظهرها كل مسلم نحو أخيه المسلم في النان. 215 =. ةملحلا نخ و ن ورخالاتالاسغلانولاسفلا ءافرعلا ا تاق اطلا . 4تامتخلا.ع نآرقلا 512 ندؤم || ليود | | دهول |. _ -_- مامإلا 0-06./066-086ممعاوية بن أبي سفيان _0-36ح_086-486/ميزيد بن معاوية 3-46ه_486-486/ممعاوية بن يزيد 4-56ه_486-586/ممروان بن الحكم 5-68ه_586-507/معبد الملك بن مروان 6-69ه_507-517/مالوليد بن عبد الملك 6-99ه_517-717/مسليمان بن عبد الملك 9-101ه717-917/معمر بن عبد العزيز 10501ه_027-427/ميزيد بن عبد الملك ه427-347/م5-521هشام بن عبد الملك 5621ه_347-447/مالوليد بن يزيد بن عبد الملك 7231ه_447-947/ممروان بن محمد المصدر :أحمد شلبي، التاريخ الإسلامي، ج.2 235م3 ` ١ , 30حء ه‎ ‏ ٨ة,.اسةخلفاء ن 4 07 321-631ه057-457/مالسفاح :أبو العباس عبد الملك بن محمد 6-851ه_457-577/محمد‏ ١لله بنعبدا بو جعفر المنصو ر: 8-961ه_577-587/مالله المنصورححمد بن عبدالمهدي: 9-071ه_587-687/مالهادي :موسى الهادي 0-391ه687-908/ماشلريد :هارون الرشيد 3-891ه_908-318/مالأمين :أبو عبد الله محمد الأمين 8-812ه_318-338/مالمأمون :عبد الله أبو العباس 8-722ه338-248/مالمعتصم :أبو إسحاق محمد 7-232ه248-748/مالواثق :هارون الوائق 2-742ه_748-168/مالمتوكل :جعفر بن المعتصم 7-842ه_168-268/مالمنتصر :أبو جعفر محمد 8-252ه_268-668/مالمستعين :أحمد بن محمد 2-552ه_668-868/مالمعتمد :أبو العباس أحمد 5-652ه_968-078/مالمهتدي :ابن الواثق 6-972ه_078-298/مالمعتمد :بن المتوكل 9-982ه_298-209/مالمعتضد :أبو العباس أحمد 9-692ه_209-809/مالمكتفي :أبو ححمد علي 6-023ه_809-239/مالمقتدر :أبو الفضل جعفر 0223ه_239-439/مالقاهر :محمد بن المعتضد بالله المصدر :أحمد شلبي التاريخ الإسلامي، ج.2 24 نقائمةأئمةعما 23-431ه_الجلندى بن مسعود 7-971همحمد بن أبي عفان الأزدي 9-291ه_الوارث بن كعب الخروصي 2-702ه_غسان بن عبد الله 8-622ه_عبد الملك بن محمد الأزدي 6-732دهالهنا بن جيفر الحمدي الخروصي .7-372ه_الصلت بن مالك الخروصي | راشد بن النظر اليحمدي الخروصي 372-772 }.ه_ 7-082ده_عزام بن تيم الخروصي شم تسلسل عدة أئمة في زمن قصير جدا، نتيجة ضعفهم وصراعهم مع الشيو خ© ومن هؤلاء الأئمة: بن الهزيرعزانالصلت بن القاسم الخروصيكمحمد بن الحسن الخروصيك الصلت بن القاسم الخروصيالمالكي .عبذ الله بن محمد الحداين المصدر :السالمي :تحفة الأعيان، ج.1 25 أئمة الدولة الرسمة 0-171ه_عبد الرحمن بن رستم 11-802هعبد الوهاب بن عبد الرحمن 8-852۔ه_أفلح بن عبد الوهاب 8-162ه_أبو بكر بن أفلح 1-182هأبو اليقظان بن أفلح 108-492۔ه_أبو حاتم يوسف بن محمد سير الأئمة وأخبارهم.كتابأبو زكرياء: المصدر: 236 الفها رسصا ‏ ٥ر ا مخطوطةأولا:ا -تبغورين عيسى الملشو طي ( ق5ه ): .1أصول الدين 55، ورقة72، سطراء المقاس7.42×5.21مكتب انقضنب بن يزقى غرداية. -الشماخي (أبو العباس أحمد بن سعيد ت 829ه_ 1251 -م): .2كتاب السير895ورقة12، سطر المسطرة)501×42عخروم من الأول إلى الورقة 9انسخة واحدة في مكتبة الحياة القرارة غرداية -الشماخي (قاسم بن اسليمان بن محمد): شرح الؤلؤةث ج 2/041ورقة42سطرا المقاس 32×71 :الناسخ عمر بن عيسى.3 بن سعيد تندمرتي مكتبة القطب بيي يزقن غرداية -اطفيش (محمد بن يوسف): شرح شرح تختصر العدل والإنصاف م943 25مرقة المسطرة 33سعلرا اختار.4 7.×13النسخ بخط المؤلف -العتي (سلمة بن سعد العماي): .5ضياء ج342/ 2ورقة عدد الأسطر32المقاس31×81نسخة مصورة في مكتبة الحاج صالح لعلي بني يزقن غرداية \ نا:مصا در وا لمراجع ‏ ١لمطوعة -إبراهيم بن بكير بحاز(معاصر): في الأوضاعدراسة909م).6الدولة الرستمية (061ه692.ه777/م5 الإقتصادية والحياة الفكرية 3ط 1/5891مط.لافوميك الخزائر -إبراهيم بن يوسف(معاصر): .7الحكم والسياسة في الإسلام من منظور الإباضية مط .تقنية الألوان -ابن أبي الحديد ( عبد الحميد هبة الله بن محمد الحسين): شرح ممج البلاغةث م[ 32تح الشيخ حسن التميمي نشر :دار مكتبةاخحياة.8 بيروت لبنان 515 -ابن الأثير ر علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباين 0611-4321م): الكامل ي التاريخ « .6ط .نشردار الكتاب العربي بيروت لبنان حذ2؛!!769.9 -ابن تيمية (تقي الدين أبر العباس أحمد بن عبد الحليم ر827- 166ه3621-8231/م): .0اخلافة والملك تح .حماد سلامة مر.د .محمد عويضة ط .نشر ديوان ومطبوعات الجامعية .11السياسة الشرعية وإصلاح الراعي والرعية.ط.المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية نشر .الزهراء .ط!!1/099 .2منهاج السنة النبوية.ءتح.د .محمد رشاد سالم ج }1.2ط مكبة الخياط لبنان -ابن حزم (علي بن أحمد) الطاهري الأندلسي رت 654ه۔ 5601م): .3الفصل في الملل والأمراء والنحل ج4.3.21ا 5طاتص .عبد الرحم خليفة .هعنذ .محمد علي صبيح وأولاده ميدان الازهر 7431اه -ابن حنبل أحمد (142- !46ه_087-558/م): .41المسند ط4/3041.ه3991/م المكتب الإسلامي بيروت -ابن الخطيب لسان الدين (ر3131-4731م): .5تاريخ المغرب العربي قي العصر الوسيط تح .وتع .مختار العبادي وحسد إبراهيم الكتاني .نشر وتوسيع دار الكتاب .دار البيضاء المغرب4691، م -ابن خلدون رعبد الرحمن بن محمد8ه 41-م): .6المقدمة :تح زد .علي عبد الواحد واقي ج 2،5ط2طبع ونشر لخنة البيان العربي -ابن الرزيق رححيد بن محمد): .7الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان.تح .عبد المنعم عامر .طبع وزارة النرات القومي والثقافة عمان مط .أمون للتجليد والطباعة بالقاهرة !489 .8الفتح المبين ي سيرة السادة البو سعديين.تح .عبد المنعم عامر ود.محمد مرسي عبد ال طل 2طبع وزارة الثرات القومي والثقافة عمان مط .أمون للتجليد والطباعة 4891 -ابن الصغيررق3.هے): .9أخبار أمة الرستميين تح.وتع.د محمد ناصر والأستاذ إبراهيم بحاز طبع مؤسسة جواد للطباعة والتصوير نشر دار الغرب الإسلامي6891، م 615 -ابن طباطبا رمحمد علي): .0الفخري في الآداب السلطانية .واندولة السندمية طبع دار صادر بيرم ت «!669 -اين العربي (رأبو بكر ): .1آراء أبي بكر العربي ونقده للفلسفة اليونانية(العواصم من القونصم) تح.د :عسار طالبي نشر الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ط .2الخزائرش 1891م -ابن قتيبة (أبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري 828-988م): .2الإمامة والسياسة ج21610تح.د .محمد طه الزي نشتر دار المعرفة لبنان = ابن ماجه (أبو عبد الله بن يزيد القزويني ت 372ه788م): .3سنن تح، وتر امحمد فؤاد عبد الباقي2591، م» دار إحياء انكتب العر بية -ابن هشام (أبو حمد عبد الملك): .4سيرة النيء ر(ص) مراجعة وضبط وتع.وفهرسة حسد حيدبن عبا۔ احسيد هعذ .الحجازي القاهرة -أبو داود (سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاي ت572ه_988م): .5سنن تع، أحمد سعد علي طا 25916، طبع ونشر شركة ومكتبة مصعلمى . الجابي مصر -أبو زكرياء رييى بن أبي بكر): .6كتاب السير الأئمة وأخبارهم تح .إسماعيل العربي طبع ديوان المطبوعات الحامعية .4891 -أبو زهرة محمد (معاصر): .7تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد ج! طبع ونشر دار المفكر العربي .8تاريخ المذاهب الإسلامية (في تاريخ المذاهب الفقهية)ج 25ضع ونشر دار الفكر العربي. -أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: .9البيان والتبين ط &3تحاوشراعبد السلام محمد هارون نشر مؤسسة الخاثخي .القاهرة -أبو عمار عبد الكافي رالتناون الوارجلاي، أبو عمروعثمان بن خليفة المارغني محمد بن الحاج أبي القاسم المصعبي يوسف بن حمد المصعبي ق5ه 21-م): .03بجموعة رسائل طبع المطبعة البارونية مصر 715 -أبو يعلى (حمد بن الحسين الفراء): .1الأحكام السلطانية .مصطفى الحلبي بمصر ط .‏١966/2 -إحسان الأمي ظهير (معاصر ): .2الشيعة وأهل البيت ط ‘2نشر إدارة ترجمان السنة ّ-أحمد أمين رالدكتور): .3فجر الإسلام ط &!0نشر دار الكتاب العربي لبنان١969‏ .4ضحى الإسلام ج!، طا\ مط .الاعتماد!339 .5ضحى الإسلام ج، 2طا\ مط لحنة التأليف والترجمة النشر ‏١935 نشر دار الكتاب العربي لبنان6.ضحى الإسلام ج {3ط0ا0 .7ظهر الإسلام ج!مط ..خلف القاهرة 8591 .8ظهر الإسلام ج .4ط2طبع ونشر مكتبة النهضة المصرية -أحمد مهني مصلح .محمود جمعة الأندلسي، عاشور يوسف كسكاس،مهني عمر ‏٢التيواجني (معاصرون): 9.هذه مبادئنا طبع مطابع النهضة 7891 -الإدريسي علي رالدكتور): .04الإمامة عند ابن تومرت .دراسة مقارنة مع الإمامية الإثني عشرية .تق.د .أبر عمران الشيخ طبع ديوان الجامعية ‏١991 -الازكوي رسرحان بن سعيد العماف): القيسيالغمة تح .عبد اججحيد حسيب.14تاريخ عمان :المقتبس من كتاب كشف طبع وزارة الثرات القومي والثقافة عمان مط.مطابع سجل العرب !089 -إسماعيل محمود رمعاصر): .2الحركات السرية في الإسلام ط[ طبع دار القلم بيروت لبنان !989 -الأشعري (الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل 062-423ه478-39/م): .3مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين جاا 2تح ‘محمد محي الدين عبد الحميد ط [ طبع ونشر مكتبة النهضة المصرية . 4591 -اف.سي .ولنكسون (معاصر): .4عمان تاريخا وعلماء.تر .محمد أمين عبد الله العدد،01ط0891، 2طبع وزارة الثرات القومي و الثقافة عمان مط .سجل العرب 815 -أرعشت بكير بن سعيد (معاصر): .5دراسات إسلامية في أصول الإباضية طا32891طع دا ,البعث نمطاعة والنشر قسنطينة اخزائر. -البارون الشيخ سليمان: .6مختصر تاريخ الإباضي -الباروني (سليمان بن الشيخ عبد الله النافوسي ق 4ه_): .7الأزهار الرياضية في أئمة والملوك الإباضية ج2ءمط الأزهار البارونية -البخاري( أبو عبد الله اسماعيل بن إبراهيم): القاهرة 6831هإشراف محمد توفيق عويضةصحيح..8 إبراهيم:أبو القاسم بنالبرادي - .9الجواهر المنتقاة في تميم ما أخل به صاحب الطبقات -البطاشي سيف بن حمود بن حمد رمعاصر): .0إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان ج، 1طبع مطبعة النهضة ‏١992 -البغدادي (رأبو منصور عبد القاهر بن طاهر ت 924ه_): .1الفرق بين الفرق تص‘ محمد بن زاهد بن الحسن الكرئري نشر عزت العطار 8491الحسين مصر -بكوش يجى محمد (معاصر): فقه جابر بن زيد ج! .ط2طبع المطبعة العربية! غرداية.2 -الترمذيرأبو عيسى محمد بن عيسى 902-972ه428-2882/م): الثرات العربي بيرو تإحياءدارأحمد محمد شاكرالجامع الصحيح تح..3 الجربي:بن رمضان-اللائي عمر .4عقيدة التو حيد وشروحها المطبعة الإدارية3231ه -الجعبيري فرحات بن علي (معاصر): نشر جمعية الثرات القرارة غرداية.5البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية؛ ج! ام.7 حللطبع 8891الجريدارالإسلامية طالحضارةالفقه والمدرسة الإباضية قدور.6 -الحارثي سالم بن حمد بن سليمان: 915 7.العقود الفضية في أصول الإباضية طبع وزارة الثرات القومي والثقافة عسان 3891 -الحريري محمد عيسى (رمعاصر ): .8الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي ط ‘3طبع دار القلم للنشر والتوزيع -حسن إبراهيم حسن (معاصر ): طبع ونشروالديني والثقاني والاجتماعي ج[.ط©7.9تاريخ الإسلام السياسي مكتبة النهضة المصرية 4691م ج.2ط7ا& .طبع ونشر.0تاريخ الإسلام السياسي والديني والنقاني والاجتماعي |مكتبة النهضة المصرية 4691م والثقاقي و الاجتماعي، ج.3ط] 7مكتبة النهضةوالدينالسياسيتاريخ الإسلامي؟.16 المصرية 5691هم ونشرطبعوالاجتماعي،ج.3ط7والنقافيوالدينالسياسيالإسلاميتار يخ .26 مكتبة النهضة المصرية7691م -حسن إبراهيم حسن وعلي إبراهيم حسن: .3النظم الإسلامية ط {2طبع ونشر مكتبة النهضة المصرية 9591م -حسين محمد الخضر (معاصر ): .4نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم مطبعة السلفية موكتبتها القاهرة 4431ه -الحضرمي ( أبو إسحاق إبراهيم بن القيس): .5مختصر الخصال طبع وزارة الثرات القومي والثقافة عمان مط‘ دار نوبار للطباعة !4م -حمادة محمد ماهر (معاصر): .6الوثائق الإدارية والسياسية (العصور العباسية)ط{2طبع ونشر مؤسسة الرسالة للطبع والنشر والتوزيع 2891م -الحموي رياقوت شهاب الدين أبو عبد الله 9711-9221م). : طبع ونشر دار بيروت للطباعة والنشر والتوزيع !2م..76معجم البلدان© مجک .5.52ا -الخالدي محمود (معاصر): الإسراءمؤسسةنشرومنقحةط ‏ . ١مزيدةالإسلامالحكم قنظامقواعد.8 قسنطينة الحزائر» دخل الخزائر 1991م 025 -الخربوطلي علي حسين (معاصر ): ‏٨1978.9ثررات في الإسلام حنذ .2طبع دار !لآداب بيرو ت -الخضري بك محمد (معاصر ): .0محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية ط8/8591ه .1حاضرات تاريخ الأمم الإسلامية ج، 1ط ‘6مطبعة الإستقامة القاهرة .2محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية ج 25ط ‘6مطبعة الإستقامة القاهرة -خليفات محمد عوض (رمعاصر): (.. ه الا قا.3الأصول التاريخية للفرقة الإباضية :وزارة العدل ‏١عمان 4.التنظيمات السياسية و الإدارية عند الإباضية في مرحلة الكتمان .هزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية عمان .5نشأة الحركة الإباضية بالمشرق، طبع سنة 8791م .6النظم الاجتماعية والتربوية عند الإباضية في شمال إفريقيا في مرحلة الكتمان طا! 2891 -الدارمي (أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن التميمي ت 552ه968-م ): .7السنن نشر دار إحياء السنة النبوية ودار الكتب العامة -دبوز محمد علي (معاصر): .8تاريخ المغرب الكبير ج، 3.32طا، مطبعة دار إحياء الكتب العربية 3691م -الدرجيني ( أبو العباس أجد بن سعيد ت 076ه_): تح إبراهيم طلاي طبع دار البعث قسنطينة.9طبقات المشايخ بالمغرب ج201©0 -الرافعي مصطفى (معاصر): .0الإسلام نظام إنساني مر الشيخ حسين تميم ط 2نشر دار اخياة -الربيع بن حبيب بن عمر الازدي البصري رت 051ه): .1الجامع الصحيح ( مسند الربيع) على ترتيب الشيخ أبي يعتوب بن يوسف بن إبراهيم الورجلاني & نشر دار الفتح للطباعة والنشر بيروت ومكتبة الإستتمامة روي عمان 8831ه_ -الرستاقي حميس بن سعيد بن علي: تح سالم بن حمد بن سليمان اخارثي ضبع.2منهج الطالبين وبيان الراغبين ج وزارة الثرات القومي والثقافة عمان 125 .الرفاعي أنور رمعاصر ): .3الإسلام ثي حضارته ونظمه، ط {2طبع دار الفكر ‏٠1982 -الزرقاين: .4شرح انرقاي م موطأ مالك، تص، ومرا .جنة من العساء.نشر المكتبذ لتجار ,ة الكبرى .تو .دار الفكر 5531ه6391-م -سالم السيد عبد العزيز (معاصر ): .5تاريخ المغرب الكبير ج، 2طبع النهضة العر بية -سالم عبد الله بن حيد: .6شرح الجامع الصحيح إج ا 0،ط2ن طبع المطابع العائية عسان .7مشارق أنوار العقول مطبعة جريدة (المحروسة) |4131اه .8تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان‘ج!©، ط، ‘2طبع تح،ؤ تص إبراهيم اطفيش. مطبعة الكتاب -السالمي محمد عبد الله وناجي عساف: .9عمان تاريخ يتكلم، مط العمومية دمشق 3691م -السالمي (نور الدين بن عبد الله ت 2331ه4191--م): .0اللمعية المرضية من الأشعة الإباضية العدد©81طبع وزارة الثرات القومي :والثقافة عمان أفريل 1891م -السعدي جميل بن هميس: .19قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة ج 70615طبع دار جريدة عسان للصحافة و اللصحافة والنشر عمان 3891 -سليمان بن يوسف (رالعطفاوي): .2الخوار ج هم أنصار علي ج، 1ط [‘ طبع دار البعث قسنطينة !389 -السيابي (سالم بن حمود بن شامس أبو هلال ق 41هے): .3طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الإباضي طبع ونشر زارة الثرات القومي والنقافة عمان مط‘© سجل العرب عمان .4عمان عبر التاريخ ج 2110ط 2طبع وزارة الثرات القومي والثقافة عسان مطل ‏٠١ سجل العرب 6891م 225 5.أصدق انناهح ثي تمييز الإباضية عن احر, مضف‘ سجر انعرب 9791م .6اخقيقمة وابجحاز في تاريخ الإباضية باليمن واخجاز. والنتافة.عسان مط سجل العرب 0891ه -سيد قطب: .7السلام العالمي والإسلام \ط‘5؛ نشر مكتبة وهبة مصر !669م المنياو ي.مطذ دار الكتابنشر محمد حلميوالرأسمالية طاالإسلام.8معركة العربي 1591م شركة الطباعة م الصحافة للإخواننشرط{3قي الإسلامالاحتساعيةالعدالةو. العربي 2591المسلمين مط دار الكتاب -شرف محمد جلال(معاصر): .001نشأة الفكر السياسي وتطوره في الإسلام طبع،ونشردار النهضة العربية 2891ه -الشريف عمر (معاصر): نظام الحكم والإدارة في الدولة الإسلامية = .دراسة مقارنة = طبع معي.1 الدراسات الإسلامية القاهرة 7891م -الضكعة مصطفى (معاصر ): إسلام بلا مذاهب ط 7طبع ونشر الدار المصرية اللبنانية القاهرة 9891م.2 -شلي أحمدرمعاصر): التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية٬‏ جا، ط ‘2نشر وطبع مكتبة النهضة.3 المصرية 9591م .4التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية٬‏ ج، 2طبع بجنة التأليف والنشر نت, مكتبة النهضة المصرية 0691م التاريخ الإسلاوي والحضارة الإسلامية .ج‘ 3ط 2نشر وطبع مكتبة النهضة!5 المصرية 2691م -شلتوت محمود (رالشيخ): .6الإسلام عقيدة وشريعة طبع دار القلم بالقاهرة 325 -الشماخي أبو سليمان الثلاثي: شر التساخيى هالذاتىإبراهيم اطفيض{.تص؛مقدمة الترحيد وشروحها،.7 القاهرة 353احت -الشيخ بلحاج محمد رمعاصر): مميزات الإباضية نشأة وتأصيلا تفريعا وسلوكا طبع دار البعث قسطنية <1 19.8 -صالح با عمر بن الحاج محمد (معاصر ): .91دراسة في الفكر الإباضي تق، تع أحمد بن سعود السيابي - -الصالح صبحي رمعاصر ): النظم الإسلامية نشأتما وتطورها ط ‘2طبع دار العلم للملايين بيرو ت8691م٨‏.0 -طالبي عمار (الدكتور): آراء الخوارج الكلامية٬‏ مج .2.310ج 2110طبع ونشر الشركة الوطنية للنشر.1 والتوزيع 8791م -الطبري محمد بن جرير أبو جعفررت 013ه229/م): تاريخ الرسل والملوك ج &011918.75615تح محمد أبو الفضل إبراهيم3ط 2طبع.2 دار المعار ف -اطفيش أبو اسحاق إبراهيم: .3الفرق بين الإباضية والخوارج -طفيش محمد بن يوسفرقطب الأيمة) 8181م 4191 -م: ‏١972شرح النيل وشفاء العليل ج 410ط2انشر دار الفتح بيروت.4 5.شامل الأصل والفرع ج! طبع وزارة الثرات القومي عمان !489 إزالة الاعتراض عن محق آل إباض العدد ‘92طبع وزارة الثرات القرمي عسان.6 2م -عبد الباقي محمد فؤاد رمعاصر): .7المعجو المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، نشر وطبع دار الحديث التاهرة -العجلان منير(معاصر ): عبقرية البإسلام في أصول الحكم ط\2مط دار الكتاب الحديد 5691م.8 425 -عدون جهلان (معاصر ): نشر جمعة الثر تالفكر السياسى عند الإباضية من خلال آراء الشي ضمي.9 -العدوي إبراهيم أحمدرمعاصر): النظم الإسلامية مقموماتما الفكرية ومؤسسانما التنفيذية قي صدر الإس<اھ والعصر.0 الأموي نشر مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة .121بلاد الخزائر تكوفما الإسلامي العربي، طبع مكتبة أنجلو المصرية [07(1ه -العقاد عباس محمود (معاصر): ‏١952الديمقراطية في الإسلام، طبع ونشر دار المعارف بمصر.2 -العقيلي محمد رشيد (معاصر): سنعدد()ه!الإباضية في عمان وعلاقتها مع الدول العباسية في عصرها الأون.3 طبع وزارة الثرات القومي والثقافة عسان‘ مطذ.الشرقية ممكتبتيا عسان41 -عمارة محمد رالدكتور): الإسلام وفلسفة الحكم، ط2ا المؤسسة العربية للدراسات والنشر !979.4 .521.الإسلام السلطة الدينية، ط \2دار الشروق !689 الإسلام وانستقبل، ط {2طبع دار الشروق١689‏.6 ‏٨1979مسلمون ثوار ط )2طبعالمؤسسة العربية للدراسات والنشر.7 -عودة عبد القادر(رمعاصر): الإسلام وأوضاعنا السياسية، مط دار الكتاب العربي.8 -الغزالي محمد (رالشيخ): .9كيف نفهم الإسلام 5ط، 1طبع ونشر دار الكتاب العربي بمصر !759 -فاروق عمر فوزي(معاصر): التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين، ط ‘2طبع دار إقرأ !589.0 -فيلالي عبد العزيز (معاصر): .13العلاقات السياسية بين دولة الأموية في الأندلس ودول المغرب‘؛ طبع ونشر الشر كة الوطنية للنشر والتوزيع 2891م 525 -القاسمي ظافري (معاصر ): نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي، ج، 1ط \4طبع دار النفائس !289.2 نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي٤ج\2ط‘2‏ طبع دار النفانس !389.3 -القاضي (عبد الجبار بن أحمد 514ه5201-م): .43الأصرل اخمسةا تع الإمام أحمد بن الحسين بن أبي هشام .تح د عد الك عثمان طذا، طبع في مطبعة الاستقلال الكبرى نشلار مكتبة وهبة مصر !569 شرح أصول الخمسة تع الإمام الحسين بن أبي هاشم تح .وتق .د.عبد انك يم.5 عثسان؛ ط اطلبع في مطبعة الاستقلال الكبرى نشر مكتبة وهبة مصر !3569 -قطب محمد: جاهلية الرن العشرين3ط!، نشر مكتبة وهبة !469.6 -كاشف سيدة إسماعيل (معاصرة): عمان في فجر الإسلام العدد!، ط {2طبع وزارة النرات القومي والثقافة عسان.7 محل الصف العر ب. -الكليني (أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق ت 923ه_ 14 -ام): الأصول من الكاقي، ج!، ط، 3تص؛٤وتحك‏ علي أكبر الغفاري نشر دار الكتاب.8 الإسلامية طهران 8831ه -الكعاك عثمان: موجز تاريخ الخزائر.9 -الكندي رأبو بكر أحمد بن عبد الله بن موسى السدي التروي): المصنف‘ ج \01طبع وزارو الثرات القومي والثقافة عمان !389.0 -مالك بن أنس ر39-971ه579 -217/م): .1الموطأ، تص، وتر.وتخ، وتع، محمد فؤاد عبد الباقي -المبارك محمد (معاصر ): نظام الإسلام = الحكم والدولة -ط ‘4طبع دار الفكر 81-189م.2 -الماوردي رأبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي ت 054ه8501-م): الأحكام السلطانية والولايات الدينية تحث خالد عبد اللطيف السبع العلمي، حذ.3 10نشر دار الكتاب العربي 0991م 625 -المبرد (أبو العباس 582ه898-م): أخبار اخرار ج-الكامل -طبع دار الفكر الحديث لىنان.4 -المجذوب عبد العزيز رمعاصر): الصراع المذهبي بإفريقيا إلى قيام الولة الزيريةث تق، عمي الشاي نتر نتوسسة.5 للنتشر 5791 -محمود عبد العليم (معاصر): التفكير الفلسفي في الإسلام، طبع دار الكتاب اللبناني 2891م6 -مسلم رأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن القشيري النيسابوري ت162ه-۔ 578م): تح، وتص‘ وتع، محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الثرات العربيصحيحا.7 بيروت -المصري محمد عبد الهادي (جمع وإعداد): أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى۔ طبع نشر دار طيبة للنتر.8 والتوزيع الرياض -معمر علي يحى (معاصر): الإباضية في موكب التاريخ-الإباضية في الحزائرح، ج 211إ٤تص،‏ أحمد عسر.9 أبوكة، طبع مطبعة العربية غرداية 5891م الإباضية بين الفرق البإسلامية، مطبعة العربية غرداية.0 أضواء على الإباضية ط ا، مطبعة المطابع العالمية روي عسان١589‏.1 .2الإباضية دراسة مركزة في أصوهم وتاريخهم، مطبعة العربية غرداية 3891م (معاصر )حوادمحمدمغنية.3 معا ل الفلسفة الإسلامية ط [ مطبعة دار العلم للملايين لبنان [069ه.4 الشيعة واخاكمون، ط3ا نشر المكتبة الأهلية بيروت!669م.5 محمود رمعاصر):7المليجي يعقوب مبدأ الشورى في الإسلام -مع المقارنة بمبادئ الديمقراطية الغربية و النظام.6 الثقافة الجامعية مصرمؤسسةالمركسي_-طبع ونشر -المودود ابو الأعلى: !469مط ©[1طبع دار الفكر بدمشقنظر ية الإسلام وهديه.7 725 8.نظرية الإسلام السياسيةن طبع دار الفكر بدمشق 883اه_ نظاء الحياة في الإسلام! تر، محمد عاصم حداد .ط .2معة دار انفك,.9 الإسلامي دمتق 8591م -موسى جلال محمد (رمعاصر ): نتأة الأتعرية وتتنورها3ءطا، طبع دار الكتاب النني 579ام.0 -الميلي مبارك: .11تاريخ الحزانر في القدم والحديث، ج]2نشر مكتبة النهضة اجخزائر ية -ناصر محمد رالبكتور ): حلقة العزابة ودورها في بناء اجتمع الملسجدي، طبع جمعية الذرات القرارة.2 غرداية !989 -النسائي (أبو عبد الرحمن بن شعيب ت 303ه_ 519-م): سنن۔الحتى -طا نشر شركة ومكتبة مصطفى اجابي مصر ‏!١64.3 -هاشم مهدي طالب (معاصر): 4ا الحركة الإباضية في المشرق العربي -نشأتما وتطورها حتت المرن الثالث اهجر ي _ طلا 8،طبع دار الاتحاد العربي للطباعة العراق ! !89 -الورجلايي (أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم ت 075-4711م): الدليل والبرهان، الجلد123ج 3.510تح، سالم بن حمد الحارئثي، طبع وزارة.5 الثرات القومي و الثقافة عمان 3891م -يوسف جودت عبد الكريم (معاصر): العلاقات الخارجية للدولة الرستمية، نشر المؤسسة الوطنية للكتاب ١4891م‏.6 -مؤلف مجهول: قصص وأخبار جرت في عمان‘ تح، عبد المنعم عامر طبع وزارة الثرات القومي.7 والنقافة عمان © مطبعة سجل العرب 3891م -مؤلف تجهول: نسخها أبو سالم عبيد فحران٤تح‏ وشر عبد الفتاح عاشور طبع وزارة الثرات.8 القومي والنقافة عمان مطبعة سجل العر ب0891م 825 :الدوراتثا الأصالة -وزارة الشؤون الدينية عددان مطعة البعت قسنصنية ‏٠1977!9 0.المنهاج-إبراهيم طغيش العدد [ مطبعة السنفية مصر مقال كته أبر اسحاق إبراهيم طفيش .1النور -العدد 45/2991مقال عن بحلة الشهاب بجلد31ج!! حانفي 8391م نظام العزابةن بحث لنيل شهادة دبلوم الدراسات المعسقة في التاريح الإسلامى ..2 إشراف د .موسى لقبال السنة الجامعية68-7891معهد التاريخ جامعة الجزائر خامسا :المنانلات ش .محمد بن بابه الشيخ بلحاج أستاذ الشريعة الإسلامية معيد اخباة القرارة مى.م‏١س .3 أحا۔ىيا۔د ق2991م .ونسخ أجوبتها بخلأجريت المقما بلة ير م41جوانغر داية وعشرين صفحة ()12 .البرادنالحسنيةالإسماعيلي.أستاذ بدار الحديثمحمد الأمينالدكتور.4 بالجزائر .ديسمبر 299162المقابلة يومأجريتالمغرب 925 سادسا :المراجع الأجنبية ہ. 571-حع`م( ذ`عة.ن `.1791 ح) ك 671 -عععلع. !- ه: 7791 حنن. 771-ن'1ع|نلئ. ح1ح ححح `: ل..ععمذل. 1 0891. ل نح`س: عا 871--..ن 8791. ع:: ا 791-سعل .زئ - خ !.1957‏١ ح:سه ع 081-` 1ه ع:... ح ع ع`س. ا 181-س -:س.ع ح8691.م س:ه [ `281- 1ع لع-..` ... ل حع: 2891 ن:ل ا 381-ح:.معع..- نع0291م آ ن م 481-عنح`1 `1.2عع- 2891ع 035 فهرس الايات الكرمة عم سورةالىقرة 6010 .68 .................. 421إن جاعلك للناس إماما 752......................... 881ولا تاكلو أموالكم بينكم بالباطل 9320......................... 591ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة .604 262.1.................. 702نفسهومن الناس من يشري 3210......................... 642ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله 5210......................... 152ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض .294 .552.................. 652لا إكراه في الدين ال عمراسوره 534........................... 82لا يتخذ المومنون الكافرين أولياء 7620........................... 82إلا أن تتقوا منهم ‏٦224...........................93ونبيناوسيدا وحصورا .912 .321.................. 401ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير سورة ‏ ١لنسا 7 .871 .251 ..................... 5ولا توتوا السفهاء أموالكم 44 .251.................... 43لالرجال قوامون على النساء 404 .071.................... 85إن الله يامركم أن تؤدوا الأمانات .811 441 ..................... 95فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ٠ 149٠ 1 17 \78............... 59يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول 0209 08177 } 151......... 141ولن يجعل ا له للكافرين على المومنين سبيلا __۔_۔_۔۔__۔__.453 0\178 ‎\251 135 سورقةالمائدة .912............................ 2وتعارنو على البر والتقوى 18 ............................. 44ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولنلك هم الكافرون 18 ............................. 54ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولنك هم الظالمون 18 ............................. 74ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولنك هم الفاسقرن الانعا مسورة 77 ............................. 83ما فرطنا في الكتاب من شيء .605......................... 951إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا 0 101......................... 561وهو الذي جعلكم خلانف الارض سورة الاعراف .342 ......................... 821والعاقبة للمتقين .583......................... 951ومن قوم موسى أمة 29 ........................... 881ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير سورة الانا ل .811........................... 64ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم 152........................... 66الآن خفف الله عنكم .251........................... 27والذين آمنوا ولم يهاجروا سور التنوية 21........................... 06إنما الصدقات للفقراء .602......................... 111إن الله اشترى من المؤمنين 4 ........................... 221فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة 235 ...........................58&3 91وما كان الناس الا أمة ...........................1(02 53أفمن يهدي إلى الحق سورة هود .........................6(05 811ربك لجعل الناس أمة واحدةشاء ولو ...........................013. 22وعلماولما بلغ أشده آتيناه حكما ...........................873 55قال اجعلني على خزائن الارض سورةالحجر 402. 152. .................... 49فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين سورةالنحل 04 ............................ 09إن الله يأمر بالعدل رالاحسان . 2 6 7 ٠ 1 0 6 ........... ه‎...... 1 0 6إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان سورة ‏ ١لأنيا ء 511. 681. ..................... 37وجعلناهم أيمة يهدون بأمرنا سورة الحج ...........................321 14الذين إن مكناهم في الارض 481 351. .................... 87وما جعل عليكم سورةالنور 591 ....................101. 55وعد الله الذين آمنوا منكم 335 47واجعلنا للستمين إماما سورةالنمل 61وررتث سليمان داود ‏ ١لنخنصصسورة 62إن خبر من استأجرت القوي الأمين ا لاحزا ب سورة 63وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله سورةص 62يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض 74وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار سورة ‏ ١لشورى 31أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 83وأمرهم شورى بينهم 01وما اختلفتم فيه من شيء سورةا لفتح 01إن الذين يبايعونك 81المؤمنينرضي الله عنلقد . 9فإن بغت إحداثما على الأخرى 31إن أكرمكم عند الله أتقاكم 435 سورة الحشر .421 .77...................... 7وما آتاكم الرسول فخذره وها اكم سورةالصف .342 ............................ 8والله متم نوره ولو كره الكافرون سورةالمنافقور .852 ............................ 8ولله العزة ولرسوله وللمومنين سورة الغار .992........................... 61فاتقوا الله ما استطعتم © ©؛ 535 فهرس الاحاديث النبوية الأنمة من قريش .994 .291 .981 .881 .681 .081 .49 ............................. أبايعكم على أن 702..................................................................... إذا ظهر إمامان 5316...................................................................... إذا كان أمراز كم .444.................................................................... استقيموا لقريش .092 9811 ............................................................... اسمعوا وأطيعزا لمن يحكمكم 7810 }681 ................................................. أطيعوهم ما م ينمعركم .092 .321........................................................ امرت أن أقاتل 852 ...................................................................... إن أمتي لا تجتسع 263..................................................................... إن الله يرضى لكم ثلاثا :أن تعبدوه 87 ................................................... إن الناس إذا رأوا 0920 .642 .232 ...................................................... إن هذا الأمر في قريش 9810.............................................................. إن هذا الأمر لا ينقضي ‏٠190.............................................................. إنه سيكون بعدي أمراء .222.............................................................. حخيروا لامامتكم 321...................................................................... تدور رحا الإسلام 0 311................................................................... تركت فيكم ما عن تمسكتم 44 .................................................... ........ تقتل عمار الفنة الباغية .05 ............................................................... الخلافة بعدي أربعون .503 ............................................................... الخلافة بعدي تلانون .881 ............................................................... رفع القلم عن ثلاث .902.................................................................. ستفترق أمتي إلى 320 ...................................................................... تكون هنات 8110....................................................................... السمع والطاعة ‏٥.220....................................................................... البلطان ظل الله 011.....................................................................۔ سيكون بعدي خلفاء .232 .811 ........................................................ الطاعة في المعروف ۔022.................................................................. على المرء المسلم .642...................................................................... فوا بيعة الأول 451....................................................................... لا يزال هذا الأمر في قريش 981 .881................................................. لا يحل لنلانة .631......................................................................... . لا طاعة في معصية إنما .232................................................................ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .722................................................... اللهم انصر الإسلام \152............................................................... لن يفلح قوم 444 ........................................................................ ما أفلح قوم 544 .871 ................................................................... ما بعث الله نبيا .391...................................................................... ما كان لنبي لبس .311.................................. ................................. المؤمن القوي خير .971.................................................................... من أرضى سلطانا .222.................................................................... من أطاعني فقد اطاع الله .3 ............................................................. من خر ج من الجماعة .722 ............................................................... من رأى من أميره 7220.................................................................... ما من ثلاثة 4010 ......................................................................... من ولي من أمر المسلمين .733............................................................. الناس تبع لقريش في الخير .091............................................................ ‏٠.190.................................................................... الناس تبع لقريش والله ما أخذ .012......................................................................... .994 870 ...................................................................ولو استعمل يا رسول الله ألا ‏0٠145...................................................................... ٩7 إبراهيم بحاز 52 ............................................................................ إبراهيم بن محمد بن علي 7330 ............................................................ إبراهيم بن مهدي .954 .643 ............................................................ ابن أبي الحديد .783 .75 24.1 041 ...................................................... ابن أبي الربيع .794 .38 .31 .8 ............ 2 ...................................... ابن أبي الشريف .705 .................................................................... ابن الاثير 24 115 ........................................................................ ابن الأزرق .55 ........................................................................... ابن الأشعث .954 .842 .................................................................. ابن باديس .594 .584 ................................................................... ابن البشير 521 ............................................................................. ‏٦495ابن تومرت محمد ...۔................................................................ ابن تيمية .161 .411 .211 .901 .801 .201 .09 .24 .14 .93 .12............. .505 .703 .622 .481 .381 .961 .2 ابن حزم .451 .351 .441 2410 .231 1310 7210 .75 .42 .32 .22 .......... .381..11618.15 ابن حنبل أحمد .722 .622 .881 .081 .961 .361 .141 .93 .73 .71.......... .654 .544 .8 اين خلدون .961 .661 .561 .361 .711 .601 .48 .52 .31 .11 .8........... 743. 643. 413. 491.881. 181.7. 894. 794.4 835 ابن الصغر 693 .943 .333 .923 .823 .813 .613 .33 72.5 .62 .12 ......... .214 .114 .014 .204 .004 .993 .893.7 .194 .914 .814 .414.3 ابن الصفار 35 ............................................................................ ابن قتيبة 161 .............................................................................. ابن طاووس ..۔832 ....................................................................... ابن طولون 214 ........................................................................... ابن عذارى المراكشي 9................................................................... ابن العربي أبو بكر 55 .45 .35 .......................................................... ابن عرفة 694 ............................................................................. ابن فندين 305 .694 .712 .891 ...................................................... أبي القاسم يزيد بن مخلد 472 ............................................................. ابن قيس الحضرمي 562 .................................................................. ابن مسكويه 11 ............................................................................ أبو إسحاق إبراهيم طفيش 11 .......................................................... أبو الأسود الدؤلي 86 ...................................................................... أبو الأعلى المودودي .984 .151 .185 ................................................... ابو بلال مرداس .882 .362 .942 .65 .55 351 ...................................... ابو بكر الأصم .611 490 .............................................:.................. لنح 124 .....................................................................فر بأ بك ابو أبو بكر الرستمي .284 .774 .074 .814 .304 .204 0041 ........................ أبو بكر الصديق .421 .911 .711 .501 .29 .19 .88 .78 .46 .73 .............. 841. 741. 641. 241. 141. 71. 761 661. 561. 361. 261. 061. 6. 891 391. 291. 781. 381. 181. 8. 252. 152. 842. 412. 112. 402. 3. 935 .330 .317 .314 .312 .303 .292 .8 .354 .353 .352 .349 .348 .347 .33 .501.492 .391.32 :386 .384 .383 .377 .370 .7 .474 .434 .432 .2 أبو الجهم 773 ............................................................................ ابو حاتم .943 .............................................................................. أبو الحسن الخياط 07 ..................................................................... أبو الحسن:الرضا 171 .................................................................... 791العماني .......................................................ابو الحسن البسيوي أبو الحكم بن هشام .152 ................................................................. أبو حمزة مختار بن عوف 552 .65........................................................ أبو الخطاب عبد الأعلى .394 .992 ..................................................... أبو حنيفة النعمان .705 .384 .264 .654 .881 .14 .83 .73 ..................... أبو داود 71 ................................................................................ 463 .....................................:...................................أبو الدرداء أبو ذر الغفاري .541 6661................................................................ ابو زكرياء 92 ............................................................................. أبو زهرة .881 ............................................................................. أبو سفيان .193 ............................................................................ أبو سقيان محبوب بن رحيل .153 ......................................................... أبو عبيدة الجراح .891 .381 ............................................................. أعبوبيدة مسلم بن أبي كريمة .854 .404 .272 .862 :942 1210 .16 .42 ....... أبو العباس الحفصي رسلطان تونس)...............................................‏26 ٤8 أبو عمار عبد الكافي 48 .31 ............................................................. أبو غسان 891 ............................................................................ أبو مروان غيلان الدمشقي 86 ........................................................... أبو مسلم الخراسايي .293 .783 .7(03.................................................. أبو المؤثر .674 .302 .851 .751 .651............................................... أبو نصر محمد الظاهر .112 .............................................................. ابو هريرة 091 ........................................................................... ابو نبهان .......۔223 ...................................................................... أبو يعلى .794 .6()1 .9001............................................................... ايو اليقظان بن أفلح ( .62 ....................................................ا.304 .53 891اي بن كعب ........................................................................ أحمد بن محمد 071 ........................................................................ أحمد أمين .491 .32....................................................................... الإدريسي علي .594 ..................................................................... الأازكوي سرحان بن سعيد 92 ............................................................ أسامة بن زيد 383 ........................................................................ إسماعيل العربي 92 ......................................................................... أبو الحسن الأشعري.705 .031( .75 .83 .73 .42 .32 225 ....................... . اف .سي .ولكنسون .774 :11.03 ..................................................... أفلح بن عبد الوهاب .704 .793 .053 .943 .823 .713 6130 .................... أم حبيبة .463 .............................................................................. أم موسى 74 ............................................................................. الامين (الخليفة) .074 .964 .543 62380 ................................................ ان ماري ...۔05 ........................................................................... البارري سليمان بن عبد الله 13 ............................................................ الباقررالامام) .832 ........................................................................ الباقلا (أبو بكر محمد بن الطيب) .881 .181 .671................................... البخاري 705 .981 .171............................................................... البراء بن معرور 702 ..................................................................... البرادي (أبو القاسم) 92 .................................................................. برقوق (ملك مصر ) 02 .................................................................... بازان رحاكم صنعاء في عهد أبي بكر) 164 .............................................. البغدادي .081 6710 .131 0 75 242 .93 .83 .42................................. بني واسول 9 ............................................................................... بيار كيبيرلي 33 ............................................................................. بيبين (ملك فرنسا في عهد المأمون) .434 .234 .......................................... - تيبغورين عيسى الملشوطي 48 820 3108 .................................................. الترمذي 71 ................................................................................ التفتراي .671 ........................“...................................................... =- النلائي عمر .942 ........................................................................ النلائي سليمان 072 ...................................................................... ومال 744 ............................................................................... -ج جابر بن زيد أبو الشعناء.862 .942 .26 .25 .15 .42 .......................اال. جابر بن سمرة 1910 .091................................................................. جان جاك روسو 902 .................................................................... الجبائي 351 .............................................................................. الجعبري علي فرحات 23 ................................................................. جعفر بن سعيد 693 ...................................................................... جعفر الصادق (رالامام) .705 .584 ....................................................... الجلندي بن مسعود (الإمام) .693 .252 .42 ........................................... الجناوي أبو عبيدة بن عبد الحميد .944 .844 ........................................... جودت عبد الكريم يوسف 614 .......................................................... اجرينرالامام) 671 ...................................................................... الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى 31 .................................................. الجيلالى عبد الرحمن .194 ] 664 6285 .................................................... ح- الحباب بن المنذر .731 ..................................................................... الحجاج بن يوسف النقفي .264 .573 ................................................... الحريري عيسى بن محمد .194 .124 .333 .713 62.1................................ حسن الأمين 88 .78....................................................................... الحسن البصري 822 .622 .141 .86 838............................................. الحسن بن سعيد بن ابي عمير 071 ...:................................................... الحسين بن علي بن أبي طالب .271 .841 .241 .79 .29 .19 .76 .66 .65 ...... حسن علي إبراهيم (الدكتور) .243 ...................................................... الحسن بن محمد الحنفية 83 ......................................“`......................... الحسن بن علي بن أبي طالب .921 .901 .79 .29 .19 .76 .66 .34 .04......... .884 .381 .271 24103610 .231 .031 حماد بن عثمان ...........................ل 071 ........................................... _-_خ خالد بن الوليد .341 ...................................................................... الخالدي محمود .691 .23................................................................. الخضري بك محمد .293 .113 .......................................................... خلف بن السمح بن آبي الخطاب .153 ................................................... خليفات محمد عوض 572 .13........................................................... الخميني (آية الله) 56 ....................................................................... الخياط المعتز لي 32 .......................................................................... د- الدارمي 71 ................................................................................ دارد عليه السلام 211 .................................................................. دبوز محمد علي .124 .923 03 ......................................................... الدرجيني .572 .162 .92 ................... ............................................. ر راشد بن النضر.694 .284 .874 .774 .074 .864 .564 .404 .304 {223.... الرافعي .161 .............................................................................. الربيع بن حبيب .891 .16 .42 .71................................................... رشيد رضا 361 ........................................................................... ز- زاندة بن النضر 693 ...................................................................... الزبير بن العوام .664 .193 751 ......................................................... زحاف الطائي 882 ....................................................................... الزرقان 6220 ............................................................................. زيد بن ثابت © 891 ......................................................................... زيد بن علي زين العابدين .705 .264 .954 .29 .83.................................. سر سالم عبد العزيز 62 ......................................................................... سالم مولى أبي حذيفة .891 .391 .781 .361 ........................................... السالمي محمد 9 ............................................................................. السالمي نور الدين 48 030 ................................................................ ست الملك 7440 .......................................................................... سعد بن أبي وقاص 381 ................................................................. سعد بن عبادة .193 ....................................................................... السعدي جميل بن خيس 92 ............................................................... سعيد بن جبير 184 2641 ............................................................... السلاري 9 ................................................................................. سلمان الفارسي 66 ....................................................................... سليمان بن داود عليه السلام .311 2110................................................ سليمان بن زرقون .472 .................................................................. سليمان بن عبد الملك .673 .643 .543 2611 ........................................ سليمان بن عثمان .913 .................................................................. السمح بن أبي الخطاب .153 ............................................................. .283 .723 29201 441سيد قطب .................................................... السيابي .033 .............................................................................. -ش- شارلمان .434 .234 ...................................................................... الشاطي 75 ............................................................................... الشافعي .654 .54 .822 .881 .081 5610 835 .................................. 545 الشهي .184 .264 ....................................................................... شلبي احمد رالدكتور) .743 .243 ......................................................... الشماخي أبو العباس .153 .723 .123 .713 .82..................................... الشماخي قاسم .581 .661 .531 .021 .82.......................................... الشهرستاني 58 .75 .42 .22 .12....................................................... ۔ص۔- الصانفي 212 ............................................................................. صبح أم هاشم بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر 744 ................................... صبح صلاح الدين الأيربي 8 .............................................................. الصلت بن مالك .184 .874 .774 .024 .813....................................... صوصو (ملك السودان عهد الرستميين) .04 .......................................... -ط-, طالب هاشم .764 .162 .................................................................. الطبري 42 .193 .783 .013 .291 .24.181 .52 .......................ب .544 طفيش محمد بن يوسف .531 .521 .221 .901 .701 .48 .92 .31 .9 ............ .762 .362 .532 .332 .791 .60 طلحة بن عبد الله .664 .193 .75 ...................................................... ظل_- ظافر القاسمي .474 .374 .424 32421 ................................................... -ع- عائشة ام المؤمنين 44 ................................................................... العباس بن عبد المطلب .402 .............................................................. العباس بن المأمون 954 .................................................................. 4(2 .360عبد الحليم محمود .23 ......................................................... عبد الرحمن بكلي .831 .531 ............................................................ عبد الرحمن بن رستم.823 .123 .813 .713 .9352 .42 ...............لال594 . عبد الرحمن بن عبد الله 8................................................................... عبد الرحمن بن علي 123 ................................................................. 412.451عبد الرحمن بن عوف .351.................................................. عبد الرحمن الداخل .234 ................................................................. عبد العزيز النميني 48 .31............................................................... عبد العزيز بن الأوز .914 .814 .053................................................... عبد العزيز سالم 714 ...................................................................... عبد الكريم الخطابي 5 .................................................................لا4 عبد الله بن إباض 862 .55 .25 .15.................................................. أبوعبد الله محمد بن بكر .382 .472 .372 .292 ...................................... عبد الله بن حارثة .341 .................................................................... عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي .754 .............................................. عبد الله بن رواحة 341 .................................................................. عبد الله بن الزبير .305 .384 .184 .364 .954 .843 .842 .341 .65 ........... عبد الله بن سبا .19 .46 .30............................................................. عبد الله بن سعيد الحضرمي 162 ......................................................... .191 20601 ..............................................................انس به ب ع الل عبد عبد الله بن عمر .463 .843 .891 0910 .981 .45 .83............................ عبد الله بن علي 703 ..................................................................... .862 .891 ..........................................................عبد الله بن مسعود عبد الله بن وهب الراسي .882 .942 .191 .35 .25 ]05........................... عبد الله بن ياسين 594 .................................................................... عبد الله بن يجى طالب الحق .394 .384 .992.334 .252 ............................. عبد القادر الأمير .594 .................................................................... عبد القادر عودة 23 ...................................................................... عبد المجيد العثمان 88 ..................................................................... عبد الملك بن حميد .874 .1 .943 .823 .......................................... عبد الملك بن مروان .034 .973 .743 .643 .351 ................................... عبد المؤمن بن علي 123 ................................................................... عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم .943 .923 .723 9136 .713 .613 .891 .. .664 .84 .90 .153 .053 .9 عثمان بن عفان .891 .181 .651 .451 .441 .341 .29 .19 .88. 75 .......... .874 .774 .374 .444 .363 .892 .322 .412.3 عثمان الكعاك .694 .333 621 .......................................................... العدوي إبراهيم .بن أحمد .384 .654 .593 6201 ........................................ العربى اسماعيل 92 .......................................................................... مة مولى بن عباس 75 ................................................................. علي بن أبي طالب 05 .94 242 .04 .83........؛ .360 .95 .75 .55 .45 .35 25.1 911. (()1. 79. 29. 19. 88. 78. 68. 58. 66.96. 56.4. 171 3610 941. 841. .441. 341 241. 231. 131. 031.9. 833. 223. 213. 803. 703. 402. 302. 002. 191.181. . 384. 754. 444. 293. 193.23. علي زين العابدين .29 .................................................................... علي بن موسى .564 ....................................................................... علي بن موسى جعفر 643 ................................................................ علي يحى معمر464 .85 .13 9205...................................................... . 705..................................................................عمران بن حطان عمرو بن الأشعث 364 0710 ........................................................... عمرو بن العاص 891 .45 .35 .......................................................... .121عمر بن الخطاب .011 .601 .501 .29 .19 .98 .88 .78 .46............. 851 .051 .551 .451 .351 .641 .441 .341 .241 .921 .421 .891 :391 .291 .781 .381 .181.661 .361 .261.061 . 213 .3(0)3 .802 .252 .152 .842 .712 .612 .412 .402.3 .105 .383 .973 .453 .253 .943 .843 .033 .713 :413 . عمر بن عبد العزيز (5 .293 .383 .543 .333 .261 .651 .24 :04 .83......ا.4 العوتبي سلمة بن سعيد 48 .82............................................................ عيسى بن موسى .474 .561 ............................................................ _۔ع۔ الغزالي أبو حامد .705 .173 :431 :331 381 .31 ................................... الغزالي محمد رالشيخ) .424 .963 .032 .791 1910 .23 ........................... \024غسان بن جليد .................................................................... غسان بن سعيد 464 .......................2.............................................. غسان بن عبد الحميد 764 .943 ....................................................... غسان بن عبد الله 913 .252 ........................................................... _-ف_- فاروق عمر الفوزي 505 .482 .23 0 01............................................... فاطمة 66 ................................................................................... الفرابي .894 .794 .38 .31............................................................. الفراء .324 9618 .361.................................................................. فيروز(رحاكم اليمن) .164 .292 .......................................................... -_- القاضي عبد الجبار بن أحمد .841 ......................................................... قحتلان .091 .981 ........................................................................ قبيحة ام المعتز 744 ....................................................................... زد كاشف سيده اسماعيل 3 .................................................................. الكعاك عثمان .194 .424 ................................................................ الكلبني أبو الحسن .171 .071 .66 ...................................................... الكندي العماين.851 ................................................................... ... كوكر ملك انسودان في عهد الرستمي 044 ............................................ ل- لوك الأنجليزي 9020 ....................................................................... م مالك بن أنس .264 .544 .883 .233 .622 9610 .361 .75 .73 .71........... .705 .3 المأمون الخليفة .074 .964 .883 .643 .511 590 .................................... المارردي .961 .361 .161 .851 .151 .431 .231 .131 .701 .301............ .424 .324 .442 .322 .222 .402 .081 7 .794 .54 الميلي محمد مبارك 62 ....................... ............................................. المتوكل الخليفة «374 ...................................................................... محكم الهواري .70 ........................................................................ محمد الأمين الاسماعيلي 43 ................................................................. محمد بن جبير بن مطعم 981 ........................................................... محمد الشيخ بلحاج 223 .761 .441 .341 .211 .011 .801 .43 .23 .......... محمد عمارة 783 .073 .192 .191 .851 .23 ....................................... محمد النفس الزكية .883 ................................................................. محمد بن مسالة الهواري .604 .223 ...................................................... حمد بن الواثقرالمنتصر ) .333 .5323 .903 .............................................. حمد بن يجى 071 ....................................................................... محمد بن أبي عفان 974 .................................................................. مختار بن أبي عبيد النقفغي 954 ............................................................ مروان بن الحكم 063 .443 .903 .351 .............................................. مروان بن محمد 903 ...................................................................... المزان 92 ................................................................................... مستنصر 983 ............................................................................. مسعدة بن تميم 913 ...................................................................... مسلم بن الوليد المحدث 71 ............................................................... مسعود الأندلسي .704 .823 .723 .813 .713 ....................................... 90 .............................................................................المسعودي مصطفى الشكعة 15 ]93................................................................. معاذ بن الجبل.......................................................................‏٥196 معاوية بن أبي سفيان.49 .29 .19 .88 .55 .45 .25 .05 .94 341 .24 .04...... .803 .00910503 .981 .381 .231 .131 0310 .921 .311 .99 003 .843 .743 .643 .733 .333 .133 .623 .213 .113.9 0( .293 .283 .183 .473 .273 .463 .363 .263ا.884 .34 5. معاوية بن يزيدرمعارية الثاين) .474 .333 .322......................................... معبد الجهني 86 ............................................................................ المعتز بالله 523 ............................................................................ المعتصم بالله .273 .903 5110 .59 ..................................................... مغنية حمد جواد 36 ....................................................................... المقتدر بالله .744 .873 .763 .543 .................................................... المقداد بن الاسود 66 .................................................................... المكتفي بالله ....................................................ه .623 .511 ............. الملزوزي أبي الحاتم 952 .................................................................. الملطي .22 .................................................................................. المليجي محمود 424 ....................................................................... المهدي بن المنصور .234 .293 .683 .743 .643 .623 .603 5610 ............... المهدي بن تومرت .794 .123 ........................................................... مهنا بن جيفر .564 .614 9431 8231 ................................................. مهدي طالب هشام 1620 .................................................................. ‏٠.33موتلنسكي ............................................................................ موسى بن أبي جابر الأزكوي .974 .864 .913 ........................................ موسى بن علي بن عزرة الأازكوي 9130 .................................................. 874 ..........................................................موسى بن موسى بن علي موسى بن نصير 114 ...................................................................... -ن۔ ناجي عساف 9 ............................................................................. نافع بن الأزرق .................................................ه 65 350.................. النجار 7051 ..................................................................:.......... اللساني المحدث 71......................................................................... النسفي 6710 .............................................................................. نصر بن منهال 564 ...................................................................... نلينو الممتشرق 90 ......................................................................... النوبختي أبي الحسن محمد 78 .96......................................................... النووي 161 .............................................................................. -ه_- هارون الرشيد 343 .234 .673 .743 .643 .543.................................. هشام القوطي 611 ...................................................................... هوبز الأنجليزي 902 ..................................................................... -و- الواثق بالله 59.....................................................................ا543 . واصل بن عطاء.86 ...........................................................لا705 60 الوارث بن كعب الخررصي .033 .252 .................................................. .272 .752 .652 .552 .48 318 .....................الوررجلان أبو يعقرب يوسف الوسياي 92 ............................................................................... الوليد بن عبد الملك .554 ................................................................. -ي۔ 673 .......................................................................محى بن خالد سجى بن زكرياء عليه السلام 422 ........................................................ جى بن عبد الله الكندي 364 162 ..................................................... 164.754 .034 .283 .843 333.743.1 7231 .623 290 .19.يزيد بن معاوية يريد بن المهلب 383 ..................................................................... يزيد بن الوليد .903 ...................................................................... يعقوب بن أفلح .223 .................................................................... اليعقوبي 532 ................................................................................ 355 81.2 ؟٠ ٠ ‎ -.د۔.۔.7۔٠ .ه.ه.ه..................ه......ه..................... .... ... ..ه. .ه.. د 763 .................................................................يوسف بن تاشفين 923 ....................................................................يوسف بن محمد 873يوسف عليه السلام .211 ........................................................ 455 فهرس الفرق والمذاهب والدول والقائل ١ء١ ‎٠م‎ الأتراك .374 .703 .003(................................................................ الإثني عشرية .29 ........................................................................ الأحناف .205 .6014 .24 ............................................................... الأدارسة .934 .143 .113 .992 ...................................................... الأزارقة 5[ ................................................................................ الأزد .093 ................................................................................ الأشاعرة 705 .394 .632 .181 :641 .241 .141 ................................ الاشتراكية .731 .......................................................................... الأغالبة 694 .104 .044 .934 .093 .143 .113 .992 .......................... آل الجلندي 56 .614 ..................................................ك305 .694 . آل رستم .294 ............................................................................ ‏٤367ال ساسان .......................................................................... 7030 .........................................................آل علي بن أبي طالب الإمامية الشيعية .122 .59 .19 .98 .76 .66 ........................................ الاموي .083 .673 .473 .963 .363 .063 7230 .59 .39 .41 .11 ........... 205 .384 .174 .264 .954 .654 .624 .393 .683 .383 .23 .305 . ا( .212 .112 .191 .231 .801 .86 .46 .65 .ا322 .122 423. 213. 113.803. 603. 503. . 403942. 842.7. 203 163. 063. 953. 453. 143. 833. 733. 333. 823.5 183.083. 973. 573. 0730 863. 663. 563. 463. 363. 434 334. 234. 034. 624. 593. 193. 093. 983. 683.3. 754. 554. 454. 054. 844. 744. 344. 144.934. 834. . 305. 694. 684. 584. 384. 074. 464. 364. 264.84 555 الأنصار .702 .891 .291 .74.......................................................... اهل الاستقامة 45( ......................................................................... أهل الرأي 24 .............................................................................. اهل الحديث 24 ............................................................................ اهل الدعوة 05 ............................................................................. ‏38٩9 ..........................................................................أهل الذمة أهل الحق 95 .............................................................................. الأرس قبيلة 702 .391 ................................................................ن ب- البربر (7 .693 .593 .493 .093 .983 .283 .123...............ال.514 .114 . .694 .684 .064 .834 .124 .7146 البرمكية .773 ............................................................................ البزنطيون .334 .124 .................................................................... البكرية فرقة .303 ........................................................................ بنو أمية .573 ............................................................................. بنو تميم .404 ......................... ,................................................... .194 ...........................................................................بنو رستم بنو سامة 394 ............................................................................. ‏٥373بنو العباس .......................................................................... بنو مروان 2731 .......................................................................... ‏٠493...........................................................................بنو نبهان 74 ..............................................................................بنو هاشم بنو واسول 93 ..........................................................................ك البو سعديون .39 ......................................................................... -۔-ت۔ التتار 491 ................................................................................. الترك 983 .663 ....................................................................... الثوابون 074 .364 .842................................................................ -ج الجبرية 883 .163 ....................................................................... الجماهرية 731 ........................................................................... ح- الحارثية 75 421........................................................................... الحسينية 564 ............................................................................ الحفصية 75 421.......................................................................... الحنابلة 604 ................................................................................ الحنفية .544 .64 ........................................................................ ۔خ- الخرمية 983 .............................................................................. الخزرج 7002 .391 ...................................................................... الخلفية 564 .024 ....................................................................... الخوارج 55 .45 .25 .15 .94 .74 .83 .73 .33 .82 .11 .01 .7............. .381 1810 .641 .241 .721 .021 .611 .38 .28 .83 .75 .6 .392 .582 .052 .842 .742.832 .632 .432 .191.8 384 .364 .754 .654 .354 .334 .614 .393 .293 .983 .3 .005 .594 .494 .394 .684 . ؤ الذميون .124 .193 .................................................................. الراسمالية 731 ............................................................................ الرافضة .181 .031 .55 45 .25 .14 .93 ......................................... الرستمية الدولة .992 .882 .372 .452 .252 .942 .03 .92 .52 .91 .......... (5 .204 .793 .693 .493 .353 .943 .93ا)4.923 .313 .23 .244 .144.044 .934 .734 .634 .124(8 .ا)(9 .4ال.314 .4 .35 .384 .084 .764 .464 .84 الر ستميون.934 .83 .334 .814 .204 .004 .693 .043 .72 .62 .9 ..:...... .694 .074 .464 .1 الرومان 124 ............................................................................. الرواندية .93)( .983 ..................................................................... الروم 884 .............................................................................. ز- الزردشية 224 ............................................................................ زناتة قبيلة 084 .......................................................................... الزنادقة 0( .983...............................................................ا.684 930 الزيدية الشيعة .841 .641 .441 2410 .131 79.0 .59 .29 .66 ................. .782 .3 -س_ الساسانيون 183 ......................................................................... السبئية 446 ................................................................................. السكاكية 56 ...........................................................................ك)1 السودانيون 120 .......................................................................... ۔ش۔ 64 ...............................................................................الشافعية .68 .58 .38 .28 .37 .27 36.5 .14 .93 .53 510 .11 .01..........الشيعة. .821 .721 .611 .411 .89 .79 .69.29 .09 .98 .88.7 181 .081 .271 .171 .071 .951 .841 .641 .241 .141.60 .052 .842 .742 .832 .632 .202 .102.002 .791 .381 . .354044 .314.293.093.983 .883 .613.982.7 .394 .684 .364 .954.8 ص- الصالحية فرقة 641 ........................................................................ الصفرية .694 6341 6141............................................................... ۔ع- .874.4742341.073.733:423.703.992.801.59 .....العباسية الدولة العباسيون :403 .952 .742 .212 1120 .231 .801 .19 .46 .52 .9........... 143.933. 83301823. 523. 213. 113.803. 603.5. 714 883. 783. 683. 083. 573. 863. 763. 663. 953.3. 044. 934. 734. 634. 534. 334. 234. 034. 624. 524. . 384 37. 074. 964. 464. 3641 264. 164. 054. 944.3. 305. 105. 584. . العبيديون (4 ...........................................................................ال4 العثمانيون .143 .8001 ................................................................... العجم .224 ............................................................................... العرب.663 .563 .953 .933 .833 .433 6910 .491 .391 .291 .74 ...... . .224.684 .514 .593 .483 .2 العسكرية 564 ........................................................................... العلويون ......۔۔584 .................................................................... العمانية الدولة .305 31385 ............................................................... العمانيون .874 .074 .734 .334 3041 .............................................. الفارسيون 4930 .......................................................................... الفاطميون .205 .964 .164 .064 .244 ............................................. الفرثية 564 ............................................................................. الفرس .884 .734 .514 .983 .283 .183 .763 .663 .063 .933............. -ق- القدرية 61 .83.........................................................................ك القرامطة 65 98 ...............................................................ك .684 . القرطاجيون 124 ........................................................................ .933 .833 .403 .202 .791 6910 .591 .491 1910 .74 ..............قريش 994. 494. 563. 03. القتريشيون .283 ......................................................................... (_ الكرامية .631 .131 ..................................................................... ل- لماية 52 .................................................................................... لواتة 613 ................................................................................. م الماتوريدية 394 ........................................................................... المالكية .205 6341 .614 .314 641................................................... المانوية .224 .94 .......................................................................... المرجئة .614 .463 .381 .181 .081 6110.......................................... الحكمة 15 051............................................................................ المستشرقون 96 .33 .8 .7............................................................... المسيحيون .334 .124 ................................................................... 934 ...........................................................................المصريون مضر يون 983 ........................................................................... 28 .37 .27 .86 .76 .45 .93 .83 :73 .53 .32المعتزلة .51 010............ .641 .241 .141 .821 .611 511 .89 .79.69 .59 .39 .3 (2 .102 3810 :181 .081 961 .951ا832 :622 .812 .2.8 .614 .393 .093 .983 .883 .073 .292 .982 .682 .742 . 705. 494. 684.3. المغول 4910 .............................................................................. المقنعية 983 .............................................................................. المهاجرون 8910 .74...................................................................... موتيلانسكي 33 ............................................................................ -. النجدات .721 .611 151 .............................................................. النصارى 12 114 .193 .983 ......................................................ك النصرانية 514 ........................................................................... النكار 6641 ]564 .................................................................. ..... النكارية .024 ............................................................................. النفاثية .564 0241 ....................................................................... النفوسيون .084 \814................................................................... ه- الهاشمية .492 .............................................................................. الهذلية هوارة قبيلة .613 42.1............................................................. 165 الواصلية 664..............................................................ك.205 .694 . _ي_ اليزيدية .564 .75 .42 .................................................................. اليعاربة 394 .............................................................................. 124. 114. 193.93. اليهودية51 368.........................................................................ك. ‏ ٩ح 562 والمدزبنهرسالأماكز: .634 .434 :234 .134 .704 .793 .093 .113 .010الأندلس .9................. .744 .244 .144 .9 .694 .064 .934 .834 .334 .514 .993 .793 .493 ...................إفريق أروبا 8310 ............................................................................... 9521جنوب تونس ...................................................................... إيران 56 ........................................................................ .... -ب۔ 244406834 1 51 البصرة 51 .......................................................... .194 .954 .244 .734 8830 0830 .992 491بغداد .52....................... بلفين 144 ................................................................................ =- تركيا 73 ................................................................................... .823 .223 0230 .613 .413 .992 .621 .72 .52تيهرت .41.................. 514. 214. 114.804.704. 004. 993. 893. 493.8. 105 694. 294: 194. 774. 464. 944. 044. 934. 134.6. 305. 205. . تونس .882 .............................................................................. 93460 .......................................................................مدينة تمطلاس -۔ج۔-۔ جبل نفوسة 84 ]153...........................................................ك .084 7540العربية 9930 ...............................................................الجزيرة 365 .882.............................................................................الجزائر الجمل .694 ............................................................................... ح- .384 .954.683 .42 ..........................................................الحجاز الحرة .164 ................................................................................ -۔=خ۔ .205.754 7831 3830 0631 ...............................................خرسان -سو دار الأرقم 862 .......................................................................... 183 99205 ......................................................................دمشق ر 02......................................................................هجاررستاق .874 ............................................................................الرستاق -۔ز-۔ ‏0438 .......................................... ٠....................................زنجبار -س۔- سامراء .083 ............................................................................... سجلماسة .69 .934 6341.............................................................. السقيفة.............................................................................‏٥192 .6349930 .....................................................................السودان سوق إبراهيم .934 ....................................................................... .8...................................................................... ......سوقرطة -ش- الشام 992 .921 .42 .................................................................. الشرق العربي 294 ....................................................................... سمال افريقيا 372 ........................................................................ ص- }.. .32ه................................ه...................................الصحراء صفين 44 .743 .892 .052 941 .....................................ك.694 .754 . صنعاء 16 .134 .143 .292 ..........................................................ف. _ط_- طرابلس .394 .993 .952.............................................................. _۔ع-۔ العراق 40 .28301793 9210 420 .............................................ك.854 . .0239130.813.4139921 85201 } 03520 :91410 ..................عمان. 214 904. 304. 993. 893. 693. 493. 943. 843. 823.2. 754. 944. 834. 734. 534. 134.524. 024. 714. 614. . 194 384. 284. 974. 874. 774. 674. 664. 564. 464.8. 405. 305. 105. 694. 294. 194: 4 -ل - ليبيا 36 8821 ........................................................................... م المدينة المنورة 1520 ........................................................................ المدينة الخضراء 934 ..................................................................... المجد النبوي 5541 ..................................................................... الموصل ........................................................................۔143 ..... 205.5941940.674.754.134.714.514 .432...............المغرب العرل مكة .862 .152 .......................................................................... 372 ..............................................................................ميزاب ن نفرسة 814 ............................................................................... فمر الشلف 934 .......................................................................... 694 35.1.05 .................................................................النهروان _ف- .9.604ه................................................................... ......فاس ٥502......................................................:.......................فارس‎ الفسطاط 093 ............................................................................ -ق- .434 ..............................................................................قرطبة .4.......................................................................القسطنطينية .244 9341 6341 7930 6930 ...............................................القيروان زى الكوفة 260 .............................................................................. _۔ي- اليمن .394 .384 3641 1640 3340 1430 29201 420.............................. 665 الجز .الأول |اتينقسوم ...عبد الرزاقتقديم الدكتور المقدمة 7.................................................................................... نقد المصادر والمراجع 12 ................................................................... أولا :المصادر غير الإباضية 12 .................................................. ثانيا :المصادر الاباضية82 ..................................................... . النا :كتب الفكر الإسلامي الحديث 23 ...................................... المدخل 53 ................................................................................. أولا :أهل السنة والجماعة 73 .................................................. ثانيا :الإباضية 74 ............................................................... ثالغا :الشيعة 36 ................................................................. رابعا :المعتزلة 76 ................................................................ القسم الاول نظرية الإمامة عند الاناضة تمهيد 77 .......................................................................... .......... أولا :النظرية السياسية عند أهل السنة والجماعة والإباضية 77 ................ ثانيا :النظرية السياسية عند الشيعة 58 ......................................... ثالنا :النظرية السياسية عند المعتزلة 39 .......................................... الفصلالأول مفهوم الإمامة ووجوبها ووحدتها اولا :مفهوم الإمامة 301 .................................................................. تحديد المصطلحات 301 ................................................................... أ _ الأمير 401 ................................................................. ب _ الخليفة 501 ........................................................... .. د _ الإمام 601 ................................................................. رجوب الامامة 611 .................................................................دن _ 1أهل السنة والجماعة 611 ................................................. أ _ الأدلة النقلية 711 ................................................ ب _ الأدلة العقلية 911 ............................................. 2الاباضية 021 ............................................................... أ-الأدلة النقلية 221 ................................................ ب -الأدلة العقلية 521 ............................................... ثالنا :وحدة الأمامة رتعددها 921 ......................................................... 1أهل السنة والجماعة 031 .................................................... -2الاباضية.................................................................‏٠135 الفصل الان النص واتعير_ والاختيارالإمامة س أولا :طرق إثبات الامامة 141 ...................................................... ...... 1اهل السنة والجماعة 341 ................................................... -2الإباضية 641 ................................................................ ثانيا :شروط اهل الحل والعقد 941 ....................................................... 1أهل السنة والجماعة 051 ....................................................... -2الاباضية 551 .................................................................. ثالثا :الاستخلاف وولاية العهد 061 ..................................................... -1أهل السنة والجماعة 161 ........................................................ -2الإباضية 661 ..................................................................... 865 النصل الثالث شروط الإمام ونصبه وعزله والخروج عليه أولا :شروط الإمام ........................................................ ثانيا :تنصيب الإمام ........................................................ 1أهل السنة والجماعة ............................................... 2الإباضية 212 .......... ........................................................... النا :عزل الإمام والخروج عليه 912 .......... ........................................... .............................................-1أهل السنة والجماعة الفصل الرابع أنواع الإمامة أولا :أهل السنة والجماعة ................................................... ثانيا :الاباضية 842 ......... ............................................................... علاقة الإباضية بالمخالفين ..................................- نظام العزابة 372 .......... ................................................._- 95 لقسمااتيى ٠ . .. .. ‏٠ .ه ه .‏ ٥ه.. .ه.ه ..ه..... -ه۔... . ‏٠..۔ه ه . .. ه..ه.‏٠.. .ه.. .ه.ه........3..... أولا :طريقة اختيار الإمام 403 ............ .......................!....................... -1أهل السنة والجماعة 403 ............................................. .......... ‏ .٥ ... ... ..;¡ 6طرق تولية الخلافة : 803 ............................................. 3 1 2 !. ٠ه ك...: . . ٠.٠ « ......................... ‏٩٠١١٠١٠٩٠٠..‏ ١لا با ضية7 21ح ‏ . ٥ ......نظرة المؤرخين إلى .الإمامة الإباضية .:..:..............ن.ن213 .:...:. ‏ ٥طبيعة الامامة الإباضية 413 ::..:......:...................... ,......... ..‏٠۔ ©.‏ ٠١4مہ ذ., ه. أ تولية الأئمة الاباضية ...........................ه] ..ؤح ثانيا .:مبايعة الائمة ..................ء.مء......................... ,...۔323 ..... ‘.......... ._ -- -‏.٠الفصل الثالثه: إتطبيقهم للخلافة النبويةسيرة الأمة ومدى: أولا :السياسة الداخلية 953 ............................................................. 1أهل السنة والجماعة 953 ................................................ أ -أسس السياسة الداخلية 953 .................................................... خصائص السياسة الداخلية الأموية 063 ............................ .......ة663 .....:.:...,....:..الداخلية العباسيةياسةخامالنئسص .ه"...: : .::ج -السياسة الإدارية والمالية 373 .................................................. السياسة الادارية 373 .................................................."¡ ..ص ..السياسة المالية ...........................ذ.....ه973 ‘................:} !. ۔!.7دج حرية .الرأي والعقيدة 11..2483................................................ 393.............!.......‏.................٠... الداخلية السياسةاإا۔ .اسس.}... ..‏394 . ٠الاجتماعي ه .....۔.:.. .. .................. 7الجانب" ...... ........۔ ه . ‏! : ٤ ثانيا :السياسة الخارجية 824 ............................................................... -1أهل السنة والجماعة 824 ................................................ الفتوحات الاسلامية 924 ..................................‏٤ العلاقات الخارجية الاسلامية 134 .........................ه العلاقات مع غير المسلمين 434 ..........................." 2الإباضية 534 ............................................................. ثالثا :المراة والعمل السياسي 444 ........................................................ 1أهل السنة والجماعة 644 ............................................ -2الاباضية 844 ........................................................ الفصل الرابع الروح على الإمام وعزله أولا:الخرو ج على أئمة الجور 454 ......................................................... -1أهل السنة والجماعة 454 ........................................................ 364 ..................................................................-2الاباضية ثانيا :عزل الأئمة 174 .................................................................... -1أهل السنة والجماعة 174 ........................................................ -2الإباضية 574 ..................................................................... نتائج القسم التطبيقي 484 ............................................................... -1أهل السنة والجماعة 484 ......................................................... -2الاإباضية 094 .................................................................... الخاتمة 794 ................................................................................ 275 الملاحق المصطلحات الاباضية 905 ........................................................... هيكل المدينة 21521 .................................................................. هيكل العزابة 215 .................................................................م2 قائمة خلفاء بني أمية 215 ........................................................م3 قائمة خلفاء بني العباس 215 ......................................................م4 قائمة الأئمة العمانيين 215 ........................................................م5 قائمة الأمة الرستميين 215 ........................................................م6 الفهارس فهرس المصادر والمراجع 515 ...................................:..................... فهرس الآيات 135 ................................................................... فهرس الأحاديث النبوية 635 ........................................................ فهرس الأعلام 835 ................................................................... فهرس الفرق والمذاهب والدول والقبائل 555 ....................................... فهرس الأماكن والمدن ................................................و 365 ......... ` 3