٠٠‫الامامة والصراع على السلطة فى عمان‬ ‫أواخر دولة اليعاربة‬ ‫( ااا ا ه ‪ /‬‏‪ ٧١١٩‬ام ‪ -‬‏‪ ٦١١‬اا ه ‪ /‬‏‪ ٧2٩‬ام)‬ ‫(دراسة قي التاريخ السياسي)‬ ‫سيف بن عداي ا لمسكري‬ ‫الا مامة والصراع على السلطة‬ ‫في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫المؤلف‪ :‬سبك بن عداي المسكر‬ ‫(كاتب من سلطنة عمان)‬ ‫الطبعة الأولى‪( 5102 :‬مسقط)‬ ‫ا لنا سر‪:‬‬ ‫صح؟‬ ‫مؤسسة التكوين للخدمات التعليمية والتطوير‬ ‫(سلطنة عمان ‪ -‬مسقط)‬ ‫للتواصل‪:‬‬ ‫نعل‬ ‫هاتف‪68306299 - 98889342 :‬‬ ‫حقوق النشر محفوظة ولا يحق‬ ‫ص‪.‬ب‪ 547 :‬الرمز البريدي‪023 :‬‬ ‫‪.‬لد‪».‬‬ ‫إعادة الطباعة أو النسخ‬ ‫إلا يإذن كتابي من المؤسسة‬ ‫التصميم الداخلى والغلاف ‪:‬‬ ‫رقم الإيداع ‪4102 / 76‬‬ ‫رقم الإيداع الدولي ‏(‪)158١‬‬ ‫أحلام بنت محمد الرحبي‬ ‫‪978-99969-55-945‬‬ ‫الإهداء‬ ‫إلى أبي وأمي عرفانا ومحبة‪.‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ومودة‬ ‫وشقيقاتي وفا ء‬ ‫إلى أشقائى‬ ‫لى مهجتي سا رة ‪.‬‬ ‫العمل ث‬ ‫هذا‬ ‫أهدي‬ ‫المقدمة‬ ‫ظهرت في مطلع القرن السابع عشر دولة اليعاربة في عمان‪ ،‬واحتلت موقعا‬ ‫هاما على الخارطة الدولية‪ .‬حيث حققت هذه الدولة الكثير من الإنجازات على‬ ‫المستويين الداخلي والخارجي‪ :‬من طرد المستعمر البرتغالي وتأسيس قوة بحرية‬ ‫كبيرة‪ .‬والامتداد إلى أطراف عدة خارج عمان مع اهتمام كبير بالعلم والاقتصاد‪.‬‬ ‫والعمارة‪ .‬وغير ذلك من المآثر التي خلفها اليعاربة والتي ما زالت إلى الآن شاهدة‬ ‫على إنجازهم العظيم" إلا أن هذه الدولة في نهاية المطاف شهدت صراعا كبيرا‬ ‫أودى بالكثير من هذه المنجزات‪.‬‬ ‫إن هذه المكانة الكبيرة التي احتلتها عمان لم يقدر لها الاستمرار إذ تعرضت‬ ‫البلاد في العقود الثالث والرابع‪ ،‬والخامس من القرن الثامن عشر الميلادي إلى‬ ‫خلافات شديدة حول نظام الإمامة والحكم‪ .‬أدت إلى حدوث حرب أهلية طاحنة‬ ‫مزقت الجبهة الداخلية‪ .‬ومهدت للتدخل الأجنبي‪.‬‬ ‫من هنا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على هذه الفترة الزمنية المهمة فى‬ ‫المسيرة التاريخية العمانية والتي تبدأ بعام ‪ 1311‬ه ‪9171 /‬م وهو العام الذي‬ ‫توفي فيه الإمام سلطان بن سيف الثاني (‪3211‬ه‪1171/‬م‪1311-‬ه‪9171/‬م) الذي‬ ‫عد آخر الأئمة الأقوياء وتنتهي بالعام ‪ 2‬ه ‪9471 /‬م والذي شهد عزل الإمام‬ ‫بلعرب بن حمير بن سلطان ومبايعة أحمد ين سعيد البوسعيدي بالإمامة في عمان‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الأمر الذي كان إيذانا بنهاية وختام فترة حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫والدولة اليعربية حظيت باهتمام كبير على مستوى البحث التاريخي للعصر‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الحديث في عمان سواء محليا أو عربيا أو دوليا‪ .‬غير أن الفترة المعنية بها هذه‬ ‫الدراسة لم تحظ بالعناية الكافية هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر يحاول الباحث‬ ‫تقديم عرض جديد لمسألة الصراع استنادا على الجذور التي قامت عليها الدولة‬ ‫اليعربية والمتمثلة في نظام الإمامة وطريقة الحكم المتبعة ‪.‬‬ ‫إن لكل تجربة في الحكم إيجابياتها وسلبياتها‪ .‬ومن هنا فإن هذه الدراسة‬ ‫سوف تقتصر في جانب منها على الإشارة إلى ما يتعلق بالنظام الإمامي في خواصه‬ ‫التشريعية وتقاليده ومدى تطبيقها‪ .‬والعمل بها في هذه الفترة‪ .‬وما خلفه ذلك على‬ ‫مسيرة اليعاربة وحكمهم‪ .‬ومثل هذا الموضوع قد يكون شائكا في تعقيداته الفقهية‪.‬‬ ‫ومليئا بمختلف الآراء‪ .‬غير أن محاولة الاهتمام به وبحثه بأسلوب حيادي قد‬ ‫يجعل من الأمر شبه واضح وجليا للمهتم بتاريخ هذه الدولة‪.‬‬ ‫إن الفترة الزمنية التي تتناولها الدراسة (‪9471 -9171‬م) تعد من أخطر فترات‬ ‫التاريخ العماني الحديث" ففيها بدأت تتصدع الوحدة الوطنية‪ .‬وتخفت روح‬ ‫الإنجاز والعطاء الذي استمر في الصعود أكثر من تسعين عاما منذ تولية الإمام‬ ‫ناصر بن مرشد عام ‪4261‬م إلى وفاة الإمام سلطان بن سيف الثاني عام ‪9171‬م‪.‬‬ ‫والبحث في هذه الفترة له أهمية من حيث الكشف عن الأسباب الكامنة وراء‬ ‫هذا التراجع‪ .‬ومحاولة تفسير ما انطوى عليه من أحداث جسام كان لها تأثيرها‬ ‫الذي استمر طويلا فيما تلاحق من سنين‪ .‬ولا يخفى أن الصراع على السلطة ثم‬ ‫الحرب الأهلية وأخيرا التدخل الأجنبي كانت حلقات صعبة في تاريخ عمان‬ ‫الحديث تحتاج إلى المزيد من تسليط الضوء عليها‪ .‬إلى جانب أمر آخر وهو‬ ‫ظروف ظهور شخصية أحمد بن سعيد ودوره في هذه المرحلة الأمر الذي انتهى‬ ‫باعتلائه الإمامة سنة ‪9471‬م‪ .‬ليكون فاتحة لعصر جديد ودولة ناهضة‪.‬‬ ‫كذلك تعد الإمامة من أهم مسائل الفقه الإباضي" وذلك لأنها أكثر اتصالا‬ ‫المقدمة‬ ‫بتنظيم السياسة والدولة‪ .‬مما يجعلها جديرة بأن تبحث بحتاً تاريخيا مغلما تبحث‬ ‫فقهيا‪ .‬فالملاحظ على هذه النظرية أنها لم تكن مجرد كتابة نظرية حشرت في‬ ‫بطون الكتب وإنما طبقت وتمسك بها فترة تزيد على الألف عام‪ .‬وإن كانت بصور‬ ‫متقطعة‪ .‬ففي عمان من سنة ‪231‬ه‪157/‬م إلى ‪3731‬ه‪4591/‬م انتخب حوالي‬ ‫‪ 2‬إماما أولهم الجلندى بن مسعود وآخرهم غالب ين علي الهنائي‪ .‬لذلك كله بدا‬ ‫للباحث ضرورة معرفة مدى التطبيق الحاصل لهذه النظرية في ظل حكم هذه‬ ‫الدولة‪ .‬ومدى التأثير الذي مثلته على مسيرة الحكم اليعربي‪.‬‬ ‫مجمل هذه النقاط تعد‪.‬ذات أهمية شديدة‪ .‬وهذا البحث يحاول استقصاءها‬ ‫قدر الإمكان للوصول إلى رؤية تاريخية واضحة مما يساعد على فهم الحاضر‪.‬‬ ‫واستشراف المستقبل‪ .‬علما أن أغلب الدراسات السابقة حول عصر اليعاربة مرت‬ ‫بشكل عام دون تفصيل أو تدقيق في هذه الفترة‪ ،‬والتي تساعد دراستها على فهم‬ ‫مجريات الكثير من الأحوال التى مرت بها عمان بعد ذلك‪.‬‬ ‫ترمى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬استقصاء دور نظام الإمامة ومدى تطبيقه عند اليعاربة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الوقوف على الأسباب والعوامل التي أدت إلى الصراع الداخلي أواخر‬ ‫حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التعرف على أسباب الانقسام السياسي القبلي الذي شهدته عمان بظهور‬ ‫المحور الهناوي ‪ -‬الغافري‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إبراز حيثيات التدخل الفارسي في الصراع العماني ونتائجه‪.‬‬ ‫اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي الوصفي التحليلي! حيث يتم وصف‬ ‫وتحليل الأحداث التي مر بها نظام الإمامة قبل وأثناء الحكم اليعربي؛ للوقوف‬ ‫على الأسباب التي أدت إلى الصراع‪ .‬إلى جانب وصف الأحداث السياسية‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫والمعارك الحربية سواء الأهلية منها أو الناتجة عن التدخل الفارسي‪ .‬وتحليل‬ ‫مجمل المعطيات التاريخية‪ .‬لتفسير مجموعة الأحداث الخطيرة التي مرت بها‬ ‫)‬ ‫عمان فى فترة الدراسة‪.‬‬ ‫قسمت الدراسة إلى‪ :‬تمهيد‪ .‬وثلاثة فصول{ وخاتمة‪ .‬يتناول التمهيد الإمامة‬ ‫كمفهوم للحكم مبينا الجذور الفكرية للنظام الإمامي عند الإباضية‪ .‬ومركزا على‬ ‫مبدأ الشورى ومواصفات الإمام وتقاليد الانتخاب‪ .‬بالإضافة إلى إيجاز تاريخي‬ ‫لأهم الإمامات التي شهدتها عمان حتى قيام دولة اليعاربة‪.‬‬ ‫في حين يتطرق الفصل الأول منها إلى وضع الإمامة في دولة اليعاربة وما‬ ‫شهدته من مراحل وتطورات‪ ،‬تمثلت في الانتخاب الخلافي‪ ،‬والخروج على‬ ‫الإمام ثم تراجع سلطة العلماء‪ .‬أما الفصل الثاني فيتعرض للنزاع الأسري الأول‬ ‫والحرب الأهلية التي شهدتها الدولة في أواخر عصرها‪ .‬بعد وفاة الإمام سلطان بن‬ ‫سيف الثاني سنة ‪1311‬ه‪9171 /‬م والخلاف حول تنصيب ابنه سيف بن سلطان‬ ‫الثاني‪ .‬وما جره ذلك من صراعات أدت في النهاية إلى قيام حرب أهلية طاحنة‬ ‫تمثلت في ظهور المحور الهناوي الغافري‪ .‬ويشتمل هذا الفصل على تتبع لمجرى‬ ‫الأحداث بشيء من التفصيل مع الاهتمام بتحليل هذه الأحداث‪ .‬خاصة فيما‬ ‫يتعلق بالانقسام القبلي وأسبابه‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث والأخير فقد خصص للنزاع الأسري الثاني والتدخل‬ ‫الفارسي" حيث عالج جزء منه النزاع الأسري الثانيء فبعد فترة هدوء دامت حوالى‬ ‫الخمس سنوات عادت الخلافات مرة أخرى لأسباب مختلفة أدت فى النهاية إلى‬ ‫الاستعانة بالقوى الأجنبية المتمثلة في الفرس الخطوة التي كان لها تأثير ونتائج‬ ‫كبيرة على الوضع الداخلي لعمان‪ .‬ثم التعرض في ختام الفصل لنهاية الدولة‪.‬‬ ‫وتنتهي الدراسة بخاتمة توضح أهم النتائج‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الا‪ .‬عمامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫نظربة الحكم عند الاباضية‬ ‫الحديث عن قضية الإمامة في الإسلام حديث متشعب‪ ،‬ممتد الأطراف‪ ،‬متعدد‬ ‫الجوانب؛ إذ إن هذه القضية تشغل حيزا واسعا من الشرع‪ .‬وصلتها بأحداث‬ ‫التاريخ كبيرة‪ .‬ومكانتها في الفكر السياسي غير مجهولة‪ .‬فهي أبرز مسألة سياسية‬ ‫ذات خطر نشأ حولها الخلاف بين المسلمين بعد وفاة رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ -‬وتعد مسألة الحكم من المسائل التي دار حولها النقاش والجدال بين‬ ‫مختلف التيارات الفكرية والسياسية في الإسلام؛ ذلك أن المرحلة التاريخية التي‬ ‫اصطلح على تسميتها بالفتنة‪ .‬التي شهدت الثورة على الخليفة عثمان بن عفان‬ ‫ومقتله‪ .‬وما تبع ذلك من مبايعة الإمام علي بن أيي طالب وخروج من خرج عنه‬ ‫وصراعه مع معاوية والي الشام ثم انقسام أنصاره إثر حادثة التحكيم إلى أن انتهى‬ ‫الأمر بمقتله وتنازل الحسن بن علي عن الخلافة واستئنار معاوية بن أبي سقيان‬ ‫بالحكم‪.‬‬ ‫جميع ما شهدته تلك المرحلة كان بمثابة الانطلاقة الأولى لظهور الفرق على‬ ‫الساحة السياسية الإسلامية‪ .‬التي كانت بحق بداية الانقسام فى صف الأمة‪ .‬وكون‬ ‫موضوع الدراسة لا يتطلب الخوض في تفاصيل تلك الأحداث التى نوقشت كثيرا‬ ‫وظهرت حولها العديد من الدراسات التي عالجتها بشكل مستقل"‪ .‬إلا أنه لا بد‬ ‫‪ - 1‬من الدراسات الهامة فى ذلك انظر‪:‬‬ ‫‪ -‬حسين طه‪ .‬الفتنة الكبرى‪ .‬ط‪ \4‬مكتبة النهضة‪ .‬القاهرة‪8691 :‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬جعيط‪ .‬هشام‪ .‬الفتنة‪ :‬جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر‪ .‬تر‪ :‬خليل أحمد خليل‪ ،‬طكة‬ ‫م ‪.‬‬ ‫‪500‬‬ ‫دار الطليعة‪ .‬بيروت ‪:‬‬ ‫‪01‬‬ ‫نظرية الحكم عند الاباضية‬ ‫من الإشارة إلى أن هذه الفتنة كان لها الأثر الكبير في النقاش الجدلي في موضوع‬ ‫الإمامة وواجبات الإمام وحقوقه! وواجبات الأمة وحقوقها‪ .‬والحدود في ذلك‬ ‫والاستدلال بموقف الإمام أو موقف الأمة عندما يختلفان"‪.‬‬ ‫والفكر السياسي الإباضي في أساسه كان نتاجا لهذه المرحلة‪ .‬الذي تمثل‬ ‫في جماعة المحكمة التي عارضت التحكيم ورفعت شعار "لا حكم إلا للهة؛‬ ‫إذ إن الأسس النظرية للإمامة الإباضية ‪ -‬كما يرى أتباعها ‪ -‬بنيت على نماذج‬ ‫عملية تمثلت من أيام الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وسيرة الخليفتين أبي بكر‬ ‫وعمر‪ ،‬وسيرة المحكمة الأولى‪ .‬كأبي بلال مرداس بن حدير" وغيره من شخصياتهم‬ ‫لمشهورة'‪ .‬ثم تطور الأمر وتأسس على يد الإمام جابر بن زيد اليحمدي الأزدي؛‬ ‫‪ - 1‬معمر‪ .‬علي يحيى‪ .‬الإباضية بين الفرق الإسلامية‪ .‬ج‪ .2‬طة مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫السيب‪7991 :‬م‪ .‬ص‪.371‬‬ ‫د ‪ -‬خليفات‪ .‬عوض‪ .‬نشأة الحركة الإباضية‪ .‬طل‪ .‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط‪2002 :‬م‪ .‬ص ‪.2‬‬ ‫‪3‬؛ قرقش‪ .‬محمد‪ .‬عمان والحركة الإباضية‪ .‬ط‪ .2‬مكتبة مسقط مسقط ‪4991 :‬م! ص ‪.45‬‬ ‫‪ - 3‬أبو بلال مرداس بن حدير التميمى (ت‪16 :‬ه‪186/‬م)‪ .‬من ابرز أئمة المحكمة الأولى شهد‬ ‫صفين والنهروان عرف بالزهد والتقوى‪ .‬خرج زمن عبد الله ين زياد يعد الاضطهاد الشديد‪ .‬ولم يشهر‬ ‫السلاح ولم يستعرض الناس‪ .‬وأعلن انه لا يقاتل إلا من قاتله‪ .‬استشهد هو وأصحابه على يد قوات أموية‬ ‫فى بلده تدعى آسك من نواحى الأهواز‪ .‬انظر‪ :‬الشماخىك أحمد بن سعيد بن عبد الواحد (ت‪829 :‬ه‪/‬‬ ‫‪2‬م)‪ .‬كتاب السير‪ .‬تح‪ :‬احمد بن سعود السيابي‪ .‬ج‪ .‬طا‪ .‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪:‬‬ ‫ص ‪4‬ک‪.56 \.6‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ - 4‬اطفيش‪ ،‬امحمد بن يوسف(ت‪2331 :‬ه‪4191/‬م)‪ .‬شرح عقيدة التوحيد‪ .‬تح‪ :‬مصطفى بن‬ ‫الناصر وينتن‪ .‬ط‪ ،1‬جمعية التراتث\ الجزائر ‪1002:‬م‪ .‬ص‪.591-791‬‬ ‫‪ - 6‬جابر ين زيد اليحمدي الأزدي ( ت‪39 :‬ه‪217/‬م)‪ .‬تابعي وفقيه محدث‪ .‬وإمام الإباضية الأول‪.‬‬ ‫ولد في فرق من أعمال نزوى ورحل إلى العراق واخذ العلم عن كثير من الصحابة‪ .‬منهم أم المؤمنين‬ ‫عائشة‪ .‬وابن عباس‪ ،‬أرسى قواعد المذهب الإباضي‪ .‬ونظم دعوته السرية‪ .‬تعرض للسجن وترك تراثا‬ ‫ضخما متنه المدون عن طريق طلابه ومنه المنسوب إليه‪ .‬انظر‪ :‬السعدي‪ ،‬فهد ين علي‪ .‬معجم الفقهاء‬ ‫والمتكلمين الإباضية‪ .‬ج"‪ .‬ط‪ .‬مكتبة الجيل الواعد مسقط ‪7002 :‬م‪ .‬ص ‪ 39‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫وبعده الإمام أيي عبيدة مسلم بن أكبيريمة التميمى" الذي نجح في توسيع نطاق‬ ‫الدعاة (حملة العلم) وقامت في زمانه إمامة في اليمن عام ‪921‬ه‪747 /‬م‪ .‬وأخرى‬ ‫في عمان عام ‪231‬ه‪947 /‬م‪ .‬ومجمل هذه الأحداث التي مر بها هذا الفكر مع‬ ‫ما تلاها من أحداث أخرى كان لها تأثيرها الكبير على الأسس والأفكار المتعلقة‬ ‫بالنظام الإمام عند الإباضية‪.‬‬ ‫والمذاهب في الإمامة تنقسم إلى قسمين‪ :‬مذاهب تقوم على أساس من القول‬ ‫بالنص والتعيين‪ .‬أي نص النبي الكريم على شخص معين يخلفه من بعده‪.‬‬ ‫كمذهب الشيعة على اختلاف فرقهم باستثناء فرقة الزيدية‪ .‬ومذاهب تقوم على‬ ‫أساس من القول بان الإمامة تكون بالاتفاق والاختيار؛ لأن النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ -‬لم ينص على من يخلفه من بعده ‪ .‬وترك أمر المسلمين شورى بينهم} وهي‬ ‫مذاهب باقي الفرق الإسلامية‪ .:‬من هنا يبدو أن المدرسة المعنية بالبحث تنتمي‬ ‫إلى جماعة الشورى حيث وضعت المبادئ وطرحت الأفكار حول كيفية تطبيق‬ ‫هذه الشورىء الأمر الذي يستدعي إعطاء نبذة عن هذه النظرية ومدى تطورها‬ ‫وتأثرها الكبير بعوامل الزمن والحراك التاريخي‪.‬‬ ‫أ‪ -‬مسالك الديث‬ ‫ويبدو أثر الحراك التاريخي في الفكر السياسي الإباضي متمثلا فيما عرف‬ ‫أبو عبيدة مسلم بن أبى كريمة التميمي (ت‪41 :‬ه‪267/‬م) ‪ .‬احد كبار أئمة المذهب الإباضي‬ ‫‪1‬‬ ‫الأوائل‪ .‬ولد ونشأ في البصرة‪ .‬اخذ العلم عن عدد كبير من الصحابة وكان تلميذا للإمام جابر‪ .‬تولى‬ ‫إمامة المذهب يعده‪ .‬نظم الدعوة واعتنى بإعداد مجموعة من الدعاة أرسلهم إلى عدد من أقاليم الدولة‬ ‫الإسلامية عرفوا بحملة العلم‪ .‬ترك العديد من النار العلمية‪ .‬انظر‪ :‬السعدي المرجع السابق" ج‪ .3‬ص‬ ‫‪ 191‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عمارة‪ .‬محمد‪ .‬الإسلام وفلسفة الحكم‪ .‬ط‪ .2‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪.24‬‬ ‫ص‬ ‫‪91‬م‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫نظرية الحكم عند الاباضية‬ ‫عندهم ب "مسالك الدين“ أي طرق نظام الحكم التى تعرف اصطلاحا بأنها "الطرق‬ ‫التى يتوصل بها إلى إنفاذ الأحكام الشرعية“" وجوهر هذه المسالك والمستمد من‬ ‫الأدوار التاريخية التي مر بها هذا الفكر قائم على توفير أسباب التكيف والتأقلم مع‬ ‫مختلف الأوضاع التي يمر بها الإباضية وعلاقتهم مع الأمم وساستها ومع المخالفين‬ ‫وعقائدهم"‪ .‬من هنا تقسم هذه المسالك حسب الظروف التى تقتضيها الأحوال‬ ‫إلى أربعة أنواع‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مسلك الكتمان‪ :‬يمثل الحالة التي يكون فيها أتباع الفكر الإباضي تحت‬ ‫حكم سلطة مخالفة لهم‪ .‬أو أن يكون عددهم وعدتهم أقل من نصف عدوهمة‪.‬‬ ‫"والكتمان المحافظة على الدين بحيث لو ظهر لعطل ومنع منهإ فمن ضيّع دينه‬ ‫فليس جاريا على حكم الكتمان“‪ .‬فهذا المسلك يتيح تجنب التعرض لقمع السلطة‬ ‫واضطهادها كما يبيح التقية[ وفيه يتم الابتعاد عن الحياة السياسية والاقتصار على‬ ‫النشاط الديني حصرا مع العمل على تنظيم الصفوف لأجل الانتقال إلى وضع‬ ‫آخر‪ .‬خير مثال عليه الوضع في البصرة زمن الأمويين كما هو حال الإمام جابر‬ ‫بن زيد وعبد الته بن باض وكذلك زمن العباسيين كما هو حال الإمام أيي عبيدة‬ ‫والإمام الربيع ين حبيب‪ .‬وفى عمان عمل بهذا المسلك بعد سقوط الإمامة‬ ‫‪ - 1‬اطفيش‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.591‬‬ ‫‪ - 2‬جهلان‪ .‬عدون‪ .‬الفكر السياسي عند الإباضية من خلال آراء الشيخ محمد بن يوسف اطفيش‪: .‬‬ ‫طة‪ .‬مكتبة الضامري‪ .‬السيب‪0102 :‬م‪ .‬ص ‪.771‬‬ ‫‪ - 3‬عبد الكافي‪ .‬أبو عمار ( ت‪ :‬ق كه ‪11 /‬م)‪ .‬الموجز‪ .‬تح‪ :‬عبد الرحمن عميرة‪ .‬ج‪ .2‬طا‪ .‬دار‬ ‫‪.72‬‬ ‫ص‬ ‫الجيل‪ .‬ييروت ‪0 :‬م‪.‬‬ ‫‪.311‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫‪ 4‬۔ اطفيشض‪.‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫دار الحكمة‪ .‬لندن‪3 :‬‬ ‫العربى‪ .‬ط‪2‬‬ ‫‪ - 5‬هاشم‪ .‬مهدي طالب ‪ .‬الحركة الإباضية فى المشرق‬ ‫ص ‪.652‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الأولى‪ .‬إمامة الجلندى بن مسعود (‪231‬ه‪947/‬م ‪431 -‬ه‪257/‬م)‪ .‬كذلك طبق في‬ ‫فترات مختلفة حتى العصر الحديث'‪.‬‬ ‫د ‪ -‬مسلك الشراء‪ :‬يكون بشراء الآخرة بالدنيا‪ .‬أي التضحية بالنفس وجهاد‬ ‫السلطة الجائرة‪ .‬وقد أخذ من قوله تعالى‪[ :‬ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء‬ ‫مرضاة الله‪ .:‬والانتقال إلى المسلك يكون حين يبلغ استبداد السلطة حدا لا‬ ‫يمكن احتماله‪ .‬ويشترط فيه اتفاق ‪ 04‬من أتباع المذهب على الثورة‪ .‬كما أن الإمام‬ ‫لا يمكنه التراجع حتى لو تخلت عنه جماعته"‪ .‬فبعد اكتمال عدد الثوار أربعين‬ ‫رجلا فما فوق" فإنهم يخرجون من ديارهم إلى الأماكن التي يمكن أن يتم فيها‬ ‫العمل الجهادي" ولا يعودون إلى أهلهم حتى يهلكوا عن آخرهم‪ .‬ويمكن لهم ذلك‬ ‫إذا بقي منهم ثلاثة‪ .‬وذلك لكي يكونوا نواة لمواصلة العمل الجهادي‪ .‬والمثال على‬ ‫هذا المسلك ما قام به أبو بلال مرداس بن حدير و‪ 04‬من أصحابه زمن الأمويين‬ ‫سنة ‪16‬ه'‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مسلك الدفاع‪ :‬يكون عندما يتعرض أتباع المذهب لهجوم من قبل عدو‬ ‫خارجي وهم في وضع قيادي يخلو من وجود إمام؛ أو في حالة حدوث تجاوز‬ ‫من الإمام المعقود له‪ .‬وفي كلا الحالتين يتم الاجتماع واختيار إمام يدافع تحت‬ ‫‪ - 1‬في العصر الحديث دخلت الإمامة في عمان حالة الكتمان بعد سقوط إمامة عزان بن قيس‬ ‫(‪8681-1781‬م) حتى إعلان إمامة سالم بن راشد الخروصي (‪3191-0291‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة‪ :‬آية ‪.702‬‬ ‫ة ‪ -‬الكندي‪ .‬أحمد بن عبد الله (ت‪755:‬ه‪2611/‬م)‪ .‬المصنف‪.‬ج‪ .01‬تح‪ :‬الشيخ سالم ين حمد‬ ‫الحارثي‪ .‬ط‪ \1‬وزارة التراث القومى والنقافة‪ .‬مسقط‪3891 :‬م‪ .‬ص ‪091-191‬؛ اطفيش امحمد يوسف‬ ‫(ت‪2331 :‬ه‪4191/‬م) ‪ .‬شرح كتاب النيل وشفاء العليل‪ .‬ج‪ .41‬ط‪ .3‬مكتبة الإرشاد! جدة‪ .5891 :‬ص‬ ‫‪.654‬‬ ‫‪ 4‬اطفيش؛ شرح عقيدة التوحيد؛ ص ‪.691‬‬ ‫‪41‬‬ ‫نظرية الحكم عند ال‪.‬باضبة‬ ‫قيادته"‪ .‬وفي حالة الانتصار تنتهي إمامته ويتم التشاور حول اختيار إمام "ظهور“‬ ‫حيث يمكن تثبيته أو اختيار غيره فالأمر شورى‪ .‬يقول البسيوي" وفي أمر إمام‬ ‫الدفاع محمد ين عبد الله ين أيي عفان " فعل أهل عمان في ابن أيي عفان (‪)...‬‬ ‫لم يقل أحدهم انه إمام عدل متفق عليه‪ ،‬وإنما قال يعضهم إنه إمام دفاع إلى أن‬ ‫تضع الحرب أوزارها بشرط"‪ .‬وطبيعة هذا المسلك تحتم اختيار إمام ذي شخصية‬ ‫متميزة بالكفاءة العسكرية والقابلية على القيادة والزعامة والمقدرة على التنظيم‪.‬‬ ‫كما أن من واجباته الثبات في ساحة المعركة والصبر عند مواجهة الأعداء ويغدو‬ ‫الدفاع فرض عين على كل قادر على حمل السلاح‪.‬‬ ‫وللدفاع أمثلة في التاريخ كما هو حال عبد الله بن وهب الراسبي وأتباعه في‬ ‫معركة النهروان"‪ .‬والإمام محمد بن ناصر الغافري في عهد اليعاربة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬العبري‪ .‬على بن هلال‪ .‬الإمامة فى الفقه الإسلامى (دراسة مقارنة)‪ .‬رسالة ماجستير (غير‬ ‫منشورة)! قسم الدراسات العليا لعلوم الشريعة والحقوق والسياسة‪ .‬كلية الدراسات العليا! الجامعة‬ ‫الأردنية‪ .‬عمان‪1991 :‬م‪ .‬ص‪..02‬‬ ‫‪ - 2‬الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد اليحمدي‪ .‬نسب إلى بسيا أحد أعمال‬ ‫مدينة بهلا‪ .‬من علماء القرن الرابع الهجري تتلمذ على يد العلامة الأصولي أبي محمد ابن بركة البهلوي تأثر‬ ‫يمذهبه في الولاية والبراءة‪ .‬وانتصر لشيخه في رسالة كتبها ردا على الشيخ أبي سعيد الكدمي‪ ،‬من مؤلفاته‬ ‫كتاب الجامع المسمى جامع أبي الحسن وكتاب المختصر المعروف بمختصر البسيوي وله سيرة أورد‬ ‫فيها الكثير حول الإمامة وشروطها‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬سيف بن حمود بن حامد‪ .‬إتحاف الأعيان في تاريخ‬ ‫بعض علماء عمان‪ .‬جل‪ .‬ط‪ .2‬مكتبة المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية‪.‬‬ ‫مسقط ‪4002 :‬م!‪ .‬ص ‪.503 003-‬‬ ‫‪ - 3‬البسيوي‪ .‬أيو الحسن علي بن محمد (من علماء ق ‪ 4‬ه‪ /‬ق‪01‬م )‪ .‬سيرة عن الشيخ ابي الحسن‪.‬‬ ‫السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬سيده إسماعيل كاشف ج‪ .2‬ط ‪ .2‬وزارة التراث القومي‬ ‫والتقافة‪ .‬مسقط‪9891 :‬م‪ .‬ص ‪.001‬‬ ‫‪ 4‬جهلان‪ .‬المرجع السايق؛ ص ‪.781‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ - 4‬مسلك الظهور‪ :‬وهو أعلى مسالك الدين وهو "الإمامة الكبرى لإنقاذ حقوق‬ ‫الله وحقوق العباد" ويشترط لوجوب هذا المسلك أن يكون أتباع المذهب في‬ ‫وضع من القوة والعدة لا تقل عن نصف ما هو موجود لدى أعدائهم‪ .‬أي يكونوا‬ ‫في عددهم وعدتهم نصف أعدائهم"‪ .‬فهذا المسلك يمثل التطبيق الكامل للنظرية‬ ‫بما تعنيه من اختيار الإمام وإقامة الحكم وتنفيذ الحدود وفق المنهج والمعتقد‬ ‫الإسلامي لأتباع هذا الفكر‪ .‬وتنظيم الدولة والمجتمع‪.‬‬ ‫لذلك كان شرط القوة والجاهزية أهم ما ينبغي الأخذ به في هذه الحالة‪ .‬يقول‬ ‫الشيخ ابن محبوبث "إن كانت لهم قوة جاز لهم عقد الإمامة لرجل منهم أمين‬ ‫ثقة“‪ .‬ولم يحدد الإباضية العدد الكافي للظهور ولا الوقت اللازم لذلك والمعتبر فيه‬ ‫القوة‪ .‬ومدى التمكن من الغلبة للوصول إلى الحكم "فربما قدر الرجل في البأعين‬ ‫وربما يقدر في عشرة آلاف" وربما ينظر في تبليغ الحجة“ فوضعية أتباع المذهب‬ ‫وحالتهم إزاء أعدائهم هي المؤشر الوحيد لميزان الضعف والقوة‪ .‬ومن الأمثلة على‬ ‫هذا المسلك الإمامة الأولى في اليمن وإمامة عمان‪ ،‬وإمامة المغرب التي نشأت‬ ‫عنها الدولة الرستمية‪.‬‬ ‫! ‪ -‬اطفيش‪ ،‬شرح عقيدة التوحيد‪ .‬ص ‪.591‬‬ ‫‪ 2‬الخروصي‪ .‬سالم بن هلال‪ .‬الفكر السياسي عند الإباضية والزيدية‪ .‬ط ‪ .1‬مكتبة مدبولي‪ .‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪6‬م‪ .‬صر‪.79‬‬ ‫‪ - 3‬محمد بن محبوب بن الرحيل القري (ت ‪062 :‬ه‪378/‬م)‪ .‬عالم فقيه‪ .‬وداعية مجتهد‪ .‬وسياسي‬ ‫محنك‪ .‬ولد في البصرة‪ .‬وتنقل بين عدد من البلدان إلى أن استقر في عمان" وعاصر فيها عدداً من‬ ‫الأئمة‪ .‬ترأس العلماء زمن الامام الصلت بن مالك وتولى القضاء على صحار له العديد من الآراء الفقهية‬ ‫والآثار العلمية‪ .‬انظر‪ :‬السعدي‪ .‬معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪ 351‬وما بعدها‪.‬‬ ‫اطفيش‪ .‬شرح النيل ‪ .‬ج‪ . 41‬ص ‪.313‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ - 6‬الكندي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص!‪1‬ك‪.‬‬ ‫‪ - 6‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.172‬‬ ‫‪61‬‬ ‫نظربة الحكم عند الإباضية‬ ‫ب‪ -‬وجوب العامة وشروطها‬ ‫يرى أتباع هذا الفكر أن نصب الإمام واجب شرعا على الأمة‪ .‬مستدلين على‬ ‫ذلك بنصوص من القرآن الكريم‪ .‬وأحاديث النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وسنته‬ ‫الفعلية‪ .‬إلى جانب الأدلة العقلية القائمة على وجوب وجود زعيم يقود أي جماعة‬ ‫أو أمة لما فيه من إقامة العدل ودفع الظلم‪ .‬وتنظيم شؤون اليشر'‪ .‬غير أن هنالك‬ ‫مسألة دقيقة وجب التنبيه لها وهي أن الإباضية يرون أنه في حالة وجود حاكم‬ ‫عادل حتى ولو لم يكن منتخبا فيجب طاعته‪ .‬فليست العبرة بالمسميات ولكن‬ ‫بالغاياتث‪.‬‬ ‫يقول علي يحيى معمر‪” :‬إمام المسلمين سواء جاء بطريق الشورى أو بغيره‪ 6‬إذا‬ ‫كان عادلا تجب طاعته والخروج عنه فسق وإذا جار جاز البقاء تحت حكمه ولا‬ ‫يطاع في معصية وجاز الخروج عنه“"‪ .‬ومجمل القول أن الإباضية ترى أن الإمامة‬ ‫فرض واجب لأنها ضرورية من أجل تطبيق الأحكام الإلهية‪ .‬ونشر العدالة بين‬ ‫الرعية‪ .‬والعدل في توزيع الثروات ومحاربة المرتدين ويتفق الإباضية مع أغلب‬ ‫المذاهب الإسلامية في ضرورة نصب الإمام‪ .‬فمهما بلغت الأمة من درجات الرقى‬ ‫الحضاري لابد لها من إمام يسوسها‪ .‬ويحتكم الجميع إليه يصفته المسؤول الأول‬ ‫عن العدالة في جميع نواحيها‪ .‬كما أن إقامة الشرع وتنفيذه لا يتم على أيدي أفراد‬ ‫‪ ١‬لمجتمع‪. ‎‬‬ ‫‪ - 1‬العبري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.62-13‬‬ ‫‪ - 2‬الحارثي‪ .‬سالم بن حمد‪ .‬العقود الفضية في أصول الإباضية‪ .‬ط‪ .2‬ابناء المؤلف‪ .‬إبراء‪9002 :‬م‪.‬‬ ‫ص ‪.792‬‬ ‫‪ - 3‬معمر‪ .‬الإباضية بين الفرق الإسلامية‪ .‬ص ‪.852‬‬ ‫‪71‬‬ ‫الا ماسة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫يقول العلامة الشقصى' " الإمامة فرض من فرائض الله‪ .‬وواجب من واجباته‪.‬‬ ‫وهو فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين“ ورغم اعتقاد أتباع هذا‬ ‫الفكر بوجوب الإمامة واقتناعهم بضرورة تعيين الإمام‪ .‬فإنهم لا يرونها واجبة في‬ ‫الظروف الخاصة‪ .‬معنى ذلك أن وجوب الإمامة مشروط بتوفر العوامل المساعدة‬ ‫على إقامتها‪ .‬ونظرا لذلك وضع علماء الإباضية جملة من الشروط ينبغي مراعاتها‬ ‫قبل اختيار الامام وإعلان الدولة‪ .‬وهذه الشروط تختلف باختلاف الظروف التي‬ ‫على أساسها يتحدد المسلك المتبع‪.‬‬ ‫والمهم هنا ما يتعلق بشروط إمامة الظهور وهي ثلاث خصال كما يراها الإمام‬ ‫‪ .‬الحضرمي‪" :‬والذي يوجب الإمامة ثلاث خصال‪ :‬أحدها‪ :‬قوة أهل الدعوة‪ .‬وذلك‬ ‫أن يغلب على ظنهم أنهم يغلبون أهل الباطلء الثاني‪ :‬أن يكون أهل الدعوة‬ ‫أربعين رجلاء أحراراء بالغين‪ .‬عاقلين‪ .‬أصحاء‪ .‬ليس منهم أعمى فصاعدا‪ .‬الثالث‪:‬‬ ‫أن يكون فيهم ستة رجال فصاعدا أهل علم بأصول الدين والفقه‪ .‬ذوي ورع وصلاح‬ ‫في الدين‪ .‬فإذا اجتمع في أهل الدعوة هذا الوصف وجب عليهم أن يعقدوا‬ ‫الإمامة لأفضلهم في الدين والعلم والورع‪ .‬من هنا إذا اجتمعت للإباضية هذه‬ ‫الشروط يصبح إعلان الإمامة أمرا واجبا ويتم عقدها لمن تنطبق عليه شروطها‪.‬‬ ‫‪ - 1‬خميس بن سعيد بن علي الشقصي (كان حيا حتى عام‪0701 :‬ه‪0661/‬م)‪ .‬قائد علامة‪ .‬وقاض‬ ‫فقيه‪ .‬وناظم للشعر‪ .‬عقد الإمامة للإمام ناصر ين مرشد‪ ،‬وكان من المعاضدين له‪ .‬واحد أركان دولته‬ ‫وقاضيه‪ .‬وقائد جيشه في حرب البرتغاليين في مسقط ‪ .‬كان عالما مجتهدا وقد صار لفقهه صدى كبير‬ ‫ج‪.1‬‬ ‫معجم الفقهاء والمتكلمين‪.‬‬ ‫السعدي!‬ ‫الطالبين‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫عند من جاء بعده من أشهر مؤلفاته منهج‬ ‫ص ‪ 202‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ق ‪7‬م( ‪ .‬منهح الطالبين وبلاغ الراغبين‪.‬‬ ‫‪ :‬ق ‪1‬ھ‪/‬‬ ‫خميس بن سعيد بن علي (ت‬ ‫‪-2‬۔ النقصي‪.‬‬ ‫جك‪ .‬طل‪ .‬مكتبة مسقط‪ .‬مسقط ‪6002 :‬م‪ .‬ص ‪.721‬‬ ‫‪.753‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫‪ - 3‬الحضرمى؛‬ ‫‪81‬‬ ‫نظرية الحكم عند الإباضية‬ ‫والشرط الثاني الذي أورده الإمام الحضرمي والمتعلق بعدد الرجال فإنه في الواقع‬ ‫يخص الإمامة في مرحلة الشراء‪ .‬أما في مرحلة الظهور فيجب أن يكون عدد أتباع‬ ‫الفكر كنصف عدوهم في جميع ما يحتاجون إليه"‪ .‬فالإياضية عموما يرون تصب‬ ‫الإمام‪ .‬بل ويقرر الفكر السياسي لديهم أنه إذا اتفقت الأمة على تولية إمام عادل‬ ‫أهل لتلك المسؤولية‪ ،‬فأبى أن يتقدم قتلوه ونظروا في غيره‪ ،‬وذلك أسوة بالخليفة‬ ‫عمر ين الخطاب في وصيته للصحابة أهل الشورى الذين كلفهم باختيار خليفة من‬ ‫بعده حيث أمرهم بقتل من يرفض الإمامة إذا اتفقوا عليه"‪.‬‬ ‫أما المسألة المتعلقة بطريقة تولي الامام فهي عند الإباضية قائمة على مبدأ‬ ‫الاختيار وهو أمر منوط بالعلماء ذلك ”أن الإمامة لا تجب لإمام من بعد إمام أو‬ ‫عزله إلا عن مشورة أهل العلم ورضى منهم على النصح لله ثم يكون حجة على‬ ‫من غاب“‪ .‬كما ذهبوا إلى عدم انعقاد الإمامة بالقهر والغلبة وأن المستولى عليها‬ ‫باغيا يحكم عليه بأحكام أهل البغي‪ .‬كذلك الحال بالنسبة للاستخلاف أو ولاية‬ ‫العهد فقد ذهب الإباضية إلى عدم شرعية هذه الطريقة وأن الإمامة لا تنعقد إلا‬ ‫بالاختيار والشورىُ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬جهلان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.271‬‬ ‫‪ - 2‬اين قتيبة‪ .‬أبو محمد عبد الله بن مسلم (ت‪672 :‬ه‪998/‬م)‪ .‬الإمامة والسياسة‪ .‬علق عليه ووضع‬ ‫حواشيه‪ :‬خليل المنصور‪ .‬ج‪ .1‬ط‪ .1‬دار الكتب العلمية‪ .‬بيروت‪1002 :‬م‪ .‬ص‪.62‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬صك‪.59‬‬ ‫‪ - 4‬الرحيلي‪ .‬محمد بن محبوب‪ .‬سيرة الشيخ الفقيه محمد بن محبوبثؤ السير والجوابات لعلماء‬ ‫وأئمة عمان تح‪ :‬سيده إسماعيل كاشف ج‪ .2‬ط‪ .2‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪ .9891:‬ص ‪.892‬‬ ‫‪ - 5‬العبري‪ .‬المرجع السابقش ص‪.26‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫ج‪ -‬شروط الإمام وكيفية تنصيبه‬ ‫في جانب آخر تبرز مسألة الشروط الواجب توافرها في الإمام والتي لا تتم‬ ‫الإمامة إلا بها‪ .‬والحقيقة أن مصادر الفقه الإباضي حفلت بأبواب عديدة حول‬ ‫هذا الموضوع‪ .‬والذي اصطلح عليه بقولهم‪ :‬صفة من يجوز أن يكون إماما‪ .‬وهذه‬ ‫العناية تدل على مدى أهمية هذا الموضوع وخطورته‪ .‬هذا أمر والأمر الآخر هو‬ ‫الاختلاف حول هذه الشروط أحيانا والذي منبعه التباين في الظروف السياسية‬ ‫والوضع الاجتماعي والجغرافي‪ .‬كذلك التطورات الناتجة عن الاختلاف الزمني‬ ‫حيث تستجد أحوال مختلفة بين القديم والحديث أو من زمن إلى آخر‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬نجد مثال ذلك ما اشترطه العلامة محمد بن يوسف أطفيش من ضرورة الإلمام‬ ‫بالعربية'؛ وهو أمر ناتج من تفشي اللسان البر بري في المغرب بخلاف المشرق‬ ‫حيث لا نجد تركيزا على هذا الشرط ‪ .‬كذلك ذهب الإمام الحضرمي قديما (ت‪:‬‬ ‫ق ك ه) إلى وجوب العلم في الإمام! في حين رأى الإمام السالمي الذي عاش في‬ ‫القرن الرابع عشر الهجري العشرين الميلادي أن العلم "شرط كمال لا شرط لصحة‬ ‫الإمامة فإنها تصح بغير العالم في وقت الضرورة والحاجة إليه“"‪ .‬والمتمعن في ذلك‬ ‫يخلص إلى أن الفكر الإباضي السياسي تمتع بقدر كبير من المرونة والمقدرة على‬ ‫التكيف مع مختلف الأوضاع‪.‬‬ ‫أما الشروط فمنها ما يتعلق بالجانب الحلقي ‪-‬الجسماني‪ -‬وأهمها أن يكون‬ ‫‪ - 1‬جهلان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.412‬‬ ‫‪ -2‬الحضرمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.753‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬عبد الله بن حميد (ت‪2331 :‬ه ‪4191 /‬م)‪ .‬جوابات الإمام السالمي‪ .‬تنسيق ومراجعة‪:‬‬ ‫عبد الستار ابو غدة‪.‬ج!‪ .‬ط‪ .2‬مكتبة الإمام السالمي‪ .‬بدية‪9991 :‬م؛ ص ‪.045‬‬ ‫‪()2‬‬ ‫نظرية الحصم عند الاباضية‬ ‫رجلا بالغا عاقلا‪ 5‬ليس بالأعمى‪ .‬ولا بالأصم‪ .‬ولا باالمخرس‪ .‬وأن يكون صحيحا‬ ‫ليس بالمجبوب ولا الخصي ولا مقطوع اليدين والرجلين'‪ .‬ويتضح من خلال هذه‬ ‫الشروط حصر الإمامة فى الرجال دون النساء أي شرط الذكورة‪ .‬فلا تنعقد الإمامة‬ ‫لامرأة مهما أوتيت من كفاءة وتأهل نظرا لما يعتريها من حالات نفسية ومرضية‬ ‫تقعدها عن القيام بشؤونها"‪ .‬وأن لا يكون الإمام صبيا؛ لأن البلوغ مناط التكليف‪.‬‬ ‫والتكليف ملاك الأمر ولا تكليف على صبى‪ ".‬ومن المعلوم أن الطفل أيضا ناقص‬ ‫عقلا وقد رفع عنه القلم فمن لم يكن عليه حساب ولا عقاب كيف يحاسب الناس‬ ‫أو يعاقبهم'‪.‬‬ ‫والجوانب الأخرى المتمتلة فى صحة القوى العقلية‪ .‬وسلامة الحواس والأعضاء‬ ‫لها أهميتها‪ .‬ذلك أن أي نقص في الإمام من الناحية الجسمية يترتب عليه نقص‬ ‫في أداء مهامه‪ .‬فلا يعقل أن يتقلد المجنون أو الأعمى أو الأصم وغيرهم من‬ ‫‏‪ ١‬لمقعدين زما م ‏‪ ١‬لأمور وهم لا يتمكنون من تدبير أنفسهم؛‪.‬‬ ‫أما الشروط الأخرى فهى المتعلقة بالجانب الأخلاقى أي التى يمكن اكتسابها‬ ‫أو التى تنمو وتزيد بالكسب‪ ،‬وهى عديدة ويمكن اختصارها فى عدد من النقاط‪:‬‬ ‫من ذلك أن يكون من أهل العلم والورع في الدين‪ .‬وقد أشير سابقا حول الاختلاف‬ ‫‪ - 1‬الحضرمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪753‬؛ الشقصي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪!331‬؛ الرقيشي‪ .‬محمد‬ ‫‪.8‬‬ ‫ص‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مسقط ‪:‬‬ ‫والثقافة‪.‬‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫الرشاد ‪ .‬ط‪.2‬‬ ‫علم‬ ‫الوقاد على‬ ‫النور‬ ‫بن سالم بن زاهر‪.‬‬ ‫الخليلي‪ .‬أحمد بن حمد‪ .‬شرح منظومة غاية المراد في نظم الاعتقاد‪ .‬ط‪ .‬مكتبة الجيل الواعد‪ .‬مسقط ‪:‬‬ ‫‪3‬م‪ .‬ص‪1‬ر‪.756‬‬ ‫‪ - 2‬اطفيش‪ .‬شرح عقيدة التوحيدث ص ‪.295‬‬ ‫‪ - 3‬جهلان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.612‬‬ ‫‪ - 4‬الحارثى‪ .‬مالك بن سلطان‪ .‬نظرية الإمامة عند الإياضية‪ .‬ط‪ .1‬المؤلف مسقط‪1991 :‬م‪ .‬ص ‪.63‬‬ ‫المرجع السابق ص ‪.612‬‬ ‫‪5‬۔ جهلان‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الحضرمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.753‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫في درجة العلم من ذلك قول الكندي‪" :‬وأقل ما يكون من علم الإمام والوالي أن‬ ‫ينظر الولاية والبراءة" أي أن يكون عالما بأصول الولاية والبراءة وموجباتها‪ .‬مع‬ ‫الحرص على التعلم على الأقل ومشاورة أهل العلم "ثم مع ذلك لا يدع التعليم‬ ‫على الأقل ومشاورة أهل الفقه من المسلمين“"‪.‬‬ ‫من هنا كان التفريق بين الإمام العالم المجتهد والذي يعرف بالقوي‪ ،‬والإمام‬ ‫الضعيف الذي يرجع إلى من حوله من العلماء يستمد منهم خبرته‪ ،‬ويرجع إليهم‬ ‫في حل المشكلات"‪ .‬ومثل هذا يشرط عليه أن لا يحل ولا يعقد ولا يولي ولا يعزل‬ ‫ولا يقيم حكما ولا حدا إلا بأمر العلماء"‪ .‬وفي كل الأحوال لا مناص للإمام عن‬ ‫الشورى "وقد قيل في المشورة على الإمام فرض فإذا تركها كفرش كان عالما أو‬ ‫ضعيفا“‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك ما يمكن وصفه بالعدالة أي الاتصاف بالكمالات الإنسانية‬ ‫وتجنب الأحوال الرديةه ومن ذلك "أن يكون رحيما‪ .‬مصلحا بين الناس‪ ،‬يعدل‬ ‫بجهده بين رعيته‪ .‬بحكمه وقسمه؛ لا يتفاضلون عنده إلا بقدر فضلهم في العلم“"‬ ‫وهذا يقتضي منه أن يكون متواضعا لا إلى درجة الذل‪ ،‬مترفعا لا إلى درجة التكبر‪.‬‬ ‫وأن لا يكون كذابا‪ .‬ولا مخلفا! ولا حسودا‪ ،‬ولا حقودا‪ ،‬ولا بخيلا‪ ،‬ولا عجولاء‬ ‫الكندي‪ .‬المصدر السابق ‪.36‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 2‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي" المصدر السابق‪ .‬ص‪16 .06‬؛ الرقيشي‪ .‬المرجع السابق! صل‪99‬؛ الخليلي" المرجع‬ ‫السابق‪ .‬ص‪.7561‬‬ ‫‪ 4‬الكندي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪08‬؛ الرقيشي‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫ك ‪ -‬الكندي! المصدر السابق‪ .‬ص ‪.18‬‬ ‫‪ - 6‬الخروصي المرجع السابق‪ .‬ص ‪.021‬‬ ‫‪ 7‬الكندي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.46‬‬ ‫‪22‬‬ ‫نظرية الحكم عند الاباضية‬ ‫ولا ميذرا‪ ،‬ولا غدارا‪ ،‬ولا مكارا'“‪ .‬وبذلك يكسب ود الرعية‪ .‬ويحظى بالتأييد‪ .‬فإذا‬ ‫رضي الناس بالإمام كان موضع تقتهم فيسهل له القيادة وتدبير شؤونهم‪ .‬وان يكون‬ ‫ممن لم يقم عليه حد من قطع ولا جلدة‪ 5‬فمرتكب الكبيرة والتي عقوبتها الحد لا‬ ‫يصلح لإمامة المسلمين؛ والعلة عدم أمانته وانه لا يصلح للشهادة فكيف يصلح‬ ‫للإمامة‪.‬‬ ‫ويمكن تبين أثر التركيز على الشورى واضحا في النظرية السياسية الإباضية‬ ‫يدا من اختيار الحاكم والذي يكون من قبل الناس عبر النخبة أو أهل الحل‬ ‫والعقد"‪ .‬وانطلاقا من أن أهل الحل والعقد يصلحون جميعا لتولي منصب الإمامة‬ ‫مع وجود الأفضلية بينهم‪ .‬فإن الإباضية لا يفرقون بين أهل الشورى كأعضاء وبين‬ ‫من يقدم للإمامة فهم يمزجون بين الصفات الدينية كالورع والحلم والنزاهة والبر‬ ‫للمسلمين‪ .‬وبين الصفات الأخلاقية كأن لا يكون حسودا ولا نكودا ولا كذابا ولا‬ ‫مخلفا للعهد‪ .‬والصفات الذاتية الجسدية كالسلامة من الجنون والعته والخرس‬ ‫وغيرها"‪.‬‬ ‫ويجتمع مجلس الشورى لاختيار من يقدمونه لمنصب الإمامة والمجلس لا‬ ‫ينعقد لهذا الغرض إلا في الحالات الآتية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬نقسه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الحضرمى‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.853‬‬ ‫‪ - 3‬البسيوي{ المصدر السابق! ص ‪.871‬‬ ‫‪ - 4‬ياسين‪ .‬عبد الجواد‪ .‬السلطة في الإسلام (نقد النظرية السياسية)‪ .‬ج‪ .2‬ط‪1‬س المركز الثقافي‬ ‫العربي‪ .‬بيروت‪9002 :‬م‪ ،‬ص‪.243‬‬ ‫‪ - 6‬الكندي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.77‬‬ ‫‪ 6‬الكندي‪ .‬نفسهش ص ‪501 001-‬؛ الشقصي المصدر السابق؛ ص ‪.331-531‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫ا ‪ -‬لاختيار إمام جديد ليخلف إماما سابقا له وفي هذه الحالة لا يجوز للمجلس‬ ‫أن يختار إماما إلا إذا تحققت وفاة الامام الذي سيخلف أو بعد التحقيق من‬ ‫شغور المنصب وذلك بعزل الامام القائم بسبب ما‪.‬‬ ‫د ‪ -‬لاختيار أول إمام لدولة إباضية تؤسس من جديد‪.‬‬ ‫وبعد تحديد القائمة المرشحة تجرى المفاوضات بين أعضاء المجلس بكل‬ ‫نزاهة حتى يستقر رأيهم فيمن هو أحق بالإمامة عن تراض وفق الشروط اللازمة‪.‬‬ ‫وفي حالة عدم حصول الإجماع التام على شخص معين يؤخذ برأي الأغلبية‪'.‬‬ ‫وبعد أن يستقر الرأي على الامام الجديد تتم مبايعته من طرف الخاصة ثم من‬ ‫بقية المسلمين برضاهم له وقبولهم لخلافته‪ .‬والبيعة اصطلاحا تأييد المرشح للإمامة‬ ‫والموافقة عليه‪ .‬ولا تتم البيعة إلا بالعقد وهو أهم ما فيها‪ .‬وللعقد صيغ مختلفة من‬ ‫ذلك " إنا قدمناك على أنفسنا والمسلمين‪ .‬على أن تحكم بكتاب الله وسنة نبيه‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم‪ .‬وعلى أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر" وتظهر‬ ‫دين الله الذي تعبد به عباده‪ .‬وتدعو إليه ما وجدت إلى ذلك سبيلا‪ .‬فإن قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫وجبت البيعة وثبتت العقدة"“‪.‬‬ ‫‪ .‬أما عن أهمية العقد فإنه ليس واجبا ولكنه ضروري لإتمام البيعة‪ .‬يقول الشيخ‬ ‫الصائغى‪" ::‬فإذا كانت الإمامة فريضة فالعقد فيها وسيلة والفرض إذا ثبت بالإجماع‬ ‫‪ - 1‬علي‪ .‬بكير بن بلحاج‪ .‬الإمامة عند الإباضية بين النظرية والتطبيق مقارنة مع أهل السنة‬ ‫والجماعة‪ .‬ج‪ .1‬مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‪ .‬السيب‪0102 :‬م‪ .‬ص‪..462‬‬ ‫‪ - 2‬الشقصي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.331‬‬ ‫‪ - 3‬سالم بن سعيد بن علي الصائغي (حي‪3321 :‬ه‪8181/‬م)‪ .‬فقيه ناظم للنعر‪ ،‬من ولاية منح{ تعلم‬ ‫على يد جملة من العلماء‪ .‬واهتم بنسخ الكتب وله في التأليف عدد من المؤلفات منها المخطوط" مثل‪:‬‬ ‫المضنون به على غير أهله‪ .‬وكنز الأديب وسلافة اللبيب‪ .‬السعدي‪ .‬معجم الفقهاء والمتكلمين‪ .‬ج‪ .2‬ص‬ ‫‪ 22‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫نظرية الحكم عند الاباضية‬ ‫لم يسقط بعدم الوسيلة ولا يتركها وقيل إن الرضى والتسليم يقومان مقام العقد“'‪.‬‬ ‫والواقع أن للعقد بعدا إلزاميا يزيد للبيعة تأكيدا وترسيخا وهو بمثابة الرمز الشرعي‬ ‫لنبوت الإمامة لدى المرشح لها بشروط العقد مجتهدا في القيام بواجباته‪ .‬أما إذا‬ ‫أخل بشيء من ذلك كان في حل من العقد ويدخل في حكم البراءة‪ .‬وعندئذ ينظر‬ ‫أهل الحل والعقد في أمره فالعقد إذن يحمي الرعية مثلما يحمي الإمام"‪.‬‬ ‫ويحدد بيير كوبرلي خصائص العقد ومزاياه في عدد من النقاط‪ .‬من ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬تنشأ علاقة ود بين الإمام والمجتمع الإباضي‪.‬‬ ‫‪ -‬يوجب العقد فسخ البيعة في حالة خيانة الإمام أو جوره‪ 6‬فيتبرأ منه‪.‬‬ ‫‪ -‬يتمتع الامام ‪ -‬بموجب العقد ‪ -‬بسلطة واسعة في حدود الشريعة‪.‬‬ ‫‪ -‬على كل مسلم مساندة الإمام ومساعدته ما أمكن عملا بنص العقد‪.‬‬ ‫د‪ -‬عزل الإمام والخروج عليه‬ ‫في جانب آخر تبرز في النظرية السياسية الإباضية مسألة حساسة ترتبط بعزل‬ ‫الإمام؛ إذ يبدو الإمام الإباضي معرضا على الدوام للرقابة والمساءلة‪ .‬وتحفل كتب‬ ‫الفقه الإباضي بأبواب لا مثيل لها في المدارس الفقهية الأخرى تناقش بالتفصيل‬ ‫حدود سلطة الإمام وتقييده بالشروط المنصوصة في عقد بيعته إذا كان ضعيفا‪.‬‬ ‫وإلزامه بالشورى ولو كان فقيها‪ .‬فضلا عن أبواب البراءة والاستتابة والعزل"‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪ .‬التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين‪ .‬دراسات نقدية في تفسير التاريخ‪.‬‬ ‫ط‪ .2‬دار اقرأ‪ .‬بيروت‪5891 :‬م‪ .‬ص‪.5٥0‬‏‬ ‫‪ - 2‬جهلان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬صر‪.622‬‬ ‫‪ - 3‬كوبرلي‪ .‬بيير‪ .‬مدخل إلى دراسة الإباضية وعقيدتها بحث مقارن في اللاهوت الإباضي في بلاد‬ ‫‪93‬‬ ‫المغرب وعمان‪ .‬تر‪ :‬عمار الجلاصي‪ .‬ط‪ :1‬النادي الثقافى‪ .‬مسقط‪1 1 :‬م‪ .‬ص ‪.724 .6‬‬ ‫‪ - 4‬ياسين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪. 943‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫ويؤكد فقهاء هذا المذهب على تحريم عزل الإمام العادل‪ .‬والإمام لا يمكن أن‬ ‫يعزل دون عذر مشروع "ليس للإمام أن يخلع نفسه بغير حدث ولا للرعية أن تخلع‬ ‫إمامها بغير حدث "‪ ".‬وشرط الخلع لحدث أن يكون جهرا‪ 5‬ويشتهر ويشهد عليه‬ ‫شهود من أهل الحل والعقد‪ .‬أما في السر فلا يخلع الإمام‪ .‬كذلك فإن العزل يكون‬ ‫بإجماع ولا تقوم حجة الواحد من أهل الحل والعقد وتوبة الإمام من الحدث تبقيه‬ ‫في إمامته إلا بموجب حد‪".‬‬ ‫ويمكن إيجاز العوامل التي توجب عزل الإمام في محورين‪:‬‬ ‫‪ )1‬أسباب دينية أخلاقية‪ :‬كالردة عن الإسلام‪ .‬أو إنكار ركن من أركان الدين‬ ‫مما يخرج من الملة‪ .‬أو اتباع شهوة من الشهوات المحرمة والتمادي فيها والإصرار‬ ‫عليها‪ .‬وإذا ركب منكرا من هذه المنكرات فعلى العلماء استتابته فإن تاب فهو في‬ ‫)‬ ‫إمامته وولايته‪ .‬وإن جار ولم يعدل عما هو فيه وجب عزله‪3.‬‬ ‫‪ )2‬أسباب خلقية‪ :‬ومن ذلك بحدوث ما يوجب عجزه عن القيام بالإمامة من‬ ‫العاهات! ومنها ذهاب عقله حيث أجمع الكل أن إمامته تزول والعلة في ذلك أن‬ ‫المقصود في الإمامة قامة الحدود وإنفاذ الأحكام ودفع الظلم وهذه الأشياء متوقفة‬ ‫على الإمام؛ لأنها عن أمره تكون وعن رأيه تصدر‪ .‬ولا أمر ولا رأي لمجنون فبزوال‬ ‫العقل تزول الإمامة وينصب غيره إذا تحقق زوال عقله‘‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.922‬‬ ‫‪.343‬‬ ‫اطفيش‪ .‬شرح النيل؛ ح‪ 4 41‬ص‬ ‫‪,7122‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫‪-2‬۔ الكندي‪.‬‬ ‫‪.061‬‬ ‫‪851‬‬ ‫لقص‪ ,‬خ المصدر السابق ص‬ ‫‪ 3‬۔ الذ‬ ‫‪ 4‬۔ السالمى‪ 6‬الجوابات‪٥‬‏ جل‪ .‬ص‪35‬ك‪.‬‬ ‫‪62‬‬ ‫نظرية الحكم عند ال‪.‬باضية‬ ‫أما إذا طلب الإقالة ووافقه أهل الحل والعقد ورأوا ذلك الأصلح للدولة فيقال"‪.‬‬ ‫وكان ذلك بلا عاهة أو حدث‪ ،‬وإن وافق يعض أهل الحل والعقد ورفض الباقون‬ ‫فلا يقال"‪ .‬ولا يمكن للإمام أن ينزع نفسه بدون موجب يقول الشيخ أطفيش "إن‬ ‫تبرأ الإمام من الإمامة يدون موجب لم يجز له{ وإن تاب من ذلك رجعت له‪.‬‬ ‫وقيل يستحب أن يجدد له العقد وإذا قال هذه إمامتكم خذوها‪ .‬استتيب فإن‬ ‫تاب ثبت وإن أصر احتجوا عليه في تركه القيام وإصراره‪ 6‬وأقيم غيره“"من هنا فإن‬ ‫الموجب للاستقالة يخضع لمقاييس عدم الاستطاعة سواء من الناحية الدينية أم من‬ ‫الناحية الحلقية ولا بد أن يتم ذلك بإجماع أهل الحل والعقد‪.‬‬ ‫وبعد هذا العرض السريع لأهم مبادئ هذه النظرية يمكن أن نستنتج من كل‬ ‫ذلك الآتى‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إقامة الإمامة واجبة (عند اكتمال شروطها)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إقرار الانتخاب الحر قاعدة للإمامة وليس نظام الوراثة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تقرير حق الأمة في اختيار الإمام عن طريق الجماعة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تحديد سلطة الإمام بالرأي العام مع تقييدها أيضا بدستور الإسلام‪.‬‬ ‫كما يتبين من ذلك أن هذه النظرية حوت الكثير من المرونة والتفاعل مع واقع‬ ‫التطورات الإنسانية يقول الدكتور فاروق عمر ‪" :‬وهنا لابد من القول بأن المذهب‬ ‫الإباضي أظهر مرونة واعتدالا ونظرة توفيقية بحيث يتلاءم مع الظروف السياسية‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬المصدر نفسه‪ !.‬ص‪.523‬‬ ‫‏‪ ١‬لمصدر نقسه‪ .‬ص‪. 843‬‬ ‫‪-2‬۔ اطقيش‪.‬‬ ‫ص‪.643‬‬ ‫‪ - 3‬نقسف‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫المامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫والاجتماعية وفي ذلك يكمن سر نجاح الإباضية واستمراريتها لأكثر من اثني عشر‬ ‫قرنا من الزمان“"‪ .‬غير أن كل هذا التنظير لم يكن بالصورة المثالية عند اصطدامه‬ ‫بالواقع‪ .‬ومع حيثيات التطبيق‪ .‬فكما هي العادة وفي سائر المواقف من الأفضل‬ ‫التمييز بين النظرية والتطبيق‪ .‬فالنظرية تتمتع بالحرية وامتلاك فضاء زمتي واسع‪.‬‬ ‫وهي في العادة لا تأتي إلا متأخرة عن الواقع‪ .‬في حين أن التطبيق يتطلب تصرفا‬ ‫انيا وعملا مباشرا‪.‬‬ ‫‪ -‬فوزي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.46‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫الا عمامة البااضبة في عمان‬ ‫الا ماعة الاباضية قي عمان‬ ‫ارتبطت عمان منذ فترة مبكرة من التاريخ الإسلامى بالفكر الإباضي‪ .‬وذلك‬ ‫نتيجة لعوامل وأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها هنا‪ .‬غير أن ما يعني الدراسة‬ ‫في هذا النطاق الإشارة إلى أهم الإمامات التي قامت في عمان والتي كان لها‬ ‫التأثير الكبير في صياغة العديد من المبادئ المتعلقة بهذا النوع من نظام الحكم‪.‬‬ ‫أي أن الأحداث أو الوقائع كان لها تأثير كبير في صياغة النص‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬الإعاصة الأولها (‪231‬ه‪947/‬م‪431 -‬ه‪257 /‬م)‬ ‫فإذا ما احتسبنا الفترة التاريخية الممتدة من انتخاب أول إمام إباضي في‬ ‫عمان وهو الجلندى بن مسعود (‪231‬ه‪947/‬م‪431-‬ه‪257/‬م)' إلى تاريخ تنصيب‬ ‫أول إمام يعر بي وهو الإمام ناصر بن مرشد (‪4301‬ه‪4261/‬م‪9501/9461-‬م)" نجد‬ ‫قرابة التسعة قرون تفرق بين الحدين‪ ،‬وهي فترة طويلة جدا شهدت عمان فيها‬ ‫الكثير من الأحداث والتغيرات على مختلف المستويات مما كان له التأثير الكبير‬ ‫على فكر ونظم الإمامة نفسها‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الإصاعة الثانية (‪771‬ه‪397/‬م ‪ 082 -‬ه‪398/‬م)‬ ‫فبعد إسقاط الإمامة الإباضية الأولى على يد العباسيين‪ .‬واستشهاد الإمام‬ ‫‪ - 1‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.061‬‬ ‫‪ - 2‬الهاشمي‪ .‬سعيد ين محمد‪ .‬دراسات في التاريخ العماني‪ .‬ط‪ .1‬النادي الثقافي‪ .‬مسقط‪1102 :‬م‪.‬‬ ‫ص‪.2252‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الا‪ ,‬عمامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫تما رس‬ ‫‏‪ ١‬لدعوة‬ ‫وا ستمرت‬ ‫مرحلة ‏‪ ١‬لكتما ن‬ ‫ا لاما مة‬ ‫دخلت‬ ‫بن مسعود‬ ‫‏‪ ١‬لجلندى‬ ‫نشاطها فى عمان وخاصة فى الداخل حيث المناطق الجبلية الوعرة التي لم يتمكن‬ ‫العباسيون من السيطرة عليها‪ .‬وقد توج هذا النشاط بإحياء الإمامة مرة أخرى فيما‬ ‫عرف بالإمامة الثانية (‪771‬ه‪397/‬م‪082-‬ه‪398/‬م)"‪.‬‬ ‫تشكل هذه الإمامة ما يمكن تسميته بالعصر الذهبى" للإمامة في عمان خلال‬ ‫العصر الإسلامي؛ ذلك أنها شهدت تنصيب عدد من الأئمة المتتابعين وفي فترة‬ ‫زمنيةطويلة نسبيا‪ .‬تمكن فيها أتباع هذا الفكر من إقامة دولة ذات قوة ووحدة‬ ‫ملموسة‪ .‬وفيها تم تطبيق أفكار المذهب وتنظيم المؤسسات وفق فلسفته‪ .‬كما تمتع‬ ‫أهل عمان بالاستقرار والرخاء الاقتصادي؛ يسبب ازدهار التجارة والزراعة‪ ،‬وازداد‬ ‫عدد السكان لارتفاع مستوى المعيشة‪ .‬وغدا للدولة أسطول بحري له مكانته في‬ ‫الخليج العربي والمحيط الهندي‪.‬‬ ‫جاء تنصيب الإمام السادس الصلت بن مالك الخروصى (‪732‬ه‪158/‬م‪-‬‬ ‫‪688/‬م) ليشهد بداية النهاية لهذه الإمامة‪ .‬فعلى ا لرغم من الاستقرار السياسى‬ ‫‪3‬‬ ‫الذي شهدته عمان في صدر إمامته مع ما عرف عنه من علم وحزم"‪ .‬إلا أن بقاءه‬ ‫بن‬ ‫العلامة موسى‬ ‫لخروج‬ ‫مدعاة‬ ‫السلطة قرابة الخمسة والثلاثين عاما كان‬ ‫في‬ ‫‪ - 1‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪ .‬الموجز في تاريخ عمان السياسي في القرون الإسلامية الأولى ‪1‬ه‪-‬‬ ‫‪226-0051/‬م‪ .‬ط ‪ .1‬دار مجدلاوي‪ .‬عمان‪8002 :‬م‪ .‬ص‪.97‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬و ‪-‬لكنسون‪ ،‬جون‪ .‬الإمامة في عمان‪ .‬تر‪ :‬الفاتح حاج التوم و طه أحمد طه‪ .‬ط‪ .2‬مركز الوثائق‬ ‫والبحوث أبوظبي‪7 :‬م‪ .‬صر‪.72‬‬ ‫‪- 3‬الخروصي أبوالمؤثر الصلت بن خميس (من علماء ق‪ 4‬ه‪ /‬ق ‏‪ 1٥‬م)‪ .‬كتاب الأحداث‬ ‫والصفات‪ .‬السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬سيده إسماعيل كاشف‪ .‬ج‪ .1‬ط ‪ .2‬وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪ .9891:‬ص‪.32‬‬ ‫__‬ ‫‪03‬‬ ‫العاامة ال‪.‬باضية في عمان‬ ‫موسى وقيادته لحركة تدعو إلى عزل الإمام الصلت‪ .‬وحجته أن الإمام قد بلغ من‬ ‫العمر مرحلة لا يستطيع معها القيام بإدارة الدولة"‪.‬‬ ‫تسارعت الأحداث والتي نتج عنها اعتزال الإمام الصلت وتنصيب راشد‬ ‫ين النظر (‪372‬ه‪688/‬م‪772-‬ه‪098/‬م)" وبعده عزان بن تميم (‪772‬ه‪-098/‬‬ ‫‪0‬ھ‪398/‬م)؛ في وقت نشأ فيه الخلاف الحاد حول قضية العزل‪ .‬كانت وجهة‬ ‫نظر مؤيدي الإمام الصلت أن الخروج على الإمام باطل ومنكر؛ لأنه لم يكن وفقا‬ ‫لتعاليم المذهب الإباضي أما وجهة النظر المعارضة فترى أن الإمام الصلت قد بلغ‬ ‫من العمر حدا ضعف فيه عن إدارة الدولة فمن باب الحرص على الإمامة والحقاظ‬ ‫على المذهب طلبوا إليه الاعتزال‘‪.‬‬ ‫وقد نتج عن هذا الخلاف استقطاب حاد أفضى إلى بروز التكتلات القبلية‬ ‫فوقعت معركة الروضة (‪472‬ه)‪ 3‬حيث هزمت فيها القبائل اليمانية والتي عادت‬ ‫فانتصرت على القبائل النزارية وتم خلع راشد بن النظر سنة ‪772‬ه‪098/‬م‘‪ .‬وتوالت‬ ‫الأحداث بعد وقوع الخلاف بين الإمام الجديد عزان بن تميم الخروصي والعلامة‬ ‫‪ - 1‬السالمى‪ .‬عبد الله بن حميد (ت‪2331 :‬ه ‪4191/‬م)‪ .‬تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان‪ .‬ب‪.‬ط‪،‬‬ ‫مكتبة الإمام نور الدين السالمي‪ .‬السيب‪0002 :‬م{ ص‪.591‬‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬سرحان بن سعيد ( كان حيا حتى عام ‪9611‬ه‪ .)/‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة‪.‬‬ ‫دار البارودي‪ .‬بيروت‪ .60025 :‬ص‪.668‬‬ ‫تح ‪ :‬حسن محمد النابودة‪ .‬ج‪ .2‬ط‪.1‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.768.668‬‬ ‫‪ - 4‬الأزكوي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪978-488‬؛ السالم‪ .‬التحفة‪ .‬ص ‪ 591‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السايق‪ .‬ص ‪74‬؛ ابن رزيق" حميد بن محمد‪( .‬ت ‪ 0921‬ه ‪3781 /‬م)‪.‬‬ ‫الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬عبد المنعم عامر ط ‪ .‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط‪:‬‬ ‫ص‬ ‫‪8‬م‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق؛ ص‪.668‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ازا‪ .‬مامة والصراع على السلطة فى عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫موسى بن موسى الأمر الذي أدى إلى مقتل الأخير في معركة إزكي (‪872‬ه)‪.‬‬ ‫ازداد الخلاف بين اليمانية والنزارية والتقى الطرفان في معركة القاع الشهيرة سنة‬ ‫(‪572‬ه) والتي مني فيها النزارية بهزيمة كبرى دفعت زعيمين منهم إلى الاستنجاد‬ ‫بأحد ولاة بني العباس‪ .‬الذي تمكن من احتلال عمان وتتل الإمام عزان بن تميم‬ ‫سنة ‪082‬ه‪398/‬م‪ .‬منهيا بذلك الإمامة الإباضية الثانية ككيان سياسي في عمان‬ ‫تلك الإمامة التي دامت أكثر من قرن من الزمان'‪.‬‬ ‫وما يعني هذه الدراسة هو أن المشادة حول عزل الإمام الصلت بن مالك أدت‬ ‫إلى ظهور مدرستين فكريتين في عمان مدرسة الرستاق المتشددة حول طبيعة‬ ‫الإمامة‪ .‬ومدرسة نزوى المعتدلة‪ .‬وقد عكست هاتان المدرستان ولقرون عديدة‬ ‫وجهات نظر مختلفة حول الإمامة وشروطها! ومسألة واجبات الإمام وموجبات‬ ‫عزله"‪ .‬كذلك الانقسام القبلي الذي أفضى إلى تراجع روح الدعوة والمبادئ‬ ‫الإباضية‪ .‬لصالح العصبية القبلية الأمر الذي أودى بالوحدة الداخلية‪ .‬وأفضى إلى‬ ‫الاستعانة بالقوى الخارجية‪ .‬وسقوط الدولة في نهاية الأمر‪ .‬وهذا السيناريو سوف‬ ‫يتكرر بنفس الصورة تقريبا في عصر الدولة اليعربية !!‪.‬‬ ‫والأمر الآخر الذي يستوقف الباحث هو أن الكثير من الكتب التى ألفت في‬ ‫فقه الإمامة والتي فصلت فى أدق تفاصيل هذا النظام كانت وليدة فترة الانقسام‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪468-478‬؛ المعولى محمد بن عامر بن راشد (ت‪0911 :‬ه‪/‬‬ ‫‪6‬م) قصص وأخبار جرت في عمان‪ .‬تح‪ :‬سعيد بن محمد الهاشمي‪ .‬ط‪ .1‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط ‪7002 :‬م‪ .‬صر‪.321-031‬‬ ‫‪ 2‬للمزيد حول هذه القضية يمكن الرجوع إلى‪ :‬الريامي‪ .‬علي بن سعيد‪ .‬قضية "عزل" الإمام الصلت‬ ‫بن مالك الخروصي‪ :‬نتائجها الياسية وآثارها الفكرية على عمان حتى أواخر القرن الرابع الهجري‪/‬‬ ‫العاشر الميلادي‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ .‬كلية الاداب‪ .‬جامعة السلطان قابوس‪ .‬مسقط ‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الإمامة الاباضية في عمان‬ ‫الذي امتد طويلا ولقرابة خمسة قرون بين مدرسة الرستاق ومدرسة نزوى‪ .‬الأمر‬ ‫الذي يجعل الكثير من الآراء خاضعة لمنطق التأثر بما جرى في أواخر الإمامة‬ ‫الثانية؛ أي أن النص كان تاليا للواقع ومتأثرا به كما أن بعض الآراء لم تكن قابلة‬ ‫للتطبيق بعد ذلك أي في العصر الذي شهده الحكم اليعر بي‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الإصامة الثالثة (‪282‬ه‪597/‬م‪243 -‬ه‪359/‬م)‬ ‫تمكن الإباضية في عمان من إعادة الإمامة في الفترة (‪282‬ه‪597/‬م‪-‬‬ ‫‪2‬ه‪359/‬م) والتي عرفت بالإمامة الثالنة‪ .‬وشهدت صراعا بين الأئمة الذين بلغ‬ ‫عددهم اثني عشر إماما وولاة بني العباس قراية الستين عاما"‪ .‬والحاصل أن هؤلاء‬ ‫الأئمة كانوا ضعافاً ولم يجدوا من ينصرهم من العمانيين إلا قلة حيث يحدث في‬ ‫كثير من الأحيان أن الرعية تخذل أئمتها فى مواجهة العباسيين؟‪.‬‬ ‫كما أن معظم الأئمة المذكورين من بعد الصلت بن مالك لم تدن لهم جميع‬ ‫عمان وكانت سلطتهم محدودة "في بعض من البلدان دون بعض" وعلى أحد‬ ‫من القبائل دون أحد““‪ .‬من هنا أدى ضعف الإمامة الثالثة وعدم قدرتها على‬ ‫بسط نفوذها على كافة الإقليم إلى معاناة عمان وأهلها طوال هذه الفترة الممتدة‬ ‫من أواخر القرن الثالث الهجري وبدايات القرن الرابع الهجري من تعدد القوى‬ ‫المتنفذة في عمان‪ ،‬ومن ذلك'‪:‬‬ ‫‪ -‬الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.111‬‬ ‫سس‬ ‫‪ -‬المعولى‪ ،‬المصدر السابق ص ‪.941 .841‬‬ ‫لم‬ ‫ِ الأزكوى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.878‬‬ ‫ليا‬ ‫‪ -‬الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪321-231‬؛ فوزي الموجز في تاريخ عمان‪011 .‬وما بعدها‪.‬‬ ‫هم‬ ‫‪33‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ -‬بتي سامة بن لؤي (‪082‬ه‪398 /‬م ‪713-‬ه‪039 /‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬بني وجيه (‪723‬ه‪049/‬م ‪553 -‬ه‪669 /‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬يتي مكرم (‪093‬ه‪999/‬م‪334-‬ه‪1401/‬م)‪.‬‬ ‫وكذلك البويهيون الذين بسطوا سلطتهم على العباسيين قرابة القرن من الزمان‬ ‫(‪433‬ه‪549/‬م ‪744 -‬ه‪5501/‬م)! الذين دخلوا في صراع مع القرامطة على عمان؛‬ ‫إذ عمد الآخرون إلى شن عدة هجمات ضد عمان'‪.‬‬ ‫والملاحظ في الأمر أن الإمامة الثالثة رغم ضعفها السياسي‪ .‬شهدت بروز‬ ‫مجموعة من العلماء تركوا مؤلفات ضخمة في شتى فروع العلوم الشرعية وعدت‬ ‫مؤلفاتهم محورا وأساسا لمن جاء بعدهم من العلماء‪ ،‬ويكفي أن نشير هنا إلى‬ ‫قطبين كبيرين ظهرا في هذه الفترة الأول‪ :‬أبو سعيد محمد بن سعيد الناعبي‬ ‫الكدمي‪ .‬وهو من كبار علماء عمان في القرن الرابع الهجري" من مؤلفاته كتاب‬ ‫الاستقامة وكتاب المعتبرإ وتعقيبه على كتاب الأشراف لابن المنذر النيسابوري‪.‬‬ ‫وهو صاحب المدرسة النزوانية في الأحداث التي كانت بين موسى بن موسى‬ ‫وراشد بن النظر والإمام الصلت بن مالك‪ ،‬كانت وفاته بعد عام ‪163‬ه؟‪.‬‬ ‫والثاني أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة السليمى البهلوي‪ ،‬من علماء‬ ‫القرن الرابع الهجري" تنسب إليه المدرسة الرستاقية فى الأحداث‪ ،‬من مؤلفاته‪:‬‬ ‫كتاب الجامع المعروف بجامع ابن بركة‪ .‬وكتاب التقييد‪ .‬وكتاب الموازنة! وكتاب‬ ‫المبتدأ‪ .‬وله رسائل أخرى كنيرة فى الأثر‪ ،‬توفى بعد عام ‪243‬ه‪..‬‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.631‬‬ ‫‪-2‬۔ البطاشي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ج! ‏‪ ٠‬ص‪282‬؛‬ ‫المرجع السابق‪ .‬ص‪. 592‬‬ ‫البطاشى؛‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الا ماسة الإباضية في عمان‬ ‫مع اعتزال الإمام راشد بن الوليد (‪823‬ه‪243 -‬ه) بعد خذلان أتباعه له لم يتم‬ ‫انتخاب إمام جديد فى عمان حتى بدايات القرن الخامس الهجري الحادي عشر‬ ‫الميلادي"‪ .‬ولعل أهم الأدلة على ذلك انعدام الأخبار عن هذه الفترة في المصادر‬ ‫العمانية كون مؤرخى المذهب فى أحيان كثيرة يحجمون عن ذكر أحداث عمان‬ ‫حين تكون تحت حكم غير الأئمة‪.‬‬ ‫د‪ -‬الإصاعة الوابعة (‪704‬ه‪6101/‬م‪975-‬ه‪3811/‬م)‬ ‫ليكون‬ ‫‪" 6101/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫سنه‬ ‫‏‪ ١‬لخروصى‬ ‫‏‪ ١‬لخليل بن شاذان‬ ‫الإمام‬ ‫تنصيب‬ ‫جاء‬ ‫فاتحة ما اصطلح عليه بالإمامة الرابعة (‪704‬ه‪6101/‬م ‪975 -‬ه‪3811/‬م)‪ .‬وفيها‬ ‫وقع الصدام مع بني مكرم ولاة يني بويه‪ .‬وحاول الإمام الثاني راشد بن سعيد‬ ‫اليحمدي (‪524‬ه‪544-‬ه) إنهاء الخلاف حول مسألة عزل الإمام الصلت والموقف‬ ‫من موسى بن موسى وراشد بن النظر‪ .‬فكتب ما يشبه البيان أو المنشور والذي‬ ‫تبنى فيه أفكار الشيخ أبي سعيد الكدمى (ت ‪ :‬بعد ‪163‬ه)‪ .‬والداعي إلى الوقوف‬ ‫في هذه المسألة وعدم الخوض فيها‪ .‬وأن الناس غير ملزمين بأن يتبنوا فيها موقفا‬ ‫معينا لكونهم غير معاصري الأحداث‪ .‬وقد صادق على البيان جملة من العلماء يوم‬ ‫الخميس ‪61‬شوال ‪344‬ه‪ 12 /‬فبراير ‪2501‬م‪'.‬‬ ‫غير أن هذا البيان لم يحسم الأمر حيث استمر الخلاف بين أتباع المدرستين‬ ‫واستفحل الأمر إلى حد وجود إمامين فى عمان أحدهما يمثل المدرسة النزوانية‬ ‫‪ - 1‬المعولي۔ المصدر السابق‪ .‬ص‪.351‬‬ ‫‪ - 2‬السالمى‪ ،‬التحقة‪ .‬ص‪.692‬‬ ‫‪ - 3‬الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.741‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ص‪.613 .513‬‬ ‫‪53‬‬ ‫امامة والصراع على السلطة قى عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫والآخر المدرسة الرستاقية‪ .‬الأمر الذي يتنافى مع مبادئ المذهب والتي لا تجوز‬ ‫وجود إمامين في نفس المصر‪.‬‬ ‫فبعد وفاة الإمام محمد بن غسان بن عبد الله الخروصي" وهو من الأئمة‬ ‫النزوانية خرج الإمام موسى بن أبي المعالي بن موسى بن نجاد وهو من أئمة‬ ‫الرستاقية إلى نزوى‪ .‬فاستغل الموقف الملك محمد بن مالك بن شاذان وسيطر‬ ‫على الرستاق‪ ،‬فوقع الصدام بين الطرفين والذي انتهى بمعركة ”عقبة بوه“ يوم‬ ‫الأربعاء ‪ 92‬صفر ‪975‬ه‪ 32 /‬يونيو ‪3811‬م‪ .‬والتي قتل فيها الإمام موسى'‪ .‬ويذهب‬ ‫العديد من الباحثين انه بعد هذه الواقعة استغل بنو نبهان الفرصة فاستولوا على‬ ‫نزوى وقامت دولتهم"‪.‬‬ ‫والفترة النبهانية تعد من أطول الفترات في تاريخ عمان فقد استمرت ما يقارب‬ ‫الخمسة قرون (‪975‬ه‪4511/‬م‪6201 -‬ه ‪7161‬م) معلنة بذلك إقامة الحكم الوراثى‬ ‫الذي لم تعرفه عمان طيلة القرون السابقة‪ .‬فمع ضعف العلماء وعدم استطاعتهم‬ ‫إبراز قيادة تعيد الهيبة إلى نظام البيعة‪ .‬وخلافهم حول قضية الصلت وما نتج عنه‬ ‫من انقسام وتعدد في الأئمة‪ .‬كل ذلك ساعد على ظهور النباهنة كزعماء استطاعوا‬ ‫التغلب على البلاد‪ .‬ومع ذلك فقد عرفت فترة حكمهم تنصيب عدد من الأئمة‬ ‫الذين دخلوا في أحيان كثيرة في صراع مع الملوك النباهنة‪ .‬ويشير الأركوي إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.161‬‬ ‫‪ - 2‬الحارثي‪ .‬عبد الله بن ناصر‪ .‬عمان في عهد بني نبهان‪.‬ط ا‪ .‬مركز الدراسات العمانية‪ .‬جامعة‬ ‫‪.‬‬ ‫صك‪61‬‬ ‫الهاشمى‪ .‬المرجع السابق‬ ‫الموجز ص‪351‬؛‬ ‫فوزي‪.‬‬ ‫ص‪24‬؛‬ ‫السلطان قابوس‪ .‬مسقط ‪40:‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬الخطاب بن أحمد‪ .‬الاحوال السياسية والثقافية فى عمان خلال الفترة ( ‪104‬ه‪315 -‬ه‬ ‫مسقط‪:‬‬ ‫قابوس‪.‬‬ ‫السلطان‬ ‫جامعة‬ ‫كلية الآداب‪.‬‬ ‫ماجستير (غير متشورة)‪.‬‬ ‫رسالة‬ ‫‪1 1‬م)‪.‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0/‬ام‬ ‫صر‪.94‬‬ ‫‪.7‬م‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫العاامة الإباضية ق عمان‬ ‫ذلك‪" :‬ولعل ملكهم كان يزيد على خمسمائة سنة إلا أنه كان ما بين هذه السنين‬ ‫يعقدون للأئمة والنباهنة ملوك في شيء من البلدان‪ ،‬والأئمة في بلدان أخرى“'‪.‬‬ ‫الإصامة الخاصسة (‪908‬ه‪6041/‬م‪469-‬ه‪7551/‬م)‬ ‫ه‬ ‫نجح العلماء الإباضية في إحياء الإمامة الخامسة في عام ‪908‬ه‪6041/‬مة‪.‬‬ ‫ودامت أكثر من قرن من الزمان لكنها لم تكن متواصلة‪ .‬ويمكن تقسيمها إلى‬ ‫ثلاث فترات تزامنت الأولى مع سلطنة بني نبهان الأولى۔ بينما استقلت الإمامة في‬ ‫الفترتين الثانية والالثة‪ .‬واستقر الأئمة في نزوى دون سواها من المدن‪..‬‬ ‫وفي أيام الإمام بركات بن محمد بن إسماعيل (‪269 - 249‬ه)' وقع الخلاف‬ ‫الذي قاد الشيخ أحمد بن مداد إلى نصب ثلاثة أئمة متوالين دخلوا جميعهم في‬ ‫صراع مع الإمام بركات\ فاستغل الموقف سلطان بن محسن بن سليمان ين سليمان‬ ‫النبهاني‪ .‬وأعاد حكم أجداده حيث سيطر على نزوى عام ‪469‬ه‪6551/‬مأ؛ مقتتحا‬ ‫بذلك ما عرف بدولة بني نبهان الثانية (‪469‬ه‪6201 - 6551/‬ه‪7161/‬م)“ وهي‬ ‫الكيان المحلي الأخير الذي يمكن اعتباره ذا حظوة سياسية في عمان الداخل قبل‬ ‫بروز دولة اليعاربة مطلع العصر الحديث‪.‬‬ ‫من خلال هذا المسح التاريخي الموجز يمكن للباحث الخروج بعدد من‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.619‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪319‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.961‬‬ ‫‪ - 3‬الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬صك‪.91‬‬ ‫‪ - 4‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.029‬‬ ‫‪ - 6‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪081‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ص‪, .693‬‬ ‫‪ - 6‬العامر ي‪ .‬خالد بن سيف‪ .‬دولة يني نبهان الثانية في عمان (‪469‬ه‪6551/‬م‪-6201‬ه‪7161/‬م)‪.‬‬ ‫‪ 54‬وما‬ ‫ص‬ ‫مسقط ‪9 :‬م‪.‬‬ ‫قابوس‬ ‫السلطان‬ ‫جامعة‬ ‫رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ .‬كلية الآداب‬ ‫يعدها‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫النقاط حول تفاعل هذه الفكر السياسي مع واقع التطبيق في الوضع العماني‬ ‫وتركيبته الاجتماعية‪:‬‬ ‫‪ -‬إن جوهر وفكر الإمامة عند الإباضية قائم على أساس الشورى سواء في‬ ‫اختيار الحاكم أو التعاطي مع شأن الدولة واتخاذ القرارات وهذا المبدأ لم يكن‬ ‫مغيبا من حيث اختيار الأصلح والأقدر‪ .‬غير أن القول بوجود قوي وبارز للعرف‬ ‫القبلي شاب تاريخ الإمامة أمر لا يمكن إنكاره وما ذكره الباحث البريطاني‬ ‫ولكنسون م‪٥‬منللة‏ حول التأثير المتبادل بين عرف القبيلة وفكر الإمامة وأن‬ ‫كون المجتمع العماني مجتمعا قبليا فمن الضروري أن تؤدي القبيلة دورا كبيرا في‬ ‫رسم الأحداث'‪ .‬قول فيه الكثير من الصحة‪.‬‬ ‫فالفترة السابقة لمجيء اليعاربة شهدت ما يمكن تسميته بهيمنة عشائر اليحمد‬ ‫حيث نجد الباحث سليمان بن خلف الخروصي يفرد بحثا طويلا تحت مسمى‬ ‫"دولة اليحمد في عمان“‪ 6‬وفيه يشير إلى أن الفترة الممتدة من منتصف ق ‪2‬ه‪8/‬م‬ ‫إلى أواخر ق ‪01‬ه‪61/‬م كان الحكم الإمامي الغالب فيها لأفراد من هذه القبيلة‬ ‫باستفناء فترات وجيزة كان الحكم فيها لأفراد من غيرهم قي عمان حددهم بحوالي‬ ‫ثمانية رجال فقط"‪.‬‬ ‫ويسير في التوجه نفسه الباحث بدر الحجري في الإشارة إلى أن الحكم كان‬ ‫قبليا‪ .‬فرغم أن الصفة الظاهرة كانت دينية لكن الحقيقة أن جوهر الحكم قبلي من‬ ‫الناحية السياسية‪ .‬حيث تنفرد به قبيلة معينة وتستأثر به لفترات طويلة قد تطول‬ ‫‪ - 1‬ولكنسونك المرجع السابق‪ .‬ص ‪.482‬‬ ‫‪ - 2‬الخروصي‪ ،‬سليمان بن خلف‪ .‬دولة اليحمد في عمان ‪571-769‬ه ‪0651 - 197 /‬م‪ .‬حصاد ندوة‬ ‫الدراسات العمانية‪ .‬مج‪ .1‬ط ا\ وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪0891 :‬م! صك‪.503‬‬ ‫‪83‬‬ ‫الا‪ .‬عمامة الاباضية في عمان‬ ‫بفكر ‏‪ ١‬لمذهب لم يكن من ‏‪ ١‬لضروري‬ ‫الظا هري‬ ‫التمسك‬ ‫وإمعا نا في‬ ‫وقد تقصر‬ ‫توريث الحكم فى إطار الأسرة الواحدة‪ .‬إنما المهم أن لا يخرج عن القبيلة"‪ .‬غير‬ ‫انه يعود ويؤكد أن الاختيار كان خاضعا لمنطق الشورى من حيث اختيار الأجدر‬ ‫من المنتمين إلى اليحمد"‪.‬‬ ‫كما نجد فى رسالة وجهها أحد أئمة حضرموت فى القرن ‪3‬ه‪9/‬م يعاتب فيها‬ ‫العمانيين مركزا على ثلاتة أمور منها تحويلهم الإمامة من أحد أفراد الأسرة إلى آخر‬ ‫بدلا من إعطائها من يستحقها من أهل الفضل‪ ..‬ويعلق ولكنسون ص‪٥‬ءمناللن‏ على‬ ‫ذلك بالقول إن هذا الأمر يشكل نقطة جوهرية ذات دلالة هامة لأنها تظهر كيفية‬ ‫تطور قوة الحكام‪ .‬ولأن تاريخ الإمامة وحتى منتصف القرن العشرين اتسم دائما‬ ‫بهيمنة عشائر اليحمد'‪.‬‬ ‫رغم موضوعية هذه الآراء ووجاهتها إلا أنه من الواجب النظر إلى تلك الفترة‬ ‫التاريخية بمنظور يتماشى مع واقع ذلك العصر فالغالب على أنظمة الحكم فى‬ ‫جميع مجتمعات ذلك الزمان سواء من المسلمين أم غيرهم هو الحكم الوراثي‬ ‫يمسمياته المختلفة‪ .‬ومهما كانت درجة تطبيق قاعدة الشورى فى هذه الإمامة‬ ‫إلا أنها تبقى متميزة يشكل كبير عن دولتى الخلافة الإسلامية المركزية الأموية‬ ‫والعباسية المعاصرتين اللتين كان الحكم فيهما ملكيا وراثيا أبعد مفهوم الخلافة‬ ‫لإسلامى ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لإسلامية عن حقيقته وجوهره كما حددها لدين‬ ‫‪ - 1‬الحجري‪ .‬بدر ين محمد‪ .‬عمان الشورى في التاريخ السياسي لحكم الإمامة نجاح وإخفاق‬ ‫التجربة ‪231‬ه‪4201 -‬ه‪ .‬طا\ المؤلف مسقط‪2002 :‬م‪ .‬ص ‪.38‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫ص‬ ‫‪2‬۔ المرجع السابق‬ ‫‪.72‬‬ ‫‏‪ ١‬لمرجع ‏‪ ١‬لسابق‪ .‬ص‬ ‫‪ -3‬ولكنسون‪6‬‬ ‫‪.982‬‬ ‫‪ 4‬۔ المرجع السابق‪ .‬ص‬ ‫‪93‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫كذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن اليحمد لم تكن قبيلة واحدة ولكن كانت‬ ‫يمثابة حلف تنضوي في إطاره أكثر من قبيلة‪ .‬ولم يحدث أن توارث الحكم الأبناء‬ ‫بعد الآباء‪ .‬من هنا لم يكن للعلماء ومنظري هذا الفكر إمكانية في الانسلاخ بشكل‬ ‫نهائي عن هذا الواقع‪ .‬فحصل ما يشبه الإجماع حول تقسيم الأدوار بين طرفي‬ ‫التركيبة القبلية وهما عرب الجنوب من اليمانية‪ .‬وعرب الشمال من النزارية‪.‬‬ ‫فكان الأئمة من الفريق الأول في حين منح العلماء من الفريق الثاني حق الاختيار‬ ‫الفعلي للائمة وترأس المؤسسة الدينية‪ .‬وبلغة هذا العصر كان الحزب اليماني‬ ‫يمسك بالسلطة التنفيذية والحزب العدناني بالسلطة القضائية أو التشريعية‪ :‬وما‬ ‫دام الوضع كذلك فالبلاد في استقرار ووحدة وطنية‪ .‬وأي خلل يشوب هذا التوافق‬ ‫يؤدي بالوضع إلى الصراع والتدهور‪.‬‬ ‫‪ -‬يلخص العلامة سالم بن حمد الحارثي في مقدمة تحقيقه للجزء الرابع من‬ ‫كتاب بيان الشرع الآراء حول قضية عزل الصلت بن مالك إلى ثلاثة مواقفة‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬البراءة من القائم بالعزل بانتهاكه حرمة إمام قبله‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ولاية القائم؛ لأن الظاهر من أمره أنه قائم بحق‪ .‬وأن الصلت اعتزل‬ ‫الإمامة برضاه‪.‬‬ ‫النالث‪ :‬الوقوف عنهم للإكال في أمرهم‪.‬‬ ‫ومن خلال تخندق كل فريق حول رأي من هذه الآراء برزت المدرستان‬ ‫ولكنسون‪ 6‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬ ‫د ‪ -‬الكندي‪ .‬الأحوال السياسية والثقافية‪ .‬ص ‪.67‬‬ ‫التراث‬ ‫ط‪ 1‬‏‪ ٠‬وزارة‬ ‫جح‪.4‬‬ ‫سالم بن حمل الحارثي‪.‬‬ ‫محمل بن إبراهيم‪ .‬بيان الشرع‪ .‬تح‪:‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪.‬‬ ‫القومى والنقافة‪ .‬مسقط ‪4891 :‬م؛ ص ‪.6‬‬ ‫‪04‬‬ ‫الامامة الاباضية فى عمان‬ ‫الرستاقية (الرأي الأول) والنزوانية (الرأي الثالث) ورغم ما يراه البعض أن‬ ‫المدرستين كانتا ظاهرتين صحيتين جديرتين بالدراسة ساهمتا في ازدهار الثقافة‬ ‫في عمان‪ ،‬وكان لهما اثر إيجابي فيما خلفاه من آتار في الجانب الفكري'ء فمن‬ ‫دون شك كان لهما آتار سلبية على الحياة السياسية في عمان في تلك الفترة‬ ‫حيث عملت على إضعاف الوحدة الوطنية وتماسك الحياة الداخلية مما أفقدها‬ ‫إمكانية الصمود أمام الأخطار التي كانت تهددها‪ .‬ويبدو أن الانقسام واقع كتب‬ ‫للعمانيين العيش في ظله فمع ضعف هذين الحزبين (الرستاقي‪-‬النزواني) قامت‬ ‫دولة اليعاربة لتسقط هي الأخرى في أواخر أيامها مع صراع حزبين جديدين هما‬ ‫(الغافري‪ -‬الهناوي) وهي مسيرة تاريخية لا يمكن أن تختفي أو تمحو حتى وإن‬ ‫ضمرت في بعض الأوقات‪.‬‬ ‫‪ -‬أخيرا يجب الالتفات إلى مسألة مهمة وخطيرة فى هيكلية النظام الإمامي‪.‬‬ ‫فمن ناحية لا توجد هيئة استشارية بالمفهوم الرسمي‪ ،‬وليس هنالك توصيف دقيق‬ ‫لصلاحيات العلماء الأمر الذي يجعل ما يمكن تسميته بالعلاقة بين الأئمة والعلماء‬ ‫أمرا جديرا بالوقوف مطولا عنده‪ .‬فالصراع المشار إليه سابقا بين المدرستين عبر‬ ‫في أوجه كبيرة منه عن الدور السياسي لعلماء الدين‪ ،‬والعلاقة بين السلطتين‬ ‫التشريعية والتنفيذية‪ .‬والأمر الجلي أن أي صراع بين هاتين السلطتين قد يقود إلى‬ ‫نتائج كارثية كما حدث بالنسبة لعزل الإمام الصلت‪ ،‬وما أعقبه من تبعات خطيرة‪.‬‬ ‫يمكن القول إن العلماء فى ظل مؤسسة الإمامة كانوا أشبه ما يكون بمنظمة‬ ‫‪ - 1‬السيابي‪ .‬أحمد بن سعود‪ .‬الإمام أبو سعيد الكدمي حياته وفكره‪ .‬ندوة قراءات في فكر "أبي سعيد‬ ‫الكدمي“‪ .‬ط‪ .2‬المتتدى الاديي‪ .‬مسقط‪6002 :‬م‪ .‬ص ‪ :62‬الكندي‪ .‬الاحوال السياسية والثقافية‪ .‬ص ‪.62‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة كي عمان أواخو دولة اليعاربة‬ ‫سياسية نضطة‪ .‬وليسوا مجرد جماعة علمية معزولة في حلقاتها الخاصة'‪ ،‬غير أن‬ ‫جوهرية دور العلماء جعل منهم يدركون بوعي بوجوب إقامة تعاون مع زعماء‬ ‫القبائل لأجل الحفاظ على إيديولوجيتهم حتى ولو كان هؤلاء الزعماء ممن ارتكب‬ ‫الكبائر"‪.‬‬ ‫ويتضح ذلك في مثالين كان بطلهما العلامة موسى بن أبى جابر رأس حملة‬ ‫العلم‪ 5‬الأول حين اشترك مع غسان بن عبد الملك في خروجه ضد راشد بن النظر‬ ‫رغم أن الثائر لم تحمد سيرته غير أنه ‪-‬أي الشيخ موسى دعا أتباعه إلى تأييده من‬ ‫منطلق المبدأ الشرعي أنه "يجوز الخروج مع الظالم على من هو أظلم منه“"‪.‬‬ ‫والمثال الثانى وهو دليل قوي على الشد والجذب بين العلماء وقادة القبائل‬ ‫حين تم تنصيب محمد بن عبد الله بن أبي عفان حيث نجد الشيخ موسى يبعد‬ ‫قادة القبائل‪ .‬ويفرقهم في أنحاء عمان؛ لكي لا يحاول أحدهم تر بع منصب الإمامة‬ ‫أو حتى التأثير على اختيار الشخص المناسب في أقل الأحوال"‪ .‬ويلاحظ في‬ ‫مثال آخر تمسكهم بالنفوذ والدور السياسي حين تم الاتفاق بين العلماء بعد وفاة‬ ‫الإمام الوارث بن كعب في تعيين خليفته غسان بن عبد الله الفنجحى قبل اجتماع‬ ‫رؤساء العشائر لئلا يخسروا نفوذهم القبلى؟‪.‬‬ ‫غير أن هذا النفوذ الذي تمتع به العلماء لم يكن خاليا من التجاذبات التى‬ ‫‪ - 1‬السالمي" عبد الرحمن بن سليمان‪ .‬العلاقة بين الأئمة والعلماء وتطورات الدولة العمانية حتى‬ ‫نهاية القرن ‪0‬ه‪61/‬م‪ .‬مجلة نزوى‪ .‬عدد‪ .03‬ابريل ‪2002‬م‪ .‬ص‪.23‬‬ ‫‪.73‬‬ ‫ص‬ ‫‪ -2‬نفسه‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬التحفة{ جا‪ .‬ص‪.601‬‬ ‫‪ - 4‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬صر‪.658‬‬ ‫‪ - 6‬السالمسا التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.021‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الامامة الاباضية في عمان‬ ‫يكون سببها في الغالب العلماء أنفسهم‪ .‬فإذا ما علمنا أن العلماء يظهرون انقساما‬ ‫فيما بينهم في التنظير حول طبيعة وماهية الإمامة‪ .‬باعتبارها محور تتعب حوله‬ ‫الآراء وتكثر فيه الاختلافات بين جميع المدارس الإسلامية‪ .‬تبين أن التطبيق لا‬ ‫محالة يحمل انقسامات أكبر وأعمق‪.‬‬ ‫من جانب آخر يمكن طرح السؤال حول صلاحيات العلماء والفارق في‬ ‫مكانتهم ومكانة الإمام نفسه{ وهي وإن حددت أحيانا بماهية الإمام ووضعه من‬ ‫حيث القوة والضعف إلا أن الأمر لم يخل من انقسام برز في القضية المفصلية‬ ‫أي عزل الصلت فهذا الكندي في كتابه الاهتداء يفرق بين صلاحيات الأئمة‬ ‫وصلاحيات العلماء‪ .‬فطالما وجب على العلماء طاعة الأئمة العادلين كغيرهم من‬ ‫الرعية؛ ومن ثم لا يجوز لهم عزل الأئمة‪ .‬إلا إذا بدر منهم ما يوجب ذلك فالعلماء‬ ‫تابعون للإمام ويأتمرون بأمره وليس من حقهم عزله وتنصيب غيره متى شاءوا دونما‬ ‫اعتبار لسلطة الإمام ولزوم طاعته ”‪ ...‬ثم من المحال أن يكون الإمام بمنزلة يلزم‬ ‫جماعة المسلمين‪ -‬العلماء‪ -‬طاعته في حكم الظاهر ويجوز لهم التقديم عليه‪ .‬فإن‬ ‫هذا متناف في العقول العارفة بأحكام الأصول{ بل الصحيح الذي لا شك فيه أن‬ ‫الإمام ما كانت إمامته ثابتة في حكم الظاهر‪ .‬فلا حاكم تلزم الرعية طاعته إلا هو‪.‬‬ ‫أو من جعله هو حاكما عليهم! حتى يظهر على الإمام أحد الأسباب الموجبة لزوال‬ ‫الإمامة بالشهرة في رعيته“‪ .‬عند ذلك تسقط طاعة الإمام ويرجع الأمر إلى العلماء‬ ‫في عزله وتقديم غيره‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الكندي‪ .‬أحمد ين عبد الله (ت‪755:‬ه‪2611/‬م)‪ .‬كتاب الإهداء والمنتخب من سيرة الرسول‬ ‫ص‪-‬۔‪301‬‬ ‫ط‪1‬ا{© وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪5 :‬م‪.‬‬ ‫عليه الصلاة والسلام وأئمة وعلماء عمان‪.‬‬ ‫‪.41‬‬ ‫‪34‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫والفترة السابقة لعصر اليعاربة شهدت الكثير من التوتر سواء على صعيد النزاع‬ ‫بين الأئمة والعلماء‪ .‬حتى وصلت الأمور إلى قتل عالم دين من ذوي المكانة‬ ‫والقاتل هو الإمام‪ .‬كما حدث في محاربة الإمام راشد بن على (‪274‬ه ۔ ‪315‬ه)‬ ‫أما الأحداث المتعلقة بالصراع بين‬ ‫وقتله للعلامة نجاد بن موسى عام ‪.3‬‬ ‫العلماء والزعامات القبيلة فما أكثرها! وقد أشير إلى بعضها عند الحديث عن‬ ‫الإمامات المختلفة التي سبقت عصر اليعاربة‪ .‬والمهم في الأمر أن هذه المحاور‬ ‫شهدتها بصورة مماثلة الإمامة اليعربية‪ .‬فأركان النظام الإمامي ‪ -‬إن صح التعبير‪-‬‬ ‫قائمة على هذا المثلث الأئمة والعلماء وزعماء القبائل‪` .‬‬ ‫ا ‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص ‪.323‬‬ ‫التقصل الأول‬ ‫عمامة كي عصر العاربة‬ ‫الإ‬ ‫(‪4301‬ه_‪4261/‬م‪2611-‬ه‪9471/‬م)‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫قيا م دو لة ا ليعا ربة‬ ‫و مراحل الا‪ .‬عمامة فيها‬ ‫شهدت الفترة ما بين انهيار دولة بني نبهان الثانية عام ‪6201‬ه‪7161/‬م وقيام‬ ‫دولة اليعاربة عام ‪4301‬ه‪4261 /‬م انقساما حادا في بنية الدولة العمانية طال جميع‬ ‫المجالات حيث توزعت عمان في يد ولاتها وشيوخها الذين استقل كل واحد بما‬ ‫تحته من سلطة‪ .‬كذلك ساد لظلم والاضطراب الأمني والاقتصادي والاجتماعي'‪.‬‬ ‫أما أهم الإمارات التي كانت قائمة في هذه الفترة‪ .‬فمنها إمارات الجبور في‬ ‫الظاهرة والشرقية‪ .‬والباطنة‪ .‬في حين أقام الشيخ سيف بن محمد بن أبي سعيد‬ ‫الهنائي إمارة في بهلا وما حولها‪ .‬وسيطر الملك عمير بن حمير بن سلطان العميري‬ ‫ثم ابن عمه الشيخ مانع بن سنان بن سلطان العميري على سمائل‪ .‬وسيطر اليعر بي‬ ‫سلطان بن أبي العرب بن سلطان على نخل‪ .‬وفي الرستاق إمارة تحت حكم‬ ‫السلطان مالك بن أبي العرب اليعربي" وتقاسم بعض المناطق عدد من القبائل‬ ‫في حين سيطرت قبائل أخرى على عدد من الحصون‪ .‬أما الساحل فكان أغلبه‬ ‫تحت قبضة البرتغاليين الذين عززوا استحكاماتهم بعد طردهم من هرمز في يناير‬ ‫‪21.‬‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي‪ .‬كشف الغمة‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.649 .549‬‬ ‫‪ 2 .‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين تح‪ :‬عبد المنعم عامر ومحمد مرسى عبد‬ ‫الله‪ .‬ط ك‪ .‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط‪1002 :‬م؛ ص‪.032‬‬ ‫‪ - 3‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق" ج‪ .2‬ص ‪.449‬‬ ‫‪ - 4‬ابن رزيق‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.132 .032‬‬ ‫‪5 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫‪2‬‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫»‬ ‫= ل‬ ‫‪64‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة و مراحل الامامة فيها‬ ‫لم يكن من الممكن الاستمرار في ظل هذه الأوضاع المتردية على جميع‬ ‫الأصعدة‪ .‬لذلك عمل أهل الرأي والعلم على تدارس كيفية إخراج البلاد مما هي‬ ‫فيه ثم لاحت القرصة في الرستاق حيث نشب الخلاف حول خلافة السلطان‬ ‫مالك بن أبي العربؤ فتقدم الشيخ خميس بن سعيد الشقصي الرستاقي بترشيح‬ ‫حفيد السلطان مالك ويدعى ناصر بن مرشد ليكون حاكما للرستاق بعد جده"‪.‬‬ ‫ومع التأييد الشديد له تم تجاوز هذا الأمر إلى تنصيبه إماما لعمان وليس للرستاق‬ ‫ويبدو أن هذا الأمر قد جرى التدبير له مسبقا حيث يورد ابن رزيق أن تنصيب‬ ‫الإمام ناصر تم على يد جملة من العلماء بلغ عددهم السبعين‪ .‬في المقابل أشار‬ ‫السالمي أن عدد العلماء الذين أيدوا البيعة كانوا أربعين عالما أو يزيدون‪ ،‬مع‬ ‫ترجيح عدم حضورهم جميعا للبيعة إلا أن المراسلات والمشاورات كانت بينهم‬ ‫حتى تم التوافق‪ .‬من هنا يتجلى الدور الكبير الذي لعبه العلماء في تأييد هذه‬ ‫رأسهم الشيخ خميس بن سعيد الشقصي زوج أم الإمام ناصر ومر بيه‪.‬‬ ‫البيعة‪ .‬وعلى‬ ‫م =‬ ‫‪, 0‬‬ ‫م ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ع ‪,‬م‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪: 2791,‬‬ ‫‪69.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ابن قيصر‪ .‬عبد الله بن خلفان (من علماء ق ‪11‬ه‪71/‬م)‪ .‬سيرة الإمام ناصر ين مرشد‪ .‬تح‪ :‬عبد‬ ‫المجيد القيسي‪ .‬ط‪ .1‬دار الحكمة‪ .‬لندن‪2002 :‬م‪ .‬ص ‪.91‬‬ ‫‪ -2‬الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.252‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق الفتح المبين ص ‪.032‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.3‬‬ ‫‪ -‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.051‬‬ ‫‪74‬‬ ‫مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الا‬ ‫بذلك شكل هذا الحدث والذي جرى فى أواخر محرم سنة ‪4301‬ه ‪ /‬نوفمبر‬ ‫‪ !421‬إعلان قيام دولة اليعاربة حيث عمل الإمام الأول ناصر بن مرشد بما تمتع‬ ‫به من صفات قيادية على توحيد عمان طوال التسع السنوات الأولى من حكمه‪.‬‬ ‫وخاض صراعا حادا مع القوى المختلفة في الداخل‪ .‬من ذلك صراعه مع حاكم‬ ‫سمائل مانع بن سنان العميري الذي اضطر في الأخير إلى تصفيته"‪ .‬والشيخ سيف‬ ‫بن محمد بن أيى سعيد الهنائى الذي عارض الإمام مرارا‪ .‬ونقض عهوده معه{ لذلك‬ ‫اتخذ القرار بعد الانتصار النهائي عليه بمنع بنى هناءة من بناء الحصون بعد هدم‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لسلاح‬ ‫جوا ز حمل‬ ‫على حصن بهلا ‪ 6‬وعدم‬ ‫سيت وسيغم وا لاستيلاء‬ ‫حصن بلاد‬ ‫قبلهم‪ .:‬وهو الحظر الذي سيظل قائما إلى فترة الصراع في أواخر دولة اليعاربة‪.‬‬ ‫والمتتبع لسيرة الإمام ناصر يجد أنه بذل جهدا كبيرا فى توحيد مناطق عمان‬ ‫في السنوات الأولى من حكمه رغم كثرة المناوئين له‪ .‬مع وجود أطراف مؤيدة له‬ ‫منذ البداية‪ .‬يمثلها التكتل القبلى الرستاقى وما يعرف برجال اليحمد“‪ .‬وطوال‬ ‫فترة حكمه عمل على تسوية الأوضاع في الداخل إلى مستوى وصلت فيه الوحدة‬ ‫العمانية إلى درجة كبيرة مكنت العمانيين من مجابهة المحتل البرتغالى الذي‬ ‫الإمام المؤسس ناصر بن مرشد سنة‬ ‫ومع وفاة‬ ‫اجلي من مناطق عدة في عمان‬ ‫ومطرحث‪.‬‬ ‫في مسقط‬ ‫سوى‬ ‫لم يكن للبرتغا ليين من وجود‬ ‫‪ 9501‬ه‪7 9461/‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪ - 1‬ابن قيصر‪.‬‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.659‬‬ ‫‪ - 3‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.711‬‬ ‫‪ 4‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪9‬ا!؛ الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.749‬‬ ‫‪ - 6‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.131‬‬ ‫‪6 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪..‬‬ ‫! ط‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬ج‬ ‫‪(,7691),‬‬ ‫‪501.‬‬ ‫‪84‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة ومراحل الامامة فيها‬ ‫تتابع بعد ذلك على حكم عمان جملة من الأئمة‪ .‬كلهم من اليعاربة عدا الإمام‬ ‫محمد بن ناصر الغافري (‪7311‬ه‪4271/‬م‪0411-‬ه‪8271/‬م)‪ .‬ويمكن تقسيم فترة‬ ‫هذا العصر إلى قسمين‪ :‬الأول اتصف بالقوة والازدهار وشمل فترة الخمسة الأئمة‬ ‫الأوائل (‪4301‬ه‪4261/‬م‪1311-‬ه‪9171/‬م)‪ .‬أما الثاني فاتصف بالفتن والصراعات‬ ‫الداخلية مع الاستعانة بالقوى الخارجية (‪1311‬ه‪9171/‬م‪2611-‬ه‪9471/‬م) والذي‬ ‫كان من نتائجه إسقاط حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫ومما لا شك فيه أن حكم اليعاربة شهد نهوض الأمة العمانية‪ .‬واحتلالها‬ ‫موقعا هاما على الخارطة العالمية‪ .‬وتحقيق العديد من الإنجازات على المستويين‬ ‫الداخلي والخارجي من طرد المستعمر البرتغالي وتأسيس قوة بحرية كبيرة‪.‬‬ ‫والاهتمام بالعلم والزراعة والاقتصاد والبناء والتعمير" وغير ذلك من المآثر التي‬ ‫)‬ ‫خلفها اليعارية} والتي لا زالت إلى الآن شاهدة على ماضيهم العظيم'‪.‬‬ ‫وكون موضوع البحث يركز على مدى تطبيق فكر الإمامة في هذه الفترة في‬ ‫خواصه الدستورية أو التشريعية‪ .‬فإن تتبع مسار الإمامة في هذا العهد‪ ،‬والسمات‬ ‫التي اشتملت عليها يمكن أن يقود إلى الخروج بعدد من الملاحظات وأهمها أن‬ ‫نظام الإمامة في العهد اليعربي قد مر على وجه التقريب بثلاث مراحل قد لا‬ ‫تكون واضحة شاملة إلا انه يمكن اعتبارها بمثابة خطوط عريضة ميزت هذه‬ ‫التجربة‪ .‬وهي على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬انظر‪ :‬السيار‪ .‬عائشة على‪ .‬دولة اليعاربة فى عمان وشرق أفريقيا‪ .‬ط‪ .2‬دار صحف الوحدة‬ ‫أبوظبي‪2991 :‬م؛ الضويانى حمد بن محمد بن ضويحى‪ .‬اليعاربة عائلة ياضية حاكمة (‪4261-1471‬م)‪.‬‬ ‫رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ‪ .‬قسم التاريخ‪ .‬كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية‪ .‬جامعة تونس‪.‬‬ ‫تونس‪4002 :‬م‪.‬‬ ‫‪94‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫أ‪ -‬المرطلة الأولاتا‪:‬‬ ‫اتسمت بتطبيق مبدأ الشورى في الانتخاب‪ .‬وكان الأمر فيها بيد العلماء أهل‬ ‫الحل والعقد‪ .‬ويمكن القول أن الأئمة الثلاثة الأوائل من اليعار بةيمتلون هذه المرحلة‬ ‫بداية من الإمام المؤسس ناصر بن مرشد (‪4301‬ه‪4261/‬م‪9501 -‬ه‪9461/‬م)‪.‬‬ ‫ثم الإمام سلطان بن سيف بن مالك (‪9501‬ه‪9461/‬م‪0901 -‬ه‪9761/‬م)‪ .‬ثم في‬ ‫النهاية الإمام بلعرب بن سلطان (‪0901‬ه‪٨9761/‬۔‏ ‪4‬ھ‪2961/‬م)‪ .‬حيث ا جتمع‬ ‫على انتخاب الإمام ناصر بن مرشد ثلة من رجال العلم والدين في مقدمتهم العلامة‬ ‫خميس بن سعيد الشقصي‪ .‬والعلامة مسعود بن رمضان' النبهاني‪ .‬والشيخ صالح‬ ‫بن سعيد الزاملي"‪ .‬وغيرهم كغيرونث‪.‬‬ ‫وهذا الإجماع منبعه شخصية الإمام ناصر القوية‪ .‬وكفاءته لاسيما في التصدي‬ ‫للمشاكل والتقلبات‪ ،‬فكان الرجل المناسب لهذه الحقبة‪ .‬مع ما اشتهر عنه من‬ ‫صفات حميدة كالاستقامة والنزاهة والتدين'! حتى اعتبر من أعدل الأئمة الذين‬ ‫عرفتهم عمان في تاريخها‪.‬‬ ‫‪ - 1‬مسعود بن رمضان بن محمد بن سعيد النبهاني (ت‪0501 :‬ه‪0461 /‬م)‪ .‬قاض فقيه‪ .‬ووال قائد‬ ‫من أوائل المبايعين للإمام ناصر ومن أشد مؤيديه‪ .‬قاد العديد من الحملات وتولى القضاء والولاية‪ .‬له‬ ‫فتاوى كنيرة في الأثر‪ ,‬توفي في عهد الإمام ناصر‪ .‬انظر‪ :‬السعدي‪ .‬معجم الفقهاء والمتكلمين‪ .‬ج‪ .3‬ص‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪ - 2‬صالح بن سعيد بن مسعود الزاملي المعولي (ت‪3701 :‬ه‪2661/‬م)‪ .‬فقيه قاض وناظم للشعر‬ ‫نشأ كفيف البصر‪ .‬تولى القضاء للإمامين ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف بن مالك‪ ،‬كان من بين‬ ‫العاقدين للإمام ناصر‪ .‬ومن المناصرين له‪ .‬وكان يجيب على أسئلة الولاة والقضاة‪ .‬وهو من مشهوري‬ ‫|‬ ‫علماء زمانه ومن المتصدين للفتوى‪ .‬انظر‪ :‬السعدي‪ .‬معجم الفقهاء والمتكلمين‪ .‬ج ص ‪.481‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬صة؛ مايلز‪ .‬س‪ .‬ب‪ .‬الخليج بلدانه وقبائله‪ .‬تح‪ :‬محمد أمين عبد الله‬ ‫ط‪ .3‬وزارة التراث القومى والنقافة‪ .‬مسقط ‪6891 :‬م؛ ص ‪.891‬‬ ‫‪ - 4‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.369‬‬ ‫‪ - 6‬السالمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.62‬‬ ‫‪05‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة و مراحل الامامة قيها‬ ‫ويتضح ذلك بشكل كبير في مدى حرصه على متابعة جميع شؤون دولته من‬ ‫خلال عهوده وكتاباته لولاته ونصائحه لهم! حيث يوجد فيها الكثير من المبادئ‬ ‫والأسس التي سعى فيها إلى إقامة العدل وضرورة مراقبة الحاكم سواء كان قاضيا‬ ‫أو واليا لنفسها وتتبع أمور الناس وتطبيق نهج الشريعة في كل ذلك!‪.‬‬ ‫وقد استمر منهج الانتخاب القائم على الاختيار الموكل بيد أهل الحل والعقد‬ ‫مع تطبيق الشورى في إدارة الحكم فى عهد الإمامين اللذين أعقبا الإمام ناصر‪.‬‬ ‫فكان من أثر ذلك إيجاد جو من الاستقرار السياسى الذي مكن العمانيين من‬ ‫تحقيق الكثير من الإصلاحات والإنجازات في الشأن الداخلى والعلاقة مع الخارج‪.‬‬ ‫فالإمام سلطان بن سيف الأول تمكن من إجلاء البرتغاليين عن عمان{ وطاردهم‬ ‫ونشر العدل‪٥‬‏‬ ‫وعمل داخلياا على التعمير والبناء‬ ‫أفريقيا‪.‬‬ ‫في سواحل الهند وشرق‬ ‫‏‪ ١‬لقرى ‘ وا ستخراج‬ ‫‏‪ ١‬لقلاع وا لحصون ئ وتعمير ‏‪ ١‬لعديد من‬ ‫تم ‏‪١‬إنشا ء ‏‪ ١‬لكثير من‬ ‫من الأفلاجة ‪.‬‬ ‫"‬ ‫وقد جاء في وصف هذا الإمام أنه كان متواضعاء رؤوفا برعيته! لم يحتجب‬ ‫عنهم‪ .‬وكان يتنقل بغير عسكر مختلطا مع الناس" يسمع للكل كبيرا كان أم صغيرا"‪.‬‬ ‫كما انه لم يكن يميز نفسه عن رعيته في مظهره ولباسه‪.‬‬ ‫ثم تبعه الإمام بلعرب بن سلطان وهو لا يقل في أعماله أو المهام التى اضطلع‬ ‫بها عن الإمامين السايقين‪ .‬فقد واصل العمل في نفس المهام‪ .‬فقام بدور التعمير في‬ ‫صر ‪ 72‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نفسه‬ ‫‪ - 2‬المعولي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.932‬‬ ‫‪.94‬‬ ‫السالمي‪ .‬التحفة ج‪ .2‬ص‬ ‫‪142 .042‬؛‬ ‫‪ - 3‬المعو ء المصدر السابق ص‬ ‫‪ - 4‬ابن رزيق الفتح المبين‘ ص ‪.752 {652‬‬ ‫‪ - 6‬سلوت ب ‪.‬ج‪ .‬عرب الخليج ‪2061-4871‬م‪ .‬تر‪ :‬عائدة خوري‪ .‬طا‪ .‬المجمع الثقافي‪ .‬أبوظبي‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 3‬ص‪.091‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ال‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الداخل ونشر العدل والأمن'‪ .‬كما واصل عملية مهاجمة البرتغاليين وملاحقتهم"‪.‬‬ ‫ويرجع إليه الفل في إنشاء مدرسة علمية كبيرة في جبرين» وقر فيها كل أسباب‬ ‫الراحة والاهتمام لمنتسبيها فكان من نتائج ذلك تخريج جملة من العلماء في شقى‬ ‫المجالات؛‪.‬‬ ‫إن مسألة العدل ذات أهمية كبيرة في هذه المرحلة فقد استطاع هؤلاء الأئمة‬ ‫بعدلهم وحكمهم بالحق والإنصاف بين الرعية من بسط نفوذهم داخليا ومده‬ ‫إلى أماكن شاسعة كما كان لاستقامتهم ونزاهتهم والتزامهم بالدين دور في غرس‬ ‫الاحترام والمحبة في نفوس محكوميهم‪ .‬وبعث الرهبة لدى أعدائهم‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك الأمر الأهم في إدارة الحكم كمبدأ من مبادئ النظام السياسي‬ ‫في الإمامة‪ .‬وهو التشاور في مختلف الأمور‪ ،‬وعدم الانفراد بالرأي فقد جاء في‬ ‫أحد التقارير الهولندية وصف العمانيين في هذه الفترة كالتالي‪" :‬يتصف عرب‬ ‫عمان بالتهذيب والود والكرم والنخوة في تعاملهم مع بعضهم البعض ومع الغرباء‬ ‫أيضا‪ .‬وتصرفاتهم في غاية النزاهة إلى درجة مبالغ بها‪ .‬ولا يؤخذ أي قرار مباشرة قبل‬ ‫عرضه على الجميع‪ .‬وهذا يعود إلى تمكن الجميع من حضور المجلس العام ‪. “...‬‬ ‫ب ‪ -‬الصرطة الثانية‪:‬‬ ‫اشتملت هذه المرحلة على عدد من الأمور ذات الصبغة المتناقضة والمعقدة‪.‬‬ ‫فرغم قوة الأئمة وعظم الإنجازات‪ ،‬إلا أن خروج سيف بن سلطان الأول على‬ ‫‪ - 1‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.669‬‬ ‫‪ - 2‬مايلز‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.802‬‬ ‫‪ - 3‬ان رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.752‬‬ ‫‪.191‬‬ ‫المرجع السابق‪ .‬ص‬ ‫‪4‬۔ سلوت‪.‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة و مراحل الامامة فيها‬ ‫أخيه بلعرب وهو الإمام الشرعي المنتخب شكل إيذانا بإبعاد مبدأ الانتخاب‬ ‫والشورى" وإيجاد يذرة أو سابقة للصراع على الحكم" وهي السمة التي طبعت‬ ‫الحكم اليعربي في أواخر عهده‪ .‬ومسألة الخروج على الإمام وحيثياتها سوف يتم‬ ‫التطرق لها بشكل موسع عند الحديث عن جذور الصراع على الحكم‪.‬‬ ‫فالجانب الأهم هنا هو أن إمامة سيف ين سلطان الأول (‪4011‬ه‪2961/‬م۔‬ ‫‪3/1171‬م) شابها الكثير من الشكوك من حيث شرعيتها؛ فالمصادر تشير‬ ‫لى أن الكثير من أهل الحل والعقد دخل في الأمر تقية‪ .‬وأن بعضهم عوقب على‬ ‫عدم إعطائه الولاء والاعتراف بالإمام الجديد كما أن البعض ظل متمسكا بإمامة‬ ‫بلعرب حتى ماتؤ ويرون أن سيف بن سلطان باغ على أخيه‪.‬‬ ‫إن ما حَد من أثر هذا التجاوز الكبير لمبدأ الشورى{ وعدم جواز الخروج على‬ ‫الإمام العادل بغير حدث‪ ،‬هو قوة شخصية الإمام سيف بن سلطان الأول‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي كفل استمرارية التطور والقوة للدولة على المستويين الداخلي والخارجي‪.‬‬ ‫فبعد أن استتب له الأمر أجمعت المصادر على حسن سيرته‪ .‬وقوة سياسته‪.‬‬ ‫ومقدرته العالية على ضبط أمور الدولة"‪.‬‬ ‫فمن خلال معطيات فترة حكمه الطويلة نسبيا يستشف أن الإمام سيف بن‬ ‫سلطان الأول تمتع بشخصية ذات طموح كبير‪ .‬وأكبر دليل على ذلك الحركة التي‬ ‫قام فيها بإقصاء أخيه بلعرب‪ ،‬ثم حرصه بعد ذلك على تبني برنامج سياسي طموح‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪769‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪342‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح‬ ‫المبين؛ ص ‪.752‬‬ ‫السابق‬ ‫المصدر‬ ‫المعولي‪.‬‬ ‫‪.869‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ص‬ ‫المصدر السابق‬ ‫‪ 2‬۔ الأركوي‪.‬‬ ‫ابن رزيق‪،‬‬ ‫‪4‬؛‬ ‫ص‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص ‪.952‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الا‪ ,‬ماصة والصراع على السلطة في عمان اوانذر دولة اليعاربة‬ ‫وحافل بالكغير من الأعمال في شتى المجالات؛ حيث حرص على تأسيس قوة‬ ‫بحرية ضاربة‪ .‬كانت تصارع في جبهتين المحيط الهندي وشرق أفريقيا"‪ .‬كذلك‬ ‫إنشاء قوة برية كبيرة وفعالة‪ .‬كما عمل على الاهتمام بالتعمير والبناء وشق العديد‬ ‫من الأفلاج‪ .‬وتوسيع الزراعة وتنويعها‪ .‬وتنظيم التجارة وتقويتها"‪ .‬لذلك كله استحق‬ ‫لقب "قيد الأرض“كدليل على تقييده الأرض بهمته وعدله وشدة حزمه‪ .‬مع حرصه‬ ‫على إنصاف الرعية"‪.‬‬ ‫وبعد وفاته بويع بالإمامة ابنه سلطان بن سيف الثاني (‪3211‬ه‪1171/‬م‪-‬‬ ‫‪131‬ه‪9171/‬م)" حيث شهدت هذه المرحلة في حينها عودة ملحوظة لسلطة‬ ‫العلماء} فرغم مكانية الشك بوجود شيء من التأثير للإمام الراحل في قرار اختيار‬ ‫خليفته‪ .‬غير أن مبايعة هذا الإمام كانت على يد عدد كبير من العلماء البارزين‪.‬‬ ‫وفيها تم الاشتراط عليه أن لا يقدم أو يؤخر في أمر من أمور الدولة‪ .‬وما يتعلق‬ ‫بشؤون الأمة إلا برأي العلماء وبعد استشارة أهل الاختصاص في الأمور التي‬ ‫يريد البت فيها‪ .‬الأمر الذي يضعه فى خانة الأئمة الضعاف أي أنه غير مستوي‬ ‫‏‪١‬‬ ‫لشرط العلم‪.‬‬ ‫كما أن العاقدين عليه استتابوه؛ لأنهم يأخذون عليه اشتراكه فى أمور قام بها‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.769‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪869‬؛ المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.542-742‬‬ ‫]‬ ‫"‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪...501‬‬ ‫نيا‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.869‬‬ ‫ط‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.711‬‬ ‫ها‬ ‫نفسه‪٠ ‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة ومراحل الامامة فيها‬ ‫أبوه ولم يقبلوها منه"‪ .‬الأمر الذي يستنتج منه أن إنكار العلماء على الإمام سيف‬ ‫الأول ظل باقيا إلى هذا الوقت‪ ،‬رغم أنه لم ينازعه منازع في الحكم بعد وفاة أخيه‬ ‫بلعرب ورغم ما قام به من جهود وأعمال جليلة لإعزاز الدولة العمانية‪ .‬وفي معرض‬ ‫تعليقه على هذه البيعة يشير الشيخ سعيد بن بشير الصبحي إلى أن إمامة سلطان‬ ‫بن سيف الأول في ظاهر الأمر أوجب من إمامة أبيه؛ لأن العاقدين دخلوا فيها‬ ‫بحرية ودون جبر‪ ،‬أي أن حكم التقية لم يكن موجودا فيها كما بلغه"‪.‬‬ ‫ويبدو أن الإمام سلطان بن سيف الثاني ورث عن أبيه قوة الشخصية فكان‬ ‫عهده امتدادا لعهد والده‪ .‬فلم يجابه بمعارضة داخلية} واستتب الأمن في عهده‪.‬‬ ‫كما واصل الصراع ضد البرتغاليين‪ .‬وعمل على توسيع النفوذ العماني في الخليج‬ ‫العربي‪ .‬ففتح البحرين حوالى عام ‪7171‬ع؛‪ .‬وأقام أحد أعظم الحصون العمانية‬ ‫في عهد اليعاربة‪ .‬حصن الحزم‪ .‬غير أن عهده لم يطل كثيرا حيث توفي في‬ ‫عام ‪1311‬ه‪ 9171 /‬بعد قرابة ثماني سنوات من توليه الحكم"‪ .‬وقد اعتبر آخر‬ ‫الأئمة الأقوياء من اليعاربة‪ .‬حيث آل الأمر بعده إلى التنازع والشقاق وفقدت‬ ‫ا ‪ -‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ط ‪ .4‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط ‪1002 :‬م‪.‬‬ ‫ص ‪.71‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.811 .711‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.062‬‬ ‫‪ - 4‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.869‬‬ ‫ك ‪ -‬المعولي" المصدر السابق‪ .‬ص ‪842‬؛ الحبسي‪ .‬راشد بن خميس بن جمعة‪ .‬ديوان الحبسي‪ .‬تح‪:‬‬ ‫عبد العليم عيسى طل‪ .‬وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪2891 :‬م‪ .‬ص ‪ 06‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.869‬‬ ‫السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪!12‬؛ البطاشي‪ .‬سيف بن حمود بن حامد‪ .‬إتحاف الأعيان‬ ‫‪7‬‬ ‫في تاريخ بعض علماء عمان‪ .‬ج‪ .3‬ترتيب وتعليق‪ :‬سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي‪ .‬ط‪ {.2‬مكتبة‬ ‫المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية‪ .‬السيب‪4002 :‬م‪ .‬ص ‪.361‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الما‪.‬امة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الإمامة هيبتها ومكانتها‪ .‬حتى صار الأمر أشبه بالألعوبة بين الفرقاء المتخاصمين‬ ‫والمتناحرين‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬الصرطة الثالثة‪:‬‬ ‫بعد وفاة سلطان بن سيف الثاني دخلت عمان في عهد اليعاربة مرحلة من‬ ‫الصراع والشقاق الذي أودى بالوحدة الوطنية‪ .‬وأشعل نار القبلية‪ .‬وقد حفلت هذه‬ ‫المرحلة بالكثير من الأحداث والتطورات التي ستكون محور الدراسة في الفصول‬ ‫القادمة‪ .‬أما ما يتعلق بالنظام الإمامي فقد بدت آثار ضعف سلطة العلماء وانتهاج‬ ‫أسلوب مغاير لأسس الانتخاب ومبادئه! حين أصر زعماء القبائل وخاصة بعض‬ ‫اليعاربة في الرستاق على أن تكون الإمامة يالتوريث وأن يكون سيف ين سلطان‬ ‫خلفا لأبيه"‪ .‬وسيف هذا كان فتى لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره"‪.‬‬ ‫من هنا بدا أن مسألة الانتخاب الخلافي قد ترسخت لدى العامة الذين‬ ‫أصبحوا يتدخلون في أهم ركن من أركان الإمامة وهو انتخاب الأئمة الذي يعتبر‬ ‫شأنا خاصا بالعلماء‪ .‬لا يحق لسواهم التدخل فيه‪ .‬غير أن ما حدث كان على‬ ‫العكس من ذلك‘ وكون سيف بن سلطان صبيا فإن هذا الأمر وحده يجعله غير‬ ‫مؤهل لمنصب الإمام‪ .‬من هنا يمكن إدراك مدى الانفصال التام الذي وقع في هذه‬ ‫المرحلة بين الأسس والمبادئ الإمامية كفكر وفقه‪ .‬وبين الواقع العملي والتطبيقي‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪ - 1‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ !869‬ابن رزيق‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.462‬‬ ‫‪ - 2‬مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان‪ .‬تح‪ :‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ .‬ط‪ .2‬وزارة التراث والثقافة‬ ‫مسقط‪5002 :‬م! ص ‪.151‬‬ ‫‪ - 3‬المعولى‪ 6‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.052‬‬ ‫‪65‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة و مراحل الامامة قيها‬ ‫كان ذلك الحدث بداية لأن تصبح إمامة سيف بن سلطان الثاني محورا للصراع‬ ‫والاقتتال بين مؤيد ومعارض طيلة السنوات المتبقية من حكم اليعاريةإ ويبدو‬ ‫أن سبب الإصرار على إمامة سيف ين سلطان الثاني ليس متعلقا بمسألة وراثة‬ ‫الحكم فقط فالإمامة لم تخرج عن اليعاربة؛ لأن العلماء رشحوا مهنا ين سلطان'‬ ‫(‪1311‬ه‪9171/‬م ‪3311 -‬ه‪0271/‬م) وهو يعربي أيضا‪ .‬ولكن الأمر يتعلق أيضا‬ ‫برغبة المعارضين وزعماء القبائل المصرين على إمامة سيف بن سلطان في التسلط‬ ‫ونيل الحظوة والمكاسب حتى وصل الأمر إلى درجة أن من يريد الوصول إلى‬ ‫السلطة والحكم يؤيد إمامة سيف ويعمل على تنصيبه إماما ثم يعلن نفسه وصيا‬ ‫عليه أو نائبا له‪ .‬وهو أمر اتضح منذ بداية الخلاف‪ ،‬وقد توصل إلى هذا المعنى‬ ‫المؤرخ السيابي في قوله‪ ...":‬ولقد انتفخ أهل الكبر والبطر فركبوا ظهر الشقاق غير‬ ‫مبالين‪ .‬كل غرضهم من هذا أن تكون لهم بذلك عند سيف بن سلطان يد يتسلطون‬ ‫بها على عباد الله‪ .‬وإلا فما بالهم يعارضون العلماء‪ .‬وقد علموا أن الإمامة لا تقوم‬ ‫إلا على محور العلماء ‪.‬۔“"‪.‬‬ ‫من هنا عرفت هذه المرحلة ما يمكن تسميته بالوصاية على الحكم‪ .‬فبعد أن‬ ‫أدت حركة يعرب بن بلعرب بن سلطان؟ وبتأييد من أهل الرستاق وبعض زعماء‬ ‫‪ - 1‬هو مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك بن أبي العرب بن سلطان اليعربي" وكان متزوجا من‬ ‫شيخة بنت الإمام سيف بن سلطان الأول‪ .‬انظر‪ :‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪782‬؛ السالمي التحفة‪.‬‬ ‫ج‪ .2‬ص ‪.221‬‬ ‫‪ 2‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.42 .32‬‬ ‫‪ - 3‬هو يعرب بن الإمام بلعرب بن الإمام سلطان بن سيف بن مالك بن أبي العرب اليعربي‪ .‬تولى‬ ‫الإمامة في شعبان ‪4311‬ه‪2271/‬م‪ .‬وظل فيها قرابة السنة حيث ثار عليه أهل الرستاق بقيادة بلعرب بن‬ ‫ناصر اليعربي‪ .‬مات في جمادى الآخرة ‪53‬ھ‪ 12/‬مارس ‪3271‬م‪ .‬انظر‪ :‬الأزكوى‪ .‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫ج‪ .2‬ص ‪ 279‬وما بعدها؛ المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.352 .252‬‬ ‫‪75‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫القبائل إلى إقصاء الإمام المنتخب مهنا بن سلطان ثم قتله‪ .‬وفي سابقة هي الأولى‬ ‫في تاريخ الإمامة في عمان‪ .‬لم يقم يعرب بإدعاء الإمامة لنفسه{ يل جعلها لسيف‬ ‫بن سلطان الثاني‪ .‬وأصبح هو "القائم له بالأمر" أو "القائم بأمره"‪ .‬وهو أمر لا‬ ‫يستند إلى أي رأي فقهي سياسي في النظام الإمامي‪ .‬إذ لم يسبق أن نصب إماما‬ ‫فتى لم يتجاوز اثنتي عشرة عاما} إضافة إلى تنصيب وصي أو نائب له في الحكم‪.‬‬ ‫فذلك ليس من التقاليد الإمامية المعمول بها عند الإباضية‪.‬‬ ‫ثم سار الأمر إلى أن يتم تنصيب يعرب بن بلعرب نفسه إماما (‪3311‬ه‪1271/‬م‪-‬‬ ‫‪53/2271‬م)‪ .‬وينال موافقة العلماء ويستتاب من قبل القاضي عدي بن‬ ‫سليمان الذهلي على الرغم من الأعمال التي أتاها‪ .‬وقد ساق جميع المؤرخين هذه‬ ‫الأعمال‪ .‬وأشاروا إليها بالنص التالي"‪ ...‬ثم إن القاضي عدي بن سليمان استتاب‬ ‫يعرب من جميع أفعاله الماضية من تعديه على المسلمين‪ .‬وبغيه على مهنا بن‬ ‫سلطان وقتله! واغتصابه لدولة المسلمين ‪.‬۔“‪ .‬وعلق الإمام السالمى على أن مرد‬ ‫ذلك هو كون يعرب مستحلا في خروجه لظنه أن الإمامة لسيف وأنها غصبت منه‬ ‫فلم يلزم بغرامة ما وقع منه لشبه الاستحلال والمستحل لا يلزمه غرم ما أتلف‪.‬‬ ‫وقد أدى ذلك في المقابل إلى تكرار الحدث عندما قام بعد ذلك بلعرب بن‬ ‫ناصر خال سيف بن سلطان بعد تمرده على الإمام يعرب بتنصيب نفسه على أنه‬ ‫"القائم بالدولة وعلى أن الإمام هو سيف بن سلطان!‪ .‬وكذلك حال الزعيم محمد‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.179‬‬ ‫‪ - 2‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين! ص ‪.662‬‬ ‫‪ - 3‬الأركوى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪279‬؛ ابن رزيق‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪662‬؛ المعولي‪ ،‬المصدر‬ ‫السابق‪ .‬ص ‪.452‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.521‬‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.479‬‬ ‫‪85‬‬ ‫قيام دولة اليعاربة و مراحل الامامة فيها‬ ‫بن ناصر الغافري' قبل نصبه إماما‪ ،‬إذ أعلن أن الإمام هو سيف ين سلطان‪ .:‬وعمل‬ ‫طوا ل فتره طوافه فى المناطق العمانية فى الحرب والسلم على اصطحاب سيف بن‬ ‫سلطان التانى معتبرا نقسه وصيا عليه‪..‬‬ ‫وأخيرا كان الصراع المرير بين أئمة اليعار بة السمة البارزة لهذه المرحلة كخاتمة‬ ‫لجميع التداعيات التي شهدتها تلك الفترة} والمتمثلة في عزل سيف بن سلطان‬ ‫الغاني" بعد بيعته المدعومة من قبل العلماء (‪0411‬ه‪8271/‬م‪5411 -‬ه‪3371/‬م)‬ ‫ومبايعة يعربي آخر هو بلعرب ين حمير(‪6411‬ه‪3371/‬م‪ 1511-‬ه ‪8371/‬م)‬ ‫فوقع الصدام بين الطرفين وفيه استعان سيف بن سلطان بالقوى الخارجية من‬ ‫الفرس‪ .‬ثم تواصل الأمر بينه وبين الإمام سلطان بن مرشد"(‪4‬ك‪511‬ه‪1471/‬م‪-‬۔‬ ‫‪6‬ه‪3471/‬م) فى مشهد يوحى بأن أمر الإمامة أصبح ويشكل واضح ومطلق‬ ‫‪ - 1‬هو الشيخ محمد بن ناصر بن عامر بن رمثة العطابي الغافري‪ ،‬تزعم المعارضة ضد بلعرب بن‬ ‫ناصر‪ .‬ثم تولى الوصاية على سيف بن سلطانك ثم انتخب إماما ودخل في صراع مع غريمه خلف بن‬ ‫مبارك الهنائي ومن الاثنين اشتق اسم محوري الصراع القبلي في هذه الفترة‪ .‬مات الاثنان في صحار‬ ‫عام ‪1 041‬ه‪8271/‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ ..2‬ص ‪.979‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪782‬؛ السيار! المرجع السابق‪ .‬ص ‪.712‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.251‬‬ ‫‪ - 6‬هو الإمام بلعرب بن حمير الإمام بن سلطان بن سيف بن مالك بن أبي العرب اليعربي‪ .‬بويع‬ ‫مرتان الثانية فى القترة (‪ 8511‬ه ‪56471 /‬م ‪ 1611 -‬ه ‪8471/‬م)‪ .‬انظر‪ :‬السالم" المصدر السابق! ص‬ ‫‪ 4‬وما يعدها؛ البطاشي‪ .‬سيف بن حمود بن حامد‪ .‬الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن‬ ‫سعيد‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية ‪ .‬السيب‪ 7991 :‬م‬ ‫‪.771 .34‬‬ ‫ص‬ ‫‪ - 6‬المعولي المصدر السابق! ص ‪ 582‬وما يعدها‪.‬‬ ‫‪ 7‬هو الإمام سلطان بن مرشد بن عدي بن جاعد بن مرشد ين مالك بن أبى العرب اليعريى‪ .‬انظر ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المعولي‪ .‬المصدر السابقش ص ‪ 092‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫بيد القوة‪ .‬وكان نتيجة ذلك كله إضعاف القوة العمانية داخليا وخارجيا ثم في نهاية‬ ‫الأمر سقوط حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫من هنا يمكن القول إن جل هذه الأحداث كان لها من العوامل والمسببات‬ ‫العميقة التي أفرزتها وهي مسببات رافقت جوهر الحكم في عصر اليعاربة‪ .‬والتي‬ ‫يمكن أن توضع جميعها تحت عنوان جذور الصراع على الحكم‪.‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫يوصف عهد اليعاربة بتميزه بسرعة الحركة‪ .‬والتغيرات المتلاحقة التي لم تكن‬ ‫عمان قد شهدت مثلها من قبل'‪ ،‬وهو أمر تجلى في الكثير من النواحي‪ ،‬والتى‬ ‫أشير إليها مسبقا! لاسيما كما اتضح في الدور الأول من تاريخ حكم هذه الاسرة‬ ‫وبالتحديد في عهود الأئمة الخمسة الأوائل‪ .‬غير أن جميع ذلك لم يواكبه تغير‬ ‫بنفس المستوى فى آلية الحكم وطريقة تداوله؛ فمع وفاة الإمام سلطان بن سيف‬ ‫الثاني عام ‪1311‬ه‪9171/‬م‪ .:‬شكل النزاع حول خلافته الشرارة التي ستوقد أكبر‬ ‫وأخطر الحرائق‪ .‬والتي ستأتي على الكثير مما تحقق من إنجازات طوال الفترة‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫هنا لابد من الوقوف مطولا عند الأسباب التى أدت إلى ذلك فمن منطلق‬ ‫أن الحدث التاريخي لابد أن تكون له مسببات مباشرة‪ .‬وأخرى غير مباشرة‪.‬‬ ‫ستحاول الدراسة استقصاء دور نظام الحكم الذي اتبع في هذه الفترة كعامل‬ ‫مهم من عوامل الصراع‪ .‬مع وجوب التأكيد على أنه مما لا ريب فيه أن هنالك‬ ‫عوامل أخرى قد تكون المحرضة للفوضى والصراع الذي شهدته عمان أواخر حكم‬ ‫اليعارية؛ إلا أن طبيعة النظام الذي سارت عليه إمامة اليعاربة عجل بهذا الصراع‬ ‫وما ترتب عليه‪ ،‬من هنا يمكن تلمس جذور هذا الصراع على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬علي‪ .‬عيد النبي علي أحمد‪ .‬الصراع العماني البرتغالي في شرق أفريقيا (‪0371 - 0561‬م)‪ .‬رسالة‬ ‫دكتوراه (غير منشورة)‪ .‬معهد البحوث والدراسات الأفريقية‪ .‬جامعة القاهرة‪ .‬القاهرة‪4991 :‬م‪ .‬ص ‪.851‬‬ ‫‪.172‬‬ ‫قى التاريخ العمانى‪ .‬ص‬ ‫دراسات‬ ‫‪2‬۔ الهاشمى‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫أ ‪ -‬الانتخاب الخلافذي‬ ‫تعد الفترة الطويلة التي سبقت مجيء اليعاربة مع ما شهدته من أحداث وما‬ ‫ترتب عليها من سمات الفرقة‪ .‬والضعف على المستويين السياسي والعسكري‬ ‫ذات تأثير كبير في طبيعة الحكم اليعربي‪ .‬يضاف إلى ذلك ما أشير إليه من صراع‬ ‫فكري حاد بين المدرستين الرستاقية والنزوانية‪ .‬والفترة الطويلة للحكم النبهاني‬ ‫ذي الطابع الملكي‪.‬‬ ‫فمع التأكيد على أن انتخاب الإمام ناصر بن مرشد قد حظي باتفاق العلماء‬ ‫وأهل الحل والعقد مع توفر الشروط المطلوبة في شخص المرشح غير أن هنالك‬ ‫دوافع أخرى رافقت هذا الترشيح وكان لها التأثير الكبير فيمن خلف هذا الإمام‬ ‫المؤسس‪ .‬إذ أن مسألة اختيار الأئمة وانتخابهم قد تخضع في بعض الأحيان‬ ‫خاصة في حالة تعرض البلاد لمحن ومصاعب‪ ،‬أو في حالة علان إمامة جديدة‬ ‫إلى معايير أخرى تضاف إلى المعايير الشرعية‪.‬‬ ‫ومنها مكانة الإمام القبلية ووضعه الاجتماعي من جهة النسبؤ ومدى إمكانية‬ ‫حصوله على نوع من الإجماع المتوافق مع العرف الاجتماعي القبلي‪ .‬وهو أمر وإن‬ ‫لم يصرح به غير أنه يتضح تاريخيا منذ تنصيب أول إمام في عمان‪ ،‬الجلندى ين‬ ‫مسعود (‪231‬ه‪947/‬م‪431 -‬ه‪257/‬م) "‪ ...‬وهو أحد بني الجلندى بن المستكبر بن‬ ‫مسعود بن حران (‪ )...‬بن معولة بن شمس ملوك عمان بعد أولاد مالك بن فهمه"‪.‬‬ ‫كذلك الحال يالنسبة لقبيلة اليحمد التي انتخب منها كما أشير أغلب الأئمة‪ .‬فإذا‬ ‫ما رجعنا إلى مؤسس دولة اليعاربة الإمام ناصر بن مرشد فهو أيضا من نسل ملوك‬ ‫وحكام‪ .‬يقول السالمي‪" :‬وهو أول إمام من اليعاربة} وأول من قامت به دولتهم‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالسك التحفة‪ .‬ج‪ ،1‬ص ‪.58‬‬ ‫‪26‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫وكانوا قبل ذلك كغيرهم من العرب رؤساء في الرستاق وما يليها‪ .‬بعد ما انتسمت‬ ‫الممالك في أيدي الرؤساء“"‪.‬‬ ‫أي كانت الرستاق وتوابعها نصيبهم من ملك عمان في ذلك الوقت‪ .‬وانتسابه‬ ‫لهذا البيت كان مؤهلا بارزا ومهما لانتخابه‪ .‬مع أهمية كون عائلة اليعاربة ذات‬ ‫خبرة يشؤون الحكم والإدارة خلال بسط نفوذها على الرستاق ونخل‪ .:‬ولها صلات‬ ‫عديدة بالعشائر العمانية المختلفةالأأجل ذلك حصلت على الثقة والبيعة من‬ ‫قبل القبائل العمانية الأخرى‪ .‬من هنا حرص أهل الحل والعقد على مراعاة هذه‬ ‫المسألة‪ .‬لجمع شمل القبائل وتماسك الوحدة الداخلية‪.‬‬ ‫وحين العودة إلى الأحداث التي سبقت انتخاب ناصر بن مرشد نجد الإشارة‬ ‫إلى أن أهل الرستاق كانوا في خلاف شديد حول من سيخلف الحاكم مالك بن‬ ‫أيي العرب"‪ .‬والذي يبدو أنه كان يشارف على الموت\ ولم يكن له من ذرية سوى‬ ‫أحفاده‪ .‬ناصر وجاعد ابني مرشد بن مالك‪ ،‬وسلطان بن سيف بن مالك‪ .‬فكان‬ ‫ترشيح ناصر لخلافته في حكم الرستاق‪ ،‬ومن ثم وبعد تشاور العلماء رشح للإمامة‪.‬‬ ‫وفي أثناء جهود الإمام ناصر في إعادة الوحدة الوطنية توفي أخوه جاعد في معركة‬ ‫الغبي‪ .‬والإمام ناصر لم يخلف سوى اينة واحدة اسمها نصرى تزوجها ابن عمه‬ ‫سلطان بن سيفةآ‪ ،‬الذي تولى الإمامة يعده‪.‬‬ ‫‪ -‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.3‬‬ ‫‪=-‬‬ ‫‪ -‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ" ج‪ .3‬ص ‪.081‬‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬الضوياني‪ .‬المرجع السابق" ص ‪.35‬‬ ‫ليا‬ ‫‪ -‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق ص ‪9‬ا!؛ الأزكوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.649‬‬ ‫ه‬ ‫‪ -‬الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.452‬‬ ‫ها‬ ‫‪ -‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.23‬‬ ‫‏‪٥٩‬‬ ‫‪ -‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان" ج‪ ،3‬ص ‪.561 .261‬‬ ‫به‬ ‫‪36‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫وفى إحدى مخاطبات الإمام ناصر بن مرشد لابن عمه سلطان بن سيف حين‬ ‫أر د أن يستعمله على بعض الأمور فطلب العذر{ يوحي الكلام بأن الأول يرشح‬ ‫الثاني للحكم ولمنصب الإمامة وذلك في قوله‪ ..." :‬فكيف أنت اليوم ولدي الذي‬ ‫أتوصل به إلى إعزاز الدين الحنيف وخليفتي الذي أخلفه ركنا لهذا المذهب '“ ‪.‬‬ ‫على أن الإمام ناصر لم يكن ليقرب الإمام سلطان منه ويجعل له هذه المكانة إلا‬ ‫أنه يلتمس فيه الكفاية والمقدرة"‪ .‬وهو أمر تجلى في أعمال سلطان ولاسيما كفاحه‬ ‫البطولي ضد البرتغاليين"‪ .‬ويبدو أن أمر الترشيح قد بت مسبقا ذلك أن العقد‬ ‫للإمام سلطان كان مباشرة بعد وفاة الإمام ناصر وقبل دفنه‪ '.‬والأمر الملفت أن‬ ‫جميع الحكام اليعاربة الذين تسلسلوا بعد ذلك ‪ -‬ماعدا واحد فقط‪ -‬هم من نسل‬ ‫السلطان مالك بن أبي العرب؟‪.‬‬ ‫خلف الإمام ناصر بعد وفاته الإمام سلطان بن سيف وخلف الأخير ابنه‬ ‫بلعرب بن سلطان" والجميع كانت بيعتهم شورية ونالت إجماع العلماء وأهل‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.72‬‬ ‫‪ - 2‬الرواحي‪ .‬سالم بن محمد بن سالم‪ .‬الدعوة في عمان في عهد اليعاربة من سنة ‪3311 - 4301‬ه‪.‬‬ ‫طا! المؤلف نفسه‪ .‬مسقط ‪3002 :‬م؛ ص ‪.89‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫[‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪101.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المعول‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.932‬‬ ‫‪ 6‬هؤلاء الأئمة بالترتيب‪:‬‬ ‫‪ -‬يلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك بن أبى العرب‪.‬‬ ‫‪ -‬سيف بن سلطان بن سيف ين مالك بن أابيلعرب‪.‬‬ ‫‪ -‬سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك بن أيي العرب‪.‬‬ ‫‪ -‬مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك بن أيي العرب‪`' .‬‬ ‫‪ -‬سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بنسيف بن مالك بن أبى العرب‪.‬‬ ‫‪ -‬بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف بن مالك بن أبى العرب‪" .‬‬ ‫‪ -‬سلطان بن مرشد بن عدي بن جاعد بن مرشد بن مالك بن أبي العرب‪.‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫الحل والعقد وهذا الأمر في الحقيقة لا يعد خرقا للنظم والمبادئ المعمول بها في‬ ‫الإمامة الإباضية؛ حيث لا يوجد نص يحرم أن يخلف الابن أباه في منصب الإمامة‬ ‫ما دام قد اجتمعت فيه الصفات والشروط المطلوبة‪ .‬وقد حدث ذلك في تاريخ‬ ‫الإمامة‪ .‬حيث بويع الإمام حفص بن راشد اليحمدي بعد وفاة أبيه الإمام راشد بن‬ ‫سعيد سنة ‪544‬ه'‪ .‬وكذلك خلف الإمام محمد بن خنبش أباه الإمام خنبش بن‬ ‫محمد سنة ‪015‬هةة وكذلك الحال بالنسبة للإمام محمد بن إسماعيل وابنه الإمام‬ ‫بن محمد‪..‬‬ ‫بركا ت‬ ‫لكن ما يجب التوقف عنده هو أن هذا الأمر فتح الباب لتوالى عدد من‬ ‫الأئمة ينتمون جميعهم إلى أسرة واحدة الأمر الذي حصر الإمامة فى هذه الأسرة ‪.‬‬ ‫وبذلك غاب مبدأ الانتخاب الشوري القائم على أحقية كل مسلم في تولي منصب‬ ‫الإمامة دون النظر إلى نسبه أو أصوله‪ .‬كما أدى لاحقا إلى صراع أفراد هذه الأسرة‬ ‫على الحكم‪ .‬رغم أن الوراثة لم تكن مباشرة من الأب الحاكم إلى ابنه الأكبر‬ ‫بل ربما خلفه أحد رجال الأسرة الذين يتميزون يالكفاءة السياسية والنفوذ كما‬ ‫تم الحفاظ في الغالب على التقليد المتوارث للبيعة الخاصة من قبل أهل الحل‬ ‫والعقد وبالبيعة العامة من قبل الرعية'‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬حميد بن محمد‪ ( .‬ت ‪ 0921‬ه ‪3781 /‬م)‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬تح‪ :‬حسن محمد‬ ‫النابودة‪ .‬ط ‪ .1‬دار البارودي‪ .‬بيروت‪8002 :‬م‪ .‬ص ‪.254‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.219‬‬ ‫‪.88‬‬ ‫‪ -3‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص‬ ‫]‪4301‬ه‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1471--4261/ 41‬م‪ .‬أعمال الملتقى العلمي الثاني حول مصادر التاريخ العماني‪ .‬تحرير‪:‬‬ ‫حسن الملخ وإبراهيم بحاز‪ .‬وحدة الدراسات العمانية‪ .‬متشورات جامعة آل البيت‪ .‬المفرق‪:‬‬ ‫‪.3‬م‪ .‬ص ‪.522‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الما‪,‬امة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫والحقيقة أن هذا الأمر أدى إلى إحداث تغير في طبيعة الإمامة‪ .‬والتي هي بلا‬ ‫شك صورة مخالفة للنظام الملكى الوراثي‪ .‬والمتتبع للمصادر العمانية التي أرخت‬ ‫لحكم اليعاربة لايجد إشارة إلى أسباب هذا التغير‪ .‬أو حتى مدى اتفاقه مع الفكر‬ ‫السياسي الإباضي‪ .‬غير أن هنالك بعض الآراء الحديثة التي حاولت إعطاء تفسير‬ ‫لهذا الأمر‪ .‬من ذلك ذهاب الوسمي إلى أن الصراع الذي حدث بين الإمامة وملوك‬ ‫النباهنة أدى إلى إحداث تأنير في الفكر "الإيديولوجي“ الإباضي ظهرت معالمه‬ ‫في حكم اليعاربة‪ .‬وبرزت فكرة أطلق عليها "نظام الملك المستنير“ وهي كما يراها‬ ‫فكرة جمعت بين ما يطمح إليه الملوك من توارث‪ ،‬وبين ما يطمح إليه النعب‬ ‫ممثلا بالعلماء من شورى'‪.‬‬ ‫وهو رأي يحتاج إلى نظر؛ ذلك أنه لم يشر إلى الآراء الفقهية التي تدعم هذا‬ ‫التفسير والتي ظهرت في تلك الفترة‪ .‬ثم إنه لا يمكن القول بحدوث تغير في الفكر‬ ‫الأيديولوجي الإباضي؛ لأن العلماء سيفقدون السيطرة على الموقفث وسيتم إبعاد‬ ‫الشورى تماما عن هذا الأمر‪ .‬وتصبح القوة والتغلب على الحكم هي الفيصل في‬ ‫تنصيب الحكام‪ .‬وهذا ما سيتضح عند الحديث عن خروج سيف بن سلطان على‬ ‫أخيه بلعرب‪.‬‬ ‫في حين يرى لاندن مء‪4‬مة‪ 1‬أن التغيير الذي طرأ على الإمامة كان حتميا‬ ‫من أجل بناء [مبراطورية بحرية والتعامل مع العالم الخارجي‪ ..." :‬غير أن هذه‬ ‫الفلسفة لم تكن تصلح أساسا عمليا لدولة تهدف إلى إقامة إمبراطورية تجارية‬ ‫واسعة ومجتمعا من تجار ينتمون إلى جنسيات مختلفة‪ ،‬ولهذا تغير بالفعل طابع‬ ‫! ‪ -‬الوسمي‪ .‬خالد ناصر‪ .‬عمان بين الاستقلال والاحتلال دراسة في التاريخ العماني الحديث‬ ‫وعلاقاته الإقليمية والدولية‪ .‬ط ‪ .1‬مؤسسة الشراع العربى‪ .‬الكويت‪3991 :‬م‪ .‬ص ‪.57‬‬ ‫‪66‬‬ ‫جذور الصراع على الحخم‬ ‫الإمامة بعد سيطرة اليعاربة على الأجزاء الساحلية من عمان فقد ارتبطت زعامة‬ ‫البلاد بالمثل العلمانية للدولة‪ .‬وضعف اهتمامها بالجوانب الروحية“"‪.‬‬ ‫ما ذهب إليه لاندن في النص السابق يحمل مغالطة{ فليس هنالك تعارض‬ ‫بين أن يكون للدولة امتداد خارجي وقوة بحرية وتجارية وبين النظام الإسلامي‬ ‫في الحكم كما هو معمول به في الإمامة الإباضية‪ .‬وقد حدث في فترات زمنية‬ ‫مختلفة أن كان لعمان في ظل النظام الإمامي علاقات سياسية واقتصادية بالقوى‬ ‫الخارجية‪ .‬بل وكان لها امتداد في المناطق الأخرى المجاورة لعمان‪ ،‬ظهر ذلك‬ ‫بوضوح فى الإمامة الثانية (‪771‬ه‪397/‬م‪082-‬ه‪398/‬م) وحادنة جزيرة سقطرى في‬ ‫عهد الإمام الصلت بن مالك أصدق مثال على ذلك‪.‬‬ ‫أما القول أن طابع الإمامة قد تغير فهو محق في ذلك لكن هذا التغير حدث‬ ‫بالقوة‪ .‬وحدث في سياق خارج عن نطاق المنظومة السياسية للإمامة‪ .‬والتي يحرك‬ ‫أبعادها ومسارها العلماء والفقهاء‪ .‬وفي الإطار نفسه يذهب باثرست ا‪:‬مسطاةظ في‬ ‫تفسيره حول سبب ابتعاد اليعاربة عن المبادئ الإباضية في الحكم‪ .‬ذلك أن اتساع‬ ‫الدولة اليعربية وانفتاحها على العالم يتطلب وجود حكومة تساير هذا الانفتاح‬ ‫وتتعامل معه بروح إيجابية بعيدة كل البعد عن التعصبث‪ .‬وهو رأي لا يستند إلى‬ ‫دليل فكما أشير سابقا لا تعارض بين هذا النظام في الحكم والتعاطي مع الآخر‬ ‫في الخارج‪ .‬ولا يوجد أي مبدأ في هذا الفكر يدعو إلى الانغلاق أو التعصب في‬ ‫التعامل مع المجتمعات والدول الأخرى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬لاندن روبرت جيران‪ .‬عمان منذ ‪6581‬م مسيرا ومصيرا‪ .‬تر‪ :‬محمد أمين عبد الله‪ .‬ط‪ .4‬وزارة‬ ‫‪.76‬‬ ‫ص‬ ‫مسقط ‪91 :‬م‪.‬‬ ‫القومى والثقافة‬ ‫التراث‬ ‫‪ -2‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪ 322‬وما بعدها؛ الهاشمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.98‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪601.‬‬ ‫‪76‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان أواخر دولة البعاربة‬ ‫إن ما دفع أهل الحل والعقد إلى عدم إخراج الإمامة من اليعاربة‪ .‬وكما أشير‬ ‫سابقا هو مراعاة الظرف السياسي لأجل جمع شمل القبائل‪ ،‬وتماسك الوحدة‬ ‫الداخلية‪ .‬خاصة بعد التمزق الطويل الذي شهدته عمان طيلة الفترات السايقة‪.‬‬ ‫غير أن ضعف نفوذهم‪ .‬وسيطرتهم على الموقف هو الذي أبعد الحكم اليعربي‬ ‫عن مبدأ الشورى‪ .‬وأحقية مجلس شورى العلماء في انتخاب الإمام وفق المعايير‬ ‫والنظم الإباضية‪ .‬وجعل الأمر أشبه بنظام حكم قائم على الوراثة الأسرية‪ .‬وترسخ‬ ‫هذا المفهوم لدى الكثيرين‪ .‬الأمر الذي اتضح بقوة بعد وفاة الإمام سلطان بن‬ ‫سيف الثاني عام ‪3511‬ه‪9171/‬م‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الخروج علت الإصام‬ ‫تعد مسألة عزل الإمام من المسائل الحساسة في النظرية السياسية الإباضية‪.‬‬ ‫وكما أشير في التمهيد فإن فقهاء المذهب يشددون على تحريم عزل الإمام العادل؛ ‪.‬‬ ‫إذ لايمكن أن يعزل دون عذر مشروع "ليس للإمام أن يخلع نفسه بغير حدث‪ .‬ولا‬ ‫للرعية أن تخلع إمامها بغير حدث“"‪ .‬فإذا ما وجه اتهام موجب لخلع الإمام لابد أن‬ ‫يكون لسبب ظاهر ومشتهر عند أهل الحل والعقد‪ ،‬يتعلق بأسباب دينية أخلاقية‬ ‫أو أسباب خلقية‪ .‬كما أن العزل لا يكون إلا بإجماع ولا تقوم حجة الواحد من‬ ‫أهل الحل والعقد‪ .‬وتوبة الإمام من الحدث تبقيه في إمامته إلا يموجب حد‪..‬‬ ‫وقد مر بنا أن قضية عزل الإمام الصلت بن مالك شكلت خلافا حادا طبع‬ ‫تاريخ عمان لقرون عديدة‪ .‬حتى قيام دولة اليعاربة‪ .‬فإذا ما أتينا إلى قضية خروج‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬المصنف" ج‪ .01‬ص ‪.922‬‬ ‫‪ - 2‬الشقصى المصدر السابق‪ .‬جك‪ .‬ص ‪ :061 851-‬السالمي‪ .‬الجوابات‪ .‬ج‪ .1‬ص ‪.355‬‬ ‫‪.343‬‬ ‫‪ 6‬ص‬ ‫‪41‬‬ ‫النيل‪،‬‬ ‫شرح‬ ‫اطفيشض‪.‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ص‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪ -‬الكندي‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪86‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫سيف بن سلطان على أخيه يلعرب وما وقع من صراع بينهما‪ .‬نجد أن الأخير سار‬ ‫سيرة حسنة فى البلاد‪ .‬وحكم حوالى العقد من الزمان وأحسن السيرة فى الرعية"‪.‬‬ ‫فما كان من أخيه سيف إلا أن خرج عليه‪.‬‬ ‫وجميع المصادر العمانية عند إشارتها لهذا الحدث تكاد تكون متطابقة‪ .‬فهى‬ ‫تبدأ بالإشارة إلى الآتي‪ ...":‬ثم وقع بينه (بلعرب) وبين أخيه سيف فتن أصيب‬ ‫يسببها كير من أهل عمان ومن فقهائهم‪ .‬ومشايخهم‪ .‬وأهل الورع والزهد والعلم‬ ‫فيها بعقوبات كثيرة“"‪ .‬حتى يخيل للقارئ أنها تتحاشى التفصيل في الأمر فهي في‬ ‫الغالب تنقل نفس الكلام‪ .‬ويطرح السيابى استفسارا مهما وهو أن هؤلاء المؤرخين‬ ‫لم يذكروا تلك الفتن‪ .‬ولا أسبابها‪ .‬وهو يرى بأن هذا الحديث يحتاج إلى تعليل‬ ‫والباحث يتفق معه في ذلك؛ إذ لم تذكر الدوافع التي دفعت سيف للخروج على‬ ‫أخيه‪ .‬كما أنه لم يذكر أن بلعرب بن سلطان قد أتى أمرا يوجب الخروج عليه‬ ‫وخلعه{ وفي كلا الحالتين فإن الأمر كان لابد أن يكون بيد العلماء{ وليس لسيف‬ ‫ولا لغيره من الناس الحق في الإقدام على هذا الأمر فخلع الإمام مسألة محاطة‬ ‫بقوانين ونظم كان ينبغي السير عليها‪.‬‬ ‫بعد ذلك تشير المصادر إلى خروج بلعرب من نزوى ومسيره إلى الشمال ثم‬ ‫رجوعه إلى نزوى التي صده أهلها عنها‪ ،‬فاتجه إلى قصره في جبرين‪ .‬وهنا يبرز‬ ‫‪ - 1‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪669‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.92 .52‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪769‬؛ مؤلف مجهول تاريخ أهل عمان‪ .‬ص ‪641‬؛ المعولي‪.‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص ‪342‬؛ ابن رزيق الفتح المبين‪ .‬ص ‪.752‬‬ ‫‪.01‬‬ ‫ص‬ ‫المرجع السايق‪.‬‬ ‫الرواحي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪ - 4‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.842‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ص‬ ‫الفتح المبين‪.‬‬ ‫ابن رزيق؛‪6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ص‬ ‫جح‪.2‬‬ ‫السابق‬ ‫المصدر‬ ‫الاركوي‪.‬‬ ‫‪-5‬۔‬ ‫‪96‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫تساؤل ما الذي دفع بلعرب إلى الخروج من نزوى؟ ولماذا منعه أهلها من دخولها؟‬ ‫وأغلب الظن أن السبب في كل ذلك راجع إلى أخيه سيف الذي ربما قد عمل‬ ‫على تقوية مركزه‪ .‬وحشد القبائل إلى جانبه‪ .‬وما يرجح ذلك مبايعته بعد ذلك من‬ ‫قبل الكثير من أهل عمان‪.‬‬ ‫تمكن سيف بن سلطان من الاستيلاء على كافة الحصون الرئيسية في عمان‪6‬‬ ‫جبرين إلى أن انتمى الأمر بوفاته يوم الأحد ‪22‬‬ ‫ثم حاصر أخاه بلعرب في حصن‬ ‫شعبان ‪4011‬ه‪ 9 /‬مايو ‪2961‬م'‪ .‬وفى نفس اليوم تولى سيف الإمامة‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للبيعة المعقودة لسيف بن سلطان فنجد فى كشف الغمة‪" :‬وأحسب أن الأكثر‬ ‫دخل في الأمر تقية‪ .‬وأحسب أن بعضا عوقب بتركه الدخول في العقد“} ويقول‬ ‫ابن رزيق‪" :‬وكل واحد كان رضاه تقية“"‪ .‬وهذا يدل على أن هذه البيعة كانت‬ ‫إجبارية ودون مشورة‪ .‬ويشير الأركوي كذلك إلى أن بعضا من أهل العلم بقوا‬ ‫متمسكين بإمامة بلعرب حتى مات ويعتبرون سيف باغ على أخيه‪ .‬ومعنى ذلك‬ ‫أن هنالك أناسا امتنعوا عن البيعة ولم يكن هذا الامتناع إلا لرؤيتهم عدم صوابها‪.‬‬ ‫وعدم الاقتناع بها‪ .‬وأن سيفا استعمل في أمر هذه البيعة العقوبة‪ .‬وأخذ الناس‬ ‫فيها بالإكراه ‪.‬‬ ‫مع ترجيح أن العلماء الذين تعرضوا للعقاب أثناء الفتنة كانوا من المتمسكين‬ ‫ببيعة بلعرب‪ ،‬فمن خلال إحدى الرسائل الموجه من قبل سيف لأخيه بلعرب‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬المرجع السابق ج‪ .3‬ص ‪.361‬‬ ‫‪ -‬الأزكوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.769‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق الفتح المبين‪ .‬ص ‪.752‬‬ ‫‪ - 4‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق ج‪.769 {.2‬‬ ‫‪07‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫نجد ذكر اسم الشيخ ابن عبيدان'‪ .‬والعالمة الفقيهة عائشة الريامية‪ :‬التي أصدرت‬ ‫فتوى حول شرعية إمامة بلعربؤ الأمر الذي أنار حقيظة سيف حيث جاء في نص‬ ‫الرسالة‪" :‬يسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬من إمام المسلمين سيف بن سلطان إلى الشيخ‬ ‫بلعرب بن سلطان ‪ -‬سلمك الله ‪ -‬كتابك وصلنا وفهمنا معناه (‪ )...‬ولا يغرك خط‬ ‫ابن عبيدان‪ .‬ولا فتوى المرأة العمياء} ولو كان تجوز حربنا فأنت غير قادر عليه‬ ‫وأنت على خطر إن لم تسرع الإجابة ‪.“...‬‬ ‫ومن ذلك أيضا نجد أحد الفقهاء المعاصرين لهذه الفترة وهو الشيخ بشير‬ ‫بن عامر الفزاري ‪-‬على قيد الحياة إلى سنة ‪0111‬ه‪9961/‬م‪ -‬له ديوان شعر أكثره‬ ‫في مدح الإمام سلطان ين سيف ين مالك وولديه بلعرب وسيف©ؤ وكان على قيد‬ ‫الحياة أيام الإمام سيف بن سلطان الأول وقد نظم الكثير من القصائد في الإمام‬ ‫بلعرب في حين لم يذكر سيف بن سلطان في شعره إلا قبل إمامته! وهو أمر يرجح‬ ‫معارضته لحكمه'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬محمد بن عبد الله بن جمعة بن عبيدان النزوي (ت‪ 12 :‬محرم ‪ 2 / 4‬أكتوبر ‪21‬م)‪.‬‬ ‫قاض فقيه‪ .‬عاصر العديد من العلماء‪ .‬وتولى القضاء للإمام سلطان بن سيف بن مالك‪ .‬ولولده بلعرب بن‬ ‫سلطان‪ .‬الذي كان كثير الإجلال والاحترام للشيخ‪ .‬كان مصابا بالعمى ولكنه مع ذلك كان من أشهر علماء‬ ‫زمانه‪ .‬وكان ممن تصدر للفتوى‪ .‬ترك أجوبة كثيرة متفرقة فى كتب الفقه‪ .‬انظر‪ :‬السعدي‪ .‬معجم الفقهاء‬ ‫‪.‬‬ ‫والمتكلمين‪ ،‬ج‪ .3‬ص ‪.031‬‬ ‫عاصرت العديد من العلماء‪ .‬ولها مدرسة تخرج منها العديد من العلماء والعالمات‪ .‬كانت في أيام الإمام‬ ‫بلعرب ثم أخيه سيف بن سلطان" بل إنها عاشت إلى أيام حفيده سيف بن سلطان الثاني‪ .‬تصدرت‬ ‫للفتيا وشاركت في الحياة السياسية‪ .‬وقد أصيبت بالعمى في حياتها‪ .‬انظر‪ :‬السعدي‪ .‬معجم الفتهاء‬ ‫والمتكلمين‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.112‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ .‬المرجع السابق ي ج‪ .3‬ص ‪.604‬‬ ‫‪ - 4‬البطاشي‪ .‬المرجع السابق ‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.77 . 67‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان أواخو دولة اليعاربة‬ ‫ويشير الإمام السالمي إلى أن بعض العلماء تذاكروا إمامة قيد الأرض فقاموا‬ ‫على أنه صحيح الإمامة‪ .‬ويرى أن ذلك ربما حدث بعد تتويبه من خروجه‬ ‫وتجديد العقد عليه بعد موت أخيه "وإلا فالعقد الأول غير صحيح والخروج غير‬ ‫جائز‪ .'“...‬والحقيقة أن المصادر التى سبقت السالمي لم تشر إلى تجديد البيعة أو‬ ‫أنه تم تتويب سيف بن سلطانك مع العلم أن العاقدين على ابنه الإمام سلطان بن‬ ‫سيف الثاني استتابوه؛ لأنهم يأخذون عليه اشتراكه في أمور قام بها أبوه ولم يقبلوها‬ ‫منه"‪ .‬الأمر الذي يستنتج منه أن إنكار العلماء على الإمام سيف الأول ظل باقيا‬ ‫إلى هذا الوقت رغم أنه لم ينازعه منازع في الحكم بعد وفاة أخيه بلعرب‪ .‬وكما‬ ‫أشير سابقا ذهب العلامة الصبحي إلى أن إمامة سلطان بن سيف الأول في ظاهر‬ ‫الأمر أوجب من إمامة أبيه؛ لأن العاقدين دخلوا فيها بحرية ودون جبرك أي أن‬ ‫حكم التقية لم يكن موجودا فيها كما بلغه"‪ .‬وقد اتفقت آراء العديد من المؤرخين‬ ‫والباحثين إلى عدم جواز خروج سيف بن سلطان على أخيه بلعرب‪ ،‬وأن إمامة‬ ‫بلعرب باقية حتى موته وإمامة سيف كانت قهرية'‪.‬‬ ‫في جانب آخر نجد مايلز عانه عند حديثه عن هذا الخلاف يخرج يعدد من‬ ‫الآراء التي تستوجب الوقوف عندها؛ فهو يشير إلى الآتي‪ ..." :‬وكان السبب الرئيسى‬ ‫في الاختلاف هو الغيرة‪ .‬وانقسمت الدولة إلى معسكرين‪ .‬وبدأ كل واحد من‬ ‫ا ‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.501‬‬ ‫‪ - 2‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬طه‪ .‬وزارة التراث والنقافة‪ .‬مسقط ‪1002 :‬م}‬ ‫ص ‪.71‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.811 .711‬‬ ‫‪ - 4‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .3‬ص؛ البطاشي‪ .‬محمد بن شامس‪ .‬سلاسل الذهب في الأصول‬ ‫والفروع والادب‪ .‬ج‪ .01‬ب‪.‬ط وزارة التراث القومي والغقافة‪ .‬مسقط‪4991 :‬م‪ .‬ص ‪644‬؛ الرواحي‪.‬‬ ‫المرجع السابق‪ .‬ص ‪.271 - 961‬‬ ‫‪27‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫المعسكرين ينعت الآخر يأحقر الألقاب (‪ )...‬أنهى الإمام بلعرب حياته بنفسه“"‪.‬‬ ‫لا ندري كيف توصل مايلزمعلنةه إلى أن سبب هذا الخلاف هو الغيرة‪ .‬وربما‬ ‫قصد بذلك رغبة سيف في تولي الحكم مكان أخيه‪ .‬وهو أمر يتنافى كما عرفنا‬ ‫مع النظم والمبادئ الإمامية‪ .‬أما القول بأن كلا الطرفين أخذ ينعت الآخر بأحقر‬ ‫الألقاب فهو يشير إلى ما أورده ابن رزيق بقوله‪" :‬قال بعض الناس لبلعرب بلاء‬ ‫العرب‪ ،‬وقال بعضهم سيف جلاب وبلعرب قصاب© لكثرة سفك الدماء التى‬ ‫سببها منهما‪ .:“...‬وهو قول لم يرد إلا عند ابن رزيق» ولعله صادر من عامة الناس‪.‬‬ ‫أضف إلى أنه لا يعتد به في شيء يقول السيابي‪" :‬حاشى أهل عمان أن يقولوا‬ ‫ذلك اللهم إلا أن كان عن عامة الناس الذين لا يهتدون للحق‪.‬‬ ‫في حين أن استنتاج مايلز معلن حول إنهاء الإمام بلعرب لحياته بنفسه بعيد‬ ‫عن الحقيقة‪ .‬فليس هنالك ما يدل أو يؤكد هذا القول؛ فجميع المصادر العمانية‬ ‫تذهب إلى أن الإمام بلعرب لما اشتد عليه الحصار صلى ودعا ربه أن يميته{ فوجد‬ ‫ميتا في مصلاه'‪ ،‬ومسألة الانتحار ليست واردة بالمطلق في هذه الحادثة‪ .‬وإلا لكان‬ ‫المؤرخون أشاروا إليها‪ .‬وقد تكرر هذا الاستنتاج أيضا في سلسلة تراثنا تحت عنوان‬ ‫عمان تاريخا وعلماء بالقول‪" :‬وفي أعقاب الحرب الأهلية عام ‪2961‬م توفي الإمام‬ ‫بلعرب منتحرا“‪ .‬ومما يؤسف له أن ينساق بعض الكتاب العرب إلى مثل هذه‬ ‫‪ - 1‬مايلز‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.902‬‬ ‫‪ - 2‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين؛ ص ‪.852‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫جح‪ .3‬ص‬ ‫عبر التاريخ‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫‪ - 3‬السيابى‬ ‫‪ - 4‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪769‬؛ مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان‪ .‬ص ‪!741‬؛ ابن‬ ‫رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪852‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.401 .301‬‬ ‫‪ - 6‬ولكنسون‪ .‬جون‪ .‬عمان تاريخ وعلماء{ تر‪ :‬محمد أمين عبد الله‪ .‬تراتنا‪ .‬العدد ‪ .01‬طق‪ .‬وزارة‬ ‫التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991 :‬م‪ .‬ص ‪.01‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة البعاربة‬ ‫الآراء دون الاتجاه مباشرة إلى المصادر الرئيسية والأصلية‪ .‬حيث نجد الدكتور يدر‬ ‫الدين الخصوصي عند حديثه عن هذا النزاع يورد رأي مايلز ‪5‬ءلن دون تمحيص‬ ‫أو تدقيق في الأمر‪ .‬وذلك بقوله‪ .." :‬فلما عجز (بلعرب) عن ملاحمة أخيه أنهى‬ ‫حياته بيديه" وهو لو رجع إلى المصادر التي أشير إليها مسبقا لوجد الأمر بخلاف‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وفي أثناء الحصار وقعت حادثة إذا ثبت صحتها فهي ذات معان ودلائل كبيرة‬ ‫وخطيرة‪ .‬وهي اتفاق أعوان الطرفين على إيقاف القتال وأن يتركوا الأمر بيد الأخوين‬ ‫فيتقاتلا ومن ينتصر منهم يصبح إماما ويلتف الجميع حوله"‪ .‬وهذه الواقعة تشير إلى‬ ‫أن الأمر غدا بيد الزعماء القبليين وليس بيد أهل العلم‪ .‬وأن الحكم أصبح بالقوة‬ ‫وليس بالشورى" ورفع بذلك شعار "الملك لمن غلب“ وهو أمر جد خطير إذ يتنافى‬ ‫مع روح الإمامة‪ .‬ومنصب الإما م وما يترتب عليه من بعد روحي وديني أقل ما فيه‬ ‫زهد الإمام في هذا المنصب وحرصه على تطبيق المبادئ الأساسية للإمامة‪ .‬وليس‬ ‫أن يصل الأمر إلى التناحر من أجل المنصب وهذا الأمر سوف تكون له أبعاد‬ ‫ونتائج خطيرة ستتضح في أواخر حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫لقد عبر عن هذا الأمر المؤرخ السيابي في ختام تعليقه على القضية بقوله‪:‬‬ ‫"هذه قضية سيف بن سلطان وإنها لمن سيئات القضايا! وإنها لتنذر بزوال هذا‬ ‫الملك من أيديهم عن قريب ولذلك كان العهد غير بعيد المدى‪ .‬ولعل أكبر‬ ‫‪ - 1‬الخصوصي بدر الدين عباس‪ .‬دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر‪ .‬ج‪ .2‬ط‪.2‬‬ ‫دار ذات السلاسل‪ .‬الكويت‪4891 :‬م؛ ص ‪.96‬‬ ‫‪ - 2‬ابن رزيق الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪962‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.301‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.3‬‬ ‫عبر التاريخ‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫‪ -‬السيابى‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪47‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫أثر لهذه القضية هو أنها عجلت بأجل الإمامة‪ .‬حيث استقر في أذهان الناس‬ ‫وفي خلد العامة منهم أن مسألة الحكم هي وراثية ملكية‪ .‬فظهر تأثير هذا الجذر‬ ‫من الصراع بعد وفاة سلطان بن سيف الثاني؛ إذ نجد يعضا من اليعاربة ورؤساء‬ ‫القبائل يفرضون سيف بن سلطان بن سيف كإمام رغم عدم أهليته لصغر سنه‪ .‬ثم‬ ‫يشرعون بعد تنصيب الإمام مهنا بن سلطان (‪1311‬ه‪9171/‬م‪3311-‬ه‪0271/‬م)‬ ‫إلى تحريض يعرب بن الإمام بلعرب بن سلطان على الخروج عليه‪ ،‬وانتهى الأمر‬ ‫يسجن الإمام مهنا ثم قتله"‪.‬‬ ‫في المقابل وبعد تنصيب يعرب بن بلعرب إماما (‪3311‬ه‪1271 /‬م ‪-‬‬ ‫‪2271 /‬م) نجد خروج بلعرب ين ناصر اليعربي خال سيف بن سلطان‬ ‫‪53‬‬ ‫الصغير عليهإ وتتم تنحية يعرب وإعلان بلعرب نفسه وصيا على سيف الصغير"‪..‬‬ ‫ويتكرر الأمر بعد ذلك في الصراع بين سيف ين سلطان الثاني وبلعرب بن‬ ‫‪1511‬ه ‪8371 /‬م)‪ .‬تم بين سيف بن سلطان الثاني‬ ‫حمير(‪6411‬ه‪3371/‬م۔‬ ‫وسلطان بن مرشد (‪4511‬ه‪1471/‬م‪6511 -‬ھ‪3471 /‬م)‪.‬‬ ‫ج) تراجم سلطة العلماء ”أحل الط والعقد“‬ ‫تقوم مؤسسة الإمامة في الأساس على محور العلماء ففي كل الحالات التي‬ ‫يمر بها المجتمع الإباضي والتي عرفت بمسالك الدين‪ .‬يكون الحرص على أن لا‬ ‫تبقى الأمة دون مرجع حاضر؛ إذ لا بد من بقاء الصلة بين الشعب وقادته الدينيين‬ ‫‪ - 1‬الأركوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪179 - 969‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.882 682‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ 279‬وما بعدها؛ مؤلف مجهول تاريخ أهل عمان‪ .‬ص ‪.451‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة البعاربة‬ ‫والروحبين‪( .‬العلماء أهل الحل والعقد)'‪ .‬ومفهوم أهل الحل والعقد ينحصر في‬ ‫النظرية الإباضية في فقهاء الدين أو "أهل العلم من المسلمين“‪.‬‬ ‫فالعلماء جزء من الصفوة‪ .‬وهم الخاصة فى مقابل العامة ‪ -‬الناس العاديين‬ ‫‪ -‬ويشار إلى هؤلاء الخاصة بأهل الحل والعقد الذين بوسعهم حل أو عقد بيعة‬ ‫الإمام!‪ .‬فهم يشكلون ما يشبه المجلس ذي السلطة التشريعية‪ ،‬وعليهم يقع دور‬ ‫توطيد الإمامة ونشر مبادئها‪ .‬وهم طوال ما يقارب اثنى عشر قرنا كانوا قادة المجتمع‬ ‫وضميره"‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن علماء الدين والفكر الإباضيين قد أسهموا بدور هام في تاريخ‬ ‫المشرعين الدينيين ورواد الثقافة‪ .‬من هنا كان لفكرة أهل الحل والعقد في النظرية‬ ‫صلاحية تشريعية‬ ‫تقنينها كمؤسسة ذات‬ ‫عملى ؛ بسبب‬ ‫‏‪ ١‬لإبا ضية موقع ها م ودور‬ ‫تشبه صلاحيات المجلس التشريعي الواسعة في اختيار الحاكم ومراقبته{ وتوجيهه‬ ‫وعزله عند الاقتضاء؛ إذ لا يجوز فى الفقه الإياضى أن يعقد الإمامة للإمام إلا‬ ‫العلماء أهل الحل والعقد‪ ،‬فوفقا للكندي‪" :‬أجمع رأي المسلمين من بعد رسول‬ ‫‪ - 1‬غباش‪ .‬حسين عبيد‪ .‬عمان الديمقراطية الإسلامية‪ .‬تر‪ :‬أنطوان حمصى‪ .‬ط ‪ .1‬دار الجديد‬ ‫‪.‬‬ ‫بيروت‪7991 :‬م‪ .‬ص ‪.07‬‬ ‫‪ - 2‬الكندي‪ .‬محمد ين إبراهيم (ت‪805 :‬ه‪5111/‬م)‪ .‬بيان الشرع الجامع للأصل والفرع‪ .‬ج‪.86‬‬ ‫تح‪ :‬لجنة من العلماء بإشراف سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة‪ .‬مراجعة‪ :‬عبد‬ ‫الحفيظ شلبي‪ .‬ط‪ .1‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891 :‬م‪ .‬ص ‪.261‬‬ ‫‪ - 3‬ولكنسون‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.462‬‬ ‫‪ 4‬غباش‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.32‬‬ ‫‪ - 6‬لاندن‪ .‬المرجع السابق؛ ص ‪.59‬‬ ‫‪ - 6‬ياسين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.343‬‬ ‫‪67‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أن الإمامة لا تجب لإمام من بعد إمام وعزله إلا عن‬ ‫مشورة أهل العلم ورضا منهم على النص لله‪ .‬تم يكون حجة على من غابه"‪.‬‬ ‫فالإمام حسب هذه النظرية لا يتمتع بمنزلة خاصة ترفعه عن المسلمين‪ .‬وليس‬ ‫له امتيازات‪ ،‬فهو رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم‪ ،‬وينبغي للإمام‬ ‫أن يشاور أهل الرأي في الدين والسياسة‪ .:‬حيث إن وجود هذه الهيئة العليا من‬ ‫العلماء في الدولة كقاعدة يرتكز عليها الحكم ويعتمد عليها الإمام في أداء مهامه‬ ‫السياسية وفي رعاية شؤون الأمة‪ .‬يعني استبعاد كل أشكال الاستبداد بالرأي‬ ‫الواحد والتصرف وفق رغبات رجل واحد كما هو الشأن في الأنظمة الملكية‪.‬‬ ‫من هنا يمكن تلخيص أهم أدوار العلماء في النظام لإمامي الفاضي في الآني‪:‬‬ ‫لأئمة وتنصيبهم وثق قواعد ‏‪ ١‬لدين ‪.‬‬ ‫‪- 1‬ا ختيار‬ ‫‪ -‬التشريع الاجتهادي ‪-‬في حدوده‪ -‬وبذلك يكون مجلس العلماء هو المرجع‬ ‫الأول للإمام في المسائل الاجتهادية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مراقبة سير الإمام ومعارضته إن حاد عن الجادة‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬القيام بشؤون القضاء والفتاوى والتدريس والخطب أيا م الجمع وا لأعيا وفي‬ ‫المناسبات الأخرى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬المصنف ج‪ .01‬ص ‪.59‬‬ ‫‪ - 2‬وعلي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.205‬‬ ‫‪ - 3‬جهلان‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.652‬‬ ‫‪ - 4‬الهاشمي‪ .‬سعيد بن محمد‪ .‬العلماء والأئمة فى عمان أضواء على بعض مظاهر الحياة السياسية‬ ‫في العصور الحديثة‪ .‬مجلة المؤرخ العربى‪ .‬عدد ى‪ .‬المجلد الأول‪ ،‬مارس‪0002 :‬م؛ ص ‪:308 - 208‬‬ ‫جهلان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.552‬‬ ‫‪77‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ - 5‬قيادة الجيوش للذود عن الدين والوطن وحوزة الإسلام ومنجزات الوطن‪.‬‬ ‫‪ - 6‬قبول توبة الأئمة إن اقترفوا ذنبا لايصل إلى حد العصيان أو الكبيرة‪, .‬‬ ‫‪ 7‬۔ خلع الأئمة وعزلهم إن وجب ذلك‪.‬‬ ‫فإذا ما أتينا إلى عهد اليعاربة ظهر أن الباعث الأول لقيامها كان توفر عدد كبير‬ ‫من أهل العلم الذين نادوا بضرورة توحيد عمان وإقامة العدل ”فاستشاروا علماء‬ ‫المسلمين أن ينصبوا لهم إماما يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر‪ .‬فاجتمعت‬ ‫آراؤهم على عقد إمامة ناصر بن مرشد“"‪ .‬وقد أشارت المصادر إلى أن عددا كبيرا‬ ‫من العلماء قد بايعوا الإمام ناصر بن مرشد‪ .‬فكان مرجع هذه الدولة في الأساس‬ ‫العلماء‪ .‬حيث يلاحظ أن القسم الأول من عهد اليعاربة شهد بروز دور كبير‬ ‫للعلماء وسلطة واسعة شملت جميع مفاصل الدولة"‪.‬‬ ‫فكانت البداية على يد الشيخ خميس بن سعيد الشقصى الذي آلت إليه رئاسة‬ ‫جهدا‬ ‫بذل‬ ‫حيث‬ ‫‏‪ ١‬لجميعث‪.‬‬ ‫المسموعة حنل‬ ‫الكلمة‬ ‫زمانه له‬ ‫وكان قدوة‬ ‫العلماء‬ ‫كبيرا في دعم الإمام ناصر‪ ،‬وليس من المبالغة القول إنه كان المؤسس الحقيقي‬ ‫لدولة اليعاربة‪ .‬وذلك بفضل تفانيه فى خدمتها"‪ .‬فإلى جانب كونه عالما وقاضيا‬ ‫ومفتيا‪ .‬وجدناه بصحبة الإمام فى حملاته لتوحيد الجبهة العمانية‪ .‬فكان معه أثناء‬ ‫‪.91‬‬ ‫المصدر السابق ص‬ ‫‪ - 1‬ابن قيصر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الغيلاني‪ .‬يوسف بن محمد‪ .‬دور الشيخ خميس بن سعيد الشقصي وإسهاماته في تأسيس دولة‬ ‫اليعاربة ‪4261‬م ‪9461 -‬م‪ .‬أبحاث اليرموك "سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية“‪ .‬مجلة علمية فصلية‬ ‫محكمة تصدر عن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة اليرموك‪ .‬مجلد ‪ .52‬عدد ‪ .3‬الأردن‪:‬‬ ‫سبتمبر ‪9002‬م‪ .‬ص ‪ 165‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الأركوي‪ .‬المضدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪749‬؛ ابن رزيق" الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.905‬‬ ‫‪ - 4‬الهاشمى‪ .‬العلماء والأئمة فى عمان! ص ‪.518‬‬ ‫‪87‬‬ ‫جذور الصراع على الحكم‬ ‫مسيره إلى نزوى! كما كان بصحبته في توجهه صوب إزكية‪ .‬كذلك جهز الإمام‬ ‫جيشا عظيما وسار فيه بنفسه ومعه الشيخ خميس قاصدا ناصر بن قطن في ينقل‬ ‫فحاصرها وافتتحهاة‪ 3‬بالإضافة إلى ذلك نجده يقود جيشا كبيرا من رجال اليحمد‬ ‫لمحاربة البرتغاليين في مسقط حيث عقد معهم صلحا في بوشر كانت بنوده في‬ ‫صالح العمانيين"‪.‬‬ ‫كثيرة‪ .‬خاصة‬ ‫إن الشواهد على الدور الكبير الذي لعبه العلماء ففى هذه الفترة‬ ‫في الجانب الحربي‪ .‬حيث وجدنا أغلب قادة الحملات من العلماء المشهورين‪.‬‬ ‫مثل الشيخ مسعود بن رمضان النبهاني حيث كان له دور في فتح سمد الشأن‬ ‫إبراء‪ .‬كما قام بالهجوم على البرتغاليين في مسقط في معركة طوي الرولة“‪ .‬والشيخ‬ ‫عبد الله بن محمد بن غسان الكندي النزوي صاحب كتاب خزانة الأخيار الذي‬ ‫قاد حملة إلى بلاد سيت"‪ .‬وقاد حملة لفتح الجو وشارك في فتح لوى'‪ .‬ومن القادة‬ ‫البارزين أيضا الشيخ العالم خميس بن رويشد الضنكي الذي كان له دور كبير في‬ ‫ضم الظاهرةث‪ 3‬والشيخ محمد بن سيف الحوقاني الذي قاد معارك عديدة في عهد‬ ‫الإمام ناصر وتولى إدارة العديد من المدن"‪.‬‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق ج‪ .2‬ص ‪.849‬‬ ‫مس‬ ‫‪ -‬اين رزيق‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.115‬‬ ‫نا‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.459‬‬ ‫نها‬ ‫‪ -‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ :42‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.242‬‬ ‫ط‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪949‬؛ المعول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.212‬‬ ‫ها‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.932‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ :‬الاركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪.359 .2‬‬ ‫بهد‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.912-122‬‬ ‫‏‪٥٥‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪532‬؛ البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪ 4+1‬وما بعدها‪.‬‬ ‫مها‬ ‫‪ - 0‬ابن قيصر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪4. 53‬ک‪79 .‬؛ الازكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.559 - 059‬‬ ‫‪97‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قى عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫والأمر الجلي أن العلماء في هذا العهد كانوا رقباء ومشرفين على الأئمة‪.‬‬ ‫يستشيرهم هؤلاء ويرجعون إليهم في كل الأمور‪ .‬ويحددون رواتب الأئمة ويشرفون‬ ‫على مالية الدولة وتكون أموال الأوقاف تحت تصرفهم'‪ .‬من ذلك أن الشيخ محمد‬ ‫بن عمر بن أحمد بن مداد وكان ركنا بارزا من أركان دولة الإمام ناصر ومستشارا‬ ‫له‪ .‬حصل أن دخل على الإمام فوجده متغير الوجه‪ .‬فألح عليه أن يبين عن ما في‬ ‫نفسه‪ .‬فأخبره بأنه لم يكن له ما ينفقه على عياله لشتة العيد فأمر الشيخ محمد‬ ‫الوالي المسؤول عن بيت المال بأن يدفع للإمام شيئا من الدراهم من بيت المال‪..‬‬ ‫وفي زمن الإمام سلطان بن سيف الأول كثر العلماء ونما العلم بعمان"‪ 5‬وكان‬ ‫لهم الدور الكبير في توجيه سياسة الإمام الداخلية والخارجية‪ .‬كما وجدنا بعضا‬ ‫منهم يقود الحملات الحربية ضد البرتغاليين خارج عمان كما هو حال الشيخ‬ ‫محمد بن مسعود الصارمي الذي كان على يديه فتح بته'‪ .‬والأمر ذاته في أيام الإمام‬ ‫بلعرب بن سلطان الذي أثر عنه حرصه على العلم ورعاية العلماء وبرز في عهده‬ ‫عدد كبير منهم في شتى المجالات‪.‬‬ ‫ويظهر من خلال السير والمراسلات التي دونت من قبل العلماء والأئمة في‬ ‫هذه الفترة الدور الكبير الذي كان للعلماء فى هذا العهد! حيث نجد الإشارة إلى‬ ‫كبار المستشارين وأهل الفتيا‪ .‬ومن ذلك ما ور في سيرة الشيخ الفقيه سعيد بن‬ ‫محمد بن عبد ا له النزوي إلى أهل المغرب في أمر نصب الإمام ناصر بن مرشد‬ ‫وسيرته‪ ..." :‬يدرس الآثار ويسأل العلماء الأخيار! مشيره أبو عبد الله محمد بن‬ ‫! ‪ -‬السيار‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.081‬‬ ‫‪ - 2‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪569‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.732‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪.3‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪6‬‬ ‫‪ - 4‬البطاشي‪( .‬تحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.774‬‬ ‫‪08‬‬ ‫جذور الصراع على الحخم‬ ‫عمر بن احمد بن مداد ومسعود بن رمضان مفتى أهل عمان وبقايا المسلمين‬ ‫من إخوانه الذين اصطفى وارتضى» وهم بحمد الله موجودون غير معدومين‪ .‬فالله‬ ‫تعالى مؤيده“"‪.‬‬ ‫ويتضح مدى التمسك بمسألة الرجوع إلى العلماء في اتخاذ القرارات سواء‬ ‫السياسية أو العسكرية من خلال توجيه الشيخ خميس بن سعيد الشقصي للإمام‬ ‫ناصر بقوله‪" :‬أما بعد فلا تعمل بعمل تعرف حقه بنفسك حتى تناظر فيه الشيخين‬ ‫محمد بن عمر ومسعود بن رمضان فإن ذلك أبرى بساحة القلوب في كل أمر يمكن‬ ‫فيه المناظرة‪ .‬فلا بد أن تكون مع العلماء كالطينة في يد الأستاذ الفخار يصرفها‬ ‫كيف يشاء فهو مالك الناس مملوك العلماء“‬ ‫وفي إحدى رسائل الإمام ناصر إلى ابن عمه سلطان بن سيف نجده يشدد‬ ‫عليه ضرورة الاعتماد على مشورة العلماء وتوجيهاتهم كونهم المرجع الأساسي في‬ ‫الحكم‪ ..." :‬وأما ما ذكرته من أمورك فاسأل فيها أهل الفضل والورع والهداية‬ ‫والشرع الذين جعلهم الله ورثة أنبيائه"‪ .‬ويدوره كان الإمام سلطان بن سيف يشدد‬ ‫في عهوده إلى ولاته على أخذ آراء العلماء ومشاورتهم ”‪ ...‬وإياكم والعجلة في‬ ‫أموركم وشاوروا فيها أهل الفضل والورع والعلماء بالله واليوم الآخر‪ .‬ولا تتركوا‬ ‫مشورتهم في جميع أموركم لئلا يقع بكم الخطأ"‪.‬‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.52‬‬ ‫‪ - 2‬الخليلي‪ .‬سعيد بن خلفان (ت‪7821:‬ه‪1781/‬م)‪ .‬مخطوطة بدون عنوان بمكتبة الشيخ سالم بن‬ ‫حمد الحارثي‪ .‬سلطنة عمان{ القابل‪ .‬ص ‪ .262 - 162‬نقلا عن‪ :‬الطوقي‪ .‬سالم بن سعيد‪ .‬دور اليعاربة‬ ‫الحضاري في مواجهة البرتغاليين (‪2211 - 4301‬ه‪1171 - 4261/‬م)‪ .‬بحث لنيل شهادة الدراسات‬ ‫المعمقة (غير منشور)‪ .‬جامعة الزيتونةش تونس‪2002 :‬م{ ص ‪.46‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.72‬‬ ‫‪ 4‬نقسه‪ !.‬ص ‪.75‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة قي عمان أواخر دولة البعاربة‬ ‫وفي نصيحة من الشيخ سعيد بن أحمد بن محمد الخراسينيلأحد الإمامين‬ ‫ناصر بن مرشد أو سلطان بن سيفؤ نجد فيها الكثير من لتوجيهات حول إدارة‬ ‫الشأن الداخلي للدولة‪ .‬وتفقد الولاة والعمال‪ ،‬ومتابعة شأن الرعية‪ .‬ووجوب‬ ‫الحرص على مشاورة أهل المعرفة‪ .‬والمتمعن في نصوص هذه المراسلات يجد‬ ‫تشديد العلماء على مسألة الشورى ووجوب التمسك بها كونها منهجاً أساسيا في‬ ‫الحكم دلت عليه آيات الذكر الحكيم‪ .‬وأفعال النبي الكريم‪.‬‬ ‫لم يكتب لهذا الوضع الاستمرار‪ .‬ذلك أن سلطة أهل الحل والعقد تعرضت‬ ‫للضعف" وهو أمر بدا واضحا في عدد من الأحداث‪ ،‬حيث كانت البداية في‬ ‫خروج سيف بن سلطان على أخيه بلعرب‪ ،‬وهو أمر غير مبرر شرعا‪ .‬مع ما رافق‬ ‫ذلك من عقوبات واضطهاد تعرض لها الفقهاء وأهل الورع والزهد والعلم لمعارضتهم‬ ‫هذا الخروج"‪.‬‬ ‫من هنا فإن العلماء الذين تنهض الإمامة على أكتافهم وتقوم على سواعدهم‪.‬‬ ‫والذين يعتبرون في المقام الأول القائمين بأمرها‪ .‬هؤلاء العلماء قد بقوا خارج نطاق‬ ‫لسيف‪ ،‬وبعيدا عن مساندته؛ وقد اضطرهم بطش سيف والخوف‬ ‫التأييد الفعلي‬ ‫من عقوبته أن يعلن! الولاء الاسمي أو اللفظي لسيف© ويؤكد هذا ما ثبت في جميع‬ ‫المصادر من أمر الإكراه والعقوبة واعتراض الكثير منهم على صحة العقدة‪.‬‬ ‫‪ 27‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نفسها ص‬ ‫‪-‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪769‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.342‬‬ ‫ابن‬ ‫‪74‬‬ ‫ص‬ ‫تاريخ أمل عمان‬ ‫مؤلف مجهول‪.‬‬ ‫‪.769‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.2‬‬ ‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪ _ 3‬الأركوي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫ص‬ ‫ح‪.‬‬ ‫القحطانية‪.‬‬ ‫الصحيفة‬ ‫رزيق؛‬ ‫‪28‬‬ ‫جذور الصراع على الحخم‬ ‫أما الحدث البارز والذي أبان عن مدى التراجع الذي أصاب سلطة العلماء‪.‬‬ ‫فتمثل في إصرار رؤساء القبائل وبعض اليعاربة على أن يخلف سيف بن سلطان‬ ‫وهو فتى صغير أباه في الحكم معارضين بذلك رأي العلماء‪ .‬ومتجاوزين للعديد‬ ‫من الشروط المتعلقة ينصب الإمام"‪ .‬لقد كان لهذا الحدث أثره الكبير فالمعارضة‬ ‫كانت من قبل أصحاب النزعة القبلية ضد المؤسسة المناط بها تنظيم شأن‬ ‫الإمامة‪ .‬ومعنى ذلك أن أهل الحل والعقد لم يعد لهم ذلك الدور الفقال في‬ ‫المسرح السياسي العمانيء وأنهم خسروا نفوذهم لصالح السلطة القبلية‪:‬‬ ‫انتهى قرار العلماء وعلى رأسهم الشيخ القاضي عدي بن سليمان بن راشد بن‬ ‫حسن الذهلي الذي آلت إليه رئاسة العلماء في ذلك الزمان إلى مبايعة مهنا بن‬ ‫سلطان بن ماجد اليعربي‪ .‬فاتخذت المعارضة لهذا القرار شكل تحريض فعلي‬ ‫أدى إلى نتائج كارثية‪ .‬تمثلت في التمرد على الإمام المنتخب\ وقتله"‪ .‬وبعد مبايعة‬ ‫يعرب بن بلعرب نجد تكرار الأمر من قبل المتمسكين بأحقية سيف بن سلطان‬ ‫الغاني في الإمامة وقد انتهى الأمر إلى أن يقتل الشيخ القاضي عدي بن سليمان‬ ‫ومعه القاضي سليمان بن خلفان‪ 5‬ويتم سحب جنتيهما في أحياء الرستاق يوم عرفة‬ ‫من عام ‪4311‬ه‪ /‬أكتوبر ‪1271‬م؟‪ .‬أظهر هذا الفعل المخزي مدى الانحدار الذي‬ ‫وصلت إليه مؤسسة العلماء إذ لم يبق أي احترام للعلم وأهله‪.‬‬ ‫‪ -‬الكوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪969 .869‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.562 .462‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪ .‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.42‬‬ ‫ز‬ ‫‪ -‬غباش المرجع السابق‪ .‬ص ‪.811‬‬ ‫دم‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪17‬و؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.352‬‬ ‫ح‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪479‬؛ مؤلف مجهول تاريخ أهل عمان‪ .‬ص ‪.651‬‬ ‫ها‬ ‫‪ :‬السيابي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬جه‪.33 .‬‬ ‫©‬ ‫‪38‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫شهدت عمان بعد ذلك حقبة من الصراع الداخلي المرير حول الحكم‪ .‬كان‬ ‫لصوت القبيلة التأثير الكبير فيها‪ .‬ويرزت التكتلات القبلية وغاب صوت الشورى‬ ‫والإجماع‪ .‬وأصبح الأمر رهن القوة‪ .‬وبعيدا عن التفصيل في مجريات هذا النزاع‬ ‫حيث سيكون محورا للفصول القادمة نجد الإمام السالمي يشير بوضوح إلى أسباب‬ ‫هذا الصراع والمتمثل في الأساس في الابتعاد عن المبادئ الإباضية في انتخاب‬ ‫الأئمة وتهميش دور العلماء الأساس والمهم‪ .‬حيث يقول‪" :‬انتفض الشر في عمان‬ ‫وجرت فيهم العصبية والحمية وأرادت الرؤساء أن تجعل الدولة ميراثا خالفت أمر‬ ‫أهل العلم والفضل ونسوا رد الأمر إلى أهله فمشت العصبية في القلوب“'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.121‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفصل الثانى‬ ‫النزاع الأسوي الأول والحروب الأهلية‬ ‫)‪1 131‬ه‪9171/‬م ‪1 041 -‬ه‪8271/‬م)‬ ‫الا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫النزاع الأسري الأول‬ ‫مجمل ما تم التعرض إليه في الفصل الأول كان من قبيل الجذور أو البذور‬ ‫التي ستقود إلى النزاع ‪ 5‬وهي في الأساس جذور وأسباب مستترة‪ .‬أينعت ثمارها‬ ‫وبرزت نتائجها فى الصراع حول خلافة سلطان بن سيف الثاني (‪3211‬ه‪1171/‬م‪-‬‬ ‫‪3‬ه‪9171/1‬م)‪ 5‬ويعبر عن ذلك أصدق تعبير استنتاج المؤرخ السيابي أن‬ ‫الحكم في اغلب الأحوال إذا استمر فى قوم عَضُوا عليه بالنواجذ‪ .‬ورأوا أنهم أحق‬ ‫بالأمر من غيرهم‪ .‬متناسين أن الأصل في الحكم العدل والصلاح وأنه لا يكون إلا‬ ‫لمن تنطبق عليه الشروط ويكون أهلا لتحمل هذه المسؤولية‪ .‬ويرى أن هذا الأمر‬ ‫كان مظهرا بارزا في تاريخ الأمة العمانية في جاهليتها إسلامها‪ .‬الأمر الذي عرضها‬ ‫لحروب كثيرة بين القبائل العمانية المختلفة‪.‬‬ ‫فبعد وفاة الإمام سلطان بن سيف الثانى فى جمادى الآخرة ‪1311‬ه‪/‬‬ ‫ابريل‪9171‬م‪ ،:‬ترك ذرية تتكون من ولدين هما‪ :‬سيف وبلعرب وأربع بنات‪.‬‬ ‫وكان أكبر أولاده سيفا والذي لم تحدد المصادر العمانية عمره إلا أنها تؤكد أنه لم‬ ‫يبلغ الحلم آنذاك'‪ .‬هنا وقع الخلاف حول تنصيب الإمام إذ أراد "رؤساء القبائل“‬ ‫‪.2‬‬ ‫ص‬ ‫ح‪.4‬‬ ‫عبر التاريخ‪.‬‬ ‫السيابى‪ .‬عمان‬ ‫‪1‬‬ ‫د الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪869‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.942‬‬ ‫‪ - 3‬الهاشمي‪ .‬دراسات في التاريخ العمانى‪ .‬ص ‪.382‬‬ ‫ابن رزيقء‬ ‫‪02‬؛‬ ‫ص‬ ‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫المعولي‪.‬‬ ‫‪.869‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.2‬‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫الأركوي‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫الشعاع الشائع‪ .‬ص‬ ‫‪68‬‬ ‫النزاع الأسر الأول‬ ‫أن يكون سيف وهو صغير لم يراهق إماما في حين أراد أهل العلم وشيخة بنت‬ ‫الإمام سيف" أن تكون الإمامة لمهنا بن سلطان بن ماجد اليعربى‪..‬‬ ‫تصور المصادر الحدث على أنه كان شديد التوتر إلى درجة ربما وصلت إلى‬ ‫أن أشهر فيها السلاح ووقعت الجراح‪ .‬هنا تدخل الشيخ القاضي عدي بن سليمان‬ ‫الذهلي حيث أحضر سيفا ووضعه أمام الجميع وخاطبهم قائلا‪" :‬أمامكم سيف‬ ‫بن سلطان بفتح الألف والميم الثانية يعنى قدامكم“‪ .‬وحين سمع الحاضرون منه‬ ‫ذلك ارتفعت أصواتهم بالترحيب معتقدين أن الشيخ قد أعلن سيف بن سلطان‬ ‫إماما‪ .‬فنادوا لسيف بالإمامة‪ .‬وأطلقوا المدافع إظهارا وإشهارا‪ ،‬وانتشر الخبر بعمان‬ ‫أن سيف بن سلطان إمام لعمان خلقا لوالده‪.‬‬ ‫يستشف من هذا الحدث عدد من الأمور؛ الأول أن أهل الحل والعقد قد‬ ‫كفوا أن يكونوا الفاعلين الرئيسيين على المسرح السياسى العماني وأصبح الأمر‬ ‫بيد النفوذ القبلي"‪ .‬الثاني بروز دور المرأة السياسي من خلال موقف بنت الإمام‬ ‫سيف بن سلطان الأول‪ .‬أما الأمر الثالث فهو أن الحركة الت أقدم عليها الشيخ‬ ‫الذهلي كانت وفق المصادر من قبيل التمويه على الحاضرين؛ لأجل فك الاشتباك‬ ‫والاحتقان الحاصل غير أنها جاءت بنتائج عكسية‪ .‬فالسيابي يرى أن التوفيق‬ ‫والصواب جانبا القاضي عدي بن سليمان عندما أعلن أمام ضغط رؤساء القبائل‬ ‫‪ - 1‬هي شيخة بنت الإمام سيف بن سلطان الأول وعمة سيف بن سلطان بن سيف وزوجة مهنا‬ ‫بن سلطان بن ماجد اليعربي‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ ،‬التحفة‪.‬ج‪ .2‬ص ‪!22‬؛ البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان‪ .‬ح‪.3‬‬ ‫‪.561‬‬ ‫ص‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪869‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.052‬‬ ‫‪ .152‬ابن رزيق‪ :‬الفتح‬ ‫‪ -3‬الأزكوى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪969‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق ص‬ ‫‪.462‬‬ ‫ص‬ ‫المبين‪.‬‬ ‫‪.811‬‬ ‫ص‬ ‫المرجع السابق‬ ‫‪ 4‬۔ غباش‬ ‫‪78‬‬ ‫الا مامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة البعاربة‬ ‫وعامة الناس أن أمامهم سيف الثاني الصغير بفتح الألف والميم‪ -‬حتى يتفادى‬ ‫ثورتهم وأسرع رؤساء القبائل وزعماء أسرة اليعاربة بإطلاق المدافع وإعلان سيف‬ ‫الغاني إماما"‪ .‬وهنالك رأي آخر يذهب إلى أن الشيخ لم يقصد بهذه الحركة التمويه‬ ‫على الحاضرين وإنما قصد تنبيههم بأن هذا سيف الذي تريدونه إماما أمامكم‬ ‫طفل صغير لا يصلح لهذا المنصب"‪.‬‬ ‫وفي أثناء عرضها لهذه الأحداث تذهب المراجع الأجنبية إلى القول إن‬ ‫الاختلاف كان بين تيارين الأول مثله اليعاربة ومن أسموهم الجناح المعتدل‬ ‫من رجال الدين والثاني كان أغلبه من رجال الدينثء والواقع أنه لم يكن هنالك‬ ‫أي تقسيم من هذا القبيل للعلماء‪ .‬والمعارضة مثلها الزعماء القبليون فقط‪ ،‬كذلك‬ ‫تذهب إلى أن عامة العمانيين تمسكوا بإمامة سيف بن سلطان الثاني في حين‬ ‫جاءت المعارضة من الخاصة‪ .‬والحاصل هو أن المقصود يالعامة هم الناس‬ ‫العاديون غير المناط بهم أمر السياسة والحكم وليس المقصود أن أكثرية الثنعب‬ ‫كانت ضد قرار العلماءإ إنما كان ذلك بتحريض من الزعماء القبليين وبعض‬ ‫اليعاربة في الرستاق‪.‬‬ ‫انتهى الأمر بعد هدوء الضجة إلى أن‪.‬يأتي العلماء وبعض أعيان اليعاربة‬ ‫يمهنا بن سلطان اليعربي إلى حصن الرستاق ويبايع إماما في شهر جمادى الآخرة‬ ‫‪131‬هھ‪/‬مايو ‪9171‬م؟‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬جه‪ .‬ص ‪.32‬‬ ‫‪ - 2‬الهاشمي‪ .‬دراسات في التاريخ العماني" ص ‪.482.382‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫ن‬ ‫‪,‬م ‪ 0‬ر‬ ‫‪022.‬‬ ‫‪ 4‬مايلز المصدر السابق‪ .‬ص ‪412‬؛‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,0791,‬‬ ‫‪08.‬‬ ‫‪ 5‬الأزكوى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪079‬؛ المعول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.252‬‬ ‫‪88‬‬ ‫النزاع الأسري الأول‬ ‫) إمامة صحنا بن سلطات بن صاجد اليعوبح (‪1311‬ه‪9171 /‬م ‪2311 -‬ه‪/‬‬ ‫‪0271‬م(‬ ‫هو الإمام مهنا بن سلطان ين ماجد بن مبارك ين أيي العرب بن سلطان‬ ‫اليعربي'‪ 5‬وقد اتضح من خلال ما سبق أنه كان مرشح العلماء{ وقد عمل على‬ ‫كسب ود الرعية وأبدى حنكة سياسية وإدارية حيث جعل من مسقط ميناء حرا‪.‬‬ ‫وألغى الرسوم الجمركية (المكوس) على الصادرات والواردات مما زاد من حركة‬ ‫التجارة وبشر بمستقبل تجاري مزدهرة‪ .‬كما أنه حرص على أن يستشير العلماء‬ ‫في كل ما يقدم عليه‪ .‬يقول الأركوي‪" :‬إن الناس استراحت في عهده‪ ،‬ور بحت‬ ‫متاجرهم‪ .‬ورخصت الأسعار وبورك في الثمار‪ .‬ولم ينكر عليه أحد من العلماء‪.‬‬ ‫وإن لم يكن هو كثير علم إلا أنه يتعلم ويسأل ولم يقدم على أمر إلا بمشورة‬ ‫العلماء“"‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الخارجي عمل الإمام مهنا على إجراء مفاوضات سلام مع‬ ‫الفرس حيث تم التوصل عام ‪ 0271‬إلى معاهدة مؤقتة‪ .‬تشتمل على إيقاف‬ ‫العمانيين جميع تحركاتهم العسكرية الموجهة ضد الفرس في الخليج‪ .‬في مقابل‬ ‫الحصول على موقع في جزيرة قشم لإصلاح سفنهم‪ .‬كذلك الانسحاب من البحرين‬ ‫مقابل ضريبة مقدارها أبرعة آلاف تومان‪ ،‬غير أن المعاهدة لم تتم نتيجة للتطورات‬ ‫التي سيمر بها الوضع الداخلي العماني؛‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪.21‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.2‬‬ ‫التحفة‬ ‫‪ -‬السالمى‪.‬‬ ‫‪ -‬مؤلف مجهول المصدر السايق؛ ص ‪.251‬‬ ‫ز‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.079‬‬ ‫هم‬ ‫‪.442‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫المرجع السابق ص‬ ‫‪ -‬سلوت‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪98‬‬ ‫الا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫وبالرغم من السيرة الحسنة التي كان عليها مهنا بن سلطان والأعمال التي‬ ‫قام بها للصالح العام‪ .‬إلا أن معارضيه وخصوصا أهل الرستاق لم يتقبلوا حكمه‪.‬‬ ‫وأخذوا يثيرون في وجهه المصاعب" وهدفهم من ذلك إعادة سيف بن سلطان‬ ‫إلى الحكم رغم عدم أهليته‪ .‬وكان باب الثورة والخروج على الشرعية مفتوحا على‬ ‫مصراعيه منذ ثورة سيف الأول على أخيه بلعرب‪.‬‬ ‫بعد مضي حوالي السنة على تولي الإمام مهنا الحكم أدت مساعي رؤساء‬ ‫القبائل وبعض زعماء اليعاربة في الرستاق إلى إقناع يعرب ابن الإمام بلعرب بن‬ ‫الإمام سلطان على الخروج ضد الإمام مهنا! فكان أن سيطر على مسقط التي‬ ‫استسلمت له دون حرب وكان الوالي بها يومئذ مسعود بن محمد بن مسعود‬ ‫الصارمي الريامي‪ .‬في الوقت الذي كان فيه الإمام مهنا في فلج البزيلي بالظاهرة'‪.‬‬ ‫وعندما بلغه الخبر عاد مسرعا إلى الرستاق وعمل على الاستعداد لمواجهة‬ ‫الموقف غير أنه لم يلق الدعم الكافي من بقية الشنعب‪ ،‬حيث ترك وحيدا وانتهى‬ ‫به الأمر إلى أن حوصر في قلعة الرستاق" وسار إليه يعرب بمن معه من مسقط‬ ‫وفاوضوه على النزول من القلعة والاستسلام مقابل الأمان على نفسه وماله ومن‬ ‫أصحابه‬ ‫فأجابهم على ذلك فزا لت بذلك إمامته‪ .‬غير أنهم أسروه هو وبعض‬ ‫معه‬ ‫حيث سجن وقيد ثم قتل هو ومن معه‪ .‬يقول الأزكوي‪ ” :‬فنزل من القلعة{ فزالت‬ ‫ما أمنوه“"‬ ‫بعد‬ ‫هو وأحد من أصحابه‬ ‫وخشبوه‪.‬‬ ‫وقيدوهك‬ ‫بذلك إمامته‪ .‬فأخذوه‬ ‫ويضيف المعولي‪" :‬ثم جاء إليهم من جاء منهم فذبحوه هو ومن معه‪ ،‬وهم في قيد‬ ‫‪. 3 1 .‬‬ ‫د‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫و‬ ‫‪ - 1‬مؤلف مجهول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪[25‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.321‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.179‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫ص‬ ‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المعولى‪.‬‬ ‫‪09‬‬ ‫النزاع الأسري الأول‬ ‫كان هذا الحدث بداية لمرحلة من سلسلة مراحل أوقعت البلاد فى حمأة‬ ‫حرب أهلية لا مثيل لها في تاريخ عمان"‪ .‬وبدا واضحا أن أمر الحكم أصبح رهين‬ ‫القوة‪ .‬والخروج على الإمام الشرعي‪ .‬في وقت لم يعد للعهود والمواثيق أي قيمة‪.‬‬ ‫ب) وصاية يعوب بن بلعوب وإصاصته (‪2311‬ه‪0271/‬م ‪4311 -‬م‪2271/‬م)‬ ‫هو يعرب بن الإمام بلعرب بن الإمام سلطان بن سيف اليعربي‪ 6‬أمسك بزمام‬ ‫الأمور في عمان على أنه الوصي أو القائم بأمر سيف بن سلطان الثاني‪ .‬وقد نال‬ ‫اعتراف الجميع حيث سلمت له جميع حصون عمان وقبائلها وظل على هذا الأمر‬ ‫حولا كاملا"‪ .‬ثم تتطور الأمر إلى أن يبايع من قبل القاضي عدي بن سليمان بعد أن‬ ‫استتيب من جميع أفعاله‪ .‬ولم يلزم بضمان ما أتلف على اعتبار أنه كان مستحلا‬ ‫لتلك الأمور‪ .‬وكان يظن أن الإمامة لسيف وأنها قد غصبت منه‪..‬‬ ‫بويع الإمام يعرب في شعبان ‪4311‬ه‪/‬مايو ‪2271‬م'‪ ،‬ولم يمكث في العاصمة‬ ‫الرستاق سوى أيام قلائل حيث ارتحل منها إلى نزوى لمعرفته بعدم تقبل أهل‬ ‫الرستاق لإمامته‪ .‬فأراد أن يتخذ من نزوى مقرا له"‪ .‬وقد وقع ما توقع حيث سعى‬ ‫أهل الرستاق إلى مراسلة لعرب بن ناصر اليعربي خال سيف بن سلطان الثاني‬ ‫يحضونه على الثورة ضد الإمام يعرب وإرجاع الأمر إلى سيف الصغيره‬ ‫خرج بلعرب ين ناصر من نزوى حيث كان في صحبة الإمام يعرب في شهر‬ ‫شوال من سنة ‪4311‬ه‪ /‬يوليو‪2271‬مإ واتجه إلى بهلا وبالتحديد إلى بلاد سيت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫آ م‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪401 -‬‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ 352‬؛ ابن رزيق الفتح المبين؛ ص ‪.662‬‬ ‫لا‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.521‬‬ ‫نيا‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪. .. .279‬‬ ‫ط‬ ‫ِ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪452‬؛ الهاشمي‪ .‬دراسات في التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.682‬‬ ‫ها‬ ‫‪ -‬ابن رزيق الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.982‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الا مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫مركز قبيلة بني هناءة حيث اتفق معهم على أن يعاضدوه في خروجه ضد يعرب‬ ‫مقابل أن يرفع عنهم الحضر الذي فرضه عليهم الإمام المؤسس ناصر بن مرشد‬ ‫حيث منعوا من حمل السلاح وإقامة الحصون‪ .‬وأعطاهم عطايا جزيلة فصحبوه إلى‬ ‫الرستاق‪ .‬إن هذا الحدث يشكل النقطة الأساسية في الانقسام الذي ستشهده عمان‬ ‫بعد ذلك حيث تبلور نتيجة لهذا التصرف أحد قطبي الصراع وهو المحور الهناوي‪.‬‬ ‫سار بلعرب بن ناصر بمن معه إلى الرستاق حيث حوصر الحصن وتم إحراق‬ ‫بابه ودمر جزء منه وهلك قرابة المائة وخمسين رجلا كما أتلفت النار كتبا كثيرة‬ ‫بعضها لم يكن له نظير بعمان"‪ .‬من هنا بدأت سلسة التراجع الفعلي لعصر البناء‬ ‫والعمار الذي شهدته عمان طوال العصر اليعربي حيث سيغدو الهدم والتدمير‬ ‫سمة هذه الفترة العصيبة من تاريخ عمان الحديث‪.‬‬ ‫سارع الإمام يعرب إلى تدارك الموقف حال وصول الخبر إليهإ فأرسل حملة‬ ‫إلى الرستاق تحت قيادة الشيخ صالح بن محمد بن خلف السليمي‪ .‬غير أنها حال‬ ‫وصولها إلى العوابي رأت أن الموقف في غير صالحها فتراجعتث‪ .‬في ذلك الوقت‬ ‫عمل بلعرب بن ناصر على تقوية نفوذه في أنحاء عمان‪ .‬حيث طلب من والي‬ ‫مسقط الخضوع لطاعته فكان له ذلك والوالي حينئذ حمير بن منير بن سليمان بن‬ ‫أحمد الريامي‪ .‬كما ضم نخل بغير حربؤ وأرسل حملة إلى سمائل يقودها مالك‬ ‫بن سيف اليعربي حيث استولى عليها بدون خرب وأخرج واليها منها‪ .‬ثم تمكن‬ ‫من ضم إزكي دون قتال‘‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪27‬و‪9‬؛ مؤلف مجهول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.451‬‬ ‫‪ - 2‬المعول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص كك‪2‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.662‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.092‬‬ ‫‪ - 4‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪379‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.762‬‬ ‫‪29‬‬ ‫النزاع الأسري الأول‬ ‫تحرك الإمام يعرب بنفسه ومعه أهل نزوى وبنو ريام ويصحبه الشيخ عدي‬ ‫ابن سليمان الذهلي ووصل إزكي التي فرض عليها الحصار وحاول إقناع مالك‬ ‫بن سيف بتسليم الحصن'‪ .‬في أثناء ذلك وصلت نجدة من أتباع بلعرب بن ناصر‬ ‫ممتلة ببني هناءة يقودهم علي بن محمد العنبوري الهنائي من أهل الرستاق" فتفرق‬ ‫عساكر يعرب ويقي مخذولا فرجع إلى نزوىُ‪.‬‬ ‫‪ .‬بعد ذلك عاد القاضي عدي بن سليمان إلى الرستاق فلما وصلها قبض عليه‬ ‫أهلها ومعه أحد صحبه ويدعى سليمان بن خلفان حيث تم صلبهما‪ ،‬ثم جاءهما‬ ‫بعض أعوان بلعرب ين ناصر فقتلهما مصلوبين‪ ،‬وتم سحب جتتيهما في طرق‬ ‫الرستاق وذلك يوم الحج الأكبر سنة ‪4311‬ه‪ /‬سبتمبر‪2271‬م'ء لقد بلفت الأحقاد‬ ‫ذروتها واشتعلت نار العداوة التي تجلت في هذا العمل الانتقامي‪.‬‬ ‫أما الإمام يعرب فبعد رجوعه إلى نزوى تبعه العنبوري وجعل يفاوضه ليخرج‬ ‫من القلعة‪ .‬وتدخل في الأمر بعض وجوه أهل نزوى حيثأقنعوا الإمام يعرب‬ ‫بالاستسلام والخروج حقنا للدماءش فرضخللأمر مقابل أن يترك في حاله ولا يتم‬ ‫التعرض له يسوء حيث سيستقر في حصن أبيه بجبرينض فأعطي العهد على ذلك‬ ‫فنزل من القلعة واتجه إلى جبرين فزالت بذلك إمامته ‪.‬‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر نفسه‪.379 .‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.652‬‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬مؤلف مجهول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.651‬‬ ‫لها‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪752‬؛ اين رزيق‪ .‬الشعاع الشائع" ص ‪.192‬‬ ‫هط‬ ‫‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ .479‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.762‬‬ ‫ها‬ ‫‪39‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫ج) وصاية بلعرب بن ناصر اليعوبحيا (‪4311‬ه‪2271/‬م ‪5311 -‬م‪3271/‬م)‬ ‫بعد نزول يعرب بن بلعرب من قلعة نزوى وانتهاء إمامته دخل العنبوري‬ ‫القلعة وضرب جميع مدافعها ونادى بالإمامة لسيف ين سلطان وأن بلعرب القائم‬ ‫له يالأمر!‪ .‬في حين خلصت له جميع حصون عمان واعترفت يه كافة القبائل‬ ‫والبلدان"‪ .‬غير أن إعادة سيف الثاني للإمامة وتعيين بلعرب بن ناصر وصيا عليه‬ ‫لم يجنب البلاد مآسي جديدة‪ .‬بل أطلق العنان لمزيد من الفتن والاضطرابات في‬ ‫أنحاء عمان! حيث أخذت الأحداث تسير باتجاه انقسام البلاد إلى معسكرين‬ ‫لم يكتب لهذا الاستقرار الدوام سوى شهرين إلا ثلاثة أيام!؛ ففي أثناء وفود‬ ‫القبائل ورؤساء البلدان إلى الرستاق لتهنئة سيف بن سلطان وخاله بلعرب بن‬ ‫ناصر وإعلان الولاء‪ ،‬وقع تهديد من قبل بلعرب على بعض القبائل وخاصة بني‬ ‫غافر وزعيمهم محمد بن ناصر بن عامر الغافري‪ .‬وفي الحقيقة إن المصادر لا‬ ‫تفصل كثيرا حول السبب الذي بعث على هذا الخلاف بين الطرفين‪ .‬إلا أن يكون‬ ‫السبب هو النقاش من قبل الشيخ الغافري حول المعاملة التي لقيها الشيخ عدي‬ ‫‪.2‬‬ ‫الشعاع الشائع )ص‬ ‫‪ 1‬۔ ابن رزيق‪6‬‬ ‫‪ - 2‬مؤلف مجهول المصدر السابق‪ .‬ص ‪.751‬‬ ‫‪ -3‬الزبيدي‪ .‬عدنان هرير جودة ‪.‬عمان وسياسة نادر شاه التوسعية ‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة){‬ ‫كلية الآداب‪ .‬جامعة بغداد‪ .‬بغداد‪3891 :‬م‪ .‬ص ‪.64‬‬ ‫‪ - 4‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.479‬‬ ‫‪.952 .852‬‬ ‫‪ :579‬المعول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫‪1 - 5‬‬ ‫‪49‬‬ ‫النزاع الأسرى الأول‬ ‫السماح لبتى هناءة ببناء حصونهم"‪.‬‬ ‫وكذلك احتجاجه على‬ ‫سليمان الذهلى'‪.‬‬ ‫بن‬ ‫واعتقاده أن بلعرب بن ناصر سيمارس السلطة الفعلية من وراء وصايته لسيف‬ ‫فكان التهديد من قبل السد بلعرب‪ ،‬لذلك خرج الشيخ محمد‬ ‫لصالح بتى هناءة‪.‬‬ ‫ين ناصر مغاضبا هو وقومه واعلن الثورة على بلعرب بن ناصر'‪.‬‬ ‫إن هذا الحدث يشكل فى المقابل السبب المباشر فى تشكل المحور الثانى‬ ‫من محاور الصراع القبلى الذي ستشهده عمان طوال الفترات القادمة‪ ،‬إذ أن‬ ‫الشيخ محمد بن ناصر سوف يعمل على حشد أكبر قدر ممكن من الأتباع من‬ ‫مختلف القبائل مشكلا بذلك ما سوف يعرف بالمحور الغافري‪.‬‬ ‫وقد سارع في خطوة سياسية تهدف إلى إشعال الصراع من جديد إلى مكاتبة‬ ‫يعرب بن بلعرب ودعوته إلى الخروج ضد بلعرب بن ناصرك‪ .‬أما الأخير فيبدو انه‬ ‫كان على علم بما يحاك ضده؛ حيث عمل على إحضار رؤساء نزوى وقر بهم منه‬ ‫ودعاهم إلى البيعة لسيف بن سلطانك ثم جهز حملة يقودها أخوه سليمان بن ناصر‬ ‫وأمره بالمسير إلى جبرين من جانب وادي سمائل لأجل القبض على يعرب وجلبه‬ ‫إلى الرستاق‪ .‬وطلب من أهل نزوى مرافقته فطلبوا منه العذر فاستجاب لهمه‪.‬‬ ‫مؤلف مجهول ‘ مخطوطة تضم سيرة ومجموعة قصائد لمجموعة شعرا ء في مدح ‏‪ ١‬لإمام محمد بن‬ ‫‪1‬‬ ‫ناصر بن عامر الغافري‪ .‬الرقم ‪ .0781‬دار المخطوطات والوثائق‪ .‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪ 6‬ورقة‬ ‫‪( .2‬سيشار إليه فيما بعد يسيرة الإمام محمد بن ناصر الغافري)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الهاشمي‪ .‬دراسات في تاريخ عمان؛ ص ‪782‬‬ ‫‪ - 3‬قاسم‪ .‬جمال زكريا‪ .‬الخليج العر بي الحديث والمعاصر ‪0481 7051-:‬م‪ .‬ج‪ .1‬دار الفكر العربي‬ ‫القاهرة ‪2002 :‬م‪ .‬ص ‪.421‬‬ ‫ابن رزيق الفتح المبين ض ‪.962‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ك ‪ -‬الازكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.579‬‬ ‫‪ - 6‬المعولي‪ .‬المصدر السابق ص ‪.952‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫سارت الحملة حتى وصلت فرق بالقرب من نزوى وبعث لهم أهلها بالطعام‬ ‫والمؤونة ولم تمض سويعات حتى أطلقت المدافع في قلعة نزوى ولما استفسر عن‬ ‫الأمر قيل إن يعرب بن بلعرب دخل القلعة‪ .‬فما كان من سليمان بن ناصر سوى‬ ‫التراجع والسيطرة على حصن إزكي!‪ .‬في الوقت نفسه فشلت حملتان كان بلعرب‬ ‫بن ناصر قد سيرهما إلى يعرب‪ ،‬واحدة من جانب الظاهرة حيث قبضهم أهل بهلا‬ ‫وقيدوهم بها‪ .‬والثانية عن طريق وادي بني غافر حيث هزمت وعادت أدراجها إلى‬ ‫الرستاق"‪.‬‬ ‫عمل يعرب بن بلعرب على التحرك دون انتظار حليفه محمد بن ناصر الذي‬ ‫كان مشغولا بمعارك عديدة شمال عمان‪ ،‬فسار يعرب صوب إزكىي‪ ،‬حيث دارت‬ ‫معارك عديدة بين الطرفين‪ ،‬في وقت أرسل فيه بلعرب بن ناصر أخاه الثاني مالك‬ ‫ين ناصر إلى إزكي‪ ،‬وهنالك دارت معركة عنيفة شارك فيها جمع كبير من أهل‬ ‫الشرقية وبني هناءة وقتل من الطرفين حوالي الثلاثمائة رجل"‪ 5‬وهزم جيش يعرب‬ ‫وتقدم مالك بن ناصر صوب منح التي سيطر عليها‪ .‬ومنها إلى نزوى حيث فرض‬ ‫عليها حصار شديد ودارت المعارك بين الطرفين‪ ،‬ثم ضعف الجيش المحاصر بعد‬ ‫مقتل قائده مالك بن ناصر ومع قدوم محمد ين ناصر الغافري انتهى الأمر إلى فك‬ ‫الحصار الذي دام حوالي الشهرين‪ .‬وانسحاب أتباع بلعرب بن ناصر'‪.‬‬ ‫اتجه محمد بن ناصر بعد ذلك إلى الرستاق حيث فرض على حصنها حصارا‬ ‫دام خمسة وأربعين يوما وتمكن في نهاية الأمر من السيطرة عليها‪ .‬بعد أن‬ ‫! ‪ -‬ابن رزيق‪ ،‬الشعاع الشائعش ص ‪.392‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.579‬‬ ‫‪ - 3‬مؤلف مجهول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.061‬‬ ‫‪ - 4‬المعولي‪ 6‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪362 - 162‬؛ اين رزيق الفتح المبين؛ ص ‪.172 - 072‬‬ ‫‪.361‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫مؤلف مجهول‬ ‫‪5‬‬ ‫‪69‬‬ ‫النزاع الأسرى الأول‬ ‫استسلم بلعرب بن ناصر وسلم جميع الحصون التي في قبضته"‪ .‬وقد حل البلاء‬ ‫بأهل الرستاق إذ انتشرت أعمال السلب والنهب والسبي حتى أن السبايا سيقت‬ ‫وبيعت خارج عمان‪ .‬وبلغ من قسوةالموقف أن جزءا كبيرا مأنهل الرستاق تفرقوا‬ ‫في الجبال والأودية‪ .‬حتى وجد في أحد الكهوف مائة نفس من الأطفال والنساء قد‬ ‫ماتوا عطشا بعد خوفهم من الرجوع إلى الرستاق لكي لا يؤسروا ويباعوا"‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي كان فيه محمد ين ناصر يعمل على السيطرة على الرستاق‬ ‫اشتد المرض بيعرب ين بلعرب ثمانتهى الأمر بموته في جمادى الآخرة ‪5311‬ه‪/‬‬ ‫مارس ‪3271‬مإ وقد كتم أ مر وفاته لمدة خمسين يوما‪ :‬وبذلك أصبح الشيخ محمد‬ ‫بن ناصر الغافري اللاعب الوحيد في مسرح الصراع السياسي بعمان‪.‬‬ ‫۔‬ ‫(‪5311‬ه‪3271/‬‬ ‫وإصامته‬ ‫الغافري؛‬ ‫ناصر‬ ‫بث‬ ‫وصاية صحمد‬ ‫د(‬ ‫‪8271/‬م)‬ ‫‪0‬‬ ‫تإمعلان الشيخ محمد بن ناصر الغافري وصيا على سيف بن سلطان الثاني‬ ‫د بذلك ثالث وصي للمذكور‪ ،‬حيث لم يسعإلى إقصاء سيف الثاني والحلول‬ ‫محله{ ولعله رأى في ذلك فرصة مناسبة لممارسة سلطته في البلاد متسترا وراءه‬ ‫بصفته الوصي عليه"‪ .‬ثم أصدر أوامره إلى ولاة وحكام المدن العمانية داعيا إياهم‬ ‫بإعلان ولائهم له‪ .‬ومن لم يفعل ذلك عليه أن يسلم مفتاح مدينته إلى من سيرسله ‪,‬‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫ك‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.462‬‬ ‫‪ - 2‬الازكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪979‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع؛ ص ‪.892‬‬ ‫‪ - 3‬المعولى‪ .‬المصدر السابق؛ ص ‪462‬‬ ‫السيار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.481‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ك ‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪792‬؛ السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .‬ص ‪.54‬‬ ‫‪79‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫في الجانب الآخر برز زعيم بني هناءة خلف بن مبارك الهنائي الملقب بالقصير‬ ‫والذي كان مسيطرا على حصون بركا ومسقط كمعارض قوي لمحمد بن ناصر‬ ‫الغافري'‪ .‬وسارت البلاد‪ :‬طوال تلك الفترة في طريق الاقتتال العنيف والشرس‬ ‫حيث أزهقت الأرواح‪ .‬وهدمت الحصون والقلاع‪ .‬وقطعت أشجار النخيل‪ .‬ودكت‬ ‫الأفلاج‪ .‬وأذاق كل طرف الآخر الهزائم! وكان كل ذلك طبعا على حساب الوحدة‬ ‫الداخلية‪ .‬والازدهار الاقتصادي الذي حققته عمان في العهود الأولى من دولة‬ ‫اليعاربة‪ .‬حيث سيكون هذا الأمر محور النقاش في الجزء الثاني من هذا الفصل‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لمحمد بن ناصر الغافري فقد ظل طوال طوافه في المناطق العمانية‬ ‫في الحرب والسلم يصطحب معه سيف بن سلطان الثانية‪ .‬وهو يعتبر نفسه في‬ ‫هذه الحالة وصيا عليه‪ .‬ولا يخفى ما في ذلك من مصلحة؛ وذلك بحشد الرأي العام‬ ‫له والتأييد القبلي‪ .‬كما أنه يضمن بذلك عدم تحرك أي طرف آخر واستغلال مكانة‬ ‫ذلك الفتى الذي ليمبلغ الحلم بعد‪.‬‬ ‫وبعد حروب طويلة بينه وبين مناوئيه نجد محمد بن ناصر يتجه إلى نزوى‬ ‫ويرسل إلى رؤساء القبائل وأهل العلم في عمان" ويعرض عليهم تنازله عن الأمر‬ ‫وأن يقيموا من أرادوا مع السيد سيف بن سلطان‪ 5‬وتشير المصادر أن هؤلاء لم‬ ‫يقبلوا ذلك منه{ وأن المفاوضات تمت بين الطرفين طوال الليل في وقت أغلقت‬ ‫فيه أبواب حصن نزوى والعقر‪ ،‬فلا يدخل أحد ولا يخرج‪ .‬حتى قريب الفجر‬ ‫عقدوا له الإمامة وكان ذلك في محرم ‪7311‬ه‪ /‬أكتوبر‪4271‬م؛‪.‬‬ ‫! ‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.089‬‬ ‫‪ - 2‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪489‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.103‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.789‬‬ ‫‪ - 4‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪972‬؛ ابن رزيق الفتح المبين! ص ‪.182 - 082‬‬ ‫‪89‬‬ ‫النزاع الأسري الأول‬ ‫وهنا يبرز تساؤل ما الذي دفع محمد بن ناصر إلى إبداء الرغبة بالانسحاب‬ ‫من الميدان السياسي وهو الذي ظل طوال الفترة السابقة يخوض الحروب‬ ‫والصراعات‘ ويشكل الزعامة المسيطرة على أغلب أجزاء عمان إذ ليس من‬ ‫السهل على شخصية مثله التنازل عن مغل هذا الأمر‪ .‬والغالب في الأمر أن الرجل‬ ‫ربما كان متطلعا إلى منصب الإمامة الذي يعطيه كافة الصلاحيات‪ .‬كما أن تنصيبه‬ ‫إمام يضفي الطابع الشرعي على زعامته وحكمه‪.‬‬ ‫ومن هنا عرض على زعماء القبائل وأغلبهم من حزبه الغافري التنازل عن‬ ‫الأمر‪ .‬فما كان منهم إلا أن خافوا من انتقام الطرف الآخر وضعف موقفهم بخسارة‬ ‫مغل هذا الزعيم فعرضوا عليه الإمامة فقبلها‪ .‬وإلى ذلك يشير ابن رزيق‪ ... ” :‬فلما‬ ‫وصلوا طلب منهم أن يقيموا واحدا مكانه مع سيف بن سلطان{ وتعذر من الحرب"‬ ‫فلم يعذره أهل نزوى خاصة\ خوفا من خلف بن مبارك القصير“'‪ .‬أما أهل العلم‬ ‫فكان يمثلهم في التنصيب القاضي ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد"‪ .‬ووصف‬ ‫عقد الإمامة هذا انه كان تقية‪.‬‬ ‫وفي معرض نقاشه لهذه الحادثة يرى الإمام السالمي أنه لا يسوغ ذلك لقضاة‬ ‫المسلمين وعلمائهم‪ .‬وهو يذهب إلى أن الأمر يحتمل أحد شقين‪ :‬فإما أن يكون‬ ‫محمد ين ناصر محقا في حروبه‪ .‬وأن ما ارتكب فيها من مآسي وأخطاء كانت من‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.903‬‬ ‫‪ - 2‬هو الشيخ‪ .‬العالم‪ .‬الفقيه‪ .‬القاضي ناصر ين سليمان بن محمد بن مداد بن احمد ين مداد‬ ‫الناعبي النزوي العقري‪ /‬من علماء ق ‪21‬ه‪ 81 /‬م‪ .‬من قضاة الإمام سلطان بن سيف الثاني‪ .‬وكان مرجع‬ ‫الفتوى في زمانه‪ .‬وهو من بيت علم تولت أسرته القضاء‪ .‬أمثال والده سليمان بن محمد‪ .‬وابنه عبد الله‬ ‫بن ناصر وغيرهم من هذه الأسرة‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان" ج‪ .3‬ص ‪.305‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.889‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قى عمان أواخر دولة البعاربة‬ ‫قبل عامة الجيش وسفهائه‪ .‬وبتصرف فردي منهم‪ .‬كما في كل الجيوش وانهم لم‬ ‫يرضوا بذلك ولم يصوبوا فاعله"‪ .‬والاحتمال الثانى أن تكون تلك البيعة كانت على‬ ‫سبيل الدفاع حتى تضع الحرب أوزارها‪ .‬وأن هذا الوضع يتيح للمسلمين اختيار‬ ‫من يجدون فيه الأهلية والقيادة العسكرية لحفظ الأمن والاستقرار حتى لو لم‬ ‫يتمتع بالبعد الديني والروحي‪ .‬ومثل هذه الإمامة في رأيه لا تزيد صاحبها منزلة‬ ‫فوق منزلته"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن مكانة العلماء ودورهم السياسي قد غيب منذ وقت طويل‬ ‫قبل هذه البيعة‪ .‬إلا أن ما ذهب إليه الإمام يعد صوابا خاصة إذا علم مدى حرص‬ ‫أهل العلم في مثل هذه الظروف على التدخل والعمل بشتى الطرق على حفظ‬ ‫النظام وربط الشعب بهم إلى أن تعود لهم مكانتهم التي تجعل من الممكن لهم‬ ‫تطبيق الأسس الإمامية تطبيقا تاما في مسألة اختيار الأئمة‪.‬‬ ‫والذي يدل على أن هذه البيعة كان أساسها لم الشمل ومحاولة إعادة الاستقرار‬ ‫هو المناداة ب"‪ ...‬الإمامة له (محمد بن ناصر) والعز والأمان لكل قبيلة تدخل‬ ‫نزوى" وتريد المواجهة من يمن ونزار ومن بدو وحضر“‪ .:‬ومما يذكر أنه وللمرة‬ ‫الأولى‪ .‬وبعد مائة عام تقريبا أخرج هذا الانتخاب الإمامة مؤقتا من بين أيدي‬ ‫اليعاربة الذين ظلوا ينصبون أئمة منذ الإمام ناصر بن مرشد سنة ‪4301‬ه ‪4261/‬م‪.‬‬ ‫ومن خلال المخطوط الذي اشتمل على جملة من القصائد في مدح الإمام‬ ‫الغافري يمكن الذهاب إلى أن إمامته كانت تحظى بتأييد فريق كبير من أهل‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.241‬‬ ‫‪.341‬‬ ‫‪ - 2‬نفسه ص‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.889‬‬ ‫‪001‬‬ ‫النزاع الأسرى الأول‬ ‫العلم ينتمى بعضهم قبليا إلى الحلف المناوئ له‪ .‬وتحقل هذه القصائد بالكثير من‬ ‫المضامين حول عدالة الإمام الغافري‪ 6‬وشرعية حكمه‪ .‬في مقابل إدانة خصومه‬ ‫من ذلك قصائد ا لشيخ عمر بن مسعود ين ساعد المنذري‪ .‬حيث يقول في بعضها"‪:‬‬ ‫إنا تشاهد منه سيرة صدرت‬ ‫حكمه حكم‬ ‫من فاضل فاصل ف‬ ‫مرن ذي إمامة عدل لايمازجها‬ ‫جور ولا باطل فى الدين والشيم‬ ‫وأ‬ ‫قد بايعته تقار‪ -‬المس لميرى‬ ‫هل العدل منهم عل طاعات ربهم‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫يجهل بأمر عليه لم يزل يلم‬ ‫كذلك مديح الشيخ محبوب ين محمد بن عبد الله المعولىٹ‪:‬‬ ‫محمد‬ ‫الإمام‬ ‫لولا‬ ‫أضحت عمان بغير والي‬ ‫‪ - 1‬هو الشيخ عمر بن مسعود بن ساعد بن مسعود بن عمر المنذري السليفي (ت ‪0611‬ه‪7471/‬م)‪.‬‬ ‫فقيه وعالم بالفلك‪ .‬والطب© من مؤلفاته "كشف الأسرار المخفية"‪ .‬كان ناظما للشعر‪ .‬انظر‪ :‬البطاشى‪.‬‬ ‫إتحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.014‬‬ ‫‪ -2‬مؤلف مجهول ‪ .‬سيرة ا لإما م محمد بن ناصر ا لغافري‪ .‬ورقة ‪.41‬‬ ‫‪ - 3‬نقسه‪ .‬ورقة ‪.221‬‬ ‫‪101‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة قي عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫الإله‬ ‫تداركها‬ ‫لكرى‬ ‫بفاضل ملل موالي‬ ‫شجاع باسل‬ ‫ملل‬ ‫عالي المراتب ذو كمال‬ ‫عدل عليم عالم‬ ‫علم على فوق المعالي‬ ‫ومما يؤسف له أن هذه البيعة لم توقف الصراع فقد ظلت الضغائن في القلوب‬ ‫وكثرت حركات التمرد في العديد من المناطق‪ .‬وكان الإمام الجديد يعمل جاهدا‬ ‫على القضاء عليها‪ .‬حتى شاءت الأقدار أن يلتقي بخصمه التقليدي خلف بن‬ ‫مبارك حيث اصطدما في معركة صحار والتي انتهت بمقتل الزعيمين في شعبان‬ ‫‪0‬ھ‪/‬مارس ‪8271‬م'‪.‬‬ ‫! ‪ -‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ :399‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.282‬‬ ‫‪201‬‬ ‫الدرب الأهلية‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫شكلت الحرب الأهلية في الفترة الأخيرة من حكم اليعاربة ذروة الصراع‪.‬‬ ‫قادت البلاد إلى منعطفات تاريخية خطيرة كان لها تأثيرها القوي على الأمد البعيد‪.‬‬ ‫فمع ضعف قوة الدولة المركزية لم يعد أمام أفراد النعب من مفر سوى العودة إلى‬ ‫حضن الوحدة الاجتماعية الأبرز في المجتمع العماني وهي القبيلة"‪ .‬كونها الوحيدة‬ ‫القادرة على حماية الفرد‪ .‬ومعها يصبح من الصعب التفكير بشكل جمعي حول‬ ‫المصالح الشاملة للأمة جمعاء‪.‬‬ ‫كما أن الخلافات التى وقعت بين أفراد الأسرة الحاكمة دفعت الأطراف‬ ‫المتصارعة إلى عقد تحالفات قبلية‪ .‬لكي يضمن كل طرف مساعدة هذه القبائل له‬ ‫من اجل الوصول إلى سدة الحكم" فاستغل رؤساء القبائل هذه التحالفات لتحقيق‬ ‫مصالحهم الذاتية في السيطرة والنفوذ‪ .‬بعد أن وجدوا الظروف قد أصبحت مهيأة‬ ‫لذلك‪..‬‬ ‫والواضح أن أمر الإمامة غدا أشبه ما يكون بستار تختفي وراءه طموحات بعض‬ ‫‪ - 1‬يعرف علم الاجتماع السياسى العصبية القبلية على أنها‪ :‬رابطة الدم التي تربط بين أفراد قبيلة‬ ‫فيتميزون بها عن سواهم من القبائل‪ .‬وميزة العصبية أنها توحد نظرة القبيلة أو العشيرة ضمن نطاق واحد‪.‬‬ ‫كما أنها توحد جهود وممارسات أفراد القبيلة أو العشيرة ضمن إطار واحد‪ ،‬وتجعلهم يصيبون ويعملون في‬ ‫الاتجاه نفسه ويفهمون الأمور من منظار واحد أيضا‪ .‬انظر‪ :‬غليون‪ .‬برهان‪ .‬والعوا‪ .‬محمد سليم‪ .‬حوارات‬ ‫لقرن جديد‪ :‬النظام السياسى فى الإسلام‪ .‬ط‪1‬س دار الفكر‪ .‬دمشق‪4002 :‬م‪ .‬ص ‪.403‬‬ ‫‪ - 2‬الزبيدي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪ .93‬‏‪٠‬‬ ‫‪103‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫زعماء القبائل"‪ .‬كما أن هذا التطور الخطير الذي وصلت إليه الدولة اليعربية كان‬ ‫في الأساس ناتجا عن أسباب عديدة بعضها مباشر والآخر غير مباشر ويعود إلى‬ ‫الأحداث التي مرت بها الدولة في أول نشأتها‪ .‬كذلك كان للانقسام القبلي الذي‬ ‫أفرزته هذه الصراعات أسباب ومعان تستدعي الوقوف مطولا عندها بالإضافة طبعا‬ ‫إلى مجريات الحرب ونتائجها‪ .‬وجميع ذلك سيكون محور النقاش في هذه الجزء‬ ‫من البحث‪.‬‬ ‫أ) أسباب الحرب‬ ‫كان للصراع الذي شهدته الدولة اليعربية في هذه الفترة (‪1311‬ه‪9171/‬م‪-‬‬ ‫مسببات عديدةإ وقد تم التطرق يشي من التفصيل إلى ما‬ ‫‪8271/‬م)‬ ‫‪0‬‬ ‫تمت تسميته بجذور الصراع على الحكم أو الأسباب غير المباشرة‪ ،‬والتي تمثلت‬ ‫بالأساس في نظام الحكم الذي تم اتباعه‪ .‬فمع التطورات السريعة والمتلاحقة التي‬ ‫شهدتها عمان مع بداية حكم اليعاربة لم يواكب هذا الأمر بنفس المستوى تغير‬ ‫في آلية الحكم وطريقة تداوله"‪.‬‬ ‫ذلك أن نتائج سياسة توريث كرسي الإمامة وإن بدت منطقية في البداية‬ ‫نظرا للظروف المحيطة وقتها‪ .‬إلا أنها كان لا بد وأن تصل يوما إلى هذا الطريق‬ ‫المسدود وغير السوي والذي تمثل في ترشيح سيف بن سلطان الثاني الذي لا‬ ‫يملك المؤهلات الشرعية الرئيسية لتولي منصب الإمامةة‪.‬‬ ‫ومع التطور الآخر والمتمثل في خروج سيف بن سلطان على أخيه بلعرب‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع م‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫‪: 6891,‬‬ ‫‪ 93.‬م‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪601.‬‬ ‫‪ - 3‬علي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.061‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الدرب الأهلية‬ ‫كان من الممكن تكرار الأمر وهو ما حصل فعلا في الخروج على الأئمة مهنا بن‬ ‫سلطان(‪1311‬ه‪9171/‬م ‪3311 -‬ه‪0271/‬م)‪ .‬ويعرب بن بلعرب (‪3311‬ه‪1271/‬م‪-‬‬ ‫‪5/2271‬م)'‪ .‬ويتكرر الأمر بعد ذلك في الصراع بين سيف بن سلطان الثاني‬ ‫وبلعرب بن حمير (‪6411‬ه‪3371/‬م ‪1511 -‬ه‪8371/‬م)‪ .‬ثم بين سيف ين سلطان‬ ‫الغاني وسلطان بن مرشد (‪4511‬ه‪1471/‬م ‪6511 -‬ه‪3471/‬م)‪.‬‬ ‫وكان العامل الأخير والمتمثل في ضعف نفوذ العلماء وسيطرتهم على الموقف‬ ‫هو الذي أبعد الحكم اليعربي عن مبدأ الشورى‪ ،‬وأحقية مجلس شورى العلماء‬ ‫في انتخاب الإمام وفق المعايير والنظم الإباضية‪ .‬وجعل الأمر أشبه ما يكون بنظام‬ ‫حكم قائم على الوراثة الأسرية"‪.‬‬ ‫وعند البحث فى المصادر العمانية وموقفها من الأحداث الداخلية والحروب‬ ‫الأهلية في عهد العاربة‪ .‬يتضح أنها ويبدون استثناء تفصل في هذه الحروب‬ ‫وتظهر استياءها لما أوقعته في البلاد من أضرار كبيرة‪ .‬غير أنها لا تشير بشكل دقيق‬ ‫إلى الأسباب الفعلية التي أدت إلى نشوب هذه الحرب"‪ .‬غير أن الإمام السالمي‬ ‫ربما يكون المؤرخ ا لعماني الوحيد الذي حاول الوقوف على أسباب هذه الحرب؛‬ ‫وذلك عندما عزا هذا الأمر إلى طريقة انتخاب الأئمة في عمان دونما مؤهلات ‪.‬‬ ‫على خلاف ما درجت عليه المبادئ الإياضية حيث يقول‪:‬‬ ‫"انتفض الشر في عمان وجرت فيهم العصبية والحمية وأراد الرؤساء أن يجعلوا‬ ‫الدولة ميراثا خالفت أمر أهل العلم والفضل ونسوا رد الأمر إلى أهله فمشت‬ ‫العصبية في القلوب“‪.‬‬ ‫[ ‪ -‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.252‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫‪ 0‬ط‬ ‫‪, 091.‬‬ ‫‪ - 3‬مجموعة باحثين‪ .‬عمان في التاريخ‪ .‬ط ‪ .1‬وزارة الإعلام‪ .‬دار أميل‪ .‬لندن‪6991 :‬م‪ .‬ص ‪.452‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.121‬‬ ‫‪501‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫شكل النزاع حول خلافة الإمام سلطان بن سيف التاني السبب المباشر‬ ‫للصراع الأسري بين اليعاربة‪ .‬حيث سعى بعض زعماء اليعاربة ورؤوس القبائل‬ ‫في الرستاق إلى مناكفة العلماء وإثارة عدد من زعماء الأسرة ضد مرشحي العلماء‪.‬‬ ‫وربما كان من الممكن تدارك الأمر وحصره ضمن نطاق النزاع الأسري؛ غير أن ما‬ ‫شاب هذا الصراع من توترات طالت المجتمعات القبلية وحركت فيها العصبيات‬ ‫أدت إلى توسيع نطاق النزاع ليأخذ بعدا قبليا واسعا‪.‬‬ ‫وقد تمثل هذا الأمر في عقد أطراف الصراع تحالفات قبلية لضمان تأييد أكبر‬ ‫عدد ممكن من الأتباع‪ .‬فمع تحريض أهل الرستاق لبلعرب ين ناصر ودفعه إلى‬ ‫الخروج ضد الإمام يعرب بن بلعرب والقيام بأمر سيف بن سلطان الثاني‪ .‬ما كان‬ ‫منه إلا أن استجاب لهم وقصد بلاد سيت' حيث مركز قبيلة بني هناءة‪..‬‬ ‫من هنا بدأت تتشكل التكتلات القبلية والتي ستسهم في خلق الانقسام القبلي‬ ‫الذي ستعاني منه عمان لاحقا‪ .‬فاتجاه بلعرب بن ناصر اليعربي إلى تلك القبيلة‬ ‫لم يكن من فراغ فمن المعلوم أن الإمام ناصر بن مرشد فرض عليها حظرا فيما‬ ‫يتعلق بالسلاح وبناء الاستحكامات العسكرية‪ .‬وقد عرض عليهم بلعرب بن ناصر‬ ‫اليعربي رفع هذا الحظر ومنحهم عطايا جزيلة‪ .‬فما كان منهم إلا أن استجابوا له‬ ‫وانضموا إلى ثورته‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قرية من أعمال مدينة بهلا في المنطقة الداخلية‪ .‬يسكنها ينو هناءة‪ .‬انظر‪ :‬الخروصي" سليمان‬ ‫بن خلف‪ .‬ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ط ‪ .3‬مكتبة الضامري‪ .‬السيب‪2002 :‬م‪ .‬ص ‪.753‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.279‬‬ ‫‪ - 3‬ابن قيصرا المصدر السابق‪ .‬ص ‪.711‬‬ ‫‪ - 4‬المعول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص كك‪2‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح المبينش ص ‪.662‬‬ ‫‪601‬‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫وقد تطور الصراع في داخل عمان وسار من سيء إلى أسوأ فمع نجاح بلعرب‬ ‫بن ناصر في ثورته ضد الإمام يعرب\ غير أن الأقدار شاءت في وقوع الخلاف‬ ‫الشديد بينه وبين الزعيم القبلي محمد بن ناصر الغافري الأمر الذي أشعل نار‬ ‫الفتنة من جديد لتصبح ذات طابع قبلي ومناطقي واسع‪ .‬اتضح أكثر ما يكون‬ ‫في وقعة إزكي بين الإمام يعرب بن بلعرب ومالك بن ناصر أخ بلعرب وقائد قواته‬ ‫وهنالك دارت معركة عنيفة شارك فيها جمع كبير من أهل الشرقية وبني هناءة‬ ‫وقتل من الطرفين حوالي الثلاثمائة رجل"‪ .‬وهزم جيش الإمام يعرب وتقدم مالك‬ ‫بن ناصر صوب منح"‪.‬‬ ‫وفيها أثار حربا كما يصفها السيابي "بغير هدى من الله‪ .‬حيث أخذ ومن معه‬ ‫من العامة في القيام بأعمال النهب والسلب‪ .‬والإغارة على كل من صادفهم دون‬ ‫سببا وإفساد المزروعات وهدم الأفلاج‪ .‬ومن منح اتجه إلى نزوى التي تكرر‬ ‫الأمر فيها وحوصرت حتى قدوم محمد بن ناصر الغافري الذي تمكن من فك‬ ‫الحصار الذي دام حوالي الشهرينں وانسحاب أتباع بلعرب بن ناصر بعد مقتل‬ ‫مالك بن ناصر‪.‬‬ ‫في المقابل كان الشيخ الغافري بدوره قد خاض حروبا عديدة في المنطقة‬ ‫الغربية من عمان حيث شهدت وقعات عظيمة منها بوادي ضنكث‪ .‬وبوادي‬ ‫‪ - 1‬مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان! ص ‪.061‬‬ ‫‪ - 2‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.779 .679‬‬ ‫‪ -3‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.93‬‬ ‫‪ - 4‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪162-362‬؛ اين رزيق‪ .‬الفتح المبينش ص ‪.172.072‬‬ ‫ك ‪ -‬وا يعبر ولاية ضنك ويتوسطها‪ .‬سمي باسم الولاية‪ .‬انظر‪ :‬الزبير‪ .‬محمد‪ .‬موسوعة أرض عمان‪.‬‬ ‫ج‪ .2‬ط‪ .1‬مكتب مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي‪ .‬مسقط‪6002 :‬م‪ .‬ص ‪.6121‬‬ ‫‪701‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواذر دولة اليعاربة‬ ‫الصقل‪ ،‬والجو‪ .‬والغتى'‪ .‬لقد اتسعت بذلك رقعة النزاع وتحولت من حرب بين‬ ‫أفراد من الأسرة الحاكمة إلى حرب قبائلية‪.:‬‬ ‫ومع عدم إمكانية تجاهل دور القبلية في المجتمع العماني كأحد ابرز مكوناته‬ ‫والتي شكلت عاملا مهما في تحريك أحداث تاريخه‪ .:‬والتي عمل نظام الإمامة‬ ‫على الاستناد عليها وتكييفها وفق مبادئه‪ .‬غير أنها في المقابل وفي حالة انعدام‬ ‫التوازن القبلى وضعف سلطة الحكومة المركزية غالبا ما تفرز إذ ذاك عصبيتها‬ ‫القبلية التى يمكن أن تسهم في إسقاط الإمامة نفسها'} لقد بدا واضحا مدى التطور‬ ‫الخطير الذي وصلت إليه الأمور من خلال تبلور الانقسام القبلي والذي عرف‬ ‫بالهناوي الغافري‪.‬‬ ‫ب) ظهور الحزبين‪ :‬الغافري الحناوي‬ ‫أطلق اسم الغافرية على أتباع الزعيم محمد بن ناصر الغافري ذي الأصل‬ ‫العدناني‪ .‬بينما أطلق على منافسيهم اسم الهناوية نسبة إلى الزعيم خلف بن مبارك‬ ‫الهنائي ذي الأصل اليمني‪ .‬والذي قاد حركة المعارضة ضد الزعيم الغافري؟‪ .‬وقد‬ ‫فسر عدد من الباحثين هذا الانقسام على أنه صورة من صور التعصب التقليدي‬ ‫بين عرب الشمال وعرب الجنوب فالكتلة الغافرية هكىتلة القبائل العدنانية في‬ ‫‪.‬‬ ‫مقابل الكتلة الهناوية وهي كتلة القبائل اليمنية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ !879‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع ص ‪.592‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫‪-2‬۔ السيابي‪ .‬المرجع السابق ص‬ ‫ص‬ ‫‪31‬م‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫دبى‬ ‫القلم‪.‬‬ ‫دار‬ ‫ط‪1‬؛‬ ‫الإسلامية‪.‬‬ ‫العصور‬ ‫العربي في‬ ‫عمر ‪ .‬الخليج‬ ‫فاروق‬ ‫‪ -‬فوزي‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫المرجع السابق‪ .‬ص‬ ‫‪ 4‬۔ غباش‬ ‫‪.331‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.2‬‬ ‫التحفة‬ ‫‪ - 5‬السالمى‪.‬‬ ‫‪ - 6‬من ذلك‪ -:‬لوريمير‪ .‬ج‪ .‬ج‪ .‬السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية‪ .‬تر‪:‬‬ ‫مجموعة باحئين‪ .‬ج! تاريخ‪ .‬مج‪ .2‬ط‪ .1‬دار غارنت‪ .‬لندن‪5991 :‬م‪ .‬ص ‪= .931-041‬‬ ‫‪801‬‬ ‫الدرب الأهلية‬ ‫في حين أن تطور الوضع السياسي في عمان منذ الانقسام الأول أواخر الإمامة‬ ‫الغانية (‪771‬ه‪397/‬م‪082 -‬ه‪398 /‬م)‪ .‬خلق نوعا من التشابك في المصالح "‬ ‫السياسية والاقتصادية بين القبائل العمانية المختلفة‪ .‬وأدى إلى تحطيم الكثير من‬ ‫النزعات القبلية القائمة على التقسيم العرقى'‪ .‬كما أن ما صاحب الحرب الأهلية‬ ‫في هذه الفترة من أحداث كان له دور كبير في إيجاد هذه الامتزاجات القبلية‬ ‫‪.‬‬ ‫المختلفة"‪.‬‬ ‫وعند الرجوع إلى المذكرة التي أوردها القنصل البريطاني مايلز علن" في أحد‬ ‫تقاريره‪ .‬حيث قدم بيانا إحصائيا ضم مجمل القبائل العمانية وتقسيمها السياسي‬ ‫بين التكتل الهناوي والتكتل الغافري مع بيان مذهب كل قبيلة‪ .‬وأشار إلى اتتساب‬ ‫قبائل اليمن والنزار إلى الحزب الهناوي والغافري في أوائل القرن الثامن عشر وبأن‬ ‫كل قبيلة كبيرة أو صغيرة كانت قد انضمت إلى أحد هذين الحزبين السياسيين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن انتماء تلك القبائل إلى أحد هذين الحزبين لا يعني بالضرورة‬ ‫اتتسابها العرقي إليهما‪ .‬بل أن توافق المصالح هو الذي دفعها إلى الانضمام إليها‪.‬‬ ‫= ‪ -‬العقاد‪ .‬صلاح‪ .‬التيارات السياسية في الخليج العربي‪ .‬الأنجلو المصرية‪ .‬القاهرة‪3891 :‬م؛ ص‬ ‫غ‪ .‬أحمد‪ .‬موسوعة التاريخ الإسلامي‪ .‬ج‪ .7‬ط‪ .2‬النهضة المصرية‪ .‬القاهرة‪ .2891 :‬ص ‪.452‬‬ ‫‪ -‬الخصوصي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ -‬الضوياني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.872-972‬‬ ‫‪:,‬‬ ‫ص‬ ‫‪.‬‬ ‫لح‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ع ط‬ ‫‪0‬‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪: 6791,‬‬ ‫‪63.‬‬ ‫‪ - 1‬قاسم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ج‪1‬ش ص ‪.121‬‬ ‫‪ -2‬لوريمير‪ .‬المصدر السايق‪ .‬ج‪ 1‬تاريخ‪ .‬مج‪ .1‬ص ‪.041‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫من‬ ‫‪74913781-.‬‬ ‫‪1 2 (38819781-).‬‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,6891,‬‬ ‫‪0392..‬‬ ‫‪901‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة البعاربة‬ ‫في حين كشف مسح الدكتور محمد مرسي حول الكتلتين وأصول القبائل‬ ‫التي تنضوي تحتهما‪ .‬أن التكتل الغافري يضم إليه قبائل يمنية تكاد تتساوى في‬ ‫أعدادها مع القبائل العدنانية‪ .‬وكذلك الحال بالنسبة للكتلة الهناوية أو التكتل‬ ‫الهناوي الذي كان بدوره يضم قبائل عدنانية تكاد تتساوى مع القبائل اليمنية‪.‬‬ ‫كذلك اشتط البعض في أمر تفسير الانقسام فأضاف إليه البعد الطائفي أو‬ ‫المذهبي فالغافرية حسب رأيهم كانوا في الغالب من الفئات السنية في حين أن‬ ‫الهناوية كانوا من الإباضية"‪ .‬وبالرجوع إلى كلا المسحين السابقين نجد خطأ هذا‬ ‫الانتراض حيث إن كلا الحزبين كانا يضمان قبائل من المذهبين‪ .‬والواقع يشير‬ ‫لى أن أغلب من كتب عن هذا الانقسام أشار إلى أن المذهب لم يكن عاملا‬ ‫في صياغة خيار القبائل حيث شمل كلا الفصيلين مزيجا من القبائل الإباضية‬ ‫والسني‪ .‬بل فى أحيان كثيرة يوجد تعدد مذهبى داخل القبيلة الواحدة‪..‬‬ ‫ويذهب ولكنسون منان إلى أن ظهور الكتلة الهناوية والكتلة الغافرية‬ ‫بالانتماء ات القبلية المختلطة فيها يعد تطورا ضخما فى الحياة السياسية والاقتصادية‬ ‫والاجتماعية العمانية إذ أن هذين التكتلين أعادا تشكيل تحالفات القبائل وولائها‬ ‫من العصبيات المحلية القبلية إلى تحالف سياسي واقتصادي جديد'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬عبد الله! محمد مرسى‪ .‬إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى (‪8181 -3971‬م)‪.‬‬ ‫المكتب المصري الحديث‪ .‬القاهرة‪8791 :‬م؛ ص ‪.66 - 56‬‬ ‫‪ - 2‬حنظل فالح‪ .‬المفصل في تاريخ الإمارات العربية المتحدة‪ .‬ج‪ .1‬أبو ظبي‪ :‬ب‪.‬ت‘ ص ‪-921‬‬ ‫العقاد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪84‬؛ شلبي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪452‬؛ «رصمطامه ‪ 63.‬م ‪,‬اع ‪.‬م‪,0‬‬ ‫‪0‬؛‬ ‫نمدص‪. ©0‬نل عندك ‪,‬رلنحل ‪3 -‬‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫ع‬ ‫‪ 0‬ص‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫ب‬ ‫‪,5991),‬ل( ‪,‬‬ ‫‪64‬‬ ‫عبد الله‪ .‬المرجع السابق! ص ‪.95‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪], ]. .‬‬ ‫‪ 2‬ح‬ ‫ل‬ ‫ن ه‬ ‫ع ‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ح ‪ 0‬ر‬ ‫‪ 0‬زل‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7791,‬‬ ‫‪781 :7.‬‬ ‫‪011‬‬ ‫الدرب الأهلية‬ ‫مركزا في ذلك على الأفلاج وأساليب الري المستخدمة باعتبارها قد شكلت‬ ‫مصالح اقتصادية لمجموعة من القبائل التي تعتمد حياتها على الأفلاج ومن ثم‬ ‫تشكلت وحدة سياسية إقليمية من مجموعة هذه القبائل وأسهم العامل الاقتصادي‬ ‫بدور كبير في تشكيل اتجاهاتها من حيث ولاؤها لإحدى التكتلين الهناوي أو‬ ‫الغافري يصرف النظر عن العصبية القبلية التقليدية"‪.‬‬ ‫وقد كان لنمط التقسيم الجغرافي لأغلب المدن العمانية وأثر ذلك على منابع‬ ‫المياه واتجاه انحدارها دور أساسى فى تشكيل هذا التقسيم! حيث تنقسم عموما‬ ‫إلى قسمين منفصلين‪ .‬أعلى (العلاية) وأسقل (السقالة) ولكل منها فصيل واحد‬ ‫الهناوية فى‬ ‫وادي سمائل حيث‬ ‫القبائل الهناوية على السقالة‪ .‬كذلك‬ ‫سيطرت‬ ‫العلاية والغافرية فى السفالة"‪.‬‬ ‫تعد التحالفات سمة بارزة من سمات الإنسان السياسية‪ .‬والتحالف بين عدد‬ ‫من الأطراف يفترض أن الدوافع الكامنة وراء تشكيله هي التعاون النشط وزيادة‬ ‫القوة العسكرية‪ .‬وفى الحالة العمانية كان لهذه التحالفات دور فى التعامل‬ ‫مع الصراع بشكل يتيح إمكانية القدرة على جمع جيش في وقت قصير‪ ،‬وجعل‬ ‫الإمكانيات الاقتصادية لأطراف التحالف فى خدمة الجميع'‪ .‬والتحالف إحدى‬ ‫هذه المزايا التي يسميها العمانيون أنفسهم ب ”الشف“‪ ،‬وهو نظام دفاع تلقائي يبنى‬ ‫بالدعم المشترك بين العشائر لحماية الحقوق والممتلكات في مناطق الاستقرار‪.‬‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪!!,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪971.‬‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪2,‬ل‬ ‫‪.,‬‬ ‫‪32.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫!‪,‬‬ ‫‪,.‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪,‬حل‬ ‫‪.,‬‬ ‫‪62,52.‬‬ ‫‪5 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.971‬‬ ‫‪111‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫كما أن هذا التحالف يقوم في الأساس على جوانب إقليمية جغرافية ذلك أن‬ ‫إخفاق إحدى المجموعات القبلية في الانفراد بالسيطرة الشاملة على الأراضي‬ ‫في المراكز الكبرى وخطوط الاتصال الاستراتيجية‪ .‬يدفعها إلى تحقيق أهدافها‬ ‫بالتحالف مع الآخرين!‪ .‬غير أنه لايمكن إغفال الجوانب الأخرى في بقاء تحالفات‬ ‫الشف وأبرزها العداوات المستديمة‪ .‬ومسألة الشرف القبلي أو الثأر‪ .‬فانسجام هذه‬ ‫المجموعات يعود إلى خليط من مفاهيم الشرف العشائري‪ .‬والمصالح الاقتصادية‪.‬‬ ‫والطموحات الإقليمية‪.‬‬ ‫وقد توافرت عدد من العوامل التي سارعت في تأجيج هذا الصراع والدفع به‬ ‫نحو مزيد من التخندق لكل طرف‘‪ 6‬ومن ذلك محاولة القبائل الكبرى السيطرة‬ ‫على القبائل الأصغر‪ .‬كما أن الانقسام حدث في وقت من التراجع الثقافي والفكري‬ ‫وضعف موقف العلماء وسلطتهم‪ .‬كذلك حب السلطة والطموحات القيادية لدى‬ ‫زعيمي الصراع‪ .‬والعامل الأهم وهو غياب الحكومة المركزية"‬ ‫لقد استمر هذا التحالف قرابة القرنين من الزمان! وعرف قدرا كبيرا من‬ ‫التماسك الداخلي حيث حرص كل فصيل على أن لا يسيطر عليه الفصيل الآخر‪.‬‬ ‫كما لقي اهتماما كبيرا من قبل الكتاب الأوروبيين في محاولتهم لفهم التركيبة‬ ‫القبلية الأثنية لسكان المنطقة‪ .‬وكيفية عمل الانتماءات القبلية ومدى تأثيرها على‬ ‫السكان والى ذلك يشير السير ادوارد روس م ‪.‬ح ‪.‬ع بقوله‪ ...” :‬كانت الحرب‬ ‫الأهلية صعبة للغاية بين الغافرية والهناوية‪ .‬وهذا ما اهتم به الكتاب الأوروبيون‬ ‫‪ - 1‬ولكنسونا الإمامة فى عمان‪ .‬ص ‪.271‬‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ ,‬ن‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪211‬‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫حول القبيلتين في عمان‪ ،‬وما زال الاهتمام به حتى يومنا هذا‪ .‬إذ ما زالت القبيلتان‬ ‫في توازن الغافرية في الغرب والهناوية في الشرق“'‪.‬‬ ‫وبعيدا عن التأثيرات السلبية العميقة التي أحدثها هذا الانقسام غير أنه كأي‬ ‫حدث تاريخي حمل في طياته بعض الإيجابيات التي يمكن تلخيصها في الآتىث‪:‬‬ ‫‪ -‬إنقاذ القبائل الصغيرة من الانقراض وذلك بانضمامها في تحالفات من أجل‬ ‫الحماية كفلت لها الحفاظ على هويتها فى مجموعة أكبر‪.‬‬ ‫‪ -‬توحيد القبائل المنضوية في تحالف واحد وفق هدف الدفاع عن النفس‬ ‫وتحقيق أهداف مشتركة‪.‬‬ ‫‪ -‬الحفاظ على أقدم أسماء القبائل وهويتها‪.‬‬ ‫‪ -‬الحفاظ على نقاء القبائل عن طريق إزالة الضرورة لجلب غير العرب باستثناء‬ ‫قلة من العبيد‪.‬‬ ‫‪ -‬اتفاقيات الدفاع المشترك بين القبائل‪.‬‬ ‫‪ -‬وقوف بعض القبائل على الحياد وقيامهم بدور الوساطة بين الأطراف المختلفة‬ ‫وقت الحرب‪.‬‬ ‫‪ -‬الحفاظ على الموروث القبلي وتعزيزه! مثل‪ :‬الفخر والشجاعة والنخوة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والكرم‬ ‫وحماية الجار‬ ‫مآ ‪1 -‬‬ ‫‪,‬م‬ ‫ك‬ ‫آ‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 0 8271,‬‬ ‫ع‬ ‫‪:‬ل‬ ‫‪..‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪4891,‬‬ ‫‪68.‬‬ ‫`‬ ‫‪ - 2‬عبد الله المرجع السابق‪ .‬ص ‪ 76‬؛ ‪ 42‬م ‪.‬ان‪.‬مه ‪«,‬ةنتله‪.‬‬ ‫‪311‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ -‬يمكن اعتبار تحب أي قبيلة للكتلة الغافرية أو الكتلة الهناوية في تلك الفترة‬ ‫من أكبر الأدلة على عمانية القبيلة ودخولها في حدود الكيان العماني‪ 6‬إذ لا يوجد‬ ‫أثر لهذه العصبية في شبه جزيرة قطر أو في ساحل الإحساء أو جنوب اليمن‪.‬‬ ‫جم) مراح الحرب ونتانجحا‬ ‫بعد سيطرة الشيخ محمد بن ناصر الغافري على الرستاق‪ .‬وصلته إمدادات‬ ‫من القبائل الشمالية حيث قدم حوالي ألف ونصف من بني قليب" وبني كعب"‪.‬‬ ‫ووصل رحمة بن مطر الهولي مع جمع من قومه يقدر بخمسة آلاف من بدو‬ ‫وحضر‪ .‬وقد وصفت المصادر التاريخية بعضهم بأنه لا يعرف العربية ولا يميز‬ ‫صديقا من عدو‪ .‬وربما كانوا في الغالب من قبائل الشحوح القاطنين شبه جزيرة‬ ‫! ‪ -‬بنو قليب‪ :‬قبيلة عدنانية مضرية تنتسب إلى قليب بن عمرو بن تميم بن مر انظر‪ :‬ابن حزم! علي‬ ‫ومن‬ ‫‪.0‬‬ ‫ص‬ ‫بيروت ‪31 :‬م‪.‬‬ ‫ط ‪ .3‬دار الكتب العلمية‬ ‫جمهرة انساب العرب‬ ‫بن احمد بن سعيد‪.‬‬ ‫خلال ما ورد لدى الأزكوي يبدو أنهم كانوا يسكنون بالقرب من وادي الجزي‪ .‬انظر‪ :‬الأركوي‪ .‬المصدر‬ ‫ونى كتاب "الإسعاف" نجد ذكر لقبيلة بنى كليب وهم نزاريون ينتسبون إلى‬ ‫‪.689‬‬ ‫السابق‪ .‬ج‪ .3‬ص‬ ‫كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ .‬إسعاف‬ ‫الأعيان فى انساب أهل عمان‪ .‬ط‪ {1‬المكتب الإسلامى‪ .‬بيروت‪4831 :‬ه ص ‪.76‬‬ ‫‪ - 2‬بنو كعب‪ :‬قبيلة عدنانية مضرية تنتسب إلى كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصة\ ويسكنون‬ ‫في منطقة الظاهرة وعلى وجه الخصوص محضة‪ .‬وفي بعض ولايات الباطنة الشمالية‪ .‬أنظر‪ :‬السيابي‪.‬‬ ‫وزارة‬ ‫‪7‬ك؛ الحديدي‪ .‬عادل‪ .‬المرشد العام للولايات والقبائل في سلطنة عمان‪ .‬ط‪\1‬‬ ‫الإسعاف‪ .‬ص‬ ‫الداخلية‪ .‬مسقط‪2891 :‬م؛ ص ‪.151-451 .211‬‬ ‫مؤسس إمارة‬ ‫بن مطر بن كايد بن قاسم ‏‪ ١‬لقاسمي ‏‪ ١‬لهولي شيخ ‏‪ ١‬لصير جلقار‬ ‫رحمة‬ ‫‪ - 3‬هو ‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫المطبعة‬ ‫سالم بن حمود ‪ .‬إيضاح المعالم في تاريخ القواسم ‪ .‬تح ‪ :‬احمد التدمري‪٥‬‏‬ ‫السيابي‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫القواسم‪.‬‬ ‫‪.53 .03‬‬ ‫ص‬ ‫التعاونية دمشق ‪6 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.979‬‬ ‫ك ‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪089‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪662‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع‬ ‫‪.8‬‬ ‫ص‬ ‫الشائع‪.‬‬ ‫‪411‬‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫مسندم شمال عمان'‪ .‬في الوقت نفسه كان الشيخ خلف بن مبارك الهنائي الملقب‬ ‫بالقصير وهو من سكان الغشب إحدى قرى الرستاق قد سيطر على حصون مسقط‬ ‫ومطرح بالإضافة إلى بركاء‪ 5‬ومنها سوف تبدأ المواجهات بين الطرفين والتي يمكن‬ ‫تقسيمها إلى قسمين الأولى قبل تنصيب محمد بن ناصر بالإمامة‪ .‬ويشتمل على‪:‬‬ ‫‪ -‬صعوكة بوكاء ‪5311‬ه‪3271/‬م‬ ‫أرسل الغافري أحد أتباعه ويدعى علي بن محمد الخروصي المكنى بأبي‬ ‫جامع واليا لحصن يركاء‪ .‬فما كان من أتباع الهنائي إلا أن قتلوهؤ وعاد أصحابه‬ ‫إلى الرستاق"‪ .‬عندها اشتد غضب الغافري فسار بحملة كبيرة‪ .‬قسمها إلى ستة‬ ‫أقسام قسم يقوده رحمة بن مطر القاسمي الهولي بقومه! وقسم يقوده حمزة بن‬ ‫حماد القليبي بقومه وقسم عليه أحمد بن علي الغافري بالعسكر الذي خرج من‬ ‫عند محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬وقسم على رأسه محمد بن القاضي عدي بن سليمان‬ ‫الذهلي يالقوم الذين جاء بهم من الصير‪ 5‬وقسم يقوده راشد بن عبد الله الكعبي‪.‬‬ ‫وأخيرا قسم عليه محمد بن ناصر الحراصي بقومه"‪.‬‬ ‫سار الجمع حتى نزلوا بالمصنعةةء فورد من قرع الدرمكي لرحمة بن مطر أنك‬ ‫لا تصل إلينا فنحن واصلون إليك على سبيل التهديد‪ .‬فما كان من الأخير إلا أن‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪!),‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪28.‬‬ ‫‪ - 2‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪97‬ك؛ مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان‪ .‬ص ‪.461‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪089‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.662‬‬ ‫‪ - 4‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.372‬‬ ‫ك ‪ -‬مدينة على ساحل الباطنة‪ .‬تعد ميناء مهم ورافد تجاري للرستاق ووادي بني خروص يقطنها‬ ‫قبائل متعددة منها‪ :‬يال سعد يال بريك النوافل‪ .‬البلوش‪ .‬أنظر‪ :‬لوريمير‪ .‬المصدر السابقإ ج‪2‬‬ ‫جغرافيا‪ .‬مج‪ .‬ص ‪.26‬‬ ‫‪511‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫أرسل العيون لترصد قرع وأصحابه والتقى الجمعان بموقع يسمى القاسم‪ .‬وقتل قرع‬ ‫الدرمكي وهزم أصحابه{ وجرح من أتباع الهولي أحد قادته ويدعى قضيب'‪ .‬في‬ ‫الوقت نفسه وصل خلف بجمع كبير من قوات برية وبحرية والتقى الطرفان غربي‬ ‫بركاء حيث مني أتباع خلف بالهزيمة بعد أن أغرقت أغلب سفنه ضربا بالمدافع‬ ‫وقتل من أتباعه نحو ألف واثني عشر رجلاأ‪.‬‬ ‫‪ -‬صعوكة ينقك ‪5311‬ه‪3271/‬م‬ ‫أقام الغافري في الرستاق قدر شهرين أصيب فيها بالجدري حتى خيف عليه‬ ‫من شدته‪ .‬غير أنه تعافى بعد مدة! وجمع قواته متوجها إلى ينقل‪ ،‬وأسند أمر‬ ‫الرستاق إلى محمد بن ناصر الحراصي‪ ،‬ومعه سنان بن محمد بن سنان المحذور‬ ‫الغافري قائدا على العسكر"‪ .‬عسكر الغافري في مقنيات حيث أرسل إلى قبائل‬ ‫الظاهرة فحشد قوات ضخمة أغلبها من بني ياس‪.٨‬‏ فكان مجمل جيشه قدر اثتي‬ ‫عشر ألفا! وقد أرسل لأهل البلد يطلب منهم تسليم الحصن فرفضوا‪ ،‬فوقع الصدام‬ ‫بين الطرفين وقتل من بني علي قوم كثيرون منهم ابن شيخهم سليمان بن سالم‬ ‫العلوي‪ .‬واشتد الحصار عليهم‪ .‬وانتهى الأمر باستسلام المحاصرين وتسليم الحصن‬ ‫بعد أن تم ردم الفلج عنهم ولم يبق معهم ماء؛‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪089‬؛ ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.085‬‬ ‫‪ - 2 .‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪862 .762‬؛ مؤلف مجهول تاريخ أهل عمان؛ ص ‪.661‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.472‬‬ ‫‪ - 4‬بنو ياس‪ :‬قبيلة عدنانية‪ .‬من ياس بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن ين منصور يقطنون‬ ‫مناطق لوا ومراعي الظفرة وأبو ظبي ودبي والعين‪ .‬ينتمون إلى الحلف الهناوي" انظر ‪ :‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع‬ ‫‪.82‬‬ ‫السيابى‪ .‬الإسعاف‪ .‬ص‬ ‫‪.12‬‬ ‫الشائع‪ .‬ص‬ ‫‪ - 6‬بنو علي‪ :‬قبيلة قحطانية أزدية ينتسبون إلى علي بن سودة بن علي بن عمرو بن عامر ماء السماء‪٥‬‏‬ ‫يقطنون ينقل من أعمال الظاهرة‪ .‬وينتمون إلى الحلف الهناوي‪ .‬انظر‪ :‬السيابى‪ .‬الإسعاف ص ‪.821‬‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪289 .189 .2‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.962 .862‬‬ ‫‪611‬‬ ‫الدرب الأهلية‬ ‫‪ -‬صعوكة السليف' ‪5311‬ه‪3271/‬م‬ ‫تمكن أحد أتباع خلف الهنائي ويدعى سعيد ين جويد الهنائي من دخول‬ ‫السليف مع الصواوفةة‪ .‬فسار الغافري إليهم حيث رفض أهل السليف التسليم‬ ‫له‪ .‬فهجم على حصن المراشيد من أهل السليف فهدمه على من فيه من رجال‬ ‫ونساء وأطفال‪ .‬فطلب سعيد بن جويد الانسحاب فسمح له الغافري بذلكث‪ .‬وبقي‬ ‫بالسليف حصن الصواوفة وحصن المناذرة‪ .‬حيث صالح المناذرة وأدوا الطاعة‬ ‫للغافري في حين رفض الصواوفة ذلك‘ فحاصرهم قرابة الشهرين وجعل يمعن‬ ‫في قتلهم وقطع نخيلهم‪ .‬وانتهى الأمر بأن صالحوه على هدم حصنهم بأيديهم‪.‬‬ ‫فهدموه؟‪ .‬وقد بعث الشيخ عمر بن مسعود المنذري للزعيم الغافري بقصيدة يذكر‬ ‫فيها تخريب البدو وإفسادهم في السليف ويطلب منه إعادة بناء حصن الصواوفة‬ ‫فوعده بأن يصل إليه بنفسه‘‪.‬‬ ‫! ‪ -‬السليف‪ :‬قرية من قرى ولاية عبري تقع في الجنوب الشرقي من عبري وتبعد عنها بحوالي ‪3‬‬ ‫كم‪ .‬يقطنها المناذرة‪ .‬والصواوفة‪ .‬والعزور‪ .‬وبنو هناءة‪ .‬والمراشيد‪ .‬انظر‪ :‬الخروصي" ملامح من التاريخ‬ ‫العماني‪ .‬ص ‪.263‬‬ ‫‪ - 2‬الصواوفة‪ :‬قبيلة مضرية عدنانية تنتسب إلى صوافة ين مر بن أوس بن طابخة بن الياس بن‬ ‫مضر‪ .‬ومفردها صوافي‪ .‬واكتر تواجدهم في السليف وفي سناو‪ .‬انظر‪ :‬الخروصي‪ .‬ملامح من التاريخ‬ ‫العماني‪ .‬ص ‪.082‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪303‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.631 .531‬‬ ‫‪ - 4‬المناذرة‪ :‬قبيلة قحطانية‪ .‬وتنسب إلى المنذر بن امرؤ القيس بن يشنجب‪ 5‬ومفرده منذري‪.‬‬ ‫ويقطنون السليف والرستاق‪ ،‬وتوجد أقلة منهم في بعض الولايات العمانية‪ .‬ينتمون إلى الحلف الهناوي‪.‬‬ ‫الخروصي‪ .‬ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.052‬‬ ‫‪ : 6‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪072‬؛ ابن رزيق الفتح المبين‪ .‬ص ‪.572‬‬ ‫‪ - 6‬مؤلف مجهول‪ .‬سيرة الإما م محمد بن ناصر ا لغافري ‪ .‬ورقة ‪.62‬‬ ‫‪711‬‬ ‫ال‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ -‬حجوم خلف الحناني علت الرستاق‪ .‬واستيلاء أتباعه علت صحار‬ ‫‪5311‬ه‪ 3271/‬م‬ ‫استغل الزعيم الهنائي خلف بن مبارك انشغال الغافري بحروبه في الظاهرة‪.‬‬ ‫فسار بقومه إلى الرستاق حيث حاصرها وقتل سنان الغافري‪ .‬وأجبر الوالي محمد‬ ‫بن ناصر الحراصي على الخروج من الحصن بعد شدة قتال وهدم للحصن" واستقر‬ ‫أهل الرستاق في أموالهم وبيوتهم'‪ .‬وقد تمكن أحد أتباعه ويدعى سباع العموري‬ ‫من أخذ حصن صحار‪ .‬ولم يجد الغافري مجالا للمضي إلى الرستاق وصحار قبل‬ ‫إنهاء حصاره على السليف"‪.‬‬ ‫‪ -‬هجوم خلف الهنانيا علا الحزم ‪5311‬ه‪3271/‬م‬ ‫بعد سيطرته على الرستاق سار خلف إلى الحزم حيث حاصر حصنها‪ .‬وكان‬ ‫الوالي فيه عمر بن مسعود بن صالح الغافري‪ ،‬وقطع عنهم الفلج‪ .‬غير أن الوالي‬ ‫وأتباعه صمدوا وأبوا الاستسلام‪ .‬وأرسل إلى محمد بن ناصر يخبره بأمر الحصار‬ ‫وأنه لم يبق معهم إلا بركة قليلة‪ .‬فما كان من الغافري بعد إنهاء أمر السليف إلا أن‬ ‫سار إلى الحزم وهزم خلف وأتباعه وفك الحصار عن الحزم"‪.‬‬ ‫‪ -‬معركة بلاد سيت ‪5311‬ه‪3271/‬م‬ ‫بعد إنهاء أمر الحزم لم يتجه الغافري إلى الرستاق‪ .‬بل عاد إلى الظاهرة‪ .‬حيث‬ ‫حشد أتباعه من البدو والحضر وسار إلى بلاد سيت{ وطلب منهم الدخول إلى‬ ‫‪ - 1‬مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان! ص ‪.961‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.289‬‬ ‫‪ - 3‬قرية من أعمال ولاية الرستاق ‪ .‬يقطنها اليعاربة‪ .‬وبني غافر‪ .‬لوريمير‪ .‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪2‬‬ ‫جغرافيا‪ .‬مج‪ .3‬ص ‪.451‬‬ ‫‪ - 4‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.403 - 303‬‬ ‫‪811‬‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫الطاعة فرفضوا فهجم عليهم وقتل منهم الكثير‪ ،‬تم هجم على العارض وهي لبني‬ ‫عدي واستولى عليها‪ .‬كما استولى على غمر وخلصت له أغلب بلدان بنى هناءة'‪.‬‬ ‫‪ -‬صعوكة صنح ‪6311‬ه‪4271/‬م‬ ‫عاد الغافري إلى نزوى حيث استقر بها ستة أشهر وبعد انقضاء شتاء ‪6311‬ه‪/‬‬ ‫‪ 471‬أرسل إلى أهل منح يدعوهم إلى طاعته فأبوا فسار إليهم بجيش كبير‬ ‫فحاصرهم وأخذ يقطع نخيلهم‪ .‬فرضخوا له ودخلوا في طاعته‪ .‬بعدها سار إلى‬ ‫الظاهرة ونزل في الغبي وجمع أتباعه‪ .‬وأمر أهل الظاهرة ووادي بني غافر بحمل‬ ‫التمر إلى الحزم"‪.‬‬ ‫‪ -‬صعوكة نخل ‪6311‬ه‪4271/‬م‬ ‫تعد هذه المعركة من أقوى المعارك بين الطرفين وأشدها فداحة حيث سار‬ ‫خلف الهنائي بقومه ونزل بوادي المعاول وبها أتباعه‪ ،‬ومنها هجم على نخل‬ ‫فحاصرها‪ .‬وكان القائم بأمرها مرشد بن عدي ين جاعد اليعربيثء وبعد أربعة‬ ‫أشهر من الحصار تمكن خلف وأتبا عه من حرق الحصن وهدم جزء منه{ فهرب‬ ‫أهلها إلى الطو وبلدان بني جابر في سمائل‪ .‬كما قام المعاول بهدم حجرة الجناة"‪.‬‬ ‫وظلت نخل طوال فترة الحرب الأهلية خالية من سكانها حيث تم تقسيم نخيلها‬ ‫على بني هناءة} وظلوا بها حتى حكم سيف بن سلطان فتم إعادة أهلها إليهاة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬ ‫‪ -2‬الأركوى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪489‬؛ اين رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.403‬‬ ‫‪ - 3‬المعولى‪ .‬المصدر السابق ص ‪.372‬‬ ‫‪ -4‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.772‬‬ ‫ك ‪ -‬مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان؛ ص ‪.171‬‬ ‫‪911‬‬ ‫الما‪,‬امة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ -‬هجوم الغافري علج العوامر! واك وهيبة‪6311 :‬ه‪4271/٨‬م‏‬ ‫سار محمد بن ناصر إلى بلدان العوامر في الشرقية فالتقى بهم في جمع ضم‬ ‫العوامر وآل وهيبة وبني هناءة‪ .‬فدارت معركة عظيمة كادت الغلبة فيها أن تكون‬ ‫على أصحاب الغافري‪ .‬غير أنهم ثبتوا فهزم الطرف الآخر وعم فيهم القتل حيث‬ ‫العاقل‪ .‬فرجع الغافري عنهم بعل انتصاره واستقر ا لمقام به في‬ ‫انسحبوا إلى حجرة‬ ‫جبرين‪.‬‬ ‫‪ -‬الحروب بيث الغافريا وابث جويد ‪4271/٨6311‬م‏‬ ‫توجه الغافري إلى الظاهرة حيث جمع عددا من أتباعه وبعدها سار إلى نزوى‬ ‫حيث انضم له جمع كبير من بني ريام! وأهل إزكي‪ .‬وسار إلى سيفم" وأرسل إلى‬ ‫ابن جويد الهنائى ومن معه من أهل العقر“ والغافاتآ‪ .‬فامتنعوا عن الاستجابة له‬ ‫‪ - 1‬العوامر‪ :‬قبيلة مضرية عدنانية‪ .‬تنسب إلى عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن‪ ،‬منتشرين في‬ ‫عدة مناطق واغلبهم في أزكي‪ .‬والسيب‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬الإسعاف‪ .‬ص ‪ 45‬وما بعدها؛ الخروصي‪ .‬ملامح‬ ‫من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.772‬‬ ‫‪ - 2‬آل وهيبة‪ :‬قبيلة مضرية عدنانية‪ .‬تنسب إلى وهب الأكبر بن الأضبط بن كلاب بن عامر بن‬ ‫صعصة‪ .‬تضم بطونأ عديدة‪ .‬يقطنون المنطقة الشرقية ومركزهم بلدة السديرة‪ .‬ينتمون إلى الحلف الهناوي‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬السيابي‪ .‬الإسعاف‪ .‬ص ‪563‬؛ الخروصي ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.772‬‬ ‫‪ - 3‬المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.572 .472‬‬ ‫‪- 4‬بنو ريام‪ :‬قبيلة يمانية من قضاعة تنسب إلى ريام بن الحارث بن عبد المدان بن حمير‪.‬‬ ‫وهم حلف يجمع قبائل عديدة تعد من أكبر القبائل العمانية‪ .‬فهم في الأصل قبائل لا قبيلة واحدة‪.‬‬ ‫مركزهم الجبل الأخضر ويعدون من أبرز القبائل الغافرية‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬الإسعاف‪ ،‬ص ‪531- 331‬؛‬ ‫الخروصي‪ ،‬ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪152‬؛ مايلز المرجع السابق؛ ص ‪.862‬‬ ‫‪- 6‬قرية منأعمال ولاية بهلا في محافظة الداخلية‪ .‬يسكنها بنو شكيل وينو هناءة‪ .‬انظر‪ :‬الخروصي»‬ ‫ملامح من التاريخ العماني! ص ‪.753‬‬ ‫‪- 6‬قرية من أعمال ولاية بهلا في محافظة الداخليةب‪.‬ة‪ .‬يسكنها بنو معن وال جديد‪ .‬انظر‪ :‬الخروصى‪،‬‬ ‫ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.753‬‬ ‫‪ 7‬قرية منأعمال ولاية بهلا في محافظة الداخلية‪ .‬يسكنها بنو هناءة‪ .‬انظر‪ :‬الخروصي ملامح من‬ ‫التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.753‬‬ ‫‪021‬‬ ‫الدب الأهلية‬ ‫فحاصرهم'‪ .‬وأثناء الحصار خرج ابن جويد خفية ومر بالظاهرة ومنها إلى صحار‬ ‫يجمع أتباعه لنصرة قومه المحاصرين فانضم له أهل ينقل حيث نكثوا الصلح‪.‬‬ ‫وأثناء عودته مر بقرى عملا وضم{ وجمع إليه أقواما كثيرة حيث قام بالإغارة على‬ ‫أعوان خصمه الغافرية‪.‬‬ ‫وظل يجوب بجيشه من الشرقية إلى الغربية‪ .‬وأكثر من قطع نخيل أعدائه وردم‬ ‫أفلاجهم‪ .‬وقد وصل إلى فلج العيشي إحدى قرى ولاية الحمراء} ومكث فترة لا يعلم‬ ‫أين هو فبث الغافري العيون حذرا من أن يهجم عليه ابن جويد على غفلةش ثم‬ ‫جاءته الأخبار أن ابن جويد في قرية ضم ويستعد للتوجه صوب الغافات فأمر‬ ‫قواته بالتوجه نحوهم وملاقاتهم خارج البلد حيث اشتد القتال‪ ،‬وقتل ابن جويد‬ ‫كما قتل من أصحابه غصن العلوي أحد شيوخ بني علي أهل ينقل‪ ،‬وفر أتباعه‪.‬‬ ‫أمر الغافري بسحب جثة ابن جويد حيث ألقيت في حصن الغافات الذي‬ ‫تحصن به قومه وفيهم عائلته وذلك لبث اليأس في قلوبهم‪ .‬غير أنهم لم يستسلموا‬ ‫وظلوا يقاومون الحصار قدر شهرين‪ .‬حتى فرغ ما عندهم من الطعام‪ .‬ثم استسلموا‬ ‫لقائد الغافري ويدعى مبارك بن سعيد بن بدر الغافري‪ .‬وانتهى الأمر بهم إلى أن‬ ‫يهدموا حصنهم بأيديهم‪ .‬وبقي حصن العقير حيث تولى أمره راشد بن سعيد بن‬ ‫راشد الغافري يعد عزل مبارك بن سعيد‪ ،‬فحوصر الحصن حتى أنهك من بداخله‬ ‫فاستسلموا وتم هدم الحصن'‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.385‬‬ ‫مسس‬ ‫‪ -‬المعول‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.572‬‬ ‫ح‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.589 .489‬‬ ‫ني‬ ‫‪ -‬المعولي المصدر السابق‪ .‬ص ‪772 .672‬؛ اين رزيق الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.803 .703‬‬ ‫م‬ ‫‪121‬‬ ‫مامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫الا‬ ‫‪ -‬معركتا المضيبحيا وإبواء ‪6311‬ه‪4271 /‬م‬ ‫انتقل ميدان الصراع إلى أقصى الشرق من عمان حيث توجه الغافري إلى‬ ‫بلدان الحبوس' من الشرقية والتقى هنالك بجيش خلف الهنائي‪ .‬فوقع الصدام بين‬ ‫الطرفين وانهزم خلف وفر أتباعه حيث تحصنوا بحجرة المضيبي‪ ،‬ومن ثم صالحوا‬ ‫الغافري‪ .‬في وقت كان خلف متخفيا فيه بحجرة المضيبيں وبعد أن علم الغافري‬ ‫بذلك لم يستحسن نكث الصلح"‪.‬‬ ‫خرج خلف من المضيبي قاصدا إبراء حيث استجار بأتباعه من الحرثث‪ .‬فما‬ ‫كان من الغافري إلا أن تبعه وطلب منهم إخراج خلف فأبوا فحار بهم وجعل يقطع‬ ‫نخيلهم ويدمر أفلاجهم‪ .‬عندها رأوا أن لا طاقة لهم بحرب الغافري فأخرجوا خلف‬ ‫من عندهم خفية حيث سار إلى مسقط وصالحوا الغافري فخلصت له جميع‬ ‫حصون الشرقية'‪.‬‬ ‫بعد مجمل الانتصارات التي حققها الزعيم الغافري يبدو أنه وجد في نفسه‬ ‫الأهلية لتولي منصب الإمامة‪ .‬إذ أرسل إلى رؤوس القبائل وأهل العلم واجتمع بهم‬ ‫في نزوى‪ ،‬وأعلن عن رغبته بالتخلي عن منصب الوصاية على سيف بن سلطان‬ ‫‪ - 1‬الحبوس‪ :‬قبيلة عدنانية تنسب إلى شهاب بن النويرة بن عمر بن الحارث ويصل نسبهم إلى‬ ‫ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان‪ .‬وحبس لقبؤ يقطنون الروضة والمضيبي من أعمال محافظة الشرقية‪.‬‬ ‫وينتمون إلى الحلف الهناوي‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬الإسعاف‪ .‬ص ‪14 ,04‬؛ الخروصي‪ .‬ملامح من التاريح‬ ‫العمانى‪ .‬ص ‪.572‬‬ ‫‪ 2‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.689‬‬ ‫‪ - 3‬الحرث‪ :‬قبيلة قحطانية أزدية‪ .‬ينسبون إلى الحارث بنكعب بن اليحمد ويضمون بطوناً عديدة‪.‬‬ ‫يقطنون إبراء والقابل من محافظة الشرقية‪ .‬يعدون من ابرز القبائل الهناوية بالمحافظة‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسعاف ص ‪!41‬؛ الخروصي ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.442‬‬ ‫‪ - 4‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.872‬‬ ‫‪221‬‬ ‫الدرب الأهلية‬ ‫الثاني‪ .‬وترك لهم حرية اختيار من يشاؤون‪ .‬غير أن أهل نزوى لم يقبلوا منه ذلك‬ ‫خوف انتقام الطرف الآخر"‪ ،‬وانتهى الأمر بعد مفاوضات أغلق فيها باب الحصن‪.‬‬ ‫واستمرت قرابة اليوم والليلة إلى عقد الإمامة لمحمد بن ناصر في محرم سنة‬ ‫‪ / 7‬سبتمبر ‪4271‬م‪ .‬وقد نودي بما يشبه العفو العام بالعزة والأمان لكل قبيلة‬ ‫تريد المواجهة من يمن ونزار‪ ،‬ومن بدو وحضر"‪.‬‬ ‫لم تكن الحروب التي وقعت في هذا القسم أي بعد تنصيب الإمام الغافري‬ ‫بنفس القوة مقارنة يسابقتها‪ .‬حيث شهد أول حكمه بعض الثورات والحروب‬ ‫المتفرقة‪ .‬متل قيام مانع بن خميس العزيزي بالاستيلاء على حصن الغي بالظاهرة‪.‬‬ ‫وإغارة مهنا ين عدي بن مهنا اليعربي ومعه أحد قادة بني ريام ويدعى عامر بن‬ ‫سليمان بن بلعرب الريامي على بركة الموز وقد تمكن الإمام من إخماد هذه‬ ‫الحركات والقضاء عليها‪. ..‬‬ ‫بقي التوتر قائما بين الإمام وخصمه القوي خلف بن مبارك ففي الوقت الذي‬ ‫دانت فيه أغلب المناطق الداخلية من عمان لسلطة الإمام الغافري كان خلف‬ ‫يسيطر على أجزاء مهمة من الساحل حيث اتخذ من مسقط مقرا له وهي الميناء‬ ‫التجاري المهم‪ .‬كذلك مطرح وبركاءث‪ 3‬في حين كانت صحار بيد سباع العموري‬ ‫وهو كما وصف كانت ميوله لخلف بن مبارك باطنا وظاهرا‪ .‬ومعظم الموارد الرئيسية‬ ‫العمانية تأتي من هذه المنطقة‪ ،‬لنشاطها البحري الواسع‪ .‬وسيطرة الهناوية عليها‬ ‫تعني السيطرة على الموارد الرئيسية العمانية‪.‬‬ ‫‪ -‬اين رزيق الفتح المبين ص ‪.082‬‬ ‫‪ -‬الازكوي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.889‬‬ ‫ل(‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪082 .972‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.013‬‬ ‫لنها‬ ‫‪ :‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.06‬‬ ‫ط‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق الفتح المبين ص ‪.672‬‬ ‫ها‬ ‫‪6 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ا م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪501.‬‬ ‫‪321‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫حرص الإمام الغافري على استعادة هذه الأجزاء المهمة من عمان وكان عليه‬ ‫قبل كل شيء تأمين الطريق بين الساحل والداخلء والذي يمر في الأساس‬ ‫عديدة تمكن‬ ‫فشن حملات‬ ‫عبر وا دي سمائل وهى حلقوم عمان كما توصف‬ ‫فيها من إخضاع خصومه من أهل سمائل حيث صالحه البعض في حين واجهه‬ ‫الآخر بالقتال فتمكن من البكريين'‪ .‬وهزم أولاد سعد أمبو على‪ :‬وهدم حجرتهم‪.‬‬ ‫وخضعت سمائل له حيث سلمت زكاة ثلاث سنين‪..‬‬ ‫بعدها اتجه إلى الحيل من الباطنة حيث كان هدفه قطع الطريق على خلف‬ ‫حين توجهه إلى الرستاق غير أن الأخير لم يخرج‪ .‬وظل الإمام قدر نصف شهر‪.‬‬ ‫وعاد بعدها إلى جبرين التي اتخذها مقرا له‪ .‬وعمل في أثناء ذلك على توطيد الأمن‬ ‫بعد أن شرع جماعات من البدو في قطع الطرق وترويع الناس‪ ،‬فحاربهم ودمر‬ ‫السديرة عاصمة آل وهيبة‪ .‬حيث كفوا عن غاراتهم"‪.‬‬ ‫لم يكن بالإمكان للإمام أن يترك صحار في قبضة خصمه خلف الهنائي حيث‬ ‫أمر بالحشد على جميع من أطاعه من عمان غربها وشرقها‪ ،‬فاجتمعت إليه بجبرين‬ ‫جموع عظيمة‪ .‬وسار إلى ينقل حيث أنهى أمرها وقيد شيوخها وأرسلهم إلى جبرين‬ ‫ا ‪ -‬البكريين‪ :‬قبيلة يمانية من طيء‪ ،‬ويذهب المؤرخ السيابي إلى أنهم بخلاف بني بكر النزاريينض‬ ‫بل هم بطن من طيءء من سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيء منازلهم سمائل‪ ،‬ينتمون إلى‬ ‫الحلف الهناوي‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬الإسعاف‪ .‬ص ‪.841 .82‬‬ ‫د ‪ -‬أولاد سعد أمبو علي‪ :‬قبيلة يمانية من طيء تنسب إلى سعد بن نبهان ين عمرو بن الغوث ين‬ ‫طيء‪ .‬ومفردها سعدي‪ .‬يقطنون سمائل‪ .‬وينتمون إلى الحلف الهناوي‪ .‬وهم بخلاف آل سعد القاطنين‬ ‫في الباطنة‪ .‬إذ هؤلاء من سعد هوزان عدنانيون‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬الإسعاف‘ ص ‪841‬؛ الخروصي ملامح‬ ‫من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.352‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.099‬‬ ‫‪ - 4‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.985‬‬ ‫‪421‬‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫ونصب فيها واليا من قبله"‪ .‬ومضى من هناك قاصدا صحار‪ .‬حيث التقى بجموع‬ ‫بني هناءة ووقع القتال" وكانت الهزيمة على بني هناءة‪ .‬حيث سيطر الإمام على‬ ‫معظم البلد باستثناء الحصن الذي كان بيد أعدائه{ فى الوقت الذي بث فيه‬ ‫العيون ترقبا لهجوم خصمه خلف حيث وصلته الأخبار أن الأخير جمع أنصاره وأنه‬ ‫نزل بحصن صحم"‪.‬‬ ‫صعركة صحار وصصرع الزعيصيث ‪0411‬ه‪8271/‬م‬ ‫بعد أن يسط الإمام الغافري سيطرته على معظم أنحاء صحار وسلم له أهلها‪.‬‬ ‫نادى مناديه فيها بالأمان لكل أحد‪ .‬وأمن سكانها من جميع الطوائف"‪ .‬وكون جيشه‬ ‫في أغلبه يتكون من قبائل الشمال بنى ياس» والنعيم'} وبني قتبث فقد أراد خلف‬ ‫إبعاد هذه العناصر عن الإمام فشرع في حيلة أوعز من خلالها لأحد الزراع بان‬ ‫يخرب زرعه ويشتكي للإمام ناسبا هذا الفعل لأتباعه من البدو‪ ،‬فعرض عليه الإمام‬ ‫الغرامة قدر خمسمائة محمدية فرفض إلا أن يتم عقابهم} فما كان من الإمام إلا‬ ‫أن جلد المتهمين وأوتقهم فى الحبال‪ ،‬فكانت ردةفعلهم كما توقع خلف حيث‬ ‫انسحبوا عن الإمام مغاضبين له ففقد بذلك جزءا كبيرا ومهما من جيشه؛‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الأركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.299‬‬ ‫‪-‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪399‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.513‬‬ ‫‪.58‬‬ ‫‪ - 3‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬جح‪ .4‬ص‬ ‫‪- 4‬النعيم‪ :‬قبيلة قحطانية أزدية‪ .‬تنسب إلى نعيم بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء‬ ‫ينتمون إلى الحلف الغافري‪ .‬انظر‪ :‬الخروصي‪ .‬ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ص ‪ !552‬مايلز‪ .‬المرجع‬ ‫السابق‪ .‬ص ‪.662‬‬ ‫ك ‪-‬بنو قتب‪ :‬قبيلة عدنانية مضريةش ينتسبون إلى طبة ين أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار‬ ‫ين معد بن عدنان‪ 6‬منازلهم في ضنك والبريمي‪ .‬والسنينة‪ .‬ينتمون إلى الحلف الغافري‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪.‬‬ ‫الإمعاف‪ .‬ص ‪ .96‬مايلز؛ المرجع السابق‪ .‬ص ‪.062‬‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي" المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ .399‬ابن رزيق الفتح المبين‪ .‬ص ‪.682 .582‬‬ ‫‪521‬‬ ‫الا‪ ,‬مامة والصراع على السلطة فس عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫ومهما يكن من أمر هذه الرواية ومدى صحتها إذ بالإمكان القول إن حدثا كهذا‬ ‫لم يكن ليمر على داهية كالغافري مرور الكرام{ ولعل أمرا ما أو اختلافا في الرأي‬ ‫دفع بهذه القبائل إلى الرجوع لمناطقهم'‪ .‬ويعلق السالمي على الحدث يقوله ‪..." :‬‬ ‫وكان هذا من محمد بن ناصر عن جهل بالأحكام‪ .‬فإن أمر التعزير والعقوبات‬ ‫راجع إلى نظر الإمام لا إلى صاحب الحق ولا إلى سائر الرعية‪ .‬ولصاحب الزيع‬ ‫غرم زرعه فقط\ فإن عرض عليه حقه فلم يقبله فلا حق له{ وقيل يجبر على قبول‬ ‫حقه وليس له أن يتحكم على الإمام في عقوبة الجانى“‪.‬‬ ‫استغل خلف الموقف فبادر بالهجوم ووقع الصدام بين الطرفين حيث سقط‬ ‫العديد من القتلى‪ .‬وقتل الزعيم الهنائي خلف بن مبارك وتراجع قومه إلى الحصن‬ ‫والغافري وقواته في إثرهم إلى أن وصلوا قرب باب الحصن حيث أصيب الإمام‬ ‫الغافري محمد بن ناصر بطلقة فى كتفه الأيسر انسحب بعدها إلى أحد البيوت‬ ‫القريبة حيث فارق الحياة‪ .‬وبذلك انتهت هذه الحقبة المريرة من الحروب‬ ‫الأهلية‪..‬‬ ‫الزمان‬ ‫من‬ ‫العقدب‬ ‫قرابة‬ ‫والتى دامت‬ ‫الخطيرة‬ ‫الأحداث‬ ‫تركت هذه‬ ‫(‪1311‬ه‪9171/‬م‪0411-‬ه‪8271/‬م) آثارا كبير على الوضع العماني في الداخل‬ ‫والخارج‪ .‬فمع تعدد القوى المتصارعة فقدت البلاد القيادة المركزية القادرة على‬ ‫توحيد البلاد وإدارة شؤونها‪ .‬مع تشتت القوة العسكرية إلى جيوش قبلية لها ولاءات‬ ‫متعددة ومتضاربة‪ .‬الأمر الذي قاد إلى الفوضى والاضطرابات'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬العجيلي‪ .‬غانم محمد رميض‪ .‬قيام حكم سلالة اليعاربة وانهياره في عمان (‪9471 4261-‬م)‬ ‫دراسة في التاريخ السياسي‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)! جامعة الدول العربية‪ .‬معهد البحوث‬ ‫والدراسات العر بية‪ .‬القاهرة‪7891 :‬م‪ .‬ص ‪.311‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.941‬‬ ‫‪.813-123‬‬ ‫‪499 .399‬؛ ابن رزيق‪ ،‬الشعاع الشائع‪ .‬ص‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‬ ‫‪ - 3‬الأزكوى‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪041‬‬ ‫ص‬ ‫مج‪.2‬‬ ‫تاريخ‪.‬‬ ‫ج!‬ ‫السابق‬ ‫المصدر‬ ‫لوريمير‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪126‬‬ ‫الحرب الأهلية‬ ‫وقد ولدت هذه الانقسامات آثارها السلبية على الحياة الاقتصادية‪ .‬فالقوى‬ ‫العاملة أصبحت مستنزفة في القتال مما أدى إلى ضعف الإنتاج الزراعي‪ .‬كما‬ ‫أدت عمليات التخريب العمد لممتلكات الخصم لاسيما قطع النخيل'‪ ،‬وإتلاف‬ ‫المحاصيل الزراعية وردم الأفلاج" إلى إضعاف المخزون الغذائي وانتشار حالات‬ ‫نقص الطعام‪ 5‬إلى جانب الخسائر البشرية الفادحة حيث فشا القتل في الطرفين‬ ‫المتصارعين‪ .‬وعبر عن ذلك أحد التقارير الفرنسية العائدة لعام ‪3271‬م‪ .‬وأشار‬ ‫إلى أن ما ير بو على أربعين ألفا قد قتلوا في عمان خلال سنتين فقط من الصراع‬ ‫الدائر فيها"‪ .‬يضاف إلى ذلك عمليات الهدم للحصون والقلاع والأسوار أثناء الهجوم‬ ‫والحصار والتى أودت بالكثير من المنجزات العمرانية التي شيدت في مرحلة‬ ‫‪.‬‬ ‫قوة الدولة‪.‬‬ ‫أما على المستوى الخارجي فقد فقدت عمان جزءا من مكانتها في منطقة‬ ‫الخليج العربي وشرق أفريقيا‪ .‬حيث استطاع البرتغاليون الاستيلاء على ممباسه‬ ‫‪ - 1‬مثال ذلك‪ :‬معركة السليف وحصار حصن الصواوفة‪ .‬حيث أمعن الغافري في قطع نخيلهم‬ ‫ومعركة منح‪ .‬ومعركة نخل التي شهدت تخريب أغلب مزارع النخيل‪ .‬وعمليات التخريب التي قام بها‬ ‫ابن جويد ضد أموال خصمه الغافري‪ .‬انظر‪ :‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.889 - 089‬‬ ‫‪ - 2‬مثال ذلك أثناء حصار الغافري للرستاق تم تدمير عدد من الأفلاج منها‪ :‬فلج الميسر‪ .‬وفلج أبي‬ ‫تعلب‪ .‬والحمام‪ .‬انظر‪ :‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪.685 .3‬‬ ‫‪ - 3‬مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان! ص ‪.371‬‬ ‫‪ - 4‬تقرير من الشفالية باورى إلى الكاردينال ينال دييوا‪ .‬وزير الشؤون الخارجية الفرنسية صادرة‬ ‫من بندر عباس في تاريخ ‪3271 /62/9‬م‪ .‬بالو‪ .‬ايزايبل‪ .‬عمان وفرنسا صفحات من التاريخ‪ .‬تر‪ :‬السيد‬ ‫خزعل‪ .‬باريس‪ :‬ب‪.‬ت‘ ص ك‪.‬‬ ‫‪ - 6‬من أشهر الحصون التي تعرضت للتدمير الكامل‪ :‬حصن المراشيد‪ .‬حصن الصواوفة‪ .‬حجرة‬ ‫الجناة‪ .‬حصن الغافات! حصن العقير انظر‪ :‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.872 072‬‬ ‫‪721‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫وسواحل كلوه وبته في عام ‪8271‬م'‪.‬كما أن اعتداء البرتغاليين على السقن العمانية‬ ‫عرقل التجارة وسبب الاضطراب في أوضاع شرق افريقيا وانقطاع التجارة أحيانا‬ ‫بينها وبين عمان‪ ،‬وهي من أهم المخازن التجارية لعمان"‪.‬‬ ‫وقد توسعت دائرة الصراع لتشمل التوسع العماني بالخارج‪ .‬ففي وقت مبكر‬ ‫من عام ‪6271‬م‪ .‬وصلت الأنباء إلى جوا تفيد بأن الحرب الأهلية الدائرة في عمان‬ ‫منذ عام ‪9171‬م قد انتقلت شرورها إلى شرق أفريقيا حيث إن عرب ممباسه أيدوا‬ ‫جانبا بينما أيد عرب زنجبار جانبا آخر‪ ،‬ويقصد التقرير أن أسرة الحرث وعرب‬ ‫زنجبار أيدوا الهناوية بينما أيد عرب ممباسه الغافرية‪ .:‬كما كان لهذه الحرب أثرها‬ ‫في استقلال عدد من الولاة في حكم الولايات الخارجية"‪.‬‬ ‫‪ - 1‬جيان‪ .‬شارل‪ .‬ونائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن أفريقيا الشرقية‪ .‬نقله للعربية ملخصا يوسف‬ ‫كمال القاهرة‪ .72915 :‬ص ‪.753 - 653‬‬ ‫‪ - 2‬نفسه! ص ‪.653‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 0‬ر‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫!‬ ‫‪ 6581.‬م‬ ‫‪: 2691,‬‬ ‫‪38.‬‬ ‫‪ - 4‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.53‬‬ ‫‪821‬‬ ‫القصل التالت‬ ‫النزا ح ا ‪ 4‬سراي التا ناي والند ذل الفا رساي‬ ‫(‪0411‬ه ‪8271 /‬م ‪2611 -‬ه ‪9471 /‬م)‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫النزاع الأسري الثاني‬ ‫بعد نهاية الصراع الأهلي بمقتل الزعيمين في معركة صحار‪ ،‬أصبح منصب‬ ‫الإمامة شاغرا‪ .‬ومع غياب المؤسسة القادرة على تدارك الشأن الداخلي وضبطه‬ ‫وفق قواعد الحكم الإمامي‪ .‬إلى جانب التأثيرات السلبية الخطيرة التي أحدثتها‬ ‫سنوات الحرب الأهلية‪ .‬لم يكن بالإمكان الخروج عن نفس السياق السابق‪.‬‬ ‫فاليعربي الذي كان مدار الصراع قائما حول أحقيته بالإمامة من عدمها أصبح الآن‬ ‫في سن يؤهله لتولي هذا المنصب‪.‬‬ ‫وربما شكل انتخابه محاولة لإعادة جمع شمل العمانيين‪ .‬وإصلاح ما أفسدته‬ ‫الحرب الأهلية‪ .‬والاهتمام بشؤون البلاد الداخلية وإعادة تعميرها‪ .‬غير أنه كان‬ ‫للأسف بداية لجولة جديدة من النزاع تداخلت فيها العوامل الخاصة بالأسرة‬ ‫اليعربية إلى جانب الوضع القبلي‪ .‬بالإضافة إلى بروز عنصر جديد إلى الصراع‬ ‫تمثل في التدخل الأجنبي ‪ -‬والذي سيفرد له جزء خاص من هذا الفصل ‪ -‬فكان‬ ‫نتيجة كل ذلك تأجج الصراع ونهاية حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬إصامة سيف بن سلطات الثاني (‪0411‬ه‪8271/‬م‪-6411‬ه‪)33712/‬‬ ‫كان سيف بن سلطان الثاني حاضرا في معركة صحار وبعد أن اتضح مصرع‬ ‫الزعيمين‪ .‬تسلم الحصن ووضع عليه قوة من أعوانه‪ ،‬وسار إلى الرستاق التي أذعنت‬ ‫له'‪ 3‬ومنها توجه عبر وادي بني غافر إلى نزوى التي بويع فيها إماما من قبل علماء‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.782‬‬ ‫‪031‬‬ ‫النزاع الأسرى الثاني‬ ‫على رأسهم الشيخ القاضي ناصر بن سليمان بن محمد المدادي في أول شعبان‬ ‫سنة ‪0411‬ھ‪ 31 /‬مارس ‪8271‬ه'‪.‬‬ ‫بدا واضحا مدى التأثير الذي لعبه موقع سيف بن سلطان الثاني في هذا‬ ‫الانتخاب فهو من البداية كان مرشح رؤساء القبائل‪ .‬والذي مالت إلى تقديمه‬ ‫أكابر أهل الرستاق‪ .‬حرصا منهم على ترسيخ مفهوم الحكم الوراثي‪ .‬فكان بذلك‬ ‫سببا للفتنة والصراع الطويلة‪ .‬كما أنه لا يمكن إغفال مسألة الإجماع التي توخاها‬ ‫العاقدون عليه فقد تبين من خلال تسليم المدن والحصون له أنه يلقى قبولا واسعا‬ ‫من مختلف الأطراف‪ .‬ولا يفوت التنبيه أن هذا التنصيب لسيف ين سلطان الثاني‬ ‫هو الوحيد الشرعي والمجمع عليه من قبل العلماء حيث يلغ السن المؤهل ليكون‬ ‫إماما‪.‬‬ ‫ويشرح العلامة السالمي المنطلقات الفقهية التي استند عليها العاقدون حيث‬ ‫يقول‪ ..." :‬وإنما قدموه إماما لتقدم ولايته بسبب ولاية أبيه فإن أباه كان إمام‬ ‫المسلمين‪ .‬وكانت ولايته على رعيته واجبة وأطفاله تبع له في ذلك حتى يبلغوا‬ ‫ويحدثوا حدثا يخرجهم من الولاية عند المسلمين‪ .‬وقيل إن البالغ منهم يكون في‬ ‫الوقوف حتى يعلم منه حال يوالى عليه أو يعادى عليه“‪'.‬‬ ‫ومن الواضح أن القاضي ناصر المدادي أخذ بالقول الأول رغبة منه في إعادة‬ ‫الوحدة وتثبيت أركان الدولة‪ .‬ولم يشأ الوقوف حتى تظهر سمات شخصية سيف‬ ‫‪ -‬المعولني‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪382‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.223‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.151‬‬ ‫ث‬ ‫‪ -‬مايلز‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.222‬‬ ‫ها‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة ج‪ .2‬ص ‪.151‬‬ ‫م‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص اكا؛ السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.98‬‬ ‫جيا‬ ‫‪131‬‬ ‫ماامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫ال‬ ‫بن سلطان الثاني ومدى أهليته لهذا المنصب المهم الأمر الذي سيكون له تبعات‬ ‫خطيرة على مجمل الوضع العماني‪.‬‬ ‫اتسم حكم الإمام سيف الثاني في بدايته بالاستقرار وتمكن من استعادة‬ ‫ممباسه وزنجبار بحملة بحرية قادها محمد بن سعيد المعمري عام ‪0371‬م‪ .‬بعد أن‬ ‫كان البرتغاليون قد استولوا عليها عام ‪8271‬م مستغلين انشغال اليعار بة بالنزاعات‬ ‫الداخلية'‪ .‬غير أن هذا الأمر لم يدم طويلا حيث ظهر التوتر بين الإمام والعلماء‬ ‫وكانت البداية حول الراتب المفروض له‪.‬‬ ‫يعث الإمام برسالة إلى الشيخ سعيد بن بشير الصبحي‪ .‬الذي آلت إليه رئاسة‬ ‫العلماء بعد وفاة الشيخ ناصر بن سليمان المدادي{ يطلب منه زيادة المخصصات‬ ‫الشهرية الخاصة به"ش وتعرف بالفريضة أي الشيء المفروض له والمقدر لمعاشه‪.‬‬ ‫وهو أمر كان منوطا تقديره بالعلماء‪ .‬فالإمام بمنزلة الأجير في بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫وليس له أكثر من حاجته الخاصة"‪ .‬وقد حددت هذه المخصصات منذ بداية‬ ‫الدولة ولم يتم تجاوزها عند جميع الأئمة باستثناء الإمام الغافري الذي تم زيادة‬ ‫مخصصاته'‪.‬‬ ‫كما أن الشيخ سالم بن راشد البهلوي أحد ولاة الإمام في نزوى ألح على الشيخ‬ ‫سعيد الصبحي طالبا النظر في رغبة الإمام وأنه لا يطلب أكثر مما كان مخصصا‬ ‫للإمام السابق محمد بن ناصر الغافري‪ .‬والذي كان أكثر من مخصصاته الحالية‬ ‫‪.361‬‬ ‫المرجع السابق‪ .‬ص‬ ‫‪ -‬علي‪.‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪ -‬السالمي التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.251‬‬ ‫ز‬ ‫‪.98‬‬ ‫‪ -‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص‬ ‫يها‬ ‫‪.09‬‬ ‫‪ -‬نقسه‘؛ ص‬ ‫م‬ ‫‪ -‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان ج‪ .3‬ص ‪.942-152‬‬ ‫هيا‬ ‫‪231‬‬ ‫النزاع الأسر الثاني‬ ‫وقد رفض الشيخ الصبحي هذا الطلب محتجا بأن هذه المخصصات كانت قد‬ ‫حددت منذ أيام الإمام ناصر بن مرشد (‪4301‬ه‪4261/‬م‪9501-‬ه‪9461-‬م) وقد‬ ‫سار عليها جميع الأئمة من بعده في حين أن أمر الإمام الغافري كان من قبيل‬ ‫التقية وقد فرضته طبيعة الأحوال في ذلك الوقت وكان هذا الرد قد حرر بتاريخ‬ ‫شعبان ‪3411‬ھ‪ /‬مارس ‪1371‬ه!‪.‬‬ ‫والمتمعن في هذه القضية يجد أن الشيح الصبحي قد تشدد في موقفه الذي‬ ‫كان في الغالب ينطلق من حرصه على الالتزام بنهج من سبقه‪ .‬وأنه لو جاز لهم‬ ‫أن يزيدوه لفعلوا‪ .‬غير أن مبدأ التوسط في الأمور وفرض ما يكفي الإمام لنفقاته‬ ‫الضرورية يحكمهم"‪ .‬إلا أنه لم يكن من المعقول أن تبقى نفس المخصصات‬ ‫على ما هي عليه منذ بداية الدولة إلى الوقت الذي أبدى فيه الإمام سيف رغبته‬ ‫في الزيادة وهى تقدر بحوالى مائة وعشرة أعوام‪ .‬إذ أن الظروف تخضع لتقلبات‬ ‫الحياة الاقتصادية فكما يرى المؤرخ السيابي فإن "‪ ...‬أمر المعاش يختلف باختلاف‬ ‫الأوقات غلاء ورخصا كما قرروه في نفقة من لا يملك أمره ونفقة المرأة على زوجها‪.‬‬ ‫ونفقة الأولاد على أبيهم‪ ،‬وأن ذلك موكل إلى نظر الحاكم الشرعي‪ ،‬فيجاري فيه‬ ‫حالة الوقت‪ ،‬فإن الأحوال تتحول من حال إلى آخر‪.‬‬ ‫قاد هذا الأمر الأحداث إلى مزيد من التوتر بين الإمام ومؤسسة العلماء‪ .‬ومن‬ ‫ذلك مسألة تعيين والي لمدينة نزوى حيث جرت مراسلات بين الإمام والقاضي‬ ‫حاكما على نزوى‬ ‫الصبحى حول تعيين الإمام للشيخ سليمان بن ناصر المدادي‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪942-152‬؛ انظر نص رد الشيخ الصبحي كاملا في الملاحق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.251‬‬ ‫‪ - 3‬السيابى‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.09‬‬ ‫‪331‬‬ ‫الا مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫دون إسناد أمر القضاء إليه‪ .‬ويبدو أن القاضي الصبحي كان له رأي حول هذا‬ ‫التعيين‪ .‬غير أن الإمام أصر على رأيه ورد بخطاب لا يخلو من حدة‪ ،‬ورد في‬ ‫ختامه‪ ..." :‬ورأيكم حسن وقولكم عجيب المعنى‪ .‬إلا أن لكل قلب اعتبارا‪ .‬ولكل‬ ‫أحد افتكارا‪ .‬والذي رأيته هو الرأي الذي أراني استطيع القطع عليه‪ .‬لنجعل الشيخ‬ ‫المحب الوالد‪ .‬سليمان بن ناصر بن سليمان‪ ،‬حاكما من غير قطع‪ .‬قضاء يسمى‬ ‫به‪ .‬ونحن على ما يروق في خواطرنا في فسحة‪ .‬والحمد لله“'‪.‬‬ ‫تطور الخلاف بين الإمام والعلماء حتى وصل إلى حد خلعه! حيث تشير بعض‬ ‫المصادر إلى عزل الإمام سيف بن سلطان الثاني دون الإشارة إلى السبب"ء في‬ ‫حين ذكر العلامة السالمي أن الإمام قد احدث أحداثا لا يرضاها المسلمون وغير‬ ‫السيرة فعزلوه"‪ .‬ومن خلال الوثيقة‪ .‬التي أوردها المؤرخ البطاشي حول عزل الإمام‬ ‫سيف الغاني وتنصيب الإمام بلعرب بن حمير يتبين أن هذا الأمر وقع بالتحديد‬ ‫في ليلة ‪ 92‬من شهر جمادى الآخرة ‪6411‬ه‪ 7 /‬ديسمبر ‪3371‬م‪ .‬وقد صادق على‬ ‫القرار عدد كبير من العلماء قارب عددهم ‪ 81‬عالما‪ .‬وقد صّمن ما نصه ” ‪..‬أن‬ ‫سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي‪ ،‬خليع من الإمامة للمسلمين‪.‬‬ ‫وأن سيدنا الثقة الولي بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف اليعربي‪ .‬هو إمام‬ ‫المسلمين‪ .‬وأن طاعته واجبة على جميع المسلمين"‪ .‬كما يؤكد هذا ا تاريخ نص‬ ‫البيعة للإمام بلعرب والذي يعود إلى نفس التاريخُ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان ج‪ .3‬ص ‪.152-352‬‬ ‫‪ - 2‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪382‬؛ مؤلف مجهول تاريخ أهل عمانإ ص ‪871‬؛ ابن رزيق‪.‬‬ ‫الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.223‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪.351 .251 .2‬‬ ‫‪ - 4‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.744‬‬ ‫ك ‪ -‬البطاشي‪ .‬الطالع السعيد ص ‪.14‬‬ ‫‪431‬‬ ‫النزاع الأسرم الثاني‬ ‫كان لعزل سيف بن سلطان الثاني وتنصيب بلعرب بن حمير تبعات خطيرة‬ ‫تمثلت في تفجير الصراع من جديد‪ .‬ويبدو أن المؤرخين لم يشاؤوا إشهار سبب‬ ‫العزل والذي كان في الغالب يتعلق بتصرفات أقدم عليها سيف بن سلطان الثاني‬ ‫تتنافى مع مكانة المنصب الذي يتولاه"‪ .‬ولا شك أن العلماء قد حاولوا طبقا لقواعد‬ ‫نظام الإمامة ردع الإمام عن هذه الأمور ودعوته إلى التوبة‪ .‬إلا أنه لم يستجب لهم‪.‬‬ ‫فلم يكن هنالك مجال سوى عزله وتقديم غيره لمنصب الإمامة‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن هذه الأحداث تختلف عما أورده المؤرخ ابن رزيق في كتابه‬ ‫"الفتح المبين“ وملخصه أن بلعرب بن حمير غضب لمبايعة سيف بن سلطان‬ ‫الغاني وكان بالظاهرة فبايعه أهلها إماما"‪ 5‬فهذه الرواية تناقض ما أورده بنفسه في‬ ‫كتابه الآخر "الشعاع الشائع" كما أن سيف الثاني ظل قرابة الخمس سنين إلى أن‬ ‫عزل‪ ،‬وخلعه ومبايعة العلماء لبلعرب بن حمير كانت في نزوى‪.‬‬ ‫ب) إصاعة بلعرب بن حصير بت سلطات `‪1)6411‬ه‪3371,‬م‪1511‬ه‪8371/‬؛‬ ‫هو الإمام بلعرب بن حمير بن الإمام سلطان بن سيف بن مالك بن أيي العرب‬ ‫اليعربي‪ .‬حظي بتأييد أغلب المناطق الداخلية من عمان حيث دانت له بهلا‬ ‫وادي بنى رواحة‬ ‫وسمائل باستثناء‬ ‫وا لشرقية‬ ‫الظاهرة‪.‬‬ ‫وحصون‬ ‫وإزركى‪6‬‬ ‫ونزوى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أشار الرحالة كارستن نيبور فى خلال زيارته لعمان سنة ‪4671‬م إلى هذه التصرفات التى استقاها‬ ‫‪, .‬‬ ‫ل‬ ‫‪ 0‬م ط‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫من يعض من التقى بهم‪ .‬انظر ‪ :‬ع‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪! 2,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2791,‬‬ ‫‪811‬‬ ‫‪.723‬‬ ‫ص‬ ‫الفتح المبين‪.‬‬ ‫ابن رزيق‬ ‫‪2‬۔‬ ‫‪.223‬‬ ‫‪ -3‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.451‬‬ ‫‪.323‬‬ ‫ك ‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص‬ ‫‪531‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫في حين أن سيف الثاني والذي رفض قرار الخلع‪ ،‬ولم يدخل في طاعة الإمام‬ ‫المنتخب" انسحب إلى وادي المعاول ثم إلى مسقط التي سيطر عليها خاله سيف‬ ‫ين ناصر اليعربي" وحصل على تأييد حصون الباطنة‪ .‬ومسقط والرستاق'‪.‬‬ ‫وبهذه الصورة عاد الانقسام مرة أخرى حيث كان مؤيدو الإمام بلعرب من‬ ‫أنصار محمد بن ناصر الغافري‪ .‬ومعظم مؤيدي سيف الثاني من أنصار خلف بن‬ ‫مبارك الهنائي‪ :‬وأصبحت عمان منقسمة إلى منطقة ساحلية‪ .‬وأخرى داخلية‪.‬‬ ‫وهذا الانقسام سوف يتكرر عدة مرات كلما ساد الاضطراب وضعفت الدولةث‬ ‫وكان الصدام بين الطرفين حاصلا لا محالة‪.‬‬ ‫كانت البداية في وادي بني رواحة حيث حرص الإمام بلعرب بن حمير على‬ ‫فتح الطريق إلى الساحل‪ .‬فهاجم الوادي وشدد الحصار على سكانه! في وقت‬ ‫أرسل فيه سيف الثاني أخاه بلعرب بن سلطان على رأس قوات كبيرة لنصرة أتباعه‬ ‫غير أنه هزم وانتهى الأمر بإذعان بني رواحه للإمام'‪ .‬ومنها توجه إلى بلاد سيت‬ ‫معقل بني هناءة‪ .‬والتي خضعت له بعد قتال شديد ويعدها سيطر على جبرين‬ ‫التي كانت في قبضة بني هناءة؟‪.‬‬ ‫من الواضح أن الإمام بلعرب بن حمير بعد هذه الانتصارات كان على وشك‬ ‫الإجهاز على خصمه في معقله الساحلي‪ .‬ويبدو أن سيفا لم يكن يحظى بتأييد‬ ‫‪ -‬مؤلف مجهول تاريخ أهل عمان! ص ‪.871‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪ -‬المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.582‬‬ ‫ز‬ ‫‪ -‬السيار‪ ،‬المرجع السابق! ص ‪.322-422‬‬ ‫س‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ 6‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.782‬‬ ‫ح‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ 6‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.323‬‬ ‫ه‬ ‫‪631‬‬ ‫النزاع الأسرى الثاني‬ ‫مطلق من المناطق الخاضعة له'؛ حيث انه سعى إلى الاستعانة بقوات من مكران‬ ‫والسند"‪ .‬كان أغلبها من البلوش المتسلحين بالبنادق‪ .‬حيث انضم إليهم أتباعه من‬ ‫سكان الساحل وسار الجميع بقيادة أخيه يلعرب بن سلطان إلى الظاهرة‪ .‬وهنالك‬ ‫اصطدموا بقوات الإمام! وحلت الهزيمة بقوات سيف وقتل الكثير منهم كما مات‬ ‫بعضهم عطشا‪..‬‬ ‫أمام هذه التطورات وفي غمرة تعلق سيف الثاني بالسلطة وإحساسه بمرارة‬ ‫المزيمة أقدم على خطوة كانت من الخطورة بمكان لقلب الواقع العماني رأسا‬ ‫على عقب‪ ،‬حيث استعان بالفرس الذين أمدوه بقوات تمكن بواسطتها من هزيمة‬ ‫خصمه الإمام الشرعي‪ .‬وإخضاع أغلب المناطق العمانية'} وقد استعان بهم خلال‬ ‫فترة إمامة بلعرب بن حمير مرتين الأولى في ذي القعدة ‪9411‬ه ‪ /‬مارس ‪7371‬م‪.‬‬ ‫والثانية في شوال‪0511‬ه ‪ /‬يناير ‪8371‬مُ‪.‬‬ ‫تشير المصادر إلى أن الإمام بلعرب بعد الحملة الفارسية الأولى كاد أن يهرب‬ ‫من نزوى بعد سيطرة العجم وسيف الثاني على الظاهرة‪ .‬وإخضاع بهلا‪ .‬غير أن‬ ‫سيف الثاني لم يقصد نزوى‪ .‬وفي الحملة الثانية وبعد دخول الفرس نزوى ورغم‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬الطالع السعيد؛ ص ‪.74‬‬ ‫‪ - 2‬للمزيد حول طبيعة العلاقات بين عمان وهذا الإقليم يمكن الرجوع إلى‪ :‬البلوشي‪ .‬خالد بن‬ ‫محمد‪ .‬علاقات عمان ببلوشستان فى عهدي اليعاربة وآل بوسعيد‪ .‬مجلة الدراسات العمانية‪ .‬عدد ‪615‬‬ ‫مسقط ‪0102 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ :582‬ابن رزيق الفتح المبينش ص ‪.882‬‬ ‫‪ -4‬المعول‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪582-882‬؛ ابن رزيق‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪692-992‬؛ السالمى‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ 4 ٣‬وما يعدها‪.‬‬ ‫التحفة ج‪.2‬‬ ‫الهاشمي‪ .‬دراسات في التاريخ العماني‪ .‬ص ‪.592 .492‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ - 6‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪!682‬؛ اين رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.792‬‬ ‫‪731‬‬ ‫مامة والصراع على السلطة كي عمان أوانذو دولة اليعاربة‬ ‫الا‬ ‫تحصنه في قلعتها‪ ..”.‬هرب بلعرب بن حمير من نزوى إلى وادي بني غافر“"‪ .‬وهذا‬ ‫المسلك يتنافى مع واجبات إمام الدفاع التي تحتم عليه النبات في ساحة المعركة‬ ‫والصبر عند مواجهة الأعداء‪.‬‬ ‫وفي خضم هذه الأحداث ومع فداحة الجرائم التي اقترفها الغزاة‪ .‬انتهى أمر‬ ‫سيف الثاني إلى أن يهمش من قبل من استعان بهم‪ .‬بل وصل الأمر بهم إلى‬ ‫محاصرة حصونهة‪ .‬وأدرك أنه لم يعد له من الأمر شيء‪ .‬فسار مع جملة من أعوانه‬ ‫حيث التقى بالإمام بلعرب بن حمير في وادي بني غافر‪ ،‬ووقع الصلح بين الطرفين‬ ‫على أن يتنازل بلعرب عن الإمامة لسيفث‪ .‬بهدف لم شمل الشعب العماني في‬ ‫مواجهة العدو المشترك‪ .‬وهو أمر دبر من قبل رؤساء القبائل‪ ،‬وبعيدا عن مشورة‬ ‫العلماء أهل الحل والعقد‪.‬‬ ‫فانتهت بذلك إمامة بلعرب بن حمير وتمكن سيف الثاني من إخراج الفرس‬ ‫في شوال ‪1511‬ه‪ /‬يناير ‪9371‬م‪ .‬وظل في الحكم متغلبا بدون شرعية! حيث‬ ‫دانت له أغلب حصون عمان" وفي الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى تدعيم موقفه‬ ‫والحصول على أكبر قدر من التأييد‪ .‬عمل بخلاف ذلك على فرض الضرائب‬ ‫العالية على الرعية‪ .‬وأساء السيرة‪ .‬حتى وصل الأمر إلى أن ”مقت أهل عمان‬ ‫سيف بن سلطان على ما ظهر منه من الصنع القبيح‪ .‬وبذاءة السيرة““‪ .‬فما كان من‬ ‫العلماء إلا أن تجاهلوه‪ 6‬وأقاموا إماما غيره في ذي الحجة ‪4511‬ه‪ /‬فبراير ‪2471‬مآ‪.‬‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق ص ‪.782‬‬ ‫=‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق" ص ‪.882‬‬ ‫نا‬ ‫‪ -‬نقسه{ ص ‪982‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.033‬‬ ‫نيا‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.751‬‬ ‫مط‬ ‫‪ -‬نفسه؛ ص ‪.951 .851‬‬ ‫ها‬ ‫‪.316‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ 6‬الصحيفة القحطانية ج‪ .3‬ص‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪ -‬المعولى‪ 6‬المصدر السابق! ص ‪.192 .092‬‬ ‫بد‬ ‫‪831‬‬ ‫النزاع الأصربي الثاني‬ ‫ج) إصامة سلطات بت وشد بث عدي ‪4511‬ه‪2471/‬م‪6511-‬ه‪3471/‬ه؛‬ ‫هو الإمام سلطان ين مرشد بن عدي بن جاعد ين مرشد بن مالك بن أبي‬ ‫العرب اليعريي'‪ .‬ومن الواضح أنه والإمام المخلوع يلتقيان في نفس الجد السلطان‬ ‫مالك بن أبي العرب حاكم الرستاق‪ ،‬بالإضافة إلى أن أمه هي السيدة شيخة بنت‬ ‫الإمام سيف بن سلطان الأول‪ ،‬وبذلك يكون ابن عمة سيف الثاني‪ .‬بويع في جامع‬ ‫نخل من قبل حشد من العلماء وزعماء القبائل على رأسهم الشيخ العلامة حبيب‬ ‫ابن سالم الأمبوسعيدي‪ .:‬وذلك في ذي الحجة من عام ‪4511‬ه‪ /‬فبراير ‪2471‬م'‪.‬‬ ‫حصل الإمام سلطان بن مرشد على دعم أغلب المناطق العمانية‪ .‬واعترف‬ ‫به الجميع من كلا الفريقين الغافرية والهناوية‪ 5‬وشهد له بالعدالة‪ .‬والإخلاص‪.‬‬ ‫والاستقامة فنال رضا الأمة‪ .‬وكان من المتوقع أن تكون ردة فعل سيف الثاني‬ ‫العداء ضد الإمام المنتخب ودخل معه في صراعات عديدة‪ .‬فكانت البداية في‬ ‫الرستاق التي جمع فيها سيف الثاني أتباعه فسار إليه الإمام؛ وحاصرهآ} ويبدو‬ ‫أن سيفا لم يكن يلقى قبولا من سكانها؛ حيث انهزم وتوجه إلى مسقط‪ .‬في حين‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.106‬‬ ‫‪ - 2‬المعولي‪ .‬المصدر السابق؛ ص ‪.192‬‬ ‫‪ - 3‬حبيب بن سالم بن سعيد الأمبوسعيدي (ت ‪4911:‬ه‪0871/‬م)‪ .‬عالم وفقيه‪ .‬نشأ في عقر نزوى‪٬‬‏‬ ‫كان أحد العلماء الذين عقدوا البيعة للإمام سلطان بن مرشدا ومن بعده بلعرب بن حمير في إمامته‬ ‫الثانية‪ .‬وكذلك خلعه‪ .‬كما انه أحد العاقدين لأحمد بن سعيد البوسعيدي عام ‪2611‬ه‪9471/‬م‪ .‬كان‬ ‫البطاشي‪ .‬إتحاف‬ ‫وله مدرسة يرتادها المتعلمون‪ 6‬وصار مرجع الفتوى في زمانه ‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫البصر‬ ‫ضرير‬ ‫‪.731‬‬ ‫معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية‪ .‬ج! ‪ .‬ص‬ ‫‪101‬؛ السعدي‬ ‫جح‪ .3‬ص‬ ‫الأعيان‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة! ج‪ .2‬ص ‪.061‬‬ ‫ك ‪ -‬المعولى المصدر السابق‪ .‬ص ‪.192‬‬ ‫‪.106‬‬ ‫ص‬ ‫الصحيفة القحطانية ج‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ابن رزيقث©‬ ‫‪ 7‬ابن رزيق الفتح المبين ص ‪.003‬‬ ‫‪931‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫استقبل الإمام بالترحابؤ والطاعة باعتباره أهلا للإمامة‪ .‬يوم الجمعة آخر شعبان‬ ‫‪ 92 / 5511‬سبتمبر ‪2471‬م} واستسلم له من في الحصن يعد حصار دام سبعين‬ ‫ليلةا‪.‬‬ ‫ثم تكرر الصدام في بركاء التي جمع فيها سيف الثاني أعوانه من سكان‬ ‫الساحل‪ .‬فأرسل له الإمام سلطان أخاه لأمه سيف بن الإمام مهنا بن سلطان‪،‬‬ ‫وانضم لهم والي صحار أحمد ين سعيد البوسعيدي"‪ .‬وجمع من القبائل‪ ،‬فحلت‬ ‫الهزيمة على سيف وانسحب إلى مسقط مرة أخرى‪ .‬وحاول الاستيلاء على الحزم‬ ‫مستعينا بقوة من بدو الظاهرة غير أن الخلاف دب بين قومه وهذه القوة} فتفرق‬ ‫شمل أتباعه وعاد مجددا إلى مسقط'‪.‬‬ ‫أمام هذا الوضع حرص الإمام سلطان على مهاجمة خصمه في معقله! فحشد‬ ‫قوات كبيرة من الرستاق‪ 6‬وبدبد‪ ،‬ووادي سمائل‪ ،‬وأزكي‪ .‬واتجه إلى مسقط في يوم‬ ‫الخميس الثاني من شهر ذي الحجة ‪5511‬ه‪ 82 /‬يناير ‪3471‬م؟‪ .‬حيث سيطر على‬ ‫مطرح وبعدها جميع معاقل مسقط باستثناء الحصنين الجلالي والميراني‪ ،‬وعندما‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابقش ص ‪.292‬‬ ‫‪ - 2‬هو الشيخ أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي" ولد في ادم سنة ‪5011‬ه‪3961/‬م‪.‬‬ ‫اشتهر كإحدى الشخصيات البارزة في زمن الإمام سيف الثاني الذي استعان بقدراته‪ .‬واسند إليه ولاية‬ ‫صحار وتوابعها‪ .‬وانتهى الأمر إلى تدهور العلاقة بينهما‪ .‬حيث رفض الوالي التدخل الفارسي وعمل على‬ ‫مقاومتهش وانضم إلى الإمام سلطان بن مرشدك كان له الدور الكبير في إخراج الفرس من عمان سنة‬ ‫‪4471 / 7‬م‪ .‬بويع بالإمامة سنة ‪2611‬ه‪9471/‬م‪ .‬فكان بذلك المؤسس للدولة البوسعيدية‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫البطاشي‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪ 61‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبينش ص ‪003‬؛ البطاشي‪ .‬الطالع السعيد؛ ص ‪.61‬‬ ‫‪ - 4‬المعولي" المصدر السابق‪ .‬ص ‪.392‬‬ ‫ك ‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .‬ص ‪206‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.261 1610‬‬ ‫‪ - 6‬المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.392‬‬ ‫‪041‬‬ ‫النزاع الأسري الثاني‬ ‫أحس سيف الثاني باقتراب الهزيمة عاد إلى تكرار نقس الخطأ في سبيل تعلقه‬ ‫بالحكم وفرض نفسه على أهل عمان‪.‬‬ ‫توجه سيف على ظهر مركبه القلك إلى الصير قاصدا الحصول على دعم الفرس‬ ‫مرة ثالثة عام ‪6511‬ه ‪3471 /‬م ‪ ،‬وقد ترك مركبه فى خور فكان حيث تمكن والى‬ ‫صحار أحمد بن سعيد من أخذه"‪ .‬وكان قدوم الغرس هذه المرة وبالا على عمان‬ ‫وأهلها حيث أنهم سعوا إلى خلق موطن قدم لهم على السواحل العمانية‪ .‬وقد‬ ‫استغرق طردهم الكثير من الجهد والزمن‪.‬‬ ‫عمل الإمام سلطان بن مرشد ومعه جل أهل عمان على مقاومة التدخل‬ ‫الفارسي‪ .‬فجرت معارك عديدة بين الطرفين في مسقط‪ ،‬ومطرح وأغلب مناطق‬ ‫الباطنة‪ :‬فى وقت شدد فيه الفرس الحصار على صحار‪ .‬فسار الإمام لنجدتها‪ .‬بعد‬ ‫أن حشد قوات كثيرة من الرستاق‪ .‬والظاهرة‪ .‬ووادي بني غافر‪ ،‬غير أن جزءا كبيرا‬ ‫من جيشه انسحب عنه حال وصوله الخابورة‪ .‬وبقي على رأس مائتي رجلا منهم‬ ‫لاون مكنبار شخصيات اليعار بة‪ .‬وأصر على إكمال مهمته فهاجم المحاصرين‪.‬‬ ‫ووقع القتال‪ .‬حيث استشهد عدد كبير من أتباع الإمام فيهم أخاه السيد سيف بن‬ ‫مهنا‪ .‬والوالي الأكبر صالح بن محمد الحضرمي" مع جملة من مشايخ القبائل'‪.‬‬ ‫أما الإمام فأصيب بطلق ناري فى صدره‪ ،‬وتمكن من دخول الحصن مع الوالي‬ ‫البوسعيدي‪ .‬حيث فاضت روحه شهيدا يوم الخميس ‪ 72‬ربيع الآخر ‪6511‬ه‪/‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫الفتح المبين‪ .‬ص‬ ‫ابن رزيق‪6‬‬ ‫‪:492‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫ص‬ ‫المصدر السابق‬ ‫المعولي‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ - 2‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.592 .492‬‬ ‫‪.406‬‬ ‫حج‪ .‬ص‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيقث‪ 6‬الصحيفة القحطانية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المعولي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.592‬‬ ‫‪141‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة قي عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ 0‬يونيو ‪3471‬م؛ ودفن في الحصن وقد تم التكتم على خبر موته حتى لا تقوى‬ ‫معنويات الأعداء'‪ ،‬في حين انتهى أمر سيف الثاني إلى الرجوع باتجاه حصنه في‬ ‫الحزم وبقي فيه مريضا إلى أن توفي في العام نفسه‪.‬‬ ‫د) إصامة بلعرب بف حصيو (‪2‬؛(‪7511‬ه‪4471/‬م‪1611-‬ه‪8471/‬ه)‬ ‫بعد مضي سنة واحدة إلا سبعة أيام من موت الإمام سلطان ين مرشد بحصن‬ ‫صحار تم مبايعة السيد بلعرب بن حمير بالإمامة مرة ثانية‪ .‬وهو الذي اعتزلها‬ ‫أثناء صراعه مع ابن عمه سيف الثاني حقنا للدماء‪ .‬وكانت هذه البيعة في نزوى‬ ‫يوم العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ‪7511‬ه‪ 2/‬يونيو ‪4471‬م‪ 3.:‬وقد بويع كإمام‬ ‫دفاع‪ .‬وأذعنت له حصون نزوى" وبهلا وإزكي‪ .‬وحصون الشرقية‪ .‬وحصون وادي‬ ‫سنمائل؛‪.‬‬ ‫في الوقت الذي كان فيه والي صحار الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيدي بعد‬ ‫طرده للفرس قد سيطر على الجزء الساحلي من عمان حيث مد سلطته على الصير؛‬ ‫والباطنة‪ .‬ومسقط والرستاق‪ 3‬ويتبين من سير الأحداث أن كلا الرجلين كانا‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪692‬؛ السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.461‬‬ ‫‪ - 2‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪692‬؛ ابن رزيق‪ ،‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.406‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬سرحان بن سعيد ( كان حيا حتى عام ‪9611‬ه‪ .)/‬تاريخ عمان المقتبس من كتاب‬ ‫كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة‪ .‬تح‪ :‬عبد المجيد حسيب القيسي‪ .‬طه وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫!‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪5‬عم ص ‪841‬؛ البطاشي‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪ !12‬م ‪,‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.01‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.2‬‬ ‫التحفة‬ ‫‪ 4‬۔ السالمى‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬الأزكوي" تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪.841‬‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .841 .‬البطاشي‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪.61‬‬ ‫‪241‬‬ ‫النزاع الأسرى الثاني‬ ‫حاكمين متزامنين يحكم كل واحد منهما شطرا من عمان‪ .‬يكاد حكمهما مستقلا‬ ‫عن الآخر"‪ .‬حيث يتكرر الانقسام بين الساحل والداخل‪.‬‬ ‫اتسمت هذه الحقبة بتيء من الغموض والمؤرخ البطاشي يرى أن ما انطوت‬ ‫عليه من أحداث\ وحروبؤ كانت سببا في ذلك الأمر الذي نتج عنه الكثير من‬ ‫التعارض بين الكقيرين‪ ،‬حول التاريخ المحدد لسيطرة الشيخ أحمد بن سعيد على‬ ‫مناطق عمان كافة‪ .‬وما يستتبع ذلك من انتقال الحكم من اليعاربة إلى البوسعيد"‪.‬‬ ‫حتى أن العلامة السالمي لم يجزم بوقوع البيعة الثانية للإمام بلعرب بن حمير ولا‬ ‫تاريخ عقدها! بل استنتجها وفي ذلك يقول‪ .." :‬مرة أخرى على ما يقتضيه كلام‬ ‫بعض المؤرخين فإن سياق التواريخ يقتضي انه بويع له مرتين‪ .‬ولم أقف لها على‬ ‫تاريخ غير أن في كلام بعضهم ما يدل على انه كان ذلك في آخر عمر سيف بن‬ ‫سلطان قبل موته‪.‬۔“‪.‬‬ ‫وسار على النهج نفسه المؤرخ السيابي‪ .‬وزاد على ذلك أن إمامة بلعرب الثانية‬ ‫كانت بالعقدة الأولى‪ .‬وأنه جاء إلى فرق لقتال أحمد بن سعيد مدعيا الإمامة‬ ‫بتلك العقدة السابقة"‪ .‬والأمر المؤكد هو وقوع هذه البيعة حسب ما ورد فكيتاب‬ ‫تاريخ عمان المقتبيس؟‪ .‬والسيرة التى ذكرها العلامة السالمي‪ ،‬والموجهة من قبل‬ ‫الشيخ العلامة حبيب بن سالم الأمبوسعيدي" والتي عدد فيها المآخذ على بلعرب‬ ‫‪ -‬البطاشي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.61‬‬ ‫س‬ ‫‪ -‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.22 61-‬‬ ‫لما‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.071‬‬ ‫نيا‬ ‫ِ السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص‬ ‫هم‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪.841‬‬ ‫هيا‬ ‫‪341‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫بن حمير الموجبة لخلعه في إمامته الثانية"‪ .‬وكذلك ما توصل إليه المؤرخ البطاني‬ ‫في كتابه الطالع السعيد"‪.‬‬ ‫وقد شهدت هذه الفترة من إمامة بلعرب بن حمير‪ .‬العديد من الأحداث‪.‬‬ ‫فبعد خروج بلعرب بن سلطان شقيق سيف بن سلطان الثاني من مسقط‪ .‬أثناء‬ ‫سيطرة الفرس عليها‪ .‬ووصول الخبر للإمام بلعرب بن حمير‪ .‬سارع إلى حشد قوات‬ ‫كبيرة سار بها إلى مسقط حيث طلب من الفرس تسليمه الحصون فأبوا!‪ .‬عندها‬ ‫حاصرهم مدة من الزمن‪ .‬ثم رجع عنهم بغير صلح"‪ .‬كما عمل على مصادرة أموال‬ ‫سيف بن سلطان الثاني‪ .‬باعتباره المسؤول عن تبعات دخول الفرس إلى عمان‬ ‫ووجوب تعويض المتضررين الذين وقعت عليهم الجنايات والمظالم{ من أموال‬ ‫سيف‪.‬‬ ‫وأملاك‬ ‫والأمر الذي يستدعي التساؤل هو عدم إقدام الإمام بلعرب على محاولة توحيد‬ ‫بقية المناطق العمانية‪ .‬كذلك عدم إعطاء الشيخ احمد بن سعيد الطاعة له‪ .‬بل‬ ‫وقوع التنافس بين الاثنين على حصون الظاهرة"‪ .‬والتفسير الأقرب ربما هو التأييد‬ ‫الكبير الذي حصل عليه الشيخ أحمد بن سعيد في المناطق التي سيطر عليها! مع‬ ‫ما عرف عنه من حزم وقوة‪ .‬وحرص على تثبيت الأمن والعدل‪.‬‬ ‫ففي رسالة تعود إلى تاريخ ‪8511‬ه‪5471 /‬م‪ .‬يذكر مرسلها الآتي ‪ ..” :‬والآن‬ ‫أحمد بن سعيد مسيره غير مسير الإمام (بلعرب بن حمير)؛ لأنه لم يرض في رعيته‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.771 071-‬‬ ‫=‬ ‫‪ -‬البطاشي‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪.12‬‬ ‫لنا‬ ‫‪ -‬الأزكوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪.941 841-‬‬ ‫نا‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.071‬‬ ‫ط‬ ‫‪.58‬‬ ‫الطالع السعيد ص‬ ‫‪ -‬البطاشضى‪.‬‬ ‫مها‬ ‫‪441‬‬ ‫النزاع الأسرم الثاني‬ ‫النهب‪ ،‬من الصير إلى صور أمان‪ .‬ولو امرأة تسير بصوغها لم يعارضها معارض‪.‬‬ ‫وعمان كما تروا ما فيها من القتل والكسب والنهب من نزوى بعينها‪ .‬وهذه عبرة‬ ‫لمن اعتبر“'‪ .‬أي في المقابل كان التوتر يسود حكم الإمام بلعرب بن حمير{ كما‬ ‫سيتضح في الأحداث الموجبة لعزله‪.‬‬ ‫ومن خلال التوبة التي أوردها المؤرخ البطاشي للإمام بلعرب بن حمير"‪ .‬يتبين‬ ‫أن الإمام صدرت منه انتهاكات كان سببها‪ .‬حرب ما وقعت بينه وبين بعض‬ ‫رعاياه‪ .‬الأمر الذي اضطره إلى القيام بهذه الأعمال‪ .‬إما بحق واجتهاد منه‪ .‬أو بخطأ‬ ‫وهو المتبادر من توبته‪ .‬غير أن الأمر تطور بعد ذلك إلى أفعال صدرت من الإمام‬ ‫أنكرها عليه ‏‪ ١‬لعلما ء وقا دتهم إلى خلعه‪.‬‬ ‫وأبرز هذه الأفعال كما فصلها العلامة حبيب بن سالم الأمبوسعيدي في سيرته"‪.‬‬ ‫هي‪:‬‬ ‫منهم العلماء‬ ‫وقتل العديد من الأشخاص‪.‬‬ ‫وتعذيب‬ ‫على سجن‬ ‫‪ -‬الإقدام‬ ‫لإنكارهم عليه أعمال تخالف الحق" مثل‪ :‬الشيخ بجاد بن سالم الغافري" والشيخ‬ ‫صالح بن ربيعة‪ .‬والشيخ محمد بن سالم الندابي الذي سجن بعد إعطائه الأمان‪.‬‬ ‫والشيخ حبيب بن سالم بنفسه‪ .‬كذلك قتل عامر بن سليمان بن بلعرب الريامي‬ ‫جوعا وعطشا‪ .‬وسجن وتعذيب الشيخ خميس بن محمد بن مبارك البوسعيدي‬ ‫البحري" أي عذب على القبيلة‪.‬‬ ‫الطالع السعيد ص ‪68‬‬ ‫‪ . 1‬البطاشى‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ص‬ ‫‪ -‬تنقسه‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ - 3‬الأزكوي‪ .‬تاريخ عمان المقتيس‪ ،‬ص ‪.051‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ 471‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪541‬‬ ‫الا مامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ -‬الاستعانة بالظلمة ومناصرتهم‪ .‬وكذلك استعمال غير الأمناء في جمع الزكاة‪.‬‬ ‫ومصادرة أموال مخالفيه‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم قبول النصح والمشورة من العلماء وأهل الرأي‪.‬‬ ‫‪ -‬أخذ الزكاة بدون توفير الحماية للرعية‪ .‬وفرض الضرائب بدون وجه حق‪.‬‬ ‫وصرفها في غير محلها‪.‬‬ ‫ونقض العهود وعدم الوفاء ‪.‬‬ ‫‪ -‬تعود ا لكذب‬ ‫من هنا فإن واحدة من هذه الأفعال تكفي لخلع بلعرب بن حمير واعتباره غير‬ ‫لذلك اتفق على خلعه جمع من العلماء{} وكان ذلك في يوم‬ ‫مستحق لهذا المنصبث©‪٥‬‏‬ ‫الجمعة ‪ 72‬من شهر شعبان ‪1611‬ه‪ 22 /‬أغسطس ‪8471‬ه'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬التحفة! ج‪ .2‬ص ‪.771‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‏‪ ١‬لتند ذل ا لقا ل س‬ ‫ا لند ذل ا لفا ر ساي‬ ‫اتسمت العلاقات بين عمان ويلاد فارس عبر العصور بالتقلب كما هو‪ :‬الحال‬ ‫بين أي بلدين متجاورين‪ .‬وفي مطلع العصر الحديث قامت في بلاد فارس الدولة‬ ‫الصفوية (‪709‬ه‪7051/‬م ‪9411 -‬ه‪6371 /‬م) والتي تزامن قيامها مع الوجود‬ ‫البرتغالي في المنطقة'ء وبعد اختفاء هذا الوجود الدخيل من على مسرح الأحداث‪.‬‬ ‫مع صعود اليعاربة إلى الحكم‪ .‬وبعد أن فرضت عمان سيطرتها على ضفتي خليج‬ ‫عمان‪ .‬والخليج العربيں بدأ الاحتكاك المباشر بين فارس وعمان"‪.‬‬ ‫حاول الفرس عدة مرات الاستعانة بالقوى الأوروبية للتصدي للنفوذ العمانىث‬ ‫ثم انتهى الأمر إلى أن تعرضت فارس إلى الغزو الأفغانى سنة ‪2271‬م؛ وما تبعه من‬ ‫اضطرابات داخلية أضعفت من قوة الدولة‪ .‬وجعلتها غنيمة سهلة للدول المحيطة'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الخصوصي بدر الدين‪ .‬الدولة الصفوية في مواجهة التحديات‪ .‬مجلة دراسات الخليج والجزيرة‬ ‫العربية‪ .‬عدد‪ .44‬الكويت‪ :‬أكتوبر ‪5891‬م‪ .‬ص ‪ 061‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬للمزيد حول طبيعة العلاقات العمانية الفارسية في الفترة الأولى من حكم اليعاربة‪ .‬يمكن‬ ‫الرجوع إلى‪ :‬السديس‪ .‬عبد الرحمن بن علي‪ .‬العلاقات العمانية الفارسية وأثرها في الأوضاع السياسية‬ ‫في الخليج العربي (‪1601-5311‬ه‪0561-2271/‬م)‪ .‬دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر‬ ‫العصور‪ .‬سلسلة مداولات اللقاء العلمى السنوي للجمعية ‪ .2 -‬دارة الملك عبد العزيز‪ .‬الرياض‪0002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عقيل مصطفى‪ .‬التنافس الدولي في الخليج العربي (‪2261-3671‬م)‪ .‬ط‪ .3‬الدوحة‪4991 :‬م;}‬ ‫ص ‪ 362‬۔ ‪.962‬‬ ‫‪ - 4‬فارس‪ .‬علي عبد الله‪ .‬العلاقات العمانية الفارسية في عهد دولة آل بوسعيد‪ .‬طة‪ .‬المسار‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.78‬‬‫للدراسات والاستشارات والنشر الشارقة ‪0002 :‬م؛ ص‬ ‫‪741‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان أواخو دولة اليعاربة‬ ‫وفي الوقت الذي بدأت فيه الخلافات الداخلية في عمان تتصاعد‪ .‬انقلبت الصورة‬ ‫فى يلاد فارس حيث برزت شخصية نادر الإفشاري'‪.‬‬ ‫عمل نادر شاه الإفشاري (‪6371-7471‬م) بعد أن طرد المحتل‪ .‬وأعاد الاستقرار‬ ‫إلى وطنه إلى تأسيس أسطول فارسي قوي إذ أنه شعر بضعف مركزه في الخليج‪.‬‬ ‫وبأهمية تأسيس قوة بحرية‪ .‬فكان بذلك أول شاه فارسي في العصر الجديث يدرك‬ ‫أهمية الأسطول البحرية‪ .‬وقد اسند هذا الأمر عام ‪4371‬م إلى أحد قادته‪ .‬ويدعى‬ ‫لطيف خان! حيث شرع هذا الأسطول في عدد من المغامرات منها محاولة‬ ‫احتلال البصرة التي باءت بالفشل سنة ‪5371‬م‪ 0‬وغزو البحرين التي نجحوا في‬ ‫احتلالها سنة ‪6371‬ه‪.٨‬‏‬ ‫وفي الوقت الذي كان فيه نادر شاه ينتهج سياسة توسعية على حساب المناطق‬ ‫المجاورة له‪ .‬وجد في الطلب الذي تقدم به سيف بن سلطان الثاني له لنجدته‪.‬‬ ‫الذريعة التي يستطيع بها السيطرة على مسقط والساحل العماني كله"} وإذا كان‬ ‫‪ - 1‬هو نادر إمام قلي الإفشاري‪ .‬ولد في ‪ 2‬نوفمبر ‪8861‬م‪ .‬في إقليم خراسان‪ .‬من عائلة تنسب إلى‬ ‫قبائل الافشار التركمانية‪ .‬تهيأت له الفرصة فى الدخول فى سلك الخدمة العسكرية‪ .‬ولتميزه بالشجاعة‬ ‫تدرج في المناصب العليا‪ .‬انضم إلى الأمير الصفوي طهماسب" وتمكن في ثلاث معارك متتالية من أن‬ ‫يشتت القوات الأفغانية‪ .‬ويستعيد العرش لطهماسب سنة ‪9271‬م‪ .‬ثم أبعده عن الحكم وجعل مكانه ابنه‬ ‫تحت مسمى عباس الثالث في سبتمبر ‪2371‬م‪ .‬وعين نفسه وصيا عليه‪ .‬ثم أعلن نفسه حاكما على فارس‬ ‫تحت مسمى نادر شاه في مارس ‪6371‬م‪ .‬انظر‪ :‬مكاريوس شاهين‪ .‬تاريخ إيران‪ .‬ب‪ .‬ط‪ ،‬دار الافاق‬ ‫العربية‪ .‬القاهرة‪3002 :‬م‪ .‬ص‪ 791‬وما بعدها‪ .‬الزبيدي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.86-77‬‬ ‫‪ - 2‬أمين‪ .‬عبد الأمير محمد‪ .‬القوى البحرية في الخليج العربي في القرن التامن عشر‪ .‬ط‪ {1‬جامعة‬ ‫بغداد‪ .‬بغداد‪6691 :‬م؛ ص‪.21‬‬ ‫‪ - 3‬أمين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪5!1 31-‬؛ الزبيدي المرجع السابق‪ .‬ص ‪.28‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫‪, 2‬‬ ‫‪ 5‬لن‬ ‫]‬ ‫س‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. ,8391‬‬ ‫‪.281‬‬ ‫‪841‬‬ ‫التدخل الفارسى‬ ‫هذا الحدث يشكل السبب المباشر لهذا التدخل‪ .‬فإن الأسباب الأخرى تكمن‬ ‫فيما يمكن تسميته بالأهداف التوسعية لنادر شاه في الخليج العر بي‪.‬‬ ‫ومن أبرزها القضاء على القوة البحرية العمانية باعتبارها المنافس القوي في‬ ‫الخليج العربيں الأمر الذي يضمن للفرس السيادة البحرية يلا منازع'‪ .‬كذلك موقع‬ ‫عمان الاستراتيجى حيث إن احتلالها يعني السيطرة على منطقة الخليج العربي‬ ‫بأسرها‪ .‬والتحكم في مضيق هرمز" وأهمية موانئها التي تتميز بحركة تجارية‬ ‫نشطة إلى جانب أن السيطرة عليها يعني خضوع المناطق الأخرى التابعة لها‬ ‫للسيطرة الفارسية‪..‬‬ ‫) الحصة الفارسية الآولج (‪9411‬ه ‪7371 /‬م)‬ ‫بلغ من حرص نادر شاه على نجاح هذا المسعى أن أشرف بنفسه على إعداد‬ ‫هذه الحملة‪ .‬والتي ضمت قرابة خمسة آلاف مقاتل يشكلون كافة صفوف القوات‬ ‫من مشاة‪ .‬وبحرية‪ .‬ومدفعية‪ ،‬وخيالةث‪ .‬تحملهم خمس سفن كبيرة‪ .‬وأربع أخرى‬ ‫من نوع غراب‪ ،‬وأصناف أخرى من نوع أصغر‪ .‬وقد انطلقت الحملة بقيادة لطيف‬ ‫خان من بندر عباس في يوم ‪ 03‬ذي القعدة ‪9411‬ه‪ /‬الأول من إبريل ‪7371‬مآ‪.‬‬ ‫صر‪.29‬‬ ‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الزبيدي‪.‬‬ ‫م ‪ .‬مجلة دراسات‬ ‫التداخل الفارسى نى النؤون العمانية ‪74471‬‬ ‫‪2‬۔ العيدروس‪ .‬محمد محسن‪.‬‬ ‫الخليج والجزيرة العربية‪ .‬عددكك‪ .‬الكويت‪ :‬يوليو ‪8891‬م‪ .‬ص ‪.751‬‬ ‫‪ - 3‬أمين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.51‬‬ ‫‪.591‬‬ ‫ص‬ ‫المرجع السابق‬ ‫‪ 4‬۔ العيدروس‪.‬‬ ‫‪5 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪281.‬‬ ‫‪6 -‬‬ ‫‪, ]..‬لد‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫'‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫» ‪,‬‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫‪, 00810061-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 35.‬م ‪8091,‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫ص‬ ‫في التاريخ العمانى‪.‬‬ ‫دراسات‬ ‫‪ 7‬۔ الهاشمي‪.‬‬ ‫‪941‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫وصلت القوات الفارسية إلى خور فكان يوم ‪ 21‬ذي الحجة ‪9411‬ه‪ 31 /‬إبريل‬ ‫‪ 7‬حيث تلقاها سيف بن سلطان الثاني! وأنزلت قسما من قواتها على هذا‬ ‫المرفأ المهم! في حين عاد البقية مبحرين شمالا ليستقروا في جلقار التي ستكون‬ ‫مركزا رئيسيا لهذه القوات‪ ،‬نظرا لقربها من يندر عباس بالإضافة إلى تمتعها بعدد‬ ‫من القلاع الحصينة"‪ .‬وهنالك تم الاصطدام مع القبائل العمانية بقيادة الشيخ رحمة‬ ‫بن مطر القاسمي الهولي حيث تمكن الفرس من السيطرة على المدينة‪ .‬وكتب‬ ‫أهل الشمال رسائل وجهوها إلى الإمام بلعرب وأعيان عمان يخبرونهم عن دخول‬ ‫العجم عمان ويطلبون منهم النجدة"‪.‬‬ ‫فور وصول خبر دخول العجم حشد الإمام بلعرب بن حمير أنصاره‪ ،‬وتوجه‬ ‫لملاقاة الغزاة! فالتقى الجمعان بموضع يسمى فلج السمينيإ في غرة صفر‬ ‫‪0‬ھ‪ 13/‬مايو ‪7371‬م! حيث أسفرت المعركة عن اندحار بلعرب وهزيمته‬ ‫بسبب تفوق قوات الفرس وسيف الثاني عددا وعدة‪ .‬وعلى أثرها تمكنت هذه‬ ‫القوات من السيطرة على الظاهرة'‪.‬‬ ‫وهنالك ارتكب الفرس الكثير من الفظائع! حيث أعملوا القتل في السكان‪.‬‬ ‫وأسروا الأطفال والنساء الذين أرسلوا إلى شيراز ‪ 5‬فبيعوا في أسواق الرقيق بالإضافة‬ ‫إلى فرض الضرائب في الوقت نفسه أعلن لطيف خان نقسه حاكما عسكريا على‬ ‫‪ -‬المعولي‪ ،‬المصدر السابقث ص ‪.582‬‬ ‫=‬ ‫‪ -‬الزبيدي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.79‬‬ ‫ح‬ ‫‪ -‬اين رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.692 .592‬‬ ‫نا‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.795‬‬ ‫م‬ ‫‪ -‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪682‬؛ اين رزيق الفتح المبين‪ ،‬ص ‪.792‬‬ ‫مي‬ ‫‪051‬‬ ‫الندخل الفارسي‬ ‫عمان"‪ .‬فوقع الخلاف بين الطرفين حين شرع الفرس في التصرف وكأنهم أسياد‬ ‫البلاد كلها دون الاكتراث بسيف الثاني"‪.‬‬ ‫وانتهى الأمر بانسحاب الفرس إلى جلفار ومنها عادوا إلى بندر عباس التي‬ ‫وصلوها يوم التاسع عشر من يوليو ‪7371‬م؟‪ .‬فانتهت بذلك الحملة القارسية الاولى‪.‬‬ ‫في حين واصل سيف الثاني تقدمه حيث أخضع بهلا التي عين عليها سالم بن‬ ‫خميس العبري واليا‪ .‬ومنها سار باتجاه نزوى التي لم يتعرض لها بل واصل طريقه‬ ‫إلى إزكي‪ ،‬فسمائل‪ .‬ومنها إلى مسقط ‪'.‬‬ ‫ب) الحصة الفارسية الثانية (‪0511‬ه ‪8371 /‬م)‬ ‫لم تستقر الأوضاع لسيف بن سلطان الثاني بعد الحملة الفارسية الأولى‪ ،‬إذ‬ ‫سرعان ما دفع السخط الشعبي إلى الثورة عليه حيث انتفض بنو غافر ضد واليه‬ ‫وطردوه من حصن الغبيں كذلك قام أهل بهلاء بطرد الوالي العبري‪ .‬وأدخلوا الإمام‬ ‫بلعرب في الحصن؛‪ .‬ويبدو أن عمل كهذا كان قد خطط له من قبل العلماء وزعماء‬ ‫القبائل في سبيل التصدي لسياسة سيف الثاني وأعوانه الفرس‪.‬‬ ‫أمام هذا الوضع عاد سيف الثاني إلى سياسته الهوجاء حيث كرر طلبه للفيس‬ ‫بالتدخل لصالحه فى هذا الصراع"‪ .‬في وقت كان فيه نادر شاه غير راض عن نتائج‬ ‫المرجع السابق ج! ص‬ ‫‪ - 1‬حنظل‪.‬‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪381.‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫!‬ ‫‪ 0‬ط‬ ‫‪,‬‬ ‫‪682.‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.795‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫‪ :‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.782 .682‬‬ ‫ها‬ ‫‪ -‬العيدروس المرجع السابق‪ .‬ص ‪.361‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.923‬‬ ‫ب‪.‬ہ‬ ‫‪151‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫الحملة الأولى‪ .‬ووجه توبيخا شديد اللهجة إلى تقي خان حاكم إقليم فارس؛ لعدم‬ ‫اشتراكه بنفسه في الحملة'‪ ،‬وأمره بتعزيز قوات لطيف خان\ وتولي القيادة بنفسه‪.‬‬ ‫وأعطاه مهلة حتى شهر مارس ‪ 8371‬لإخضاع كامل عمان"‪.‬‬ ‫عمل تقي خان على تجهيز قوات كبيرة ضمت قدر ستة آلاف مقاتل مستعينا‬ ‫في حملهم على بعض السفن التي تمكن من الحصول عليها من وكيلي الشركتين‬ ‫الإنجليزية والهولندية‪ .‬وقد أبحر في يناير ‪8371‬م من بندر عباس إلى جلفار‬ ‫وهنالك دب الخلاف بينه وبين لطيف خان حول قيادة القوات غير أنهما أجبرا‬ ‫على تسوية الأمر استجابة لأوامر نادر شاه"‪ .‬في التاسع من فبراير ‪8371‬م توجهت‬ ‫القوات الفارسية صوب الظاهرة حيث صالحتهم قبائلها‪ .‬ومنها إلى بهلا التي‬ ‫أخضعوها بعد معارك عنيفة‪ .‬واستولوا على الحصن الذي حولوا غرفه إلى إسطبل‬ ‫لخيولهمإ وتركوا فيه حامية من قبلهم‪.‬‬ ‫بعدها تقدم الفرس نحو مدينة نزوى فى أول شهر ذي الحجة ‪0511‬ه‪22 /‬‬ ‫مارس ‪8371‬م‪ .‬وفي الوقت الذي هرب فيه الإمام بلعرب صوب وادي يني غافر‬ ‫ثبت الحرس القابضون على قلعة نزوى من بني حراص» وكذلك بعض أهل نزوى‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. ,‬‬ ‫‪68.‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫! ع‬ ‫‪,‬م ‪0‬‬ ‫‪882.‬‬ ‫‪ - 3‬الخضوري" طالب ين سيف ين سالم‪ .‬الصراع السياسي بين عمان وفارس ‪3371-6581‬م‪ .‬رسالة‬ ‫ماجستير (غير منشورة)! جامعة الدول العربية‪ .‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ .‬القاهرة‪8002 :‬م‪:‬‬ ‫ص ‪.24‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪381.‬‬ ‫‪ - 6‬الأزكوي‪ ،‬تاريخ عمان المقتبس‪ ،‬ص ‪931‬؛ المعولي‪ .‬المصدر السابق! ص ‪.782‬‬ ‫‪251‬‬ ‫التدخل الفارسي‬ ‫في الحصن وبذلك استسلمت لهم المدينة عدا القلعة والحصن'‪ .‬وبرغم من‬ ‫ذلك لم يسلم السكان من قسوة المحتلين الذين أمعنوا فى القتل‪ .‬وخطف النساء‬ ‫والأطفال‪ .‬وكان عدد الضحايا حسب المصادر العمانية قرابة عشرة آلاف قتيل‪..‬‬ ‫ومع كل ذلك لم يستطيعوا إخضاع الحصن والقلعة‪ .‬حيث غادروا المدينة متجهين‬ ‫إلى إزكيث‪.‬‬ ‫كان خبر احتلال نزوى قد أشاع الفرح الغامر في بندر عباس حيث أطلقت‬ ‫نيران المدافع ابتهاجا بهذه المناسبة‪ .‬وتم احتلال إزكي التي فرض على سكانها‬ ‫غرامات مالية باهظة\ وبعد البقاء بها قدر يوم ونصف غادرها الفرس متجهين‬ ‫نحو الباطنة حيث انعطقوا إلى المركز الساحلي المهم في عمان مدينة مسقط‪.‬‬ ‫وهنا اتضح بشكل جلي المخطط الفارسي في السيطرة على عمان فبالإضافة لى‬ ‫الاستقلالية التامة في التصرف من قبل القادة الفرس دون الاكتراث بسيف الثاني‪.‬‬ ‫عملوا وبشكل سافر على مهاجمة معاقل حليفهم الذي استنجد بهم'‪.‬‬ ‫تمكن الفرس من دخول مسقط يوم ‪ 42‬ذي الحجة ‪0511‬ه‪ 41 /‬إبريل ‪8371‬م‪.‬‬ ‫واضطر كثير من أهلها إلى تركها خوفا من القوات المحتلة والتي وصلت أخبار‬ ‫أفعالها إليهم! وصمدت الحامية في قلعتي الجلالي‪ .‬والميراني» حيث فشل الحصار‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪!782‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.792‬‬ ‫‪ - 2‬الأزكوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ ،‬ص ‪!04‬؛ ابن رزيق‪ .‬التح المبينش ص ‪.892‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬الصحيفة القحطانية‪.‬ج‪ .3‬ص ‪.895‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪:,‬‬ ‫\ ع‬ ‫‪» 0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪092.‬‬ ‫ك ‪ -‬المعولى ‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪882‬؛ ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.033‬‬ ‫‪ - 6‬الحمداني‪ .‬طارق نافع‪ .‬مقاومة العمانيين للحملات الإيرانية على يلادهم ‪7371-4471‬م‪ .‬مجلة‬ ‫دراسات الخليج والجزيرة العربية‪ .‬عدد‪ .73‬الكويت‪ :‬يناير‪4891‬م؛ ص ‪.711‬‬ ‫‪351‬‬ ‫الا‪ .‬مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الفارسي الذي دام واحدا وأربعين يوما"‪ .‬فخرجوا من مسقط إلى يركاء في ك صفر‬ ‫‪1511‬ه‪ 52 /‬مايو ‪8371‬م التى قاومهم أهلها واستبسل المعاول في الدفاع عن‬ ‫الحصن فرحلوا عنها إلى صحار التي فرضوا عليها الحصار"‪.‬‬ ‫أمام هذا الوضع وكما أشير مسبقا تم التوصل إلى اتفاق بين الإمام بلعرب‬ ‫وغريمه سيف الثاني ‪ -‬دون استشارة العلماء وأهل الحل والعقد‪ .‬ولا يعرف لماذا‬ ‫اختفى دور العلماء هنا؟ وهل لهم آراء أو أقوال في هذا الموضوع؟‪ -‬حيث تم‬ ‫التنازل عن السلطة للأخير" بهدف توحيد الصفوف ضد القوات الفارسية"‪ .‬ومع‬ ‫اتحاد الجميع ضد المحتل انقطعت أخبار القوات الفارسية عن حاميتها في بهلا‪.‬‬ ‫فأرسل هؤلاء فرقة مكونة من مائة فارس صوب مسقط للتواصل مع القيادة الرئيسية‪.‬‬ ‫وعند وصولهم إلى سمائل تلقاهم الشيخ حمير بن منير الريامي" ومعه أهل سمائل‬ ‫حيث أعملوا فيهم القتل وقضوا عليهم؛‪.‬‬ ‫بعدها جمع الشيخ حمير الريامي قوات كبيرة من سمائل وإزكي وقصد إلى‬ ‫‪ 01‬يونيو ‪8371‬م‪ .‬حيث حاصر القوات الفارسية‪.‬‬ ‫بهلاء يوم ‪ 91‬صفر ‪1511‬ه‪/‬‬ ‫وانضم إليهم سيف الثاني ومع شدة الحصار استسلم الفرس واتققوا مع سيف على‬ ‫‪ - :‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪882‬؛ ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.892‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫الشعاع الشائع‪ .‬ص‬ ‫ابن رزيق‬ ‫‪:8‬‬ ‫‪2‬۔ المعولي‪ .‬المصدر السابق ص‬ ‫‪ - 3‬الأركوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪.041‬‬ ‫‪ - 4‬حمير بن منير ين سليمان الريامي‪ .‬شيخ وفقيه‪ .‬كان واليا للإمام سيف بن سلطان الثاني‪ .‬وله‬ ‫ذكر وقت دخول العجم عمان‪ .‬كان من جملة العلماء الذين خلعوا سيف بن سلطان الثانى من الإمامة‬ ‫سنة ‪5411‬ه‪2371 /‬م‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.211‬‬ ‫ك ‪ -‬ابن رزيق" الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.995‬‬ ‫‪451‬‬ ‫التدخل الفارسي‬ ‫خروجهم بعدتهم وعتادهم فاتجهوا صوب الساحل حيث قبض عليهم والي صحار‬ ‫الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيدي وحبسهم'‪.‬‬ ‫أما القوات الرئيسية فكان الخلاف قد اشتد بين القواد الفرس‪ .‬حتى وصل الأمر‬ ‫إلى أن دس تقي خان السم للطيف خان فقضي عليه"‪ .‬كما فشلت في السيطرة‬ ‫على صحار وحاول تقي خان الحصول على تعزيزات من بندر عباس ولكن دون‬ ‫جدوى فأمر قواته بالانسحاب إلى جلفار"‪ .‬في وقت عزم فيه سيف الثاني على‬ ‫طردهم فسار إليهم بجيش كبير برا وبحرا‪ .‬غير أن احتراق أحد مراكبه أثناه عن‬ ‫عزمه وذلك يوم الجمعة ‪ 91‬شوال ‪1511‬ه‪ 03 /‬يناير ‪9371‬م'‪.‬‬ ‫وتأزم وضع تقي خان مع حدوث تمرد في الأسطول الفارسيؤ وتدهور الأمور‬ ‫في فارس حيث نشبت عدة ثورات فيها دفعت نادر شاه إلى استرداد جزء من‬ ‫قواته المرابطة في الخليج العربي؟‪ .‬وأدى كل ذلك إلى عدم حصوله على الدعم‬ ‫المطلوب" فانسحب إلى يندر عباس تاركا جزءا من قواته في أواخر شهر يوليو‬ ‫‪9‬م؟‪ .‬وانتهت بذلك الحملة الفارسية الثانية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.092 .982‬‬ ‫‪ - 2‬أمين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.61‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫! ع‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪592.‬‬ ‫‪ - 4‬اين رزيق‪ .‬القتح المبين" ص ‪.992‬‬ ‫ك ‪ -‬فارس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬ ‫‪ - 6‬الزبيدي‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.801 601-‬‬ ‫‪551‬‬ ‫مامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫الا!‬ ‫ج) الحصة الفارسة الثالثة (‪6511‬ه ‪3471 /‬م)‬ ‫تمت الإشارة مسبقا إلى الصراع بين سيف الثاني والإمام سلطان بن مرشد‪.‬‬ ‫والذي قاد سيف إلى تكرار الخطأ للمرة الثالثة باستدعائه الفرس‪ .‬الأمر الذي‬ ‫ظهر مدى ضيق الأفق الذي غلف شخصيته‪ .‬متناسيا ما جره استقدام الفرس‬ ‫على البلاد من كوارث‪ ،‬وعلى سلطته هو نفسه غير أن الرغبة الجامحة للسيطرة‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫والحكم أعمته عكنل‬ ‫تزامن طلب سيف هذه المرة مع الاستعدادات الفارسية الهادفة إلى احتلال‬ ‫عمان بغية إخضاع تجارة مسقط للسيطرة الفارسية"‪ .‬أصدر نادر شاه أوامره بتحرك‬ ‫الحملة على أن تكون في قسمين منفصلين‪ .‬لتجنب حدوث مشاكل بين القادة‪.‬‬ ‫كما حدث في المرات السابقة‪ .‬حيث عين قائدا على القوات البرية علي خان‪،‬‬ ‫في حين تولى تقي خان القوات البحرية مع احتفاظه بالقيادة العليا‪ .‬ضمت هذه‬ ‫الحملة أسطولا مكونا من ‪ 51‬سفينة‪ .‬تحمل بضعة آلاف من الجنودث‪ .‬التقى سيف‬ ‫بالقوات الفارسية في جلفار في شهر ذي الحجة ‪5511‬ه‪ /‬يناير ‪3471‬مإ وتم الاتفاق‬ ‫بين الطرفين على أن يتنازل لهم عن صحار مقابل دعمهم له؟‪.‬‬ ‫لقد كان هدف الفرس الأساسي من هذه الحملة السيطرة على الساحل العماني‬ ‫لأممبته الاستراتيجية والاقتصادية‪ .‬لذلك كان القسم البري موجها صوب صحار‬ ‫الميناء التجاري المهم! في حين وجه القسم البحري صوب مسقط ذات المركز‬ ‫‪ - 1‬المعولي‪ .‬المصدر السابق" ص ‪.392‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫!‬ ‫‪,‬م ‪0 0‬‬ ‫‪303 - 603.‬‬ ‫‪ - 3‬الزبيدي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.421‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫!‬ ‫‪ 0‬ر‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪603.‬‬ ‫‪.711‬‬ ‫المرجع السابق ص‬ ‫‪ -5‬الحمدانى‪.‬‬ ‫‪651‬‬ ‫التدخل الفارسي‬ ‫التجاري والجغرافي الخطير'‪ .‬بدأ الهجوم الفايس على صحار بشكل مباغت في‬ ‫أوائل فبراير ‪3471‬م‪ .‬غير أنهم فشلوا في إسقاطها‪ .‬واضطروا إلى فرض حصار بحري‬ ‫المدينة بشكل بطولي تحت قيا ده وا ليها‬ ‫ويري شديد عليها ‘ في حين صمدت‬ ‫الشيخ أحمد بن سعيدة‪.‬‬ ‫أما القسم البحري من الحملة فقد تحرك يصاحبه سيف الثاني باتجاه مسقط‪.‬‬ ‫التي اتخذ فيها الإمام سلطان بن مرشد استعداداته لمواجهة القوات الفارسية‪ .‬وفي‬ ‫الجولة الأولى جويه تقى خان وقواته بمقاومة شديدة من قبل المدافعين اضطر‬ ‫على أثرها إلى التراجع والانسحاب إلى خورفكان"‪ .‬وبعد حصوله على تعزيزات‬ ‫كبيرة وأوامر مشددة من قبل نادر شاه بالاستيلاء على مسقط مهما كلف الثمن‬ ‫شرع في الهجوم الثاني في منتصف فبراير ‪3471‬م'‪.‬‬ ‫كان هذا الهجوم قويا فبالإضافة إلى قوات تقى خان المعززة} تم دعمه بقسم من‬ ‫القوات التى كانت تحاصر صحار بقيادة كلب على خان‪ .‬وتصدى للهجوم الشيخ‬ ‫سيف ين الإمام مهنا بن سلطان الذي كان يتولى قيادة قلاع مسقط يساعده الشيخ‬ ‫سيف بن حمير اليعر بي قائد حصن مطرح ى والتقى الطرفان فى موقع يسمى سيح‬ ‫الحرمل‪ ،‬حيث صد الهجوم الفارسى فى المرة الأولى أما الثانية فقد تمكن الفرس‬ ‫المدا فعين حيث استشهد في ‏‪ ١‬لمعركة ا لشيخ سيف بن حمير وقبر ومن‬ ‫من هزيمة‬ ‫معه في ربوة صارت تعرف بمصرع الشهداء‪.‬‬ ‫‪.232‬‬ ‫‪ -‬السيار المرجع السابق ص‬ ‫سد‬ ‫‪.31‬‬ ‫المرجع السابق ص‬ ‫‪ -‬العجيلي‪.‬‬ ‫لا‬ ‫‪ -‬مايلز! المرجع السابق‪٬‬‏ ص ‪.122‬‬ ‫لنها‬ ‫‪.821‬‬ ‫ص‬ ‫المرجع السابق‬ ‫‪ -‬الزبيدي‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪.306‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيقث‪ 6‬الصحيفة القحطانية‪ .‬ج‪ .3‬ص‬ ‫ها‬ ‫‪ -‬اين رزيق‪ ،‬الفتح المبين‪ .‬ص ‪.203‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪157‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫واصل الفرس تقدمهم بعد أن تمت لهم السيطرة على حصون مطرح ومسقط‬ ‫حوالي منتصف مارس ‪3471‬مإ والتي سقطت في أيديهم بخديعتهم لسيف الثاني'‪.‬‬ ‫بعدها سيطروا على بركاء‪ .‬وهاجموا قريات التي لجأ إليها الكثير من سكان‬ ‫مسقط وأعملوا في أهلها القتل والنهب‪ .‬وكرروا أفعالهم السابقة حيث خطقوا‬ ‫النساء والأطفال لبيعهم‪ .‬كما هاجموا وادي المعاول"‪ .‬في الوقت الذي رأى فيه‬ ‫الإمام سلطان بن مرشد ومستشاروه‪ ،‬ووجوب الانسحاب إلى الداخل لتنظيم‬ ‫الصفوفؤ للتصدي للقوات الغازية‪.‬‬ ‫أما صحار فقد شدد الفرس حصارهم لها برا وبحرا‪ .‬حيث عاد كلب علي بقواته‬ ‫البرية وأخذ يقذف المدينة بشكل مستمر بنيران كثيفة‪ .‬وكانت مدفعيتهم تطلق‬ ‫بمعدل ثلانة آلاف طلقة في اليوم الواحد مع استمرار التعزيزات من فارس حتى‬ ‫قدر عدد القوات المحاصرة بعشرين ألفا‪ .‬وقيل أكثر من ذلك‘[ في حين كانت‬ ‫‏‪١‬‬ ‫تصلهم المؤن والذخيرة من مسقط التي احتلوها"‪.‬‬ ‫وبعد استشهاد الإمام سلطان بن مرشد في محاولته فك الحصار عن صحار‬ ‫في المعركة التي قتل فيها القائد الفارسي كلب علي خان في ربيع الآخر ‪6511‬ه‪/‬‬ ‫يونيو ‪3471‬م‪ .‬ثم وفاة سيف بن سلطان الثاني في حصنه بالحزم؟‪ 5‬أصبح أمر الدفاع‬ ‫عن صحار وعمان كلها ملقى على عاتق الوالي الشيخ أحمد بن سعيد‪.‬‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪,‬عسن‬ ‫‪.,‬‬ ‫‪911.‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ ،‬التحفة‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.361‬‬ ‫‪.541‬‬ ‫‪ - 3‬الأركوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪812.‬‬ ‫‪ -‬الأزكوي" تاريخ عمان المقتبس{ ص ‪.641‬‬ ‫ها‪‎‬‬ ‫‪ .‬السالمي‪ .‬التحفة ج‪ .2‬ص ‪.361‬‬ ‫‪٥٩2‬‬ ‫‪ -‬ابن رزيق‪ ،‬الفتح المبين" ص ‪.303‬‬ ‫بد‪‎‬‬ ‫ِ المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.692‬‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫‪851‬‬ ‫التدخل القارس‬ ‫وعلى الرغم من شدة الحصار الذي استمر قراية تسعة أشهر‪ .‬فضلا عن نقص‬ ‫المؤونة والذخيرة عند القوات العمانية في صحار'‪ .‬لم يستطع الفرس اقتحام‬ ‫المدينة‪ .‬وبالمقابل قام العمانيون بقيادة الشيخ أحمد بن سعيد بشن هجمات‬ ‫عديدة على القوات المحاصرة"‪ .‬ومع ضعف معنويات الفرس ومقتل الآلاف منهم‬ ‫من جانب‪ .‬وتدهور وضع سكان مدينة صحار‪ .‬وسقوط قرابة الثلاثة آلاف منهم‬ ‫تحت تأثير القصف والحصار من جانب آخر‪ .‬انتهى الطرفان إلى عقد المعاهدة‪.‬‬ ‫تم التفاوض بين الطرفين‪ .‬وفك الاشتباك ثم وقعت معاهدة كفلت انسحاب‬ ‫الفيس من صحار‪ ،‬وبعدها تمكن الشيخ أحمد بن سعيد من إخراج بقية الفيس‬ ‫من مسقط ولم ينتصف عام ‪4471‬م حتى تم تحرير جميع الساحل العماني من‬ ‫الفرس‪ .4‬وإذا كان للتدخل الفارسى آثار متعددة على الوضع الداخلي العماني‪ .‬فإن‬ ‫أبرز وأهم أثر تمل في الوضع السياسي" فبعد استشهاد الإمام سلطان بن مرشد ثم‬ ‫وفاة سيف بن سلطان الثاني‪ ،‬أصبح والي صحار أحمد بن سعيد اللاعب الأساسي‬ ‫في المسرح السياسي العماني‪.‬‬ ‫ومع التأييد الكبير الذي لقيه لدوره المتميز في إبعاد الفرس المحتلين{ وفرض‬ ‫الأمن والعدل على المناطق التي بسط سيطرته عليها! في حين اختلف الوضع‬ ‫مع الإمام بلعرب بن حمير في الداخل‪ ،‬حيث انتهت إمامته الثانية بخلعه عام‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬الفتح المبين ص ‪.303‬‬ ‫‪ - 2‬المعولى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.792‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. .,‬‬ ‫‪812‬‬ ‫‪ - 4‬السيار المرجع السابق‪ .‬ص ‪.432‬‬ ‫‪ - 5‬المعولي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪.792‬‬ ‫‪ :‬الحمداني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.021‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪159‬‬ ‫مة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫[‬ ‫‪1611‬ه‪8471 /‬م!‪ .‬أصبح الوضع مهيئا لأن يفرض أحمد بن سعيد سلطته على بقية‬ ‫مناطق عمان ليسدل الستار بذلك على الفصل الأخير من حكم اليعاربة ويفتتح‬ ‫حكما جديدا تمثل فى قيام الدولة البوسعيدية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.771‬‬ ‫‪061‬‬ ‫نهاية دولة العاربة‬ ‫نشابة دولة اليعاربة‬ ‫قدر لعمان طوال هذه القترة الممتدة من عام ‪4301‬ه‪4261/‬م إلى عام‬ ‫‪ 2‬ھ‪9471/‬م أن تحكم من قبل أسرة اليعاربة‪ .‬ولئن كان من أهم عوامل قيام‬ ‫حكم هذه السلالة وتنبيته! توحيدهم للصف العماني" ومن ثم إعلان الجهاد ضد‬ ‫البرتغاليين وطردهم‪ .‬والشروع في نهضة شملت جميع نواحي الحياة‪ .‬مع الحرص‬ ‫على إقامة العدل‪ ،‬فإن تحويلهم الأمر إلى ما يشبه الحكم الوراثي وإشعال نار‬ ‫الصراع الذي قسم عمان‪ ،‬ثم إدخال الأجنبي‪ ،‬وما نتج عن كل ذلك من مآسي‬ ‫وكوارث‪ ،‬كان عاملا في إنهاء حكمهم على مستوى التأييد والقبول من طرف الأمة‪.‬‬ ‫ويتضح مقدار ما شهده نظام الحكم من تغيير في هذه الفترة‪ .‬وابتعاد عن‬ ‫مبادئ الإمامة الأساسية‪ .‬في تمسك بلعرب بن حمير بالحكم رغم خلعه من قبل‬ ‫كبار العلماء} ولم يكن من الممكن إبعاده سوى الخديعة حيث أرسل له أهل‬ ‫الظاهرة يدعونه للقدوم إليها لحكمهاء والتي يبدو أنها أصبحت تحت سيطرة الشيخ‬ ‫أحمد بن سعيد البوسعيدي فلما وصلها! قبض عليه وسجن بعد أن تفرق عنه‬ ‫أصحابه وبذلك فقد الحكم بشكل فعلي!‬ ‫في المقابل أرسل أهل نزوى إلى الشيخ أحمد بن سعيد يطلبون منه استلامها‪.‬‬ ‫فاستجاب لهم وأرسل اين عمه خلفان بن محمد بن خلفان البوسعيدي فقبض‬ ‫حصونها‪ .‬ثم اجتمع كبار علماء عمان في الرستاق وعلى رأسهم الشيخ العلامة‬ ‫! ‪ -‬الأركوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ ،‬ص ‪.151 .051‬‬ ‫‪ - 2‬تفسه‪ .‬ص ‪.051‬‬ ‫‪161‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫حبيب بن سالم الأمبوسعيدي‪ .‬والشيخ محمد بن عامر المعولي‪ ،‬فبايعوا أحمد‬ ‫بن سعيد بالإمامة فى ليلة الاثنين ‪ 32‬جمادى الآخرة ‪2611‬ه‪ 01 /‬يونيو ‪9471‬م'‪.‬‬ ‫وبذلك انتهت دولة اليعاربة‪ .‬وبدأت دولة آل بو سعيد‪.‬‬ ‫لم يكن من المتوقع أن يقبل اليعاربة وهم من سادوا عمان قرابة المائة‬ ‫والعشرين عاما خروج السلطة من أيديهم‪ .‬فأي أسرة في التاريخ ظلت فترة من‬ ‫الزمان تتمتع بزعامة دينية أو دنيوية‪ .‬يرسخ في ذهنها أن لها ما ليس لغيرها‪ ،‬وتظل‬ ‫دعوى السيادة لا تتنمحى من نفوس ذريتها سواء أكانوا ملوكا أو سلاطين أو أئمة‪.‬‬ ‫والمرشح لقيادة المعارضة لم يكن غير بلعرب بن حمير‪ ،‬وهنا نجد بعض‬ ‫المصادر العمانية تذهب إلى أن خروجه ضد الإمام أحمد بن سعيد كان في‬ ‫سنة ‪7611‬ه‪2571/‬م} أو بالتحديد في يوم السبت ‪ 41‬صفر ‪7611‬ه‪ 12 /‬ديسمبر‬ ‫‪2‬م' حيث التقى الطرفان فيما عرف بوقعة فرق التي قتل فيها بلعرب بن حمير‪.‬‬ ‫وقد تكرر هذا التاريخ لدى العديد من الباحثين المحدثين‪ .‬غير أن العثور على‬ ‫وثيقة إقرار بخط بلعرب بن حمير تعود إلى تاريخ ‪ 2‬شعبان ‪9611‬ه‪ 2/‬مايو‬ ‫تنبت عدم صحة هذا التاريخ‪ .‬ونص الوثيقة‬ ‫‪6‬‬ ‫"بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬أقررت وأنا الفقير إلى الله تعالى إمام المسلمين‬ ‫بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف اليعربي بجميع أملاكي من قرية ويل [من‬ ‫الرستاق]ث من سقي فلج المدري ومن سقي فلج العين من قرية وبل من مياه‬ ‫‪ -‬نفسه‪ .‬ص ‪!35‬؛ البطاشي‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪.411‬‬ ‫_‬ ‫‪ -‬السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص ‪.641‬‬ ‫ز‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪!77‬؛ السيابي‪ .‬عمان عبر التاريخ‪ .‬جه‪ .‬ص ‪.141‬‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫‪.11‬‬ ‫ص‬ ‫الطالع السعيد‬ ‫‪ -‬البطاشى‪.‬‬ ‫‪ -‬انظر نص الوثيقة الأصلي كاملا في الملاحق (د)‪.‬‬ ‫‪ -‬وردت (من الرستاق] في الحاشية العليا استدراك من الإمام بخط بيده‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪162‬‬ ‫ا لدعا ل بة‬ ‫نها ية دو لة‬ ‫وأرضين ونخل وأشجار ومن بيوت وعمار وخراب من جميع الأملاك كلها [وآبار‬ ‫ورموم]' مما آل إل بالإرث من أختي عائشة بنت حمير بن سلطان بن سيف‬ ‫اليعربية للشيخ الرضي سعيد بن مسعود بن صالح الربخي الضنكي [بحق له علي‬ ‫رده]" إقرارا مني له بذلك بتاريخ صباح الأحد لليلتين خلتا من شهر شعبان سنة‬ ‫تسع سنين وستين سنة وماية سنة وألف سنة من الهجرة [‪ 2‬شعبان ‪9611‬ه]'‬ ‫وكتبته وأنا الأقل لله تعالى إمام المسلمين بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف‬ ‫بيدي ومن فمي وعرفت فعلي وفهمت معناه حرفا حرفا“‪.‬‬ ‫فمن جانب هنالك إجماع على حدوث هذا الخروج ومقتل بلعرب بن حمير‬ ‫في هذه الوقعة غير أن الاختلاف في تاريخ حدوثها‪ .‬ففي الفصل الأخير من كتاب‬ ‫تاريخ عمان الذى أضافه المحقق لكتاب الأزكوي‪ ،‬وأسنده لمؤلف مجهول‪ .‬تمت‬ ‫الإشارة إلى وقعتين في فرق؛ الأولى دون تحديد التاريخ كانت بين بلعرب بن حمير‬ ‫وخلفان بن محمد البوسعيدي والي نزوى من قبل أحمد بن سعيد‪ ،‬ولم تسفر عن‬ ‫نتيجة حاسمة لأحد الطرفين حيث انسحب بلعرب إلى الظاهرة وظلت نزوى في‬ ‫قبضة الوالي البوسعيدي‪ .‬وقد رجح باثرست اوطةظ وقوع هذه المعركة‪ .‬أما‬ ‫الوقعة الأخرى التي قتل فيها بلعرب فقد كان تاريخ وقوعها حسب هذا المصدر في‬ ‫يوم السبت ‪ 41‬من صفر ‪6711‬ه‪ 4 /‬سبتمبر ‏‪.ُ٨1762‬‬ ‫ويشير ابن رزيق دون تحديد التاريخ إلى أن وقعة فرق التي قتل فيها بلعرب‬ ‫! ‪ -‬وردت [وآبار ورموم] في الحاشية اليمنى بخط الإمام بيده‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وردت [بحق له علئ رده] فى الحاشية العليا بخط الإمام بيده‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يوافق الأحد ‪ 2‬مايو ‪6571‬م ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الأزكوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪.251 .151‬‬ ‫‪5 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫‪» 0‬‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪223.‬‬ ‫‪.,‬‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫‪ 0‬ة‬ ‫‪ 6‬۔ الأزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ 523 :451‬م ‪,‬م‬ ‫‪361‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫بن حمير كانت قبل وقعة سيح الطيب بين الإمام أحمد بن سعيد والشيخ ناصر بن‬ ‫محمد الغافري بحوالي اثنتي عشرة سنة"‪ .‬وإذا عرف أن وقعة سيح الطيب كانت‬ ‫حوالى عام ‪5811‬ه ‪1771/‬م‪ .:‬فهذا يرجح أن عام ‪6711‬ه‪2671 /‬م هو تاريخ‬ ‫حدوث وقعة فرق‪ .‬خاصة أن المؤرخ البطاشي أشار إلى أن وقعة سيح الطيب‬ ‫كانت بعد وقعة فرق بحوالي ‪ 91‬سنة وفي رواية أخرى نحو ‪ 01‬سنوات تقريبا‪،١‬‏ و‬ ‫يمكن قبول الرواية الأولى كونها تجعل تاريخ المعركة حوالي سنة ‪6611‬ه‪2571 /‬م‬ ‫وهو تاريخ يتعارض مع وثيقة البيع التى تعود إلى عام ‪9611‬ه‪6571 /‬م والتي تثبت‬ ‫أن بلعرب بن حمير لا يزال حيا بعد ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫لقد وقع الخلط بين عام ‪7611‬ه وبين عام ‪6711‬ه خاصة أن اليوم والشهر‬ ‫وهو السبت ‪ 41‬من صفركان واحدا في كلا الروايتين"‪ .‬ويستخلص منكل ذلك أن‬ ‫بلعرب بن حمير بقي طوال الفترة التي أعقبت خلعه يعتبر نفسه في حكم الإمام‬ ‫الشرعي‪ .‬ويتضح ذلك في رسالته لأحد فقهاء عصره وهو الشيخ جاعد بن سلام بن‬ ‫ويصف نفسه با لاما م‬ ‫وفيها يطعن فى إما مة أحمد بن سعيد‬ ‫‏‪ ١‬لسلامى‪.‬‬ ‫مسعود‬ ‫ومن هنا فإن مقتله كان ختاما نهائيا لحكم هذه الأسرة؛ إذ لم يذكر أن أحدا منهم‬ ‫خرج مطالباً بالحكم بعدها ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬الشعاع الشائع‪ .‬ص ‪.843‬‬ ‫‪ - 2‬الأركوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪!65‬؛ البطاشي الطالع السعيد‪ .‬ص ‪.181‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ .‬الطالع السعيد! ص ‪.181‬‬ ‫‪ - 4‬الأزكوي‪ .‬تاريخ عمان المقتبس‪ .‬ص ‪4‬ئ!؛ البطاشي‪ .‬الطالع السعيد ص ‪.121‬‬ ‫‪ - 5‬جاعد بن سالم ين سلام بن مسعود السلامي الرستاقي‪ .‬شيخ فقيه! من فقهاء القرن التاني عشر‬ ‫الهجري‪ .‬كان إلى سنة ‪9611‬ه‪5571/‬م على قيد الحياة‪ .‬كان من المقربين عند الإمام يلعرب بن حمير‬ ‫اليعربي‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬إتحاف الأعيان‪ .‬ج‪ .3‬ص ‪.19‬‬ ‫‪ - 6‬البطاشي‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪ 62‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪461‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫مرت دولة اليعاربة (‪4301‬ه‪4261/‬م ‪2611 -‬ه‪9471/‬م) كحال أغلب الأسر‬ ‫الحاكمة عبر التاريخ بمراحل اتسمت في أولها بالقوة والازدهار‪ .‬ثم لم تلبث أن‬ ‫اعترتها عوامل الضعف والصراع‪ .‬والتي قادت إلى نهاية حكم هذه الأسرة‪ .‬والدراسة‬ ‫كانت محاولة للوقوف على أسباب هذا التدهور والضعف من خلال معالجة‬ ‫مسألة نظام الحكم مع مناقشة الأحداث التي مرت بها الدولة في مراحلها الأخيرة‬ ‫(‪1311‬ه‪9171/‬م ‪ 2611 -‬ه ‪9471 /‬م) أي فترة الصراع‪ .‬وتماشيا مع الأهداف التى‬ ‫توختها الدراسة والتي عولجت بشكل مفصل عبر الفصول الثلاثة للدراسة‪ .‬تم‬ ‫التوصل إلى جملة من النتائج‪ .‬من أهمها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كشفت الدراسة أن نظام الإمامة في العهد اليعربي قد مر على وجه‬ ‫التقريب بثلاث مراحل‪. :‬‬ ‫أ) المرحلة الأولى‪ :‬اتسمت بتطبيق مبدأ الشورى فى الانتخاب" وكان الأمر‬ ‫فيها بيد العلماء أهل الحل والعقد‪ ،‬وتشمل الأئمة للاثة الأوائل‪.‬‬ ‫ب) المرحلة الثانية‪ :‬شهدت خروج سيف بن سلطان الأول على أخيه بلعرب‬ ‫وهو الإمام الشرعى المنتخب مما شكل إيذانا بإبعاد مبدأ الانتخاب والشورى‪.‬‬ ‫وليجاد بذرة أو سابقة للصراع على الحكم‪ .‬وهي السمة التي طبعت الحكم اليعربي‬ ‫في أواخر عهده‪ .‬وقد حد من أثر هذا التجاوز لمبدأ الشورى قوة شخصية الإمام‬ ‫سيف بن سلطان الأول ومن بعده ابنه سلطان بن سيف الثاني‪.‬‬ ‫ج) المرحلة الثالثة‪ :‬اتضحت فيها آثار ضعف سلطة العلماء وانتهاج أسلوب‬ ‫مغاير لأسس الانتخاب ومبادئه! حين أصر زعماء القبائل وخاصة بعض اليعاربة‬ ‫‪561‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫في !لرستاق على أن تكون الإمامة يالتوريث وأن يكون سيف بن سلطان خلفا‬ ‫لأبيه‪ .‬وسيف هذا كان فتى لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره‪ .‬حيث أفرغ نظام‬ ‫الإمامة من معناه الحقيقي‪ .‬وأصبحت إمامة سيف بن سلطان الثاني محورا للصراع‬ ‫والاقتتال بين مؤيد ومعارض طوال السنوات المتبقية من حكم اليعاربة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أوضحت الدراسة أن هنالك عوامل أو جذوراً للصراع الداخلي الذي‬ ‫شهدته الدولة اليعربية أواخر حكمها تكمن في كيفية عمل نظام الحكم في هذه‬ ‫الفترة والتي تمثلت في الانتخاب الخلافي‪ .‬والخروج على الإمام؛ وتراجع سلطة‬ ‫العلماء "أهل الحل والعقد“‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بينت الدراسة أن رفع بلعرب بن ناصر اليعربي للحظر على يني هناءة‪.‬‬ ‫والذي كان قد فرض أيام الإمام ناصر بن مرشد كان الأساس في تشكل المحور‬ ‫الهنائي‪ .‬في المقابل كان للخلاف الحاد بين بلعرب بن ناصر والشيخ محمد بن‬ ‫ناصر الغافري دور في ظهور المحور الغافري‪.‬‬ ‫‪ - 3‬توصلت الدراسة إلى أنه لم يكن للعصبيات القبلية القديمة ولا للاختلافات‬ ‫المذهبية دور في صياغة الحزبين الغافري والهناوي إنما الأمر كان لأسباب‬ ‫اقتصادية وسياسية حكمت ظروف كل قبيلة في حسم خيارها بالانضمام لأحد‬ ‫المحاور‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أبرزت الدراسة أبعاد وحيثيات التدخل الفارسي في عمان حين التقت‬ ‫أطماع نادر شاه التوسعية مع حرص سيف بن سلطان الثاني على التمسك بالحكم‬ ‫بأي ثمن‪ .‬فكان لاستعانته يالفرس نتائج عديدة على جميع المستويات وأبرزها‬ ‫التعجيل بسقوط الدولة اليعربية‪.‬‬ ‫ك ‪-‬كشفت الدراسة أن مقتل بلعرب بن حمير كان في عام ‪6711‬ه‪2671 /‬م‪.‬‬ ‫وليس عام ‪7611‬ه‪2571 /‬م كما ذهبت بعض المصادر العمانية‪ .‬ويعد مقتله ختاما‬ ‫نهائيا لحكم هذه الأسرة؛ إذ لم يذكر أن أحدا منهم خرج مطالبا بالحكم يعدها‪.‬‬ ‫‪661‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫الوثانت‪:‬‬ ‫وتائق غير منشورة‬ ‫‪ - 1‬وثيقة إقرار من الإمام بلعرب ين حمير بن سلطان اليعربي مؤرخة في‬ ‫شعبان ‪9611‬ه لدى الباحث نسخة منها‪.‬‬ ‫وتائق منشورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ - 1‬بالو إيزابيل‪ .‬عمان وفرنسا صفحات من التاريخ‪ .‬تر‪ :‬السيد خزعل مطابع‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬ ‫باريس‪:‬‬ ‫شركة تيبا‪6‬‬ ‫‪ - 2‬جيان‪ ،‬شارل‪ .‬وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن أفريقيا الشرقية‪ .‬تر‪:‬‬ ‫يوسف كامل‪ .‬القاهرة‪7291 :‬م‪.‬‬ ‫ك ‪3 -‬‬ ‫‪, ]..‬‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,,‬‬ ‫ع‬ ‫‪ -‬ن‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪2‬‬ ‫د‬ ‫‪, 0081-0061‬‬ ‫‪, .8091‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫آ‬ ‫مم‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪7491-3781.‬‬ ‫‪1 2 (9781-‬‬ ‫‪3881).‬‬ ‫ح‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪,6891.‬‬ ‫‪761‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫الصادر العربية‪:‬‬ ‫المصادر غير المنشورة‬ ‫المخطوطات‬ ‫‪ - 1‬مؤلف مجهول‪ .‬مخطوطة تضم سيرة ومجموعة قصائد لمجموعة شعراء‬ ‫دار المخطوطات‬ ‫الرقم ‪.081‬‬ ‫الإمام محمل بن ناصر بن عامر الغافري‪.‬‬ ‫فى مدح‬ ‫والوثائق‪ .‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪.‬‬ ‫المنشورة‬ ‫المصادر‬ ‫‪ - 1‬الأركوي‪ ،‬سرحان بن سعيد ( كان حيا حتى عام ‪9611‬ه‪ .)/‬كشف الغمة‬ ‫الجامع لأخبار الأمة‪ .‬تح‪ :‬حسن محمد النابودة‪ .‬ج‪ .2‬طل‪ .‬دار البارودي" بيروت‪:‬‬ ‫‪6001‬م‪.‬‬ ‫‪ .‬تاريخ عمان المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار‬ ‫‪2‬‬ ‫الأمة‪ .‬تح‪ :‬عبد المجيد حسيب القيس" طه‪ {4‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط‪:‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التوحيد‪.‬‬ ‫عقيدة‬ ‫(ات ‪231 :‬ه‪4191/‬م) ‪ .‬شرح‬ ‫امحمد بن يوسف‬ ‫‪ - 3‬اطفيش‪.‬‬ ‫الجزائر ‪1002:‬م ‪.‬‬ ‫جمعية التراث‬ ‫تح ‪ :‬مصطفى بن الناصر وينتن ط‪.1‬‬ ‫مكتبة الإرشاد‬ ‫ط‪.3‬‬ ‫‪.41‬‬ ‫العليل‪.‬‬ ‫النيل وشفاء‬ ‫‪ .‬شرح كتاب‬ ‫‪ 4‬۔‬ ‫جدة‪.5891 :‬‬ ‫‪ - 6‬البسيوي" أبو الحسن علي بن محمد (من علماء ق ‪ 4‬ه‪ /‬ق‪01‬م)‪ .‬سيرة‬ ‫‪861‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫عن الشيخ أبي الحسن‪ .‬السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬سيده إسماعيل‬ ‫القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪91 :‬م‪.‬‬ ‫وزارة التراث‬ ‫ط ‪2‬‬ ‫ج‪2‬‬ ‫كاشف‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لعليم‬ ‫ديوا ن ا لحبسى ‪ .‬تح ‪ :‬عبد‬ ‫بن جمعة‪.‬‬ ‫‪-6‬۔ ا لحبسى ئ را شد بن خميس‬ ‫عيسى ط!ا وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪2891 :‬م‪.‬‬ ‫ط ‪ .3‬دار الكتب‬ ‫علي بن أحمد بن سعيد‪ .‬جمهرة أنساب العرب‬ ‫‪ 7‬۔ ابن حزم‬ ‫بيروت ‪31 :‬م‪.‬‬ ‫العلمية‬ ‫‪ - 8‬الحضرمي‪ .‬إبراهيم بن قيس (ت‪ :‬ق ك ه ‪11 /‬م)‪ .‬مختصر الخصال‪ .‬تح‪:‬‬ ‫عبد الرحمن بن محمد بن نبهان الخروصى‪ .‬ط‪ {1‬مكتبة مسقط\ مسقط ‪1102 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الخروصى‪ ،‬أبو المؤثر الصلت بن خميس (من علماء ق‪ 4‬ه‪ /‬ق ‪ 01‬م)‪.‬‬ ‫كتاب الأحداث والصفات‪ .‬السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬سيده‬ ‫مسقط ‪.9891:‬‬ ‫القومى والثقافة‪.‬‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫‪.2‬‬ ‫‏‪ ٠‬ط‬ ‫إسماعيل كاشف ‪ .‬ج!‬ ‫سيرة ‏‪ ١‬لشيخ ‏‪ ١‬لفقيه محمد بن محبوبك‬ ‫بن محبوب‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫‪ ١‬لرحيلى‬ ‫‏‪10‬‬ ‫السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬سيده إسماعيل كاشف‪ .‬ج‪ .2‬ط ‪.2‬‬ ‫وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪.9891 :‬‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ ،‬حميد بن محمد‪( .‬ت ‪ 0921‬ه ‪3781 /‬م)‪ .‬الشعاع الشائع‬ ‫باللمعان في ذكر أئمة عمان‪ .‬تح‪ :‬عبد المنعم عامر‪ .‬ط‪ ،‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط ‪8791 :‬م‪.‬‬ ‫‪ .‬الصحيفة القحطانية‪ .‬تح‪ :‬حسن محمد النابودة‪ .‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫‪- 2‬‬ ‫البارودي‪ ،‬بيروت‪8002 :‬م‪.‬‬ ‫‪961‬‬ ‫ازا‪ ,‬ما مة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫‪.‬الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين‪ .‬تح ‪ :‬عبد المنعم‬ ‫‪- 3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التراث والثقافة‪ .‬مسقط ‪10 :‬م‬ ‫وزارة‬ ‫عامر ومحمد مرسى عبد الله‪ .‬ط ک‬ ‫‪ - 4‬السالمى‪ ،‬عبد الله بن حميد (ت‪2331 :‬ه ‪4191/‬م) ‪.‬تحفة الأعيان يسيرة‬ ‫أهل عمان‪ .‬ب‪.‬ط مكتبة الإمام نور الدين السالمي‪ .‬السيب ‪0002:‬م‪.‬‬ ‫‪.‬جوابات الإمام السالمى‪ .‬تنسيق ومراجعة‪ :‬عبد الستار أبو‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مكتبة الإمام السالمى‪ ،‬بدية‪91 :‬م ‪.‬‬ ‫غدة‪.‬ج‪ 1‬ي ط‪2‬‬ ‫‪ - 6‬الشقصي‪ .‬خميس بن سعيد بن علي (ت‪ :‬ق ‪11‬ه‪ /‬ق ‪71‬م)‪ .‬منهج‬ ‫م ‪.‬‬ ‫‪600‬‬ ‫مسقط ‪:‬‬ ‫الطالبين وبلاع الراغبين‪ .‬جك‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة مسقط‬ ‫الشماخى‪ ،‬أحمد بن سعيد بن عبد الواحد (ت‪829 :‬هت‪2251 /‬م)‪ .‬كتاب‬ ‫والثقافة‬ ‫القومي‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫ط ‪.1‬‬ ‫ج‪.1‬‬ ‫السيابي‪.‬‬ ‫سعود‬ ‫احمد بن‬ ‫تح‪:‬‬ ‫السير‪.‬‬ ‫مسقط ‪ 7 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عبد الكافي‪ .‬أبو عمار (ت‪ :‬ق كه ‪11 /‬م)‪ .‬الموجز‪ .‬تح‪ :‬عبد الرحمن‬ ‫عميرة ‪ .‬ج‪ .2‬ط‪ .1‬دار الجيل‪ ،‬بيروت ‪01 :‬م ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬ابن قتيبة‪ .‬أبى محمد عبد لله بن مسلم (ت ‪672 :‬ه‪998/‬م)‪ .‬الإمامة‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫ط‪1‬‬ ‫ج‪.1‬‬ ‫خليل المنصور‪.‬‬ ‫علق عليه ووضع حواشيه‪:‬‬ ‫والسياسة‪.‬‬ ‫العلمية! بيروت‪1002 :‬م‪.‬‬ ‫عبد الله بن خلفان (من علماء ق ‪1 1‬ه‪71/‬م) ‪ .‬سيرة الإمام‬ ‫‪ -‬ابن قيصر‬ ‫‪0‬‬ ‫ناصر بن مرشد‪ .‬تح‪ :‬عبد المجيد القيسى{ ط‪ \1‬دار الحكمة لندن‪2002 :‬م‪.‬‬ ‫الإهداء‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬أحمد بن عبد الله (ت‪755:‬ه‪2611/‬م)‪ .‬كتاب‬ ‫‪071‬‬ ‫المصادر‪ ,‬والمراجع‬ ‫والمنتخب من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأئمة وعلماء عمان‪ .‬ط‪ .1‬وزارة‬ ‫التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪5891 :‬م‪.‬‬ ‫‪ .‬المصنف‪ .‬ج‪ .01‬تح‪ :‬الشيخ سالم بن حمد الحارثى‪ .‬ط‪.1‬‬ ‫‪- 2‬‬ ‫ام‪.‬‬ ‫مسقط ‪3 :‬‬ ‫القومي والثقافة‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬محمد بن إيراهيم (ت‪80 :‬ه‪5111/‬م)‪ .‬بيان الشرع الجامع‬ ‫للأصل والفرع‪ .‬ج‪ .86‬تح‪ :‬لجنة من العلماء بإشراف سماحة الشيخ احمد بن‬ ‫اجعة ‪ :‬عبل الحفظ شلبى‪ .‬ط‪ .1‬وزارة التراث‬ ‫ا لخليلى مفتى عام السلطنة‬ ‫حمد‬ ‫القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المعولى! محمد بن عامر بن راشد (ت‪ 0911 :‬ه ‪6771 /‬م) قصص‬ ‫وأخبار جرت في عمان‪ .‬تح ‪ :‬سعيد بن محمد الهاشمي‪ ،‬طل\ وزارة التراث‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪7002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 5‬مؤلف مجهول‪ .‬تاريخ أهل عمان‪ .‬تح‪ :‬سعيد عبد الفتاح عاشور{ ط‪.2‬‬ ‫وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط ‪5002 :‬م‪.‬‬ ‫الصادر الأجنبية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬لوريمير‪ ،‬ج‪ .‬ج‪ .‬السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العر بية‪.‬‬ ‫تر‪ :‬مجموعة باحثين‪ .‬ط‪ \1‬دار غارنت\ لندن ‪5991 :‬م‪.‬‬ ‫‪ .3‬وزارة‬ ‫‪ - 2‬مايلز‪ .‬س‪ .‬ب‪ .‬الخليج بلدانه وقبائل‪ .‬تح ‪ :‬محمد أمين عبد الله‪ .‬ط‬ ‫‪.‬م‪.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫مسقط ‪:‬‬ ‫القومى والثقافة‬ ‫التراث‬ ‫‪3 -‬‬ ‫ط‬ ‫‪,‬م‬ ‫[ م‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 8271,‬م ‪0‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫‪ : ..‬ه‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪: 4891.‬‬ ‫‪171‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪1‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪! 2,‬‬ ‫‪: 2791.‬‬ ‫المراجم العربية والأجنبية المعربة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أعوشت‪ ،‬بكير سعيد‪ .‬دراسات إسلامية فى الأصول الإباضية‪ .‬ط‪ '2‬غرداية‪.‬‬ ‫الجزائر ‪1891:‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أمين{ عبد الأمير محمد‪ .‬القوى البحرية في الخليج العربي في القرن‬ ‫‪601‬م ‪.‬‬ ‫جامعة بغداد بغداد‪:‬‬ ‫الثامن عشر‪1 .‬ط‪.‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ .‬الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام‬ ‫أحمد بن سعيد‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية‬ ‫والتاريخية } السيب‪ 7991 :‬م‪.‬‬ ‫‪ .‬إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان‪ .‬ج‪ }3‬ترتيب‬ ‫‪4‬‬ ‫مكتبة ‏‪ ١‬لمستشار ‏‪ ١‬لخاص لجلالة‬ ‫وتعليق ‪ :‬سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمى‪ .‬ط‪2‬‬ ‫السلطان للشؤون الدينية والتاريخية‪ .‬السيب‪4002 :‬م‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬البطاشي" محمد بن شامس‪ .‬سلاسل الذهب فى الأصول والفروع والأدب‪.‬‬ ‫وزارة التراث القومى والثقافة مسقط ‪4991 :‬م ‪.‬‬ ‫ج‪ .01‬ب ‪.‬ط‬ ‫هشام‪ .‬الفتنة‪ :‬جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر‪ .‬تر‪:‬‬ ‫‪ - 6‬جعيط‬ ‫م ‪.‬‬ ‫‪50‬‬ ‫دار الطليعة بيروت ‪:‬‬ ‫ط‬ ‫خليل أحمد خليل‬ ‫‪ 7‬جهلان‪ .‬عدون‪ .‬الفكر السياسي عند الإباضية من خلال آراء الشيخ محمد‬ ‫ين يوسف إطقيش‪ .‬ط‪ \3‬مكتبة الضامري{ السيب‪0102 :‬م‪.‬‬ ‫‪271‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫‪ - 8‬الحارثى‪ ،‬سالم بن حمد‪ .‬العقود الفضية فى أصول الإباضية‪ .‬ط‪ ُ2‬ابناء‬ ‫المؤلف إيراء ‪9002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الحارثى‪ ،‬عبد الله بن ناصر‪ .‬عمان فى عهد يتى نبهان‪.‬ط‪ .1‬مركز الدراسات‬ ‫العمانية جامعة السلطان قابوس مسقط ‪4002:‬م ‪.‬‬ ‫ط ‪ .1‬المؤلف‬ ‫‪ -‬الحارتى‪ ،‬مالك بن سلطان‪ .‬نظرية الإمامة عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مسقط ‪1 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الحجري بدر بن محمد‪ .‬عمان الشورى في التاريخ السياسى لحكم‬ ‫الإمامة نجاح وإخفاق التجربة ‪231‬ه ‪4201 -‬ه‪ .‬ط‪ \1‬المؤلف مسقط‪2002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حسين طه‪ .‬الفتنة الكبرى‪ .‬ط‪ \4‬مكتبة النهضة‪ .‬القاهرة‪8691 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الحديدي‪ .‬عادل‪ .‬المرشد العام للولايات والقبائل فى سلطنة عمان‪ .‬طل‪.‬‬ ‫وزارة الداخلية‪ .‬مسقط ‪2891 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬حنظل فالح ‪ .‬المفصل في تاريخ الإمارات العربية المتحدة‪ .‬ج! أبو‬ ‫ظبى ‪ :‬ب‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الخروصى» سالم بن هلال‪ .‬الفكر السياسي عند الإباضية والزيدية‪ .‬ط‪.1‬‬ ‫مكتبة مدبولى القاهرة‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫ملامح من التاريخ العماني‪ .‬ط ‪ .3‬مكتبة‬ ‫سليمان بن خلف‪.‬‬ ‫‪ -‬الخروصي"‬ ‫‪6‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الضامري{ السيب‪2002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الخصوصي بدر الدين عباس‪ .‬دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث‬ ‫والمعاصر‪ .‬ج‪ .2‬ط‪ .2‬دار ذات السلاسل‪ .‬الكويت‪4891 :‬م‪.‬‬ ‫‪321‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫‪ - 8‬خليفات‪ .‬عوض‪ .‬نشأة الحركة الإباضية‪ .‬ط‪ \1‬وزارة التراث والثقافة‬ ‫مسقط ‪2002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الخليلى‪ .‬أحمد بن حمد‪ .‬شرح منظومة غاية المراد في نظم الاعتقاد‪ .‬ط‪.‬‬ ‫مكتبة الجيل الواعد مسقط ‪3002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 0‬الرقيشى؛ محمد بن سالم بن زاهر‪ .‬النور الوقاد على علم الرشاد‪ .‬ط‪‘2‬‬ ‫وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط ‪7002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الرواحي‪ ،‬سالم بن محمد بن سالم‪ .‬الدعوة في عمان في عهد اليعاربة من‬ ‫سنة ‪4301-3311‬ه‪ .‬طا المؤلف نفسه‪ .‬مسقط ‪3002 :‬م‪.‬‬ ‫عمان ‪.‬ح‪ .2‬ط ‪ .1‬مكتب مستشار جلالة‬ ‫ا لزبير محمد‪ .‬موسوعة أرض‬ ‫‪2‬۔‬ ‫السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي{ مسقط ‪5002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬السعدي" فهد ين علي بن هاشل‪ .‬معجم شعراء الإباضية (قسم المشرق)‪.‬‬ ‫ج‪ .1‬ط‪ .1‬مكتبة الجيل الواعد مسقط ‪7002 :‬م‪.‬‬ ‫‘ مكتبة الجيل‬ ‫والمتكلمين الإباضية‪ .‬ج‪ ‘ 1‬ط‪1‬‬ ‫‪ .‬معجم الفقهاء‬ ‫‪ 4‬۔‬ ‫الواعد! مسقط ‪7002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 5‬سلوت ب‪ .‬ج‪ .‬عرب الخليج ‪2061-4871‬م‪ .‬تر‪ :‬عائدة خوري‪ .‬ط‪1‬ا‬ ‫المجمع الثقافى‪ .‬أبوظبى ‪31 :‬م ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ .‬إسعاف الأعيان فى انساب أهل عمان‪ .‬ط‪.1‬‬ ‫المكتب الإسلامى‪ .‬بيروت‪4831 :‬ه‪.‬‬ ‫‪471‬‬ ‫المصادر‪ ,‬والمراجع‬ ‫‪ .‬إيضاح المعالم في تاريخ القواسم‪ .‬تح‪ :‬أحمد التدمري‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‪7‬‬ ‫دمشق ‪67 :‬م ‪.‬‬ ‫المطبعة التعاونية‬ ‫عمان عبر التاريخ‪ 4 .‬أجزاء ط ‪ .4‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫‪._ - 8‬‬ ‫مسقط ‪1002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬السيار‪ .‬عائشة علي‪ .‬دولة اليعاربة في عمان وشرق أفريقيا‪ .‬ط‪ .2‬دار‬ ‫أبوظبى ‪2991 :‬م‪.‬‬ ‫ا لوحدة‬ ‫صحف‬ ‫‪ - 0‬شلبى‪ 6‬أحمد‪ .‬موسوعة التاريخ الإسلامي‪ .‬ج‪ .7‬طة‪ .‬النهضة المصرية‪.‬‬ ‫القاهرة ‪.2891 :‬‬ ‫‪ - 1‬عبد الله! محمد مرسى‪ .‬إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى‬ ‫(‪8181 -3971‬م)‪ .‬المكتب المصري الحديث القاهرة‪8791 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عقيل‪ ،‬مصطقى‪ .‬التنافس الدولى فى الخليج العربي (‪2261-3671‬م)‪.‬‬ ‫طق‪ .‬الدوحة‪4991 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬علي‪ .‬بكير بن بلحاج‪ .‬الإمامة عند الإباضية بين النظرية والتطبيق مقارنة‬ ‫مع أهل السنة والجماعة‪ .‬ج‪ .1‬مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‪ ،‬السيب‪0102 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عمارة‪ .‬محمد‪ .‬الإسلام وفلسفة الحكم‪ .‬ط‪ .2‬المؤسسة العربية للدراسات‬ ‫والنشر‪ ،‬بيروت ‪9791:‬م‪.‬‬ ‫‪ - 5‬غباش‪ .‬حسين عبيد‪ .‬عمان الديمقراطية الإسلامية‪ .‬تر‪ :‬أنطوان حمصي‪.‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫دار الجديد بيروت ‪7 :‬‬ ‫ط‪1‬‬ ‫‪571‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫النظام‬ ‫لقرن جديد‪:‬‬ ‫‪ - 6‬غليون‪ .‬برهان‪ .‬و العوا محمد سليم‪ .‬حوارات‬ ‫السياسى فى الإسلام‪ .‬طل‪ .‬دار الفكر! دمشق‪4002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 7‬فارس‪ .‬علي عبد الله‪ .‬العلاقات العمانية الفارسية في عهد دولة آل‬ ‫بوسعيد‪ .‬ط‪ .2‬المسار للدراسات والاستشارات والنشر الشارقة‪0002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 8‬فوزي‪ ،‬فاروق عمر‪ .‬التاريخ الإسلامي وفكر القرن العشرين‪ .‬دراسات‬ ‫نقدية في تفسير التاريخ‪ .‬ط‪ .2‬دار اقرأ‪ .‬بيروت‪5891 :‬م‪.‬‬ ‫دبى‪:‬‬ ‫القلم‪.‬‬ ‫دار‬ ‫الإسلامية‪.‬ط‪.1‬‬ ‫العصور‬ ‫‪ .٠‬الخليج العربى فى‬ ‫‏‪- 9‬‬ ‫‪31‬م‪.‬‬ ‫‪ .‬الموجز في تاريخ عمان السياسي في القرون الإسلامية الأولى‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬ه‪-609‬ه‪226-0051/‬م‪ .‬ط‪ .1‬دار مجدلاوي‪ .‬عمان‪8002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬قاسم! جمال زكريا‪ .‬الخليج العربي الحديث والمعاصر ‪0481 7051-:‬م‪.‬‬ ‫ج‪ .‬دار الفكر العربي‪ .‬القاهرة‪2002 :‬م‪.‬‬ ‫مسقط ‪:‬‬ ‫مكتبة مسقط‬ ‫عمان والحركة الإباضية‪ .‬ط‪.2‬‬ ‫محمد‪.‬‬ ‫۔ قرقش‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪41‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كوبرلي" بيير‪ .‬مدخل إلى دراسة الإباضية وعقيدتها بحث مقارن في‬ ‫اللاهوت الإباضى فى بلاد المغرب وعمان‪ .‬تر‪ :‬عمار الجلاصى‪ .‬طة النادي‬ ‫الثقافى‪ .‬مسقط‪1102 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬لاندن‪ 6‬روبرت جيران‪ .‬عمان منذ ‪6581‬م مسيرا ومصيرا ‪ .‬تر ‪ :‬محمد أمين‬ ‫عبد الله‪ .‬طه‪ .‬وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪9891 :‬م‪.‬‬ ‫‪671‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫‪ - 5‬مجموعة باحثين‪ .‬عمان في التاريخ‪ .‬طل‪ .‬وزارة الإعلام دار أميل‪ .‬لندن‪:‬‬ ‫‪51‬م‪.‬‬ ‫‪ - 6‬معمر‪ .‬علي يحيى‪ .‬الإباضية بين الفرق الإسلامية‪ .‬ج‪ .2‬ط‪ {1‬مكتبة‬ ‫‪.‬‬ ‫الضامري للنشر والتوزيع‪ .‬السيب ‪7 :‬م‬ ‫القاهرة ‪:‬‬ ‫دار الآناق العربية‬ ‫ط‬ ‫با‪.‬‬ ‫ان‪،‬‬ ‫تاريخ ا‬ ‫شاهين‪.‬‬ ‫۔ مكاريوس؛‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 3‬م‪.‬‬ ‫‪ - 8‬هاشم‪ .‬مهدي طالب‪ .‬الحركة الإباضية في المشرق العربي‪ .‬ط‪ .2‬دار‬ ‫الحكمة‪ .‬لندن ‪3002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ 9‬۔ الهاشمى‪ .‬سعيد بن محمد‪ .‬دراسات في التاريخ العماني‪ .‬طا النادي‬ ‫الثقافى‪ .‬مسقط ‪1102 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 0‬الوسمي‪ ،‬خالد ناصر‪ .‬عمان بين الاستقلال والاحتلال دراسة في التاريخ‬ ‫العماني الحديث وعلاقاته الإقليمية والدولية‪ .‬ط‪ ،1‬مؤسسة الشراع العربيء‬ ‫الكويت‪3991 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ولكنسون‪ ،‬جون‪ .‬الإمامة في عمان‪ .‬تر‪ :‬الفاتح حاج التوم وطه أحمد طه‪.‬‬ ‫ط مركز الوثائق والبحوث أبوظبى‪7002 :‬م‪.‬‬ ‫عمان تاريخ وعلماء تر‪ :‬محمد أمين عبد الله تراثنا‪ .‬العدد‬ ‫‪..-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 0‬طق‪ .‬وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ياسين‪ ،‬عبد الجواد‪ .‬السلطة فى الإسلام (نقد النظرية السياسية)۔ ج‪.2‬‬ ‫المركز الثقافى العربى بيروت‪9 :‬م‬ ‫ط‪1‬‬ ‫‪771‬‬ ‫الامامة والصراج على السلطة في عمان اواخر دولة البعاربة‬ ‫المراجع الاجنبية‪:‬‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪: 6791.‬‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪6581.‬‬ ‫‪: 2691.‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,0791.‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 5‬ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ح م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. 8391.‬‬ ‫‪5 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫!‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.6891‬‬ ‫‪6 -‬‬ ‫‪, ]. .‬نل‪٧‬‏‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫م ه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ك‬ ‫‪0‬‬ ‫‪]0‬‬ ‫ح ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪: 7791.‬‬ ‫الرسانك العلصية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬البراشدي" موسى بن سالم بن حمد‪ .‬الحياة العلمية في عمان في عهد‬ ‫اليعاربة خلال الفترة من ‪4301‬ه‪4261 /‬م إلى ‪7511‬ه‪4471/‬م‪ .‬رسالة ماجستير‬ ‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية الآداب‪ .‬جامعة السلطان قابوس مسقط ‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الخضوري{ طالب بن سيف بن سالم‪ .‬الصراع السياسي بين عمان وفارس‬ ‫‪ 36581‬م‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)ء جامعة الدول العربية! معهد‬ ‫البحوث والدراسات العربية‪ .‬القاهرة‪8002 :‬م‪.‬‬ ‫‪871‬‬ ‫المصادر‪ ,‬والمراجع‬ ‫‪ - 3‬الريامي‪ .‬علي ين سعيد‪ .‬قضية "عزل“ الإمام الصلت بن مالك الخروصي‪:‬‬ ‫نتائجها السياسية وآثارها الفكرية على عمان حتى أواخر القرن الرابع الهجري‪/‬‬ ‫العاشر الميلادي‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ .‬كلية الآداب‪ .‬جامعة السلطان‬ ‫قابوس‪ .‬مسقط ‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الزبيدي عدنان هرير جودة‪ .‬عمان وسياسة نادر شاه التوسعية‪ .‬رسالة‬ ‫ماجستير (غير منشورة)‪ .‬كلية الآداب{ جامعة بغداد‪ .‬بغداد‪3891 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الصقري‪ .‬ناصر بن عبد الله بن سالم‪ .‬علاقة الدولة السعودية الأولى بعمان‬ ‫خلال القترة من ‪5121‬ه‪ 0081 /‬إلى ‪3321‬ه‪8181/‬م‪ .‬رسالة ماجستير (غير‬ ‫منشورة)‪ .‬كلية الآداب جامعة السلطان قابوس‪ ،‬مسقط ‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الضوياني‪ .‬حمد بن محمد بن ضويحي‪ .‬اليعاربة عائلة أباضية حاكمة‬ ‫(‪1471 -4261‬م)‪ .‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ (غير منشورة)‪ .‬قسم‬ ‫التاريخ كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية‪ .‬جامعة تونس تونس‪4002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الطوقي‪ .‬سالم بن سعيد‪ .‬دور اليعاربة الحضاري في مواجهة البرتغاليين‬ ‫لنيل شهادة الدراسات المعمقة (غير‬ ‫(‪4301-2211‬ه‪4261-1171/‬م)‪ .‬بحث‬ ‫منشور){ جامعة الزيتونة‪ .‬تونس‪2002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 8‬العامري خالد بن سيف‪ .‬دولة بني نبهان الثانية في عمان (‪469‬ه‪6551/‬م‪-‬۔‬ ‫‪716‬م)‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ .‬كلية الآداب‪ ،‬جامعة السلطان‬ ‫‪ 1/‬ه‬‫‪6‬‬ ‫قابوس‪ .‬مسقط ‪9002 :‬م‪.‬‬ ‫و ‪ -‬العبري" علي بن هلال بن محمد‪ .‬الإمامة في الفقه الإسلامي (دراسة‬ ‫مقارنة)‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ .‬قسم الدراسات العليا لعلوم الشريعة‬ ‫والحقوق والسياسة‪ .‬كلية الدراسات العليا‪ .‬الجامعة الأردنية‪ .‬عمان‪1991 :‬م‪.‬‬ ‫‪971‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة‬ ‫‪ - 0‬العجمي" خليل بن عبد الله بن سليمان‪ .‬أوضاع عمان الداخلية وعلاقاتها‬ ‫الخارجية فى عهد اليعاربة خلال القترة من (‪ 9501‬ه ‪ 9461 /‬م ‪ 3211 -‬ه ‪/‬‬ ‫‪11‬م)‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة) كلية الآداب‪ .‬جامعة السلطان قابوس‪.‬‬ ‫مسقط ‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬العجيلي‪ .‬غانم محمد رميض‪ .‬قيام حكم سلالة اليعاربة وانهياره في عمان‬ ‫(‪9471 4261-‬م) دراسة في التاريخ السياسي‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‬ ‫جامعة الدول العربية‪ .‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ .‬القاهرة‪7891 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬على‪ .‬عبد النبي علي أحمد‪ .‬الصراع العماني البرتغالي في شرق أفريقيا‬ ‫والدراسات‬ ‫البحوث‬ ‫(‪0561-0371‬م)‪ .‬رسالة دكتوراه (غير منشورة)!‪ .‬معهد‬ ‫الأفريقية‪ .‬جامعة القاهرة‪ .‬القاهرة‪4991 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3.‬الكندي الخطاب بن أحمد‪ .‬الأحوال السياسية والثقافية في عمان خلال‬ ‫الفترة (‪104‬ه ‪315 -‬ه‪0101/‬م‪9111 -‬م)‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة) كلية‬ ‫الآداب‪ .‬جامعة السلطان قابوس مسقط ‪7002 :‬م‪.‬‬ ‫‪41 -‬‬ ‫‪, .. 7‬‬ ‫‪! 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ..‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‪.‬ج‬ ‫‪,7691).‬ج‪(0‬‬ ‫‪51 -‬‬ ‫ن ‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 0‬لل‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪,5991‬ئلةك)‬ ‫‪081‬‬ ‫المصادر والمراحع‬ ‫الدوريات والدراسات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬البلوشي‪ .‬خالد بن محمد‪" .‬علاقات عمان ببلوشستان فى عهدى اليعاربة‬ ‫وآل بوسعيد“‪ .‬مجلة الدراسات العمانية‪ .‬عدد ‪ .61‬مسقط‪0102 :‬م‪.‬‬ ‫د ‪ -‬الحمداني‪ .‬طارق نافع‪" .‬مقاومة العمانيين للحملات الإيرانية على بلادهم‬ ‫مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية‪ .‬عدد‪ .73‬الكويت‪:‬‬ ‫‪74471‬م“‪.‬‬ ‫يناير‪ 4891‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الخروصي" سليمان بن خلف‪" .‬دولة اليحمد في عمان ‪769 - 571‬ه ‪/‬‬ ‫‪0651 - 1‬م“‪ .‬حصاد ندوة الدراسات العمانية‪ .‬مج‪ .1‬لطاا وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪0891 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الخصوصي بدر الدين‪" .‬الدولة الصفوية في مواجهة التحديات“‪ .‬مجلة‬ ‫دراسات الخليج والجزيرة العربية‪ .‬عدد‪ \44‬الكويت‪ :‬أكتوبر ‪5891‬م‪.‬‬ ‫‪ - 6‬السالمي" عبد الرحمن بن سليمان‪" .‬العلاقة بين الأئمة والعلماء وتطورات‬ ‫الدولة العمانية حتى نهاية القرن ‪01‬ه‪61/‬م“‪ .‬مجلة نزوى‪ ،‬عدد‪ .03‬ابريل ‪2002‬م‪.‬‬ ‫‪ - 6‬السديس عبد الرحمن بن على‪" .‬العلاقات العمانية الفارسية وأثرها فى‬ ‫الأوضاع السياسية في الخليج العربي (‪1601-5311‬ه‪0561-2271/‬م)“‪ .‬دول‬ ‫سلسلة مداولات أ للقاء ‏‪ ١‬لعلمي‬ ‫‏‪ ١‬لخليج ‏‪ ١‬لعربية عبر ‏‪ ١‬لعصور‬ ‫مجلس ‏‪ ١‬لتعاون لدول‬ ‫السنوي للجمعية ‪ .2 -‬دارة الملك عبد العزيز‪ .‬الرياض‪0002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 7‬السيابي‪ .‬أحمد بن سعود‪" .‬الإمام ابو سعيد الكدمي حياته وفكره“‪ .‬ندوة‬ ‫قراءات فى فكر ”ابى سعيد الكدمى“‪ .‬ط‪ .2‬المنتدى الادبى‪ .‬مسقط ‪6002 :‬م‪.‬‬ ‫‪181‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواذر دولة اليعاربة‬ ‫‪- 1737٤‬‬ ‫‏‪8‬‬ ‫الكويت‪ :‬يوليو‬ ‫‪4471‬م“‪ .‬مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية‪ .‬عددك‪.‬‬ ‫‪8‬م‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الغيلاني‪ .‬يوسف بن محمد‪ .‬دور الشيخ خميس بن سعيد الشقصي‬ ‫وإسهاماته في تأسيس دولة اليعاربة ‪4261‬م ‪9461 -‬م‪ .‬أبحاث اليرموك "سلسلة‬ ‫العلوم الإنسانية والاجتماعية“! مجلة علمية فصلية محكمة تصدر عن عمادة‬ ‫البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة اليرموك‪ ،‬مجلد ‪ .52‬عدد ‪ .3‬الأردن‪:‬‬ ‫سبتمبر ‪9002‬م‪.‬‬ ‫‪ - 0‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪" .‬الإمامة اليعربية من خلال المصادر التاريخية‬ ‫العمانية ‪4301‬ه ‪4511 -‬ه‪1471 - 4261/‬م“‪ .‬أعمال الملتقى العلمي الثاني حول‬ ‫مصادر التاريخ العماني‪ ،‬تحرير‪ :‬حسن الملخ وإبراهيم بحاز‪ 5‬وحدة الدراسات‬ ‫العمانية‪ .‬منشورات جامعة آل البيت‪ .‬المفرق‪3002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الهاشمي‪ .‬سعيد بن محمد‪" .‬العلماء والأئمة في عمان أضواء على بعض‬ ‫مظاهر الحياة السياسية في العصور الحديثة“‪ .‬مجلة المؤرخ العربي" عدد ‪.8‬‬ ‫المجلد الأول" مارس‪0002 :‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عمان تاريخ وعلماء‪ .‬تر‪ :‬محمد أمين عبد الله تراثنا‪ .‬العدد ‪ .01‬ط‪.3‬‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪4991 :‬م‪.‬‬ ‫‪31 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫“ ‪..‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫م ‪:‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫م ع‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.2791‬‬ ‫‪281‬‬ ‫الملاحة‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫‪0‬‬ ‫خلاصة مسالك الدين‬ ‫الكتمان‬ ‫الشراء‬ ‫الدفاع‬ ‫الظهور‬ ‫(إن الله اشترى‬ ‫‪.‬‬ ‫من المؤمني‪.‬‬ ‫(وجهددا ث |‬ ‫[ولله العزة‬ ‫(أدلة مشروعية‬ ‫دليل‬ ‫سر‬ ‫‪:‬‬ ‫سبيله لعلكم‬ ‫ولرسوله‬ ‫التقية)‬ ‫مسهم‬ ‫تفلحوا {‬ ‫المشروعية‬ ‫وللمؤمنين]‬ ‫وأموالهم]‬ ‫‪1‬‬ ‫تسلط حا‬ ‫أقلية ضعيفة في‬ ‫كم‬ ‫جائر أو‬ ‫أو‬ ‫اتتشار فساد‬ ‫توفر القوة الكافية‬ ‫الشروط‬ ‫د ولة مخالفة‬ ‫كافر‬ ‫تعمر‬ ‫ظهور عدو‬ ‫‏‪ ١‬لعد ‏‪ ٥‬وا لع ‪:‬‬ ‫فى‬ ‫الواجب‬ ‫سلطة اجتماعية‬ ‫قائد مؤقت‬ ‫إمام ينعزل‬ ‫إمام منتخب‬ ‫نوع السلطة‬ ‫بانتهاء الحرب | ينتصر أو يموت‬ ‫وحكومة عادلة‬ ‫النشاط الديني‬ ‫المجابهة بالقوة | الثورة عند الظلم‬ ‫تسييس الرعية‬ ‫واللجتما عي‬ ‫بعد النصح | أو المراقبة في‬ ‫وإنفاذ أحكام‬ ‫العمل‬ ‫والتر بوي‬ ‫السلم‬ ‫والتحذير‬ ‫الشرع‬ ‫العلماء‬ ‫والمؤسسات‬ ‫ما يحتاج إليه‬ ‫السلاح والعلم‬ ‫السلاح والرجال | الفدائي مع قوة‬ ‫الإمكانيات‬ ‫النقافية‬ ‫والمال والرجال‬ ‫الإيمان‬ ‫والاجتماعية‬ ‫عمان بعد سقوط‬ ‫النبى بعد‬ ‫الإمامة الأولى‪.‬‬ ‫دا‬ ‫أ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الهجرة‪ .‬الخلفاء‬ ‫إياضية الجزائر‬ ‫عبد الله بن وهب بو بلال مرداس‬ ‫الراشدون‪.‬‬ ‫المثال‬ ‫بن حدير‬ ‫الرا‬ ‫وليبيا وتونس بعد‬ ‫الإمامة الثانية فى‬ ‫سقوط الدولة‬ ‫التميمي‬ ‫‪17‬‬ ‫عمان "‬ ‫الرسمية‬ ‫الصمرجم‪ /‬جحلات! الفكر السياسي عند الإباضية‪ .‬ص ‪.702‬‬ ‫‪184‬‬ ‫(ب)‬ ‫عهد الإمام ناصر بن مرشد بن مالك اليعربي إلى ابن عمه وخليفته على الأمر‬ ‫من بعده سلطان بن سيف بن مالك اليعربى حين أراد أن يستعمله على بعض‬ ‫الأمور فطلب العذر فكتب إليه الإمام ما نصه‪:‬‬ ‫"يسم الله الرحمنالرحيم‪ :‬من عبد الله [مام المسلمين ناصر بن مرشد بنمالك‬ ‫إلى حضرة شيخنا الوالى الولد سلطان بن سيف بن مالكأمد الله عمره‪ .‬أما بعد‪:‬‬ ‫فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأوصيك ونفسي وجميع المسلمين بتقوى‬ ‫لله واللزوم على طاعته‪ .‬فاسمع له وأطع واقتد بإخوانك السالفين واتبع‪ .‬وأما ما‬ ‫ذكرته مأنمورك فاسأل فيها أهل الفضل والورع والهداية واالشرع الذين جعلهم لله‬ ‫ورثة أنبيائه ونورا ساطعا يقتدى به جميع أوليائه‪ .‬يؤمنونبالله واليوم الآخر ويأمرون‬ ‫بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين‪ .‬وأما‬ ‫مذاكرته في العاذرة من الأمر الذي جعلته عليك" فكيف أناتليوم ولدي جناحي‬ ‫الذي أتوصل به إلى إعزاز الدين الحنيف وخليفتي الذي أخلفة ركنا لهذا المذهب‪.‬‬ ‫فوسع صدرك وشاور العلماء في أمرك ولا تقطع عمرك‘ وتضيق الصدر والحزن‬ ‫وهون على نفسك من جميع ذلك وانظر ما أمامك من العوائق والمهالك فإن‬ ‫السالم من وفقه الله ونجاه وارتضاه من خليقته واصطفاه حتى حاذر من جميع‬ ‫معاصيه وخسه‪ .‬إلا من ضيق على نفسه وحزن في يومه أكثر من أمسه وقطع نفسه‬ ‫بالندم والهموم والكرب والغموم سلم الأمور ولدي لخالق الأرض والسماء وما فيهن‬ ‫وما تحت الثرى‪ .‬واصبر وما صبرك إلا بالله وتوكل عليه وفوض أمرك له واتقه حق‬ ‫تقاته ليجعل لك من جميع أمورك المخارج لقوله عز وجل‪(:‬ومن يتق الله يجعل له‬ ‫‪581‬‬ ‫الا‪ .‬ماعة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ‬ ‫أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا] فالله الله ولدي في سياسة الملوك لا تكن غافلا‬ ‫ولا مهملا لأمورك فإنك ركبت الخطر العظيم والهول الفظيع الجسيم‪ .‬فلا تلتفت‬ ‫ولدي إلى الدنيا ونعيمها وغضارتها فإنها لعب ولهو وزينة وتفاخر‪ .‬لا توازن عند الله‬ ‫جناح بعوضة فاجتهد في ذلك واقتد بإخوانك الماضيين حيث تركوا الدنيا لأهلها‬ ‫وبذلوها لطلابها وتوكلوا على ا له حق التوكل ولم يقصروا جهدهم في الله وإعزاز‬ ‫دينه‪ .‬وإظهار كلمته‪ .‬وإخماد نار البدع وإماتة الباطل وقتال الباغي العاطل فلم‬ ‫تخدعهم الدنيا بغرورها‪ ،‬ولم يعدلوا إلى لذتها وسرورها حتى تركوها وراء ظهورهم‬ ‫وقذفوا حبها من صدروهم هم الذين يتلون كتاب النه وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة‬ ‫وأنفقوا مما رزقهم الله سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} فكن ولدي حيث ظني بك‬ ‫وامتثل أمرك وراع فقراءك حق الرعاية وألف بين إخوانك وأصفيائك وخلانك وآت‬ ‫ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولنلك‬ ‫هم المفلحون‪ ،‬فاطرح ولدي حب الدنيا ومطامعها من قلبك واجتهد في طاعة ربك‬ ‫وخذ حذركك وقو عزمك وصبرك وكن مثل الأسد في ذلك الغار‪ .‬ولا يكن نظرك‬ ‫في راحتك اليوم فإنك اليوم لدينا مكين أمين‪ .‬والحمد الله رب العالمين والصلاة‬ ‫والسلام على خير خلق الأمين‪ .‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم“‬ ‫الفصدر‪ /‬السالهتيا‪ .‬التحفة‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪.92 - 72‬‬ ‫‪681‬‬ ‫(ج)‬ ‫رد الشيخ الفقيه العلامة سعيد بن " بن محمد الصبحي على طلب الإمام‬ ‫سيف بن سلطان الثاني عبر الواليالشيخ سالم بن راشد البهلوي في أمر زيادة‬ ‫مخصصاته المالية‪.‬‬ ‫ينر‬ ‫بعيشد ب‬ ‫"يسم الله الرحمنالرحيم قال العبد الفقير‪ .‬الضعيف الحقير‪ .‬س‬ ‫بن محمد الصبحي‪ .‬أن سألني الرضيالوالي الموالي سالم بن راشد بن سالم‬ ‫البهلوي‪ .‬الذي هو للإمام عز‪ .‬وله ذخر وكنز‪ .‬بأن أجعل لسيدنا إمام المسلمين‬ ‫سيف بن سلطان ۔أعزه الله‪ -‬مثل ما جعل للشيخ محمد بن ناصر{ فقلت‪ :‬لا‪.‬‬ ‫بل فريضة آبائه} وذلك لأن العاقدين لجته الإمام ناصر بن مرشد (رحمه الله)! لم‬ ‫يألوا جهدا‪ .‬ولم يتركوا اجتهادا‪ .‬ولو جاز لهم ووسعهم‪ .‬فوق الألف الذي جعلوه‪.‬‬ ‫لما يخلوا عليه من الزيادة‪ .‬ولو لكل يوم ألف ولو جاز لهم ذلك لجاز للإمام قبوله‬ ‫منهم‪ .‬إذ الأصل العطاء المفروض في بيت مال الله{ ولو جاز لهم ما اختاروا! لجاز‬ ‫للإمام ما فرضوه‪ 6‬وأرجوا أنهم أخذوا ما فعلوا تأويلا من قول الله عز وجل (والذين‬ ‫إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما]‪ .‬والقوام هو العدل بين أمرين‪.‬‬ ‫فخذها ‪ -‬سيدنا ‪ -‬فريضة هنيئةإ وهبة بريئة‪ .‬لا وبيئة‪ .‬ولا خارجة على حكم‬ ‫التقية‪ .‬ولم أعلم أن جدك الإمام سلطان بن سيف© ولا جدك سيف‪ 6‬ولا عمك‬ ‫بلعربؤ ولا أباك سلطان طلبوا ولا أخذ أحد منهم زيادة على ما مضى عليه إمامهم‬ ‫ناصر بن مرشد‪ .‬وتلك فريضة كافية‪ .‬ممات عليها الأسلافث ولا أريد لك خلاف‬ ‫ما عليه السلف فهذا اختياري والجهد مني‪ ،‬ولا خفت في أمرك لومة لائم؛ بل‬ ‫اخترت الك ما اختاره الله لملكه من الأئمة[ واختار المسلمون لهم ذلك‪ ،‬نظرا‬ ‫ومعونة وموافقة لكتاب ربهم‪.‬‬ ‫‪781‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخو دولة اليعاربة‬ ‫وقال لي الشيخ سالم‪ :‬كيف جعلت فريضة الشيخ محمد أكثر من هذا؟ فقلت‬ ‫له‪ :‬أخاف وقوعها من باب التقية‪ .‬والمخافة الخفية‪ .‬والحلال أولى فى حكم الله‬ ‫وحكم البرية‪ .‬ودم وابق سالما متعلما مستقيماء وأنتم بخير كثير‪ ،‬وأمر الدنيا قليل‬ ‫بن بتير ‏‪ ١‬لصبحي ‘‬ ‫‏‪ ١‬لحقير سعيد‬ ‫الخا دم‬ ‫عليكم ورحمة الله © من‬ ‫وا لسلام‬ ‫حقير‬ ‫تاريخه‪ :‬نهار ‪ 12‬شعبان ‪3411‬ه ‪ 41( /‬مارس ‪1371‬م)“‬ ‫المرجعم‪ /‬البطاشحيء إتحاف الاعيات‪ .‬ج ‪ .3‬ص ‪.942-152‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫أقررت وأنا الفقير إلى ا له تعالى إمام المسلمين بلعرب بن حمير بن‬ ‫سلطان ين سيف اليعربي بجميع أملاكي من قرية وبل [من الرستاق] من‬ ‫سقي فلج المدري ومن سقي فلج العين من قرية وبل من مياه وأرضين ونخل‬ ‫وأشجار ومن بيوت وعمار وخراب من جميع الأملاك كلها [وآبار ورموم]‬ ‫مما آل إل بالإرث من أختي عائشة بنت حمير بن سلطان بن سيف اليعربية‬ ‫للشيخ الرضي سعيد بن مسعود ين صالح الربخي الضنكي [بحق له علي رده]‬ ‫إقرارا مني له بذلك بتاريخ صباح الأحد لليلتين خلتا من شهر شعبان سنة‬ ‫تسع سنين وستين سنة وماية سنة وألف سنة من الهجرة [‪ 2‬شعبان ‪9611‬ه]‬ ‫وكتبته وأنا الأقل لله تعالى إمام المسلمين بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف‬ ‫بيدي ومن فمي وعرفت فعلي وفهمت معناه حرفا حرفا‪.‬‬ ‫المصدر‪ /‬فها حوزة الباحث صورة من هذه الوثيقة‪.‬‬ ‫‪981‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة قي عمان أواخو دولة اليعاربة‬ ‫(ھ)‬ ‫أبيات للشيخ محمد بن عامر بن راشد المعولي (ت‪0911 :‬ه‪7771 /‬م) ينعى‬ ‫فيها اليعاربة بعد ذهاب دولتهم! حيث قال‪:‬‬ ‫دداعا‬ ‫يعرينا‬ ‫آل‬ ‫وداعا‬ ‫سراعا‬ ‫بكم‬ ‫أيامكم‬ ‫مضت‬ ‫لقد بركت بكم نجب الخطايا‬ ‫سواعا‬ ‫عبدوا‬ ‫وصرتم كالذي‬ ‫فكم أسمعتكم نصحي فصمت‬ ‫استماعا‬ ‫مسامعكم فلم تطق‬ ‫إذا لم تسمعوا قولي ونصحيب‬ ‫فليس على المناصح أت يطاعا‬ ‫فكقرتموها‬ ‫نعمة‬ ‫منحتم‬ ‫وشكر الله أجدر أت يطاعا‬ ‫خطاياكم عليكم‬ ‫لقد حاطت‬ ‫لعظم الذنب منكم حيرى شاعا‬ ‫‪091‬‬ ‫فليس علوى الزمات لكم عتاسمب‬ ‫فلا بخت إذا ما الجد ضاعا‬ ‫فكنتم خير مرن ركب المطايا‬ ‫الورى همجا رعاعا‬ ‫فصرتم فى‬ ‫شؤم‬ ‫والذنب‬ ‫ربكم‬ ‫عصيتم‬ ‫ودي الله أولى أت يرا‬ ‫المرجع ‪ /‬البطاشيا‪ .‬الطالع السعيد‪ .‬ص ‪.221‬‬ ‫‪191‬‬ ‫الا‪ ,‬ما مة والصراع على السلطة في عمان اواخذو دولة البعاربة‬ ‫< ث‬ ‫‪ :‬ليف‬ ‫ف‪:‬‬ ‫ت!‬ ‫=‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ر‬ ‫المرجع ‪ /‬الصقري‪ .‬ناصر ين عبد الله بن سالم‪ .‬علاقة الدولة السعودية الأولى‬ ‫بعمان خلال الفترة من ‪5121‬ه‪ 0081 /‬إلى ‪3321‬ه‪8181/‬م‪ .‬رسالة ماجستير‬ ‫(غير منشورة) كلية الآداب جامعة السلطان قابوس مسقط ‪6002 :‬م{ ص ‪.971‬‬ ‫‪291‬‬ ‫(ز)‬ ‫طرق ومناطق الاتصال التجاري زمن اليعاربة‬ ‫ري‪ .‬حصد ‪..‬ب ۔ س ب ۔۔‪41 ‎.‬‬ ‫‪٦١‬حم۔۔۔۔ ۔۔‪.‬س۔۔۔۔_۔ ے!‬ ‫‪ . ..‬ففرح ‪ .‬۔ _ ح‬ ‫!‬ ‫‪١‬‬ ‫ص‪‎.‬‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫\‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..-.‬‬ ‫حص‪,‬‬ ‫!‬ ‫‪,‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫؟‬ ‫به‬ ‫‪,‬‬ ‫‪1 .‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫&‬ ‫'۔۔ ‪.‬‬ ‫مز‬ ‫`‬ ‫ذ‪..‬‬ ‫`‬ ‫رهه×‬ ‫ّ‬ ‫له‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫!‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫َ‬ ‫`‬ ‫‪1‬‬ ‫صرےع۔۔ ‪: -‬‬ ‫| ‏‪ ٦ ٣٧٣‬إ‬ ‫ب‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ر‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫«‬ ‫ہ‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫س‪,‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟ ممسعير‬ ‫!‬ ‫‏‪١‬‬ ‫م ‪٠-‬۔‏ ل‪7‬‬ ‫ً‬ ‫!‬ ‫ي‬ ‫حبل‬ ‫=ھ ۔‬ ‫!‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬سم۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪ .‬ىء‬ ‫‪,‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪! 11‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫المحبط البند پ‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪/‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫] ‪ .‬لحمد‬ ‫ة و ‪ :.- .--‬ء‬ ‫د‬ ‫‪..‬‬ ‫۔‬ ‫ح‬ ‫حدهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 1‬سم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏'‬ ‫`‬ ‫‪4‬‬ ‫‪57‬‬ ‫!ا‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫لا‬ ‫نسف‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪:. 1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫م‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫م‬ ‫‪-١‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪/‬و‬ ‫طرق ومتاتن الاتمدل‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ا ‏‪-‬لتجاري زمن اليعاربة‬ ‫ااا‬ ‫_‬ ‫ر‬ ‫المرجع ‪ /‬البراشدي موسى بن سالم بن حمد‪ .‬الحياة العلمية في عمان في عهد‬ ‫اليعاربة خلال الفترة من ‪4301‬ه‪4261 /‬م إلى ‪7511‬ه‪4471/‬م‪ .‬رسالة ماجستير‬ ‫(غير منشورة)‪ .‬كلية الآداب‘ جامعة السلطان قابوس‪ .‬مسقط ‪6002 :‬م! ص ‪.761‬‬ ‫‪391‬‬ ‫الامامة والصراع على السلطة في عمان اواخر دولة اليعاربة‬ ‫(ح)‬ ‫نموذج لتوزيع القبائل في عمان‬ ‫الرجم ‪ /‬ولكنسون‪ .‬الإمامة في عصات‪ .‬ص ‪.815‬‬ ‫‪491‬‬ ‫التشهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ - 1‬نظرية الحكم عند الإباضية‬ ‫‪92‬‬ ‫‪ - 2‬الإمامة الإباضية في عمان‬ ‫‪54‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬الإمامة في عصر اليعاربة (‪4261‬م _‪9471‬م)‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ - 1‬قيام دولة اليعاربة ومراحل الإمامة فيها‬ ‫‪05‬‬ ‫أ ‪ -‬المرحلة الأولى‬ ‫‪25‬‬ ‫ب ‪ -‬المرحلة الثانية‬ ‫‪65‬‬ ‫ج ‪ -‬المرحلة الثالثة‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ - 2‬جذور الصراع على الحكم‬ ‫‪26‬‬ ‫أ) الانتخاب الخلافى‬ ‫‪86‬‬ ‫ب) الخروج على الإمام‬ ‫‪57‬‬ ‫ج) تراجع سلطة العلماء‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النزاع الأسري الأول والحرب الأهلية (‪9171-8271‬م) ‪58‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪ - 1‬النزاع الأسري الأول‬ ‫‪98‬‬ ‫) إمامة مهنا ين سلطان بن ماجد اليعربي (‪9171‬م‪0271 -‬م)‬ ‫‪19‬‬ ‫ب) وصاية يعرب بن بلعرب وإمامته (‪0271‬م‪2271 -‬م)‬ ‫‪49‬‬ ‫ج( وصاية بلعرب بن ناصر اليعربي (‪2271‬م‪3271 -‬م)‬ ‫‪79‬‬ ‫د) وصاية محمد بن ناصر الغافري وإمامته (‪3271‬م‪8271 -‬م)‬ ‫‪301‬‬ ‫‪ - 2‬الحرب الأهلية‬ ‫‪401‬‬ ‫أ) أسباب الحرب‬ ‫‪801‬‬ ‫ب) ظهور الحزبين‪ :‬الغافري الهناوي‬ ‫‪411‬‬ ‫ج) مراحل الحرب ونتائجها‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النزاع الأسري الثاني‬ ‫‪921‬‬ ‫والتدخل الفارسي (‪8271‬م ‪9471 -‬م)‬ ‫‪031‬‬ ‫‪ - 1‬النزاع الأسري الثاني‬ ‫‪031‬‬ ‫أ( (مامة سيف ين سلطان الثاني(‪8271‬م‪3371 -‬م)‬ ‫‪531‬‬ ‫ب) إمامة بلعرب بن حمير بن سلطان (‪3371( )1‬م‪8371-‬م)‬ ‫‪931‬‬ ‫ج( إمامة سلطان بن مرشد بن عدي(‪2471‬م‪3471-‬م)‬ ‫‪241‬‬ ‫د) إمامة بلعرب ين حمير بن سلطان (‪4471( )2‬م‪8471-‬م)‬ ‫‪741‬‬ ‫‪ - 2‬التدخل الفارسى‬ ‫‪941‬‬ ‫) الحملة الفارسية الأولى (‪7371‬م)‬ ‫‪151‬‬ ‫ب) الحملة الفارسية الثانية (‪8371‬م)‬ ‫‪551‬‬ ‫ج( الحملة الفارسية التالتة (‪3471‬م)‬ ‫‪161‬‬ ‫‪ - 3‬نهاية دولة اليعاربة‬ ‫‪561‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪761‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬ ‫‪381‬‬ ‫الملاحق‬ ‫للاطلاع على قائمة إصداراتنا ‪:‬‬ ‫طبع بمطابع مؤسسة علن للصحافة والنشر والإعلان‬