‫ا‬ ‫‏‪7٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التواصل الاباضي‬ ‫بين عمان والبلاد المغاربية‬ ‫الحقوق محفوظة‬ ‫جميع‬ ‫جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب‬ ‫أو تخزينه خ نطاق استعادة المعلومات أونقله أو استنساخه‬ ‫بأي شكل من الأشكال دون أخذ إذن خطي من الناشر‬ ‫الطبعة الأولى‬ ‫‏‪ ٢٠١٤‬م‬ ‫‏‪ ١٤٥‬ھ ‪/‬‬ ‫نشر وتوزيع‬ ‫مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‬ ‫هاتف‪ :‬‏‪٠٠٩٦٨٩٦٤٤٤٦٦٩‬‬ ‫‪.‬ن©نله‪..‬‬ ‫ص ب‪ :‬‏‪ ٢‬السيب ‪ -‬الرمز البريدي‪ :‬‏‪ ١٦١‬سلطنة عمان‬ ‫بين عمان والبلاد المغاربية‬ ‫أحمد بن سعود السيابي‬ ‫أمبن عام مكتب الإفتاء‬ ‫يتايما النا اتًا عََقدَ ندگروادق‬ ‫س‬ ‫‪2‬‬ ‫ے‬ ‫ِ‬ ‫<‬ ‫‪47‬‬ ‫>م۔ مے‬ ‫ر‬ ‫‪77‬‬ ‫سےے ة‬ ‫م‬ ‫س ے سرس‬ ‫شا‬ ‫ر‬ ‫وجعل‬ ‫كر عند‬ ‫كر‬ ‫ر شعوب با وقبايل لكَعارذرا ا‬ ‫الحمد لله رب العالمين" والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين‪:‬‬ ‫أما بعد‪:‬فإن التواصل بين الناس على محتلف طبائعهم وأطيافهم‬ ‫وطوائفهم لهو من ضرورة الاجتماع البشري لأن التواصل بينهم يؤدي إلى‬ ‫على أن الاجتماع بين بتي البشر من سمات‬ ‫الاجتماع مع بعضهم البعض©‬ ‫التمدن في حياتهم" والتمدن معناه تكوين المدينة التي يكون العيش فيها‬ ‫وتكوين المجتمع المدني القائم على ألفة الناس بعضهم مع بعض لذلك قيل‬ ‫إن الإنسان مدني بطبعه‪ ،‬أي أنه يحب العيش مع الإنسان الآخر وهو الذي‬ ‫يقوله ابن خلدون في مقدمته في الباب الآول‪ « :‬إن ا لاجتماع الإنساني‬ ‫ضروري" ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم‪ ،‬الإنسان مدني بالطبع‪ ،‬أي لا بد‬ ‫له من الاجتماع الذي هو المدينة في اصطلاحهم وهو معنى العمران»‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أن التواصل والاتصال بين بني البشر هما الأساس الذي‬ ‫ينبني عليه الاجتماع البشري‪.‬‬ ‫ولما كان التواصل مع الجميع هو من الصعوبة بمكان‪ ،‬فإن التواصل مع‬ ‫الخصوص فيه سهولة ويسر‪.‬‬ ‫( للتواطالإباضي ||‬ ‫‪77‬‬ ‫لذلك فإن كل واحد من الناس أو كر جماعة منهم ينجذب كل منهم‬ ‫إلى جنسه من الناس دينا وفكرا ومذهبا وانتماء عرقيا‪.‬‬ ‫والذي حصل وحدث بين الإباضية مشرقا ومغربا من تواصل هو من‬ ‫هذا القبيل‪ ،‬سواء كان ذلك التواصل زيارات ولقاءات أو مراسلات ‪ ،‬ولا‬ ‫شك آن الهدف من كل ذلك هو تبادل الأفكار‪ ،‬ومناقشة الأحوال‬ ‫واستبيان الأحكام الشرعية وتبيينها إفتاء وإجابات‪ ،‬كما أن تبادل المؤلفات‬ ‫فيما بينهم كان من أهم تقوية العلاقة المذهبية لأن أتباع المذاهب وأصحابها‬ ‫إنحاز كل إلى مذهبه تمسكا به أو دفاعا عنه او نشرا له‪.‬‬ ‫فكان لا بد للإباضية من سلوك نفس الطريق الذي سلكه أولئكم‬ ‫الآخرون‪.‬‬ ‫ولقد بذل أسلاف الإباضية الشيء الكثير في سبيل التواصل فيما بينهم‬ ‫ش‬ ‫رقا وغربا‪ ،‬جنوبا وشمالا متخذين من موسم الحج فرصة للقاء‬ ‫والاجتما‬ ‫ع لتبادل وجهات النظر فيما يهمهم ويعنيهم} وكم من قضايا‬ ‫نوقشت وإشكالات حلت هنالك‪.‬‬ ‫ولقد سس لم إم‬ ‫العماني تلك ال امهم سيد التابعين وكبيرهم جابر بن زيد الأزدي‬ ‫سنة الح‬ ‫عمل بها إن‬ ‫سنة التي له أجرها وأجر من عمل وي‬ ‫‪7‬‬ ‫[ جيد عمار والبلد المغاربية ]‬ ‫شاء النه تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليهاء فهو كان نه وأرضاه‬ ‫يحج كل سنة لهذا الهدف القويم والغرض المستقيم‪ ،‬وسار على ذلك النهج‬ ‫خلفاؤه الكرام العظام كأبي عبيدة وضمام ومن جاء بعدهم من السادات‬ ‫الأعلام في الإسلام‪.‬‬ ‫لذا‪ :‬كان لزاما علينا‪ ،‬ورأيناه واجبا على عاتقنا أن نوثق ذلكم‬ ‫التواصل المحمود‪ ،‬الذي جاوز الحدود وتخطى الوهاد واقتحم النجادء كل‬ ‫ذلك لمرضاة رب العباد تسجيلا لمآئر أسلافناء وتوثيقا نقدمه للجيل‬ ‫الحاضر ولأجيال المستقبل إن شاء الله تعالى" لكي يقتفي اللأحق أثر‬ ‫السابق‪ ،‬ويقتدي الخلف بالسلف ولكي يعرف الجيل الحاضر والأجيال‬ ‫اللاحقة أن الآمر لم يصل إلينا وإليهم بسهولة وإنما ارتكبت في ذلك‬ ‫الأهوال‪ ،‬واشتدت عليهم الأحوال‪ ،‬ولاقوا شدائد المحن بعد أن ركبوا‬ ‫الدواب في البر‪ ،‬والسفن في البحر‪ ،‬دعوة إلى الخير والصدق‘ وطلبا للعلم‬ ‫وإقامة للحق‪ ،‬فهم كما يقول شاعر العروبة والإسلام أبو مسلم البهلاني‬ ‫الرواحي‪:‬‬ ‫فاصدرهم والكل ريان هائم‬ ‫أكبوا على القرآن شربا بمائه‬ ‫وهم على الإخلاص لله قائم‬ ‫لهم قدم في الاستقامة ثابت‬ ‫فجاء هذا الكتاب ذاكرا تواصل أولئك الأخيار ومبينا مآثر سلفنا‬ ‫تطويرهما‬ ‫‪7‬‬ ‫أجل الموضوع‬ ‫من‬ ‫قدما‬ ‫وهو في أصله بحثان‬ ‫‏‪ ١‬لأبرار‬ ‫_( لتاصالياض_]‬ ‫‪7‬‬ ‫وتوسعتهما والإضافة إليهما‪ ،‬عسى أن ينفع اله به۔ كما أساله تنك ثوابه‬ ‫دنيا وآخرى‪ .‬إنه ولى ذلك والقادر عليه‪.‬‬ ‫وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمئ وآخر دعوا نا أن‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫احمد بن سعود السيابي‬ ‫مسقط‪.‬‬ ‫‪ 9‬عمار والبلزد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫القسم الأولى‬ ‫التواصل الغماني المغاربي إباضيا‬ ‫( اشاصطالإاضى_]‬ ‫م‬ ‫‏‪(١‬‬ ‫صل'‬ ‫بد اية ‏‪ ١‬لتوا‬ ‫وضربوا في الانتقال مثلا‬ ‫وبعضهم إلى عمان انتقلا‬ ‫ولما ن طار بانطظثللاق‬ ‫ي العراق‬ ‫بطائر فرخ‬ ‫فامتلأت بالعلماء النجب‬ ‫كذلك أيضا طار نحو المغرب‬ ‫للسالك‬ ‫فاتضحت أر جاؤه‬ ‫ابارك‬ ‫نحو ‏‪ ١‬ليمن‬ ‫كذاك‬ ‫والآن مر غالبها قد عدم"‪.‬‬ ‫ولخراسان وفيهم غُلَمَا‬ ‫هذه الأبيات عن الإمام نور الدين السالمي‪ ،‬وهي نظم لمقولة تاريخية‬ ‫إباضية تقول‪ « :‬باض العلم بالمدينة‪ 5‬وفرّخ في البصرة وطار إلى عُمان»‪.‬‬ ‫ويعني ذلك أن العلم الذي انبنى عليه المذهب الإباضي وقام عليه فكره‬ ‫عقيدة وفقها وسلوكا‪ ،‬وجد في مدينة الرسول مية على يد النبي الكريم‬ ‫الكرام حنت‪.‬‬ ‫بعده أصحابه‬ ‫ومن‬ ‫والسلام‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫الآزدي‪ ،‬ثم‬ ‫ثم نشا في البصرة على يد الإمام جابر بن زيد اليحمدي‬ ‫انتقل العلم والدين والمذهب إلى غُمان بوساطة علماء المذهب من طلبة‬ ‫الإمام جابر ابن زيد‪ ،‬وبعدهم حملة العلم من طلبة الإمام أبي عبيدة‪.‬‬ ‫ر‪,١‬۔اصل‏ هذا الموضوع بحث اعددته للملتقى الثامن لوحدة الدراسات العمانية بجامعة آل البيت بالمملكة‬ ‫الأردنية الهاشمية‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬السالمي‪ ،‬عبد الله بن حميد‪ ،‬جوهر النظام‪ .‬باب العلم‪.‬‬ ‫م‬ ‫) جير عمان والبلزد المغاربية [‬ ‫وانتشر من غمان إلى الآفاق شرقا وغربا‪ ،‬وشمالا وجنوبا‪ ،‬على أن‬ ‫التأصيل التاريخي لأي فكر ولأي حراك هو من الأهمية بمكان مكين‪ ،‬لأنه‬ ‫يبين البداية العلمية لذلك الفكر أو لذلك الحراك‪.‬‬ ‫لذلك فإننا نقول وندوّن هناك بأن التواصل الماني المغاربي بجميع‬ ‫أطيافه وأشكاله الدينية والعلمية والحضارية والثقافية! وعلى وجه‬ ‫الخصوص الذهبية الإباضية كان ذلكم التواصل قد بدا في وقت مبكر‬ ‫نسبيا في تاريخ الإسلام‪ ،‬حيث أرسل الإمام أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة‬ ‫أحد طلبته العظماء النابهين ألا وهو سلمة بن سعد وهو من عمان أو من‬ ‫حضر موت باليمن وهناك أقبل المغاربة على المذهب الإباضي إقبالا كبيرا‪.‬‬ ‫لأنهم وجدوا فيه عدالة الإسلام والمساواة الإسلامية القائمتين" على قول‬ ‫‏‪ 0١٢٣‬وعلى قول‬ ‫الله تعالى‪ :‬ت اكرمك عند الترأنتنكة ‪ 4‬الحجرات‪:‬‬ ‫الرسول الكريم يل‪ :‬لا فضل لعربي على أعجمي‪ ،‬ولا لأعجمي على‬ ‫عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح‪.‬‬ ‫لذلك فقد أرسلوا أولادهم إلى المشرق كالبصرة وعمان ليتزؤدوا‬ ‫بالعلم الئافع‪ ،‬حتى أخذ ذلكم التواصل بشتى أنواعه وأشكاله‪ .‬وصوره‬ ‫يتوسع شيئا فشيئا عبر مراحل التاريخ وتعاقب الأيام‪ .‬إلى أن وصل إلى‬ ‫( التواصلالإباضي ]‬ ‫‪7‬‬ ‫وقتنا هذا الذي تكتف فيه التواصل بجميع أنواعه بجمد الله تعالى‬ ‫وأصبحت سلطنة عُما ن هي مأرز المذهب وأتباع المذهب من مختلف‬ ‫مواطنه‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫[ بيد عمار والبلد مغاربيه ]‬ ‫الخلفية الفكرية للتواصل‬ ‫ترجع الخلفية الفكرية للتواصل الديني العلمي والثقاني والحضاري بين‬ ‫عمان والبلاد المغاربية متمثلة في المرجعية العلمية للإمام جابر بن زيد‬ ‫‏(‪ -٦٢١‬‏‪)،‬اه‪ ٣٩‬ولكون الإمام جابرا تتمثل فيه تلك المرجعية الدينية‬ ‫والعلمية© فإنه لابد من إيراد نبذة مختصرة عنه فنقول ‪:‬‬ ‫ولد الإمام جابر في بلدة فرق التابعة لولاية نزوى"‪ .‬ورحل في‬ ‫شبابه إلى البصرة بالعراق" حيث قومه من الأزد المانيين" ومنذ ذلك‬ ‫الوقت أخذ في التردد على الحجاز حيث مكة المكرمة والمدينة المنورةء‬ ‫وهناك اتصل بأصحاب الني كليا‪ ..‬ورضي الله عنهم‪ ،‬وحمل العلم عن‬ ‫كثير منهم‪ ،‬وفي مقدمتهم كبار الصحابة ولنستمع إليه وهو يحدثنا عن لقائه‬ ‫بأولتكم الصحابة الكرام حيث قال‪ « :‬أدركت سبعين بدريا فحويت ما‬ ‫عندهم إلا البحر»"" ويعني بالبحر الصحابي الجليل؛ بل عالم الصحابة عبد‬ ‫الله بن العباس الذي عرف ببحر العلم وترجمان القرآن وحبر الأمة‪.‬‬ ‫واستثناء جابر بن زيد عبد الله بن عباس من أهل بدر‪ ،‬استثناء منقطع‪،‬‬ ‫وهي مسألة إعرابية نحوية معروفة عند النحاة وعلماء العربية وكان جابر‬ ‫مدينة نزوى نظرا للتوسع‬ ‫ر‪»١‬۔‏ كانت منفصلة عن نزوى المدينةء ولكنها حاليا أصبحت داخلة ضمن‬ ‫العمراني ‪.‬‬ ‫الإباضية التى ترجمت لجابر‪.‬‬ ‫المصادر‬ ‫‏(‪ -٦٢‬ك‬ ‫النواصل الإباضي [‬ ‫)‬ ‫‪7‬‬ ‫أكثر ملازمة لابن عباس عن غيره من الصّحابة‪ ،‬إلى حد أن انعكس فقه ابن‬ ‫عامة‬ ‫ذلك على الفقه ا لإباضي بصورة‬ ‫عباس على فقه جابر وانعكس‬ ‫وواضحة‪.‬‬ ‫وكان جابر شديد الاحترام والتقدير لشيخه ابن عباس حتى إنه كان‬ ‫يرى الرأي‪ ،‬وعندما يجد أن شيخه ابن عباس يقول بخلافه يترك رأيه ويأخذ‬ ‫بقول ابن عباس ومن عباراته الرائعة قوله‪ « :‬ورأي من قبلنا أفضل من‬ ‫راينا الذي نرى لم يزل الآخر يعرف للأول وكان أحق بذلك المهاجرون‬ ‫مع رسولنا كلا والتابعون لهم في ذلك بإحسان فقد شهدوا وعلموا فالحق‬ ‫علينا وطء أقدامهم واتباع أثرهم واعلم أنه لم يهلك قوم قط حتى نازع‬ ‫الآخر الآول في العلم إذا تمسّك أهل القيم بعلمهم»'‪.‬‬ ‫ومفهوم كلام الإمام جابر بن زيد أنه لا يكون هنالك هلاك إذا احترم‬ ‫اللاحق السابق‪ ،‬واعترف الآخر للأول‪ ،‬واقتدى الخلف بالسلف ولم يتنطڵع‬ ‫الآخر مخالفة للأول‪ ،‬وإنه إذا ما كان ذلك الاتباع فإن الأمة لا تزال بخير‪.‬‬ ‫أثنى عليه العديد من الصحابة ومنهم شيخه وأستاذه ابن عباس الذي‬ ‫قال فيه‪ « :‬إسألوا جابر بن زيد فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم‬ ‫علمه»‪ ،‬وقال فيه الصحابي الجليل أنس بن مالك عندما توفي « اليوم مات‬ ‫أعلم من على ظهر الأرض»‪.‬‬ ‫‏‪ {©١٥٢‬مكتبة الضامري‪.‬‬ ‫ر‪١‬‏ رسائل الإمام جابر بن زيد الأزدي‪ ،‬دراسة وتحقيق فرحات الجعبيري“ ص‬ ‫بم‬ ‫) بير عمان والبلد المغاربية ]‬ ‫جلس الإمام جابر للتدريس والإفتاء ي البصرة‪ ،‬وجاءه خلق كثير من‬ ‫أماكن شتى‪ ،‬من العراق وعمان واليمن وخراسان وفارس ومصرر قال فيه‬ ‫البدر الثشماخي قولا بليغا‪ « :‬وكان أعلم الناس وأورع الناس وأعبد الناس‬ ‫استضاء بنوره جماعة عظيمة وأخذ عنه ناس كثيرة وكان مجاب الأعاء»(‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬وزارة التراث والثقافة سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‏(‪ 4١‬الشماخى‪ .‬السير‪ ،‬ج ‏‪ 6١‬ص‬ ‫التواطالإيلضي _‬ ‫[‬ ‫وح‬ ‫البداية العلمية لنتواصل‬ ‫اما البداية العملية للتواصل الإباضي بين المشارقة والمغاربة فهو على‬ ‫عهد الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة أو مسلم بن كيسان‪ ،‬الخلف‬ ‫العلمي للإمام جابر بن زيد والخليفة الشرعي له‪.‬‬ ‫وقد بلغ أبو عبيدة في العلم منزلة عالية بؤً بها أقرانه‪ ،‬لأنه كان من‬ ‫خواص الإمام جابر بن زيد‪ ،‬ومن أقواله التي تدل على حرصه في اتباع‬ ‫شيخه جابر قوله‪ « :‬كاُ صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو في‬ ‫ضلال ولولا أن أنعم الثه علينا بجابر لضللنا»" هذه العبارة العظيمة من‬ ‫ذلكم الإمام العظيم توجب على الإباضية أن جعلوها العنوان العريض‬ ‫لفكرهم‪ ،‬وأن يعتبروها وثيقة المذهب لأنها تعبر عن منهج أصيل سار عليه‬ ‫الإباضية ردحا من الزمن تألق فيه المذهب الإباضي وانتشر وشرق‬ ‫وغرّب‘ وشمآل وجنبؤ لا سيما في القرون الثلاثة الهجرية الأولى‪.‬‬ ‫والخلاصة في القول‪ :‬إنه منهج محكم ومحكم ينبغي التمسك به والعض عليه‬ ‫بالنواجذ والآيدي والأقدام؛ وإذا كان الإمام أبو عبيدة قال في شيخه الإمام‬ ‫جابر ذلك القول الرائع‪ ،‬فإنه هو أيضا قيل فيه ما يستحقه من ثناء عاطر‬ ‫ووصف رائع‪ ،‬فقد قال فيه الإمام نور الدين السالمي‪ « :‬ولقد تفجرت‬ ‫ينابيع الحكمة من قلب أبي عبيدة وطلعت من لسانه شموس العلم»""‪.‬‬ ‫‏‪ .٩٧‬دار الغرب الإسلامي‪ .‬بيروت‪.‬‬ ‫ره النامي عمرو بن خليفة‪ ،‬دراسات عن الإباضية ص‬ ‫‏‪.٦‬‬ ‫‏‪ ٦‬الساللي‪ 6‬شرح المسنك ج ‏‪ 6 ١‬ص‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير مار والبلزد المغاربية ا‬ ‫هذه العبارة العظيمة من الإمام نور الدين السالمي تعبر عن عظمة أبي‬ ‫عبيدة ومكانته علما ودينا‪ ،‬فهو حقا وصدقا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه‬ ‫لأنه قامت على توجيهاته تلك الدول الإسلامية المباركة الميمونة في اليمن‬ ‫وعمان‪ ،‬والمغرب الإسلامي‪ ،‬تلك التي أعادت إلى الإسلام رؤاهء وجددت‬ ‫منه ما أخلقته وأبلته دول الجور والظلم والطغيان‪ ،‬وطلعت من لسانه‬ ‫شموس العلم" فقد انتشر علمه في الآفاق عن طريق طلبته الذين سموا‬ ‫حملة العلم إلى المشرق وإلى المغرب‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى التواصل مع المغرب إباضيا على عهده فقد كان يراقب‬ ‫الأوضاع العالمية آنذاك ومن ذلك أنه بلغه أن ولاة بنى أمية على المغرب‬ ‫الذين اتخذوا من تونس قاعدة لأعمالهم مارسوا الكثير من التعسف والجور‬ ‫على البربر أو الأمازيغ‪ .‬سكان الشمال الإفريقي (المغرب الإسلامي) حتى‬ ‫ضاق البربر ذرعا بتصرفات أولئكم الولاة‪.‬‬ ‫وهناك أرسل أبو عبيدة بعد أن بلغته تلك الممارسات أحد طلبته آلا‬ ‫وهو الداعية المخلص لله ولرسوله ولدينه سلمة بن سعد وتوجه الداعية‬ ‫الكبير إلى البلاد المغاربية‪ ،‬يبتاز القفار والمهامه والصحارى‪ ،‬ويقتحم الجبال‬ ‫والوهاد‪ ،‬متنقلا من سرت شرقا وإلى تلمسان غربا داعيا الناس إلى الإسلام‬ ‫الصحيح الذي لم يلوّثه الظلم والطغيان‪ ،‬موضحا لهم أن الإسلام دين‬ ‫الواصل الإباضي ]‬ ‫‏| ‪٨‬‬ ‫العدالة والمساواة‪ ،‬بل هما روح الإسلام ولبه‪ ،‬ولحنه وفحواه‘‪ ،‬لا فضل‬ ‫ما يفعله‬ ‫والعمل ‏‪ ١‬إسلامي الصالح وأن‬ ‫لعربي على أعجمي إلا بالتقوىك‬ ‫ولاة بني أميّة فيهم وعليهم ليس هو من الإسلام في شيء‪.‬‬ ‫وهناك قال قولته الشهيرة التى ظلت خطا عريضا في تاريخه ودعوته‪« :‬‬ ‫وددت أن يظهر هذا الأمر يوما واحدا فما أبالي أن تضرب عنقي»“«{""ء‬ ‫ولعله يعني بالأمر مذهب أهل الحق والاستقامة‪ ،‬أو يعني قيام نظام حكم‬ ‫إسلامي يسير على منهج النبوة والخلافة الراشدة‪.‬‬ ‫وشاء الله أن يتحقق الآمران‪ ،‬فقد ظهر المذهب الإباضي وشمل الكثير‬ ‫من المناطق المغاربية قبل أن يتقلص في أماكن منهاء ويختفي في أماكن‬ ‫أخرى‪ ،‬ولله الآمر من قبل ومن بعد‪ ،‬وأما نظام الحكم الإسلامي‪ ،‬فقد‬ ‫تحقق أيضا بظهور دولة الإمامة الإباضية في طرابلس الغرب في ليبيا‪ ،‬وفي‬ ‫تيهرت بالجزائر ‪ -‬التى سنتحدث عنها لاحقا إن شاء الله تعالى ‪ -‬تلك‬ ‫الدولة العادلة التي هيمنت على مساحة واسعة من البلاد المغاربية‪ ،‬والتي‬ ‫رر‪ ,‬لحن الخطاب وفحوى الخطاب هما القسمان اللذان يتكون منهما مفهوم الموافقة المعروف في اصول‬ ‫الفقه‪.‬‬ ‫سير‬ ‫‏‪ .١١‬أبو زكريا الوارجلاني‪،‬‬ ‫‏‪ .٢‬ص‬ ‫اللشايخ بامغربث‪٥‬‏ ج‬ ‫‏(‪ -1٦‬الدرجيني©‪ 6‬أحد بن سعيد طبقات‬ ‫ح ‏‪.١‬‬ ‫السبر‬ ‫الشماخي©‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫دار الغرب الإسلامى‪.‬‬ ‫الأئمة واخبارهم! تحقيق إسماعيل العربي‬ ‫‏‪ ٩٠‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬سلطنة غُمان‪ .‬علي يحي امعمر‪ ،‬الإباضية في ليبيا‪ ،‬القسم الأول‪ ،‬ص‬ ‫ص‬ ‫‏‪.٢٥‬‬ ‫‪7‬‬ ‫) بين عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫ذاق من خلالها الأهالي هناك طعم العدل الإسلامي‪ ،‬والحرية في الإسلام‬ ‫وبذلك تحقق بفضل الله تعالى ما تمناه ذلكم الداعية المخلص سلمة بن‬ ‫سعد‪ .‬وعلى كل حال فقد أخذ سلمة بن سعد يتنقل ويتجول بين أناس لا‬ ‫يعرفهم ولا يعرفونه‪ ،‬ولكنه المبدأ الذي يجعل من صاحبه يضحي بالغالي‬ ‫والنفيس من أجله‪ ،‬ومن المعلوم أنه لا شيء أغلى من الحياة على حد قول‬ ‫الشاعر أبي العتاهية‪:‬‬ ‫يجود بالنفس إذا ظن الجبان بها والجود بالنفس أغلى غاية الجود‪.‬‬ ‫غير أنه مما يؤسف له‪ ،‬أن هذا الداعية الكبير أصبح غير معروف من‬ ‫الكثير من المنتسبين إلى المذهب الإباضي‪ ،‬لا سيما في مواطن الإباضية في‬ ‫بلاد المغوب‪ ،‬حتى أنه لم يطلق اسمه على أية مؤسسة ولا مسجد ولا‬ ‫مدرسة ولا أي مَعْلم صغيرا كان أو كبيرا‪.‬‬ ‫وعندما زرت الجزائر في شهر ذو القعدة ‪١٤٣٢‬ه‪-‬۔‏ سبتمبر ‪٢٠١٢‬مإ‏‬ ‫ألقيت محاضرة في جامع العطف بوادي ميزاب بولاية غرداية مساء يوم‬ ‫الإربعاء‪ ،‬بعنوان (سلمة بن سعيد وجهوده الدعوية)‪ ،‬وسألتهم عن سلمة‬ ‫بن سعد\ فوجدت أن الكثير منهم لا يعرفونه وسألتهم أيضا فيما إذا كانوا‬ ‫أطلقوا اسمه على مؤسسة ما عندهم فاجابوا بالئفي‪ ،‬وعاتبتهم على ذلك‪،‬‬ ‫[ _ شاط الياضى _)‬ ‫م‬ ‫وقد وعدوا جزاهم الله خيرا‪ ،‬إنهم سوف يطلقون اسمه على شيء من‬ ‫المؤسسات تخليدا لذكره وذكراه‪.‬‬ ‫على أن هناك رواية أوردتها المصادر الإباضية ‪ ،‬لا بد من تصحيحها‬ ‫وهي‪ :‬أن سلمة بن سعد وعكرمة بن عبد النه البربري مولى ابن عباس‬ ‫سارا إلى بلاد المغرب معا وكانا على بعير واحد وكان سلمة يدعو إلى‬ ‫الإباضية وعكرمة إلى الصفرية"'‪.‬‬ ‫ونقول‪ :‬إن هذه الرواية غير صحيحة وهي مختلقة للأسباب التالية‪:‬‬ ‫‏‪ .١‬إن عكرمة ليس صفريا على الصحيح وهو من كبار تلاميذ ابن‬ ‫عباس‪ ،‬وصديق حميم وزميل للإمام جابر بن زيد‪ ،‬حتى إن جابرا‬ ‫قال عنه بأنه أعلم الناس("‪.‬‬ ‫‏‪ .٢‬عكرمة توفي سنة ‏‪ ١٠٥‬هجرية بينما كان مسير سلمة في العشرينيات‬ ‫من القرن الثاني الهمجري‪ ،‬لآنه حسب الاستقراء التاريخي كان مسيره‬ ‫في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك(‪١٠٥‬‏ ‪ -‬‏‪ ١٢٥‬هجرية)‪.‬‬ ‫لأن سكان البلاد المغاربية جاؤوا إلى هشام شاكين من الولاة‬ ‫وعندما سمع أبو عبيدة بذلك قرر إرسال سلمة بن سعد للى‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫‏‪.١١‬‬ ‫‏‪ .٤١‬طبقات المشايخ ج‪.٦‬‏ ص‬ ‫ص‬ ‫ر‪١‬۔‏ سير الائمة واخبارهم‬ ‫‏‪ ٢‬فرقة من فرق الخوارج إمامهم عبد الله بن الصفار‪.‬‬ ‫‏‪.٤١‬‬ ‫ر‪٣‬‏ بكوش يحي فقه الإمام جابر بن زيك ص‬ ‫!‪-‬‬ ‫ج[ين عمار والبلد المغاره ]‬ ‫‏‪ .٣‬لا يعقل أن يذهب شخصان على راحلة واحدة وهما على مذهبين‬ ‫مختلفين كل منهما يخالف مذهبه مذهب الآخر مع ما كانوا عليه من‬ ‫تعصب مذهبي آنذاك‪.‬‬ ‫‏‪ .٤‬هنالك اضطراب حول اعتناق عكرمة مذهب الصفرية‪ ،‬حيث تقول‬ ‫الرواية إنه لازم نجدة بن عامر الحنفي (ت‪٦٩ :‬ها)ا‏ إمام‬ ‫النجداته"‘ وتأثر به ومن المعلوم أن النجدية غير الصفريةء‬ ‫فالصفرية هم أتباع عبد الله بن الصفار (ت‪٦٠ :‬ه)‪،‬‏ وهذان‬ ‫الشخصان عبد النه بن الصفار و نجدة بن عامر‪ ،‬كانت وفاتهما في‬ ‫حياة عبد الله بن العباس‪ ،‬فهل يترك عكرمة شيخه وسيده ويذهب‬ ‫إلى نحبدة وابن الصفار‪ ،‬وعلى افتراض صحة كون عكرمة صفرياء‬ ‫فمن غير المقبول ولا المعقول أن يذهبا هو وسلمة بن سعد إلى بلاد‬ ‫المغرب وعلى بعير واحد‪ ،‬كل واحد منهما يدعو إلى مذهب يختلف‬ ‫عن مذهب الآخر‪ .‬إن التصديق يجعل ذلك الآمر يشبه التمثيل وأداء‬ ‫الأدوار التمثيلية‪ .‬وهو تسويق رخيص للمبادئ الدينية‪ ،‬لا يليق‬ ‫بالدعوة الإسلامية ولا بالدعاة المسلمين‪.‬‬ ‫«‪١‬ء‏ فرقة من فرق الخوارج" إمامهم عبد الله بن الصفار‪.‬‬ ‫( التواصزالاباضي ___|‬ ‫‪71‬‬ ‫البعثة الطلابية‬ ‫تمكن بفضل اله تعالى وتوفيقه سلمة بن سعد من تكوين بعثة طلابية‬ ‫مغاربية‪ ،‬ولعلها تعتبر أول بعثة طلابية موجهة ومنظمة في تاريخ الإسلام‬ ‫وقد استفاد سلمة من تمشيطه لمناطق المغرب أو الشمال الإفريقي كما ذكرنا‬ ‫من سرت شرقا وإلى تلمسان غربا من التعرف على الطلبة المؤهلين‬ ‫للانضمام إلى تلك البعثة التى ضمت خمسة طلاب وهم‪:‬‬ ‫‏‪ .١‬عبد الحميد بن مغطير الجناوني النفوسي‪ ،‬من نفوسة (الجبل الغربي)‬ ‫‏‪ .٢‬إسماعيل بن درار الغدامسي‪ ،‬من غدامس جنوب طرابلس بليبيا‪.‬‬ ‫‏‪ .٣‬عبد الرحمن بن رستم الفارسي من القيروان بتونس‪.‬‬ ‫‏‪ .٤‬أبو دواد القبلي النفزاوي من تونس‪.‬‬ ‫‏‪ .٥‬عاصم السدراتي‪ ،‬من جبال الأوراس بالجزائر(‪.‬‬ ‫إن المتمعن في التوزيع الجغرافي في اختيار الطلبة ليدرك المغزى الذي‬ ‫كان يرمي إليه سلمة بن سعد وهو أنه على ما يظهر أراد أن يكون كل‬ ‫ر‪١‬ہ‏ عندما زرت ليبيا في شهر نوفمبر ‪٢٠١٢‬م۔‏ التقيت في جبل نفوسة بالشيخ‪ :‬صلاح الدبلي۔ وهو‬ ‫باحث جيد في تاريخ المذهب الإباضي‪ ،‬وسمعته يذكر أن سدراتة التي ينتمي إليها عاصم السدراتي‪.‬‬ ‫ل‬ ‫يست سدراتة الجزائرڵ وإنما هي سدراتة الموجودة في جنوب ليبيا ولعل هذه الملاحظة تحمل قدرا من‬ ‫الصحة ولكن الموضوع يحتاج إلى مزيد من البحث‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫( مي‪ .‬عمار والبلد المغاربية )‬ ‫واحد سراجا مضيئا في منطقته بعد عودته من رحلته العلمية وهو ما كان‬ ‫ووقع وتحقق‪.‬‬ ‫وسارت البعثة الطلابية إلى البصرة‪ ،‬حيث الإمام أبو عبيدة وحيث‬ ‫معهده الميمون‪ ،‬تحدوهم عناية الله‪ ،‬ويجحوطهم توفيقه‪ ،‬وتظللهم الملائكة‬ ‫بأجنحتها داعية لهم بسعادة الدارين‪.‬‬ ‫وعند وصولهم البصرة تلقاهم الإمام أبو عبيدة واستقبلهم وسالهم عن‬ ‫أحوالهم والغرض من مجيئهم" ولما عرف رغبتهم في طلب العلم ضمهم إلى‬ ‫معهده‪ ،‬وبقي أولئكم الطلبة خمس سنين متتالية في البصرة‪ ،‬ينهلون العلم‬ ‫نهلاك بكل شغف ومحبة وتوق وشوق‪ ،‬بيد أن أحدهم وهو عبد الحميد بن‬ ‫مغطير الجناوني عاد إلى بلده قبلهم‪ ،‬ولعل عودته كانت لظروف طرأت‬ ‫عليه وأحوال المت به‪ ،‬ولكنه بعد عودته لم يجلس سبهللا ولم يقعد اعتباطاء‬ ‫وإنما أخذ في الدعوة إلى دين النه الذي أخذه من المعين الصافي‪ ،‬وأخذ ينشر‬ ‫العلم الذي حمله بكل جد ونشاط‪ ،‬حتى إنه عندما عاد زملاؤه بعد ذلك‬ ‫وجدوه قد هيا لهم قاعدة علمية وشعبية‪ ،‬الأمر الذي سهل لهم مهمتهم في‬ ‫إقامة دولة الإمامة فيما بعد‪ ،‬أما الباقون فقد أكملوا خمس سنين من البقاء‬ ‫في البصرة‪.‬‬ ‫مع ‏‪ ١‬لإمام‬ ‫البصرة‬ ‫أولتكم الطلبة الميامين ف‬ ‫قضاها‬ ‫سنين‬ ‫وبعل خمس‬ ‫أبي عبيدة‪ ،‬أخذوا في التاهب إلى العودة إلى ديارهم وقد سُمُوا فيما بعد‬ ‫( للناصرالإباضي ]‬ ‫‪7‬‬ ‫بجملة العلم إلى المغرب©‪ ،‬وقد أذن لهم شيخهم أبو عبيدة بتلك العودة بعدما‬ ‫علم أهليتهم العلمية والفكرية‪ ،‬وضم اليهم أحد طلبته وهو أبو الخطاب‬ ‫عبد الأعلى بن السمح المعافري الحميري اليمني‪ ،‬وعندما أرادوا السفر‬ ‫خرج معهم أبو عبيدة مودعا لهم إلى مكان ما‪ ،‬من البصرة‘ والظاهر أنه‬ ‫خارج البصرة‪ ،‬وهناك سأله إسماعيل بن درار الغدامسي عن ثلاثمائة‬ ‫مسألة من مسائل القضاء والأحكام حتى قال له شيخه‪ ،‬ولعله أحس‬ ‫‪21‬‬ ‫أرأيت إن ابتليت بذلك؟ وهذا يعتبر إذنا ضمنيا من أبي عبيدة لابن درار‬ ‫بتولي القضاء بعد توفر الأسباب‘ وهي قيام دولة الحق‪ ،‬وهنالك في ذلك‬ ‫التوديع المؤثر والمهيب‘ ورع عليهم أبو عبيدة المهام والاختصاصاتڵ قائلا‬ ‫لعبد الرحمن بن رستم‪ :‬أفت بما سمعت مني وما لم تسمع‪.‬‬ ‫وقال لآبي الخطاب المعافري‪ :‬لا تفت إلا بما سمعت‪.‬‬ ‫وقال لأبي داود القبلي النفزاوي‪ :‬لا تفت يما سمعت وما لم تسمع‬ ‫الآمر الذي يدل على فِرَاسَةٍ آبي عبيدة في طلابه‪ ،‬ومعرفته بكل واحد‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬ ‫(‪ -١‬شرح المسنك ح‪ .١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫دولة الإمامه‬ ‫شاوروا‬ ‫عندما عزم أولتكم الطلبة العلماء على الرحيل إل بلادهم‬ ‫شيخهم أبا عبيدة في إقامة دولة الإمامة إن وجدوا من أنفسهم قوة لأنه‬ ‫كانت هنالك تجارب سابقة للإباضية‪ ،‬حيث قامت دولة الإمامة في اليمن‬ ‫سنة ‪١٢٩‬ه‏ على يد الإمام عبد بن يحيى الكندي المعروف بطالب الحق‪.‬‬ ‫كما قامت في عمان دولة الإمامة الأولى سنة ‪١٣٢‬ه‏ على يد الإمام‬ ‫مسعود‪. ‎‬‬ ‫بن‬ ‫‪ ١‬لحلند ى‬ ‫وقد وافقهم أبو عبيدة على ذلك وأشار إليهم أن يقدموا زميلهم أبا‬ ‫الخطاب المعافري إماما لهم" إن وجدوا إلى ذلك سبيلا‪ ،‬وهذه سياسة‬ ‫حكيمة من الإمام ابي عبيدة‪ ،‬لعله رأى ني أبي الخطاب المعافري وحدة‬ ‫لكلمتهم باعتباره عربيا ورأى أن الأمازيغ لا يتفقون على واحد منهم‬ ‫يكون حاكما عليهم‪.‬‬ ‫والظاهر أن تلك السياسة من أبي عبيدة قامت على قراءة الواقع‬ ‫الاجتماعي لسكان البلاد المغاربية الأمازيغ‪.‬‬ ‫‏(‪ -١‬الدرجيني‪ ،‬طبقات المشايخ‪ .‬ج‪.٢‬‏ ص‬ ‫_ لفاصاليض_]‬ ‫‪91‬‬ ‫وبعد وصولهم إلى بلدانهم أخذوا ينشرون العلم‪ ،‬ويقومون بالدعوة‬ ‫وبعد أن‬ ‫المناسبة‬ ‫ويبثون في الناس فكرة إقامة الدولة كتهيئة للأجواء‬ ‫تكرنت القاعدة الشعبية لذلك اجتمعوا في طرابلس‪ ،‬واجتمع معهم عدد‬ ‫من الناس من أهل الحل والعقد و فكروا في كيفية تنفيذ الفكرة وإعلان‬ ‫الإمامة‪ .‬واتفقوا أن يخرجوا إلى الضاحية الغربية لطرابلس في موضع يقال‬ ‫له (صيادا) كانهم ذاهبون إلى صلح بعض الناس في أمر من أمور‬ ‫الخصومات والنزاعات تورية على السلطة الحاكمة في طرابلس التى كانت‬ ‫من قبل العباسيين‪.‬‬ ‫وبعد أن فكروا وتشاوروا اقتضى نظرهم إعلان الإمامة لأبي الخطاب‬ ‫بناء على رأي شيخهم أبي عبيدة وأمره وكانوا قد أخفوا الآمر عنه عند‬ ‫خروجهم إلى منطقة (صيّاد)‪ ،‬ولما فاتحوه بالأمر رفض واعتذر لهم قائلا‪ :‬ما‬ ‫وهو أنه‬ ‫بحكم ‏‪ ١‬لإمام آبي عبيدة‬ ‫ولكئهم أخبروه‬ ‫خروجي معكم‬ ‫كان‬ ‫لهذا‬ ‫في حال رفضه تضرب عنقه‪.‬‬ ‫والظاهر أن هذا الحكم الصارم مأخوذ من حكم الخليفة الثانى عمر‬ ‫بن الخطاب خفه عندما أمر صهيبا الرومي أن يضرب عنق من يختاره أعضاء‬ ‫يختاره‬ ‫أو الذي‬ ‫الستة الذين أوصى إليهم عمر باختيار خليفته‬ ‫الشورى‬ ‫أغلبهم فيرفض المختار الخلافة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫} جير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫وهذا الحكم أصبح قاعدة من قواعد الأحكام عند الإباضية‪ ،‬وكان له‬ ‫حسم صارم في مواقف مشابهة'"‪ 5‬فلله دهم ما أبعد نظرهم وأاصوب‬ ‫رايهم وأصح موقفهم‪.‬‬ ‫وهكذا تمت البيعة بالإمامة لأبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح‬ ‫واستولى على طرابلس وقابس‬ ‫‏‪ ١٤٠١‬هجرية‬ ‫سنة‬ ‫المعافري‪ ،‬و كان ذلك‬ ‫وغيرها من المناطق‪.‬‬ ‫والقيروان‬ ‫دولة الإمامة عندل‬ ‫وجود‬ ‫تكست فكرة‬ ‫دولة الامامة تلك‬ ‫وبقيام‬ ‫الإباضية في المغرب الإسلامي أو المغرب العربي‪.‬‬ ‫وبعد القضاء على دولة أبي الخطاب بمقتله على يد الوالي العباسي‬ ‫محمد بن الأشعث سنة‪١٤٤ :‬هجرية‏ أقام الإباضية دولة الإمامة مرة ثانية‬ ‫بعد ذلك بعشر سنوات حيث اعلنت إمامة أبي حاتم يعقوب بن حبيب‬ ‫الملزوزي سنة ‪١٥٤‬هجرية‏ في طرابلس أيضا‪ ،‬وقتل هو الآخر سنة‪ :‬‏‪١٥٨‬‬ ‫هجريةش لتقوم بعد ذلك دولة الإمامة الرستمية ‏(‪ - ١٦٠‬‏‪).‬ةيرجه‪٦٩٢‬‬ ‫على يد الإمام عبد الرحمن بن رستم الفارسي تلك الدولة التي كانت‬ ‫را‪ ,‬تكرر الأمر عند نصب الإمام سالم بن راشد الخروصي في عمان سنة‪١٣٣١ :‬هجرية‏ في بلدة تنوف‪،‬‬ ‫سالم‬ ‫الإمام‬ ‫وعندما راى‬ ‫عنقه‬ ‫الإمامة أمر الشيخ السالمي ابا زيد بضرب‬ ‫منصب‬ ‫قبول‬ ‫فعندما رفض‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫رأسه سالا سيفه وافق على‬ ‫على‬ ‫أبا زيد واقفا‬ ‫[ الاتش ]‬ ‫‪7‬‬ ‫مفخرة التاريخ الإسلامي في المغرب الإسلامي‪ ،‬عدلا وفضلا وحضارة‬ ‫شهد لهما الموافق والمحالف بذلكه"‪.٠‬‏‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫جوهره‬ ‫وهو ما عبر عنه الإمام السالمي ف‬ ‫غالبه‬ ‫أمراء‬ ‫وا لمغاربة=وحضر موت‬ ‫وللمانيين‬ ‫عدلا=وثقة وورعا وفضلا‬ ‫العمرين‬ ‫يشابهون‬ ‫مضوا على نهج الصواب فلهم حسن الثنا مع الرضى من ربهم(_'‪.‬‬ ‫رر‪ ,‬هذه المعلومات ماخوذة من طبقات الدرجيني" وسير أبي زكريا وسير الشماخي‪ ،‬من ترجمة ابي‬ ‫ر‪٢‬‏ جوهر النظام‪ ،‬باب الإمامة‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫) جير عمار والبلاد المغاربية ا‬ ‫التواصل العماني المغاربي‬ ‫على عهد دولة الإمامة الثانية في عمان والدولة الرستمية بالمغرب‬ ‫ظهرت الدولة الرستمية ني بلاد المغرب وظهرت معها دولة الإمامة‬ ‫الثانية في عُمان‪ ،‬وكانت كلتا الدولتين من القوة بمكان مكين‪.‬ويضاف إليهما‬ ‫ظهور إمامة للإباضية في حضر موت باليمن‪ ،‬ولكنها أقل منها قوة وأصغر‬ ‫مساحة ولا شك أنه كانت هنالك علاقات من التعاون والتواصل بين‬ ‫الدولتين العمانية والرستمية‪ ،‬بيد أن التاريخ لم يرسم لنا خريطة واضحة‬ ‫لتلك العلاقات‪ ،‬وإنما حفظ لنا بعضا منها‪ ،‬غير أنها تشكل معالم بارزة في‬ ‫التواصل العماني المغاربي في تلك الفترة ومن ذلك‪:‬‬ ‫ة الدعم المالي‪:‬‬ ‫بعدما تمت الإمامة للإمام عبد الرحمن بن رستم الفارسي‪ ،‬الذي كان‬ ‫أول إمام في الدولة الرستميةءأرسل الإباضية من المشرق‘ ‪ -‬الظاهر إنها‬ ‫كانت من عمان والبصرة إليه مساعدة مالية وقد سار الوفد إلى تيهمرت‬ ‫عاصمة الدولة الرستمية حاملا معه تلك المساعدةث وعند وصوفهم إلى‬ ‫الناس إل بيته‬ ‫‏‪ ١‬لإمام عبد الرحمن‪ ،‬فارشدهم بعض‬ ‫تيهرت سألوا عن‬ ‫وعنده‬ ‫ي أعلى البيت يعمل بيله ي اللسقف&©‬ ‫الرواية إنهم وجدوه‬ ‫وتقول‬ ‫عبد يناوله الطين‪ ،‬فلم يظنوا أن الرجل الذي يقوم بالبناء هو الإمام؛ فطلبوا‬ ‫يسمع‬ ‫الإمام‬ ‫وكان‬ ‫ويستأذنه لدخولهم‬ ‫الإمام‬ ‫يدخل على‬ ‫العبد أن‬ ‫من‬ ‫كلامهم‪ ،‬فأشار إلى العبد أن يؤخرهم‪ ،‬فنزل من فوق البيت واغتسل من‬ ‫( اشاصطالإاضب_]‬ ‫‪7‬‬ ‫قذ تركوا أموال‬ ‫وكانوا‬ ‫وأمر لهم بالضيافة‬ ‫إليهم فعرفوهك‪،‬‬ ‫وخرج‬ ‫الطين‬ ‫فلما رأوا‬ ‫الإمام أولا‬ ‫سيرة‬ ‫المدينة‪ ،‬وهدفهم التحقق من‬ ‫المساعدة خارج‬ ‫سيرته مرضية اتفقوا أن يدفعوا إليه الأموال‪ ،‬وأخبروه بأنهم راضون عن‬ ‫وإنهم جاؤوا‬ ‫وفضله‬ ‫وعدله‬ ‫سبرته‪.‬‬ ‫من حسن‬ ‫وسمعوه‬ ‫ا شاهدوه‬ ‫سيرتك‬ ‫الدين من آهل المشرق‪.‬‬ ‫إليه بأموال لمساعدة الدولة وتقويتها من إخوانه ف‬ ‫على أن الإمام لم يخر على تلك الأموال تلهفا وجشعاء وإنما شاور‬ ‫أصحابه أهل الحل والعقد والرأي والنصيحةء في قبول تلك المساعدة أو‬ ‫رفضها فأشاروا إليه بقبولها وتسلمها‪ ،‬وآن يجعل بعضها في فقراء المسلمين‬ ‫وبعضها الآخر في شراء السلاح لقوة الدولة وكان ذلك بتدبير من‬ ‫العلامة العماني أبي عبيدة الصغير عبد الله بن القاسم المكى والملقب بأبي‬ ‫عبيدة الصغير" تفرقة بينه وبين شيخه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة‪.‬‬ ‫وأبو عبيدة عبد الله بن القاسم هو الذي وصل إلى مقاطعة‬ ‫(كانتون)ه"‘‪ ،‬بالصين في رحلة تجارية‪ ،‬وبهذا فهو يعتبر أول من دثشئن‬ ‫العلاقة بين عمان والصين‪.‬‬ ‫‪.٤٣‬‬ ‫‪ .١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ -١‬الدرجيني© الطبقات ج‪‎‬‬ ‫۔‪٦‬ر‪ ‎‬وتسمى الآن (جوانزو) وهي جوانزو القديمةث وهناك أيضا جوانزو الحديدة وهمي الى تحضر منها‪‎‬‬ ‫في‪‎‬‬ ‫قامت ببناء مسجد‬ ‫العصر الحالي‪ .‬والجدير بالذكر أن حكومة سلطنة عمان‬ ‫البضائع الصينية ف‬ ‫ب‬ ‫|ي عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫المرجعية الدينية‪:‬‬ ‫إن المرجعية الدينية العليا التى كان يرجع إليها الإباضية المغاربة لحل‬ ‫الخلافات التي تنشأ بينهم كانت في المشرق كالبصرة وعُمان‪ ،‬فقد كانوا‬ ‫يرجعون إلى علماء المذهب فيهما‪.‬‬ ‫فمثلا عندما اختير عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي إماما بعد‬ ‫أبيه اعترض عليه بعض الناس قائلين إنه ليس له أن يقطع أي أمر من‬ ‫الأمور دون رأيهم والرجوع إليهم" بمعنى أنه ليس له أن يسير الأعمال‬ ‫اليومية‪ ،‬أو يصرف الأعمال الإدارية المعروفة والمعتادة إلا بالرجوع إلى‬ ‫أولئكم الأشخاص المعترضين‪ ،‬وادعوا أن البيعة منهم للإمام عبد الوهاب‬ ‫كانت على هذا الشرط ولا بد أن يلتزم به وكادت أن تكون فتنة من شانها‬ ‫أن تضعف الدولة‪ ،‬بل وربما كانت تسقطها لولا أن توجهوا بالمسألة إلى‬ ‫علماء المذهب شرقا‪ ،‬إلى العالمين الكبيرين الربيع بن حبيب الفراهيدي‪،‬‬ ‫وأبي غسان مخلد بن العمرد الغساني‪ ،‬اللذين لاقاهما المبعوثون في مكة‬ ‫المكرمة‪ ،‬وهنالك أصدر العالمان الفتوى التالية‪ « :‬أما بعد فقد اتصل بنا ما‬ ‫وقع قبلكم وما كتبتم فيه‪ ،‬فاما ما ذكرتموه من أمر الشرط فليس من سيرة‬ ‫عبد الله بن القاسم تخليدا لذكره وقد افتتح في شهر أكتوبر‬ ‫القديمة سمي مسجد ابي عبيدة‬ ‫جوانزو‬ ‫‏‪ ٠٠٩‬‏‪.‬م‪٢‬‬ ‫سنة‬ ‫(_ انواصطاإيض_]‬ ‫بم‬ ‫المسلمين أن يجعلوا في الامامة شرطا‪ :‬أن لا يقطع الامام أمرا دون جماعة‬ ‫معلومة‪ .‬الامامة صحيحة والشرط باطل‪ ،‬فلو صح في الامامة الشرط لا قام‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫وضاع‬ ‫وا لاحكام‬ ‫ولبطلت الحدود‬ ‫حدك‬ ‫اقيم له‬ ‫ولا‬ ‫له حق‬ ‫فلا يمكنه أن‬ ‫على أن الامام ان قدم اليه سارق‬ ‫والجماعة يتعذر اتفاقها‪.‬‬ ‫أو زنى أحد فلا يرجم أو‬ ‫تحضر الجماعة‬ ‫يقيم عليه الحق فيقطع يده حتى‬ ‫الا‬ ‫منكر‬ ‫ولا ينهى عن‬ ‫ولا يحباهد الامام عدوا‬ ‫يجلد حتى تحضر الجماعة‬ ‫بمحضر الجماعة فيكونوا كلهم إذن إماما وكلهم لا إمام فهذا إبطال‘‬ ‫وأما‬ ‫هذا غى‪.‬‬ ‫والسؤال عن‬ ‫ورمى الامامة به بغي‬ ‫وتتبعه غير ااستقامك‬ ‫ما ذكرتم من تولية رجل وفي جماعة المسلمين من هو أعلم منه فذلك جائز‬ ‫آهل الفضل والدين ولاعدل‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫الامامة‬ ‫إذا كان مستكملا لشروط‬ ‫؛ وزيد‬ ‫الله عنه‬ ‫رضي‬ ‫فقد ولي أبو بكر الصديق‬ ‫والسياسة والمنزلة المرضية‬ ‫منهك‬ ‫ومعاذ بالحلال والحرام أعرف‬ ‫وعلى أقضى منه‬ ‫منك‬ ‫بن ثابت أفرض‬ ‫فلم‬ ‫بذلك ومع هذا‬ ‫النه ‪0‬‬ ‫منهك كل شهد له رسول‬ ‫الله أقر‬ ‫وأبي بكتاب‬ ‫يكن أحد منهم أولى منه بالإمامة فالجواب إثبات الولاية وإبطال الشرط‬ ‫والإمامة لا تبطل‬ ‫وتخطئة من اختلقه وأحله غير محلك‬ ‫عليه‬ ‫ولو انعقدت‬ ‫إلا بجدث في الإمام بعد الإعذار والإنذار‪ ،‬وتمادي المحدث على الإصرار‬ ‫والاستكبارؤ فحينئذ يجب القيام عليه وإبطال ما صار من أمر المسلمين‬ ‫[ليه»(_"‪.‬‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫‪.٣٠٦‬‬ ‫‪ .١٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ .٤٨‬وانظر اطفيش محمد بن يوسف©‪ 6‬شرح النيل ج‪‎‬‬ ‫‪ 6١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ -١‬الدرجني‪ 6‬الطبقات ج‪‎‬‬ ‫فقد اعتبروا‪‎‬‬ ‫بالنكار‬ ‫وجد من عرفوا‬ ‫ومنذ ذلك‬ ‫رئيس المعترضين يزيد بن فندين اليفرني‪،‬‬ ‫وكان‬ ‫‪7‬‬ ‫ي مار والبلزد المغاربية ا‬ ‫إنها تعتبر حق فتوى دستورية‪ ،‬رسمت المعالم بين الأمة والإمام‬ ‫(الحاكم) وحددت صلاحيات الأمة في رقابتها للحاكم‪ .‬كما حددت‬ ‫للحاكم (اللإمام) صلاحياته التنفيذية في ذلك الزمن المبكر من تاريخ‬ ‫الإسلام حيث تعود إلى بداية العقد الثامن من القرن الثاني المجري‬ ‫الثامن الميلادي‪.‬‬ ‫كذلك عندما أراد الإمام عبد الوهاب التوجه إلى الحجاز لأداء فريضة‬ ‫الحج ووصل إلى نفوسة اعترضه أهلها خوفا عليه من بني العباس‪ ،‬وقالوا‬ ‫له إن بقاءه في دولته هو الأنسب باله والأفضل لآله‪ ،‬لأنه يقوم بمصالح‬ ‫المسلمين والنظر في أمورهم وذلك أصلح وأوجب‪.‬‬ ‫منكرين لإمامة عبد الوهاب الرستمي‪ ،‬واقصاهم الإباضية ونفوهم مذهبيا‪ ،‬كما أن اللكار كانوا‬ ‫عنيفين في مواقفهم من الإباضيةإ وهكذا هي حة المغاربة‪ .‬وحدثت بين الفريقين مصادمات وحروب‬ ‫ثم تحوّل النكار إلى المذهب المالكي‪ ،‬فكانت النتيجة أن الخسارة كانت إباضية والربح مالكيا‪ .‬وهكذا‬ ‫يفعل التشدد والتصلب في الرأي ودائما ما يؤدي ذلك إلى النفرة وإذا كان النكار قد اخطاوا في‬ ‫مواقفهم العنيفة من الإمامة الرستمية ومن الإباضية‪ ،‬فإن الإباضية اخطاوا أيضا في إقصاء المعتز ضين‬ ‫ووصفهم بالتكار‪ ،‬لأن حصر المخالف في الراي في القاب ترعة يؤدي إلى النفور والعزلةء وفي رايي‬ ‫ان الذي مكن المدرسة النزوانية من البقاء والاستمرار على حساب المدرسة الرستاقية في عمان هو‬ ‫احتواء اصحاب الآراء المخالفة والمختلفة‪ ،‬فالإمام أبو سعيد الكدمي عميد المدرسة النزوانية ابقى كل‬ ‫ما كانت له ولاية على ولايته من المؤيدين والمعارضين للخروج على الإمام الصلت بن مالك‬ ‫‏(‪ - ٢٣٧‬‏ء)ةيرجه‪ ٢٧٢‬بينما أوجبت المدرسة الرستاقية وعميدها ابن بركة البراءة من‬ ‫الخروصي‬ ‫الخارجين ومتوليهم‪ .‬بل واوجبوا العلم بالحدث لكي يبرا من الحدث‪.‬‬ ‫( لناطاإاضي_]‬ ‫‪29‬‬ ‫غير أن الإمام لم يقتنع بهذا الرأي النفوسي‘ فارسل إلى علماء‬ ‫المذهب بالمشرق‪ ،‬حيث أرسل إلى الإمام الربيع بن حبيب في البصرة أو‬ ‫بعمان(" وإلى عبد اله بن عباد في مصر يستفتيهما في ذلك‪ ،‬فأجابه كلاهما‬ ‫بأفضلية بقائه في دولته وبين مواطنيه‪ ،‬إلا آن الربيع فضل له أن ينيب من‬ ‫حج عنه‪.‬‬ ‫أما عبد الله بن عباد فقد أسقط عنه وجوب الحج بالكلية‪ ،‬معللا‬ ‫ذلك بفقد الأمن بالنسبة للإمام‪ ،‬وأمان الطريق من شروط الاستطاعة‬ ‫بالأاحوط‬ ‫عملا‬ ‫عنه‬ ‫يحج‬ ‫وأرسل من‬ ‫برأي الربيع‪،‬‬ ‫الإمام‬ ‫أخذ‬ ‫وهناك‬ ‫حتى لا تفوته شعيرة الحج إن لم تكن بالئفس وإلا بالمال‪ ،‬والذي لا يدرك‬ ‫كله لا يترك كله‪ ،‬وعلماء المذهب وأئمته دائما يعملون بالأحوط إذا تعلق‬ ‫الأمر بهم‪ ،‬ويوسعون الأمر إذا تعلق بغيرهم فجزاهم الله خيرا‪.‬‬ ‫وهكذا استمر الإباضية في المغرب العربي أو الإسلامي يستمدون‬ ‫فتاواهم من علماء المشرق بدء من رسالة الإمام أبي عبيدة إليهم في مسائل‬ ‫الزكاة وفتواه الحاسمة في إبقاء الحارث بن تليد الكندي وعبد الجبار‬ ‫المرادي عل ولايتهما‪ ،‬بعد آن وجدا مقتولين وسيف كل واحد منهما فوق‬ ‫‏(‪ -١‬لعل الإمام الربيع ف هذه الفترة قد عاد إل غغمان‪ 8‬فإنه عاد إل غُمان آخر عمر‪ 6‬حيث سكن غضفان‬ ‫من ولاية لوى وتوفي بهاء وبها قبره رحمه الله ورضي عنه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ 9‬عمار والبلزد المغاربية [‬ ‫جثة الآخر في طرابلس فكادت توقع هذه القضية فتنة بين الإباضية\ في‬ ‫الولاية والبراءة‪ ،‬منهما أو من أحدهما فجاءت فتوى أبي عبيدة حاسمة‬ ‫بإابقائهما في الولاية‪ ،‬لأنه عرف أنها مكيدة حربية دبرها أعداؤهم من‬ ‫السلطة الحاكمة آنذاك في القيروان" وذلك في الثلاثينيات من القرن الثاني‬ ‫الهجري‪.‬‬ ‫وتتوالى الفتاوى المشرقية إلى إخوانهم بالمغرب بعد أبي عبيدة‪ ،‬مرورا‬ ‫بالربيع بن حبيب وأبي غسان وعبد الله بن عباد وغيرهم إلى جوابات‬ ‫العلامة المحكم محمد بن محبوب الرحيلي في القرن الثالث الهجري‪.‬‬ ‫ومن الآمور المهمة التى تدل على ارتباط المغرب بالمشرق علميا في‬ ‫الإطار الإباضي‪ ،‬قصة كتاب المدونة لأبي غانم بشر بن غانم الخراساني‪ ،‬فقد‬ ‫دون أبو غانم الخراساني الذي كان قد عاش في البصرة كتابه الذي سماه‬ ‫(المدونة) بالنقل والرواية عن تسعة من تلاميذ الإمام أبي عبيدة مسلم بن‬ ‫ابي كريمة‪ ،‬وهم‪ :‬الربيع بن حبيب الفراهيدي" وأبو غسان مخلد بن العمرد‬ ‫الغساني البصري العراقي‪ ،‬وعبد الله بن عبد العزيز البصري‘ وأبو المؤرج‬ ‫عمرو بن محمد القدمي اليمني‪ ،‬وحاتم بن منصور الخراساني‪ ،‬وأبو المهاجر‬ ‫هاشم بن المهاجر الحضرمي الكوفي‪ ،‬وأبو أيوب وائل بن أيوب الحضرمي‬ ‫وعبد الله بن عباد المصري وشعيب بن المعروف الآزدي‪.‬‬ ‫_( لتواصل الإباضي _]‬ ‫‪7‬‬ ‫وصدر المدونة بقوله‪ « :‬سألت الربيع وأبا المهاجر وأبا المؤرّج وأبا‬ ‫سعيد عبد الله بن عبد العزيز وأبا غسان مخلد بن العمرد وأبا آيوب وحاتم‬ ‫ابن منصور منهم من سألت مشافهة ومنهم من أخبرني من سألهم‬ ‫مشافهة»‪ .‬ولم يذكر هنا عبد الله بن عباد المصري وشعيب بن المعروف‬ ‫الآزدي‪ ،‬لأنه التقى بهما بعد ذلك وهو في طريقه إلى نفوسة وتيهرت‬ ‫وهناك روى عنهما‪.‬‬ ‫ويضاف إلى أولئك التسعة‪ ،‬محبوب بن الرحيل تلميذ الربيع‪ ،‬وهو‬ ‫يروي لأبي غاغم عن الربيع‪.‬‬ ‫وبعد أن أكمل أبو غانم تاليف كتابه الذي هو المدونة" سار في زيارة إلى‬ ‫تيهرت عاصمة الدولة الرستمية‪ ،‬حاملا معه نسخة من الكتاب لكي‬ ‫يقدمها إلى أمير المؤمنين وإمام المسلمين عبد الوهاب الرستمي‪ ،‬الذي كان‬ ‫يجمع بين إمامة الحكم وإمامة العلم حتى يكون كتاب المدونة واحدا من‬ ‫مكونات مكتبة تيهرت الكبيرة العامرة التى كانت تسمى المعصومة‪.‬‬ ‫وفي رحلته تلك مر آبو غانم على جبل نفوسة وهناك التقى بعمروس‬ ‫بن فتح المساكني‪ ،‬الذي كان شابا حدثا ولكنه كان يتألق ذكاء ويتوقد فطنة‪.‬‬ ‫ويتفتق عبقرية‪ ،‬فأودع آبو غانم الكتاب عمروسا‪ ،‬حتى يرجع من تيهرت‬ ‫ولعله كانت لدية نسختان‪ ،‬النسخة التي قدمها إلى الإمام عبد الوهاب‬ ‫‪7‬‬ ‫( جير عمار والبلد المغارية ]‬ ‫حاملا نسخة‬ ‫أنه كان‬ ‫أو‬ ‫فتح‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الى أودعها عمرورس‬ ‫والنسخة الثانية هي‬ ‫واحدة وهي التي تركها عند عمروس وكان ذهابه إلى بعض الأماكن في‬ ‫نفوسة أو القريبة منها‪.‬‬ ‫بيد أنني أرجح الرواية الأولى وهي وردت في المصادر الإباضية وخلال‬ ‫تلك المدة التي غاب فيها آبو غانم عن عمروس حتى يرجع إليه قام‬ ‫عمروس باستنساخ كتاب المدونة باذلا كل جهد وطاقة وكانت تعاونه‬ ‫أخته العالمة المجاهدة جيث كان هو يكتب وأخته تملي عليه‪ .‬وكان يتنقلان‬ ‫مع ظل الصباح وظل المساء‪ ،‬وعندما عاد أبو غانم من زيارته وجد الكتاب‬ ‫منسوخا من غير إذن منه ودون أن يخبره عمروس لولا أن استدل المؤلف‬ ‫ببعض نقاط الحبر على الكتاب‪ ،‬وقال لعمروس أسرقت هذا؟ قال‪ :‬نعم‬ ‫سمًّنى سارق العلم("‪.‬‬ ‫والظاهر أن النسخة العمروسية لكتاب المدونة هي التي بقيت لدى‬ ‫الإباضية في بلاد المغرب‪ ،‬بعد أن قضى العبيديون الشيعة الإسماعيلية على‬ ‫المكتبة الرستمية في تيهرت‘ وكانت نسخة مباركة اعتمد عليها الفقه‬ ‫الإباضي فيما بعد فكانت كالآصل له‪ ،‬وهي التي انتقلت فيما بعد إلى‬ ‫القاهرة مع الإباضية‪ ،‬ثم انتقلت إلى دار الكتب المصرية بعد تأميم‬ ‫‏‪ ٠‬دار الغرب الاسلامي بيروت‪.‬‬ ‫(‪-)١‬۔‪-‬‏ أبر زكريا‪ .‬يحي بن ابي بكر‪ 5‬سير الأئمة واخبارهم‪ .‬تحقيق‪ :‬إسماعيل العربي" ص‬ ‫]‬ ‫‪ 9‬الواصل الإباضي‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‏|‬ ‫الأوقاف في مصر ووضعها تحت يد الحكومة‪ ،‬ومنها أوقاف الإباضية‪ ،‬وهي‬ ‫النسخة التى حققها الشيخان يحي بن عبد الله النبهاني وإبراهيم بن محمد‬ ‫العساكر‘‪ ،‬وبعد المدونة الغانمية وجدت كتب المذهب المشرقية طريقها إلى‬ ‫المغرب©ؤ وأقبل عليها إباضية المغرب إقبالا كبيرا‪.‬‬ ‫من ذلك أن الإمام عبد الرهاب الرستمي بعث بألف دينار إلى علماء‬ ‫المذهب بالبصرة بالعراق لكي يشتروا بها كتب المذهب‪.‬‬ ‫ولكي يقتني بذلك المبلغ عددا كبيرا من الكتب قام إباضية البصرة‬ ‫بشراء جلود وحبر‪ ،‬على أن يقوموا هم بالنسخ فنسخوا بتلك الطريقة‬ ‫أربعين حملا من الكتب‪ ،‬وبعثوا بها إلى الإمام عبد الوهاب‘ وعندما نشرها‬ ‫وقرأها حمد الله أن جميع مسائلها من محفوظاته عدا مسألتين قال‪ :‬إنه لو‬ ‫سئل عنهما لأجاب فيهما قياسا على غيرهما من باب الأشباه والنظائر("'‪.‬‬ ‫أبو العباس أحمد‬ ‫على كثرة الكتب الإباضية المشرقية ما ذكره‬ ‫ومما يدل‬ ‫بن محمد بن بكر الفرسطائي‪ ،‬قال‪ :‬أنه عندما كان يدرس في جبل نفوسة‬ ‫‪ ,,‬قامت بطبعها مكتبة الجيل الواعد مسقط سلطنة عمان ونشير إلى أنها المدونة الأصلية الخالية من‬ ‫الإضافات والتعليقات والحواشي وهذا الأمر يغيب عن الكثير من الناس فلا يفرقون بين نسخ‬ ‫المدونة‪.‬‬ ‫‏‪.٩٩‬‬ ‫ر‪٦‬۔‏ أبو زكريا‪ ،‬المصدر السابقث ص‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية [‬ ‫مرت عند شيخه سعدون مرت عليه ذبيحة الأقلف© فقال شيخه إن بها‬ ‫قولين ولكن لم ينسبهما‪ ،‬قال ودخلت ديوان الكتب الذي كان‬ ‫بنفوسةءوبقيت أربعة أشهر لا أنام إلا بين أذان الفجر وصلاة الفجر وإذا‬ ‫بالديوان فيه ثلاثة وثلاثون آلف كتاب من كتب أهل المشرق في المذهب"‪.‬‬ ‫على أن الرواية وإن كانت بها مبالغة أو تصحيف إلا أنها تدل على‬ ‫كثرة كتب المذهب المشرقية بالمغرب‪.‬‬ ‫ر‪١‬‏ م أبو العباس أحد بن محمد بن بكر القسمة واصول الأرضين المقدمة‪.‬‬ ‫( النواصزالإباضي ]‬ ‫محم‬ ‫مضارب محبوب‪:‬‬ ‫كانت مضارب محبوب بن الرحيل المخزومي القرشي وهي خيامه‬ ‫بمنى أثنا ءمواسم الحج تمثل نقطة التقاء للحجاج الإباضية الذي كانوا يأتون‬ ‫من مختلف أوطانهم فقد ذكر لاب بن سلام اللواتي الذي يعتبر كتابه‬ ‫أقدم مؤلف تاريخي عن المغرب العربي الإسلامي أن دار محبوب بمكة كانت‬ ‫تضم مائة وخمسين حاجا في سنة من السنين منهم خمسة وعشرون من أهل‬ ‫عُمان‪ ،‬وذكر أن له خياما تسمى مضارب محبوب بمنى أيام الحج وقال إنه‬ ‫أخبره بذلك عالم نفوسي كان قد التقى حجاج عمانيين‪ ،‬وكان ابن سلام‬ ‫لقيه جندوبة" بعد سنة ‏‪"(٢٧٣‬‬ ‫وتحفظ لنا المصادر الإباضية لقاء هاماً كان قد جرى بين العلامة‬ ‫الماني الكبير المحكم محمد بن حبوب الرحيلي" والعلامة النفوسي‬ ‫عمروس بن فتح المساكني‪ ،‬فقد زار عمروس ومعه عدد من أصحابه محمد‬ ‫بن محبوبڵ وبعد الأخذ في المناقشة والمذاكرة عرف ابن محبوب عمروسا‬ ‫من نقاشاته وسؤالاته‪ ،‬وكان لم يعرفه من قبل عيانا والظاهر أنه كان يعرفه‬ ‫سماعاء أو أنه كانت هنالك مراسلات بينهما من قبل ذلك اللقاءء عرف‬ ‫ره منطقة في ليبيا في الشمال الغربي منها‪.‬‬ ‫‏‪.١٣٠‬‬ ‫يعقوب‪ 8،‬ص‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 9‬عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫ابن محبوب منزلة عمروس العلمية من خلالها لذلك قال‪ :‬إن كان‬ ‫عمررس‪.‬‬ ‫إنه‬ ‫نعم‬ ‫فقالوا‬ ‫منهك‬ ‫إلا‬ ‫لا يصدر‬ ‫السؤال‬ ‫فيكم فهذا‬ ‫عمررس‬ ‫بينهما من السؤال‬ ‫جرى‬ ‫حينئذ أدنى جلسه ورفع منزلتك حتى‬ ‫والجواب في شتى فنون العلم الشيء الكثبر‪.‬‬ ‫ونظرا لعمق الطرح العمروسي والجواب المحبوبي‪ ،‬فقد اعتبر ابن‬ ‫محبوب تلك المسائل بانها من مكنون العلم التي ينبغي ألا تطرح أمام‬ ‫العامة"‪ ،‬لأنها فوق مستواهم وإدراكهم‪ ،‬وخشية أن يفهموها على خلاف‬ ‫ما هي عليه حقيقة وواقعا فيعملوا بما تمليه عليه أفهامهم‪ ،‬من هنالك كان‬ ‫حرص ابن محبوب على عدم طرحها آمام العامة‪.‬‬ ‫وعلى العموم فقد كانت مراسم الحج مناسبات يلتقي فيها الإباضية لا‬ ‫سيما علماؤهم ليتشاوروا في أمورهم‪ ،‬وليتدارسوا أفكارهم وذلك من‬ ‫المنافع التي أخبر الله عنها في الحج بقوله‪ :‬إ لَشهَدوأ متي لهم »‬ ‫‏‪.٢٨‬‬ ‫الحج‪:‬‬ ‫‏‪. ٩‬۔‪.‬‬ ‫‏‪ .٢‬ص‬ ‫ح‬ ‫‏‪ ١‬طبقات المشايخ‪.‬‬ ‫[ اشاطالينض_]‬ ‫م‬ ‫وكانت عادة متبعة عندهم منذ الإمام الآول للمذهب‪ ،‬ألا وهو الإمام‬ ‫وله ف‬ ‫الحج كل عام‬ ‫جابر بن زيد الذي كان حريصا على أداء مناسك‬ ‫هى من المتعة بمكان‪.‬‬ ‫( وأخبار‬ ‫قصص‬ ‫ذلك‬ ‫وسار على ذلك خلفه أبو عبيدة مسلم وكذلك ضمام بن السائب‬ ‫الندبي‪ ،‬وحاجب بن مودود الطائي والربيع بن حبيب الفراهيدي‪ ،‬ووائل‬ ‫بن آيوب الحضرمي‘ ومحبوب بن الرحيل القرشي وابنه محمد بن محبوب‬ ‫وغيرهم رحمهم الله ورضي عنهم‪.‬‬ ‫كما أن مواسم الحج كانت أيضا فرصة لتبادل المراسلات والمعلومات‬ ‫فكم من كتب عمانية تم إرسالها إلى المغرب على أيدي الحجاج العمانيين‬ ‫وكتب مغاربية ت إرسالها إلى عمان على أيدي الحجاج المغاربة‪.‬‬ ‫ومن التواصل المشرقي المغاربي كما ذكره ابن الصغير في تاريخه عن‬ ‫الدولة الرستمية‪ ،‬أن الإمام محمد بن أفلح الرستمي كان له مستشار من‬ ‫العرب هو محمود بن بكرا وقال إنه كان أخص الناس بهأ‘ ‪ 5‬ولا ندري من‬ ‫هو محمود بن بكر ومن أي بلش هل هو من عُمان‪ ،‬آم من اليمن أم من‬ ‫العراق‪ ،‬ولعله من اليمن لأن إباضية اليمن كان لهم وجود متواصل في بلاد‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫ر‪١‬م_‏ أخبار الأئمة الرستميين‪ ،‬ص ‏‪.٨١‬‬ ‫‪7‬‬ ‫( جيه مار والبلد المغاربية ]‬ ‫كما أن من التواصل المشرقي المغاربي أيضا قدوم رجل يجمع بين العلم‬ ‫والتجارة يسمى ابن الجمعي كما عند الدرجيني في الطبقات‪ ،‬وابن الجمع‬ ‫كما عند الشماخي في السير‪ ،‬ولا ندري من أي مكان في المشرق هو‪.‬‬ ‫والظاهر أن قدومه إلى بلاد المغرب كان في بداية القرن الرابع الهجري‬ ‫حيث قدم إلى توزر بالجنوب التونسي أولا ثم انتقل إلى سجلماسة‬ ‫بالجزائر‪ ،‬وقد لازمه وأخذ عنه العلم أبو زيد محمد بن كبداد اليفرني الذي‬ ‫تحول فيما بعد نكاريا‪ 5‬وأبو الربيع سليمان بن زرقون الذي صار واحدا من‬ ‫أئمة العلم الكبار(‘‬ ‫ترجمة ابي الربيع سليمان‬ ‫ضمن‬ ‫‏‪ .٣٣٨‬وكلاهما ذكره‬ ‫‏‪ 6 ٢‬ص‬ ‫‏‪ .١٠‬السير‪ .‬ح‬ ‫‏‪ ٢‬ا ص‬ ‫‏(‪ -)١‬الطبقات‘ ح‬ ‫بن زرقون‪.‬‬ ‫التواصل الإباضي‬ ‫| ‪.‬‬ ‫طلاب مقاربة إلى عمان‬ ‫شهد التواص العماني المغاربي نقلة نوعية في القرن الرابع الهجري"‬ ‫فقد جاء إلى عمان عدد من طلاب العلم للدراسة في مدرسة الإمام أبي‬ ‫محمد ابن بركة في مدينة بهلا_‘‪ ،‬وقد روى الشيخ الشيبة محمد بن عبد الله‬ ‫السالمي عن والده نور الدين السالمي قوله‪ :‬إنه تخرج من مدرسة ابن بركة‬ ‫ثمانون عالما مغاربيال"‪ ،‬وذلك لأن الإمام أبا محمد ابن بركة كان على سعة‬ ‫من الغنى والثروة‪ ،‬وكانت مدرسته تقع بمحلة الضرح في بهلا التي لا تزال‬ ‫أطلالها باقية إلى يومنا هذا وقد أنشأ سكنا للطلاب لاإيوائهم وتغذيتهم‬ ‫شبيها بما يعرف في الوقت الحاضر بالأقسام الداخلية‪ ،‬ومن أجل ذلك كان‬ ‫طلبة العلم من عمان والمغرب يقصدون مدرسة ابن بركة في بهلا‪ ،‬نظرا‬ ‫لتوفر المأوى والدراسة والغذاء‪.‬‬ ‫من هنالك يقال إن الإباضية المغاربة أكثر إجلالا للإمام ابن بركة من‬ ‫المشارقة ولعل ابن بركة بهذا الصنيع يعتبر أول من أنشأ نظام الأقسام‬ ‫الداخلية في التاريخ الإسلامي‪.‬‬ ‫وتشترك مع مدرسة ابن بركة وقسمها الداخلي مدرسة أبي زكريا‬ ‫فصيل بن أبي مسور التي أنشأها في الجامع الكبير في حومة الحشان بجزيرة‬ ‫‏‪ ١١‬هي مدينة كبيرة تقع في المنطقة الداخلية من غُمان‪ ،‬تشتهر بقلعتها الكبيرة والقديمة" وسورها الكبير‬ ‫وكانت من حواضر ا‬ ‫لعلمإ وعاصمة للحكم في بعض فترات التاريخ العماني‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬الروض النضير ص ‏‪.١٧١‬‬ ‫‪57‬‬ ‫( جير مار واللزد المغاربية ]‬ ‫كمساكن للطلبة‬ ‫التونسية‪ ،‬وأنشأ بجانب الجامع الكبير حجرات‬ ‫جربة‬ ‫وذلك في النصف الآول من القرن الرابع الهجري("‪.‬‬ ‫ونعود بالحديث عن الطلبة المغاربة الذي قال عنهم نور الدين السالمي‬ ‫بأنهم ثمانون طالبا تخرجوا من مدرسة ابن بركة‪.‬‬ ‫الظاهر أن أولئك الطلبة كانوا قد جاؤوا على دفعات متفرقة} ولم يأتوا‬ ‫دفعة واحدة إذ لا يتسنى ذلك في تلك ا لأيام لصعوبة المواصلات وخطورة‬ ‫الطريق وعدم القدرة على استيعاب ذلك العدد في مدرسة واحدة‬ ‫وإسكانهم وتغذيتهم‪ ،‬ومن هنالك كان للإمام ابن بركة مكانة خاصة لدى‬ ‫المغاربة فه يعتمدون عليه في أقواله إلى حد كبير‪ ،‬ومن هنالك أيضا توجد‬ ‫مقولة عمانية هي أن ابن بركة شيخ المغاربة‪.‬‬ ‫ويبدو أن ذلك التوجه الطلابي المغاربي إلى عمان كان بعد سقوط‬ ‫الدولة الرستمية‪ ،‬وبعد معركة (مانو) التي قتل فيها المئات من علماء‬ ‫وأما معركة مانو فقد‬ ‫المذهب فالدولة الرستمية كانت نهايتها سنة ‏‪٢٩٦‬‬ ‫كانت سنة ‪٢٨٢٣‬هت‏ ولا شك أن لهذين الحدثين نتائج عكسية وسلبية على‬ ‫ر‪ ,‬سالم بن يعقوب‪ ،‬تاريخ جزيرة جربة ومدارسها العلمية؛ ص ‏‪.٩٠‬‬ ‫[ ياض _]‬ ‫ل‬ ‫الإباضية في بلاد المغرب لأن ذهاب العلماء وسقوط الكيان السياسي من‬ ‫أهم عوامل الضعف لأي جماعة ولأي مجتمع‪.‬‬ ‫ومن العجيب أن يتزامن سقوط دولتي الإمامة الثانية في عمان سنة‬ ‫‏‪ ٠‬ه على يد العباسيين‪ ،‬بينما سقطت دولة الإمامة الرستمية سنة‬ ‫‏‪ ٦‬ه على يد العبيديين الفاطميين الشيعة‪.‬‬ ‫وقد تخلى الإباضية في المغرب بعد ذلك عن فكرة إقامة الدولة‪ .‬وإنما‬ ‫اكتفوا بوضع نظام اجتماعي أطلقوا عليه (نظام العزابة) ‪.‬‬ ‫وليتهم لم يتخلوا عن محاولة إيجاد الدولة‪ ،‬لآن الكيان السياسي الذي‬ ‫هو الدولة هو الذي يترتب عليه القرار السياسي والقرار السياسي هو‬ ‫مكمن القوة لآي فكر ولأي مذهب ولأي جماعة والتاريخ خير شاهد‬ ‫على ذلك وبتخلي الإباضية عن إقامة الدولة في المغرب واليمن‪ ،‬تقلْص‬ ‫المذهب في بلاد المغرب‪ ،‬وانتهى في اليمن‪.‬‬ ‫أما العمانيون فقد أصروا على إقامة الدولة دولة بعد دولة فعندما كانوا‬ ‫يآنسون من أنفسهم قوة يعمدون إلى إقامتها‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬أخبرني الشيخ محمد بن إبراهيم اطفيش‪ ،‬أن و الده الشيخ أبا إسحاق اطفيش‘ كان يتمنى أن يدرس‬ ‫المذهب الإباضي في الأزهر وقد حاول ذلك ولكنه لم يوفق‪ ،‬وقال إن هذا الأمر يحتاج إلى قرار‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫على أهمية وجود‬ ‫يدل‬ ‫الأمر الذي‬ ‫سياسي يتبئاه ويتابعه‪8‬‬ ‫س‬ ‫( جيد عمار ماللزد المغاربية ]‬ ‫على أنه وإن كان بعض تلك الدول دولا ملكية قائمة على التوريث‬ ‫وليست على البيعة والشورى كما هو الشان في دول الإمامة فإن كلا‬ ‫النظامين حافظ على الكيان السياسى للإباضية في عمان‪.‬‬ ‫[ _ النواصر الإباضي ___|‬ ‫م‬ ‫التواصل على عهد النباهنة في عُمان‬ ‫النباهنة قبيلة عمانية من العتيك من الأزدث وقد حكموا غُمان على‬ ‫فترتين‪ ،‬واستمر حكمهم في الفترتين حوالي أربعمائة عام‪ ،‬غير أن الفترة‬ ‫الأولى كانت أطول فترة حكمهم" لذلك يطلق على حكمهم في الفترتين‬ ‫الدولة النبهانية الأولى والدولة النبهانية الثانية‪ ،‬وكانوا يلقبون بالسلاطين‪،‬‬ ‫ولعلهم كانوا هم أول من حمل لقب السلطان من حكام عمان‪.‬‬ ‫وآخر سلاطين ا لدولة النبهانية الآولى السلطان سليمان بن سليمان‬ ‫النبهاني‪.‬‬ ‫وفي عهده زار عمان عالم جربي اسمه‪ :‬عيسى بن أبي بكر بن محمدا و‬ ‫وصل للى نزوى وقابل السلطان سليمان بن سليمان‪ ،‬الذي أكرمه غاية‬ ‫الإكرام ورجّب به أجمل ترحيب‘ وأخبر السلطان وعلماء عمان وأهل‬ ‫عمان بما أبهجهم وأدخل السرور على خواطرهم من انتصار أهل جزيرة‬ ‫جربة على الغزاة الذين غزوا الجزيرةء وعند عودته من عمان إلى جربة‬ ‫زوده علماء عمان بخطاب إلى العالم الفقيه رئيس العزابة في جربة ورئيس‬ ‫علمائها الشيخ العالم الفقيه يونس بن تعاريت‪ ،‬وأميرها الشيخ أبي زكريا‬ ‫يحي بن سعيد بن أبي نوح السمومني‘جاء فيه بعد المقدمة‪ « :‬كتابنا إلى‬ ‫الفقيه يونس بن تعاريت والشيخ الآمير أبي زكريا يحي بن سعيد بن أبي‬ ‫‪17‬‬ ‫( جيد عمار والد المغلية ]‬ ‫نوح السمومني‪ ،‬شيخ جربة المقاتل على المذهب بسيفه‪ ،‬وإلى إخواننا من‬ ‫المسلمين بجربة سلمهم الثه وأسعدهم ني الدارين بحرمة سيدنا محمد يلة‬ ‫وبعل‪:‬‬ ‫فقد وصل إلينا إلى عمان إلى بلد نزوى الحاج عيسى بن أبي بكر بن‬ ‫محمد وكان من أجل الواصلين وسعدنا بوروده واستبشرنا لمحته ومطلعه‬ ‫وسرًنا ما أطلعنا عليه من علم سلامتكم واستقامة حالتكم وما منحكم الله‬ ‫من صلاح ذات بينكم وهدايتكم للرشاد في دينكم وسلوككم المذهب‬ ‫الرضي والدين الحنيفي الجلي الوهبي الراسبي"‪ ،‬الواضح أنواره وسبيل‬ ‫القليل أهله ومتبعوه‪ ،‬الأول سالكوه وحاملوه‪ ،‬الكثير أعداؤه ومبغضوها‬ ‫الوافر طاعنوه ومخالفوه‪ ،‬تلك صفة خص الله بها العباد أهل صفوته في‬ ‫البلادك فقال في كتابه المنزل على لأن نبيه المرسل في القليل ولا كثير‬ ‫بوصف القليل من الصالحين والكثير من المخالفين‪ ،‬وقد قال رسول الله‬ ‫لة «ستفترق أمتى على ثلاثة وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدةة‬ ‫فقيل من هذه يا رسول الله فقال من اجتمعت الأمة على بغضها‪ ،‬ونحن‬ ‫بحمد الله من تلك الفرقة الصفية والطائفة الحقيقية وقال عليه السلام‪ :‬بدا‬ ‫الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء من أمتي فقيل من‬ ‫الغرباء يا رسول الله؟ قال‪ :‬قوم يعملون بكتاب الله حين يترك‪ ،‬ويتمسكون‬ ‫بجبل الإسلام حين يقطع فاثبتوا على دينكم" فإنكم إن شاء اله من‬ ‫هو الإمام عبد اله بن وهب الراسبي إمام المحكمة آهل النهروان‪.‬‬ ‫(_ لشفاطاااضب_]‬ ‫مم‬ ‫الفائنزين© ونعلمكم أنه قد وصل الحاج المبارك عيسى بن أبي بكر إلى‬ ‫سلطان غُمان‪ ،‬وهو السلطان الأعظم والعلامة الأكرم أبو علي سليمان‬ ‫بن سليمان دام عرَّه‪ ،‬وذل عدوها إذ هو الإباضي المستقيم" ولولاه لاندرس‬ ‫الملذهب‪ ،‬ولقد دارت به الشيعة والشافعية‪ ،‬وما ينقضون به على هذا‬ ‫المذهب في مجلسه ؤ فقطع حجتهم ‪ ،‬واسكت دعوتهم‪ ،‬بجيث لا يقدر أحد‬ ‫على أن يطعن في المذهب ‏‪ ٢‬ودحض حجته إذ هو عالم في أصول الدين‬ ‫لتعلموا ذلك‪.‬‬ ‫ولما وصل الحاج ع عيسى إلى السلطان المذكور أعلمه أنه من جربة من‬ ‫مذهب الوهبية' ‪ .6‬فانزله منزلا والزمه"‘‪،‬وأمر أن عند إخوانه وأهل‬ ‫مذهبه‪ ،‬وأعلم عيسى السلطان ما جرى بين الآمير الشيخ أبي زكريا‬ ‫السمومني وبين التركأ"‘‪ ،‬من القتال وما قد نصر الله عليهم ببركة‬ ‫المذهب"'‘‪.‬‬ ‫هذه هي رسالة علماء عمان إلى أهل جزيرة جربة بتونس» ونستفيد‬ ‫منها أمورا عدة منها‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬إن ما جاء فيها يخالف ما ذكر عن السلطان سليمان بن سليمان‬ ‫النبهاني من خلاعة وجون أو المبالغة في ذلك إلى أن ذكر عنه‬ ‫راب تفرقة يينهم وبين النكار‪.‬‬ ‫‏‪ .٢‬لعله وأكرمه فحدث تصحيف في الكتابة‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬لعلهم حكام طرابلس الغرب‪.‬‬ ‫‏‪.٢٢٢‬‬ ‫سالم بن يعقوب تاريخ جزيرة جربة ومدارسها العلميةء ص‬ ‫‏‪٧1‬‬ ‫‪ 9‬غمار والبلاد المغاربية ]‬ ‫مطاردته لامرأة من نزوى وهي عارية إلى حد أن كانت في ذلك‬ ‫نهايته أو نهاية حكمه‪ ،‬وقد فئدت تلك القصة في كتابنا الوسيط في‬ ‫التاريخ العماني فليرجع إليه من شاء هناك‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تبين الرسالة ما يتصف به حكام الإباضية من أئمة وملوك وسلاطين‬ ‫شرقا وغربا من سعة صدر لمخالفيهم‪ ،‬في حين يعدم هذا من حكام‬ ‫المذاهب الأخرى تجاه الإباضية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تدل الرسالة على أن النباهنة هم إباضيو المذهب‪ ،‬وليس كما يردد‬ ‫بعض الباحثين بأن النباهنة كانوا على المذهب السني على اعتبار‬ ‫المذهب الإباضي بأنه مذهب إمامي أي قائم على دول الإمامة فقط‪.‬‬ ‫وما قاله أولئك البعض من الباحثين طبعا غير صحيح" فإن‬ ‫المذهب الإباضي مذهب فقهي عقدي كغيره من المذاهب& وهو يضم‬ ‫المستقيم وغير المستقيم‪ ،‬كما أن فيه العادل وغير العادل من الحكام‬ ‫وفيه الأئمة والملوك والسلاطين والأمراء وزعماء وشيوخ القبائل وهم‬ ‫بين مستقيم وعادل‘ وغير مستقيم ولا عادل‪.‬‬ ‫وعلى هذا العهد أي عهد النباهنة‪ ،‬زار رجل عماني اسمه محمد‬ ‫بن عبد الله السمائلي جبل نفوسة والتقى بالشيخ بدر الدين أحمد بن‬ ‫والظاهر أن‬ ‫من المؤلفات‬ ‫السبر وغيره‬ ‫سعيد الشماخى مؤلف كتاب‬ ‫لشواصالإباضي]‬ ‫(‬ ‫محم‬ ‫لرجل الماني لديه إلمام بعلوم الطب‪٠‬‏ وذهب الشيخ الشماخي‬ ‫والضيف العماني ومعهما الشيخ يونس بن محمد إلى زيارة أبي يوسف‬ ‫يعقوب بن أحمد بن موسى وكان مريضا‪ ،‬فتكلم يونس بن محمد ومحمد‬ ‫بن عبد الله السمائلي عنده في الطب© ولكن الشيخ أبا يوسف‬ ‫أفحمهما"‪.‬‬ ‫‏‪ .٧٩٦‬تحقيق‪ :‬محمد حسنك دار المدار الإسلامي تونس‪.‬‬ ‫‏(‪ -)١‬الشماخي‪ .‬السير ج‪.٢‬‏ ص‬ ‫‪7‬‬ ‫[ جيد عمار والبلد مغاربيف ]‬ ‫التواصل على عهد اليعاربة في عُمان‬ ‫اليعاربة قبيلة أزدية تفرعت من قبيلة النباهنة التى مر ذكرها ودولة‬ ‫اليعاربة دولة إمامة‪ ،‬وقد كان أول إمام بها هو الإمام المؤيد والعلم الأرشد‬ ‫ناصر بن مرشد اليعربي (‪١٠٣٤‬ه۔‏ ‪١٠٥٩‬ها)(‪.٠‬‏‬ ‫وآخر الأئمة هو الإمام سلطان بن مرشد (‪١١٥٤‬ه‏ ‪١١٥٧ -‬ه)"'‪.‬‏‬ ‫وعلى عهد دولة اليعاربة ازداد التواصل بين العمانيين والمغاربة‪ ،‬فقد‬ ‫كثرت بينهم الرسائل والمكاتبات حيث وجه إليهم شيخ الإسلام والمسلمين‬ ‫خميس بن سعيد الشقصي‪ ،‬صاحب كتاب (منهج الطالبين)("'‪ ،‬الذي قامت‬ ‫على فكره وفكرته دولة الإمامة اليعربية خطابا عن الإمام ناصر بن مرشد‬ ‫اليعربي‪ ،‬ضمنه الشيخ خميس نصائحه لهم بالائتلاف وعدم الفرقة‬ ‫والاختلاف وذلك الخطاب المبارك هو‪:‬‬ ‫« الحمد لله موجد الأشياء بعد الإعدام‪ ،‬وخرج الثمرات من الأكمام‬ ‫ومصور الأمم كما شاء في ظلمات الأرحام} العالم بخفيات خواطر الأوهام‪.‬‬ ‫والمتفضل على خلقه بالآلطاف والأنعام‪ ،‬مبدئ الخلق ومعيدها‪ ،‬وخالق‬ ‫ر‪,‬۔يوافق ميلاديا‪ :‬‏‪ - ١٦٢٤‬‏‪.‬ه‪٩٤٦١‬‬ ‫"ء يوافق ميلاديا‬ ‫ر كتاب منهج الطالبين وبلاغ الراغبين كتاب فقهي موسوعي احدث نقلة نوعية في الخطاب الفقهي‬ ‫الإباضي واصبح معتمد الإباضية شرقا وغربا‪ .‬وحضي بشهرة واسعة في الوسط الإباضي لانه كتاب‬ ‫يقوم على تحرير المسائل الفقهية ولأن الشيخ الشقصي جمع بين المدرستين النزوانية والرستاقية وكون‬ ‫من ذلك مدرسة هي المدرسة الشقصية التي هيمنت فكريا على الساحة العمانية عبر مراحل الدولة‬ ‫اليعربية وبداية عهد دولة البوسعيد‪.‬‬ ‫( اشواصرالإلضي _]‬ ‫م‬ ‫وعرت‬ ‫ودقت حكمته‬ ‫وعظمت منته‬ ‫جلت عظمته‬ ‫الذي‬ ‫المرية ‪71‬‬ ‫كلمته‪ .‬وعلت قدرته‪ ،‬وعمت بركته‪ ،‬ووسعت كل شيء رحمته‪ ،‬سبحانه من‬ ‫ملك كريم‪ ،‬بر رحيم" شكور حليم" واسع عليم أحمد حمد من أقر‬ ‫بوحدانيته‪ ،‬وشهد بازليته‪ ،‬وأخلص له العمل بسريرته وعلانيته‪ ،‬وأشكره‬ ‫شكر من رضي بقضيته‪ ،‬وصبر على بليته‘ واستسلم لأحكامه‪ ،‬واعترف‬ ‫بفضله وأنعامه‘ وأشهد أن لا إله إلا انه وحده لا شريك له الواحد‬ ‫القهار الملك الجبار العزيز الغفار أظهر مبتدعات مصنوعاته‪ ،‬وابتدع‬ ‫خترعات مكنوناته‪ ،‬دليلا لعقلاء ليتفكروا‪ ،‬ويشاهدوا معجزاته ويعتبرواء‬ ‫وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ية وآله‪ ،‬خاتم أنبيائه‪ ،‬وإمام أوليائه‬ ‫وصفوته من آصفيائه‪ ،‬عبده البي ورسوله العريبي‪ ،‬أرسله بالهدى ودين‬ ‫الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" صلى الله عليه وعلى آله‬ ‫أجمعين‪ ،‬صلاة موقوفة على التأييد موجبة له النصر والتأييد مدخرة له‬ ‫عند ربنا العزيز الحميد ما اختلف الثقلان وتعاقب الملوان‪.‬‬ ‫أما بعد‪ :‬فهذا كتاب فيه تحية وافرة وألوكة ظاهرة‪ ،‬ونصيحة زاهرةة‬ ‫من إمام المسلمين‪ ،‬ونظام المؤمنين‪ ،‬وقدوة المجتهدين‪ ،‬ولي الله المأمون وعبده‬ ‫الميمون‪ ،‬الهمام الأبي والأورع الزكي‪ ،‬الرضي المرضي ناصر بن مرشد بن‬ ‫مالك بن أبي العرب بن سلطان بن أبي العرب اليعربي المسلم الوهبي‪.‬‬ ‫ومن معه من المسلمين‪ ،‬لا زالت بمس فضله من بروج السعود‪ ،‬ولا برح‬ ‫عدله على الخلق غير مفقود‪ ،‬بحرمة الآيات والذكر الحكيم والنبي المصطفى‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫الكريم يلة وعلى آله إلى المشايخ السادة الفضلاء القادة‪ ،‬دعاة الناس إلى‬ ‫طريق السعادة‪ ،‬أهل العلم والزهادة‪ ،‬القائمين بدين الله القويم‪ ،‬والمستقيمين‬ ‫على الصراط المستقيم" المستمسكين بنحلة أهل التحقيق" المخلصين بالإيمان‬ ‫والتصديق۔ الدائنين لله بما جاء في كتابه‪ ،‬الآخذين عن رسول الله بما أنتى‬ ‫به‪ ،‬مصابيح الدجى ومعالم الههدى‪ ،‬ذي الحسب الأحسب‪ ،‬والنسب‬ ‫الأنسبڵ والجد الأغلب© سادة العجم والعرب© إخواننا رجال بني‬ ‫مصعب© سلمهم النه سلامة باقية‪ .‬وكلأهم حراسة وافية‪ ،‬وأسبل عليهم‬ ‫جميل ستره‪ ،‬واعتمدهم بعظيم عفوه‪ ،‬وغفره‪ ،‬وأمد بالنصر والتأييد‬ ‫وقواهم بالتوفيق والتسديد‪ ،‬بحرمة الرسول المصطفى تة وعلى آله أهمل‬ ‫الفضل الآأوفى وسلم عليه وعليهم كثيرا‪.‬‬ ‫أما بعد‪ :‬فإنا نحمد اله تعالى في حالة يجمد عليها‪ ،‬ونستعينه إلى القيام‬ ‫لأداء شكرها‪ ،‬ونسأله المزيد من فضله العظيم" ونيل ثوابه الجسيم‬ ‫ونوصيكم وأنفسنا بتقوى الله ولزوم طاعته‪ ،‬والمسارعة لمرضاته‪ ،‬فإنه العالم‬ ‫بما تخفيه السرائر وتبنه الضمائر‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬فقد بلغتنا عنكم أخبار أبكت عيوننا‪ .‬وضاعفت أحزاننا‬ ‫وهمومناء حيث أخبرنا بافتراقكم واختلافكم وشق عصاكم بعد ائتلافكم‪.‬‬ ‫وكنا قبل ذلك نرجو منكم الوصول والإعانة على هذا الأمر الجليل‪.‬‬ ‫فضاقت من أجل ذلك صدورنا وتكدرت خواطرنا رحمة لكم وخوفا على‬ ‫دينكم‪ ،‬أن يختلسه الشيطان منكم ويلقى بينكم العداوة والبغضاء‪ ،‬فانتبهوا‬ ‫النواصالإبلضي ]‬ ‫‪7‬‬ ‫رحمكم الله وابتصروا واعتبروا واعلموا على ما أنزل الله في كتابه حيث‬ ‫مر‪,‬۔ہ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫‪ ٠‬د سے ۔ ے‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‪ > ,‬۔ ۔‪,‬۔ وىہ‬ ‫)‬ ‫ردو‬ ‫ربما من الينَ أوتو ‏‪ ١‬لكتب‬ ‫سموا‬ ‫» تاما ‏‪ ١‬لزين ء\ مَشُوا إن‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫مس م‬ ‫صے مے‬ ‫اتا ألله‬ ‫‪7‬‬ ‫أمها ‏‪١‬الن‬ ‫و‬ ‫صرب شت‬ ‫كَعَدَ هَرئَ ‏‪١‬إل‬ ‫ومن يعلممم باا‬ ‫وآغتيخوا بل آللجهميمًا ولا تمرا‬ ‫تتلو ولا مَوئة يلا وآنشم نيمو لا‬ ‫وذكروا مت العقَرتتكم إذكنح أداءتأت بن فتويكم قَآصَبَسمُ بنقَمَيو۔ خونا‬ ‫ء‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫وكنتمعلى سما حعَرَو ين ألتار تَأنمَدَكم يتها كتايك يين ته كم عاتر۔ لعنك‬ ‫ًّ‬ ‫مر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ة‬ ‫مي‬ ‫‪.‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫م سر‬ ‫سے'ے‬ ‫ه‬ ‫<‬ ‫م ے‬ ‫ِ‪2‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫سے‬ ‫صسے۔م‬ ‫رز‬ ‫وتذهب‬ ‫فلفمَلوا‬ ‫ولا ش‬ ‫ورسوله‬ ‫‪:1‬‬ ‫‏‪ (١‬وقال‪ » :‬وأطيعوا‬ ‫جستن‬ ‫واصَيقأ إ آلته معالطيري ‏(©)‪.'"٨٨‬‬ ‫فقوموا بما أمركم الله به‪ ،‬وانزجروا عما نهاكم عنه فإنه يقبل التوبة عن‬ ‫عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون‪ ،‬وهو العالم بجميع أعمالكم‪:‬‬ ‫والمطلع على عقائد ضمائركم فاتقوا الله ثم اتقوا اللف فقد وضح السبيل‬ ‫وقام الدليل‪ ،‬وأكمل الله الإسلام‪ ،‬وبين معالم الحلال والحرام" واحذروا من‬ ‫عدو الله ثم احذروا أن يكدر عليكم أمر دينكم" ويبدلكم الشك بعد‬ ‫فإنه أكثر‬ ‫صدوركم‪.‬‬ ‫ويلقي الغل ف‬ ‫ويسلب الرحمة من قلوبكم‪،‬‬ ‫يقينكم‪،‬‬ ‫الزهراء‪ ،‬والنحلة الغراء‪ ،‬وأما‬ ‫لأهل هذه الدعوة‬ ‫معاناة وأكيس مقاساة©‬ ‫ره سورة آل عمران‪ .‬الآية‪ :‬‏‪.١٠٣ -١٠٠‬‬ ‫‏‪ ٦‬سورة الأنفال الآية‪ :‬‏‪ .٤٦‬س‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫سائر الملل الضالةث فقد آمن عليهم وكفى مؤنتهم‪ ،‬فاحترزوا منه كل‬ ‫الاحتراز‪ ،‬وارغبوا إلى الثه في السلامة منه‪ ،‬واسألوا العصمة عنه‪ ،‬حمانا الله‬ ‫وإياكم من مكائده‪ ،‬ونجانا من أشراك مصائده‪.‬‬ ‫واعلموا سادتنا أن الفرقة عذاب© وأن الاجتماع رحمة وقد أدب الله‬ ‫المؤمنين وحثهم على إصلاح ذات بينهم فقال‪ « :‬ون تيمنا منَ‬ ‫المميبت اتوا فضلخوا بينت قإن بتتردنمما عاللشفر ميلا أتلىتنى ع‬ ‫تنة إله آشر " قين قاةت آخرا بيتم المذل وأفيطوا لئه جيب المقمطب‬ ‫رت)ااننزمترة ترة تتصيخراب ترتكز واتغواائه لتلَكرعَوة ‏‪."٨4‬‬ ‫فإن كنتم قد تآلفتم واجتمعتم وأصلحتم ذات بينكم فبرحمة من اللف‬ ‫ذلك الذي يسرنا منكم وإن كنتم مقيمين على اختلافكم‪ ،‬والحرب بينكم‬ ‫واقفة‪ ،‬ذلك نزعة من الشيطان لعنه النه‪ ،‬فبادروا إلى الله بالتوبة‪ ،‬فإن الله لا‬ ‫يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم‪ ،‬فكفوا عن الحرب‘ وسلموا أموركم‬ ‫إلى انته تعالى وأولى الآمر منكم واولوا الآمر وهم أهل العلم على‬ ‫الاستقامة في الدين من الفقهاء الصالحين وتآلفوا جميعا واجتمعوا واتقوا‬ ‫الله وكونوا مع الصادقين‪.‬‬ ‫فإن كان لكم إمام عادل مرضي قد لزمتكم له بيعة صحيحة‪ ،‬وعقدة‬ ‫صريحة‪ ،‬أم صح التراضي بإمامته والاجتماع على عدالته‪ ،‬فواجب عليكم‬ ‫ر سورة الحجرات‪ ،‬الآية‪ :‬‏‪.١٠- ٩‬‬ ‫[ _انواصلالإباضي_]‬ ‫حم‬ ‫طاعته ونصرته‪ ،‬وحرام عليكم خذلانه ومعصيته من الرعية‪ ،‬ما استقام على‬ ‫الصوابڵ وتمسك بالسنة والكتاب" وإجماع المحقين من الأصحاب© فإن‬ ‫خالف عليه أحد من الرعية ومال عن الحق إلى الحمية وأخذته العزة بالإثم‬ ‫والعصبية فألينوا له المقال‪ ،‬ولا تبدأوه بالتعنيف والجدال‪ ،‬لعله يتذكر أو‬ ‫يخشى وخوفوه الله تعالى لعله تنفعه الذكرى© وانصحوا له فسوف يرضى‘‬ ‫فإن أبى إلا نفورا واستكباراچ وجنح إلى الظلم والبغي مختارا‪ ،‬فأغلظوا‬ ‫قولكم عليهء وأعيدوا نصحكم إليه فإن انزجر وأبصر واعتبر وإلا‬ ‫فعرفوه دعوة المسلمين‪ ،‬وأقيموا عليه حجة المؤمنين‪ ،‬ونابذوه الحرب‬ ‫واحسروا له عن ساعد وشمروا له عن ساق© إن وجدتم إلى ذلك سبيلا‬ ‫حتى يفيعء إلى أمر الله وإن لم يكن لكم إمام‪ ،‬فتكاتبوا وتراسلوا بالكف‬ ‫عن الحربؤ ونادوا بالأمان في جميع أحبائكم وقربائكم‪ ،‬واسلموا أموركم‬ ‫إلى فقهائكم وصلحائكمح وآهل الفضل منكم" واعطوهم على ذلك‬ ‫عهودكم ومواثيقكم‪ ،‬إنكم تبع لهم وطوع لآمرهم ولا تخونوهم ولا‬ ‫تغروهمإ ولا تخدعوهمإ ولا تمكروا بهمإ وليجتمع العلماء والصلحاء‬ ‫والفقهاء و الفضلاء من كل حي وقرية من قراكم‪ ،‬واختاروا رجلا منكم‬ ‫صالحا مرضياء ثقة عدلا وليا‪ ،‬جلدا قويا‪ ،‬عالما‪ ،‬أمينا مأمونا منصفا‬ ‫حليماءلا حسودا ولا حقودا ولا خلفا للوعد‪ ،‬ولا ناقضا للعهد محتملا‬ ‫للآئمة‪ ،‬لا بخيلا ولا عجولا لا يميل إلى قريب‪ ،‬ولا يتجانف عن بعيد ولا‬ ‫تاخذه في الله لومة لائم‪ ،‬وقدموه إماما لكم وخليفة عليكم‪ ،‬وبايعوه على‬ ‫‪7‬‬ ‫م[يد عمار والبلد امغلبيه ]‬ ‫السمع والطاعة في السراء والضمراء‪ ،‬والشدة والرخاءء وعلى الأمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر" وعلى جهاد كل فرقة باغية‪ ،‬وطائفة امتنعت‬ ‫عن الحق طاعية‪ ،‬وعلى إنفاذ الحق في القوي والضعيف والدنيء‬ ‫والشريف وأخذ الحق من الظالم الغشوم للضعيف المظلوم‪ ،‬وقبض‬ ‫الصدقات من حلها ووضعها في أهلها‪.‬‬ ‫فإذا اجتمعتم على رجل منكم كما وصفنا ولم يكن في الحاضرين من‬ ‫يفضله ويفوقه في العلم والحلم والورع و الدين فلا عذر له عنكم‬ ‫وإجماعكم عليه إجماع‪ ،‬فاحكموا عليه بالإمامة‪ ،‬وإن لم يتهيأ الاجتماع من‬ ‫كل حي وقرية‪ ،‬فليس ذلك باللازم شرعا‪ ،‬بل استحبابا» ويكتفي بمن حضر‬ ‫من المسلمين‪ ،‬إلا أن يحضر البيعة أهل العلم والفضلاء في الدين من أهل‬ ‫الحل والعقد‪ ،‬ولو كانوا أربعين رجلا‪ ،‬وقيل‪ :‬بالآأقل تجوز البيعة وكلما‬ ‫كان أكثر كان أفضل‪.‬‬ ‫وإن كان قتالكم عن تأويل وديانة واختلاف كلمة وكل أحد منكم‬ ‫يدعي الإمامة ويتسمى بها ويقول‪ :‬إن الحق في يده دون الآخرين‪ ،‬فمن‬ ‫الرأي عندنا أن تكفوا عن الحرب وتغضوا أبصاركم عن الإحن التي‬ ‫مضتؤ وتطاوا على الدماء التى سلفت وتكتبوا شرح صفة حربكم‬ ‫وسبب اختلاف كلمتكم وكيفية اختلافكم‪ ،‬من أهل نفوسة وجربةا أو‬ ‫إمام عمان وإخوانكم منها‪ ،‬وانظروا رأيهم وقولهم وفتواهم ني أمركم‪.‬‬ ‫التواصل الإينضي ]‬ ‫م‬ ‫واعملوا على رأيهم المصيب‘ وفتوى كل عالم أريبڵ فإنا نرجو لكم‬ ‫سلامة دينكم‪ ،‬وتسديد أموركم وتوفير أموالكم ونفوسكم‪.‬‬ ‫وإن كان قتالكم على الدنياء وطلب الرئاسة‪ ،‬وحب الثناء وفخر‬ ‫السياسة فذلك من أبخس البضائع‪ ،‬وأسوأ الصنائع‪ ،‬وأنغجس الحظوظ‬ ‫وأشأم الأعمال‪ ،‬وأخس الآمال‪ ،‬وأضر شيء بدين المرء ودنياه‪ ،‬وأعظم‬ ‫حسرة في حضرته وعقباه‪ ،‬وقد هلك بذلك كثير من الناس من الأولين‬ ‫والآخرين إلا من عصمه النه وتفضل عليه بمنه وحوله وقوته‪ ،‬نسأل الله لنا‬ ‫ولكم النجاة من الفتن‪ ،‬ومساحة النفوس للى إجابة دعوة الشيطان‬ ‫والولوج في الظلم والعدوان‪ ،‬ونعوذ به ونعتصم به‪ ،‬ونتوكل عليه‪ ،‬ونفوض‬ ‫جميع أمورنا إليه‪ ،‬ونستهديه للإرشادنا وتوفيقنا وتسديدنا إنه الكريم المفضال‬ ‫الكبير المتعال‪ ،‬فينبغي لكم الرجوع إلى ما أنتم عليه والفرار إلى الله بالكف‬ ‫عما زين الشيطان لكم وسولت نفوسكم إليه والمبادرة إلى النه بالتوبة‬ ‫النصوح وزجر النفس الجموح‪ .‬واغتنام بقية الحياة القليلة جبس الاعتداد‬ ‫للنقلة الطويلة‪ ،‬والندم على ما فات ومضي وزال وانقضى وإخلاص‬ ‫العمل لله تعالى بما بقي فإن الله واسع عليم‪ .‬وارغبوا إلى الله تك في‬ ‫هدايتكم ولا تيأاسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم‬ ‫الكافرون‪ ،‬وقد صار من أمر عمان مما هو أعظم مما ابتليتم به من الفتن‬ ‫النازلة‪ .‬والإحن والحروب والمظالم المتكانفة‪ ،‬والفساد والمناكر الظاهرة‪.‬‬ ‫وعصي الله فيها بامجاهرة حتى كاد لا يطمع أحد من المسلمين بتغيير منكر‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية [‬ ‫ولا رد مظلمة وخفي الإسلام وأهله‪ ،‬وظهر الفساد كله‪ ،‬واستبيحت‬ ‫المحارم‪ 3‬وارتكبت المآثم‪ ،‬واستضعف المسلمون‪ ،‬وصاروا كالقابض على‬ ‫الجمر‪ ،‬لا يستطيعون إخفاء بدعة‪ ،‬ولا إظهار شرعة‪ ،‬وكادت أن تنطمس‬ ‫آثار الدين وتستأصله الشياطين فلما أراد الله إظهار المسلمين ونصرة‬ ‫المؤمنين‪ ،‬أظهر الثه هذا النور الساطع والحسام القاطع ذا الفضائل‬ ‫المشهورة والمآثر الملشكورة‪ ،‬والسيرة الظاهرة المبرورة‪ ،‬إمامُنا أعز الله نصره‪،‬‬ ‫ورفع ذكره‪ ،‬وأعلى قدره‪ ،‬وأدام دولته‪ .‬ونصر صولته‪ ،‬وأيد سيادته‘ وحدد‬ ‫سعادته‪ ،‬وحمى به الدين‪ ،‬ونصر به الضعفاء والمساكين‪ ،‬آمين رب العالمين‪.‬‬ ‫فاجتمع رجال ممن يسر النه أن يجتمعوا من المسلمين‪ ،‬وبايعوه على‬ ‫السمع والطاعة‪ ،‬وعلى الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ونشر الحق في‬ ‫القوي والضعيف© والدنيء والشريفت“ فصدقوا له‪ ،‬فوفقوا وانتصروا من‬ ‫بعد ما ظلموا وهو قليل في كثير‪ ،‬ورمتهم العرب عن قوس واحد‪ ،‬وأرادوا‬ ‫أن يطفئوا نور اله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون‪،‬‬ ‫والفاسقون والمنافقون‪ ،‬ففتحت لحم القلاع والحصون‘ ودانت لهم القبائل‪،‬‬ ‫وانقادت لهم الملوك طائعين وكارهين‪ ،‬وسكنت الحركات وردت المظالم‬ ‫وانتصر المظلوم‪ ،‬وظهرت الدعوة وقامت الحجة‪ ،‬وحييت السنن وعظمت‬ ‫المنن‪ ،‬فالحمد لله على ذلك كثيرا‪.‬‬ ‫فالله الله ثم الله الله يا قوم الإسلام؛ ويا صدور الأنام‪ ،‬ويا أمناء الله ني‬ ‫بلاده‪ ،‬وخلفاءء على عباده‪ ،‬لا تتركوا أيامكم تمضي ضياعا‪ ،‬وتجافوا عن‬ ‫الفواصل الإباضي ‪0‬‬ ‫)‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫‏|‬ ‫الراحة في الدنياء واقلعوا عنها إقلاعا‪ ،‬واشتروا الحياة الباقية بالحياة الفانية‪.‬‬ ‫فعما قليل أنتم ميتون‪ ،‬وملاقون ما كنتم تعملون‪ ،‬وإلى إحدى المنزلتين أنتم‬ ‫ومن حمت موازينه‬ ‫فمن ثقلت موازينه فأولئتلك هم المفلحون‬ ‫صائرون‪،‬‬ ‫فاولتك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‪.‬‬ ‫فهذه نصيحتنا إليكم‪ ،‬وذخيرتنا لديكم‪ ،‬ونصحنا لكم‪ ،‬ولستم احق‬ ‫بالنصح منا‪ ،‬ولكن هذه سنة الدين ومراسلة المؤمنين" قال الني يلة‬ ‫الدين النصيحة‪ ،‬الدين النصيحة ومن خالف خولف به‪ ،‬ولا يصيب المؤمن‬ ‫من محن الدنيا ومصائبها إلا لذنب أسلفه‪ ،‬فذلك كفارة له‪ ،‬أو رحمة من الله‬ ‫تفضل بها عليه‪ ،‬ليدخرها له ليوم فقره إليها‪ .‬وقد قال الله تعالى‪ :‬ج وا‬ ‫كه‬ ‫ير‬ ‫ث عن‬‫كفُوا‬ ‫ربكم ‪:‬تن ثمينة قبكا كسبت أتريكر وَيَعَ‬ ‫‏‪ \ ٣٠‬وارشدنا الله وإياكم إلى أقوم المسالك‪ ،‬وبانا وإياكم من‬ ‫الشورى‪:‬‬ ‫جميع المهالك‪ ،‬ومن علينا وعليكم بسلامة ديننا وإخلاص نيتنا‪ ،‬وجعلنا‬ ‫وإياكم من عباده المؤمنين الآمنين‪ ،‬المطمثنين‪ ،‬الذين لا خوف عليهم ولا‬ ‫هو يحزنون‪.‬‬ ‫كتبنا لكم كتابنا هذاك ونحن في سلامة شاملة‪ ،‬ونعمة من النه كاملة‪.‬‬ ‫وكلمة المسلمين واحدة‪ ،‬وحجتهم عالية‪ ،‬ودعوتهم ظاهرة‪ ،‬ويدهم قاهرة‪.‬‬ ‫والحمد لله رب العالمين‪ ،‬وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم تسليماء‬ ‫!‪/‬‬ ‫) بير عمار والبلد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫ولا حول ولا قوة إلا بانه العلي العظيم" والسلام عليكم وعلى كافة‬ ‫إخوانكم ممن شملته شفقتكم ومحبتكم ورحمة الله وبركاته»؛'‪.‬‬ ‫وقد ورد جواب من الشيخ سليمان بن القاسم الميزابي"" من الجزائر‪.‬‬ ‫ردا على خطاب الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وهذا هو‪:‬‬ ‫فاهدي سلاما قد تحلى بجلل المجد في أعلى المراتب ويرفل في برد‬ ‫الفخر من أسنى المواهبڵ تخامره المودة الصافية والمبرة الوافية‪ ،‬يهتدي به‬ ‫الضليل‪ ،‬ويشتفي به العليل‪ ،‬لجمع ممن يرد عليهم من الإخوان رسول‬ ‫الخلد‪ ،‬ممن يلونهم من الأخدان‪ ،‬من ظاعن وقاطن‪ ،‬ممن تمسك بالحبل‬ ‫المتين‪ ،‬وسنة الآمين‪ ،‬سالكا للمحجة البيضاء النيرة" عادلا عن السبل الموبقة‬ ‫المضلة\ دائبا بما دار به القرآن والسنة والإجماع مما يشتمل على أنواع‬ ‫الأفراد والتنزيه‪ ،‬قطعا نابذا لفنون الإلحاد والتمويهء صدعا ممن أغنى شماع‬ ‫أنوارهم وسطوع مناقبهم‪ ،‬عن تعداد أفعالهم" وذكر أخبارهم خاليا وحاليا‬ ‫من أهل النحلة الإباضية‪ ،‬والدعوة الراسبية"‘‪ ،‬كائنا ما كانوا وحلا ما‬ ‫حلوا‪ ،‬ويعين من مست الحاجة إلى تعينيه ودعت الحاجة إلى تخصيصه من‬ ‫الأهلة المقمرة‪ ،‬والأجنة المثمرة‪ ،‬أهل الروضة الحمانية‪ ،‬الذين هم ذو الهمة‬ ‫السماكية‪ ،‬سلاما سرمديا متصلا أبدياك يروح ويغتدي عليهم ما لاح ابن‬ ‫رم الخراسيني عبد الله بن محمدا فواكه العلوم في طاعة الحي القيوم؛ ج ‏‪ ©١‬ص ‏‪.٢١٩‬‬ ‫‏‪ .٢‬يطلق على بني ميزاب قديما بنو مصعب‪.‬‬ ‫رم‪ ,‬نسبة إلى الإمام عبد الله بن وهب الراسبي إمام المحكمة بالنهروان‪.‬‬ ‫(_ انواطالنض_]‬ ‫ح‬ ‫ذكاء نور على القلل‪ ،‬وما انهمر شآبيب السواري على التلل‪ ،‬عم الله‬ ‫بعاجل العذاب وآجله قالئهم‪ ،‬وكائدهم‪ ،‬وأرغم أنف شازرهم وحاسدهم‪.‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫الغيثية‪ ،‬من الجو وضنك وبهلة ونزوى والرستاق وسمائل وإزكي وغيرها‬ ‫من البلاد والقرى‪ ،‬أظلهم النه بغمائم العافية‪ ،‬وأسبل عليهم من منحائه‬ ‫السلامةث وعليك بالشيخين البارعين والفطنين الناميين‪ :‬الشيح محمد ابن‬ ‫عمر النزوي‪ ،‬والشيخ مسعود بن هاشم البهلوي‪ ،‬ومن لاذ وأنزر بهما إذ‬ ‫هما قطب الرحا وغاية القصوى للصلادة والصلابة في دين الله وإقامة‬ ‫حدوده‪ ،‬آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر على عدل الكتاب والسنة‬ ‫وإجماع الأمة دوام الأضحيان‪ ،‬ودوران الملوان‪ ،‬لا تنثنى عن ذلك‬ ‫أعطافهماء ولا يولون له أدبارهما ساعة ما في الحالي والحالي‪.‬‬ ‫هذا؛ وآقول مستلطفا مستعطفا‪ :‬إن الذي أوجبه إليكم لا زلتم عن‬ ‫صحائح العقائد والعزائم" ما رأينا من عتو الزمان وكبوه‪ ،‬وما أوما إليه‬ ‫قسط حاليه مما يدل عن مشائم آتيةؤ إذ المعهود منه التنكيس والتعكيس؛‬ ‫فشانه عهد خلوب‘‪ ،‬ووعد عرقوب‪ ،‬إن أحسن ندم من حينه‘ وإن أساء‬ ‫أصةً على إساءته‪ ،‬لا يدوم على حال لا يخلو من محال‘ هذا حسالا‬ ‫حدسا\ وهو الذي أودع الأشجان في الأكباد‪ ،‬وأسهر الأجفان عن الرقاد‬ ‫وكادت الأرواح ان تبين عن أجساههاء والمرضعات عن مراضعها‬ ‫وأولادها‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ي عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫هذا؛وقد تخيم بجوره على الديار المصعبية والمحال المزابية‪ ،‬وأفردهم من‬ ‫بني الجنس قهرا واستيلاد باستسفال الأعالي" وقلبها على غير وجهها الذي‬ ‫خلقت‘ وأساسها الذي عليه بنيت وأسست\ؤ وأعقب المضض والحرض‪،‬‬ ‫وما أخصني فيه بالعرض نفسا لدهر‪ ،‬فدري الأحباب بالكسد والأصحاب‬ ‫بالكمد‪ ،‬فالصنع منه لجون والخالص أجون‪ ،‬عياذا بالله من سطواتهء‬ ‫واعتصاما به من هنات عجائم نقماته‪.‬‬ ‫هذا؛ وقد رثت حبالهم وانهدت جبالهم‪ ،‬وقصت قوادمهم" واجتشت‬ ‫شفاههمإ لما دارت عليه دوائر الغلابية‪ ،‬ومشائم صدائمة الغواشية‪ ،‬ولله‬ ‫الأمر والقضاء‪ ،‬وبه لياذا من سؤاله الرضاء بانزواء العلم عنهم وانطوائه‪،‬‬ ‫بتودع حملته وانقباضهاء واستيلاء الجهلة وإقبالها‪ ،‬فالتبك الأمر وأحتلك‪،‬‬ ‫فصاروا في العلاجم والطلائم يتخبطون‪ ،‬وفي مهامه الفي والرّدى‬ ‫يتحيرون‪ ،‬قبحه النه من عصر ما أسمجه‘ ومن دهر ما أخبثه‪ ،‬فمخادنته‬ ‫خالبة‪ ،‬ومسايرته معاطبة‪ ،‬فهو أبدا مبنى على الاعوجاج‪ ،‬وماء جره أجاج‪.‬‬ ‫وعبوره ثجون‪ ،‬وصروفه شجون‪.‬‬ ‫وحاصله‪ :‬أنه لم يزل بنا أهل ديار بني مصعب ماكرا ناكرا عابسا‬ ‫بائسا‪ ،‬ماضي الصوارم في أجسادنا‪ ،‬وأسعر نار الاكتئاب في أكبادنا حتى‬ ‫استهلك سترنا‪ ،‬واستشفى شرنا‪ ،‬واستنقد الأسد واستدمث الصلد‬ ‫واستمكن المناوي سؤله من المطلوبؤ واستظفر منه نبيل كل مرغوب‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬وادي ميزاب بالجزائر‪.‬‬ ‫[ لنواصطالإباض_]‬ ‫‪--‬‬ ‫نايرة‪ ،‬ف ليلة ماطرة‬ ‫ومشمئزة‬ ‫هذا؛ وقد ترك الذروة منتشرة نافرة‬ ‫ريحية‪ ،‬في غوضة مسبعة مؤذية وقد حيل بينها وبين راعيها ببوائق العوائق‬ ‫وامتداد العلائق‪.‬‬ ‫هذا؛ وأدهى ما كان‪ ،‬وأشجى ما يكون ما هو متوقع ومترقبوه‪ ،‬مما هو‬ ‫مسموع غير منكور في سالف الدهور‪ ،‬على عهد الرسول يَية من قول‬ ‫مسطح أفتهم قله المطر وبيت الشعر عياذا بالملك الخلاق‪ ،‬وقد فشى‬ ‫ذلك فينا حتى أضرح الجرح واستحب المزح وأشغل الخلب الحلو‪.‬‬ ‫وأعقب الغث الصفو هل وقد أمهلتم بل أهملتم ما عليه السلف الصالح‬ ‫فينا من المعاهدة بالمكاتبة والمناصحة والمخاطبة والمشافهةث وتكتمونا سدى‬ ‫هائمين في أودية التضيع والتفريط دائبا دائما في تحصيل الخردقة وما تقادم‬ ‫به الأصحاب عن معاهد ذوي الألباب‪.‬‬ ‫فبينما نحن في حين الوحشة\ إذ أتاح الله لنا بقدوم الحاج الشاب‬ ‫المكرم النزيه المعظم الحاج عمران علينا‪ ،‬فانفسخ بقدومه ما قد ضاق"‬ ‫وابتهج لبزوغه ما قد صوح فانبلى به ما بالعين من العشا والقذى‪ ،‬وما‬ ‫بالجسد من الداء والآذى‪ ،‬فلما الم بنا والحال لا حال والأيام لا أيام‪ ،‬أيام‬ ‫هوش ودهش وهواش‪ ،‬واشتباك والتباك‪ ،‬فاستهتهنا واسترددنا بالحافرة‬ ‫استعصافا واستعجالا لما يفيض علينا من سحائب فضلكم وغمائم نولكم‪.‬‬ ‫واستشفاء لما بنا من العياءث وما حل بنا من اللوى© فتجهز مسعدا مستعدا‬ ‫مع ما أودع فينا من‬ ‫فيه‬ ‫راغيا في المرغوب‬ ‫عازما على المطلوبة منه‬ ‫حجم‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫الوحشة منه بعد الاستئناس بمطالعته‪ ،‬والاستكان بمجاورته ومحاورته‪،‬‬ ‫فابتعد والدموع منا سائلة على الخدود‪ ،‬والأشجان متراكمة على الكبودف‬ ‫بالحنين المذيب للجلامذ والبكاء الملصدع للصلائدث فالله الله سادتنا نوروا‬ ‫بصائرنا ضياء بواصرنا‪ ،‬ارحموا بكاءنا كما رحمنا بكاءه بتسريحه مع ما أودع‬ ‫فينا بطيب صفي الود‘ نافق ناصح عالم بأسرار الطبائع‪.‬مفحص عن دخيل‬ ‫الدواء‪ ،‬يحوذ شكل داء‪ ،‬فإنا مترقبوه من تلقائكم ترقب الرضيع من‬ ‫مرضعته‪ ،‬ومتيقن الشفاء من علته أغيثوا إخواننا بالعجلة فإنا على شفاء‬ ‫باختلاف القلوبڵ والآراء واشتباك الأمور والتباسها‪ ،‬واستيلاء الأهواء‬ ‫واقتفائها‪.‬‬ ‫هذا؛ وقد خيف الانفلات إن ل تعاجلوا استرداد النافرة‪ ،‬والمشمئزة‬ ‫الائمة‪.‬‬ ‫هذا؛ ولا أقوى إن شاء الله ‪ -‬أن أقدم على إساءة الظن باهل‬ ‫الغبيرة‘‪ ،‬والإباء‪ ،‬والسنة والعزيمة‪ ،‬إلا ما استحسن الحال من التهديد‬ ‫والتشيع وقلة الوثوق بالإمارة بالسوء مع ما يدعو إليه الزمان من الآود‬ ‫والتعكيس والتنكيس‪ ،‬وما يسعر في الأجواف من المضض والحرض‪ ،‬وما‬ ‫يزلزل من الوجف والرجف©ؤ واستطماع الذين في قلوبهم مرض من أهل‬ ‫الإلحاد والزيغ‪.‬‬ ‫رم الغبيرة اسم قديم لغُمان‪.‬‬ ‫(_ لنواصطالإنض_]‬ ‫ب‬ ‫سادتنا‪ ،‬هذا لا زالت ما يشوش عليكم" وإلا فقد خيف الخيف"‬ ‫العجلة ثم العجلة‪ ،‬وقال الجليل جلا جلاله‪ :‬قوا انفسكم وأهليكم نارا‬ ‫وقال أيضا يلة فيما يحكى عنه‪" :‬من رد لي شاردا كتبته ابزيريأك وإذا قناتنا‬ ‫تشعبت من دوحتكم وعيوننا من سواحل بحوركم نبعت‘ وفضلكم على‬ ‫الغير كفضل الشمس على السها‪ ،‬كيف لاؤ وقد قال يي‪ " :‬الصخرة لأهل‬ ‫مان تواترا غير منكور‪ ،‬وما ذلك إلا لتحقق المذهب والعقيدة وأضلاعه‬ ‫على صحة الآمر حاصلة بعد إضمار كل مسرة‪.‬واعتقاد كل مبرة تحقيق‬ ‫النظر في المضمون المطلوبڵ والإعراض عما وراءه من الكتابة والألفاظ‬ ‫بل ربما يعرب ويفصح ويستنهج السبل المشوبة بالإبر‪ ،‬والمهايع المسدودة‬ ‫بالزبرث بالإهمال والإغفال وترك المعاهدة‪.‬‬ ‫إخواننا سنة من مضى لا زلتم على الرض‪.‬‬ ‫وقد أجابه مرة أخرى ونفي نفس الموضوع الشيخ محمد بن أحمد‬ ‫الخراسيني النزوي بإذن من الإمام ناصر بن مرشد اليعربي‪ ،‬وهو كما يلي‪:‬‬ ‫« الحمد له الملك الحميدا المبدي المعيد الفعال لما يريدك منجر الوعد‬ ‫ومثبت الوعيد‪ ،‬فكل من في السماوات والأرض له عبيدك ذي البطش‬ ‫الضمائر وما يجري من تغلب‬ ‫الشديد‪ ،‬والقول السديد‪ ،‬العالم بمغيبات‬ ‫الأزمنة ودوران الدوائر‪ ،‬وما كان وما يكون ما لا يكون أن لو كان كيف‬ ‫صائرث كما علم من الصغائر والكبائر مجرى الدهور‪ ،‬ومدبر الآمور‪.‬‬ ‫‪.٠٢‬‬ ‫‪ .١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ -١‬فوا كه ا لعلوم‪ ٠ ‎‬ح‪‎‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫( ميد عمار والبلاد المغاربية ]‬ ‫ومقدر المقدور‪ ،‬كما شاء وعلم‪ ،‬سبحانه الملك الغفور إنما أمره إذا أراد‬ ‫شيئا آن يقول له كن فيكون‪ ،‬فتدبرت عند ذلك أرباب العقول وتفكرت‬ ‫فيما شاهدته أبصارهاء وأ‪:‬دت فيه بعين بصائرها من خلق سماواته وأرضه‬ ‫وما بينهما‪ ،‬وما فيهما من لطيف عجائب صنيعها‪ ،‬وليله ونهاره وجميع ما‬ ‫يشاهدونه من آيات النه ماتحار فيها عقول ذوي الألباب‪ ،‬فعملوا عند ذلك‬ ‫علما يقينا مما ينفي الارتياب‪ ،‬إنما خلق اله ذلك إلا بالحق" لتجزى كل‬ ‫نفس بما تسعى‪ ،‬لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الآأرض‪،‬‬ ‫يعلم ما نأى وما دنا‪ ،‬ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا‬ ‫بالحسنى‪ ،‬فكم قلب لله شاكر ولسان ذاكر‪ ،‬وعين باكية بدموع واكفة‪.‬‬ ‫فارقوا الأهل والأصحابؤ وألفوا المحرابث قلوبهم من الله وجلة ونار‬ ‫الوعيد في أكبادهم مشتعلة أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا‬ ‫سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا‪ ،‬أولئك حزب الثه ألا إن حزب الله‬ ‫هم المفلحون‪ ،‬أوفوا بعهودهم فانجزهم الله موعودهم‪ ،‬فمضوا لسبيلهم‬ ‫وانقلبوا لى أطيب مقيلهم‪ ،‬فهم في الجنات الخالدون‪ ،‬يحييهم الجبار بملائكته‬ ‫الأبرار‪ ،‬سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار أولئك أصحاب الرسول‬ ‫يلة وعلى آلهؤ يعملون بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلامة‪ ،‬فلما‬ ‫أكمل الله منه دينه وبين حلاله وحرامه‪ ،‬وأمره ونهيه وجميع ما تعبد به‬ ‫عباده وما يتقونؤ قبضه الله إليه يلة فخلف عليهم القرآن إماما إليه‬ ‫أيليعوا اله وأطيعوا‬ ‫الن عامنا‬ ‫يأيها‬ ‫يرجعونك وليه يتهون لقول الصك‪:‬‬ ‫_( لنواطالااض_)]‬ ‫‪77:‬‬ ‫الول وآؤلي الخر منكر فإن ترمم في عى فردوه إل النه والرسول إنكننم تؤمنون ياله‬ ‫‪22‬‬ ‫ى‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ث‪ 2 ,‬وو‬ ‫‪ 2‬ے‬ ‫‪>,‬‬ ‫و‬ ‫ثور‬ ‫ي‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ح>ے۔ء ح‬ ‫و‬ ‫مم ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫۔‬ ‫‪,‬و‬ ‫واليوم الخر ذلك حمر وأحسن تأويلا () كه النساء‪ :‬‏‪.٥٩‬‬ ‫فجميع ما في القرآن من وعده ووعيده‪ ،‬وحلاله وحرامه‪ ،‬وجميع ما‬ ‫نطق به محكم غير منسوخ‪ ،‬سوى حرفين يجري عليهما النسخ الآمر‬ ‫والنهي" ولا يجوز على النه الانقلاب في شيء من الآشياء إلا لعلمه بمنافع‬ ‫العباد ومصالحهم من أمره في التشديد والتخويف والتخفيف في الأمر‬ ‫والنهي لما يؤول إليه من منافعهم‪.‬‬ ‫فالقرآن إمامنا وأصل ديننا‪ ،‬وأساس مذهبنا‪ ،‬نحتج به إن شاء الله على‬ ‫من فارقنا‪ ،‬فقد قامت الحجة واتضحت الحجة وليس احتج بتاويل‬ ‫الضلال حجة لأن القرآن هو الأصل والتنزيل‪ ،‬وما بعده من العلم تفسير‬ ‫له وتاويل‪ ،‬لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم‬ ‫حميد على نبيه محمد مية بايدي السفرة الكرام‪ ،‬وكان مية يلقنه الصحابة‪.‬‬ ‫فمات يلة وهو متلو مجموع محفوظ لقوله تعالى‪ :‬بل هو ماين يَتَتث في‬ ‫ضذور الزم أوئا اليد )ه العنكبوت‪ :‬‏‪.٤٩‬‬ ‫ثم بعد النبي يلة بايع المسلمون لآبي بكر الصديق نف لكرامته وعلو‬ ‫درجته وأول من قام بتصديقه‪ ،‬فسار بسيرة نبيه رتمَذالَهُ ومات والمسلمون‬ ‫عنه راضون\ وله مجامعون ومؤازرون‪ ،‬وهم الحجة التامة‪ ،‬أمناء الله على‬ ‫خلقه بعد نبيه صلوات الله عليه وعلى آله‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫[ مي‪ .‬عماد واللزد المغاربية ]‬ ‫ثم بايع المسلمون لعمر بن الخطاب نه فأقام فيهم بكتاب الله وسنة‬ ‫نبيه محمد يلة فمضى علي سبيل صاحبيه‪ ،‬لا بدل قليلا ولا غير قبيلا‪،‬‬ ‫فارق الدنيا والناس عنه راضون وهم حجة الله بعد نبيه محمد ية! لقوله‬ ‫تعالى‪ :‬وكدلك جتنتكم أمه وسطا تنضوؤا بداة عل الناس وَيكوً‬ ‫الرسول عنك كَهيدَأ ه البقرة‪ :‬‏‪.١٤٢‬‬ ‫ثم بايع المسلمون لعثمان بن عفان‪ ،‬لاتفاق رأي الستة النفر الذين هم‬ ‫أهل الشورى وبايعوا لعلي بن أبي طالب بعده باجتهاد فيهما لله‬ ‫وللقضاء السابق‪ .‬فالله أعلم بما كان من أمرهما‪ ،‬وبما مضى‬ ‫وللمسلمين‬ ‫من حالهما‪ ،‬لمغيب أمرهما‪ ،‬وانقطاع زمنهما‪ ،‬وتخفيف الحنة في البحث عما‬ ‫آل إليه أمرهما‪ ،‬ولانقطاع الوحي عناء لأنا لا نقلد ديننا الأخيار‪ 6‬ولا نشهد‬ ‫بما وردت به الآثار لأحد بجنة ولا نار‪ ،‬إلا من شهد له رسول الله أو نبي‬ ‫كريم على النه‪ ،‬أو آية من كتاب الله‪ ،‬ولكن قولنا فيهم قول المسلمين‬ ‫ورأينا رأيهم‪ ،‬ولينا وليهم" وعدونا عدوهم‪.‬‬ ‫نتولى إمام أهل النهروان عبد الله بن وهب الراسبي‪ ،‬وهم حجة الله‬ ‫وعلماؤنا وأئمتنا رحمهم الله‪ -‬وأهل النخيلةث ومن يدين بدينهم وسار‬ ‫بسيرتهم من بقية الصحابة‪ ،‬والتابعين مثل‪ :‬عبد الله بن العباس وأبي عبيدة‬ ‫وقريب©‬ ‫حدير‬ ‫بن‬ ‫والمرداس‬ ‫زيد‬ ‫وجابر بن‬ ‫حيبب‪6‬‬ ‫والربيع بن‬ ‫مسلم‪،‬‬ ‫والزحاف‪ ،‬وعبد الله بن يحى طالب الحق وجعفر بن السماك‘ والمعروف‬ ‫_( لنواطالاياضي_)]‬ ‫‪7‬‬ ‫عبد الوهاب©‘‬ ‫وأولاده‬ ‫الفارسي المغربي‬ ‫بالفضل والعلم عبد الرحمن‬ ‫وآفلح‪.‬ومحمد بن أفلح‪ ،‬فهؤلاء أئمتنا من أهل المغرب ‪.‬‬ ‫وعبد الله بن إباض» ومحبوب بن الرحيل ومحمد بن محبوب وسعيد‬ ‫وهاشم بن‬ ‫علي&‬ ‫بن‬ ‫وموسى‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫حبوب‬ ‫حمد بن‬ ‫ابن عبد النه بن‬ ‫غيلان" وعزان بن الصقر‪ ،‬ومحمد بن هاشم‪ ،‬وموسى بن أبي جابر‪ ،‬وبشير‬ ‫بن المنذر ومنير بن النيرث ونبهان‪ ،‬فهؤلاء أئمتنا في الدين‪ ،‬الذيت نقلوا‬ ‫العلم صادقا عن صادق وآخرا عن أول ولو أردنا الإطالة بذكرهم وما‬ ‫ذكروه من الاحتجاج على من خالفهم بتأويل الضلال‪ ،‬وما فارقوهم عليه‬ ‫من اقتراف ما عملوا ويحسبون أنهم على شيع ألا إنهم هم الكاذبون‬ ‫لطال الكتاب واتسع فيه الجدال والحطاب©‘ وقد مضى بالحجة الأولون‬ ‫لقوله‪ « :‬وكر تكمهم أت أنما عتتك انكتب بتل‬ ‫وكفى بالقرآن حجة‬ ‫سے‬ ‫ص‬ ‫ے‬ ‫‏‪.٥١‬‬ ‫عَلَتهرً ‪ 4‬العنكبوت‪:‬‬ ‫إليه بدين‬ ‫ونتقرب‬ ‫لله بمفارقة أهل العمى والضلال‬ ‫ندين‬ ‫فنحن‬ ‫العلماء الآأبدال‪ ،‬نتولى الله ورسوله والمسلمين" ونبرأ ممن يبرأ منه الله‬ ‫كلمتنا‬ ‫ولينا وليهم‪،‬‬ ‫عدوهم‪.‬‬ ‫عدونا‬ ‫ديننا دينهم‪،‬‬ ‫والمسلمون‬ ‫ورسوله‬ ‫ولا نقلد ديننا‬ ‫كلمتهم‪٥‬‏ دعوتنا واحدة يجمعنا الكتاب والسنة وا لإجماع‪.‬‬ ‫الرجال‪ ،‬ولا ندين بدين آبائنا على الضلال‪ ،‬بل آمرنا اله أن نكون مع‬ ‫الصادقين‪ ،‬فمنا الاجتهاد‪ ،‬وعلى الله توفيقنا لسبل الرشاد‪ ،‬لقوله جل ذكره‪:‬‬ ‫)) )ه العنكبوت‪:‬‬ ‫از تليت جهثوا فتا لتهريتهمشبلتأ ورة آه لالشخيني‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 9‬عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫‏‪ ٩‬فحسبنا الهك وكفى كل ذي لب أن ينظر إلى غريزة عقله وإخلاص‬ ‫عمله ونيته‪ ،‬فإن وجدهن مع الله‪ ،‬فالله معه‪ ،‬وما توفيقنا وإياكم إلا بالله‬ ‫وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫ونحن والحق في أيدينا غير دارس ومجهول» ونحن الفرقة الوهبية ا‬ ‫لإباضية المحبوبية وهي أقرت واستقرت إلا ما كان بين المسلمين من‬ ‫الدعاوي ولم ينصب أحدهم بجمد اله على صاحبه دينا إلى يومنا هذا‬ ‫فافترقوا على ما كانوا عليه في ظاهر أمرهم ونحن إن شاء الله مع الصادقين‬ ‫إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫وأول ما ندين لنه‪ :‬بشهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له واحد‬ ‫احد فرد صمد بريء من الصاحبة والولد ليس كمثله شيء وهو السميع‬ ‫البصير‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬وأن جميع ما جاء به محمد من عند الله‬ ‫فهو الحق المبين مجملا ومفسرا‪ ،‬وندين لله بالإيمان والتصديق بجميع الأنبياء‬ ‫والرسل والكتب المنزلة والملائكة والجنة والنارث وأن أهل الجنة في الجنة‬ ‫حخيئوك ‪%‬‬ ‫فيها‬ ‫خالدون‪ ،‬وأهل النار خالدون لقوله تَك‪:‬لإرَهُمم‬ ‫البقرة‪ :‬‏‪ ٢٥‬لقوله‪ :‬لإرأے كه يبث عن في القور())ه الحج‪ :‬ا‪.‬‬ ‫ويحاسبهم كما شاء وأراد لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا ف‬ ‫العليم‪.‬‬ ‫وهو السميع‬ ‫الأرض‬ ‫الانس‬ ‫فمن‬ ‫أعدائه من الانس والجر‬ ‫وعداوة‬ ‫وندين له بولاية أوليائه‪،‬‬ ‫وبكمال‬ ‫وندين لله بإقامة الصلاة‪.‬‬ ‫القيامة‬ ‫ياد إلى يوم‬ ‫آدم‬ ‫لدن‬ ‫من‬ ‫_( _لفاصطالإاض_]‬ ‫‪7‬‬ ‫طهارتها‪ ،‬وتمام ركوعها وسجودها والاعتدال بعد الركوع والقعود بين‬ ‫السجدتين إلى أن نطمئن جالسين وبإيتاء الزكاة وأخذها من أهلها وحقها‬ ‫ووضعها في محلها ومستحقهاء تجبى جباة الأئمة أعشار الثمار مما سقته‬ ‫السماء والأنهار‪ ،‬وأمثالها ونصف أعشارها مما سقته النواضح والآبار‪ ،‬ولا‬ ‫نقبض صدقة الورق والماشية إلا بعد حماية أهلها عاما كاملا من الظلم‬ ‫والعدوان" إلا من طاب بذلك نفسا ودفعها للإمام‪ ،‬فواسع للإمام أخذها‬ ‫من غير جبر‪ ،‬ومن الحروث قيل في ذلك قولان‪ :‬أحدهما إذا حمى قبل أن‬ ‫ترفع من الدوس وقيل‪ :‬إذا استولى على المصر أوان الزرع‪ ،‬وهو على نظر‬ ‫الإمام والإمام على نظر العلماء باله وبأيامه وبالزكاة‪ ،‬قيل‪ :‬من جميع‬ ‫المحبوب وقيل‪ :‬من ذوات السنبل سواء ما سواهما من الحبوب‪٬‬وقيل‪:‬‏ من‬ ‫الستة الأجناس وهي المجتمع عليها‪.‬‬ ‫وندين لله بحج البيت الحرام} من استطاع إليه سبيلا‪ ،‬وبصيام شهر‬ ‫رمضان بالصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الآمانة إلى أهلها وترك‬ ‫الخيانة‪ ،‬وبالنصيحة للمسلمين‪ ،‬وهي أجل عرى اللإسلام" وهي التي ترد بها‬ ‫الإنبياء على اممهاء لقوله تعالى‪ :‬ل وَتسَحث لكم ولتكن لا غمد‬ ‫‏‪ ٩‬وأنا لكم ناصح أمين مع ماروت‬ ‫() ه الأعراف‪:‬‬ ‫التمحج‬ ‫بفضلها الآثار واتصلت بفضلها الأخبار‪ ،‬لأنه كم من ناج بنصيحة أخيه‬ ‫وأفضل ماش مشى في نصيحة أحد من المسلمين‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫( ميد عماد والبلد المغاربية ]‬ ‫وندين لله‪ :‬بان نقيم الوزن بالقسط ولا نخسر الميزان والمكيال‪ ،‬وندين‬ ‫لله‪ ،‬بالخلود في النار على الإصرار ولو على مثقال ذرة‪ ،‬خالدا مخلدا أبدا‬ ‫لا غاية ولا انقطاع‪ .‬وندين ه بصلة الأرحام والجيران وبر الوالدين‪.‬‬ ‫والقيام لليتامى بالقسط‪.‬‬ ‫وندين لنه بتطهير الأفئدة من الغل والحسد والرياء والعجب والنفاق©‬ ‫والشرك والشك وسوء الظن بالمسلمين والعداوة لهم والكبر والخيلاء‬ ‫وحب الدنياء وحب الرئاسة والثناء بل نعبد الله مخلصين له الدين حنفاء‪.‬‬ ‫وندين لله بجسن الظن في المسلمين ما أمكن لهم محرج من وجوه الحق‪،‬‬ ‫فإن ظهر من أحد ممن له قديم فضل مما تثقل به القلوب وتحقق عليه ذلك‬ ‫من تحقق من المسلمين جاءه بالنصيحة والموعظة الحسنة و لين المقال فإن‬ ‫قبل ذلك فالمنة علينا وعليه من ا لله" وإن رد ذلك روجع ولا يعجل عليه‪.‬‬ ‫فإن أصر واستكبر ترك تركا جميلا إلا من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى‬ ‫محدثا‪ ،‬أو أحدث فيهم بدعة‪ ،‬فعلى المسلمين تغيير ذلك منه والإنكار عليه‬ ‫وإظهار بدعته في الخاص والعام ليتجنب ولا يمتثل‪ ،‬وذلك بعد النصيحة‪.‬‬ ‫لان النصيحة على المسلمين حق من الله واجب© لأن من ديننا الا نغتنم‬ ‫العثرة ولا نرد التوبة والمعذرة‪.‬‬ ‫وندين إلى الله بترك الغيبة والنميمة وجميع الفواحش ما ظهر منها وما‬ ‫بطن وندين لله بالأمر والنهي عن المنكر وقتال الفئة الباغية بعد الحجة‬ ‫وإظهار الدعوة‪ ،‬والتقدمة لا نرمي بسهم ولا جندل ولا غيرهما إلا أن‬ ‫[‬ ‫‪79‬‬ ‫يصاب منهم ويمتنعوا مانلرجوع وإعطاء الحق الذي لزمهم‪ ،‬فحينئذ يجب‬ ‫علينا قتالهم لا نغنم لهم مالا‪ ،‬ولا نسبي لهم عيالا‪ ،‬ولا نجيز فهم على جريح‬ ‫ثارًا‪ ،‬ولا نقتل لهم مدبرا موليا تؤمن أوبته ورجعته‪ ،‬ما لم يكن لحم مسند‬ ‫قائم إليه يرجعون‪.‬‬ ‫ونقتل قائد البغاة ولا دعوة له‪ ،‬ولا نستحق قتل المرأة والطفل والشيخ‬ ‫الفاني إلا من أعان البغاة منهم على ظلمهم وعدوانهم‪ ،‬وأما الطفل فلا‬ ‫يقتل على حالؤ إلا أن يقاتل المسلمين بيده‪ ،‬ولا نولي على البلد إلا مرضيا‬ ‫حازما قويا‪ ،‬وإن استغنى بعلمه أو بصيرته‪ ،‬ولا بد من المشورة لأنها من‬ ‫شرائط الإمامة‪ ،‬وإلا سأل على ما يوجد في آثار المسلمين ليكون له حجة‬ ‫ورجاء ورجاء التوفيق من الله وقد جعل النه لكل شيء فرجا وخرجا‬ ‫لقوله‪ :‬ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن‬ ‫يتوكل على الله فهو حسبه ومن يكن النه كافيه وكافله ووثق بالنه‪ ،‬فقد‬ ‫أوتي حظه\ إلا من فرً من اليقين‪ ،‬وهو عليه مدار الآمور‪ ،‬ومن كان اليقين‬ ‫قرينه والعقل أميره فنرجو له من الله سعادة الدارين© فطوبى له ثم طوبى له‬ ‫وحسن مآب‪.‬‬ ‫فهذه سيرة أئمتنا الآأولين‪ ،‬وسيرة إمامنا ناصر بن مرشد بن مالك بن‬ ‫بي العرب بن سلطان اليعربي الرستاقي ثم النزوي رحمة الله عليه‪ ،‬وروحه‬ ‫وريحانه ومغفرته ورضوانه‪ ،‬عظيم شأنه‪ ،‬كريم مكانه‪ ،‬قوي سلطانه‪ ،‬عزيز‬ ‫وجوده متواترة سعوده‪ ،‬بالمؤمنين رؤوف رحيم ليس بفظ ولا غليظ كثير‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغلوبية ا‬ ‫الذكر قليل اللغو‪ ،‬لا يستنكف أن يمشي مع العبد والمسكين" وهو ملك في‬ ‫زي مسكين‪ ،‬رؤوف القلب‪ ،‬كثير الحياء‪ ،‬واسع الصدر‪ ،‬طويل الحزن عظيم‬ ‫الرجاء قليل المن كريم الوفاء‪ ،‬أمين الله‪ ،‬كاتم السر‪ 8‬كاظم الفيظ‪ ،‬جليل‬ ‫العطاء‪ ،‬لين الجانب قليل الأذى© سراج الهدى‪ ،‬عظيم الرجاء‪.‬‬ ‫تراه حليما ودودا صافيا كريما قائما بأمر الله موفيا بعهد الله ملتمسا‬ ‫خاشعا‬ ‫رضوان ربه قاطعا للشهوات\ غافرا للعثرات‪ ،‬كاتما للمصيبات‪،‬‬ ‫منيباء شريف الهمة‪ ،‬حبيب الفقراء‪ ،‬غريبا بين أهله‪ ،‬جميل الفطنة تقي‬ ‫الأتقياء‪ ،‬يعظم الكبير لوقاره&ويقرب الصغير لشدة افتقاره‪ ،‬ويشكر اليسير‬ ‫لقلة اغتراره ويرحم الفقير لرؤية اضطراره‪ ،‬سهلا عند المصاحبة‪ ،‬طلق‬ ‫الوجه عظيم الخطر‪ ،‬هيوب المنظر‪ ،‬كثر التبسم‪ ،‬سخي النفس بطيء الغيظ‬ ‫رزين العقل‪ ،‬طيب الكلام‪ ،‬واسع الخلق‪ ،‬قليل الملام‪ ،‬ليس بذي سب ولا‬ ‫نميمة ولا غيبة ولا حسود ولا كذوب ولا حقود‪ ،‬وكاد أن يكون نبيا‬ ‫ورسولا‪ ،‬رحمه الله وغفر له‪.‬‬ ‫سيرته شاهرة‪ ،‬وسريرته أنبأات عنها علانيته الطاهرة‪ ،‬يدرس الآثار‬ ‫ويسأل العلماء الأخيار‪ ،‬ليس بمعدوم من الحظ من كان مسيره إمام‬ ‫المسلمين وعالمهم في الدين‪ ،‬ذو الجد الأرفع والصيت والورع والعلم بالله‬ ‫وبأيامه‪ ،‬بقية التابعين وسيد الآخرين وهو الغاية في الفضل والكمال‪،‬‬ ‫وحيد عصره وكريم دهره أبا عبد الله محمد بن عمر بن أحمد بن مداد رحمه‬ ‫الهك ومفتي أهل عمان وعالمهم في الحلال والحرامإ قدوتنا ني الدين مسعود‬ ‫(_ انماصرالاياضيب_]‬ ‫آ‪.‬‬ ‫بن رمضان رحمه الله‪ ،‬وبقايا المسلمين من إخوانه الذين اصطفى وارتضى‪،‬‬ ‫وهم بجمد الله موجودون غير معدومين‪ ،‬والله تعالى مؤيده ووكيله‪ ،‬وهو له‬ ‫حفيظ وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير‪.‬‬ ‫وفقنا الله وإياكم معاشر المسلمين لما يقربنا من درجات المتقين‪ ،‬الذين‬ ‫أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن‬ ‫أولئك رفيقا في مقعد صدق عند مليك مقتدر‪ ،‬وذلك مما يدك عندنا من‬ ‫كثرة اليقين‪ ،‬واليقة بالله رب العالمين‪ ،‬لأنه قليل‪ ،‬من أصلح فيما بينه وبين‬ ‫الله كفاه الله شر ما بينه وبين الناس‪ ،‬إذ هو بز رحيم لا يجبر على بيعة ولا‬ ‫قتال ولا ياخذ الناس بالإحن والاغتلال‪ ،‬ولا يعاقب بقديم الزمان‪ ،‬ولا‬ ‫ياخذ إلا بحجة وبرهان‪ ،‬رحيم بالمؤمنين‪ ،‬أينما كانوا وحيث كانوا كثير‬ ‫السؤال رحمه الله‪.‬‬ ‫فلما وصلته كتبكم الكرام‪ ،‬ونظر إليها وتأملها وعرف معانيها‪ ،‬وما‬ ‫شكوتم من قلة الراغب في الجهاد‪ ،‬وعدم ذوي البصائر لسبيل الرشاد وقلة‬ ‫العلماء والمتعلمين‪ ،‬وأهل المغرب كانوا هم أشد قوة وأكثر آموالا ورجالا‪6‬‬ ‫وهم الغاية التي لا نهاية لها في العلم والعمل والحث على جهاد أهل العناد‬ ‫ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى بهم نهتدي" وإلى رأيهم ننتهي في البلدان‬ ‫مشهورون وفي الآرض معروفون‪ ،‬تقوم بأمثالهم الأرض وامتلأ بذكرهم‬ ‫الطول والعرض‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫( جي‪ .‬عماد والبلد الغادية ]‬ ‫فأصبحوا وقد اقفرت منهم الديار ولم يبق إلا ذكرهم في الدفاتر‬ ‫والآثار‪ ،‬تبكي عليهم الأرض وهوامها‪ ،‬وطير السماء ونجومها‪ ،‬ودواب‬ ‫البحر وحيتانها‪ ،‬لأن الله ينزل عليهم البركات‪ ،‬ويرفع النقمات‘ ويرسل‬ ‫السماء عليهم مدرارا فينبت به الزرع ويملأ به الضمرع‪ ،‬فتعيش دواب‬ ‫الأرض وهوامها‪ ،‬راغدة مسائمة‪ ،‬آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل‬ ‫مكان‪.‬‬ ‫فانه النه معاشر المسلمين‪ ،‬انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم‪.‬‬ ‫وشدوا بنا ظهوركم فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع‬ ‫الصابرين‪ ،‬فكلنا كأنتم‪ ،‬وشكونا إلى اله ما شكوتم‪ ،‬فاستجاب دعوتنا‪.‬‬ ‫ورحم ضعفتنا‪ ،‬فأمد يخليفة مرتضى أظهر العدل" وفك المظالم‪ 6‬ولم يخش‬ ‫في الله لومة لائم‪ ،‬فأظهر الله كلمته ورفع درجته وأطاعت الجبابرة له‬ ‫صغرا‪ ،‬واستصغرت له الملوك طوعا وقسرا‪ ،‬فسبحان الذي ستر لنا هذا‬ ‫وما كنا له مقرنين‪ ،‬بعد أن كنا مخذولين‪ ،‬فأصبحنا غالبين عالين‪ ،‬والحمد لله‬ ‫رب العالمين‪ ،‬وصلى الله على رسوله البي الأمي الكريم‪ ،‬وآله اطيبين‬ ‫الطاهرين‪.‬‬ ‫فكونوا عباد انه بأولئك مقتدين وبسبيلهم مهتدين‪ ،‬وما الحياة الدنيا‬ ‫إلا متاع الغرور‪ ،‬فنحن إن شاء الله بالله غالبون‪ ،‬ونيتنا أن نمل الأرض‬ ‫عدلا‪ ،‬والله مع نيات العبيد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫_( اشواطالااض_]‬ ‫‪7‬‬ ‫وما كتبت لكم شيئا من بعض أصول ديننا إلا لتطمئن قلوبكم بناء إنا‬ ‫على نحلة الذين اتقوا والذين هم محسنون‘ فما وجدتموه موافقا لكتاب الله‬ ‫وسنة رسوله وإجماع المسلمين الصالحين من الأئمة فهو الحق من الله فخذوه‬ ‫واعملوا به‪ ،‬وما كان مخالفا فهو مني ومن الشيطان فاتركوه‪ ،‬وردوا مكان‬ ‫الباطل حقا‪ ،‬ومكان الكذب صدقا وقسطا وعدلاءوردوا جواب خط ما‬ ‫كتبنا به إليكم وانسبوا إلينا شيئا من أصول مذهبكم لتطيب بذلك نفوسنا‬ ‫ونفوسكمإ ونعلم أنا وإياكم على الحق المبين‪ ،‬وأنا أستغفر الثه لي ولكم‬ ‫ولجميع المسلمين‪ ،‬من جميع الخطأ والزلل‪ ،‬وكل قول بلا عملمما دق منه‬ ‫وجل‪ ،‬من الخطأ والعمد من يوم احتملت إلى ساعة افتراغي‪ ،‬أنا أستغفر‬ ‫الثه العظيم من كل ما كان سيئه عند النه مكروها‪ ،‬ولا يؤخذ بما كتبته في‬ ‫كتابي هذا إلا حتى يعرض على المسلمين‪ ،‬إلا من أبصر عدلها والسلام‬ ‫عليكم معاشر المسلمين ورحمة النه وبركاته‪ ،‬وتسلموا لنا على من حضركم‬ ‫وقدرتم عليه من مشايخ أهل الدعوة محدودين غير معدودين‪ ،‬من خادمكم‬ ‫الأقل ومحبكم الأكبر سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد الله النزوي‪ ،‬بأمر إمام‬ ‫المسلمين ناصر بن مرشد بن مالك رحمه الله‪.‬‬ ‫وا سألتم عن العلماء الذين هم من أهل عمان أولهم ومقدمهم الذين‬ ‫ذكرناهما آنفا الشيخ محمد بن عمر بن أحمد بن مداد رحمه الله‪ ،‬والشيخ‬ ‫مسعود بن رمضان رحمه الله‪ ،‬والشيخ محمد بن علي المنحي‪ ،‬رحمه اللف‬ ‫والشيخ مسعود بن هاشم البهلوي رحمه الله‪ ،‬والشيخ القائم بالحجة العا‬ ‫‪17‬‬ ‫ج[يد عمار والرد المغلية]‬ ‫بالحجة خميس بن سعيد بن علي الرستاقي رحمه الله‪ ،‬فهؤلاءالذين عليهم‬ ‫المدارث واهل الدرجة العلياءو من دونهم في العلم و المتعلمين كثير والحمد‬ ‫لله حق حمده‪.‬‬ ‫وغفلنا عن الشيخين الأجلين المعظمين‪ ،‬أحمد بن خلف© وخلف بن‬ ‫محمد الأزكويين‪ ،‬رحمهما الله‪ ،‬ونذكرك أيها الخليفة المرضى في التزغيب في‬ ‫الوصول إلينا‪ ،‬إلى عمان ممن يرغب في الجهاد‪ ،‬أو لوصول الإمام فإنه أمل‬ ‫لذلكث ولأمثاله تشد الرحال عصمه الله ووفقه‪ ،‬فقد بلغنا فيكم من قطع‬ ‫نفسه إلا لأمر الآخرة‪ ،‬والحمد لله حق حمده‪ ،‬والصلاة والسلام على خير‬ ‫خلقه ولا حول ولا قوة إلا بانه العلي العظيم("‪.‬‬ ‫وهذه المخاطبات المتبادلة بين العمانيين والمغاربة تدل على التواصل‬ ‫والتعارف بينهم كما تدل على أن كل فريق كان يتتبع أحوال الفريق الآخر‪.‬‬ ‫تجمعهم في ذلك وحدة المذهب وعاطفته‪.‬‬ ‫وفي عصر الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي الإمام الثالث في دولة‬ ‫الإمامة اليعربية(‪-١٠٩٠‬‏ ‪١١٠٤‬ه)ا‏ زار عمان عالم مغربي هو عمر بن‬ ‫سعيد بن محمد بن زكريا من جزيرة جربة من تونس فدخله السرور‬ ‫والابتهاج لما رأى من ظهور العدل وإحياء السن وإماتة البدع غير أنه أبدى‬ ‫ملاحظات قيمة حول الخلل والتقصير في نشر العلم" فكتب إلى الإمام‬ ‫‪.٢١٢‬‬ ‫‪ ١‬فواكه العلوم‪ ،‬ج‪ 8١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫| النواصر الإباضي ]‬ ‫‪7‬‬ ‫بلعرب بن سلطان رسالة تتضمن نصيجة خالصة جاش بها قلب مخلص‬ ‫لله ولرسوله ولكتابه ولإمام المسلمين و عامة أهل عمان وهذه هي‪:‬‬ ‫مولانا أصلح اله أحوالك وسدد أقوالك وتقبل منك أفعالك وجعل‬ ‫إلى السعادة مرجعك ومآلك‪ ،‬فأقول أنا العبد الفقير‪ :‬إني لما من الله تعالى‬ ‫علي بالوصول إلى هذه البقعة المباركة رأيت يحمد اله في مسكد وسمائل‬ ‫وفي نزوى وفي هذا المقام الشريف من الأحكام الشرعية والسيرة الآأباضية‬ ‫والسنن المحمدية ما انشرح به الصدر وامتلآ بمشاهدته سرورا وله الحمد‬ ‫على توفيقه‪ ،‬فتأملت أحوال عمان فوجدتها عجيبة الشأن حسنة الشكل‬ ‫كاملة الأوصاف سوى أن مجالس الذكر ومدارس العلم فيها قليلة‪ ،‬والعلم‬ ‫سيدي كما لا يخفى عليكم يزداد بالاستعمال وينقص بالإهمال© ونقصان‬ ‫العلم ضرر في الدين عظيم؛ وما كان على النقصان يوشك زواله؛ وأخبرك‬ ‫يا نعم السيد ببعض أحوال أهل جربة من أهل هذه الدعوة في زماننا هذا‬ ‫مع ضعفهم وقلتهم وسوء حالهم" ومعهم من مدارس العلم ما يزيد على‬ ‫العشرين كل يعلم على قدر علمه؛ منهم من اقتصر على النحو واللغة‬ ‫وعلم الديانات ومنهم من تبحر في النحو واللغة والصرف والمعاني والبيان‬ ‫والمنطق والتوحيد وأصول الدين والفقه والحساب والفروض الشرعية‬ ‫والعروض الشعرية أعني الأوزان وما يتعلق بها من الزحاف وغيره‪ ،‬وهم‬ ‫من عادتهم يجبتمعون في كل يوم الأحد ويوم الثلاثاء على شيخ المشايخ‪.‬‬ ‫وهو أبو زيد بن أحمد بن أبي ستة فيقرأون عليه ويلقون في المجالس‬ ‫[‬ ‫(هه‪ .‬مار والد للغايه ]‬ ‫الملشكلات والسؤالات؛ فيتحرى فيها الصواب ويزيل عنها الالتباس؛ وهم‬ ‫في هذه الحالة يتاسفون غاية التاسف؛ على اندراس العلم ونقصانه؛‬ ‫ولعلمهم أن المذهب الحقيقي الحنيفي الرستمي يزداد بازدياد العلم وينقص‬ ‫بنقصانه ويذهب بذهابه؛ وقد كان هذا المذهب بأرض المغرب في زمان‬ ‫الأئمة الرستمية رحمهم الله مسيرة ثلاثة أشهر وأزيد كلها عمارة محشوة‬ ‫بالزهاد والعباد والعلماء لا يحصى عددهم ولا يطاق عتادهم؛ فلما زالت‬ ‫عنهم الإمامة لأمر أراد النه إبرامه ذهبت الأخيار وبقيت الأشرار" وتهاونوا‬ ‫في العلم والتعليم ومالوا إلى الدنياء فركبهم الجهل۔فطبع على قلوبهم‬ ‫بسبب ذنوبهم؛ وأتتهم العلماء المخالفون بالحجج الباطلة‪ ،‬فتخيلوا السراب‬ ‫ماء لطموس البصيرة وتمكنت من ازمة قلوبهم" فسلكوا بهم طريقهم‬ ‫الضالة‪ ،‬كما سلك الذود بين قائد وسائق فارتدوا على أدبارهم والعياذ‬ ‫بالله في أزمنة متقاربة حتى لم يبق منهم إلا من ساقه التوفيق واعتصم بالله‬ ‫واستتر بالعلم؛ وهو أهل البقاع الثلاثة‪ :‬بعض أهل نفوسة‪ ،‬وبعض أهل‬ ‫جربة وبنو مصعب ليس إلا سنة الله التى قد خلت من قبل سلكوا بها‬ ‫وتمسكوا‪.‬‬ ‫فإذا كان الآمر هكذا فينبغي لإمام المسلمين أيده الله بالتوفيق وأنار له‬ ‫معالم التحقيق وأن يجعل في كل حصن من حصون مملكته امجلل عدله المزيد‬ ‫فضله معلما يعلم الناس أمر دينهم ويزهدهم في الدنيا الفانية الخسيسة‬ ‫ويرغبهم في الآخرة الباقية النفيسة‪ ،‬ويتيسر هذا إن شاء الله تعالى بالنظر في‬ ‫(__لنفاصاإاضصر_]‬ ‫ل‪-‬‬ ‫أحوال من له نظر ومعرفة ولو أدنى معرفة وذوق في العلم إن ظهرت منه‬ ‫أسباب الخير بالنصيحة لنفسه أولا ولعباد انثه والشفقة عليهم والرغبة في‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫فحينتذ يتوجه الأمر الملطاع من إمام المسلمين بان يتصدى التعليم‬ ‫بالغداة والعشي ولا يحقر ما معه من العلم وإن قل إن كانت نيته خالصة‬ ‫بان ينمو ويزيد ويفيد يستفيد ببركة العلم وفضله‪ ،‬حيث كان خالصا لله عز‬ ‫وجل لعل غافلا ينتبه أو نائما يتيقظ أو ناسيا يتذكر أو جاهلا يتبصرر‬ ‫وتكون سنة حسنة في اللإسلام لمن سنها وأجرها وأجر من عمل بها إلى يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬وهو إمام المسلمين وأعوانه في الدين لا يغير ولا ينقص من أجور‬ ‫المتعلمين شيء‪.‬‬ ‫اله النه ثم النه الثه وحاشا لمثلك أن يتغافل ويتهاون في مثل هذا وأنت‬ ‫بتوفيق الله وفضله خليفته في أرضه؛ والعلم أصول دين النه وفروعه ولوازم‬ ‫العدل المأمور به المفروض أمثاله وشروعه‪ ،‬ولكن لكل شيء سبب ولكل‬ ‫أجل كتاب وإذا أراد النه إظهار أمر يرضيه في الدين أجراه على يد أحد‬ ‫من خلقه‪ ،‬ممن يختصه لمزيد فضله ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو‬ ‫الفضل العظيم ) كظهور العدل وعلو كلمة الحق وذهاب ذوي الشقاق‬ ‫وانطماس معالم الشرك والنفاق على يد المرحوم الشيخ خميس بن سعيد‬ ‫الشقصي الرستاقي والإمامين الرضيين رحمة الله عليهم أجمعين‪ ،‬وانت‬ ‫‪7‬‬ ‫[ به‪ .‬عمار والبلد المغاربية ]‬ ‫الرضي الثالث بحمد الله‪ ،‬وقد ترى ما ابتلي الناس به من الميل إلى الدنيا‬ ‫والزهد في الآخرة مع شدة افتقارهم إليها‪.‬‬ ‫سيدي ومولاي‪ :‬أنظر بعين البصيرة والعقل الراجح الثاقب في وصل‬ ‫ما أمر الثه به أن يوصل بينه وبين عباده الذين استخلفك عليهم رأفة ورحمة‬ ‫بهم ورجاء لرضوان الله تعالى‪ ،‬ولا تخلو أرض الله تعالى من قائم فيها بق‬ ‫وعلم في خلقه في كل وقت من الأوقات وهو الحجة على خلقه{ كما قال‬ ‫اله (ولكل قوم هاد ) يا نعم السيد ويا جهد المكارم إذا نظرت وتأملت في‬ ‫هذا الأمر العجيب الشأن واطمأنت نفسك إليه وهممت ببذل المجهود في‬ ‫تبديد معاهده وتشييد قواعده حبا لله ورجاء لثوابه‪ ،‬فثوابه أجل واعظم‬ ‫للمسبب والمتسبب فيه من ثواب المجاهدين والمرابطين والمصلين والصائمين‬ ‫والحاجين والمعتمرين ما خلا الفرائض من ذلك كله وكان كل ذلك فضلا‬ ‫ونفلا فارني منك علامة تسرني كقول إمام المسلمين‪ :‬نعم ابتغفيت رضوان‬ ‫الله تعالى فإن إحياء هذه الطريقة أحب إلي مما طلعت عليه الشمس‬ ‫وغربت‘ وأحب إلى النه ورسوله وإلى من ناصح نفسه من المسلمين" إذ‬ ‫جميع حطام الدنيا الفانية لا يعتبر في جانب السعادة الأبدية ولا تزن ذرة‬ ‫منهك وكتبته بيدي والله على ما أظهر وأضمر شهيد‪ .‬وهذا سر من العبد‬ ‫الغريب إلى المولى الحبيب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ورضوانه‬ ‫يتسلسل تسلسل أنفاس أهل الجنة‪ ،‬وأما أهل جربة وإن كانوا متمسكين‬ ‫(_ فايض _]‬ ‫مم‬ ‫بالعلم جهدهم فتدبيرهم مختل وعقدهم منحل وآمرهم مشكل لفقدهم‬ ‫الإمام العدل وقرناءه أهل الفضل"‪.‬‬ ‫وقال الإمام السالمي بعد أن أورد نصيحة العالم الجربي‪:‬‬ ‫انتهى كلام عمر الحربي وهو كلام ناصح ماهر؛ وقد قيل أن النصيحة‬ ‫إذا خرجت من الجنان وقعت في الجنان وإن خرجت من اللسان لم تجاوز‬ ‫الآذان؛ فاثرت نصيحته الآثر الجميل؛ وتلقاها الإمام بالقبول والتبجيل فقام‬ ‫وشمر وحث الرعية على طلب العلم وأمر بالتعليم في ممالكه؛ وجمع جملة‬ ‫من المتعلمين في الحصن الذي جدد بناءه وهو ( جبرين ) فقيل أنه كان‬ ‫يخدمهم هنالك بنفسه وكان يعطرهم بنفسه وكان يتحرى لم الأطعمة‬ ‫لمقوية للإفهام والذكاء؛ فيقال أنه خرج من هذه المدرسة التي في حصن‬ ‫جبرين خمسون عالما أهل اجتهاد وأهل إفتاء بالراي»‪.'"٨‬‏‬ ‫على أن مدرسة حصن جبرين تعتبر أول مدرسة أقامتها الدولة فى‬ ‫غُمان‘ بمعنى أنها أول مدرسة حكومية في التاريخ العماني‪.‬‬ ‫وهكذا انتشر العلم وقوي عود ه واشتد ركنه بناء على نصيحة ذلكم‬ ‫العالم الجربي عمر بن سعيد بن محمد بن زكرياء فجزاه الله خير الجزاء على‬ ‫ما قدمه من نصيحة وجزى الله خيرا إمام المسلمين بلعرب بن سلطان‬ ‫على استجابته السريعة والقوية‪.‬‬ ‫‏‪.٨٤ -٨١‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪١‬ر السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪٧‬‏ ج‬ ‫‏‪.٨٥‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏۔؛‪٢‬ر المصدر نفسه حج‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫وفي نفس هذا الوقت أي في عصر الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي‬ ‫وبالتحديد في سنة ‪١١٠٢‬ه‏ زار جزيرة جربة وجبل نفوسة الشيخ ناصر‬ ‫بن خميس بن سعيد الشقصي ابن صاحب كتاب (منهج الطالبين)‪ ،‬ولعله‬ ‫زار أيضا مواطن الإباضية بالجزائرى وحضر الملتقى أو المؤتمر العلمي‬ ‫الإباضي الذي عقد في قرية لالوت (نالوت) مجبل نفوسة‪ ،‬ذلك المؤتمر أو‬ ‫لملتقى الذي حضره عدد من علماء الجبل وحضره من جربة سبعة علماء‬ ‫هم‪:‬‬ ‫أبو القاسم زكريا الباروني‪.‬‬ ‫‏‪-١‬‬ ‫سعيد بن يحي الجادوري‪.‬‬ ‫‏‪-_ ٢‬‬ ‫علي بن سالم بن بيان‪.‬‬ ‫‏‪-٣‬‬ ‫عمر بن صالح الباروني‪.‬‬ ‫‏‪-٤‬‬ ‫علي بن أبي بكر الباروني‪.‬‬ ‫‪٥‬۔‪-‬‏‬ ‫يوسف بن محمد المصعى‪.‬‬ ‫‏‪-٦‬‬ ‫‏‪ -٧‬محمد بن يوسف الباروني‬ ‫من القضايا الفقهية و الدعوية التى تواجه الإباضية ويواجهها الإباضية‬ ‫آنذاك‪ ،‬الشيخ ناصر بن خميس الشقصي العمماني‪ ،‬ويقول عنه الإمام محمد‬ ‫ابن يوسف اطفيش إنه هو الذي كتب لأهل جربة صيغة التحليف باليمين‬ ‫التى كان أهل عمان يحلفون بها المنكر للدعوى‘ والمقصود باهل عُمان‬ ‫( اشاطالإاض_]‬ ‫م‬ ‫حكامهم وقضاتهم‪ ،‬وتلك الصيغة هي‪« :‬قل وآلله الذي نا إلة إلا هُرَ‬ ‫الْعَزيُ المقتدر الرَحْمَن الرحيم مُنشيئ السحاب وَمُنَرّن الكتاب قاب‬ ‫۔ هلو‬ ‫۔ ار‬ ‫التوب شدي العقابي ماجي الآثار واير الَغْمَارَ قَاصمُ الْجََايرَة وَمُدَمر‬ ‫القرائة وَالأكَاسيرَةء الزي يأ مَن حَلَفَ ياسئيه كاذبا أخ عزيز مُقتير‬ ‫حَانتا ذي‬ ‫ما عَلَئً لهدا الرجل كدا وكدا درهما أو خو دلك وَإن ‪3‬‬ ‫الْحَانذنً ينَكال اليا وَعَدَاب الآخرة("‪ .‬هكذا يخبرنا‬ ‫دلك يَنْتَقِمُ الله م‬ ‫التاريخ أن الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المشارقة والمغاربة لها فوائد جمة‬ ‫وبركات عظيمة‪ ،‬وهي ولا شك تقوي العلاقة وتشد الأواصرك وتوحد‬ ‫الكلمة وتقرب وجهة النظر‪.‬‬ ‫‏‪.٣٥٤‬‬ ‫‏‪ .٢٣‬ص‬ ‫(‪ -‬شرح النيل‪ ،‬ج‬ ‫‪7‬‬ ‫ج(يد عمار والبلد المغاربية ]‬ ‫التواصل على عهد دولة البوسعيد في عمان‬ ‫كثر التواصل وازداد قوة بين أهل عُمان‪ ،‬والمغاربة منذ الإمام أحمد بن‬ ‫‏(‪ ١١٩٦ -١١٦١‬ها)‘ وكانت بين الفريقين محاطبات‬ ‫سعيد البوسعيدي‬ ‫ورسائل فقد وجه إليهم العالم القاضي أبو سليمان محمد بن عامر بن عريق‬ ‫الملعولي قاضي الإمام أحمد بن سعيد على مسقط رسالة وقصيدة شعرية‬ ‫جاء فيهما‪:‬‬ ‫« الحمد لنه رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين‬ ‫وصل اللهم على سيدنا محمد الني وعلى آله الطيبين الطاهرين‪ ،‬وسلم‬ ‫عليه وعليهم أجمعين(‪ .‬أما بعد فقد بلغني أن بني مصعب وأهل الجزيرة‬ ‫وأمثالهم من أرض نفوسة من المغرب ثبتوا على الدين الذي كان عليه‬ ‫رسول الله موش ولم يغيّروا‪ ،‬ولم يبدلوا وصار آخرهم ياخذ عن أولهم‪.‬‬ ‫فرق قلبي لهم بالشوق‪ ،‬وتحرك بأن أخصهم بالسلام' و أنظم لهم درر‬ ‫الكلام محبة مني لهم في قصيدة أقولها لتكون المودة بيننا موصولة وأسباب‬ ‫البحر مقطوعة مفصولة"‪.‬‬ ‫أما القصيدة فقد ذكرهم فيها وأثنى على ثباتهم على المذهبؤ ذاكرا‬ ‫أيضا بعض مبادئ المذهب ومعالمه العقدية‪.‬‬ ‫فهم الذين نقلوا هذا‬ ‫راه ليته ذكر الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالصلاة والسلام تبعا للنبي م‬ ‫الدين إلينا وهم الحلقة الأولى في ذلك‪.‬‬ ‫‪ ٢‬سالم ين يعقوب جزيرة جربة‪ ٬‬ص‪.١٩٥ ‎‬‬ ‫النواصل الأباضي (‬ ‫|‬ ‫‪7‬‬ ‫والقصيدة هي‪:‬‬ ‫وهن بذكراكم عمار أوال‬ ‫لكم في قلوب المشفقين منازل‬ ‫فيوركتم أنتم وتلك المنازل‬ ‫زلتم رياض القلب يا أهمل مصعب‬ ‫كما سلفت يوما عليه الآوائل‬ ‫لنا فيكم خط المودة سابا‬ ‫عليه رسول الثه ثم العبادل‬ ‫أيا عصبة الدين الحنيف الذي مضى‬ ‫ولو قاومتكم بالقتال الجحافل‬ ‫عليكم بما أنتم عليه من ادى‬ ‫ودينهم المرذول أعوج مائل‬ ‫فدينكم الدين القويم سبيله‬ ‫إذا نتوصحوا في الله صدوا وجادلوا‬ ‫لكم جنة الفردوس دون الذين هم‬ ‫وقد بعدت عنها يديها الموا جل‬ ‫فياليت شعري كيف حال دياركم‬ ‫وما لسوانا منصب وفضائل‬ ‫فنحن الإباضيون دينا ومذهبا‬ ‫ولكنه غاو عن الرشد غافل‬ ‫فكم يتمنى بالديانة والمدى‬ ‫ل‬ ‫وصدقه بكر وبشر ووائل‬ ‫فلا تسمعوا فيكم وإن قال مقولا‬ ‫يواطئ ما قال الكرام الآأوالل‬ ‫إن لم يبن منه صواب مقالة‬ ‫ومن صد عنه فهو في النار داخر(‬ ‫فما قد عدى الدين الإباضي باطلا‬ ‫فما لم يواطئع الذكر ذلك باطل‬ ‫فلو زخرفوا ما زخرفوا وتقولوا‬ ‫ولو ظهرت بالإفك منهم مسائل‬ ‫لقد قلدوا دنياهم تارة هم‬ ‫إذا خالفوا في الدين ما هو نازل‬ ‫فليس لحم في ديننا من ولاية‬ ‫لمن مات بالعصيان لو هو قاتل‬ ‫وقالوا شفاعات الرسول صحيحة‬ ‫‏«‪ ,١‬هكذا كانت جميع الفرق والمذاهب تقف من بعضها البعض أما الآن فلا عذر من التعرف والتعارف‬ ‫والاعتراف بالآخر إسلاميا نظرا للتقارب والتقريب الذي حصل بين أتباع الفرق والمذاهب إلا‬ ‫البعض الذي لا يزال مصرا على موقفه الإقصائي‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫( جيد عماد والد المغربية ]‬ ‫ومات مصرا عن هدى الحق عادل‬ ‫كذلك لم يخلد على النار من عصى‬ ‫وليس لأهليها عليها دلال ل‬ ‫فتلك مقالات تزخرف بامرى‬ ‫ولا فر من النار من هو داخ ل‬ ‫فلا عفو للعاصين من غير توبة‬ ‫كذلك يزري بالجهول التجامل‬ ‫وقد شبهوا الرحمن خلقا بخلقه‬ ‫إصابتهم بالموبقات الفوالل‬ ‫وقولهم يوما تراه عيونهم‬ ‫كذلك قد قال الربيع ووائلل‬ ‫فذاك غلو والغذو صحم‬ ‫الرسائل‬ ‫مقاماتنا فيها تود‬ ‫وقد قسموا الأركان جورا وقولهم‬ ‫سوانا وانتم لا لكم فيه عامل‬ ‫من الكعبة البيت الحرام فلا لكم‬ ‫ولا عن نى الله تلك الأناول‬ ‫نقول لهم لا في الكتاب مقالكم‬ ‫بدائعكم ف ذا وأنتم اراذل‬ ‫ولا في زمان الصالحين متى بدت‬ ‫مباح فلم يملك وإن قال قانلل‬ ‫فلا لكم البيت العتيق سبيله‬ ‫وقول بلا أصل غمام وزائلل‬ ‫فهاتوا لنا برهانكم عن مقالكم‬ ‫له كمتان بل عمود وعامل‬ ‫وقولهم الأعمال توزن بالذي‬ ‫من الوزن كم رطل له صح كامل‬ ‫نقول فهم من صام شهرا وقامه‬ ‫عيون الورى والسمع يا من يجادل‬ ‫وكم وزن ما تنوي القلوب وما ترى‬ ‫حقير بقتل لا يطلبن يقاتل‬ ‫ومن هده الجبار قتلاوهمذكه‬ ‫سواد ولم يقتله من ذين قاتل‬ ‫وقد كان لفظ الهدر في ذين كيه‬ ‫ده المحقور لايتكاسل‬ ‫فبات من الجبار يرجف خائفا‬ ‫ومن ه‬ ‫ل‬ ‫وبون فلا هذا لهذا مال‬ ‫فهل بين هذا في الأمور تفاوت‬ ‫ورب خفيف الوزن في القدر طائل‬ ‫وكم من ثقيل الوزن في القدر قاصر‬ ‫وشد على من أعطشته الهمواجل‬ ‫فكيف إذا كان القرى هدر قلة‬ ‫( انواطالينضي_]‬ ‫‪711‬‬ ‫مع الله دون المجد في الغر جاهل‬ ‫ففي الوزن هذا راجح لك قدرة‬ ‫على ميزان لذاك يعادل‬ ‫فما الوزن في هذا التفاوت عندكم‬ ‫ير بالعلم الذي هو عادل‬ ‫فما الوزن غير القسط لله عندنا‬ ‫فليس عليه المن والرطل داخل‬ ‫وما ل يكن جسما تراه نواذر‬ ‫يز للأشياء حق وباطل‬ ‫ولكنها الأعمال توزن بالذي‬ ‫وليس ليزان البقالة ناقل‬ ‫ولا عمل الإنسان كالبقل وزنه‬ ‫فيا ليت كانت لم تلاهم حوامل‬ ‫تكلفهم أهواءهم سوء ما م‬ ‫إله الورى يوما كما هو قائل‬ ‫فلما هم زاغوا أزاغ قلوبهم‬ ‫ترجى إذا عنهم هو الله قال ل‬ ‫فليس لغير المستقيم عواقب‬ ‫ويشقى شقي بالذي هو عامل‬ ‫خاتمة الأعمال ينجو سعيدن ا‬ ‫وتمحى عن المستغفرين الجلالل‬ ‫وتكبر بالإصرار كل صغيرة‬ ‫بمثقال ذر ليس عن ذاك زائلل‬ ‫‪:‬‬ ‫ويخلد بالإصرار في النار مذ‬ ‫خلافا لهم في الدين فهو المعاضل‬ ‫فهذا اعتقاد الصالحين ومن يقل‬ ‫ومصعبنا الزاكي ونعم الأفاضل‬ ‫فيا عصبة حلت نفوسا وجربة‬ ‫يواصلكم بالمكرمات المواصل‬ ‫عليكم لواء الحمد والمجد والثناء‬ ‫بما عاقبت ريح الدبور الشمائل ل‬ ‫عليكم سلام الله مئا تة‬ ‫وستين يتلوها ثمان كوامل‬ ‫وتاريخها من بعد ألف ومائلة‬ ‫جمادى إذا ما جئت عنه تسائل‬ ‫سنينا وفي شهر الربيع الذي يلي‬ ‫عليه صلاة الله ما أنهل وابل‬ ‫بهجرة خير الخلق من آل هاشم‬ ‫‪7‬‬ ‫( بيد عمار والبلد المغلية ]‬ ‫وقد أجابه الشيخ العالم عيسى بن أبي القاسم بن عمر الباروني‬ ‫الجربي‪ ،‬نيابة عن إخوانه علماء جزيرة جربة العامرة بالعلم والعلماء‬ ‫وعلماء جبل نفوسة وعلماء وادي ميزاب وهذه رسالته أو رسالتهم‪:‬‬ ‫« الحمد ه الذي جعل الكتابة للإنسان قائمة مقام المشافهة بالكلام‬ ‫عند تعدر الملاقاة بالأبدان ولو تباعدت الأوطان‪ ،‬ذلك فضل من النان‬ ‫الذي الهمنا وعلّمنا‪ ،‬فعلم الإنسان ما لم يعلم‪ ،‬وأنعم بمحض فضله وعمُّم‬ ‫فضله على كثير من خلقه وأكرمه بجل نعمه وسر له اللسان" وعلمه‬ ‫القرآن‪ ،‬بعدما شرف بالغريزة العقلية‪ ،‬فبسببها كلفه بالفرائض القولية‬ ‫والفعليّةه حتى صار من غلب عقله هواه سما وعلا‪ ،‬ومن غلب عقله هواء‬ ‫هوى فتدڵى‪ ،‬فجل وعلا عن قول الملحدين من الأمم‪ ،‬فوق من شاء‬ ‫بقدرته إلى القيام بالأفعال الصالحة وخذل بعدله من شاء بأفعاله الطالحة‪.‬‬ ‫فسبحانه من إله تنه عن ند وضد وصاحبة وولد وعن العلة والمعلول‬ ‫وعن شريك في القول والفعل‪ "،‬ثم بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو‬ ‫عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي‬ ‫ضلال مبين‪ ،‬مصباح الظلم من غير سبق دراسة كتب ولا خط قلم المؤيد‬ ‫بالبراهين القاطعة والآيات الباهرة‪ ،‬أظهره الله بها على الكفرة الجاحدةء‬ ‫وغيرهم من الملحدة المتنافرة‪ ،‬وأمده بالكتاب الناطق واللسان الصادق رحمة‬ ‫وبشرى للمؤمنين وموعظة وذكرى للمئقين‪ ،‬فاشبع بهما من ضم القلوب‬ ‫[ _ انواصطالينض_]‬ ‫‪91‬‬ ‫غليلاء وصار سيف الحق بهما صقيلا‪ ،‬صلى النه عليه وعلى آله وأصحابه‬ ‫المتبعين له بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬والحمد لنه رب العالمين وبعد‪:‬‬ ‫فاخص بجزيل السلام والتحية والإكرام" الكرام ذوي الفضل‬ ‫والإحسان والعدل والإنعامإ المنشرحة صدورهم لتخليص البيانڵ المنورة‬ ‫قلوبهم بلوامع التبيان‪ ،‬المشرفين بلية الإدراك وزينة الإفهام‪ ،‬وبإدراج درر‬ ‫المعاني في جواهر الألفاظ على شرط الانتظام أعني بهم سادتنا وقادتنا‬ ‫ومشايخنا وإخواننا حقا من أهل عُمان‪ ،‬ذوي الدين القويم والصراط‬ ‫المستقيم‪ ،‬العلماء الأخيار بيني الآخيار الذين شهدت بتحرير سطورهم‬ ‫الدفاترك وقضت بتحقيقهم أقلام المحابر‪ .‬وقامت كلمة الإجماع على أنهم‬ ‫ختام من يذكر بعلم وعمل من الناس‪ ،‬وحكت كلمة الآنام على أنهم‬ ‫مقدمون تقدم النص على القياس البارين العاملين بمقتضى الكتاب والسنة‬ ‫آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬والمخلصين له العمل من غير رياء ولا استكبار‬ ‫فاولتك هم أولوا الألباب أسكننا الله وإياهم في أعلى عليين مع من‬ ‫خصهم المولى بالحوض موردا وإنعاما‪ ،‬إذ قال فيهم الرسول يكي‪ " :‬ليكثرن‬ ‫رواد حوضي من أهل عمان فيا ها من بشارة ما أعظمها وكرامة ما اجلْهَا‬ ‫وألطفها كناية تفيد الصريح ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واخص‬ ‫بالسلام إمامنا وقدوتنا السلطان أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد الأزدئ‬ ‫الثماني آل بوسعيد ‏(‪ ،)١١٩٦-١١٦١‬أسعد الله أيامه وجعل في أعلى‬ ‫عليين مقامه‪ ،‬وكبت بالأل عدوه‪ ،‬ونصره على من عاداه‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ .‬وعلى من يلون بجنابكم الشريف‬ ‫من أولي الفضل واللإخوان‪ ،‬هذا وأخص بالسلام والتحية والإكرام العالم‬ ‫العلامة الشيح محمد بن عامر بن راشد ناظم القصيدة التي تلقيناها‪.‬‬ ‫فتناثرت الدموع من عين كل حبيب بسماعهم الكلام العجيب© وما ذاك‬ ‫إلا شغفا وتشوّقا ومحبة منا لإخواننا‪ ،‬فتهاديناها من يد إلى يد وتراسلناها‬ ‫من بلد إلى بلد‪ ،‬وقد حمنا بالتمسك وائباع أسلافنا الأخيار الأبرار فها نحن‬ ‫يا إخوتنا كلنا على ما عليه أسلافنا وأسلافكم فلا مبدل ولا مغير‪ ،‬فكبيرنا‬ ‫وصغيرنا من الرجال والنساء على ما تعلمونه من العقيدة الربانية والعبودية‬ ‫الغى المحمدية‪.‬‬ ‫هذا وقد حدثت بعض الحوادث في عام ‏‪ .١١٥٦‬في أيام أحمد باشا‬ ‫طرابلس وكان أمرا فضيعا كاد يورد الأبدان إلى الأكفان‪ ،‬وأن لا تنام‬ ‫العينان‪ ،‬لولا التاسي بولد عدنان‪ ،‬والئمسك بآية الصبر من القرآن" وذلك‬ ‫برهم شهادة أهل دعوتنا إلى أن ألف شيخنا علم الأعلام يوسف بن محمد‬ ‫رسالة تشتمل على بعض اعتقاداتنا والرد عليهم من كتبهم‬ ‫المصعبي غ‬ ‫وأدلة أوائلهم على ما أحدثوا‪ ،‬فافحمهم ولم يجدوا جوابا يجيبون به ولا‬ ‫دليلاك والحمد له رب العالمين" وإنما رة عليهم من كتبهم وقول أشياخهم‬ ‫وقادتهم‪ ،‬لآن قتل المرء بسيف نفسه أعظم من قتله بسيف غيره‪ ،‬وشهادة‬ ‫المرء على نفسه أعظم من شهادة عدلين‪.‬‬ ‫( الواصل الإباضي _]‬ ‫ح‬ ‫وهذا ما وقع بطرابلس التي لا شيخ لنا فيها‪ ،‬وقد وقعت فتنة ببعض‬ ‫بلدان نفوسة من بعض هؤلاء الأعراب ودامت ثماني سنين ومات من‬ ‫الخلق كثيرث ومات بعض الأفاضل فيها‪ .‬وهؤلاء الأعراب فريقان‪ ،‬فريق‬ ‫يقاتل فيهم وفريق يقاتل معهم طمعا في جزاء الدنياء وسبب ذلك يطول به‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫هذا وكاتبها يقرؤكم السلام والتحية والإكرام منه ومن جملة الإخوان‬ ‫الشاهد بلسانه والغائب بحاله فمنهم‪:‬‬ ‫‪ -‬العدل النقي والدنا الشيخ أبو القاسم بن عمر الباروني وأخوه‬ ‫الشيخ صالح‪.‬‬ ‫‪ -‬والمدرس الشيخ محمد ابن الشيخ سليمان الباروني وأخوه الشيخ‬ ‫أحمد‪.‬‬ ‫‪ -‬والولئ الزاهد الأفضل شيخنا وقدوتنا الشيخ يوسف بن محمد‬ ‫المصعبي وبنوه الشيخ المدرس محمد‪ ،‬والورع الآجل الشيخ مهنتي‬ ‫والمكرم الأجل الشيخ علي‪.‬‬ ‫‪ -‬والفاضل الشيخ يونس بن محمد الباروني واخوه الفاضل الشيخ‬ ‫اوب وابنه الشبخ عبد العزيز بن أيوب الباروني‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ الفاضل يوسف بن محمد بن أبي زيد الصّدغياني‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ المدرس سعيد بن المرحوم عبد الله الجاوي واخوه الشيخ‬ ‫علي‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫[ جيد عمار والبلاد المغلوبيذ ]‬ ‫‪ -‬والشيخ عيسى بن إبراهيم الباروني وأخوه الشيخ صالح بن إبراهيم‬ ‫الباروني وصهره أبو القاسم بن ايوب الباروني‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ عمر بن أحمد الجادوي وابنه الشيخ سليمان‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ أحمد بن إسماعيل الشئماخي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ قاسم بن عمر الشماخي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشخ سعيد بن يحي الشماخي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ علي بن مرزوق بن حديد الآجيمي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ يحي بن قاسم القلألي‬ ‫‪ -‬والشيخ قاسم المثني‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ سعيد الؤنكري‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ رمضان الغول القلألي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ علي بن سليمان بن حديد الجيطالي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ أحمد بن إبراهيم التندميرتي وابنه الشيخ إبراهيم‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ أيوب بن عيسى التندميرتي‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ عبد النه بن أحمد الشماخي‪.‬‬ ‫‪ -‬والورع الفاضل الشيخ الحاج عمر بن علي الباروني‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ محمد بن إبراهيم الباروني‪.‬‬ ‫‪ -‬والشيخ محمد بن عبد الرحمن الفساطوي‪.‬‬ ‫(_ لناصاإاضر_]‬ ‫ل‪-‬‬ ‫وكافة إخوانكم المغاربة المتمسكين بالدين القويم قديما وحديثا من‬ ‫نفوسة وأهل الجزيرة وبني مصعب خصوصا وعموما‪ ،‬هذا وأنتم إخواني‬ ‫عرفونا بأاسمائكم ومشائخكم وأوليائكم وباسم السلطان حفظه الله‬ ‫وعرفونا بجميع أحوالكم لتكون أسباب المودة والمحبة موصولة وأسباب‬ ‫المجرة مقطوعة‪ ،‬كما كانت عادة الأسلاف منا ومنكم وإياكم أن تغفلوا‬ ‫عن إرسال مكاتباتكم الشريفة وخطاباتكم الظريفة كلما يسرتموه‪ ،‬لأئنا‬ ‫مشتاقون غاية الاشتياق إليكم‪ ،‬ومنوا علينا بإرسال ‪ -‬شرح الدعائم ‪ -‬نظم‬ ‫ابن النظر رحمه الله غير شرح ابن وصّاف رحمه الله إن كان موجودا‬ ‫متأخرا‪.‬‬ ‫هذا والسلام عليكم ثانيا من كاتبها إليكم ومن جملة الإخوان الداعين‬ ‫لكم بالتوفيق والصلاح في كل أوان" الطالب لكم ذلك إثر كل عبادة في‬ ‫كل زمان‪ 5‬أخوكم عيسى ابن أبي القاسم بن عمر الباروني نسبا‪ 5،‬الإباضي‬ ‫مذهبا‪ ،‬النفوسي وطناء الجربي دارا ومسكنا وفقنا النه وإياكم للعمل‬ ‫الصالح وجمعنا وإياكم في أعلى عليين مع النبيثين والصّديقين‪ ،‬وصلى الله‬ ‫على سيدنا محمد خاتم النبيئين وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين(‪.‬‬ ‫كما كان من أهم التواصل العماني المغاربي مجيء بعض طلبة العلم‬ ‫للدراسة في غُمان‪ ،‬وتذكر الرواية المتداولة شخصين منهم‪ ،‬وهما‪ :‬الشيخ‬ ‫‪.٩‬‬ ‫(‪ ١‬تاريخ جزيرة جربة ص‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫) بيد عمار والبلد المغربيه ]‬ ‫إبراهيم بن يوسف اطفيش‪ ،‬أخو الإمام العلامة الكبير الشهير محمد بن‬ ‫يوسف اطفيش صاحب المؤلفات الكثيرة والشهيرة‪ ،‬وهو جه الشيخ‬ ‫العلامة المحقق أبي إسحاق إبراهيماطفيّش‪ ،‬والشخص الثاني منهما هو‬ ‫محمد بن إدريس أزبار وهما من وادي ميزاب بالجزائر‪.‬‬ ‫ويرى شيخنا العلامة الخليلي المفتى العام لسلطنة عُمان أبقاه الله أن‬ ‫مجيئهم كان في زمن ا لإمام آبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي ‏(‪-١١٣٧‬‬ ‫إذ يبعد‬ ‫هو قامة علمية عالية مستنتجا أنهم درسوا عنده‪6٥‬‏‬ ‫‏‪ ٦‬‏)اه‪ ١‬الذي‬ ‫وهو المرجع العلمي والديني ف‬ ‫عند غيره للدراسة‬ ‫ويذهبوا‬ ‫أن يتركوه‬ ‫عمان آنذاك‪.‬‬ ‫كما أن من أهم الشخصيات العمانية التى زارت بلاد المغرب علي بن‬ ‫أحمد الذي قام بتشطير قصيدة الإمام أفلح بن عبد الوهاب الرستمي التي‬ ‫هي في فضل العلم والحث على طلبه‪.‬‬ ‫وَكَانَ فه من الأدباء دا اقتدار على النظم وحفظها له منه ا مَارَقَ‬ ‫وَطابَ قمن شيغره الرائق تلك لْمَنْظُومَة الْمَشْهُورَة بينالتلامذة الْجَامعة‬ ‫يحكم ونصائح هي جَدِيرَة يالحفظ وَالاغيتا‪ ،‬بل يح لَها أن كتب بمداد‬ ‫التبر عَلّى صَفَحَات ه الجين‪ .‬وان َجْعَلَهَا كل مَن كَان دا اغناء ‪ ,‬ياذيلم‬ ‫وَالْعَمَل ‪,‬يه ين مكونات فوادي وين دُرَر مَحْفُوظاته حتى يصبح مُهَةب‬ ‫( اشواطالإاضب _ ]‬ ‫‪7‬‬ ‫الآخلاق والحلق‪ .‬مُتَحَلَيا يمَحَاسين الآداب الْعَالية والعلوم الئَافعَةَا وَقَذ‬ ‫مني رتننطيرما دلك الرَحَالَة الشهير الآِيبثُ الكَاماُ الْعَلاًمَةالْمُمَاهُ الشيخ‬ ‫ع بن أَاحْلمَْدعْمَانيل(‪)١‬‏ من عُلَمَاء إبَاضِيّة الشرق في أثناء سِيَاحَته‬ ‫بالقارة الإفريقية في أواسط القرن الماش ععهش من الْهجْرَة لَمًا رَارَ مَشَاهِد‬ ‫جبل نفوسة وَرَأى معاَلَبه أهله إذ داك من التهور في المناهي الشرعية مع‬ ‫خَرَاب الْمَسَاجد ‪ .‬وَاطِمَاس معالم السير وَمن هناك توجُةة إلى السُودان‬ ‫وفي طريقيهقه دلك سَرَقَ منه ديوائه الْجَامِع لشعار وَقَصَائِدو‪ ،‬وَمَا حَرَرَة ين‬ ‫وخل ام يدلك غَمًا لا مزيدعتَلَيهِوَهُتَايك وفى رَحمَة الل وَتنك‬ ‫نصر الْمَنْظُومَة الرَائقة ممَععَ تشْطِيرمًَا البديع نه صاحب د الآصْل وَرَحِمَ مَن‬ ‫حَاداهُ يالمثل‪.‬‬ ‫مر‬ ‫وم‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫فضلاالعلم والقلماء‬ ‫بشم للهه الرحمن الجيم وَصَلّى عَلّى سَييّررتا محمد وآله ؤوسل‬ ‫وَلَيَلَهُم يشموس اليم قذتاا‪0‬‬ ‫اليلمأبقى لأمل انيلمآئارا‬ ‫أشحًا صَهَم رُوح[¡ا وأبكمارا‬ ‫يري‬ ‫يحيا به ذِكَرُهُم طُولَ ا لزمان وَقَذ‬ ‫‏(‪ (١‬انظر‪ : :‬مُغْحَمم غلام الإباضية! وقسم الْمشري‪ 6‬ج ‏‪ ٢‬‏‪٦٩٣.‬ص (مَزقونَ)‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية لسليمان الباروني مكتبة الضامري للنشر والتوزيع ص‪ ٠‬‏‪.٢٦‬‬ ‫‪١١١‬‬ ‫|‬ ‫|[ جي عمان والبلزد المغلربيذ ]‬ ‫إن كاد مُنتهج الأبرار مَاممارا‬ ‫حَي واذ ممات ذو لم وذو وع‬ ‫ما مات عَبْد قَمَى۔ من دال أؤطَارا‬ ‫أتجاعَترث أَشحَاصَهَم وَمَصَوا‬ ‫حم‬ ‫م‪.‬‬ ‫م‬ ‫ال أنراتالأم عَارا‬ ‫ولا‬ ‫وذو حَتَاةعَل جَجهرل وَمَنقَمَ ة‬ ‫كَمَيْتِ قَذ كوى فيا لسر أغصَارَا‬ ‫عتات‪4‬عَمتمفيطُويمدز؛‬ ‫في كل أفق من الآناقيأنوارا‬ ‫ضبة أهل اليلم يأن‬ ‫تضل عَل الناس يابا وَحُضًَارَا‬ ‫تالوا الأماني بو طرا وبان كم‬ ‫وَمَن يرذ حبرا قَالْمِلْممَااختَارا‬ ‫الملمُ علم كَقىياليلم مَكَرْمة‬ ‫والجهل جهل كى يالجهل إذبارا‬ ‫كم مجال يأتمورالدين محيط‬ ‫مزه ذيختيي_ياليلم أطعارا‬ ‫اليلم عنة اشمو أرمي ترقا‬ ‫والجهل عند اشمه أغظِمْ به عَارَا‬ ‫مَاللْقتَى عَنْئور اليلم من ذتب‬ ‫وتي من جَتاةالْعَذبأثرا‬ ‫بترف اليلمللإنتازتنرتة‬ ‫يرتع اليلمللإنساذأفةارا‬ ‫النم قر عَلاعَن كل مرتبة‬ ‫تحصي لكل عَفل دوتةح[ارا‬ ‫الينلمئرتةتَضزولاأحة‬ ‫في الناس ذي لا الذ فارا‬ ‫فسل عَييرا ومب عَور الْعُقول وَمَن‬ ‫كَادَتَور؛ يدين الئوأنصارا‬ ‫لنينم تضل عَل الغال قاطبة‬ ‫عَن النيء رَونتَا فيو أخبارا‬ ‫الحديث به‬ ‫وَتَضلهُ الج قَذتَصٍ‬ ‫برغبة تورة الظمآن يارا‬ ‫يقو طيب لمبات بلت‬ ‫في اليلم أغظَم عنة الئهأخطارا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ببيت الدجى بالمد ممبتذلا‬ ‫مه‬ ‫‪٥‬‬ ‫ومن‬ ‫‏‪77‬‬ ‫( التاصرالإباضي ]‬ ‫وَمنق من كنوز التتر قنطَارا‬ ‫ين عابد شتةلته تحته دا‬ ‫صام النهار وأوحى الليل أشهارا‬ ‫ماتا قضلاً تضل اليم قط لو‬ ‫دََاميهم فيو آصَالا وأشحارا‬ ‫وَقَللَإاًيتاةالطالينَعَلى‬ ‫ثيَايهم وَعَل الْقِزضَاس أشطَارا‬ ‫إذ تر النضج منة حين ندي عَلى‬ ‫في جَنَة الذي حوز المين أبكمارا‬ ‫فلم الشهداء الحرمين تكن‬ ‫تضل تَأمرم بأمل اليم أيوا‬ ‫قضل تدوي اليلم عَغالآنمالة‬ ‫تاب اليلم لاَيَزْتَابٌ ممن مارا‬ ‫مَرَ‬ ‫والمخ ترثوةالأياةكمةا‬ ‫فيهم رَوَنْتَااَحَادِيمَاوَأخبارا‬ ‫قمم ولاة لرب الْعَزش لاعَدموا‬ ‫يو كسا مظليات الأزض أنوَارا‬ ‫أيم ريم من دوي القضل المبين ك‬ ‫إزث النجوةؤفي أندم صَارا‬ ‫ما ازتاب في قَضلهم أولوا العقول وَمُمْ‬ ‫من العلوم ومافيه النهى حَارا‬ ‫ظهري عَفِيً المضي إظهار‬ ‫التايييييزالإتوبه‬ ‫وَكَن إل طلب النعيم سيرا‬ ‫اشذذ إل اليم رَخخلا قوق راحلة‬ ‫ومل إل اليلم‌في القات أأسشقَارَا‬ ‫قاص الْكَرى وَاضطبز دهرا عَل أرقي‬ ‫وَافطغ مِنَ الأزض غيطانا وَأفْقَارَا‬ ‫واضبز عَل دج الساق مغتيىقًا‬ ‫مَهَاية الأزض اخراتاوَأفطَارا‬ ‫ابدل من الجهد ممايشفي الْفُوَاة‬ ‫عَان كم واقتيسز من تارهم تارا‬ ‫حَتَى تَزور ر‪٦‬جا‏ لفي رحالهم‬ ‫تضلا قَأكْرم بأمل اليلم واا‬ ‫زيارتهم طُولَ الوان تحيذ‬ ‫وام ‪.‬‬ ‫ب[يد مار والبلد المغاربية ]‬ ‫ه ف‪ ,‬ه‬ ‫مُشفقًا ربرا وَلَو جَارا‬ ‫وَكَن به‬ ‫_تبس‬‫وا لطف بحن ئ أنت منه ‏‪ ٢‬للم مق‬ ‫م م ‏‪٤‬‬ ‫جَنذله كل يوم منكإنرَار‬ ‫لوكان قَظاعَييظ القلب نقيا‬ ‫ث‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ون الللي تَرَى للْيَمٌ تارا‬ ‫تحرج ممنه ‪ 1‬ته‬ ‫فاللطف م‏‪٨‬ش‬ ‫وكن لصَولته ذ صَال صبرا‬ ‫واجعل يقَليك تر الوايدين تة‬ ‫راع الرضا منة واخذ جيا قارا‬ ‫قَصَذر ذي اليلم إذ رَاجَغْمَة حَرجً‬ ‫قَقَذبَرَى الئة مماالحذق أطوارا‬ ‫واخفض جتاحك أنتجد زتَقاكقَه‬ ‫وَسَتمْطِرن سحابامنةمذزازا‬ ‫وَازضُذ حَوَاطِر صَاعَات النَتاط له‬ ‫‪٠‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫له داأرَذتَ ل لببهَغض الْقَوْلِتكرارا‬ ‫وَعَافر الزع واخي نفي الشوا‬ ‫وائهسث بحس أما وَأْصَارَا‬ ‫وأخيين الكشف عَن علم ثطَالنّة‬ ‫وَالرَم دراستة يرا وَأجهارا‬ ‫ودم عَتيوولاتمنلاآل ت‪ :‬طلبا‬ ‫تلا التوابيت بالأشقار أَؤقَارا‬ ‫خف تخزئجا‬ ‫ولتكن جَامكا للص‬ ‫كالميرتحمل بَانَلمير أشقَارا‬ ‫وأنت عَن طلبي التيم فى شعل‬ ‫فكل ذخر وَنزدوتةبارا‬ ‫فم الْقَضِيلَة زنغ مم الأن ةتورتة‬ ‫لتفييك اليوم إذ أحسنت آئارا‬ ‫والم عنز كُتوز المزء وَُوَغِنى‬ ‫تلق أقَاضِلَهُم منتى وأؤتارا‬ ‫وإن حمَئتَ بحَئررالتاس تَألفُهَمْ‬ ‫يفت بالملم أنرارا وَأخيَارَا‬ ‫لَقَذ وَجَذتَ اضطِحَاب ا أخزييتف د‬ ‫‪7‬‬ ‫ك‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪ ١‬لقلب نوا رَا‬ ‫‪1‬‬ ‫> ُ‬ ‫‪47‬‬ ‫وازدرف به عملا ف‬ ‫‪.,‬‬ ‫ص‪.‬‬ ‫فاطلب مر العلم مما ثةقصى القروض ببه‬ ‫وَاغمَل بيليك مضطرا وَعْتَارَا‬ ‫وَطَمرالنفسمن ن أؤتاخ شهرتها‬ ‫‪ 7‬ور‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫۔ ‪ ,‬‏‪ ٥‬ر‬ ‫(_ ااصطاإاض_]‬ ‫وكن عزمك والتزغغيب مغْوارا‬ ‫ص‬ ‫ر‪.‬‬ ‫‪,2‬‬ ‫الدنيا ومدتها‬ ‫‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪7‬‬ ‫۔ ‪ ,‬؟ث‪.‬‬ ‫وا طلبه مما عشت ف‬ ‫لمزقف الْعَزضر ألا ثورة النًارا‬ ‫وَاعَلة نرا لتوم يَتذتَةم‬ ‫يَيْنَا لآتام ليل الكبر جَرَارا‬ ‫وجمله يئولاتتَن‪ 4‬فمرة‬ ‫وَلاترائبوبذراوَأخصَارا‬ ‫وسنة عَن كل جبار تشن عَمَلا‬ ‫كاتث بطيتة شوبا ودارا‬ ‫الكل شراء عمير ففتي د‬ ‫تمتد آتامماورأوؤزارا‬ ‫و‬ ‫َقَذعَتَاطَوزفياتجوض به‬ ‫ساءث حَلاِقة وَاختَارَت الْعَارا‬ ‫تضطادياليلم أشواق اليَادك‬ ‫تضطاة مقص انجاز أطْتَارا‬ ‫يلقى الحالات راج للقيصر ك‬ ‫ذزه وَلاَتَغَْيمْ ين دالا ديارا‬ ‫تكوافي قَلَوَات الآأزض متا‬ ‫وَللدَراهم في الواقي طرَارا‬ ‫وَلَو ترى الآزقص من أطرافها دَمَبا‬ ‫وَاخدز وكن عَن قيبح الْفغل قرارا‬ ‫قم الة يعتم ماتخيوأضعا‬ ‫وَاجز وَير النقى واذرف شوع‬ ‫تفتَن بفغلك مهي كنت عَدَارا‬ ‫ى‬ ‫۔‪2‬‬ ‫‪.‬ه‬ ‫وو‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ .٠٥‬م‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٥2‬‬ ‫‏‪..‬‬ ‫مَؤلال يَعْلَم ما تخفي الصّدوؤ تلا‬ ‫يكن لك الذم من ممؤلالة عَرارا‬ ‫حذت عَنْرَبك الباقي الرؤوف قل‬ ‫وَكن من العذل والإنصاف تارا‬ ‫ولاتتاهنإداتمائلت تشالة‬ ‫أضرزت الدين إن دَاعمنتَ إِضرَارا‬ ‫ولأتتاهن بفتاة الأتامملقذ‬ ‫ولتكن لأخيك البز مَجّارا‬ ‫واجل لتشييك حَظامن شذاكرة‬ ‫مََ الصديق إدا اشتَؤححشت سارا‬ ‫قيل إل تجيس تجلوالحشوعبه‬ ‫[ مين عماد البلزد المغلوبيذ]‬ ‫إدا عَرَا قلبك التهام وأنظقارا‬ ‫وانتط ليليمك إذ لاجد ين متل‬ ‫ولاتكن من جميع الناس قَرَارَا‬ ‫وَججايب النذل لآتنزل بساحته‬ ‫قَإنفي الناس صَذائاوَمَكمارا‬ ‫‪.,‬وه‬ ‫ے۔‬‫‏‪٥‬‬ ‫وَا نظر من تعقاشره‬ ‫ه ۔‬ ‫۔ ‪,‬؟ ‪+.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ح‬ ‫ا‪.‬‬ ‫وَعاشِر ‏‪ ١‬لناس‬ ‫‪--‬‬ ‫قصدا ولا كير الصخب لمارا‬ ‫اق ؤة قبالأشتاكازا‬ ‫قرب همير صخب لَيَرَال يَرَى‬ ‫تفي وقراء الشووءأفرارا‬ ‫وب صحبة مَن يهوى الفتى بَلبث‬ ‫أرى الرمان لَهقَذصَارَعَدَارا‬ ‫الحرفي التا س مخدوع وَقَاعلة‬ ‫و‬ ‫_‬ ‫إلا القليل ودا الل قذبارا‬ ‫قاف الزَمَاتِي خجل تنويه‬ ‫الناس كائوا مشع الآ عَرَاوا‬ ‫ون يربك لآيالناسر منتي‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 2‬‏‪٤‬‬ ‫ح ٍ‬ ‫‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫وَثن به واشتكمن فيا دَعَالالَة‬ ‫ُ‬ ‫وَغفارا‬ ‫زا قفا‬ ‫كفى برك‬ ‫طزفا إل خشية الرحمن تظارا‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫‪٥‬م‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫”‬ ‫م‬ ‫تح‪4‬اليتادعتاذلتإًته؛‬ ‫طما حَفِبَايَثذالشرأيسَارا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ي‬ ‫و‬ ‫ترى له عند خوف العبد من ضرر‬ ‫۔‬ ‫ه‬ ‫؟‪.‬‬ ‫‪. ٥‬‬ ‫>‬ ‫ِ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ھ‬ ‫؟‬ ‫‪2‬‬ ‫مه‬ ‫‏‪ ٦‬لا مي ية‬ ‫‪ :‬انه ك‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أتاالققيزيتيوأزججورنحتة‬ ‫تمت القصيدة مع تشطيرها]‬ ‫( النواصر الابلضي ]‬ ‫‪=:‬‬ ‫وكانت هذه القصيدة من محفوظات الكثير من العمانيين حيث كانوا‬ ‫يحفظونها عن ظهر قلب‪.‬‬ ‫وكان علي بن أحمد هذا عالما وأديبا وشاعرا‪ ،‬له ديوان شعرك وقد زار‬ ‫مواطن الإباضية في بلاد المغرب‪ ،‬ثم توجه إلى غرب إفريقيا التي كانت‬ ‫يطلق عليها أرض السودان‘ وفي الطريق إلى هنالك سرق منه ديوانه‬ ‫الشعري‪ ،‬وقد حزن عليه كثيرا‪ ،‬ولعله ذهب إلى غرب إفريقيا للتجارة‬ ‫برفقة الإباضية من جبل نفوسة‪ ،‬وكانت زيارته في أواسط القرن الثالث‬ ‫عشر الهجري وتوفي في تلك الرحلة<‪ ،‬ومن الزيارات العمانية إلى المغرب‘‬ ‫زيارة الوجيه سليمان بن ناصر اللمكي الذي زار وادي ميزاب بالجزائر‬ ‫وقد سافر إلى هنالك من زنجبار بإفريقيا الشرقية حيث كان مقيما‪ ،‬فقد زار‬ ‫الإمام قطب الآئمة محمد بن يوسف اطفيشح والظاهر أن ذلك هو الهدف‬ ‫من الزيارة اللمكية وقد تزوج ابنة الشيخ القطب اطفيش(“‪.‬‬ ‫وعلى عهد العالمين الكبيرين محمد بن يوسف اطفيش بالجزائر ونور‬ ‫الدين عبد الله بن حميد السامى بممان وآل الشماخي بمصرك‪ 6‬أصبح‬ ‫التواصل بين عمان وبلاد المغرب أكثر قوة وحميمية وكثرت المراسلات من‬ ‫العمانيين إلى الإمام القطب اطفيش‪ ،‬وقد قام بجمع الكثير منها وترتيبها‬ ‫رر الأزهار الرياضية{ ‏‪.٢٤٥‬‬ ‫‏‪٢‬ر رواية شفوية مشهورة ومتداولة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫( بي عماد والبلاد المغاربية ]‬ ‫الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد الذي [يعث] من كبار طلبة الإمام نور‬ ‫الدين السالمي وهو من كبار العلماء العمانيين" حيث قام بذلك بأمر من‬ ‫الأمير العلامة عيسى بن صالح الحارثي الذي هو الآخر من طلبة النور‬ ‫السالمي‪.‬‬ ‫وسماه كشف الكرب\‪٤‬وقامت‏ بطبعه وزارة التراث والثقافة بالسلطنة ي‬ ‫جزأين‪ ،‬ويقول المرتب أبو الوليد‪:‬‬ ‫« أما بعد فلما كانت رسائل الشيخ العلامة الإمام النحرير القدوة‬ ‫الشهير قطب الأئمة مفتي الآمة شيخنا الحاج امحمد بن يوسف بن عيسى‬ ‫ابن صالح بن عبد الرحمن الإباضي الوهي المغربي اليسجني تغمده الله‬ ‫برحمته وأسكنه فراديس جنته وكتبه إلى أهال عمان متفرقة في كل مكان‬ ‫وجب علينا جمعها لينتشر في الناس نفعها فهي شوارد سائرة وفوائد باهرة‬ ‫الفناها كتابا ورتبناها أبوابا لتكون أقرب تناولا للراغب المفيد وأسهل نيلا‬ ‫للطالب المستفيد وأعم نفعا للمُريد من البعيد ولعمري ما هذا المجموع إلا‬ ‫قطرة من غيث وبلة من منبع علوم ذلك البحر الفياض الذي شاع ذكره‬ ‫وذاع في جميع الأصقاع واعترف له جهابذة الملل بالسبق والاقتدار وطول‬ ‫الباع" وناهيك بما اشتهر من تآليفه العديدة التى عم نفعها الخافقين ومآثره‬ ‫الحميدة التى سارت مسير النيرين»«" وتعميقا لذلك التواصل فإن قطب‬ ‫‪.٥‬‬ ‫جا ث ص‪‎‬‬ ‫‪ ١‬كشف الكرب‬ ‫لتواصل الإباضي [‬ ‫)‬ ‫‪--‬‬ ‫‪,‬‬ ‫الأئمة قام بنشر مؤلفات النور السالمي" قال في رسالة له إلى النور السالمي‪:‬‬ ‫« أما بعد‪ :‬فسلام من كاتبه لتسع مضين من رمضان عام ‏‪ ١٣٢٥‬أمحمد بن‬ ‫الحاج يوسف وسائر تلاميذه وإخوانه في الدين على العالم العامل عبد الله‬ ‫بن حميد أعانه الله على مراده قائلا‪ :‬اعلم أني قد نشرت تآليفك كلها‬ ‫وأمرت بمطالعتها والعمل بما فيها ولا يشكل شيء إلا بينته لهم حتى‬ ‫يفهموه بفضل النه وينقادوا ويدركوه على قصدك من الوجه الحق وسلام‬ ‫على تلاميذك كلهم ومن لك [كذا لعله‪ :‬حولك]‪ ،‬وأخص أكبر تلاميذك‪.‬‬ ‫وإني مريد لنفعكم لو كان لي مال بمالي وبكتبي في كل فنه_(‪.‬‬ ‫على أن العمانيين هم الذين لقبوه بقطب الأئمة حتى أصبح هذا‬ ‫اللقب علما له‪ ،‬يقول نورالدين السالمى في مشارق الأنوار مثنيا على شعر‬ ‫شيخ البيان محمد بن شيخان السالمي في مدح قطب الآئمة‪ « :‬وممن جعله‬ ‫الله خليفة ذلك الإمام[‪ ،‬شاعر زمانه والمقدم على أقرانه شيخ البيان محمد‬ ‫بن شيخان فإنه أتى في هذا الباب" بالعجب العجاب© كما يشهد له ذلك‬ ‫من تتبع كلامه فمن ذلك قوله في آخر قصيدة مدح بها قطب الأئمة‪:‬‬ ‫بك المجد واستوفت إليك البشائر("‪.‬‬ ‫لقد كملت فيك الفضائل وانتهى‬ ‫‪.٦١‬‬ ‫‪ ١‬كشف الكرب& ج‪ ،.١‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٦٢‬أجمد بن النظر السمائلى‪.‬‬ ‫ر‪٣‬‏ إتيان المتكلم ف خاتمة كلامه بما يشعر بتمام مقصوده‪.‬‬ ‫ره مشارق الأنوار الطبعة الأولىث ص ‏‪.٣٧‬‬ ‫حم‬ ‫[ بيد عمان والبلزد المغاربية ]‬ ‫الأئمة‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أن نور الدين انتهى من تأليف كتابه المشارق في بداية سنة‬ ‫‏‪ ٣٢‬ه كما لقبه بذلك أيضا شيخ البيان محمد بن شيخان السالمي‪ 6‬الذي‬ ‫هو من أكثر المتواصلين مع الإمام اطفيش فقد قال فيه‪:‬‬ ‫قطب الأئمة يا له من افضل("‪.‬‬ ‫ذاك الإمام ابن الكرام حمد‬ ‫ولا ندري من من السالين لقبه بذلك أولا بهذا اللقب الطيب‬ ‫لمبارك؟‪ ،‬وفي رأيي أن ابن شيخان هو أول من أطلق عليه هذا اللقب لأنه‬ ‫أديب وشاعره"‘‪ ،‬والأدباء والشعراء هم الأكثر استعمالا للأوصاف‬ ‫والألقاب‪.‬‬ ‫وانظر لمكانة قطب الأئمة عند العمانيين‪ ،‬فقد قال العمانيون علماؤهم‬ ‫وشعراؤهم فيه أشعار كثيرة‪ ،‬مدحا له في حياته ورثاء حارا وحزينا بعد‬ ‫مماتهءوفي مقدمتهم العالمان الشاعران الكبيران‪ ،‬آبو مسلم ناصر بن سالم‬ ‫البهلاني الرواحي ومحمد بن شيخان السالمي‪.‬‬ ‫‏‪ \٢٦٢٦‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫ره ديوان ابن شيخان السالمى‪ ،‬ص‬ ‫ر‪-٦‬۔‏ وهو عالم دين أيضا‪.‬‬ ‫( النواصر الضي‬ ‫ل‬ ‫ومن أهم التواصل العماني المغاربي‪ ،‬أو المغاربي العماني‪ ،‬زيارة الزعيم‬ ‫سليمان باشا الباروني لعمان وإقامته بهاء حيث عمل مستشارا للإمام محمد‬ ‫بن عبد الله الخليلي أولا‪ ،‬ثم مستشارا للسلطان سعيد بن تيمور ثانيا‪ ،‬وقد‬ ‫صار لوجوده في عمان صدى واسع وأنعشت زيارته الحياة الفكرية والأدبية‬ ‫والسياسية‪ ،‬وسنتحد ث عن طرف من زيارته لعمان وإقامته في القسم‬ ‫بنا هذا‪.‬‬ ‫كثاتنيامن‬ ‫ال‬ ‫كما أن الكثير من الطلبة العمانيين في الستينات من القرن الميلادي‬ ‫الماضي أي القرن العشرين‪ ،‬ذهبوا للدراسة في معهد الحياة ومدرسة الحياة‬ ‫في بلدة القرارة بوادي ميزاب بالجزائر وعندما تغير الوضع في عمان‬ ‫تقلدوا بعد عودتهم في بداية السبعينيات من القرن الماضي مناصب علمية‬ ‫وإدارية‪ ،‬ولا يزالون أو لا يزال الكثير منهم على رأس عملهم‪.‬‬ ‫وفي هذا العهد عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم عهد‬ ‫الدولة العصرية‪ ،‬وعهد الحياة المعاصرة في عُمان‪ ،‬انفتحت الأبواب‬ ‫وتحطمت القيودءو كثر التلاقي والتواصل وأقيمت العلاقات الدبلوماسية‬ ‫بين السلطنة ودول المغرب العربي الإسلامي‪.‬‬ ‫‪١١١‬‬ ‫( بير عمار والبلد المغاربية ]‬ ‫القسم الثاني‬ ‫الزعيم الباروني في الشعر العماني‬ ‫شعر ابي سلام الكندي أنموذجا‬ ‫| الواصل الإباضي ___|‬ ‫‪7‬‬ ‫ُ‬ ‫الباروني في عمان‬ ‫وصل الشيخ الزعيم سليمان باشا الباروني إلى عُمان في السابع من‬ ‫شهر محرم عام ‪١٣٤٣‬ه‏ الموافق للثامن من شهر أغسطس لعام ‪١٩٢٤‬مإ‏‬ ‫بدعوة من السلطان تيمور بن فيصل بن تركي في أول زيارة للزعيم‬ ‫الباروني إلى عمان‪.‬‬ ‫وقد استقبله التمانيون استقبالا حافلا مملوءا بالحفاوة والحرارة‬ ‫والأريحية‪.‬‬ ‫وفي رايي أن عمان لم تستقبل زائرا بتلك الحفاوة البالغة كمثل‬ ‫استقبالهم للزعيم الباروني‪ ،‬وأكاد أجزم أن الباروني لم يستقبل في غير عُمان‬ ‫يمثل ذلك الاستقبال‪ ،‬ولنستمع إليه وهو يصف لنا أحد تلك المشاهد‬ ‫الاستقبالية عن زيارته لبلدة الحمراء حيث يقول‪ « :‬وكان لدخولنا إلى‬ ‫الحمراء منظر مطرب‪ ،‬وقد تلبد دخان بنادقها ومدافعهم في الجو‬ ‫كالسحابڵ وكنا نمر بين مزارعها الخضراء تحف بنا الرجال والخيل والمهر‬ ‫وقد بلغ عدد البنات والخادمات اللاتي يحملن جرار الماء المغطاة بأكواب‬ ‫الزجاج على رؤوسهن نحو المائة‪ ،‬يراهن الناظر كأسراب الظباء يمينا‬ ‫‏‪ ١‬هذا الموضوع في الأصل بحث مقدم إلى ندوة سليمان باشا الباروني وحضوره في الثقافة العمانية‪ .‬الى‬ ‫أقيمت في المملكة الأردنية الاشمية بتاريخ‪ :‬‏‪ ١١ - ١٠‬يوليو ‪٢٠١٢‬م)‏ بالتعاون بين مركز الدراسات‬ ‫العمانية بجامعة السلطان قابوس ووحدة الدراسات الممانية بجامعة آل البيت بالأردن‪.‬‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫[ بي مار والبلزد المغاربية [‬ ‫وشمالا ينادين هل من شراب؟ ويرى الأكواب والجرار تلمع كالنجوم عند‬ ‫مقابلة الشمس فكان الموكب من أجمل ما شاهدته من المواكب»‪.‬‬ ‫ويصف الشاعر أبو سلام الكندي مشهدا آخر من تلك المشاهد‬ ‫الاحتفالية عندما زار البارونى بلدة نفعاء بولاية بدبد‪:‬‬ ‫وعن السرور بكل ناد تخبر‬ ‫أعلام نفعا بالبشارة تنشر‬ ‫أضحت بها سحب التهاني تمطر‬ ‫ما أتى الباروني ساحة أرضها‬ ‫كالليث إذ نار التصادم تسعصر‬ ‫اهلا به من قادم في مركب‬ ‫تاه الجواد به وتاه النبر‬ ‫تاهت بها نفعا فخارا مثلما‬ ‫تبدي التحية والسيوف تبشر‬ ‫أضحت مدافعها ترحب والقنا‬ ‫فرحا وكل بالتحية ييدر‬ ‫وترى الملأ يتهافتون لنحوه‬ ‫ملك يتوج والخلائق تنتظر‬ ‫حدقوا به وكأنه من بينهم‬ ‫لما رأوه استعظموه فكبروا‬ ‫عرفوه حقا قبل رؤية شخصه‬ ‫كلا تطالبه الوصال وتنتذر‬ ‫لله يوم الوصل أصبحت القرى‬ ‫به فنجاء”"“وطابت بوشر‬ ‫سعدت‬ ‫شرفت به نفعا('“وطابت مثلما‬ ‫أعلامها فوق المجرة تنشر‬ ‫آل المسيب(" لا تزال بلادكم‬ ‫ررأ‪,‬سماء بلدان عمان‪.‬‬ ‫ر‪٢‬‏ أسماء بلدان في عمان‪.‬‬ ‫ر‪٢‬‏ قبيلة السيابيين‪.‬‬ ‫_( لشواطاإباضي_]‬ ‫‪4‬‬ ‫وقد ارتسمت له صورة رائعة وجميلة في الشعر العماني‪ ،‬حيث انبرى‬ ‫الشعراء العمانيون وتفتقت فيه قرائحهم شعرا‪ ،‬يحمل الكثير من المديح‬ ‫والإطراء والثناء على الزعيم الباروني‪.‬‬ ‫وتباروا في إلقاء قصائدهم في حضرته‪ ،‬تغنيا بأمجاده وبطولاته وأدواره‬ ‫السياسية‪ ،‬وجهوده الإصلاحية‪ ،‬غير آن أغزر أولئكم الشعراء شعرا ني‬ ‫الباروني‪ ،‬ه الشاعر المبدع البليغ الفصيح أبو سلام الكندي‘ الذي كان‬ ‫مرافقا له في جولاته ورحلاته العمانية‪ .‬فقد قال فيه سبع ععششررة قصيدة ي‬ ‫الإشادة به علما وعملا وجهادا ومواقف‪.‬‬ ‫كما رثاه بمرثيتين سكب فيهما دموعا سخينة عليه‪.‬‬ ‫لذلك رأيت الاكتفاء بشعر أبي سلام الكندي لاستجلاء صورة‬ ‫الباروني المتعددة الأبعاد نظرا إلى كثرة الشعراء الذين سالت قرائحهم في‬ ‫وصف ذلك الزعيم والإشادة به‪ ،‬الآمر الذي يطول معه البحث والقول‪،‬‬ ‫إذا نحن استعرضنا صورة الباروني في أشعارهم‪.‬‬ ‫والشاعر أبو سلام‪ ،‬هو سليمان بن سعيد بن ناصر الكندي‪،‬و هو‬ ‫ينتمي إلى أسرة عريقة في العلم فابوه الشيخ سعيد بن ناصر الكندي أحد‬ ‫العلماء الكبار في عمان في عهده‪.‬‬ ‫وعاش الشاعر أبو سلام حياته بين مسقط وبوشر ونزوى وقد توفي‬ ‫سنة ‪١٣٧٩‬ه‪-‬‏ ‪١٩٥٩‬م»‏ ولد ديوان شعر غير مطبوع" وهو متأثر في شعره‬ ‫ر‪١‬‏ يقوم حاليا أخونا الفاضل محمد بن إبراهيم الكندي حفيد أخي الشاعر يإعداده وتهيثته للطبع‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫(بيد عماد والد المغرية ]‬ ‫إلى حد كبير بشاعر العرب أبي مسلم ناصر بن سالم البهلاني الرواحي‪،‬‬ ‫وقد كلف الشاعر آبو سلام بمرافقة الباروني من قبل الحكومة في مسقط‪.‬‬ ‫على أن صورة الباروني في شعر أبي سلام الكندي متعددة ومتنوعة‬ ‫لكن أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التواصل الإباضي‪‎‬‬ ‫)‬ ‫‪١٦‬‬ ‫الباروني مرحبا به في عمان‬ ‫كان أول مكان ينزل فيه الباروني ويحط فيه رحاله‪ ،‬هو العاصمة مسقط‬ ‫حيث استقبله السيد نادر بن فيصل أخو السلطان تيمور‪ ،‬رئيس الوزراء‬ ‫وذلك لأن السلطان تيمور كان في زيارة إلى الهند‪ ،‬وهناك ألقى الشاعر أبو‬ ‫سلام أولى قصائده في الباروني مرحبا به زائرا ي عمان حيث قال‪:‬‬ ‫تتهادى وبالسرور تنادي‬ ‫هذه هذه البشائر جاءت‬ ‫يا لقومي للثم تلك الآيادي‬ ‫ذا الفتى الروني جاء هلموا‬ ‫ذا سليمان مصدر الوراد‬ ‫صحت في الحي يا لقومي هبوا‬ ‫بفخار على جميع البلاد‬ ‫أصبحت مسقط بوصلك تسمو‬ ‫يا كريم الآباء والأجداد‬ ‫بوركت أرضها ونارت سماها‬ ‫الباروني عالما‬ ‫يعد الباروني من العلماء‪ ،‬فهو قد جمع علوما كثيرة لآنه نهمل من منابع‬ ‫العلم عندما كان شابا‪ ،‬وأبرز من أخذ عنهم العلم والده العالم عبد الله بن‬ ‫يجي الباروني‪ ،‬والإمام حمد بن يوسف اطفيش في الجزائر" كما أنه درس‬ ‫في الزيتونة بتونس‪ ،‬وبالجامع الأزهر بمصر لذلك وصفه الشاعر آبو سلام‬ ‫بأنه عالم حيث قال فيه‪:‬‬ ‫بك قامت دعائم الإرشاد‬ ‫أنت شمس العلوم أنت سناها‬ ‫وقال فيه‪:‬‬ ‫يغنك نائله‬ ‫واتقصده‬ ‫جواهره‬ ‫فيه تلتقط‬ ‫هو البحر جر العلم غص‬ ‫‪,‬‬ ‫|جيد عمار والبلاد المغاريذ ]‬ ‫وقال في رثائه له‪:‬‬ ‫ومؤلف كالجوهر المكنون‬ ‫ولكم له من حكمة منشورة‬ ‫ازهاره""حفلت بحجم فنون‬ ‫شهدت على آثاره أسفاره‬ ‫بذهاب هذا الطالع اليمون‬ ‫قد غاص بحر العلم وانطمس الهدى‬ ‫الباروني مقاوم للمحتل الإيطالي‬ ‫احتلت إيطاليا ليبياء فكان على أحرار ليبيا مقاومة المحتل لإخراجه‬ ‫منها‪ ،‬وتحرير ليبيا‪ ،‬فكان من الباروني وفي مقدمة أولئكم الرجال الأحرار‬ ‫المجاهدين وكان الممانيون يتابعون جهاد إخوانهم الليبيين ويعرفون مقاومة‬ ‫الباروني لذلك الاحتلال البغيض لذلك كان الشاعر ابو سلام يشيد به‬ ‫عبر عدد من قصائده‪٬‬و‏ يذكر ذلك له حيث قال‪:‬‬ ‫وأحاديث بصدق وردت‬ ‫كم روايات لنا علك أتت‬ ‫لذوي الكفر إذا جاؤا الحمى‬ ‫إنما أنت جحيم سعرت‬ ‫وشجاع رام لقياك فرد‬ ‫كم جواد لك في الحرب ورد‬ ‫من شبا سيفك نال الألا‬ ‫الشرك فقد‬ ‫ي‬ ‫نمن‬ ‫بيم‬ ‫وزع‬ ‫من سليمان وماذا شاهدوا‬ ‫سائل الطليان ماذا وجدوا‬ ‫اطفؤوهاإذا رأوه جما‬ ‫كلما نارا لحرب أوقدوا‬ ‫«‪١‬م‏ إشارة إلى كتابه (الأزهار الرياضية)‪.‬‬ ‫( اللواصزالإبلضي ‪..‬‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫وقال في هذا المعنى في قصيدة أخرى‪:‬‬ ‫وإن أوقدوا نارا طفتها ذوابله‬ ‫وكم كرة للمشركين أتى بها‬ ‫صواعق إرهاب العدا ومعاوله‬ ‫حسام لدين الله لم تثن عزمه‬ ‫إذا اشتبكت سمر القنا ومناصله‬ ‫هو الأسد الكرار في حومة الوغى‬ ‫لما شاهدت من بأسه إذ تقاتله‬ ‫قد أصبحت إيطاليا في مهانة‬ ‫وقال في قصيدة آخرى‪:‬‬ ‫فحسبك فخرا بالمعارك يرسم‬ ‫سمعنا بما أوقعته في طرابلس‬ ‫وقال فيه أيضا‪:‬‬ ‫مسعر‬ ‫وأنت آبو الهيجاء للحرب‬ ‫كفى العرب فخرا أنت منهم وكيف لا‬ ‫فابقتك في باريس«" كالليث تزأر‬ ‫رأت دول الأحلاف أسرك راحة‬ ‫وقال فيه أيضا‪:‬‬ ‫أروبا بما لاقت إذا البحر تسطع‬ ‫هو الفارس المقدام من شهدت له‬ ‫وإن قلما منه الجبابر تخضع‬ ‫فإن قبضت كفاه سيفا سطا به‬ ‫تصرع‬ ‫تؤرخها إيطاليا حين‬ ‫له صدمات في الحروب شهيرة‬ ‫والبيض تلمع‬ ‫إذا ازدحم الفرسان‬ ‫كابن عبد الله جىء بمثله‬ ‫فمن‬ ‫له‬ ‫ليا حتى توسط‬ ‫باريس ومار سي ‪-‬‬ ‫فبقي ف‬ ‫من فرنسا ‪,‬بطلب من إيطاليا‬ ‫منعه من الخروج‬ ‫‏(‪ -١‬يشير ال‬ ‫الشريف حسين بن علي حاكم الحجاز آنذاك فسمح له بالخروج‪.‬‬ ‫(جيد مار والبلد المغاربية ]‬ ‫الباروني بطلا‬ ‫البطولة في الحروب وفي سائر مناحي الحياة} أمر مطلوب ولا شك أنها‬ ‫في مجال الحرب والنزال‪ ،‬لها الحسم في الغالب المعتاد‪ ،‬ما لم تكن هنالك‬ ‫ظروف تحول دون ذلك وقد كان العمانيون ومن بينهم الشاعر أبو سلام‬ ‫يتابعون الباروني في جهاده ضد الإيطايين‪ ،‬وما كان يحققه من بطولات في‬ ‫حربه معهم ومقاومته لهم‪ ،‬لذلك جاء وصفه في شعر ابي سلام بانه البطل‬ ‫في الحروب ومن ذلك قوله‪:‬‬ ‫نطوي الفياني دجى الأسحار والأصل‬ ‫قم يا رفيقي نلبي دعوة البطل‬ ‫كأنما سيرها ضرب من الخل‬ ‫ونترك العيس تهوى والحداة بها‬ ‫عند الهمام فيشفيها من العلل‬ ‫حتى توافى بنا نزوى فننزلها‬ ‫فيصدرون بفضل الله شصل‬ ‫ذاك البروني من أم العفاة له‬ ‫ووصفه في قصيدة أخرى بقوله‪:‬‬ ‫فوق المجرة والسماء يجلق‬ ‫بطل الحروب أبو الفوارس من غدا‬ ‫نارا ومنه أخو البسالة يفرق‬ ‫اسد يكر إذا الحروب تأاجُجت‬ ‫بجسامهالشارفهوموفق‬ ‫ذاك الروني الذي أروى العدا‬ ‫وعندما ولى الإمام محمد بن عبد الله الخليلي الباروني الوزارة التي‬ ‫سماها شاعرنا أبو سلام (بنت العلا) قال فيه‪:‬‬ ‫_( لشاطا‪0‬بيلضي_]‬ ‫إلالمثلك أين هم يعلوك‬ ‫بنت العلا إن المعالي صعبة‬ ‫لولا طلاب الجد ماخطبوك‬ ‫خطبوك أرباب المناصب كلهم‬ ‫منك الوصال لأنهم عرنوك‬ ‫يتسابقون إليك كل يرتجى‬ ‫حلل المكارم عندما زئوك‬ ‫زفوك للبطل الغيور وانت فني‬ ‫لاين البروني أنه لكفذوك‬ ‫جزلوك أرباب المناصب واللى‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫ج[يد عمار والبلد المغاربية ]‬ ‫الباروني سياسيا‬ ‫خبر الباروني السياسة من كل جوانبها‪ ،‬وتمرس بها تمرسا طويلا‬ ‫وتقلبت به كثيرا‪ 5‬بدءا من مقاومة الاحتلال الإيطالي ني ليبيا‪ ،‬وعلاقته‬ ‫المتوترة مع الدول الغربيةث وعلاقته مع الدولة العثمانية التي أوصلته إلى‬ ‫عضوية مجلس المبعوثان (الشورى)ا في تركيا‪ ،‬ثم تنقلاته في العديد من‬ ‫الأقطار‪ ،‬وأقامته لعلاقات جيدة مع حكامها وأصحاب القرار فيها‪.‬‬ ‫وتأسيسه لأول جمهورية عربية في التاريخ‪.‬‬ ‫كل ذلك أعطاه خبررة كبيرة في شؤون السياسة الداخلية والخارجية‬ ‫لذلك عند وصوله عمان أحب أن يفرغ تلك الخبرات السياسية‪.‬‬ ‫والتجارب الإدارية لتكون معالم واضحة أو خطوطا عريضة تسير عليها‬ ‫غُما ن‪.‬‬ ‫الد ولة ف‬ ‫على أن قصيدته الغراء التى وجهها إلى الإمام محمد بن عبد الله الخليلي‬ ‫رحمه الله تعالى ورضي عنه تبين ذلك خير بيان‪ ،‬إذ يقول فيها‪:‬‬ ‫ولذا الزمان سياسة خرقاء‬ ‫فانهيض وشمُر فالعوائق جمة‬ ‫ويرى بليدا من لديه ذكاء‬ ‫تذر العقول الراجحات بيرة‬ ‫تنظيم جند فالنظام دواء‬ ‫خل القضا لرجاله واعكف على‬ ‫سهم العدوي ومحنة سوداء‬ ‫وامح التداعي بالقبائل إنه‬ ‫حتى يضم شتاتهن لواء‬ ‫واجمع قلوبا بالخلاف تمرقت‬ ‫معه الخناصر فالشقاق شقاء‬ ‫ولشبل فيصل ول طرفك عاقدا‬ ‫| النواصر الإباضي ]‬ ‫‪:‬‬ ‫فلال فيصل همة ووفاء‬ ‫دع ما تقدم واعملن لقبل‬ ‫صمصامها بل نارها الزرقاء‬ ‫وامدد إلى نجد يديك مصافحا‬ ‫ضاءت بطلعت بدره صنعاء‬ ‫واعطف إلى سبط الرسول حميد من‬ ‫وتعهاهدوا ولتشهدن حواء‬ ‫وهنالك ائحدوا ولا تتفرقوا‬ ‫محد الجدود ليسعد العقلاء‬ ‫ودعوا وساوس من يفرق واذكروا‬ ‫ترضي الإله فيطرب العقلاء‬ ‫وضعوا الحدود بصورة مقبولة‬ ‫وكنوزها فلها بتلك عناء‬ ‫وليعن كل بعد ذا ببلاده‬ ‫وزراعة ومدارس علياء‬ ‫فعساكروتبجارة وصناعة‬ ‫فلا جميع المسلمين فداء‬ ‫إذ ذاك يرجع للجزيرة عزها‬ ‫من هنالك كان الشاعر أبو سلام غير محطئع عندما قال فيه‪:‬‬ ‫أرشد عمان فأنت هاد موفق‬ ‫يا مرشد الأمم السياسة والهدى‬ ‫ما أملته وأنت حر مشفق‬ ‫ولطالما حئت لوصلك ترتجى‬ ‫فيه أيضا ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫إن لم يكن ني بحرها عواما‬ ‫ما كل من يولي الآمور يسوسها‬ ‫ابن البروني سيدا وهماما‬ ‫ما ضل قوم قلدوا آراءعفم‬ ‫وقال أيضا‪:‬‬ ‫إلى الرأي ما يلقيه يوم النوائب‬ ‫ولبوا دعاء ابن البروني واقبلوا‬ ‫لقد حنكته الحرب أيدي التجارب‬ ‫خبير بأحوال السياسة كلها‬ ‫‪١٢‬‬ ‫[ جيد عمار والبلد المغاربية ]‬ ‫الباروني مصلجا‪‎‬‬ ‫من واقع المعطيات التيي كان يتمتع بها الباروني من علوم ومعارف‪‎‬‬ ‫وخبرات أصبح ينظر إليه إلى أنه مصلح" فهو مصلح ديني ومصلح‪‎‬‬ ‫سياسي‪ ،‬ومصلح اجتماعي ومصلح تربوي إلى غير ذلك من وجوه‪‎‬‬ ‫الإصلاح يعرف ذلك عنه من قرا له رسائله وأشعاره وخطبه فقد كان‪‎‬‬ ‫من دعاة الجامعة الإسلامية (الوحدة الإسلامية)‪ ،‬التى انطلقت في آخر‪‎‬‬ ‫القرن التاسع عشر الميلادي‪‎.‬‬ ‫ونظرا إلى تلك القيم الإصلاحية التى كان يدعوا إليها في حياته‪ ،‬قال‬ ‫فيه شاعرنا آبو سلام‪:‬‬ ‫وافى إليكم فانشروا الأعلاما‬ ‫هذا سليمان بن عبد الله قد‬ ‫متداركا أوطانكم واا‬ ‫قد جاء يسعى في صلاح بلادكم‬ ‫وقال مخاطبا له عندما ولاه الإمام الخليلي الوزارة‪:‬‬ ‫لا تبال بقول أهل العناد‬ ‫قم سليمان في صلاح البلاد‬ ‫أمم الفرب تزدري بالعباد‬ ‫إنما أنت عالم كيف أضحت‬ ‫واصرف الجهد من صميم الفؤاد‬ ‫فابذل النفس والئفيس وشمر‬ ‫بممان سبل أهل الرشاد‬ ‫نظم الجند واجمع المال واسلك‬ ‫أثر الجهل من جميع البلاد‬ ‫وانشر العلم والمعارف وامحق‬ ‫ذروة المجد يا طويل النجاد‬ ‫فبهذا وذاك نحيا ونرقى‬ ‫النواصر الإياضي_]‬ ‫‪7‬‬ ‫وقد أنشأ الزعيم الباروني مدرسة للتعليم العصري في مدينة سمائل‬ ‫عندما كان في مسؤولية دولة الإمام الخليلي‪ ،‬وفي ذلك قال أبو سلام‪:‬‬ ‫إذا مامضى ذاك الزمان اوانقضنى‬ ‫فبالبمظثلل الباروني يجتمع الشمل‬ ‫جاهفدايجي البلادمشمرا‬ ‫سعى‬ ‫مقالته الفعل‬ ‫زكي‬ ‫ينادي وقد‬ ‫علت مفخرا اعلى سمائل( ا)فاعتلت‬ ‫غيرهاتعلرمو‬ ‫بهمتعه القعساء على‬ ‫بها‬ ‫مدرسة‬ ‫فثشيهمر في إنشاء‬ ‫الجهل‬ ‫طالامسُه‬ ‫لإحياء شعب‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫( جيد عمار والبلزد المغلوبيذ ]‬ ‫رثاء أبي سلام للباروني‪‎‬‬ ‫غادر الزعيم الباروني الحياة سنة ‪١٣٥٩‬ه ‪١٩٤٠‬م في مدينة مومباي"‪‎‬‬ ‫بالهند ذاهبا إليها للعلاج بصحبة السلطان سعيد بن تيمور الذي كان قد‪‎‬‬ ‫اتخذه مستشارا سياسيا‪ ،‬ورثاه شاعرنا آبو سلام الكندي بمرئيتين‪‎.‬‬ ‫أولهما مطلعها‪:‬‬ ‫وبلادنا أضحت كليل مدلهم‪.‬‬ ‫ما بال ركن الدين أصبح منهدم‬ ‫ويقول فيها‬ ‫حزنا فهل من حادث فينا ال‬ ‫وترى المعاقل نكست أعلامها‬ ‫قد عشت أبكيه بدمع منسجم‬ ‫اسبكلييمان بن عبد الله ما‬ ‫فالك يجزيه ما اولى نعم‬ ‫لا زال يوليني الجميل حياته‬ ‫كيما أودي ما علي من الذمم‬ ‫يا ليتني كنت المشيع نعشه‬ ‫باك عليه من الأنام وكم وكم‬ ‫كانت منيته بمباي فكم‬ ‫والثانية مطلعها‪:‬‬ ‫قد ضمنت قبرا به الباروني‬ ‫إن العروبة والشهامة والحجى‬ ‫بمباي فيا الله من مدفون‬ ‫طابت به شرفا وطابت تربة‬ ‫ويقول فيها‪:‬‬ ‫ضبط البلاد غدا أليف بطون‬ ‫هذا سليمان بن عبد الله من‬ ‫ودعا إلى إحياء علوم الدين‬ ‫ذهب الذي نصب المعالي للعلى‬ ‫بالمغرب الأقصى وارض مزون‪.‬‬ ‫رحل الفقيد له مآثر جمة‬ ‫« كانت تسمى بومباي بالباء سابقا‪ ،‬وفي السنين الأخيرة غير اسمها إلى مومباي‪.‬‬ ‫( للتواصرالإبلضيب ]‬ ‫‪-‬‬ ‫هذه هي صورة الزعيم سليمان باشا الباروني في شعر الشاعر الفصيح‬ ‫ابي سلام سليمان بن سعيد الكندي‪ ،‬كأنموذج لما حظى به الباروني من‬ ‫مكانة رفيعة عند الغُمانيين‪ ،‬الآمر الذي جعل الشعراء العمانيين يبادرون‬ ‫إلى مدحه والثناء عليه ووصفه بالصفات الجميلة والخلال الحميدة‪ ،‬فهو‬ ‫البطل وهو المجاهد‪ ،‬وهو العالم وهو السياسي المحنك وهو المصلح الديني‬ ‫والاجتماعي والتربوي‪.‬‬ ‫ولما كان الشاعر أبو سلام الكندي هو أكثرهم شعرا فيه‪ ،‬وأكثر تأثرا‬ ‫به اعتمدنا الصورة المشرقة المتعددة الجوانب والآبعاد للزعيم الباروني من‬ ‫شعر أبي سلام الذي أنشأ فيه سبع عشرة قصيدة وقصيدتين في رثائه‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫‏‪ .١‬ديوان آبي سلام الكندي‪ ،‬وتوجد عند الباحث نسخة مطبوعة على‬ ‫الآلة الكاتبة‪.‬‬ ‫‏‪ .٢‬سليمان الباروني باشا في أطوار حياته‪ ،‬للشيخ إبراهيم أبي اليقظان‪.‬‬ ‫‏‪ .٣‬غاية السلوان‪ ،‬في زياة الباشا البارونى لعمان‪ ،‬للدكتور سعيد بن‬ ‫‪.‬‬ ‫محمد الهاشمي‪.‬‬ ‫مزون هي غُمان‪ ،‬ويقال إنها تسمية فارسية كما سماها السومريون ماجان‪ ،‬واسمها العربي عمان‬ ‫(‬ ‫واحيانا يطلق عليها ني الشعر نحمان‪.‬‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫‪ 9‬عمار والبلزد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫القسم الثالث‬ ‫نتقديمات لكتب إباضية مغاربية"‬ ‫‏(‪ -١‬هذه تقديمات كنت قد وضعتها لكتب مغاربية رايت من المناسب إيرادها ي هذا الكتاب‪ .‬ليعم نفعها‬ ‫لما بها من جوانب فكرية وتاريخية تتعلق بالوجود الإباضي في بلاد المغرب‪.‬‬ ‫_( اشواصطاإاضص_]‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫تقديم لكتاب الدينونة الصافية‬ ‫للعلامة الإمام عمروس بن فتح المساكنى‬ ‫تقديم ‏‪(١‬‬ ‫« إن كان أبو حفص في شيء من هذا البلد فهذا السؤال منه »‬ ‫كلمة عظيمة من إمام عظيم في إمام عظيم‪.‬‬ ‫هذه العبارة هي شهادة علمية رفيعة المستوى‪ ،‬وأجازة من الأجازات‬ ‫العلمية العالية منحها واحد من أقطاب العلم وعظماء الإسلام ذلكم هو‬ ‫الإمام المحكم محمد بن محبوب بن الرحيل القرشي العماني رضي الله عنه‬ ‫إلى واحد من عباقرة العلم وعلماء الإسلام هو أبو حفص عمروس بن‬ ‫فتح المساكني النفوسي رضي الله عنه‪.‬‬ ‫إن علاميّةَ عمروس ودقة فهمه وقوة استنباطه لمسائل العلم وقضاياه‬ ‫جعلت من الإمام الكبير محمد بن محبوب إن يظهر إعجابه بهذا النابغة‬ ‫المغربي الذي سبقته شهرته العلمية إلى المشرق العربي ولا سيما عمان‬ ‫عندما تم اللقاء بينهما في مكة المكرمة حرسها النه تعالى حتى اخذ الحديث‬ ‫بالإمامين الكبيرين شجوناً وشئوناً كل ماخذ وتوغل بهما وتوغلا فيه إلى‬ ‫مكنون العلم الذي يضن به على غير أهله‪.‬‬ ‫بن فتح المساكني‪.‬‬ ‫التقديم لكتاب الدينونة الصافية للعلامة الإمام عمروس‬ ‫‏(‪ -١‬هذا‬ ‫‪-‬‬ ‫ج(يد عمار واللزد المغاربية]‬ ‫إن هذه الحادثة اللقائية المكية ترشدنا إلى ما لعمروس من منزلة عظمى‬ ‫في العلم ودرجة عليا في الفهم‪.‬‬ ‫لذلك نجد إمام المنقول والمعقول أبا يعقوب الوارجلاني رضي الله عنه‬ ‫يورده في كتابه (( الدليل والبرهان )) من بين الأئمة العشرة الذين نقل‬ ‫عنهم مسائل عقدية تعتبر قواعد في علم العقيدة‪.‬‬ ‫فلا غرو آن تأتي ((الدينونة الصافية)) صافية من غير كدر نقية من أية‬ ‫شائبة عذبة المورد سائغة للشاربين‪.‬‬ ‫على أن الدينونة معناها الدين وهو دين الإسلام الحنيف مشتقة من‬ ‫دان يدين وهي كلمة ليست لها صيغة تصريفية عند العرب\ وإنما مما عدوه‬ ‫من النوادر وقليل النظائر ومنه قولهم ((طار طيرورة‪ ،‬وسار سيرورة‪ ،‬وحاد‬ ‫حيدودة‪ ،‬وكان كينونة‪ ،‬ودام ديمومة وهاع هيعوعة‪ ،‬وساد سيدودة‪ 5،‬وقال‬ ‫قيلولة))‪.‬‬ ‫إن هذا العمل الجليل هو واحد من نتاج فكر عمروس ووحي عبقريته‬ ‫الفذة ضمنه دقيق مسائل العبادات وواضح قضايا الأحكام‪.‬‬ ‫ولقد جاء عمل الأستاذ الفاضل ‪ /‬حاج أحمد بن حمو كروم ني تحقيق‬ ‫الكتاب جهداً واضحا ملموساً‪ ،‬فهو قد بذل فيه جهدا مشكورا حيث‬ ‫استطاع أن يجمع مخطوطات خمسا للكتاب وهو أمر يعتبر من أساسيات‬ ‫عمل التحقيق‪.‬‬ ‫( انواصرالاباض _ ]‬ ‫‪7‬‬ ‫وإن وزارة التراث القومي والثقافة وعلى رأسها سمو السيد ‪ /‬فيصل‬ ‫بن على بن فيصل آل سعيد وزير التراث القومي والثقافة حينما تهم بنشر‬ ‫هذا الكتاب فإنها تضيف إلى المكتبة الإسلامية كنزا قيما من كنوز العلم‬ ‫والمعرفة} وتملأ بذلك حيزا من مساحة الفكر الإسلامي العظيم عقيدة‬ ‫وشريعة‪.‬‬ ‫وما ذلك إلا إستلهاماً من توجيهات القيادة الحكيمة لحضرة صاحب‬ ‫الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه النه ليكون حاضر هذه‬ ‫الأمة موصولا بماضيها تراثاء وليكون اللاحق سائرا على درب السابق‬ ‫تاريخك وليكون السلوك مستمداً من الكتاب والسنة والإجماع والقياس‬ ‫ومأثور أهل العلم اعتقادا وعملا‪.‬‬ ‫والثه نسأله التوفيق إلى كل خير والسداد في القول والعمل وصلى الله‬ ‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬ ‫وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫‏ه‪٨١٤١‬‬ ‫‏‪/٦ /٠‬‬ ‫‏‪ /١٠١ ٧‬‏‪.‬م‪٧٩٩١‬‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫ي عمار والبلاد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫المؤلف والمؤلف"‬ ‫أولا‪ :‬المؤلف ‪:‬‬ ‫مؤلف كتاب السير هو الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن أبي عثمان‬ ‫سعيد بن عبد الواحد بن سعيد بن أبي الفضل قاسم بن سليمان بن محمد‬ ‫بن عمر بن يحي بن إبراهيم بن موسى بن عامر الشثماخي‪.‬‬ ‫فهو من أسرة الإمام المحقق العلامة التحرير أبي ساكن عامر بن علي‬ ‫بن عامر الشماخي رضي النه عنه صاحب كتاب الإيضاح في الفقه‪٬‬‏ حيث‬ ‫يلتقي معه في جده عامر الشماخي‘ لذلك فالمؤلف نفسه ينتمي إلى أسرة‬ ‫كريمة المحتد وعائلة عريقة ضاربة بجذور راسخة في العلم والفضل وقد‬ ‫لقب المؤلف ‪-‬رحمه اله ببدر الدين فهو بدر الدين الشماخيك ويختصر‬ ‫أحيانا فيقال له البدر‪ ،‬ويد القارئ في الكتب التى تحكي أقواله وآراءه «قال‬ ‫بدر‪.‬‬ ‫الب‬ ‫وكان مولده في الأربعينيات من القرن التاسع الهجري وهذا على وجه‬ ‫التقريب ليس إلا‪ ،‬حيث إننا لم نعثر على تاريخ محدد لولادته بيد أن اباه‬ ‫الشيخ أبا عثمان سعيد بن عبد الواحد الشماخي توني سنة ‏‪ ٨٦٥‬هجرية‬ ‫والمؤلف لا يزال في طور الشباب ومرحلة اليفوعة‪.‬‬ ‫للشماخي‪.‬‬ ‫التقديم لكتاب السير‬ ‫‏(‪ -١‬هذا‬ ‫النواصر الإباضي ]‬ ‫‪2‬‬ ‫ولكونه من تلك الأسرة أسرة الشماخي أسرة العلم والفضل‬ ‫والصلاح‪ .‬كان لا بد له منذ صغره ونعومة أظفاره من الالتحاق في رحاب‬ ‫العلم والعلماء‪ ،‬فلازم أساتذة أجلاء وعلماء فضلاء لهم القدم الراسخة في‬ ‫العلم واليد الطولى في الفهم فاول ما أخذ العلم عن الشيخ آبي عفيف‬ ‫صالح بن نوح التندميرتي من نفوسة بليبيا‪ ،‬ثم أتاحت له الظروف التنقل‬ ‫بين ليبيا وتونس" وهيات له الأقدار أشياخا‪ ،‬عظماء فتلقى العلم في تونس‬ ‫على كل من‪:‬‬ ‫العلامة الجليل البيدموري‪.‬‬ ‫‏‪-١‬‬ ‫الشيخ يونس بن محمد‪.‬‬ ‫‏‪-٦‬‬ ‫‏‪ -٣‬الشيخ أبو زكريا يحي بن عامر بن إبراهيم‪.‬‬ ‫الشيخ أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن موسى‪.‬‬ ‫‏‪-٤‬‬ ‫وبلغ الإمام أبو العباس الشماخي رضي الله عنه منزلة كبيرة في العلم‬ ‫ونال درجة عالية منه‪ ،‬وأخذ منه حظ وافر‪ ،‬ولنستمع إلى الشيخ العالم البارع‬ ‫دفين القاهرة أبي إسحاق إبراهيم اطفيش وهو يحدثنا عن تلك المكانة‬ ‫العلمية التى تبواها المؤلف والمنزلة التي نزلها حيث يقول‪ « :‬وأبو العباس‬ ‫من أعلام العلم الذين نبه لهم شان عظيم لجدهم واجتهادهمس وبلغوا منزلة‬ ‫قصوى في العلم كانوا بها منارا يهتدي به‪ ،‬وعلما يعتصم به‪ ،‬ويلجأ إليه‪.‬‬ ‫إذا ألف وصنف كان آية‪ ،‬وإذا ردت إليه مشكلة كان في حلها غاية وإذا‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫‪ 9‬مار والبلد المغربية ]‬ ‫حضر مجلسا من مجالس العلم كان فيه النهاية" له من التصانيف‪ :‬عدة علوم‬ ‫كلها تعد من الأمهات»‪.‬‬ ‫فيه بسهم ووطئع فيه بقدم فقد ألف العديد من‬ ‫أما التأليف فقد ضرب‬ ‫المؤلفات القيمة المفيدة الى أصبحت مصادر لا يستغنى عنها ومن مؤلفاته‪:‬‬ ‫كتاب السير (الذي بين أيدينا) وهو في تراجم علماء الإباضية‪.‬‬ ‫‪-١‬‬ ‫مختصر العدل والإنصاف اختصر فيه كتاب العدل والإنصاف‬ ‫‪-٢‬‬ ‫للإمام أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني في اصول‬ ‫الفقه والاختلاف‪.‬‬ ‫شرح مختصر العدل والإنصاف© ويعتبر من أهم وأروع كتب‬ ‫أصول الفقه‪ ،‬أودعه آراء في الأصول الفقهية لم يسبقه إليها‪ .‬وهو‬ ‫تحت التحقيق حاليا على يد أحد الأساتذة المهتمين بالعلم‪.‬‬ ‫شرح مرج البحرين‪ ،‬وقد شرح فيه كتاب مرج البحرين للإمام‬ ‫الوارجلاني في المنطق والفلسفة‪ ،‬ولأهمية هذا الكتاب فقد تمئى‬ ‫الإمام ضياء الدين عبد العزيز الثميني ‪ -‬مؤلف النيل‪ -‬رحمه الله‬ ‫الوقوف عليه قائلا‪ « :‬غير أني سمعت أن البدر الشماخي علق‬ ‫عليه (مرج البحرين) شرحا عجيبا ولكئه ضاع فيا ليتني كنت له‬ ‫مصيبا»‪.‬‬ ‫إعرا ب ا لقرآن ‪.‬‬ ‫‪-٥‬۔‏‬ ‫_ لنواطالإباضي_]‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ -٦‬إعراب مشكل الدعائم‪ ،‬وكتاب الدعائم هو للعلامة احمد بن‬ ‫النظر الناعبي السمائلي‪ ،‬العماني“ من علماء القرن السادس‬ ‫الهجري‪.‬‬ ‫‏‪ -٧‬شرح متن الديانات‪ .‬وقد شرح فيه رسالة متن الديانات في‬ ‫التوحيد للإمام أبي ساكن عامر بن علي الشنماخي‪.‬‬ ‫‏‪ -٨‬رسائل في علم الكلام والفقه‪.‬‬ ‫والظاهر أن للمؤلف كتبا أخرى لم يقدر لها أن تصل إلينا وقضت عليها‬ ‫عوادي الدهر" يقول الشيخ أب إسحاق اطفيش ‪ -‬رحمه الله‪ « :-‬وبعد‬ ‫فإني أرى أن البدر الشماخي من المؤلفين المكثرين‪ ،‬ويظهر أن له مصنفات‬ ‫في الفروع الفقهية‪ ،‬بيد أنها لم تصل إلينا‪ .‬بل لعبت بها أيدي التلاشي‪.‬‬ ‫وعبتث بها عوادي الغواشي فكانت أثرا بعد عين»‪.‬‬ ‫وخلال إقامة المؤلف في تونس في جزيرة جربة إحدى حواضر‬ ‫العلم في العالم الإسلامي زاره أحد المشايخ العمانيين" هو محمد بن عبد‬ ‫الله السمائلي‪ ،‬ويظهر أن الشيخ العماني لديه إلمام بعلوم الطب" فقد ذكر‬ ‫المؤلف في هذا الكتاب ‪ -‬كتاب السير‪ -‬إنه ذهب لزيارة أبي يوسف يعقوب‬ ‫بن أحمد بن موسى ومعه الضيف العماني‪ ،‬معهما الشيخ‪ :‬يونس بن محمد‪.‬‬ ‫وكان الشيخ أبو يوسف مريضا قال فتكلّما ني الطب فأفحمهما‪.‬‬ ‫وانتقل المؤلف رحمة الله تعالى عليه ورضوانه إلى جوار ربه سنة‬ ‫‪٨‬هجرية‏ بعد حياة حافلة بالجد والئشاط في خدمة العلم والدين مليئة‬ ‫‪7‬‬ ‫ج(يد عمار والبلاد المغلرميذ ]‬ ‫باعمال البر والطاعات وقد اختلف في مكان وفاته‪ ،‬فذهب بعض إلى أنه‬ ‫توني في يفرن بجبل نفوسة في ليبيا وهذا الذي ذكره الشيخ ابو إسحاق‬ ‫اطفيش بينما ينقل الأخ الأستاذ مهنى عمر في مذكراته عن البدر‬ ‫الشماخي تحمس الشيخ سالم بن يعقوب وهو من علماء جربة ومؤرخيها‬ ‫المعاصرين إلى القول بأنه توفي في جزيرة جربة ودفن فيها‪ ،‬فرضي الله عن‬ ‫بدر الدين لما قدمه من أجل خدمة للدين‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬ا لوف ‪:‬‬ ‫أما المؤلف فهو كتاب السير‪ ،‬ويتضمن تراجم لعلماء اجلاء فضلاء‬ ‫وقادة عظماء أسهموا في تكوين الواقع التاريخي إسهاما وافرا ونزيهاء‬ ‫يحدوهم في تلك المسيرة التاريخية الخيرة تطبيق شريعة الإسلام نظام حكم‬ ‫ومنهج حياة وسلوك أفراد وتعامل مجتمع‪ .‬وإن القارئ ليجد متعة السلوك‬ ‫الإسلامي الذي أحاط بحياة وسيرة أهل الاستقامة منذ الرعيل الآول في‬ ‫القرن الآول الهجري© ذلك السلوك الذي يملك ‪ -‬ولا ريب على القارئ‬ ‫مشاعره ووجدانه وينقله نقلة من مشاغل الحياة المادية الجافة إلى ساحة‬ ‫العمل الإسلامي الجاد المتمقمل في أولئك الأشخاص الذين يلتقي بهم عبر‬ ‫صفحات هذا الكتاب القيم الهادف‪ ،‬وهو يحكي تاريخهم وأحوالهم‬ ‫وكراماتهم وسيرتهم المثلى“ فمن خلاله يرتبط القارئ بأولئك العلماء‬ ‫العظام ارتباطا وثيقا حكما لتمتدً السلسلة التاريخية متشابكة الحلقات بين‬ ‫السابق واللاحق‪ ،‬ألا وإن التدليل على أهمية هذا الكتاب كتاب السير‪-‬۔‬ ‫( افاصالإياض_]‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫في مضمونه ومحتواه أمسك القلم تاركا الحديث لشيخين عالمين جليلين هما‬ ‫الشيخ ابو إسحاق إيراهيم اطفيشر» والشيخ علي يحي امعمّر‪ ،‬فلنستمع‬ ‫أولا إلى صاحب القول الجامع والقلم البارع إبي إسحاق اطفيش رحمه الله‬ ‫تعالى في قوله‪ « :‬ومن مراجع تراجم الرجال وتاريخ أهل الحق والاستقامة‪:‬‬ ‫كتاب السير له‪ ،‬يظن الذين لا حظ لهم من التاريخ‪ .‬ولا قدرة لهم على‬ ‫جوب مراحله ودخول ميادينه‪ :‬انه كتاب غير مفيد‪ ،‬ولكنهم لا يعلمون انه‬ ‫ثروة ومادة أخذت من كل ناحية بسبب‘ واختصت بذكر أساطين العلم‬ ‫والدين‪ ،‬وأتت منهم بعجب©ؤ وانى لأطالع هذا الكنز المكنون‘ والفلك‬ ‫المشحون ولا أزال أكتشف فيه الاعلاق وجلائل تاريخ الآئمة‪ ،‬ومفاتيح ما‬ ‫أغلق من تاريخ الإباضية وسط الأمة الإسلامية بشمال إفريقية‪ ...‬تاريخ‬ ‫العلم والعمران‪ ،‬وازدهار الدين والايمان»‪.‬‬ ‫أما الشيخ علي يحي امعمر فيقول‪ « :‬وإذا كانت الحركة المباركة اتت‬ ‫ثمارا طيبة‪ .‬وتركت لنا تراثا مجيدا تفتخر به المكتبة الإسلامية فإن طريقة‬ ‫ابي العباس في كتابه القيم (السير)‪ ،‬طريقة فريدة ليس لها مثيل فيما عرفناه‬ ‫من كتب التاريخ فإن المؤلفين في التاريخ غالبا ما تتخطفهم حوادث‬ ‫السياسة ويتتبعون المظاهر الحادعة من حوادث الانقلابات والمعارك‬ ‫العسكرية وسير الملوك والحكام» إلى أن قال‪ « :‬لقد قرات من كتب التاريخ‬ ‫وقرأت كثيرا من كتب الاجتماع فلم أجد ما يستهويني" كما أجد ذلك في‬ ‫كتابه (السير)‪ ،‬هذا الكتاب الذي يجعلنى أعيش حياة واقعية تمتد عشرة‬ ‫‪-‬‬ ‫ب[ين عماد والبلد المغاربية ]‬ ‫قرون‪ ،‬أرأيت القصصي الموفق الذي يستطيع أن يبعث الحياة ني شخوص‬ ‫ابطاله ويجعلك معجبا بهم مهتما بأعمالهم إنه أبو العباس الشماخى‪.‬‬ ‫وقصته هذه هي قصة حياة أمة خلال عشرة قرون‪ ،‬وأبطالها لحقيقة لا‬ ‫الخيال حقيقة الحياة بما فيها من متعة بما فيها من فقر وغنى‪ ،‬بما فيها من‬ ‫حركة وصراع ونضال‪ ،‬بما فيها من عمل فردي وجماعي‪ ،‬والأمة الإسلامية‬ ‫ني حاجة كبرى إلى كئابو من هذا الطراز يصورون الواقع كما هو‪ ،‬وكما‬ ‫تشهد به الحياة‪ .‬وكما يجري به التاريخ الواقعي في فلك الزمان الطويل»‪.‬‬ ‫هذا ما قاله العالمان الجليلان في حق هذا الكتاب‘ وكفى به قولا‬ ‫المفيد وأعظم به ححًة تبرهن عن جلالة قدره‬ ‫ينبرع عن أهمية هذا الكتاب‬ ‫وعظيم محتواه على أن كتاب (السير) يعتبر مصبًا لكثير من الكتب التي‬ ‫تقدًمته والتى فقد الكثير منها مثل كتاب النهروان" وكتاب للإمام أبي‬ ‫‏‪ ١‬لوارجلاني وغيرها من الكتب مما أعطاه صفة المصدرية الموثوقة‪،‬‬ ‫يعقوب‬ ‫وقد طبع مطبعة حجرية في القاهرة من نخسة منقولة كانت بخط المؤلف‬ ‫محمل بن يوسف الباروني‪ ،‬وسليمان‬ ‫الفاضلان‬ ‫وقا م بالطبع الشيخان‬ ‫نفمسه©‬ ‫القوسي‪.‬‬ ‫بن مسعود‬ ‫وقد انتشرت النسخ المتفرعة عن هذه الطبعة المباركة شرقا وغربا‬ ‫بحيث لم يعد الناس يقرأون سواها بيد أنها مشحونة بالأخطاء الإملائية‪.‬‬ ‫فصحّحنا هذه الطبعة وفق قواعد الإملاء الحديثة‪ ،‬وما وصل إليها الخط‬ ‫_ اتواصللااض_]‬ ‫ل‬ ‫العربي من تطور في هذا الفن‪ ،‬إضافة إلى اللمسات الفنية التى عملناها في‬ ‫كيفية طبع الكتاب وإخراجه بهذا الشكل المناسب إن شاء الله‪.‬‬ ‫وقد رجعنا إلى كتاب (الطبقات) للإمام أبي العباس الدرجيني لضبط‬ ‫بعض الكلمات والأسماء بصفته أهم رافد لكتاب (السّير)& فكان عملنا‬ ‫هذا ‪ -‬ولله الحمد۔ يقرب من الحقيق العلمي المعروف لم ينقصه سوى‬ ‫تعدد النسخ‪ ،‬وقد الحق بآخر الكتاب في الطبعة الأولى (الحجرية) بعض‬ ‫الرسائل هي‪:‬‬ ‫‏‪ -١‬رسالة في ذكر نسب الدين‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬منظومة ةللشيخ الباروني‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬رسالة في ذكر بعض المشايخ‪.‬‬ ‫‏‪ -٤‬رسالة في تسمية بعض مساجد جبل نفوسة‪.‬‬ ‫فأثبتناها في هذه الطبعة أيضا إتماما للفائدة‪.‬‬ ‫ونرى لزاما علينا أن نتوجًه بالشكر الجزيل إلى وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة وعلى رأسها سمو السيد وزير التراث القومي والثقافة على العناية‬ ‫والاهتمام والجهود العظيمة الطيبة التى تبذل لنشر كتب التراث التى من‬ ‫بينها هذا الكتاب القيم المفيد‪.‬‬ ‫ونسأل النه أن ينفع بهذا الكتاب وما وضعناه فيه من عمل مفيد‬ ‫إنه ولي التوفيق‬ ‫مسقط‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مار والبلاد المغاربية ا‬ ‫) جير‬ ‫تقديم كتاب الفرق بين الإباضية والخوارج‬ ‫ب ‏‪٠٩٠‬‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫مترمہ؛‬ ‫الْحَمْد للهرَب العالمين والصلاة والسلام على سَيّدئماُحَمَر وآله‬ ‫وَصَحخيه أَجْمَعِين‪.‬‬ ‫أما بعد‬ ‫فقد ككرَ الْحَلْطُ وَالهريج حَؤل نسبة الإباضية إلى الخوارج‪"7 .‬‬ ‫‪٠-‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‏‪ِ٤‬‬ ‫‪/‬‬ ‫؟‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ح‬ ‫‪٤‬‬ ‫۔ ‏‪٠‬‬ ‫م‬ ‫۔‪.,‬‬ ‫م‬ ‫‏ِ‪.٤‬‬ ‫لفظ‬ ‫وإطلاق‬ ‫الخوارج‪.‬‬ ‫رف‬ ‫الإباضية فرقة من‬ ‫جعل‬ ‫في‬ ‫التكلف سافرا‬ ‫الحَوَارج عَلّى الاباضة أل الْحَق والاستقامة من الدعايات الْعَاحرَة اتي‬ ‫ح‬ ‫ّ‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ح‬ ‫ث‬ ‫لْمَذَهَبِيَ (‬ ‫عن‬ ‫‪:‬ثم‬ ‫ول‬ ‫التعصب ه السياسيئ‬ ‫عَن‬ ‫نشأت‬ ‫عَلَى أنه لست مة علاقة تربط الإباضية بالحوار (الآَرَارقة‬ ‫وَالصُفررّة وَالَجئة) وَغيْرمَا من فِرَق اْحَوَارج‪ .‬وَِئمَا هي ]دعاية استَعَلَمْها‬ ‫الدولة الأ مَووييةة لير الناس عَن لذي ينادون عَدم شرعية ة الحكم الأموي‪.‬‬ ‫كما أن جَعْاً الْمُحَكَمَة (أفل النَهرَوَان) ‪ -‬الذري هم سَلَفُ ِلبَاضِيَة‬ ‫‪72‬‬ ‫هذا التقديم هو لكتاب الفرق بين الإباضية والخوارج‪.‬‬ ‫ر‬ ‫افاسالياض_]‬ ‫ل‬ ‫الَاضمينَ وين صنع أرباب الآقلام المُغرضَةء مَم أن الخوارج يسيرون‬ ‫في خط معاكس مَعَ الإباضية‪ .‬يتضح دلك من خلال المبادئ والأسس‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫؟‬ ‫‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫۔‪2‬‬ ‫ح۔‬ ‫م م‬ ‫م‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠٥‬‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫۔اه۔‬ ‫۔۔مه۔ ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪7‬‬ ‫و‬ ‫التي يقوم عَليْهَا مذهب كل من الفريقين‪ ،‬وَلِلإبَاضيّةٍ العديد من المَوَاقف‬ ‫ضد الخوارج منها‪:‬‬ ‫ل‬ ‫أولا‪ :‬قال القائد الشهير المهلب ن أيي صفرة الزد الُْمَاني‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪7‬‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪».‬‬ ‫س ‪.‬‬ ‫<‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪¡ -‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ,‬م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫للخَوارج ‪ 6‬وَالمُهَلب و ث كان مُوَالِيَا للا مَونِينَ _ وَهوَ بالطبع عمل‬ ‫ء‬ ‫‪7‬‬ ‫و‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫يرضَة الإباضية ‪ -‬فإن من الئايت تارغخيًا أن أسرة آل مُهلب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫>‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫‪ .‬م و‬ ‫؟‬ ‫۔‬ ‫ه‬ ‫‪7‬‬ ‫كانوا إباضيّة‪ ،‬وكانوا على اتصال وثيق يالإمام جاير بن رَيد الأزدي‬ ‫ه‬ ‫رضي الله عَنه‪ ،‬لم يبدل المهلب في قتال الحَوَارج وَالقضَاء عليهم‬ ‫۔ ‏‪٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫۔‬ ‫‪:‬‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫۔ه‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫۔ه‪٥‬د‏‬ ‫ًَ‌‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫إلأ ليليه بغد العلاقة عمم ون الإباضية‪.‬‬ ‫_ مر‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ء‬ ‫‪ :‬كان الإمام عبدالله بن إباض شديدا إزاء الآراء وَالآفكار التي‬ ‫ينادي يها نافع بن الآزرق‪ ،‬وَكَان يعلن بطلانها يصَرَاحَة تامة‬ ‫حَد ينها الاس‪...‬‬ ‫كان الْمُحَدّث الْحُجَة الربع بن حبيبو الْقَرَاهيدي صاحب الْمُسْئَد‬ ‫الگا‪:‬‬ ‫برا من الْحَوَارج‪ .‬وَكَانَ يقول فيهم‪ :‬دَغُوهُم حَئى يَتَجَاوَزوا القول‬ ‫إى الغل" فإن بقوا عَلى قولهم تَحَطَوَهُمْ مَحْمُول عَلَيْهمْ‪ 6‬وإن‬ ‫جوو إلى الفل حَكَمًا فيهم يحكم الله‪:‬‬ ‫َايعا‪ :‬قتال الإمام الجندى بن مَسْعُود لِسَيَبَان الخارجي ‪ -‬وَهُوَ من‬ ‫الصُفرية ‪ -‬عنْدَمَا قم في جيش إلى عمان هاربا ين السفاح ‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫م(يد عمار والبلزد المغاربية ]‬ ‫الحاكم العباسي ‪ -‬وَدارزت مَعغْركة بين جيش الإمام الجندى وَبيْنَ‬ ‫شيبان واصحابه‪ .‬وأسفرت الْمَعْركَة عَن مقتل شيبان وَجنودو‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬كان البطل الْمِغْوَا هلال بن عطية الحُراسَاني رَحمَه الله اي‬ ‫صَارَ الْقَائد الول في جيش الإمام الجُلندي بن مَسْعُود؛ كَان عَلَى‬ ‫الْمَمَب ا لصفريئ‪ .‬ثُمً اتت الْمَتمَبَ الإباضي وَلَمْ يقبل منه‬ ‫الإباضية الانضمام ليهم إلأ بغد أن تيزجع إلى الذين دَعَاهُمْ إلََى‬ ‫ادع الخوارج‪ :‬تمم بطلان لك نادو واراه اي‬ ‫عَاهُمْ هاء م عَاة إى عُمان فكَان ادا ووزيرا للإمام الجندى‬ ‫ء ه و‬ ‫وو‬ ‫ه‬ ‫ى‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫وَهُتَاكً العديد من الْمَوَاقف الصارمة الي وَتَفَهَا الإناضيية غيه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫ح‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٠‬۔ ۔ص‪,‬۔‬ ‫ّ‬ ‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫مر‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫() ‪١‬‬ ‫‪١١4‬‬ ‫‪. 4٨‬‬ ‫‏‪. ,- ١‬‬ ‫۔"‪٠‬‏ ۔ ‪4‬ح‪,‬‬ ‫ى‪٠‬۔‪.‬‏‬ ‫؟ ۔‬ ‫رايا التاريخ ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ ١‬لاحداث‬ ‫بحتمي بين ركام‬ ‫‏‪ ١‬لحَوارج‪،‬‬ ‫ويأتي هدا البخث القيم الذي كتبه الشي العلامة الجليل أبو‬ ‫ه‪٥‬‏‬ ‫ور‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ِِِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ى‬ ‫‪ 0‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫إِسْحَاقَ إبراهيم أطفيّش رَضييَ اللة عنه مُوَضّحًا التقاط التي حنيف فيها‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ ٥,‬م‬ ‫‪.,‬۔‬ ‫۔‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫‪٥‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫ه‬ ‫ث‬ ‫‪٠‬‬ ‫هى‪‎‬‬ ‫م‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫الإباضية مع ا لخَوَارج‪ .‬وَرَاسمًا الخطوط العريضة التى تبين عَظمَة المَباوئ‪‎‬‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫ح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ِ‪٠‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬؟‪‎‬‬ ‫‪١-‬‬ ‫َ‬ ‫وَسُمُو الآراء التي يقول يها الإباضية وَأخَثوا يهَا نظرية وتطبيقا‪.‬‬ ‫‪‎‬۔‪, ٤‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٢‎‬۔‬ ‫ِ‬ ‫_ النواصر الإباضي _‬ ‫ا‬ ‫وَقَذ كتب أبو إِسْحَاقَ مدا البحث ينَاء عَلَّى طلب والشيخ إنرَاهيم‬ ‫مُحَمَّد عبدالباقي ين عُلَمَاءِ الآزهمر‪ ،‬وَنشَرَه في كتايه الدين وَاليلمْ‬ ‫الحديث ص‪ ٢‬‏‪ ٢٦٦٤ - ٥‬في مَغرض حديثه عَن الفرق الإسلامية‪ .‬تخت‬ ‫ُنوَان ثُبْذَة عَن الخوارج‪.‬‬ ‫۔ہ‬ ‫ره‬ ‫وَقَالَ مُوَلف كتاب الدين وَاليلم الحديث قَبلَ سياقه للحث َلَمًا‬ ‫كان الفت شحبحًا يفي عبليالبحث عنهم أي الإباضية والخوارج ‪-‬‬ ‫والتقيبيه الصلت يمن لة خيرة بم‪ .‬وَمو ريم طائفة نهم نمى‬ ‫الإباضية‪ .‬هَدا ا اليمم سمى آبا إسحاق إنرَاهِييمَ اطقَيّش‪ .‬وظف يدار‬ ‫ال‬ ‫لا‬ ‫ل‬ ‫ه‪٨‬‏ الهره مم همُ ۔حَكَ؛‌‬ ‫ش ۔‬ ‫‪ .‬ش كَمَا غ آ‬ ‫ال؟‬ ‫َكَمَنانىي مو‬ ‫د اله‬ ‫ا‬ ‫‪١١٤-١٠‬۔ ©‏ وشر‬ ‫ص‬ ‫نا جي عساف في كِتابهما عمان ئاريخ ‪1‬كم‬ ‫‏‪.٥٤ ١‬‬ ‫الإسلاميةة ص‪-٥٣١‬۔‬ ‫‪7‬‬ ‫ول رَيبَ ق تجَعْلَ هذا البحث ه بن فتى كتبه صَغِير من شأنه أن‬ ‫سهل _إلى حد كبير ‪-‬على الكثير مغرقةالمرق بانلإباضية والخوارج‬ ‫‪,‬م‬ ‫۔‬ ‫ور‬ ‫وَلِتَعْمُ به القائدة‪.‬‬ ‫واللة نسال أن يومنا إلى خير القول وَصَالح لْعَمَل‪.‬‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫( بين عمار والبرد المغربية ]‬ ‫تقديم كتاب الإباضية مذهب إسلامي معتدل‪‎‬‬ ‫للعلامة الشيخ علي يحي امعمر‪‎‬‬ ‫تقديما ؛‪‎‬‬ ‫‏‪ -١‬تعريف المؤلف‪:‬‬ ‫مؤلف هذا الكتاب هو الشيخ العلامة الأديب المؤرخ علي يحيى معمر‬ ‫وليد وخرج إلى هذه الحياة سنة ‏‪ ١٣٣٧‬ه‪١٩١٩ /‬م‏ حيث صافحت عيناه‬ ‫النور في قرية تكويت من اقليم نالوت في ليبيا‪.‬‬ ‫ونشأ وترعرع في أسرة صالحة كريمة على جانب كبير من الصلاح‬ ‫والاستقامة والمحافظة على مقتضيات الدين وواجباته‪ ،‬وكان لتلك التربية‬ ‫الصالحة والتنشأة المستقيمة أثر طيب انعكست إيجابياته على حياة الشيخ علي‬ ‫فشاب على ما شب عليه من الاستقامة والنزاهة وحسن السلوك‪.‬‬ ‫حياته الدراسية‪:‬‬ ‫ابتدأ حياته العملية بالالتحاق باحدى مدارس القرآن العظيم" كعادة أبناء‬ ‫المسلمين" امتثال لأمر الرسول ‪« 8‬عَلِمُوا أولأدكم القرآن فئه أول مَا يني‬ ‫أن يتعلم ين علم الله هُوا"‘‪ 8‬فدخل مدرسة الشيخ عبدالله بن مسعود‬ ‫الكباوي‪ 3‬وبعدها انتقل إلى المدرسة الابتدائية فاظهر نبوغا فائق وذكاء حادا‬ ‫وموهبة ومادة امتاز بها بين زملائه‪ ،‬ولفت بذلك أنظار أساتذته‪ ،‬وكان من‬ ‫محاسن الصدف ومشيئآت القدر مجيء الشيخ العالم رمضان بن يحيى اللينى‬ ‫هذا التقديم هو لكتاب الإباضية مذهب إسلامي معتدل‪ ،‬للعلامة الشيخ علي يحي امعمر‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الحديث اخرجه الربيع في باب ‏(‪ )٣‬ذكر القرآن" ر‪.٣‬‏‬ ‫_( الشاص الإباض_]‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫الجربي التونسي إلى ليبيا‪ ،‬والشيخ الليني من طلبة قطب الأئمة حمد بن‬ ‫يوسف اطفيش ‪-‬رضوان الثه عليه‪ ،-‬فانظمً المؤلف إلى حلقته ولازمه ملازمة‬ ‫تنم عن رغبة الطالب وحرصها وسعة علم الشيخ وحسن إفادته‪ ،‬وبعد أن‬ ‫نمت مواهبه العلمية وقوي إدراكه لشتى فنون العلم رنا ببصره خارج‬ ‫المحدود الليبية وكانت تونس وجهته‪ ،‬فدفعه طموحه إلى السفر إليهاء وتم له‬ ‫السفر إلى جزيرة جربة حاضرة العلم بالقطر التونسي سنة ‪١٣٤٧‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪٧‬م مقتفياً أثر شيخه اللين الذي عاد إليها قبل هذا الوقت بقليل فانظم‬ ‫إلى حلقته مرة ثانية ولازمه واغترف من معين علمه الذي يعتبر امتداد لعلم‬ ‫قطب الأئمة أمحمد بن يوسف ذلك العملاق العلمي العظيم‪.‬‬ ‫وبعد ذلك انتقل إلى تونس العاصمة حيث التحق بجامع الزيتونة‪ ،‬الجامع‬ ‫العريق في تونس وفي عام ‪١٣٥٧‬ه_‪/‬‏ ‪١٩٣٧‬م‏ شة الرحيل إلى‪ ،‬مُوليا وجهته‬ ‫شطر معهد الحياة بالقرارة بوادي ميزاب ذلك المعهد الذي يعتبر واحدا من‬ ‫اهم صروح العلم والمعرفة في العالم الإسلامي‪ ،‬فالتحق به طالبا‪ ،‬ولم تمض إلا‬ ‫أيام قلائل حَتى ظهر لأشياخه مستواه العلمي الجيد‪ ،‬وما يملكه من أرضية‬ ‫علمية قادرة على العطاء‪ ،‬فأسندت إليه مهمة التدريس في المعهد‪ ،‬فصار‬ ‫تلميذا ومدرساً في آن واحد الأمر الذي حفزه على المزيد من البحث‬ ‫والتنقيب عن مكنونات العلم ودقائقه‪ ،‬وعن مرويات الآدب وروائعه‪ ،‬وقد‬ ‫استفاد علما كثيرً خلال وجوده بمعهد الحياة وخاصة من الشيخ إبراهيم بن‬ ‫عمر بيوض والشيخ عدون بن بلحاج (مدير المعهد حالياً)» وظل على هذا‬ ‫ل‬ ‫( مير عماد والبلزد المغاربية ]‬ ‫الحال سائرا على هذا المنوال حَتى سنة ‪١٣٦٥‬ه‪/‬‏ ‪١٩٤٥‬م‏ فقفل عائدا إلى‬ ‫وطنه ليبيا ليؤسس بها نهضة فكرية‪.‬‬ ‫نشاطاته‪ :‬لقد كان من أبرز أوائل نشاطاته إنشاؤه جمعية في جربة بتونس‪،‬‬ ‫مهمتها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر© وأثناء وجوده‬ ‫معهد الحياة ب وجد أرضاً خصبة وجوا صالحا لتعدد نشاطاته الهادفه المركزه‪6‬‬ ‫من تكثيف في إلقاء الدروس ومشاركة فعاله ني الجمعيات الأدبيه والفرق‬ ‫الرياضيه والمسرحية بالمعهد‪.‬‬ ‫وكان من أبرز محرري مجلة «الشباب! التي كان يصدرها طلبة المعهد‪ ،‬كما‬ ‫برز في إنشاء الأناشيد المعبرة؛ أوحتها إليه البيئة الوطنية الثائرة‪ ،‬يقول أحد‬ ‫المشايخ عن تلك الأناشيد‪« :‬أناشيده تلهب المشاعر وتحرك الشجون وتترك‬ ‫الجبان الرعدية ليئا همصوراا‪ ،‬وعندما رجع إل وطنه ليبيأ شمر عن ساعد‬ ‫الجد وكشف عن ساق الجهد‪ ،‬وأخذ يعمل على الرفع من مستوى أبناء وطنه‬ ‫فكريا وعلميّا‪ ،‬وأنشأ مجلة سماها اليراع‪ :‬ولكنها صودرت لأسباب سياسية‬ ‫بعد أن صدر منها ثلاثة أعداد‪.‬‬ ‫ثم حاقت به ضائقة مالية أفرزتها أسباب إجتماعية وظواهر كونية فلم‬ ‫يجد دا من اللجوء إلى العمل الوظيفي الرسمي فتميّن مدرسا ثم تدرج‬ ‫وظيفيا من مدرس إلى مدير مدرسة إلى موجه تربوي فموثق تربوي‪ ،‬ثم استقر‬ ‫به المطاف وطاب له المقام في طرابلس الغرب في وظيفة محترمة بوزارة التربية‬ ‫مُبجًلا مُكرّما من زملائه ومسؤوليه المباشرين وقضى حياته شعلة من النشاط‬ ‫لا تنطفرع& وهمة من العمل لا تفتر‪ ،‬وعزيمة في مواجهة الأحداث لا تلين‬ ‫_( لواطالينضر_]‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫فكان يلقي الدروس والمواعظ وينشر المقالات الدينية والأدبية في عدد من‬ ‫الصحف المشهورة ني العالم‪ 6‬كما أنه تحقق على يديه كثير من المصالح منها‬ ‫تاسيس مدرسة ابتدائية ومعهد للمعلمين في بلدة جادو وجمعية الفتح‬ ‫ومدرسة الفتح في طرابلس‪.‬‬ ‫وكان للتأليف نصيب كبير واهتمام وافر من جهوده ووقته؛ فألف العديد‬ ‫من المؤلفات القيمة المتميزة بالعرض الجيد والتحليل العميق‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫‏‪ .١‬الإباضية في موكب التاريخ (أربع حلقات)‪.‬‬ ‫‏‪ .٦‬الإباضية بين الفرق الإسلامية‪.‬‬ ‫سمر أسرة مسلمة‪.‬‬ ‫‏‪.٣‬‬ ‫الميثاق الغليظ‪.‬‬ ‫‏‪.٤‬‬ ‫الفتاة الليبية ومشاكل الحياة‪.‬‬ ‫‏‪.٥‬‬ ‫‏‪ .٦‬الأقانيم الثلاثة أو آلهة من الحلوى‬ ‫الإسلام والقيم الإنسانية‪.‬‬ ‫‏‪.٧‬‬ ‫فلسطين بين المهاجرين والأنصار‪.‬‬ ‫‏‪.٨‬‬ ‫أجوبة وفتاوى‪.‬‬ ‫‏‪.٩‬‬ ‫‏‪ .٠‬صلاة الجمعة‪.‬‬ ‫‏‪ .١١‬أحكام السفر في الإسلام‪.‬‬ ‫‏‪ .١٢‬مسلم ولكنه يحلق ويدخن‪.‬‬ ‫‪ .١٣‬الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫‪ ٤‬ا‬ ‫(بير عمار والبلد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫‏‪ .١٤‬الحقوق في الأموال‪.‬‬ ‫‏‪ .٥‬الإباضية مذهب إسلامي معتدل (وهو بين يدي القارئ) نشر مكتبة‬ ‫الضامري للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫ولم يبق من شعره إلا ما‬ ‫وعددها ثلاثة ولكنه أحرقهاك‬ ‫‏‪ .١٦‬دواوين شعر‪.‬‬ ‫نشر في الصحف والمجلات‪ ،‬وآخر ما سال به يراعه وفاضت به قريحته‬ ‫قصيدة شعرية قالها في مهرجان ذكرى أبي اليقظان الذي أقامته‬ ‫جمعية البلابل الرستمية في غرادية سنة ‪١٩٧٩‬م‪،‬‏ نقتطف منها هذه‬ ‫الأبيات‪:‬‬ ‫دعتني إلى الذكرى بلابل رستم‬ ‫وقالت أبو اليقظان يرحمه الله‬ ‫تقام له الذكرى فهل أنت حاضر‬ ‫لتلقي خطاباأوتشيدبنكرا‬ ‫‪© 4‬‬ ‫سلام أبااليقظفان ماقام شاعر‬ ‫واه‬ ‫يغني بليلاه ويشدو بنج‬ ‫ي عهدالشباب وقد‬ ‫كما كنت‬ ‫ا‬ ‫غدا لك الشعر مملوكا تذل مطاي‬ ‫‪© 94‬؛‬ ‫ويحظى بلقياه وتحظى بلقياه‬ ‫بكل فم ليلى يردده ذكرها‬ ‫له وحدها قد صاغ ما كان غناه‬ ‫وليلى أبي اليقظان أمة مُحَمُّد‬ ‫‪١‬‬ ‫النواصل الأباضي‪‎‬‬ ‫)‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫ومالت حناياه‬ ‫الوادي‬ ‫ولا طرب‬ ‫بلابل رستم‬ ‫ما كانت‬ ‫فلولاه‬ ‫ومعناه‬ ‫البيان‬ ‫ينسق أشتات‬ ‫سلام آبا اليقظان ما ظل كاتب‬ ‫أنا ملك العجفاء ما يعلم الله‬ ‫على صفحات للجرائد طرزت‬ ‫إلى أن قال بعد ذكر الصحف التي أصدرها شيخ الصحافة أبو اليقظان‪:‬‬ ‫ثمان من الصحف العزيزة عطلت‬ ‫ولكن صوت الحق عاشت قضاياه‬ ‫دعوت بها للحق والحق مرهق‬ ‫تحاربه الأعداء دوما وتخشاه‬ ‫وهكذا نلاحظ شعره يمتاز بروعة المعنى وسلاسة المبنى‪ ،‬وله أيضاً عدد‬ ‫كبير من المقالات والبحوث وعلق على عدد من الكتب وله مسرحيتان‪:‬‬ ‫‪ -‬الآولى‪ :‬مسرحية ذي قار وهي ذات مغزى سياسي‪.‬‬ ‫= والثانية‪ :‬مسرحية محسن‪.‬‬ ‫وفاته‪ :‬انتقل المؤلف إلى رحمة الله تعالى وسلم الروح إلى بارئها في ‏‪٢٧‬‬ ‫صفر ‪١٤٠٠‬ه‏ الموافق ل‪١٩٨٠/١/١٥ :‬م‏ بعد أن تدهورت صحته تحت‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫الضغوط‬ ‫وطأة‬ ‫كج جبر‬ ‫‏‪ - ٢‬الكتاب‪:‬‬ ‫ك‬ ‫تاب الإباضية مذهب إسلامي معتدل" هو آخر ما ألفه الشيخ «علي‬ ‫يحيى معمر أو أنه من أواخر تآليفه‪ ،‬وكان هذا الكتاب في الأصل بحثا أعده‬ ‫=‬ ‫ج[يد عمان والبرد مقاربه]‬ ‫المؤلف لموسوعة الحضارة العربية ثم توسع فيه حَمى صار على هذا الشكل‬ ‫والمضمون‘ وقد فرغ من تأليفه سنة ‪١٣٩٩‬ه‏ ‪١٩٧٩/‬م‪.‬‏‬ ‫وحدثني فضيلة الشيخ الفقيه حمد بن الشيخ (أستاذ الفقه وأصوله‬ ‫ه في ليبيا فأطلعنا‬ ‫بمعهد الحياة)‪ ،‬فقال‪« :‬كنا في شهر رمضان من عام ‏‪٩‬‬ ‫الشيخ أعلي يحيى معمر على كتابه الإباضية وقال لنا‪« :‬إن هذا الكتاب‬ ‫سيكون آخر مؤلفاتي عن المذهب ا لأباضي‪ .‬وعليكم أن تواصلوا المسيرة‬ ‫في هذا الموضوع وتوضحوا للناس مبادئ هذا المذهب وتتحملوا الدفاع‬ ‫عنها‪ ..‬وبعد هذا اللقاء بأشهر قليلة توفي الشيخ أعلي ‪-‬رَحمَه الله وإنه‬ ‫لمن فضل النه تعالى وصول هذا الكتاب إلى الأستاذ الفاضل محمد اطفيشثر'‬ ‫بدار الكتب المصرية بالقاهرة‪ ،‬في أوراق مكتوبة بالآلة الكاتبة‪ ،‬وقام‬ ‫بإرسالها مشكورا إلى شيخنا العلامة أحمد بن حمد الخليلي' (مفتى سلطنة‬ ‫عمان)‪ ،‬فدفعها إلي لنشرها لتعم فائدتها‪ ،‬وقد تزامن مع وصول الكتاب ‪-‬‬ ‫أو الأوراق ‪ -‬إلينا وجود بعض الإخوة من أساتذة معهد الحياة ب منهم‬ ‫الأخ الأديب الكاتب مُحَمُد ناصر بو حجام (أستاذ الأدب العربي في‬ ‫المعهد) فاخذوا نسخة مصورة منه‪ ،‬وقام بطبعه في تحت عنوان الإباضية‬ ‫دراسة مركزة في أصولهم وتاريخهما‪ ،‬ووضع له مقدمة قيمة وترجمة مفيدة‬ ‫عن حياة المؤلف استقينا منها معلوماتنا المدونة أعلاه عن المؤلف ‪-‬رحمه‬ ‫الله‪ ،-‬ولكن الأوراق التى وصلت إلينا لا تحمل عنوانا للكتاب وإنما جاءت‬ ‫]‬ ‫( الثواصر الإبلضر‬ ‫‪7‬‬ ‫في اولها هذه العبارة‪« :‬الإباضية مذهب من المذاهب الإسلامية المعتدلة؛‬ ‫وإلى القارئ صورة منها‪.‬‬ ‫وقد يكون المؤلف أراد من هذه العبارة أن تكون عنوانا للكتاب© إلا أن‬ ‫الشيخ المفتي اختار له عنوان‪« :‬أضواء على الإباضية! فظهرت الطبعة‬ ‫الأولى منه تحت هذا العنوان‪.‬‬ ‫أما الأستاذ تمُحَمًّد بوحجام فقد نشره في بعنوان الإباضية دراسة‬ ‫مركزة في أصولهم وتاريخهم'‪ ،‬وقد رأينا ني هذه الطبعة ان يكون عنوان‬ ‫الكتاب‪« :‬الإباضيّة مذهب إسلامي معتدل" اقترابا من العبارة التي وضعها‬ ‫لمؤلف وصدر يها كتابه‪.‬‬ ‫على أن هدا الكتاب وإن كان صغير الحجم إلا أنه كبير المعنى عظيم‬ ‫الفائدة‪ ..‬وقد ضمنه المؤلف لمحة تاريخية عن نشأة المذهب© كما ضمنه‬ ‫عبارات جامعة توحي بالشمولية والدقة‪ ..‬وخلاصة القول‪ :‬إن هذا الكتاب‬ ‫يقدم للقارئ الخطوط العريضةة والمعالم البارزة عن المذهب الأباضي‪. .‬‬ ‫نسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل‪..‬‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫[ جير مار والبلد المغاربية )‬ ‫تقديم كتاب الأحكام‬ ‫للعلامة أبي زكريا يحي بن الخير الجناوني‬ ‫بسم الله الرحمن ‪7‬‬ ‫الحمد لنه وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى‘ وعلى آله‬ ‫الأوفياء‪.‬‬ ‫وأصحابه‬ ‫الشرفاء‪&،‬‬ ‫وصحبه‬ ‫وبعد‪ :‬فإن الحكم في الإسلام هو مدار الحياة الاجتماعية" ومحور‬ ‫وعطاء ‪.‬‬ ‫الإنسان أخذا‬ ‫وأخيه‬ ‫التفاعل ‏‪ ١‬لاجتماعي ببن الانسان‬ ‫هج‪-‬۔‬ ‫آ‬ ‫‪١‬‬ ‫َالََمَال‪:‬٭‬ ‫الحكم أسما اعتناء‪:‬‬ ‫معتنيا بأمور‬ ‫الإسلام‬ ‫وقد جآاء‬ ‫إ <حدى‬ ‫س م س‪.‬‬ ‫‪ -‬ى صرسہ مم‪ .‬سمره مى ‪ 7‬صم هم‪- < .‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -‬ہ و‬ ‫ِص‬ ‫۔ء۔‬ ‫سع‬ ‫بعض م أنزل‬ ‫ع‬ ‫تنيع أهو ‪ 1‬هم واحذرهم آن بَفتتواتگ‬ ‫بينهم ما أنزل ‏‪ ١‬لله و‬ ‫‏‪١‬‬ ‫تك كين تولوا تاعتم أتيا يريد أله آن يتهم يقض ذويهم كةييا من النايس‬ ‫خ‬ ‫تة‬ ‫نية (ة) أقعكم هية تة ومن لسة ية قر حخايتر ينة © »‬ ‫‏‪.٥٠١ - ٤٩‬‬ ‫المائدة‪:‬‬ ‫وقد كان الرسول العظيم يلة على رأس الدولة الإسلامية حكما‬ ‫وقضاء وسار الخلفاء الراشدون على نهجه وهداه‪.‬‬ ‫وعندما توسع الإسلام انتشارا وتضخم هيكله الإداري والتنظيم كان‬ ‫للقضاء حيز كبير فيه‪ .‬وصار للقضاء في الإسلام شان عظيم وحفل تاريخ‬ ‫الإسلام بالقضاة رموزا وبالقضاء وقائع" جاعلا من ذلك معالم بارزة‪.‬‬ ‫‪ ,,‬هذا التقديم هو لكتاب الأحكام للعلامة ابي زكريا يحي بن الخير الجناوني‪.‬‬ ‫| التواصل الإباضي ]‬ ‫"‬ ‫وكان للقاضي مكانته المرموقة في المجتمع باعتباره رمز العدالة لإاحقاق الحق‬ ‫وإبطال الباطل بجعله الضعيف قويا حتى ياخذ له الحق‪ ،‬والقوي ضعيفا‬ ‫حتى يأخذ منه الحق‪.‬‬ ‫وقد برز في المذهب الإباضي الكريم قضاة ضربوا أروع الأمثلة عدلا‬ ‫ونزاهة لم تأخذهم في النه لومة لائم‪.‬‬ ‫ذكر الشيخ ميمون بن حمودي أن هود بن محكم الهواري جاءه رجل من‬ ‫العزابة يستعين به على ما يفك كتبا له مرهونة عند رجل من النكار في‬ ‫خمسة دنانير‪ ،‬فدعا هود بن محكم رجلا فقال له‪ « :‬سر مع هذا الرجل إلى‬ ‫مواطن مزاتة» فجاءهم وأخبرهم القصة وتسارعوا فيما يصنعون له‘‬ ‫ويجمعون له الآموال‪ ،‬فبسكوا بساطاء فطفق الرجال والنساء يرمون فيه‬ ‫الدنانير والدراهم وما أمكن كل واحد منهم‪ ،‬فجمع من ذلك مالا كثيراء‬ ‫فلموا أطراف البساط فرفعوه‪ ،‬فأتوا به هود بن محكم فعمد الرجل‬ ‫صاحب الكتب إلى الخمسة دنانير فاخذها وترك الباقي‪ ،‬فقال هود‪ « :‬أنت‬ ‫أولى بها يا شيخ فإن المؤونة عليك كبيرة ممن يقصدونك ويعترونك»ه'‪.‬‬ ‫وقد ألفوا في ذلك المؤلفات الجليلة التي ترسم الطريق إلى الحكم‬ ‫والقضاء أودعوا فيها علومهم وتجاربهم‪.‬‬ ‫ويأتي كتاب الأحكام‪ ،‬واحدا من الكتب المهمة في هذا المجال۔ولؤلؤة‬ ‫مضيئة بين تلك الكتب لا سيما وأن مؤلفه هو الإمام العلامة المجتهد أبو‬ ‫‏‪ .٢٦٠‬ت‪ /‬ع الرحمن ايوب‪.‬‬ ‫«‪١‬ه‏ أبو زكريا يجي بن أبي بكر‪ ،‬كتاب السيرة واخبار الأثمةء ص‬ ‫ک‬ ‫!‬ ‫زكريا يحي بن الخيرين بن الخير الجناوني صاحب كتاب الوضع ذلكم‬ ‫الكتاب المبارك الذي انتشر انتشارا واسعا في عمان وشمال إفريقيا‪.‬‬ ‫واستفاد منه خلق كثير‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب ألا وهو كتاب (الآحكام) المذيّل بحاشية العلامة الجليل‬ ‫يوسف بن محمد المصعبي الذي قام بتحقيقه كل من الأستاذين الفاضلين‬ ‫الكريمين‪ :‬أحمد حمو كرومإ عمر أحمد بازين‪ ،‬سوف يحتل المكانة المناسبة‬ ‫والحيز الواسع في المكتبة الإسلامية العامرة‪ ،‬وقد جاء التحقيق تحقيقا علميا‬ ‫رائعا لكونه معتمدا على نسخ متعددة‪.‬‬ ‫ولا شك أن هذا يعتبر من أساسيات عمل التحقيق العلميءكما أنه‬ ‫مزود بفهارس جيدة من شانها تسهيل الرجوع إلى الكتاب وحاشيته‪.‬‬ ‫وفي الختام لا يسعنا إلا أن نبارك جهود المحققين الفاضلين على هذا‬ ‫الجهد الكبير المبارك الذي بذلاه في تحقيق وإخراج الكتاب المذكور حتى‬ ‫جاء في حلة زاهية قشيبة‪ ،‬وبهذه الصورة الجميلة‪.‬‬ ‫داعين النه لهما بالتوفيق والسداد‪ ،‬مهنئين لهما هذا الإنجاز الرائع‪.‬‬ ‫وصلى النه ولم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد‬ ‫لله رب العالمين‪.‬‬ ‫‪‎‬ا‪١‬ه‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪ ١ ٥‬ذو‪ ١ ‎‬لجة‪‎‬‬ ‫‪ ١‬آفريل‪١٩٩٩ ‎‬م‪.‬‬ ‫( للنواصرالإباضيب_ ]‬ ‫‪7‬‬ ‫تقديم كتاب سير الوسياني‪ ،‬للعلامة أبي الربيع الوسياني‬ ‫وقد قام بتحقيقه الأستاذ عمر بن حمو لقمان سليمان بوعصبانة‬ ‫تقديم‬ ‫الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما‬ ‫بعد‪:‬‬ ‫آهمها على الإطلاق‬ ‫إن ل يكن‬ ‫فإن التاريخ يعتبر من آهم العلوم‬ ‫وقد لقبه بعضهم بأبي العلوم" وذلك لما فيه من عبر وعظات‘ لكونه إطار‬ ‫الحركة البشرية وسيرورتها عبر الحقب والأزمان منذ بدء الخليقة على هذا‬ ‫الكوكب الأرضي فهو السجل المعتمد والمحكم لتفاعلاتها وتدافعها في‬ ‫الحياة‪ ،‬اي أنه ديوان لسنة التدافع والتداول «ولؤلا دفع اتوآلتَاسَ‬ ‫بين‬ ‫نداولها‬ ‫ا لأيام‬ ‫«و; تلك‬ ‫` ‪.‬‬ ‫بَكَهم ببعض لََكدَتٍ الكر‬ ‫الناس“""‪.‬‬ ‫‏)‪(٣‬‬ ‫مصداقا‬ ‫والاهتداءء‬ ‫والمنفعة الإمجابية للاقتداء‬ ‫العبرة‬ ‫هنالك تكون‬ ‫ومن‬ ‫لقوله تعالى‪ « :‬لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب»'‘‘‪.‬‬ ‫إذن في سرد الوقائع التاريخية وذكر الأمم عبرة‪ ،‬ولكن تلك العبرة لمن؟‬ ‫‏‪ ١‬هذا التقديم هو لكتاب سير الوسياني‪ ،‬للعلامة أبي الربيع الوسياني‪ ،‬وقد قام بتحقيقه الأستاذ عمر‬ ‫ابن حمو لقمان سليمان بوعصبانة‪.‬‬ ‫ر‪٦‬ہ‏ سورة البقرة‪ ،‬الآية‪ :‬‏‪.٢٥١‬‬ ‫الآية‪.١٤٠ : ‎‬‬ ‫آل عمران‬ ‫(‪ -٣‬سورة‬ ‫رهسورة يوسف الآية‪ :‬‏‪.١١١‬‬ ‫‏‪١٥٥‬‬ ‫‪ 9‬عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫طبعا لآولي الآلباب‪ ،‬لأهل العقول السليمة الصافية‪ ،‬فهم الذين‬ ‫يعتبرون ويئعظون ويتدبرون في أحوال الأمم والشعوب الغابرة‪ ،‬وهناك‬ ‫عبارة جميلة وبديعة للإمام نو رالدين السالمي رحمه الله بين فيها أهمية علم‬ ‫التاريخ والفائدة من تعتبر بحق تعليلا مناسبا لهذا الفن العلمي اللمتع‪،‬‬ ‫وأثره في سلوك الفرد والمجتمع حيث قال‪ « :‬فإنه لا يخفى على عاقل أن‬ ‫علم التاريخ مما يعين على الاقتداء بالصالحين ويرشد على طريقة المتقين‪.‬‬ ‫لآن فيه ذكر أخبار من مضى من صالح وطالح؛ فإذا سمع العاقل أخبار‬ ‫الصالحين اشتاقت نفسه إلى اقتناء آثارهم؛ وإذا سمع أخبار الطالحين‬ ‫أشفقت نفسه أن يكون من جملتهم؛ فتراه بذلك يقتفي آثار من صلح؛‬ ‫ويتجنب أحوال من طلح؛ فيجاهد نفسه حق الجهاد؛ فيستحق بذلك من‬ ‫انه العون والتوفيق»‪.‬‬ ‫ولا ريب أنه من هذا المنطلق كان اهتمام أهل الإسلام بالتاريخ رواية‬ ‫وتدوينا‪ .‬لكي يستفيدوا عبرا وعظات من أحوال من سبقهم من الأمم‪.‬‬ ‫ولعله كان ذلك هاديهم ومرشدهم وقائدهم إلى الاهتمام بتاريخ نبيهم‬ ‫وسيدهم وحبيبهم محمد يي ني جميع أحواله وأطوار حياته‪ ،‬منذ مولده‬ ‫الشريف وحتى موته العظيم المؤثر والمدي في سمع الزمان‪ ،‬لقد سجل‬ ‫المسلمون حياة محمد عليه الصلاة والسلام الحافلة بالعطاء تشريعا وحكمة‬ ‫وغزوات ‪.‬‬ ‫سرايا‬ ‫وسلما وحربا ‪.‬‬ ‫( النواصر الإباضر_ ]‬ ‫"‬ ‫وقد أطلق على ذلك التاريخ المجيد فيما بعد اسم أ السيرة أي سيرة الني‬ ‫ية حتى أصبحت لفظة السيرة علما أو حقيقة عرفية على تاريخ سيدنا‬ ‫وحبيبنا محمد كلة‪.‬‬ ‫وقد ظهرت لفظة السيرة السيرة النبوية كما يقول المؤرخون على لسان‬ ‫الوالي الآموي خالد بن عبد الفه القسري (ت‪١٢٦ :‬ه)‪،‬‏ عندما أمر ابن‬ ‫شهاب الزهري (ت‪١٢٤ :‬ها)ا‏ أن يكتب له السيرة النبوية‪ ،‬قائلا له‪ :‬اكتب‬ ‫لي النسب فبدأ الزهري بنسب مضر فقال له خالد‪ :‬اقطعه قطعه الله‬ ‫واكتب السيرة‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين أخذ اهتمام المسلمين في الازدياد من كتابة السيرة‬ ‫النبوية الشريفة} فظهرت سيرة ابن إسحاق ومغازي الواقدي وهما بمعنى‬ ‫واحد‘ وعبر امتداد التاريخ الإسلامي أكثر المسلمون من التأليف في هذا‬ ‫المجال عندهم‪ ،‬حتى تجاوزت كتب السيرة النبوية ثلاثين ألف مؤلف في‬ ‫اللغة العربية وغيرها‪.‬‬ ‫على أنه أطلق أيضا اسم " السيرة على بعض كتب التاريخ‪ .‬منها‪ :‬كتاب‬ ‫تحفة الأعبان بسيرة أهل عمان للإمام نور الدين السالمي‪.‬‬ ‫وصحب الاهتمام بكتابة السيرة النبوية العطرة‪ ،‬الاهتمام بتدوين‬ ‫التاريخ أيضا حتى ظهرت كتب التاريخ العام التى أرخت للبشرية منذ بداية‬ ‫الخليقة ‪ -‬بغض النظر عن نسبة الصحة في ذلك‪ -‬وللمسلمين منذ عهد‬ ‫‏‪ ١٥٧‬ل‬ ‫‪ 9‬عمار والبلاد المغاربية [‬ ‫‪ 5‬وكان للإباضية نصيب من ذلك‘ سواء‬ ‫الخليفة الأول أبي بكر الصديق‬ ‫السيرة النبوية أو عن التاريخ العام والإسلامي‪.‬‬ ‫كان في الكتابة عن‬ ‫وعندما تفرقت الأمة الاسلامية‪ ،‬وتشيّعت شيعاء وتحؤبت أحزابا اهتم‬ ‫علماء ومؤرّخوا كل مذهب بالتراجم لعلماء مذاهبهم! وعرفت كتب‬ ‫التراجم تلك بكتب السير أو كتب الطبقات‪.‬‬ ‫وأزاء ذلك كان لا بد للإباضية من الكتابة عن علمائهم‪ 5‬فظهرت كتب‬ ‫السير والطبقات لا سيما لدى إباضيّة المغرب العربي الإسلامي‪.‬‬ ‫على أن الوجود الإباضي في المغرب العربي يعود بداية إلى النصف‬ ‫الأول للقرن الثاني الهجري‪ ،‬عندما ذهب إلى هنالك من البصرة الداعية‬ ‫المخلص له ولرسوله ولدينه سلمة بن سعد فل متجشّما عناء مشقة السفر‬ ‫ووعورة الطريق‪ ،‬مقتحما الجبال والوهاد‪ ،‬قاطعا المهامه والقفارى حتى‬ ‫وصل إلى أرض المغرب من سرت شرقا إلى تلمسان غرباء مبينا للناس‬ ‫هنالك عظمة الإسلام وعدالته ومساواته بين الخلق أجمعين‪ ،‬لا فرق بين‬ ‫عربي وأعجمي‪ .‬ولا بين أبيض وأسود إلا بالتقوى والعمل الصالح‪،‬‬ ‫شارحا لهم قوله تعالى‪ :‬٭ تها الاس إنعاَلَقَتكر تن د كروأدتى وَجَعَلنكر شعوبا‬ ‫؟‬ ‫رم‬ ‫سص‬ ‫؟‬ ‫ه الحجرات‪:‬‬ ‫(‬ ‫عندألله أنكم رل ألله َلُ ح‬ ‫وقبايل لَعَارَفْواً ‪ 7‬ا كري‬ ‫‏‪.١٣‬‬ ‫| التواصر الإباضي ]‬ ‫‪0‬‬ ‫نافيا عن الإسلام الممارسات الظالمة والجائرة التى كان يمارسها ولاة بنى‬ ‫أمية عليهم‪ 6‬حتى استطاع بفضل الله وبفضل جهوده المخلصة\ تكوين بعثة‬ ‫علمية من أنحاء متفرقة من بلاد المغرب العربي‪ ،‬تتكون من‪:‬‬ ‫‏‪ -١‬عبد الرحمن بن رستم الفارسي‪.‬‬ ‫‏‪ -٢‬إسماعيل بن درار الغدامسي‪.‬‬ ‫‏‪ -٣‬أبو داود القبلى النفزاوي‪.‬‬ ‫عاصم السمدراتى‪.‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ -٥‬أبو عبيدة عبد الحميد الجناوني‪ ،‬وقد سبقهم في العودة‪.‬‬ ‫وتوجهت تلك البعثة المباركة الميمونة إلى البصرة بالعراق للالتحاق‬ ‫بمعهد إمام أهل الدعوة والاستقامة آنذاك أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة‬ ‫ضهن‪ 5‬الذي تفجرت من قلبه ينابيع الحكمة وطلعت على لسانه شموس‬ ‫العلم‪ ،‬كما وصفه بذلك الإمام السالمي ذه‪.‬‬ ‫وبعد أن مضت عليهم بضع سنين قيل ‪ -‬إنها خمس‪-‬۔ ظلوا خلالها‬ ‫ينهلون من معين علم ذلكم الإمام الكبير‪ ،‬وبعد أن امتلأت قلوبهم علماء‬ ‫ولبست جوانحهم فضلا‪ ،‬وصاروا أوعية علم وأحلاس فضل كان عليهم‬ ‫العودة إلى بلادهم والرجوع إلى أوطانهم فالأسود لا بد لها من العودة إلى‬ ‫عرينها‪ ،‬وبعث منهم إمامهم أبو عبيدة زميلهم أبا الخطاب المعافري‬ ‫الحميري اليمني‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩‬ا‬ ‫) جين عمان والبلد المغاربية ]‬ ‫وهكذا يعود أولئك النفر الذين سموا فيما بعد بجملة العلم إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬من البصرة‪ ،‬ليقوموا بنشر تلك المبادئ السامية للإسلام في أصقاع‬ ‫المغرب العربي تلك المبادئ القائمة على الحق والعدل والمساواة‬ ‫والاستقامة والسلوك القويم‪.‬‬ ‫وبفضل جهود أولتكم السادة الدعاة انتشر المذهب في بلاد المغرب‬ ‫العربي عبر مساحة واسعة امتدت من سرت شرقا إلى تلمسان غربا‪ ،‬وبما‬ ‫انه لا بد لهذه المفردات الإسلامية السامية من كيان سياسي يقوم بها حماية‬ ‫وتنفيذا‪ ،‬وبما آنه لا ب أيضا للدعوة من كيان سياسي تأوي إلى حماه‪ ،‬وتأزر‬ ‫إليه‪ ،‬لذلك وجههم إمامهم أبو عبيدة مسلم توجيها استراتيجيا بإقامة ذلك‬ ‫الكيان السياسي المتمثل في الدولة‪ ،‬وت الإعلان بإقامة دولة الإمامة‬ ‫الإباضية في طرابلس الغرب سنة‪ :‬‏‪ ١٤٠‬ه وبويغ أبو الخطاب المعافري‬ ‫إماما لها‪.‬‬ ‫وفي ضوء ذلك أخذ المذهب يزداد انتشارا‪ ،‬واخذ العلم يزداد نموا‬ ‫ورسوخاء وأصبح جبل نفوسة (نسبة إلى نفوسة قبيلة أمازيغية) العاصمة‬ ‫الفكرية والإيمانية للإباضية‪ ،‬حتى شاع القول القائل بأن من لم يجلس إلى‬ ‫مشايخ الجبل لا تؤخذ عنه فتوى‪.‬‬ ‫وانتشر العلم انتشارا عجيبا في نفوسة وأقبل النفوسيون رجالا ونساء‬ ‫على حفظه وتقييده تعلما وتعليما‪ ،‬وتأليفاء حتى غدت كل قرية لا تحتاج‬ ‫]‬ ‫[ التواصزالابلضر‬ ‫محم‬ ‫إلى غيرها في الإفتاء‪ ،‬بل اصبح اهل كل بيت لا يحتاجون إلى غيرهم في‬ ‫هي قرية (إجنَاوَن) أصبحت‬ ‫وهناك قرية واحدة‬ ‫الافتاء وأمور دينهم‪،‬‬ ‫تحوي سبعين عالما‪ ،‬وحفظ لنا التاريخ الإباضي المغاربي أسماء العديد من‬ ‫النساء العالمات الفقيهات‪ ،‬اللواتي كان لهن أثر في الفقه والدعوة‪ ،‬ويذكر‬ ‫الوسياني قائلا‪ « :‬وذكر أن العلم فشا في الجبل وشاع حتى إن خدمهم‬ ‫وإماءهم إذا خرجن إلى الاستقاء لا يرجعن حتى يذكرن بينه مسائل‬ ‫كتاب ماطوسك صاحب كتابڵ وفيه ثلاثمائة مسألة مواعظ كتاب‬ ‫الاخوان‪.‬‬ ‫إذن إزاء ذلكم الزخم العلمي الهائل المتمثل في العلماء ومؤلفاتهم" كان‬ ‫لا بد من ذكر أخبارهم‪ ،‬وتدوين سيرهم لتنتفع الأجيال من بعدهم بتلك‬ ‫المآثر الجليلة‪ ،‬ويتشوقون إلى اقتفاء آثارهم‪ .‬فحاءت كتب السير والطبقات‬ ‫التي أوردت أسماءهم وسجلت أخبارهم وذكرت شمائلهمإ وأبرزت‬ ‫علومهم" ومنها‪ :‬كتاب سير الوسياني الذي هو بين أيدينا‪ ،‬ولولاها‬ ‫لانطمست أخبارهم ونسيت أسماؤهم واندرس ذكرهم‪.‬‬ ‫وهنا يحق لنا أن نثير تساؤلا‪ ،‬ألا وهو لماذا كان الاهتمام بذلك لدى‬ ‫الإباضية المغاربة‪ ،‬ولم يكن لدى الإباضية المشارقة اهتمام بمثل ذلك؟‬ ‫هل استمرار وجود الدولة الإباضية لدى المشارقة لا سيما الحمانيين‬ ‫شاغلا لهم عن الاهتمام بهذا الفن العلمي؟‬ ‫‏‪١٦١‬‬ ‫( جيد عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫أم أن الحس العربي لدى المشارقة الذي لا يأبه كثيرا بذكر الأشخاص‬ ‫كان هو الحاجز؟‬ ‫أم أن هناك أمورا أخرى نفسية واجتماعية شكلت مانعا عن ذلك؟‬ ‫كل هذه الاستفسارات والتساؤلات بحاجة إلى نقاش ودراسة لعلها‬ ‫توصلنا إلى أسباب ذلك أو بعض تلك الأسباب‪.‬‬ ‫نعود إلى الوسياني وكتابه السير‪.‬‬ ‫فهو أبو الربيع سليمان بن عبد السلام الوسياني‪ ،‬من أرض الجريد‬ ‫ببلاد تونس‪ ،‬وصفه الدرجيني في كتابه الطبقات بأنه‪ ' :‬أحد شيوخ الحلقة‬ ‫الكبار الحافظ للسير والآثار‪ ،‬المروي عنه التواريخ والأخبارأ لم تفته سيرة‬ ‫لأهل الدعوة في كل الأعصار وجملة أوصافه باختصار‪ ،‬أنك مهما وجدت‬ ‫رواية قديمة عن أبي الربيع فهو راويها عن شيوخه الكبار‪.‬‬ ‫كما وصفه البدر الشماخي في كتابه السير بهذه الأوصاف نقلا عن‬ ‫‪ ١‬لد ر جغي‪. ‎‬‬ ‫ومن خلال المعطيات التاريخية لحياته تبين أنه من علماء الصف الأول‬ ‫من القرن السادس الهجري ولعله من الغريب أن يعده الدرجيني من‬ ‫علماء الطبقة الاثنتي عشرة (النصف الثاني للقرن السادس الهجري)‪ ،‬وكان‬ ‫من المناسب أن يعتبره من الطبقة الحادية عشرة (النصف الأول للقرن‬ ‫_( لناصاإاضص_]‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫من‪‎‬‬ ‫والدرجينيى هو‬ ‫اههجري)‪ ،‬حسب تصنيفه وتوصيفه للطبقات‬ ‫السادس‬ ‫هو‪ ،‬في هذا الفرا دقة وتحقيقاء إلا إذا كان يعتبر في ذلك التوصيف الوفاة‪‎‬‬ ‫وليست المعايشة أو المعاصرةً أو أن لديه تاريخا آخر للوسيانى يجعله‪‎‬‬ ‫معاصرا ومعايشا للنصف الثاني من القرن السادس المجري‪‎.‬‬ ‫على أن كتاب السير للوسياني يعتبر من المراجع المهمة\ والمصادر‬ ‫القيمة فعنه أخذ الكثيرون‪ ،‬واعتمد عليه من جاء بعده‪ ،‬وهو بالإضافة إلى‬ ‫كونه مرجعا ومصدرا تاريخيا فهو أيضا ذخيرة فقهية‪ .‬حيث يورد في ترجمة‬ ‫كل عالم أفكاره العقدية وآراءه الفقهية والمسائل التي ينفرد بهاء مما يجعلنا‬ ‫نجزم قائلين بأنه يوجد فيه ما لا يوجد في غيره من المسائل العقدية‬ ‫والفقهية‪.‬‬ ‫وهذا ‪ -‬ولا شك ‪ -‬يعطيه قيمة علمية كبرى ولعله يجود الزمان بمن‬ ‫يستخرج منه تلك الذخائر العقدية والفقهية‪ ،‬فإن في ذلك فائدة كبيرة‬ ‫وعلما نافعا‪.‬‬ ‫ويأتي عمل أخينا وصديقنا الدكتور عمر بن حمو لقمان سليمان‬ ‫بوعصبانة على كتاب (سير الوسياني‪ ،‬دراسة و تحقيق)۔ ليعرز لنا المزيد من‬ ‫وتأثيره العلمى على من جاء بعده‪.‬‬ ‫أهمية هذا الكتاب‬ ‫‏[‪١٦٢‬‬ ‫ج[ين عمان والبلد المغاربية]‬ ‫ولكن دعونا نتعرف على السبب الذي حمل (عمر حمو لقمان سليمان‬ ‫بوعصبانة) على اختيار سي رالوسياني موضوعا لدراسته الأكادمية لنيل‬ ‫يبطل عنا العجب‪.‬‬ ‫سوف‬ ‫ما عرفنا السبب©‪٥‬‏‬ ‫وإذا‬ ‫الدكتوراه‬ ‫درجة‬ ‫أخونا وصديقنا (عمر) شغف حبا بالتراث العلمي الإباضي‪.‬‬ ‫وكان عشقه الدائم لا يبارحه‪ ،‬وقد حمله على ذلك الشغف وذلك‬ ‫العشق على الترحال إلى أماكن متفرقة منها القريب ومنها البعيد‪ ،‬وقد‬ ‫تحمل عناء السفر ومشقة التزحال إلى دول أوربا شرتيُها وغربيُهاء وإل‬ ‫جمهوريات الإتحاد السوفياتي سابقا وإلى غرب أفريقيا للبحث والتنقيب‬ ‫عن كنوز التراث الإباضي‪ ،‬وفعلا اكتشف بهتمه تلك الكثير‪ ،‬ووجد الغزير‬ ‫من ذلك‪.‬‬ ‫وأذكر آئنى اطلعت على شيء ما كتبه من وصف لا اكتشف من‬ ‫مخطوطات إباضية‪ ،‬ولعل مما زاد في اهتمامه كونه متخصصا في التاريخ‬ ‫والحضارة‪.‬‬ ‫كل ذلك كان سببا كافيا لأن يتحفنا الصديق (بوعصبانة) بإخراج سير‬ ‫الوسياني مدروسا وحققا‪ ،‬فجزاه الله خيرا‪ ،‬ونفع الله بعلمه هذاء وأعماله‬ ‫الأخرى البحث والباحثين‪.‬‬ ‫_( النواصر الإباضي‪] _ ‎‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫وحسنا فعلت وزارة التراث والثقافة الموقرة بهمَة وزيرها الحمام سمو‬ ‫السيد‪ :‬هيثم بن طارق آل سعيد‪ ،‬وهي تولي عنايتها لإصدار هذا الكتاب‬ ‫القيم مطبوعا ومنشورا‪ ،‬لتعم الفائدة عديدا من القراء والباحثين‪ ،‬ومحبي‬ ‫الاطلاع المعرفي‪ ،‬لينتظم في سلسلة إصداراتهاء وسجل أعمالها لمصادر‬ ‫التراث الإباضي استلهاما من التوجيهات السامية لباعث النهضة العلمية‬ ‫العمانية المعاصرة‪ ،‬ومفخر الحركة الفكرية التجديدية المؤصلة حضرة‬ ‫صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ‪ -‬حفظه الله ورعاه‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لنه رب العالمين‪.‬‬ ‫مسقط العامرة‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬رمضان المبارك ‏‪ ١٤٦٢٨‬ه‬ ‫‪. ٠ ٠٧‬م‪‎٢‬‬ ‫سبتمبر‪‎‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫الموافق ل‪‎:‬‬ ‫"‪1‬‬ ‫( بير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫تقديم كتاب الجواهر المنتقاة‬ ‫لأبي القاسم البرادي‬ ‫تقديم‬ ‫الحديث عن أب القاسم البرادي هو حديث عن عائلة علمية‪ ،‬كان أبو‬ ‫القاسم مؤسسها علميا وعمادها أسريا‪.‬‬ ‫البرادي مولدا ونسبا‪:‬‬ ‫فهو الإمام العلامة أبو الفضل أبو القاسم بن إبراهيم بن سليمان بن‬ ‫إبراهيم بن آبي عمران البرادي الدمري‪ ،‬ينتمي إلى قبيلة دمر من قبيلة زناتة‬ ‫التى هي إحدى فروع نفزاوة‪ ،‬القبيلة الأمازيغية والظاهر أن أبا القاسم اسم‬ ‫له وليست كنية‪ ،‬وإنما كنيته أبو الفضل ولعل أبا القاسم أصله بابا قاسم‬ ‫وبابا يعني سيدنا ثم اختصر إلى با القاسم" ثم إلى أبي القاسم‪ ،‬على طريقة‬ ‫الأمازيغ الذين يكئون عظماءهم باسمائهم كما يقول العلامة المحقق أبو‬ ‫إسحاق إبراهيم اطفيش في ترجمته لأبي داود سليمان التلاتي لشرحه على‬ ‫مقدمة التوحيد‪.‬‬ ‫ولد أبو القاسم البرادي سنة ‪٧٢٠‬ه‏ في منطقة جبل دمر بالجنوب‬ ‫التونسيءوسمَي جبل دمر نسبة إلى ساكنيه من قبيلة دمر ويطلف على‬ ‫المنطقة حاليا (بنى خداش)‪.‬‬ ‫‪ ,,‬هذا التقديم هو لكتاب الجواهر المنتقاة لأبي القاسم البادي‪.‬‬ ‫البرادي؛ تعلما وتعليما‪.‬‬ ‫كان جبل دمر معمورا بالعلم والعلماء في ذلك العهد الذي ولد فيه‬ ‫البرادي" وهنالك درس أبو القاسم علومه في فنون العربية وعلوم الشريعة‪.‬‬ ‫وكانت جزيرة جربة التونسية مملوءة هي الأخرى بكبار العلماء‬ ‫ومزدهرة بانتشار العلم" لذلك راق له الانتقال إليها لكي يتلقى العلم على‬ ‫أساطين العلماء فيها وفي مقدمتهم الشيخ العلامة الكبير يعيس الزواغي‬ ‫المتربع للتدريس بمنطقة وادي الزبيب وكذلك الشيخ أبو البر صالح بن نجم‬ ‫المغراوي في صدغيان‪.‬‬ ‫وبما أن جبل نفوسة «له في الوسط العلمي الإباضي منازل‪ ،‬فقد شد‬ ‫ابو القاسم الرحال إليه ليلتحق بمدرسة الإمام العلامة العلم‪ :‬أبي ساكن‬ ‫عامر بن علي الشماخي صاحب كتاب الإيضاح الكتاب المسدد‪ ،‬والمصئف‬ ‫المعتمد كما التحق بمدرسة الشيخ أبي موسى الطرميسي الذي هو شيخ‬ ‫الشماخي‪.‬‬ ‫إن الدراسة في جبل نفوسة والجلوس إلى مشايخ العلم فيه‪ ،‬يعتبر إجازة‬ ‫علمية عالية لمن يحظى بذلك ويوفق إليه‪.‬‬ ‫وهكذا اغترف أبو القاسم العلم من مناهل العلم" ويعزو الشيخ الولي‬ ‫الصالح سالم بن يعقوب الجربي‪.‬جرأة البرادي العلمية وقوة شخصيته‬ ‫‏‪ ١‬يقع في غرب ليبيا‪ ،‬ونسال الله أن ترجع إليه مكانته العلمية والدينية بعد أن انتهى الطاغية القذافي‬ ‫وزال عهده إلى غير رجعة‪.‬‬ ‫‏‪ ١٦٧‬ا‬ ‫) جير عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫واستقلاله الفكري إلى دراسته في جبل نفوسة الذي يعتبر العاصمة الإيمانية‬ ‫للوجود الإباضي في بلاد المغرب الإسلامي‪.‬‬ ‫وبعد أن انتهت مرحلة الأخذ العلمي والتلقي المعري بالنسبة إلى حياة‬ ‫البرادي" فقد حان أوان الإعطاء العلمي والنشر المعرفي منه وهناك رجع‬ ‫إلى موطنه " جبل دمر كر للجميل إلى أبناء بلده الذي أجبه إنسانا‪ .‬وكونه‬ ‫عالما أولا‪ ،‬وذلك لكي يحارب الجهل ويكافح الجاهلين‪ ،‬ولكي يدافع عن‬ ‫مذهبه ويدفع عنه خصومه‪.‬‬ ‫ولكن الظاهر أن جربة تلك الجزيرة الوادعة الجميلة تركت في نفس‬ ‫البرادي أثرا لم يمحه الزمان ولا المكان‪ ،‬فشد الحنين إليها‪ ،‬ليحمله إلى‬ ‫العودة إليها و بالتحديد إلى منطقة وادي الزبيب‪ ،‬ذلك الوادي الذي يشكل‬ ‫لوحة طبيعية خضراء وواحة ظليلة من أشجار الزيتون المباركة" حيث كان‬ ‫تلقى تعليمه في مرحلة ما من محياته التعلمية‪.‬‬ ‫البرادي عالما ومرجما‬ ‫اخذ البرادي يتدرج في سلم القيادة الدينية والمرجعية العلمية للمجتمع‬ ‫في جربة حتى آلت إليه القيادة الدينية والمرجعية العلمية فيها‪ ،‬واصبح‬ ‫رئيس عزابتها ورئيس مجلس علمائها بعد وفاة الشيخ سعيد بن علي‬ ‫يامون‪ ،‬ونظرا لما كان يتمتع به مؤلفنا من همة لم تفتر ونشاط لم ينقطع‪ 6‬فقد‬ ‫‏‪ ١٩٩٨‬م‪ .‬وكانت زيارة قصيرة ليوم واحد وزرتها للمرة‬ ‫‏‪ ١‬زرت جربة للمرة ‏‪ ١‬لأولى ف شهر فبراير سنة‬ ‫وفقد‬ ‫‏‪ ٢٠١٢‬م‬ ‫‏‪٧٢‬۔‪ -‬ديسمبر‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫من‬ ‫الفترة‬ ‫الجربي ف‬ ‫الملتقى العلمي لعمي سعيد الخيري‬ ‫الثانية لحضور‬ ‫اعجبني المنظر البهيج لوادي الزبيب‪.‬‬ ‫_ النخاصاإياضص_]‬ ‫‪4‬‬ ‫زار بعض مواطن المذهب في بلاد المغرب الإسلامي للتعرف على أصحابه‬ ‫وللبحث عن كنوزه العلمية التي حصل على قدر لا بأس به منهاء الأمر‬ ‫الذي جعل له منها رافدا علميا‪ ،‬وزادا معرفيا‪ ،‬استزاد بهما علما ومكناه ني‬ ‫التأليف والتصنيف‪.‬‬ ‫وكانت له فرصة اللقاء باهل عمان في مكة المكرمة‪ ،‬عندما ذهب لأداء‬ ‫مناسك الحج ولعله اقتنى منهم بعض كتب المذهب المشرقية‪ ،‬وربما أنه‬ ‫صارت له اتصالات مستمرة عبر الحجَاج المشارقة والمغاربة‪ ،‬لأن موسم‬ ‫الحج فرصة اللقاء بين الجانبين‪ ،‬ومكان التبادل العلمي بينهم‪ ،‬حيث كان‬ ‫الكتاب المغاربي يصل إلى المشرق بواسطة الحجاج المغاربة والكتاب‬ ‫الملشارقي يصل إلى المغرب بواسطة الحجاج المشارقة‪ ،‬كما أن الزيارات‬ ‫المتبادلة التى كان يقوم بها المشارقة والمغاربة لها دور كبير في إيصال الكتب‬ ‫مؤلفاته‬ ‫ألف الإمام أبو القاسم البرادي عددا من المؤلفات هي‪:‬‬ ‫‪ -‬الجواهر المنتقاة الذي هو بين أيدينا الآن‪.‬‬ ‫‪ -‬البحث الصادق والاستكشاف عن حقائق وأسرار كتاب‬ ‫العدل والإنصاف وكتاب العدل والإنصاف هو في أصول الفقه‬ ‫لعلامة المنقول والمعقول الإمام أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم‬ ‫الوارجلاني من علماء القرن السادس الهجري‪.‬‬ ‫‪١٦٨٩‬‬ ‫هي عمار والبلزد المغاربية ا‬ ‫الحقائق والاعتقاد والتوحيد‪.‬‬ ‫‪ -‬أطروحة المفيد ف‬ ‫‪ -‬رسالة في تقييد كتب الإباضية‪.‬‬ ‫‪ -‬شفاء الحائم شرح لبعض كتاب الدعائم‪ .‬وكتاب الدعائم هو‬ ‫كتاب في العقيدة والفقه بنظم شعري للإمام أحمد بن النظر السمائلي‬ ‫العماني من علماء القرن السادس الهجري‪.‬‬ ‫‪ -‬له فتاوى يقول الشيخ سالم بن يعقوب الجربي إنها كثيرة‬ ‫وتدل على أنه قد بلغ درجة كبيرة ي الاجتهاد‪.‬‬ ‫تلاميذه‬ ‫حمل العلم عن ه كثيرون منهم‪:‬‬ ‫‪ -‬ابنه عبد الله بن أبي القاسم البرادي‪.‬‬ ‫‪ -‬ابنه حمد بن أبي القاسم البرادي‪.‬‬ ‫‪ -‬سعيد بن أحمد السدويكشي‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو زكريا بن أفلح الصدغياني‪.‬‬ ‫كتاب الجواهر‪:‬‬ ‫ف أبو القاسم البرادي كتابه الجواهر المنتقاة فيما اخل به كتاب‬ ‫ال‬ ‫الطبقات هو كتاب طبقات المشايخ تأليف العلامة أبي‬ ‫الطبقات وكتاب‬ ‫سعيد الدرجيني وهو الآخر ينحدر من أسرة علمية عرفت‬ ‫العباس أحمد بن‬ ‫الصلاح والإصلاح وهو كتاب يمتاز بجمال أسلوبه‬ ‫بالعلم والفضل و‬ ‫من أجل كتب المذهب في تاريخ الدولة الرستمية‬ ‫الآ دبي الرائع‪ ،‬وهو‬ ‫(_ لناصاإباض_]‬ ‫آ‬ ‫وتراجم علماء المذهبؤ غير أنه لم يتطرق إلى أحداث الخليفتين عثمان بن‬ ‫عفان‪ ،‬وعلي بن أبي طالب وهي التي تعرف باحداث الفتنة أو تاريخ‬ ‫الفتنةؤ أو الفتنة الكبرى" ورأى البادي أن ذلك مخل بكتاب الطبقات" على‬ ‫اعتبار أن تلك الأحداث هي الأساس الذي افتزقت عليه الأمة إلى فرق‬ ‫ومذاهب لذلك فهو استدراك على كتاب الطبقات بذكر أحداث الفتنة‬ ‫الكبرى‪ ،‬حيث إن تلك الأحداث تشكل الجانب الأكبر والمهم من كتاب‬ ‫الجواهر‪ ،‬وقد ساق المؤلف بعض أحداث السيرة النبوية على صاحبها‬ ‫أفضل الصلاة وأ التسليم بصورة موجزة‪ ،‬وأيضا ساق تاريخا موجزا عن‬ ‫الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب‘ كمدخل إلى ذكر احداث‬ ‫الفتنة الكرى بصورة مفصلة‪.‬‬ ‫ولكن يا ترى هل هذا هو السبب في تأليف أبي القاسم البرادي لكتاب‬ ‫الجواهر المنتقاة هذا؟ أم هناك سبب آخر دفعه إلى تأليفه؟‪.‬‬ ‫في رأيي أن هناك سببا آخر دفعه إلى التأليف ذلك السبب هو ما كان‬ ‫تعيشه تلك الفترة من تعصب مذهبي حاد كما يقول الشيخ علي يحي‬ ‫معمر كتابه‪ " :‬الإباضية في تونس في معرض حديثه عن الشيخ أبي القاسم‬ ‫البرادي حيث قال‪ « :‬والذي يبدو من دراسة التاريخ أن الفترة التي كان‬ ‫فيها آبو الفضل كانت من أحرج الفترات التي مرت على جبل دمر‬ ‫والجنوب التونسي كله فقد كانت العصبية المذهبية بلغت حدا كبيرا على‬ ‫آن كتاب الجواهر المنتقاة على أهميته للباحثين باعتباره أفضل كتاب يناقش‬ ‫"‬ ‫) بير عمار والبلزد المغاربية ‏‪١‬‬ ‫أحداث الفتنة الكبرى على عهد الخليفتين عثمان بن عفان وعلي بن أبي‬ ‫طالب بشكل واسع لم يطبع سوى طبعة واحدة حجرية من مكتبة الباروني‬ ‫بمصر سنة ‪١٣٠٢‬هف‏ وهي طبعة مملوءة بالأخطاء الإملائية والمطبعية‪ ،‬وقد‬ ‫اجتهدت في تصحيح هذه الطبعة في ضبط الكلمات والأسماء والمعلومات‬ ‫مستعينا بالمصادر الآخرى ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬ ‫صاحب مكتبة دار الحكمة بلندن لطبع هذا الكتاب القيم ليكون من‬ ‫منشورات مكتبته العامرة عمرها الله بالعلم النافع والعمل الصالح والأدب‬ ‫الرفيع‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫مسقط ‏‪ /٦ /١٣‬‏ه‪٤٣٤١‬‬ ‫‏‪ /٤ /٢٥‬‏‪.‬م‪٣١٠٢‬‬ ‫النماص الإباضي‬ ‫|‬ ‫‏‪٧٢‬‬ ‫القسم الأول التواصل العياني المغاربي إباضيا ‪........................‬‬ ‫بداية التواصل ‪......................................................‬‬ ‫التواصل العياني المغاربي على عهد دولة الإمامة الثانية ني عيان‬ ‫‏‪٠...................................‬‬ ‫‪......‬‬ ‫والدولة الرستمية بالمغرب‬ ‫‪ 3‬الد عم ‏‪ ١‬مالي ‪٢٩......... .................................................... :‬‬ ‫التواصل على عهد النباهنة في عيان ‪...................................‬‬ ‫التواصل على عهد اليعاربة ني غان ‪...................................‬‬ ‫التواصل على عهد دولة البوسعيد في عيان ‪............................‬‬ ‫ضل اليلم وَالْعُلمَاء ‪................................................‬‬ ‫القسم الثاني الزعيم الباروني في الشعر العياني ‪........................‬‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫|[ جيد عمان والبلد المغاربية ]‬ ‫الباروني في عيان ‪ ............................................................‬‏‪١١٢‬‬ ‫الباروني مرحبا به في عيان ‪ ...................................................‬‏‪١١٦‬‬ ‫الباروني عالما ‏‪١١٦..............................................................‬‬ ‫الباروني مقاوم للمحتل الإيطالي ‪ ............................................‬‏‪١١٧‬‬ ‫الباروني بطلا ‪ ...............................................................‬‏‪١١٩‬‬ ‫‏‪١٢١‬‬ ‫الباروني سياسيا ‪............................................................‬‬ ‫الباروني مصلحا ‪ ............................................................‬‏‪١٢١٣‬‬ ‫رثاء ابي سلام للباروني ‪ ......................................................‬‏‪١٢٥‬‬ ‫القسم الثالث تقديمات لكتب إباضية مغاربية ‪ ................................‬‏‪١٦٧‬‬ ‫تقديم كتاب الدينونة الصافية للعلامة الإمام عمروس بن فتح المساكني ‪ ......‬‏‪١٢٨‬‬ ‫تقديم كتاب السير للشهاخي ‪ .................................................‬‏‪١٣١‬‬ ‫تقديم كتاب الفرق بين الإباضية والخوارج ‪ .................................‬‏‪١٣٩‬‬ ‫تقديم كتاب الإباضية مذهب إسلامي معتدل" للعلامة الشيخ علي يحي معمر ‏‪١٤٣‬‬ ‫تقديم كتاب الأحكام للعلامة ابي زكريا يحي بن الخير الجناوني ‪ ............‬‏‪١٥١‬‬ ‫تحقيق د‪ /‬عمر بن حمو لقمان سليمان بوعصبانة ‪ .............................‬‏‪١٥٤‬‬ ‫تقديم كتاب الجواهر المنتقاة لأبي القاسم البرادي ‪ .........................‬‏‪١٦٥‬‬