EEE REET ۱ ۱ عليه 7 1 رحمه الله پس پپپ پپپ پس پس پس پس ‎EEE‏ 3 ا له وعلق أحمد بن سعود السيابى 4 صححه وقدم ٤ ‎E‏ مه العلا EIR ‏ی‎ الحواهر المشماة تاليف : العلامة أبي القاسم بن إبر اهيم البرّادي رحمه الله أحمد بن سعود السيابي الطبعة الأولى دار الحكمة لدان ° الجواهر المنتقاة ۰ تأليف: العلامة أبي القاسم بن إبراهيم البرادي صححه وقتم له وعلق عليه: أحمد بن سعود السيابي ° الطبعة: الاولى ° الناشر: دارالحكمة -لندن ° الاخراج الفني: شركة 110 (87) ‎B6‏ -لندن ISBN: 978 1 908918 68 0 © حقوق الطبع محفوظة Publishing and Distribution 88 Chalton Street, London NW1 1HJ Tel: 44 (0) 20 7383 4037 Fax: 44 (0) 20 73830116 E-Mail: hikma_uk@yahoo.co.uk Website: www.hikma.co.uk سیم الحديث عن أبى القاسم البرادي هو حديث عن عائلة كريمةء کان أبو البرادي: مولدا ونسبا فهو الإمام العالم العلامة أبو الفضل؛ أبو القاسم بن إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن أبي عمران البرّادي الدمري» ينتمي إلى قبيلة دمر المتحدرة من قبيلة زناتة التي هي إحدى فروع نفزاوة القبيلة الأمازيغية والظاهر أن أبا القاسم اسم له وليس كنيةء» وإنما كنيته أبو الفضل» ولعل أبا القاسم أصله بابا القاسم» وبابا يعني سيدنا ثم اختصر إلى با القاسم› ثم إلى أبي القاسم على طريقة الأمازيغ الذين يكنون عظماءهم بأسمائهم كما يقول العلامة المحقق أبو اسحاق إبراهيم اطفيش في ترجمته لأبي داود سليمان الثلاڻي لشرحه على مقدمة التوحيد. | ولد أبو القاسم البرادي سنة ٠۷۲ في منطقة جبل دمر بالجنوب التونسي› وسمي جبل دمر نسبة إلى ساكنيه من قبيلة دمر ويطلق على المنطقة حاليا «بتی خداش ». البرادي: تعلما وتعليما كان جبل دمر معموراً بالعلم والعلماء في ذلك العهد الذي ولد فيه البرادي» وهنالك درس أبو القاسم علومه في فنون العربية وعلوم الشريعة . وكانت جزيرة جربة التونسية مملوأة هي الأخرى بكبار العلماء ومزدهرة بانتشار العلم» لذلك راق له الانتقال اليها لكي يتلقى العلم على أساطين العلماء فيها وفي مقدمتهم الشيخ العلامة الكبير يعيش الزواغي المتربع للتدريس بمنطقة وادي الزبيب وكذلك الشيخ ابو البر صالح بن نجم المغراوي في صدغیان. وبما أن جبل نفوسة() له في الوسط العلمي الاباضي منازل› فقد شد أبو القاسم الرحال إليه ليلتحق بمدرسة الإمام العلامة العلم أبي ساكن عامر بن علي الشماخي صاحب كتاب الإيضاح الكتاب المسدد؛» والمصنف المعتمد» كما التحق بمدرسة الشيخ أبي موسى الطرميسي الذي هو شيخ الشماخي. إن الدراسة في جبل نفوسة والجلوس إلى مشايخ العلم فيه» يعتبر إجازة علمية عالية لمن يحظى بذلك ويوفق إليه . وهكذا اغترف أبو القاسم العلم من مناهل العلم؛ ويعزو الشيخ الولي الصالح سالم بن يعقوب الجربي» جرأة البرادي العلمية وقوة شخصيته واستقلاله الفكري إلى دراسته في جبل نفوسة الذي يعتبر العاصمة الإيمانية للوجود الإباضي في بلاد المغرب الإسلامي . وبعد أن انتهت مرحلة الأخذ العلمي والتلقي المعرفي بالنسبة إلى حياة البرادي› فقد حان أوان الاعطاء العلمي والنشر المعرفي منه» وهناك رجع إلى ١) يقع في غرب ليبياء» ونسال الله أن ترجع إليه مكانته العلمية والدينية بعد أن انتهى الطاغية القذافي» وزال عهده إلى غير رجعة. ٤ موطنه «جبل دمر» كرد للجميل إلى أبناء بلده الذي أنجبه انساناء وكونه عالماً أولاء وذلك لكي يحارب الجهل؛ ويكافح الجاهلين» ولكي يدافع عن مذهبه» ویدفع عنه خصومه. ولكن الظاهر أن جربةء تلك الجزيرة الوادعة الجميلة تركت في نفس البرادي اثر لم يمحه الزمان ولا المكان» فشدّه الحنين اليهاء ليحمله إلى العودة اليهاء وبالتحديد إلى منطقة وادي الزبيب» ذلك الوادي الذي يشكل لوحة طبيعية خضراء وواحة ظليلة من أشجار الزيتون حيث كان تلقى تعليمه في مرحلة ما» من حياته التعليمية . البرادي: عالما ومرجعا أخذ البرادي يتدرج في سلم القيادة الدينية والمرجعية العلمية للمجتمع في جربة حتى آلت إليه القيادة الدينية والمرجعية العلمية فيهاء وأصبح رئيس عزابتها ورئيس مجلس علمائها بعد وفاة الشيخ سعيد بن علي يامون» ونظرا لما كان يتمتع به مؤلفنا من همة لم تفتر ونشاط لم ينقطع› فقد زار بعض مواطن المذهب في بلاد المغرب الإسلامي للتعرف على أصحابه» وللبحث عن كنوزه العلمية التي حصل على قدر لا بأس به منهاء الأمر الذي جعل له منها وافداً علمياء وزاداً معرفيا» استزاد بهما علماً ومكناة في التأليف والتصنيف . وكان له فرصة اللقاء بأهل عمان في مكة المكرمةء عندما ذهب لأداء مناسك الحج ولعله اقتنى منهم كتب المذهب المشرقيةء وريما أنه صارت ١) زرت جربة للمرة الأولى في شهر فبراير سنة ۱۹۹۸م وكانت زيارة قصيرة ليوم واحد» وزرتها للمرة الثانية لحضور الملتقى العلمي لعمي سعيد الخيري الجربي في الفترة من ٢۲ - ۲۷ ديسمبر ٢٠٠۲م وقد أعجبني المنظر البهيج لوادي الزبيب . 0 له اتصالات مستمرة عبر الحجاج المشارقة والمغاربة» لأن موسم الحج فرصة اللقاء بين الجانبين» ومكان التبادل العلمي بينهم» حيث كان الكتاب المغاربي يصل إلى المشرق بواسطة الحجاج المغاربة والكتاب المشرقي يصل إلى المغرب بواسطة الحجاج المشارقة. كما أن الزيارات المتبادلة التي كان يقوم المشارقة والمغاربة لها دور كبير في إيصال الكتب فيما بينهم . مۇلفاتهە: الف الإمام أبو القاسم البرادي عدداً من المؤلفات هي : الجواهر المنتقاة الذي هو بين أيدينا الآن. البحث الصادق والاستكشاف عن حقائق وأسرار كتاب العدل والانصاف» وكتاب العدل والإنصاف هو في أصول الفقه لعلامة المنقول والمعقول الإمام أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني من علماء القرن السادس الهجري . اطروحة المفيد في الحقائق والاعتقاد والتوحيد . رسالة في تقييد كتب الاباضية . شفاء الحائم شرح لبعض كتاب الدعائم. وكتاب الدعائم هو كتاب في العقيدة والفقه بنظم شعري للإمام أحمد بن النظر السمائلي العماني من علماء القرن السادس الهجري . له فتاوى يقول الشيخ سالم بن يعقوب الجربي انها كثيرة وتدل على أنه قد بلغ درجة كبيرة في الاجتهاد. تلاميذە: حمل العلم عنه كثيرون منهم : ابنه عبد الله بن أبي القاسم البرادي ابنه محمد بن بي القاسم البرادي © سعيد بن أحمد السدويكشي ابو زكريا بن افلح الصدغياني كتاب الجواهر ألف أبو القاسم البرادي كتابه «الجواهر المنتقاة فيما أخل به كتاب الطبقات » وكتاب الطبقات»› هو كتاب طبقات المشايخ تأليف العلامة أبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني وهو الأخر ينحدر من أسرة علمية عرفت بالعلم والفضل والصلاح والاصلاح؛ء وهو كتاب يمتاز بجمال اسلوبه الأدبي الرائع» وهو من أجل كتب المذهب في تاريخ الدولة الرستمية وتراجم علماء المذهب» غير أنه لم يتطرق إلى أحداث الخليفتين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وهي التي تعرف باحداث الفتنة أو تاريخ الفتنةء أو الفتنة الكبرىء ورأى البرادي أن ذلك مخل بكتاب الطبقات» على اعتبار أن تلك الأحداث هي الأساس الذي افترقت عليه الأمة إلى فرق ومذاهب» لذلك فهو استدراك على كتاب الطبقات بذ كر أحداث الفتنة الكبرىء حيث أن تلك الأحداث تشكل الجانب الأكبر والمهم من كتاب الجواهر» وقد ساق المؤلف بعض أحداث السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم بصورة موجزة» وأیضا ساق تاریخاً موجزا عن الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب» كمد خل إلى ذكر أحداث الفتنة الكبرى بصورة مفصلة . ولکن يا ترى» هل هذا هو السبب في تاليف أبي القاسم البرادي لكتاب ۷ الجواهر المنتقاة هذا؟ أم هناك سبب آخر دفعه إلى تأليفه؟ في رايي أن هناك سبباً آخر دفعه إلى التاليف» ذلك السبب هو ما كانت تعيشه تلك الفترة من تعصب مذهبي حاد» كما يقول الشيخ علي يحيى معمر في كتابه « الإباضية في تونس» في معرض حديثه عن الشيخ أبي القاسم البرادي حيث قال « والذي يبدو من دراسة التاريخ أن الفترة التي كان فيها أبو الفضل كانت من أحرج الفترات التي مرت على جبل دمر والجنوب التونسي كله فقد كانت العصبية المذهبية بلغت حدا كبيرا» على أن كتاب الجواهر المنتقاة على أهميته للباحثين باعتباره أفضل كتاب يناقش أحداث الفتنة الكبرى على عهد الخليفتين عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب بشكل واسع؛» لم يطبع سوى طبعة واحدة حجرية من مكتبة الباروني بمصر سنة ٢ه وهي طبعة مملوأة بالأاخطاء الإملائية والمطبعيةء وقد اجتهدت في تصحيح هذه الطبعة في ضبط الكلمات والأسماء والمعلومات مستعيناً بالمصادر الأخرى ذات الصلة بالموضوع. وإنها لمبادرة ايجابية وطيبة من أخينا الأستاذ الكريم حازم السامرائي صاحب مكتبة دار الحكمة بلندن لطبع هذا الكتاب القيم ليكون من منشورات مكتبته العامرة عمرها الله بالعلم النافع والعمل الصالح والأدب الرفيع. وله ولي التوفيقء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . أحمد بن سعود السيابى مشّدمة الكثاب بسم الله الرحمن الرحيم صّلى الله على سيدنا محمد وأله وصحبه قال الشيخ أبو الفضل أبو القاسم بن إيراهيم البرادى رحمه الله وغفر له ولجميع المسلمين والمسلمات * آمين. الحمد لله الذي خلق الإنسان وفضّله على كثير من خلقه تفضيلا وسخر له اللسان وعلمه القرآن الذي فضل به على كل شيء تفضيلا وشرّفه بالغريزة العقلية وهي أفضل الأشياء المخاطبة من الله عز وجل بالإقبال والإدبار والأخذ والإعطاء أول الأشياء المتردد بسببها العالم الآدمي المكلف بين أَعْلىَ عليّين واسفل سافلین حتی صار من غلب عقله هواه سما وعلا ومن غلب هواه عقله دنى فتدلى وجعل لهم إلفا سكنا من جنسهم وبعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . أحمده حمدا كثيرا إذ كان أهلا للحمد لكرمه وحلمه وأصلي على صفوة الحق من جميع الخلق نبينا محمد عدد ما في علمه وعلى إخوانه والمرسلين وعلى الملائكة المقربين وعلى سائر المؤمنين والمؤمنات أجمعين (أما بعد) فاني رأيت كتابة الطبقات ضالة عز شدوها ومنشدوها ومنهلاً عذبا قد أعوز واردوها ومورودها مع أنه فیما اشتمل عليه من غرائب الأخبار وعجائب مناقب السلف الأخيار قد صار ۹ كالوسطى في العقد وفيما أودع من الخطب البريعة والنكتة الحسنة الرفيعة كالروضة الزهرا التي قد أمرعت تلالها ومجانيها وكالحديقة الخضراء التي ينمت قطوفها ومجانيها» وقد كنت كفت به منذ تراء لي عمله ونهى الي علمه فما وقفت فيه على أم إلا على نسخة ترمد العين وتورث القلب الخطا والغين» حتى يسر الله نسخة أخرى أشبه قليلا من الأولى› فتصفحت عند ذلك صفحاته› وتنشقت نفحاته› فوجدته كما تصفه الألسن وفيه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين» إلا أنه أغفل عن ذكر الصدر ر الأول وأخل بذ كر ما عليه المعوّل» وإنما له حظ من الخملةء واستغنى به عن التفصيل بالجملةء وأشار بالحديثين من بعيد إليهء موذنا وزعم أن شهرته مغنية عن الدلالة عليه فرأيت ذلك وصمة أزرت بكماله وسماجة قصرت به عن مدا أمثاله› قال الشاعر: ما سّلم الظبي على حسنه كلا ولا البدر الذي يوصف والبدر فيه كلف يعرف ثم إنه قد استبان لي بعين البصيرة في الشيخ أبي العباس أحمد بن سعيد رضي الله عنه» أمرقد قام في ذلك عذره» وناجتني مروءتي ببعض أحواله› حتی انكشف لي سره وهو كونه بين ظهراني المنتقدين الحاقدين من وتحفظه من بغي الحاسدين والحاضرين المؤتلفين» فمن ۱( أي مخالفي الأباضيةء وهو اصطلاح متبع لدى اصحاب جميع المذاهب في وصف مخالفيهم. ويتسم العهد الذي عاش فيه ابو العباس الدرجيني صاحب كتاب الطبقات بالتعصب المذهبي› علما بان ذلك التعصب ليس مقتصرا على مذهب دون مذهب. ا ذلك أغفل والله أعلم عن ذكر الفتن وعدا عن تلك المحن؛» فجمعت في ذلك من آثار أصحابنا وغيرهم كتابا سميته ب « جواهر المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات » وذ كرت فيه من الأخبار ما جری مجری الطرفة وخرج» من حدٌ الكلفةء وذكرت فيه نكتا عجيبة في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيعاً من أخباره وأخبار الخلفاء وأخبار الفتن الأربع. وذكرت من سماه الشيخ أبو عمار في الطبقة الأولى» وجوابات الأئمةء كجواب ابن إباض» وجواب محمد بن أفلحء وختمته بخاتمة في ذكر الموت. ومع هذا فكاني أنظر إلى قنا المنتقدين أشرعت» ورشقت؛» وسهام المعترضين نصلت وفوقت» وكلهم مشمر عن ساعد الاجتهاد» فإذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حدادء وقصدي واعتقادي أن يكون لي هذا الكتاب عند النظر في كتاب الطبقات تبصرةء ومع الغفلة عنه تذ كرة؛ ولا علي فيمن عاب أو غاب أو جاب الصخر في الوضع والتعييب أو حاب؛» فالله يتولى السرائر ويطلع من عباده على الضمائر. هذا وإلى لله أشكو من جور النساخ المساخ المصحفين المحرفين المعطلين المبطلين الذين أحالوا الدواوين وحولوها وأورثوها المحال وبدلوهاء وفساد الزمان وكثر العدوان وهيجان الفتن وكثرة الزلازل واستضعاف الحق وانتصار الباطل» وانقراض العلماء وذهاب العلم ودروسه وعموم الجهل وكثرة الغدر» وقلة الطماأنينة وارتفاع الأمانة وقلة الثقة. ولقد جاوزنا العصر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر رجل فيقول: یا لیتني کنت مکانه»» وما ذلك من كثرة صلاة ولا صيام ولكن من شدة ما یری من الفتن والله أرغب إليه في العصمة والسلامةء وما كان في الكتاب من خطا أو زلل ۱ فمني ومن الشيطان» وأنا استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفار الذنوب جميعاء واساله التوبة من الزلل كله في القول والفعل وأسأله العفو ولا حول ولا قوة إلا باله العلي العظيم . 4 تقس مشّدمة کاب الطمّات قال الشيخ أبو العباس أحمد بن سعيد الدرجيني رحمه اله الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور» الحمد معناه الثناء بالحسن الكامل» وهو من المساعي الظاهرة وهو على وجهين مطلق ومقيد» فالمقيد منه فرض والمطلق واجب» فالمقيد منه قولناء الحمد له الذي هدانا وما أشبهه» والمطلق الحمد لله الذي خلق الخلائق» وما أشبهه» واختلف الناس في الحمد والشكر فقال قوم الحمد هو الشكر والشكر هو الحمدء وقال قوم : الحمد هو الثناء يقابل اللوم والشكر عرفا يقابل الكفر وهو الصحيح إن شاء الله فالحمد باللسان خاصة والشكر باللسان والقلب والجوارح» واختلفوا فيهما أيهما أعم وأيهما أخص؛› فقال قوم : الحمد أعم والشكر أخص ووجه هذا القول إن الحمد يكون ولو في غير النعمةء فتقول حمدت شجاعة فلان وسخاءه وحسبه؛ء وإن لم يد إليك يداً والشكر على النعمة خاصة. وقال آخرون: الشكر أعم لأن الشكر يكون باللسان والجوارح والقلب» والحمد باللسان خاصةء وقوله الحمد لله الذي خلق السموات والأرض خبر بمعنى الأمر» أي أخلصوا الحمد لله وإنما خصص أبو العباس خطبة كتابه بأول هذه السورة لما علمه من فضلها وبركتهاء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سورة الأنعام نزلت ومعها موكب من الملائكة وقد ملأت الخافقين لهم ۳ زجل بالتسبيح والأرض لهم ترتج»» ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه ربي العظيم ثلاث مرات ونزلت جملة واحدة ليلا وقال ابن عباس: شيعهًا سبعون الف ملك الذي خلق السموات والأرض 4 اللذين هما فيما اشتملا عليه أعظم الآيات الدالة على اللّهء ثم قال ل وجعل الظلمات والنور يعني ظلام اليل وضياء النهار» وقال بعضهم خلق الله الظلمة قبل النور والليل قبل النهار والجنة قبل وقال بعض الظلمة الكفر والنور الإيمان» نظير لا يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ل يعلم ما تسرّون ¶ في قلوبكم ل وما تعلنون ¶ أي يعلم أعمالكم كلها فيحفظها عليكم حتى يجازيكم بها ل وله عليم بذات الصدور ‏ أي بما كان مستتراً فيهاء والصدور هنا إشارة إلى القلوب ل خلق الإنسان 4 اختلفوا فيه فقال بعضهم: هو آدم عليه السلام نظيره هل أتى على الإنسان 4 ل وعلمه البيان قالوا علمه أسماء كل شيء وتكلم بجميع اللغات وقالوا تكلم بسبعمائة ألف لغة أحسنها العربيةء وقال بعضهم الإنسان جميع الناس لأنه اسم الجنس› والبيان بيان الحلال والحرام والخير والشر وما ياتي وما يذر» وقال بعضهم البيان النظر الحسن والتمييز» وقال بعضهم البيان الكتابة بالقلم والخطء نظيره علم بالقلم الاية ‏ وكل شيء عنده بمقدار مفعال من القدرة أي كل شيء بحد محدود لا يتجاوزه» ولا يقصر عن والحسبان الحساب (جعل له عينين ولسانا وشفتين) الجعل إذا كان في صفة الله الخلقء ومن الخلائق الوصف» ( وهداه النجدين)› بين له الطريقين» طريق الخير وطريق وقيل هداه إلى الثديين› والهدى على وجهين» وجه خص به المسلمون» وهو العصمة والتوفيق» وهو تى قول الله عزل وجل ل فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من ٤ الحق أي وقوله تعالى «اؤلعك الذين هدى الله فبهداهم اقتده» والثاني استوى فيه المؤمن والكافر وهو معنى البيان» قال الله عز وجل» «وأما ثمود فهدیناهم» ( فسعید ) يسّره للیسری ( أو شقې ) يسره للعسرى» والكلام في هاتين المسالتين في آخر الكتاب أن شاء الله عندما نختمه بخاتمة في ذكر الموت (هو الذي خلقكم وما تعملون ) أي الله تعالى خلقكم وخلق أعمالكم» كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلق الله تعالى كل صانم وصنعته» وقد أبطل الله بهذه الآية مذاهب القدريةء إذ بين الله عز وجل أنه خلقها مع كونها مكتسبة للعباد» فأركد كيد المعتزلة وبين أنها عملها العباد مع أنه خلقهاء فزهق باطل المجبرة (لا يسئل عما يفعل ) لأنه رب ومالك وله التصريف في المربوب ( وهم يسألون ) لأنهم عبيد مملوكون وعليهم الطاعة والامتثالء وحقيقة هذا في الخاتمة بياناء (أحمده) حمد من عرف جلاله وكبرياءه أي أخلص الحمد والثناء الحسن له لأن من عرف جلاله وكبرياءه لا يحمد أحدا سواه والجلال العظمة التي لا تنبغي الا لله وكذلك الكبرياء ( واقدس من دون التشبيه صفاته وأسماءه) أصل التقديس التطهيرء وقيل التعظيم» قال الله عز وجل: فل ونقدس لك 4ء أي نطهر أنفسنا لك› وقيل نعظمك ونمجدك ( والصلاة على سيّدنا محمد ) والصلاة من الله عز وجل الرحمةء ومن الملائكة عليهم السلام الاستغفار» ثم قال ونسخ بشريعته كل شريعة ودین» نسخ: ازال وأذهب من قولهم نسخت الریح الأثر» ونسخت الشمس ثم ذكر فضيلة العلم وشرفه» فقال: ( وإن العلم خير دليل يقتدى به) ولا دليل إلا العلم الذي يقود إلى السعادة الأبدية ورضاء الله سبحانه» ولا ينال خير الدنيا والآخرة إلا بالعلم» والآيات والأحاديث والآثار في فضل العلم أكثر» وحسبك» « يرفع الله الذين آمنوا 0 منكم والذين أوتوا العلم درجات» وقوله تعالى «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم» فبداأ بنفسه وثتى بملائكته وثلٹ بالعلماء› فناهيك بهذا شرفاً وفضلا وقال صلى الله عليه وسلم «الإيمان عريان لباسه التقوى وزينته الحياء وسترته العلم». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أقرب الناس من درجة النبوة العلماء والشهداء»» أما العلماء فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل» وأما المجاهدون فجاهدواء» على ما جاءت به أنبياء الله. وقال صلى الله عليه وسلم: « يشفع يوم القيامة ثلائة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد»» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي› وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر» على سائر الكواكب»»› وقال صلى الله عليه وسلم: «بين العالم والعابد مائة درجة؛ء ما بين الدرجتين حصر الجواد المضمر سبعين سنة0» قال ابن مسعود: تعلموا العلم قبل أن يرفع» والذي نفس ابن مسعود بيده ليود رجال قتلوا في سبيل الله أن يبعٹهم الله وذلك لما يرون من كرامات العلماء» ثم قال ( والتقوى أرشد هاد يهتدى به ) والتقوى اسم جامع لكل خصلة محمودة من خصال الخير كلهاء ثم استشهد فقال (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فلا خشية لغير عالم ولا عالم إلا بخشية . وفي الحديث « أعلم الناس بالله أشدهم خشية لله»› وقيل: «العالم من خشي الله دون غيره» وفي الخبر كفى بالمرء علماً أن يخشى الله» وقيل في أبي بكر خواف حتى عرف ذلك منه فکلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى : إنما يخشی الله من عباده العلماء . ووجدت في الثعالبي في تفسير هذه الآية أنه قرأها بعضهم : إنما يخشى الله بالرفع من عباده العلماء بالنصب على معنى يختار فتأمله ٦ فإنه غريب جدا ثم قال : (العلماء ورثة الأنبياء ) . هذا حديث مشهور عن .الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أنه لا رتبة فوق رتبة النبوةء فلا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبةء ثم قال : (ففي الآية والخبر دليل على أن العلم هو ما صحبه العمل ) ولا علم الا بلا عمل شجرة بلا ثمرة» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن فيهم رسول الله عليه وسلم «يجمع الله يوم القيامة العلماء في بقيع ثم يقول لهم: «لم أضع علمي فيكم وأنا أريد أن أعذبكم اذهبوا فقد غفرت من الدجال»ء قيل: « ومن هو يا رسول اه قال: «علماء السوء إلا العمل بالعلم لا غير وإلا فهم كلهم علماء» ( والوجل ) الخوف وها هنا يجب النظر في العلم الذي أورد فيه هذه الفضائل ما هو قال الغزالي في إحياء علوم الدين: اختلف الناس في العلم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: « طلب العلم فريضة على كل مسلم أو كل محتلم» في رواية أخرى» وقوله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا العلم ولو بالصين »› وتحزبوا فيه أكثر من عشرين فرقة وتعلق به أصحاب الفنون كلها كأصحاب الكلام وأصحاب الفقه والمحد ثين والمفسرين والمتصوفين وغيرهم› والمحصول من اختلافهم ما ذكر الشيخ أبو سهل الورجلاني أستاذ الشيخ أبي العباس مؤلف كتابنا في هذا العلم في العقيدة قال : فاما العلم الذي طلبه فرض فقد أكثروا القول فيه وتحصره القسمة فى ثلاثة أقسام: علم التوحيد» وعلم السر رسوم القلب وما يتعلق به وعلم ۱۷ ۔ الشريعة الحنيفية السمحة السهلة. هذه الثلاثة مفروض طلبها ثم تقديم الأهم فالأهم والعلم خير من الجهل في جميع الأشياء» ثم قال: (فإن من خشي الله تعالى فيما لديه كان سعيداً فيما يقدم بین یدیه) نظیره قوله تعالی: إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات أولعك هم خير البرية إلى قوله» «ذلك لمن خشي ربّه»» وإلى قوله: «إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم. . » الاية. وإلى قوله: « يخافون ربهم من فوقهم» وإلى قوله «والذين هم من عذاب ربهم مشفقون» إن عذاب ربهم غير مامون». ثم قال: ( وهل لمن عرى من الخشية فوز بعمل الحسنات أو استحقاق وراثة لتلك الدرجات ) وقد اعتبر ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بأقوام يوم القيامة لهم حسنات كأمثال الجبال فيؤمر بهم إلى النار» الحديث؛» ومن قوله: « وال عليهم نبا الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها»» الآية» ومن قوله: « فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون »› ثم قال: ( نزع ) مال يقال نزعت الناقة إلى الفصيل إذا حنت إليه ونزع فلان إلى وطنه» أي مال اشتياقا إليه» قال ذو الرمّة: ظللت کاني واقف عند رأسها فحاجة مقصود له القيد نازع والنزع والاشتياق بمعنى ( والمناقب ) الفضائل؛» قال أبو تمام: إذا افتخرت يوما تميم نفوسها وزادت على ما وطرت من مناقب يقال نشرت فضائله واشتهرت مناقبه (والهوی) مقصور هوی النفس أهواء» واهل الأهواء هم آهل الدع المضلة (والهاوين ) ويكون أيضا الواقعين» ومن هوت الدلو في البثر والهُوّى ۸ جمع هوّة وهي الحفرة (اقمنْ أحق) يقال أقمن واجدر وأحق وأولى وأحرى. يقال : قفوت أثر فلان وقفيته وتأسیت به واقتدیت به وأتممت به واتسمت بسيماه وتخلقت باخلاقه كلهاء بمعنى ينقذنا بالذال المعجمة يخلصنا ثم قال ( وقد سال من وجبت طاعته) ذكر لي بعض العزابة أن سبب تأليف أبي العباس هذا الكتاب لما وصل الحاج عيسى بن زكریا من بلاد عمان بما معه من الكتب التي ورد بها أرض المغرب كحل ابن وصاف وجامع الشيخ أبي الحسن وجامع ابن جعفر وغیره» فكان مما رغب إليه فيه إخوانه أن قالوا له وجهوا لنا كتابا يتضمن سیر أوائلنا ومناقب أسلافنا من أهل المغرب من لدن وقع فيه مذهبنا إلى هلم جرا فإنه قد عميت علينا أنباؤهم وغابت عنا آثارهم من بعد الشقة وعظم المشقةء فشاور من بجربة يومئذ من العزابة والفقهاء ومن يشار بالبنان إليه من الحذاق والنبهاء وقرر طلبة اخوانهم إليهم ووصف لهم الكتاب المشروط عليهم فنظروا في كتاب الشيخ أبي زكريا يحیی بن أبي بکر فوجدوه مخلاً ببعض التفصيل قاصرا دون أمد التحصيل؛ مع أن لسان البربرية أورد ألفاظه موارد التكليف وقلة تحفظه على قوانين العربية أدخل ببعض معانيه مجاهل التعسف فاهتموا بتصنیف کتاب یشتمل على سير الدولة الرستمية ومناقب الأسلاف كما طلب ذلك إليهم› فلم يروا أهلاً لهذا التصنيف غير أبي العباس» فعنده طلبه الحاج المذ كور وهو السائل الذي وجبت طاعته والله أعلم إن وصل الكتاب عمان أم لا (انتقيه) اختاره من جملتها (السؤال) فعال من المسائل اشارة إلى تاكيد الرغبة ( استعفا) طلب أن يترك ( استقال ) طلب الإقالة ( النكير) المنكر المحظور ( المحظور) الممنوع ( التهذيب ) تخليصه من العيب ( الحصر) كلالة اللسان وكذلك الفهاهة يقال فلان حصر اللسان وما فوه ۹ اللسان (وهو رجل به فضاء وبه فهاهة الأعضاء) كناية عن السماجة› ثم قال: (متيقن أن الماء يطيب بطيب مورده وان کان أجاجا) أغمض على مراده بهذا المثل وقد يلوح لي فيه شيء والله أعلم بمراده وعندي أنه ضرب هذا مغلا لكتابه وكتاب الشيخ أبي زكرياء فجعل كتاب الشيخ في خشونة ألفاظه وخلوه من مستغربات الاستعارة ومستغربات الكناية وطلاوة البيان ورونق اللسان كالملح المقرء وكتابه فيما اشتمل عليه من الخطب المحبّرة العجيبة والفوائد الأنيقة كالعذب الثجاج» وجعل الشيخ أبا زكريا في ورعه وفضله وسعة فنونه وغزارة عيونه مورداً طيباء وجعل نفسه في قلة الاتساع موردا دنيّا» وفضل كتاب الشيخ بفضيلة الشيخ لا بفضيلة الكتاب» وحقر كتابه بحقارته لا بحقارة الكتاب› وهذا ألطف ما يكون من الاشارة والله أعلم ( والأأجاج) الملح ( والمقر) المر ( والثشجاج) الصباب قوله (لا غرو) أي لا عجب قوله: (السكيت والمجلى ) * السابق الأول المنسلخ من الجلبةء والثاني بعده المصلي والثالث المسلى» والرابع التالي» والخامس المرتاح» والسادس العاطفء والسابع المحطى» والثامن المؤمل» والتاسع اللطيم» والعاشر السكيت› فانظر الان ما بين المجلي والسكيت» والشاو الطلق. ثم قال: (لا يتطفل عليكم)» المتطفل الداخل على الشرب بغير إذن ( والوابل ) المطر الغزير (والطل) الرش» ثم ذكر مسالك الدين وبين ثلاثة وأغفل الرابع وهو الشراىء ومعناه البيع؛» لأن الشراة باعوا أنفسهم لله بجنته› يقال : شريت الشيء واشتريته ابتعته» ولا يصح لهم الخروج إلا بأربعين فما فوق› ولا يجوز لهم الرجوع إلا أن يظهر دين الله أو ينتقصوا عن ثلاثة رجال فحينعذ يجوز لهم الرجوع؛ وقوله أن يدهمهم يعني يفاجا. (الطبقة الأولى) صفة النبي صلى الله عليه وسلم نصدرها هنا جملة من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم» فأقول والله المستعان أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتطامن» ليس بالأمهق ولا بالادم» ليس بالجعد القطط ولا بالسبطء بعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره فاقام عشر سنين بمكة وعشر سنين بالمدينة» وتوفاه الله على رأس ستين سنةء وليس في وجهه ورأسه عشرون شعرة بيضاء ( الغريب ) القصير المتطامن من أقصر ما يكون والأمهق الشديد البياض وفي رواية أخرى من غير كتب أصحابنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيما قسيما فخما مفخماً عظيم الهامة رجل الشعر أقنا العرنين له نور يعلوه كأن تلالؤ نوره تلالؤ القمر ليلة البدر» أبلج أزج الحاجبين أتلع الجيد قليل لحم الناظرين ريان الوجه»ء كأن عنقه إبريق فضة أو جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق عريض الصدر بعيدأ ما بين المنكبين وكث اللحية سهل الخدين سبغ الفم مفلج الاسنان دقيق المسربة شتن الكفين والقدمين عالي التندوتين لا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفیه ۲ ١ وإذا ضحك تبسم وإذا دخل منزله جزء دخوله ثلاثة أجزاء» جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه» ثم يقسم جزءه بينه وبين الناس»› يساوي بين العامة والخاصة ولا يد خر عنهم شيعا ينظر في حوائجهم ويحدثهم بما يصلحهم ويرشدهم» ثم يقول ليبلغ الشاهد الغائب يخزن لسانه إلا فيما يعنيه» يكرم كريم كل قوم ويؤلف بين الناس ولا ينفرهم› مجلسه مجلس علم وحلم وهدى وأمانة وصبر وحياء لا ترفع فيه الأصوات ولا توبق فيه الحرم ولا يثني فلتاته› يوقر فيه الكبير ويرحم فيه الصغير لا يتنازعون فيه الحديث» إذا تكلم أطرقوا كأن على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلمواء وكان صلى الله عليه وسلم سهل الخلق دائم البشر ليس بفظ ولا غليظ ولا فحاش ولا عياب ولا صخاب ولا مزاح ترك نفسه من ثلاثة المراء وما لا يعنيه والاكثار» وترك الناس من ثلائة لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته» لا يتكلم إلا في ما يرجو ثوابه» يصبر للغريب على جفوته وللاعرابي على لفظه وجزافته» وكان يقول إذا رأيتم صاحب الحاجة فأرشدوه وأردفوه فان صاحب الحاجة مبهوت لا يكاد يرشد؛ وكان ياخذ الحسن ليقتدي به ويترك البذا والخنا لينتهي عنه الناس» إذا حدث أعاد وإذا وعظ جد» يعظم النعمة وإن دقت لا يذم أحداً وإذا وذي أعرض وأشاح وإذا رأی ما سره تهلل واستبشر وغض طرفیه يفتر عن مثل حب الغمام صلوات الله الطيبات ورحمته وبركاته عليه وعلى آله» ( الغريب ) الوسامة والقسامة الحسن في الوجه والضياء تقول العرب وسيم بين الوسامة والقسامة ظاهر الحسن والجمال والبهاء فخماً مفخماً ممتلئ المفاصل في غير انتفاخ اقنا المرنين» طويل الأئف البدر الهلال› ليلة ثلاثة عشر وأربعة عشر وفي سواها هلال وقمر والأبلج الخالي ما بين الحاجبين من الشعر» والعرب تمدح ذلك وتحمده وتذم ۲۲ الأقرن» قال أبو طالب يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم : وابلج يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة الأرامل والأزج المقوس الرقيق الحاجبين؛» والأتلع الجيد الطويل العنق والناظران عرقان في العينين يسقيان الأنف يعني رقيق جانبي الأنف» والدمية الغزالة كث اللحية خصيبها والفلج خلل بين الاسنان شثن الكفين والقدمين غليظهماء وهو ممدوح في الرجال ومذموم في النساءىء والتندوة للرجال موضع الثدي» ثدي للمرأة وتندوة للرجالء يخزن لسانهء يطيل الصمت .. البشر السرور والصخاب الكثير الكلام المبهوت الذاهل الذاهش اعرض وأشاح ذهب مولياً معرضاً وحب الغمام البرد الصغير ويفتر تنشق شفتاه. ٢۲ بدء الوحي الله عنها أنها قالت أول ما بدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح»ء ثم حبب الله إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد» أي يتعبد فيه تريد شهر رمضان» كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد فى غار حراءِ حتى جاءه الحق وهو فيهء فجاءه الملك فقال له: اقرأء فقال: ما أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذني فغطني» يعني خنقني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ثم قال: اقرأ.. فقلت : ما أنا بقارئ› فاخذني الثانية فغطني ثم أرسلني ثم قال: اقرأء فقلت : ما أنا بقارئ.. ثم اخذني الثالثة فغطني ثم أرسلني» ثم قال: ( اقرا باسم ربك الذي خلق› خلق الإنسان من علق› اقرا وربك الأكرم؛ الذي علم بالقلم» علم الإنسان ما لم يعلم ). قال» فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على خديجة يرجف فؤاده وهو يقول زملوني» يعني لفوني ودثروني حتى ذهب عنه الروع» فاعلم خديجة وأخبرها بالخبر» وقال : لقد خشيت على نفسي» فقالت: كلا والله لا يخزيك الله وقد كنت تضصل الرحم وتحمل الكل يعني تعين الضعيف وتكسي المعدم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر قال: فلبست خديجة ثيابها وأتت به ٤ - شيخا كبيرا وقد عمى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فقال : هذا الناموس الذي ينزل على موسى ابن عمران» يعني جبریل عليه السلام وتمثل يقول شعرا: خب فيھ | وض تمنى أن لو أدرك نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا فيعينه ويؤيده بما قدر» وأما الرؤيا فإنه روي عن بعض المفسرين قال رؤيا الأنبياء عليهم السلام وحيء واستدل بقوله تعالی « يا بني إني ری في المنام أني أذبحك..)» الآيةء وقوله: فلق الصبح وفرقه ضياؤه وبياضه› وعن عاشئة رضي الله عنها أنها قالت: سال الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي يا رسول الله؟ قال : احياناً ياتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فينفصم عني وقد وعیت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فاعي ما يقول قالت عائشة وقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد وان جبينه لينصب عرقا ( قوله مثل صلصلة الجرس )› يريد أن صوته متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يقرع سمعه حتى يتبينه ويفهمه بعد ذلك ( وينفصم عنه ) فيتجلا عنه ما يصيبه منه» والمعنى أن الوحي إذا ورد عليه تصعده مشقة ويغشاه كرب لثقل ما يلقى إليه بيانه « ولو تقول علينا بعض الأقاويل » وقوله : «إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً» ولذلك كان يعتريه مغل حال المحموم وتاخذه الرحضاء يعني البهر وإنما ذلك ليبلو صبره» ويحسن تأديبه› ويرتاض› لحمل أعباء النبوة وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه ٥ وسلم كتب إلى هرقل”'. بسم اله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى.. أما بعد فاني أدعوك بدعاية الإسلام› أسلم تسلم› يؤتك الله أجرك مرتين» وإن توليت فإنما عليك إثم اليريسيين «يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بیننا وبينكم)» إلى قوله مسلمون؛» فوافاه کتابه وعنده رکب من تجار قریش فیهم ابو سفیان بن حرب فأحضرهم هرقل بین يديه ودعا بترجمانه وقال له: قل لهم أیکم اقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي» فقال أبو سفيان: أناء فقال لترجمانه : قل لهم اني سائله عن اشيا فإن كذبني فکذبوه» فقال ابو سفیان: فواله لولا الحياء من أن ياثروا علي كذبا لكذبته» فكان أول ما سالني عنه أن قال : کیف نسبه فیكم؟ قلت: ذو نسب. فقال لترجمانه: قل له وكذلك الرسل تبعث في نسب قومهاء قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قبله فقلت: لاء قال لترجمانه: قل له لو قال هذا القول أحد منكم قبله لقلت رجل یتاسی بقول قائل قبله» فقال هل کان من آبائه ملك قلت لاء فقال لترجمانه قل له لو كان من آبائه ملك لقلت رجل يطلب الملك» قال فاشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم» فقال: قل له هم أتباع الرسل فقال: يزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. فقال : للترجمان: قل ل وكذلك الإيمان يزيد حتى يكمل. قال: فهل یرتد أحد منهم سخطا لدينه بعد أن دخل فيه؟ قلت: لا.. فقال للترجمان : قل له وكذلك أمر الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب.. قال: فهل کنتم تتهمونه بالكذب؟ فقلت: لا. فقال للترجمان: قل له ما كان ١) القصد من ايراد المؤلف خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل. حوار هرقل مع أبي سفيان حول صفات النبي عليه الصلاة والسلام . ۳ ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. قال فهل يغدر؟ قلت: لا. فقال للترجمان: قل له وكذلك الرسل عليهم السلام لا تغدر» ثم قال: يماذا يأمركم؟ قلت : يقول أعبدوا الله ولا تشركوا به شيعا ويامر بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة وينهي عن عباده الأوثان. فقال للترجمان : قل له إن كان ما تقوله حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتین» وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم ولو أعلم أني أصل إليه لتكلفت ولو كنت عنده لغسلت الأذى عن قدميه» ثم أذن لعظماء الروم فدخلوا عليه فقال لهم هل لكم في الفلاح وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فصاحوا صيحة حمر الوحش فخرجوا. قال أبو سفيان: فخرجت وأنا أقول: لقد ابن أبي كبشة يخافه ملك بني الأصفر ها هنا» فلله در هرقل ما أعقله من رجل لو ساعد معقوله مقدوره ( الغريب ) اليريسيين الأكارين معناه فإن عليك إِثم من اتبعك من الزراعين والفلاحين الذين أنت ملكهم وإمامهم ودعاية الإسلام من دعا مثل شكاية من شکاء وقوله أمر أمر ابن أبي كبشة معناه كثر وأبو كبشةء رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان فعبد الشعر العبود فنسبوا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشبهوه به لمخالفته إياهم وبنو الاصفر الروم . ۲۷ اسداء التاريخ رتب أبو عمار رضي الله عنه الطبقات على سنين الهجرة والتاريخ الذي بينه وبين هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم» وأخذ في ذكر المشايخ من عند أبي بكر والواجب عليه أن يذ كر ابتداء التاريخ من أوله لكنه قصد الاختصار وتلاه أبو العباس فاقول والله أعلم إن أول من كتب التاريخ على ما وجدت في كتب بعض عمر بن الخطاب رضي الله عنه» وذلك أن رجلا تاه یوما فقال له: أرخواء فقال له عمر: وما أرخوا؟ قال : شيء تفعله الأعاجم تكتب أمرا في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذاء فقال عمر: حسن والله فارخوا. وقد كانت العرب قبل ذلك لا تؤۇرخ على أصل معلوم وإنما يۇرخون بالقحط والعام يكون عليهم› فشاور عمر رضي الله عنه بعض أصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم في التاريخ؟ ومن متى يۇرخون؟ فقال بعضهم أكتبوه من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم» وقال بعضهم من مهاجرته» وقال بعضهم بل اكتبوه من المحرم فإنه منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فاتفقوا على المحرم فقدموه في التاريخ من قبل الهجرة بشهرين واثنتي عشرة ليلةء وذلك أن رسول الله صلى الله عليه ١) أي مخالفي الأباضيةء وهو اصطلاح متبع لدى أصحاب جميع المذاهب في وصف مخالفيهم . ۸ِ وسلم هاجر في ربيع الأول وقدم المدينة يوم الاثنين لائنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وؤلد يوم الاثنين ومات يوم الاثنين» كلاهما لاثنتي . عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فنزل بقباء فأقام بها يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس ورحل من قباء يوم الجمعةء فجمع ببني سلمة وهي أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم› يمر بدور الأنصار دارا دارا يدعونه إلى النزول فيقول خير ويقول أتركوا ناقتي فإنها مامورة حتی انتهى إِلى موضع مسجده اليوم» فبركت ناقته عند وكان المسلمون يومئذ قد بنوا فيه مسجداً يصلون فيه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد فتعلقت به الأنصار فقال المرء مع رحله. وكان أبو أيوب قد أخذ رحله قبل ذلك فنزل على أبي أيوب» وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ركعتين› ركعتين كذا فرضت. عليه بمكة والناس يصلون معه كذلك» ثم قال يوما: أيها الناس أقبلوا فريضة ربكم فاتمت الصلاة أربعا للمقيم وركعتبين للمسافر وذلك لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر بعد مقدمه بشهر» ولم يختلف الناس في ذلك في ما قال صاحب الكتاب . قال وفي هذه السنة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود يصومون يوم عاشوراى فقال: وما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح اغرق الله فيه فرعون ونجا فيه موسى فصامه وأمر الناس بصيامه» وفي مسندنا الصحيح( أبو عبيدة عن جابر عن عاشعة رضي الله عنها قالت: كان يؤم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية فلما قدم رسول اله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه» فلما فرض رمضان كان هو ١) أي السنة الأولى للهجرة. ۲( أي مسند الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي . ۹ الفريضة وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء ترکه وفي صیامه ثواب وأجر عظيم . ۱ قال: وفي السنة الثانية من الهجرة فيها تزوج علي بفاطمة رضي الله عنهاء وفيها كانت فريضة رمضان في شهر شعبان» وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أمٌ بشر في بني سلمة فصنعت له ولأصحابه طعاماً فتغدوا وحضرت صلاة الظهر فصلى بأصحابه إلى القبلتين ركعتين إلى الشام وركعتين إلى مكة ثم أمر في الصلاة باستقبال الكعبة فاستدار واستدار الناس خلفه ثم صلى الركعتين الباقيتين ذلك المسجد وفي هذه السنة كانت وقعة بدر صبيحة يوم الجمعة لتسع مضين من رمضان وقاتلت الملائكة يومئذ ولم تقاتل في يوم غيره› وإنما کانوا يحضرون» وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : کنت اتبعت یوم بدر رجلا من المشرکین أرید قتله حتی سقط رأسه وما رايت أحدا ضربه. قال السنة الثالثة من الهجرة فيها تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر قبل تزويج حفصة خطب عليها عثمان وعرضها عليه فقال له عثمان سانظر في ذلك فمکث عمر ليالي فعرضها على أبي بكر وطلبه أن يتزوجها فسکت أبو بكر ولم یرد عليه شیئ فقال عمر فکنت على أبي بكر اوجد مني على عثمان» ثم مكثت ليالي فخطبها مني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت في نفسك؟ فقلت : نعم فقال : ما متعني أن اجاوبك فيها شيء إلا أن رسول اله صلى الله عليه وسلم ذكرها ۳۰ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويختار لها الأزواج نظرا منه لها فزوجها الله خير من الذين عرضها عليهم. قال: وفي هذه السنة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد حفصة في شهر رمضان ودخل بها فيه وأصدقها اثنتي عشرة أوقية فضةء قال: قلت ولم زينب أم المساكين؟ قال : لكثرة صدقتها لم يكن في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منها صدقة. قال وقد اجتمعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده يوماً فقلنا يا رسول الله أيتنا أسرع لحاقا بك؟ قال : أطولكن يدا.. قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا بعده في بيت أخذنا نمد أيدينا في الجدار نتطاول بمد الأيادي وكانت زينب امرأة صناعة اليد تدبغ وتخرق وتغزل وتتصدق به في سبيل الله فلم تزل تفعل ذلك حتى توفيت قبلناء وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا يدا فعلمنا أنها كانت أطولنا يدا في الخير والمعروف والصدقة. قال: ثم دخلت السنة الرابعة من الهجرة فيها رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهودي واليهودية على الزنا» ومن المسند أبو عبيدة قال: بلغني عن .ابن عمر قال: إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذ كروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا» فقال لهم ما تجدون في التوراة في شان الرجم؟ قالوا: نفضحهما ويجلدان؛ فقال ابن سلام كذبتم إن فيها للرجم آية فاتوا بالتوراة فاتلوها أن كنتم صادقين فأتوا بها فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقَرا ما قبلها وما بعدها فقال ابن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم تتلالاً فقالوا صدقت يا محمد أن فيها للرجم آية فامر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجماء قال ابن عمر فرايت الرجل يحنو على المرأة يقيها الحجارة . قال وفي هذه السنة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت ۳۱ أبى أمية أبی فی شوال ودخل بها فیه» وکان عدد من تزوج من النساء سبع عشرة امرأة أحصن منهن ثلاث عشرة وفارف الأربع قبل الابتناء بهن أسدية واٹنتان من نساء بني اسرائیل فالقریشیات خديجة بنت خویلد الأسدية تزوجها ب بمكة قبل النبوة فولد له منهاا لطيب والطاهر والقماسم وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة» وعاشعة بنت أبي بكر تزوجها أيضا ر بمكة وذلك بعدما توفيت خديجة وهي يومئذ بنت ست سنین تزوجها قبل أن يهاجر. ومن المسند قال الربيع بن حبيب قال أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال كانت عائشة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ست وابتنى بها وهي ابنة تسع وما تزوج في نسائه بكرا ٳِلا هي وتوفي عنها وهى ابنة ثمانى عشرة سنة وعاشت بعده ثمانى وأربعين سنة وتوفیت في ولاية معاوية وذلك في رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها ابو هريرة ودفنت في البقيع› قال وسودة بنت زمعة العامرية وأم سلمة بنت بنت خزيمة أم المساكين المذكورة وفاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية» والاسدية زينب بنت جحش» والخزاعية جويرة بنت الحارث بهن مليكة بنت داود الليثية وأسماء الكندية أعاذتا الله منه حين دخلتا عليه ففارقهما وامرأة من بني کلاب رأی فیها بیاضا ففارقها» ولیلی بنت حطيم الأنصارية كانت غيراء فاستقالته فاقالها . قال ثم دخلت السنة الخامسة من الهجرة فيها كانت غزوة ذات الرقاع› ٣۳ قال الجبل يقال له الرقاع لأن فيه سواداً وبياضاً وحمرة فسُمي الجبل بها فشميْت الغزوة بذلك الجبل كما ميت غزوة بدر به وإنما كان في ذلك الموضع بعر لرجل يسمى بدر ويومعذ صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف. ومن المسند أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: حدثني جملة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم صلوا معه صلاة الخوف يوم ذات الرقاع أو في غيرها فقامت طائفة منهم خلف رسول الله صلی اله عليه وسلم وطائفة واجهت العدو وصلى بالذين خلفه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا الركعة الثانية لأنفسهم فانصرفوا وواجهوا العدو وجاءت طائفة أخرى فصلى بهم ركعة ثم ثبت جالساً وأتموا الركعة الثانية لأنفسهم وسلم. وقالت طائفة أخرى صلى بالذين خلفه اول ركعة ثم ثبت قائماً فانصرفوا وواجهوا العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة الثانية فسلم وانصرف فسلموا وانصرفوا جميعاً . قال الربيع قال أبو عبيدة على هذا القول الأخير العمل عندنا وهو قول ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة . قال وفي هذه السنة خسف القمر في جمادى الأخرى وكان أول ما خسف به في الإسلام» فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وأطال القراءة والناس خلفه قد شمروا الأزر وتحزموا الاردية وما يظنون إلا أنها الساعة واجتمع اليهود فأوقدوا النيران وضربوا الطسوس» وصابوا سحر القوم وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين. قال: وفيها تزوج رسول اله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش» و کان سبب تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها أنها كانت تحت زید بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء رسول الله إلى بیت ۳۳ زيد يطلبه فاعجل امرأته عن أن تلبس خمارھا حین قیل لها هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالباب ولم يكن يومعذ للبيوت أبواب» فقامت عجلة فضلى معناه في ثوب واحد فقالت: ليس هو هنا فادخل بابي آنت وأمي يا رسول الله فابى أن يدخل فاعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلدم فكانت كما قال الشاعر: يرجمها الناظرون من حسنها والحسن ضوء منه مرجوم فتولى رسول اله صلى اله عليه وسلم وهو يهمهم بكلام لا يكاد يفهم إلا أنه أعلن سبحان الله العظيم سبحان مقلب القلوبء فجاء زيد إلى منزله فاخبرته زينب أن رسول اله صلى الله عليه وسلم أتى منزله» فقال لها: الا قلت له أدخل؟ فقالت: قد عرضت عليه الدخول فاب . فقال : اسمعتیه یقول شیغا؟ قالت ا سمعته يقو حيناويتكلم بكلا لا لا أنه قال سبحان لله العظيم» » سبحان مقلب القلوب» فخرج زید حتى تى رسول لله صلى الله عليه وسلم فقال له :هل لا دخلت بابي انت وأمي حين أتيت منزلي ولعل زينب أعجبتك فانزل لك عنها وأفارقهاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك زوجك واتق الله فما استطاع اليها زيد بعد ذلك اليوم سبيلاء فكان زيد بعد ذلك اليوم ياتي رسول لله صلى الله عليه وسلم ويقول له: يا رسول الله أفارق زينب فإنها تؤذيني ورسول اله صلى الله عليه وسلم في كل ذلك يقول: أمسك عليك زوجك واتق اله ففارقها زيد فبينما رسول الله صلى ١) هذه غفلة تاريخية من المسلمين تجاه نبيهم عليه الصلاة والسلام عندما وصفوه بالعشق والغرام من زينب بنت جحش» وكانه صلى الله عليه وسلم لم يرها قبل تلك اللحظة؛› وهذا غير صحيح» فهو صلى الله عليه وسلم كان يعرفها وتعرفه منذ صغرهما وصباهما لأنها قريبته فهي ابنة عمته وهو الذي أمرها ٤۲ وأمر مولاه زید بن الله عليه وسلم في بيت عائشة وهي معه تحدثه ويحدثها إذ أخذته غمة الوحي فسرى عنه وهويتبسم ويقول من يذهب إلى زينب ويبشرها بأن الله قد زوجنيها من السماء وتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم « وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله » . قالت عائشة فاخذني ما قرب وما بعدٌ لما كان يبلغني من جمالها» وآخرا أعظم الأمور وأشرفها وما صنع الله عز وجل بها إذ زوجها من السماء وخفنا أن تفتخر عليناء قالت عائشة: فخرجت سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم فبشرتها فاعطتها أوضاحا لها يعني أسورة. قال وفي هذه السنة غزى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق من خزاعة ففتح الله له وسبى وكانت في ذلك السبي جويرية بنت الحارث بن ضرار فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس» فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقالت: يا رسول الله قد نزل بنا من البلاء ما رأيت وقد صرت في سهم ثابت ابن قيس فكاتبني على تسعة أواق فضة فرجوتك أن تقضيها عني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو خير من ذلك؟ قالت: وما هو؟ قال: اؤديها عنك وأتزوجك. قالت: افعل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت فأعلمه فقال: هي لك وقد وضعت عنها ما كان عليها. قال : فلما ملكها نفسها خطبها إلى ابيها فتزوجها وأصدقها أربعین أسیراً من قومھا. حارثة بالزواج من بعضهما البعض فلو كان راغبا فيها لتزوجها ابتداء» على أن السياق القرآني في آية سورة الأحزاب لا يعطي مفهوم تلك القصة العشقية الغراميةء وإنما القضية كلها قضية تشريعية قائمة على نسخ التبني وعلى عدم جواز التبني في وداعية إلى جواز نکاح المطلقات من الادعياء المتبنين» وكان على المسلمين أن يحوطوا نبيهم عليه الصلاة والسلام بالصيانة التامة والنزاهة الكاملة لمنزلته النبوية والرسالية المحوطة بالعصمة الإلهية . 0٥ ومن المسند أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال : خرجنا مع رسول اله صلى اله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق فاصبنا سبيا فاشتهينا النساء واشتدت عليها العزبة فاردنا أن نعزل فقلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ولا نساله عن ذلك فساألناه› فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا فما من نسمة كائنة إلا وهي كائنة إلى يوم القيامةء قال: وفي هذه السنة نزلت آية الحجاب ١ وإذا سألتموهن متاعا فاسالوهن من وراءِ حجاب»» وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على رسول اله صلى الله عليه وسلم وهو ياكل حيسا يعني سویقا ملتوتا في سمن في قعب يعني قدحاً هو وعائشة» فدعاه لیاکل معهما فاصابت أصبعه أصبع عائشة؛ وقال: لو اطاعني فیکن ما راتكن فقالت له عائشة: وانك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا فانزل الله تعالى ل وإذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراءِ حجاب 4 . قال : وفي هذه السنة سقط عقد قال عمار بن ياسر فأقمنا على التماسه حتى أصبحنا ولسنا على ماء وليس معنا ماء فنزلت آية التيمم› فقلنا: ما هي باول برکتکم یا آل أبي بكر ثم انبعث البعير الذي كانت تركبه فإذا العقد تحته. ومن المسند الصحيح أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنهاء قالت: سافرنا مع رسول الله صلى اله عليه وسلم حتى إذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي» فاقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه» وأقام الناس معه وليسوا على وليس معهم ما فاتى الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت ابنتك بالناس› أقامتهم على غير ماى فجاء ابو بكر ورسول اله صلى الله عليه وسلم واضع راسه على فخذي قد نام فقال : حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير ماء والناس ۳ لا ما معهم قالت: فعاتبني وقال: ما شاء الله أن يقول فجعل يطعن بيده في خاصرتي فمنعت نفسي من التحرك لمكان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله آية التيمم» فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحت قال وفي هذه السنة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد يوم ذلك اليوم فنعرف الأجابة. قال: وفى هذه السنة مات سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نزل لحضور جنازته سبعون الف ملك» ما هبطوا إلى الأرض قبلها)› فلما انتهوا به إلى قبره» ووضعوه فى لحده› ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائماء فقال: «لو نجا من ضمة القبر أحد لنجا منه سعد ابن معاذ لقد تضايق قبره عنه وضمه ضمة ثم فرج الله عليه » فلما سوى عليه التراب عى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه على القبر» قال: فأخذ رجل من تراب قبر سعد فنظر إليه فوجده مسكاء قال : ثم دخلت سنة ست من الهجرة في هذه السنة کان من أمر آهبان بن شاة فاحتملهاء فهجمه أهبان وقاتله حتى انتزعها منهء فاقعى الذئب› وهو يقول: ويحك لم ترغب وهي رزق رزقنيه الله فصفق الأسلمي يديه› وقال : يا عجباه الذئب يتكلم فقال الذئب : أتعجب مني أن أتكلم والله أنطقني وأعجب مني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يدعو الناس إلى أشياء كانت وإلى أشياء تكون؛ ويقول للناس قولوا ل إله إلا الله فيكذبونه» فاتى الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأعجب رسول الله صلی اله عليه وسلم فقال : ل تقوم الساعة ۳۷ حتى يخرج الرجل من أهله فيأتي فتخبره نعله وسوطه بما يتحدث به أهله. قال : وفي هذه السنة كسفت الشمس فصلى رسول اله صلى اله عليه وسلم صلاة الكسف. وفي المسند الصحيح أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه ولده إبراهيم عليه السلام فصلى بالناس فقام قياما طويلاً نحواً من سورة البقرة ثم ركع ركوعاً طویلاً ثم قام قياماً طویلاً وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياماً طويلاً وهو دون القيام الأول» ثم ركع ركوعاً طويلا وهو دون الركوع الأول ثم قام قياماً طويلً وهو دون القيام الأول ثم سجدء ثم انصرف وقد تجلت الشمس. قالت عائشة: فلما انصرف من صلاته خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه» ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات اله لا يخسفان لموت بشر ولا لحياته؛ فإذا رأيتم ذلك فاذ كروا الله وأرغبوا إليه وكبروه وتصدقوا». ثم قال: « يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرا» . قالت عائشة وأمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر» قال الربيع وكان جابر ممن يئبت عذاب القبر. قال وفي هذه السنة جدبت الأرض جدبا شديدا فاستقى لهم رسول له صلى الله عليه وسلم في رمضان فصلى بالناس ركعتين جهر فيهما بالقراءة» ثم خطب الناس مقبلاً عليهم بوجهه» ثم استقبل القبلة وحول رداءه وجعل الآيمن على والأيسر على الأيمن ودعا صلى الله عليه وسلم ودعا الناس ثم انصرف» فجاء أعرابي يوم الجمعة فقال: يا رسول الله انقطعت السبل فادع الله فدعا فانجاب السحاب عن المدينة . ِ۳۸ وفي المسند أبو عبيدة عن جابر عن انس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هملكت المواشي وانقطع السبيل؛ فادع الله أن يأتينا برحمةء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال أنس: فمطرنا من الجمعة فدام علينا أياما فجاء رجل فقال : يا رسول الله انهدمت البيوت وهلكت المواشي وانقطعت السبل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم› فقال: في دعائه «اللهم على رؤوس الجبال والاكام وبطون الأودية ومنابت الشجر»» قال أنس بن مالك: فانجابت السحابة على المدينة كانجياب الثوب. قال: ثم دخلت سنة سبع من الهجرةء فيها غزوة خیبر وکانت بعض يهود خيبر قد تحصنوا في حصن فحصبوا رسول الله صلی الله عليه وسلم يعني رموه بحصيات فساخ الحصن حتى أخذ أهله أخذ اليد فاصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي لنفسه فاعتقها› ثم تزوجهاء فأعرس بها هناك فلما أراد أن يحملها على البعير نصب لها فخذه» وكانت صفية هذه قبل أن تسبى عند كنانة بن أبي الحقيق اليهودي» فرأت في منامها كأن قمرا أقبل من المدينة حتى وقع في حجرها فقصت رؤياها على زوجها اليهودي فلطمها لطمة فقال لها: لعلك طمعت في هذا الرجل الصابي الذي يدعو الناس بالمدينة فصدق رؤياهاء ولم تزل تلك اللطمة في خدها حتى سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته الخبر. ومن المسند أبو عبيدة قال : سمعت عن انس قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فاتاها ليل فكان إذا تى قوماً ليلا لا يغير حتى يصبح فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا: محمد والله والخميس» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله ۳۹ أكبر خربت خيبر» إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال : وفي هذه السنة أهدت زينب بنت الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنها وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بها فقتلت . قال: ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة فيها طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة وکانت قد اُسنت فلم یستکئر منها فقعدت وهبت يومي لعائشة طيبة بذلك نفسي» فراجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وفي هذه السنة غلا السعر فقالوا: يا رسول الله سعر لنا فقال : إن غلاء السعر ورخصه بيد الله وإني لأرجو أن أخرج من الدنيا ولم أقطع على مسلم في ماله» ولكن لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا یسوم الرجل على سوم أخيه ولا يبع حاضر دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعص . قال: ثم دخلت سنة تسع من الهجرة فيها غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فعطش رسول الله صلى الله عليه ؤسلم والمسلمون حتى کادوا يهلكون› وکان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أدوات فيها فمضمض فاه ثم رده في ووضع فيه يده؛ قال أنس فرأآیت الماء العسكر وسقوا دوابهم وهم ثلاثون الفا والإبل اثنا عشر الفا والخيا ٠6 عشرة الأاف» والماء يسيل على وجه الأرض . قال: وفي هذه السنة ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم› فصلى عليها رسول اله وجلس على قبرها وعيناه تذرفان. ومن المسند أبو عبيد عن جابر بن زيد عن انس بن مالك قال: جاء وقت الصلاة فالتمس الناس وضوءأء فلم يجدوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع فيه يده فأمر الناس أن يتوضاواء قال انس فرأیت الماء ينبع من تحت أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضا الناس عن آخرهم» قال الربيع: الوضوء بفتح الواو هو الماء الذي يتوضاً به» والوضوء بالضم الفعل» قال أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي في مشكله في شرح هذه الرواية هذه من كبار معجزاته في النبوةء وهي أبلغ من تفجير الماء لموسى عليه السلام؛ لأن من طبع الحجران يخرج منه الماء وليس ذلك في طبع أعضاء بني آدم» وكذلك كلام الذئب معجزة عظيمة وكذلك كلام الشاة المسمومة كلها معجزات خارقات للعادة. قال: ثم دخلت سنة عشرة من الهجرة فيها حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وحج معه نساؤه كلهن» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه ثم ظهور الحصر يعني الزمن قاع البيت . وفي هذه السفرة مرض سعد فاستاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوصيةء فقال الثلث والثلث كثير. قال وكانت مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزوة» وبعوثه ثلاثا وعشرين بعثاء قال: وفي بعض هذه البعوث أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص فغنم وأسرع الرجعة فقال عمرو: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتلاً سرورا فرجوت أن أكون احب الناس إليه» فقلت : يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ فققال : €1 عائشة فقلت: لست اسالك من النساءء وإنما اسألك عن الرجال . . فقال : أبوها. قال ثم دخلت سنة احدى عشرة من الهجرة فيها مرض رسول الله صلی اله عليه وسلم في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول في يوم الاثنين حين زاغت الشمس» وكان مقامه بالمدينة عشر سنين» ويومئذ خير بين خزائن الأرض والخلود فيها وبين لقاء ربه والجنة فاختار لاء ربه والجنة . ووجدت في الثعالبي أن المسلمين كانوا يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا مع ما أكرمه الله به من النبوةء وذلك أن أم بشر بن معرور دخلت عليه في موضعه فقال لھا: يا أم بشر لم تزل أكلة خيبر التي اكلت مع ولدك تعاهدني هذا أوان قطع أبهري› وذلك أن بشرا حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أهديت إليه الشاة المسمومة بخيبر فتناول رسول له صلى له عليه وسلم من الذراع» بشر مته رغبة في فضلة رسول الله صلى الله عليه وسلم» فلاك رسول الله صلى اله عليه وسلم ولم يسغ ولاك بشر وأساغ» ومات من تلك الأكلة 9 ويومئذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس» قال عبد الله بن زمعة: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه أعوده» فقال لي : يا عبد الله مُرالناس أن يصلواء قال : فخرجت فلقيت رجالا لم اكلمهم فلقیت عمر فقلت له: صل بالناس» فلما كبر سمع رسول اله صلى الله عليه وسلم تكبيره» فاخرج رأسه من الحجرة وصاح كالمغضب: لا لا لا ليصل بالناس ابن أبي قحافة فانصرف عمر عن صلاته وانتقلت الصفوف» وكان أبو بكر رضي الله عنه غائبا فما برحنا حتى جاء وصلى بالناس» فلما انصرف عمر قال لعبد الله بن زمعة يا بن هذا يتعارض مع قول الله تعالى : « والله يعصمك من الناس » . €۲ أخي هل أمرك رسول الله أن تامرني؟ فقال: لا إنما قال مُر الناس» فلما رأيتك كلمتك؛» فقال عمر والله ما كنت ظننت ذلك إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا ذلك ما تقدمت . فصلى أبو بكر بالناس أربعة عشر يوم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يمرض خطب الناس فقال: أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا» وبادروا بالأعمال الصالحات قبل أن تشتغلواء وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم إِياه تسعدواء وأكثروا الصدقة في السر والعلانية تنصروا وتؤجروا وترزقوا. واعلموا أن الله قد فرض عليكم الجمعة فريضة مفترضة مكتوبة عليكم في عامي هذا في شهري هذا في يومي هذا في ساعتي هذه فمن تركها في حياتي أو بعد مماتي جحودا لها واستخفافاً بحقها مع إمام عدل أو جائر فلا جمع الله له شملا ولا بارك الله له في أمره ألا لا صلاة له ألا لا زكاة له ألا لا حج له ألا لا صيام له ألا لا صدقة له الا لا برل فمن تاب تاب الله عليه » . قال صاحب الكتاب المخالف”(: الجمعة فريضة على كل مسلم إلا على ثمانية: المرأة والصبي والكبير الفاني والأعمى الذي لا قائد له والمجنون والمحبوس والمسافر والمملوك» قال في كتابه» قال رسول لله صلى الله عليه وسلم» «من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير عذر طبع اله على قلبه»ء وقال في حدیث آخر «فهو منافق بین النفاق »› قال في كتابه» قال عبد الملك بن حبيب فتارك الجمعة أقبح حالاً من تارك الصلاة؛ لأن تارك الصلاة المكتوبة إذا تاب يقضيها وتارك الجمعة إذا تاب لا يقضيها بمثلها. قلت: النظر في الجمعة في ثلاثة أشياء في فرضها وعلى من فرضت ١) أي من كتب غير الاباضية . - €۳ وأين فرضت» أما فرضها مع الامام العادل فمتفق عليه وتاركها معه ثلاث مرات هالك» كذا هو في آثار أصحابنا وغيرهم. قال الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله » ومن السنة الحديث المتقدم الذي رواه صاحب الكتاب وهو حديث صحيح وقفت عليه في كتب أصحابنا» ورووه من طریق جابر بن عبد الله واحتجوا به على تقدير فرض الجمعةء وقال أبو محمد بن بركةء فرضها مع الامام العادل باتفاق الأمة وهي فرض عين. والنظر الثاني على من فرضت وهو من وجدت فيه خمسة أوصاف البلوغ والعقل والحرية والذ كورية والاقامةء احترازا من السفر والأنوثية والعبودية وعدم العقل والطفوليةء فمن وجدت فيه الأوصاف الخمسة فهو مخاطب بقوله : « فاسعوا إلى ذكر الله ». النظر الثالث أين فرضت : اما مع الإمام العادل» ففي كل مكان حيث ما أقامها فهي فريضة معه» وأما مع أئمة الجور فإن المذهب عند أصحابنا انها واجبة خلفهم خلافا للنكار) الذين قالوا: لا جمعة خلف الجبابرة› وقد صلاها خلف الجبابرة الأئمة الراشدون الهادون المهتدون عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود بالكوفة خلف الوليد بن عقبةء وأبو الشعثاء خلف الحجاج» وأبو عبيدة يقاد اليها بعدما كف بصره ميلين› فإذا کان الأمر هكذا فما وجه ترك أصحابنا في مساجدهم«)؟ وهي من الأسباب التي أوغرت صدور المخالفين حتى صار القائم منهم والقاعد والهابط والصاعد يرشق بالسنة الطعن ويعلن بالقدح واللعن. أما نحن ١) فرقة انشقت عن الإباضيةء وذلك بإنكارهم إمامة الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي . ٢) لم يعد ذلك الخلاف موجودا حول مشروعية إقامة صلاة الجمعةء فقد أقامها الإباضية الأن في كل مكان بشروطها والحمد لله على ذلك . - €6 أهل الجبل() فقد خفف الله فيها علينا إذ لا سلطان جائر ولا عادل ولا أمير قاسط ولا مقسط. وأما أهل الجزيرة") فوجه تركهم لها مع قيام من بها من الفجار في وقتها اعتمادهم على أنه لا جمعة خلف الجبابرة إلا في الأمصار السبعة التي مصرها عمر بن الخطاب رضي الله عنهء وهو قول أبي الحواري» وكذلك ذكر في كتاب الصلاة للأشياخ رضي الله عنهم والأشبه والأولى عندي» أن من كان في موضع يسمع فيه التأذين بها فعليه الإجابة والسعي اليها سواء كانت خلف الجبابرة أو غيرهم» لعموم قول الله عز وجل «إذا نودي للصلاة في يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله»» فوجوبها بأمر اله لا لأمر الجائر أو العادل ولا فجور أعظم من فجور الوليد بن عقبة الفاسق؛» الذي شرب الخمرء وصلى بالناس سكراناً صلاة الصبح ثلاث رکعات» فقال: کفاکم ام ازید کم فقال ابن مسعود: حسبنا من الثلاث ركعتان متقبلتان» فشغر رجله وبال في المحراب» فصلى ابن مسعود وعمار الجمعة خلفهء والحجاج بن يوسف يؤخرها عن وقتها حتى كادت الشمس تغيب فصلى أبو الشعثاء بالإيماء فقال الحجاج وقد فطن له اليوم عرفنا من يصلي ومن لا يصلي ». وقد قال صلى الله عليه وسلم: إنكم ستدركون بعدي أئمة يؤخرون الصلاة عن وقتهاء فاجعلوا صلاتكم معهم سبحة أي نافلةء وكان علي بن أبي طالب حين وجه رسله إلى معاوية بالشام» فقال لهم اجعلوا صلاتكم ومن المسند أيو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا با بکر فلیصل بالناس» قالت ١) لعله يقصد جبل دمر (بني خداش حاليا) بتونسن» أو يقصد جبل نفوسة في ليبيا. ٢ ) أي جزيرة جربة بتوئس. £0 - عائشة: فقلت يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البکای فمر عمر فلیصل بالناس» قالت : فقال مروا أبا بکر فلیصل؛ قالت عائشة فقلت لحفصة قولي لرسول الله مثل ما قلت له ففعلت› فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكن صواحبات يوسف مُروا أبا بكر فليصل بالناس» قالت عائشة: فقالت لي حفصة ما كنت لأصيب متك خيرا» قال في كتابه فلما كان اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى اله عليه وسلم كبر أبا بكر في صلاة الصبح بالناس وصلى بهم ركع فجاء رسول اله صلى اله عليه وسلم» وأبو بكر في الركعة الثانية» فجلس إلى جنبه» فلما سلم أبو بكر قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعة التي فاتته. وتوفي من يومه ذلك يوم الاثنين» وصلى الناس عليه فرق فرق وحداناً بغير إمام تصلي فرقةء ثم تخرج» ثم تدخل أخرى» وغسله العباس وعلي والفضل وشقران» ونزلوا في قبره» وتولوا كفنه ودفنه» وكفن في تلانة أثواب بيض سحولية» ليس فيها قميص ولا عمامة ولا سراويل» وتوفي وهو ابن ستين سنة وقيل ثلاث وستين سنة. ا٤ خلافة اي کر فلما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة فجاء الخبر إلى أبي بكر فخرج ومعه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا الأنصار فكلموهم فقالوا: منا أمير ومنكم أمير» فلما سمع عمر ذلك ضرب بيده على يد أبي بكر فبايعه وبايعه أبو عبيدة ابن الجراح ثم أسيد بن الحصين ثم رجع الناس إلى المسجد» وصلى أبو بكر بالناس الظهرء وتخلف على بيعة أبي بكر علي بن أبي طالب فمكث أبو بكر ثلاثة أشهر وعلي لا يبايعه وبايعه الزبير بن العوام . قال: وبعد هذا تكلم علي بكلام فقال: أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم رجل من بني تيم» فبلغ عمر كلامه إلى أبي بكر» فلم يحقد عليه أبو بکر» ثم مر بابي بكر یوما وهو في داره فقال له: أتحب أن أبايعك يا أبا بکر؟ فقال له: أحب أن تد خل فیما دخل فيه المسلمون» فجاء بعد الظهر وبايعهء وكان أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدما ما بويع له قام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن الذي رأيتم مني لم يكن حرصا على ولايتكم› ولكني خفت الفتنة عليكم والافتراق فيما بينكم› فدخلت فيها لهذاء وقد رجع الأمر إلى أحسن ذلك وهذا أمركم اليوم قد رددته إليكم فولوا على أنفسکم من شئتم› وأنا أحدكم› فأجابه الناس جميعا رضيناك حظا 6 - وقسماء فانت المرتضى. وثاني اثنين إذ هما في الغار» وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاتنا وهو حي؛ رضيك رسول له صلی اله عليه وسلم لديننا واختارك» ورضيناك لدنيانا وآخرتنا» وأحد ثوا بيعة أخری. قال وفي هذه السنة توفيت فاطمة بنت رسول اله صلى الله عليه وسلم ليلة الثلاثاء لثلاث ليال خلون من شهر رمضان بعد وفاة رسول الله صلى اله عليه وسلم بستة أشهر وهي يومئذ ابنة تسع وعشرين سنة. وفي هذه السنة ارتد من ارتد من العرب فمنهم من ارتد عن الإسلام إلى عبادة الأوثانء ومنهم من قال: أما الصلاة فنصلي»› وأما الزكاة فلا تجعل في أموالنا شركاى ففيهم يقول أبو بكر «لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة واله لو منعوا مني عقالا وفي رواية عناق مما كانوا يۇدونە إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه حتى الحق بالله أو يعطوا ما منعوا»» فقاتلهم أبو بكر حتى قوم أودهم وأعانه الله على ما أولام فلم يرفع عنهم السيف حتى دخلوا فيما خرجوا منه. قال أبو القاسم وجب تبيين هذه الردة وكيف استحل أبو بكر دماءهم وقد رمز الأشياخ فيها رمزا أجملوه وتركوه أعني قولهم في صدر الجزء الأول من كتاب الزكاة» ولم يكن لأبي بكر أن يهرق دماءهم إلا على أمر يحل به قتلهم وكيف استحل دماءهم وهم قد قالوا لا إله إلا الله .وقد قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله اا الله فإذا قالوها فقد حصنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»» ومع أن القوم قد تاولوا في منع الزكاة قول الله عز وجل « خذ من أموالهم صدقة » وقالوا أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فاخذها منهم حتی مات فأين ذکر ابي بکر فن قال أن القوم بغاة ليسوا بمرتدين قیل فما بال سبى 6۸ - الذراري وقد سبى أبو بكر بني حنيفة» وسبى علي منهم جارية فولد له منها ولده محمد بن الحنفيةء وقد طعن في هذه الرواية . فمن هنا بدا طعن الرافضة في أبي بكر وقد تعلق به ابن الأزرق وأصحابه في السبى والغنيمة . فأقول الواجب أن تعلم أن الذين لزمهم اسم الردة من العرب صنفان› صنف ارتدوا عن الدين ونابذوا الملة وعادوا إلى الكفر وهم أصحاب مسيلمة الكذاب ومن نحا نحوهم والصنف الآخر هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة فأقروا بالصلاة وانكروا فرض الزكاةء فأما الصنف الأول فلا نظر فيه إلا في السبي وأما الصنف الثاني فالنظر فيه في القتل والسبي والغنيمةء فما القتل فقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم في احاديث منها حدیث ابن عباس عنه عليه السلام «مانع الزكاة يقتل»› وحدیث ابن عمر عنه عليه السلام «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقهاء وحسابهم على الله وفي حديث أنس» قال لما توفي رسول لله صلى الله عليه وسلم ارتد عامة العرب فهمٌ أبو بكر بقتال العرب فقال له عمر: أتريد أن تقاتلهم؟ فقال أبو بكر: «إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله ويُقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاةء فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم»» مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأضعها في فقرائكم› فوجب بهذا الحديث أن الزكاة حق واجب لفقرائنا في أموال أغنيائناء فيكون قتالهم على هذا من جهة منع الحق ومانع الحق يقتل باتفاق . فقد نطقت الأخبار المتقدمة أن منع الزكاة في الأصل شرط في حقن - €۹ الدماء والأموالء واما السبي والغنيمة فإنما كان بالرأي من المسلمين والنظر منهم» وإنما انعقد الاجماع على أن المرتد يتل ولا يسبى ولا ين ماله بعد ذلك» وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسنٌّ› ووجه ذلك أن الناس يومئذ حديثو عهد بالكفر ولم يستبصروا في الإسلام فلما أبصروا الإسلام غرةء وهم كانوا على الكفر رجعوا إلى ما هم عليه كأنهم لم يدخلوا فيه وتعاضدوا عليه وتظاهرواء مع أن الإسلام يومئذ لم يبزل ولم يكن لأكثر العرب فيه بصيرةء فلما تبزل الإسلام وتوالد الناس على الفطرة أجمعوا على أن المرتد يُقَتل ولا يسبى ولا يغنم. وقال الشيخ أبو يعقوب في العدل والإتصاف هو من متروك السنن يعني السبي والغنيمة . وقال فيه وآخرا إنه امتنع قبول الإسلام منهم بعدما قتلهم وفتحهم حتى اشترط عليهم شروطاء وذلك حين قدم عليه وفدهم يطلبون الإسلام. قال محمد بن اسحاق: جاء وفد خزاعة من أسد وغطفان إلى أبي بکر يسالونه الصلح فخيرهم أبو بكر بين الحرب المجلية والسلم المخزية› افقالوا هذه الحرب المجلية قد عرفناها وما السلم المخزية؟ قال: تنزع منكم الحلقة والكراع وترون قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار› وتتركون أقواما يتبعون اذناب البقر حتى يُرى الله فيكم خليفة رسوله والمؤمنين أمرأ يعذرونکم به وما غئمنا منکم کان لنا وما غنمتم منا رددتموه اليناء ثم عرض أبو بكر قوله وقولهم على الناس فقال عمر: أما ما ریت من نزع الحلقة والكراع ويتركون أقواما يتبعون اذناب البقر فنعم ما رأيت وكذلك ما غتموا منا وما غنمنا متهم فنعما رأيت وأما قتلانا وقتلاهم فإن قتلانا قتلوا على أمر الل فاجرهم على الله لا دية لهم فتتابع الناس على قول عمر. 2 0 من الرأي والسنة والقائمة لا شرط ولا كلفة على من أراد الإسلام . قال: ثم دخلت سنة اثنتي عشرة ففيها أوتي خليفة رسول الله صلی له عليه وسلم بالأشعث وهو من أهل الردة وكذلك عيينة بن حصن أتى به أبو بكر أسيراً فاطلقهما ولم يسترقهما. أما الأشعث فقد بعث به إليه زياد ابن لبيد فكتب إليه زياد إنما أنزلناء على حكمك وقد بعثنا به إليك وبأهله وما له فرأى فيه رأيك» فجعل أبو بكر يعد عليه غدراته ويقول: فعلت وفعلت وهو أمامه في الحديد مغلولة يداه إلى عنقه. فقال له الأشعث: استبقني لحربك وزوجني أختك؛» ففعل أبو بكر ما سال . وفي المسند الصحيح أبو عبيدة عن جابر عن عائشة رضي الله عنها قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أراد نساءه أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسالنه ميراڻهن من رسول الله صلی الله عليه وسلم فقلت لهن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة. أبو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة» قال: قال رسول الله صلی الله عليه وسلم: «ما يقسم ورثتي دينارا ولا درهما ما تركت بيد نفقة نسائي ومؤنة عاملي صدقة»› قال الخطابي في المشكل في شرح هذا الحديث بلغتي عن سفيان بن عينية قال إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة المعتمدات› ولا يحل لهن أن ينكحن أبدا أفلذلك جرت لهن النفقة وترك لهن حجرهن. واما قوله مؤنة عاملي العامل هنا الخليفةء وذلك أن رسول الله صلى لله عليه وسلم كان ياخذ من الصفايا التي كانت له وهي التي قال الله عز وجل «فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب» كاموال بني النضير وفدك من خيبر نفقته ونفقة نسائه وأهلهء وكان غالب ذلك من فدك؛ ويصرف 01 الباقي منها في أموال المسلمين» فوليها أبو بكر بعد ذلك على سنة رسول الله صلى اله عليه وسلم» ثم عمر كذلك فلما صار الأمر إلى عثمان اقتطعها أقاريه» فلم تزل كائنة في يدي بني مروان حتی ردها عمر بن عبد العزيز الى ما كانت عليه على عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومن تبعهما بإحسان. ثم دخلت سنة ثلاث عشرة من الهجرةء قال كان فيها وفاة أبي بکر رضي الله عنه مرض في يوم الاثنين لسبع ليال بقين من جمادى الأولى وكان مرضه خمس عشرة ليلة وکان بدء علته أنه اغتسل في یوم بارد فحم فكان يثقل كل يوم لا يقدر على الخروج إلى الصلاة فكان يأمر عمر فيصلي بالناس ويدخلون عليه في بيته يعودونه» فد خلت عليه عائشة ليلة من الليالي» فقالت له: إنك إن تعهد إلى الناس وتبين من الوالي بعدك خير من أن تدعهم. فقال نستخير الله تعالى ثم ننظر في ذلك. فقالت له إن أولى الناس بهذا الأمر بعدك عمر فقال أبو بكر نعم الولي عمر وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد ونعم الرجل هذا الخارج يعني عثمان. فقال له ولده عبد الرحمن بن أبي بكر أن قريشاً لتحب ولاية عثمان وتكره ولاية عمر» فقال أبو بكر ولم يا بني؟ فقال لغلظته عليهم ومجانبته إياهم› فقال أبو بكر اما أنه لا یقوی عليهم غيره» يا بني إن عمر ذو لين وشدة ولو کان والیاً لکان ألين وأشد» فلما أصبح أبو بكر دعا نفرأ من المهاجرين فاستشارهم واحداً واحداً في عمر ثم دعا عثمان فقال له: أخبرني عن عمر» فقال: اللهم ِن سريرته خير من علانيته ولیس فینا مثله» فقال له أبو بكر: لو تركته ما عدوتك والخير لمن لا يلي أمركم» واللّه لوددت أني خلو من أمركم يا عثمان لا تذكر ما قلت لك لأحد 0۲ فخرج عثمان فدعا عبد الرحمن بن عوف فقال : يا أبا محمد أخبرني عن عمر. فقال: يا خليفة رسول الله هو والله الأفضل وفيه غلظةء فقال أبو بكر ذلك لأنه خلو من الإمارةء ولو أفضت إليه الأمور لترك كثيراً مما هو عليه وقد رمقته إذ اغضبت على رجل في شيء أراني الرضى عنه وإذا لنت أراني الشدة عليه ولا تذ كر يا أبا محمد شيعا مما قلت ثم دعا سعد بن أبي وقاص فقال له مثل قول صاحبيه» ثم دعا من الأنصار أسيد بن الحصين ولم يكن أبو بكر يقدم من الأنصار أحدا عليه فقال له: يا أبا بحر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المستشار أمين» فما تقول في عمر؟ فقال هو ما علمت يرضی الرضى ويسخط السخط والذي يسر من الخير أكثر من الذي يعلن ولا يلي هذا الأمرأحد أقوى عليه منه» فقال له: لا تذ كر ما قلت لك لأحد . قال ثم خرج فسمع بعض أصحاب النبي عليه السلام بدخول هذا النفر على أبي بكر فدخل عليه رجل فقال: یا أبا بكر ما نت قائل لرك إذا سالك عن استخلاف عمر؟ فقال أبو بكر أجلسوني» أبالله تخوفوني» خاب من تزود من أمركم ظلماء قال أقول اللهم قد استخلفت عليهم خيرهم» فقال الرجل أما والله اني لرسول من ورائي» قال: فابلغهم عني ما قلت لك؛ ثم اضطجع فدعا ابوبكر عثمان» فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم» هذا ما عهد به أبو بكر عند آخر عهده بالدنیا خارجا منها وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها حيث يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب» اني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن عدل واتقى فذلك ظني وعلمي فيه ورجائي واملي» وان بدل أو غير فالخیر أردت ولا أعلم الغيب « وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ثم بعث بها مع عثمان ورجل معه فجمعا الناس وقالا: هذا عهد أبي بكر - 0۳ فإن تقروا به وإلا رددناه» فقال طلحة وقد نعلم أن فيه عمر. فقال علي إقر وإن كان فيه عمر وأوصی أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس» وكفن في ثلاثة أثواب منها ثوب يلبسه» وصلی عليه عمر ونزل في قبره عمر وعثمان وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن ابنه وذفن وروى الشعبي عن علي أنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأقبل أبو بكر وعمر فلما رأهما قال : «هذان سيدا کهول أهل الجنة والأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ولا تخبرهما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت إني دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها الضعفاء والمساكين وأطفال المؤمنين» واطلعت على النار فإذا أكثر أهلها الاغنياء والنساء»› قال : وإذا بميزان على باب الجنة ووضعت في كفة ووضعت أمتي في کفة أخری فرجحت بهم» ثم اتی بابي بکر ووضع في كفة ووضعت أمتي في كفة أخری فرجح بهم ثم وتي بعمر ووضع في كفة وؤضعت أمتي في كفة أخرى فرجح بهم» ثم رفع الميزان› فخلف رسول اله صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر واسمه عبد الله بن أبي قحافة إلا أنه يقال له عتيق العتاقة في وجهه وحسنه ولبث في خلافته بعد رسول الله صلى اله عليه وسلم سنتين واربعة أشهر إلا عشر ثم قبض بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرةء» وهو يومئذ سن رسول الله عليه السلام . ٤0 خلافة عمر بن الخطاب ثم خلف من بعد أبي بكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم إن عمر ولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة فافتح في تلك السنة دمشق وكورها إلى حمص. قال: وفي هذه السنة أمر عمر بالقيام في شهر رمضان وذلك أنه نظر إليهم في المسجد أوزاعا متفرقين» يصلي كل واحد منهم وحده» فقال : لو اجتمعتم على قارئ واحد لكان أحسن» ففعلوا فكان بعد ذلك ينظر إليهم ويقول: نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل يعني آخر الليلء وكان الناس يقومون أوله. قال وفي هذه السنة ضرب ابنه الحد في ريح مسكر وجد منه واسمه عبدالرحمن فضربه الحد وهو مريض؛ فقال له: يا أبت ما أنت قائل لربك إن قتلتني؟ قال: أقول له يا رب قتلته فيك» والله لكن تموت تحت السياط أحب إِليّ أن تموت والحد في عنقي» فمات في ذلك وبعدها كانت وقعة اليرموك وهي الوقعة التي هزم الله فيها الروم ورحل فيها هرقل عن انطاكية إلى القسطنطينية ولم تكن في الروم وقعة تشبهها.. قال وفي هذه السنة كانت وقعة القادسية على يد سعد بن أبي وقاص وفيها افتتح عمر بنفسه مدينة بيت المقدس بصلح وعهدء وكتب لهم كتابا. وذكر أن عمر رضي الله عنه لما قدم بيت المقدس خرج رجل من 00 أصحابه ليستسقي من جب سليمان عليه السلام وهو جب في رحاب المسجد فهوت دلوه» فنزل فيها ليخرجهاء فأتاه في الجب ملكان فأخذا بعاتقه فسارا به حتی أدخلاه الجنةء فسارا به فيهاء فكان كل ما مرا به تحت فيمد يده فيؤخره الملكان حتى مرا به تحت شجرة ذات أفنان فمد يده فأخذ ورقة واحدة» فقال له الملكان: لو ملكت يدك لسرنا بك إلى يوم القيامة فيهاء فانطلقا به إلى الجب» فخرج عند صلاة الظهر فاتى عمر فأخبره بالذي كان وبسط يده على الورقة فقال له : أضمم يدك ثم بعث إلى كعب الأحبار فقال له: يا أبا إسحاق هل تجد في علمك أن رجلا من أمة محمد يدخل الجنة في الدنيا ثم يخرج منها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين» قال: هل تسميه؟ قال: هو شريك النميري› قال: فانظر هل تراه؟ قال فنظر كعب مليا فقال هو هذا.. فقيل لکعب صف لنا الورقة. فقال: نعم كانت مثل الكف العظيم» أشبه شيعا بورق الزرافق يعني الخوخ» قال: ففي بيت المقدس اثنا عشر جبا ليس فيها جب اعذب ولا أبرد ماء من هذا الجب ويسمونه جب الورقة. ومن هنا اهمل سنة الرابعة عشر والخامسة قال وفي سنة ست عشرة رجم عمر امرأة بالجابية اعترفت على نفسها بالزنا فرجمها. قال : وفي سنة سبع عشرة شهد أبو بكرة ورجلان معه على المغيرة بن شعبة أنه أتى أم جميل امرأة من بني هلال وقد هلك زوجها وكان المغيرة يدخل عليها فبلغ ذلك أهل البصرة فاستعظموه فدخل عليها يوما وقد وضعوا عليه الرصد فانطلق القوم الذين شهدوا جميعاء فكشفوا الستر فرأوه قد واقعها فولى عمر با موسى الأشعري البصرةء وأمره أن يشخص ١) إي أتجاوز ذكر احداثهما. إليه المغيرة وأبا بكرة وأصحابه› فلما قدم أبو بكرة قال له عمر: أبا بكرة› قال : نعم» قال : لقد جئت بشر قال : إنما أتى به المغيرةء ثم قدم المغيرة على عمر وقد تزوج امرأة من بني مرة» فقال له عمر: انك لفارغ القلب› فدعا بالشهود فشهد أبو بكرة ومعبد بن شبيل الجهني ونافع بن عبيد انهم رأوا ذكره في فرجها كالمرود في المكحلةء وكان الشاهد الرابع زيادا فقال لا أحقق مثل الذي حققوا ولكني رأيت مجلسا قبيحاء فجلد عمر الشهود فقال لأبي بكرة إن تبت قبلنا شهادتك وفي هذه السنة اتخذ عمر دار الدقيق والسويق والتمر والزبيب لما يحتاج إليه من انقطع به في سفره» وللضيف إِذا نزل . وفي هذه السنة كتب عمر بمواقيت الصلاة إلى البلدان» وفيها رجم عمر ساحرا حفر له إلى عنقه ثم رجمه حتی مات . قال وفي سنة ثماني عشرة استسقى عمر للناس» وكان قبل ذلك أمر الناس أن يصبحوا فخرج متواضعاً متذللاً عليه برود لا تبلغ ركبتيه» رافعاً صوته بالاستغفار» وعیناه تذرفان بالدموع على خديه؛ فصلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة ثم قام خطیباء قال: فلم أرَ یوما أ کثر باكيا منه واخذ بيد العباس فأوقفه إلى جنبه» فقال: اللهم اني استشفع إليك بعم رسولك فلم يزل يدعو ويبكي حتی کان قريب من نصف ا لنهار فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى سقوا. قال: وفي هذه السنة وقع طاعون عمواس وهي على عشر مراحل من بيت المقدس مات يومئذ ستة وعشرون ألفا وفيه مات أبو عبيدة بن الجراح والحارث بن هشام وسهيل ويزيد ومعاذ بن جبل» وبهذه القرية مات بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن فيهاء فلما كثر الموت أحدث الناس كيف أصبحت وكيف أمسيت» قال وقد وقع الطاعون في سنة أربع وتسعين بالبصرة في شوال فمات يومئذ في ثلاثة أيام سبعون ألفاء ووقع 0۷ بها أيضاً طاعون آخرسنة ست وتسعين» قلت وهذا الطاعون الأخر هو الذي يذ كره أبو سفيان محبوب بن الرحيل ويسميه في كتابه الطاعون الجارف . قال في کتابه: رجل ری في منامه في يام الطاعون انه یخرج من داره اثنا عشر ميتاً وهو وعياله اثنا عشر» فمات من عياله أحد عشنء فبقي وحده» فخرج فقال في نفسه هو ثاني عشر فإذا كان من الغد دخل الدار فإذا بلص قد دخل يسرق فاصابه الطاعون» فمات فكان هو الثاني عشر فبقي وحده» قال: وفي حديث مرفوع قال: الطاعون أنا الحق بالشام› فقال الخير والرخاء إنا معك» وقال الجوع والشقاء والعراء والبلاء نحن نلحق بالبادية فقالت الصحة وأنا معكم. قال وفي سنة تسع عشرة احتكر الناس طعاما بالمدينة فنهى عمر عن ذلك فامر بالطعام أن يخرج إلى السوق حين غلا السعر وفيها زاد عمر في مسجد رسول اله صلى الله عليه وسلم» وفيها قدم على عمر رجل من أشجع من ناحية خيبر فاخبره أن نارا خرجت هنالك فسارت في الأرض حتى فزع الناس» وتحولوا من مكان قريب منهاء فخطب عمر للناس فقال: أيها الناس تاهبوا للقتال» ثم رأى الناس غير ذلك» ثم قال : تصدقوا فإن الصدقة تطفئهاء فتصدقوا فطفئت» وفيها افتتح عمر مصر والإسكندريةء وفيها وجفت المدينةء وفيها ولى عمر عمار بن ياسر على الصلاة بالكوفةء وعبد الله بن مسعود على بيت المال» فشكى اهل المدينة عمارا وقالوا: لا يعرف شيئاً فاستعفاه عمار فدعا عمر جبير بن مطعم خاليا فولاه الكوفةء فقال لا تذكره لأحد فبلغ المغيرة أن عمر خلا بجبير فحرز لها فاتى عمر فقال : بارك الله لك فيمن ولیته فإنه وانه» فقال عمر ومن وليت؟ قال جبير فقال على ذلك أي الرجلين أحب إليك أن اوليه: رجل صحيح الدين ضعيف العقل أم رجل فاجر عاقل قوي؟ فقال : يا أمير المؤمنين أما الصحيح الدين الضعيف العقل فإن صحة دينه 0۸ له وضعف عقله على الرغيةء وأما العاقل الفاجر فإن فجوره عليه وعقله فقال عمر والله لا أدري ما أصنع إن وليت تقيهم كان ضعيف العقل وإن وليت قويهم كان فاجراء ثم التفت إلى المغيرةء فقال: إنت القوي الفاجر» فولاه الكوفةء فلم يزل فيها حتى مات عمر. قال وفي هذه السنة نهى عمر الناس أن يتخذوا الدواب بمكة. وقال: ليست بأرض دواب تغلي السعر على الناس . وأهمل أيضاً إلى ثلاثة وعشرين«. قال: وفي سنة ثلاث وعشرين حج عمر رضي الله عنه فاستاذنه نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج معه فاذن لهن فخرجن في الهوادج عليهن الطيالسة وكان أمامهن عبدالرحمن بن عوف ووراؤهن عثمان بن عفان فكانا لا يدعان أحدا دنو منهن. قال : وکان عمر إِذا اراد الحج يكتب إلى أمراء الأجناد أن يقدموا عليه فيخرجون معه إذا خرج› متجردين للإحرام فنظر إلى معاوية کأن جلده جلد عذراء وکان من آبیض الناس وأجملهم» فوضع اصبعه في عضديه ثم رفعها عن مئل الشراب حمرة قد اتبع الدم أثر إصبعه من تحت الجلد› فقال له عمر: بخ بخ يا معاوية نحن والله إذا خير الناس إن كان لنا خير الدنيا ونعيم الآخرة ففطن معاوية لما يريد» فقال : يا أمير المؤمنين أنا بأرض الأرياف والحمامات› فلذلك ترق جلودنا فقال له عمر: لا والله ولكن سدة الحجاب وغلاق الباب وإلطافك بنفسك بطيب الطعام والشراب وبصبحتك إلى طلوع الشمس يعني نوم الصباحء وقلة النظر في حوائج المسلمين»ء ويحك يا معاوية» وضرب منكبيه وقال إِنه من ولی من أمر المسلمين شيعا ثم حجب عنهم احتجب الله عنه يوم القيامة . ١) أي أتجاوز ذكر أحداث بعض السنين. 0۹ وفاة عمر 5 الخطاب قال : فلما انصرف عمر من حجه أتاه أبو لؤلوة غلام المغيرة بن شعبة دينار كل يوم قال له: وما عملك؟ قال : أعمل الأرحاء . قال : فبكم تبيع الرحاء؟ قال: بكذا وكذا. قال : ما أرى أن أكلمه» وما هو بكثير› ثم قال كان السحر اختفى له أبو لؤلؤة فطعنه في المسجد» فلما طعنه صاح : يا منعنى أن أكون فى الصف الأول إلا هيبته وكان مهيبا قكنت في الصف رجلا متقدما أو متاخرا ضربه بالدرة فاقبل فأعرض له أبو لۇلۇة فناجى ثلاثة رجلا مات منهم ستة فشد عليه رجل فاحتضنه من خلفهء فقال قائل الصلاة رحمكم الله طلعت الشمس فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى باقصر سورتين من القرآن : إنا أعطيناك» وإذا جاء نصر الل عمر رضي الله عنه إلى منزله فاغمي عليه» فجعلنا ننبهه فلا ينتبه فقلنا أن كان شيء ينبهه فالصلاة› فقلنا له الصلاة فقال بعدما فتح عينيه ا لاحظ في الإسلام لاحد ترك الصلاةء فصلى وجرحه يثعب دما ثم قال : ادعوا علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص» فلم يكلم منهم غير علي وعثمان فقال: يا علي لعل هؤلاء القوم يعرفون لك حقك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أتاك ربك من الفقه والعلم» فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه ثم دعا عثمان فقال له: لعل هؤلاء القوم يعرفون لك سنك وصهرك وشرفك فإن وليت هذا الأمر فاتق الف ولا تحمل رقاب بني معيط على رقاب المسلمين. ثم دعا صهيبا فقال: صل بالناس ثلائاء وفي رواية إنه ناوله السيف وقال أن لم يتفقوا على رجل منهم فاضرب أعناقهم» فلما تولى القوم قال عمر: إن وليها الاجلح سلك بهم الطريق يعني عليا والجلح اتحسار الشعر عن مقدم الرأس» فقال له ابنه: فما يمنعك أن توليه؟ فقال : أكره أن أحملها حیا ومیتا» ثم قال لابنه: ادع لي طبیباء فدعاه له» فقال: اسقیه اللبن» فسقوه» فخرج اللبن من الجرح» فقال الطبيب لا أرى أن تمسي فما كنت صانعاً فاصنع؛ فقال الله أكبر وأيقن بالموت» فجعل من حوله يثنون عليه» فنظر إِليهم› فقال المغرور والله من غررتموه» ثم قيل استخلف فقال كيف استخلف؟ وقد رأیت من حرصکم على الدنیا . قال: ولما خلا عمر بعلي وعثمان قال لولده عبد الله: أخرج» فقال له المغيرة لم يخرج وإنه لها والله أهل» فقال عمر أقعدوني فواله ما أردت بها وجه الله ليت عبد الله يحسن أن يطلق امرأته فكيف يحسن القيام بأمر الرعيةء ثم قال والله لوددت اني خرجت منها کما دخلت» والله لو کان لي ما طلعت عليه الشمس وغربت لافتديت به من هول المطلعء وكان رأسه في حجر عبد الف فقال له ضع رأسي في الأرض» فجعل يمسح خده بالتراب ويقول: الويل لعمر ولأم عمرإن لم يغفر الله لعمر. 1 وقد لبث عمر في خلافته عشر سنين وثلاثة أشهر ثم طعن يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة سنة أربعة وعشرين من الهجرةء فلبث في طعنته ثلائة يام يصلي في ثيابه التي طعن فيها فتوفي وهو يومئد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم» وكان الشيطان يهاب عمر أن يأمره بمعصية ومن كتاب سالم بن الهلالي رضي الله عنه قال : بعث أبو بكر رضي الله عنه حذيفة الغلفاني على صدقة عمان» فبعث عماله إلى قرية من قرى غُمان يقال له دباا"'فتشاجر المصدق مع إمرأة فضربها بسوطء فصاحت يا آل بني فلان فاجتمع اليها من اجتمع من أهلها وغيرهم من أهل القريةء فاقتتلوا بينهم فظهر عليهم العامل فسباهم› وساق السبايا إلى المدينة في أيام عمر بعد وفاة أبي بكر ( رضي الله عنه ) فاخبر عمر خبر القوم» والذي كان من أمرهم» فسبه عمر وقال: والذي نفسي بيده لو أعلم أنك سبَيِتَهم بدين لقطعتك طوائف» فرد هو السبايا وأنفق عليهم حتی ردهم» قال سالم في کتابه: فزعمت هذه الخوارج الملعونة انهم إنما عرفوا السبي من أهل القبلة من قبل دبا وبني ناجية فعمدوا إلى زلة المسلمين فاتخذوها دينا. وذكر سالم في كتابه إنه لما طعن عمر أحدق به الناس يبكون؛» فقال ما يبكيكم فقالوا نخاف من بعدك. فقال لهم دینکم واحد وکتابکم واحد وقد أثر الأول للآخر فمن أعطاكم الحق فاسمعوا له وأطيعوه» وإن أبى فأضربوا أنفه بالسيف» ألا وإنني تركت الإمامة بعدي على مثل المحجة الا أن يتركها تارك قال له وذكر أيضا أنه أقبل المقداد بن الأسود فارس ١) الصحيح هو سالم بن ذكوان الهلالي . ۲( مدينة عريقة في شمال عمان» كانت من أسواق العرب في الجاهلية قبل الإسلام› وهي الآأن تتبع محافطة مسندم في سلطنة عمان. 1۳ رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال للنفر الستة الذين جعل فيهم عمر الشورى انشدكم لله لا تولوا أمركم رجلا لم يشهد يوم بدر وفر يوم أحدء يعني عثمان بن عفان» ثم إن القومٌ ولوا أمرهم عبد الرحمن بن عوف» فاختاره عبد الرحمن لسنه ولتقدمه في الإسلام› ولما كان يرجو فيه من الخير فولاه أمر أمة محمد لما سبق في علم الله من وقوع الفتنة التى حذرهم الله إياها ولم يجرهم منهاء فقال لأصحاب محمد واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. وقال «هل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولعك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم» . - خلافة عنمان ن عمان واحدانها) ثم خلف من بعد عمر عثمان بن عفانء قال صاحب الکتاب المخالف: بُويم عثمان بن عفان في غرة المحرم سنة خمس وعشرين من الهجرة» قال في كتابه: عزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر وولاها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسعه وابتاع من قوم وابی آخرون» وجماعة من المسلمين وکان عمر کره فتوحهاء وقال : ل تحتمل واليا مقسطاء وصالح عبد اله أهلها على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف ۱( يستطرد المؤلف في ذكر أحداث الخليقة الثالث عثمان بن عفان› وهي أحداث اتفق المسلمون على وقوعها أو على وقوع معظمها منهء ولكنهم اختلفوا في الحكم عليه وعليهاء فبعض عذره بحجة الصحبة وبعضهم لم يعذره بحجة أن الصحبة ليست عصمة والمصاهرة قرابة نسب» وما كنا نتمنى أن تحدث أو انتهى اليهاء ولعل ضعف شخصيته وكبر سنه هما اللذان جعلاه رهين تصرفات أقاربه من بني أمية الذين كانوا غير أمينين على المسؤولية التي أوكلها إليهم بدلا من كبار الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ حتى كانت النتيجة ما حدث له؛ ولله الأمر من قبل ومن بعد . ٤ا دينارا. قال وفي هذه السنة افتتحت مدينة قبرص. قال جبیر بن بصیر: نظرت إلى أبي الدرداء يبكي» فقلت: له: ما يبكيك» وهذا يوم أذل الله فيه الشرك وأهله وأعز الله فيه الإسلام وأهلهء فقال لي: ثكلتك أمك ما أهون الخلق على الله إذ تركوا أمر ال قال في كتابه: في سنة ثلائين من الهجرة سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يد عثمان في بئر أريس على ميلين من المدينة وهذه البئر جلس عثمان على حافتها هو وبعض أصحابه» وكانت في جنان له فجعل يحول الخاتم في يده من الیمنی إلى اليسرى ومن اليسرى إلى اليمنى» فسقط الخاتم في البئر» وكان نقشه محمد رسول الل وكانت البئر من أقل الآبار ماى فما أدرك لها قَعَرٌ من يومعذ» فبات عليها ثلاث ليال يماح ماءها الليل والنهار فما يزداد الا كثرة» وكان قبل أن يقع الخاتم في البئر قد مات رجل من الخزرج فلما وضع موضع الجنائز وقد تقدم الإمام ليصلي عليه تكلم في أكفانه كلاما مفهوماء وقال صدذق صدق أبو بكر الصديق اللين في نفسه القوي في أمر الله صدق صدق عمر الفاروق القوي في بدنه» القوي في أمر الله صدق صدق عثمان بن عفان ببئر ریس فلم يدر الناس ما خبر بئر ریس حتى سقط فيه خاتم رسول اله صلى الله عليه وسلم» واريس هو رجل من اليهود نسبت إليه هذه البئر وعرفت به» فيومئذ نقم الناس من عثمان وأخذوا عليه. ذكر المنّنة واختّلاف الناس فيها وبيان مذهب اصحاننا' والسبب الذي به هذا الكتاب أنى نظرت إلى كتاب الطبقات فى ترتیب بیانه وحسن نظامه وتبیینه معالم المذهب وأعلامه» فرأيته في خلوه عن ذكر الأئمة من الصحابة وبيان الفتنة وأحكامهاء وكيف نجا من نجاء» وهوی من هوی عاریاء من ب بعض المقصود؛» تاركا لبعض المعهود› فكانه في تمامه کالناقص› وفي إقباله كالناكص؛ لأنه من هناك المنبع والأصل؛ ومنه الافتراق والفصلء» قال الله عز وجل «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب». وقال تعالى «الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون». وقال تعالى: ل فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم وقال سبحانه ي فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفی بما عاهد عليه ۱( يسقط المؤلف هنا على عثمان بن عفان وأحداثه رؤية القائلين بخطاً عثمان فى تلك الأحداثٹ› الذين يرول أن الصحبة النبوية ليست عصمة وإنما هي كما يرون أن المصاهرة النبوية هي قرابة نسب لا تمنح عصمة دينية من الحكم بالتخطعة والاثم لان الله تعالی خاطب نبيه نوحا عليه السلام في ولده بقوله «يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح » والأنبياء ء عليهم الصلاة والسلام أمرهم واحد في أصول العقائد وفي أصول الأخلاق» وفي أصول الشرائع. ۱ الله فسيؤتيه اجرا عظيما 4› وقال سبحانه ل وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم 4.. إلى قوله ل فمن كفر بعد ذلك فاولعك هم الخاسرون 4 . وذكر في المسند الصحيح في رواية أبي سفيان» قال لما نزلت هذه الآية واتقوا فتنة (الآية) وعند النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعلي وعثمان» فقال أبو بكر: أين انا يومئذ يا رسول لله؟ فقال: تحت الثرى» فقال عمر أين أنا يومعذ يا رسول الله؟ قال : تحت الثرى. فقال عثمان: أين أنا يومعذ يا رسول الله؟ فقال : بك تفتح ويك تنشب. ثم قام علي فقال: أين أنا يومئذ يا رسول الله؟ فقال: إنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير في القيد . وقال صلى الله عليه وسلم لفتنة بعضكم على أمتي أضر عليها من فتنة الدجال» وعنه عليه السلام لضرس بعض الجلساء في نار جهنم أعظم من جبل أحد. وقال صلى الله عليه وسلم: «یثور دخانها تحت قدمي رجل يزعم أنه مني وليس مني» الا أن اولياء الله المتقون» . وقوله عليه السلام: مالهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» عمار جلدة ما بين عيني» مهما اصيب المرء هناك لم يستبق› وقال لعمار « تقتلك الفئة الباغية يا عمار»» وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضکكم رقاب بعض ). وأول الفتنة عثمان بن عفان وذلك أن عثمان مكث في الخلافة ما شاء الله يعمل بكتاب الله وسُنّة نبيه والخليفتين أبي بكر وعم فطال عليه الأمر فاحدث وبدذل وكان أول ما نقم عليه المسلمون أنهم كلموه في إنفاذ وصية عمر بن الخطاب في ابنه عبيداللهء وذلك أن عبيد الله لما طعن أبو لؤلؤة أباه فقيل إنه رأى مع جفينة والهرمزان في السوق ومعه ۷ خنجر فوئب عليهما فقتلهما وکانا دهقانيين سلما في زمان عمر وحسن إسلامهما» فاوصى عمر الستة النفر الذين جعل لهم الشورى ايكم ولي هذا الأمر ليكلف عبيد الله البينة عادلة على أن جفينة والهرمزان أمرا أبا لؤلؤة بقتلي» فإن أتى بها خلي سبيله› وإن لم يات بها فليقده بهماء فإنه قتل رجلين من المسلمين» فطلبه المسلمون أن يكلفه البينة كما أوصى أمير المؤمنين عمر فجعل عثمان يعتل في أمره يعلل ويۇخرە› وجعل عبيد الله يدعى بينة غائبة» وقام إليه علي بن أبي طالب يوماء فقال: ما رأيت مئل هذا الفاسق عمد إلى رجلين من المسلمين فقتلهما من غير بينة» فوثب إليه عبيد الله فقال له انك هناك فلطمه لطمةء فعلاه عثمان بالقضيب وضرب به رأسه»ء يعني رأس عبيد الله فاتى به إلى علي ليقتص منه فابى» ثم عمد عثمان إلى مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من منبره فجلس علیه» وکان ابو بکر لما استخلف جلس دون مقام رسول الله برتبة» ثم توفي رحمه الل واستخلف عمر فقام دون مقام أبي بكر برتبة» ثم استخلف عثمان فصعد المنبر حتى قعد في مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال سلمان الفارسي: اليوم وُلدت الفتنة.. ثم ألح عليه المسلمون في أمر جفينة والهرمزان» فقال لهم : لا قرابة لهما في الإسلام» وأمرهما اليّ› وإني قد عفوت عن قاتلهماء› فقال له علي ليس من الأمر فيهما إلا ما قضى رجل من المسلمين› وها قد قتلا في إمارة غيرك وحكم الإمام في قاتلهماء» ولو فتلا في إمارتك ليس لك أن تعفو عن قاتلهماء فلما رأى أن المسلمين قد أبوا إلا قتل عبيد الله أرحله إلى الكوفة وأقطعه بها دارا وأرضاء فعظم ذلك على الناس وأكثروا فيه الكلام› وذكر بعضهم أن جفينة كان نصرانياً من أهل الذمة› - ۸ في ذلك الزمان من الأعاجم؛› ثم كان من حدئه أنه أدخل الحكم بن بي العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولميئه للمدينة» وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيّره من المدينة إلى جزيرة في البحر تسمى دهكل» مما يلي اليمن› وذلك أنه هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتاً من الشعر فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم : اللهم اني لا أحسن الشعر فالعنه بكل بيت لعنةء فلم يزل طريدا عن المدينة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ واستخلف أبو بكر وکلمه عثمان وأناس من بني أمية في إدخاله المدينةء فقال أبو بکر: قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين» فلما مات أبو بكر وتولی عمر کلموه في إدخاله فأبى» وأغلظ عليهم من إغلاظ أبي بكر فلما استخلف عثمان ادخله المدينة وأعطاه مائة ألف درهم من فيء المسلمين» فاعظم الناس ذلك وأكبروه وأوحشهم خلاف نبي الله والإمامين بعده» فدخل علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف فكلموه في طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال : ما يضركم مكانه أن بالمدينة من هو أشر منه» وقد كنت كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطمعني في الأذن له» وقد علمتم قرابتي ي له ومنزلته متي وليس مكانه بالمدينة بضاركم شيئاًء فقال علي : ليس وله بالمدينة أشر من طريد رسول اله صلى الله عليه وسلم» وأيم اله لعن بقيت لتركبن ما هو أعظم» وأعطى مروان ابن الحكم خمس افريقية وأعطى أخاه الحارث بن الحكم مائة ألف درهم من صدقة البحرين» وأعطى عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العاص ستمائة ألف درهم من صدقة البصرة كتب له بها إلى عبد الله بن عامر وهو عامل على البصرةء وأرسل إليه أبو موسى الأشعري بمال - ۹ وكان زياد بن عباد مولى الحارث الثقفي حاضراً وهو الذي أتى بالمال من البصرة فبكى وفاضت عيناه بالدموع» فقال عثمان: ما يبكيك لا أم لك؟ فقال: ذكرت عمر وصنيعه في مال أتيته به من البصرة وکان زياد أتى عمر قبل ذلك بمال من البصرة وبين يديه ابنة له صغيرةء فأخذدت درهماً وجعلته في وذهبت فصاح بها عمر لترجع فسعت» فسعی في إثرها فاخذها وادخل سبابته في فيها فاخرج الدرهم ورده في المال فبكت الصبية وردها إلى صدره» فقال أسكتي بنتي فوالله لأنت تبکين أيام الدنيا كلها أحبٌ الي من أن يبكي عمر يوم القيامة. قال فقال : له عثمان لله أبوك» عمر منع أهله وقرابته رجاء ما عند اله وأنا أعطيت اهلي وقرابتي رجاء ما عند اله فخرج زياد وهو یقول ما ریت کاليوم ولي أصرف عن حق ولا أسقط في حجة منك یا عثمان. وحمی مواطن المطر من أرض البادية وأرعا فيها أهله وخاصته› ومنعه الناس» فكلمه المسلمون في ذلك فقالوا له: يا عثمان أتحرم ما أنزل الله من الرزق على الناس وتحله لنفسك والله يقول (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل اله أذن لكم أم على الله تفترون) فاسمع يا عثمان قبل أن لا تسمع وابصر يا عثمان قبل أن لا ينفعك البصر قال عبد الرحمن بن حنبل في أحداث عثمان : أقسم بالله جهد اليمين ما خلق الله شيعا شدا لكي يہتلوا ولكي نبتلا دعيت اللعين فأدنيته ۰ وأعطيت مروان خمس العباد ظلما لهم وحميت الحمى ومالاأتاك بهالأشعري من الفيء أعطيته من دنا فأف لفعلك من فاعل وتبا لرأيك من ذي نهى ركبت من الجور غير الرشاد فهيهات سعيك ممن سعی رويدا رويدك إن الأمور تصيرإلى منزل للبلى فإن الإمامين قدبينا منار الطريق عليه الضيا فلم يأخذا درهماغيلة ولا جعلا درهما في هوی وقد كنت لو شعت فى فسحة فلما بلغت هذه الأبيات من قول عبد الرحمن» عثمان سود وجهه وطوفه على حمار في الأسواق» وعمد عثمان إلى عمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزلهم عن أعمالهم من غير علة ولا حدث» فعزل الفقهاء من السابقين الأولين واستعمل السفهاء من قرابته وأهل بيته» واستبدل بالصالح الطالح وبالعالم الجاهل»› واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخاه لأمه على الكوفة فقال له عبد الله بن مسعود ما جاء بك؟ قال : جعت عاملاً . قال له ابن مسعود: صلحت إذن بعدي أم فسد الناس؟ فقال : ۷۱ بل صلحت» واستعمل عبد الله بن عامر على البصرة وکان ابن واستعمل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر وكان أخاه من الرضاعة واستعمل يعلا بن أمية على اليمن وهو الذي يقال له يعلا بن منية و كان حليف بني أمية واستخلف أسيد بن الأخنس بن شريف الثقفي حليف بني زهرة وكان ابن عمة عثمان» فلم يدع أحداً من أهل الصلاح ممن كان يلي أمور الناس إلا عزله» واستعمل غيره ممن يرجو طاعته ونصرته . حدثنا علي بن أبي زيد الجزعاني قال: بعث عمر رضي الله عنه عمارا على الكوفة أميرا وعلى الصلاة والقضاءى وبعث عبد الله بن مسعود على بيت مال الكوفةء وأعطى أهلها وأمره أن يؤازر عمار بن ياسر» وبعث عثمان بن حبيب على سواد الكوفة وعلى خراجها ومساحة أرضها وأمره أن يدفع ما جنی من مال إلى عبد الله بن مسعود وفرض لهم کل یوم شاة» شطرها وبطنها لعمار» والشطر الباقي بين عبد الله بن مسعود وبين عثمان بن حبيب» ثم قال ألا وإني أنزلتكم ونفسي في مال الله منزلة مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيراً بالمعروف» فلما قتل عمر رحمه الله مكث عثمان ما شاء الله ثم استعمل الوليد بن عقبة على الكوفةء وعزل هؤلاء النفر الثلاثة وأمر أن يرفعوا إليه. وصلى عثمان بمنى بالناس أربع ركعات» وإنما صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وكذلك أبو بكر وعمر صلیا بها رکعتین» وصلىی بها عثمان كذلك؛» وبدا له الخلاف فصلى بها أربعاء» فارسل إلى على ذات يوم أن يصلي بالناس» فارسل إليه علي أن صلیت بهم صلیت رکعتين ثم أرسل إِليه صل بهم أربعاً فقال له علي: لم أكن لأدع سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ولا لغيرك» وعن ابن مسعود رحمه الل قال : لما بلغني أن عثمان صلى بمنيٌ أربعاء فقال: صليت خلف رسول الله صلی ۲ الله عليه وسلم ركعتين وخلف أبي بكر وعمر رکعتین» فلیت حظی من أربعكم ركعتان متقبلتان. وحرق عثمان المصاحف وحرم قراءة ابن مسعود وقراءة ابي بن كعب» وأمر الناس أن يقرأواعلى حرف واحد» وأمر بمن خالف ذلك الحرف يمثل به» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف » وهو كقولك هلم وأقبل واذهب وانطلق» وقال صلى الله عليه وسلم : ١ من سره أن يقرا القرآن غضاً كيوم أنزل فليقراً قراءة ابن ام عبد ». حدثنا هارون بن سعد بن أبي عبيدة الذهلي» قال : لما سمع أبو ذر ان عثمان حرق المصاحف فقال له: يا عثمان لا تكن اول من حرق کتاب له فيحرق الله دمك» وقال الحجاج بن عمرو الأنصاري : أتيت بتحريق القرآن عظيمة تعرضت فيها للردى والمهالك أتحرقه من بعدماقد أتى به من الوحي جبرائيل خير الملائك واستسلف من مال الله مالا عظيماً فاتاه عبد اله بن أرقم أمين المسلمين وكان يلى الخمس والغنائم في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم» وولي المال في أيام أبي بكر وعمر رضي الله عنهماء فأتاه يتقاضی منهء فجعل عثمان يماطله ويمنّيه» فلما طال ذلك على عبد الله ناشده الله إلا أدى ما قبله من فيء اله فقال عثمان: مالك ولهذا المال فوالله ما ودي منه شيعا أبدأء فلما سمع منه ذلك انطلق إلى المفاتيح» فاخذها ثم أتى عثمان والناس عنده» فقال : يا معشر المسلمين» هذه مفاتيحكم وبيت مالكم› ثم قال لعثمان: لا ألي لك شيعا أبداء ثم إن الوليد بن عقبة أحدث أحداثاً عظيمة منها أنه يلعب بالسحرة بين يديه فإن الرجل منهم يري الناس ۳ انه يقتل نفسا ثم يحييهاء فجاء جندب بن زهير العامري' ومعه سيف فضرب به الساحر فقتل فقال أحي ما قتلت» أحي نفسك الآن إن كنت صادقاً فهَمٌ الوليد بقتله» فقال جندب أنا أقيم البينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى ساحرأً يسحر فليقتله» فامر به الوليد إلى السجن فان على السجن رجل يقال له دینار» فقال دینار: یا جندب انطلق فإني أخاف أن يقتلك؛› فاكون شريكا في دمك إذا حبستك» فانطلق جندب حتى أتى المدينةء ودعا الوليد بن عقبة بدينار فقتله لتركه جندبا» فكلم المسلمون عثمان أن يقيد الوليد بدينار» فأبىء وقال رجل من الأزد فى ذلك : أبضربة لساحر حبس جندب وتقتل أصحاب النبي الأوائل وتمشى ثقيف حوله برجالها تقول أرحنا بالذي نت فاعل وقال سراقة الطائي في ذلك : ولا جندب إن صال بالسيف عدوة وشرب الوليد بن عقبة الخمر صرفاء وخرج إلى الصلاةء فصلى بهم وهو سکران صلاة الصبح ثلاث ركعات› وقال : حسبکم م آزیدكم؟ شهدت بذلك الشهود عند عثمان فلم يقم عليه حدا ولا عزله حتى طرده أهل الكوفة منهاء فخرج حتى قدم المدينة على عثمان قال الحطيئة : شهد الحطيئة عند خالقه أن الوليد لأخو الفدر ۱( في المصادر الأخرى الأزدي. ٤V‏ ناداوقد تمت صلاتهم أأزيد كم ضل ومايدري زادهم خمسا ولو قبلوا زادت صلاتهم على العشر فأبواله فيها ولو سكتوا لفرقت بين الشفع والوتر قصروا عنانك إذ هممت ولو خلوا عنانك فيها لم تزل تجري وأراك تفری ما خلقت له وبعض القوم يخلق ثم لا يفري وأجمع المهاجرون والأنصار على عثمان في أمر الوليد بن عقبة ليقيم عليه الحد ويقيده بدينار فقالوا له: نقسم بالله عليك لتقيمن عليه الحد أو لتركبّن عليك ما تكره فلما اشتد عليه القوم» قال لهم : أما دينار فانا أولى الناس به» ولا قرابة له في الإسلام» وأنا ولي أمر المسلمين؛› وقد عفوت عنه في قتل دينار» وأما الحد فدونكم فاضربوه فإني أرق له ولا أطيق ضربه» فضربه علي بن أبي طالب بيده فقال له الزبير والله لتقيدن بدينار أو لتقتلن دنانير كثيرة. وعن عامر الشعبي قال: شهد عليه أناس كثيرة من أهل الكوفة انهم رأوه يشرب الخمر فدعا عثمان بسوط له وأدخله بيت فالبسه جبة ثم قال لرجل من قريش: قم إليه فاضربه أربعين سوطاء فلما دخل عليه ثم قال له الوليد: أعيذك بالله أن تقطع رحمي وان يغضب عليك أمير المؤمنين› فجاء بالسوط إلى عثمان» فألقاه إليه ثم قال لیليه رجل غيري» فامر آخر فقام اليه فقال له مشل ما قال فرجع بالسوط» قال الشعبي فلما رأى علي الحد معطلا قال لعثمان : أقم 0 إليه› قال: إن شعت فقم» فلما دخل عليه قال له: اعيذك بالله أن تقطع رحمي» وان يغضب عليك أمير المؤمنين» فقال له علي ما أنا اذا بمسلم فجلده علي أربعين جلدةء ثم استخلف على الكوفة بعد الوليد سعيد بن العاص ابن أمية فعمل فيها مثل عمل الوليد إلا أنه لم يظهر شرب الخمر مثله فخرج إليه الناس من خيار الكوفة وفيهم مالك الأشتر التخعي فكلموه فيه فعزله» وكان مما نقموا عليه منعه الأعراب الجهاد ليسقط بذلك سهامهم من الفيء وقد كان دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ودعاهم أبو بكر وعمر فجاهدوا مع المسلمين» مع أمور كثيرة عمل فيها هو وعامله» فكلمه المسلمون ومشوا إليه فيه» وعاتبوه عليه فابى أن ينزعه» وقد كان أول من كلمه في ذلك علي بن ابي طالب کلمه في مسجد رسول الله والناس مجتمعون فاغلظ كل واحد منهما على صاحبه وأغضب كل واحد منهما الآخر ثم إن أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم رأوا أمراً فقالوا: ما يسعنا الكف عن هذا الرجل فاجتمع أمرهم على استتابته أو خلعه» فاجتمعوا في منزل الزبير بن العوام» فقام عبد الرحمن بن عوف» فحمد الله وأئنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وذ كر أبا بكر وعمر وسيرتهماء» ثم ذكر عثمان وأحداثه وجوره ثم قال: أيها الناس أنا أول خالع له إذ كنت أول مبايع لهء أشهد كم أني قد خلعته خلع نعلي هذه ثم خلع نعليه من رجليه فرفعهما بیده» ثم قام الزبير بن العوام فحمد الله وأئنى عليه وذكر عثمان وشتمه ووصف أحداثه وعابه› ٿم قال: يا ابا الحسن ما يمنعك أن تقوم وتتکلم؟ قال علي ما قلتما إلا حقاً ولو قمت لم أقل الا مثل قولكماء ثم اجتمع القوم على أن يکتبوا ليه كتاباء فكتبوه ووصفوا احداثه واستتابوه» ثم بعثوا V۷ أصحابه بالباب ودخل عليه عمار بالكتاب؛› فلما دفعه إليه وقرأہ ٹم قال له: يا ابن سمية ما اجترا علي غيرك» فقال له: وما يمنعني من ذلك؟ فقال عثمان: يا أخذع أنت قريب القوم؛ فقال له عمار بالقتل تعيرني فامر غلاما له فوطعه حتى فتق بطنه» ثم أخرج يسحب حتی رُمي به من وراء الباب وکانت اذن عمار قطعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ عثمان الذي كان من اجتماع الناس في منزل الزبير بن العوام فشتمهم» وقال: أعداء الله قد نافقواء واشترى عثمان العبيد من النوبة والفرس والسودان فأمرهم بضرب من يكلمه فكان الرجل إِذا كلمه بادروا إليه بالضرب حتى يرفع من بین يدیه. حدثنا سليمان الأعمش عن عبيد الله بن حارثة» قال: سمعت علياً يقول: دعاني عثمان فقال: يا علي أعنّي نفسك ولك عير أولها بالشام وآخرها بالمدينةء ولك عير أولها بالمدينة وآخرها بالعراق ولك عير أولها بالمدينة وآخرها باليمن» فقلت له : بخ بخ» لقد أكثرت ولو كان من مالك فقال: من إِذا فقال علي من مال قوم جلدوا عليه باسيافهم فقال: وإنك لهناك تذهب» ثم قام فضربني حتى حجزه عني الزبير وأنا اقول لو شئت لانتصرت» فقالت له امرأته نائلة بنت الفرافصة أبأبى الحسن تصنع مثل هذا؟ وحديث نائلة هذه من غير الفن هي نائلة بنت الفرافصة الكليبية وهي من السماوة وكانت على النصرانية فلما تزوجها عثمان سنة ثمان وعشرين من الهجرة أسلمت قبل البناء بهاء فلما دخلت عليه قال لها عثمانقال : إنا شيخ كبير فلا تذ كرين ذلك . فقالت : إني من نسوة حب الأزواج إليهن الكهل السيد مثلك» فقال لها: أفتقومين إلينا أم نقوم إليك؟ فقالت: ما قطعت إليك أمر عرض السماوة وأنا أريد أن تتعناا) ١) أي تجرناء تعه أي جره وسحبه. ِ٧ إلى عرض البيت» فقال لها: ضعي رداءك› فوضعته ثم قال لها اخلعي درعك فخلعته» فقال لها: حلي مئزرك» فقالت لهقال : إنت وذلك . وحدثنا سليمان الأعمش عن أبي صالح عن صهيب مولى العباس أن عثمان أراد أن يخطب ويسمع بعلي وأصحابه فاتاه فلما رآء عثمان» فقال له: أفلح الوجه أبا الفضل» فقال له العباس: ووجهك أن علياً أخوك في دينك وصاحبك مع نبيك وابن خالك وقد سمعت انك تريد أن تسمع به وبأصحابه فلا فقال له عثمان : إن أول ما أجللتك به فقد شفعتك فيه ثم إن علياً لو شاء كان الشعار دون الدثار ولكنه أبى . قال صهيب فأرسلني العباس إلى علي فقال : أدعه» فدعوته› فقال : نه بلغني عن عثمان أنه أراد أن يسمع بك وبأصحابك فكلمته فشفعني› وقالقال : إن علي لو شاء لكان الشعار دون الدثار» ولكنه أبى» فقال علي : والله لو أمرني أن أخرج من داري لخرجت» ولكن أمرني أن لا اقيم کتاب الله فلن افعل . وحدثنا سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت بن عبد الله قال : قلنا لعلي مالكم ولعثمان ما تريدون؟ فقام فنفض ثوبه» فقال: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن اله لمم المحسنين» . وحدثنا سلميان الأعمش عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن شیبان السلمي» قال: قلنا لأبي ذر مالكم ولعثمان ما نقمتم منه» فقال والله لو أمرني أن أخرج من داري لخرجت» ولکنه ابی أن یقیم کتاب الف حدٹنا سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن شيخ من أهل مكةء قال : قلنا لأابي ذر فكيف منزلة عثمان فيكم؟ فقال: ويلك أما لكم حمار تستقون عليه من الماء› فقلت : إني والله قد تركته في الدار. فقال : والله لعثمان أشر من ذلك الحمار» وأظهر أبو ذر عيب عثمان وفراقه وأغلظ له ۸ِ حتى شتمه على رؤوس الناس فسيره إلى الشام حدثنا وهب بن عبد الله الأزدي عن ابن اخي أبي ذر قال: لما سير أبو ذر من المدينة إلى الشام قد كنت معه وقليلاً ما كنت أفارقه» فلما قدم الشام قام خطيباً قريب من سرادق معاوية» فقال: أيها الناس إن هذا المال مال الله وفع المسلمين وهو بينكم سواء وإن رغم أنف صاحب السرادق فكب الناس عليه فکان الأمر أمره والقول قوله: وجعل يبين للناس عيب عثمان وجوره وأحداثه فلما رأى معاوية منزلته عند الناس أرسل إليه فادخل عليه فقال له: ما هذه الأحاديث التي تحدث بها الناس؟ فقال : ما أحدث إلاعن كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال له معاوية: كذبت» ألست تزعم أن الطير والوحش تحشر يوم القيامة؟ قال : نعم . قال فات على ذلك ببرهان من كتاب الله . قال: قال الله عز وجل ل وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون 4 فقال له معاوية: انطلق فلا تعودن إلى شيء مما كنت تحدث به فلم يقطع الحديث ولم يمسك عن عيب عثمان وجوره فكتب معاوية إلى عثمان أن أبا ذر أفسد عليك قلوب أهل الشام وبغضك إليهم فلا يستفتون غيره ولا يقضي بينهم إلا هو» فكتب عثمان إلى معاوية إذا أتاك كتابي هذا فأحمله على ناقة صعب وقتب خشن وابعث معه من ينخس الحمولة نخسا حتى يقدم به علي› فأرسل معاوية إلى أبي ذر يد خل عليه وأنا معهء فقال : ألم أنهك عن هذه الأحاديث عما تقول» فقال أبو ذر: وما أحدث إلا بكتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه فقال معاوية: کذبت على نبینا وطعنت في دیننا وخالفت رأينا وضغنت قلوب المسلمين عليناء فقال أبو ذر: ما كذبت على رسول الله ولا حدثت إلا عنه» وعن كتاب الله فعلام تنازع الله أثوابه يا ۷۹ ابن أم معاوية» أو ليس هذا من كذبك؟ قال معاوية أو لله فقال إي والله إن تاجه الملك» ورداءه العزء وقميصه المجد؛ فقال معاوية انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك؛ فقال أبو ذر ما انا فقد بقي من عقلي ما أشهد به على الصادق المصدق رسول لله صلى الله عليه وسلم› قال أن إحدنا يموت يوم يموت وهو كافر› أما أنا وأما أنت يا معاوية» فوجم لها معاوية ونكس طويلاً ثم رفع رأسه» فقال: هذا كتاب أمير المؤمنين وقد أمرنا أن نبعث بك إليه فأوتي بناقة صعبة عليها قتب خشن» فحمل عليها وما على القتب شيع فبعث معه من يسيره سير عنيفاء وخرج معه ابن أخيه فما لبث الشيخ إلا حتى سقط ما يلي القتب من لحم فخذیيه؛ فكنت إذا كان الليل أخذت ملاة لي فالقيتها عليه وإذا كان السحر أخذتها مخافة أن يشعر بي فيمنعني» حتى بلغنا المدينةء وبلغ عثمان ما لقى أبو ذر من الجوع والشر» فحجبه حتى مضت عشرون ليلة وأفاق أبو ذر» ثم أرسل إليه وادخل اليه وهو معتمد على عصاء» فاستوی قاعدا فلما دنا أبو ذر منه فقال عثمان متمثلا ۰ لا أنعم الله لعمرو عينا تحية السخط إذا التقينا فقال أبو ذر والله ما سماني الله عمروا ولا سماني أبي عمرواء وإني لعلی العهد الذي فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛» ما غيرت ولا نکثت» فقال عثمان: کذبت.. لقد کذبت على نبینا وطعنت فی دیننا وأضغنت قلوب المسلمين علينا. ادعوا لي قريشا فيكذبوه فوالله ما لېثنا إلا قليلاً حتى امتلا البيت من رجال قريش» فقال عثمان : أنا بعثت إليكم في هذا الشيخ الكذاب الذي كذب على نبيناء وطعن في دينناء وخالف أمرناء وضفن قلوب المسلمين عليناء وإني قد رأيت أن أقتله أو أصلبه ۸ أو أنفيه من الأرض» فقال بعضهم: رأينا لرأيك تبع» وقال بعضهم إنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله حرمة وحق؛ قال: فبينما هم كذلك إٍذ دخل علي بن أبي طالب متوکا على عصاة له سمرای فسلم فلم ير مقعداء فاعتمد على عصاة له قائماء فقال فيم أرسلتم إلينا؟ فقال عثمان: أرسلنا في أمر قد فرق لنا فيه فاجتمع رأينا ورأي المسلمين عليه فقال علي فلله الحمد فلو استشرتمونا لم نالكم نصيحة؛ فقال عثمان لكم في هذا الشيخ الكذاب الذي كذب على نبيناء وطعن في دينناء وقد ظهر لنا فيه أن نقتله أو نصلبه أو ننفيه» فقال علي : ألا أدلكم على خير من ذلك وأقرب رشدا أنزلوه منزلة مؤمن آل فرعون «إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعد كم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب»» فقال عثمان بفيك الحجر» فقال له علي بفيك التراب» وستكون فيه فقال له عثمان: قم يا علي فقد أخذك رسول الله وما منعه أن يقطع يدك إلا قرابتك منه» فقال له علي كذبت على له وعلى رسوله وخرج غضبانا يجر رداءه» فاستقبله المقدات» فقال: هلم يدك للبيعة فوالله لعن صارت في أكفنا لنضربنهم على تاويله كما ضربناهم على تنزیله» وقال: شکى إلى بني العاص قول أبي ذر» فقالوا اثتنا به فنكذبه» ونرد عليه مقالته» فجمعهم عثمان وبعث إلى أبي ذر فدخل عليه حتى وضع يده على متكأت عثمان فقال له: عثمان إنك صاحب الكلام فتكلم بين يدي هؤلاء حتى يكذبوك ويردوا عليك؛ فقال: إني سائلهم فإن صدقوني تكلمت وإن كذبوني کففت عنهم› فقال: أسالكم بالله الضار النافع المحيي المميت» الباعث الوارث هل سمعتم رسول ا لله صلى الله عليه وسلم قال ما أقلت الغبراى ولا أظلت الخضراء أصدق ذي لهجة من أبي ذر؟ فقالوا: اللهم نعم فاهوی يده إلى أذنيه» فقال: صمتاً ثم صمتاً لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا ودینه دغلا وعباده خولا» فامر عثمان بالناس أن یخرجوا من منزله» وأمر ناديا فنادی في الناس أن لا تقربوا با ذر ولا تکلموه» ولا تجالسوه» ثم سيره إلى الربذة» فاردت الخروج معه وكنت أريد أن لا أفارقه ما حيي أو يهلك. فقال لي ابن أخي ارجع فكن مع الناس» فإن رسول الله صلى لله عليه وسلم أخبرني أنهم لن يسلطوا علي ولن يفتنوني عن ديني وأخبرني أني أسلمت فريداء وأموت فريدأء وأبعث فريدا يوم القيامةء حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: التقى أبو ذر ومعاوية فتعاتباء فقال أبو ذر أما أنا فاشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أحدنا فرعون هذه الأمةء إما أنا وإما أنت» فقال معاوية أما أنا فلاء فقال أبو ذر أنت فرعون هذه الأمةء حدثنا عمرو بن صبيح الكندي عن الأحنف بن قيس قال: بينما نحن جلوس مع أبي هريرة إِذ جاء أبو ذر فقال: يا أبا هريرة هل افتقر الله منذ استغنى؟ فقال أبو هريرة : لم يزل الله غنياً حميدأء ونحن الفقراء إليهء فقال: يا أبا هريرة مال هذا المال يجمع بعضه على بعض فوالله لقد منعوه أهله اليتامى والمساكين وابن السبيل» ثم انطلق فقلنا لأبي هريرة ما منعكم أن تكونوا مثل هذا الرجل؟ فقال : هذا الرجل وهب نفسه على أن يذبح فيه» وقال أبو هريرة : أما أنا فاشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق ذي لهجة من أبي وإذا أردتم أن تنظروا لأشبه الناس بعيسى ابن مريم زهدا ونسكا فانظروا إلى أبي ذر. وحدثنا إبان بن أبي عيسى عن الأحوض بن حكم العبسي عن خالد بن معدان قال: لما بلغ أبا الدرداء أن أبا ذر مسيره إلى .الربذةء قال: أو فعلوها ۸۲ ارتقبهم واصطبر» والذي نفسي بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضرا ذا لهجة أصدق من أبي ذر» فمن سره أن ينظر إلى المسيح ابن مريم في صدقه وبرّه وزهده في الدنيا ورغبته في الأخرة فلينظر إلى أبي ذر. عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال : زرت أبا الدرداء وهو بحمص» فأقمت عنده ليال› فلما أردت الخروج قال أبو الدرداء قال ما أراني الا مشيعك» فخرجا يسيران» فلقيا رجلا قد شهد الجمعة بالجابيةء فأخبرنا بخبر الناس ثم قال: وخبر آخر لم أخبركموه أراكما تكرهانه. قال أبو الدرداء لعل أبا ذر توفي» فقال : نعم» فاسترجع أبو الدردای واسترجعت عشر مرات» ثم قال: ارتقبهم واصطبر كما قیل لأصحاب الناقةء اللهم قد كذبوا أبا ذر وأنا لا أكذبه» وإن اتهموه فاني لا أتهمه وإن استغشوه فإني لا أستغشاه» لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتمنه ولا يأتمن أحدأء ويسر إليه ولا يسر لأحد» أما والذي نفسي بيده لو أن أبا ذر قطع يميني الحديث . وأظهر عبد الله بن مسعود أحداث عثمان وعيبه وفراقه وبضّر الناس جوره فتابعه أهل الكوفة على ذلك عن أبي وائل سفيان بن مسلمة قال» قال عبد الله بن مسعود وددت انا وعثمان برمل عالج يحثي علي وأحثي عليه حتى يموت الأعجل منا. وزاد فيها في كتاب العدل والإنصاف فقالوا له: إذا يغلبك. فقال: لا يعين الله كافرا على مؤمن» وقال: سمعت عبد الله بن مسعود قد ذكر عنده فقال: ما يوزن له يوم القيامة ذباب» فقال الرجل ذباب . فقال عبد الله ولا جناح ذباب» قال أنتم أصحاب محمد قاتلوا فنقاتل معكم» وكان عبد الله بن مسعود يقوم كل عشية خميس يخطب الناس يعصهم › ویذ کرهم؛ ویذ کر عٹمان وجوره وأحدانه. وعن سفیان بن ۸۳ سلمة قال: دخل عبد الله بن مسعود ذات عشية مسجد الكوفة حين أحدث الوليد بن عقبةء والناس فيه حلق حلق فقال: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلط اله عليكم أشراركم» يسومونكم سوء العذاب»› ثم يدعو فلا يستجاب لهم› فلما كان الغداة أتاه رجلٌ فقال له: يا أبا عبد الرحمن هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر فقال: بل هلك من لم يعرف المعروف ولم ينكر المنكر بقلبه. وحدثنا مسلم الضبي عن خثيمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود؛ قال: بينما نحن في بيت» ونحن ن اثنا عشر رجلا نتذاکر أمر الدجال وفتنته» حتى دخل علينا نبي الله فقال : والذي نفسي بيده أن في البييت من هو أضر على أمتي من فتنة الدجال› فقد مضى من في البيت يومئذ غيري وعثمان» والذي نفسي بيده لوددت أني أنا وعثمان برمل عالج يحثى علي وأحثى عليه حتى يموت الأعجل مناء وحدثنا الأخلج بن عبد الله عن محمد بن عبد الرحمن التخعي قال: بينما أنا أقود بعبد اله بن مسعود بين اخشبى مكة فقال : ما أن إذ يطردني المشركون بين اخشبى مكة باخوف مني اليوم وما يخيفني اليوم إلا من كان . وحدثنا سليمان الأعمش عن يزيد بن وهب الجهني قال: أرسل عثمان خالد بن عرفطة إلى عبد الله بن مسعود فقال له: قل له إما أن تدع هذه الكلمات أو تظعن عن مصرنا. . فقال: بل أظعن. فلما أن خرج أتاه الناس فقالوا له: لا تأتيه فنا لا نامنه عليك» وأقم فواله لا يصل إليك أبداً فعزم عليهم فرجعوا. وحدثنا سليمان الأعمش» قال: ورفع الحديث إلى بعض الكبراء لما سير ابن عفان عبدالله بن مسعود من الكوفة إلى المدينة قدمها ليلاً وهي ٤۸ فبلغ عثمان قدومه حين أصبح ولم يدر أين فجعل يسال عثمان : ين نزل؟ فلقي سعدا فقال: أين ابن أم عبد؟ فقال أوقدم؛» فقال: نعم أما والله لاشفينك فیه. وکان بین سعد وابن مسعود قديم يظن عثمان أن يعجب سعدا فقال سعد: والله لا يعجبني أن تتعدی عليه فلما أعياه أين نزل خطب في الناس يوم جمعة فقال: أيها الناس طرقتكم دويبة من يمشي على طعامه يقي ويسلح» فاحذروها أيها الناس. وراح ابن مسعود إلى المسجد» فلما سمع قول عثمان قام فقال: لست أنا ذلك ولكني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وأحد وبيعة الرضوان» فقال له عثمان : إنك لهناك؟ فامر به مولى له يقال له ابن زمعة مشدا طويلاً فأخذه أخذا عنيفاء فضرب به الأرض» فدق أضلاعه فنادت عائشة أم المؤمنين وفتحت الباب» وقالت : والله لئن لم تخل عنه لكشفت عن وجهي أبعبد عبد الله بن مسعود يصنع هذا؟ فناداها عثمان فقال: يا حميرا اسكتي وإلا أملأنها عليك سودانا» فاستخرج عبد الله بن مسعود وهو يقول: أمر بي الكافر ابن زمعة فدق أضلاعي» فامر به عثمان» فاخرج من المدينة وألقي ناحية منها» فخرجن أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى' الله عليه وسلم وضربن بيوتهن حوله» ثم إن عثمان لم يزل يستشفع بعائشة عند عبد الله لياذن له فيدخل عليه فدخل عليه فقال : أقعدوني فقال له عثمان : استغفر لي يا أبا عبد فقال له عبد الله فان كنت كما أقول فما ينفعك وإن كنت كما تقول فما يضرك إن لم أستغفرلك. وكان عثمان حبس عطایاه خمس سنين» و کان عطاؤه كل سنة خمسة آلاف درهم» فاجتمع له خمسة وعشرون ألفاء فقال له عثمان : أبعث إليك عطاياك؛› فخذها فقد اجتمع لك عندنا مال فقال عبد الله : لا والله لا آخذ منها شيعا حتى ألقى محمداء فقام عٹمان ۸0 فقال للزبير بن العوام: لا تسبقني بجنازته» فلما مات عجل القوم دفنه› فبلغ عثمان موته فركب فاتاهم فوجدهم قد فرغوا من دفنه؛» فقال لهم : يا بير رفعتم والله أيديكم عن خير من على الأرض» ولم تعلموني» فقال الزبير متمثلا : لأعرفنك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا حدثني علي بن محمد بن جذعان القرشي قال: بعث عثمان إلى الوليد بن عقبة أن أخرج عبد الله بن مسعود من الكوفة. فجعل عثمان يسأل عن كل راكب جاء من الكوفة: هل لقیت عبد هذیل؟ فقال له عبد الرحمن بن عوف: من تعني بعبد هذيل؟ فقال ابن ام عبد؟ فقال له أتقول هذا لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفيه وخليله؟ فقال له عثمان: دعنا منك» فلما بلغ عثمان قدومه وذلك ليلة الجمعةء فقال في خطبته: أيها الناس طرقتكم دويبة من يمشي على طعامها يقي ويسلح فاحذروهاء فطلع عبد اله بن مسعود من باب المسجد» فقال له عثمان: أخرج اقسم عليك الا خرجت» فابى› فامر عثمان غلاما له أسود طويلً مشرباً يقال له ابن زمعة فاحتمله فكاني أنظر إِلى رجلي ابن ام عبد عند إست الرجل» حتى أخرجه» فالقاه خارجاً فدق أضلاعف فمرض من ذلك عبد الله مرضاً شديداء فجاءه عثمان يعوده» فاستأذن وسلم ثلاثا كل ذلك لا ياذن له» عنده بعض أمهات المؤمنين؛» قال عثمان لأم المؤمنين تاذني لي عليه؟ فكلمته فاذن لها أن تاذن له فلما دخل عليه قال : استغفر لي یا أبا عبد الرحمن» فسکت فقالها ثلاثاء فقال : أيستغفر مؤمن لكافر ام كافرلمۇمن؟ حدثنا جبير بن سعيد عن الحسن بن ابي الحسن» قال اني لشاهد A يوم الجمعة إذ دخل عبد الله بن مسعود فامر به عثمان غلاماً أسود لياخذه وإني لقريب المجلس منه فادخل يده تحت مابطي رجليه» ثم احتمله وجمع ركبتيه إلى صدره» فكاني أنظر إلى تحريك رجليه وعبد لله يقول: أنشدك الله أن لا تخرجني من مسجد خليلي» فاتى به إلى المسجد واستقبل به الجدار» فجعل يضرب الجدار بعجزه حتى كسر عصعصه وفرق أنثثيه ودق أضلاعه. حدثنا جبير بن سعد عن الضحاك بن مزاحم» قال: لما ثقل عبد الله بن مسعود أتته أمهات المؤمنين فضيئت بيوتهن حوله وحلن بينه وبين الناس» وأناس كانوا عنده من المهاجرين والأنصار. فلما بلغ عثمان ثقله تاه فاستاذن عليه» فابى أن ياذن له فاستشفع بامهات المؤمنين وبرهط من المهاجرين والأنصار فاذن له فقال لعمار بن ياسر: ادع لي ثيابي» فدعا له ثيابه» فلبسهاء وقال لعمار: أسندني إلى صدرك وأقبل بوجهي إلى الجدار» وقد كان رسول الله آخا بینه وبين عمار بن یاسر فدخل عثمان مسلماً عليه فأبى أن يرد عليه فقال: أقبل بوجهك يرحمك الف فلم یزالوا به حتى أقبل بوجهه» فقال له عثمان: ما تشتکي يا ابا عبد الرحمن» قال: ذنوبي» قال: فما تشتهي؟ قال المغفرة. قال ألا ندعو لك الطبيب ليداويك؟ قال: فعل هذا بي . فقال: ألا نامر لك بعطائك؟ قال : حبستها عني إذ أنا لها محتاج وتعرضها علي إذ أنا عنها غني» قال ری في بناتك عيلة. قال : لا أخاف عليهن عيلة ماصليّن ثم قال عبد له : يا أمهات المؤمنين» ويا أصحاب محمد أناشد كم الله أن صدقت لما صدقتموني» وإن كذبت لما كذبتموني» أتعلمون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال في مواطن يوم كذا وكذا لعدد مناقب له فقالوا اللهم نعم ثم قال: وتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال في مواطن ۸۷ ثلاثة اللهم إني قد رضيت لأمتي من رضي لها ابن أم عبد» وسخطت من سخط لها؟ فقالوا: اللهم نعم فقال عبد الله: اللهم إني لا أرضى لأمة خليلي عثمان بن عفان نادى بذلك مراراء فقال عثمان: مهلا مهلا غفر الله لك» استغفر لي غفر الله لك» ثم قال ابن مسعود: اللهم لا تغفر لعثمان حتى ترضني منه يوم القيامة» فخرج عثمان وأقعد غلاماً له عند وأمره إذا مات عبد الله أن يعلمه»› فضرب الله على أذنيه فنام» ومات عبد الله ليلا وقد أوصاهم أن يعجلوا دفنه» وقد حفر له قبل موته فبلغ عثمان موته فركب برذونا له» وجاء يرکض فوجدهم قد فرغوا منهء فقال لعمار ابن ياسر: يا بن السوداء أخرجتموه ولم تعلموني؟ فقال له عمارقال : إن أكن ابن السوداء فأنت ابن الهاوية. فنزل إليه» وجعل يضربه ويطأهء ثم قال : والله لانبشنه» فقال عمار لا والله حتى تكون بارقة قبل ذلك فقال عبد الرحمن بن عوف: أتريد يا عثمان أن تجعلها سنة للجبابرة بعدك كلما أرادوا أن ينبشوا ميتا؟ لا والله لا يكون ذلك حتى تحول السيوف بين أذني وعاتقي» ثم أقبل عثمان يثني على عبد الله ويستغفر له» فقال له رجل من القوم: أتدري ما مثلك مغل الققائل: لأعرفنك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا وكثر الكلام في أمر عثمان وأظهروا عيوبه ونادوا به في وجهه وأخبروه أنهم غير مقاريه عليها. وحدثنا جبیر بن سعد قال: اتی اناس ابي بن كعب وهو جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا المنذر إن عثمان كتب إلى بعض بني المعيط بصك إلى بيت مال المسلمين لياخذ منه ما شاء من المال» قال: أوقد كان هذاء قالوا: نعم. قال لو أعلم ما تقولون M۸ حقاً لدخلت عليه فاسمعته ما يكره فقام إلى عثمان» فقال له: أنت الذي تصك إلى بيت مال المسلمين يا بن الهاوية» يا بن النار الحاميةء هلكت» وأهلكت. قال له عثمان: لولا أنك شيخ وليس فيك موضع للعقوبة لعاقبتك. حدثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد بن أبي الحجاج المکي انه قال : قام رجل فاثنى على عثمان» فقام المقداد بن الأسود فأخذ تراب فحثاه في فقال له الرجل: ما أنت بمنته يا فقال: ما أنتهي› وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب »» فقال أبو ايوب خالد بن زید صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم» أما المقداد فقد قضى ما عليه . وحدثنا عن عمرة أنه قال: دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم» وإذا بكف مرتفعة وصاحب الكف يقول: أيها الناس» إن العهد قريب» هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم› وقميصه لم تبل وبلیت سنته» إن فيكم فرعون أو مثله ؤإذا هي عائشة تعنى عثمان وهو يقول: اسكتي إنما هذه امرأة ورأيها رأي امرأة» وعقلها عقل امرأة . وحدثنا الأخلج بن عبد الله عن الحسن بن سعيد عن أبيه» قال: أخذت عائشة ورقات من المصحف على عود ورفعتها من وراء حجابها وعثمان على المنبر يخطب» فقالت: يا غادرا اقرا ما في كتاب الله : إن تصاحب تصاحب غادرا» وإِن تفارق تفارق عن قلی . قال لها تسکتين أولا دخلن عليكم حمر الرجال وسودها؟ فقالت عائشة : أما والله لفن فعلت لققد لعنك رسول الله صلى الله عليه وسلم» تم مات وما استغفر لك . وحدثنا أبو الحسن بن عطاء عن أبي الهيٹم الهمداني عن حميم بن ۸۹ أبي مصعب» قال : اني غلام قصير» أنظر إذ أخرجت عائشة قمیصا فرفعته في جريدة فقالت: يا لعين هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل حتى غيرت سنته. وحدثنا الليث بن أبي سليم عن ثابت الأنصاري عن ابي عامر مولی ثابت» قال: كنت في المسجد فمر عثمان فنادته عائشة: يا فاجر يا غادر خنت أمانتك وأضعت رعيتك» لولا الصلوات الخمس لمشى إليك رجال يذبحونك ذبح الشاةء فقال عثمان : وامرأة نوح وامراة لوط کانتا تحت عبدین من عبادنا صالحین فخانتاهما» فقال رجل جالس: كذبت» فلما كان بالغداة جاء عثمان فقال: يا امة هذه يدي› فما تطلبين. وأنزل عثمان حذيفة بن اليماني المداين وكان من أشد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وأشدهم له تعييباً» وحدئثنا سليمان الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن حذيفة بن اليماني» قال : تذاکرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة الدجال فقال: فتنة بعضكم أخوف عليكم من فتنة الدجال» الدجال لا يضر مسلماء الدجال مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مسلم. حدثنا سليمان الأعمش عن الحارث بن سويد قال: كنا عند حذيفة فذكرنا عثمان» فقال: حذيفة والله ما يعدو أن يكون فاجرا في دينه» أخرق في معیشته وحدثنا أنه تى رهط من بني سلول» حذيفة يستشفعون لعثمان» فقال: اليكم عني فقالوا: لم؟ فققال : إنكم تكلموني في رجل اود ان ما في کنانتي من سهم في بطنه. فلما تتابعت الألسن على عيب وأسمعوه ذلك في وجهه وأظهروه له من بعده» صعد المنبر فقال: أيها الناس ما هذه الأقاويل التي اجتراتم عليها؟ وله لقد همت أن لا تكون عقوبة سفيهكم إلا بالسيف» أن رسول الله صا الله عليه وسلم کان يؤٹر بني هاشم ويخصهم وأبو ۹۰ بكر يؤثر بني تيم ويخصهم»› وعمر يفعل ذلك لبني عدي بن کعب» أعلى بني أمية تلوموني؟ والله لأخصنهم ولأكرمنهم على رغم الأنوف ولو أن بيدي مفاتيح الجنة لأدخلتهم قبل الناس» ولكن ساعطيهم من هذا المال على رغم أنف من رغم. فقال عمار بن ياسر فانفي والله يرغم تحته› فغشی عليه› فأرسل بعد ذلك عثمان إلى طلحة والزبير› فقال لهما: ائتيا هذا الرجل من أصحاب محمد فخيراه : إما أن يعفو وإما أن ياخذ إرشا فإنا قد ظلمناه» وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ولأبيه ولامه وقد مر بهم بمكة والمشركون يعذبونه» ويقول نبي اله : صبرا صبرا يا آل ياسر فإن موعد كم الجنة. فأتياه فعرضا ذلك عليه فابى فقال لا والله حتى ألقى محمدا فأخبره بالذي لقيته بعده» فقال عثمان: يا بني أمية يا فراش النار وذباب الطمع سمعتم بي الناس وألبتم ‌ على أصحاب محمد . وكان عبد الرحمن بن حنبل من أشد الناس على عثمان يعیره ویذ کره جوره ويطعن عليه» ويبرا منه ويصف فلما بلغ ذلك عثمان ضربه مائة سوط وحمله على بعير» وطاف به المدينة ثم حبسه موثقا بالحديد فلم يزل علي بن أبي طالب في عثمان» يكلمه في عبد الرحمن حتی خلى سبيله على أن لا يشاركه في المدينة» فسیره إلى خیبر» فانزله بها في قرية تسمى الهموض» فلم يزل بها حتى نهض إليه المسلمون› وساروا إليه من كل وجه» فقال : لولا علي وان له أنقذني على يديه من الاغلال والصفد لما نجوت» وقد شدوا بجامعة يمنى يدي غياثا الغوث من أحد : ۹ نفسي فداءِ علي حين خلصني من كافر بعد أغلاظ من الصفد وجاء رجل إلى بي بن كعب وهو في مجلسه من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أبا المنذر» ما تقول في عثمان؟ فسكت»› فقال الرجل: جزاكم الله خيرا يا أصحاب محمد شهدتم الوحي فغبنا عنه ونسألكم التفقه في الدين فلا تعلموناء فقال أبي أراه: هلك أصحاب الفقه ورب أما والله لعن أبقاني اله إلى يوم الجمعة لأقومن مقاما أتكلم فيه بما أعلم» ثم لا أبالي فتلت أم استحییت» فمات رحمه الله يوم الخميس. وكثر الكلام بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان حتی قال له عبد الرحمن: والله لفن بقيت لأخرّجنك من الأمر كما أدخلتك فيه وما عزمي إلا بالل فلم يلبث عبد الرحمن إلا يسيرأ حتى مات» وأوصى أهله وولده أن يدفنوه سرا من لعلا يعلم به» كراهة أن يصلي عليه» فلما بلغ عثمان أنه مات وقد ذفن شتم ولد عبد الرحمن؛» وقال : ما أراني إلا أنبشه وأصلي عليه» فقال أكبر ولد عبد الرحمن: إن أبانا نهانا أن تصلى عليه فشتمه عثمان» وأراد ضربه . وحدثنا هارون بن سعيد بن العلي بن عبد الله العنبري قال: اجتمع اناس من المسلمين فتذاكروا افعال عثمان فاتفق رأيهم أن يبعثوا إليه رجلاً منهم يكلمه ويصف له أحداثه» فبعثوا إليه عامر بن عبد الله التميمى العتبري» فدخل إليه فقال: إن أناسا من المسلمين اجتمعوا ونظروا في أمرك فوجدوك قد ركبت أمورا عظاماء فاتق الهء وتب إليه» وانزع عن أفعالك الدنيعة. فقال عثمان : انظروا إلى هذاء فإن الناس يزعمون أنه من البهائم› فاتاني يكلمني في المحقرات› واللّه لا يدري أين الله فقال عامر ۹۳ واله لقد علمت أن الله لك بالمرصاد» فارسل عثمان إلى معاوية وإلى عبد لله بن عامر بن كريز وإلى عبد الله بن سرح وإلى سعيد بن العاص وعمرو بن العاص فجمعهم› ليشاورهم في أمرهمء وما طلب الناس إليه وما بلغه عنهم فلما اجتمعوا عنده قال : إن لكل ملك وزراء ونصحاء وأنتم وزرائي ونصحائي» وقد أكثر الناس القول» وطلبوا أن أعزل عمالي وأنزع عن جميع ما يكرهون» وأرجع إلى ما يحبون» فاجتهدوا رأیکم عليّ» فقال له عبد الله بن عامر أرى لك أن تامرهم بالجهاد وتشغلهم في المغازي حتى تذلهم بذلك عنك؛» فيشتغل كل واحد منهم بديرة فرسه ونفقة عياله» ثم أقبل على سعيد بن العاص فقال له: ما رأيك؟ فقال : يا أمير المؤمنين لكل قوم قادة متى تهلك يفترقون» لا يجتمع لهم رأي فقال عثمان إن هذا الرأي لولا ما فيه» ثم أقبل على معاوية» فقال له: ما رأيك؟ فقال له: يا أمير المؤمنين أرى أن تدفع لهم من هذاء فتعطف قلوبهم عليك؛» فإن الناس أهل طمع؛ء ثم أقبل على عمرو بن العاص» فقال له: ما رأيك؟ فقال: أراك قد ركبت ما يكرهون» فاعدل أو اعتزل» فإن أبيت فاعزم عزما وامض قدماء فلما افترق الناس عنه قال عمرو والله يا أمير المؤمنين انك لأعرَ علي من جميع الناس» ولكني قد علمت أن بالباب أقواماء وقد علموا أنك أرسلت إلينا وجمعتناء وعلمت انهم يبلغهم قول كل رجل فاردت أن يبلغهم عني ما يطمئنون به إلي؛ فاقود إليك خيرا وأدفع عنك شرأء فرد عثمان عماله على أعمالهم وأمرهم بالتضييق على من قبلهم وعزم على منع أعطياتهم» ليحتاجوا إليه. ورد سعيد بن العاص أميرا على الكوفةء فخرج أهل الكوفة عليه بالسلاح فطردوه حتی ردوه على عثمان» فقالوا له: والله ما تلی علینا تحکما ما حملنا سيوفناء وذكروا أنه وفد الأشتر مالك النخعي على عثمان فشكاه ۹۳ جور سعيد بن العاص وسأله أن يعزله فعزله . وفي رواية عمير بن سعيد التخعي أنه قال: « كأني انظر إلى الأشتر مالك بن الحارث النخعي على وجهه الغبار متقلدا سيفاً وهو يقول: والله لا يدخلها علينا ما حملنا سيوفناء يعني سعيد بن العاص بذلك يوم الجزعةء والجزعة مكان مشرف قرب القادسية. وهنالك تلقاه أهل الكوفة فلما طرد سعيد بن العاص ولى عثمان أبا موسى الأشعري أميرا على الكوفة وأقروه عليها. ٤۹ اللورة على عنّمان فلما رأى المسلمون جور عثمان وعتوّه عن الحق واستعثاره بالفيء› وضربه الأخيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه الأموال ومنعه أصحاب محمد الأعطيةء وتعطيله الحدود واستحلاله الحرام واستذلاله الناس» وما عمهم به من البلاى وما ركبهم من الظلم؛ فساروا إليه من كل أفق ليستتيبوه أو ليعزلوه أو يقتلوه» فلما نزل أوائلهم الذين أقبلوا من مصر وكانوا من أشد الناس عليه أرسل إلى المهاجرين والأنصار» اني أتوب إلى الله مما فعلته فلا تعجلوا علي وردوا الناس عني فاني لكم على عهد الله وميثاقه لأردن المظالم إلى أهلهاء ولأقيمن الحدود التي عطلتها ولأعزلن عمالي الذين كرهتموهم ولأستعملن عليكم ما أحببتم» فلما أرسل بذلك إليهم تواثقوا منه وأخذوا عهد الله وميثاقه على الوفاء لهم بما قبله» وكان الذي ولي ذلك منه علي بن أبي طالب فلقي الناس وصرفهم عنه وانصرفوا إلى أمصارهم ورجا الناس أن يوفي لهم بما أعطاهم» فلم يفعل ولا رد ظلامة ولا أقام حدا ولا عزل عاملا . حدثنا محمد بن اسحاق بن ياسر المدني عن محمد بن عبد الرحمن؛ قال: لما رأى الناس ما صنع كتبوا إلى أصحاب محمد بالمغازي والثغور -۹0- وضيعم؛ فهلموا فأقيموا دين محمد فأقبلوا من كل أفق حتی قتلوه» وقد کان عثمان قد كتب إلى عبد الله بن سعد عامله على مصر حیث تراجع الناس عنه فزعم أنه تائب في الذين شخصوا إليه من مصر» و کانوا من اشد الأمصار عليه. أما بعد فانظر إذا قدم عليك فلان وفلان فاضرب رقابهما› وانظر فلانا وفلانا فعاقبهما بكذا وكذاء ونفر من أصحاب رسول الله صلى له عليه وسلم ومنهم قوم من التابعين بإحسان» وكان في ذلك رسوله أبو الأعور السلمي حمله عثمان على جمل له ثم أمره بالجد والاجتهاد حتى يدخل مصر قبل القوم» فلحقهم أبو الأعور ببعض الطريق فسألوه : این ترید؟ فقال: أرید مصر ومعه رجل من اهل الشام من خولان» فقالوا هل معك كتاب وعرفوا جمل عثمان» قال : لا ففتشوه فوجدوا معه کتابا فنظروه فإذا فيه قتل بعضهم وعقوبة بعضهم في أنفسهم وأموالهم ورجعوا بالكتاب إلى المدينةء فبلغ الناس رجوعهم والذي كان فتراجع الناس من الأفاق كلها وثار عليه أهل المدينة فلما جاؤوه قالوا له: أليس هذا غلامك؟ قال : انطلق بغير إذني› قالوا: أوليس هذا جملك؟ قال : سرق من داري بغير علمي وأمري قالوا: أوليس هذا كتابك؟ قال: قد يشبه الخط الخط قالوا:أوليس هذا طابع خاتمك؟ قال : نقش عليه فلما رأى عثمان ما نزل به وما قد انبعث من الناس عليه كتب إلى معاوية بالشام : أما بعد فإن أهل المدينة قد كفروا وخلعوا الطاعة ونكثوا البيعة فابعث الي بمن قبلك من مقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول فلما قرا معاوية الكتاب تربص وكره إظهاره وخاف من مخالفة أصحاب محمد وقد علم اجتماعهم على أمر عثمان فلما أبطاً عليه أمره كتب عثمان إلى أهل الشام يستنفرهم ويستعجلهم» ويذ كر الخلفاء وما أمر الله به من طاعتهم ومناصحتهم ووعدهم أن يتخذهم بطانة وجندا دون الناس؛ -۹- وذكرهم بلاءه وصنيعه فإن كان عليكم غياثء فالعجل العجل فإن القوم أعجلونا» فلما قرئ كتابه عندهم؛ قام اسد بن كريز البجلي فحمد اله وأثنى عليهء وذكر عثمان وما هو فيه وحضهم على نصرته وأمرهم بالسير فتابعه أناس كثيرة وساروا معه حتی کانوا بواد القرى فبلغهم قتل عثمان» فرجعوا وقد كان عثمان كتب نسخة كتابه إليهم فوجهها إلى عبد الله بن عامر بن كريز أن يندب أهل البصرة إلى نصرته فأجمعهم عبد الله وقرً عليهم کتابه» فقام فيهم مجاشع بن مسعود السلمي وکان اول من تکلم وهو يومئذ سید قریش» على نصرته» وقام قيس بن الهیٹم فخطب وحث الناس على نصرة عثمان» فتسارع الناس إلى ذلك؛» فاستعمل عبد له بن عامر مجاشع بن مسعود السلمي فسار بهم حتى نزلوا ونزلت مقدمته صدار وهو مسيرة أيام من المدينةء فاتاهم قتل عثمان . حدثنا أبو الأشعث السعدي عن الحسن بن الحسن البصري؛» قال : كان الذين ساروا لنصرة عثمان من البصرة ستمائة رجل»ء فكتب أهل الكوفة يومعذ إلى أهل البصرة أنه والله لا يخرج منكم رجل لنصرة عثمان إلا خرج منا رجلان» ولا يخرج منكم مائة إلا خرج منا مائتان» وبعث عثمان» عبد الرحمن بن أبي بكر إلى أهل البصرة يستنفرهم إليه» فلما بلغها تزوج أختا لعبد الله بن عامر تسمى رافعة بنت عامر فاقام فبلغ ذلك عثمان وأصحابه فسموه عزاب نوح وأرسل عثمان عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في اناس من بني مخزوم إلى عمار بن یاسر حین رأی ما صنع الناس يسومونه الصلح ويدعونه إلى نصرته ويعطيه رضاه»ء فقال عمار عند ذلك «أولعك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين». لقد يسومني عثمان بيعة خاسرة وتجارة تدعو إلى عذاب اليم» يعرض علي عثمان أتباع الضلال ومهاجرة أهل الحق بما اختاره من ۹۷ أموالهم» فاكون عليهم ظهيراء لقد خسرت إذاً خسراناً مبيناء وأهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية» ورؤساؤهم أربعة مع كل رجل من الأربعة مائة وخمسون رجلا وكان جماع امرهم إلى عمر بن نزيل بن ورقا الخزاعي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» وإلى عبد الرحمن التنوخي وكتب أهل مصر إلى عثمان بكتاب وهم بذي خحُسُب فوجهوه إليه مع رجل منهم فدخل عليه فقرا الكتاب فإذا فيه اما بعد فاعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم› فالله الله ثم الله الل فإن احتويت على الدنيا فاستتم معها الآخرة ولا تنس نصيبك من الآخرةء فإن الدنيا لا تسوغ لك» وأعلم أنا في الله نغضب وفي الله نرضى وأنا لا نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصرحة أو ضلالة مجهلة فهذه مقالتنا إليك» وقضيتنا إليك؛ والله عذيرنا منك والسلام . فكتب أهل المدينة إلى عثمان كتابا يدعونه إلى التوبة ويحتجون ' عليه ويقسمون باله له ما يتولون عنه حتى يقتلوه أو يعطيهم ما يلزمه من حق الله فيه وما في یدیه» فلما خاف القتل شاور نصحاءه وهل بیته في مره وقال: فما المخرج؟ فأشاروا له أن يرسل إلى علي ابن أبي طالب فيردهم عليه ويعطيهم ما يرضيهم منك؛» وتطاولهم حتى يأتيك أمراؤك؛› فقال لهم: إن القوم لن يقبلوا مني التطويل» وقد كان مني في قدومهم الأول ما كان فمتى أعطيتهم شيعا سألوني الوفاء به» فقال له مروان بن الحكم كايدهم يا أمير المؤمنين وأعطهم مما سالوك وطاولهم ما طاولوك واعزم على الغدر؛ فانهم قوم بغوا عليك ولا عهد لهم؛ فأرسل إلى علي بن أبي طالب فاتاه» فقال: يا أبا الحسن أنه كان من القوم ما رأيت وهم قد عزموا على قتلي› وقد كان مني إليهم ما قد علمت فارددهم ۹۸ فإن لهم عهدا لأعطين لهم ما يحبون» ولأرجعن لهم عما يكرهون» ولأعطين لهم الحق من نفسي ومن غيري وإن كان في ذلك سفك دمي . فقال له علي الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك واني لأراهم قوما لا يرضون الا بالرضا وقد كنت أعطيتني وأعطيتهم منك عهدا فلم تف لي ولا لهم» فلا تغرني من هذه المرة فاني معطيهم منك فقال: نعم فاعطهم فوالله لأوفين لهم. فخرج علي إلى الناس فقال: أيها الناس إنما طلبتم الحق فقد أعطيتموه» إن عثمان قد عزم أنه متصفكم من نفسه ومن غيره» وراجم عن جميع ما كرهتم إلى ما تحبون» فأقبلوا منه» فقالوا: قد رضیناء فاستوثق لنا منه فانا والله لا نأمن منه ولا نرضی منه بقول دون فعل» فقال علي لكم ذلك» ثم دخل علي فأخبره» فقال : اضرب بيني وبينهم أجلا تكون لي فيه مهلة فاني لا أقدر على رد ما يكرهوا في يوم واحد» فقال علي : اما ما حضر فلا أجل له واما ما غاب فاجله وصول امرك إليهء فقال: نعم» ولكني أجلني فيما كان بالمدينة ثلائة أيام» فقال : نعم» فخرج على الناس وأخبرهم بذلك» وكتب بينهم وبين عثمان كتابا أجله ثلاثة أيام على أن يرد كل مظلمة بالمدينة ويعزل کل عامل کرهوه. ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه من عهد وميثاق واشهد عليه أناساً من وجوه المهاجرين والأنصار» فكف عنه المسلمون وجعل عثمان يستعد للقتال ويهيئع السلاح وقد كان اتخذ من رقيق الحبشان جنداً عظيماء فلما مضت الأيام الثلاثة وهو على حاله لم يرد مظلمة ولم يقم حداً ولم يعزل عاملا» بارزه المسلمون درج عمرين حزم الانصاري إلى أهل مصر وهم بذي خشب فاخبرهم الخبر وسار معهم حتى قدم المدينة فأرسلوا إلى عثمان: ألم نفارقك ۹۹ على أنك تائب من أحداثك وراجع عن جميع ما كرهناء وأعطیتنا عهد الله وميثاقه» وكان من كلامنا وكلامك کیت وکیت؟ قال: نعم» وأنا على ذلك. فقالوا: وأين الحد الذي أقمت والظلامة التي رددت» وأين العامل الذي عزلت ولا نعجل عليك بعد وان كنا قد اتهمناك؛› إعزل عنا عمالك الفساق واستعمل علينا من لا نتهمه في دمائنا وأموالناء فقال عثمان: ما أراني اذا على شيء إن كنت اعزل من کرهتم و٬ولي من أحببتم؟ الأمر إذا اليكم» فقالوا والله لتفعلن أو لتعزلن أو لتقتلن› فانظر لنفسك أو فدع. فابى عليهم› وقال: والله ما كنت اخلع سربالا سربلنيه الله فحاصروه أربعين ليلةء فحضر الحج» وتجهزت عائشة أم المؤمنين إلى الحج» فأرسل اليها عثمان مروان بن الحكم» وقال لها: يا أم المؤمنين» أنشدك الله لما أقمت؛ عسى الله أن يحقن دمي بك» فقالت : لا أستطيع المقام وقد عبيت متاعي وقربت إيلي› فقام مروان متمثلا : أحرق قيس على البلاد حتى إذا اشتعلت أحجما فقالت عائشة هلم الي أيها المتمثل الشعرء وددت والله أن صاحبك. هذا الطاغية مشدودا في غرارتي حتى انتهى به إلى اليَمْ فأقذفه فيه وارتحلت متوجهة إلى مكة. وبعث المسلمون عبد الله بن عباس» على الموسم فلحقها في الطريق فقالت له : يا بن عباس» إن الله قد أتاك حكماً وعلماء ولكن أذكرك الله والإسلام أن لا تخذّل الناس عن قتال هذا الرجل غدل فإنه قد بدّل سنّة نبي الله وحكم بغير ما أنزل الله . وكانت عائشة أشد نساء رسول الله على عثمان» وكانت كل جمعة ترفع سربال رسول اله صلى الله عليه وسلم› وتقول: هذا سربال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل حتى أبلى عثمان دينهء فلما قضت عائشة ۰ نسكها وحج الناس جاءها قتل عثمان› فقالت : أبعده الله بما جنت يداه الحمد لله على قتله. حدثنا محمد بن اسحاق المدني عن ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين» قال: بعث إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان فأتيته فأقبل يسألني ويقول: حدثني يا أبا جعفر وإذا رجل قد لقي أهل العلم وليس في يده شيء من أمر عثمان إلا أنه يقول: خرجت عائشة تطلب فقالت له أي رجل كان فيكم مروان بن الحكم؟ قال ذلك سیدنا وافضلناء فقلت أشهد على علي بن الحسين إنه حدئني عن مروان بن الحكم أنه قال: انطلقت أنا وعبد الرحمن إلى عائشة وهي تريد فقلت أن هذا الرجل قد حصر فلو أقمت وأصلحت الأمر ونظرت في شأنه فقالت قدعالت غرائري وأدنيت ركاني وفرضت الحج على نفسي ولست بالتي تقيم» فاجتهدنا عليها فأبت فقمت عندها وأنا قول متمثلاً: أرق قيس على البلاد حتى إذا اشتعلت أحجما فقالت عائشة: أيها المتمثل إرجع؛ فقالت لعلك إنما قلت الذي قلت شكا في صاحبك» فوالله لوددت أنه مخيط عليه في بعض غرائري هذه فاكون أنا الذي اقذفه في اليم ثم ارتحلت حتى أنزلت ماء يقال له الصفاء وبعث الناس عبد الله بن العباس فمر بها على ذلك الماء» فقيل لها: هذا ابن عباس قد بعث إلى الموسم فأرسلت إليهء فقالت: يا بن عباس إن لل قد اتاك لساناً وعلماً انشدك له إن لا تخذل على قتل هذا الطاغية غدأء فلما قضت نسكها وانقضى الموسم أخبرت بقتل عثمان› وقيل لها بويم طلحة بن عبيد الله فقالت : أبت هذه الأصبع فلما أبلغها أن علي بويم» قالت: وددت أن هذه وقعت على هذه قال أبو جعفر: ۱ فما خرجت من البيت حتى ترك سعيد بن عبد الملك ما کان في يده من أمر عثمان . حدثنا سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن تعلبة بن يزيد أنه قال : بيئما أنا والزبير قاعدان إذ قيل له: يا أبا عبد الله قد حيل بين أهل الدار وبين الماء فنظر إليهم›» فقال: حيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل إنهم کانوا في شك مريب» فلم يزل عئمان محصوراً وطلحة بن عبيد الله يصلي بالناس بالمدينة حتى قتل فلما كان يوم الغد صلى بهم أبو الحسن علي ثم لم يصل بهم بعد حتى قتل. حدثنا عبد اله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب» قال : صلى علي بالناس يوم النحر» وعثمان محصورا فقيل له ما کان ليصلي بالناس وعثمان محصور وهو يرى له حرمةء فقال: أجل والله ما کان يرى له حرمة ولقد رضي قتله وكان عليهء وقيل لسعيد بن عبد الرحمن بن عوف: كيف لم تمنع أصحاب محمد عثمان› فقال سعيد: إنما قتله أصحاب محمد فلما مضت أيام التشريق طاف المسلمون جدار عثمان فابى إلا التمادي في أمره» وأرسل إلى حشمه وحاميته ومن يرجو نصرته فألبسهم السلاح واستعد للقتال والمسلمون يطوفون› فقام رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من خير بني تميم» يقال له دینار بن عیاض وهو شیخ کبیر فنادی: یا عثمان فأشرف عليه فناشده وذكره بالله لم اعتزلت لهم فبينما هو يراجعه إذ رماه رجل من اصحاب عثمان بسهم فقتلهء زعموا أن الذي قتله كثير بن الصلت الكندي؛› فقال المسلمون عند ذلك لعثمان: ادفع الينا قاتل دينار بن عياض فنقتله به قال لم اکن اقتل رجلا نصرني» وانتم تريدون قتلي› فلما رأى ذلك المسلمون بادروا إلى بابه فأحرقوه فخرج عليهم مروان بن الحكم من دار _۔ ١ - عثمان في عصابةء وخرج سعيد بن العاص في عصابة وخرج المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي في عصابةء وخرج عبد الله بن الزبير في عصابة› فاقتتلوا قتالً شديداً وكان الذي حمل عثمان وأصحابه على القتال أنه قد بلغهم أن مددهم من البصرة قد نزلوا صدار» وان أهل الشام قد توجهوا مقبلين› » فقاتل المسلمون قتالً شديداً على باب الدار فجعل المغيرة ة بن الأخنس بن شريق يحمل على المسلمين ويقول مرتجزا: قد علمت جاريةعطبول لهاوشاح ولهاحجول أحمي وأرمي أول الرعيل بصارم ليس بذي فلول فحمل عليه عبد الله بن بديل بن ورقا الخزاعي وهو يقول: إن كنت بالسيف كما تقول فاثبت لقرن ماجد يطول وسیفه شحده مصقول وحمل رفاعة بن رافع الأنصاري الزريقي على مروان بن الحكم فضربه فصرعه فتزع عنه وهو يرى أنه قتله. وخرج عبد الله بن الزبير بجراحات فاتهزم القوم حتى لجوا إلى القصر واعتصموا ببابه واقتتلوا عليه قتالً شديدأء فقتل في المعركة زياد بن نعيم الفهري في اناس من أصحاب عثمان» وعلي بن أبي طالب جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم» وعليه السلاح يحض الناس» وطلحة بن عبيد الله في جماعة من الناس عند باب القصر يحض الناس ويأمرهم بالدخول. وحدثنا محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن مولى عائشةء قال : رأيت رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان ۰۳ الأنصاري وكان بدريا وكان أبوه نقيبا من النقباء ومعه فاس وغلام يحمل حطباء فقلت : أين تريد؟ فقال : إلى دار عثمان أهدم وأحرق . وحدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي لیلی أنه قال : تیت المدينة يوم حصر عثمان بن عفان في الدار» فإذا أنا بطلحة بن عبيد الله في مثل الحرة السوداء من الرجال والسلاح مطيف بدار عثمان حتى فقتل . وعن سعيد بن المسيب» قال: انطلقت بابي أقوده إلى المسجدء فلما دخلنا سمعنا لغط الناس وأصواتهم» فقال أبي ما هذا؟ فقلت الناس محدقون بدار عثمان» فقال لي من تراه من الناس فقلت طلحة بن عبید الله فقال: أدن بي منه» فدنوت منه» فقال: يا أبا محمد ألا تنهى الناس عن قتل هذا الرجل؟ فقال : يا أبا سعيد انطلق إلى المسجد فأجلس فيه فان نعثلا لم يخف هذا اليوم. وعن إبراهيم التخعي عن علقمة بن قيس قال: أرسلت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ٳِلى علي بن ابي طالب ٤ن يامن أهلي وارحامي من أهل الدار» فقال: أأمن الناس كلهم إلا نعثلا والشقي ابن العاص يعني عثمان وسعيد بن العاص. وحدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن قال : رأيت الأشتر النخعي أقبل بأم حبيبة بنت أبي سفيان حتى أدخلها المسجد» وعلى بن أبي طالب جالس» فقالت: يا علي أن لنا في الدار حاجةء فامن أهلها الا نعثلا والشقي» يعني عثمان وسعيد بن العاص» فلم يزل الناس يقتتلون حتى فتح عمروبن حزم الأنصاري باب داره وکانت إلى جانب دار عثمان» فقال : يا معشر المسلمين هلم فادخلوا عليهم من داري» فأقبلوا فد خلوا عليهم من داره وقاتلوهم في جوف الدار حتى انهزموا وخلی لهم عن باب الدار فخرجوا هاربين في سكك المدينةء فبقي مع عثمان ناس من هله ٤۰ - فمّتلوا معه وقتل عثمان . قلت : وقفت في كتاب العقد على أن الأحوص بن محمد الأنصاري الشاعر شخص إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان فامتدحه وأنشد : لا ترثين لحزم راية أبدا ولو قذف الحزميّ في النار الناجشين لمروان بذي خشب والدالين على عثمان في الدار فقال الوليد: لقد ذكرتنا شيعا نحن غفلنا عن فدعا كاتبه فقال : أكتب بعزل آل حزم وقبض أموالهم وأكتب عليهم ألا يأخذوا لأموي عطاء أبدا! وكان الذين ولوا قتل عثمان وضربه نفر من المسلمين منهم رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري ثم أحد بني زريق» وجبلة بن عمر الأنصاري ثم أحد بني ساعدة وعمر بن حزم الأنصاري ثم أحد بني سلمة بن عوف بن محمد ومحمد بن أبي بكر الصديق» وعبد الله ومحمد بن بديل بن ورقا الخزاعي» ومحمد بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعبد الرحمن بن عديس التنوخي» وقد ضرب عثمان يوم قتل أكثر من عشر ضربات» وأمسك المسلمون عن أصحابه حين قتل› وقال محمد بن سلمة الأنصاري يوم قتل عثمان: ما رأيت يوما قط أقر للعيون ولا أشبه من يوم بدر مثل هذا اليوم . وقتل عثمان صبيحة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. أسماءِ من قتل مع عثمان من قریش ٹم من بني أسد بن عبد العزی عبد الله بن وهب بن ربيعةء وأمية بن شيبة بن ربيعةء الذي کان قتله حمزة رضي له عنه قتله يوم بدر مشركاء وزمعة بن الأسودء وشيبة 0 بن عبد شمس بن عبد مناف» وعبد الله بن عبد الرحمن بن العوام بن خویل؛ ومن بني عبد الدار ابن قصي» عبد الله بن هبيرة» ومن بني زهرة وحلفائهم» المغيرة بن الأخنس الثقفي»› وقتل معه زياد بن نعيم القرشي › ثم أحد بني فهر وقتل معه عبدان اسودان» فهؤلاء من نسب لنا ممن قتل معه» وكان ابن أبي حذيفة بن عتبة ابن ربيعة مع المسلمين. قال محمد بن حنيفة يذ كر عثمان وأفعاله : لقيت رجالا أنكروا الجور حسبة إليك إِله الخلق ما أنت صانع وقالوا كتاب الله غيرت بدعة وهذا كتاب الله والنور ساطع وسنته مهديةمستسنة فرائضه فيها وفيها الشرائع فعطلتها كفرا وسرت بغيرها اشارت بها طرا إِليك الأصابع وأضحوا إليك واستتابوا وأقبلوا وقالوا يا عثمان ماذا البدائع الست ترى الإسلام والعدل والهدى وتعلم أن الله راءِ وآن له فضلا عليك ونعمة وآنك مقبوض إليه وراجع فما حال عن جور ولا خاف ربه عتوا ومن لا يتق الله ووجدت في بعض كتب أهل الخلاف» أن عثمان حخصر تسعة وأربعين یوما وکان الذي حصره من مصر ستمائة رجل› وقدم من الكوفة مالك ومات ابن ثلانه سنه ومات يوم الحمعةء ودفن بين المغرب ولما قتل عثمان اجتمعت الناس إلى حذيفة اليماني فدخلوا عليه حتى ملؤوا عليه البيت فسألوه عن عثمان» فقال ما فيه شك وإنما الشك في قاتله هل مؤمن قتل کافرا أو کافر قتل کافرا؟ فقال الرجل : ما أراك جعلت مخرجا فقال: بل ما جعل الله له مخرجا ولا مولجاء وسب رجل عثمان فى حلقة فيها حذيفةء فقال حذيفة: لئن قلت ذلك فقد دخل حفرته وهو ظالم لنفسه» فقال رجل يا أبا عبد الله كلنا يظلم نفسه» فقال كلا والله دخلها وهو کافر. المسجد فقال رجل لأصحابه يسمع حذيفة: لقد قل عثمان مظلوماء وقال الآخر بل ظالماء فقال حذيفة: اذكروا قاتل عثمان ما هو إلا كافر قتل کافرا أو مؤمن قتل کافرا» فقيل له ما جعلت له مخرجا. فقال: ما جعل الله له مخرجا. ومن کتاب العدل والاتنصاف : اختلف الناس فى عٹمان بن عفان على ١) استقامة الأبيات من عندنا. - ۷ لله قالواقال : إن الخليفة عثمان بن عفان بعد عمر بن الخطاب» فأحدث أحدائاء خالف فيها سبيل صاحبيه» وإنهم طلبوه أن يعدل أو یعتزل فابی وبغى وظلم واستعتبوه ست سنين فلم يعتبهم» وان دمه حلال لهم لبغيه وظلمه لقول الله عز وجل ( فإن بغت إحداها على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيئع إلى أمرالله).. فسموه جائراً جباراً وكافرا وفاسقاً وظالماء كفر النعمة لقول الله عز وجل « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيعا ومن كفر بعد ذلك فاولعك هم الفاسقون»» وحكم عليه ابن مسعود بالكفر في قوله وددت أنا وعثمان برمل عالج یحثی علي وأحثي عليه حتى يموت الأعجل» قالوا إِذا يغلبك. قال: لا يعين لله الكافر على مؤمن» وقول عمار بن ياسر للذي استغفر لعثمان فحثاه بالتراب» فقال : اتستغفر له يا كافر ون جمیم من قام بطلب دم عثمان فهو مثلهء ضال فاسق كافر أهل للعداوة بدليل قولهم: يا عدو الل وهم أهل براءة» وسموا جميع الناس ممن انتصر لعثمان فهو مثله عند جميع من ذكرنا حلت دماؤهم وقتلهم ببغيهم. وقال بعضهم إن الخليفة عثمان بعد صاحبيه كما قلنا على الأولين وإنه على الحق وإن جميع ما فعله قسط وعدل والذي نقموا عليه باطل» وإن قاتله وجميع من عضدهم ومن خرج عليه ظالم وإنه وقتيل الظلم والعدوان وهو من أهل الجنةء غداء فهؤلاء أهل الشام معاوية وعمرو بن العاص ومن معهم من الناس. وقال قوم: إن عثمان قد فعل جميع ما قاله الأولون من الجور والظلم ولكنهم استتابوه فقتلوه بعد التوبةء فهذا مذهب أهل الجمل وعائشة أم - ۰۸_ المؤمنين رضي الله عنها. ووقفت الفرقة الرابعةء وقالوا: إن جميع ما ذكرتم عن عثمان قد أتام ولكنا لا ندري ما بلغ بما فعل فنحن نقف فيه وفي جميع الفريقين الذين اقتتلا عليه ناصراً له وخاذلاء وأظهروا الشك فيما شجر بين الناس وهم عبد الله بن عمر وسعد بن مالك ومحمد بن مسلمة. فالأولون المحققون وهم طائفة عمار بن ياسر وابن مسعود وأبي ذر وعبد الرحمن بن عوف» والفرقتان المتوسطان هالكتان» والرابعة يسعها ما لم تقع البلوى. ثم اجتمع المسلمون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوا علي بن أبي طالب» وذلك في سنة خمس وثلاثين من الهجرة على كتاب الله وسنّة تبيه فقام وصعد المنبر وعمار بن ياسر عليه السلام قائم على يمينه ومحمد بن أبي بكر عن يساره» فحمد اله وأثنی عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم» واستعان ربه على ما أولاه من أمر المسلمين» ودعا لنفسه بالعون وأمر الناس بتقوى الله والاجتماع على طاعة الله والمعاونة على أمر الله ثم قال في آخر كلامه ألا وإن كل قطيعة اقتطعها عثمان أو مال أعطاه من مال الله فهو مردود على المسلمين في بيت مالهم› فإن الحق قديم والحق لا يبطله شيء؛ والله لو وجدته تفرق في البلدان لرددته» فإن العدل سعةء ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه ثم أمر بکل سلاح کان في دار عثمان ٴو مال تقوی به على قتال المسلمين فقبض» ثم أمر بجنائب كان عثمان اتخذها من إبل الصدقة فقبضت» وقبض سيف عثمان ونظر فيما لم يقاتل به المسلمين ولم يتقو به عليهم فتركه ميراثا بين ورثته» وقبض ما كان عثمان قبضه من الفيء لنفسه ولأهل بيته وقبض من رجال أموالً عظاماً مما كان أجازهم عثمان بها من بيت مال المسلمين» قال الوليد بن عقبة يذ کر قبض سلاح عثمان ونجائبه ویذ کر أنه سيطلب بدمه بني هاشم : ۱ بني هاشم ردوا سلاح ابن اختکم ولا تهبوه ل تحل مواهبه سواء علينا قاتلوه وسالبه فانا وإياكم وما کان بیننا كصدع الصفا لا قرّب الله ساعده لذي الحق يوما حقه فيطالبه بني هاشم كيف التهادن بيننا وعند علي درعه ونجائبه بکت عين من يبکي ابن عفان بعدما وآثر بالمال الكغير أقاربه ولكن سلوا عنه الوليد وصاحبه فلا تسألونا سیفکم ُن سیفکم أضيع فالفاه لدى الباب صاحبه - ۱۱۱_ عثمان» فقام فدخل منزله فاتاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا إن هذا الرجل قد فُتَل ولا بد للناس من إمام ولا نجد لهذا الأمر اليوم احق منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال: لا تفعلوا فإني لأن أكون وزرا خير من أن أكون أمیرا. فقالوا: لا والله وما نحن بفاعلين ولا بارحين حتى نبايعك» قال : ففي المسجد إذاء فإن بيعتي لا تكون خفية ولا تكون إلا عن رضا من المسلمين. قال سالم ب بن أبي الجعد» قال عبد الله بن عباس : فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافة أن يشغب عليه أحد وأبى هو إلا المسجد» ويايعوه وبايم المهاجرون والأنصار ثم تتابع الناس. حدثنا أبو ميمونة عن أبي بشیر قال: كنت بالمدينة ایام قتل عثمان» فاتى الناس المهاجرون والأنصار فيهم طلحة والزبير فقالوا: يا أبا الحسن هلم فقال: لا حاجة لي في أمركم وأنا معكم» فقد رضیت بمن اخترتم» فاستخيروا الله واختاروا لأنفسكم» فقالوا ما نختار غيرك» واختلفوا إليه بعدما تل عثمان» ثم أتوه في آخر ذلك فقالوا: لا يصلح هذا الأمر إلا بك» وقد طال هذا الأمر» فقال لهم علي علي إنكم قد اختلفتم إلي مرارا وأبيتم أن تنصرفوا عني» فإني قائل لكم قولاء فإن قبلتموه قبلت وإلا لا حاجة لي فيكم فقالوا: ما قلت من شيء قبلناه إن شاء اله فجاء حتى صعد المنبر واجتمع الناس؛ء وقال: قد كنت کارها لأمركم فأبيتم إلا أن أكون عليكم أميراء وأنه ليس لي أمر دونکم إلا أن مفاتیح بیت أموالكم معي» ألا وإن ليس لي فيه حق دونكم. قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد عليهم. قال: ولا لي أعطي أحدا دون أحد أرضيتم؟ قالوا: نعم ل: الله أشهد عليه فبايعهم على ذلك؛› قال أبو بشير وأنا يومئذ عند منبر ۔۱۱۲ ۔ رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمع ما يقول» ونبذت جيفة عثمان ثلاثة أيام لا يدفن» ثم إن حكيم بن حزام القرشي وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل كلما عليا في دفنه فاذن لهم على أن لا يدفن مع الناس في مقابرهم» فلما سمع الناس ذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة وخرج بها الناس يسيرون مع أهله يحملونها وهم یریدون به حائطا يقال له حبر( ک و کب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم» فلما خرجوا به على الناس رجموا سریره وهموا بطرحه فبلغ ذلك عليا وأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن ففعلواء فانطلقوا به حتى دفن في حبر كوكب» فلما كان الأمر إلى معاوية هدم ذلك الحائط حتى أفضى به إلى البقيع» وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل قبره قبور المسلمين . حدثنا المخالف عن يسار بن أبي کرب» وکان ابو کرب والیا بیت مال المسلمين أيام عثمان» قال : دفن عثمان بين المغرب والعشاء ولم يشهد جنازته الأمروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته الخامسة› فقالت ابنته تندبه ورفعت صوتها فأخذ الناس الحجارة وقالوا: نعثل نعثل وكادوا أن يرجموهاء وقالوا: الحائط الحائط» فدّفن خارجا ليس مع قبور المسلمين» ووقفت في بعض كتب المخالفين أن الأشتر التخعي أتى إلى علي فساقه من بيته يوم بويع له» وانه لجالس في بيته فاجتمع الناس طلحة والزبير وغيرهماء فقام الأشتر فقال: قم يا طلحة ويا زبير فبايعا فقاما وبايعا ثم خرجا من عند علي وهما يقولان: بایعناه بأیدینا ولم تبايعه قلوبناء وكانت السيوف المصقولة على رؤوسناء فبايع الناس وتخلف عن بيعته سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وصهیب وزید بن ثابت ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد. ولم يتخلف أحد من الأنصار . ١) في بعض حش كوكب. ۱۳ - وقال سليمان الأنصاري: بايعت علياً فرآني أبو بكرة متقلدا سيفاً فقال: ما هذا؟ قلت: بایعت علياء فقال: لا تفعل يا ب بني فإن القوم يقتتلون على الدنيا. وعن الأعمش أن علياً قال حين أخذت السيوف ماخذها من الرجال قال علي : وددت أني ميت قبل هذا بعشرين عاما. قال: وفي هذه السنة سار قسطنطين من عند هرقل يريد المسلمين في ألف مركب فسلط الله عليه قاصفاً من الريح فاغرقه ونجا قسطنطين حتى وصل صقلية فصنعوا له حماماً فقتلوه فيه. وفي سنة ست وثلاثين خرج طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام إلى مكة وعائشة يومئذ بها فقالا : يا أم المؤمنين إن هذا الرجل المقتولء يعني عثمان› قل مظلوما وقد استتابوه وقتلوه بعد التوبةء وإإن علي أخذ هذا الأمر لنفسه من غير مشورة ولا رضا من فهل لك في المسير معنا إلى البصرة لننظر في أمر هذه الأمة وأمر هذا الرجل المقتول؟ ففتناها وسارا بها» فلما وصلوا البصرة وأظهروا أن عثمان قَتل بعد التوبة وأظهروا الطلب بدمه ودعوا الناس إلى القتالء وقالوا لغوغاء الناس وجهالهم ومن لا بصيرة له» هذه أم المؤمنين وحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا وبين أيدينا» وقد خرجت من المدينة وترکت حجرتها التي كان الوحي ينزل فيهاء وجوار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم» رغبة في نصرة قتيل الظلم وإنكار البيعةء قد كان ذلك من غير رضا ولا مشورة من المسلمين» فاستزلوهم وأضلوهم› إلا فريقا من المؤمنين ممن بالبصرة يومئذء فقد أنكروا عليهم فرقة من المسلمين وغيرهم وحذروهم وذكروهم بالله وبحرمة الإسلام» ونهوهم عن شق الصا ومقارقة الجماعة فابوا» فدعوهم ليا وتهاراً فجملوا أصابعهم في ٤ا۱ ۔ آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستکبروا استکارا فقاتلوهم» فقتلت منهم طائفة فيهم حكيم بن جبلة العبدي رضي الله عنهء فلما سمع علي بن أبي طالب والمسلمون بالمدينة ببغي طلحة والزبير على المسلمين وقتلهم طائفة من المؤمنين وشق العصا ونكثهم البيعةء خرج إليهم من المدينة في ستمائة رجل من طيّ» وستمائة من غيرهم» فمضی علي ومن معه إلى البصرة فسمعا به طلحة والزبير فخرجا في أهل البصرة وأم المؤمنين فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قَتل طلحة والزبير› وظهر علي وعقر بأم المؤمنين بعيرهاء واختلفت الأسنة في هودجها فلولا ألقيت عليها الأدرع والأتراس ويومعذ قال لها عمار رضي الله عنهء وقد قال له علي: يا عمار» أدخل أنت وفلان إلى هذه وكلماها وقولا لها تتوب وتستغفر. فقال لها عمار: «والله إنّا لنعلم أنك زوج نبينا في الجنةء ولكن لا ندع الله يعصى بين أظهرنا»» فتابت واستغفرت» وقالت لعلي : قد ملكت فاسجح» فرجعت عائشة رضي الله عنها إلى المدينة وسار علي إلى البصرةء وقام بها خمسة عشر يوما ثم سار إلى الكوفةء فكتب إلى البلدان بما فتح الله عليه ورغب إليهم في ملازمة الجماعة والطاعة وأقام وفي كتاب سالم بن الهلالي رضي الله عنهء قال: ثم إن المسلمين بعد قتل عثمان بايعوا علي بن أبي طالب على كتاب الله وسنة نبيه» فأعطاهم علي على ذلك العهد والميئاق فسمعوا له وأطاعوهء فبعث عماله إلى الأمصار فأثبت معاوية على الشام وأقره واستقام أمر الناس وعرفوا جور عثمان وسوء صنيعه وعن مشورة جميع من شهد من المسلمين كان قتلهء فإن زعم أهل الشام أنهم لم يشهدوا ولم يرضوا ١) سالم بن ذکوان. وإنما قتله محمد بن أبي بكر في عصابة وعامة المسلمين كارهون؛› فكيف يسع المسلمين أن يقتل خليفة الله بين ظهرانيهم ولا يمنعونه ولا يؤازرونه ولا ينصرونه أم كيف يجعلون علي بن أبي طالب لم يشهد ذلك ولم يرض به» لعمري اجتمع رأي المسلمين على قتله وخذله» والصحابة يومعذ بین قاتل وخاذل. وفي بعض كتب المخالين» كتب عثمان إلى علي أيام الحصار كتابا وفيه قال: فإن أك مقتولا فكن خير قاتلي وإن أك منصوراً فكن خير من ناصر فيه فأنت أملي» وأما علي فكتب إليه علي أن لم أكن عليك لم أكن لك وقد خدعتني. ۱۱۱۔‎ معركة الجمل قال سالم في كتابه: فلما استقام الناس على علي» انطلق الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله باغيين مشاقين» وفتنا عائشة أم المؤمنين واستنزلاها عن بصيرتها في عثمان» وكانت تخرج المصحف من خدرها وتقول: أشهد بالله أن عثمان قد كفر بما في هذا المصحف فما زالا بها حتى أخرجاها من بيتهاء وقد أمرها اله عز وجل أن تقر في بیتها وقالا لها فيما بلغنا أن عليا آثر الأمر هذا لنفسه من غير مشورة من المسلمين عامة» فاردنا أن يرد الأمر إلى عامة المسلمين» فيختاروا لأنفسهم من شاؤوا» وأردنا أن تسيري معنا إلى العراق وتصلحي بين الناس ويكف بعضهم عن بعض فيصلح الله أمر هذه الأمة على يديك» ويوليك الله أجر ذلك؛» فسارا بها إلى البصرة يطلبون الملك والدنياء وقد شهدا قتل عثمان›» ودخلا فيما دخل فيه المسلمون» فلما قدما البصرة تبعهم غوغاء الناس وجهالهم والسواد الأعظم» وهم أسرع الناس إلى الاختلاف والفتنة لقلة فهمهم في الدين وسوء نظرهم في الأمور وشدة حرصهم في الدنياء فلما قدما البصرة عرف من بها من أهل البصائر من المسلمين انهما قد قدما مخالفين للمسلمين فقاتلوهم حتى قتلت منهم طائفة فيها حكيم بن جبلة العبدي» وعرفوا أن منزلتهما قبل ذلك عند نبي الله لم تغن عنهما شيئاء فلما بلغ علي بن أبي طالب ومن معه بالمدينة ساروا إليهم ۱۱۷ وسار إليهم من شاء من أهل الكوفة ومن تبعهم من الناس حتى قدموا البصرةء فزحف الزبير وطلحة ومن معهما وبرزا بام المؤمنين على فحمل عليهم المسلمون فهزموهم وقتل طلحة في المعركة وقتل الزبير فار بوادي السباع قريبا من البصرة» وقد قتله عمر بن جرموز التميمي› ثم السعدي وعقر بام المؤمنين جملها عقره أعين بن حكيم المجاشعي فناد مناد ألا من أغلق بابه فهو آمن» واستتاب الئاس من ولاية عثمان وطلحة والزبير ولم يثرب على الناس شين ولم تسب ذرية ولم يغنم مال الا أن ضعفاء من الناس نفروا بسلاح أصابوه في المعركة فلما هزم الله عدوهم واستقام الناس ردوا عليهم ما عندهم من السلاح. وبلغنا أن علي حين ظهر على البصرة بعث خيلا عليها رجل من بني تميم ثم من بني يربوع يدعون الناس إلى طاعة علي ويسكنونهم› فبلغ أناسا من بني ناجية بالأسياف» فامتنعوا منه ونصبوا الحرب» فقاتلهم صاحب الخيل وظهر عليهم› فسبى ذراريهم› وفي الخيل رجل من بني بكر بن وائل ثم من بني شيبان» يقال له مصقلة بن هبيرة وهو رجل فقیه أعلم من صاحب الخيل» فكره السبي ونهى صاحب الخيل وذكر له أنه لا يحل له» وان علي لم يستحل سبي أهل البصرة يوم الجمل ولا يوم قتل عثمان فابى عليه صاحب الخيل وهو رجل ضعيف قليل العقل غير أنه شديد البأس» فلما أن رأى ذلك منه مصقلة وانه أبى» فقال له: هل لك أن تبيعني هذا السبي بمائة ألف درهم» أو تكتب إلى علي كتابا» فان هو رد السبي ابرأتني من المقابلة» وان أبى أديت. فلم يزل به حتى فعل وباعهم منه بمائة الف وكتب عليه كتاباء ثم كتب إلى علي» فانكر علي ذلك» وعابه ورد السبي إلى أهله وأبرا مصقلة من الحمالة وأظهر الكراهة لما كان - ۱۱۸_ الموحدين كما زعم أهل الغلو حلال لم يسع المسلمين ترك ذلك يوم : قتل عثمان ويوم الجمل وفي رد سبايا بني ناجيةء وهاتان الخصلتان سبايا بني ناجية وأهل دبا قبلهم من أوثق ما تحتج له الخوارج» فإن كان السبا حلالاً فقد هلكت الخوارج بولايتهم المسلمين إذ لم يعتمدوا ولم يروا فيه رأيهم» وان كان حراماء فقد ضلوا بخلافهم المسلمين وباستحلالهم ما حرم الله . وأصيب يوم الجمل زيد بن صوحان رحمة الله عليهء وكان نبي الله يقول: « تقطع يده في سبیل الله ثم يتبعها آخر جسده)»› فاستشهد يومئذ» ورجعت عائشة إلى بيتها تائبة مما كان منها وعرفت انها لم یکن لھا أن تخرج من بیتها. وقال أبو سفيان محبوب بن الرحیل رحمه الله : دخل جابر بن زيد وأبو بلال مرداس رحمهما الله ورضي عنهما على عائشة وعاتباها على ما کان منها يوم الجمل فاستغفرت وتابت مما دخلت فيه. ودخل أهل البصرة في طاعة علي واجتمع الناس عليه خرج عليه معاوية. - ۱۱۹_ معركة صغين ثم أقبل بعد ذلك معاوية من الشام وهي الفتنة الثالثة بعد فتنة الدار وفتنة الجمل؛ وذلك أن معاوية أقبل من الشام يطلب المُلك والخلافةء يطمع فيها كما طمع فيها غيره ويظهر لأتباعه أن عثمان فُتل مظلوما وانه يطلب قتلته أو دية دمه» وقد يعلم ذوو الألباب أن معاوية لم يكن ليطلب الدين» وكان عدو الله فاسقا لعيناً هو وأبوه على لسان نبي الله يوم أقبل كما بلغنا أن أبا سفيان راكب على جمل ومعاوية يقوده ويسوق به غيره» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الراكب والشائد والسائق»› وبلغنا أن نبي الله بعث إلى معاوية ليكتب له فوجده يأكل› وكان يعجبه كتابه فوجده الرسول ياكل؛ ثم عاد الرسول ثانية فوجده ياكل» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم لا تشبع بطنه»» فكانت تعرف تلك النهمة في بطن معاوية وفي بعض كتب المخالفين : خرج معاوية من الشام إلى صفين وجاء علي من العراق وكان معاوية قد سبقه إلى الماء فاقتتلوا عليه حتى صار الماء بينهم› فكان هذا كل أول قتال كان بينهم ثم خرج عمرو بن العاص من مصر في أربعة آلا . وخرج محمد بن أبي بكر من المدينة فاقتتلوا» فانهزم محمد فاختفی عند جبلة بن مسروق فدخل عليه عمرو فخرج؛» فقاتل حتی قَتل فامر به - ۱۲ وبلغنا أن معاوية لما قصد إلى قتال أهل العراق بصفين عباأً جيوشه ورتب قواده وجعل على الميمنة قائدا وعلى الميسرة قائداً وعلى القلب قائدا وعلى المقدمة قائداء فاستعمل عبيد الله بن عمر بن الخطاب على من كان معه من أهل المدينة من شيعة وضم إليه أربعة آلاف من أهل الشام . واستعمل حبيب بن ميسرة الفهري وكان أحد العرب مع معاوية في ذا الكلاع الحميري على الميمنةء وقال معاوية لعمرو بن العاص: من ترى عليا معينا لميمنته؟ قال: أراه معينا لها ربيعة وكان كذلك جعل ربيعة على ميسرة أصحابه فتقدم ذو الكلاع وقومه حمير لقتال ربيعه فتقدم الأشتر النخعي وهو يقول: يا معشر المسلمين قد حمي الوطيس فحمل وهو يقول : أهلى فداكم قاتلوا عن دینکم إن المضي في الوغى يزينكم أعاتبه؟ فقال له سهل بن حنيف : لله درابيك ترید أن تعاتبه بعدما تری» قال: أخاف أن يكون يحاول الملك. قال خوفك لا يلزمه فأحسن به الظن ثم تقدم أبو الهيثم بن النبهان وقال: ذاك الذي عذابه شديد..... إلى آخرالقصيدة؛ ثم تقدم خالد أخو خالدة وهو يمول : هذاعلي والهدى يقوده يبین فيه حزمه وجوده وکل من يقرن به یسوده فطعن ملياً ثم انصرف ثم تقدم خالدة أخوه وكان من عباد الأنصار وكان فاضلاً فحمل وهو يقول: هذا علي والهدى أمامه هذالوانبيناقدامه لا نائبة تخشى ولا ندامة» فمضى وتبعه أخوه خالد الذي ذكر قبله فقاتلا حتى أصيبا رحمهما الل ثم تقدم جندب بن زهير وهو يقول: هذا علي والهدى حقا معه يا رب فاحفظه ولا تضيعه فإنه يخشاك رب فارفعه فاستقبله رجل من لخم فطعنه فمشى إليه جندب في الرمح فقتله فماتا جمیعاء ثم تقدم سهيل بن حنيف وهو يقول: اللهم رب الحل والحرام والحجر الأسود والمقام لا تجعل الملك لأهل الشام واليوم يوم ليس كالأيام ١) لعله الأزدي قاتل الساحر. ۳۲ والعام عام ليس كالأعوام والناس مرمى منهم ورام فيها اختلاء ادرع وحام فلم يزل يطعن برمحه حتى أصيب» ثم تقدم عبد الله بن بدیل بن ورقا الخزاعي فحمل وهو يقول: لا تحبطن يا الهي أجري وعجلن ربي لابن صخر نارأ ولا تشركه في ذا الأمر إن ينج منه لم يصبه ظفر فيا لها من غصة في صدري فلم يزل یقاتل حتی أصیب» فلما رأی الأشتر ما رأی بکی» فقال والله ما حجبت عني الشهادة إلا لذنب» وما أعلم لي ذنبا أكثر من تركي أصحابي › فحمل وأكثر القتال والجراح في أهل الشام فقال في ذلك همام بن الاعقل : قد قرت العين من الفساق إذ ظفرت كتائب العراق ومن رؤوس الكفر والنفاق تحن قتلنا صاحب الشقاق وقائدالبغات والمراق عثمان يوم الدار والإحراق لماالتقينا ساقهم بالساق بالضرب والطعن مع الأعناق وذكر أنه لما اشتد الأمر على معاوية دعا عمرو بن العاص وبشر بن ارطاة وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعبيد الله بن عمر بن الخطاب› ۳۳ فقال لهم: قد غمني رجال من أصحاب علي سعد بن قيس في همدان والمرقال والأشتر في قومه وعدي ابن حاتم في طي وقيس بن سعد في الأنصار قالوا له يتكفل كل واحد منًا بواحد منهم» فلما أصبح معاوية لم يدع فارسا إلا حشده» قاصدا لهمدان فتقدم معاوية الخيل وكان أسد قريش وهو يقول: ِ لاضربن ضربا تخاف الهام من أرحب في ساکن وهام قوم هم قد غدروا هل الشام بين قتيل وجريح دام لم تمنع الحرمة بعد العام فاعرض الخيل ملياء ثم إن همدان تنادت واشتد القتال›ء فحمل سعد بن قيس على معاوية فقاتله معاوية أیضاء فقال سعد : يا لهف نفسي فاتني معاوية عن ظهر ساط كالعقاب الهاوية إلى آخر القصيدة فانصرف معاوية ولم يصنع شيعاء فلما أصبح اليوم الثاني غدا عمرو وأصحابه في جماعة الخيل إلى المرقال ومع المرقال لواء علي الأعظم فحمل عمرو وهو يقول: لا عيش إن لم ألق يومي هاشماً ذاك الذي إحشمني المجاشم ذاك الذي أقام لي المائم ذاك الذي يشتم عرضي ظالم ذاك الذي إن ينج مني سالما يكن شجاعة الممات لازما ١٤۳ - فطعن في أعراض الخيل وحمل عليه المرقال وهو يقول: لا عيش إن لم ألق يومي عمرا ذاك الذي أحدث فينا الغدرا أو يحدث الله لأمر أمرا لا تجزعن يا نفسي صبرا صبرا صبرا هداك الله طعنا شررا فطعن المرقال في أعراض الخيل»› وطعن عمرو فردعه فلم يصنع شیئاء فلما أصبح اليوم الثالثء غدا بشر بن أرطاة فلقي قيس بن سعد في حماة الأنصار واشتد القتال بينهم وحمل سعد بن قيس كأنه المنجنيق وهو يقول: أناابن سعد زانه العباده والخزرجيون رجال ليس فراري في الوغا بعاده إن الفرار للفتى قلاده حتی متی تٹنی لنا الوساده فطعن في أصحاب بشر فبرز له بشر بعد ملي من النهار وهو يقول: أنا ابن أرطاة عظيم القدرى مردد في غالب بن فهری ليس الفرار من طباع بشر إن أرجع اليوم بغير وترى قد قضيت في العدو نذري يا ليت شعري ما بقي من عمري وطعن قيس وضربه قيس بالسيف ورده على فانصرف القوم ٥۲ - ولقيس الفضل؛ فلما أصبح اليوم الرابع غدا عبيد الله بن عمر بن الخطاب فلم يترك شيعاً الا حشد ما استطاع» وقال له معاوية: انك ستلقى أفاعي العراق فارفق وخرج الأشتر أمام الخيل مزيدا» وكان إذا رای القتال ازبد فحمل وهو يقول: في کل يوم هامتي موفره للموت ألقي منيةمۇخرە إلى آخر القصيدةء فحمل الأشتر وطعن في الخيل حتى انصرف الناس» والفضل للاشتر فلما أصبح اليوم الخامس غدا عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وكان أرجى القوم عند معاوية أن يبلغ به مراده» فققواه بالخيل والسلاح» وكان يعده ولدا فتلقاء عدي بن حاتم في حماة فدحج وقضاعة فبرز عبد الرحمن أمام الخيل ثم نادى: قل لعدي ذهب الوعيد أنا ابن سيف الله لا مزيد ذاك الذي هو فيكم الوحيد قد ذقتم الحرب فزيد زيد ما أن لنا ولكم محيد ثم حمل عدي وهو يقول: أرجوالهي وأخاف ذنبي فليس لي کمثل عفو ربي إن الوحيد بغضكم في قلبي أعظم من أحد وركن هضب وذاك باق لكم في عقبي اخس إن الكلب ابن الكلب ۱۲ وحمل عدي بن حاتم في حماة الخيل حتی تواری في العجاج؛› وفضح القوم» ورجع عبد الرحمن إلى معاوية وانكسر وقال : ليت أني لم اعيفكم للقوم» فقالوا: عرضتنا للقتال ووقيت أهل اليمن» واظهر معاوية الشماتة لعمرو بن العاص» وقال: كيف بك إذا لقيت سعد بن قيس فى همدان» فغضب عمرو فقال: أما وله لو کان علیاً ما اقتمحت عليه وقال عمرو في ذلك شعرا: تشير إلى ابن ذي يزن سعيد وتترك في العجاجة من دعاكا فهل لك في آبي حسن علي لعل الله يمكنه قفاكا دعاك إلى البراز فلم تجبه ولو بارزته برت يداكا وكنت أصم إذ ناداكا عنها وکان مناكا فما أنصفت صحبك يا بن هند اتفرقه وتغضب من کفاکا ثم اشتد القتال بصفين وقتل عمار بن ياسر وهاشم بن عيينة وغیرهم مثل خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين» وقد قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: « شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين من المسلمين»)» وخرج أبو الهيثم بن النبهان والأشتر وغيرهماء فحمل المسلمون على أصحاب معاوية فأكثروا فيهم القتل› وهزموهم حتى دخلوا ناحية عسكره» وانهزم معاوية» وهرب على فرس له . - ۱۲۷ وانحاز عمرو بن العاص في ناحية العسكر ثم انصرف معاويةء فقال له عمرو: هل لك أن تدعو القوم دعوة أن اعطوها افترقواء» وان منعوها منا قال: إني عارف بأهل العراق» ارفعوا لهم المصاحف على الرماح ١) كان رفع المصاحف وتحكيم الحكمين خديعة من معاوية بن أبي سفيان ومستشاره عمرو بن العاص» انخدع بها الخليفة علي بن أبي طالب» وقد حذره أصحابه الذين عرفوا فيما بعد بالمحكمة من مغبة ولكن الجناح الآخر والاقوى من أصحابه زينوا له صحة ذلك التحكيم» وفي مقدمتهم الأشعث بن قيس الكندي؛ لأن معاوية تواصل معهم ومناهم ووعدهم بالمال والمناصب؛» وكان ما كان من أمر التحكيم وفقد بسببه الخليفة الشرعي منصبه الشرعي» وفقد اتباعه ثم فقد حياته» على أن هناك بعض المذاهب الإسلامية لا يرضى القول بتخطئة علي بن أبي طالب بقبول التحكيم بحجة أنه صحابي وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته» وهكذا نجد تغلب العاطفة على العقل والنص» ووجه الخطاب الإسلامي توجيها عاطفياء وكان الإسلام جاء طبقيا ومن المعلوم أن مراعاة الطبقية منافية للمساواة التي هي روح الإسلام› ومنافية للعدالة التي هي لب الإسلام. والتحكيم لا يخرج عن كونه حقا أو باطلا فإن كان حقاً فقد اسقط الخليفة حقه بقبوله التحكيم ونتيجته» فلماذا يعود إلى التمسك بالخلافة ويذهب إلى سفك الدماء من أجلها؟ وإذا كان باطلا» ققد وقع في الخطا. على أن هناك بعض المذاهب يضفي عليه العصمةء مع أنها لا تكون إلا للانبياء والرسل› لانها مرتبطة بالوحي الذي انقطع بموت النبي عليه الصلاة والسلام . ۱۲۸ - وادعوهم إلى ما فيهاء فقال له معاوية: افعل فأمر معاوية أن ترفع لهم المصاحف على الرماح ثم خرج غادياء وقال: بيننا وبينكم كتاب الف فلما سمع ذلك منهم أهل الؤهن مئل الأشعث بن قيس وغیره من جبناء أهل العراق» قاموا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين» أنصفك القوم» وخرجت طائفة من أصحاب علي» فقالوا لا حكم الا لله والله ما كتاب الله يريدوت» وتقلدوا سيوفهم واعتقلوا رماحهم› وقالوا لعلى لعلي: قد مضى الحكم في معاوية وأصحابه وهم كفار حتى يرجعوا إلى کتاب الل فجاأء الأشعث يسير في الأحياء يعرض عليهم؛ فمر برايات حنظلة فحمل عليه عروة يا أشعث لا حكم الا لله قلت: وهذا معنى قولهم اول سيف سل للحكومة سيف عروة بن أدية. يابا من الناس همدان لما دخل الناس في الكراهية للحكومة حتى رجعوا وأجابوا اليها. وعن النخعي قال سمعت الأشتر يقول حين دعوا إلى الحكومة يا أهل العراق» يا أهل الذلة والهوان» علوتم للقوم ظهورا وظنوا أنكم لهم قاهرون› فرفعوا لكم المصاحف على الرماح ودعوكم إلى ما فيهاء أمهلوني فواقا فقد أحسست بالفتح› فقالوا: والله لا نفعل.. فقال: ويلكم» أمهلوني ١) إن قول عروة بن أدية للأشعث بن قيس ما هذه الدنيّة يا أشعث» لا حكم إلا لله دیل ا اهل التهروان کانوا من المصرين على رفش اكيم سز ان _۱۳۹ ۔ غدوة الفرس فإني قد أحسست بالنصر قالوا: اذا والله لا ندخل معك في قال حدثوني عنكم.. قد فُتل أمثالكم وبقي أرذالکم» متی کنتم محقين حين كنتم تقاتلون وخياركم يُقتلون» فأنتم الآأن إذ أمسكتم على القتال محقون؛» أم أنتم الآن مبطلون» فقتلاكم الذين خير منكم ولا تنكرون فضلهم إِذا في النار وهم لها مستحقون» فقالوا له: دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في الله وندع قتالهم في الله إِنَا لسنا مطيعيك ولا أصحابك» قال: خدعتم فانخدعتم› ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم› يا أصحاب الجباه السوداء كنا نظن أن فراركم من الدنيا وصلاتكم وصيامكم زهداً وشوقا إلى الآخرةء فلا فراركم إلا من الموت إلى الدنياء فقبحا لكم يا شياه الذيب الجلالة فأنتم ما أنتم إلا مرّارين بعد هذا اليوم وغدا إلى يوم القيامةء أبعدوا كما بعد القوم الظالمون» فسبوه وسبهم وضربوا وجه دابته وكر عليهم فضرب وجه دوابهم حتى قام إليه أحدهم فاخذ بلجام دابته» فقال : دع هؤلاء فحسبهم ما بهم» وحال بينهم وبینه . وقال علي للناس يوم صفين: لقد فعلت اليوم فعلة ضعضعت قوةء واسقطت نيةء وأورثت وهنا وذلة لما كنتم الأعلون وخاف عدوكم الأحتياج واستمر فيهم القتل ووجدوا ألم الجراح› نشروا لكم المصاحف ودعوكم إلى ما فيها ليفتروكم عنهم وتقطع الحرب بيننا وبينهم ويتربصون بكم ريب المنون» خديعة ومكيدة؛ فبم أتيتم أن منعتموهم ما أحبوا واعطيتموهم ما سألواء وقد اعلمتكم ما يقولون وما يعبرون» فأبيتم إلا أن تداهنوا وتجورواء وأيم الله ما أظنكم بعدها مصيبين رشداً ولا موافقين باب حزم؛ وقد سمع علي في ثلاثة مواطن يوم الدار ويوم الجمل ويوم صفين يوصي الناس بهذه الكلمات يقول: عباد الله اتقوا الله 1۳ وغضوا الأبصار واحفظوا الأصوات وأقلوا الكلام› ووطنوا أنفسكم على المنايا والمجاولة والمبارزة والمناضلة والمجادلة والمعانقة والمكابدة› واثبتوا واذكروا الله كثيرً لعلكم تفلحون» ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين» اللهم الهمهم الصبر وأنزل عليهم التصر وأعظم لهم الأجر. وبلغنا عن محمد بن الحنفيةء قال: لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح» قال بعض المسلمين للناس: والله ما الكتاب يريدون أيها الناس» أناشد كم الله أن تعطوا في دينكم الدنيةء قالوا: دعونا إلى ما كنا ندعوكم إليه. وحدثنا مسعود بن حصن السلمى عن أبي وائل شقيق بن سلمة الاسدي» قال : قلنا يا أبا سلمة أخبرنا عن صفين؟ قال: بئس الصفون كانت والله ما مات القوم حتى شكوا في دينهم فاتهموهم على دينهم› ثم أرسل علي إلى أهل الشام: أن قد قبلنا بيننا وبينكم كتاب الله فأرسل إليه أهل الشام أنه لا نستطيع النظر في كتاب الله بجماعتنا وجماعتکم» ولا کنا نبعث حکما منا وحکما منكم ثم نرضى بالذي يحكمان به فقال من أراد الحكومة من أصحاب علي أنصفك القوم» فابعث إليهم أن يبعثوا رجلا ففعلواء فأرسلوا إليه إنا سنبعث عمرو بن العاص فابعث أنت رجلا قال: فإني ابعث ابن عباس فقالوا له أصحابه نناشدك الله أن تبعث رجلا شهد قتل عثمان والب عليه» ولكن ابعث أبا موسى الأشعري فإنه غير متهم فمتی ما قضی شيعا رضينا به في دم عثمان» ونقطع عنا مقاتلتهم مع أن الججة في دم عثمان أعظم وأظهر وأوضح دلالة من أن تخفى على أحدء ومثل هذا لا يسقط فيه ابو موسی. فقال علي إن كنت الامام المطاع فلا أرضى بابي موسى وهو صاحبكم باللأمس» وهو يقول احذروا الفتنة البكماء الصماء التي القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من ۱۳۱ الماشي» والماشي خير من الساعي» فاكسروا قسيكم واقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم الحجارة» فقالوا: إنه قد تاب وعرف ضلالة عثمان وسار معك إلى قتل عدوك؛» فقال الأحنف بن قيس: لا تبعث يمانيا مرهب القلب ضعيف القوة» ولكن ابعث قريشيا يعطفه عليك الرحم والحق› فيقوم لك بالحجةء وينفي عنك الأباطيل› فابوا الا أبا موسى وقالوا: أمرك أبين من أن تدخل فيه شبهة.. فقال الأحنف قال: إن أبا موسى رجل كليل الشفرة قريب القعرء وقد حلبت أشطره فإن أبيت يا علي إلا أن تبعثه فابعث معه رجلا مضريا واجعلني ذلك الرجل أو فأجعله أبا الأسود الدؤلي فإنه لا يعقد لك عمرو بن العاص عقدة إلا حلها وعقد لك مكانها أخرى» فلا تفترش مهاد العجز فقد رميت بحجر أهل الأرض ومن حارب الله ورسوله في الجاهلية والإسلام› وإنما صاحبه من دنی منه فابعثني يا علي مع الشيخ الضعيف. فقال علي: أما إنه رأيي مثل رأيك ولكن الله يفعل ما أنا متبع أمرهم. فارسل إليه أهل الشام لأنت على ما أعطيت ووقفت؛ لا نستطيع النظر في كتاب الله في ثلاثة أيام› ولكنا نطلب منكم أن تنصرفوا إلى العراق ونتصرف إلى الشام» ثم ينظر الرجلان في أمرهما إلى الموسم» فإن اتفق رأيهما على شيء فمن الله والا فتحن وأنتم على ما كنا عليه من الحرب» لعبا بعلي وخديعة له فقال أصحاب علي ما نكره من طول وليس فيها علينا مضرةء نرجع إلى بلادنا ونلجم دوابنا» فلعل | لله أن يهدينا ویخرجنا من ضلالتنا. فقال رجل من القوم: اناشد كم الله ألا تفعلواء فإن رجوعكم أول البلاء وسبب الفتنةء فأبوا عليه وتابعهم علي وكتبوا الكتاب بينهم . وحدثني عتاب بن زکريا عن حبيب بن يسار عن سويد بن عقبةء قال : والله إني لأسير مع أبي موسی على شاطئع الفرات› فذ کرنا بني ۱۳۲ اسرائیل فاخبر عنهم» فلم یزل أمرهم حتی بعٹوا حکمین ضالین مضلین وإنكم أيها الأمة لا تنفكوا حتى يبعث فيكم حكمان ضالان مضلان؛› قال عبد الله بن علقمة: فرأيته والله أحدهما فما زالوا حتى كتبوا بينهم كتابا» فاراد علي أن يكتب أمير المؤمنين» فقال معاوية: لو أقررنا لك بها لم نقاتلك وأنا إذا لظلمت» لاء حتى تكتب باسمك واسم ونكتب مثل ذلك حتى يحكم الحكمان» فلما بلغ على قول قال على يدي يدار هذا الأمر أنا كتبت الكتاب يوم الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين» فكتب محمد رسول الف فقال سهيل بن عمرو: لو شهدنا انك رسول الله لم نقاتلك. فقال له الأحنف: إنك رجل أهوج لا علم لك؛ إنه ما كان لكم ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كرامة. وكان الحسن يقول لله در أبي بحر ما وزن رأيه برأي إلا رجح به . قال الأحنف بن قيس: قلت لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين لا تخلع اسماً بايعت عليه الناس وإني أخاف إن نزعته ألا يرجع إليك أبدا. وعن عمارة بن ربيعة الجرمي قال : دعا علي الأشتر النخعي إلى كتاب القضيةء فقيل له: اكتب اسمك؛ فقال لا صحبني يميني ولا نفعني شمالي إن خط لي في هذا الكتاب باسم على صلح أو مواعدة فإذا لست على بينة من ديني ویقین من ضلال عدوي» اولست قد رایت الظفر أن تجتمعوا على الجور؟ فقال الأشعث : انك واللهء ما رأيت ظفرا ولا جوراء هلم بك إلى كتابنا هذا فإنه لا رغبة بك عناء فقال الأشتر: بلى واللّه إن لي لرغبة في الدنيا للدنيا وفي الآخرة للآخرةء ولقد سفك الله بسيفي هذا دم رجال» لست بخير منهم عندي ولا أحرم علي دماء فقال الجرمي عمارة بن ربيعة: فوالله لكأنما وضع على أنف الأشعث الجمرةء فقال له علي : ۳۳ مهلا مهلا يا اشتر لا تفرق على الناس» فكتب الكتاب بينه وبين معاوية : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية ابن ابي سفيان واتباعهما فیما تراضوا به من الحكم؛ قاضی علي أهل العراق ومن كان معه من شاهد أو غائب» وقاضى معاوية على أهل الشام» ومن كان معه من شاهد وغائب» والناس آمنون على الأموال والأنفس إلى أن ينقضي هذا الأجل» والسلاح موضوع والسبيل مخلى› والشاهد والغائب من الفريقين سواء» والحكمان ينزلان متلا عدلا بين الشام والعراق لا يحضرهما فيه إلا من أحبا. وأجل القضية بين الناس من شهر رمضان إلى انقضاء الموسم. كتب يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من سنة تسع وعشرين من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثني عبد الله بن يزيد الفزاري أنه بلغه أن معاوية انصرف بعد ذلك حيث حكم الحكمان وأهل الشام إلى الشام» وانصرف علي وأهل العراق إلى العراق» والتحكيم فاش في العسكر» وكانوا إذا ارتحلوا زاحم بعضهم بعضاء وتدافعوا على الماى فإذا اجتمعوا قال من أنكر الحكومة لمن رضيها يا أعداء اله عصيتم اله وحكمتم في أمر الله وشككتم في دين الله وخالفتم كتاب الله فلم يزالوا كذلك حتى انتهى القوم إلى الكوفةء ثم سار الذين كرهوا الحكومة بصفين» وخالفوا علياً على تحكيمه الحكمين» وحكموا الله في أنفسهم إلى من کان من اخوانهم مع علي فناظروهم ودعوهم إلى تحكيم الله وخلع ما سواه فقالوا لهم : أتعلمون أنكم عملتم عملا وكلتم فيه إلى رأي علي» وقد سمعتم إِنکار عمار وهاشم بن عيينة وأصحابه الذين مضوا على أمر الله لذلك وناهيهم عن وقول عمار جروا الخطام ما انجر وقوله: لنضربنهم والله حتى يرتاب ١1۳ المبطلون. وقوله: هل من رائح إلى الجنة قبل حكم الحكمين» فعرفوا من ذلك ما عرفوهم» فقالوا: إنا قد زللنا زلة نتوب منها إلى الله ونستغفره فرجعوا إليهم ونزلوا حرورا» وخرجوا معهم فنزل علي على نفر ممن انکر الحكومة فد خلوا عليه وعاتبوه» وسألوه أن ينقض ذلك وكلمه رجل يقال له عتاب يقال إنه من تغلب فما رأيت رجلا قط كان أحفظ لتأويل القرآن منه» فأبى أن يطيعهم في نقض القضيةء وخرجوا حتى نزلوا حرورا وهم اثنا عشر ألفاء وقيل أربعة وعشرون ألفاء فنادا مناديهم : أمير القتال شيث بن رفاعة والأمر من بعد الفتح شورى» البيعة لله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيهم أبو الهيثم بن النبهان وفروة بن نوفل الأشجعي وسارية بن لجام السعدي وحرقوس بن زهير السعدي ويزيد بن قيس الأزدي وجعفر بن مالك السعدي وبشر بن جبلة العامري وشريك بن الحكم الأزدي ومرداس أبو بلال وأخوه حيان والسورد بن علامة والأشعث بن بشر العبدي وميسرة بن خالد الفهري وهو أبو الصهباء وعبد الله بن وهب الراسبي وحمزة بن سنان وزيد بن حصن الطائي وعباد بن الحرشاء الطائي والحويرث بن وداع الأسدي وعمير بن الحارث الأنصاري ويزيد بن عاصم وأربعة إخوة معه ممن بايعوا تحت الشجرةء وشجرة بن الحارث السلمي وعبد الله بن شجرة بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم» تحت الشجرة وأربعة إخوة له وثلاثة بني أخت له والمسيب بن ضمرة الأسدي وعبد الله بن عفيف وأخوه سفيان الخزاعيان وابو عمر بن نوفل مولى له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم» ونافع مولى ترمله وترمله» صاحب رسول لله صلى الله عليه وسلم في نفر من بني حنظلة وهرم بن عمرو الأنصاري من بني واقف وأبو قدامة بن لبيد من بني قيس وعينية بن معمر الأنصاري من بني وائل من الذين نزلوا وأعينهم تفیض من الدمع وزیاد بن شرحبیل ٥۳ - العجلي والأأشهب بن بشر الكوفي وشجرة ؛ بن أوفا السلمي بدري ومالك بن التبهان وزرعة وحكيم بن عبد الرحمن الكناني . المسلمون: استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرسي رهان» أما أهل الشام فبايعوا معاوية على ما أحبوا وكرهواء وأما أنتم فبايعتم عليا على عبد اله بن العباس» فلما أتاهم عبد الله بن العباس فقالوا له: مرحبا بك يا بن العباس» ما سرنا أن غيرك أتاناء فقال لهم: ما نقمتم يا معشر المسلمين عن أمير المؤمنين.. قالوا له: نناشدك الله يا ابن عباس ألا اللهم بل كان هدى» قالوا له: فتناشدك الله هل سفكنا دم عثمان على أحدائه التي أحدث وامتناعه من كتاب الله؟ قال: اللهم نعم فقالوا: اله أكبر فقالوا له: اننا نناشدك الله ألست تعلم أنا إنما سفكنا دم طلحة والزبير يوم الجمل وأصحابهما ببغيهما بكتاب الله وسنّة نبيه؟ قال : اللهم نعم فكبّر القوم› فقالوا له: نناشدك الله ألست تعلم إن إنما فارقنا معاوية وعمرو بن العاص وأشياعهما واستحللنا قتلاهما وسفكنا دماءهم على بغيهم وتعديتهم كتاب الله وسنّة نبيه؟ قال ابن عباس: اللهم نعم» فقالوا القضية. إن هما تشاقا وفي طير يقتله محرم فكيف بأمر أمة محمد؟ فقالوا: ام كل أمر جاء فيه فصل من الله فليس للناس أن يحکموا فيه الرجال» وأما كل حكم جعله الله إلى الناس فهو إِليهم؛ ارايت يا ابن عباس لو أن سارقا سرق وزانيا زنا أو قاذفاً قذف فطلب إمام المسلمين أن يقيم حكم الله فيهم فامتنعوا من ذلك» فقالوا: نبعث حكمين» حكماً منًّا وحکماً منكم يحكمان رأيهما فما حکما به رضینا به.. هل للناس أن يحکموا في هذا الأمر أحدأء قال: اللهم لاء فقالوا يا ابن عباس فما حكم الله في الفعة الباغية؟ أليس الله قال: التي تبغى حتى تفيئ إلى أمر الله 4 قال : اللهم نعم فقالوا له: أفلا تعلم أن معاوية وعمرو وأشياعهما فة باغية؟ أفلا ترى أن صاحبك يريد أن يبعث حکمین إلى من قد بین الله الحكم فيه؟ فقالوا له: يا ابن عباس أليس الحكم في طير يقتله محرم» والحكم في المرأة وزوجها كالحكم في الحرب ودماء المسلمين ودينهم لأنه ليس شيء من الحكم في الحرب جعل الله فيه الحكم إلى الناس كما جعل الحكم إليهم فيما بين المرأة وزوجها إذا تشاقا أو في طير يقتله محرم وذلك أن الله قد فرغ حكمه في كتابه وبيُنه لخلقه؛ لأن اله قال في كتابه: ل وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله 4 وقال: لل فقاتلوا التي تبغى حتى تفئع إلى أمر الله ¶ فنناشدك الله يا ابن عباس هل تعلم أن معاوية فاء إلى أمر الل قال : اللهم لاء قالوا: فأخبرنا عن هذه الاية التي نزعت بيننا وبينك» كيف يكون الحكمان فيها عدلين أو غير عدلين›» فقال: بل عدلين. فقالوا: كيف کان عمرو عدلا وهو بالأمس أهل حربنا يقاتلنا ويسفك دماءنا» فإن كان عدلاً فلسنا اذا بعدول ونحن أهل حربه فقد حكمتموه في أمر الله وقد أمضى الله حكمه في معاوية وحزبه بان یقاتلوا حتی يفيئوا ويرجعوا إلى أمر الله وقال: « قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ویكون الدين كله لله 4 وقد حكمتم عمرو بن العاص وهو شانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛» وفيه نزل م إن شانعك هو ۱۳۷ الابتر وقد هجا زسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين بيت من فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم إني لا أحسن الشعر» فألعنه بكل بيت لعنق فما نحن في شبهة من أمرهم وأنت تعلم إِنا قد دعوناهم قبل ذلك إلى کتاب الله ومعنا خيارنا وصلحاؤنا» عمار بن ياسر وخزيمة بن ٹثابت ذو الشهادتين وابنا بديل الخزاعيان وهاشم بن عينية وزید بن ورقاء فأبوا كتاب الله وقاتل المسلمون عليه حتى مضواء أفتأمُرنا يا ابن عباس بان نحكم أبا موسى وعمر وبن العاص وأن ندخل في دين معاوية ونشهد أنه هدى بعد إذ كنا نشهد أنه ضلال؟ أترضى بذلك؛ ونسلم لحكمهم ونشهد أن قتلانا عمارا وأصحابه قتلوا على باطل؟ وأنهم في النار وأنهم أهل ضلالة وقد قتلوا على الحق؟ ونشهد أن قتلاهم قتلوا على الحق بعد إذ كنا عرفنا أنهم قتلوا على الباطل والجور والبغي وكتبتم بينكم وبينهم كتابا جعلتم فيه المواعدة ووضع الحرب والسلاح فيما بينكم» وقد قطع له المواعدة بين المسلمين وبين أهل حريهم» قد نزلت براءة إل من أقر بالجزية ولم يضع الحرب والسلاح والأمر في أهل الحرب أن يفيئوا إلى أمر الله . وحدثني عبد الله بن يزيد الفزاري أن بعضهم قال: يا ابن عباس ما الحكم في محرم قتل جرادة؟ قال : حكومة ذوي عدل. قالوا: يا بن عباس فالمسلم أعظم حرمة أم الجرادة؟ قال : بل المسلم . قال : أفعدل عمرو بن العاص وقد وليتموه أن يحكم في دماء المسلمين. فتناشدك الله يا ابن عباس لما رجعت إلى صاحبك فاخبرته بذلك وألا یکن لنا حربا كحرب معاوية وقد لزمته الحجة وإنا نكره أن نعجل إليه - ۱۳۸_ فانصرف ابن عباس وهو مخصوم') قد عرف حجة القوم ولم يصنع » فلما رجع إلى علي قال : ما صنعت؟ قال: قد خصمك القوم يا علي على ظهر ابن عباس بالدرة» وقال له: ما صنعت شيعا فلم يقیموا بعد ذلك حتى خرج إليهم»› فلما رأوه أقبلوا إليه وأكثروا القول› فقال : إن تقولون لي» أخرجوا لي منكم مائة فأخرجوهم» ثم قال للمائة أخرجوا الي منكم فأخرجوهم» فقالوا له: لقد رجعت عن دينك وبلغني ف وال ا ا ا عليك رجوعك عن دينك الذي دعوتنا إليهء فأجبناك وسفكنا دماءنا عليه وقطعنا أرحامناء ثم شككت فيه وحكمت أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص وكتبت بينك وبين معاوية کتابا وأمنته هو وأصحابه› ا توبة عن ذنويهم م لك عداوة وليك وولی المسلمين؟ وأنت تزعم نلك بمنزلة المسلمين فيمن حاربهم أو عاداهم؟ وخلعت اسما سمّاك به المؤمنون حتى قَتلوا ١) هذه الرواية تثبت أن أهل النهروان «المُحكمة» قد أقنعوا ابن عباس بصواب موقفهم› ولم يكن من ابن عباس إلا أن سلم لهم الأمر فعاد إلى علي بن بي طالب ر الف ان لشو لري سن لحه ني ر سکیم لابن ي وول - ۱۳۹ عليه ورضيت بذلك وقررت به على نفسك وحكمت في دينك أولياء عثمان وهم يطلبونك بدمه ولم تر ذلك حقاً واجباً علينا وعليك يوم الجمل وقد طلبه الينا طلحة والزبير كما طلبه الينا معاوية اليوم فابيت أن تجيبهم إلى ذلك وهم يدعونك إليه» فرأيت أنه لا ينبغي لك إجابتهما حتى يقرا بحكم القرآن» ولم تر إجابتهما حقاً عليك» فمن أين لمعاوية عليك حق دونهم وهم يطلبون دم عثمان كما يطلبه معاوية؟ ويقولون لك بيننا وبينك كتاب الله ورأيت أن قتالهم حقاً واجبا عليك» وهذا منك حكم بغير ما أنزل الله وتعد في أمر الله وقد قال الله تعالى : عل فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله › وقال: ل وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله 4 فلما فعلت ذلك لم يسعنا أن ندخل معك في ذلك ولا أن نجامعك عليه ووجبت علينا مفارقتك والبراءة منك حتى ترجع إلى الأمر الذي كنا عليه نحن وأنت وتستغفر الله وتتوب إليه من خطيئتك هذه. قال لهم علي: إن القوم دعؤني إلى كتاب الله وال تعالى يقول ‰ الم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ‏ وإنما احتج عليهم بهذه الآية لأن الأشعث بن قيس احتج عليهم بها يوم صفين؛ قال خطيب المسلمين: يا علي إنما أنزلت هذه الآية في كفر اهل الكتاب تولوا عما في كتاب الله وأعرضوا عنه إذ يدعون إليه فعيرهم الله بذلك» فإن كنت يا علي أنزلت نفسك ومن معك منزلة أهل الكتاب حين تولوا عن کتاب الله وأنزلت معاوية ومن معه بمنزلة المؤمنين حين دعوا إلى كتاب ال فقد أوجبت على نفسك وعلى أصحابك الضلالةء وأوجبت لمعاوية وأصحابه الهدى. ١٤۱ - فلما سمع ذلك علي مخاصمتهم أقبل على قوم کانوا ممن ولی أمر معاوية بصفين فاستنقذهم الله بإخوانهم من المسلمين بعد ما قدموا الكوفةء فقال لهم علي: ألستم تعلمون أن القوم دعونا إلى كتاب الله فاتيتموني فقلتم لا نقاتل قوما دعونا إلى كتاب الف فقلت لكم أن هذا من القوم خديعةء فقعدتم في رحالكم» فقلت لكم دعوني ابعث رجلا مني لا تعقد علي عقدة الا حلها فقلتم لاء فاتيتموني بابي موسی الأشعري وقلت لكم كيف تثقون هذا الرجل وعهدنا وعهد كم به بالأمس وهو يقول احذروا الفتنة الصماء البكماء التي القاعد فيها خير من القائم› والقائم خير من الماشي» والماشي خير من الساعي» فاكسروا قسيكم واقطعوا أوتا ركم يا معشر المسلمين. فلما سمعوا ذلك منه وما أعطاهم من نفسه كبروا بأجمعهم وکبر الناس بتكبيرهم واتصل التكبير إلى. الكوفة حتى انتهى إلى المسجد الأعظم؛› فكبر أهله بتكبيرهم» ثم نظر القوم في امرهم» فقالوا: أما علي فقد خرجت بيعته من أعناقنا للذي من حدثه» فانظروا رجلا تولوه أمركم» فلما سمع علي ذلك من قولهم قال لهم: أناشد كم الله یا معشر المسلمين أن تسلموني إلى أحد. وحدث عبد الله بن يزيد الفزاري عن عبد السلام بن عبد قال: قال لهم علي على أشد ما أخذ الله على النبيين من عهد وميثاق أن أنقض ما وليت الأشعري» ولا أبعث إلى دومة الجندل أحدا من ولا أسير اليها وان أقاتل معاوية لكم على بذلك عهد الله قال عبد السلام فاأعطاهم من العهد والميثاق ما لو أعطاه الطير اطمأنت وسكنت» فقالوا: ما نبالي أن نقبل هذه منك فن تك صادقاً ووفيت فهو المراد» وإن تك مبطلاً ونقضت وغدرت كانت حجة بعد حجة؛ ٹم انصرفوا من حروراءِ 6 إلى الكوفة مع علي فقال لهم علي نسمن الكراع ونسير إلى عدونا فن شعتم على شاطئ الفرات» أو سرت انا على شاطعه» ثم قام علي خطيباً فقال : أيها الناس إن نظرنا في أمر الحكمين فوجدناء ضلالاء وإِنًا برئنا إلى اله منهما ومن رضي بامرهماء ثم قال في آخر خطبته زللت زلة فلست أعتذر فسوف أكيس بعدها واشتمر وأجمع الأمر الشتيت ولم يزل يقولها في آخر كل خطبة؛ فلما بلغ الأشعث بن قيس ما فعل علي وما تحدث الناس به من توبته دخل عليه فقال: ما صنعت» ما بالكوفة أمة على ظهرها جرة إلا وهي تحدث بأنك تبت إلى القوم؛ أما والله ليوشكن أن يقتلوك كما قتلوا ابن عفان فانهم استتابوه في عام وقتلوه من قابل وما تدكر من الحكومة. . أتخاف أن يعدل الناس بيتك وبين معاوية فولله لأنت أكرم منه حسباً وأعظم شرفاً وأقدم هجرة وأسبق إيماناً. فلما بلغ معاوية خبر علي ورجوعه عن الأمر الذي كان بينهما بصفين كتب إلى الأشعث وإلى وجوه أهل العراق يعدهم ويمنيهم ويقول: يا معشر اهل العراق» أنه لا يضركم أي أمير قرشي غلب فقد علمتم أنه لم يعطكم الحق من نفسه» فليس هو باكرم عليكم من عثمان بن عفان فلما وصل كتابه إلى اشراف أهل العراق نهضوا إلى علي نهضة رجل واحد فقالوا له أنت تريد أن نكفر باجمعنا في غداة واحدة فاخبرنا عنك حين رضيت حكومة الحکمین ما کنت؟ فإن كنت كافراً برئنا منك بالكفر ولم نشهد على أنفسنا بالكفر وقيل لما بلغ معاوية تلكؤ علي ورجوعه عن التحكيم بعث إلى العراق عبد الله بن مسعود الفزاري فاتى العراق› فقال : يا أهل العراق أنسيتم أن لقيتمونا بصفين فلما مسكم حر السيف أتيتم الحكومة أعطيتمونا عهد كم ومواثيقكم بالوفاء» فلما _ ٤١٤ - رجعتم اضطجعتم ولامستم النساء وشربتم ألبان البخت وأكلتم الغيئ فجبنتم» اما والله إن السيوف التي لقيناكم بها يوم صفين لفي أعناقنا قد وعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: أتى عليا الأشعث وكان جبانا فقال : نقضت عهدك وكفرت بربك وفتحت عليك باباً لا يغلق عنك إلى يوم القيامة» وإن أكثر الناس وجوههم معك؛ وان كره التحكيم شرذمة قليلة فاوف للقوم بعهدك؛ فإنه لا شك في تأميرك» فإن أبواعليك كفيناك شأنهم» فلما سمع ذلك علي من قوله صعد المنبر وخطب الناس» وقال: يا أيها الناس إِنًا نظرنا في أمر الحكمين فوجدناه هدى وصواباً فمن أنكر علينا ذلك فليبدلنا صفحته ونادى مناديه بذلك؛ وقال: لا أوتین برجل ينكر علينا أمر الحكومة أو يطعن علينا في ذلك إلا عاقبناه . فلما سمع ذلك أهل العراق تواثبوا من نواحي المسجد ومن تحت المنبر وقالوا: لا حكم إلا لله ولو كره الصادون» فقال علي : الله أكبر» إِن سکتوا عصمناهم» وان خرجوا قاتلناهم› فقام زيد بن عاصم النجاري› فقال : الحمد لله غير مودع ربنا ولا مستغنى عنه» اللهم إِنا نعوذ بك أن ندخل في دينك فنعطى الدنيةء فإن الذليل يعطى ما سئل مع اعطاء الدنية في الدين› ادهان في أمر الله وذل راجع باهله إلى سخط الله يا علي أبالقتال تخوفنا وبالموت تعرفناء أما والله اني لأرجو أن اضربكم بها عما قليل ثم لتعلم ينا أولى بها صلياء ثم خرج من المسجد وأربعة إخوة له وهو يقول لا حكم الا لله ولو كره الصادون» فاصيبوا مع المسلمين بالنهروان وأصيب أحدهم بالنخيلة . ثم أجمع علي على المسير إلى أبي موسى وعمرو فامر بجمل له أن يشد الساعة فبينما الجمل يشد عليه إذ مال فمات فتطير علي من _ ١٤ - سببه» ثم أقام وبعث إلى أبي موسى اربعمائةء عليهم شريح بن هاني الحارثي فكان في شرطهما أن يوافي كل واحد منهما في أربعمائةء فن قام أحدهما بعث رجلا مكانه» فلما بلغ المسلمين توجيهه إلى أبي موسى مشى إليه نفر منهم فقالوا: يا علي أين العهد الذي أعطيتنا ألا تبعث أحداً إلى أبي موسى الأشعري ولا تفي لهم بقضية؟ فقال لهم: شککتمونا فاهلکتمونا. وقال له هلال الأعور: يا علي أما نحن فنطلب بقتالك لله وأما انت فمن تطلب بقتالنا؟ وبلغني أنه دخل عليه حرقوص بن زهير السعدي وزرعة الطائي فيما حدثني عبد الله بن يزيد» فقال له: يا علي تب من خطيئتك وقضيتك واخرج بنا إلى عدونا وعدوك؛ فقال له علي : قد کتبنا بيننا وبينهم كتابا وشرطنا فيه شرطا وأخذوا عهودنا ومواثيقنا وقد قال الله عز وجل فل وأفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً قال حرقوس إن ذلك ذنبا ينبغي لك أن تتوب منه» فقال: ما هو ذنب» ولكنه عجز من الرأي وضعف من العقل› فقال له زرعة الطائي : يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله لأقاتلنك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه» فقال له علي : بؤساً لك كأنك قتيل» يسفي عليك فقال: وددت أن قد كان ذلك فخرجا من عنده وهما يحكمان . ٤٤ مبابعة عبد الله بن وهب الراسبى ومعركة النهروان وحدثني عبد الله بن يزيد الغزاري أن عليا لما بعث إلى ابي موسی لانفاذ الحكومة تراجع المسلمون بعضهم إلى بعض فاجتمعواء فكان اجتماعهم يومئذ في منزل عبد الله بن وهب الراسبي› قال : فحمد الله ابن وهب وأثنى عليه بما هو أهله» ثم قال: أما بعد.. فوالله لا ينبغي لقوم يؤمنون بالله الرحمن وينتصبون إلى حكم القرآن أن تكون هذه الدنيا في الركون إليها والإشار لها اثر عندهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول بالحق» فإنه من وطن نفسه أن يوذي أو يضر في الدنياء فإن ثوابه على الله يوم القيامةء فاخرجوا بنا إخواننا من القرية الظالم أهلها إلى جنب هذه السواد وإلى المدائن» منكرين لهذا البدع المضلة والأهواء المزلة والأحكام الجائرة تجدوا غب ذلك عند الله غداء والقوة بالله واستغفره لي ولكم. فقام حرقوص بن زهير السعدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم» فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال أن متاع هذه الدنيا قليل» وان الفراق لها وشيك» فلا تدعوكم زينتها إلى المقام بها ولا تلهكم عن طلب الحق وانكار الظلم؛ فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. 0٤ - فقام حمزة بن سنان فقال: الرأي ما رأيتم» والحق ما قلتم» وقد أجبنا إلى الذي دعوتم إليه فولوا أمركم رجلا منكم فإنه لا بد لكم من مسند وعماد ومن راية تجمعون بها وترجعون اليها. وبعثوا إلى زيد بن حصن الطائي وقد كان عمر بن الخطاب أمره على اقامة كل حد في قومه أن يقيمه دون السلطان بالكوفة وکان من افاضلهم وخيارهم» فعرضوها عليه فأبا وقبل ذلك عرضوها على حرقوص فأبا وعرضوها عليه ثانية فأبى» وعرضوها على المسيب بن ضمرة فأبى» ثم عرضوها على الاسدي فأبى» فعرضوها على شريح بن أوفا العبسي فابى › فعرضوها على عبد الله بن وهب بعدما تباخلوا وتقاذفوهاء فقال: هاتوها فواله ما أخذتها رغبة في الدنيا ولا أدعها فرقا من الموت» فبايعوا عبد الله بن وهب ذا الثفنات . وحدثني عبد اله بن يزيد الفزاري عن جابر بن زيد رضي الله عنه قال : خطب عبد الله بن وهب الراسبي فقال: الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور» ثم الذين كفروا بربهم يعدلون› ثم قال بعد هذا الكلام بكلام ثم إن عليا وأصحابه قد حكموا في دين الله عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص بعد قول عمار هل من رائح إلى الجنة قبل تحكيم الحكمين» وبعد قول عبد اله بن بديل بن ورقا ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين» فافترقوا من ذلك المجلس» ثم اجتمعوا في مجلس شريح بن أوفا السلمي وهو ممن بايع تحت الشجرة» فحمد الله وأثنى عليه عبد الله بن وهب» ثم قال : أما بعد فإن هؤلاء القوم قد خرجوا لإمضاء حكمهم حكم الضلالة والجور فاشخصوا بنا رحكم الله إلى بلدة نتواعد فيها الاجتماع من مكاننا هذاء فانكم أصبحتم بنعمة ربكم وأنكم أهل الحق من بين أهل الأرض إذ قلتم ٦٤ - بالحق وصبرتم للعدل» ثم سكت بعد كلام طويل. ثم تكلم شريح بن أوفا فحمد الله وأثنى عليه» ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم» ثم قال: أخرجوا بنا إلى المدائن فنقيم بها فتبعث إلى إخواننا من أهل البصرة فيقدمون عليناء فقال زيد بن حصن: انكم إن خرجتم جماعة تبعتم» ولكن أخرجوا وحدانا مستخفیین وسیروا حتی ترتفعوا عن المدائن وتنزلوا جسر النهروان فقالوا: هذا الرأي فاجتمعوا على ذلك فکتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله بن وهب وزد بن حصن وشریح بن أوفا وحرقوص بن زهیر ومن قبلهم من المسلمين إلى من بلغه كتابنا هذا من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فَإِنًا نحمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو الذي أحبٌ عباده إليه أمرهم بتقواه وأعلمهم بكتابه وأصبرهم عند حكم القرآن وأن أهل دعوتنا قد حكموا الرجال بعد حكم الله عز وجل في کتابه ورضوا حکم القاسطين على عباد الله فخالفناهم ونابذناهم وبليناهم› نريد بذلك الوسيلة إلى الله ليرضى» وقد أتينا جسر النهروان نريد إعلامكم بذلك› لتأخذوا من ذلك حظكم من الأجر والفضل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وقد بعثنا اليكم هذا الكتاب مع امن مسلم ذوي رأي وأمانة فاسألوه عما أحببتم علمه واكتبوا الينا برأيكم والسلام عليكم ورحمة اله .. فبعثوا عبد الله بن سعيد العبسي ودفعوا إليه الكتاب» وقالوا له: امض حتى تقدم على إخواننا بالبصرة فأخرج إِليهم من دور بني عبس؛ فخرج حتى أتى البصرة فدفع إليهم الكتاب فكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد فقد بلغنا كتابكم وفهمنا ما فيه فهنيعا لكم الرأي الذي جمعكم الله عليه من إنكار القوم والجور وإخلاص العمل والحكم ١٤ - له فالله يجمع شملكم على الحق والهدى» فإن عامل الله لا يخيب وقد اجتمع رأي إخوانكم على المسير إليكم عاجلاً فارشد الله أمركم وجعل إلى رحمته وجنته مروركم ومرد كم والسلام عليكم ورحمة لله . فقدم بالكتاب وقد خرج جل أصحابه إلى النهر فتبعهم حتى أصيب معهم هنالك. وحدثني عبد الله بن يزيد الفزاري أنهم حين أرادوا الخروج إلى النهروان اجتمعوا في منزل زيد بن حصن الطائي ثم إن زيدأً حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله أخذ عهودنا وموائيقنا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وقال: ل یا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل لله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شدید بما نسوا يوم الحساب › وقال: ل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولعك هم الظالمون 4 ول الفاسقون ¶ واشهد على أهل دعوتنا وقبلتناا'› أن قد اتبعوا الهوى وبدلوا حكم الكتاب وجاروا ف في القول والأعمال› وأن جهادهم حق على المؤمنين› وأقسم بالذي تعنى له الوجوه وتخشع له الأبصار لو لم أجد على قتال القاسطين أحدا مساعدا لقاتلتهم فردا وحيدا حتى ألقى الله فيعلم أني قد أنكرت المنكر بلساني وبيدي› فبكى عبد الله بن شجرة السلمي وقال: يا إخوتاه لا تقاروا من عصى اله على المعاصي» اضربوا رجوههم وجباههم بالسيوف حتى يطاع الرحمن الرحيم» فن تبعوا أو يطاع له كما أردتم أتاكم الله ثواب المطيعين له العاملين بأمره ٠ وان قتلتم فاي شيء اعظم من رضوان الله وجنت ثم ١) إت ذلك النص دليل بين واضح عند من من ألقى السمع وهو شهيد أن أهل النهروان لم يحكموا عل مخالفهم بالشرك بل اعتبروا مخالفهم من اهل قبلتهم ودعوتهم» انما المؤرخون وكتاب الفرق والمقالات عمدوا إلى تشويه المُحكمة «أهل أتهروان» رغبة في صرف الناس عتهم وممالاة متهم لبني أمية . 6۸ ااجتمعوا ليلة أخرى في منزل حرقوص بن زهير وهي ليلة الخميس فقالوا: الجمعة. فقال حرقوص: أقيموا ليلة الجمعة فتعبدوا فيها ربكم وأوصوا فيها بوصاياكم وأخرجوا ليلة السبت فاجتمع رأيهم على ذلك . وحدثني عبد الله بن يزيد الفزاري أنه بلغنا أن أويس القرني لما بلغه له علي: إنك يماني ضعيف الرأيء فخرج من عنده حتی قدم على إلى منزله فدعا بفرسه للخروج›ء فجاء بنو عمه لیحبسوه فانتضی سیفه؛ وقال: والله لعن عارضنى منكم عارض لأضربنه بسيفي هذاء فقالوا له: وله إنما اشفقنا عليك واحببنا بقاءك فإذا أبيت فانت أنظر» فلحق بالقوم . وحدثني عبد الله بن يزيد أن زيد بن حصن خرج من داره بعد العتمة راكباً على بغلة وهو قائد فرسه ويتلو هذه فخرج منها خائفا يترقب» قال: رب نجني من القوم الظالمين. ولما توجه تلقاء مدين قال : عسى ربي ُن يهديني سواء السبيل› ثم خرج عنترة بن عبيدة بن خالد فأتاه عمه فقال: یا بن خی اتق الل فقال : لا أنا منكم ولا انتم مني» لا حکم إلا لله فاستعان عليه بقومه» فقال: يا ابن أخي إرجع أو أردك» فقال إذا والله تقتلني أو أقتلك لا أضع يدي بايديكم حتى تقتلني أو أقتل منكم من قدرت على قتلهء فقال لهم عمه: ارجعوا عنه يا بني أخي فواللّه ما تحب أن نقتله وإنما أردنا بقاءه فانصرفوا عن ولحق بالقوم . ثم التقى الحكمان وحضر معاوية بنفسه وأرسلوا إلى رهط من قريش فيهم عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير وابن الجهم بن حذيفة العدوى والمغيرة بن شعبة الثقفى وعبد الله بن يغوث الزهري - وعبد الرحمن بن الحارث وهاشم المخزومي وشعبة الثقفي وقد كان تتحى وينتقل في الأحياء من الشام إلى مكة إلى الطائف إلى المدينة لا يتقلد سيفاً فلما حضر الناس التحكيم شهد معهم» فلما التقى عبد اله بن قيس وعمرو بن العاص كانا كلما جلسا بدا عمرو بالجلوس وإذا حضرت الصلاة قدمه فكانا إذا تذاكرا ذكر عمر وبن العاص معاوية وشرفه في قريش وتقدمه في فقال له أبو موسى: إن هذا لا يکون بحسب التقدم في الجاهلية وإنما يكون بالسبق والتقديم في الإسلام› وذكر الناس عبد اله بن عمر فقالوا هو أحق بها وهو ابن عمر وصاحب رسول اله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك معاوية فاقبل على جمل له حتى وقف على عبد اله بن عمر والناس جلوس فقال: من هؤلاء الذين يزعمون أنهم أحق بالخلافة مني في كلام تكلم به» قال عبد الله بن عمر فما رغبت في الدنيا قبل ذلك اليوم فاردت أن أقول أنا أحق بها منك إذ أسلمت أنا طوع نفسي» وأبيت أنت وأبوك على الإسلام حتى دخلتموه كرها ثم تكلم عمرو فذ كر ما كان الناس عليه من الأجر والجهاد فضرب هؤلاء إلى الفتنة بأيديهم وسفك الدماى أما اني والله لست لمعاوية بحامد ولا لعلي بحامد. فقال عمرو لأبي موسى: أخبرني عن عثمان.. ما قولك فيه؟ أقتل مظلوما؟ قال: نعم. قال للكاتب اکتب ما قال ابو موسی . قال : فکتب قال: ما تقول فیمن قتله أيْقَتَل به؟ قال : نعم . قال للکاتب اكتب» قال عمر فمن یقتله؟ قال : اولیاؤه» قال عمرو: یا با موسی الست تعلم أن علياً وأصحابه قتلوا عثمان وأووا قتلته» وان معاوية وأصحابه هم الطالبون لدمه؟ وقال لله تعالى ل ومن كتل مظلوماً ققد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا › فأقر أبو موسی» ثم أن الرجلين اتفق رأيهما على أن يخلع أبو موسى عليا ويخلع عمرو معاوية؛ء ويجعل الأمر لعبد اله بن عمر بن الخطاب» وبلغنا أن عمرو بن العاص قال لأبي موسى: نبايع رجلا له صحبة ولا نسميه وهو عبد الله بن عمر فإنك إن سميته قال قائل ولم يجتمع الناس؟ فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه وخلع علي ثم قال: إِنًا قد اجتمعنا أن نولي أمر هذه الأمة رجلا بايع رسول له صلى الله عليه وسلم› وبایع رسول الله ابوه ثم قام عمرو بن العاص فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا قد خلع عليا وأنا قد اتفقنا على أن نولي أمر هذه الأمة معاوية وقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع رسول الله أبوه» فقال له أبو موسى: كذبت إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث؛» فقال عمرو: إنما مثلك مثل الحمار يحمل اسفارا ولا يدري ما حمل عليه ثم تلاعنا وتقاذفا فخرج أبو موسى» فقال لشريح الأمر ما أتمر» والملك ما أخذ بالسيف» أما أنا فلا يرائي علي أبدا ثم ارتحل وأحرم إلى مكةء ثم خرج هاربا من علي» وانصرف معاوية إلى الشام بعدما وقف على أبي موسی› وقال: قد علمت اني قد وافيت وان علياً لم يواف» وان رسول الله صلی الله عليه وسلم إذا اختصم إليه رجلان وتخلف أحدهما قضى للذي لم يتخلف» فقال له أبو موسى : إنما كان رسول الله يقضي في البعير والشاة وهذا أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم» قال: فما تری لي؟ قال: ری لك أن تأمن على من ياتيك من الناس وتتقي الله فقال له معاوية نعم ما أمرتني به. ولما بلغ علياً ما حكم به الحكمان وما مكر بابي موسى الأشعري فصعد المنبر وخلعهما وبرئ منهماء وقال: ليس على المسلمين منهما حكم؛ فانفروا إلى عدوكم وجاهدوهم وأعطى الناس العطاء ثم سار إلى معاوية حتى انتهى إلى الأنبار فقال له الأشعث : أتسير إلى الشام ومعاوية 10 وتترك أهل التهر وراءك؟ فقال إليهم: أريد فبعث إليهم الحسن في خيل فلما جاءهم فقالوا له: لم جئتنا يا حسن نذ كرك الله في على ما تقاتلنا على أن سمينا أباك أمير المؤمنين وخلع نفسه» وأبينا أن تخلعه ودعوناه أن يمضي إلى قتال عدو الله وعدونا فابى وشك وثبتنا نحن على ذلك فانصرف الحسن» ولم يقاتلهم حتى انتهى إلى علي فقال له : الأشعث يا علي ناجز القوم فانهم إن كلموا الناس أفسدوهم عليك ثم قدم صعصعة بن صفوان العبسي فأتاهم فخطب عليهم؛ فقالوا له: يا صعصعة قد أعطيت بضعة تقلبها في فيك فنناشدك الله لو كان نحن الذين دعونا إلى تحكيم الحكمين وركنا إلى ذلك وكان علي هو الذي أنكر علينا ذلك أمعنا كان الحق أم مع علي؟ فلم يحاور جوابا فانصرف حتی اتی علي فاخبره الخبر» فبعث إليهم قيس بن سعيد» فلما أتاهم فقال لهم : إناشد كم الله يا معشر المسلمين في دمائنا ودمائكم ما الذي تريدون؟ قالوا: قتال معاوية حتى يحكم الله ويعمل بكتاب الله فقال قيس: هذا أمير المؤمنين يعمل فيكم بكتاب الله . قالوا: ومن أمير المؤمنين؟ قال : علي . قالوا: أوليس خلع نفسه ونبذها وخلعها من عنقه وولاها أبا موسى فخلعه كما يخلع نعليه؟ فما ترى عليا كيف صنع الله به؟ ألم يسلبه دينه وسلطانه وأنه لم يغضب لربه» وإنما غضب لنفسه حين لم يحكم له وحكم لغيره. قال قيس: فكيف ذلك؟ قالوا: لیس قد حکم با موسی وعمرو بن العاص فخلعاه وترك حكم القرآن» قال الله عز وجل ل ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون 4 فابلغه ذلك عنا فانصرف عنهم ١) إن قول المحكمة للحسن نذكرك اله في دمائنا فيه دليل على أن المْحكمة لم يستعدوا لقتال ولم يريقوا سفك دم من خالفهم؛› وإنما اعتزلوا الأمر عندما رأوا إصرار علي على إمضاء التحكيم؛ ومما يدل أيضا على ذلك ما أسفرت عنه المواجهة بينهم وبين علي من مقتلة عظيمة في صفوفهم» فلو کانوا تاهبوا لقتاله لربما تغير واقع المعركة. 0۲ فابلغه ذلك فقال علي : إرجع إليهم وأبلغهم اني قد أتيتهم تائباء وقل لهم اني أخاف أن أتيتكم تائبا أن تقتلوني كما قتلتم ابن عفان . فقالوا له: وكيف نقتلك أن أتيتنا تائبا وأنت قتلت عثمان» وعن أمرك قتلناه؟ فرد إليهم على قيسا ثالثا فقال : إني أتيتكم تائبا ففرحوا بذلك وأسرحوا خيولهم وكان مكيدة من علي فأقبل بجمیع من معه لما رأی غرتهم وقلتهم أشار إلى أمراءِ خيوله أن احملوا عليهم فاعظمهم ذلك؛» فقالوا لسنا بفاعلین حتی تبدأهم أنت» فرمی علي بسهمه فانعطفت عليهم الخيول فتنادوا واجتمعوا إلى عبد الله بن وهب ذي الثفنات فتنادوا اكسروا الجفون» فارموا بها ثم تنادوا هل من رائح إلى الجنة نادوا عليا وقالوا: كيف ترى صنع الله بك ألم تول الأشعري أمرك فخلعك وأعطيت ` من نفسك العهد لنا والميثاق فنقضت واعطيت معاوية وأصحابه العهد فأوفيت» ووفى معاوية فبويع وتركت فسلبت سلطانك ونقضت بيعتك . وبلغني أن عبد الله بن وهب يومعذ خطب المسلمين» فقال : الحمد له الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون» ولا إله إلا الله وكذب المشركون وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمد عبده ورسوله» ثم إنكم ستقاتلون والله يعلم ما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين أو لا ترون أن الله تعالى قال لنبيه عليه السلام : اتبع ما يوحى إِليك وأصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين 4.. وإنكم تعلمون انهم قد حكموا في دين الله الرجال بعد قول الله عز وجل ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون. وبعد قول الله تعالى لل قاتلوا التي تبغى حتى تفيئ إلى أمر الله وبعد قوله: تل فقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ویکون الدین کله لله 4ء وبعد قول عمار بن ياسر وعبد الله بن يزيد والطفيل ويزيد وغيرهم من - 0۳ المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان رضي الله عنهم وما من هؤلاء أحد إلا وهو أفضل من الحكمين» فماذا تنتظرون ثم نادوا هل من رائح إلى الجنة؟ وبلغنا أن عبد الله بن وهب لما فرغ من خطبته نادی: يا معشر المسلمين» جردوا السيوف واكسروا الجفون واحملوا حملة يفتح الله بينكم وبين عدوكم» وبلغني أن رجلا من أهل النهروان يقال له زید بن حدام يقاتل يومئذ في المضيق وكانت همدان تجاهد وهو يقول: اضربهم ولا أرى أبا الحسن ذاك الذي كان إلى الدنيا ركن كفى بهذا حزناً من الحزن وبلغني أنه قتل من أصحاب علي نحو من مائة رجل» وبلغني أن عبد لله بن وهب الراسي كان يقول: اضربهم ولا أرى علياً ألبسهم البيض مشرفياً کفی بهذا حزنا علیا فلما قتل منهم ابن حدام قال علي : إنا لله أفنيت همدان فشد عليه بعضهم من آخر النهار فضرب رجله فقطعها فجعل یتکئع على الرمح وهو يقول: الفحل يحمي سوله معقولا فما زالوا كذلك يقتلون وعلي واقف ومعه رجل من أصحابه يقال له ذو العقيصة فسمع علي وهو يقول والله إن كنتم لأصحاب الدار يوم الدار وأصحاب الجمل يوم الجمل وأصحاب صفين يوم صفين وأصحاب القرآن إذا تلي القرآن» فقال صاحبه: ففيم نحن اذا فلحق بهم وقاتل معهم حتى قَتل فلم يزالوا كذلك حتى أصيب أهل التهر رحمهم اله . ٤0 _ وبلغني أن أصحاب علي هُزموا يومئذ مراراً فكثرهم الناس وشد رجل من أصحاب علي على زيد بن حصن الطائي بالرمح حتی طعنه فمشی إليه زيد في الرمح وهو يقول: يال حم فقال له الرجل يا زيد بۇ بالنار› فقال له زيد ستعلم ايتا أولى بها صليا فارسل الرمح من يده وخر صريعا رحمه الف وقال عبد الله بن وهب يومعذ : هيهات لم نرض بحكم الابتر لا حكم إلا للإله الأكبر هو السبيل يا خليل فاصبر قدغيرالقوم فلاتغير وقامرالقوم عمارالميسر بدينهم والدين في تهور وقال عبد الله بن وهب رضي الله عنه : أبى الله للدين إلا القنا إلا السيوف الحداد المرهفات لا الجياد بارسانها رباطاً تعد لهاالمقرنات وإن عليالقى مالقى كما لقي المرء عند الهتات مضى ذاك فعترما في الهوی وهذا اغترام الجموع العتات وعن عكرمة مولی ابن عباس عن عبد الله بن عباس قال: حدئني قنبر مولى علي قال: لما قتل علي أهل النهر توجهت أنا وإياه إلى النهر ليفتسل فقال: فبينما نحن هناك إذ اكب علي يبکي طویلاً فقلت ما - ۱- يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ويحك يا قنبر تدري من صرعنا هاهنا صرعنا خيار هذه الأمة وقراءها قال : قلت يا أمير المؤمنين أي والله فابك› فقال: ويحك يا قنبر جذعت أنفي وشفیت غيظي» فانکب يبکي طویلاً وأظهر الندامة على قتله إياهم» وعرف ذلك من حالهء وبلغني أن أصحاب علي حين فرغ من قتل أهل النهر كانوا يطوفون في القتلى ليدفنوهم فيمر الرجل منهم باخيه فيقول: هذا أخي فلان» فيأخذ التراب فيجعله على رأسه ويخرج هاربا من عسکر علي» وبلغنا أنه خرج من عسکرہ اٹنا عشر ألفاً في يوم واحد هاربين فرفع الناس قتلاهم فدفتوهم وهربوا عن علي وتفرقوا عنه. وحدثنا عثمان بن بسطام الضبي أن رجلا أقبل رافعا صوته وهو يقول قتلنا المشركين فقال علي: علي بالرجل. فقال له: ويحك إنهم ليسوا بمشركين» من الشرك فرواء قال : فمنافقون يا أمير المؤمنين» قال : ويحك أن المنافقين لا يذ كرون الله الا قليلاء وهم يذ كرون الله كثيرا› قال: فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاء قال: ويحك ذلك أهل التوراة والإتجيل. قال: ما هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم إخواننا بغوا علينا. قال: فقام إليه رجل من قال: یا علي» ليسوا بمشركين ولا منافقین فعلام قتلناهم؟ فخرج عليه» وبلغني أنه قام إليه رجل من أصحابه فقال له يا علي والله ما بين الطريقين طريق إن كان أمر الحكمين هدى لقد ضللت بنقضك عهدك وبراءتك منهما وما اهتديت ولا اهتدينا إذ استحللت دماءهما واجتهدت فى طلبهما لتقتلهما حتى فر أبو موسى إلى مكة وعمرو إلى الشام» وإن كان أمرهما ضلالاً لقد ضللت بقتلك أهل النهر إذ نهوك عن الضلال وأععديت عدواناً 0 مبيناً. وبلغني أن أويس القرني رضي الله عنه قُتل معهم فعرفه رجل من أهل اليمن ساكناً با لمدينةء وكان عالما بما قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهماء من وصية النبي صلى الله عليه وسلم إياهما إلى أويس القرني بالسلام فقال الرجل: إِنا لله وإنّا إليه راجعون» لما رآه صريعاً مقتولاً يا علي» رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل إليه السلام› ونحن نطعنه بالرماح» فقال له علي : ليس هذا هو فقال الرجل: لا والذي لا إِله إلا هو أنه لأويس وكأنه ينطق الي كما انك يا علي إنسان» فقال له علي : اسكکت وإلا لقيت ما تكره» فسكت الرجل حتى أمسى فخرج هارباء وبلغني أنه قدم على أصحاب النخيلة فبشرهم فاستبشروا ثم لم يزل معهم حتى قَتل . وحدثني عبد الله بن يزيد الفزاري أن علياً لما فرغ من قتل أهل النهر قال له عدي بن حاتم الطائي : تركتنا يا علي لا ندري ین نسکع. قتلت من دعا إلى القضية ورضيها وقتلت من أباها ونهى عنهاء أما عبد الله بن وهب وأصحابه فكرهوها وأما الخريت بن راشد وأصحابه فرضوها والله ما بين هؤلاء موضع قدم ياسر» أن کان انكارها حقا من الله لقد ظلمت عبد الله وأصحابه» وإن كان باطلاً لقد ظلمت الخريت وأصحابه› فقال علي : يا عدي إنك أعرابي تتوضا ببولك. فقال: والله ما أتوضا ببولي› ولقد صحبت محمدا صلى الله عليه وسلم» ولكنك تركتنا لا ندري أين نسک. وحدثني عبد الله بن يزيد عن عوانةء قال: کان الخریت بن راشد رجلا من بني ناجية من أصحاب علي فلما حکم الحکمان فحکما بخلع علي أتى الخريت علياً فقال: إنكما حكمتما هذين الرجلين وحكما بخلعك؛» واختلفا في معاوية فانت ليس لك من الأمر شيء؛ ثم خرج فاتى الأسياف أسياف بحر فارس يدعو إلى خلع علي فتابعه الناس على 10۷ ذلك فبعث إليهم معقل بن قيس الرياحي فلقي الخريت وأصحابه فقاتلهم فقتلهم. ۶ وبلغنا عن جابر بن زيد أن عليا لما رأى الناس وما نزل بهم من الندامة وقيل له قتلت قوم ثم صرت تعذرهم وتمدحهم وتزين أمرهم لتخلعن أو لتقتلن› فلما أصبح قال لهم ابتغوا في القتلى شيطاناً فوجدوا رجلا من المسلمين كان قد الفحل تندوته فقال لهم علي هذا هو فقال له اينه الحسن أليس هذا نافع مولى ترملة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم» وكان الرجل نافع له صحبة مع رسول الله وجهاد فقال: سكت يا بني فإن الحرب خدعة. حدئنا عتاب بن المخالد قال: قال الشعبي أن عليا لما فرغ من قتال أهل النهر ايس أن يستقيم له الأمر فقال لبنيه لا تكرهوا بيعة معاوية فواله لو فقدتموه لرأيتم الرؤوس تبذر من كواهلها كأنها رؤوس الجراد» قال : فلما قدم علي الكوفة بعد قتل أهل النهر» قال له ابنه الحسن: يا أبت هل قتلت القوم؟ قال : نعم. قال : لا رأى قاتلهم الجنةء قال : ليت أني أدخلها ولو حبواء قال: فبينما علي بالكوفة إذا افتقد تلك الأصوات الذي كان يسمعها بالليل كانها دوي النحل؛ قال: أين اسد النهار ورهبان الليل قالوا قتلناهم يوم النهر» قال : هم قراؤنا ومجتهدونا. وروی عن ابن عباس رضي الله قال للحسن بن علي : کنتم لهل بيت في العرب أحق أن تتيهوا كما تاهت بنو اسرائیل فقمتم بكتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم» وجاهدتم بها في الله عدوكم وجعلتم حكماً على كتاب الله وقد استبان لكم حكم الله في عدوکم ثم عمدتم إلى فقهاء الناس وخيارهم وقد أفنوا اللحم والمخ وأجهدوا الجلد والعظم في العبادة لله وبذلوا بعد ذلك أنفسهم وأموالهم لله والله لو كان الحكمان. - 10۸ من المسلمين ما حل لكم أن تقتلوا المسلمين أن لم يرضوا برأيهما فكيف وهم عدوكم» وقد قتلوا أولياء كم . وحدثني مسعود بن عبد الله بن شداد أنه قدم المدينة فارسلت إليه عائشة أم المؤمنين فقالت له: يا عبد الله تخبرني أنت على ما أسالك عنه؟ قال: ولم لا أخبرك يا أم المؤمنين؟ قالت: أخبرني عن علي لم قتل أصحابه؟ فحدثها حديث صفين وحرورا حتى انتهى إلى النهر. فقالت : قد ظلمتم إِنًا لله ونا إليه راجعون» هل تسمي لي أحدا ممن فقتل هنالك؟ قال: نعم حرقوص بن زهير السعدي. فقالت : إِنا لله وإِنًا إليه راجعون أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في منزلي فقال: يا عائشة أول رجل يدخل من هذا الباب من أهل الجنةء فقلت في نفسي أبو بكر عم فلان» فلانء فبينما أنا كذلك إِذا قبل حرقوص بن زهیر وقد توضا وان لحيته لتقطر ماي ثم قال ذلك في اليوم الثاني فدخل حرقوص. ثم قال ذلك في اليوم الثالث» فدخل حرقوص» ثم قالت: هل تسمي لي أحدا غيره ممن فُتل؟ قال: زيد بن حصن الطائي . قالت : ٳنا له وإنا إليه راجعون. قالت: وكيف قَتل؟ قال: حمل عليه رجل فوجاه فمشى إليه وهو يقول: يآل حم الحديث فبكت عائشة حتی کادت نفسها تخرج» وفي كتاب سالم بن ذكوان الهلالي إن أبا موسى الأ شعري سأل عن حرقوص بن زهير فقيل له: قتل يوم النهر. فقال: والذي نفسي بيده لو اجتمع أهل المشرق والمغرب على الرمح الذي طعن به حرقوص لدخلوا به النار جميعاء وبلغنا أن نبي الله كان يقول: حكمان يبعٹان في أهل الصلاة ضالان يضلان ويضل من اتبعهما. وقال أبو موسی لما ذكر هذا الحديث لأهل البصرة فلا تتبعهما وان كنت أحدهما. وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه لما ذكر له أمر الحكمين وأمر أبي - 10۹ موسی فقال : یا أبا موسى اذ كرك باللّه هل سمعت نبي الله یقول: من کان ذا وجهين وذا لسانين في الدنيا جعل له وجهان ولسانان في النار. فقال أبو موسى: اللهم نعم.فقال: عمار: فاني سمعت نبي الله يقول تكون فتنة يکون فیها ابو موسی ذا وجهین وذا لسانين. وبلغنا أن سماعة لما بلغه ما فعل الحكمان تلقاه فقال له : يا أبا موسى أن كنت كاذباً فعليك لعنة الله وان كنت صادقا فعليك غضب الل ألم اسمعك تقول: حكمان ضالان مضلان› يضلان ويضل من اتبعهما. وقد اختلفت أصحابنا في آثارهم متى قتل علي أهل النهروان ففي بعض الآثار قبل افتراق الحكمين وبعد اجتماعهما بدومة الجندل وفي بعض الاثار بعد افتراق الحكمين وبعد خلعهما إيا» وقتل من أهل النهر أربعة آلف فيهم سبعون من أهل بدر» وأربعمائة يقال لهم هل السواري» لا يبرحون من المسجد من شدة اجتهادهم› وقد ندم على قتلهم وجعل يأتي القتلى ويستغفر لهم ويقول: ما صنعنا قتلنا خيارنا وفقهاءنا» واختلف الناس في هذه الفتن الأربعة فتنة الدار وفتنة الجمل وفتنة الصفين وفتنة النهروان. فقال بعضهم : إنها مسالة اجتهاد المصيب فيها غانم والمخطئع سالم› وقال بعضهم كل مجتهد مصيب» وهو قول علي بن بي طالب وقوله في عثمان واهل الدار وأهل الجمل وصفين والنهروان» وقد ترحم على طلحة والزبير بعد نكثهم الصفقة وترحم على عثمان واستغفر لأهل النهر وقال : أهل الحق إنها مشكلة ديانيةء المحق فيها محق والمخطئ وليس فيها اجتهاد وقد تولى الله عز وجل النص عليهاء وقال: مل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة 4› وقال: ل فقاتلوا التي تبغى .حتى ۱٠ حكما لقوم يوقنون 4 . وقال ل أفغير اله أبتفى حكما » وتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيان لها. وقال «يثور دخانها تحت قدمي رجل يزعم أنه منا وليس منا»» الحديث في أمثالها من الأحاديث فاي اجتهاد فيها. وفي كتاب الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف رضي الله عنه وندين بتصويب أهل النهر في إنكارهم الحكومة يوم صفين بين علي ومعاوية وذلك أنهما حكما الحكمين في أمر الدماء التي تولى الله الحكم فيها فحكما رجلين غير مرضيين ولا مأمونين فما حكما به وجب العمل به على الفريقين فانكر ذلك علي على من كان معه من أهل البصائر والفضل والعلم واحتجوا عليه بما كان معهم من الكتاب والسنة وآثار من تقدم قبل ذلك من الأخيار على إنكار الحكومة وقد كان فضل المنكرين للحكومة مشهور وصلاحهم معروف» منهم عمار بن ياسر وأبناء يزيد الخزاعيان والأشتر النخعي وأمثالهم من هل البصائر من المهاجرين والأنصار وغيرهم من خيار المسلمين قالوا لعلي بن أبي طالب: لا يجوز لك أن تحكم الرجال فيما تولى الله الحكم فيه» ولم يرده إلى أحد خلقه بعد قول اله عز وجل ەل قاتلوا التي تبغى حتى تفيئ إلى أمر الله 4» وقد علمت يا علي أن معاوية ومن تبعه بغاة عليك وعلى المهاجرين والأنصار فلا يسعك إلا قتلهم حتى يفيئوا إلى أمر ال وعلى ذلك قاتلهم عمار بن ياسر ومن معه من المهاجرين والأنصار وخيار هذه الأمة فكن يا علي على سبيلهم» وأتركنا أن نموت عليه أو يظهر الحق على أيدينا أو يموت الباطل فابى عليهم علي ألا التحكيم ففارقوه وفارقهم وبرؤوا منه وتبراً منهم على حجة الله واتباع ١) أي قاتلهم علي وهم على حجة الل أي أن الحق كان عندهم. ۱۱ کتاب الله وسنة نبيه وآثار من كان قبلهم من المهاجرين والأنصار› وهل البصائر في الدين رحمهم الله وغفر لهم ومن علينا بالتمسك بائارهم والسلوك على مهاجمتهم. قل علي بن ابي طالب ذكر قتل علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة قَتل علي بن أبي طالب ليلة الجمعة لاحدى عشر ليلة بقيت من رمضان بالكوفة وكانت امارته أربع سنين وثمانية أشهر وتسعة عشر يوماً وكان الذي قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي وقد سم له سيفا من تحاس فلما ضري قال علي نجوت ورب الكعبةء فقال له عبد الرحمن: ويلك كيف النجاة وهذا سيف اشتريته بألف . وعملته بالف وفي كتاب أبي سفيان محبوب بن الرحيل رضي الله عنه وسألت أبا سفيان عن قول المسلمين في عبد الرحمن بن ملجم قال : ما سمعت أحداً يمدحه ولا يذمه» وما بلغني فيه شيء؛» فقلت ولعل ذلك من قبل الغيلة. قال: لاء وقد وقفت على سيرة تنسب إلى الشيخ أبي الحسن علي بن محمد البسيوي يذ كر فيها أئمة المسلمين ومشايخهم ومن كان من أهل الولاية والبراءة فصرح فيها بالبراءة من علي بن أبي طالب وولاية عبد الرحمن بن ملجم والرضى عنه والترحم عليه وكذلك وقفت في كتاب بجبل نفوسة بخط الحاج اسماعیل بن موسى الجيطالي على أربعة أبيات لعمران بن حطان الشيباني في عبد الرحمن بن ملجم المرادي والكتاب المذ كور أحسبه لبعض المخالفين نصها: - ۱۳ یا ضربة من منیب ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لأذكره يوما فا حسبيه أوفى البرية عند الله ميزانا لله در المرادي الذي سفكت كفاه مهجة شر الخلق إنسانا أمسى عشية غشاه بصربته فما جناه من 3 عریاناا) الأشجعي وقيل حوثرة بن وداع الأزدي من أهل الكوفةء فلما قتل علي حتى جعل الأمر إليهء ثم كتب إليه أن يقدم الكوفة. فسار معاوية حتى قدم النخيلة› قابله فروة بن نوفل فیمن معه وهم ألفان فقاتلهم معاويه ١) تلك فتنةء والفتن دائماً يختلط فيها الحابل بالنابل› والصحيح بالضعيف» وإلا فإن عند الأشعث؛› فسمعه أخوه عفيف بن فيس يقول لابن ملجم قم لقد فضحك الصبح» أما الأبيات الشعرية المذكورة فلا أحسبها إلا موضوعة على عمران بن حطان» وعلى فرض صحة أنها له فربما كانت قبل انتقاله إلى الاباضية حیث كان قبل ذلك صفرياً خارجياًء ولعله قالها من باب عدو عدوي صديقي » وعلى العموم فن قول يي سقيان محبوب بن الرحيل رضي له عن دليل على ان ان ملجم لیس ولل اعلم: ٤۱ ۔ وهو يظن أنهم جند الحسن» فلما ضيقوا عليه وخاف على نفسه ومن معه» فقال ونادى غدرا يا أهل الكوفةء فلما سمع ذلك الحسن سار إليهم بجنده وإنما كان بايعهم على أن يحاربوا من حارب ویسالموا من سالم فسارعوناً لمعاوية على أهل النخيلة فالتقى عليهم الحسن وجنده ومعاوية وجنده حتى أتوا على جماعتهم رحمهم الله وغفر لهم وفيهم يقول المحرق : إنا ندين بما دان الشراة به قوم إِذا ذکروا بالله أو ذکروا فضائل عص الصحاية والنا سين صدر أبو عمار في الطبقات الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما الخليفتين المباركين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر». وقال صلى الله عليه وسلم: « أرحم أمتي بامتي أبو بكر وأعدل أمتي في أمتي عمر». ١ وقيل لأبي ربيعة بن أبي عبد الرحمن: صف لنا أبا بكر وعمر وأوجز فقال: سبقا والله من كان معهما وأتعبا من بعدهما. معاذ بن جبل رضي الله عنه» قال فيه صلى الله عليه وسلم: أعلم متي بالحلال والحرام معاذ بن جبل قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا استبق العلماء يوم القيامة سبقهم بربوة)» يعني أعلاهم بدرجة. وقال صلى الله عليه وسلم: «معاذ بن جبل يحشر يوم القيامة إمام العلماء » . وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حين بعثه إلى اليمن عاملاً «بم تقضي بينهم يا معاذ؟ قال: أقضي بينهم بكتاب الله . قال: فإن لم تجد ذلك في كتاب الله؟ قال: أقضي بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال فإن لم تجد ذلك قال أجتهد رائي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي وفق رسول رسوله»» ومات معاذ بن جبل سنة ثمانية عشر رضي الله عنه. أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه» قال صلى الله عليه وسلم «أمين ۱ أمتي ابو عبيدة بن الجراح » وفي المسند»› أبو عبيدة عن جابر بن زید قال: بلغني عن جابر بن عبد الله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهو في ئلثمائة رجل أنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فقل الزاد فأمر أبو عبيدة بازواد الجيش فجمعت وکانت مزودي تمراء ثم قال وکان یقوتنا قلیلاً قلیلاً حتی ان فينا من لم يصب إلا تمرة واحدة. ولقد وجدنا فقدها حین نفدت» قال : ثم انتهينا إلى البحر فإذا بحوت مئل الظرب فأكل منها ذلك الجيش ثمانية عشر ليلة» ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعها فنصبتا فأمر براحلته فرحلت ثم مر تحتهما فلم يصبهما. قال الربيع الظرب الجبل› ومات أبو عبيدة في السنة التي مات فيها معاذ بن جبل رضي الله عنه سنة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: جاءِ عبد الرحمن بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه أثر صفرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بك؟ قال : تزوجت امرأة من الأنصار قال: كم سقت اليها؟ قال: نواة من ذهب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أولم ولو بشاة والنواة خمسة دراهم وليس ثم ذهب كما يسمى العشرون درهما نشا والأوقية أربعون درهماء وله فيما مضى من الكتاب كلام مع عثمان فاطليه هناك . عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو ابن أم عبد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوتي ابن مسعود علماء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رضيت لأمتي ما رضي لھا ابن أم عبد وسخطت لها ما سخط» وقد مضى في كتابنا من أخباره ومناقبه ما أغنى عن الزيادة . عمار بن ياسر رضى الله عن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ۷ مر بعمار والمشركون يعذبونه» فقال له: أبشر يا بن ياسر بالجنة» وقال صلى الله عليه وسلم: ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى التار» عمار جلدة ما بين عيني مهما أصيب المرء هناك لم يستبق» وقال صلى الله عليه وسلم عمار تقتله الفعة الباغيةء وقال حذيفة بن اليماني لرجل يتعلم منه كيف بك يا فلان إذا اقتتل الشيطان والقرآن فقال: بم تامرني به جعلت فداك. فقال اتبع القرآن. فقال حذيفة: ثم كيف بك إذا اقتتل أهل القرآن قال: بم تأمرني جعلت فداك فقال حذيفة اتبع ابن سمية فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ملا الله سمعه وقلبه وبصره إيمانا فلا يعرض له حق الا أخذه ولا باطل الا تركه»» وقال له صلى الله عليه وسلم «آخر عهدك بالدنيا شربة لبن من لقاح»ء وقال عمار لعلي : يا علي إذا قال لك القوم بيننا وبينكم كتاب الله فقل بت رككم كتاب الله قاتلناكم فإن قالوا لك نجعل بيننا وبينك حكمين فقل ثل ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون › فإن قالوا لك نجعل هدنة فقل قال الله عز وجل فل فقاتلوا التي تبفى حتى تفيئ إلى أمر الله 4› وكان عمار حين بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والمسلمون ينقلون حجر حجرأ وعمار ينقل حجرين حجرين فخر صريعاً من بقية وجع کان به» فاتى رسول الله صلى اله عليه وسلم وجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: بخ بخ ابن سمية تقتله الفعة الباغية قاتله وسالبه في النار» فلما كان اليوم الذي قتل فيه وقد شرب الشربة التي وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم› فقال: اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه وقد بعثه علي ليقسم على ربه وكان ذلك يوم الجمل» فهزمهم الله فقال لعلي : ويحك يا علي الحق بالله قبل تحكيم الحكمين اليوم تزينت الحور العين يا قوم ردوا الماء قبل الظما فإن الجنة تحت الأبارق» لنضربنهم ضرباً يرتاب ۸ منه المبطلون لنضرينهم على تاويله كما ضربناهم على تنزيله» والله لو ضربونا إلى الغاف من عمان لعلمنا إنا على هدى وإنهم على ضلالة› وإنا على حق وانهم على باطل» هل من رائح إلى الجنةء فقاتل حتى استشهد رحمة الله عليهء وفي بعض الروايات عن بعض أصحابنا لا تكون وهبيا صريحاً حتى تتولى الشيخين وتتبراً من الصهرين وتتكر حكومة الحكمين قال : خلعنا عليا وابن عفان قبله ولم نغل لما أن غلا ابن أزرق( ودنا بدين الهاشمي محمد ودين أبي بكر وصاحبه التقي ودين ابن مسعود ودين ابن یاسر ودين ابن وهب راسبي موفق حذيفة بن اليماني رضي الله عنه صاحب السر جابر بن زید قال : قدم حذيفة على عمر بن الخطاب فصادف جنازة فلم يشهدها حذيفةء فقال عمر: يا حذيفة يموت رجل من المسلمين ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا تشهد جنازته؟ فقال حذيفة: يا أمير المؤمنين أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرالي سرا فقال: عمر أنشدك الله أمنهم كان. قال: نعم ثم قال عمر: أنشدك الله أمنهم كنت قال : اللهم لاء والله لا ائتمن بها أحدأء ومضى من أخباره في الكتاب ما كفى . أبو ذر الغفاري رضي لله عنه قال صلى الله عليه وسلم «ما اقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لصحبة من أبي ذرء فمن سره أن ينظر إلى المسيح ابن مريم في صدقه وبرّه وزهده في الدنيا ورغبته في الأخرة ١) نافع بن الأزرق» واستقامة وزن البيت من عندنا. -۹- فلينظر إلى أبي ذر» وأبو ذر» هو الذي يقول: أيها الناس أن من راد سفرا من أسفار الدنيا لا يرتحل إلا بزاد فكيف من أراد سفرا من أسفار الآخرةقة فقيل : وما زادنا منها يا أبا ذر؟ فقال : ركعتان بالليل لوحشة القبور وصوم يوم شديد الحر لعطش يوم النشور وصدقة على مسكين فلعلك تنجو من حر السعير واجعل الكلام كلمتين› كلمة لطلب دنياك وكلمة لطلب آخرتك والثالث يضر ولا ينفع واجعل المال درهمين؛› درهما أنفقته على عيالك ودرهما تصدقت به لآخرتك والثالث يضر ولا واجعل الدنيا مجلسين» مجلساً لطلب دنياك ومجلساً لطلب آخرتك والثالث يضر ولا ينفع» ثم قال: اواه قتلني هم لا ادركه قيل وما ذلك؟ قال : الا أن املي قد جاوز اجلي . عبد الله بن العباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اللهم فقه ابن عباس وعلمه التأويل» وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم باذنه وهو ابن سبع سنين وما قاربها وکانوا يسمونه بحر العلم . وقال جابر بن زيد: أدركت سبعين من الصحابة فحویت ما عندهم من العلم الا البحر الزاخر فلم أقدر منه على شيء وكان عطاء يقول: ما رایت قط مجلسا اکرم من مجلس ابن عباس اهل الفقه عنده يسالونه وأهل الحديث عنده يسألونهء وأصحاب التفسير عنده يسألونه كلا يجيب ويذهب معه في بحر واسع. وقال محمد بن سیرین: ما رایت مٹل بیت ابن عباس ا کٹر حدیٹا وفهما ولا اكثر خبزا ولحماء وقال مجاهد أجلس إلى ابن عباس یوما وإلی ابن عمر یوما فکان ابن عباس يجيب في کل ما یُسال عنه» وکان ابن عمر یرد اکٹر ما يسال عنه» وقال أبو عبيدة مسلم : بلغنا أن ابن عباس مات بالطائف وهو ابن اثنين وسبعين عاماً وذلك في زمان عبد الملك بن مروان . 1۷۰ قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهاء قال عمرو بن العاص: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبٌ الناس إليك؟ قال عائشة. قلت : ولست على النساء أسألك؛ وإنما أسألك على الرجال» قال : أبوهاء وكانت عائشة رضي الله عنها وصي أبيها في بناته وتزويجهن فخطب اليها عمر أم كلثوم بنت أبي بكر فأطمعته» فقالت: أين المذهب بها عنك يا أمير المؤمنين؟ فلما خرج عمر قالت الجارية: تزوجيني من عمر وقد علمت من غيرته وفظاظته وخشونة عيشه والله لعن فعلت لأخرجن إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيح بابي وأبكي عنده» قالت : إنما أريد والله فتى من قريش يصب علي الدنيا صباء فارسلت عائشة إلى عمرو بن العاص» فقال: اكفيك إياه. فدخل عليه فقال: يا أمير المؤمنين لو ضممت إليك امرأةء فقال عمر: كأنك قد رأيت ذلك أيامك هذه. قال: ومن ذكر أمير المؤمنين؟ قال : أم كلثوم بنت الرجل الصالح› فقال : يا أمير المؤمنين مالك ولجارية عزيزة تنعى أباها بكرة وعشياء فاي عيش يطيب لك معها؟ فنظر إليه عمر فقال : كأنك لقيت عائشة» فقال : نعم. فتركها عمر فتزوجها طلحة بن عبيد الله وصب عليها الدنيا صباء وكانت عائشة رضي الله عنها تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» وكانت تروي عشرة آلاف بيت من الشعرء وماتت عائشة رضي اله عنها ليلة الثلاثا لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان” وأمرت أن من ليلتها فاجتمع الناس وحضروا ولم تر ليلة اجتمع الناس فيها بالجرائد الملففة بالخروق والزيت كأنها ليلة عيد الا تلك الليلة وصلى عليها أبو هريرة في البقيع ونزل في قبرها عبد الله بن الزبير وطلحة بن الزبير والقاسم بن آبي بکر. . ۱( سنه ۸٥ه. _۔۷۱ - عبد الله بن وهب الراسبي وزيد ابن حصن الطائي وحرقوص بن زهیر السعدي رضي الله عنهم لا مزيد لهم على ما تقدم في الكتاب من الاثر وانه نهى عليا عن القضيةء وقال له: لا ترض بما كره القوم» فقال له انك يماني ضعيف الرأي» فلو لم تكن له مزية ولا فضيلة إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر أن ادركتماه فسلما عليه لكفى أمامك إذا قمت يا هرم لا تنظر صغر ذنبك وانظر عظمة من عصیت . عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه تقدم قوله لعلي في کتابنا ترکتنا لا ندري أين نسكع الحديث وفيه أنزل الله عز وجل يسألونك ماذا احل لهم الاية. ولما أنزل الله عز وجل ل وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الاسود 4 أخذ عدي بن حاتم خيطين من أبيض وأسود فلم يتبين له شيء فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فضحك رسول الله عليه وسلم فقال: إنما أراد بياض النهار من سواد اليل ألم يقل من الفجر و كذلك ان ُء ‎e‏ من الجر و لك ابنه قتل مع المسلمين يوم النهر فأخذه عدي ودفنه» ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي ابلاني فيك خير البلاء على حين حاجتى إليك . ال ره ۰ ۰ ب َ ١ ١ 0 بن صرحا رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم م 7 تسبقه ر شه | 42 ۱ 6 حسبه لبي جعفر النحا ئ و ۱ ۲ س في قوله تعا يعلمون الناس السحر على هذا الحديث . 1 ) قال: وحدثنا اسماعيل بن إسحاق» قال : حدثنا الحجاج بن المنتهل قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن أبي العلا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة يرتجز ويقول: جندب وماجندب وإلا قطم الحين الحين فلما أصبح قال أصحابه ما رأينا يا رسول الله رجزا أحسن منك الليلة فما جندب فقال: أما جندب فرجل من أمتي يضرب ضربة يبعث بها أمة وحده يوم القيامةء وأما الاقطع فرجل يقطع يده ثم تدخل الجنة قبل جسده بمدة من الزمان فكانوا يرون الاقطع يزيد بن صوحان قطعت يده يوم اليرموك ومات يوم الجمل مع علي بن أبي طالب . واما جندب فهو الذي قتل الساحر. حدثنا اسماعيل› قال حدثنا الحجاج قال حدئنا أبو عمران أن ساحرا كان عند الوليد بن عقبة فجعل يدخل في جوف بقرة ویخرج منها فرآه جندب فذهب فالتفع على سیفه برداء فجاى فلما دخل الساحر جوف البقرة ضربها وقال: ل افتاتون السحر وأنتم تبصرون 4 فقلته فاندرع الناس وتفرقوا فحبسه الوليد فكان السجان يفتح له بالليل ويذهب إلى أهلهء فكانوا يرون جندب هذا هو صاحب القربة والا قطع بن صوحان وقد مضى في كتابنا ذكره والله أعلم التفسير المذ كور أن كان لبي جعفر الحاس أو لغيره أن نظن اظن وما نحن بمستيقنين» فهؤلاء من سمّى أبو عمار رحمة الله عليه وذكرهم في الطبقة الأولى ولم يذ كرهم أبو العباس» ومن أجل ذلك ذكرتهم وذکرت أخبارهم ما يجري مجرى الطرفة رضي اله عنهم وغفر لهم . الطبقة الثانية جابر بن زيد رضي الله عنه ولد سنة ثمانية عشر ومات سنة ثلاث وتسعين من التاريخ قوله: قامت عليه آطامه الأطام الكدا - ۱۷۳ والاطام أيضاً البيت المسطح ومنه ولا أطما إلا مشيدا بجندل قوله وضربت بجرانها الأرض يعني عنقها على الأرض من شدة الوجع والجران ما وقع على الأرض من عنق البعير والملاءة الملحفة. عبد الله بن اباض رضي الله عنه النسبة إليه أباضي بفتح الهمزة القريب › رأس العقد إمام القوم الذي كانه استحق أن يعقد التاج على رأسه؛» قوله: قعد على اللحاق فاشتراه من غير انكار» وذلك أن المسلمين بعد قتل أبي بلال اجتمعوا بجامع البصرة وعزموا على الخروج وفيهم عبد الله بن اباض ونافع بن الأزرق ووجوه المسلمين فلما جن الليل سمع عبد الله دوي القرا وترنين المؤذنين وحنين المسبحين» فقال لأصحابه: أعن هؤلاء أخرج معهم فرجع وكتم أمره واختفی» وإلی هذا كانت إشارته والله أعلم والخمول اخفاء الذ كر قال بعض أئمة الصفرية أربعة: نافع بن الأزرق وأبو بهمس ونجدة بن عامر وعبد الله بن الصفار عدل مال ثم قال عدولا بها عن اسم الولد إلى اسم الوالد' وذلك في النسبة إلى اباض يعني الإباضية إمامهم عبد الله ونسبوا إلى ابيه اباض؛» لأنه أعرف من عبد لله وأشهر منه كما نسبت الصفرية إلى الصفار والازارقة إلى الأزرق ومن آثار عبد الله بن اباض كتابه إلى عبد الملك بن مروان نصه : ۱( هذا تفسير لكلمات قالها صاحب كتاب الطبقات في وصف جابر بن زید وعبد الله بن اباض . ٤۱۷ - کناب عبد الله بن ناض إلى عبد الملك بن مروان بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله بن اباض إلى عبد الملك بن مروان . . أما بعد سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأوصيك بتقوى الله فان العاقبة للتقوى والمرد إلى ال وأعلم أنه إنما يتقبل الله من المتقين. وقد جاءني كتابك مع سنان بن عاصم» وإنك كتبت الي أن أكتب إِليك بكتاب فكتبته إليك فمنه ما تعرف ومنه ما تنكر» ولكن الذي تنكره ليس عند الله بمنكر وأما ما ذكرت من عثمان والذي عرضت به من شأن الأمة فإن الله ليس ينكر عليه أحد شهادته في كتابه الذي أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن فل من لم يحكم بما أنزل الله فأولعك هم الظالمون 4 وئ الفاسقون 4 وم الكافرون 4 ثم إني لم أكن أذكر لك من شان عثمان شيعا إلا والله تعلم أنه حق» وسانزع لك من ذلك البينة من كتاب الله وسأخبرك خبر عثمان الذي طعنا عليه فيه وأبين شأنه وأمرهء لقد كان عثمان كما ذكرت من قدمه في الإسلام ولكن الله لم يجز العباد ١) تعتبر رسالة عبد اله بن إباض أول وثيقة سياسية فقهية من قبل عالم من علماء المسلمين تنتقد أنظمة الحكم؛ وتشخيص الأدواى بعيدا عن المجاملة والمحاباة› وهي تمثل أنموذجا سياسيا للمعارضة التي تنتقد النظام ليس لمجرد النقد وإنما - ۱۷ من الفتنة وذلك أن الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم› وأنزل عليه الكتاب وبين فيه کل أمر وفصّل فيه کل حکم لیحکم بین الناس فیما اختلفوا فيه وجعله هدى ورحمة لقوم يؤمنون› فاحل فيه حلالا وحرم فيه حراماً وحكم أحكاماً وفرض فرائض وحدودأء فقال ل تلك حدود الله فلا تقربوها وقال ل تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولعك هم الظالمون 4› ثم أمرنبيه باتباع كتابه وقال : $ واتبع ما أوحي إليك من ربك . وقال ل فإذا قرأناه فاتبع قرآنه 4 فعمل محمد صلی اله عليه وسلم بأمر ربه ومعه عثمان ومن شاء اله من أصحابه» لا يرونه يتعهد أحداً ولا يبدل حكماء ولا يستحل حراماً ولا يحرم حلالاء ولا يبدل فريضة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم» فعمر صلى الله عليه وسلم ما شاء الله تابعا لما جاء يه من عند الله مبلغاً لما ائتمنه الله عليه معلماً للمؤمنين› مبصرا لهم حتى توفاه الله صلى الله عليه وسلم» ثم اورث الله عز وجل المسلمين الذي جاء به محمد صلى اله عليه وسلم» وهو كتابه الذي يهتدي من اهتدی باتباعه ولا یضل من ضل إلا بترکه» ثم قام من بعده ابو بکر على الناس فاخذ كتاب الله وعمل بسنة نبيه فلم يفارقه أحد من المسلمين ولم يعيبوا عليه في حكم حكمه ولا قسم قسمه.. حتى فارق الدنيا وأهل الإسلام عنه راضون وله مجامعون؛» ٹم قام من بعده عمر فکان قويا على الأمر شديدا على أهل النفاق› يهتدي بمن كان قبله من المؤمنين ويعمل بكتاب الله وابتلاه الله بفتوح من الدنيا بما لم يبل به صاحبيه» وفارق الدنيا والدين ظاهر وكلمة الإسلام جامعة وشهادة المؤمنين له بالوفاء قائمة والمۇمنون شهداء الله في الأرض . قال الله عز وجل ل وكذلك جعلناكم أمة وسط لتكونوا شهداء على - الناس ويكون الرسول عليكم ثم استشار المؤمنين فتركها فيهم» فولوا عثمان ففعل ما شاء الله بما يعرف الإسلام حتی بسطت له الدنيا وفتح له من خزائن الأرض» وأحدث أمورا لم يعمل بها صاحباه قبله وعهد الناس يومعذ قريب منهم» فلما رأى المؤمنون ما أحدث» أتوه وكلموه» وذكروه بكتاب الله وسنّة من کان قبله» فشق عليه أن ذکروه بآيات الل وأخذ بالجبرية وضرب من شاء منهم» وسجن ونفاهم في أطراف الأرض من أجل أن ذکروه بکتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وآثار من كان قبله من المؤمنين› و من اظلم ممن ذکر بيات ربه فاعرض عنها ونسي ما قدمت يداه 4 ل ومن اأظلم ممن ذکر بآیات ربه ثم اعرض عنها إِنا من المجرمين منتقمون ‏ وأنا أبين لك يا عبد الملك بن مروان ما أنكر المسلمون على عثمان وفارقوه عليه عسى أن تكون غافل فأذكرك أو جاهلاً فاعرفك» فلا يحملّك هواءِ عثمان يا عبد الملك أن تكذب بآيات اله وتعرض عنهاء فإنه لا يغني عنك من الله شيء» فالله الله يا عبد الملك قبل التناوش من مكان بعيد وقبل أن تكون لزاماء وانه كان مما طعن عليه المسلمون وفارقوه وفارقناه عليه قال الله عز وجل: لل ومن أظلم ممن منم مساجد الله أن يذ كر فيها اسمه وسعی في خرابها أولعك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرة عذاب عظيم 4 . وكان عثمان أول من منم مساجد الله أن يقص فيها كتاب الله ومما نقمنا عليه وفارقناه أن الله عز وجل قال : ل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالميين 4.. فكان خيار هذه الأمة قد طردهم ونفاهم› فكان ممن نفى من أهل المدينة ۷٧۱ أبا ذر الغفاري ومسلم الجهني ونافع بن الحطام› ونفى من أهل الكوفة كعب وجندب بن زهير قاتل الساحر» ونفی عمر بن زرارة ویزید بن صحوان وأسود بن دویج ویزید بن قيس الهمداني و کردوس بن الحضرمي في أناس كثير من أهل الكوفةء ونفى من أهل البصرة عامر بن عبد الله ومدعور العنبري ومن لا يستطاع عددهم من المؤمنين› ومما نقمنا عليه أنه أمر أخاه الوليد بن عقبة على الناس فكان يلعب بالسحر› ويصلي بالناس سكران فاسق في دين الله وإنما أمُره من أجل قرابته» ومما نقمنا عليه جعل المال دولة بين الأغنياى وقذ قال الله عز وجل ل كي لا يكون دولة ب بين الأغنياء 4 فبدل فيه كلام الله واتبم هواه ومما نقمنا عليه أنه منع مواضع القطر وحماها لنفسه ولأهله ومنع الرزق الذي أنزله الله لعباده متاعاً لهم ولأتعامهي وقد قال الله عز وجل « قل أرأيتم ما آنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل الله أذن لكم أم على الله تفترون 4» ومما نقمنا عليه أنه أول من تعدى في الصدقات› وقد قال الله : إنما الصدقات للفقراء والمساكين 4› إلى قوله ل فريضة من الله والله عليم وقال: ل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً 4» والذي أحدث عثمان منعه فرائض کان فرضها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عن وأنقص نقص أهل بدر من عطاياهم ألف ألف» وکنز الذهب والفضة ولم ينفقها في سبيل اله وقال الله عز وجل ل والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم .. الاية. - ۱۸_ ومما نقمنا عليه كان يضم كل ضالة إلى إبلهء ولا يردها ولا يعرفها . وكان يأخذها من الإبل والغنم إذا وجدها عند أحد وإن كانوا قد أسلموا عليها وكان لهم في حكم الله ما أسلموا عليه وقد قال الله عز وجل ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين 4ء وقال ولا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض سکم 4 ومما نقمنا عليه أنه أخذ خمس الله لنفسه وأعطى منه أقاربه؛ وكان ذلك تبديلاً لحكم الله وفرض الله الخمس لله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. إلى قوله لإ على كل شيء ومما نقمنا عليه منع أهل البحرين وأهل عمان أن يبيعوا شيعا من طعامهم حتى يُباع طعام الإمارة؛ وذلك تحريم لما أحل الله وأحل له البيع وحرم الربا وكان من عمل عثمان أنه يحكم بغير ما أنزل الله وقد خالف سبيل الله وسبيل صاحبيه» وقال الله ل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا 4 . وقال : ل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولعك هم الظالمون والكافرون والفاسقون 4ء وقال : الا لعنة الله على الظالمين» وقال: ل ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا وقال : ل ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وقال: ل وكذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون 4 وكل هذه الآيات تشهد على عثمان» وإنما شهدنا عليه بما شهدت عليه هذه الآيات لل والله يشهد بما أنزل إليكم أنزله بعلمه والملئكة يشهدون وكفى بالله شهيدا 4 فلما رأى المسلمون الذي أتى به عثمان من معصية الله والمؤمنون شهداء الله في الأرض ناظرون ۷۹ في أعمال الناس. وقال اله عز وجل ل وقل اعملوا فسیری الله عملكم ورسوله والمؤمنون ¢ وترك خصومة الخصمين في الحق والباطل ووقع ما وعد الله من الفتن» وقد قال الله عز وجل: ألم أحسب الناس أن يتزكوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون» ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن له الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ¶4› وعلم المسلمون أن طاعة عثمان على ذلك طاعة إبليس» فساروا إلى عثمان من أطراف الأرض واجتمعوا إليه في ملاء من المهاجرين والأنصار وعامة أزواج النبي صلى لله عليه وسلم فأتوه فذ كروه بالله» وأخبروه بالذي أتى من معاصي الله فزعم أنه يعرف الذي يقولون وأنه يتوب إلى الله عز وجل منه ويرجع إلى الحق» فقبلوا الذي أتاهم به من الاعتراف بالذنب» والتوبة إلى الله عز وجل ومراجعة الحق» وكان حقاً على أهل الإسلام إذا التقوا بالحق أن يقبلوه ويجامعوه ما استقام على الحق» فلما تفرقوا عنه نكث الذي عاهدهم عليه وعاد إلى أعظم من الذي تاب منه» فكتب إلى عماله في أدبارهم أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف» فلما ظهر المؤمنون على كتابه ونكثه العهود رجعوا إليه وقتلوه بحكم الل وقد قال الله عز وجل ل وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دینکم فقاتلوا ائمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون 4 وقد عمل بكتاب الله وجامع المسلمين زماناء ثم ارتد على عقبيه» وقد قال الله عز وجل ل إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم 4› فهذا وأمثاله من خبر عثمان هو الذي فارقه عليه المؤمنون وفارقناء وطعنوا عليه فيه وطعنا نحن اليوم فيه» وذكرت كونه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلته معهء فقد كان علي بن أبي طالب أقرب قرابة إلى رسول الله واعظم خلةء وأقدم هجرة وأسبق إسلاماء ۸ وانت تشهد له بذلك وأنا بعد فکیف کانت قرابته وخلته هل كانت نجاة» إذا ترك الحق أم هلاكاء واعلم أن علامة كفر هذه الأمة إذا تركوا الحكم بما أنزل الل وحكموا بغير ما أنزل الله ل فمن أصدق من اله حكما لقوم يوقنون 4› وقال ل فبأي حديث بعد اله وآياته يۇمنون 4 فلا يغرنك يا عبد الملك بن مروان عز نفسك» ولا تسند دينك إلى الرجال؛ فإنهم يستدرجون من حيث لا يعلمون» فإن املك الأعمال خواتمها وكتاب الله جديد أبدا لا ينطق الا بالحق» اجارنا الله باتباعه أن نبغي أو نضل» فاعتصم بحبل الله يا عبد الملك واعتصم بالله يهدك إلى صراط قال اله عز وجل ل ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم 4 وكتاب الله هو حبل الله المتين الذي أمر المؤمنين أن يعتصموا به» فقال : لل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ‏ فانشدك الله أن تدبر معاني القرآن وتكون مهتديا به مخاصما به» قال الله عز وجل أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها 4 وأما قولك في معاوية أن الله قام معه وعجل نصره وبلج حجته وأظهره على عدوه بالطلب لدم عثمان» فإن كنت تعتبر الدين من قبل الدولة والغلبة في الدنيا فانا لا نعتبره من قبل ذلك» فقد ظهر المسلمون على الكافرين لينظر كيف يعملون» وظهر المشركون على المؤمنين ليبلي المؤمنين ويملي للكافرين. وقال: هل وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين» وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين 4» وانظر ما أصاب المؤمنين من المشركين يوم أحدء وانظر كيف ظهر قتلة ابن عفان عليه وعلى شيعته يوم وظهر علي على أهل البصرة وهم شيعة عثمان وظهر المختار على زيد وأصحابه وهم مہ شيعتهم وظهر مصعب على المختار وظهر ُهل الشام _ ۱۸۱ - على أهل المدينة وظهر الزبير على أهل الشام بمكةء فلا تعتبر الدين من قبل الدولة فقد يظهر الناس بعضهم على بعض» فقد أعطى الله فرعون ملكاً وظهر في الأرض» وأعطى الذي حاج إبراهيم في ربه ملكاء ثم إن معاوية إنما اشترى الإمارة من الحسن بن علي ولم يف له بما اشترطه عليه وعاهد الله العظيم ليوفيّن له وقد قال الله عز وجل تل ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدھا الآية. فلا تسأل عن معاوية وعن صناعته غيري» لأني قد أدركته ورأيت عمله وسيرته ولا أعلم من الناس أحدا أترك للقسمة التي قسمها الله ولالحكم حكمه الل ولا أسفك دم حرمه الله منه» فلو لم يصب من البلاء إلا دم ابن سمية لكان فيه ما يكفره» ثم استخلف ابنه يزيد فاسقاً لعينا كافرا شاربا للخمر» فيكفيه من الشر فلا يخفي عمل معاوية ویزید على كل عاقل» فاتق اله یا عبد الملك ولا تخادع نفسك في معاويةء فقد أدركنا أهل بيتكم يطعنون في معاوية ويزيد ويعيبون عليهما كثيرا فيما يصنعون» فمن يتول عثمان ومن معه فاني اشهد الله وملائكته اني منهم بريء» أعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبناء نعيش على ذلك ونموت عليهء إذا متناء ونبعث عليه إذا بعثناء ونحاسب بذلك عند الله وكتبت إِلي تحذرني الغلو في الدين» أعود بالله من الغلوء وسابين لك ما الغلو في الدين إذا جهلته والغلو في الدين أن يقال على الله غير الحق؛» ويعمل بغير كتاب الله الذي بِيّن وسنّة نبيه التي سن وقال الله ليا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق 4ء وقال ليا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق 4› كما غلا عثمان والأئمة بعده وأنت بعد على سبيلهم وطاعتهم› تجامعهم على مصية الله وتتبعهم› وقد اتبعوا أهواءهم واتبعتهم أنت عليهاء وقال الله عز وجل ال ولا تتبعوا أهواء قوم ۸۲ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرأ وضلوا عن سواء السبيل 4» فهؤلاء اهل الغلو في الدين؛ فليس من غضب لله حين عصي» ورضي بحكم الله ودعا إلى كتاب الله وإلى سنة نبيه وسنة المؤمنين بعده بغال في الدين› وكتبت الي تعرض وتزعم أنهم يغلون في دين الله ويتبعون غير سبيل المؤمنين ويفارقون أهل الإسلام› وأنا أبين لك سبيلهم هم أصحاب عثمان الذين أنكروا عليه ما أحدث من وفارقوه حين ترك حكم الله وهم أصحاب الزبير وطلحة حين نكثاء وأصحاب معاوية حين بغى» وأصحاب علي حين بدّل كتاب الله وحکم عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص» فهم فارقوا هؤلاء كلهم وأبوا أن يفرقوا بحكم البشر دون حكم الله فهم لمن بعدهم أشد عداوة وأشد مفارقة» کانوا يتولون في دينهم وسنّة نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهماء ويدعون إلى سبيلهم ويرضون على ذلك» کانوا يخرجون» واليه يدعون وعليه يفارقون› وقد علم من عرفهم وعرف حالهم انهم کانو أحسن عملا وأشد قعالاً في سبيل الل هذا خبر الخوارج› شهد الله والملائكة أنا لمن عاداهم اعداء ولمن والاهم اولياء بألسنتنا وأيدينا وقلوبنا» نعيش على ذلك ما عشناء ونموت عليه إذا متناء ونبعث عليه عند ربناء إنا براء إلى الله من ابن الأزرق وصنيعه واتباعه» لقد كان حين خرج على الإسلام فيما ظهر لناء ولكنه أحدث وارتد وکفر بعد اسلامه؛ فتبرا إلى الله منهم» وأنت كتبت إلي أن أكتب إليك بجواب كتابك وأجتهد لك في النصيحةء وذكرتني بالله وافضل ما ذكرتني به أن قلت إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ‏ الآيةء ل وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ۱( هذا دليل على أن تسمية المحكمة خوارج هي من صنع الأمويين. ۱۸۳ - للناس ولا تكتمونه 4 فقد بينت لك وأخبرتك خبر الأئمة وكان حقا علي أن انصح لك فإن الله لم يتخذني عبدا لأكفر به ولا أن أخادع الناس بشيء ليس في نفسي» وأخالف إلى ما أنهى عنهء ادعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم لتحل الحرام ولا تظلموا الناس شيعا وان يكون كتاب اله حكما بيني وبینکم فیما اختلفنا فيه وأن نتولى من تولى ال وأن نبرا ممن تبرا لله منهء وان نطيع من أمر الله بطاعته» ونعصي من أمر الله بمعصيته في كتابه» فهذا الذي أد ركنا عليه نبينا صلى الله عليه وسلم» وأن هذه الأمة لم تسفك دما إلا حين تُرك كتاب الله وسنّة نبيه» وقد قال الله عز وجل ل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب 4› والقرآن هو السبيل الواضح الذي هدى الله به من كان قبلنا محمدا وأصحابه الخليفتين الصالحين» ولا يضل من اتبعه ولا يهتدي من تركه» وقال ل وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله 4 فاحذر أن تتفرق بك السبل وتتبع هواك فإن الناس إنما يتبعون في الدنيا والاخرة إمامين» إمام هدى وإمام ضلالةء فإمام الهدى الذي يتبع كتاب الله ويقسم بقسمة الله ويحكم بحكم الله وهو الذي قال الله عز وجل ثل وجعلناهم ائمة يهدون هم الأئمة الذين أمر الله بطاعتهم ونهى عن معصيتهم» وأما أئمة الضلالة فهم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ويقسمون بغير قسمة الله ويتبعون أهواءهم بغير سنة من الل فهؤلاء الذين قال الله عز وجل فيهم ل وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينتصرون وفيهم قال لل ولا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيراً .. وقال لل ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ¢ وهذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ٤۸ - فماذا بعد الحق إلا الضلال؛ فلا تضرين عنك الذ كر صفحاء ولا تشكن في كتاب الل وقد كتبت إليك بمرجوع كتابك» فانشدك الله لما قرأته وأنت مشغول حتى تتفرغ له وتدبر معانيه وتنظر فيه بعين البصيرة› واكتب الي جواب كتابي إن استطعت وانزع لي الشواهد من كتاب الله والبيّنة منه فأصدق بذلك قولك ولا تعرض لي بالدنيا فإنه لا رغبة لي في الدنيا» وليست من حاجتي . ولكن لتكون نصيحتك لي من الدين› ولما بعد الموت فإن ذلك أفضل النصيحةء والله قدير أن يجمع بيننا وبينك على الطاعةء فإنه لا خير فيمن لم يكن على طاعة الله وبالله التوفيق» وفيه الرضا والسلام عليك . أبو بلال مرداس وعروة أبناء أدية رضي لله عنهماء خرجا بالعراق في أيام يزيد بن معاوية» على عبيد الله بن زياد وإنما كانت إمامته على من خرج معه» فلما قتل أبو بلال» ومات یزید بالشام» هرب عبید الله بن زیاد من العراق خوفا على نفسه . ووقفت في بعض الآثار على أنه أول حكم وضعه ابليس في الأرض» أخذ الولي بالولي» والجار بالجار› والصحيح بالسقيم› وذكر في حديث بلال مع زياد كما ذکره» إلا أنه زاد فیه» قال فقال له زياد نعم يابا بلال إنك لن تدرك حقا حتی تخوض باطلا کٹيرا. عمران بن حطان الشيباني رضي الله عن قال لما عفا الحجاج عن عمران بن حطان» قال له قطرب عاود قتال عدو الف فقال له هيهات؛ وذكر المثل» غل يدأ مطلقهاء واسترق رقبة معتقهاء ثم قال: أأقاتل الحجاج في سلطانه بيد تقربأنهامولاته - ۱۸- إني إذن لأخو الدناءة والذي عفت على حسناته جهلاته ماذا أقول إذا وقفت ازاءه فى الحرب واحتجت له فعلاته وأقول جار علي في ذا إنه لا حق من جارت عليه ولاته وتحدث الأقوام أن صنائعا هذا وما ظني بخير أنتمي فيكم لمطرق مشهدا تفسير الكلمات والفتك القتل على غير ثار» والفتك أيضاً قتل المطمعن سراء وقوله: مر بأعرابي يهنا بعيراء أي يصليه بالهناى وهو القطران» ومنه كما شخب المهنوت الرجل الطالي» مرج نفرء يقال مرج البعير إذا نفر بغير خطام› ننتبه نعتزل» وقوله زيد بن حصن ومالکاء هو الطائي صاحب يال حميم» ومالك هو الأشتر النخعي رضي الله عنهماء والكلمة القصيدة› الجرد الخيل المنسلخة من الخيل عند الجري» وقيل القصيرة الشعر والعتاق الحسان المسوّمةء قيل المعلمةء أو من السمة وهي العلامةء وقيل المرسلة في المرعى من السائمةء ومنه الحديث: نهى عن السوم قبل طلوع الشمس؛» لأن ذلك يعقب داءء يجتلدون يضرب بعضهم بعضاً بالسيوف» والجلاد بالسيوف» فوادعوناء أي صالحوناء» والموادعة ۱( استقامة بعض الأبيات من عندنا. - المهادنة والمصالحة وكذلك المسالمة› وقوله شالت ارتفعت» والجذوع الخشب التي نصبت عليها رؤوسهم» وصلبوا عليهاء ودمر بعضهم جسر وشجع؛ وقوله حکم قال: لا حم إلا للف ونجا هرب وأسرع› السرب الغار» وقد انجرع فيه عروة خوفاء وصحفه عدو الله إلى الشرب الذي هو الجماعة الشاربون» تحريفاً منه وتبديلاء يري الناس إنما صنع به ما صنم اقامة للحدود» حفزة عجلة ومنه الحفازل ضنينا بخيلاء جمة كثيرة الوشح الرمح الطويل» وشيكا سريعاء الشهامة الشجاعةء قال الرنقا الكدر» العجاف الضعاف» قوله الخفر في القطعة الثالثة الحياء وقوله يعتصر أي يلازم عصرا بعد عصر قوله هيهات غل يدا مطلقهاء واسترق رقبة معتقهاء وقفت في كتاب أبي تمام في شرح القصيدة التي أولها : شهدت لقد أقوت مغانیکم بعد ومحتكم محت وشايع من يدري وقوله ينجم أي يطلع؛› ومنه نجم القرن» القريب الأنفةء التكبرء وقف حبس» ومنه قوله عز وجل ل وقفوهم إنهم مسؤولون ‏ أي أحبسوهم› والاطناب والإسهاب التطويل في الكلام› والفلجاء بالفاء من وهو خلل بين الأسنان» ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الملعونات» حتى قال: والمتفلجات للحسن؛ وإن كانت البلجاء بالباء فهو من انبلج وهو خلو ما بين الحاجبين من الشعرء وقد مضى ي الكتاب» وقوله يعنت إنساناً يحمل على المشقة ومند» عزيز عليه ا عنتم» والعنت المشقةء والإدراج سيره آخر الليل”. ١) في الكلام على أبي بلال وعروة وعمران بن حطان» وتفسير الكلمات الواردة في كلامهم› حدث تصحيف وتحریف وسقط في الأصل الذي هو الطبعة الحجرية› فكان هذا الترتيب والتنسيق من عندناء ومن اراد المزيد فعليه بالرجوع إلى كتاب طبقات المشايخ لأبي العباس الدرجيني الذي هو الأصل لكتاب الجواهر. - ۱۸۷ _ الأحنف بن قيس رضي الله عنهء هو الذي دخل على عائشة رضي الله عنهاء فقال: يا أماه أتاب عثمان بعد ما قتل؟ فقالت : نعم» فخرج فقيل لها كيف قولك؟ فقالت يجر قيس سفهة أعزه واله ِن قيل حلیم وأرسل إليه معاوية يوماً فقال: يا أبا بحر ما تقول في الولد؟ فقال: ثمار قلوبنا وعماد ظهورناء نحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلةء وبهم نصول على كل جليلةء إن طلبوا فأعطوهم وإن سخطوا فارضوهم» يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم ولا تك عليهم فظاً فيملوا حياتك ويحبوا وفاتك . إياس بن معاوية المزني رضي الله عنه» قال أبو تمام في قصيدة له : أبليت هذا المجد بعدك غاية فيه واكرم شيمة ونحاس إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم احنف في ذکاء اياس ما في وقوفك ساعة من باس تقضي ذمام الأربع الأدراس وعمرو هو ابن معدي كرب فارس العرب وحاتم بن عبد الله الطائي والأحنف بن قيس وإياس بن معاوية. الإمام عبد الله بن يحيى وأصحابه الشراة له قصائد كثيرة وأشعار مشهورة في مدح الشراة والتحريض على الجهاد وهو الذي يقول: کویبالاسی قلبي وأبکی نواظري بكاء اليتامى وابتسام الجبابر وكلفني حمل القواضب والقنا وسفك الدما إسراف أهل الكبائر والحور النقصان والكور الزيادة والسلم الصلح وفيه لغتانء فتح السين - ۱۸۸ وكسرها ربۋا بأنفسهم طمحوا بأبصارهم وارتفعوا به والنبذ الشىء القليل›ء قوله خصمنا الرجل أي غلبنا بالحجة› ويقال مر فلان والبربر فلقيهم الحارث وعبد الجبار بأن فروا وكانت الكثرة من البربر هوارة فقتل الله بهما أهل الخلاف قتلاً ذريعاء ثم غزاهم ثانية فالتقيا بموضع يقال له جطيسة» فقتل الله بهما أهل الخلاف» ثم قتل كل واحد صاحبه) فوجد سيف هذا قبل هذا وسيف هذا قبل هذا فلم يعلم المحق أيضا الوارث» حتى هو وأصحابه في ايام بتي هاشم ثم ثار قبل الوارث أيضا الكلند بن الجلند فاستولى على اليمن حتى استشهد رحمه ال وقبله قام عبد الله بن يحيى وأبو حمزة الشاري› وقبل عبد الله بن یحیی بزمان خروج خوارج الجور نجدة بن عامر وأصحابه باليمامة؛ ونافع ابن الأزرق وأصحابه بالعراق› وقبلهم خروج المرداس رضي الله عنه. ۱( الظاهر أنها كانت مكيدة من قبل عبد الرحمن بن حبيب الفهري والي العباسيين على القيروان» لكى يبث الفرقة بين الاباضية لأنهم كانوا ينصبون الأئمة إماما بعد إمام . ِ والظاهر أن الامام أبا عبیده مسلم أدرك بعبقريته الفذة ذلك› فلذلك أفتى بابقائهما على الولاية وقطع بذلك الطريق عن الفرقة والاختلاف» على أن المكيدة واضحة إذ كيف يمكن لكل واحد منهما أن يجعل سيفه فوق الآخر أن لو صح أن كل واحد منهما قتل الآخر وحاشاهما عن ذلك . ٢( الصحيح أن الإمام الوارث لم يقتل من قبل العباسيين وإنما حمله الوادي عندما ذهب إلى إطلاق المساجين› خوفا عليهم من الفيضان . الصحيح أنه الجلندى بن مسعود؛ ولم يستول على اليمن. - ۱۸۹_- قال أبو العباس: قلت إن الخلاف في المسالة قديماً وحديثاً أن من كان من أهل الولاية المعينة هل ينتقل إلى الوقوف أم لا ينتقل الا أن انتقل بحكم متيقن البراءة» وهذه المسألة مبينة في العقائد وفي الفققه في اليقين هل يرفعه الشك أم لا؟ فعند أصحابنا أن اليقين يرفع الشك ولا يرفع الشك اليقين» فالولاية لا تنتقل إلى الوقوف» وقد أوجب اليزيدية أنها تنتقل ولهم فيها إشكالات يأتي بيانهاء وذلك أن الحارث وعبد الجبار كانا رجلين من أصحابنا موصوفين بالصلاح وهما من أهل الولاية فوجدا في موضع واحد مقتولين وسيف هذا في جثة هذا وسيف هذا في جئة هذا فوقع الخلاف» فقال قائل بأن كل واحد منهما مثل الاخر فيجب أن نبرا منهما جميعا. وقال قائل بأن كل واحد منهما قتل الاخر ولكن لا ندري من الباغي منهما على صاحبه فنبراً منه ولا المبغى عليه فنتولاه» ولكنا نتوقف عن كليهما وهذا قول أصحاب عبد الله بن يزيد وقال قائل إن صلاحهما متيقن وبغيهما غير متيقن فهما باقيان على ولايتهماء إذ من الاحتمال العارض بينهما أن يكون قاتلهما قد بغى عليهما فجعل سيف هذا في جثة هذا وسيف هذا في جثة هذا فهذا قول أصحابناء واليزيدية عارضت هاهنا بمسالتين إحداهما أن يقم اللعان بين الزوجين وهما من أهل فلا يدري أن تكون المراة زانية» ويكون الزوج قاذفاً وكلتا الفاحشتين كبيرة إلا أنَا لا ندري من ارتكبها فعلينا الوقوف عن الولاية ١) يُولي الإباضيون مسالة الولاية والبراءة والوقوف عناية بالغةء فلا يكاد يخلو كتاب عقدي أو فقهي إلا ويتعرض لها بادق تفاصيلهاء إذ هي نظام ديني يُقصد منه ` الإصلاح الاجتماعي» ويراد منه تعميق صلة المسلمين بدينهم» وحملهم على الالتزام الحرفي بشرعة الإسلام› ومحاصرة الفساد» وهو يساهم مساهمة فعالة في تخليص مجتمعات المسلمين من أدواء المعاصي . -۹۰- والبراءة» والثانية أن نتولى عن بعد رجلين من أهل الولاية وقد جرد كل واحد منهما سيفه وضرب الاخر حتى قتله ولست تدري الباغي من المبغى عليه» قلت هذه كلها احتمالات ولنا في رسول الله أسوة حَسنةء حيث أنزل الله عز وجل ل وممن حولكم من الأعراب منافقون 4› إلى قوله لا تعلمهم نحن نعلمهم ولم يبلغنا أنه توقف عن مواصلة أحد ممن يظهر الإيمان من أهل المدينة ولا من الاعراب ولا تجنب ملاقات أحد منهم» بل أبقاهم على الولاية المتقدمة حتى فضحتهم الآيات اللاتي في براءة» ومنهم ومنهم ومنهم» فأطلب ذلك في مواضعه وبلغنا عن بعض أصحابنا المشارقةء بل وقفت على ذلك في قولهم انهم قد رجحوا اقوال أصحابنا في القتيلين والمقتتلين ورجحوا قول اليزيدية في المتلأعنين› فتعلق هداك الله بالقرآن وتمسك به فهذا هو الخلاف في المسألة . أبو عمرو الربيع بن حبيب رضي الله عنه الطود الجبل والاشم المرتفع والعلم الجبل أيضاً يوم يقصدء» والمسند هو الكتاب المعروف بحديث الربيع أعني غير المرتب الذي اشتمل على ثلاثة اجزاء وأما المرتب فإنما رتبه أبو يعقوب يوسف بن إبراهیيم وزاد فيه جزءا رابعا باين محاضريه هو اشارة إلى مفارقته با المورج السدوسي وعبد الله بن عبد العزيز وشعيب . ووائل بن أيوب الحضرمي رضي الله عنهما الصنوان النخلتان المفترقتان من أصل واحد» ومنه قوله تعالى ل صنوان وغير صنوان 4 كل واحدة من التخلتين صنو والتلو التابع في الأثر» شبه الربيع ووائل في حفظهما وروايتهما عن أبي عبيدة بصنوان من النخل فكانهما نخلتان جمعهما أصل واحد» وشبه الربيع في فضيلته وشهرته في الخير بالسابق ووائل بالتالي» واللبان الاديبات والرفات العظام البالية . أبو حاتم يعقوب بن لبيب الملزوزي الهواري إمام الدفاع وقفت في _۔۹۱- بعض كتب أهل الخلاف على سيرته وأيامه فمن أغرب ما رأيته فيها ان قال : اجتمع لأبي حاتم بافريقية جيش لم يجتمع لخارجي قبله ولا بعده انتهى› عدد عسكره ٹلثمائة ألف وخمسون ألفا منها خمسة وثمانون الفا عنان والباقي رجال ولاقوا طوالع ثلثمائة وخمسة وسبعين لقيةء ومات في الأخيرة منها رحمه الف وقائد العسكر الذي قتل أبا حاتم كان بقيادة يزيد بن حاتم الطائي”'. ۱( الصحيح أنه يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأازدي . -۔۹۲ - ذكر الدولة الرسمية الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن وأبوه عبد الرحمن رصي الله والممالك في بناء تاهرت على ما هو أقنع وأزيد فائدة فرأيت أن أتيته هنا وان کان فيه بعص المخالفة لما صححناه عن الأشياخ› ذکر بو عبیده البكري ُن تاهرت مسورة لها أربعة أبواب› باب الصفا وباب الأندلس وباب المطاحن وباب المنازل›ء ولها قصبة مشرفة على السوقف تسمی المعصومةء وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة ونهر آخر يجتمع من عيون یسمی نافساء ومنه تسقیى بساتينها وجميع الثمار وهي شدیيده البرد كثيرة الغيوم والغلج› قال بکر بن ما أخشن البرد وريعانه وأطرف الشمس بتاهرت كفرح الذي بالسبت ۱( لعله الشيعي. - ۹۳_ وهذه تاهرت وأما تاهرت القديمة فهي من الجديدة على خمسة أميال من جهة الشرق للجديدة› وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الرحمن بن رستم بن بهرام وهودواس بن سابور بن بابك ذڏي الأكتاف الملك الفارسي وأقام ملك بني رستم بتاهرت مائة عاماء ولما نزل عبد الرحمن وأصحابه موضع تاهرت» قالت البربر: نزلنا تكرامت تفسيرها الدف» وواقف نزولهم صلاة يوم الجمعة فصلاها بهم عبد الرحمن» فثارت صيحة شديدة على أسد ظهر من الشعراء فأتى إلى الموضع الذي صلوا فيه فقتلوه هناك فنظر عبد الرحمن نظرة في النجوم› فقال هذا موضع لا يفارقه سفك دم ولا حرب أبداء وفي کتاب ابن الصغير قال على يد عبد الوهاب افترقت الاباضية وتسمى قوم بالنكار وقوم بالوهبية وهذا اسم لست اعرفه وقد سمعت من يقول إنما سموا به لأتباعهم عبد الوهاب هذاء قلت وقفت في كتاب الذي ذكرته بجبل نفوسة بخط الشيخ اسماعيل الجيطالي الذي فيه قطعة الشعر لعمران بن حطان في ذكر عبد الرحمن بن ملجم أن ا لوهبية سموا بذلك لاتباعهم عبد الله بن وهب الراسبي وكذلك هو عندنا فلو نسبت إلى عبد الوهاب لکانت الوهابية فإن قيل فالالف في الوهاب زائدة والحروف ١ لزوائد تسقط عند النسب من الاسم قلنا ولو كان ذلك فاين التضعيف الذي في الهاء فإذا الاسم منه الوهبيّة بالتشديد وهذا فساد وإنما هو الوهبيةء قال الشاعر: مالي أرى مذهب الوهبي منقرضا ٤۱۹ الإمام افلح أب اليتظان وهو محمد بن أفلح وابنه أبو حاتم يوسف بن محمد رضي الله عنهم» قال ابن الصغير في كتابه لما ولى أفلح أخذ في الحزم والعزم› ونشاً له من البنين ما لم يكن لغيره ممن كان قبلهء وأتته نفوسة الجبل يسألونه أن يقدم عليهم من رآه ولم تكن الشراة تطعن عليه في شيء من أحکامه ولا في صدقاته واعشاره وكان أول ما امتحنوه به الشراة أن قاضياً من قضاة أبيه قد مات في أيامه فاجتمعت إليه وسألوه أن يولي القضاء من يستحق ذلك فقال لهم اجمعوا جمعكم وقدموا أخياركم ثم أعلموني به حتى أجبره لكم واعضده على ما يكون فيه الصلاح فقلبوا أمرهم فلم يرتضوا أحداء واجتمع رأيهم على محكم الهواري الساكن بجبل أوراس فاتوا إلى الإمام أفلح فقالوا له قد رضينا جميعاً محكم الهواري لخاصتنا وعامتنا وديننا ودنياناء فقال أفلح: قد دعوتم إلى رجل هو كما قلتم في ورعه ودينه ولكنه رجل نشا في بادية لا يعرف لذي القدر قدره ولا لذي الفضل فضله وان كان ليس أحد منكم يحب أن يظلم ولا يُظلم بلا نقص فقالوا: لا نرضى لقضائنا غيرهء وكان أشد الناس على أفلح في ولاية الهواري اخوه أبو العباس» فقال الأمام: أما إِذا أبيتم غیره فابعثوا اليه رسولكم على بركة الله قال : فخرج الرسول بكتاب من الامام وكتاب من الشراة وفيه بسم الله الرحمن الرحيم . . أما بعد فانه قد ۹ - نزل بالمسلمين أمر لا غناء به عن حضورك وهم ينتظرون قدومك ولا يسعك التخلف فيما بينك وبين ربك عن اللحوق بهم والاجتماع معهم ليجتمع رأيك معهم على ما فيه صلاح فلما ورد كتاب القوم ورسولهم على محكم الهواري ركب دابته وأخذ كساه وعصاه ثم توجه إلى القوم وقصد المسجد الجامع ونزله وابتدر إليه أصحابه وقالوا له: فلاناً القاضي توفى واجتماع رأي المسلمين والإمام عليك واعلم أنه مهما تخلفت عما دعوناك إليه كنت المسؤول عن کل دم يراق بغیر حق وعن كل فرج يؤتی من غير حله» فاتق الله ولا تخالف الإمام والمسلمين فانك إن خالفتنا أجبرناكء فقال لهم إن الحق مر أمرّ من شرب الدواء ولا يشرب الدواء إلا كرها وأنتم متربعون أبناء نعم» وغيري أحب الي مني وقد نصحت لكم فاقبلوا نصيحتي› فقال لهم: أما إذا أبيتم الا هذا فارجعوا إلى إمامكم فاعلموه بما أعلمتكم به وشاوروه في أمورکم» فقالوا: قد فعلناء فقال: على بركة الله فانزلوه في الدار المعروفة بدار القضاة واشتروا له خادما صفرا واجروا عليه من بیت المال قوته» فسار فيهم السيرة التي أملوها فيه ورجوها عنده» فبينما هو على ذلك من أمره إذ تخاصم أبو العباس المذ كور أخو الإمام وصهر الإمام أفلح في أرض فارتفعا إلى محكم فجاء أبو العباس محكما فوجده خالياً في سقيفة داره وليس معه أحد فأجلسه إلى جانبه وأقبل إليه يحدثه فبينما هو كذلك إذ أقبل الخصم فلما رآه أبو العباس نادى باسم جارية محكم فخرجت فاستسقاها ماء ليرى خصمه دلالته على القاضي» ليردعه بذلك؛» فلما صار القدح إلى الجارية قال الخصم في نفسه إلى من أحكم وخصمي جالس إلى جنب القاضي وأنا ملقى على باب الدار لا يلتفت الي فجاءت من القاضي لفتة إليهء فقال: ما بالك يا هذا؟ وما قضيتك؟ فقال: أتيت ۹ خصما لأبى العباس فوجدته جالساً معك؛» فجلست هنا فغضب القاضى على أبي العباس› وقال: تاتيني خصما وتجلس معي وتستقي جاريتي يا غلام خذ بيد أبي العباس وأقعده مقعد خصمه ولا يبرح وخذ بيد خصمه وأجلسه الى وأمر الجارية فلتسقه ماء ففعل الغلام ما أمره په فخرج أبو العباس مغضباً حتى أتى أخاه أفلح فقال له: ما بالك؟ فقال له: قد نزل بي من هذا الجافى الجلف الهواري المنتن ما لم ينزل بأحد› فقال : وما ذلك؟ فقص عليه الخبر فقال أفلح: يا أبا العباس قد اعلمتك من قبل بهذا الأمر ولكن الصواب ما فعل والحق أولى أن يتبع. ولكن لو فعل غير هذا كان مداهنا فاتصل ذلك من خبره بوجوه الإباضية فأعجبهم المنكر فى الأسواق والاحتساب على الفساق . قال ولما ولى أبو اليقظان مدينة تاهرت کان اول شيء نظر فيه أن استصلح لهم قاضيا بعد أن شاور جماعتهم فاشاروا عليه به» وکان اسم القاضي محمد بن عبد الله بن أبي الشيخ› ثم ولی على بیت ماله من ارتضاه جميعهم» ثم ولی على شرطته من ارتضاه هو وأمر قوما من نفوسة يمشون في الأسواق يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فإن روا قصاباً نفخ في شاة عاقبوه وان روا حمالا حمل على دابته فوق طاقتها أنزلوا حملها وأمروا صاحبها بالتخفيف عليهاء وإن رأوا قذرا في الطريق مروا من حوله بکنسه؛ ولا يمنعولن أحدا من صلاة في مساجدهم ولو رأوه رافعاً يديه ماخلا المسجد الجامع أن رأوا فيه من رفع يديه منعوهء فان عاد ضربوه فلم يزل القاضي المذ كور يحسن السيرة فيهم لا تأخذه في الله لومة لائم إلى أن حدث حدث فاصبح بالغداة إلى أبي اليقظان فرمى إليه بخاتمه وقمطره فقال له: ول على قضائك من فال - 1۹۷ له: ما بالك وما أعراك؟ فقال : ما نقمت عليك شيغاً ولكن نقمت على بتيك. فقال: ما بالهم؟ قال: تركتهم عالة على الناس» فلما اصرف قال لمن حوله: اذهبوا إٍليه واسالوه عن بني فمن ظهر منه مکروه زجرناه وذهبوا إليه وسالوه» فقال: دعوني منه فوالله ما توليت له قضاء أبدا والحديث المذ كور امرأة دقت على القاضي باب داره دقاً عنيفاً وله مولی يسمی سليمان» وهو متولي لماربه والمتصرف بين فقال : يا سليمان» قم فاني أخشى أن يكون حادث من قبل السلطان» فقام ففتح الباب فإذا بامرأة منبهرة معها صقلي ومعه سراج» فقال: ما بالك وما جاء بك الساعة؟ قالت: دخل علي الان خدام من قبل زكريا ابن الأمير فأخذوا بنتي من بين يدي فقلت لابني اتبعهما فقال : أخاف أن يقتلونيء فسقط القاضي كالمغشى عليه› ثم أفاق فقال للمرأة :أين تراه يعمد بابنتك؟ قالت: إلى دار الزكاة. فقال لي يا سليمان تقلد سيفاً وذ سراجا وخُذ عصاة ثم قال: أخرجي أيتها المرأة» فخرجنا حتى أتينا قرب الدار» فقال: يا سليمان غيب السراج فغيبته› فقال دق الباب دقا خفيفاء فلما فتح الباب أظهر السراج» فلما رأى أصحاب الدار القاضي ارتاعوا ارتياعاً شديداء فقالوا: ما بال القاضي أعزه الله؟ وقال : يا سليمان اصعد إلى أعلى الدار وأحذر من ينزل من جوانب الدار ثم أقبل يتخلل بيوت الدار بيت بيت وموضعاً موضعاً فلم يجد شيعا ثم صعد أعلى الدار والمرأة معه فلم يجد شيعا فقال لصاحب الدار: هل لك عهد بزكريا ابن الأمير؟ قال: اصلح الله القاضي أنه كان عندي النهار كله فلما جن عليه الليل أتى بفرسه فركبها فخرج» والله لا أعرف له الآن والله موضعاء فقال للمرأة: هل. تعرفين له موضعا غير هذا؟ فقالت : لا والله فانصرفنا وانصرفت. وقال: لا أقدر على غير هذا فوالله ما نام تلك الليلة حتى ۹۸ عاش من السنين مائة ونحوها وكان عمره في إمارته أربعين عاماء قال ابن الصغير وقد لحقت ‎U‏ بعص أيامه وإمارته وحصرت مجلسه؛› وقد جلس للناس خارج المسجد الجامع مما يلي الجدار الغربي ورأيته يوما في مصلى الجنائز وقد وضعت له وسادة من جلد ينتظر فراغ دفن رجل قد مات من وجوه الناس› و کان مربع القامة أبيض الرأس واللحية وكان إذا جلس للناس وأمرهم بالجلوس لم ينطق أحد بين يديه إلا أن تكون ظلامة ترفع إليهء وكان زاهدا ورعاء ناسكاً سكيناء وكان إِذا اجلس في المسجد الجامع جلس على وسادة من أدم مستقبل الباب البحري وله سارية تعرف به» ويجلس اليها و كان يقابله نصب عين رجل من نفوسة یعرف بعیسی بن فرناس وكان عنده من الورع بمكان وکان أخص الناس به رجل من العرب يعرف بمحمود بن بكر» وکان غالیا فيهم کر عنه البراءة من علي بن أبي طالب وكان مدارهم الذي يذب عن بيضتهم الرد على مخالفيهم» وكان عبد الله بن اللمطي مثله في الرد والتأليف والذب على المذهب والدافعةء وهو الذي يناظر المعتزلة والوأصلية والاباضية بنهر مينة› اجتمعوا فيه للمناظرة فلما ضمهم المكان نادی زعيم المعتزلة: يا عبد الله قال ابن اللمطي ففطنت له وعلمت أنه اياي يريد فلم أجبه خوفاً من سؤاله» فقال ابن اللمطي: أريد» فقلت لبيك فقال: هل تستطيع الانتقال من مكان لست فيه إلى مكان أنت فيه؟ فقلت: لا. قال: فهل تستطيع الانتقال من مكان أنت فيه إلى مکان لست فیه؟ فقلت: إذا شعت فعلت» فقال: خرجت منھا يا ابن _۱۹۹ - اللمطيء وكان رجل منهم يعرف بأبي عبيدة الأعرج كلهم مرون له بالفضل» معترفون له بالعلم والحلم فإذا اختلفوا في مسألة في الكلام أو في الفقه صدرواعن رأيه» وقد رأيته أنا وجلست إليه فما رايت في سود الرأس اخشع لله تعالى منهء وكان قليل الدخول على أبي اليقظان ولا يجمعه معه إلا المسجد الجامع› وحدثني أحمد بن بشر› قال : ضرب أبو اليقظان سرادقه لأمر أراده وبرز بنفسه» وعلم الناس بخروجه فخرج إليه القراء والفقهاء وضربوا ابنيتهم حوله ما خلا أبا عبيدة فلم يخرج› فبينما الناس ذات يوم إذا أقبل أبو عبيدة؛ فقالوا: هذا أبو عبيدة جاء» إما مسلما وإما متفقدا فاعلموا بقدومه أبا اليقظان» فلما دخل عليه رحب به وأدناه إلى نفسه وأقبل عليه . وقال: ما جاء بك متفقدا أو مسلما؟ فقال : أصلح الله الأمير ما جعت متفقدا ولا مسلماً ولكن جارة لي كان لها ولد فخرج البارحة في طلب معاش له ولهاء فأخذه المحروق صاحب حرسك فحبسه فجاءتني باكية شاكية فاردت إطلاقه» فامر بإطلاق جميع من حبس تلك الليلة» إجلالا لأبي عبيدة ثم سلم وانصرف» فعجب الناس من صدقه وتركه التصنع واظهاره على لسانه ما أسر في قلبه» وكان أبو عبيدة هذا عالماً باللغة والفقه والكلام والوثائق والنحو وكان مع حسن الأدب والمروءة وقد أتيته یوما اسمع منه كتاب اصلاح الغلط الذي ألفه عبد الله بن مسلم بن قتيبة على أبي عبيدة» فلما افتتحت قراءته وقلت: لعل ناظرا في کتابنا ينفر من عنوانه ویستوحش ترجمته ویربا بأبي عبيدة عن الزلة› فلم أهمزه ولم أمده» فقال لي ويربا مهموزا وإنما ذكرت هذا الحرف لأدل به على براعته في اللغة فلما قرأت من الكتاب مثل ورقة أو أزيد أتاه قوم فقالوا: يا أبا عبيدة شهادة يأجرك الله عليها فقام معهم وأخذ نعله وعصاه ۰ فاتيت اليوم الثاني فلما قرأت من الكتاب مثل ورقة أتاه قوم آخرون وقالوا: شهادة ياجرك الله عليهاء فقام معهم وقمت معه غير بعيد فقلت : يا سيدي أنا أتيتك وقد كانت لي حانوت في الرهادنة فصرت بطالا لا ٤نا في مقابلة کتابي ولا نا في حانوتي» وشغلي فسکت» فلما کان بالغداة أتيته كما كنت آتيه» فلما فتحت الكتاب وقرأت بعض جزئي أتاه قوم وقالوا شهاة ياجرك الله عليهاء فقال لهم: اليوم لهذا الفتى فإن آثر على نفسه وأذن لي سرت معکم» فلما رأیت ذلك قلت له: یا سيدي ولاکل هذا فسر إذا شعت أو أقم» وإنما ذكرت هذا لأدل على مروءته وحسن عشرته» وكان أهل المغرب كلهم مشغوفون بهذا الرجل حتى أن من کان منهم بسجلماسة يبعثون إليه بزكاة أموالهم يصرفها حيث شاء. ومما يذ كر من ورعه وتقشفه أن أبا سابق خديمه علف ليلة فرسه من بيت المال فاعلمه بذلك فقال : يا أبا سابق والله ما نام محمد ولا أكل ولا شرب ولا برح من مکانه حتی ترد في بیت المال ما أخذته منه» قال ابو سابق فنزعت عن الفرس وأخذت ما بقي وکلته ووفیت ما اکل فرسه من ماله ورددته في بیت المال فجئته فوجدته في مکانه ينتظرني فقال : الآن أحسنت يا أبا سابق فاجلس. ولما مات أبو اليقظان فكل ما وجد في تركته من العين سبعة عشر ديناراأ ومات سنة احدى وثمانين سنة ومايتين» وكانت نفوسة الجبل مشغوفة به وقد كانوا إذا ضرب سراديقه وخرج لا ينامون الليل كله إنما شأنهم التكبير والتهليل والقراءة فإذا صلوا معه ضريوا بأنفسهم وناموا. $ في خلقٌ المران من محمد بن أفلح إلى جميع من بلغه كتابنا هذا من المسلمين› سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هوء وأسأله الصلاة على نبي الرحمة وهادي الأمة صلى الله عليه.. أما بعد فإن أفضل ما يتواصى به العباد وتحاضوا عليه تقوى الله ولزوم طاعته والزجر عن معصيته والترغيب فيما يورث الثواب من القول الطيب والعمل الصالح› وعليكم معاشر المسلمين بالتهيئ للقدوم على الله والتاهب والإعداد ليوم تشخص فيه الأبصار وتتغير فيه الألوان ويشيب فيه الولدان وتذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتری الناس سکاری وما هم بسکاری ولکن عذاب الله شدید. واعلموا رحمکم الله أن أهل العلم بالله القائمين بهذه الدعوة قد انقرضوا وقلت الخلوف منهم فرحم الله امرءا مسلماً احتسب نفسه وأرصد لله في طلب العلم والنقض على من حاد الله وعدل عن منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم› وضاد المحقين من عباده حتى تكون كلمة اله هي العلياء والباطل زهوقاء وعليكم معاشر المسلمين باتباع الماضين من أسلافكم والمتقدمين من أئمتكم الصالحين من أهل دعوتكم فاقتفوا آثارهم واهتدوا بهداهم وأحذروا الزيغ عن طريقهم والميل عن مناهجهم وخالفوا أهل البدع ٢ المضلة والأهواء المزلة ممن أراد أن يبدل دينكم ويلبسكم شيعا ويلبس عليكم أمركم ممن اتبع هواه واستحوذ عليه الشيطان ونبذ ما جاء به القرآن فالبس على الضعفاء امرهم وزين بدعته في قلوبهم فانخدع من لا بصيرة له ولا علم له بما مضى عليه الائمة الراشدون رحمة الله عليهم والسلف الصالحون من أهل دعوتكم فاضل كثيرا وضل عن سواء السبيل› ونحن ذاكرون لكم ما فيه الكفاية أن شاء الله وبه نستعين وعلیه نتوکل وما توفيقنا إلا بالله . اجتمعت الأمة على أن القرآن كلام الله ولا يخلو هذا الكلام من أن يكون شيئا أو ليس بشيء فإن کان ليس بشيء فاي اختلف فيه المختلفون إذا وليس بشيء يختلف فيه المختلفون وينازع فيهء ولو صح أنه ليس بشيء لبطل أن تكون رسل الله جاءت بشيء وان الله عز وجل انزل على انبيائه شيعاء ولبطل أن یکون ثم توراة أو انجیل أو فرقان فإذا ثبت ان كلام الله شيء لم يخل من أحد ثلاثة وجه لا يخلو إما ان يکون هو للف أو أن يكون بعض الله كالجزء من الكل أو یکون غير الله» لیس ثم وجه رابع يذهب إليه ذاهب أو يقوله قائل إلا من ركب اللجاج وحاد عن طريق الحق والإنصاف» لأنه ليس لهم مذهب أكثر من أن يقولوا هو الل فإن قالوا هو الله ضاهوا بذلك اليعقوبية من النتصارى الزاعمة أن عيسى هو ال كما زعم أهل هذه المقالة أن الكلام هو الّهء فيلزمهم في زعمهم أن الكلام هو المعبود» فيكون هو السميع البصير القادر الخالق الباعث الوارث إله الدنيا والأخرة فلما بطل هنا أن يكون الكلام هو المرغوب إليه وانه المعبود وانه الذي لم يبق إلا أن يكون الكلام بعض لله فيلحق بالل التجزء والتبعيض تعالى الله عن ذلك علوا كبيراء لأنه عز وجل لا يجري عليه التجزء والتبعيض لأن من وصفه بالتجزء والتبعيض ۳ لا يخلو من ان يكون له مجزئاً جزأه ومبعضاً بعضه» وتوجد فيه أيضا آثار الصنعة التي هي أداء الحاجة والعجز والحدث تعالى ربنا وتقدس من أن يوصف بهذه الصفات أو تدركه حاسة من الحواس» لأن الكلام عندنا وعندهم مسموع بالآذان» فلما بطل ذا وذلك لم يبق إلا الوجوه الثلائة أنه كلام الله وانه غير الل ثم لا يخلو الكلام من أحد وجهين بعد ثبوته› کونه اما أن یکون شيعا قدیما أو شيعا محدثاء فان كان شيعا قديماً فكيف كان مع الله قديماً وهو غيره فمن أولى بالربوبية من القديمين اذا أو من أحق بالالوهية منهماء ثم لا يخلو هذا القديم أن يجري عليه الفناء والذهاب اولاء فإن قالوا لا يجوز نقضوا وواجهوا برد القرآن» وان قالوا يجوز عليه فکیف یکون قدیماً لا اول له وله آخرں ومن لا أول له لا آخر له ومن لا آخر له فله أول» فلما بطل أن يكون مع الله قديم غيره صح أن الكلام محدث فإن كان محدثا فلا بلد له من محدث احدثه ضرورة وتولی تدبیره» وقد دل على ذلك قوله عز وجل» ما يأتيهم من ذکر من ربهم محدث؛» وقال ما ياتيهم من ذکر من الرحمن محدث» فوصفه عز وجل بالحدث فدل أن المحدث غير القديم وأن القديم هو المعبود وان المحدث هو المخلوق المحتاج إلى من احدثه وألفهء ووجدت فيه آثار الصنعة ومن آثار الضعة الحاجة والتغاير وقد وجدنا ذلك في القرآن ومن شأنه حاجة بعضه إلى بعض» فالسين منه غير الباى» والباء غير الميم› وکل حرف منه غير الأخر والباء محتاجة إلى السين» والسين محتاجة إلى الميم› فإذا تألفت صار منها بسم» وهذا مشاهد بالأعيان مدرك بالحواس» فلا يحتاج فيه إلى التنازع والاختلاف» فصح بما ذكرنا مع اختلافها وحاجتها أن لها مخالفاً خالف بينها ومحوجاً احوجهاء وقد وجدنا أيضاً نص الحروف موجودا في کلام ٤۰ الناس ولغتهم» فكيف هي هنالك قديمة أو حادثةء فإن كانت قديمة فالقرآن قديم في كلام الناس ولغاتهم› فيكون حينعذ الكلام قبل المتكلم به والخطاب قبل المخاطب» به والمخاطب وهذا هو الحال المحال» وإن كانت هذه الحروف محدثة في كلام الناس قديمة في القرآن فكيف تجتمع في الشيء الواحد صفتانء صفة قديمة وصفة محدّثة فتكون الباء الموجودة في القرآن غير مخلوقة والباء الموجودة في غيره مخلوقة؟ وكذلك سائر الحروف تكون اذا في القرآن غير مخلوقة وفي غير القرآن مخلوقة» فيكون الحرف الواحد الذي طبعه الله مخالفا لغيره مميزاً من سواه على نحو ما سلف من كلامناء وهذا هو التناقض والحيرة تعوذ بالله من الا أن هذه الحروف إذا ألفت بضرب من التأليف كانت کلاما» وإذا لفت بضرب آخر كانت شعراء وإذا ألفت بضرب آخر كانت قرآناء فدبرها الحكيم الذي وضع الأشياء مواضعها على تغايرها» فكيف يزعم زاعم انها مخلوقة في موضع غير مخلوقة في موضع آخر فما مقالة من ذهب إلى هذا إلا أنه خروج من المعقول فتعوذ بالله من الخذلان› ونسأله العصمة والتابيد بمنّه واحسانه. واجتمعت الأمة على أن القرآن مجعول لقول الله عز وجل» نَا جعلناه قرآنا عربيا في مواضع كثيرة من القرآن» واختلفوا في الجعل ما هو سيأتي بيانه وايضاحه في موضعه أن شاء الله بعد أن نذ كر ما اجتمعوا عليه ونجعله أصلا لما اختلفوا فيه واجتمعت الأمة على أن كل فاعل قبل فعله وان الجاعل قبل كل مجعول وان الصانع قبل كل الصنعةء وان الجاعل غير المجعول» فلما ثبت بينهما التغاير والقبل صح انهما وأن الأول المتقدم هو الجاعل القديم والثاني المجعول هو الحدث الكائن بعد إذ لم يكن» وان المحدث فعل ومفعول ليس يمتنع من هذا احد من الأمم المختلفةء وإن اختلفت 0 أديانها ومللها فإنها لم تختلف في هذا المعنى مما تقوم به العبارة وعليه جرت مخاطباتهم واستقرت عليه لغاتهم واعتمدوا عليه في معاني جميع كلامهم» واجتمعت الأمة أيضا ألا يوجد كلام الا وثم متكلم؛› وان المتكلم قبل الكلام ولو لم يكن المكلم قبل الكلام لم يكن المكلم اول بان يكون مكلما من الكلام› فیکون الكلام إذا هو المكلم والمكلم هو الكلام والكلام مكلما مخاطباً والكلام مكلما مخاطباً فلما لم يجز أن يكون الكلام هو المكلم والمكلم هو الكلام ثبت أن هذا غير هذا وفي وجوب التغاير إثبات العدد وفي وجوب التقادم اثبات أن أحدهما قبل الاخر وفي اثبات أحدهما قبل الآخر ايجاب القدم للأول والحدث للآخر وفي وجوب الحدوث للثاني اثبات أنه كان بعد إذ لم يكن» وفي هذا يجاب الخلق وإثبات وحدانية الصانع» واجتمعت الأمة على أن الله عز وجل أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم كتاباً بان له فيه کل شيءَ فقال نا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال تعالى < ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ه» وقال ل الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات وقال: ’يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها 4 الآية. وقال: هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراء وقال أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها انهارا» وقال : ل وجعل لكم من الجبال اكنانا 4ء وقال : ل وجعل لكم من أنفسكم أزواجاً ه» وقال: ل وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون 4 وقال: ل وجعل اللشمس سراجا وقال: ل وجعلنا اليل والنهار يتين 4› فمعنى جعلنا في هذه المواضع التي ذكرنا خلقناء وكذلك عند المعارض غير ما ذكرناه في القرآن فانه زعم أن الجعل فيه غير الخلق› ولو جاز له وساغ ذلك لجاز لمعارض أن يعارضه ويقول وكذلك قوله في غير القرآن من الجعل الذي اتفقنا وإياكم عليه بمعنى الخلق هو بمعنى آخر غير الخلق› والا فما الفرق بين الجعلين فيكون الله عز وجل خاطب العرب بما لا يعقلونه من كلامهم ولا يعرفونه من وبما يجوز لهم فيه الشك والطعن والارتيابء فيكون جعل في موضع خلق وأحدث ودبر» وفي موضع نحن وهم على أن الجعل في قوله: ل وجعلنا الشمس سراجا وفي قوله: ل إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها وفي قوله: ل وجعل لكم من أنفسكم أزواجا 4 وفي قوله: ل وجعل الظلمات والنور » بمعنى الخلق› صار الجعل كله إذا كان من الله عز وجل بمعنى الخلق فيدخل في ذلك القران وغيره» وال بطلت المناظرة ولم يصح شاهد» فإن عارضوا بقول الله عز وجل ما جعل الله من بحيرة الآيةء فيقال : نعم لم يخلق الله البحيرة› بحيرة كما زعمتم ولا السائبة سائبة كما وإنما نفی عن نفسه ما لم يفعله كما زعم المشركون» فذمهم بابتداعهم› ومعناه ما خلقنا كما وصفتم» وإنما خلقنا على غير ما وصفتم فوقع النفي هنا على نفس الوصف لا على نفس الخلق» وكذلك قوله: اني جاعلك للناس إماما 4ء أي خالق فيك الصفة التي لم تكن فيك والمعنى الذي لم يوجد فيك ولم أكن فعلته بك قبل ذلك؛› فمعنى جعل أينما وجد خلق ودبر تسأل الله الواحد القهار أن يوفقنا لمعالم دينه» وقوله عز وجل ما لم يکن ٹم کان؛ فان عارض معارض» فقال أن المحدث ما كان فى الدنيا وما يقرا وهو مخلوق» وهو حكاية لكلام الله عز وجل الكائن فيه ۰۷ القائم بذاته الذي ليس بمخلوق فلو كان كما قال من أن هذه والحكاية مخلوقةء والمحكي ليس بمخلوق» فلا تخلق الحكاية من أن تكون مخالفة للمحكي أو موافقة له فإن كانت موافقة له فكيف يكون شيآن متفرقان» واحد مخلوق والاخر غير مخلوق» وقد اجتمعت الأمة على أن ما جاز في الشيء جاز في نظيره وإلا بطل ما اجتمعت عليه الأمة اذا وإن قال أن الحكاية غير المحكي وهي خلاف له فهذا أغرب وأبعد ما يكون من الصواب» وذلك خروج من لسان الأمة وجميع الأمم› لأن الحكاية لا تكون حكاية للشيء الا وهي في مثل المحكي معبرة عنه بما هو به ولو أمكن خلاف ما نقول من أن الحكاية غير المحكي لوجب على كل الأخبار الكاذبة أن تكون صادقة وعلى كل الأخبار الصادقة أن تكون كاذبةء ويكون الشعر أيضاً حكاية القرآن› والقرآن حكاية الشعر والمدح حكاية الذم› والذم حكاية المدح؛ ولا ينبغي أن نتكر خبرا ونكذب مخبرا ونرد حكاية أو ننكر مقالةء وإذا أمكن هذا وجاز فمن أين كان الصدق صدقا والكذب كذباء ولعمري لأن كانت الحكاية في خلاف المحكى لينبغي أن يكون الصدق هو الكذب والكذب هو الصدق» فلما بطل هذا واتضح أن الحكاية لا تكون خلاف المحكى وأيضاً أخبرونا حيث كانت الحكاية غير المحكي» فما القرآن إلا الحكاية أم المحكي فإن كان القرآن الذي أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ونزل به الروح الأمين إليه وهو هذه الحكاية وهو مخالف» فنا لم يقع كلامنا معهم الا على القرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلب محمد وهو الذي قال فيه: فإذا قرأناه فاتبع قرآنه» ثم أن علینا بیانهء وان کان القرآن هو المحكي وهو القائم بذاته عز وجل فهو لم ينزل بعد» ضاهوا بذلك قول ابن صوریا حیث قال لرسول الله صلی ِ۸ لله عليه وسلم: ما أنزل الله على بشر من شيء فانكر إنزال القرآن كاهل الشركء وهذا أعجب من العجب» وقد وقع الاجتماع متا ومنهم أن ما في الدنيا وما نقرا من القرآن هو مثال مما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم هي قراءته وقرأناه على الموافققة له ولو كان خلافه كما قال من أن الحكاية غير المحكي لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أتى بخلاف ما أتى به جبريل عليه السلام وكذلك جبريل فيما أتى به ميكائيل› وكذلك میکائیل عن اسرافیل» فیکون کل واحد منهم قد اتی بخلاف ما اتی به غيره» وإذا قلت أن الحكاية خلاف المحكي فما تقول فيما نقله محمد عن جبریل هذا هو هذا أم هذا غير هذا فلا بد من هذا هو هذاء أو هذا مثل هذا فكيف يجوز في الشيء ما لا يجوز في مثله؛ أم لا يجوز في الشيء ما جاز في مثله» وأي تناقض أعظم وأفحش من هذا نعوذ بالله من العمی والخذلان ونسأله العون والتوفيق» وقد اجتمعت الأمة أيضاً وجميع الأمم أن الكلام لا يكون كلام حتى يكون صوتا مقطعاء والتقطيع فيه قائم وما كان على غير هذا فليس بكلام› واجتمعوا أيضا أنه لا تدرك كل حاسة الا ما أعدت له فحاسة السمع لا تدرك الا صوتاً ولو زيد فيها اضعاف ما فيها» وكذلك حاسة البصر ولو زيد فيها اضعاف ما فيها لم تدرك الا لوناء وكذلك حاسة الذوق لا تدرك الا طعما ولو زيد فيها اضعاف؛» فلما صح هذا ولم يكن بد من الإقرار به لأن درك ذلك بالحواس لا يرتاب فيه فصح أن موسى عليه السلام لم يدرك بحاسة السمع الا صوتا مقطعا بتقطيع قائم فيه يميزه السامع› وما كان خلاف هذا فليس بكلام› وإذا بطل أن يكون كلاماً بطل أن يكون الله كلمه» لأنه لا يصح أن يقال کلم إلا وثم كلام ومكلم ومكلم»› وكذلك ضرب لا بد له من ضارب ومضروبا وشتم من شاتم ومشتوم» وعبد من عابد ومعبود» وهذا هو المعقول عند _۲۹۔ جميع الأمم فلما ثبت أنه لا يكون مكلم إلا وثم كلام ومكلم وثبت أن اله كلم موسى بإجماع من الأمة صح أن ثم كلام هو غير الله وغير موسى» والكلام لا يكون إلا صوتاً مقطعاً والتقطيع قائم فيه وما كان على غير هذه الصفة فليس بكلام› فلما ثبت أن موسى صلى الله عليه وسلم سمع كلاماً من اله تعالى لم يجز أن يكون سامعا الالشيء مخلوق» ولا يجوز أن يكون سمع الخالق» إنما سمع كلام الخالق لأن الخالق جل وعز ليس بمسموع بالاذان» لأنه ليس بصوت ولا بكلام ولا يجوز عليه أن يقال الله كلام ولا صوت مقطع» فلما فسد هذا صح أن الكلام الذي سمع موسى هو الصوت المقطع المفهوم عند سامعه» ومما يدل على أن الكلام من الله حدث» وانه غیره انه جائز أن يقال متی کلم الله موسی ولم کلم موسیى؟ يقال ليفضله بكلامه ويحتج به على ولا يجوز أن يقال لم قدر اله على موسی؟ كما جاز أن يُقال لم كلم الله موسى؟ ولا يجوز أن يقال متى علم الله موسی ولا متى قدر الله على موسی» وجائز ان يقال لم كلمه ومتى كلمه ولا يجوز أن يقال لم يزل يكلمه كما يجوز أن يقال لم يزل يعلمه ويقدر عليه وكما يجوز أن يُقال لم رضي الله على نبيه› فيقال لأنه أطاعه» ويُقال لم غضب الله على اعدائه؟ فيقال: لأنهم عصوه» فدخل الكلام في باب الفعل» ومما يؤكد ذلك أن الكلام تدبيره وفعله وليس هو صفته في ذاته لأنك تقول: ما أحسن كلام الله واحكمهء وكذلك كل ما جرى عليه الخلق تقول ما أحسن خلق الله وأتقنه وأحكمه ولا تقول ما أحسن بقاء الله وما أحسن قدمه واتقن قدرته وأوثق علمه؛ ولا ما أحسن قوته» ولا يجوز أن يقال يحصى علمه وقدرته وبقاؤه» وجائز أن تقول الله أحصى كلامه ولا يخفى عليه عدد كلامه» وجائز أن تقول ما كبر كلام الله وأ كبر آيات الله وبرهانه في كلامه ولم يجز أن تقول ما أكبر قدم الله ۰ا۲ ولا ما أكبر قدرته ونحو هذاء وجائز ان تقول قدر الله على أن کلم موسی وليس بجائز أن يقال قدر الله على أن علم موسى» وفي ذلك بیان على ٤ن القرآن في قدرة الل وأنه دبره وصنعه واحدثه» وقد دل على ذلك قوله عز وجل ل ذلك أمر الله أنزله اليكم وكان أمراللهء وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا » فسماه نورا وسماه روحا وسماه أمراً وسماه كلام فدل بذلك کله على أنه خلق من خلقه وتدبیر من تدبیره» وقال سبحانه وكان أمر اله قدرا مقدوراء وقال في عيسی عليه السلام رسول لله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه» فسماه الله روحاء وسمی جبريل عليه السلام روحا حيث يقول «نزل به الروح الأمين على قلبك &› والروح الأمين جبريل عليه السلام» وسماه كلامه وسماه أمراء وقال جل ثناؤه ل أتى أمر الله 4 يريد القيامةء فلا تستعجلوه› فلو جاز أن يكون مرا مخلوقاً وأمرا غير مخلوق وكلمة مخلوقة وكلمة غير مخلوقة وروح مخلوق وروح غير مخلوق» وقد اضاف ذلك جميعا إلى نفسه» وقال في القرآن ل وكذلك أوحينا إلياك روحا من أمرنا 4» وقال في القيامة ل أتى أمر الله 4 وقال في عيسى عليه السلام ل وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه 4 فكيف تكون كلمة الله روح الله وأمر الله مخلوقاً ويكون في غير هذا الموضع كلام الله وأمر الله وروح الله غير مخلوق» وقد أضاف ذلك إلى نفسه فاي اختلاف وتناقض وتكاذب أعجب من هذا؟ ولو جاز هذا لجاز لقائل أن يقول سموات الله منها مخلوقة وغير مخلوقة وأرض الله منها مخلوقة وغير مخلوقة فلما بطل هذا وفسد» صح أن ما قال الله فيه روحا وأمراً وكلمة وكلاما مخلوق» وان القضاء على واحد منها كالقضاء على جميعها والدليل على مثل هذا كثير تركناها مخافة التطويل . ۲۱۱ وقال عز وجل لنبيه عليه السلام: ل ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك &› فوصف نفسه بالقدرة عليه إِذا شاء ذهب به والمقدور غير القادر والقادر غير المقدور ولو كان المقدور هو القادر لم يستدل به على القادر ذا وهو بمثل ما به المقدور عليه فلا يخلو القرآن من أن يكون مقدورا عليه أو قادرا فإن كان قادرا فهو المرغوب إليه والمعبود فلما فسد هذا صح أن الله عز وجل هو القادر المعبود وان القرآن هو المقدور عليه وذلك أن القرآن لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون معمولاً به أو معمولاً له فان كان معمولاً له فهو المعبود المتقرب إليه بالطاعة الذي يثيب ويعاقب» فلما بطل هذا أن يكون من نعت القرآن وصفته وأنه من صفة القادر الخالق صح أن القرآن معمول به متقرب به إلى خالقه الذي احدثه ودبره وترجى به الرأفة من عنده» ومنه أيضاً قوله تعالى ثل المص كتاب أنزل إِليك فلا یکن في صدرك حرج منه لتنذر به وذکری 4› فجعله نذارة وحجة لنبيه عليه السلام . وقال کتاب أحکمت آیاته ثم فصلت من لدن حکیم خبير ه» فلا يعدو القرآن من أن يكون محكما أو محكماً والمحكم مخلوق وصح أن له محكما احكمه وتولی تدبیره» قال: ل ثم فصلت من لدن حكيم خبير » فلا يعدو أن يكون القرآن مفصلاً ومفصلاً وكذلك قال عز وجل : ولقد جئناهم بکتاب فصلناه على علم هه فلو كان القرآن مفصلا لكان هو الفاعل» فلما بطل هذا لقوله عز وجل: ال ولقد بكتاب فصلناء ‏ فاخبر عز وجل أنه هو الذي أتى به» وهو الذي فصله وأحكمه وجعله رحمةء فلما صح أن القرآن مفصل جرى عليه التدبير لمن فصله وأحكمه وأتقنه» ومنه قوله أيضاً «ل ما ندسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها» فاخبر أن له مثلاً وأشباها والله عز وجل لا ٢۱ مثل له ولا ند له» وکلما جری عليه المثل فله نظير وشبه» وانه غير الواحد الذي لا يوصف بالمثل ولا بالنظير ومنه قول الله عز وجل قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمٹثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا 4» وقال ت فلياتوا بعشر سور مثله مفتريات 4 ألا ترى أنه أخبر عن عجز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن وإن تظاهروا عليه فترونه أعجزهم بشيء غير موصوف بالقدرة عليه› فلما فسد هذا صح أن القرآن مقدور عليه وانه في ملكه وقدرته» وان سلطانه جار عليه ومنه قوله المر» ل كتاب أنزلناه إليك 4› فاخبر عز وجل أنه منزل وان القرآن منزل. وقال: (المر تلك آيات الكتاب والذي أتزل إليك من ربك الحق )» وقال : ل حم والكتاب المبين أنا أنزلناه في ليلة مباركة 4 وقال : «إنا أنزلناه في ليلة القدر 4 . وقال: هل وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون 4 ثم قال : ل نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورية والإتجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان ‏ أفلا ترون أنه عز وجل أخبر أن التوراة والإأنجيل قبل الفرقان» وانه أنزل الفرقان بعد التوراة والانجيل وما جرى عليه القبل والبعد فهو مخلوق لأن ما كان له القبل والبعد فهو محدث. وقال أيضاً نحن نزلنا الذ كر وإنا له لحافظون ‏ فلا يعدو هذا الذ كر وهو القرآن عندنا وعندهم أن يكون حافظاً أو محفوظاء فلما بطل أن يكون حافظاً صح أنه محفوظء لأن الله عز وجل وصف نفسه بالحفظ» وأنه دبره وحفظه ومنعه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فأخبر أن له خلفاً وتجاها وهذه الصفة موجودة في الخلق› فكيف يوصف بصفة الخلق من ليس بمخلوق» فلما بطل هذا وصح أن - ۲۱۳ كل ما جرى عليه صفة الخلق فهو خلق» كما لا يجوز أن يوصف بصفة . الخالق الا الخالق» فلما وصف الله القرآن أنه منزّل صح أن له من أنزله وهو غيره وهو القادر عليه لأنه عز وجل قال ل وأنزل لكم من الأنعام ثمانية زواج 4» وقال: ەل وأنزلنا من السماء ماءٌ مباركاً وأتزلنا من المعصرات ما ثجاجا» وقال: ل وأنزلنا الحديد فيه باس شديد أفترون أن المخاطبين بهذا كانوا يشكون أن معنى أنزل في هذا معنی خلق ولا ترون أن الله عز وجل وصف القرآن بصفة لا يجوز أن يوصف بها الخالق› لأنه في القرآن أمر ونهى» وان الأمر منه غير النهي› والنهي منه غير والأمر منه غير الأمر والناهي منه غير النهي» وانه محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ» وان المحكم غير المتشابه والمتشابه غير المحكم والناسخ غير المنسوخ والموصول غير المقطوع› أفلا ترون أنه قد جرى عليه التغاير وما جرى عليه التغاير جرى عليه العدد» وما جرى عليه العدد فهو غير الواحد القديم الذي لا يجرى عليه التجزء والعدد» لأن من يجرى عليه التجزء والعدد فله من جزأه ودبره وأنشأه وأحدثه بعد أن لم يكن؛› وهذه الصفات عن الله منفية وهي في القرآن موجودة» ومنه قوله تعالى : نحن نقص عليك أحسن القصص 4 وسماه قصصاً وسماه حديثاً ألا ترون أن هذه الصفات لا تجوز على الله والقرآن له أول وله آخر ونصف وثلث وربع» وهذه الصفات يتعالى الله عنهاء ويقال البقرة غير آل عمران والنساء غير المائدة وكذلك سائر القرآن» ويقال أن هذه السورة غير هذه وكذلك فيما سلف من كلامنا أن التغاير في القرآن موجود وأنه محتمل للتجزء والتبعيض» وإن من شانه حاجة بعضه إلى بعض» وهذا يدل أن له خالقاً خلقه ومصرفاً صرفه» وقد ذكرنا لكم من الشواهد ما لا يمتنع من قبوله ونحن ذاكرون لکم ما روی عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» انه ٤۲۱ قال: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ثم أخبر بعدوله› فقال : ينفون عنه تأويل الجاهلين وتحريف الضالين وانتحال المبطلين »› وقال صلى الله عليه وسلم : « كل قوم في زينة من أمرهم ومفلحون عند أنفسهم يزرون على من سواهم»» وقال صلى الله عليه وسلم: « تعلموا البقرة وآل عمران» فان تعلمهما بركة ولا تستطيعهما البطلةء وتعلموا الزهراوين› فإنهما ياتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو عمايتان يظلان صاحبهما»› وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ياتي القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب لونه» فيقول للتالين أتعرفني فيقول لا؟ فيقول له القرآن: أنا القرآن الذي أحييت بي ليلك فيكون قائده إلى الجنة»› وروی أنه قال لأبي بن كعب أي آية في كتاب الله أعظم؟ فقال الله ورسوله اعلم ٹم ردد عليه فقال: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال الله ورسوله أعلم» ثم قال أي آية في كتاب الله أعظم؟ فقال أبي آية الكرسي» فقال له رسول الله صلی لله عله وسلم: ليهنك العلم أبا المنذر إن لها لسانا وشفتين تقدس الله تعالى تحت العرش افترونها تقدس غير خالقها؟ وروی عن علي بن أبي طالب أنه قعد ذات يوم في ملاء من المهاجرین والأنصار في خلافة عمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه يتذاكرون فضائل القرآنء فقال بعضهم: أفضل القرآن خاتم سورة براءة› ل لقد جاءكم رسول ‏ الايةء وقال بعضهم آخر سورة بني بني إسرائیل ەو قل ادعو الله .. الآيةء وقال قوم أفضل القرآن يس. وقال بعضهم أفضل القرآن السجدةء وعلي فيهم ساكت» فقال له عمر رحمه الله: مالك يا أبا الحسن ساكت؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « خير البشر آدم وخير العرب أنا ولا فخر» وخير الرس سلمان وخير الروم صهيب وخير الحبشة بلال وخير الجبال الطور وخير البقاع مكة وخير -٥- الشجر السدرة وأعظم القرآن البقرة وأعظم البقرة آية الكرسي »› أولا ترون أنه وصف القرآن بتفضيل بعضه على بعض» وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منكرين لحديثه» والأحاديث كثيرة في مثل هذا رواها علماء هذه الأمة. ما خلق الله شمساً ولا قمراً ولا جنة ولا نارا أعظم من آية الكرسي» والذي. يعارضهم من الحجج والنقض أكثر من أن يأتي على آخرهاء وفي الذي أوضحنا ولخصنا من واضح البرهان ما فيه كفاية وإرشاد لمن أراد الله إرشاده وتسديده وتوفيقه» إذا لم يقلد قادة جهلة ورؤساء بطلة الذين زينوا الباطل فاستحسنه من لا بصيرة له وهولوا وطولوا للضعفة إفكهم فاستحسنوه» ونهوهم عن البحث فانقادوا لهم ولو كان ما قالوا حقاً ما قال اله عز وجل لنبيه عليه السلام لل وجادلهم بالتي هي أحسن 4 ألا ترون أن أنبياء الله احتجت على من أرسلت إليه وأمرهم الله بالاحتجاج عليهم إذ يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم: ل واتل عليهم نبا إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ‏ إلى قوله ل وكذلك يفعلون 4 فحرم هؤلاء الجهلة البحث والطلب فانقادوا لهم واتبعوهم لغلا يتبين لهم الحق فيتبعوه ويرفضوا مقالتهم؛» فإذا سألوا عن الحق في هذا قالوا الكلام فيه بدعة ولم يتكلم فيه السلف والخوض فيه بدعةء ثم نصبوا مقالة وذكروا حججاً لم يكن فيها قرآن يشهد لهم ولم یاثروا فيها حدیثا عن رسول الله صلی الله عليه وسلم يصدق مقالتهم وله مدحض حجتهم بنور الحق وبرهان الهدى؛ء وقد قال سبحانه: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولکم الويل مما تصفون؛» وقد أتينا بما فيه الكفاية أن شاء الله من النقض على من أنكر خلق القرآن بكتاب الله الناطق بالحق؛ والسنة المأثورة والاجماع المؤكد» وحجج العقل التي لا يمتنع منها أحد في جميع الجهات وبالله ِ۳ العصمة والتوفيق» فعليكم معاشر المسلمين باتباع الماضين من أئمتكم الصالحين من أهل دعوتكم رحمة الله عليهم» فاسلكوا منهاهجهم فقد كفروا' من زعم أن القرآن غير مخلوق» وشهدوا بالضلال ليس بينهم في ذلك تنازع ولا اختلاف» فإن سلكتم غير طريقهم أو قلتم غير مقالتهم کان عند کم من مضی من سلفكم ضالاء إِذ قلتم بقول من يزعم أن القرآن ليس بمخلوق» فانتم إذا أولى بالضلال إذ ضللتم سلفكم اعاذنا الله وإياكم من ذلك» وان لزمتم طريقتهم وقلتم بقولهم ودنتم بما دانوابه كان ذلك حظكم واستوجبتم ثواب ربكم ولم یزلکم عن دینهم من لا خلاق له ولا ورع يحجزه عن الافتراء على الله فاستوجبوا من الله وأمروا بطاعته وادعوا اليها. فإذا عرفتم البدعة والتحريف والسنة والتكليف» وأن علم القرآن لا يعرفه إلا من ذاق طعمه فأبصر به عماه وسمع به صمه واستدرك به ما فاته ونال به الرضا من الل واعلموا أن تلاوة القرآن وسيلة إلى الله وتفهم معانيه والتفكر فيه قربة إلى الله عز وجل وفي الحديث «تالي القرآن له بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف واحد ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف فذلك ثلاثون حسنة»» ومن القرآن يريد به اله ويعلم أنه من الله أثابه الله أعظم الزلفة عندهء ومن شك فيه لا يدري امخلوق هو أم غير مخلوق لم يتقرب بتلاوته إلى ال فعليكم ١) ينقسم الكفر عند الإباضيين إلى كفرين: كفر شرك مخرج من الملة وذلك لمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة كإنكاره فرضية الصلاةء وكفر نعمة ليس بمخرج صاحبه من الملة كمن وقع في الزنا مع إقراره بحرمته» وهو ما یسمی کفر دون كفر» وماخوذ ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا ترجعوا بعدي كفارا» وقوله «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» فلو جعلناء كفراً واحدا لأخرجنا ملايين المسلمين من الإسلام› فالحمد لله أن كان للكفر أقسام . _۲۷ - بتقوى الله واطلبوا علم ما أشكل عليكم مما مضى عليه أسلافكم عند أهله من بقايأ من قام بما مضى عليه أوائلكم ومن تمسك بقول أئمتكم› ودعوا ما أحدث المضلون من أهل زمانكم» فإنه حرام عليكم إتباعهم والاستماع منهم والأخذ عنهم ولا تختلفواء واعملوا إذا سمعتم الهدى عقل عناية ودرايةء ولا تعقلوا عقل رواية'› فإن الرواة كثير» واستعينوا بالله وتوكلوا عليه وانيبوا إليه واعتصموا بحبله ولا حول لنا ولكم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم جمع الله امركم وصرف عنا وعنكم عوارض البلى وجمعنا وإياكم في دار البقا ووفقنا وإياكم معاشر المسلمين لما يرضاه من القول النافع والعمل الصالح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ١) لايخفى ما في هذا الكلام من عمق فكري؛ فالإمام يدعو إلى عدم تقديس الأسانيد والروايات» ذلك أن الحديث تأخر جمعهء أصاب المرويات كثير من الد حل لذلك اكد الإمام على عبارة «اعقلوا عقل عناية ودراية لا عقل رواية»› فهو يدعو إلى التمحيص مع عدم إغفال العقل والفكر وعدم التنبه للنص القرآني في مقابل تقديم روايات لا يدری عنها شيء. ۱۸ عودة إلى ذكر الدولة الرسمية قال ابن الصغير لما دخل أبو حاتم مدينة تاهرت جمع مشايخ البلد ووجوهها وغيرهم واستشارهم') فيمن يوليه القضاء فقالوا: إن أباك لما دخل كدخولك ولى القضاء محمد بن عبد الله بن أبي الشيخ وهو القاضي الذي قدمنا ذكره» ولمحمد ولد يُسمى عبد الله وما هو بدون ابيه في الورع والعلم» وأنت عالم بورعه ودينهء وعلمه؛ء فقال أشرتم وأحسنتم فولاه القضاء وقال من ترون أن أوليه بيت المال؟ فقالوا: عبد الرحمن بن صواب النفوسي . فقال: أحسنتم وأصبتم. فقال: من ترون أن أوليه الشرطة؟ فقال قوم زكار فإن له نصيحة وقال غيرهم إبراهيم بن مسكين فإن له صلابة قوم في الحق» فولاهما جميعاً شرطته» وکان البلد قد فسدت وفسد أهلها في تلك الحروب واتخذوا المسكر أسواقا والغلمان أخداناء فلما تولى هذان الرجلان الشرطة قطعا ذلك في اسرع وقتء فكسرت الخوابي في كل دار عظم قدرها أو صغر وشردت الغلمان وأخدانهم إلى رؤوس الجبال وبطون الأوديةء ونفى قطاع الطريق وردعت ١) مسالة الشورى من المسائل التي يعوّل عليها حاليا في النظم والدساتير في الدول المتقدمةء فهي تدفع استبداد الحاكم» وتقي الأمة عواقب التفرد يالقرار» وأطنب الفقهاء قديما وحديٹا فی مسالة الشورى ورأي الإباضية أنها فريضة ونتائجها ملزمةء فلو كان مجرد إعلام لكانت اشبه بالعبث» الذي يبدل فيه عصارة الفكر ثم يتجاهل فلا يۇخذ به. -۹۔ السراق ردعاً شديداً وحملا الناس على الواضحةء فكان هذا دأب البلد ودأب أهله ولم ينقم على أبي حاتم في إمامته شيء الا أنه ضرب بالسوط على الظنة لا غير وكانت الخطباء منهم ريما حرفوا القول» ليقيموا أصلهم وشهدت لهم خطباء كثيرة أولهم ابن أبي ادريس والثاني أحمد التيه والغالث العباس والرابع عثمان بن الصفار والخامس أحمد بن منصور فسمعت يوماً أحمد التيه يقول على المنبر ل طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 4» حتى قال ل الرحمن على العرش استوى 4 وكل من رایت من خطبائهم على منابرهم فليس يستعملون الا خطب علي بن ابي طالب( خلا خطبة التحكيم فانهم كانوا إذا فرغوا من الخطبة الأولى قاموا إلى الثانية وحكموا. ١) إن استعمال أئمة الدولة الرسمية خطب علي بن أبي طالب في منابرهم فيه دليل حي وملموس أن الإباضيين وإن اختلفوا على مسالة التحكيم ودينونتهم بالترحم والترضي على أهل النهروان إلا أنهم لا يهجرون أقوال علي الفقهيةء ولا يحملون عليه ولا يكتمون فضله؛ ولا يبخسون حقه؛ فقولهم أخطا علي في التحكيم لا يعني قدحا وسباء بل أرسل الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التمي ( ت ٥ ١ه) وفدا من كبار فقهائهم إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز لتهنئته بالخلافة ثم مطالبته بتعجيل الإصلاح» ومنه طلبوا وقف سنة معاوية ومن بعده في لعن علي وآله على المنابر وفعلا تم لهم ما أرادواء فاستبدل اللعن بقوله تعالى : ل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذ كرون ولذلك وإلى يومنا هذا فإن الإباضية ينهون خطبهم بهذه الاية الكريمةء تاكيدا وتذ كيرا لخلفهم بمساعي سلفهم في احترام محمد صلى الله عليه وسلم. ۲۲۰ خطبة المسلمين وم الجمعة. الحمد لله الذي ابتدا الخلق بنعمائه وتغمدهم جميعاً بحسن بلائه فوقف كل امرء منهم في صبائه على طلب ما یحتاج إليه من عذائه وسخر له من یکلوه إلى وقت استغنائه ثم احتج على من بلغ منهم وأعذر إليهم بابلائه الذي لم يزل بصفاته وأسمائه› لا يشتمل عليه زمان ولا يحيط به مكان» خلق الأماكن والأزمان ل ثم استوى إلى السماء وهي دخان. فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين 4» فقدرها أحسن تقدير» واخترعها من غير نظير» لم يرفعها بأعمدة تدرك بالمعاينة ولم يستعن عليها بأحد» استكبارا عن الشركة والمعاونة وزينها للناظرين وجعل فيها رجوما للشياطين فتبارك لله أحسن الخالقين» تعالى الله أن تطلق في تفسه آراء المتكلفين أو أن تحكم في دينه أهواء المتقلدين» بل جعل القرآن اماما للمتقين وهدى للمؤمنين› وملجا للمتنازعين وحكما بين المتخالفين» ودعا اولياءه المؤمنين إلى أتباع تنزيلهء وأمرهم عند التنازع في تاويله بالرجوع إلى قول رسوله› فقال الله عز وجل لل يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 4.. إلى قوله تاويلاً وتعبد نبيه صلى الله عليه وسلم عند رجوع الامة إليه بان بين لهم معنى ما أنزل عليه فقال له: ل وما أنزلنا ۱٢۲ - عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه 4› ولم يكلهم تعالى إلى القول في دينه فاراهم» ولا أذن لهم في مسامحة أهوائهم فتكون الأحكام مبتدعة والآراءِ مخترعة والأهواء مبتدعةء بل احصاها كل شيءِ عددا وضرب لكل شيء أمداء ليهلك من هلك عن بينةء ويحيي من حي عن ية أحمده حمدا يبلغ رضاه ويحسن آلاء واستعينه على ما استحفظنا من ودائعه وحفظنا ما استودعنا من شرائعه وأؤمن به یمان من أخلص له عباده واستشعر طاعته» وأتوكل عليه توكل من انقطع إليه» ثقة به ورغبة فيما لديه. واشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له شهادة معترف له بالربوبية والتوحيد» مقرا له بالعظمة والتمجيد› خائفاً من انجاز ما قدم إليّ من الوعيد» وأشهد أن محمد عبده ورسوله» اصطفاه لنفسه وارتضاه لخلقه نبياء فأوجده لحفظ ما ضمنه قوياً بأداء ما استودعه ملي وبدعاء إلى ربه حفياء ومتوقفا عند ورود المشكلات ومشمرا عند انجلاء الشبهات؛ لا يرعوى لمن عذله ولا يلوي على من خذله ولا يطيع غير من أرسله» يصدع بالأمر ويطفئ نار الكفر لم تأاخذه في الله لومة لائم» ولا يتحرف عنه لزعم زاعم» أرسله على حين فترة من الرسل ودرس من السبل وتضامن من أهل الملل» والناس فريقان عالم متكبر وجاهل مستظهر فالعالم الذي قد سبق له الخذلان ينزغه الشيطان ويجمع به لطغيان» فيستتكف عن الدخول في دين الإسلام» ومتسكع في يه متحير في مره منتظر ما يكون من غيره» فلم يزالا يعكفان على الأزلام› ويعتصمان بال صنام» والرسول عليه السلام يرعاهم رعي السوام ويدعوهم إلى دار السلام» فلم يزل صلى الله عليه وسلم يعظهم بالايات ويقرعهم بالمعجزات» حتى استقام من أراد الله توفيقه من سائر اهل الديانات» فبلغ المحكمات وأوضح المشكلات وزجر عن القول في الدين بالشهوات» ‎YY‏ فختم الله به النبيين وأكمل به الدين وأوجب به الحجة على العالمين› صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وإخوانه المرسلين وأوليائه المؤمنين› ثم جلس» ثم قام وقال: الحمد لله الذي نستعينه ونستغفره ونؤمن به ونستهديه ونستنصره ونبراً من الحول والقوة إليه» ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ال فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون؛ الله ربنا والإسلام دیننا ومحمد نبينا والكعبة قبلتنا والقرآن إمامنا» رضينا بحلاله حلالاً وبحرامه حراما لا نبتفي به بدلا ولاعنه حولاً ولا نشتري به ثمناء لا حكم إلا لله اتباعاً لكتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وخلافا لأهل البدع؛ لا حكم إلا لله خلعاً ولبدا وفراقا لجميع أعداء اله لا حكم إلا لله ولو كره الصادون الحاكمون بغير ما أنزل الله. وأشهد أن من لم يحكم يما أنزل لله فأولعك هم الكافرون والفاسقون والظالمون؛» اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدا وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وبا ركت ورحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد» اللهم وصل على الخليفتين المبار كتين والمهاجرين والأنصار والتابعين لهم باحسان» اللهم وارحم الشراة في سبيلك هل الفضل في الإسلام اللهم وصل على الخليفتين المباركين بعد نبيك محمد أبي بكر وعمر بما عملا به من كتابك واثراه من سنة نبيك» اللهم واصلح الأمير يوسف بن محمد أصلحه وأصلح على يديه ووفقه للخير وأعنه عليه» وافتح له من عندك أعواناً وأتصاراً على طاعتك . اللهم أعزز به الإسلام وأهله واذلل به الكفر وأهله أنصره نصرا عزيزء وافتح له فتحاً يسيرا» وهب له من عندك سلطاناً نصيرا» كفى بك وليا وكفى بك ۳۳ - نصيرا.. اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنواء ربنا انك رؤوف رحيم» ثم قرأ قل هو الله أحد ثم نزل. قال بكر بن حماد الشعبي' يعتذر إلى الإمام أبي حاتم يوسف بن محمد رحمه الله ورضي عنه: ومؤنسة لي بالعراق تركتها وغض شبابي في الغصون نضير فقالت كما قال النواسي قبلها عزيز علينا أن نراك تسير فطال علي الليل وهو قصير أبا حاتم ما كان ما كان بخضة ولكن أتت بعد الأمور أمور فاكرهني قوم خشیت عقابهم فداريتهم والدائرات تدور وأكرم عفو يؤثر الناس امره إذا ما عفا الإأنسان وهو قدير وقال أيضا: ماذايدبررينافي أمره سبحانه في أرضه وسمائه رد الملوك إلى محل قرارهم مستبشرين بفضله وعطائه ا( لعله الشيعي. ٤۲۲ ۔ وتبارك الله اللطيف بصنعه ما أغفل الثقلين عن نعمائه رفع السماء بلا عماد بين والبحر أمسكه على أرجائه لولاه فاض على العباد بموجه وعلى الجبال الراسيات بمائه إن المتوج يوسف بن محمد تتزين الدنيا بطول بقائه أخذ البلاد بسيفه فاستسلمت وبعدله وبفضله وسخائه في أخبار مهدي رحمه الله أن مهديا أحد من صد مکائد نفاث ومنع كثيرا من تلك الأحداث» قلت في هذا الخبر تناقض واضطراب . في كتاب الشيخ أبي زكريا يحیی بن أبي بكر رضي الله عنه» أن مهدیا رحمه الله إنما استشهد بمدينة طرابلس في أيام كان الإمام عبد الوهاب رضي الله عنه محاصرا لهاء ونفاث إنما نجم بعد الإمام عبد الوهاب في أيام الإمام أفلح رضي الله عنهء وعليه قرا بتاهرت وسعد بن أبي يونس» وخبرهما ظاهر في الكتاب المذ كور فكيف كان مهدي صادا لمکائد نفاث» والنفاث إنما نشا في أيام الامام عبد الوهاب . - ۲o ذکر حلقة العرّاية ذكر لمع من سيرة الحلقة وما ينبغي لأهل الطريق والعزابة أن يأتوا به ويعملوا به مما رتبه أبو عبد الله محمد بن بكر رضي الله عنه» ول ذلك من سمّى من أراد الدخول في طريق المبتديين العزابى» وذلك إذا اعتزل العوائق الدنيوية وأول ما يتخلى عنه حلق الشعر ولا يتركه يطول» والعزابة من شعارهم عدم الشعور ومنها ألا يلبس ثوبا مصبوغا الا البياض» ولا باس بعلم الطرفين والطراز ما لم يتفاحشاء ثم أن اقتصر على عباءة أو ملحفة لم تشنهء وكان اليق وإن كان ذلك على قميص کان أكمل ولا سبيل إلى اقتصاره على قميص أو قمیص دون اشتماله والتحافه وارتدائه› وإن اعتم فالتحى على ما جاء في الأثر» وليس لبس العمامة بضربة لازب» لا بأس باستغنائه عنهاء وان اقتصر على العباءة أو اللحاف غطا رأسه» وألقى الطرف الا على من هدب الحاشية من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر لا يلقى الهدب كله من الجانب الأيسس فان ذلك مؤد إلى انكشاف العورةء وأهل الحلقة صنفان آمر ومأمور» فالامر اثنان شيخ الحلقة والعريف» والعريف صنفان: منفرد وغير منفرد» فالمنفرد اثنان : عريف أوقات الختمات والنوم› وعريف الطعام› وغير المتفرد العرفاء من حملة القرآن منهم من يكتب عليه طلبة القرآن ألواحهم ويصحونها عليه ويحفظونها» وعريف على أوقات الدراسة يكون واحدا ويكون اكثر إنما ۲ هو على قدر الاحتياج إليهء والمامور ثلاثةء طلبة القرآن وطلبة فنون العلم والأدب والعاجزون» ولجميعهم أوقات يختص بهاء منها الشيخ يتعلق به الجلوس لطلبة فنون العلم في وقت معلوم ليأخذوا عنهء ومنها الجلوس باثر الختمة للجواب عن الاسعلة في أي فن كان وليذ كر تلاميذه فيما حصلوا قبل ذلك ويستفيد من حضر وتختص غداة يوم الجمعة بذ كر شيء عن التذ كير والوعظ» ومنها الاستفتاح وهو قيامه في ثلث الليل الأخر أو في ربعه الأخر فياتي إلى موضع الاستفتاح فيستعيذ ويبسمل ويقرا فاتحة الكتاب ويبتدئ من حيث انتهى مجلس الاستفتاح من الليلة التي قبلهء وينبه كل نائم فمنهم من يقرا معه في المجلس ومتهم من يخرج فيقراً وحده» فإذا أذن مؤذن الصبح قطعوا القراءة ويدعون كالعادة من بعد العشاى ومنها أن يجمعهم يوم الجمعة وكذلك في يوم الاثنين والخميس فيحض ويذ كر ويورد أمثالً حكيمة وحكایات زهديه» ثم يفحص جميع من حضر منهم» ويسأل عن أحوالهم ويقلد من العرفاء من حمدت افعاله فاستحسنت»؛ ومن عيب عليه شيءِ من أحواله» فإن كان كبيراً فالى الخطةء وان كان صغيراً فيؤدب» ويختارون زاوية تكون موضع لتأديبهم› ثم يجتهد الشيخ في عدد ما يجلدء ومنها إذا قدم قادم من بلد قريب أو بعيد فلا يخلو أن یکون عابر سبیل أو طالبا لإقامة والدخول في زمرة هل الحلقة» فيشاور الشيخ في كلا الوعين ويستاذن في شانهماء» فإن کان عابر سبیل فله حظ فیما فتح الله به من المأكول غير المد خر ولا يخفى عليه ملازمة الأوقات» ولا شيء فيها يدخر من الفتوح» وإن كان يريد الدخول في الحلقة استأذن الشيخ في شانه ويبحث الشيخ عن أحواله فان سمع منه نقيصة أو مذمومة فالطرد لا غير وإن لم يسمع إلا الخير فليدخل مع أهل الحلقة له ما لهم وعليه ما عليهم فإن تعذر الاطلاع عن أحواله لبعد الدار فليتوقف حتى يتبين أمره ومنها أن إليه تولية عرفاء الاوقات والاذن فيما يشتري أو يباع أو يدخر ومنها الاذن فيما يفتح الله من اغتلالات الأوقات بقسمة أو غيرها ومنها أنه الحكم بين المختلفين والمنصف بين المتباغضين فيأخذ من الظالم للمظلوم ومن المسيئع للمحسن» والعريف المتكلف بالختمات والأوقات يتعلق به ترصد حزب الغدو في المجلس الذي يعقبه المذاكرة فإذا كمل أو كاد دعا جميع من في المسجد إلى الختمة يؤمنون على دعائه وأهل المجلس فيدعو اسنهم ويدور الدعاء فإن انقضاء الدعاء وتخلف أحد» فالخطة فإذا كان وقت الضحى نادى بنوم الهاجرة فإذا ناموا وتكلم أحد بحيث يؤذى النائمين فالخطةء بل أن أبى أن ينام بغير عذر كان تركه النوم بغير عذر ذريعة إلى ترك القيام بالليل ويحتم عليه بالنوم والا فالخطة وعند غروب الشمس نادى بالختمة فيجتمعون على اكبرهم فيدور معه من يليه في السن والمعرفة ويكون أن قلوا ثلاثة وان كثروا عشرة لا يجاوزنهاء والوسط بين التحديدين فإذا استداروا وذ کروا لله قرأ قارئان آية من القرآن» ثم يدورون الدعاء كالعادة ويؤمن من حضر ومن تخلف فالخطةء ثم إذا صلوا صلاة العشاء وقرؤوا ما يسر الله وحان وقت النوم ولم تكن ليالي الاحياء نادى بالدعاء وهي ختمة ليس بأ في أكثر والمتعارف إن حضورها على الكفاية ويدعون دعاء خفيفاً فإذا دعوا فالمستحب الذي وصفه الشيخ أبو عبد الله أن يكون يبدا أفضحهم كتاباً في الوعظ فهو الأولى وإلا ففيما فتح الله ويسر ويقراً قليلاً بحيث يستمعون وهم مجتمعون» ثم يدعوا وينادی بالنوم فإذا ناموا وتكلم أحد أو تحرك إلا أن يكون في مطالعة كتاب بعيد من النائمين› فما على المحسنين من سبيل» والعريف المتكفل بالطعام له حدود يقف ۸٣ عندهاء وذلك أن الطعام لا يخلو أن يكون في موضع مألفهم أو في غیره خارجاء فما کان خارجا لا يخلو أن يكون في موضع عزابي أو موضع دنياوي» فإن كان في محل دنياوي حفز عنهم كل الحفز في ملازمة التحفظ وأفراط الحذرء وجعل الشعار بينهم حسان أو حسان بن ثابت؛› أي أحسن آدابكم وأخلاقكم وهي كلمة يقولونها مهما دخل عليهم غير الصنف تحذيرا أن يطلع على ما يعيبونه عليهم» وان كان في محل عزابي لم يتحفظوا كل التحفظ بل يميلون إلى ضرب من الإدلال وينبسطون بعض الإتبساط ويحسنون الظنون» فلا يتحشمون في اقتراح طيب الطعام وازدياد الادم ونحو ذلك مما يتعلق بالعريف . ومما يتعلق بالعريف في كلا المحلين أن يرتب جلوسهم فن غاب أحد نهاه وأوصاه فإن عاد فالخطة فإذا اعتدل جلوسهم دعا بالماء وغسلوا بعد اشتمالهم الشملة المعروفة عند حضور الطعام وهو أن يخرج طرفي ثوبه على صدره بعد أن يدير كل طرف فوق العاتق الذي يليهء فيبرز اليدين ولا يكشف شيعا من البدن ثم يأكلون اكلا معتدلا فمن نهم أو كبر عيب عليه في غير ذلك الموضع وحذر أن يعود فإن عاد فإذا طعموا تفقدهم العريف فإن وجد منهم من يده في الطعام انتظره فإذا فرغوا أُذن في الإتصات إلى الدعاء ثم يؤذن من حضر فيدعو وان کان الطعام في موضع مالفهم فلا يخلو أن يكون مما لا بأس بقسمته أو مما ينبغي فيه مشاركة الأيدي في المؤاكلة. ثم لا يخلو أن يكون مما يعالجه وحده أو يحتاج فيه معينا فن کان مما کان يحتاج فيه معینا استعان بمن استحسن فن أبی من غير عذر فالخطةء لكن ينبغي ألا يخص بذلك من يعلم منه كثرة الأنقطاع إلى الدرس والمطالعة فيضع الشيء في غير موضعهء وإن كان مما لا ۲۹ بأس بقسمته قسم على العادة المعروفة بذلك القطرء والذي تصلح فيه إما متكررا معلوماء وإما نادراء فا لنادر يؤكل بلا شريطة وقت والمتكرر كالفاكهة في أيامها والتمر وله شروط منها أن لها وقتين عند الضحى عند استكمال كتابة الالواح وتصحيحها وبعد العصر بمدقار ما يقرا فيه اللوح مرة أو مرتين» فإذا كانوا طوائف فإن من الشرط أن يكون في كل طائفة عريف يكون اسنهم وأنبههم لا تعدو عرافته ذلك الحال فيبتدئ فيلقي ثلاث مسائل في آي فن كان ثم كذلك ميامنة ثم على اليمين حتى يكمل الدور فإن وقف أحد امسك المبتدئ يده ومنعه الا تاكل» تاكيدا وتاديبا وردعاً وتحريضا على تحصيل الفوائد فإن نسي قبل منه ولو بعد حين واطلقت يده» ومن شأن هذين الوقتين أن يتفقد العريف الألواح فإذا صحح آخر لوح منها دعا إلى الطعامء وبعد العصر بقدر ما ذكرناه فإن أجابه أكل» وان تأخر فلا إثم عليه» وإن كانت نافلة فينبغي للعريف أن يعرف بها لا يستخفى النطق به فقد يكون من الغرابة من له شوق إلى تلك النافلة فإن امتنع بعد لم يتعلق منه بالعريف إِثم› والعرفاء من حملة القرآن أن يرتبط بكل واحد منهم جماعة من اهل الألواح وطلبة القرآن يملي عليهم ويصحح الواحهم ويأخذهم بالحفظء والجماعة التي ترتبط بكل حافظ يكون أكثرهم عشرة واقلهم اثنين» وهذا بحسب الإختيار في الأمر الأشهر العام» وأما مع الضرورات وعدم الرجال فلا حد لأكثرهم ولا لأقلهم؛ فإذا كان وقت الضحى وتهيؤوا للكتابة كان لكل جماعة منهم نقيب يحفز على أصحابه ويجمعهم ويستدعي العريف فإذا حضر استاذنه ميامنة في حفظ ما کتب امس ٹم يحفظون على اليمين فإذا حفظوا كلهم استأذنوه في الاستملاء وأملى عليهم فإذا توقف أحدهم حين الحفظ فإن كان مبتدئا قبل له خمس عثرات فإذا كان فوقه إلا أنه في أول قلم أقبل له ثلائةء وان كان في الاعادة فعثرة واحدة؛» فإن زاد فعلى ما يجتهد فيه العريف والمعروف الأشهر أنه إذا كان صغيراً فالزاوية والجلد» وان كان كبيراً فالخطة والطرد» فإذا ارتسم بعريف فليس له أن ينتقل إلى غيره الا بإذنه» وإن تخلف أحد بغير عذر حتى يحفظ أصحابه ویکتب سطرا وبعض سطر فالتادیب قد تقدم تفصيله› وإن قبل ذلك ويخه العريف ثم يصفح عنهم فعليه أن يحشرهم احيانا فيما حفظوه» ليعلم كنه أشغالهم ورغبتهم واجتهادهم فإن وجد حفظاً ركيكا فإن كان ذلك لقلة فهم التلميذ وضيق باعه وعلم أن ذلك أمر سماوي أمره بالإعادة» وإن كان التلميذ ذكيا فهما وعلم أن ذلك لحب البطالة وترك الدراسة اجتهد في تعذيره» ولذلك يسال الشيخ عن احولهم حين التفحيص يوم الاجتماع فلا ينبغي له أن يقول من ذلك الا ما علم كل واحد منهم عرفاء أوقات الدراسة فيتفقدون أصحاب الألواح بين الظهر والعصر فإن ابطا أحدهم ابطاء لا يعذر فيه فالخطة› وان اشتغل بما يلهيه عن قراءة لوحه فالخطةء وبين المغرب والعشاء أن غاب أو أبطاً واشتغل بما يلهيه عن قراءة لوحه فالخطةء وإن قام إلى طعام اختيارا أو نجوا فالخطةء ووقت الاستفتاح إن نام أو تناوم أو اشتغل بغير الدراسة ولم يكن له عذر فالخطةء وبين صلاة الجمعة والعصر إن غاب عن الحضور لاجتماع قراءة كتاب المواعظ فالخطة» وقد قلت أن غير الأمر ثلائة على ما فصلناه فطلبة القرآن يقرؤون ألواحهم بين الظهر والعصر حتما بعد العصر استحباياًء وصفة هيآتهم أن يشتملواء فلا يظهر من أجسادهم شيء ويسندون الواحهم إلى الأساطين ويقابلونها غير مستندين» وقد أبيح لهم الاستناد في غير هذين الوقتين والأفضل للصغار ترك الاستناد لا يتعرضون لغير شانهم غير دراسة القرآن إلا ما قد عناهم من العبادات ۳ - وفرائض الإسلام كالطهارة والصلاة والصيام وما أشبه ذلك» فإن امتدوا إلى غير ذلك كره مشى الغراب مع الحمام على أن من كان ذا فهم ذکي وقلب لوذعي واعطاه الله قدرة على تحصيل هذا وذا فلا باس بازدياد الخير وطلب العلوم» وأما طلبة الادب فإن اتفق أن يكونوا أصحاب لويحات صغار في السن فينبغي لهم التاسي بطلب القرآن في تركب الاستنات› وأما طلبة أصحاب الكتب فشأنهم الاستناد في أركان المسجد والأبواب والأساطين وحيث استحسنواء ولهم أن يجتمعوا للبحث والمناظرة مالم يفض لهم ذلك إلى توغير الصدور ويكون هذا دأبهم ولا بد أن يكون لهم وقت معتاد للحضور على الاساتيذ ثم إذا كانت ختمة القرآن وحضر الشيخ فإن هنالك طرقاً كلها وذلك أنهم إما أن يتداولوا وضع السؤال يوماً يوماً فمن لفظت إليه النوبة يسال وإما أن يسأل أفصحهم لسانً وأكثرهم بيانا» وإما أن يسال أكثرهم احتياجاً لضرورة نزلت أو حاجة وقعت» ثم إذا ألفى السائل فإن كان الجمع بدا فسأل الشيخ ثم من عن يمينه» ثم يعيده الثاني إلى الشيخ للتخفيف والاختصار» وإن كان الجمع دون الاحتفال ولا سيما إن كانوا أمائل فإنه يريد السؤال ويحيل كل مسؤول على ميامنه حتى يدور السؤال إلى الشيخ؛ فإن علم أن في المجلس من هو أعلم منه في تلك المسالة أذن له في الكلام؛» فإن أبى تكلم بما عنده وللسائل أن ينبهه إذا غفل ويذ كره إذا نسي» ويفتح له إذا ارتج» ويوضح إِذا احتاج إلى زيادة إيضاح أو علم من الحاضرين استزادة كشف ثم يسأل كذلك من شاء ویبحث کیف شای ومن أراد الققيام فلا يقوم حتى يستأذن من يليه فإن أذن له قام وان لم ياذن له أقام› وإذا حضر غير الصنف فيكره إيراد ما يستبشع من المسائل الشواذ التي تضل العي وتجعله ينسب الرشد إلى الغي» فإذا هم الشيخ القيام ركع وركع أصحابه ۳۲ ركعتي الضحى وشيعوه تكرمة له وتانسا به وإن ثقل عليه ذلك تركوه ولم يشيعوه. وأما العاجزون فأنواع فالله حسيبهم فيعاقبهم فمنهم الطرد والعميان والزمنى والهرمون وذو الافهام القاصرة وربما استعمل فالحق نفسه بهؤلاء وفيه قدرة فهؤلاء شأنهم إصغاء الأسماع ليحصلوا الفوائد والأخلاق الحميدةء ويظهرون التلهف والاشتياق وعليهم حفظ السير والمحافظة على الأوقات وإن اجهدوا أنفسهم» وزادوا ظفروا ببعض ما ارادوا» وأما الزمنى والعميان فقد نطق بعذرهم القرآن» وأما القاصرون الفهوم فمنم القانط التارك الملوم ومنهم من الاياس عنده معلوم» وقال الشيخ أبو العباس أحمد بن سعيد رحمه الله وقد شاهدت متهم رجالا فلم أذم لأكثرهم أحوال وذلك أني دخلت حلقة وارجلان حرسها الله تعالى سنة ستة عشرة وستمائة في ربيع الأخر منها في أول ما وجب علي الصوم والبال خالي من الهم وكنت اعجب ممن ينفرد فلا يجتهد ومن يخلو بالمفيد كيف لا يستفيد» وكان لي إذ ذاك فهم ازرى بذلك الآن شغل البال وتغير الأحوال» وكنت أزدري بأكثر أولعك» وذلك لحدث سني وأنا الآن استغفر الله من ذلك» فمنهم رجل يسمی أبادونواس من بعض قراء نفزاوة س سبقني إلى الحلقة بأعوام والغالب على ظني أني وجدت لوحه في سورة الفيل» ومات في سنة سبع عشرة ولم يستكمل سورة أخرى ولم يدع من جهده شيعا وهل سمعتم بایزمر المصعبي كنت سمعت به قبل دخولي وارجلان وما رزق من الاجتهاد مع فهم غير قابل فوجدته في وارجلان وفي لوحه اوامر بالتقوى يكررها أياما كثيرة وحینذ ترسخ في صدره ولا ترسخ فیعیدها وأقمت بوارجلان حولین کاملین وشهرين ثم انصرفت وتركت في لوحه والضحى والليل وهو في أثناء - ۳۳ ذلك لم يال جهداً وقد سبقني إلى الحلقة بستة اعوام أو بثمانية الشاك مني › وهل سمعتم فیها بسلیمان بن حریز لم يزل يكرر ويعيد سورة الأنبياء مدة إقامتي بوارجلان» وخرجت ولوحه فيهاء وبلغني أنه لم يزل يكررها منذ ثمانية وعشرين سنةء فأما هذا فغير بعيد أن يذهب إلى التقصير والتضييع» والغرض أن اعلمكم أن من لم يأل جهدا فماجور وإن لم يحصل وأن المفرط المضيع راض لنفسه بفوت الحزم واكتساب الاأثام وسخط العالم» وينبغي أن تكون خدمة الطعام من هؤلاء الذين لم يفتح الله عليهم بشيء ولم يشرح صدروهم للعلم» لكن ينفعهم الله بخدمة أهل الخير ويوفيهم أجورهم» ووقت الراحة والتصرف هو آخر النهار يتصرف فيها إلى المواضع التي لا ينكر التصرف اليها كمواضع المياء ومواضع الأشجار وأمثالها من الأماكن التي تتفسح النفوس فيها وتفرج» فن في ذلك استجماعا للخواطر وجلاء للنواظر ولا بأس بذلك ما لم تضاف فيه مرور النساء وأهل الخساسات فلا سبيل حينئذ إلى ذلك» والإكثار من التصرف في الطرقات والأسواق يكره فإن دعت ضرورة فليكن في طريق نافد ووقت لا تظن ريبة» ووقت أكل معايشهم التي ينفرد بها کل واحد منهم بعد صلاة العتمةء إما كل واحد وحده وإما مع من یرافقه ويشترط التخفيف ولا ينفصل الا بعد الدعاء» ويشترط في إنكار المنكر تقديم الشيخ أو إذنه ووقت إنكاره متى ظهر ولا ينحصر في وقت غير ظهوره» والأوقات المستحب فيها التأهب للصلاة معروفةء وهو أن تكون بمقدار ما يستبرئ ثم يتوضأء ثم يدرك صلاة الجماعة ويشترط فيه بعد الأثر وإعداد المدر» وأوقات صلاة النوافل ليل ونهارا معروفة وهي خمسة تسليمات بالليل ومثلها بالضحى وهذا هو الأفضل وإن زدت فلك وإن انقصت فلا إثم عليك» ولصلاة الليل شروط من إطالة القراءة واختلف في ٢٤۲۳ - إسرارها وإعلانها فقيل الاأعلان أفضل إذ فيه ايقاظ للنائمين› وقيل السر أفضل إذ فيه بعد عن الريا للمخلوقين وهذا بحسب الأحوال› والأولى والمستحب إخفاء العبادة والنوافل التي تصحب الفرائض معلومةء وأوقات الصوم المستحب كيوم الجمعة ويوم قبل ويوم عرفة ويوم عاشوراء وأيام البيض الثلاثةء ومن أدب أهل الطريق وأحوالهم ألا يتكبر لمتواضع ولا يتواضع لمتكبر ولا يخالط أهل الدنيا ولا يجلس إليهم إلا أن دعت إليه الضرورة لا يجدون ما يجلسون إليه يستفيدون مصلحة في دينهم» والكبير اعذر في مخالطتهم من الحدث فإن الكبير أهل أن يهديهم والحدث أهل أن يضلوه» ومن نهى عن الإ كثار من ذلك فلم ينته فالخطة . وينبغي أن تعلم أن المؤاخذة على العثرات وإلزام الذنب في الخطيئات إنما هو بحسي أصحابهاء وهم طبقات فالكبير المبتلى أحسن به الظن وأحسن معه العبادة وعيب عليه سماجة زلته بألطف قول وألطف إشارة› ومن دونه فإن كان في الطريق راسخ القدم واخذته على الصغيرة والكبيرة واستعظمه لغيره ونظيره وإن يكن غير ذلك تجافيه عن النقير لا التنفير وكثيرا ما رأيت المشايخ يشبهون الصنفين بالماء واللبن» ومما ينبغي للشيخ أن يتفقد أحوال التلامذةء فمن كان منهم موسرا نظر له فیمن يتبرع له بالخدمة والاطعام . ولو استقصينا جميع الحدود وقع السأم دون بلوغ الغاية وفيما ذكرنا إن شاء الله كفاية. ١) عند الإمام أبى عبيدة؛ لا يشترط لصيام يوم الجمعة صيام يوم قبله . ٥۳ - ذكر عض الكثب الإباضية ذكر ما وقفت عليه وسمعت به من تاليف أصحابنا من ذلك تاليف أهل المشرق كتاب الربيع بن حبيب المعروف بالمسند» وحفظ أبي صفرة عبد الملك بن صفرة وهو المعروف عندنا بكتاب وكتاب أبي سفيان محبوب بن الرحيل» وکتاب محمد بن محبوب یذ كرون آنه سبعون جزءاء ورأيت أنا منه جزءا واحداء وكتاب الدعائم لأحمد بن النضر من التأليف القديمةء ومدونة أبي غانم» وكتاب التقييد لابن بركة يذكرونه ولم أقف عليه وكتاب مدح العلم وأهله لهء وكتاب الجامع وقفت عليه في سفرين» وجامع بن جعفر في سفرين» وكتاب التخصیص لأبي بكر الأ كوي« سفر» وحل ابن وصاف في سفرين كبيرين أو في أربعة أسفار» وجامع الشيخ أبي الحسن يذ كرون أنه وصل المغرب» ولم أره ولم أر من رآه» ومختصر الشيخ أبي الحسن وهو المعروف بسبوغ النعم في سفرء وكتاب الدلائل والحجج وهو المعروف عندنا بالحضرمي سفر. ويذ كرون كتاب النور لأهل المشرق" ولم أقف عليه والضيا يذ كرون أنه في النسخة الكبيرة التامة خمسين جزءا أو سفرا ووقفت على ثلاثة ١) الصحيح النزوي. ٢( لابى عبد الله عثمان الأصم النزوي . ۲ أسفار منه كل واحد منها ضخم كبير» ويذ كرون مقطعات أبي سعید ولم أرها ولم أقف عليها ويذ كرون من تأليف المتاخرين كتاب كشف الغمة في اختلاف وكتاب ابن عباد المدني من أصحابنا» وكتاب سالم بن الهلالي» وسير الشيخ علي بن محمد بن البسياوي وقفت على ثلاثة منهاء وكتاب صفة أحداث عثمان ومعاوية سفر» وکتاب تفسير الخمس مائة سفر» وكتاب اختلاف الفتياء ومن تأليف أصحابنا أهل جبل نفوسة كتاب عمروس بن فتح؛» واللقط وقفت على أربعة في أربعة أسفار كلها لأهل الجبل» والجناوي في سفرين» وكتاب الوضع؛ء ومن تأليف المتاخرين منها الإيضاح للشيخ عامر بن علي في ثلاثة أسفار في الفقه رأيته وقرأته» وللشيخ اسماعيل بن موسى القواعد في سفر وشرح قصيدة أبي نصر النونية المعروفة بالعقيدة في ثلاثة أسفار ووقفت عليهاء ومن تأليف أصحابنا أهل المغرب التفسير الذي لهود بن محكم * الهواري في سفرين كبيرين» وجوابات الأئمة عبد الوهاب وابنه أفلح وابنه محمد بن أفلح بن عبد الوهاب سفر تام» وكتاب الشيخ أبو سليمان داود بن يوسف سفر وكتاب الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف في الكلام مجلدان» الأولء والثاني ولم أقف على الأول وكتاب الشيخ أبي خزر رضي الله عنه في الكلام رأيته» وكتاب الشيخ أبي زكريا يحیى بن أبي بكر في السير وهو المعروف بكتاب المشايخ وهما مجلداتء الأول والثاني وقفت على الثاني منهما في بلاد أريغ› ویذ كرون کتاب أبي عمران موسی بن أبي زكريا ولم أقف عليه› ولأبي العباس أحمد بن محمد بن بكر رضي الله عنه تاليف كثيرة منها جامعه المعروف ١) لعله للقلهاتي» صاحب كتاب الكشف والبيان . ٢) الصحيح سالم بن ذكوان الهلالي . - بأبي مسالةء ومنها كتاب تبيين أفعال العباد سفر كبير» ومنها كتاب السيرة في الدماء رأيت منه سفراً واحدأء وكتاب الأصول رأيت منه ثلائة أسفار» والكتاب الذي ذكرته مبيضا في الألواحء وكتاب الأشياخ أعني الديوان يكون في ستة أسفار صغار وثلائة كبار» ولأبي عمار رضي الله عنه كتاب الموجز وكتاب شرح الجهالات سفر آخر له ولأبي عثمان السؤالات» ولأبي يعقوب يوسف ابن إبراهيم العدل والاتصاف والدليل والبرهان وكتاب الترتيب وله في تفسير القرآن كتاب عجيب رأيت منه في بلاد ریغ سفرا کبیرا لم أر ولا رأیت قط سفرا أضخم منه ولا أکبر منه وحزرت أنه يجاوز سبعمائة ورقة أو أقل أو أكثر فيه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران وحزرت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدور في لغة أو اعراب أو حكم مبين أو قراءة ظاهرة أو شا ذة أو ناسخ أو منسوخ أو في جميع العلوم فإذا ذكر آية يقول قوله تعالى إلى آخره فأول ما يذ كر إعراب الآية ويستقصيه ثم * يقول اللغة فيستقصي جميع تصاريف الفعل من الكلمة ثم الصحيح في حدیث رسول اله صلى الله عليه وسلم فيسوق الرواية من كتاب الربيع بن حبيب المعروف بالمسند» ثم يسرد في السند أبو عبيدة عن جابر ويذ كر الحديث ولقد استقصى الاختلاف الذي في الامام في قوله : إِنى جاعلك للناس إماماء فذكر مقالة الرافضة والغالية وذكر مقالات النكار وغيرهم من جميع الفرق» ولعمري إن فيه لعلوما جمة ولقد ذاكرت أمره مع بعض الطلبة المميزين هناك فقال لي لو وجدت هذه التأليف كاملا لأسترخصته بخمسين ديناراء ولكن من ضعف بخت أهل هذه المذهب وقلة اكتراثهم بشيء غفلوا عنه حتى أنه لم يعلم به أكثرهم› وکتاب ۳۸ بالمعلقات في أخبار أهل الدعوة لم أعلم مؤلفه» وجوابات الشيخ أبي يعقوب يوسف بن خلفون ورسالته إلى أهل جبل نفوسةء وکتاب الطبقات لأحمد بن سعيد الدرجينيء وكتاب الفرائض لأبي عمار› وكتاب المناسك لأبي زكريا يحيى الأبدلاني . - ۲۹_ خاتمة في ذكر الموت أعلم أن الموت لازم لجميع الاحياء ولجميع من له روح يتنفس ولا بد من ملاقاته والحازم اللبيب يستعد له قبل موافاته» قال الله عز وجل: لل كل نفس ذائقة الموت 4. وقال تعالى: ل قل يتوفاكم ملك الموت الذي وؤكل بكم 4 وقال سبحانه ل حتى إِذا جاءِ احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من بيت في الانيا من شعُر ولا مدر إلا وملك الموت يقف على بابه في كل يوم وليلة خمس مرات يعرف عدد أهله ويتصفح وجوههم فإذا وجد الإنسان قد نفد أكله وانقضى أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته كرباته وغمرته غلواته فمن أهل بيته الناشرة شعرها والصاكة خدها والصارخة بويلهاء فيقول ملك الموت عليه السلام: ويلكم مما الفزع وفيما الجزع والله ما أذهبت لواحد منكم رزقاً ولا قربت له أجلاً ولا أتيته حتى أمرت ولا قبضت روحه حتى استأمرت» وان لي فيكم لعودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحدال قال النبي عليه السلام: والذي نفس محمد بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم حتى حمل الميت على نعشه رفرف روحه فوق النعش وهو ينادي: يا أهلي ويا أولادي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي» جمعت المال من حله ومن غير حل ثم ذهبت عنه وتركته لغيري فالهناءة له والتباعة علي › فاحذروا 6 مثل ما حل بي» قال صلى الله عليه وسلم : أكثروا ذكر هادم اللذات فإنكم إن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم» فرضيتم فأجرتم وان ذکرتموه في غنى بغضه اليكم فجدتم به فاثبتم» أن المنايا قاطعات الأمال والليالي مدنيات الأجال ». وقال صلى الله عليه وسلم: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت »›ء وأعظم ما وعظ به المرء نفسه وداوى به قلبه ذكر الموتء وقد عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثواب ذكر الموت» قالت عائشة رضي الله عنها: هل يحشر أحد مع الشهداء؟ قال: نعم من يذ كر الموت بين اليوم والليلة عشرين مرةء وكيف لا يعظم ذكرها وهو قاطع الأمال وخاتم الأعمال وهادم اللذات وقاطع الشهوات. وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من میت يموت إلا وله خوار يسمعه کل شيء إلا الإنسان فإنه لا يسمعه ولو سمعه لصعق»»› قال الله عز وجل ل ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت 4 وهذا إخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحال الظالمين عند الموت» أي ولو ترى يا محمد كيف يغمرهم بغمراته ويغشاهم بسكراته» وملائكة رب العالمين باسطو أيديهم إليهم بالعذاب المهين»› يقولون لهم على جهة الوعيد والتهديد أخرجوا أنفسكم» أي خلصّوا أنفسكم من العذاب المهين اليوم تجزون عذاب الهون› وذلك أن الملائكة يقبضون روح الكافر ويعدونه النار» ويشددون عليه. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةء أي ولقد خرجتم من الدنيا فقراء عراة لا مال معكم وترکتم ما خولناکم وراءِ ظهورکم أي وجدتموه فيها وتركتموه فيها ولم يصحبكم منها شيء؛ وقال صلی الله عليه وسلم: «تركت فيكم واعظين ناطق وصامت فالناطق ١ لقرآن والصامت الموت»» وقال صلى الله عليه وسلم: «لو تعلم البهائم ما ٢۲ علمتم من الموت ما أكلتم منها وقربك من الله ومنزلتك عنده على قدر حبك الموت وذكرك له فإذا سكن ذكر الموت قلبك واستولى عليه انتج لك ذلك رفض الشهوات البهيمية . قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره عبدي لقائي كرهت انظر كيف ذم اله أقواما كرهوا الموت» وقال « ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة»» وقال سبحانه ذمّا لليهود: ل ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود أحدهم لو يعمُر ألف سنة 4% وأحسبك لا تفهم من الموت الا امتداد الجسم وانقطاع الحركة وهمود الأعضاء وانقطاع النفس والغسل والكفن والدفن وبكاء الأهل وتحرقهم إلى غير ذلك من الأمور المشاهدة بالحس» فهيهات ما أبعدك من التحصيل واحوجك إلى التفصيل› أعلم أن الموت الذي عظم الشارع ذكره واستعظم المحققون العارفون شأنه وأمره على ثلاثة معانء المعنى الأول وهو أيسرهاء وأخفها ما يكابده الميت عند خروج روحه من الالام والأهوال العظام والشدة ومرارة المذاق وتقلقل الروح في الصدور وخروجه وإليه الاشارة بقوله تعالى : ل ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت 4 وبقوله تعالى : ل فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون 4› وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول حين حضرته الوفاة: «يا جبريل أشفع لي إلى ربي يهون علي » ويمد يده ويقول أن للموت لسكرات» وقيل الموت أشد من وقوع مائة ضربة بالسيف الكليل› وقيل كمن ادخل في جوف الإنسان شوك الهراس ثم ادير فيه حتى علقت كل شوكة بعرق من عروقه ثم جبذ جبذا قویاء وقال عبد الله بن عمرو بن العاص حين حضرته الوفاة: يا أبت كثيرا ما اسمعك تقول: إني لأعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله كيف ٤٢٤۲ ۔ لا يصفه؟ فقال: يا بني أن الموت أعظم من أن يوصف وسأصف لك سم إبرة ولكان في جوفي الهراس ولكأن السماء انطبقت على الأرض وأنا بينهماء ثم قال : اللهم إنك أمرتني فتركت» ونهيتني فركبت ولا يسعني إلا مغفرتك» ثم قال لولده: إذا أنا مت فلا تبكين علي باكية ولا يغالى وأكثر من زيارة قبري واستغفر لي . وصار إليه من خاتمتك والخاتمة تابعة للسابقة وعلم الله السابق نافذ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب مسرور مغبون لا يشعر الويل لمن له الويل وهو لا يشعرء يأكل ويشرب ويضحك وهو في الكتاب من وقود النار» وفي حديث عبد الله بن عمر قال: خرج علينا رسول الله هذان الكتابان؟ قلنا: لا يا رسول اللّه. فقال: أما الذي في يميني بسم الله الرحمن الرحيم» هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء إلى يوم القيامةء والكتاب الذي في يساري هذا كتاب من رب العالمين بأسماء ُهل النار وأسماء آبائهم وعشائرهم وعددهم قبل ُن يستقروا نطفاً في الأرحام إذ هم في الطينة مجندلون فليس بزائد فيهم ولا ناقص منهم إجمالا من الله تعالى عليهم إلى يوم القيامةء فقال عبد الله بن عمر: ٣٤ - ففيم العمل اذا يا رضول الله؟ فقال: اعملوا فكل میسر لما خلق له سددوا وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل وصاحب النار يختم له بعمل أهل النار وان عمل أي عمل؛ وقال صلى اله عليه وسلم : «إذا وقعت النطفة في الأرحام أوحى الله إلى ملك الأرحام يقول له اكتب سعيداً أو شقيا بعمله واكتب أجله واثره وعمله»» ویقال إنه يأخذ من التراب الذي قدر فيه دفنه وتربته فيخلط مع تلك النطفة . وفي حديث علي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغرقد في جنازة فقعد وقعدنا فنكس رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فجعل ينكثٹ في الأرض. فقال: ما منكم من أحد ولا نفس منفوسة إلا وقد كتب مكانها في الجنة أو في النار فكتبت سعيدة أو شقية فقيل يا رسول الله افنتكل على كتابنا اذا وندع العمل من كان من أهل السعادة فسيصير اليها ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير اليها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة. وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوةء ثم تلى هذه الآية ل فأما من أعطى واتقی وصدق بالحسنی فسنیسره للیسری وأما من بخل واستغنی وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى . وقال صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله آدم عليه السلام وأخرج ذریته من صلبه كالذر فأخذ مواثيقهم وأمرهم بالسجود فأبت طائفة وأجابت طائفة فمن أجاب يومئذ فهم المؤمنون وهم السعداء ومن أبى فهم الكافرون »› فهذه الأحاديث كلها في ذكر السابقةء ولهذا رُوى عن بعض الصالحين أنه قال: الناس يبكون على النهاية وأنا أبكي البداءة› فمعنى النهاية الخاتمةء ومعنى البداءة السابقة والسابقة قاضية على فما يؤمنك أن تكون ممن سبق له في علم الله الشقاء فيختم ٤٤۲ له بعمل أهل النار ويسلب الإيمان عند الموت ولا يظهر لك ذلك إلا مع الموت. قال الله عز وجل ل أن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة 4.. الايةء وقالوا البشرى في ثلاثة مواضع بالخير أو الشر عند الموت» وفي القبر وعند النشر فإن قال قائل: فما فائدة العمل إذا لسابقة سبقت والخاتمة بالضرورة تبعت فاعلم أن هنا ثلاث مقدمات يجب عليك تحصيلها بفوائدها ومعانيها هنالك تتضح لك فائدة العمل مع السابقةء أولها الربوبية ومعانيها» والثانية العبودية وفوائدهاء› والثالثة العلة وموجبهاء فالرب معناه المالك الامر الناهي والعبد معناه المسوس المأمور المنهى» وفائدة الربوبية التصرف في المربوب بالأمر والنهي والثواب والعقاب» وفائدة العبودية الامتثال والطاعة أو المعصية والترك» فالعلة الموجبة لسعادتك أو لشقاوتك العلم القديم الذي لا يتاتى في العلوم خلافه» وموجب العلة هو العمل فالعلم باطن عندك والعمل ظاهرلك» وتعبدك الله تعالى بالظاهر الميسر لك وخوفك بالباطن المغفيب عنك؛» فانظر هل يقدر المأمور المقهور أن يقول: علم الأمر أني لا أمتثل أمره فلا فائدة في أمري ولا نهیی» ألا ترى ان في هذا تعطیل الربوبية ومعانيهاء والعبودية وفوائدهاء والأمر والنهي من فوائد الربوبية وبقي علم الله السعيد سعيداً بطاعته وامتثاله أمره أو بشيء آخر وكذلك الشقي علمه شقيا بمعصيته وتركه أو بشيء آخر أو علم السعيد سعیدا والشقي شقياً بلا طاعة ولا معصية ومحال ذلك؛ وقد سبق العلم بالطاعة كما سبق العلم بالمطيع وسبق العلم بالمعصية كما سبق العلم بالعاصي › وان طلبت لهذا الشان نظيراً من العلم فاطلبه في باب الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب» وأمر الاجل المضروب في العمر والأمر بالتطبب»› واعلم إن جميع طاعاتك وأعمالك موقوفة على خاتمة عملك وانقطاع أجلك؛› 60 - قال الله عز وجل وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد› أي بخاتمة الأعمال› وقال صلى الله عليه وسلم: صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل؛» وصاحب النار يختم له بعمل اهل النار وإن عمل أي عمل ولا يختم عملك إلا مع خروج روحك» فان ختم لك بعمل صالح فما يضرك ما اسلفت من المعاصي وان ختم لك بسوء العمل والكرة الخاسرة وسلبت الإيمان عند الموت فما ينفعك ما قدمت من العمل الصالح» فتذ كر هذا وتدبره واعلم أنه أشبه شيء هو فول رسول الله صلى اله عليه وسلم يتفكرون في الموت عشرين مرة في اليوم والليلة ومن هذا اشفاق عباد الله المخلصين وأخوف ما خافوا منه سلب الإيمان عند الموت؛ يلقى العبد ربه خائباً خاسراً ذلك هو الخسران المبين . وروى عن أبي هريرة أنه بكى عند الموت فقيل له ما فقال : ما أنا باك على دنياكم هذه ولكن إنما أبكي لبعد سفري وقلة زادي و٬نا أمسيت في صعود؛ مهبطه على جنة أو نار ولا أدري إلى أيتها يۇ بي› وروی عن بعضهم أنه بكى عند الموت» فقيل له: ما يُبكيك؟ فقال : سمعت الله يقول وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون» وبدا لهم سيآت ما عملواء وهذا وقت يبدو لي فيه عملي فلست دري ما يبدو لي منه. وروی عن جابر بن زید» لما حضرته الوفاة دخل عليه ثابت البناني » فقال له: أي شيء تشتهي يا أبا الشعثاء؟ قال ملاقاة الحسن البصري والحسن إذ ذاك مستخف من الحجاج فجاءه ثابت فأخبره» فقال الحسن : كيف بالوصول إليه؟ فقال ثابت: اركب بغلتي وأردفك من وراءِ سرجي واغمرك بطيلساني وأرجو ألا يعرض لناء ففعلا حتی دخلا عليه فقال له الحسن: يا با الشعثاء قل لا إله إلا الله ثم سكت جابر فقال له الحسن: E يا أبا الشعثاء قل لا إله إلا الف ثم سكت جابر فقالها الحسن مراراً فقال جابر: يا أبا سعيد أنا من أهلها في الدنيا طال ما قلناها إن قبلت› ولكن نعوذ بالله من غدو ورواح إلى النار» يا أبا سعيد أخبرني عن أية خروج نهمس المؤمن› فقال الحسن برد یجده على قلبه ونمس طامعةء فقال جابر: اللهم إني أجد ذلك على قلبي ونفسي طامعة في ثوابك لكرمك روحك وصعود الملائكة بروحك إلى السماء ثم رجوعه بعد ذلك إلى جسدك وهول المطاعم وضعضعة القبر وسؤال الملكين وعذاب القبر قال الله عز وجل ل حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون 4› فقال : إن لملك الموت اعواناء والملائكة يقبضون الأرواح بأمره» قيل هو القابض وحده ولكن الملائكة ياخذون الأرواح من بيده بعد القبض ملائكة الرحمة أن كان من أهل الرحمة وملائكة العذاب إن کان من ُهل العذاب› وقیل جعلت الأرض لملك الموت عليه السلام كکالطشت یتناول منھا حیث شای وقيل الأرض تزوى لملك الموت أي تضم له» وروی عبد الله بن عازب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان العبد في انقطاع من الدنياء وإقبال من الأخرة نزل عليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كالشمس» فيفقدون منه شدة البصر فيجيء ملك الموت معهم حتى يقعد عند رأسه فيقول: أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة الله ورضوانه» فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فاذا وقعت في يده لم يدعها عنده طرفة عین حتی يأخذوها وريحها أطيب من ريح المسك فتتلقاها ملائكة آخرون من دون السماء ٢ - فيقولون ريح طيبة جاءت من قبل الأرض فمن هذاء فيقولون فلان ابن فلان كان يعمل کیت وکيت فيذ كرون محاسن عمله فيقولون من جاء به وبكم فيقبضون منهم روحه ويصعدون بها من الباب الذي يصعد منه عمله فيشرق نوره في السماء ثم كذلك في الثانية والثالئة إلى السابعة حتى ينتهي إلى العرش وله برهان كبرهان الشمس فيعطيه الله عز وجل حاجته فيقول الله عز وجل ردوا روح عبدي إلى الأرض فاني قضيت أن أخرجه منها وأرده إليها وأخرجه منهاء وإذا كان الكافر في انقطاع من الدنيا وإقبال من الاخرة أتاه ملك الموت عليه السلام فينزع روحه من جسده كما ينزع الصوف البلول من السفود فتأخذها ملائكة العذاب من يديه فيصعدون بها فيستفتحون لها أبواب السماء فلا تفتح لهم فتتلقاهم ملائكة من دون السماء فيقولون روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فمن هذا فيقولون فلان كان يفعل کیت وکیت ویذ كرون مساوئ عمله فیقولون لا مرحبا به ردوه» ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم «ل تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)» فيُؤْمر به أن يكتب کتابه في سجين فيؤمر بروحه فتطرح طرحا. قال : ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم› ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق). وقيل إذا قبض روح الكافر طردته ملائكة الأرض حتى ينتهي إلى السماء فتطرده ملائكة السماء حتى ينتهي إلى الأرض السابعة السفلى إلى أسفل السافلين» ويقال إن أرواح الكافرين قفي برهوت» بئر أو واد» تحت الأرض أو تحت الأرضين السبع وروى أن إبراهيم عليه السلام أتاه ملك الموت فبشره بالخلة فحمد الله وأثنى عليه» وقال: يا ملك الموت أرني - 6۸ الصورة التي تقبض بها أرواح الكافرين.. فقال له: يا إبراهيم إنك لا تطيق ذلك؛» ولا تقدر عليه. فقال له إبراهيم عليه السلام: ولا بد فعرض عليه ملك الموت فإذا هو برجل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهاب النار ليس من شعرة في جسده إلا فيها صوت يخرج منها لهاب النار» ومن فيه لهاب فغشى على إبراهيم عليه السلام فأفاق وقد تحول ملك الموت عليه السلام في الصورة الأولى فقال له إيراهيم : يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء إلا صورتك هذه لكفاه ثم قال فأرني الصورى التي تقبض فيها نفوس المؤمنين فعرض فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبهم ريخا في ثياب بيض» فال له إبراهيم : يا ملك الموت لو لم يكن للمؤمن عند ربه من الكرامة الا صورتك هذه لكفى» وقال الحسن إذا احتضر المؤمن نزل لحضور جنازته خمسمائة ملك يقبضون روحه ويعرجون به. وقال ابن عباس: إذا احتضر المؤمن شهدته الملائكة وسلموا عليه وبشروه بالجنة» وشهدوا غسله وكفنه ودفنه ومشوا مع جنازته مع الناس» وصلوا عليهء وقال بعضهم إذا جاء ملك الموت يقبض روح المؤمن يقول السلام عليكم يا ولي الله السلام يقرئك السلام ويبشرك بالجنة . وروی عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إِذا کان ابن آدم يعالج سكرات الموت مد اليمين وعرق الجبين وحضرت ملائكة رب العالمين› فيبعث الله إليه ملكا يقف عند رأسه ويناديه بثلاثة کلمات: ابن آدم؛ يا مغرور» أين إخوانك وجيرانك ما أوحشك اليوم؟ قال ابن عباس فإذا حملوه على نعشه ناداه بغلاثة أخری» ابن آدم یا مغرور الیوم سافرت سفرا ما ریت مغله بدا ابن آدم یا مغرور اليوم تزور مزارا ما زرت مئله» ابن آدم یا مغرور اليوم تدخل مدخلا ما دخلت مثله» فإذا وضعوه على شفیر قبره ۹٢۲ - ناداه بئلاثة أخری: ابن آدم يا مغرور أين ما قدمت لوحشة القبور» فطوبی لك ثم طوبى إن كنت أحسنت فابشر برحمة الله وإلا فابشر بغضب الله قال اين عباس : فإذا وضعوه في لحده ینادیه بثلاثة آخری» ابن آدم یا مغرور» كنت على ظهرها ماشیاء فانت الآن في بطنها ساکناء ابن آدم یا مغرور كنت على ظهرها ضاحكاً وانت الآن في بطنها باکیاء ابن آدم یا مغرور كنت على ظهرها فرحاًء فانت الآن في بطنها حزيناً . قال ابن عباس فإذا ردوا عليه التراب ناداه بثلاثة أخری: ابن آدم يا مغرور» دفنوك وانصرفوا عنك فواله لو سكنوا معك ما نفعوك» ابن آدم یا مغرور جمعت مالا وعددا وورثه بعدك من لا يحمدك؛› فحسابه عليك وحسناته في ميزان غيرك» ابن آدم یا مغرور کنت على ظهرها تاکل الألوان فصرت في بطنها تاكلك الديدان» ابن آدم يا مغرور كنت على ظهرها سكران» فانت الآن في بطنها حيران» ثم ينادي: يا أهل الدنيا خذوا زادكم» فانكم لا شك عنها راحلون . وروى عن عمر رضي الله عنه» أنه قال لعبد الله يوم طعن: ادع لي طبيبا فدعام فقال: لا أراه أن يمسي» فقال عمر: الله أكبر» وأيقن بالموت» فجعل من حوله يثنون عليه» فقال لهم: المغرور والله من غررتموه» والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس وغربت لافتديت به من هول المطلع ووحشة القبرء وكان رأسه في حجر عبد الله ولده» فقال له: ضع خدي على الأرض فجعل يمسح خده بالأرض ويقول: الويل لعمر ولأم عمر أن لم يغفر الله له. وروى عن رسول اله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «القبر منزل من منازل الأخرة والذي نفسي بيده ما القبر الا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار»› وقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن فى قبره فى ٥۲ - روضة خضراء ويوسع له قبره أربعين ذراعاء ويضيئ وجهه حتی یکون كالقمر ليلة البدر»» وقال صلى الله عليه وسلم: «يدخل على الرجل الصالح عمله في قبره ويبعث معه إذا بعث في أحسن صورة ما رأى أحد قط أصبح وجها ولا أطيب ريحا منه» فيجلس إلى جنبه فلا يرى الميت هولا ولا مكروها إلا قال له مالك ما عليك من هذا فيقول الرجل: الحمد له الذي خصني بمجالستك فيقول من أنت فيقول أفلا تعرفني؟ فيقول : لا والله فيقول: صحبتك في الدنيا ولا تعرفني؟ أنا عملك الصالح. ثم يقول: تراني حسن الوجه طيب الرائحة فيقول: نعم. فيقول كان والله عملك أطيب وأحسن مني فلا يفارقه حتى يدخله الجنةء وقال صلى الله عليه وسلم: «يدخل على الشقي عمله في قبره ويبعث معه إِذا بعث يوم القيامة في أقبح صورة ما رأى أحد اقبح منه وجها ولا أنتن ريحا منهء فيجلس إلى جنبه» ثم يعظم عليه كل هول يراه فيقول له الشقي: ما لي ولك لم خصصت بمجالستك؟ فيقول له: أولا تعرفني وقد صحبتك في الدنيا؟ فيقول: والله ما عرفتك ولا أحب معرفتك. فيقول : إنا عملك تراني قبیحا منتناً فيقول: نعم» فيقول: والله عملك أقبح وأنتن رائحة مني فلا یفارقه حتی يد خله النار». وفيما روي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت: ويل لأهل القبور من أهل معصية الله يتخلل قبورهم حيات وعقارب كالبغال» وي وکل بالشقي حيتان عند رأسه وحيتان عند رجله يقرضنه حتى يلتقين عند فيعاد لهما ويعدن له طول البرزخ ما بين الدنيا والآخرةء وأن القبر ليظلم ويقول أنا بيت الوحدة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود أنا بيت الظلمة. وروی عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دفن ابنته جلس على القبر فتربد وجهه يعني علته غبرة كغبرة الرماد» ثم سرى فسشئل عن ذلكء فقال ذكرت ابنتي وضعفها وعذاب القبر وشدته فدعوت الله أن يخفف ٥ - عنهاء وأيم الله لقد ضمت ضمة وضغضغت ضغضغة تم خفف عنهاء وقال صلى الله عليه وسلم: لو نجا أحد من عذاب القبر لنجا منه سعد بن معاذء وقد ضغطه القبر ضغطة كادت اضلاعه أن تختلف»› هذا سعد بن معاذ على جلالة قدره وفضله. وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة ارقعة في بني قريظةء وکان صلی الله عليه وسلم يقول : تعوذوا من عذاب القبر وكان صلى الله عليه وسلم يعدم أصحابه هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبرء وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» قوله تعالى ل يثبت الله اللذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة 4 معناه يحقق إيمانهم بالقول الثابت بشهادة أن لا إله إلا الله في الحياة الدنيا وفي الآخرةء يعني القبر» قيل إذا دخل المؤمن قبره أدخل الله عليه ملكا يقال له رومان» ويقول له أنه يأتيك الان ملكان يسالانك من ربك ومن نبيك وما دنيك فاجبهما بما كنت عليه في الدنيا» ثم يخرج فيد خلان عليه وهما متكر ونكير أسودان» أزرقان فظان غليظان أعينهما كالبرق الخاطف؛ وأصواتهما كالرعد القاصف» مع كل واحد منهما مرزبة من حديد وقيل مطراق» قيل لو اجتمع أهل الدنيا عليهما ما طاقوهما فيقعدان ويقولان له من أنت؟ ومن ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فإذا كان مؤمنا يقول: اله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي» فيقولان له على هذا عشت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الل فيقولان له انظر عن شمالك فيفتح له باب فى قبره إلى النار فيقولان له هذا منزلك لو عصيت الله فأما إذ أطعته فانظر عن يمينك فيفتح له باب إلى الجنة فيدخل عليه برد منزله وطيب رائحته فيريد أن ينهض فيقال له: لم يبلغ اوان ذلك؛ نم سعيداء نم نومَّة ‎o۲‏ - العروس» فما شيء أحب إليه من قيام الساعة حتى يصير إلى أهل ومال وجنة نعيم» وأما إِذا كان كافراً فإذا اقعداه وقالا له من ربك؟ فیقول آه لا أدري» فيقولان له: ما تقول في هذا الرجل المبعوث فيكم؟ يعني محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول كنت أقول كما يقول الناس فيه فيقولان له لا دریت ولا اهتدیت فيضربونه بالمطارق ضربة بين أذنیه فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الثقلين› فما سمعه شيء الا لعنه فذلك قوله: ويلعنهم اللاعنون» ثم يقال له على هذا عشت وعليه مت وعليه تبعث» أنظر عن يمينك فيفتح له باب إلى الجنة يقال له: هذا منزلك لو اطعت الله فاما إذ عصيته فأنظر عن يسارك؛» فيفتح له باب إلى منزله من النار فيجد عمله واذاه . وقال صلى الله عليه وسلم أن احدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى أن كان من أهل الجنة ففي الجنةء وان كان من أهل النار ففي النار» وقال صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه: هل تدرون فيما نزلت فإن له معيشة ضنكاء قالوا اله ورسوله أعلم : قال عقاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينأ هل تدرون ما التنين تسعة وتسعون حيةء لكل حية تسعة رؤوس ينهشونه ويلحسونه وينفخون في جسده إلى يوم يبعثون» وقال صلى الله عليه وسلم كيف بك يا عمر؟ إذا دخلت قبرك ودخل عليك فتايا القبر منكر ونكير؟ فقال عمر: وما منکر ونکیر يا رسول الله؟ قال: ملكان اسودان أزرقان فظان غليظان ينحتان الأرض بانيابهما ويطغان في شعورهما فقال: كيف أنا يومئذ يا رسول الله؟ قال كهيئتك اليوم» فقال إذا أكفيكهما يا رسول الله وقيل أول ما یسیل من جسد المیت عیناه وأول ما ینتشر شعره. وروى أن ابن عباس رضي الله عنه قال لكعب الأحبار إني سائلك عن - o۳ _ ست آيات من كتاب الله فلا تخبرني إلا بما تجد في كتاب الله المنزل ما سجين» ماعليونء ما سدرة المنتهى › ما جنة المأوى› ما أصحاب الرس» ما بال طالوت رغب عنه أصحابه» ما بال إدريس. قال الله عز وجل فيه ورفعناه مكاناً عليأء فقال كعب والذي نفسي بيه لا أخبرك إلا بما وجدت فی کتاب الله المنزل›ء أما سجين فانه شجرة تحت الأرضين السبع سوداء مظلمة مكتوب فيها اسم كل شيطان فإذا قبض نفس الكافر ويخرج به إلى السماء غلقت عنه أبواب السماء ورمى بها فتهوى إلى فإنها سدرة عن يمين العرش انتهى اليها علم العلماء فلا يعلم العلماء ما وراء تلك السدرة› وأما جنة المأوى تأوي اليها ارواح المؤمنين› وأما أصحاب الرس فانهم قوم كانوا يعبدون الله فى ملك ملك جبار لا يعبد الله فيه غيرهم فخيروا بان يكفروا أو يقتلهم› فاختاروا القتل على الكفر فقتلوا ٹم رماهم في قلیب» فبذلك سموا أصحاب الرس» فأما طالوت فإنه كان من غير السبط الذي فيه الملك» فلذلك رغب عنه أصحابه وأما فيه ملك من الملائكة أن يؤاخيه فاذن له فيه الله عز وجل» فلذلك قال فيه سبحانه : ل ورفعناه مكانا علياً ڳه . ٤0 _ تفديم ‎WO‏ ‏البرادي: مولدا ونسبا ‎WO‏ ‏البرادي : تعلما وتعليما ‎Ê‏ ‏البرادي : عالما ومرجعا ‎O‏ ‏مقدمة الكتاب ‎EEE‏ ‏تفسير مقدمة كتاب الطبقات ‎N‏ ‏الطبقة الأولى : صفة النبي صلى الله عليه وسلم ‎AE‏ ‏بدءِ الوحي ‎VÊ‏ ‏ابتداء التاريخ ‎YA‏ ‏خلافة أبي بكر ‎EV‏ ‏خلافة عمر بن الخطاب ‎OO‏ ‏وفاة عمر بن الخطاب ‎ES‏ ‏خلافة عثمان بن عفان وأحدائه ‎TE‏ ‏ذكر الفتنة واختلاف الناس فيها وبيان مذهب أصحابنا ‎e,‏ ‏الثورة على عثمان ‎O‏ ‏خلافة علي بن ابي طالب ‎BEE‏ ‏معركة الجمل ‎BRE‏ ‏٠ معركة صقين ‎E‏ - 00- مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي ومعركة النهروان £6 قتل علي بن ابي طالب ‎RUE‏ ‏فضائل بعض الصحابة والتابعين ‎N‏ ‏كتاب عبد الله بن إباض إلى عبد الملك بن مروان ‎V6‏ ‏تفسير الكلمات ‎NAT‏ ‏ذكر الدولة الرسمية ‎ELE‏ ‏الإمام أفلح وابنه أبو اليقظان 0 رسالة الإمام محمد بن أفلح في خلق القران ‎VT‏ ‏عودة إلى ذكر الدولة الرسمية ‎TV‏ ‏خطبة المسلمين يوم الجمعة في أيام يوسف بن محمد (رض) ...۲۲۱۰ ذكر حلقة العزابة ‎ARTS‏ ‏ذكر بعض الكتب الإباضية ‎VET‏ ‏خاتمة في ذكر الموت ‎YE‏ _٢٢۲ -