‫ب‪.‬‬ ‫لتم عروسين‬ ‫ُ‬ ‫فالشََيالاذينق السيوي‬‫الحراك الماني في التشرقين الافريقي والآسيوي‬ ‫أحمد بن سعود السيابي‬ ‫محفوظة‬ ‫جميع ‏‪ ١‬لحقوق‬ ‫الطبعة الأولى‪١٤٤١ :‬ه‏ ‪٢٠٢٠ /‬م‏‬ ‫ا‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7٨‬‬ ‫‏‪١4‬‬ ‫ن‬ ‫}‬ ‫‪٠ .7‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‏)‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪,‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫مر‪: .‬‬ ‫_‬ ‫كر‬ ‫مان‬ ‫‪- 3‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪-‬‬ ‫هاتف ‪ :‬‏‪)٠٠٩٦٨( ٩٢٢١١٠١١‬‬ ‫البريد الإلكترونى ‪(.-‬‬ ‫الموقع ‪..‬‬ ‫للأعمال التجارية‬ ‫التتفيذ الطباعى‪ :‬مجموعة مسقط‬ ‫رقم الإيداع الدولى‪[ 1-374-92-3399-879 :‬‬ ‫اخزانالتاك‬ ‫لشََقَين الافقي رالاسَيَوي‬ ‫‪-‬‬ ‫الضر‪-‬ةص‬ ‫قى‬ ‫س‬ ‫و سرو سم‬ ‫_‪-‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫لا ء التمزالتةيُےُ‬ ‫‪-‬بت‬ ‫وعلى آله‬ ‫‪17‬‬ ‫رسول‬ ‫محمدذ‬ ‫على سيدنا‬ ‫والسلام‬ ‫الحمد لله ‪ .‬والصلاة‬ ‫وصحبه ومن والاه‪.‬‬ ‫أما بعد‪ :‬فإن الوجود التغماني في شرق إفريقيا وشرق آسيا ضارب بجذوره‬ ‫في عمق التاريخ البشري ونظرا لما شكله من حراك في المنطقتين‬ ‫المذكورتين؛ فإنه كان له تأثير فيهما‪ ،‬وفي مقدمة ذلكم التأثير‪ :‬نشر الإسلام‪.‬‬ ‫على آن نشر الإسلام هنالك لم يكن بالقوة وبالحروب وإنما كان‬ ‫بالسلوك العربي الإسلامي‪ ،‬حيث كان ذلكم السلوك يمئل القدوة الحسنة بين‬ ‫النازل والآهل‪ ،‬فاعتنق الآهلون الإسلام عن اقتناع ورغبة وطيب خاطرك فإذا‬ ‫بالإسلام ينتشر هنالك مشكلا ظاهرة اجتماعية‪ ،‬فأنشئت من أجل ذلك‬ ‫المعالم الحضارية‪ :‬من مساجد ومدارس ومنازل وواكب كل ذلك حراك‬ ‫حضاري في كل مجالات الحياة من تجارة وصناعة وزراعة‪ ،‬وترسَخحًت معالم‬ ‫الدولةث وقامت هياكلها الإدارية على ذلك‪.‬‬ ‫ويأتى هذا الكتاب الذي جعلنا عنوانه‪ :‬الحراك الماني في الشرقين‬ ‫الإفريقي والآسيوي‪ ،‬وهو يتكون من العناوين التالية‪:‬‬ ‫۔‪.‬۔_۔۔‪.‬۔‪.‬۔__ ___‪ ...‬الح"لرحاراكك !العماتىي فىفي االلسرشتريقنين ا ‪4‬لإف ‪72‬۔ريقي =‪. .‬والآسيوي‬ ‫ه‪ ..‬۔‪_.‬۔۔_۔۔۔۔۔‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأول‪ :‬الدور الماني في شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬تبوره‪ ..‬المحطة الأولى للمحمانيين في البر الإفريقي‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الإسلام في أوغندا‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬الإسلام في البحيرات العظمى‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬سقطرى في الذاكرة المانية‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬الوجود الماني في شرق إفريقيا وأثره۔‬ ‫السابع‪ :‬دور المانيين في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬عبد العزيز التغماني (شهادة للتاريخ)‪.‬‬ ‫وأسال الله أن ينفع به‪ ،‬وأن يجعله دليلا تعريفيّا على الحراك التماني في‬ ‫المنطقتين المذكورتين لمن أراد أن يتعرف على الوجود المحماني وتاريخه‬ ‫واجتما عي‪.‬‬ ‫هنالك وما أحدثه من تأثير إسلامى وعلمي وحضاري‬ ‫والحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫السيابي‬ ‫ين سعود‬ ‫حمد‬ ‫الدور الفقماني في شرق إفريقيا‬ ‫بحث قدم إلى ندوة‪ :‬صالون الفراهيدي بالقاهرة‬ ‫۔ ‏‪ ٧‬يناير ‪١٩٩٨‬م‏‬ ‫‏‪ ٤١٨‬ه‬ ‫‏‪ ١٩١‬رمضان‬ ‫فى‪:‬‬ ‫تقع غمان في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه جزيرة العرب كما إنها‬ ‫يكون موقعها على هذا في أقصى الشرق والجنوب للوطن العربي العظيم‪،‬‬ ‫ويحدها شمالا‪ :‬دولة الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬وشرقا‪ :‬بحر العرب وخليج‬ ‫غمان الممتد من بحر العرب الذي هو امتداد للمحيط الهندي وغربا تحدها‪:‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬ومن الجنوب وبالتحديد الجنوب الغربي تحدها‪:‬‬ ‫اليمن‪.‬‬ ‫وعلى هذا فإن سلطنة عمان تحتل آخر ذرة تراب من الجهة الشرقية‬ ‫لجزيرة العرب وللوطن العربى‪ ،‬وذلك فى منطقة رأس الحد ولا شك أن‬ ‫هذا الموقع الذي تحتله عمان هو الذي هيأ لأهلها التحرك إلى شرق إفريقيا‬ ‫وإلى شرق آسيا وبالتحديد إلى جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫ولا نبتعد عن الحقيقة إذا تصورنا غمان في تأثيره التاريخي والحضاري‬ ‫مثل كائن حي مقبلا بوجهه إلى جهة الجنوب له ذراعان ممتدان‪ :‬يمناهما إلى‬ ‫شرق إفريقياء ويسراهما إلى جنوب شرق آسيا حيث يبدو واضحا التأثير‬ ‫العربى والإسلامى‪ ،‬وما يحمله ذلك التأثير من مدلولات حضارية في هاتين‬ ‫المنطقتين العظيمتين من العالم‪.‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والاسيوث‬ ‫ومعهم‬ ‫التممانيون‬ ‫قام به العرب‬ ‫التأثيري‬ ‫ومن المعلوم أن ذلك الدور‬ ‫إخوانهم العرب ‏‪ ١‬ل ‪-‬يمنيو ن‪.‬‬ ‫على أننا هنا بصدد الحديث عن الدور المانى فى شرق إفريقيا‪ ،‬ويهمنا‬ ‫كما هو مخطط لهذه‬ ‫إفريقيا‬ ‫التمماني في شرق‬ ‫الحضاري‬ ‫الدور‬ ‫الحديث عن‬ ‫الندوة القيمة المباركة‪.‬‬ ‫ومنطقة الشرق الإفريقى التى نحن بصدد الحديث عنهاء هي التي تمتد‬ ‫من الصومال شمالڵا‪ ،‬وحتى موزمبيق جنويا‪ ،‬ويتعمق الدور الحضاري الماني‬ ‫غربا حتى منطقة البحيرات الوسطى ‪.‬‬ ‫الناش في البحيرات رقصًا‬ ‫رقص‬ ‫إن تعالى المزمار في زنجبار‬ ‫وهذا البيت يتضمن دلالة عما وصل إليه النفوذ العربي التمماني في منطقة‬ ‫شرق إفريقيا في عهد السيد سعيد بن سلطان‪.‬‬ ‫‪.‬؟‬ ‫‪. ١‬‬ ‫‪`١‬‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫الدور الغماني في شرق إفريقيا‬ ‫التواصل الغماني الإفريقي‬ ‫۔ <۔‪-‬۔۔۔‪.‬ے۔۔‬ ‫سےِ= ت_‬ ‫ِ‪ِ-‬‬ ‫۔‬ ‫صص۔ے‬‫__ _‬ ‫۔‬ ‫يرجع المؤرخين اتصال العمانيين بشرق إفريقيا‪ ،‬بأنه اتصال قديم قبل‬ ‫الإسلام‪ ،‬وربما أنه يعود إلى القرون الآولى لولادة المسيح نتيف‪ 5‬والظاهر أن‬ ‫الأمر كذلك‘ والشواهد التاريخية تؤيد ذلك‪ ،‬وذلك أن الزعيمين المانيين‬ ‫سليمان وسعيد ابني عباد بن عبد بن الجلندى الذين كان لهما الملك على‬ ‫غمان عندما قررا الفرار من عمان نتيجة حروب الحجاج بن يوسف وحملاته‬ ‫المتكررة على غُمان‪ ،‬إلى شرق إفريقيا‪ ،‬لم يكن اتخاذ ذلك القرار اعتباطظاء‬ ‫وأنه لا بد أن يكون نتيجة دراسة للأمر الواقع‪ ،‬إذ ليس من المألوف إن لم‬ ‫يكن من المعقول أن يخرجا بذراريهما مغامرة إلى شرق إفريقيا‪ ،‬وإنما كان‬ ‫لجوؤهما إلى هنالك بناء على وجود عربي غماني سابق‪.‬‬ ‫على أنه يكاد أغلب المؤرخين الذين عنوا بتاريخ عمان وشرق إفريقيا‬ ‫هجرة الزعيمين المانيين سليمان وسعيد‬ ‫يكادون يتفقون على حدوث‬ ‫الجلندانيين© ولعل ذلك كان في بداية الربع الأخير من القرن الهجري الأول‪،‬‬ ‫أي‪ :‬أنه في أواخر السبعينيات‪ ،‬أي‪ :‬في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن‬ ‫‏(‪ _ ٦٥‬‏‪).‬ه‪٦٨‬‬ ‫مروان‬ ‫بيد أن هناك اختلانًا حول تحديد المكان الذي نزلا فيه‪ :‬هل كان نزولهما‬ ‫أو في ماليندي؟‬ ‫أو في لامو‬ ‫أو في كلوه‬ ‫في زنجبار‬ ‫الحراك العمانى فى الثىرقين الافريقي والآسيوي‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١ ٢‬‬ ‫هنالك روايات مختلفة‪ ،‬وقد سمعت أنه فى السنوات القليلة الأخيرة قد‬ ‫عثر على آثار في أدغال بمبا‪ ،‬التي أطلق عليها العرب‪ :‬الجزيرة الخضراء؛‬ ‫ترجع إلى الربع الأخير من القرن الأول للهمجرة‪ ،‬وهي آثار إسلامية تتكون‬ ‫من مسجد وقبور وبعض البناءث فإن صح ذلك فإنه يعطينا دليلا قويا على‬ ‫المكان الذي نزل فيه أولتكم الزعيمان التممانيان‪ ،‬ومعنى ذلك أن بمبا أو‬ ‫الجزيرة الخضراء هي محط هجرتهما وموئل انتقالهما‪.‬‬ ‫وبعد هجرة سليمان وسعيد ومن معهما من ذراريهما وأتباعهم توالت‬ ‫المجرات العمانية إلى شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫كما هاجر أحد الأمراء النباهنة إلى بتهء وهي جزيرة من أعمال كينيا‬ ‫حاليا‪ .‬ويدعى‪ :‬سليمان‪ ،‬فى سنة ‪٦٠٠‬ه‪،‬‏ والنباهنة قوم من أزد العتيك استولوا‬ ‫على السلطة في غُمان مع بداية القرن السادس للهجرة «'‪.‬‬ ‫والظاهر أن الأمير المذكور قد ف من مان إلى شرق إفريقيا نازلا جزيرة‬ ‫بته؛ نتيجة خلاف مع أسرته الحاكمة على عمان آنذاك‪ ،‬وصار حاكما وسلطانا‬ ‫على تلك الجزيرة‪ ،‬وتخلط المصادر بينه وبين السلطان سليمان بن سليمان‬ ‫النبهاني المشهور والأمر ليس كذلك فالسلطان سليمان بن سليمان في‬ ‫القرن التاسع الهجري ولم يذهب إلى شرق إفريقيا‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن‬ ‫قبيلة النباهنة لا تزال موجودة في جزيرة بته حتى هذا اليوم‪.‬‬ ‫وقد انتشر المانيون نتيجة الهجرات المتوالية إلى شرق إفريقيا على طول‬ ‫الساحل الإفريقي من مقديشو شمالا وحتى جزر القمر جنوا‪ ،‬مكونين إمارات‬ ‫عربية إسلامية على الساحل المذكور‪.‬‬ ‫يقول الأمير شكيب أرسلان في تعليقاته على كتاب حاضر العالم‬ ‫‏(‪ )١‬لي رأي آخر حول بداية حكم النباهنة في غمان‪ ،‬ذكرته في كتابي الوسيط‪.‬‬ ‫‏‪١٢‬‬ ‫الدور الغماني في شرق إفريقيا ‪.‬‬ ‫الإسلامي‪« :‬إن العرب المانيين قد أحرزوا الجزر والسواحل في شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫وجاء البرتغاليون فانتزعوها من أيديهم عام ‪٥٠٣‬ام‏ ثم استردها العرب‬ ‫الثمانيون من البرتغاليين أيام الإمام سيف بن سلطان اليعربي في سنة ‪١٦٩٤‬م‪.‬‏‬ ‫وما كان القرن السابع عشر الميلادي ينتهي حتى تمكن الإمام الثماني‬ ‫سيف بن سلطان من طرد البرتغاليين من كل من‪ :‬ممباسا وكلوة وبمبا‪ .‬ومن‬ ‫إرساء أول حكم عماني في إفريقية الشرقية»‪.‬‬ ‫وقد تعرضت منطقة شرق إفريقيا إلى الاحتلال البرتغالي مع مطلع القرن‬ ‫السادس عشر الميلادي عندما عبر القائد والملاح البرتغالي فاسكودي جاما‬ ‫رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا قاصدا بلاد الهند والبلاد العربية‪.‬‬ ‫وقد نال الأفارقة وسكان تلك المناطق ما نالهم من الأذى والبطش والقهر‬ ‫والتعذيب من البرتغاليين‪ ،‬الأمر الذي دعاهم إلى الاستنجاد بالأئمة اليعاربة‬ ‫الغمانيين‪ ،‬بعد ما أن سمعوا عن الانتصارات التي أحرزها العمانيون على‬ ‫البرتغاليين في منطقة الخليج وعلى الساحل الهندي‪.‬‬ ‫لنصرتهم‪،‬‬ ‫اليعربي نداءهم واستجاب‬ ‫سيف‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫الإمام‬ ‫وقد لى‬ ‫مما يدل على وجود علاقات مستمرة بين غمان وشرق إفريقيا‪ ،‬وأخذ الإمام‬ ‫البرتغا ليين من‬ ‫لطرد‬ ‫مستمرة‬ ‫‏‪ ١‬لبحرية بصورة‬ ‫‏‪ ١‬لحملات‬ ‫في إرسا ل‬ ‫سلطا ن‬ ‫المدن الساحلية لشرق إفريقيا‪.‬‬ ‫ضد‬ ‫المقدس‬ ‫الواجب الجهادي‬ ‫سيف بن سلطان‬ ‫الإمام‬ ‫ثم واصل ولده‬ ‫الوجود البرتغالي في تلك المنطقة‪.‬‬ ‫وكان البرتغاليون قد أنشؤوا قلعة في ممباساء أطلقوا عليها اسم‪ :‬قلعة‬ ‫يسوع وهي من أعظم القلاع في العالم لضخامتها وقوة بنائها وإحكام‬ ‫موقعها‪ ،‬فهي من أعاجيب الدنيا‪.‬‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‏‪١٤‬‬ ‫۔۔۔ ‪.‬۔۔۔‪.‬۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔_‬ ‫۔ «هي‪..‬‬ ‫وقد أرسل إليها الإمام سيف بن سلطان قوة بحرية لإخراج البرتغاليين‬ ‫البرتغالي هنالك‪.‬‬ ‫للوجود‬ ‫منها ووضع حَذ‬ ‫فأطبق عليها التممانيون الحصار برا وبحرا حتى سقطت في أيديهم في ‏‪١٤‬‬ ‫ديسمبر ‪١٦٩٨‬م‏ بعد حصار دام ثلاثة وثلاثين شهرا‪ ،‬ويعلق كوبلانز على هذا‬ ‫الحدث قائلا إنه «بسقوط ذلك الحصن المنيع؛ وضعت دولة اليعاربة نهاية‬ ‫لتفوق البرتغاليين في شرق إفريقيا»‪.‬‬ ‫وهنا أخذ الوضع أنماطا أخرى للوجود الماني فقد عين الأئمة اليعاربة‬ ‫ؤلاة من قبلهم على المدن الرئيسية في الشرق الإفريقي ‪ ،‬وصارت تبعيتها‬ ‫للدولة التممانية‪ ،‬وظلت على هذا الحال حتى انتهيت دولة اليعاربة وقامت‬ ‫محلها دولة البوسعيد التي على رأسها مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد‬ ‫البوسعيدي‪ ،‬فقد بقيت تلك المدن على ولاتها للدولة البوسعيدية في عُمان‘‬ ‫ما عدا ؤلڵاة ممباسا المزاريع‪ ،‬فقد أعلنوا استقلالهم على ممباسا عن التبعية‬ ‫للدولة البوسعيدية في غمان‪.‬‬ ‫وعندما استولى السيد سعيد بن سلطان على سدة الحكم أولى كبير‬ ‫اهتمام إلى منطقة شرق إفريقيا‪ ،‬واستطاع أن يأخذ ممباسا من آيدي المزاربع‬ ‫ويخضع جميع تلك المناطق تحت سلطته‪ ،‬وكان اتخاذه من زنجبار عاصمة‬ ‫ثانية لدولته تعميقا وتكريسسا للوجود الماني حيث اتخذ زنجبار عاصمة‬ ‫لممالكه الإفريقية عام ‪١٨٣٢‬م‏ بينما بقيت مسقط عاصمة لممالكه الآسيوية‪.‬‬ ‫وبذلك استطاع السيد سعيد بن سلطان إنشاء إمبراطورية عربية إسلامية‬ ‫آسيوية إفريقية‪ ،‬ونتيجة لذلك اتخذ الوجود العربي الممماني بعدا أوسع‪ ،‬وذلك‬ ‫بالتعمق إلى داخلية القارة الإفريقية‪ ،‬آو ما يسمى بمناطق البر الإفريقي حتى‬ ‫وصل الممانيون إلى منطقة البحيرات الوسطى التي تفصل غرب القارة عن‬ ‫شرقها‪.‬‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫الدو۔ر۔۔ ا۔لماني ف‪-‬ي شر ۔_ق۔۔۔۔إفريقيا‬ ‫۔۔۔ ۔ ۔‪-‬۔۔۔۔ ہ۔۔۔‬ ‫۔ ۔ ۔ ل‬ ‫۔۔ ۔۔ __ ۔۔‬ ‫۔ ۔‬ ‫‪-‬۔۔‪.‬۔۔‬ ‫‪ -‬۔۔‬ ‫۔۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫۔۔‬ ‫۔‪.‬‬ ‫۔‬ ‫۔۔_۔۔۔ _ ۔ ح‬ ‫وأخذت القوافل التجارية المانية تشق طرقها في أدغال القارة السوداء‬ ‫منطلقة من باغمويو وباغاني‪ ،‬إلى تبوره التي تقع في وسط تنجنيقاء ومن‬ ‫بتوره اتجهوا غربا وجنوبا إلى الوجيجي وكيجوما ثم إلى الكونغو‪.‬‬ ‫وشمالا اتجهوا إلى موانزا‪ ،‬ثم عبروا بحيرة فكتوريا التي كانت تعرف‬ ‫إلى بوكوبا وانجاره‪ ،‬ثم توغلوا إلى رواندا وبروندي‬ ‫ببحيرة نيانزا ۔ سابقا‬ ‫وأوغندا‪.‬‬ ‫وهكذا أنشئ الئغمانيون شبكة طرق في أدغال القارة الإفريقية‬ ‫لقوافلهم التجارية‪ ،‬حتى أن الدول المستعمرة التي جاءت بعدهم اعتمدوا‬ ‫تلك الطرق وخطوط السير عندما أنشأوا سكك الحديد وطرق المواصلات‬ ‫‏‪ ١‬لأخرى ‪.‬‬ ‫ويجدر بنا ونحن نتحدث عن التعمق الممماني في شرق إفريقيا ووسطها‬ ‫أن نذكر رحلة أو حملة القائد التمماني حميد بن محمد المرجبي إلى الكونغو‪.‬‬ ‫فقد خرج من زنجبار ونزل في تبوره حاضرة بر المويزي ومقر سلطان قبائل‬ ‫المويزي‪ ،‬ومنها انطلق إلى الكونغو عن طريق الوجيجي عبر بحيرة تنجنيقا‬ ‫حتى وصل إلى أراضي الكونغو‪ ،‬وقاتل زعماءها حتى استطاع أن يستولي‬ ‫على ممتلكاتهم‪ .‬وكون هنالك إمارة‪ ،‬بل مملكة عربية‪ ،‬قوام جيشها حوالي‬ ‫مائة ألف جندي‪ ،‬وصارت له بعد ذلك صولات وجولات مع المستعمرين‬ ‫لا سيما مع البلجيكڵ وكان ذلك في عهد السلطان برغش بن سعيد‬ ‫‏(‪ ١٨٧٠‬‏(م‪ ٨٨٨١‬الذي كان يدعمه ماديا ومعنويًا‪.‬‬ ‫وبمثل تلك الجهود تعمق التحمانيون وانتشروا في أجزاء واسعة من القارة‬ ‫الإفريقية شرقها ووسطها بل وجنوبها‪ ،‬واندمجوا مع الأهالي الأفارقة‬ ‫وتساهروا معهم‪ ،‬وكان لهم دور بارز وملموس في بناء الحياة والحضارة في‬ ‫تلك المناطق‪.‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪_.‬‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫الأشياء‬ ‫في‬ ‫ذلك الدور‬ ‫ويتجلى‬ ‫‪١‬۔‏ نشر الإسلام ‪:‬‬ ‫كان من نتيجة الوجود التمماني واختلاطهم مع الأفارقة في إفريقيا الشرقية‬ ‫أن انتشر الإسلام بين الأفارقة‪ ،‬واعتنق الأفارقة الدين الإسلامي وأصبحوا‬ ‫قويا للمسلمين ‪.‬‬ ‫للإسلام ‏‪ ٠‬وسندًا‬ ‫جيدا‬ ‫رصيدا‬ ‫على أن انتشار الإسلام بين أولئكم الأفارقة يرجع إلى عاملين اثنين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬القدوةء فقد عامل التممانيون الأفارقة بمنتهى الإنسانية وحسن‬ ‫المعاملة‪ ،‬ووجد الإفريقي في التمماني الصدق والأمانة والمراعاة‪ ،‬وعدم‬ ‫الاستعلاء‪ ،‬وبما أن المممانيين جميعهم اشتغلوا بالتجارة فإنهم أينما حلوا‬ ‫بدؤوا بإنشاء المساجد ثم يخططون وضع الأسواق أو المحلات التجارية‬ ‫المسجد‪.‬‬ ‫حول‬ ‫متوزعة‬ ‫والزائر الذي يزور تلك المناطق ويتجول في آسواقها يشاهد المسجد قائما‬ ‫التوحيد وشعار الإسلام‪.‬‬ ‫ترتفع منه كلمة‬ ‫من حوله‬ ‫والمحلات‬ ‫في وسط السوق‬ ‫إن ذلك السلوك الإسلامي المتمثل في حسن المعاملة والصدق والأمانة‬ ‫وأداء شعائر الدين والتزام العبادة‪ ،‬هو الذي دفع الأفارقة إلى اعتناق الإسلام‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫والانخراط‬ ‫وثانيهما‪ :‬الدعوة إلى الإسلام فقد قام بعض التجار المممانيين بالدعوة‬ ‫إلى الإسلام وتوضيح معالمه وتبيين مبادئه للناس‪.‬‬ ‫وفقه‬ ‫الذي‬ ‫إبراهيم العامري‬ ‫أحمد بن‬ ‫يخ‬‫ش۔‬ ‫اللش‬ ‫ومن بين أولئكم التجار‪:‬‬ ‫لله إلى دعوة الملك الكباكبا سونا‪ ،‬ملك أوغندا إلى الإسلام‪ ،‬وله فى ذلك‬ ‫قصة ظريفة وعجيبة‪ ،‬وذلك أن الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري كان يتردد‬ ‫‏‪١٧‬‬ ‫‪,‬‬ ‫۔ ‪-‬‬ ‫_۔‬ ‫۔۔ ۔‬ ‫۔‪.‬‬ ‫الدور الثماني في شرق إفريقيا‬ ‫‪7‬‬ ‫_۔۔ ۔‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫۔ ۔‬ ‫‪.‬۔‬ ‫‏‪- ٥‬‬ ‫_ ۔‬ ‫‪7‬‬ ‫۔‬ ‫‪_ -‬‬ ‫۔‪.‬۔‬ ‫على داخلية البر الإفريقي‪ ،‬أوغندا وما جاورها‪ ،‬يحمل البضائع من زنجبار‪.‬‬ ‫وقد شاء الله أن يكون في وقت من الأوقات في ضيافة الملك الأوغندي‬ ‫سونا‪ ،‬الذي يطلق عليه الكباكا‪ ،‬وبينما كان الشيخ الماني جالسا مع الملك‬ ‫شاهد مجموعة من الفتيان الشباب قد أحضروا بطريقة غير عادية‪ ،‬فسأل عن‬ ‫ذلك فقال له الملك‪ :‬إن هؤلاء قد أحضروا لذبحهم وفقا لطقوس دينية وثنية‬ ‫سائدة عندهم‪ ،‬عند ذلك لم يتمالك الشيخ العربي المسلم من إنكار ذلك‬ ‫الفعل المنكر الشنيع‪ ،‬وتجرأ على المالك قائلا له‪ :‬إن هذا الفعل مجانب‬ ‫ومناف للإنسانية ولا يجوز عند الله‪ ،‬وذكره بالله تعالى‪ ،‬وبأن لهؤلاء ربا‬ ‫معبودا هو الله حَللة ‪.‬‬ ‫هنالك أخذ الملك يسأل عن الإله علل ‪ ،‬فأخذ الشيخ يخبره عن ا له وما‬ ‫يجب له من التوحيد إلى غير ذلك مما توجبه الدعوة إلى الله‪ .‬فما كان من‬ ‫الملك إلا آن رق قلبه وخضعت نفسه وخشعت جوارحه‪ ،‬واعتنق الإسلام‬ ‫وأمر أهله وحاشيته بالدخول في الإسلام‪.‬‬ ‫وهكذا أخذ الإسلام ينتشر في داخلية البر الإفريقي‪ ،‬وأخذت القبائل‬ ‫الإفريقية هنالك تعتنق الإسلام ولا تزال أسرة الملك الأوغندي الكباكبا سونا‬ ‫حتى اليوم تمثل بيت الزعامة بالنسبة للمسلمين في أوغندا‪.‬‬ ‫وقد التقى أمين باشا المصري الذي كان واليا على السودان بالشيخ‬ ‫أحمد بن إبراهيم العامري وأخبره بهذه القصة ودؤنها في مذكراته‪.‬‬ ‫على أن هنالك أشخاصا آخرين كان لهم دور أيضا في الدعوة إلى‬ ‫الإسلام نذكر منهم‪ :‬عبد الله بن حمود‘ وخميس بن سالم اللذين كانا‬ ‫مندوبين للسلطان برغش بن سعيد في أوغندا‪ ،‬فقد كانت لهما جهود موفقة‬ ‫ومشكورة في نشر الإسلام‪ ،‬وصاحب ذلك انتشار بناء المساجد‪.‬‬ ‫وادسبوب‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي‬ ‫‏‪ ١٨‬۔_۔‪_72.‬۔‪.‬۔_۔۔‬ ‫الآ سبوي‬ ‫ردة‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪_ ٠‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬الحكم والادارة‪:‬‬ ‫من المعلوم أن الأفارقة لم يتعودوا الحكم والإدارة وأنظمتها‪ ،‬وإنما كانوا‬ ‫عبارة عن تجمعات قبلية يحكمهم زعماء أو سلاطين حكما قبليا قائما على‬ ‫التعارف والعادات‘ ونتيجة للهجرات العمانية إلى إفريقيا الشرقية فقد صار‬ ‫لهم وجود هنالك وبالتالي‪ :‬نتج عنه وجود أطر للحكم والإدارة‪ ،‬وقد مر‬ ‫نظام الحكم بثلاثة أنماط‪:‬‬ ‫۔ تكوين إمارات عربية إسلامية على المدن الساحلية الكبيرة والرئيسية‪ ،‬كل‬ ‫إمارة لها استقلالها عن الأخرى وعلى رأس كل إمارة أمير يحكمها‬ ‫وأحيائا يطلق عليها ملك‘ وهذا النمط في الحكم كان سائدا قبل وصول‬ ‫البرتغاليين‪.‬‬ ‫‪ -‬تعيين الولاة‪ ،‬وتبيعتهم للدولة اليعربية في غُمان‪ ،‬وهذا النمط اتخذ بعد‬ ‫أن أخرج العمانيون البرتغاليين من شرق إفريقيا‪ ،‬وأخذوا منهم المدن‬ ‫والمواقع التي كان البرتغاليون استولوا عليها‪ ،‬حيث عين الأئمة اليعاربة‬ ‫ؤلاة من قبلهم على العديد من مدن الساحل الإفريقي‪ ،‬وهكذا كان الأمر‬ ‫في بداية عهد دولة البوسعيد حتى عهد السيد سعيد بن سلطان‪.‬‬ ‫‪ -‬الحكم المباشر من قبل السلاطين آلبوسعيد‘ منذ عهد السيد سعيد بن‬ ‫سلطان (‪١٨٥٦_١٨٠٦‬م)‪،‬‏ الذي أعطى اهتماما كبيرا لمنطقة إفريقيا‬ ‫الشرقية‪ ،‬وتؤج ذلك الاهتمام بأن اتخذ من زنجبار عاصمة لممالكه‬ ‫الإفريقية‪ ،‬وصارت زنجبار العاصمة الثانية للامبراطورية الآسيوية‬ ‫الإفريقية بجانب مسقط العاصمة الآولى لتلك الإمبراطورية وتشرف على‬ ‫الممالك الآسيوية‪.‬‬ ‫وما يتبعها‬ ‫عمان‬ ‫وصارت‬ ‫وبعد وفاته تقاسم أولاده تلك الإمبراطورية‬ ‫الدور الماني في شرق إفريقيا‬ ‫۔ ۔ _‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫۔_۔‬ ‫۔۔ ‪-‬‬ ‫۔۔‬‫۔‪ .‬۔‬ ‫۔_۔۔۔۔ ۔‬ ‫۔۔۔‬ ‫_۔۔۔_۔ ۔‬ ‫‪.‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪.‬۔۔‬ ‫۔_‬ ‫‪ ..‬۔‬ ‫۔۔‬ ‫كما صارت زنجبار وما يتبعها من‬ ‫للسلطان ثويني بن سعيد وعاصمتها مسقط‬ ‫الممالك الافريقية للسلطان ماجد بن سعيد وعاصمتها زنجبار‪.‬‬ ‫واستمر أبناء وأحفاد السيد سعيد بن سلطان في حكم زنجبار حتى كان‬ ‫‏‪ ٦٤‬م‪.‬‬ ‫الانقلاب الشيوعى سنة ‪١٣٨٤‬ه‏ _‬ ‫تطؤر‬ ‫وفي هذه الفترة‪ ،‬أي‪ :‬فترة عهد دولة البوسعيد في إفريقيا الشرقية؛‬ ‫العديد من المراسيم والقوانين واللوائح‬ ‫صدرت‬ ‫حيث‬ ‫الحكم والإدارة‬ ‫نظام‬ ‫التنظيمية التي تنظم شؤون الدولة وأمور الرعايا‪.‬‬ ‫ولعل من أهمها ذلك المنشور الذي أصدره السلطان ماجد بن سعيد‬ ‫(‪_١٨٥٦‬۔‪١٦٧٠‬م(‏ ‪ .‬وهو بمثابة الدستور أو النظام الأساسي فقد حدد ذلك‬ ‫إلى‬ ‫كما تطرق‬ ‫وما يجب على المحكوم‪،‬‬ ‫الحاكم بالمحكوم‬ ‫علاقة‬ ‫المنشور‬ ‫وضع شرائح المجتمع من حيث أعراقهم ودياناتهم‪ .‬حيث كفل لهم ذلك‬ ‫المنشور حرياتهم الدينية والاجتماعية‪.‬‬ ‫وظهرت هيكلة الدولة‪ ،‬فهناك الوزراء والمستشارون وأمناء السر في‬ ‫المدنية والعسكرية‪.‬‬ ‫التخصصات‬ ‫وقناصل الدول© لا سيما‬ ‫العديد من سفراء‬ ‫الفترة وجود‬ ‫هذه‬ ‫شهدت‬ ‫كما‬ ‫الدول الأوربية‪.‬‬ ‫المبانى الحديثة مزودة بالخدمات اللازمة التي خصصت‬ ‫وظهرت‬ ‫موجودة‬ ‫المدنية والعسكر‪ ,‬ية والسياسية التي لا تزال‬ ‫للأنظمة‬ ‫دات‬ ‫كمفر‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫حتى‬ ‫ومستعملة‬ ‫بناه السلطان‬ ‫الذي‬ ‫بفخامته وبهائنه في زنجبار‬ ‫العجائنب‬ ‫ويقف بيت‬ ‫برغش بن سعيد شاهدا حيا على الازدهار الحضاري لذلك العهد العربي‬ ‫المجيد وقد استعمل كمقر للحكومة‪.‬‬ ‫الحراك الغماني قي الشرقين الإفريقي والاسيوي‬ ‫ب‪.‬‬ ‫‏‪٢٩٠‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ التقافة‪:‬‬ ‫صاحب الوجود المانى فى إفريقيا الشرقية حركة ثقافية نشطة تمثلت في‪:‬‬ ‫أ التعليم‪:‬‬ ‫قام العرب المممانيون بنشر العلم عبر الوسائل المختلفة‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬ ‫التعليم؛ ونتيجة لوجود عدد كبير من العلماء الذين انتقلوا من عمان إلى شرق‬ ‫إفريقيا؛ فقد انتشرت حلقات العلم في المنازل وفي المساجد كما أنشأت‬ ‫المدارس التي أخذت تغنى بنشر العلم والتعليم‪ ،‬وهناك المعهد الإسلامي في‬ ‫زنجبار الذي تخرج منه عدد غير قليل‪ ،‬ولا يزال خريجوه يتبوؤون مناصب‬ ‫في إفريقيا الشرقية‪ :‬تنزانيا وكينيا وجزر القمر وكذلك في سلطنة عمان‪ ،‬وهناك‬ ‫أيضا مدرسة الشيخ سعيد بن علي المغيري في منطقة ويته في الجزيرة‬ ‫الخضراء بمبا‪.‬‬ ‫ب ۔ التأليف‪:‬‬ ‫شهدت زنجبار والجزيرة الخضراء بمبا حركة نشطة في التأليفث فقد‬ ‫فنون العلم‪ ،‬قام بتأليفها علماء‬ ‫ألفت العديد من المؤلفات فى مختلف‬ ‫أجلاء‪ ،‬لهم أقدام راسخة في فنون العلم واللغة والآدب‘ نذكر منهم على‬ ‫سبيل المثال لا الحصر‪ :‬الشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي والشيخ‬ ‫أبا مسلم ناصر بن سالم البهلاني الرواحي“ والشيخ سيف بن ناصر‬ ‫الخروصي والشيخ محمد بن علي المنذري“ والشيخ علي بن محمد‬ ‫المنذري وغيرهم‪.‬‬ ‫كما صاحب حركة التأليف حركة أخرى‪ ،‬هي‪ :‬نسخ الكتب‪ ،‬فالكثير من‬ ‫الكتب العربية تم نسخها في شرق إفريقياء حيث كان يوجد عدد من الاخ‬ ‫ذوي الخطوط الجيدة الممتازة‪.‬‬ ‫‏‪٢١‬‬ ‫الدور الماني في شرق إفريقيا‬ ‫وكان للشعر العربي وجوده وحضوره على الساحة الاجتماعية في إفريقيا‬ ‫الشرقية‪ ،‬فهناك شاعر العرب أبو مسلم البهلاني‪ ،‬وسيف بن ناصر الخروصي‬ ‫وعبد الرحمن بن ناصر الريامي‪ ،‬وسليمان بن علي الريامي‪ ،‬وهلال بن سعيد‬ ‫بني عرابة‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫ج _ الطباعة‪:‬‬ ‫وجدت في زنجبار مطبعة عربية في عهد السلطان برغش بن سعيد‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫منذ ما يزيد على مائة عام‪ ،‬في حين أن كثيرا من الدول العربية والإسلامية لم‬ ‫تشهد وجود مطبعة في ذلك الوقت‘ وكان لوجود تلك المطبعة أثر جيد في‬ ‫نشر الثقافة العربية الإسلامية‪ ،‬فقد طبعت العديد من الكتب والمجلات‬ ‫والصحف©ؤ وترسخت بذلك الثقافة العربية الإسلامية في ربوع الشرق‬ ‫الإفريقي‪ ،‬بل وصل أثرها الطيب إلى غغمان‪ ،‬حيث استفاد خلق كثير من قراءة‬ ‫تلك المطبوعات من الكتب والمجلات والصحف‪.‬‬ ‫د ۔ الصحافة‪:‬‬ ‫من معالم الحركة الثقافية في شرق إفريقيا‪ :‬وجود الصحافة العربية في‬ ‫زنجبار" فالوجود العربي التمماني في إفريقيا الشرقية استطاع أن يواكب بلدان‬ ‫العالم الممتنؤّرة‪ ،‬فقد أصدر أصحاب الفكر والأدب والعلم عددا من الصحف‘‪٥‬‏‬ ‫مثل‪ :‬صحيفة النجاح التي أنشأها شاعر العلماء وعالم الشعراء أبو مسلم‬ ‫البهلاني‪ ،‬كما صدرت هنالك صحيفة الفلق‪ 8‬وصحيفة النهضة‪.‬‬ ‫‪٤‬۔‏ الزراعة‪:‬‬ ‫أدخل التممانيون التحسين الزراعي في شرق إفريقيا‪ .‬حيث أنشأوا‬ ‫البساتين وغرسوا الأشجار والخضروات وجلبوا إليها أنواعا من ذلك من‬ ‫أماكن شتى‪ :‬بعضها من غمان‪ ،‬وأخرى من الهند ومن جزر المحيط الهندي‪.‬‬ ‫ى‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والستهء‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫‏!‪ ٢‬۔‪.‬ہ‬ ‫ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى شجرة القرنفل تلك الشجرة المباركة‬ ‫التي أصبحت مصدر الدخل القومي ليست في زنجبار وبمبا فحسب وإنما في‬ ‫الشرق الإفريقي كله‪ .‬وشجرة القرنفل تم إحضارها وغرسها في عهد السلطان‬ ‫سعيد بن سلطان‘ فقد أمر بإحضارها وجلبها من إحدى جزر المحيط الهندي‘‬ ‫وفاقت نظيرتها في‬ ‫وصارت في زنجبار والجزيرة الخضراء أفضل ما تكون‬ ‫الأماكن الأخرى في مناطق المحيط الهند‪.‬‬ ‫وهكذا قام الغمانيون باستصلاح الأراضي وهيٍؤوها للزراعة‪ ،‬فتحولت‬ ‫تلك الغابات المخيفة الموحشة إلى واحات غناء وبساتين زاهية يرتاح النظر‬ ‫إليها‪ ،‬وتبتهج النفوس لرؤيتها‪ ،‬فهي حدائق ذات بهجة حيث نقلوا آنواعا من‬ ‫أشجار الآمبا (المانجو) من الهند إلى مناطق الشرق الإفريقي‪ ،‬كما نقلوا إليها‬ ‫فسائل النخيل من غمان‪ ،‬وقد رأيت في منطقة تبوره في البر الافريقي تلك‬ ‫الواحات الجميلة من النخيل والمانجو يمتد إليها البصر مسافات شاسعة‪.‬‬ ‫وعرف الأفارقة بفضل جهود المانيين فنون الزراعة وزراعة الفواكه‬ ‫والخضار والحبوب‘ وعرفوا حرث الأرض واستصلاحها وفلاحتها‪ ،‬وما ذلك‬ ‫إلا بفضل الجهود الجبارة والعظيمة التي قام بها آولتك العرب‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬التجارة‪:‬‬ ‫اهتم التممانيون بالتجارة اهتماما كبيرا‪ ،‬وهم الذين أنشأوا شبكة من‬ ‫الطرق التجارية بين الداخل والساحل وكانت القوافل التجارية تسلكها جيئة‬ ‫وذهابا من المدن والمواني الساحلية إلى داخلية المناطق في البر الإفريقى‪.‬‬ ‫وصارت تلك الطرق معروفة للتجار‪ ،‬وازدهرت بذلك الحركة التجارية بين‬ ‫مناطق شرق إفريقيا وبينها وبين مناطق العالم استيرادَا وتصديرا‪ ،‬وعَم الرخاء‬ ‫والرفاهية جميع السكان‪ ،‬حتى غدت نعومة العيش السمة السائدة هناك آنذاك‬ ‫وأصبحت نضارة الحياة واضحة مشاهدة‪.‬‬ ‫‏‪٢٢٣‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الدور الغماني في شرق إفريقيا‬ ‫وعمل السكان الأفارقة مع المانيين في التجارة حيث استعملهم‬ ‫الغمانيون في تجارتهم‪ ،‬واكتسب الأفارقة بذلك خبرة ودراية فى مجال‬ ‫التعامل التجاري بعد أن كانوا لا يعرفون شيئا من ذلك‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬العادات والتقاليد‪:‬‬ ‫وأخيرا؛ فإن الوجود الممماني في إفريقيا الشرقية كان له دور في الحياة‬ ‫الاجتماعية والسلوك الاجتماعي‪ ،‬من حيث العادات والتقاليد في اللباس‬ ‫والمأكل‪ ،‬وبقية مظاهر الحياة الاجتماعية الأخرى‪ ،‬مثل‪ :‬الأفراح والأعياد‬ ‫والأعراس‪.‬‬ ‫لذلك يجد المرء تشابها واضحا في العادات والتقاليد والسلوك بين أهل‬ ‫غمان وأهل إفريقيا‪ .‬من الصومال شمالا وحتى جزر القمر جنوبا‪ ،‬ولقد قال‬ ‫لي فخامة الرئيس سيد محمد جوهر رئيس جمهورية جزر القمر الاتحادية‬ ‫الإسلامية الأسبق‪ ،‬أثناء مقابلته لناء في شهر أغسطس ‪١٩٩٢‬م‪:‬‏ «لا تتعجبوا إذا‬ ‫رأيتم اللباس هنا في جزر القمر لباسا عمانيّا‪ .‬فإن هذا دليل على العلاقة‬ ‫التاريخية التي تربط عمان وهذا البلد»‪.‬‬ ‫وعلى العموم؛ فإن التأثير الحضاري الماني في إفريقيا الشرقية واضح‬ ‫المعالم بين الأثر‪ ،‬ودور التممانيين في تهيئة ظروف الحياة لا ينكر‪.‬‬ ‫لمحطة الأولى للغمانيين في البر الافريقى‬ ‫‪0‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫‪7‬‬ ‫ا‬ ‫قبراير ‪١٩٩٤٤‬م‏‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫تبوره المحطة الآولى للفمانيين في البر الإفريقى‬ ‫عندما تصل إلى تبوره‪ ،‬بجمهورية تنزانيا‪ ،‬تقابلك واحات النخيل‬ ‫الباسقات بطلعها النضيد‪ ،‬وغابات الأمبا (المانجو)‪ ،‬بثمارها المتدلية‪.‬‬ ‫لقد كانت تبورة الواقعة في بر المويزي هي المحطة الأولى التي نزلها‬ ‫الغمانيون عند ذهابهم إلى البر الإفريقي‪ ،‬كما كانت البوابة التي توغلوا من‬ ‫خلالها إلى أعماق القارة الإفريقية‪.‬‬ ‫وكانت كويهاره في تبوره هي المنطقة التي حطوا فيها الرحال بادئ ذي بدء‪.‬‬ ‫ويقف في وسط هذه المنطقة تل تكسوه الأشجار الخضراء‪ ،‬وكان نزولهم‬ ‫هنالك بجوار سلطان قبائل المويزي‪ ،‬وبالرغم من كون وجود العمانيين في‬ ‫الشرق الإفريقي قديما‪ ،‬إلا أن بداية توغلهم في البر الإفريقي يرجع إلى عهد‬ ‫السيد سعيد بن سلطان أما قبل هذا العهد فقد كان وجودهم في المدن‬ ‫الساحلية فقط من مقديشو شمالا وإلى جزر القمر جنوبا‪ ،‬ومنذ أن وطد السيد‬ ‫سعيد بن سلطان نفوذه في شرق إفريقيا‪ ،‬أخذ الحمانيون في الرحيل إلى تلك‬ ‫البقاع جماعات ووحداناء ووجدوا من طيب المناخ وخصوبة الأرض ورحابة‬ ‫المكان ما يطيب معه المقام‪ ،‬وبدأت القوافل التجارية المانية تشق طريقها‬ ‫منطلقة من باغمويو وباغاني إلى تبوره التي هي حاضرة بر المويزي حيث‬ ‫كانت مقر سلطان قبائل المويزي‪.‬‬ ‫وما إن وصل المحمانيون إليها حتى اتخذوها مقزا لهم لطيب هوائها‪.‬‬ ‫واعتدال مناخها‪ ،‬وخصوبة أرضها ووفرة مياهها‪ ،‬بالإضافة إلى موقعها‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الافريقي والاسيوي‬ ‫‪.‬ه‬ ‫‏‪.٨٨‬‬ ‫المناسب‘ فهي تقع في وسط تنجنيقا'؛ الأمر الذي هيأ لهم الانطلاق منها‬ ‫إلى أعماق القارة الإفريقية‪ .‬فمنها اتجهوا غرتا وجنوبا إلى الوجيجي وكيجوما‬ ‫ثم إلى زايئر التي كانت تعرف ب «الكونغو» ومنها توجهوا شمالا إلى انزيج‬ ‫وشنيبانجا وموانزا‪ ،‬ثم عبروا بحيرة فكتوريا التي كانت تعرف ببحيرة نيائزا‬ ‫سابقا إلى بوكوبا وانجاره ثم توغلوا إلى رواندا وبروندي وأوغندا‪.‬‬ ‫ومن تبوره كانت انطلاقة القائد العربي الماني الشيخ حميد بن محمد‬ ‫المرجبي فاتح الكونغو الملقب «تب تب» فقد توجه من تبوره إلى الوجيجي‬ ‫وعبر بحيرة تنجنيقا حتى وصل إلى أراضي الكونغو وقاتل زعماءها حتى‬ ‫استطاع أن يستولي على ممتلكاتهم وآن يكون هنالك إمارة بل مملكة عربية‬ ‫قوام جيشها حوالي مائة ألف جندي ثم صارت له جولات وصولات مع‬ ‫الاستعمار البلجيكي‪.‬‬ ‫وقد أدخل التمانيون إلى تبوره وسائر تلك المناطق الإفريقية مظاهر‬ ‫الحضارة من فكر وعمران فأدخلوا إليها الإسلام‪ ،‬هذا الرصيد الإلهي الثمين‬ ‫كما عملوا فيها الأعمال العمرانية من بناء وزراعة وتجارة وصناعة‪ ،‬فأقيمت‬ ‫المساجد وبنيت العمارات والمنازل‪ ،‬وأسست المزارع‪ ،‬وأنشئت الأسواق"‬ ‫وغرسوا فيها كثيرا مانلنخل حملوها معهم من مان موطن النخل في‬ ‫الجزيرة العربية فالنخلة رفيقةالعربي يحملها معه حيث يحل ويرتحل لا يرتاح‬ ‫نظره إلا إلى منظرها البهيج وهي التي أثارت أشجان صقر قريش عبد الرحمن‬ ‫الداخل في الأندلس عندما رآها شامخة في بستان الرصافة بقرطبة فقال‪:‬‬ ‫تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل‬ ‫تبدت لنا وسط الرصافة نخلة‬ ‫وطول ابتعادي عن بني وعن أهلى‬ ‫فقلت شبيهي في التغرب والنوى‬ ‫الاسم تنزانيا‪.‬‬ ‫فصار‬ ‫هو الاسم المستعمل قبل توحيد تنجنيقا وزنجبار‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫‏‪٢٩‬‬ ‫تبوره المحطة الأولى للثمانيين في البر الإفريقى‬ ‫كما غرسوا فيها أيضا شجر الأمبا (المانجو) حملوها من زنجبار والمدن‬ ‫الساحلية في الشرق الإفريقي‪.‬‬ ‫وأصبحت تبوره متميزة بكثرة النخيل وأشجار الأمبا (المانجر) ويوجد‬ ‫في تبوره بيت أثري بناه الشيخ سعيد بن سالم الجابري في عام ‪١٨٥٧‬م‏ في‬ ‫بداية تولي السيد ماجد بن سعيد بن سلطان مقاليد الأمور في شرق إفريقيا‬ ‫ويتكون البيت من ليوان خارجي وبه باب غماني كبير الشكل والزخرفة‪.‬‬ ‫ويوجد بداخله مجلسان داخلي وخارجي وغرفتان للنوم مع دورات مياه‬ ‫وسائر المرافق الأخرى اللازمة‪ ،‬من غرف للخدم والحشم والطبخ‪.‬‬ ‫ويستعمل البيت حاليا كمتحف يحكي تاريخ المنطقة ويبرز تراث‬ ‫الماضي‪ ،‬بيد أنه مما يؤسف عليه‪ ،‬أن ذلك المتحف يضم كتابات وصوزا‬ ‫مرسوم فيها تشويه وسوء سمعة للوجود التمماني‪.‬‬ ‫وأصبح ذلك البيت الذي كان مأوى الضيف ومكان الجود والكرم يقال‬ ‫عنه بأنه مكان لاحتجاز العبيد‪ ،‬وأصبحت مجالسه التي كانت يكرم فيها‬ ‫الضيف يقال عنها بأنها محبس للعبيد وقيل عن غرفه التي كانت مسكئا‬ ‫لكريمات العرب بأنها مكان لنوم العبيد‪.‬‬ ‫وهذه المغالطات والافتراءات والأكاذيب دونها ليفنجستون وستانلي‬ ‫وسبايك وبرتون وغيرهم من الرحالة الأروبيين الذين كانوا طلائع الاستعمار‬ ‫الغربي إلى تلك المناطق‪ ،‬مع أن أولئك الرحالة ما كانوا يستطيعون أن يطؤوا‬ ‫بأقدامهم تلك المناطق لولا مساعدة العرب العمانيين وضيافتهم لهم لحسن‬ ‫ظنهم بهم‪.‬‬ ‫ويبدو الكلام متناقضا من لسان المرشد السياحي الذي لن تلك‬ ‫المعلومات تلقينا وعبئها تعبئة؛ فهو تارة يجعل مجالس البيت وغرفه‬ ‫آةمسوي‬ ‫د ‪- .‬‬ ‫الغقماني قي الشرقين الحريمي والاسيو ‪.‬‬ ‫الحراك‬ ‫‪:.‬‬ ‫َ‬ ‫‪٢‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫ومرافقه‬ ‫للفنجستون‬ ‫يجعلها‬ ‫‏‪ ١‬لعبيد وحبسهم ف وتارة‬ ‫لحجز‬ ‫ومرا فقه أماكن‬ ‫الهندي‪.‬‬ ‫وقد أساء أولئك الرحالة إلى العرب أيما إساءة وشوهوا الوجود العماني‬ ‫الحضاري والإنساني أيما تشويه فقالوا عن العرب بأنهم استعبدوا الأفارقة‬ ‫وعذبوهم وجوعوهم وباعوهم في أسواق النخاسة وأنهم كانوا يقتلون الضعيف‪.‬‬ ‫لم يستعبدوا الأفارقة" بل‬ ‫فالعرب‬ ‫لكاذبون؛‬ ‫وهم _ والله ۔ فى ذلك‬ ‫ولم يجوعوهم‬ ‫با لإسلام ‪ .‬ولم يعذبوهم ‪ .‬وإنما علموهم وحَضّروهمك‬ ‫أكرموهم‬ ‫وإنما أطعموهم وشجعوهم على العمل‪ ،‬ولم يقتلوا ضعيفهم وإنما أحسنر‬ ‫نأ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫بذلك الافارقة انفمسهم؛‬ ‫ويعترف‬ ‫معهم ‪،‬‬ ‫فقد تصاهروا‬ ‫وذاك‬ ‫هذا‬ ‫هم‪ .‬وفوق‬ ‫ا‬ ‫الذين أكرمهم الله بالإسلام ولم يتأثروا بالدعاية الاستعمارية الغربية‪.‬‬ ‫وما أثير من ضجة وزوبعة حول بيع الرقيق وتجارة الرقيق ما هو إلا‬ ‫إذ ليس‬ ‫منها سياسي استعماري؛‬ ‫والهدف‬ ‫إلى العرب&©‬ ‫وإساءة‬ ‫اختلاق‬ ‫محض‬ ‫من المعقول أن يقوم قلة من العرب باحتجاز مجموعات من الافارقة‬ ‫وللأفارقة أنظمة قيلية صارمة وروابط قبلية ولهم سلاطين وزعماء وكانوا‬ ‫يخوضون حروبا ضاربة مع بعضهم البعض‪.‬‬ ‫ولكن الذي كان يحدث هو أن أولئك الزعماء والسلاطين يقومون ببيع‬ ‫رعاياهم إلى بعض العرب الذين بدورهم يبيعونهم إلى تجار النخاسة الغربيين‬ ‫في المدن الساحلية فالقضية مشتركة بين الأفارقة والعرب والغربيين‪.‬‬ ‫فكيف يرمى بها العرب وحدهم؟ وينسب ذلك الفعل إليهم وحدهم‬ ‫فقط؟ في حين يبرا منها الآخرون‪.‬‬ ‫إنها مأساة التاريخ عندما يكتب التاريخ بأقلام آولئك الحاقدين المغرضين‪.‬‬ ‫‪7 .‬‬ ‫الاسلام‪ ,‬في أوغندا‬ ‫بحث مقدم إلى ندوة‪:‬‬ ‫تاريخ الحضارة الإسلامية في إفريقيا الشرقية‬ ‫في الفترة‪ :‬‏‪ !٢‬۔ ‪٢٠١٣/٩/٤‬م‏‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫الحمد لله‪ ،‬والصلاة والسلام على سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن‬ ‫وا لاه ‪:‬‬ ‫أما بعد‪ :‬فهذا بحث بعنوان‪ :‬الإسلام في أوغندا‪ 5‬أعددته لندوة‪ :‬تاريخ‬ ‫الحضارة الإسلامية في إفريقيا الشرقية‪ ،‬التي ستقيمها الهيئة العامة للوثائق‬ ‫والمحفوظات بسلطنة عغُمان‪ ،‬في زنجبار درة الشرق الإفريقي وعاصمته‬ ‫الإيمانية والثقافية في الفترة من ‪٢‬۔‪٢٠١٣/٩/٤‬م‪،‬‏ بدعوة من أخينا سعادة‬ ‫الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة‪.‬‬ ‫وسبب اختياري الموضوع المذكور أعلاه؛ هو أنني زرت جمهورية أوغندا‬ ‫لحضور الندوة العالمية للحضارة والتاريخ الإسلامي في إفريقيا الشرقية التي‬ ‫أقامها مركز الحضارة والتاريخ الإسلامي في اسطنبول بتركيا التابع لمنظمة‬ ‫‏‪ ٠٣‬‏‪.‬م‪٠‬‬ ‫‏‪ ١٧ ١٥‬ديسمبر‬ ‫التعاون الإسلامي في الفترة من‬ ‫وعندما كانت لي مداخلة على بعض الأوراق في بعض الجلسات‘‬ ‫وذكرت الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري وإسلام الملك الكباكبا سونا أقبل‬ ‫إل الكثير من الحاضرين في جلسة الاستراحة يسألونني عن القصة‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫شيئا عن‬ ‫لا يعرفون‬ ‫وهو دليل واضح أنهم أصبحوا‬ ‫والمعلومات‬ ‫الماني في التىر ةقين ‪ -‬الإ لاففري بتقي واواللااسيوب‬ ‫الحراك‬ ‫‏‪٢٤‬‬ ‫وعرفت أنهم لا يعرفون شيئا عن دخول الإسلام إلى أوغنداؤ فهم‬ ‫لا يعرفون أحمد بن إبراهيم العامري ولا يعرفون خميس بن جمعة‪ ،‬بل إنهم‬ ‫لا يعرفون مطلقا الدور المانى الحضاري والتاريخي في أوغندا‪.‬‬ ‫آخرين من بلدان‬ ‫هذا الدور العظيم إلى أشخاص‬ ‫وأصبحوا يسندون‬ ‫أآخرى؛ لأن أبناء تلك البلدان كتبوا في ذلك ونسبوا ذلك العمل الجليل‬ ‫بذلك‬ ‫وغمطوا‬ ‫الماني ‪،‬‬ ‫الدور‬ ‫هنا‬ ‫وأهملوا‬ ‫آبائهم وأجدادهم‬ ‫إلى‬ ‫والشريف‬ ‫وما‬ ‫تاريخهم‪6‬‬ ‫لم يكتبوا‬ ‫الغمانيين‬ ‫لأن‬ ‫والحضاري؛‬ ‫حقهم التاريخي‬ ‫المانيين‬ ‫كتبه الشيخ الجليل سعيد بن على المغيري في كتابه القيم والمفيد لم يغط‬ ‫منطقة الشرق الإفريقي كلها‪ ،‬وإنما رمز على تنزانيا\ المؤلفة من تنجنيقا‬ ‫وزنجبار‪ ،‬وشيئا عن المدن الساحلية الكينية وحتى بالنسبة إلى تنزانيا‪ ،‬فهو‬ ‫لم يستوعب جميع مفاصل الحراك المماني الديني والاجتماعي والتاريخي‬ ‫والحضاري للتمانيين في تنجنيقا وزنجبار‪.‬‬ ‫ولولاه‬ ‫إليه‬ ‫جليلا بكتابه ذلك لم يسبق‬ ‫عم‬ ‫الله خيرا ‪ .‬قدم‬ ‫جزاه‬ ‫لكنه‬ ‫لضاع التاريخ الماني في إفريقيا الشرقية ولم يعرف عن الوجود العماني‬ ‫عنا أخبار العمانيين في إفريقيا الشرقية‪.‬‬ ‫ولغابت‬ ‫هنالك هششيء‬ ‫والإهمماالل ‪ ,‬قله الاعتناء من العر‬ ‫الهمة‬ ‫لتاريخهم حيث قال‪« :‬ومن سواقط‬ ‫المانيين الذين سادوا هذه القارة الإقريقية‪ ،‬واستعمروها وآوجدوا فيها المآثر‬ ‫والسلطات منذ قرون عديدة لم يدونوا في أيامهم الأخبار الواقعة والكائنة نى‬ ‫عصرهم إلا ما ذكرته بعض التواريخ الئغمانية في بعض الغزوات والوقائع التى‬ ‫بين عرب عمان والبرتغال في عهد دولة الأئمة اليعاربة‪ ،‬وها أنا ذا أبينها ني‬ ‫مآثر العرب‬ ‫|‬ ‫حيث أعتمد على نق‬ ‫جوانحي۔‬ ‫ملء‬ ‫هذا التاريخ ‪ .‬والأسسف‬ ‫ومفاخرهم‪ ،‬وقوة ظهورهم وسلطانهم في هذه الإفريقية مما دونته التواريخ‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫الإسلام في أوغندا‬ ‫الأوروبية‪ .‬ونحن معشر العرب نشكر الأروبيين الذين بذلوا مجهوداتهم‬ ‫اهتماما في إظهار مفاخر العرب ومآثرهم التي كونوها وأوجدوها في هذه‬ ‫القارة‪ .‬ونعترف لهم أنها لولا همتهم لكانت في خبر كانه"‪.‬‬ ‫وصول الإسلام إلى أوغندا‬ ‫لذلك؛ رأيت اختيار الكتابة في موضوع‬ ‫ويعتمد العود على‬ ‫الحق إلى أهله ئ ويرجع الفرع إلى أصلها‬ ‫يعود‬ ‫وذلك لكي‬ ‫نصابه‪.‬‬ ‫وقد جعلته في محاور خمسة‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬التعريف بأوغندا مكانا وسكانا‪.‬‬ ‫الناني‪ :‬انتشار الإسلام في شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الهجرات العمانية إلى شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬وصول الإسلام إلى أوغندا وهو صلب الموضوع ولحمته وسداه‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬الوجود الماني في أوغندا‪.‬‬ ‫ولا يفوتني أن أقدم الشكر إلى الهيئة العامة للوثائق والمحفوظات وعلى‬ ‫رأسها الدكتور حمد الضوياني على الاهتمام الكبير بالحضارة والتاريخ‬ ‫الإسلامي في إفريقيا الشرقية اللذين كان للممانيين النصيب الوافر فيهما‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫(‪ )١‬جهينة الأخبار‪ ٬‬ص‪.٥‎‬‬ ‫الشسرقين الإفذريقي والأسيور‬ ‫في‬ ‫الغمانى‬ ‫الحراك‬ ‫‏‪٢٦‬‬ ‫سس‪٫‬۔۔ے۔‏‬ ‫_ _۔۔۔۔۔‬ ‫أوغندا‪ :‬المكان والسكان‬ ‫أوما‪ :‬المكان‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية أوغندا في الجهة الشرقية الوسطى من القارة‬ ‫وهي تطل على القسم الشمالي الغربي لبحيرة فكتوريا التي هي أحد‬ ‫الإفريقية‬ ‫منبعي نهر النيل العظيم‪.‬‬ ‫كينيا؛‬ ‫ومن الشرق‬ ‫السودان‪،‬‬ ‫جنوب‬ ‫دولة‬ ‫‏‪ ١‬لشمال‬ ‫من‬ ‫يحدها‬ ‫‪ -‬الحدود‪:‬‬ ‫ومن الجنوب تنزانيا وروانداء ومن الغرب الكونغو‪.‬‬ ‫كانت أوغندا تتكون من مقاطعات أو ممالك‘ وأشهرها مملكة بوغندا‬ ‫التي تقع فيها العاصمة الحاليةث كمبالا‪.‬‬ ‫‪ -‬يعرف الموقع التي تحتله أوغندا‪ ،‬بأنه سقف إفريقيا نظرا لارتفاع‬ ‫ووقوعه على هضبة عالية وهذا الموقع جعل أوغندا تقع على مسطحات‬ ‫تحيط بأوغندا('‪.‬‬ ‫عدة‬ ‫بحيرات‬ ‫من‬ ‫تتكون‬ ‫مائية كبيرة‬ ‫دار النبراس والتوزيع‪ .‬عمان‬ ‫‏‪٤٤‬‬ ‫ص‬ ‫العالم©‬ ‫دول‬ ‫موسوعة‬ ‫هاني عيد الرحيم‬ ‫العزيزي‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لام فى ‏‪ ١‬ذ شا‬ ‫والاس‬ ‫عن العرب‬ ‫تاريخية‬ ‫حقائق‬ ‫مشهور‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫أحمد‬ ‫الحداد‬ ‫وانظر‪:‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ب افريه‬ ‫‏‪ .٧٥‬دار الفتح‪.‬‬ ‫الشرقيةث ص‬ ‫ثانيا‪ :‬السكان‬ ‫يبلغ عدد سكان جمهورية أوغندا حوالي ‏‪ ٣٥‬مليون نسمة‘ المكون‬ ‫الإحصاء الرسمي" ‪.‬‬ ‫‏‪ 7.١٢‬حسب‬ ‫الإسلامي منهم يحتل نسبة‬ ‫وقد خضعت أوغندا للاستعمار البريطانى إبان الحقبة الاستعمارية على‬ ‫شرق إفريقيا التي استمرت ‏‪ ٧٢‬عاما‪ ،‬وقد نالت استقلالها بتاريخ ‏‪ ٩‬أكتوبر‬ ‫‏‪. "٢٩٦٢‬‬ ‫‏(‪ )١‬موقع جمهورية أوغندا على الشبكة المعلوماتية‪.‬‬ ‫‏‪.٤٤‬‬ ‫ص‬ ‫العالم‪،‬‬ ‫موسوعة دول‬ ‫‏)‪(٢‬‬ ‫والأسا؛‬ ‫‪,‬يذ ‪-.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫في الثشسرقين الإفريقي واسباب‬ ‫الخغماني‬ ‫الحراك‬ ‫‏‪٢٨‬‬ ‫۔‬ ‫‪-_-‬‬ ‫انتشار الإسلام في إفريقيا الشرقية‬ ‫الإسلام دين الله الخالد القويم بعث الله به محمدا مقلة إلى الناس كافة‪:‬‬ ‫‪[ 4‬سبا‪ :‬ه×][ « وما تتنكر‬ ‫يمر ا وذي‬ ‫حكَاكَهً ك س‬ ‫« ويا أريكنتنك إ‏‪١‬‬ ‫الانبياء‪ :‬‏‪ ]٠٠١‬فقام ييل بما أمره به ربه خير قيام‪ ،‬فهو قد بن‬ ‫رَمَة حتمي‬ ‫الرسالة وأدى الأمانة‪ ،‬ودخل الناس في دين الله أفواججا‪ ،‬وغطى الإسلام جزيرة‬ ‫العرب‘ ومن بينها غُمان‪ ،‬باعتبارها مكوتا من المكونات الجغرافية للجزيرة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وقد اعتنق التممانيون الإسلام على عهد النبي يلة عبر مرحلتين‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬كانت مبادرة عمانية من الصحابي الجليل مازن بن غضوبة فهر‬ ‫الذي ذهب إلى النبي قلة ليدخل في الاسلام‪ ،‬وبعد عودته أخذ يدعو الناس‬ ‫إلى الدخول في دين الإسلام ودخل بعض آهل غمان فايلإسلام بسبب‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬مجيء الصحابي عمرو بن العاص مبعوثا من النبي لة إلى ملكي‬ ‫مان جيفر وعبد ابني الجلندى‪ ،‬ودخل الملكان في الإسلام ودخل معهما‬ ‫قومهما من آهل غمان في الإسلام ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبح الإسلام يشكل‬ ‫ظاهرة اجتماعية في غمان‪ ،‬حيث دخل المحمانيون كافة في الإسلام‪.‬‬ ‫‪٢ ٩‬‬ ‫في ‪ 1‬و نغحندا‪‎‬‬ ‫‪ ١‬إ سلا م‬ ‫وحملوا الإسلام بقوة وصدق إلى خارج غمان‪ ،‬حيث شاركوا من أول‬ ‫الأمر في الفتوحات أو التحريرات الإسلامية‪ ،‬بدا من عهد الخليفة الأول أبي‬ ‫بكر الصديق‪.‬‬ ‫لدينهم ولدولة الخلافة الراشدة حتى تغير نظام‬ ‫أوفياء‬ ‫وظل الغمانيون‬ ‫من‬ ‫بدا‬ ‫إلى ملك عضوض‬ ‫خلافة راشدة‬ ‫من‬ ‫وتحول‬ ‫الحكم في الإسلام‬ ‫معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية بفرعيها السفياني والمرواني‪.‬‬ ‫هنالك رأى المحمانيون أن الاستقلال عن الدولة الأموية هو الأنسب‬ ‫والأصلح لهم‪ .‬لذلك أعلنوا الاستقلال الممماني عن التبعية للدولة الأموية‪.‬‬ ‫وعلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ‏(‪ ٦٥‬‏)ه‪٦٨‬۔ رأى واليه‬ ‫على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي أنه لا بد من إخضاع غمان لسلطة‬ ‫الدولة الأموية‪ ،‬فأخذ يشن عليها الحروب حربا بعد حربؤ ويسير الجيوش‬ ‫على عهذ الملكين سليمان وسعيد ابني عباد بن‬ ‫ذلك‬ ‫جيشا بعد جيش ‘ وكان‬ ‫عبد بن الجلندى على غمان‪ ،‬وبعد سلسلة من الحروب استشعر الملكان‬ ‫اللممانيان العجز فقررا التوجه إلى شرق إفريقيا بمن معها من أقارب وحاشية‪.‬‬ ‫ويحدد الشيخ سعيد بن علي المغيري ذلك بأنه كان سنة ‏‪ ٦٤‬هجرية"‪.‬‬ ‫‪٧٤‬ه؛‏ فإن الحجاج صار واليا على‬ ‫تاريخي ولعله قصد سنة‬ ‫وهو تصحيف‬ ‫العراق فى عهد عبد الملك بن مروان الذي ابتدأ ملكه سنة ‪٦٥‬ه‪.‬‏‬ ‫ألا وهو‪ :‬هل توجه سليمان وسعيد‬ ‫تساؤلا يدور فى خلدي‬ ‫على أن هناك‬ ‫ومن معهما من أهل وأقارب وحاشية كان يمثل سابقة عهد للحمانيين بإفريقيا‬ ‫الشرقية‪ ،‬أم أن هناك وجودا غمانيّا كان قد سبقهم؟‬ ‫(‪ )١‬السالمي‪ ،‬نور الدين عبد الله بن حميد تحفة الأعيان" ج‪ ،١‬ص‪.٧٤ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬جهينة الأخبارى ص‪.٩٦ ‎‬‬ ‫الحراك الخماني هي الشرقين الإفريقي والحد‬ ‫‏‪.. ٤‬ہ۔۔‬ ‫في رأيي أن قدوم المذكورين إلى شرق إفريقيا لم يكن هو الوجه‬ ‫الماني الأول‪ ،‬وإنما كان هنالك وجود مانى سابق؛ إذ من غير المعقول أن‬ ‫شرق إفريقيا‘ دون وجود عُماني سابق‪ ،‬وإذا ما ثبت أن‬ ‫يغامروا بالذهاب إلى‬ ‫هناك وجودا غمانيّا سابقا‪ ،‬فهناك يثور تساؤل آخر ألا وهو‪ :‬هل كان‬ ‫المانيون الموجودون في الشرق الإفريقي على الإسلام؟ في رأيي أنهم كانوا‬ ‫على الإسلم؛ لأنهم ربما كانوا قد هاجروا إليها أو هاجر إليها بعضهم بعد‬ ‫دخول أهل غمان في الإسلام كما أنه من الطبيعي أن التواصل بين غمان‬ ‫وبين شرق إفريقيا عبرهم لم ينقطع‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬نستطيع أن نقرر أن الإسلام وصل إلى شرق إفريقيا بعد وصوله إلى‬ ‫عمان بوقت ليس بالطويل ولعلنا لا نبعد النجعة إذا قلنا‪ :‬إن الإسلام كان قد‬ ‫وصل إلى شرق إفريقيا فى النصف الآول من القرن الأول للهجرة على وجه‬ ‫التقريب على أيدي الغمانيين‪.‬‬ ‫‏‪٤١‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الإسلام في أوغندا‬ ‫الهجرات العمانية إلى شرق إفريقيا‬ ‫توالت الهجرات المانية إلى شرق إفريقيا بعد مجيء سليمان وسعيد‬ ‫الجلندانيين إليهاء وتكونت بعد ذلك الإمارات العربية الإسلامية على امتداد‬ ‫الساحل الشرقي لإفريقيا‪ .‬من الصومال شمالا وحتى جزر القمر جنوبا‪.‬‬ ‫وعندما وصل البرتغاليون إلى شرق إفريقيا وجدوا تلك الإمارات العربية‬ ‫الإسلامية ممتدة على طول الساحل يقول الأمير شكيب أرسلان‪« :‬إن الجزر‬ ‫والسواحل في شرق إفريقيا كان يسيطر عليها الغمانيون‪ ،‬فجاء البرتغاليون‬ ‫فأخذوها من أيديهم في نحو سنة ‪٥٠٣‬ا‪١‬مإ‏ فكان استردادها على يد سيف بن‬ ‫سلطان سنة ‪٤‬م»'‪.‬‏‬ ‫وعندما قامت دولة الإمامة اليعربية في غُمان (‪١٠٣٤‬۔‪٧‬ه‪١٥‬ه‪/‬‏‬ ‫‏)م‪ ٤٤٧١‬صار هنالك امتداد سياسي لحمان‪ ،‬فقد استنجد المسلمون‬ ‫‏‪٦٦٤‬‬ ‫الأفارقة بالائمة اليعاربة لتخليصهم من نير الاستعمار البرتغالي" فأنجد‬ ‫الممانيون إخوانهم الأفارقة‪ .‬وخضعت مناطق الساحل للدولة العمانية غير أن‬ ‫ذلك الوجود السياسي التمماني‪ ،‬بل والوجود الإسلامي كانا منحصرين في‬ ‫‏(‪ )١‬حاضر العالم الاسلامي ج ‏‪ ‘٤‬‏س‪٦٣٢٢‬ص دار الفكر ا‪ /‬بيروت‘ وأصل الكتاب للمؤلف‬ ‫أرسلان تعليقات فاقت حجم الكتاب‬ ‫وعمل عليه شكيب‬ ‫‏‪ ١‬لامريكي لوثورورب ستورداد‪6‬‬ ‫‏‪ ١‬لاصلي ‪.‬‬ ‫ماني في التشىرقين الإفريقي والاسبوب‬ ‫الحراك الغ‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫مناطق الساحل فقط دون مناطق الداخل الإفريقي‪ ،‬أو ما يعرف بمناطق الر‬ ‫الإفريقي‪.‬‬ ‫فى عمان منذ عام ‪١٥٧‬ه_‪٧٤٤/‬ام‏ توسع‬ ‫وعندما قامت دولة آل بوسعيد‬ ‫الامتداد السياسي الماني إلى مناطق الداخل الإفريقي لا سيما على عهد‬ ‫وعهد ولديه السلطانين ماجد‬ ‫(‪١٨٠٦‬۔‏ ‪١٨٥٦‬م(‏‬ ‫بن سلطان‬ ‫سعيد‬ ‫السلطان‬ ‫وبرغش وأخذت القوافل التجارية التحمانية تتوغل في داخل القارة الإفريقي‬ ‫حتى بلغت البحيرات الوسطى يعبر عن ذلك التوسع الممماني البيت الشعري‬ ‫القائل‪:‬‬ ‫رقص الناس في البحيرات رتصا‬ ‫إن تعالى المزمار فى زنجبار‬ ‫وكان بعض تجار تلك القوافل لديهم الغيرة الإسلامية ويحملون هم‬ ‫عوة إلى الإسلام فقاموا بالدعوة الإسلامية حتى دخل بسبب ذلك الكثبر‬ ‫الد‬ ‫من الأفارقة الإسلام‪ .‬وأخذ الإسلام ينتشر في مناطق الداخل الإفريقي في‬ ‫تنجنيقا‪ ،‬وأوغندا وروانداچ ويروندي والكونغو وزامبيا وزمبابوي وغيرها‪.‬‬ ‫على أننا في هذا البحث نخص بالذكر أوغندا ووصول الإسلام إليها‬ ‫وهو ما سنتناوله في الفقرات التالية‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لا سلا م في ‏‪ ١‬و ندا‬ ‫وصول الإسلام إلى أوغندا‬ ‫أوما‪ :‬إقليم يوغحتدا‬ ‫إقليم بوغندا أحد مكونات جمهورية أوغندا المعاصرة‪ ،‬وكان مملكة‬ ‫الكباكبا سونا‪.‬‬ ‫حكم‬ ‫تحت‬ ‫والظاهر أن مملكة بوغندا‪ ،‬هي أول مكان يصله الإسلام! قبل غيره من‬ ‫الممالك والأقاليم الأوغندية‪.‬‬ ‫والسبب في ذلك أنه كان هنالك رجل تاجر يقوم بالتجارة بين زنجبار‬ ‫وممالك وإقليم أوغندا‪ ،‬ذلك التاجر هو الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري‬ ‫الغماني‪ ،‬والعامري نسبة إلى قبيلة العوامر‪ ،‬إحدى القبائل المانية الكبيرة‬ ‫والعريقةث وهي قبيلة قيسية نزارية عدنانية‪.‬‬ ‫وقد وصل الشيخ أحمد العامري إلى بلاط الملك الكباكبا سونا سنة‬ ‫‏‪ ٦٠‬‏م‪_/٣٤٨١‬ه فى عهد السلطان سعيد بن سلطان سلطان عمان وشرق‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫وكان الملك سونا وقومه على الديانة الوثنية‪ ،‬أو الديانة اللادينية وكانت‬ ‫ديني وفق ديانتهم‪.‬‬ ‫يمارسونها على أساس‬ ‫لهم طقوسات‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والاسبو;‬ ‫‏‪٤٤‬‬ ‫ومن ذلكؤ القيام بذبح البشر كقرابين يتقربون بهم إلى معبودهمإ وذات‬ ‫يوم من الأيام‪ .‬وبينما كان الشيخ أحمد العامري في بلاط الملك الكباب‬ ‫فلم يتمالك‬ ‫للذبح‪،‬‬ ‫ليقدموا‬ ‫لبشہ ك قل أحضروا‬ ‫‏‪: ١‬‬ ‫مجموعة من‬ ‫سونا ‪ .‬شاهد‬ ‫الذي هو قائم على إلغاء القيم الإنسانية من‬ ‫نقسه أمام ذلك المنظر الوحشي‬ ‫الحياة‪ ،‬وعلى إهدار كرامة الإنسان وعلى نزع الرحمة من القلوب ووتف‬ ‫قائلا ومخاطبا الملك‪:‬‬ ‫بهؤلاء؟‬ ‫تريد أن تفعله‬ ‫ما الذي‬ ‫الملك‬ ‫مولاي‬ ‫الشيخ أحمد‪:‬‬ ‫قرابين للآلهة ‪.‬‬ ‫ذبحهم وتقريبهم‬ ‫أريد‬ ‫الملك‪:‬‬ ‫أيها الملك‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫لك‬ ‫لا يحقق‬ ‫الشيخ أحمد‪:‬‬ ‫بهم هذا‪.‬‬ ‫أفعل‬ ‫أن‬ ‫حقي‬ ‫ومن‬ ‫ديننا‬ ‫وهذا‬ ‫‪6‬‬ ‫رعيتى‬ ‫هم‬ ‫الملك‪:‬‬ ‫الشيخ أحمد‪ :‬مولاي إن هؤلاء الرعايا الذين تسفك دماءهم كل يوم بغير‬ ‫حق‪ ،‬إنما هم مخلوقات الله يلة الذي خلقك وأنعم عليك بهذه المملكة‪.‬‬ ‫الملكة‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لتي منحتني هذه‬ ‫آلهتي هي‬ ‫الملك‪:‬‬ ‫الشيخ أحمد‪ :‬هنالك إله واحد هو الله الواحد الأحد‪.‬‬ ‫الملك‪ :‬ومن هو الإله الذي تتحدث عنه؟‬ ‫الشيخ أحمد‪ :‬هو الله خالق السماوات والأرض وخالق كل شيء وخالقك‬ ‫ورازقك أنت أيها الملك‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لأمر _ ما الذي يحصل‬ ‫‪ -‬وهم في دهشة من‬ ‫‪ :‬يتساءلون‬ ‫الحاضرون‬ ‫الملك والتاجر العربي‪.‬‬ ‫بين‬ ‫ويدور‬ ‫ومن‬ ‫الإله؟‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫_ ‪:‬‬ ‫أمره‬ ‫من‬ ‫حيرة‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫يفكر‬ ‫مطرق‬ ‫الملك _‬ ‫هو الله خالق الكون؟‬ ‫‏‪٤٥‬‬ ‫أو وعغنمددا‬ ‫فب‪,‬‬ ‫م هي‬ ‫اللإاسلام‬ ‫هو خير‬ ‫الملك‘© أرجو أن تؤمن بالله الواحد الأحد‬ ‫مولاي‬ ‫الشيخ أحمد‪:‬‬ ‫لك ولقومك‪.‬‬ ‫الملك‪ :‬كيف لى أن أؤمن بذلك؟‬ ‫الشيخ أحمد‪ :‬تشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا ية رسول اله‪.‬‬ ‫هنالك أخذ قلب الملك وعقله ينفتحان على ما قاله الشيخ أحمد وأعلن‬ ‫وينطق‬ ‫هو الملك يدخل في الإسلام‬ ‫وهذا‬ ‫قومه ودهشتهم‪.‬‬ ‫أمام‬ ‫إسلامه‬ ‫بالشهادتين‪ :‬أشهد أن لا إله إلا الله‪ ،‬وأن محمدا رسول الله ويصبح بعد ذلك‬ ‫مسلما‪ ،‬وطلب من الشيخ أحمد أن يعلمه الدين الذي لا مكان فيه للشرك‬ ‫والوثنية وتقديس الأفراد‪ ،‬وعبادة الأفراد والأصنام‪.‬‬ ‫كما طلب الملك من الشيخ أحمد أن يمكث ويقيم عندهم في بلاط‬ ‫الملك لكي يعلمه وقومه دين الإسلام‪.‬‬ ‫هنالك لتعليم الملك وقومه‬ ‫للبقاء‬ ‫أحمد فرصه سانحة‬ ‫الشيخ‬ ‫ووجدها‬ ‫وحاشيته الدين الإسلامي الحنيف ودخل الملك الكباكا سونا الإسلام ودخل‬ ‫معه الإسلام أهله وأقاربه وحاشيته ورعيته'‪.‬‬ ‫وقتدأخذ الشيخ العامري يعلم الملك مبادئ الإسلام في العقيدة‬ ‫والعبادات وأمور الإسلام‪ ،‬واستطاع الملك بتوفيق الله أن يتعلم القرآن الكريم‬ ‫وأن يحفظ أربعة أجزاء من القرآن‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬مجموعة من المؤلفين© عمان في التاريخ" ص ‏‪ 6٥٠٠‬إصدار‪ :‬وزارة الاعلام‪ /‬سلطنة غغمان‪.‬‬ ‫إبراهيم زين صغيرون‪ ،‬الإسهام المماني في المجالات الثقافية والفكرية والكشف عن‬ ‫مجاهل القارة الإفريقية في المهد البوسعيدي بحث قدمه الباحث في ندوة‪ :‬الغمانيون‬ ‫ودورهم الحضاري والريادي في شرق إفريقيا‪ ،‬التي أقامها المنتدى الأدبي في سلطنة عمان‬ ‫‏‪.‬م‪٩٢/٩/٢٩٩١‬‬ ‫‏‪٢٨‬‬ ‫والآسبور‬ ‫الإفريقي‬ ‫الشسرقين‬ ‫الغماني في‬ ‫الحراك‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫د‪-‬‬ ‫‏‪٤ ٦‬‬ ‫السنة التي توني‬ ‫في نفس‬ ‫‪١٦٢٧٢٣‬ه_‪١٨٥٦/‬م‏‬ ‫سنة‬ ‫الكباكيا سونا‬ ‫وقد توفى‬ ‫فيها السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي سلطان عمان وشرق إفريقيا‪.‬‬ ‫وخلفه على الحكم ابنه موتيسا الذي أظهر حماسا شديدا وقويا للإسلام‬ ‫ونشره والدعوة إليه‪ ،‬في الأقاليم الأوغندية‪ ،‬وذلك بدعوة سلاطينها وملوكها‬ ‫إلى الدخول في الإسلام"'‪.‬‬ ‫كما قام بالتواصل مع حكام مصر وإقامة علاقات صداقة وتعاون معهم‬ ‫وبعث إليهم بالهدايا‪ .‬وطلب منهم إرسال علماء لكي يعلموا البوغنديين‬ ‫الدين الإسلامي ويشرحوا لهم معالم الإسلام التي يحتاجها المسلمون في‬ ‫بوغندا‪.‬‬ ‫فما كان من حاكم مصر آتذاك إلا آن لى طلب الملك موتيسا وأجاب‬ ‫بالخطاب التالي‪« :‬بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد‪ ،‬حمدا لله والصلاة والسلام‬ ‫على سيدنا محمد خاتم أنبيائه‪ .‬نخصكم بمزيد السلام والتحيةش إنه عرضت‬ ‫لدينا مكاتبكمإ وعلمنا الهدية التي أرسلتموها‪ ،‬وحصلت عندنا المسروربة‬ ‫حيث شرح الله صدوركم للإسلام‪ ،‬وجعلكم أمة سيدنا محمد خير الأنام‬ ‫واجب علينا إسعافكم في إبعاث العلماء الذين طلبتموهم لتعليم الديانة‪ ،‬وبعد‬ ‫تاريخه يرسلوا لطرفكم‪ .‬زادكم الله توفيقا ورشادًا وهداية‪ .‬والسلام»”'‪.‬‬ ‫ونظرا لالتزام الملك موتيسا بالإسلام‪ ،‬فقد آمر باعتماد التقويم الهجري‬ ‫في مملكته كما أمر بالالتزام بأحكام وآداب الاسلام في المعاملات اليومية‬ ‫وأمر بالأخلاق الإسلامية في المعاملات الإجتماعية‪.‬‬ ‫‏‪ ٠٢‬‏‪.‬م‪/٤٨٨١‬ه‪٢‬‬ ‫وقد توفي سنة‬ ‫(‪ )١‬عمان في التاريخ‪ ،‬ص‪.٥٠١ ‎‬‬ ‫‪.٧٩١‬‬ ‫الحداد مصدر سابقث ص‪‎‬‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫الإسلام في أوغندا‬ ‫وفي هذا الوقت كان نفوذ الاستعمار البريطاني أخذ يشتد على شرق‬ ‫إفريقيا‪ ،‬لذلك اشترطوا على من يريد أن يتولى الحكم أن يكون مسيحيا‪.‬‬ ‫الأمر الذي رفضه الأمير نوح بن موتيساء بينما وافق أخوه على التحول من‬ ‫الإسلام إلى المسيحية‪ ،‬وبناء على ذلك مكنه الانجليز من تولي الحكم خلئًا‬ ‫عن والده‪.‬‬ ‫أما الأمير نوح فقد توجه إلى زنجبار للإقامة بها بجوار سلاطينهاء‬ ‫السلطان برغش ومن بعده من السلاطين‪ ،‬وقضى في زنجبار بقية حياته حتى‬ ‫توفي بها‪ ،‬وعاد ابنه الأمير بدر بن نوح إلى أوغندا بعد وفاة والده‪ ،‬وبنى‬ ‫منزله (الفيلا) على ربوة مرتفعة في كمبالا العاصمة الأوغندية‪ ،‬مستوحى من‬ ‫طراز بيوت زنجبار‪ ،‬حسب ما قال لنا حفيده الأمير قاسم بن بدر الذي لا يزال‬ ‫يسكن نفس المنزل (الفيلا)‪.‬‬ ‫كما بنى مسجدا جامعا قريبا منه‪ ،‬وبنى أيضًا مدرسة ثانويةإ وقد قام بعد‬ ‫عودته إلى أوغندا بالمطالبة باستقلال بلاده عن بريطانيا‪ ،‬وأخذ يكافح في‬ ‫سبيل الله على ما يقول الشيخ سعيد بن علي المغيري الذي سماه الكباكبا'‪8‬‬ ‫واعتبره زعيم الثورة في أوغندا‪ ،‬والظاهر أن كلمة «الكباكبا» لقب ملكي لهذه‬ ‫العائلة المالكة‪.‬‬ ‫بعدل انتهاء‬ ‫في منزله الأنيق ذلك‬ ‫بدر‬ ‫‏‪ ١‬لأمير قاسم بن‬ ‫وكنت قد زرت‬ ‫أعمال الندوة العالمية للحضارة والتاريخ الإسلامي وكانت الزيارة بتاريخ‬ ‫‪٢٠١٣/٢/٨‬م‏ الساعة التاسعة صباحا‪.‬‬ ‫وهو الذي أخبرني بالمعلومات الآنفة الذكر عند مقابلتي إياه‪ ،‬بعدما‬ ‫وقصة إسلامهم‪.‬‬ ‫سألته عن آبائه وأجداده‬ ‫(‪ )١‬جهينة الأخبارى ص‪.٥١٩ ‎‬‬ ‫___ الحراك الفاني في الفرقين الإفريتب ولسن‬ ‫‪_.‬‬ ‫‏__‪..‬مح‪..‬ث‪٨‬‬ ‫وهو الآن يعتبر الزعيم للمسلمين في أوغنداء يعترف له المسلمون هنالك‬ ‫بالقيادة الدينية والاجتماعية‪.'١‬‏‬ ‫ثانيا‪ :‬مملكة ياتيورو‬ ‫مملكة بانيورو‪ ،‬أو إقليم بانيورو إحدى المكونات لجمهورية أوغندا‬ ‫المعاصرة وكان يحكمها الملك كباريجا\ الذي كان يرتبط بصداقة حميمه مع‬ ‫السلطان برغش بن سعيد سلطان شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫دور بارز ومؤثر في‬ ‫بن جمعة‬ ‫ا لتغمانى المسلم خميس‬ ‫للتا جر‬ ‫وقد كان‬ ‫دخول الملك كباريجا الإسلام‪ ،‬ومنذ ذلك وصل الإسلام إلى مملكة بانيررر‬ ‫ولعل كان بعض‬ ‫وأقاربه وقومه‬ ‫حاشيته‬ ‫أسلم الملك ومن معه من‬ ‫حيث‬ ‫الأفراد في هذه المملكة اعتنقوا الإسلام قبل ذلك©‘ لكن الإسلام لم يكن‬ ‫يشكل ظاهرة إلا بعد دخول الملك في الإسلام‪.‬‬ ‫ونظرا للعلاقة الطيبة التي تربطه بالسلطان برغش فقد اتخذ له مستشارين‬ ‫وعبد الرحمن بن عبيد بن‬ ‫بن جمعة‘‬ ‫من التجار الغمانين © أبرزهم حميس‬ ‫حمود ولعل هناك أشخاصا غيرهم لم ترد أسماؤهم‪.‬‬ ‫كما أقام علاقات قوية مع حكام مصرا إلى حد أن رفع علم الحكرمة‬ ‫والمسلمين‪.‬‬ ‫للإسلام‬ ‫حبه‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫مملكعه!') ‪ .‬مما‬ ‫أرض‬ ‫المصرية ‏‪ ٠‬فوق‬ ‫ومنذ ذلك العهد عهد الملك الكباكبا سونا‪ ،‬وعهد الملك كباريجاء‬ ‫في أوغندا‪.‬‬ ‫الجذور‬ ‫قوي‬ ‫راسخ القدم‪،‬‬ ‫أصبح الإسلام‬ ‫‏(‪ )١‬وله أخ اسمه خلفان بن بدر وقد التقيت به أثناء أعمال الندوة المذكورة حيث كان من‬ ‫المشاركين في أعمالها‪.‬‬ ‫‏‪.٧٩١‬‬ ‫ص‬ ‫سابق‪.‬‬ ‫مصدر‬ ‫الحداد‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫الإسلام في أوغندا‬ ‫‪٢‬‬ ‫م‪ ‎‬حم‪.‬‬ ‫_۔۔‪.‬‬ ‫۔۔۔‬ ‫_ ۔‬ ‫۔۔‬ ‫۔۔‬ ‫وأصبحت هاتان العائلتان المالكتان تحملان الإسلام بحماسة وصدق‪،‬‬ ‫ويكافح أفرادها من أجله‘ كما كانت لهم جهود صادقة في مواجهة‬ ‫الاستعمار البريطاني كما شهدت أوغندا ظهور قيادات إسلامية من أبنائها‬ ‫كان لهم دورهم أيضًا في ترسيخ قيم الإسلام وتثبيت معالمه‪ ،‬ومقاومة‬ ‫المستعمر"‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الحداد مصدر سابق‪ ،‬ص‪.٩١ ‎‬‬ ‫‏‪ ١‬لشمر شسر‪-‬قين ا ‪.‬لافر ‪2‬يقي ب وال‪.‬ا سيوي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ ١‬لحغما ‪:‬ني هي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الحرا ك‬ ‫»‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫الوجود الغماني في أوغندا‬ ‫بعد وصول الإسلام إلى أوغندا‪ ،‬شهدت أوغندا هجرات غمانية‪ ،‬بوصول‬ ‫عدد من التغمانيين إليها‪ .‬حيث استقروا في أماكن مختلفة ومناطق عديدة منها‪.‬‬ ‫وكان هلال بن أحمد السناوي الحارثي الذي أخذنا في زيارة بعد انتهاء‬ ‫أعمال الندوة العالمية للحضارة والتاريخ الإسلامي إلى بعض الأماكن التي‬ ‫يوجد بها عدد من المانيين حتى الآن مثل منطقة بو جيري ومنطقة ايجنجا‬ ‫وغيرها من المناطق أخبرنا عن عدد من المناطق التي كانت يسكنها‬ ‫الممانيون سابقا‪ .‬وأسماء قبائلهم التمانية‪ .‬ولكن معظمهم أو أغلبهم عادوا‬ ‫وبارز في مقاومة‬ ‫إلى غغمان‪ ،‬ولقد كان للممانيين تاريخيا دور مشرف‬ ‫المستعمرين ومقاومة الحركات التبشيرية التنصيرية‪ ،‬عندما نشطت البعثات‬ ‫التنصيرية والكنائس المسيحية فى الدعوة إلى الديانة النصرانية في أوغنداء‬ ‫لا سيما بين أوساط أبناء المسلمين‪ .‬وقد وردت في وثائق الكنيسة أسماء كل‬ ‫من‪ :‬الشيخ سليمان بن زاهر الجابري الذي كان يترأس الجالية المانية في‬ ‫وكان لهم دور‬ ‫أوغندا‪ .‬ومسعود بن عبيدؤ وسعيد بن سيف“‪ ،‬وصالح بن سالم‬ ‫قيادي في رعاية وتوحيد صفوف المسلمين الآأوغنديين في مجابهة الخطر‬ ‫الصليبي المتمثل في نشاط الجمعيات والإرساليات النصرانية الأوروبية‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬ابراهيم زين صغيرون‘ البحث السابق‪.‬‬ ‫أو اوغغننددا‬ ‫اللاإسسللامام فىفي‬ ‫‏‪٥١‬‬ ‫ولعل هذه المقاومة الصلبة والموفقة من قبل هؤلاء الرجال الأبطال‬ ‫الشرفاء الغيورين على إسلامهم هي التي حملت الأسقف الكسندر ماكاي‬ ‫اللذي أوكلت إليه مهمة التنصير في أوغندا من قبل الجمعية الإرسالية‬ ‫الكنسية في بريطانيا إلى توجيه نداء إلى الجمعية المذكورة للعمل على‬ ‫تنصير أهل عمان‪.‬‬ ‫وجاء ذلك النداء تحت عنوان‪ :‬مسقط زنجبار ووسط إفريقيا وجاء فيه‪:‬‬ ‫«فإنه من واجب كنيسة المسيح الواضح والحتمي أن تستغل فرصتها لنشر‬ ‫رسالة الإنجيل إليهم وفي كل التوقعات سيكون لقوة الروح القدس في أوقات‬ ‫الرب السعيدة علامة واضحة بانتصار المسيحية في هذه الأراضي» ‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬إن مسقط ولأكثر من اعتبار هي المفتاح لوسط إفريقيا‪ ،‬فمنذ قرن‬ ‫مضى دفع إمام مسقط بفتوحاته على طول ساحل شرق إفريقيا‪ 5‬واستنقذ‬ ‫زنجبار من أيدي القوة البرتغالية المتقهقرة‪ ،‬وببصيرة نادرة تمسك الإمام‬ ‫بالجزيرة العطرة معتبرا إياها بوابة إلى وسط إفريقيا‪ ،‬وخلال الثلاثين سنة‬ ‫مستقلة‪ ،‬لكنني نادرا ما أقابل عربيًا لا ينظر‬ ‫الماضية أو أكثر كانت زنجبار‬ ‫إلى مسقط على أنها الوطن إن الفضل أساسا يعود إلى عرب مسقط الذين‬ ‫تغلغلوا من زنجبار إلى داخل الأرض ببضائع مصانع مانشستر وأقاموا علاقات‬ ‫سلمية من القبائل المحلية»‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬إن العرب المحتشدين في وسط إفريقيا يتحدرون عموما من‬ ‫مسقط أو المدن الأخرى التي تحت السيادة الئمانية‪ .‬عدا القليل من البلوش‬ ‫وأن عدد الهجناء المولودين في زنجبار وبونيا‬ ‫وأهمل شحر‪ .‬وحضرموت‬ ‫نيمبي يزيد الآن عما كان عليه في الماضي" ولكن كقاعدة فإن العربي القح‬ ‫ينتمي إلى عُمان»‪.‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‏‪٥٢‬‬ ‫محاولاتهم إقناع السلطات‬ ‫وقال‪« :‬إنني كثيرا ما أسمع العرب في‬ ‫الأوغندية بالعدول عن التسامح مع تعاليمنا يؤكدون لا نجرؤ على إدخال‬ ‫ديننا في بلدهم عُمان‪ ،‬وكثيرا ما يوبخني الزنوج قائلين‪ :‬لماذا تأتون إلينا‬ ‫تطالبون الناس بتغيير عادات آبائهم في حين أنكم تهملون العرب وغيرهم‬ ‫ممن هم أقرب إليكمإ إن هذه الرؤية يجب أن تزال‪.‬‬ ‫إن إرساليتنا في نيانزا تدين بالكثير لعرب مسقط ابتداء من السيد برغش‬ ‫آخر أمراء زنجبار والى أقل تاجر في الداخل‪ .‬لقد ساعدونا مرارًا وأعاقونا‬ ‫على السوءا‪ ،‬لذلك فنحن مدينون لهم بالضعف ولا أرى طريقا أكثر أثرا لرد‬ ‫هذا الدين من إنشاء فوري لإرسالية قوية في قلب مركز قيادتهم مسقط نفسهاء‬ ‫وإذا كان أكثر المحمديين تزمئا وتحفظّا قد استطاعوا بالترحال توسيع‬ ‫أفكارهم‪ .‬وكما نشاهد بأعيننا‪ .‬يصبحون يوميا أكثر تنورًا وتسامحًا‪ ،‬وإذا كان‬ ‫البعض منهم يوافق على تغيير معتقده إلى السحر فمن ذا الذي يجزم بأنهم‬ ‫سيعيرون أذنا صماء لوحي رحمة الربؤ إنني لا أنكر أن المهمة شاقة‪ .‬وأن‬ ‫الرجال المختارين للعمل في مسقط يجب أن يكونوا قد وهبوا قدرًا ليس‬ ‫بقليل من روح عيسى إلى جانب امتلاكهم للقدرة اللغوية حتى يتمكنوا من‬ ‫الوصول ليس إلى أسماع الرجال فحسب بل إلى صميم قلوبهم»‪.‬‬ ‫إلى أن جاء في آخر النداء‪« :‬إن هذا النداء لا عنى بأهل الهند من‬ ‫المحمدبين فمؤيدوهم كثر‪ ،‬بل يعنى بالتاجر العربي في إفريقيا الذي بيته‬ ‫إما في مسقط أو في زنجبار‪ ،‬عسى أن يقال قريبا‪ ،‬لقد جاء هذا اليوم الخلاص‬ ‫إلى هذا البيت لأنه هو أيضا ابن لإبراهيم»” ‪.‬‬ ‫على أنه لا يزال هنالك وجود غماني في أوغندا حتى الآن‪ ،‬وإن كان‬ ‫‏‪ 0٦٠٥٠‬دار الحكمة لندن‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬الحسيني‪ ،‬سليمان بن سالم‪ ،‬الحملات التنصيرية إلى عُمان© ص‬ ‫في أوغندا‬ ‫الإسلام‬ ‫‏‪٥ ٢‬‬ ‫ِ‬ ‫عددهم غير كثير وهم في السنوات الأخيرة أنشأوا لهم جمعية الاستقامة‬ ‫الخيرية‪ ،‬وهي مؤسسة خيرية دينية اجتماعية‪ ،‬تعنى بأمورهم‪ ،‬ومقرها منطقة‬ ‫بوجيري الواقعة في شرق أوغندا‪.‬‬ ‫ومن الملاحظ أن المممانيين طول فترة وجودهم في أوغندا لم يكن لهم‬ ‫وجود في العاصمة التجارية كمبالا‪ ،‬ولا في العاصمة السياسية عنتيبي"'©‬ ‫وإنما كانوا متفرقين في أنحاء أخرى متفرقة ومتعددة غير أنهم في السنوات‬ ‫الأخيرة استقر بعض منهم في العاصمة كمبالا‪ ،‬وهم يمارسون الأعمال‬ ‫التجاريةس وعندما زرت أوغندا عام ‪!٠٠٣‬م‏ وجدتهم يؤسسون مسجدا هنالك‘‬ ‫ولعله الآن قد اكتمل بناؤه وتم افتتاحه‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬العاصمتان كمبالا وعنتيبي قريبتان من بعض بل هما متلاصقتان في الوقت الحاضر‪.‬‬ ‫الإسلام فى البحيرات‬ ‫العظمى الإفريقية‬ ‫بحث قدم إلى ندوة الحضارة والثقافة الإسلامية‬ ‫والدور الغماني في دول البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫في جمهورية بوروندي‬ ‫ر‪..‬‬ ‫التمزالتحيُ‬ ‫ز‬ ‫_‪-‬‬ ‫بت‬ ‫_‪-‬‬ ‫هذا البحث هو بعنوان‪ :‬الإسلام في البحيرات العظمى ويعني‬ ‫بالإسلام‪ :‬وصول الإسلام إلى مناطق البحيرات الإفريقية العظمى أو‬ ‫الوسطى ولا يعني‪ :‬واقع الإسلام المعاصر فإن الواقع المعاصر للإسلام‬ ‫صار يشكل العرب ذوو الأصول المانية وجودا قليلا؛ نظرا إلى وصول‬ ‫أجناس أخرى من مناطق أخرى‪ ،‬كالهند وباكستان وبنجلاديش وأندونيسيا‪.‬‬ ‫إضافة إلى وجود عرب من اليمن كما أن عددا من الأفارقة دخلوا في‬ ‫الإسلام‪ ،‬فأصبح المجتمع الإسلامي في دول شرق ووسط لإفريقيا مكونا‬ ‫من أجناس متعددة وأيضا فإن عددا من ذوي الأصول المانية عادوا إلى‬ ‫وطنهم الأصلي عمان‪.‬‬ ‫بيد أن البحث يبين الوصول الأول للإسلام إلى المناطق المذكورة؛‬ ‫باعتباره أول عهد إسلامي هنالك‪ ،‬ولعلها أول مرة تتصل الأرض بالسماء‬ ‫عبر الأذان للصلوات‪ ،‬معلنا الشهادة بالوحدانية لله تعالي‪ ,‬والفرا‪,‬‬ ‫بالعبودية لله وحده وأنه لا معبود بحق سواه‪ ،‬والشهانة لمحمد ه“; ‪',‬ه۔رء‬ ‫الحقة‪.‬‬ ‫لشمرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫الحراك الماني في ا‬ ‫إ۔‬ ‫‏‪٥ ٨‬‬ ‫وقد جعلته تحت العناوين التالية‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬البحيرات الإفريقية العظمى‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مناطق البحيرات العظمى‪.‬‬ ‫ثالنًّا‪ :‬اكتشاف المانيين لمناطق البحيرات‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬طرق القوافل التجارية‪.‬‬ ‫مناطق البحيرات‪.‬‬ ‫المانى في‬ ‫الاستقرار‬ ‫خامسا‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫البحيرات الإفريقية العظمى‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪ : ٠‬۔۔ے۔۔۔۔‬ ‫۔‬ ‫۔۔۔‬ ‫‪-‬‬ ‫‪_.‬۔‪_.‬۔‬ ‫‪.-‬‬ ‫=۔‪`::‬‬ ‫‪-‬۔۔‪.‬۔‬ ‫البحيرات العظمى أو البحيرات الوسطى هي مجموعة من البحيرات‬ ‫تتوسط القارة الإفريقيةى وهي عبارة عن أحواض مائية ومسطحات مائية‪.‬‬ ‫ووصفها بالوسطى؛ لأنها تتوسط القارة الإفريقية فاصلة غربها عن شرقهاء‬ ‫وهي وإن كانت تنحاز إلى الجانب الشرقي من القارة إلا أنها تقع في وسط‬ ‫القارة السوداء«'& وهي سبع بحيرات‘ وهي شبكة مائية معقدة تتداخل فيما‬ ‫بينها أو يتداخل الكثير منها بعضها مع البعض وئمَهد لبحثنا بالحديث عنها‬ ‫حديئا مختصرا؛ لإعطاء فكرة سريعة عنها‪ ،‬مبتدئين بذكرها من الشرق إلى‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫وهي كما‬ ‫الغرب©‪٥‬‏‬ ‫بحيرة فكتوريا‬ ‫وهي أكبر بحيرة مائية عذبة على مستوى العالم‪ ،‬وأكبر بحيرة على‬ ‫الإطلاق في إفريقياچ وتطل عليها ثلاث دول هي‪ :‬تنزانيا وأوغندا وكينيا‪ .‬على‬ ‫أن بحيرة فكتوريا هي منبع النيل الأبيض أحد رافدي نهر النيل العظيم‬ ‫بجانب النيل الأزرق الذي هو الرافد الثاني لنهر النيل الذي يأتي من أثيوبيا‬ ‫‏(‪ )١‬لعل تسمية القارة الإفريقية بالقارة السوداء؛ لكثرة اخضرارها‪ ،‬وليس لسواد سكانها‪ ،‬كما‬ ‫أطلق العرب على القسم الشرقي للعراق العزيز أرض السواد؛ لكثرة اخضراره‪.‬‬ ‫هي ال‪-‬شسرقي ‪.‬ن ال هكري ‪4‬مي و الآسيوي‪-‬‬‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العماتي‬ ‫الحراك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‏‪ِ ٦ ٠‬‬ ‫وأثيوبيا ى وكانت هذه‬ ‫وهو الذي عليه النزاع أو الاختلاف حاليا بين مصر‬ ‫البحيرة تسمى في السابق بحيرة نيانزاى ولكن الرحالة المبشر البريطاني سبيك‬ ‫الذي يعتبر أول رحالة أوربي يصل إلى البحيرة _ هو الذي سماها بحيرة‬ ‫فكتوريا؛ نسبة إلى الملكة البريطانية كهدية منه لها‪.‬‬ ‫بحيرة تتجنيقا‬ ‫وهي ثانى بحيرة فى إفريقيا بعد بحيرة فكتوريا مساحة وعذوبة‪ ،‬ولكنها‬ ‫تنزانيا‬ ‫هي‪:‬‬ ‫أربع دول‬ ‫البحيرات العظمى © وهي تقع بين‬ ‫الأكثر عمقا من بين‬ ‫وبروندي وزامبيا والكونغو الديمقراطية‪.‬‬ ‫بحيرة التطرون‬ ‫وهي بحيرة ضحلة وليست عميقة‪ ،‬وتغلب عليها الملوحة‪ ،‬وهي تقع في‬ ‫شمال جمهورية تنزانيا بالقرب من الحدود الكينية‪.‬‬ ‫بحيرة كيوغا‬ ‫البحيرات‬ ‫مع‬ ‫مقارنة‬ ‫صغيرة‬ ‫بحيرة‬ ‫‏‪ ٠‬وهي‬ ‫أوغندا‬ ‫وهي تقع في وسط‬ ‫من البحيرات العظمى في إفريقيا‪.‬‬ ‫الأخرى ولكنها عت‬ ‫بحيرة ادوارد‬ ‫وهي تقع بين أوغندا والكونغو الديمقراطيةث بيد آن معظمها يقع في‬ ‫جانب الكونغو الديمقراطية‪ ،‬وكانت في السابق تسمى بحيرة ألبرت‘ ولكن‬ ‫المكتشف البريطاني الذي وصل إلى هناك في آخر القرن التاسع عشر‬ ‫الميلادي هو الذي أطلق عليها بحيرة ادوارد" ويعني‪ :‬ادوارد السابع ملك‬ ‫بريطانيا‪.‬‬ ‫‏‪٦١‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫بحيرة مالاوي‬ ‫وهي تقع بين ثلاث دول هي‪ :‬تنزانيا ومالاوي وموزمبيق‪ ،‬ويميل موقعها‬ ‫إلى جهة الجنوب من القارة الإفريقية" كما يأخذ الجهة الشرقية منها وكانت‬ ‫قديما تسمى بحيرة نياسا‪ ،‬فغير اسمها إلى بحيرة مالاوري‪ ،‬وهي تتميز بوفرة‬ ‫ثروتها السمكية حيث إن فيها حوالي ألف نوع من الأسماك\ كما يقال‪.‬‬ ‫بحيرة ألبرت‬ ‫وهي تقع بين الكونغو الديمقراطية وأوغندا في مركز القارة الإفريقية‪.‬‬ ‫وأكثرها يقع في الكونغو وهي آخر البحيرات شمالا من سلسلة البحيرات‬ ‫العظمى‪ ،‬وكانت قد سميت بحيرة موبوتو سيسي سيكو؛ نسبة إلى رئيس‬ ‫الكونغو آنذاك‪ ،‬وقد أعيد اسمها إلى بحيرة ألبرت‘ وتغذيها بحيرة فكتوريا‬ ‫وبحيرة ادوارد‪ ،‬ويخرج منها نهر نحو السودان‪ ،‬وهناك يصبح اسمه بحر‬ ‫الجبل‪.‬‬ ‫بحيرة تياسا‬ ‫تقع بحيرة نياسا في الجنوب الإفريقي" وتعد من البحيرات العظمى‪.‬‬ ‫وهي آخر البحيرات جنوبا حيث تقع في جمهورية مالاوي‪ ،‬ولعل الاسم‬ ‫السابق لمالاوي وهو نياسا لاند؛ نسبة إلى هذه البحيرة" وهي تتكون من‬ ‫حوض مائي واحدا‪.‬‬ ‫وبعد أن ذكرنا طرقا مختصرا عن البحيرات العظمى الوسطى بإفريقية؛‬ ‫ننتقل بالحديث إلى الدول المطلة على تلك البحيرات‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬هذه المعلومات عن البحيرات العظمى الإفريقية مأخوذة من شبكة المعلومات الإنترنت©‬ ‫إضافة إلى معلومات شخصية تجمعت لدي نتيجة زياراتي لبعض مناطق البحيرات‪.‬‬ ‫الإ افلارفريىقبقيى و وااللااسيوي‬ ‫الشرفديىن‬ ‫‪,‬‬ ‫في‬ ‫العماني‬ ‫الحراك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫دول البحيرات العظمى‬ ‫‪5‬‬ ‫_ _ ۔ِ‬ ‫ص‪.‬‬ ‫۔۔‬ ‫‪-‬‬ ‫ہ۔‬ ‫۔۔‬ ‫۔ ‪.‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ي۔۔‬ ‫‪-‬‬ ‫الدول‬ ‫من‬ ‫العظمى عدد‬ ‫وجوانب مجموعة البحيرات‬ ‫تقع على ضفاف‬ ‫الإفريقية" وهذه نبذة بسيطة ومختصرة عن كل دولة من دول المنطقة‪.‬‬ ‫وتطل من جهتها الشرقية‬ ‫إفريقيا‬ ‫الموقع‪ : :‬تقع جمهورية تنزانيا في شرق‬ ‫على الضفة الغربية للمحيط الهندي" وتحدها من الشمال‪ :‬كينيا وأوغندا‪ ،‬ومن‬ ‫الغرب‪ :‬رواندا وبروندي والكونغو الديمقراطية من الغفربڵ وموزمبيق‬ ‫المحيط الهندي ‪.‬‬ ‫ومن الشرق‬ ‫الجنوب©‬ ‫ومالاوري من‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة جمهورية تنزانيا الاتحادية ‏(‪ )٩٤٥٠٥٠‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫‏(‪ )٤٤‬مليونا ‪.‬‬ ‫تنزانيا بأكثر من‬ ‫جمهورية‬ ‫عدد السكان‪ :‬يقدر عدد سكان‬ ‫وتتكون جمهورية تنزانيا من اتحاد يضم‪ :‬تنجنيقا وزنجبار‪ ،‬وقد اتحدتا‬ ‫‏‪ ٩‬د يسمبر‬ ‫بريطانيا في‬ ‫عن‬ ‫وكانت تنجنيقا قد استقلت‬ ‫‪٩٦٤‬م‪.‬‏‬ ‫‏‪ ٢٦‬إبريل‬ ‫فى‬ ‫‏‪ ٩٦٢‬م‪.‬‬ ‫‏‪ ١٠‬ديسمبر‬ ‫‏‪ ٩٦١‬م‪ .‬بينما استقلت زنجبار عن بريطانيا فى‬ ‫‏‪ ١‬لعظمى الإفريقية‬ ‫قفي البحيرات‬ ‫الإسلام‬ ‫‏‪٦٢‬‬ ‫أوغتدا‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية أوغندا في شرق إفريقيا‪ ،‬ويميل موقعها إلى وسط‬ ‫القارة الإفريقية حيث تحدها السودان من الشمال‪ ،‬وكينيا من الشرق© وتنزانيا‬ ‫ورواند من الجنوب والكونغو الديمقراطية زانير سابقا ۔ من الغرب‪ ،‬وهى‬ ‫واقعة على أحواض ومسطحات مائية تعتبر من شبكة البحيرات العظمى‪.‬‬ ‫وتحتوي جمهورية أوغندا على حدائق وغابات رائعة الجمال والمنظر‪ 8‬أهما‪:‬‬ ‫غابة أو حديقة أمبيرا فورستؤ التي تقع شرق العاصمة كمبالا في الطريق إلى‬ ‫مناطق شرق أوغندا‪.‬‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة جمهورية أوغندا ‏(‪ )٢٣٦,٨٦٠‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫‏)‪ (٣٣‬مليوناء ويشكل‬ ‫أوغندا بحوالى‬ ‫جمهورية‬ ‫سكان‬ ‫يبلغ عدد‬ ‫السكان‪:‬‬ ‫المسلمون ما نسبته حوالى ‪١‬و‪.7.١٦‬‏‬ ‫‪٩٦٢٦‬م‪.‬‏‬ ‫‏‪ ٩‬أكتوبر‬ ‫بريطانيا فى‬ ‫عن‬ ‫أوغندا‬ ‫قلت‬‫تسعة‬ ‫س أا‬ ‫الا ستقلال‪:‬‬ ‫رواندا‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية رواندا في وسط القارة الإفريقية" ويميل موقعها‬ ‫إلى الجانب الشرقى للقارة‪ .‬وتحدها أوغندا من الشمال‪ ،‬وتنزانيا من الشرق‬ ‫والجنوب وبروندي من الجنوب‪ ،‬والكونغو الديمقراطية زانير سابقا ۔ من‬ ‫الغرب لبحيرة تنجنيقا‪.‬‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة جمهورية رواندا ‏(‪ )٢٦,٣٣٨‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫‏(‪ )٨,!٠٠٠٠6‬مليون‬ ‫السكان‪ :‬يبلغ عدد السكان في جمهورية رواندا‬ ‫ويشكل المسلمون منهم ما نسبته ‏‪ 7 ٤,٦‬حسب الإحصاء الرسمي‬ ‫شخص‬ ‫الحكومي ويقدر المسلمون عددهم بما نسبته ‏‪ 0 ٣٠‬والله أعلم‪.‬‬ ‫الاستقلال‪ :‬كان استقلالها عن بلجيكا في ‏‪ ١‬يوليو ‪٩٦٢‬ام‪.‬‏‬ ‫الحراك الغما ني في الشرقين الإفريقي والاسيوي‬ ‫درہ‬ ‫‏‪٦٤‬‬ ‫بوروتدي‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية بروندي في وسط القارة الإفريقيةث ضمن هضبة‬ ‫البحيرات العظمى‪ ،‬وهي دولة داخلية لا ساحل بحري لها‪ ،‬وتقع على الضفة‬ ‫الشرقية لبحيرة تنجنيقا‪ ،‬فهي تتمدد على مساحة طويلة على ضفة البحيرة‬ ‫المذكورة‪ ،‬الأمر الذي يعطيها جمالا ومنظرا جذابا‪ ،‬وتحدها من الشرق‬ ‫والجنوب تنزانيا‪ .‬ومن الغرب زائيرث ومن الشمال رواندا‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢٧,٨٠٠‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة جمهورية بروندي‬ ‫‏(‪(٥,١٥٣ ,٠٠٠‬‬ ‫عدد السكان‪ :‬يبلغ عدد السكان لجمهورية بروندي حوالي‬ ‫‏(‪)١٣٠٠‬‬ ‫‏‪ 0١‬حيث يقدر عددهم بحوالي‬ ‫نسمة‪ ،‬ويشكل المسلمون منهم نسبة‬ ‫نسمة‪.‬‬ ‫الاستقلال عن بلجيكا في ‏‪ ١‬يوليو ‪١٩٦٢‬م‪.‬‏‬ ‫زامبيا‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية زامبيا في الوسط الجنوبي للقارة الإفريقية حيث‬ ‫يحدها تنزانيا والكونغو من الشمال ومالاوي وموزمبيق من الشرق‘‪6‬‬ ‫وزيمباوي وناميبيا من الجنوب‘ وأنجولا من الغرب وكانت تسمى أثناء‬ ‫الحماية البريطانية عليها‪ :‬روديسيا الشمالية‪ ،‬وكانت آنذاك تشكل جزغا من‬ ‫الاتحاد مع روديسيا الجنوبية ۔ زمبابوي حاليا ۔‘ وبعد الاستقلال أصبح‬ ‫اسمها زامبيا؛ نسبة إلى نهر الزامبيزي‪.‬‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة جمهورية زامبيا ‏(‪ )٧٢٥٢,٦٦٢٠‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٢,٩٣٥,٠٠٠‬نسمة‘‬ ‫السكان‪ :‬يبلغ عدد السكان في جمهورية زامبيا‬ ‫ويشكل المسلمون منهم نسبة ‏‪ © ٥‬حيث يقدر عددهم بحوالي ‏(‪ )١٨٧٩٠٠٠‬نسمة‪.‬‬ ‫الاستقلال‪ :‬كان استقلالها عن بريطانيا في ‏‪ ٢٤‬أكتوبر ‪١٩٦٤‬م‪.‬‏‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫مالاوي‬ ‫الإفريقية‬ ‫ق الجنوبي للقارة‬ ‫في ‏‪ ١‬لش‬ ‫مالاوي‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية‬ ‫الغربي‪،‬‬ ‫زامبيا من الشمال‬ ‫ويحدها‬ ‫وموزمبيق‬ ‫الشرقى‪6‬‬ ‫الشمال‬ ‫وتنزانيا من‬ ‫من الشرق والجنوب والغفرب‪ ،‬وتفصلها عن تنزانيا وموزمبيق بحيرة‬ ‫مالاوي وكان اسمها السابق نياسا لاند ويطلق عليها لقب‪ :‬القلب الدافئ‬ ‫لإفريقيا‪.‬‬ ‫‏(‪ )١١٨,٤٨٥‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة جمهورية مالاوي‬ ‫السكان‪ :‬يبلع عدد السكان في مالاوي حوالي ‏(‪ )١٥‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫‪٩٦٤‬م‪.‬‏‬ ‫‏‪ ٦‬يوليو‬ ‫بريطانيا في‬ ‫عن‬ ‫استقلت‬ ‫الاستقلال‪:‬‬ ‫الكونغو الديمقراطية‬ ‫الموقع‪ :‬تقع جمهورية الكونغو الديمقراطية في وسط إفريقيا وحدودها‪:‬‬ ‫إفريقيا الوسطى وجنوب السودان من الشمال وأوغندا ورواندا‬ ‫وبروندي وتنزانيا من الشرق‘ وزامبيا من الجنوب‪ ،‬وأنغولا من الجنوب‬ ‫الغربي‪.‬‬ ‫كانت قد سميت زائير في وقت من الأوقات‪ ،‬ويطلق عليها الكونغو‬ ‫كنشاسا؛ نسبة إلى عاصمتها كنشاسا‪ ،‬وتفرقة بينها وبين الكونغو الشعبية التي‬ ‫يطلق عليها الكونغو برازفيل؛ نسبة إلى عاصمتها برازفيل أيضا‪.‬‬ ‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة الكونغو الديمقراطية ‏(‪ )٢,٣٥٠,٠٠٠‬كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫السكان‪ :‬يبلغ عدد السكان في الكونغو حوالي ‏(‪ )٦٨‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫الاستقلال‪ :‬كان استقلالها عن بلجيكا في ‏‪ ٣٠‬يونيو ‪٩٦٠٠‬ام‪.‬‏‬ ‫‏‪ ١‬لحر ااكك االلمغاتم‪,‬اني فىفي االلششررقفيينن االلإإففررييققييووااللاآسسبيوي‬ ‫‏‪... ٦‬‬ ‫وبعد أن ذكرنا طرقًا مختصرا عن الدول المطلة على البحيرات العظمى‬ ‫الوسطى الإفريقية؛ ننتقل بالحديث عن اكتشاف المانيين لمناطق البحيرات‬ ‫(‪.‬‬ ‫العظ‬ ‫‏(‪ )١‬هذه المعلومات عن الدول المطلة على البحيرات العظمى الإفريقية مأخوذة من شبكة‬ ‫المعلومات الإنترنت‪ ،‬ومن موسوعة دول العالم؛ للعزيزي هاني عبد الرحيم‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫معلومات شخصية لدى الباحث؛ نتيجة زياراته لبعض تلك الدول‪.‬‬ ‫‏‪٦٧‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫اكتشاف الغما نيين‬ ‫لمناطق البحيرات العظمى‬ ‫ء‬ ‫‪<.‬۔۔۔‬ ‫ہ۔[۔۔‪ _ ..‬۔ہ۔‬ ‫۔ے۔‪.‬‬ ‫۔ہ۔‬ ‫من المعلوم بحئا وقراءة واستقراء؛ أن التواصل الممماني مع شرق إفريقيا‬ ‫كان ضاربا في القدم بجذوره منذ ما قبل الإسلام بقرون وعهود وقد ازداد‬ ‫ذلك التواصل كثرة وكثافة في العهد الإسلامي حاملا معه الإسلام ديئا وثقافة‬ ‫وسلوگا‪ ،‬ثم شكل ذلكم التواصل وجودا واستقرازا مكونا بذلك إمارات‬ ‫عربية إسلامية على امتداد الساحل الشرقي لإفريقيا‪ ،‬بدا من مقديشو وبراوة‬ ‫من الشمال‘ وإلى موزمبيق وجزر القمر في الجنوب‘ مروزا ببتة وماليندي‬ ‫وممباسا وكلوة‪ ،‬بيد أن ذلك الوجود أو ذلك الاستقرار كانا قاصرين على مدن‬ ‫الساحل فقط" ولما كان عهد الدولة البوسعيدية في إفريقيا‪ ،‬وبالتحديد بدا من‬ ‫عهد السلطان المجيد سعيد بن سلطان؛ أخذ الوجود الماني في التوسع‬ ‫والانتشار داخل القارة الإفريقية وصولا إلى مناطق البحيرات العظمى مقتحما‬ ‫ضفافها الغربية إلى مناطق الكونغو‪ ،‬وكان وصول العمانيين إلى هنالك إما‬ ‫على شكل رحلات تجارية ذهابا وإيابا من وإلى مدن الساحل‪ ،‬أو على شكل‬ ‫استيطان استقراري‪ ،‬جوازا وخلطة واندماجَا مع الأهالي الأصليين‪ ،‬مكؤنين في‬ ‫بعض الأحيان والأماكن ما يشبه الإمارات العربية ومترئسين القبائل الإفريقية‬ ‫هنالك”'‪ ،‬ولكنها تابعة للدولة السلطانية البوسعيدية في زنجبار‪.‬‬ ‫‏‪ .٨‬مكتبة الأنجلو مصريةء القاهرة‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬صلاح العقاد‪ ،‬جمال زكريا قاسم‪٥‬‏ زنجبار ص‬ ‫ا اللحراك الغماني في القمرقين الإفريقي والاسبوي‬ ‫‪.‬۔‪.‬۔۔‪...‬۔۔۔‪.. ..‬لا‪...‬‬ ‫‏‪ ... ٦٨‬لد‬ ‫ومن هنالك يحق لنا أن نقر ونؤكد أن المممانيين هم أول من اكتشف‬ ‫وسط القارة الإفريقية أو مناطق البحيرات‪.‬‬ ‫وعندما وصل الرحالة الأوربيون مثل لويس كريف وبروتون وسبيك‬ ‫وليفنجستون وستاتلي وغيرهم الذين ادعوا أنهم مكتشفو مجاهل القارة‬ ‫الإفريقية؛ وجدوا العرب المانيين مستقرين هنالك سكنا وإقامةش وهم‬ ‫يعترفون بذلك في مذكراتهم وكتاباتهم التي سجلوا فيها مشاهداتهم‬ ‫وملاحظاتهم'‪ ،‬الأمر الذي يؤخذ على الحممانيين أنهم لم يكتبوا عن وصولهم‬ ‫إلى تلك المناطق واكتشافهم لها واستقرارهم فيها‪ ،‬وهو ما جعل الشيخ‬ ‫المغيري يبدي أسفه ويظهر حسرته لإهمال التممانيين لتاريخهم في شرق‬ ‫إفريقيا!" وحول المقارنة بين جهود المحمانيين والرحالة الأوربيين‬ ‫الأوربيون لا يعرفون إلا‬ ‫يقول الشيخ المغيري «السواحون‬ ‫الإستكشافية‬ ‫شواطئ هذه الإفريقية فقط‪ ،‬وبقية قارتها مجهولة‪ ،‬حتى اكتشفها العرب‬ ‫الغمانيون في أيام السيد سعيد بن سلطان‪ ،‬وذلك ما بين ‪١٦٥٠‬ه‏ إلى سنة‬ ‫‪٠‬ه۔‏ والعرب الغمانيون هم أول من جاس خلال هذه القارة الإفريقية إلى‬ ‫داخلية أقاصيها۔ وأفادوا بمعلوماتهم السواح من الأوربيين»"'‪.‬‬ ‫ولعل الآمر بالنسبة إلى ادعاء الرحالة الأوربيين بالاكتشاف هو كما يقول‬ ‫الدكتور جمال زكريا قاسم عن استعانة أولئكم الرحالة بالتجار والأدلاء‬ ‫العرب في عمليات كشف إفريقيا‪ ،‬أنها في حقيقتها لم تكن كشفا‪ ،‬وإنما كانت‬ ‫مجرد تسجيل لحقائق كانت معروفة لدى العرب من قيل"‪.‬‬ ‫(‪ )١‬جمال زكريا قاسم‪ ،‬الدولة الثمانية في شرقي إفريقيا۔ حصاد ندوة الدراسات المانية‪ .‬ص‪.٨٨ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬جهينة الأخبار‪ .‬ص‪.٥ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬جهينة الأخبار‪ .‬ص‪.٢١٤‎‬‬ ‫(‪ )٤‬قاسمإ المصدر السابقث ص‪.٨٨ ‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الاسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫أن أولنك الرحالة ما كانوا‬ ‫الغريب ومن العجيب أيضا‬ ‫ولعله من‬ ‫يستطيعون الوصول إلى الداخل الإفريقي لولا توصيات السلاطين في زنجبار‬ ‫بهم‪ ،‬وتسهيلات العرب المانيين المستقرين هناك لهم ذلك‪.‬‬ ‫حتى أنه في كثير من الأحيان يرسل السلاطين مع أولئك الرحالة حراسة‬ ‫لحمايتهم من الأخطار التي ربما تتهددهم في طريقهم لتنفيذ عملياتهم‬ ‫الاستكشافية التنصيرية"‪.‬‬ ‫وعندما وقع ليفنجستون في قبضة إحدى القبائل الإفريقية أنقذه الغمانيون‬ ‫على يد القائد المرجبي‪.‬‬ ‫على أنه من الواجب أن نعترف فنقول‪ :‬إن تلك كانت غفلة تاريخية غمانية‬ ‫من السلاطين في زنجبار ومن العرب المقيمين؛ لأن أولئك الرحالة ما كانوا‬ ‫دعاة خير وصلاح وسلام _ كما كانوا يعون _‘ وإنما كانوا مبشرين بالديانة‬ ‫النصرانية‪ ،‬كما كانوا طلائع للاستعمار الأوربي بعد ذلك‪.‬‬ ‫ولكننا أيضًا بالمقابل لعلنا نعذرهم إذا ما عرفنا أن التصور الإسلامي‬ ‫المعاصر في موقفه من التبشير والاستعمار ما كان موجوذا‪ ،‬وإنما وجد هذا‬ ‫التصور بعد ذلك؛ من جراء ممارسة الحملات التنصيرية وعدائها للإسلام‬ ‫والمسلمين‪ ،‬ومن أهداف الاستعمار الأوربي وسيطرته الاستعلائية وإذلاله‬ ‫للشعوب فتكون التصور الإسلامي المعاصر نتيجة تلك الممارسات التبشيرية‬ ‫والاستعمارية‪ ،‬أما قبل ذلك فلم تكن الرؤية واضحة ولم تكن الصورة جلية‬ ‫أمام العرب التممانيين _ حكامما ومحكومين ۔‘ لا سيما وأن أولئك الرحالة‬ ‫المبشرين أوهموهم بأنهم يدعون إلى الله"" مستهدفين بذلك القبائل الوثنية‬ ‫اله۔ا‪ :‬فه ممر‪.١٨! , ‎‬‬ ‫إفريقبا؛ <حياد نا‪.‬وة ال‪ ,.‬ادا‬ ‫شرفي‬ ‫ني بناء حضارة‬ ‫دور عمان‬ ‫رأفت غنيمى‪6‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫جمال زكريا قاسم‪ .‬دولة البوسعيد ني عمان وشرق إفريقبا‪ 6‬م‪,!٣! ‎,,‬‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫الإفريقي والآسيوي‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين‬ ‫ب‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫فقد عملوا على إقصاء النفوذ‬ ‫من ذلك‬ ‫العكس‬ ‫فقط‪ ،‬ولكن ا لأمر على‬ ‫الماني وعملوا على تقليص ثم إنهاء الحكم التمماني‪ ،‬بل شؤوهوا التاريخ‬ ‫الماني‪ ،‬قائلين‪ :‬إن العرب ما جاؤوا إلا ليتخذوا الأفارقة عبيذا ليستعبدوهم‬ ‫وليبيعوهم‪ ،‬حتى اعتبر ديفيد ليفنجستون قلة السكان في شرق إفريقيا بسبب‬ ‫الرقيق إلى العالم الخارجي من قبل العرب"‪.‬‬ ‫تصدير‬ ‫ومن الجميل والمناسب أن نذكر بعض المكتشفين الحممانيين© وهم‪:‬‬ ‫أحمد بن إبراهيم العامري‪:‬‬ ‫وهو الذي خرج بتجارته من زنجبارث ووصل إلى مملكة بوغندا‪ ،‬التي هي‬ ‫إحدى مقاطعات جمهورية أوغندا حاليا‪ .‬وذلك في عهد السلطان سعيد بن‬ ‫سلطان فى سنة ‪١٦٦٠‬ه‪.‬‏‬ ‫وهناك استطاع الوصول إلى بلاط الكباكا سونا ملك بوغندا‪ ،‬وكان جريئا‬ ‫في إنكاره على الملك ممارسته الطقوسية في دينهم التي كانت يذبح فيها‬ ‫الرجال الفتيان مذكرا إياه بالإله الخالق حتى أسلم الملك وحاشيته‪ ،‬وأخذ‬ ‫بعد ذلك الإسلام ينتشر شيئا فشيئًا‪ ،‬وقد نقل هذه القصة أمين باشا الذي كان‬ ‫يعمل مسئولا إداريا من قبل الحكومة المصرية على عهد الخديوي‪ ،‬وكان قد‬ ‫التقى العامري هناك”'‪ ،‬كما التقى العامري أيضا الرحالة ستانلي في منطقة‬ ‫‪١٦٢٩٣‬ه‏ ‪١٨٧٦ -‬م۔‏ ووصفه بقوله‪« :‬هو رجل‬ ‫كاراجوي في وسط إفريقيا سنة‬ ‫ممتاز‪ ،‬يبدو مظهره حسئا‪ ،‬يستقبل الأصدقاء بصورة ودية‪ ،‬متحرر مع عبيده‬ ‫عطوف على نساته‪ ،‬وقد بقى ثمانية عشر عاما في وسط إفريقيا‪ ،‬ولقد تعرف‬ ‫بسنا ملك بوغندا وابنه موتيسا۔ وقد سافر مرارا إلى بوغندا»"'‪.‬‬ ‫‪.١٤٠١‬‬ ‫العقاد وقاسم‪ .‬زنجبار ص‪‎‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫)( عمان في التاريخ‪ ،‬مجموعة مؤلفينث ص ‏‪ ٥٠٠‬وزارة الإعلام‪ ،‬سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬السديس عبد الرحمن بن علي التممانيون والجهاد الإسلامي في إفريقيا الشرقيةش رسالة‬ ‫‏‪ {٤٥٥‬هامش‪.‬‬ ‫دكتوراه‘ء ص‬ ‫‏‪٧١‬‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫۔۔۔۔۔_۔۔۔ ب_۔۔۔۔۔‪.‬۔۔‬ ‫۔۔۔۔‬ ‫_۔۔_۔۔‬ ‫س‬ ‫۔۔‬ ‫۔۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬۔۔۔۔۔‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫فا‬ ‫وقد أوردنا قصة أحمد بن إبراهيم العامري وإسلام الكباكا سونا بتوسع‬ ‫في بحث سابق لنا وهو بعنوان‪ :‬الإسلام في أوغندا‪ ،‬الذي قدمناه إلى ندوة‪:‬‬ ‫تاريخ الحضارة الإسلامية في إفريقيا الشرقية{ التي أقيمت في زنجبار في‬ ‫الفترة من‪ ٤ _ ٢ ‎‬سبتمبر‪. ١٣ ‎‬م‪‎٠٢‬‬ ‫خميس بن جمعة‪:‬‬ ‫وهو تاجر غماني‪ ،‬وقد وصل إلى مملكة بانيورو التي هي إحدى‬ ‫مقاطعات جمهورية أوغندا حاليا‪ .‬وذلك في عهد السلطان برغش بن سعيد بن‬ ‫سلطان‘ وقد استطاع التاجر خميس إقناع الملك كباريجا بالدخول في‬ ‫الإسلام فأسلم هو وأقاربه‪ ،‬وكان الملك كباريجا تربطه علاقة صداقة قوية‬ ‫مع السلطان برغش ولعله الأمر الذي سهل مهمة التاجر خميس التجارية‬ ‫والدينية("‪.‬‬ ‫عبد الرحمن بن عبيد بن حمود‪:‬‬ ‫اتخذه الملك كباريجا ملك مملكة بانيورو مستشارا‬ ‫مانى‬ ‫وهو تاجر‬ ‫له‪ .‬وذلك على عهد السلطان برغش"«)‪.‬‬ ‫بن عامر‪:‬‬ ‫ستان‬ ‫وهو الذى كون له إمارة ممتدة من تابوره إلى كمبالا العاصمة الأوغندية‬ ‫حاليّا"'‪.‬‬ ‫(‪ )١‬غمان في التاريخ" ص‪.٥٠١ ‎‬‬ ‫‪.٩٠١١‬‬ ‫نفس المصدر ء ص‪‎‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫ص‪.١١٦١‬‬ ‫)‪ (٣‬رأفت غنيمى ‪ .‬حصاد ندوة الدراسات الغئمانيةء‪‎‬‬ ‫الحراك الغاني في الشرقين الافريقي والسبي‬ ‫_‬ ‫‪_ -‬۔ ۔_۔۔‬ ‫۔‬ ‫ے۔۔‬ ‫مس‬ ‫ے۔۔ہ‬ ‫۔ے۔۔‬ ‫۔ ۔۔ ۔‬ ‫ہ۔‬ ‫۔‬ ‫_ ۔۔‬ ‫_‬ ‫۔۔‬ ‫۔۔ ۔ ‪ .‬۔۔‬ ‫۔‬ ‫‪2‬ر‪-٠‬‏‬ ‫ح‬ ‫‪:‬‬ ‫‪, ٧٢‬‬ ‫م‬ ‫‏‪: ١‬‬ ‫المرجبي(‬ ‫بن محمد‬ ‫حميد‬ ‫وف ب (تيبوتب)‪ ،‬وهو الذي استطاع تكوين مملكة الكونغو وكان‬ ‫المعر‬ ‫حوالى مائة ألف شخص وكانت له حروب وصولات وجولات‬ ‫قوام جيشه‬ ‫مع الاستعمار البلجيكي على عهد ليوبولد الثاني ملك البلجيك"'‪.‬‬ ‫التقينا به في تابوره‬ ‫الذي‬ ‫‏‪ ١‬لمرجبي‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫مسعود‬ ‫وقد أخبرنا حقيده‬ ‫سنة ‪١٩٩٤‬م‏ بأن جده حميدا تزوج من ابنة سلطان قبائل المويزي وأنه كان له‬ ‫ولد منها‪ ،‬ولعل ذلك كان من أسباب تمكنه ونفوذه في تلك المناطق‪.‬‬ ‫محمد ين خلفان البرواتي‪:‬‬ ‫المعروف ب (مليزا)‪ ،‬وقد كان له شأن لا يقل خطرا وأهمية عن المرجبي‬ ‫تيبوتب‪ ،‬فإنه كما يقول المغيري‪« :‬ولهذين الرجلين العظيمين‪ :‬محمد بن‬ ‫خلفان البرواني وحميد بن محمد المرجبي؛ القدح المعلى في السلطنة والقوة‬ ‫والنفوذ في فتح المنيمة‪ :‬من أقصاها إلى أدناها‪ ،‬ولهذين الزعيمين شأن عظيم‬ ‫في مقاومة البلجيك فى الحرب التى قاما بها ضد حكومة البلجيك ذات العدة‬ ‫والعدد مما كتبه لهما في التاريخ"'»‪.‬‬ ‫وكان البرواني هو الذراع الضاربة في اشتراكه مع المرجبي" فكان‬ ‫المرجبي يستعين به إذا استعصى عليه أمر أو وقف في طريقه عائق‪ ،‬ولكن‬ ‫الشهرة كانت للمرجبي أكثر منها عن البرواني‪ ،‬وفي رأيي أن ذلك يعود إلى‬ ‫ما كتبه ناصر بن سليمان بن ناصر اللمكي‪ ،‬وهو حفيد المرجبي من ابنته عن‬ ‫‏(‪ )١‬ضبط أخونا الدكتور محمد بن ناصر المحروقي في كتابه مغامر عماني في أدغال إفريقيا بأن‬ ‫اسمه حمد؛ بناء على وثيقة عثر عليها بخط يد المرجبي نفسه‪.‬‬ ‫‪.١٧٨‬‬ ‫(‪ )٢‬غنيم‪ ،‬نفس المصدر‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫ص‪.٢٢٤‎‬‬ ‫(‪ )٣‬نفس المصدر‬ ‫‪ .‬‏‪٧٢‬‬ ‫|}‪...‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية _ _‪.‬‬ ‫جورجي زيدان في كتابه مشاهير الشرق؛ فإنه من هناك اشتهر‬ ‫جده‪ ،‬ونشره‬ ‫الكتاب وشهرته‪.‬‬ ‫وانتشر اسمه بانتشار‬ ‫المرجبي‪،‬‬ ‫ويورد المغيري الذي كان له الفضل في تسجيل مآثر العرب العمانيين‬ ‫وتاريخهم في إفريقيا الشرقية أسماء عدد من المكتشفين الغمانيين‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫سعيد بن محمد العيسري‘ وحبيب بن سالم العفيفي‪ ،‬وناصر بن سيف‬ ‫المعمري وعيسى بن عبد الله الخروصي‪ ،‬وعبيد الله بن سالم الخضوري‪،‬‬ ‫وجمعة بن سالم البكري‪ ،‬وعامر بن سالم الحارثي ومحمد بن سعيد‬ ‫المرجبي‪ ،‬وحبيب بن سليم الضنكي‪ ،‬وسالم بن محمد الهديلي‪ ،‬وحميد بن‬ ‫راشد المرجبي“ وسعيد بن سلطان وسالم بن سلطان الغيثيان‪ ،‬وخلفان بن‬ ‫زاهر الريامي‪ ،‬وعلي بن سالم الحراصي‘ وسعيد بن سالم وعلي بن جمعة‬ ‫الكتاني‪ ،‬ومع بعض المذكورين خدم يساعدونهم في التغلب على الصعوبات‬ ‫التي تواجههم"‪.‬‬ ‫ويذكر المغيري مغامرة جرئية جذا قام بها خمسة من هؤلاء المذكورين‪.‬‬ ‫وهم‪ :‬سعيد بن محمد العيسري‘ وحبيب بن سالم العفيفي‪ ،‬وناصر بن سيف‬ ‫المعمري‪ ،‬وعيسى بن عبد الله الخروصي وعبيد الله بن سالم الخضوري‪،‬‬ ‫وبصحبتهم بعض الخدم فقد قام أولئك النفر بالتوغل في العمق الإفريقي‪.‬‬ ‫راكبين الأنهار‪ ،‬بواسطة القوارب الخشبية‪ ،‬حتى وصلوا إلى أرض مجهولة إلا‬ ‫على سكانها‪ ،‬آكلي لحوم البشر ووجدوا هنالك العاج ملقى بكثرة على‬ ‫الأرض لا قيمة له في نظر السكان وأخذوا في القيام بجمعه‪ ،‬وأثناء ذلك‬ ‫استراب منهم السكان؛ لأنهم لم يشاهدوا في حياتهم بشرا بمثل تلك الهيئات‬ ‫والصور‪ ،‬وتوججس كل فريق من الثاني خيفة وجرت هنالك قصة ظريفة أظهر‬ ‫فيها أولئك المغامرون فيها رباطة جأش‪ ،‬وعرفوا أولئك السكان قوة السلاح‬ ‫(‪ )١‬المصدر السابق“ث ص‪.٢١٨ ‎‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والاسيوي‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫<_‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪2 ٤‬‬ ‫الذي يملكونه‪ .‬الأمر الذي جعل السكان أن هابوهم وخافوا منهم‪ ،‬وتمكن‬ ‫أولئك النفر من جمع كميات كبيرة من العاج كانت على شكل تلال‪ ،‬لكل‬ ‫واحد منهم تل من العاج‪.‬‬ ‫وقد طالت غيبتهم عن أهاليهم وذويهم في زنجبار ودار السلام وغمان؛‬ ‫حيث استغرقت تلك المغامرة الجريئة أربع سنوات‪ ،‬الآمر الذي جعل أهالي‬ ‫البعض منهم يقيمون لهم العزاء في زنجبار وغمان؛ ظنا منهم أن وفاتهم‬ ‫لا محيص عنها؛ نظرا إلى خطورة المكان الذي ذهبوا إليه ووحشته ووحشيته‪.‬‬ ‫وقد سمت بهم همتهم أن يصنعوا لهم قوارب‘ لكل واحد منهم قارب يحمل‬ ‫عليه ما جمعه من العاج‪ ،‬وقفلوا عائدين إلى مدن الساحل الشرقي لإفريقيا‪.‬‬ ‫إلى زنجبار ودار السلام وباغمويو‪ ،‬وهناك باعوا بضاعتهم الثمينة التي كونت‬ ‫لهم ثراء وجعلتهم أغنياء("‪.‬‬ ‫فما علينا إلا أن نتذكر أولتكم النفر ومغامرتهم الجريئة‪ ،‬مطلقين لخيالاتنا‬ ‫أعنتها لنتصور تلك المغامرة الجريئة بين الأنهار المفزعة والأدغال الموحشة‪.‬‬ ‫وكيف جرت وكيف انتهت‘ ونتساءل‪ :‬هل بقى لنا معشر التحمانيين مثل تلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الهمم أم أن الحاجة أم الاختراع؟!‬ ‫وبما أن الغريب عندما تنتابه لوعة الفراق ووحشة الغربة دائما ما يلجا‬ ‫إلى ما يُرَؤح به عن نفسها كغناء يتغنى به‪ ،‬أو طيف ذكرى يمر على ذاكرته‪.‬‬ ‫وهو ما حدث في تلك الرحلة أو الغربة‪ ،‬فقد صعد ذات ليلة واحد منهم هو‬ ‫عبيد الله بن سالم الخضوريڵ إلى ذلك التل من العاج الذي جمعه وقد‬ ‫سجى الليل ودجى الظلام" وهم لا يعرفون أي سماء تظلهم‪ ،‬ولا أي أرض‬ ‫تقلهم فأخذ الخضوري يتغنى بكلمات أو بأبيات شعرية رافعا عقيرته بذلك‬ ‫‪.٢٦٠١٨‬‬ ‫المصدر نقسه‘ ص‪‎‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‏‪٧٥‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫الأمر الذي حدى‬ ‫الغناء‬ ‫لا نعرف‬ ‫ونحن‬ ‫له‪ :‬أعني‬ ‫ببعض أصحابه أن يقول‬ ‫أنفسنا الآن في أي ارضر؟ ف فمما كان من الخضوري إلا أن أجابه قائلا‪ : :‬دعني‬ ‫أتذكر أيامي في طيوي وصورا‬ ‫وبعد حديثنا عن الاكتشافات المحمانية والمكتشغفين المانيين لوسط‬ ‫الرحلات التجارية المانية إلى تلك المناطق‪.‬‬ ‫۔۔‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠.‬‬ ‫‪ 5‬م‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫`‬ ‫‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫‪١‬‬ ‫‏(‪ )١‬لتعريف القارئ غير الممماني‪ ،‬نقول‪ :‬طيوي قرية على البحر بين مدينة قريات ومدينة صور‪،‬‬ ‫أما صور فهي مدينة مشهورة واقعة في الجزء الشرقي الجنوبي من السلطنة‪ ،‬وتقع في نهاية‬ ‫بحر غُمان ذفى الجزء الشرقي الجنوبي منه‪ ،‬وبداية بحر العرب في الجزءء الشمالي الغربي‬ ‫منهؤ وقد اشتهر أهلها بركوب البحر سفيئا‪ ،‬وهي الآن مقر محافظة جنوب الشرقية من‬ ‫السلطنة‪.‬‬ ‫اتي قي الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫الحراك الغم‬ ‫‏‪...٦‬‬ ‫طرق القوافل التجارية‬ ‫۔ے۔۔‬ ‫‪-.‬‬ ‫س‬ ‫ہے۔۔۔‬ ‫بعد أن استكشف المحمانيون مناطق الداخل الافريقي‪ ،‬أو ما يعرف بالبر‬ ‫الإفريقى إلى مناطق البحيرات العظمى وأوجدوا هنالك مناطق استقرار لهم؛‬ ‫وأنشؤوا مراكز تجارية؛ كان لا بد من تحديد خطوط السير لقوافلهم التجارية‬ ‫من مدن الساحل الشرقي الإفريقي‪.‬‬ ‫والظاهر أنهم حددوا نقاط الانطلاق لتلك الرحلات‘ حيث جعلوها في‬ ‫البداية خمسة أماكن‪ ،‬هي‪ :‬ممباسة في الشمال وتانغا وبنغاني وباغمويو في‬ ‫الوسط وكلوة في الجنوبڵ ثم لَمما عمرت دار السلام جعلوها نقطة انطلاق‬ ‫سادسة‪.‬‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫كما‬ ‫السير تلك‬ ‫خطوط‬ ‫>‬ ‫المسار الشمالي‪:‬‬ ‫وينطلق من ممباسا بكينيا‪ ،‬ويتجه إلى الغرب الشمالي حتى يصل إلى‬ ‫المناطق الشرقية لأوغندا‪ ،‬بعد أن يمر بمحاذاة نيروبي العاصمة الحالية‬ ‫لجمهورية كينيا‪.‬‬ ‫الوسط‪:‬‬ ‫المسار‬ ‫وينطلق من تانغا وبنغاني وباغمويو‪ ،‬وهذه الأماكن مقابلة لزنجبار من‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫‏‪٧٧‬‬ ‫‪,‬‬ ‫إسام هي البحيرات العظمى الإفريقي‬ ‫م‬ ‫۔۔ ۔۔‪.‬۔۔۔‬ ‫‪- .‬‬ ‫الجهة الغربية‪ ،‬لا سيما باغمويو‪ ،‬إلى تابوره‪ ،‬مرورا بدودوما العاصمة‬ ‫السياسية الحالية لجمهورية تنزانيا وبسنجيدا‪.‬‬ ‫المسار الجنوبي ‪:‬‬ ‫وينطلق من كلوة الإمارة الإسلامية العريقة إلى أمبيا وسيمبا ورانجا‪.‬‬ ‫وهذه الطرق أو هذه المسارات تتداخل بعد ذلك فى المناطق الداخلية‬ ‫لإفريقيا‪ ،‬ثم تتوزع إلى مناطق البحيرات العظمى‪ ،‬من أوغندا شمالا‪ ،‬وإلى‬ ‫الوجيجي جنوبا‪ ،‬وبينهما رواندا وبروندي‪ ،‬وإلى الغرب يكون الوصول إلى‬ ‫الكونغو("‪.‬‬ ‫وخطوط السير هذه هي التي اعتمدتها الدول الأوربية المستعمرة فى‬ ‫الحديد للقطارات‪.‬‬ ‫سكك‬ ‫إنشاء‬ ‫على أن الطريق الوسط هو الأكثر حيوية وحركة ونشامًا؛ لأن أماكن‬ ‫في شرق إفريقيا‪،‬‬ ‫عاصمة الدولة البوسعيدية‬ ‫زنجبار‬ ‫فيه قريبة من‬ ‫الانطلاق‬ ‫والكثير من البضائع كانت تأتي من زنجبار؛ بوصفها الميناء الرئيسي للشرق‬ ‫وكانت محطة‬ ‫الغماني‪،‬‬ ‫المحطة الأولى للوجود‬ ‫إلى تابوره‬ ‫الإفريقي كله‬ ‫الالتقاء وفيها تنصت القوافل القادمة من مدن الساحل‪.‬‬ ‫الثماني في الداخل‬ ‫ا لأولى للوجود‬ ‫المحطة‬ ‫هي كانت‬ ‫وبما أن تابوره‬ ‫الإفريقي‪ ،‬ومنها كان الانطلاق إلى مناطق البحيرات العظمى شرقها وغربها‪.‬‬ ‫وشمالها وجنوبها؛ فإنها من المناسب أن نخصها بالذكر حديئا‪ ،‬بناء على‬ ‫زيارتي لها ومشاهدتي لطبيعتها ومعالمها وموقعها‪.‬‬ ‫وهي‬ ‫جمهورية تنزانيا الاتحادية‬ ‫تقع في الورسط الغربي من‬ ‫تابوره‬ ‫فإن‬ ‫(‪ )١‬عمان في التاريخ‪ .‬ص‪.٤٩٤ ‎‬‬ ‫العماني في الشمرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫الحراك‬ ‫۔‬ ‫۔۔_ _‬ ‫__‪ .‬۔_۔۔۔۔۔۔۔۔۔_۔۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫۔۔۔‬ ‫۔۔۔‬ ‫۔۔‬ ‫_ ۔۔۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫‪-.‬‬ ‫۔ د‬ ‫‏‪٧٨‬‬ ‫منطقة سهلية فسيحة ومنبسطة تكسوها الخضرة الداكنةث وهي حاضرة بر‬ ‫المويزي‪ ،‬وكنت قد زرتها سنة ‪١٩٩٤‬م‪،‬‏ وقد اتخذها المممانيون محطة نزولهم‬ ‫واستقرارهم‪ .‬ومنها انطلقوا إلى مناطق الداخل الإفريقي‪ ،‬فقد كانت البوابة‬ ‫التي توغلوا من خلالها إلى أعماق القارة الإفريقية‪ ،‬فمنها اتجهوا غربا وجنوبا‬ ‫إلى الوجيجي وكيجوما وإلى الكونغو ومنها توجهوا شمالا إلى انزيجة‬ ‫وشنيانجا وموانزا‪ ،‬ثم العبور على بحيرة فكتوريا التي كانت تعرف ببحيرة‬ ‫نيانزاء إالى بوكوبا وانجاره‪ ،‬ثم التوغل إلى رواندا وبروندي وأوغنداء‬ ‫وبالإضافة إلى موقعها الاستيراتيجي الهام فهي تتميز بطيب هوائها واعتدال‬ ‫مناخها وخصوبة أرضها ووفرة مياهها‪ ،‬وهناك مكان يدعى‪ :‬كويهاره‪ ،‬ويعلوه‬ ‫تل تكسوه الأشجار الخضراء‪ .‬يقال‪ :‬إنه مكان السلطان لقبائل المويزي‪ ،‬وفي‬ ‫ذلك المكان كان أول نزول للتحمانيين في تابوره‪ ،‬بجوار السلطان‪.‬‬ ‫وتتميز تابوره بكثرة النخيل وشجر الآأمبا (المانجو) التي حملها‬ ‫التممانيون معهم وغرسوها هنالك‪.‬‬ ‫وصارت تلك النخيل والأشجار تشكل واحات واسعة ظليلة وجميلة‬ ‫تجلب النظر وتروق للبصر فهي حدائق ذات بهجة‪ ،‬ومن الغريب أن أشجار‬ ‫النخيل والآمبا تثمر في السنة مرتين‪ ،‬وهذه الخاصية للنخلة لا توجد إلا في‬ ‫تابوره؛ لأنها في الجزيرة العربية ومنها عمان حيث الموطن الأصلي للنخلة‬ ‫‪.‬‬ ‫لا تؤتي أكلها إلا مرة واحدة في السنة‪.‬‬ ‫وفي تابوره يوجد بيت أثري عربي يقف شامخًا إلى اليوم‪ ،‬بناه سعيد بن‬ ‫سالم الجابري سنة ‪١٨٥٧‬م‪،‬‏ أي‪ :‬في عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان‬ ‫بل في أول عهده‪.‬‬ ‫ويتكون ذلك البيت من ليوان خارجي‪ ،‬وبه باب غُماني كبير جميل‬ ‫الشكل والزخرفة‪ ،‬ويوجد بداخله مجلسان داخلي وخارجي‪ ،‬وغرفتان للنوم‬ ‫‏‪٧٩‬‬ ‫الإسلام في اليحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫؟‪.‬‬ ‫هس‬ ‫ه‪,‬‬ ‫_‪ .‬۔۔۔‬ ‫۔۔۔‪ .‬۔‬ ‫‪.‬۔‪...‬۔۔۔۔‪.‬۔‪.‬۔۔‪.‬‬ ‫مع دورات مياه وسائر المرافق الأخرى من غرف للخدم والحشم والطبخ‪6‬‬ ‫ويستعمل البيت حاليا متحفا يحكي تاريخ المنطقة‪ ،‬ويضم كتابات وصور‬ ‫مرسومة\ إلا أنه مما يؤسف له أن فيه الكثير من تشويه تاريخ الوجود‬ ‫اللماني‪ ،‬وكل ذلك من حقد الأوربيين مبشرين ومستعمرين"‪.‬‬ ‫ونتيجة للرحلات المممانية تجارية واستكشافية ؛ كان الاستقرار الماني‬ ‫فى مناطق الداخل الإفريقي بما فيها مناطق البحيرات العظمى‪ ،‬وهو‬ ‫ما سنتحدث عنه في العنوان التالي‪.‬‬ ‫و‪-‬‬ ‫‏(‪ )١‬من المناسب أن تقوم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالسلطنة بإرسال وفد إلى تابوره‬ ‫لتوثيق معالمها وتاريخها‪ ،‬فإن الأمر يستحق ذلك‪.‬‬ ‫الشرقيين الإفريقي والآسيوي‬ ‫الحراك الغماني قي‬ ‫ے۔‬ ‫_ __۔۔‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫_‪4‬‬ ‫ہ۔۔۔‬ ‫في البداية لا بد من القول إن محتوى هذا العنوان لا توجد له مصادر‬ ‫مكتوبة سوى كتيب صغير أعدته الباحثة الفرنسية جراند ميزون‪ ،‬وطبعته وزارة‬ ‫التراث والثقافة عام ‪١٩٨٤‬م‪،‬‏ وقد رممزت فيه على الوجود الماني في رواندا‬ ‫وبروندي‪ ،‬والكتيب عبارة عن دراسة ميدانية قامت بها الباحثة المذكورة التي‬ ‫ذكرت في كتيبها ذلك أنه لا توجد مراجع تتحدث عن الأقليات العربية في‬ ‫أواسط القارة الإفريقية("‪.‬‬ ‫وهذا الذي أذكره هنا هو عبارة عن معلومات تجمعت لدي من خلال‬ ‫زياراتي لعدد من الأماكن في مناطق الداخل الافريقي التي تعرف بأواسط‬ ‫إفريقياچ وهي مناطق البحيرات العظمى؛ لآن التممانيين لم يكتبوا عن وجودهم‬ ‫شيتاێ وهو ما أشار إليه الشيخ سعيد بن علي المغيري في كتابه القيم جهينة‬ ‫الأخبارث كما أشارت إليه الباحثة المذكورة وإنما جاءت بعض المعلومات‬ ‫عن ذلك الوجود وذلك الاستقرار في كتابات الأوربيين من رحالة ومبشرين‬ ‫ومستعمرين‪ ،‬وهي كتابات فيها شيء من الحقائق وشيع من التشويه‪ ،‬فلو‬ ‫كتب التممانيون عن ذلك‘ لجاعءنا تاريخ كبير وعلم غزير ولكن ما الحيلة‪.‬‬ ‫وقد مضى ذلك وانقضى‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪(١‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫‪٨١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.. .‬‬ ‫على أن هذا هو شأن المانيين ودأبهم‪ ،‬فهم لم يكتبوا التاريخ الماني‬ ‫المجيد‪ ،‬حتى ضاعت حلقاته وانطلمست فتراته‪ ،‬فلا غرو إن لم يكتبوا عن‬ ‫وجودهم واستقرارهم وحراكهم في شرق إفريقيا ووسطها شيئا‪.‬‬ ‫والذي توصلت إليه من خلال زياراتي ومشاهداتي أنه نتيجة اكتشاف‬ ‫المانيين لتك المناطق؛ فقد كونوا لهم مواطن استقرار متجاورين ومتداخلين‬ ‫مع السكان الأصليين الأفارقة‪ .‬وإن المرء ليعجب من ترحيب الأفارقة بهم‬ ‫ترحيبا وديا خالصا يقل نظيره‪ ،‬بل يعدم له نظير‪ ،‬إلى الحد بأن سلم الأهالي‬ ‫للغمانيين المسؤولية الاجتماعية والسياسية في كثير من الأماكن‪ ،‬وكان التآلف‬ ‫بين الجانبين كبيزا‪ 5‬الأمر الذي جعل العمانيين يطيب لهم العيش هناك على‬ ‫مدى ما يقرب من قرنين من الزمان\ إذا ما عرفنا تحديد أن ذلك الحراك‬ ‫الاكتشافي بدا منذ عهد السلطان عالي الهمة سعيد بن سلطان‪.‬‬ ‫وإذا ما نظرنا إلى ذلك المنزل الجميل والكبير الذي شيده أحد‬ ‫الغمانيين‪ ،‬ألا وهو سعيد بن سالم الجابري سنة ‪٨٥٧‬ام‏ في تابوره؛ عرفنا‬ ‫العمق التاريخي لذلك الاستقرار وبعده الحضاري والذي ولا شك أن وجود‬ ‫ذلك المنزل بذلك الحجم وفي ذلك الوقت لهو مؤشر إلى وجود استقرار‬ ‫عماني كان قد سبق ذلك بفترة كافية كان فيها التوطن والشعور بالأمن حياة‬ ‫وجوارا وتجارة‪.‬‬ ‫وقد تمثل الاستقرار العماني في أواسط إفريقيا في الأشياء التالية‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬التخطيط الحمراني‪:‬‬ ‫من المشاهد والملاحظ أن الإنسان عندما يزور منطقة ما من مناطق‬ ‫الداخل أو الوسط الإفريقي‪ ،‬لا سيما المدن الكبرى؛ يجد التخطيط العمراني‬ ‫الراقى الذي يشبه إلى حد كبير تخطيط العواصم والحواضر الإسلامية‪ ،‬فعلى‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫الحراك العمابي ب __ ‪7‬۔ ‪ .‬۔ ‪.‬‬ ‫‪__ .‬‬ ‫_‏‪ ...٨٦٢‬ع‬ ‫سبيل المثال في تابوره وموانزا في تنزانيا وبوجمبورا عاصمة بروندي"‬ ‫وغيرها من المدن؛ يجد أن التخطيط العمراني قائم وفق الأسس التالية‪:‬‬ ‫المرفق الإسلامي‬ ‫‏‪ ١‬لكريم ‪ .‬ومجلس يجتمع‬ ‫للقرآن‬ ‫به مدرسة‬ ‫وتلحق‬ ‫ويتكون من المسجد‬ ‫فيه الناس بعد الصلوات كما تلحق به غرف للضيافة لنزول الغريب الذي‬ ‫يأتي من الأرياف‪ ،‬ويكون المرفق الإسلامي في وسط التخطيط العمراني‪.‬‬ ‫لإدارتها‬ ‫لها جمعيات‬ ‫تنشا‬ ‫يل الأمر أن المرافق الإسلامية تلك‪٥‬‏‬ ‫ومن جم‬ ‫يطلق عليها الجمعيات العربية‪ ،‬كما يطلق على مساجد التممانيين وهي مساجد‬ ‫من بلدان أخرىا‬ ‫عرب‬ ‫هناك‬ ‫حتى ولو كان‬ ‫مساجد العرب©‬ ‫إباضية المذهب‪:‬‬ ‫لا تنسب مساجدهم إلى العرب‪.‬‬ ‫الأسواق‪ ،‬أو المحلات التجارية‬ ‫وتتفرع شوارعها من المرفق الإسلامي أي أن المحلات التجارية تحيط‬ ‫بالمرفق الإسلامي© وهو يكون كالمحور لها‪.‬‬ ‫المساكن‬ ‫وهي تأتي في المخطط خلف المحلات التجارية‪ ،‬كامتداد للمرفق‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫الإسلامي وللمحلات‬ ‫ويلاحظ المرء ذلك التخطيط الجميل مرتبا ومنسقا‪ ،‬وهو نفس تخطيط‬ ‫العواصم والحواضر الإسلامية‪ ،‬حيث يكون المسجد ومقر الحاكم في‬ ‫الوسط وتتفرع عنه الأسواق والمساكن ليكون المسجد هو محور الحياة فى‬ ‫الإسلام‪ ،‬بحيث إنه إذا أذن للصلاة فإن الجميع بإمكانهم حضورها‪.‬‬ ‫‏‪٨٢‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫ه‬ ‫_‬ ‫هذا في المدن الكبيرة‪ ،‬أما في الأرياف؛ فإن المحل التجارى يكون فى‬ ‫وباب‬ ‫الزبائن‬ ‫واسع من الخارج لاستقبال‬ ‫وله باب‬ ‫المنزل©‬ ‫الغالب ضمن‬ ‫صغير يفضي إلى داخل البيت لاستعمال صاحبه‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الاصلاح الزراعي‪:‬‬ ‫قام التمانيون عند استقرارهم بإصلاح الأراضي لتكون صالحة للزراعة‪،‬‬ ‫وساعدهم على ذلك الطقس الاستوائي الممطر والغابات الخضراء‬ ‫والآنهار الجارية والبحيرات العذبة‪ ،‬فزرعوا الأشجار والخضار والبقوليات‬ ‫وسائر أصناف المزروعات كما غرسوا النخل التي حملوها معهم من غُمان‬ ‫وأصبحت باسقات ذات طلع نضيد‪ ،‬وغرسوا شجر الأمبا (المانجو) نقلوها‬ ‫من زنجبارث وصارت النخلة عنوان وجود الماني في مناطق البر الإفريقي‪.‬‬ ‫فعندما يشاهد الإنسان نخلة أو نخلات يعرف أن هناك بيتا أو بيوئا‬ ‫فعندما كُتًا نتنقل في طريقنا بين موانزا وشنيانجا وأنزيجه وتابوره‪ ،‬نشاهد‬ ‫النخيل في بعض الأماكن‪ .‬ويقال‪ :‬إن هناك بيئًا لغماني‪ ،‬أو بيونا لغمانيين‬ ‫أو لا يزالون‪.‬‬ ‫كانوا‬ ‫وما كان الأفارقة فى ذلك الزمان يعرفون زراعة مثل هذه الأصناف من‬ ‫الأشجار والمزروعات الأخرى‪ ،‬وإنما أخذوها من إخوانهم العمانيين‪.‬‬ ‫فأصبحوا يزرعونهاث مستعملين الأساليب الزراعية التي تعلموها منهم آنذاك‬ ‫أما وإنه فى هذا العصر قد حدث تطور في وسائل وأساليب الزراعة؛‬ ‫فإن المانيين والأفارقة لا بد لهم من تطوير وسائلهم وأساليبهم في‬ ‫الزراعة‪.‬‬ ‫اني قي الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫الحراك الغم‬ ‫‪_,‬‬ ‫‏‪.٤‬‬ ‫ثالتا‪ :‬التجارة والصناعة‪:‬‬ ‫كان الهدف الأساسي من وصول المانيين إلى أواسط إفريقيا هو التجارة‪.‬‬ ‫وهناك أنشؤوا المراكز التجارية على طرق القوافل التجاريةا ثم فتحوا‬ ‫المحلات التجارية في الأماكن التي استقروا فيها‪ ،‬وقد استفاد منهم إخوانهم‬ ‫الأفارقة‪ .‬كمشترين أولا‪ .‬وكعمال مساعدين ثانياء وكمقلدين لهم في التجارة‬ ‫ثالا‪ .‬ثم صاروا يقيمون متاجرهم في بلدانهم‪ ،‬وقد أخذوا الخبرة من‬ ‫المانيين في جلب البضائع وتصنيفها وتصفيفها وبيعها‪.‬‬ ‫وفي المجال الصناعي فقد أنشآ التممانيون المصانع لإنتاج الزيوت‘‬ ‫والألبان‪ ،‬والمناجر للصناعات الخشبية والمصافي لتكرير النفط‪ ،‬وغير ذلك من‬ ‫الصناعات وقد زرت بعض مصانع إنتاج الزيوت في موانزا الواقعة على ضفة‬ ‫بحيرة فكتوريا‪ 5‬وقال لي صاحب المصنع ذو الأصل الماني‪ :‬بأن المصنع ينتج‬ ‫كل يوم أكثر من مائة طن وكلها تتسوق في نفس اليومإ علما بأن في موانزا‬ ‫مصانع أخرى لإنتاج الزيوت‪ ،‬وهكذا دواليك في معظم مناطق وسط إفريقيا‬ ‫ويشارك الأفارقة إخوانهم العرب في تسيير أعمال تلك المصانع على مختلف‬ ‫وظائفها‪ ،‬واكتسب الكثير منهم خبرة في ذلك‪ ،‬حتى أنشؤوا لهم مصانع تابعة‬ ‫لهم" وخاصة بهم‪ ،‬وذلك كله بفضل تعايشهم مع إخوانهم التممانيين‪.‬‬ ‫رابقا‪ :‬التقافة الاسلامية‪:‬‬ ‫وتتمثل الثقافة الإسلامية _ أولا وقبل أي شيء ۔ في اعتناق الإسلام من‬ ‫قبل عدد من الآفارقة‪ ،‬ولا سيما بعض زعمائهم الذين دخلوا في الإسلام على‬ ‫يد عدد من المانيين الذين كانوا تجارا ودعاة في نفس الوقت© وكانت الدعوة‬ ‫سلوك أولئك التجار الراقي وتعاملهم بالحسنى مع الأفارقة حكاما‬ ‫ومحكومين‪ ،‬فلم يفرض العمانيون الإسلام بالقوة‪.‬‬ ‫‏‪٨٥‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الإسلام في البحيرات العظمى الإفريقية‬ ‫وقد كان وصول المانيين إلى أواسط إفريقيا بداية العهد هنالك بوصول‬ ‫الإسلام‪ ،‬حيث لم يسبق المممانيين سابق إلى هنالك‪ ،‬وبعيد وصولهم‬ ‫واستقرارهم أخذوا في بناء المساجد وتكوين مدارس القرآن" وارتفع نداء‬ ‫الحق وهو الأذان للصلاة‪ ،‬وأخذ الأفارقة يسألون عن الإسلام حتى عرفوه‪6‬‬ ‫واحترموا أهله‪ ،‬وحتى اللغات الإفريقية المحلية تأثرت باللغة العربية حيث‬ ‫أصبحت تلك اللغات تضم بعض الكلمات العربية‪ ،‬وقد أخبرني الأستاذ كامل‬ ‫الشريف وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الأردني الأسبق بأنه زار زامبيا‬ ‫ووجدهم يطلقون على الصديق كلمة‪ :‬جانبو‪ ،‬وعندما سألهم عن أصلها قالوا‬ ‫له‪ :‬إن هذه الكلمة وغيرها من الكلمات العربية وصلت إليهم في عهد‬ ‫السلطان برغش سلطان زنجبار وقال له بعض المسلمين هنالك إنها مأخوذة‬ ‫النساء‪ :‬‏‪ ،]٣٦‬على أن معظم الأفارقة‬ ‫من قول الله تعالى‪ « :‬والصاحب يألَجَشبي‪4‬؟‬ ‫إن لم نقل جميعهم يعرفون السلطان برغشّا أكثر من غيره من السلاطين؛‬ ‫وذلك لأن التوسع الماني كان في عهده أكثر انتشازا‪ ،‬ولعل الشاعر اليمني‬ ‫أبا بكر عبد الرحمن العلوي لم يخطئ حين قال‪:‬‬ ‫بسناه صقع الزنج ضاء وأسفر‬ ‫أو كالإمام العدل برغش الذي‬ ‫وعلى العموم؛ فإن وصول العمانيين إلى أواسط إفريقيا واستقرارهم بهاء‬ ‫كان ذلك بداية انتشار الثقافة الإسلامية‪ ،‬حتى أصبح الإسلام اليوم موجوذا‬ ‫في كل بلد إفريقي‪.‬‬ ‫وبما أن جمهورية بروندي الصديقة هي الدولة المضيفة للمؤتمر؛ فإنه من‬ ‫‏(‪ )١‬من قصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫وزر التي فتنت محاسنها الورى‬ ‫حي الربوع وقف بها مستخبرا‬ ‫حي تحية غيده لثم الثرى‬ ‫والثم ثرى تلك الربوع فانت في‬ ‫وهذه القصيدة كانت من محفوظات الكثير من المانيين‪.‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫‏د‪.. .. ٦٨...‬۔‪...‬۔‪.‬۔‪ .....‬ا‪ .‬۔‬ ‫المناسب آن نذكر بأن المحمانيين استقروا فيها منذ زمن بعيد‪ ،‬ويتركز وجودهم‬ ‫بشكل أكبر في العاصمة بوجمبورا‪ ،‬وكذلك لهم وجود أو تجمع في رومينجاء‬ ‫وفي كتيجا‪ ،‬ولهم أيضًا وجود متوزع في أماكن آخرى من الجمهورية‪ ،‬ولكن‬ ‫الأماكن الثلاثة المذكورة هي أكبر حاضن لهم‪ ،‬ويحسب لهم أنهم ابتعدوا عن‬ ‫الدخول في الصراعات التي دارت هناك ونأوا بأنفسهم واعتبروا أنفسهم مع‬ ‫الجميع‪ .‬وليسوا ضد أحد‪ ،‬واحترمهم البورونديون على ذلك الموقف© فلذلك‬ ‫لم يصابوا بأذى والحمد لله أولا وأخيرا‪.‬‬ ‫‏‪ ١٤‬م‬ ‫‏‪ ١‬يونيو‬ ‫‪٤٣٥‬اه‪/‬‬ ‫‏‪ ٢٣‬شعبان‬ ‫مسقط العامرة‬ ‫سعطریى‬ ‫فى الذاكرة المانية‬ ‫بحث قدم إلى المؤتمر الدولي الخامس‪:‬‬ ‫علاقات عُمان بدول القرن الإفريقي‬ ‫‪٢٠١٦‬م‏‬ ‫‏‪ ٦‬۔ ‏‪ ٨‬ديسمبر‬ ‫في الفترة‪:‬‬ ‫القمر المتحدة‬ ‫في جمهورية‬ ‫‪٨٨٩‬‬ ‫مو س م‬ ‫و‬ ‫يه ليه ‏‪ ١‬تري ‪+‬‬ ‫الله لن ‪.‬‬ ‫والسلام على سيدنا رسول‬ ‫الحمد لله© والصلاة‬ ‫تقع جزيرة سقطرى في بحر العرب جنوب المهرة من أرض اليمن‬ ‫وتشتهر بالصبر وسقوط العنبر ودم الأخوين وهو شيء سائل‪ ،‬لذلك يقال له‬ ‫الصبر القاطر‪.‬‬ ‫ولأهمية جزيرة سقطرى ومنتجها المذكور؛ أشار الفيلسوف اليوناني‬ ‫وهو الأمر الذي قام به‬ ‫المقدوني باحتلالها‬ ‫الاسكندر‬ ‫أرسطاطاليس على‬ ‫الاسكندر فقد استولى عليها‪ ،‬وأسكن بها مجموعة من اليونانيين الذين‬ ‫اعتنقوا الديانة النصرانية فيما بعد‪.‬‬ ‫ثم زحفت إليها القبائل العربية من مهرة وغيرها فسكنتها وغلبت عليها‪.‬‬ ‫على مساحة واسعة‬ ‫تتمدد‬ ‫كانت‬ ‫وما بعده‬ ‫ما قبل الإسلام‬ ‫وبما أن غُمان‬ ‫اليمامة©‬ ‫إلى أرض‬ ‫وشمالا‬ ‫سقطرى‬ ‫جزيرة‬ ‫تبدأ جنوبا من‬ ‫من الأرض‬ ‫فمن هنالك كانت سقطرى واقعة ضمن المساحة الجغرافية المحمانية‬ ‫آنذاك‪.‬‬ ‫ا_لح_راك‪..‬ا‪.‬لع‪.‬ماني‪.‬۔۔ف‪.‬ي۔۔۔ا۔ل۔_ش۔رقي۔ن۔۔۔ الإفرايق ‪.‬ي ۔۔سو۔الآ۔س۔ي۔‪.‬و‪.‬ي‬ ‫‪:‬‬ ‫__ ۔۔‬ ‫_عي_۔۔‬ ‫_‪(:‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫ولعل السؤال الذي يدور لدى محرك البحث في الإنسان أنه‪ :‬متى كانت‬ ‫بداية تبعية الجزيرة لممان؟‪.‬‬ ‫في رأيي إن ذلك كان قد تزامن مع حكم آل الجلندى‪ ،‬ولعله كان إبان‬ ‫حكم الجلندى بن المستكبر؛ لأنه هو الذي أنشأ الأسطول البحري الماني‬ ‫في عهد ما قبل الإسلام ونتيجة لذلك فإنه ربما وسع من نفوذه البحري‬ ‫فاستولى عليها‪.‬‬ ‫ولذلك عندما وصل الإسلام إلى عمان ودخل أهلها فيه‪ ،‬وفي مقدمتهم‬ ‫وعلى رأسهم الملك جيفر بن الجلندى وأخوه عبد؛ أخذ جيفر يبعث رسله‬ ‫إلى كل أنحاء غمان يخبرهم بالإسلام ويأمرهم بالدخول فيما دخل فيه‪.‬‬ ‫ولا شك أن مهرة وسقطرى شملتهما تلك الدعوة‪.‬‬ ‫واستمرارا على ذلك؛ فإن الإمام الجلندى بن مسعود الذي هو أول إمام‬ ‫بمممان‪ ،‬قام بأخذ الجزية من نصارى سقطرى‪.‬‬ ‫إلى أن حدث ما حدث من بعض النصارى فيها من انقلاب على والي‬ ‫الإمام الصلت بن مالك الخروصي في القرن الثالث الهجري ‪ /‬التاسع‬ ‫الميلادي‪ ،‬وقيل الوالي وعدد من أصحابه الغمانيين الأمر الذي حمل الإمام‬ ‫على تجهيز أسطول مكون من أكثر من مائة سفينة على وجه السرعة فتمكن‬ ‫من استعادة السيطرة عليها وإخضاعها للدولة المانية من جديد‪.‬‬ ‫في الذاكرة المانية‬ ‫سقطرى‬ ‫‏‪٩١‬‬ ‫تقع سقطرى وهي جزيرة في بحر العرب حيث تقابل إقليم المهرة من‬ ‫‏‪ ٣٨٠‬كيلو مترا‪ ،‬واقعة‬ ‫الجهة الجنوبية‪ ،‬فهي تبعد عن إقليم المهرة بمسافة‪:‬‬ ‫‏‪ ١٣٥‬كيلو مترا‪5‬‬ ‫جغرافية طولها‪:‬‬ ‫ا استواء ‏‪ ٠‬وتقع على مسافة‬ ‫خط‬ ‫شمال‬ ‫‏‪ ٣٦٥٠‬كيلو مترا مربعا"‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٦٢‬كيلو مترا‪ ،‬فإجمالى مساحتها‪:‬‬ ‫وعرضها‪:‬‬ ‫‏ ‪ ٠‬فرسخ طولا""'‪.‬‬ ‫وحددت المصادر القديمة مساحتها بأنها‬ ‫وتكتب وتنطق‪ :‬سقطرى؛ بالألف المقصورة كما أنها تكتب وتنطق‬ ‫سقطراء‪.'"١‬‏‬ ‫بالألف الممدودة‪:‬‬ ‫وينطقها أهلها‪ :‬سقطرى؛ بإمالة الراء إلى الياء‪.‬‬ ‫ولها العديد من أشكال الكتابة والنطق‪ ،‬لكن أشهرها ما ذكرناه آنا‪.‬‬ ‫والقاطر هو «دم‬ ‫القاطر‪6‬‬ ‫القطر © أو سوق‬ ‫سوق‬ ‫ولعل التسمية تعني‪:‬‬ ‫الأخوين» الذي تشتهر الجزيرة بإنتاجه بكميات كبيرة ولا يوجد في غيرها"‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الأنبالي‪ ،‬أحمد بن سعيدا تاريخ جزيرة سقطرى‪٢٢. ‎‬ص‬ ‫‏(‪ )٢‬العوتبي‪ ،‬سلمة بن مسلم‪ ،‬الأانساب‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص ‏‪ 0٢٦٦٨‬تحقيق إحسان النص‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الحموي ياقوت‪ ،‬معجم البلدان" حرف السين‪.‬‬ ‫(‪ )٤‬الأنبالي© المصدر السابقث ص‪.١١ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٥‬الحموي‪ ،‬ن م" نك ص‪.‬‬ ‫الححررااكك ‪/‬العما بنيي كفيي ا۔الشرقين االافريقيي وو'الآسيوي‬ ‫س‬ ‫_۔‬ ‫۔_۔۔۔_۔۔۔‬‫_۔۔ _‬ ‫_۔۔۔‬ ‫۔۔۔‪.‬۔۔‬ ‫۔۔۔۔‪.‬۔‬ ‫۔۔‬ ‫۔ ۔ _۔‬ ‫ث‪,‬نو‬ ‫۔ہ۔‬ ‫ط‬ ‫_‬ ‫‪33 ٠-‬‬ ‫‏‪٩٢‬‬ ‫‏‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لم يعرف بالتحديد والضبط من من الأمم سكنت جزيرة سقطرى في أول‬ ‫الأازمان‪ ،‬وقبل مجيء الاسكندر المقدوني باليونان بَيد أنه بالنظر إلى قربها‬ ‫إلى ب العرب‘ ومجاورتها لجزيرة العرب؛ فلا يبعد أن يكون العرب من قوم‬ ‫عاد هم أول من استوطنها وهم العرب البائدة‪.‬‬ ‫ولعل الهنود جاؤوا إليها بعد العرب فساكنوهم فيها_'‪ ،‬والظاهر أنهم هم‬ ‫الذين سماهم العوتبي‪« :‬البياسرة» حيث قال‪« :‬وكان سكانها البياسرة»"'؛ لأن‬ ‫الهند‪.‬‬ ‫أصلهم من‬ ‫البياسرة‬ ‫وبعد أن استولى عليها القائد اليونانى الاسكندر المقدوني بعد استيلائه‬ ‫على الهند وقتل ملكها «قور» نقل إليها قوما من اليونانيين من مدينة «اسطاغرا»؛‬ ‫بناء على أمر معلمه وأستاذه الفيلسوف أرطاطاليس؛ وذلك لأجل وجود شجرة‬ ‫صنمهم من‬ ‫نا قلين‬ ‫‏‪ ١‬لهنود‬ ‫أ لهنود [ فخرج‬ ‫بطرد‬ ‫اليونانيون‬ ‫وقتا م‬ ‫الصبر بها ‪.‬‬ ‫سقطرى إلى الهند والظاهر أن ذلك كان بعد موت الاسكندر مسموما"‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الأنبالي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.٥٦ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬العوتبي© المصدر السابق“ث ص‪.٢٦٨ ‎‬‬ ‫معجم‬ ‫والحموي‬ ‫‏‪ 3.٥١‬عالم الكتب‪٥‬‏ بيروت‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ )٣‬الشريف الإدريسي‪ .‬نزهة المشتاق‪ .‬ج‬ ‫البلدان‪ ،‬حرف السين والأنبالي‪ ،‬تاريخ جزيرة سقطرى‪.‬‬ ‫‏‪٩٢‬‬ ‫سقطرى في الذاكرة المانية‬ ‫وبعد ظهور النبي عيسى نتف‪ .‬وانتشار الديانة النصرانية؛ اعتنق يونانيو‬ ‫سقطرى الديانة النصرانية فأصبحوا نصارى‪ ،‬ولعل أولئك اليونانيين هم الذين‬ ‫أطلق عليهم العوتبي‪« :‬الروم»‪ ،‬وأن كسرى هو الذي طرحهم بها قائلا‪« :‬وذلك‬ ‫أنهم يذكرون أن قوما من بلد الروم طرحهم كسرى بها فعمروها حتى عبرت‬ ‫إليهم مهرة‪ ،‬فغلبت عليهم وعلى الجزيرة»"‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬إنه لم يبق من أولئك الروم سوى رهبان على دين النصرانية''‪.‬‬ ‫ويشير العوتبي إلى أن عرب المهرة من قبيلة القمر اعتنقوا الديانة‬ ‫لأن أولاد الروم دخلوا فيهم""'‪.‬‬ ‫النصرانية؛‬ ‫كانوا بعد تغلبه ‪ -‬أي‪ :‬تغلب الفرس‬ ‫طرحهم كسرى‬ ‫الذين‬ ‫ولعل الروم‬ ‫اليونانيين‪.‬‬ ‫وذلك بعل مجيء‬ ‫على الروم ‪.‬‬ ‫واللغة السقطرية متفرعة عن اللغة العربية الجنوبية القديمة التى هى كانت‬ ‫تكتب به‪ 3‬والظاهر أنها كانت تكتب بخط‬ ‫غير أنها ليس لها خط‬ ‫لغة حمير‬ ‫به لغفة حمير" وقد أصبحت‬ ‫الخط الذي كان تكتب‬ ‫المسند وحروفه } وهو‬ ‫لغة مضر التى هى لغة‬ ‫اللغة العربية الفصحى‬ ‫اللغة السقطرية تكتب بحروف‬ ‫قريش‪ ،‬وهي التي نزل بها القرآن الكريم‪ ،‬ونظم بها شعراء الجاهلية شعرهم‬ ‫ومعلقاتهم فطغت على لغة الجنوب وغطت عليها‪.‬‬ ‫على أن اللغة السقطرية تلتقي مع اللغة المهرية والجبالية الظفارية'"'‪.‬‬ ‫ويرى الأنبالي أن اللغة السقطرية تلتقي مع العربية الفصحى بالاشتقاق‪.‬‬ ‫() الأنساب‪ ،‬ج ‏‪ 0١‬ص ‏‪.٢٦٨‬‬ ‫‏(‪ )٢‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫(؛) الأنبالي‪ ،‬تاريخ جزيرة سقطرى‘ ص‪.٢٢٦‬‏‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الافريقي والآسيوي‬ ‫ب۔‬ ‫‏‪٩٤‬‬ ‫وقد أورد كلمات كثيرة من اللغتين العربية والسقطرية كأمثلة على ذلك‪ ،‬حيث‬ ‫قال‪« :‬كثيرة هي تلك الكلمات السقطرية التي تشتق من اللغة العربية‬ ‫الفصيحة‪ .‬ولكن يبقى النطق السقطري المتوارث منذ الحضارة العربية‬ ‫الجنوبية القديمة حائل بينها وبين فهم تلك الكلمات وإن كان أصلها عربيا‬ ‫فصيحًا إلا أن اللهجة الس قطرية أثرت فيها تأثيرا كبياى ونسجت عليها من‬ ‫لحنها العجيب»"'‪.‬‬ ‫‪.٢٤٥‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫نفسه‬ ‫المصدر‬ ‫)‪(١‬‬ ‫‏‪٩٥‬‬ ‫سقطرى في الذاكرة الغمانية‬ ‫واسعة القطر‬ ‫«(هي جزيرة‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫سقطرى‬ ‫ا لإدريسي جزيرة‬ ‫وصف الشريف‬ ‫وأكثر نباتها شجر الصبر ولا صبر‬ ‫نامية الشجر‪.‬‬ ‫جليلة القدر بهية الأرض‪.‬‬ ‫يفوق صبرها فى الطيب»أ'‪.‬‬ ‫وقد أعجب الاسكندر بجمالها‪ ،‬وفي طيب ثراها واعتدال مناخها'؛‬ ‫ولذلك فإن جزيرة سقطرى بها الكثير من المنتوجات البرية والبحرية‬ ‫ودم‬ ‫والصبر‬ ‫وبها العنبر‬ ‫بها نخل كثير‬ ‫والحيوانية والمزروعات ‪ .‬فهي‬ ‫الأخوين"‘‪ ،‬ومن المناسب أن نبين وصفا وشرحًا لهذه المنتوجات‪:‬‬ ‫۔ النخل‪:‬‬ ‫وهو نخل التمر والظاهر آن منتوج الجزيرة من التمر جيد‪.‬‬ ‫۔ الصبر‪:‬‬ ‫الباء ‏‪٠‬‬ ‫ينطقونه بسكون‬ ‫وكسر الباء ئ ولعل الناس‬ ‫وهو بفتح الصاد‬ ‫والصحيح بكسرها‪ ،‬وهو فائق الجودة «ولا صبر يفوق صبرها'‪ 8‬وقد‬ ‫(‪ )١‬نزهة المشتاق ج‪ 5١ ‎‬ص‪.٥١١ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٦٢‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬العوتبي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.٢٦٨ ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬الإدريسي مصدر سابق‪‎.‬‬ ‫الحراك العماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‏‪٩٦‬‬ ‫۔ _‪".‬‬ ‫_‬ ‫۔_ث‪“_.‬‬‫‪.‬۔>__‪-: > .__.‬‬ ‫>‬ ‫_ ۔ ۔۔_‪.‬۔__۔‪.‬۔‬ ‫_گو۔‪.‬‬ ‫<‪.‬‏‪١‬‬ ‫‪_ -‬۔۔۔‬ ‫أوصى أرطاطاليس الاسكندر بحفظ شجرة الصبر وحياطتها؛ لما في ذلك‬ ‫من جمل المنافع الطيبة" ولأنه في ذاته دواء جليل كثير المنافع'‪ ،‬وهو‬ ‫عصارة شجر مر وأفضله السفري الصافي© يسهل الصفراء والبلغم وينقي‬ ‫اليرقان ويقتل الدود‬ ‫علل المعدة والكبد ويذهب‬ ‫جميع البدن‪ ،‬وخصوصا‬ ‫والحيات""'‪ ،‬وأوراق شجر الصبر تجمع في شهر يوليو‪ ،‬ويصدر إلى المشرق‬ ‫والمغرب""'‪.‬‬ ‫۔ دم الأخوين‪:‬‬ ‫وهو صمغ أحمر اللون‘ يقطع الدم الجاري من الجراحات الطرية‬ ‫ويدملها ضمادا‪ ،‬ويقطع الدم من أي مكان كان‪ ،‬شرتا'‪ ،‬وهو شديد الاحمرار‬ ‫لا يوجد شيء أشد منه حمرةأ"'‪ ،‬وقيل إنه هو العنده«'‪.‬‬ ‫۔ العنبر‪:‬‬ ‫هو قطع شمعية في بحر الهند‪ ،‬تقذف إليه من جبال عالية‪ ،‬بها عسل‬ ‫كثير‪ ،‬يرعى نحله الأزهار الطيبة‪ ،‬فيكثر ويسيل إلى البحر‪ ،‬ثم يطفو فوق الماء‬ ‫ما فيه من ا لأجسام الشمعية ثم تنضج وتلطف على مرور ا لأيام وأجوده‬ ‫الأشهب الزكي الرائحة‪ ،‬وهناك العنبر الأسود وهو الذي يوجد في جوف‬ ‫دواب البحر("‪.‬‬ ‫(‪ )١‬نزهة المشتاق“‘ ص‪.٥١ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬الأزدي‪ ،‬محمد بن عبد الل كتاب الماء‪ ،‬ج ‪٦‬ث ص‪.٣٨٠ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬نزهة المشتاق ص‪.٥١ ‎‬‬ ‫‪.٨٨‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤‬كتاب الماء ج‬ ‫‏(‪ )٥‬معجم البلدان" حرف السين‪.‬‬ ‫(‪ )٦‬الازدي‪ .‬المصدر السابق" ج‪ ٥٢ ‎‬ص‪.٧٣ ‎‬‬ ‫(‪ )٧‬الازدي‪ ،‬المصدر السابق" ص‪.٧٢‎‬‬ ‫في الذاكرة العمانية‬ ‫سقطرى‬ ‫۔ ۔۔ ۔۔ او‬ ‫س‬ ‫۔ب‬ ‫‏‪ .٦‬۔۔۔ ۔ے۔۔۔۔ب۔‪_.‬۔س۔۔۔۔ب‪ .‬۔_۔۔۔ب ‪..‬ب‬ ‫‪.‬۔۔۔ ۔ ‪ .‬۔۔۔۔‬ ‫س ۔۔‬ ‫الحيوانية‪:‬‬ ‫‪ -‬المنتوجات‬ ‫السيد محمد بن‬ ‫منه كميات ‪ 0‬رسمعت‬ ‫‏‪ ٠‬وتصدر‬ ‫‏‪ ١‬لسقطري‬ ‫وأهمها ‪ :‬ا لسمن‬ ‫أحمد البوسعيدي المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية‬ ‫إلى‬ ‫أنه في السابق كان يستورد‬ ‫قليلة‬ ‫سنوات‬ ‫والتاريخية ‏‪ ٠‬وقد توفي من‬ ‫مسقط‪.‬‬ ‫الحراك الغماني قي الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‏‪٩٨‬‬ ‫۔۔۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫‪5‬‬ ‫_ تيه‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫سقطرى‪ :‬التاريخ القديم‬ ‫وتعا قبت على‬ ‫سقطرى‬ ‫ذكر ‏‪ ١‬لأمم ‏‪ ١‬لتي سكنت‬ ‫السكان‬ ‫فى محور‬ ‫تقدم‬ ‫سكناها‪ ،‬ويبدو لي أن أول من سكنها الهنود‪ ،‬حتى جاء اليونانيون في عهد‬ ‫الاسكندر المقدوني فأجلوهم عنها بأمر الحاكم الفيلسوف اليوناني‬ ‫فخرج منها الهنود متوجهين إلى الهند حاملين معهم صنمهم‬ ‫أرسطا طاليس‬ ‫الذي كانوا يعبدونه‪.‬‬ ‫ثم نزلت إليها العرب من قبيلة القمر من المهرة فاختلطوا بالسكان‬ ‫اليونانين‪ ،‬ودخلوا في الديانة النصرانية التى كان يونانيو سقطرى قد اعتنقوها‬ ‫بعد ظهور نبي الله عيسى نية وانتشار الديانة النصرانية‪.‬‬ ‫ولعل العرب البائدة من قوم عاد قد سكنوها ولكنهم اختفوا منها‪ ،‬أو‬ ‫ولكنهم انسحبوا منها والله أعلم‪.‬‬ ‫سكنها قوم من بني قحطان بن هود‬ ‫فلا توجد تصوص في ذلك‘ؤ وإنما هو استنتاج وهو إلى التخمين أقرب‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪22 3‬‬ ‫‪ ١‬م‬ ‫‏‪`١‬‬ ‫(‬ ‫‪5‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‏‪\ ٦‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫‪--‬‬ ‫‏‪٩٩‬‬ ‫في الذاكرة المانية‬ ‫سقطرى‬ ‫سقطر‪ :‬الارتباط الغفمانى‬ ‫‪.‬۔۔۔‬ ‫۔ ‪.‬۔۔۔‬ ‫‪-‬‬ ‫۔‪.‬‬ ‫ے ۔‬ ‫ہ_۔۔ _‬ ‫۔‬ ‫أولا‪ :‬قبل الاسلام‬ ‫بعمان سيادة وسياسة } غير أننا لا ندري منذ متى‬ ‫سقطرى‬ ‫ارتبطت جزيرة‬ ‫الأنبالى‪« :‬فقد حازتها عمان منذ‬ ‫أحمد بن سعيد‬ ‫الارتباط © يقول‬ ‫كان هذا‬ ‫الجاهلية قبل الإسلام»“'& وفي رأيي‪ :‬إن ذلك كان قبل الإسلام؛ ولا يبعد أن‬ ‫يكون على عهد الملك الجلندى بن المستكبر والد جيفر وعبد اللذين‬ ‫خاطبهما النبي محمد تلة بالدعوة إلى الدخول في الإسلام؛ وذلك للأسباب‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬إن الجلندى بن المستكبر هو أول حاكم غماني ينشئ أسطولا قويا"‪.‬‬ ‫السيادة التممانية على عهد ولديه جيفر‬ ‫والشحر كانتا تحت‬ ‫مهرة‬ ‫الثانى‪ :‬إن‬ ‫وعبد‪ ،‬وقد بعث إليهم جيفر رسوله يدعوهم إلى الدخول في الإسلام!‬ ‫فأسلموا”"‘‪ ،‬والظاهر أن جيفر بن الجلندى قد ورث السيادة على مهرة والشحر‬ ‫من والده حيث لم يتبين لنا أنه استولى عليهما في عهده‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الحلل السندسيةث ص‪.٤٦١ ‎‬‬ ‫‪.٩٨‬‬ ‫عمان تاريخ يتكلم‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫السالمي© وناجي عساف&©‪٥‬‬ ‫محمد‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫(‪ )٢‬الأنساب‪ ،‬ج‪ .٢ ‎‬ص‪.٧٦٥ ‎‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫۔‪.‬۔۔۔س۔۔ ۔۔۔‪.‬س۔ ‪ .‬‏‪ ٢‬۔۔۔ ‪ . .‬؟‪ ..‬س ‪ . .. ..‬د‪..‬‬ ‫‏‪ ١٠٠‬ء __هي۔۔_۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫مكان‬ ‫والشحر © وهما أقرب‬ ‫من بلاد مهرة‬ ‫سقطرى‬ ‫جزيرة‬ ‫قرب‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫إليها‪ 5‬الأمر الذي يسهل السيطرة عليها لجعلها قاعدة بحرية للأسطول‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬الوجود العربي بها المنحدر من قبائل مهرة؛ لأن قبائل مهرة كما‬ ‫قمنا ۔ نزلت إليها قبل الإسلام حتى أنهم أو كثيرا منهم اعتنقوا الديانة‬ ‫اليونانيين والروم ‪.‬‬ ‫نتيجة اختلاطهم بالنصارى‬ ‫النصرانية؛‬ ‫لهذه الأسباب أرجح أن الجزيرة خضعت للسيادة المانية على عهد‬ ‫الملك الجلندى بن المستكبر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬في عهد الامام الجلتدى بن مسعود‬ ‫فقد تم نصبه سنة ‪١٣٢‬ه‏‬ ‫بعمان‬ ‫إمام‬ ‫هو أول‬ ‫بن مسعود‬ ‫الإمام الجلندى‬ ‫بعيد قيام دولة بني العباس والظاهر أنه حدث تمرد من نصارى سقطرى"‬ ‫الأمر الذي جعل الإمام الجلندى يوجه إليها جيشا من الشراة‪.‬‬ ‫والشراة هم المقاتلون الأشداء من الإباضية‪ ،‬واحدهم شار والجمع‬ ‫شراةس ولا يطلق هذا اللقب على غير الإباضية‪ ،‬والشرى واحد من مسالك‬ ‫الدين الأربعة‪ :‬الشرى والدفاع والظهور والكتمان" وتطبيق كل واحد منها يتم‬ ‫بحسب الظروف الزمانية والمكانية‪.‬‬ ‫وفي رأيي هم الذين يعنيهم ياقوت الحموي عندما قال‪« :‬وظهرت فيهم‬ ‫دعوة الإسلام ثم كثر بها الشراة فعدوا على من بها من المسلمين وتتلوهم‬ ‫غير عشرة أناسية»' وكذلك هم الذين يعنيهم العوتبي بقوله‪« :‬ثم دخلتها‬ ‫الشراة من مهرة وحضرموت وعمان فقتلوا من بها»"'‪.‬‬ ‫معجم البلدان‘ حرف السين‪.‬‬ ‫‏)‪(١‬‬ ‫‏‪.٢٦٢٨‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫‏‪١٠١‬‬ ‫سقطرى في الذاكرة المانية‬ ‫على أن عبارة الحموي غير صحيحة للأسباب التالية‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬إن قتل الناس ۔ من مسلمين وغيرهم ‪ -‬يتنافى مع القيم الإباضية‬ ‫والمنظومة الفكرية الإباضية‪ ،‬والشراة هم صميم الإباضية فلا يكون القتل إلا‬ ‫في الحرب والمواجهة بعد الدعوة؛ لأن الدعوة ماضية إلى يوم القيامة[ كما‬ ‫يقول الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي‪« :‬الدعوة غير منقطعة إلى‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬إلا من فاجأك بالقتال‪ ،‬فلك أن تدفع عن نفسك»ه'‪.‬‬ ‫‪ -‬إن أهل سقطرى لم يكونوا حينذاك مسلمين وإنما دخلها الإسلام‬ ‫بدخول الشراة الإباضية‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔كيف يبقى عشرة من الناس لم يقتلوا‪ ،‬في حين أن جميع المسلمين‬ ‫تم قتلهم‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬عبارة العوتبي تقول‪« :‬فقتلوا من بها»‪ ،‬والظاهر أنه يقصد النصارى‪.‬‬ ‫وهي أيضًا عبارة فيها مبالغة‪ ،‬فلا يمكن قتل جميع السكان؛ بدليل أن الإمام‬ ‫الجلندى صالحهم على مقدار الجزية!" التي يؤدونها إليه ويظهر من سياق‬ ‫الأحداث أنهم قاموا بتمرد على سلطة الإمام‪ ،‬فلذلك وجه إليهم الشراة من‬ ‫مان ومهرة وحضرموت\ فأخضعوهم للسيادة المانية دافعين الجزية‬ ‫المعروفة في الشريعة الإسلمية؛ عملا بقول الله تعالى‪ « :‬شيلواأييكلا‬ ‫تقهو ولا يَليوم الآخر ولا غحرَموت ماحرمته ورسوله ولا يربك دن‬ ‫بؤ‬ ‫ق م ازيك أورا الكتب حييعطوا ن عن يد وهم موزر؛‬ ‫[التوبة‪ :‬‏‪ ،]٦٩‬على | ن إعطاء أهل الكتاب والمجوس ومن في حكمهم الجزية‬ ‫الحديث رقم ‏)‪ (0٥٣‬الجزء الثالث‪.‬‬ ‫الجامع الصحيح‪.‬‬ ‫‏)‪(١‬‬ ‫‏‪ .٨‬وانظر الكندي‪ 6‬أحمد بن عبد الله‬ ‫‏(‪ )٢‬الكندي محمد بن إبراهيم" بيان الشرع‪ ،‬ج ‏‪ {٦٩‬‏‪٠‬ص‬ ‫‏‪.٤٥‬‬ ‫‏‪ .١‬ص‬ ‫المصنف‘ ج‬ ‫الحراك الماني في ۔۔ا ۔۔ل‪.‬ش ۔ر۔قين ۔ ا_ل ۔إفريقي ‪.‬وال‪-‬آسبوي‬ ‫‪27‬‬ ‫_‬ ‫‪.‬۔۔۔۔ب۔سسے۔۔ ۔۔‬ ‫۔ س‬ ‫بسبب‪.‬‬ ‫۔۔۔۔۔‬ ‫_ ۔‪_.‬۔۔۔۔۔‬ ‫۔‬ ‫آ _حي‬ ‫۔۔‬ ‫‏‪١٢‬‬ ‫ليس فيه إهانة لهمإ وإنما هو مقابل حمايتهم‪ ،‬وعدم تعريضهم للقتالؤ وهل‬ ‫إذا اشتركوا في القتال مع المسلمين تسقط عنهم الجزية؟ الصحيح أنها‬ ‫ومن خلال ما تقدم أرى أن دخول الإسلام جزيرة سقطرى كان على عهد‬ ‫الإمام الجلندى بن مسعود في النصف الآول من القرن الثاني الهجري‪/‬‬ ‫منتصف القرن الثامن الميلادي بدخول الشراة الإباضية إليها على أنه‬ ‫لا توجد الأدلة الكافية والقاطعة على صحة ذلك إلا ما استنتجته من سياق‬ ‫الأحداث‪ ،‬وربط بعضها ببعض والعلم عند الله نك ‪.‬‬ ‫ثالتا‪ :‬في عهد الامام الصلت بن مالك‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫عبر المحاور‬ ‫ويتجلى الموضوع‬ ‫[ ۔ سياق الحدث‪:‬‬ ‫كانت البيعة بالإمامة للصلت بن مالك سنة ‪٦٣٧‬ه‘‏ وكانت سقطرى‬ ‫آنذاك لا تزال مستمرة في تبعيتها للدولة الممانيةك حيث كان عليها وال من‬ ‫قبل الإمام اسمه القاسم" ولا نعلم اسمه الكامل ولا نسبه‪ ،‬إلا ما ورد في‬ ‫قصيدة الزهراء من أن اسمه القاسم‪ ،‬حيث قالت‪:‬‬ ‫عقوى مسامعهم في سبب خرب‬ ‫إذا غادروا قاسما في فتية لجب‬ ‫فقام النصارى بنكث العهد ونقضه مع الإمام الصلت فهجموا على والي‬ ‫الإمام فقتلوه‪ ،‬وقتلوا جملة من أصحابه‪ ،‬معلنين تمؤدهم على السلطة العمانية‬ ‫وسيادتها على الجزيرة‪ ،‬وفعلوا الأفعال الشنيعة في المممانيين‪ ،‬مستعملين‬ ‫العنف قتلا واغتصابا ونهبا وسلباء كما صورت ذلك الشاعرة الزهراء فى‬ ‫قصيدتها‪.‬‬ ‫سقطرى ف ۔ي۔ الذاكرة الغمانية‬ ‫‏‪١٠٢٣‬‬ ‫۔ ‪ .‬۔۔‬ ‫۔ ۔۔۔‬ ‫ہے۔۔۔۔‬ ‫___ _‪.‬‬ ‫_۔۔۔۔_۔۔ ۔۔۔۔‬ ‫_۔۔‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫۔ ‪)..‬‬ ‫ويظهر أن النصارى آنذاك كانوا هم غالب سكان سقطرى فأنسوا من‬ ‫أنفسهم قوة‪ ،‬لذلك قاموا بتمؤدهمإ ولعل ذلك كان بدعم أو على الأقل‬ ‫بتحريض من نصارى الحبشة‪.‬‬ ‫على أن من يذهب إلى أن المهاجمين كانوا من نصارى الحبشة‪ ،‬ولعل‬ ‫أول من ذهب إلى ذلك الأستاذ محمد علي الزرقاء في كتابه‪ :‬مان" نقل عنه‬ ‫ذلك الشيخ أبو إسحاق اطفيش في تعليقه على كتاب تحفة الأعيان لنور الدين‬ ‫السالمى"'‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن بها مسلمين من غير الغمانيين‪ ،‬ولكن لا ندري موقفهم‬ ‫من تلك الأحداث‪ ،‬ويبدو أنهم كانوا مع الدولة المانية" ولكنهم في موقف‬ ‫الضعيف‪.‬‬ ‫وفي رأيي أن المتمردين كانوا من نصارى سقطرى‪ ،‬وليسوا أحباشا‪ .‬وهو‬ ‫الذي يشير إليه عهد الإمام الصلت بن مالك للحملة العسكرية البحرية‬ ‫وسوف نذكر ذلك عند تحليلنا للعهد‪.‬‬ ‫وعلى العموم فقد حصل التمرد وحصل الهجوم على الحامية المانية‪.‬‬ ‫وحدثت الأفعال الشنيعة‪ ،‬وهناك بعثت امرأة من سقطرى بقصيدة إلى الإمام‬ ‫الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫الزهراء ‪:‬‬ ‫۔ قصيدة‬ ‫ب‬ ‫على الحامية الغمانية‪،‬‬ ‫في سقطرى‬ ‫النصارى‬ ‫الدامي من‬ ‫نتيجة الهجوم‬ ‫حيث قتل الوالي الماني وعدد ممن كانوا معه؛ بعثت امرأة من سقطرى‬ ‫(‪ )١‬تحفة الأعيان"‪ ‎‬۔‪١‬ج‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإقريقي والآسيوي‬ ‫‪733‬‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫ے۔نث؛‬ ‫۔۔‬ ‫سمت نفسها الزهراء‪ ،‬أو كان اسمها فاطمة والزهراء لقب لها تيما‬ ‫بالسيدة الجليلة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد ليث وقد ذكر الشيخ‬ ‫أحمد بن عبد الله الحارثي أن اسمها‪ :‬فاطمة بنت أحمد بن محمد‬ ‫الجهضمية وأنها من أقارب القاسم بن محمد الجهضمي الذي كان واليا‬ ‫على سقطرى"'‪.‬‬ ‫الذي لم يتوان عن النصرة‬ ‫وقد استنهضت بقصيدتها الإمام الصلت‬ ‫والنجدة لاسترداد سقطرى إلى الحاضنة المممانية‪.‬‬ ‫وبتحليلنا للقصيدة تتضح لنا الخطوط العريضة التالية‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬استثارة همة الإمام بالثناء عليه وعلى آبائه وأسلافه‬ ‫بن الكرام وابن السادة النجب‬ ‫قل للإمام الذي ترجى فضائله‬ ‫كانوا سناها وكانوا سادة العرب‬ ‫وابن الجحاجحة الشم الذين هم‬ ‫‏‪ ٢‬وصف الحالة التي آلت إليها سقطرى حيث اختفت المظاهر‬ ‫الإسلامية وحلت محلها المظاهر النصرانية‪.‬‬ ‫بعد الشرائع والفرقان والكتب‬ ‫أمست سقطرى من الإسلام مقفرة‬ ‫وبالأذان نواقيسا من الخشب‬ ‫واستبدلت بالهدى كفرا ومعصية‬ ‫من اللئام علوا بالقهر والغلب‬ ‫وبالذراري رجالا لا خلاق لهم‬ ‫‏‪ - ٣‬ذكر الهجوم على الوالي وحاشيته‪.‬‬ ‫من الحريم ولم يألوا من السلب‬ ‫جار النصارى على واليك وانتهبوا‬ ‫عقوى مسامعهم في سبب خرب‬ ‫إذ غادروا قاسما في فتية لجب‬ ‫‏(‪ )١‬الأنبالي‪ 5‬الحلل ا‬ ‫لسندسيةث ص‪0١١‬‏ نقلا عن اليسرى في إنقاذ سقطرى ولا ندري المصدر‬ ‫الذي اعتمد عليه الشيخ الحارثى‪.‬‬ ‫‏‪١٠٥‬‬ ‫سقطرى في الذاكرة العمانية‬ ‫۔_۔۔۔۔‬ ‫۔۔۔۔ ۔۔۔۔ ۔۔‪.‬۔‪.‬۔۔۔۔‪.‬۔ _‬ ‫_ ۔_۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ ۔۔۔ ‪ .‬سس‬ ‫‏‪ ٤‬استثارة الإمام بما تعرضت له النساء المسلمات‪:‬‬ ‫يهتفن بالويل والأعوال والكرب‬ ‫وأخرجوا حرم الإسلام قاطبة‬ ‫بأن يغيث بنات الدين والحسب‬ ‫قل للإمام الذي ترجى فضائله‬ ‫‏‪ ٥‬النفس الأنوثي في القصيدةس مما يدل أن القائل لها امرأة وليس رجلا‪.‬‬ ‫كما أن القصيدة تشير إلى ما حل بالنساء المسلمات من اغتصاب من قبل‬ ‫النصارى الناكثين‪:'١‬‏‬ ‫سب‬ ‫نالجد‬ ‫لريم‬ ‫ات ك‬ ‫ول بي‬ ‫من آ‬ ‫كم من منعمة بكر وثيبة‬ ‫وقد تلقف منها موضع اللبب‬ ‫تدعوا أباها إذا ما العلج هَم بها‬ ‫على الحلال بوافي المهر والقهب‬ ‫وباشر العلج ما كانت تَضنٌ به‬ ‫عن سواة لم تزل في حوزة العجب‬ ‫وحل كل عراء من ملمتها‬ ‫وأجعد كعناتيد من العنب‬ ‫وعن فخوذ وسيقان مدملجة‬ ‫إلا بضرب العوالي السمر والقضب‬ ‫قهرا بغير صداق لا ولا خطبت‬ ‫يا عين جودي على الأحباب وانسكبي‬ ‫أقول للعين والأجفان تسعدني"‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬تكرار الاستغاثة‪:‬‬ ‫ففي سقطرى حريم باد بالنهب'""‬ ‫ما بال صلت ينام الليل مغتبظا‬ ‫‏‪ _ ٧‬الاستغاثة بجميع المسلمين ‘ مستتثيرة فيهم الرجولة ‏‪ ٠‬لكي ينتصر‬ ‫ويخمد الكفر‪:‬‬ ‫الإسلام‬ ‫‏(‪ )١‬وهذا يذكرنا بما حل بنساء العرب أثناء الانقلاب الدامي اللعين في زنجبار سنة ‪١٩٦٤‬م‏ من‬ ‫اغتصاب‘ وقد سمعت أحد المشايخ العرب في الجزيرة الخضراء (بمبا) يقول‪« :‬إن أكثر‬ ‫ما آلمنا أننا كنا نرى نساءنا تغتصب من الأفارقة أمام أعيننا»‪.‬‬ ‫() هكذا وردت والأفنصح تسعفني‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬وردت في النسخ‪ :‬بادها النهب‪ ،‬والصحيح ما أثبتناه‪.‬‬ ‫الحراك العماني في الشرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫‏‪١٠٦‬‬ ‫_‬ ‫‪٩‬٭ي_‏‬ ‫‪:‬‬ ‫۔۔۔‪_.‬۔۔ه‪٥‬‏ (‬ ‫ولو حبوتم على الأذقان والركب‬ ‫يا للرجال أغيثوا كل مسلمة‬ ‫والريب‬ ‫ويهلك الله أهل الجور‬ ‫الدين منتصبا‬ ‫يعود عماد‬ ‫حتى‬ ‫لقبها‪:‬‬ ‫أو‬ ‫اسمها‬ ‫‏‪ - ٨‬الإفصاح عن‬ ‫الكتب‬ ‫سنة‬ ‫وتحيى‬ ‫بعد الفسوق‬ ‫وثم يصبح دعا الزهراء صادقة‬ ‫‏‪ ٩‬القصيدة بها فصاحة وشاعرية رقيقة‪ .‬الأمر الذي يدل على أن القائل‬ ‫لها امرأة عربية‪.‬‬ ‫القصيدة تحمل حرقة شديدة من جراء الحدث الواقع الذي تسبب‬ ‫‏‪٧٠‬‬ ‫في قتل الوالي وجماعة معه‪ ،‬ولعل هذا يدل على كونها عُمانية‪ ،‬ولعلها قريبة‬ ‫النسب من الوالي أو هي زوجته‪.‬‬ ‫الصلت‪:‬‬ ‫الإمام‬ ‫‪ -‬عهد‬ ‫ح‬ ‫الصلت بن مالك‬ ‫إلى الإمام‬ ‫من سقطرى‬ ‫الزهراء‬ ‫قصيدة‬ ‫ما إن وصلت‬ ‫‏‪ ١‬لخروصي ‪ 6‬حتى جهز حملة عسكرية بحرية على أسطول كبير يتكون من أكثر‬ ‫وعين لقيادة الحملة رجلين هما‪:‬‬ ‫من مائة سفينة‬ ‫بن عشيرة‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ محمد‬ ‫‏‪ ٢‬۔ سعيد بن شملال‪.‬‬ ‫مقام فإصناححبهدث بأحدهما حادث من قتل أو أسر أو مرض فالاني منهما يقوم‬ ‫وإن حدث بكليهما حادثڵ فإن القيادة تكون لكل من‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬حازم بن همام‪.‬‬ ‫بن يزيد‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬عبد الرهاب‬ ‫تميم‪. ‎‬‬ ‫بن‬ ‫‪ - ٣‬عمر‬ ‫‏‪١٠١٧‬‬ ‫‪..‬‬ ‫سقطرى في الذاكرة المانية‬ ‫وزوؤدهم بعهد أوضح لهم ما يأتون وما يذرون في مسيرهم وسلمهم‬ ‫وحربهم'‪ ،‬وهو يشكل قانوا إسلاميا للسلم والحرب‘ وهو أفضل ما كتب‬ ‫من المواثيق والعهود والقوانين الحربية‪.‬‬ ‫الطبية بجامعة‬ ‫مركز البحوث‬ ‫علي البار مدير‬ ‫بن‬ ‫قال عنه الطيب محمد‬ ‫في عدد‬ ‫له نشره‬ ‫بالمملكة العربية السعودية في مقال‬ ‫العزيز بجدة‬ ‫الملك عبد‬ ‫من المجلات‪« :‬وتعتبر وصية الإمام الصلت بن مالك وثيقة من أرقى الوثائق‬ ‫في الشؤون الدولية‪ .‬وخاصة في كيفية محاربة الأعداء والإنذار إليهم»‪.‬‬ ‫على أن العهد هو من إملاء ووضع العلامة المحكم محمد بن محبوب‬ ‫في ذلك الأوان‬ ‫ومرجع العلماء‬ ‫قاضى القضاة‬ ‫يدعو على نصارى‬ ‫وقد كان‬ ‫سقطرى في خطبة الجمعة لنكثهم بالعهد مع المسلمين وإمام المسلمين من‬ ‫غير أن يُسَمميهم‪ ،‬وإنما كان يقول النصارى الناكثين”_'‪.‬‬ ‫وبنظرة تحليلية للعهد «الوثيقة» يتبين لنا منه المعالم التالية‪:‬‬ ‫والثناء عليه‬ ‫الكمال‪.‬‬ ‫بصفات‬ ‫بتوحيد الله وتنزيهه ووصفه‬ ‫‪_١‬۔‏ الابتداء‬ ‫على النبي كلية ‪.‬‬ ‫والسلام‬ ‫والختام بالصلاة‬ ‫‏‪ _ ٢‬النصيحة الوعظية‪ :‬وهي تغطي جانبا كبيرا من العهد وتتخلل مفاصل‬ ‫عديدة منه كقوله‪« :‬فالزموا تقوى الله في الفيوبث وداووا بها داء العيوب»‪،‬‬ ‫وقوله‪« :‬فتوبوا إلى الله من سيء ما مضى وأصلحوا فيما بقي بما عنكم به‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫يرضى»‬ ‫‏‪ ٢‬۔ تنظيم الس‬ ‫ير‪« :‬وشدوا على ربابنة السفن أن لا يتفرقوا ولا يسبق‬ ‫بعضًا»‪.‬‬ ‫بعضهم‬ ‫(‪ )١‬السالمى© عبد الله بن حميد تحفة الأعيان‪ ،‬جا‪. ‎‬ا‪١١٨‬۔‪١٦٦١‬ص‬ ‫)‪ (٢‬الكندي‪ .‬أحمد بن عبد اللهؤ المصنف©‪ ٥‬ج‪‎ .٥ ‎‬ص‪.٤٠٤٤‬‬ ‫لحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫۔۔۔‬ ‫۔۔_ ‪.‬‬ ‫۔ س ے۔۔‬ ‫۔۔ ۔۔ہ۔۔‬ ‫۔‬ ‫۔ ۔۔۔۔‬ ‫۔۔۔۔۔۔‬ ‫س_۔‪.‬‬ ‫۔ ۔۔۔‬ ‫۔۔۔۔ _‬ ‫‪.‬۔ ‪.‬‬ ‫ني‪.‬‬ ‫‪--‬أح‬ ‫‏‪ ٤‬۔ تعبين القيادة‪« :‬واعلموا أني وليت عليكم يا معشر الشراة والمدانعة‬ ‫على جميع سقطرى‪ ...‬محمد بن عشيرة وسعيد بن شملال»‪ ،‬إلى أن قال‪« :‬فإن‬ ‫حدث بأحدهما حدث فالباقي منهما يقوم مقام صاحبه‪ ،‬فإن حدث بهما‬ ‫جميئا حدث فقد أقمت مقامهما‪ :‬حازم بن همام" وعبد الوهاب بن يزيد‪.‬‬ ‫وعمر بن تميم» ‪.‬‬ ‫لوالييكم ووازروهما وانصروهما‬ ‫‏‪ _ ٥‬ا لأثر بالنصيحة للقادة‪« :‬فانصحوا‬ ‫ولا تخذلوهما»‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٦‬الأمر بالوحدة‪« :‬وتناصحوا فيما بينكمإ ولا تغاشواء ولا تباغضواء‬ ‫ولا تكايدواء ولا تحاسدوا»‪« .‬لا تختلفوا في آرائكم ولا في سلمكم ولا في‬ ‫حربكم‪ .‬وليكن رضاكم واحدا وغضبكم واحدا ووليكم واحدا وعدوكم‬ ‫واحدا»‪.‬‬ ‫«وقد بغى هؤلاء‬ ‫‏‪ - ٧‬الخارجون على السلطة هم نصارى سقطرى‪:‬‬ ‫النصارى وطغوا ونقضوا عهدهم»‪« ،‬ولتدعوهم إلى الرجعة من نكثهم والتوبة‬ ‫من حدثهمإ إلى الدخول في العهد الأول الذي كان بينهم وبين المسلمين»‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬وجود مسلمين في الجزيرة‪ ،‬ولعلهم من الإباضية وغير الإباضية‪:‬‬ ‫«واجعلوا ممن تَوَججهون رجلين صالحين ممن يوثق بهم من أهل الصلاةا‪٨‬‏‬ ‫«وكان في رسلكم رجلان تقيان أو رجل واحد من أهل الصلاة»" «وإن كانت‬ ‫الحجة قد صحت عندكم كما وصفت لكم برجلين ثقتين من أهل الصلاة‪ .‬أو‬ ‫بواحد من أهل الصلاة»‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬عدم الاعتداء‪« :‬ولا تعرضوا لأحد ممن جاءكم تائبا مستامنا‬ ‫مستسلما بسفك دمه ولا انتهاك حرمته ولا سبى ذريته ولا غنيمة ماله‬ ‫وليكونوا مثلكم آمنين»‪« .‬فلا تبيتوهم‪ ،‬ولا تغتالوهم بالقتل‪ .‬ولا تسبوا سببا‬ ‫سقطرى في الذاكرة الغمانية‬ ‫‏‪١١٩‬‬ ‫_' ا‪,‬‬ ‫۔ دمر‬ ‫۔‬ ‫۔۔۔ ۔_‬ ‫س‬ ‫لهم ولا ذرية ولا تغنموا لهم مالا‪« ,‬وإذا التحمت الحرب بينكم وبينهم‬ ‫فلا تقتلوا صبيا صغيرا‪ ،‬ولا شيحًا كبيرا ولا امرأة‪ ،‬إلا شيحًا أو امرأة أعانوا‬ ‫على القتال ومن قتلتموه عند المحاربة فلا ثُمَتلوا به؛ فإن رسول الله منة‬ ‫نهى عن المشلة»‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬حمل المسلمين وذراريهم إلى البلاد الإسلامية‪« :‬ومن أراد من أهل‬ ‫سقطرى من أهل الصلاة من رجال ونساء أو صبيان أن يخرجوا معكم إلى‬ ‫بلاد المسلمين فاحملوهم في حمولتكم‪ .‬وأنفقوا عليهم من مال الله" أما‬ ‫أولاد الشراة وأعوانهم فالنصيحة لهم بإخراجهم‪« :‬فإن تلك الدار لا تصلح لهم‬ ‫بعد تلاحم الحرب بيننا وبينهم»‪.‬‬ ‫وهو عهد طويل‪ ،‬ويتضمن الكثير من المعالم الفقهية والفكرية والنصائح‬ ‫الوعظية والتكتيكات العسكرية‪ ،‬وتحليله يطول‪ ،‬وشرحه يكون أطول‪.‬‬ ‫والظاهر أن سقطرى بعد هذا التاريخ انفصلت عن غُمان؛ نظرا لما‬ ‫تعؤّضت له غمان من غزو خارجي عباسي سنة ‪٢٨٠‬ه‏ أنهى دولة الإمامة‬ ‫الثانية‪ .‬وضعفت بعد ذلك الدولة في غمان‪ ،‬حيث تعرضت لغزو خارجي‬ ‫متعدد ومتكرر من القرامطة وبني بويه والسلاجقة والفرس‪ ،‬ثم البرتغاليين ©‬ ‫فكان ضعف الدولة في عمان ملاحظّا على مدى ثمانية قرون‪ ،‬حتى قيض الله‬ ‫لثمان الإمام الأرشد ناصر بن مرشد اليعربي سنة ‪١٠٣٤‬ه‪١٦!٢٤/‬م‪،‬‏ ومن بعده‬ ‫من الأئمة اليعاربة" فقويت بهم عمان دولة ومجتمعما‘ ثم من بعدهم دولة‬ ‫البوسعيد‪.‬‬ ‫التي كانت بدورها‬ ‫تبعيتها إلى حضرموت‬ ‫انتقلت‬ ‫ويظهر أن سقطرى‬ ‫خاضعة للنفوذ العباسي كما يقول المقدسي في كتابه البدء والتاريخ‪.‬‬ ‫ص‪.٩١ ‎‬‬ ‫(‪ )١‬الأنباليث مصدر سابق‪،‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫ك‪. .‬‬ ‫‪......‬‬ ‫_هه‪ .‬۔۔‪.‬۔۔۔۔ ‪ ..‬۔‪ .‬۔۔‪..‬۔‬ ‫‪.١١٠‬‬ ‫إن سقطرى‬ ‫بالجريف بالقول‪:‬‬ ‫جيفورد‬ ‫الرحالة البريطاني وليام‬ ‫وقد انفرد‬ ‫الميلادي"'‪ ،‬ولعله كان نفوذا مؤقتا في زمن السلطان سعيد بن سلطان‪.‬‬ ‫‪=:. .‬‬ ‫>‬ ‫}‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١‬۔‪‎‬‬ ‫‪`,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪ .١٨٠٤‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫الموسوعة الثمانية ح‬ ‫‏)‪(١‬‬ ‫سقطرى في ا ِلذاكرة ‪ .‬الثمانية‬ ‫۔۔۔۔‪.‬۔‪.‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫۔ حي _ اي‬ ‫‪ .‬۔‪.‬۔‬ ‫۔ ۔ ۔۔۔‪ ..‬سس‪ .‬۔ ۔ ۔۔‪.‬۔‪.‬‬ ‫‏‪١١١‬‬ ‫مما م أثناء البحث تبينت لنا الأهمية الكبيرة لجزيرة سقطرى من حيث‬ ‫موقعهاث فهي تقع في بحر العرب بين شبه الجزيرة العربيةؤ وشبه القارة‬ ‫الهندية‪ ،‬وسواحل إفريقيا‪.‬‬ ‫ومن حيث وجودها في الذاكرة المانيةك حيث إنها جزء من التاريخ الماني‬ ‫على مدى قرون عدة من الزمن‪ ،‬بل هي أحد معالمه‪ ،‬ومفصل مهم من مفاصله‪.‬‬ ‫والذاكرة التمانية عامرة بالارتباط السقطري المحمانى منذ عهد الجاهلية‬ ‫العربية إلى أواخر القرن الثالث الهجري ‪ /‬التاسع الميلادي ؛ نظرا لما شهده‬ ‫ذلكم الارتباط من حراك إيجابي في مجمله‘ وسلبي في بعضه حتى أن‬ ‫سقطرى كانت حاضرة في المصادر الفقهية العممانية؛ لأن تلك المصادر طرحت‬ ‫وناقشت ذلكم الحراك بإيجابياته وسلبياته‪ ،‬وبسلمه وحربه؛ لأن الحراك‬ ‫المذكور كان ناشئا عن احتكاك بين المسلمين والنصارى‪ ،‬على أساس ديني‬ ‫طائفي‪ ،‬ومبنيا على محاولة انفصال عن السيادة العربية على أساس عرقي‪.‬‬ ‫كما أن لسقطرى حضورا أدبيا متمثلا في القصيدة الزهرائية التي كانت‬ ‫من مخزونات الذهنية التممانية؛ لفصاحتها وسلاستها‪ ،‬وما تحمله من عاطفة‬ ‫جياشة وارتباط بالأمجاد العمانية‪.‬‬ ‫لهذه المعطيات جاء هذا البحثؤ والله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫‪ ٦٦‬صفر‪١٤٣٨ ‎‬اه‪ ٢٦ /‬نوفمبر‪ ‎‬م‪٦١٠٢‬‬ ‫الوجود العماني‬ ‫في شرق إفريقيا وانره‬ ‫مقابلة صحفية مع جريدة عُمان‬ ‫‪١٤٣٠‬ه‪ ٢٢ /‬مارس‪ ‎‬م‪٩٠٠٢‬‬ ‫‪ ٤‬ربيع الأول‪‎‬‬ ‫(‪)١٠١٥٥‬‬ ‫العدد‪‎‬‬ ‫ه موقع السلطنة سَتّل حركة الانتقال إلى شرق القارة السمراء وجنوب آسيا‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬السكان تأثروا بالممانيين ودخلوا في الإسلام مبكرا‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬المدارس هناك أنجبت علماء أجلاء ظهرت منهم أسماء عمانية لامعة‪.‬‬ ‫‏‪ ٠٥‬المسجد في شرق إفريقيا محور الحياة الاجتماعية والاقتصادية‪.‬‬ ‫معية الاستقامة الخيرية قي دار السلام ندعو إلى دعمها ماديا ومعنويًا ‪.‬‬ ‫ه ح‬ ‫الوجود الماني في شرق إفريقيا وأدره‬ ‫المفتى‬ ‫الأمين العام بمكتب‬ ‫السيابي‪،‬‬ ‫أحمد بن سعود‬ ‫الشيخ‬ ‫أكد سعادة‬ ‫العام للسلطنة أن موقع السلطنة هو الذي سَهل حركة الانتقال للشخص‬ ‫الماني إلى شرق إفريقيا وإلى جنوب آسيا‪ ،‬وأن وجود العرب فيها كان من‬ ‫قديم الزمان‪ ،‬وأن المانيين تأثر بهم سكان شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬إن المانيين حملوا حضارة عربية إسلامية إلى أقوام كانت‬ ‫التعبدية‬ ‫الأفارقة في جميع الأمور‬ ‫مع‬ ‫حضارتهم بدائية ‏‪ ٠‬وأنهم اشتركوا‬ ‫والتعلميةث وكان هذا الاشتراك من المؤثرات فى الدعوة الإسلامية‪.‬‬ ‫وأوضح أن المدارس في شرق إفريقيا أنجبت علماء أجلاء‪ ،‬كما ظهرت‬ ‫هناك منهم أسماء علمية غمانية لامعة‪ ،‬وفي مقدمتهم الشيخ ناصر بن أبي‬ ‫نبهان الخروصي‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن المساجد هى المحور الرئيسي في الحياة الإسلامية وأن‬ ‫تخطيط وجودها أعطى بعدا دينيا جيدا للسكان وساهم في انتشار الإسلام‪،‬‬ ‫والزائر إلى شرق إفريقيا يجد السكن الجميل الذي يعبر عن أن الحياة تدور‬ ‫حول العبادة والاقتصاد جنبا إلى جنب‪.‬‬ ‫وبين أن العرب الموجودين في إفريقيا من أصول غمانية لا يزالون‬ ‫متمسكين بالعادات العمانية القديمة‪.‬‬ ‫‏۔۔_۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ہرد‪ } __ __ ___... ٦_.‬الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫وأشار إلى أن معهد الاستقامة في زنجبار يستقبل الطلاب من جميع أنحاء‬ ‫إفريقيا‪ .‬وجمعية الاستقامة فى دار السلام ندعو إلى دعمها مادبا‬ ‫شرق‬ ‫ومعنويا‪.‬‬ ‫وبين أن المرأة لها دور في تربية الناشئة والتعليم المبدئي في الإسلام في‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫ومن المقدمة إلى نص الحوار‪ ،‬فحول سبب توجيه الثمانيين دعوتهم إلى‬ ‫شرق إفريقيا وإلى أي مدى وصلوا‪ ،‬يقول السيابي‪ :‬الكلام عن عمان وشرق‬ ‫إفريقيا‪ ،‬والعلاقة بينهما قصة تاريخية طويلة‪ ،‬فالموقع الجغرافي أولا له دور‬ ‫في حركة الانسان وفي اتجاهه في تلك الحركة‪.‬‬ ‫فلو جئنا إلى موقع السلطنة؛ نجده يقع في الجزء الشرقي الجنوبي من‬ ‫الجزيرة العربية وهذا الموقع مطل على بحر العرب‘ وهذا البحر هو امتداد‬ ‫للمحيط الهندي‪ ،‬والمحيط الهندي يقع على ضفته الغربية شرق إفريقيا‪ ،‬وهذا‬ ‫يسهل الانتقال والحركة؛ لأن الحدود الأخرى هي إما صحاري مقفرة مهلكة‬ ‫كصحراء الربع الخالي مثلا‪ ،‬أو سلاسل كثيفة من الجبال من الجهة الغربية‬ ‫الشمالية‪ ،‬وبالتالي‪ :‬تكون الحركة أسهل إلى الأقطار المطلة على المحيط‬ ‫الهندي‪ ،‬سواء كانت على الضفة الغربية للمحيط أو على الضفة الشرقية له‪5‬‬ ‫وكما أن المانيين اتصلوا بإفريقيا في قسمها الشرقي؛ كذلك اتصلوا بجنوب‬ ‫آسيا وجنوب شرق آسيا؛ لأن الحركة هنالك فيها شيء من السهولة‪.‬‬ ‫ودائما آنا أشبه غمان بالرجل الواقف المتجه إلى الجنوب ماا اليد‬ ‫اليمنى إلى الغرب واليد اليسرى إلى الشرق‪ ،‬فاليد اليمنى اتصلت بالشرق‬ ‫الإفريقي واليد اليسرى بالجنوب الآسيوي‪.‬‬ ‫الوجود الغماني في شر‪1‬ق إفريقيا وأثره‬ ‫‏‪١١٧‬‬ ‫‪,‬م _ !‪.‬‬ ‫===‬ ‫وهذا الموقع هو الذي سَهل حركة الانتقال للشخص الثماني إلى شرق‬ ‫إفريقيا وإلى جنوب شرق آسيا‪ ،‬وفي الحقيقة لا ندري أين كانت العلاقة أولا؛‬ ‫هل مع الجنوب الآسيوي؟ أو مع الشرق الإفريقي؟ لكن لو تتبعنا هذه العلاقة‬ ‫لوجدناها ضاربة في القدم‪.‬‬ ‫هنالك كتاب اسماه‪ :‬الطواف حول بحر الحبشة‪ .‬أو الطواف حول البحر‬ ‫الأريتري‪ ،‬يقال أنه ألفت في بداية القرن الثاني الميلادي" لمؤلف يونانى‪.‬‬ ‫تنقل عنه المصادر وأنا شخصيا لم أطلع عليه حتى الآن ويذكر فيه وجود‬ ‫العرب في شرق إفريقيا من قديم الزمان‪.‬‬ ‫ولكن العلاقة التاريخية الحقيقية بين غُمان وشرق إفريقيا والتي أرخت‬ ‫في هجرة الملكين المحمانيين سعيد وسليمان ابني عباد بن عبد بن الجلندى‬ ‫اللذين حاربهما الحجاج وبعد حروب طويلة استشعرا الهزيمة وفرا بذراريهما‬ ‫ومن معهما إلى شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫والذهاب إلى شرق إفريقيا من غير وجود غماني متقدم على هجرتهما‬ ‫ليس من الممكن أن يغامرا بالذهاب إلى شرق إفريقيا دون أن يكون هناك‬ ‫وجود غماني قد سبقهما؛ لأنهما من الملوك والحكام ومن الصعب أن يسافرا‬ ‫إلى تلك الديار إلا بوجود غماني قوي قد سبقهما إلى تلك المنطقة‪.‬‬ ‫وهجرة الملكين المانيين الجلندانيين كانت في بداية الربع الأخير من‬ ‫القرن الأول الهجري© والشيخ سعيد المغيري في كتابه‪ :‬جهينة الأخبار‪ ،‬يحدد‬ ‫‏‪ ٧٦‬للهجرةة وكان الخلاف حول وجهة هجرتهما‪.‬‬ ‫أنها كانت في حوالي‬ ‫فبعضهم يقول أنهما هاجرا إلى زنجبار‪ ،‬والبعض يقول إلى الجزيرة الخضراءء‬ ‫وبعضهم يقول إلى كلوة} وبعضهم يقول إلى لامو أو إلى ممباسة‪ ،‬ولكن في‬ ‫الحراك العماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫التي يطلق عليها‬ ‫السنوات الأخيرة الماضية اكتشف بالجزيرة الخضراء‬ ‫بيمبا ‪ -‬في داخل أدغالها وجود آثار إسلامية متكونة من مسجد ومقابر‬ ‫وبيوت‪ ،‬وقالوا عنها بأنها تعود إلى القرن الآول للهجرة‪ ،‬ولعل هذا يؤيد أن‬ ‫الملكين المممانيين استقرا في منطقة الجزيرة الخضراء؛ لأن تلك الآثار هي‬ ‫آثار إسلامية من حيث القبور والمسجد والمنازل بشكلها الإسلامي وهذا‬ ‫يؤكد استقرارهما بها‪.‬‬ ‫دور بارز‬ ‫وعن الدور الذي قاموا به في نشر الإسلام" وكيف؟ أوضح أن وجود‬ ‫المممانيين في شرق إفريقيا تأثر به السكان‪ ،‬وبدا الإسلام يدخل في منطقة‬ ‫الشرق الإفريقي؛ لآن تلك الآثار الإسلامية التي اكتشفت كما ذكرت تعود‬ ‫إلى القرن الهجري الآول‪ ،‬ومعنى ذلك أن دخول الإسلام إلى شرق إفريقيا‬ ‫كان مبكرا‪ ،‬فبدا يتأثر به السكان فكان الإسلام في جزيرة زنجبار وأخذ‬ ‫يتمدد إلى منطقة الساحل الإفريقي كله‪ ،‬وتكونت هناك حضارة وإمارات‬ ‫إسلامية متناثرة على طول ساحل شرق إفريقياء ومنها إمارة كلوة‬ ‫وممباسة وماليندي وزنجبار وجزر القمر‪ .‬هذه كلها كانت إمارات‬ ‫إسلامية‪.‬‬ ‫ولا شك أن الغمانيين لهم دور بارز في نشر الإسلام بشرق إفريقيا؛ لأن‬ ‫وجودهم كحكام وأمراء في تلك المنطقة حتى أن تلك الإمارات الإسلامية‬ ‫۔ كما يقول المؤرخون ‪ -‬من بداية التاريخ الإسلامي‪ ،‬وكانت أكثرها إمارات‬ ‫عربية ومعظم أولئك العرب هم من أصول غمانية‪ ،‬وقد ساهم ذلك إلى حد‬ ‫كبير في نشر الإسلام؛ لآن الوجود العربي الإسلامي صاحبه وجود مدارس‬ ‫‏‪١١٩‬‬ ‫الوجود الغماني في شرق إفريقيا وأثره‬ ‫للقرآن الكريم ومدارس دينية ومساجد فهذه الجوانب كلها عناوين للدعوة‬ ‫الإسلامية‪.‬‬ ‫كما أن وجود المسلم نفسه بين السكان له تأثيره‪ ،‬ولا سيما إن المانيين‬ ‫كانوا يحملون حضارة عربية إسلامية إلى أقوام كانت حياتهم بدائية‪ ،‬فلا شك‬ ‫أن السكان المحليين تأثروا بالعرب المانيين المسلمين وإن كان التأثير‬ ‫بطيئا‪ ،‬إلا أن هناك تأثرا بالإسلام‪.‬‬ ‫وعلى العموم أن منطقة ساحل إفريقيا الآن تكاد تكون مسلمة‪ .‬وأما بقية‬ ‫المناطق الداخلية التي هي خلف مناطق الساحل كانت قد بقيت على وثنيتها‪.‬‬ ‫السلوك الحسن‬ ‫وحول أهم الوسائل والأساليب التي اتبعها الدعاة في تبليغ دعوتهم‪.‬‬ ‫هم الوسائل السلوك الحسن الذي كان يسلكه العربي الماني‬ ‫يقول‪ :‬إن من‬ ‫المسلم ذلك السلوك الحضاري الراقي في تعامله مع السكان الذي لمسوه‬ ‫حقيقة بالإضافة إلى الأخلاق الفاضلة ولا سيما أن التجارة صارت في أيدي‬ ‫العرب التمانيين‪ ،‬وهي عصب الحياة‪ ،‬وأصبح التممانيون يعاملون السكان‬ ‫معاملة طيبة فيها شيء من الرأفة ثم إنهم دخلوا معهم بالمصاهرة‪ ،‬فكثير من‬ ‫المانيين تزوجوا من الإفريقيات‪ ،‬وأنجبوا منهن‪ ،‬فتكؤن جيل يحمل ملامح‬ ‫الإنسان الإفريقي إن صح التعبير وهذا جعل العرب المانيين والسكان‬ ‫المحليين ينسجمون فيما بينهم اجتماعيا‪ ،‬ويتداخلون بالمصاهرة‪ ،‬ويتواصلون‬ ‫فى العبادة‪ ،‬واشتركوا في جميع الأمور منها‪ :‬الأمور التعبدية والتعليمية‪.‬‬ ‫فكانت هذه من المؤثرات في الدعوة الإسلامية‪.‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫امه‬ ‫صعوبة وسائل الاتصال‬ ‫وعن أهم المعوقات التي واجهتهم" وكيف تغلبوا عليها يقول‪ :‬لعل‬ ‫المعوقات سابقا كانت ترجع إلى صعوبة وسائل الاتصال‪ ،‬فشرق إفريقيا قارة‬ ‫كبيرة شاسعة ومناطق واسعة‘ وهي مناطق أدغال وأنهار وبحيرات يصعب‬ ‫التنقل فيها‪ .‬وهذا يحتاج إلى زمن طويل كما أن عدد المحمانيين قليل مقارنة‬ ‫بعدد السكان المحليين‪ ،‬بالإضافة إلى آن عدد السكان في منطقة الساحل‬ ‫الإفريقي على غير ديانة‪ ،‬أي‪ :‬على وثنية‪.‬‬ ‫فهذه هي أهم المعوقات التي واكبت الوجود الماني الإسلامي هنالك‪.‬‬ ‫ثم إن اللغة أيضا من المعوقات‘ لا سيما أن لغة المحمانيين هي اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وفي الساحل الافريقي هي اللغة السواحلية‪ ،‬لكن لغة بقية المناطق‬ ‫التي تقع خلف مناطق الساحل الإفريقي لغات عديدة متباينةؤ كل إقليم له‬ ‫لغته‪ ،‬وهذا يشكل معوقا يضاف إلى صعوبة التنقل‪.‬‬ ‫لا تختلف عن الدول الإسلامية‬ ‫وحول نوع المادة التي كانت تدرس في المدارس الموجودة هناك‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫بالنسبة إلى المناطق الساحلية التي تشكلت فيها إمارات إسلامية منذ القرون‬ ‫الإسلامية الأولى يدرس فيها ما يدرس في البلاد الإسلامية‪ ،‬كتدريس القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬ثم صارت هناك مدارس دينية‪ .‬بعضها في المساجد وبعضها مستقلة‬ ‫عنها يدرس فيها اللغة العربية‪ ،‬وكتب الشريعة‪ :‬كالفقه والعقيدة وغير ذلك"‬ ‫يدرس فيها علماء ومشايخ‪ ،‬وأنجبت هذه المدارس علماء أجلاء في شرق‬ ‫إفريقيا لا سيما في زنجبار‪ ،‬كما ظهرت أسماء علمية عمانية لامعة‪ ،‬وفي‬ ‫الخروصي‬ ‫أبي نبهان‬ ‫الشيخ ناصر بن‬ ‫مقدمتهم‪:‬‬ ‫في‬ ‫استقر في زنجبار‬ ‫عندما‬ ‫‏‪١٢١‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫الوجود الماني في شرق إقريقيا وأثره‬ ‫عهد السيد سعيد بن سلطان‪ ،‬ثم هناك الشيخ سيف بن ناصر الخروصي‪،‬‬ ‫وهناك الشيخ أبو مسلم الرواحي‘ والشيخ هلال بن سعيد بني عرابة والكثير‬ ‫من الأسماء اللامعة في سماء العلم بقيت في زنجبار وفي الجزيرة الخضراء‪.‬‬ ‫كما أن هناك الكثير من العلماء في عهد دولة آل بوسعيد في شرق إفريقيا‬ ‫انتقلوا من عمان إلى شرق إفريقيا واستقروا في زنجبار والجزيرة الخضراء‬ ‫ودار السلام وفي ممباسةا وقبل ذلك في كلوة‪ ،‬بجانب علماء آخرين من‬ ‫اليمن‪ ،‬ومن نفس تلك المناطق مثل‪ :‬الشيخ محيي الدين القحطاني‪ ،‬وابن‬ ‫سميط وعبد العزيز الآأموي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫فكان هؤلاء العلماء كانوا بمثابة مدارس فكل واحد منهم يمَتل مدرسة‬ ‫من المدارس؛ لأنه كان يُدَرس إما في منزله وإما في مسجده‪ ،‬فكانوا يَُزسون‬ ‫في الفقه والعقيدة والنحو والمواد الأخرى‪ ،‬وظهر بعدهم علماء محليون‬ ‫تعلموا على هؤلاء المشايخ‪ ،‬فصار هناك العديد من العلماء‪ ،‬خاصة في‬ ‫زنجبار؛ باعتبارها العاصمة وفيها مقر الحكم في عهد دولة البو سعيد‪،‬‬ ‫وكانت تظم الكثير والكثير من العلماء حتى أصبح هنالك معهد ديني في‬ ‫زنجبار‪ ،‬كان التدريس فيه بالطرق الحديثة‪ ،‬وقد استوفد له بعض المشايخ من‬ ‫مصر وبعضهم من زنجبار نفسها فتخرج العديد من هذا المعهد‪ ،‬وانتقل‬ ‫بعضهم إلى السلطنة‪ ،‬وتسنّموا مناصب في السلطنة وبعضهم بقي في شرق‬ ‫إفريقيا أيضا وتسموا مناصب علمية ودينية هنالك‪.‬‬ ‫محور أساسي‬ ‫وعن الدور الذى قامت به المساجد في تبليغ كلمة الحق وإعداد الدعاة‬ ‫أكد أن المساجد هى المحور الرئيسي في الحياة الإسلامية وفي الحقيقة إن‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫_<‬ ‫‏‪,٦ ٦٢‬‬ ‫ه'‘‬ ‫‪-‬۔‬ ‫المانيين هناك قاموا بما يحمدون عليه في بناء المساجد‘ فنجدها منتشرة في‬ ‫جزيرة زنجبار والجزيرة الخضراء وفي الشرق الإفريقي كله‪ ،‬والتممانيون كانوا‬ ‫ممتازين في بناء المساجد وتكوينهاى وعلى سبيل المثال‪ :‬في كل منطقة من‬ ‫المناطق تجدهم يخططون السوق‘ وإلى جانبه يقع المسجد‘ ثم تتفرع منه‬ ‫الطرق إلى المساكن فالزائر إلى مناطق شرق إفريقيا يجد هذا المخطط‬ ‫السكني الجميل الذي يعبر‪ ،‬على أن الحياة تدور حول العبادة والاقتصاد جنبا‬ ‫إلى جنب‪ ،‬فالمسجد مجاور للسوق© والسوق تتفرع منه الطرق والشوارع إلى‬ ‫المساكن‪.‬‬ ‫أن هذا أعطى بعدا دينيا جيدا للسكان‘ وساهم في انتشار‬ ‫ولا شك‬ ‫الإسلام هنالك‪ ،‬عندما نلاحظ الإفريقي الذي بقي على وثنيته عندما يلاحظ‬ ‫المعاملة الحسنة من التاجر الممماني والنظام الجميل في الحياة‪ ،‬ويجد‬ ‫المسجد والسوق والمعاملة التجارية الراقية بالسوق؛ هذا يدعوه إلى الدخول‬ ‫في الإسلام‪.‬‬ ‫فالمسجد قام بدور كبير في شرق إفريقيا؛ لآنه كان تقام فيه حلقات‬ ‫التعليم‪ ،‬وفيه يجتمعون للصلاة‪ ،‬ويتلاقون فيه‪ ،‬ويستقبلون الضيوف©& حتى إن‬ ‫المساجد في شرق إفريقيا في كل مسجد رئيسي عند السوق بجانبه بيت‬ ‫للضيافة بحيث إن الضيف ينزل في غرف للضيافة الملاصقة للمسجد‪.‬‬ ‫ويكون فيه مقر الجمعية العربية والجمعية العربية تُعغتى بشؤون العرب‘‬ ‫تستقبل أي ضيف ينزل هنالك فيكون سكناه بجوار المسجد وجوار السوق"‬ ‫ويجتمع حوله السكان‪ ،‬وينقلونه من مكان إلى مكان‪ ،‬ويكون الاجتماع دائما‬ ‫في المسجد‪.‬‬ ‫في شرق إفريقيا يؤدي رسالته كما أراد له الإسلام‬ ‫فالمسجد _ إذن‬ ‫‪ .‬‏‪١٢٢‬‬ ‫الوجود الغماني في شرق إفريقيا وأثره‬ ‫فأصبح هو محور الحياة الاجتماعية في إفريقيا‪ ،‬وله دور كبير في نشر العادات‬ ‫والقيم التممانية والأخلاق الإسلامية‪ ،‬والزائر إلى هناك يجد حتى الآن أن‬ ‫العرب الموجودين فإيفريقيا من أصول غمانية لا يزالون متمسكين بالعادات‬ ‫الغمانية القديمة‪.‬‬ ‫المسجد وملحقاته‬ ‫وحول كيفية الوضع الديني الآن في شرق إفريقيا‪ ،‬يقول‪ :‬كما ذكرت هي‬ ‫جمعيات محلية على مستوى المناطق‪ ،‬ومحور تلك الجمعية المسجد‬ ‫وملحقاته‪ :‬كبيت الضيافة والمجالس‪.‬‬ ‫ولكن في الأيام الأخيرة أنشئت جمعية الاستقامة التنزانية الخيرية" وهذه‬ ‫جمعية صار لها نشاطات واسعة تقوم بالتعليم الإسلامي والمساعدات‬ ‫الخيرية‪ .‬حتى صار لها العديد من المدارس منها دينية بحتة‪ ،‬ومدارس‬ ‫للتعليم العام‪ ،‬وهناك معهد الاستقامة في زنجبار‪ ،‬وهو معهد كبير الآن‪ ،‬يقوم‬ ‫بأداء رسالته‪ ،‬ويستقبل الطلاب من جميع أنحاء شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫وهذه الجمعية مقرها الرئيسي في دار السلام؛ كونها عاصمة الدولة‪.‬‬ ‫وفي كل منطقة في شرق إفريقيا يوجد لها فرع‪ ،‬وهذه الفروع تشرف على‬ ‫المدارس القرآنية‪ ،‬أو المدارس الدينية بشكل عام‪ ،‬أو مدارس التعليم العام‬ ‫التي تنشؤها‪ ،‬وعلى رأس تلك المؤسسات التعليمية‪ :‬معهد الاستقامة في‬ ‫زنجبار‪.‬‬ ‫مطالب ديتية وخير‬ ‫من‬ ‫في تنزانيا ‏‪ ٠‬يقول ‪ :‬كما ذكرت‬ ‫الاستقامة‬ ‫جمعية‬ ‫تكوين‬ ‫فكرة‬ ‫وعن‬ ‫خلال زيارتي لتنزانيا وزيارة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي‬ ‫‪.‬‬ ‫الحراك الغمانِي في الشرقين الإ‪7‬فريقي ‪1‬والآسيوي‬ ‫۔۔‬ ‫۔۔۔‬ ‫‪ ..‬۔۔‬ ‫۔۔۔ ‪.‬۔۔‬ ‫‪..‬‬ ‫۔۔۔‬ ‫تي‪..‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‏‪١٤‬‬ ‫‪ 7‬۔ ‪.‬‬ ‫العام للسلطنة في عام ‪١٤٠٦‬ه_‪١٩٨٦/‬م؛‏ أصبحت هناك مطالب للأمور الدينية‬ ‫والخيرية‪ ،‬ورأينا أنه لا بد من إطار يقوم بهذا الأمر‪.‬‬ ‫وأذكر أنني كنت في زيارة إلى زنجبار والجزيرة في شهر يناير !‪١٩٩‬م‪.‬‏‬ ‫وهناك ذكرت للأستاذ حميد بن سعيد البحري‪ ،‬الذي أعتبره أستاذ الجيل في‬ ‫زنجبار‪ ،‬ومنير بن سليمان المسروري‪ ،‬الذي كان قد أنهى دراسته في‬ ‫السلطنة في معهد القضاء الشرعي والوعظ والارشاد معهد العلوم الشرعية‬ ‫حاليا ذكرت لهما ضرورة إنشاء جمعية لتقوم بهذا الدور‪ ،‬وقد تصادف أن‬ ‫قام سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة في تلك السنة نفسها بزيارة خاصة‬ ‫إلى شرق إفريقيا في شهر أغسطس وطلبت من سماحته أن يحث الإخوة‬ ‫في زنجبار على إنشاء الجمعية‪ ،‬وفعلا كان سماحته مؤيدا لذلك‪ ،‬فقام‬ ‫بحَئهم على إنشاء الجمعية وكان من المقرر أن تكون لزنجبار والجزيرة‬ ‫الخضراء (بمبه)‪ ،‬ولكنهم فيما بعد رأوا توسيعها لتشمل جمهورية تنزانيا‬ ‫الاتحادية‪.‬‬ ‫وفعلا تم الاجتماع في دار السلام عاصمة تنزانيا‪ .‬وهناك أعلن عن ولادة‬ ‫جمعية الاستقامة التنزانية‪ ،‬بتاريخ ‏‪ ١٦‬مايو ‪١٩٩٣‬م‪،‬‏ ونحن ندعو إلى دعم هذه‬ ‫الجمعية ماديا ومعنويًا؛ لأنها تقوم بالأمور الدينية والاجتماعية بعيدة عن‬ ‫التعصب والتطرفؤ ولا تتدخل إطلاقا في الأمور السياسية‪.‬‬ ‫تتضيث مشاريع عديدة‬ ‫وحول دور المانيين اليوم في شرق إفريقيا في سبيل نشر الدعوة‪ ،‬أوضح‬ ‫انقلا‬ ‫‏‪ ٦٤‬ميلادي حدث‬ ‫أنه في عام‬ ‫ب في زنجبار على نظام الحكم العربي‬ ‫‏(‪ )١‬صار حاليا كلية العلوم الشرعية‪.‬‬ ‫الوجود الماني في شرق إفريقيا وأثره‬ ‫‏‪١٢٥‬‬ ‫ح ت‬ ‫۔۔‬ ‫‪.‬۔ ۔‬ ‫__‬ ‫۔۔‬ ‫ہ‬ ‫۔۔۔۔‬ ‫۔۔‬ ‫‪4‬‬ ‫الإسلامي الذي يتمثل في دولة آل بوسعيد في شرق إفريقيا وكان الانقلاب‬ ‫انقلابا شيوعيّا‪ ،‬ويمكن أن نصفه بأنه كان انقلابا دمويا قاسيا مورست فيه‬ ‫الكثير من الشناعات والبشاعات ضد العرب الحمانيين خاصة؛ باعتبارهم أهل‬ ‫الحكم والوجاهة والحل والعقد والرأي‪ ،‬فاغتصبت أموالهم وأخذت‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وقتل الكثير منهم‪ ،‬ومتل بهم أبشع تمثيل المهم أن الانقلاب كان‬ ‫دمويًا قاسيا لا مبرر له إلا الحقد والكراهية واختلاف الأيديولوجيات‪.‬‬ ‫بعد هذا الانقلاب تأثر الوجود العربي هناك وضويق عليه وحوصر‪.‬‬ ‫وكان الضحية لذلك بشكل عام هو الإسلام والعروبة‪ ،‬وقضي على المدارس‬ ‫والمعاهد وعلى الكثير من الأطر الدينية في زنجبار وخرج العلماء من هناك‪،‬‬ ‫ومنهم من جاء إلى غغمان‪ ،‬ومنهم من اتجه إلى أماكن أخرى‪.‬‬ ‫وقد كانت الحالة قاتمة من الناحية الدينية ومن الناحية الثقافية" ولكن‬ ‫والحمد لله بعد عقدين من السنين يدأت الأمور تنفرج بظهور قيادات حكيمة‬ ‫فى جمهورية تنزانيا ومنها في زنجبار‪ ،‬فأخذوا يمدون يد التواصل إلى البلاد‬ ‫العربية والإسلامية وفي مقدمتهم السلطنةء فأخذت الوفود الرسمية تتبادل‬ ‫الزيارات‪.‬‬ ‫ثم قامت حكومة السلطنة بتنفيذ العديد من المشاريع في زنجبار وفي‬ ‫الجزيرة الخضراء ومنها‪ :‬بناء المساجد‘ وبعض المرافق الحيوية الأخرى‪،‬‬ ‫وبهذا أصبح التواصل يزداد‪ ،‬وحسن العلاقة بين السلطنة وجمهورية تنزانيا‬ ‫تود‪ ،‬حتى شملت العلاقة العديد من الدول في شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫وأثناء هذا التواصل كان هناك رجوع إلى الدين في شرق إفريقيا‪ .‬صاحبه‬ ‫صحوة دينية في تلك المنطقة‪ ،‬وتَمَتّل ذلك في إقامة عدد من المدارس‬ ‫القرآنية والدينية‪ ،‬وعودة المسجد إلى ما كان عليه من أداء رسالته‪.‬‬ ‫يي‪ ...‬۔_۔۔‪.‬۔ __ __ ___ }}} } الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‏‪ ٦‬د‬ ‫ومن معالم تلك الصحوة‪ :‬إقامة صلاة الجمعة عند الإباضية في شرق‬ ‫إفريقيا‪ ،‬فأول جمعة أقيمت في زنجبار كانت في عام ‪١٤٠٦‬ه۔‏ أي‪ :‬عام ‪٩٨٦‬ام‪.‬‏‬ ‫وأذكر أنني قمت بزيارة إلى شرق إفريقيا فيى شهر رجب من عام ‪٤٠٦‬اه‏‬ ‫مارس ‪١٩٨٦‬م‪،‬‏ ووجدت الإباضيين مختلفين في إقامتها‪ ،‬فهناك فئة كبار السن‬ ‫وفئة الشباب‪ ،‬فالشباب متحمسون لإقامتها‪ ،‬بينما كبار السن يعارضون ذلك‘‬ ‫قائلين‪ :‬إن أسلافهم الذين كانوا في زنجبار لم يقيموها‪.‬‬ ‫ومن جانبي قمت بالتشجيع لصلاة الجمعة وألقيت العديد من الدروس‬ ‫والمحاضرات وكانت هنالك مناقشات ساخنة حول هذا الموضوعض وفي‬ ‫النهاية اقتنع الجميع بضرورة إقامة الجمعة فاختير المسجد الذي تقام فيه‪.‬‬ ‫وهو مسجد المحرمي‪ ،‬والآن أطلق عليه جامع الاستقامة‪ ،‬فأشرت عليهم‬ ‫بإعداد منبر لخطبة الجمعة وفعلا عملوا ذلك‪.‬‬ ‫وأذكر أن المناسبة كانت مناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وبخط يدي‬ ‫أعددت لهم الخطبة لكي يخطبوا بها‪ ،‬ثم اتصلت بوزارة الأوقاف وكانت‬ ‫آنذاك وزارة العدل والأوقاف والشؤون الاسلامية لكي يبعشوا بأعداد من‬ ‫خطب الجمعة؛ لأن خطب الجمعة في السلطنة خطب أسبوعية‪ ،‬لكل جمعة‬ ‫لها خطبتها الخاصة بهاء فبعثوا مجموعة من هذه الخطب ليخطبوا بهاء‬ ‫كان يخطب فيها بخطب قديمة والمسجد الإباضي‬ ‫ولكون المساجد الأخرى‬ ‫ترسل من السلطنة؛ كان الكثير من المصلين يأتون‬ ‫يخطب فيه بالخطب التي‬ ‫سيما الوافدون من المصريين والسودانيين؛ لأن‬ ‫إلى مسجد الإباضية لا‬ ‫حديثة ئُزسَل إليهم من السلطنة‪ ،‬وهذا يُمَتّل نقلة‬ ‫الخطب في هذا المسجد‬ ‫جيدة في التوعية الدينية‪.‬‬ ‫بعد ذلك أقيمت في الجزيرة الخضراء والآن في زنجبار وحدها تقام في‬ ‫‪ ...‬۔‬ ‫الوجود الغماني قي شرق إفريقيا وأثره‬ ‫_ ح‪ .‬‏‪١٢٧‬‬ ‫ححے_۔‬ ‫ح‬ ‫ل۔۔ل‪....‬‬ ‫أكثر من‬ ‫مكان‪ ،‬وأصبحت الآن تعم الوجود الإباضي في جميع مناطق الشرق‬ ‫الإفريقي‪ :‬في دار السلام" وفي ممباسة\ وفي ماليندي‪ ،‬وفي موانزا‪ ،‬وفي‬ ‫شنيانجا‪ ،‬وفي جميع مناطق شرق إفريقيا‪ :‬تنزانيا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬وأوغندا‪ ،‬ورواندا‬ ‫وبروندي‪ ،‬والكونغو لكن بداية إقامتها كانت في زنجبار في ذلك التاريخ‬ ‫الذي ذكرته‪.‬‬ ‫تربوي وتعليمي‬ ‫وعما إذا كانت للمرأة دور في نشر الدين في هذا الجزء من العلم‪ ،‬أوضح‬ ‫أن المرأة في شرق إفريقيا كالمرأة في عمان النساء المتعلمات كن قليلات‪،‬‬ ‫ولكن مع هذا لهن دور في تربية الناشئة على الأخلاق الإسلامية الفاضلة‬ ‫والسلوك الحسن وهناك بعض النساء كن يعلمن القرآن الكريم التعليم‬ ‫المبدئي في الإسلام الذي هو تعليم القرآن الكريم" فإن تعليم القرآن يقوم به‬ ‫رجال ونساء‪ ،‬كما هو في عمان فبعض النساء كان لهن دور كبير في التعليم‪.‬‬ ‫ولكن بشكل عام فإنهن بجانب الرجل‪ :‬في الحقل‪ ،‬وفي المتجر‪ ،‬وفي تربية‬ ‫الأولاد‪ ،‬وفي الحياة كلها‪ ،‬وكانت هي محافظة على العادات العربية الإسلامية‬ ‫وعلى الدين والأخلاق‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫‪9‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫(‬ ‫سرسر‪ .‬ن‪7‬ا‬ ‫ر‪.‬‬ ‫دور المانيين فى نشر الإسلام‬ ‫فاي جنوب شرق آسيا‬ ‫محاضرة بتاريخ‪ :‬‏‪ ١٧‬ذو القعدة ‪١٤٢١‬ه‏‬ ‫‏‪ ١‬قبراير ‪٢٠٠١‬م‏‬ ‫الموافق‪:‬‬ ‫‏‪١٢٣١‬‬ ‫دور المانيين في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا‬ ‫كثر الحديث عن دور المانيين في شرق إفريقيا؛ وذلك نظرا للالتقاء‬ ‫التاريخيالمتواصل بين غمان وبين شرق إفريقيا‪ ،‬أما بالنسبة لجنوب شرق‬ ‫الحديث عنه‘ سوى بعض الدراسات أو لمل‪ :‬بعض الإشارات‘‬ ‫آسيا فق‬ ‫ضمن دراسات عامة تشير إلى بعض الدور التغماني في جنوب شرق آسيا؛‬ ‫نتيجة انقطاع التواصل وعدم استمرارية الاتصال بين عمان وبين جنوب شرق‬ ‫آسيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وهذا راجع بالطبع إلى الموقع الجغرافي لكل من الإقليمين‪ :‬الإقليم‬ ‫آسيا؛ لكون غمان تقع في الجزء الجنوبي‬ ‫الماني وإقليم جنوب شرق‬ ‫الشرقي من جزيرة العرب أو من شبه الجزيرة العربيةه كما أنها أيا تقع في‬ ‫الجانب الشرقي من الوطن العربي الكبير فمنطقة رأس الحد بولاية صور‬ ‫تمثل آخر نقطة تراب من الوطن العربي التمماني الذي هو جزء من الوطن‬ ‫العربي‪ ،‬وهو جزء أيضا من شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫لا شك أن هذا الموقع أتاح للغمانيين حرية التحرك البحري إلى جنوب‬ ‫شرق آسيا وإلى جنوب شرق إفريقيا‪ ،‬أو لَقل‪ :‬إلى شرق آسيا وإلى شرق‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫يتصور الإنسان موقع سلطنة عمان كالرجل المقبل إلى الجنوب وقد مد‬ ‫إحدى يديه غربا فوصل إلى شرق إفريقيا واليد الثانية شرقا حتى وصل إلى‬ ‫الحراك الفغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪3‬‬ ‫___‬ ‫‪.,.‬‬ ‫‏‪١٣٣‬‬ ‫‪:-‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪٠ .‬‬ ‫‪. -‬‬ ‫الثماني عبر هذين المسارين نتيجة الموقع‬ ‫شرق آسيا ‪ .‬فكان التحرك‬ ‫جنوب‬ ‫الجغرافي الذي تم ذكره‪.‬‬ ‫وفي الحقيقة أنه عندما يعبر المقدسي صاحب كتاب أحسن التقاسيم في‬ ‫عندما يقول عن‬ ‫الرابع الهمجري‪٥‬‏‬ ‫والمتوفى في أواخر القرن‬ ‫معرفة الأقاليم‪.‬‬ ‫صحار بأنها‪« :‬خزانة الشرق ودهليز الصين»؛ هذه العبارة فيها من الدقة ما فيها‪.‬‬ ‫فما هو الدهليز في اللغة‪ ،‬الدهليز هو‪ :‬منطقة تقع بين باب الدار‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الباب الرئيسي للدار وبين داخل الدار هذا هو الدهليز وأعتقد بأنه في‬ ‫اللهجة العمانية المحلية يُعبتر عنها بالدروازة‪ ،‬فمعنى ذلك أن لصحار بالنسبة‬ ‫للصين في هذا التعبير مثل هذه الأهمية‪ ،‬ويعني ذلك أن كل البضائع المتجهة‬ ‫إلى الصين كانت تخرج من صحار‪ ،‬إضافة إلى كونها خزانة الشرق بكامله‪.‬‬ ‫ولكنها دهليز الصين؛ لأن الذين يصلون الصين ۔ حسب الظاهر كان‬ ‫معظمهم من أهل عُمان‪ ،‬وينطلقون من ميناء صحار‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لجنوب شرق آسيا فهو يضم مناطق عديدة‪ ،‬تبدا من خليج‬ ‫البنغال غربا وحتى بحر الصين الجنوبي شرقا‪ ،‬هذه المنطقة كلها هي جنوب‬ ‫شرق آسيا‪ ،‬وتضم مناطق عديدة‪ ،‬هي‪ :‬أندونيسيا‪ ،‬ماليزياێ سنغافورة‪ ،‬سلطنة‬ ‫بروناي‪ ،‬تايلند\ فيتنام‪ ،‬بورما‪ .‬وعدة أماكن تضمها هذه المنطقة‪ .‬ولكن‬ ‫العلاقة التحمانية هي مع الصين ومع أرخبيل الملايو‪.‬‬ ‫أرخبيل الملايو يضم الآن العديد من الدول منها‪ :‬ماليزيا‪ ،‬وسنغافورة‬ ‫وسلطنة بروناي‪ ،‬وشمال أندونيسيا‪ ،‬وجنوب الفلبين‪ ،‬هذا بالنسبة لأرخبيل‬ ‫الملايو وهو عصب الحديث في هذه المحاضرة‪.‬‬ ‫هذا الموقع بين غُمان وجنوب شرق آسيا أتاح للمحمانيين حرية التحرك‬ ‫د‬ ‫ور الغمانيين في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا‬ ‫‏‪١٣٢‬‬ ‫حتى وصلوا إلى جنوب شرق آسيا‪ ،‬فكان لهم التأثير الحضاري دينيا وسلوا‬ ‫فالكثير من أهل تلك الشعوب عنى‬ ‫اجتماعيا وعادات إسلامية وتقاليد عربية‬ ‫بالعادات الإسلامية العربية التي أخذوها من التأثير الحضاري الإسلامي‬ ‫الثمانى‪.‬‬ ‫العلاقة بين غُمان وجنوب شرق آسيا بل والصين لها عمق تاريخى فى‬ ‫الحقيقة هذا العمق يعود به المؤرخون إلى القرن الأول الميلادي عندما كانت‬ ‫تحكم الصين أسرة هان هاي‪ ،‬فتطور الاتصال حتى صارت هنالك منطقة فى‬ ‫الخليج يطلق عليها عند الصينين‪ :‬دابانياك في القرن الرابع الميلادي‪ .‬كانت‬ ‫تقام سوق تعرض فيه البضائع الصينية‪ ،‬ولا أستبعد هذا الاسم أنه ينطبق على‬ ‫منطقة‪ :‬دبا؛ لآن دبا كانت أيضا سوق من أسواق العرب في الجاهلية‪ ،‬لكن‬ ‫طبعا هذا الاتصال أخذ بعدا كبيرا ونشط نشامًا كبيرا مع ظهور الإسلام‪.‬‬ ‫فانطلقت الرحلات التجارية من صحار‪.‬‬ ‫ويذكر المسعودي الذي زار الصين وجنوب شرق آسيا في بداية القرن‬ ‫الرابع الهجري بأنه وجد الموانع الصينية بها نواخذة من المانيين" وفي كل‬ ‫موانرع بحر الصين“ؤ وكذلك بحر الزنج‪ ،‬تلك المواني التي زارها المسعودي‬ ‫فى تلك الفترة كان معظم النواخذة الذين كانوا فيها من العمانيين‬ ‫والمسعودي زار تلك المناطق في النصف الآول من القرن الرابع الهجري©‬ ‫وهذا دليل على ذلك التواصل الكثيف بين التجار المانيين وبين مناطق‬ ‫جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫التاريخ دون لنا رحلة شهيرة لشخص شهير وهو عالم إسلامي كبير هو‬ ‫الشيخ أبو عبيدة عبد الله بن القاسم بن سابور البسيوي البهلوي المحماني‪ ،‬هذا‬ ‫الرجل كان من بسيا بمممان‪ ،‬وتتلمذ على يد الإمام أبي عبيدة مسلم ابن أبي‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫كريمة‪ ،‬ثم بعد ذلك كانت له رحلاتڵ والظاهر أنه توقف وأقام في عدة‬ ‫مناطق‪ ،‬ولم يكتف بمكان واحد؛ لأن الاهتمام بالتجارة يفتح للإنسان آفاقا‬ ‫والإقامة في العديد من الأماكن" حتى أن الشيخ الدرجيني في كتابه طبقات‬ ‫المشايخ عندما عرف به‪ ،‬قال‪« :‬ومنهم‪ :‬أبو عبيدة عبد الله بن القاسم ره‬ ‫أحد الفضلاء مَن أقام في الأمصار وفقهاء تلك الأعصار»‪ ،‬وتاريخ حياته‬ ‫يشهد له بأنه نزل البصرة وسكن صحار© ثم أقام فترة طويلة في مكة‬ ‫المكرمة‪.‬‬ ‫ومن هناك أي‪ :‬من البصرة ۔ خرج مع مجموعة من التجار من زملائه‬ ‫منهم‪ :‬النضر بن ميمون وغيره‪ ،‬ومروا بصحار وانطلقوا منها سنة‬ ‫‪٥‬ه‪٧٥٢/‬م‏ والظاهر أن رحلته كانت بعد سقوط إمامة الإمام الجلندى بن‬ ‫مسعود في غمان سنة ‪١٣٤‬ه‏ هذه الرحلة استغرقت عامين‪ :‬منذ أن خرج من‬ ‫صحار حتى عاد إليها‪ ،‬ثم انتقل إلى البصرة للتجارة‪ ،‬وكان يجلب من‬ ‫الصين وجنوب شرق آسيا الكثير من البضائع‪ ،‬منها‪ :‬الطيب© والعود‪ ،‬وسائر‬ ‫السلع‪.‬‬ ‫لا شك أن رحلات مثل هؤلاء التجار في تلك الأيام أقرت تأثيرا إيجابيا‪.‬‬ ‫وانتشرت رسالة الإاسلام؛ لأن الإسلام انتشر في مناطق جنوب شرق آسيا‬ ‫حتى الصين عن طريق الدعوة فقط فقد انتشر عن طريق التجار المانيين‪.‬‬ ‫وكان أولئكم التجار علماء وفقهاء عارفين بتعاليم الدين الإسلامي فوجد‬ ‫أهالي تلك الأقاليم من قبل هؤلاء التجار حسن المعاملة والاستقامة فأخذوا‬ ‫يعتنقون الإسلام‪ ،‬ومعنى ذلك أن الإسلام لم يكن يشمل جميع الشعوب‬ ‫هنالك وإنما كان يعتنقه أفراد وجماعات‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬الإسلام في جنوب شرق آسيا لم ينتشر عن طريق الفتوح‪.‬‬ ‫۔۔شر۔ق۔‪.‬آسيا‬ ‫‪.‬‬ ‫دور الغمانيين في تشر الإسلام قي جنوب‬ ‫‏‪١٢٣٥‬‬ ‫۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫۔ م‬ ‫۔۔۔۔‪_.‬ا ما‬ ‫والفتوحات وصلت إلى شرق آسيا ووصلت إلى التبت وإلى غرب الصين‬ ‫وغيرها من الأقاليم في ذلك الزمان‪ ،‬آما جنوب شرق آسيا فالإسلام انتشر‬ ‫إليها عن طريق الدعوة فقط وعن طريق التجار‪.‬‬ ‫كانت رحلة الإمام آبي عبيدة الصغير ولقب بالصغير؛ للتفرقة بينه وبين‬ ‫معلمه وأستاذه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة الذي هو أبو عبيدة الكبير ۔‬ ‫كانت رحلته التجارية تلك إلى الصين في عهد أسرة تانج التي حكمت‬ ‫الصين من القرن السابع حتى القرن التاسع على مدى ثلاثة قرون تقريبا‪.‬‬ ‫ووصل في رحلته تلك إلى كانتون وفي القديم تسمى عند الصينين‪:‬‬ ‫قوانتشوا‪ ،‬وعند العرب تسمى‪ :‬خانفو‪ ،‬وهي الآن‪ :‬كانتون وهي التي وصلت‬ ‫إليها السفينة صحار التي تم ابتعاثها من قبل وزارة التراث القومي والثقافة؛‬ ‫لإحياء رحلة هذا العالم العماني الذي تجشم مشاق السفر وركب البحار حتى‬ ‫وصل برحلته التجارية إلى مدينة كانتون في الصين ورحلته مشهورة‪.‬‬ ‫بعد ذلك تواصلت الرحلات التجارية المانية‪ .‬واشتهر هنالك ملاحون‬ ‫مانيون‪ ،‬منهم‪ :‬أبو مروان‪ ،‬وكان تاجرا كبيرا‪ ،‬ذكره بزرك في كتابه عجائب‬ ‫الهندؤ ومنهم‪ :‬يزيد التمماني‪ ،‬ثم تلاه جعفر بن راشد والنوخذة المشهور‬ ‫اسماعيلويه بن مرداس والذي كان مشهورا برحلاته إلى جنوب شرق آسيا‬ ‫والصين وشرق إفريقياء وروى عنه الرحالة الذين التقوا به في ذلك الوقت‬ ‫أخبار تلك الرحلات‪.‬‬ ‫كان هؤلاء الرحالة يمرون عن طريق جنوب الهند وطريق خليج البنغال‬ ‫وطريق أرخبيل الملايو حتى يصلوا إلى الصين وكل هذه المحطات كانوا‬ ‫يستريحون فيها‪ ،‬ويكون لهم تأثيرهم الإسلامي فلذلك أخذ الأهالي هنالك‬ ‫يعتنقون الإسلام شيئا فشيئا‪.‬‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الافريقي والآسبوي‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ولكن رحلة أبي عبيدة عبد الله بن القاسم كانت من أبرز الرحلات‬ ‫التجارية التاريخية التي قام بها التغمانيون إلى الصين© وقد دونت في المصادر‬ ‫المانية وفي المصادر الصينية‪ ،‬ولكن نظرا لصعوبة ضبط الأسماء بين تلك‬ ‫الشعوب؛ بعض المصادر تعبر عنه بأبي القاسم وئعَبر عنه أخرى بابي‬ ‫عبد الله‪.‬‬ ‫وأشير بالذكر إلى أنه عندما قامت العلاقات الدبلوماسية بين حكومة‬ ‫السلطنة وبين حكومة الصين طرح اسم هذا الشخص؛ على اعتبار أنه من‬ ‫أعمدة من دشن العلاقات المانية الصينية عبر التاريخ‪ ،‬وقد نشرت حول هذه‬ ‫الرحلة مقالا مستقلا في جريدة الغدير التي كانت تصدر عن نادي المضيرب‬ ‫الرياضي في العدد السادس عشر ‏‪ ٢‬مارس ‏‪ 0١٩٧٩‬وعرف الناس من هو هذا‬ ‫التاجر‪ ،‬واستقبل هذا الاسم التاريخي استقبالا جيدا في الفكر التاريخي‬ ‫والفكر الثقافي‪ ،‬ذلك المقال يتحدث عن حياة أبي عبيدة في طفولته وفي‬ ‫صباه وفي نشأته وكيفية دراسته وبذلك اتضح لنا من هو هذا الشخص الذي‬ ‫قام بهذه الرحلة‪ ،‬وتمكئا من ضبط اسمه عن طريق المراجع الممانيةؤ ومطابقة‬ ‫اسمه على المصادر الأخرى وأصبح اسمه مدونا في العلاقات العمانية‬ ‫الصينية‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬بدأ الإسلام ينتشر في جنوب شرق آسيا حتى الصين منذ القرن‬ ‫الأول الهجري عن طريق الرحالة والتجار التممانيين‪ ،‬وفي النصف الأول من‬ ‫القرن الثاني الهجري كانت رحلة الإمام أبي عبيدة ومن معه ومن أهل العلم‬ ‫والفضل للملاحة والتجارة‪ ،‬لكن كما ذكرت سابقا بأن الإسلام لم يكن دين‬ ‫جميع تلك الشعوب أو كافة تلك الشعوبؤ ومن بين تلك الشعوب التي‬ ‫تأثرت بدخول الإسلام شعب الملايو‪.‬‬ ‫‏‪١٢٣٧‬‬ ‫دور الغمانيين في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا‬ ‫۔۔‪.‬۔ ۔ _‬ ‫ب‬ ‫۔_۔_۔۔۔۔۔۔‬ ‫_۔ ے۔۔۔ ‪ .‬۔۔_۔۔۔ ۔۔۔۔ہ۔۔۔۔‬ ‫د‬ ‫ح __‬ ‫وشعب الملايو من الشعوب الكبيرة‪ ،‬ويقطن العديد من الجزر‪ ،‬ومن تلك‬ ‫الجزر الآن تتكون منها دول‪ ،‬منها‪ :‬ماليزيا‪ .‬وسنغافورة‪ ،‬وسلطنة بروناي‪،‬‬ ‫وشمال أندونيسيا‪ ،‬وجنوب الفلبين‪ ،‬هذه المنطقة كلها كان يطلق عليها أرخبيل‬ ‫الملايو‪.‬‬ ‫وشعب الملايو شعب له لغته الحية التي تكتب بالأحرف العربية‪ ،‬شأنها‬ ‫شأن اللغة الفارسية والأورديةء وهذه اللغات ارتبطت بالفكر الإسلامى‪،‬‬ ‫ولا شك أن الارتباط بالفكر الإسلامي هو ارتباط بالعرب وباللغة العربية‪.‬‬ ‫فكانت هذه اللغات تكتب بالحروف العربية‪ ،‬ولا تزال بعض المجلات هناك‬ ‫تصدر باللغة الملاوية ومكتوبة بالحروف العربية" وبعد ما أتى الاستعمار‬ ‫لتلك المناطق وأصبح الغزو الثقافي بجانب الغزو العسكري من الاستعمار‬ ‫الغربى؛ أصبحت اللغة الملاوية معظمها تكتب بالحروف الإنجليزية‪ ،‬وإن‬ ‫كانت هناك بعض الكتب وبعض المجلات لا تزال تصدر باللغة الملاوية‬ ‫وتكتب بالحروف العربية‪.‬‬ ‫وكان أرخبيل الملايو يضم مملكة عاصمتها‪ :‬ملقا‪ ،‬ويطلق عليها حاليا‪:‬‬ ‫ملكا‪ .‬وهي تقع على خليج يربط بين المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي‪،‬‬ ‫فكان الرحالة العرب والتجار الذين يذهبون إلى الصين لا بد وأن يمروا من‬ ‫خلال هذا المضيق الذي هو مضيق ملقا‪ ،‬حيث أنه كانت مملكة الملايو‪.‬‬ ‫وهى تكون الآن إحدى السلطنات أو الولايات المتكون منها الاتحاد‬ ‫الفدرالي الماليزي وهي تقع في جنوب ماليزيا وكما ذكرت تشرف على هذا‬ ‫الخليج الحيوي الهام الذي يمثل شريائا تجاريا عالميا يربط بين المحيط‬ ‫الهندي وبحر الصين الجنوبي‪.‬‬ ‫وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي وصل إلى ملقا ولعله كان‬ ‫الحراك الماني قي الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪_١٣٨‬‬ ‫_تھه‬ ‫دال‬ ‫‪-.‬‬ ‫راحلا إلى الصين أو إلى غيرها من تلك البقاع ۔ رجل يطلق عليه‪ :‬عبد العزيز‬ ‫التمماني‪ ،‬واستطاع الوصول إلى البلاط الملكي واقترب من الملك وتمكن‬ ‫من دعوته إلى الإسلام وأسلم الملك" وأسلمت معه حاشيته‪ ،‬كما أسلم معه‬ ‫أقاربه واعتنق جميعهم الإسلام" وبذلك انتشر الاسلام في أرخبيل الملايو‬ ‫منذ تلك الفترة‪.‬‬ ‫في الحقيقة لا نعرف من هو عبد العزيز الممماني‪ ،‬ولا تتوفر لدينا‬ ‫معلومات عنه في التاريخ الماني الذي اطلعنا عليه‘ وإنما هو مذكور في‬ ‫التاريخ الماليزي الملاوي‪.‬‬ ‫وقد بدأنا بالتعرف على هذا الموضوع عندما ذهبنا ضمن وفد إلى ماليزيا؛‬ ‫لحضور المؤتمر العالمي للدعوة الإسلامية في ماليزيا في شهر يناير ‪١٩٨٠‬م‪.‬‏‬ ‫كان ذلك المؤتمر أقامته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع حكومة ماليزيا‬ ‫وبعد الانتهاء من المؤتمر رتبت لنا رحلة إلى جنوب ماليزيا التي تبدأ من ملقا‬ ‫التي تقع جنوب العاصمة الماليزية الفدرالية كوالامبور‪ ،‬وعندما وصلنا إليها‬ ‫الحاضرين كان‬ ‫عمل لنا استقبال‪ ،‬وكان هناك برنامج لقاءات‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫هناك داعية اسلامي ماليزي اسمه‪ :‬الشيخ محمد بن أحمد وعندما تحدث في‬ ‫البرلمان المحلي في ولاية ملقا‪ ،‬قال في آخر كلمته‪« :‬إني آناشد الوفد الثماني‬ ‫بأن يسعى إلى ترميم أو إعادة بناء أو صيانة مسجد عبد العزيز الثماني‬ ‫الموجود في ملقا»‪ ،‬فسرد قصته‘ ومدى فضل هذا الرجل في إدخال الإسلام‬ ‫إلى المنطقة‪ ،‬حيث دخل على يديه ملك مملكة الملايو‪ ،‬التي كانت عاصمتها‬ ‫ملقا‪ ،‬وكانت في ذلك الوقت امبراطورية؛ لأنها واسعة الأطراف©ؤ وأتى بقصة‬ ‫دخول ذلك الملك الإسلام عن طريق الشيخ عبد العزيز التماني‪ ،‬الذي بقي‬ ‫هناك فترة من الزمن يعلمهم الاسلام ويقرئهم القرآن وينشر بينهم مبادئ‬ ‫‏‪١٣٨٩‬‬ ‫دور العمانيين في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الدين‪ ،‬وبنى مسجدا سمي باسم‪ :‬مسجد عبد العزيز الثماني‪ .‬ولا يزال‬ ‫المسجد معروفا حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وهذه المعلومة هي مدونة أيضا في متحف ملقا‪ ،‬وهذا المتحف موجرد فى‬ ‫القلعة التي بناها البرتغاليون الذين وصلوا إليها بعدما دخل شعب الملايو إلى‬ ‫الإسلام بقرن من السنين‪ ،‬حيث أن البرتغاليين وصلوا في بداية القرن السادس‬ ‫عشر الميلادي إلى ملقا‪ ،‬بل إلى جنوب شرق آسياء والواقع أن ملقا هي المكان‬ ‫الوحيد الذي بنى البرتغاليون فيها قلعة حصينة على غرار ما فعلوه في ممباسة‬ ‫في شرق إفريقيا‪ ،‬غير أن قلعة ملقا أصغر حجما من قلعة ممباسة لكن هذه‬ ‫المنطقة واقعة على خليج يمثل شريائًا تجاريًا عالميا؛ لأن كل شخص متجه إلى‬ ‫الصين عن طريق البحر لا بد أن يمر عبر هذا المضيق فبنى البرتغاليون القلعة‬ ‫على ذلك المضيق حتى يمسكوا بزمام التجارة وبزمام الاقتصاد العالمي في‬ ‫ذلك الوقت‘ هذه القلعة الآن جعلت متحقا‪ ،‬وهذا المتحف يحكي تاريخ هذه‬ ‫الولايةك ومن بين ما ذكير فيه‪ :‬إسلام ذلك الملك بواسعة العالم عبد العزيز‬ ‫الماني في عام ‪١٤١٤‬م‪،‬‏ هذا هو التاريخ المدون في متحف ولاية ملقا‪.‬‬ ‫ولذلك فإن العلاقة بين عمان وبين أرخبيل الملايو أو بين الشعب‬ ‫اللمماني والشعب الملاوي هي علاقة فكر وعلاقة مبدأ وعلاقة دين‪ ،‬فقضية‬ ‫ربط الشعوب بنظام ديني أمر ليس بالسهولة‪ .‬وهو من الأهمية بمكان‪.‬‬ ‫ولكن عدم استمرارية التواصل بين غمان وبين جنوب شرق آسيا أو‬ ‫الانقطاع التاريخي منذ القرون الوسيطة للإسلام وحتى وقت متأخر من‬ ‫الآن؛ جعلت هذه الحقائق تختفي في كثير من الكتابات‪ ،‬فأصبحت هناك‬ ‫كتابات تسحب البساط من تحت أقدام التاريخ المماني‪ ،‬وأسند هذا الأمر‬ ‫آخر بن ‪.‬‬ ‫نا س‬ ‫ا لى‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫لكن هذه الحقائق التي ارتبطت بهما هاتان المنطقتان سلطنة غمان‬ ‫وجنوب شرق آسيا هي مدونة في قلب ووجدان الشعب الملوي وتعتبر من‬ ‫الرشائج التاريخية‪ ،‬وعندما يناقش الإنسان معهم هذا الأمر ينفتحون له‬ ‫وينشرحون ولا ينكرون التأثير الممماني في جنوب شرق آسيا حتى أن‬ ‫الحلوى التي تعمل إبان المناسبات في ماليزيا بالذات لا تزال يطلق عليها‬ ‫حلوى مسقط‪ ،‬وهذه الحلوى تعمل في أيام الأعياد والأفراح والمناسبات‪.‬‬ ‫معنى ذلك أن التأثير الحضاري ما زال مستمرًا‪ ،‬ولا بد لنا من إظهار هذه‬ ‫الحقائق ونشر هذه المعلومات والكتابة حولها؛ حتى يتضح الأمر وتنجلي‬ ‫الحقيقة أمام الباحثين ولكل الناس‪.‬‬ ‫وأتمنى أن تكون هناك توصية وهي أن تقوم حكومة السلطنة بإعادة بناء‬ ‫ذلك المسجد؛ بناء للدعوة التي وجهها أحد الدعاة الإسلاميين في ملقا‪ ،‬وهو‬ ‫الشيخ محمد بن أحمد رغم أنه مضى على ذلك الوقت عشرون عاماء‬ ‫والقيام ببنائه يعتبر رمزا للتواصل الحضاري بين الشعب الممماني والشعب‬ ‫الماليزي؛ حتى يبني الحاضر على أساس قوي من الماضي"‪.‬‬ ‫‪1:‬‬ ‫‏(‪ )١‬استجابت وزارة التراث والثقافة على الاقتراح بالقيام ببناء المسجد أو ترميمه «مسجد‬ ‫عبد العزيز التمماني» في ولاية ملقا‪ ،‬وأوفدتني للاطلاع على المسجد والتواصل مع‬ ‫المسؤولين‪ .‬وفعلا ذهبت إلى الولاية‪ .‬وزرت المسجد واطلعت عليه© وذلك سنة ‪٠٠١‬ام؛‏‬ ‫وقابلت عددا من المسؤولين الدينيين فايلولاية‪ ،‬ومنهم الشيخ الداعية المفكر محمد بن‬ ‫وزراء الولاية‪5‬‬ ‫أحمد الذي ذكرناه‪ .‬ثم قابلنا فخامة الدكتور محمد علي رستم رئيس‬ ‫وأخبرناه عن مهمتنا وسبب زيارتنا‪ .‬ولكنه قال لنا‪« :‬إن المسجد آنذاك تحت مسؤولية وزارة‬ ‫الثقافة الفيدرالية في كوالامبور‪ ،‬وأنه قد شجّل ضمن التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو‪.‬‬ ‫حيث يمنع التصرف فيه»‪ ،‬وإلى هنا انتهى الموضوعع والله الموفق‪.‬‬ ‫عبد العزيز الماز ني‬ ‫(شهادة للتاريغ)‬ ‫بحث مقدم للمؤتمر الدولي‪:‬‬ ‫عُمان ودول جنوب شرق آسيا والصين‬ ‫بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا‬ ‫للفترة ه‪ 6‬‏‪ ٦‬أكتوبر ‪٢٠١٦‬م‏‬ ‫عبد المزيز الماني (شهادة للتاريخ)‬ ‫‪ .‬ير ‪ .-.‬‏‪١٧٤٢‬‬ ‫‪_.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫_‬ ‫ص و‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫‪2‬‬ ‫م‬ ‫يتافزمهالتمزالتيهُ‬ ‫كان للموقع الجغرافي لتممان المطل على بحر العرب والمحيط الهندي‬ ‫دور كبير في التفاعل الحضاري بين التمانيين وشعوب عديدةء كما أعطاهم‬ ‫هذا الموقع حب السفر والانتقال بين غغمان وجنوب آسيا إلى الصين من‬ ‫جهة وإلى شرق إفريقيا من الجهة المقابلة الأمر الذي أتاح لهم التحرك‬ ‫المستمر قياما بالتجارة بين عمان وسيراف والبصرة من جهة وبين المناطق‬ ‫المذكورة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫على أنهم حملوا معهم دينهم الإسلامي إلى جانب تجارتهم‪ 6‬وكانوا خير‬ ‫أسوة وخير قدوة بسلوكهم ومعاملاتهم للشعوب الأخرى بالصدق والأمانة‬ ‫والأخلاق العاليةث فهم لم يكونوا قوالين وإنما كانوا عاملين‪ ،‬ولذلك انتشر‬ ‫الإسلام على أيديهم النظيفة وألسنتهم الصادقة} حيث كان الإسلام يتخلل‬ ‫بضائعهم التجارية‪.‬‬ ‫ومن بين المناطق التي انتشر فيها الإسلام بهذه الصور الجميلة الرائعة‪،‬‬ ‫أرخبيل الملايو الواسع المقطون من شعب الملايو الكريم انطلاقا من مدينة‬ ‫ملقا (ملكا)‪ ،‬حيث سجل لنا التاريخ رجلا اسمه عبد العزيز‪ ،‬استطاع إقناع‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫‏‪. ٤٤‬د_ہ‬ ‫امبراطور (ملك) الملايو باراميسوارا الذي أصبح اسمه بعد الإسلام السلطان‬ ‫ميغات اسكندر شاه بالدخول في الإسلام وذلك سنة ‪١٤١٤‬م‪.‬‏‬ ‫بيد أن المعلومات حول هذا الحدث العظيم قليلة ونادرة‪ ،‬والمصادر بها‬ ‫شحيحة ولذلك كان الخلاف حول عبد العزيز نسكجا وجهة هو المتداول‬ ‫والمذكور‪.‬‬ ‫الأمر الذي جعلنا نلجأ إلى اعتماد شهادة واحد من أبناء المنطقة معروف‬ ‫بعلمه وفكره ووثاقته‪ ،‬لذلك جاء هذا البحث بعنوان‪ :‬عبد العزيز الثماني‪.‬‬ ‫شهادة للتاريخ الذي أعددته للمؤتمر الدولي‪ :‬عمان ودول جنوب شرق آسيا‬ ‫والصين الذي تعقده الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا بالتعاون مع رابطة‬ ‫الطلبة المانيين بالجامعة‪.‬‬ ‫لعله يجر حلقة إن صح التعبير ۔ من الحلقات المفقودة في تشكل‬ ‫الإسلام في أرخبيل الملايو‪.‬‬ ‫والله ولى التوفيق&©‪5٥‬‏‬ ‫‏‪١٤٥‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪...‬‬ ‫۔‪..._.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫۔۔‬ ‫عبد العزيز الغماني (شهادة لستاريع)‬ ‫ح‬ ‫سے۔۔‬ ‫‪<.‬‬ ‫س‬ ‫`‬ ‫۔۔۔ے۔‪.‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫إقليم ملقا (ملكا) الذي يقع في الجهة الجنوبية من أرخبيل الملايو" أو‬ ‫شبه جزيرة الملايو‪.‬‬ ‫وتطل ملقا على مضيق بحري هو خليج أو مضيق ملقاء الذي يربط بين‬ ‫المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي وكان هذا المضيق تمر به السفن‬ ‫التجارية بين إقليم كانتون (جوانشو حاليًا) الواقع في الغرب الجنوبي للصين‬ ‫وبين البلاد العربية وذلك للتبادل التجاري‪.‬‬ ‫المدينة التي هي عاصمة الإقليم ملقا (ملكا) ‏‪ ٦‬وقد احتلها‬ ‫وتسمى‬ ‫البرتغاليون سنة ‪١٥١١‬م؛‏ نظرا لأهميتها الاستراتيجية‪ ،‬ولموقعها المتميز على‬ ‫وبنوا فيها قلعة مطلة على المضيق وهي القلعة الوحيدة التي بناها‬ ‫البرتغاليون في جنوب شرق آسيا كما أنشأوا فيها المدينة الحمراء ذات اللون‬ ‫الأحمر ولا تزال القلعة وحولها المدينة الحمراء باقيتين إلى يومنا هذا‪ ،‬وهما‬ ‫من أهم المعالم السياحية في ملقا‪ ،‬ولعلها في عموم ماليزيا في الوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬ولذلك تسمى المدينة التاريخية الماليزية‪.‬‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪.‬‬ ‫_‬ ‫‏‪١٤٦‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٬‬۔‏‬ ‫‪-.‬‬ ‫۔‪.‬‬ ‫۔۔‬ ‫‪.‬۔‪.‬۔‬ ‫۔‬ ‫‪...‬‬ ‫۔۔‬ ‫۔‬ ‫_ ۔‬ ‫۔۔۔۔‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫۔‪.‬۔۔‪.‬۔‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫_۔۔۔۔۔۔‬ ‫يه‬ ‫‪___.‬ة‬ ‫‏‪.٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫۔۔۔۔‪-.-‬۔‬ ‫وتشكل ملقا في العصر الحاضر إحدى ولايات الاتحاد الفيدرالي لدولة‬ ‫‪.‬‬ ‫ماليزيا‪.‬‬ ‫وقد استعمرها البريطانيون في العصر الحديث ضمن استعمارهم لجنوب‬ ‫آسيا وغيرها من المناطق‪ ،‬وقد نالت استقلالها عن بريطانيا مع بقية ولايات‬ ‫ماليزيا سنة ‪١٩٥٨‬م‏ على يد الأمير عبد الرحمن الحاج أول رئيس وزراء‬ ‫لماليزيا؛ لتكون ضمن الاتحاد الفيدرالي للدولة الماليزية' الحديثة المعاصرة‬ ‫التي أصبحت يفتخر بها المسلمون‪ ،‬حيث أصبحت تمثل الدولة الإسلامية‬ ‫المعاصرة تنمية واعتدالا‪ ،‬فكتبت بذلك قصة نجاح مثالية للإسلام‬ ‫وللمسلمين‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)‪ ،‬إضافة إلى معلوماتي الشخصية من واقع زياراتي لماليزيا‬ ‫عامة‪ .‬ولملكا خاصة‪.‬‬ ‫‪ ,‬‏‪١٤٧١‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الغماننيي ((ششههااددةة للتالرلتيارخيخ)‬ ‫عبد العزيز‬ ‫في شهر يناير من سنة ‪١٩٨٠‬م‪،‬‏ عقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور‬ ‫مؤتمرا دوليا بعنوان‪ :‬المؤتمر العالمي للدعوة الإسلامية‪ ،‬وقد وجهت دعوة‬ ‫إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك ‪ -‬بسلطنة غُمان؛ لإرسال وفد‬ ‫لحضور المؤتمر وفعلا قامت الوزارة المذكورة بإرسالنا وفدا‪ 5‬وكنا اثنين‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء أعمال المؤتمر أعدت للوفود رحلات استطلاعية لعدد من‬ ‫الأقاليم الماليزية‪ ،‬وكان من بين الخيارات لتلك الرحلات الوجهة إلى‬ ‫الجنوب عبر ملكا وجوهور إلى سنغافورة ثم العودة إلى كوالالمبور‪.‬‬ ‫وقد كان اختيارنا الوجهة المذكورة مع وفود آخريين فانطلقنا من‬ ‫كوالالمبور صباحا‪ ،‬وكانت أولى محطات الرحلة مدينة ملكا‪ ،‬وقد وصلناها‬ ‫ضحى ذلك اليوم" وكان قد جرى استقبال الوفود من قبل المسؤولين في‬ ‫الولاية في مقر البرلمان‪ ،‬حيث كان الاستقبال حافلا ورائعا‪ ،‬وهناك جرى‬ ‫اللقاء بين الوفود وبين المسؤولين بالولاية‪ ،‬وكان من بين المتحدثين الشيخ‬ ‫الداعية محمد أحمد الذي تحدث عن العلاقة التاريخية التي كانت تربط‬ ‫الملايو بالعرب إسلاميا‪.‬‬ ‫وقال في حديثه‪ :‬إنني أناشد الوفد الثماني أن يقوموا بإعادة بناء أو ترميم‬ ‫‪ ...333‬الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫__‬ ‫___ _ ‪_.‬‬ ‫‪... ......‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‏‪-,..١٤٨‬‬ ‫‪--‬‬ ‫مسجد عبد العزيز التحماني بملكا؛ لأنه مسجد تاريخي وقد ارتبط اسمه باسم‬ ‫الداعية الإسلامي عبد العزيز العمماني‪ ،‬الذي وصل إلى ملكا التي كانت‬ ‫آنذاك عاصمة أرخبيل الملايو‪ .‬أو مملكة الملايو وكان امبراطور الملايو‬ ‫آنذاك على غير الإسلام‪ ،‬وقد استطاع عبد العزيز الماني إقناعه بالدخول في‬ ‫الإسلام وقبول الإسلام وفعلا تم ذلك بفضل الله تعالى‪ ،‬فدخل الإمبراطور‬ ‫في الإسلام‪ ،‬ودخل معه في الإسلام أركان دولته وحاشيته وبعد ذلك أخذ‬ ‫الإسلام ينتشر في الملايو بصورة سريعة‪ ،‬وقد بنى عبد العزيز التحماني له‬ ‫في مدينة ملكا‪ ،‬والذي أصبح يعرف بمسجد عبد العزيز الماني‪.‬‬ ‫مسجدا‬ ‫والظاهر أنه منذ ذلك الحين أصبح الإسلام يشكل الظاهرة الاجتماعية لدى‬ ‫أ لملا يو ‏‪.٠‬‬ ‫شعب‬ ‫الزيارة‪ ،‬وقذمناه إلى‬ ‫وقد ذكرنا هذا الأمر في تقريرنا الذي أعددناه عن‬ ‫المسؤولين يالوزارة‪ ،‬بيد أنه لم تكن هناك استجابة حينذاك‪ ،‬وفي رأيي أن‬ ‫عدم الاستجابة يعود إلى عدم وجود علاقات دبلوماسية بين سلطنة عمان‬ ‫ودولة ماليزيا آنذاك‪.‬‬ ‫وفي شهر أكتوبر من عام ‪١٩٨٧‬م‏ كانت لي زيارة لماليزيا ضمن وفد‬ ‫لحضور مؤتمر وبعد انتهاء أعمال المؤتمر قمنا بزيارة إلى مدينة ملكا‪.‬‬ ‫ودخلنا المتحف الموجود في القلعة فإذا به ذكر لقصة إسلام امبراطور‬ ‫الملايو باراميسوارا‪ ،‬الذي تسمى بعد إسلامه بالسلطان ميغات اسكندر شاه‬ ‫على يد عبد العزيزث وقد حدد تاريخ ذلك بسنة ‪١٤١٤‬م‪.‬‏‬ ‫‏‪١٤٩‬‬ ‫عبد العزيز الغماني (شهادة للتاريخ)‬ ‫في شهر فبراير ‪٢٠٠١‬م‏ طلب مني المنتدى الأدبي بسلطنة غمان إلقاء‬ ‫محاضرة عن دور المانيين في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا والصين‪.‬‬ ‫وفعلا قمت بإلقاء المحاضرة تحت العنوان المذكور بتاريخ ‏‪ ١٧‬ذو القعدة‬ ‫الموافق ‏‪ ١١‬فبراير ‪٦٠٠١‬م‪،‬‏ وذكرت فيها قصة إسلام امبراطور الملايو‬ ‫اه‬ ‫على يد عبد العزيز التمماني وما قاله الشيخ محمد أحمد الملكاوي‪ ،‬وناشدت‬ ‫فيها وزارة التراث والثقافة بسلطنة غُمان باعتبارها المسؤولة عن المنتدى‬ ‫الأدبي أن تعمل على إعادة أو صيانة أو ترميم مسجد عبد العزيز الماني في‬ ‫ملكا بماليزيا‪ ،‬وفعلا كلفت من قبل وزارة المذكورة على لسان وكيل الوزارة‬ ‫للشؤون الثقافية‪ ،‬للقيام بزيارة إلى مدينة ملكا؛ للاطلاع على المسجد ومعرفة‬ ‫احتياجاته من إعادة بنائه أو صيانته أو ترميمه‪.‬‬ ‫وبالفعل قمنا بالزيارة سنة ‪٦٢٠٠١‬م‪،‬‏ وقابلنا الشيخ الداعية محمد أحمد‬ ‫وأخاه الشيخ النواوي أحمد وأشياخما وأشخاصا آخرين فقد استقبلونا في‬ ‫الجامع الكبير بالمدينة‪.‬‬ ‫ثم ذهبنا إلى مسجد عبد العزيز‪ ،‬وقد وجدناه مسجدا يعكس نمط‬ ‫المساجد القديمة في الملايو من حيث جسم المسجد ومرافقه كأماكن‬ ‫الوضوء وغيرها‪.‬‬ ‫الحراك الغماني قي الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫وبعد ذلك ذهبنا لمقابلة فخامة الدكتور محمد علي رستم رئيس وزراء‬ ‫ملكا‪ ،‬فأخبرناه عن هدف زيارتنا۔ ولكن المفاجأة كانت أن قال لنا‪« :‬إن‬ ‫المسجد انتقلت المسؤولية عليه إلى وزارة الثقافة الفيدرالية؛ لأنه صار مُسَجًّلا‬ ‫ضمن التراث العالمى لمنظمة اليونسكو»» وبالتالي‪ :‬فإنه ليست عنده صلاحية‬ ‫في أمره وقال‪« :‬طالما أنه صار ضمن التراث العالمي فإنه من الصعب إحداث‬ ‫أي شيء فيه»‪.‬‬ ‫توقف السعي وقضي الأمر‪.‬‬ ‫وهناك‬ ‫عبد العزيز الغماني (شهادة للتاريغ)‬ ‫من هو عبد العزيز؟‬ ‫‪. .‬ہ۔ہ_۔‬ ‫=‬ ‫سے۔۔۔‬ ‫‪.‬‬ ‫_‬ ‫۔‬‫ےا‬ ‫ح_‬‫_‬ ‫ے۔۔س۔‬ ‫==‪.‬‬ ‫۔۔___۔ ‪-‬‬ ‫في حفظي آن عبد العزيز لم يذكر في المتحف الآنف الذكر نسبه‬ ‫ولا الجهة التي ينتسب إليهاث ولذلك أخذت أطراف عدة تتجاذبه‪ ،‬فمن قائل‬ ‫أنه يمني من حضرموتڵ ومن قائل إنه حجازي من جدة‪ ،‬ومن قائل إنه‬ ‫غمانيك بَيْدَ أن الشيخ الداعية محمد أحمد يؤكد بقوة غمانيته‪ ،‬ولاندري‬ ‫التى اعتمد عليها‪.‬‬ ‫المصادر‬ ‫وفي رأيي أن كونه من الحجاز أمر مستبعد؛ لآنه كان من غير المألوف‬ ‫قدوم أهل الحجاز إلى جنوب شرق آسيا؛ لأن الذين كانوا يأتون إلى جنوب‬ ‫الحضارمة منهم‪.‬‬ ‫لا سيما‬ ‫واليمنيون‪،‬‬ ‫العمانيون‬ ‫آسيا والصين هم‬ ‫شرق‬ ‫بالصين‬ ‫(جوانشو)‬ ‫إنه عندما زار كانتون‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫السعودي‬ ‫وذلك المؤرخ‬ ‫وجد ميناءها وموانئ أخرى في جنوب آسيا تعج بالمراكب الحمانية""‪ 8‬على‬ ‫أن المؤرخ السعودي كان قد عاش في القرن الرابع الهجري" العاشر‬ ‫الميلادي‪.‬‬ ‫لذا‪ :‬فإن أمره يبقى مترددا بين كونه غمانيا أو يمنيًا‪.‬‬ ‫وقد اعتمدت شهادة الداعية الإسلامي محمد أحمد على كون عبد العزيز‬ ‫‏‪ ٦‬دار المعرفة‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫الذعهب© ج‬ ‫مروج‬ ‫‏)‪(١‬‬ ‫‏‪_7._ ٥٢‬م‪_.._.‬۔۔۔۔_ ___ ___ ___ _ __ا_ل_حراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسبوي‬ ‫غمانيا‪ ،‬في هذه الشهادة التاريخية؛ لأن الداعية المذكور هو من أهل المكان‪.‬‬ ‫ومن ذوي العلم والمعرفة في ملكا بل في ماليزيا‪ ،‬وربما وصل إليه العلم‬ ‫بكون عبد العزيز مانيا من أهله وأهل بلده ولعلهم توارثوا نقل المعلومة‬ ‫ابا عن آب‘ وكابرا عن كابر؛ وذلك لأنه في بعض الأمور تكون للرواية‬ ‫الشفهية دور في انتقال المعلومة جيلا بعد جيل‪.‬‬ ‫وحسب ملاحظتي ۔ إن صحت ۔ أن شعوب مناطق جنوب شرق آسيا لم‬ ‫يكونوا يهتمون بتدوين العلوم‪ ،‬ومن بينها قصصهم وأخبارهم وغيرها من‬ ‫المعلومات‘ وإنما كانوا يكتفون بتناقلها روايات شفهية عبر مراحل تاريخهم‪.‬‬ ‫لذلك نجد قلة التدوين عندهم والله أعلم وأحكم «وَمَا هذآ إلا يما منتا‬ ‫وا كنا للتي حفظي [يوسف‪.]٨١:‬‏‬ ‫‪3‬‬ ‫‏‪١٥٢‬‬ ‫عيد العزيز الغماني (شهادة للتاريح)‬ ‫في الختام تبين لنا ما يلي‪:‬‬ ‫أن العلاقة بين العرب والملايو قديمة جدا‪.‬‬ ‫۔ وصل الإسلام إلى الملايو في وقت مبكر من تاريخ الإسلام على يد‬ ‫التجار العرب“ غير أن الإسلام كظاهرة اجتماعية لدى شعب الملايو لم يكن‬ ‫إلا منذ القرن التاسع الهجري“ الخامس عشر الميلادي‪ ،‬وذلك بعد ما قرر‬ ‫امبراطور الملايو الدخول في الاسلام على يد عبد العزيز الماني‪.‬‬ ‫تتجاذب عبد العزيز عدد من الأطراف في نسبته إليها‪ ،‬بين كونه حجازبا‬ ‫أو يمنيا أو غُمانيًا‪.‬‬ ‫رجحنا نسبته المانية بشهادة أحد العلماء العارفين من أبناء المنطقة‪،‬‬ ‫ألا وهو الداعية الشيخ محمد أحمد الملكاوي‪ ،‬ولأن العمانيين كان لهم‬ ‫وجود تجاري كبير في المنطقة‪.‬‬ ‫حاولت حكومة سلطنة عمان ممثلة في وزارة التراث والثقافة إعادة بناء‬ ‫مسجد عبد العزيز أو صيانته أو ترميمه‪ ،‬ولكنه أصبح مُسَجّلا ضمن التراث‬ ‫العالمي" الأمر الذي يتعذر معه إحداث أي شيء فيه‪.‬‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‏‪_ 7.٥٤‬ہ‬ ‫۔ على أن هذا الأمر يؤكد لنا عمق العلاقة التاريخية بين غمان وأرخبيل‬ ‫عصرنا الحالي بين سلطنة عمان ودولة‬ ‫الملايو“ وما العلاقة الوطيدة فى‬ ‫طبيعي لتلك العلاقة التاريخية العميقة‪.‬‬ ‫وامتداد‬ ‫ماليزيا إلا ترجمة صادقة‬ ‫إن المانيين إلى جانب كونهم تجارا فهم دعاة إلى الإسلام وهكذا‬ ‫ينبغي للمسلم أن يكون سفيرا لدينه داعيا إليه بالحسنى‪ « ،‬ك إكماءَ ف أل‬ ‫كد يمي القد من التي » [البقرة ‪٥٦‬را‪،‬‏ « آتغ إ سيل رَيك بالحكمة وألمَوِْتة‬ ‫أسنة » [النحل‪ :‬‏‪.]٦٢٥‬‬ ‫والله ولي التوفيق‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫‏‪ ٢١‬شعبان ‪١٤٣٧‬ه‏ ‪ /‬‏‪ ٢٨‬مايو ‪٢٠١٦‬م‏‬ ‫مسقط‬ ‫‪/‬‬ ‫ي‪‎,.‬‬ ‫‪. ٩‬‬ ‫‪7‬‬ ‫_نذ‪‎‬‬ ‫امل‪:‬‬ ‫قهرس المحتويات‬ ‫‪١٥٥ ..‬‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫۔۔۔۔۔ے۔‬ ‫۔ ‪.‬حح۔ح‪:‬۔‬ ‫ح‪.‬‬ ‫۔‬ ‫ے‬ ‫حص‬ ‫‪7 ..‬‬ ‫سہ۔‪-‬۔‬ ‫مقدمة‬ ‫الدور المماتي قي شرق إقريقيا‬ ‫تمهيد‬ ‫التواصل الحماتي اياقريقي‬ ‫‏‪ ١‬نشر الإسلام‬ ‫الحكم والادارة‬ ‫‏‪١٦‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬الثقافة‬ ‫‪٢١‬‬ ‫‏‪ ٤‬الزراعة‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫ه ۔ التجارة‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫‏‪ ٦‬العادات والتقاليد‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫تبوره ‪ :‬المحطة الأولى للغمانيين في البر الإفريقي‬ ‫‪٢٣١‬‬ ‫الإسلام قي آوتدا‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫المحور الأول‪ :‬أوغندا المكان والسكان‬ ‫الحراك الغماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫أولا المكان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫السكان‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬انتشار الإسلام في إفريقيا الشرقية‬ ‫‪٤١‬‬ ‫إفريقيا‬ ‫المانية إلى شرق‬ ‫الهجرات‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫المحور‬ ‫المحور الرابع‪ :‬وصول الإسلام إلى أوغندا‬ ‫ه أولا‪ :‬إقليم بوغندا‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مملكة بانيورو‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫المحور الخامس‪ :‬الوجود التمماني في أوغندا‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫الاسلام في البحيرات العظمى الافريقية‬ ‫‪0٧‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫بحيرة فكتوريا‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫البحيرات الإفريقية العظمى‬ ‫‪٩٦٠‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫‪٦١١‬‬ ‫‪٦١١‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫بحيرة نياسا‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫ا لعظمى‬ ‫‏‪ ١‬لبحيرا ت‬ ‫دو ل‬ ‫‪١٥١٧‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫مالاوي‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫الكونغو الديمقراطية‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫اكتشاف الكماتيين لمتاطق اليحيرات العظمى‬ ‫أحمد بن إبراهيم العامري‬ ‫‪٧١‬‬ ‫خميس بن جمعة‬ ‫‪٧١‬‬ ‫عبد الرحمن بن عبيد بن حمود‬ ‫‪٧١‬‬ ‫سنان بن عامر‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫حميد بن محمد المرجبي‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫محمد بن خلفان البرواني‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫طرق القوافل التجارية‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫المسار الشمالي‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫المسار الوسط‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫المسار الجنوبي‬ ‫الاستقرار الماني في مناطق البحيرات‬ ‫‪٨١‬‬ ‫ه أولا‪ :‬التخطيط العمراني‬ ‫الحراك الماني في الشرقين الإفريقي والآسيوي‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫الزراعي‬ ‫الإصلاح‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫والصناعة‬ ‫ثٹالئا‪ :‬التجارة‬ ‫ه‬ ‫‪٨‬‬ ‫ه رابعما‪ :‬الثقافة الإسلامية‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫سقطرى في الذاكرة المانية‬ ‫‪٩‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪٩١‬‬ ‫سقطرى المكان‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫سقطرى السكان‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫سقطرى الانتاج‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫سقطرى التاريخ القديم‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫سقطرى الارتباط الماني‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫ه أولا‪ :‬قبل الإسلام‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫ه ثانيا‪ :‬في عهد الإمام الجلندى بن مسعود‬ ‫‪١٠٢‬‬ ‫ه ثالتا‪ :‬في عهد الإمام الصلت بن مالك‬ ‫‪١١١‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪١٢‬‬ ‫الوجود العمماتي قي شرق إقريقيا وأثره‬ ‫‪١٨‬‬ ‫دور بارز‬ ‫‪٩‬‬ ‫السلوك الحسن‬ ‫صعوبة وسائل الاتصال‬ ‫لا تختلف عن الدول الإسلامية‬ ‫‪7‬‬ ‫‪---‬‬ ‫سس‬ ‫‏‪١٦٣‬‬ ‫_‬ ‫المسجد وملحقاته‬ ‫‏‪٦٣‬‬ ‫مطالب دينية وخير‬ ‫‏‪1٦٤‬‬ ‫تنفيذ مشاريع عديدة‬ ‫‏‪٦٧‬‬ ‫تربوي وتعليمي‬ ‫‏‪1٦٩‬‬ ‫دور المانيين قي تشر الاسلام قي جتوب شرق آسيا‬ ‫‏‪١٤١‬‬ ‫عبد العزيز الممماتي (شهادة للتاريخ)‬ ‫‏‪\٤٣‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‏‪١٧٤٥‬‬ ‫المكان‬ ‫‏‪١٧٤٧‬‬ ‫الزمان‬ ‫‏‪٤٩‬‬ ‫استجابة عمانية‬ ‫‪2‬‬ ‫من هو عبد العزيز؟‬ ‫‏‪١٥٣‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪١٥‬‬