سى 4 1 ت ۰ LO ‏ت‎ ‏ماه اسي العلا‎ سے ہے سے 1 ۶ : ‎AAA‏ ہس 6 ‎e‏ ‏س س ھھ رو 2 1: د کے 8 ل 00968-99340835 00968-96967570 فرع الحيل: 00968-24537092 فرع روي: 00968-24835533 ‎E-mail: mctbooks@muscatbookshop.com‏ ‎mctbook@hotmail.com‏ مشت ا ا م وف کے و ووی ساو وره جممع ۱ ٦ ۱۵م موت ‎SAND‏ ‏* يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من الحقوق إلا بإذن خطي من الناشر. 2 تالت سماحة الخ العلامة و سے ۰ 304 ‎J‏ ® دی هو م 4٥ ص ہے سے س المعي‌العاملسلطند عمان 6 | ا ےت )س / ر »9 لا سسس سےا ) حا )سیا هه الحمد لله الذي يقول الحق ويهدي السبيلء وأشهد أن لا إله إلا اللهء نصب معالم الحقيقةء وهدى إلى سواء الطريقةء بإرساله رسله تترى وإنزاله كتبه تتلى. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسولهء أرسله الله بعد فترة من رسله» وانقطاع من وحيه» وتنكب عباده عن اتباع الحق» وإعراضهم عن سبيلهء فاستنفد جهده في الدعوة إليهء وصدع بالحق وقد أحيط بجنود الباطل من خلفه وبين يدیهء حتى تدکدکت معاقل الباطل ووضحت معالم الحقيقةء فأشرقت الأرض بنور ربها بوضوح صراطه المستقيم ويزوغ شمس ذكره الحكيمء صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه الذين كانوا نجوم هداية في الخلقء ومعالم دالة على الحقء وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم وضع موازين القسط للفصل بين حزب الرحمن وحزب الشيطان. أما بعد؛ فإن الحق والحقيقة صنوان متلازمانء فحيثما وجدت الحقيقة فكَم الحقّ؛ وإن فقدت فقد معهاء لذلك كان أعداء الحق حراصا دائما على طمس الحقيقة وتغيير معالمها وتشويه صورتهاء وهذا واضح في مجادلات جميع الأمم التي كفرت بربها وكذبت رسلهء ووصفت ما جاءتهم به الرسل من عند الله بالإفك والسحر والأساطير» كما قال تعالى في الذين اعترضوا القرآن وجادلوا فيه وحاولوا إطفاء نوره وتشويه جماله : وال الينَ كَدَرا إن مدا إل 0h a AR AZ r o ‏سک ص سو‎ A 2 22 7 97 ل ّ ً ک4 م24 فك أفترينه وأعائه عليه قوم ءاخروبت فَفَد جامو ظلما وزو (ق) وقالواً اسَطير الأوارت س حر ص ہے کر م 1 1 انها ف نمل علد بره وأصسيلاگە [الفرقان: £ 5]. وكم تحد في مجادلات ھؤلاء تصاممًا عن نداء الفطرة الذي صخ ‎E)‏ الحقيقة الدامغة ‏الأسماع› وتعاميا عن أنوار الحقيقة التي تملا الوجودء وتدهش بجمالها وطاقتها البصائر والأبصارء كما صور القرآن هذه المواقف الجدلية ببيانه المعجز في قوله تعالى : و ان ياغ در يت وكا الكو قار ر گات( ل اة ِم رت ك دال عات © راعاق الملا من أن نشوا وأضوروا عل اليك ِن هلدا شىء ان الاد إن كنا إلا لی [صنَ: ٤ - ۷]ء فتراهم يُسَفَهُونَ دعوتهم إلى توحيد الله تعالى بإخلاص العبودية والعبادة له وأمرهم بإقصاء ومفارقة ما يعبدونه من دونه تعالى من معبودات يصنعونها بأيديهم ويصورونها كما شاءواء ويشاهدون حالها أنها لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل ولا تفكرء ولا تنفع ولا تضرء ولا تحيي ولا تمیت. ولا تطوي ولا تنشرء ولكنهم يتمسكون بها وبعبادتها وإشراكها مع الله الواحد القهار اللذي: ن كه اث اَي ولا ومن فون ن َء لا سیخ بدو وکن لا ‎A ±2‏ سرو ‏هون نسي حهم » [الاإسراء: ٤٤]. ‏ومثل ذلك مجادلتهم في بعث الأجساد بعد أن تفارقها | ۱ صوّرها القرآن أيضا في العديد من الآيات كقوله تعالى : #لأوَلر ير :7" ‏لحباةء وقد أا عَلَقَتهُ ين نَطمَدٍ تادا هو حمسي كيبن (© رصب لا متلا ونی علقه کال من ‏َم رن تيك © كل بيبا اليح اسما أ مو ومو بز لن ع @ الى جَعَل لكر ي الجر لر تا ل به يشي © ال ازى ع موت يلأ يكر ع أك ق نة بى رفو لن لير 6 إئما أرب ٤ة اد سا أن يفول له کن كيت ( فَسْبْحََ الى و ۳ کل شىء َه ‏روص ‏عون [یسٌ: ۷۷ ۸۳]. ‏وكم تجد فيما يقصه القرآن في مجادلات هؤلاء ومجادلات من قبلهم من الأمم البائدة التي كذبت الرسل وارتكست حتى هوت إلى غير قرار - مما يعكس أحوالهم ويجسد أفكارهم من العناد ومكابرة الحق وإنكار بسم الله الرحمن الرحيم | ±®) الحقيقةء حتى: يكاد العقل لا يتصور أن يهوي إنسان إلى هذا الحضيض الأسفل من الضلال مع ما أوتي من الفهم والإدراك ومن لر عل اه لم دور فما آم ين وره [النور: 4°]. وإذا كان الإنسان يحار من أمر هؤلاء كيف يجادلون في الحقيقة مع وضوحها إلى حذ أن تفضح الشْمُسٌ بإشراق سناها؛ فإن هذه الحيرة تتضاعف عندما تصدر المجادلات بالباطل لإدحاض الحق مِنْ قوم يرفعون راية القرآنء وينتمون إلى أمة الإسلامء ويتدثرون بعباءة سنة النبي الخاتم عليه أفضل الصلاة و السلام؛ ومع ذلك لا يستحيون أن يكابروا - على علم - حقيقة تخفق راياتها على هضبات الكونء ويجلجل صوتها في جنبات الوجودء فيحاولون - عن قصد وإصرار - طيّ راياتها الخفاقة. وإسكات صوتها المجلجل» من غير أن يحسبوا حسابا لافتضاحهم أمام الرآأي العام عندما تزداد - بمكايرتهم وإصرارهم ‏ الحقيقة جلاء ووضوحاء ويزداد وجهها إشراقا وبهاء وصوتها قوة وشيوعا. قبل برهة من الوقت أطلعني أحد طلبة العلم على تحذير بثه أحد الحشوية المغرضين عبر وسائل الاتصال الحديثةء ينذر فيه أصحابه خطورة الاتصال بالإباضية أهل الحق والاستقامة؛ خشية التأثر بهم في معتقداتهم› ولم يد ما يبرر به هذا التحذير إلا أن يفتري عليهم الكذب» ويعزو إليهم ما هم براء منه من الضلالاتء كزعم أنهم لا يأخذون بالسنة لأنهم غير مؤمنين بھا!!!. وهذا من أكبر الإفك وأفضح الباطل» وإِنْ حاول مَنْ حاول من مجادلة الحشوية تبرير هذه الدعوى بمحاولته أن يلصق بالإباضية فئة مارقة› كانت قبل ظهور مروقها وانكشاف طواياها وتعرّي فضائحها محسوبة على الإباضيةء لأنها نشأت في محيطهمء ومَبٍ أنهم كانوا قبل إباضیین صدقاء ۷ ۸ ا الحقيقة الدامغة فما الذي يبرر إلصاق ضلالاتهم بالإباضية بعد أن مرقواء وخلعوا ربقة الإيمان من أعناقهم› وتنكروا للدين وتحالفوا مع الملحدين› فعادوا معهم في خندق واحد يرمون الإسلام وقيمه وفضائله عن قوس واحدة؟!. على أن علماء الإباضية كانوا أول من اعترض على هؤلاء عندما شرعوا في طريق الضلال بتنكرهم لسنة النبي عليه الصلاة والسلام وتشكيكهم في الثابت الصحيح منهاء وكانت هذه هي الخطوة الأولى في انتحرافهم عن الحق الذي أوغل بهم في بوادي الضلالء حتى هاموا في متاهاته المظلمةء فارتكسوا في مهاوي الإلحاد› وانغمسوا في رجاس الفسادء ولم يبق بينهم وبين الإأسلام خيط يصلهم بهء بعدما نبذوا كل ما جاء به من اعتقاد أو عبادة أو حکم أو خلق. وهم كغيرهم ممن يحمل هذا الفكر الضالء ويهيم في متاهات هذا الانحرافء ممن ينتسبون إلى العقلانية - وما هم من العقل في شيء - تجمعوا من أرجاء شتى» وانفصلوا عن أفكار متباينة؛ ومن بينهم مَنْ خرج من عباءة السلفية التي هي شعار الفكر الحشوي. وكما لا يمكن أن ينسب هذا الشتيت إلى جماعة ما من الجماعات المتعددة التي أفرزتهم فإنه من المتعذر عقلا الممتنع شرعا أن يؤاخذ الإباضية بجرائرهم؛ وير بهم معهم في فَرَنٍِ بسبب أن فئة منهم انفصلت عن الإباضيةء وقد وضح موقف الإباضية من هذه الفئة منذ وضحت خطوتهم الأولى في سبيل الانحراف» فکیف یدانون بما هم براء منه؟! وقد أعلنوا الحرب عليهم من أول الأمر عندما جهروا بتشكيكهم في السنة النبويةء واجترأوا على تحقير الحضرة المصطفوية بما عزوه إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من النقائص التي يترفع عنها مقام النبوة. ولما كانت محاولة نسبة مخازيهم إلى الإباضية من قبل الحشوية - بسم الله الرحمن الرحيم ا ۹ الخصومة› وهی من شعب النفاق كما جاء في الحديث؛ كانت ضروره جلاء (الحقيقة الدامغة) في هذا الأمر قائمةء وكان القيام بذلك واجبًا دينيا وس وو س ور س وو لإحقاق الحق وإزهاق الباطلء #لوبل نَقَذِفُ يلي عل الْبَطل فيدمعه فإذا هو راق ع م و م ولك الويْل ما فونه [الأنبياء: ۸١]ء وقد رأيتٌ ضرورة أن لا أقتصر على بيان موقف الإباضية من السنة فحسب» بل رأيت - أيضا ‏ أنه لا بد من بيان موقف الحشوية أنفسهم منها حتى يدرك الناس أي الفئتين تتعامل مع السنة وفق هواهاء فتعزو إليها ما هي بريئة منه عندما يستدعي هواها ذلك!! وتنفي عنها ما هو ثابت منها - وإن وصل إلى حد التواتر - عندما تعاکس هواها!!«وبضدها تتبين الأشياء». لذلك؛ جعلت هذه المحاولة في أربعة محاور: المحور الأول: في اعتماد الإباضية على السنة النبوية. المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها. المحور الرابع: العقلانية ومباينتها للإباضية. 9 (١) البيت للمتنبي من الكامل : وَتَذيمُهُّم رَبهم عَرَّفنا فَضلَهُ رَبضِ نها تَتَبَينُ الأشياء. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النيوية ا ۱١۱ المحور الأول يْ اعتماد الإباضية على السنة النبوية اعلم أن السنة النبوية هي مصدر من مصادر التشريعء وهي تأتي في ترتيبها الثاني بعد الكتاب العزيزء لقول الله تعالى : إن لع في ىء قردوهُ إل أو والرسول إن ك ومون ياو ولور الأخر كيك َير وحن نوباگ [النساء: ٩0۹]› ومن المعلوم أن الرد لا يكون إلى الرسول َي إلا بالرجوع إلى سنته عليه أفضل الصلاة والسلام لاستلهام الحق واستبانة الحقيقةء والتحكيم فيما اختلف فيه كما أن الرد إلى الله لا يکون إلا بالرجوع إلى كتابهء وقوله تعالى : عورا ِل كم تمالا إل ما أنرَل امه ول الرَسُولِ رايت المُتفْقِبَ يَصدُودَ عَنكَ سَدُودَاڳه [النساء: ١1]ء وهو نص صريح في استقلال السنة النبوية بالتشريع» إذ لو كانت مجرد بيان للكتاب العزيز لاكتفي بدعوتهم إلى ما أنزل الل وهو ما تفيده أيضا الآية التي سبق ذكرهاء ويقوي ذلك الأمر بطاعته ية طاعة مطلقةء وترتيب الفوز والسعادة عليهاء والخسران والبوار على تركهاء كما في قوله تعالى : وما كان لِمَوْمِنٍ ولا مومَةٍ ِداقضی الله ورسوله مر 1 ن و ر دصل صللا باک [الأحزاب: ٢۳]ء ‎EAE.‏ هه وو رو مکو ور ے وقوله: ككش انيعو ب کر الله ورف کر دود کر الله عفور رجیم (©) وء 4 ودر و ِ 2 ِ - . ل أطِيعُوا له والوسو كان تلوأ كن اه کا غيب الكفرنّگه [آل عمران: ۳۱ ۳۲]ء ‏ومو طط ‏وقوله: #وفل اطِيعواً اه وأطِيمُوا اسول قت تولذا إا عبد ما حل ولم ا حر ون تيعو كعدوا وماع امول إل للم المت [النور: 4٤٠]ء وقوله: ‎ ۱۲ ا الحقيقّة الدامغة لوا طيعوا الله والرسول لملم زموه [آل عمران: ١۱۳]ء وقوله: ل رايعو الول لملم رجوگ [النور: ٤٥]» وقوله: طمن يطع الرَسُول مد طا أطَاعَ اه ومن ول كا رسك يهم حَفبظا [النساء : ١۸ وقوله: طلا تعلو دعا الَسُولو سكم كَداء بيك بصا كد يمل اه ليك يلون نكم واا فيَحْدَرِ الدب و سو ےل لو سور سس امون عن أسروء ان تصهم فنَْةَأو يدهم عَدَات ليده [النور: 1۳]ء وقوله: وما سے ص م 1 م ےھ ر سلما من رَسُولٍ إلا ل َنب ل [النساء: 64]ء وقوله: وبا اكم ‎^Z 2‏ وا 2 سو و م م ‎Zo‏ 2 سے الول فَخُدو رما تينك عند مانتهوا راقرا اك َه عبد اقاب كه [الحشر: 7]. وقد ثبت بنص قري أن التشريع الصادر عن السنة التبوية هو تشريم رباني جاء من عنده تعالی» فقد قال تعالی في استقبال بیت المقدس قبل الأمر بالتوجه إلى الكعبة المشرفة: «لوما جَعلنَا القبَلَهَ آلى كنت عليها إِلا عم من يت الَسُول ممن بقلب عل عَفَبَيّدِڳه [البقرة ۳ مع أنه لم يشرع بنص القرآنء وإنما شرع بسنة مصطفوية› وقد أسند الله تعالى جعل ذلك أي تشریعه - إلى نفسه. وعليه؛ فلا مناص لمسلم من اتباع سنته يي والاعتماد عليها بجانب القرآنء فإنها أساس للهدايةء ومصدر للتشريع» ومنارة للحقء ولم يختلف الإباضية عن غيرهم من المسلمين في اعتماد السنة والرجوع إليها بعد كتاب الله تعالى في استلهام الحق وتشخيص الحقيقةء حسبك أنهم خصصوا بها عموماتٍ من القرآن ولو ثبتت بطرق الآحاد بناء على ما أصّلوه من أن العام ظني الدلالة ولو کان قطعي المتن ٠ والخاص قطعي الدلالة› فإن کان ثبوته ظنيا انجبر ضعف ثبوته بقوة دلالته» فكان حريا أن يقدم على العام الثابت بالقطع؛ نظرًا إلى كثرة ما يرد على العموم من المخصصات. ه أمثلة من تخصيص أخبار الأحاد لعمومات القرآن: نص علماء الإباضية المتقدمون والمتأخرون منذ القرن الأول الهجري المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ا ۱۳ على التمسك بالسنةء ووجوب الأخذ بها في التشريعء فكم للإمام أبي الشعثاء طه من نصوص تؤكد وجوب التمسك بالسنةء فعتدما سئل عن بعض ما يعرض للمصلي أجاب بقوله: «يعيد ما خالف فيه السنة من صلاته›ء ولا يستقيم للناس ما خالفوا فيه السنة»" وأجاب عمن لم يقرا في صلوات المغرب والعشاء والصبح شيئاً من القرآن بقوله : «فإِنٌ أَحَب ذلك إِليَ أن يُعيد صلاته فيقراً فيهاء فإنه قد ترك السنة فيها»”". وسئل عن نبيذ الجر فقال: . د اانه .۰ - . سرس ر صو صم «انهى عنه رسول الله ية فهو حرام قال: وقد قال تعالى : وما ءانتم السو دوه وما تنك عه هوأ [الحشر: ۷]»» ونجد سالم بن ذكوان من علماء آخر القرن الأول وول القرن الثاني ينص على ذلك في مواضع عديدة من سيرته المشهورةء ومن ذلك قوله: «فإن الله إنما أرسل رسوله ليطاعء وأنزل كتابه ليتبم» وليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه» فقال: هوم أَرَسَلْمَا ِن رَسُولٍ إلا ي يذ ارڳ [النساء: ٤٠]ء َد أَرَسََارُلَا اليك اعُد الكتب وَالَمِيرَان ليقو اش لَه [الحديد: ‎[yo‏ . وقال: «وعلیكم بالسمت الحسن والسيرة المعروفة في الإسلام التي سار عليها نبي الله وأولياء اء واعلموا أنه لن يهتدي أحذٌ بخلافهم. قال الله تعالى: #لإومن يِسَافيٍ الرسول من بعد مالين له الْهدى ويميع عَير سيل اَلَموْمنيَ َو ما ول ونو هتم رسەت مَمىماگە [النساء: ٥6 1]»°. (١) رسائل الإمام جابر بن زيد (نسخة مرقونة بالآلة الكاتبة) ص١٤٠۰ (۲) رسائل الإمام جابرء ص٤۰۱ (۳) الضياء› للعَوْتبي ١٤/٦۱۷. (4) سيرة سالم بن ذکوان.ء ص٤٤ . (٥) نفس المصدر؛ ص۸٤ . ٤۱ ZO الحقيقة الدامغة أصناف» منهم من لا تقبل منهم الجزية إن عتوا عن قبول الإسلام وهم مشركو العرب وسائر عبدة الأوثانء ومنهم من تقبل منهم الجزية ويدخلون في ذمة الله ورسوله ولو لم يستجيبوا لداعي اللهء وتحل ذبائحهم ونكاح نسائهم» وهم أهل الكتاب» ومنهم من تقبل منهم الجزية كأهل الكتاب» ولكن لا تحل نساؤهم ولا ذبائحهم للمسلمين ما لم يسلموا وهم المجوس”. وقال في بيان ما خالف فيه الخوارج جماعة المسلمين: «وكفروا بالرجم » وقد رجم رسول الله ية رجلا من أسلم» ومضت به السنة»"". وكم تجد في مدونة أبي غانم يه من نصوص لابي عبيدة ينه وتلامذته تدل على التمسك بالسنة وعدم العدول عنها مع ثبوتها كقول أبي عبيدة عندما سئل عن حكم النبيذ المتخذ في بعض الأوعيةء فأجاب: «نهى رسول الله ي عنهاء وما نهى عنه رسول الله يَيهٍ فهو حرام" . وقول بعض تلامذته : «ولو نعلم أن النبي يَيةٍ فعل ذلك لأخذنا ب9 وقولهم : «وما قاله رسول الله يِل فهو حق*٩. وقال ابن عبد العزيز - وهو أحد تلامذته : «لو اتفق الناس على هذا الحديث من رسول الله لم يخالفه أحد من الفقهاء ولم يجاوزه إلى القياس ولا الرغبة عنهء لأن كل ما كان من رسول الله فلا ينبغي لأحد أن يخالفه» ٠ وقال أيضا: «لا نقيس عن النبي 2ء بل نقبل ذلك عنه لو () نفس المصدرء ص۸٦ - ۷۲. (۲) نفس المصدر؛ ص۲١۱. (۳) مدونة أبي غانم الخراساني؛ ١/ ص ۳٥۳. () المرجع السابق؛ ١/ ص١١٠. (٥) المرجع السابق؛ ١/ ص٩۹۹٤ . 1( المرجع السابقء ١/ ص٢۲۹۰. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ‎E‏ 10 نعلم أنه قاله» ٠ء ومثله قوله: «وما قاله النبي ّل فهو حق» والسنة أحق أن تتبع إن كانت سنة من النبي "٠ء وكذلك قوله: «فلولا ما بين رسول الله يَيِةٍ من فرقة المتلاعنين فرقة لا اجتماع لهما بعدها ما فرقنا بينهما» ٠ء وقال: أنا أخالف أبا عبيدة في هذه المسألة وآخذ بالحديث الذي بلغني عن غير واحد من العلماء والتابعين وجماعة من أصحاب رسول الله ي يروونه أنه قال: «إِذا رأت المرأة في منامها ما يرى الرجل في منامه فأنزلت فإن عليها من ذلك ما على الرجل من الجنابة» ٠ وقال أبو المؤرج - وهو أحد تلامذة أبي عببدة أيضاً -: «ولو نعلم أن النبي ل فعل ذلك لأخذنا ب‰°. وفي المدونة الكبرى: «السنة في هذا لو أن قوما حال لهم دونه سحاب أو هبوة أو ظلمة أن يكملوا العدةء عدة شهرهم الذي فيه ثلاثون يوماء لأن النبي يٍَ أمرهم بذلك»”°. ودرج علماء الإباضية في جميع العصور على الاستدلال بالسنة والتعويل عليها بجانب القرآن الكريم في الأحكام الشرعيةء ولو أخذتٌ في نقل نصوص أئمتهم المتقدمين لطال هذا المؤلف» ولكني أقتصر على بعض ما ورد عنهم؛ء فمن ذلك ما نجده في (كتاب المحاربة) لبشیر بن محمد بن محبوب - رحمهم الله - وهو من علماء القرن الثالث الهجري» ومن ذلك قوله: «والثابت عن رسول الله يَيٍِ أنه رد في بعض غزواته ابن أربع عشرة (١) المرجع السابق؛ ١/ ص ٠٥۳. (۲) المرجع السابقء ١/ ص۷۲٥. (۳) المرجع السابق؛ ١/ ص٦٤ ٥. (4) المدونة الكبرۍىء ۲/١٠٠. (٥) المدونة الكبرۍیء ١/ ص ۳٥۳. (1) المدونة الكبرۍء ۸/۲٥. ١۱ ا الحقيقة الدامغة سنة وأجاز ابن خمس عشرة سنة وفعل ذلك بعبد الله بن عمرء رده يوم أحد وأجازه يوم الخندق” ٩ . وقال أيضا: «وسن رسول الله ي أن لا حرب إلا بعد دعوة' "٠ ونھی عن الغلول» والمثلةء وعن قتل الشيخ الفاني والنساء والصبيان”"ء ورسل () الحديث أخرجه البخاري (۴/ ۱۷۷ رقم: 4٤۲11) وعبد الرزاق (٠٥/٠۳۱ء رقم ٦ وابن آیی شيبة (۷/ ۱۲ رقم ٢۱٦۳۳۸). (۲) كتاب المحاربة لبشیر بن محمد بن محبوبء ص٥٩. (۳) الحديث أخرجه الربيع (۱/٠۳۰- ۱٠۳ رقم: ۷۹۲) قال: أبو عبيدة عن جابر بن زید قال بلغني أن رسول الله ية بعث عليا في سريةء فقال: «يا علي لا تقاتل القوم حتى تدعوهم وتنذرهم فبذلك أمرت؛؛ قال: وجيء بأساری من حي من أحياء العرب فقالوا: يا رسول الف ما دعانا أحد ولا بلغنا؟ فقال: «اله. فقالوا: الله. فقال: «خلوا سبيلهم»ء فخلوا سبیلهم» ٹم قال : فحتى تصل اليهم دعوتي فن دعوتي تامة لا تتقطع إلى يوم القيامة»» ثم تلا رسول الله ي هذه الآية: وأو إل كذ لمران نرك يوه وم بم َبتك لتَشْبَدُونَڳ إلى آخر الآية. ورواه بمعناه من طريق علي ابن راهویهء ینظر كنز العمال رقم : (۸١۱۱). (8) أخرجه الربيع عن عبادة بن الصامت (۲1۹/۱ رقم: 144) بلفظ: قال رسول الله يٍَ: «ردوا الخيط والمخيطء وإياكم والغلول فإنه عار على أهله يوم القيامة. ورواه عنه البيهقي (۳/۹١٠› رقم ۱۷۹۹۸) بلفظ: «ألا إن هذا من غنائمكم وليس لى منه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأصغر من ذلك وأكبر فإن الغلول عار على أهله فى الدنيا والآخرةا. وبلفظ آخر أخرجه أحمد (١/۳۱۱ء رقم ۲۲۱)) وابن ماجه (۲/ ۹۵۰٤ رقم ٢۲۸۵)» وابن عساکر (٩۱۷۱/۲). (0) أخرجه البخاري (۳/ ١۳٠ رقم :٤ ۷٤۲) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس» حدثنا شعبةء حدثنا عدي بن ثابت» سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري؛ - وهو جده أبو مه قال: «نهى النبي ي عن النهبى والمثلةا. (1) أخرجه الربيع (۱/٠۳۰ رقم:۷۹۱): آبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي ي قال: «إياكم وقتل ذراري المشركين ونسائهم إلا من قاتل منهن فإنها تقتل» وأخرجه البخاري (٤/ ١٠ رقم:۱۵٠۳) بلفظ : حدثنا إسحاق بن إبراهيم؛ قال: قلت لأبي أسامةء حدثكم عبيد اللهء عن نافعء عن ابن عمر ياء قال: وجدت امرأة مقتولة - المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النيوية اا ۱۷ الأمان له بعدوان» وسن رسول الله يَأ أنه يجير على المسلمين أدناه ”٩ . ولأبي أيوب وائل بن أيوب ينه كلام في (سیرته) یشبه ما قاله بشی ر . ولابن محبوب يله نصوص عديدة تؤكد وجوب اتباع السنة كما يتبع الكتابء وكان يعزو ذلك إلى من تلقى عنهم من علماء المسلمين المتمسكين بالحق. وكان مما قاله في ذلك: «فالذي بلغنا وقبلناه عن أوائل المسلمين وفقهائهم الذين تمسكوا بدين الله واستقاموا على سنة نبيه محمد ية واعتصموا بحبل ربهم وأنكروا المنكر حين حدثت الأحداث من أهل التبديل بعد نبيهم ففارقوا أهلها على أحداثهم بإنزاله إياهم بحيث أنزلهم الله في كتابه وسنة نبيه يَيٍ. ..0. إلى أن قال: «وأمروهم بالتوبة والرجعة إلى حكم كتاب الله وسنة نبيه ل٩ . وقال في الحاكم : «إذا ورد عليه أمر نظر أمره من كتاب الله فإن وجد فيه حكما من الله حکم به وإن لم يکن له حكم في كتاب الله ووجده في سنة رسول الله ية حکم به . = في بعض مغازي رسول الله يَيْق «فنهى رسول الله ي عن فقتل النساء والصبيانء وأخرجه ابن آبي شيبة (۹/ ۸۳٤ رقم:۳۳۱۲۲) أثرا منسوبا إلى مجاهد قال فیه: حدثنا جرير بن عبد الحمير عن ليث عن مجاهد قال: «لا يقتل في الحرب الصبي ولا إمرأة ولا الشيخ الفاني ولا حرق الطعام ولا النخل ولا تخرب البيوت ولا يقطع الشجر المثمر» وفي رواية نىى عن الحسن. () أخرجه الربيع بمعناء في حديث طویل؛ (۱/ ٢٦۲ رقم: ٤٦1). )۲( كتاب المحاربة؛ ص )۳( السير والجوابات لعلى ‎ .‏ إثمة عمانء ج ٢۲ص٦٥ - ۷٩. (4) المرجع اسايق ج۲ ٢٢۲ -٥۲۲. (٥) المرجع السابق› ‎er /Y‏ ۱۸ ا الحقيقة الدامفة وقال الإمام أبو المؤثر - في حديث أبي بردة وإجازة النبي يي له دون غيره أن يضحي بالعناق -: «فإن قال قائلون: أيجوز للنبي يٍَ أن يجيز لبعض شيئاً ولا يجيزه لبعض؟! قيل له: إن الله تبارك وتعالى قال: وما ماك الول فَخُدُوه وما تنک عنه كانتهواه [الحشر: ۷]ء والله ورسوله أعلم». وقال الإمام عمروس بن فتح ي: «سن رسول الله َي المضمضة والاستنشاقء وهما واجبتان لا يسع تركهما ولا تجوز الصلاة إلا هما . واتفق جميع علماء المذهب على أن السنة النبوية ولو أتت من طريق الأحاد تخصص عمومات القرآنء قال الإمام أبو يعقوب الوارجلاني ينه -: «وأما تخصيص العموم بالسنةء قول الله تعالى : #لوالصارق واَلسَارِقةٌ كوا ليها جنا يما كسما تكلا ين أو وه عير حكيمگه [المائدة: 1۳۸ ثم خصت السنة من السارق من سرق ما دون ربع دينار لقوله 39 : (لا يقطع السارق في أقل من رېم دينار". وقال: ولوا المَشركين كفَّهه [التوبة: ٢۳]ء فخصت السنة النساء والصبيان والرهبان وأهل العهد لقوله 9 : «لا تقتلوا امرأة ولا صبيا» ٠ (۱) جامع ابن جعفر ۴ /٢٤۳۹. (۲) الدينونة الصافيةء ص۹۲. (۳) أخرجه مسلم (۳/ ۱۳۱۲ رقم ١٤۸١٦۱) بلفظ: «لا تقطع يد السارق إلا فی ربع دینار فصاعدا› والنسائی (۸۱/۸› رقم ٩ ٩۹٤)ء وابن ماجه (۲/ ۲ رقم ٢۸٢۲)؛ وابن حبان (١۱/٥۳۱؛ رقم ٤٤٤٤). وأحمد (/٤ ۱ رقم ٩٩٦ ۷٤۲)› وأبو عوانة (٤/ آ١ رقم ۹١1۲)› والدارقطنی (۳/ ۱۸۹ › رقم ١۳۱)› والبيهقي (۸/ ٢٤٥۲٠٠ رقم ۱۳۸( . (٤) أخرجه مالك (۲/ ۷٤٤› رقم ۹410)ء وعبد الرزاق (٥/ ۱۹۹ رقم ٢4۳۷)› وابن أبى شيبة (۱/ ۸۳٤ › رقم ۳۳۱۲۱)» والبيهقي (۹/ ۸۹ء رقم ۱۷۹۲۷). المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ا ۱۹ ونهى أبو بكر الصديق يك عن قتل الرهبان فقال: دعوهم وما حبسوا إليه لهذا عولوا في تخصيص عموم فوله تعالى بعد تعداد المحرمات من النساء: لوأل لَك نَا ورا دمه [النساء: ٤۲] بالعديد من المخصصات؛ منها تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها؛ لما رواه الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي يي قال: «لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها»”› وهو عند غير الربيع بلفظ «لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها»"ء وجاء بلفظ: «لا تنكح المرأة على عمتهاء ولا العمة على بنت أخيهاء ولا المرأة على خالتهاء ولا الخالة على بنت أختهاء ولا الكبرى على الصغرىء ولا الصغرى على الكبرى»” وبناء على ما أفاده قوله تعالی : لوان كَجمَعُوا بے اش > سے سے سے إِلَامَا كد سف ېه [النساء: ۲۳]ء وما حاءەت به هذه الروايات ذهب أصحاينا (۱) أخرجه البيهقي (۸۵/۹» رقم ١٤۱۷۹۰)ء وابن عساکر (۷۱/۲). (۲) أخرجه الربيع (۱/ ٠ رقم 114) وأخرجه بلفظ قريب البيهقي (۳۰/۸؛ رقم ١۹٦١١۱)› وابن ماجه (۸۸۸/۲» رقم ۰٦٦۲)؛ والطبرانی (۲۰/٦۲۰» رقم ٩ ۷٤) وغيرهم. (۳) العدل والإنصاف ١/١١٠. (4) أخرجه الربيع؛ (۹/۱٠۲ رقم: 91۷). (0) أخرجه من طريق ابي هريرة النسائی (۱٦/ ۹۸ رقم ۳۲۹۵)ء وابن ماجه (۱/ ۲۱٦٤ ۹)) وأحمد (۲/٥٥۲› رقم ٤٤۷)› ومسلم (۲۹/۲١۱» رقم ١١٤۱)ء وابن حبان (۹/ ۱٦ ۳۷› رقم ۸٦٤٤)ء والبيهقي (۷/ ۱۵٦۱ء رقم ١٤۱۳۷۲)؛ ومن طريق جابر بن عبد الله وك أخرجه النسائى (٦/ ۹۸ء رقم ۳۲۹۷). وأخرجه أيضا: عبد الرزاق (1/ ۲ رقم ۹١۷١۱)› وأحمد (۳۳۸/۳» رقم ٤١١٤۱)› ومن طريق أبي موسی آخرجه ابن ماجه (۱۲۱/۱» رقم ۱۹۳۱)؛ ومن طریق أبی سعید أخرجه ابن ماجه (۲۱/۱٦؛ رقم ١۱۹۳)» ومن طريق سمرة آخرجه الطبرانی (۲۱۸/۷ء رقم 1۹۰۸). (1) أخرجه بو داود (۲/٤۲۲؛ رقم ٢٠٦٠۲)ء والبيهقي (۷/٦٦۱ء رقم ١۱۳۷۲). ‎E ۲۰‏ الحقيقة الدامغة ‏(الإباضية) باتفاق إلى حرمة الجمع بين كل امرأتين بينهما من علاقة النسب أو الرضاع ما لو كانت إحداهما ذكرا لحرم على الأنثى. قال الإمام ضياء الدين الثميني ي في كتاب (النيل): «فإن الجمع بين محرمتين حرام). وأضاف شارحه قطب الأئمة رحمه الله : «ولو بتزوج إحداهما أو خطبتها قبل تمام عدتها منهء إلا إن كان الطلاق لا تصح فيه الرجعةء وقيل: أو كان يصح ولکن لا یملکه»٩. ‏وقال العلامة الشقصي يله في (منهج الطالبين وبلاغ الراغبين): «وأما بنات الأخ وبنات الإخوةء وبنو بني الإخوةء ما كانوا وتناسلوا من صلب ذكر» كان النسل من ذكر أو أنثىء فلا يحل له أن يجمع بين المرأة وبين أحد من بنات أخواتهاء ولا من بنات إخوتهاء ولا بنات بنيهم» ما کانوا وتناسلوا. وذلك حرام. وهي بمنزلة ابنة الأخ وابنة الأخت. ‏وكذلك لا يحل للرجل أن ينكح أحداً من بنات أخواته» ولا بنات إخوته. ولا بني بنيهم» ما كانوا وتناسلوا أبداً. ‏أمه أبداًء ما كانوا. ‏ولا يحل له أن ينكح امرأةء خرجت من بطن هذه له أبداً ما کان وعلاء بالغاً ما بلغ » حرام بمنزلة خالته وعمته فى النسب. ‏ويحرم من هذا كله من الرضاع ما يحرم من النسب. ‏ومکروه تزویج الرجل بزوجه ربيه » ونزويج المرأة بروج ربيبتها 6 ‏(١) شرح النيل ١۱۳۷/۱. ‎ المحور الأول: في اعتماد الاإباضية على السنة النيوية ا ا٢۲ عمتها امرأة أبيهاء وتزويج الرجل بامرأة عمه زوج أمهء التي هي غير أمه. وحرام على الرجل : الجمع بين المرأة وعمتها وأم عمتها وخالتها وم خالتهاء ما کانوا وعلوا فى النسب› وكذلك بين امرأة وبنت أخيهاء وبنت ابنتهاء وبنت بنتهاء ما کانوا وسفلوا»٩. وقال الإمام نور الدين السالمي يه في شرح الحديث: «لا يجمع بين المرأة وعمّتهاء ولا بين المرأة وخالتها»): »ا بالتزويج ولا بالتسري› إحداهما بالبطلان بأولى من الأخرى» فإن نكحهما مرثبا بطل نكاح الثانية› لأن الجمع حصل بهاء وقد بين ذلك في رواية ابي داود والترمذي» وقال: حسن صحيح من وجه آخر عن ابي هريرة» وفيه: (لا تنكح المرأة على عمتهاء ولا العمة على ابنة أخيهاء لا المرأة على خالتهاء ولا الخالة على ابنة أختهاء لا تنكح الصّغرى على الكبرى ولا الكبرى على الصغرى)› والكبرى: العمّة والخالةء والصغرى : بنت الأخ وبنت الأخحت؛ء وهو من عطف التفسير على جهة التأكيد والبيانء ولذا لم يجئ بينهما بالعاطف. وقيل: إن دخل بالثانية حرمتا معاء ولفظ العمّة والخالة يصدق على عمّتها وخالتها وعلى عمّة أبيها وخالة أبيهاء وهكذا وإن علوْن. والتحريم شامل للجمع بينها وبين عمُتها القريبة أو البعيدة. وقال النووي: العمّة حقيقةٌ إِنّمَا هي أخت الأب» وتطلق ‏ أي مجازا - على أخت الجدٌ أو أب الجدٌ وإن علاء والخالة أخت الم وتطلق على أخت أمٌ الأمٌ أو أمٌ الجدةء سواء كانت الجدة لأمٌ أو لأب . )۱( منهج الطالبین ١۳۳/۱. (۲) شرح الجامع الصحيح/ج٣. ٢٢ ا الحقيقة الدامغة أصناف المحارم؛› مع أن آية النساء إنما ذكرت فيما يحرم بالرضاع الأخوات والأمهات وحدهن› ولكن دل الحديث على التعميم › وذلك في قوله يلأٍ: «فإن الرضاع مثل النسب»"ء وقوله: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»"ء وسياق الحديث إنما هو في انتشار الحرمة بسبب الرضاع بين الرضيع ومحارمه من قبل زوج المرأة التي أرضعته لأنه بمنزلة أبيه في حكم الرضاعء وقد نص على ذلك علماؤناء قال الإمام السالمي ينه : «والحديتُ يدل أن لبن الفحل يحرم فتثبت الحرمة من جهة صاحب اللبن كما ثبتت في جانب المرضعةء وأن زوج المرضعة بمنزلة الوالد للرّضيعء وأخاه بمنزلة العبٌ» فإَِّه يَأ أثبت عمومة الرضاع وألحقها بالنسب» لن سببَ اللبن هو ماء الرجل والمرأة محا فوجب أن يكون الرضاع منهما معا هذا مذھنا ومذهب جمهور الصحاية والتابعين وفقهاء الأمصار»” . وفي النيل وشرحه ما نصه: «(والرضاع كالنسب) فمرضعة طفل كأمه› وما فوقها كجده وجدتهء وما ولدت كأخيه وأختهء وما ولد ما ولدت كولد أخيه وولد أختهء وهكذاء فعن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة: ان أفلح أخا أبي القعيس عمي من الرضاعة استأذن علي بعد أن نزل الحجاب» فأبيت أن آذن لهء فجئت إلى رسول الله يَلةٍ فأخبرته فقال: (ائذني له فإن الرضاع مثل النسب)ء وبذلك السند قالت: كنت قاعدة أنا (١) الجامع الصحيح؛ مسند الإمام الربيع بن حبيبء (۱/٠٠۲ رقم: 0۲۳). (۲) الجامع الصحيحء مسند الإمام الربيع بن حبيبء (۱/٠٠۲ رقم ٤٠٥)› أحمد (١/ ٢ رقم ٢٥۷٤۲)› وأخرجه الطبرانى بلفظ قريب (١۲۹۱/۱ء رقم 1۹۷٠۱) وأحمد (۱/٥۲۷» رقم ۹۱٤۲)) والنسائی فى الکبری (1/۳٦۲۹› رقم 0440). )۳( شرح الجامع الصحيح ٠ ۳/ ٥ . المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة التبوية ا ۲۳ ورسول الل يَيق إذ سمعت صوت إنسان يستأذن في بيت حفصة فقلت : يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك فقال: أراء فلانا؛ لعم حفصة من الرضاعء فقلت: يا رسول الله لو كان عمي فلان حيا دخل علي؛ لعم لھا من الرضاع قال: (نعم؛ يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)». وقال العلامة أبو الحسن: «وحرام الأمهات من الرضاعة وبناتهن› والأخوات من الرضاعة وبناتهن وإن سفلواء وأمهات الأمهات من الرضاعة وإن علونء وبنات الآباء من الرضاعة». النس»” . ۳ . - س . و 4 س کے رس ےی ر م ص < س س س س ‎PA‏ ے2 ‎Gs‏ ۹ ى أل لِعبر اله وگه [الأنعام: ١٤٠]ء فقد عولوا في تخصيصه بتحريم ذوات الناب من السباع والمخالب من الطير على ما رواه الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي يل أنه قال: «أكل کل ذي ناب من السباع وذي مخالب من الطير حرام»ء قال الإمام السالمي: «والتتصيص على التحريم مقدّم على عموم التحليل وعلى القياس»“ . )۱( شرح التيل وشفاء العليل ء ۰٠۱/١۱۲. () جامع أبي الحسن؛ ۷۲/۲. (۳) منهج الطالبين؛ ٤٥۱/٣٤۳. (4) أخرجه الربيع (۱/ ۳١۱ رقم: ۳۸۷)› وأخرجه أحمد (٤/ ۸۹ رقم ١١۸١۱)ء وأبو داود (۳/ ٠۳۵ رقم ٦٠۳۸) بلفظ: «أيها الناس إنكم قد أسرعتم فى حظائر يهود ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها وحرام عليكم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها وکل ذی ناب من السباع وکل ذی مخلب من الطیر'. (۵٥( شرح الجامع الصحيح › ۲۳/ ۱۸۲ . 81 ا لحقيقة الدامغة وقال العلامة ابن بركة: «والنظر عندي يوجب صحة الخبر لأن إسناده ثابت ورجاله معهم عدول» وانتشار الخبر في المخالفين وقولهم به كالمشهور فيهم» وعندي أن لحم جميع السباع حرام وسؤرها نجس؛» إِلَا السنّوْرء فإن سؤره ليس بنجس لقول رسول الله يَلٍ: «إنَها من الطوافين عليكم والطوافات»» فخصّ يِل السنّوْر من جميع السباعء (وإنه كان ليصغي إليه بالإناء ليشرب)»". وقال الإمام أبو سعيد يله في قول تعالى: لال لا ليد فی ما أو إِلً بَا عل ار يلم إلا أن بكرت ميته أو دما سفوا أو لحم زر ِف رجش ار فقا أل لعب آله بد د فمن اضطرَ عَير باغ ولا عَاد د [الأنعام: 5٤1]: «فكل ما خرج من التحريم بالتنص في البهائم د من التحليل بالتنص من البهائم مما عدا هذه الأيةء فهو مباح في الحكم؛ | ما خصه شيء من دين الله بضد ذلك ء أو أشه و ل ا فهو حلال بالسنةء وما أشبه المحرم بالتص فهو محرم بالسنة» . وقال العلامة أبو الحسن في (جامعه): «سؤر السباعء وكل ما لا يؤكل \ 6 2 س ٌ \ _ س 1 (١) الجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب من طريق أبي قتادة (۷۲/۱ رقم:۹١٠۱)› وآخرجه من طريقه مالك (۲۲/۱ء رقم ٤٤)› والشافعى (۹/۱)› وعبد الرزاق (۱/ ٠ رقم ۲٢۳)؛ وابن بى شيبة (۱/۱٦۳؛ رقم ٢۳۲)› وأحمد (٥/۲۹۱ء رقم ۲۲۱)) والدارمی (۱/ ۳١۲۰ء رقم ۷۳۲)؛ وآبو داود (۱۹/۱٠ رقم ٢۷). والترمذي (۱/ ۱۳ رقم ٢۹)› والنسائی (۱/٥٥› رقم 1۸)ء وابن ماجه (۱۳۱/۱ء رقم ۷) وابن الجارود (ص ٢۲› رقم ١1)؛ والطحاوى (۱۸/۱)ء وابن خزيمة (۱/ ٥ رقم ١١۱)؛ وابن حبان (٤/۱۱۵» رقم ۹۹١۱)› والدارقطنى (۱/٠۷)› والحاكم (۲۳/۱› رقم 1۷٦0)ء ومن طريق آم المؤمنين عائشة أخرجه أبو داود (۱/ ٢۲٠ رقم ٦) والبيهقي (۱/ ٤٦٤۲ء رقم ۹۹١۱). (۲) جامع ابن بركق ۲۷۹/۱. (۳) الاستقامة ۳/ ۱۳۷. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ا ‎Y0‏ لحمه من السباع حرام نجس» لأن رسول الله ية نهى عن كل ذي ناب من السباعء ومخلب من الطيرء وما حرمه رسول الله ع نهو حرام عند ا لاه تعالى قال : وما ء31 کال سول فحذوه وما اتیک عه كان هواه [الحشر: ۷]» وقال في (مختصره): «وجاء النهي عن رسول الله ي عن أكل كل ذي ناب من السباعء ومخلب من الطيرء وكل سبع حرام أكل لحمه لهذا الخبرء إلا ما قام بهذا دليله في أنه جائزء وحرام أكل كل ذي مخلب من الطير بهذا الخير»". وتؤكد نصوص الإباضية على أن السنة النبوية هي قسيم للقرآن يجب العمل بها كما يجب العمل بهء ومن ذلك قول ابن بركة: «فإن قال قائل لم منعتم من التطهر بالماء المضاف» وقد أجمع الناس على التطهر بماء البحر؟ قيل له: التطهر بماء البحر مخصوص بسنة النبي يي لقوله: «الطهور ماؤه الحل ميتته»” فأخذنا في هذا بقول رسول الله يَيْء وأخذنا في الأول بكتاب الله ق وهو يشير بهذا إلى نصوص القرآن الدالة على أن الماء المطلق هو المطهر كقوله :و ل ع کہ سن السماء ما ماه هركم بده [الأنفال: ١١]ء () جامع آبي الحسن؛ ۲/٠۲. (۲) مختصر البسويء ١/١١۱. (۳) أخرجه الربيع (۷۲/۱ رقم: ١١۱)؛ وابن أبى شيبة (۱۲۲/۱» رقم ۱۳۹۲)؛ وابن ماجه (۲/ ۸۱١۱ رقم ٦ ) وأخرجه أيضا: الديلمى (۲/ ٤۳ء رقم ٢٠۲۲)ء وجاء بلفظ قريب عند البخاری فى التاريخ الكبير (۳/ ۷۸٤)ء والحاكم (۲۳۸/۱ء رقم ۹٤)ء والبيهقى فى معرفة الستن (۱/٠۲۲› رقم ٩٥8۷). وأخرجه أيضا: فى السنن الكبرى (۱/ ۳ء رقم ٢). (8) جامع ابن بركة ۷/۱٢۲. ۲۹ 2 الحقيقة الدامغة وقوله : «لوانرَا من اسما ما طهوراگه [الفرقان: 48]ء وقال أيضاً: والاستنشاق واجب بالسنة كوجوب سائر الأعضاء بالقرآن” . وقال العلامة ابن خلفون: «الغسل عندهم (أصحابنا) للجنابة والحيض شرط لصحة الصوم والصلاةء أما الصلاة فبالكتاب» وأما الصوم فبالسنة» . وقال العلامة العوتبي: «وليس النكاح كغيره من البيوع والاإجارات وغيرهما من العقود التي متى عقدت على مجهول فسدت؛ لأن هذا أصل بنفسه ثبت بالسنةء الدليل على صحة ما قلنا قول النبي يَيةٍ لبعض أصحابه: «أعندك شيء تصدقه إياها؟ قال: لا يا رسول اللهء قال: فما تحفظ من القرآن؟ قال: أحفظ سورة كذا وسورة كذاء فعقد عليه بما يحفظ من القرآن»"» وروي أنه قال: «زوجتكها على ما تحفظ من القرآن» ٠ . وقال العلامة أبو ستة: «وأما ما يرجع إلى الأمر والنهي والتحليل والتحريم فيجوز ورود الأحاديث المخالفة لظاهر الكتاب في ذلك» فتّجعل ناسخة أو مخصصة كما تقدمء وكقوله يِأٍ: (أكل كل ذ وذي مخلب من الطير حرام) بعد قول الله تعالى : ل يد دف ما أو إِلً حَرَمًا عل طاعر يمد إلا أن يكت ميد أو دا 4 مَسفُوكا أ او لحم زر ېه ى ثاب من السباع () المرجع السابق» ١/۲1۹. (۲) أجوبة ابن خلفون؛ ص٦۷. )۳( لم أجده. (8) لم أجده بهذا اللفظء ورواه الربيع بلفظ: (زوجتها لك بما معك من القرآن) (۱/ ۸٠۲ رقم:٥٠٥) والبخاری (٤/ ۱۹۲۰٠ رقم ٢٤٤( ومسلم (۲/ ٤١٤٠٠٠ رقم ٥ والنسائی (۱۱۳/۱› رقم ۳۳۳۹)› وأبو يعلى (۱۳/ ۳۲٥ رقم ۷۵۳۹)› والطبرانی ۱۷۳/۱ رقم 0۹4۰۷) وغيرهم. (٥) الضيای ٢/٠٦٠۳. المحور الأول: في أعتماد الاإباضية على السنة النيوية ا ‎Y۷‏ [الأنعام: ١٤٠]› فإن ذلك محمول على ما كان قبل نزول بقية المحرمات› والحديث محمول على ما كان بعد ذلك لقوله تعالى: ورم عَلبَهد لته [الأعراف: ۷١١]». وآنت تراه - ن - قيد مجيء الروايات ناسخة لما في الكتاب أو مخصصة لعموماته بما إِذا كان ذلك في الأمر والنهي والتحليل والتحريم وهو كلام دقيق جدا فإن النسخ لا يعتري العقائد ولا الأخلاقء إذ لا يعقل أن يخبر الله سبحانه في شيء من كتبه بحقيقة غيبية تتعلق بذاته أو صفاته أو أفعاله ثم ينسخ هذا الخبر بتص في شيء من كتبه أو على ألسنة رسله وإلا لانقلبت المفاهيم رأسا على عقب» وتبدل الحق باطلا والباطل حقا والإيمان كفرا والكفر إيماناء وكيف يتصور أن ينسخ الله سبحانه ما أخبر به من صفات وحدانيته وقداسته عن مشابهة مخلوقاته أو ما يتعلق بوعده أو وعیدهء فإنه ‏ بلا ريب لو كان لاستوجب اتصاف كلامه يا بالكذب والتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فمن هنا استحال النسخ في أخباره تعالى وفي صفاتهء وكذلك يمتنع تخصيص أي نص دل على كماله 8ء فلا يسوغ عقلا ولا شرعا تخصیص قوله تعالى: لر بذ ولد ول يى لهه ريك فى الك ولد يكن لر ول من ألذل € [الإسراء: ١١۱]ء وقوله: لور بنذ ودا ولم يكن أ شرك فى اَمَك وََلقَ َل شىء كمَدَر نقَره [الفرقان: ١]ء وقوله: «ووانة مَل جد راما اَعَد ص ولا وأا [الجن: 1۳ء وقوله: ليس كينيو شت وعو اسيع ايده [الشورى: ١ وقولةه: لم لذ ولم ولذ ل ولم يک لَه كرا لحد [الإأخلاص: ۳-٤[ وقوله : وولا يلم ربك أحداكه [الكهيف: ۹٤]ء وقوله : ل () حاشية الترتيبء ١/4۸8 - 4۹. ۸٢ اا لحقيقة الدامغة كدر يىك وك € [البقرة: ٢٥۲]› وأمثالها من الآيات التي دلت براهين العقل ونصوص النقل على أنها لا يعتريها التخصيص بحال» إذ لو جاز تخصيص شيء من ذلك لجاز في حقه تعالى أن يتصف بأضدادها فیجوز فى حقه الاتصاف بالوالدية والمولودية ووجود الشريك له والمثيل والكفؤ والصاحبةە وكذلك اتصافه بالسنة والنوم وبالظلم تعالى الله عن ذلك كله علوا کبيرا. وبهذا تدرك أن العمومات ليست ظنية على الإطلاقء فكم من عموم دلالته على ما احتواه قطعية كدلالة الخاص كالآيات التي ذكرناها لأن عدم إجراء حكم عمومها على أي فرد من أفراد مدلولاتها يستوجب حصر كمالاته يك وجواز أن تجامعها النقائص وهو ما يستحيل عقلا وشرعا. وقد يكون امتناع التخصيص لانعقاد الإجماع على سريان العموم في جميم أفراد مدلولاتهء بحيث يمتنع إخراج أي منها من حكم العمومء وذلك كقوله تعالى: ر تكرام نكم اطم ي لكا إِلَامَاعَد ملت إِكَة وعََعكُم وكنلتكم وَبَاتُ الأ وات لخت وأمَمتكم الي ركم وَأَحَوتسكُم ہے الرَصَعَد وَأَمَمت ایم رطم الد فی جورم ين بابك البق أب من آست بم رآن تجمشوا بے الكت رِلامَاكد ست اك اهكان عورا حي ماه [النساء: ٢۲۳-۲]ء فإنه لا يسوغ شرعا تخصيص أي شيء من هذه العمومات بإباحة نكاح شيء مما نكحه الآباء من النساء أو أي واحدة من الأمهات أو البنات أو الأخحوات أو العمات أو الخالات أو غيرهن مما ذكر إلا ما استثني من حكم الربائب غير المدخول بأمهاتهن . المحور الأول: في اعتماد الإباضية على السنة النبوية ا ۲۹ والوجوب والندب لا بد من أن يكون بنص قطعي الدلالة والمتنء فلا ينسخ ما في القرآن بالروايات الآأحادية بخلاف التخصيص كما سبق› فإنه يكون بما دون المتواتر كالمستفيض والاآحاد. وذکر بشير بن محمد بن محبوب رحمهم الله في کتاب (الرصف) ضروبا من السنة وأن منها ما يكون زيادة على الفروض التي جاءت في القرآنء بل نص على أنها قد تكون أيضا ناسخة لبعض أحكام القرآن› وهذا بعض ما قاله: «والوجه الآخر من فرائض السنن ما زاد الله به أهل الأسلام فروضا وأحكاما على لسان محمد وَيق نحو رجم الزناة المحصنينء وفي حد قاذف المحصنين من المؤمنين وقد قيل أيضا بوجه ثالث إن من سنة رسول الله يَوٍ ما هو لأحكام القرآن ناسخ نحو قوله: (لا وصية لوارث) بعد نطق الكتاب بها للوالدين والأقربينء وما سنه فيمن أسلم من نساء المشركين أنهن لا عوض لمن حل منهن للمسلمين بعد َ‫ مم 2 سے و وم ‎E < e‏ قوله : <لَاًا الربے ديت رجهم يل ما َتوه [الممتحنة: ١0]1. اه . (١) أخرجه الربيع في باب المواريث من طريق بي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس . () كتاب الرصف» لبشیر بن محمد بن محبوبء ص ٦ ۷. واضح أن آية الممتحنة التي أوردها لا تدل على تعويض المشركين عما فاتهم من نسائهم بانقلابهن إلى المسلمين وإعلانهن الإسلامء وإنما هي فيما فات المسلمين من نسائهم بارتدادهن وانقلابهن إلى المشركين» فإن نصها: دان تانكر شىء ن اكم إل الكتار اق تاا امك دحت رجهم بل ب اتراي [الممتحنة: ١1]ء وإنما الذي يدل على ذلك ما سبقها من قوله تعالى : ياج لنب ءامنوا دا جسم لومت مهنجرات مهه َعم يمي ن مسون مومتسن قلا وشن ل الكنار لا هن ل فم ولا هم عون فن وائوهم ما انقفو ولا جاح عَم أن حرم إا ضوهن حوره رلا تُشيكرا بيصم الكرافر وَسكلوا ما نق ومسو ما فقوا دكم كم أو نك يكم وه عَم عد [الممتحنة: ١٠]ء فإن في هذه النص بتعويض المشركين ما أنفقوا عليهن كتعويض المؤمنين على ما أنفقوا عليهن قبل ارتدادهن . والتحقيق أيضا أن قول الله تعالى: كيب عَليْكم إِدا حص ادكه الْموب إن ترك حبرا الوَصِيَة = 2> الحقيقة الدامغة وبالجملة؛ فإن الإباضية يعولون على السنة النبوية في فهم الشريعة سواء کانت بیانا لمجملات ت القران. أو كانت أتت بتشريع مبتدأً لم يتعرّضن له القرآنء ولذلك إذا ثبتت السنة أخذوا بها ولو كان النظر والقياس يقتضيان خلافهاء وكم نصوا على ذلك ومنه قول ابن بركة: «وقد غلط من ذهب إلى إجازة القرآن للجنب والحائض من حيث تأوله الروايات والمنع لهما من ذلك» ولعمري؛ لولا الخبر الوارد بذلك لكان الاستكثار من ذكر الله بالقرآن في كل الأحوال أفضل لمن فعلهء ولكن لا حظ للنظر مع ورود الخبر ولله أن يتعبد عباده بما شاء». وقوله: ولا حظ للنظر مع وجود السنة"› وال أيضا: «ولکن لا حظ للنظر مم النتص وثبوت السنة بء وقرر أنه: «ليس للعقول مجال عند ورود الشرع»› وبين أن من ضرورات الدين امتٹال أوامر النبي ية = للَوَلِدَنِ وََلاَفَينَّ» [البقرة: ١۸١]ء ليس منسوخا بحذيث: «لا وصية لوارث» وإنما هو مبين به» فإن امتناع الوصية للوارث لا يقضي بمنع الوصية للوالدين غير الوارثين عندما يمنع اختلاف الدين التوارث بينهما وبين ولدهماء فلو كانا مشركين لكان لهما حق الوصية وهو من برهما بعد الموت كما يؤمر ببرهما في الحياةء ولا يمنعهما الشرك من حقهما في البر ولو كانا داعيين إليهء كما نص عليه قوله تعالى : وين جُهداك عل أن ترك ي مالس لك يي عل فلا نيمهم رصاْهُمافي لديا مَسرُوكاڳ [لقمان: ١٠]ء ومثلهما الوالدان المملوكان؛ فإن رقهما لا يحول دون حقهما من الوصية وإن منع إرثهماء فالحديث إِذا مقيد لإطلاق الآية وليس ناسخا لهاء وهو الذي عول عليه الضحاك وطاوس والحسن من مفسري السلف واعتمده الطبري» ونص عليه ابن بركة ١/٤٠٠ وهو الظاهر من كلام أبي الحسن البسيوي في جامعه ۵/۲٠۵٠ وسمعئه من شيخنا أبي إسحاق إطفيش في دروس التفسير التي كنت أحضرها له إبان زيارته لزنجبار سنة ١۱۳۸۰ ه. ۱ (١) جامع ابن بركة؛ ۳۷۱/۱. (۲) نفس المرجعء ۲۳۷/۲. (۳) نفس المرجم؛ء ۳۹۳/۲. (٤) نفس المرجعء ٢/٤۲۹. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ا ۳۱ حيث قال: «الواجب على المرء امتثال ما أمر به ي من فرض وندب في الصلاة وغيرها»"ء ولا ريب أن الوجوب إنما هو في الأوامر الجازمةء اما ما كان غير جازم فهو محمول على الندب وفي امتثاله فضل کبیرء لکن تركه لا يثلم دين التاركء وهذا إنما هو فيما دلت القرينة على أنه محمول على الندب دون الوجوب وإلا فالأصل في أمره يي أن يحمل على الوجوب كأمر الله تعالى. وقال أيضا: «وإذا ثبت الخبر عن النبي يَأ فليس إلا اتباعە»"› وعلى هذا المعنى يحمل قول العلامة العوتبي: «وإذا تعارض الأثر والنظر كان الحكم للأثر وسقط اعتبار النظر”ء وهو يعني - بلا ريب - الأثر المرفوع دون غيره. ٠ نصوص علماء الاباضية في جعل السنة النبوية مصدرا مستقلا للتشريع: تواترت نصوص علماء الإباضية قديما وحديثا على تأكيد اعتماد السنة في التشريعمء وجعلها أصلا ثانيا بعد الكتاب العزيزء وأن حجية السنة النبوية أصلها من القرانء كيف وقد توالت آيات الكتاب مؤكدة وجوب اتباعه يي ومعلقة صحة الإيمان والنجاة في الدار الآخرة على طاعته فيما أمر به أو نهى عنهء وعلى حسن التأسي بفعله صلوات الله وسلامه عليهء لذلك قال علماؤنا بأن كل ما جاء في السنة النبوية فإنه في حكم ما جاء به القرآن لأمر الله تعالى باتباعه صلوات الله وسلامه عليه. قال العلامة () نفس المرجمعء ١/٦٠٥. (۲) نفس المرجع؛ ۱/ ۳۵۷. (۳) الضيای ۴/٤۱. ۳۲ ا الحقيقة الدامغة عثمان بن عبد الله الأصم: «والدليل على أن السنة حجة: قوله تعالى: را 512 6 نول فَخُدُوه وبا ا تنكم عه كانهو . وقال العلامة الشقصي: «اوأحكام الشريعة كلها مأخوذة من طريق واحدء وأصل واحدء وهو: کتاب رب العالمين› وقال الله تعالي : ەل اتَِعُواً لرل إل ين نگ وقال: رب متك الول دوه وا تكم عت واگ وقال: فان ترام فی شي ردو إل أل واَرَسُوڳهء وقال: طمن يطع الرسول فَمَد اء امه وقال: ربا بق عن ألو( دعولا 4ء فوجب اتباع السنة بكتاب الله تعالى» ٠ وقال أيضاً: «وأصول الدين هو ما جاء فيه حكم من کتاب الله تعالی ومن سنة نبيه محمد ية أو من إجماع المهتدين من علماء الأمة»”. وقال العلامة ابن أبي نبهان: «لا يفسر القرآن فيما وردت فيه السنة على خلاف السنةء بل يفسر القرآن بالشريعة الصحيحة التي وردت بها السنة؛ للأن النبي ية موضح لما أبهمه التنزيلء ومفصل لما أجمله القرآن العظيم. والمعنى في ذلك: ما نهاكم عنه تحريماً فحرموه واجتنبوه» وما نهاكم عنه كراهية فلا تحكموا بحرمته؛ لأنه لم يحرمه بل احكموا کحکمه؛ وخذوا ما آتاكم به من حكم واجب فاحكموا به كذلك وأدوہ کما لزم وما حكم به أنه من الوسائل والمباحء فضعوا كل شيء في محله وأصحابه أعلم بما يحكم به في الشيء على أي وجه حکم به» ٩ . () النور لعثمان الأصم؛ ١ / 0.۹۷ (۲) منهج الطالبين لخميس الرستاقي» ١ / ١1. (۳) المرجع السابقء ١/١1٠. () قاموس الشريعة؛ لجميل بن خميس السعدي ۱۳/ ۲۳۲. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية 1 وقال قطب الأئمة في تفسير قوله تعالى : «لمًا رطا فى الكتب من َءوه [الأنعام: ۳۸]: «فإن كل ما يحتاج إليه من أمر الدين قد اشتمل عليه القرآن بتصريح أو تضمين وتفصيل أو إجمالء مع أن التفريط هو التقصير فيما لا بد منهء فلا يشكل بما لا يحتاج إليه من مسائل الدين التى لا تقم البلية بها والإجماع حجةء وخبر الواحد حجةء والقياس حجة أثبتها القرآنء وكل ما دل عليه أحد الثلائةء فمن القران قال يَيٍ: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى) وقال الله تعالى : «وما ء اندي الول فَحذوه ‎par‏ روو س وآ ا وما ملم عه فاننهواگه وكان ابن مسعود يقول: مالي لا ألعن من لعنه الله في ‏وروی أن امرأة قرت جميع القران ثم أتته فقالت: يا ابن آم عبد تلوت البارحة ما بين الدفتين فلم أجد فيه لعن الله الواشمة؟ فقال: لو تلوتيه لوجدتيه؟ قال الله تعالى : وبا انك الول فَحُدُوه وما تنك عه تانهواگە ومما أتانا به رسول الله يِل أن قال: (لعن الله الواشمة والمستوشمة "٩ . ‏وقال أيضاً: «والشرع ما ثبت بالكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياسء والكتاب أصل السنة لقوله ڪال : نوما ينطق عن اویه ولوا انك ‏و 2 ‏اسول فَحَدُودُه الآيتينء والسنة أصل للإجماع لقوله يَلةٍ: «لا تجتمع أمتي ‏(۱) أخرجه بمعناه أحمد )٤/۱۲ رقم ٤ ۱) وآبو داود (٤/ ٠٠۲۰ء رقم ٤٤٤٤)ء والترمذي (٥/ ٤٤٠ رقم ٦۲۱۷) وقال: حسن صحیيح ٠ وابن ماجه (۱/ ١۱ › رقم ٤٢٤)ء والحاكم (۱/٤۱۷› رقم ۳۲۹) وقال: صحيح ليس له علة. والبيهقي (١٠۱/٤۱۱ء رقم ٥)). وابن حبان (۱۷۸/۱» رقم ۵)› والدارمی (۵۷/۱› رقم 40). ‏(۲) أخرجه الربيع (۷۱/۱٣رقم :۹۷۵)؛ والبخاري (٥/ ۲۲۱۸ رقم 09۹۸)› ومسلم (۳/ ۷ رقم ٢٤۲۱۲). ‏() هميان الزاد إلى دار المعاد للقطب امحمد اطفيش - (٥ / ۲). ‎۳۳ ‎ ‎ ٤۳ 2 الحقيقة الدامغة على ضلالة»» والإجماع أصل للقياس لأنه ما يثبت إلا بالإأجماع ولا يعتد بنفی نافیه» قلت: الإجماع ثابت بالکتاب كما أنه ثابت بالسنة؛ فحجته من الكتاب قول الله تعالى : ومن يِا فق الرسو مول من بعد ما لمەن له الهَدى يسيع عير سيل اومن نوو ما تول رنيو 2 سء ت مَصراڳه [النساء: ١١٠۱]. والقياس: ثابت بالسنة لا بالاجماع› ودلبله منها ما رواه الربيع سه عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال كان الفضل ابن العباس رديف رسول الله ية فجاءت امرأة من خٹعم تستفتيه فجعل الفضل بن عباس ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله يي يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر قالت يا رسول الله يِل إن فريضة الله على العباد في الحج أدركت أآبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال: «أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنهء أكنت قاضية عنه؟» قالت: نعم قال: «فذاك ذاك» . وأخرجه الطبراني في كبيره عن حصين بن عوف الخثعمي أنه سال النبي يي عن حجه عن أبيه؟ء فقال له: «أرأيت لو كان على أبيك دين› أكنت قاضيه؟» قال: نعم قال: «فدين الله أحق أن يقضى". ويظهر من هذا أنه تكرر السؤال عن ذلك من رجل وامرأةء کلاهما من خٹعم . (١) الجامع الصغيرء ١/١٠. (۲) أخرجه الربيع (۱/ ۹١٠ رقم:۳۹۲)› والطبرانی (٤/٦٠› رقم ۰٥٥۳) و ۸/۱٥۲ رقم ۸٤۷)؛ أخرجه الطيالسى (طبعة دار هجر ٤/۷٤۳ رقم ۳٤۲۷)› ومسلم (۲/ ٤ رقم ١٤۱۱)› والترمذى (۳/ ۹0› رقم ٦۷۱)› وابن ماجه (۹/۱٥٥› رقم ۸١۱۷( . (۳) أخرجه الطبرانی (٤/٦۲› رقم ۰٥٥۳). المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ا ۳0 وعن ابن عباس: ان امرأة نذرت أن تحج فماتت فأتی أخوها النبى يل فسأله عن ذلك فقال: «أرأيت لو كان على أختك دين أکنت قاضيه؟» قال: نعم قال: «فالله أحق بالوفاء»٩. وعنه قال: أتت النبي يَأ امرأةء فقالت: يا رسول الله إن أمي نذرت أن تصوم شهراًء وإنها توفیت قبل أن تصوم. قال: «أرأیت لو کان على أمك دين أكنت قاضيه؟»› قالت: نعم. قال: «دين الله أحق أن وعنه أيضا: أن امرأة من جهينةء جاءت إلى النبي يَيْوِء فقالت: إن مي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت» أفأحج عنها؟ قال: «نعم حجي عنها. أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية؟ اقضوا دين الله فالله أحق بالوفاء» . وعن عمر بن الخطاب ويك : أنه قال: هششت يوما فقبلت» وأنا صائم» فأتيت رسول الله يَلوٍء فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما؛ قبلت وأنا صائم. فقال رسول الله يَوٍ: «آرآیت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟» فقلت: لا بأس بذلك. فقال رسول الله َي : «ففيم؟» ٩ . وعن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيانء أن زيدا أبا عیاش مولى لبني زهرةء أخبره أنه سآل سعد بن ابي وفاص »٤ عن اشتراء البيضاء (١) أحمد (۲۳۹/۱ء رقم ٤٤۲۱)› والبخاری (1/ ٤٦٤۲ء رقم 1۳۲۱)› والنسائى فى الکبری (۳۲۲/۲؛ رقم ۳۱۱۲)› وابن خزيمة (٤/٤٤۳› رقم ١٤۳۰)› وابن الجارود (۱/ ۲۳۷ رقم ٤٤۹). (۲) أخرجه الطبراني (۱۲/٢۲ رقم :١٤۱۲۳۱). (۳) أخرجه البخاري (۱۸/۳ رقم: ١۱۸۵). (4) أخرجه أحمد (۱/٢٥۲۲ رقم: ۱۳۷). ۳۹ | الحقيقة الدامغة بالسلت» فقال له سعد: أيتهما أفضل؟ قال: البيضاءء فنهاني عنهء وقال : ني سمعت رسول الله ييي سئل عن اشتراء الرطب بالتمرء فقال: «أينقص الرطب إذا يبس؟» قالوا: نعم» فنهى عن ذلك" . فهذه الأحاديث كلها دالة على مشروعية القياس في الحكمء وذلك بحمل مجهول الحكم على معلومه عندما يشتركان في العلة التي ينشاً عنها الحكم؛ فقد نبه النبي يَةٍ على ذلك وعمل به أصحابه كما کان من سعد َء ولم يقم الإجماع على القياس بل الأمة مختلفة فيه منذ الرعيل الأولء وأشهر من عارضه الظاهريةء فقد اشتد نكيرهم عليه وعلى من أخذ به وأقصوه عن الاستدلال به في مجال البحث والاجتهاد. هذا؛ وقد اشتد نكير المحقق الخليلي رحمه الله تعالى على من عارض فتواه التي استدل عليها بحديث ثابت عن النبي يَيْوٍء فاعترضه هذا المعترض بما يذكره من رأي علماء بيضة الإسلام ‏ أي نزوى - وكان مما أجابه به: "ومن العجب أن أنص لك عن رسول الل ي وأنت تعارضني بعلماء بيضة الإسلام بغير دليلء ولا واضح سبيلء أليس هذا في العيانء نوعاً من الهذيان؟!»٩. ومٹله قول حمده العلامة المحقق الإمام محمد بن عبد الله الخليلى رحمه الله: «قول بخلاف الحديث يُضرَّبُ به عرض الحائط» . (١) أخرجه مالك (۲/٤۲٦» رقم ۱۲۹۳)› وابن أبى شيبة (۷/ ۲۹۷ رقم ٤٤۳۱۲)› وأبو داود (۳/ ۲۵۱٤ رقم ۹٣۳۳)؛ والترمذی (۳/ ۲۸٥ رقم ١۲٢۱)ء والنسائى (۷/ ۱۸٦۲ء رقم ٤٥٤٥٤)؛ وان ماجه (۱/۲٦۷؛ رقم ٢۲۲۱). (۲) فتاوى المحقق الخليليء ۷/١۲٠٠ ط١» مكتبة الجيل الواعد. () الفَنْخ الجليل ِن أَجوِبة الإمام أيي حلِيل؛ للام مُحَمّد بن عبد الله بن سعيد بن حَلْقَان الحُلِيلِيَ. ط١: ١۱۳۸ه/ ١۱۹م المطبعة العمومية بدمشق/ سورية. ص۱۹۳٠ المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية اا ۳۷ وقد سبق إلى مثل هذا العلامة ابن بركة في قوله: «واتباع السنة أوْلى من اتباع عبد الله بن عمرو»» وقال أيضا: «والصواب ما قالت هذه الفرقة إذ السنَّة وردت بصحة قولها»”. وقال العلامة أبو الحسن البسيوي في قوله تعالى : «وما ءانك الول ‎2Z‏ ۸ و س رر س وو سم سو § ء فحذوه وما تنكم عنه فاننهوا که : «وهو إعلام من الله تعالى أن ما حرمه رسول | لله ی حرامء وفد قال | لله تعالى : طفليَحدَر اَذ لفون عن أسروء أن 4 تدم فنَْةُو بم عات اې . وقال العلامة العوتبي: «ولا يجوز لأحد رد ما أتى عن النبيٌ ي من الأخبار بنصٌ الكتاب» وبما ورد عنه يَأ من التضييق في ذلك. أما الكتاب فقوله يك : «فَلَحُدَر الدب َالو عَن أسروء. . .كه الآيةء وقوله تعالى: وما تنكم الول دوه وما تنكم عه هوه وما روي عنه َي من طريق عبيد الله بن أبي راقع عن أبيه أنه قال يَلٍ: (لا ألفين أحدكم متكثا على أريکته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت أنه فيقول: لا أدري» ما وجدنا في کتاب الله اتبعناء). فقد ضيق يِل على أحد أتاه عنه أمر مخالفته وترك العمل بە»°° . () جامع ابن برك ۱۱۳/۱ () المرجع السابقء ٠/1٦٠۲. (۳) جامع أبي الحسن البسيوي؛ ۳٣/١٠0.۱۸ () أخرجه الشافعى (١/١١٠)ء وأحمد (٩٦/ ۸ء رقم ۲۳۹۱۲)؛ وآبو داود (٤/ ٠٠۲٠ رقم ٦ والترمذي (٥/ ۳۷ رقم ۳٢)) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (۱/ 1٦٩ رقم ۱۳)› وابن حبان (۱۹۰/۱» رقم ۱۳)؛ والطبرانی (۱/٦۳۱۲ء رقم ٢٤۹۳)ء والحاكم (١۱/ ١۱۹ رقم ۳۱۸) وقال: صحيح على شرط الشيخين. والبيهقي (۷/ ٦۷ء رقم ۱۳۲۱۹). وأخرجه آیضا: الرویانی (۱/ ۳٣۷٤ء رقم ٦۷۱). (٥) الضياۍ ١/۷۱٤ - ٢۷٤. ۳۸ 8 الحقيقة الدامغة ' وبين الإمام نور الدين السالمي ينه أن الفقه في الدين ينبع من ثلاثة والأصل للفقه كتاب الباري والاجتهاد عند هذي منعا وقال أيضا : وما أتى عن الرسول يقبل والكل حجة فأماالأول من ثقةلثقة والمرسل وقال : وفعله صلى عليه الله وإن يكن ندبا فذاك يندب وكل هذا أسوة مستحسنه نقدم الحديث مهماجاء وهالك من كان فيها مبدعا“ وهو صحيح مرة ومرسل فهو الذي إلى النبي يصل فهو الذي منه الصحابي يهمل”° يلزم أن تفعلهكماهو أو جهل الوصف فليس يجب وليس كالتأسي عندي حسنه على قياسنا ولا مراء وقال في رد قول خالف حديث الرسول يَلاةٍ: المصطفى يعتبر الأوصافا لا نقبل الخلاف نيما وردا ونعذر القائل حیثٹ قالا أو أنه ضعف ماقدسمعا وتنحن نحکی بعده خلافا فيه عن المختار حكم أسندا لعله لم يسمع المقالا او أنه أوله أو اد ٤ (١۱) أنوار العقول؛ طبعت في أول ش ر العقول؛ طہ في أول شرحها المسمى (بهجة الأنوار)؛ مطابع النهضة/ سلطنة عمان. د.ت. صا . )۲( جوهر النظام› ۱/۱. (8) المرجع السابق؛ ۲۱/۳. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النيوية ‎E‏ ۳۹ حسبك ان تتبع المختارا وان يقولوا خالف الآثارا° وأطال ينه فى بيان حجية السنة الآأحادية فى جانب العمل وكان مما قاله فى ذلك : «ووجوب العَمَل بخبر الواحد ثابت بالعقل والنقل› أما ثبوته بالعقل فهو أن من أحضر إليه طعام وأخبَرّه من يغلب في ظنّه صدفه أن فيه سما فإنه إذا أقدم عليه مع غلبة ظنّه أنه مسمُومٌ استحقٌ الُم قَطًا وذَلِكَ هو معنى الوجوب وأما ثبوته من جهة النقل فإنه قد علم من تواتر الأخبار عن النبى يي أنه قد يبعث السعاة والعمال إلى الجهات النازحة ليرووا عنه ما يجب عليهم في أموالهم وألزمهم قبول أخبارهم وأيضًّا فالصحَابَةُ والتابعون قد أجمعوا على الأخذ بخبر الآحاد وعلى العَمَل بهء وييَانْ ذَلِكَ أن الصَخحَابَةٌ كانوا يرجعون إلى خبر الواحد فيحكمون بهء كخبر عبد الرحمن بن عوف في المجوس فإنهم تحيروا في حکمهم حتی قال آكلي ذبائحهم ولا ناکحي نسائهم)٩. (١) المرجع السابق» ۲0/۴. (۲) الحديث رواه عبد الرحمن بن عوف بلفظ: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب) من غير زيادة أخرجه عنه مالك في الموطا (۲۸۹/۱ رقم: ٤٤۷)› والشافعي في مسنده ۹/۱٠٠٠ وعبدالرزاق في مصنفه (۱٦/ ۸٦ رقم: ١۲٠٠٠)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (۲/ ٤٥٤٥٤ )۱۱۹/۱۱ رقم: ۱)» وقوله: (غير آكلي ذبائحهم ولا ناكحي نسائهم)ء زيادة مدرجة في الحديث لأجل الشرح والبيانء فإن جماهير العلماء حملوه على أنهم كأهل الكتاب في أخذ الجزية منهم دون حل ذبائحهم أو نسائهم. وقد نص على ذلك غير واحدء قال البيهقي (الستن الكبرى ۷/ ۲۸۰): «فحمله أهل العلم مع الاستدلال برواية بحالة على الجزية فهم ملحقون بهم في حقن الدم بالجزية دون غيرها». .£ ا الحقيقة الدامغة وقد كان عمر لا يسوي بين الأصابع في الدية فترك مذهبه في تفضيل بعض الأصابع على بعض في الدية لأجل كتاب عمرو بن حزم وكذلِك عمل بکتاب عمرو بن حزم في زكاة المواشي وتفاصيلها وكذلِكَ اختلفوا فى الجنين فكان عمر يقول إِنَّهُ لا شيء إِذا خرج میتا حتی ورد خبر حمل ابن مالك في أن الجنين فيه الغْرّة فأطبقوا عليه وكذَلِكَ اختلفوا في توريث المرأة من دية زوجها حتى روى الضحاك بن سفيان خبره الذي في توريث المرأة من دية زوجها فعملوا به وأطبقوا عليه وأيضًا فقد روي عن ابي بکر أنه كان يرجع إلى أخبار الصَحَابَةٍ وِكذَلِكَ عثمان وكذَلِك علي وقد عمل بحديث عمر والمقداد في حكم المذي وعملت الصَحَابَةٌ بخبر أبي بكر أن الأنبياء يدفتون في المنزل الذي يموتون فيه فحفروا لرسول الله َي في موضع فراشه. وعملوا بخبر عبد الرحمن في الطاعون وهو أنه يو نهی من کان خارجا عن دَلِكَ البلَدٍ أن يدخُله حتى يرتفعم» ونهی من كان داخلا أن يخرج فرارًا منه وكان جميع ذَلِكَ من غير إٍنکار من بعضهم بل کان منهم العامل بِذلِك ومنهم القابل له والمصوب عليه فكان إجماعًا على وجوب اللعَمَل بخبر الواحد وكذَلِكَ أيضًّا قد أطبق التابعون وفقهاء الأمصار على قبول الأخبار التي ترويها الآحاد فكان إجماعًا من التابعين أيضًّا». والخلاصة؛ أن الإباضية جميعا يعولون على الكتاب والسنة في عقيدتهم وفقههم وكل ما يتصل بدينهم ولا يعدلون عنهما إلى غيرهماء وإنما يفرقون بين العقيدة والفقهء ففي العقيدة يعولون على القطعي وحده؛ء لذلك يعتمدون فيها الكتاب العزيز وما تواتر من السنة النبوية دون أحادهاء أما في الفقه فهم يعتمدون الأحادي كالمتواتر لأنه ميدان للنظر والاجتهات› (١) طلعة الشمس› ۱۹/۲ - ١۲. المحور الأول: في اعتماد الاباضية على السنة النبوية ا ٤ ولكنهم يتركون الآأحادي إن عارضه المتواترء كما أنهم لا يقطعون عذر من خالف الروايات الآحادية لترجيح ما يتصوره أقوى منها أو لقدحه في کو عع المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية | جو |٠۳٤ المحور التاني منهج الإباضية فيي الحكم على الرواية نظرًا إلى أن الرواية إن أسندت إلى الرسول يي كانت مصدرًا من مصادر الدين؛ اعتنى الإباضية بنقد الروايات وتمحيصها للتمييز بين الثابت وغيره منهاء ولم يقتصروا في النقد على الأسانيد دون المتونء وإنما اهتموا بالنظر في المتون كالأسانيد لأنها أوعية الهداية التي تأتي من قبله صلوات الله وسلامه عليه لأجل ذلك لم يتقبلوا ما جاء من الروايات الآحادية مخالفًا لما دل عليه القرآنء إلا أن يكون مخصصا لعموماته فيما يسوغ فيه التخصيص» وكذلك ما تواتر يمكن أن يكون ناسخا لما في القرآن فيما يسوغ فيه النسخء وهم في هذا مستهدون بهدي رسول الله ييا وسائرون على نهج أصحابه ن فقد روى الإمام الربيع بن حبيب يِه في مسنده الصحيح عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي ي قال: «إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه علی کتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني» ٩ . وعلى هذا جرى أصحاب رسول الله يل كعمر وعائشة وابن عباس ۰ ففى مسند أحمد ما نصه: «حدثنا علي بن عاصم؛ قال حصين بن عبد الرحمن: حدثنا عامر عن فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها ٹلاڻاء (۱) أخرجه الإمام الربيع بن حبيب (۳۱/۱ رقم :٤٤). ٤٤ ا الحقيقة الدامغة فأتت النبي يَأ تشكو إليهء فلم يجعل لها سكنى ولا نفقة. قال عمر بن الخطاب: لا ندع كتاب الله ين وسنة نبيه يل لقول امرأة لعلها نسيت»” . مليكة؛ قال: توفیت اينه لعثمان بن عفان ‎Te‏ قال: فجئنا لنشهدهاء قال: فحضرها ابن عمر ؛ وابن عباس» قال: وإني لجالس بينهما»؛ قال: جلست إلى أحدهماء ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي» فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان: وهو مواجهه؛ ألا تنهى عن البكاءء فإن رسول | لله ا قال: "إن الميت ليعذب سکاء هله عليه) . عمر لا والله ما حدث رسول الله َل أن الله يعذب المؤمن ببكاء حت ولكن قال: «إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه» قال: وقالت عائشة: حسبكم القرآن: رل رر وار ون أَعَكڳه [الأنعام: 164]› قال: وقال ابن عباس عند ذلك : والله «لاضحك وأبكڳه [النجم: *٤]ء قال ابن أبي مليكة: فوالله ما قال ابن عمر من شیء "٩ وعن عمرو بن دینار قال: قلت لجابر بن زيد: يزعمون «اُن رسول الله َة نهى عن حمر الأهلية؟» فقال: قد كان يقول ذاك الحكم بن عمرو (۱) أخرجه أحمد (٦/٤٤٤ رقم: ۲۷۳۷۹)› وينظر مصنف عبد الرزاق (۷/٤۲ رقم : ۷ وابن آبي شيبة (٤/۱۳۱ رقم: ۱۸۱۵۹)؛ ومسند إسحاق بن راهویه (٥/ ٢۲۲ رقم: ۲۳۲۱۷)› ومسند آبي عوانة (۳/ ۱۸۳ رقم: ٤7٤٤)› وصحیح ابن حبان (۱۰/ ۳٦ رقم: ٤٢٥٤٤)› وسنن آبي داود (۲/ ٥۷٤ رقم: ١۱۱۸)› والدارقطني (٥/ ٥٤ رقم : ۹) والبيهقي (۳/ ۱۹۰ رقم:۲۸۹۱). (۲) أخرجه البخاري (۲/ ۷۹ رقم: ١۱۲۸ و۱۲۸۸) ومسلم (۲/ ٤٤1 - ٤٤٦ رقم: ۲۷٩ و۹۲۹). المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا £0 الغفاريء عندنا بالبصرة ولكن أبى ذاك البحر ابن عباس» وقراً: لل لَه دی أو يِن عَرناه. مع أن النهي عن أكل الحمر الأهلية روي بطرق متعددة ولم يكن من طريق الحكم بن عمرو وحدهء وهذا يدل على أن الصحابة ين كانوا حراصا على نقد الروايات وردها ولو أتتهم من طرق صحابة عدول عندما يلحظون فيها أدنى مخالفة لما في القرآن الكريم» ولم يكن ذلك تجريحا لرواتهاء ولكن لما يتصورونه من احتمال الالتباس عند حمل الرواية أو عروض النسيانء وهذا ما يدل عليه قول عائشة وينا: يغفر الله لأبي عبد الرحمن؛ء أما إنه لم يكذب» ولكنه نسي أو أخطأء إنما مر رسول الله يي على يهودية يبكى عليهاء فقال: إنهم ليبكون عليهاء وإنها لتعذب في قبرها٩. وإذا كان هذا في عهد الصحابة مع تلقي الرواية عن الصحابي الذي تلقاها عن رسول الله يَيْةٍ من غير واسطة سواءء وما عرف به الصحابة من الضبط في الرواية وإتقان التلقي والدقة في الأداءء فما بالك بما تناقله الرواة راو بعد آخر مع تقادم العهد وكثرة الوسائطء وما حدث في الأمة من زوابع الأهواء التي محت رسوم الدين وبلبلت الأفكار وحيرت البصائر» أفلا يكون الاحتياط بعرض الحديث على القرآن هو المنهج الأسلم والميزان الأعدل؟ ناهيك أنه منهج رسمه النبي يَةٍ وسار عليه الصحابة وين وهم خير القرون› وقد كانوا أورع وأدق وأحوط وأخبر بطرق النقد. على أن علماء المصطلح لم يكونوا عازفين عن ذلك» فهذا البغدادي (۱) أخرجه البخاري (۹1/۷ رقم:00۲۹). (۲) أخرجه الربيع (۱/٥۱۹ رقم: ۸۳٤)› وموطاً مالك (۳۲۹/۲ رقم: ۸۰۳)› ومسلم (۲/ ٤ رقم: ۹۲۳)› والنسائي (٤/ ۱۷ رقم :٦۱۸۵) واليهقي (٤/۱۲۱ رقم: ١۷۱۷). 1٦ 2L الحقيقة الدامفة يقول في کتابه (الفقيه والمتفقه): «وإذا روى الثقة المأمون خبراً متصل الإسناد رد بأمور: أحدها: أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه لأن الشرع إنما يرد بمجوزات العقولء أما بخلاف العقول فلا . والثاني : أن يخالف نص الكتاب أو السنة المتواترةء فيعلم أنه لا أصل له أو منسوخ. والثالث: أن يخالف الإجماع فیستدل على أنه منسوخ؛ أو لا أصل ل لأنه لا يجوز أن يكون صحيحاً غير منسوخ وتجمع الأمة على خلافه . والرابع: أن ينفرد الواحد برواية ما يجب على كافة الخلق علمهء فيدل ذلك على أنه لا أصل له؛ لأنه لا يجوز أن يکون له أصل وينفرد هو بعلمه من بين الخلق العظيم . والخامس: أن ينفرد برواية ما جرت العادة بأن ينقله أهل التواترء فلا يقبل لأنه لا يجوز أن ينفرد في مثل هذا بالرواية» . وعليه فأي غرابة فيما أخرجه الربيع يه من حديث عرض الحديث على القرآن حتى يتطاول المتطاولون فينسبوا هذا الكلام إلى الزنادقة والملاحدة أو من تأثر بهم واستجاب لضلالتهم› كما يزعم ذلك الألباني ومن قال قوله ممن سبقوه أو تأخروا عنه"٩. وليت شعري؛ أين يضع الألباني ومن قال قوله عُمَرَ بن الخطاب وعائشة وابن عباس وين الذين عملوا بهذا؟ هل يصنفونهم مع الزنادقة أو الملاحدة أو مع الذين تأثروا بهم واستجابوا لضلالتهم؟ فإن هذا هو () الفقيه والمتفقه؛ ١/ ۱۳۲ - ۱۳۳. (۲) ينظر ما قاله الألباني في كتابه (سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السىء فى الأمة)ء ۰ - ۲ 0. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا £۷ صنيعهم في نقد الرواياتء ولم يعرف لهم مخالف من الصحابة وء ولو كان لاشتهر وتناقله الرواةء وإِذا كان هذا منهج خير القرون فمن أولى بالاتباع منهم مع أنهم نشأوا في كنف النبوة فاقتبسوا من أنوارها وارتووا بمعينها وساروا على هداها؟!. على أن الألباني ناقض نفسه بنفسه عندما أصر في كتابه المسمى (آداب الزفاف في السنة المطهرة) على نقض اللإجماع الذي حكاه غير واحد على أن الذهب حل للنساءء بدعواه أنه حرام عليهن كحرمته على الرجالء فقد عول فيما ذهب إليه على قول ابن القيم: «ولم يزل أئمة الإسلام على تقديم الكتاب على السنة والسنة على الإجماع وجعل الإجماع في المرتبة الثالئة». فأنت ترى أن ابن القيم يقول بأنه لم يزل أئمة الإسلام يقدمون الكتاب على السنة والسنة على اللإجماعء فليت شعري أوليس هذا هو الذي يقتضيه الحديث المشار إليه؟!!. وقد أجاد في هذا السيد رشيد رضا حيث قال: «وإذا کان من علل الحديث المانعة من وصفه بالصحة: مخالفة راويه لغيره من الثقات فمخالفة القطعي من القرآن المتواتر أولى بسلب وصف الصحة عنه»". وهذا مما يتبادر للعقولء فإن الأدلة يجب مراعاة مراتبها في القوة ولا ريب أن الدليل من القرآن هو أعلى مرتبة في القوة إذ لا يشك في أي كلمة في القرآنء فقد روته الأمة بأسرها جيلا بعد جيل كل جيل تلقاهء عمن قبله من غير تحريف ولا تبديل حتى انتهت السلسلة إلى خير القرون ثم إلى () آداب الزفاف في السنة المطهرةء ١/ ٤٠٤۲ء وينظر كلام ابن القيم في إعلام الموقعين : ۲/ ١۱۷ . (۲) تفسير المنار ١/۷۱. £۸ ا الحقيقة الدامفة رسول الله يِل الذي تلقاء أصحابه وين عنه كما تلقاه هو عن الله تعالى بواسطة أمينه جبريل تلا . أما السنة فإن المتواتر منها هو نزر يسير بجانب ما تلقي بطرق الآأحاد› على أن غير المتواتر أكثره فيه الخلاف والتضعيف والرد من قبل علماء الحديث أنفسهم» فلا غرو أن يرد ما خالف القرآن من هذه الروايات ولو كان سنده سليما من النقدء فإن علماء الحديث أنفسهم يعولون في الروايات إذا تعارضت على ما هو أقوى ويردون ما كان أضعف» مع أن قوة الحديث مهما كانت لا تضاهي قوة القرآنء فكيف لا يرد ما كانت مخالفته للقرآن ظاهرة. على أن علماءنا رحمهم الله صرحوا بأن ذلك إنما هو في غير ما احتمل نسخه أو تخصيصه كما تقدم. هذا؛ ومن المغالطة الفاضحة رد هذا الحديث بدعوى أنه بنفسه مخالف لما جاء في القرآنء كما ذكره ابن عبد البر في قوله: «وقد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلمء وقالوا نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله فبل كل شيءء ونعتمد على ذلك. قالوا فلما عرضناه على كتاب الله وجدناه مخالفا لكتاب الل لأنا لم نجد في كتاب الله ألا يقبل من حدیث رسول الله ي إلا ما وافق كتاب اللهء بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسى به والأمر بطاعته ويحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال». ' وتابعه الألباني”""ء وصورة المغالطة فيه أن الحديث لا يشير من قريب ولا بعيد إلى مخالفة الرسول يَيِلٍ فيما أمر به أو نهى عنهء وإنما يبين منهجا صحيحا يميز به بين الثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه وغير الثابتء (١) جامع بيان العلم وفضلهء ۱۹۱/۲. (۲) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 3/ 040. المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية ‎E‏ ۹٤ فليس كل ما يعزى إليه عليه أفضل الصلاة والسلام حكمه الثبوت» وإلا لما كان داع إلى نقد الروايات والنظر في الأسانيد والمتونء ولم يأمرنا الله تعالى بقبول كل ما عزي إلى النبي يل صح أو لم يصح وإنما أمرنا بالتبين وقبول ما صح عنه. وليت شعري هل يتصور هؤلاء أن أصحاب النبي َي الذين ردوا الروايات التي أخبر بها صحابة عدول عندما تصوروها مخالفة لما في الكتاب ‏ كما كان من عائشة في ردها ما رواه عمر وابنهء ومن عمر في رده ما روته فاطمة بنت قيس» ومن ابن عباس في رده ما رواه الحکم بن عمرو الغفاري رين أجمعين ‏ كانوا غافلين عن هذا الذي أدركوه من الحق؟! كلا. فإنهم أعمق فهما وأغزر علما وأنور بصيرة وأسلم فكرا وأصح عقيدة. هذا؛ وقد ناقض الألباني نفسه إذ عول هو نفسه في رد كثير من الروايات على مخالفتها للقرآن فقد رد حديث: «إذا كان يوم القيامة أنبت الله لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنانء يسرحون فيها ويتنعمون فيها كيف شاءواء فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب؟ فيقولون: ما رأينا حسابا. فتقول لهم: هل جزتم الصراط؟ فيقولون: ما رأينا صراطا. فتقول لهم: هل رأيتم جهنم؟ فيقولون: ما رأينا شيئا. فتقول لهم الملائكة: من أمة من أنتم؟ فيقولون: من أمة محمد يَيٍ. فتقول: ناشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا؟ فيقولون: خصلتان كانتا فينا فبلغنا هذه المنزلة بفضل رحمة الله. فيقولون: وما هما؟ فيقولون: كنا إِذا خلونا نستحي أن نعصيهء ونرضى باليسير مما قسم لناء فتقول الملائكة: يحق لكم هذا). واستند في رده على ما قاله الحافظ العراقي: «والحديث منكر مخالف للقرآن وللأحاديث الصحيحة في الورود وغيره»”°. (١) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئع في الأمةء ۲/ £. .0 ا الحقيقة الدامغة وكذلك حكم على حديث أخرجه الطبراني في الأوسط عن عمر َه أنه باطل موضوع» وكان مما قاله فيه: «ثم إن فيه ما هو مخالف للقران الكريم في موضعين منه: الأول: قوله في إبليس: (كان من الملائكة) والله يك يقول فيه: كان من الْحِنَ فَفسیَ عن أَنرِ َء وما یروی عن ابن عباس في تفسیر قوله: لضن نڳ أي من خزان الجنانء وأن إبليس كان من الملائكةء فمما لا يصح إسناده عنهء ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم› والملائكة خلقت من نور كما في (صحيح مسلم) عن عائشة مرفوعاء فكيف يصح أن يكون منهم خلقةء وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك» كما قال الحافظ ابن كثير» وقد صح عن الحسن البصري أنه قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم عليه السلام أصل البشر. الموضع الثاني: قوله: (ابتلي به هاروت وماروت). فإن فيه إشارة إلى ما ذكر في بعض كتب التفسير أنهما أنزلا إلى الأرض» وأنهما شربا الخمر وزنيا وقتلا النفس بغير حق؛ فهذا مخالف لقول الله تعالى في حق الملائكة: لا يعضو أله ما َمَرَي ويفعلون ما ووگه ولم يرد ما يشهد لما ذكر» إلا في بعض الإسرائيليات التي لا ينبغي أن يوثق بها»”°. وأنت تدري أن حديث الرد إلى القرآن الذي أخرجه الربيع يه صريح أنه في الأمور المتنازع فيها بدليل قوله: «إنكم ستختلفون من بعدي»ء وهو دليل أن ذلك لا ينطبق على ما هو مجمع عليه بين الأمة. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية | ية ه أمثلة مما يَرَد من الروايات بسيب مخالفتها للقران: امتلأت كتنب الحديث بروايات عجيبة تأبى قبولها العقول السليمةء وعندما تعرض على نصوص القرآن تناقضها كل المناقضةء كثير منها فيه وصف الله تعالى بالتقائص تعالى الله عن ذلك علوا كبيراء ومنها ما يقتضي التشكيك في صحة كتابهء ومنها ما يقدح في أخلاق رسوله الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم أو في جميع أصحابهء وقد رفض أهل الحق والاستقامة قبول شيء من ذلك تمسكا بهدي كتاب الله تعالى وإنكارا لأن يصدر عن رسول الله يي ما يخالفه. ١ ما كان فيه وصف الله تعالى بنقائص خلقه: كم تجد في تضاعيف الروايات التي عول عليها الحشوية وصف الله تعالى بأخس ما يكون في عباده من النقائص تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا» سواء ما عزوه من ذلك إلى رسول اله يي أو إلى أصحابه ريشن أو إلى من بعدهم» وسيأتي ‏ إن شاء الله - في المحور الثالث من هذا الكتاب ذكر طائفة من هذه الرواياتء وإنما أقتصر هنا على مثال واحد. جاء في الصحيحين وغيرهما من طريق أبي سعيد الخدري وبي هريرة ا: قال أناس: يا رسول الل هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: «هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب» قالوا: لا يا رسول الله قال: «هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب» قالوا: لا يا رسول الله قال: «فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك» يجمع الله الناس» فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعهء فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس» ويتبع من كان يعبد القمر القمرء ويتبعم من كان يعبد الطواغيت الطواغيت» وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها» فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون» فيقول: أنا ربكم› فيقولون: نعوذ بالل منكء هذا مكاننا حتى يأتينا ربناء فإذا أتانا ربنا 3 ‎o۲‏ ا الحقيقة الدامغة ‏عرفنا» فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفونء فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه». ‏فإن هذه الرواية كل من أمعن فيها نظره وجد في متنها ما تأباه الفطرة وتشمتز منه نفس من تشب الله تعالى بخلقه المنافي لما وص به تقس في قوله: لتس كينيو شون [الشورى: ١٠]ء وقوله: موم يکن ل كفروا دگ [الإخلاص: 4]ء وقوله: ظحل تَعَلر لر سياه [مريم 16]:» وهذا كاف في الحكم عليها بالبطلان بغض النظر عن إسنادهاء فإن النقد يجب أن لا يحصر في الأسانيد دون المتونء ومن تدبر ما كان عليه السلف الصالح وجد أنهم كانوا أحرص على النظر في المتون منهم في الأسانيدء وكم من طامة في متن هذه الرواية. ‏أ نسبة الصورة إلى الل تعالىء مع أن الصورة هي دليل الخلق والحدوث» فإنها لغة من صار يصور بمعنى صوّرء والتصوير هو إحداث الصورةء فهي فَعُلَّة بمعنى مَفْمُولَةَء وفي اللغة العديد من الشواهد على أن وزن فُعْلَةٌ يأتي بمعنى مفعولةء كالهُمْرَّةء واللْمُرَة بمعنى المهموزة والملموزةء وقد نص اللغويون على أن صرَرَ يخفف فياتي بلفظ صارء قال إمام اللغة الخليل بن أحمد في العين: «وصَوَّرتُ صُورة وتجمع على صُوَرء وصور لغة فيه وقال الأعشى : وما أب ِي على مَبْكل بَنُاءُ وصَلَبَ فيه وصارا ‎4 ‏بمعنی صور› وهي لغةٌّه ‏(۱) من طريق أبي هريرة أخرجه أحمد (۳۳/۲٥؛ رقم ۱۰۹۱۹)؛ والبخاری (۲۷۷/۱» رقم ‎(۷V۳‏ ومسلم (٤/ ۲۲۷۹ رقم ۸٦۲۹( ومن طریق ابي سعيل ٠ أخرجه أحمد )۱/۳٦١۱ رفم ١۱( والبخاری (٤/ ۷۱١٦۱٠ رقم ٥۳( ومسلم (۱/ ۱۷٦۱ رقم ۱۸۳( . ‏)۲( العين › ۷ ١٥ . ‎ المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اا ‎o۳‏ وفي اللسان: «صارَ: صَوَر. عَنْ آبي عَلِ الْفَاري ومن أسمائه تعالى: المصور؛ وهو شاهد على أن الصورة لا تكون إلا مخلوقة حادثة كما قال تعالى : طف أىَ صُورَو ما ما رکه [الانفطار: ۸]. أن فيه وصف الله سبحانه بأنه يتحول من صورة إلى صورةء فيأتي خلقه تارة بصورةء وتارة بغيرهاء وهو أمر يجب أن ينزه يَل عنه فإن العقول قاضية باستحالة أن يوصف يك بالتغيرء فإن التغير من شأن المخلوقات الحادثةء إذ التغير أئر لا بد له من مؤثرء فإما أن يكون هو سبحانه بنفسه يغير ذاته من صورة إلى صورةء وإما أن يكون ذلك من اثر غيره!! وكلا الأمرين مستحيل . أما تغييره لنفسه؛ فإنه مستحيل لما فيه من إثبات أن الله يل تجري على ذاته قدرتهء فتحولها من حال إلى حال وذلك عين المحال» لأنه لو جاز لأمكن أن يحول نفسه من الوجود إلى العدم ومن القدرة إلى العجز ومن العلم إلى الجهل» ومن الكبرياء إلى الصغار. وأما تغيير غيره له؛ فهو أشد استحالة لما يقتضيه من نفاذ إرادة غيره عليه وتأثير قدرته» وهذا يعني أن الغير أقدر عليه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وقد دل القرآن الكريم على أن كل تحول دليل الحدوث وأن من تجري عليه الأحوال لا يصلح أن يكون إلهاء وذلك فيما حكاه الله تعالى من 7 احتجاج إبراهيم ن على قومه في قوله عز من قائل : كلك نرۍ ِي زا م رم اه ‎cp Ge‏ ۱ ک) قا َد مَلَکوتَ ا ا قال حًا one e e lt َ ‏َر ب‎ 1 2 A at ري كما فل َال لا اث © فلم را لمر بارضا قال هنذا ريي فلما أفل قال لين CECA EEA 2ً 2 2o E oe. ‏س‎ () لسان العربء ۱/٥ . E ات فلم أفلتَ قال يعقوم إِف برۍئ* مما فرك [الأنعام: ٥۷ ۷۸]ء فأنت ترى أن إبراهيم أبطل ألوهية الكوكب والقمر والشمس بما بدا من أفولها› مع أن أفولها لم يكن انعداما لذواتهاء وإنما هو أثر لمواراة الأفق لها سواء كانت بسبب انتقال هذه الأجرام عن أماكنها كما كان الناس يتصورون أو كانت بسبب حركة الأرض واحتجاب هذه الأجرام وراء الأفق كما كشفت عنه الحقائق العلمية. ومن المستحيل قطعا أن يتصف اله يله بالصفات التي أبطل بها إبراهيم س ‎A‏ کو ر ألوهية هذه الأجرامء كيف وقد عزز الله ي حجته بقوله: ويلك حہ الحقيقة الدامغة 4 ص ص ر ص س رظ ص 2 77 م ے 2 ‎e o A‏ ء تھا إهیہ عل قومهء ترفع درجلت من دَشاءُ إن ربك حك عليه [الأنعام: ۸۳]. فكل من تجري عليه الأحوال ويتقلب فيها من حال إلى حال يستحيل أن يكون إله الخلق ومصرف الكون»ء إذ ما يجري عليه نفسه لا بد أن يكون تصريفا من مصرف» فأنى يكون رب السموات والأرض الذي ليس كمثله شيء متصفا بشيء من ذلك؟!. وهذا ما نص عليه المفسرونء قال القرطبي: «فلما فل النجم قرر الحجة وقال: ما تغير لا يجوز أن يكون رب۱٩ . ص ریو و وقال البقاعي: «لفلما أفل؛ه أي غاب بعد ذلك الظهور الذي كان آية سلطان لكالا أت لأر لأن الأفول حركةء والحركة تدل على حدوث المتحرك وإمكانهء ولا نظن أن يظن به أنه قال ما قاله أولاً عن اعتقاد ربوبية الكواكب» لأن الله تعالى قد دل على بطلان هذا التوهم بالإخبار بأنه أراء ملكوت الخافقين وجعله موقناًء فأسند الأمر إلى نفسه تنبيهاً لهم واستدل بالأفول لأن دلالته لزوال سلطانه وحقارة شأنه أتم» (١) تفسير القرطبيء ۷/٦۲. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا 00 ولم يستدل بالطلوع لأنه - وإن كان حركة دالة على الحدوث والنقصان - شرف في الجملة وسلطانء فالخواص يفهمون من الأفول الإمكان؛ء والممكن لا بد له من موجد واجب الوجودء يكون منتهى الآمال ومحط الرحال لوان إل ريك الْسَْبَنكه [النجم: 7٤] والأوساط يفهمون منه الحدوث للحركةء فلا بد من الاستناد إلى قديم» والعوام يفهمون أن الغارب كالمعزول لزوال نوره وسلطانهء وأن ما كان كذلك لا يصلح للإلهيةء وخص الأفول أيضاً للأن قومه الفرس كانوا منجمين» ومذهبهم أن الكوكب إذا كان صاعداً من المشرق إلى وسط السماء كان قوياً عظيم التأثير فإذا كان نازلاً إلى المغرب كان ضعيف الأثر والإله هو من لا يتغير». وقال السيد محمد رشيد رضا: «طكا أل كَالَ كا أت الأرے هه أي فلما غرب هذا الكوكب واحتجب» قال: لا أحب من يغيب ويحتجب؛ ويحول بينه وبين محبه الأفق أو غيره من الحجب» وأشار بقوله (الآفلين) إلى أن هذا الكوكب فرد من أفراد جنس كله يغيب ويأفل» والعاقل السليم الفطرة والذوق لا يختار لنفسه حب شيء يغيب عنه ويوحشه فقد جماله وکمالهء حتى في الحب الذي هو دون حب العبادة» فإن أحب شيئا من ذلك بجاذب الشهوة دون الاختيار فلا يلبث أن يسلو عنه بنزوح الدار والاحتجاب عن الأبصار» إلا أن يصير حبه من هوس الخيالء وفنون الجنون والخبال» وأما حب العبادة الذي هو أعلى الحب وأكمله ‏ لأنه من مقتضى الفطرة السليمة والعقل الصحيح - فلا يجوز إلا أن يكون للرب الحاضر القريب» السميع البصير الرقيب» الذي لا يغيب ولا يأفلء ولا ينسى ولا يذهل» الظاهر في كل شيء بآياته وتجليه» الباطن في كل شيء بحكمته ولطفه الخفي فيه لا )۱( نظم الدرر› 1/۲ . ع 0 ا الحقيقة الدامغة تد رڪه الأبصلر وهو يدرك الابصدر وهو لليف ره [الأنعام: ١١٠] ولكن تشاهده البصائر بآثار صفاته في الخلق والتقديرء وسلطانه في التصرف والتدبير» وما كان ليخفى على الخليل الأول ما قاله الخليل الثاني في مقام الإحسان؛ وما ملته إلا عين ملته في الإأسلام والإيمانء وهو (أن تعبد الله كأنك ترام فإن لم تكن تراه فإنه يراك)ء فكيف يعبد هذه الكواكب التي تأفل وتحجب عن عابديهاء ويخفى حالهم عليها؟ !. وقد فسر بعض التظار وعلماء الكلام الأفول بالانتقال من مكان إلى مكان» وجعلوا هذا هو المنافي للربوبية؛ لدلالته على الحدوث أو الإمكانء وهو تفسير الشيء بما قد يباينهء فإن المحفوظ عن العرب أنها استعملت الأفول في غروب القمرين والنجوم» وفي استقرار الحملء وكذا اللقاح في الرحم؛» فعلم أن مرادها من الأول عين مرادها من الثاني ء وهو الغيوب والخفاء. وقد يتحول الشيء وينتقل من مكان إلى آخر وهو ظاهر غير محتجب» وفسره بعضهم بالتغير ليجعلوه علة الحدوث المنافي للربوبية أيضاء وهو غلط كسابقهء فإن الشمس والقمر والنجوم لا تتغير بأفولها› ومذهب المتأخرين من علماء الفلك - وهو الصحيح - أن أفولها إنما يكون بسبب حركة الأرض لا بحركتها هي» وأن حركتها على محاورها وحركة السيارات من المغرب إلى المشرق ليس من سبب أفولها المشاهد في شيءء وفي الكلام تعريض لطيف بجهل قومه في عبادة الكواكب بأنهم يعبدون ما يحتجب عنهمء ولا يدري شيئا من أمر عبادتهمء وهو يقرب من قوله لأبيه بعد ذلك : «ولم تيد مالا يسمع ولا يبر ولا يى عَنك شاه [مريم: ٢٤] ولا يظهر هذا التعريض على قول النظار في تفسير الأفول؛ فإن قوم إبراهيم لم يكونوا على شيء من هذه النظريات الكلاميةء بل كانوا يعبدون الأفلاك قائلين بربوبيتهاء وبقدمها مع حركتهاء وما زال الفلاسفة والفلكيون يقولون المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اا ‎o۷‏ بقدم الحركة وأزليتهاء وعلماء الكون في هذا العصر يعدون الحركة مبداً وجود كل شيء. وأنها ملازمة للوجود المطلق من الأزل إلى الأبد. وقد كان الزمخشري من أولئك النظارء وقد قال بعد ما يأتي في القمر والشمس: (فإن قلت): لم احتج عليهم بالأفول دون البزوغ وكلاهما انتقال من حال إلى حال؟ (قلت): الاحتجاج بالأفول أظهر؛ لأنه انتقال مع خفاء واحتجاب. انتهی. وقال ابن المنير: إنه من عيون نکته ووجوه حسناته. انتهى. والصواب أن الكلام كان تعريضا خفياء لا برهانا نظريا جلياء وأن وجه منافاة الربوبية فيه هو الخفاء والاحتجاب والتعددء وأن البزوغ والظهور لم يجعل فيه مما ينافي الربوبيةء بل بني عليه القول بهاء فإن من صفات الرب أن يكون ظاهرا وإن لم يکن ظهورا کظهور غیره من خلقه كما علم مما تقدم آنغا ۱٩ اه. ج ما فيه من وصفه تعالی بالانتقال من مکان إلى مکان بحيث يأتي عباده إلى المحشر بعد أن كان المحشر خاليا منهء وهو يستحيل لأنه من الأحوال التي لا تعرض إلا للخلق وتستحيل أن تكون للخالق كما تقدم. د ما تضمنه من أن أهل المحشر عرفوا الله تعالى بصورته التي راوها من قبل ٠ فلذلك عندما يأتيهم في صورة أخری ینکرونه حتى يقولوا : نعوذ بالله منك لست ربناء لن نبرح مکاننا حتى يأتينا ربنا. وهو يعني انهم شاهدوه من قبل وحددوا معالمه وعرفوا سماته!! فلذلك أنكروه عندما أتاهم في غير تلك الصورة التي عهدوها. أما ما قيل من أن الصورة تحمل على الصفة كما يقال: «صورة هذا الأمر» فهو مردود بأمور: () تفسير المنار. ۷/٥٦٤ -1٦41٤. ‎O۸‏ ا الحقيقة الدامفة ‏أولها: أن الصفة لا ترى بالأبصار وإنما تعرف بالبصائر إلا إن كانت صفة حسية كالطول والعرض والبياض والسواد. ‏ثانيها: أن صفات الله تعالى لا يعتريها التبديل حتى تختلف وتتناقض. ‏ثالثها: أنه ليس من صفات الله تعالی ما يمكن جحده ويجوز إنکاره حتى يقولوا: الست ربنا»!!. ‏وقد تعرض غير واحد لهذه الرواية فنقد متنها وبين ما فيها من إشکال. ‏ومن ذلك قول العلامة الكوثري في تعليقه على كتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي: «اضطربت الروايات في ذكر الصورة والإتيانء كما يظهر من استعراض طرق هذا الحديث ومتونه في الصحيحينء وجامع الترمذي وتوحيد ابن خزيمة وسنن الدارميء ولم يسبق أن عرفوه على صورة فعلم أنه قد فعلت الرواية بالمعنى في الحديث ما فعلت». ‏ومثله قول الشيخ الغزالي الداعية المشهور - بعد أن أورد الحديثء وذکر ما جاء في بعض روایاته انهم يقال لهم : «هل بینکم وبینه آية فتعرفونه بها؟› فيقولون: نعم فيكشف عن ساق ..إلخ)-ما نصه: «هذا سياق غامض مضطرب مبهم» وجمهور العلماء يرفضهء وقد حاول القاضي عياض القول بأن الذي جاء المؤمنين في صورة أنكروها أول الأمر هو أحد الملائكةء وكان ذلك اختبارا من الله لهم وهو آخر اختبار يلقاه المؤمنون!!. ‏ومحاولة القاضي عياض لا تقدم ولا تؤخرء فليس الآأخرة دار اختبارء إن الاختبار تم في الدنياء كما جاء في البخاري: (اليوم عمل ولا جزای وغدا جزاء ولا عمل)٩. ‏(١) الأسماء والصفات؛ للبيهقيء ص۲۷۹ تعليق الكوثري رقم 7. (۲) أخرجه ابن المبارك (۱/ ٩۸ء رقم ٢٥۲)› وأحمد فى كتاب الزهد (۱/ ١۱۳)ء وهناد فى الزهد (۱/٠۲۹ء رقم ۹١0)» والبيهقي فى الزهد الكبير (۲/ ١۱۹٠ رقم 1۳٤)› = ‎ ثم لماذا يقوم أحد الملائكة بهذه التمثيلية المزعجة؟ وبإذن من؟ وما جدواها؟ وإذا تركنا كلام عياض لنتأمل في الوقائع نفسها وجدنا ما يستحيل عقلا ونقلا ُن يقبل !٠ فن الله لا يجيء في صورة تنقص عظمته وجلالهء ثم يبدو في صورة حقيقية بعد ذلكء مهما قلنا إن المقصود بالصورة الصفة!! . الحديث كله معلولء وإلصاقه بالاية آي بقوله تعالی : ر م يكف عَن ساق ېه _ خطاً وبعض المرضى بالتجسيم هو الذي يشيع هذه المرویات» وان سلف الأمة وخلفها متفقون على تنزيه الله سبحانهء وعلى أنه أهل الثناء والحمد والمجكد والسلف والخلف يستنكرون ما جاء فى كتب اليهود والنصارى مفيدا للتجسيدء أو ناسبا إلى الذات الأقدس ما لا يليق بجلاله وجماله تباركت أسماؤه». اه . وقال السبد حسن السقاف : «(وهذا الحديث شاد عندنا بمرة» لان فضه إشكالات تعارض القرآن والسنة الصحيحة المتواترة والمشهورة وغيرها كتابى (الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة) أذكر بعضها : ١ فيه أن الله يتشكل» فيأتى أحيانا بصورته الحقيقية المزعومة وأحيانا بغير صورته. ٢ فيه إثبات الصورة لله تعالىء وذلك محال . بن عساکر (٤٤ / ٤8۹)› وابن الجوزى فى العلل المتناهية (۲/ ۸۱۳ رقم ١۱۳۱) موقوفا على على بلفظ «اليوم عمل ولا حسابَ وغداً حسابٌ ولا عمل). () السنة بين أهل الفقه وأهل الحديثء ص ١١٠› دار الشروق. ا الحقيقة الدامغة ۳ فيه أن المنافقين يرون الله تعالىء وهذا معارض لقوله سبحانه : م عن ريم يوذ لحو . ٤ فيه أنهم يرونه سبحانه في أرض المحشرء مع أن الأحاديث الصحيحة تثبت أن الرؤية هي الزيادة الواردة في قوله تعالى : ِب أحَسَنا لق رَزِيَاءة وذلك يتم لهم في الجنةء وفي هذا الحديث أن الرؤية قبل الصراطء وهذا باطل بلا شك. ٥ أن لفظ الصورة لم يثبت في جميع روايات الصحيحين › ففي رواية البخاري في الأذان (فتح ۲۹۳/۲) ليس فيها ذكر للصورة البتة. ١ أين رأوه سبحانه قبل ذلك حتى يصح ما ورد في هذا الحدیث قوله: «فيأتيهم بالصورة التي يعرفون». اه . وكان تعقيبه على هذا الحديث إبان اعتقاده رؤية الله تعالى في الدار الآخرة قبل رجوعه عن هذا المعتقد كما هو واضح. وقال في موضع آخر تعليقا على رواية مشابهة لهذه جاءت من طريق أبي موسى الأشعري ما نصه: «تعالى الله جل جلاله عن هذا الهراء الإسرائيلى»°. وقال السيد عبد الله بن حمود العزي اليمني ‏ بعد ذكره هذا الحديث -: إن المسلم الحق ليستحيي أن ينسب مثل هذه الأخبار إلى رسول الله يَلٍ؛ لما فيها من مخالفة صريحة للقرائن العقلية والدلائل النقلية القاضية بتوحيد الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه». وإذا كانت هذه الرواية بهذا القدر من الاضطراب ومصادمة مقتضيات (۱) دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه؛ ص۷١٠ - ١١٠٠ تعليق رقم (۸۷). (۲) مسألة الرؤيةء ص۲۳. (۳) رؤية الله تعالى بين العقل والنقلء ص١١٠. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ‎E‏ 13 العقل وأدلة الشرع فأنى يسوغ التمسك بهاء والاعتماد عليها في إثبات معتقد يتعلق بالل يَلةء ولو قيل بصحة إسنادهاء فإن العلة لا تكون في السند وحده بل كثيرا ما تكون في المتن ولو صح السندء وقد سبق فيما ذكرته عن البغدادي أن الحديث يرد ولو ثبت سنده إن خالف الكتاب أو السنة المتواترة أو الإجماع أو مقتضيات العقلء وقد رأيت بنفسك أن هذه الرواية فيها ما يخالف ما هو ثابت بالكتاب العزيز والسنة المتواترة وإجماع الأمة ودلالات العقلء فكيف يصح التعلق بها؟! ونحن نری في تأصیلات علماء الحديث ما يقتضي رد مثل هذه الروايةء ومن ذلك قول ابن تيمية نفسه: «كم من حديث صحيح الاتصال ثم يقع في أثنائه الزيادة والنقصان فرب زيادة لفظة تحيل المعنى ونقص أخرى كذلك ومن مارس هذا الفن لم يكد يخفى عليه مواقم ذلك ولتصحيح الحديث وتضعيفه أبواب تدخل وطرق تسلك ومسالك تطرق» اه . وقال ابن كثير: «والحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن» إذ قد يكون شاذاً أو معللاً» اه" . وقال القسطلاني: «لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما هو معروف عند أهل هذا الشأنء فقد يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تقدح في صحته» اه . وقال السيوطي: «لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث؛ لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ وعلة () مجموع فتاوى ابن تيميةء علوم الحديث؛ ج٤ ص٦٤ . () الباعث الحثيث (اختصار علوم الحديث)› ابن تيميةء ج١ ص۱۳۹٠ (۳) أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم» صديق حسن القنوجيء دار الكتب العلميةء بیروت»؛ ۱۹۷۸ء جاص ١٤٤. 11 ZA الحقيقة الدامغة تمنم صحته وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن التأويل لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة» اه . وقال العلامة السيد محمد رشيد رضا في تفسيره (المنار): «ومن الأصول المتفق عليها أنه ما كل ما صح سنده يكون متنه صحيحاء وما کل ما لم يصح سنده يكون متنه غير صحيح» وإنما يعول على صحة السند إِذا لم يعارض المتن ما هو قطعي في الواقع أو في التصوصء» وإن القرآن مقدم على الأحاديث عند التعارض وعدم إمكان الجمع» ا . قلت: مما لا خلاف فيه بين علماء المصطلح أن الحديث لا يرقى إلى درجة الصحة حتى يبرا من الشذوذ والعلل› فقد اتفقوا: أن الحديث الصحيح هو المسند الذي يتصل إسناده بتقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معلل . القرآن ومعارضته لما هو من مسلمات الدين كما تجد فی هذه الرواية؟!. وبالجملة؛ فإن هذه الرواية فيها الكثير من الإشكال حتى أن الذين استمسكوا بها في إثبات رؤية الله تعالی حاروا في دفع ما یکتنفها من (١) الحاوي للفتاوىء ج٠ ص۳۷۲. (۲) تفسير المنارء ج١٠١ص ١۸٥. (۳) مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث» دار الكتاب العلمية - بيروتء ص۷ - ۸ .الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث؛ ابن كثيرء مكتبة المعارف للنشر والتوزيعء الرياض»ء ج١ ص۹۹» تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي؛ السيوطي» دار الحديث» القاهرةء ص٥4 .قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث؛ محمد جمال الدين القاسمي؛» دار التفائسء ص١۸. .۰ مود التي متهع الإباضية في الحكم على الرواية || ۳٦ القول في هذا في كتابي (برهان الحق) الذي أرجو أن يبرز قريبا ويكون فى متناول كل قارئ بمشيئة الله تعالى وفضله . والروايات التي تحار الألباب في توجيه مراميها وحل مشكلاتها فيما يتعلق بذات الله تعالى كثيرة جداء وإنما أردت أن أذكر هنا مثالا مما اتفق على إخراجه الشيخان مع ما فيه من الإشكال البينء وسيأتي إن شاء الله في المحور الآتي ذكر جانب متها ' ' ٢ ما كان مشتملا على ما يقتضي التشكيك في ثبوت القرآن إن القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الذي أخذ بمجامع الألباب› وحارت فيه عقول جاحديهء وهامت في محاولة نقضه أفکار مناوئيهء وقد نقل بالتواتر القطعي قرنا بعد قرن فلم يشذ حرف منه عن هذه القاعدة إذ تلقته هذه الأمة عبر حلقات أجيالها المتسلسلةء فحمله في كل جيل ما لا يمكن حصره عددا من البشرء كل جيل يحمله عمن قبله متواصل الحلقات حتى انتهى إلى خير القرون وأولئك تلقوه غضا طريا من لسان النبي يِل فلا يمكن أن يشوبه الشك أو تلابسه الريب لذلك أجمعت الأمة على أن كل من رده أو رد شيئا منه ولو حرفا واحدا کان مرتدا عن الإسلام خالعا ربقته من عنقه وتنطبق عليه أحكام الارتداد من كل ناحيةء وهذا ما يدل عليه قوله تعالى : ومن يَكُُر يو من امراب كار موعدم َك فى صب ند هلي بن ربل وك اتر یں لا مته [هود: 1۷]. وجاء فيه النص الصريح بأنه محفوظ بحفظ الله تعالى كما في قوله تعالى: نَا حن َل الرَكَر رل ليود [الحجر: 5]› وقوله: رد عا جمعه وَفَانه [القيامة: ۷١]ء فلا يتصور أن يكون قد أضيف إليه ما ليس منه أو نقص منه ما هو منه فلا تقبل أي رواية تشكك فيه أو في شيء منه أو تعزو إلى أي أحد من السلف الصالح شيئا من ذلك؛ إِذ لو ثبت عن أحد ٤1٦ 529 منهم نحو هذا لهاجت الأمة كلها استنكارا لما جاء به وأنزلته حیث آنزل من مَصَاحِفِه وَيَفُولُ إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالی». ص سے ت الحقيقة الدامغة فإن هذا كلام باطل نقطع أن ابن مسعود ؤه لم يقله وإلا لكان في حكم المرتدين› فكل من أنكر شيئا من القرآن صدق عليه حكم الارتداد كما تقدم› ومما يعجب منه أن صحيح البخاري لم يسلم من هذا الإأفك وإن كان أورده بالتلميح لا بالتصريح» ففيه: «حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيانء حدثنا عبدة بن أبي لبابةء عن زر بن حبيش» ح وحدثنا عاصم؛ عن زر قال: سألت آبي بن كعب» قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذاء فقال أبي: سألت رسول الله يي فقال لي : «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله . وهو يومي بهذا إلى ما روي عن ابن مسعود من إنکاره أن تکون المعوذتان من القرآن كما أطبق على ذلك الشراحء ويدل على ذلك ما جاء في روايته الأخرى ولفظها: «حدثنا قتيبة بن سعيدء حدثنا سفيانء عن عاصم؛ وعبدةء عن زر بن حبيش» قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين؟ فقال: سألت رسول الله يي فقال: «قيل لى فقلت» فنحن نقول كما قال رسول اله 6 . ' () أخرجه أحمد (١/ ۱۲۹ رقم:٦۲۱۲۲) والبزار (٥/۲۹ رقم :٦۸٥۱) وابن حبان (١۱/ ٤ رقم :۹٤٤٤) والطبراني في الكبير (۹/٤۲۳ رقم: ١٤۹۱ و۹٤۹۱ و١١۹۱ و١١۹۱ و١١4۱))› والشافعي في الأم (۷/ ۱۸۹). (۲) أخرجه البخاري (٦/۱۸۱ رقم ٦۹۷٤). (۳) نفس المصدر (١/۱۸۱ رقم ۷٧۹٤). المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية ا ٥1 وقد كان حريا به أن يجرد صحيحه من هذه الأباطيل» فإن الأمر يدور بين ثلاثة وجوه لا يعدوهن : أولها: ثبوت الرواية عن ابن مسعود وكونها حقاء وهذا يعني التشكيك في ثبوت القرآن الكريم» فإن فتح باب الشك في شيء منه يفتحه على جميعهء وهو مخالف للإيمان بما أنزل الله على نبيه عليه الصلاة والسلامء ومخالف لمقتضيات العقول القاطعة بصدق القرآن كله من فاتحة الحمد إلى خاتمة الناس» ومخالف للتواتر القطعي في تلقي جميع القرآن بالقبول والإذعان من غير تشكيك في أي حرف منهء فقد ثبت بالتواتر القطعي إجماع الأمة على ذلك. ثانيها: ثبوتها عن ابن مسعود مع کونها باطلا مردودا بالقطع ومفاد ذلك أن ابن مسعود كان مرتدا عن الإسلام بإنكاره ما علم من الدين بالضرورة أنه من القران. ثالثها : بطلان هذه الرواية من أساسها وردها قطعا - ولو قيل بصحة أسانيدها - وهو الذي يجب التعويل عليه فإنه ‏ بلا ريب - أسلم من فتح باب الشك في القرآنء ومن نسبة الردة إلى أحد من خيار أصحاب النبي يق مع أنه مرضي بالإجماع عند الجميع. وقد تنبه لهذا جماعة من العلماء فقطعوا ببطلان هذه الرواية عنهء منهم ابن حزم والرازي والنووي والزركشي والباقلاني وابن عبدالشکور وابن نظام الدين الأنصاري» فقد قال ابن حزم: «وكل ما روي عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرآن لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصح؛ وإنما صحت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبیش عن ابن مسعود وفیها آم القرآن والمعوذتان» . () المحلى ۳۲/۱. وفي الأصل: والمعوذتين. وقال قبل ذلك :«وأن القرآن الذي في المصاحف بأيدي المسلمين شرقا وغريا فما بين ذلك من أول أم القرآن إلى آخر المعوذتين كلام الله ټك ووحيه أنزله على قلب نبيه محمد ية من كفر بحرف منه فهو کافره. وذكر الرازي ما نسب إلى ابن مسعود وأتبعه بقوله: «واعلم ان هذا في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا إن النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابة بكون سورة الفاتحة من القران فحينئذ كان ابن مسعود عالما بذلك فإنكاره يوجب الكفر أو نقصان العقل وإن قلنا إن النقل المتواتر في هذا المعنى ما كان حاصلا في ذلك الزمان فهذا يقتضي أن يقال إن نقل القرآن ليس بمتواتر في الأصل وذلك يخرج القرآن عن كونه حجة يقينية والأغلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل كاذب باطل وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة» . وقال النووي: «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قران وأن من جحد شيئا منه كفر وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه»". وشدد القاضي الباقلاني الإتكار على من عزا إلى ابن مسعود َيه أن المعوذتين ليستا من القرآنء واتهمه بالجهل» وكان مما قاله في ذلك: «وأما المعوذتان فكل من ادعى أن عبد الله بن مسعود أنکر أن تکونا من القرآن» فقد جهل وبعد عن التحصيل؛ لأن سبيل نقلهما سبيل نقل القرآن ظاهرا مشهوراء وفيهما الإيجاز الذي لا خفاء لذي فهم عنهء فكيف يحمل على ابن مسعود إنكار كونهما قرآنا مع ما ذكرنا من النقل والإعجاز؟!! (۱) نفس المصدر. (۲) التفسير الكبير ١/۱۷۸ . )۳( المجموع شرح المهذب ۳/ ٦۳۲. المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية |حوكة هذا غاية الغباوة من مضيفيه إليهء وكيف ينكر كونها قرآنا منزلا ولا ینکر عليه الصحابة؟!! - واستطرد إلى أن قال - وكيف يصح ذلك وقد کان مشهورا بإتقان القراءة منصبا للإقراى فلو أنكرها لم يستبعد ممن قراً عليه أن يروي ذلك عنه و يذکرهء فلما لم يرو عنه ولم ينقل مع جريان العادة دل على بطلانه وفساده». وقال الزركشي: «قال القاضي ولا يجوز أن يضاف إلى عبد الله أو إلى ابي بن کعب آو زيد آو عثمان او علي أو واحد من ولده أو عترته جحد آية أو حرف من كتاب الله وتغييره أو قراءته على خلاف الوجه المرسوم في مصحف الجماعة بأخبار الآحاد وأن ذلك لا يحل ولا يسمع بل لا تصلح إضافته إلى أدنى المؤمنين في عصرنا فضلا عن إضافته إلى رجل من الصحاية»” . وأطال ابن نظام الدين الأنصاري في (فواتح الرحموت) الرد على من عزا ذلك إلى ابن مسعود يفك حاذيا حذو أصله ابن عبدالشكور في (مسلم الثبوت) وسيأتي إن شاء الله بعض ما قاله . والعجب من الحافظ ابن حجر كيف ذهل ‏ مع سعة علمه ودقة فهمه - عن هذا كله إذ تعقب ما قاله ابن حزم والرازي والنووي بقوله: «والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الرواية صحيحة والتأويل () نكت الانتصار لتقل القرآن» للإمام أبي بكر الباقلانيء ت 0۳ ٤ه ص ٠۹ء تحقيق الدكتور محمد زغلول سلام؛ أستاذ اللغة العربية وآدابهاء كلية الآدابء جامعة الاسكندريةء منشأة المعارف بالإسكندريةء جلال حزى وشركائه. )۲( البرهان في علوم القرآنء ۲/ ۱۲۷. () انظر فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت» للعلامة عبد العلي محمد بن نظام الدين محمد السهالوي الأنصاري اللكنويء ت١۲۲١هف؛ ١/۱٠ - ۳٠ء ضبطه وصححه عبد الله محمود محمد عمر؛ منشورات محمد علي بيضون» دار الكتب العلميةء بيروت» لبنان. 1۷ ۹۸ ا الحقيقة الدامفة محتمل» والإجماع الذي نقله ‏ يعني الرازي - إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش» وإن آراد استقراره فهو مقبول» وقد قال ابن الصباغ في الكلام على مانعي الزكاة: وإنما قاتلهم أبو بكر على منع الزكاة ولم يقل إنهم كفروا بذلك» وإنما لم يكفروا لأن الإجماع لم يكن استقرء قال: ونحن الآن نكفر من جحدهاء قال: وكذلك ما نقل عن ابن مسعود في المعوذتين يعني أنه لم يثبت عنده القطع بذلك ثم حصل الاتفاق بعد ذلكء وقد استشكل هذا الموضع الفخر الرازي فقال: إن قلنا إن كونهما من القران كان متواترا في عصر ابن مسعود لزم تكفير من أنكرهماء وإن قلنا : إن كونهما من القرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواترء قال: وهذه عقدة صعبةء وأجيب: باحتمال أنه كان متواترا في عصر ابن مسعود لکن لم يتواتر عند ابن مسعود فانحلت العقدة بعون الله تعالى» اھ . قلت: العقدة لم تنحل بهذا وإنما ازداد تعقدهاء فإن النبي يَيٍِ ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكء وقد أنزل الله عليه قبل أن يقبضه إليه : ايوم أ كلت لك دِيتَكم ومنت لبك عمق وَرَضِيتٌ كم لَك يياه [المائدة: 1۳ء وقد كان القرآن الكريم متواترا عند الصحابة كتواتره عند من بعدهم» وقد قرأوه في صلواتهم وفي سائر أحوالهم فيستحيل أن يجحد أحدهم شیئا من على أن الجاهل لشيء منه لا يعذر بجهله إن جحد ولا يبرئه ذلك من الردةء فهب أن أحدا من العوام اليوم جحد بجهله سورة البقرة أو آل عمران أو النساء أو المائدة أو غيرها لأنه لم يصل إليه علمهاء أتراء يسلم بذلك من حكم الارتداد ويبراً حتی من المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية |ج | ٩6 تبعه جحده وإنکار» کف وفد أنكر الله سبحانه على الكفرة الذين ححدوه أصوات الصحابة من حوله تعج بقرآنيتهما وهم يتلونهما في الصلوات وفي غيرهاء وقد دونتا في مصاحفهم؛ ثم كيف يجرو على حكهما من المصاحف وهما لم تكتبا إلا بأيدي أصحاب رسول الل يِل الموقنين بقرآنيتهما؟!! ثم لو قدرنا أنه لم يتلقهما من رسول الله يَلٍِ ولا يکون في إجماع الصحابة من حوله أنهما من القرآن وأنهم تلقوهما من النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حجة تقطع دابر شكه وتفرض عليه اعتقاد ما هو متواتر مما يقال حوله؟!!. وهل لا يكون ثبوت أنهما من القرآن إلا بتلقيهما من النبي يي مباشرة؟!! فإنه لو كان كذلك لما ثبتت حجية القرآن على أحد من بعد جيل الصحابة وء كيف وابن مسعود نفسه ممن تلقي عنهم القرآن فإن قراءة عاصم جاءت من طريقه - كما سبق - وهي شاملة لجميع القرآن من فاتحة الحمد إلى خاتمة الناس. قال ابن نظام الدين الأنصاري: «سند عاصم هكذا أنه قرا على ابي عبدالرحمن عبد الله بن حبيب» وقراً على أبي مریم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني» وقراً هؤلاء على عبد الله بن مسعودء وقراً هو على رسول اله يَْوْء ولعاصم سند آخر أيضا هو أنه قرأ سعید وزر على أمير المؤمنين عثمانء وعلى أمير المؤمنين عليء وعلى أبي بن كعب٠ وهم قرأوا على رسول الله يَيٍ فقد ظهر بهذا السند الصحيح الذي اتفق YVeە‎ على صحته الأمة أن ابن مسعود أقراً أصحابه المذكورين قراءة عاصم وفيها المعوذتان والفاتحة» . الحقيقة الدامغة هذا؛ ولم تكن رواية القرآن عن ابن مسعود َه محصورة في قراءة عاصم وحدهء فهناك من القراء السبعة وسائر العشرة من جاءت قراءته مروية أيضا من طريقهء قال ابن نظام الدين الأنصاري: «ثم اعلم أن سند حمزة أيضا ينتهي إلى ابن مسعود. وفي قراءته أيضا المعوذتان والفاتحة وسنده أنه قرا إلى الأعمش أبي محمد سليمان بن مهرانء وأخذ الأعمش عن يحيى بن وثاب» وأخذ يحيى عن علقمة والأسود وعبيد بن نضلة الخزاعي وزر بن حبيش وأبي عبدالرحمن السلميء وهم أخذوا عن ابن مسعود عن النبي يي سند آخر: قرا حمزة على أبي إسحاق السبيعي› وعلى محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلىء وعلى الإمام جعفر الصادق› وهؤلاء قروا على علقمة بن قيس وعلی زر بن حبیش وعلی زید بن وهب وعلى مسروق وهم قرأوا على المنهال وغيرهم وهم على ابن مسعود وأمیر المؤمنين علي كرم الله وجهه». ثم قال: «واعلم أيضا أن سند الكسائي ينتهي إلى ابن مسعود لأنه قرا على حمزةء ومثله ينتهي سند خلف الذي من العشرة إلى ابن مسعود فإنه قرا على سليم وهو على حمزة وإسناد القراء العشرة أصح الأسانيد بإجماع الأمة وتلقي الأمة له بقبولها› وقد ثبت بالأسانيد الصحاح أن قراءة عاصم وقراءة حمزة وقراءة الكسائي وقراءة خلف كلها تنتهي إلى ابن مسعود وفي هذه القراأآت المعوذتان والفاتحة جزء من القرآن وداخل فيهء فنسبة إنكار كونها من القرآن إليه غلط فاحش ومن أسند الإنكار إلى ابن مسعود فلا يعباً بسنده عند معارضة هذه الأسانيد الصحيحة بالإجماع والمتلقاة بالقبول عند )۱( فواتح الرحموت› ۲/-۱۲. المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية || ۷۱ العلماء الكرامء بل والأمة كلها كافةء فظهر أن نسبة الإنكار إلى ابن مسعود باطلء وأيضا ظهر من هذا أن الترتيب الذي يقرا عليه القراآن ثابت عن رسول الله يَيِْيٍء فإن القراء العشرة بأسانيدهم الصحاح المجمع على صحتها نقلوا عن رسول الله يَيٍ قرااتهم وقرأوا على هذا الترتيب» ونقلوا أن شيوخهم أقرأوهم هكذاء وشيوخ شيوخهم أقرأوهم هكذا إلى رسول الله ي). اه . وعزز ابن نظام الدين إنکاره على من نسب إلى ابن مسعود هذا الباطل أنه كان يقتدي في كل شهر رمضان في مسجد رسول الله صلی الله عليه واله وأصحابه وسلم في صلاة التراويحء والإمام يقرؤهما ولم ينكر عليه قطء فنسبة الإأنكار غلط ‏ قال: - وهذا شاهد قوي على عدم الصحة . وبالجملة؛ فإن براهين العقل وأدلة النقل متضافرة على براءة ابن مسعود مما عزي إليهء وما ذكره الحافظ وعزاه إلى ابن الصباغ من أن حكم الكفر يدراً عمن أنكر شيئا من القران في وقت الصحابة لعدم استقرار الإأجماعء كما أن أبا بكر ويك قاتل مانعي الزكاة لأجل منعهم إياها لا لأجل أنهم كفرواء لأن الإجماع لم يكن مستقرا بعدء هو كلام عجيب لأنه يقتضي أن الدين لم يتم بالوحي وإنما كان تمامه موقوفا على استقرار الإجماعء كأنما الإجماع هو أصل الدين ولم يكن أصله الوحيء مع أنه من المعلوم أن انعقاد الإجماع إنما هو مبني على ثبوت ما ثبت بالوحي المنزل فالإجماع تابع للوحي لا العكس» وإلا لم يكن معنى لقوله تعالى : الوم كلت لَك يكم رمث عَكَكُْ يمى رَرَضِيتُ لَكُم ألم دياه [المائدة: ]٠ فوجوب الزكاة مثلا إنما هو بنصوص القران والسنة الثابتة› وقد جاء إجماع )۱( المرجع السابقء ١/۱۱ -۱۲. )۲( المرجع السابقء ١/١٠. ‎V۲‏ ا الحقيقة الدامغة ‏الأمة مبنيا عليهاء فمنكر وجوبها منكر لما ثبت بالقرآن بنصه القطعي فلا وجه لدرء الكفر عنه ما لم يستقر على ذلك اللإجماع» وإنما الناس بعد عهد النبي يي انقسموا إلى طوائفء منهم من ارتد عن الدين راسا ومن هذا الصنف الذين أنكروا وجوب الزكاةء ومنهم من منعها تمردا وعصيانا من غير إنكار لفرضهاء وقد أنزل الصديق رضوان الله عليه كل واحد منزله وأجری عليه حکمه. ‏وكذلك تلقى الصحابة وَين جميع القرآن عن رسول الله يَأ وأيقنوا أنه تتزیل من حکيم حمید لا يأتيه الباطل من بین يديه ولا من خلفه؛ فإنکار أي شيء منه بعد ثبوت إنزاله من عند الله على النبي ٤ ير نقض للدين ولو لم يستقر الإأجماع على ذلكء على أن استقرار الإأجماع إنما هو باجتماع كلمة الجميع على ما أجمع عليهء وهذا أمر حاصل في عهد الصحابة وين إِذ لا قائل منهم بإنكار شيء مما نزل به الوحي وإلا لكان المنكر نفسه واقعا في الكفر والعياذ بالله . ‏هذا؛ وأنت ترى أن ما في صحيح البخاري من الإشارة إلى هذه القصة يوحي أن إنكار ابن مسعود لقرآنيتهما كان على عهد رسول الله يَيٍ!! ففيه عن أبي إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذاء فقال أبي: سألت رسول الله يا فقال لي: «قيل لي فقلت» وهو يعني بلا ريب ان أبيا ذكر للنبي يَأ إنكار ابن مسعود» فرد عليه بذلك. ' ‏وقد انساق الألباني مع الذين اغتروا بالإسناد فادعى صحة ما رواه ابن حبان عن زر بن حبيش قال: قلت لابي بن کعب: ٳِن ابن مسعود لا یکتب في مصحفه المعوذتين فقال: قال لي رسول الله يٍَ: «قال لي جبريل: وةل عو يريٍ اَلْفََق فقلتها وقال لي: فل اعود يري كاي فقلتها»» فتحن نقول ما قال رسول الله يا . المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اا ۷۳ فمد أتبحه قوله : (صحیح» ٩ . وكذلك صحح رواية: عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبیش قال: لقيت أبي بن كعب فقلت له: إن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منهء قال أبي: قيل لرسول الله يي فقال لناء فتحن نقول كم تعدون سورة الأحزاب من آية؟ قال: قلت: ثلاڻا وسبعين قال أبي: والذي يحلف به إن كانت لتعدل سورة البقرة ولققد قرآنا فيها آية الرجم: «الشيخ والشيخة فارجموھما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم». وقد سبق مما ذكرته عن أئمة الحديث أنفسهم أن الحديث ولو صح سنده إذا تراءت علة في متنه يرد إذ العلة لا تنتحصر في الأسانيد وحدها كيف وهاتان الروايتان مناقضتان لما أجمعت الأمة عليه من أن ما حوى المصحف الإمام بين دفتيه هو كله قرآنء وتلقت ذلك بالقبول في جميع الأمصار والأعصارء بل هما مناقضتان لما رواه أئمة القراءات الذين أجمعت الأمة على الأخذ بقراآتهم وعدها من المتواترء وقد علمت أن طائفة منهم تنتهي قراآتهم إلى ابن مسعود ومنه إلى النبي يٍَء فكيف يسوغ تصحيح هاتين الروايتين؟!!. على أن إسناد أولى الروايتين غير خال من علةء ففيه حماد بن سلمةء وما أدراك ما حماد بن سلمةء فقد روی روايات في تشبیه الله تعالی تقشعر منها الجلود وتجف منها القلوب» وقد نقده غير واحد من أهل الاختصاص في هذا الشأن. )۱( فتح التعليقات الحسان على صحيح ابن حبانء ۲ ۹ ۱۹۱. )۲( فتح التعليقات الحسان على صحيح ابن حبانء ٦/ ٦٤٤ . ٤V‏ ا الحقيقة الدامغة قال الحافظ ابن حجر :«حماد بن سلمة ذکر فیمن تغیر حفظه»٩. وقال أيضا: «حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة»" ٠ ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال فيه: «كان حماد بن سلمة يخطیء وأومی أحمد بيده خطاً کبیرا»ء وقال أيضا: «وقال حنبل عن أحمد أسند حماد بن سلمة عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه ٠ وقال أيضا: «وقال الحاكم لم يخرج مسلم لحماد بن سلمة في الأصول إلا من حديثه عن ثابت وقد خرج له في الشواهد عن طائفة وقال البيهقي هو أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغیره»*٩. وقال السيوطي في (الحاوي للفتاوي): «فإن حماداً تكلم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربیبه دسها في کتبه» وکان حماد لا يحفظ فحدث بها فوهم فيهاء ومن ثم لم يخرج له البخاري شیئاً ولا خرج له مسلم في الأصول إلا من روايته عن ثابت قال الحاكم في المدخل: ما خرج مسلم لحماد في الأصول إلا من حديثه عن ثابت وقد خرج له في الشواهد عن طائفة». (١) هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ لابن حجر العسقلانيء ج١ ص ١٦٤ دارالمعرفة بیروت؛ ۱۳۷۹ه. )۲( تقريب التهذيب؛ ابن حجر العسقلاني الشافعيء ج١ ص۱۷۸» دار الرشيد - سوريا - ٦-۱۹۸ م ط١. (۳) تهذيب التهذيب؛› ابن حجر العسقلاني الشافعي؛ ج ۷ص ۳۰۳٠ دار الفكر - بيروت - ٤١اه - ٤۱۹۸ م طا. (4) المرجع السابقء ج٣ ص١٠. (٥) المرجع السابقء ج۳ ص ۱۳۴٠. (1) الحاوي للفتاوي؛ ج۲ ص١٤١٠. وقال العلامة الكوثري في تقديمه لكتاب (الأسماء والصفات) للبيهقي ما نصه: «فدونك مرويات حماد بن سلمة في الصفات تجدها تحوي على كثير من الأخبار التالفة يتناقلها الرواة طبقة عن طبقةء مع أنه قد تزوج نحو مائة مرة"» من غير أن يولد له ولد منهنء وقد فعل هذا التزاوج والتناكح في الرجل فعلهء بحيث أصبح في غير حديث ثابت البناني لا يمیز بين مروياته الأصلية وبين ما دسه في كتبه أمثال ربيبه ابن أبي العوجاءء وربیبه الآخر زيد المدعو بابن حماد بعد أن كان جليل القدر بين الرواةء قويا في اللغةء وضل بمروياته الباطلة كثير من بسطاء الرواةء ويجد المطالم الكريم نماذج شتى من أخباره الواهية في باب التوحيد من كتب الموضوعات المبسوطة وفي كتب الرجال؛› وإن حاول أناس الدفاع عنه بدون جدوى وشرع الله أحق بالدفاع من الدفاع عن شخص» ولا سيما عند تركب التهمة القاطعة لكل عذر).اه”. وأما الرواية الثانية ففي إسنادها محمد بن الحسن بن مكرم» والألباني تفسه ضعف حدیٹا جاء من طريقه وقال: محمد بن الحسن بن مكرم هذا لم أجد له ترجمة". ييا الطعن في سورتين من الكتاب العزيز بأنهما ليستا منه في شيءء مع أن القرآن كله تلقى من طريقه كما تلقى من طرق سائر الصحابةء من فاتحة (١) ذكر المزي في تهذيب الكمال ج۷ ص٢٤٠۲ أن شهاب بن معمر البلخي حكى أن حماد بن سلمة تزوج سبعين مرة ولم يولد له وعد ذلك دلیلا على آنه من الأبدال. (۲) تقديم الكوثري لكتاب (الأسماء والصفات)؛ للبيهقي. ص٣ المكتبة الأزهرية للتراثء ٩ درب الأتراك خلف جامع الأزهر الشريف. (۳) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئع في الأمة (۱۳/ 0*۷7). ۷۹ ا الحقيقة الدامغة الحمد إلى خاتمة الناس» وهذه الرواية مصادمة لذلك كله أوليس في هذا فرار من الواضح إلى المشكل؛ وعدول عن المحجة إلى قفراء منطمسة المعالم دارسة الصوى؟ . على أن دعوى الألباني أن محمد بن الحسن بن مكرم لم يجد له ترجمة هي إحدی غفلاته التي أخذه بها خحصومهء فقد وثقه الدارقطني كما في (سؤالات حمزة) ففيها: «وسألته عن محمد بن الحسن بن مكرم آبي بكر البغدادي بالبصرة فقال ثقة»* ولكن إن لم تكن العلة في سند الحديث فهي في متنهء وقد علمت أن سلامة المتون أهم من سلامة الأسانيدء لأن الغاية من نقد الأسانيد محاولة التثبت من صحة المتونء وذلك يعني أن دراسة الإسناد وسيلة إلى معرفة ثبوت المتن أو عدمهء ولا تقاس الوسيلة بالغاية› على أن ما في هذا المتن من شذوذ وعلة كاف للحكم عليه بعدم الصحة . ولا يخفى أن في الذي قالوه اتهاما خطيرا لابن مسعود يټ أنه کان جاهلا جهلا مركبا حمله على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة وارتكاب ما لو تلبس به عامي من أخس العوام لنودي عليه بالخزي والضلال بين الجهلة قبل أهل العلمء وعند العوام قبل الخواص»ء فكيف يصح أن ينسب ذلك إلى أحد أصحاب رسول الله يِل الذين تلقت الأمة عنهم دينها وأثنى الله عليهم في كتابه وتعطر الوجود بشذى أخبارهم الطيبةء مم أنه بلا ريب - كان مشهودا له بين أصحاب النبي يَيٍ بغزارة علمه وتثبته في أقواله وأعمالهء واتفقت جميع فئات الأمة على تبوئه مكانا رفيعا وقدرا عاليا في ذلك. (١) سؤالات حمزة بن يوسف السهمي؛ أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهميء القرشي الجرجاني (المتوفى: ۷ه)ء ص۸۲ تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر مكتبة المعارف - الرياض» الطبعة: الأولى› ٤٤١٤٠ - ١٤۱۹۸. المحور الٹاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اجا ‎VY‏ وإليك هذه الشهادة له من ابن تيمية الذي كثيرا ما احتج بكلامه المنتسبون إلى مدرسة أهل الحديث» فقد قال فيه: «ابن مسعود ويه من أجلاء الصحابة وأكابرهم حتى كان يقول فيه عمر بن الخطاب: كنيف ملئ علما. وقال آبو موسی: ما کنا نعد عبد الله بن مسعود إلا من اهل بیت رسول الله يٍَ؛ من کثرة ما نری دخوله وخروجه. وقال له يَةٍ: (إذنك علي أن ترفم الحجاب وأن تسمع بسوادي حتى أنهاك) وفي السنن: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر وتمسکوا بهدي ابن ام عبد" وفي الصحيح: (من سره أن يقرا القرآن غضا كما أنزل فليقراً على قراءة ابن أم عبد) ٠ ولما فتح العراق بعثه عليهم ليعلمهم الكتاب والسنة فهو أعلم الصحابة الذين بعثهم إلى العراق وقال فيه بو موسى: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم وکان ابن مسعود يقول: لو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته“ وهو أحد الثلاثة الذين سماهم () أخرجه ابن آبى شيبة (۱/ ۳۸۳ رقم ٥) وأحمد (۳۸۸/۱؛ رقم ٤۳۹۸) ومسلم (/۱۷۸› رقم ۲۱۱۹)› وابن ماجه (۱/ ۹٤ء رقم ۱۳۹) وأخرجه أيضا: الطبرانى (۹/ ۷۷ رقم ۹٤٤۸)؛ واین حبان (٥٥/ ٥٤٥٠ رقم ۸٨) وأبو يعلى (۹/ ٤٢٤۲ء رقم ٦٢0۳(. (۲) آخرجه بلفظ: «إنی لا أدری ما قدر بقائی فیکم فاقتدوا باللذین من بعدی آبی بكر وعمر وتمسکوا بهدی عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه" أحمد (٥/ ۳۸۵ رقم ٤) والترمذي (0/ 118 رقم ۳۷۹۹)› وقال: حسن. وابن ماجه (۱/ ۳۷ء رقم ۷)» وابن حبان (۵٥۳۲۷/۱؛ رقم 1۹۰۲). (۳) أخرجه أحمد (۷/۱؛ رقم ٢۳)ء والبزار (١/11» رقم ۱۳)ء والطبرانى (۹/ 1۷٠ رقم ٤ )» وأبو يعلى (۱/٦۲ء رقم ١۱)؛ وابن حبان (٥۱/ ٤٤۵٥ء رقم ٦۷۰۱). (4) أحمد (١۱/ ٤٦٤ رقم: ٠ ) الموطاً (۲/ ۷١٦ رقم: ۷٦۱۲)ء والطيالسي (۱/ ۹٤ رقم: ٢۳۷) ومصنف عبد الرزاق (۷/ ٤٤٤ رقم: ١۱۳۸۹) وانظر أيضا سنن ابن منصور (۱/ ٥ رقم: ۸) الام ٢٥/۲۹. (AEs AE ALYA ASYA : ‏الطبراني في الكبير (۹/ ۷۲ رقم‎ (0) ‎V۸‏ ا الحقيقة الدامغة ‏معاذ بن جبل عند موته لما بکى مالك بن يخامر السکسکي فقال له معاذ بن جبل: ما يبكيك؟ فقال: والله ما أبكي على رحم بيني وبينك ولا على دنيا أصيبها منك ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك٠ فقال: إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما اطلب العلم عند أربعةء فإن أعياك هؤلاء؛ فسائر أهل الأرض أعجز فسمى له: ابن مسعود وأبي بن كعب وعبد الله بن سلامء وآظن الرابع آبا الدرداء. وسئل علي عن علماء الناس؟ فقال: واحد بالعراق ابن مسعود. وابن مسعود في العلم من طبقة عمر وعلي وأبي ومعاذ». اه . ‏وإذا كانت هذه مرتبته العلمية بشهادة أصحاب النبي يَأ فكيف يظن به أن يجهل المعوذتين من القرآنء وهما من أول ما يتعلمه الطفل عندنا؟!!. ‏وكذلك نقطع ببطلان ما روي من أن سورة الأحزاب كانت مشتملة على آية (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) مم قولنا بمشروعية الرجم» فتحن نقول بأنه مشروع بالسنة النبوية وهي مخصصة لعموم قوله تعالى: لالَاية والرانى كلدو كى ودر ييا ئة لةه [النور: ٢] لثبوت الرجم عن النبي ية قولا وعملا وانعقاد اللإجماع عليهء والسنة تخصص عمومات القرآن كما هو واضح؛ فالاية تحمل على ما إِذا لم يحصنا ‏أما دعوى أن ثبوته باية من القرآن نسخت تلاوتها وبقي حكمها - وهي التي ذكرناها - فهو غير مسلم؛ وإن كان ذلك عند الشيخين وغيرهماء ووجه بطلان ذلك ما ذكره المحقق الخليلي نه من انه لو کان نسخ لفظه لكان منسيا غير باق في الأذهان فإن ما نسخ لفظه لا یبقی له ذکرں لان اك ك ینسیه عباده كما قال: «ما تَسح ين مايأو نها تأت َير ينها أو يلها هاه ‏)۱( مجموع الفتاوۍء ٤/9۳۰. ‎ المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا ‎v۹‏ [البقرة: ١٠1]ء ولأن هذا اللفظ لا يشبه عبارات القرآن في شيءء فهو خال من اللإعجاز البياني الذي هو سمة للقرآن وبه أدركت العرب أنه ليس من كلام البشرء وإنما هو من كلام فاطر السموات والأرض الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليلء ويقول للشيء كن فيكونء وكذلك مباينة هذا اللفظ لمناط حكم الرجم فإنه نيط بوقوع الزنا من محصن ذكرا أو أنثى شابا كان أو شيخاء ولم ينط بالشيخوخة وإلا لكان الشيخ يرجم وإن لم يحصن › والشاب يدراً عنه الرجم ولو أحصن.اه. وأضيف إلى ما ذكر أن الروايات التي جاءت بذلك فيها اضطراب كبير» ناهيك أنهم رووا عن عمر وه أنه قال: «لولا أن يقول قائل أحدث عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها ولقد قرآناها الشيخ والشيخة فارجموهما البتة». وهو مما نقطع بتنزيه عمر وك عنه لأنه يوحي بأن القرآن كانوا يتصرفون فيه إثباتا ومحوا بحسب ما يتراءى لهم فهو كان يجنح إلى إثبات ذلك في القرآن وإنما خشي أن يتهم بأنه أحدث في کتاب الله ما لیس من فليت شعري هل كان عمر يِه يعتقد أن في القرآن نقصا يحتاج إلى إتمام لولا اعتراض الناس عليه إن كان يعتقد أن هذا النتص قرآني؟! وإن كان لا يعتقد ذلك فهل يرى أنه يسوغ أن يضيف إلى القرآن ما ليس منه؟!! (وحسبك من أمرين أحلاهما مر). وأنت تدري أن النص القرآني صريح وقاطع بأن القرآن محفوظ بعناية () ينظر أجوبة المحقق الخليلىء ١/٤۱٦۳ - ٢٠٦۳. (۲) أخرجه عن سعید بن المسيب مالك (۲/ ٤۸۲ رقم ١١١۱)› والشافعی (۳/۱٦۱)ء والبيهقي (۸/ ۲۱۱ رقم ۸۷١۱۱)›؛ واين سعد (۴/٣٤۳۳)ء والحاكم (۹۸/۳ء رقم ۳)) وأخرجه أيضا: أحمد عن عبدالرحمن بن عوف (۱/ ۲۳ء رقم ١١۱). ۸A ZS ‏و‎ الحقيقة الدامفة الله تعالی من أن يتلاعب به العابثون» فقد قال تعالى : «إتَا عن تَر لكر وَل فود [الحجر: ۹]ء وقال: ورن علينا جمعدر وفرهاته () ودا فاته فايع فاه [القيامة: 1۷ - 18]. ومثله ما روي عن كثير بن الصلت قال: كان ابن العاص وزيد بن ثابت يكتبان فى المصاحف» فمرا على هذه الآية فقال زيد: سمعت رسول الله يَأ يقول: الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فقال عمر: لما أنزلت أتيت النبي يِل فقلت: أكتبنيها فكأنه كره ذلك" . ففيه ما يدل على أنها كانت مكتوبة من قبل» لأنهما مرا عليها وإنما أمسك عمر ية عن كتابتها لأن رسول الله يَيٍ كره ذلكء وهو كلام منتقض» إذ كيف يسوغ لابن العاص وزيد بن ثابت أن يترکا شيئا مما هو مدون في القرآن الکريم على عهد النبي يَقة؟! ومن ناحية أخرى كيف يتصور أن يكره النبي يي كتابة شيء مما انل علیه؟! . ومن ناحية ثالثة يشكل كونهما مرا بها في أثناء كتابتهما للقرآن» إِذ لا يتصور مرورهما بها إلا وهي مكتوبةء فإن كان النبي َل كره كتابتها فکیف کتبت بدون إذنه؟!. وبالجملة؛ فإن قبول هذه الروايات يؤدي بلا شك إلى فتح الثغرات لأصحاب الأهواء بأن يطعنوا في القرآن الكريم» ويشككوا في ثبوته وحفظه. وكذلك يقال فيما روي عن عمر أنه قال: إِنا كنا نقرأ فيما نقراً من كتاب الله : «أن لا ترغبوا عن آبائكم؛ فإنه کفر بكم أن ترغبوا عن آبائکم» أو إن کفرا بکم آن ترغبوا عن آبائکم»٩. () رواه أحمد (٥/ ۰۱۸۳ رقم ۲۱۱۳۲)؛ء والنسائي في الکبری (٤/۲۷۱؛ رقم ۸٤۷۱)› والحاكم (٤/ ۰ رقم ‎(A۷۱‏ والدارمي (۲/ ٢۲۳ رفم ۳۲۳( (۲) أخرجه البخاري (۱۱۹/۸ رقم: 1۸۴۰). المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية اا ۸ إذ لو كان ذلك مما يقرا في القرآن الكريم فكيف يتصور أن تخلو منه المصاحف ويقر الصحابة وين حذفه من القرآنء وكيف يتفق ذلك مع قوله تعالى : إن حن َل اکر وَل يوه [الحجر: 4]؟!!. وكم تجد من بون بين هذه العبارة وعبارات القرآن الكريم التي تسيل عذوبة وتفيض بلاغة وتتجلى إعجازا يمتلك نواصي الألباب وتحار منه العقول؟ . ٢۲ - ما ڪان مشتملا على الطعن في شمائل الحضرة النبوية: لا يرتاب من عرف النبي يَيهٍ من خلال ثناء الله تعالی عليه في کتابه او من خلال ما دون من سيرته الطاهرة أنه كان متحليا بأجمل صفات الخلق الحسية والمعنوية ومتخلقا بأرقى ما يتصور أن يصل إليه البشر من الكمالات الفطرية والكسبية ناهيك ثناء الله عليه بقوله: «وإنك لعل حلي عَظِيٍڳه [القلم: ٤]ء وامتنانه سبحانه به على المؤمنين في قوله: لَفَدٌ هڪم رسو ټين اشڪم عير عو ما عر حر يڪم َموي ُو يحم [التوبة: ١١۱]ء وامتنانه به على العالمين بقوله: وما املك إلا رمه له [الأنبياء: ١١1]ء وهو بيان يقصر عن بلوغ شاوه أي بيان» فلو اجتمعت أدمغة البشر جميعا على أن تفكر في عبارة تفي بمضمون هذه الآية لأعياها الأمر وجمد بها الفكر وتبلد بها الطبع وعادت خائبة خاسرةء فإنه بيان إلهي معجز كشف عن طبع هذا الرسول الكريم وعظيم فضائله وفواضله التي تميز بها بين جميع الخلق. وكان من رأفته عليه الصلاة والسلام بخلق الله حرصه على هدايتهم لينتشلهم من الضلالة وليصونهم من العذاب بالهداية ولذلك كان يتحمل من هموم دعوتهم وأحزانه على صدودهم ما يکاد يذهب بحیاته وقد عاتبه الله ر 2 تعالى على ذلك عتابا لطيفا في قوله: لمك ب تنك ع ءاره ِن لر ‎AY‏ ا الحقيقة الدامغة ‏منوا بِهدًا الْحَدِيثٍ أَسمَاڳه [الكهف:٠]ء وقوله: للك بنجع مسك ألا يکونا مَوْينِينَڳه [الشعراء: ۳]. ‏ولا ريب أن هذا الخلق الرفيع والشمائل الرقيقة والمعاملة اللطيفة كانت سببا لالتفاف المؤمنين حوله وارتباطهم به كما هو واضح في قوله تعالى: بَا رين لَه يت لهم ولو كت كَطا عَيظ اَل لانقَصُوامن حولڭگه [آل عمران: ١١1]ء فقد كان حانيا على جميع الناس دمث الأخلاق رقيق الحاشية لطيف المعشر أرعى لمن عاشره من الأب الحاني وأرق من الام الرؤم وكان مع أهله أبلغ في الرقة وأحرص على اللطف كما كان يوصي بذلك أصحابه فكان من قوله: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». ‏وقد اعترف بخلقه الرفيع كل من درس سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام حتى أعداؤه الألدون ومباينوه الأبعدون فكم غير مؤمن به ولا برسالته سجل من الثناء عليه يي ما لا يتصور إلا أن يكون من آقوی الناس إيمانا به وأكثرهم اتباعا له سواء معاصروه وغيرهم لا فرق في ذلك بين أبناء جلدته وغيرهم من الشعوب والأمم فكم تجد فيما أثره فلاسفة الغروب من الثناء العاطر على شخصه الكريم وأخلاقه السامية ولكن تجد مع ذلك - وياللأسف - من حملة سنته - فيما لزوه بما حملوه ‏ من أنبائه ما يصوره أنه كان من أشرس الناس أخلاقا وأحطهم قدرا وأقلهم اتزانا وأعجلهم إلى الانتقام وأبعدهم عن الفطرة السوية. ‏ونحن لا نرتاب أن كل ذلك إنما هو من دسائس أعدائه لاسيما اليهود ‏(۱) أخرجه الترمذي (٥/۹٠۷ء رقم ۳۸۹0) وقال: حسن غريب صحيح. وابن ماجه (۱/ ٦ رقم ۱۹۷۷)› وابن حبان (۹/ ٤۸٨٤ء رقم ۱۷۷٤)؛ والبيهقى فى شعب الإيمان (/ ٥٤ رقم ۸۷۱۸)› والدارمی (۲۱۲/۲ء رقم ٢٢٦۲۲)› وان سعد (۸/٢۵٠۲)› والخطيب (۷/ ۱۳). ‎ المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا ‎AY‏ الذين كانوا أجراً الناس على الأنبياء في تشويه صورتهم والحط من أقدارهم بما ألبسوهم من الدنايا وعزوا إليهم من الرذائل كما تجد ذلك في توراتهم المحرفة ولكننا نأسف كل الأسف أن ينساق أهل الحديث وراء مؤامراتهم الدنيئة وكيدهم للنبي الخاتم عليه الصلاة والسلام فهم عندما عجزوا عن تحريف القرآن كما حرفوا التوراة والإنجيل من قبل عمدوا إلى الروايات الباطلة فروجوا لها بين هذه الأمة وتلقفها منهم الوضاعون وصدقهم في ذلك الذين غروا بهم فظنوهم الأمناء الصادقين واندست أكاذيبهم في تضاعيف كتب الحديث ولم تخل منها حتى الصحاح وإليك هذه الشواهد: ا قال مسلم في (صحیحه) حدٹنی زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس أن رجلا كان يتهم بام ولد رسول الله ييي فقال رسول الله ية لعلي: «اذهب فاضرب عنقه». فأتاه علي فإذا هو فی رکی يتبرد فيها فقال له علي: اخرج. فناوله يده فأخرجه؛ فاذا هو مجبوب ليس له ذكر» فكف علي عنه ثم أتى النبي يي فقال: يا رسول الله إنه لمجبوب ما له ذكر. تأمل أيها القارئ الكريم ما عزي في هذه الرواية إلى حضرة صاحب الرسالة العظمى أتراه ينسجم مع خلقه الرفيع وعقله الحصيف وقلبه الرحيم وتجاربه في الحياة أم أنك تراه لا يليق إلا بمن كان شرش الأخلاق مظلم العقل قاسي القلب غمرا لا يدري ما هي الدروس المستفادة من تجارب الحياة؟! كيف يأمر النبي َل بقتل رجل مصون الدم بمجرد اتهام باطل يلصق به من غير أن يتثبت ويتروى حتى يصل إلى عين اليقين؟! أولم ينزل عليه القرآن ليبصره بمواطئع أقدامه ويرشده إلى الاحتراز والتثبت حتى يتبين الحق من الباطل ويميز بين المين والصدق؟! أولم ينزل عليه قوله تعالى: ج | الحقة : ‎A‏ | الحقيقة الدامنة و 8 ر ر رر ‎e‏ ر م سم س ۸ ِ شم 4 ‎(e 0 4 hr‏ کک 1 ‎e‏ ‏كايا الذي ءامنوا إن جاك اصق يشل فتبينوا أن نيوا قوما هة فلصيخوا عل ما فعلتم - ص ° تدمينگه [الحجرات: ٦ . وكم نزل عليه يَأ من آيات بينات تنص على ما لحياة الإنسان من قيمة في موازين شرع اللهء وما يترتب على التسبب لإتلافها من العقاب الشديدء ومن ذلك قوله تعالى: ين َمل َك باعل بن شيل َك من قل قىنا كبر مس او ساد في الَرضِ قڪانما فَتَلَ الاس جَمياڳه [المائدة: ۳۲]ء - ک2 ‎e‏ س م2 سے ص م ےک 1 مس ر م ر سے و ےط ‎e‏ سے وقوله: وولا تمنلواً النفس الى حرم أنه إلا بلحي ذلك وصلكم به لعلكر يلو ‎WAE Are A َ‏ مس را سے س سد ی [الأنعام: ١١٠]ء وقوله: وولا لفتلوا النْمس الى حرم اه إلا يالحيي ومن فيل مظلوما ‎AE‏ و ‎Mecee e‏ و وک ‏فقد جعلنا لوليّهء سلطنا فلا يرف ف المتل إِنَهء كان منتصوراه [الإسراء: ۳۳]ء ‏4 ‏ص ص > 2 ا ‎E Aeon e arn. .‏ ر و ر ‎Ca e‏ وقوله: لين لا يدعو مع اله إِللها ءاخر ولا يِفَتَلود النفس التي حرم اله إلا ص م ‎A eros e‏ 2 ‏الح ولا يويك ومن يفل ذلك لق أفاما () يلعف له الصدابُ بوم المد ولد فيد مُاناڳه [الفرقان: ۸ -1۹]ء فأنت ترى كيف قرن قتل النفس بالشرك بالله الذي هو أكبر الكبائرء وجعلت عقوبتهما واحدةء وإذا كانت النفس ‏مؤمنة كانت أغلى قيمة وأعظم قدراء قال تعالى: ومن يَفَشَلْ مُوْمتَا ‏2 س س س وو سس ل2 ‎$ ‏و‎ A ‏فجراوہ جهنم كيدا فا رع اله علد ومن وَأَعَدً له عَدَابا عَظِيمًّاڳ [النساء: ۹۳]ء فليت شعري؛ هل يرون أن النبي يَأ نسي جميع هذه الآيات وعزب عنه كل ما فيها من النذرء أو أنه تناساها عندما استفزه خبر ما له من أصل حبكه بعض المغرضين؟!!! حاشاه عن ذلك کله . ‏على آنه ي لو لم يکن نبيا مرسلا يسدده الوحي ويبصره نور الحق فیدله على ما يأتیه ويذره لكان في عقله الواسع الجم الذي ارتفع به فوق أقدار جميع الخلق ما يبصره ويسدده ويقيه الوقوع في هذه المزالق والانحدار إلى هذه الدركات كيف وقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام بجانب ذلك له من تجارب في حياته ما يکفيه درسا وعبرة؛ ولم تمر به المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اا ۸0 قصة الإإفك التي هي - بلا ريب - أشد وقعا في نفسه لأنها ألصق عارها بحليلته التى هى أحب نسائه إليه وأحظاهن عنده وشت أحب الرجال إليه؟ ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام في تصرفه فيها مثالا للحلم والرزانة تدفعه إلى الهم بمئل هذه الحماقة ت التكراء. ` فكيف يعقل أن لا يأخذ من هذه القصة درسا وعبرة مع أن ذلك لا يليق حتى بالشخص العادي من الناس كما قال الشاعر: من لم تفده عبرا أيامه كان العمى أولى به من الهدى أم كيف يعقل أن يغار يَيةٍ على أم ولده غيرة لم يغرها على السيدة عائشة يا فلیت شعري هل استأثرت بقلبه وهام في هواها حتی فقد رشده وهم بحماقة لا تصدر إلا عن أرعن هزيل لا يفرق بين غي ورشد وجبار عنيد لم تعرف الرحمة إلى قلبه سېيلا؟؟؟! حاشاه عن ذلك . وليت شعري ألم يكن له في زواجر القرآن ما ينهنهه عن هذه التصرفات الهوجاء ويبصره بما يجب عليه اتباعه في مثل هذه المواقف؟! أولم ينزل عليه قوله تعالى: إن الذي جاهو يلافك عضبة ونك ك َوه بوه شرا ا لک بل هو َير لكر لکل شري م م ما كتنب ين الو ونك توك كبر ع قم © إا ع ن ال ا نَم حا حب وَقَالوا هنذا إِفك مين () لولا جاو عير يمد شُبدا كذ كم أا لاء كوك ند اق هُم نة ( وولا فصل َل عكر ويه بى الدنا ل ی لَك ر ل ر ‎O‏ ‏سنه كش ايك كا ن ت ر ہب ل ا ی ا ؤك 0 ر ا ‎E:‏ 4 [النور: ۱۸[ فكم في هذه الآيات من هدايات ونذر وتشريع لأحکام تصونں ج ْ أنه أن ‎۸A‘‏ 5 الحقيقة الدامغة ‏الأعراض وتمنع الألسن عن قالة السوء وتحذر من سوء الظن بالمؤمنين والمؤمنات وتجنب المجتمع المسلم آفات الشائعات التي تستهوي مراض القلوب وتقطع بكذبها حكما إلا أن يشهد على صدقها أربعة شهداء فضلا عما سبقها من الحكم على كل من ولغ لسانه في الأعراض بمثل هذا بجلده ثمانين جلدة ومنع قبول شهادته وعده من فريق الفساق إلا إن تاب توبة نصوحا وما تبعها من توعد هؤلاء بشر الوعيد في الدار الأخرة؟؟؟! ‏أوليس في هذه النذر والتوجيهات ما يبصر حتى ذوي القلوب الغلف والآذان الصم والأعين العمي ويقيهم الوقوع في هذه المزالق ويجنبهم ما يرديهم في هذه المهالك فكيف يعقل أن يكون أعقل البشر وأفضل الخلق وأرحم الناس بالناس هو الذي يتردى في مهاويها؟؟ ‏على أنه من المعلوم قطعا أن ما نسج في هذه الرواية وألبسه نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه لو قيل بوقوعه فهو لا يحتمل أن یکون سابقا على قصة الإفك التي كانت في العام الخامس من هجرته يَيةٍ على أثر رجوعه عليه أفضل الصلاة والسلام من غزوة أوطاس لأن أم ولده عليه الصلاة والسلام لم تدخل في كنفه إلا في العام السابع عندما أهداها إليه المقوقس حاكم مصر بعدما وصله كتاب النبي ي الذي يدعوه فيه إلى الإسلامء مع أنه قطعا لو كان هاما بشيء من هذا لهم به قبل أن تنزل عليه تلك النذر وتمر به هاتيك العبرء وذلك عندما أشيعت أحبوكة الإفكء فكيف يعقل أن يتصرف قبل تلك النذر والعبر بما يليق برجاحة عقله وحسن تدبيره وسلامة فطرته ونقاء طبعه وعلو قدره ثم بعد أن جاءته النذر والعبر يهملها جانبا ويتصرف بما ينافي خصائصه الكمالية تصرفا لا يدل إلا على حماقة لا تدانيها حماقة وعنجهية لا تكون إلا في ذوي الطبائم الخسيسة وجهالة لا يهوي إلى دركاتها إلا أشد الناس غرورا وأجفاهم طبعا وأقلهم اعتبارا وادكارا؟!. المحور الثاني: منهج الأباضية في الحكم على الرواية ا ‎۸Y‏ أوليس هذا تناقضا ترفض تَمَبُلَهُ العقول بالفطرةء فكيف يمكن صدوره ممن كان أوفر البشر عقلا وأسلمهم فطرة وأزكاهم طبعا وأكثرهم حلما؟!. أما ما ذكره شراح الحديث مما يبرر ذلك فهو لا يعود بطائل ومن ذلك ما ذکره القاضي عياض في شرحه عن المازري ونصه: «قال الإمام: الظاهر أن هذا الحديث فيه حذف بسط السبب» فلعله ثبت عنده بالبينة ما أوجب قتلهء فلما رأى علي كونه مجبوبا أبقاه ليراجع النبى 3ا فيه ولم يذكر ما قال النبى ية لعليء ولو ذكر السبب الموجب لقتله وجواب النبي ية لعلي لعلم منه وجه الفقهء ولعل الرجل - أيضا ‏ كان منافقا ممن يحل قتلهء فيكون هذا السبب محركا على قتله». فإن هذا وأمثاله يرد بوجوه: أولها: أنه مجرد رجم بالغيب من غير استناد إلى حجة تقتضيه ولا يسوغ الأخذ بالظنون وربا كم يو من علي إن بكعُودَ إلا لقي وإ لي لا يى ِنَ الي مياه [النجم: ٢۲]. ثانيها: أن الرواية تفيد أن الأمر بقتله كان مرتبا على اتهامه بما اتهم به كما هو واضح في هذا النتص: أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله يي فقال رسول الله يي لعلي «اذهب فاضرب عنقهء فقد ترتب أمره يَ بضرب عنقه على اتهامهء حيث عطف بالفاء التي تقتضي ترتيب ما بعدها على ما قبلهاء وهو يفيد تعليل الحكم بنفس اتهامه. الثها : أنه لم يعهد من رسول الله ي أنه قتل منافقا قط وکان یتفادی ذلك ويقول: «لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه»"ء على أنه يِل 09 إكمال المعلم شرح صحيح مسلم؛ ج ۸٠ ص ١۱۵. (۲) أخرجه البخاری (٤/۱۸۱۱» رقم ٢٤٤٤)› ومسلم (٤/ 1۹۹۸ء رقم ٤۲5۸). وأحمد (۳/ ۳۲ رفم ۰٦( والحمیدىی (۲/ 0۱۹ رقم ۱۹( والترمذي (٥/ ٩٧۱٤٠ رقم ٥ وقال: حسن صحیح. ‎AA‏ اا لحقيقة الدامغة ‏لو كان قاتلا أحدا من المنافقين لقتل رأسهم عبد الله بن أبي الذي كان أشد ضررا ونكاية بالنبي يي وبالمؤمنين» ولم يعمد إلى قتل صعلوك لا أثر له على شيءء ولا يتقی منه ضرر. ‏رابعها: أنه لو كان أمره يَأ بقتله ناشئا عن سبب موجب للقتل لما كان لعلي كرم الله وجهه أن يتخلف عن تنفيذ ما أمره به النبي يَيْو إذ لا فرق فيمن كان متلبسا بموجب القتل بين كونه رجلا كامل الخلقة أو مجبوباء فإن الجب لا يؤثر في سبب القتل شيئا . ‏وقد وجدت لأبي العباس القرطبي محاولة لدرء الإشكال في هذه الرواية من خلال رواية أخرى تصورها مفيدة لحقيقة ملابسات هذه القضيةء وإليك نص مقاله: «ويزول هذا الإشكال: بأن هذا الحديث رواه أبو بكر البزارء يمساق أكمل من هذاء وأوضح فقال فيه: عن علي بن ابي طالب يي قال: كثر على مارية في قبطي ابن عم لها کان يزورهاء ويختلف إليهاء فقال لي رسول الله يَلٍ: (خذ هذا السيف فانطلق» فإن وجدته عندها فاقتله)؛ قال: قلت: يا رسول الله! أكون في أمرك كالسكة المحماةء لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتنيء أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؛ فقال: (بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب)›ء وذكر الحديث بنحو ما تقدم. فهذا يدل على أن أمره بقتله إنما كان بشرط أن يجده عندها على حالة تقتضي قتله. ولما فهم عنه علي يك ذلك سأل فبين له بيانا شافياء فزال ذلك الإشكال» والحمد لله ذي الجلال. ويحتمل أن يقال: إن ذلك خرج من النبي ‏ يِل مخرج التغليظ والمبالغة في الزجر على موجب الغيرة الجبلية. والأول أليق وأسلم». اه . ‏قلت: الإشكال باق لم يحل إذ غاية ما تدل عليه هذه الرواية أنه يله ‏)۱( المفهم لما آشکل من تلخیص کتاب مسلم؛ ٦ . ‎ المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية اا ۸۹ كان يندفع بتأثير ما يقال له حتى يتسرع إلى الأمر بقتل من لا ب يستحق القتل › ولا يتثبت إلا بعد المراجعة من غيره!! مع أنه عليه الصلاة والسلام كان أكمل الناس أوصانا وأرقهم قلبا وأحبهم للرفق وأبغضهم للعنف» فيبعد كل البعد أن يكون صلوات الله وسلامه عليه غير متصور لما يقتضيه الاحتياط في الدين لاسيما قضايا الدماءء فإن حرمات البشر تفوق كل ما يتصور من حرمات المخلوقات» فكيف يمكن أن يأمر عليه الصلاة والسلام بهتك حرمة إنسانية إيان اتقاد الغضب حتى يجد من يسدده ويذكره؟!. هذا بالنظر إلى متن هذه الروايةء أما من حيث السند فقد قال البزار نفسه: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي يَيةٍ من وجه متصل عنه إلا من هذا الوجه بهذا الاسناد° وبإلقاء نظرة على رجال سنده نجد أنه لا يصح أن يعتمد عليه ففيه محمد بن إسحاق» وقد قدح فيه كثير من رجال النقدء بل الطاعنون فيه أكثر ممن اعتمدوا روايتهء فقد قال فيه الذهبي في (السير): «وقد مسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأشياء منها تشيعه ونسب إلى القدر ويدلس في حديثهء وقال أيضا: وقال أبو إسحاق الجوزجاني: ابن إسحاق الناس يشتهون حديثه وکان یرمی بغير نوع من البدع ء وقال كذلك أبو داود: سمعت أحمد يقول: کان ابن إسحاف يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه. وقال أيضا: وقال أحمد قدم ابن إسحاق بغداد فكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وعن غيرهء وقال: ليس هو بحجةء قال أبو العباس بن عقدة: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يتبع حديث ابن (۱) مسند البزار ٢/٢۳۰. ۹۰ ا الحقيقة الدامغة إسحاق فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول ويخرجه في المسندء وما رأيته أبقی حدیثه قط ٠ قيل له:يحتج به؟ قال : لم يكن يحتج به في السنن . وقال أيوب بن إسحاق بن سافري: سألت أحمد بن حنبل فقلت: إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله؟ قال: لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل کلام ذا من کلام ذا. وقال أيضا: يحيى مرة أخرى يقول هو عندي سقيم ليس بقوي. وقال الميموني: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن إسحاق ضعيف» وروی المفضل الغلابي عن ابن معين: هو ثبت في الحديثء وروى أبو زرعة اللنصري عن يحيى: ثقة وليس بحجةء إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك وذكر جماعة. وقال يعقوب السدوسي: قلت ليحيى: في نفسك من صدقه شيء؟ قال: لاء هو صدوق؛ وروی عباس بن محمد عن يحیی: ثُقة ولیس بحجةء وقال العجلي: مدني ثقةء وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي› وقال أبو زرعة: هو صدوق» وقال أبو حاتم: يكتب حديثهء وقال أيضا العقيلي : حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا سليمان بن داود حدثنا یحیی بن سعيد حدثنا وهيب سمعت هشام بن عروة يقول: ابن إسحاق كذاب» وقال أيضا : قال الهيثم بن خلف حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا ابو داود حدثني من سمع هشام بن عروةء وقیل له: إن ابن إسحاق حدث بکذا وكذا عن فاطمة فقال: كذب الخبيث» وقال أيضا الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله: إلى أين تذهب؟ قال: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرةء قال: یکتب کذبا کثیرا»٩. )۱( الذهبي›ء سیر أعلام النىلاءء ‎N‏ ص٣۳ 0. فآنت تری أن منهم من صرح بکذبه بینما الذين قبلوه منهم من وثقه وقال ليس بحجةء ومعنى ذلك أن روايته غير مقبولةء وإذا تعارض التجريح والتعديل قدم التجريح لأن المجرح لا يجرح إلا بما ثبت عنده من اليقين بأسباب التجريح» بينما التعديل قد يكون بما يظهر من حال الرجل من غير اطلاع على خفاياءء قال الموصلي: «اعلم أن الجرح مقدم على التعديل› بان الجارح اعتمد دلىل3ا وهو العيان لاأرتكابه محظور دينهء والمعدل شهد بالظاهر ولم يعتمد على دليل». وقد درج على التعويل على هذه القاعدة أهل الحديث والأصوليون وغيرهم "٠ء قال العلامة ابن عاشور: «وقد استقر عند علماء الحديث (١) الاختيار لتعليل المختارء عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي الوفاة: 87٦ ه ١١/١٠٠ دار الكتب العلمية ‏ بيروت/ لبنان - ٤۱اه - ٢٠٠۲م الطبعة: الثالثةء تحقيق: عبد اللطيف محمد عبد الرحمن. (۲) أنظر كشف المشكل من حديث الصحيحين» أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الوفاة: ٥هت ۳۱۷/۲ دار النشر: دار الوطن» الرياض» ٤ه - ۱۹۹۷مء تحقيق: علي حسين البواب» وإيثار الإنصاف في آثار الخلافء سبط ابن الجوزي الوفاة: 4 ۱/٢۲ دار السلامء القاهرةء ٤١اه الطبعة: الأولىء تحقيق: ناصر العلي الناصر الخليفيء وشرح فتح القديرء كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي الوفاة: ١۸٦ه» ١/۸٥۱دار الفكرء بيروت» الطبعة: الثانيةء والاختيار لتعليل المختارء عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي الوفاة: ۸۳٦ هف ۲/ ٠ دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت/ لبنان - ٦١٤٠ ه - ٢٠٠۲م الطبعة: الثالثةء تحقيق: عبد اللطيف محمد عبد الرحمن؛ء واللباب في الجمع بين السنة والكتاب» الامام جمال الدين أبو محمد علي بن أبي يحيى زكريا بن مسعود الأنصاري الخزرجي المنبجي الوفاة: ٦۸٦ه ١/٠4ء دار النشر: دار القلم ‏ الدار الشاميةء سوریا/ دمشق ‏ لبنان/ بیروت ۔ ٤ه ٤۱۹۹م الطبعة: الثانيةء تحقيق: د. محمد فضل عبد العزيز المرادء ومختصر خلافيات البيهقيء أحمد بن فرج اللخمي الإشبيلي الشافعي الوفاة: 1۹۹٦ه؛ ۲۹۱/۱ء دار النشر: مكتبة الرشد - السعودية/ الرياض ۹۲ ا الحقيقة الدامغة وأصول الفقه أن الجرح إذا صدر من أهل المعرفة مقدم على التعديل الصادر منهم فيقدم الجرح ولدى غير الطائمتين المجرحين والمعدلين › ي: لدى من يعتمد على أقول أئمة هذا العلمء وهذه القاعدة مسلمة معمول ها . (۱) ۷ه ۱۹۹۷م الطبعة: الأولىء تحقيق: د. ذياب عبد الكريم ذياب عقلء الجوهر النقيء علاء الدين علي بن عثمان» الشهير بابن التركماني (المتوفى: * 0٥ ۷ھ) ۲ه ونصب الراية لأحاديث الهدايةء عبد الله بن يوسف أبو محمد الحنفي الزيلعي (الوفاة: ۲٦۷ه) ١١/ ۸١اه دار التشر: دار الحديث - مصر - ١١۱۳ء تحقيق: محمد يوسف البنوري» والنكت على مقدمة ابن الصلاحء بدر الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن بهادر الوفاة: ۷۹اه ۸/۲٥» دار النشر: أضواء السلف - الرياض - ۱ه ۱۹۹۸م الطبعة: الأولىء تحقيق: د. زين العابدين بن محمد بلا فريجء وذيل طبقات الحنابلةء عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (المتوفى: ۵٥۷۹ه) الوفاة: ۷۹اه ٠/1۹ ونخبة الفكر في مصطلح أهل الأثرء أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الوفاة: ١۸۵ف ۲۳۲/۱» دار النشر: دار إحياء التراث العرب/ بيروت؛ تحقيق: ضمن كتاب سبل السلام›ء وعمدة القاري شرح صحيح البخاري» بدر الدين محمود بن أحمد العيني الوفاة: ٥٥۸هف ٠/٥٠٠۳ دار التشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت» والشرح الكبيرء سيدي أحمد الدردير أبو البركات الوفاة: ١١۱۲ء ١٤/۱۷۱» دار النشر: دار الفكر - بيروت؛ تحقيق: محمد عليشء وإرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصولء محمد بن علي بن محمد الشوكاني الوفاة: ٠ ١/٠ دار التشر: دار الفكر/ بيروت - ١١٤٠۱ه - ۱۹۹۲م الطبعة: الأولىء تحقيق: محمد سعيد البدري أبو مصعب؛ وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث؛ء محمد جمال الدين القاسمي الوفاة: ۳۳۲١ه؛ ١/۱۸۹» دار النشر: دار الكتب العلمية/ بيروت - ۱۳۹۹ه - ۱۹۷۹م» الطبعة: الأولى. تحقيقات وأنظار في القرآن والسنةء تأليف فضيلة الشيخ/ محمد الطاهر بن عاشور؛ء ص۸٥ - ۹٠› دار سحنون للنشر والتوزيع/ تونس» دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة/ جمهورية مصر العربية . المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا ۹۳ عنه الذهبي في (الكاشف): «قال ابن معين صدوق وقال أبو داود ليس بحجة يوصل كلام ابن إسحاق بالأحاديٹ»° . وقال المزي في (التهذيب): «وَقال أبو عُبيد الآجري» عَن أبي داود: ليس هو عندي حجة يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث؛ سمع من محمد بن إسحاق بالري» وَفَال النَسَائي: ليس بالقوي» وَقَال في موضع آخر: ضعیف»٩. هذا؛ وإذا جئنا إلى رواية أنس يك عند مسلم وجدنا أيضا في سندها علة ظاهرةء ففيه حماد بن أبي سلمةء وقد تقدم ما قيل فيهء ولا يغتي ان هذه الرواية رواها عن ثابت» فإنها إن صحت سندا فقد أعلت متنا . ب جاء في صحيح البخاري: حدڻئنا عُتْمَان حدثنا جُريرٌ عن مَنْصُور عن إبراهيم عن الَأَسُوَدِ عن عَائِشَةً ويا حَرَجْنَا مع النبي يَأ ولا نُرّى إلا اع ما ينت توف ايت ار البي ل سن ل كن ساق اَي أن يِل فَحلَ من لم يَكُنْ سَاقً الْهَذي وَنِسَاوهُ لم يَسُفْنَ فَأخُلَلْنَ قالت َة ينا فضت فلم أف ياليْتٍ فلما كانت لب الحَضَبةٍ قالت يا َسُولَ الَو يرجم الناس يِعُمْرَةٍ وَحَجَةِ وَأَرْجِمْ آنا بحبو بِحجة قال : وما طُفْتٍ لَيَالِي قَدِمْنَا مَكَ؟ قلت: لا قال: دعي مع أخيكِ إلى اليم قأِلي بِمُنْرَ حمرة تج مَوْعدّك كذا وَكَذَا قالت صَفيَةٌ ما را ني إلا حايستهم» قال: ى ا ما طُفْتٍ يوم النَحْر؟ قالت: قلت: بَلّى قال: لا باس انْفْري. قالت عَايْشَة ونا كَلَقبنِي النبي ية وهو مُصْعِدٌ من مَك وأنا مُْهَبطة عليها أو أنا مُضعدة وهو مُه منها. () الكاشف. ۲/ ٦٤٠٤. )۲( تهذيب الكمالء ۹۸/۳۲٤. )۳( صحيح البخاري› (۲/٦1٦٥ رقم ١٤۱). ۹ ا الحقيقة الدامغة هذه الرواية فيها ما ينافي ما طبع عليه الرسول يي من الرفق واللطف والحنان مع جميع الناس لا سيما أهلهء كيف وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله وأنا خی رکم لأهلي». فكيف يتصور أن يواجه رسول الله يَلٍ إحدى نسائه بهذه الشدة في المعاملة والغلظة في التعبير على أمر ليس لها فيه اختيار وإنما هو ابتلاء من الله ل !! مع أنه من المعلوم أن مقتضى هذه العبارة الدعاء على من خوطب بها بالعقر والحلق› كما قال الحافظ ابن حجر: «ثم معنی عقری عقرها الله أي جرحها وقيل جعلها عاقرا لا تلد وقيل عقر قومها ومعنی حلقى حلق شعرها وهو زينة المرأة أو أصابها وجم في حلقها أو حلق قومها بشؤمها أي أهلكهم»""» فيا ترى أيتصور أن يقول نبي الرحمة ذلك لإحدى نسائه في موقف هي أحوج ما تكون فيه إلى ما يسليها ويذهب بما أولم يكن له عليه الصلاة والسلام موقف آخر مع إحدی نسائه في مثل هذا الظرف أيضا بدا فيه يي حانيا لطيفا يتدفق حنانا ويفيض رفقاء ألم يكن هو الذي قال لأم المؤمنين عائشة يثيها: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ° ليسليها ويذهب بما علق بها من الحسرة والأسى» فبالله عليكم كيف يتصور أن يكون خطابه لإحدى نسائه مثالا للرقة والرحمة (۱) سبق تخریجه. (۲) فتح الباري› 0۹/۳ . (۳) أخرجه البخاري: (۱/ ۱۱۳ رقم:۲۹) و(٥/ ٠۲۱۱ رقم:۲٠٥)› ومسلم: (۲/ ۸۷۳ رقم:۱١۱)› وأبو داود (۲/ ۳١۱ رقم:۱۷۸)؛ وابن ماجة (۹۸۸/۲ رقم:٦۲۹)›ء والنسائي (۱/ ۱۲۷ رقم:۲۸)› أحمد (۳/ ۲۰۹ رقم: ١٤٤٠) و( / ٢٥٤۲ء رقم:۲۱۱۱) وعبد بن حمید (۳۱۸/۱ رقم :٤١۱) وآخرون. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ا ۹0 ولغيرها مثالا للغلظة والقسوةء ألم تكن كل واحدة منهما من أهلهء وهو خير الرجال لأهله جميعا؟!. وهو عليه الصلاة والسلام أولى الناس جميعا باتباع توجيهات القرآن› وقد أمر الله في القرآن جميع الرجال أن يعاشروا النساء بالرفق والمودة والحنان في قوله: وإ وعاشِروهن يالمعروفي فإن درهنموهن فعسيح أن تَكُرَهُوا بك وَعل اله فيه حا كيرا [النساء: 1۹]ء وقد أدرك أبو العباس القرطبي التباين السحيق بين موقفه يَيٍ من السيدة عائشةء وهذا الموقف الذي يعزى إليه في خطابه للسيدة أم المؤمنين صفية ياء مع أن قضيتهما واحدة فقد قال: «وقوله يَوٍ: (هذا شيء كتبه الله على بنات آدم)؛ يعني: الحيض. وكتبه عليهن؛ أي: جبلهن عليه وثبته عليهن. وهو تأنيس لهاء وتسليةء وهو دليل على ميله لهاء وحنوه عليها. وكم بين من يؤنس ویسترضی» وبين من يقال له: (عقری حلقی ؟!)»٩. وإن عجبت فاعجب أن يدرك القرطبي التباين بين الموقفين والتفاوت بين العبارتين ويفوته مع ذلك أن النبي ية أعظم وأجل من أن يميل به حب إحدى نسائه إلى هضم غيرهاء أليس هو يي الذي كان يحرص على العدل بينهن في كل ما يملكه من العشرة وحسن المعاملةء ثم يعتذر إلى الله بأنه استفرغ وسعه فيما يقدر عليه من قسم؛ ويسأل الله العفو عما هو ليس بمقدورهء وهو المشاعر الباطنة والأحاسيس الخفيةء بحيث كان يقول: «اللهم هذا قسمي فيما أملك» فلا تلمني فيما تملك ولا أملك»*؟. هذا؛ وتعقب الحافظ ابن حجر كلام أبي العباس القرطبي بقوله: )۱( المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم؛› ٠/۱۲ . (۲) أخرجه الحاكم (۲/٢٤٠۲ رقم:۱٦۲۷)› وآبو داود (٢/ ٤٢٤۲ رقم :٤۲۱۳)؛ والدارمي )۳/٦١٤۱ رقم: ٢٢۲۲۵). ٦۹ 2 الحقيقة الدامغة «ولیس فيه دلیل على اتضاع فدر صمفة عنده» لکن اختلف الكلام باختلاف المقام› فعائشة دخل عليها وهي تبكي أسفا على ما فاتها من النسك فسلاها بذلك» وصفية أراد منها ما يريد الرجل من أهله فأبدت المانع فناسب كلا منهما ما خاطبها به فى تلك الحالة». وهو لا يدفع ما يلابس الرواية من إشكالء فإن قضيتهما واحدة وسببها واحد وكل واحدة منهما لا تملك من الآأمر شيئاء على آنه لو کان السبب فيما قاله لصفية قيا أنها اعتذرت إليه مما أراده منها لبدا من ذلك أنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان أسير شهوتهء إن لم يتمكن من قضائها ممن أراد من نسائه ضاق وأبدى من القول ما لا يليق بذوي الأحلام الراجحة من الرجال فضلا عن مقام الأنبياء - حاشاه عن ذلك -ء على أنها باعتذارها إليه كانت مطيعة لأمر الله مؤدية لما يجب عليهاء فهب أنها طاوعتهء أولا تكون بذلك عاصية غاشة له يَيْوِ بحيث لم تخبره بحالها› فكيف يكون جزاؤها التقريع والعبارة الجافة الغليظة؟!. وأنت تدري أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان بخلقه الرفيع ومعاملته اللطيفة يأسر حتى قلوب ألد خصومهء فكيف يتصور أن يعامل بهذه الجفوة أي واحدة من نسائه اللائي محضنه الود واخترنه على الدنيا وما فيها واثرن معه شظف العيش ولأواء الحياة على ما يتصور من النعيم الذي ينلنه عندما يملن إلى الدنيا وزينتها؟!. ونحن إذا قارنا بين وضع السيدتين الجليلتين أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين صفية يما وجدنا أن صفية أولى بأن يغمرها النبى يي بحنانه ولطفه› ويسعها برفقه وعطفه؛ كيف وقد خرجت عن محيط أسرتها وقومها )۱( فتح الباري› ۲/ 0۹ . المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية ا ۹۷ فآمنت به يِل حق الإيمانء وقد كانت رزئت بقتل أبيها وزوجها وغيرهم من قرابتها على يديه صلوات الله وسلامه عليهء أولا تكون مع هذا حرية بأن تجد في كنفه يَلأةٍ من الرعاية الرقيقة ما يأسو جراح قلبها وينسيها همومها وأحزانهاء أَوَنَظن أنه يَأ مع سعة قلبه وقوة مداركه ودماثة أخلاقهء ومع ما آتاه الله من النبوة التي زادته بصيرة وصقلت أخلاقه وزگت فطرته ‏ يفوته أن يلحظ ذلك ؟!. على أنه مما يشهد لرفقه يي بها ما روي عنها نا قالت: دخل علي أن حفصة وعائشة ينالان مني ويقولان: نحن خير منهاء نحن بنات عم رسول الله يَيهٍ وأزواجه قال: «ألا قلت: كيف تكونان خيرا مني وأبي . . 3 )۱( هارون وعمي موسی وزوجي محمد صلوات الله وسلامه عليهم»". فهذه الرواية مهما قيل في إسنادها هي التي تنسجم مع أخلاق النبي يَلٍْ العاليةء ومناقبه الزكة وعقله الراجح وقلبه الكبير. 2 يهء ومنافبه الزك جح وبعد؛ أفيبقى في نفسك شك - أيها القارئ الكريم - أن ما لر به في قصة صفية وحجها إنما هو طعنة يهودية في خاصرة الإسلام وخلق نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام لأجل تصويره عنصريا يُحَقَر بني إسرائيل ولو أسلموا واتبعوه وآثروه على أهليهم وذويهم؛ وهو غير غريب على اليهود ومکائدهم للأنبياء وافترائهم الكذب عليهم كما هو واضح في توراتهم المحرفة فيما نسبوه إلى أنبيائهم من عظائم الجرائم وكبائر الموبقات (۱) أخرجه الطبراني في الأوسط (۲۳۱/۸ رقم:۳٠۸۵) والحاكم (٤/ ۳۱ رقم : ۰ 17۹). ۹۸ ا الحقيقة الدامغة وخطاب النبي يل لها من هذه الفقرة التي هي واضحة البطلانء فعن أبي سلمة وعروة أن عائشة قالت: حاضت صفيّة بنت حییٌّ بعد ما فاضت قالت عائشة: فذكرت حيضتها لرسول الله يَلٍ فقال رسول اله يِل : «أحابستنا هى؟» قالت: فقلت: يا رسول الله إِنها قد كانت فاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الافاضة. فقال رسول الله يَِوٍ: «فلتنفر» .٠ فأنت ترى خلو هذه الرواية من تلك الفقرةء بل تراها تدل على أن عائشة هي التي أخبرت الرسول يَأ بحيض صفية ولم يزد يَيةِ في رده على قوله: «أحابستنا هي؟» فأين ما ذكروه من أنه أراد أن يقضي وطره منهاء فلما أجابته بتعذر ذلك لما اعتراها من المحيض كانت ردة فعله تلك الفظاظة والغلظة؟!! . وقد تعززت هذه الرواية بروايات تعضدها› أولا يكون ذلك دليلا على أن الزيادة التي ذكروها ليست من الصحة في شيء؟ . ج -روى البخاري في صحيحه قال: حدثني محمود؛ حدثنا عبد الرزاق» قال: أخبرني اين جريج. قال: أخبرني عمرو بن دينار» سمع جابر بن عبد الله ويا قال: لما بنيت الكعبةء ذهب النبي ية وعباس ينقلان الحجارةء فقال عباس للنبي يَيٍ: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارةء فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماءء ثم أفاق؛ فقال: «إزاري إزاري فشد عليه إزاره». وعند مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليء ومحمد بن حاتم بن میمون جمیعا عن محمد بن بكر قال : أخبرنا ابن جريج ح٠ وحدثني إسحاق بن منصور؛ ومحمد بن رافعء (۱) أخرجه البخاري (۲/١۲٦ رقم: ١ ۷٦۱) و(٤/ ۹۸٥۱ رقم : ٤٤٠٤) ومسلم؛ (۲/ ٤٦۹ رقم:١۱۱) وابن ماجة (۲۱/۲١۱ رقم:۳۰۷۲)› وسنن الترمذي (۳/ ۲۸۰ رقم :٤٤۹) والنسائي (۲/ 14٤ رقم: ٩۱۸٤) وغيرهم. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية | جيك | ۹٩ واللفظ لهما قال: إسحاق› أخبرنا وقال: ابن رافع -ء حدثنا عبد الرزاقء أخبرنا ابن جريج» أخبرني عمرو بن دینار آنه سمع جابر بن عبد الل يقول: لما بنيت الكعبة ذهب النبي يَلٍ وعباس ينقلان حجارة. فقال العباس للنبي يَيةٍ اجعل إزارك على عاتقك من الحجارةء ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناهء إلى السماءء ثم قام فقال: «إزاري إزاري» فشد عليه إزاره قال ابن رافع في روايته: على رقبتك» ولم يقل : على عاتقك. هذه الرواية لا يخفى على لبيب يطلع عليها ما فيها من التجني على مقام حضرة صاحب الرسالة العظمى» عليه الصلاة والسلام؛ء ففيها نسبة أمر ‏ تأباء الفطرة السليمة في أي بشر - إلى مقامه الرفيعء وهو التجرد من ثوبه الذي يستر سوأته!!. فليت شعري؛ كيف يتصور أن يرضى من هيأه الله تعالى لحمل أعظم رسالات الله إلى العالمين أن ينحط إلى هذا الدرك الهابط ويهوي إلى هذا الحضيض الأسفل مع أن الله سبحانه حلاه بالخلق العظيم وأدبه فأ حسن تأدیبه وزكى فطرته فكانت أطيب الفطر وأنقاها من کل ما عسی أن یشوب طبائع البشر من الأخلاق الذميمةء فهل يا ترى يتصور أن يعزب عن ذهن الرسول ي ما الذي يترتب على حل إزاره بين الناس وأمام البيت الحرام من الحياء الذي يعتري كل ذي فطرة سوية منذ مراحل الطفولة ولو لم يسمع بدين ولم يترب على الأخلاقء فكيف يمكن أن يقبله ذلك الرجل الذي كان في العقد الرابع من عمره مشرفا على تحمل أعباء رسالة يشرق نورها على العالمين . والنبي عليه الصلاة والسلام اختاره الله تعالى من أكرم معدن وأشرف ضئضئ وأطیب عنصر؛ فکانت بیئته - بلا ريب - مترفعة عن سفاسف الأخلاق ورذائل العادات تعشق معالي الأمور وتترفع عن دناياهاء فما بال عمه العباس يأمره بأن يحل إزاره ليتقي به أثر الحجارة على رقبتهء فهل ‎E ۱‏ الحقيقة الدامغة ‏كان قومه يسوغون مثل هذا الفعل الدنيء أو أنهم كانوا لا يرون حرجا في إيداء العورات؟ مع أن قريشا هم الحمس الذين كانت لهم مزايا بين العرب لشرفهم بخدمة البيت العتيق وجوارهء فهل يتقبل أن يأمر ابن أخيه بهذا الفعل الشنيع؟!. ‏فلو قدر أن أحدا من أبناء زماننا أقدم على مثل هذا - ولو أتى من بيئة بعيدة عن الدين والأخلاق تنزل بأبنائها إلى الحضيض الأدنى من العادات المذمومة ‏ أولا يكون هذا مثار استنكار من حوله لصنيعه واستهجانهم لطبعه واستخفافهم بأحلامه فكيف يقم ذلك لرسول كريم صنع على عين الله وأحيط برعايته فنشاً منذ طفولته الأولى على المكارم والمحامد؟؟!. ‏د روى البخاري في صحيحه: حدثنا عثمان بن أبي شيبةء قال: حدثنا جريرء عن منصور؛ عن أبي وائلء عن حذيفةء قال: «راأيتني انا والنبي يَأ نتماشى» فأتى سباطة قوم خلف حائط» فقام كما يقوم أحدكم؛ فال فانتبذت من فأشار لي فجئته؛ فقمت عند عقبه حتی فرغ). ومثله عند مسلم وغیره. ‏لا يخفى على لبيب ما في هذه الرواية من النكارةء فكيف يمكن لرسول الله يَأ الذي كان أشد حياء من البكر في خدرها"» أن يخالف مقتضى الفطرة وأن يبول قائما ويدعو مرافقه إلى أن يكون معه حول عقبه!! مع أنه هو الذي سن لمن ذهب في حاجته أن يبعد المذهب؛ فعن ‏(۱) أخرجه البخاري (۱/ ٤٥ رقم :٤۲۲ و٢۲۲) و (وانظر ۳ رقم :٠ ۷٧٤۲) ومسلم : )۲۲۸/۱ رقم :۷۳ و٤ ۷) والنسائي (۱۹/۱ رقم:۱۸)› والبيهقي (۱/ ۳٦۱ رقم: ٦۸٤) وعبد الرزاق (۱۹۳/۱› رقم ۷۵۱)› وابن أبى شيبة (۱/ ١٥۱۱٠ رقم ۱۳۰۹). ‏)۲( أخرجه أحمد (۷۱/۳ رقم:١۱۱۷) و(۷۹/۳ رقم :٦۱۱۷)› وعبد بن حمید (۱/ ۳۰۲ رقم: ۹۷)» والطيالسي (۲۹۵/۱ رقم: ٢۲۲) وابن أبي شيبة (٥/۲۱۳ رقم : ‎(Yor‏ ‏وابن الجعد (۱/ ٠٦١١۱ رقم: ۹4) وعبد الرزاق (١۱/ ١٤۱ رقم :٢٤ ۱٠۲). ‎ المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اا ١٠۱ المغيرة بن شعبة قال: كنت مع رسول الله يَأ في بعض أسفارهء وكان إذا ذهب أبعد في المذهب”' . وذلك يرجع إلى حيائه يَيةٍ وهو من شعب الإيمان كما ثبت في الحديثء فكيف يتصور أن يخالف مقتضى الحياءء فيدعو أحدا إلى أن يكون عند عقبه في حالة بوله؟!! فضلا عن ما في البول قياما مما يخل بالآداب والأخلاق وقد نفت أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها بشدة أن يكون عليه الصلاة والسلام بال قياماء حيث قالت: من حَدّيّك أن رَسُولَ ال يي بال فَائِمًا كلا تصَدَفْهُ نا رَآيْته يَيُولُ فَاعِدًا. وهي بلا ریب کانت أخبر بأحواله وأكثر اطلاعا على ما يأتي منهء وما كان استنكارها لنسبة البول قياما إليه إلا لاستهجانها هذا العمل الذي لا يليق بذوي الحياء والأخلاق فضلا عن أن يليق بمقامه الرفيع صلوات الله وسلامه عليه . - - ۰ س و س ‎„vo‏ 2 . ِ ۶ ۳ وقد قال الترمذى: احدیٹث عائشه أحسن شىء فی الاب وَأْصَح* . وقال أرضا: اوقد روی عن عبد الله بن مَسُعُود آنه قال: إن من الْجَفَاء ان - 4 ى ۰ و 4س 4 ی )٤( ً 4 ( وقد اختلف العلماءُ في تبرير ما غُزيّ إِليه صلوات الله وسلامه عليه من البول قَيامّاء فمنهم من قال: «لأنه لم يجد مكانا يصلح للقعود فقام لكون الطرف الذي يليه من السباطة كان عالياء فأمن أن يرتد إليه شيء من بوله. وقيل: لأن السباطة رخوة يتخللها البول فلا يرتد إلى البائل منه شيء. وقيل (۱) أخرجه أحمد (١۳/ ۱٠۱ رقم: ١۱۸۱۷۰). () مصنف ابن أبي شيبة (۱۱۱/۱). (۳) سنن الترمذي (۱۸/۱). (8) نفس المصدر (١/۱۹). ١۱۰ 2 الحقيقة الدامفة قريبا من الديار ويؤيده ما رواه عبد الرازق عن عمر َي قال البول قائما أحصن للدبر وقيل السبب في ذلك ما روي عن الشافعي وأحمد أن العرب كانت تستشفي لوجم الصلب بذلك فلعله كان به وروى الحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة قال إنما بال رسول الله ييو قائما لجرح کان في مأبضه والمأبض بهمزة ساكنة بعدها موحدة ثم معجمة باطن الركبة فكأنه لم يتمكن لأجله من القعودء ولو صح هذا الحديث لكان فيه غنى عن جميع ما تقدم› لكن ضعفه الدارقطني والبيهقي. قال الحافظ : «والأظهر أنه فعل ذلك لبيان الجواز وكان أكثر أحواله البول عن قعودء وال أعلمء وسلك أبو عوانة في صحيحه وابن شاهين فيه مسلكا آخر فزعما أن البول عن قيام منسوخ واستدلا عليه بحديث عائشة الذي قدمناه (ما بال قائما منذ أنزل عليه القرآن) وبحديثها أيضا: (من حدثكم أنه كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعدا)ء والصواب أنه غير منسوخ. والجواب عن حديث عائشة أنه مستند إلى علمها فيحمل على ما وقع منه في البيوت وأما في غير البيوت فلم تطلع هي عليه وقد حفظه حذيفة وهو من كبار الصحابة وقد بينا أن ذلك كان بالمدينة فتضمن الرد على ما نفته من أن ذلك لم يقم بعد نزول القرآن». وأنت ترى» أن هذه الوجوه كلها لم تكن مبنية على أصل يعتمد عليه ء وإنما هي مجرد ظنونء والظن لا يغني من الحق شيئاء ولا يخفى أن الأماكن لم تضق به ييو حتى لا يجد إلا هذه السباطة ليبول عليهاء فبإمكانه أن يعدل إلى غيرها إن كان يتعسر أو يتعذر أن يقعد فيهاء وما ذكر من عذره فهو غير ثابت كما نص عليه الحافظ ابن حجر نفسهء على أنه لو )۱( فتح الباري (۳۳۰/۱). المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية أي | ١٠٠ كان له عذر يبرر ذلك لأبان عن ذلك العذر حتى ينجلي الأمر ولا يبقى الناس في عمى من أمرهم وحيرة تبلبل آراءهم باتباعهم الظنون ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه. وما قيل من أن نفي السيدة أم المؤمنين ييا إنما هو خاص بالبيوت حسب اطلاعها يرد عليه أنه صلوات الله وسلامه عليه إن التزم في بيته البول قعوداء فهو في غير بيته ينبغي أن يكون أكثر التزاما لذلكء لما في البيوت من الستر بخلاف الأماكن الأخرىء وأشد من نسبتهم إليه القيام حال بوله ما ذكروه من أنه دعا مرافقه ليقف على عقبه إلى أن يفرغء وهذا أمر عجيب فما هو المبرر لهذا؟!! وهل يمكن أن يتصور في وقتنا هذا أن يفعل ذلك رجل سوي الفطرة مطبوع على الحياء والأخلاق الرفيعةء فإن الفطرة تأبى ذلك وتستنكره فلو أقدم عليه أحد لانهال الناس عليه توبيخا وتقريعاء فكيف يتصور أن يكون ذلك من صاحب الخلق العظيم والمقام الذي لا يدرك شأوه ولا يسامی في علاه. فمن الواضح بداهة أن هذا أمر ألصق برسول الله يَوٍ وهو منه براء. ه- روى أحمد وأبو يعلى في مسنديهما والحاكم في مستدرکه - وصححه وتابعه الذهبي - والطحاوي في (مشكل الآثار) عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة يا قالت له: يا ابن أختيء لقد رأيت من تعظيم رسول ال يل عمه أمرا عجيباء وذلك أن رسول اله يِل كانت تأخذه الخاصرة؛ فيشتد به جداء فكنا نقول: أخذ رسول الله يَِْوٍ عرق الكليةء لا نهتدي أن نقول الخاصرةء ثم أخذت رسول الله ييه يوماء فاشتدت به جدا حتى أغمي عليهء وخفنا عليه وفزع الناس إليهء فظننا أن به ذات الجنب» فلددناء» ثم سري عن رسول الله يَف وأفاقء فعرف أنه قد لكف ووجد أثر اللدوتى فقال: «ظننتم أن الله يق سلطها عليء ما كان الله ٤۰ 3 الحقيمّة الدامغفة ليسلطها عليء والذي نفسي بيد› لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي؟» فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا قالت عائشة: ومن في البيت يومئذء فتذكر فضلهم؟ فلد الرجال أجمعون» وبلغ اللدود أزواج النبي يَيْةٍء فلددن امرأة امرأةء حتى بلغ اللدود امرأة مناء قال ابن أبي الزناد: لا أعلمهاء إلا ميمونةء قال: وقال بعض الناس: أم سلمةء قالت: إني والله صائمة› فقلنا: بئسما ظننت أن نتركك» وقد أقسم رسول الله يَيٍِء فلددناها والله يا ابن أختي» وإنها لصائمة»". هذه الرواية بموجب متنها عند هؤلاء لا يمكن بحال أن تنطبق على أخلاق النبي يِل الذي كان أرحم الناس بالناس» وكان مثالا في التسامح والعفوء كيف وهو الذي عفا عام الفتح عن الذين كانوا أشد الناس قسوة عليه ونكاية بهء فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»”"ء أيتصور أن يكون مع تسامحه هذا يشتد على أهل بيته ومن حضر معهم فيعاقبهم هذا العقاب الصارم مع أنهم ما أرادوا به إلا خيراء فهم محسنون بالنظر إلى ما کانوا منطوين عليه من القصد لأنهم أرادوا بالعلاج التخفيف عنه ية مما تصوروه أنه ملم به من الأسقام› وقد قال تعالى: لماعل اَنِب من سيل [التوبة: 1۹10ء فهل يعقل أن يؤاخذهم بهذه الشدة وهو صاحب نعم؛ جاءت هذه الرواية عند الشيخين بكيفية محتملة ففيهما من طريق هشام عن عروة عن عائشة ييا أنها قالت: لددناهء في مرضه فجعل يشير إلينا: «أن لا تلدوني»ء فقلنا: كراهية المريض للدواءى فلما أفاق قال: (۱) أخرجه الحاكم (٤/٥۲۲› رقم ۷٤٤۷) وقال: صحيح الإسناد. وأحمد (١/۱۱۸ء رقم ٤( (۲) سبق تخریجه. المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية اا ‎E‏ «ألم أنهكم أن تلدوني؟» قلنا: كراهية المريض للدواء فقال: «لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس» فإنه لم يشهدكم»”°. فحسب هذه الرواية تقدم النبي يَيٍِ على من لدوه بالنهي عن لد فخالفوه في ذلك» فكانوا أحرياء بالزجرء وتدل على أن استثناء العباس َك إنما هو من أجل أنه لم يشاركهم في اللدء فلم تتعلق به تبعة من هذه الناحيةء ولكن ذلك مخالف لما جاء في الرواية المتقدمةء ففيها عن عائشة ويا أنها قالت: «لقد رأيت من تعظيم رسول الل َل عمه أمرا عجيبا› فإنه يوحي إلى أن عدم لد العباس إنما كان بسبب ما في نفس الرسول يَيةٍ من تعظیمه» وأنه مشارك للحاضرين في لده عليه الصلاة والسلامء وفيها نهم لوه في غيبوبته» بينما تدل هذه الرواية أنهم لَدُوه في حال صخو وهذا مما يدل على أن الرواة تصرفوا في الرواية وحرفوها حتى التبس معناها . ومع ذلك فإن اللائق بمقامه العظيم وخلقه الرفيع وما وصفه الله به من الرفق واللين أن لا يؤاخذ من أراد به خيرا ولو أخطاً فإن قصد التسبب لشفائه أو التخفيف عنه يشفع لخطئهم فيبعد أن يشتد يَأ هذه الشدةء كيف وقد تجاوز عن الذين أساؤا إليه عن قصد وآذوه لما كان يدعوهم إلى الحق ناهيك قوله للذين كانوا أشد الناس قسوة عليه : «اذهبوا فأنتم الطلقاء»"". فلا ريب أنه يستبعد جدا أن يأمر يِل بلدهم عقوبة مع أن لدهم له كان من أجل ابتغاء العافية له. وبالجملة؛ فإن مقام النبي يِل مقام عظيمء فهو يمثل الكمال البشري بأعلى ما يتصور» فيجب تنزيه مقامه الرفيع عن هنات الأمور فضلا عن () أخرجه البخاری: (٤/۱۱۱۸» رقم ۱۸۹٤)› ومسلم (٤/ ۱۷۳۳ء رقم ۲۲۱۳). (۲) أخرجه البيهقي (۱۹۹/۹ رقم: ٦۱۸۲۷). ۹١۱ 2 الحقيقة الدامغة سفاسفها ودناياهاء فلذلك لا نقبل أي رواية تخدش من هذا المقام كيغما كانت عدالة رواتها والغيرة على مقامه يَيٍِْ أولى من الغيرة على كتاب صنفه أحد من الناس؛ فيجب عرض ما في كتب الرواة على الأصول الثابتة لأجل إقراره أو رده. ٤ ما يؤدي إلى اتهام أصحابه يي أنهم كانوا يتمردون على أوامره: من المعلوم أن أصحاب النبي يَيٍ كانوا أبر الأمة به وأسرعهم إلى طاعته وأحرصهم على الائتمار بأ وامره والازدجار عن نواهيه› لذلك نى ‎E‏ 2 وَلننَ م معه هر أشْداءُ عل ‏ا لله تعالی عليهم في کتابه كما في قوله: مد رول َه ‏4 ر رما بهم ترنهم رک ا سجَدا يعون فصل من لَه ورضونا سِيماهم في وجوههم من ‎E a‏ ى مم ‏أثر السجود ذلك مله ق اوو ومر ف اليل كزع خر سه عه سطعه, فارره اظ سعَروي َل وقوه بث الرع يب يهم الكتار ومد اه الب منوا ووا اتح ‏ص ‏َم ‎jo‏ 1 سإ ‎e‏ و سے 2 ا مهم عفر وا لجرا عَظاڳه [الفتح : ۲۹]ء وقوله: و لِلعَمراء المهجرن الذن م جوا من کو کی رم 1 ‎fe‏ ر سے و صو 7 ہک ووو د وهر يعون فضلا من اللو ورضوانا ويتصرون اه ی ۇيك 2 2 11 کد 4 ک2 . ‎o‏ ل 1 > 2 ‏دوم عاج يا ‎Hr‏ ويؤشرور د عل شر ‏تقد َك هم قحد [الحشر: ۸ - ۹]. يا أحد على رد أوامره ولا ينزل به من العقاب ما يستحقه فضلا عن أن يجترئ على تسفيه ما يصدر عنه صلوات الله وسلامه عليه ووصفه بما لا يليق أن يوصف به ما يصدر من ذوي الأحلام والرشك ولست بهذا أدعي العصمة للصحابة ن فقد وجد من بينهم من أخذ بالعقاب وأقيم عليه الحد الشرعيء ولا عصمة لأحد من الأمة إلا لنبيها عليه الصلاة والسلامء ولكنني أقطع بأنهم كانوا حول النبي يي جنودا مستعدين لتنفيذ المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية ‎E‏ 1۷ كل ما يلقى إليهم من قائدهم البصير الأمين؛ ولو قدرنا أن أحدهم هم بالتمرد عن هذا النظام»ء للقي من سائرهم ما يستحقه مما يعاقب به أمثال ويستحيل عليهم إهمالهء فإن الغيرة على الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام كانت تمتزج بدمائهم ولحومهم وأعصابهم» وكم لذلك من شاهد؛ ناهيك أن ابن عبد الله بن أبيّ رأس النفاق عرض على النبي ية أن يقوم بقتل أبيه لتلبسه بالنفاق وكيده للنبي عليه الصلاة والسلام ولدينه الإسلام. لأجل هذا لا يمكن أن نتقبل ما رووه عن ابن عباس أنه قال: لما اشتد بالنبي يو وجعه قال: «ائتوني بكتاب أكتب لکم کتابا لا تضلوا بعده؟ قال عمر: إن النبي ي غلبه الوجعء وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغطء قال: «قوموا عنيء ولا ينبغي عندي التنازع» فخرج ابن عباس يقول: «إن الرزية كل الرزيةء ما حال بين رسول الله يي وبين کتاه» . فإن هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن أصحاب النبي يي كانوا يجترئون على مخالفة أوامره ونبذها والحيلولة دون تنفيذهاء ولو كان ذلك في أعظم أمر يعقد عليه مصير الأمة والمحافظة على نظامهاء وهل يعقل أن يكون عمر و الذي كان أغير ما يكون على الإسلام وأحرص على طاعة نبيه عليه الصلاة والسلام هو الذي يعلن التمرد على أمره يَيةٍ وأن يسكت عن ذلك سائر الصحابة؟! فليت شعري أين ذهبت حميتهم للدين وحرصهم على استقامة أمر الأمة وانتظام مستقبلها؟! ولو قذّر أن عمر كان منطويا - حاشاه - على دخيلة في نفسه بعثته إلى أن يقول ما قالء فأين سائر المهاجرين والأنصار؟! بل أين عترة النبي يي كالعباس وبنيه وعلي ومن حوله من بتي هاشم كيف يسكتون عن مثل هذا الأمرء وقد كانوا أسود الشرى الذين تهابهم الأبطال ولا يهابونهم» ما بالهم سكتوا عن هذا الأمر؟؟!. (۱) أخرجه البخاری: (۱/٤۳ رقم :٤ ۱۱). ۸١۱ ا الحقيقة الدامغة إن هذه القصة التي حبكت في هذه الرواية ليست طعنة في عمر وحده؛ وإنما هي طعنة موجهة إلى جميع أصحاب النبي ية - ومن بينهم عترته الطاهرة الكريمة ‏ إن كانوا جميعا تخاذلوا عن نصرة الحق وتنفيذ ما أمر به عليه الصلاة والسلامء على أن الرواية لم تقف عند هذا القدر من نسبة الاستخفاف بالنبي يِل إلى أصحابه بل تجاوزت ذلك إلى زعم أنهم اتهموه بأنه يهجر!.. حاشاه وحاشاهم» فقد جاء عن ابن عباس ريا أيضا -: أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء› فقال: اشتد برسول الله يَيْوٍ وجعه يوم الخميس» فقال: «ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا»» فتنازعواء ولا ينبغي عند نبي تنازع» فقالوا: هجر رسول الله يَلق قال: «دعوني» فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إل . وأنت ترى أن هذه الرواية أبلغ من تلك في اتهام أصحابه يٍَ بعصيان أمره والتمرد على طاعته والحط من قدره الرفيمء كيف وقد جاء فيها أنهم اتهموه بأنه يهجر ‏ حاشا وكلا ‏ وأنهم تنازعوا بين يديه مع ما عرفوا به من التأدب أمامه ية وحرصهم البالغ على خفض أصواتهم عنده حذرا أن تحبط أعمالهم وامتثالا لقوله تعالى : وياب الدب ءامنوال ترفعوا أصوافك موق صَوْتٍ اَي ر تَمروال بلقو كر میم ينعی أن ت الك رر كا تمد (6 ردً اَن يعضو سرهم عند رول أو أَولك الب أمتحن أف فلوم لقو لهم مدره وجرُّعَِكڳه [الحجرات: ٠-۳]ء فكيف يتصور أنهم في حال مرضه يجترئون على إزعاجه بتنازعهم مع ما في ذلك من إيذائهء وقد قال تعالى : رد اَِبَ د ك اه ورسوله عتم اه فى اليا والأرة ومدقم عاب يهاگ [الأحزاب: 07]ء 4ہ ا 4 ومن اذاه آذى الله ء «ووالَذين بِوَدُون رسُول کرم عدا ل [التوبة: ١1]ء وتجد () أخرجه البخاری: (٤/1۹ رقم:۳٥۳۰). المحور الثاني: منهج الاباضية في الحكم على الرواية جي | ١٠٠ أن هذه الرواية عزت القول بأنه يَأ يهجر إليهم جميعا وهو اتهام خطير لمقامه العالي يؤدي - بلا ريب - إلى عدم الثقة بما يصدر عنه من أوامر وما يبلغهم إياء من وحي» ونسبة قول ذلك إليهم اتهام لهم بأنهم کانوا يحقرونه يَلٍ ولا يبالون في مخالفة أوامره كأنهم لم يطرق قول ال تعالى: ل كماما الول تكم كدعا بيك باد مله آي يلر ينك لادا َلَحْدَرِ َب بش ع آنردہ فی تآ شه عَدَاتُ أله [النور: 1۳]ء فكيف يتصور أن يكون ذلك من قوم خلد الله تعالى لهم طيب الذكر بما أثنى عليهم به في کتابه العزیز كما سبق ذکره؟!. على أنه مهما كان أثر الكتاب الذي أراد النبي ي أن يمليه عليهم فإنه لن يكون أعمق أثرا وأبلغ معنى وأحفظ لهم من الاختلاف والشقاق من کتاب الله تعالىء فكتاب الله فيه تبيان كل شيء والهداية إلى کل حق ومع ذلك اختلفت الأمة ووقعت في شقاق عظيم؛ فلا يتصور من النبي يي أن يعدهم أن لا يختلفوا بإملاء كتاب مته عليهم . والخلاصة؛ أن الروايات يجب تمحيصها والمقارنة بينها وبين ما هو قطعي الثبوت وهو نصوص القرآن والأحاديث المتواترةء فالأحاديث الأحادية وإن بلغت من صحة أسانيدها ما بلغت لا يتجاوز ثبوتها مرتبة الظن» فلا تعارض اليقينيات الثابتة بالتواتر القطعيء ومن ناحية أخرى فإن هذه الأحاديث مهما قيل من صحة سندها يجب أن لا تقبل إِذا عارضت وابت الاعتقاد التي تلقتها الأمة من قواطع الأدلةء كتنزيه الله 8# عن مشابهة خلقهء وسلامة كتابه (القرآن) من كل ما يمكن أن يكون قادحا في صحته وثبوتهء وتحلي نبيه يَأ بمكارم الأخلاق وتفوقه فيها على الناس كلهم؛ وكونه عليه أفضل الصلاة والسلام قد بلغ كل ما أنزل إليه من ربه ولم يقبضه الله إليه إلا وقد كمل الدين وأتم الله به النعمة على عبادهء وأن ١۱ 2 الحقيقة الدامغة أصحابه عليه الصلاة والسلام كانوا أكثر الناس توقيرا له يي وامتٹالا لأمره واستجابة لندائه فلم يعترضوا في يوم من الأيام إبلاغه الدعوةء وقيامه يا وعليه؛ فإن كل رواية تخالف هذا هي مردودة لأنها مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورةء وإذا كانت الروايات تطرح بسبب القوادح في أسانيدها فكيف لا تطرح عندما يعتري متونها من القوادح ما هو أوضح من الشمس في رابعة النهار على أن المحافظة على سلامة الأسانيد إنما هو من أجل المحافظة على سلامة المتون» فإن المتون هي مصادر الهداية وينابيع العلم والحجة التي يعول عليها في أصول الدين وفروعه فلا يكون ما يراد لغيره كالذي يراد لذاته وبهذا يتبين أن نقد المتون بموجب الأسس الدينية المعلومة أهم من نقد الأسانيدء وإن كان ذلك لا يقلل من أهمية نقدها . وقد علمت مما تقدم أن هذه هي طريقة أصحاب النبي َء فكم أنكروا أحاديث رواها من الصحابة من هم في ذروة العدالة والاستقامة والصلاح والتقوىء ولم يكن في ردها تكذيب لرواتهاء كما قالت عائشة وَييا: «يغفر الله لأبي عبد الرحمن» أما إنه لم يكذب» ولكنه نسي أو أخطأ» ٠ وإذا كان الخطاً والنسيان محتملين في الطبقة الأولى التي تلقت الأحاديث عن رسول الله ية مباشرةء فكيف لا يحتملان فيمن بعدها مع كثرة الوسائط وتقادم الزمن وقلة الحفظ والضبط والدراية بالقياس إلى ما كان عليه أصحاب رسول الله يي ومع ما عصف بالأمة من الأهواء والفتنء فكيف لا ترد الروايات المتلبسة بالأسباب التى ردت بها تلك الروايات في الرعيل الأول؟ . | المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية ا ١۱۱ ومع ذلك كله فإن الإباضية حرصوا على تطبيق السنة والعمل بها والتعويل عليها في الأصول والفروع بحسب مراتبهاء ففي الأصول عولوا على ما تواتر من السنة بجانب القرآن الكريم وفي الفروع أخذوا بالأحات› ولكنهم كانوا محترزين عن تقبل جميع الروايات بعجرها وبجرهاء وکان أهم ميزان عندهم للتمييز بين مقبولها ومردودها الرجوع إلى القرآن الكريم كما تقدمء ولم يكونوا في ذلك شاذين عن الأمةء فجميع طوائف الاأمة كان لها آراء محفوظة في التعامل مع الروايات قبولا وردا وإن اختلفت المناهج في ذلك وسيتبين لك إن شاء الله في المحور الآتي ما يدلك على صحة هذا الذي ذكرناه. کو عك المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ‎E1‏ ۱۱۳ في تخبط الحشوية في قبول الروايات ورڈها إن اتهام الحشوية للإباضية بأنهم ينكرون السّنة ويردونها اتهامٌ غير مبني على أساس يمكن أن يُعَوّلَ عليهء وإنما هو قائم على الهوى والفجور في الخصومة كما هو شأن المنافقين كما ثبت في حديثه عليه الصلاة والسلام›ء وقد رأيتَ في المحور الأول ما يوصلك إلى الحق اليقين في هذاء فالإباضية أحرص الناس على اتباع السنةء والتكيف بحسب مقتضياتها عملا وتركاء فكرا وتطبيقاء وإنما نهجوا نهج أصحاب النبي يَِ في وزن ما يلقى إل من الروايات بموازين العدل لسبر أحوالها من ثبوتها وعدمه. وليست دعوى الحشوية أن الإباضية لا يأخذون بالسنة إلا مِنْ باب (رَمَنِي بدائها وانْسّلت)ء فلو تتبعنا المنهج الذي سار عليه الحشوية في هذا لرأينا منه العجب العجاب كيف ينكرون الروايات الصحيحة الثابتة عندما الحديث أنفسهم عندما ينسجم مم أهوائهم» وقد يصل بهم الأمر إلى إنكار السنة المتواترة أو حملها على غير محملها الصريح البادي للعيان بتأثير ولربما عوّلوا على أثر باطل متنا وسنداء مناقض للقرآن ولدلائل العقول وللصحيح الثابت عن النبي َء حتى جعلوا من ذلك الأئر الباطل حجة قطعية بنوا عليها تضليل وتكفير مَنْ خالفه تحريا للحق واتباعا للحقيقة! ! . ۱۱ ا الحقيقة الدامغة ولست في شيء مما أقول - بحمد الله متأثرا بهوى في النفس أو رغبة في إدانة الخصم ولو بالباطل» وإنما الأدلة من نصوص كلامهم هي التي تفيد ذلك . وإليك أيها القارئ الكريم ما سنح للخاطر بيانه في هذه العجالة ه المبحث الأول: في ردهم للأ حاديث الصحيحة أنكرَ الحشوية كثيرًا من الأحاديث الصحاح عندما أتت غير موافقة لهواهم» ومن ذلك إنكار ابن تيمية - وهو من کبار أئمتهم ‏ حديثا صحيحا ثابتا عن رسول الله يي بالسند الصحيح؛ ومعتضدا بنصوص القران وبمقتضيات العقول وبإجماع الأمةء فقد أنكر حديث «كان الله ولا شيء غيره» ٠ مع أنه تعززه براهين العقل وقواطع النقل» فإنه يتفق مع دلالة قوله تعالى : لحل كل شوه [الأنعام: ١١٠]ء وقوله: لإوحلق كل شىء فعدره وڳ [الفرقان: 7]ء وقوله: طف اله يدوا كى غر يد [آیونس: ٢۳]ء وقوله: «لأمن للق تُر يُيدُهُڳه [النمل: 64]› وقوله: كا بدا كم شَوْدُوگ [الأعراف: ٢۲]› فإن هذه النصوص كلها دالة دلالة قاطعة على أن وجود الله سبحانه سابق على وجود کل ما سواء؛ فكل ما في الکون مخلوق له ه٠ ومن مُسلمات العقل أن كل مخلوق مسبوق بخالقه في الوجود» لأن خلقه إخراج له من العدم إلى الوجود؛ ولا يمكن إلا أن يكون ذلك في زمان والخالق وحده هو المنفرد بالوجود في الأزل من غير أن يكون معه غير ولكن ابن تيمية أبى ذلك واختلق من عنده خلافا وتناقضا بين رواية «کان () الطبراني في الكبير (۱۸/ ٤ رقم: ۹۷٤))› والنسائي في سننه الکبری: (٦/ ۳۱۳ رقم : ١۲( وابن حبان في صحیحه (٤۱/ ۸ رقم: ١1٦( والحاكم في مستدرکه (۲/ ۳۷۲ رقم: ۳۳۴۰۷). والبيهقي في سننه الکبری (۹/ ٣ رقم : ١۸٤ ۱۷). المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ا ٥\۱ الله ولا شيء قبله» وروايتيٰ «کان الله ولا شيء غيره» و «کان الله ولا شيء معه مع أنه بنفسه يعزو الروايات الثلاث إلى البخاري” . وأنتَ تدري أنه لا تعارْضَ بين هذه الروايات الثلاث» فالله سابق على كل شيء ولم يکن مسبوقا بشيءء فهو کان ولا شيء قبله ولا شيء معه في الأزل ولا شيء غير وقد انعقد الإجماع على ذلكء وحكى غير واحد كفرَ مَنْ أنكر شيئا من هذاء غير أن ابن تيمية بجدله أخذ يماحك في هذا وينتصر لمقولة ملاحدة الفلاسفة أن العالم قديم بالنوع!! وهي مقولة مردودة بنصوص الشرع وبراهين العقل وشواهد العلم الحديث» فإنه دل على أن الحرارة الديناميكية في الكون تنقص باطرادء وذلك شاهد على فناء الكون عندما تصل هذه الحرارة إلى درجة الصفر المطلقء وهو أيضا شاهد على أن لهذا الكون بدايةء فلو كان أزليا مع اطراد نقصان هذه الحرارة لكان قد وصل إلى هذه الدرجة وفني منذ آماد لا يعلمها إلا الله . هذا؛ وقد حكى ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) على أن الأمة متفقة على هذا وأن من خالفه كفر بإجماعهاء وذلك في قوله: «باب من الإأجماع في الاعتقادات يكفر من خالفه بإجماع). ثم قال: «اتفقوا أن الله هك وحده لا شريك لهء خالق کل شيء غیرهء وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معهء ثم خلق الأشياء كلها كما شا وأن النفس مخلوقة والعرش مخلوق والعالم كله مخلوق»". ولم يَرّقْ ذلك لابن تيمية إذ تعقبه بقوله: «أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل شيء فهذا حقء ولكنهم لم يتفقوا على كفر من خالف ذلك . )۱( نقد مراتب الإجماع› ٤۳. )۲( مراتب الإجماع› ص ۱۱۷. ٦۱۱ ا فإن القدرية الذين يقولون: إن أفعال الحيوان لم يخلقها الله أكثر من أن يمكن ذكرهم» من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخء والمعتزلة كلهم قدريةء وكثير من الشيعةء بل عامة الشيعة المتأخرين» وكثير من المرجئة والخوارجء وطوائف من أهل الحديث والفقهء نسبوا إلى ذلك منهم طائفة من رجال الصحيحينء ولم يجمعوا على تكفير هؤلاءء بل هو نفسه قد ذكر في أول كتابه: أنه لا يكفر هؤلاء. والمنتصوص عن مالك والشافعي وأحمد في القدرية أنهم إن جحدوا العلم كفرواء وإذا لم يجحدوه لم يكفروا. وأيضا: فقد ذكر في كتابه (الملل والنتحل) أن الصحابة وأئمة الفتيا لا يكفرون من أخطاً في مسألة في الاعتقاد ولا فتياء وإن کان اراد بقوله : (اتفق المسلمون على هذا) فهذا أبلغ . ومعلوم أن مثل هذا النقل للإجماع لم ينقله عن معرفته بأقوال الأئمةء لكن لمّا علم أن القرآن أخبر بأن الله خالق كل شيء وأن هذا من أظهر الأمور عند الأمةء حكى الإجماع على هذاء ثم اعتقد أن من خالف الإجماع كفر بإجماعء فصارت حكايته لهذا الإجماع مبنية على هاتين وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه (لم يزل وحده؛ ولا شيء غيره معهء ثم خلق الأشياء كما شاء). ومعلوم أن هذه العبارة ليست في كتاب اللهء ولا تنسب إلى رسول الله ا بل الذي في (الصحيح) عنه حديث عمران بن حصين َة عن النبي يازٍ: (كان الله ولا شيء قبلهء وكان عرشه على الماءء وكتب في الذكر كل شيء. وخلق السموات والأرض) وفي لفظ : (ثم خلق السماوات والأرض). وروي هذا الحديث في البخاري بثلائة ألفاظ : الحقيقة الدامغة المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها | ± | ١١۱٠ روي: (کان الله ولا شيء قبله) . وروي: (ولا شيء غیره). وروي: (ولا شيء معه). والقصة واحدةء ومعلوم أن النبي يَأ إنما قال واحدا من هذه الألفاظطء والآأخران زُويًا بالمعنىء وحينئذ فالذي يناسب لفظ ما ثبت عنه في الحديث الآخر الصحيح› أنه كان يقول في دعائه: (أنت الأول فليس قبلك شيع وأنت الآخر فليس بعدك شيء» وأنت الظاهر فليس فوقك شيءء وأنت الباطن فليس دونك شيء) . فقوله في هذا: (أنت الأول فليس قبلك شيء) يناسب قوله: (كان الله ولا شيء قبله) وقد بسط الكلام على هذا الحديث وغيره في غير هذا الموضع. والمقصود هنا الكلام على ما يظنه بعض الناس من اللإجماعات» فهذا اللفظ ليس في كتاب الل وهذا الحديث لو كان نصا فيما ذكر فليس هو متواتراء فكم من حديث صحيح ومعناه فيه نزاع كثیرء فکیف ومقصود الحديث غير ما ذكر؟ ولا نعرف في هذه العبارة عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين» فكيف يدعى فيها إجماع! ويدعى الإجماع على كفر من خالف ذلك! ولكن الإجماع المعلوم هو ما علمت الأمة أن الله بينه في القرآن› وهو أن خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيامء كما أخبر الله بذلك في القرآن في غير موضع» فإذا ادعى المدعي الإأجماع على هذا وتكفير من خالف هذا كان قوله متوجهاء ولیس في خبر الله أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام - ما ينفي وجود مخلوق قبلهماء ولا ينفي أنه خلقهما من مادة كانت قبلهماء كما أنه أخبر أنه خلق ۱۱۸ ا الحقيقة الدامغفة الإنسان وخلق الجن وإنما خلق الإنسان من مادة» وهي الصلصال نزاع ‏ أن الله لما خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وكان عرشه على الماء قبل ذلكء فكان العرش موجودا قبل ذلك وكان الماء وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي ييه آنه قال: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنةء وكان عرشه على الماء). وقد أخبر سبحانه أنه لأستو إل أا ر دان كال كا وللأرض أا طَوكا أو كرما كال أئيا طاىنگه . وثبت عن غير واحد من الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين أنه خلق السماء من بخار الماءء ونحو ذلك من النقول التي يصدقها ما يخبر به اهل الكتاب عن التوراةء وما عندهم من العلم الموروث عن الأنبياءء وشهادة أهل الكتاب الموافقة لما في القرآن أو السنة مقبولةء كما في قوله تعالى : #إقل كم ياه سهيدا بني وببڪكُم وَمَنّ م مو عنده عِلمْ الكبيه. ونظائر ذلك فى القرآن . وهذا الموضع أخطاً فيه طائفتان: طائفة من أهل الكلام من اليهود والمسلمين وغيرهم» ظنوا أن إخبار الله بخلقه للسماوات والأرض وما بينهما يقتضى أنهما لم يخلقا من شيء» بل لم يكن قبلهما موجود إلا الله . ومعلوم أن خبر الله مخالف لذلك؛» والله قد أخبر أنه خلق الإنسان والجان من مادة ذکرهاء والذين يثبتون الجوهر الفرد من هؤلاء وغيرهم يعتقدون أن خلق الإنسان وغيره مما يخلقه في هذا العالم ليس هو خلقا المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها ا ۱۹ لجوهر قائم بنفسهء بل هو إحداث أعراض يحول بها الجواهر المنفردة من حال إلى حال. وهذا مخالف للشرع والعقل - كما قد بسط في موضعه ‏ فإن هؤلاء يقولون: إنا لم تشهد خلق عين من الأعيانء بل الرب أبدع الجواهر المنفردةء ثم الخلق بعد ذلك إنما هو إحداث أعراض قائمة بها. وطائفة أخرى أبعد عن الشرع والعقل من هؤلاء: يتأولون خلق السماوات والأرض بمعنى التولد والتعليل واللإيجاب بالذات» ويقولون: إن الفلك قديم أزلي معلول للرب» وأنه يوجب بذاتهء لم يزل ولا يزال› وقولهم بالإأيجاب هو معنى القول بالتولدء فإنما حصل عن غيره بغير اختیار منهء فقد تولد عنهء لا سيما إن کان حیا. وهؤلاء يقولون بقدم عين الفلكء وأنه لم يزل ولا يزالء فهؤلاء إِذا قيل: إن المسلمين أجمعوا على نقيض قولهم أو على كفر من قال بقولهم كان متوجهاء فإنه قد علم بالاضطرار من دين الرسول أنه أخبر بخلق السماوات والأرض بعد أن لم تكن مخلوقةء بخلاف من ادعى أن الصانع لم يزل معطلا والفعل والكلام عليه ممتنعا بغير سبب حدث أوجب انتقاله من الامتناع إلى الإمكانء وأوجب أن يصير الرب قادرا على الفعلء أو الفعل والكلام؛ بعد أن لم يكن قادرا على ذلك». اه ولا يخفى ما فى كلامه هذا من التلبيس والمجادلة بالباطل لإدحاض الحق› فإنه من المعلوم لدى الجميع أن الله تعالی في ازله قبل بدء الخلق لم يكن معطلا تعالى الله عن ذلك بل کان قادرا على کل شيء فان القدرة لم تحدث له وإلا كان متصفا بضدها وهو العجز قبل أن يتصف 69 نقد مراتب الإجماع› ص ٢٤۳۰-٦۳۰ ١۱۲ ا الحقيقّة الدامغة بهاء ولكن لم تكن إرادته متوجهة بَعْدٌ إلى إنشاء الكونء وليس عدم فعل اله تعالى لشيء يعني عجزه عنه تعالى الله عن ذلك» فبَمْثْ الموتى ميقاتا بعد فناء هذا الكون وإعادة خلقه كما بدأه أول مرةء ولا يعني ذلك بحال أنه الآن عاجز عنه. ولست هنا بصدد تتبع الأخطاء الجسام التي وقع فيها ابن تيمية في کتابه هذا وفي غيره من الكتب التي نص فيها على قدم العالم قدما نوعيا كما تقوله الفلاسفةء فإن محل ذلك هو كتابنا (برهان الحق)› فقد فصَلّتُ فيه - والحمد لله القول فى الجزء الثانى منهء وإنما أردتٌ أن أنبه على أن ابن تيمية هذه خاصة بهذا الكتابء بل صرح بها فی کتب متعددة » ککتایه المسمى ب (منهاج السنة)؛ وكتابه المسمى ب (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول)› او (درء تعارض العقل والنقل)› وفي (شرح حدیث عمران ابن حصین). ولا يخفى على ذي بصيرة أن ما أشار إليه من التعارض بين الروايات الثلاث ليس هو بشيء؛ فإنها تفيد أن الله تعالی غير مسبوق بشيء» وأنه کان ازليا ولم یکن معه شيء وهو معنی أولیته سبحانه» ولو کان لغیره وجود في الأزل لما كانت الأولية خاصة به. هذا وقد جاء في صحيح البخاري ما يعزز الذي أنكره من رواية "كان الله ولا شيء غیره»ء ففیه ما نصّه: حدٹنا عمر بن حفص بن غياث؛ حدڻٹنا ابي حدثنا الأعمش› حدثنا جامع بن شدادء عن صفوان بن محرز؛ أنه حدثه عن عمران بن حصين وا قال: دخلت على النبي يَيْق وعقلت ناقتي بالباب» فأتاه ناس من بني تمیم فقال: «اقبلوا البشرى يا بني تميم»» قالوا: قد بشرتنا المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها |88 فأعطناء مرتين. ثم دخل عليه ناس من آهل الیمن» فقال: «اقبلوا البشری يا أهل اليمن» إذ لم يقبلها بنو تميم». قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر؟ قال: «كان الله ولم يكن شيء غیرهء وکان عرشه على الماءء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض». هذا؛ ولم ينفرد ابن حزم بنقل الإجماع في هذه القضية بل نقله غيرهء ففي (فتح الباري) ما نصه: «قال شيخنا ‏ يعني الحافظ العراقي - في «شرح الترمذي»: الصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما يعلم وجوبه من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس» ومنهم من عبر بإنكار ما علم وجوبه بالتواترء ومنه القول بحدوث العالمء وقد حكى عياض وغيره الإجماع على تكفير من يقول بقدم العالم. وقال ابن دقيق العيد: وقم هنا من يدعي الحذق في المعقولات ويميل إلى الفلسفةء فظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الإجماعء وتمسك بقولنا إن منكر الإجماع لا يكفر على الإطلاق حتى يثبت النقل بذلك متواترا عن صاحب الشرع. قال: وهو مسك ساقط؛ إما عن عمى في البصيرة أو تعامء لن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل »٠ ۱ وكلام ابن دقيق العيد إنما هو إشارة إلى ابن تيمية الذي خالف هذا الأجماع. وعلق الكوثري على ما قاله ابن تيمية في نقد مراتب الإجماع في هذه القضية بقوله: «لا عجب في القول بإجماع الأمة على كفر مَنْ أثبت خالقا سواه تعالى بالمعنى الذي سبق ولا في إكفار من ینکر أنه سبحانه لم يزل وحده؛ ولا شيء غيره معهء وإنما العجب كل العجب اجتراء ابن تيمية هنا على القول بحوادث لا أول لهاء والقول بالقدم النوعي في )۱( صحيح البخاري (٤/ ٥٠٠ رقم:۳۱۹۱). () فتح الباري؛ ۲/۱۲٠۲. ۱۲۲ ا الحقيقة الدامغة العالمء وبقيام الحوادث به سبحانهء متعاميا عن حجة إبراهيم المذكورة في القرآن الكريمء ومنكرا لما يعزوه لصحيح البخاري (كان الله ولا شيء معه)» مع أنه هو القائل بأن ما في الصحيحين يفيد العلم ‏ يعني اليقين إجراء له مجرى الخبر المتواتر - ومخالفا للإجماع اليقيني في ذلك وأنى بالفعل تحت الوجود لا يتصوره عقل عليلء وعلى فرض وجود النوع في الخارج لا يكون موجودا إلا في ضمن آفراد وأنى يکون للنوع فدم مع ودعوى أن الله لم يزل ومعه شيء تُوازِنٌ في البشاعة القول بقدم شيء بعينه سواه تعالىء بل القول بالقدم النوعي كالقول بالقدم الشخصي في البطلان» بل ذاك أسقط من هذاء وكلاهما يستلزم نفي الإرادة عن الله سبحانه» ولا شأن للسلف الصالح في الخوض في مثل هذه البحوث» وأما استغلال بعض الكلمات المجملة المروية عنهم بتأويلها على معنى لا يتصور خطوره على بالهم فتقويل لهم بما لم يقولوا» اه" . وهو كلام بين حقّه وصوابهء تعضده النصوص القاطعة وبدهيات العقولء كما يعضده العلم الحديث بنتائجه القطعية أن الكون كله حادث بعد عدم له بداية يعلمها الله تعالى كما أن له نهاية ينتهي إليهاء وماذا عسى أن يقال في حكم من يكابر ذلك وينكر أن تكون بداية لخلق الله تعالی الكائنات؟ فإنه إنكار لما علم من الدين بالضرورة؛ فالله المستعان. ومن أمثلة رهم للروايات الصحيحة عندما تعارض ما يهوون: ما ذكره عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه أنه أمره فى مرضه الذي مات فيه أن (١) نقد مراتب الإجماع› تعليق رقم ٤ ص۸١۱ - ۱1۹. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ا ۱۲۳ يضرب على حديث أبي هريرة عن النبي يَأ أنه قال: «يهلك أمتي هذا الحي من قريش» قالوا: ما تأمرنا يا رسول الل؟ قال: «لو أن الناس اعتزلوهماء بدعوى أنه خلاف الأحاديث عن النبي يق يعني قوله: «اسمعوا وأطيعوا واصبروا». ومثله إنکاره حدیث ابن مسعود وه أن رسول الله ي قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره» ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرونء فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن› ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنء ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن» ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل». فقد حكى عنه القاضي عياض في «إكماله» والنووي في «شرحه» أنه قال: «هذا الكلام لا يشبه كلام ابن مسعود؛ وابن مسعود يقول: اصبروا حتى تلقوني»" ٩ . فتراه ینکر هذين الحديثين مع صحة إسناديهما وقوة متنيهما؛ لا لشيء إلا لأنهما على خلاف ما يهواه من الرضوخ للظالمين والاستكانة لهم ومخالطتهم على رغم ظلمهم وفسادهم في الأرض؛ء وأنت تدري أن نصوص القرآن والسنة دالة على صحة هذين الحديثينء فكم في كتاب الله من التحذير من موالاة الظلمة ووجوب الإنكار عليهم» ناهيك بقوله تعالى : () أخرجه أحمد (۳۰۱/۲› رقم ۲) والبخاری (۱۳۱۹/۴» رقم ۹٤٤۳)ء ومسلم (٤/ ۱٦۲۲۳ رقم ۲۹۱۷). (۲) أخرجه أحمد (۱/ 45۸٤ رقم ۳۷۹٤)› ومسلم (14/۱› رقم ١0). والبيهقي (١۱/ ٠۹ء رقم ١۱۹۹۱)› وابن منده (۱/ ٤٤۳٠ رقم ۸۳( . () إكمال المعلم› ۲/۱ وانظر المفهم› ۲/۲ . ا ٤1۲ ا الحقيقة الدامق. درك بكرا إل اي كنا تكم لكا وما لم ين شون أو ين أيه ثُ رو [هود: ١١1]› فإذا كان مجرد الركون بالقلب إليهم موجبا لمس النار ومبعدا عن نصرة الله تعالى»ء فما بالك بما زاد على ذلك؟ وكيف لا یکون جهادهم باليد وباللسان وبالقلب قربة إلى الله 8ق؟ وبناء على كلامه في إنكاره الحديث الثاني فإنه يحرم حتى الإنكار القلبي عليهم › أمر غريب! كيف لا ينكر المؤمن ما يرتكبه الطغاة من الظلم والفساد في الأرض»؛ مع أن الله سبحانه فرض ولاية المؤمنين والمؤمنات للذين يجمعون خصال البر» وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاع الله ورسولهء وذلك واضح في قوله : 3 م مومت بعضم اويا بعض باص نے مروف نهو عن الْمكر وَشِمُوے الصَلو ورک ركه ولعو الله ی َ اولك سرهم 2 1 2 عزيز 4 [التوبة: ۱٢۷] وهو يفيد أنه لا ر يستحق الولاية إلا من کان جامعا لهذه الخصال فكيف يندرج في الولاية الظلمة المجرمون؟!! مع أن الله تعالی رماهم بسخطه وتوعدهم بعقابه؛ وبين اَن فسوقهم حاجز أن يصلهم شيء من رضاه كما هو صريح قوله: فان ترضوا عتم ف الله لا برض عن اَمو اَلْفَسِقَِڳه [التوبة: ۹6]. وأنت ترى أنه لم يقل تعالى (فإن الله لا يرضى عنهم)ء وإنما عدل عن ذلك إلى الإتيان بالاسم الظاهر بدلا من الضمير فقال: نإ اهلا يَرّص عن الْعَوْرِ الْتَسِقِنَڳ [التوبة: ۹7]ء وما ذلك إلا للتتصيص على أن أي فاسق ليس له نصيب من رضى الله تعالى» فإن الحكم على المشتق يؤذن بأن أصل ذلك الاشتقاق علة لذلك الحكم”. (١) المستصفى في علم الأصولء ٠/۳۲؛ المحصول في علم الأصولء محمد بن عمر بن الحسين الرازيء (ت: ٦ا٦ه)؛ جح۲ ص ١۹› جامعة امام محمد بن سعود الإأسلامية› 7 المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ا ٥۱۲ ولا يشك ذو بصيرة أن الظلمة هم في مقدمة الفساقء فإن الفسوق إنما هو بمعنى الخروج › وهم بظلمهم خرجوا عن طاعة الله تعالى. وفي اللسان = الرياضء ٤٠اه الطبعة الأولىء تحقيق: طه جابر فياض العلواني .رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب» تاج الدين أبي النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكيء (ت: 7٦٤1٦ه)ء ج ٣ص ١۱۳٠ء عالم الكتب؛ لبنان» بيروت. ٤ه / 4م الطبعة الأولىء تحقيق: علي محمد معوض» عادل أحمد عبد الموجود. الفروق أو أنوار البروق؛ ج ٣ص ٦١۳» والإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول للبيضاوي؛ علي بن عبد الكافي السبكي» (ت: ٦٥۷ها)ء ج ١ص٣٤۳۷ دار الكتب العلميةء بيروتء ١٤٤١٤ ٠ه الطبعة الأولىء تحقيق: جماعة من العلماء. والكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية من الفروع الفقهيةء عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي أبو محمك؛ (ت: ۷۷۲ه)؛ء ص ۳۰۸» دار عمارء عمان؛ الأردنء ٤١اه الطبعة: الأولىء تحقيق: د. محمد حسن عواد .التمهيد في تخريج الفروع على الأصولء عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي أبو محمد (ت: ۲ه)› ص ۲۸۵ مؤسسة الرسالةء بيروتء ٤٠اه الطبعة الأولىء تحقيق: د. محمد حسن هيتو. .حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج› عبد الحميد الشروانيء ج١ ص٢٠۲» دار الفكرء بيروت .شرح فتح القديرء كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي› (ت: ١1۸ه)ء ج۲ ص۸١۳ دار الفكرء بيروت» الطبعة الثانية .الكليات؛ معجم في المصطلحات والفروق اللغويةء أبو البقاء أيوب ابن موسى الحسيني الكفوميء (ت: ١۹٠٠ها)ء ج١ ص ۳١٠٠ء مؤسسة الرسالةء بيروت؛ء ۹ه / ۱۹۹۸م تحقيق: عدنان درويش» محمد المصري .حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار في فقه أبي حنيفةء ابن عابدينء (ت: ١١۲٠۱ه)ء ج٦ ص١۲٠» دار الفكر للطباعة والنشرء بيروتء ١١٤۱ھ / ٠٠٠۲م .البحر المحيطء ج٤ ص٥۲۹ .حاشية العطارء حسن ابن محمد العطارء (ت: ١۱۲۵ه)ء جح ۲ص ٣٤٤ .روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثانيء لأبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي (ت: ١۱۲۷ه)؛ ج۲۳ ص۸٤۲ دار إحياء التراث العربي › بيروت .إجمال الإصابة في أقوال الصحابةء خليل بن كيكلدي العلائيء ص١٦ء جمعية إحياء التراث الإسلاميء الكويت» الطبعة الأولىء ١٤١٤١هء تحقيق: د. محمد سليمان الأشقر .طلعة الشمس» عبد الله بن حميد بن سلوم السالميء ج۲ ص۲۷۳. ١١۱ ا الحقيقة الدامغة ما نصه: «الفِسُّق: العصيان والترك لأمر الله يك والخروج عن طريق الحق. فسق يَفُسِقُ ويَفْسُقُ فِسْقاً وفُسوقاً وفَسُقَ (الضم عن اللحياني)» أي فجر› قال: رواه عنه الأحمر قال: ولم يعرف الكسائي الضمء وقيل: الفسوق الخروج عن الدين› وكذلك الميل إلى المعصية كما فسق إبليس عن أمر ربه. وفسق عن أمر ربه أي جار ومال عن طاعتهء قال الشاعر: فواسقا عن آمره جوائراء الفراء في قوله يق: ففق عن َر رهه خرج من طاعة ربهء والعرب تقول إذا خرجت الرطبة من قشرها: قد فسقت الرطبة من قشرهاء وكأن الفأرة إنما سميت فويسقة لخروجها من جحرها على الناس. ٠0 َ . ۰ . 9 والفسق: الخروج عن الأمر. وفسق عن أمر ربهء أي خرج» ٠ . وأما السنة النبوية فإن تأييدها لما في هذين الحديثين أشهر من أن يحتاج إلى بيان وهو يفوت الإحصاء. وإليك طائفة من الأحاديث التي قوله يٍَِ: «اسمعواء هل سمعتم؟ إنه سيكون بعدي آمراء» فمن دخل عليهم فُصَدَهُمْ يِكُذِيِهمْ» وَأَعَاَهُمْ على طُلْمِِمْ؛ فليس مني ولست منه. وليس بوَارد على الحوض» ومن لم يدخل عليهم» ولم يِعِنْهُمْ على ظلمهم ولم يُصَدَهُمْ يِكُذِيِهم؛ فهو مني وأنا منهء وهو وارد علي الحوض»". وقوله: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء یکونون بعدي؛ فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم؛ وأعانهم على ظلمهم؛ فليس مني ولست () لسان العرب› ۱۰ /۳۰۸. (۲) أخرجه النسائي (۷/١٦۱› رقم ٢٤٤٤)› والترمذي (٤/٥۲٥٠ رقم ۲۲04) وقال: w8 منه» ولا يرد علي الحوضَء ومن غشي أو لم يفش فلم يصدقهم في كذبهم. ولم يعنهم على ظلمهم» فهو مني وأنا منهء وسيرِدُ علي الحوض"'. وقوله: «إنه سيكون عليكم أمراء يكذبون» ويظلمونء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منهء ولا يرد علئَ الحوضنَ» ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعتهم على ظلمهم؛ فهو مني وآنا منه» وسيرد علي الحوض»"". وقوله: «إنها ستكون عليكم أمراء من بعدي» يعظون بالحكمة على منابر» فإذا نزلوا اختلست منهم» وقلوبهم أنتن من الجيفء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منهء ولا يرد علئَ الحوضَ؛ ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم؛ فهو مني وآنا منهء وسيَردُ علي الحوض»"". وقوله: «أيما راع استرعي رعيةء فلم يحطها بالأمانة والنصيحة؛ ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء»*٩. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردًها وقوله: «أيما راع استرعي رعية فغشها فهو في النار» ٩ . وقوله: «من ولى ذا قرابةء محاباةء وهو يجد خيرا منه؛ لم يجد رائحة الجنة». فأنت ترى هذا الكم الهائل من الروايات يدل على ما يدل عليه ذانك (١) أخرجه الترمذي (۲/۲٠٥» رقم ١11) وقال: حسن غريب. والطبراني (۱۹/ ١٥٠٠٠ رقم ٢۲). (۲) أخرجه أحمد (٥/ ٣٤۳۸ رقم ۲۳۳۰۸)» والطبراني (۳/ ۷٦۱ رقم ٢۳۰۲). (۳) أخرجه الطبراني (۱۹/ ١٦۱ رقم ٢٢۳۵). قال الهيثمي (٥/۲۳۸): رجاله ثقات. (8) أخرجه الخطيب (١٠۱/١١۱). (٥) أخرجه أحمد (٥/٢۲). () آخرجه ابن عساکر (٥٥٦/ ٢٢٤۲). ۸٢۱ ا الحقيقة الدامغة الحديثانء مع ان کثيرا من هذه الروايات أخرجها أحمد نفسهء ووراء ذلك روايات أخرى تعززهماء» فأي غرابة فیهما حتی یردهما او یأمر بالضرب عليهما؟ أولا يعد ذلك اتباعا للهوى وعدولا عن الكتاب والسنة ورغبة في ترسيخ الطاعة للظالمين حتى لا يستنكر أحد ظلمهم؟!. هذا؛ وقد ينكرون أحاديث متواترة بدافع من الهوی؛ ومن أمثلة ذلك : ما حكاه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) عن الخلال أنه: ذكر أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وآبا خيثمة والمعيطي ذكروا حديث «تقتل عمارا الفئة الباغية»» فقالوا فيه: ما فيه حديث صحيح› وأن أحمد قال : قد روي في عمار «تقتله الفئة الباغية» ثمانية وعشرون حديثا ليس فيها حدیٹ ص . مع أن هذا الحديث جاء من طرق شتى وبأسانيد صحيحةء ونص على تواتره غير واحد من نقاد علماء الحديثء من ذلك قول الحافظ ابن حجر : اروى حديث: (تقتل عمارًا الفئة الباغية) جماعة من الصحابة؛ منهم قتادة بن النعمان كما تقدم وأم سلمة عند مسلم وأبو هريرة عند الترمذي وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي وعثمان بن عفان وحذيفة وأيو يوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره وغالب طرقها صحيحة أو حسنة وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم» ٩ . ونقل عن الحافظ ابن عبد البرء أنه قال فه: اتواترت الأخبار ذلك (١) العلل المتناهية في الأحاديث الواهيةء عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت: ۷ 0 ه_)؛ ج۲ ص۸٤۸ دار الكتب العلميةء بيروت؛ ٤١اه الطبعة: الأولىء )۲( فتح الباري› ١/٤٢٤ 0. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ا ۱۹ وهو من أصح الحديث»› وكذلك قال الذهبى : «(وفی الباب عن عده من الصحابة فهو متواتر» "٠ ومثله قول السيوطي: «هذا الحديث متواتر رواه من الصحابة بضعة عشر كما بينت ذلك فى الأحاديث المتواترة“ء ونص على تواتره أيضا الصنعاني في (توضيحه)*. ومع ذلك كابر فيه مَنْ كابر لأنه لم يكن وفق هواهم فادعوا عدم صحته!! وقد جری ابن تيمية أيضا هذا المجری» فقد تردد بین رده أو تأويله بما يخالف معناه!”*. على أن الإعراض عن السنة عند الحشوية لم يتحصر في القضايا العقديةء ففي الجانب العملي هجروا أيضا كثيرًا من الأحاديثء وقدموا عليها الآراى كإباحة ابن تيمية لطواف الحائض مع أنه من المعلوم أن اني کلم يح لھا اد تلوف بل أمرها أن تؤدي جميع المناسك ما عدا الطواف بالبيت: وما كان لمَؤمن ولا وة ذا قضى اه ورسولهة أمرا أن يكي فم الخيرة ری ِن امهم و ومن بعص َه ورسوله َد صل ضللا مداه [الأحزاب: ٢۳]. العسقلاتي رت : ‎Ft (ahoY‏ المديئة المنورة» ‎JAA‏ 1 تحقيق : السيد عبد الله هاشم اليماني المدني . (۲) سير أعلام النبلاى محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (ت: ۸ ۷ه( جاص ١ مؤسسة الرسالةء بيروت؛ء ۳ه الطبعة: التاسعةء تحقيق : شعيب الأرناؤوط» محمد نعيم العرقسوسي. (۳) الخصائص الكبرى» أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت: ۱١ ه)› ج ٢ص۳۹٢٤ دار الكتب العلمصيةء بیروت » ٥ه / ۱۹۸م. (4) توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار› محمد بن إسماعيل الأمير الحسني الصتعاني (ت: ۱۱۸۲ه)› ج۲ ص١١٤ : المكتية السلفيةء المدينة المنورةء تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد. (0) ينظر كتابه المسمى (منهاج السنة)› ٤/400 ١۱۳ 29 هذا؛ وترى الحشوية لا يقتصرون على اللإعراض عن السنة بل هم أجراً الناس على الإعراض عن القرآن أيضّاء ناهيك منهم أنهم يقدمون حیٹث قال : «وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأئر فلا يریده ویرید القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة» فْقَمْ من عنده ودعه». وهو كلام غنيّ عن التعليقء فقد عَدٌ التمسك بالقرآن الكريم والإعراض عما خالفه من كلام الناس زندقة!! كأن القرآن عنده منشاً الزندقة ‏ والعياذ بالل -ء ومع طول العهد وجدنا أن الحشوية لا يزالون مستمسكين بهذا الفكرء فقد سمعنا أحد حشوية العصر يحاضر في الملا ويقول في محاضرته: «لا خير في قرآن بغير سنةء ولا خير في سنة بغير . . )۲( فهم سلفنا الصالح» . الحقيقة الدامغة وإن عجبت فاعجب ممن ينتحل الإسلام ويدعي إيمانه بالقرآن وبالنبي عليه الصلاة والسلام وهو يجترئ على سلب الخير من القرآن إلا أن يكون مقرونا بغيره - وهو السنة - ولا يلبث بعد ذلك أن يسلب السنة أيضا الخير إلا أن يتبع فيها رأي قوم سلفوا!! فليت شعري أين موضع هذا الكلام من الحق؟ أوليس أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد ييي فلماذا يحكم الناس في كلام الله تعالى وفي هدي رسوله عليه أفضل (١) شرح السنة للبربهاري» ١/۱۱۹. (۲) هو الدكتور/ عبد الرحيم الطحان» قال ذلك في محاضرة ألقاها بدولة الإمارات العربية المتحدة يرد فيها على كتابنا (الحق الدامغ)ء ولا تزال محاضرته موجودة عندنا بصوتهء وقد أعجبت محاضرته الحشوية خواصهم وعوامهم فأخذوا يتناقلونها ويفاخرون بها وهو دليل على اتفاقهم معه في هذا المعتقد. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها اا ١۱۳ ا ر ا ا ولا نؤثر على هدي رسو قاس فضالهم ويوزن رأيم بالكتاب والس لا المكس» ولتسمع إلى كلام اله س ص تعالى وما قاله فيما أنزل» فهو القائل : «دَلك الكب لا ريب فبه هدی لله [البقرة: ۲]ء والقائل: طبر رَمَصََادَ الَذِئ أنزلَ فيه اران هى نکاس وت سن الهدی وَالْعْرَّان ېه [البقرة: ١۸١]›ء والقائل: ويلك ءاينت لمران وتاب مي (ل) هدی وشريٰ نڳ [النمل: ٠-۲]› والقائل: يلك ءات لكب اكم () هدى وة لَلَمُِننّڳه [لقمان: ٠-۳]ء والقائل : اما الاس ف جا کم برهن ین ریک دازلا زلا يكم ورامَيِيتًا تام الت ءامو باه ر راتوا بو سيد و م ِل مرا مُسْتَفِيماه [النساء: 174 - 1۷5]› ص ہے ‎e‏ والقائل: يام َس كَدَ ق حا ‎e‏ عة ين ريک وَشْفاءُ لما فى الصدور وهدى ورمة ننه [يونس: ۷٥[ والقائل : ب ي ا ا سء وهی سس و کر مو ر > م - 1 ۰ ص سرو ورحمة وشری ممه [النحل: ۹] والقائل : عن هنذا الْفَرءانَ دی لل ‎or‏ س مص 4 وو س ر ‏ہے افم [الإسراء: ۹]« والقائل: وننزل من القَرء ان ماهو شْفاء ورمه لومت رلا برد ات إل ا46 [الإسراء: ۲] والقائل: واه درل أحسر ‏ليث كنا متها مان لمع مه جلو الَرِبَ عنَو ف کن د ويُه ِل وکر اكك دی اک دی یہ من با من بل ا ماله من کارگه [الزمر: ۲۳]ء والقائل : عومَنٌ أَصدَفٌ من َو حَدِياڳه [النساء: ۸8۷]› والقائل : ‎te ‏ومن أصدّف من الله فيلا [النساء: ١۱۲]. وقد بين تعالى عاقبة الإعراض عن القرآن في قوله : وذ كينا ڍڪرا )من أعرض عنه نه ل يوم المد وزاك [طله: ۹۹-١١٠]ء وقوله ر سره اش بور الو ان ر ل 7 ‏عم وقد کت بصا (5) َال كذَيك أك ا [طه: ١۱۲ -١٦۱۲]. وحذر نبيه يِل من طاعة الذين أغفلت قلوبهم عما أنزل الله تعالى من ‎ ۱۳۲ ا الحقيقة الدامغة € م 2 ۹ € ذكر حيث قال: علولا نع من افلا قله عن ونا وأقمع هوه وکات أفرم فنا [الكيف: ٢۲]ء فلَيّتَ شعري من أين جاء هؤلاء بهذا الإفك الذي أفكوا به . عن القرآن؟ فانصرفت عنه قلوبهم وعمیت عن نوره أبصارهم وبصائرهم› حتی قدموا عليه ما يُروی عن الناس مِنْ آثار باٍ تهافنّها واضح ضلالها؛ كما سيا تي في المبحث الآتي إن شاء الله . أما السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فهي تأتي بعد القرآن في ترتيبهاء وقد سبق بيان مكانة هذه السنة فيما تقدم ذكر» فلا مسوغ للعدول عنها بعد ثبوتهاء ولا يقدم عليها رأيٌ أحد من الناس سواء كان من السلف أو الخلف» كيف والله تعالى أمر أن يكون الاحتكام إليه وإلى نبيه عليه الصلاة والسلام عند الاختلاف والتنازع كما هو واضح في قوله : لفان لترعام فى ىء فردوه إل الو والرسود إن كغ نومنون يادو واليوو الأخر ذلك حير خسن تَأوبلاگە [النساء: ٩0]. ه المبحث الثاني: في تمسك الحشوية بالروايات الباطلة وتقديمها على تصوص الشرع وبراهين العقل: عضد الحشوية معتقداتهم بروايات باطلة باد تهافتهاء منها ما يعزى إلى رسول الله ييو ومنها ما يعزى إلى أصحابهء ومنها ما يعزى إلى التابعين› وقد عدلوا عن براهين العقل ونصوص القرآن والسنة الثابتة إليهاء فاكتفوا بها عنهاء ولم ينظروا إلى ضعف أسانيدها ولا إلى بطلان متونهاء وقد غلوا في ذلك غلوا عظيماء حتى بلغ بهم الأمر إلى الحكم بالكفر والزندقة على مَنْ رَد هذه الروايات وتمسك بالقرآن الكريم كما وجدته واضحا في كلام البربهاري . وإليك بعض هذه الروايات المعزوّة إلى النبي عليه الصلاة والسلام›ء فقد عزوا إليه أنه قال: «رأيت ربي 8ء في حلة خضراء في صورة شاب عليه تاج يلمع منه البصرا. وهو حديث باطل أخرجه القاضي أبو يعلى المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها ا ۱۳۳ الفراء في كتابه (إبطال التأويلات)" من طريق عكرمة عن ابن عباس اء وفي إسناده حماد بن سلمةء وقد علمت ما قيل فيه وقد اشتهر بهذه الروايات التي فيها اجتراء على مقام الربوبية بتشبيهه تعالى بخلقه بعد ذهابه إلى عبادان» قال الإمام البيهقي في (الأسماء والصفات): «أخبرنا أبو سعد المالينيء أنا أبو أحمد بن عدي؛ نا ابن حماد؛ ٹنا محمد بن شجاع الثلجيء أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: کان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادانء فجاء وهو يرويهاء فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه في البحر فألقاها إليه. قال أبو عبد الله الثلجي : فسمعت عباد بن صهيب يقول: إن حماد بن سلمة کان لا يحفظء وكانوا يقولون: إنها دُسّت في كتبهء وقد قيل: إن ابن ابي العوجاء كان ربيبه وكان يدس في كتبه هذه الأحاديث»*. ومهما يكن؛ فإن هذا الحديث ظاهر بطلانهء لا يماري فيه إلا من في قلبه مرض» فإن واضعه لم يكتف بوصف الله تعالى بالصورة حتى ضم إلى ذلك أن صورته صورة شاب وأن عليه تاجاً يلمع منه البصر!! ولا يخفى على ذي بصيرة أن التاج حلية يتزين بها الإنسان من أجل نقصهء كما قال الشاعر: وما الحلئ إلا حيلة لنقيصة تتشم من حسن إذا الحسنْ قصرا وليس لحلي في الجميلة منظراً جمالٌ ولكنْ في القبيحة منظرا وقد برا الله تعالى ملائكته أن يكونوا من جنس ما يحتاج إلى التحلي › م فقد رد على المشركين الذين قالوا بأنوئة الملائكة بقوله: «لأومن يشوف (١) إبطال التأويلات لأخبار الصفات» القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراءء ص١۱۳٠ دار إيلاف الدولية - الكويت. )۲( الأسماء والصفات؛› ج ٢ص ٤۷)٤ . ١۱۳ ا الحقيقة الدامغة اَلَحِلَيَةٍ وهو في الخصام عير مين که [الزخرف: ۱۸]ء فكيف يمكن أن يكون الله Ed ل كذلك؟!. وذكر الدارمي في كتابه (النقض) هذا الحديث بلفظ: «دخلت على ربي في جنة عدن شاب جعد في ثوبين أخضرين»". ومع ظهور بطلانه نجد الحشوية يغلون في التمسك به لإثبات معتقدهم في الله يك فنجد السماري في تحقيقه لكتاب النقض المذكور يجلب بخيله ورجله لأجل تقوية هذا الكلام الباطلء فقد عزا روايته إلى كثير من المصنفين في الحديث ممن لم نجده في مصنفاتهمء وأضاف إلى ذلك أن صدقة الحافظ قال بأن "من لم يؤمن به فهو من الزنادقة»» مع أن الدارمي نفسه - مع غلوه في التشبيه - أشكل عليه الحديث لمنافاته لحديث عائشة وييا: «من زعم أن محمد رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية»” . وإن عجبت فاعجب أن يقال بزندقة من لم يؤمن بهذا الحديث؛ء ولا يقال بزندقة مَنْ رَد حديث: «کان الله ولم يکن شيء غيره» الذي يعتضد ببراهين العقل ونصوص القرآن؟!. وتجد كتب الحشوية مملوءة بهذه الترهات› ولا يستحيون في عزوها إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلامء ففي الكتاب المسمى ب (السنة) لعبد الله بن أحمد ما نصه: «ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ثنا یحیی بن بکير ثنا ابراهيم بن طهمان ثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله يَوٍ: إن الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني: فيم يختصم (۱) نقض الدارمي؛ ص۸٤٤ . (۲) ينظر التعليق ص١٤٤ فما بعدها من كتاب نقض الدارمى . )۳( نقض الدارمى› ص ۷٤٤ . المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها | ١٥۱۳ الملا الأعلى؟ قال: قلت ربي لا أعلم بهء قال: فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو وضعهما بين ٹديي حتی وجدت بردها بين كتفي فما سألنى عن شىء إلا علمته). ورواه أيضا من طرق أبى أمامة د & .)۱( وعبد الرحمن بن عائش وابن عباس وڻوبان . مع أن أحمد بن حنبل نفسه أبطل هذه الروايةء فقد ذكر عنه ابن الجوزي في (درء شبه التشبيه) أن أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة يرويه معاذ عن رسول اله يَيٍْْ وكل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح؛ ورواه قتادة عن أنس» واختلف على قتادة فرواه يوسف بن عطية عن قتادة ووهم فيه» ورواه هشام عن قتادة عن ابي قلابة عن خارج بن اللجلاج عن ابن عباس ووهم في قوله عن ابن عباس وإنما رواء خالد عن عبد الرحمن بن عائش وعبد الرحمن لم يسمعه من رسول الله َة وإنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ. قال ابن الجوزي: «قد ذكرنا أنه لا يصحء وقال أبو بكر البيهقي : فقد روي من أوجه كلها ضعيفةء وأحسن طرقه تدل على أن ذلك کان في النوم». اه" . وقد ذكر هذه الرواية ونظائرها أيضا فى (العلل المتناهية) وقال: «هذا الحديث لا يثبت» وطرقه كلها على حماد بن سلمة. قال ابن عدي: قد قيل إِن ابن أبى العوجاء كان ربيب حماد فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث»”" . () السنة لعبد الله بن أحمكء ص۷۲- ۷۳ء منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية بيروت لبنان. (۲) دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه؛ ص۹٤٠. (۳) العلل المتناهية. لابن الجوزيء ج ٠١ص١۳ دار الكتب العلمية -بيروت- ١٤٠ه ط١. وحكى عن الدارقطني أنه قال: «كل أسانيده مضطربة ليس فيها 7 وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): «وهو خبر متكر ‏ نسأل الله السلامة فى الدين - فلا هو على شرط البخاري› ولا مسلم ؛ وروانَهُ - وان کانوا غير متهمین ۔ فما هم بمعصومين من الخطاً والنسيان»). ا . وقد رووه بألفاظ مختلفة كلها تمجها العقول وتتقزز منها الفطر السليمة. فقد ذكره الحافظ ابن الجوزي في (الموضوعات) من طرق عدة وبألفاظ مختلفة؛ وختم القول فيه بهذا النص: «ومثل هذا الحديث لا يخفى أنه موضوع» وأنه يثبت البعضيةء ويشير إلى التشبيهء فكافاً الله من عمل»". وقال أيضا: «والعجب - مع اضطراب هذه الأحاديث وكون مثلها لا يثبت فيه حكم في الوضوء - كيف يحتجون بها في أصول الدين والعقائد؟!!»*٩. وقد بسطت القول في هذه الأحاديث وبيّنْت عللها في الجزء السادس من کتاب (برهان الحق) فارجع ليه تظفر بمزید من الفائدة. هذا؛ ولربما أدرك الحشوية شناعة قولهم وقبح فضيحتهم فيما يستدلون به لضلالهم من الروايات الباطلةء فاختزلوا منها ما حسبوه أنه يمكنهم به دعم بدعتهم› وسكتوا عن سائرهاء لما فيه من فضائح الإفك ما لا یمکن إخفاؤه» ومن ذلك ما ذكر في العديد من كتبهم من الاستدلال لإثبات الوجه (١) المصدر السابق؛ ج١ ص٣٤۳. (۲) سير أعلام النبلاى ج١٠۱ ص٤٤٤ -١٤١۱. (۳) الموضوعات؛ لأبي الفرج ابن الجوزيء ج١ص۷۲- ۷۳ دار الكتب العلميةء بیروت» ١٥٤ ۱ه - ١۱۹۹م ط١. €3 دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه› ص ١١۱. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها ا ۱۳۷ له تعالی , بمعن الجارحة المعهودة بالأثر المروي عن ابن مسعود وله : . . . . . )۱( اليس عند ربكم ليل ولا نهار نور السموات والأرض من نور وجهه» . وهو أثر باطل متنا وسنداء لا يدل استدلالهم به إلا على أنهم يفتشون عن الضلالات التي تأتيهم عن اليهود فيتقبلونها بكل ترحيب» ويروجون لها بين الناس» ويلبسونها من حلل الدعايات ما يحاولون به ستر ما فيها من القبائحء ونحن نقطع أن أصحاب رسول الله يَيٍ براء من هذا الإإفك» وإنما مصدره مستنقعات الفكر اليهودي القذرء ودُونَكَ نص هذا الأثر كما في إسحاق السيلحينيء ثنا حماد بن سلمةء عن أبي عبد السلامء عن (١) ينظر توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيمء أحمد بن إبراهیم بن عیسی (ت: ۱۳۲۹ه) ۲/ ۲١۳ دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - ١ الطبعة: الثالثةء تحقيق: زهير الشاويش» وانظر الفوائدء أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي الوفاة: ٠٠۷ ه١٠ / ۲ دار الكتب العلمي بيروت - ۱۳۹۳ - ۱۹۷۳ء الطبعة: الثانيةء الوابل الصيب من الكلم الطيبء اسم المؤلف: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن آبي بكر بن ايوب بن سعد الزرعي الدمشقي الوفاة: ۷۵۱ ه١٠/ ۷۳ء دار الكتاب العربي - بيروت - ١٠٤٠ - ١۹۸ الطبعة: الأولىء تحقيق: محمد عبد الرحمن عوض؛» اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهميةء اسم المؤلف: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي الوفاة: ۷۵۱ هھ ١/۱۱ دار الكتب العلمية - بيروت - ١٤١٤٠ - ٤۱۹۸› الطبعة: الأولىء مدارج السالكين بين منازل إياك تعبد وإياك نستعين» محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الوفاة: ٠٥۷٤ ۳ دار الكتاب العربي - بيروت - ۱۳۹۴ - ۱۹۷۳ء الطبعة: الثانيةء تحقيق: محمد حامد الفقيء طريق الهجرتين وباب السعادتينء محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الوفاة: ۱ ۲۷/۱ دار ابن القيم - الدمام - ١٤١٤٠ - ١۱۹۹ء الطبعة: الثانيةء تحقيق: عمر بن محمود أبو عمرء مختصر الصواعق المرسلةء 4۲۲/۱٤. دار الكتب العلمية. ‎E ۱۳۸‏ الحقيقة الدامغة ‏عبد الله بن مکرز أو عبید الله بن مکرزء قال: قال عبد الله بن مسعود: ٳِن ربكم تعالی لیس عنده ليل ولا نهار نور السماوات والأرض من نور وجههء وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتي” عشرة ساعة؛ فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك وأول من يعلم غضبه حملة العرش يجدونه يثقل عليهم فتسبحه حملة العرش» وسرادقات العرش» والملائكة المقربون› وسائر الملائكةء ثم ينفخ جبريل يي بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوتهء فيسبحون الرحمن َك ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات» ثم يؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات» فذلك قوله في كتابه: هر ازى صو في لارام كف يا ا ا بب لمن كا تًا وهب لم ب الدكر © أو مَرَحُمُم دُكانا ونما َمل من يا عَقِيباً د ر فتلك تسع ساعات» ثم يۆتى بالأرزاق فينظر فيها ثلاث ساعات قوله في کتابه : طط الرزق لن يتاه وشْدر گە » وکل بور هرف ېه قال: هذا ‏من شأنكم وشأن ربكم . ‏ورواه البيهقي في (الأسماء والصفات) وقال: «هذا موقوف» وراويه غير معروف “۹٠ ورواه من طريق حماد بن سلمة بالإسناد المتقدم أيضا أبو داود في (الزهد) وأبو نعيم في (حلية الأولياء)ء والطبري في (تاريخه). ‏وقال الهيٹمي في (مجمع الزوائد): «رواه الطبراني في الكبيرء ‏(١) كذا في الأصل. ‏(۲) أخرجه الطبراني (۱۷۹/۹ رقم :٦۸۸۸). ‏(۳) الأسماء والصفات؛ ۲/ ۲۱۷. ‏(4) الزهد (۱/ ۷١٠ رقم: ١١۱)ء وحلية الأولياء ۱ تاريخ الطبري ١/١٤٠۱. ‎ المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها اا ۱۳۹ أبو عبدالسلام› قال أبو حاتم: مجهول» وذكره ابن حبان في الثقات؛ وعبد الله بن مكرز أو عبيد الله على الشك» لم أر من ذكره». وهو لا يصح سندا ولا متناء آما سنده ففيه حماد بن سلمة وقد سبق القول فيه بما يدل على عدم الوثوق بما رواهء وهو رواه عن الزبير أبي عبد السلام وقد ذكره البخاري في (تاريخه) فقال: «الزبير أبو عبد السلام روی عنه حماد بن سلمة مراسیل»٩. وقال أبو حاتم في (المجروحين): «أبو عبد السلام شيخ يروي عن ابن عمر مالا يشبه حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج ب6 . وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين): «أبو عبد السلام يروي عبد السلام يروي عنه حماد بن سلمة يحدث عن أيوب بن عبد الله بن مکرز عن ابن مسعود بالمنکرات؛ قال الدارقطني : وقد ذکره ابن حبان فقال : يوب بن عبد السلام لا يجور الاحتجاج 4 وقال ابن حجر في (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة): «الزبير بن جواتشير أبو عبد السلام بصري روى عن آيوب بن عبد الله بن مكرز عن وابصة حديثا في البر والاثمء روی عنه حماد بن سلمةء ذکره الحاكم ابو أحمد في الكنىء وسمىی بات ولم ره لغيرهء وهو اسم فارسي ونقل عن ابن معين أنه ذكر برواية حماد بن سلمة فقط ولم یذکر فيه جرحاء (١) مجمع الزوائدء ١/٥۸. (۲) التاريخ الكبير» ج ٣ص ٤٤١٤ . (۳) كتاب المجروحين؛ ج ٣ص ١١۱. (4) كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي؛ ج ٣ص٤ ۲۳. ٤٤۱ 1 الحقيمّة الدامغة وذکره ابن حبان فی الثقات؛ء وأورده فی المسند عقب حديث حماد عنه من رواية معاوية بن صالح نحوه لکن قال عن آبي عبد الله سمعت وابصة» . وذكره الذهبي في (المغني) فقال: «لا يعرف" أما ما ذَكِرَ مِنْ أن ابن حبان ذكره في (الثقات) فإنه ذكره من غير أن يوثقه وإنما سكت عنهء وقد علمت أنه نص في (المجروحين) على أنه لا يجوز الاحتجاج به» وذکره في (الجرح والتعديل) فحكى عن أبيه أنه قال فيه مجهول”". وذكره الحافظ في (لسان الميزان) وحكى عن ابن حبان أنه قال: «كأنه كان زنديقاء يروي عن أبي بكرة عن ابن مسعود رق أن الله إِذا غضب انتفخ على العرش حتى يثقل على حملته؛ رواء حماد بن سلمة وکان كذابا». ثم قال الحافظ: «بئس ما فعل حماد بن سلمة براوية مٹثل هذا الضلال فقد قال النبي يٍَ: (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع)»*. ورواه الزبير عن أيوب بن عبد الله بن مكرز» وقد أعله غير واحد؛ فقد قال الذهبي في (المغني): «أيوب بن عبد الله بن مكرز تابعي قديم لا يعرف قال ابن عدي: له حديث ولا يتابع عليه» .وقال كذلك في (ميزان الاعتدال)*. وأطال المزي القول فيه وحكى عن ابن المديني أنه مجهول وأيد قوله”*. وأما متنه فحسْبّكَ ما فيه من الطامات الكبرى التي تدل على براءة )۱( تعجيل المنفعةء لابن حجرء ص١۱۳ دار الكتاب العربي» بيروت لبنان» ط١٠ (۲) المغني في الضعفاءء ج ۲ص ٥۷۹. (۳) الجرح والتعديل› ج۹ ص6٦40 . )٤( لسان الميزان» ج ١ص٥4۸٤ . (٥) المغني في الضعفاءء ج ٠١ص۹۷ ميزان الاعتدالء ج١ص ١46 . (1) تهذيب الكمال؛ ج ٣ص٩۷۹٤ - ٩۸٤ وينظر تهذيب التهذيب؛ ج٠ ص٦٥۳. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ا ١٤۱ ساحة أصحاب رسول الله َي من نحو هذا القولء منها قوله: "نور السموات من نور وجهه»ء وأنت تدري أنه إن أريد بالنور هنا النور الحسي كما هو ظاهر قولهم ‏ لزم من ذلك أن يكون ما يشرق في فضاء السموات هو من نور وجه الله تعالىء فيكون نور الشمس والنجوم من نور وجهه تعالیء وأنت تدري أن الشمس والقمر والنجوم والكواكب وكل شيء في الكون إنما هو من خلق الله تعالىء وهذه الأنوار التي تسطع منها لا شك في خلقهاء فان كانت هي من نور وجهه تعالی لزم ان يکون نور وجهه حادثا مخلوقا كسائر مخلوقاته ك ومعنى ذلك أنه لم يکن لوجهه نور في الأزلء أو أن تكون هذه الأنوار كلها أزلية غير حادثةء وذلك لا يقل ضلالا عما قبله . ومنها قوله : «فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار فينظر فيها ثلاث ساعات» فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك ومعنی هذا انه تعالی لم يكن قبل هذا العرض عليما بأعمالهم›» وإنما يطلع عليها بعد عرضها عليه ويستغرق في مطالعتها ثلاث ساعات» فإذا اطلم على ما یکره ثار غضبه! وهل هذا إلا تشبيه منهم لله تعالى بخلقهء وتجهيل له تعالى كأنه عندهم لا يعلم شيئا مما يكون من الناس إلا بعد عرض ذلك عليه من الملائكة؟ ! وين هذا من قوله تعالی : إن اله لا ینف علد تیه ف الارضِ ولا فی الما (ی) هو الى بوس ى ايار كنت باک له رلا هو اليد نمه [آل عمران: ٥ - ٦] وقوله: «رََد عَلنا لانن وتنكد اموس بد نسم وع َفيك رهن حل الوردگه [قّ: ١۱]» وقوله: إن اله عَلب يات الصَدُورٍڳه [آل عمران: ۱۱۹]ء وقوله : وهو يكل شىء علد [البقرة: ۲۹]ء وقوله : وما يرب عن رَبك ين يْقَال دروف الَارْضِ ولا أل لَكم ِن أَعلم عيب الوت وَالارضِ ولم ما مدوب وما كنم يَكُنمُونگه [البقرة: ١٤۱ ا الحقيقة الدامغة ‎e A 2 pe s2 . O. ً 2e ۳‏ سے م ۳۳[ وقوله: يعار ما بل فى الارض وما يرج منها وما ينل من السماء وما يعرج فیہا هو س ‎co‏ وو م ص - س ‎EA‏ . کک اما كعم وَأ يما سملو بره [الحديد: ٤]ء وقوله : #و ألم تر أن أنه يعم ما فى لسوت وما فى الأَرْض ما بوث من وى تة إلا هو رايهم ولا حسةٍ إلا هو م ‎BE hy o‏ س سرو م ‎a‏ 5 س س رور ص ر را ے سادسم ولا ادق من ذلك ولا اکت الا ھو معھم این ما کانوا ئ يمهم يما عملوا وم المد إن اه يکل شی عله [المجادلة: 7]ء إلى غير ذلك من الآياتء على أن ما تعلمه ‎[U‏ . . ۰ . ےس سک ‎rp‏ ‏الملائكة إنما هو بتعليم الله تعالی لهم فهم الذين : وقالوا سنك لا لم لنا ‎e‏ سس کس وور م إلاما علمنا إِنك أت العلم امه [البقرة: ٢۳]. ومنها قوله: «فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلوع الرحمن رحمة) فانه يدل على أن الله عندهم وعاء يمتلئ تارة غضبا وتارة رحمة بحسب ما يکون من تأثير خلقه عليه!! وما أبعد ذلك عن العقل والشرعء إذ كيف يكون للمخلوق تأثير على خالقه تعالى وهو سبحانه يفعل ما يشاء ویحکم ما یرید؟! وكل مخلوق وما صنع إنما هو من خلق الله سبحانه الذي هو خالق کل شيء ومصرفه» وإنما هذه الرواية وأمثالها من أقوى الأدلة وأوضحهاء على أن هؤلاء تلقفوا هذه الضلالات من اليهود فروجوا لها بين الناس» وعزوها إلى رسول الله ية تارة وإلى أصحابه تارة أخرىء وحملوا حملة شعواء على كل من ردها مستهديا ببصيرة القرآنء والله المستعان. هذه هي الآثار التي يبني عليها الحشوية اعتقادهم في الله تعالى› ويشتدون على مَنْ عدل عنها إلى القرآن فيحكمون عليه بالزندقة كما نص عليه البربهاري وغيرهء وهل يبقى في خلدك ‏ أيها القارئ الكريم - بعد هذا كله ريب في كون فكرهم مستمدًا من ضلالات اليهودء وأن السنة التي يعون اتباعها إنما هي ما تلقفوه من اليهود وأتباعهم من الإفك البينء وأن ما يعزونه إلى رسول الله يي وأصحابه من ذلك ليس هو إلا مما افتري المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها ‎E‏ ١٤۱ عليهم من اليهود الذين تقمصوا الإسلام فأشاعوا فيه تلك الضلالات التي ورثوها من الوثنية القديمة. هذا؛ وكم تجد الحشوية يملأون الانيا ضجيجا في الترويج لرواية يعزونها إلى أحد التابعين ويعدونها حجة قاطعة يكفرون بسببها من خالف مضمونهاء ويستبيحون بمخالفته لها دمه وماله وهي من أساسها باطلةء ما جاءت إلا من طريق من لا تقبل له روايةء مع انها لو ثبتت لم تكن حجة بحالٍ» فإن قول التابعي لا يرتقي إلى أن يكون حجة ظنية فضلا عن عَدُِ في القطعيات» إذ الحجة إنما هي في كلام الله تعالى وكلام رسوله عليه الصلاة والسلامء وكل ما نسب إلى غير الله ورسوله إنما يحاكم إلى قولهما ولا يحتكم إليهء وذلك واضح في كتاب الله تعالی في قول سېحانه: ھوفإن نن فی شىء قدو إل اله والرسول إن 5 غ ونون ب اله الوم الأخر دَلِكَ حبر وخسن نويله [النساء: 04]ء وقوله: وما ا کان مون ولا موم دا فی ا ورسوله: مرا ا أن يکن أ شم اير م : من أمرهم و ومن بعص َه َه ورسوله, هقد صل ضلا مياه [الأحزاب: ٦۳]. وإن من التناقضات البينة والمفارقات الفاضحة أن يجعلوا من قول ينسب إلى تابعي مع عدم صحته عنه ‏ حجة قاطعة يقطع فيها عذر المخالف؛ ولا يرون حرجا في مخالفة القرآن والعدول عن نصوصه القطعيةء وخذ مثالا لذلك ما رواه ابن أبي شيبة وابن جرير في (تفسيره) والخلال في (سنته) عن مجاهد في تفسير قوله تعالى : عسي أن يبعكّك ربك مَفَاما مورا [الإسراء: ۹ أن الله تعالى يقعد النبي يَأ على العرش» أي: بجانبه”. فقد بالغوا في التمسك بهذا الأثر الباطل ومنابذة كل من خالفهء ففي كتاب الخلال (۱) مصنف ابن أبي شيبة (٦/٥۳۰ رقم: آ۲ والسنة للخلالء ١/٤۲۱ و٠/ ۲۱۷ و١/ ۲۱۸ .تفسير الطبري ١٠۳۱۱/۱. ٤٤۱ ‎E‏ الحقيقة الدامغة ما نصه: «اوسمعت أبا بكر بن صدقة يقول حدثنا أبو القاسم ب بن الجبلي عن إبراهيم يم الزهري قال سمعت هارون بن معروف يقول ليس ینکر حديث ابن فيل عن ليث عن مجاهد إلا الجهمية «أخبرنا يحيى بن أبي طالب قال ثنا أبو بكر بن بي شيبة قال ثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد لعي أن بعك ريك ماما وداه [الاإسراء: ۹[ قال: يقعده معه على العرشس قال ابو بكر بن ابي طالب من رده فقد رد على الله ق ومن كذب بفضيلة النبي يَأ فقد كفر بالله العظيم . وأخبرني أحمد بن أصرم المزني بهذا الحديث وقال من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله وهو عندنا كافر وزعم ان من قال لا تحدث بهذا الحديث أو أظهر إنكاره تراه كان يخرج من ثم إلا وقد قتل قال ابو بکر بن صدقة وصدق ما حكمه عندي إلا القتل». فتراهم حكموا بكفر من أنكر هذه الرواية وحكموا عليه بالقتل مع أنها معزوة إلى تابعي وإسنادها باطل» فإن الراوي عن مجاهد ليث بن ابي سليمء وهم بأنفسهم حكموا ببطلان رواياته وعدم ثقته؛ فقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين) وقال فيه : اليث بن أبي سليم بن زنيم الليثي الكوفي › واسم أبي سليم أُنس» روی عن مجاهد وطاوس وابن سيرين؛ ضعفه ابن عيينة والنسائي › وقال أحمد: مضطرب الحديث ولكن قد حدث عنه الناس›؛ وقال السعدي: يضعف حديثهء وقال أبو حاتم الرازي وأبو زرعة: لا يشتغل به وهو مضطرب الحديث» وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فکان (۱) السنة للخلالء ۲۱۹/۱. (۲) المصدر السابق» ١/۲۱۹ - المحور الٹالث: في تخبط الحشوية في فبول الروايات ورڈها اا ٥٤۱ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديٹهم ترکه يحيى القطان ويحیی بن معين وابن مهدي وأحمد»*. وقال المزي في (تهذيب الكمال): «قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت آبي يقول: ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث؛ ولکن حدث عنه الناس» وقال أيضا: سمعت أبي يقول: ما رأیت يحیی بن سعيد أسواً رأيا في أحد منه في لیثء ومحمد بن إسحاقء وهمام؛ لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهمء وقال أيضا: سمعت عثمان بن أبي شيبةء قال: سألت جريرا عن ليثء وعن عطاء بن السائبء وعن يزيد بن ابي زیادء فقال: کان یزید أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء وكان ليث أكثر تخليطاء قال عبد الله: وسألت أبي عن هذاء فقال: أقول كما قال جریر. وقال أيضا: قلت ليحیی بن معين: ليث بن بي سليم أضعف من يزيد بن بي زيادء وعطاء بن السائب؟ قال: نعم قال: وقال لي یحیی مرة أخرى: ليث أضعف من يزيد بن بي زياد ويزيد فوقه في الحدیث؛ وقال معاوية بن صالح عن يحیی بن معين: ليث بن أبي سلیم ضعيف إلا أنه يكتب حديثه . EAN ‏سعيد القطان أنه كان لا يحدث عن ليث بن أبي سليم؛ وقال عمرو بن‎ ‏علي: کان يحيى لا يحدث عن ليث بن ابي سليم؛ ولا عن حجاج بن‎ ‏أرطاةء وكان عبد الرحمن يحدث عن سفيان وغيره عنهماء وقال محمد بن‎ ‏المثنى نحو ذلك إلا أنه لم يذكر حجاجا.‎ ثم قال: ما جلست إلى ليث بن أبي سليم إلا سمعت منه ما لم أسمع () ابن الجوزيء الضعفاء والمتروكين › ج ص۲۹. ١٤۱ Zs الحقيقة الدامغة منهء وقال أبو حاتم: سمعت أبا نعيم؛ قال: قال شعبة لليث بن أبي سليم : ين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة: عطاءء وطاوس» ومجاهد؟ فقال: سل عن هذا خف أبيك» وقال محمد بن خلف التيمي عن قبيصة: قال شعبة لليث بن أبي سليم: أين اجتمع لك عطاء› وطاوس». ومجاهد؟ فقال: إذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه. قال قبيصة: فقال رجل كان جالسا لسفيان: فما زال متقيا لليث مذ يومئذء وقال عبدالملك بن عبدالحميد الميموني : سمعت یحیی ذکر لیث بن أبي سليمان فقال: ضعيف الحديث عن طاوس» فإذا جمع طاوس وغیره» فالزيادة هو ضعيف. وقال أحمد بن سليمان الرهاوي› عن مؤمل بن الفضل: قلنا لعيسى بن يونس: لم لم تسمع من ليث بن أبي سليم؟ قال: قد رأيته وکان قد اختلطء وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذنء وقال عبد الرحمن بن ابي حاتم: سمعت أبي يقول: ليث ابن أبي سليم أحب إٳِليَ من يزيد بن أبي زيادء كان أبراً ساحة يكتب حديثهء وكان ضعيف الحديث» قال : فذکرت له قول جرير بن عبد الحميد فيهء فقال: اقول کما قال جریرء وقال أيضا: سمعت ابي وأبا زرعة يقولان: ليث لا يشتغل بهء هو مضطرب الحديث» وقال أيضا: سمعت أبا زرعة يقول: ليث بن أبي سليم لين الحديث» لا تقوم به الحجة عند اهل العلم بالحديثٹ» . ولينظر العاقل كيف يتشبثون بهذه الروايات الباطلة ويعدونها قواطع يحكمون على من خالفها بالزندقة والكفر ولا يرون جزاء له إلا القتلء وهم مع ذلك يتهمون من تمسك بالقرآن دونها وعض عليه بالنواجذ أنه )۱( المزيء تهذيب الكمال؛ء 273 ص۲۸۲ - ٦۲۸ وابن حجر تهذیب التهذيب› ج۸ ص۷١٤ _۱۹٤. ا ٧٤۱ زنديق كما في كلام البربهاري السابق» وبهذا تدرك أخي القارئ الكريم أن عقيدتهم مبنية على منابذة القرآن والإعراض عنه والتشبث بهذه الأوهام التي ورثوها من أهل الكتاب» فإنه لا يرتاب من اطلع على ما عند أهل الكتاب من الضلالات التي لفقوها فألصقوها بالتوراة والإنجيلء في أن ما قالوه هو أصل لهذا الذي تقوله المجسمةء فكم في التوراة والإنجيل المحرفِين من نصوص دالة على ذلكء ومما جاء فيها أنه يقعد المسيح عن يمينه ففي التوراة المزمور ١: ١٠٠: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. وفي الإنجيل سفر أعمال الرسل ۲: ٢٤۲: وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الأب سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردها وتسمعونه لأن داود لم يصعد إلى السماوات» وهو نفسه يقول: قال الرب لربي : اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. وفي إنجيل متى الإأصحاح ١٠۱: ۱۹: ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله . ومن العجيب زعمهم ُن رد هذه الرواية هو إنكار لفضيلة النبي يَيةٍء فمن أين لهم أن فضيلة النبي عليه الصلاة والسلام هي في تشبيه الله بخلقه واعتقاد أنه متصف بأوصاف اللإنسان من القعود على مستقر والتنقل والتبعض والحصر؟!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وإذا كانت هذه الرواية بينا بطلانها واضحا اختلاقها بالنظر إلى إسنادهاء فإن الأدلة النظرية أيضا تعزز عدم صحتهاء وقد أجاد الواحدي نقدها من حيث النظر فقد نقل عنه الرازي قوله: «وهذا قول رذل موحش فظيعء ونص الكتاب ينادي بفساد هذا التفسير ويدل عليه وجوه: الأول: أن البعث ضد الإجلاس يقال بعثت النازل والقاعد فانبعثء Rl ويقال بعث الله الميت أي أقامه من قبرهء فتفسير البعث بالإأجلاس تفسير الحقيقة الدامغة والثاني: أنه تعالى قال (مقاما محمودا) ولم يقل مقعداء والمقام موضع القيام لا موضع القعود. والثالث: لو كان تعالى جالسا على العرش بحيث يجلس عنده محمد عليه الصلاة والسلام لكان محدودا متناهياء ومن کان كذلك فهو محدث. والرابع: يقال إن جلوسه مع الله على العرش ليس فيه كثير إعزاز؛ لأن هؤلاء الجهال والحمقى يقولون في كل أهل الجنة إنهم يزورون الله تعالى› وإنهم يجلسون معهء وإنه تعالى يسألهم عن أحوالهم التي كانوا فيها في الدنياء وإذا كانت هذه الحالة حاصلة عندهم لكل المؤمنين لم يكن لتخصيص محمد َة بها مزيد شرف ورتبة. والخامس: أنه إذا قيل: السلطان بعث فلانا؛ فَهمَ منه أنه أرسله إلى قوم لإصلاح مهماتهم؛ ولا يفهم منه أنه أجلسه مع نفسهء فثبت أن هذا القول كلام رذل ساقط لا يميل إليه إلا إنسان قليل العقل عديم الدين»”. وقد أشجى هذا الذي قاله القاسمى لتشبثه بمقولة الحشويةء فتعقبه بما لا طائل تحته٩. | مع أن معظم المفسرين منذ عهود السلف فسروا المقام المحمود بالشفاعة العظمى التي تكون للنبي يي يوم القيامةء وقد جاء بذلك حديث مرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام. هذا؛ وشنع الحشوية القول في الترمذي بسبب رده هذه الرواية› )۱( الفخر الرازي؛ التفسير الكبيرء ج۱ ص۲۷ . (۲) ينظر القاسمي» محاسن التأويل؛ ج١٠۱ء ص۳۹۷۰ - ۳۹۷۳. المحور الثالث: في تخبط الحشوية في قبول الروايات وردّها ا ۹٤۱ وكتبوا فيه وثيقة شنوا عليه فيها حربًا عوانا أجلبوا فيها بخيلهم ورجلهم ودعوا الناس إلى مقاطعته ونبذهء وكان مما جاء فيها: «والذي حمل هذا العدو لله المسلوب - أن رد هذا الحديث وخالف الأئمة وأهل العلم وانسلخ من الدين - اللجاج والكبر كي يقال فلانء فنعوذ بالله من الكبر والنفاق والغلو في الدينء والذي حملنا ‏ أكرمكم الله - على الكتاب إليكم ما حدث ببلدكم من رد حديث مجاهد يه ومخالفتهم من قد شهد له رسول الله َي قوله يَيٍْ: (خيركم قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم)› فمال أولو الزيغ والنفاق إلى قول الملحدين وبدعة المضلين» فإنا لله وإنا إليه راجعون. وما سبيل هؤلاء إلا النفي عن البلد الذي هم فيهء كما أن صاحبهم المبتدع منفي عن الجامع مطرود منهء ليس إلى دخوله سبيلء وذلك بتوفيق الله ومَّنّهء ومنع السلطان أيده الله إياء عن ذلك معمما أنه مسلوب عقله ملزوم بيتهء يصيح به الصبيان في كل وقتء وهذا قليل لأهل البدع والأهواء والضلال في جنب الله هك أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتنء وسلمنا وإياكم من الأهواء المضلة بمنه وقدرتهء وثبتنا وإياكم على السنة والجماعة واتباع الشيخ أبي عبد الله رحمة الله عليه ورضوانهء فقد كان اضمحل ذكر هذا الترمذي» واندرس» وإنما هذا ضرب من التعريض والخوض بالباطل» فانتهوا حيث انتهى الله بكم وأمسكوا عما لم تكلفوا النظر فيهء وضعوا عن أنفسكم ما وضعه الله عنكم» ولا تتخذوا آيات الله هزواء فمن تكلم في شيء من هذا فإنما يتحكك بدينه ويتولع بنفسه ويتكلف مالم يتعبده الله به». وجاء فها أيضا: فما ما قال العباس بن محمد الدوري عند سؤالهم () السنة للخلالء ۱/۱٦۲۲ - ۲۲۷. 10 ا الحقيقة الدامغة إياهء عنه ورده حديث مجاهد ذكر أن هذا الترمذي الذي رد حديث مجاهد ما رآه قط عند محدث» ولا يعرفه بالطلب» وإن هذا الحديث لا ينكره إلا مبتدع جهمي» فتحن نسأل الله العافية من بدعته وضلالتهء فما أعظم ما جاء به هذا من الضلالة والبدع! عمد إلى حديث فيه فضيلة للنبي يي فأراد أن يزیله ویتکلم في من روا». وحسبك ‏ أيها القارئ الكريم هذا الذي أوردنّه شاهدا ودليلا؛ على أن الحشوية - الذين يدعون التمسك بالسنة والغيرة عليها والدفاع عنها ويتهمون الإباضية أهل الحق والاستقامة بنبذها هم أسرع الناس إلى إنكار السنة ولو تواترت عندما تخالف هواهم» وإنما يصرون على التمسك بالروايات الباطلة المكذوبة عندما توافق هواهم ولو كانت معزوة إلى من لا يعد قوله حجة بحال» بل يؤثرون ما عزي إليه على نصوص القرآنء ويعدون التمسك بالقران والعدول عن هذه الآثار الباطلة من معالم الزندقة!!! وكفى بهذا شاهدا ودليلا على بعدهم عن الحق وتنكبهم سواء الصراط . ولو أخذتٌ في تتبع الروايات الباطلة التي بنوا عليها اعتقادهم لأمكنني أن أحشر مثاتٍ منهاء ولكني رأيت الاقتصار على ما ذكرته» وكفى به حجة ودليلا . 2ك (١) نفس المصدر ۲۳۱/۱. المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للاباضية | جي | ١١٠ المحور الرابع العقلانية ومباينتها للإباضية العقلانية مدرسة ناشئة من جديدء لا ترتبط بمدرسة من المدارس الإاسلاميةء حتى تلك المدارس التي ترجح جانب العقل على الشرع كالمعتزلةء فمهما يكن من خلاف بيننا وبين المعتزلة من هذه الناحية فإننا نعلم يقينا أنهم كانوا حريصين على تأييد الإسلام والذب عن عقائده والحفاظ على قيمه» كما أنهم کانوا حريصين على تطبیق شرعه واتباع أحکامه» اما هؤلاء المنتسبون إلى العقل فقد باينوا عقيدة الإسلام وخالفوا أحكامه ونقضوا عراه» فلا ير بهم مع الإباضية في فَرَنِء كيف والإباضية هم أحرص الناس على عقيدة الإأسلام وشرعه وتكييف الحياة كلها وفق أحكامه؟ . على أن من هؤلاء العقلانيين من بَدَا من أقوالهم وأعمالهم ودعواتهم أنهم يؤثرون الإلحاد على الإيمانء ولذلك انخرطوا في سلك الملحدين› وكانوا معهم في خندق واحد في حرب شعواء على الإسلام» وما تَقَمُصُهم للإسلام وادعاؤهم أنهم يغارون عليه ويأخذون به إلا شراڭ نصبوه لاقتناص ذوي العقول المأفونة بادئ ذي بدءء حتى يتمکنوا من غسل أدمغتهم وانتزاع كل ما يمت إلى الإسلام بصلة من فكرهم وسلوكهم» وإذا كان بعض من يتبع هؤلاء لم يصلوا في ارتكاسهم إلى هذا الحضيض الأسفل من الإلحاد فإنهم ‏ ولا ريب - مأخوذون في طريق ذلك من حيث لا يدرون» وهو شاهد على غبائهم وعدم احترازهم لأنفسهم؛ وما کان ‎\o۲‏ ا الحقيقة الدامغة ‏داعيهم إلى ذلك إلا ما في نفوسهم من حب البروز والشهرة بين الناس من لم يسبقه إليه أهل العقولء وذلك داء قتّال يعمي ويصم عن كل ما فيه هلاك النفس وبوارها والعياذ بالله › وليتهم إذ ابتلوا بحب الشهرة طلبوا هذه الشهرة بمعالي الأمور دون سفاسفهاء ولكن الهوى إن امتلك النفس قادها إلى هوانهاء فهؤلاء يسعون إلى الشهرة باتباع الشيطان وحزبه وإسلاسهم القياد لمن يجرونهم إلى المهالك جرا. ‏ومما هو واضخٌ بداهة أنهم تقف وراءهم الصهيونية العالميةء فهي التي تخطط لهم وتملي عليهم› وهم يِسُبَحون في فلكها وينفذون خططهاء ‏وإذا كان من بين هؤلاء مَنْ كانوا في يوم من الآيام معدودين في الإباضية ومحسوبين على فكرها فإنهم باتباعهم هذا النهج فارقوا الإباضيةء بل ناصبوا هذا المذهب الشريف العداءء وسعوا إلى نقض أسسه وهَدٌ بنيانه» كما أنهم ساعون في نقض الإسلام كله بأي صورة کان وفي اي مذهب تمٹل . ‏أما ما كان من بعض الحشوية من عَذٌّ هؤلاء إباضية وإدانة الإباضية بأقوالهم الباطلة؛ فإنه لا يعدو أن يكون من الفجور فى الخصومةء وإلا فالامر بين وقد وضح الصبح لذي عينين» فقد ارتفعت أصوات الإنكار وإذا كان هؤلاء الموجودون بيننا نشأوا أولا على الفكر الإباضى وكانوا محسوبين على الإباضية؛ فإننا نجد أيضّا ممن هو على شاكلتهم مَنْ کان معدودا أيضا من أتباع المذاهب الأخرى؛› بل منهم من كان على العقيدة المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للاباضية ا ‎o۳‏ الحشويةء فهل يسوغ لذلك أن يُلرّوا في قرن مع أصحاب المذاهب التي کانوا عليها؟!!. ونحن بإمعاننا النظر في مراحل دعوتهم تبين لنا زيف ما کانوا المذهب ما كانوا يقومون به من اجتهاد في الفروع الفقهيةء وترجيح بعضص الأقوال التى تخالف راي جمهور علمائنا بحسب ما رأوه من الأدلة المرجحة لما عولوا عليه من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلامء وذلك أنهم كانوا يعون أن هذا مما يسرع في المذهب حتى الناس؛ شأنهم في ذلك شأن المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم: دا ب المكيفرع تالا تمد ك لول ار وه يلم نك ليسول واه بهد ك متي لَكُِرنَكه [المنافقون: ١]ء وقال: ردا لَقُوا لزب ءَامَتُوا كلو امتا ردا لوا إل شيهم قاو نا معکم تما عن مې زونه [البقرة: ١٤٠۱]. وهم تقمّصوا في هذا الأمر مظاهر شتىء فقد مرّت بهم مرحلة کانوا أقوالهمء ثم وليتها مرحلة أخرى كانوا يذعون فيها التمسك بما كان عليه أئمة المذهب في عهد التابعين وتابعيهم كجابر وأبي عبيدة والربيعم. وکانوا يعون أنهم منتمون إلى المدرسة الجابريةء ويعدون تلك الفترة هي فترة التوخج الأولى› ولكن لم يلبثوا أن خلعوا أغشية النفاق كلهاء وجاهروا يعدائهم للإسلام ونبذهم له كما جاهروا بالحط من أقدار علماء المذهب جميعاء؛ ومن بينهم أولئك الذين كانوا يتظاهرون بالانتماء إليهم وسيرهم الرواية التي تتهم القرآن الكريم أن فيه تحريفا وتبديلا وحذفا وزيادة. 0 اا الحقيقة الدامغة وقد بدأوا في بث ضلالتهم بجحد حجية السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ‏ لا سيما الآحادية منها -ء وكانوا يعون الغيرة على القرآن وحرصهم عليه في القول والاعتقاد والعملء وبلغ بهم التوقح وسوء الدب في مقام حضرة صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه أن عَدوه كسائر الناس» وتطاولوا حتى أعربوا عن المجاهرة بمخالفته وتصويب رأيهم على قوله!!. وقد بدا جليا مما كانوا يقولونه أنهم يسيرون على خطى الكافر الضليل: رشاد خليفةء الذي تطاول على مقام النبي العظيم وخحط من قدره وكفر بسنتهء ولم يلبث بعد ذلك أن ادعى أنه رسول الله!! أخزاه الله تعالى وأنزله المكان الذي يستحقه في دركات النيران. وقد كانوا على نهج رشاد خليفة يدعون انهم بهذا يغارون على القرآنء ويحرصون على أن لا يزاحم بغيرهء ولكنهم ما لبثوا أن جاهروا بکفرهم بالقرآن الكريم من خلال ما جاؤوا به من الأفكار التي تناقض صريح القرآن» وما أنكروه من حقائق نص عليها القران. وقد بدأنا إسداءَ النتصح إليهم وكشف خطورة ما يأتون به منذ أمد بعيدء وصبرنا على ذلك رجاء ارعوائهم عن غيّهم ورجوعهم إلى رشدهم» ولكنهم كانوا في كل يوم يأتون بجديد من الكفر والإلحاد» ثم لم يلبثوا أن انضموا إلى الملحدين الذين يفاخرون بإلحادهم ويعلنون عداوتهم للإسلام ومنابذتهم لكل ما يسمى ديناء فشكلوا معهم جبهة واحدة تحارب ما یعادونه جمیعا من عقيدة الإسلام وقيمه وفضائله» فهُم لا حم لهم إلا أن يصرفوا الناس عن الدينء وأن يدفعوهم إلى الإلحاد والفسادء ويردوهم في دركات الموبقات. ولا زالوا يتبارون في ابتكار الضلالات التي يقدمونها إلى الناسء فمي المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للاباضية ج | ١٥٠ كل يوم يأتون بجديدء ولخبثهم وفسادهم يحاولون أن يلبسوا على ضعفاء العقول أمرهمء فيوارون أحيانا مكائدهم بستار الدين . ه أنواع الضلالات التي أعلنوها: هم لا يزالون مطردين في ابتكار الضلالات التي يخدعون بها العقول ويشيعونها بين الناس» ولست في هذه العجالة بصدد استقصاء ما جاؤا به من الضلال وما بثوه من الفسادء وإنما أعرض بعض الأمثلة التي يتبين منها القارئ الكريم إلى أي هاوية من الكفر والضلال تردوا: ١ دعوى تبرئة الشيطان من تبعة إضلال بني آدم لقد عقد هؤلاء حلفا بينهم وبين الشيطان لأنهم من حزبه المخلصين لهء ولذلك حرصوا أن يصوّروه أنه غير عدو للجنس البشري» فزعموا أنه لا يتحمل تبعة إغواء بني آدم لأنه أغوى ادم وحده!! وإنما سرت الغواية إلى بنيه من خلال جيناتهم!! وهذا القول كفرٌ صراح» لأنه رد لتصوص القرآن القاطعة ومخالف لما استقر في عقول الناس جميعاء وكم نجد في نتصوص القرآن ما يهدم هذه الفكرة من أساسها. وإليك طائفة من هذه النصوص : ‎t‏ قال الله تعالى: رك تتا خوت الكيطن لَه نكم عدو شم © رتا مركم بلسو وَالْمَحاء وان مولو عَل ألو ما لا سَلَمُونَ هه [البقرة: ١١۱ -۱1۹]ء فما وجه التحذير من اتباع خطواته لو كان إضلاله لهم يسري في جيناتهم؟ وقال تعالى: ليطن يدك الْمَفر ويأمركم إَلْساء ك [البقرة: ۸٠۲]ء وليس أمره بالفحشاء إلا من خلال وسوستهء وهو خطاب لبني آدم ولیس ر م2 ص م 2 1 خحطابا لآدم لف وقال تعالى: إن الَذِبَ تولو منك يوم الْمَقَ ممن إَِ ۰ س ‎Se‏ م م استزلهم السشَيِطن يعض ما كسبوأگه [آل عمران: ١٥٠]ء وليس استزلالهم إلا ‏1 سک سے ہے سے ‏بوسوسته لهم وقال: إن يدعو من دونو إلا ًا ون يدعو إلا ‎ ‎E) ۱0۹‏ الحقيقة الدامغة ‏حيطا مُرید ا( لَه امه وَقال لَاأَعَدَد من عبادك تيبا مروصًا صا( وَلاضِلنَهم لته ولأمرهم لكر ءادا الانعم ولا متمم سعيرنت علوت افو ومن كذ اَلشَيطنَ ركا من دوت ألَر فََدٌ حَسر حُسَرانًا ميا 9 يدهم ويم وما يدهم يدن إلا وه [النساء: ١١١ -١١٠]› وأنت ترى ما حكاه الله تعالى عنه في هذه الآيات من أنه توعد بإضلالهم وتمنيتهم وأمرهم بتبتيك آذان الأنعام وتغيير خلق الله وأنه يعدهم ويمَنيهمء وهل هذا إلا وسوسة منه؟ . ‏1 7 ص م ‏وقال: د رين لهم ال شبن اعسلھی وال لا عاب لکم الوم ہے الاس ر جار ك4 [الأنفال: 48]ء وهل التزيين إلا بالوسوسة؟! والمَزين لهم هم کفار قریشء دهم س ي آ۵ ‏وقال تعالى : : هوان الشََطِسصَ الطَِ حون إل لاھ دلو وا إن أطعحموهب اک لرن [الأنعام: ١١1]ء قال تعالى: #لإقال فما أغويني لأعدت ف صرطك ‏ےک ۽ ‏اسيم () ثم لانَتمُم ن بين اميم ومن علفهم ون امم ومن شيهم ولا جد ا كرحم شريه [الأعراف: ١١-۱۷]ء وقال: يبق ءاد لا يفينيكه المَيطن كما أخرج بوتکم ين الَْدِڳه [الأعراف: ۲۷]ء ويا ترى كيف يتصور الحذر من فته مه ی ا ‏وقال: «وَكال اَن في انر إك اه رمحم روَد أ روَد ت ا ‏9 ظ ‎CEH‏ 2ء و شڪ مون ‏[إبراهیم: ٢۲] وقال: 3 ُو تي أي ك ى الي رده 7 ا © ك عاك مب التي © ٤ل دا مرل ع َد © إًِ ت 4 ‏يم إل ت ب لات [الحجر: ۳۹- 4]›ء وقال: قال فع ‏ل 2 ‏ترت خيب © بلا عاك ينهم لصي © َال يلي وني 4 ‎5G‏ المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للإباضية جي | ١٥٠ جهام ينك ومن يمك مب ابه [صن: ۸۲ ٥۸]ء وهو نص على ان آهل التار إنما وردوها باتباعهم الشيطان والعياذ بالله . Ze ‏ص‎ وقال: #إقال اريك ندا الى كرَّمتَ عل لن أَحَردَنِ إل بوم فة لا ذربته إلا فيلا ( تال اهب فمن بعك نهر فت جهن جرا جر 94 L2 4 ُ ‏س‎ ‎Za‏ ى وواک ‏ال رين ريده ا 1 [الإسراء: ١1 - ٤٦]. ‏وكل ذلك يدل على أنه مصمُمٌ من أول الأمر على إغواء ذرية آدمء وأنه يدعوهم إلى الشر باستفزازه لهم» ويجلب عليهم بما يقدر عليه من وسائل ويغرهم بوعده لهم. ‏وقال تعالى تحذيرا منه: إن الَيطنن لكر عدو فاميدوه عدم إما يدعواً حريه ‏حه م ےہ ‏ليكونوا من أصلب اسَعبرڳه [فاطر: ٦ء ومَنْ هم حزبه الذين يدعوهم فيستجيبون له إلا الغواة من بني آدم؟!!ء وقال تعالى: يام الذي ءامنوا لا تيعو خطوابي ‏ون ي خوت لشن و ب نتت شرع د [التور: ١ ‏سے ‎e‏ ص م ‏الشيطانء وذلك في قوله سبحانه : َال فد أرَسَلماً ‎E‏ ‏الشَطنُ اهر فهو ولعم الوه ور عَدَابُ ايده [التحل: ۳٦]ء وذلك يعني بلا ريب أن الشيطان هو الذي صرفهم عن اتباع الرسل» كما زين لهؤلاء الذين يجادلون اليوم ما هم فيه من الجدل الباطل والدعوة إلى مسلك الشيطان وموالاته. ‏وقد أمر تعالى بالاستعاذة منهء وهي اللجوء إليه تعالى من شره ليكفي ‏اللاجئ وسوسته وغوايتهء قال تعالى: وما يْرَعَنك مالين نر ‎2ّ $ ‏سيد يلر ره سَمع عيذ © ك اليك نَعَو إا متمم عت م أَلفَيطن ‏س ‏و ° م م و $7 بر ڪرو دا هم مبصرو (() وإِحوانهم يمدوم فى ال شد لا يِمصرُودگه [الأعراف: ‎ ۸| لحقيقة الدامغة قال: «وَإا بَعَنكَ من اَي تع كاستَمد يله هو امي ٠ ]ء وقال: وما يتزغنك من الشيْطلن نزع فاستيذ يالله ي 2 ميمه [فصلت: ٢۳]ء وفي هذه الآيات نص صريح على أنه ينزغ بني آدم بفتنته وضلالتهء وهل يكون ذلك إلا بوسوسته لهم وتزيين الكفر والشرك والفحشاء لهم؟!. ِ ِ . س ‎E o A A AE AR 2 Ae A AAR‏ وقال تعالى: لوقل رب أعود بك من همرت ليطي () وأعوذ يك ري أن ص ص سے ۰ حضرُون گه [المؤمنون: ۹۷ - ۹8]ء وحكى عن يوسف ت قوله : من بدن تزغ ِ س ر 42 ‎srg‏ سے سو ص م ‎E‏ ۳ ء مم سای سے و لطن بين وبين إِحوَف يه [يوسف: ١١٠٠]ء وقال أيضا : #وفإذا قرات العرءان فاستيذ ‎AAR 2 FG ohr Sg e re$ 4o po Gos AY 2 2 2 © ‏ومن الشَبطن لر رنه لس ل ْنَل الك اموا وع رهم وڪله‎ ‏وم‎ r IAA eos ‏إما سلطنه عل الك ووه وازن هم به ركه [التحل: ۹۸ - ١٠٠]. ّ 4 کس س مإ 4 س ےر ا ہے سے صظ وقال تعالى: لر عه كم بى ءام أت لا تعدو السَبَطن انه لكر ‏ع ي © وَأ دوف كا مرا ميم 3 ولد َل ینکر ہلا كا فم س و ‎o o‏ 7 ع نونوا لون [يس: 1۲-۱]ء وهو نص صریح على آن ضلال من ضل من ‏وقال: «نتتة عد ابن ابم كر ا أك زك ايع أل زب انين م ليود [المجادلة: 1۹]ء وقال: كتل أَشَيطَن تال للإنتن احفر فنا كَتر كال إِ بری بك إن أَعَافُ اه رب لبه [الحشر: ٢٠ء وهذه النصوص كلها صريحة في أن غواية بني آدم إنما هي باتباعهم الشيطان عندما يدعوهم إلى الباطلء ويزين لهم الكفرء ويحرضهم على معصية الله تعالىء ويوقع بينهم الفتن. ‏فيا ترى هل هذا الذي يبرئ الشيطان من تبعة إضلال بني أدم ويتعامى ويتصامم عن هذه الآيات كلها يعد في المسلمين؟! كيف والمسلم لا يتصور منه إلا أن يسلم تسليما بكل ما أخبر الله تعالی به أو شرعه من أمره؟ فأنی يجتمع الإأسلام مع جحد ما دلت عليه هذه النصوص بعبارة تستعصي على المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للاباضية جي | ١٠٠ التأويلء وهل يعد هذا لو حصل من مسلم صحيح الإسلام إلا ردة عن الإسلام وتكذيبا لما أخبر الله تعالى به؟!!! والعياذ بالله تعالى. ويا ترى هل هذه التبرئة ناشئة عن حمية متأصلة للشيطان من هذا القائل بسبب ما بينهما من علاقة حميمة ومودة راسخة› حتی حرص على تبرئة الشيطان مما اعترف به بنفسه كما هو واضح في الآيات السالفة الذكر؟ أو أن مرد ذلك إلى أن هذا الموالي للشيطان رأى أنه بلغ في مراتب الغواية ودركات الكفر ما لم يبلغه الشيطان نفسهء فلذلك رأى أنه لا داعي لفتنة الشيطان مع وجوده لأنه صار أقدر منه على اللإغواء وأخبر بطرقه ومسالكهء كيف وقد بلغ من ذلك ما قاله القائل : وکنت فتی من جند إبلیس فارتقی ‏ بي الأمر حتى صار ابليس من جندي فلو مات قبلي كنت أحسن مثله ‏ صنائع فسق ليس يحسنها بعدي ولذلك حرص على أن يمنح الشيطان تقاعدا مَبكُرَّاء ويكفيه إغواء بني آدم؟! أما دعواه أن الغواية تسري في جنس البشر بتأثير الجينات منذ أغوى الشيطان أصل البشر آدم وحواء عليهما السلامء فهي دعوى لا تصدر إلا ممن أظلم فكره وانطمست بصيرتهء فإن براهين العقل تدحضها فضلا عن النصوص الشرعية القاطعةء إذ لو كانت هذه الغواية سارية إلى الناس من خلال الجينات لكان البشر كلهم على وتيرة واحدة فيهاء إذ ما من أحد منهم إلا وفيه من الجينات مثل ما في غيرهء وعليه فيتعذر التفاوت بين الناس في قدر الغوايةء ولا يكون مِنْ بينهم مَنْ عصمه الله منهاء وأنت تدري أن مِنْ بين الناس مَنْ هم معصومون من أن يكون للشيطان سلطان عليهم وهم عباد الله المخلصون؛» كما نص عليه قوله تعالى: قال ري بَا AES SAM sas An SER E ose Re eRe oa RG e۹ ‏غویدنى لَازيننَ لهم فى الارض ولاعو يمم امي © إلا عبادك مهم المحلصين (غ) قال‎ و کے س س دا مرل عل َفيك © إن عبادى لب أك علبم سُلَطن إلا من أك سن ١۱ ‎E‏ الحقيقة الدامغة َلْحَارنَ[الحجر: ۳۹-٤4]›؛ فأنت ترى أن الشيطان نفسه يستثني ممن تهددهم بالغواية عباد الله المخلصين» فهو - وإن كان لا يألو جهدا في محاولة الوسوسة لهم تَخُولُ دون مبتغاه فيهم عناية الله تعالى بهم . على أن أولئك الذين يتسلط عليهم هم مختلفون في تأثيره عليهم› فمنهم من يستحوذ عليه حتى لا يبقى له ما يبصره بما يحدق به من الخطرء فيستسلم له في كل شيءء ومنهم من توفظه الفطرة فيسعى إلى التحرر من ربقته أحياناء ومنهم من يجاهد في التخلص من آثار هذه الغوايةء وهم الذين قال الله تعالى فيهم: وَين جَهدوا فيا لدبي سُبْناه [العنكبوت: ۹ وقال تعالى: وما يرك م المَيْطِن تَر كَاسََِد يه إن سَمِيعٌ عي © يك اليك أتَعَوا إا متمم طت من الشَطن بكرو ودا هم روه [الأعراف: ٢٠۲ -٠١۲]. وتختلف كذلك أنواع الغوايةء فمنهم مَنْ يزين له الشهوات فينغمس فيها حتى لا يمكنه التحرر منهاء فيظل دائما أسير شهوته لا فكاك له عنها ولا يفكر في غيرهاء ومنهم من يزين له العدوان على الغيرء فيظل حياته كلها لا يهداً له بال ولا تهنا له نفس إلا بسفك الدماء وإزهاق الأرواح وإهلاك الحرث والنسل› ومنهم من يأتيه من حب المال فیزين له جمعه من الوجوه المحرمةء فلا يبالي بالسرقة أو الاحتيال أو الخش وسائر أنواع الظلمء لأنه بتأيره عليه يظل في سعار لا يطفئه شي فکلما ازداد جمعا للمال اشتد سعاره إليهء ومنهم من يأتيه من قبل المناصب وحب التسلط على الناس والرغبة في الاستعلاء ومنهم من يأتيه من قبل الاستخفاف بالواجبات والإعراض عما يعود بالمصلحة عليه أو على أسرته أو على مجتمعه أو على أمتهء ومنهم من يزين له الباطل ويكره إليه الحقء حتى يظل في حياته كلها حربا على الحق وأهلهء نصيرا للباطل وحزيه. المحور الرابع: العقلانية ومياينتها للاباضية ا ۱١٦۱ وما هذا التفاوت إلا دليل بين على أن الشيطان هو الذي يوزع أدوار الفساد بين حزبه» ليقوم كل منهم بدور لا يقوم به الآخرون» ولو کان مرد ذلك إلى الجينات لاتحد مشربهم جميعا وتساووا في التأثر بها. ومما هو بدهي لا يعزب عنه ذهن أن وظيفة الجينات تعود إلى طبائع الأجسام ولا صلة لها بالجانب الروحانيء ولذلك يكون التباين بين الأصول والفروع في الهداية والضلالء فكم من أب غويّ كان ابنه على النقيض منهء كما هو واضح في إبراهيم ثل وأبيهء وكذلك العكس كما حصل لابن نوح الذي كان شاذا عما كان عليه أبوه ف ومعنى ذلك أن الهداية والغواية لا تحصلان بطريق التوريث من الأصول للفروعء وهو مما يدل قطعا على أن هذه الفكرة لا تستحق أن تكون نظرية فضلا عن كونها هذا؛ ولو كانت الغواية أمرًا ساريًا إلى الناس من خلال جيناتهم لكانت جزءًا من طبيعتهم» فلا يكون لهم منها فكاك؛ وعليه فلا يبقى معنى لمؤاخذتهم من قبل الله تعالى على ما يترتب عليها من فعل محارمه وترك أوامره» كيف وقد أنبأنا الله تعالى أنه لا يؤاخذ أحدًا بما لا طاقة له بهء فهو القائل : لا مُكَل ی م ‎E‏ ال نا إِلَا وهاه [البقرة: ٦۲8]ء والقائل : ك يكلف َه شما إلا ما اهاه [الطلاق: ۷]ء كما أنبأنا أن الفطرة التي فطر الناس عليها هي منسجمة مع ما شرعه لهم من الدين› وان خروج الناس عن ذلك هو تمرد على الفطرة ومكابرة لهاء كما هو واضح في قوله: مقر رَجَهَكَ لرن حَيِيكا فظرَبَ لَه الت فط الاس کلہا کا ربل نی افر دی اث الْفَم کے كد اس ليعوبه [الروم: ١۳]ء وهو الذي دل عليه صريح السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام في قوله: «ألا إن ربى أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا کل مال نحلته عبدا حلالء واني خلقت ۱۹۲ ZO ‏ل‎ الحقيقة الدامغة عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دینهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم انل به سلطانا» ٩ . وبالجملة؛ فإن دعوى أن الشيطان بريء من إضلال بني آدم هي صيحة من صيحات الكفر والضلالء وهى صورة مما تمجه أفواه هذه الطائفة من أنواع الإلحاد. أعاذنا الله من شرهم وشر غوايتهم. ٢ - تفسير أحد أوتاد هذه المدرسة نعيم الجنة تفسيرا حضاريا - حسب تعبيره - يتضمن إنكار ما علم من الدين بالضرورة: ويشر وأنذر» وناط استقامة عباده على التقوى واتباعهم لما أمر به بتأثرهم م ‎A‏ و وو لک وو کر کور ےه يخافون أن يحشروا إل ربهم لس لهم ين دونو و ولا شيع لهم فونه . - . م . ‎ACK‏ ص ر و وص صر م [الأنعام: ١0]ء وقال: ل ونر يه أن تبسل نفس یما کسبت لیس شامن دوت آنه . ً ¢ ص 2 وم مره ‎e‏ مص سے س صم ول ولا سفيع وان نعل ڪل عدل لا بوَحَذ ما اوليك الْذِ انلوایما کسبوا لھم شراب ‎nro go. 4 ‏م‎ ‏ن کیم وعذاب الیم یما انوا کدرو ےه [الأنعام: ٠۷]ء وقال: ادر من اثبع ‏ص ‏۰ ‏س ‎ِ 2 sf Ae ET ree E ‏لكر وخشى الرحنن بالغيب فشر يمغفرق وأجر ڪريم ليس : ١]ء وقال:‎ ‏اندر ارين يويك رهم بلعب وأقاموا الصَلرة ومن كرك كلما نگ ليوو لڳ [فاطر: ١١]› وقال: َد كر يمانم يَافُ عبد [قّ: 45٤]› وقال: سيكرس َه [الأعلى: ١1]ء وامتلأت آيات القرآن بتبشير أوليائه بأنواع النعيم في الدار الآخرة وأثبت أن ما أعده لهم لا تتصوره الألباب ولا تتخيله الأوهام ولا تحيط به العقول» فقد قال تعالى : ملا َم سا لخ ‏)۱( أخرجه أحمد (١٤/ ۲١٦۱ رقم ۱۷۹( ومسلم )٤/۲۱۹۷ رقم ٥٦۲۸( وأخرجه أيضا: الطبرانی (۳۵۸/۱۷ رقم ۹۸۷)؛ ویلفظ آخر آخرجه الطبرانی (۱۷/ ۸٥۳ رقم 4۸۷) والنسائی فى الکبری (٥/٦٠› رقم ۷۰٩۸)؛ والبزار (۸/ ۹٤٤ رقم ۹۱٣۳). ‎ المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للاباضية ا ۳٦۱ م مر سو م ر م - 7 ۇس ‎n‏ ّ طم من قرو أبن جرا یکا کانوأ َوه [السجدة: ۷] وقال: وسارعوا إل معفرو من ‎A‏ رڪم وَجتَدٍ وعضها اموت وا لاض أَعِدّت للْمُنَقِنَه [آل عمران: ۱۳۳]. وكذلك أنذر أعداءه بعذاب فوق ما يتصورء كما في قوله: نادن ڪدروا طعت ل ثاب ين ن تار يصب من قوق رموس الب م 3 م صھر ہی ما فی طونم واللود () ولم قمع من حدير (ا 6 شنا أباذنا أن بَا نا من عو يدوا فها وذوفرا عَدَابَ ره [الحج: ٢٠۲۲-۱]ء وقوله : لذن كرو هر ا هكر لا بشن متهم نرا ولا جن عتھم ن عَايمًا کیت بی عل َر © َم بيش فبا ربا يتا نمل ماع ايى مُأ شیک کا بد فو م نكر راك اكَزر عدوا كا لَب من شيره سے ۳ [فاطر: ٦۳ - ۳۷]. ولكن هؤلاء أبوا إلا أن يهونوا من هذا الأمرء ويصوروا وعد الله تعالى تصويرا ماديا لا يتعدى ما تطمح إليه نفس الاإنسان المغرور بالحياة الدنيا من متاعها الفاني وزخرفها الخلاب» فقد حولوه إلى ما يدعو إلى التفاني في خدمة الدنيا والعناية بحطامهاء وما ذلك إلا ليصدوا الناس عن الدينء ويلهوهم عنه بحب الدنياء ويشغلوهم عن التفكير في الدار الآأخرةء وما أعد الله تعالى فيها لأوليائه من النعيم ولأعدائه من الجحيم» فقد زعم زاعمهم ان القراءة الحضارية لنعيم الجنة تبعث إلى العناية بنعيم الدنيا والبحث عن أسبابهء فما ذكر من جنان الخلد وما فيها من الفواكه والزينة يراد منه أن يعتني الناس بزراعة الأرض واستخراج المياء منهاء وتحويلها إلى واحات ناضرة وأفياء ظليلة وجنان فيها أنواع الفاكهة والثمار. وهذا لا يعني إلا الصد عن التعلق بالدار الآخرة والتفكير فى نعيمها الأبدي الخالد الذي تعجز مدارك البشر عن تصوره أو تخيله› وأنت تدری أن القرآن الكريم لم يأت حاضًا على التعلق بالدنيا وجعلها هي غاية الأمل ٦۱ ‎E‏ الحقيمقة الدامغة ومعقد الاهتمام› فكم ترى في آياته البينات من التحذير البالغ عن الركون إليها وإيثارها على الدار الآخرةء كما في قوله تعالى : تما مَكَل الْحَبَوْو الدتَا كما أله ناسء حط يو بياث اض يما يأ كل الاس والاتعم حي إِذا عدت الارَضٌ س ر رو م ‎e‏ ر ‎ZZ‏ 7 ‎TA %۶ 4‏ س و ک2 می رم ی زخرفھا وازینت وظرے أهلها أ م دروک علبا أتلها امنا للا او نهارا فجعلنها ‏حصيدا کان لم َس يالاس كذلكُ ۴ ليت لِفَوم مرد [يونس: ٢۲]ء وقد أتبعه الله تعالى بقوله : واه يَدَغُوا ِل دار المَلنم وى من بَا إل مطل مُسقى هه [يونس: ٢۲]ء لتنهض الهمم إلى العمل الذي يقرب العبد من ربهء ويجعل الدار الآخرة هي مطمح بصره والغاية التي يسعى إليها بعمله بجانب رضوان الله تعالى» ومثل ذلك قوله: اشرت فم مَل َة ادنيا كماو أله ِن ‎Ê‏ صر ن مر صر کو ص ‏سء فَحلط يو سات الارضِ لصح هشيما نذروه اريخ وان اه عل کل شىء مرا [الكهف: 45]ء وما وليه من قوله: والمال ومون زيه الْحيوْة الد اليا يا والبِينت ‏م ‏للحت حم عند ريك ترابا وحار اماه الكهف: ٦ وكذلك قوله ‎E‏ ‏يوه ادنيا ليب ولو وزية وما خر ينك وه كاده في الأول رالود كتل عَیّث ‏ال ‎E‏ و م ل کے £ ا شي کون ‎E‏ س ل س و رر إا ‏ر نبائھ ت پیج فاربله مصفرا مم حطلما وفي الاخْرة عذاب سْدِيد ومعفرة ورضرة ونالتا ِل إلا متم الْشُرُو ره [الحديد: ٢۲[ فأنت تراه لم يعد نا اد تع غرور» و وما ذلك إلا لحقارتها عنده وگونها تصد من الحض على التنافس ف في السعي إلى اغا الأعرة حيث ايده قوله : ا ‎E‏ م صو م ‏إل م مغرو من ريک وجنة عرصها كرض اسما والارضٍ أَعِدَتٌ ہے ءامنوا لَه و وشل تنا د تيه من ي ‎Hr‏ واه دو الْمَضَلِ الْمَظِي وگه [الحديد: ١٢۲]ء وقال تعالى : رم الْحَيةُ ادنيا إلا ليث وله وللدار الأخرة حير لذبن يعون افك تفده [الأنعام: ٢۳]ء ونحوه قوله: إا ليره ادنيا ليب وله وان وينوا تنغو وفك ‏لَجُوَكُمْ وا منک امونک »€ [محمد: ٢۳]ء فكيف يکون مع هذا ما جاء من ‏عیپ ‏1 ‏من الله المحور الرابع: العقلائية ومباينتها للإباضية || ١٦٠ بشرى بالنعيم المقيم في الدار الآخرة يراد به شحذ الهمم من أجل التفاني فى خدمة الدنيا الفانية؟ . على أننا نجد في كتاب الله التباين في المصير بين من كانت الدنيا مستأثرة بهمومه وهممهء ومن أخلصها في طلب الدار الآخرةء فقد قال ت عالى: ن كاد بيد الحبوة اليا وزيته دب رليم مهم ذاوش فالا كر © أيك اَي ك كم فى اليه ِل الا ريط ما سوا بها وَل طا انوأ يَمَمَلون ېه [هود: ١٠ -١۱]ء وقال سبحانه: لمن كان بريد الْمَاحِلة عَمَلََالد فيهاما تاه يمن ريد ك جملا ل جه يللها مذموما مَدحورا () وَمَنْ أراد الأخْرة وسم فا سعيها وهو مون توليك ڪان سَتيهم مَشکْراگه [الإآسراء: ۱۸ -۱۹]ء وقال عز من قائل: لمن کاک بريد حر الاخرۃ رد لم فی ریو ومن گارے ٹُریدڈ حَرك ادنا وي متها وَمَا لم فى الأخْرَة ين تحيبگه [الشورى: ۲6]› وقال: وقامامن طم () وئر ليو ادنيا () كين الہ هى الماوك (3 وأما من حاف مقام ربو وتهی اتس عن اوی () لرن اة هى لمَویڳه [النازعات: ۴۷- 4۱]. وهذه كلها نصوص واضحة دلالتها على أن ذوي الكياسة والفطنة لا يكون مطمحهم إلا الدار الآخرةء وأما الذين حرموا البصيرة والتمييز فهم الذين يروق لهم بريق هذه الحياةء فيصرفون إليها جهدهم وينْضون من أجلها أنفسهم ولا يحسبون حسابا للدار الآخرةء وقد بين الله سبحانه أن نصيب كل واحدة من الطائفتين ما شغل بالها وصرفت من أجله عنايتهاء فما لطلاب الدنيا في الآخرة من نصيب» وإنما لهم النار والعياذ بالل لأنهم أهملوهاء إذ لم يعدوا لها عدتهاء ولم يفنوا من أجلها طاقاتهم وملكاتهم بخلاف الذين صرفوا عنايتهم للآخرةء فإنهم يبوأون فيها الدرجات العلى . وهذا لا يعني بحال أن السعداء البررة لا يأخذون نصيبهم من الدنياء فإنهم مخلوقون فيهاء ولا بد لهم من تحصیل ما لا بُ لهم منه من متاعهاء ٦١۱۹ اا الحقيقة الدامغة ولكنهم لا يؤثرونها على ضرتها الدار الآخرةء فهم ينزلونها منزلتها وهي أنها وسيلة للوصول إلى مبتغاهم في الدار الآخرةء ويأبون كل الإباء أن يجعلوها غاية يحصرون سعيهم إليها . وهذا هو الميزان القسط في التمييز بينهماء إذ الدنيا لا تساوي شيئا بجانب الآخرةء فلو كانت الآخرة ترابا رخيصا وكانت الدنيا جوهرا نفيسا لكان الأولى الاعتناء بالآخرة الباقية والعزوف عن الدنيا الفانيةء فكيف والدنيا هي أرخص من التراب» والآخرة هي آغلى من کل نفيس؟!. وعليه؛ فلا يُعَد قول مَنْ فسّر البشارة بنعيم الآخرة ذلك التفسير العقيم إلا محاولة لصد الناس عن العناية بأخراهم وجعلهم أسارى شهواتهم ورغباتهم في الدار الدنياء وذلك مما يدخل في المؤامرة على الدين وتلبيس الحق بالباطل وتزيين الشهوات للنفوس وقطعها عما فيه سعادتها في عقباهاء ولا يقوم بذلك إلا من هو من حزب الشيطان الصاد عن الحق الداعي إلى الجحيم . ٢۲ - عدم تمييز الإسلام عن الأديان الباطلة: إن الدين صلة بين العباد وبين ربهم تعالىء وهو الذي ينظم الحياة ويرتقي بالأفكارء ويصل بين الخلق والخالق» وبين الدنيا والآخرةء وبين الملك والملكوت» وبين المسير والمصيرء ويربط بين العمل والجزاء› وينظم العلاقة بين الفرد والأسرةء وبين الأسرة والمجتمعء وبين المجتمع والأمةء وبين الأمة والجنس البشري؛ وبين الجنس البشري وسائر خلق اللهء وهو استجابة لفطرة الله التي فطر الله عباده عليهاء فلا يمكن أن يكون اختراعا من إنسان مهما رقى في فکره واستقام في نهجه» واتسعت مدارکه واستنارت بصيرتهء وإنما الدين يرجع إلى الله تعالىء فهو وحده يشرع لعباده من الدين ما يهذب نفوسهم ويزكي فطرهم؛ ويعطي لکل شيء في المحور الرابع: المقلانية ومياينتها للاباضية | جله)ة حياتهم حكمه؛ ويقوي صلتهم به وصلتهم بعالم الغيب» وبالعالم کله ماديه ورُوحيّهء ويقيم علاقاتهم على البر والتقوى» ويبوئ كل أمر مبوّأهء ويعطي لکل شيء حکمه وقد اختار الله تعالى لعباده الإسلام ديناء فجاءت به رسله جميعا إلى الناس جميعاء كما قال تعالى : لم َال ماس ي الى رحا إِلَيَكوَمَاوَصََا به رهم ومُومسی عيسو أن موا ارين ولا دقر رفوا فده [الشورى: ۱۳]ء وقال تعالى : ِي الوب عند اله الاسد گە [آل عمران: ۱۹]ء وقال: ومن ‎$s A‏ سس م و س ر ‏يبتع عير الإسلم ديا فلن يقبل مه وهو في الَأَخْرَة من الْحَْسرسَه [آل عمران: ۸0]. ‏وقد فرض سبحانه الإيمان بجميع رسله واتباع الحق الذي جاۋوا به› وأتم على عباده النعمة وأكمل لهم الدين بإرساله مسك ختامهم وبدر تمامهم عليه الصلاة والسلامء الذي جاء بالحق وفرض على الكل اتباعه والإيمان بهء وبما أنزل عليه من الكتاب الذي جعله مهيمنا على ما أنزل قبل من کتاب» وتوعد بأشد الوعيد كل من خالف ذلك حيث قال : لانن ‏كن عل بي ن ريد ولو اههد ينه ومن فب كنب موسي ماما ورمة اول َة ي ومن يكف بده ي الراب كار عة 6 ك بى ييز نذه ين رلک ول ڪر الاس لا ووگه [أهود: ١۱۷]ء وقال عز من فائل: لرا مك يكر با أن إا وا أي ِل َر دتميل رحق وتوب رالَسبَا ‎er A 2‏ عو سک و ‏وما أوق مُومی رَعِییٰ وما وق اليب من رَبهر لا رف بين احد نهم و مسلون [البقرة: ١۱۳]ء وأتبعه قوله : و فإن ء اموا يمل م ا يد كوا ون ولوا كما هم فی شقا تيفيڪ أله وهو هو الع لمل 9ه [البقرة: ۱۳۷]ء وقال أيضا: ملفل ء اما يله وما أ رل عَلَا وما أل عَل رهيم رَإِسْميل رَإِسَحََ ‏رہ سے ‎AR vor BA‏ ره ‏وعفوبت وَالَْسَبَاطٍِ رما أو مو و س سی وسین والب من رَيّهم لا نفرق بين أحلو متهم ‏س سو و 7و ره ‎st, e e‏ ‏وحن له مَس لمونه [آل عمران: ٤۸]ء وأتبعه قوله: ووم يبتع عير السك ديا ‎0 1 ‎ ۱۸ ا الحقيقة الدامغة س و وو ص فلن قبل مه وهو في الأحرة من الْحَلسرنَگه [آل عمران: ٥ ]› وقال: ن لذت س رو م > م ‎Ler‏ > سے ۶ء ۶ س ون باه وَرُسلِو۔ ريدو کے أن رفوا بن الله ورسلو وبفولوت ومن سض \ ٦( \ 1 وڪ عص وىرِيدُون ن أن سدوا ب ذِك سيلا 5 ع اوليك هه الَكفونَ 4 وأَعَتَدنا لَكعرن عَدَابا مهياگە [النساء: 10° - 1 10]. توعد الله تعالى بوعیده ه الشديد كل من كفر؛ كما في قولهە: | إن الدب كفرواً س مم ص من الي الكتب ررك فى كار جََتّرَ حَلِدن فبا أَويَكَ هُم كر اريو لالية: ١]. وقد صم ھؤلاء العقلانيون أو تصامموا عن هذه الآيات وغیرها وعَموا أو تعاموا عنهاء فادعوا إفكا وزورا أن الجنة موئل جميع أصحاب الديانات كيف ما كان اختلافهاء ورفعوا عقي رتهم بالدعاء بالجنة لمن مات على غير الإسلام؛ء سواء کان يیعتنق دینا أو كان خاليا من کل دين » وما هذه إلا فكرة ماسونية يروّجون لها في المجتمعء وهي دليل ارتباطهم بالصهيونية العالمية› إن الله سبحانه شرع لعباده الدين› وفرض عليهم اتباعهء وتوعد کل من خالفه بأشد الوعيدء كما في قوله : ومن يَكفر يالله وما کته شە ورُسُلوء ولور الأ مد صل صَكلا بيد يدا [النساء : ]› وقال: 3 م هر اَل و مو سرو صے صے مے س ص ص . دک ری السك َالو إت أله هو الْمسمح أبن ی دال المسيح يبي إسرويل أعبدوا اله رق ‎o‏ ي ى م س 2 ٍ ص 4 2 2 ّ وركم إِنَه من شرك ياه قد حرم اله عليه اَلْجَة ومأونة ار وما للظلمت من آتکارگه [المائدة: ٢۷]. وبين سبحانه ان رحمته - ون وسعت كل شيء - هي خاصة بالمؤمنين المتقين الذين يؤمنون بالنبي الأمي ي عليه الصلاة والسلامء ويتبعونه فيم 2 ص و مص يأمرهم به وينهاهم عنهء كما هو صريخ قوله: وحمت وسعت سس و و کے 2 4 كبا لِلَذنَ ينقون ومونوك الكزه وأَلَنِبَ هم باينا وه ال بدو المحور الرابع: المقلانية ومباينتها لللإباضية ا 1۹ اسول ّي الأك الى يِدُوتة مَكُوبا عِندَهُم فى َة وليل بَأمُرمُم عَنْهُم إِصرَهُمْ ولل الى كانت عله فالَذے ءامو يوه وعرروة وسرو وأتمُوا اير لئ أل مَمَدر اولك هم انيه [الأعراف: ١١٠ - ۷١1]ء وهذا يعني أن كل من كفر برسالته عليه الصلاة والسلام فهو محروم من رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء وإِنْ أَمَنَ بغیره من رسله تعالی» إِذ لا يغنیه إيمانه ببعض الرسل مع كفره بأي متهم فكيف إن كفر بخاتم رسله الذي جاءت رسالته متوجة لرسالات من سبقهء وجاء الكتاب الذي أنزل عليه مهيمنا على ما سبقه من كتاب؟ على أن الكل مأمورون باتباعه ومتعبدون بشريعته بعدما جاءت ناسخة للشرائع التي تقدمتهاء كيف وقد أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يتبعوه ويؤمنوا به؟ كما في قوله تعالى : مووَإدَاحَد اله بوه رَد ال ررر ونع عل كَلِكُم إضرئ كارا أفرم كال كَاسْمدوا ونا ممكم يِن اہ( ن تول مد دی اوي هم اتتهه [آل عمران: ۸۱ - ۸۲]. وقد جاء القرآن بكلمة الفصل في بيان الرابح من الخاسر من الناس جميعا في قوله عز من قائل : لسر © َال ى شر © إلا الِب ء اموا وعملواً لصحت وتواصواً يلحي وَواصَوا لِه [العصر: ١-۳]ء فقد حكم الله تعالى على جنس البشر كله بالخسران» ولم يستثن منهم إلا الذين جمعوا بين أربم خصال؛ هي: الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبرء فمن أخل بشيء منها فقد ارتكس في الخسران وباء بالبوار والعياذ بالله . هذا؛ وقد أمر الله تعالى بالمفاصلة بين المؤمنين والكفارء فلا لمؤمن أن يتولى الذين كفرواء كما في قوله تعالى : للا يِذ الْموْمِنونَ الكفرنَ 1 ‎E ۱۷۰‏ الحقيقة الدامغة ‏77 ماود رر ا کے کے سے ےہ ہو لے ‏أولياء من دون الموْمنِيَ من یل دال فلس مرے آله في شىء إلا أن تفقوا م ‎vh‏ مے ر ےٍ وک س س سره ‏يزرك اله تفس رَإِلَ اَل اَلْمَصُِّڳه [آل عمران: ٢۲]ء وقال: يابا الذي ءامنوا م ‏$ ص مو س رو روو ‏لا نا اونمت وة يشب آزلاء بن ومن بوفنم یکم كنم متهم إن اه لا یھی ‎e ‏الْقَومٌ ا لظللمينَ» [المائدة: ۱١٥]« وبين أن الذين يتولونهم إنما هم مصابوت بأمراض نفسية من سوء الاعتقاد؛ إذ أتبع ذلك قوله: ل فار رى الذي فى يهم ‏ص ‏ے2 ‏س ص سے و ص 777 سو 4 سر س ورو ‏مرض سرغو فم يفولون كحو أن صتا دابرة فعسی انه ان ياق پا ‎mp Ao e‏ ر ‏و ‏فيص حوا ‏جهد ‎foo A‏ و م الذب ‏لشم کویے () ريل اَذ ءامو أهَوْلاء من ته كعك حيطت حيطت أَعَسلهم كَصبَحُوا حَسرينّڳه [المائدة: ٠٠ - ۳٥]ء وأتبع ذلك تحذي | من الارتدات؛ وقرر أن المرتد وحده هو الذي يبوء بالخسران› والله يغني عنهء فقد يأتي بغیره ممن يقيمون دين الله ويجاهدون في سبیلهء ‎E ‎- ‎2 Ghor A ‏و م‎ ‏وذلك في قوله: يابا الذي ءامنوا من إرتد ۾ م عن دبي فو ب اه يقور بج و 24 ‎r‏ 2و و ر ص ‏وحبونهر أَذِلةٍ عل لموم نَ أَعِرَةٍ عل الكفرنَ منهدُوت فی سيل اله ولا افون لَومَةَ لايم دل ‎a A‏ و8 ‏فضل انل و يوه من با واه وسِع عَلِيمكڳه [المائدة: ٤0 وفي هذا إشارة لطيفة إلى خطورة موالاة الذين كفرواء وأنها تستدرج الذين وقعوا فيها ولا تقف بهم فيما دون الارتداد ‏ والعياذ بالله - وأتبعه بيان من يجب على المسلم أن ‎o‏ س وم س و م ‏يحصر فيه ولاءہء حیث قال : نبا ولككم اله ورسولة , ولذ ءامنواأ الذِب يِقيمُونَ | ‎CE As‏ ۆة و ‏ودؤنون الركۆة و هم راکعونه [المائدة: 005]› نم أتبعه ما يدل على أن من يجعل لله ولرسوله ولعباده المؤمنين ولايته فهو من حزب | لله الذي يبوء بالنجاح والفلاحء وينقلب إلى الفوز والسعادة› وذلك في قوله : #لوومن ستول أله وَرَسُولَهُ و ‏رک سم ‏والذن ءامنوا قن حرْبَ آ ‏ا ‏١ ‎o۱ ‎1 ‎FF ‏َه ورو دم ‏هم العَلبونَكه [المائدة: ٦0]. ‏نخدا عدوی ومدوكه أو لے بره قروا يما ك ين الح حجون اسول 2 و رهه صر سو ‎AA E‏ 2 ^ ‎Gk‏ أن تومنو باه 5 ِن 5 خرنر چھندا فی يل اغا مرضاف شروب الهم المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للإباضية | جي | ١۱۷ المودة وأا عر يما فبك وما أعلنحم ومن يله يكم َد صل سوه ليله [الممتحنة: ١ وبين أن للمؤمنين أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه حيث قال: فد لكم أسوةً حَسنَة ف إهيہ دليف عمد ِد كَالوا لوم إا برا نكم وما ُوه ين دون اله كفرنا د 5 ویدا بسا وب ادوه والبعْصَاء ادا حن توم نوا يالله دەر إلا قول اهم لايو لَأََنْمرَ لك را أيف لك من ال من شیر يبا عك مكنا وليك أا وليك المصر هه [الممتحنة: 4٤]ء ومعنى ذلك أن كل ما كان بين أولئك وبين قومهم الكافرين يجب أن يكون بين المؤمنين والذين كفرواء فهم مطالبون بالتأسي بهم فيه وإنما استثنى من ذلك استغفار إبراهيم لأبيهء فلا يحق لمؤمن أن يستغفر لكافر» وإنما كان استغفار إبراهيم لأبيه لوعد كان بينهماء فليس للمؤمنين أن يتأسوا به فيه . آذ E CC O۹\ وأکد تعالی على هذه المفاصلة في قول : طلا د فوما ومنو باه وَاَلَْوَوِ ا وا 4 ‎Bes‏ الخر ودوت من حاد اه ورَسُول ولو كاو ءَاباءهُم أو َم او وهر رو لو ره وي عَشو رہم أَلَك َب فی فلو ہہ ۾ لن وَأكَدَهُم روج ينه وَبدينهن جت رى من تہا الانهدر حَِدنَ فيها رض اله عنم وروا عن أوَليِك حزْبُ اله ألا إن حب آله هم لُه [المجادلة: ٢۲]ء وحسبكم في هذا حكما صارما ما أجاب الله يل به نوحا #2 الذي نادى ابنه أن ينضم إلى فريق المؤمنين الذين آووا إلى سفينة النجاة فتثبط عن ذلك واعتذر بأنه سيأوي إلى جبل يعصمه من الماءء ولم يُجْدِِ خطابٌ أبيه شيئاء بل ظل على إصراره فهلك مع الهالكين› وأخذت نوحا تجاهه عاطفة أبوية: قال رت إن آبٹى من أهلى ون وَعَدك الح وا أتَ أَعَكه َكِب [مود: ٤١٤]ء فما كان إلا أن أتاهء من الجواب ما يستأصل هذا الطمع ويقطع دابر هذه الأمنية التي شغلت باله: ‎Srnr 22‏ تقال ينوخ | لبس ن أخیت ن عَم ع صب دلا تن ما نی لف و عل وه أك أن د ون من الْحَهلَگه [هود: 7٤]ء فما کان من نوح 2 إل ُن أذعن لأمر ‎۱V۲‏ ا الحقيقة الدامغة ‏ربه وأخلص له ولاءه معترفا بخطئه : لقال رب إن أعُودُ بلك أن أك كلك ما لئس لی وہ عا ول مر لي ررحم آڪن س الْحَسِرِينَڳه [هود: 7٤]. ‏وأنت تری أن کونه من غير آهله - مع آنه ناشئ عنه لانه ابنه كما نص القرآن - إنما سببه عمله غير الصالح» فإن قوله تعالى : نه عمل عَبر چە › تعليل للحكم الذي سبقه وهو أنه ليس من أهله› هذا مع ان نوحا ك لم يأل جهدا في إبلاغ رسالة الله تعالىء فقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يواصل فيها الليل بالنهار في دعوتهم إلى اللهء وتذكيرهم بحقهء وتعريفهم بآياتهء وترغيبهم في ثوابهء وترهيبهم من عقابهء ولم يکن شيءٌ من ذلك مفيدا لابنه الشقيء فكان مع الخاسرين. ‏وتعليل ذلك الحكم بعمله غير الصالح دليل على أن كل من عمل عملا غير صالح ولم يتب منه لم يكن لأحد حقٌ أن يتولاء ويدعو له بالرحمة» فكيف بمن كان مجاهرا بكفره ومصرا على رفضه للإسلام؟!. ‏- تطاولهم على شرائع الله وانتقادهم لأحكامه: ‏كم تطاول هؤلاء العقلانيون على شريعة الله تعالى المحكمة فأوسعوها نقدا ورداء مشايعين بذلك إخوانهم المجاهرين بالإلحاتى ناهيك أن يجب أحدهم من تحريم مباشرة امرأة أجنبية برضاها مع إباحة الوطء بملك اليمين ولو لم تكن الموطوءة راضية بهء ولا يخفى ما في هذا من التطاول على ما أنزله اش فإن الله يق حرم الزنا تحريما لا هوادة فيهء ولو کان الزانيان متراضيين» فقد حذر حتى من الاقتراب منه إذ قال: إو تفرذ لرك ِل كان كمه رسا سَييِلاڳه [الإسراء: ۳۲]ء وأمر بإغلاق كل نافذة تفضي إليه بما فرضه من قيود وآداب في حياة الناس الاجتماعية رجالا ونساءء كما في قوله: ل إلمزيك مسرا ين تسروم ظا رهد ديق اگ ل ‎42 ‏و سو‎ spay ‏الله حير يما يصتعون ( وفل لَلَمْمنتِ يحصضضرن من أبَصلرهنَ و يبحفظن فروجهنَ ولا المحور الرابع: العقلانية ومباينتها للاباضية ا ۱۷۳ ل س ص و ص و وس ‎A‏ ‏بے زينتهن إلا ا مها لسرن يرم ع خوت را بے زَمُنَ إل لن او بے ار اا تھے از بھی او اء موھ ار يِحْوَنِرَ ي نهن و بی ا ا منک اسب أ و تبت عبر أل آلارية من الال أو و الطفْل الَذے لر يظهروا عل عورت ‎a‏ ول بضر بانجُلهنَ وہ کک د س و مص 4 7 $ وہ 2 لعلم ما فين من من زينتهن وتودواً إل الله جیا أَشهَ د الممنوركت کو تُفلخُوے هه [النور: ۳۰ ٢۳]. 2 ۋم ورفع سبحانه الملامة عمن وطئع بملك اليمين عندما قال: والَنِين هم لوهم حو © إلا عن اتهم از ما ملكت امم تم عَنر مويه [المؤمنون: ٠ وحكم على كل من ابتفى قضاء شهوة الفرج من ورا ذلك بالعدوان كما هو صريح في قوله: : فمن اَم وبا ذلك فأوَيِك هه عدون [المؤمنون: ۷ وکم تری من بون شاسع ب بين الزنا ولو کان بتراض بين المتزانيين وبين الوطء بملك اليمين إن أطر في الإطار الصحيح واستوفى شرائطهء ولكن هؤلاء في ضلالهم يعمهون لأنهم فقدوا الإيمان› فخيم الظلام على ألبابهم» ولو كانوا مؤمنين لأذعنوا لحكم اللهء وأيقنوا أن له سبحانه في كل حكم حكمة بالغةء سواء أدركها الناس أو تقاصرت عنها مدارکهم؛ وما على المؤمن إلا أن يسلم ويخضع في كل ما جاء عن الله تعالى أو عن رسوله عليه الصلاة والسلام› وما ما کان لون ولا موند اذا قضى اله ورسولمد أمرا أن يکن د طم اير مر ِن أمرهم و ومن يعص اله ورسوله فَقَد صل ضللا ماه [الأحزاب: ٦۳]. وتجد منهم من يجهر بكلمة الكفر علانية عندما يزعم أن التصوص إنما هي لمرحلة زمنية غابرةء وأن مَنْ يتمسك بها فهو يعيش مع التأريخ لا مع الواقم!! وما هذه إلا مجاهرة بالكفر بالل وما أنزلء وارتکاس فی درکات الضلال - والعياذ بالل -ء ولو بقيت في نفوسهم شعلة من الإيمان لأيقنوا ٤۱۷ ا الحقيقة الدامغة أن كل ما ينوء به العالم من مشكلات تؤرق أهله لو ردت إلى القرآن لوسعها حلا وفرجاء وقد اعترف كثير من فلاسفة الغرب ومفكريهم بهذاء فقد سمعت ذلك من بعضهم؛ ومن بينهم اللورد/ ألدرمان روجر جيفور؛ عمدة حى المال والأعمال بمدينة لندن عاصمة المملكة المتحدةء عندما زارني قبل أقل من عام من الآنء وقال: «إن المصارف في لندن أخذت بقوة تستمد من النظام الإسلامي الماليء لأنها وجدت فيه الحل الأمثل للمشكلات الاقتصادية المعاصرةء ولا يبعد أن تتحول كلها إلى النظام الإسلامي». وقد أجبته: بأن مشكلتهم ليست محصورة في الجانب المالي وحدهء وإنما هم يَنُوؤُونْ بضروب من المشكلات التي لا حل لها وهي ترجع إلى جوانب متعددةء منها الفكر والأخلاق والاجتماع والثقافةء فهم أحوج ما يکونون إلى الاستبصار ببصيرة القرآن› والاستصباح بنوره الذي في حياتهم لا يمكنهم التخلي عنها إلا بعد زمن طويل عندما يقتنم الناس بذلك. وفي هذا العصر الذي أدرك فيه العالمٌ مضارّ الربا وخطره على الاقتصاد وما يؤول إليه من دمار وخراب تصديقا لقوله تعالى : #ويايها اذك ءاموا اتقو ودروا ما بق من الربقا إن کشم مُوْمنب ( كن لم نملو کدنا يخرب من الَو ورول إن تبسر فلكم رموش أتويكم لا مود رلا لوڳ [البقرة: ۲۷۸ - ۲۷۹]› تجد من هؤلاء من ينادي بحلية الربا إن اتفق عليه بين الطرفين» زاعماً أن المحرم منه إنما هو الزيادة غير المنضبطة على الأصلء وهذا كر بما أنزله الله في قوله: وين تبتر فلكم روش انوكم ٠ فمعنى ذلك أن أي زيادة هي ربا محرم تترتب عليه لعنة الله وإلا فلا معنى لتعليق التوبة على أخذ رۋوس الأموال فحسب. المحور الرابع: المقلانية ومباينتها لللاباضية ا ١٥۱۷ وبالجملة؛ فإن ما تمجه أفواههم المسمومة كله دعوة إلى التحلل من الدينء والارتكاس في الضلال» والانغماس في الرذائل» وشيوع الإباحية بين الناس» ولا غرو فإنهم لم يدعوا أن الشيطان متقاعد عن مهمته إلا لأنهم رأوا أنهم قادرون على أن يسدوا مسدّهء ويؤدوا دوره كاملا غير منقوص» فلذلك لا يفتأون يدعون إلى الباطل ويشجعون على الفسادء وقد اتصفوا بكل ما هو موصوف به؛ فالله سبحانه وصفه بقوله : ما يمرم بالسو والفحساء وآن تفولواً عل أله ما مالا سَلَمُونَڳه [البقرة: ۱1۹]ء وهكذا شأنهم› فإنهم مع دعوتهم الدائبة إلى التحلل من قيم الإأسلام ونبذه وراء الظهور واتباع الشهوات؛ يَذْعُون أيضا إلى القول على الله بغير علمء ولمن اتبعه في ذلك أسوة سيئةء فإنهم مع غرقهم في الجهل إلى نواصيهم يخوضون في أمر الشريعة خوضاء ويسفهون الحق ويروجون الباطل» فاي دور للشيطان لم يقوموا بهء وأي فتنة شعواء في الأمة لم يوقدوا نارھا؟!!. * إغراق العقلانيين في الضلالة أدى بهم إلى إنكار بدهيات العقول: لم يقتصر العقلانيون على إنكار ما دَلَتْ عليه نصوص الشرع من القرآن والسنةء وإنما تجاوزوا ذلك إلى إنكار الحس» ومكابرة العقلء الواقع الذي لا يكابر فيه إلا المبرسمون» وبهذا تدرك أن انتسابهم إلى العقل لا يعدو أن يكون شعارا ضد الواقع؛ فإنهم ألصق بالجهلانية منهم بالعقلانيةء فكم أنكروا من حقائق مسلمة من كل الناس مؤمنهم وجاحدهم» وعاقلهم وجاهلهم» وذكيهم وغبيهم» فهم في سباق مستعر لجحد الواقعء يتفننون فيه بقدر ما يمليه على كل منهم خيالهم المأفونء وقد انتهى الأمر بأحدهم أن ينكر الزمان زاعما أنه مجرد وهم وأن الناس سيكتشفون أنهم واقعون من اعتقاد وجوده في وهم ولو بعد حين. وما أشبه هذا الزعم بزعم (السير جميس جينز) الذي ادعى أن الكون ‎URS‏ د ٠ ٦۱۷ ا الحقيقة الدامغة ‏بأسره لا يعدو أن يکون وهما لا وجود لهء وقد نسي أنه بناء على ذلك ينكر وجود نفسه بل وينكر وجود الواهم الذي توم وجود الكون» وعليه فأنى يكون الوهم من غير أن يکون ثم واهم» وكيف يكون تصحيح هذا الوهم بزعم أن الكون لا وجود له من غير وجود لمصحح؟؟!!. ‏ومثله إنكار الزمن وادعاء أنه خيال ووَهُمْء وهو لا يدل إلا على مرض أصاب عقل هذا المدعي» فلم يعد يفرّق بين صبحه ومسائه وبين ليله ونهاره وبين يومه وأمسهء وبين ماضيه وحاضره ومستقبلهء ولا يميّز بين ساعة وأخرى ولا بين يوم وغیره» ولا بين شهر وشهرء ولا بين سنة وسنةء ولا بين حقبة من الزمن وغيرهاء لأن الزمن كله في نظره لا يعدو أن يكون وهمًاء وينجرً ذلك إلى اعتقاد أن الله سبحانه سرى أيضا إليه هذا الوهم - تعالى الله عما يقول الأفاكون علوا كبيرا -ء فإنه سبحانه أقسم بالليل والنهار والفجر والضحى والعصرء وناط أحكاما بمواقيت يومية كالغدو والعشيء كما ناط أحكاما ببعض الشهور كما في قوله: سر ‏سے ر ګرم ص رو س ا سس ‏رَمَصََانَ الَزِۍ نل فد الْفَرهان هی لاس وبت سن الهدى وَالْعْرّفَان فمن شد ینک الفَهر فته وص ڪا ريش أو عل َر َة ن اي َد [البقرة: ١۱۸]› وقوله: و شه مته [البقرة: ۱۹۷]ء وقوله: إن ‏ده الشَبور عند ألو أفنا عكر كهرا فى كنب أله يوم حَلقَ الوت والا مما أ رة ك او ال تاد فن انش [التوبة: ٢۳]ء وقوله: لدا الخ الاشير ارم فافنلوا اركب عت وقوه [التوبة: °]› ‎ACNE‏ م س . س وقوله: هوللَذنَ نو ون من فَسايِهم تربص اربعة شیر ڳه [البقرة: ٢۲۲]ء وقوله: عل والَذَْ ‎ort‏ 2 رن مس ‎rS Se . A‏ 2ے ‎E‏ ‏بتوفون منكم وںدرون ازوبجا ربصن نهن أربعة أېُر ر وعشرا هه [البقرة: ٢٤۲۳]› ‎Zo fad ,‏ ارو ‏وقوله: ولذ يُتَو توو ونڪ ويذرون ازو بجا وصِيّة يه لارجھم متا يِل الحَوْلِ المحور الرابع: العقلانية ومباينتها للاباضية ‎E‏ ۱۷۷ س ‎E‏ ل . ‎a J E oe Sn.‏ عير إحراحه [البقرة: ٢٢٤۲[ وقوله: «إوالتى بين من المَحض من شَابکر إن ‎AE AA EYEE‏ ارتم فعدتهن تُلنة أشَهر والتيي لر حصن [الطلاق: ٤]. وحكى أمورا قيدها بأزمان محددةء كما في قوله: #إفاماته اله مِأكةَ عَار ‎ec nce o Le Sock‏ و م کک سوس رو عط ص ر2 77 ثم بعته, قال كم لبنت قال لبنت بوما أو بعص بوم قال بل لبش مأعَة امه [البقرة: 7 . ر ‎e gs AK E.‏ ۹ ]ء وقوله: «لولبثوا في كهفهر ثلث مِأئةٍ سني وازدادوا اه [الكهف: ٢۲] وقال في اليهود: دود احدهم لَو يمر أَلْفَ سوه [البققرة: ٦]ء وال ووو م فضي شأنه: ترح الملمكه رالروخ اه ف بوم کان مقداره حَِبن الف سو ڳه [المعارج: 4٤]ء فماذا عسى أن يكون هذا كله إن كان الزمن جميعه وَهُمًا؟!. ثم ماذا يقول هذا الزاعم المأفون في أيَوَيْهِ وسائر آبائه وأمهاته الأقدمين› ألم يعش کل منهم زمنا محددا ثم انطوی بانطواء زمنه؟! وهل ينكر الليل والنهار وتعاقبهما المطرد وطيهما الأعمار بدورانهما المستمر› وهل يأتي الليل إلا بانقضاء النهار الذي قبلهء وكذا العكس؟! ولا تأتي ساعة إلا بانقضاء الساعة التى سبقتهاء وكل ساعة تأتى بأحداثهاء وكل حدث يقع في ساعته ويومه في ليله او نهاره وفي شهره وعامه› فين مکان الإتكار للزمن وادعاء أنه مجرد وهم؟! إن هذا لهو الضلال. ٠ عزوف العقلانيين عن ذكر الله: إن أعظم حرمان رُّزئ به هؤلاء صدودهم عن ذكر الله تعالى» فإنهم ‏ بانغماسهم في الإلحاد واتحادهم مع الشيطان وتحوّل نفوسهم إلى نفوس خبيثة شيطانية همها نشر الفساد والإلحاد - تضيق صدورهم من ذكر الله تعالىء وتنشرح لذكر الملاحدة وأئمة الكفرء فتجد أحدهم يُحَرّر مقالا یتجاوز عشر صفحات لا تجد فيه ذکرًا لله تعالی قط!! ولا لرسوله ی ولا رمزا إلى آية من كتاب الله ولا إشارة إلى حديث عن رسول الله يي ۱۷۸ ا الحقيقة الدامغة وإنما تجد فيه تكرارًا لذكر أئمة الكفر ورادة الإلحادء والترويج لنظرياتهم والاعتداد بالاطلاع على ما عندهم. وإنه لَمِمًّا يفني عن طلب الدليل أنه لا يضيق بذكر الله لب يؤمن بالل ولا تنفر منه نفس موصولة به تعالى» ولا يسأم منه لسانْ نطق بالشهادتين صدقا وإخلاصاء فإِن ذكره تعالى هو الذي تحيا به النفوس» وتسكن إليه القلوبء وتستنير به البصائر› وتطمئن به الحباة›ء ولذلك دعا | له إليه عباده المؤمنين حيث قال: ويابما الذي ءامنوا اذكروا له وكا كنبا (ق) وسيحوة بكر ‎CW WE‏ سے ی رم صو مرم سے ء س ص کے سر 2ج سى مص وبلا © هو الى بص علتك وملتيكته ترسك ين الظلمنت إل الور وكا الَمَومنينَ مئه [الأحزاب: ١٤ - 43]ء ووصفهم بقوله: لال ءامنواً ومين 4 ص م ‎Ae‏ س ص کہ وص پو لوبهم يذكر اله آلا يزكر اله تطمين الفَلوبّڳه [الرعد: ٢۲]ء وبشر الذاكرين ۰ - . وم ‎YS‏ وء س وو س سے سے ص فيمن بشرهم بقوله: مون المسَلمِينَ والمسلست والمَوْمِنينَ والمَومتت والقنييت اكيت ميوت ريك رسيت رَصَيِتِ لمي ولَكَكِمِ سے وص رک س س س س ی س ےھ کے سو س س 2 والمصِرَقِين والَمصَرَفتٍ والصيمين والصيمت واَفِظيت فُروجَهم والحفظت 2 2 والذكرن اله كشا والكرت أعد اه ف عفر وَلَجَرا حَظِماڳه [الأحزاب: ٢۳]. وأمر عند الانفلات من العبادات باستدامة ذكر الله تعالى كما فى قولةه: را أفض سر ين عرص قارا اه عند الْمَش عر الحراد وذ ڪرو کم هد ٺڪم رن ڪننّم ين سلو لمن الصَالَڳه [البقرة: ١1۹]ء وقوله: «وفإدا فصيسم متككم تاذكروا اه كدوك ءابا م أو سد ‎E .‏ ا ق له“ ‎LIE Los Oth SC Ae‏ ذڪرا ې [البقرة: ٢٠۲]›ء وفوله: وفإذا فضيتم الصَله فاذكروا الله يلما وقعودا ‎۱ ‏و س و ر ےر‎ a ‏وَل جُويكُمٌ [النساء: ١١٠]ء وقوله: مادا فضيت الصَلَره انش روا ےم ‎e‏ < ,و س 2 وه ۳ وابلخوا من فصل الله واذكروا أله كيرا لَعلَكر نفَلِحُونَڳه [الجمعة: ٠1]. ‏فأي حرمان من الخير أعظم من حرمان مَنْ حرم ذكر الله تعالی ولذتهء فضاق به صدرّه واستوحش منه قلبه ونفرت منه نفسهء وصار يأنس إلى ذکر ‏في الارضِ المحور الرابع: العقلانية ومباينتها للاباضية ا ۱۷۹ الشيطان وحزيه»› ویرد ما فاهوا به من الباطل› ویسخر قواه وملکاته لإضلال عباد اللء وشن الحرب على دينه الإسلام» ويبتكر الأساليب في لبس الحق بالباطل» ويملا الدنيا سخرية من الحق وأهله!!. ومن خصومة هؤلاء لذكر الله تعالى: تفسيرّهم قيام الليل المرغب فيه في کتاب الله - والذي هو سمة عباد الله الصالحين المقتدين برسول الله یاد بأنه الخروج إلى الأسواق للاتجار والضرب فيهاء وزعمهم أن تفسيره بالصلاة تفسير سلبى › وهو كلام تضحك منه الثكالىء ويسخر منه الحمقى والمجانين› فإنه لا يدل إلا على أن قائله يهرف بما لا يعرف» ولا یبالی أن تصدر منه النوادر المخزية فى سبيل صده عن ذكر اللهء وشنه حرباً على دينه وإرضائه لشيطانه . فليت شعري؛ أنى يكون قيام الليل هو الضرب في الأسواقء وهل الليل هو للضرب والتردد أو أنه للهجوع والاستقرار والراحة؟!!! فالله تعالى يقول: رل اكل ياا © ربعلا الََارَ مشاه [النبأ: ١٠١ -١١]ء ويقول تعالى : وهو الى جَعَلَ لكم الل لاسا ووم سُا وَجَعَلَ امار وراه [الفرقان: ۷] ويقول: #وإفل يشر إن جل امه لمكم اليل سرمدا إِك بوم اة من اله عَم مہ ک ‎poh rh‏ ج ٥ کے رووو س 4 ‎ZÊ‏ و س ص انه ب يڪم بضِياءِ آفلا سمعوت () قل آر يشم ٳِن جل اه علڪم اهار سردا إل بوم المد من له عبر افو بایگم لل کوت فیہ اف یره [القصص: ۷۱ - ٢۷]ء وأتبع ذلك قوله: رمن يََُيِ جَكل لكر الل وَأَكَهَارَ كوا فيه ولغوا من فصْلِِء ولَعَلَكر كَْكُرُودَه [القصص: ۷۳]ء فالليل مِنْ طبعه فضل الله تعالی . وجعل الله في الليل الساجي أنسا للعابدين في مناجاتهم لربهم سبحانه» وخضوعهم بين يديه وإخباتهم إليهء ولكن أنى يدرك ذلك الكفرة ١۱۸ ‎E)‏ الحقيقة الدامغة الملحدون» الذين تكائفت ظلمات الكفر واللإلحاد على نفوسهمء فاسوّت قلوبهم واحلولكت بصائرهم» فلم يَعُذُ للنور منفذ إلى ألبابهم» ولم ينفذ من الإيمان شعاع إليهم فتستيقظ به مداركهم ويميزوا بين الحقيقة والوهم؟! ولو آمنوا بالكتاب لشم لهم هذا النور الوقاد من آياته البينات» فالله عندما وصف فيه عباد الرحمن لم يصفهم أنهم يقضون سواد ليلهم بين کيل ووزن وتسليم وقبض» وإنما وصفهم بقوله : : لين يسُر بے لبهم سُجَدًا 2 [الفرقان: ٤٦[ وقال فيهم : امن هو نِت ءَانَاء ال سادا فما در ا 4 7 Ad وبرجا رمد ريو فل حل يسوی َنب بتكن ررب لا يعمو ينما نكر أولوا الأَلبب [الزمر: 4]› ولا غرو فإنما يتذكر أولو الألباب. وأين هؤلاء من الذكرى وقد غرقوا في ظلمات الغفلةء وأين هم من العلم وقد طمت عليهم بحار الجهل؟! زى استهوته الميطِينُ فى الأْرضِ اد له سحت بَدغُوننه إل الَهُدى اتيا ذل ِن هدى اله هر الْهدى وَأيرنا يسه ارب اکتیبے بالباطل لإزماق الحق في حقائق لا تحتمل الجدل لوضوحها كالشمس في رابعة النهارء ولا يستحيون أن ينادى عليهم بالجهل والغباء لدى العامة قبل الخاصةء فإن ما يجادلون فيه هو من الظهور بمكان» كمن يجادل في طلوع الشمس وإشراقها وهي في كبد السماء والجو صحو لا يحجبها عن الأبصار غيم ولا قتر» وقد رضوا لأنفسهم في سبيل هواهم أن یکونوا کمن هو من ثطاته لا یمیز بین لطاته وقطاته. ليه [الأنعام: ۱٢۷]ء وإن عجبت فاعجب من هذه المجادلة يغمى على المرءِ في أيام يحنت حتى رى الخيرَ في طعن وفي جڌل ومن يرد شهرة يُضحی الخلاف له أقوى مُعين على المقصود من حيّل فالمرتجي منه طول الدهر منفعة كالمستّقي من تُضول الل والبَلل ِن الجهول لِجُْهَالٍ غدا عَضداً يُولفُ الحزبَ ليلأضرار والنَكل المحور الرابع: المقلانية ومباينتها للإباضية ا ١۱۸ إن التّغالي في الأشياء مَفسدَةً منها الأغاليط والأوهام في هطظل إن الضلالَ بأهواء لها فرق وفي الحديثٍ أتى ذم ليمنتحل هذا؛ وقد نشر قبل بضع سنين في موقم أحد الضّلال الذين يُمَجُدون تمجيدا من قبل هؤلاء العقلانيين تضليل للعقول في أمر الصلاةء تضمن أن الصلوات المشروعة هما صلاتان بكرة وأصيلاء وبينهما صلاة وسطىء وينكر صاحب المقال أن تكون الصلوات خمسّاء أو أن تكون صلاة خاصة بيوم الجمعةء وزعم أن صلاة الجمعة المذكورة في القرآن إنما هي صلاة الصبح؛ وقد أطال الجدل في هذا بكلام يؤذن أنه لا يبالي بالكفر› ولا يفكر في مصيره يوم القيامةء فهذه هي أفكار العقلانيين» وبمثل هذا يحاربون الشرائع الدينية ويصدون عن ذكر الله وعن الصلاةء فهل بقي بعد هذا كله ريب لمرتاب في ردة هؤلاء المجاهرين بهذه الأفكار الضالة عن الدين وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم؟!. ه ارتباط العقلانيين بالمؤسسة الصهيونية: لا يماري ذو نهية في كون هؤلاء ينفذون خطة خطها لهم أعداء الإسلام؛ محاولة منهم لنسف الإسلام من داخلهء ريدو أن يتُا وُر ار ياوه رَبَأ اق إلا أن م وره وو كر الكفرو (© هر الت أَرْسَلَ رسو يلّدى ودين الْحيّ ليظهره عل الذي كله ولو كره المشْركْنَه [التوبة: ۲ ۳۳]ء ومن الواضح بداهة أن هذه الخطة تقف وراءها الصهيونية العالميةء وهي من حربها المبطنة ضد الإسلام والمسلمين؛ وقد كشف هؤلاء عن هويتهم» وأسقطوا ما يوارون به سماتهم من براقع النفاقء من خلال تصريحاتهم عندما يشاع عن الصهيونية أنها رزئت بأمرء فإن الدنيا تضيق بهم فلا يملكون إلا أن يبوحوا بما في طواياهم من تأييد الصهيونية والتنديد بمن يناوئها. 1 ج2 الحقيقة الدامغة وشاهِدٌ ذلك ما كان من أحد رادتهم عندما أشيع أن بعض شباب المسلمين تمكنوا من اختراق الشبكات ووصلوا إلى المواقع السرية للمؤسسات الصهيونيةء فقد جن جنونه بهذه الإشاعةء ومج فوه من قذارة العبارات في حق هؤلاء الشباب؛ ما يشهد عليهم بأنهم منخرطون في المنظومة الصهيونيةء وأنهم مناوؤون للإسلام؛ يزعجهم أن ينتصر المسلمون على الصهيونيين أي انتصار فقد ملا متحدثهم الدنيا ضجيجا بأن هؤلاء المخترقين إنما هم لصوص قراصنة دخلوا بمحاولتهم هذه حمئَ محظورًاء وأوسعهم سبابا قاذعاء وخلع عليهم من الأوصاف الباطلة ما لا يُخُلّع إلا على أكابر المجرمينء مع محاولته تبرئة الصهيونيين من الجرائم» متجاهلا أنهم هم اللصوص الذين سرقوا أرض الإسلام واعتدوا على مقدساته وانتهكوا أجل حرماته» إذ دنسوا المسجد الأقصى المبارك بأرجاسهم› وسفكوا حوله دماء المسلمين والمسلمات» وأزهقوا أرواح الصغار والكبارء واغتصبوا الأرض وما عليهاء فأخرجوا الناس من دورهم قهراء ودمروا مساكنهم وأخرجوهم إلى العراء من غير أن يرقوا لشکوی شاك أو بكاء باك وملاأوا سجونهم بالأبرياء من الرجال والنساء والأطفال شبايا وعجزةء ولم يروا في شيء من ذلك ظلما أو عدواناء وإنما رأوا الظلم والعدوان في محاولة اختراق شبكاتهم كأنهم أبرياء مسالمون لم يرتكبوا جرمًا ولم يقارفوا ظلما!!. ومن تضامنهم مع الصهيونية وشدهم لأزرها ما أخذوا يشيعونه من أن المسجد الأقصى الذي ذكر في القرآن أنه كان مسرى رسول ال َي إليه ليس هو بأرض فلسطين» وإنما هو بمكة المكرمة أو بمکان قريب منهاء ولا يعني هذا منهم إلا محاولتهم سلب المسلمين حقهم الديني والتأريخي في المسجد الأقصى المبارك؛ ليسوغوا لليهود تملكه والتصرف فيه كما المحور الرابع: العقلانية ومباينتها للإباضية ا ‎۸A۳‏ شاءوا» وأيى شك يبقى بعد هذا كله فى انتماء هؤلاء عقيدةً وفكرًا وسياسة ون من مخططاتها ما يدعون إليه من ذوبان الفكر وميوعة الأخلاق› وتحطيم القيمء وانتزاع الغيرة من قلوب الرجالء والحياء من وجوه النساءء حتى يعم المسخ الجميعم ولا تبقى للأمة قيمة تعتز بهاء ولا فضيلة تتحلى بها . وما هذه إلا قطرات من بحرهم الثجاج الزاخر بالضلال والمسات فضلا عن إنكارهم سنة الرسول عليه الصلاة والسلامء وتهميشها عن الحجية في دائرة التشريعء وقد ذكرت طائفة من ضلالاتهم هذه في كتابي (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع)ء الذي هو في الأصل محاضرة ألقيتها في الرد عليهمء وقد تعقب كثيرًا من بدعهم وضلالاتهم وفضح كثيرا من مخازيهم الكاتبٌ اللبيب الموفق الشيخ عبدالملك بن سالم بن حمود السيابى فى كتابه (العقلانية بين الثقافة الإأسلامية والمادية المستوردة)› ولا يزال أهل الإيمان يذبون عن إيمانهم بتتبع مؤامرات هؤلاء المجرمين ووضعهم تحت المجهرء ليكون الناس على بينة من أمرهم وإدراك لمؤامراتهمء وتلك هي سنة الله تعالى في الصراع بين الحق والباطل والعراك بين الهدى والضلالء ويأبى الله إلا أن يتم نورهء فنتحن واثقون بأنهم سيطويهم الدهر في طواياهء وسيبقى تاريخهم صفحات سوداء قاتمة تتوالى عليها وعلى أصحابها لعنات القراء والمستمعينء كما كان ذلك من قبل لإأخوانهم الذين سبقوهم إلى الضلال من فئات الزنادقة وأحزاب الفسات؛ وما مصير الشيوعية وأنصارها منهم ببعيد. وبعد؛ فأ جامع يمكن أن يجمع هؤلاء بالإباضية حتى يلر بهم معهم 1: 2 الحقيقة الدامغة في قرّن؟! وكيف يجتمع الحق والباطل والهدى والضلال والصدق والافك والنور والظلمة والرحمة والعذاب؟!. إن الإباضية عرفوا في أدوار تأريخهم بالمحافظة على الحق والذب عنه »٨ وتطبيق السنة الثبوية والانتصار لهاء ورفع منار العدلء فهم كما يقول واصمفهم : ما زايلت خطوة المختار خطوتهم فحاهدوا واستقاموا في طريقته إلى أن قال: من عهد بدر وأحد لا تزعزعهم حقيقة الحقٌ ما دانوا به وأتوا إن يشرف الناس في الدنيا بثروتهم له ما جمعوا لل ماتركوا أزكى الصنيعين ما كان الهدى معه تراهم في ضمير الليل صيرهم هم الأباضية الزهر الكرام لهم ولا ثنی عرمهم نفس و شيطان عزومهم لصروح الدين أركان حتی استقام لحكم الله سلطان عن موقف الحق أزمات وأزمان وما عدا أخاليط وخمان فثروة القوم إخلاص وإيقان لله إن قربوا له إن بانوا لديهم وله في الحق رجحان مثل الخيالات تسبيح وقرآن بعزة الله فوق الخلق سلطان وأين هذه الأوصاف من هؤلاء الذين لا يروق لهم ذكر الل ولا يطمئنون إليهء ولا يدعون فضيلة إلا حاولوا تشويههاء ولا مكرمة إلا حطوا من قدرهاء صدق عليهم وَضْفٌ الله تعالی مَنْ کان قبلهم على ‎a A‏ و ¢ سم ےس علط - ‏شاكلتهم» حيث قال فيهم: لإ غلف من بيش لف أضاغوا الصلوة واتبعوا الكبوب ‏ص ص نے سے رو صو ص م و ۰ ‏ضوف يفَو اڳ [مريم: 10۹4ء وأین ما کانوا يتباكون عليه في بادئ أمرهم ا الرابم: العتلانة ‎r‏ شه لمحور لرابع: المقلانية ومباينتها للاباضية ‎E‏ ٥۱۸۵ ٠ مزايا أها, الحق والاستقامة ع: هل ف [ ا من مزا هل الحق و مه عندما يجتهد مجتهد فيرجح رأيا على رأي العلماء الراسخين كما هو شأن السفهاء دائما. ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه فهذا زاهد في قرب هذا وهذا منه أزهدمنه‌فيه وقد سبق القرآن الكريم إلى بيان هذا كله كما هو في قوله تعالى: وِإةً الذمے أجرمواً كنا ِن الذي ءامنوا يصَحَكونَ ( وإذا مروا بهم يعَاموت ( ودا انقلا إل س س س م صر مر ص سے 2 4 ٍ کے 4 ِ هلهم انقلبوا فكهين () وإدا رأوهم مالو نهولا لَصَالَونَه [المطففين: ۲۹ - ۳۲]. الخاتمة 3 الحاتمة بعد هذا البيان المشرق بالبراهين الطافح بالأدلة هل يبقى في خلدك _ أخي القارئ الكريم ‏ ما يلبس عليك الحقيقة أو يواري عنك الحق فيما اشتملت عليه هذه العجالة من بيان؟! فهل بقيت في حيرة مما أثاره ذلك الحشوي من شبهات في تمسك الإباضية بالسنة المحمدية وعضهم عليها بالنواجذ؟ أو أنك تمثلت الحقيقة بين يديك بنورها الوضاء ووجهها المشرق وجلالها المهيب» فأدركت أنهم أكثر الناس تمسكا بالسنةء وعضا عليها بالنواجذء وأقواهم حجة وأنورهم بصيرة في التمييز بين ما هو ثابت منها وما هو لصيق بها من افتراءات المفترين واختلاق الدجالين؟ . وهل أنت في ريب من كون الحشوية أنفسهم لا يقيمون قدرا للسنة ولا يبالون بردها عندما تعاكس أهواءهم وتفند ضلالاتهمء بل لا يقيمون قدرا للقرآنء إذ يرون أن التمسك به والحرص عليه من علامات الزندقة وصفات الزنادقةء بينما يتهالكون على الروايات الباطلة ويعدونها حجة قاطعةء يردون بها قواطع النصوص؛ ويفندون بها براهين العقولء ولو عزيت إلى من لا يكون قوله حجة بحال» ويبنون على ذلك تكفير وتضلیل واستباحة دماء الذين أنكروها؟!. وهل بقي في نفسك ريب في البعد السحيق والتناقض البين بين الإباضية والعقلائة» بعدما اكتشفت أن العقلائية لم يبق بينها وبين الإسلام خيط يصلها به ولو كان أوهن من نسج العنكبوت» واتضح لك کي ۹ ۰ تحارب سلا تحارب الله ورسوله وتقف مع الملاحدة جنبا إلى جنب ٠ رب بسلا حهم \ AY ۱۸۸ ا الحقيقة الدامغة وترمي بقذائفهم دين الله تعالى الحق لزعزعته من النفوس» وإثارة الريب حولهء والقدح في أصوله› والطعن في ثوابته؟! وقد كان الإباضية هم أول المستهدفين من قبل هؤلاء المارقين الذين يتدثرون عباءة العقلانية ويرفعون شعارهاء فكم طعنوا في عقيدتهم وقدحوا في أئمتهم وسفهوا أحلامهم» وحاولوا أن يشتتوا جماعتهم ريات أله إلا أن يم وره وَل ڪر كفو (© هُر ال أَرسل رَسولمُ لدی ودين الح لِظهرهُ مَل الرِبِ َه ولو كره اَلْمُشْرْنَه [التوبة: ۳۳-۳۲]ء وقد تبين لك من خلال هذه الدراسة المتواضعة البون السحيق بينهم وبين الإباضية في العقيدة والأخلاق والأقوال والأعمال؛ فلا يمكن أن يلز بهم معهم في قرن» ولا أن يدانوا بشيء مما تمجه أفواههم أو تسطره أقلامهم أو تمليه أفكارهم . ولو جاز أن يُعَدَ مَنْ كان منهم ينتحل الإباضية إباضيا لساغ أن يعد منهم من کان قبل على مذهب آخر محسوبا عليه ولو تبراً من فكره وتحول إلى شرس عدو يسعى إلى نقضه» على أن هؤلاء جميعا كانوا ينتحلون الإسلامء فهل 'يسوغ بحال أن تنسب ضلالاتهم إلى الإسلام ويّدان بها مع ما ثبت من ردتهم عنه وعدائهم لهء ولا يشفع لهم أن منهم من درس دراسة شرعيةء وفئة منهم كانت تتزيى بزي العلم الشريف إذ كانوا معممين» ومنهم من لا يزال معمما إلى وقتنا هذاء فكم من معمم يصدق عليه قول شاعر النيل : يمشي وقد نصبت عليه عمامة كالبرج لكن فوق تل نفاق وكم من متبحر في العلوم الشرعية لم يغن عنه علمه من الله شيئاء كمن قال الله تعالى فيه: رات طبهم تيا يئ ءانه ميا كنسكع منها تَمَةُ اَن فكد من الاوك ۴ ول ِا فته يا ولكته عد إل الارض وات حو فكَله كمتلي لكلب إن عمل عله لهت أو تَتكَه يلهث ديك مَكل اْعَو لت كُدَذا باينا مَفسصِ اَلْمسَم لَعَلَمُم يعَفَكُروة © سا مكل الْقَو اين كدي باينا وأنفس م كانوا يِظلمُونَ () من بد الله فهو اَلْمُهمَدِى ومن يذل فَوليِك هم ZC ‏الخاتمة‎ م 2 ےی سے د ل کو ی | اروت (( ولد درآ لِجَهنر شیا بے ان والانیں في وب لا يِفْمَهُون ہا وَفَب وو کے واس س ۶ 7 A ‏رھ س‎ ose 2e ‏عین لا سصرون ہا وف ءاذان لا سمعون با اوليك كالااي بل هم أضل وليك هم‎ .]1۷۹ - ‏يلوه [الأعراف: ١۷٠‎ فإذا كان مِنْ هؤلاء مَنْ قرا القرآن يوما ما فإن مثله لا يعدو أن يكون كما ذكر الله تعالی في هذه الآیات؛ شان من يؤتيه آياته ثم ينسلخ منهاء أو كما قال في الذين أوتوا التوراة: #إمكل اَنِب حملوا التورة ثم لم ييلوها كَل سے س ر ص ری ہے ‎KWE‏ س 2 س مر 2 ‎CAY‏ 1 الَحِمَار عََمِل أسْفارا بس مَل الفَور لذ كذبوا بات اه واه لا یہی لفو انه [الجمعة: ٥]. وبالجملة؛ فإن تمسح هؤلاء بأي مذهب إسلامي لا يخرج عن أسلوب المنافقين في خداعهم للمؤمنينء ومحاولة تخديرهم ليدفعوا عن أنفسهم ما يترتب على ظهور طواياهم من الأحكام؛ وليتمكنوا من حرب الإسلام من داخلهء وتلك حرب ألاَمُ وأَلْعَنُ من الحرب المكشوفةء ولذلك كان التحذير من المنافقين في القرآن بلغ من التحذير من أهل الكفر الصراحء فقد ذكر الله تعالى في أوائل سورة البقرة الذين كفروا في آيتين اثنتين› وأتبعهما ثلاث عشرة آية كلها تصب قوارعها على المنافقينء وتعري دخائلهمء وتكشف أساليبهم» وتلفحهم بسعير وعيدها اللاهب» وما ذلك إلا لخطورة النفاق واستطارة شرّه وعموم بلواه. على أن هذا كله لم يكن من أجل فئة رزئ بها الإسلام في طلعته الأولىء وإنما هو درس للأمة على مر القرون وأدوار التأريخء فالنفاق هو النفاقء سواء كان في طلعة الإسلام الأولىء أو كان بعدها بقرونء وطبيعة المنافقين لا تزال كما كانت؛› ونزعتهم إلى الفساد والشر تتجدد في جميع فئاتهم وإن تباعدوا في العصورء وسجاياهم تطفح على أقوالهم وأعمالهم في كل الأوقات» فمهما تنوع ما يحبكونه من الإفك لستر سواتهمء فإن تلكم السوآت هي عينها كما كانت في أسلافهم الأولينء وقد قدر الله ۱۸۹ ۱۹۰ ا الحقيقة الدامغة تعالى ألا يواريها إفكهم وإن حاولوا إتقان حبكهء إذ لا يلبث أن ينكشف عن أقبح ما يواريه كما قال الشاعر: ثوب الرياء يشف عماتحته فإذا التحفت به فإنك عار وكثيرا ما كان ويكون كشفُها بما يصدر عنهم من فلتات ألسنتهم التي تتم عن خیث دخائلهم ورجس خبایاهم» كما قال تعالى : وتر فلتي لله [محمد: ٢۳]ء فكم تجد فيما تمجه أفواء هؤلاء المسمومة ويسيل من أقلامهم المسعورة ما هو أقوى شهادة وأبلغ في الدلالة على طواياهم› كزعمهم أن الذين كفروا كالذين آمنوا أو أنهم أهدى منهم سبيلاء ونفيهم عداوة الشيطان للإنسان ووسوسته له إلا ما كان لأبي البشر!! وزعمهم أن التبشير بنعيم الجنة إنما هو لحفز الهمم من أجل العناية بالحياة الدنيا!! وتثبيطهم الناس عن العبادات وتزيين الشهوات لهم وتحبيب المنكرات إليهم › ومحضهم الولاء للذين كفرواء إلى غير ذلك مما سبق ذكره أو لم نذكره» فان ذلك كله كفيل بتمزيق كل ما نسجوه من الزور لستر ما يحاولون إخفاءه. ناهيك تلك الوقفة العدائية التي يقفونها من الحق وأهله ليشدوا بها أزر الإلحاد وحزبهء هل يمكن أن تتصور ممن لامس الإيمان شغاف قلبه أو عرف سيلا إلى سره؟!. والخلاصة أن الحقائق وحدها هي التي تأتي بالقول الفصل والحق اليقين» وحسبك هذه «الحقيقة الدامغة» حجة لا نَدْمَغْء وبينة لا تَرَدَء وماذا بعد الحق إلا الضلال؟ . اللهم وفقنا لاتباع الحق وثبتنا عليهء وأعنا على نصرتهء ووفقنا لاجتناب الباطل وباعدنا عنهء وأعنا على هتك ستره واستئصال شأفتهء وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أحمد بن حمد الخليلى مسقط ۱۷ ربيم الثاني ١٤٤٠ھ أهم المصادر والمراجع ١ أبحد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم› صديق حسن القنوجيء دار الكتب العلمية›ء بیروت »٨ ۱۹۷۸ . ٢۲ - إبطال التأويلات لأخبار الصفات؛ء القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراءء دار إيلاف الدولية - الكويت. ۳ - الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول؛ للبيضاوي › علي بن عبد الكانى السبكي الوفاة: ۷۵ء دار الكتب العلمية - بیروت - ٤٤٤ اه الطعة: الأولى . ٤ اجتماع الحيوش الأسلامية على غزو المعطلة والحهمية› اسم المؤلف: الدمشقى الوفاة: ٠۷۵ ه. دار الكتب العلمية - بيروت - ٤١٤۱ - ٤۱۹۸ء الطبعة: الأولى . ٥ _ إجمال الاإصاية في أقوال الصحاية› خلیل بن کیکلدي العلائيء جمعة إحياء التراث الإسلامى - الكويت» الطبعة الأولى» 7١٤٠ء تحقيق: د. ١ أجوبة المحقق الخليليء سعيد بن خلفان الخليلي. مكتبة الجيل الواعد/ سلطنة عمان. ۷ آداب الزفاف في السنة المطهرةء ناصر الألباني. المكتب الإسلامي - بیروت/ لبنان. ۸ _الأسماء والصفات؛ للبيهقي › المكتية الأزهرية للتراث»› ۹ درب الأتراك خلف جامع الأزهر الشريف. تقديم الكوثري. ۹ فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت› عبدالعلي محمد بن نظام الدين ۱۹۲ 2 الحقيقة الدامغة محمد السهالوي الأنصاري اللكنويء ت١۲۲٠۱ه؛ ضبطه وصححه عبد الله محمود محمد عمر» منشورات محمد علي بيضون» دار الكتب العلميةء بیروت» لبنان. ٠ - أنوار العقول؛ للإمام السالمي. طبعت في أول شرحها المسمى (بهجة الأنوار)؛ مطابع النهضة/ سلطنة عمان. د.ت. ١ - الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديثء ابن كثيرء مكتبة المعارف للنشر والتوزيعء الرياض. ۲ - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي» عبد الرحمن بن آبي بکر السيوطى الوفاة: ١٠۹۱ء مكتبة الرياض الحديثة - الرياضء تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف. ۳ - تعجيل المنفعةء لابن حجر دار الكتاب العربيء بيروت لبنانء ط١٠ ٤ - تفسير البحر المحيطء محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي» دار الكتب العلمية ‏ لبنان/ بيروت - ١١٤١ه - ٠٠٠۲م الطبعة: الأولىء تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود - الشيخ علي محمد معوض؛ء شارك فى التحقيق: د.زكريا عبد المجيد النوقى/ د.أحمد النجولى الجمل. ` ۱ ۱ - تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)» محمد رشيد بن علي رضا بن محمد بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني (المتوفى: ١١۳٠۱ه)؛ الهيئة المصرية العامة للكتابء ۰م | ١ - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيبء فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي الوفاة: ٤٠1٠ دار الكتب العلمية - بيروت - ١١٤٠ه - ٠م الطبعة: الأولى. ۷ - تقريب التهذيب» أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي› دار الرشيد - سوريا - ١١٤٠ - ٦۱۹۸» الطبعة: الأولىء تحقيق: محمد عوامة. ۸ - تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبيرء أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلانى الوفاة: ۸۵۲٩ء المدينة المنورةء ١۱۳۸ - ٤٦۱۹ء تحقيق : السيد عبد الله هاشم اليماني المدني . ٩ - التمهيد في تخريج الفروع على الأصولء عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي أبو محمكء (ت: ۷۷۲ه)ء مؤسسة الرسالةء بيروت»ء ٤١اه الطبعة الأولىء تحقيق: د. محمد حسن هيتو. ٠ - تهذيب التهذيبء أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي» دار الفكر - بيروت - ١٤٤١٤٠۱ه - ١۱۹۸م» الطبعة: الأولى. | ١ - تهذيب الكمالء يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي الوفاة: ٤۲ مؤسسة الرسالة - بيروت - ١١٤٠ - ١۱۹۸م؛ الطبعة: الأولىء تحقیق : د. بشار عواد معروف. ۲ - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظارء محمد بن إسماعيل الأمير الحسني الصنعانى الوفاة: ۱۸۲١ه» المكتبة السلفية - المدينة المنورةء تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد. ۳ - توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم›ء أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ت: ۱۳۲۹ه) دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت - ١٤١٤۱ الطبعة: الثالثةء تحقيق: زهير الشاويش. ٤ - الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب» الربيع بن حبيب بن عمر الأزدي البصري» دار الحكمةء مكتبة الاستقامة - بيروتء سلطنة عمان - ٥ه الطبعة: الأولىء تحقيق: محمد إدريسء عاشور بن يوسف. ٥ - جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام› نور الدين أبي محمد عبد الله بن حميد بن سلوم السالمي العمانيء تحقيق أبي إسحاق إبراهيم اطفيش» دار الفاروق للطباعة والنشر والتوزيع. ٦ - حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار في فقه أبي حنيفةء ابن عابدين. الوفاة: ١١۱۲ء دار الفكر للطباعة والتشر. - بيروت. 7ه 00م. ۷ - الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير والحديث والأصول والتحو ٤ || الحقيقة الدامنة والإعراب وسائر الفنونء جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الوفاة: ١٠۹ه دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - ١ ٤ه - م الطبعة: الأولىء تحقيق: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن. ۲۸ _ حلية الأولياء وطبقات الأصفياءء ابو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الوفاة: ٠۳٤ دار الكتاب العربي - بيروت - ١٠٤٠ الطبعة: الرابعة. ۹ - حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج› عبد الحميد الشرواني دار الفكر - بيروت. ٠ _ الخصائص الكبرى› أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بي بكر السيوطى الوفاة: ١٠۹ه» دار الكتب العلمية - بيروت - ٤ه - ۵٥ م. ١ - رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب» تاج الدين أبي النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الوفاة: ٦ه عالم الكتب لبنانء بيروت - ۱۹۹۹م - ٠ه الطبعة: الأولىء تحقيق: علي محمد معوضص»؛ عادل أحمد عبد الموجود. ۲ - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثانيء لأبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي الوفاة: ١۲۷٠۱ه دار إحياء التراث العربي - بيروت. ۳ - رؤية ا لله تعالى بين العقل والنقل › عبد الله بن حمود العزي. ٤ - السنة بين أهل الفقه وأهل الحديثء محمد الغزالى. دار الشروق. ٥ - السنة لعبد الله بن أحمد منشورات محمد على بیضون؛ دار الكتب العلمية بیروت لبنان. ٦ - سؤالات حمزة بن يوسف السهمي؛ أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي» القرشي الجرجاني (المتوفى: 4۲7٤ه). تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبدالقادرء مكتبة المعارف - الرياض» الطبعة: الأولىء ٤١ - ٤۱۹. ۷ - سير أعلام النبلاءء محمد بن أحمد بن عئمان بن قایماز الذهبي بو أهم المصادر والمراجع اا ١۱۹ عبد الله الوفاة: 4۸٤۷ء مؤسسة الرسالة - بيروت - ١8٤۱ء الطبعة: التاسعةء تحقيق: شعيب الأرناؤوطء محمد نعيم العرقسوسي. ۸ - السير والحوابات لعلماء وأئمة عمان» وزارة التراث القومي والثقافة. ۹ - شرح فتح القديرء كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي الوفاة: ١ه دار الفكر - بيروت» الطبعة: الثانية. ٤٠ - صحيح مسلم بشرح النوويء أبو زكرا یحیی بن شرف بن مري النووي الوفاة: ٦1۷ دار إحياء التراث العربي - بيروت - ۱۳۹۲ء الطبعة الثانية. ١ - طريق الهجرتين وباب السعادتين» اسم المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الل الوفاة: ٠۷۵› دار ابن القيم - الدمام - ١٤٤١٤٠ - ٤*¶ الطبعة: الثانيةء تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر ٤ طلعة الشمس» عبد الله بن حميد بن سلوم السالمي. وزارة التراث القومي والثقافة. ٣ - العدل والإنصاف؛ أبو يعقوب الوارجلانى. وزارة التراث القومى والثقافة. طا. | | ٤ العلل المتناهية في الأحاديث الواهيةء عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الوفاة: ۷٩09ء دار الكتب العلمية - بيروت - ١٤٠٠ الطبعة: الأولىء ٥ فتح الباري شرح صحيح البخاري› أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلانى الشافعى الوفاة: ۸۵ء دار المعرفة - بيروت؛ تحقيق: محب الاين الخطيب. ` 7 - الفتح الجليل من أجوبة الإمام أبي خليلء جمع وترتيب سالم بن حمد الحارثي» طبع بإشراف عز الدين التنوخيء مجمع العلمي العربي بدمشق ٥ه - ١٦۱۹م الطبعة العمومية بدمشق . ۷ - الفقيه والمتفقه؛ الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي؛ دار الكتب العلمية - بیروت. ۸ - قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديثء محمد جمال الدين القاسمي ۱۹۹ 1 الحقيقة الدامغة الوفاة: ۱۳۳۲ ه دار الكتب العلمية - بيروت - ۱۳۹۹ه - ۱۹۷۹م الطبعة: الأولى. - كتاب الضعفاء والمتروكين» أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيء دار الوعي - حلب ١۱۳۹ه ا الطبعة: الأولىء تحقيق: محمود إبراهيم زاید. ٠ - كتاب الضعفاء والمتروكين» عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج› دار الكتب العلمية ‏ بيروت - ٤٠اه الطبعة: الأولىء تحقيق : عبد الله القاضي. ۱ کتب ورسائل وفتاوی شيخ الإسلام ابن تيميةء أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس؛ مكتبة ابن تيميةء الطبعة: الثانيةء تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي. ٢ - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل› أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي الوفاة: 9۳۸ دار إحياء التراث العربي - بيروت» تحقيق: عبد الرزاق المهدي. ٢ الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغويةء أبو البقاء أيوب بن موسی الحسيني الكفومي الوفاة: ٤۹٠٠ء مؤسسة الرسالة - بيروت - ۹ه - ۱۹۹۸م تحقيق: عدنان درويش - محمد المصري . ٤ الكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية من الفروع الفقهية› عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي أبو محمد الوفاة: ۷۷۲ه دار عمار - عمان ‏ الأردن ‏ ١٤٤٠ الطبعة: الأولىء تحقيق: د. محمد حسن عواد. 0 - لسان العربء محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري» دار صادر - بيروت» الطبعة: الأولى. ٦ - لسان الميزان» أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلانى الشافعى الوفاة: ۸۲ء مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1806 - ۹۸ الطبعة: الثالثةء تحقيق: دائرة المعرف النظامية ‏ الهند. أهم المصادر والمراجع ا ۱۹۷ ۷ - المحصول في علم الأصولء محمد بن عمر بن الحسين الرازي الوفاة: ٦ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ‏ الرياض - ١٤٤٠ء الطبعة: الأولىء تحقيق: طه جابر فياض العلواني . ۸ - مختصر البسيوي. لأبي الحسن البسيوي. وزارة التراث القومي والثقافة/ سلطنة عمان. ۹ - مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعينء اسم المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الوفاة: ۱٠۷۵ دار الكتاب العربى - بيروت - ۱۳۹۳ - ۱۹۷۳ء الطبعة: الثانيةء تحقيق: محمد حامد الفقي . ٠ - مراتب الإجماع في العبادات والمعاملات والاعتقادات› علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري أبو محمد الوفاة: 01٤ ه دار الكتب العلمية - بیروت. ١ - المستصفى في علم الأصولء محمد بن محمد الغزالي أيو حامد الوفاة: ٥ دار الكتب العلمية ‏ بيروت - ١١٤۱ء الطبعة: الأولىء تحقيق: محمد عبد السلام عبد الشافي . ۲ - المصنف» أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني الوفاة: ١۱٠۲ء المكتب الإأسلامى - بيروت ‏ ١١٤۱ء الطبعة: الثانيةء تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي . ۳ - المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم؛ المكتبة الشاملة. ٤ - مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث» دار الكتاب العلمية - بيروت. ٥ - منهاج السنة النبويةء أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس الوفاة: ۸٨۷۲ء مؤسسة قرطبة - ١١٤۱ء الطبعة: الأولىء تحقيق: د. محمد رشاد سالم . ٦ - الموضوعات» لأبي الفرج ابن الجوزي» دار الكتب العلميةء بيروتء ٥ه ١۱۹۹م ط١. ۱۹۸ ا الحقيقة الدامغة الدكتور محمد زغلول سلامء أستاذ اللغة العربية وآدابهاء كلية الآدابء جامعة الاسكندريةء منشأة المعارف بالإسكندريةء جلال حزى وشركائه. ۸ - نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبارء محمد بن علي بن محمد الشوكاني الوفاة: ١٥۲٠ء دار الجيل - بيروت - ١۱۹۷۳.٠ 4 - هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري› لابن حجر العسقلاني» دارالمعرفة بيروتء ۳۷۹٠۱ه. ٠ - هميان الزاد إلى دار المعاد؛ للقطب امحمد اطفيش . ١ - الوابل الصيب من الكلم الطيبء اسم المؤلف: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد الزرعى الدمشقى الوفاة: ۷۵۱ ه. دار الكتاب العربي - بيروت - ١١٤۱ _ 0۹۸0 الطبعة: الأولىء تحقيق : محمد عبد الرحمن عوض. RSX فهرس المحتويات ‎E‏ ۱۹۹ فهرس المحتويات بسم الله الرحمن الرحيم ‎‏ المحور الأول: في اعتماد الإباضية على السنة النبوية أمثلة من تخصيص أخبار الآحاد لعمومات القرآن نصوص علماء الإباضية في جعل السنة النبوية مصدرا مستقلا للتشريع المحور الثاني: منهج الإباضية في الحكم على الرواية أمثلة مما يُرد من الروايات بسبب مخالفتها للقرآن 1- ما كان فيه وصف الله تعالى بنقائص خلقه ‎‏ 2- ما كان مشتملا على ما يقتضي التشكيك في ثبوت القرآن 3- ما كان مشتملا على الطعن في شمائل الحضرة النبوية 4- ما يؤدي إلى اتهام أصحابه صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتمردون على أوامره المحور الثالث: في تخبّط الحشوية في قبول الروايات وردّها المبحث الأول: في ردهم للأحاديث الصحيحة المبحث الثاني : في تمسك الحشوية بالروايات الباطلة وتقديمها على نصوص الشرع وبراهين العقل المحور الرابع: العقلانية ومباينتها للإباضية أنواع الضلالات التي أعلنوها ١- دعوى تبرئة الشيطان من تبعة إضلال بني آدم ٢ - تفسير أحد أوتاد هذه المدرسة نعيم الجنة تفسيرا حضاريا حسب تعبيره ‏ يتضمن إنكار ما علم من الدين بالضرورة ۳ - عدم تمييز الإسلام عن الأديان الباطلة ٤ - تطاولهم على شرائع الله وانتقادهم لأحكامه ‎‏ إغراق العقلانيين في الضلالة أدى بهم إلى إنكار بدهيات العقول عزوف العقلانيين عن ذكر الله ‎‏ ‏ارتباط العقلانيين بالمؤسسة الصهيونية ‎‏ الخاتمة ‎‏ ‏أهم المصادر والمراجع ‎‏ ‏فهرس المحتويات