‫الرعوة عنر الا‪,‬باضية‬ ‫بين الاضى دالحاضر‬ ‫جميع حقوق الطبع عحفوظة للناشر‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫مزيدة و منقحة‬ ‫‏‪ ٢٠١٥‬م‬ ‫‪١٤٣٦‬ه_‪/‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب‬ ‫أو تخزينه ني نطاق استعادة المعلومات أو نقله أواستنساخه بأي‬ ‫شكل من الأشكال دون أخذ إذن خطي من الناشر‬ ‫نشر ونوزيع‬ ‫مكتبة الضامري_ للنشروالتوزع‬ ‫‪٠٠٦١٦٨٩٦٤٤٤٦٦٩‬‬ ‫هاتف‪‎:‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‏‪ ١٢١‬سلطنة عمان‬ ‫‏‪ ٢‬السيب‪ .‬الرمز البريدي‪:‬‬ ‫ص ب‪:‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫الرعوة عند الإباضية‬ ‫بين اطاضي والحاضر‬ ‫تأليف الشيخ‬ ‫السبا ى‬ ‫سعود‬ ‫ن‬ ‫احمر‬ ‫أمين عام مفتب لللرنتا‪,‬‬ ‫أخرجها‪ ،‬وعلق عليها‪ /‬زاهر بن سعود بن سيف السيابي‬ ‫نشر وتوزيع‬ ‫هاتف‪ :‬‏‪٠٠٩1٨/٩ ٦1٤٤٤7٦11٩‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ص ب ؟ (لسيب (ثرىز الريري ‏‪ ١٢١‬سلطنة عمان‬ ‫دقاق‬ ‫ن‬ ‫‏‪٧٨٣‬‬ ‫‪6١‬‬ ‫‏‪0‬‬ ‫الحمدلثه رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على أشرف خلق‬ ‫الله أجمعين‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم‬ ‫الدين‪ ،‬وبعد‪...‬‬ ‫الجزيلة التي أنعم الله بها على أهل عُمان أن‬ ‫فإن من ال‬ ‫قيض لما من العلماء والمصلحين‪ ،‬والدعاة المخلصين ما‬ ‫جعلها تتصل جيلا بعد جيل بفيوضات وأنوار خير الأنام‬ ‫وصحابته الكرام} والأئمة الأعلام كأبي الشعثاء الإمام جابر‬ ‫بن زيد والإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة وتلامذته‬ ‫الأفذاذ في ذلكم السرداب النوراني العظيم‪.‬‬ ‫نعم إن الناظر بعين بصره‘ وبصيرته في سيرة الإباضية‬ ‫أهل الحق والاستقامة يرى حقيقة ما قاله الشيخ البهلاني في‬ ‫قصيدته النونية‪:‬‬ ‫العوةعند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫ح‬ ‫أئمة حفظ الدين الحنيف بهم‬ ‫صيد شراة أبات الضيم أسد شرى‬ ‫شمس العزائم أواهون رهبان‬ ‫سفن النجاة هداة الناس قادتهم‬ ‫طهر السرائر للاسلام حيطان‬ ‫إنه بحق لشرف عظيم أن ننتمي إلى هذه المدرسة الأصيلة‬ ‫التي ضربت للعالم أجمع أروع الأمثلة في الاستقامة على‬ ‫المنهج الرباني‪ ،‬والأخلاق الفاضلة‪ ،‬والتضحية لنصرة دين‬ ‫سيرة‬ ‫اللهك ولقد أتاحت لنا الأقدار أن نستنشق شذى‬ ‫الإباضية الأخيار من خلال تلك اللقاءات الفكرية الى‬ ‫ألقاها أحد هؤلاء الجهابذة الأعلام‪ ،‬الذين بذلوا الغال‬ ‫والنفيس لخدمة مبادئهم وقضاياهمح فالمجموع الذي بين‬ ‫أيدينا هو نتاج فكري لسعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي‬ ‫الأمين العام لمكتب الإفتاء بسلطنة عمان‪.-‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫إن الاهتمام بهذه الدرر‪ ،‬والاعتناء بها هو أقل ما يتوجب‬ ‫علينا فعله‪ ،‬لذا فقد أشار أحد الأخوة الأفاضل أن تجمع‬ ‫تلكم الدروس المتناثرة بين دفتي كتاب متكامل وتنشر‬ ‫للقراء‪ ،‬كي يسهل الرجوع إليها والاستفادة منها فشرفت بأن‬ ‫كلفت بإخراج هذه المادة القيمة ‪ -‬رغم عدم أهليتي لذلك ‪-‬‬ ‫ولكننا نتعلق بأذيال العلم والعلماءء ونتقرب إلى الله‬ ‫بخدمتهم ونتبرك باتباعهم؛ فالتابع للمرفوع مرفوع كما‬ ‫يقول النحاة!‬ ‫لم أخرجنا من ظلمات الجهل‪ ،‬والوهم‪ :‬وأكرمنا بنور‬ ‫الفهم؛ وافتح علينا بمعرفة العلم؛ وحسن أخلاقنا بالحلم‪.‬‬ ‫وسهل لنا أبواب فضلك وانشر علينا من خزائن رحمتك‬ ‫وعلمك يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام‪.‬‬ ‫زاهر بن سعود بن سيف السيابي‬ ‫‏‪ ١٠‬رجب ‪١٤٣٤‬ه‏‬ ‫نفعا ء‪ -‬ولاية بدبد‬ ‫‏‪ ٦٠١ ٢٣‬م‬ ‫ما يو‬ ‫‏‪ ٠‬آ‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫بناوةالأالقز‬ ‫لف‬ ‫ا‬ ‫‏‪ ١-‬م‬ ‫‪:‬‬ ‫برع‬ ‫الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫ومن والاه وعلى كل من سار على نهجه وهداهض أما بعد‪:‬‬ ‫فهذه محاضرات تتعلق بماضي الدعوة عند الإباضية‬ ‫وحاضرهاك ألقيت بعضها خارج عمان وبعضها داخلهاء بينت‬ ‫فيها الماضي المشرق للدعوة عند الإباضية لا سيما في القرون‬ ‫الخلاثة الهجرية الأولى‪ ،‬والحاضر الباهت حيث لم يكن‬ ‫للإباضية في القرون الأخيرة نشاط دعوي مثل الذي يقوم به‬ ‫غيرهم من أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى‪ ،‬ولم يجاروهم‬ ‫في ميدان الدعوة‪ ،‬وإنما اكتفوا بالتفرج والنظر من مكان بعيدض‬ ‫في حين أن غيرهم نشط نشاطا قوياً في سبيل ذلك‪ ،‬وحققوا ما‬ ‫حققوه مذاهبهم تعليماً ودعوة‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية يين الماضى والحاضر‬ ‫لذلك وجدنا المذهب الإباضي اختفى من أماكن كانت‬ ‫حواضره ومقراته‪ ،‬وتقلص في أماكن أخرى" وحتى عمان التي‬ ‫هي أم المذهب وحاضنته لم تسلم من الغزو المذهبي لاسيما بعد‬ ‫الحملات الوهابية‪ ،‬وإن المرء ليعجب كيف تأثر العقل الإباضي‬ ‫بالاستجابة لدعوة المذاهب الأخرى‪ ،‬وكيف أنهم يتبعون غير‬ ‫مذهبهم وذلك هإومامهم جابر بن زيد لم يرض أن يتابع الحسن‬ ‫البصري الذي زاره وهو على فراش الموت حيث قال الحسن‬ ‫لجابر‪ :‬قل لا إله إلا الله فقال له جابر‪ :‬طالما قلناها إن قبلت‪ ،‬وتلا‬ ‫قول ا له تعالى‪ :‬بوم تأتى ض عاتمي ريك لانغ ‪2‬ت‪7‬فىاليتتمًا ر‬ ‫تكن ءَامَتَت من قبل وكسبت فحإينيها حَبرا الأنعام‪ :‬‏‪١٥٨‬‬ ‫ة‬ ‫سرح‬ ‫{‬ ‫م‬ ‫ہ‪,‬س۔۔ ‪.‬‬ ‫سےگ}۔‬ ‫لأن‬ ‫وذلك حى لا يقال إن جابراً تابع الحسن ف آخر عمره‬ ‫ذلك الوقت كان وقت تكون الأفكار والتيارات الفكرية‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫بل ومن ‏‪ ١‬مؤسف أن يظل‬ ‫ومن ‏‪ ١‬لعجيب‬ ‫‏‪ ١‬لغريب‬ ‫على أنه من‬ ‫هذا التأثر المذهبي من قبل الإباضية موجودا ومستمراًڵ فنراهم‬ ‫يتساقطون عن مذهبهم كتساقط أوراق الشجر في الخريف‪.‬‬ ‫هذا أحببت جمع هذه المحاضرات بين دفتي كتاب وقام أخونا‬ ‫زاهر بن سعود بن سيف السيابي جزاه الله خيرا بإخراجها لتعم‬ ‫به الفائدة المرجوة إن شاء الله تعالى‪.‬‬ ‫وما يجده القارئ من تكرار لبعض الأشخاص والمواقف‬ ‫فذلك يعود إلى أصل هذا الكتاب الذي كان محاضرات ألقيت‪.‬‬ ‫واله أسأله التوفيق والسداد في القول والعمل‪ ،‬إنه ول ذلك‬ ‫كله‪.‬‬ ‫وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لنه رب العالمين‬ ‫أحمد بن سعود السيابي‬ ‫‏‪ ٩‬تعبان ‏‪١٤٢٣٤‬‬ ‫مسقط العامرة‬ ‫‏‪ ١٨‬يونيو ‪٢٠١٢‬م‏‬ ‫‪١‬لدعوة ة عندا لإباضة‏‪٠٠‬سههن ا لم ‪-‬اضى وا لحا ‪:‬ضہ‬ ‫‏=<‬ ‫‪-‬‬ ‫المحير الأول‬ ‫و‪<9‬جهو‪١‬ه‏ الدهوية"‬ ‫بں للاعد‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫معهد أي عبيد ة وا لتكوين ‏‪ ١‬لعلمي‬ ‫عند الإباضية‬ ‫تقع البصرة على ضفة شط العرب ‪ -‬مصب نهري دجلة‬ ‫والفرات ‪ -‬وهي مدينة عظيمة وارفة الظلال خصبة تكون‬ ‫الآن جزعاً من دولة العراق الشقيق‪ ،‬كانت هذه المدينة تمثل‬ ‫مركز الإشعاع الفكري في العالم الإسلاي‪ ،‬منها خرجت‬ ‫المذاهب الإسلاميةك وفيها تكونت الفرق الإسلامية‪ ،‬وفي هذه‬ ‫المدينة كان هنالك رجل عظيم يحرك الدائرة الفكرية التي سار‬ ‫عليها الإباضيةش ذلكم هو إمامنا سيد التابعين‪ ،‬وثقتهم المطلقة‬ ‫ألا وهو أبو الشعثاء جابر بن زيد("‪٨‬ا‪،‬‏ الذي أجمعت الأمة على‬ ‫(‪ )١‬جابر بن زيدا أبو الشعثاء اليحمدي الأزدي الجوفي العماني البصري ت‪٩٣ ‎‬‬ ‫وإمام الإباضية الأول‪ ،‬أخذ عن كثير من‪‎‬‬ ‫ه تابعي كبير‪ ،‬وفقيه محدث‬ ‫وعبدالله بن مسعود‪‎..‬‬ ‫الصحابة منهم عائشة أم المؤمنين‪ ،‬وعبدالله بن عمر‬ ‫انظر معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية (قسم المشرق) إعداد‪ :‬فهد بن علي‪‎‬‬ ‫‪ ٩٣‬وما بعدها‪ .‬من منشورات مكتبة الجيل الواعد الطبعة‪‎‬‬ ‫السعدي ج‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫الأولى‪ ‎‬ه‪٨٢٦٤١‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫حح=‬ ‫توثيقه‪ ،‬فتكون الإطار العلمي الأكاديمي البحثي الإباضي في ذلك‬ ‫المكان وإذا بذلك المركز الإشعاعي يرسل خيوطه إلى شرق الأرض‬ ‫وغربها وإلى جنوبها وإلى شمالها‪ ،‬وتنتغي حياة ذلكم الرجل‬ ‫العظيم؛ وإذا بخلفه ذلكم الرجل العملاق الإسلاي أبو عبيدة‬ ‫مسلم بن أبي كريمة التميمي" يقود زمام الأمر ليكون خليفة‬ ‫صدقاً وحقيقة لذلكم التابعي العظيم؛ كان ذلكم العملاق ‪-‬‬ ‫وهو ضرير البصر‪ -‬مطاردا من قبل الدولة الأموية وولاتهاء إلى‬ ‫حد أن اختفى في سرداب‪ ،‬شكل فيه معهداً عالميا قصده طلبة‬ ‫العلم من الجنوب والشمال والشرق والغرب فالتقى ذلك الجمع‬ ‫الكريم الذي أطلق عليه تاريخيا حملة العلم إلى المشرق و إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬في ذلك المعهد السردابي ومع الملاحقة والمتابعة وعيون‬ ‫الدولة الأموية تلاحقهم وتلاحظهم؛ وتتابعهم أوهموا أولنكم‬ ‫الظلمة بأنهم في ذلك الغار أو في ذلك السرداب إنما يصنعون‬ ‫ب‬ ‫الملقب‬ ‫التميمي بالولاء‬ ‫البصري‬ ‫أبي كريمة ‏‪ ٠‬أبو عبيدة‬ ‫‏) ‪ ( ١‬مسلم بن‬ ‫"الققاف"‪ .‬ت ‪١٤٥‬ه‏ أحد كبار أئمة المذهب الإباضي الأوائل ‪.‬ولد ونشأ‬ ‫في البصرة ‪ .‬أدرك عددا كبيرا من الصحابة منهم ابن عباس وأنس بن مالك‬ ‫‏‪١٩١‬‬ ‫‏‪ ٣‬ص‬ ‫الإباضية للباحث فهد السعدي ح‬ ‫والمتكلمين‬ ‫_انظر معجم الفقهاء‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫‪١٣‬‬ ‫اللعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫التفاف من السعف وهنالك شخص آخر على باب السرداب لديه‬ ‫سلسلة موصلة بقاع السرداب إذا رأى من يشك فيه من عيون‬ ‫الظلمة‪ ،‬حرك السلسلة فتوقف الشيخ ومن معه عن التدريس‬ ‫وأخذوا يشتغلون بصنع المنتجات السعفية‪.‬‬ ‫ما الذي حملهم على هذا؟ في حين‪ ،‬الآخرون ينعمون بالراحة‬ ‫ينعمون بالماء الباردك بالحياة الطيبة‪ ،‬بالتزلف الوظيفي إلى الولاة‬ ‫الظلمة الأمويين‪ ،‬هذا يريد أن يكون قاضياً‪ ،‬وهذا يريد أن‬ ‫يكون واليا‪ .‬وهذا يريد أن يكون كاتبا وهذا يريد أن يكون‬ ‫موظفاء كي يعيش ويتزوج المرأة الجميلة‪ ،‬ويعيش الحياة الفارهة‪.‬‬ ‫ولكن هؤلاء يعيشون في ذلك السرداب‪ ،‬يحذرون البطش‬ ‫الأموي والظلم والجبروت والطغيان‪ ،‬فالمؤمن يجب أن يكون‬ ‫حذوراً لا أن يكون خائفا وهم يحذرون من هؤلاء الظلمة‬ ‫تكبدوا مشاق الحياة‪ ،‬أول برحيلهم عن أوطانهم ذات المسافة‬ ‫البعيدة‪ ،‬حتى يأتوا إلى البصرة ليعيشوا في ذلك السرداب على‬ ‫حذر من أن تصطادهم عيون الولاة الظلمةث هم آثروا تلك‬ ‫الحياة ما الذي حملهم على ذلك؟ إنه الإخلاص لله‪ ،‬حملهم‬ ‫الإخلاص لإقامة دولة الحق‪ ،‬حملهم الإخلاص لانتشار الحق‪.‬‬ ‫‪.١٤‬‬ ‫الدعوة عندالإباضية بينالماضي والحاضر ح‬ ‫حح=‬ ‫حملهم الإخلاص لتصحيح صورة الإسلام التي شوهت تشويها‬ ‫كبيرا من قبل الدولة الأموية وولاتها في العال("‪.‬‬ ‫ذلكم العملاق العظيم أبو عبيدة ومن معهده السردابي‬ ‫العالمي كان يتابع ما آلت إليه أحوال المسلمين فيرى أنه لابد من‬ ‫تصحيح صورة الإسلام التي شوهت مع هذه الشعوب حتى لا‬ ‫يرجعوا إلى كفرهم وحى لا يتركوا الإسلام وحتى يعلموا أن‬ ‫الاسلام ليس هو الإسلام الأموي إنما هو الإسلام المحمدي الذي‬ ‫سار عليه حمد صلى الله عليه وسلم وسار عليه خلفاؤه الكرام في‬ ‫الخلافة الراشدة مع ما نالها من بعض التصحيف© والتحريف في‬ ‫أواخرهاء وسار عليه أصحابه الكرام رضي الله عنهم‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬كان الوالي الأموي في أفريقيا يوشم حرسه من البربر على أيديهم" حتى أن‬ ‫أحد الولاة وقف على المنبر وقال‪( :‬أني رأيت أن أرسم اسم حرسي في‬ ‫أيديهم كما تصنع ملوك الروم بحرسها فأرسم في يمين الرجل اسمه وفي‬ ‫يساره حرسي ليعرفوا بذلك من بين سائر الناس فإذا وقفوا على أحد أسرع‬ ‫لما أمرت به)‬ ‫انظر‪ :‬المراكشيك ابن عذاري‪ ،‬البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ج ‏‪١‬‬ ‫ص ‏‪ ٤٨‬الطبعة الثالثة بيروت ‪ -‬دار الثقافة ‪١٩٨٢‬م‪.‬‏‬ ‫)‪.‬‬ ‫ومكتبة الهلال ‏‪ ٠‬بيروت‬ ‫) دار‬ ‫انظر ‪ :‬فتوح البلدان للبلاذري‬ ‫‪١٥‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الإمام أبو عبيدة يرسل سلمة بن سعد للمغرب‬ ‫قرر الإمام الكبير أن يرسل من يصحح صورة الإسلام هناك‬ ‫فوقع اختياره الموفق على طالب من طلابه‪ ،‬وعلى تلميذ عمرف فيه‬ ‫النجابة وعرف فيه الإخلاص وعرف فيه الحكمة‪ ،‬وعرف فيه‬ ‫العلم‪ .‬إنه سلمة ابن سعد الحضرييل(" سلمة بن سعد ذلكم‬ ‫الجندي المجهول ‪ -‬للأسف ‪ -‬في تاريخ الدعوة الإسلامية ويعتبر‬ ‫سلمة بن سعد هو أهم رجل ربط المشرق بالمغرب إباضياك فلوا‬ ‫فضل الله أولا ثم جهود سلمة بن سعد الدعوية‪ ،‬لم يكن هذا‬ ‫التواصل الحضاري الخقافي بين إباضية المشرق وإباضية المغرب‬ ‫فبفضله بعد فضل الله انتشر الكتاب المشرقي في المغرب وانتشر‬ ‫الكتاب المغربي في المشرق فقد ضحى بحياته و وقته‪ ،‬وضحى‬ ‫بالغالي والنفيس على أن يتحقق على يديه هذا الربط‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سلمة بن سعد رحمه الله وهو الذي وصل إلى المغرب يدعو الناس إلى هذا‬ ‫المذهب وهو يتمنى ظهوره يوما واحداً‪.‬انظر الشماخي‪ ،‬أحمد بن سعيد‬ ‫كتاب السير دراسة وتحقيق د‪ .‬محمد حسن‪-‬بيروت‪-‬المدار الإسلامي‪-‬الطبعة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٢١٦٢‬‬ ‫الاولى ‪٢٠٠٩‬م‪-‬ج‪١‬‏ ص‬ ‫‪١٦‬‬ ‫= الدعوة عندالإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫لم تكن رحلة سلمة بن سعد إلى المغرب هينةث لقد كان‬ ‫مُتابعاً من قبل ولاة الدولة الأموية التي كانت تهيمن على العالم‬ ‫العربي أو على العالم الإسلاي أو على كثير من العالم الاإسلاي‬ ‫الحالي‪ .‬ولكنه رأى أن يبتعد عن تلك العيون وأن يأتي في الطرق‬ ‫الصعبة يجتاز الجبال ويقتحم الوهاد‪ ،‬وهو بمفردهك كيف يتخيل‬ ‫إنسان أن رجلا أصله أما من عمان أو من اليمن من‬ ‫حضرموت" يأتي إلى البصرة ثم يتوجه إلى تلكم الآفاق" فنتأمل‬ ‫تلك المسافة ونتخيلها من البصرة في العراق إلى تلمسان في‬ ‫المغرب الأوسط حيث وصل كيف يغامر الإنسان بحياته ويذهب‬ ‫إلى قوم لا يعرفهم ولا يعرفونه‪ ،‬يذهب إلى شعوب لا يعرفهم ولا‬ ‫يعرفونهك يذهب للى المغرب يجتاز الجبال‪ ،‬ويجتاز الصحاري‪.‬‬ ‫ويجتاز الكثير من المصاعب حتى يصل إلى المغرب من سرت في‬ ‫الشرق من المغرب الأدنى إلى تلمسان في المغرب الأوسط هل‬ ‫يتخيل إنسان اليوم بإن إنسانا سوف يضحي هذه التضحية في‬ ‫‏(‪ )١‬لا نعرف موطن سلمة بن سعد على وجه التحقيق لأنه صار جنديا مجهولا‬ ‫في تاريخ الدعوة الإسلامية‬ ‫‪١٧‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫ذلك الزمان وهو بمفرده‪٧‬‏ من منا يتخيل ذلك؟ لولا أن التاريخ‬ ‫سجل تلحم الرحلة لما تخيلنا ذلك( '‪.‬‬ ‫إن سلمة بن سعد رضي الله عنه هو الذي عمل ذلك العمل‬ ‫الجبارث فذهب من البصرة حتى وصل إلى المغرب وتعايش واندمج‬ ‫مع الشعوب الأمازيغية هناك مع انايى لا يعرف لغتهم ولا‬ ‫يعرفون لغته‪ ،‬ولكنه الإخلاص الذي حمله أن يغامر تلك المغامرة‬ ‫وأن يذهب إلى المغرب الأوسط ويبدا بالدعوة وتصحيح صور‬ ‫الإسلام قائلاً للمسلمين هنالك‪ :‬هذا هو الإسلام المحمدي غير‬ ‫الإسلام الذي يمارسه هؤلاء الظلمة‪ ،‬فأخذوا يقتنعون بدعوته‬ ‫وإذا بهم يقبلون على هذه الدعوة‪ ،‬وإذا بهم يقبلون على هذا‬ ‫المذهب وهنالك كان سلمة بن سعد قد أعدت خطة استراتيجية‬ ‫عظيمة‪ ،‬بأن يكون بعثة علمية(" تذهب من أماكن مختلفة‬ ‫‏(‪ )١‬تذكر كتب التاريخ أن عكرمة مولى ابن عباس كان برفقة سلمة بن سعد في‬ ‫رحلته إلى المغرب‪ ،‬يتعاقبان جملا واحدا‪ ،‬سلمة بن سعد يدعو للإباضية‬ ‫وعكرمة يدعو للصفرية‘ وسوف يبين الشيخ عدم صحة هذه الرواية في ما‬ ‫سيأتي‬ ‫‏(‪ )٢‬البعثة العلمية تكونت من خمسة أشخاص أحدهم من اليمن وهو أبو الخطاب‬ ‫عبد الأعلى بن السمح‪ ،‬والباقون مغاربة وهم عبد الرحمن بن رستم الفارسي؛‬ ‫‪١٨‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫من المغربين الأدفى والأوسط لتذهب إلى ذلكم المعهد العالمي‬ ‫عند أبي عبيدة ليدرسوا ثم يعودوا ليقوموا بمواصلة توسيع الدعوة‬ ‫التي سميت فيما بعد بالمذهب الإباضي" وكون منهم بعثة علمية‬ ‫وهي أول بعثة طلابية علمية تتكون في التاريخ الإسلاي‪.'١‬‏‬ ‫كون سلمة بن سعد هذه الخطة الاستراتيجية‪ ،‬كي يكون‬ ‫هنالك علماء من نقس الأماكن وأن يكونوا موزعين حتى‬ ‫يبقى كل واحد سراجاً مضيئاً في إقليمه‪ ،‬حتى تتواصل هذه الأشعة‬ ‫النورانية العلمية وتخدم مذهباً واحدا‪.‬‬ ‫وعاصم السدراتي‪ ،‬وأبو المنيب إسماعيل بن درار الغدامسي‪ ،‬وأبو داود‬ ‫القبلي‪( .‬انظر تراجمهم في كتاب طبقات المشايخ للدرجيني)‬ ‫‏(‪ )١‬المذهب الإباضي سبق المذاهب كلها في الكثير من الأمور فالإباضية هم أول‬ ‫من ألف التأليف الموسوعي‪ ،‬وهم أول من كون البعثات العلمية وهم أول‬ ‫من أنشأ الأقسام الداخلية للمعاهد والمدارس الإسلامية‪ ،‬فابن بركة إمام‬ ‫المشارقة والمغاربة هو الذي أنشأ مدرسة في بهلاء في القرن الرابع الهمجري‪،‬‬ ‫كان يغذي الطلاب‪ ،‬ويعلمهم‪ ،‬ويسكنهم‪ ،‬وقد تخرج على يديه ثمانون عالما‬ ‫من أهل المغرب‘ والإباضية هم أول من أرسى علم النحو وأخرجه وفصّله‬ ‫وأوضحه ‪ ،‬وهم أول من كتب معاجم اللغة ‪ 0‬وهم أول من كتب في علم‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫كان رضي الله عنه يقول‪" :‬وددت أن لو ظهر هذا الأمر من أول‬ ‫النهار إلى آخره فلا أبالي أن تضرب عنقي"‪ ،‬هذه المقولة سجلها‬ ‫التاريخ وسجلها الدهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها‬ ‫يتناقلها الناس ونتناقلها نحن معشر الإباضية‪ ،‬لم يكن يبالي‬ ‫سلمة بن سعد بالموت إذا تحقق هدفه الذي ذهب من أجله‪.‬‬ ‫ما المقصود بهذا الأمر؟ هل المقصود المذهب الإباضي؟ أم‬ ‫الفكر الإباضي كفكر؟ أم المقصود إقامة دولة إسلامية؟‬ ‫كلا الأمرين قد تحقق» انتشر المذهب الإباضي" وانتشر الفكر‬ ‫في تلك الأصقاع وتحقق قيام الدولة الإسلامية الإباضية التي‬ ‫بدأت في طرابلس سواء على تلك البدايات البسيطة على يد‬ ‫الحارث بن تليد وقاضيه عبدالجبار(" أو تلك الدولة الكبيرة‬ ‫الناجحة دولة أبي الخطاب المعافري"")‪.‬‬ ‫قاما على عامل مروان بن محمد‬ ‫‏(‪ )١‬الحارث بن تليد وقاضيه عبد الجبار‬ ‫السير دراسة وتحقيق د‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫بن سعيد‬ ‫انظر الشماخى ‪ .‬أحمد‬ ‫بطرابلس‪.‬‬ ‫‏‪٢٤٨‬‬ ‫محمد حسن‪-‬۔بيروت‪-‬۔المدار الإسلامي‪-‬الطبعة الأولى ‏‪٢ ٠٠٩‬م۔ج ‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪ )٢‬عبد الأعلى بن السمح ابن عبيد المعافري الحميري اليمني (أبو الخطاب) ت‬ ‫‪١٤٤‬ه_‏ أخذ العلم عن الإمام أبي عبيدة ‪ 0‬بويع بالإمامة في طرابلس‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫الدعوة عندالإباضية بين الماضي والحاضر ح‬ ‫إن الذي يتضح لي هو أن الأمر الذي كان يقصده الداعية‬ ‫الكبير سلمة بن سعد هو إقامة الدولة الإسلامية الإباضيةء لأن‬ ‫إقامة العدل ساعة واحدة خير من عبادة ستين سنة كما جاء في‬ ‫بعض الروايات"'‪ ،‬فإن إقامة العدل شيء كبير عند الله تعالى" إن‬ ‫قيام شرع الله ولو ساعة في هذه الأرض هو الذي يحبه الله‪ ،‬إقامة‬ ‫العدل هو الذي جاء من أجله الأنبياءء وجاءت من أجله‬ ‫الشرائع وما فرض الجهاد إلا من أجل العدل‪ ،‬العدل أمره عظيم‬ ‫عند الله‪.‬‬ ‫سنة‪١٤٠‬ه‪..‬انظر‏ طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني ت ‪:‬إبراهيم‬ ‫ص‏‪ ٢٢‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫طلاي ج‪١‬‏‬ ‫‏(‪ )١‬رواه الطبراني في المعجم الكبير‪ .‬بحلفدظث‪/‬نا العباس بن الفضل الأسفاطي‬ ‫ثنا أحمد بن يونس ثنا سعيد أبو غيلان الشيبانى‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عفان بن جبير‬ ‫الطائي‪ ،‬عن أبي حريز الأزدي عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباسؤ قال‪ :‬قال رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم" ‪:‬يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة وحد‬ ‫يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين عاما‪ .‬انظر الطبراني‪ ،‬أبو‬ ‫القسام‪-‬المعجم الكبير ت حمدي بن عبدالمجيد‪ -‬القاهرة ‪-‬مكتبة ابن تيمية‪-‬ج‬ ‫‏‪ ١‬ص ‏‪ ٢٣٧‬الحديث رقم ‏‪١١٩٣٢‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫قاتلال‪ .‬لا ‪ %‬ية أنة يأمر يَلمَدل والحسن إيتاي ذى‬ ‫‪-‬‬ ‫_‬ ‫م‬ ‫]‬ ‫مرو‬ ‫والبغي ‪9‬‬ ‫واكر‬ ‫آلْشَزف وَيَتفي عَن الْمَحُكَا‬ ‫ل) ‪ 1‬النحل‪ :‬‏‪٠‬‬ ‫متحكم تكنو‬ ‫فالداعية الكبير سلمة بن سعد كان يتمنى إقامة نظام إسلاي‬ ‫بديل عن ذلك النظام الحكمي الذي هو تحت مسى الدولة‬ ‫الأموية‪ ،‬وقد تحقق له ما أراد ولثه الحمد نتيجة ذلك الإخلاص؛‬ ‫فإذا لذهب ينتشر في تلك الأماكن انتشارا كبيرا وإذ‬ ‫بالدولة الإسلامية تقوم بدءا من عهد أبي الخطاب المعافري رحمه‬ ‫الله (‪١٤٤-١٤٠‬ه)‏ وإلى نهاية الدولة الرستمية المباركة( ‪١٦٠‬ه‪-‬‏‬ ‫‪٦‬ھ)‏ وبعد ذلك خلفتها بصورة أقل الإمارة الإسلامية‬ ‫الإباضية في وارجلان‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫عكرمة مولى ابن عباس‬ ‫ل يرافق سلمة بن سعد في رحلته‬ ‫هنالك في التاريخ بعض الروايات ولكن القرائن أو السياق‬ ‫التاريخي لا يحكم بصحتها ومع الأسف ؤجدت في مصادرنا‬ ‫الإباضية‪ ،‬من ذلك أن سلمة بن سعد جاء(‪ )::‬هو وعكرمةها‬ ‫على بعير واحد هذا يدعو إلى الصفرية وهذا يدعو إلى إلى‬ ‫الإباضية‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬قبل كل شيء لابد من أن نحلل هذه الرواية حق نعرف‬ ‫صحتها من عدم صحتهاء عكرمة متقدم على سلمة بن‬ ‫فقد توفي عكرمة سنة ‪١٠٥‬ھ‏ وسلمة بن سعد جاء‬ ‫سعد‘‬ ‫( ‪ ):‬العبارة بكلمة ((جاء)) لأن المحاضرة كانت بجامع مدينة العطف بوادي‬ ‫ميزاب بالجزائر (المؤلف)‬ ‫‏(‪ )١‬أحد التابعين© والمفسرين المكثرين والعلماء الربانيين‪ ،‬والرحالين الجوالين‪.‬‬ ‫[وهو أبو عبد الله‪ ،‬وقد روى عن خلق كثير من الصحابة‪ .‬وكان أحد أوعية‬ ‫‏‪٢٤٤‬‬ ‫العلم‪ ،‬وقد أفتى في حياة مولاه ابن عباس‪ .‬انظر البداية والنهاية ج ‏‪ ٩‬ص‬ ‫وما بعدها ‪ /‬الناشر دار الفكر لعام ‪١٩٨٦‬م‏‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببين الماضي والحاضر‬ ‫على ما يبدو في العشرنيات من القرن الخاني الهجري أو في‬ ‫آخر العشرينات منه‪ ،‬لأن البعثة العلمية الى كونها سلمة‬ ‫سنة‬ ‫وعا دت‬ ‫سنوا ت‬ ‫خمس‬ ‫‏‪ ١‬لبصرة‬ ‫مكثت ف‬ ‫سعد‬ ‫بن‬ ‫‪٤.‬اهأو‏ قبلها بقليل أي في أواخر الغلاثينات ونصبوا‬ ‫الإمام المعافري‪ ،‬إذا فالبعثة لعلها ذهبت في بداية أو وسط‬ ‫الثلاثينات من القرن الثاني الهجري تقريباًك ورحلة سلمة‬ ‫ف‬ ‫كانت‬ ‫البصرة‬ ‫من‬ ‫قادما‬ ‫المغرب‬ ‫إلى‬ ‫سعد‬ ‫بن‬ ‫النلاثينيات من القرن الغاني الهجري أو في آخر‬ ‫العشرينيات في الوقت الذي كان فيه عكرمة قد توفي قبل‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫ذلك بأكثر من عشرين‬ ‫ثانيا‪ :‬عكرمة على الصحيح لم يكن صفرياً و نحن إذا أطرنا‬ ‫فكره نعتبره إباضياً لأنه تلميذ الصحابي الجليل ابن‬ ‫عباس كما أن الإمام أبا الشعثاء جابر الذي هو الآخر‬ ‫أحد تلاميذه صحيفة فيها فتوى عن عكرمة وعندما لم‬ ‫منه‬ ‫قراءتها أو معرفة ما فيها جذب‬ ‫ذلك التلميذ‬ ‫محسن‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الإمام جابر تلك الصحيفةث وقال له‪ :‬هذه صحيفة‬ ‫عكرمة مولى ابن عباس أعلم الناس(") فعكرمة على‬ ‫الرأي الصحيح ‪ -‬طبعا ‪-‬إن أطرنا الأفكار نعتبر عكرمة‬ ‫إباضياً لأن فكره قريب جدا من فكر الإمام جابر بن‬ ‫زيد وكلاهما من كبار تلاميذ الصحابي الجليل عبدالله‬ ‫بن العباس‪.‬‬ ‫ثالغاً‪ :‬كيف يصطحب سلمة الإباضي وعكرمة الصفري ‪-‬إن‬ ‫كان صفرياً‪ -‬والإباضية يبرئون من الصفريةك حتى أنهم‬ ‫لم يقبلوا من هلال بن عطية الخراساني الذي كان صفريا‬ ‫وصار قائد الإمام الجلندى بن مسعود‪ ،‬أن يدخل المذهب‬ ‫الإباضي إلآ بعد أن يتوب ويذهب إلى الذين دعاهم إلى‬ ‫‏(‪ )١‬قال ابن علية عن أيوب بن عمروا بن دينار قال دفع إلي جابر بن زيد مسائل‬ ‫أسأل عنها عكرمة قال فجعل جابر يقول‪ :‬هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا‬ ‫البحر فاسألوه وقال سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار قال أعطاني جابر بن زيد‬ ‫صحيفة فيها مسائل فقال سل عنها عكرمة قال فكأني تباطأت فانتزعها من يدي‬ ‫وقال هذا عكرمة مولى ابن عباس هذا أعلم الناس‪.‬انظر التمهيد لما في الموطأ‬ ‫من المعاني والأسانيد لأبي عمر يوسف القرطبي‪ /‬الناشر وزارة عموم الأوقاف‬ ‫والشؤون الإسلامية بالمغرب سنة النشر ‪١٣٨٧‬ه‪.‬‏‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫الدعوة عند الاباضية ببن الماضى والحاضر‬ ‫__‬ ‫الصفرية ليعلمهم بأن دعوته تلك لهم كانت خطأ‬ ‫وضلالا‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬حارب الإباضية بقيادة الإمام الحجلندى بن مسعود‬ ‫الصفرية بقيادة شيبان اليشكري الذي جاء إلى غمان‬ ‫هارباً من جيش الخليفة العباسي أبي العباس السفاح‪٬‬‏‬ ‫حقى قتل شيبان وانهزم جيشه‪.‬‬ ‫والقرائن‬ ‫التاريخي‬ ‫السياق‬ ‫هذا‬ ‫خلال‬ ‫من‬ ‫إذن‬ ‫مع‬ ‫سعد‬ ‫بن‬ ‫سلمة‬ ‫مجي ع‬ ‫قصة‬ ‫أن‬ ‫يعرف‬ ‫‏‪ ١‬لتاريخية ‪.‬‬ ‫عكرمة على بعير واحد هذا يدعو إلى الصفرية وهذا‬ ‫يدعو إلى الإباضية أنها رواية غير صحيحة‪.‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫ح‬ ‫عدم اهتيام الإباضية برموزهم‬ ‫إن الملاحظ عندنا نحن معشر الإباضية غياب الاهتمام‬ ‫برموزناك والحق يقال أن إباضية المغرب لديهم أفضل بما عندنا في‬ ‫المشرق نسبيا أما عند المذاهب الأخرى نجد اهتماما بالغا‬ ‫برموزهم وعلمائهم وأئمتهم؛ فعلى سبيل المثال ماذا نعرف عن‬ ‫سلمة بن سعد؟ لا نعرف عنه هل هو عماني أو هو بصري أم هو‬ ‫يمني؟ ما نعرفه عنه أنه جاء إلى المغرب" وغير الوضع وجاء‬ ‫بالعدل بدل الجورث وجاء بالحق بدل الباطل هذا الجهد العظيم‬ ‫الذي بذله وهذه النتيجة الكبرى التي تحققت من ذلك الجهد‪.‬‬ ‫تقابل من جانبنا بالتنكر لتراثنا ولرموزنا ونسيانهم‪ .‬لو كان رجل‬ ‫في مثل سلمة بن سعد عند المذاهب الأخرى وأثر هذا التأثير‬ ‫لرأيتم وقد سميّت باسمه المؤسسات والشوارع والمدارس‬ ‫والجامعات والمساجد‪ ،‬ولكن مع الأسف سلمة بن سعد أصبح‬ ‫مجهولا عندنا نحن الإباضيةء نحن نغبط المذاهب الأخرى على‬ ‫ذلك" ونتمنى أن نتعلم منهم فالأمور الطيبة ينبغي أن ننقلها‬ ‫ونتعلم منها فالاستفادة الإيجابية مما عند الغير أمر محمود‪.‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫= الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫فنحن نستفيد مما عند‬ ‫والأمور الدنيوية الحياتية حق مباحث‬ ‫الآخرين‪ ،‬فهي ليست أمورا تشريعية‪.‬‬ ‫إن اهتمامنا بأئمتنا وعلمائنا والبحث في تراجمهم والاحتفاء‬ ‫بهم هو أقل ما يجب علينا فعله تجاههم‪ .‬و الاهتمام بهم يقوي‬ ‫فينا الرابطة بيننا وبينهم‪ ،‬و تتواصل الحلقات اللاحقة بالسابقة‪.‬‬ ‫في تقديمي لكتاب "سير الوسياني" الذي حققه الدكتور عمر‬ ‫لقمان طرحت تساؤلا حول سبب اهتمام إباضية المغرب بتاريخ‬ ‫الرجال وسيرهم بينما فقد معنا نحن المشارقة وذكرت بعض‬ ‫الأسباب‪ ،‬ولكن الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة‪ ،‬وبحث وتحليل‪.‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫للدير الثاني‬ ‫"انهاذج هن الحظلود الدهوية‬ ‫هند الإباضية الاوائل"‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫‏‪ ١‬لا سلا م و ‏‪ ١‬لد عو ة‬ ‫الدعوة في حقيقتها هي منهج الأنبياء والرسل من لدن أبينا‬ ‫آدم وهو نبي على القول الصحيح إلى نبينا محمد صةعَلندرمة‬ ‫خاتم الأنبياء والمرسلينں الذي لا نبي بعده على الإطلاق" وبما‬ ‫أن الإسلام هو خاتم الرسالات" والرسول صَلَإلَةعلنهوََتر هو‬ ‫خاتم الأنبياء والمرسلينں فإن الإسلام هو دعوة ويجب على كل‬ ‫مسلم أن يكون داعية للإسلام‪.‬‬ ‫فما من ني إلا قال لقومه‪:‬‬ ‫إ انشاله ماتكم ين يكه عَرة »‬ ‫الدعوة أمرها عظيم عند الله تعالى لأنها منهج الأنبياء‬ ‫والرسل» فالأنبياء لم يوثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم‬ ‫فمن أخذه أخذه بحظ وافر‪ ،‬كما جاء في الحديث")۔ إذن فالعلم‬ ‫هو ميراث النبوة‪ ،‬والعلماء هم ورثةالأنبياء والرسل‬ ‫‏(‪ )١‬رواه ابن حبان في صحيحه أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي© قال‪ :‬حدثنا عبد‬ ‫الأعلى بن حماد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الله بن داود الخريبي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عاصم‬ ‫بن رجاء بن حيوة‪ ،‬عن داود بن جميل‪ ،‬عن كثير بن قيس‪ ،‬قال‪ :‬كنت جالسا‬ ‫‪٣.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫تال‪ .‬ه وماكاے المودلينيزوا كانة لولا تدرين‬ ‫ےء مو‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪,2‬‬ ‫ے و‬ ‫سب‬‫>ے إ‬ ‫‪+‬‬ ‫س‬ ‫‪1‬‬ ‫ء‬ ‫ء‪.‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫فرقت ينجم طا بقة ليَََقَهُوا فى آلتين وَلُنذزوا قومهم إدا‬ ‫‪1‬‬ ‫َجَعُوا لتم لندن يكلا)) )ه التوبة‪ :‬‏‪١٢٢‬‬ ‫فالعالم يجب أن يكون داعية ولكى يحكون داعية عليه‬ ‫التفقه‬ ‫منهجية‬ ‫فا لآية جمعت‬ ‫دينهث‬ ‫ف‬ ‫أن يتعلم و يتفقه‬ ‫والدعوة إلى الإإسلام؛ يقول الإمام محمد بن محبوب"ا‪ :‬لم يؤت‬ ‫فأتاه رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الدرداء© إني أتيتك‬ ‫مع أبي الدرداء في مسجد دمشق‬ ‫من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه‬ ‫أما جئت لتجارة‪ .‬أما جمت إلا‬ ‫وسلم‪ ،‬فقال أبو الدرداء‪:‬أما جئت لحاجة‬ ‫لهذا الحديث؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫يقول‪« :‬من سلك طريقا يطلب فيه علما‪ ،‬سلك اله به طريقا من طرق الجنة ©‬ ‫والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم‪ ،‬وإن العالم يستغفر له من في‬ ‫السماوات‪ ،‬ومن في الأرض والحيتان في الماء‪ ،‬وفضل العالم على العابد‬ ‫كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكبڵ إن العلماء ورثة الأنبياء‪ ،‬إن‬ ‫الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما‪ ،‬وأورثوا العلم‪ ،‬فمن أخذه أخذ بحظ وافر‪.‬‬ ‫انظر الدارمي‪ ،‬محمد بن حبان‪-‬اللإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ‪-‬‬ ‫بيروت‪-‬مؤسسة الرسالة‪-‬الطبعة الثانية ‪١٩٩٣‬م‏ ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ ٢٨٩‬الحديث رقم ‏‪٨٨‬‬ ‫وداعية‬ ‫نزيه‪5٥‬‏‬ ‫وقاض‬ ‫بن الرحيل القرشي ئ عالم ‪7‬‬ ‫بن محبوب‬ ‫‏)‪ (١‬محمد‬ ‫مجتهد‪ .‬عاش فيالقرن الثاني وأكثر القرن الثالث الهجري ود في البصرة‪،‬‬ ‫كان رئيس العلماءء في عهده ورأس المبايعين للإمام الصلت بن مالك‪ .‬انظر‬ ‫‪٣١‬‬ ‫الدعوةعند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الله العباد مثل العلم بعد النبوة"‪ .‬النبوة همي اصطفاء إلهي‬ ‫وغير مكتسبة‪ ،‬أما العلم فهو مكتسب وراجع إلى اجتهاد‬ ‫الانسان ورغبته في طلب العلم‪ .‬وهذا العلم لابد له من دعوة‬ ‫تصاحبه‪ ،‬فلذلك فأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول‬ ‫معلم وأول فقيه‪ ،‬وأول عالم بأحكام الله تعالى وشريعته‪ ،‬وهو‬ ‫أول داعية‪ ،‬أخذ يعلم أصحابه سرا ثم جهرا بعد أن جاء أمر‬ ‫الله تعالى‪ .‬الدعوة ليست شيئا مكتوبا بل همي أي عمل أر‬ ‫قول يخدم الإسلام؟ فتعلم القرآن دعوة‪ ،‬وتعليم القرآن دعوة‬ ‫وبث العلم دعوة الأمر بالصلاة دعوة‪ ،‬الأمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر دعوة‪ ،‬كل عمل يدعو إلى الخير هو دعوة‪.‬‬ ‫فالمسلم في الحقيقة هو داعية من حيث لا يشعر‪ ،‬فلذلك فأن‬ ‫الصحابة قاموا بالدعوة‪ .‬إن الفتوحات الإسلامية أظهرت‬ ‫عدالة الإسلام‪ ،‬وخلق الإسلام فالكثير من الناس اعتنقوا‬ ‫معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية (قسم المشرق) إعداد‪ :‬فهد بن على‬ ‫مكتبة الجيل الواعد الطبعة‬ ‫منشورات‬ ‫من‬ ‫‏‪_٣٥١‬مص وما بعدها‪.‬‬ ‫‏‪٢٣‬‬ ‫ج‬ ‫السعدي‬ ‫‏‪ ٦٨‬‏ه‪١‬‬ ‫الأولى‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الإسلام بسبب المعاملة لما رأوا عدالة الإسلام‪ .‬يقول العالم‬ ‫الفرنسي جوستوف لوبون‪ :‬لم يشهد التاريخ فاتحا أرحم من‬ ‫العربأ"ا» لأن الشعوب رأت في الإسلام العدالة والرحمة‬ ‫‏(‪ )١‬غوستاف لوبون ‏(‪ ٧‬مايو ‏‪ ١٥ - ١٨٤١‬ديسمبر ‏‪ )١٩٣١‬طبيب ‪ ،‬و مؤرخ‬ ‫فرنسي‪ ،‬عني بالحضارة الشرقية‪ .‬من أشهر آثاره‪" :‬حضارة العرب" و‬ ‫‏‪ "١٨٨٤‬و "الحضارة المصرية" و "حضارة‬ ‫الهند" و "باريس‬ ‫"حضارات‬ ‫العرب في الأندلس"‪ .‬وهو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا‬ ‫الأمة العربية والحضارة الاسلامية‪.‬‬ ‫ويقول في موضع آخر‪ :‬لما أمعنا في دراسة حضارة العرب وكتبهم‬ ‫العلمية واختراعاتهم وفنونهم ظهرت لنا حقائق جديدة وآفاق واسعة ‪،‬‬ ‫ولسرعان ما رأينا أن العرب أصحاب الفضل فى معرفة القرون الوسطى‬ ‫لعلوم الأقدمين وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مدة خمسة قرون" مورداً‬ ‫علميا سوى مؤلفاتهم وأنهم الذين مدنوا أوربا مادة وعقلا وأخلاقا وتأثير‬ ‫العرب عظيم في الغرب وهو في الشرق أشد وأقوى‪.‬‬ ‫وفي موضع آخر يقول‪ :‬لو أن العرب استولوا على فرنسا لصارت باريس‬ ‫مثل قرطبة في إسبانيا مركزا للحضارة‪ ،‬والعلم حيث كان رجل الشارع‬ ‫فيها يكتب ويقرأ‪ ،‬بل ويقرض الشعر أحيانا في الوقت الذي كان فيه ملوك‬ ‫أوربا لا يعرفون كتابة أسمائهم ‪ 0‬ويبصمون باختامهم‪.‬‬ ‫مركز الحضارة العربية‬ ‫العرب ‪ .‬الناشر‪/‬‬ ‫حضارة‬ ‫لوبون‪،‬‬ ‫انظر غوستاف‬ ‫زعيتر‪.‬‬ ‫عادل‬ ‫ترجمة‬ ‫والنشر والدراسات‬ ‫للإعلام‬ ‫وقد علق على هذه المقولة المفكر الإسلامي عبدالحميد بن باديس‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫والمساواة فتقبلوا الإسلام بل إنهم رفضوا أنظمتهم الحاكمة‬ ‫الق كانت تحكمهم وهي منهم وأرادوا المسلمين أن يحكموهم‬ ‫ثدمخلوا في الإسلام هذه هي الدعوة الحقيقية‪ .‬إن التمثيل‬ ‫العملى للأخلاق الإسلامية ساهم مساهمة كبيرة في نشر‬ ‫الإسلام فالاسلام لم ينتشر عن طريق الفتوحات وحسب‘‪6‬‬ ‫هنالك بعض الأماكن في شرق آسيا لم تصل إليها الفتوحات‪٬‬‏‬ ‫إلا أن الشعوب رأت في التاجر المسلم المعاملة الحسنة‪ ،‬ورأوا‬ ‫فيه القدوة الطيبة‪ ،‬والمثال الجيد فالدعوة شيء واسع ولا‬ ‫الصنهاجي بقوله‪ :‬نعم لأنهم فتحوا فتح هداية لا فتح استعمار‪ ،‬وجاءوا‬ ‫البشير النير‬ ‫التذكير من حديث‬ ‫دعاة سعادة لا طغاة استعباد‪.‬انظر مجالس‬ ‫الدينية بالجزائر الطبعة الأولى‬ ‫الشؤون‬ ‫الناشر وزارة‬ ‫باديس‬ ‫لعبدالحميد بن‬ ‫‏‪٣٠٠‬‬ ‫‏‪ ١٩٨٣‬م ص‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫‏‪ ١‬لإسلام‬ ‫صدر‬ ‫ا لسيا سية ق‬ ‫الانقسامات‬ ‫بعدما حصل للصحابة من فتن تأطرت الأمة الإسلامية في‬ ‫ثلاثة أطر تدور جميعها حول نظرية الخلافة} نظرية الحكم في‬ ‫الإسلام؛ افترقت الأمة على هذه المبادئ إلى ثلاث فرق‪ ،‬كل‬ ‫فرقة تضم تحتها فرقا عديدة كلها تدور حول خلاف سياسي‬ ‫في الأصلء من أحق الناس بالخلافة؟ فالذين عرفوا بمذاهب‬ ‫أهل السنة قالوا‪ :‬إن قريش هي الأولى بالخلافة ويمثلهم في‬ ‫ذلك الأمويون‪ ،‬وعلى رأسهم معاوية‪ ،‬هذا هو الرأي الذي قام‬ ‫عليه الفكر السني‪ .‬الأمويون هم من كرس هذه المقولة‪ ،‬أما‬ ‫الفكر الشيعي فقد حصر الخلافة في آل البيت‪ ،‬علي بن أبي‬ ‫طالب وأولاده من فاطمة وكل فرق الشيعة تقول بهذا القول‪.‬‬ ‫أما الفريق الثالث فإنه يقول‪ :‬إن الخلافة همي حق شوري بين‬ ‫جميع المسلمين من كان مؤهلا لها فهو أحق بها(" هؤلاء هم‬ ‫‏(‪ )١‬يرى الإباضية أن القرشية ليست شرطا للإمامة‪ ،‬وإن الإسلام جعل التقوى‪،‬‬ ‫التفاضل بين المسلمين وهذا‬ ‫والورع \ والالتزام بالشريعة الإسلامية هو مقياس‬ ‫القول هو الذي يوافق تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة‪ ،‬أما القول باشتراط‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫الدعوةعند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫المحكمة الذين أنكروا التحكيم الذي حدث بين الخليفة‬ ‫الرابع علي بن أبي طالب كرم الثه وجهه ومعاوية بن أبي سفيان‬ ‫ثم أن المحكمة افترقت إلى فرق لكنهم متفقون على هذا القول‪.‬‬ ‫فافترقت الأمة كلها على هذه الفرق الخلاث‪ .‬يقول الشيخ أبو‬ ‫مسلم البهلاني رحمه الله‪:‬‬ ‫تحزبت الأحزاب بعد محمد‬ ‫فكل إلى نهج رآه يصير‬ ‫وقرت على الحق المبين عصابة‬ ‫قليل وقل الاكرمين كثير‬ ‫القرشية فهو دعوة للعصبية القبيلة المقيتة التي حاربها الإسلام الحنيف©‘ ولقد‬ ‫سار السادة الإباضية وفق هذه التعاليم الشرعية وجعلوا مبدأ الشورى هر‬ ‫الفيصل في اختيار أئمتهم رضوان الله عليهم‪.‬‬ ‫ولقد حاولت باقي الفرق الإسلامية الانتصار لآرائها‪ ،‬و قامت المؤسسات‬ ‫الإعلامية بوضع الأحاديث والروايات التي تدعم هذه الآراء‪ .‬والتي أدت‬ ‫بطبيعة الحال إلى تدهور حال الأمة الإسلامية و أخذ الناس بالقهر والبطش‪.‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫هذا الفريق يرى أن الحكم والخلافة شورى بين جميع‬ ‫اللسلمين ليس لقريش كقبيلة يكون محصورا فيها ولا لآل‬ ‫البيت‪ ،‬وهذا الذي يصدقه الواقع‪.‬‬ ‫نحن الإباضية بقينا من فرق المحكمة الوحيدين الذين نحمل‬ ‫هذا الشعار‪ ،‬ونحمل هذا المبدأ ونحمل هذا الأصل بأن الخلافة‬ ‫أو الحكم حقا لجميع المسلمين لا فضل لعرلي على أعجي ولا‬ ‫لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح‪ ،‬فلذلك فحيث ما‬ ‫وجدت المجتمعات الإباضية كان الحكم فيها شورياً بينهم‪.‬‬ ‫فالرستميون وهم من الفرس حكموا شمال أفريقيا وهنالك‬ ‫أمازيغ أما عمان لكونها ‪ -‬طبعا ‪ -‬مجتمعا عربياً فحكامها من‬ ‫العرب‪ 6‬لو وجد الحكم في بلاد أخرى في بلاد غير عربية لكان‬ ‫الحكم منهم‪ :‬وكان الحكم شرعيا متسقاً مع منظومة الإسلام‪.‬‬ ‫هذه التقسيمات السياسية الغلاث تبعها التأطير العقدي‬ ‫والتأطير الفقهي‪ .‬إذن صار الاإباضية موجودين على الساحة منذ‬ ‫القرن الأول الهجري" يتقلص المذهب أحيانا وأحيانا يظهر‬ ‫فاللذهب تعرض للتقلّص في القرون الأخيرةء اختفى من بعض‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الأمكنة كلياً وتقلص في بعضها نتيجة عدم الاهتمام بالدعوة‬ ‫هذا التقلص الذي أصاب الذهب نتيجة عدم اهتمام اتباعه‬ ‫بالدعوة إليه‪ ،‬فالدعوة هي التي تنميه‪ ،‬تنمية أي فكر لا بد له‬ ‫مانلدعوة إليه‪.‬‬ ‫إذن كيف انتشر المذهب في الآفاق فزيمان لم تكن فيه‬ ‫المواصلات موجودة وتقلّص في الأزمنة الأخيرة؟ لابد أن هناك‬ ‫أسباباً وخللاً‪.‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫بعض العوامل التى أدت إلى تقلص المذهب‬ ‫إن الذي جعل المذهب الإباضي ينتشر هو وجود أشخاص‬ ‫قاموا بالدعوة إليه بل استعملوا الرحلات الدعوية إلى ما وراء‬ ‫البحار دعوا إلى هذا المذهب وانتشر فلو أن إنساناً عمل‬ ‫تقييماً لانتشار المذاهب في القرون الأربعة الأولى‪ ،‬لوجد أن‬ ‫المذهب الإباضي كان أكثر المذاهب انتشاراً‪ ،‬هم كانوا موجودين‬ ‫في خراسان" وكانوا موجودين في فارس في أصفهان"اء وكانوا‬ ‫موجودين في اليمن لا سيما في جنوب اليمن"'‪ ،‬وكانوا موجودين‬ ‫في عمان‪ ،‬و موجودين في الشمال الأفريقي تونس على سبيل‬ ‫المثال كانت أغلبها على المذهب الإباضي الآن بقي في جزيرة‬ ‫كثرةس في ليبيا كانوا كثرة‬ ‫جربة فقط‪ ،‬في الجزائر كانوا موجودين‬ ‫حتى قيل إن حجاج نفوسة فقط ولد لهم ثلاثمئة مولود ذكر في‬ ‫‏(‪ )١‬إقليم قديم يشمل بعض مناطق من إيران وأفغانستان وبعض مناطق آسيا‬ ‫الوسطى‬ ‫‏‪ ٣٤٠‬كم جنوب طهران‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬إحدى مدن إيران تبعد‬ ‫‏(‪ )٢‬حضرموت و توابعها‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫موسم حج واحد‪ ،‬لانه في تلكم الفترة لا يمر الإنسان على‬ ‫تلك الديار إلا يجدها كلها مملوءة بالإباضية‪.‬‬ ‫وعندما زار عالم جربي عمان في عهد الإمام بلعرب بن‬ ‫سلطان رأى قوة الدولة اليعربية‪ ،‬والفتوحات‪ ،‬وعظمة الدولة‬ ‫والعدل إلا أنه لاحظ أن مدارس العلم لا تواكب هذه القوة‬ ‫فكتب رسالة وجهها للإمام بلعرب بن سلطان" وأخبره كيف‬ ‫كان المذهب وكيف أخذ المذهب يتقلڵص بعد الد ولة الرستمية‬ ‫حتى بقي في جربةك وجربة مع ضعفها لكن فيها أكثر من‬ ‫العلم والفقه والحساب والفرائض؛‬ ‫تدرس‬ ‫عشرين مدرسة‬ ‫والفلك‪ ،‬فاهتم الإمام بلعرب بن سلطان وأنشأ مدرسة في‬ ‫حصن جبرين وتخرج منها أكثر من خمسين عالماً من أهل‬ ‫القياس والرأي‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.!,‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬الشيخ هو عمر بن سعيد بن محمد بن زكريا الجربي الإباضي المغربي وقد‬ ‫جاء في الرسالة‪ :‬مولانا أصلح انه أحوالك وسدد أقوالك وتقبل منك أفعالك‬ ‫وجعل إلى السعادة مرجعك ومآلك“ فأقول أنا العبد الفقير‪ :‬إني لما من الله‬ ‫تعالى علي بالوصول إلى هذه البقعة المباركة رأيت بحمد الله في مسكد‬ ‫وسمائل وفي نزوى وفي هذا المقام الشريف من الأحكام الشرعية والسيرة‬ ‫الإباضية والسنن المحمدية ما انشرح به الصدر وامتلأ بمشاهدته سرورا ولله‬ ‫الحمد على توفيقه‪ ،‬فتأملت أحوال عمان فوجدتها عجيبة الشأن حسنة الشكل‬ ‫كاملة الأوصاف سوى أن مجالس الذكر ومدارس العلم فيها قليلة‪ ،‬والعلم‬ ‫سيدي كما لا يخفى عليكم يزداد يالاستعمال وينقص بالإهمال‪ ،‬ونقصان‬ ‫العلم ضرر في الدين عظيم‪ ،‬وما كان على النقصان يوشك زواله‪ ،‬وأخبرك يا‬ ‫نعم السيد ببعض أحوال أهل جربة من أهل هذه الدعوة في زماننا هذا مع‬ ‫ضعفهم وقلتهم وسوء حالهم‪ ،‬ومعهم من مدارس العلم ما يزيد على‬ ‫العشرين كل يعلم على قدر علمه منهم من اقتصر على النحو واللغة وعلم‬ ‫الديانات ومنهم من تبحر في النحو واللغة والصرف والمعاني والبيان والمنطق‬ ‫والتوحيد وأصول الدين والفقه والحساب والفروض الشرعية والعروض‬ ‫الشعرية أعني الأوزان وما يتعلق بها من الزخارف وغيره‪ ،‬وهو من عادتهم‬ ‫يجتمعون في كل يوم الأحد ويوم الثلاثاء على شيخ المشايخ‪ ،‬وهو أبو زيد‬ ‫ابن أحمد بن أبي ستة فيقرأون عليه ويلقون في المجالس المشكلات‬ ‫والسؤلات‘ فيتحرى فيها الصواب ويزيل عنها الالتباس‪ ،‬وهم في هذه الحالة‬ ‫على اندراس العلم ونقصانه‪ ،‬ولعلمهم أن المذهب‬ ‫يتأسفون غاية التأسف‘‪،‬‬ ‫بنقصانه ويذهب‬ ‫بازدياد العلم وينقص‬ ‫يزداد‬ ‫الرستمي‬ ‫الحنيفي‬ ‫الحقيقي‬ ‫بذهابهك وقد كان هذا المذهب بأرض المغرب في زمان الأئمة الرستمية‬ ‫رحمهم الله مسيرة ثلاثة أشهر وأزيد كلها عمارة محشوة بالزهاد والعباد‬ ‫‪٤١‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫والعلماء لا يحصى عددهم ولا يطاق عتادهم‪ ،‬فلما زالت عنهم الإمامة لأمر‬ ‫أراد الله إبرامه ذهبت الأخيار وبقيت الأشرار وتهاونوا في العلم والتعليم‬ ‫ومالوا إلى الدنيا‪ .‬فركبهم الجيلؤ فطبع على قلوبهم بسبب ذنوبهم" وأتتهم‬ ‫العلماء المخالفون بالحجج الباطلةث فتخيلوا السراب ماء لطموس البصيرة‬ ‫وتمكنت من أزمة قلوبهم‪ ،‬فسلكوا بهم طريقهم الضالة‪ ،‬كما سلك الذود بين‬ ‫قائد وسائق فارتدوا على أدبارهم والعياذ بالله في أزمنة متقاربة حتى لم يبق‬ ‫منهم إلا من ساقه التوفيق واعتصم بالله واستتر يالعلمث وهو أهل البقاع‬ ‫الثلاثة‪ :‬بعض أهل نفوسة‪ ،‬وبعض أهل جربة وبنو مصعب ليس إلا سنة اله‬ ‫التي قد خلت من قبل سلكوا بها وتمسكوا‪.‬فإذا كان الأمر هكذا فينبغي للإمام‬ ‫المسلمين أيده النه بالتوفيق وأنار له معالم التحقيق وأن يجعل في كل حصن‬ ‫من حصون مملكته المجلل عدله المزيد فضله معلما يعلم الناس أمر دينهم‬ ‫ويزهدهم في الدنيا الفانية الخسيسة ويرغبهم في الآخرة الباقية النفيسة‪،‬‬ ‫ويتيسر هذا إن شاء النه تعالى بالنظر في أحوال من له نظر ومعرفة ولو أدنى‬ ‫معرفة وذوق في العلم إن ظهرت منه أسباب الخير بالنصيحة لنفسه أولا‬ ‫ولعباد الله والشفقة عليهم والرغبة في الدين‪.‬‬ ‫فحينئذ يتوجه الأمر المطاع من إمام المسلمين بأن يتصدى التعليم‬ ‫بالغداة والعشى ولا يحقر ما معه من العلم وإن قل إن كانت نيته خالصة بأن‬ ‫ينمو ويزيد ويفيد يستفيد ببركة العلم وفضله‘ حيث كان خالصا لله عز وجل‬ ‫لعل غافلا ينتبه أو نائما يتيقظ أو ناسيا يتذكر أو جاهلا يتبصر©‪ ،‬وتكون سنة‬ ‫حسنة في الإسلام لمن سنها وأجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة‪ ،‬وهو‬ ‫إمام المسلمين وأعوانه في الدين لا يغير ولا ينقص من أجور المتعلمين‬ ‫شيء‪.‬الله الله ثم الله الله وحاشا لمثلك أن يتغافل ويتهاون في مثل هذا وأنت‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫بتوفيق الله وفضله خليفته في أرضه‘ والعلم أصول دين الله وفروعه ولوازم‬ ‫العدل المأمور به المفروض أمثاله وشروعه‪ ،‬ولكن لكل شيء سبب ولكل‬ ‫وإذا أراد الله إظهار أمر يرضيه في الدين أجراه على يد أحد من‬ ‫أجل كتاب‬ ‫خلقه‪ ،‬ممن يختصه لمزيد فضله دَليك فضل الله يؤتيه من يَشَاءُ والله ذو‬ ‫اضل لْعَظِيم كظهور العدل وعلو كلمة الحق وذهاب ذوي الشقاق‬ ‫وانطماس معالم الشرك والنفاق على يد المرحوم الشيخ خميس بن سعيد‬ ‫الشقصي الرستاقي والإمامين الرضيين رحمة الله عليهم أجمعين©‪ 6‬وأنت‬ ‫الرضي الثالث بحمد الهش وقد ترى ما ابتلي الناس به من الميل إلى الدنيا‬ ‫والزهد في الآخرة مع شدة اقتقارهم إليها‪.‬‬ ‫سيدي ومولاي‪ :‬أنظر بعين البصيرة والعقل الراجح الثاقب في وصل ما‬ ‫أمر الله به أن يوصل بينه وبين عباده الذين استخلفك عليهم رأفة ورحمة بهم‬ ‫ورجاء لرضوان الله تعالى‪ ،‬ولا تخلوا أرض اله تعالى من قائم فيها بحق وعلم‬ ‫في خلقه في كل وقت من الأوقات وهو الحجة على خلقه‪ 6‬كما قال الله‬ ‫وكل قوم هاد يا نعم السيد و يا جهد المكارم إذا نظرت وتأملت في هذا‬ ‫الأمر العجيب الشأن واطمأنت نفسك إليه وهممت ببذل المجهود فى تجديد‬ ‫معاهده وتشييد قواعده حبا لله ورجاء لثوابه‪ ،‬فثوابه أجل وأعظم للمسبب‬ ‫والمتسبب فيه من ثواب المجاهدين والمرابطين والمصلين والصائمين‬ ‫والحاجين والمعتمرين ما خلا الفرائض من ذلك كله وكان كل ذلك فضلا‬ ‫ونفلا فأرني منك علامة تسرني كقول إمام المسلمين‪ :‬نعم ابتفيت رضوان الله‬ ‫تعالى فإن إحياء هذه الطريقة أحب إلي مما طلعت عليه الشمس وغربت‪١‬‏‬ ‫وأحب إلى الله ورسوله وإلى من ناصح نفسه من المسلمين‪ ،‬إذ جميع حطام‬ ‫الدنيا الفانية لا يعتبر في جانب السعادة الأبدية ولا تزن ذرة منه‪ ،‬وكتبته بيدي‬ ‫والله على ما أظهر وأضمر شهيد‪ .‬وهذا سر من العبد الغريب إلى المولى‬ ‫‪٤٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫لذلك فإنه عندما أهملنا الدعوة تقلص المذهب واختنى‬ ‫من بعض الأماكن» ومن ذلك الإهمال أن الإباضية في‬ ‫حضرموت استنجدوا بإباضية عمان‪ ،‬فلم ينجدوهم بالشيء‬ ‫المطلوب وإنما اكتفوا بأن يرسل إليهم أحد العلماء رسالة‬ ‫توضح هم معالم المذهب‪ .‬لأن العالم في عمان كان يكتفي أن‬ ‫يرسل إلى أصحاب المذهب رسالة توضح معالم المذهب" فهذه‬ ‫الرسالة قد تصل وقد لا تصل وإذا وصلت فإنها تبقى عند‬ ‫شخص واحد ولم تكن هنالك زيارات إنقاذ ولم تكن‬ ‫هنالك رحلات إنقاذ ولا مبادرات‪ .‬لقد انتشرت المذاهب‬ ‫الأخرى بأمرين أذنين‪:‬‬ ‫أولا بالأطر العلميةش وثانياً باهتمامهم بالدعوة مذهبهم فلو‬ ‫جئنا للأطر العلمية التاريخية عند أهل السنة لوجدنا الأزهر في‬ ‫الحبيب‘ والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ورضوانه يتسلسل تسلسل أنفاس‬ ‫أهل الجنة‪ ،‬وأما أهل جربة وإن كانوا متمسكين بالعلم جهدهمإ فتدبيرهم‬ ‫مختل وعقدهم منحل وأمرهم مشكل لفقدهم الإمام العدل وقرناءه أهل‬ ‫الفضل‪.‬‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫اللعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫مصر"'‪ ،‬والزيتونة في تونس"" والقرويين في فاس"'‪ ،‬ومدارس‬ ‫ف الحجاز ومدارس في العراق" ولو جئنا إلى الأطر العلمية عند‬ ‫الشيعة لوجدنا العديد من الحوزات العلمية في النجف بالعراق©‬ ‫وفي قم في إيران‪ ،‬فالدراسة عند المذاهب الأخرى لم تنقطع‪.‬‬ ‫على أتباعهم يرشدونهمك‬ ‫يمرون‬ ‫‪.7‬‬ ‫جيئة‬ ‫والدعاة يذهبون‬ ‫ويشجعونهمإ ويحفزونهم ويثبتونهم‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬من أهم المساجد في مصر والعالم الإسلامي‪ ،‬بني سنة ‪٢٣٦١‬ه‏ على يد‬ ‫جوهر الصقلي ‪ .‬وفي سنة ‪٢٣٧٨‬ه‏ جعله الخليفة العزيز بالله جامعة يدرس فيها‬ ‫العلوم الإسماعيلية ث وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للإنفاق منها على فرشه‬ ‫الدين‬ ‫والأئمة والمدرسين ‏‪ ٠‬وحينما تولى صلاح‬ ‫وإنارته ورواتب الخطباء‬ ‫الأيوبي ملك مصر حوله إلى جامعة سنية‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬يعد ثاني الجوامع التي بنيت في أفريقية بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان©‬ ‫أمر ببنائه حسان بن النعمان عام ‪٧٩‬ه‏ وأتم عمارته عبيد الله بن الحبحاب في‬ ‫الإسلامية في بلاد المغرب‪.‬‬ ‫فى نشر العلوم‬ ‫دورا كبيرا‬ ‫لعب‬ ‫ه‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫قامت ببنائه فاطمة الفهرية‪٠ ‎‬‬ ‫‪ ٤٥‬ه‬ ‫المغربية بني عام‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬جامع في مدينة فاس‬ ‫كل ما ورثته لبناء المسجد ‘ انتقل الجامع إلى المرحلة الجامعية‪‎‬‬ ‫وهبت‬ ‫حيث‬ ‫قام العديد من العلماء باتخاذ المسجد مقرا‪‎‬‬ ‫حيث‬ ‫فى العهد المرابطلى‪،‬‬ ‫لدروسهم‪‎.‬‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫وكدليل على ذلك أذكر أنني في السبعينيات من القرن‬ ‫المنصرم اطلعت على رسالة بعثها طالب سني من التبت يدرس‬ ‫في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجهها إلى سماحة‬ ‫الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أبقاه الله‪-‬‬ ‫وقد كان يحسب أن الشيخ الخليلي على المذهب السني» ويقول‬ ‫في الرسالة‪ :‬إن علماء المذاهب السنية لا يذهبون إلى التبت‬ ‫بينما علماء الشيعة يخرجون من العراق“ ومن لبنان ويمرون‬ ‫على أتباعهم إلى أن يصلوا إلى الصين" كي يثبتوا أتباعهم على‬ ‫مذهبهم‪.‬‬ ‫إن المذهب الإباضي فقد هذين الأمرين‪ ،‬فالأطر العلمية‬ ‫عنده غير متوفرة وإنما يأتي عالم من العلماء ويجتهد ويتعلم‪.‬‬ ‫ويدرس ويْحَون مكتبة‪ ،‬وعندما يتوفى يموت بموته كل شي‬ ‫حتى كتبه تتفرق وتوزع وتباعض لأنه لم يعمل تحت مظلة‬ ‫نظام مؤسسي» وكمثال على النظام المؤسسي التعليمي لدى أهل‬ ‫السنة فهناك الأزهر في مصر فهو مؤسسة منظمة بحلقاته‬ ‫وأروقته‪ .‬فللمغاربة رواق يتسع إللى كذا طالب ولأهل الشام‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫رواق‪ ،‬ولأهل العراق رواق‪ ،‬وللصعايدة رواق" وكل رواق له‬ ‫قدر محدد من الطعام حتى أرغفة الخبز؛ فعددها محدد لكل‬ ‫رواق‪.‬‬ ‫وهذا النظام المؤيسي مستمر من القرن الرابع المجري‬ ‫وحتى الآن‪ ،‬وهكذا بالنسبة إلى المدارس الأخرى" وبالنسبة‬ ‫إلى الأخوة الشيعة لهم كذلك في قم والنجف"ا‪.‬‬ ‫فالنظام المؤسسي عندما يموت الشخص العالم لا يتأثر‬ ‫العمل‪ ،‬فالعملية التعليمية تبقى مستمرة ولا يتأثر العمل‬ ‫العلمي بأي طاريء‪ ،‬أما العمل الفردي هو مبني على فرد‬ ‫‏(‪ )١‬عند زيارتي لحضرموت لفت انتباهي الاهتمام البالغ بالأطر العلمية والربط‬ ‫المتفرقة في أنحاء الوادي فهناك رباط لأحمد المهاجر ورباط للإمام الحداد‪8‬‬ ‫وفي تريم هناك دار المصطفى وهي مؤسسة علمية أسسها الحبيب عمر بن‬ ‫‏‪ ١٤١٤‬ه تعتمد في التدريس على فقه المذاهب‬ ‫حفيظ بتريم عام‬ ‫الأربعة " وتركز على علوم أهل التصوف والتزكية‬ ‫‏(‪ )٢‬المذهب الشيعي حوزات علمية في البحرين‪ ،‬والكويت‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والعراق‪،‬‬ ‫وإيران‪ .‬و تتم الدراسة في الحوزة العلمية غالباً في ثلاث مراحل‪ :‬دراسة‬ ‫المقدمات وتقوم مقام الدور الابتدائي في الأنظمة التربوية دراسة السطوح‬ ‫وتقوم مقام الدور المتوسط خ‪+‬دراسة الخارج (مايطلق عليه بحث الخارج)‬ ‫وتقوم مقام الدراسات العليا‪.‬‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫واحدث فإذا توفي أو مرض أو انتقل إلى مكان آخر مات بذلك‬ ‫كل شيء وفقد بفقده كل شيء‪.‬‬ ‫على أن المذهب الإباضي عندما انتشر في القرون الغلاة‬ ‫الأولى انتشر بجهود دعوية‪ ،‬وقد ساهم بعض الدعاة في نشر‬ ‫المذهب عن طريق الرحلات الدعوية‪.‬‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫نماذج من الرحلات الدعوية‬ ‫عند الإباضية الأوائل‬ ‫النموذج الأول ‪ :‬سلمة بن سعد الحضرمي‬ ‫في القرن الأول الهجري كان هناك الإمام أبو عبيدة مسلم‬ ‫بن أبي كريمة في البصرة يقوم بالتعليم وكان تحت قهر وضغط‬ ‫الدولة الأموية إلى حد لا يكاد أن يصتق» حتى ألجأه ذلك إلى‬ ‫أن يتخذ سرداباً يُعَلّم فيه تلاميذه وقد جعل سلسلة على باب‬ ‫السرداب وكانوا يتظاهرون بصنع القفاف (مصنوعات سعفيّة)‬ ‫ويتركون أحد التلاميذ على باب السرداب وإذا رأوا شخصاً‬ ‫يرتابون منه حرك السلسلة فتوققوا عن الدراسة وقاموا بصنع‬ ‫القفاف‪ 6‬إلا أن ذلكم السرداب خرج أولغحم العلماء الكبار‬ ‫وأقاموا الدول الإسلامية في اليمن وعمان وشمال أفريقياا‪.‬‬ ‫في‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫الجلندى‬ ‫اليمن ‏‪ ٠‬ودولة الإمام‬ ‫الحق في‬ ‫‏) ‪ ( ١‬دولة الإمام طالب‬ ‫عمان ‪ .‬ودولة الإمام أبي الخطاب المعافري فى المغرب‪.‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫الاكبر آبو عبيدة يتابعهم وهو تحت القهر‬ ‫وشيخهم وإمامهم‬ ‫وما سمع أن الأمويين في أفريقيا جاروا وتجبروا على‬ ‫الأمازيغ وأخذوا أملاكهم بشكل جبروتي وجاء منهم وفد إلى‬ ‫‏‪ ١٠٥‬ھ‪٥ -‬؟‪١‬ھ)‏ وظلوا‬ ‫هشام بن عبدالملك (أخذ الدولة عام‬ ‫سنة كاملة ينتظرون الأذن للدخول على الخليفة حتى وصل بهم‬ ‫الأمر أن فكروا أن يرتدوا لما رأوه من الظلم والطغيان" أرسل‬ ‫الإمام أبو عبيدة الداعية الكبيرث سلمة بن سعد فسار يجتاز‬ ‫ف‬ ‫وسار‬ ‫الأموية‬ ‫العيون‬ ‫رقابة‬ ‫عن‬ ‫مبتعدا‬ ‫البصرة‬ ‫من‬ ‫القفار‬ ‫طريق بين الصحراء وبين البحر يقتحم الجبال حتى مسح تلك‬ ‫المنطقة جغرافيا وديموغرافيا من سرت في شرق ليبيا إلى‬ ‫تلمسان غرب الجزائر فدعاهم إلى الحق وإلى الاستقامة وإلى‬ ‫الأمر يوما واحدا فما‬ ‫لو يظهر هذا‬ ‫وددت‬ ‫القويم وقال‪:‬‬ ‫الدين‬ ‫أبالي أن تضرب عنقى‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫ولكن ما هو هذا الأمر؟ هل هذا الأمر هو إقامة الدولة أو‬ ‫انتشار الملذهب؟ أوكلاهما؟ وقد تحقق كلاهما نتيجة إخلاصه‬ ‫لله ولدينه ودعوته‪ ،‬وكون أول بعثة علمية أرسلها إلى معهد أبي‬ ‫عبيدة من أماكن عدة في شمال أفريقياء وبقي أولنك الطلاب‬ ‫خمس سنوات في البصرة ثم رجعوا إلى المغرب وسموا بحملة‬ ‫العلم إلى المغرب“ وأقيمت الدولة الإباضية في المغرب نتيجة‬ ‫إخلاص سلمة بن سعد لنه وإخلاصه لدين الله وللدعوة‪.‬‬ ‫النموذج الثاني‪ :‬آبو عبيدة عبدالله بن القاسم(‬ ‫أبو عبيدة عبدالله بن القاسم سمي بأبي عبيدة الصغير‬ ‫تفرقة بينه وبين استاذه أبي عبيدة الكبير‪ ،‬فقد أخذ عن أبي‬ ‫عبيدة وعن الربيع‪ ،‬أصله من بسيا من عمان وعاش في صحار‬ ‫ثم انتقل إلى البصرة‪ ،‬ثم ذهب في رحلة إلى الصين" هذا الرجل‬ ‫‏(‪ )١‬عبدالله بن القاسم‪ ،‬أبو عبيدة الصغير البسيوي‘ عالم فقيه©{ وتاجر ثري‪،‬‬ ‫عاش في القرن الثاني الهمجري‪ ،‬من بلدة بسياء من أعمال بهلاء من عمان أخذ‬ ‫العلم عن الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة‪ ،‬والربيع بن حبيب‪ ...‬انظر‬ ‫المعجم ج ‏‪ !٢‬ص‏‪٢٨٤‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بيين الماضي والحاضر‬ ‫وبدأ‬ ‫الذين ذهبوا معه‬ ‫بدأ ينشر المذهب هنالك هو وزملاؤه‬ ‫الإسلام منذ ذلك الوقت ينتشر‪.‬‬ ‫أخذ سنتين في الرحلة حتى رجع إلى صحار‪ .‬المدون في‬ ‫السجلات الصينية والذي وجد مكتوبا اسم قاسم وأنه عمان‬ ‫وذلك من باب عدم معرفة الأسماء بدقة نتيجة اختلاف اللغة‬ ‫والأسماء وما إلى ذلك‪ ،‬وإذا كنا نحن العرب لا نضبط أسماء‬ ‫بعضنا البعض بتلك الدقةث فكيف بغيرناء وعندما أقيمت‬ ‫العلاقة بين السلطنة وبين جمهورية الصين عام ‪١٦٩٧٩‬م‏ رأيت‬ ‫نشر الموضوع فكتبت مقالاً ونشرته في مجلة الغدير بعنوان(‬ ‫أبو عبيدة الصغير عبدالله بن القاسم أول داعية يذهب إلى‬ ‫الصين وأتيت بقصته ومن هناك انتشر اسمه‪ ،‬وألذ في‬ ‫الاعتبارش لقد وصل هذا الداعية إلى كانتون"ا وفي السنوات‬ ‫الأخيرة أقامت الحكومة العمانية مسجدا تحت اسم أبي عبيدة‬ ‫‏(‪ )١‬مجلة كانت تصدر عن نادي المضيرب‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬جوانجو حاليا‪.‬‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫عبدالله بن القاسم وفتح عام ‪0٠٦‬؟م‏ وقد وضعت له ترجمة‬ ‫بنفسيث وترجمت للى اللغتين الصينية والإنجليزية‪ ،‬فهي‬ ‫هناك مكتوبة باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والصينية‬ ‫تكريما وتخليدا لهذا الرمز الدعوي العالم أبي عبيدة الصغير‬ ‫عبدالله بن القاسهه'‪.‬‬ ‫النموذج الثالث‪ :‬محمد بن عمر البشري‬ ‫لم يكن الإباضية الأوائل يتركون أصحابهم فقد كانوا‬ ‫يساعدونهم؛ ويثبتونهم على مبادئهم وفكرهم الصافي‪ ،‬لقد كان‬ ‫الإباضية موجودين على ساحل شرق أفريقيا بشكل عام وفي كلوة‬ ‫بشكل خاص وعلاقة العمانيين بشرق أفريقيا قديمة منذ عهد‬ ‫‏(‪ )١‬لقد كان أبو عبيدة إذا سئل عن مسألة يقول‪ :‬عليكم بوائل فإنه أقرب عهداً‬ ‫بالربيع‪ ،‬لأن وائل لما انتقل الإمام الربيع إلى عمان حل في المسؤولية العلمية‬ ‫في البصرة وهو أبو أيوب وائل بن أيوب الحضرمي من حضرموت وهو الذي‬ ‫يقول‪ :‬أدركت في حضرموت رجا ل لو ولي أحدهم الدنيا الأحتملها علماً‬ ‫وفضلا وورعاً وعدلا‪ ،‬فتولى المسؤولية العلمية بعد الإمام الربيع لأنه الإمام‬ ‫الربيع انتقل إلى غضفان وتوفي بها‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫الدعوةعند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫سعيد وسليمان ابني عبادا بل أقدم من ذلك‪ ،‬ولحن سليمان‬ ‫وسعيدا بعدما قاتلهما الحجاج ذهبا ومن معهما إلى شرق‬ ‫أفريقيا‪ ،‬والظاهر أنهم نزلوا في الجزيرة الخضراء‪ ،‬وقد دَهَبَت‬ ‫بعثة بريطانية إلى هناك قبل سنوات ووجدوا مسجدا ومقبر‪:‬‬ ‫وحددوا عمرهما بأنهما من سبعينيات القرن الأول الهجري‪.‬‬ ‫وذلك يتوافق مع حروب الحجاج لعمان وخروج العمانيين إلى‬ ‫شرق أفريقيا ومنذ ذلك الوقت والإباضية موجودون في كلو‪:‬‬ ‫على ساحل تنزانيا وهي من المدن الإسلامية والحواضر‬ ‫الاسلامية في التاريخ وكان هناك عالم يقال له الوليد بن سليمان‬ ‫ابن يارك")‪ ،‬ولما توفي كان ولده يارك هو الأكبر فصار في‬ ‫(‪)١‬سعيد‏ وسليمان أبناء عباد بن عبد بن الجلندى‪ ،‬و الإمام الجلندى بن مسعود‬ ‫ابن جيفر بن الجلندى قريب لهما‪ 5،‬وقد هَزّما جيوش الحجاج في أكثر من‬ ‫وقعة‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الوليد بن سليمان بن بارك الكلوي‪ ،‬قاض عاش في القرن السادس الهجري‬ ‫من كلوة بشرق أفريقيا‪ ،‬عاصر الشيخ محمد بن سعيد القلهاتي‪ ،‬مدحه الشاعر‬ ‫عادي بن يزيد الأزدي البهلوي بقصيدة ذكرها ابن مداد في سيرته‪ .‬انظر معجم‬ ‫الفقهاء والمتكلمين الإباضية (قسم المشرق) إعداد‪ :‬فهد بن علي السعدي ج؛‬ ‫‏‪ ٣٠٠‬وما بعدها‪ .‬من منشورات مكتبة الجيل الواعد الطبعة الأولى ‪١٤٦٢٨‬ه‏‬ ‫ص‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫للسؤولية الدينية بعد والده ومعه أخ أصغر منه وكان مشاغبة‬ ‫وأراد أن تكون المسؤولية له فصادف مجيء رجل عراقي‬ ‫أشعري يقال له عليان‪ ،‬فتلقفه عليان واعتنق الأشعرية وقاما‬ ‫يدعوان إلى الأشعرية وتأثر الناس بهماء والمجتمع الإباضي‬ ‫مجتمع جاهل في معظمه فكتب الشيخ يارك إلى مشايخ عمان‬ ‫فاجتمع المشايخ في منح في بداية القرن السابع المجري حيث‬ ‫اجتمع مجموعة من المشايخ فقالوا‪ :‬لابد أن نجيب هؤلاء الناس‬ ‫فاختاروا رجلا منهم يقال له محمد بن عمر البشري لكي يسافر‬ ‫إل كلوة‪ ،‬فسافر الشيخ البشري إلى قلهات أولا حيث نزل عند‬ ‫الشيخ محمد بن سعيد القلهاتيا") صاحب كتاب الكشف‬ ‫والبيان‪ ،‬الذي رتب له السفر فسافر إلى كلوة‪ ،‬وعندما وصل‬ ‫المسمى عليان‪ ،‬واستطاع‬ ‫الأشعري‬ ‫ذلك الرجل‬ ‫هنالك هرب‬ ‫البشري أن يرجع أصحاب المذهب إلى مذهبهم} ولما رجع نزل‬ ‫مؤرخ ذ وأديب شاعر‪٠ ‎‬‬ ‫القلهاتي ‪ .‬فقيه أصولي ‘ ولغفوي‬ ‫بن سعيد‬ ‫)‪ (١‬محمد‬ ‫عاش في القرن السادس الهجري‪ ،‬من أهم مؤلفاته الكشف والبيان‪ .‬انظر معجم‪‎‬‬ ‫الفقهاء والمتكلمين الإباضية (قسم المشرق) إعداد‪ :‬فهد بن علي السعدي‪٣ ‎‬ج‬ ‫ص ‪٩٤‬ومابعدها‪..‬من منشورات مكتبة الجيل الواعد الطبعة الأولى‪. ‎‬ه‪٨٢٦٤١‬‬ ‫‪٥0٥‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫القلهاتي وأخبره عن‬ ‫عند ا لشيخ محمد بن سعيد‬ ‫مرة أخرى‬ ‫القصة فأنشاً الشيخ القلهاتي المقامة الكلوية على لسان الشيخ‬ ‫محمد بن عمر البشري يذكر فيها وصول البشري إلى كلوة‬ ‫المذهب‬ ‫إل‬ ‫الدعوة‬ ‫من‬ ‫الشيخ‬ ‫به ذلك‬ ‫كلوة وما قام‬ ‫ووصف‬ ‫لارجاع الإباضية إلى مذهبهم‪.‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫النموذج الرابع‪ :‬الإمام آبو عبدالله محمد بن بكر الفرسطائي‬ ‫وهناك مثال آخر على الجهود الدعوية عند الإباضية في‬ ‫ماضيهم المشرق" ذلك المثال هو الإمام أبو عبدالله محمد بن‬ ‫بكر الفرسطاتي النفوسي" وكان في بداية القرن الخامس‬ ‫المجري‪ ،‬وذلك أنه قام بدعوة أهالي وادي ميزاب بالجزائر‬ ‫وكانوا معتزلة‪ ،‬قام بدعوتهم إلى المذهب الإباضي فقد انتقل‬ ‫من جبل نفوسة‪ ،‬وذهب إلى مدينة العطف بوادي ميزاب‬ ‫وكانت المعقل الحصين للمعتزلة‪ ،‬وأخذ يدعوهم ويناقشهم‬ ‫حق أنهم قتلوا أحد أبنائه ولم يرده ذلك عن دعوتهم‬ ‫ومناقشتهم‪.‬‬ ‫الفرسطائي النفوسي ‏‪ ٠‬أحد أقطاب‬ ‫أبي بكر بن يوسف‬ ‫بكر بن‬ ‫بن‬ ‫‏) ‪ (١‬محمد‬ ‫الإباضية في المغرب ومن أبرز المصلحين الدينيين والاجتماعيين‪ .‬انظر معجم‬ ‫أعلام الإباضية ‪ ،‬الناشر جمعية التراث لجنة البحث العلمي ج ‏‪ ٤‬ص ‏‪ ٧٧٢‬وما‬ ‫بعدها‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫الدعوة عند الاباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫حتى انتقلوا ‪-‬أي أهالي مدينة العطف إلى المذهب الإباضي‬ ‫ثم تبعهم جميع المعتزلة بوادي ميزاب“ ومنذ القرن الخامس‬ ‫الهجري أصبح الميزابيون إباضية أعز الله بهم المذهب© وأعز‬ ‫منهم أئمة في المذهب وعلماء‬ ‫بهم الإسلام عامة‪ ،‬وخرج‬ ‫كثيرون‪.‬‬ ‫والإمام محمد بن أبي بكر الفرسطائي هو الذي وضع نظام‬ ‫العزابة الذي سار عليه إباضية بلاد المغرب من نفوسة وإلى‬ ‫وادي ميزاب‪ ،‬كبديل عن الدولة التي فقدها الإباضية‬ ‫هنالك‪.‬‬ ‫وبارك الله في دعوة الإمام الفرسطائي وجهوده الدعوية التي‬ ‫أنمرت تلك الخمار الحسنة الطيبة وأينعت وكان قطافها تحول‬ ‫أهالي وادي ميزاب إلى مذهب أهل الحق والاستقامةش وهاهم‬ ‫على المذهب إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الثه الأرض ومن‬ ‫عليها إن شاء الله تعالى بل هم في قوة التمسك بالمذهب‬ ‫علماً وعملا‪ ،‬وذلك بتوفيق الله تعالى وإخلاص ذلكم الإمام‬ ‫العالم الداعية‪.‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫المحمر الشالث‬ ‫"واقع الدهوة هند الإباضية"‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫تعريف الدعوة‪:‬‬ ‫الدعوة هي الوسيلة الإعلامية لنقل أي شيء فكرا كان أر أي‬ ‫وهي‬ ‫الشىء‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫ودعاه‬ ‫وأرشده‬ ‫أعلمه‬ ‫يعني‬ ‫دعاه‬ ‫من‬ ‫فالدعوة‬ ‫رديفة الإاسلام‘ و لبه‪ ،‬و قوتهك و وسيلته في انتشاره بين الناس؛‬ ‫والدعوة إلى الثه هي الدعوة إلى الإسلام‪ ،‬أي الدعوة إلى الله من‬ ‫خلال الدعوة إلى الإسلام كذلك نجد في القرآن الكريم أن الله‬ ‫تعالى يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقوم بالدعوة إلى‬ ‫الله تعالى من خلال الرسالة الإسلامية التي بعثه بها إلى الناس‬ ‫كافة فقال له ‪:‬إ قاضدع يما نمر وأعرض عآنلنتركيبَ ل) ه الحجر‪:‬‬ ‫‏‪٩٤‬‬ ‫والصدع بالأمر معناه الدعوة إلى الإسلام‪.‬‬ ‫‪4 95‬‬ ‫وقال له‪ } : :‬أنذر عَشْمريَك ‪1‬‬ ‫التنعراء‪ :‬‏‪٢١٤‬‬ ‫فالانسان شيئاً فشيئاً يبدأ بالأقرب فالأقرب وقال له‪:‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫ا( آنغل ميل ريك حكمة ولمَوَمتة انسة يحيله يال‬ ‫هأَََنٌ يدرك هُرَ أمت يمن صَلَ عَن سيلة‪ :‬وشأم‬ ‫الهية () » النحل‪ :‬‏‪١٢٥‬‬ ‫وقال‪ :‬كيلا ادع وَآسَعَقِميم حكما أيت وَلاًلن أهو ‪ :‬وكل‬ ‫امنت يمأان <ز ‪-‬ل‪ 4‬انءته ين حتب ا ث لكَعَدلَ بنتك ااه ر‬ ‫كة بتريكة اة‪:‬‬ ‫لاا ولة‪ :‬حبسه‬ ‫كاتقعتن}‬ ‫ر‬ ‫نع نكت وتد الصب لاث؟)) ه النورى‪ :‬‏‪١٥‬‬ ‫وقال له‪ » :‬قل هنزو۔ سبيلحعوال أل عَل نبصرة تأ ومن اتمن‬ ‫وحرقه ومأاتامن المُتركي ل) )ه يوسف‪ :‬‏‪ ١٠٨‬هذه أوامر‬ ‫مز لله تعال بالدعوة إليه من خلال الإسلام؛ وقبل ذلك ما من‬ ‫نبي إلا قال لقومه‪:‬‬ ‫} أعيدو أا آله مالكر من إله عَترْدة ‪4‬‬ ‫إذن فالدعوة في الحقيقة هي رديفة كل دين من ديانات الأنبياء‬ ‫السابقةث وبالنسبة للى ديننا الإسلاي فهي آلته‘ و وسيلته‬ ‫الاعلامية‪ ،‬فالدعوة لو جئنا إلى اشتقاقها ههي مشتقة من الفعل‬ ‫دعاء وكل فكر أو دين أو فكرة أو مشروع أو أي شيء في هذه‬ ‫‪٦١‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الحياة لا يدعى إليه ولا يدعى له سوف لا يحكون له انتشار إنما‬ ‫الوسيلة الفعالة التي ينتشر بها أي فكر من الأفكار أو أي دين‬ ‫من الأديان إنما ذلك بالدعوة فلذلك القرآن أمر بالدعوة‪.‬‬ ‫لماذا أمرنا بالدعوة؟ لو تأملنا في الآيات القرآنية الق أمر الله‬ ‫تعال فيها نبيه بالدعوة لوجدناها دائما تأتي بعد حكاية الفرنة‬ ‫وحكاية الاختلاف بين أصحاب الديانات السابقة فالله بعدما‬ ‫سرع لكم من الذين ما وصن يه۔ وا‬ ‫نهى عن الفرقة في قولهلإ‬ ‫أزف أَوَحَتِا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫؟‬ ‫>‬ ‫ص‬ ‫»‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫۔‬ ‫سم‬ ‫ه‬ ‫و ۔‬ ‫م‬ ‫ہ'‬ ‫ہ ۔ ‪,‬‬ ‫س‬ ‫ك‪,‬‬ ‫لنك وَما وَصَينا يدع اتهم وَمُومى ررعيسوج أن أقم‬ ‫لذ ولا تتَمَرَقْرا فيكبر عَلَ آلمتركيت ما تَتَعُوهم إله ه تى‬ ‫‪_٠١‬‬ ‫كيه مَنيَتآء وَتمدئ يكنه من ثنيث لث) ه الشورى‪ :‬‏‪١٢‬‬ ‫كما‬ ‫جاء الأمر منه سبحانه وتعالى لإقَلدلك قاد ؤ وأسم‬ ‫أمرت ولا نع أهواهم وقل امنت يما انزل ألن ين تب‬ ‫؟ے‬ ‫‪ 4‬ز۔‪ 4‬ص‬ ‫ر‬ ‫س‪,‬سص‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫>۔سہ‬ ‫‪.‬‬ ‫>‬ ‫رص‬ ‫‪٠ ٧‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ش‬ ‫ع‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫سے‬ ‫صسبہ >‬ ‫وع‬ ‫سرسر‬ ‫ريه‬ ‫س ۔دے۔‪.‬‬ ‫‪,‬۔‬ ‫>‬ ‫>‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬و‪.‬‬ ‫سم‬ ‫عر‬ ‫۔<‬ ‫رو‬ ‫۔۔‬ ‫عد مع‬ ‫رر‪.‬‬ ‫حورس‬ ‫ےے‬ ‫ِ‬ ‫‪--‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تَسََا وللتِه المصير‬ ‫لا حُجَة ينا وكم ‪ 1‬عم‬ ‫الثتنورى‪ :‬‏‪١٥‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫إذن فالدعوة هي التي تمنع من الاختلاف" الدعوة إذا قام بها‬ ‫أصحاب أي مذهب أو أي دين أو أي فكر من الأفكار تمنع‬ ‫أصحاب ذلك الفكر من الاختلاف والآية الكريمة هي قوله تعالى‪:‬‬ ‫م‬ ‫>‬ ‫ر‬ ‫إٹ‬ ‫_ همرر‬ ‫س‪,‬‬ ‫صسصح۔ _ م؟ ه۔‪.‬۔‬ ‫ه‬ ‫رر سم‬ ‫س‬ ‫>‪¡4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ ٧‬آذغ إل سيل ريك بالحكمة والموعظة الحسنة وَحَندلهُم يالى هىَ‬ ‫>< ۔‬ ‫رور‬ ‫س‬ ‫ے۔‬ ‫»‬ ‫ے۔۔ء ‪-‬‬ ‫س‬ ‫۔۔سہ‬ ‫۔‬ ‫وا‬ ‫‪ .4‬م‬ ‫أمد يمن سَلَ عَن سَييلِي وهو عله‬ ‫نحن يك ريك هُرَ‬ ‫لهي (©) )ه النحل‪ :‬‏‪١٢١‬‬ ‫جاءت أيضا بعد حكاية الاختلاف عن الأمم التي قبلناء إذن‬ ‫كأن الدعوة هذه همي التي يجتمع بها وحولها أصحاب أي فكر‬ ‫فلذلك الإسلام ركز على قضية الدعوة واهتم بالدعوة وأمر بها وهي‬ ‫التي قام بها النبي صلى اله عليه وسلم‪ ،‬وقام بها من بعده أصحابه‬ ‫الكرام رضي النه عنهم ثم قام بها العلماء المصلحون المخلصون‬ ‫عبر التاريخ‪ ،‬فبقدر إخلاص المرء لله تعالى تكون دعوته وبقدر‬ ‫إخلاصه في الإسلام تكون منه الدعوة‪ ،‬فلذلك تبارى العلماء‬ ‫العاملون المصلحون في الدعوة إلى النه وهو الذي تميز به أسلافنا‬ ‫الإباضية‪.‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫الدعوة عند الإباضية الأوائل‬ ‫لم يكن أسلافنا يطلقون على أنفسهم الإباضية وإنما أطلق‬ ‫‏‪ ١‬لتاريخ‬ ‫‏‪ ١‬لتسمية عليهم غيرهم وقبلوا بها بعد فترة من‬ ‫هذه‬ ‫وإنما كانوا يطلقون على أنفسهم أهل الدعوة أو أهل الاستقامة‪.‬‬ ‫والسبب بتسميتهم أهل الدعوة لأنهم قاموا بهذه الدعوة‬ ‫وانتشر الفكر الإباضي الجابري في الآفاق شرقا وغربا‪ .‬ر‬ ‫جنوبا وشمالا‪.‬‬ ‫الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنه سيد التابعين‬ ‫الذي وثقته الأمة توثيقاً ولم توثق أحدا غيره‪ ،‬فهو ثقة عند‬ ‫الجميع على الإطلاق وهذه حقيقة تاريخية لم نجد رجلا أعطته‬ ‫الأمة ثقتها أو كان ثقة مطلقاً عند الأمة إلا الإمام جابر بن‬ ‫زيد بعد الصحابة‪ ،‬هذا الإمام هو الذي أسس الدعوة عند‬ ‫الإباضية و ورع الدعاة في الأمصار‪ ،‬وجاء الطلاب من جميع‬ ‫الأصقاع‪ ،‬فدرسوا على يديه وانتشر طلابه شرقا وغربا‪ .‬فهو‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫كما وصفه الشيخ البدر الشماخي في كتابه "السيرا""" فقال‬ ‫((وكان أعلم الناس" وأورع الناس» وأعبد الناس؛ استضاء‬ ‫بنوره جماعة عظيمة‪ ،‬وأخذ عنه ناس كثيرةش وكان مجاب‬ ‫ثم حمل راية الدعوة من بعده تلاميذه العظام‬ ‫الدعاء("ا))‬ ‫الكرام وفي مقدمتهم الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة‬ ‫التميمي الذي أنشأ ذلك المعهد العالمي بامتياز في البصرة الذي‬ ‫قصده طلاب العلم من عمان ومن بلاد المغرب العربي‪ ،‬ومن‬ ‫مصر‪ ،‬ومن العراق‪ ،‬ومن فارس» ومن خراسان‪ ،‬ذلك المعهد‬ ‫الذي كان في سرداب جعله في سرداب لأنه كان ملاحقاً من‬ ‫قبل ولاة الدولة الأموية‪ ،‬ذلك السرداب هو الذي أصبح المعهد‬ ‫العالي الذي خرج أئمة علم وأئمة حكم تخرج منه الإمام‬ ‫عبدالثه بن يحيى الكندي (طالب الحق) أول إمام ححم في‬ ‫وكتاب‬ ‫‏(‪ )١‬بدر الدين أحمد بن سعيد الشماخي ‏‪ ٠‬ولد في يفرن بجبل نفوسة‬ ‫السير من أشهر مؤلفاته‪ ..‬انظر الإباضية في موكب التاريخ للشيخ علي يحمى‬ ‫حسن‬ ‫‏‪٨٨٧١،‬ص تحقيق محمد‬ ‫‏‪.١‬‬ ‫‏(‪ )٢‬السير © ج‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫إمام‬ ‫أول‬ ‫بن مسعود")‬ ‫الجلندى‬ ‫الإمام‬ ‫ومنه تخرج‬ ‫اليمنأ"'ء‬ ‫بعمان‪ ،‬ومنه تخرج أبو الخطاب المعافري أول إمام في بلاد‬ ‫المغرب في طرابلس ثم الإمام عبدالرحمن بن رستم" مؤسس‬ ‫فمن‬ ‫‪.‬‬ ‫العلم وهم‬ ‫إضافة إلى أئمة‬ ‫الدولة الامامة ‪ 1‬ستمية‬ ‫ذلك المعهد السردابي العالمي تخرج أوك ‏ا‪١‬لأئمة أئمة العلم‬ ‫انتشر المذهب‬ ‫حتى‬ ‫بالدعوة‬ ‫الاباضية‬ ‫فقام‬ ‫الحكم‬ ‫وأئمة‬ ‫الإباضي انتشارا واسعا كما يقول الشيخ عبدالرحمن بكلى‬ ‫بطالب‬ ‫‏‪ ٠‬أبو يحمى المشهور‬ ‫الحضرمي‬ ‫بن عبدالله الكندي‬ ‫عبدالله بن يحى‬ ‫‪961‬‬ ‫الحق توفي ‪١٣٠‬ه‏ لما الإباضية ذفي اليمن تتتلمذ على يد الإمام أبي عبيدة‬ ‫(‪)٢‬الجلندى‏ بن مسعود بن جيفر ين جلندى ت ‏‪ ١ ٠٥١٣٤‬أخذ العلم عن الإمام أبي‬ ‫البصره إلى‬ ‫من‬ ‫من حملة العلم إلى المشرق‬ ‫عبيدة مسلم بن أبي كريمه وهو‬ ‫الفضيلة للشيخ مسلم بن حمد الحارثي رحمة الله عليه‬ ‫انظر العقود‬ ‫_‬ ‫عمان‬ ‫‪ ،‬وكتاب عمان عبر التاريخ للشيخ سالم بن حمود السيابي رحمه الله‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬عبد الرحمن بن رستم ابن بهرام بن كسرى ‪ ،‬أسس الدولة الرستميه في‬ ‫المغرب الأوسط علم ‪١٦٠‬ه‏‬ ‫‪٦٦ .‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫رحمه الله('ا‪ :‬إن المذهب الإباضي في القرون الأربعة الهجرية‬ ‫الأولى أكثر المذاهب انتشارا‪.‬‬ ‫لو الإنسان استقرأً إلى حد القرن الرابع الهجري‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫وعمل خريطة بيانية لتوزيع المذاهب وانتشار المذاهب لوجد‬ ‫الذهب الإباضي من أكثرها انتشارا فالإباضية كانوا في‬ ‫خراسان وهي في أقصى الشرق بالنسبة للعالم الإسلاي آنذاك‪.‬‬ ‫وإلى اليمن في جنوب العالم الإسلامي آنذاك فضلاً عن عمانض‬ ‫فعمان كانت كلها إباضية‪ ،‬وفي البصرة إلى مصر إلى بلاد المغرب‬ ‫العري‪ ،‬هذا الانتشار استمر حتى القرن الرابع الهجري‪.‬‬ ‫والآن من غالبها قد عدما‬ ‫وفي خرا سان وفيهم علما‬ ‫تقول المقولة الأدبية عند الإباضية‪ :‬إن العلم باض في المدينة‬ ‫أي (ؤجد) و فرح في البصرة يعني (بدأ) وطار إلى عمان أي‬ ‫انتقل‪ ،‬فقد شبهوه بطائر باض في المدينةك وفرج في البصرة‬ ‫وانتقل وطار إلى عمان ثم انتقل إلى اليمن‪ ،‬وإلى المغرب‪ ،‬وإلى‬ ‫بالعطف ‏‪ ٠‬من‬ ‫‪ ١٢٣‬ه‬ ‫‏‪١ ٩‬‬ ‫ولد عام‬ ‫‘‬ ‫بالبكري‬ ‫بكلي الملقب‬ ‫بن عمر‬ ‫‏) ‪) ١‬عبدالرحمن‬ ‫آثاره تحقيق كتابي النيل © وقواعد الإسلام وله فتاوى البكري‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫خراسان» وهذا الذي يقوله الإمام نور الدين السالمي في جوهر‬ ‫‏‪ ١‬لنظام‪:‬‬ ‫بطائر فرخ في المراق‬ ‫ولعمان طار بانطلاق‬ ‫كذاك أيضا طار نحو المغرب‬ ‫فامتالأت بالعلماء النجب‬ ‫كذاك أيضا نحو اليمن المبارك‬ ‫أرجاؤه للسالك‬ ‫فاتضحت‬ ‫ولخرا سان وفيهم علما‬ ‫والآن من غالبها قد عدما‬ ‫بدا غريبا و سيرجمنا‬ ‫كما بدا والله يخلفنا‬ ‫هذه المقولة هي أدبية إباضية ؤجدت في أديباتنا الإباضية‬ ‫وهي ترسم خريطة المذهب الإباضي من مكان إلى مكان وهو‬ ‫ينمو وينتشر وما ذلك إلا لنشاط أصحابه الدعوي‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫أهل الاستقامة‬ ‫الإباضية آهل الدعوة‬ ‫لقد أسلفنا دكر السبب في تسمية الإباضية بأهل الدعوة‬ ‫وذلك لنشاطهم الدعوي" فقد كان كل واحد منهم يعتبر نفسه‬ ‫صاحب رسالة لابد أن يبلغها للآخرء لابد أن يعطيها للآخر‬ ‫لابد أن يغرف الآخر عنها فسموا أهل الدعوة لأن لابد من‬ ‫معبرة عن المسمى والصفة ملاصقة‬ ‫التسمية أن تكون‬ ‫للموصوف© فاتصفوا بأهل الدعوة لأنهم كانوا فعلاً أهل دعوة‬ ‫نشروا هذا الفكر في حين أن هناك كانت ملاحقات‬ ‫ومضايقات‪ ،‬ودول تمنع هذا الفكر‪ ،‬وتمنع هذا المذهب‬ ‫وتكافحه وتحاربه‘ ولكن مع هذا تمسكوا بمبدأ الإسلام‬ ‫الصحيح فضحَوا من أجله إلى أن انتشر هذا الفكر‪.‬‬ ‫وأما تسميتهم بأهل الاستقامة فمن المعروف أنهم ضربوا‬ ‫أررع الأمثلة في الاستقامة فتاريخهم من أنصع التاريخ في‬ ‫العدل والاستقامة كما يقول شاعرهم‪:‬‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫لا يعرف العدل إلا في ا ستقامتهم‬ ‫لم يوف إلا لهم في العدل ميزان‬ ‫بالذبً عن حرمات الله شأنهم‬ ‫دنياهم نيل وحرمان‬ ‫لا شأن‬ ‫وقال نور الدين السالمي‪:‬‬ ‫وللعمانيين والمغفارية‬ ‫أمرا ء غالبة‬ ‫وحضرموت‬ ‫يشابهون العمرين عدلا‬ ‫وورعاآ وثقة وفضلا‬ ‫مضوا على نهج الصواب فلهم‬ ‫حسن الثناء مع الرضى من ريهم‬ ‫قلت في كتابي ((الو سيط في التاريخ العماني)) إن التجربة‬ ‫السيا سية الإباضية أفضل التجارب السياسية في الدنيا على‬ ‫الاطلاق بعد الخلافة الرا شدة وقبل ظهور الديمقراطيات الغربية‪.‬‬ ‫لم يعرفوا الجور‪ ،‬والظلم‪ ،‬وسفك الدماء في غير ما أحل‬ ‫الله ما كانوا يحكمون بغير شرع الهك هذه همي الاستقامة الت‬ ‫تمسكوا بها‪ ،‬واتصفوا بها‪.‬‬ ‫إن التاريخ الإباضي من أنصع صفحات التاريخ والحمد لله‬ ‫اقرأوا تاريخ إمامة أبي الخطاب المعافري وكيف أنه كان يمنع‬ ‫‪٧٠‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫جنده من أخذ أي شيء من المخالفين لهم الذين حاربوهم يقول‬ ‫له أحدهم‪ " :‬نأخذ من أموالهم كما يأخذون من أموالنا" قال‪' :‬‬ ‫إذن حقيق على الله أن يكبنا معهم في النار فيصدق علينا‬ ‫قول الله تعال‪9 :‬إكلمامَسَلت أ لمتت أنتا ح ردا أتاتضوا يه‬ ‫ميكا قالت لتمر يخوتسهم ربا متؤلكء أصتوَا متاعهم عذاناضِعمايِيَ‬ ‫‪72‬‬ ‫‪,‬‬ ‫مم‬ ‫۔۔‬ ‫كسر‬ ‫و سےسہ‬ ‫م‬ ‫رےے}‬ ‫ء‬ ‫م سر‬ ‫و‪.‬‬ ‫ء ۔‬ ‫‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬ ‫الَارْقالَ يع ضمت ولتكن لا كََلَمُوَ لاآ) )ه الأعراف‪ :‬‏‪٢٨‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تقول المصادر الإباضية وغير الإباضية‪ :‬لما استنجدت امرأة‬ ‫بالإمام أبي الخطاب المعافري من أهل القيروان وهو في‬ ‫طرابلس من جور ورفجومة القبيلة الصفرية قال لها‪ " :‬لبيكض‬ ‫لم ينصرني الله أن لم أنصرك‪ ،‬و توجه الزحف الإسلاي بقيادة‬ ‫أي الخطاب المعافري وخلصوا القيروان من ورفجومة ومروا‬ ‫على القتلى من المخالفين بأسلابهم وقد منع الامام أبو‬ ‫الخطاب أصحابه أن يأخذوا أي شيء من القتلى حتى مرت‬ ‫‪٧١‬‬ ‫اللعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫امرأة فقالت‪ :‬كأنهم رقود فسمي المكان "رقادة " حتى ياقوت‬ ‫الحموي في كتابه معجم البلدان نص على هذاا‪.‬‬ ‫ومن أروع ضروب الاستقامة عند الإباضية ‪ ،‬ما فعله‬ ‫الإمام أبو حاتم الملزوزي (ئ‪١٥٨-١٥‬ه)‏ عندما حاصر‬ ‫القيروان ث فإنه سمح للمحاصرين التابعين للدولة العباسية‬ ‫بالخروج وزودهم بزاد غذاي مكون من رغيف خبز وقربة‬ ‫ماء‪ ،‬إن هذا العمل لم يقم به أحد في خصمه منذ عهد آدم‬ ‫عليه السلام وإلى يومنا هذاێ ويحفر التاريخ قصة الإمام‬ ‫الوارث ابن كعب الخروصي(‪-١٧٦١‬؟‪١٩‬ه)‏ عندما رأى الوادي‬ ‫أنه سوف يحمل المساجين‪ ،‬فانطلق لتخليصهم قائلا إنهم‬ ‫‏(‪ )١‬وقيل تسميتها برقادة‪ :‬أن أبا الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري القائم‬ ‫بدعوة الإباضية بطرابلس لما نهض إلى القيروان لقتال ورفجومة وكانوا قد‬ ‫عاصم بن جميل التقى بهم بموضع رقادة وهمي إذ ذاك‬ ‫تغلبوا على القيروان م‬ ‫منية‪ ،‬فقتلهم هناك قتلاً ذريعاً فسميت رقادة لرقاد قتلاهم بعضهم فوق بعض‪(.‬‬ ‫الحموي ‪ .‬شهاب الدين أبو عبدالله = معجم البلدان‪-‬بيروت‪-‬دار صادر الطبعة‬ ‫‏‪١٥٥‬‬ ‫الثانية ‪١٩٩٥‬م‏ ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫الدعوة عندالإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫أمانتي‪ ،‬وأنا المسئول عنهم يوم القيامةش فحمله الوادي فمات‬ ‫شهيدا غريقاً‪.‬‬ ‫ويساور القلق الإمام غسان بن عبدالله اليحمدي(؟‪-١٩‬‏‬ ‫ا‪.‬ه) لأنه وافق العبيد في الباطنة على اختيارهم القيام‬ ‫بالزجر (استخراج المياه من الآبار بواسطة الدواب) في الليل‬ ‫بدل النهار نظرا لحر الباطنة الشديد لأن هناك حديثا نبوياً‬ ‫جاء ناهيا عن استعمال العبيد بالليل‪ ،‬ولكن ماذا يفعل‬ ‫الإمام غسان" والعبيد أنفسهم اتفقوا مع سادتهم واختاروا‬ ‫العمل بالليلء ولكن شعور الإمام بالخوف من التقصير في‬ ‫إقامة العدل على الجميع كان يساوره حتى أطلق قولته الخالدة‬ ‫((عدلنا إلا في عبيد الباطنة))۔‬ ‫وهناك الكثير من مثل هذه المواقف الخالدة والأعمال‬ ‫الرائعة فأي عدل هذا؟ وأي استقامة هذه؟ إنه العدل حقاء‬ ‫وإنها الاستقامة حقاً وحقيقة‪ ،‬وصدق أبو مسلم حيث يقول‪:‬‬ ‫لا يعرف العدل إلا في استقامتهم‬ ‫لم يوف إلا لهم في العدل ميزان‬ ‫‪٧٢٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫أما كلمة الإباضية فقد أطلقها عليهم غيرهم ووجدت في‬ ‫الثاني من القرن الهجري‪ ،‬حيث‬ ‫مصادرنا منذ النصف‬ ‫وجدت في مصدر لعبدالله بن يزيد الإباضي الذي هو من‬ ‫تلامذة عبدالله بن عبدالعزيزا"ا الذي هو من تلاميذ أبي‬ ‫عبيدة فقد وصف أصحابه بأنهم إباضية‪ ،‬ثم بدأت تنتشر‬ ‫هذه التسمية وقد ذكرها الشيخ عمروس بن فتح المساكني‬ ‫في كتابه أصول الدينونة الصافية"ا ثم انتشرت كلمة الإباضية‬ ‫ظهورها في المصادر المغربية والمصادر‬ ‫فقبلوا بها ثم تزامن‬ ‫‏(‪ )١‬عبدالله بن يزيد أبو محمد الفزاري ( ق ‏‪ ٣-٦٢‬ها)‪ ،‬متكلم عاش في القرن‬ ‫الثاني المجري وأول القرن الثالث الهجري© تلقى علومه الأولية في الكوفة ثم‬ ‫هاجر إلى البصرة ليتتلمذ على يد الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ‪...‬انظر‬ ‫المعجم ج‪٦٢‬‏ ص‪.٣٢٢‬‏‬ ‫(‪ )٦٢‬المساكني النفوسي‘ ويكنى بابي حفص & ولقب بالمساكني لأنه من أهل‪" ‎‬‬ ‫مساكن " الواقعة بجبل نفوسة‪ ،‬ولد سنة ‪١٩٠‬ه تقريبا وهو إمام جليل من أئمة‪‎‬‬ ‫الدين © وعلم عظيم من أعلام الإسلام ‪ ،‬قتله ابن الاغلب بعدما أسر في معركة‪‎‬‬ ‫مانو الشهيرة سنة ‪٢٨٢٣‬ه‪.‬أما كتابه أصول الدينونة الصافية‪ .‬فهو كتاب فقهي‪‎‬‬ ‫مختصر لروؤس مسائل الأصول والفروع‪ .‬تحقيق حاج أحمد بن حمو‪٥ ‎‬مورك‬ ‫ومن منشورات وزارة التراث والثقافة‪ :‬مسقط{‪. ‎،‬م‪٩٩٩١‬‬ ‫‪.٧٤‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫المشرقية في نفس الفترة أيضاًڵ ذكرها علماؤنا في المشرق‬ ‫عندما قال أحد العلماء في القرن الثالث الهجري يصف أحد‬ ‫المشائخ قال‪ :‬ذلك إباضي حقاً‪.‬‬ ‫إذن هذا هو النشاط الدعوي الذي كان عليه أسلافنا‬ ‫وانتشر به المذهب© وأقيمت من أجله الدول الإسلامية فى‬ ‫الدول المباركة‬ ‫فقد قامت تلك‬ ‫وفي المغرب‬ ‫اليمن وفي عُمان‬ ‫ال أحقت الحق و وضعت الحق في نصابه‪ ،‬وأعادت للإسلام‬ ‫عدالته و مساواتهك ورؤاه كل ذلك بجهود أولنكم الأئمة‬ ‫ثم انتشر المذهب إلى خارج هذه البقعة‬ ‫العظام‬ ‫العلماء‬ ‫الجغرافية‪.‬‬ ‫نماذج مشرفة من النشاط الدعوى عن الإباضية‬ ‫دخل الإسلام إلى مملكة غانا في غرب القارة الإفريقية عن‬ ‫طريق الشيخ أبي يبى الفرسطائي(") من نفوسة ذهب في تجارة في‬ ‫‏(‪ )١‬أبو يحيى بن أبي القاسم الفرسطائي © من يتامى معركة مانو ‪٢٨٢‬ه‏ ‪ ،‬إذ‬ ‫توفي أبوه فيها‪ .‬ذكر له القطب أطفيش مسائل و روايات ‪...‬انظر كتاب السير‬ ‫الشماخي‪.‬‬ ‫للعلامة البدر‬ ‫الدعوة عندالإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫آخر القرن الثالث الهجري أو في بداية القرن الرابع الهجري‬ ‫وهنالك استطاع أن يقنع ملكها أو سلطانها بالدخول في الإسلام‬ ‫وأسلم وأسلم الناس معه ثم بدأ الإسلام ينتشر‪.‬‬ ‫وفي القرن السادس الهجري ذهب الشيخ علي بن يخلف‬ ‫الدرجيني(" من تونس في تجارة إلى مالي وهنالك استطاع أن يقنع‬ ‫ملك مالي بالدخول في الإسلام وذلك بعد أن أصاب مالي جفاف‬ ‫فقيل لملكها‪ :‬إن هنا شيخا من المسلمين لعله يدعو لنا‪-‬فقد‬ ‫كانوا على الوثنية‪ -‬فظلب من الشيخ علي بن يخلف أن يقوم بهذا‬ ‫الأمر فقال‪ :‬كيف أدعو الثه لكم وأنتم تشركون به؟‬ ‫فظلب منه أن يوضح هم الإسلام فدخل في الاإسلام؛ وذهبوا‬ ‫لكي يصلي بهم الشيخ ويدعو هم فإذا بالسماء تنهمر وإذا بالملك‬ ‫والشيخ علي بن يخلف ومن معهم يرجعون بالقوارب إلى‬ ‫‏(‪ (١‬علي بن يخلف بن يخلف الدرجيني (أبو الحسن) من أعلام درجين ببلاد‬ ‫الجريد جنوب تونس وهو جد أبي العباس أحمد الدرجيني صاحب كتاب‬ ‫طبقات المشايخ بالمغرب‪ ،‬كان من كبار التجار إلى بلاد السودان الغربي ‪..‬‬ ‫‏‪ ٥١٧‬وما بعدها‬ ‫انظر طبقات المشايخ لابي العباس الدرجيني ج‪٦٢‬‏ ص‬ ‫والإباضية في موكب التاريخ للشيخ علي يحيى معمر ج ‏‪ ٢٣‬ص ‏‪ ١٦٨‬و ‏‪١٦٩‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫مساكنهم فأخصبت البلاد والعباد ودخلوا في الإسلام وجلس‬ ‫الشيخ علي بن يخلف يعلمهم أمور دينهم‪ .‬وأخذ الإسلام ينتشر‬ ‫في الغرب الأفريقي‪.‬‬ ‫وكان هناك أحد أعلام المذهب الإباضي في غانا في القرن‬ ‫السادس الهجري هو الإمام عبدالوهاب بن غالب بن نمير‬ ‫الأنصاري( ‏‪ (١‬الذي وجه أسئلة إلى أبي عمار عبد الكا(") طالباً‬ ‫توضيح مسائل في المذهب فأجابه عليها الإمام أبو يعقوب‬ ‫الوارجلاني"'ء الأمر الذي يدل على انتشار المذهب هنالك‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬من رجالات المذهب الإباضي في غانا في القرن السادس الهجري‪ ،‬والأسئلة‬ ‫التي وجهها لأبي عمار عبد الكافي وأجاب عنها الإمام الوارجلاني" قد أثبتها‬ ‫الإمام الوارجلاني في كتابه الدليل والبرهان فليرجع إليها من شاء‪.‬‬ ‫(!) عبدالكافي بن أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن محمد‬ ‫الوارجلاني (أبو عمار) علم من اعلام وارجلان‪ ،‬صنفه الدرجيني في الطبقة‬ ‫الثالثة عشرة (‪٥٥٠‬ه_‏ ‪٦٠٠ -‬ه‏ )‪ .‬من مؤلفاته ‪:‬كتاب الموجز كتاب‬ ‫الاستطاعة كتاب الفرائض‪ ،‬كتاب شرح الجهالات للملشوطي‪ ..‬انظر طبقات‬ ‫‏‪ ٤٨٥‬وما بعدها‪.‬‬ ‫المشايخ ج ‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‏(‪ )٣‬يوسف ين إبراهيم بن مياد السدراتي الوارجلاني( أبو يعقوب) بحر العلم‬ ‫الزاخر المسخر للنفع فترى الفلك فيه مواخر‪ ،‬من أشهر علماء الإباضية‬ ‫بالمغرب ترك آثارا علمية في مختلف العلوم‪ ،‬منها‪ :‬تفسير القرآن الكريم‪١‬‏‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫اذن في الغرب الأفريقي‪ ،‬انتشر المذهب هنالك عن طريق‬ ‫إباضية المغرب وفي الشرق الأفريقي انتشر المذهب عن طريق‬ ‫إاباضية المشرق" ولا يزال المذهب موجودا في شرق أفريقيا وهو‬ ‫في وضع جيد ومناسب‪.‬‬ ‫وكذلك في غرب أفريقيا بدأ المذهب يستعيد وجوده هناك‬ ‫بفضل جهود الدعاة المخلصين الذين أسسوا جمعيات الاستقامة‬ ‫في بعض دول غرب أفريقيا‪.‬‬ ‫في جنوب شرق أسيا حتى الصين أيضا سجل التاريخ لنا‬ ‫رحلة الداعية العالم أبي عبيدة الصغير عبدالله بن القاسم وسي‬ ‫بأبي عبيدة الصغير تفرقة بينه وبين الإمام أبي عبيدة الكبير وهو‬ ‫من تلامذة أبي عبيدة الكبير مسلم بن أبي كريمة\ وأبو عبيدة‬ ‫الصغير هو أحد علماء عمان وعاش في البصرة ودرس على الإمام‬ ‫أي عبيدة‪.‬‬ ‫الدليل والبرهان‪ ،‬العدل واللإنصاف‘ ترتيب مسند الإمام الربيع ‪ ...‬انظر‬ ‫‏‪ ٤٩١‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫للدرجيني ج‬ ‫طببقات المشايخ‬ ‫‪.. ٧٨‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫وصل الامتداد الإباضي إلى خراسان" وإلى أصفهان في فارس‪،‬‬ ‫وظل الوجود الإباضي في أصفهان حتى القرن العاشر المجري‪،‬‬ ‫وعندما جاء إسماعيل الصفوي(" ‪-‬الشيعي الإيراني المتعصب‬ ‫الذي حمل إيران كلها على التشيع من إباضية وسُنة‪ -‬قال لم‪ :‬إما‬ ‫التشيع وإما السيف© فتشيع الإباضية كما تشيع غيرهم من‬ ‫المذاهب الخرى")‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬أبو المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي ( ‪٨٩٢‬ه‏ ‪٩٣٠ -‬ه‏ ) مؤسس الدولة‬ ‫الصفوية ‪ ...‬انظر تاريخ الصفويين وحضارتهم لبديع جمهة الخولي من‬ ‫منشورات دار الرائد العربي ‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬جاء في كتب التاريخ أنه كان في أصفهان عدد كبير من الخوارج‪ ،‬ولكن يبدو‬ ‫أن المقصود بكلمة الخوارج هم الإباضية‪ ،‬وإلا فالخوارج قد انتهوا من القرن‬ ‫الثاني الهجري‪.‬‬ ‫‪. ٩‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫وا لانهزام النفسى عند ا لاباضية‬ ‫الانتكاسة‬ ‫لقد استمر وهج هذا النشاط الدعوي حتى القرن الخامس‬ ‫الهجري ثم بدا الإباضية في الانكماش وبدأوا في التراجع‪:‬‬ ‫فصاروا في التقلص‪ ،‬فقد قل نشاطهم الدعوي وقل نشاطهم‬ ‫العلمي فأخذ المذهب الإباضي إما أن يختفي من بعض المناطق‪.‬‬ ‫وإما أن يتقلص في غيرهاء وفي بعض البلدان اختفى منها تماماً‬ ‫إن تخلف أتباع المذهب الإباضي عن مهمة الدعوة جعل هذا‬ ‫الذهب يتراجع شيئا فشيئا إلى أن صرنا الآن نحن المذهب الأقل‬ ‫بالنسبة إلى المذاهب الأربعة السنية والمذهب الشيعي‪.‬‬ ‫لماذا؟ لأننا لم نقم بتوضيح هذا الفكر لغيرناك لم نقم بهذ‬ ‫الرسالة‪ ،‬بل لم ند غ أنفسناء وأيناءناك وأهلناء لم نوضح لهم المذهب‬ ‫فأصبح حال الإباضية في المشرق من العادي أن يكون الأب‬ ‫إباضياً والابن سني أو شيعيا أو الأخ إباضياً والأخوة الآخرين بين‬ ‫الشيعي والسني الغيرة المذهبية اختفت من نفوسنا‪.‬‬ ‫لن يسمح الشيعي أو السني بذلك‪ ،‬لو حدث أن ابناً من أبنائهم‬ ‫صار إباضيا وهو من اسرة سنية سوف يضايق و سوف يضرب و‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببين الماضي والحاضر‬ ‫سوف يعامل بعنف و بقسوة وكذلك لو كان ابنا من أبناء أسرة‬ ‫شيعية‪ ،‬لكن نحن الإباضية أصبحنا ‪ -‬مع الأسف ‪ -‬لا غيرة‬ ‫لدينا على المذهب انتهت منا النخوة‪ ،‬والغيرة المذهبية‪ ،‬والدعوة‬ ‫غابت من نفوسنا‪ ،‬نحن لا نريد أن نقول هذا بتعصب" نقوله‬ ‫بواقعں لا يمكن أن غيرك يضربك وأنت تقابله بالزهور‪ ،‬دائماً‬ ‫المعاملة بالمثل هي التي أقرها الشرع‪.‬‬ ‫تمن عند عَتكم عندوا عله بمقل ما أدى عَلنكم وأتموا لله‬ ‫وأتموا أن آلة مع الْمَتَممتَ لاث)) ه البقرة‪ :‬ث‪١٩‬فما‏ هو الخلل في هذا؟‬ ‫اذا انكسر الحاجز النفسي مذهبيا عند الإباضي تجاه المذاهب‬ ‫الأخرى" وأصبح من العادي أن يجد الإباضي ابنه على غير مذهبه‬ ‫ويجد أخاه على غير مذهبه‪ ،‬ويتعايشون في مكان واحد‪ ،‬وفي منزل‬ ‫واحد وكأن شيئاً لم يحدث‪.‬‬ ‫إن أمرا كهذا لا يمكن أن يكون مع أصحاب المذاهب‬ ‫الأخرى‪ ،‬لماذا هم يتعصبون ذلك التعصب© ونحن نتسامح هذا‬ ‫التسامح؟‬ ‫إن المتصلب دائما هو الذي يأخذ من المتسامح‪٬‬‏ والمتسامح لا‬ ‫يأخذ من المتصلب© أما لو كان كلاهما متصلبين فإنه يبقى كل‬ ‫‪٨١‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫طرف بالمقابلێ اعتداء يقابله اعتداء بالمثل‪ .‬فالاعتداء يكرن‬ ‫بالمغل في كل شيء حتى في الدعوة‪.‬‬ ‫هنالك مؤلف لباحث أجنبي ذكر قضية المذاهب وانتشارها‬ ‫فقال‪ :‬إنك تجد السني يدعو الإباضي إلى مذهبه والشي يدعو‬ ‫الإباضي إلى مذهبه ولكنك لا تجد إباضياً يدعو سنياً أو يدعو‬ ‫شيعيا هذا القول مفكر غربي أجنبي رصد الناحية المذهبية‪.‬‬ ‫في أي مكان حيث يوجد الإباضية هذا هو واقعهم تخلوا عن‬ ‫الدعوة وانكسر الحاجز النفسي المذهبي عندهم‪ .‬الأمر بحاجة إلى‬ ‫بحث‪ ،‬لمعرفة الخلل؟ ما الأمر الذي أدى بالشخصية الإباضية إلى‬ ‫هذا الوضع الانهزاي؟ رجالا ونساء‪ .‬لماذا؟‬ ‫الغريب في الأمر من هذا أيضا أنك تجد الإباضي إن تزوج‬ ‫شيعية أو سنيّة ينقلب إلى مذهبها‪ ،‬والإباضية إن تزوجت شيعيا ار‬ ‫سنيّاً انقلبت إلى مذهبه المعادلة غير موجودة‪ ،‬الخاسر فيها هو‬ ‫المذهب الإباضي في كلا الحالين في أمور التزويج» لماذا؟ الأمر بحاجة‬ ‫إلى بحٹث©“ ما هو الخلل؟ لماذا الغيرة المذهبية راحت من نفوسنا‬ ‫والحاجز النفسي انكسر من نفوسنا لكنه ؤجد عند الغير‬ ‫ويعاملنا ذلك الغير به‪ ،‬أنا عندما أقول هذا الكلام أعمم على‬ ‫‪٨٢ .‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية ببن الماضي والحاضر‬ ‫ححح=‬ ‫مستوى العالم الإسلاي لا أحصره في مكان ربما على مستوى‬ ‫بعض الناس أو بعض الأشخاص يوجد تسامح متبادل تفاهم‬ ‫متبادلء لكن المقصود في الإطار العام وعلى مستوى الوجود‬ ‫الإباضي في جميع البلاد الإسلامية من المشرق وإلى المغرب" أين‬ ‫هذا الخلل؟‬ ‫صور كبيرة من صور هذا التراجع لو ذكرتها لطال المقال‪ ،‬لقد‬ ‫أصبحنا الآن نخجل من أن نقول أننا إباضية!‬ ‫نخجل والله من أن نقول إننا إباضية‪ .‬هذا مآل خطير‪.‬‬ ‫ومن صور ذلك الخجل ما أخبرني به أحد الأخوة من أهل‬ ‫السنة ث قال إنه عندما كان يدرس في القاهرة سكن مع بعض‬ ‫الطلبة الإباضية العمانين‪ ،‬وكانوا لا يذهبون إلى المسجد للصلاة‪:‬‬ ‫فلما سألهم عن السبب أجابوه بأنهم يخافون أن يلتفت إليهم‬ ‫الناس فيسألوهم عن مذهبهم فكان يقول لهم‪ :‬إنها فرصة لكم‬ ‫للتعريف بمذهبكم‪.‬‬ ‫وهناك الكثير من الصور التي تدل على الخجل المذهبي عند‬ ‫الاباضية‪.‬‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫نقول‪ :‬إن الكثير من أهل السنة يطالبوننا‬ ‫وللإنصاف‬ ‫بالتعريف بالمذهب وكذلك الكثير من الشيعة أيضا يطالبوننا‬ ‫بذلك‪ ،‬ولكننا كما يقول أبو العلاء المعري‪:‬‬ ‫ولكن لا حياة لمن تنادي‬ ‫لقد أسمعت لو ناديت حيا‬ ‫قضية التخلي عن الدعوة المذهبية من جانب واحد لا يمكن‬ ‫أن تنجح وإلا انتمى هذا المذهب‪.‬‬ ‫متبادلة وعلى‬ ‫الدعوة المذهبية يجب أن تكون‬ ‫التخلي عن‬ ‫مستوى جميع المذاهب‪.‬‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫ح_‬ ‫الذعوة عندا لإباضية ببن الماضى والحاضر‬ ‫مبادرة إباضية للتقريب بين المذاهب‬ ‫بالمذاهب‬ ‫بالتقريب‬ ‫عنيت‬ ‫القي‬ ‫المؤتمرات‬ ‫هذه‬ ‫إن‬ ‫الاسلامية بدأت في عام ‪١٤١٠‬ه‪/‬‏ ‪١٩٩٠‬م‪٬‬فقد‏ تلقينا دعوة من‬ ‫المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الذي يطلق عليها‬ ‫اختصارا (الإِسيسكو)‪ ،‬لعقد ندوة تعني بالتقريب بين المذاهب‬ ‫فجاءتنا الدعوة إلى سلطنة عمان تطلب منا مشاركة إباضية‬ ‫فزشحخت للحضور ممثلاً عن السلطنة كحكومة ومثلاً عن‬ ‫الذهب الإباضي على المستوى المذهبي‪ ،‬فأعددت في هذه‬ ‫لموضوع بحثا وكان الحضور شيعة وسنة ومن كبار علماء‬ ‫الشيعة وعلماء أهل السنةء فطرحت لهم في بحني رأي المام‬ ‫السالمى(‪ 6‬في مسألة الوحدة الإإسلامية‪ ،‬أو الجامعة الإسلامية‬ ‫وقد ذكر الإمام السالمي رأيه في ذلك و تصوره للجامعة‬ ‫‏(‪ )١‬عبدالله بن حميد بن سلوم أبو محمد السالمي الشهير ب " نور الدين" }‬ ‫فقيه مدقق‪ ،‬وإمام محقق© ومرجع عمان في عصره ‪ ....‬انظر المعجم ج‪٢‬‏ ص‬ ‫‏‪ ٢٦‬ومابعدها‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫الإسلامية التي هي الوحدة الإسلامية‪ ،‬ردا على سؤال الشيخ‬ ‫الباروني(" الذي أوكلت إليه مهمة مخاطبة علماء الإباضية‬ ‫فأرسل الشيخ الباروني رسالة إلى الامامين السالمي وقطب‬ ‫الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش"ا جاء في رسالته للإمام‬ ‫السالمي‪ :‬هل توافقون على الوحدة الإسلامية أو الجامعة‬ ‫الإسلامية وأين يكون مقرها؟ وما تصوركم؟‬ ‫فأجابه الإمام السالمي بقوله‪ :‬نعمك هذا ممكن عقلا‬ ‫ومستحيل عادة‪ ،‬ولكن مع هذا نحن نؤيد الفكرة و نؤيد هذه‬ ‫الوحدة وإقامة هذه الجامعة الإسلامية‪ ،‬وأقترح أن يكون‬ ‫مقرها في مكة المكرمة ‪-‬انظروا كيف الإنصاف ‪ -‬لأنها مهبط‬ ‫(‪)١‬سليمان‏ بن عبدالله بن يحي الباروني‪ ،‬ولد سنة ‪١٢٩٠‬ه‏ على الارجح© مؤرخ‬ ‫الباروني في أطوار حياته ‏‪٠‬‬ ‫وأديب ومجاهد بالسيف والقلم‪ .. .‬انظر سليمان‬ ‫لأبي اليقظان إبراهيم ‪ ،‬المطبعة العربية ث الجزائر ‏‪ ١٣٧٩‬ه‬ ‫بن عيسى أطفيش ‪ .‬الشهير بقطب الأئمة ‪ -‬من أشهر علماء‬ ‫‏(‪ )٢‬أمحمد بن يوسف‬ ‫ترك القطب‬ ‫‏‪ ٧‬ه‬ ‫ولد بغرداية في عام‬ ‫إباضية المغرب فى العصر الحديث‘‪،‬‬ ‫آثاراً عظيمة أثرى بها المكتبة الإسلامية‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬تيسير التفسير وشرح‬ ‫‪ ....‬انظر الإباضية في موكب التاريخ للشيخ‬ ‫العليل ث وغيرها‬ ‫النيل وشفاء‬ ‫كتاب‬ ‫الضامري‪.‬‬ ‫معمر‪-‬مكتبة‬ ‫علي يحى‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫لوحي وأقنع للناس" وأرى أن الحكومات هي التي تقوم‬ ‫بتمويلها لأن هذا الأمر يحتاج إلى مال‪ ،‬وأرى أن يتخلى‬ ‫المسلمون عن ألقابهم المذهبية‪ ،‬بحيث يصبح كل مسلم مسلماً‬ ‫يلتمس الحق لنفسه‪.‬‬ ‫فأثبت هذا في بحثي وطالبت به المجتمعين وكلهم تملصوا‬ ‫وتعللوا بصعوبة الآمر‪ ،‬قلت لهم‪ :‬لأن الشارع المسلم تسعون‬ ‫في المئة ‏‪ ٩٠‬منه جاهل بالأمور الدينية والمذهبيةش وهذه‬ ‫الألقاب المذهبية إنما هي طارئة على الأمة والأصل هو ما ذكره‬ ‫لله تعالى في قوله‪ :‬وجدوا في اء حي رادو" هو لَجَتنَكُمَ‬ ‫واجمل عَيَكُز ف الزين من حَرَج تلة أيكم هيم هو سَتََكهُ‬ ‫السلمي ين كتل رف كندا يكوي الول شتهيكا نكد وتكوذا‬ ‫شهدا عل التاي قَأقيموا الصَكوة وعاثوا الركؤة وأتموا يلهو‬ ‫تؤخر تيعمالموق اتق )ه الحج‪ :‬‏‪٧٨‬‬ ‫‪. ٨٧‬‬ ‫‪.‬‬ ‫«۔۔«ے‪‎‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫===‬ ‫‪}٫‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫وأصحاب المذاهب كلهم إنما يحملهم الانتماء إلى مذاهب‬ ‫على التعصب بغير علم‪.‬‬ ‫لماذا لا نتخقى عن الألقاب المذهبية؟ هذه المبادرة جاءن‬ ‫من الإباضية إلا أن الجميع تملص من هذا الأمر("‪.‬‬ ‫ان التسامح من طرف واحد مقابل التصلب والتعصب‬ ‫من الأطراف الأخرى يعتبر ذويانا‪ ،‬فلا بد أن يكون هنالك‬ ‫تماثل‪ ،‬وتفاهم‪ ،‬وتناسق في المستويات‪ .‬ما الذي أصابنا نحز‬ ‫معشر الإباضية أن نتخيل عن الدعوة ونتخلل عن المذهب‬ ‫ونتخيلى عن الإهتمام بالمذهب وأن نتساقط كما تتساقط‬ ‫أوراق الشجر ف الخريف حق هِتا على غيرنا من أصحاب‬ ‫المذاهب فأصبحنا كما يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي‪:‬‬ ‫ما لجرح بميت إيلام‬ ‫من يهن يسهل الوان عليه‬ ‫إن كان الإسلا‬ ‫()‬ ‫م هو صاحب بدعة التسامح الديني كما يحب أن يسميها‬ ‫الداعية الكبير ا‬ ‫الإباضي هو من‬ ‫لشيخ محمد الغزالي ث فإننا نقول إن المذهب‬ ‫ايتدرع مبدأ التسامح المذهبى‪.‬‬ ‫‏‪٨٨‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫التحديات التى تواجه المذهب الإباضى‬ ‫هنالك تحديات كبيرة جدا للمذهب الإباضي" تتمثل في‬ ‫تخلى أتباعه عن الدعوة إليه وعدم الاعتزاز به وعدم الانتماء‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫لماذا تخلينا عن الاعتزاز بالمذهب؟ لماذا تخلينا عن‬ ‫قراءة كتب‬ ‫عن‬ ‫لماذا تخلينا‬ ‫للمذهب؟‬ ‫القوي‬ ‫الانتماء‬ ‫المذهب؟ لماذا تخلينا عن قراءة مصادر المذهب؟ وذهبنا نقرأ‬ ‫مصادر غيرنا وكتب غيرنا ومؤلفات غيرنا؟ الإنسان عندما‬ ‫يريد أن ينفق شيئاً ينظر إلى رصيده فإذا نفد رصيده يذهب‬ ‫ليستدين من الآخرين‪ ،‬هذه قاعدة اجتماعية اقتصادية‬ ‫تاريخية‪ ،‬وأنا كإباضي الأولى بي أن أقرأ كتب مذهبي أولا ثم‬ ‫بعد ذلك اذهب وأقرأ ما عند غيري" الفرد الإباضي في‬ ‫للشرق يكاد لم يقرا كتاب تلقين الصبيان" للإمام‬ ‫‏(‪ )١‬كتاب صغير مختصر فيما يجب على الإنسان من الإعتقاد بالجنان والعمل‬ ‫‏‪٨٩‬‬ ‫_‪.‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر ح‪-‬‬ ‫السالميێ وإذا به يقرا كتب الآخرين‪ ،‬ومصادر الآخرين‬ ‫من هناك‬ ‫مزود ا بالكتب‬ ‫يأتي‬ ‫‏‪ ١‬لعمرة‬ ‫إلى‬ ‫يذ هب‬ ‫حتدما‬ ‫وعندما يسافر يأتي بالكتب والأشرطة وهو لم يقرأ كتب‬ ‫ما الذي يصدنا عن قراءة كتب الإمام السالمي أو كتب‬ ‫الجيطاليا ‏‪ ١‬أ‬ ‫أطفيش ‪ .‬أو كتب‬ ‫يوسف‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫كتب الشماحي" أو كتب الجناوفي"ا؟ أو كتب أبي الحسن‬ ‫البسيوي‪ ،‬وكتب درويش بن جمعه المحروقي وغيرهم مثلا!‬ ‫بالاركان‪ ،‬وضعه الإمام السالمي للطلبة‪(.‬من منشورات مكتبة الضامري للنشر‬ ‫والتوزيع © و وزارة الأوقاف والشؤون الدينية)‬ ‫‏(‪ )١‬إسماعيل ين موسى الجيطالي(أبو طاهر)‪ ،‬عالم جليل ولد بجبل نفوسة‬ ‫وقناطر الخيرات ‏‪ ١‬وغيرها ‪ .‬توفي‬ ‫مؤلفاته ‪ :‬قواعد الإسلام ‪.‬‬ ‫ونشأ بجيطال ‪ -‬من‬ ‫‏‪ ٠‬ه‬ ‫عام‬ ‫‪ ...‬انظر قواعد الإسلام ‪ .‬مقدمة المحقق بكلي عبدالرحمن ا مكتبة‬ ‫للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫الضامري‬ ‫‏(‪ )٢‬سبق التعريف به‬ ‫‏‪ (٣‬يحي بن الخير الجناوني(آيو زكريا) من العلماء الأعلام بجبل نفوسة أخذ‬ ‫‪6‬‬ ‫آبي هارون‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫الربيع‬ ‫آبي‬ ‫العلم حن‬ ‫نفوسة؛‪6‬‬ ‫العلمية ‪ :‬عقيدة‬ ‫من آثاره‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫أن نقرا تلقين الصبيان؟ وكتاب‬ ‫عن‬ ‫يصدنا‬ ‫‪.‬ما الذي‬ ‫الوضع( ""؟ ومسند الإمام الربيع وأن نقرأ المدونة الكبرىا؟‬ ‫الإمام جابر بن زيد هو أول من ألف في الإسلام! و أول من‬ ‫ألف التأليف الموسوعي هم الإباضيةث المدونة لأبي غانم‬ ‫الخراسانيا هي تأليف موسوعي‪ ،‬لأن أبا غانم الخراساني جمع‬ ‫المشايخ للدريجيني ج‪٢‬‏ ص_‪٤٧٠‬‏‬ ‫كتاب الوضع‪ .. .‬انظر طبقات‬ ‫‏(‪ )١‬كتب مختصر في الأصول والفقهؤ حققه الشيخ أبو إسحاق إبراهيم أطفيش‪.‬‬ ‫مطبعة الفجالة الجديدة‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬المسند الرفيع‪ ،‬مسند الإمام الربيع بن حبيب الأزدي وهو من أوائل ما دون‬ ‫الله © رتبه الإمام أبي يعقوب‬ ‫بعد كتاب‬ ‫السنة ‏‪ ٠‬وهو أصح كتاب‬ ‫من كتب‬ ‫الوارجلاني ‪ .‬شرحه الإمام السالمي‪.‬‬ ‫(‪)٣‬المدونة‏ أو الغانمي أو الغانمية أو الغنيمية‪ ،‬وهو كتاب رواية في الفقه‪ ،‬قيّد فيه‬ ‫أبو غانم الخراساني ما وصل إليه من أقوال المذهب الإباضي الذين لقيهم‬ ‫وشافههم أو سمع منهم أو سمع من شافههم ‪ ...‬انظر المعجم ج ‏‪ ١‬ص۔ ‏‪٦٦‬‬ ‫‏(‪ )٤‬بشر بن غانم أبو غانم الخراساني ‪ ،‬إمام حافظ‘ ث وعالم فقيه‪ ،‬عاش في‬ ‫النصف الثاني من القرن الثاني © وأول القرن الثالث الهجري‪ ،‬ولد في‬ ‫خراسان‪ ،‬ورحل إلى البصرة‪ ،‬أخذ العلم على يد الربيع بن حبيب وغيره‪...‬‬ ‫‪٩١‬‬ ‫الدعوةعند الإباضية يين الماضي والحاضر ح‬ ‫ح‬ ‫‏‪ ١‬لقوا ل عن تسعة من تلاميذ أي عبيدة وأحد تلاميذ‬ ‫تلك‬ ‫ا لربيع ‏(‪.)١‬‬ ‫أما التأليف الموسوعي بشكله الموسوعي الآن فني المشرن‬ ‫هناك كتاب الشياخ الذي ألفه عدد من العلماء الذين كانوا‬ ‫مرابطين في حصن دماء")‪ ،‬كانوا هنالك مرابطين لصد الغزا‪:‬‬ ‫فألفوا كتاباً فقهياً بشكل موسوعي‪ ،‬وذلك في‬ ‫القراصنة‬ ‫من‬ ‫أواخر القرن الخافي وأوائل القرن الخالث للهجرة وفي المغرب‬ ‫هناك ديوان الشياخ وديوان العزابة"ا هذه كلها تآليف‬ ‫(‪)١‬الربيع‏ بن حبيب بن عمرو الأزدي الفراهميدي‘ ولد بغضفان حوالي سنة‬ ‫‏‪٥‬ه انتقل إلى البصرة لطلب العلم فتتلمذ على يد التابعي الكبير الإمام جابر‬ ‫بن زيد © آهم مؤلفاته‪ :‬الجامع الصحيح‪ .. .‬انظر طبقات المشايخ ج ‏‪ ٦٢‬ص ‏‪٢٧٣‬‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬ولاية السيب حاليا‬ ‫‏(‪ )٣‬أعمال موسوعية فقهية } ألفها عدة علماء‪ .‬وقد ألفت في القرن الخامس‬ ‫الهجري ‪.‬‬ ‫ديوان الاشياخ ألف في غار مجماج بجزيرة جربة بتونس‪.‬‬ ‫‪ -‬ديوان العزابة ألف في وادي آريغ بالجزائر‪.‬‬ ‫‏‪٩٢‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫موسوعية‪ .‬هناك مقولة تقول‪ " :‬لماذا تخلف المسلمون و تقدم‬ ‫غيرهم؟" نحن نقول " لماذا تأخر الإباضية وتقدم غيرهم؟ في‬ ‫النواحي الدينية والمذهبية والدعوية‪.‬‬ ‫هناك خلل لابد من مناقشته لماذا انكسر الحاجز النفسي‬ ‫الذهبي عند الإباضية وازداد عند الشخص الغير الإباضي؟‬ ‫لماذا وجد مركب النقص عند الشخص الإباضي في حين ازداد‬ ‫الاعتزاز عند الغير الإباضي بمذهبه؟ هناك ضعف عند‬ ‫الإباضية يقابله قوة عند غير الإباضية‪.‬‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية يين الماضي والحاضر ح‬ ‫الفرق بين التمسك المحمود والتعصب المذموم‬ ‫يجب أن نفرّق بين التمسك والتعصبڵ فالتمسك محمود وهو‬ ‫أن يتمسك كل بما عنده‪ ،‬أما التعصب فهو مذموم وهو أن‬ ‫يخظئع غيره وأن يكقر غيره‪ ،‬فالإباضية لا يدعون إلى‬ ‫التخطئة ولا إلى التكفير أبداڵ نحن يجب علينا أن نتمسك بما‬ ‫عندنا ونعرضه من غير أن نجرّح الآخر‪ ،‬أو نكفر ه فنحن‬ ‫ندعو إلى التمسك ولا ندعو إلى التعصب‪.‬‬ ‫إن المتتبع لمحوالنا يجد ‪ -‬وللاسف ‪ -‬أن هناك انهزام‬ ‫نفسياش و تقهقراً واضحا عند أتباع المذهب الإباضي" وفي‬ ‫المقابل هناك تعصب مقيت عند باقي أصحاب المذاهب" وهذا‬ ‫المتعصب لن يكتفي بالتمسك بما عنده‪.‬‬ ‫ذكر الباحث الأجنبي في كتابه الذي ذكرته سالفاً أنه‪ :‬قد‬ ‫تجد السني والشيعي يدعوان الإباضي إلى مذهبيهما ولكن لن‬ ‫تجد هناك إباضياً يدعو سنياً أو شيعياً إلى مذهبه‪.‬‬ ‫‪. ٩٤‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫إذن هناك تعصب واضح من الطرف الآخر‪ ،‬وعند الإباضية‬ ‫لا يوجد التمسك بالمذهب فلو وجد التمسك وهو الأمر‬ ‫المحمود لما تأثر هذا الإباضي بغيره‪.‬‬ ‫نحن الآن مطالبون بأن نتمسك بمذهبنا وذلك أن نقرأ‬ ‫كتبنا وأن نرجع إلى علمائنا وأن نهتم برموزناء أن نتعرف على‬ ‫علمائنا وعلى رموزنا وعلى تاريخنا ثم بعد التوسع في ذلك ننتقل‬ ‫الى ما عند غيرناء لكن لا يمكنني أن أترك كتاب الإيضاح‬ ‫وأذهب اقرأ في بداية المجتهد مثلا أو اقرأ في المغني لابن قدامه‬ ‫وأترك شرح النيل لا يمكن أن أترك كتب المذهب وأذهب‬ ‫واقرأ كتب الغيرث لا يمكنني أن أترك شرح المسند وأذهب‬ ‫واقرأ فقه السنة لسيد سابق وهو كتاب ‪ -‬نجله ونحترمه كما‬ ‫نجل ونحترم الكتب الأخرى ‪ -‬ولكن يجب أن نقرأ ما عندنا‬ ‫أولا ثم نقر ما عند الآخرين‪ ...‬الأولويات لا بد منها في الحيا‪:‬‬ ‫هنالك أولويات حتى في الفقه يسعى فقه الأولويات‪.‬‬ ‫نحن لا بد أن نحاسب أنفسنا ونراجع أنفسنا مذهبياً يجب‬ ‫أن نعرف الخللء لماذا حدثت هذه الانتكاسة المذهبية للإباضية‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضي والحاضر‬ ‫في حين تصاعد المد المذهبي عند غيرهم‪ ،‬تقلص الإباضية‬ ‫وتوسع غيرهم‘ ضعف الإباضية و قوي غيرهم‪ ،‬جهل الإباضية‬ ‫وتعلم غيرهم؟‬ ‫يجب أن نتدارس هذا الأمر وأن نتداركه وما قصر فيه من‬ ‫سبقنا يجب أن نتداركه أو نوفيه حقه إن شاء الله تعالى‪.‬‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫آتتنان ‏‪٥....................................................‬‬ ‫مقتزتبن ‏‪٨......................................................‬‬ ‫المحور الأول "سلمة بن سعد وجهوده الدعوية" ‏‪١١..........‬‬ ‫معهد أبي عبيدة والتكوين العلمي عند الإباضية ‏‪١٢...........‬‬ ‫الإمام أبو عبيدة يرسل سلمة بن سعد للمغرب ‏‪١٦............‬‬ ‫عكرمة مولى ابن عباس لم يرافق سلمة بن سعد في رحلته‪ ...‬‏‪٢٣‬‬ ‫عدم اهتيام الإباضية برموزهم ‏‪٢٧............................‬‬ ‫المحور الثاني" نماذج من الجهود الدعوية‬ ‫عند الإباضية الأوائل " ‏‪٢٩...................................‬‬ ‫الإسلام والدعوة ‏‪٣٠.........................................‬‬ ‫الانقسامات السياسية في صدر الإسلام ‏‪٣0٥...................‬‬ ‫بعض العوامل التى أدت إلى تقلص المذهب ‏‪٣٩...............‬‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫الدعوة عند الإباضية بين الماضى والحاضر‬ ‫سلمة بن سعد الحضرمي العياني ‏‪٤٩..........................‬‬ ‫النموذج الثاني‪ :‬أبو عبيدة عبدالله بن القاسم ‏‪٥١..............‬‬ ‫النموذج الثالث‪ :‬محمد بن عمر البشري ‏‪0٣...................‬‬ ‫النموذج الرابع‪ :‬الإمام أبو عبدالله حمد بن بكر الفرسطائي ‏‪٥٧......‬‬ ‫‏‪٥٩...............‬‬ ‫المحور الثالث "واقع الدعوة عند الإباضية‬ ‫‏‪٦٢٠..........................................‬‬ ‫تعريف الدعوة‬ ‫الدعوة عند الإباضية الآوائل ‏‪٦٤.............................‬‬ ‫اللإباضية‪ ،‬آهل الدعوة آهل الاستقامة ‏‪٦٩....................‬‬ ‫نماذج مشرفة من النشاط الدعوي عن الإباضية ‏‪٧٥...........‬‬ ‫‏‪٨٠...............‬‬ ‫الانتكاسة والانهزام المذهبي عند الإباضية‬ ‫‏‪٨٥......................‬‬ ‫مبادرة إباضية للتقريب بين المذاهب‬ ‫التحديات التي تواجه المذهب الإباضي ‏‪٨٩...................‬‬ ‫الفرق بين التمسك المحمود والتعصب المذموم ‏‪٩٤...........‬‬ ‫‪٩٥...................................................‬‬ ‫هات‪‎‬‬ ‫‪٩٨‬‬