N 7 ‏اا‎ ‎1 ‎۱ ‎E ‎۱ ‎۱ ‎۲ ‎r 1 5 3 2 | r NOD 2 | e 411 E 1 11 4 e : ۳ 1 1 ۱ ` ۲ 0 1 : 1 ‏١‎ ۱ ۱ . . i 2 5 TF 7 س ست ہن س یں ہے س سی بان ۲ DLO Ata ÊTE rk Tr EN ۱ ل“ عكمان ورارة الغراث العوى والتقافتن ل لرام تاليف الشيخ سالم بن حمد الحارثي الجزء الأول والثانى ۷٧۷ هه ۱۹۹۷ م الدليل والبرهان اللجزء الأول _— © بسم الله الرحمن الرحم مقدمة مراجع الطبعة الثانية الحمد لله رب العالين › والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين . وبعد : فإن الله سبحانه وتعالى أكرم بني ادم بأن خلقهم في أحسن صورة وَرَكُبَ فيهم العقل المُدَبِر عليهم باللسان وفطرهم على عقيدة التوحيد › وجعل هذه الفطرة ضوابط عن الانحراف ء٠ جاءت بها رسل الله في كتبه القيْمة وجاءت ية دينه الحق » وقد تتابعت شرائع الله تعالى في أرضه وكان مسك ختامها رسالة محمد عه » كفل سبحانه بحفظ کتابها العظم عن التبديل والتحريف » ولكن الأمة الأسلامية - دون أن يُصَاب شرعها - مما أصيبت به الأم السابقة من الانقسام والاختلاف › واستغل الكائدون ذلك للطعن في دين الله تعالى » فانبرئ علماء الأمة يظهرون العقائد الحقة بالدليل الواضح والبرهان اير مقتبسين كل ذلك من اية محكمة أو حديث نبوي صحيح أو دليل عقلي صر . لقد ألفت كتب كثيرة في هذا اللوضوع » ويأتي كتاب الدليل والبرهان من أهمها حيث أوضح فيه العامة ابو يعقوب الوارجلاني رضي الله عنه - با حباه الله تعالى من علم غزير وبصيرة ة نافذة - عقائد أهل الحق والاستقامة بأسلوب رصين محكم » ودليل ساطع » وبرهان لا يلبث أن يسم له الخصم المعاند . وقد امتاز الدليل والبرهان - في نظري القاصر - بثلاثة أساليب : - ولا : قوة السبك في التأليف ورصانة في التعبير » وحجة في الاستشهاد بالنصوص الشرعية واللغوية . ثانا : يناقش أتباع كل ملة بما يسلّمون به فهو يجاور انخالف من الأمة لعقيدة أهل الحق والاستقامة بالنص الشرعي والدليل السمعي المُسلُم به من الطرفين ويسوق الحجج العقلية للرد على الكافر والملحد . ومع هذا فاسلوبه يشمل طريقتين : الدفاع عن العقائد الحقة والحمجوم على عقائد الضلال كل ذلك بدون أن ياخذ السام والملل القارئ والباحث . : استخدم الشيخ رضي الله عنه كثيرا أسُلوب التهكم والسخرية من أصحاب العقائد الزائغة عند تهافت شبههم › ولذلك يتاج هذا الكتاب - الدليل والبرهان - إلى قراءة واعية متأنية حتى لا يلتبس على القارئ تنوع أساليب الشيخ في التاليف . ما هو معلوم لد الجميع جلالة قدر الشيخ أبي يعقوب الوارجلاني وعظم منزلته وخدماته الجليلة التي قدمها للإسلام › فقد رتب مسند الامام الربيع بن حبيب رضي الله عنه وجعله على هيئة جامع يستفيد منه المسلمون يسر وسهولة وله كذلك تفسير للقران الكرم لم يصل إلينا وله كتاب العدل . والإأتصاف في أصول الفقه ٠ وله هذا الكتاب الدليل والبرهان › ولکن للاسف الشديد لم یحظ کتابه هذا بالعناية الملطلوبة من قبل الباحثين والدارسين رغم أهمية هذا الكتاب في العقائد وعلم الكلام › فهو حتى 5 لم يحقق التحقيق العلمي الدقيق الذي يظهره في المكتبة الاسلامية با وازي أهميته العلمية إلا ما كان من الأستاذ المادي مصلح حيث قام مشكورًا بتحقيق لز الأول وابتداً بخطوة عظيمة ورائدة في العناية بهذا الولف » ولكن هذا العمل لا يكفي - والكلام موجه لغير الأستاذ الحادي فهو قام با عليه - فما زال هناك جزءان اخران ينبغي العناية بهما وتحقيقهما ‎ ›‏ ينبغي - حسب نظري - عقد دراسة موسعة هذا السفر العظم ككل حتى تبرز مكنوناته القيمة وتشع أحجاره الكرمة » فمؤلفه رحمه الله تعالى كان موسوعيًا » فينبغي دراسة ۷ س جوانبه اللغوية والفقهية ومعلوماته التاريخية وال جغرافية وأساليبه المنطقية والفلسفية بالاضافة إلى مادته في علم الكلام والعقائد . لقد أوكل لي مراجعة هذا الكتاب لإعادة طباعته » لذلك طلبت مخطوطة الدليل والبرهان لأصلح عليه الأخطاء › فلم أجد أي مخطوطة له › وبعد ذلك حصلت على الطبعة البارونية وهي تحتوي على أخطاء كثيرة » فعملت جهدي في التصحيح حتى ترج الطبعة الثانية بأفضل ما يكون حسب المستطاع › ولذلك لا تعدو هذه المراجعة من أن تكون نَسُكًا مقومًا للطبعة البارونية › وكذلك على القارئ الكرم ألا يذهب بفكره عند قراعته ذه الطبعة بأنها محققة › فالتحقيق له رجاله وأسلوبه » وله مكانه ووقته » وكل هذا لا يتوفر لدي » إلا الهم ما كان من بعض التعليقات والإضافات الموضحة التي أرفقتها با مامش والتي لاد منها » وقد ختمت کل تعليق مني ب ( مراجع ط ٢ ) اي مراجع الطبعة الثانية . ولدكي ملاحظة عن الكتاب من خلال قراءتي المتأنية له » حيث وجدت عدم الترابط المعروف بين المواضيع من حيث عدم تلازم الملوضوع مع ما قبله ومع ما بعده وهذا وقع في العناوين الرئيسية فقط وأما في تسلسل الحتويات داخل الموضوع الواحد فقد جاء سليمًا في ترتيبه وتنسيقه » ا أن جميع المواضيع الواردة في الكتاب جاءت داخل إطار عام واحد وهو أصول الدين وبيان العقائد الحَقّة وتفنيد العقائد الزائفة عن الحق » وفي نظري رما أن المؤلف رمه الله تعا لى كان يكتب ردوده وأجوبته حسب مقتضى المقام ولکن ل تمهله الظروف لترتيبها وتنسيقها لربما وافاه الأجل المحتوم فقام من جاء من بعده بإخراجها حسما وجدها » ولكن حسب ظني أن العنوان من وضع الولف ۸ نفسه وعنوان الكتاب هو « كتاب الدليل لأهل العقول لباغي السبيل بنور الدليل لتحقيق مذهب الحق بالبرهان والصدق › . وربا يقال إن منهج بعض السلف عدم الالتزام بالترتيب والتنسيق في التأليف . فأقول : نعم » ريما يوجد هذا » ولكن الشيخ رحمه الله تعالى معروف عنه النظام والتبويب » فقد رتب مسند الإمام الربيع بن حبيب على هيئة جامع وكذلك جاء كتابه العدل والانصاف متسلسلا متتابا في موضوعاته ولذلك أستبعد أن يكون الشيخ رحمه الله تعالى ترك كتايه هكذا برغبته . ومما يجدر ذكره هنا أيضًا أن كتاب مرج البحرين في المنطق للمؤلف نفسه جاء مضافا مع نهاية الجزء الثاني من كتاب الدليل والبرهان › وهذا ليس مكانه » أُولڵا لأنه يفصل بين الجزء الثاني والجزء الثالث من الدليل والبرهان » وثانيًا لأن موضوعه مستقل مَامًا عن مواضيع الدليل والبرهان وإن كان المنطق يعتبر خادمًا لعلم الكلام › ولذلك رؤي عدم إضافته مع الدليل والبرهان وإنما طبعه ككتاب مستقل حسيا وضعه مولفه » والله أعلم بالصواب . وفي الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى وزارة التراث القومي والثقافة وعلى رأسها صاحب السمو السيد فيصل بن علي آل سعيد على عنايتها الكبيرة بكتب التراث اللأسلامي عاملة بمقتضى التوجيبات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم وكذلك الشكر موضول للجنة مراجعة وطباعة المغطوطات بالوزارة المذكورة رئيسًا وأعضاءًا وإشرافا . وفي الختام أسأل الله تعالى التوفيق والسداد لا يحب ويرضىٰ . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خیس بن راشد بن سعيد العدوي الاثنين ١۸٠ من ذي الحجة سنة ١۱٤۱ھ الموافق ٦ مايو سنة ۱۹۹۹م بسم الله الرحمن الرحم مقدمة في التعريف بالمۇلف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله النبي الأمين واله وأصحابه أجمعين . وبعد : فالشيخ أبو يعقوب بن إبراهم السدراتي الأباضي الوارجلاني أحد الأقطاب الكبار والعلماء المجتهدين الأحرار . أذ العلم من شيوخه بسدراته من وارقلا بجنوب الجزائر على الغرب من وادي ميزاب الذي كان ولا يزال يزخر بالعلماء الاباضية ولا تزال هذه البلاد وسائر الوادي معمورة بهم إلى يومنا هذا » وقد خرج منہا علماء مشهورون بالفقه والتأليف كالشيخ أحمد بن محمود بن بكر والشيخ عبد العزيز الثميني والشيخ محمد بن يوسف اطفيش » وفي المتأخرين الشيخ بيوض والشيخ عبد الرحمن بكلى وأمثالهم كثير من تفخر بهم ال جمهورية الجزائرية . | والقرية التي عاش فيها املف دمرها أحد الجبايرة بعد موته وبقيت اثارها ومقايرها معروفة إلى الآن شرقي القرية التي هي معمورة الآن . وقد كان رحمه الله مولعا بالأسفار والخروج في نظر الآثار والتدير في ايات الله وكان عالما جليلا موقرا مع علماء مذهبه وغيرهم من علماء المالكية رحل في طلب العلم إلى الاندلس وتتلمذ على علمائها . قال في مدحه بعض علماء سجلماسة من الغالفين أبياتا منہا : ما كنت أحسب أن الطود تحمله العيس فيصبح بين الرحل والقتب وله مؤلفات عديدة منها تفسير القران العظم » قال العلامة البرادي ( كتاب عجيب رأيت منه في بلاد اريغ سفنراً كبيراً الم أر ولا رأيت قط سفراً ضحم منه ولا أ كبر منه وحرزت أنه يجاوز سبعمائة ورقة أو أقل أو أكار » فيه ١ا س تفسير الفاتحة والبقرة وال عمران » وحرزت أنه فسر القران في ثانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدور : في لغة أو حكم مبني أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ ومنسوخ أو في جميع العلوم » فإذا ذكر اية يقول قوله تعالى إم » فأول ما يذكر إعراب الآية ويستقصيه » ثم يقول اللغة فيستقصي جميع تصاريف الفعل من الكلمة » ثم الصحيح في حديث رسول الله عة فيسوق الرواية من كتاب الربيع بن حبيب المعروف بالمسند ثم يسرد فيه السند أبو عبيدة عن جابر ويذكر الحديث ٠ ولقد استقصى الاختلاف الذي في « الامام » في ١ قوله إِني جاعلك للناس إماما » فذ كر مقالة الرافضة والغالية وذكر مقالات النكار وغيرهم من جميع الفرق › ولعمري أن فيه لعلوما جمة › ولقد ذاكرت أمره مع بعض الطلبة المميزين هنالك فقال لي : ( لو وجدت هذا التأليف كاملا لاسترخصته بخمسين دينارا ) ومن ضعف بخت اهل هذا اذهب وقلة ١ كتراثهم بشيء غفلوا عنه حتی أنه لم يعلم به أكثرهم ). ومنها كتاب « العدل والإنصاف» في أصول الفقه ثلاثة أجزاء اختصره وشرح الختصر البدر الشماخي › ونظم الختصر العلامة أبو مالك عامر بن خميس المالكي سماه ٠ موارد الالطاف نظم مختصر العدل والإنصاف » وشرح الأصل الامام اطفيش . ومنها هذه الكتاب الذي نحن بصدده وهو في ثلائة أجزاء يدل على غزارة علمه وتعمقه وإطلاعه وإلامه بمجميع الفنون . ومنها كتاب « مرج البحرين » في علم الفلسفة . ومنها ترتيبه لمسند الربيع بن حبيب وقد ضم إلیه مراسیل جابر بن زید وبعض روايات الربيع عن ضمام عن جاير بن زيد وروايات ابي سفيان عن الربيع وروايات للإمام أفلح بن عبد الوهاب عن أي غائم » وقام بشرح الجميع وهذا الكتاب مرفق بالجزء الثاني من كتاب الدليل والبرهان في طبعة التراث الأول وفي الطبعة البارونية » ولكن تم إفراده ککتاب مستقل في هذه الطبعة . ( مراجع الطبعة الثانية ) . ١۱ الإمام آبو ستة من علماء جربة بتونس » وشرح بعضها شرحا واسعا الامام عبد الله بن حميد السالمي من علماء غُمان » قال البدر الشماخي من علماء نفوسه بليبيا ( ولا أحصى ما رأيته له من الأجوبة لكثرتها ) قال : ( وسمعت بعض الطلبة يذكر أنه رأى له تأليفا في الفقه ) قال : ( وله قصائد منہا الحجازية في ثلائمائة وستين بيتا عدد أيام السنة تدل على غزارة علمه لا أودعها من فنون العلم ) . وتوفي ‏ رحمه الله ورضى عنه ‏ عام سبعون وخمسمائة للهجرة . ۸ من شوال ١١٣٤ ۱ه e سالم بن مد بن سلیمان بن مید الحارئي ۱۳ س [ تمهید ])0 ما شاء الله لا قوة إلا بالله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما » الحمد لله العلم الحكم رب العرش العظم » الرحمن الرحم الذي لم يخلق الخلق باطلا ء ولم ينشأهم لاعبا ولم يجعلهم عابثا ولم يتركهم سدى » ولم نعهم هدی ۽ خلق فسوى وقدّر فهدى » وأوضح منهاج السبيل لأهل العقول بأنوار الدليل وستن الجليل › فشفى الغليل وكفى العليل مؤّنة الدخيل › سبحانه . والصلاة والسلام على نبي الرحمة » هادي الأمة محمد بن عبد الله وعلى سائر الأنبياء الجم الغفير والأولياء الجمع الكثير أنه على ما يشاء قدير . أما بعد : فإن الله تبارك وتعالى فطر هذا الجنس العاقل فجعله أفضل الخلق أجمعين » وخلق الإنسان خيّرا فجعله أفضل العالمين » وخلق الأم أمة بعد أمة فجعل هذه الأمة أفضل الأولين والأخرين بشهادتهم يوم الدين على رؤوس العالمين » فقصر الحق على الفرقة الثالثة والسبعين وما سواها في الحلاك والردى أبد الآبدين » وجاء الشرع بمصداق ما قلنا ؛ قال عه : « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة » كلهن إلى النار ما خلا واحدة ناجية و كلهم يدعي تلك الواحدة » . الحديث . وئي حديث جبير بن نفير « ستفترقون على إحدى وستين فرقة » وفي حدیث اخر و افترقت اليہود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اننتين وسبعين فرقة . وستفترقون على ثلاث وسبعين فرقة » الحديث . وفي حديث (١۱) هذا العنوان من وضع مراجع الطيعة الثانيهة . ١٤٠ا اخر « افترقت النصارى على إحدى وسبعين فرقة واليهود على اثنتين وسبعين فرقة وأنتم على ثلاث وسبعين فرقة » الحديث » والحديث من المسندات وليس من المتواتر » ولأصحاب الحديث عكسه يرون أن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى الجنة ما خلا واحدة إلى النار » ولأصحاب الحديث و يمسر ۰ 3 2 E ‏ر باب ) الناس ف الأمة‎ قال بعضهم : الأمة جميع من أرسل إليه رسول الله عك من الجن والانس والأحمر والأسود ». ودخل في جملة هذا جميع المشر کين من السوفسطائية والدهرية والثنوية والديصانية والمرقونية وأصحاب الطبائع والخرمية ويأجوج ومأجوج واليهود والنصارى والذين أشركوا » وجماعة الموحدين أجمعين وأهل التشبيه منم » وال خضر والياس وعيسى إذا نزل » ليس إلا الملائكة . وقالت طائفة : من أمته من امن به من الموحدين والمشبهة والرافضة وامحسمة والشيعة . وطائفة يقولون : إنما أمته من امن به وصدقه وصح توحیده . وطائفة يقولون : إن أمته الفرقة الحقة . وکل صدقوا » ولکن هذا مہم وقال : « إن معکم عا ل ما كانتا في شيء إلا کارتاه ياجوج ومأجوج » وذلك أن رسول الله عد كان في سفر له يمشون أوان الظهيرة إذ نزل جبريل عليه السلام بأول سورة «ل يا أيها الناس اتقوا ربكم أن زلزلة الساعة شيء عظم 4 فرفع بها رسول الله عي عقيرته فشاب إليه الناس فقال : عل يا أيها الناس اتقوا ربكم ې إلى قوله : ل شديد 4 فقال عليه السلام : « أتدرون أي يوم هذا ؟ » قالوا : ( الله ورسوله أعلم ) . فقال : « يوم يقول الله فيه لدم : قم ابعث بعث النار . فقال ادم وما بعث النار ؟ فقال تعالى : من كل ألف تسعة وتسعين وتسعمائة إلى النار وواحد إلى الجنة » . هناك يشيب الصغير ويهرم الكبير ل وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سکاری 4 الآية فتفرق أصحاب رسول الله عي وضوضروا » فناداهم أن هلموا فثابوا إليه » وقال : « ابشروا إن معکم خليقتين ما کانتا ئي شيء إلا کارتاه ياجوج وماجوج تسعة وتسعون وتسعمائة إلى النار وواحد منكم إلى الجنة » . ١٦۱ س فأوجب عليه السلام أن يأجوج ومأجوج من أمته فوجب على هذا الحديث أن أمة محمد إلى التسعمائة أقرب من إلى الثلاث والسبعين فرقة . وقوله عليه السلام : ٠ لا تقوم الساعة على مؤّمن » وقوله عليه السلام : « لا تقوم الساعة إلى على دين أي جهل ودينه الشرك » . وقوله عليه السلام : « لتتبعن اثار من قبلکم حتی أنہم لو سلکوا جحر ضب لسلکتموه حذو التعل بالنعل » - ویروی خشرم دبر - قالوا : ( اليهود والنصارى يا رسول الله ؟ ) قال : « لا » قالوا : فمن إذا ؟ قال عليه السلام : ٠ لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس على ذي الخصلة » - وذو الخصلة صنم کانوا يعبدونه في ال جاهلية ‏ وهؤلاء من أمته . وروى عنه أنه قال : « القدرية حوس هذه الأمة والمرجئة يهودها » وهما من أمته . وعنه عليه السلام أنه قال : « رأيت في المنام سوادًا . فقلت : يا جبريل من ؟ أَهوُلاء أمتي ؟ فقال : لا هذا موسی في أمته » ثم قال : « فرأیت سوادا أعظم من الأول . فقلت : يا جبريل من هوْلاء » أهوُلاء أمتي ؟ فقال : هذا عيسى في أمته » . قال : « ثم نظرت فرأيت سوادا أعظم من الأولين » قد سد ما بين الأفق فقلت : من هؤلاء يا جبريل » فقال : هؤلاء أمتك لك معهم سبعون ألفا يحشرون عن يمين العرش كأن وجوههم القمر ليلة البدر ولا يحضرون الحشر » . فقام عكاشة بن المحصن فقال : ( ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منہم ) فقال « أنت منهم » أو قال : اللهم اجعله منهم » » ثم قام سعد بن عبادة فقال : ( ادع الله أن يجعلني منهم ) . فقال : « سبقك بها ععكاشة وبردت الدعوة » . ثم دخل عليه السلام بيته ثم خرج فقالوا : ( هؤلاء من الأنبياء أو من أبنائنا وأما نحن فقد ذقنا الشرك). فقال : « بلى رجال امنوا باللّه وصدقوا المرسلين » ( احلهم لنا يا رسول الله ) فقال : « لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلی ربہم یتو کلون ٩ . ۱۷ س وعنه عليه السلام أنه قال : « زويت لي الأرض فاأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها » . وقال عليه السلام : « نحن الاخرون الاولون بيد نهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتیناه من بعدهم ) . ٢ د جد جد ۱۸ — « في فضائل هذه الأمة * قال الله عز وجل : ل كنم خير أمة أخرجت للناس ‏ الاية . وقال عليه السلام : « أمتي أمة مرحومة » إشارة إلى قول الله عز وجل لموسى حين قال موسى ل إن هي إلا فتنتك تضل بہا من تشاء وتهدي من تشاء چ إلى قوله : ل الذي يجدونه مكتوبا € الاية . وقال عليه السلام : « أنتم توافون سبعين أمة انتم خيرها وأفضلها عند الله » قال عليه السلام : « أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم اخره » وقال أيضا : « أول أمتي خير وأوسطها واخرها همج رعاع لا خير فيهم » » وقال عليه السلام : « للعامل من أمتي في اخر الزمان أجر خمسین _منکم ) یرید أصحابه . وقال عليه السلام : « أهل الجحنة مائة وعشرون صفا انتم منہا انون » . وقال عليه السلام : « خير أمتي لأمتي أبو بكر ثم عمر »» وروي : « وأصلبها في دين الله عمر » وأمينها أبو عبيدة بن الجراح » وأقضاك علي وأفرضكم زيد بن ثابت » وأقراک اُيي بن کعب وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ٤ وإن مع سلمان لعلما » وعلیکم بہدي عمار وبہدي ابن ام عبد ) . ولابد من قيام المهدي في اخر الزمان عملا الأرض قسطا وعدلا ا ملعت ظلما وجورا . قال : « ولكل نبي دعوة واي احتيأات دعوتي شفاعة لأمتي ) وعن اخسن قال : قال رسول الله عي : « خير أول أمتي متزوجوها واخرها عزابا » » وعنه عليه السلام قال : « لا تزال أمتي بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلکوا » . وعن أي هريرة قال : مر النبي عليه السلام على مقبرة فقال : « سلام عليكم دار قوم مؤمنين › أنمم لنا سلف ونحن لكم تبع وإنا بكم لاحقون إن شاء الله › إنا لله وإنا إليه راجعون » وددت أي رأيت إخواني » فقالوا : ( ألسنا باخوانك يا رسول الله ) قال : د« بل أنم أصحابي ٠ إخواني قوم ياتون من ۱۹ س بعدي وأنا فرطهم على الحوض » وليذادن رجال عن حوضي ا يذاد البعير الضال › فاناديهم : ألا هلم ألا هلم » إنهم أصحابي ء فيقال : ليسوا بأصحابك إنك لا تدري ما احدثوا بعدك » » وفي رواية : نهم لن یزالوا مرتدین على اعقابمم بهم ذات الشمال فاقول : « فسحقا فسحقا ) . وعنه عليه السلام أنه قال لأصحابه : « أي الخلق أعجب إِيِانًا ؟ » فقالوا : ( الملائكة ) › قال : « الملائكة عند ربهم فما لحم لا يؤمنون » وفي رواية : قالوا ( الأنبياء ) » قال : « الأنبياء يأتيهم وحي من ربهم فما حم لا يؤمنون » قالوا : ( نحن أصحابك ) ٠ قال : « أنتم أصحابي تسمعون مني وتروني فما لكم لا تؤمنون » فقالوا : ( الله ورسوله أعلم ) » قال : « أعجب الخلق إيمانا قوم يأتون من بعدي فيؤمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني » فأولعك غم الدرجات العلى إلا من تعمق في الفتنة » . وقال عليه السلام : « خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يبون السمن تسبق بين أحدهم شهادته » . وقال عليه السلام : « أنتم ثلثا أهل الجنة » . ٌ9 3 3 ٩ 3 د آفات الأمة « قال رسول الله عليه : « ستفترق أمتي » الحديث وقال عليه السلام : « هلاك أمتي رجلان عالم فاجر وعابد جاهل ¢ » وقال أيضا : « إذا ظهرت البدع في أمتي وكتم العالم علمه فعليه لعنة الله » وعنه عليه السلام : « ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها » . وقال عليه السلام : « أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافق بالقران » . وعن أي ذر قال : « سمعت رسول الله عي يتخوف على أمته ستا : إمارة السفهاء › وكارة الشرط » وبيع الحكم » والاستخقاف بالدم » وقطيعة الرحم » وقوما يتخذون القران مزاميراً يقدمون الرجل منهم ليس بأفقههم إلا ليغنيهم › . وعن أي هريرة عنه أنه قال : « هلاك أمتي » أو قال : « فساد أمتي على رؤوس أغيلمة من سفهاء قريش » وعن ابن عباس عنه ع أنه قال : « هلاك أمتي في المعصية والقدرية والرواية عن غير ثبت » وعن حذيفة ‏ رضي الله قال : ( لتدعون هذه الأمة مما لو دعا به القرون الأولى عاد ونمود لاستجيب فا ولا يستجاب ذه الأمة ) . وعن أي هريرة أن النبي عليه السلام قال : « أتدرون من المفلس » قالوا : ( المفلس فينا من لا دينار له ولا درهم له ولا متاع ) فقال : « إنما المفلس من أمتي من يأي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وقد شتم هذا وضرب هذا وقذف هذا › فيقتص هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أذ من خطایاهم فطرحت عليه ثم يطرح في النار » . وذكر ضمام هذا الحديث فأوجب القصاص في الحسنات ولم يذكر إلقاء الخطايا عليه ... وقال تعالى : % وليحملن أثقالحم وأثقالا مع أثقالحم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون € . وعن يحيى بن أُبي كثير قال : قال رسول الله عَُْ : « يكون القوم من أمتي فطن في تبجارتهم خرق في أمر اخرتهم يموتون لا خلاق لم » . ب ا وعن راشد بن سعد أن النبي قال یوما وعنده نفر من قریش د ألا نکم ولاة هذا الأمر من بعدي فلا أعرفن ما على أمتي » اللهم من شق على أمتي فشق عليه » . وعن ابي هريرة عنه عليه السلام : أنه قال : « يلك أمتي هذا الحي من قریش » » قالوا :( فما تأمرنا ) » قال : « لو أن الناس أعتزلوهم ¢ أو قال : « تركوهم » » وعن أي هريرة قال : قال رسول الله عي : « ما أحاف على أمتي إلا ضعف اليقين » . قال عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه - لكعب : ( ما أخحوف شيء تخافه على أمة أحمد ) › قال : ( أئمة مضلون ) › قال له عمر : ( صدقت قد أسر إل ذلك رسول الله عه وعلمنيه ) » روى ثعلبة ين مسلم عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله عفد : « إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم إنك ظالم فتودع منهم » . وعنه عليه السلام قال : « رأيت رجلا قد أخحذته الزبانية من كل مكان فجاء أمره بمعروف ونهیه عن منکر فاستنقذاه من يديهم وأدخلاه مع ملائكة الرحمة فصار معهم » .. وقال : « صنفان من أمتي لا تنالحما شفاعتي يوم القيامة إمام ظلوم غشوم وغال في دين مارق » » وعن جعفر بن برقان عن الزهري عن رسول اله : قال : « اللهم من ولي من أمر أمتي شیئا فرفق بهم فارفق به » ومن خرق فاخرق به » وقيل عنه عليه السلام أنه قال : « ما أشد ما أتغوف على أمتي الشيطان والدجال ولكن أشد ما ألقى عليهم الأئمة ة الملضلون » . وعنه أيضا إنه قال : « من ولي من أمة محمد شیا فلم یعدل فیہا فعلیه بهلة الله » قالوا : ( وما بهلة الله ؟ ) قال : ٠ لعنة الله عز وجل » .. وعن الحسن عنه عليه السلام قال : « لا تزال يد الله تعالى على هذه الأمة وكنفه مالم تعظم أبرارهم فجارهم › ومالم خیارهم بشرارهم » ومالم تمل قراؤهم إلى أمرائهم » فعلوا ذلك رفعت عنهم البركة وسلطت عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب وقذف في قلوبهم الرعب وألزق بهم الفاقة ». حدثنا علي عن الحسن بن واقد الحنفي قال : أظنه من احادیث بز بن ۲۲ س حكم قال : قال رسول الله عد : « إذا كانت سنة ثمانين ومائة فقد أحلت لأمتي العزبة والعزلة والترهب في رؤوس الأجبال € › وعنه عليه السلام إنه قال : « الخائف يوم القيامة من خافته أمتي من غير سلطان » » ومن کتاب ذ کر الطاعة والعصية عن عبد الرحمن ين عبد الكفيف ( أقيت إلى عبد الله بن رسول ال ع فخطينا : ( إنه ل يکن ني | إلا كان حقا عل الله أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لحم » وينذرهم ما يعلمه شرا لحم » وأن أمتكم هذه جعلت عافيتها في وأن اخرها بلاء وأمور ينكرونها ۽ وء الفتن يدفن بعضها بعضا › تجبيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تتكشف »› فمن سره منكم أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتد رکه موتته وهو مؤّمن بالله واليوم الاخر وليات إلى الناس الذي يحب أن يۇق إليه » . وإنما أغرقنا في النزع في هذه الأمة وتقصيناها ما قدرنا ليتفق لنا ال جمع بين قوله عز وجل : كنت خير أمة أخرجت للناس ئه إلى قوله : ل وأكثرهم الفاسقون 4 . وبين قول النبي عليه السلام : « ستفترق أمتي » .. الحديث . ونستظهر با عاينا وراينا من بلوغ هذه الامة طرفي الارض شرقا ومغربا وإذ أعاذهم الله تعالى من عبادة الأوثان واتخاذ غيره ربا من غير اُن تخل بشيءَ من طرق أهل الحق فالاصل السلامة » ما خلا صنفين منها : المبتدع في دين الله عز وجل والمصر على معصية الله س عز وجل البائن لله » فهذان لا سبيل هما إلى الجنة ولابد من بيانهما وتحديد شأنهما على أنهما من أهل الشهادة للؤمنين الذين أخلصوا دينهم لله ومع سائر أهل الأجرام الذين شابوا دينهم ہے ۳٢۲ ہہ بالفجور وعقبوا التوبة والندم » وسيأتي في موضعه التفرقة بينهما وبينهم . والله الموفق للصواب . اعلم أن الله تعالى وعد النصر والظفر لذه الأمة على سائر الأديان قال الله - عز وجل - : ثل وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات - إلى قوله : ل أولعك هم : ل إن تنصروا الله ينتصر ك ويثبت أقدامكم 4 وقد فعلوا وفعل . وقال : لل لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت إلى قوله : ل وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها 4 الآية ‏ وفي أمثاها من القرآن » وعد هذا الدين أن يظهره على الدين كله ولو كره المشركون » فجاهد رسول الله عه حتى أظهره الله على العرب قاطبة ك قال : فل إذا جاء نصر الله والفتح $ إلى قوله : ل توابا ¶ . ٹم ولي آبو بكر الصديق ‏ رضي الله عنه ‏ فارتدت العرب بعد رسول الله عة بعد في دين الإسلام فقاتلهم أبو بكر ففتح الله له وردهم إلى الاسلام كأول مرة . ثم ولي عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه س فافتتح مايلي جزيرة العرب من العراق والجزيرة والشام ومصر وطرابلس وفارس وكرمان فمات ‏ رحمه الله س . فولي عثان بن عفان فافتتح ما وراء الدروب من الشام والماهان وأذربيجان وخراسان بعد الري وحلوان وأرض التبت وسجستان وأرض إفريقية » وكانت الفتوح هكذا متوالية في أطراف الأرض مع تغيّر الولاة والخلفاء وفسادهم مقدار سنة . آخر المائتين ظهر الأئمة الضالون المضلون فوزعوا أمة محمد عليه السلام ‏ ومع ذلك يصحبم النصر والظفر ووصلوا القسطنطينية ورومة إلى رض الصقالبة وراء خراسان وسمرقند وترمذ وبخارى وغزنة » فجاز الاسلام هذه النواحي كلها ومن ورائها إلى الصين وإلى الجند والسند والبر الكبير ٢٤۲ ہہ وبربطانة وغيرها » فصار جميع ما ذكر في حكم الإسلام وأسلم أهلها ومن لم يسلم صار ذا ذمة » وظهرت المساجد والجموع والجمع والجماعات والأذان » ففي هذه الثلاث مائة الغالب على الدنيا الإسلام والخير ك قال أبوحمزة الختار بن عوف - رحمه الله - حين خطب أهل المدينة فقال : يا يها الناس ٠ الناس منا ونحن منهم إلا عابد وثن أو ملكا جبارا أو شادا على عضديه ) فالغالب على الدنيا الاسلام . وظهرت الائمة الضالة اخر المائتي سنة » ولم تظهر أقاويلهم وأصحابهم إلا بعد مائة أخرى » فجمهور الامة على الحق إلا من بلغته البدعة فرضي بها وقليل ما هم عاد › ودخول مذهب مالك اللغرب عام تسعة وأربعين وخمسمائة عند دخول التلثمين المغرب وظهور العرب » وأما مصر فما ظهرت فيها الشيعة إلا عند الحا ك بن أبي تمم » ودخول لي تمم مصر اثنين وستين وثلائمائة » وهؤلاء التأخرون هم الذين انتصروا للأئمة بعد ما مضى من عمرهم أعمار صالحة . والذي وقم عليه الإحصاء من الطوائف الحالكة في هذه الأمة ثلاث القدرية والمرجعة والمارقة على لسان رسول الله عي قال عليه السلام : « طائفتان من أمتي لا تنالهما شفاعتي المرجئة والقدرية وهما ملعونتان على لسان سبعين نبيا » » فاما القدرية والمارقة فما يزيدان في عدد هذه الامة ولا ينقصانها فهما كالرقمتين في ذراع الحمار لقلتهما وذلتهما › فما المارقة فقد قال فهم رسول الله عي : « إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئا وتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتتارى في الفوق » هم ك ذكرنا قليلون لا يعباً بهم » وأما المرجئة إن وقعوا في سهم السنية فهم كثير › والسنية تتقي منهم › وسنذكرهم فيما بعد ِن شاء الله . ومن وراء هذه الثلاث ثلاث أخرى لم رسول الله عة وهم الشيعة ومذاهبهم في علي بن أي طالب وولده كأنهم ليسوا في أمة محمد عه ٠ ٢٢۲ س وقد أشار إليهم رسول الله ميد فقال : « شر أفراق هذه الأمة فرقة تنتتحلك .يا علي ولا تعمل بأمرك ‎ »‏ أنهم خارجون من هذه الأمة إلا شواذهم فهم متاخمون بلاد الترك وبلاد النصارى أرمينية ونظائرها » ومنهم المشبة فهم على أسلوبهم ومذهبهم في الله تعالى مذهب الأطفال عند الأباء » ومنهم الجسمة صرحوا في الرجوع إلى عبادة الأوثان والأصنام والاشباح . وأما هوْلاء السنية ومذاهبهم في الفتنة والصحابة ذلك أمر متعلق بالرجال دون النساء ولاسيما من فقد الاستبصار وقصر عن درك حقائق الأخبار › والبدع متفرقة فكل بدعة تشرع هدم قواعد اللأسلام فهي العامة الطامة التي تبلغ الرجال والعيال » وأما التي تقتصر على الأخبار ولم تباوز إلى هدم قواعد الإسلام كالاختلاف في أسماء الشريعة من مؤّمن ومسلم وكافر وفاسق ومشرك ومنافق وفي القران والصفات فا كثرها تضر هذه المعائي قائلها لا سامعها ما 7 يعتقدها ديئًا يدان الله تعال به و يقطع عذر مخالفیه من المسلمين و هدم په قاعدة من قواعد الاسلام هنالك لا يعذر › ومن اقتصر على قواعد الاسلام تن الشهادة والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع إليه سبيلا س عسى » وكذلك من كان بالثغور من أرض العدو ولم ييلغه إمامه زلا قواعد الأسلام ولم يبلغه ما شجر بين الأمة ولم يفهمه ء فإن فهم لم يقطع الشهادة عليه › والقول على الرجال ٠ وأما العيال والنسوان والبله والولدان فهم بعيدون عن هذا وكذلك أهل بلاد السودان الذين لم ييلغهم الإاسلام إلا من بعد الخمسمائة سنة من الحجرة ولم يعرفوا التفرقة بين المذاهب والافراق ء فالرب أراف وأرحم من أن يؤاخذ أحداً بذنب غيره وقد قال الله ولا تذر وازرة وزر أخرى ې . فان قال قائل فان الله تعالی قد اخذ الیہود بجا فعلته اباؤهم من قتلهم الأنبياء واستحلالمم الحرام وقد قال الله عز وجل ولا من بعدهم ل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنم مؤمنين ‏ على أن هؤلاء الذين عيّرهم لم يدركوا أثبياء الله من قبل ولا أدرك زمانهم زمان الأنبياء › ٢٦۲ س فال جواب : أن هؤلاء الهود الذين عيرهم الله بقتل آبائهم الأنبياء ولم يقتلوهم غا عمرهم على اتبا الأباء» على يعرفون أنهم قتلوا الأنبياء واشتهر ذلك عندهم تغني عن الدلالة عليهم ء وذلك أيضا معروف الفساد قتل الأنبياء والذين يامرون بالقسط من الناس › وظهور قبح ذلك أيضاً كذلك › الكلام على من بلغته البدعة في الدين والشبهة بغير يقين وربا يقصر علمه عن ذلك ولم يوال أئمته على ذلك ولم يواهم إلا على ما ظهر له من شريعة الاسلام من الصلاة والزكاة والصوم والمج على أن اليهود أشركت بردهم نبوءة محمد ورسالته ع فكل سوء في الدنيا هم فيه نصیب حین عبدت غير الله » فلیتهہم کل مقلد إمامه في مثل هذا» فان من کان بعد رسول الله ع غير معصوم » ولك في أهل صفين أسوة حسنة وذلك إنهم في مائة أل أو يزيدون استبصروا أولا في قتل طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص » وإمامُهم علي بن أي طالب وعمار , بن ياسر والمهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان ومع ذلك م يقيموا الحجة على سعد بن أي وقاص أحد الشورى وعلى زيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر بن الخطاب ولم يقطعوا عذرهم في التوقف عنهم › فلهولاء استبصارهم شكهم كل يعمل على شاکلته وربك یکم بین عباده فیما کانوا فيه يختلفون . 0 ۹ 2 CK ۷ * باب : آفات الأمة في ديا * أوا زلة عالم : - قال رسول الله ا : « أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافق بالقران » فاما زلة عالم فمثل زلة حين زل عن طريقة صاحبيه بعد ما وقع الاجماع عليها » وزل في أربعة أمور : استعمال الخونة ولم يكن على قفائهم » والثاني : حين صرف مال الفيء ء إل مَنْ اشتهی من أقاربه دون مستحقه من أهله » والثالث : ضرب أيشار وهتك أستار الأمرين بامعروف والناهين عن المنكر › والرابع : في البغي في أحد الأفعال › ومن شبېته أنه شرف يوم الدار على محاصریه فقال م : ( أناشد الله ألم تسمعوا أن رسول الله علد يقول : « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدی ثلاث : خلال كفر بعد إمان » وزنا بعد إحصان » وقتل النفس التي حرم الله » وأنا ما زنيت ولا كفرت بعد إيمان ولا قتلت النفس ) وغفل عن التي نص الله عليها في القران حيث يقول : « وإن طائفتان من المؤّمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما € إلى قوله : ل حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما 4 فلو كلفنا الاصلاح ينهما لقلنا لعثان أعدل وللمحاصرين كفوا ء وأئمتهم علي وطلحة والزبير وعمّار › فإن عدل عثان أمرنا المحاصرين بالكف فإِن أبوا قاتلناهم » وإن أمرنا عغان بالعدل فلم يعدل أبى قاتلناه » فطلبوه أن ينتخلع عن أمورهم فابى وقد اتہموہ علی دینہم ک قال عمّار بن ياسر س رمه الله - : ( اراد أن یغتال ديننا فقتلناه ) والمرجوم في الزنا مقتول والطاعن في دين المسلمين حلال قتله › قال الله تعالى : ل وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة ة الكفر 4 . زلة علي في التحكم : نى أول مرة عن التحكم فقال : ( إنه كفر ) » ثم رجع موده على بدئه وقال : ( من أبى التحكم فهو كافر ) » وقتل أصحاب معاوية وقد دعوه إ إلى التحكيم حياة › وقتل أهل النهروان وقد هوه عن عن التحكم فقتل منهم أربعة لاف أواب ك قال ابن عباس : ( قتل احق متهم والمبطل ) . وزلة طلحة والزبير في نكثهم الصفقة حين بايعا عليّا فنكثا » فان أرادا توبة مما فعلاه بعثان حيث يقول طلحة : ( خذ مني لعثان حتى يرضی ) فقد ۸٢۲ ب أحطاً » إنما يرضى الله تعالى أن لو أقادا من أنفسهما لولي دم عثان وسلما من نکثٹ الصفقة » وشرعا دين الخوارج دينا فلهما أجور الخوارج أو أوزارها » على أن الخوارج إنما خرجوا على الأئمة الجورة أحرى بهم في الخروج لولا الاستعراض . وزلة الخوارج نافع بن الأرزق وذويه حين تأولوا قول الله تعالى ‎ :‏ ون اطعتموهم إنكم لمشركون ‏ فاثبتوا الشرك لهل التوحيد حين أتوا من المعاصي ما أتوا ولو أصغرها . وزلة مول بني هاشم حين شرع ف أولاد الملشركين نمم کفار 6 وتأول قول الله تعالى في أطفال قوم نوح قال الله تعا ى حكاية عن نوح عليه السلام : ل ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ‏ فأثبت الشرك للأطفال ودخول النار . وزلة واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد : وذلك ُن واصل بن عطاء اتاه ا ل الفهم والعلم والفصاحة شيئا عظيما غير أن الراء يتعذر على لسانه فصار يتجتبه في كلامه » قال قطرب وأنشدني ضرار بن عمرو قول الشاعر في واصل: ويجعل البر قمحا في تصرفه وجنب الراء حتى احتال ولم يطق مطرا والقول يعجله فغاث بالفيث إشفاقا من المطر. وسثل عثان البري كيف كان يصنع في الأعداد عشرة وعشرين وأربعين وبالقمر ويوم الأربعاء والشهور وصفر وربيع وجمادى الأخرة ورجب ورمضان:؟ فقال : : ما لي فيه قول إلا ما قال صفوان :س ومكث ‏ قالوا س في مجلس الحسن عشرين سنة ما تكلم » وسبق إليه طريق المعتزلة والقدرية وهو إمامهم › وکانت له فراسة في عمرو بن عبيذ وطح لي آذ لو عل مله ال که شل اة تى ۲۹ ہہ شم : انزعوا لنا اية من القران في أول مجلسنا نتبرك بہا فاستفتح قارئ وأخذ في أول سورة ل لم يكن الذين كفروا 4 إلى قوله : ل البينة » رسول من الله يتلو صحفا مطهرة 4 حتى أتم لل وذلك دين القيمة 4€ . فوقف فیا › واستفتح واصل الكلام وحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال : ( إن الله تعالى أنرل کتابه وبين فيه مراده فرد هذا عليه ) .وشار | إلى المرجي بعد قول الله تعالى : وذلك دين القيمة € فقال هذا : ( بل الدين أن تقول لا إلله إلا الله ولو لم تلتبس بشيء من الأعمال الصا لات ولم تدع شيئا من الاعمال الطالحات . فالتفت إلى الثبتة فقال : ( وهذا الذي قال إن ليس لنا حظ في الاعمال والأفعال وأشار أن الله تعالى جبرنا إلى أفعالنا بعد ما قال الله تعالى : ل أولعك هم شر البرية ‏ فكانوا هم شر البرية بفعل غيرهم »ثم قال في المۇمنىن ‏ إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولعك هم خير البرية ¢ إلى اخر السورة › فأثيت هؤلاء أن ليس لم في الأفعال شيء إنما فعل بهم ورضي عنهم با لم يفعلوا ) وأخذ ذلك بمسامع عمرو بن عبيد وانتصب لذهب القدرية فلم يقم له أحد فزل زلة عظيمة » ووددت أن لو حضرها النكار أن يعرض بهم في قولحم في الرضى والسخط والولاية والعدواة والحب والبغض . وزلة السنية أيضا في خلق القران على يد أي شاكر الديصاني ٠ وذلك أنه جاء إلى البصرة من أرض فارس » فتأمل حلق البصرة من المسلمین فیا فظهر له من علومهم وحلومهم وحذقهم شيء فاق الوصف ۽ فاراد أن يلقنهم من البدعة ما يحول بينهم وبين دينهم » فتأمل الحلق كلها فلما يجد حلقة أرق قلوبا وأضعف نفوسا من حلقة أصحاب الحديث › فجاءهم فقال لحم : ( يا قوم لي رجل من هوؤلاء العجم دخل الإسلام في قلبي فجئت من بلادي إليكم فتأملت فلم أر حلقة يذكر فيها رسول الله عي كثيرا إلا حلقتكم فأتيتكم يا إخواي » فانظروا لنا كيف نعتزل هؤلاء القوم ونكون في ناحية من نواحي اللسجد بمعزل وننتبذ عنهم ناحية حتى لا نسمع كلامهم ولا يقرع أسماعنا خطابهم › فقال القوم : ( صدق » ونظروا إليه كلما ذكر رسول الله عر د شهق وبكى وحن وشكا » واستعمل الورع والوقار والبكاء والحنين حتى أخذ بقلوبهم » فلم يزل كذلك إلى أن تغيب عنهم بعض المدة فسألوا عنه فيما بينهم › فقال بعضهم لبعض : ( قوموا بنا إلى الرجل ولعله مريض فنعوده فان كان مريضًا عدناه أو واسيناه ) فوصلوا إليه فوجدوه قد انحجر في قعر بيته ليس له فترة من البكاء › فقالوا له : ( مالك ؟ ) فقال : ( دعوني لا بي ٠ قد وقعنا فيما حذرتكم عنه أول مرة ) فقالوا له : ( ما ذلك ؟ ) فقال : ( اني أتيت إلى حلقة حماد بن أي حنيفة إذ جاءه رجل فقال له : ما تقول في القران ؟ فقال : وما عسى أن أقول في القران ؟ فقال له الرجل : هل هو مخلوق أم غير مخلوق ؟ فقال حماد بن أي حنيفة : وما في هذا من العجب القران مخلوق . فعمد يا إخوتي إلى كلام الله ونوره وضيائه الذي خرج منه وإليه يعود فجعله مخلوقا » فعظمت مصيبتي يا إخوتي في القران العظم والذكر الحكم الذي خرج منه وإليه يعود » فأي مصيبة أعظم من هذه › فجعله مخلوقا وأي بلية أعظم منها » فكان الله قبل خلقه كان غير عالم وغير متكلم يصفه بصفات العجز والحدث والحاجة والخلق » فجئتكم يا إخوتي اشكوا إلى الله تعالى وإليكم هذه المصيبة العظيمة والبلية الفادحة › ولقد أمرتكم يا إخوتي قبل هذا أن اعتزل مجالسهم حتى لا نسمع كلامهم وننتبذ ناحية في المسجد ) فاستجاب القوم بالبكاء من كل ناحية › فقال بعضهم لبعض : ( قد وجب علينا جهاد هؤلاء القوم › ولنرجع إلى ما كنا عنه ننبى أول مرة وقد حوجونا إلى ذلك ) . وقال بعضهم : ( إنما اعتزلناه مخافة أن نقع فيما وقعوا فيه وكي نحيي سنة.رسول الله ع » وأما إذا أبيم فلا حاجة لنا إليكم ) فتبرا الفريقان بعضهم من بعض › وعمد الذين أرادوا منابذة القوم فقالوا : ( لابد لنا من مخالطتهم ) وغرضهم أن يقتبسوا من مناظرتهم وحيلهم ئي جداشم فيرجعوا بما عليهم ويحاجوهم فذهب بعضهم إلى المتكلمين فكان اخر العهد بهم › وبعضهم إلى القدرية فذهبوا بهم » وبعضهم إلى حلقة ماد بن أي حنيفة فتفرقوا على الحلق ومكڻوا يها برهة » وذهب كل فرقة يمن صار إليها وحصل عندها » فاختلفوا آخر الأبد › ا۲٢ ہس ولم يجتمع منهم أحد مع صاحبه إلا ما كان من أي الحسن الأشعري وهو الذي عقب وصار إمام الاشعرية » ثم أبو بكر بن الطيب بعده وهو الباقلاني ‏ فوقعوا ئي تشبيه الباري سبحانه خلافا للأفراق وانتكسوا إلى يوم التلاق . ومنها زلة الزهري وهو أول من افتتح من الفقهاء أبواب الأمراء وخدامتهم ومۇانستهم وصار وزيرا لأرذل هذه الأمة من الملوك الوليد بن عبد املك بن مروان » وأخذ عليه الفقهاء ثي ذلك فكتب إليه عشرون ومائة من الفقهاء يؤنبونه ويعيرونه با فعل › منهم : جابر بن زید س رمه الله ووهب بن منبه وأبو حازم الفقيه فقيه المدينة في أمثالحم وقد وقفت على كتب هولاء الثلاثة إليه » فسن للفقهاء مخالطة الملوك وملابساتهم حتی انسوهم وأزالوا وحشتهم إلى إرتكاب المعاصي » ونسوا ما ذکروا به من قبل من قول رسول لله عه : « لا تزال متي بخیر ما تباینوا » فاٍذا استووا هلکوا رغبة فيما في أيدي الملوك من عرض الدنيا » . وصارت عطايا الملوك رشوة بعد ما كانت حقا واجبا شم » فحرموا جمیع من لم یخالطهم و لم يخدمهم ولم یلم بہم فحرمت الفقهاء منابذة السلاطين الجورة والخروج علیہم وماریتهم وقتاشم والرد عليهم إلى اليوم تسويغا من الزهري بما فعل واستيثاراً بعطاياهم . وافة أخرى : أن رسول الله عد قال : « سيکذب علي من بعدي کا كذب على من کان من قيلي فما اتاک عني من حدیث فاعرضوه على کتاب اله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني » وهذه الافة منہا معاش ُهل الحوانیت يأخذ أحدهم ورقتين من كاغد أو ثلانا يستخرق فيما لم يسمعه قط من الأحاديث فیعزیه إل رسول الله عه وال الصحابة فيتعيش بها ويبيعها للجهلة ويشترونها لأولادهم محسبو نها علما › في أمٹاما کٹیرا . وافة الرهبانية المبتدعة : وأكثر ما تقم في العباد والزهاد يحملون على أنفسهم مشقة العبادة ويرون ذلك حقا واجبا عليهم ولا يرضون بالدون » حسب زعمهم » فأحدثوا في الصلاة والزكاة ما ليس منهما » وفي سائر العبادات ء حتى قطعوا بالعامة وشرعوا لا خلاف الحنيفية السهلة السمحة فتورطوا . ۲٢ س وآفة أخرى تصيب الظروف : ظروف الزمان وظروف المكان والأصحاب والأتراب والجيران والأهوية والأغذية والصنائع والطبائع وفتور الانفس لطول الفترة . » باب * نصيب ظروف الزمان في افة الدين : فإن رسول الله عك قال : « أمتي على خمس طبقات الطبقة الأولى : أهل علم وهدى » والطبقة الثانية : أهل بر وتقى والطبقة الثالثة : أهل تواصل وتراحم » والطبقة الرابعة : أهل تدابر وتنافر › والطبقة الخامسة : أهل هرج ومرج » » ومراد رسول الله عي في الأزمان.بذكر الطبقة الأول أهل عصره ‏ قال ٠ خير القريون قرفي ثم الذين لونم ثم الذين بلونهم ثم أي قوم يبون السمن تسبق يمين أحدهم شهادته » فقال : - خير القرون قري : وهم الذين قال فیهم : اهل علمْ وهدی ۽ ٹم قال : ثم الذين يلونهم وهم أهل بر وتقوى › ثم ٿم قال : م الذي ونيم وهم أهل تواصل حه »ثم قال : ثم ياي أقوام يحبون السمن تسبق ين أحدهم شهادته وهم أهل تدابر وتنافر » فلم يكترث باهل هرج ومرج . وإنغا صار القرن الأول أهل علم وهدى لاهم اقتيسوا العلم مما سبق شم من أمور الدنيا » يفهمون عن النبي عليه السلام الدين تلقينا علما وهدى › وقبلوه يقينا علما وهدى » فكانت علومهم وبصائرهم أقوى من » فمن من عنصر النبوة من ذات نفسه حصل له العلم والحدى بتوفيق الله تعالى وتسديده . وأما أهل الطبقة الثانية : فإنما صاروا أهل بر وتقوی لأنهم نشأوا ئي الإسلام من حال الصغرفالفوا فعل البر وسبقت إليهم امخاوف التي في الأخرة فغلبت عليهم التقوى . وأما أهل الطبقة الثالئة : أهل تواصل وتراحم لأنهم غلبت عليهم المسودة الظلمة والملوك الفجرة » فحالوا بينهم وبين ما أفاء الله عليهم من الفيء وخراج الأرض والغنائم والعطايا فأعقبهم التراحم بينهم البين والتواصل با قدر به بعضهم لبعض . وأما الطبقة الرابعة : أهل تدابر وتنافر وذلك أنهم استولت علمهم الأئمة: الضالة المضلة فلقنوهم الاسم الذي يأتوا به » ولقنوهم بعض أحزابهم في — ۳۳ مفارقتهم إياهم في بعض مذاهبهم وارائهم » ولقنوهم أن من لم یکن قویا في دينه ومذهبه فليس منہم على شيءِ فوقعت الوحشة بينم والعداوة والبغضاء فتنافروا وتدابروا وعزا كل واحد منم لصاحبه مالا يقول » فرجع التدایر والتنافر بينهم البين بعد ما كان بينهم وبين أهل الشرك أعدائهم . وأما أهل هرج ومرج : فحين فتر الإيمان عن القلوب وقل العلم وكثر الظلم وقست القلوب لطول المدة وفترت ل خلو المادة وانطماس الجادة نهم يتقلبون ي قدرة إبليس ولم يرض لمم بدون احرج والمرج . والله أعلم بمدد هذه الطبقات وعدد هذه المدات وما وراءِ ذلك من التعمق في الفتنات التي اضطربت بأفاضل هذه الأمة في الأوقات . وأما نصيب ظروف المكان في افات الدين : فكالذي جرى للشيعة والروافض والغالية منهم في تجارتهم مع النصارى في بلاد أرمينية ء فلقنوهم مذاهبهم في عيسى عليه السلام » فقبلته منهم الروافض وذهبت به إلى علي حتى جعلوه إلا » وفي أولاده حتى جعلوهم أنبياء . وكذلك من جاور أهل البوادي فإن الغالب عليهم الحل والترحال والشقى في اقتناء الأموال والغارات طول الزمان والقتل والقتال . وأما فتور الأنفس بطول الفترة فحسبك فيه قول الله س عز وجل : فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منم فاسقون € . وافة أخرى : الملوك الجورة الظلمة الذين يحملون الناس لجورهم على غير دين الله تعا ى حتى يتخذ الناس طرائقهم وستنهم دينا » ويالفون ذلك ويحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء » كسيرة الوليد بن عبد الملك والحجاج بن يوسف في الجمعة أنهم يۇخرونها إلى اخر النهار » وكسيرة الشيعة الجهلة ني رمضان ورجوع الأخ واعتقادهم في الخلفاء فأورثوا ذلك أبناءهم . وأما الإخوان والأصحاب والأخدان والأتراب فحسبك فيهم قول الله عز وجل س حيث يقول حكاية عن بعض الكفار ‎ :‏ يا ليتني اتغذت مع الرسول ٢٤۳ س سيلا يا ويلتى ليتني ل أذ فلاا خليلا 4 . الآية - وصاحب السوء : ( شعرًا ) * كذي العريكوي غيره وهو راتع *% ورك هأ ا » والناس يتقلبون في قدره الطالب ٠ ولابد في بالقدر خيره وشره . وبالله التوفيق . 3 ٢ 3 د 9 ل 3 ٢۳ بسم الله الرجمن الرحم الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ابتداء الدليل . لأهل العقول . لباغي السبيل . بور الدليل لتاحقيق مذهب الحق . بالبرهان والصدق . إن سأل سائل فقال : ما الدليل على أن الحق في يدك دون غيرك وغيرك يدعي مل ما تدعي ؟ اقول وبال التوفیق : إن الحق في يدي ومعي اقتبسته من کتاب عز وجل س وسنة رسول الله عك والاجماع واثار الصالحين رضوان علي أ ومن دليل العقل والحس والقياس وال حدس . فان قال قائل : إن كان ما قلت حقا فقدم مراتك واظهر برهانك ولابد للبيان من التبيان وللبرهان من سلطان » فقول والله الموفق للصواب وبه الحول والتوفيق : إن الاس الختلفة ضروب وأفانين وشعوب . فضروب أهل الدهر بأصنافهم وهل الأوثان بأ فانم » والثاني المجوس وأهل الكتايين › والثالث. أغوياء القران . فأما أهل الدهر وأهل الأوثان › فأهل الأوثان جهلة وضعفة » وأهل الدهر والأزمان ضعفة » فأهل الدهر لهم كالرجال للنسوان » وبيننا وبينهم خصلتان : وهما الحدث والمحدث » فمهما أقمنا البرهان عليهما انتقضت جميع مذاهبهم وبطلت حججهم » ولنا الحد على الحدث في كتاب الله عز وجل س ایات وإن كانوا لا يقرأون الكتاب » وفي معنى الاية إثبات الحدث حسا وعقلا وهي قول الله س عز وجل س : لل إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والہار ‏ إلى قوله ‏ لآيات لقوم يعقلون ‏ . فان قال قائل : فما وجه الدليل ؟ قلنا : الآية تقتضي الحدوث حساً وعقلا بقوله : ل إن في خلق السموات والأرض ‏ وإنما تدرك خلقتهما بالمشاهدة أو بالعقل فقد عمّب الله تعالى بذ كر اختلاف الليل والنهار لان اختلافهما يدرك باحس ۽ فمجيءِ هذا مرور هذا حسا » وذكر جريان الفلك لحدوث النافم ونزول ماء السماء بعد ٦۲ س إن لم ينزل لحياة الأرض بعد موتها وظهور النبات والزهر والورق والثمر بعد أن م يکن » وبث فیہا من كل دابة أمر ظاهر في نسل الحيوان معدوم في الموتان » وتصريف الرياح في الجهات والسحاب المسخر بين السماء والأرض أحيانا في الأوقات على اختلاف الصفات » فال حدوث ظاهر با حس ضرورة فمن أنكره أنكر الضروريات الحسية » فإذا ثبت الحدوث ثبت الث واقتضاه عقلا . واعلم أن جميع ما خاطب الرب تعا ى به المشر كين في القران - الذين لا يقرون بالقران ولا بالنبوة -من الأمور العقلية » لأن الأمور العقلية ضرورية فمن أنكر الأمور الضرورية كاير وتجنن » وفي القران تنبيه على ما قلنا قوله عز وجل : « ألم يأتكم نبا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود € الى قوله لل أفي الله شك فاطر السموات والأرض € . فأثبت الأنبياء عليهم السلام انتفاء الشك في المحدث الفاطر عمن انتفى عنه الشك في الفطور وهو الذي يقتضيه العقل وإليه الإشارة بالآية الأولى في قوله : ل والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون 4 . وحدوث المدينة في الموضع الذي م تكن فيه لمن جاز عليه قاعا صفصفا فرجع فوجدها مدينة عجيبة البنيان مزينة الحدثان ا شان من الشأن تحار. في صناعتها العينان فدلت على محدثها عقلا » فمن امتنع من هذا تسفسط ولم يفطن وصار لکنا ولم يرهن » وانتقل من الدرجة العليا إلى الدرجة السفلى وخرج من حيز العقلاء إلى حيز الأنعام 6 بل هم أضل سبيلا وجهل جهيلا . وأما المجوس وأهل الكتابين المذلة في الخافقين : فحسبهم معجزات الرسول من المشرقين إلى المغربين والدلالة عليهم وإبطال مذاهبهم إثبات النبوءة نبوة عمد عه » والليل عل نبوته تسع آيات معجزات للخليقة أن ينوا تله . ظاهرة التصديق لمن أت بها › فثلاث في ذاته وثلاث في كتابه وثلاث في أمته أما الثلاث التي في ذاته : فهدي منقول وصدق مقبول وغيب مبذول » وأما الثلاث التي في كتابه : فتأليف عجيب وتعريف أخبار القرون الذهوب وتوقيف على أسرار الغيوب » وأما الثلاث التي في أمته : فرجوع العد والتباين ونزول ۳۷ س البركات وال خزائن وافتتاح البلاد والمدائن › ومن وراء ذلك الدلالة على نبوته من علم أهل الكتاب وهي ثلائة أحدها : أن ذكر في التوراة والإنجيل والزبور وكتب أشعيا وغيرها » والثانية : توقعهم لبعثه في الجاهلية في الوقت الذي بعث فيه وموضعه ونصوا على زمانه وحينه فصدقوا وصدقهم بكون ذلك والثالثة : مرور الفترة والفتر عليه لا يزيد الاسلام إلا قوة ولا الدين إلا ظهورا ولا الدنيا إلا توليا قال الله تعالى : ل سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم € . الآية » إلا أن رجوا رسولا يبعث منهم قبل قيام الساعة » ولعمري إنه لمذهب بعضهم لا تقوم الساعة حتى يرجع موسى ويحیی بعد موته ویری ما وعد الله في الدنيا قبل الأخرة » وقال في التوراة : ( لا يطول أمد الكذب ) فإن قيل فما وجه الدليل في هذه التسع ايات المعجزات ؟ قيل له : أما الجهدي المنقول فإطباق المشركين والمسلمين وأعدائه وأوليائه أجمعين أنه لم يكن في زمانه من يدانيه في خحصلة من خحصال الخير ولا يساويه » قد اجتسعت له الخصال كلها من العلم والحلم والسخاء والكرم والصدق والنجدة والهن والبركة في السريرة والعلانية » وقد فاق في كل خصلة وجمعت له كلها ولم تجتمع لأحد في زمانه . وأما الصدق المقبول : فقد جمع الله له القلوب والنفوس على الاقرار بالصدق في الجاهلية والإسلام حتى سمي الأمين في الجاهلية فاعترفوا له بهذا الاسم بعد العداوة والبغضاء والشنان وبذل الأموال في القدح فيه » وأما الغيب المبذول : فأقله حكايته عن ربه ما وعده من النصر واتمكين وظهوره على جميع الدين فام الباري سبحانه جميع ذلك في حياته وأسعفه بعد فوته » ولا يليق بالعلم الحكم أن يحقق صدق الكاذب عليه ولا سيما بعد موته . وأما الثلاث التي في كتابه فهي ظاهرة ضرورة قد تحدی بہا في حیاته فاعجز› وأسعفه الباري سبحانه بعد موته انز هو التأليف الذي أعجز به الخليقة وأظهره عليه بالحقيقة » الثانية : تعريف أخبار القرون الذهوب : فجاءت على وفق أهلها ولن يقدر أحد أن يحيط علما بأخبار أقطار البلاد ني ۸٢۳۸ س زمانه فكيف بسائر الدنيا » ولم يأخذ أحد عليه فيا بعد ما ملأ الدنيا أخبارا وأسرارا ولا خبر أعظم من إخباره عن أسرار اهل زمانه » فاطبقوا على أصابته وليس من طبع الخليقة أن يسالموه ويطبقوا وقد وقفوا على كذبه وهم يبذلون الأموال على ذلك والنفوس » وأما الثالفة : يجدد حلاوة في حبها لا يخلق بكثرة الرد ولا يكل ولا تعد بحوره في استخراج الفوائد منه والعلل » ولا تخفه الأسماع ولا تنفر منه الطباع . وأما الثلاث التي في أمته : فرجوع العدو المباين المناصب الذي يطالبه بالثار ف الأهل والأموال والديار › فانعكس ذلك كله وصار حبا وبذلوا النفوس والأموال دونه عنه ذبا › ابتغاء الوسلية إليه والفضيلة عنده › إختيارا لا قهرا ولا اضطرارا › فسبحان مقلب القلوب علام الغيوب . وأما نزول البركات وا خزائن فظاهر حين جمعت له الدنيا بحذافيرها وجادت ببذورها ودرت بضروعها › فاينعت نمارها وأبمجت أشجارها لقوم كانوا بداة جفاة أشبه شيء › فرجعوا ذوي أخطار ملوكا ذوي اقتدار لا تملكوا الدنيا من إلى الخافقين › من وراء هذه الخزائن الفتق » وقد نبه علیها رسول الله ع حين قال : « ماذا أنزل هذه الليلة من الخزائن الفتق ايقظوا صواحب الحجرات » يريد نساءە فكان ما قاله حقا ل . وأما فتوحات القرى والمدائن فامر ظاهر قد تجلى و مالم يبه لنبي قبله ولا ملك ٠ وذلك ى أن بني سر [إسرائیل امتن الله علیہم أُن وعدهم افتتاح القدس ومدائن الشام 6 واستطالت به بنو إسرائيل على جميع الأنبياء والأم التي قبلهم › » فكان ذلك كذلك › ولم يصح مع ذلك مدائن الشام كلها › وأفضل الشام فلسطين هو لأولاد والدروب للروم 4 ألا تری قول الله تعالی لداود حين قال له : ( أخرج أولاد كنعان من أرض فلسطين فإنہم لا يطیعون نبیا مہم ولا من غيوهم فيم للرض كالجدري للوجه ) قتع ا تعال شبد ب ای (١) لعله جمع قوى وهو العقل › والراد : أن حلاوة القرآن يتجدد في العقول ( مراجع ط 7 ) ٠ (۲) في ط البارونية أولاد جانا . ولعل الصواب ما أثبتناه وهو الواضح من خلال السياق . ( مراجع ط ۲ ) . ۳۹ س كله فلسطين ودروبه وجزيرة العرب بأ سرها وال جزيرة جزيرة بني عمر إلى الجودي إلى ما وراء ذلك » والعراق والبحرين ومان وايمن قاطبة وال حساء وهجر والمشقر وأرض فارس والماهات وهمدان وحلوان والري وأرمينية وخراسان ومن وراء ذلك الصين وإلى سمرقند وبخارى والترمذ إلى سد يأجوج ومأجوج » ومن ناحية السند والمند كرمان ومكران وسجستان وغزنة والتبت » ومن المغرب مصر وأفريقية والأندلس وبعد الخمسمائة من الحمجرة فتح الله عليه بلاد السودان جوجو وغانة إلى الجزائر الخالدات › فهو ملك الارض من فرغانة إلى غانة . > فصل )0 * فإن قال قائل : ما الدليل على أن ولاية أي بكر الصديق ‏ رضي الله عنه ‏ صواب وأن ولايته حق عند الله تعالى ؟ فنقول.أما من كتاب الله عز وجل فقوله : ل وما محمد إلا رسول 4 إلى قوله : ل وسيجزي الل الشاكرين 4 وأبو بكر رضي لله عنه ‏ إمام الشاكرين » وقال الله تعالى في المنافقين حين منعهم الجهاد مع نبيه عليه السلام حين تفلفوا عنه في زمن الحديية : ل قل للمخلفين من الأعراب ستدعون € إلى قوله : « يعذبكم عذابا يها ¢ فتوعدهم الله تعالى أن تخلفوا بعد ما كانوا خلف رسول الله عي وخليفته من بعده » والمأموم لملطيع الفائز بطاعته لإمامه دليل على أن الإمام محق يدعو إلى الحهدى وقول الله سبحانه : وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ‏ إلى قوله ‏ فأوعك هم الفاسقون € فلما استخلف أبو بكر رضي الله عنه ‏ از الله له وعده فثبت أن أيا بكر مؤمن وقد عمل الصالحات ومكنه الله بعد ذلك دينه الذي ارتضى له › وبدل له الأمن من بعد الخوف فصار إلى العبادة وإدحاض‌الشرك » ومن كفر بعد ذلك من لم يسلك سبيل أي بكر وخاف بعد الأمان › اضطهد في قعر داره والدنيا أمان واستغاث ولم يغث فأولعك هم الفاسقون . ودليل اخر على تصويب ا ولايته من السنة أن قدّمه رسول الله عي على عماد الدين وهي الصلاة وجعله إمام المتقين والغير ماموم ومن خالفه ملوم › ا قال علي بن آبي طالب : ( رضيك رسول الله عي لديننا ورضيناك لدنيانا ) . وقد قال رسول الله عي : « اقتدوا باللذين من بعدي » فلم يکن من بعده إلا أيو بكر وعمر س رضي عاس ليه وإطلاق الاسم شف ل ا ل ١ حي ا سد ا الأكبر › وثاني اثنين إذ هما في الغار . والدليل على ولاية عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ انبناؤها على الأصل الصحيح »٠ وله شركة مع أي بكر الصديق في جميع دولته من القران والدليل على ولاية عثان بن عفان » فولايته حق لانطباق أهل الشورى عليه › وعزله وخلعه وقتله حق لانتېاکه الحرم الأربع : أولاها : استعماله الخونة الفجرة على الأمانة التي عرضها الله تعالى عى السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ‏ إلى قوله س جهولا . والثانية : ضربه الأبشار وهتكه الأستار من الصحابة الأخيار إن أمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر كابي ذر وابن مسعود وعمار بن ياسر وابن حنبل” . والثالثة : تبذيره الأموال وإسرافه فيها › فمنعها الأخيار وجاد بها للأشرار › قال الله تعالى : ل إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين € . فحرم العطايا لأهل العطايا فجاد بها على اللعين وأبنائه الملاعين ٠ وأعطى ابن الطريد مروان بن الحكم خمس أفريقية : ستائة ألف دينار » تكاد تقوت نصف مساکین هذه الأمة ۰ )۱( شريك بن حنبل صحابي غير أحمد بن حنبل الإمام المتأخر ( مراجع ط ۲ ) . ا٤ س الرابعة : حين ظهرت خیانته فاتهموه على دنهم » فطلبوه أن ينخلع فابی وامتنع » فانتهكوا منه الحرم الأربع : حرمة الأمانة » وحرمة الصحبة » وحرمة الشهر الحرام » وحرمة الإسلام حين انخلع من حرمة هذه الحرم » إذ لا يعيذ الاسلام باغيا » ولا الامامة خائنا › ولا الشهر الحرام فاسقا » ولا الصحبة مرتدا على عقبه . وأما علي بن أُبي طالب » فإن ولايته حق عند الله تعا ى » وکانت على ايدي الصحابة وبقية الشورى › ثم قاتل طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين ‏ رضي الله عنها س » فقتاله حق عند الله تعالى » لشقهم العصا عصا الأمة » ونكثهم الصفقة » فسفكوا الدماء » وأظهروا الفساد › فحل لعلي قتالحم » وحرم الله عليهم الجنة » فكانت عاقبتهم إلى النار والبوار › إلا ما كان من أم المؤمتين التائبة » فمن تاب تاب الله عليه . وأما معاوية ووزيره عمرو بن العاص فهما على ضلالة لانتحالحما ما ليس ما بحال › ومن حارب المهاجرين والأنصار فرقت بينهما الدار وصارا من أهل النار . وأما علي فقد حکم بان من حکم فهو کافر ٹم رجع على عقبيه وقال : ( من لم يرض بال حكومة كافر ) . فقاتل من رضي الحكومة وقتله » وقاتل من أنكر الحكومة وقتله » وقتل أربعة الاف أواب من أصحابه › وأعتذر فقال : ( إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ) فقد قال الله عز وجل فيمن قتل مۇمنا واحدا : ل ومن يقتل مۇمنا إلى قوله : ل عذابا عظيما 4 فحرمه الله من سوء بخته ‏ الحرمين › وعوضه دار الفتنة العراقين » فسلم أهل الشرك من بأسه » وتورط في أهل الاسلام بنفسه . (۱) لا يقصد بالارتداد هنا الخروج عن الإسلام وإنما يعني الرجوع عما كان عليه حال الصحابة ( مراجع ط٢). ٢٤ س فصل . وأما أغوياء القران فهم سبعة أفخاذ › تحصرهم القسمة في ثلاث وسبعين فرقة » كلهن إلى النار ما خلا واحدة ناجية › إن قصرهم على الموحدة › واما إن أراد كل أمة فهم إلى السبعمائة أقرب وإليها أذهب . والموحدة سبعة أفخاذ وهم : القدرية والمرجئة والمارقة والأباضية والشيعة والمشبهة والمجسمة . فنص رسول الله عي على ثلاث منها لا مطمع فيا فكفينا المونة . وطائفتان ظاهر فحشهما وفحش ما جاءتا به عند كل أحد يعقل » لا يحتاج إلى التنبيه إلى سوء ما أتوا به . وبقي فخذان في إحداهما » والأخرى لاحقة بأصحابها الأولى وقد تلبسوا بالدين قليلا وهم : السنية ولحقوا بإخوانهم المرجئة في الحال وامجال والال . ولترجع إلى التنبيه على سوء مذاهبهم وزيغهم عن الحق . والله الموفق للصواب . أما القدرية : فزعموا أن أفعالحم خلق لحم لم يخلقها الله » فلله خلق ولحم خلق بعد قول الله تعال : ل ألا له الخلق والأمر ‏ وقالوا هم أيضا : لنا ا خلق والأمر » وإن شئتم والنبي . قال الله عز وجل مل من الق غ الله ڳ .. فأفحم به المشركين . وقالت القدرية : بل نحن الخالقون لأفعالنا » لبسوا بقول الله وجل س : ل أتخلقون إفكا ¢ وقوله ل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ‏ . فمن له الاسم والفعل أولى ممن استعير له الفعل » وإن ربك هو الخلاق العلم » فناهبوا الله تعالى في خلقه ونازعوه في اسمه » وذهبوا ببعض خلقه بل بأفضله الإيمان والتوحيد › وجعلوا له شركاء فيما اتاهم » فتعا ى عما يشركون » ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظم حسبهم قول رسول الله (۲) يعني الأباضية / مرجع ط ٠ . ۳ س عد حم ولاخوانهم المرجعة « القدرية حوس هذه الأمة » لادعائهم مين اثنين وي المرجئة « يهود هذه الأمة » لادعائهم الخروج من النار كقول اليهود ل لن سنا النار إلا أياما معدودات 4 وقوله : « لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا » » وقال في المرجعة مثل ذلك » وقال : ٠ طائفتان من أمتي لا تنالحما شفاعتي » ملعونتان على لسان سبعين نبيا : القدرية والمرجئة » . وأما المرجعة فزعموا أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وأنه المأمور به وما سواه فليس بإِيمان » وأن جميع ما أمر الله تعا ی من طاعته ليس باِيمان وجميع ما توعد الله تعالى عليه العقاب من الأعمال ليس بكفر . فحلوا عرى الاسلام › وأبطلوا فائدة الحلال والحرام » وأرضوا الله بقول : لا إله إلا الله » ولو طمسوه بالآثام » وأبطلوا فائدة قول الله عز وجل : لالم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا وهم لا يفتنون ‏ فسبقهم وعيد الله قبل أن یکونوا فسارعوا إل فعله بعد ما كانوا » ثم قال : « ولقد فنا اين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ‏ فرضوا بأحد القسمين أن يكونوا من الكاذبين دون أن يكونوا بالأعمال الصالحات من الصادقين › فلهذا لب رسول لله عك مع سبعين يا قيله » أرهنوا دعوة الأبياء عليهم السلام الى عز وجل » وفتروا العباد من الأعمال الصا حات › فجعلهم يهود هذه ۳ الذين قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة . والسنية تستقي من مذاهب ولن يرضوهم من عبيدهم في الدنيا إلا لمل › » فحلوا جميع ما توعد الله تعال عليه به العباد على المعصية » من العذاب الألم » وا خلود لمق في جهنم أبد الأبدين كان قول الله عز وجل س عندهم سراب بقيعة يحسبه الظمان ماء والحيوان خيالا والسكران بالا › وسوغوا في عذاب الله عز وجل ووعيده الكذب بعد ما قال : ل لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد » ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ‏ قالوا ذهب الوعيد في البيد . أقبح بهم من عبيد . وأما المارقة : فانم زعموا أن من عصى الله تعالى ولو في صغير من الذنوب وكبير أشرك بالله العظم . ٤٤ س وتأولوا قوله الله عز وجل : ل وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ¶ فقضوا بالاسم على جميع من عصلى الله عز وجل إنه مشرك » وعقبوا بالأحكام » فاستحلوا قتل الرجال وأخذ الأموال والسبي للعيال » فحسبهم قول رسول الله : « إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية » فتنظر في النتصل فلا ترى شيا » وتنظر في القدح فلا ترى شيا › وتهارى في الفوق » فليس في أمة أحمد عي أشبه شيء بهذه الرواية منهم › عكسوا الشريعة › قلبوها ظهرا لباطن » وبدلوا الأسماء والأحكام لأن اللسلمين كانوا على عهد رسول الله عي يعصون ولا تجري عليهم أحكام المشركين . فليت شعري فيمن نزلت الحدود في المسلمين أو في المشركين ٠ فأبطلوا الرجم والجلد والقطع » كأنهم ليسوا من أمة أحمد عليه السلام » احولّت ٠ أعينهم فنظروا في المعنى الذي أمر الله به الملسلمين أن يستعملوه في المشركين من جهاد العدو والجد ي محاربتهم » فاستعملوه هم في المسلمين . فهذه الأفخاذ الثلاث هي التي نص عليها رسول الله ع . وأما الشيعة الجهلة روافضهم وغاليتهم فانم قدحوا في الاسلام والنبوة والألوهية . ١ فرعم بعضهم أن عليا إمام مطاع لا يأمر بشيء إلا کفر تارکه » فجاوزوا بمعصية الله عز وجل حكم الله في نفسه وأن في معصيته ما ليس بکفر . وبعضهم يقول : نبي . فأبطلوا قول الله عز وجل س في محمد خاتم البيين حيث يقول ‎ :‏ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وبعضهم يقول : إن ذرية علي أهل الجنة » وليس عليهم من الإسلام ولا من شر ائعه شي . ٥ س وبعضهم يقول : إن الشيعة كلها ليس عليهم من عمل الشرائع شيء إلا من لم يبلغ في حقيقة الإيمان بعلي وذريته » فتلزمه الفرائض عقوبة له حتى يستبصر ويحقق فتسقط عنه الفرائض » واستدلوا برسول الله عي حين أباح الله له تزوج تسع نسوة » فلما بالغ في الإسلام أباح له كل امرأة مؤمنة وهبت له نفسها » فليس عليه جناح » قال الله عز وجل س : ل يا أيما النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي اتيت أجورهن € إلى قوله : ل لكي لا يكون عليك حرج . فالإترار حرام والاتفاق حلال . وبعضهم يقول : إن عليا حي بجبال رضوی الأسد عن ينه عن شماله ولابد أن يسوق العرب بعصوين . وبعضهم يقول : لا إله إلا الل » تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . السلمين فيما يقولونه » إلا في التحكم الذي صاغوه لعي وقد قتل من قال به » ومن أنكره فجع في قتاله بين المحق والمبطل . ولعي تخلیط دون شیعته في قوله : ( إن کل مجتہد مصيب ) فهدر دم عثان وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو وعذر نفسه وعذر آهل النہروان ولم يعذروه . ففي فحش مذهب الشيعة ما يغني عن الرد عليهم . وأما المشبهة فحسبهم القدح في إلمهم ورجوعهم إلى شبه الأوثان التي تعبد (١) جبل بالمدينة . (۲) ويقصدون بذلك علي ( مراجع ط ٢ ) . ب ا فذهبوا بقول : ل يد الله فوق أيديهم 4 إلى الجارحة . وفي الوجه إلى الوجوه حيث يقول : ل كل شيء هالك إلا وجهه ‏ . وفي ال جنب إلى جنوبهم حيث يقول : ل يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله 4 . وفي العين إلى عيونهم حيث يقول : مل تجري بأعيننا ¶ . وفي الساق إلى سوقهم حيث يقول : هل والتفت الساق بالساق $ . وني المين إلى أيمانهم حيث يقول : مل لأخذنا منه بالمين ‏ . وفي الاستواء إلى استوائهم حيث يقول : ل على العرش استوى ‏ . وفي أمثالما . وجاوز بعضهم إلى أن جعلوه جسما محدودا متنقلا من مكان إلى مكان ويركب الحمار الأقمر ويخرق الحجب لفصل القضاء يوم إلفة القضاء . وبعضهم يقول : على صورة الأنسان . وريا يختلف معهم الأحيان ولا يعرف » تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . وهم صنفان : من ذهب إلى ما قلنا صراحا واعتقد أن من نفی عن الله عز وجل هذا التشبيه فقد أبطله . وصنف يتوقفون ولا يصرحون بهذه المعاني ولا بخلافها › فيمتنعون من مذهب المسلمين الذين صرفوا هذه المعاني إلى ما يلیق بالباري ‏ سبحانه ‏ وموجود في لغة العرب »› أن اليد : النعمة والقدرة . والوجه : ذاته . والين : القدرة والقوة . وال جنب : الكنف . والساق : الشدة . في أمثال هذه . ولم يصرحوا بالمعنى المكروه . والأولون قد ردوا على الله س عز وجل س قوله : ل ليس كمثله فالأولون مشر كون » والآخرون تجاهلوا فهم جاهلون . ۷ س وفحش مذهبهم أيضا يغني عن الرد عليهم كاإخوانهم . وأما السنية فأنهم صغوا إلى إخوانهم المرجئة في الوعد الوعيد » ومذهبهم ئي الفتنة يؤول إلى العمى ء واستواء الأرض والسماء › واححق والمبطل سواء › مذهب قاده اوی فاورده الردى . وكذلك قوم في۔خلق القران كقول الأشعرية في خلقه . وقولهم في الأسماء والصفات وخروج أهل النار من النار وقد تقدم الرد . وأما النكار فجاهلهم عالم وعالمهم ظالم » ولم مسائل في الأسماء والصفات والإمام والوقوف والحجة والسماع والمتبرجة » وإنما انقطع عذرهم في مخالفة الإمام العدل السامي الفضل والله المستعان » وهو حسبنا ونعم الوكيل . وليس في مسائلهم مسألة معنوية إلا المغالطة في الألفاظ › واللفظ قشر والمعنى لباب . وليس في جميع المذاهب أقرب منهم إلينا ولا أبعد منهم عنا ضغنا واستكبارا وجهلا وإنكارا » صدق الله عز وجل : فل قلوبهم منكرة وهم مستكبرون 4 . فأول مسائلهم في الأسماء والصفات › فذهبوا إلى أسماء الله عز وجل وصفاته إلى الألفاظ وذهبنا إلى المعاني › فاللباب أفضل من القشر » فلو كانت الأسماء هي الألفاظ › لا كان لله تعالى فيا مدحة ولا ثناء ولا عظمة › ا أنه لو كانت الصفات هي الألفاظ لكانت كذلك . فمهما قلنا : الله عالم . اقتضى قولنا الوصف دون الصفة › والمعنى الصفة دون الوصف » والوصف منسوب إلينا وهو من أفعالنا والصفة منسوبة إلى ذات الباري سبحانه » إذ لا تجري التجزئة عليه » فتلبس الأمر عليهم › ولم يحسنوا التفرقة بين الوصف والصفة ك قدمنا والوصف يتعلق باللسان والصفة بالذات › ومن ذلك قولك : أعطيت إعطاء » وأعطيت عطية . فالاعطاء : فعل اللعطي » والعطية هاهنا : المعنى المعطى . ۸ س وكذلك قولحم في الولاية والعداوة والحخب والبغض والرضى والسخط : اقتصروا فيه على ما أبصروا بابصارهم » ولم يتجاوزوه إلى بصائرهم . وكذلك قوم في تشريك المشبهة › فإن اقتصرت المشبهة على اللفظ دون اللعنى » اقتصروا على الشرك ء ووسعهم إن لم يستبصروا › فان استبصروا ئي اللفظ دون المعنى خابوا وخسروا » وإن استبصروا في المعنى أشركوا بالله العظم فلم تفن عنم الآيات ولا الذكر الحكم . وأما قولحم في حجة الله لا تقوم إلا بسماع › وقد سمعها الناس كلهم . وريا سمعوا هم ولم يسمع الناس . وأما المتبرجة : فان جهلوا كفرها ولم يبيحوا لا فعلها عذرناهم › وقدما قالوا في النامصة والمتنمصة والواشرة والمتوشرة والنائحة والمستمعة والمتفلجات للحسن في عشر لعنها رسول الله ع . وأثبتوا اللعنة وامتنعوا من التكفير والتفسيق . وليتهم لم يعرفوا الكفر في الأفعال إلا من جهة المتبرجة مثلها » ولا تجاهلوا عن الكل › وليتهم فعلوا . وفي المتبرجة منافع ولعل بعضها صغير . وأما مخالفة الإمام ‏ رضي الله عنه ‏ » فسبيل ذلك سبيل سلفهم الماضي في صحابة رسول الله ع في الزبير وطلحة ولم فيهما أسوة حسنة أو سيئة بين بين › جمع الله بينہم وبينهما في دار القرار . فإن قال قائل : أراك قد أثبت على كل فرقة خطاها وضلالا وأنت بخلافها | واستدللت بذلك أنك على حق حين خالفت الباطل » فما تتكر أن يكون القولان سائفين جميعا » فهذا مأجور وهذا معذور » وهذا مصيب وهذا قريب » والخطاً والصواب محمولان عن هذه الأمة في أكثر علومها » ووسعهم ذلك . قلنا : لسنا نتكر ذلك » مالم يقع التدين » وقطع العذر » وهو البغي الذي ذكره الله عز وجل ومصادمة القران بغير أفعاا والرأي والاجماع . واعلم أن اجتہاد الرأي سائغ هذه الأمة وله أمكنة › أمكنة أولما : ف جميع ۹ ہس لتوازل التي تتزل على العباد »ما ليس شم عهد من كتاب اله س عز وجل ولا سنة رسول الله ع » فيسوغ لم الاجتباد بين مخطىء ومصيب . والكل محمول عنهم . الثاني مذاهبهم في التفسير ‏ تفسير القرآن وسنة رسول الله ع › فهذا كالأول سائغ لحم كلما ذهبوا إليه على الشرط التقدم . الثالث : معنى أباح الله لهم القول فيه » فاإن أصابوا لم يؤجروا وإن أخطاوا م يوزروا » وکلامهم علی قدر عقوم وارائھم لیس علیہم فيه نظر » کالقول في العرش والحملة والحفظة والسموات والكواكب والنجوم والشمس والقمر والدراري والآثار العلوية : كالسماء والمطر » والنبات والزهر والجن والانس . هذا بشريطة كله أن يقع للمتكلم فيما لا تعلق ب الشرع » وإليك بفن واحد تستدل على ما ٠ . قالوا في الحفظة : اثنان وأربعة وستة وثمانية وعشرة وعشرون ونيف وثلاثون مائ »في أا ا روي مي رسول لل عد ب + إن الس علب من الحفظة مائة وستون يدفعون عنه مالم يقدر له » . والحديث القائل : « ربنا لك الحمد حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه » . فهذه لا أجر ولا وزر تما لا يغني . وكذلك قالوا في الزهراء وسهيل والحلقين › وأن في كل أرض كعبة وادم إلى سبع أرضين » وأن في كل سماء بيتا كالبيت المعمور . وكذلك اختلافهم في أفراق هذه الأمة » فبعضهم يعتذر بأفراق المسلمين والملشركين . وكاختلافهم في الأمة كذلك » حتى اعتدوا بيأجوج ومأجوج فيا . وكذلك اختلافهم فيما يبقى من اخلق وما يفنى » وما يعود غدا في المحشر من المكلفين وما لا يعود . فإن قال قائل : هذه أمة أحمد ع قد قضيتم عليها باملاك والبدعة والضلال › عليهم بدخول النار » ماخلا أهل مذهبكم . قلنا : إنما قضاه رسول الله عي لا نحن بقوله حين يقول : « ستفترق أمتي ms ‏٥‎ ۰ e على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى النار ماخلا واحدة ناجية و كلهم يدعي تلك الواحدة » . فإن قال قائل : هذه أمة أحمد عد قد أصيبت باتباع أوائلها وما يدريكم لعلكم أُنتم أيضا ممن أصيب باتباع أوائله ؟ ولم قضيتم أن أوائلكم على ادى .وأوائل غيرك على الردى » وأوائلكم غير معصومين کاوائل غير ؟ قلا » وبالله التوفيق : إنا اتبعنا أوائلنا وحاسبناهم واتبعناهم تقييدا ولم نتبعهم تقليدا » فعولت أوائلنا على الوزن بالقسطاس المستقم والبرهان القويم وهو الكتاب والسنة ورأي اللسلمين » وذلك أنه م تفترق فرقة بعد رسول الله عي إلا كان أوئلنا في أفضلها حتى انتبى الأمر إلينا وأول ذلك : أن المسلمين اختلفوا بعد سول الله ءفك فأجمعوا على أي بكر الصديق ‏ رضي الله عنه فخالفت الشيعة » وكنا مع المهاجرين والانصار وكانت مع حزب الشيطان الرجم م » وعمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه في حزب أي بكر الصديق فوقفنا في حزب الذين بعد رسول الله عي والمهاجرين والأنصار وال الشورى بعدهما ثم ولي عثان بعد الإمامين فاختلف عليه أصحاب رسول الله عه › فجل المهاجرين عليه لا له والأنتصار » إلا ما كان من زيد بن ثابت وعبد الله ابن سلام والمتوقفون عبد الله بن عمر وسعد ين أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وباقي المهاجرين والانصار عليه لا له › والامام عمَار بن ياسر رضي الله عنه ا جعله رسول الله عي علامة للفتنة قال : « ما لحم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إل لار » إنما عار جلدة ما بين أنفي وعيني » . مهما أصيب الرء هناك لم يستبق . وقوله لعمار « إنما تقتلك الفعة الباغية ». وقوله عليه السلام : « عليكم بهدي عمار وبهدي ابن ام عبد ). م أطبق أهل الشورى والمهاجرون والأنصار على علي وكنا معهم » فخرج ونه طللحة ال فنكثا الصفقة وعائشة أم الممنين التائبة » فحصلنا بحمد الله مع الجمهور . ثم خالف معاوية وعمرو بن العاص بالشام › وليس معهم من المهاجرين والأنصار مقهور ولا مذكور فحصلنا مع علي وعمار ومع المهاجرين والأنصار . ا۵ س ثم أن عليا رجع على عقبيه ورضي بالحكومة التي كفر راضيما وصوب وكنا على الأصل الأول الذي فارقنا عليه ابا ذر وابن مسعود وعمار بن ياسر الذي جعله رسول الله عة علما للفتنة حين قال : « عمار تقتله الفعة الباغية » فأئيته على الحدى عند الاختلاف › وحين قال : « عليكم بهدي عمار وبہېدي ابن ام عبد » وقال : « ماحم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إل النار » . فوقعنا بحمد الله في حزبهما . فإن كان الجميع على الحق › فحن أولى ولا نعمت عين لحم . وإن كانوا على باطل سلمنا › إذ لا تجتمع أمة محمد عي على ضلال . ۳ بود هذه الأمة وجوه لقدري قد كفانا مۇؤنتهما رسول ل ‎3R‏ 2 7 ‏ا‎ ‎UY أ ا هم . اجہم ط۲ ). (۱) اي فارقنا اجسادهم ہو فاتہم لا مبادئهم ( مراجع ۲٥ الرد على الأشعرية ومن ذهب مذهبہم ف صفات الباري سبحانه اعلم يا أخي أعزك الله وأرشدك » ووفقك وأيدك أنك ذكرت ما جرى لبعضهم مع بعض أهل الأدب من الأشعرية في خلق القران وأمر الصفات صفات الباري سبحانه وأسمائه الحسنى » وكتبت تسالني شرح ذلك وصادفني كتابك وأنا مشغول البال مختل الحال برض العيال » وهو السبب الذي أوجب تأخير الجواب إلى هذا الأوان › لا سيما الكلام في هذه المسائل مخطر بأمرين أحدهما : التعرض للقدح في ذات الباري سبحانه وصفاته العليا وأسمائه الحسنى من غير ما حاجة ضرورية دافعة » إذ يتعذر كنه جلال الله سبحانه أن تقع الأوهام على حقيقته » فكيف تنطق لألسنة فتطلق وتسعى وتفيق » لولا ما ونا فيه من ذكره بأسائه لني نص عليها وبصفاته التي نص عليها › وقد يستسمح الناس على قلة أخطارهم من الأبناء والعبيد والعوام والنديد ذكر الآباء والكبراء والسادة والأكفاء مشافهة بأسمائهم » لكن كناية : يا أبتي إذا كان أباه » ومن العبيد يا مولاي إذا کان مولاه » ومن الكفو يا أخي » ومن العامة يا سيدي » فکيف بن لیس کمئله شيء وهو السميع البصير وجل عن أن يشببه شيء » أن تبوح الألسن بذكره › أو تتعرض لشكره فتنطق وتقول بلسان حال وقلب خال : يا الله يا رحمن يا رحم . هكذا باسمه لا كناية لولا الرؤوف الرحم الغني الكرم . الثالي : أن هذه المسائل قليلة الجدوى في ما يتعلق بالبلوى » إذ لا تؤثر في العبادات ولا تنفع في ترك الحرمات » وقد يحصل ذكر الله عز وجل في (١) هذا العنوان غير بارز في ط البارونية ( مراجع ط ٢ ) . — 0۳ القلوب التي هي موقع نظر الباري سبحانه بأقل الخطرات » وتغرس الألسن عند ذكره عند من أشرف على الملكوت والجبروت دون التفيمق والتشدق من هذا الوجه الخطر العظم الضررء فكأنما الخائض فيه خائض فيما لا يعني وشارع فيما لا يغني » وإذا لم تعفنى من السوال ولايد من الشروع في لقال فاني أقول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظم الكبير المتعال . اعلم أن الأشعرية قد اختلفنا معهم في عشرة مواطن :- : أنا قلنا الباري سبحانه يوصف بالعلم والقدرة والإرادة وسائر الصفات التي يوصف با . فقالوا : إنہا معاني وليست بصفات . فالعلم عندنا صفة وعندهم معنى لا صفة › والقدرة عندنا صفة وهي عندهم معنى ليست بصفة » وكذلك الارادة وسائر الصفات ليست بصفات ولكنما معاني . فالصفة 0 هي الوصف . والثاني : هم أطلقوا على هذه المعاني التي ذكروها أنها أغيار لله تعالى › فأ وجبوا بينها البين . والثالث : أنهم أثبتوها معائي غير الله وهي قديمة . ونحن نقول : ليس هناك معنی غير الله ٠ قدم مع الله . والرابع : أن بمقتضى هذه المعاني كان الله موصوفا بها : فبالعلم كان عالا › وبالقدرة كان قادرا » وبالارادة كان مريدا » وعلم بعلم › وقدر بقدرة » وأراد بإرادة » وحبي بحياة › وقدم بقدم . والخامس : أن هذه المعاني التي وصفوه با معان قائمة بالذات ذات الباري سبحانه . والسادس : أنهم وصفوه بالوجه واليدين والرأس والعينين وال جنب والجلسة وابمين والقبضة والساق والقدم والأستواء والميل وخرق الحجب وركوب الحمار الاقمر وأنه النور الانور (١) في اصطلاح أصاحبنا المغاربة لا يميزون بين فرق السنة : حشوية أو أشعرية أو ماتريدية وإنما يطلقون على الكل أشعرية » ولا بد من اتمييز وإلا لوقع الخلط في أقوالحم الاعتقادية وهذا ما حصل من الولف رحمه الله تعالى فليتنبه لذلك ( مراجع ط ٢ ) . 0 س والسابع : أن الكلام من المعاني التي وصفوه بها وهو قائم بذاته ولم يزل به . والثامن : أن الأمر والنهي المندرجين في الكلام من المعاني التي وصفوه بها وقائمان بذاته ولم يزل كذلك » وتعالى الله عن ذلك . والتاسم : أن القران وسائر الكتب النزلة من الله من المعاني التي يوصف بها في ذاته لم يزل بذلك سبحانه . والعاشر : أن العدل والاحسان والفضل والمن والانعام صفاته › ولكنها أفعاله محدثة . فصل ولابد من مقدمات تكون بين يدي هذه المسائل إما وصلا بين التناظرين و عدلا وفصلا بين الختلفين . أحدها : أن يقع الاتفاق على أن الباري سبحانه لم يفرد نفسه بلغة غير لغتنا التي استعملناها بيننا . والثاني : ألا يطلق على الباري سبحانه مالم يأذن به الشرع » أو معنى يحيله العمل › لاتفاقنا نحن وهم على ان الله عز وجل ليس کمئثله شيءِ وهو والثالث : مراعاة اللسان التي يقع بها التناظر والتحاور بين الفريقين » ويقفع بها البيان بين الختلفين . ومع الثلاثة ثلاثة أخرى : أحدها : أن يتضح المعنى الذي أراده المتناظران » فيحصل حدا أو ر سما الثاني : أن يستند قول الحق منها إلى البرهان الصحيح حقيقة وتبيانا › ہے 00 م فيحصل علما ضروريا أو عقليا أو شرعيا أو لغويا . والثالث : الاقرار بالحق إذا ظهر » والاذعان له إذا بهر » والانتصار إذا كفر من جميع من حضر . فصل اعلم أن الأشعرية بنت مذاهبها في الباري سبحانه وصفاته وأسمائه نخلقه على الحروب من الواضح إلى الملشكل » وعولت بعد العثار على الاعتذار › لهم به بعد الانتصار ؟ وتعرضوا للبلاء وهم عنه أغنياء فلن يرضى بهذا عاقل ولن يخفى على جاهل › وقد قال الاول : < إِياك وما يعتذر منه ». وقد اتفقنا نحن وهم على تنزيه الباري سبحانه » ونفينا عنه شبه الخلق من كل الوجوه › وأقررنا بالوخدانية لا شريك له . فأول ما غلطوا فيه أن أفسدوا على العرب لسانهم » وغيّروا عليهم لغتهم © وقالوا : إن الصفة هي الوصف والعدة هي الوعد والزنة هي الوزن والسمة هي الوسم والعظة هي الوعظ . وقد فرق أهل اللسان بينهما . وأوجبوا الصفة للموصوف والوصف للواصف »› والعدة للموعود والوعد للواعد » في أمثاطا . واعتذروا بان قالوا : إن النحاة قد أجازوا ذلك . قلنا لحم : مجازا لا حقيقة › وإنا نحن في الحقائق . والعجب منهم أنهم يأتون أمرا لم ينفعهم ولم يضر غيرهم . وكذلك العدة هي العطية الموعودة » والوعد فعل الواعد » والعظة صفة اللوعوظ » والوعظ فعل الواعظ » والسمة أثر في الوجه والواسم الفاعل والوسم فعله . ( الثانية ) : أنهم نفوا عنه السواد والبياض والألوان بأسرها » والأحوال بجميعها » والصنائع العلمية » والحياء والحياة والعلم والقدرة والإرادة والرضى 1٦0 والسخط وأمثالها أن تكون صفات »› لكنها معان ليست بصفات › فهربوا من الواضح المعهود إلى المشكل المردود » فما حاجتهم في أن جعلوا لله معاني في قول من جعل الصفات السبع بمجموعها هي الالوهية › في قول من اثبت الذات وركب فيا المعاني السبعة وأثبتها هي الألوهية » جمعوا بين فساد اللغة وفساد الآلوهية وخافوا أن يتوهم عليهم وحدانية الباري سبحانه › وقالوا : إن هذه المعاني أغيار لله عز وجل وأغيار بينها البين . قلنا لحم : وهل تجوز أن تکون أغیار لم تزل ؟ قالوا : إنها قديمة . فارتبكوا . وقلنا لهم : يا سبحان الله » فالقدم قدي › فلابد للغيرية من العدد والشركة والتباين › فلما نظروا إلى قوم الفاحش تكعكعوا › وما يغني عنم وقد جعلوا له من عباده جزءا › إن الانسان لكفور مبين » فتفرقت بنا وبهم السبل › فحصلوا في الكثرة بعد الوحدانية » وحصلنا في الوحدة » من وراء هذا أن أظهروا افتقار الباري سبحانه إلى هذه المعاني التي ذكروها من العلم والقدرة والإرادة . وقالوا : بالغلم علم › ولولا علمه لم يكن عالا » ولولا قدرته لم يكن قادرا » ولولا إردته لم يكن مريدا . وأظهروا افتقاره إلى هذه المعاني تعالى الله وسلبوها عن ذاته وجعلوها محتاجة إلى الغير . ولا نظروا إلى العلم لا يوصف بالقدرة ولا بالارادة ولا بالحياة والقدرة كذلك لا توصف بالعلم والارادة » تكعكعوا ورجعوا إلى الذات . وقالوا : لابد ا من المعاني المذكورة من الحياة والقدرة والعلم والارادة » ولابد ذه المعاني من ذات تقوم بها هذه المعاني بمجموعها » وجموعها هو الاله . فضاهوا قول الذين كفروا من قبل » قاتلهم الله أنى يوُفكون › وهو قول أهل الميولى والصورة وجاوزوهم إلى الثدوية » ثم إلى أصحاب ثالث ثلاثة أصحاب (١) كانت لي ط البارونية ( التقوية ) ولعل الصواب ما أثبتناه ( مراجع ط ۲ ) . ۷٥ الأقالم » بل إلى أصحاب الطبائع الأربع أصحاب الاسطقسات من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة » بل إلى الخرمية الذين قالوا بالأسَ بل إلى أصحاب العدد الكامل أهل التسديس »٠ فجاوزوهم إلى التسبيع والتشمين › ولم يبلغوا التتسيع إلا الاثنى عشر » وهذا تنبيه على ما قلنا أولا من الاشارة إنهم يهربون إلى المشكل ء من غير ما ضرورة دافعة وربهم أغنى بان يجعلوه عضين كالمشركين في القران . نم إنا سألناهم عن هذه المعاني التي أوجبوها قديمة مع الباري سبحانه أين هي ؟ فقالوا : قائمة بالذات . فضاهوا بقولم قول الحقين في الأعرأض : أنه حالّة ي الجسد . وقالوا هم : إن المعاني قائمة بالذات . فلو جعلوا الأعراض قائمة بال جسم والمعاني التي ذكروها حالّة في ذات الباري سبحانه ما زادوا » فالمعنى الموجود في الأجسام صراحا نحلوه ذات الباري سبحانه براحا » ولبسوا على أنفسهم حين خالفوا بين الألفاظ فما يتحاشون ما يأتون به من لا شيء » أَوَلا يرون أن الحي منا حي والباري سبحانه حي . وقد قدمنا أن اللغة واحدة » والقائمة حالّة والحالة قائمة . وقد قدمنا أن الباري سبحانه لم يفرد نفسه بلغة غير لغتنا التي نتخاطب بہا . وللباري علم ولنا علم › وله قدرة ولنا قدرة › وله إرادة ولنا إرادة » وله قيام المعاني ولنا حلول الأعراض . يا سبحان الله . ولو عكسوا فما عدا . فما لاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا . وأما مذهبهم في التشبيه والجوارح فعلل وجهين : أما من ذهب به مذهب 0۸ س الجوارح فلا يخاطب ولا يعاتب › فان أنفذهم قد ترأراً ببصره نحو الاله فانعكس بصره إلى جسده فلمحه › فخاله إلحه › فكبر وعظم وصلى وسلم وقال : الحمد لله الأكرم › ذي الآلاء والنعم › والوجه والقدم › واليد والعظم ٠ والعين والفم › والجوارح كلها الجم » والنون والقلم › وما ادراك ما نون والقلم وما يسطرون . فاستجاب له العميان من جميع البلدان وصدقوا قولته وأجابوا دعوته . ( شعر ) فلم ييق إلا أن يقول أنا الرب إلى الكعبة البيت الحرام ولا ريب رسول فاستجيبوا لربكم فإن انتم ل تؤمنوا فنا الرب بشرط أن يكون وسيما جميلا جليلا › ولا قبيحا ولا ذميما » تعالى الله عما يقولون علو كبيراً » وهوّلاء قوم فرحوا با عندهم من العلم » وحاق بهم ما کانوا به يستېزئون . وأما من امتنع منهم من إجرائها على المعاني التي تعرف : من الوجه أنه الجاه £ ومن القدم بما قدم ا من الشقوة » ومن اليد أنه النعمة والقوة » ومن ن المعصم ما يعتصمون به » ومن العين العلم تجري بأعيننا » ومن الفم الكلام » في أمثال › هذه معروفة عند العرب أنها الجارحة وثمرة الجارحة كا يعقلها العرب فلحبوا طريقا وسطا بين الخيال والوبال » فامتنعوا من الجوارح » وامتنعوا من اللغة . قلنا لحم : أتعرفونها ؟ قالوا : لا إلا أنها صفة الد وقد صدق القائل : قد يتكلم الجنون با يعجز عنه العاقل . فهؤلاء مذبذبون بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء » شرعوا الجهل دینا ورأوه دینا » ومالوا عن الحق بونا »› واصابوا حینا ومينا . وأما مذهبهم في الكلام في الأمر والبي والقران » فهو الذي جر عليهم 0۹ س حبنهم » فأظهر الرب شينهم » فأصبحوا مثل التصارى بينهم . وأما ذنبهم الذي أوردهم جميع امهالك وسيئاتهم التي أحاطت بهم من أجلها خطيئاتهم حين غلطوا في القران » فنفوا عنه الخلق وأثبتوه معنى غير الله يوصف به الباري سبحانه فعٹروا عثرة لا إقالة م بعد العثور . الباري سبحانه ولم يزل بهما › قائمين بذاته . فوقعوا وقعة لا انجبار م منہا . ثم من بعد الوقوع لغطوا في قوشم : إن سائر الكلام معنى يوصف به الباري سبحانه 2 قائ بذاته . فسقطوا سقطة تعسوا فيا اليدين والفم . ثم من بعد السقوط انزلقوا في قوم : إن سائر الصفات من العلم والقدرة والارادة وسائر الصفات ء أي معان غير الله وهي متغايرة بینها البين . فانزلقوا الأبصان محدودة موصوفهة الوجە ومين والراس و يشر قابار بهم في تار جهدم . فهو آخر لهد ميم وقد صدق الله عز وجل في قوله : ل بلی من كسب سيئة وأحاطت يته فأولعك أصحاب النار هم فيا خالدون ¶ هذا مثلهم في القران › ولل المثل الأعلى . رهم في اتور والإنجيل 1 لود تقول خم ا يا كم وس | () الحبن : مرض يصيب البطن . ( مراجع ط ٢ ).٠ والمعذرة إلى الله عز وجل وإلى المسلمين أن لا يأخذ علينا أحد في ثيل كل فرقة منهم با يليق بهم » وينسبنا إلى لمجو والفحش من الكلام › ولنا في كتاب الله عز وجل أسوة حسنة » قال الله عز وجل في بنعام بن باعورى إمام العور وقائد البور : ل فمثله كمثل الكلب 4 إلى قوله : فأولعك هم الخاسرون ¶ . وقال في اليهود عليهم لعنة الله : ل كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يمدي القوم الظالين ¶ . وفي المنافقين . ل مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أأضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا ييصرون 4 إل قوله : < إن الله على كل شيء قدير ‏ وقال : ل مثل الذين اتخذوا من دون الله 4 إلى قوله : لو كانوا يعلمون ¢ وقال : $ مثل الذين كفروا بربهم كسراب بقيعة ¶ إلى قوله : ل فما له من نور . والحمد لله رب العالين . [ + باب : بيان معتقدنا » ])0 وها نحن نبتدىء في إيضاح معتقدنا في الباري سبحانه » وما يتعلق به من صفاته وأسمائه وذاته إن شاء الله . فأول ذلك إن قال قائل : ما الدليل على إثبات وجود الباري سبحانه ؟ قلنا : وبالله التوفيق : الدليل على إثبات وجود الباري سبحانه الحدث . فإن قال : ما الدليل على قدمه ؟ قلنا ٠ سبقه الحدث . فإن قال : ما الدليل على حياته ؟ قلنا ٠ تصرفه في الحدث . فإن قال : ما الدليل على علمه ؟ (١) العنوان من ( مراجع ط ٢ ) . ج ا قلنا : إتقانه اللحدث . فان قال : ما الدليل على قدرته ؟ قلنا : صدور الحدث . إن قال : ما الدليل على إرادته ؟ قلنا : تمييزه ال حدث . فإن قال : ما الدليل على رضاه وسخطه ؟ قلنا : اختلاف الحدث . فإن قال : ما الدليل على الحدث ؟ قلنا : الحدوث . والله الموفق للصواب . وعلى هذه الأصول عولت الموحدة في إثبات الألوهية بيهم وبين الدهرية . فأطبق الموحدة على ذلك إلا من شذ في يعض الفروع . الشرح : وبالله التوفيق . فن قال قائل : وما في الحدث ما يدل على وجود الباري سبحانه ؟ قلنا وبالله التوفيق : انطباق الفطرة العقلية على أن البناء دال على بان ء والكتابة دالة على كاتب » والأثر دال على الموثر » والصناعات كلها دالة على صناعها › عقلا وشرعا › ولغة وطبعا . أما من جهة العقل : فاإن علوم العقل ثلاثة مغروزة في جبلته ومنقوشة فيه مجملة وهي : وجوب الواجبات » وجواز الجائرات › واستحالة الملستحيلات ٠ فهذه إحدى الواجبات › ومحال ظهور الأثر ولا مؤثر » وكتابة ولا كاتب ٤ وبناء ولا باي » وصناعة ولا صانع » وحدث ولا محدث . وأما الشرع : فقول الله عز وجل : ل إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ‏ إلى قوله : « لقوم يعقلون ¢ . فجعل الله عز وجل - حدوث هذه الأسباب دلالة على صدقه فيما قال » فضلا عن وجوده » ۲٦ س وقد ثبت وجود الفرع فما بال الأصل وقوله : ل قل من يحبي العظام وهي رمم قل يييها الذي أنشاها أول مرة وهو بكل خلق علم ې . وأما اللغة : فمن جهة جهة اللفظ قسمت العرب هذه الألفاظ على جي لقي ُن الحدث يقتضي الاحداث والمحدث والحدذث ٠ واخروج يقتضي اخغرج والخرج والاخراج والخروج » وهذه في سائر لغة العرب . ولاأبد للفعل من هذه الأربعة معان : الفاعل والمفعول والفعل والفعل . فالفاعل والمفعول معروفان والفعل المصدر . والففعل الاسم . قال الله عز وجل : ل وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين € . وأما الطبع : فمحال وجود الحدث ولا يفعله أحد عقلا نفرت منه الطباع واستحال الاختراع إلا من مخترع مبتدع » وساغ الامتنا ع . فلو أطبق الخلق والخلائق أن ينحلوا فعلا غير فاعله لأحالوا » ولو شهدوا بهذا عند من له أدنى عقل لكذبهم واستخف بهم . واعلم أنه م يختلف ائنان بعد ثبوت حدوث الحدث أن له محدثا › فعلم هذا ضروري ا قدمنا ء وإنما وقع التشابط والتخابط بين الموحدة والدهرية في حدوث الحدث »٠ ولسنا والاشعرية مختلفين في شيء من هذا . فإن قال قائل . ما الدليل على قدمه ؟ قلنا : كونه قبل الحدث . واعلم أن القديم من سبق وجوده وجود الحدث » فكل من لم یکن ثم کان فهو الحدڌّث »٤ وکل من کان ولا تکوين فهو القدم . فإن قال قائل : ما الدليل على حياته ؟ قلنا ٠ تصرفه في الأشياء بالإنشاء والافناء والإبادة والإعادة والنقص ۳ والزيادة » وهذا إلى علم الضروريات أقرب › وإليه أذهب . فان قال قائل : ما الدليل على علمه ؟ قلنا : إتقانه الحدث » ولا رأينا الحدّث قد تاتي على مراد المحدث › وصار كل شكل إلى شكله » ورجع كل فرع إلى أصله » من الأرض والسموات وهو الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن › وخلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت » ألا يعلم من خلق وهو اللطيف اللخبير وهذه الضرورية أقرب . والعلم والقدرة والارادة والرضی والسخط من توابع الحياة . وصفات الحي مهما انخرمت منها صفة انغرمت الحياة › ولابد من الاشارة . فإن قال قائل : ما الدليل على القدرة ؟ قلنا : صدور اللحدث . ولا يصدر إلا عن قوة وإلا فالقوي والزمن واحد فإن قال قائل : ما الدليل على الارادة ؟ قلنا : تمييزه بين المقدورات › هذا قد شاء وجوده فوجد » وهذا لم يشا وجوده فلم يوجد ء ووجد الموجود على صفة ما ء وغيره على خلافها › والقدرة جارية عليهما قد شملتهما › وفرقت الإأرادة والمشيئة بينهما . وكذلك الرضى والسخط دليلهما اختلافب المحدثات › فهذا حسن جميل › وهذا قبيح رذيل › ولولا الرضى والسخط لا وقعت التفرقة بين الخير والشر › فمن كان بهذه الصفة › يعني من لا يوصف بالرضى والسخط › فهو إلى الموات والجماد أقرب . ۲٦ س وقد ثبت وجود الفرع فما بال الأصل وقوله : « قل من يحبي العظام وهي رمم قل يييما الذي أنشاها أول مرة وهو بكل خلق علم ‏ . وأما اللغة : فمن جهة اللفظ قسمت العرب هذه الألفاظ على جميع لغتها أن الحدث يقتضي الإحداث والمحدث والحدث › والخروج يقتضي الغرج والخرج والأخراج وال خروج › وهذه في سائر لغة العرب . ولأبد للفعل من هذه الأربعة معان : الفاعل والمفعول والفعل والفعل . فالفاعل والمفعول معروفان والفعل المصدر . والفعل الاسم . قال الله عز وجل : ل وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ¶ . وأما الطبع : فمحال وجود الحدث ولا يفعله أحد » عقلا نفرت منه الطباع واستحال الاختراع » إلا من مخترع مبتدع » وساغ الامتناع . فلو أطبق الخلق وال خلائق أن ينحلوا فعلا غير فاعله لأحالوا » ولو شهدوا بهذا عند من له أدنى عقل لكذبهم واستخف بهم . واعلم أنه لم يختلف اثنان » بعد ثبوت حدوث الحدث أن له مجدثا › فعلم هذا ضروري ك قدمنا ء وإنما وقع التشابط والتخابط بين الموحدة والدهرية في حدوث الحدث ٠ ولسنا والاشعرية. متلفين في شيء من هذا . فان قال قائل . ما الدليل على قدمه ؟ قلنا : كونه قبل الحدث . واعلم أن القديم من سبق وجوده وجود الحدث » فكل من لم یکن ثم کان فهو الحدڌث ٠ وکل من کان ولا تکوين فهو القدم فان قال قائل : ما الدليل على حياته ؟ قلنا ٠ تصرفه في الأشياء بالانشاء والافناء والأبادة والإعادة والنقص ۱۳ س والزيادة 6 وهذا إل علم الضروريات أقرب 6 وإليه أذهب . فن قال قائل : ما الدليل على علمه ؟ قلنا : إتقانه الحدث › ولا رأينا الحدّث قد تأتي على مراد المحدث وصار كل شكل إلى شكله » ورجع كل فرع إلى أصله » من الأرض والسموات والاشجار والنبات والجماد والحيوانات › على نظام واحد › وترتيب واحد . وهو الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن › وخلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت » ألا يعلم من خلق وهو اللطيف اللخبير › وهذه الضرورية أقرب . والعلم والقدرة والارادة والرضی والسخط من توابع الحياة . وصفات ال حي مهما انخغرمت منها صفة انغرمت الحياة » ولابد من الاشارة . فان قال قائل : ما الدليل على القدرة ؟ قلنا : صدور اللحدث ۰ ولا يصدر إلا عن قوة وإلا فالقوي والزمن واحد فإن قال قائل : ما الدليل على الارادة ؟ قلنا : تمييزه بين المقدورات › هذا قد شاء وجوده فوجد وهذا م يشا وجوده فلم يوجد » ووجد الموجود على صفة ما ء وغيره على خلافها والقدرة جارية عليهما قد شملتهما ء وفرقت الأرادة والمشيئة بينهما . وكذلك الرضى والسخط دليلهما اختلاف المحدئات › فهذا حسن جميل › وهذا قبيح رذيل » ولولا الرضى والسخط لا وقعت التفرقة بين الخير والشر › فمن كان بذه الصفة › يعني من لا يوصف بالرضى والسخط »٠ فهو إلى الملوات والجماد أقرب . ٤1 س فإن قال قائل : ما الدليل على الحدث ؟ قلنا : الحدوثٹ . فهذه المسألة بيننا وبين الدهرية فحسبنا منها حدوث الأعراض في الأجسام › والأعراض محدئة › لا يخلو الجسم من حادث › ولا ينفك منه › فما لم يسبق الحدث فحدثٹ مئله . فمن أراد حقيقة هذه » فليطلبها في أدلة الموحدين في النفر الغانية » وفي كتاب ابن الخیاط مستقصی . فإن قال قائل : إذا ثبت وتقرر وجود ذات الباري سبحانه بالدلیل › فما مذهبكم في الصفات التي ادعيتم › ولن يخلو قولكم من أحد ثلاثة أوجه : إما أن تبطلوا وجود الصفات البتة › لعلا تجعلوا مع الله إلا أخر » فتكونوا من المبطلين المعطلين . وإما أن تثبتوها محدثه كائنة بعد إذ لم تكن » فيكون الباري سبحانه بعكسها » فيتصف بالموت قبل الحياة وبالجهل قبل العلم › وبالعجز قبل القدرة › وبالكره قبل الارادة › وبالجمادة قبل الرضى والسخط › سبحانه . أو تثبتوها معانى غير الله وقديمة غير محدثة . ك قدمنا . قلنا وبالله التوفيق : إما إبطاها بعد ما تقرر الدليل ولاح السبيل › فلا . وأما إثباتها محدثة كائنة بعد إذ لم تكن ويتصف الباري سبحانه بعكسها › فلا سبيل إليه . وأما إثباتها أنها أغيار لله قديمة معه » فلا سبيل إليه . وهذه الأوجه الثلاثة مستحيلة » وذلك أنه حُكُم فتحكم حين خصَ ولم يعم » وأغفل الوجه الرابع . وفي التقسم توص ( عيب وعار ) ولاسيما في الكاف واليم » وسيأتي (١) لعل ما بين القوسين ليس من عند الولف وإنما هو شرح من النساخ أو الناشر للطبعة البارونية ( مراجع ط ¥ ) ٥1٦ س الفصل على دنادن الظلم فتنشلم بإذن الله تعالى ء وذلك عادة الله في الحق والباطل » إذا جاء الحق زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا . فان قال قائل : فما الوجه الرابع ؟ قلنا ‏ وبالله التوفيق : إن صفات الباري سبحانه ليس هناك معنى غيره › و شُيء يلازمه ُو يفارقه . فقولنا : الله تعا ى موجود إثباته » ليس هناك وجود غيره يخالفه أو يوافقه . وقولنا : الله حي » إخبار عن الذات أنها ليست بيتة » وله التصرف في الغير . وقولنا : الله قادر › إخبار عن الذات أنها ليست بعاجزة › ولا يعوزها شيءِ . وقولنا : الله مريد » إخبار عن الذات أُنها غير مكرهة » ولا يفوقها شيء . وكذلك سائرها . وليس في إن نفينا عن الذات هذه الأمور ما يقتضي أن معها شيعا غيرها يقاومها فیضاهیها » أو شيا غيرها تستعين به ويکون جزءا منها » وذلك محال في ذات الباري سبحانه . فالقديم : من سبق الحدث والعجز والحاجة وجوده . فمن حصل اسم القدم له » حصلت له الألوهية والصفات الكاملة » وذلك عن غير الله منفي » ولا قدم إلا الله » ولا إله إلا الله ء واستائر الله بالكمال ولم يبرا الغير من النقصان › ونضرب في ذلك مثلا : رجلا قاعدا في موضع من المواضع » تختلف فيه عليه الأشياء من بين مار بين يديه واخر من خلفه واخر فوقه واخر تحته » وليس في اختلاف هذه الجهات ما يقتضي اختلاف ذات الانسان › وريا يتوهم التعمي علينا › فيقسمه تقسيما › فيجعل الراس ناحية والرجلين ناحية والجنبين ناحية . 1 واعلم أن غرضنا الذات » واعلم أن من جاز بين يدي إنسان › فقد جاز عليه كله › و كذلك سائر الجهات . وليس إن اختلفت النسب إلى هذه الجهات ما يقتضي الاختلاف في الأنسان وإن إلتبس الامر مع هذا أوقع الكلام على جزء من الغرض » ومن وراء ذلك المراة » فان الصور تنطبع فيہا وليس ذلك في ذاتها أو ناقص أو زائد فيا » ولل المثل الأعلى › وهذا معتقدنا في إلُهنا . ولنترجع إلى معارضتهم إيانا في الصفات . فإن قالوا : إذا زعمم أن الذات واحدة وأن صفاتها هي » ما تقولون فيمن خحلقه الباري حيا ثم مات » أو ميتا ثم حيي » أيعلم بواحد علمه أو بعلوم كثيرة ؟ فإن قلعم : بعلم واحد › فقد جعلمم ال حي ميتا والمليت حيا . وإن قلتم : بعلوم كثيرة » فقد أثبتم قدماء كثيرة . وإن قلعم : علمه بلا علم وقعتم في المحال . قلنا ‏ وبالله التوفيق : إن الله تعالى علم الحي منا في حين حياته » ثم علمه في حين موته » ووقع التفاوت بين الحالتين لا بين العلمين كا أن الذات التي علمتها ميتة » هي الذات التي علمتها حية » فما قلتم في في العلم › ونعكس عليهم المسالة . فإن قالوا : بعلم واحد ٤ لزمهم أن يجعلوه حيا ميتا موجودا معدوما . وان قالوا : بعلوم كثيرة على عدد أجزاء الخليقة › فقد أثبتوا قدماء كثيرة ۷٦ س فن قالوا : علمها بلا علم . وقعوا في الحال » ولا سبيل م ولا مخرج لحم إلا السبيل الذي سلكنا . وكذلك القول ف سار الصفات › من القدرة والارادة والسخط والرضى . واعلم أن الأشياء تختلف بالأعيان والأزمان والمكان » وتقع النسبة إليها من جهة العلم نسبة واحدة › ومن جهة القدرة وغيرها نسبة واحدة » ومن جهاتها مختلفة ›» وليس ذلك بضائر الذات شيا . أو علم رجل شيئين » على أُنا لا نثبت مع الباري سبحانه علما غير ما يقع التطالب والتخاطب عليه . فإن أبوا إلا أن يثبتوا معاني قديمة غير الله قلنا : ظل أئفكا الحة دون الله تريدون » فما ظتكم برب العالين که . فان قالوا : إنكم أبطلتم المعنى المعقول في لغة العرب : إِذا وصفوا إنسانًا بالشجاعة أو بالجبن أو بالسخاء أو بالبخل أثبتوها صفات غيره . قلنا لحم وبالله التوفيق : إن العرب إذا وصفت شيئا بصفة إنمم يتوجهون إلى معنى تلك الصفة › وليس في صفاتهم ما يقتضي في » أنها هي هو أو غبره › وما تدرك معرفة ذلك من وجه اخر من طريق من نظر ي ذوات العالم » وعلی آن الجسمية صفة الجسم › وليس في ذلك ما يقتضي انها غير الجسم › و كذلك العرضية للعرض وا خلق صفة الخلق › وهي هو . 1۸ — اعلم أن عارضونا بخمس هنات : أولا : قالوا إذا زعمت أن الذات واحدة ذات الباري سبحانه › وأن صفاته هي هو » علم الله هو الله » وقدرة الله هي الله » في أمثالا . والثانية : إن أجزتم هذه فقولوا : الله هو العلم » والله هو القدرة في أمثالما . والثالثة : وقولوا : إن العلم هو القدرة › والقدرة هي العلم › أو غيرها › فى أمثالا . والرابعة : أن معنى علم هو معنى قدرة » ومعنى قدرة هو معنى علم › أو غيرها › في أمثاا . والخامسة : أن هذه الصفات التي ذكرتم ثم وصفع الله بها » لا تخلوا أن تکون معنی او غير معنی . فان كانت معنى › فهو ما قلنا . وإن كانت غير معنى » فقد وصفع الله تعالی بغیر معنی . 1 1 0 I5 I 1۹ س الرد عليهم وبالله التوفيق الأولى : أما قوم : في علم الله أنه الله أو غيره » فإن يعض أصحابنا يطلقون على صفات الله أُن تقول : هي هو » فتقول : علم الله هو الله لا غيره » وقدرة الله هي الله لا غيره . والأحسن عندي أن نقول : ليس هناك شيء غير الله . وأما الثانية : أن تقول : الله هو العلم » أو تقول : الله هو القدرة . اعلم أن اللغة منعت من إطلاق ذلك » ولولا ذلك لا كان به باس » وقد جاء في اللغة إطلاقه في بعض الأسماء كقولك : الله الرب » والله العدل › والله الوتر » والله هو الحق المبين . وأما الثالثة : أن العلم هو القدرة والقدرة هي العلم › وهذا ممنوع من جهة التخاطب واللغة » ولو أطلقه إنسان لا جاوز خطوه اللغة » وهو أحسن حالا ممن أخطاً في ذات الباري سبحانه . وأما الرابعة : فالقول فيها كالقول في الثالثة ء هو ممنوع من جهة اللغة والتخاطب بين الناس . وأما الخامسة : فإنا نمتنع من أن نجعل صفات الباري سبحانه معاي ٠ لا يتوهم علينا من الغيرية » وقد أطلقت اللغة الصفات العلى والاسماء الحسنى . فن قالوا : يعلم نفسه أو لا يعلمها ؟ قلنا : يعلمها ولا نقول لا يعملها . فإن قالوا : يقدر على نفسه أو لا يقدر عليها ؟ قلنا : لا يجوز يقدر على نفسه ولا لا يقدر عليہا . فان قالوا : یرید نفسه أو لا يریدها ؟ قلنا : الجواب فيا كالجواب في التي قبل . (١) أي أن هذه أمور لا نعرف حقيقتها فهي من العلم بالذات الإحية الذي يقصر دونه الخلق ( مراجع الطبعة الثانية ) . ۷۰ س فصل واعلم أن القوم إِنما ذهب بهم خصلتان : إحداهما اللغة » وذلك أنهم نظروا ال تقاسم الأسماء والأفعال والحروف في اللغة › فكل لفظة تقتضي معنى ئي الأجسام و حر كاتا فانقسمت أقساما كثيرة من أجل الأجسام والأ مان والمكان فتحولت لت عينهم » فذهبوا ذلك المذهب في خالق الأنام » ونظروا إل قولحم علم ويعلم وسيعلم علماً وعالم وعلام وعلم . وقالوا لايد ذه التقسيمات أن تقتضي معاني متفاوتة حيا » واضطرهم الدليل الثبت لللوهية إلى أن يقولو التي لا تتجزا ولا تحلها الأعراض بالأجسام التي و لها الأعراض ول ينظروا بعين الحقيقة إلى من هو فوق المكان والزمان ولم يشبه شيئا من الأعيان » ولم يراعوا سهام الزمان والمكان التي تجري على الاعيان دون القدم الذي كان قبله . وسهم الامكنة : فالجهات الست : مام وخلف وفوق وتحت ومين وشمال . وسهم الأزمنة : كالان واليوم وأمس وغدا والشهر والعام وقايل وقاب وقباقب ق الذي يظهر في الاعيان أن يکون المقتضى واحدا وإن اختلفت الألفاظ › فيكون إخبارك عن ذات الباري سبحانه هو الاخبار ع شيئيته وعن عینه ومعناه › وان احتلفت الألفاظ › » فليس في ذلك ما رة الغيرية . وأما سهم اكان : فاختلاف الأمكنة لا يوجب اختلاف الذات وكذلك ق الأزمان ١ سيما في الواحد لا يتجزاً . والخصلة الشاتية : ذھبوا فی | 3 م هبوا ثي إشهم مذهبهم في أنفسهم وحصوره إلى أوهامهم واعتقدو ن ذلك إثباته لا إبطاله » وأن خلاف ما تذهب إليه الأوهاه WEEE Î و9( قافب اء الي بلي العام اقل . ( مراجع ط ٢ ) ,. ا۷ إبطال › وامنوا بالوحدانية لفظا وأغفلوها في المعنى حفظا وعجزوا عن قول الصديق ‏ رضي الله عنه ‏ ( العجز عن درك الإدراك إدراك ) وقالوا هم : العجز عن درك الأدراك هلاك . الرد عليهم في نفيهم خلق القران فإن قالوا : فلم قلعم إن كلام الله وأمره ونهيه والقران ليست بصفة لله تعالى في ذاته ولا هو قائم بذاته ؟ قلنا وبالله التوفيق : لا تقرر أن الحي مرتبط بأوصاف غير منفك له عنها » وأثبتنا الباري سبحانه أنه الحي الفعال » فثبت وجوده وحياته وعلمه وقدرته وإرادته ورضاه وسخطه وفعله › ولكل کلام مقدمات سوابق ولواحق . فمقدمات الألوهية : الوجود › ولواحقها الأفعال › والوجود والأفعال ليست بصفة › لأن الوجود إثبات والفعل حدوث وما بينمما فصفة . فاستحال أن يکون ال جي ولا علم ولا قدرة ولا إرادة ولا رصی ولا سخط ك استحال أن يكون الرضى والسخط ولا إرادة » والإرادة ولا قدرة › والقدرة ولا علم ٠ والعلم ولا حياة . فأثبتنا حيا عالما قادرا مريدا راضيا ساخطا لم يزل » إذ لو حدثت الحياة لكان قبلها ميتا » ولو حدث العلم لكان قبله جاهلا › ولو حدثت القدرة لكان قبلها عاجزا › ولو حدثت الارادة لكان قبلها مستكرها › ولو حدثٹ الرضى والسخط لكان قبلهما جمادا بليدا » فمن أين ارتبط الكلام بال حي › لا ارتباط له به . فإن قالوا : لاستحالة حدوث الكلام لكان أخرس قبل حدوثه » وال خرس ضد الكلام ونقيضه . — ۷۲ قلنا وبالله التوفيق : إن هذا الحكم وهذا التحكم لا يلزم » لأنه يجوز أن يكون من لم يتكلم ساكتا لا أخرس » ليس كالعلم » لأن من لم يکن عالا فهو جاهل ومن لم يكن قادرا كان عاجزا » ليس الخرس بنقيض الكلام بل السكوت نقيضه . ويلزمهم أيضا أن الخلق معه لم يزل » لأنه لو أحدث الله الخلق لكان قبل حدوثه عاجزا » ويلزمهم أيضا أن يجعلوا الخلق من المعاني القدمة القائمة بالذات كالكلام › ولعمري لو أشبه بمذهبهم . وإن لم يكن العجز بنقيض الخلق » فليس الخرس بنقيض الكلام » غير أن الخرس زمانة لا يستقم معه الكلام » وكذلك العجز افة لا يستقم معه الخلق وهما منفيان عنه بالقدرة » وقد يكون الحي ساكتا لا متكلما ولا أخرس ٠ وهل يصح في الحي أن يكون غير عالم وأن يکون غير قادر او مرید أو راض أو ساخط ؟ فهاتيك مهما انغرمت منها صفة انخرمت الحياة وليس ذلك في الكلام البتة . والله ولي التوفيق . والدليل على خلق القرآن » لأهل الحق عليهم أدلة كثيرة . وأعظمها : استدلالهم على خلقه بالأدلة الدالة على خلقهم هم › فإن أبوا من خلق القران أبينا لهم من خلقهم » وقد وصفه الله عز وجل في كتايه هل وجعله قرانا عربيا 4 محعولًا منزلا مسموعًا بالآذان » مقروءا بالألسن » مكتوبا في المصاحف وفي قلوب الذين أوتوا العلم » وليس غم معول بعد العثور إلا الاعتذار بالغرور › وذلك أنهم نصبوا للكلام وللأمر والنبي هيولا خيولا غير القران » وهي العبارة عن القران » فما حاججناهم به من صفات الخلق الموجود في القران قالوا : صدقتم غير أن ذلك يتوجه إلى العبارة عن القران لا نفس القران . — ۷۳ قلنا لحم : إن الله تعالى يقول : ل إنا جعلناه قرانا عربيا ¶ . يلعبون 4 . قالوا : العبارة عنه . قلنا لهم : قال الله عز وجل س : ل إنا إنزلناه في ليلة مباركة @ ل إنا أنزلناه في ليلة القدر 4 هل نزل به الروح الأمين ‏ لل وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمۇمنين 4 . قالوا : العبارة عنه . قلنا لحم بعد قوله ‏ عز وجل . ل أنزله بعلمه والملائكة يشهدون . قلمم : العبارة عنه لا هو . فمن يشهد لكم بهذا › بعد أن رددتم شهادة عز وجل وشهادة ملائکته . فيا سبحان الله من قوم أنكروا نزول القران مثل أهل الأوثان › ولو عرضوا ثل ما هم فيه بمحمد ية وبجبريل الروح الأمين أنه لم ينزل به جبريل على قلب محمد عليه السلام » وإنما نزل بالعبارة لا القران » وخيال جبريل هو الذي زل على خيال محمد عليهما السلام » ولم ينزل علينا نحن أيضا القران وإنما نزل على خيالنا » وقوله : ل وكذب به قومك وهو الحق 4 وإن القوم ما كذبوا بالقران وإنما كذب خيالم لا لعبارة وهو الحق » فليس القران في نفسه بحق وإنما العبارة عنه هي الحق وهي التي كذب خيال القوم وظلامم . فمن كان بهذه الصفة ٠ فليسوا بالعقلاء الذين يخاطب الله عز وجل أمثالحم › إلا أن تباهلوا تعمدا . ٤۷ — وأما قوم : إن المن والفضل والعدل والاحسان من صفات الباري سبحانه . اعلم يا أخي أن الله تبارك وتعالى خالق لم يزل » وفاعل ومثيب ومعاقب جائز » وهذه آسماؤه وصفاته › وان کان مرادهم ان لمن نفسه والفضل والعدل والإحسان صفات لله تعالى › فليلحقوا بها الخلق والرزق والفعل وجميع الحدثات . ولا يقو ا مرشد . فإن قال قائل : ولم أجزتم عليه خالقا ورازقا لم يزل ؟.. وهل الخلق والرزق موجودان في الازل ؟ إن الأسماء لا تقتضي الأوقات والفاعل يصلح اسما لا يأَني ولا مضى ولا أنت فيه » هذا رجل حاج یرید يحج » وهذا حاج مشتغل بالحج » وهذا فمن امتنع عن هذا فق : كابر عن فعل خلیل اللہ س عز وجل س صلوات عله ولام ف هو ما اللي م قل . فمن لم يدخل في تلك التسمية لم يدخلها بعد › والسلام . والعجب كل العجب من هؤّلاء القوم إنهم يرغبون في الكثرة ويرغبون عن الوحدة . فما حاجتهم إلى الكثرة والعدد في توحيد الله عز وجل ؟ فان کان مرادهم مدحه فبان يفردوه أولى من أن يملأوا الأزل عليه قدماء › والبصر من العاني السبعة القائم بالذات : ذات الباري سبحانه » والسمع ٥۷۵ س والبصر فرعا العلم » أو ليس البصر كناية عن درك الألوان ؟ والسمع كناية عن درك الأصوات ؟ فهما نفس العلم . وإن كان مرادهم كثرة المعاني في الأزل مع الباري سبحانه » فعليهم بالطعوم فلينحلوه الذوق وجعلوه ثامنا . وعليهم بالروائح فلينحلوه الشم ويجعلوه تاسعا . باحسوسات كلها فلينحلوه اللمس ويجعلوه عاشرا . وليتبعوا الخلق ما دام لفن من العلوم اسم فيسموه به ويجعلون ذلك المعنى قائما بذاته فيصفونه » كمذهب الأعرابي وإن أخطاً في الملائكة أسهل حالا من خطاياهم في الباري سبحانه » حين قال شعراً : وذو العرش محمول على ظهر سبعة ولولاه ما راموا النہوض ولا کادوا فقيل له : ويحك جعلت الباري سبحانه محمولا › وجعلت الحملة الغانية سبعة ؟ فقال الأعرابي : أليسوا إذا نقصوا من غددهم كانوا أقوى لأسرهم ؟ فذهب في الحملة إلى أن نقصان العدد أقوى للأسر › وذهب هؤلاء إلى أن زيادة العدد قوی ف المدح . فالأعرابي أفطن في المعنى الباطن » وهم ذهبوا إلى الحس الظاهر › ولا شك أن القوم ما اغترفوا إلا من بحر الدهرية في قوم : إن الله تعالى هو العلة › والخلق هو المعلول » ولن يفارق المعلول العلة . فإنهم قالوا للموحدة : ألم تقولوا : إن الله قبل خلقه ؟ ٦۷ — قالوا : إنه ليس بين وجود الله تعالى وخلقه الخلق مسافة ولا مدة ولا عدة ولا افة لم يسبق ال خالق الخلق إلا بالمقدار الذي يسبق به الآله الظل في الحر که والسكون » أو الكون والكون . فهذا غرض القوم غير أنهم ل يقدروا أن يبوحوا بأ كثر مما ذكروا مما يتعلق بصفات الباري سبحانه المعهودة عند الناس غير أتهم حادوا إلى مذهب الدهرية . ولا شك أنهم شموا رائحة أي شاكر الديصاني الذي فتح لم الباب في نفي خلق القران بمكيدة عظيمة كادهم با . وقد تقدم ذكرها . وإذا فرغنا من الرد على الأشعرية » فلنعقب بالرد على رسالة جاءتنا من ناحية غانة على يد رجل يسمی عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن غير الأنصاري › وجهها إلى أبي عمار عبد الكافي بن الشيخ أي يعقوب إسماعيل التناوي » فتوفى س رحمة الله عليه قبل أن يرد الجواب » فرددنا جوابه وهي هذه . ۷۷ س يسم الله الرمن الرحم وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم رسالة الفقيه عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن نمير الأنصاري إلى الفقيه الأجل أبي عمار عبد الكافي بن أُيي يعقوب بن إماعيل التناوتي ‏ رة الله عليه .. يسأله عن بعض مسائل السنية » في الوعد والوعيد والنظر إلى الباري سبحانه وخلق القران . وقال في كتابه : سوال مسترشد يسال عما اختلف فيه المتكلمون في الوعد والوعيد والثواب والعقاب › هل هما واجبان على الله عز وجل أم لا؟ والثواب عند الأشاعرة غير محتوم به » ولا جزاء محزوم به » وإنما هو فضل من الله والعقاب لا يجب أيضا . فالواقع عدل من اللہ عز وجل ہے » وما وعد الله به من الثواب ٠ أو توعد به من العقاب : فقوله احق ووعده الصدق . فامتتع أبو عمار من إجابته بعلل ومعان حتی توفي س رحمه الله س . ثم توفي أيضًا عبد الوهاب » فتبرع بعض تلامذة أي عمار فقالوا : نحن اعلم أن مسألة التكليف أصل الوعد والوعيد » والتكليف قد وقع لثلاثة أصناف من الخلق › الملائكة والانس والجن . وهي تحتمل ثلائثة أصناف من الخلق : ` أولها : من كان على صفة الملائكة » وهم في طبائعهم غير متغذين ولا متربين من صغر إلى كبر على طبيعة واحدة عقول بلا شهوة » لا تختلف عليهم الاحوال ولا تحولحم عن خلقتهم الاأمال » وليس للشيطان عليهم سبيل ولا للشهوة — ۷۸ دليل › وليس في طبائعهم ما ينع الطاعة ولا يثقلها عليهم . فهذا صنف .. الثاني : صنف اخر وهم : بنو ادم والجن » فإن الله تعالی خلقهم » ورکب فيهم الشهوات › وركب فيهم العقول . فالعقول تدعو إلى كل خير » والشهوات تدعو إلى کل شر » فهم أبدا ئي جهاد وتمانع وتدافع . فالملائكة عقول بل شهوة » والب انم شهوة بلا عقول . فأراد الله عز وجل ان يظهر حکمته فیهم › ف فكلفهم وجعل سلطان الجسد إلى النفس › وجعل سلطان الروح إلى العقل . فمن سلط عقله عل جسده نهكه ولا شاه ء ومن سلط نفسه على عقله خبله وأرداه . فمن أظهر عقله على نفسه التحق بالملائكة المقربين › ومن أظهر نفسه على عقله التحق بالشياطين الأخسرين . فهذا صنف ثان . الحيوانات » فلهم اختيار واقتدار على معايشهم وتربية أولادهم وصنائعهم وأبناء جنسهم وأعدائهم فلم يفترقوا إلا ئي العقول › وحفظ ما مضى › وضبط ما يأقي › فما حصل منهم في أيدي بني ادم › فهم كالعقلاء المكلفين المأمورين في وجوب النواب والعقاب للطائع والعاصي على الله عز وجل اعلم أُن الله عز وجل أمر عباده من الملائكة وبني ادم بعبادته › وزجرهم عن معصیته ٠ فوعد لحم الثواب عل امتٹال الطاعة › واوعدهم — ۷۹ بالعقاب على فعل المعصية فكان الثواب في حق الملائكة فضلا ›, لأن في إيجاب العقاب ما يدعوهم إلى عمل الطاعة دون تركها لسهولة عمل الطاعة علیہم » آلا تری إلینا نحن لیس لعبیدنا علینا ثواب في خدمتهم » وواجب علیہم العقاب في معصيتهم لنا . وإذا سقط الثواب عن الطاعة كان إباحة » وإذا سقط العقاب عن المعصية کان لغوا . فالباري سبحانه أولى وأو كد ان لا يجب عليه شيء » لأنه لا موجب عليه ۽ وإنما الوجوب في حت الحكمة » واجب عليه الثواب في حق الحكمة والعقاب كذلك › غير أن العقاب لابد منه أصلا ء والثواب منه بد في حق اخرين . والذي يظهر من الملائكة أنهم في طاعة الله في الدنيا والأخرة » فهم في خدمة أوليائه المسلمين ك قالوا : لل نحن أولياؤك في الحياة الدنيا وفي الأخرة € . وبشروا المومنين بن قالوا : ل ولكم فيا ما تشتهي أنفسكم ولکم فیہا ما تدعون نزڵا من غفور رحم ‏ . وأما الصنف الثاني من المكلفين : بنو ادم والجن » فهؤلاء من واجب الحكمة أن يجب لم الأجر والثواب على الله تعالى » من موجب الحكمة ومقتضاها لا من جهة إيجاب موجب » لأنهم في جهاد عظم لا يستقم منهم شيء إلا بواجب الحكمة » ألا تراهم مع ظهور الثواب والعقاب فأ كارهم هالكون » فلو قصرهم على الثواب دون العقاب ُو العقاب دون الثواب لا صح منم شي ءِ . وأما الصنف الثالث من الحيوان » وهم أصناف الببائم من الأنعام والدواب والطير والسباع والحشرات والنحل والحدهد › ومن الجماد عجب عجيب ٠ (١) هكذا الكلام في ط البارونية › ولعل المعنى والله أعلم : لا واجب على الله تعالى ولكن أوجب العقاب والثواب على عباده لحكمة . ( مراجع ط ٢ ) . — ۸۰ ونما يقع التكليف منا إليهم » لا بينهم وبين الله » وريا » ولا يعلم الغيب إلا الله . وقال الحسن البصري : ( إن في هذا الموتان لعجبًا ) . وإنما ذكر ذلك من جهة الحديث « إذا أصبحت البقاع نادی بعضها بعضا : هل مر بکن ذاکر الله ؟ » والتكليف بيننا وبينهم : أن يأمرهم الله تعالى خطابا وإيجابا على أن يطيعونا ولا يعصونا › وينتهوا إلى أوامرنا . فمن امتنع منم عاقبناه » كالذي جرى لسليمان عليه السلام في الجدهد › حين أخحل بمركزه : هل ما لي لا أرى الحدهد أم كان من الغائبين ¶ . فرجع سليمان على نفسه باللائمة فقال : ( مالي ) ولم يقل : ( ما للهدهد لا أراه ) فرجع بالخطاب على نفسه » فقال : مل لأعذبنه عذابا شدیدا أو لأذنه 4 . فمن أحل له عذاب من ليس له عقل ولا يفهم عنه ؟ بل يفهم الخطاب ويسوس الأمور فأخل بمركزه » فلذلك توعده سليمان عليه السلام فقال : سليمان غير بعيد فتاه الحمدهد وافتخر على سليمان فقال : ل أحطت با ل تحط به فبهذا المعنى أباح الله تعالى تاديب بهائمنا وتسخيرهم في أشغالنا . وهذا الأمر والتكليف ل يبلغ ثوابه ولا عقابه أحكام الأخرة » إنما ههو في الانيا » والحكمة واحدة لا ظلم ولا تظالم › وعليهم عقوبات لا فعلوا مالم بوذن شم به » 1 جری لوزغ ہا تفخ ر عل امم عل السلام © ا س ا زر ل ا ق ا ا ر وفي نزول یس عليه السلام لكسر الصليب وقتل الخنزير . وف الأفاعي ما سامناهن منذ حاربناهن ومن تركهن خشية الثأر فقد کفر » لا دخل إبلیس بين نابيها فأدخلته الجنة » فوسوس لادم حتى عثر في أكل الشجرة » فأهبطهم ۸ ب لله س عز وجل إلى الارض فقال عل اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو 4 الاية . وقال' في الخيل : « معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة » . لا كان سعيها في الجهاد في سبيل الله . وفي هيه عليه السلام عن قتل الصرد لأنه هدى ادم إلى مكة . ومسح رسول الله عك الرغام عن اناف الغنم » فقال : « إنها من مال الجنة » وللناس في الكلاب عبرة إلى يوم القيامة من عهد ادم عليه السلام ء حين أمر الله ادم عليه السلام أن يرمي له لقمة » حين هره كل شيء من الحيوان » ففعل ادم صلوات الله عليه فالتقمها فرجع إلى ادم وای ذریته من بعده إلى يوم القيامة . وأعظم اية عبرة : كلب أصحاب الكيف . قال الله عز وجل : وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فشملهم وإياه النوم إلى يوم القيامة . وفي هذه البائم يات ومعجزات وفي صنائعها ومصانعها وتربيتها لأولادها وطاعتها لملوكها » وفي الموتان أسرار عجيبة لا يعلمها إلا الله :عز وجل فضلا عن الحيوان . ثم قال عبد الوهاب : ( وذهب فريق إلى أن الثواب حم على الله والعقاب واجب على مقترف الكبيرة إذا لم يتب منها » ويحبط جميع عمله باقتراف زلة واحدة » فكيف يستقم أن يحبط جميع عمل العبد ؟ ) الجواب : فالذين قالوا : إن الثواب حتم على الله قد أساءوا الأدب » إنما كان ينبغي حم (۱) قصة دخول إبليس في الأفعى من الدخيل الذي ابتلت به الأمة وليس هذا مما يۇخذ به على الولف لأنه م يستدل بها في صلب العقيدة وإنما استأنس با في موضوع تكليف الحيوان وهو بدون ريب ليس من الضمير عائد إلى الرسول عَيْ . ( مراجع ط ٢ ) . ۸۲ أن يقولوا حتم في واجب الحكمة بعد أن يصح ما قالوا : إنه واجب ۽ فإِن ذكره في بني ادم والجحن فربما . وأما الملائكة فقد قدمنا القول فيم . وقولحم : إن العقاب واجب على الكبير إذا لم يتب › فقد صدقوا . وأما قولحم في الاحباط فغلط » وليس يحبط الكبير من عمل العبد شيا إنما يحبط الثواب › يقل أحد : إن من عمل الكبير لم يصل ولم يصم نما الأحباط في الثواب . ويعجبه أن قال : ( كيف يستقم إحباط جميع عمل العبد ) وقد تقدم فيه الجواب » ولو شاء صاحب الشرع أن يحبط الكبير كالشرك لفعل » وليس في العقل ولا في الحكمة ما ييبطله › ولكن الرؤوف الرحم لم يفعل ذلك . وأما قوله : ( وإن كان الثواب والعقاب متنافيين » فليس الثواب أن يحبط أولى من العقاب أن يسقط › والشرع يدل عليه وعلى درء السيثات بالحسنات › فإحباطه العقاب أحق وقد قال الله عز وجل إن الحسنات يذهبن السيئات $ ) . أن الثواب والعقاب متنافيان » وليسا متنافيين عند السنية ء وقد أوجبوا العقاب للمؤمنين مرة فليسا بمتنافيين . وقد ورد الشرع بإحباط الكبير ثواب العمل وبإذهاب الحسنات السيئثات › ولابد من تغليب أحدهما على الاخر » فالكبير يحبط الثواب على صفة والحسنة تذهب السيئة على صفة . وأما إحباط العقاب على كبير بغير شيء أي من غير مكفر فلا » وهي مسألة ما يننا وبين المرجئة » قالوا : إن المصر المعاند لربه والمبتد ع الأحول عن ربه يسقط العقاب عنما » بغير الشرط الذي شرطه الله عليهما من التوبة والحسنة والمصيبة والسيئة . — ۸۳ وأما قوله : ( الإيمان أجل أعمال العبد وأعلاها وهو ثابت والطاعة ثابتة › ومصدر الطاعة التوحيد الذي لا يم إلا به » ثابتة على حقائقها ) . الجواب : قوله : ( والإيمان أجل أعمال العبد ) › فقد صدق ٠ ولسنا نمتنع من أن يسقط به الباري سبحانه عقوبة المعاصي مثل سائر الحسنات » وإنما أنكرنا من المعاصي صنفين : الاصرار والبدعة › والحكمة قد منعت من إسمَاطهما بحسنة أو سيئة . وأما قوله : ( والاصرار على الكبيرة لو كانت تدرا الطاعات لكانت تنافي صحتها » كالردة ومفارقة الملة ) » وهذا لا يلزمنا لأنا لا نقوله بل نقول : التنافي في المتضادات وليس التنافي في الختلفات › والطاعة فعل العبد وضدها اللعصية › والثواب فعل الباري سبحانه وضده العقاب »٠ وليس بين الطاعة والعقاب تناف .. وقوله : ( ينافي صحته » كالردة ومفارقة الملة ) تحكم وتهكم لا جواب له كالسماء والارض والجسم والعرض . واعلم أن الثواب ينحبط باقتراف زلة واحدة ولا يتحبط العمل › فعلم هذا من الشرع » وليس من جهة العقل » ولو شاء من له الخلق والأمر » أن ينافي الكبير كل طاعة في الدنيا » كالردة ومفارقة الملة لفعل . وقال عبد الوهاب : ( فان قال قائل : إن الوعد والوعيد خبران واقعان على الحقيقة » لا يجوز الخلف في أحدهما› لانهما عمومان جاريان على عمومهما › فلا يكون الخبر بخلاف مخبره › لأن ذلك لا يجوز عند الاصوليين في خبر الله تعالى ) . وأما قوله : ( إن الوعد والوعيد خبران لا يجوز الخلف فما ) فصدق ٠ ولن يخلو هذا الأمر من أحد خمسة أوجه : — ۸۹ أما أن يصح خبر الوعد ويبطل خبر الوعيد » أو يصح خبر الوعيد ويبطل خبر الوعد » أو يبطلان جميعا أو يصحان جميعا › فليس يصح في هذه الوجوه الأربعة شيء . وأما أن يجعل لكل واحد منهما حظا ونصيبا فرما .. فأما نصيب الطاعة › فبإجماع الأمة أن الثواب لا يصح بخصلة واحدة › فيثيبه الله تعا ى على الصلاة وحدها مع بطلان الزكاة والصوم والحج » أو الزكاة وحدها مع بطلان. غيرها » إلا أن كان سبب شرعي كالتوبة وغيرها . وأما نصيب المعاصي › فإن الله تعالى حط جميع المعاصي بالتوبة ›» وهي الترياق الأعظم ٠ ُو بالأدوية : والأدوية خصو صة لأدواء مخصوصة كالسيئات › فإن الحسنات تخص معاصي معلومة . فنصيب الجميع أن من معه من الصالحات ما يقابل السيئات فهذا من أهل الجنة . كالذي یرۆوی عن ُهل الأعراف : انهم خلطوا عملا صالا واخر سيثا » ومقدار ذلك وعلمه عند الله . وقد علمنا أن السيئات تدرا باجتناب الكبائر وبالمشيئة » مثل التوبة وال حسنة والمصيبة وشفاعة المصطفى مَك › وأهل الأعراف وما وراء ذلك فمظنون غير متيقن » لكن المصر والمعاند لربه والمبتدع الذي فارق الاسلام فلا ... قال عبد الوهاب : ( وهل يجوز أن بخنبر با لا یرید ؟ أو لا يخبر إلا با أراد في الأزل بخلاف الأمر ؟ لأن الأشعرية ذهبوا إلى أن الله تعالى يأمر بما لا يريد » لأن الله عز وجل أمر رسولة اُن يامر ايا جهل وغيره من کفار قریش أن يومنوا › ولم يرد منهم الإيمان » وأخبر أنهم لا يۇمنون ) . الجواب : اعلم أن الأرادة تشتبه على من لم يعرف حقيقتها . کے ٥۸ س أحيانا تشير إلى المحبة وأحيانا إلى الاختيار . وقد أخبر الله عز وجل على مالا يريده › وقد أخبر عن الكفر › وهو لا ريده » بمعنی کرهه ونہی عنه . وحكايته عن الأشعرية أن الله يأمر با لا يريد قد كان » فالأمر : فعل عندنا › والارادة : صفة » وعند الأشعرية : أنهما معنيان يوصف الله تعالى هما » وما حكوا عن أي جهل فصحيح › وكذلك بعض قریش » لو آراده منهم حقا لأرادوه » ولو أراده منهم أمرا لأمكن الوجهان أن يريدوه أو أن لا يریدوه . وهذه المسألة إنما هي الثبتة والمزيلة » وقد شملنا تحن والأشعرية جوابها › والله المستعان . وقال عبد الوهاب : ( فان احتج من يقول بإنفاذ الوعيد ويقول ا لا يجوز الخلف في الوعد كذلك لا يجوز الخلف في الوعيد لعموم الارادة ما ء ومحتج بقوله تعالى : ل ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدین فیا أبدا 4 . أو بقوله : ل والذين لا يدعون مع الله إِلْهًا خر 4 إلى قوله : ل إلا من تاب . فهذه الاستثناءات كلها لمن تاب »٠ ومن لم يتب فهو باق في عموم الايات المتقدم ذكرها ) . الجواب : قوله : ( فإن احتج محتج بإنفاذ الوعيد » ويقول : ك لا يجوز الخلف في الوعد كذلك لا يجوز في الوعيد ) . قلنا : صدق . قال الله عز وجل : ل لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد 4 إلى قوله : لل للعبيد ‏ . فهذه المسألة لنا لا علينا : إنما هي على الأشعرية الذين خصوا هذه الآيات العمومية بالمشيئة الظاهرة والتجأوا إلى المشيعة الخفية . 7 وقد تقدم القول في الوعد والوعيد في أن كل واحد منهما مخصوص في ذاته بفنون المشيعة » والوعيد مخصوص بالسلامة من الموبقات › وإما إذا كانت فلا . قال عبد الوهاب : ( فإن قال الأشعري : جميع ما استدللتم به فهو منتقض » وما استدللتم به من العمومات فنعارضها بثلها › إذا سلمنا القول بالعموم كيف والقول بالعموم عندنا باطل ؟ إن العموم لا صيغة له عندنا › وقد قال الله عز وجل : هل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن نص في موضع النزاع ) . الجواب : فجواب الأشعري : إن كل ما ادعيتم بمنتقض وأما مُعارضة العمومات بثلها فلن يخفى على أحد ك قالوا » ولن تتفعهم ولن تضرنا . والأصل الذي اجتمعت عليه الأمة أن نجعل لكل عام ونقيضه نصيبا › وأما إثباتها أو بطلانها فمحال » فان كان القول بالعموم باطلا › فما حصل في يده شيء إلا الباطل › وإن مال إلى الخصوص قابله خصوص مئثله › فالتوبة تحبط الشرك وجميع المعاصي › وكذلك قوله : ل فمن يعمل مثقال ذرة يرا يره 4 وقوله : < ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . فإن قال قائل : هذا لمن تاب . وقلنا هذا لمن أصر . فان ادعى المشيئة في الذنوب ادعينا التوبة فيها . وقوله : ( خروج عن الظاهر بلا دليل خطاً » وتعليق التوبة بالآية لم يوجد لا ظاهرا ولا مضمرا ) . قلنا : بل وجدت ظاهرا ومضمرا . أما الظاهر فقوله تعالى : ل وإني لغفار ن تاب الاية . والمضمر : أن التوبة حتم في إزاحة المعاصي وبطلان العقاب عن العاصي › ‎۸۷V‏ س ‏ولا توبة ولا رجوع يدل على إباحتها » وليس لغفرة المعاصي بالمشيئة لا بالتوبة طائل أشبه شيء بالإباحة . ‏وأما قوله : ( قبول التوبة حتم ) . فينتقض عليه بقوله : «ل وليست التوبة للذين يعملون السيئات ك إلى قوله : تل الان . ولو شاء لم يجعل للتوبة مخرجا وقال : من عصاني فلا أقبل له توبة . وکان جائزا . ‏وقال عبد الوهاب : ( فان قال قائل. في قوله : ل ومن يقتل مؤمنا متعمدا ‏ لفظة ( مَنْ ) من أدوات الشرط » فوجب أن تقول لجميع الجازين . قيل : هذا لا يسلم لهم » لأن لفظة ( مَنْ ) وإن وردت مورد الشرط فلا تكون مستغرقة لجميم ما وردت فيه » لأن الشاعر قال : ‏ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه یہدم ومن لا يظلم الناس يظلم ‏وليس كل من لا يظلم الناس يظلم › وهذا موجود كثير ) . الجواب : ‏قوله : « ومن يقتل مؤّمنا متعمدا 4 أن لفظة ( مَنْ ) غير مستغرقة للجنس واستدل بقول الشاعر » أما هذه فله فما أعظم الحجة › لأن هذا الشاعر أصدق القائلين مثل رب العالمين › تعالى الله عما يتوهم الجاهلون › وقد استدل بقول من يجوز عليه الكذب وما استدل بقول أصدق القائلين › قول الله عز وجل س : تل إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة 4 يدخلها اللشركون » ليس كل مشرك تحرم عليه الجنة” . ‏وإنما يؤخذ عن العرب من أقوالها صور الأسماء » وتصاريف الأفعال › وصيغ الحروف »٠ بشرط أن يجيء على مفهوم كلام العرب ٠ وأما ما وراء ‏(#) أسلوب تهكم من الولف رحمه الله تعالى ‏ على من يستدل بالشعر المتناقض مع كلام رب العالين ء وهذا في ظاهر كلام الشاعر الذي حملوه عليه في الاستدلال بِمَنْ مع أن ي كلام الشاعر تجوز . ( مراجع ط ۲ ) . ‎ ۸۸ ب ذلك من الأخبار » فخبرهم غير مقبول » وخروجهم عن المعقول فذلك غير يجهول » ولا يناظرهم بهم الصادق الأزلي الحكم العلي . وكذلك قوله : ل ومن يؤمن بربه فلا يخاف بسا ولا رها ¶ ل ومن يؤمن بالله ويعمل صالخا ندخله جنات تجري من تحتها ل ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا نكفر عنه سيئاته ‏ » وفي أمٹاطا . قال عبد الوهاب : ( سوال ثان في اختلافهم في رؤية الباري سبحانه في المعاد : ذهبت الأشعرية إلى أن الله تعالى مرفي في الآخرة بدليل الوجود » وأن کل شي موجود جائز أن يرى » فلا يمنع ذلك مانم » إذا کان ذلك لیس یری بجنسه ولا في مكان ولا حد ولا صورة ولا شكل » لأن الله تعالى لا يوصف بالأماكن ولا الحدود ولا المقابلة » ولا تجوز عليه المعاينة التي هي من جنس لمقابلة » إذ لا تقابله الأجسام » تعالى عن ذلك ) . الجواب : قوله : ( إن الله تعالی مرلي لانه موجود » وأن کل موجود مرف ) فهذا ينتقض عليهم بسائر الأعراض أنها غير مرئية على انها موجودة » ولا سيما من لا يوصف باللون › فان الابصار لا ترى إلا الملونات . وقول الأشعري : ( إنه مرفي في الأخرة » بدليل الوجود ) وكذلك مرفي في الدنيا بدليل الوجود ولا يقولونه » وأخرى : أن هذه الدعوى تنتقض عليهم باللمس › ولو ادعى مدع انهم يلمسون إلمهم ويذوقونه ويطعمونه ويشمونه ويصافحونه بدليل الوجود لكان أشبه › تعالى الله عن ذلك . واعلم أن الوجود ليس بصفة › ولا يقتضي حكما » ولا يوجب علة › إنما هو إثبات »٠ فلو استدل مستدل على أن كل المتضادات باي صفة أراد ¿ ۸۹ س وأما قوله : ( ولا يمنع من ذلك مانع ) . فإن أول مانع عقله » إن أنصف نفسه › ومن وافقه على ذلك › حتى يجعله حجة بينه وبين خصمه . في مكان ولا حد ولا صورة ولا شكل » لأن الله تعالى لا يوصف بالاأماکن لا تقابله الأجسام تعالى عن ذلك ) . فإن كان هذا من كلام الأشعري فقد أبطل الرؤية بهذه المعاني التي نفاھا عن الرب سبحانه » إذ لا تثبت الرؤية إلا مع هذه المعاني . وإن كان من كلام خصمه » فبذلك أبطل عن الإله الرؤية › إذ لا يوصف بشيء من هذه الصفات التي نفاها عن الله سبحانه وتعالى . وقال عبد الوهاب : ( فان قيل ما استدللتم به من أن كل موجود يصح أن يرى منتقض بالادراكات لأنها موجودة ولا تصح رؤيتها فبطل ما قلتموه ) . فيل له : قال الأشعري : ( جائز أن یری إدراكنا بإدراك يخلق لنا في غير الجواب : وقوله : إنا نرى الادراك الأول بإدراك اخر في غير محل » فما بال الإدراك الثاني في غير محل دون الأول يلزمه في الأول والثاني أن يخلق إدراكا الغا في غير محل » وللثالث رابعا وللرابع خامسا » إلى ما لا منتبى له ولا غاية . قال عبد الوهاب : ( فإن قيل ما استدللتم به في إثبات الرؤية » فهو نفي الرؤية » لأنا لم نجد شيئا مرئيا إلا في إحدى الجهات الست ولا يخلو أن يكون جنسا » أو في مكان أو مقابلة » لأنا م نجد مرئيا إلا على هذه وقد قام الدليل على نفي هذه الجهات والأماكن عن الله تعالى » إذ لا يشبهه شيء ولا يشبه شیا لأن هذه كلها مخلوقات ولن تصح لكم رؤية ) . الجواب : اعلم أن جميع ما حكاه عنا في هذا فصحيح بدليل حقيق . قال عبد الوهاب : ( قيل له جائز أن يخلق الله لنا إدراكا في الأخرة » غير هذا الأدراك الحال في أعيننا › فندركه بالإدراك الخلوق فينا » وليس من شروط هذا الادراك أن يكون حالا في العينين » وجائز أن يكون في القلب ٠ وفي غيره من أعضاء بني ادم › فندركه تحقيقا من غير حد ولا كيفية ) . الجواب : اعلم أنه إن صح ما قال » فقد أبطل الرؤية وأثبت معنى العلم الحال في القلب ٠ أو فيما أراد من الاعضاء . فإإن أبطل الحد واللون والجهة والمعاينة والمقابلة » سوغنل له غلطه في لفظ الرؤية . قال عبد الوهاب : ( فإن قيل : ما الدليل على جواز رؤيته في القرآن ؟ قيل له : قوله تعالى : ل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة 4 . والنظر في كلام العرب إذا قرن بالوجه » ولم يضف الوجه الذي قرن بذ كره إلى قبيلة ولا إلى عشيرة › وعدى بحرف الجر » ولم يعد إلى مفعولين » فالمراد فيه النظر بالبصر ) . الجواب : أنه أغفل وجها اخر وهو الجسد کله › لان الوجه الذي هو أفضل الجسم خاطبوا به » وإن أرادوا به البدن كله › ولا يريدون به النظر ولا البصر › يقول بعضهم : فعلت هذا لوجهك يريد به لك » قال الله تعالى : ل وجوه يومئذ باسرة 4 الآية يريد البدن كله » وفعلت هذا لوجه الله يريد الله » فلم يقصره على النظر › جاء وجه القوم » وهذا وجه الناس » للرجل كله . قال عبد الوهاب : ( فإن قيل : أفليس قد تمدح الله تعال بقوله : ل لا تدرکه )۱( ساغ في اللغة بمعنى جاز › والمقصود هنا بينا له جواز غلطه ( مراجع ط ٢ ) . ۹۱ الأبصار 4 ك تمدح بقوله : ل بديع السملوات ‏ فكيف يجوز أن تردوا عنه مدحته ؟ قل له : إا تمدح بقوله : ل وهو يدرك الأبصار ¶ ولم يمتدح باستحالة إدراکه الأبصار » لأن الطعوم والروائح وأكثر الأعراض » لا يجوز عندك أن تری بالأبصار » ولیست مدوحة بذلك ) . الجواب : قيل له : إن الله لم يتمدح بقوله : ل لا تأخذه سنة ولا نوم ¶ ۽ لن الأعمدة والحيطان والنخل والشجر لا تاخذها سنة ولا نوم ا لم يمتدح بقوله : تل لا تدر که الأبصار € . قال عبد الوهاب : ( فان قيل : قوله : ل لا تدركه الأبصار 4 نفي عام قال تعالى : ل لا تأخذه سنة ولا نوم 4 » فلا فرق بين الآيتين لاشتراكهما ئي عموم النفي . قیل له : لا يصح الجمع بين الآيتين ولا بينهما مناسبة » لأن الآية الي جاءعت ل لا تأخذه سنة ولا نوم ¶ . أجمع الملسلمون قاطبة أنه لا يجوز على الله السنة ولا النوم » لأنهما صفة نقص لا تجوز على الله سبحانه » لأنه مستحيل ذلك عليه . والرؤية مما اختلف فيه الناس ٠ لا يحتج بالإجماع في موضع الخلاف . والحجة في إثبات الرؤية قوله تعالى : ل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربا ناظرة 4 » وجاء مقيدا بالأخرة والاية التي وردت وهو قوله : ل لا تدرکه الأبصار 4 ورد مطلقا فيرد المطلق | إلى المقيد لأنه من جنسه ) . الجواب : وفي قوله في التفرقة بين الآيتين ( ولا فرق ) وبينهما أعظم المناسبة في اجماعهما في النفي . وقوله : ( أجمع المسلمون قاطبة أن النوم والسنة لا يجوزان على الله تعالى ) . (١) جواب تهكمي .. ( مراجعة ط ٢ ) . ۹۲ س قلنا كذلك أجمع المسلمون أن الأبصار لا تدركه › لأنه صفة نقص . فإن اختلف الناس في هذه فقد اختلف معه الدهرية في تلك وعلته أنه وقوله : مل إلى ربها ناظرة 4 جاء مقيدا بالاخرة فلا يرد المطلق في هذه إل المقيد › لأن قوله في الدنيا ء وحكم تلك في الأخرة » فاختلفنا › فلا يرد مطلق إلى مقيد اختلفت بما الدار ولو كان من جنسه . قال عبد الوهاب : ( فان قیل : ما معنی قوله : ل لن تراني 4 » وهذا شرط نفي نفي الرؤية في الحال والاستقبال . وقول ‎ :‏ تبت إليك 4 » هل تاب إلا من مسالة الرؤية ؟ وقوله : ل أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ٠ فهذا كله دليل على تفي الرؤية . وقوله : ل فخر موسی فيل له : أما قولكم هل لن تراني 4 » شرط في نفي الرؤية › فغير مسلم لكم لأن ل لن تراني ‏ إنما كان جوابا لسؤاله في الحال لا في الاستقبال ¢ ولو كانت الرؤية مستحيلة عليه لا سأله موسى وهو نبي الله وأمينه ومن جعله واسطة بينه وين خلقه ومتحملا لرسالته › أن يسأله المستحيل ) . الجواب : أن جميع ما اعتل به في قوله ل لن تراني ‏ وقوله فل تبت إليك 4 وقوله ل أرنا الله جهرة ‏ وقوله ‏ فخر موسى صعقا ¢ فجميع ما استدل به في هذه الآيات صحيح قَطمًا . وقوله : ( إنما کان سواله للحال لا الاستقبال ) فغير مسلم . وقوله لو كانت الرؤية مستحيلة ا ساله موسى » فليس كل المستحيل يعلمه موسى » وكقوله لنوح عليه السلام : ل ولا تسألني ما ليس لك به علم € وكان نوح لا يدري أن المشرك محال دخوله الجنة . وقوله ل لن تراني ‏ اعلم أنه حرف لياس لا مطمع فيه » وربما یری ۹۳ س الأشعري ربه في الآخرة ولا يراه موسى في الآخرة » ولو جاز عليه أن يرى لقال م لا تراني ‏ فقد أیاس موسی من رؤیته » إلا ِن إن طمع هو ي الاستقبال أن یری ربه » ولن يراه موسی » ولن من حروف اليس لوسی وغیره . وقوله ل تبت إليك ‏ ولم يقل الله : إنه تاب من مسألة الرؤية » فمن اعتقد في موسى أحد المعنيين » أما أن يثبته أحمق يعاقب على شيء ويتوب من غيره » أو من تركه » أو أن يکون موسي منافقا ۽ يعاقبه ربه على شيء ۽ ويظهر له التوبة في خلافه » فاي المعنيين أراد فليذهب إليه السامع . وقوله : ( ربما خطرت له ذنوبه فتاب منها وأغفل هذا ) غير مستحيل عن غير عاقل . وقوله هل أرنا الله جهرة 4 قال : (لن تأخذهم الصاعقة لاستحالة الرؤية ) قلنا كذلك › لكن لسؤوالهم الرؤية وهو فعلهم › واستحالة الرؤية فعل س عز وجل . وقوله : ( علقوا [يمانهم برؤيتهم إياه فبذلك أخذهم ) . لا أدري ما أراد . قال عبد الوهاب : ( فإن قيل : أراد الله بالنظر الذي في الآية الانتظار ‏ قال الله عز وجل لل ماينظرون إلا صيحة واحدة 4 أي يتتظرون » وقال الله عز وجل هل انظرونا نقتبس من نورك وهذا كله بمعنى الانتظار . له : لا يصح ما ذكرته » لأن النظر في لغة العرب يتصرف على أربعة .وجه لا خامس شا . 6 أحدها : أن يكون النظر بمعنى التعطف والرحمة ‏ قال الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ‏ ولم يرد أنه لا يراهم › لأن رؤيته تعالى محيطة بهم ويغيوه وام هو نظر تعطف ورحة . والثاني : أن يكون النظر بمعنى الاعتبار ك قال تعالى : ل أفلا ينظروت إلى ٤۹ الإبل كيف الاية . الثالث : بمعنى الانتظار ك قال الله عز وجل : ل ما ينظرون إلا صيحة واحدة ‏ أي ما ينتظرون » وقوله : ل انظرونا نقتبس من نورك . والوجه الرابم : هو النظر المعروف بالعين › فلا يجوز أن يكون قوله ‏ عز وجل س ل إلى ربا ناظرة 4 بمعنى الاعتبار › لأن الأخرة ليست بدار اعتبار ولا تكليف » ولا بمعنى الانتظار » لأن الانتظار إنما هو في القلب ٠ فإذا قرن النظر بذكر الوجه » لم يجز أن يراد به القلب › ك أنه إذا أريد به نظر القلب » لم جز أن يكون مقرونا بذكر الوجه . وأيضا فإن نظرته بمعنى انتظرته فعل متعد بنفسه لا بحرف الجر » والذي ذكره من وجوه النظر صحيح ) . الجواب : اعلم أن الوجوه التي ذكرت في النظر صحيحة » والذي أراد الله في هذا الانتظار » والوجوه أراد بها الأبدان › لاستحالة النظر. إلى ذات الباري سبحانه إلا بإيجاب تشبيهه بخلقه تعالى عن ذلك . وقوله : ( نظرته بمعنى انتظرته فعل متعد بنفسه لا بحرف ) . فان خاطبت به ثلاثيا استغنى عن التعدي وانقطع العتاب . 2% قال الفقيه عبد الوهاب : ( مسالة أخرى في القران ) . ( ومما اختلفوا فيه اختلافا كثيرا في القران هل هو مخلوق » أو غير خلوق ؟ فذهبت الأشعرية إلى أن القرآن غير مخلوق » إذ كل مخلوق لا يخلو أن يكون جسما أو عرضا أو جوهرا عند من يثبت الجوهر » ولو كان القران جسما لكان قائما بنفسه » ومحتملا للصفات ٠ وجاز عليه الكلام » فكان يجىء من هذا كون القران متكلماً بالقران » وكذلك نقول في القران : الثاني والثالث إلى غير نهاية . کے ١ س والذي يدل عليه أنه ليس بعرض ما أقمناه من الدليل › على أن العرض ومن حله العرض محدثان » والله تعالى لا يصح كونه مدا . فإن قيل : هو عرض فعله الله في غيره » وذلك لا يؤدي إلى حدثه تعالى . قيل له : فينبغي أن يكون ذلك الغير المفعول فيه العرض هو المتكلم بالقران » وهذا أيضا دليل على بطلان قول من ذهب إلى أنه عرض » ولا يصح أن يكون المتكلم من فعل الکلام لأنه لا يخلو فعله في نفسه أو في غیره أو لا في مکان ٤ فمحال أن يفعله في نفسه » لأن ذلك يؤدي إلى كونه ذاته محلا للحوادث . وكذلك إن فعله في غيره › كان ذلك الغير متكلما به › وإن فعله لا في مكان استحال ذلك » لأجل أن الصفات لا يصح فعلها لا في مكان » لأن ذلك يودي إلى قيامها بأنفسها ) . الجواب : قوله ( لا يخلو أُن يکون جسما أو عرضا أو جوهرا » ولو کان جسما لكان قائما بنفسه ومتحملا للصفات ) فصحيح . وأما قوله : ( وجاز عليه الكلام ) » فدعوی ليس تحتها برهان » فليس كل جسم يتكلم ويحكم ۽ فکان يجي من هذا كون القرآن متکلما بقران آخو وكذلك نقول في القران الثاني والثالث إلى غير نهاية » ويلزمه في جميع خلق الله مثل هذا » ولو كانت الأرض جسما » لكانت قائمة بنفسها ومتملة للصفات › وجاز عليه الكلام › فيجيء من هذا كون الأرض متكلمة بكلام › وللكلام كلام إلى غير نهاية . وقوله : ( والذي يدل على أنه ليس بعرض ما أقمناه من الدليل » أن العرض ومن حله العرض محدثان » والله لا يصح كونه محدّثا ) . فدلنا نحن أيضا على حدوثه أن العرض ومن حله محدثان فعلمناه أنه محدث »› إذ هو عرض واحد في الجسم . وقوله : ( والله تعالى لا يصح كونه محدثا ) . فعلى قوله : إن القران هو ٦۹ س الله . فلذلك لا يصح كونه محدڻا . قال عبد الوهاب : ( فان قيل : هو عرض فعله الله تعالى في غيره ›» وذلك لا يدي | إلى حدوث تعال ى . قل له فتبفي أن يكون ذلك الغير لمفعول فيه العرض هو للتكلم بالقران › وهذا يدل عل بطللان قول من ذهب أنه عرض » ولا يصح أن يكون النكلم من فل الكلام » لبه لا یلو فعله ی تفسه ن أو في © ولا ئي مکان » فمحال أن يفعله في نفسه » لأن ذلك يودي إلى كون ذاته محلا للحوادث . وكذلك أن فعله في غيره كان ذلك الغير متكلما به . وإن فعله لا في مكان استحال ذلك » لأجل أن الصفات لا يصح فعلها لا في مكان لأن ذلك يودي إلى قيامها بنفسها ) ٠ الجواب : .وقوله : ( عرض فعله تعا ى في غيره وذلك لا يؤدي إلى حدوئه تعالى ) صدف . ( قيل له : فينبغي أن يكون الغير المفعول فيه العرض هو المتكلم بالقران ) هذا الذي قال شي ملم ٤ ونن تقول : إن ٿه جيل سن حجرین کلاما » أو من صدی جبل کلاما » آنه لیس بکلام الجبل » | ل ن ق ال سياه أرق الحا فد ذلك سي إلا الا ك أنا نقول : إن القرآن يكتب في المصاحف وفي الألواح » وربما يخلقه الله تعالى فيه خلقا » ولا يؤدي أن يكون المصحف أو اللوح متكلما » وليس فيما قال دليل على بطلان قول من ذهب إلى أنه عرض » ولا يصح ان يکون اللتكلم من خلق الكلام » بل من فعله هو المتكلم دون من خلقه » ألا تری إلى الرباب والعود » كيف يقع منهما الكلام » والله خلقه فيه » ولا يكون الله تعا ى متكلما به . وقد قلنا : إن الله فعل الكلام في غيره » وهو كلام الله لا في نفسه ا ۹۷ قال بل في مکان » ورما فعله في غيره ولو تكلم به غيره » وكانت الطاقة هي المتكلم » وليست الطاقة هي المتكلمة . وقال عبد الوهاب : ( فان قیل : لو کان قدیما غير مخلوق واللہ قدیم لکانا قديمين » وإذا كانا قديمين كانا مثالين » لأن الاشتراك في أخص الصفات يوجب الاشتراك فيما عداه ) . الجواب يقال لحم : وكذلك من قال : كانت الحياة في الإنسان » والله تعالى حي » يوجب الاشتراك » ولا نقول : إن القران قديم › بل عرض محدث ٤ وإنما يجب ما قاله على من قال : إن القران غير مخلوق . وأما من قال : مخلوق » فهو بعيد عن الاشتراك في القدم أو في غيره . وقال عبد الوهاب : ( وذلك أن الكلام هو الأصوات المقطعة والحروف اللنظومة وأنه لا يوجب الكلام سوى هذا ولا يعقل ) . قالوا : وإذا كان الكلام أصواتا مقطعة وحروفا منظومة ٠ لم يصح أن يفعله الله تعالى إلا في غيره » فثبت أنه محدث مخلوق » بدليل من حلف على أن الله تعالى خالق لكل شيء غير حانث » وهذا إجماع . وأجمعوا أيضا على أن كل موجود لابد أن يكون خالقا أو مخلوقا » والخغالف يقول إن القران موجود وشيء » ويقول إنه ليس بمخلوق ولا خالق » ومع هذا نه شيء . ومن زعم أنه ليس بشيء » فقد كذب الله بقوله : < إن يقولوا ما أنزل الله على بشر من شيء » قل من أُنزل الکتاب الذي جاء به موسی 4 . وأيضا وجدنا القرآن يتضمن الأمر والبي والإخبار والإستخبار › والوعد والوعيد › وقصص الأولين والأمثال › وهذه كلها حقائق مختلفة ومتغايرة . فكيف يصح أن تكون قديمة قائمة بذات الباري سبحانه » وهي متخالفة ومتغايرة » وهذه كلها سنة الحدوث . وأيضا فإنا وجدنا في القران الأنبياء وغيرهم وهي محدثات › وقد قال ۹۸ تعالى : هل فاخلع خطاب لوسى في إجماع المسلمين وموسى معدوم إذاك ‎O:‏ فكیف يصح الامر والخطاب ولیس م مخاطب ولا مامور . وقال تعالى : هل وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد 4 » فأثبت النزول . وقال تعالی : ع ما یاتہم من ذکر من ربہم وقال : هل إنا أنزلناه في ليلة مباركة 4 . وقال : مل إنا جعلناه قرانا عربيا 4 وهذا كله صفة الخلوق . وهذا الذي قال عبد الوهاب : ( قيل له : أما استدلالك على أن القران كان قديما › والله قديم » كانا مثلين لا يصح » لأن حد الثلين ما سد مسد الآخر فناب منابه › ولا يصح أن يكون الاشتراك في الأخحص يوجب الاشتراك فيما عداه » لأن الله تعالى حي وعالم وقادر » وقد قام الدليل على أن هذه الصفات موجودة في الخالق والخلوق » ولا يصح أن يكون الخلوق مثل الخالق لاشتراكهما في هذه الصفة ) . الجواب : فهذه الأمور التي ذكرها كلها لنا لا علينا » وصدق فيما حكاه() . وقال عبد الوهاب : ( وأما استدلالهم أن في القران الأمر والنبي وغير ذلك مختلفة متغايرة › فلا يصح أن تقوم بذات الباري سبحانه فصحيح › لأن كلام الله تعالى الذي هو قائم بذاته » فهو كلام نفس لا يصح فيه التغاير لأنه كلام فإذا أراد أن يفهم الخلوق كلامه خلق في فهمه الأمر والبي وتغير في نفس الخلوق لا الخالق ) . (١) أي أن صفة الياة والعلم والقدرة واضح الفرق فيما بين الذات العلية وبين الغلوقين › أما صفة ( غير المغلوقية ) إذا اضيفت إلى غير الله فماذا يفهم منها ؟! لا يفهم منهما إلا قدم غير الله تعالى وبالتالي الاشتراك في خاصية مع الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ولعل هذا مراد الشييخ س رحمه الله تعالى س في الجواب ( مراجع ط ۲ )(. ۹۹ س الجحواب : وهذا الذي ذكر في كلام الله سبحانه واحد وهو قائم بذاته وهو کلام نفس ٤ إلى ما ذكر في أن تغير الامر والنبي فيه إنما يتغير في نفس الخلوق لا الخالق . وكذلك الخلق والرزق من صفاته هما واحد إنما يتغيران في الخلوق . وكذلك العقاب والثواب هما غير مخلوقين › إلا إذا صارا في الغلوق › وأما في صفة الخالق فهما واحد . وكذلك إذا أراد أن يعذب لوقا أو يثيبه خلق في جسده العذاب والثواب » في مثل هذه التخاليط التي لا يعقلها عاقل ولا تنفهم لجاهل . وقال عبد الوهاب : ( وأما استدلاهم بأن أمر المعدوم لا يصح فهو محال لن الملعدوم صح أن يؤمر بالأمر القديم على صفة الاقتضاء » ممن سيكون إذا كان » فصح آمر المعدوم . فانظر ‏ وفقك الله وأغناك ‏ على ما قلدك وهذه المسائل في كلام الأشعرية وغيرهم وما احتج به كل فريق على صاحبه وجاوبني على كل مسألة وما احتج كل فريق على صاحبه » لأن الأمر أشكل علي ) . الجواب : وقوله : ( إن العدوم يصح أن يؤمر بالأمر القديم على صفة الاقتضاء ) © ولو استدلوا على هذه أن محمدا أرسل إلينا وأمرنا وبلغنا على الاقتضاء لكان أشبه منهم بأمر الله تعالى وبإرساله محمد ع » فهذا الذي قالوا يى منه العقل لاه هيولى لا تتفهم للعقل . وإذا أضافوا إلى الباري سبحانه جميع أفعاله » وجعلوها صفاته في ذاته › وإذا ردوها إلى الخلوق ذهبوا فيا مذاهبهم في الخلوقين › فيحتاجون أن يجروا على أصلهم في الحياة والموت والوجود والعدم والحركة والسكون › فمن جهة الله صار صفة » ومن جهة الخلق كان حياة وموتا . سے وقال عبد الوهاب : ( فالله تعالى ينور قلوبنا » ويشرح صدرونا للإسلام › وفي علمك ‏ أيدك الله أن اختلاف المتكلمين في الأصول لا يصح أن يكون الحق في كليهما » بل الحق في واحد » فالمطلوب منك هذا الواحد ‏ لا عدمتك ‏ ونرغب من سيدي الابتهال في الدعاء : أن يحسن الله خلاصي ٠ ويطلق سراحي من بلاد السودان » وأن ينشطني لقراءة العلم وفهمه › ويرزقني منه حظا وافرا » وأن يعصمني من المعاصي » ولا يسلط علي ظالمًا يبغيني بسوء » فلك الفضل في الدعاء › والرغبة إلى كل من عند ك هناك من العزابة أن تستوهب منهم لي الدعاء » فإِني على ضلالة إلا أن ينقذني الله منها . وكتبه وليك في الله عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن نير الأنصاري . والله أعلم . جز الجزء الأول بحمد الله وحسن عونه والسلام على نبینا محمد واله وسلم يتلوه الجزء الثاني إن أمد الله في الأجل وأعان عل المقصود ويسر العمل ١ ت فهرست الجزء الأول من کتاب الدليل والبرهان الملوضوع الصفحة مقدمة مراجع الطبعة الثانية 0 مقدمة في التعريف بالۇلف ‎Ê‏ ‏تمهید ااا باب في اختلاف الناس في الأمة 6 ذكر فضائل هذه الأمة على غيرها ۸ ذكر افات هذه الأمة ا ذكر الخلفاء والفتوحات الأربعة ۴ ذكر مذهب الفرق وزمان ظهورها وما يتعلق بذلك ‎Te‏ ‏باب في آفات الأمة في دينها ذكر زلة علي وزلة عثان ‎TV n,‏ ذكر زلة طلحة والزبير وزلة الخوارج وزلة مولى بني هاشم وزلة واصل ابن عطاء وعمرو بن عبید ‎WY‏ ‏ذكر زلة السنية ‎VA‏ ‏ذكر زلة الزهري ٣ ذكر افات وطبقات الأمة ‎PW‏ ‏إن سائل سائل فقال ( ما الدليل على أن الحق في يدك ) ‎۳o nne,‏ الدليل على ولاية أي بكر وعمر وعثان وعلي وما حصل في ذلك من التغيير من عثان وعلي ‎P۹‏ ‏ذكر القدرية والمرجعة ومسائلهم ‎Ê‏ ‏ذكر السنية والمارقة والشيعة والمشببة ومسائلهم ‎Ê‏ ‏ذكر التكار ومسائلهم التي زاغوا بها ‎Ê‏ إن قال قائل ( ما دليلك على أن أمة أحمد هالكة ما خلا أهل مذهبك ) ٥٥ ذكر الرد من هرب من الواضح إلى المشكل في صفات الباري ‎o e.‏ ہے ١١ا س ذكر اعتقاد أهل الحق في الباري وما يتعلق به ا ذكر ما عارضنا به القوم والرد علیہم ‎A‏ ‏ذكر من قال في القران بغير احق والرد عليه ۷ ذكر المن والفضل والعدل والاحسان ومن قال إنها من صفات الله . ٢٤۷ رسالة عبد الوهاب بن محمد الأنصاري يسأل عن بعض مسائل السنية ۷۷ الدليل والبرهان الجر الثاني — ۳ يسم الله الرحن الرحم وصلى الله على سيدنا محمد وسلم الجزء الغاني من كتاب الدليل لأهل العقول لباغي السبيل بتور الدليل لتحقيق مذهب الحق بالرهان والصدق ونحن نريد أن نقدم في هذا الجزء الثاني مقدمة » لتوكيد الحق الذي ذكرنا وبين الأمة › وبیننا وبين أنفسنا . والعقل برهان والشرع تبيان فإنه ينبغي للعاقل احق أن يحاسب نفسه ك يمحاسب غیيره . ولا ينبغي للعاقل أن يتخذ دينه لوا ولعبا فن من ورائه يوم الفصل بين الحق والباطل » ولا أن يقلد الآباء دينا ولا مذهبا › لأنه الداء العضال الذي أهلك القرون الماضية والأم الخالية » وانتصارا للسلف وأيضا للخلف ترك البحث عما في اليد من الحوى والردى تقليدا للأب والجد . وأنشد الحسين بن علي بن الحسين بن عمرؤ بن علي بن أبي طالب لنفسه ٤ طريقة أبيهم وأولاد الحسن بن علي سلكوا على أسلوب آبائهم . تريد تنام على ذي الشبه فلعلك أن نمت لم تنتبه فجاهد وقلد كتاب الاله تلق الاله إذا مت به وقد قلد الناس رهباتهم وکل يجبادل عن راهبه وللحق مستنبط واحد وکل یری الحق في مذهبه وفيما أرى عجب غير أن بيان التفرق من أعجبه ٤ — وروی عبد الوارث بن سفيان ویعیش بن سعید قالا : أخبرنا قاسم بن أصغر قال : أخبرنا بكر بن ماد قال : أخبرني بشر بن حجر قال : أخبرنا جرير ابن عبد الله الواسطي » عن عطاء يعني ابن السائب عن أي البحتري عن علي قال : ( إِياك والاستنان بالرجال فإٍن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة م ينقلب لعلم الله فيه › فيعمل بعمل أهل النار » فيموت وهو من أهل النار › وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار » فينقلب لعلم الله فيه » فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت وهو من أهل الجنة .. فإن كنم ولابد فاعلين فبالاموات لا بالأحياء ) . وقال ابن مسعود : ( ألا لا يقلدن أحد ك دينه رجلا ِن امن آمن وان كفر كفر » فإنه لا أسوة في الشر ) . واعلم أن الله تعالى شرع الدين » وكلفه العقلاء › وأثبته إسلاما › وقال : ل إن الدين عند الله الإسلام 4 . وقال : ومن ييتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين € ولن تختلف الامة في هذا والحمد لله رب العالمين . واختلفوا في الإيمان : ومن ذهب مذهب التصديق أثبته اعتقادا في الضمير لا غير » ومن ألحق به النطق أثبته تصديقا للاعتقاد الذي في الصدور › ومن ألحق به الأفعال أثيته عضدا للاعتقاد » فشمل الكل اسم الإمان والتصديق ‏ حقيقة ومجازا من جهة الشرع › والشرع إذا ورد كان له الحكم دون اللغة . وسنذكره من جهة الشرع فيما بعد › إن شاء الله . ولترجع إلى ذكر الاسلام . قال رسول اله د : « بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إِله إلا الله » وإقام وإيتاء الزكاة » وصوم شهر رمضان » والحج من استطاع إليه سبيلا » . ولم يذكر هاهنا الاعتقاد وإنما ذكر الشهادة » والاعتقاد هو الإيمان وهو الأصل والتصديق باللسان فرعه › والتصديق بالفعل فرع اللسان .. 0 م الاختلاف في الإيمان واعتقادات الضمائ” والطاعة له › ك قالوا سمعنا وأطعنا . الثاني : اعتقاد الأفراق . الرابم : اعتقاد الخطاً . ونحن نذكر حقيقة كل واحد من هذه وحده لغة ومعنى ومن وراء ذلك فإما تصديق القلب »› فهو المعهود المعلوم من الناس » امنت به : صدقته . وأمنته : أعطيت له الأمان › قال الله تعالى حكاية عن أخوة يوسف بينهم وبين وأما التصديق باللسان › فأن تقول للواحد : صدقت فيما أخبرت به . وضده التكذيب › كذبه إذا رد عليه خبره وقوله . أما تصديق الفعال › فمثل أن يقول لك رجل : إن وراءك سبعا . فان (١) هذا العنوان لم يكن موجودًا في ط البارونية ( مراجعه ط ٢ ) . ب القول في الدين واعلم أن الدين هو بمعنى السمع والطاعة » والأديان إِنما تكون بين أهل الاسلام وأهل الشرك والملل . كذلك ملة الإسلام ودين الاسلام وملة الشرك ودين الشرك . قال الله عز وجل في المشركين وأهل الإسلام : « لكم دينكم ولي دين . ولا يقال دين القدرية ولا دين المرجئة . ولا دين المارقة . ولا دين الي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي . وأما دين اليهود والتصارى والصابئين والمجوس والذين أشر كوا فلا بأس به(). وأما الأفراق فيجوز ذلك على أفراق الأمة قال رسول الله : « ستفترفق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) فيصلح هذا الاسم لكل فرقة فتقول : فرقة المعتزلة » وفرقة القدرية » وفرقة المرجعة » وفرقة المارقة . وإن قلت : طائفة . جاز » وقد سماهم رسول الله عة بذلك . والفرقة هي الطريقة › يبلك بها معتقدوها » واتغذوها دينا » وصاروا بها من أهل النار إلا الفرقة الحقة . وأما المذاهب : وهي طريقة الأمة في الشريعة من الفقهيات ومذاهبهم في التفسير وما يؤول إلى ذلك » لا تفسيق ولا تضليل › وهو سائغ الأخذ به والعمل للخاصة والعامة التخيير بين المذاهب . وأما اعتقاد الخطاً » فعلى ثلاثة أوجه : أولهما : في الآراء المأذون عن البحث إلى الصواب فيا . والثاني : في الخطاً الموهوم فيما اختلف فيه الأمة من الأسماء والتسميات في الدين والإسلام والإيمان » والكفر والشرك والبفاق › والأسامي كمؤمن (۱) أي لا باس أن يقال كذلك . ( مراجعه ط ٢ ) . ۷ س ومسلم ومنافق ومشرك » وأسماء الأبدان وأسماء الأفعال وخلق القران وأسماء الله وصفاته » » وليس إلا الخطاً فا » والخطاً فیہا حمول لن عری من الشروط المهلكة › وهي الاعتقاد أنها دين الله » أو قطع الشهادة على أحد في ذلك › أو هدم قاعدة من قواعد الاسلام . والغالث : الخطاً الذي شابه أحد الشروط الثلائة المهلكة . وأما المباح : فلا جر ولا وزر ء ولا وعد ولا وعيد ولا طاعة ولا معصية » إلا إذا قارنته النية . هنالك يكون أجرا أو وزرا › ك قال الله عز وجل : ل قل إن صلاتي ونسكي وعياي وماتي لله رب العالين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ‏ . فتقرب إلى الله بالحيا والملمات وليس له فيهما صنع › أعني إبراهم عليه السلام . باب القول في اختلاف الناس في الإيمان والكفر اعلم أن الشيخ أبا الربيع سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ »٠ قد كفى وشفى في هذه المسائل » لكنه ل يذكر مما لا يسع الناس جهله من الإيمان › إلا طريقة المتأخرين من أهل الدعوة » ونحن نلوح تلويحا إشارة إلى ما ذهب إليه كل واحد من هولاء الختلفين . اعلم أن الناس اختلفوا في الذي يجب من الإيمان اعتقادا ونطقا ٠ وفي الناس عمومًا وخصوصًا . قالت طائفة : ليس إلا أن ينطق بالشهادة ويعتقدها . وهو شهادة أن لا إل إلا الله » محمد رسول الله » وزاد بعضهم : وما جاء به حق . فهذا الايمان الذي لزمه أن يعتقده › وما وراء ذلك فليس عليه فيه ش ¢ ‎e.‏ م سه £٤ ٨ فااول ۸ طريق أبينا ادم ع أيام كان في الجنة ( لا إله إلا الله ) خصوصًا وهو مذهب الصابئين › وأول هذه الأمة ر لا إلله إلا الله محمد رسول الله ) وأكدوه اخرا بقولم : ( وما جاء به الحق ) » فالاأول طريقة أبينا ادم عليه السلام » والثاني طريقة محمد » والثالث طريقة المسلمين بعد رسول وقال بعضهم : عليه النطق والاعتقاد للإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل والدار الآخرة . وإِليه الإشارة في القران قوله : ل امن الرسول با أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائکته وكتبه ورسله 4 إلى قوله ‎ :‏ وإليك الملصير ‏ . ويۇكد ذلك ويۇيده قول الله س عز وجل س : ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا 4 . فمن جهل من هذا شيعا ولم يعتقده مع البلوغ فهو مشرك » والشاك فيه مثله » والشاك في الشاك مشرك إلى ثلاثة » وهو قول المعتزلة » وقول أهل الدعوة إلى يوم القيامة . وقال بعضهم : عليه الإيمان بالموت والبعث والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار » وتحريم دماء المسلمين » وتحليل دماء المشركين » والجاهل لشيء من هذا كافر » والشاك ي الشاك كافر إلى يوم القيامة . وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر رضي الله عنه ما هو أعظم وأطم من هذا ء وعند نفوسة أزيد » ونحن نرجو من سعة رحمة الله كيرا لا سيما العامة . وقد قال الشيخ سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ فهذا مما يجب على كل بالغ عند بلوغه وصحة عقله حرا كان أو عبدا » ذکرا کان أو أنثى » فقد استغرق في التعمم ومن ورائه التخصيص . ۹ واعلم أن الناس اتفقوا على أن من كان على دين من الأديان من شرائع الإسلام على دين نبي » ولم تبلغه حجة محمد عي أنه أوسع له إلى يوم القيامة . والثاني : إذا ألحم الله عبده إلى الإيمان فامن وصدق وأذعن وحقق › وهو في موضع لا يسمع بالحجة ئي شيء » مثل من کان بين ظهراني المشرکين ۽ أو في جزيرة من جزائر البحور » ففتح الله تعالى له في عقله وألحمه الإمان به فامن وصدق » أو من جهة الرؤيا » أو وقف عليه من جهة الخطا » أو من جهة الكتابة من كتب الأولين » أو من جهة الطير مثل الجدهد واتمل والتحل والحمامة فامن وصدق وحقق » فإن ذلك يسعه مالم تقم عليه الحجة بشيء » سواءِ کان مشرکا فدعاه داع وشرع له دين أبينا ادم او دين نوح أو غيرهما من الأنبياء عليهم السلام » فاستجاب له فإن ذلك واسع له › وكذلك الاأطفال لا متربين على الفطرة › ولا غير متربين مالم يخالفوا إلى غير مقتضى فطرتهم » ألم تسمع قول رسول الله ع : « ما من مولود يولد إلا على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » وتبعهم على غير مقتضى فطرته فهناك يلك . وقال : « خلقت هذه القلوب حنيفية إلا ما كان من الشيطان فانه يخترمها عما خلقت له » . وقال الله عز وجل : هل فطرة الله التي فطر الناس عليها 4 . وقال : ل صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ¶ . فن سلموا من اخترام الشيطان وتحويل الاباء عما خلقت له فذلك واسع لحم وقال الله عز وجل س في یحیی بن زکریا : ل واتيناه ا حكم ما وإنما التضييق أن يعلم محمدا عك ويشهد به لمن كان في جزيرة العرب لن تناله الل ححة ويسمع . وهذه طريقة المعتزلة في أن الله تعالى ينال علمه والايمان به من جهة الفكر › لأنه قل ما ينفك الآدمي في مهلة بلوغه من تأمل الأشياء » والنظر فيها وتجدد الأيام والليالي وما يعتريه من الأمراض والأوجاع والأسقام واختلاف الأهوية والأغذية والأزمنة والأمكنة والأرياح والأمطار وحدوث الغار والنبات والأزهار إلا وقد اقتبس منها الحدوث . ولو سألت مثل هذا عن عام أول أو قابل لفرق بينهما طبعا واستقراء › وأول ما يستقر في نفسه حدوثه هو إن رأى من هو أکبر او رأى من هو أصغر منه » وإِن استقر في .نفسه وعقله إن كان بالغا » أو يخبره أبناءِ جنسه فقبله اختيارا أو علمه اختيارًا تحقق عنده الفاطر الحعدث القاهر . وقد يظهر في الأطفال شيء من هذا إِذا اشتکی بکی وحن إلى والدیه وشکا ورجا مهما الشفاء › وإذا نظر إلى شفقتهما عليه وحنتهما لديه ولم يغنيا عنه شيئا » اشتغل بتفجعه وتوجعه دونهما » ویئس منهما وعلم أن معه من يشفیه ویکفیه ما به دونهما » ومن وراءِ هذا کله قول اللہ س عز وجل س : مل إن الذين امنوا والذين هادوا والنتصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالخا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ودين الصايئين أوسع لن لم يسبق إليه دين غيره . وفي مناغاة الأطفال آية للسائلين » وتذكرة للمتأملين » ذكروا أنه كان في زمان داود عليه السلام رجل وامرأته قاعدان على سطح لما › وبين أيديہما طفل لما صغير » يلعب بين أيديهما وفي حائط السطح كوة نافذة إلى زقاق السطح › فدب الطفل ودخل في اليزاب فلما قرب إليه أبواه لكي يخرجاه هرب منهما وأشرف على الزقاق » وإِن تنحیا عنه قرب منہما » حتی طال ذلك عليهما أرسلا إلى داود عليه السلام فجاءهما › فلما راه وتأمله قال لما : ١۱ س ( إثتوني بتربه من الأطفال ) فق به فقال لأبويه : ( تنحيا عنه ) فتنحيا عنه وأطلق الطفل إلى الآخر » فلما قرب نغم أحدهما لصاحبه ونغم له الأخر ء فجرت بينهما مثل الحاورة بين الكبار » فخرج الطفل إلى لاخر » فقال داود عليه السلام : ( اُتدریان ما جری بینہما ؟ ) لا:رلا). قال : ( قال الطفل لابنكما : أخرج يا أخي للا تقع من هناك إلى الزقاق فقال له الأخر : دعتي يا خي » ان سقط من هاهنا فاموت خيرا لي من أن أعیش فا كبر فا کلف » فان عصیت ربي دخلت النار . فقال له الأخر : بل تخرج يا أخي وتعيش وتعمل بطاعة الله وتوت وتدخل الجنة . فقال له الآخر : أما الآن فتعم ) . فخرج الطفل . حسنة » وفي امل اية للسائلين . وقال الحسن البصري : ( إن للناس في هذه الأموات لعجبًا ) . وقيل : إن الأرض إذا أصبحت نادی بعض البقاع بعضا هل مر بکن ذاکرا له ؟ فإذا قالت بقعة منهن : ( نعم ) اغتبطتها البقاع . وفي رسول الله عك أسوة حسنة حين قال : « إن هذه الشاة لتكلمني ِن بها سما ) . وحين خوطب بالنبوة في غار حراء فاراد ان يرمي نفسه من أعلى الجبل فكلما هم أن يرمي نفسه من أعلى الجبل نادته الأحجار والأشجار : لا تفعل يا رسول الله . وأما من ذهب من زاد « وما جاء به حق » » وذلك أن أبا عيسى الأصبهاني ١۱۲ س رجل من اليهود قال : ( إن محمدا رسول إلى الأميين وليس برسول إلينا › لان شريعتنا لا تتبدل ولا تتغير ) › فاحتاط المسلمون في دعائهم أن زادوا : ( وما جاءِ به حق ) . وقال في كتاب ألى عيسى الترمذي وهو من الكتب الصحاح في الحديث حديثا رواه عن ربعي بن خراش العبسي وهو الذي قال فيه رسول الله ع : « يتكلم رجلان من أمتي من بني عبس بعد الموت » »٤ وهو الذي کلم أخاه الربيع بن خراش بعد الموت » وذلك أنه مات وأخوه الربيع غائب » فجهزه أصحابه » وكرهوا أن يدفنوه قبل مجيء أخيه فانتظروا به » فلما قدم أسفر عن وجهه فقبله واستوى قاعدا › فقال الربيع : ( أبعد الموت يا أخي ) فقال : ( نعم ) . فقال : ( قدمنا إلى روح وريحان ورب غير غضبان » والأمر ايسر ما تظنون › ولكن اعملوا ولا تغتروا ) فوقع ميتا كا كان أول مرة . وروي عن ربعي عن علي بن ابي طالب عن رسول الله عد : « والله لا يؤمن أحدك حتى يؤمن باربم : أن يشهد أن لا إِله إلا الله » ويشهد أني رسول الله » ويشهد أن الذي جعت به الحق من عند الله » وبالبعث بعد الوت » وبالقدر خيره وشره » . وروي ان زيد بن أُبي خارجة العبسي › الذي تكلم في أيام عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ بقباء بعد الموت » وذلك أنه توفى فجهزوه › فلما قاموا ليصلوا عليه وأحرموا كلهم » فقال : ( إن رسول الله عة صدق ٠ صدق في الرعيل الأول وقيل : في المهاد الأول وأبو بكر صدق › صدق في الرعيل الأول » وعمر صدق ٠ صدق في الرعيل الأول ويروى فيها : في لهاد الأول وأما عغان ففي بئر أريس ) . وأريس رجل من الهود كانت له حديقة في قبلة مسجد رسول الله عك باللدينة » وكان عفان يوي إل بر تلك الحديقة في الظهيرة فيستنشق روائح الماء ويتبرد فيها » هو يومًا من الأيام ۱۳ جالس فيه » وفي يده خاتم رسول الله يك فتوفى عليه السلام وصار إلى يي بکر » ثم توفی أبو بكر وصار إلى عمر » فقتل عمر وصار إلى عغان ‏ فبيها هو عنده إذ أخرج الخاتم من أصبعه يعبث به فوقم في تلك البثر فنزحوا اليئر فغار ماؤها ولم يصيبوه بعد . ذكره البخاري في صحيحه . فمن هناك فارق عثان العدل . وما جميعا من بني عبس زيد بن الي خارجة وربعي بن خراش ‏ فروی ربعي عن علي بن أي طالب عن رسول الله أنه قال : « والله لا يؤمن أحد ك حتى يؤُمن باربع : شهادة أن لا إِله إلا الله » وأني رسول الله » وأن الذي جئت به الحق من عند الله › وباليوم الأخر » وبالقدر خيره وشره » . وقال الله عز وجل حكاية عن ممتي النصارى ل وما لنا لا نؤمن الله با قالوا ‏ . لابد من القول . الإيمان بالل عز وجل قال : فلهذه القولة إشارة في القران › قال الله عز وجل س : ل امن الرسول با آنزل إليه من ربه والمؤمتون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا معنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ¶ ومعناه اليوم الأخر » ويصدق ذلك ويؤۇكدە قول الله عز وجل : ل ومن يکفر بالله وملائکته وکتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدًا ¶ . وقد قال الله عز وجل : ¥ والمؤمنون كل امن بالله وملائكته 4 . فمن عري من شيء من هذه الجملة كان غير مؤّمن » وأسماء الصفات دالة على المعاني والعلل › فلأجل الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر كانوا مؤمنين . ١٤٠ س وقال الله عز وجل فل والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءٌ بما كسبا نكالڵا من الله لأجل سرقتهما . ل والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ‏ لأجل زناهما . وأما مذهب من زاد « والقدر خيره وشره » ففي حديث جبريل الروح الأمين صلى الله عليه حين جاء إلى رسول الله عفد فساله عن الإمان والاسلام والإحسان والساعة › وذلك أن رسول الله عق جلس ذات يوم مع أصحابه » إذ أقبل رجل جميل الوجه » أبيض الثياب › طيب الرائحة › حن العمة » بعيدا من الجلس » فسلم وجلسس » فرد عليه رسول اله ع السلام » فقال الرجل : « أأدنو منك يا رسول الله ؟ » فقال له عليه السلام : « أدن ) . فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله عفد » فتصب رجله انى ٠ ووضع يده على رکبته » وفرش فخذه الیسری » ووضع يده علیہا » فقال : « أسالك يا رسول الله ؟ » فقال : « سل » . فقال : « ما الإيمان ؟ » . فقال عليه السلام : « أن تومن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبلقائه واليوم الأخر ‏ وروی : وبلقائه والبعث ‏ وتؤمن بالقدر خيره وشره » فقال له : ١ صدقت )٠ فتعجب الناس من قوله : صدقت 5 فقال : « ما الأسلام يا رسول الله ؟ » فقال : « شهادة أن لا إله إلا الله » وإقام الصلاة › وإيتاء الزكاة » وصوم شهر رمضان والحج لن استطاع إليه سبيلا » والاغتسال من الجنابة » فقال : ‹ صدقت » . ثم قال : « ما الاحسان يا رسول الله ؟ » فقال عليه السلام : « أن تعبد الله كأنك تراه » فإن لم تكن تراه فإنه يراك » فقال : « صدقت » . فقال : « متى الساعة يا رسول الله ؟ » فقال عليه السلام : « ما المسؤول عنها بأعلم من السائل عنها » بأشراطها : إذا ولدت الأمة ربا وربتها » وتطاول رعاة الهم في البنيان » ووسد الأمر إلى غير أهله › في خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا : لل إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله علم خبير ‏ . فقام الرجل فلما ولی وتواری » قال کے ١۱ س لحم رسول الله ع : « علي بالرجل » فقاموا إلى كل ناحية › فناداهم رسول الله ع « ألا هلموا أنه جبريل جاء يعلمكم دينكم » وحسينا الله وتعم الوكيل . تسمية من وسع من الفقهاء في أكثر مسائل مالا يسع الناس جهله فأول ذلك رسول الله عي بعد القران العظيم والذ كر الحكيم » ثم محمد ابن محبوب وعزان بن الصقر وعمروس بن فتح وآبو خزر يغلا بن زلتاف وعبد الرحمن بن رستم س رحمة الله علیہم ورضوانه ‏ . القران أول :- اعلم أن القرآن أنزله الله على قلب محمد عي ليكون للعالين نذيرا ولم يشرح مسألة خصوصية مما يزيدها على الناس إلا ما تضمن قوله.: ل امن الرسول ‏ وهي الخمس فرائض التي ذكرها الله عز وجل . وقد قال الله عز وجل : ل قالوا امنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ‏ . فاجتمعت الأمة كلها أن ليس على الناس شيء من معرفة المذكورين فیہا إلا على من قامت عليه الحجة بذلك » وأنهم قد وسعهم جھل جمیع من ذکرناہ فیہا إلا الله وحده خصو صاء قال الله عز وجل : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر . قال د : « الدين يسر » . وكذلك قوله : ل ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين واتق المال على حبه ذوي القريى 4 . الآية . فشمل في هذه الآية الفرض والندب . وقال لابراهم 1 حين ساله إبراهم : ¥ رب أرئي كيف نحي الموتى ١٦۱ س قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي 4 . فقنع منه بل . وأما محمد َي فهو القائل : « إني بعثت بالحنيفية السمحة السهلة » . وقال : « الدين يسر » . وقال : « يسروا ولا تعسروا » . وكره رسول الله عَيكٍ المسائل وعابها » ولم يشرح للناس مسألة إلا شهادة : أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله يفك وأول ذلك حديث جماعة عبد القيس › حين وفدت إلى رسول الله عك وعميدهم المنذر بن عائد » وفيهم يقول الله عز وجل : ل وله أسلم من في السموات الارض طوعًا وكرهًا ‏ » آي وكرهًا سائر الناس » فقدموا على رسول الله ع المدينة وكان بهم معجبًا فلما أرادوا الانصراف إلى بلادهم قالوا : ( بماذا تامرنا يا رسول الله ؟ ) فقال : « امرك بأربع وأنهاك عن أربع : امرك بالإيمان » أتدرون ما الإيمان ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وأن تؤُّدوا من الغنيمة الخمس وسهم الصفي” » فقصر الإيمان على الشهادتين والصلاة . قال : « وأنهاك عن أربع : ألا تنتبذوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت » . باربع ) › والحديث قد تقدم . ولم ييلغنا عن رسول الله ع أنه شرع للوفود التي جاءته شيا سوى الجملة التي كان يدعوا إليها رسول الله ع فإذا نطق أحد بالجملة › فيقول مف لأصحابه : « فقهوا أخاكٍ ولا تجاوزوا إليه مسائل الصلاة والزكاة والآداب » . ولم يؤثر عن أحد من أصحاب رسول الله عي أنه شرع لأحد من مسائل الاعتقاد شيعا . ولرسول الله عي الكتب إلى ملوك الأرض :- (۱) سهم الصفي هو السهم الذي يدفع إلى رسول الله عي . ( مراجع ط ۲ ) . ۱۷ س ارسل دحية بن خليفة إلى قيصر ولم يشرع له فيما مسألة سوى الجملة التي كان يدعو إليما فقال : « اسلم تسلم يتك الله أجرك مرتين » وإن أبيت فعليك إن الأريسيين . وأرسل شجاع بن وهب إلى كسرى ليس إلا الشهادة لله ومحمد أنه رسول الله » فاخذ كتاب رسول الله فمزقه » فقال إذ بلغه : « اللهم مزق ملکه ک مزق کتابي » . وآرسل إلى أهل الامة » وإلى الحارث بن عبد كلال » وإلى النجاشي › وإلى أهل غُمان » وإلى المقوقس صاحب الاسكندرية . وفرق رسله في البلاد » وليس في كتابه إلا جملة التوحيد » وأعظم من ذلك كتب عمرو بن حزم الأنصاري إلى أهل اجن وشرع غم فيہا مسائل العقول ونصب الفرائض › في مثلها » ولم ينص على مسالة مالا يسعهم جهله سوى الجملة . وذکر عن جابر بن زید س رضي الله عنه س أنه قال : انتبيت الى بني . اا £ عمرو بن حزم فطلبت إلیهم کتاب رسول الله ع مع ایہم عمرو بن حزم إلى أهل العن › فاوقفوني عليه . وقد جاءته وفود العرب ك قال الله عز وجل : هل إذا جاء نصر الله والفتح « ورأيت الناس يدخلون في دين الله » فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا ¶ . وقد شرع رسول الله أحكام النجاسات والطهارات والغائط والبول والحيض والاستحاضة والغاض والنفاس وميه عن استقبال الكعبة بالبول أمور الدين الذي لا يصح الإيمان والتوحيد والدخول في الإسلام إلا به. (١) يقصد املف س رحمه الله س ليس على المسلم أن يتوغل في دقائق علم الكلام وإنما يكفيه أساسيات التوحيد فإنه كان يكتفي من الناس بذلك › وهديه عليه الصلاة والسلام خير هدى ( مراجع ط ٢( . ۱۸ ب الله عنه ‏ حتى صدر أول الإسلام » ولم يؤثر عن أحد منهم مسألة في هذا › وفي حديث الأمة « أعتقها فإنها مؤّمنة » لمن تدبر هذا الأمر ء ويقولون في الجواري الأعجميات : علموهن الصلاة . إذا أرادوا تسريهن . وقد وقفت على خطبة عبد الرحمن بن رستم كان خطب با يوم جمعة في کتاب ذکر فیا خطبه ‏ رضي الله عنه ‏ فقال : ( من قرا في صلاة الصبح التحيات في صلاته فقد أت بالتوحيد الذي عليه ولو كان هناك شيء يلزم العباد لأدرجه رسول الله عي في الصلاة فانها عمود الدين ) . ومن العجائب أنه يعلمهم التحيات ك يعلمهم السورة من القران ولا .يعلمهم هذه المسائل . وكان يعلمهم هذا الدعاء ك يعلمهم السورة من القران « اللهم إِني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر ء وأعوذ بك من فتنة اللسيح الدجال › وأعوذ بك من فتنة الحيا والملمات » . وقول رسول الله عي حين كان يعلمهم التحيات فلما بلغ إلى قوله : « والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين » قال : « إذا قالما العبد المسلم في ٦ صلاته أصابت كل عبد طائع لله في السموات والأرض » . واعلم أن هذه الكلمة تأتي على الولاية التي أوجبها الله تعالى بين المؤمتين من الأنس والجن والملائكة » وفي « المغضوب لهم ولا الضالين » أنه البراءة التي أوجبها الله تعالى بيننا وبين الكافرين . وأمر الدين قد جاء متواترا ظاهرا شاهرا › ولم يقصد فيه لى شيء یزداده عل الجملة وقد ذكر الله عز وجل في القران أسامي القيامة والنفختين ۱۹ ب والمحشر والمنشر والواقعة والحاقة والطامة والصاخة والقارعة » في أمثاما . وقد شرع أهل السنة هم بارائهم أيضا فيما لا يسعهم جهله الميزان لا تسع المجال » وكثر المقال وضاع العيال › ولم يدخل الجنة إلا المحال ء واما قول عمروس بن فتح فيما يسع جهله فيما ضيقه المشا على الناس وسعه هو . قال عمروس : ( والذي يسع جهله من الايمان حتى يحل تفسیره فما کان من تفسير جملة التوحيد » مثل إنفاء الحدود على الله س عز وجل والاقطار » وإثبات القدرة له والعلم » وجميع الصنع والحدث أن يضاف إليه أنه صانعه ومحدثه › وتصديق کل ما جاءِ به من خبر مما هو کائن او يکون وإضافة كل شيء إليه مما رأوا وما لم يروا » وتسمية خلق ذلك الشيء ونسبته إليه وليس معه مكون ۽ وأنه بائن من صفات الخلوقين ليس کمئله شيءِ فِا ذكر هذا وحل تفسيره فلا يسعه ووسع جهل الجنة والنار والثواب والعقاب والبعث والحساب واللائكة والكتب والرسل » في أمثاا ) . مذهب عزان بن الصقر فيما يروي عن محمد بن محبوب شبيه بمذهب عمروس بن فتح . قال عزان : ( من شك في التوراة والانجيل والزبور والجنة والنار » فانه يسع جهله ما م يذكر فإذا ذكر لم يسع . ومن جهل أن الله ييعث من في القبور فذلك واسع له » فإذا ذكر لم يسع (١) أي تفصيل ذلك . ( مراجع ط ٢ ) . ۲۰ س فن شك في الثواب والعقاب » فواسع ما لم يذكر » فإٍذا ذكر أو قامت فن شك فيهما بعد قيام الحجة عليه › فهو مشرك يقتل إن لم يتب . وكذلك من شك في القران والكعبة والجمعة مالم تدخل أوقاتهما . فعلى مذهب هذين الإمامين التوسعة مالم تقم الحجة . وأما مذهب أي خزر يغلا بن زلتاف ‏ رضي الله عنه س فانه قال : ( يسع جهل جميع الحرام ما خلا الشرك ) وإنما أراد بالشرك ما ظهرت منه تسوية الباري سبحانه مع غيره . وأما المستخرج من الشرك » فليس عليه فيه شيء » فمهما وجب عليه امتثال شيء أو معرفته قضى على المضيع با حرام » لا يتجاوزه حتى تقوم عليه الحجة بخلافه › أو يقطع عذره » مثل الإيمان بالملائكة والكتب والرسل والنبيين والاخرة » وإنما راعى في ذلك من لا يقول بشرك من جهل وأنکر سوی لل » فليس عليه شيء حتى تقوم عليه الحجة » وأسقط عن الناس معرفة الفاق ومعرفة كفر الناقضين لا في أيدينا › ومعرفة أن ثم كبيرا غير الشرك ولا البراءة في شيء من هذا ولا تحريم شيء غير الشرك حتى تقوم عليه الحجة به ويعلم أنه معصية الله » أو علم أن الله فرضه على العباد فيعلم إذا ضيعوه أن ذلك منهم حرام » أو علم أن الله تعالى أوجب عليه أو على الناس معرفته فجهلوه › أو حرام فارتكبوه » والبراءة من الفعل وليس عليه البراءة من الفاعل » فأبطل جميع ما كان معصية لله أن يعلمها أو أن يعلم تحريمها › إلا إذا قامت عليه الحجة بشيء أنه معصية فيثبته حراما لا غير » ولا يتجاوز به إلى الشرك ولا إل الكفر › ولا إلى الكبيرة » ولا إلى الفسوق › حتى تقوم عليه الحجة بذلك . وأما قول القائل : رلا يسع جهل الناقضين لا في أيدينا ) معناه أن تعلم أنه أي حراما لا غير » وبشرط أن يكون الناقض إنما نقض ما أوجبه الله علينا ٢۲ س دينا » وأما نقض ما وراء ذلك مما يسوغ فيه اختلاف العلماء فلا » وبشرط ان يعتقد أن هذا النقض دين الله عنده . وأما اذا كان برأي » فالرأي عجز . وروي عن الشيخ أي خزر س رضي الله عنه س : أنه كتب إليه الشيخ جنون بن يمريان أيام كان أبو خزر بمصر في مسائل لا يسع الناس جهلها › فرد له أبو خزر جواب كتابه » وكتب إليه بالجملة التي كان يدعو إليمها رسول الله ع لا غير. ومن صح ما روي عن ابي خزر س رضي الله عنه ‏ أنه قال : بلغنا أن ما أسقط عن وهم الإنسان فلا يؤخذ به » وهذه المسألة من فروع النسيان › ويجانها الخطا . ونحن نورد قول الشيخ أي الربيع سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ يما لا يسع جهله › قال ئي ( باب ما لا يسع الناس جهله : مما يجب على كل بالغ عند بلوغه وصحة عقله » حرا كان أو عبدًا » ذكرا كان أو أننى ٠ ما جاء به حق من عند ربه » وأن الله خالق لجحميع الأشياء » وأن له الملائكة - وعليهم معرفة جبريل بالقصد إليه وإنه رسول رب العالين إلى محمد عليه السلام . والجن كافة » وأنه خاتم النبيين . وعليهم معرفة الأب الأكبر آدم عليه السلام باسمه ونبوته ورسالته إلى أولاده » وأنه أول المرسلين » وعليهم معرفة القران مقصودًا إليه ومفرورًا إليه ۲٢۲ س معرفة الجنة أنها ثواب لأهل طاعته على طاعتهم لربهم ٠ ومعرفة النار أنها عقاب لأهل معصيته على معصيتهم لربهم ٠ وعليهم معرفة تحريم دماء المسلمين بتوحيدهم لربهم ومعرفتهم أياه وأفرادهم ومعرفة تحليل دماء الملشرکین على شرکهم لربهم ومساواتهم له بغیره ل نراي س لكان هه وعليهم فرز ما بين الكبائر وذلك أن يعرفوا أن الشرك مساواة الله بغيره › وذلك أن يوصف بصفة غيره › ويوصف غيره بصفته . وعليهم معرفة أن الله أمر بطاعته » ونبى عن معصيته » وأنه مثيب على طاعته › ومعاقب على معصيته » وأن ثوابه لا يشبېه ثواب » وعقابه لا یشبہه عقاب 6 وان الله موال لا ومعاد لأعدائه ( . وقد قيل عن الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ ی جيل ال وقد ذكر الشيخ رضي الله عنه ‏ انه قال ول ب ول وت محمد مه . » لأن من جهل موته جهل أن الذي في يده من الشريعة ينسخ أو لا ينسخ » ومن قبيل ذلك أشرك من جهل موت البي ميه . ۲۳ س وعليهم ولاية المسلمين من الجن جملة لا يقصد إلى شخص بعينه » ولا يسع جهل الإأسلام والمسلمين والكفر والكافرين » وذلك أن يعلموا أن الكافرين كافرون بكفرهم » وأن المسلمين مسلمون باإسلامهم . وهذا كله مما لا يسع جهله كل بالغ عند بلوغه » إلا أن يعلمه ويعلم أن الله ألزمه علم ذلك » وأن الله أوجب على العلم به ثوابًا وعى الجهل به عقابًا . وعليهم معرفة كفر من جهل شيئا من هذا کله ۽ فان شك في شيءِ ما ذكرناه فهو كافر والشاك في كفره كافر والشاك في الشاك كافر إلى يوم القيامة . وعليهم معرفة أن الله حرم دماءهم بهذه الجملة التي ذكرنا » وبمعرفة أشباهه ما لا يسعهم جهله ولا يسلمون إلا بمعرفته من توحیدهم ربېم وإفرادهم له يصح لم توحيدهم لربهم والمعرفة به ) . باب القول في أسئلة مبهمة وأجوبة مدشمة ولنرجع إلى من أغرق التزع وزاد في الوسع حصالا جمة 9 وقرنها مع الاعتقاد والشهادة من أول وهلة » فأوجبها على البالغ من أول بلوغه » وهي زهاء عشرين خصلة أو أكثرء وحكم على جاهلها بالشرك » وفي الشاك والشاك في الشاك بالكفر إلى يوم القيامة . :وأما قوم في الأئمة المتقدمين الذين أطلقوا الخناق وأوسعوا الوباق › وما حالتا: نحن الذين ل تبلغ عقولنا ولا علومنا إلى هذا الحد › والائمة عمروس ابن فتح ومحمد بن محبوب وعزان بن الصقر وابن بركة المُماني وآبو خزر يغلا بن زلتاف وعبد الرحمن بن رستم وابن زرقون . فول ما يقع السوّال في هذه المسائل على ثلائة معان :- ٢٤۲ س أحدها : إظهار البرهان على قوله من طرق البراهين الدالة على الحق من الكتاب والسنة والاجماع والعقل ولا خامس إلا التقليد › فالحق في التقييد دون التقليد › والتقليد إما حق وإما باطل › فان كان عن معصوم كان حقا › ولا معصوم إلا المهدي وعيسى ابن مرم عليهما السلام » والتقييد في الاوجه الاربعة الكتاب السنة ورأي المسلمين والعقل . الثانية : الحكم فيما بين هذين الختلفين بين موسع ومضيق » فان ساغ لهما ذلك » كانت المسألة فقهية ولا يجاوز أحدهما إلى الآخر أخحطات في رأي الحق » وإن كانت ديانة فلابد من الحق له عند الله تعالى في أحد هذين الختلفين وخلافه باطل » وعلى المحعق مهما أن يقطع عذر المبطل . الثالثة : ما حكمهما في هذا الجاهل والشاك إن وسعا عليهما جميعًا مع تسمية أحدهما له بالشرك وتوسيع أحدهما له › أو قطعا عذرهما › أو وسع أحدهما أن يقطع عذرهما أو عذر أحدهما › ولا يقطم صاحبه عذرهما › أو عذر أحدهما › أو عليهما أن يقطعا أولا يقطعا › ولا يخلو الأمر من تقليد أو تقييد › فالتقييد قد عاز » والتقليد غير مقطوع به إلا من معصوم وهم الأنبياء . وأقل ما في التقليد أن لا نثق بأن الحق في يدك دون غيرك » وليس لك على احالف لك مزية تفضلهم بها . وأمر مسائل مالا يسع الناس جهله يرجع إلى الديانات والأفراق ولا يرجع أمرها إلى المذاهب › فالقول بين الأديان بين الشرك والتوحيد وبين الأفراق بين الحق والباطل وبين المذهب بين الصواب والخطا . ونحن نبتدىء في مسائل الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ مسألة مسألة ليتضح لنا تفسير مجملها » والمعذرة إلى الله تعالى » وإلى من بلغه كتابنا أن يظهر لنا من علمه ما يكشف عنما به الغمة » فان هذا الأمر المتعلق بالدين شأنه عظم » وخبره جسم » ولا يسعنا فيه إلا الحق عند الله n تعا ى » فإن علومنا ضعيفة وأحوالنا خفيفة وعقولنا كليله وأيامنا قليلة » مع ظهور الفتن وكترة الحن » أعاذنا الله وإياكٍ من سوابق الشقا وجعلنا ويا ك من أهل الحداية والتقى . واعلم أن السوال في كل مسالة من هذه المسائل على أربعة أوجه : أولا : البرهان . والثاني : ما حال الختلفين . والثالث : ما حال الجاهل . والرابع : ما حال الشاك . أما من طريق التلقى والقبول » فلابد من التقليد » والتقليد غير مأمون الخطاً » وليس صاحبه على بصيرة من أمره » فن کان عن تقیید فلايد من البرهان ويصير ديانة بين موسع ومضيق › ويقطع عذر الخطيء » والبراءة من وراء ذلك وقد ورد عن المشايخ الاختلاف والوجهان › ولا تكفير . وكان الشيخ أبو يحيى زكريا بن أي بكر يتعجب من قول أبي الربيع سلیمان ابن یخلف : ( والبراءة فیہا وجهان ) . وقد قال الشيخ أبو خزر يغلا بن زلتاف ‏ رضي الله عنه ‏ : ( لم يلغنا من العلوم أن البراءة تجب بالرأي ) . فإن قال قائل : فما الحكم في الجاهل ؟ وهل على المضيق أن يلزمه الشرك وأحكامه من القتل والسبي والغنيمة واليراءة أم لا ؟ فإن أجرى عليه هذه الأحكام كلها فما حاله مع الموسع ؟ إن كان ينتصر لصاحبه » ويبراً من رماه بالشرك » ويدافع عنه من أراد قتله » ويدفع عن ماله » ويكون على ولايته له » وييبرأ ممن برأ منه » أو يدع الضيق وإنفاذ جميع أحكامه في هذا الجاهل › أو يقول البراءة فيها قولان وقد قال الشيخ أبو خزر س رضي الله عنه س : ( لم يبلغنا في شيء من العلم أن البراءة تجب بالرأي ) والقولان إنما تكون في الاأرائيات ٠ وأما الديانات فلا . ٢٦۲ س فإن قال قائل : ما الدليل على « أن لا إله إلا الله » ؟ قلنا : من كتاب الله عز وجل : تل فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمۇمنين وللمۇمنات ¶ . فإن قال قائل : ما الدليل على أننا أمرنا أن نؤۇمن بالل ؟ قلنا : قول الله عز وجل س : ل امن الرسول ما أنزل إليه من ربه فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون هذا الإيمان غير واجب ولا بفرض ؟ قلنا : قول رسول الله عي : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ( لا إِله إلا الله ) فإذا قالوها عصموا متى دماءهم وأموالحم وسبي ذراريهم إلا بحقها » . وهذا وعيد ولا يقع الوعيد والتهديد على غير واجب . فإن قال : فما الدليل على أن محمداً رسول الله ؟ قلنا : المعجزات الخارقات للعادات . فإن قال : ما الدليل على وجوب الايمان به والاقرار به ؟ قلنا : قول الله عز وجل : ل امنوا بالله ورسوله ¶ والإقرار به : قول رسول الله إدراجه في التشهد : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له » وأن محمدا عبده ورسوله » . ومن وراءء هذه كلها الإجماع . فان قال قائل : ما الدليل على أن الشهادة لرسول الله مَك توحيد ؟ قيله له : لأن الانكار له شرك . فان قال قائل : ومن أين أشرك من انکر غير الله ؟ قيل له : لأنه أنكر صفة من صفات الله عز وجل س » لأنه مرسل الرسل » وأنكر اسما من أسمائه . ۲۷ فن قال : فمن أين أشرك من أنكر خلق شيء من الأجسام ؟ قلنا : من هذا الوجه › وقد عمد إلى ما يعجز عنه الخلوقون فعزاه إلهم › فأثبتهم في القدرة مع الله تعالى كهو سواء . فإن قال قائل : ما الدليل على أن علينا معرفة جبريل عليه السلام ؟ فأول ما يقع السوّال على جبريل : هل هو من الملائكة أو غيرهم ؟ والثالئة : ما حال الختلفين ؟ والرابم : ما حال الجاهل والشاك ؟ وأما إثبات جبريل من الملائكة فمن قبل کتاب الله عز وجل ہ٤ قلبك لتكون من المنذرين 4 . وقال : ل من کان عدوا لله وملائکته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين ‏ . فإن قال : ما الدليل على أن جبريل عليه السلام هو الروح الأمين ؟ وبعد أن يكون روحا فليس ما يدل على أنه من الملائكة ٠ قال الله عز وجل : لل يوم يقوم الروح والملائكة صفا 4 فدل أن الروح ليس من الملائكة لأنه وأما قوله : ل من کان عدوا لله وملائکته ورسله وجبریل ومیکال فان فالذي يدل عليه الخطاب : أن الرسل أقرب المذكورين إلى الملائكة » وإن كان ولابد فالرسل هم الملائكة » وأما جبريل وميكال فلم تدل الآية على أنهما من الملائكة » وإن كان ولابد فهما عطف على الرسل » على أن الواو قطع ۸٢۲ — ما بينهم » ك أن الله تعالى قضى بالغيرية بين اليتة والدم وحم الخنزير » وليس في المسالة أكتر من الاجماع عند الشغب . وأما وجوب الإمان به عند البلوغ وبعده » فالله أعلم . وأما حال الختلفين بين موسع ومضيق › فالله أعلم . وأما حال الجاهل والشاك » فهما مشركان عند الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف › وسالان عند الشيوخ المتقدمين . ومعرفة ما بين الشيوخ الربيع » فالله أعلم لم يبلغنا فيها شيء . ومسألة أبينا ادم ع فيها ثلاث مسائل » وفي كل مسالة أربع مسائل » کمسائل جبريل عليه السلام . أما الثلاث : فأولها : أن يعرفه باسمه ‏ ادم أنه الأب الأ كبر » لا أب والثانية : أنه نبي وعلى الناس معرفة نبوته . والثالثة : أنه رسول رب العالمين إلى أولاده » وأنه أول المرسلين وأن جميع الرسل التي على الناس معرفة رسالتهم عليهم أن يعلموا أنهم من نسله ويۇمنوا ‎r:‏ والأولى ما الدليل على أن اسمه ادم ؟ فهذا موجود في كتاب الله عز وجل : ل ألم أعهد إليكم يا بني ادم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ‏ . فهذا الذي يلزم الاقرار به للمقرين بالقران › وعند السودان أن أبانا أسود ون امه کامشلم › قالوا : كالقرود نتم مسختم البيضان كالقرود . وقد ورد في بعض الآثار : أن الله تعالى خلق ادم أسود إلى ربه . فقال : يا رلي » إني أسود . فأمره الله تعالى بصيام البيض من الشهر : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر » فصام الثالث عشر فابيض ثلثه › وضام ٢۲۹ س الرابع عشر فابیض ثلثاه › وصام الخامس عشر فاییض سائره » والكتاب والإجماع مغن في هذا . وي وجوب الإيمان بنبوته أربع مسائل : ما البرهان وما الحكم فيمن أنكر وما الحكم في الجاهل وما الحكم في الشاك ؟ وي الرسالة أيضا أربع مسائل : كالنبوة وقول الشيخ ومعرفة القران مقصوداً إليه مفروزا إليه » ومعرفة أنه من جملة الكتب » وفي هذه المسألة أيضا أربع سالات کغيرها : : ما البرهان » والثانية : حكم الختلفين » والثالثة : حكم الجاهل › والرابعة : حكم الشاك . أما البرهان على أن علينا معرفته والإيمان به خصوصا من جملة الكتب . يقول الله عز وجل : «ل الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ¶ . فإن قال قائل : إن الإيمان به مقصودًا ليس بواجب علينا » لقول الله عز وجل في عقب هذه الأية . فل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدًا ¶ فكرر الوعيد على إخوانه واستثناه منها » فصح أن الإيمان به فضيلة وأما حكم الختلفين فالله أعلم . وحكم الجاهل فالله أعلم . وحكم الشاك فالله أعلم . وقال الشيخ : ( وعليهم معرفة الجنة أنها ثواب لأهل طاعته على لربهم ومعرفة النار أنها عقاب لأهل معصيته على معصيتهم لربهم ) » والمسالتان ففي كل واحدة أربعة أوجه ك قدمنا . د فالجواب : فالله أعلم . ومن وراء الأربعة أوجه . هل الثواب والعقاب واجبان على الله أم غير واجبين ؟ أو أحدهما دون الأخر ؟ وهل يجب علينا لعبيدنا أجرة خدمتېم أشغالنا ؟ أو لا لم يخدموا . اعلم أن أحوال المكلفين تختلف »٠ ولو أبطلنا الثواب والعقاب كانت المعصية إياحة لا تكليفا » ولكن الثواب من فضل الله على المؤّمنين والعقاب بمقتضى الحكمة واجب للكافرين . وقد ينوب أحدهما مناب الأخر › فيقول الله عز وجل : اعملوا › فمن عمل فله أجره ومن لم يعمل خاب » فيكون الحرمان في مقام العقوبة › وربا يقول الله عز وجل : اعملوا » فمن لم يعمل عوقب » ومن عمل سلم من العقوبة › فتنوب السلامة مناب الثواب . وقول الشيخ س رضي الله عنه ‏ : ( وعلیہم معرفة اللوت والبعث والحساب والعقاب ) ففي كل واحدة من هذه أربع مسائل صارت ست عشرة مسالة » ولم نجد في القران ما يدل ظاهره على الوجوب . وأما الموت فعلمه ضروري » فما باله في المفروضات ؟ قالوا إن الموت لأجل البعث وفيما يروى عن رسول الله عك أنه كان إذا قام من الليل يتهجد قال : « اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض › ولك الحمد أنت قيوم أنت رب السموات والارض وما فيهن » اللهم أنت الحق وقولك الحق › ووعدك الحق › ولقاؤك حت › والجنة حق » والموت حق » والبعث حق » ٠ في كلمات روى ذلك ابن عباس ليلة بات عند رسول اله عه فسمعه يستفتح الصلاة بها ء ولم يذكر هاهنا الثواب . ا۲ وقول الشيخ : ( وعليم معرفة حرم دماء المسلمين بتو حیدهم رہم ومعرفتهم إياه وإفرادهم له » ومعرفة تحليل دماء امش ر کین على شر کھم بربہم ومساواتهم له بغيره ) » وفي هذه المسالة ما ذكرنا في غيرها . وقد ورد عن رسول الله ع شيء من هذا في خطبته في عرفات قال : قالوا : يوم حرام . قال : اي شهر هذا ؟ قالوا : شهر حرام . قال : اي بلد هذا ؟ قالوا : بلد حرام . هذا في شهرک هذا في بلدا هذا . قال : ألا هل بلغت ؟ قالوا : اللهم نعم ؟ قال : اللهم أشهد › ليبلغ شاهد ك غائبكم » . فان استدلوا من هذا الحديث بأن الأعراض ل تبلغ حرمة الأموال ولا الأموال حرمة الدماء » وهل يبلغ من جهل هذا عند البلوغ الشرك ؟ والشاك والختلف فالله أعلم . وقول الشيخ : ( وعليهم ولاية الملسلمين جملة › وعليهم أيضًا أن يقصدوا بولايتهم إلى كل من لا يسعهم جهله : مثل جبريل من الملائكة و محمد وادم من النبيين عليهم السلام » وعليهم البراءة من الكافرين جملة ) . — ۳۲ واعلم أن ولاية المؤّمنين الكون معهم على ديهم وتأدية حقوقهم من الاستغفار والتعاون على البر والتقوى › ولم ينص إلا على الاستغفار › وقال الله عز وجل س : مل واستغفر لذنبك وللمۇمنين والۇمنات 4 . والبراءة مفارقة الكافرين ومباينتهم . وأما ذكر جملة النبيين أنهم من نسل ادم فقد تقدم . وقال الشيخ : ( فرز ما بين الكبائر » وذلك أن يعرفوا أن الشرك مساواة الله بغيره » وذلك أن يوصف بصفة غيره أو يوصف غير بصفته ) . وأما قوله : ( أن يفرز ما بين الكبائر ) . فعلى قول الشيخ أي خزر رضي الله عنه س : (اعلم أنه يسع جهل الحرام ما خلا الشرك ء والاستحلال والاصرار إذا علم ) . وكذلك باي الدين إذا علم › وإنما الكلام على من لم يعلمه . فليس على أحد أن يعلم أن ثم كبيرة أو كفرا أو شركا غير الشرك الظاهر أو نفاقا » وليس عليه من كفر الناقض » أكثر من أن يعلم أنه أت حرامًا لا من براءته حتى يعلم كفره أو نفاقه أو شركه الخفي » ولا أن أوجب الله على شيء من المعاصي النار ما خلا الشرك . وفي المساواة ما فيه » والتسوية أفصح › وقول الله عز وجل عن الكفار : ل إذ نسويكم برب العالمين ¶ . وأما قوله : ( أن يوصف بصفة غيره » ويوصف غيره بصفته ) وهذا لا لفظا . وقال الشيخ : ( وعليهم معرفة أن الله أمر بطاعته ونهبى عن معصيته » وأنه مثيب على طاعته ومعاقب على معصيته » وأن ثوايه لا ثواب وعقایه لا يشبهه عقاب » وأنه موال لأوليائه ومعاد لأعدائه ) . وفي هذه المسائل ما في — ۳۳ أخواتهن الأول . والسوال في الأوجه الأربعة قائحم . وأما حكاية الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ ( أنه لا يسع جهل الملل وهم اليهود والتصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا ) . فهذه أبعد من هذه المسائل كلها وأخمل . ولم تبلغ درجة اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا أن يقرن الله تعالى بالإيمان بهم › فالإيمان به منزلة م تبلغها أنبياؤهم : إبراهيم وموسى وعيسى › بل هم أخس من ذلك . ولو كان شيء من ذلك لكان إبليس اللعين أولى أن ينوه به » لعظم ضرره على الدين وأولياء الله المخلصين وعداوته لابينا ادم عليهم السلام » وقد ذكره الله عز وجل في القران ونوه به ونبه عليه فقال عز من قائل : عل ألم أعهد إليكم يا بتي ادم ألا تعبدوا الشيطان أنه لكم عدو مبين » وأن أعبدوني هذا صراط مستقم » ولقد أضل منكم جبلا كثيرًا أفلم تكونوا تعقلون ¶ . وقال : ل يا بني ادم لا يفتكم الشيطان ا أخرج أبويكم من الجنة يتزع عنہما لباسھما لیریہما سوءاتهما نه يراک هو وقبیله من حیث لا ترونہم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ¶ . وقوله : ل وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إيليس أبى واستكبر وكان من وقوله ‏ عز وجل ل قل أعوذ برب الناس ٠ ملك الناس ء إِلّه الناس » من شر الوسواس الخناس « الذي يوسوس في صدور الناس » من الجنة والناس ‏ . وأمرنا بالتعوذ منه لعظم ضرره وشأنه » وأسقطوا عن الناس معرفته مع ظهور الامر بالتعوذ منه . وذكر الشيخ أبو الربيع عن أي عبد الله محمد بن بكر رضي الله ٢٤۲ س من جهل موت النبي عليه السلام ) . ولا الإيمان به وإلا الإقرار به » حتى تقوم عليهم الحجة بذلك › وأحرى أن الذي يجوز عليه النسخ ليس ما يشرك به جاهله » لأن التوحيد لا يجوز عليه النسخ » وإنما يجوز في الفرائض التي دون التوحيد . ولو شك في جميع الفرائض التي فرضها الله عليه أو جهلها › لا أشرك . ولو جهل أن الله تعالى افترضها عليه لا أشرك . ولو شك أن الله تعالى افترض الصلوات الخمس أو جهل فرضها › أو جهل أن الله تعالى أمر بها » أو أنها طاعة لله عز وجل لا أشرك في شيءِ من هذا بجهله إياه وشكه فيه » حتى يتعدى الشرك إلى الموت . وقد وقع بعد رسول الله عي في شريعته شبه النسخ وفي أحكام نصوص القران والسنة المتفق عليها بإجماع الأمة بعد رسول الله عي النسخ أو الاستثناء إن كان كبر عليكم النسخ » أو التخصيص إن ضقعم ذرعا بالاستثناء › أو تفسير المجمل إن عز عليكم التخصيص بل مصادمة المنصوص لعلل ومعان طرأت »٤ فاجازوها وأمضوها ولم يشكوا بعد تركهم حكم المنصوص ۽ وهي والمؤلفة قلوبهم » والفيء » وعتق أمهات الأولاد على مواليهم » وإسقاط الجزية والذل والصغار عن نصارى بني تغلب » ورد أراضي الفيء مشاعا لجميع ۱ لمسلمين شر کاء هله الذين غنموه . د ےا . ‎e‏ ٢۲ س فلم يشرك من فعل هذا بل ساغ له فعله » فكيف يشرك من شك في جوازه » بل من جهل موت محمد عليه السلام . قال رسول الله : « إنكم في زمان التارك لعشر ما آمر به هالك ٠ وسيأقي على الناس زمان العامل بعشر ما امر به ناج » . والله أعلم . وقد وردت عن رسول الله أخبار المهدي أنه يكون في اخر الزمان › كادت أخباره أن تكون ضرورية » وأنه يملا الأرض عدلا وقسطا بعد إذ ملعت ياسر » لقول رسول الله عي : « إن الحق لیزال ما زال عمار » . ولم يقل أن عمار هو الذي يتبع الحق بل الحق في أثر عمار . وقد ساغت لعمر بن الخطاب أمور كثيرة » أفلا يسوغ للمهدي مثلها › او اعظم منہا . وجاهل النسخ لا يشرك فيشرك بجهل السبب الذي ربما كان مؤديا إلى لا يقصد إلى شخص بعينه ) . اعلم أن مسالة الجن في الوجوب عويصة » ولكن ما الدليل على وجود الجن ؟ أولا : قال الله عز وجل ف يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تتفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا › لا تتفذون إلا بسلطان 4 . وقوله : لل من الجنة والناس 4 . وإجماع الأمة . ٦۲ س فإن قيل : فها هنا طائفة من اليهود والأطباء ينكرونهم ويقولون : إنها قلنا : لا يعباً بهم بعد القران وإقرار الناس بذلك من لدن أبينا ادم عليه السلام إلى اليوم . | وأما قو س ق راجب علنا الإمان هم عند اباو وولايتهم فالله والسزال ء عن كا قائ . وإن سال عمن وطئهم فکسرهم أو عزم عليهم فقتلهم ٤ فليس علينا من امور ما بيننا وبينڄم شيء حتى يظهروا . فن سال ما الدليل على أن فیهم مسلمين ؟ قلنا : قول الله عز وجل س : «ل وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون ¶ إلى اخر قصتهم ورجوعهم إلى قومهم منذرين » وداعين إلى الله عز وجل والى کتابه ودينه وقول م لقومهم ‎ :‏ أجيبوا داعي الله ¶ ل رسن لا عب عي ال قلسي مسج في ارش € ٠ ر ۾ وهذا وعيد يدل عل فن قال : هذا نص أو استخراج . قلنا : استخراج يقوم مقام النص ٠ ولم يختلف عليه أحد . وفي مل قل أوحي إلي 4 أعظم بيان . وقول الشيخ : ( ولا يسع جهل الأسلام والمسلمين والكفر والكافرين › وذلك أن يعلموا أن الكافرين كافرون بكفرهم » وأن المسلمين مسلمون — ۲۷ ويعلم أن الله ألزمه علم ذلك ٠ وأن الله أوجب على العلم به ثوابا » وعلى الجهل به عقابا » وعليهم معرفة كفر من جهل شيئا من هذا فان شك ئي شيء مما ذكرنا فهو كافر » والشاك في كفره كافر » والشاك في الشاك كافر يوم القيامة ) . والأسئلة المهمة قائمة في هذه المسألة ا قدمنا » وفيها زيادة العلة أنهم إنما کفروا بکفرهم » وأنہم امنوا بایمانهم . وقول الشيخ : ( وعليهم معرفة إن الله حرم دماءهم بهذه الجملة التي ذكرناها وبمعرفة هذا وأشباهه مما لا يسعهم جهله › ولا يسلمون إلا بمعرفته من توحيد ربهم وإفرادهم له » فصح لم توحيدهم لربهم والمعرفة به ) . والسؤال عن الأربعة الأوجه قائم إلى الآت . وقد يؤثر عن عمروس بن فتح التوسعة ›» وعن محمد بن محبوب وعزان ابن الصقر وعبد الرحمن بن رستم واي خزر يعلا بن زلتاف وابن زرقون التوسعة في هذا كله » حتى تقوم به الحجة . واعلم أن طرق الحجة والبرهان أربعة أوجه : الكتاب والسنة والاجماع والعقل . أما الكتاب : أن يكون البرهان فيه منصوصا أو مستخرجّا › فإن كان متصوصًا فلا کلام . وأما المستخرج فيه فمحتمل والمحتمل ساقط من يد الحتج » إلا أن يقع الكلام في الفقهيات المظنونات فعند ذلك يكون المستخرج حجة . وأما السنة فلها ثلاث أوجه : أو لما : صحة الطرق وإثباتها من الوجوه التي تثبت به . والثاني : صحة الحديث والتن . ۸٢۳۸ — والثالث : استخراج الفقه والمعاني منه . وني صحة الطرق وجهان : تواتر واحاد » فالتواتر هو الحجة › وطرف الأحاد هو الحجة في العمل لا العلم . والاجماع إجماعان : ماع أهل العلم من الأفراق مع العامة . فذلك لإجماع القطوع به في أمور الديانات وشبهها › والاجماع الذي يتعلق بهل الصناعة دون الأول وهو حجة ي الفعل لا العلم . وأخبار الآحاد على وجهين : مأثور ومسند » والأثور حجة في العقول والعمل › والمسند في الاعمال .. * باب * اختلاف الناس في الكفر والكبير والمعصية والسيئة والخطيئة وإذ ذکرنا وجوه الأيمان فنحن نريد أن نڈ کر صده الكفر . اعلم أن الشرك قد أجتمع الناس عليه أنه كفر . واختلفوا في كفر الأفعال فأثبته بعض وأبطله اخرون فمن أبطله السنية والمعتزلة » ومن أثبته الأباضية والخوارج . وأما الشرك فقد ذكرناه في غير هذا الموضع وفنونه الأربعة . ومعنى قول الشيخ : ( وندين بهذا ) يتصرف على وجهين : على الدين والديانة . فأما على الدين بمعنى أنه سائغ هذا في ديننا واخترناه على غيره من غير قطع العذر في خلافه › وأُما بمعنى الديانة فبقطع العذر وقطع الشهادة أنه دين الله . ۳۹ وذكر مسائل جمة » ذكر فيا : ( وندين لله ) . ولم يفرق بين التصويب والديانة » فأول ما ابتدئ به ذكر كفر الأفعال . واعلم أن كفر الأفعال ثابت لغةً وشرعًا كتابا وسنة وريا وعقلا . أما في اللغة فالعرب تقول لن أنكر نعمتك عليه » أو لمن لم يكافعك عليها : كفر نعمتك وكفر إحسانك » في الوجهين جميعا » جحودا أو منعا عن مكافاتك . وأصل الكفر الاستفساد إلى ولي النعمة . فقضوا عليه من أجل اللغة أنه کفر . وقال عنترة : نبئت عمروا غير شاکر نعمتي والكفر مخبثة لنفس المتعم والشكر في الأفعال أظهر وضده الكفر » وفي منع المكافات أكثر . وحسبنا الله ونعم الوكيل . وأما كفر الأفعال : فمن كتاب الله س عز وجل س قوله : تل ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » ومن كفر فان الله غني عن العالين 4 . فقصره أهل الإقرار والإتكار على الإقرار والإنكار › وأطلقه أهل الجميع إلى الجميع » فما الحاجة إلى الإقرار مع منع الفعل » والحاجة إلى الفعل أظهر مهما إلى الاقرار . وهذه التسمية تتوجه إلى الفعل في الظاهر فان خصوا عممنا ولنا الحجة عليهم والفضل . واعلم أنه إنما وقم الخطاب على المؤمنين المصدقين بالله لا على المشركين الللكرين » أفتقع مطالبتهم في الاقرار ولو سامحناهم لقضينا به في المعنيين جميمًا › ٤ ا وللفعل مزية ليس مراد الباري سبحانه من العباد الأقرار بل الامتثال . وقول سليمان عليه السلام : لل ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان ري غني كريم 4 . خاف عوارض الجسد . وقول الله س عز وجل س : لل ومن لم يحكم ما أنزل الله فأولعك هم الكافرون 4 . فالحكم في الفعل وتركه » فمن أقر ولم يحكم کمن صلی ولم يوتر » ومن حكم ولم يقر قضى نصف الوطر . وأما وت الكفر في الأقعال . من السنة فقول رسول الله للأقرع بن حابس حين سأل رسول الله عي عن الحج فقال : الحج علينا يا رسول الله في كل عام ؟ فقال عليه السلام : « لو قلت نعم لوجبت › ولو وجبت ما قدرتم عليه › ولو لم تفعلوا لكفرتم » » وهذا الخطاب يتوجه إلى فعله دون إيجاب فرضه . فان قالوا : إنما يتوجه الخطاب. إلى إيجباب فرضه دون فعله . قلنا : فما الحاجة بمن أقر لك بدينك ومطلك ولو قضاك وأنكرك لكان آيسر . وقد روى عن أي عبيدة مسلم بن أيي كريمة ‏ رضي الله عنه ‏ مثل ما قالوا . ولن يضرنا أنه إنما أراد الله عز وجل بهذا الخطاب اليہود الذين أنكروا نزول القران على محمد عليه السلام . وقال عليه السلام : « من ترك الصلاة كفر » . وقال عليه السلام : « ليس بين العبد والكفر إلا تركه للصلاة » وقال عليه السلام : « ألا لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض » . وليس هناك شرك يضرب به بعضهم رقاب بعض إلا الفتنة والملك . وقال عك : « من أتى امرأة في دبرها كفر » ومن أت امرأة حائضًا كفر » . وقال : « الرشا في الحكم كفر » . 4 وقوله للنساء : « تصدقن فإني اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء والأغنياء » . فقالوا : بم ذلك يا رسول الله ؟ قال : « بكفرهن » . فقالوا : يا رسول الله بكفرهن بالله ؟ فقال عليه السلام : « بكفرهن العشير » ألا ترى إحداهن تمكث مع زوجها ما شاء الله » فاإذا ما رأت منه شیا تکرهه قالت : ما رأیت منك خیرا قط » . وقال رسول لله عاد : « لا تماروا في القران فإن مراء فيه كفر » . وأما ثبوت كفر الأفعال فمن جهة الرأي : فإن هل البصائر من المسلمين نظروا إلى ما أنفذ الله الوعيد فيه من الأفعال وأوجب عليه النيران والخلود › ت ۱ باسم الكفر على من دخل النار ولقبوهم أعداء الله والفاسقين والظالمين » وسائر أسامى أهل النار تعميما لقول الله عز وجل ثل أعدت للكافرين 4 . فمن تعدی إل ذات الله عز وجل وصفاته » وشبہه فیہا بغیره صار کافرا مشر کا . ومن استعصی عليه في أوامره ونواهیه واتغذ معصیته دیدنه وحرماته ديئًا › وأصر واستكبر عن عبادته » أَفيقصر هذا عن اسم الكفر لأجل ما قصر عن الشرك واستظهروا بما ورد من الآيات والاحاديث على قولحم واستبصروا فيه › فمن قصر علمه عن بلوغ هذا الحد عذرناه . فن جاوز وانتهك أحد الشروط المذكورة التي قدمنا هلك › وهاهنا ينبغي أن يراعى قول الإمام الأجل أبي الشعثاء جابر بن زيد س رضي الله عنه ‏ ( لا يحل للعالم أن يقول للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك . ۲ س ولا يحل للجاهل أن يقول للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا قطعت عذرك . فان قال العالم للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك . قطع الله عذر العالم » وإن قال الجاهل للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا قطعت عذرك . قطع الله عذر الجاهل ) . فإن قال قائل : ما يمنعكم من تشريكهم » وقد ردوا القران والسنة والعربية والرأي ؟ قلنا : امتنعنا من تشريكهم حين لم يواجهوا النص › و كفرناهم إِذ انتېكوا › وعذرناهم إذ توقفوا » وصار كفرهم كفر نعمة . فإن قالت المعتزلة : إن الذي لم يحج ليس بكافر لكنه فاسق › قضوا نصف الحاجة › واحتملناهم إذا قالوا رأيا . وأما المرجئة إذ قالوا : إنه ليس بكافر » واسمه مع ذلك مؤمن . قلنا : قطعا أو ازا . فان أرادوا بذلك البدن كان حقيقة ولا حقيقة عند من لم تصدق أفعاله أقواله » ورد الله عز وجل س مذهبه بقوله : ثل أولثك هم المؤمنون حقا 4% إذ قيده بحرف من حروف الحصر وشروط معلومة . قال الله عز وجل س : ل إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تلیت علمهم اياتهم زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون » الذين يقيمون الصلاة وما رزقناهم ينفقون أولعك هم المؤمنون حقا ¶ . ومعنى الذي نقول لأولعك هم المؤمتون كذبا . وإن أرادوا بقولحم ( موّمن ) مجازا وإنما غلب عليهم التفرقة بين أسماء الأبدان وبين أسماء الافعال › فقضوا بالثواب لاسماء الأفعال فحسبم جهلهم واغترارهم . ۳٤ وقد تقدم قولنا إن الأسماء غير مخصوصة بزمان مخصوص » إن أردت به الفعل كان مجازا » وإن أردت به البدن كان حقيقة ولا حقيقة عند من ل تصدگ أفعاله أقواله . ولا نظروا إلى جمهور خطاب الله باللؤمن بمعنى المقر والمدعي الايمان . قال له س عز وجل س : لإ ومن يعمل من الصالات وهو مۇس € ٠ خسوا أنه امن المجاز » أو نسوا ما ذکروا به من قول اللہ س عز وجل س : ل أفمن كان مؤّمنًا كمن كان فاسقَا لا يستوون 4 وهذه التفرقة بيننا وبين المرجئة رضينا باللباب وقعنوا بالقشر . وقد يتفق ما قالت المرجئة : من ذلك أحيانا مشرك وضدق في إيمانه غفر س عر وجل س له من فيه ما تقدم وما تار » فأتاح الله من اختر ونيف وصاروا إلى الجنة . الله وأحرى أصحاب أهل الكهف وهم فتية امنوا بربهم وزادهم هدی ورغبوا إلى ربهم في الرحمة والرشاد ل فقالوا : ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من آمرنا رشدا ‏ . فمن اللہ عز وجل علیہم أن ضرب علی اذانہم في الكهف سنين عددا » ثم أحياهم وردهم لطفا من الله تعالى ومنة عليهم إذ حال ينهم وين التكليف س د لام وين س إلى وع الي برتكبوهال ومن الفرائض يلتزموها » فصاروا من اهل 1 4 واخرى : لو ابتلوا عقيب إيمانهم وتو حيدهم بالجنون وفقد العقول › كانوا كذلك . ولو سري بمن أسلم بعد إيمانه وصعد به إلى السماء حيث لا فرائض ٤٤ س ولا معاصي لكان كذلك . رکا لو صادف دين الصابئين. دینا قلت فيه الفرائض ١ ا وقع بجزيرة كلك من فم من اللشركي امان به وام بر من يقم الحجة بدين ي من الأنبياء » وصادف دين أبينا ادم عليه السلام . وأخرى : ولو كان من أهل المعاصي والذنوب والموبقة › وكان الله عز وجل من عليه بدين ليس فيه بدعة » وفتح الله تعالى له باب التوبة » أو أحد أسبابها عند الموت » أو قتل في سبيل الله » أو من عليه بالحسنات التي تذهب السيئات › أو المصائب التي تكفر الذنوب › أو استوت حسناته مع سیئاته وسلم من البدعة والاصرار » أو من عليه بالدعاء والاستغفار وفتح له باب الجنة عند الموت » لكان أقرب إلى السلامة في هذا . وإنما أنكرنا على المرجئة خصلتين : البدعة والاصرار » فمن التزمهما صار من أهل ومن سلم مهما فهو في مشية الك الففار» ولن بليق بحكمة الباري سبحانه مسامحة من عاند وأبى ودان بخلاف دين الله العزيز الحكم . ليقين والحق المبين وقد قال : ل ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد € . فايأسهم من تبديل الوعید . فان قال قائل : فلم أُطلقَمم علیہم اسم کافر حین أتوا شیئا من الکبائر » فما عبتم على الخوارج الذين يسمون أهل المعاصي باسم الشرك . قلنا : ما كانت الكبائر على عهد رسول اللہ عد مستخفی بہا من منافق أو مؤّمن فلتة » أو عن عمد فتاب » أو ذات حد فاق الحد عليه فصار مغفورا له » فلما كان في هذا الزمان الذي ظهرت فيه المعاصي والكبائر وطاعة الجبابرة ٥ س معلنين يتبجحون بها على رؤوس العالمين » فطاعة الجبايرة عندهم اثر من طاعة الرحمن » ومعصية الرحمن أوهن عندهم من معصية الجبابرة » ففاقت المعاصي للعهودة الخفية » وأربت على المعاصي ذوات الحدود المغفورة › سميناهم كفرة › ولم تبلغ بهم تسمية الخوارج المارقة » السبي والغنيمة في الموحدين » وأطلقنا عليهم اسم الكفر وأردفناه بالتفاق . وإن كان حذيفة بن الماني ‏ رضي الله عنه ‏ سئل عنېم فقيل له : هل هم منافقون ؟ قال : ( لا ولكنهم كفروا كفرا مبينًا ) » لأن النفاق عند حذيفة أما إخواننا القدرية » فإنهم عموا عن الكفر وعمشوا عن النفاق وأطلقوا اسم الفسوق وقضوا حاجة حين قضوا عليهم بجميع أحكام أهل النار › ونفوهم من جميع أسماء الاخيار وأحكام المؤمتين الابرار » فاحتملنا جهلهم فم وغلطهم فم ِ3 نفوا عنم اسم الكفر واسم النفاق ›ء وقضوا حاجة حين سموهم فساقا وأثبتوا لحم الخلود في النار ء وأصابوا إذ لم يرموهم بالشرك کا خوارج . فأما إخواننا المرجئة » فأنهم نظروا إلى أنفسهم لا غنى لحم عن المعصية ولا صبر دونها وقد تنغفصت عليهم بالوعيد الشديد والخلود في النار يوم الخلود » عمدوا إلى ما أنزل الله تعالى على نبيه محمد َفيك أول مرة في دعائه الملشركين الجاهلين إلى الدخول ف الاسلام » والباب الذي فتح م من الايمان وعظم ما وعد الله للداخلين في الإيمان من الثواب الجزيل والأجر الجليل أاستصلاحا لعباده وتسهيلا لحم في الدخول في الاسلام › وترغيبا لحم في عظم الثواب » فلما دخلوا في الإسلام وتمكن في قلوبهم الإيمان خاطبهم وقال : ل ألم » أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولققد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ¶ . ثم عقبوا إلى الوعيد الذي عقب به الباري سبحانه في اخرية الإسلام على 1 العاصي والذنوب وأبطلوه ولاشوه ل ويوم القيامة ترى الذي كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين 4 فاحولت أعينهم عمدوا إل الناسخ فابطلوه › ورضوا بالمنسوخ وقبلوه 3 وارتاحت انفسهم با خروج من النار تسليا وتوليا بعد قول الله عز وجل حكاية عن الیہود $ وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة › قل عند الله عهدًا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون » بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطیئته أصحاب فار هم فيا ا وتم اهود . دح فل ری »ور دید ل تری شی وتارى في لقوق » . إن الشيع أراد به من ذب إل تيه الباري سحانه فلق ول بص وال جحود دون التصرع ٠ وحاد عن مذهب المسلمين الصحيح . الشروط الثلاثة هلكوا ولا عذر . وأما قوله : ( فندين اناد الوعيد والوعد ) ر فإنه كذلك ٩ ا بدعته › ك قال الختار بن عوف الكندي ‏ رحمه الله ( الناس منا ونحن متهم إلا عابد وثن وطاعنا وباغيا وصاحب بدعة يدعو إلا ) . وقد عارضوا بالمشعة مشيئة الباري سبحانه » حيث يقول : مل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن )۱( لعل الصواب : عدم الاسترجاع ٠ والله أعلم ( مراجع ط ٢ ). ۷ س وقال جابر بن زيد : ( قد أخبرنا الله تعالى بمشيئته فيهم . أولا التوبة : قال الله عز وجل س : ل وإني لغفار لمن تاب 4 . والثاني : الحسنات قال تعالى : إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين 4 والثالٹ : الاسترجاع عند المصيبة قال الله تعالى : ل الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا له وإنا إليه راجعون أولعك علیہم صلوات من رہم ورحمه أولعك هم اللهتدون ¶ ) . فوعد أفضل من المغفرة » وما وراءِ هذا معاند مصر طاغ مستکبر » وقالب فروته يدعو ِل بدعته » ولا سبيل للمشيئة في هذين لابطال الحكمة فما . فمن أجازهما فقد عزى إلى الله عز وجل وجها غير وجه الحكمة » وهم إلى اللاك أقرب » فما يمنع هذا أن يجيزه في الشرك لقول الله عز وجل س : لل إن الله يغفر الذنوب جميكًا إنه هو الغفور الرحم . ولو وعد المغفرة والرحمة من وراء ذلك لرجعت المعاصي بال الاباحة › ولم يبق إلا أن يأمرهم بها » ولا سيما إن كان من أحد الشروط الثلائثة واحد . العلم ولا القطع إلا عين الغرور بعد قول الله عز وجل فل وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ¶ . ويسودون حتى لا يبقى منهم من البياض إلا نكتة في نحورهم » ثم يجلى ذلك عنم حتى يبيضوا » وهم أصحاب الأعراف ويدخلون بعد ذلك الجنة وهم وأما من قال منهم : ( إن الجنة والنار والاخرة لحن انقضاء ) فقد هلك › ۸ س سواء قاله عن رأي ُو عن ديانة » وهذا إجماع من الأمة . وأما قوله : ( بأن لا منزلة بين منزلتين » بين الايمان والكفر ) . فقد نقضت القدرية هذا بقوشم وحكمهم على أن هل الكبائر ليسوا مۇمتين ولا کافرین قال الله عز وجل : ل أفمن كان مؤمنا کمن كان فاسقا لا يستوون 4 . فلقب الرب تعالى هذا الفاسق بالكفر فقال : ل وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منہا أعيدوا فیا وقيل لحم ذوقوا عذاب النار الذي كنت به تكذبون ¶ . وقد قال الله عز وجل : مل وإن جهنم لحيطة بالکافرين له . فالمؤمتون في الجنة » والكافرون في النار ء والفاسقون في البرزخ على قوم » أو على الأعراف » الذين لم يدخلو الجنة وهم يطمعون . وقول المرجئة : ( أمة محمد مر لا تعرض على النار ) ء ولابد من المحصول › هذه الأمة › إن أرادوا جميع من أرسل إليه رسول الله عد من اليهود والنصارى والصابئين والذين أشركوا وياجوج وماجوج وغيرهم › شر كوا . وإن أرادو جميع من استجاب لرسول الله ولو من المنافقین » أشركوا . وإن أرادوا أهل الكبائر ولو كانوا مصرين أو مبتدعين » هلکوا مع عدم الشروط التي يكفر الله بها الخطايا من التوبة وأخواتها » فقد افتروا على الله كذبا » وضلوا ضلالا بعيدا حين جعلوه يبدل القول لديه . وأما قول الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ ( وندين بان المنافقین غير مشر كين ) اعلم أن الشيخ قال : وندين بان النافقين غير مشركين . وإنما أراد أن المعنى الذي صاروا به منافقين من جهة الأفعال . وقد اختفلت الأمة في هذه المسألة فقال جل الأمة : إن المنافقين إنما نافقوا ۹ س من جهة الاعتقاد » لأنهم اعتقدوا خلاف ما أظهروا » وليس النفاق في الأفعال وأما قول الأباضية بأسرها : إن النفاق في الأفعال دون الاعتقادات . وبعضهم يقول : إن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله مشركون ٠ والنفاق بعد رسول الله عي في فعل الكبير . واعلم أن اسم النفاق اسم شرعي » ولكل واحد من هؤّلاء الأفراق متعلق . وقول الشيخ : ( وندين ) أراد به ونصوب » ولم يؤثر اختلافهم في تغيير شيء من أحكام الإسلام إلا في قول من أبطل العقاب على الكبير » فإن اتخذه ديانة هلك وإِلا صار من جھلتنا . واعلم أن النفاق هو الخفاء مأخوذ من نافقاء اليربوع ك تقدم » فكان ذلك في زمان خوفهم من رسول الله عة فأخفوا ما بطن من معاصم . وأما اعتقادهم » فاخفى وأخفى » ولم يعلم ما في اعتقادهم إلا من جهة القران . فقال هؤّلاء : صاروا منافقين بإظهار الشهادة والاعتقاد . وأخفوا ولا يصح الحكم على الاعتقاد إلا من جهة الكتاب »٠ وقال للرسول عليه السلام : تل لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين . وقال أيضا مل ولتعرفنهم في لحن القول ‏ . فمعرفتهم في لحن القول علم مظنون » ومن جهة القران علم متيقن » ونحن نشير إلى حجج کل واحد من هولاء الختلفين إنصافا وعدلا › ونستحكم عليهم الكتاب والسنة حكمًا وفصلا اعلم أن اليربوع لحفره أربعة أسام . منها : الرهطاء والداماء والقاصعاء وهي معروفة عند العرب » وله النافقاء وهي التي أخفاها إلى وقت الحاجة إِذا طلب من حفره الثلاث خرج من الرابعة . ‎mem‏ ۹ ٥ ہہ ‏وشار الشرع إلى أن من أخفى بعض أموره وأظهر بعضها أورى عن الناس منافق ويتجه ذلك إلى الاعتقاد ويتجه إلى الأفعال › فانزل الله عز وجل عن الذين تغلفوا عن ال مجرة هذا الاسم › ولقبهم به . ‏وذلك أن أناسا من أصحاب رسول الله عك كانوا بمكة وقد أسلموا فهاجر رسول الله ولم يهاجروا» فلما نزل فرض الحجرة وقطع الله عذر من م يماجر » اختلف فيهم أصحاب رسول الله عد . فقال بعضهم : هم مشركون ‏ كانوا أول مرة إِذ لم يهاجروا . فقضوا عليهم بحكم أهل الدار . ‏وقال الأخرون : بل هم مؤمنون مسلمون ٠ فانزل الله عز وجل حكمه فيم وتسميتهم لاف ما سموهم به الختلفون » يعاتب أصحاب رسول الله على الاختلاف »٠ فلو أطبقوا لأصابوا الحق . ‏وقال من قال إن النفاق في الأفعال إنما وقع من جهة ترك الحجرة وهو فعل واستدلوا بقول الله عز وجل : لل فما لكم في النافقين فتين والله ارکسھم بما کسبوا چ فقال من شرکھم قول الله عز وجل س : ل والله أركسهم بجا كسبوا 4 أي ردهم إلى ما هم فيه أول مرة » فاشاروا إلى الشرك . ‏والإركاس عند العرب : الرجوع إلى أسواً حال الرجل » أركسهم الله فارتكسوا با كسبوا من ترك الحجرة › وهذه عتاب لمن عذرهم . ‏وقال هل أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبلا 4 ثم قال الله عز وجل إخبارًا عن ضمائرهم : ل ودوا لو تکفروتن ا كفروا فتكونون سواء ‏ فقضوا بالشرك حین حکی اللہ عز وجل علہم الكفر » ولا كفر في ذلك الوقت إلا الشرك . ‏وقال الله عز وجل : فل فلا تتخذوا منہم أولياء حتی یہاجروا في سبيل الله ¶ قال يريد المواريث ولا يتوارث اهل ملتين . ا٥ وقال الاخرون في قوله « أركسهم » أن ترك الحجرة رجوع إلى اللاك الذي فيه أهل الشرك » فالكفر أحد أسباب اللاك › وترك الحجرة كذلك . وقوله ل ودوا لو تكفرون ا كفروا ‏ فأوجه الكفر كثيرة › ولا يقصرها إلى الشرك » أي ودوا لو ترك الحجرة كا تركوها » فهو الكفر الذي ودوه هم » فتكونون سواء » فشملهم اسم الكفر » فلا تتخذوا منهم أُولياءِ حتی يماجروا في سبيل الله » وقالوا : التراحم والاستغفار ثم قال : ل فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولا ولا نصيرًا ‏ . فالتولي هاهنا : الرجوع إلى الشرك » ولو كانوا في الشرك ما قال : ل فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث فاستثنى الله تعالى منهم الذين يصلون إلى قوم بینکم وبینہم میثاق » یرید ينتسبون إلى المشركين الذين بينكم وبينهم ميثاق › فشملهم وإخوتهم اليثاق والعهد على أنهم تولوا والاتصال والانتساب . قال الأعشى : إِذا اتصلت قالت أبکر بن وائل وبكر سبتها والعيون هواجع وأكثر ما في القران التولي إشارة إلى الشرك ء ك قال : الذي كذب وتولى ‏ ويحتمل ‏ وقال : «ل فأنذرتكم نارًا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب والأصل أن من كان على عهد رسول الله عي من النافقين قلما يسلمون من الشرك من مخالفتمم الرسول ومناقضته وكراهته مما جاء به ومحبتهم أن تكون الدائرة بينه وبين عدوه عليه ء ويظهر سلطان المشركين عليه » وإرادتهم انفضاض جمعه » ووسيلتهم إلى المشر كين وال اليہود بإظهار بعضه وما جاء به » واستثقالحم بجميع أموره » وقلما يسلم من کان هکذا من الشرك » وإظهار ما وصفهم الله تعالى به في القرآن بالشرك بالل قال الله عز وجل : لل إذا جاءك النافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم کے ۲ س إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين من هذا الذي يشهد بأنهم يشهدون بعد شهادة الله عز وجل كانوا كاذبين › ولیس بعد شهادة الله شهادة : ل اتغذوا أمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنہم ساء ما كانوا يعملون ‏ . ولم يأخذ عليهم في شيء إلا في الشهادة كذبا » فقال : تل ذلك بانهم امنوا شم كفروا 4 . ولا ينفي عنهم من الكفر شيء بعد أن أثبته الله لحم › فطبع على قلوبهم › فالطبع حلاف الاختيار في مذمة كبيرة » وأرى الذم يتوجه إلى القلب دون اللسان الذي كذبوا به › ل وإذا قيل لهم تعالوا يستغفز لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأیتہم يصدون وهم مستکبرون سواءِ علیہم استغفرت شم ام ل تستغفر لم لن يغفر الله لحم إن الله لا يهدى القوم الفاسقين . والفسوق مأخوذ من فسوق الرطبة . ومن أثبت لم شيئا من الإيمان بعد شهادة الله تعالى بالفسوق منهم محتاج إلى دليل » لل ومن كفر بعد ذلك فاولعك هم الفاسقون 4 جاء الفسوق هاهنا أشد من الكفر . وقال الله عز وجل أيضا : تل لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السملوات والأرض ولكن النافقين لا يفقهون € . فمن لم يفقه ويؤمن أن لله خزائن السمٰوات والأرض فليس يعرفه » ولا يطلب ويحب انفضاض بيضة عن رسول الله ع إلا مشرك » وقوله : ل يقولون ئ رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله ° نفوا العزة عن رسول الله وأثبتوها لأنفسهم لم المشركون ولئن أثبتوا العزة لله ولرسوله ونفوها عن أنفسهم لم الصادقون › فليختر الختار من هذين المذهبين ما شا ثم قال الله عز وجل : ل ولكن النافقين لا يعلمون ‏ فيا (١) تكملة الآية : ل ... العزة ولرسوله وللمؤّمنين ولكن النافقين لا يعلمون € . کے ۳٥ س سبحان الله وهل هل العلم إلا في القلب ؟ وقد نفاه الله تعالى عنهم . صفة اللوحدين الذين اعتقدوا أن لله خزائن السملوات والأرض › وله العزة ولم الذلة ؟ أو لحم العزة ولله الذلة » تعالى الله ولا نعمت عين وحسبك القران كله على هذا الفط وحسبك منه ثل امنوا بافواههم ولم تۇمن قلوبهم 4 .. فهدا هو النص في عين الفص . ثم قال ل ومنهم من عاهد الله لمن آتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين › فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ‏ وأنت تعلم ما في التولي . هل فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه با أخلفوا الله ما وعدوه وما کانوا يكذبون 4 فاری عقوبة خلف الوعد باللسان والكذب به أن أعقبهم النفاق في القلوب إلى يوم يلقونه منافقين بالقلوب صادقين الأفعال . وقوله : ل ومنهم من يلمزك في الصدقات فان أعطوا منہا رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون 4 . فمعاذ الله أن يلمز رسول الله من يعتقد أنه رسول الله » ولن يفعل ذلك أحد إلا وهو مشرك . وأما أمر الأحكام الجارية عليهم من حكم الاسلام » فليس فيا دلالة على صدق ضمائرهم . ولو كانت ضمائرهم صالحة وأسرارهم صادقة مع كذب ألسنتهم التي شهد له تعالى علا بالكذب » لكان حسييم خروجا من ملة الإسلام مع ما عزاه الله تعال الهم من إرادة انفضاض بيضة الإسلام والايمان › وتشفي المشركين من رسول الله والؤمنين لكان أعظم الشرك . ولن يشهد هم باليان بالقلوب إلا من علم الغيب أو رجل يودهم . ولن ينفع الإسلام والمسلمين تبرئتهم من الشرك شيا . ولن يضر الإسلام والمسلمين نسبتهم إلى الشرك وما علينا أن نحسدهم 0 الشرك » والشرك المستخفى به نفاق » وليس في الأحكام ما يدل على بواطنهم وإنما يتعامل الناس في الدنيا با ظهر › وبالضمائر يوم تبلى السرائر . ولو أن أحدًا يقضى على شركه بالأفعال لكانوا هم » وقد عرفنا الله س عز وجل من خبيث ضمائرهم أفحش من ظواهرهم » وقد أغنانا الله عز وجل عن ذلك با عرفتا من سرائرهم . ومن ادعى معرفة الضمائر والاعتقاد وعلم ما ي الاد من غير تعريف لله عز وجل » فقد جاوز علمه ومعرفته علم العباد . وإن ادعى الاستدلال بالأحكام على أنهم أبرياء من الشرك والارتداد وحسن سلامة الاعتقاد فهو أقرب إلى الخطا والفساد . فلو قاس البواطن على الظواهر » لكان أعذر من أن يقيس الظواهر على البواطن » ظواهرهم خبيثة وبواطنهم أخبث . والملسلمون ظواهرهم طيبة » وبواطنهم طيبة » ليس في الأحكام دليل › وهاهنا بعض أحكام المسلمين جارية على اليهود والنصارى وليسوا بموحدين . وإنا وقع الاختلاف بين الأمة في أهل الكبائر » فأطلق عليهم أهل البصائر في الدين اسم النفاق › وقاسوهم على من قبلهم من أهل الشقاق › وامتتع الأخرون وقالوا النفاق في الخفاء والفساد » وهؤّلاء السلاطين وجنودهم . وأهل الطاعة لحم ليسوا بمنافقين لأن أفعالحم ظاهره » وهذا أمر بني على الرأي والاختلاف ما لم يتجشم ويقتحم أحد أحد الشروط المتقدمة » وقد سئل حذيفة بن اماي عن هولاء الفجرة » حين ظهرت كبائرهم ولم يستخفوا بہا » هل هم منافقون فقال : ( لا هوّلاء كفروا كفا مبينا ) ونعذرهم إن ذهبوا مذهب حذيفة . فإن قال قائل : ما الحكم فيمن نفي عن صاحب الكبيرة اسم النفاق ؟ قلنا : لا ضير ما أثبت لم الفسوق » ولم يجعلوه مؤّمنا مستحقا للجزاء كالمرجئة أو قضي له بالخروج . سے 00 ہے وكذلك من منع اسم الكفر عن صاحب الكبيرة » فلا حرج مالم يبغ . وكذلك إن أطلق عليه اسم مؤمن ومسلم يريد بمعنى الإأقرار بالتوحيد والحكم به » ولا يوجب له به الجزاء في الآخرة دون الأعمال » فجميع ما قلنا صحيح وبعض ما قالوه خطاً » ولا تقطع عذرهم به » وهم جهلتنا » حتى يصدموا أاحد الشروط الثلائة › ك قال جابر بن زيد : ( لا يحل للعالم ان يقول للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك ) وبالعكس كذلك . مسالة : وقول الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ : ل( وندين بان الله يغفر الصغائر باجتناب الكبائر › ولا يغفر الكبائر إلا بالتوبة ) » وندين هاهنا بمعنى : نصوب ونستحسن . واعلم أن الناس قد اختلفوا في هذه المسألة من جهة الأحكام الشرعية واساميہا . قال بعضهم : الشرك أعظم الذنوب › والكبير دونه › وفوق المعصية . والمعصية دون الكبير وفوق السيئة . والسيئة دون المعصية وفوق الخطيئة . والخطيئة دون السيئة وفوق الكراهية . والكراهية دون الخطيئة وفوق الاباحة . والتوحيد أفضل من الفرائض » والفرائض دونه . والفرائض أعظم من النوافل والنوافل دونها . والنوافل أعظم من المباح والباح دونها . قال الله س عز وجل س : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ‏ الأية . 1٦0 س وعلى هذا القول : السيئة دون الصغيرة › والصغيرة غير مكفرة باجتناب الكبائر » وهو قول ابن عباس : ( ليس فيما يعصی الله به صغیر ) » فاٍنه ذهب إلى مناهي القران أنها الكبائر » ومناهي السنة هي الصغائر وليست بمعصية › ولم تدخل في الغفران باجتناب الكبير » ولا يدخل في الغفران إلا السيئة فما دونها وهي الخطيئة › ولم تدخل السيئة في المعصية فوقع الاجماع على السيئة فما دونها بدليل الخطاب وبقيت المعصية كلها في الوعيد والكبير . وقال الشيخ : لأن الكبيرة لا تغفر إلا بالتوبة » قال الله عز وجل : ل إن الله يغفر الذنوب جميمًا وقال مل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن شاءِ ه . وقال : تل إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سیئاتكم که . فأطلق في الأولى ولم يشترط . فقال : ثل إن الله يغفر الذنوب جميمًا 4 . وأطلق في الرابعة ولم يشترط فقال : ل ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيا . فجاءت الآيتان عمومًا . ومن شرط العموم أن حكم الخصوص جار عليه وحاك عليه فخص في الايتين المتوسطتين › وعلق الغفران إلى التوبة » فقال : هل وإني لغفار لمن تاب . فاجتمعت الأمة على هذا وصح » وأطلق أهل السنة المشيئة على الكل قلنا : والشرك ؟ قالوا : لا . فخصوا . وقال جار بن زید س رضي الله عنه س : ( قد أخبرنا الله س عز وجل س عن مشيئته فقال : قد شاء أن يغفر بالتوبة قال الله عز وجل س : ل وإني لغفار لمن تاب ۽ ) . الثاني : الحسنة . قال الله عز وجل «ل إن الحسنات يذهبن السيئات €. کے ۷٥ س : المصائب . : قال الله عز وجل س و هم تون 4 أعظم من .٠ وفحوى الخطاب : أن الغفران حاصل إذا حصل الوعد الجميل والأجر الجزيل › قال ع : « ما من مصيبة يصاب با العبد المسلم إلا كفر بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها » . وقال عليه السلام : « الموت كفارة لكل مؤّمن » وقد قيل : ( إن القتل وقال عليه السلام : « إن الشهيد يغفر له عند أول قطرة ة تقطر من دمه » . وقال عليه السلام : « إن الصلوات الخمس كفارة لا بينها » . وقال عليه السلام : « إن صلاة الحمعة كفارة 11 بینہا وبين ال حمعة الاخرى » . وقال في الذي سقى الكلب : ١ فشكر الله فعله فغفر له » . والرابع : شفاعة الملصطفى عليه السلام : روی ضمام بن السائب ‏ رضي الله عنه ‏ ١( إذا فصل الله بين الخلائق في الحشر ذهب ُهل الحنة إلى الجنة وأهل النار إلى انار قال الله س عز وجل محمد عليه السلام : اذهب اشفع £ فياتي عليه السلام إلى الحشر › فيختار منهم جماعة إلى الجنة › فيقول الله عز وجل ارجع فيرجع ويأتي بجماعة منهم إلى الجنة » فيقول الله س عز ارجم فيقول عليه السلام ` : يا رب ال يبق إلا من حبسه الكتاب ٤ فيعزل ال منهم طائفة إلى الجنة مع ما فيه أهل الأعراف » . قال ضمام : ( هم قوم استوت حسناتهم مع سیئاتہم » فاتت شفاعة الجواد کے 0۸ س الكرم الرب الرحم على من كان في قلبه مثقال حبة من الأيمان ) . وقد جاء الحديث به مشهورا عند أصحاب الحديث وذکره ضمام بن السائب عن رسول الله عه .. قال عي : « من قال : لا إل إلا الله مخلصًا من قلبه دخل الجنة » . هذه رواية أصحاب الحديث ورواية ضمام أعظم وأطم . قال : قال رسول الله عي : « من کان في قلبه مثقال حبة من ٳِمان دخل الحنة » . وسعة رحمة الله كثيرة » ولا مطمع فيما لصنفين : مصر على معصية الله عازم أن يلقى الله عز وجل با يوم القيامة » ومبتدع في دين الله عز وجل س متعکس منتکس عن اللہ ہک عز وجل س وقال الشيخ ‏ رضي الله عنه س : ( وندين بتكفير من زعم أن معصية الله عز وجل كلها كفر » وطاعته كلها توحید ) . واعلم أن الشيخ قد أطلق هاهنا : ( وندين ) وهي على الشروط المتقدمة وإلا فالرأي عجز . فممن أثبت أن معصية الله کفر : ابن عباس حین قال : ( لیس فیما یعصی الله به صغير ) » وما ليس بصغير فهو کبير » وما هو کبير فهو کفر . وغرض الشيخ ومراده مذهب الخوارج الذين زعموا أن معصية الله كلها كفر » وأکدوا أنہا شرك » ودیانتنا فیہم أنہم كفروا حين حققوا ما قالوا بالفعال وبالقتل والسبي والغنيمة . ولو اقتصروا على قوم دون فعلهم › لكان لم فيه مندوحة وقد وقع الشرط في الأفعال وهو الرياء › فليس ذلك بمخرجه من أحكام الرياء إلى أحكام الشرك . کے ۹ س وإن عكست الطاعة أنها إذا شابما التقرب فهو توحيد » فما فيه أكثر من الغلط على اللغة » ولو ورد به الشرع لجاز . ومراد الشيخ في ( وندين ) ك تقدم بمعنى نصوب إلا لمن انتہك أحد الشروط فهو هالك . وليس جميع ما نى الله عنه كفا » وبامتنان من منان إِذ جعل طاعته كلها إيمانا ولم يجعل معصيته كلها كفرًا ) . اعلم أن معنى : ( وندين ) هاهنا بمعنى ونصوب ولیس بمعنی نتدين . وان الصحيح ا قال الشيخ : إن جميع ما أمر الله به تعالى وندب إليه إِمانًا › وإنما يقع القول هاهنا في أوامر الله عز وجل هل هي على الوجوب أو على الندب ؟ حتى يرد ما يوجب الإلزام أو على الفور أو على التراخي . اعلم أن الناس قد اختلفوا في هذا كله » فأوجب بعضهم أن جميع ما أمر والتحضيض والترغيب والطاعة وأما الأمر فلا ء وهذا قول عمروس بن فتح ٠ وبعض الأئمة على هذا القول . فليس يصلح في المسألة ندين إلا بمعنى نصوب لا بمعنى نتدين .لعلا يقطع عذر عمروس في أمر مختلف فيه عند الامة » وهو مما يسوغ للفقهاء الاختلاف فيه . واستدل من قال بهذا القول بقول الله : ل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أُمرّا أن تكون لم الخيرة من ولم يسوغ لم التخير يين الفعل والترك فأكد ذلك بقوله عقب هذا ل ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا ب وقوله ‏ عز وجل أيضا لابليس اللعين : هل ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه 4 . ولو احتمل الأمر التأخير أو التخيير لاعتل بذلك إبليس » فيقول : أمر الله على الندب حتى يرد ما يوجبه » أو على التراخي حتى يرد ما يضيقه ولأصاب إبليس اللعين مندوحة وفسحة . وقول رسول الله عد : « لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وعند كل وضوء » ومعلوم أنه ندبهم زليه . وقالت الأشعرية : إن أوامر الله عز وجل على الوقف قلنا لحم : قفوا . وأما الدليل على أن الإيمان جميع طاعة الله عز وجل مأمورًا بها ومندوبا إليها » قول الله س عز وجل حين انتقلوا إلى استقبال الكعبة وت ركوا استقبال بيت المقدس »› فقالت اليهود : ما حال صلاتهم أول مرة إلى بیت اللقدس ؟ يعيبون المسلمين بذلك وأنهم قد أبطلوا أجور صلواتهم إلى بيت اللقدس › قال الله عز وجل : ل وما كان الله ليضيع إيمانكم ¶ . يعنى صلواتهم إلى بيت المقدس . فلو قال قائل : إا يريد ماهم في استقباهم بيت المقدس » وأما الصلوات فانہا ضاعت . قلنا : هذا اخر اليهود . فان الله تعالى بشر المسلمين ببشارتين : الواحدة أن صلاتهم غير ضائعة والثانية : أن تلك الصلوات نفسها إيمان › فجعل هذه التعزية مكان التهعة » وقال رسول الله : « الإيمان نيف وسبعون خصلة أعلاها : شهادة أن لا إل إلا الله » وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق » . وقال علد : « الحياء من الايمان » . ا1٦ س وأما قول الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ ( وندين بأن الله خالق وما سواه مخلوق » وأنه خالق لوحيه وكلامه » وجاعل له » ومحدث له ) . وقوله : ( وندين ) هاهنا محتمل مالم يقع أحد الشروط الثلائة » وذلك أن هذه المسألة وقع فيها بعض المغالطة » وكذلك مسألة الأسماء » أسماء الله تعالى . واعلم أن من شروط التناظر اتفاق التناظرين على المعنى الذي أرادوا أن يتناظروا عليه » فلابد من اتفاق عليه وإلا كان الكلام لغوا » يسأل من يقول : القران غير مخلوق . ما هذا القران الذي تريده وما حده ؟ فيقول : إن الكلام أولا إنا يكون في النفس منا ثم يظهر على ألسنتنا فيكون الظاهر والباطن كلاهما إلى القران الظاهر عن كلام الباطن قام ونظرنا إلى كلام النفس قد يكون في النفس قبل ظهوره إلينا » وأمور النفس عندنا اكد من أمور الجوارح » والله تعالى لا يشبهه شيء في صفة ولا ذات ٤ فعلمنا أن كلامه كعلمه . فقلنا : الكلام » والقران إذ هو الكلام ليس بمخلوق . ثم قلنا لأهل الظاهر الذين يقولون : هذا المسموع هو القران : ما القران عند ك ؟ فقالوا : هو هذا الملسموع بالاذان التلو باللسان المقطع بالحروف التعلق لى الظروف الحتمل للتصريف الموصوف بالتربيع والتثليث والتنصيف »٠ وفي صدور الذين أوتوا العلم حجة الاخرين . فإن اعترف أصحاب الظاهر لأصحاب الباطن بما قالوا صح قوم : إنه الكلام في النفس » وأنه معنى في النفس على قول الأشعرية . وإن اعترف أصحاب الباطن لأصحاب الظاهر بما قالوا : إن الكلام هو هذا اللسموع صح أنه مخلوق . فعلى كل واحد منهم أن يقم الحجة على ما قال . ۲ وإن أقاماء صح ما قالا : هذا صفة وهذا فعل . وإن عجز أحدهما صح ما قال الأخر . وإن عجزا جميًا صح ما قالا جميًا أو بطل . واستدل أصحاب الباطن بقول الأخطل التغلبي شعراً :ب إن الكلام لفي الفواد وإنما جعل اللسان على الفواد دليلا واستدل الآخرون بقول الله عز وجل : هل وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مامنه 4 . فقال أصحاب الظاهر لأصحاب الباطن : صاحبكم نصراني »٠ ولا ينصت إليه في تفسير لغة العرب ٠ وإنما يكون حجة في القول بها والخطاب إذا خاطب بها » ونحن استدللنا يكتاب الله عز وجل وما في الفواد غير مسموع بالاذان . وقال اخرون : أثبتناه صفة لأن ضده منفي عن الله س عز وجل وهو الخرس . فقال الأخرون : لم يكن الخرس للكلام بضد وإنما هو افة » وضد الكلام السكوت وليس بافة › ك لا يجوز أن نقول ضد القدرة الخرس أو النوم أو الكلام في النفس ككون الفعل في النفس فلا يكونان صفة . وإنما قلنا ككونهما في النفس متعلق إلى علم الله عز وجل س » بعلم لله في علمه › الذي إن ظهر كان كلاما وإن أظهر كان فعلا . وقد علم الله عز وجل كون الخلق في الأزل وكون الخلق يومًا ما وحينا ما . ۳٦ س وقد علم الله عز وجل الكلام في الأزل » وكون الكلام يوما ما وحينا ما . وقولنا الله متكلم لم يزل كقولنا خالق لم يزل » لأن الأسماء ربا تسبق الأفعال لم ترتبط الأسماء بزمن مخصوص والأفعال ذاته بذواتها على أزمانها . وهذه المسالة قد جاز فيها المتكلمون وليس فيها من الحيرة أكثر مما تری . فن سلم أحد من الشروط الثلائة كان المصيب فيا غانما والغطىء سانا . والسلامة أقرب إلى من استدل بقول الله عز وجل س دون من استدل بقول النصارى والبتدىء بقطع العذر منبا ظالم . وقول الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ : (وندين بتصويب أهل النهر في انكارهم الحكومة يوم صفين بين علي ومعاوية ) . واعلم أن قوله في هذه المسألة ( وندين) لا يحتمل أكثر من قطع العذر لانتهاك علي حرمة الدماء › فلو لم يقع إلا القول ولم يتجاوزوا فيه إلى قطع العذر وانتهاك حرمة الدم لكان فيا ما فيها من الوسع » ولكن الأمور التي لا تقتضي حكما وليس إلا بوار الغم » ولا يودي إلى قطع العذر إلا رأي ففيه احتال والله أعلم . ٤1 س *٭« باب * ( القول في الأفراق ) ونحن نشير هاهنا إلى الأفراق التي أشار إليها رسول الله عي في أمته › وقد قال رسول الله ع : « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى ما خلا واحدة ا 7 الناجية » . وإنما يتوجه الطاب هاهنا ۲ المبتدعين وهي كل فرقة تد تدینت . ونص رسول الله عي على ثلاث طوائف › وهي المرجئة والقدرية والمارقة » ونص المسلمون بعده على ثلاث : : وهي : الرافضة وغاليتما وامحسمة والمشبهة . أما المرجئة فلا مطمع قيهم » لأن الله عز وجل شرع معالم الإسلام للأنام » ونص على معالم الكفر والاثام » فامر ونہی ٤ ووعد وأوعد » ورغب ورهب » ودعا إلى طاعته بجزيل الثواب » وزجر عن معصيته بألم العقاب . فعمدت المرجئة إلى هذه المعاني كلها › فهدمتها ولاشتها › بزعمهم ترغيبا منهم للناس في الدخول في دين الله مثل ما يفعل الأنبياء علهم السلام في الدعاء إلى الإسلام تسهيلا عليهم › فاقتصروا هم على قوم : من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة . وصدقوا » لكن بقى عليهم الشرط الذي شرطه رسول الله حين قال : « من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة » . ولن يبلغ هذه الرتبة إلا من جد واجتهد في الأفعال فترك العوائق ولو قيل لأحد : إن كنزا بمكان كذا وكذا » لدأب وتعب ونصب ۽ وأنفق الأموال ليتفق له الحال » وحاد عن المطال . کے ١1 س لكن المرجئة أغرقت بالمعاصي طلابها » وسهلت إلى الشهوات أسبابها وفترت النفوس عن الطاعة » باستفتاء الغاس عتا بقول : لا إل إل الله . فلم يدعوا شيئا يوجب عمل الطاعة إلا أوهنوه حتى قالوا : أمة أحمد لا تعرض على النار . فأين الخوف والرّجاء والعمل والتقى مع هذا ؟ فلهذا لعنهم رسول الله ته » ولنم سبعون یا من اتلوا بهم ونسوا ما ذکروا به من قبل » قال عز وجل : فل ألم » أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا وهم تود € ما على أمة أحمد عي أضر منهم ولا لإبليس أعون فيهم » ولا للأخرة أجهل منم سحقا بهم وسحقا . وأما القدرية فانهم ٺاهبوا الله عز وجل في أفضل خلقه وراموا الشركة بينهم وبين ربهم » فله خلق ولحم خلق » غير أنهم حازوا أفضل الأشياء لأنفسهم وهو التوحيد والإسلام والإيمان › وتركوه وأفعال البهائم والأنعام وسائر الأعراض والأجسام » ونقضوا قول الله عز وجل س : ل هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض 4€ . فقالت القدرية : لا أحد إلا نحن › وهؤلاء وات خوانهم من المرجئة ممن لعنہم الأنبياء » وكل نبي يجاب الدعوة . وذلك أن الأنبياء يدعون عباد الله إلى الله عز وجل ترغيبا وترهيبا › من بلغ في الإأجابة إلى دينهم » وبلغ في العبادة إلى غاية ما نظر إلى نفسه بعين الاجلال › واقتداره على مثل هذه الأفعال فقال : إن الله تعالى بريء من الظلم » ولم يعذب أحداً إلا على فعله » ولا يرجوه أحد إلا على فعله . فتسبوا الأفعال إلى أنفسهم » إذ لا تصح الشركة في فعل أحد . ولو نسبت إلى الله س عز وجل » لكان قد عذبهم على مالم يفعلوا وهو يقول : جزاء بما كانوا يعملون » ويفعلون » فردوها إلى أنفسهم دونه . 1٦1 س وذهب عنهم النظر بالبصيرة إلى التفرقة بين الوجود والإيجاد والفعل والخلق فحادوا ما تخيل إلهم من قبح الأفعال والفحش والكذب › ولم ييق إلا أن يقولوا : إن البول والغائط خلقهما لا خلق الله ء فلولا ما كانا قبيحين لانتحلوهما › لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأما المارقة وهم الخوارج › فلن يخفى على عاقل بسيرة ما ساروا في آهل الاسلام » كسيرة أهل الإسلام في أهل الاوثان والاصنام › كانما بعث إليهم رسول اخر غير محمد عليه السلام . وقد قال رسول الله عي : « إن ناسنا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية » فتنظر في النصل فلا ترى شيا » وتنظر في القدح فلا ترى شيئا » وتنظر في القديدة فلا ترى شيئا › وتقارى في الفوق » › وفي حديث خر : « يخرج من ضئضيء هذا أناس يرقون من الدين مروق السهم من الرمية ‎ »‏ إلا أن الشفاعة قد أيأس منها رسول الله عي طائفتين من أمته وهم القدرية والمرجعة وقال : « طائفتان من أمتي لا تنالحما شفاعتي » . وأما الأفراق الثلاثة التي نص عليما الأولياء والصاحون › فهم الرافضة والمجسمة والمشبهة . أما الرافضة فأنهم ذهبوا على مذهب النصارى في المسيح عيسى بن مريم عليه السلام » فعزوه إلى الألوهية فذهبوا في أولاده مذهب بني إسرائيل الحققين في تعظم أنبيائهم فعظموا أولاد علي وعزوهم إلى النبوة » وأبطلوا فائدة قول الله عز وجل في محمد عليه السلام : ل ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبين ‏ . وحسبهم خزيهم عند محمد مَك يوم الحشر وخزييم عند الله عز وجل » إذ نصبوا إا اخر غير الله رب العالمين › يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أت الله بقلب سلم » وغرهم في دینهم ما كانوا يفترون » وغرهم ۷ أيضًا مجاورتهم التصارى بارمينية واقتبسوا منهم هذين المذهبين الخبيثين › وهم وأما المجسمة : فحسبهم رجوعهم إلى دين آبائهم الأولين » وعبادتهم الأصنام والأشباح والأجساد والأشخاص كسيرة أجدادهم الماضين فأبطلوا معنى قول الله عز وجل س : ل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ¶ . وأما المشبهة : فحسبهم رجوعهم إلى أعقابهم إلى إخوانهم المجسمة وتسليط واحاد الأفراق بعد هؤّلاء نصيبهم في الحشر . لل يوم لا ينفع نفسا إمانہا لم تکن امنت من قبل او کسبت في إیمانہا خيرا ‏ . ولم يؤيس رسول الله َك من الشفاعة إلا الطائفتين المذكورتين » لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح الوّمنون بنصر الله ينصر من يشاء . 0` ۹ ۱ ے3 د کد 7 ۸٦ س * باب ± في ذكر المذاهب والأراء والاختلاف والائتلاف اعلم أن الله تبارك وتعالى بيعل ذه الأمة في الشريعة نصيبًا وافرا ولم يجعله لامة من الام قبله . وقال الله عز من قائل : هل وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منہم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا 4 . فذ كر استنباطهم في معرض الامتنان على الخليقة والمدح لم والحداية على أيديهم . قال الله عز وجل : هل كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه » وما اختلف فيه إلا الذين أتوه من بعدما جاعتهم البينات بغيا بينهم › فهدى الله الذين امنوا لا اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يدي من يشاء إلى صراط مستقم 4 . فوعد الله تعالى لذه الأمة الحداية إلى الحق » في كل أمر مختلف فيه لابد لبعضم أن يهتدي إلى الحق . وقال رسول الله : « لن تجتمع أمتى على ضلال » وقال أيضاً : « ما كان الله ليجمع أمتي على ضلال » . واعلم أن الأ الماضية لم يطلق الله أيديهم في الشرائع بالرأي › ليس لمم إلا اللنصوص مشرعا » فخص العرب بهذا اللسان › وجعلهم أئمة ل جميع العجم الذين دخلوا في الاسلام » وفارقوا دين الآباء والأجداد . وذلك أن الله تعالى من عليهم بلغتهم التي هي أفضل من سائر اللغات › ومن فضيلة لغتهم أنها لغة أهل الجنة » يتركون لغاتهم ويرجعون إليها › وليس 1۹ س في السبعمائة ألف لغة التي خلقها الله عز وجل وخاطب بها موسى عليه السلام لغة أفضل منها . وإن كان أول ما ابتدا لموسى بالخطاب بلغة البربر حين ناجاه . فقال : يا موسى ن أد يكش مقرن . فقال : ياربي لم أدر فمازال يخاطبه بلغة بعد لغة › فكان اخر ما خاطبه به بالعبرانية فهم موسى وأجاب . وليس في اللغات لغة انفردت من سائر اللغات بالوشي الذي جعله الله تعالى زينا ا في الظاهر وكثرة المعاني في الباطن وحلوة على الالسن غيرها » فاختار نا العرب واختارها للعرب مخصوصة في العرب › خصهم الله تعالى بها . وذلك أن الانسان خلقه الله تعالى فجعله أية للسائلين › وخلق الملائكة فركبہا على طبع واحد › لا يؤر الزمان ولا المكان في طبائعهم ليس لمم شهوات إلا ما طبعوا عليه » وركب فيهم العقول فكانت تتثل الافعال بمقتضى العقول › وذلك وفق طبائعهم . ثم خلق البهائم وحوجها إلى الغذاء وركب فيا الشهوات › فكانت حر كاتها مقتضى شهواتها › فأسقط عنما التكليف لعدم العقول › وغلبة الشهوات . ثم خلق الانسان على خلقة البهائم في الغذاء والشهوات وعلى خلقة الملائكة في المعارف والمعقولات › فهو أبدا في جهاد دام وحرب قائم بين الشهوات والعقل وفي الترك والفعل . ثم إن الله تعالى وهب لبني آدم الدنيا » وأمر بها حم » وأخصبها عليهم ¢ فغدوا ونشأوا في اللذات التي هي أضداد العقول ء فهم يتقلبون في ظلال البيوت والقصور » وفي أصناف الثياب والحرير تحت نمار الأشجار والأنهار ولذات الطعام والشراب ونكاح الأبكار والأتراب » في أمن ودعة وراحة وسعة يتفكهون بحوادث الأخبار » فهم في طول دهرهم في تنعم أجسامهم وتوطية أبدانهم » فقوى سلطان الشهوة » ووقع سلطان العقل » فرجع العقل في خدمة ‎V۰‏ س ‏الشهوة » فصار امالك مملوكا والمملوك مالكا » فليس فم إلا ما أبصروا بأعينهم © فسلب الله تعا ى هذا النعم للعرب » ورمى بهم في الصحاري والبراري والوهاد › فليس ا غطاء إلا السماء ولا وطاء إلا الأرض ء يتبعون أذناب البہائم والأنعام ‏بين أبل وغنم ومعر عل وجه الأرض 6 وأشجارهم العضاة والقتاد 6 وأشريتهم الياة والماد ليس لم من الشمس كن ولا أنيس إلا الجن » ولا طيب إلا اللبن » ولا معقل إلا الحيل › ولا ملجا إلا القن في افات التن” › ولا لباس تعا لى بتوفير العقول وذكاء النفوس وعلو الحمم في الجود والكرم » وحفظ العلوم ‏وقد أشار ابن المقفع إلى شيء من هذا . ‏وك بن القع في ابي من الوم واكم ولأدب والشم ودم , ‏أ ال دت ال سوق اليد وهو مشهور سوق تحطر ٠ الأخيار والسادات والفضلاء والأشراف › فلما أبصروه قاموا إليه » وسلموا عليه ورحبوا به . ‏فقال : ( ما يحبسكم في مجالس الشياطين والعامة والغاغة والسوقة وفيكم الفقهاء والعلماء والشعراء والخطباء والسادة والأمراء ؟ اغدوا بنا إلى قصر ابن أبان فنتروح ف ظله › ونستنشق من نسيمه › ونتفاوض ف العلوم والحكم ونتذاكر أخبار الدنيا والأم ) . ‏فقالوا : ( سمعا وطاعة ) . فرجعوا إلى دوابهم خيلهم وبغالحم و حمیرهم ف رکبوها » وقصدوا قصر اين أبان » فلما وؤصلوا نزلوا في ظله » وأكبروه أن يبندئوه بالسۇال ‏(١) أي لا ملجأً لهم من آفات للرض إلا العيش مع أغنامهم وشرب حليبها » وراجع إن شعت لسان العرب كلمتي قن وتن . ( مراجع ط ۲ ) . ‎ ا١۷ س هيبة » فرفع إليهم رأسه فقال : ( يا وجوه الخير » من أعقل الناس ؟ ) . قال بعضهم : ( أهل الصين ) . فقال : 00 رضن ورتب القرى والداە قل پاد دت عد مر ن ال جميع مملكة سلطانهم إلا وعنده منه خبر في يومه › ولا يتوالد مولود ولا يوت ميت وإلا وصل خبره عند الملك ٠ ذلك اليوم » أو تلك الليلة » في مملكة قطرها مسيرة سنة » وقد أعدوا النجب والخيل والفيوج” والطيور لثل ذلك ) . فقال ابن المقفع : ( قوم علموا فتعلموا » وتحملوا أمورا فحملوها › ووقع من الملوك ومن له القدرة عليهم فحملهم على تلك الامور طوعا أو كرها ) ثم قال لحم : ( من أعقل الخلق ؟ ) . قال بعضهم : ( آهل اند ) . قال : ( باذا ؟ ) قالوا : ( إنهم أعقل الخلق في سياسة النفوس في الأغذية والأدوية وال حكمة ومعرفة نجوم الأسماء والطوالع والمواليد وسياسة الملوك ء وفهم تفرع وتدرع علم أبينا ادم صلوات الله عليه وسلامه ) . وقال ابن المقفع : ( هؤلاء قوم تقدمت لأوائلهم هذه الأمور » فجروا على أسلوبہا » ونشاوا علا ) . قال : ( من أعقل الخلق ؟ ) قالوا : ( الفرس ) . )۱( ا : ارسي معرب ٤ ومع فوج وهو الذي يسعى على رجليه › وفي الحديث (۲) البددة هي بيوت عبادتهم التي فها الأصنام (مراجع ط ٢)٠ ۷۲ س لض فساسوها وأحسنوا ۳( واستخر جوا عقو 70 الملك فساسوا بها الدنيا ›ء فصاروا للأنام كالشمس للدنيا ) . فقال : ( هؤّلاء قوم استظهروا بالصعاليك على الماليك › وبالأجناد على العباد ء فجرت على أسلوب واحد ) . ثم قال : ( فمن أعقل الخلق ) ؟ قالوا : ( الروم ) . فقال : ( اذا ؟ ) قالوا : ( قد أوتوا عظم الجثة في أبدانېم » والقوة في مفاصلهم » فاقتدروا و الأشكال والصور قال أن القع :اعلام قوم دم فم بالات لصم » فظو في جميع ذلك الصنع غرائب ما في الدنيا من البدع ) قال : ( من أعقل الخلق ؟ ) قالوا : ( الله أعلم ) . فرفعوا إليه رؤوسهم › فقال لحم : ( أعقل الخلق العرب .. ) فتعجب كثير جن حضره › واستعظموا قوله واستغربوه . فقالوا : ( م ذلك ؟ ) قال : ( ر نشأوا في البادية » ليس لحم ملوك تسوسهم في أمر دنياهم › ولا أنبياء ولا علماء تفقههم في ديهم › ولم يتوا أموالا يستخدمون بها › ويستخرجون با صنائع الدنيا فالسماء سقفهم والأرض فراشهم . ۷۳ إذا ولد عند أحدهم مولود » مهما ترعرع وبلغ الحلم » خطب عليه أيناء عمه ودفع له غنيمات وعنيزات » ياخذھا ویتمعش فیہا » ودخل بہا تلعة من التلاع » أو بقعة من البقاع » لا جليس ولا أنيس إلا نفسه وغنيماته › يرعاها نهارا ويحرسها من الذئب ليلا » فدعاه عقله وحسبه ونسبه إلى استخراج مکارم الأخلاق فاستعملها › ومذامها فاجتنبها › وتمعط ممن رماه بالدنية » وريا يناله فیمتنع منہا › وفي تلعته ليس معه إلا النجوم الساريات والرياح ال جاريات › فتعلموا بطباعهم مطالع النجوم وأزمنتها وخواص منافعها عند طلوعها › وسجعوا في ذلك أسجاعا » إلى أن رتبوا في بلادهم أسواقا في المواضع التي يجتمعون فيها › فيتذ كرون ماثر ابائهم ومناقب أجدادهم ومفاخر عشائرهم ٤ فيتفاخرون بها » كذي المجاز وعكاظ ومجنة › ويتحامون القبائح والرذائل لأجلها إذا اجتمعوا فيها » ويتناشدون الأشعار ويحفظونها » والخطب ويعونها › وليس عندهم كتاب ولا سنة ولا شريعة ولا مصيغة لا يعلمون الكتاب إلا أمالي أحفظ خلق الله لا سمعوا ء وأضبطهم لا استحفظوا ) . وقيل : إن ناسا منهم أدركهم العطش في بعض الصحاري › وليس معهم ماء إلا شيء قليل فاقتسموه » فأخذ أحدهم نصيبه فشربه فلم يغن عنه شیغا » وأخحذ الأخر نصيبه » فلما أراد أن يشربه قال له الأول : أنقذني بنصيبك من لوت يا أخي » فإني لا أراه يغني عنك شيا . فقال الآخر : دونكه . فمد بها صوته حتی خرجت روحه » وشم في هذا ماثر كثيرة » فأرسل الله تعالى محمداً فكان بالموضع الذي ذكره الله عز وجل س من الأخلاق الحسنة والأفعال الجميلة ا قال الله عز وجل س : ل وإنك لعلى خلق عظم 4 فأنزل الله عليه كتابا يتلى » تضمن من الحكم ما لم تتضمن الكتب الأولى التي كانت قبله » قال الله س عز وجل س : ل وإنه لكتاب عزيز ٢٤۷ ب لا يأتيه الباطل من بین يديه ولا من خلقه تنزیل من حکم مید @ وسماه الله عز وجل من أسمائه بعشرة أسماء أو أزید ‏ کتاب حکم » عزیز نور » ومهيمن » وفرقان » وقران وشفاء » وضياء » هدى » ورحمة ۽ ومبين ليتدبروا آياته وليتذ كر أولو الألباب » وفوض إلى رسول الله ع بيان ما فيه › فقال : هل وأنزلنا إليك الذكر للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ¶ وقال مييه : « أوتيت جوامع الكلم » . . ففوض رسول الله عي إلى علماء أمته وأهل البصائر منهم ما وراء ذلك › فجعل إلهم حكم النوازل التي لم يشرعها القران ولم يسنا النبي عليه السلام . وفوض إليهم تفسير ما في القران من مشكل وأمر ونهبي ووعد ووعید فكان جميع ما نظروا فيه وقالوه علما وحكما . وقال. الله عز وجل : ل وذاود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا ل حكمهم شاهدين ‏ . ثم قال الله عز وجل : هل ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما 4 فدل أن جميع ما قالاء حكم وعلم وأن أضدادهما من السفه والجهل منفيان عن حكمهم هذا › ونفي هاهنا كلمتان : الحق والصواب »٠ فاختلف الناس فيهما » فأجاز بعضهم أن حكمها حق عند الله » بدليل نفی ضده من الباطن لغة » والحق ضد الضلال شرعا› قال الله س عز وجل س : ل فماذا بعد الحق إلا الضلال € . ۱ ۱ ۱ I 3F ٥۷ باب اختلاف الناس في وقال الشيخ : باب اختلاف الناس في اجتهاد الرأي : قال قائلون : إن الحق في جميعهم وکل ما قالوه واختلفوا فيه فهو حق عند الله تعالى . وقال اخرون : إن الحق في واحد › وقد ضاق على الناس خلافه . وقال أهل العدل والصواب : إن الحق في واحد ومع واحد » ولا يضيق على الناس خلافه إلى اخر الفصل . اعلم أن في اجتهاد الرأي سبع مقامات . أولا : اجتهاد الرأي والأذن فيه » من أين : من الشرع أو من العقل ؟ والثاني : في أي شيء الاجتهاد ؟ والثالث : ما صفة الجتهد ؟ والرابع : ما أسماء هذا المجتبد فيه ؟ والخامس : ما حكم الأفعال والفعال ؟ والسادس : ما المباح منه غير المأمور به ؟ والسابع : ما المحظور فيه المنبي عنه ؟ ۱ ‏ل‎ ۱ I 3 (١) في ط البارونية لا يوجد هذا العنوان ولكن أثبتناه على وفق ط التراث الأول ( مراجع ط۲( . ٦۷ باب في الراي واعلم أن حد الاجتهاد في الرأي هو استفراغ الوسع في استخراج الحكم . هذا القول بصحيح . والإذن في الاجتهاد من قول الله عز وجل : ثل وإذا جاءهم أمر من الآمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منم 4 وقوله : ل كان الناس أمة واحدة ¶ وقد تقدم القول فيه . وصفة الاجتهاد : أن ينظر في أوصاف النازلة وما يليق بها ويقرب هذا بهذا جتهدا أن ينال رضى ال تعالى » والحكم الذتي لو شرعه ان حقا عند الله تعالى وعند رسول الله . وأما العقل فلا حظ له في جواز الإذن إلا بعد ما ورد به الشرع › وأما من جهة السنة فقد قال رسول الله عي : « إذا اجتهد الحا فأصاب فله أجران : جر اجتهاده وأجر إصابته › وإن طا فله أجر اجتہاده ( .وحط الله عنه الاثم . ولا ينبغي للمجتهد إلا أن ينظر إلى الله تعالى بعين الخشية في أمر قد كلفه لله تعالى وأمره فيه بالاجتهاد » فان ضيع عصی > وإن اجتہد فکتم عصی ٤ وإن اجتهد فأظهر خلاف ما رأى عصى »٠ ولا يجعل للشهوة في رأيه نصيبا › فإن اجتهد ورأى رأيا إن كان يجوز أن ینتقل عنه لی رأي غیره فتوی وفعلا (۱) وهو امقام الأول . ( مراجع ط ٢ ) . — ۷۷ فلا ما دام مستحسنا لرأيه الأول إلا من وجه واحد : إلا إن كان في رأي غيره حوطة » فله أن ينتقل ليه فعلا لا فتوی » مثل رأي من رای جواز الصلاة في الظهر والعصر بفاتحة الكتاب لا غير ء إلى رأي من جوز قراءة سورة في الأولين مع فاتحة الكتاب . ولا يرجع إلى رأي الغير ما دام هو على رأيه » فان رای رأي غیره قوی دلالة وأقرب في وهمه إلى رضى الله عز وجل فسائغ له الرجوع عن راه ال راي غیره . وقد قيل لجابر بن زيد ‏ رضي الله عنه ‏ : ( إن أصحابك يكتبون ما سمعوا منك ) . قال : ( إنا لله وإنا إليه راجعون » يكتبون رأيا لعلي أرجع عنه غدا ) » وان رجع عن شيء من رأیه لاستحسان غيره ۽ کان عليه ان يظهر ذلك » ويكتب إلى الافاق » وينتفي من قوله ويخطمه . واعلم أنه ليس عليه إلا أن يظهر الانتفاء منه والرجوع عنه › فان رجع عن رأيه فما حال من عمل به اول مرة ؟ فإن السكوت رضى . ۷۸ — القول الثالي : في أي شيء يجوز الاجتباد اعلم أن الشيخ قال : في أي شيء يجوز الاجتهاد فيه ؟ قال : ( ما لم يجدوه في كتاب الله ولا في السنة » ولم يجدوه في أثار من كان قبلهم من العلماء ) . اعلم أن الشيخ ذكر وجها واحدا وترك غيره » منها تفسير القران » وذلك أن الله تعالى أرسل مدا َيه إلى إلى العرب بلغتهم التي يتفاهمون بها » وفوض إليهم ما احتملته لغتهم » وليس عليهم العمل إلا بما أنفهم لحم من القران ولو كان ذلك على عهد رسول لله عه » ويسأهم عن آرائهم فيجيبون » وربا يستحسن قول بعضهم ولا يقبح على الاخرين رأيهم ۽ ون کان مرا مقطوعًا به لم يرد غيره لعقب جبريل بخلافه › وإلا كان ذلك كله تفسيرا للقران كالذي جرى في قصة النافقين واختلاف أصحاب رسول الله فیہم » فقال : لا نزل فرض الحجرة » فاختلفوا فمن تخلف بمكة من المسلمين ولم ياج . فال قوم : هم مسلمون . وقال قوم : هم مشركون . فأنزل الله تعالى : «ل فما لكم في النافقين فتين والله أركسهم بما كسبوا 4 . وعاتبهم على الخلاف فيما بينهم البين . فلو قال الأولون : هم مسلمون . وصدقهم أصحابهم لر عليهم ذلك الاسم . ولو قال الأخرون : هم مشركون . وصدقهم أصحابهم لر عليهم ذلك الاسم » ولكن لا اختلفوا رد الله على الجميع فوعدهم بعد أن اختلفوا أن لابد للحق أن يقول به منهم ناس › ولن يجتمعوا على ضلال . وقد سأل رسول الله عي عن أي أية أعظم في القران ؟ قال بعضهم : ( يس ) . وقال بعضهم مما قال › وای بن کعب ساکت . فقال رسول الله عد : « مالك ساکتا يا ابي ؟ » قال : ( الله ورسوله ۷۹ س أعلم » . فقال رسول الله ع : « إا أسألك عن علمك لا عن علم الله ولا عن علم رسوله ) . فقال : (آية الكرسي ) . فجمع رسول الله ميه أصابع يديه فضرب بها في صدره فقال : « لمعك العلم يا أبا المنذر » واستحسن جوابه › ولم يعب على الاأخرين شيئا . حين أمرهم رسول الله عة فقال : « لا يصلين أحد ك العصر وو في تفسير القرآن . اعلم أن تفسير القران مفوض إليهم ا أنفهم لم من القران » لأن الله تعالى بعث رسولا مبلغا إِليهم ما عرفوه من لغتهم › فلهم الاتساع على قدر ما ذهبت إليه أنفسهم » مالم يرد من الله تعالى ما يمنعهم » أو من رسول الله عه . فأول ما وقع الاجتهاد بعد رسول الله أيام أي بكر في أهل الردة › والسنة عندهم في المرتد القتل ء قال رسول الله عد : « من بدل دینه فاقتلوه لا سبي ولا عنيمة ) . م أن أبا بكر نظر هؤلاء المرتدين › فوجدهم قد انحازو إلى بلادهم أول مرة » وهم قريبو العهد بالشرك فالغالب عليهم الرجوع إلى مذاهبهم أول مرة . الله عد قال : « أمرت أن أقاتل الئاس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا متى دماءهم وأمواشم | إلا بحقها وحسابهم على الله » فقال : ( والذي نفسي بيده لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة › ولو منعوا متي عقالا مما كاتوا دونه لرسول اله ع لقاتلتهم عليه حتى لق يالله ) » فرجع المسلمون — ۸ والمسلمون معه » فاظهره الله عليهم فهزمهم » وقتل من قتل منہم » وسبی وغنم وقسم على الغنائحم » وما وراء ذلك رضي الله عنه ‏ أحکامه فیهم أحكام السلمين في الزنادقة لا أحكامهم في المشركين › وذلك انم جاءوا تائبين يطلبون الصلح فابى عليهم إلا عن شروط أن يدفعوا له الحلقة والكراع ›ء ويتركهم يتبعون أذناب البقر » حتى يري الله خليفة رسوله ما يشاء . وأحكام عمر ‏ رضي الله عنه ‏ في الشورى » ومنها أحكامه في الدواوين والخراج : خراج الارضين » ونصارى بني تغلب في سلب اسم الجزية عنم والخزية عنم بعد قول الله عز وجل : ل حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صدفقة وزكاة ء والتفرقة بين الاحرار وال حجن في الخيل وقسمة الفرائض إذا تدافعت . وذلك أنه جلس ذات يوم يتوضا » إذ دخل عليه رجل فقال : ( یا أمير لملؤمنين امرأة ماتت » وخلفت زوجا وأختا وأما ) › فقال عمر : ( للزوج النصف وللاخت التصف وللام الثلث ) ء فقام ك هو إلى الملسجد فصاح : ( يا للمسلمين ) . فقال : ( إن الله تعالى لم يجعل في امال إلا نصفين فأين مقام الثلث ؟ ) فقال له العباس : ( اجعلوها كقسمة الغرماء في المواضعة ) . وفي خلاف اينه عبد الله بن العباس » وحكمه في الولفة قلوبهم » وسهم ذي القربى » ومن وراء هذا كله أحكام الكتان التي ناقضت حدود الله وبعض سنن رسول لله عه . ومن الرأي تأمير أمير المؤمنين وعزله إن ضيع أمور الدين » وقتله أن امتنع من العزلة إلى الحوان » ومن الرأي الكون مع أئمة الجور تحت أحكامهم ما أقاموا حكم الله فيك › ولم يحكمك على معصية » وتأدية حقوق الله عليه الهم وأخحذ العطايا من بيوت أموالحمم › وال جهاد والغزو معهم جميع ملل الشرك والخروج علیہم إذا جاروا وبغوا . تیان ا۸ ہس القول الثالث : ما صفة الجتيد ؟ ا اعلم أن استخراج العلم من كتاب الله س عز وجل س ومن سنة رسوله ع ومن الاجماع » يتعذر إلا لمن كملت فيه عدة شروط . اوا : أن يكون قارئا لتاب الله عز وجل وتالیا له . والثانية : أن يكون عارفا بتصاريف لغة العرب ومعرفة الاسم من الفعل والحرف مما . والثالثة : معرفة النحو ووجوه الأعراب . والرابعة : معرفة وجوه القراءات . والخامسة : أن يقف على تفسير مفسري القران الذين اعترفت م الأمة بالتفسير › وقولهم حجة لأنهم أخحذوه توقيفا . والسادسة : أن يكون عارفا بمن قد عن أحكام الشريعة ومراعيا زلل شواذ الفقهاء المتقدمة . والسابعة : أن يحصل مقاليد أقفال الكتاب . فمن لم تكمل له هذه الصفات › فلا يوثق بشيء من علمه › ولا بعلم من تعلم منه » وإنا هو مغرور أو مقلد › فالقائل والسامع بمثابة واحدة لا ائل ما . واعلم أن مثل القران كشجرة لما عروق وأعضاء وأغصان وأتثمار :ب أما عروقها فعشرة : وهي المكي والمدني والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والظاهر والباطن والعام وا خاص . والأعضاء عشرة وهي : المجمل والمفسر والمطلق والمقيد والمقطوع والموصول والمقدم والمؤخر والكناية . (١) في ط البارونية خلل › أصلحته هنا حتى يتم المعنى . ( مراجع ط ٢ ). — ۸۲ والأغصان عشرة وهي : الحدود وحن الخطاب وفحوى الخطاب ودليل الخطاب ومعنى الخطاب والأمماء الذاتية لله تعالى وأسماء الأبدان وأسماء الأفعال . وٹحرات الشجرة عشرة وهي : الأمر والنبي والخبر والاستخبار والوعد والوعيد والمواعظ والأمثال والإعذار والانذار . اعلم أن من لم يحصل مقاليد أقفال الكتاب في القران العظم كان من فقه القران بمعزل » وقد بينا هذه الأقفال في غير هذا الموضع » وشرحناها شرحا و بيبا » تقف عليه إن شاء الله . سے ۸۳ س والرابع : ما أسماء الجتبد فيه ؟ اعلم أن الله تعالى أنززل على محمد عليه السلام قراناً كتابا يتلى يعشرة أسماء قال الله عز وجل س : ل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تتزیل من حکم ید فسماه : , حكيمًا ومهيمنًا ونورًا وفرقانًا وقرانا وشفاءُ وضياء وهی ورحمة ومبينًا وحقا» قال عز من قائل : ل ليتدبروا اياته وكان رسول الله ¥ بالملوضع الذي ذكره الله عز وجل س من الأخلاق الحسنة ا قال تعالى : ل وإنك لعلى خلق عظم ك فقال : < وأنزلنا إليك الذكر لين للناس ما نزل اليهم 4 . فأشار فيه رسول الله َيه إلى السبع فجعلها سنة اقتداء بالل تعالى › إذ شرع فيه فرائض وحكم بأحكام عمدة الدين . وفوض بيان البقية إلى الرسول . وفوض رسول الله عي إلى علماء أمته وأهل البصيرة ما وراء ذلك » فجعل إليهم حكم النوافل التي لم يشرعها القران ولم يسنها عليه السلام . وفوض تفسير ما في القرآن » من مشكل » وأمر ونبي » ووعد ووعید » فكان جميع ما نظروا فيه ورأوه علمًا وحكمًا » وعلی سبیل حکم سلیمان حيث قال الله : ل وكلا أتينا حكمًا وعلمًا 4 . واختلف الناس في الحق . فقال بعضهم : وحقا . فأجری اسم الحق على القولين جميعا بنفي ضده عنهما من الباطل والضلال . وقال ب بعضهم : القولان جميعا صواب . وأما الحكم والعلم فمنصوص في كتاب الله س عز وجل سء ذ كرما ۸ حيث يقول ل وكلا اتينا حكمًا وعلمًا 4 . وقال الشيخ أبو الربيع ‏ رضي الله عنه س : ( فما الذين قالوا : إن الحق في جميعهم فقد قالوا بالحال با لا يصح القول به »ء وكيف يكون الشيء وخلافه حا » ويكون الشيء حلالا عند الله حرامًا عنده ) . فحن ننتظر با ظهر لنا أن هذه الالزام لا يلزم القوم › لأنهم يقولون : يكون الشيء وخلافه حلقا لله عز وجل ویکون الشيء وخلافه عرض عند الله ٩ ويکون الشيء وخحلافه جسما › فكذلك يکون الشيء وخلافه حقا عند الله وقد قال الله عز وجل : فل فمن تعجل في يومين وأما قوله : ( ويكون الشيء حلالڵا عند الله وحرامًا عنده ) فليس یلزم من هذا شيء » وإنما أردنا تسمية الشيء وخلافه باسم واحد : إنهما حق . وأراد هو أن يلزمنا تسميته حلالڵا وحرامًا بل يسمى الشيء وضده حلالا عند الله » أو يسمى الشيء وصده حرامًا عنده . وأما أن تسمي الشيء الواحد باسمين متضادين فلا يلزم › وإنما يلزمنا أن وإنما يلزم هذا من أجاز على أحد القولين أنه حت » ولم يجز على ضده أنه باطل » فإٍن أجاز عليه أنه باطل » فهناك يلزم من يقول إنهما حق . ثم قال الشيخ ‏ رضي الله عنه ‏ : ( ويكون جميع ما اختلفوا فيه » من حقًا عند الله بأجمعه فيكون ما اختلفوا فيه من الطلاق فأثيته بعض وأبطله بعض 3 فتكون عند الله طالقًا لا طالقًا ) . ٥۸ س وقوله : ( إن قول القائل : طالق . حت › وقول القائل : لا طالق . حق . والجواب في العتق كذلك قول من أثبته حق . وقول من أبطله . حق ٩ وهما حقان . ويكون الشيء الواحد حلالا لن كان له حراما في حالة واحدة » بل يكون الشيء الواحد حلالا » حق وقول من قال حرام حق ۽ ولا يقول هو أن د هما باطل . واعلم أن جميع من قال في هذه الأمور الحقية مثل من قال : إن جميع هذه الامور مأمور فقهاؤنا بالاجتهاد فيها » وأسماء هذه الأمور الختلفة مأمور بها وطاعة وحكم وعلم . وإنما وقع الحق هاهنا على القولين جميعا أنهما حق ولم يقع الكلام على المرأة » وإنما وقع الكلام على الحكم فيا . وقوله : ( ويكون الشيء لن كان فيكون له حرامًا ) فلم يقع القول ئي الحلال والحرام وإنما وقع في الحق . وكذلك قوله في الشيء : ( إنه صدق عند الله وكذب عند الله ) › وإنما الكلام علي الحق لا على الصدق والكذب »٠ فيجب عليه جميع ما عارض به في هذه الأمور في العلم والحكم . فلو جاز قوله : ما حکم داود وسلیمان أنهما علم وأنهما حكم لجاز في جميع المتضادات »٠ فإن أجاز أن يکون قول داود وسليمان في شيء واحد : أنه حكم وعلم » فمن أين يلزمه أن يكون الشيء حارا باردًا في حالة ومتح ركا ساكنًا في حالة » وحيًا وميا في حالة » وإنما أراد أن البارد والحار حقان › والمتحرك والساكن حقان ٠ ولحي واليت حقان »٩ وفع الكلام ف شُيءِ ۸ب واخد › وعارض في شيئين . ولا يلزم شيء من هذا من قال : إن الله أمر باجتهاد الرأي في استخراج الحكم » واختلف المجتهدان » فاختلافهما حق عند الله » لأن الله أمرهما جميعا ففعلا ما أمرا به » فهذا الذي فعلاه حق عند الله » ولا يأمر الله بالباطل . ثم إن الله توعدهما إن م يجتهدا » أو اجتهدا ولم يظهر ما عندهما » وأعظم توعد إن أظهرا خلاف ما عندهما » فلا يسقط اللاك عن أحدهما مقا أو مبطلا » لأن الحق إذا كان مع الواحد فالباطل مع الآخرين » لأن الحق ضد الباطل » فمن أخطاً الحق وقع في الباطل » لأنه ضده من جهة اللغة » وإن شئت من جهة الشرع وقع في الضلال قال الله عز وجل : فل فماذا بعد الحق إلا الضلال 4 . فإن امتنعوا أن يجعلوا خلاف الحق عندهم في هذه الأقاويل هو الباطل › فهما حقان إذا وباطلان › فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وأما قول من قال : إن قول الختلفين صواب . وهو قول علي بن ابي طالب » لا وقع فيما وقع وارتطم فيما ارتطم فيه » جعل يتوسع على نفسه العذر . فيه » جعلت تتساهل في العذر في تأويل قول اللہ عز وجل س : ل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد سابق بالخيرات ‏ فقالت أول مرة : ( ظالنا ظالم » ومقتصدنا ناج وسابقنا سابق ) › فلما وقعت رجعت فقالت : ( ظالنا مغفور له » ومقتصدنا ۸۷ س معاوية وعمرو فلا » وأما من معهما من أهل الشام فهم أهل الاجتهاد . وأا أعل التبروان فهم أو بالاجتهاد والصواب » وقد كان عنبم فقال : ( إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ) . واختلف القول في رسول الله عي هل يجوز له الرأي أم لا ؟ قال بعضهم : يجوز له الرأي ٠ ورأيه أفضل الآراء . وقال بعضهم : لا يجوز له الرأي لأن الله عز وجل أغناه بالوحي عن الرأي . وحجة الذين قالوا يجوز له الرأي قول ابن عباس : ( كان رسول الله عة يقضي بالقضية › فينزل القرآن بخلافها » فيستقبل حكم القران › ولا يرد قضاء ) . رسول الله عي كله صوابا ومنا أحيانًا صوابًا وأحيانًا خطاً ) . 0 ۹ ا ‎3e 3‏ ۸۸ — الخامس : ما حكم الأفعال والفعال ؟ اعلم أن أحكام الأفعال في هذه المسألة واحدة › وذلك أن الله تعالى جعل احتلاف أمة محمد رحمة » قال رسول الله عي : « اختلاف أمتي رحمة » . فجعل سبيل ما اختلفوا فيه سبيله » وجعل وسيلة الله وسعا هذه الأمة ورفقا بہا . فمن أصاب باب الجنة فهو في الجنة » عرف أو لم يعرف . فمن صادف طريق فهو منهم › وليس هو على قول من يقول : إنه لا يسع التقدم إلى شيء من أقاويل العلماء إذا لم يعرف به . وكذلك الباحات كلها لا علم ولا لم يعلم . والكلام هاهنا فيما انفرد به الخالفون » متى لم يقطع المسلمون عذرهم فيه . اعلم أن ذلك كله محطوط فيه الثم لمن علم ولمن لم يعلم » والتفرقة التفاوت في الفضل فيما بان به أهل الدعوة عن غيرهم . ومن أخحذ عن رسول الله شيغا من دينه » أو عن المسلمين » فغاب غيبة متصلة › فحالت الأمور بعده فنسخ ذلك على عهد رسول الله علد . فلا بأس عليه ما لم تقم الحجة عليه بغير ذلك › قال الله عز وجل س : ل وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لحم ما يتقون 4 . ۱ ۱ ۱ I I ۸۹ س ٭* باب * ئي اعتقاد الخطاً والمباح اعلم أن القول في أصول الديانات وفروعها › والقول في أفراق الأمة وفروعها › وذلك مثل اختلاف الأمة في الأسماء والملسميات › فإن وقع مطلقا غير مقيد عاريًا من الشروط المذكورة منوطًا بالرأي › كان عجرا وكان خعطاً مباحا » وإن انتهكت فيه أحد الشروط كان صاحبه مطاحا جاح . فاختلف الناس في ذلك . فقال بعضهم : ليس علينا إلا العمل › وليس علينا من العلم شيء . وقال أهل الحق : | إن علينا العلم بافتراضها في حين ما يجب علينا العمل بمفروضه . فنظرنا | إلى قول أهل الدعوة فيمن ن أفتى بإسقاط علم الفرض هل يكفرونه ويقطعون عذره أم لا ؟ فرأيناهم متوقفين فيه مالم يتخذ ذلك ديانة › أو أحد الشروط المذكورة . وإن ادعاه رأيا » فالرأي عجز أعني القائل › وأما العامل فقد أطلق عليه أهل الدعوة » أن يكفر بجهله فرض الله » ينا يكفر بترك فرض الله » وفي المسالة نظر . فإنلك تجد أكثرها ٹمزوجا فرائضه و وخحطوه بصوابه . فول ذلك : الصلاة » يعتقد ها فرض اما » ولا بذكرون وا ا والدعاء وال لتحميد ا ,اعيات وسائر لذ كار . (۱) وهو المقام السادس والسابع ( مراجع طط ٢ (. )۲( أي هالكا مستأصلا . ( مراجع ط ٢۲ ). ۹۰ ودليل ذلك أن رسول الله نظر إلى رجل دخل المسجد فاساء الصلاة » فجاء وسلم على رسول الله وجلس . فقال له رسول الله : « قم صل » فقام وصلى ا صلى أول مرة فجاءِ وجلس . قال له رسول الله : « قم صل » . فقال له : ( قد صليت يا رسول الله ) . فقال له عليه السلام : « إنك لم تصل » . فقال : ( علمني يا رسول الله مما علمك الله ) . فقال له عليه السلام : « إذا قمت في صلاتك وقلت : الله أ كبر ثم قرأت الفاتحة » . وفي رواية أخرى : « ثم قرأت الحمد لله رب العالمين وما فتح الله لك من القراءة » فاهويت إلى الركوع حتی تطمئن راکعا » ثم ترفع حتی تطمئن رافعا » ثم تهوي | لى السجود حتى تطمئن ساجداً » ثم ترفع وتقوم إلى الركعة الثانية » وتعمل فيا ما عملت في الركعة الأولى » فإذا أنت قعدت وقلت فقد تت صلاتك ١ . التوجيه ليس بفرض » ووقع الاختلاف في الأمة كذلك على تكبيرة الاحرام . فقال ال جمهور : ( إنهہا فرض ) . وقال أبو حنيفة : ( ينوب عنما غيرها من جميع الأذكار من جميع اللغات . كقولك : الله أجل والله أعظم » في مثلها ) . وذهب إلى أنه يسع ف فيها المعنى ك يسع في كلمة « لا إله إلا الله » سائر العجم أن يأتوا بها بلغتهم وتجزيهم . ۹ الثانية : أن تقولا بأي لغة شعت » وتقراً القران بأي لغة شعت في الصلاة من لغات العجم وتجزئڭك . والرابعة : الفاتحة › قال بعضهم : فرض . وهو الربيع بن حبيب ‏ رضي الله عنه س وجل الأمة : لا الامام ولا المأموم . وقال أبو حنيفة : يجزيك بعضها . وقال بعضهم : يجزي الامام فيب المأموم . وقال الكل : لابد في الصبح من غير فاتحة الكتاب » وفي الأولتين من الظهر والعصر والمغرب والعشاء الأخيرة . وقال الغير : ليس فيما سوى الأولتين قراءة . وقال بعضهم : بقراءة فاتحة الكتاب على كل حال في الأخيرتين . وقيل : قراءة السر كله الفاتحة لا غير . والتكابير كلها سنن إلا تكبيرة الأحرام فإنما فرض . فرض »٠ والسلام كذلك . وبعضهم يو جب التحاميد بين كل فعلين بين السجود والسجود › والركوع وغيره » وهذا كله لا يقدح في أنها لا صلاة ولا يحكم على فاعله ومهمله بالمعصية › ولا أنه غير مصل . فمن اعتقد في صلاته أنها فرض » ولا يدرك التفرقة ين مفروضها ومسنونها وواجبها ونافلها › فإن وسعه ذلك فكذلك الاسلام عند هؤلاء إن اعتقدوا أنه دين الله الواجب فيما تضمنه من الأفعال » فواسع له إن فعل ولم يضيع . ومن هذا الوجه امتنع المشايخ أن يكفروا ابن يزيد وغيره ممن قال : ليس علينا إلا العمل لا العلم . وبشرط مالم يركبوا أحد الشروط . ۹۲ س ونحن أيضا ما لم نتقدم إليهم بقطع العذر فنقع في قول الامام جابر بن زيد ‏ رضي الله عنه ‏ لا يحل للعالم » مع قوله » لا يحل للجاھز” . فهذا الخطاً كله محمول . وقول الشيخ أي خزر ‏ رضي الله عنه س : ( يسع جهل جميع الحرام ما خلا الشرك ) » وهذه الكلمة يحملة لا غنى لا عن التفسير › فانه أطلق ولم يقيد » والتقييد أنه قد يقع من الشرك ما ليس عليك أن تعلمه أنه شرك › ولا أنه معصية › ولا أن عليه عقابا . وهذا الشرك الذي أراد هو الشرك المشهور لفظا ومعنى › وهو على ثلاثة أوجه :- أوله : من مقل الرحمن بغيره » أو شار إلى شيء سواه فقال : إنه هو › ُو نفاه › فهذه الأوجه الثلائة لا يسع أحد جهلها وشركها ووعيدها وأسماءها . وأما ما وراء ذلك من الاشراك كله › فإنه يسعك ألا تعلمه شركا » ولو وجبت عليك معرفته » فليس عليك أ كثر من أن تعلم أن الجاهل قد عصى وأتي حراما لا غير » حتى تقوم عليك الحجة بہذا کله » وهو عل أوجه : منها : تكذيب الله تعالى في خبره » وإنكار الرسل » وإثبات الرسالة لغير الرسل » ونسبة هذا الخلق إلى صانم غير الله . فهذا كله في ذاته شرك . ولو أوجب الله عليك معرفة شيء من هذا » فليس عليك مع معرفة شرکه شيء › حتى تقوم عليك الحجة بکفر مضیعه أو شرکه » وليس عليك ا کار من أن تعلم أنه عصى » وأنه حرام ما أت . )۱( والعبارة وردت بکاملها سابقاً . ( مراجع طط ٢ ). ن وأما قوله : ( والاستحلال لا حرم الله » والإصرار على ما حرم الل ) ۔ اعلم أن من استحل ما حرم الله » ولم يعلم أنه حرام » فليس عليك مته شيء حتى تعلم » وإن علمت أنه استحل ما حرم الله » فليس عليك أ کٹر من أن تعلم أنه أت معصية حرامًا . وكذلك الفاعل نفسه ليس عليك أ كار من أن تعلم أنه أي حراما والتوبة عليه » وكذلك سائر المعاصي » فما بال الاستحلال اشترط فيه : وذلك إذا علمت › وكذلك سائر المعاصي › لا فضيلة للتحليل ولا للتحريم عليها . وأما المصر على فعل لا يدري ما هو حلال أو حرام » فليس عليك منه شيءِ . وأما إذا علمت أنه أصر على معصية » فليس فيه أ كثر مما علمت أنه فعل معصية › وإن كفر عند الله على إصراره » فليس عليك من معرفة كفره شيء كالمستحل . والأصل : ليس عليك من معرفة الكفر شيء من الأشياء » إلا في الشرك اللذكور المشهور حتى تقوم الحجة . وأطلق الشيخ : ( ومن شك في كفر من استحل ما حرم الله » أو في كفر من أصر على فعل ما حرم الله بعد إذ علم أنه حرمه » فهو كافر إن يعن م قال : ( وأما إذا لم يعلم أنه إنما استحل ما حرم الله » فهذا يسع جهل کفره ) 1 او لمحل د سی حمل عر عا ۹ س ( فهذا لا يسع جهل كفره على حال من الأحوال ) . فعلى أصل الشيخ أي خزر ‏ رضي الله عنه ‏ ليس عليه شيء إلا أن يعلم 2 ۹ ۱ 2 کے ١ س مسائل الأئمة العشرة أولها : جابر بن زيد الأزدي ‏ رضي الله عنه س » وهو قوله : ( لا يحل للعالم أن يقول للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك . ولا يحل للجاهل أن يقول للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا قطعت عذرك . فإن قال العالم للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك . قطع الله عذر العالم . وان قال الجاهل للعالم : اجهل مثلي جهلي وإلا قطعت عذرك . قطع الله عذر الجاهل ) . واعلم أن هذه المسألة صدرت من هذا العالم العظم » القريب من عصر النبوة » وهو الفيصل بين جميع ما تشاجر فيه الائمة . واعلم أن الله تعالى أرسل محمداً َة بالقران العظم » وفيه نباً الأولين والاخرين » وفيه الفقه في الدين إلى يوم الدين » فشرع فيه أصول الفرائض ء وفوض بيانها إلى الرسول عي قال الله عز وجل س : هل وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إلهم ¶ . وأطلق رسول الله عة عقال المسلمين في التفقه في فون العلم » والأصل القران والسنة فرعه » والأصل السنة والرأي فرعها › وجعل الرأي حاكمًا على السنة › والسنة حاكمة على القران » فكثرت فنون الرأي وهي على ثلاثة أوجه : فالأأول : سائغ مأمور به مأجور عليه . وهو النظر في النوازل والأحكام وفي تفسير القران . والثاني : لا أجر ولا وزر . كانه بمنزلة مالا يغني أو اللباح وقد تقدم . والثالث : موزور صاحبه غير ماجور » وهو كل رأي قطع فيه الشهادة أنه حق عند الله تعالى وقطع فيه عذر من خالفه › أو صادم فيه الشرع . ولك في القدرية والصفرية وال خوارج وأشباههم معتبر . وإلى هذه الفنون رجع اختلاف الناس في الكفر واليمان والشرك والاسلام والطاعة والمعصية والفسوق والنفاق والقول في أسماء الله عز وجل وصفاته ‏ عز وجل وأمثاا والقران . 71 س فليس لأهل العلم أن يحظروا على الجاهلين » إن لم يتعدوا رأيهم إلى هدم الشروط » وليس عليهم من معرفته شيء من ذلك » ويؤيدها قول الله عز وجل حيث يقول : ل كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب باحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينم فهدى الله الذين امنوا ا اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يمدي من يشاء إلى صراط مستقم 4 .. وقد شاء الله عز وجل أن يمدي هذه الأمة إلى الحق » ولیس تغلو أقاويلهم من الحق لابد منه . ولن تجتمع أمة أحمد عي على ضلال وقوله : ل إن الدين عند الله الاسلام وما اختلفت الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغي بينم ¶ . الإمام الثاني : أبو معاوية عزان بن الصقر فيما ذهب إليه من المسائل التي لا يسع الناس جهلها في قول بعض الفقهاء » ويسع في قوله » حين وسع جهل البعث والقيامة والجنة والنار والأنبياء والملائكة والرسل والكتاب في مثالا › فغرضه ومراده فالله أعلم . اعلم أن من نطق بجملة التوحيد » هذه المعاني كلها مدرجة في كلمته › وإن لم تخطر على باله › والمعنى بقضيته . لأن من أقر بالله وحده » فقد تضمن هذا الكلام أن الله تعالى قبل الخلق › فثبت له القدم والخلق محدث »› وأنه الحدث وأنه الذي خلق العاقل فكلفه › وأنه الامر والناهي وأنه المثيب والمعاقب . فقضی قولك : ( الله ) إثبات وجوده وقدمه وحياته وعلمه وقدرته وإرادته ومشيئته ورضاه وسخطه . قوله : « لا إله إلا هو الحي القيوم » . وقوله : « لا إله إلا هو » تأ كيد » والحي تنبيه على هذه الصفات المذكورة فتَقضي الحياة والعلم والقدرة والاأرادة والرضى والسخط . ۹۷ س وقوله : « القيوم » يقتضي سفرا جديدًا وهو العاقل » والعاقل يقتضي الأمر والنبي » والامر والنبي يقتضي الطاعة والمعصية » والطاعة والمعصية تقتضي الثواب والعقاب »› والثواب والعقاب يقتضي الجنة والنار » والجنة والنار يقتضي الأخرة » وهو معنى قوله : « وإليه المصير » . فمن عرف الأنسان ولم يعرفه أنه لحم ودم وعظم وجلد لم يعرفه › ومن عرف الله تعالى ولم يعرفه بصفاته أنه حي عالم قادر مريد لم يعرفه » ومن انكر واحدا من الخلق أن الله لم يخلقه » فقد أنكر الجميع » ولعل هذا أراد عزان بن الصقر › وعذر من لم يسنح بخاطره شيء من هذا أو تقوم عليه الحجة . وينہېك على ذلك قوله : إن الذين امتوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏ . والصابئون ينتحلون من الأنبياء آدم عليه السلام » ليس إلا الايمان بالل واليوم الأخر » ويدلك عليه أن شريعة سبقت إلى المشرك وسعته في بعض الشرائع › قالوا : إنه ليس عليهم إلا النطق بالجملة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . الامام الثالث : لواب بن سلام ‏ رضي الله عنه ‏ ذکر لواب بن سلام فيما يعتري الإنسان من الوسواس في صفة الباري سبحانه » وما يخطر على القلوب من توهيمه أنه فوق » وأنه في السماء وعلى العرش وأنه معنا › وما يذكر ويسبق إلى النفوس من تجديده » وذكر اللات والجوارح من الوجه واليدين والساقين والقدم وال جنب » في مثل هذه الأمور » ليس على الانسان منها شيء» ولا على السامع » مالم يقطع الشهادة على الله عز وجل أنه كذلك › ويحلف عليه ويقسم أنه كذلك . وإن كان لا يحلف على ذلك ٠ فليس بشيء › ولا يضره ما يسبق إلى النفوس أو جرى على الألسن » إلا مع وجود الشروط المذكورة » من قطع ۸ س الشهادة » أو قطع العذر في ذلك . ومصداق ذلك حديث رسول الله عك » حين ساله رجل فقال : يا رسول الله إن في النفس أشياء أريد أن أسألك عنها » وددت أني لو مت قبلها › فقال رسول الله عفد : « كلنا يجد ذلك » . وحديث ابن مسعود : ( تلك برازخ الإأيمان ) » وحديث زوجة جابر بن زيد حين سألت مجاهدا فقالت : ( ٳنه تخطر ببالي بعد موت حبيبي اشيا لو مت قبلها كان أحب إِليٍ ) › قال ا : ( ليس عليك باس ) . الإمام الرابع : الربيع بن حبيب ب رضي الله عنه ‏ . اعلم أن الربيع بن حبيب قد أثبت لجحميع امش کين ما غنموه وحازوه من أموال المسلمين في الرقيق والمكاتب والمدبر وجميع الأموال . وأثبت الأنساب بين المشركين ونساء الموحدين من حامل لا حامل وحامل واضع . وقاس المتدينة من جميع أمة أحمد َك من الصفرية وغيرها على المشركين › إٍذا حازوه فاشتراه مشتر من أسواقهم » أو وهبوه له بعد ما اقتسموه . وكذلك جميع أهل البدع » مهما أبصروا الإسلام وقبلوه » فليس عليهم في جميع ما فعلوه بديانتهم بأس » قد غفر الله ذنوبهم وأسقط عنهم التباعة » وسوغ حم جميم ما حازوه من ذلك » إذاتصرف اذ كرنا » إلا في الأحرار لا في امش ركين ولا في الموحدين » وليس على أحد باس أن يعاملهم في كل ذلك . وكذلك ما بيننا وبين الخالفين من الأحكام » إن كنا تحت أيديهم وجرت علينا أحكامهم » ولو خالفوا في الأحكام مذهب المسلمين › ا أن ليس علينا أن نمتنع من أحكامهم إذا أجروها علينا في جميع مالم نقطع عذرهم فيه › وهل يسعنا أن غنم لهم أن يأخذوا من أموالنا ما وجب علينا من الزكاة والعشر والفطر ؟ فليس لنا ذلك ويجزئنا عند الله » وليس علينا إعادة إلا في مذهب العتزلة . ۹ س وأما ما غاب عن الأبصار » فليس علينا أن نتبرع بها لحم إلا في مذهب عبد الله بن عمر بن الخطاب س رضي الله عنه م واما الموحدة فإنهم على طريق الحق في جميع ما امتثلوه بينهم وبين المجسمة من السبي والغنيمة والقتل ومقاسمة الأموال . الإمام الخامس : أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الفارسي رضى الله قال : ( إن من الناس من يجهل العلم صغيرًا » أو ينكره كبيرًا » ويقول إذا سمع من العلم مالا يعرفه : ما على هذا أدركنا مشايخنا . والعلم قديم › اعلم أن الغالب على هذه الأمة » حين افترقت وتوزعتها الأئمة الذين قال فيم رسول الله عي : « أئمة ضالون مضلون » قاعدون على أبواب جهنم ينادون إلیہها كل من أجابهم قذفوہ فما » . فالغالب عليما التقليد » فاستبصرت كل فرقة في مذهبها » وعلى أنهم يقضون على أئمتهم أنهم غير معصومين من الخطاً والزلل » فا صيبت الائنتان والسبعون فرقة التي ذكرها رسول الله عي من جهة التقليد لغير مأمونين من الخطاً والزلل » وتركوا البحث فيما جاءهم عن أئمتهم » عادة الله تعالى في الذين خلوا من قبلهم تقليد الاباء والأمهات والسلف الصالح والطالح ٠ فاستمراوا › وخيف على الحقة أهل التقليد أن يؤتوا من تخلفهم عن أوائلهم » لعلل ومعان استا ٹر اله بالكمال › ولم يبرا أحد من النقصان . وذلك لعلل ومعان : ا الات : أن تقص عقوف عن ميلغ عقول أف n والرابع : أن تختلف بهم الأهوية والأغذية والبلدان والأزمان فيفرطوا أو يفرطوا . وا خامس : أن تسمحن لم عبادهم مالا يليق عند علمائهم . والسادس : أن تختلف بهم الأحوال في الظهور والكتان » ويجهلون التفرقة بين ما يجوز في الظهور والكتان . والسابع : أن ياتيهم الشيطان من حيث لا يحتسبون ٠ فيزين لحم بعض أقاويل الخالفين عن مدارسة دواوينهم . والثامن : أن يكونوا في المواضع التي تغلب عليهم أئمة الخالفين فيحولوا بينهم وبين حقهم » أو يلقنوهم بعض باطلهم والتاسع : أن يطول عليهم الأمد فتقسو قلوبهم . والعاشر : أن يدركهم العذر » والأولون أصيبوا من جهة التقليد والاستحسان » والاخرون من فنون المعاذر » لكن المحقين أحسن حالا وإن قصروا عمن تورط في امهالك ولم يبصروا . الإمام السادس : عمروس بن فتح ‏ رضي الله عنه س حين قال : ( إن ما يقم الحجة في دين الله العالم الغاية الذي لا يوجد على قوله مزيد › وقيل : العالم بجميع فنون الحجة ) فعلى هذا الوجه يتعذر قيام الحجة على أحد من أهل عصرنا » لعدم الصفة التي ذكرها عمروس . ومن عول على التوحيد » وعلى الخمس التي بني الإسلام عليها › وهي الشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان والحج › فقد فاز . والاشارة بهذا الحديث : أن الحجة لا تقوم على عوام الناس إلا بمثل هذه الصفة وهذا الصفة معدومة » فبهذا المعنى عذر أهل صفين من المسلمين وهم ١١١ ہس عمار بن ياسر وعلي بن أي طالب ومن معهم من المهاجرين والأنصار والتابعين بإإحسان وهم في مائة آلف أو يزيدون جميع من شك في دم عغان » ولم يقطعوا عذرهم » إذ لم يستبصروا في شيء › ولا سبق إليهم من أمر الفتنة فتوقفوا ء فوسعهم مالم ینتېکوا الحدود الثلاثة التي قدمنا ذكرها . فمن توقف وارتاب » فواسع له على ما هو عليه إلى مذهب الحق إلا إذا ابتلي بالعمل » فلا يسعه التوقف على العمل إذا وقع الابتلاء . وقد قيدنا الأخحذ من كتاب الله وسنة رسول الله عك إلى فون الحجة ء وفي هذا نظر لاهل الثغور والعوام من أهل القرى والكفور . الإمام السابع : أبو القاسم يزيد بن مخلد ‏ رضي الله عنه ‏ قال الشيخ أبو القاسم في أبي يزيد التكاري حين خرب إفريقية وصنع فيہا الأفاعيل › واحتال عليهم الأباطيل فقال : ( لقد فتح فيهم أبو يزيد بابا إلا أنه لم يحسن السيرة ) اعلم أن هؤّلاء السنية ظهر فيهم التشبيه والتجسم العظم ٠ تشبيه الباري سبحانه في عوامهم وذوي القصص منم . فلما كان أيام الربيع بن حبيب ‏ رضي الله عنه ‏ اجتمعت المشاخ والنكار › فأشارت النكار إلى تشريكهم » وأبى الربيع من ذلك » وقال : ( إنما ظهر هذا من عوامهم لا من أئمتهم وذوي الفضل منهم ) فلما کان أيام ابن أي زيد القبرواني وكان يسمى مالك الصغير لا أحبى. من مذهب الالكية › باعي رف وآ سه ص فصرح به الى حين جيء ذلك » فلح على التشبيه . ۳ ت عمن يقول : الله في كل مكان » وضرب عليه الأبشار . ثم أن عليا وفقهاءه أتموا على ذلك وقتلوا عليه فقيها من الفقهاء وهو ال جزولي فحكم عليهم المهدي بالتشبيه وعزاهم إلى التجسم فحكم فهم حكم اللسلمين في المشركين من القتل والسبي والغتيمة بعد ما حكم فيهم أول مرة بأحكام الموحدين . وأما قوله في أُبي يزيد : ( إلا أنه لم يحسن السيرة ) وذلك أنه إذا قصد بلدا قال لحم : ( هل بات الاسلام عند أو سكن هاهنا الإيمان ) فيقول أهل البلد : ( لا ) . لا يظنون أنه سأل عن رجال معروفة » فيحل سبيهم بذلك . وإذا سبوا السبايا شرعت فيهن طلبته » فجرى حديث المهدي في أول بدئه وحكمه في هؤلاء المشبهة . فقال الشيخ أيوب بن إسماعيل بن أبي زكريا : لكن هذا يريد المهدي ‏ قد أحسن السيرة » ردا على أبي يزيد » قبل أن يتسمى المهدي بامهدي › فاستحسن › وأنكر على أبي يزيد سيرته . الإمام الثامن :.أبو خزر يغلا بن زلتاف ‏ رضي الله عنه ‏ قال : ( اعلم أنه يسع جهل الحرام ما خلا الشرك والاستحلال لا حرم الله » والاصرار على ما حرم الله ) قال : ( وذلك إذا علمت أنه استحل ما حرم الله » أو أصر على فعل ما حرم الله ) . واعلم أنه أشار إلى الشرك » خصوصا أن على الناس معرفته والحكم فيه › وذلك إذا كان شركا ظاهرا ظهر فيه التشبيه . وإذا لم يظهر فيه التشبيه › فليس عليهم من معرفة شرکه شيء . فإن كان في ذاته شركا فواسع له مالم تقم الحجة به » وذلك مثل الايمان بمحمد ع وبالأنبياء والرسل والملائكة والكتب وباليعث وبالجنة والنار › وأما ما سوى ذلك من النفاق والكفر والفسوق والمعصية › فليس عليه منه شيء ۹ ت إلا أن قامت عليه الحجة بشيء › فعند ذلك يجب عليه . فإن قامت عليه الحجة بأن هذا فرض » أو حان وقته عليه » فان رای من ضيعه فيعلم أن قد عصی . وكذلك ما نى عنه أن رأى من فعله » فعليه أن يعلم أنه قد عصى ٠ وأنه أت في التضبيع والتصنع حراما › وليس عليه ما وراء ذلك . وإن قامت عليه الحجة أنه كبير » فعليه أن يعلم أنه معصية والعقاب عليه واجب » وليس عليه أن يعلم أن في شيء من أفعال العباد كفرا » خلا اللسان والقلب . ولا نفاقا ولا فسوقا . وأما الاصرار على فعل الحرام » فهو نفس الحرام » فليس عليه أكثر من وأما الاستحلال لا حرم الله » فربما يقع أكثر وأعظم من المستحل منه ومن أصر على الشرك فهو شرك » ومن أصر على الكبير فهو كبير . وأما الاستحلال › فريما يستحل صغيرا ويكفر به » وربا يستحل کبيرا فيشرك به . وفي الاستحلال مزية على الإصرار » وريا أشرك المستحل ولا يشرك الفاعل . الإمام التاسع : محمد بن محبوب ‏ رضي الله عنه س . قوله في الربا على الأصل الذي اجتمعت عليه الأمة بخلاف قول عبد الله ابن العباس » وذلك أن ابن عباس عول في الربا على النسيئة » وتاول قول ١ ت رسول عي : « إنما الربا في النسيعئة » وأبطله فيما وراء ذلك » ولم ير في الدينار بالدينارين يدا بيد بأسا . والأصل الذي عولت عليه الأمة أن الريا المعني هو الربا في النسيئة”° › وعولت على الحديث الذي يأثره عبادة بن الصامت عن رسول اله د : « الذهب بالذهب › والفضة بالفضة »٠ والبربالبر › والشعير بالشعير ... حتی لملح بالملح ربا إلا ها وها » يدا بيد سواء بسواء » مثلا بثل » . وفي حدیث اخر : « فمن زاد واستزاد فقد أربى » . وقوله : « فمن أجبى فقد أربى » . ونهيه عن المزابنة والمحاقلة » وعن بيع الطعام بالطعام . وقوله لبلال : « أربيت يا بلال » . وقوله للأسود بن عزنة » حين أتاه من خيبر بتمر جنيب فقال له : « أهكذا تر خیبر ؟ ». فقال : ( والذي بعشك بالحق بشيرا ونذيرا » إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين من الجمع ) . من هذا » . وقوله : « إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم | إلا ما نميتكم عنه » . وقول عمر بن الخطاب س رضي الله عنه ‏ : ( إن اخر ما أنزل لأية الربا ومات رسول الله مَل ولم يبينها لنا ء فاحذروا الربا والريية ) . واعلم أن هذه الآثار وردت عن رسول الله من الطرق الصحاح › وعولت عليما الأمة والأئمة والفقهاء › وجل الصحابة عليها › فخالف (١) في ط البارونية اضطراب وأصلح هكذا ليستقم المعنى . ( مراجع ط ٢ ) ۰ م ابن عباس بالحديث الذي روينا عنه › « إنما الربا في النسيعة » . وسئل هل سمعه من رسول الله َد ؟ ا فقال : (لا» إنما حدثني به أسامة بن زيد وزيد بن ارقم عن رسول الله عه ) وهو حدیث صحيح . وذلك أن أسامة بن زيد وزيد بن أرقم كانا يشتريان من السوق القافلة من الطعام » من بر أو شعیر أو تمر » بالدنانير » فيصلون إلى دورهم وقد عازتهم الدنانير › ُو یشتریان بالدراهم › فتعوزهم الدراهم . فسالا رسول الله ع : ( إنا نشتري من السوق بالدنانير فتعوزنا › فتدفع الدراهم ونشتري بالدراهم فتعوزنا › فندفع الدنانير بدلا مم عاز ) . فقال عليه السلام : « لا بأس إنما الربا في الرجاء أراد أن يفسخ كل واحد منہما في صاحبه ولا نظرة » . لله » حين اشترى من مالك بن أوس بن الحرثان حليا بمائة دينار فقال : ( انظرني حين يأتي خازني من الغابة ) » فسمعها عمر بن الخطاب »۽ فال : ( لا والله » فإني سمعت رسول الله عي يقول : « وإن استنظرك إلى أت يلج بيته فلا تنظره » . الله أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل » ولكن أمرا آذن الله تعالى عباده بالحرب › فلا ينبغي أن يتعرض له › ولا أن يون به » قال الله ہ عز وجل س : ا يأيُها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إت كنم مؤمنين › فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ¶ . وإنما إنفاذ الشريعة › أمر يسره الله فسهله فخذ فيه باليسر ما قدرت › ر م ولا تتعد حدود الله تعالى › وأمر عسره الله وشدد فيه فلا تتعرض له » فقد شدد في اية الربا مالم يشدد في غيرها › واذن العباد بالحرب . وقد قيل عن ابن عباس » إنه قد رجع عنا في آيام مرضه بالطائف وفيه مات » وقال : ( أردنا أن نسد عنكم أبواب الربا فأبيم إلا فتحها ) . فرجع عنها قبل موته » وإنما نهنا ك على هذا نصحية على أن ابن عباس بالموضع الذي هو فيه من الفقه في الدين والسنة والتنزيل بالموضوع الذي لا ينكر . وقد قال أبو بكر الصديق : « ما من عالم إلا وفي علمه مأخوذ ومتروك › ما خلا صاحب هذا القبر » وأشار إلى قبر رسول الله عي . وليس مذهبه في الربا بفرض فيضيق على الناس مخالفته . وقد فطن لمذهبه محمد بن محبوب فاثر السنة والجماعة والرأي وهو النباية في زمانه نسيج وحده › وفرد زمانه . الإمام العاشر : الشيخ مصالة ‏ رضي الله عنه ‏ : قال : ( ليس لله علينا أن نكون حفظة لا ننسى » اعلم أن النسيان للإنسان أمر غالب » وربما يكون عن أسبابه » فیۇخذ به » ولم ترد فيه شدة إلا في ناسي القرآن بأنه روي عن رسول الله ع أنه قال : « نظرت في ذنوب أمتي ولم أر ذنبا أعظم من ناسي القران » . وقال أيضا : « من حفظ القران ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم » › وقال الله عز وجل س : ل نسوا الله فنسىيهم 4 وقال : مل أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى 4 وقال : ل تسوا الله فأنساهم أنفسهم 4 . واعلم أن هذا الوعيد إنما يتوجه إلى من نسي الله عز وجل فليس الله عز وجل ممن ينسى ٠ ا أن ألم الضرب ليس مما ينسي » فالله معك أين ما توجهت » فارم ببصرك حيث شعت » تجد صنعه لك حاضرا » أو (١) أي جماعة المسلمين الذين خالفهم ابن عباس في مسألة الريا . ( مراجع ط ٢ ) . ۷١ا س ناهيًا أو امرًا . ومن علم أثر السبع فلن يستطيع نسيانه » ما دام معه أثره ء وقد علم بأسه . وقد عذر الله تعالى ناسي الصلاة : قال رسول الله عي : « من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فذلك وقتها » فعذره عليه السلام ولو نسيها إلى امحشر لا کان عليه باس . وقد صلى عليه السلام صلاة العصر بأصحابه فقام من اثنتين › فقال له ذو اليدين من أصحابه : ( أقصرت الصلاة أُم نسيت يا رسول الله ؟ ) فقال له عليه السلام : « كل ذلك لم يكن » ولكن أنسى لأسن لكم » فقال عليه السلام لأصحابه : « أصدق ذو اليدين ؟ » قالوا : ( نعم ) فرجع فاتم بهم أربعا . ولو لم يذكره أحد من أصحايه لوسعه ذلك إلى الحشر ولا ضير » فشددت المشاي في هذه المسالة غاية التشديد وقالت : إن من قامت عليه الحجة بفريضة من الفرائض من دين الله › أو اية من كتاب الله عز وجل » أو بنبي من الأنبياء والرسل والملائكة والمنصوص من بني ادم » في خير أو شر » أو ولي من أوليائه » أو تباعه من التباعات من الأموال والأنفس › أنه لا يعذر في شيء من هذا كله . منتصوصة › أو قضية من کتاب الله عز وجل مخصوصة . وحكموا في الشاك أنه مشرك » وفي الشاك في الشاك إلى يوم القيامة . واعلم أن هذه المسألة قد شدد فيها وأرجو عند الله تعالى فيها السعة والرحمة » قال الله تعالى حكاية عن المؤمنين : ل ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ‏ . فذكر ذلك في معرض الإجابة والإمتنان » فحن على عمومها ۸١ — في هذه الآية » حتى يأتي ما يخصها › بل تفضل الله علينا من وراء هذا فترك المواخذة في الخطاً فهو كالنسيان . وقد ذهب أهل التفسير الذين فوض الله تعالى إليهم بيان كلامه وخطابه للخليقة بأن قالوا : إن نسينا تركنا أو أخحطأنا أي تعمدنا » فجاوزوا النسيان إلى العمد » والترك والخطاً إلى الترك والعمد . ومذهب هولاء المفسرين مذهب صال لائق برحمة رب العالين في عباده المذنبين » اقتبسوا هذه الطريقة من رسول الله عي فيما حكاه الرب عنه . حيث يقول : « لقد جاءك رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحم ‏ فلهذا للعنى قال رسول الله عي » في قول الله عز وجل : هل إما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولعك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا ې . واعلم أن من سلم من خصلتين فلا يستبعد له هذا التفسير » وهو حاصل في جملة المؤمنين › من سلم من البدعة › ومن سلم من الإصرار فالبدعة : أن يدين لله تعالى بدين كان به علي الله شاهدا » وفی شهادته عليه كذابًا › حتى يلقى الله عز وجل على ذلك ۽ فعلى اي شيءِ یثيبه الله عز وجل ؟ أعلى غير ما قدمت يداه ؟ ثل وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم بجزاه الجزاء الأو € . وأما المصر والمعاند لربه والمتادي على معصيته وارتكبها عمدا › وعول أنه لا يفارقها أُبدا حتی یلقی ربه » فاصر واستکبر » فخاب وخسر » فلقی ربه غدا في الحشر منكوسا مركوسا » فليس في هذا أيضا مطمع » إذ لا يليق بحكمة الباري سبحانه إسعافه على اصراره وخلافه وما وراءه من الذنوب ٠ فليس بمستحيل العفو عنه » بأسباب خمسة : التوبة النصوح » والحسنة المقبولة › والمصيبة الوجيعة التي قال صاحبها : ل إنا لله وإنا إليه راجعون . أولعك عليهم n صلوات من ربهم ورحمة وأولعك هم المهتدون ‏ . أو الم يقلها . وقال الله عز وجل س : ل وما أصابكم من مصيبة فما کسبت أیدیکم ويعفو عن وقال عي : « ما من مسلم يصاب بمصيبة حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بہا من خطایاه ) . ومن وراء ذلك شفاعة المصطفى عليه السلام » فكيف بمن له الشفاعة ء. وهو الحكم الكريم الرؤوف الرحم رب العرش العظم . وهو التائب عن عباده للذنين قبل أن يتوبوا فقال عز من قائل : يريد الله لیبين لکم ویہديكم ستن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكي والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تيلوا ميلا عظيمًا 4 . وقضى على لسان نبيه عليه السلام : « أن من كان في قلبه مثقال حبة من الايمان دخل الجنة ) . رواه ضمام بن السائب عن رسول لله عه . وهبت لكم ما بيني وبينكم فتواهبوا فيما بينكم » ويقع القصاص بين اللسلمين والمسلمات › ويتقاصون بالحساب بدل الأموال والتبعات › ومن وراء ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء » والله ذو الفضل العظم .. و د 2 2 الحزء الاي ١ا٠ س فهرست الزء الثالي من كتاب الدليل والبرهان اللوضوع الصفحة مقدمة : ‎WO‏ ‏ذكر الاختلاف في الايمان واعتقادات الضمائر ‎O‏ ‏القول في الدين والافراق والمذاهب ‎TU‏ ‏القول في اختلاف الناس في الايمان والكفر ‎۷Y‏ ذ کر من. كان على دين من الأديان من شرائع الإسلام ولم تبلغه حجة محمد مد ‎Ê‏ قول عمروس بن فتح فيما يسع جهله مما ضيقته المشاخ ۱۹ القول في أسئلة مبهمة وأجوبة مدهمة ۳۴ ذكر أحوال المكلفين الختلفة ۴ ذكر ولاية المؤمنين وما يسع جهله وما لا يسع )۳ ذكر الدليل على وجود الجن ‎۳O‏ ‏ذكر طرق الحجة والبرهان وهي أربعة ‎۳Y‏ ‏باب اختلاف الناس في الكفر والكبير والمعصية والسيئة ‎۳A ee‏ ذكر الوعد والوعيد وحكم أهل التأويل ‎PT‏ ‏قول السنية والمعتزلة والروافض والاباضية في النفاق ‎EA a,‏ ذكر الاختلاف في الكبائر والصغائر ‎O0‏ ‏ذكر الاختلاف فيما أمر الله به عباده ‎O۸‏ ‏باب في الأفراق قال عليه السلام « ستفترق أمتي على .. الح ) ....: 4٦ الكلام على المرجئة والقدرية والمارقة والمشبهة ‎TE‏ ‏باب في ذكر المذاهب والآراء والاختلاف والائتلاف ‎۸A ee‏ باب اختلاف الناس في الرأي ‎VO‏ باب في الاجتہاد وصفته ‎VT‏ ١۱۱ ب اللوضوع الصفحة ما يجوز فيه الاجتہاد ‎VA‏ ‏القول في صفة الحتهد ۸ ما أسماء المجتبد فيه ‎A۴‏ ‏ما حكم الأفعال والفعال ‎AA‏ ‏باب في اعتقاد الخطا والمباح ۸ ذكر مسائل الائمة العشرة ‏ رضي الله عنہم ‏ 0 الامام الاول جابر بن زيد وذ کر مسائله 6 الامام الثاني عزان بن الصقر ومسائله ا الامام الثالث لواب بن سلام ومسائله ‎NES‏ ‏الإمام الرابع الربيع بن حبيب ومسائله ‎A‏ ‏الإمام الخامس أفلح بن عبد الوهاب ومسائله ۹ الامام السادس عمروس بن فتح ومسائله + ‎OD‏ ‏الإمام السابع أبو القاسم يزيد .بن مخلد ومسائله ‎OE‏ ‏الأمام الثامن أبو خزر يغلا بن زلتاف ومسائله ‎E‏ ‏الامام التاسع محمد بن محبؤب ومسائله ۴ الامام العاشر الشيخ مصالة ومسائله ۱ ‎e‏ تم الفهرست رقم الإيداع ۷/۲٩ مطبعة الألوان الحدية : ٢۲۲۷٥