EEE U a: e IAL a DRC YT RE - - 7 2 ۹ ا س ت ‎AE XR re 2 A E r‏ 7 ‎e es ۱ 1 1 Wae E EA eh r E ¬ ar Pn e Te 4 0‏ ‎I 0 Rd XEFÎ A EZ A ED OSS TE aE e O‏ و 7 ن 7 ا ن ت 0 : 7 ¥ 7 ۲ - 7 ‎e 7 ۹ 7 < . rE a “ ¥ E‏ 47 ر ٠ ب 0 و ا 1 ا 0 ‎RRS DEST‏ 10 ‎ers E PE : 0 7 Dy SC 1‏ و ب 5 ۳ 2 م جا ى 7 ی 3 7 ۴ FSO RAY e س ع ضاي ر YT ê e د E Ebr E remem DA ‏ل‎ e ۱ ! a مرا هيم لوار جلاني ‎reed‏ د ‎Pk E‏ ا Ve pora 1 _ 2 ‏ا‎ ‎E ‏ا ر‎ 2 4 N a 0 س 2 P4 م ۸ 97 ( : ۲ ۱ ۹ ر ‎AKA‏ ا : / 2 1 0 7 ی 7 7 ‎A AR»‏ 7 ۰ ٍ 4 51 5 ین ت ر ‎b~‏ 2 6 و ‎RS Ps e], 3 E E ERS RC NCI a 7 8 ERR AREER OOS BNR DI RARE :‏ ی ‎ ‎a EE esed ‎ASL ‏نَمَو‎ 2 E RESA ESATA OAT EE ES ‎EEE n Rar n ‎ 7 ل“ مان ورارة التراث العوى رل رام تا ب ۰ العلامة أبو يعقوب يوسف إبراهيم الوارجلاني 77 تحقيق الشيخ سالم بن حمد الحارثي الجزء الثالث الطبعة الثانية ۷ ه- ۱۹۹۷م الدليل والبرهان الجزء النالث د بسم الله من الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم الجزء الثالث من کناب ‹ الدليل لأهل العقول لباغي السبيل بنور الدليل لتحقيق مذهب الحق بالبرهان والصدق » كتاب الرسائل الحمد لله رب العالمين بمحامده كلها ما علمنا منها ومالم تعلم » على جميع نعمه كلها › ما علمنا مها ومالم نعلم ›» لدى جميع خلقه › ما علمنا منہا وما لم تعلم . والصلاة على محمد عبده ورسوله وخاتم النبيين » وعلى جميع الأنبياء والملائكة والمرسلين والمسلمين أجمعين . ( أما بعد ) : فان عبد الله بن الشيخ سليمان أوقفني على كتابك الأغر الأجل › فقرأته وفهمت مضمونه › وذكرت فيه مسالة الرضى والسخط ٠ وما اعتراك فيا من التحير إلى اخر الفصل . اعلم يا أخي أنك تحيرت فيما ينبغي أن يتحير فيه المتحيرون ٠ ويهتبل به المتدينون » لقلة مبلغ علومنا » ولعظم التوبة في ديننا » ولكن الله المستعان وهو حسبنا ونعم الو كيل . اعلم يا أخي أن هذه المسألة » سالت فيا ثلاث شروط : وها : إصابة وجه الحق عند الله تعالى فيها فهذا وجه . والثاني : إقامة البرهان على صواب المصيب وخطا الخطىء فيها » فهذا ثان . والثالث : أن يكون البرهان نيرا ساطعا بينا قاطعا . ومن لنا يا أخي بإصابة ٤ — وجه الحق عند الله إلا بتوفيق الله تعالى » وإقامة البرهان إلا بعون الله تعالى › وإيضاحه حتى يكون بينا ساطعا نيرا قاطعا إلا باذن الله تعالى . ومن لنا بك يا أخي » بان تنظر إلى ما نورده عليك ونصدره عنك بعين الرضى لا بعين السخط بتاييد وتسديد من الله تعالى . والمعذرة إليك يا أخي ما نجده من ضعف النفوس وضعف العقول فأعنا عليك بالذهن الحاضر والعقل الوافر والفهم الثاقب والتأمل الواصب › حتى يتضح المجمل ويتبين الملشكل » ون تحمل كلامنا على أحسن وجوهه وقد قال الله عز وجل : لل فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا باحسنا ¶ . اعلم أن من أراد أن يوقظ الصواب في نفوس المستمعين » لابد وأن يكون في كلامه تمئيل وتشبيه واستعارات ومحاز › والكلام لا يخلوا من هذا الفط ٠ وفيه متعلق للألد المشاغب الملد المذاهب › ولكن إذا ظهرت المعاني التي أردنا › والوجه الذي قصدنا › فما علينا ولا بالنا . فالتعلق بالألفاظ دون المعاني » راض وقانع بالقشر دون اللباب » ألا ترى إل قوله الله عز وجل س كيف اعتذر إلينا وقال : ل يأخذوا بحسنا € وقال : الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولعك الذين هداهم الله وأولعك هم أولو الألباب 4 . فالله تعالى يا أخي يحملك وإيانا على السداد › ويؤيدك ويلهمك سبيل الرشاد ويسددك . ونحن نريد أن نقدم بين يدي كلامنا مقدمات » ثم نشرع بعد ذلك في إيضاح الحق والبرهان عليه إن شاء الله ء ولا حول ولا قوة إلا بالله لعل العظم وذلك يا أخي أنه محال ظهور الفرع قبل ثبوت الأصل ومحال أن يرهن مبرهن على حق أو باطل » بوجوه البرهانات » إلى من لا يعرف البرهان ولا يقر به » فإذا ما عرف وجوه البراهين وأقر بها أمكنك الكلام معه » فان — 0 لم يف بالشرطين جميعا کان الكلام معه لغوا › ولابد من معرفة الحق وإقراره به . وقد تيقنت يا أخي بان حجج القران أعظم الحجج » وبراهينه أعظم البراهين » ولن ينفعك في جاهل منكر » حتى يقع الكلام في تثبيت القران أولا أنه حق من عند الله تعالى » فهناك نشرع في إيضاح القران له . وكا أنه محال يا أخي أن يرى اللون من فقد البصر › ويسمع الصوت وأن يكون أبكم من ليس موجودا » فإذا حصل الوجود أمكن البكم » وإذا انطلق اللسان أمكن الكلام » واذا أمكن الكلام أمكن النحو . ومحال أن يعرف الحق ويقر به من لا يعرف البرهان ومحال أن يعرف البرهان ولا يعرف طرقه » وهكذا عادة الله تعالى في الأمور كلها فالمقدمة الاولى تو كيد للبرهان وتمهيد طرقه . وذلك أن العلوم البرهانية لا تتطرق إلى العباد إلا من أحد ثلاثة أوجه : إما عقيلة وإما لغوية » وإما شرعية . وللعلوم العقلية قوانين › وللعلوم اللغوية قوانين » وللعلوم الشرعية قوانين › وعلى هذه العلوم الثلاثة ينبني البرهان ومنها يتركب فمن لم وأنا لا أدري أكنت تحسنها أم لا تحستها . فلو علمت أنك ممن يحسنها › لاقتصرت لك عن إيضاح الحق في سطرين »٠ إظهار معانيها » حتى تكون طرق البرهان وسبل الحجاج عندك موجودة مدخرة عتيدة » إن شاء الله لتحقيق الحق وإبطال الباطل › والله المستعان . ٦ وإنما وفعت المغالطات بين الخصوم من تضييعهم معرفة هذه الأصول ء٠ فلما بطلوا عطلوا . ويعتور على البرهان ثلاثة ألفاظ : برهان صحيح؛ ومموه صر »٠ وخطاب وهذه الطرق الثلائة هي التي سلكت بنو ادم في الدعاء إلى اعتقاداتهم فمن بنى برهانه على الحد والقياس والطرد والانعكاس › كان برهانه والبرهان المموه الصري : هو الذي تقع المغالطة في طريق استعماله من أحد الخصمين »٠ فيفترقان على غير طائل . والبرهان في الخطاب الفصيح إقامْة الحق والباطل في نفس الخاطب » حتى يعتقده من غير دليل ولا برهان صحيح ولا تمويه صري » فان سلك فيه طریق الحق كان حقا » وإن سلك فيه طريق الباطل كان باطلا › ويسوغ للأمرين . والمويه ليس فيه إلا الباطل » والبرهان” ليس فيه إلا الحق » فاحترز ما قدرت من اویه › ولا ترکن إلى القول الفصيح › حتى يقع البرهان الصحيح . والانعكاس » وقد نبهتك أولا على تحقيق المعاني واطرح الألفاظ . واعلم أن وصولك إلى معرفة المعاني بثلاثة مقامات : إحداها هلهلته › والثاني ماهيته › والثالث كيفيته . (١) أي البرهان الصحيح ( مراجع ط ٢ ) . ۷ س : هي ذات الشيء › ولن تفيدك برد اليقين . والكيفية : هي حده » والحد هنالك الحق البين » فمن لا يعرف الشيء لا بذاته ولا بشيء من صفاته » لم يخرج منه بطائل ولم يقر إلا بقول قائل » وانطلق لسانه وظهر بيانه ء وأنا أبين لك حقيقة هذه الوجوه الثلاثة . وإذا قال لك رجل مثلا : ظهر بالأمس عندنا شيء موجود في ناحية البلد فأعجب الناس . هل ظفرت من هذا الخبر بفائدة » أو ترجع إلى نفسك منه بفائدة » فهذه معرفة الحلهلة › وهو معرفة هل هو ومعناه موجود أو غير موجود › وهو إخبار عن وجود الذات . وأما معرفته برسمه : بأن يقول لك رجل : رأيت رجلا واقفا فأعجبني . فهذه معرفه الماهية › وهي معرفة بعض صفاته في الرجولية والذ كورية والوقوف » وهذه معرفة الرسم فأنت منه على لوائح لم تضبطه كل الضبط وأما معرفته بحده بأن يقول لك : رأيت إنسانا حيا فعالا . فهذا هو الحد و حسبي الله وحده . ونرجع الان إلى ذكر الطرق الثلائة نرمز لك فيها رموزا تتعرفها وتضبط ألقابها إلى حين الحاجة إليها . وذلك أن هذه العلوم الثلاثة المذكورة ينقسم كل علم متها إلى أقسام ثلاثة : فالعقلية تنقسم ثلاثة أقسام : وجوب الواجبات وجواز الجائزات › ۸ س والشرعية تنقسم ثلائة أقسام : أصل › ومعقول أصل › وقياس . وتنقسم هذه الأقسام إل أقسام خر : فالأصلية تتقسم ثلائة أقسام : الكتاب » والسنة » ورأي المسلمين . ومعقول الأصل ينقسم ثلائة أقسام : لحن الخطاب ٠ وفحوى الخطاب › ودليل الخطاب . والقياس ينقسم إلى ثلائة أقسام : ارتباط الفروع بالأصول ء واصطحاب حال الاصل ٠ والاستحسان . وأما الشرعيات فإن الكلام يطول في شرحها على قلة حاجتنا ذه اللسائل » وإنما ذكرتها لك لتحصل ألقابما » وتحكم أقسامها إلى حين التفسير › وأما العقليات واللغويات › فسنشير لك ء٠ إن شاء الله إلى لمم تضبطها للحاجة الماسة إليها في مسالتنا هذه . والله الموفق للصواب . وقولنا : وجوب الواجبات . فان الله تعالى خلق المكلف › وركب فيه العقل › وغرز في العمل هذه العلوم الثلاثة » وجعلها فطرية لم تختلف العقلاء والحدث على محدث › ففي فطرة كل عاقل » أنه ِن ثبت عنده حدوث شيء ثبت عنده وجود صانعه » وهذه من الواجبات » وهي مسألة شيخنا أي نوح سعيد بن زنغيل ‏ رضي الله عنه ‏ مع وزراءِ آي تمم معاذ ۽ حين سام : ما الدليل على أن هذه الصنعة صانعا ؟ فشرعوا في الجواب وأخذوا في الأدلة › ولم يصنعوا شيا . فقال ابو تمم : آجيبوا ابن زنغيل من حيث يفهم . ک۹ س قال الشيخ : فنظرت إلى وجهه فرأيته مبتسما » فرددت إليه المسألة . فقال : أعد . فاعدته . فقال : قولك صنعة » دليل على أن لا صانعا . وقنع الشيخ ‏ رضي اله عنه ‏ بهذا الجواب » ولكن لم يرد مطالبته با وراء ذلك » وليست المسالة الأولى إلا من جهة العقل لا من جهة الدلالة » وإنما الدلالة في تثبيت الصنعة أا صنعة وأما ما وراءِ ذلك فقلبي . حیا » ون من عرفته قادرا عرفته عالا » وأن من عرفته مریدا کارها عرفته قادرا » ومن عرفته راضیا ساخطا عرفته مریدا کارها › ومن عرفته فاعلا عرفته راضيا ساخحطا . وهذه المسائل من ضروريات العقول » والمسالة مطردة ومنعكسة وتنعکس المسالة . عرفته مریدا کارها ومن عرفته مریدا کارها عرفته قادرا » ومن عرفته قادرا عرفته عالما » ومن عرفته عالا عرفته حيا » ومن عرفته حيا عرفته موجودا . وليس كل من عرفته موجودا عرفته حيا ء وهو الذي يدلك على أن الوجود ليس بصفة » وأن كون الموجود حیا من الجائزات » و کون الي موجودا فإٍذا اطرد لنا هذا وانعكس في أن الحي فاعل وأن الفاعل حي ٠ فليس يصح في العقول كون الحي لا فاعلا » ولا كون الفاعل لا حيا » فلهذا قلنا : إنه علم ضروري لا يتطرق إليه الشك . ١ا واعلم أن الحب والبغض كالرضا والسخط » وأن الولاية والعداوة كال حب والبغض › حتى لا يقم التكرار بعد هذا » لأنها قريبة البعض من البعض إلا أنها فوق الفعل دون الارادة والكراهة › والارادة والكراهة دون القدرة › وفوق الرضا والسخط وأخواتها » والقدرة دون العلم وفوق الأرادة والكراهة › والعلم دون الحياة وفوق القدرة › والحياة دون الوجود وفوق العلم . ومهما تتبعتها من فوق إلى أسفل كانت عموما » ومهما تتبعتها من آسفل ِل فوق كانت خصوصا من عموم . واختلف أهل العلم في النظام . فقال بعضهم : العلم نظام الكل . وقال بعضهم : القدرة نظام الكل . وقال بعضهم : الحياة نظام الكل . ولذلك قال بعضهم : إنها ليست بصفة . ويذهبون با إلى الذات › وليس على الجميع ضرر ولا ضرورة › والذي أميل إليه أن الحياة هي النظام › لن حد الحي الفاعل » فكل حي فاعل › وكل فاعل حي › وقد اطرد وانعكس » فإذا كان ذلك كذلك فلن يستقم الفعل من حي » حتى يکون عا قادرا مريدا كارا راشا ساخطاً فاعلاً . فإذا كانت حقيقة ا حي هو الفاعل » والحي يقتضي الصفات التي ذكرنا › والفاعل يقتضي ما دون ذلك » وهو الأمر والبي يستدعيان الطاعة والمعصية › والطاعة والمعصية يقتضيان بيان المطيع والعاصي › ويستوجبان الثواب والعقاب وهما الجنة والنار . وليس في الوجود إلا الفاعل والفعل › فقد اشتمل اسم الحي الفعال على الكل » وإليه الإشارة بقول الله عز وجل س : ل الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ¶ ونص عليها رسول الله ع › « أنه أعظم اية في القران الكرم » . ١٠ س وأشار بعضهم إلى أن فا اسم الله الأعظم ما ذاك إلا لا تضمنته من الدلالة على الله عز وجل . وهذه العلوم التي قدمنا أولّا من ضروريات العقول المذكورة في الجملة › إلا إن غلط غالط على هذه الألفاظ ونحلها غير معانيها . وغلطت فرقتان الدهرية وأصحاب الطبائع ومع ذلك ل يهدما هذا الأصل . والدهرية تقول : إن العالم قدي . فلم يثبتوا حدثا ولا محدثا . وأصحاب الطبائم قالوا : فاعل الكل الطبيعة . وأثبتوا الفاعل هو الطبيعة › وهو قولنا » إلا أنهم غلطوا فسموه طبيعة وسميناه إلا فسلمنا من أصحاب هذين المذهبين . وقولنا : وجواز الجائزرات . هو ما استوى في العقل وجوده وعدمه › وقولنا : استحالة المستحيلات . فظاهر عليه › كالواحد لا يكون اثنين وواحدا في حالة واحدة » وحيًا ومينًا » وموجودًا ومعدومًا » في حالة واحدة . ولو قدرنا منه مسألة واحدة ولو أن رجلا قال لنا : إن عندنا فرسًا يكون شرقا ويكون غربًا في حالة واحدة لقلنا : محال ولو قال : إنه يكون في غير بلدك هذا وينقاس في البلاد الفلانية لقلنا : محال . ولو قال : إنه قد كان في الأعصار الماضية والأم السالفة لقلنا : محال . ولو قال : إنه في الأدوية والعقاقير” ما أن استعملته اتفق لقلنا : حال . (١) أي يكون الفرس في بلدين مختلفين أي في بلدک عندك هنا وفي بلد آخر . ( مراجع ط ٢ ) . (۲) أي يكون الفرس عندكم في هذا العصر وفي عصر آخر في الأ السايقة ( مراجع ط 7 ) . )۳( لعله یرید الادوية والعقاقير المتنافرة ( مراجع ط ۱۲ ولو قال : هبكم عرفتم ذلك في أنفسكم » فما عليكم في غير . قلنا : محال » عرفناه بقضية العقل » وحكم الشاهد على الغائب في العقليات كلها سواء واستحالته › فلو انساغ ذلك لكان القديم حديثا › والحديث قدا › وقولنا في اللغويات › وأما اللغوية فإن الله تعالى لا أراد أن يخلق هذا الخلق المكلف 2 خلق له العقل › وفتق له الآذان للسمع › واللسان للنتطق ء مهم وليفهّم . فقسموه نلا نه أقسام : أسماء وأفعال وحروف . فالأمماء دلالات على الذوات والأعيان » والأفعال دلالات على الحدوث فمن لم يعرف أبنية الأسماء وتصاريف الأفعال ومعاني الحروف انسلخ من الكلام والبيان » لاسيما النحو والإعراب › خصوصاً للسان العرب ٠ فمن م يحكم ما هنالك اختل عليه الخطاب ٠ وظهر في كلامه الاضطراب › والحاجة ماسة إلى الكلام لأن به قامت حجة الله تعالى على العباد وبه يتوصلون إلى الأغراض والراد . ونفرض في هذا مسألة واحدة :- ولو أن قارنًا قراً ل إنا فتحنا لك فتحا مبينًا ‏ أليس معناه : قد فتحنا لك فتحا مبينًا . فلو قرأه : أنى فتحنا لك فخا مينًا . وهذا إنكار وهو ضد الأول . ولو قال : أئنا فتحنا لك فتحا مبينًا . على الاستفهام » لكان كفرا أيضا . ولو قال بالتخفيف : إنا فتحنا لك فخا مبيًا › لكان فاتر. (١) فاتراً : ضعيفاً منکسرا ( مراجع ط ٢ ) . ۱۳ ولو قال : إنا فتحنا لك فتحا مبينا . معناه في وقت فتحنا لك فتحا مبينا › مأخوذة من قوله : تل غير ناظرين إناهء 4 لبطلت فائدة الكلام . ولو قال : إنا فتحنا لك فتحا مبينا »ء لكن لحنا . وهكذا قوانين لغة العرب . ولو انساغ لأحد أن يبدل متنا شيعا لا بلغ الخطاب مداه . وقال الله عز وجل س : ل حرمت عليكم اليتة والدم وحم الخنزير ‏ . فلو ذهب ذاهب إلى أن الميتة هو البول » والدم هو الخمر » والخنزير هو الحمار لتبطلت معاني لغة العرب فالاول إبطال فائدة الاعراب والنحو اللذين خص الله بهما لسان العرب ء وجعلهما لما وشيا وزينا › فعطلوا جمال لله في لسان العرب فكفروا » والآية الأخرى إبطال الغرض . والمراد بتبديل حقائق الأشياء على المعتاد » فلا يصح لأحد أن يجعل اسما فعلا أو حرفا أو فعلا اسما أو حرفا » أو حرفا اسما أو فعلا » فلو کان لبطلت المعاني » وعميت العقول عن البيان » وصار الكلام كالذيان . وأما دلالة الأسماء على الذوات والأعيان فليس يخفى ذلك على أحد› لو قلت : هذا زيد . لدل على عینه دون زمانه . وكذلك لو قلت : زيد خارج . لدل على عين الخروج دون الوقت والزمان › ودلالات الاسماء دلالة الاأفادة والاشارة ٤ ولم يدل قوله : زید خارج . على زمان مخصوص بعينه لا ماض ولا مستقبل ولا حال » ویسوغ لكل واحد من هذه الازمنة » وذلك إلى نية المتكلم › فان أراد به زمنا مخصوصا › فهو ذلك الزمان بعينه وصار اسم فعل » وان لم يرد واحدا بعینه وأطلق » كان الاسم بدنا » ومن هاهنا تقتبس معرفة أسماء الأبدان من أسماء الأفعال › ومنه جواز اسم خالق ورازق على الله سبحانه فيما لم يزل » وحسبنا ج م فصل واعلم يا أخي أن أكثر ما يوجب الأختلاف بين التناظرين تعلقهم بالألفاظ دون المعاني . فمن تناظر في أمر لم يظهر معناه › ولم يتبين غرضه ومغزاه » کان التتاظران كالأحولين كل يعمل على شاکلته » ویکون في غير مشرع صاحبه . وحن ال الآن إن شاء الله نشرع في وصف الحق الذي اعتقدناه 2 وأخذناه ١1 *٭ باب إيضاح الحق الذي اعتقدناه بالله سبحانه وذلك أن الله تعالى خلق الخلق » وخلق منه هذا الجنس العالي العقل اللكلف ٠ » جعلهم في أعلى الدرجات واختصهم بالعقول وفتق الألسنة بالتطق والكلام › وفتق الأذان للسمع › » ليتوصلوا | إل الأغراض ء وعلمهم أسماء الأشياء › وحد شم حدودها کا قال عز من قائل : ل وعلم ادم الأسماء كلها م عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هرلا إن کنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي الحكي . قال يا آدم انيهم بأسمائهم فلما باهم با سمائهم قال أ قل لكم أُعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنم تكتمون ‏ . فعند ذلك أمر الله عز وجل اللائكة بالسجود تفضيلا لدم عليهم معرفة الأسماء فقال : ل وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أي واستکبر وكان من الكافرين 4 . وجعل الله الفعل والحرف من الكلام تابا للأفضل ء وجعل ها موازين لغوية » وقضى عليما بالموازين العقلية تمهيدا أو توكيدّا للموازين الشرعية › لأن نسبة صناعة المنطق إلى القلب كنسبة صناعة التحو إلى اللسان . وحكم المنطق في المعقولات كحكم النحو في المقولات ٠ وليس في الوجود إلا الخالق والغلوق فلم يفرد الرب نفسه بلغة مخصوصة يعرب لنا بها عن نفسه لا يشاركه فيها خلق » فاللغة واحدة بها يتعارب” وبها يتناصف » وجعلها في حقنا حقيقة لا مارا وفي حقه مارا لا حقيقة » ومن وجه اخر في حقنا عجارا لا حقيقة وفي حقه حقيقة لا مارا › لانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . )۱( أي يتضح اراد ( مراجع ط ٢ ). ا ت فعرفنا الله تعالى حقيقة الوجود » والحياة » والعلم » والقدرة › والأرادة › والكره والرضى والسخط وأخواتها › والأمر والنبي › والطاعة واللعصية › والمطيم والعاصي » والثواب والعقاب › والجنة والنار » فهذه إحدى عشرة مقامة » فالأولى منها إثبات › والخمس التوالي صفات » والخمس الأخر أفعال › وإن غلط في كل مقامة منها غالط » وسنشرح ذلك إذا صرنا إليه إن شاء الله . فحقيقة الوجود في متعارفنا المعهود فينا : كوننا تحت المكان والزمان › هذه حقيقة الوجود . فتقول : فلان موجود وفلان معدوم بعکسه . ووجود الباري سبحانه بخلاف الأول › وهذا الوجود غير معقول إلا من جهة الشرع › بدليل قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ¶ . ولذا قلنا : إن الإعبار عنه في حقنا مجاز » إإذ قصرت عقولنا أن تعقل کنه وجوده . وأما حقيقة وجود الله وصفاته في ذاته فهو أولى بالحقائق من وجودنا وصفاتنا للنقص الشامل لنا عن كال وجوده وصفاته ودوامه › إذ صفاته جل وعلا فوق النطق وصفاتنا تحت النطق › وليس الوجودان بصفتين على حال إنما هما إثبات الذاتين . وحقيقة الحياة في متعارفنا المعهود فينا » كون الروح في الجسد › وهو عرض من الأعراض » وحياة الباري سبحانه إنما هي صفة ذاتية » لا هي عرض ولا هي عیره . وحقيقة العلم في متعارفنا المعهود فينا » تحلي العلوم في نفس العلم واعتقاد الشيء على ما هو به » وهو عرض من الأعراض . ۱۷ وعلم الباري سبحانه ليس كذلك › إنما هو صفة ذاتية لا هي عرض ولا هي غيره . وحقيقة القدرة في متعارفنا المعهود فينا » استطاعة توجب الفعل فينا › وهي عرض من الأعراض . وقدرة الباري سبحانه ليست كذلك › وإنا هي صفة ذاتية » لا هي عرض ولا هي غیيره . وحقيقة الارادة والكره في متعارفنا المعهودتين فينا › فالارادة ميل النفس ِل شيء » والكره عكسه وهو نفور الطبع عنه » وهما عرضان من الأعراض . وإرادة الباري سبحانه وكرهه ليسا كذلك » إنما هما صفتان ذاتيتان › لا هما عرض ولا هما غيره . وحقيقة الرضى والسخط في متعارفنا المعهود فينا › قبول الشيء وإيثاره عل غيره والسخط عكسه» وهما عرضان من الأعراض °2 ورضى الباري سبحانه وسخطه ليسا كذلك »٠ إنما هما صفتان ذاتيتان . الحب والبغض سبيلهما سبيل الرضى والسخط »› والولاية والعداوة سبيلهما سبيل الحب والبغض . وهذه المقامات الثلاث بعضها فوق بعض درجات ومنها هاهنا ابتداء عالم الفعل وانقطاع أسلوب الصفات وهو الأمر والنبي وحقيقتها التكليف وهو حمل ما يشق على النفس فعله » والطاعة والمعصية نتيجتا الأمر والنبي ٠ والطاعة ما أوجب الله عليه الثواب لفاعلها › والمعصية بالعكس وهما فعل العبد . والمطيم والعاصي اسمان ملازمان إن نسبتهما إلى فعل مخصوص بأحد الأزمنة الثلائة كانا اسم فعل » وإن أطلقتهما للأزمنة الثلائة كانا اسم بدن ء والثواب جزاء المطيع والعقاب عكسه » والجنة هي الثواب والنار هي العقاب » وسنلوح ۱۸ هاهنا بفصل مختصر نبينه على وجه الدلالات على هذه المقامات الأحدى عشرة مقامة . فإن قال قائل : ما الدليل على وجود الباري سبحانه ؟ قلنا : ظهور الفعل . وعلى حياته : صدور الفعل . وعلى علمه : إِتقان الفعل . وعلى قدرته : حاجة الفعل . وعلى إرادته : تمييز وقوع الفعل . وعلى كرهه : عكسه . وعلى رضاه : قبول الفعل . وعلى سخطه : عكسه . وعلى حبه اصطفاء الفعل . وعلى بغضه : عكسه . وعلى ولايته : اصطناع الفعل . وعلى عداوته : عكسه . وعلى ثوابه وعقابه : حکمته . وعلى جنته وناره : شرعه . فهذا الذي أردنا من تقرير الحق في أنفس المقلدين » وسنشرع الآن في إقامة البرهان للمعتقدين المقيدين إن شاء الله تعالى والله المستعان . ففي الدليل والبرهان الصحيح - والبغض والولاية والعداوة إنها صفات الله تعالى في ذاته ؟ قلنا ( وبالله التوفيق ) : من أحد ثلاثة أوجه : أحدها من العقليات الضروريات › وذلك ما شرحناه من كون ال حي مرتبطا بصفاته التي لا تنفك من واحد مہا إلا كان مواتا 6 وهي العلم والقدرة والارادة والرضى والحب والولاية » ويكون مع ذلك فعالا › فهذه حقيقة الحياة لا يعقل غيرها » ألا ترى أنك إذا قلت : رأيت حيا . اقتضى فعالا . وإن قلت : رأيت فعالا . اقتضى حيا . وإن قلت : رأيت حيا لا فعالا . أكذبك وكذلك لو قلت : رأيت فعالا لا حيا . أكذبك الوجود . والمعنى في ۱۹ ہہ والولاية والفعل › وقولك فعال يقتضي : الفعل والولاية والحب والرضى والارادة والقدرة والعلم والحياة › ضرورة . فإن قلت : حيا . اقتضى صفاته من العلم إلى أوائل أفعاله . وإن قلت : فعالا . اقتضى صفاته من لدن أفعاله إلى وجوده . ولن يصح من موجود إذا كان حيا » إلا أن يكون عالمًا » ومن عالم إلا أن يكون قادرا » ومن قادر إلا أن يکون مريدًا کارهًا » ومن مرید کاره إلا أن يكون راضيًّا ساخطا » ومن راض ساخط إلا أن يكون عبًا مبغضًا ‏ ومن محب مبغض إلا أن يكون مواليًا معاديًا » ومن موال معاد إلا أن يكون فعالڵا » فالحب والبغض والولاية والعداوة من قبيل الرضى والسخط » فأغنى عن إعادتهما . إن خرمت الرضى والسخط خرم غيرك الارادة والكره › وخرم غير القدرة › وخرم سوا؟ العلم » وخرم من ورائكم الحياة » فبطل الوجود والفعل والخلق » فتبارك الله أحسن الخالقين . ولا حجة لواحد من هؤلاء على الأخر إلا بإثبات الكل أو إبطال الكل . فإن قالوا : لن يصح لأحد أن يبطل الإرادة والقدرة والعلم لأنها صفات . قلنا : قد قال قوم من المعتزلة إن الإرادة حكم وفعل . وقالت الأشعرية : وأما من استثقل من أصحابنا أن يكون الكره صفة ٠ فإنما يقع الاستثقال على الكره والكراهة والاستكراه . والذي عندي أن من صفات الذات والله المستعان . n والوجه الثاني في اللغة : وذلك إنا عرفنا التفرقة بين الوصف والواصف والصفة والموصوف من اللغة › فالوصف فعل الواصف ء والصفة نعت للوصوف »٠ فأطبقت الأمة على أن الصفات النفسانية صفاتنا » وهي أعراض حالة فينا . فقلنا نحن : إن كل ما كان صفة لنا نفسانية كان لله صفة ذاتية » وقد أجمعت الأمة على أن الرضى صفة الراضي » والسخط صفة الساخط › منا وإخواننا كذلك . وإنما أطلقنا على العلم والقدرة والإرادة أثها صفات لله تعالى › لمعرفتنا بأنها صفاتنا » فاللغة واحدة ولم يفرد الرب نفسه بلغة مخصوصة لقول نبينا عليه السلام : « من عرف نفسه عرف ربه » وإنما عرفناه من ذات أنفسنا . وإما قلنا : إن العلم صفة › لأن العرب أطلقت على علمنا أنه صفة © فأطلقناه على علم ربنا أنه صفة . وأطلقت على قدراتنا أنها صفاتنا › وأطلقنا على قدرة ربنا أنها صفته . وأطلقت على إرادتنا أنها صفتنا » وأطلقنا على إرادة ربنا أنها صفته . وأطلقت على رضانا وسخطنا وحبنا وبغضنا وولايتنا وعداوتنا أنها صفاتنا › فأطلقنا على رضاه وسخطه وحبه وبغضه وولايته وعداوته فقلنا : إنها صفات ذات ربنا . ولم ينكروا شيا مما نقول : إنه راض وله الرضى إلا قولنا : إنہا صفات ربنا . بل قالوا هم : إنها أفعال ربنا . وهي الثواب والعقاب والجنة والنار . ولو عارضناهم فقلنا : إذ قلتم : إنها أفعال . فكذلك الإرادة والقدرة قالوا هم : إن رضاه مرضيه وسخطه مسخوطه وحبه خحبوبه وبغضه مبغضه ٢۲ وولايته وليه وعداوته عدوه » لا انفكوا من شيء منہا إلا أن حاولوا التفرقة بين العلم والقدرة والإرادة وبين ما ذكرنا من الرضى وأخواته » إن كانت معلومة ومقدورة ومرادة وجب حدوث العلم والقدرة والأرادة لحدوث المعلوم قيل لحم : و كذلك لو کان رضاه مرضيه وسخطه مسخوطه » في أخواتها › فان قالوا : هو قولنا . قلنا لحم : كذلك نقول لكم في العلم والقدرة والارادة : إنها محدثة . فاإن قالوا : إن حدوثها يدل على حاجته قبل الحدوث . اللحدوث . فان عارضو نا وقالوا : إذ فلم : إن الرضى والسخط صفتاه في ذاته . فقولو | : إن الفعل والخلق صفتاه في ذاته » ا قلتم في الرضى والسخط . وجوزته على الله راضياً وساخطاً وفاعلا وخالقاً م يزل . قلنا ‏ والله الموفق للصواب : إن الفعل وال خلق فعلان محدثان » مأخوذ عام ذلك من لفظهما ۽ لاما م يکونا ئم كاتا هڌا هو م معنى الفعل و بالقدم » هكذا في قضايا العقول . ولحم معارضة في الأمر والنبي أيضاء لأنه كان من قولنا : إن الله امر وناه لم يزل . فيقولون : إن أمره ونهيه صفتاه في ذاته . قلنا ‏ والله الموفق للصواب : إن الأمر والنبي في عينهما محدثان › و': ۲۲ س م يدل ظاهر لفظهما على حدوثهما فقد دل عليه معناهما » ثم الأدلة التي دلت على حدوث العالم بأسره » ولذلك قلنا : إنهما ليسا بصفتين . وإنا هذه المسالة. بيننا وبين الاأشعرية . وأما الرضى والسخط وأخواتهما فإنهما صفات الله تعالى › ك بينا أنها طبع الحي » وإنما الجنة والنار والثواب والعقاب نُرتهما . ك أن الإرادة وقوع الأفعال » وتمييزها بين الواقع منها من غيره . والقدرة نمرتها وقوع المقدور وإمكانما . والعلم نمرته وقوع المعلوم . فإن كان مرادهم هذا › فقد تقول للمعلوم : هذا علم الله . ا يقولون : اغفر لنا علمك فينا . وللمقدور قدرة الله ك يقولون : اللهم أريتنا قدرتك فارنا عفوك . والمراد إرادة الله ك يقولون عند التسلي : هذه إرادة الله تعالى للمقدور الكائن . والمرضى وامسخوط : رضى الله وسخطه على امجاز £ قالوا : وما أنزلت وما تنزله من سخط . والوجه الثالث من جهة الشرع وذلك أن الله تعالى يقول في محكم كتابه › حكاية عنه وعن المؤمنين : مل أولعك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجبري من تحتها الأنہار خالدین فیہا بدا رضي الله عنهم ورضوا عنه 4 . وقال : ل لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة € وقوله : ل ورضي له قولا ‏ » فل ورضوان من الله وقال في الحب : «ل إن الله يحب التوابين ويحب التطهرين ¶@ وقال : ل فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ‏ وقال : ل إن الله يحب المحسنين € . وقال في الولاية : ل الله ولي الذين منوا يخرجهم من الظلمات إلى النور € وقال : ل والله ولي المؤمنين 4 وقال : ل ذلك بأن الله مول الذين امنوا وأن الكافرين لاأمولى لحم وقال : ل هنالك الولاية لله الحق هو خير ثُوابًا وخير عقبا 4 . ۲۳ وقال في السخط والكراهية والعداوة : لل أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ‏ . وقال : ل واتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعماحم ‏ . وقال : مل من کان عدوا لله وملائکته وکتبه ورسله وجبریل ومیکال فان الله عدو للكافرين 4 وقال : لل الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوك أولياء ¶ وقال : طل كره الله انبعائهم فثبطهم ك . وفي الحديث عن عائشة أم المؤمنين ‏ رضي الله عنہا ‏ روت أن رسول الله عَيّدٍ أنزل الله تعالى عليه واسجد واقترب 4 » فلما أمره بذلك سجد وتقرب إلى الله في سجوده » ففتح الله له في عقله وشرح صدره » فکوشف بمشاهدة الخلق › فنظر في الخلق وليس شيء أعظم من عقاب الله ولا من عفوه . فقال : « اللهم إني أعوذ بعفوك من عقابك » . م سجد مرة أخرى » فتقرب أعظم من تقريه الأول فكوشف بمشاهدة الصفات فلم ير شيعا أعظم من سخط الله ورضاه › فقال : « وأعوذ برضاك من » . ثم سجد مرة ثالثة وتقرب أعظم من تقربه في المرتين الأوليتين › فقصر عقله من عظمة ذات الله في الثالثة فحينعذ بهره الأمر قال : « وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت ‏ أثنيت على نفسك » . وقال عي في أهل الجنة : « قال الله تعالى : لا أرضى حتى أحل عليکم رضواني » . فهذه الآيات والأحاديث قد وردت من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله عل . فلما أخبرنا الله تعالى عن نفسه بهذه الأمور أثبتناها له صفات ذاتية › إذ هي بظاهر لغة العرب لنا صفات نفسانية . ولسنا نتصرف عن الظاهر إلى الباطن إلا بدليل عقي أو بدليل شرعي › ٢٤۲ ب وليس في العقليات ما يبطله » ولا ورد في الشرع ما يمنعه » على أن هذه الأمور التي أخبر الله تعالى بها عن نفسه › قد حصلت ووقعت وسبقت › ولم تحصل الجنة ولا النار ولا الثواب ولا العقاب إلى الآأن › فصح ما قلنا » اللهم إلا أن نقول : بل هي الطاعة أو المطيع أو هي المعصية أو العاصي . فالسألة على حالها ك قلنا » ونفرض بيننا وبينهم مسألة واحدة » تقضي يقال في محمد صلوات الله عليه وسلامه وعلى اله وسلم : أتقولون قد رضي الله عز وجل عنه في زمان ادم صلوات الله عليه وأحبه ووالاه ؟ فإن قالوا : نعم . كان ما قلنا : إنها صفات ربنا ذاتية لا أفعاله محدثة › ولم يكن محمد ولا ثواب ولا جنة . أو يقولون : يرض عنه حتى وجد بعينه » ولا أحبه ولا والاه إلا بعد الوجود أکذبہم الوجود › ولزمتهم شناعة قبيحة . وكذلك يلزمهم بعد فقده وموته أنه لم يرض عنه ولم يبه ولم يواله حتى ينشر ليوم النشور . ومسألة أي جهل وفرعون وقارون وهامان وأشياعهم كذلك . ولسنا نطیل علیہم بل نقطع ان الله تعا لی رضی عل محمد واله وأحبه ووالاه عند وعلهم . اا ۰ ‎ .‏ . وجل س حكاية عنه : ل هو سما المسلمين من قبل . أبدا › أفتراهم ماهم مسلمين ولم يرض عنم ›» حشا لله من ذلك . ٢۲ وأما قولنا في الرضى والرضوان : هل هما شيء واحد أم لا ؟ فإن الرضى والرضوان معناهما واحد غير أن البالغة في الرضوان أكثر وأوكد والله أعلم . وأما مسالة أسماء الأبدان » وتسمية الله خالق ورازق وأشباههما من أسماء الافعال 2 فاقول ‏ والله الموفق للصواب ‏ حدهما في معرض واحد :- أما بعد : فإن الأسماء تقتبس من جهة لغة العرب » وذلك ك قلنا في اللغويات . أولا : اعلم أن الأمماء لا تقتضي الأزمنة قد تصلح لكل زمان » وتصلح لجميم الأزمنة . فإن جاءت لجميع الأزمنة » صارت ملازمة البدن يسوغ عليه قبل كونه › وبعد كونه › وبعد حال وجوده › وليست حالة من الحالات آولی به من الأخرى › فهذا معنى قولنا : اسم بدن . وإن كانت مقصورة على زمان مخصوص تدل عليه قرائن الأحوال والأقوال › کان اسم فعل . وذلك أن العوب قسمت الأماء ثلائة أقسام : قسم منها إخبار عن الذات أنها تصلح لأن يصدر منها ذلك الفعل › لا يعتقدون فيه إلا الفعل لابد وأن يكون » كإخبار العرب عن السيف القاطع والمهر السابق والسم القاتل › وربا موه سيفا قاطعا وهو سبيكة حدید » ومهرا سابقا ایام ولادته إِذا ظهرت عليه مخايل السبق ودلائل العتق › وسما قاتلا وهو حاد في أشجاره ونباته وجثته . فهذا لم تتعلق التسمية به إلى وقوع الفعل » وربا هلكت هذه الوجوه قبل أوانها » أو تبطلت قبل . والوجه الثاني : إذا شرع في أول أفعاله التي يليق بها المعنى إلى اخرها يقولون : رجل حاج لن ينويه » ومن اشتغل في حوائج سفره ۽ ون هو ٦۲ — في نفس المناسك إلى أن يتمها » فيسموته رجلا حاجا » وسيفا قاطعا إذا قطع ومهرا سابقا إذا سبق › وسا قاتلا إذا دخل قتل . هذا بخلاف الأول ٠ والوجه الثالث » التسمية بهذه الأسامي لن قد درج وذهب . ا تقول في الموتى : فلان صالح » وفلان طالح » وفلان شاعر » واخر ممن » وكافر . هذا كله بعد موته وفقد عينه » ولزمته هذه التسمية ملازمة أبديه . فما المعنى الأول فيه أجزنا على مولانا : أنه خالق وخلاق ورازق ورزاق فيما لم يزل » إخبارا عن الذات أنها كذلك كانت »› ولا كان الخلق ولا لم يکن . وإنما أخبرنا عن ذات إهنا کیف کانت » انها تصلح بان تصدر منہا الأفعال › لا صدرت ولا لم تصدر . وإن كان غاظهم التسمية بهذا ( لم يزل ) فإن التسمية فعل المسلمين والفعل في الأزل محال » والاسم منطلق على الذات » والتسمية لا تكون إلا فعلا من مسم وهو حدث » والاسم تبع للذات › وكا أن الذات ل تزل عالمة وقادرة ومريدة › والتسمية بهذه الامور محدثات والاسماء ملازمة للذات › إذ لا تقدر أن تنفي عنها أنها عالمة وقادرة ومريذة . وظهر الفرق بين الاسم والتسمية ك قدمنا » في مسألة الوصف والواصف › والصفة نعت للموصوف » وكذلك في مسألة التسمية واملسمى » والاسم واملسمى . فالعجب كل العجب من هولاء القوم الذين قصروا إلحهم عن ذروة الجلال إلى حضيض السفال › ولوا أنفسهم ذروة الكمال وحظوها بعين الاجلال والجمال » إذ زعموا أنهم متسمون بأسمائهم » قبل وجود أعيانهم » وقبل وجود أفضالم التي استحقوا بها أسماءهم » ولم يطلقوا على مولاهم أن يتسمى بشيء حتى تقع منه الأفعال » ويصدر منه الخلق » اللهم إلا أن زعموا انهم ليسوا ۲۷ س بمسلمين الذين أخبر الله عنهم على لسان الخليل أنهم يكونون في هذه الأمة وأما التفرقة بين أسماء الأبدان وأسماء الأفعال فأما أسماء الأبدان £ فانها مأخوذة عندنا من امال » لأنا قدمنا أن الأسماء تلزرم الأبدان قبل كونها وبعد عدمها › فإذا كان هذا الاسم يعتور الجسم في هذه الأحوال الثلائة » فالزمناه اسم الال والعاقبة » فصار الاسم الذي يفارق لغوا . ومنه قول رسول الله عك : « خلق الناس أطوارا : منهم من يخلق مۇمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ويبعث مومنا » ومنہم من يخلق مؤمنا ويحيا مؤمنا ويعوت كافرا ويبعث كافرا » ومنهم من يخلق كافرا ويحيا كافرا ويموت مۇمنا ويبعث موّمنا › ومنهم من يخلق كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ویبعث کافرا ) فهذه أسماء الأبدان وأسماء الأفعال قد جمعها الل في حديث واحد » فال حكم قبة وما قبله لغو . وقوله : يخلق كافرا وقوله : يخلق مؤّمنا . أراد بين أبوين كافرين أو مۇمنين . ونفرض بیننا وبیہم مسالة واحدة :¬ يقال م : ما تقولون فيمن أخبره الله تعالی من الأنبياء » عن فرعون وهامان وقارون وأشياعهم » ومن تقوم عليه النفخة في هذه الأمة » هل يسوغ لنبي من أ أن يسموهم كفرة » أو أن يلعنوهم ويتبرأوا متهم أم لا ؟ فان قالوا : . انقطع العتاب . ون لوا : لا ظهر خسم وكذلك من أخبر عنه ع من أمته ممن لم یدرکه منهم » ومن أهداه السلام » ومن أخبر عنه من أمته أنهم يكونون خيرا من خمسين من الصحابة › (١) أي : جمعها الله تعالى على لسان رسوله عل ( مراجع ط ٢ ) . ۸٢۲ س وعن الذين أخبرهم عنهم أنهم أخوانه إذ قال له أصحابه : ( ألسنا بإخوانك * ) قال : « لا ولكنكم أصحابي ٠ وإنما إخواني قوم ياتون بعدي » وآنا فرطهم على الحوض » يؤُمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني » فاولعك لم الدرجات العلا › إلا من تعمق في الفتنة » . وثناؤه على المهدي الذي يكون في خر الزمان من ولده › يلا الارض قسطا وعدلڵا ‏ ملعت ظلمًا وجورًا . وقد أجمعت الأمة : أنه لا تقوم الساعة على مسلم . وأما قولك : ما معنی قول الله عز وجل : ل ووجدك ضالا فهدى 4 أليس الضلال من أسماء الأبدان ؟ وقوله حكاية عن موسى : ل قال ذا وأنا من الضالين 4 . وقوله لمحمد عليه السلام : تل إنا أوحينا إليك هذا القرآن وإِن كنت من قبله لمن الغافلين 4 والغافل اسم مذموم . وقوله حكاية عن يونس عليه السلام : ل أن لا إِله إلا أنت سبحانك واعلم يا أخي أُني قدمت لك قبل هذا التفرقة بين التسمية بالأفعال وبين التسمية بالأبدان » بما فيه الكفاية » إن شاء الله . وإذا أطلق الرب تعالى لعبده اسما ولم يقيده » كان ذلك الاسم له مطلمًّا › وهو يقول في نوح عليه السلام : ل إنه كان عبدا شكورا . فهو شکور أيدا وهو اسمه على أنه قال له قبل هذا : هل إني أعظك أن تكون من الجاهلين ¶ . ولا قال محمد عي في معرض الامتنان : ل ووجدك ضالا فهدى ‏ . فقيد الضلال بالحهدى ولم يقيد ادى بالضلال ا قال جل وعلا ‏ في ۹٢۲ ب مود : ل وأما مور فهديناهم فاستحبوا العمى على الحدى ‏ . فقيد الحجدى هاهنا بالعمی › فصاروا قوما عمين . وما محمد فقيد ضلاله بالهدی فصار هاديا مهديا › والأسماء بالمال والعاقبة » وذهب الاسم الطارىء وبقى الحقيقي وذلك قول موسى عليه السلام حيث يقول : ( فعلتها إا وأنا من الضالين ) : ألا تراه قد فعلها إذا فقيد الفعلة والضلال بالوقت › فعقب بالاسم الصحيح › وذهب الطارىء وبقي الحقيقي فقال : « فوهب لي ريي حكما وجعلني من المرسلين ‏ فبقي اسمه كلم الله وصفيه وذهب الضلال في ضلال . وأما قول يونس عليه السلام حيث قال معترفا : ل أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالين 4 ليس فيه أكثر من الاعتراف والإنابة والتقييد بذلك والانفكاك منه إلى اسمه في الال لقوله : ل فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ¶ فذهب الطارىء وبقي الاسم الحقيقي . وأما قوله في محمد : ل وإن كنت من قبله لمن الغافلين وأنه اسم مذموم . واعلم أنه ليس بمذموم ولا محمود إلا بقرينة تدل على الحمد أو الذم › فإن عري مما صار لا مذموما ولا محمودا › وقد وردت هذه الوجوه الثلائثة في القران : أما المحمودة فقوله : ل إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ¶ فقيد هذه الغفلة بالعفة والايمان » وذكرها في معرض الامتنان . وأبصارهم وأولعك هم الغافلون 4 . وأما العاري عنهما فكقوله محمد عليه السلام : ل نحن نقص عليك أحسن ت لقصص ما أوحناإليك هذا القرآن وان كنت من قبله لن الغاظليت ¢ عن وانتى بنا الكلام إلى هاهنا . Fi 7 2 2 فلترجع الآن إلى البرهان الخطابي الفصيح ونذكر ما أشار به بعض السلف ي مسألا هذه » ونورد نص قوله لتدیره » کا قال عز وجل في القران وكان في سياق كلامه لولا التفرقة بين ما يحبه الله وما يبغضه › وما سمى من ذلك شکرا مما یسمی کفرانًا . فقال :- ( فقد رجم حاصل الكلام إلى أن لله حكمة في کل شيء » وآنه جعل بعض أفعال العباد سببا مام تلك الحكمة وبلوغها غاية المرام منها » وجعل بعض أفعالم مانعا من تلك الحكمة › فكل فعل وافق مقتضى الحكمة حتی انساقت الحكمة إلى غايتها فهو شكر » فكل ما خالف ومنع الأسباب من أن تساق إلى الغاية المراد متها فهو كفران ) وهذا كله مفهوم ولكن الأشكال باق وهو فعل العبد المنقسم إلى ما تنتجه واعلم أن تمام التحقيق في هذا » يستمد من تيار بحر عظم من علوم الملكاشفات › وقد رمزنا فيما سبق إلى تلويحات مبادئها . ونحن الآن نعبر بعبارة وجيزة عن اخرها وغايتها » يفهمها من عرف منطق الطير » ويجحدها من عجز عن الابضاع في البر » فضلا عن أن يجول في حق الملكوت جولان الطير . فنقول :- إن لله سبحانه في جلاله وكبريائه صفة » يصدر الخلق والاختراع عنہا › وتلك الصفة أعلى وأجل أن تلمحها عين واضع اللغة » حتى يعبر عنا بعبارة ا۳ س تدل على كنه جلالا وخصوص حقيقتها › فلم يكن في العالم ا عبارة » لعلو شانها » وانحطاط رتبة واضعى اللغات عن أن يمد طرفه إلى مبادىء إشراقها › فانتخفضت عن ذواتمها أبصارهم › ك تتخفض أبصار الخفافيش عن نور الشمس › لا لغموض في نور الشمس » ولكن لضعف في أبصار الخفافيش فاضطر الذين فتحت أبصارهم ملاحظة جلالا » من أن يستعيروا من حضيض عال المتناطقين القدرة » فتجاسرنا لسبب استعارتهم عن النطق فقلنا : لله تعالی صفة هي القدرة › عنہا يصدر اللخلق والاختراع . ثم الخلق ينقسم في الوجود إلى أقسام وخصوص صفات ٠ ومصدر انقسامها واختصاصها بخصوص صفاتها صفة أخرى استعيرت ها بمثل الضرورة فمن توهم أمرا عملا عند المتناطقين » فاللغات التي هي حروف وأصوات المتفاهمين › وقصور لفظ المشيعئة عن الدلالة على كنه تلك الصفات وحقيقتها › ثم انقسمت الأفعال الصادرة من القدرة إلى من ينساق إلى المنتبى الذي هو غاية حكمتها › إلى ما يقف دون الغاية . فكان لكل واحد نسبة إلى صفة المشيئة » لرجوعها إلى الاختصاصات واستعير لنسبة الواقف دون غايته عبارة الكراهة . وقيل : إنهما جميعا توهم لفظ الحبة والكراهة منهما أمرا عملا عند طالب الفهم من الألفاظ واللغات . ۳۲ للشيعة الأزلية أن يستعمله لاستيقاف حكمته دون غايته » ويكون ذلك فهر ئي حقهم » لتسليط الدواعي والبواعث عليمهم » وإلى من سبقت لم في أن يستعملهم لسياقة حكمته إلى غايتها في بعض الأمور» فكان لكل واحد من الفريقين نسبة إلى المشيعة خاصة » فاستعير لسببه المستعملين في إِتمام الحكمة هم عبارة الرضى » واستعير للذين استوقف بهم أسباب الحكمة دون غايتها عبارة السخط » وظهر على من سخط عليه في الأزل فعل وقفت الحكمة دون غايتها فاستعير له الكفران وأردف ذلك بنقمة اللعن والندامة زيادة في النكال › وظهر على من ارتضاه في الأزل الذي انساقت بسببه الحكمة إلى. غايتها › فاستعير له عبارة الشكر › وأردف خلفه الثناء والاطراء زيادة في الرضى والقبول والإقبال ء فهكذا كانت الأمور تسلسلت الأسباب والمسببات تقدير رب الأرباب مسبب الأسباب . وأنا أعقب لك يا أخي بذكر آية من القرآن أنمبك فيا على معرفة الوزن › فالميزان العقلي الكلي الذي قرنه الله تعالى بذ كر السموات والأرض في العشر الأوائل من سورة » »تيع ك حقيقة الوزن يزان العقلي ولليزان بيهم . قال الله عز وجل : « ألم يأتكم نبا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد ونمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاعتهم رسلهم بالبينات 4 فاأخبر الله تعال عن الرسل كافة ہا جاءوت الم بالبينات . ٹم آنه أخبر عن الم ہا تكرت ما جاءت به الأنياء من البينات . قال : فردوا أیدیہم في أفواههم 4 إخبارا أنهم أنكروا ما جاءت به الرسل و كذبوهم . م أخبر عتم أمهم قالوا : « إنا كفرنا ما أرسلم به ومعنى الكفران ۳٢۳ — جحود لا وجب الإقرار به » ويتضمن كفرهم جحودهم لا عرفوا » وأن الم قد كابرت الأنبياء وعرفت حق ما جاءت به الأنبياء والرسل فكفرت . 5 قال موسى لفرعون : ل لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض الأم أرادت تكذيب الرسل . ويدل عليه قوم الذي عقبوا به اخرا حين قالوا : ل وإنا لفي شك ما تدعوننا إليه مريب 4 . فكأنهم تداركوا أنفسهم » ورجعوا من لفظة الكفران إلى لفظة الشك ٠ء وخافوا أن يتوهم عليهم متوهم » أنهم أيقنوا وكفروا فرجعوا من الكفران إلى الشك › كلا يصير لحم ذلك نقيصة وللأنبياء فضيلة › فلذلك قالوا : ( وإنا لفي شك ) فبرأوا أنفسهم من المكابرة » وأقروا على أنفسهم بجهل ما جاءت به الانبياء . ئم نظروا إلى إثبات الشك على أنفسهم » وخافوا أن تلزمهم الحجة في جواز صدق الأنبياءِ حين شكوا» لأن في ذلك جواز أن يكون لا جاءت به الأنبياءِ صدقا » فيصير ذلك نقصا لم » لأن الشك جهل » ثم هربوا من الشك هروبهم من الكفران قالوا : إنا لفي شك مريب » فتداركوا بقولم : مريب » ردا على الأنبياء » لعلا يثبت أن ما قالت الأنبياء حق ٠ فترددوا بين الكفر والشك والريية » فاختلفت عليهم الأحوال » واضطربت متهم الأقوال . وأخبر الله تعالى - وهو أصدق القائلين - عن يجموع الرسل با قالت في هذه الحاورة فقال : هل قالت رسلهم أفي الله شك 4 ردا عليهم : إنكارا عليهم أن ليس في الله شك » وليس بعد انتفاء الشك إلا العلم . فوجب أن الأم قد كابرت عقولا » حين انتفت من أمر لا شك فيه » على لسان الانبياء . ٢٤۳ — وعقبت الأنبياء بالعلة العقلية التي لا يختلف عليها العقلاء فقالت : ل فاطر السموات والأرض 4 . وإرادة الأنبياء أن من أقر بفطور السموات والأرض لاشك أنه يعلم الفاطر ء وهو الأصل الذي قلنا أولا من أحد أقسام العقليات وهو وجوب الواجبات . ثم قالت الأنبياء : لل يدعوك ليغفر لكم من ذنوبكم ويۇخرك إلى أجل مسمى ¶ وهذا النمط من الجائرات لا من الواجبات ولا من المستحيلات › فلم تعرف الام حقيقة ذلك لا شرعا ولا عقلا . نم قالوا : إن أن إلا بشر مثلنا ‏ فهاهنا استدلت الأ بالشاهد على الغائب وقالت للأنبياء : إن ما ادعيم من هذا محال » لأنكم بشر ونحن بشر › وما جعلكم أولى بإصابة هذا الأمر دوننا وكلاننا بشر » فما استجاز علينا من جهل ما ادعيتم استجاز عليكم مثله » واستدلوا بقضية العقل أنه محال أن تدرك الأنبياء إلا ما أدركوا » وتعلم الأنبياء إلا ما علموا › وكأنهم قالوا : عقولنا واحدة » وزماننا واحد » وأجسامنا واحدة › فمن أين لكم ما ادعيتم ؟ ثم قالوا : ل تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا 4 فكانهم أشاروا أن للأنبياء في هذا غرضا ما ء وصدقوا › بوغرض الأنبياء مثل ما قالوا » أن يصدوهم عن عبادة الأوثان إلى عبادة الواحد الرحمن . ثم قالوا : تل فائتونا بسلطان مبين ‏ فالآن أنصفت الأ لو تمت على انتصافها » حين تعرضت للبرهان › بعد عجزهم عن حجة الفطور الظاهر الدال علي الفاعل القادر . وقال الأنبياء صلوات الله أجمعين : ل إن نحن إلا بشر مثلكم € ٠ صدقع نحن بشر وأنتم بشر » ولكن هذه المسألة التي بيننا وبينكم الآن ليست من العقليات الواجبات ولا من المستحيلات ولكنها من الجائزات » والدليل ٢۳ عليها قولحم : مل ولكن الله ين على من يشاء من عباده ‏ . فوقعت التفرقة هاهنا بين الجائرات والواجب » وأن للفاعل أن يفرق ويمن على من يشاء ويترك من يشاء . فانقطعت الأم هاهنا » وظهرت عليهم الأنبياء » صلوات الله عليهم وسلامه . واعترفت طم الأنبياء صلوات الله عليهم : أنهم لن يقدروا أن يأتوا بسلطان إلا بأذن الله فقالت : ل وما كان لنا أن ناتيكم بسلطان إلا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون 4 فكأن الأم أشارت بالملكروه لحم فقالت : ل وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولتصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتو كل المتوكلون 4 فانقطعت الأم هناهنا › وانقطعت المناظرة » وفرغت المحاورة » ورجعت إلى قوتها وكئرة عددها بعدما غلبوا في الخصومة . ل وقال الذين كفروا لرسلهم لتخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فاوحى إليهم ربهم لتبلكن الظالمين ولنسكنتكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد 4 . ف )۱( وأما ما ذكرت من قول الله عز وجل لعيسى عليه السلام حيث يقول : ل وإذ قال الله يا عيسی بن مریم انت قلت للناس اتخذوني وأمي إهين من دون الله قال سبحانك ې . وذكرت أنك سمعت من الشيخ أي موسى عيسى بن يوسف ‏ رضي الله عنه ‏ : أنه ألف الاستفهام » ومن قال : إنه ألف استفهام . فقد أشرك › ثم أنك قد سمعت من بعض العزابة أخبر : أنه ألف استقرار . ومن قال : إنه ألف اسقرار . فقد أشرك . (١) كلمة ( فصل ) غير موجودة في ط البارونية ( مراجع ط ۲ ) . ٢٦۳ س فاعلم يا أخي أن الذي أوجب الاختلاف هاهنا : تعلقهم بالالفاظ دود المعاني وقد أنذرتك قبل هذا وحذرتك أن لا تلتفت إلى شيء من ذلك إلا بعد تبين الحقائق . واعلم أن القوم كلهم قد أصابوا › وكلهم قد أخطأوا والقصور لم شامل . فمن قال : إنه ألف استفهام › وأراد أن الله قد استفهمهم ليعلم فهو مشرك . ومن قال : إنه ألف استقرار › وان الله تعالی أکره عیسی ٤ وأراد منه السلام . ألف استقرار لعيسى بالحق في ذلك › ققد أصاب . وأما قولك في الواو في ( وصلى الله على محمد ) . اعلم أن تلك الواو إن عنيت بها العطف على ابتدائك بسم الله الرحمن الرحم » صلحت هنالك › ومعنى عطفت أي ابتدأته بذكر الله » ثم ثنيت بذ كر محمد عليه السلام . وأما قولك : ( وهل يجوز وصلى الله بمعنى الخبر الماضي ) . فهكذا جاءت الأدعية جلها . ك تقول : غفر الله لك » ورضي عنك » ورحمك الله › وهو مع ذلك دعاء . وكذلك : ( وصلى الله على محمد ) . وإن أردت أن تظهر الدعاء تقول : ( صل اللهم على محمد ) » صلح ذلك ( واللهم صل على نبينا محمد ) . والكل سائغ . والحمد لله . — ۳۷ وأما ما کرت من مسالة الأنبياء علیہم السلام انهم ٩ ما خلا الخليل عليه السلام . وبلغتي عنك يا أخي أنك ذبيت عني في غيبتي ذب لله عنك في يوم أنت فيه أحوج فيه مني منك إذ ذاك . وكيف يسوغ لقائل هذا القول بعد قول الله عز وجل في عيسى عليه السلام : ل وإذ تكلم الناس في المهد وكهلا ¶ وقال عنه : ل قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينا كنت 4 وبعد قول الله في يحيى : ل ولم يك جبارا عصيا ‏ فنفى عنه المعصية . وبعد أولاد إبراهم الخليل إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ء ومائة آلف أو يزيدون › فمن ولد من الأنبياء على الفطرة وداود وسليمان وغي رهما صلوات الله عليهم أجمعين . وهذا يا أخي ما يقوله من له أدنى عقل » وما أظن أحدا من خلق الله يعتقد هذا › إلا أن يكون إبليس وذريته لعنه الله » ولا أظن إبليس دعا إلا أحد بمعرفتي باإبليس أنه لا يشتغل فيما لا يعنيه من غير ما عني به من سائر اللعصية . وأنا يا أخحي ما سنحت في خاطري قط هذه المسألة » ولا سمعتبا قط وأنا ما أجبت هذه المسألة قط › ولا قرعت سمعي » وحسبي وحسيب الحاكي عني هذه المسألة الله ءل يوم لا ينطقون ولا لحم فيعتذرون 4% ولولا جلالتك عندي › ووجوب واجب حقك الكريم › لاقتصرت عن الكلام (١) هكذا في ط البارونية » ولعل الصواب ذاقوا المعصية ٠ أو من الذَواقى وهو الملول لا هو فيه وذلك ك يتضح من سياق الكلام اللاحق . ( مراجع ط ٢ ) . ۳۸ — فيها» لأني لا أشتغل بمثل هذا ولا أعود نفسي ولا لساني مثل هذا » لاي أعوذ مما لا يغني . والسلام الجزيل عليك ورحمة الله تعالى وبركاته . تت الفهرست بحمد الله وحسن عونه وتأييده . والصلاة على نبينا محمد عليه السلام وعلى جميم الأنبياء والملائكة والروح والمرسلين أجمعين . ۳۹ مسألة أي الحسن على بن أي طالب : بسم الله الرجمن ن الرحم 7 الله عل محمد واله وسلم وذكرت يا أخى مسالة أي الحسن علي بن أي طالب » واختلاف من عند کے فیا : هل هی مسالة دیانه ُو مسالة شهوه ووی غالب ؟ وإن بعض أصحابنا من أهل دعوتنا قد أنكروا عليك ما حكيت عن الشيخ الفاضل أي عمار عبد الكافي ‎ ›‏ رضي الله عنه ‏ . وادعوا أن عليا لم يفعل ما فعل إلا بشهوة وهوى غالب » وأنه على عمد ارتكب ما ارتكبه من ذلك حلا » قد عورض في التحكم فاستدل في التحكيم باحك في الصيد » وف القتال من قاتل من آهل الجمل وأصل صفين وأهل لا أفعال من اتبع ا موی . واعلم آنه من توهم على علي ان قاتل أهل النمروان بشهوة › وكذلك وقصر ر الدينة كلها على الق » وقد تکون الديانة حقا وتكون باط وعمدًا وسهوًا › وخطاً وصوابا › وصدقا وكذبا ‏ ولولا ما تعلق في المسألة من الأحكام لكان أشبه » ولكن أحكام المتدينين حلاف أحكام المشتهين . فإْذا وقعت الضرورة في محاوبتك فلا غنى بنا عن تقديم الكلام اعتذارا عن فلتات الخواطر والأوهام . اعلم يا أي أن الكلام في مثل هذا مع من لم يسمع الأصول ولم يحكم الفصول سهوا ولغو . والكلام ومعانيه بحران عظيمان واسعان بینہما برزخ لا يبغيان عند ذوي ت البصائر والعقول و هما عمثابة واحدة عند دوي اجهل والفضول . وإنما جعل الكلام خادما للمعاني › وحافظا ا إلى حين تأديتها إلى الأنام › والكلام قشر والمعاني لباب › فمن قنع بالقشر دون اللباب فقد خاب ٠ ومن ألحق كلا بأصله فقد أصاب »٠ ومن استغنى عن القشر باللباب فقد طاب ومن هناهنا وقع التشبط في هذه الأمة » والتخبط في فروع الملة » حتى كفر بعضهم بعضا › وقال عليه السلام : « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب وقد قال الحكم وصدق : ( ما أحسن الكلام وأحسن منه معناه » وما وقد تضمن هذا الكلام السفر إلى الله عز وجل والترقي إليه والقرب منه » إذ ليس القرب من جهة المسافة » لكن القرب من صفاته . فالله عالم فاراد من عباده أن يكونوا علماء » والرب حکم فأراد من عباده أن یکونوا حكماء » والرب حلم فاراد من عباده اُن یکونوا حلماء › والرب رحم فاراد من عباده أن يكونوا رحماء » وهذه مقامات المكلفين ولكل الدرجة الاولى : أهل القشرة والحثالة وهم الشعراء والخطباء المتشدقون المتفيقون . الدرجة الثانية : العلماء والفقهاء . الدرجة الثالثة : الربانيون والحكماء . )۱( ف طط البارونية الخطاب ولعل الأصرب ما أثېتناه ( مراجع طط ٢). ا٤ س الدرجة الرابعة : المفلحون السعداء . الدرجة الخامسة : السابقون المقربون الأولياء . أما الدرجة الأولى : فهم أهل التشبيه والشيعة والخوارج والقدرية والمرجئة إخحوان الشياطين » والشعراء والخطباء » والشعراء القانعون بالقشر دون اللباب . ما ُهل التشبيه فهم الذي قصرت عقولمم أن يتجاوزوا باهم منازل الحواس » مثل البائم والأنعام » إلى منازل ذوي العقول والأفهام » واستعملوا ظاهر الكتاب » ورضوا بالقشر دون اللباب › قبحا لحم وترحا . أما الشيعة فتحذلقوا بعض التحذلق › وترنقوا بعض الترنق › فغاصوا في بحر الكلام حتى أنفذوه إلى بحر الظلام » فاختلط الحلال والحرام » وانطمست معام الاسلام فلم يرجعوا بعدها . والسلام . وأُما الخوارج فإنه ذهب بهم الخوف حتى سلوا السيف في الأنام £ واستعملوه في أهل الاسلام › استعمالحم في أهل الشرك والاصنام › والسبي في الحرم وفي الأموال الغنم » رضوا بظاهر قول الله س عز وجل س : ل وإن أطعتموهم إنكم لمشركون 4 . وأما القدرية فقد ناهبوا الله في خلقه بل بأفضله وجعلوا له شركاء فيما اتاهم الله » فتعالى الله عما يشركون » لا خول ولا قوة إلا بالله العلي العظم . وأما المرجعة فقد حلوا عرى الاسلام وأيطلوا الحلال والحرام ورضوا الله تعالى بقول : لا إله إلا الله ولو طمسوه بالاثام . وأما الدرجة الثانية فهم العلماء والفقهاء › فأهل العلم بالله فهم المتكلمون › وهم الذين لم يتزندقوا » وانفتحت أبصارهم ولم يترنقوا . وأما الفقهاء فالذين فقهوا عن الله عز وجل معاني کتابه » استخر جوا علوما جلة من خطابه » حسبهم عند امهم . ٢ ومن هاهنا وقعت الاشارة بقوله ‏ عز وجل س : مل ثم أورثنا الكتاب الذين أصطفينا من عبادنا ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بأذن الله ذلك هو الفضل الكبير 4 . وأما الدرجة الثالثة : فهم الربانيون والحكماء الذين خلصوا باللباب وسر الكتاب » واستعملوه في سواء الصواب وإليهم الاشارة بقوله ل كونوا ربانيين ا كنتم تعلمون الكتاب وبا كنم تدرسون 4 جاوزوا القشر إلى اللباب › واستعملوه ووداهم إلى يوم الحساب إلى حسن الثواب فاستقبلوه . وأما الدرجة الرابعة : فهم السعداء المفلحون ء قد فازوا بثواب الله العظم © فأفلحوا وسعدوا بالخلود في دار النعم فأنجحوا . وأما الدرجة الخامسة : فهم السايقون المقربون › أهل الظفر با حضرة الألوهية » المتتعمون بأسرار الربوبية فهم أهل الحل والعقد في دار البقاء والخلد . o واعلم يا أخي أن مسألتك هذه تقتضي ثلاثة علوم غريبة غير معهودة عند الناس » يمجها السماع › وتنكرها الطباع . العلم الأول : في التفرقة بين الملوك ذوي الديانات وبين السلاطين أهل الشهوات . : ما الحكم في أهل الديانات إن أبصروا الإسلام ورجعوا إليه قبل أن نقدر علیهم ٠ أو قدرنا عليهم قبل أن يرجعوا » والحكم في السلاطين أهل الشهوات إن تابوا أو رجعوا » أو أصروا واستکبروا وقدر علیہم ؟ الثالث : ما حكم المسلم إذا كان تحت وهؤلاء وجرت عليه أحكامهما › وما الذي يسعه مما لا يسعه ؟ وإذا كان منقطعا في بلاد المشركين وجرت عليه أحكامهم أو أسلم وهي بلاده ولم يستطع منها الخروج ؟ N 4 2 2j^ 26 6 — ۳ « باب العلم الأول « ولترجع الآن إلى الألفاظ التي استعملتها الأمة ألقابا لدينها » وهي أربعة ألفاظ : وهي اللة والديانة والفرقة والمذهب . أما الملة : فإنهم أرادوا بها الأصلين اللذين بني علهما الدين : دين الله عز وجل ودين الشيطان › وهما التوحيد والشرك ومقتضاها ك قال الشيخ أبو الربيع سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ : إن الملة هي الدين المجتمع عليه في حلال يحلونه وفي حرام يحرمونه وفي نسك يقضونها » قال الله عز وجل س : لل ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهم حنيفا 4ء ل هو سام اللسلمين من قبل وفي هذا ... 4 . اعلم أن فروع الملة لا تأثير لا في الدخول في الملة ولا الخروج منها » وإنما ذكرها الشيخ عرضا للأصلين التوحيد والشرك » إذ لا يقال خرج أحد من ملة الله وملة رسوله بخروجه من بعض وظائفها » ولا دخل في الملة بشيء منہا . وكذلك ملة الشيطان لا يقال : دخل في الملة ملة الشيطان بدخوله في جميع طاعة الشيطان إلا أن يكون الشرك » ولا خرج من ملة الشيطان بخروجه من شيء من طاعة الشيطان إلا أن يكون خرج من الشرك » وتسمية الأعمال دون التوحيد ودون الشرك من اللة مجاز . وأما الديانات فالديانة اسم يشتمل على ما بانت به كل فرقة من صاحبتها ما اعتقدوه دينا يدان الله تعالى به » وقطعوا فيه عذر من خالفهم سواء کان ذلك فأو » أو عمدا ذلك أو خط » ألا ترى أن دين الشيطان قد علم الشيطان أنه ضلال وخطاً وأن الصواب في خلافه » فشرعه لأوليائه وهو منه على بصيرة فسقًا وجعل فيه حرامًا وحلالا » وهو دين الشيطان وديانته » قال الله عز وجل : ل كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين املك 4 أي في حكمه وعادته . ٤٤ س وقال في الأشهر ءل ذلك الدين القم ‏ أي الحساب المستقم . فكل من شرع لنفسه دینا یامرہ وینہاه فهو متدين » وان عليا قد اعتمد العاص وأهل النبروان من الدين والديانة » كل يعتقد أن ما هو عليه دين يدان الله تعالى به ء فهم كلهم على بصيرة من انفسهم وثقة من امرهم . ألا ترى إلى عثان حين أشرف على الناس يوم الدار › فاستشهدهم أن رسول الله قال : « لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدی ثلاث : كفر بعد إيمان » وزنى بعد إحصان » وقتل النفس التي حرم الله تعالى إلا باحق » . فا ذعنوا له بذلك وصدقوه . وكذلك علي وصنيعه يوم الدار » ويوم الجمل في صفين » وفي أهل النمروان » أن مذهبه في هذه المواطن دين يدان به الله عز وجل عنده . وكذلك خلفاء بني أمية من معاوية بن أي سفيان ويزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد املك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشاء ابن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد املك ويزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك وإبراهم الو ع أيه ومروان بن محمد بن مروان . وكذلك خلفاء بني العباس : أبو العباس وابو جعفر المنتصور وحمد الهدي وموسی المادي وهارون الرشيد بن المهدي والمعتصم بن هارون”) وغيرهم إلى الان . واعلم أن هؤّلاء وإن كانوا آهل شهوات ولو ولعب في أدیانہم فليس من الشرط أن لا يكون أحد على ديانة إلا قادته ديانته » وهذا الحجاج أعظم هذه الأمة [إجراما » فهو أقود رجل ممن ذكرنا ديانة » فانه لم يوبق قط في دينار (١) في ط البارونية هاشم والصواب ما أثبتناه ( مراجع ط ٢ ) . (۲) في ط البارونية المعظم بن المهدي والصواب ما اثبتناه ( مراجع ط ٢ ) . کے ٥ س ولا درهم قالوا : ولم يسرف في معيشة إسراف بني أمية وإسراف العباسيين › لا يبالي ما لبس من الثياب ولا أي طعام أكل من الأطعمة وأحب ما إليه طعام الأعراب دون الشبارقات” » غير أن الحجاج مغرى بالدماء طلبا لثاأر بن عفان وأكتر حنقه على القراء الذين قتلوه وخذلوه » ولم يسع في الأموال مسعى أهل الحوى » وغذا منع جابر بن زيد سهمه من العطاء حين لم يخدم » وکان جایر مکتوبا في الدواوین غير ان جاپرا امتنع من الجحلوس عند أصحاب الدواوين › فعابه يزيد , بن أي مسلم من الجلوس عندهم » و کان يرفع له ستائة درهم وهي عطاؤه . وأنا أشرح لك يا أخي المسالة حتى تعلم من أين أوتي علي من جهل المعاني › واختصر الألفاظ ورضي بالقشر دون اللباب وأتغذ ذلك حظا ونصيبًا . إن شاء الله . وأما الفرقة ومعناها فهي اسم لأهل ديانة من هذه الأمة قال رسول الله عك : ١ ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى النار ما خلا واحدة ناجية و كلهم يدعي تلك الناجية » . وقد انفذ رسول الله عي الوعيد في هذه الفرق إلا الواحدة » فدل أنهم أهل ديانات »› إلا قول من يقول : إن الفرق هاهنا أصحاب أصناف المعاصي من الزناة وسفكة الدماء وأكلة الأموال » حتى عد كثيرا من أصناف المعاصي . وهو قول ضعيف » لم يتابع عليه قائله › وأضعف منه قول أصحاب الحديث الذي يأرونه عن رسول ال ك أنه قال ٠ ٠ ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فة كلهم إلى الجنة ماخلا واحدة إلى النار » . وأما الذهب فهو الطريق التي بانت بها الفرق في الفروع › وليس فيا تائم » وإنما ظهرت المذاهب في هذه الأمة › حين اقتسمت الأئمة الأمة › فبانت كل فرقة بمذهب إمامها . (١) اللحم المنوع المطبوخ ( مراجع ط ٢ ) . 1٦ س وإنما ظهرت الأئمة في اخر المائة الثانية من خلافة العباسيين › ويحقق ذلك ويصدقه قول رسول الله مَك لحذيفة بن الماني وقد سأله حذيفة فقال : ( يا رسول الله هذا الخير الذي أتانا الله بك هل بعده من شر ؟ ) قال : « نعم » الفتنة » . قال : ( وهل بعد الفتنة من خير ؟ ) قال : « نعم إغضاء على إقذا) وهدنة على دخن » . فقال حذيفة : ( وهل بعد الخير من شر ؟ ) قال : « نعم › أئمة ضالون مضلون قاعدون على أبواب جهنم ينادون لہا » کل من اجابہم قذفوہ فیا » . فالخير الأول على عهد رسول الله عي والخليفتين اللذين بعد رسول الله ع وهما أبو بكر وعمر وقد نص عليهما رسول الله وقال : « اقتدوا باللذين من بعدي » وليس بعد رسول الله عي إلا أبو بكر وعمر » وقد قال رسول الله عي : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من يعدي ) . واشترط في هذا الحديث » ولم يشترط في الحديث الأول شيئا فصح في الثلاثة أنهم أهل الخير ك قال حسان بن ثابت : ثلاثة برزوا لسبقهم نصرهم رہم إذ بشروا عاشوا بلا فرقة حیاتهم واجتمعوا في الممات إذ قبروا وأما الشر الذي بعد الخير الأول فالفتنة ‎ .‏ قال عز وجل : لل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ‏ وهي التي ذكرها رسول الله ع من لدن مقتل عثان إلى عام أربعين من الحجرة » وهي الفتن الأربع : في ط البارونية م تكن الصلاة على النبي عٍَْ موجودة فأثبتناها . ( مراجع ط ۲ ) . ۷ س يوم الدار › ويوم الجمل ويوم صفين » ويوم » ثم اصطلحت العامة على معاوية بن أبي سفيان ا قال رسول الله : « يصطلح الناس على رجل » وهو الخير الذي أراده رسول الله عك وفسره وقال : « إغضاء على إِقذاء وهدنة على دخن » قال : « فيصطلح ما اصطلح الناس على رجل كورك على ضلع » » إشارة إلى أن الاصل وخصية ما فيه - وذلك للعامة - خير › ان يشتغل كل با يعنيه من دينه وخصية نفسه . وأما الشر الأخير المرتبط بالأئمة الضالين المضلين الذين يضلون » ويضل من اتبعهم إلى يوم القيامة » من بعد عصر الرسول وعصر الصحابة وعصر لتابعين › فهم من تابعي التابعين إمام الحجاز مالك بن أنس » وإمام مصر الليث ابن سعد » وإمام العراق سفيان الثوري » وإمام الشام الأوزاعي » وأبو حنيفة إمام قبلهم » وفي كل إقلم إمام من خراسان إلى أرض الاندلس . ونحن نشرح الحكم في أساميما ولذه الفقهيات أربعة أسام اثنان يجتمع عليهما » وهما الحكم والعلم سائغان على القولين المختلفين جميعا › واثنان مختلف فهما » هل يسوغان على القولين الختلفين جميعا أم لا ؟ وهما الحق والصواب وأضدادهما من الباطل والخطاً › فاتفقت الأمة على أن الأقاويل الختلفة يسوغ عليها العلم والحكم » ولا تسوغ أضدادهما من السفه والجهل على واحد منهما بدليل قول الله عز وجل : ل وداود وسليمان إِذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان و كلا اتينا حكمًا وعلمًا ‏ . وأطبقت الأمة على أن الأقاويل اختلفة - وإن اختلفت - أنها حكم وعلم . واختلفت الأمة في الحق والصواب » فبعض أطلق على الختلفين أنهما حق أنهما علم وحكم » ولم يسوغ ضده من الباطل على واحد منها » وال هذه القولة أميل .. والله المستعان . — ۸ وفي مناظرة الشيخ أُبي الربيع سليمان بن يخلف في الرد على من أجاز الحق على القولين الختلفين مغمز لمن تأمله . وأما الصواب والخطاً » فجل الفقهاء قد أطلقوا هنا على الختلفين وإن ساغ الصواب في أحدهما ساغ الخطاً في خلافه بدليل إشارة القران › إِذ يقول : ل ففهمناها سليمان 4 فدل على أن الصواب مع سليمان › والخطا في خلافه مع داوود » وإلا فما الفائدة إن كانا مصيبين جميعا . وشواذ العلماء قالوا : إن هذه الألفاظ الأربعة تسوغ على الختلفين جميعا › ولا يسوغ أضدادها من السفه والجهل والباطل والخطاً . وهو قول علي بن أي طالب وترق بالتصويب إلى أحكام الفتنة واختلفين فيا بشرط الاجتهاد › وقال : كل مجتهد مصيب . وهذا يؤثر عنه في أهل الدار : عغان وذويه » وأهل الجمل » وعائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير ومن معهما » وفي أهل صفين : معاوية وعمرو بن العاص ومن معهما » لكنه له مغمز في معاوية وعمرو أنہما غشما الأمر غشما ولم يجهلاء › وقال في أهل النهروان : لم يظهر عليه ظهوره في اهل الہروان . وذلك أن أصحاب علي أرادوا أن يعرفوا ما حال أهل النهروان عند علي فقام رجل ينادي في العسكر : ( من رأى لي البغلة الشهباء يوم قتلنا الملشركين ) فناداه علي » فقال له : ( لا تقل كذلك »٠ إنهم ليسوا بمش ر كين قال : ( فمنافقون يا أمير المؤمنين ؟ ) فقال : ( ليسوا بمنافقين » لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا › وهؤلاء يذ كرون الله كثيرا ) . م قال الرجل : ( فمن هم يا أمير المؤمنين ؟ ) ۹ قال : ( إخواننا بغوا علينا ) وترحم على طلحة » وشهد أن عائشة زوج النبي عليه السلام في الجنة » وقال رسول الله عة : « بشر قاتل ابن صَفِيّة بالنار » . ويقول في عثان حين شك فيه أصحابه وعاتبوه » فصعد المنير وخطب نس وذكر عفان قال : ( ن لله تل تلا وأنا ممه ) قرطتى العامة با , قلها فى الأصرل رلکن قول ف الأول مارد م سول و و إٍذا التقى المسلمان بسيفيہما فالقاتل والمقتول في النار » . قيل : ( يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ ) قال : « لأن كل واحد منهما يريد أن يقتل صاحبه » . وأما قول رسول الله عي : « إذا اجتهد الحاك فأخطا فله أجر اجتهاده £ وإن أجتهد وأصاب فله أجران : أجر اجتهاده » وأجر إصابته الحق » . فإن هذا مقصور على الصواب والخطاً › لا على الحق والباطل . ودليل من قال : إن الحق فيهما جميعا . وذلك أن الله تعالى أمر المجتهدين باجتهاد الرأي وفرضه عليمهم » وأمرهم أن يستغرقوا وسع اجتهادهم في استخراج الحكم » وأمر جمیع من رآی رآيا أن يظهره ويوضحه ویبینه للناس » ولا یکتمه كيفما اتفق ولو أنه أخطا عند الله تعالى › فمن لم يفعل عصى الله وأثم . وكذلك لو أخبر بخلاف ما رأى كان غير واثق با عند الله تعالى وما كان الله تعالى ليأمر بأمر من الأمور » ويوجب عليه الثواب لن فعله » وتوعد العقاب على من تركه أو كتمه أو ولا يكون ذلك الأمر حقا فمن أطلق على أحد القولين أنه حق » وأبطله عن الأخر فينبغي أن يثبته أنه باطل » وقد قال الشيخ : ( فما استجاز في شيء استجاز في ضده خلافه وقد أجازها هنا في أحد القولين أنه حق ولم يجز في ضده أنه باطل ) . وجل مناظرته أن أقام الباطل مقام الخطاً والصواب مقام الحق » وبينهما بون بعيد ‎O‏ س ‏ومذهب هل الدعوة : أن الحق في واحد › والخطاً في خلافه . وإنما ينبغي أن يقولوا ا ‏مستفم ۰ ‏وقد تقدم اخرون بمثل هذا فقالوا : إن الحق في واحد ومع واحد . وقد ضاق على الناس خلافهم . ‏وهذه القولة يرويما المغالفون عنا وينسبونها إلى أي بكر الأهتم بن كيسان ويدل عليه تفسير القران » قلما يعتمد إلا على قولة واحدة » وعن بشر المريسي أيضًّا وعن ابن الحسين أيضا وإسماعيل بن علية ‏وأا مسألة علي في أن کل مجتهد مصيب » فيما اختلفوا فيه » ولو ئي أحكام الفتن › وسنشير ير إلى بعض أدلته » ونكل الرد عليه إلى غيرنا » ونشير إلى اعتقاد معاوية وعمرو بن العاص فيما بينهما وبين علي » أنهما على حق دون علي » وأن علا على الباطل » حتی تعلم أبدين انا يعملان أم بشهوة وملك أم بدين متدين ؟ وإنما الكلام على بني أمية وبني العباس . ‏قاما عا بی ما ظهر من ذلك استشهاد علي علی ان کل مجنہد مصیب فإنه ‏: ( لا ریت الناس يختلفون في الفروج والدماء والأموال » وهي أُعظم الور ويسوغ فم ول يجوز لأحد أن يفسق صاحبه › ولا أن يحظر على من اتبعه » ورأينا جل الفتن مقتصرة على هذه المعاني . ‏أما الاختلاف الواقع في الفروج › والذي يقع في اختلاف الناس في المرأة تكح بلا ولي ولا بشهود أو بصداق مجهول » أو مجهول الحين » وقال رسول ‏(١) قصد - رضي الله عنه - هنا أن معاوية وعمرو قد تدينا بديانة - وإن كانت باطلة - عملا بمقتضاها فأعماما في قد صدرت عن ديانة لا عن ملك وشهوة » وأما الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ققد أخطاً فعمل في الفتنة التي أصابت المسلمين على غير ديانته » فقد كانت ديانته صحيحة ولكنه أخطاً ي عمله . فليتبه لذلك فاإنه دقيق وخاف . هذا اة قصد املف رحمه الله في عمل معاوية بن سفيان وعمرو بن العاص » والحقيقة أن من ينظر إلى الأمور سيجد أن مبعث أعمالحما هي الشهوة وطلب اللك . والله أعلم بيواطن الأمور . (مراجع ط ٢). ‎ ا سے الله عي : « لا نكاح إلا بولي وصداق وبينة » فوقع الاختلاف في مثل هذا › فاأبطل بعض هذه الأنكحة وأجازها بعض . فالذين أجازوه أباحوا فروجا محرمة في نكاح المتعة » وأبطله بعضهم ورأوه زنا منم عمر بن الخطاب › وقال : ( ولو قدمت فيه لرجمت عليه ) . وأجازه بعضهم وراأوه حلالا وهو ابن عباس حين قال : ( لو أطاعني عمر في نكاح المتعة ما جلد في الزنا إلا شقي ) . وصدق وهو اشبه شيء بالزنا » مواعدة الرجل المرأة مده معلومة على خرج معلوم » لا إرث ولا عدة ولا سكن ولا كسوة » وإن حصلا في رأس الأجل استقبلا الخرج والأجل وإلا انصرفا في حل ويل( » وقد قال الله عز وجل : و فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح علیکم فیما به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما فهو العلم حقا أنهم مضطرون والحكم فيما فعل أياما حتى ياي السبيل . وانفهم لابن عباس أن لا نسخ لذا من رأي وقد مضی الناسخ » والامر ارفق بالامة » فلیس علیہهم فيه آمر » وروی آبو هريرة او آفتی ( عن من تزوج امرأة بصداق ولیس عنده وفاؤه فهو زان ما أقام عندها ) . ومصداق ذلك حديث ام شريك وهبت نفسها لرسول الله عد فلم يقبلها فقال له رجل : ( زوجنيما يا رسول الله إن لم تكن لك با حاجة ؟ ) فقال : « أعندك ما تصدقها ؟ » فقال : ( عندي إزاري هذا ) . فقال رسول الله علد : « إن لبست إزارك م يکن علیہا منه شيء » وان لبسته لم يكن عليك منه شيء » انظر ولو خاتما من حدید » . فقال : ( لا جد ) . فقال : « زوجتا لك على ما معك من القران » . فلو جاز نكاح الأجل الجهول ولم ينقدها (۱) يقال صفاة يلاء أي ملساء مستوية والمقصود هنا لا شيء علیہما ( مراجع ط ٢ ). ۲٥ شيا » لزوجها له رسول الله مَك بذلك . وأساغ عڅان الفسخ في الفداء ولم يره طلاقا › فأوجب فيا الاستبراء حيضة › ولو فاداها عشر مرات ليس ذلك بطلاق › وسوغ تزوجها ممن منع مته من راه طلاقا » ومنع الاخر من أجازه حلالا . وأجاز علي نكاح الربيبة إذا لم تكن في حجر أمها بظاهر كتاب الله عز وجل وراه غيره زنا » وأباح اخرون نكاح الرأة على عمتها خالتها وجمهور الأمة يرونه زنا وقد قال رسول الله عي : « لا تكح المرأة على عمتها ولا على خالا » . وأجاز بعصهم نکاح إماء ُهل الكتاب 6 وراه اخرون زنا . وأجاز بعضهم نكاح الشغار › وأبطله اخرون . وأباح بعضهم نكاح التي زنا بها » ومنع منه اخرون » وساغ هذا کله للمختلفين › ولا تائم ولا تفسيق › فان وقع التشابط في مثل هذا وقال هذا : هي زوجتي وقال الاخر : هي زوجتي » ولم يفصل بینهما قاض » وأخذ هذا بقول عالم واخذ هذا بقول عالم » فايهما المبطل من اتبع سبيل الوّمنين وقد اتبعاه جميعا » وقد نزلت هذه المسالة بعينها في رجلين أيام المشايخ بين أهل في كثير من المسائل منها من قتل بالعصا › فاجاز بعضهم فيا القود وأبطله اخرون . ۳٥ وأجاز بعضهم القود في جميع من له جرح مجهز » وفیمن له جرح غير مجهز › فقال بعضهم بالقود فيهما » وبعضهم بالقود في الجهز دون غیره . وبعضهم يقول : إن كانا يمجهزين إنما له القود على واحد . وبعضهم يقول بالقود في الصائر في جميع من شغله أو منعه أو دل عليه › ومنع منه اخرون إنما لحم القود على واحد ما بعينه . وكذلك قتيل السباع وبني آدم والحيات والأفاعي والعقارب إذا اشتركت ئي قتيل واحد أن يرجعوا إلى الدية » وبعضهم بالقتل لبني ادم » وكذلك الصغير والكبير . وللمجني عليه أن يعفو » وأن يقبل » وأن الحاك إذا أخذ بقولة من هذه الاقاويل التي تحل بها الدماء فسفك بها دماء كثيرة » ثم بدا له فاستحسن خلافه وأن يرجم إلى الدية › فأبطل فيا القود ورجع إلى الدية » أن ذلك جائز له ولا يحل البسط إلى دم أحد من الجناة بعد حكم القاضي بحقنها › ويسوغ له الأمران جميعا في البدأة والعودة . ويسوغ للناس الانتقال من حكم إلى حكم خلافه » من تحليل إلى تحريم ومن تحريم إلى تحليل » فان علم الله منهم الاجتهاد » فالکل سائغ له ما فعل على مذهب علي › وهما إلى الجنة » وغدا عند ربك يوم القيامة يختصمون . فل مذحبه أن لأهل امراق أن يتوا مع علي من امتح من » لن الإمام على أيدي الهاجرين والأنصار لا نهم الحكام على الأنام . ولأهل الشام قتال علي » ما انتهك من حرمة الإمام والخليفة بعد الخليفتين ٠ فقاتلوه طلبا لثار عثان » إذ ليس لعلي شاهد يشهد أن عغان حلال الدم إلا قتلته › ولا يقبل قولحم وهو أحدهم » وطلب علي أن يقروا بولايته فينصفهم من حقهم خدعة صبي عن دبي أمه . 0 س والفريق الذين شكوا إنما شكوا في تحلة دم عغان » وأدعت أن ذلك شا حلال ولذا المعنى صار الامر فتنة › و إِني أعوذ بك من الفتنة ) . فقال عمر د (قل الهم أعوذ بك من الضغاطة 2 أتسأل الله أن لا يرزقك مالا ولا ولدًا ) . قال الله س عز وجل : لل ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ¶ فمن صحت نیته واجتهاده عند علي سلم من الفريقين جميعًا » ومن خبثت نيته وخان اجتباده عند على فهم الخصمون عند الله تعالى . من الامر ما عرفه علي واهل العراق » لن أهل الشام لم يكلفوا علم ما غاب عنهم من الأمور واعتقادهم أن عثْان هو الخليفة وأنه مير المؤمنين وأنه نه أفضل الخلق وأنه أصبح مقتولڵا » ولم يأت من الأمور التي قيد رسول الله أنہا ل با دماء للۇمتين شنا » وتطلقت قتلته بأمور ر غير التي قيد وسول هل ا وهذا المعنى الذي عابوه في مالك بن أنس : ( أنه أباح القتل تأدييا وقد حكم رسول الله عي « أن على المدعي البينة وعلى المنكر المين » © ولا يقبل قول المهاجرين والانصار أنه قتل مظلوما وإمامهم عائشة أم المؤمنين ثم عبد الله بن سلام ثم زيد بن ثابت ثم القتلة بنفوسهم المعترفين كطلحة والزبير وملا يقولون غ اكا ول دين ادل لطم امورو بعمار فلو كان عغان حلال الدم لكانوا أعلم بذلك من غيرهم فانم علماء هذه الأمة كسعد بن أي وقاص إمام اهل الشورى وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد بن مسلمة الأنصاري »٠ لكن هؤلاء اعتزلوا فأفلحوا عند انفسهم » وانجحوا وارتطم غیرهم » كل يعمل على شاکلته فربکم اعلم بن هو أهدى سبيلا › ويوم القيامة عند ربكم تختصمون . وقد صدق الله عز وجل حيث يقول : ل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة 4 وقول رسول الله مَك : ١« فتنة لا تدع قلب ممن إلا لطمته » . وأعظم حجة معاوية على على معذرته المجتهدين . ِ ِ Le وقول رسول الله عي : « يثير دخانها تحت قدمي رجل من عترتي يزعم أنه مني وليس مني ألا أُن أولياي المتقون » . ولنشرع الآن في حجة معاوية أنه على الحق دون علي : اعلم يا أخي أن معاوية قد أدعى أنه على حق دون علي » وأنه اوی بالامر دونه » أن قال : ( إِني سلم من فتنة الدار ) » وان علیا قد ارتطم فیہا على تخلیط منه » تارة يزعم أن عثان قتل مظلوما ويقول : ( ما قتلت ولا ماللأت على عغان ) . ويقول : ( لو إن بني أمية يرضون مني أن أقسم لحم خمسين ينا ما قتلت عغان ولا مالات عليه ) . وأن عليا منع قتلة عثان والله يقول : مل فقد جعلنا وليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورًا 4 . ويقول لعاوية : ( بايعني فأحملك وإياهم على الحق ) › وأخرى أنه لم يثبت عن عثان أنه قتل أحدا ولا زنا ولا أشرك بالله غيره » فلم يبغ على أحد فيدافعه عن نفسه فيقتله على نفس أو مال » وأخرى أن أهل الشورى إنما حلت لم الامامة › وقصرها (١) في ط البارونية محمد بن أي مسلمة والصحيح ما أثبتناه كا أفاده صاحب أسد الغابة . ( مراجع ط 7 ) . ما سيرد لاحقا من كلام فهو احتجاج معاوية ين أي سفيان على علي ين ابي طالب. لا رأي الولف رجه الله في معاوية وعلي » ويستمر كلامه طويلا إلى حوالي الاربع صفحات . ( مراجع ط ۲ ) . 1٦0 س عليهم عمر بن الخطاب ۽ قبل اُن يحدثوا ما أحدثوا أرأيت لو ارتدوا أو أحد منهم » أکانت ت تل له الحلافة مع الكفر ؟ وعلي قد أحدث في الإسلام واوى محدثا » ومع أن صاحبيه طلحة والزبير وغيرهما من أهل الشورى قد ندموا وتابوا وجادوا بأرواحهم » تنصلا مما عملوا في عثان » وليس هو أولى مته بها › وحتى قال طلحة : ( اللهم خذ مني لعثان حتى يرضى ) .٠ وقالت عائشة أم المؤمنين ‏ رضي الله عنها ‏ : ( نقمنا على عثان السوط والنوط فعدوتم عليه فقتلتموه والقتل أعظم من السوط والنوط ) . وأما سعد بن أي وقاص وصاحبه عبد الله بن عمر » فلم يقتلا ولم الغا وأعتزلا الامر ولم يعينا عليه فلم يعتزل معهما » فاثنان تائبان واعترفا بذنبهما في عثان › واثنان اعتزلا فلم يعينا عليه » فلم يسلك سبيل صاحبيه المعترفين ولا سبيل صاحبيه المعتزلين فارتطم في فتن لا تحصى . ومنه قتاله الزبير بن العوام الي قال فيه رسول الله ميك : « الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي » . وقال فيه : « بشر قاتل ابن صفية بالنار » . فعلي هو القاتل لابن صفية كا أن رسول الله عي وأبا يكر وغيرهما القاتلون لجميع من قتلت عساكرهم من المشركين » وعلي قاتل من قتلت عساكره من المسلمين . فلان افتخر علي بقتل الفئة الباغية عمار بن ياسر » ليفتخرن أهل الجمل بسلوك قاتل ابن صفية النار فلان كان علي على الحق بعمارفإن عائشة وطلحة والزبير على الحق بالزبير » ومن وراء ذلك لم يقد قاتل ابن صفية . وأعظم افات علي أن خلّف الحجاز الذي فيه الحرمان مكة والمدينة اللذان فيهما بيت الله الحرام وقبر نبي الله عليه السلام وفضلتا جميع مدن الدنيا ۵۷ وحرمهما » وعوضه الله منهما العراق دار الفتنة والشقاق والقسوة والنفاق ونيران الجوس والغفاق” . ومعاوية يقول : (منَ الله تعالى علي بالشام التي هي قبلته في سالف الأزمان › أرض الحشر والنشر وأرض وطنتها الأنبياء من قبل › وهي الأرض المقدسة رض الخليل » وبئس البديل بلاد الفتنة وبيوت النيران من القبلتين والحرمين ) . وقد قال رسول الله عك : « ألا أن الفتنة هاهنا » وأشار بيده نحو المشرق نحو العراق › وقال : « حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر » 0 ها قرنا الشيطان وعساكر معاوية أهل المن الذين قال فيهم رسول الله عة « ألا أن الايمان هناهنا . بيده نحو العن » . وقال عليه السلام : « الايمان يمان والحكمة يمانية » . ونزل معاوية بالمغرب ونزل علي بالمشرق ٠ وأشارت الكتب التي زلا لله على أنبيائه : أن مولد محمد عك بمكة وقبره بيغرب وملكه بالشام » وأن عليا أهون ملك محمد َفيك بالعراق . وأعظم حجج معاوية على علي أن وعد الله تعالى النصر والظفر لأمة محمد عل عدوهم » وأن يظهر ديه عل الدين کله ولو كره المشر کون . کا قال الله عز وجل : ل وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كا استخلف الذين من قبلهم ويعكنن فم دينهم الذي ارتضی هم ولیبدلنهم من بعد خوفهم آمنا يعبدونني لا يش رکون بي شيئا فمن كفر بعد ذلك فأولعك هم الفاسقون ‏ فلم ينصر علي على أحد » ولم يظفر باحد ولم يفتح مدينة من مدائن الشرك في الاسلام ء لكن فتح في الاسلام أبوابا سلكتها الخوارج وستنًا اتبعتها . وقتل علي في قعر داره خائفا مترقبا » وتوفى معاوية على فراشه امنا مطمئنا » )۱( الففق : هو الارتداد والرجوع . ( مراجع ط ٢ ) . 0۸ س فلم يفتح الله على يده قرية من قرى الشرك ولا مدينة من مدائن الشرك ولا أظهره علہا ولا أظفره بہا وقد ظهر الظفر لمعاوية على بلاد المشركين › » فافتتح في أيامه قرى كثيرة ومدنا كبيرة » فأعقب الله تعالى فيا الأذان بعد الناقوس والصلاة وذكر الله تعالى اناء الليل وأطراف الثبار . د كانس .وايب بد امع » وال لتحي عد اصن ولأمام ٠ وانبطل كثير من الشرك على يد معاوية » كثير من الفتنة على يد علي » وابتلاه الله بالشيعة الملعونة الذين اتخذوه دون الله إِلْها وذريته أنبياءِ بعد محمد خاتم النبيين فأبطلوا شرائم الإسلام » وحلوا أنشوطة عقد الحرام ومعاوية ممن کتب لرسول الله الوحي وأتمنه عليه » وقد إئتمن رسول الله عليا على ابنته فاطمة فأغضبه فيا حين خطب على ابنة أي جهل › فصعد رسول الله المنبر فخطب الناس وأثنى على بعض أصهاره خيرا تعريضا به › وقال : « والذي نفسي بيده لا أحل حراما ولا حرم حلالا » ولن تجتمع بنت نبي الله مع بنت عدو الله » » فانم أولى على الأمة بالإمامة » وأولى بالحق ممن بخته خت سوء ولو سلم من کل شيء » ولو ملك ل تعالى ذرية علي على الأمة لا تنوم عبيد قن وافات تن والله أعلم وعوفي معاوية مما ابتلی به علي من اشهار السلاح والسيف في الأمة › وأ عل و ووه مسحا بالسوق والأعناق » فعطل اشفور ل إلى نضابه والعز واتمكن إلى أربابه وا خزي على أصحابه . (۱) أي ظهرت ( مراجع ط ٢ ). عبيد قن : العبيد الذين ولدوا من آباء وأمهات عبيد . ( مراجع ط ٢ ) . ۹ سے والذي ذكرناه في الملوك المتدينة لم تقتصر فيه على على ومعاوية دون أخلافهم بعد » بل الحكم فيهم واحد أهل ديانة » لا أظهروا على أيديهم من الجمع وال جماعات » والاذكار والصلوات والنسك والعبادات ء وظهور الشرائع الاسلاميات ٠ وعمارات الصبيان للحاضر لقراءة القران » وظهور الغزو والجهاد في جميع البلاد والثغور البعاد » والدعاء إلى الله وإلى طاعته » وظهور عبادته . وقد جرى لعبد الله بن أباض شىء من هذا » وذلك أنه اتعد مع أصحابه منارة الجامع بالبصرة أن يجتمعوا فيها اخر الليل » للاتفاق على الخروج › فقام اخر الليل » فسبقهم إلى المنارة وجلس عندها › إذ مع تحنين المؤذنين ٠ ورنين لمتعبدين » وصنوف الأذكار في الأسحار . فقال نحم : ( لست منكم في شيء › أعلى يجوز لي الخروج والاستعراض؟! ) . وفارقهم » وخرج أصحابه فاستعرضوا على طريقة الخوارج › فسلم هو بحمد الله . وذلك أن طريقة عبد الله بن أباض إنما هو الخروج على الملوك الجورة › لا على العامة الملسخرة كطريقة أي بلال ‏ رحمه الله » وليس في إن ظهر فجور هوّلاء الملوك في ذات أنفسهم وظهرت المناكر على أيديهم ما يخرجهم من ملة الاسلام » بل هم من أهل الملة وان کانوا آهل سوء . ومن مناقبهم : أنهم أمنوا السبل والطرقات » وجبوا الفيء وا خراجات › ونصبوا القضاة والحكومة . وفي صنيع أي بلال مرداس ‏ رضي الله عنه س ما یدل على ما قلنا ‏ وذلك أنه ما خرج عليهم صادف أربعين جملا مالا من مال خراسان » أخذها فأنزلها وأخذ منها عطاءه وعطايا أصحابه فسيبها إلى عبيد الله بن زياد » وكتب لم بذلك البراءات » لو لم يكونوا أهل ديانة لا ردها علیهم . وصنيع جابر بن زيد س رحمه الله حين تخلف عن الجمعة فقال : ( اللهم لك علي أن لا أعود ) . ومن وراء ذلك أخذه العطايا من الحجاج E وشبهه ٠ ومطالبتهم بها » وولاية الفتوى غم والمساحات وولاية شري القضاء وغيرهم من أهل العلم كثير . وليس في ذلك ما يخرجهم أن يكونوا أهل ديانة مخطعة مبطلة والمسلمون أهل ديانة محقة . و كيف بعلي » كان لا يتابع مدبرا › ولا يجهز علي على جرخ ٠ ولا يستخدم عبيدا ولا أحرارا » وتأول في أهل النېروان وان کانوا عنده من آهل الاجتهاد أن في صنيعهم الفرقة وتشتيت الأمة » وبلوغ ابن أي سفيان فيهم أعظم الامنية » وقد كان ذلك كذلك . وأما السلاطين الجورة » فهم الذين تغلبوا على الناس › لا يراعون شرعا ولا يدعون إليه ولا يعملون به › وعطلوا الزكاة والصدقات والعشور والخراجات › ولا يهتمون بالأقضية والحكومات ولا بإقامة الحدود والقصاصات » وشرعوا لأنفسهم طرقا في إقامة ملكهم » خلاف طرائق الشرائع › وشيدوا القصور ء وبنوا الدور › وحصنوها بالحرس والاعوان › ويغيرون على البلدان » واستعملوا في جميم الأموال المغارم والقبالات › واتخذوا الأعوان والكفاة » وأظهروا شرب الخمور ولباس الحرير والمعازف والستور وال جور في جميع الأمور . تسمية السلاطين الجورة عندنا بالغرب » كأولاد بلجين بن زيري بن مناد ين مفكوش الصنباجي » وأولاده المنصور وباديس » وتم بن المعز بن باديس والمنصور بن بلجين وبني ماد بن بلجين والقائد بن ماد والناصر بن المنصور والعزيز » وملوك بني يفرن كمعاد وزيري وملوك بني مغراوة بسجلماسة بني وانودين مثل مسعود بن وانودين وال خير بن محمد والمنتصر ابن خرزون والمعز بن زيري » وملوك سبتة بعدهم وهم بنو مود وبنو عباد ١1٦ س باشبيلية وبنو حبوس بغرناطة وابن نمادح بالمرية » وبنو هود بسرقسطة » وبنو وأما بنو العبيد قبل هذا بأرض المغرب فليسوا من الناس ء وهم أشبه وآما المرابطون فهم آهل ديانة آولحم یی بن عمر » وآبو بكر بن عمر ٤ ويوسف بن تاشفين › وعلي بن يوسف » واخوهم تاشفين بن علي » حتی العالمين . ۲ا س باب ف العلم الغاني والعلم الثاني في ذكر العلة التي أوجبوا بها أحكام امخالفين من أهل الديانات 2 خلافا لأحكام فسقة أهل الإسلام وتشبههم بأحكامهم أحكام اللشركين . وذلك أن الله تعالى حكم في المشركين في أول مرة » إذ أبصروا الأسلام وآمنوا ووحدوا إللههم أن عفا عنم وغفر لحم جميع ما مضى لم قال الله تعالى : «ل قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لحم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين 4 . وقال : ل وقولوا حطة نغفر لكم خطاياك وسنزيد المحسنين ‏ . وقيل عن رسول الله عفد أنه قال : « التوحيد جب لا قبله » . ثم إن هذه المغفرة وقعت من الله عز وجل للمشركين عامة إذا أسلموا › فذهبت أنفاس علماء الأمة إلى تعميمها في كل شيء ا علموا من رأفة الرب الرحم الكريم سبحانه » واستصلاح عباده بالدعاء لحم إلى التي هي أقرب › والترغيب في الشروع في الإسلام والتسهيل عليهم في دخوله » فلو كلفهم استصلاح الماضي لشق ذلك عليهم فغفر لحم الذنوب السالفة والسيئات الماضية › فهي إحدى المغافر . م الثانية : أن عافاهم من استملاح” ما مضى فلم يكلفهم رد المظالم نم الثالثة : أن هناهم وسوغ لم جميع ما في أيديهم من الأموال والديار والدمن والعقار » والاستحوال والاستخمار » كسبا كان أو نصبا › ذاهبة أو (١) أي : إصلاحه وإحسانه ( مراجع ط ٢ ). ۱۳ س قائمة › حلالڵا وحرامًا » على أي وجه من الوجوه كانت » مغصوبة كانت للمسلمين أو مكسوبة لغيرهم أو لحم » فجميع ذلك معفو عنهم فيا مهنۇ م . ودليل ذلك حديث الأخنس بن شريق الثقفي مع ابن ظيبان بين يدي رسول الله عة › وذلك أن ابن ظيبان المرادي ذكر أن أرض الطائف أرض كانت لراد › فأعقبتها ثقیف . فقال : ( أردد علینا بلادنا يا رسول الله ) . فقال الأخنس بن شريق الثقفي : ( إنه حاف سروات الطائف أرض کان لبني مهلا بیل بن قیان غرسوا وادیه » وذللوا أحساءه » وأکلوا آنماره حتى جاء الله بالطوفان » فأهلك من على وجه الأرض » ثم نزلتها عاد حتى أتاها الله بالعذاب الألم » فأهلكها بالري العقم » فتحامتها العرب » ثم أن مرادا نزلتها فأتاح الله لا ثقيفا » فقابلتها بسلاحها » وفتحتها برماحها » فهي أرضنا يا رسول الله ) . فقال رسول الله : « إنما قيل للجاهلية جاهلية لجهالة أهلها وضعف علمها » فمن أسلم على شيء وهو في يده فهو له »). وحديث معاذ بن جبل : ( من استخمر قوما ولم إخوان او جيران مستضعون فما قصر الملك في بيته فهم عبيدقن » وما وراءِ ذلك فهم عبيد مملكة لا عبيدقن ) وحديث ذي كلاع مع همدان عند عمر بن الخطاب ٤ طلب أن يسترقهم » فوقفهم لم عمر بن الخطاب وهم أربعة الاف »٠ فلما رأى عمر توقف فيهم » أشرف عليه من سطح فقال : ( إِلي أعتقتهم لله عز وجل ) . فامضى ذلك عمر بن الخطاب . وفي حديث الأشعث بن قيس مع أهل نجران » وکانوا تحت حجر بن عدي (۱) استخمر : استعبد ( مراجع ط ۲ ) . ٤1 ب اين امريء القيس بن حجر وهو خال الأشعث اهم ا يستغه يستغفلنى هذا ) وخفقه بالدرة › في مئل هذه الأمور . وقول عمر سے رضي الله عنه س : ( ولسنا بنازعين شیا من ید احد أسلم عليه ) وقضى ف الأولاد بالملة . وحديث سلمان ‏ رضي اله عنه ‏ حين أمره رسول الله ع أن يستکتب وهو. على دين › فباعه اللشركون للهود» فأمره عليه السلام أن يستکتب فاستكتب . وأعظم من ذلك حكم رسول الله عي في دور مكة ورباعها › وقد دخلها على أهل مكة عنوة فهي لحم » فسوغ لحم جميع ما في ایدیهم من کسب أو غصب . وأعظم من ذلك دور المهاجرين الذي أسلموا وهاجروا » فت رکوا دورهم › فخالف عليها الملش ركون من بعدهم واغتصبوها › فهنأها رسول الله ع حم ولم يرد على أحد من المهاجرين داره » ولا انتزعها من أيدي المشركين . وأعظم من هذا کله دور رسول الله ع اغتصبہا عقيل بن ابي طالب ٤ واغتصب الولد ودور بني عبد المطلب وباعها من المشركين › وصارت دار حديجة زوج النبي عه | لى أي سفيان ين حرب » التي فيها مولد فاطمة ينت رسول الله عي فردها إلى داره . واغتصب أيضا أبو سفيان دار أي أحمد بن جحش »٤ فاستعدی علا رسول الله عفد فلم يعده › فقال : ( یا رسول الله » دار أي اغتصہا أبو سفيان ) فأعرض عنه رسول الله ع » فتاه من على ينه فأعرض عنه » فاتاه من قبل شماله فأعرض عنه » ثم ناداه رسول الله عد مناجاة ومضی وتر که » وقال يعرض بابي سفیان : ( شعر ) ١ س دار ابن عمك بعتا تتفى بها عنك الغرامة اذهب بہا اذهب ہہا طوقتها طوق الحمامة وابتہ بتيعت تلك الدار بعد ذلك › ف غلاء دور مكة مائ ألف دینار › اشتراها أبان بن عثان في دور كثيرة على هذا النعت . وقال أسامة بن زيد لرسول الله ع وکان رحل رسول اله ع بيده : ( أين ننزل غدا يا رسول الله في يوم الفتح ) فقال عليه السلام : « وهل ترك لا عقيل من منزل » أنزل بالابطح » . وانتهى الأمر بدار رسول الله عي إلى محمد بن يوسف أخى الحجاج ابن يوسف » ثم انتبى في أيام بني العباس إلى بعضهم › فجعله مسجدا . من ذلك . وقد اختصم في عمرو بن العاص خمسة أنفس فقالت النابغة : ( إنه أتاني خلق كثير ليس لم فيه شيء » ولكن هذه الخمسة كل قد آتاني فلا دري لأيهم هو » فاقتسموا بالأزلام عند هبل » فطار السهم للعاص بن وائل السهمي » فانتسبه إليه إلى الأبد » ووقعت المناسبة والموارثة والمعاقلة والولاية على هذا النسق ) والله ولي التوفيق . ۋف )۱( فإذ ذكرنا أحكام المشركين › ومقتضى الحكم فيهم إذ هم أسلموا › فلنذ كر أحكام أهل الخلاف وأهل الديانات › وال حكم فيهم › وهم على ثلائة أصناف :٠ أولا : الملوك . والثاني : الولاة . والثالٹ : العامة . (١) كلمة فصل غير موجودة في ط البارونية أضفتها إَِامًا للفائدة . ( مراجع ط ۲ ) . E Dh « الخلافة بعدي عام » ثم تتحول ملكا بزبزيا 9 واعلم أن من ادعى املك » وتسلط على العباد » وانتحل اسم الشريعة › وحارب عليها » وقاتل وناصب » وعمل بمقتضی معتقده في دینه » کعلي ومعاوية ومن دو نہما والحجاج بن يوسف والازارقة والصفرية › وهم مشابه اهل الدار ويوم الجمل وصفين . فمن تاب من سوء ما هو عليه » ورجع وأبصر الاسلام وأهله وتبرا من الخلاف وأهله › من قبل أن يقدر عليه المسلمون وهو في منعته حتى تاب ٤ الفروج » كل ما أت من ذلك مهدور عنه » وصار كأحد من المسلمين ليس وحرام على من يطالبه بال أو نفس أو غير ذلك وأعديناه فيمن جاوز إليه فيما ذكرنا . وحكمنا في علي إذا أبصر الإسلام أن يهدر عنه جميع ما فعل في أهل النمروان » سواء باشر القتل أو أمر أو منع الجاني . وآما من فعل بامره » وقاتل من آهل جنوده فقتل وفعل ما آمره به علي من ذلك » فمهدور عنم جميع ما اجترحوا من ذلك ٤ سواءِ علیہم رجعوا فان خرجوا من حكم علي » رجعوا كا كانوا أول مرة » يحل قتلهم في تودية مال » وإن أذعنوا لهل الحق ولم يفارقوا مذهبهم واعتقادهم (١) أي مأخوذ بالغلية والقهر ( مراجع ط ٢ ) . ۷٦ س وخلافهم » بلا قود ولا تودية » لأنهم فعلوا بأمر سلطان شارع » وفعلوا بدين خلافا لمن فعل بشهوة . وكذلك حكم معاوية وعمرو بن العاص إذا تابوا ورجعوا إلى أهل الحق › هدر عنم جميم ما أصابوا من نفس أو مال في تلك الحروب وتلك الفتن وما عملوا بغیر مقتضی دینہم . فإذا كان قائم العين فهو مردود إلى أهله وإما إذا لم يكن قائم العين › فالله أعلم » وأما ما تصرف فيه فهو مهدور » وتصرفه أن يجري فيه المواریث والأحكام والبيوع والانتقال عن يد آخذه أول مرة إلى غيرهم » في کل شيء إلا الأحرار » فالعلة فيهم قاصرة » سواء كانوا فعلوا بدين أو شهوة » إن قدرنا على الأحرار أطلقناهم » وجرينا الأثُان من بيت مال المسلمين » إن لم يكن للجاني مال أو فقدوا . وما الحكم في خزائن الملوك وبيوت أموالحم » فان الحم فیہا كبیوت الراشدين » ولا سبيل مذهبهم هم »› فإِنما هو غصب ومظلمة › فهو مردود على أهله إلا أن يكون ذاهب العين ومضى لسبيله . ومن داين بيت الال مال المسلمين » في أيام الملوك الظلمة › فبطلوه أو منعوه » أو حيل بينهم وبينه » فله ماله من بيت مال المسلمين على أحد ۽ وما كان لأحد من عدة في بيت مال المسلمين » فلأمير المسلمين الوفاء بذلك › إن راه مصلحة له ممن يستحق ذلك › وإلا فالخيار له . وكل صلح بين الملوك وبين عدوهم من الروم وغيرهم » فهم على صلحهم ألا أن يخافوا منهم خيانة » فلينبذ إليهم على سواء . وكل حق للملوك على الولاة » فراوغوهم بها حتى زال سلطان الملوك ء فإن لامير المؤمنين في ذلك إمضاء الحكم فيه على وجهه . 1۸ س وإن عطل أهل الذمة ما عليهم من الخراج ومن الجزية سنين عدة » فإنا ناخذهم بذلك › إلا إن سوغت لم الوك ذلك » وإن غاب أهل الذمة في بلاد بعيدة غير بلادنا » فأتوا علينا » فإنا لا نأخذهم بشيء من الجزاء » إلا إذا مکئوا في بلادنا سنة كاملة » سواء تلك البلاد التي جاءوا منہا بلاد شرك او بلاد إسلام » إن أطاع لم أهل تلك البلاد بها وإلا أخحذنا الجزاء عدة تلك السنين ما خلا بلاد الشرك . ولا نعشر أموالحم إلا لعام واحد » فإن أدعوا نهم أعطوا العشر أو الجزية لبعض أهل تلك البلاد التي جاعوا متها أو لاهل الخلاف وهم على ذلك براءات » فإنا نحط عنهم تلك الجزية أو الخراج » ونعشرهم لعامنا الذي جازوا فيه علينا » وما أحدثوه أيام الملوك من الكنائس والبيع بالرشا هدمناه › وإن كان على أذن تركناه » أو عن ظلم أزحناه . وإن هم أهل الذمة بالإسلام وأرادوه › ومنعهم منه الملوك › وصابروا إلى أيامنا » فليس علينا منهم شيء » إن أسلموا فبسبيل ذلك » وإِن تمادوا على ما هم عليه » فليس علينا منہم شيء . وذلك انهم في آيام الحجاج بن يوسف » جارت عليهم الولاة » فاسلم بعضهم › فمنعوهم من الإأسلام لئلا يضيع بيت مال المسلمين › وإن أسلم أهل الذمة » انتزعنا منهم الفيء ورددناه على جيرانهم » وحططنا عنهم الجزية وا خراج . وإن كانت بلادهم بلاد صلح لا بلاد فيء » فمن اأسلم فله إسلامه وماله اللسلمين كان عليه مثل ذلك ولا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه › وذكر أن جل أموال الليث بن سعد من ذلك . 1۹ وأما إن كان على يد السلطان متعناهم منا . وإن اصطفت الملوك الغنائم في أيامها ء وعطلوا فيا السهام » وردوها إلى بيت مال المسلمين › تركناهم وفعلهم › وإِن كانت قائمة لم یقضوا فیہا بامر أجريناها على السهام . وإن عاقبوا بالأموال جميع من عمل المعاصي » أو خالف أمرهم » أو فيۇە وانتزعوا منه الديار والعقار والدمن والاموال » وهي قائمة باعيانما في بيت مال أو في يد من أعطوها له » وليس علينا إصلاح شيء من هذا » ولا النظر فيه » تصرف أو لم يتصرف . وإن كان بينم نقض عهد » أو عذر» أو مظالم بينهم وبين أهل الذمة والحاربين › فإنا نصلح من ذلك ما أفسدوا » ونحل عقد ما اجترموا » سواء كان النقض أو العذر من أهل الاسلام › أو من أهل الذمة والحاربين . فمن امتنع أجرينا عليه حكم الأسلام وأهله » ومن امتنع قاتلناه وحاربناه . E CO ‏باب ما ينبغي لأمير المؤمنين أن يفعله في أهل الخلاف‎ والذي ينبغي لأمير المؤمنين أن يستعمله بينه وبين أهل الخلاف أن يدعوهم إلى ترك ما به ضلوا» فإن أجابوا اهتدوا › وصاروا إخواننا » وحم ما لنا وعليهم ما علينا » ونصير وإياهم شرعا واحدا ) تقدم کا قال بو حمزة الختار بن عوف » وقد خطب أهل المدينة فقال : ( أيما الناس نحن من الناس والناس منا » إلا عابد وثن وملكا جبارا » وصاحب بدعة يدعو الناس إلا ) ٠ وإن امتنعوا من ذلك دعوناهم إلى أن نجري علیهم حكم الله تعالی » من دفع الحقوق والخضوع لواجب الأحكام . فإن أطاعوا بذلك تركناهم على ما هم عليه › ووجب فم من الحقوق والأحكام ما يجب لنا وعلينا » إلا ما كان من الاستغفار فلا حق لحم فيه › ما داموا متادين على ما به ضلوا › ووسعنا وإياهم العدل › ولحم حقوقهم من الفيء والغنائم والصدقات على وجوهها › وم علينا دفع الظلم عنم ا يجب لسائر المسلمين » والعدل في الأحكام » والدفاع عنهم . وإن غزوا معنا » فلهم سهماهم ا لنا » وإن امتنع منہم مما وجب عليه من الحقوق أدبناه با يقمعه ويرده إلى سواء السبيل » وإن جاوز ذلك سفكنا دمه › واستحللنا قتاله . وإن اعترفوا بطاعتنا » وانفردوا ببلادهم » وأجروا فما أحكامهم ت رکناهم » وذلك مالم يكن ردا على اية محكمة أو سنة قائمة » ونستقضی علیهم منهم من يقوم بواجب الحقوق عليهم ولحم » ونقبل قوله في ذلك على أسلوب القضاة كلهم » إِذا کانوا ممن تقود غم دیاناتهم › ولم بنعنا من ولایتہم إلا ما هم عليه › وناخذ منهم كل ما يجب من الحقوق ٠ ونردها في فقرائهم وذوي الحاجة متهم . ا۷۱ س وإن اتهمناهم في شيء أعذرنا إليهم وننبذ إليهم على سواء » ولا نتركهم يظهرون منكرا بين أيدينا إذا كان عندهم منكرا في ديانتهم » ونمنعهم أن يحدٹوا في أيامنا مالم يكن » إلا أن يکون أمرا لا مکروه تحته ٤ فلنا الخیار ون حاربناهم في هذا كله وهزمناهم » فإنا لا نتبع مدبرا » ولا نجهز على جرڅ .٠ وأموا حم مردودة عليهم إلا ما كان لبيت الال فا نا نجوزه على وجهه » ولا نتورع عن جميع ما في أيديهم من المظالم عندنا » ذا کان جائزا ئي مهم . وما كان في أیدیهم من مال بیت الال للمسلمين » فإنا نأخذه ولا نرده ونصرفه في جوهه . وإن كان مظلمة رددناها إلى أهلها › ولا نستعمل معهم في ذلك طريقة لهاد مثل ما فعل ايو متصور في ولد امد بن طولون » جين هرب لاب من الجيل بعسكره » والتقى معه دون برقة » فاقتتلوا قتالا شديدا » فف ا لا منتصور إليه › فولوا منهزمين › فقتلهم المسلمون شر قتلة » وحازوا الأموال » فتورعوا عنها وسيبوها لأهل مدينة طرابلس » فتوزعوها وانتپبوها › مصيبة يالا من مصيبة . وإن قدرنا علیهم » قتلنا منم كل من قتل أحدا منا بعینه » ولا نستعمل فیهم حکم احاریين › ونقتل منهم الولاة والرؤساء › ونترك العامة بسبيلهم › س سبیل الأسرى ٠ ولا نتبع المهزمين ٠ ولا نعترض من العامة أحذا إلا من طعن في الدين » أو قتل من المسلمين أو دل عليهم » فهؤُلاء يقتلون إذا قدرنا عليهم ولو تابوا » إلا من تاب قبل أن نقدر عليه » ونصلي على قتلاهم وندفهم . ونجري المواریث بيننا وبينهم على وجوهها » والعدد والأموال والحرمات على وجوهها › ولنا الدرجات إن شاء الله » ولمم الدركات . ۷۲ في أحكام الأمراء والقضاة والأعوان وأما الأمراء والولاة الذين هم تحت الملك الأعظم ء إن اقتطع شم الملك شيئا من أراضي الفيء » فان لم أن يأخذوه وينتفعوا به » ولو حاباهم بذلك دون نظرائهم أو دون أهل الصلاح فإن ذلك لمم قطيعة أو استغلالا . ا فعل عثان بمروان بن الحكم بذي خشب » وبا حاباه في أمر الخمس الذي باع له بخمسائة ألف دينار شراء محاباة » وهو خمس مال أفريقية » يسوی ستائة ألف دينار › فبان به وحازه » فقد طاب لروان وأساء فيه عغان السيرة . وإن رجع إلينا مروان تائبا أو غير تائب ولو تاب عثان ولم يتب مروان لكان لمروان » وهذا في الأموال » وأما عيون أراضي الفيء فلعغان الرجوع فيه » تائبا أو غير تائب 5 ك جرى لعمر بن عبد العزيز وذلك أنه نظر إلى ما صار إلى بني أمية من أموال الفيء » فرده أموالا جليلة » فأ بالأسفاط التي فيها وثائق الأموال فنادى : الصلاة جامعة . فاجتمع الناس فخطبهم وقال : ( أيها الناس » إني نظرت إلى ما في أيدينا من أموال الفيء » فرأيته يناهز ثلث الفيء أو نصفه ) » ثم يفتح السفط وياخذ منه الوثيقة » ويدفعها لولده عبد الملك » وعبد املك على رأس النبر فيقول : ( اقرا يابني ) فيقراً فيقول : ( هذا ما دفع أمير المؤمنين عثان بن عفان لمروان من مال الفيء أقطعه إياه قطيعة ) . فيقول : ( يابني ما تقول أنت ؟ ) . فيقول عبد املك : ( إن الله أقطعه المسلمين قبله ) › فيقول عمر : ( مزق يا بني ) » فيمزق عبد الملك الوثيقة » ويتتبع جميع مكاسب مروان وعبد العزيز أبيه » من لدن الخلفاء › فيقول : ( مزق يابني ) . فمزقها حتی أت على اخرها . ثم أن عمر قال لحاجبه يومًا واحدا : ( لا يدخلن عل أحد إلا أموي ) لا يأذن لغيرهم » ولا يستاذن لغيرهم » فلما اجتمعوا قال لحم عمر بن عبد العزيز : ر إِني نظرت إلى ما في أيديكم من مال الفيء » فوجدته يزيد على الثلث أو ۷۳ على النصف » فالان انخلعوا عما في أيديكم من مال الله ) » فسكتوا ولم يحيروا جوابا » وقال لمم ثانية فسكتوا » وقال م ثالثة فأجابه العباس بن عبد الملك ابن مروان » و کان اسن القوم فقال : ( إن هذه الأموال جعلتها الخلفاء لأجدادنا وأبائنا لسنا تتقضه أنفقر أبناءنا ونكفر اباءنا ؟ لسنا بفاعلي ذلك » ما دامت هذه س وأشار س على کواهلنا ) . فسکت عمر هنيهة ثم قال 9 الله لولا أن تستعينوا بن أطلب له حقه من هذا لمال علي فتقاتلونني بهم ما فرجتم منها أو تتركوه ) وقال هم : ( انصرفوا ) فانصرفوا . فکان من رأي عمر استرداد ذلك کله . ولأمير المؤمنين فيه الخيار إذا دخلوا في الاسلام كرها » وأما إن دخلوه طوعا فلا . وإن اكتسب الوالي من عطاياه الأموال والرباع والمنازل والقصور › ثم أبصر » فرجع إلى دين المسلمين فهو له خالصًا ولو لم يرجع إلى مذهب الملسلمين › وكذلك ما يصيبه من عطاياه . وأما إن أمره الملك بالمصانع من الرباع والديار والحمامات والقناطر والأجنة والحارث والأشجار › وامتثل ذلك كله وأخذه وتملكه » إلى أن زال سلطان املك الأعظم » أو زالت ولايته هو » فإن ذلك كله مردود في بيت مال المسلمين » إلا أن يهبه له أمير المؤمنين بديا المرجوع إليه الأمر الان ء وجميع ما يحدث في الفيء فهو فيء » إلا أن اقتطعه لاحد » فله ما اشتغل ومرجوع الفيء إلى الفيء وكذلك حكم القضاة وما استغلوه على هذا النعت والفيء ما دام وقَفا م يدفعوه لأحد فلجميع المسلمين أن يأكلوا منه بأفواههم › ولا يتخذوا منه خبية ولا تبانا ولا حالا . وإن دفعوا أرض الفيء لغيرهم اقتطاعا » فله التصرف فيه والاستتثار به ما لم ٢۷ س یزل. سلطانهم » ولو زال سلطانهم » مالم ينرعه السلطان الثاني من يده فإذا نزعه صار ذلك المملوك فيا كاول مرة . وما أحدث الولاة والقضاة من المصانع والمياكل والمرافق والخصود والسجون واليادين والأسواق لا يصلح للولاة والقضاة والحرس والأعوان والفيو ج » وهذه الأموال كلها من نفس بيوت لمال اصطنعته » أو من نفس عطايا من ذكرنا ليس له فيه مرتجع » فهو باق على حال المعنى الذي عقل له . وإن أحذ هولاء المذكورون عطاياهم أول العطاء › فعزلوا بعد ذلك فهي لحم » وأما إن أخذوها قبل يجىء وقت العطايا فلأمير المؤّمنين استرداده . وإن اكتتب في وجوه كثيرة فليأخذ بتلك الوجوه كلها › وإن اکتتب في غزوة وتغلف عنها بعدما أخذ عطاءه فان لأمير المؤّمنين معاقبته » ولا يسترد منه العطاء › ولا يعاقبه بحرمان العطاء » صنيع عثان بن عفان › فالعطاء من الله عز وجل والعمل من العبد فان جاز العمل مضى العطاء » وفي الملقبل فاصل . وأما العطايا الدارة فهي لصاحبها › عمل أو لم يعمل › ولعقبه من بعده › وإن لم یکن له عقب فلمن يوصي له من بعده » وإن عف عن عطایاه » فليس (۱) سبق تعريفها . ( مراجع ط ٢ ) ٠ ٢۷۵ س ئي انحاربين وما يتصل بہم من آهل الفتن وللمحاربين أحكام مذ كورة في كتاب الله س عز وجل س وهو قوله : ل إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لحم خزي في الدنيا ولحم في الاخرة عذاب عظم ¶ . واختلف العلماء في ظاهر هذه الاية وباطنها فمن قائل : إنها على ظاهرها . التي نص الله عليها » من القتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف والنفي . وبعض يقول : إن الاية مرتبطة بلحن الخطاب وقوله : هل إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادًا أن يقتلوا 4 إذا قتلوا أحدًا من بني ادم » کائنًا ما کان » فيقتلون به جميًا » أو يصلبون إذا قتلوا وهم مش رکون أو تقطع أيديہم وأرجلهم من خلاف إذا لم يقاتلوا النفوس لكن أخحذوا الأموال › أو ينفوا من الأرض . واختلفوا فيه على قولين : قال بعضهم : النفي أن يطلبوا حتى لا يامنوا وقال بعضهم : والنفي أن يسجنوا أو ينفوا من على وجه الارض حتى واختلفوا أيضا في هذا الحكم : هل موقوف على الإمام أو سائغ للمسلمين جميغًا إنفاذه في کل زمان ؟ قال بعضهم : هو إلى الامام ولا ینفذه غیره کسائر اللجحدود . وقال بعضهم : إن حكم الله جائز لمن قدر على إنفاذه من جميع المسلمين . وقال بعضهم : أما القتل فجائز في الظهور والكتان وأما ما سوى ذلك ٦۷ س وال ُن احارب كل من أخاف السبيل وأعلن بالفساد في الأرض وأشار القرآن إلى بعض أوصافه قال الله س عز وجل س : ل لحن لم يتت منافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينىك بهم ¢ لا يجاورونك فيا إلا قليلا » ملعونين ثقفوا أخذوا وقنلوا تقتيلا » سنة الله في الذين خعلو من قبل ولن تيد لسنة اله تبديلا ‏ فأيت الإرجاف أنه من موجبات القتل وكذلك ظهور خصال النفاق . وإن أظهر قوم إخافة السبيل والإرجاف » أعذرنا إلهم › وإلا أجرينا عليهم حکم الله س عز وجل س . وقد رويت أحاديث دالة على أن بعض الأفعال أن دم مرتكبها حلال ء وقد روي في تارك الصلاة ثلانا يقتل بعد الإعذار والإنذار » وروي أيضًا في شارب الخمر بعد الإعذار والانذار ثلاثا يقتل . وما يوضح ذلك ويبينه قول رسول الله : « لقد ممت أن أقدم رجلا من أصحابي يصلي بهم صلاة العشاء » فأتخلف إلى قوم لا يحضرون العشاء › وأحرق علیہم بیوتهم ) . ولقد رأى عمر بن الخطاب رجلا يسىء الصلاة فقال : ( والله لا نتركك أن تظهر النفاق بين أظهرنا ) ف فمن أظهر النفاق وخصاله بين أظهرنا » وأخاف السبيل » وأشهر السلاح › وأعلن بالفساد » لكنهم لم يقتلوا نفسًا ولم يأخذوا مالا فإنا نضبهم السجون » ونبسط إليهم الأيدي بالضرب والألسن بالمكروه ونۇدبم بالتعزير والنكال . فإن قطعوا الطريق ولم يصيبوا الأموال › فإن قدرنا علیہم قطعنا أیدیہم وأرجلهم من حلاف »٤ ولو أکلوا من الأموال دون النصاب الذي قطع به يد السارق ٠ فتقطع يده العنى ورجله اليسرى من خلاف . وأما إن قتلوا الانفس ولو نفسًا واحدة حرا كان أو عبدذا » مؤمنًا كان أو ۷۷ س ذميا » أتينا على اخرهم بالقتل وقتلناهم أجمعين » ولو لم يقتل متهم إلا واحد قتلنا من قتل ومن لم يقتل » وهذا إِذا قدرنا علیہم قبل أن يتوبوا » فان تابوا قبل أن نقدر عليهم أسقطنا عنهم حد الحرابة » وأخذنا الجالي فيما جنى » وقتلنا القاتل وحده فيما فعل إذا كان ممن يقتل به » ولا نقتل غيره » ويؤدي الال من أخذه دون من لم ياخذه . وأما إن وقعت الحاربة بيننا وبينهم » ولم يذعنوا لحق الله عز وجل فيم » حتى قلوا منا رجالا » وقلنا منهم رجالا » وأكلواالأموال وأنسدوها › فإن قدرنا عليهم قبل أن يتوبوا » أجرينا عليهم حد الحرابة » وقتلناهم عن رهم » وان غ تقدر علم لكنهم ئی © بعد ما لوا سنا واکلوا الأموال » اسقطنا عنهم حد الحرابة » وأخحذناهم يما فعلوا خصوصا › وقتلنا القاتل فيمن قتل إذا كان ممن يقتل به » واسترددنا الأموال من اخذیہا واکلیہا › وهدرنا عنهم جميم ما أصابوا منا في محاربتهم » لأنا وإياهم في حال المتدينين › لا نأخذ الحق ممن لا ندفع له الحق » ويهدر عنهم جميع ما أصابوا منا في محاربتهم » إلا قائم العين من الأموال › فإنه مردود إلى أهله . فإن وقعت المهادنة بيننا وبينهم » أجريناها على وجوهها » فمن نقض کان ملوما » ومن تعرض كان مليما . ل وإما تخافن. من قوم خيانة فانبذ لمهم على سواء ¶ ولا نستحل عذرهم » ولا نقض عهدهم » ولا خیانتهم » ولا جميع ما خالفوہ » ممن لیس بیننا وبینہم محاربة » أو کانت بیننا وبینہم مواثيق وعهود . فكمثل الفتن التي تقع بين أهل التوحيد . والفتن ثلاثة أوجه : الأولى : الفتنة التي تقع بين أهل التوحيد بينهم البين . والثانية : فتنة تقع بينم وبين الخالفين . والثالثة : هذه الفتنة المعهودة التي تقع بيننا وبين العرب والاعراب . الأولى : وهي الفتنة بين أهل الدعوة » وليس فيها استحلال دم ولا مال › ۷۸ س < طللتر . وح ر کاتہم فيها حرام والقاتل وامقتول في النار» وقد قال رسول الله عيته ٠ « إِذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والقتول في النار ». قيل : ( يا رسول الله القاتل فما بال المقتول ؟ ) قال : « لأن كل واحد منهما أراد أن يقتل صاحبه » . وقد قال الله عز وجل : ل واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة ‏ فهذه بعض فروعها : فكل من قتل فا من یقتل به فهو به مقتول » وتأدية الأموال كذلك › ولا يتعدى القتل فيا كاخارين ولا امال . ومهما وقعت المهادنة بينهم فهم على تلك المهادنة » وهم على ما هم عليه من أول مرة غير أن الحدنة منعتهم أن يحدثوا حدٹا ما غير ما کان › ولا آن ييسطوا أيديهم إلى ما کان » ولیس فیهم حق دون مبطل بل هم المبطلان جمیعا ۽ إلا أن يتتصل أحدهما من الفتنة الأولى فیکونوا حقين ان بغي علیہم » وان بغوا هم رجعوا اصحاب فتنة كاول مرة . ومن شرط توبتهم أن يتركوا وجوه الفساد الذي استخدموه › ويكفوا مظالهم عمن لا يحاربهم » وينصفوا من أنفسهم إن كان فيم حق للغير . وإن كانوا أهل ناحية فبغى أهل الناحية بعضهم على بعض من غير أسباب الفتنة › فالمبغي عليه بحق مالم يستعمل فنون الفساد كعادتهم . وإن اتفقوا عند صلحهم أن يهدروا جميع من أصيب منهم من الأنفس والاموال › فلا ينہدر . وقیل : یہدر إذا کان برأي من ينظر إليه على أيدي المسلمين . وإن كانت لحم سلاطين وملوك » يرجع رأيها إلى تلك الملوك وتلك السلاطين 5 فأنهم الماخوذون بجميع ما في تلك الفتنة . وإن قدر المسلمون علیہم من غير ان یاتوا تائبین » والحکم فیہم ان تقتل ۷۹ تلك السلاطين وجميع جنودها » وتعفى العامة ومن أجبروه على الدخول معهم وإن وقعت الحاشدة بينم » فهل للمسلمين الذين لم يدخلوا في تلك الفتنة الذب عن الحريم وعن الضعيف واليتم أم لا ؟ فالله يعلم المفسد من المصلح . وللشيخ أي خزر ‏ رمه الله : تأثم » وفيه أسوة » والحروب من الفتنة أحق . وقد قيل : إنه ما كانت فتنة قط في بلد من البلدان › إلا شملت العامة › ولو كان نبي من الأنبياء إلا ناله نصيبه منها حتى تنجلي . وقد قيل عن شرع القاضي : إذا كانت الفتنة أمسك لسانه فلا يكلم أحدّا حتى تنجلي . في الفتنة التي تقع بيننا وبين واخالفين اعلم أن الفتنة التي تقع بين أهل الدعوة والخالفين هي على وجهين ٠ إذا كان أصلها الظلم من أهل الدعوة بدءا ء فهي مثل التي تكون بين أهل الدعوة بينہم البين . وان کان أصلها الظلم من المخالفين فهذه دون الأولى فإ ذا وفعت الضرورة فيع لين أن يليوا عن لوین » ون هروا ارون اه من فلك ما قروا يبينوا أن ليسوا بأصحاي قيا وإن رجعت من الخالفين ديانة » دفعنا عن آهل دعوتنا ما قدرنا عليه ٤ ولا نساعدهم على فساد الأموال » بل ناهم عن ذلك . .۸ في فتنة الأعراب والعرب وأما الفتنة التي تقع بيننا وبين العرب اعلم أن جميع الأموال التي فا آنا السحت والحرام » وليس علينا من نهم ولا أعدائهم فإن انتصلوا مها تائبين حكمنا بها للفقراء والمساكين › ولا سببا من الأموال مالا ينسب إليه قبل بلاد المغرب . واختلاف العلماء وأيام أرض المغرب » ما حكم أموال حم ؟ فقال بعضهم : هي سحت وحرام أبدا . وقال بعضهم : كل ما تنسب إليهم من أرض الحجاز فلا باس في مبایعتهم فيها » وغير ذلك ريبة جتنب » وليس على الفقراء تباعة في جميع ما أعطوهم من تلك الأموال المسترابة › لان الفقير إذا تصدق با عليه أن يأخذها . وقال أبو عمران الفاسي : تجتنب تلك الأموال إلى عشرين سنة › ثم لا تحذر معاملتہم فیا . وطريقة العباد والزهاد التحرج عن معاملتهم . والأصل في العرب القتل لأهم محاربون إلا التاجر وامتسامن . س ا۸ س باب في العلم النالث اعلم يا أخي أني أريد أن أذكر كيف حال المسلمين مع أهل الخلاف وأهل التدين منهم » ومع السلاطين الجورة الضالين ومع سائر المشركين . اعلم يا أخي أن مذهب أهل الدعوة في الخروج على الملوك الظلمة والسلاطين الجحورة جائز ء وليس ا تقول السنية : إنه لا يحل الخروج عليم ولا قتشم » بل التسلم لحم على ظلمهم أولى . قالوا : وقد اختلفت الأمة في هذه المسألة على ثلاثة أقوال : القولة الأولى : قول أهل الدعوة : إنه جائز الخروج عليهم › وقتالحم ومنصابتهم والإمتناع من إجراء أحكامهم علينا » إذا كنا في غير حكمهم ٤ وأما إذا كنا تحت حكمهم » فلا يسعنا الامتناع من كثير من أحكامهم ۽ وان اردنا الشراء والخروج جاز لنا فهذه قولة . القولة الثانية : قول الخالفين : أنه لا يجوز الخروج عليهم ولا قتالحم › ولا الامتناع من أحكامهم › ولا الدفاع عنك لم . القولة : مذهب الأزارقة والصفرية والنجدات في الاستعراض لسائر الخلق » الملوك وجنودها والرعية وعوامها › لأنهم حكموا على الجميع بالشرك › فاستعرضوا الجميع » وأجروا عليهم حكم الشرك والقتل والسبي والغنيمة . أما السنية فنقضوا أقوالحم بأفعالحم فقد خرج التوابون في أيام يزيد بن معاوية وهم أربعة الاف › وخرجوا من الكوفة شاهرين السلاح › وهم يريدون الشام على أثر عبيد الله بن زياد » وأخذوا الجزيرة طولا وعرضا » يقتلون ويقتلون » حتى قتلوا عن اخرهم » بعد ما وصولوا أدان الشام : البقاع . فكان اخر العهد بهم » فتسموا التوابين لاهم زعموا انهم طلبوا بثار الحسين بن علي وقتل فيه من الفقهاء عدد صالح وخرجوا مع عبد الرحمن ۸۲ ابن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي › حين خالف سجستان . وقامت العامة على الحجاج ين يوسف وخرج فيا الفقهاء زهاء حمسمات ومهم الشعبي وسعيد بن جبير . وقال للشعبي : ( أخرجت علي يا شعبي ) قال الشعبي أي لأس اا تة لسا فا رة اء ول بفجرة أقوياء ) . وامتجازت اليمة اروج عليم ‏ تخرج زيد ب عل بن الحسين بن علي بن أُبي طالب على خالد بن عبد الله القسري › و كان عاملا نحشام بن عبد الملك بن مروان » فاعترضته الروافض وقالوا له : ( ما قولك في أي بكر وعمر ؟ ) فقال لم : ( يا قوم ليس هذا أوان ذلك ) . فقالوا : ( كلا ) فقال لمم : ( إن أبا بكر وعمر هما اللذان أخرجاني وأقاماني هذا المقام ) . فرفضوه وخذلوه » فتسموا الرافضة › فانهزم عنه أصحابه › فاخذ أسيرا وضربت رقبته » وخرج بعده ابنه یحی بن زید بن علي في أيام يوسف ابن عمر بن حلوان » والرأي له » فهزم وأخذ وقتل وصلب . وطلحة والزبير هما الذروة فولاء كلهم على نكث الصفقة وقد جرى لي كلام مع الفقيه يحيى بن أي بكر بن الحسن بن الشيخ يوسف ابن نفاث مناظرة في سلجماسة » في مثل هذا فقال لي : ( اول من سن الخروج على السلاطين أبو بلال مرداس بن أدية ) . قلت له : ( إن له في ذلك أسوة حسنة ) . فقال ( أو حسنة ؟ ) فقلت : ( أو سيئة ) . فقال : ( ومن هو ؟ ) قلت : ( طلحة والزبير ) . فقال لي : ( إن طلحة والزبير اجتهدا فأخطاً ) . فقلت له : ( ولعل هذا اجتهد فأصاب ) فقال لي : ( أو أصاب ؟ ) فقلت : ( ولعله اجتد فاخطا ) . فقال : ( الله يغفر للجميع ) . وقولنا هو الصواب إن شاء الله . وذلك أنا تقول : لا يحل لنا أن نستعرض أحدا من الرعايا والمسافرين والتجار والحراثين وغيرهم › إلا الملوك الظلمة الجورة » وندعوهم إلى ترك ما به ضلوا » ولا نعترض من العامة إلا جنودهم ¢ — ۸۳ أنهم وجنودهم بثابة واحدة » وأجزنا الخروج عليهم › والكون معهم . فن خرجنا عليهم قاتلناهم حتى نزيل ظلمهم على العباد والبلاد » وإِن م نخرج عليهم ورضينا بالكون معهم وتحتهم فجائز لنا ذلك › ونعيش في كنفهم حرائين فدادين لسوء حال . ك ذكر في كتاب فتوحات إفريقية : أن رسول لله عد قال لعمه العباس : « ماذا تلقى ذريتي من ذريتك يا عم ؟ » فقال له العباس : ( أفلا أجيب نفسي يا رسول الله ؟ ) قال : « لا أمر قضي » . ثم قال رسول الله عة : « تعلموا من قريش ولا تعلموها وقدموها ولا تتقدموها وأطيعوهم ما أطاعوا الله » فإٍذا عصوه فلا طاعة لحم عليكم » ثم خذوا أسيافكم واجعلوها على عواتقکم » واضربوهم بہا حتی تبيدوا خضراءهم » وإلا فعیشوا فدادین حراڻين » حتى تلقوني بسوء حال » . وجوز الخورج والقعود › فمن خرج فواسع › ومن قعد فواسع » وإنما الضيق في مثل هذا عند الخوارج › فلا يجوزون القعود لضعيف ولا لقوي › حتی قال قائلهم : أبا خالد أيقن فلست بخالد وما جعل الرحمن عذرا لقاعد أترعم أن الخارجي على الحدى وأنت مقم بين لص وجاحد ۸ س باب الغزو معهم والجهاد حل تاشم » قاناس تحت الظلمة عل ثلاث طبقات | وينهاهم عن المنکر ويرد علبيم سوه هيم ويناقضهم » فكان معروفا عند الناس في ذلك © فهذا يسوغ له الكون تحتهم والجهاد معهم › ويأخد سهمه من الغنيمة ويلي لحم على العشر وعلى الغنيمة » ويلي لحم على الفتوى وقسمة الساحات كجابر بن زيد والحسن البصري وشرع وابن عباس وکثير من الصحابة › ممن ظهرت منہم مناقضتہم ومخالفتهم . فهؤلاء لیس علیہم باس ان یلوا من الأمور ماليس به بأس » بشرط أن يعملوا بأمر الله » ويستعملوا طريقة العدل » ولا تأخحذهم في الله لومة لاثم › ولا يكونوا بذلك معاونين لهل لباطل الذين قال فيهم رسول الله عَيهُ : « لعن الله الظطالن وأعوانهم وأعوان أعوانهم ولو بمدة قلم » ا جرى للحجاج ابن یوسف مع جابر بن زید ۔ وذلك أنه كان يكتب إذ أسقط القلم من يده فقال لجابر : ( ناولنی القلم ) فقال له جابر : ( قال رسول الله عي : « لعن الله الظامين وأعوانهم وأعوان أعوانهم ولو بمدة قلم » ) . فلو أن جايرا سعى في حاجة مسلم كأبي بلال وغيره » فسقط القلم من ید الحجاج في کتابته لناوله جابر اقلم والدواة وغير ذلك ٠ بل یرشونه بجعل من وراءِ ذلك . قارة . و ا الغفاري لذي قال فيه رسول الله ٥۸۵ وأما من لم يكن له عهد بهذه الأمور ولا الشروع فيا » ولم يكن ممن عرف بناقضتهم ولا الرد عليهم » فلا ينبغي أن يلي من أمورهم شيا » إلا أن يكون أمر يعرف الناس صلاحه ولا بأس عليه منه . وأما أن يسير فيجا أو بريدا في مصال المسلمين › فإن كان أمرا يعرفه ويعرف صلاحه فلا باس . وأما أن راودوه على معصية أو أكرهوه عليماء فلا طاعة خلوق في مصعية ا خالق. وأما أن يلى أمور المساجد والاقامة والتاذين والمحاضر والتذ كير والتخويف › فلا باس عليه في کل هذا .٠ وأما أن يصير أمينا على الأسواق » أو على المقاسم » أو عونا » أو رأس الأعوان وعريفا لحم » أو من الحرس » أو على الدواوين » دواوين التحقيق › ودواوين الجنود » ودواوين الخراج » وجباية الأموال › والحراسة من عدو يحاربہم ظاما أو مظلوما » فلا » في هذا کله . وما إن كان لحم أمينا في أمور المعصية كلها » فمن ظهرت منه معصية ما أخبرهم بها » ولا يامن أن يعاقبوا العاصي بخلاف مقتضيات الشريعة › فلا يكون أمينا ولا يخبرهم به . وإن كلفوه إقامة الجمعة ليصلي بالناس أو التاذين › أو قيام رمضان أو إمام مسجد ما فجائز» ك تجوز له الصلاة خلفهم إذا أقاموها . وأما ما يتعلق بال حدود والقصاص والرجم وغيره › والقطع والجلد › فيرجم معهم المحصن الزاني › ويقطع السارق › ويجلد القاذف ٠ وتضرب رقبة المرتد في أمثالها فلا باس . وقد كان عدو الله الحجاج بن يوسف » امتحن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏ في ولده سالم » وذلك أن الحجاج أت برجل » قأمر ٦۸ س سالم بن عبد الله ليضرب عنق الرجل قال : فقام سال فأخذ السيف » فأ الرجل فقال له : ( هل صليت الغداة الصبح ؟ ) قال الرجل : ( نعم ) ٠ فرجع سالم إلى الحجاج فقال له : ( سمعت من أي هذا : إن رسول الله ع قال : « إذا صلى العبد المسلم صلاة الصبح فهو في ذمة الله ورسوله » فلا ينبغي لأحد أن يحقر ذمة الله وذمة رسوله ) فقال له الحجاج : ( ضع السيف ) . فأمر بالرجل فضربت عنقه . فقال الحجاج لسالم : ( خذ برجل الرجل وأخرجه عني ) . فأخذ سالم برجل الرجل ثم قال : ( لأن اخ يرجلك يا أخي » أحب إلى من أن أضرب عنقك ) » فقام إليه أبوه عبد الله فقبل بين عينيه فقال له : ( ما سميتك سانا إلا لتسلم ) وإن كلفوه أن يضرب عنق أحد على مالا يستحق به ضرب الرقبة › والرجل المضروب العنق ممن يحل دمه » ممن طعن في دين المسلمين أو دل علهم » أو قتل أحداً على الدين › أو علمت منه خصلة يحل بها دمه › فلا تطاوعهم على ما أرادوا من ذلك . وإن استحلفوه ألا يخونهم ولا يغدر بهم » أو على أن يرجع إذا أطلقوه » فلا يغدر ولا يخون » وأما الرجوع فالله أعلم . مسائل بين علي ومعاوية فان حشد علي جموعه إلى بلد من بلدان معاوية یرید أن یتملکه › يغلب عليه » ودعا إلى الخروج معه » فلا تخرج معه » ولا تعنه على بلد من البلدان مما يلي معاوية أو غيره . وإن كان الرجل ساكنا في بلد من بلدان معاوية » وهو یا کل من خراجها » فيأخذ العطايا عنها » فإنه يدافع مع معاوية علا في بلدانه . ۸۷ ب وكذلك من سكن مع علي في بلد من بلدان العراق وحشد إليه معاوية › فإٍنه يقاتل مع علي ليدفم معاوية . وبالجملة : أن كل بلد من البلدان ممن يأخذ العطايا عليها › فإنه يدافع عنها جميع من أراد ظلمها من جميع الموحدين والمشركين » إلا أهل الحق من الملسلمين »٠ فالواجب معاضدتهم » والعون لحم على ما أرادوا » والنتصحية في جميع ما حاولوا . وإن منع أهل الذمة الجزية أو الخراج » أو واجب الحق عليهم » فاأنت نخير في قتالحم مع كل إمام يمنعهم من الظلم » ويحوطهم إلى أمير المؤمنين فواجب . واعلم أن الأرض التي تأكل خراجها ها عليك حقان : تقاتل عليها من اراد ظلمها وتدفع عا . واعلم أن جميع ما يلزمك من حقوق الله عز وجل إن طلبها منك ملوك فواسع لك أن تدفع إليهم كل ما كان ظاهرا » من الحب والر والانعام › وليس لك أن تمنعهم » فإن قدرت أن تصرفه بنفسك فاصرفه . وأما ما كان باطنا كالذهب والفضة › فلا يجزيك أن تقصدهم با . وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب : ( يجزيك کل ما دفعت إلیہم ظاهرا أو باطنا » اضطرارا أو اختيارا ) . وقالت المعتزلة : لا يجزي عنك ما دفعت إليهم اضطرارا ولا اختيارا › فلابد أن تعيدها في غيرهم . وقال ميد : « أعطوهم حقهم » واسألوا الله حقكم ) . وقال عليه السلام : « أطيعوهم ما أقاموا فيكم الخمس » . وفي حديث : ( ما لم ينعو ك امس » . وقال عمر : « أطع إمامك وإن ضربك أو ظلمك أو حرمك » . فكما ۸۸ ب لك أن تدفع لم واجب الحق عليك من العشر والصداقات والزكاة والخمس › فكذلك أن تأخذ واجب الحق لك عليهم » وتستسلم لجميع أحكامهم عليك ٠ ما لم تكن بدعة أو خروجا من اللة » ولو كان خلاف ماخوذك ئي تسخير السلاطين العامة . واعلم أن السلاطين الجورة » يستخدمون العامة في بنيان القصور والدور والحصون والمتنزهات العظيمة في الخالي والجالي” وفي القرى والرساتيق والحمامات والمصانع كلها . فإذا زال سلطان هرُّلاء الظلمة تائبين أو غير تائبين › فهو مشاع بين اللسلمين › فإن كان ذلك في الجالي فهو مردود على أهله › وللعامة الأنتفاع به من غير ما مضرة أصحاب الجالي . وإن كانت فيه مضرة صرفت » وأعطى أتانها للفقراء والمساكين › وصارت لحم وجميع بيوت أموال المسلمين فيء » وسواء في ذلك جاءوا تائبين » أو قاتلناهم فغلبناهم عليها » ليس لمم إلا الانتصال من جميع ما في أيديهم إلى اللسلمين » وليسوا كأهل الديانات المسوغ لحم ما في أيديهم . وأما ما وقع بينهم وبين الناس من المظالم » فإنا نعدي عليهم الناس وليس علینا منہم شيء » وثبتت لانسابهم کا كانت › ولو كانت لغير رشدة » مثلما فعلت زناتة أيام ولايتها سجلماسة » مهما تزوج رجل منہم نکاحا صحیحا » فعند ليلة البناء يدخل على أهله › واخلائق حضور › ويكشف عن وجهها ويقول : أنت طالق ثلاثا على رؤوس العالمين › فيفترق الناس » ويبني بأهله ويقول : لا يصح أن يكون الفتى إلا ابن قحبة » يضاهون عمرو بن العاص ”› ویثبت نسبه عى هذا المعنى . (۲) قد مر ذكر عمرو بن العاص حول هذا الموضوع ( مراجع ط ٢ ) . ۸۹ س ومن جاء إلينا تائبا » وقد سعى أموالا كثيرة تحت أیدیہم » وجاء تائبا وأبصر الاسلام واستجاب به » فان المسلمين ياخحذون جميع ما في يده ویردونه له على وجه اللقطة » حيث أمر رسول الله ع بالانتفاع بها » فان جاء مدعيا أداها له . قيل : إن رجلا يقال له ورتموزي وكان ممن خدم زناتة بسجلماسة › وكان في يده أموال كثيرة » فان تائبا راجعا إلى المذهب » فافتى له المشاخ أن ينتفع بتلك الأموال » أيام حياته وأجرة لواليه » وهذه الأموال لا تعرف أربابها فهي للفقراء » من أجل ذلك فتوه أن ينتفع بہا ما دام حیا » فاٍذا مات قسمت الأموال على ورثته على السهام انتفاعا لا تملكا صدقة على أرباب الاموال » وكان عندنا بوارجلان حتى مات › وورث أولاده الاموال ولم يحرجوا على أحد في معاملته . وقال بعض الفقهاء : إن من كان عنده أموال الناس › غصبا وخيانة أو دينا أو أمانة » فإذا تاب إلى الله عز وجل » ولیس عنده ما يودي منه أن يعتقد بجميع نفقاته صدقة عليه لأرباب الأموال . وليس عليه أن ينفقها على أفقر منه » وتفرج هده الأموال غدا من حسناته » ا أن جميع حسنات ماله تتبعها غدا يوم القيامة عند الفقراء › ا أنه لو أنفق بنفسه وتصدق » وإن لم تكن له حسنات ٤ رجع بہا على مولاهم الله . وإن كانوا مسلمين تحمل الله بها ء وعافى المسلمين والقصاص لابد غدا » فليكثر من الأعمال الصالحات › من ابتلى بأموال الناس › فقد ذ كر ضمام ابن السائب عن رسول الله عفد : « أن من له عند أحد مظلمة » إنه يأخذ من حسناته يوم القيامة » بمقدار مظلمته › فإن لم تبق له حسنات رجع الطالب إلى الله عز وجل ما بقي له على صاحبه » ورجع المطلوب إلى فضل الله ورحمته وتوحيده » وهذا بعد التوبة والانقطاع والندم وفقره إلى مولاها . ۹۰ وفي قول : « للغير أن يرد الطالب عليه من سيئاته فيدخل النار » . وأما أموال السلاطين فليس على الفقراء منها تباعة إن أعطوهم إياها وأما على وجه المعاملة فلا » لأن ذلك تسويغ لم سحتهم ورضى عنهم › ا۹۱ ب قال الله عز وجل : لل هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه الشور ¶ .. وقال تعالى : و وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميمًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 4 وذكر عن رسول الله عي أنه قال : « من حاز أرضا وعمرها عشرين سنة فهي له » . واختلف العلماء في عمارة الأرضين قال بعضهم : لا يجوز لأحد من الناس أن يسبق إلى أرض فيعمرها إلا بإذن الامام » ولو كانت فيافيا وقفارا › حتى يأذن له الامام في ذلك › ومنه قول عمر بن الخطاب ‏ رضي الله : ( لنا عادي الارض ) . ويدل عل ذلك قول رسول اه عه لذي أقطه ملح مارب » فاقط ٥ . فقال رجل : ( هويا رسول الله ع كالاء الع ) فقال عليه السلام : « فلا إِذاً » فارتجعها ٠ وبینہا وبين ن رسول لله عي مسيرة شهرين أو أكثر » وقبل أن يبلغ ملك رسول الله إياها . وحديث الدهناء في حديث طويل حين سال رجل أرض الدهناء › فأعطاها له رسول الله . فقالت الرأة : ( لا صاحبت الرجل » أرض الدهناء مقيد البعير ومربض الشاة » ومن وراء ذلك نساء بني تم أين تضطر مضرك يا رسول الله إلى البحر ؟ ) فقال عليه السلام : « صدقت المسكينة › اللسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله » يرعيان الشجر ويردان الماء ويتعاونان على الفتان » فقال الرجل : ( أنا ذا مثله وافد قوم عاد يا رسول الله ) . فقال رسول الله ع : « ما حدیث وافد عاد ؟ ) فذ کر الحدیث . منعنا منه الاختصار . فمنع الرجل من أرض الدهناء بقول المرأة » وفعله في المعادن القبلية . )۱( العد : موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير . ( مراجع ط ٢ ) . (۲) الفتان : الشيطان . ( من ط البارونية ) ٠ ۲ س 8 ا القولة الأولى فعله ع في المعادن القبلية حين وهبا لأبيض بن مال . فاإن أذن أحد من الملوك التي ذكرنا بعمارة الأرض » فهي لمن عمرها › وإن لم يكن في تلك الأرض أحد من الملوك فهي للملوك التي بالقرب منهم › ورا تقوم جماعة المسلمين مقام املك إذا كان لم إمام ولو إمام الكقان . فلو اقتطعها من البغدادي فأقطعه إياها » لكان أيام كانت الخطبة عليه ئي الأرض ء وأما إذا كانت القطيعة من المهدي مضت على من أحب ومن کره . وإن أقطع أمير المؤّمنين أرضا لرجل فعطلها › فلأمير المؤّمنين أن ينتزعها منه ويقطعها غيره » ولو أعطاها أميرا وملكا كان قبله إلا قطائع رسول الله › وكان عمر يسترد قطائع أبي بكر ممن لم يشتغل بعمارتها ويقطعها غيره . وإن عمرها بالحدود والحيطان والزروب »› فليس في ذلك عمارة › وإِن عمرها بالحارث والأشجار والبنيان ثم عطلها بعد ذلك » فللأمراء أن ير تجعوها إذا اندرست وخرجت ويدفعونها لمن يعمرها . وإن كانت أرض فيءِ فدفعها له الإمام على خرج ما وزاد فیہا وبنی ما أعطاها له أول مرة » فإنه يكون في تلك الأرض على الخرج الأول › فإن كانت . وأا القرى الصغار التي تون في قطر لدان الكبار ‏ إن لت واندرست لى ما هو أفضل متها والأرض معروفة بأسماء أهليہا › والجنات والأشجار قائمة والغيون جارية › فهذه لا يؤكل من أشجارها ولا نباتها » إلا بإذن أهلها . ۹۳ ب ومذهب ابن عباس : أن كل مالا يحيطون من ذلك من السباع والتافية لا باس على من يا كله » وإن كانوا بالموضع الذي يخدمونه ويحصدونه › فليس للمارة إلا ما سقط وضاع وتأ كله السباع وأما الأصل فلا » وأما إن عطلوها وبعدوا عنها حتى لا يدركوا جذاذها » فهي لن احتاج إليه ولا يتملكها . وأما القصور فإنهم يعمرونها على کرههم ومحبتهم إذا عطلوها » وأما المزارع والحارث فإنها تزرع ولا تحتاج إلى إذن أربابها ولا يتاج في ذلك إلى إِذن الامام . وأما إن كان أهلها في بلاد بعيدة » حيث لا يقدرون على عمارتها › فللامام النظر فيا أن يهبها أو يقطعها لن أراد . فإن اندرسوا حتى لاء يعرف لحم موضع » ولم يبق في أيدي الناس مهم إلا الاسم فهذه أهناً وأمراً لمن يأكل » ويأذن الامام لمن يتملكها . وسئل ابن عباس عن أرض بعيدة عن الناس ذات أشجار » لا یتناوشا إلا السباع والضباع › هل لن يلتقط بلحها أو بسرها وحشفها فاجاز ذلك . فقيل له : ( فاذا سقط من تمارها شيء ؟ ) . فقال : ( اللقطة ) . قال : ( فإن التقطمها › فأت مولاها فطلبها مني ؟ ) . قال : ( لاء ولا نعمت عين ) . فمذهب ابن عباس أن الأرض مشتركة فالأولى بالأولى . وأما إن اندرست البلاد وخربت حتى لا يقف أحد على ماله منہا فانها تصير مشاعا بين القبيل › ويتواقفون فيا بالرجال الذ كور دون الاأناث . فإن أذن الإمام لمن يعمرها » ويحرث وييني وينزل ويسكن » فما أُحدث فیہا فهو للذي أحدثه . (١) التافية : جمع التفة وهو سبع الأرض لا يقتات إلا على اللحم . ( مراجع ط ۲ ) . ۹ س طني ياء ولأصل لألها ا جر في تارت عل بن پوسف سید لتاس عي ابن يلومي بعمارتها فعمر منها دورا وعقارا فهم يتبايعون المرافق › وال فإنا نظرنا إلى حرمتها في الشريعة » وحرمة الدماء › فوجدنا الأموال أعظم حرمة مها لأن الله تعالى حرم دماء المؤمنين وأموالهم › قال رسول هذا » في شهرک هذا » في بلدك هذا » » ثم إن الله تعالى جعل عقوبة کثير یہ ينتہك بها حرمة الأموال » اوها الحاربون : جعل الله عقوبتهم في معصیتہم حين لتمكوا حرمة السبيل في الأموال والأنفس أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف › وقيل : إنهم يقتلون في الأموال . والسارق جعلت عقوبته إن سرق.نصابا من المال يساوي ربع دينار أن تقطع يده التي تساوي خحمسمائة دينار . ومن وراء ذلك من أراد أن يظلمك في قليل من امال » فقد أباح الله لك دفعه وقتله ولو بخروج روحه » والروح تساوي الف دينار › والمال درهم . ومن وراءِ ذلك النكالات والتعزير والتأديب على أدفى شيء من الأموال ولو انتهك فرج امرأة زنا إذا أحصن رجم عليها › وإن لم يحصن جلد عليها › والعقوبة متو جهه جهة إلى البدن ئ المال . فإن قال قائل : قد جعل الله عقوبة الدماء في الأموال الديات في الجراحات » وفي النفوس » وفي الخطا » وفي فساد الأموال بينها البين . قيل : أجل لكن لم يجاوز قيمة الدماء في الأموال بأضعاف مضاعفة ك فعله ٩۹ س في الأموال » ولم يحكم على من قتل عمدا أو خطاً » أن يودي من المال أضعاف جنايته ا فعله وحكم به في الأنفس . واعلم يا أخي أن عليا قد استشهد في الأموال أن الاختلاف فيا كله صواب › وأعظم من ذلك أن الرأي حا على السنة والكتاب ٠ ومصداق ذلك قضايا عمر بن الخطاب في الأموال › وذلك أن الله تعالى حكم في کتابه بسهم ذوي القربى » فحكم رسول الله عي أيام حياته » وقد جعله الله تعالى وقاية لحم ألا يحتاجوا إلى أوساخ الناس من الصدقات وغيرها › ثم حكم به أبو بكر الصديق ‏ رضي الله عنه ‏ أيام حياته » اقتفاء بفعل رسول الله َء ثم جاء ععمر في بعض أيام استحسن برأيه أن ينعهم منه يما عوضهم اله تعالى من الغنائم والفيء » فمنع سهم ذوي القربى › وانفهم له من كتاب الله عز وجل ما انفهم له وعلیه أنزل وإليه نزل . وكذلك الؤّلفة قلوبهم » لا نظر إلى الأسلام قد استغنى عنهم » وأخذ ذلك من الاسم » ونظر إلى حاجة الاسم قد أرادها الله تعالى . فقال لحم : ( إذ ذاك كان الاسلام حقيا » وأما الان فقد بذل ) . فمنعهم سهمهم وتتابع عليه المسلمون » وما كان الله ليجمع أمة أحمد عي على ضلال . فلو أن ذوي القرنى » والؤلفة قلوبهم » قاموا في طلب سهامهم › وانتصروا لأحكام القران › أن تكون ماضية إلى الأبد ء لكان فيه ما فيه . ومصداق ذلك : لو أن قوما قالوا : إن المواريث إنما تجري أحكامها مدة أيام معلومة » فتنبطل بما بلغ في الناس من الغنى » ورجعت أموال الناس زيادة في حسناتهم › ويتصدق با عليهم » لكان فيه ما فيه . وكذلك الصلوات والصوم والحج . فن ساغ لعمر ما ساغ له من ذلك » فما بال الغير ألا يسوغ له ذلك في غيره » وهو اليسر في دين الله عز وجل س » ولو وقع التشابط والقتال 1٦ س على هذا كله » فايهما المبطل » وكانوا كلهم مبطلين » فمن استبطلهم كلهم ٤ شدد على الأمة »ء وحكم بأن العسر أولى من اليسرء ومن صدق أحد الجانبين ٠ فمن اتبع کتاب الله تعالی أولى ممن اتبع رأيه › ولا الراي اصوب في هذا » إلا أن يكون الكل مصيبين لشريطة الاجتهاد › ولا سيما وقد قال لله عز وجل : لل واتقوا فتنة لا تصيبين الذين ظلموا منكم خاصة ¶ قد شملت الظالم والمظلوم › والسلامة للمجتهد المصيب رحمة للعالين . وما ربك بظلام للعبيد . ۹۷ أفراد المسائل القاضي إليه فلم يفعل » فطلق عليه القاضي زوجته › أو أوجب عليه من النفقة علمها ما أوجبه الله تعالى » فامتنم أو لم يكن له مال » فطلق عليه القاضي زوجته » ما حكم هذه ؟ أهي مطلقة أم غير مطلقة ؟ فإن كانت غير مطلقة فهل له أن يلم بها » ولا ينظر إلى حكم هذا القاضي » وتقع المواريث وال حقوق اعلم أن هذه مطلقة » وإن لم يكن في مأخوذ المسلمين هذا الجواب فلا يحل له أن يلم بها » ولا أن يقربها » وقد سقطت جميع الحقوق التي بينهما › ولا أن تتزوج غيره › وتقم الحقوق بينه وبين زوجها الأخير وترثه ويرثها › وإِن كان نسيبہا ورثها إن ماتت . وهكذا كل حكم لم يقطع المسلمون عذرهم في خلافه » وکل حكم حكموه بالشاهد والمين » فهو ماض لنا وعلينا » إلا أن تنزهنا منه » ولنا معاملتهم في جميع ما حكموه بالشاهد والمين لنا وعلينا » وتجري فيه المواریث على وجوهها » وليس لحم مقاضاتما إلى الديان › إلا أن علم أصل المال ا في الشاهدين › وله المقاضاة إن علم أن الشهادة زور . وأما في الفروج فلا سبيل إلى شيء من ذلك » لا سيما إِذا انقطعت العصمة بنكاح اخر أو تسر » فلا يجعل إلى نفسه سبيلا ولو كان مظلوما . فلوا استبرأت المفتدية بحيضة » فتزوجت ما كان له عليہا سبيل بعد › وله أن يتزوجها إن فارقت زوجها الأخير . وأما ما يتعلق بالعبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج فليس إلى خلاف الاجماع سبيل » كصوم الشيعة يصومون اخر يوم من شعبان ويفطرون خر يوم من رمضان فهذا فاحش » وأهل الدعوة يكرهون القنوت في الصلاة . ۹۸ باب مسائل ما بيننا وبين المشركين اعلم أنه لا يجوز لأحد أن يتخذ دار الشرك وطنا لقول رسول الله عه : صفقتك » . ومعنى خروجك من أمتك : أراد بذلك عليه السلام اتخاذك دار الشرك وطنا » وقوله تبديلك سنتك : رجوعك إلى البادية بعد القرار » وقوله : قتالك وقال في المسلمين والمشركين : « لا تتراءا دارهما » دليل على أن لا يجوز مساكنتهم » ويجوز لنا السفر إلى بلادهم » إن أمنا أن لا يغدروا بنا ولا يجرون علينا أحكامهم ولا يكرهونا على معصية . ويجوز دخولنا عليهم عيونا وجواسيس ورسلا › ودعاة إلى الإسلام وال الصلح › أو نقض الصلح › أو الامر يحدث نا للمسلمين فيه فرج ومخرج . وإن طلبوا منا الأمان للتصرف في بلادنا للتجارة أو للإسلام أو رسل لينا » فجائز لا ترکهم أو للفكوك أو للبيع والشراء بالأمان فلا بأس › قال الله تعالى : ثل وإن أحد من المشركين استجارك فاجره حتى ب مع كلام الله وإن افتتح المشركون بلاد المسلمين › فان أهل البلاد جائز حم الكون معهم وتحتهم وتجري عليهم أحكامهم » ولا يجوز لأحد أن ينزها وأن يتخذها وطنا من سائر الناس . وإن خرج أحد من المسلمين من بلاده من خوفهم » فهو مثل من لم یسکنہا قط . وإن كان المشركون أهل الكتاب كاليهود والنصارى » فللمسلمين مخالطتهم ۹۹ س ومبايعتهم ومواكلتهم » ويا كلون ذبائحهم وسمونهم واقطهم وجبنهم » ما لم يظهروا على. حرام » و كذلك طبيخهم وطعامهم وشرابهم ليس الخمور » وان اتمموهم على النجاسة › فليخرجوا ما قدروا . ولا يتزوجون إليهم › ولا يتسرون ولا ينکحونهم ٠ ویعاملونهم في ولا يعاملونهم بالربا ›» ولا يا كلون خنازيرهم » ويدفعون عن بلدهم من آراد ظلمهم إلا عساكر المسلمين فلا يدفعونهم . ويتقون من المجوس جميع ما يؤكل » كل ما يخافون عليه النجاسة › أو من السمون والأجبان والطبيخ وغير ذلك . وإن غصبونا نساءنا وبناتنا » فإنا على الأصل لا تحرم علينا نساؤنا إِذا رجعت إلينا ثم لا نباليهن ولا نحتاج إلى نکاح جدید › وأما اشتراکهن فلا . وخيانة ودلالة » والخروج عليهم مالم نجعل إلى أنفسنا سبيلا » في عهد أو ميثاق أو أمانة . وإن دخلنا بلادهم بأمان فإنا لا نخون ولا نغدر . وإن دخلنا أسارى » فإِن قدرنا على الحروب هربنا » ونسوق معنا من أموالحم ما قدرنا عليه » ومن الحرم والذرية » وليس علينا متهم شيء ولیس لحم فينا عهد ولا ميثاق . ون دخلنا إلہم في بلادهم بامان ٤ أو رسلا » أو لافتكاك أسارانا › فإنا لا نخون ولا تغدر . وإن جاءونا إلى بلادنا بأسرانا لنفكهم » فإنا نتفق معهم » فان اتفقنا کان 4 س ذلك › وإن لم نتفق سلمنا اليم إخواننا » وذهبوا بهم إلى بلادهم ٠ إن وقع منهم اشتطاط في الشداء» متعناهم في بلادنا » ولا فنع م إخواننا » ويكونون في أیدیهم › والله أعلم في هذه المسالة . وإن دخلوا في بلادنا بأمان » فما أقوا به من الحرم » أُجرینا علیهم حکمه كا نجريه على أنفسنا » من السرق والزنا والقصاص وغرم الأموال › إلا إث رأى أمير المؤّمنين غير ذلك » فليصلح ما أفسدوا من بيت مال المسلمين ٠ وإن أتونا بہدايا من ملوكهم وسلاطینہم » قبلناهم وأنباناهم عليها › ونرسل إليهم هدايانا استصلاحا للمسلمين . وإن طعنوا فينا » أو في رسول الله عي » أو في السلف فليس علينا منہم شي حتی يخرجوا من بلادنا . وإن أسلم واحد منهم وهو في بلادهم › ولم يصب السبيل إلى بلاد اللسلمين › وعليه زكاة وعشور وفطر » ولم يصب من المسلمين أحدا إلا انخالفين فإنه يدفعها لحم › ون ن لم يصب أحدا فإنه يدفعها لفقراء الملشركين › وإن أصاب إرساما فليفعل . وإن قاتلناهم ولم نقدر م على شيء › ووقعت المهادنة بیننا وبینہم ٠ واشترطنا عليهم أن يخرجوا معنا في عساكرنا لقتال عدونا » فنسهم لحم » أو علي حرج معلوم » أما الخرج قتعم وأا الاسهام فلا . وإن وقعت منهم شروط مذلة مثلما جرى لرسول الله عي لأهل مكة › فإنا لا نجیہم إلى شيء من ذلك ٤ وقد انتسخت شروط المهادنة في قول وقال بعضهم : كلما جاز لرسول الله ع جاز لنا حتى تضع الحرب اوزارها . (١) أعطيناهم وبادلناهم بهدية من عندنا . ( مراجع ط ٢ ) . ۱٠١ س إن أحكام الضعيفة المثارة من الرأي كادت تاتي على أحكام القران الذي جاء من عند الله تعالى وعلى أحكام السنة الماضية التي جاءت من الرسول عليه السلام › أو قد أتت علا . فمن تأمل هذا بحقيقة » انفتح له كثير من العلم والفقه في الدين » حتى لا يحكم بالمعصية إلا على أمهات المعاصي دون البنات ¢ فكيف بالشرك والكفر والبراءة . ويؤيد ذلك قوله عليه السلام : « أن في زمان التارك العشر ما أمر به هالك › وسيأتي على الناس زمان العامل بعشر ما أمر به ناج » والله تعالى يلهمنا الرشاد » ويوفقنا للسداد › إنه الكري الجواد . والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين » وعلى جميع أوليائه أجمعين . ١١ س باب في أحکام فسقة أهل الاسلام وإذا ذ کرنا أحكام المتدينين فلنڈ کر أحكام فسقة أُهل الاسلام . واعلم أن الذنوب التي يأتيها العباد على وجهين : ذنب بين العبد وبيت ربه » وذنب بينه وبين العباد . فأما الذنوب التي بينه وبين العباد وهي المظالم » فعلى ثلائة أوجه : وجه يلزمهم منه الاثم والغرم والعار والنار » ووجه يكسبهم العار والنار ولا غرم ولا نكال » ووجه يكسبہم الغرم لا غير . فما الوجه الأول : فهو وجوه الغصوبات كلها من السرق والتعدي في الفسادات كلها في أيام الظهور ء خصوصًا منم الزكاة والعشور والصدقات والخموس وشبهها › فهذه فيا الغرم والاثم . وأما في أيام فلا جبر ولا قهر . والوجه الثاني : فأمر لا يحكم به عليهم في الدنيا » ويلتزمونه في الآأخره › ويخرجونه من حسناتهم » فكذلك الباب الأول › إن لم يستدركوه ولم يصلحوه ما داموه في الدنيا مثل ما يفسد على يديه بتضييع أموال الاغياب أو اليتامى إذا استخلف عليهم » أو أموال الأجر كلها › أو أموال السلاطين ٠ وجميع ما ضيع من نفقات من وجبت عليه نفقاته من الأهل والأزواج والبنين والعبيد ومضاربات › وما غسق بعينه » أو دل عليه من يأ كله أو يفسده › وتنجية الأنفس كلها من ماله من الجوع والعطش والملاك والعداة والحبات وكفارات الأمان والمغلظات وكفارات الظهار وكفارات الدماء › والنذور وشبه هذا فإنه لا يوخ بشيء من هذا في الدنيا » ولا تأدية عليه فيه › ويؤخذ به في الأخرة إن لم يصلحه بنفسه في الدنيا . والوجه الثالث : ما يلتزمه من العواقل والنوائب والأحكام الظاهرة » التي ۳١۰١ا س لا تلزمه بينه وبين الله تعالى وتلزمه في الظاهر كالحكومات يالباطل وبشهادة ازور إن عوئي سلم لا ذنب ولا إثم وإن ابتلى غرم . الوجه الأول : إذا ارتفع الخصمان إلينا » وقد غصب أحدهما مال صاحبه › أو سرقه أو خانه أو داينه فمنعه » فان أقر ألزمناه التادية إن أثبت عليه البينة › فإن ابي جبرناه » فان امتنع فان لقاضي الملسلمين أن يبسط يده إلى ماله › ويقضي منه غریمه شاء أو أيى . وإن كان الشيء المطلوب قائم العين وقد غيبه الغاصب أو السارق › بحيث لا يقدر عليه » فإٍن أتلفه حكمنا عليه بالقيمة » وجبرناه بالسياط إن لم نظفر ماله » وإن ظفرنا بماله قضينا منه واجب الحق عليه . وإن كان الشيء المغصوب قائم العين فإنا نجبره بالحبس أو بالضرب › أو بجميع ما يستخرج به منه › أو نقضي من ماله قيمته لغريمه بغير مؤامرة ولا مشاورة › فإن امتنع فليس لنا إلى قتله سبيل » إلا أن ظهر الشيء » ومنع مع ذلك »٠ وإن حكمنا بالقيمة عليه » وأخذها صاحبه › ثم ظهر الشيء لصوب » فصاحبه بالخيار » إن أراد رجع إلى شيئه ورد القيمة التي أذ . ولسنا نأخذ بقول أي حنيفة : إن الغاصب يخير إن شاء رد الشيء الملخفصوب » وان شاء آمسکه وأعطى القيمة › فهذه إحدى المظالم . وإن كان الشيء المغصوب في موضع لا يصل إليه إلا بموّنة كلفناه جمعه وإن ظهر العذر منه وبين ذلك الشيء » كقطاع الطريق › واخوف من العدو › أو من يطالبه بظلم » فتعذره » وأما غير ذلك فلا . ومن غصب مالا قيمة له » كمن غصب ملحا في وارجلان › فقدر على الغاصب في بلاد السودان استأديناه الملح أو قيمته هنا في هذا الموضع الذي قدرنا عليه فيه . ١٤٠ س وإن كان شيء له مؤنة » فعلى الغاصب إيصاله إلى الموضع الذي غصبه منه » وكذلك في الديون التي لا مؤنة › إذا وقع المنع بعد حكومة الام › فإنا نستأديه حيغا قدرنا عليه » وإن لم يقع المنم » فلا يحكم عليه إلا في الموضع الذي وقعت فيه المعاملة . وليس للغريم أن يضعه في غير الموضع . أما المفصوبات كلها فالقول قول المغخصوب »٠ حيغا طلبه أخذه › والعين يأخذه به حيثا طلبه إلا أن يكون معدوما فالقيمة . وإن غصب له حيوانًا › وأنفق عليه الغاصب › حتى ظهر فيه السمن وارتقعت قيمته فليس لقاب حتاۋه ول متاو » وهب ماله وعتاۋە خسار وتعبا » لقول رسول الله ا : ليس لعرق ظا عتا 6 مقدار م فق » ق يم الشيء ‎ )‏ وقال : رت عام ر ا جي ب ال ن م ا و حدثت عنده › والغلل والألبان من البمائم » وسكنى الدور ومئلها » فهذه كلها نستأديه إياها في الأخرة . وكل ما أفسد في الأموال إن كان حاضر العين وأراد أن يأخذه ربه ويقف المغرمون على حقيقة قيمته » فليس للمغصوب إلا القيمة . له إلا تلك الصفة وتلك القيمة ء ولا يمين بينهما . وإن لم يتفقا على الصفة واختلفا » أو خفيت عليهما قيمته في الزمان الذي غصبه فيه فليأخذ ما وجد وليلحق الغاصب ما بقي له عليه حق » واختلف العلماء في أي القم له : فقيل : قيمته يوم غصبه . وقيل : يوم ترافعا . ۰ ر وقيل : أغلى القيمتين . وقيل : أغلي القيمات . وأما ما يكال أو يوزن فإننا ندرك عليه کيله أو وزنه » فان غصب في الزمان الذي يساوي فيه الصاع دينارا أو ارتفعت الخصومة في الزمان الذي غدا يوم القيامة » فينبغي للغاصب أن يستحله أو يترضاه . وكذلك لو غصبه الطعام حتى مات صاحبه » فليس للورثة عليه إلا الطعام لا غير » لكن عليه القصاص غدا في عدل الأخرة . يي الدنيا » والقصاص في عدل الأخرة . ِن غصب حیوانا › فهو ضامن له و جمیع مستغلاته » وال حکام لیس علیہم أن يحكموا إلا بما ظهر . وأما الألبان والأصواف والانتفاع كله » فيدرك في الآخرة » فان شاء ان يتتصل في الدنيا فعل › وإلا فليستحلل . ففيما قدمنا من المغصوبات أربعة شروط : أولا : المۇديات ‏ ذكرنا › والثاني : الوعيد الذي حكم الله تعالى به » والعار في الدنياء ومن وراء ذلك اللكال على قدر ما قدر عليه المسلمون نا رأوه من ذلك . وأما الزكاة وأمثالها › ففي أيام الظهور فيجبر عليها » وأما في أيام الكتهان فيكسب صاحبها العار والنار والاتم فيما بينه وبين الله تعالى » ويتعلق به الفقراء والملساكين في الأخرة » وأما في الدنيا فلا ء إلا في زمان الظهور لا استعداء ولا عداء وهذه ترجع إلى الأمور التي لا يحكم عليه بها في الدنياء مثل من يصيب الناس بالعين ويفسقهم » فيصيبهم في الأنفس والأموال التي لا يحكم عليه بها » فهذه كلها وأمثالما يضمنما فيما بينه وبين الله تعالى . ٦١١ س وكذلك الدلالة على أموال الناس من يسرق أو يغخصب أو يخون يلزمه ذلك غدا . وكذلك ما ضيع من جميع ما عليه من النفقات على الأزواج والسكنى والكسوة » وتضييع أموال اليتامى والمساكين والأولاد والعبيد › فإن هذه كلها ذنوب بينه وبين الله تعالی . فإن قدر المسلمون عليه في الدنيا جبروه وما فات ففي رقبته وليس عليه فيا مؤداة إلا الاثم والعار والنار . وأما الأمور التي يلتزمون فيما بينهم وبين الله كالعواقل » وذلك أن من قتل أحداأً خطاً » إنما الدية على عاقلته › إذا حكمتها الحكام . إن كان في زمان الكتان » ولم يحكمها الحكام » فليس عليه منها شيء . وكذلك النوائب التي تجري بين الناس » فان طلبت إليها وإلى الأولى › فهي عليك واجبة . وكذلك الؤداة التي تلقيها السلاطين على العامة » فإن استثنوك منبا فليس وكذلك المغارم وامظالم » وكذلك المعونات التي تفصلها العامة على أنفسهم » فان عفوك فليس عليك متها شيء . وأما كل ما يجريه الناس كالأسوار والخنادق والحصون فعليك › وإن ل¿ يطلبك فلا شيء » فإذا ذكرنا أحكام الفسقة في الدنيا فلنذ كر أحكامهم في الاخرة . ڪل ڪا ےد 9 2 واعلم يا خي أن الله تعالى جعل للفسقة مخرجا في الدنيا ما داموا فيا › وتكفير ذنوبہم مر تبطة بخمسة أشياء : اوا : التوبة » وهي الترياق الأعظم 6 فجعل الله الذنو ب أدواء وللأدواء أدوية » وأدوية الذنوب التوبة » أن يتوب س ۷١۱ س من كل ذنب قال الله س عز وجل س : ل وإني غفار لن تاب وامن @ فقضی بالتكثير في غفار وبالتقليل في تاب . وقال : ل يغفر الذنوب معا إنه هو الغفور الرحم 4 . والغفور أعظم من الغافر » والغفار أعظم من الغفور . وقال : ل غافر الذنب وقابل التوب ‏ . فوعد كثيرا على قليل وجليلا على صغير نه ورأفته ورحمته . والثاني : الحسنات . قال الله عز وجل : «ل إن الحسنات يذهبن السيثات ذلك ذكرى للذاكرين ¶ . حدثني يس بن ييى عن الشيخ : ماكسن ‏ رحمة الله عليه قال : ( ذلك ذكرى للذاكرين : ذلك توبة للتائبين ) . وجل القران فيه تكفير السيئات بالحسنات ¶ قال الله عز وجل : ل إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ونکفر عنكم من . إذا تبعت جل سور القران الكبار وجدت فيا المغفرة بالحسنات . وقد جعل الله تعالى في أعمال الحسنات ثلاث فضائل : : تضعيف الحسنات » وثانيها : ارتفاع الدرجات . وثالثها : تكفير السيئات » ولكن لكل سيئة حسنة تكفرها » لكن الترياق الأعظم يكفر الكل . والثالث : المصائب قال الله عز وجل : ما أصابكم من ية فيا كسبت أيديكم ويعقو عن كير وقال : لذن إذا سايم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولعك عليهم صلوات من ربهم ورحمة هم المهتدون ‏ فهؤلاء أصابوا أعظم من المغفرة . وقال عليه السلام : « ما من عبد مسلم يصاب في مصيبة إلا کفر له بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها » . ۸ والرابع : كفارة الصغائر باجتناب الكبائر » لقوله تعالى : ل إن تجتنبوا کبائر ما تنپون عنه نکفر عنکم سیئاتکم وندخلکم مدخلا كرما @ . وقال تعالى : طل الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع الملغفرة 4 . وقال : إن رجلا قال لرسول الله : ريا رسول الله إني معي امرأة ما ترکت منها حاجة ولا داج إلا اتيتها غير موضم الولد » فهل لي من توبة ؟) . فقال له عي : « أصليت معنا الصبح ؟ » . قال الرجل : ( نعم ) . فقال عليه السلام : « إن الله غفر لك ذنبك » حدث به أبو هريرة فسمعه ابن عباس فقال : ( الله أكبر إلا اللمم من الصغائر » وليس فيما يعصى الله به صغير ) . أراد أن مناهي القران كبار › ومناهي السنة هي الصغار › فقال : ( إلا اللمم من الصغائر ) فجعل فروع الذنوب من الصغائر . واختلف الناس في الصغير والكبير فمن ذلك قال : ليس فيما يعصى الله به صغير . ومذهبه الأخر ما قدمنا : أن لكل ذنب معظما فهو كبير وفروعه هي الصغار . وقال بعضهم : كل ذنب تاب منه العبد فهو صغير › وما لم يتب منه فهو كبير وهذا لا يلانم الاية › لابد من صغير وكبير . والخامس : شفاعة اللصطفى عة لأهل الذنوب » فمن خنس منها خنس وإن وقعت الشفاعة لمن لم يتب ء فلو لم يشفعوا لعذبوا وإن كانوا غير (١) لا حاجة ولا داجة بالتخفيف : الكبيرة والصغيرة . ( مراجع ط ۲ ) . ۹١۱ مذنبين لأنهم مسلمون » فما الحاجة إلى الشفاعة ؟ إنما كانت للملائكة ك قال الله س عز وجل س : ل ولا يشفعون إلا لمن ارتضى 4 . وعلى أن الملائكة لا يشفعون إلا لمن ارتضاه الله عز وجل فما حاجته إلى شفاعتهم ؟ دل قوله : ارتضی » أنه تحمل عنه » ولو لم يتحمل عنه لقال : لن رضیه . وعلى أن جابر بن زيد قال : قال رسول الله : « ليست شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » ثم قال والله اعلم با يروی عن أنس بن مالك انه قال قال رسول لله : « إا شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي » . ففيه إثبات الشفاعة لأهل الكبائر وإن كان حديثه مرسلا » فما منم جابر بن زيد أن يأتي نس بن مالك » وقد جمعه وإياه عصر واحد » وسبقه جابر إلى الموت . وأعظم من هذا كله شفاعة الباريء سبحانه لعباده لقوله ‏ عز وجل : من ذا الذي يشفم عنده إلا بإذنه ¶ . ومن وراء ذلك أيضًا قوله غا في المحشر لعباده المؤمنين : « تواهبوا فيما بينكم › وأما مالي عليكم فقد وهبته لكم » . وأخرى : أن الذنب الذي بين العبد وبين ربه يغفره الله تعالى › وما بين العباد لا يغفر إلا بإرضاء الخصوم . وقول حذيفة بن المائي لعمر بن الخطاب س رضي الله عنهما س حين سأله عن الفتنة فقال حذيفة . ( أما فتنة الرجل في نفسه وماله وأهله » تكفرها الصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحم ) . فقال عمر : ( لست عن هذه أسألك إلا عن التي تموج موج البحر ) . فقال حذيفة : ( إن بينك وبینہا بابا مقفلا ) . فقال عمر : ( ایسد ام یہد ؟ ) . فقال : ( بل یہد ) . فقال عمر : ( إذا لا يسد إلى يوم القيامة ) . فقيل لحذيفة : ( أفهم عنك عمر ما أردت ؟) . فقال : ( أي والذي نفسي بيده أن دون غد ليله » وذلك أي حدئته حديثا ليس بالاغاليط ) . ومن وراء ذلك كله قول الله س عز وجل س : ل وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون . وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالين . ونادى أصحاب الأعراف رجال يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهوّلاء الذين أقسمع لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنم تحزنون ‏ . وجل الفقهاء يقولون : إن هوّلاء قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم » وقال ذلك ضمام بن السائب ‏ رضي الله عنه س » وقال : ( هم قوم معجبون بأنفسهم ) . ولشرح الآن معنى التوبة وطبقات التائبين : اعلم أن الله تعالى بعث محمدا صل الله عليه وسلم بجوامع الكلم فقال عليه السلام : « الندم توية ) لعلمه أن لأبد للندامة من باعث »› والباعث هو معرفة شوم الذنوب » فإذا تقرر في القلب الايمان بشوّم الذنوب » انبعثت الندامة لا محالة » وإذا حصلت الندامة انبعث الإهتبال بما يعني ويغني » لأن حقيقة المعرفة بشوّم الذنوب » تكسبه العلم بما فاته من النعم المقم » وما ارتطم به من عذاب الحم . فهنالك الحرقة في فؤاده » تبعث الندامة في قلبه . ١۱۱ س فهناك يشتغل با يعنيه ويهتبل با يغنيه › عادة الله التي قد خلت إن لكل شىء سابقا يقتضيه ولاحقا يتبعه . فثمرة الندامة : العمل بالطاعة وتنكيب المعصية با فتح الله للعبد فيها . ۱۱۲ س باب طبقات التائبين الأولى من الطبقات : فاسق ل يترك لله حرمة إلا انتمكها › ولا معصية إلا أتاها من سفك الدماء الحرمة » وأكل أموال الناس ظلما ء والربا › والفحش › والزنا وشرب الخمر فما دوتها . ئم إن الله تعالى منّ عليه بالتوبة » فانخلع على ما كان عليه من المعصية › ورجع إلى الطاعة وإصلاح جميع ما سفك وأفسد وأكل بالقوة » وتادية الأموال › وأعقب بعد الغفلة ذكرا » وبعد الكفر شكرا » وبعد الفساد صلاحا وبعد اللاك نجاحا حتى الموت » فهذا قد انسلخ من اسم الفسوق والكفر إلى الايمان والشكر » وجاهد في الله حق جهاده بنفسه وماله لاصلاح حاله وماله . الثانية : من فقد أصحاب الجنايات والحقوق وأرباب الأموال بعد إصلاح ما أصلح › فهذا ينفق على المساكين جميع ما عليه من ذلك من الأموال والديات والحقوق » فيحيل أصحاب تلك الاموال على المساكين غدا يوم القيامة › الطبقة الثالثة : الناسي لا عليه من تبعات العباد وحقوقهم › فان علم الله تعالى منه النية والاجتهاد » جعل أجور ما تصدق به في الدنيا لأرباب الحقوق وأحالحم عليها » لأن الله تعالى قال في كتابه حكاية عن أوليائه : «ل ربنا لا تۇاخذنا إن نسينا أو أخطانا € . فإن كانت له حسنات أخذوا منها › وإن لم تكن له حسنات تحملها عنه مولاه » وأدخله الباريء سبحانه اللحنة با مانه وتوحیيده لربه وحسن يته . الطبقة الرابعة : المعسر الذي لا مال له » فان هذا يتحمل الله عنه جميع ما عليه من تباعات العباد وحقوقهم » ويترضى الله تعالى عنه جميع أهل ۱۱۳ س الحقوق » بغرف يظهرها لم في الجنة . ويقول : « من ترك لأخيه مظلمة كانت له عنده في الدنيا › فهذه الغرفة له › ك يجري لداود عليه السلام مع. أوريا » والحديث معروف . ينبغي لذا أن يكثر من ذكر الله تعالى في الدنيا وتكون له حسنات كثيرة » فترضى بها الخصوم » ويحسن إلى الناس ما استطاع › فان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ورضي له قولا . الطبقة الخامسة : من ابتلى با ذكرنا » وأصلح ما قدر عليه › ابتغاء رضوان الله تعا ى وسلامته » وكتب وصيته ما بقی عليه من تباعات العباد وحقوقهم » واستخلف علا الأولياء والاتقياء فأنفذوها بعده ك يجب وينبغي › فهذا بحمد الله سالم في الدنيا والاخرة . الطبقة السادسة : من امتثل ما ذكرنا من وصيته واستخلف عليا أمناءه › ثم أنهم أضاعوها وفرطوا فيا » أو أكلوها وأتلفوها » فهذا قد أخبرنا الله عنه أنه برىء الذمة سالم الجنية بقوله ‏ عز وجل : ثل فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إنه على الذين يبدلونه إن الله سميع علم ¶ . ولا يتوجه قوله : لل إن الله سميع علم 4 إلا على المبدلين لا إلى الملوصي لمجتبد . وكذلك قوله : ( فإنما .. الح ) من حروف الحصر عند أهل اللسان . الطبقة السابعة : من اجتهد وعلم الله تعالى منه النية الخالصة وكتب وصيته ووضعها عند رأسه » قال رسول الله عي : « ما يحق لا مرىء يۇمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه » . فعلى الناس امتثال ما أصابوه مكتوبا عند رأسه » فلو لم يکن هذا نافعا لا نوه رسول الله عك به ء ودل عليه » وأوجبه عليه . الطبقة الثامنة : إذا سلم من تباعات العباد وتخلص متها » ولم تكن له ذنوب إلا التي بينه وبين الله تعالى » فهذا ينفعه جرد التوبة » وما عمل من الحسنات › ١٤۱ ووجوه التكفيرات » والمصائب » ودعاء الصالحين » وشفاعة الصالحين . وروي عن أويس القرني أنه يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة ومضر . الطبقة التاسعة : المع ادي في المعصية » ومن نيته التوبة يوما ما من الدهر › وني ديانته أن الله تعالى لا يغفر الذنوب إلا بالتوبة » فغافصه الأمر » كعدو نزل به فقاتل حتى قتل » أو داهمه العدو › ولم يستطع سبيلا إلى التتصل مما عليه ولا إل الوصية . فهذا إن لم يكن الأمر الذي نزل به عقوبة من الله › وإلا فيرجى له » فهذه حالة أولاد يعقوب عليهم السلام لكنهم لم يفاجأوا » وعسى أن يكون القتل لذا كفارة › كا قال الحسن بن علي : ( بلغني أن القتل كفارة ) . وأما غريق أو حريق أو لسع أو هدم أو مثل هذه الأمور › فإنه يخشى عليه » على أن في هذه الامور كفارة . واللسع شهادة والسلم شهادة › والمرأة تموت بجنين شهادة ء وكذلك صاحب السل والمبطون والغريق وصاحب الحدم . الطبقة العاشرة : المصر . والفرق بين المصر والتادي : أن المصر من نيته أن يلقى الله عز وجل بالمعصية » والمقادي من نيته الانفكاك منها يوما ما ك قال أخوة يوسف عليه السلام : ( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه آبيكم وتکونوا من بعده قوما صالحين ) فال ادي سيتوب یوما ما والمصر من المالكين . وهاهنا اختلفنا مع المرجعة » فرجوا له الجنة مع مناصبته الله تعالى بالفجور . الطبقة الحادية عشرة : صاحب بدعة يدعو إليها › ويعتقد أنه حق عند الله تعالى » وأنها دين الله يدان به » ويقطع به عذر من خالفه علیہا » او هدم ١۱٠ ب قاعدة من قواعد الشرع › فمهما الخرم من هذه الشروط شيء فعاد › فهذا لا مطمع فيه » ولا المصر الذي قبله » فهما من أهل النار . واعلم أن المبتدع إذا رأى وزعم أنه حق عند الله » ولم يره دينا » ولا قطع عليه عذر من خالفه › فهذا محمول عنه عادة لا يحكم عليه ببدعته . وليس في أن قال حق عند الله ما يوجب له البدعة » لأن الأقاويل الختلفة قد أطلق بعض عليا أنها حق عند الله . وهو قول القائل : ( إن كل مجتېد مصيب ) . وقوله حق عند الله › وخلافه حق عند الله » بشرط أن يكون في الموضع الذي يجوز م فيه الرأي ٠ ولم يقطم المسلمون عذرهم في ذلك › ألا ترى أن المشايخ قالوا أول مرة أن من قال : ري المروحة خلقه لا خلق الله » أنه إن قاله برأي فالرأي عجز › وإن قاله بدين هلك . وكذلك إن قطم عذر أحد من المسلمين فيما أوسع الله علهم العذر فيه › وأما من رأى خلافهم » فلم يقطع عذرهم فواسع له » والعالم والجاهل في هذا سواء › فايهم قطع العذر أولاء فهو المقطوع العذر . ولا يحل لعالم أن يقطع عذر من عجز علمه عما أدركه هو » ولا الجاهل ان يقطع عذر العالم فيما يعلمه دونه . فمن الأشياء التى هى خطاً عند الله من زعم أن ري المروحة خلقه دون الل تعالى » لكنه محمول عند من لم يبلغ علمه وجه الحق فيه عند الله » لكنه اقتصر على رأيه فيه » وهو من الخطاً الذي عفا الله عنه هذه الامة حيث قالوا : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا 4 . وإلى هذا أُشار جابر بن زيد س رحمه الله في القول فيما لا يسع جهله . والاختلاف فيه قد أوجبه بعض الفقهاء : معرفة ادم صلوات عليه باسمه » وانه ١٦۱۱ س من الأئبياء » وأنه أول المرسلين » وهذه المسائل الثلاث مبنية على الرأي » وليس فيا في الكتاب نص ولا في السنة أثر ء فإن كان فمستخرحج . وأما التسمية فإنما اقتبس الناس معرفتها من القرآن والتواتر » من غير أن ينص في القران أن علينا معرفته وأنه أبونا ونحن ذريته » لكنه أخبرنا عما أخبرنا عن كثير من أخبار بني إسرائيل الماضية › وليس في ذلك ما يوجب علينا معرفته . وأما نبوته ورسالته » فليس في القرآن ما يدل عليهما نصا ولا استخراجا › إلا أن يكون من ماورة الله تعالى لأبينا ادم - اقتبسوا ذلك حيث يقول : ل ويا ادم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا منہا رغدا حیث شئټا ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالين € . وقد جاءت محاورة الرب لابليس مشابهة بمحاورته لأبينا آدم صلوات الله على نبينا وعليه لقوله : «ل يا ابليس مالك ألا تكون مع الساجدين 4% ولقوله : ل ما منعك أن تسجد 4 وأمثاله .ء ولكن المسلمين قد أثبتوا نبوة أبينا ادم ورسالته › ولن يختلفوا فيهما ولن تجتمع أمة أحمد على ضلال » قال بعض العلماء : ليس علينا من معرفة الاسم والنبوة والرسالة شيء . فمن جهل من هذه المعاني الثلاثة التي ذكرنا شيثا » فهو مشرك عند هوّلاء وسالم عند هؤلاء . وأما هوّلاء الختلفون ريبما يسعهم هذا › ولكن عند الأحكام يظن الجاهل لن شر که براءته وقتله وسباه وغنم ماله أم لا . فن ساغ هذا لن ذکرناه فما حال من أوسعه عذرا؟ هل له أن يحرم براءته وقتاله وسباه وغنيمة ماله ام لا ؟ فإن كان له ذلك » فقد وقع التشابط الذي قاله علي بن أبي طالب واحتاج الناس إلى تصويب الفريقين أو تخطئتهما . وأن أجزت لواحد أحكامه » ومنعت الأخر » كان ما قال الأول أصوب ما ۱۱۷ س قال الأخر » فقد وقع التحظير في الختلف فيه . وقد قال الشيخ أبو خزر : ( لم يبلغنا في شيء من العلم أن البراءة تجب بالرأي ) ومن تحرى أن يسبي ويغنم من علم جميم مالا يسع » فسباه وغنمه على جهله لابينا ادم وجهله لنبوته ورسالته » فقد ترا وأوعد عليه مع هذا النار وكذلك جهالة جبريل عليه السلام أنه من الملائكة ومعرفة الملل وأحكامها و حرم دماء المسلمين . وكذلك من قصر علمه أن يثبت الشرك لجاهل محمد عليه السلام ء وجعل معرفته فرضا لا يبلغ جاهلها الشرك . وأما الذين قالوا بتشريك الجبابرة والطائعين لم من الجنود » وتشريك كل من أت معصية الله تعالی » فليس علينا منه شيء حتى يشرعه دينا ويقطع عذر من خالفه عليه » أو يخالف إلى الأفعال التي يصادم فيا القران والسنة . ولهذا قالت المشائخ في نافع بن الأزرق حين أظهر تشريك الجبابرة : دعوه حتى تروا ما يحدث من الأحكام » وإن لم يتجاوز قوله ذلك إلى الأفعال فخطا خطأها ونسيانها » وما حدثت به أنفسها مالم تتكلم » فلما أحدث من الأحكام ما خرق به الاجماع ٠ ورد فیہا فيها السنن القائمة › قطعوا عذره وألحقوه بالمتدينين . وعلى هذا المعنى عول أصحابنا من أهل غُمان › الذين لم يقولوا بخلق القران › فإذا لم يعتقدوه دينا ولم يقطعوا عليه عذر أحد من المسلمين الذين خالفوهم عليه › فلا باس عليهم بذلك › وذلك خطا محمول عنهم . وكذلك القول له الرضى والسخط والحب والبغض ء والولاية والعداوة › واعتقادنا أن هذه المعاني صفات الباريء سبحانه » واعتقادهم أنها أفعال » فكل — ۱۱۸ له معنى » غير أن علمهم قصر عن أن يبلغ الغاية القصوى » فنظروا نظر الخفافيش . وقد روي مذھہم هذا عن محمد بن محجوب »٤ والیه يدعوا اهل اشند أيام كان بالحند » فمن ذهب به مذهب الأفعال خلافا لمن ذهب به مدهب الصفات › ولكل معتقده مالم يبغ بعضهم على بعض » والباديء أظلم والتالي أسلم . ف 7 مسائل ما بيننا وبين المرجعة » في الايمان والكفر » والمؤمنين والكافرين › اعلم أن قولنا في الإيمان : إنه جميع ما أمر الله به من قول واعتقاد وفعل › والكفر هو جميع ما توعد الله تعالى عليه النار » فمن أت كبيرة عندنا فهو کافر . من افعال الجوارح مانا › وقولنا ايضا : إن النفاق ف الافعال . وقالوا : إن النفاق في الضمير لا غير » فالموؤمن : الموفي عندنا › والمؤمن : الموحد عندهم . ن ادعی الأيمان وانتحله › وورد على التحقيق بالقول والفعل وله الحزاء في الأخرة غدا . فاما المؤمن على المجاز والانتحال › فقول الله عز وجل : ل ومن يقتل مۇمنا متعمدا فجزاۋە جهنم خالدا فيها . وقد دخل في هذا الاسم کل من انتحل اسم وأقر بالشهادتين . كلمة فصل غير موجودة في ط البارونية أضفتها . ( مراجع ط ٢ ) . سے ۱۱۹ ہہ وقال أيضا ‎ :‏ وما كان لؤۇمن ن أن يقتل مۇمنا إلا طا 4 . فقد وقع هذا المؤمن على جميع من أقر بالشهادتين بدليل الأحكام › أن من قتل مؤمنًا متعمدًا قتل به » وإن كان أفسق الفاسقين » على أن الله تعالى قال : مل أفمن كان موْمنًا كمن كان لا يستوون ‏ .. يريد في الجزاء والمثوبة غا . ومن قتل مؤْمنًا خطا ولو كان فاسمًا فالدية لا محالة » ومن تعمد قتله فهو في النار خالدا . قال الله س عز وجل : ل ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست ¶ . فهذا على الانتحال والتسمية . وأما اومن الحقيقي الذي له الجزاء عند الله تعالى في الأخرة فالمقر بالشهادتين والمسل بالاركان » أعني أركان الإسلام » عل اجتاب أركان العاصي . قال عز وجل س : $ إنما اللؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا يت علي أب ادم إا وعل ريم اللي يموت صله وم رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا ¶» وغيرهم المؤمنون باطلا . والكفر نقيض الإيمان › والاان قول وعمل › والكفر قول وعمل . بدليل ومن كفر فان الله غني عن العالمين . ومن لا يحج فإن الله تعال غني عنه » ومن أقر وأبى أن يحج فما فائدته وهو مستطيع . وغذا قال رسول الله ع : « لو قلت نعم لوجبت ٤ ولو وجبت ما قدرتم عليه » ولو لم تفعلوا إذا لكفرتم » . وقوله عليه السلام : « من لم يحج حجة الاسلام فليمت إن شاء يہوديا أو نصرانيا » وقال : « ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة » . وقال : ١ من ترك الصلاة كفر » . وقال عليه السلام : « سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر » . وقال : « الرشا في الحكم كفر » . وقال عليه السلام : « من أتى امرأة في دبرها ُو حائضًا كفر )» . ١۱۲۰ ہس واعلم أن من ضاق ذرعا بمذهبنا هذا أو توقف دونه » فإنه يسعه ذلك على الشروط التي قدمنا » بأن لا يقطع عذر أحد من المسلمين في خلاف قوله » ولا يعتقده دينا يدان الله به » ولا يغير من الأحكام شيا البتة » فهذا يدان الله تعالى بها وقطعوا عذر من خالفهم » هولاء الختلفون ٠ فببذا قطعنا وكذلك الشبة في تخلفهم عن مذهبنا واعتقادنا في إلنا › فواسع لم ما م يحدثوا أحكاما يخرقون فيا الإجماع » أو يرجعون صراحا إلى المعنى المكروه في الإله العظم »٠ الذي يشبهون الله تعالى بخلقه . فإن فعلوا فمالم إلى الشرك » وأن تذبذبوا جهلا عذرناهم » وإن كان عن بصيرة قطعنا عذرهم › ولم نخرجهم من الملة حتى يصرحوا بالمعنی المكروه . قد قطم رسول الله في الثلاث فرق أنهم أهل بدعة » وأنهم أ وقد قطع رسو لك عليه في ٹ فرق انہم اهل بدعة » وانہم اهل وهم : المجسمة والشيعة وأصحاب الفتنة » وانقسمت هذه الفرق الست على فرق كلها إلى النار تزيد على السبعين › كا حكم رسول الله ع فهم » في أصناف البدعة وتفاوتهم فيا . اعلم أن أصناف اللبتدعين : أولحم من ابتدع في دين الله غير دين الاسلام هو المبتدع الذي قضينا عليه بالنار وال خلود فيها » ولا مطمع له في التوبة ما دام على مذهبه معتقدًا › ولا تكفر عنه سيئة بحسنة يعملها › ولا بمصيبة بحتسبها » ولا بشفاعة المصطفى » ولا بمجاورة الله المتعالي إلا إن رجع عن ١۱۲ مذهبه واعتقاده › إِذ لیس من الل حكمة المجاوزة عن من ناصب وأصر . وبسوء اعتقاد الأمة بينهم البين انطبقوا على المبتدع » ألا يغفر لحم انتصارًا لذهبهم على مسامحة بعضهم لأهل الكبائر العظام » وطمعوا لحم في الغفران الثاني : من سمع منه هذه البدعة » ورضيما وقبلها › وسلك سبيل صاحبہا الذي ابتدعها › ونصبا دينا قيما حنيفا » مثل الذي اخترقها أول مرة › فهو بمثابة صاحبها وعلى أسلوبه . وفي مثلهم قال الله عز وجل : ل قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنت مؤمنين 4 . ولم يقتلوهم » ولكن هم رضوا بفعل ابائهم وقلدوهم . مستبصرا مثل الأولين » ولم يعلم صوابه من خطفه » ولا خطاه من صوابه » ولم يتخذه دينا › ولم يقطع عذر من خالفه › ولا عذر من خالف صاحبه . ولو قيل هذا المذهب رأيا ولم يعتقده دينا › مالم يكن ما ذكرنا من الشروط » ولا حمله على فعل يخالف دين الاسلام . فإن سلم هذا فبفضله وبرحمته » وإن هلك فبعدل الله تعالى . الرابع : من بلغته هذه البدعة › ولم يعتقد في هذا حا ولا باطلا » ولم يقبلها ولم يردها › ولم يرضها ولم يسخطها › ولم ينتصر لا بقول أو بفعل › والخامس : من لم تبلغه البدعة › ولم يبلغه إلا شرائع الاأسلام › من الصلاة والصوم والزكاة والحج بعد توحيد الله تعالى » ولكنه يوالي إمامه ويقدمه في الدين › وريا ل يبلغه اختلاف الأمة ولا الفرق ء كأصحاب الثغور والرباطات ۱۲۲ س السادس : من جهل الاختلاف في هذه الأمة ولم يسمعه › ولو سمعه ما فهمه » وهو في غفلة كالعيال والبله وأهل البلد . فالله أعلم بهؤلاء . وقد قال الله عز وجل س : م ہا ما کسبت وعلیہا ما اکتسبت ‏ . والكسب سهل والاكتساب صعب وقد بعث رسول الله عه بالحنيفية السمحة السهلة › ولم يبعث بالرهبانية المبتدعة . وروي عن لواب بن سلام › فيمن وقع ي خواطره تشبيه الباريء سبحانه : أنه لا يضره ذلك » مالم يتخذه دينا » ويقسم أن الله تعالى كذلك كان . وقد قالت المشايج في النقول : إن قاله بدين هلك وإن قاله برأي عجز» لأن الرأي عجز . على أنهم قالوا في حديث نافع بن الأزرق وحديث رخ المروحة حديث القدرية : إن قالوه بدين هلكوا وإن قالوه برأي فالرأي ١۱۲۳ س « في الدعاء والمسالة من الله تعالى » بسم الله الرمن الرحم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما والذي كتبت يا أخي من آمر مسالة الدعاء إلى الله عز وجل أعامة ّم خاصة ؟ قوله تعالى : لل ادعوني استجب لكم 4 . وقوله تعالى : ل وإذا سالك عبادي عني فاي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ¶ . وقوله تعالى : ف ادعوا ربكم تضرعا وخفية ¶ . وقوله تعالى : مل وادعوه خوفا وطمغًا ¶ . وسألت يا أخي عن هذه الأدعية : إن كانت عامة لجحميع الناس فتجب إجابة الكافر إذا دعا وإن كانت خاصة فلم ؟ إلى اخر الفصل . اعلم يا أخي أن ظاهر هذه العموم وهي في ذواتها خصوص واعلم أنه لا يتعرف الراد والغرض من مثل هذه الأشياء لمن لم يحكم ثلائة أشياء : أولها : لسان العرب وهي لغتهم » وهم الحجة فيا . والثاني : ما يقتضيه اللسان من المعاني . والثالث : ما اذن الشرع فيه من المعاني وهو الفقه . فاللسان مذانب › فمن لم يحكم هذه الثلائة الأصول اختل علمه وعزب حلمهء وقال الله تعالى : هل ادعوني استجب لكم ‏ . في أخواتها من الاي عموما في الظاهر ولابد من شرح هذه الأمور . أولما : الدعاء ومحصوله 6 م الداعي ١٤۱۲ أما الدعاء في لغة العرب فعلى ثلائة أنحاء : أولها صيغة اللسان : ( اللهم اغفر لنا ) › ( اللهم ارحمنا وتب علينا ) › فقولك : ( اللهم ) فنداء ودعاء . وقولك : ( اغفر لنا وارحمنا ) فسوال وطلب .٠ وروي عن رسول الله عَيُّْ كان يتعجب من قول أمية بن أي الصلت في عبد الله بن جدعان يقول : * ‏کفاني من تعرضك الثناء‎ E فذهب رسول الله عك أن من أثنى على الله عز وجل فقد تعرض وأما الفعل الماضي فكثير ك تقول : ( غفر الله لك ورضي الله عنك ) . فهذا وجه مقطوع به وهو الحقيقة . الوجه الثاني : ما يقوم مقام الدعاء والطلب من الحركات والاشارات من الإيماء بالرأس والإشارة بالاصبع ومد اليدين › ولذا روي عن رسول الله َي : « ترفم الأيدي في سبعة مواطن » . وأما الإشارة بالأصبع › فما روي عن ابن عباس أنه قال لرجل يدعو الله عز وجل وشخص ببصره إلى السماء » فقال له ابن عباس : ( ليس الدعاء كذلك ولكن أن تبسط اليسرى وتقبض العنى وتشير بأصبعك ولا تنس نصيبك من الصلاة وما سميت الصلاة صلاة إلا أنها دعاء وسؤال › فاختلف الناس فيها . فقال بعضهم : هي كلها صلاة ودعاء وجيمع ما يعمل فیا . ودعائه › وما وراءِ ذلك تبع شا . ١۱۲ ب وقال الاعشى ميموٺ بن فیس : تقول بنتى وقد قربت مرتحلا يارب جنب أي الأوصاب والوجعا واستشفعت من سراة الحى ذا شرف فقد عصاها أبوها والذي شفعا عليك مثل الذي صليت فاغتمضى نوما فان لجنب المرء مضجعا وقال أيضا : وصهباء طاف یہوديما فصل عل دنہا وارتشم غير أن ما ذكرناه من الحركات والاشارات دعاء وصلاة عند العرب لكنها ما قدمنا . والوجه الثالث : أن يكون جميع ما يتقرب به العبد إلى الباريء سبحانه من طاعته دعاء سوال » لأنه يسال بذلك الجنة والقربة من الباريء سبحانه ويطلب منه الأجر » ولذلك ترى السودان يسجدون لسادتهم وملوكهم › وهذا الوجه طارئ على اللغة من جهة الشرعيين استخراجا من المعنى › وللطارئ؛ حكمه . فهذه فصول الدعاء من الأوجه الثلاثة . وأما صفة الداعي ومحصوله فعلى ثلاثة أوجه : أولها : أن يكون طالبا راغبا لأن صفة الدعاء وصفة الأمر واحدة › وإنما يفترقان في صفة المتكلم . فإن كان الخطاب ممن فوقك » كان أمرا . وإن كان ممن دونك » كان طلبا وسؤالا ودعاء . ألا ترى إلى الله عز وجل يقول : لل اتقوا الله وأطيعون يا أولى الألباب ¶ فبإجماع أمر . وقولك : ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطانا ‏ فبإجماع دعاء وسؤال . الثاني : يتأدب في طلبه وسؤاله مع الباري سبحانه ولا يكون كالعجوز التي قالت : رب أعطني وإلا تفعل فمالك هاهنا عجوز تتضرع . ١٦۱۲ س الغالث : ألا يطلب من الأمور إلا ما أذن له الشرع » وإت طلب ودعا وعصى فما هو بداع ولا بطالب . ولا يطلب النحال › فمن فعل فما دعا » لن جميع ما يتعلق بانحال فليس بدعاء ولا يجوز ذلك . مثل من يدعو : أن يجعله الرب إلا » وأن يجعل الجسم عرضا والعرض جسما والأكار أقل من الأقل » والأقل أكار من الأكار» في أمثال هذه ما يتعلق بالحال . وأن يفعل له ما أخبره الباريء سبحانه : أنه لا يكون كالكافر أن يجعله من أهل الجنة » أو أحد من أل الجنة أن يجعله من أهل النار › أو أن يعافيه من التكليف »› أو يجعل التكليف في الأطفال وامجانين » أو أن يكون نبيا » أو شبه هذا . فكل ما تعلق من ذلك فهو محال . وأما صفة المدعو ومحصوله : أن يدعو ويسال ما يليق به » مما هو ظاهر الحاجة إليه » كالجنة والاسلام والايمان والسلامة والعافية والخلاص من الثار ني مثل هذا من غير شرط وهو على ثلاثة أوجه : هذا هو مثل الأول . والثاني : إذا كان الشيء المدعو منهما أن يشترط الأصلح . اللهم ارزقني من المال ما يصلح لي ومن الولد ما ينفعني › واحيني إذا كانت الحياة خيرا لي وأمتني إذا كان اموت خيرا لي » في مثل هذا . والثالث : الدعاء بجميع ما فعله الباريء سبحانه أن يفعله » كالذي يدعو ويقول : اللهم اجعل السملوات سبعًّا » والأرضين سبكًا › والجبال شداذًا › والعقلاء مكلفين › والأطفال معفوين » والماء » والمواء رخوًا » والنار محرقةً » والثلج باردًا . في مثل هذا . فهذا الباب مما لا يعني » وشبه له وهو دونه من جعل عمره في لعنة إبليس وأن يخلده في النار » وأن لا يجير أهل انار من النار وأن يضيق عليهم أنفاسهم وأن يديم أتعاسهم › وغفل عن نفسه وندم يوم القيامة لم يطلب جنة ولا هربا من النار صفة الاستجابة على ثلاثة أوجه : ۱۲۷ ہہ الأول : أن يعطيه الباريء سبحانه ما سأل » وطلب على إدلاله ا سأل كان ذلك محمود العاقبة أو مذمومها › على ما يتعارف الناس أنه قد أجيبت › كل قال الله عز وجل : ل قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ‏ وا قال عز وجل ‎ :‏ إن تستفتحوا فقد جاءك الفتح 4 وهذه بين محمد عليه السلام وأبي جهل لعنه الله فدعوا فاستجيب لما فهذه هي الاجابة المعقولة . والثاني : أن يصرف الله تعالى الإجابة إلى الأصلح له » ويجعلها له مكان » كالذي يسال الله تعالى أن يدفع له من الال ألف دينار » وقد علم لله سبحانه وتعا ى أن يموت تلك الليلة فإن أعطاه كانت عقوبة للداعي لا فائدة » وإن صرفه الباري إلى أجر يدخره له كانت أفضل » أو يمن عليه تلك الليلة بفعلة تساوي ألف دينار ينال أجرها في اليعاد كان أفضل . وأكثر دعاء الصالحين منصرف إلى هذه الجهة وقد جرى علينا في طريق .. الح . ما فيه معتبر لمن يتذ كر » وذلك أنا عللنا وجعنا وعطشنا › فقلت م : ( هلموا ندعوا لله عز وجل ان يئ لتا الا ) فما استتممنا دعاءنا حتی طلعت علينا سحابة » فاستدارت فوق رؤوسنا » فابرقت وأرعدت » ثم صرفها الله عز وجل س » فتعدت البحر إلى الجانب الغري › فكاد أصحابي أن ينسوا » فصبرتهم ووعظتهم » وذكرت لم حديث الشيخ أي زکریا یی ب بن أي بكر رحمة الله عليه التي جرت للعزابة في الملسجد الكبير في جربة وأظنك تعرفه » فتصبرنا وسرنا مع البحر أربعة أيام › وانتهينا إلى رأس أيلة » ثم رجعنا مع البحر إلى الجانب الغربي مسيرة ثلاثة أيام » ووصلنا مستنقع سحابتنا وقد عطشنا أكثر من أول مرة » فأغائنا الله بمائها . وريا يعلم منه الباري لو أعطاه ألف دينار لضن به ودفنه حتى يموت لا ينتفع به » أو يدخره لولده » فريما يعطیه سبحانه لولده من بعده » ويقول : يا عبدي قضيت حاجتك إنما تريد لولدك قد أعطيت الألف لولدك . وهذا الفن كثير . (١) لعله يقصد أن الله تعالى يجعل له أجرها يوم الميعاد أو ستعود له في مكان اخر . والله أعلم : ( مراجع ط ٢ ) . ۸١۱۲ ‎E f‏ والثالث : ك روي لك عن أي عمر وقد روى في الإسرائيليات أنه قال الله عز وجل لوسى عليه السلام : « قل لظلمة بني إسرائيل ألا يدعوي › فإني قد جعلت على نفسي أن أجيب من دعاني » وان دعاني منهم أحد ن أجيبه باللعنة ) وعموم هذه الآيات قد خصها الشرع ك قدمنا ء وخصها العقل وذلك غير مستنكر من القران . وأما قول الله عز وجل : لل وأضله الله على علم 4 معناه : وأضله على بيان أي ليس في ضلالته شبهة ولا لبس . وقوله : ل قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا € بعض امفسرين يذهب إلى أن الذكر هو الرسول › يعني أنزل إليكم ما يذ كرك وهو الرسول . وبعض يذهب إلى ما فيه ذكر تذكرة لكم ومعتبر » وهو الرسالة . والكل قريب . وأما الحروف الخمسة المعجمة إذا لم يعجمها القارىء في صلاته › فان كان القارئ أعجميا فإنه محمول عنه مالم يتعمد › وقد ذكر عن رسول الله أنه اشتكى إلى جبريل عليه السلام أن في أمته العجمي والشيخ الفافي ومن لا يحسن القراءة . وفي بعض الروايات : أنه قال : « اقرأه على حرف فما زال يستزیده » . فقال : « اقرأه على سبعة أحرف » كلها شاف كاف » . وفي رواية أخرى : « أن الملك قال له : اقرأء على حرف » فأمره جبريل أن يستزيدە إلى سبعة أحرف ) . وفي رواية أخرى : « أن جبريل قال له : كل ذلك محمول عن أمتك فمن قرأ بخلاف ما هو به أصلحه الملك » » لن تعمد اللحن في كان يخرجه إلى خلاف القران انتقضت صلاته » وان کان لا یخرجه إلى خلاف ۱۲۹ القران انتقص أجره » وهذا في المتعمد › وأما غير المتعمد فقد تقدم ذكره . وأما قولك : « إنكم في زمان التارك فيه لعشر ما أمر به هالك » وسيأتي على الناس زمان العامل فيه بعشر ما أمر به ناج » فالرواية صحيحة عن الرسول عليه السلام . فالظاهر من الرواية أن من كان في زمان النبي عليه السلام وظهور الدين › كان عليه إقامة أمهات الطاعة ك أمر في ذلك الزمان وريا يشق عليه ما يتخلف عنه من شذوذ الدين فلذلك شدد عليه رسول الله عفد . وأما قوله في المتأخرين فظاهر » لأن الله عز وجل أسقط عنم كثيرا من الأحكام التي تتعلق بالظهور من الجمع والجهاد والحدود والاحكام › فالذي يخص الواحد في نفسه هو الملتزم » وريا يعذر الرب سبحانه كثيرا من خلقه بالتقية التي ظهرت في زماننا . إن كان في علم الله سبحانه ما يسقطه ويعذرهم فيه عن أهل اخر الزمان › فغير مستنكر › ولذا شرح يطول › ولیس فيه ما ينقص دیننا ولا مذهبنا . والإيمان عندنا : جميع ما أمر به الباريء سبحانه » ولو رجع أكثر أصل الفرائض نوافل فما ذاك مما ينقص أصلها › والطاعة كلها إِيمان . فلو كان محمد عي نسخ بعض الفرائض لكان جائزا › وبقيت مع ذلك من الأيمان › ليس لم من الرواية متعلق › معنى الايمان بالفرائض والتوحيد والنوافل واحد . فلو نسخت الفرائض كلها عن الخلائق إلا التوحيد › لكانت مع ذلك مع النوافل من الإيمان » لا يخرجها إلى أن يكون الايمان قولا بلا عمل . وإنما الاتساع في الإيمان الذي دون التوحيد » فلو أراد الله تعالى ل جعله أولى من الإيمان المضيق الو كد » ولو أراد الله تعالى لجعله منه ما أراد من الإيمان — ۱۳۰ اللوسع . وقد . ت في خاطري نكتة من هذا الحدیث : « إنكم في زمان التارك لعشر ما أمر به هالك » وسيأتي على الناس زمان العامل فيه بعشر ما آم به تاج اللسلمين ای ار اف وه آل اراي »ان ار يقضي على السنة » والسنة تقضي على الكتاب . فيا سبحان اله » كيف صار الأصل فرعا › والفرع أصلا » حيث يقضي الأدنى على الأعلى » ومع أن الأعلى علي له . وبيان ذلك أن الله عز وجل قال ‎ :‏ وما أرسلناك إلا لتيين للناس ما تزل إليهم ‏ فاول ذلك قول الله س عز وجل : ل يها الناس € ل يَأيُهَا الذين امنوا ¶ فهذا الخطاب يستغرق جميع الناس وجميع المؤمنين › فخصت السنة مته الطفل حتى يكبر » والمجنون حتى يفيق › والنائم حتى وعم عموم هذه الآي جميع العقلاء البالغين » من الرجال والنساء . فقال يل فاتقوا الله وأطيعون يا أولى الألباب 4 فأمر بطاعته وتقواه جميع أولي الألباب ء فدخل النساء في الخطاب »٠ على أن لن خطابا مفردا . وقد يكون ذلك عند العرب على أن الأفضل آت على المفضول والرجال على النساء . ثم قال : ل وقاتلوا المشركين كافة ¢ ل واعلموا أا غنمتم من شيء فان لله خمسه ‏ ثم قال : ل جاهد الكفار والنافقين واغلظ عليهم 4 فخرج النساء من الجحملة بحكم الشريعة والسنة . ثم إن السنة جاءت معلومة فكر عليها المسلمون بارائهم فضعضعوها › من ذلك الاخذ بالعين على الشمال › وهو من سنن المرسلين » وتركته الأمة حتى ترك » والزكاة لليهود » والإحسان إلى أسارى المشركين قال الله عز ١۱۳ س وجل س : ل ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرا 4 . ومعلوم أن الله قال : ل قاتلوا المشركين كافة ك يقاتلونكم ¶@ فهذه عموم محتملة للتبعيض › فنسخ الله تعالى منهم أهل الذمة › فقال : ل قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يمحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم غم خص رسول الله عي من الجملة النساءء فنبى عن قتل نساء اللشركين . ثم نسخ أبو بكر الرهبان الذين هم في الصوامع . ثم نسخ منها عمر بن الخطاب نصارى بني تغلب » وأسقط عنهم الجزية › وأخذ منهم الصدقة › وأزاح عنهم اسم الذلة والملسكنة » وغزا معهم المشركين ورضخ غم وسالهم . ومن وراء ذلك عشرة أحكام نطق با القران ومضت با السنة » أن عمر بن الخطاب تتبعها حكمًا حكمًا وثلمها ثلمًا ثلما » وغيّر الأحكام التقدمة إلى غيرها » وسوّغ الله عز وجل ذلك له » ورضي المسلمون وأذعنوا » وأت رأيه على الكتاب والسنة . ولهذا قلنا : إن الرأي يقضي عليهما جميعا » أوغا : تعطيل حق القرابة من الخمس » والثاني : بطل سهم الوّلفة قلوبهم » والثالث : إسقاط القطع عام الرمادة عن السارق » والرابم : اطراح الصدقات عن الناس عام المسغية © والخامس : اعتاقه أمهات الأولاد على أربابها » والسادس : صلحه نصارى بني تغلب » وما أسقط عنم من الاسامي التي سماهم الله بها . والسابع : منعه في الفيء الذي أفاءه الله على المسلمين » والثامن : تحرير المشركين بعد ما صاروا أرقاء › والتاسع : إجلاؤه اليهود والنتصارى من بلادهم بعد ما تركهما عليه السلام فيها » والعاشر : تمصيره الأمصار » وتدوينه الدواوين وقسمة الفيء . — ۱۳۲ فإْذا ساغ هذا كله لعمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ وقد صادم فيا القرآن والسنة » فلم لا يسوغ لأهل آخر الزمان من المسلمين = مع الضر وكثير من محظورات الشريعة - اتباعا لسنة عمر وغيره » ولا سيما الشدائد في أيام الدجال › وطلوع الشمس من مغربما » ويأجوج وماجوج » وهذا السحت الذي عم البلاد » وشمل العباد › والملوك الجورة الذين عكسوا الشريعة › وقلبوها ظهرا لبطن . وفي امرأة فرعون آية للسائلين › كيف ها بالدين مع فرعون وأهله وحشمه ودخلته » وقد حار عقلي في هذا الحديث » وحديث اخر : أن أمته تكون في انين صفا من مائة وعشرين من أهل الجنة » مع ما ذكر من الثلاث والسبعين فرقة » كلهن إلى النار إلا واحدة . فما بقي وقد تقدم في الجزء الأول الأشارة إلى شيء من هذا . ۱۳۳ س بسم الله ارهن الرحم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم عونك اللهم وتوفيقك . اعلم يا أخي أنه وصل كتابك الأعز والأكرم » فوقفنا على مضمونه › وقد شفيت وكفيت › فجزاك الله عنا أفضل الجزاء » وصادفني ذلك وأنا في ورجلان سدراته » ولم ألتق بالشيوخ أُبي عمرو وصالح حفظهم الله وكان إذ ذاك أبو عمرو عغان » سلمه الله » مريضًا ضعيفا ک استنقذ من مرض به . وأما ما ذكرت من كتاب زهرة العيون لابن قتيبة » حديث الأوزاعي عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب : سال رسول الله عه عن قوله تعالى : ل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب 4 . فقال رسول اللہ ع : « لا سررنا بہا » لا سررت بہا یا علي » سر بہا متي من بعدي : الصدقة على وجهها › واصطناع المعروف › وبر الوالدين › وصلة الرحم » يحولن الشقاء سعادة » ويزدن في العمر » ويقين مصارع السوء » . اعلم يا أخي أن ابن قتية عالم رواية » ولیس بامام عند اهل مذهبه ولا حديثه مما يكون حجة بين المذاهب ولقد أخذ عليه المتكلمون في مذهبه في استواء اله تعال على عرشه » وذهب به إلى الاستواء المعقول » ورد على من قال بغيره وانبهم » وزعم أن الله تعالى خاطب الناس والعامة با يعقلون ويفهمون » فأحالتهم المتكلمة عن ذلك . أما الأوزاعي فإمام أهل مذهبه » وأهل الشام قاطبة غلب عليها مذهبه › حتى انتبى مذهبه إلى الأندلس وعلى مذهبه كان أهل الأندلس إلى اليوم » وليس يتحل مذهب مالك في الأندلس إلا خدمة المرابطين في أيامهم › وهم ينظرون ١٤۱۳ ب إليهم بعين الزراية » أعني بقية أهل الأندلس ينظرون بعين الزراية إلى من خدم لمرابطين » أما أحكام مالك فمهجورة في الأندلس » والمرابطون أيضا ينظروت إلى من خدمهم من فقهاء الأندلس بعين الشك والارتياب › وهذا الذي شاهدناه منہم في زماننا هذا . وقد دخل الأندلس من أصحاب مالك أربعة لا غير : يحیی بن یی ويحيى بن بكير وفرغوس » ذهب عني الرابع » فلم يقضوا شیا » ولم يتجاوزهم علمهم إلا بعد الأربعمائة والخمسين سنة من الحجرة › دخلها البجالي وبعده ابن .عبد البر» فغلب البجافي على أهل غرب الأندلس بطليوس وقطرها › وغلب ابن عبد البر على المرية وحواليما . اعلم أن الأوزاعي إليه انتهت إمامة الشام » وفي أيامه كانت الأئمة : مالك بالحجاز إمام » وسفيان الثوري بالعراق إمام » والليث بن سعد إمام بمصر › وهم في الصدر الرابع › لأن الصدر الأول صدر الصحابة » والثاني صدر التابعين » والثالث صدر تابعي التابعين › والصدر الرابع صدر الأئمة › وإلى هذا الصدر الإشارة بقول رسول الله عك لحذيفة حين سأله فقال : ( يا رسول الله هذا الخير الذي أتانا الله بك » هل بعده من شر ؟ ) قال : « نعم » الفتنة » . قال : ( وهل بعدها من خير ؟ ) فقال : « نعم » إغضاء على إقذاء وهدنة على رهق » . فقال : ( وهل بعد الخیر من شر ؟ ) قال : « نعم » أئمة مضلون قاعدون على آبواب جھنم ینادون إلہا » کل من اجابہم قذفوہ فیہا » . على أن هذه الأئمة ذكرت هذه الأحاديث التي جاء فيها التشبيه تشبيه الباريء سبحانه في الرؤية وغيره . فقالوا : أمروها ا جاءت . وأما محمد بن علي بن الحسين فهم بيت العلم » غير أن علمهم قد هجنته الرافضة » وعلي بن الحسين هو القائل : يارب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولا ستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا ہے ١۱۳ س وأما أخبار جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن اي طالب کرم الله وجهه فقد ضعفتها العلماء » وجعلوا حديثه مرسلا » لأجل روايته عن جده » لأن علي بن الحسين لم يدرك جده علي بن أي طالب » فان أراد الحسين فإن محمد بن علي لم يدرك جده الحسين » فلهذا المعنى طعنت الأمة في حديث مالك في الشاهد مع ايبن › ورواه عن جعفر بن محمد عن آبيه عن جده عن رسول الله ع وجعلوه من المراسيل . وما قوله : « يحولن الشقاء سعادة ). وحن نذ كر الآن قبل مذاهب الأمة في قوله تعالى : ل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ¶ . ذهب ابن عباس إلى أن الحفظة إذا نزلت من السماء » كتبت عمل العبد وصعدت إلى العرش »٠ وتنزل أيضا ملائكة يكتبون ما عمل » فتلتقي الملائكة في السماء الدنيا » فتتقابل النسختان » فما صح في نسخة اللوح الحفوظ ء فهو الذي يحاسب عليه العبد › وما خالف ترك هناك فيمحى › وهو معنى قوله تعا ى : ل إنا كنا نستنسخ ما كنم تعملون ¶ . وقيل : معناه أن الله قسم الأرزاق والآجال لكل أمة » فمن زيد في رزقه وأجله فيفعله » ومن نقص من رزقه وأجله فيفعله » ومصداق ذلك قول رسول له عي : « أعمار أمتي من الستين إلى السبعين » . وليس في ذلك ما يوجب أن من جاوزها أو مات دونها » أنه ليس من ولكن الأجل المرفوع لأمته ما ذكرنا » ويكسبون طول الأعمار والأرزاق بالأعمال التي ذكرناها عن رسول الله عي » من الصدقة والمعروف 0£ وبر الوالدين » وصلة الرحم › ذلك فضل الله يوتيه من يشاء » وتنخرم أعمارهم وأرزاقهم بنقيضها . )۱( عبارة ( کرم الله وجهه ) جا فی ط البارونية فوق السطر» فالله أعلم هل هي أصلا عن الولف رحمه الله تعا ی او من غیره . ( مراجع ط ٢ ) . ١٦١۱۳ س وقيل : إن معنى قول الله عز وجل 3 ويثبت .. ‎ .‏ اجال من توالد وأرزاقه واجال وأرزاق من وأرزاقه . وقيل : يمحو الله ما يشاء من السيئات بالحسنات » ويثبت ما يشاء من السيئات ولا يمحوها بال حسنات › كالترياق الأعظم الذي هو التوبة » وما دونما من الحسنات التي هي كالأدوية تصلح لشيء ولا تصلح لشيء . وقيل : إن معناه : يمحو الله ما يشاء من المنسوخ » ويثبت ما يشاءِ من الناسخ . وقال بعضهم بالبدا في أفعال الله عز وجل ترويه الشيعة عن أهل البيت محمد بن علي وذويه » ويرويه عن جده علي بن اي طالب . وقالوا عن علي : ما منعه أن يخير عن كل ما يكون إلى يوم القيامة إلا غافة أن يبدو فيه لله » تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا » وهذه القولة أفحش الأقاويل . فرووا عن محمد بن علي أنه قال : ( هو ديننا ودين آبائنا في الجاهلية وي الأسلام ) وهذا مذهب الروافض . ولقد صدق مالك ين أنس الذي قال : ( تحملوا ويل غيهم )”٩ فتحمل حين قال هذا عنهم » وإنما أرادوا هذا كله حمية في علي وأولاده فتعاموا لحم . مسالة رحمهما الله س وهل يجوز أن يقول الرجل جل : آنا مسل عند الله سقا ٠٠ لا يجوز له ذلك ؟ (١) في ط البارونية : تحملوا أو يزغيهم . ولعل الصواب ما أثبته ( مراجع ط ۲ ) . ۱۳۷ قال ابن عباس ( لا يقول ذلك ) . وقال ابن مسعود : ( بل يقول ذلك ) . فكتب إليه ابن عباس : ( إن زعمت أنك مسلم عند الله حقا » فانت إذا داخل في الجنة وبساتينها وقصورها ) . فرد له ابن مسعود : ( إن لم تقل ذلك فانت شاك في دينك ) . وقلت : ما معنى قول ابن مسعود ؟ وهل يجوز للرجل أن يقول : آنا اعلم أن هذه الرواية ما وقفنا عليها في كتاب ابن بركة العُمالي » إلا أن طراً له من الدواوين مالم نقف عليه . لني عبيد القاسم بن سلام أمين الحديث : أنه قال : ( قال رجل يوما من الأيام بين يدي ابن مسعود : ( أنا مؤّمن ) . فقال له ابن مسعود : ( فأنت إذا في الجنة ) . فقال له الرجل : ( إن شاء الله ) . فقال ابن مسعود : ( أفلا وكدت في الأولى ا وكدت في الثانية ) . وهذه الرواية عكس الأخرى . وسنجيب في الوجهين جميعا إن شاء الله » ومنه التوفيق . وذلك أن الأمة قد اختلفت في هذه الأمور » فاثبت أهل الدعوة التسمية بالعاقبة والال . وقال غيرهم : بل بالحيل والحال . وكلا الأمرين سائغ في لسان العرب فظل الفريقان يتخاطفان أبصارهما ويتخالسان فما بينهما » فعول أهل الدعوة على المعاني » والغير على الألفاظ › والمعاني والالفاظ بحران عظيمان زاخران › قد غرق فيهما كثير من الناس » إلا من قاده التوفيق إلى سواء الطريق ۱۳۸ س وی کل ذي سق حقه فاط رفور الا وا کان فا قدا م . فما ريغا فى هذا سراي وتن إن شاء لهس توضح المذهين اعلم أن أصول هذه المسألة في اللغة وبعدها الشرع ء أما اللغة » فان والزمان ماضيا وحالا ومستقبلا › فجعلوا لكل زمان صفة تدل عليه من الأفعال › والأسماء من وراء ذلك تقتضي هذه الثلاثة المعاني › وهي مو قوفه عليا » وتقدر كلمة واحدة من الأفعال » وتركب عليما محتملاتها الأدنى فالأد حتى يتضح المعنى » وهي كلمة ( فعل ) وقد جعلها الله معيارا ل حميم الأفعال . فقال عز من قائل : مل لا يسال عما يفعل وهم يسألون 4 . فلو قلت ( فعل ) لدل على الحدوث في وقت ماض من الزمان › ولو قلت (يفعل ) لدل على الحين الذي أنت فيه من غير تحمل » ولو قلت ( سيفعل ) لدل على الأتي من الزمان . فالأمس دال على ما مضى » والآن دال على الحين › وغدا دال علي المستقبل » و كل واحد منهما دال بصيغته على مقتضى معناه » لا تنوب إحداهما عن الأخرى إلا مجازا » ونحن الآن في الحقائق فلما استغرق الفعل الزمان › وبقي الاسم يصلح للكل : ماضيه وحاله ومستقبله » فليس يقتضي معنى دون معنى إلا بقرينة وتقيبد . وهو قولنا : ( فعل يفعل ٤ سيفعل ) فهو فاعل . ئم إنا رجعنا إلى أبنية الفاعل فوجدناها على وجوه كثيرة » كلما زيد ئي (١) بياض في البارونية ( مراجع ط ٢)٠ ۱۳۹ ہہ اللعنى تغيرت له الصورة فاوطا فاعل ثم فعيل ثم فعول ثم فعلان ثم فعال فهذه السبع الكلمات لا تختص بوقت دون وقت › ولا حال دون حال وتصلح للجميع وبرهانه في لغة العرب : إنك تقول : هذا رجل حاج . لن أراد السفر إلى الحج واشتغل في حوائجه وإن كان في عقر وطنه . وحاج : لمن جازه السفر إلى حجة . ولنرجع إلى قولنا ( مسلم ) فأجريناه على هذا المجرى . أوله : لمن أخذ لي شرائع الأسلام » ولو لم يكن إلا الشهادة . ثم لمن تقول في معظم الأسلام وصدر منه القول والعمل » ثم لمن تحلی به في حیاته ولو کان ميتا في قبره » ومن لم يخلق بعد أن صدر القول من الصادق كإبراهم الخليل حين سمى هذه الامة مسلمين ولا يخلقوا . فإن وقع التخاطب بأن هذا مسلم لمن شرع فيه » کاليهودي والنصراني والملشرك الشارع فيه نصا » مسلمان على أنهما لم يلتبسا من الدين إلا باسمه . الثاني : لمن تغلغل فيه وإن بقيت عليه العاقبة . الثالث : من فرغ من الاسلام هوت أو جنون . الرابع : من جرى عليه حكم الأسلام كالصبيان وأهل الجنة . فمن العادة المتقدمة أن بيضة الاسلام تسمى مؤّمنة وإن خالطها الغير › وإن كنا لا نعرف الضمائر ولم نبل السرائر » فمن علم أن هذا مراده » فاإطلاق اسم الإيمان عليه سائغ . فهذا بحر الألفاظ . أما بحر المعاني فإذا كان الله عز وجل عانا بالعاقبة والمال › فان ١٤ س اللكلف لابد أن يوجد» ولابد له بعد الوجود من الإمان أو الكفر وعلى أحدهما الخاتمة . كافر » أجرينا الاسمين عليهما قبل أن يوجدا أو قبل أن يخلقا وهذا ليس فيه اخحتلاف . والدليل عليه : فعل إيراهم الخليل » عليه وعلى نبينا محمد السلام وقول الجميع : إن الساعة لا تقوم إلا على كافر . وفي لغة العرب مصداق ذلك » وذلك أنهم مهما أبصروا شمائل السبق في مهر سموه سابقا » ا ولد قبل أن يسبق »٠ فلم يبق إلا المعارضة التي بين الفريقين . فقال أصحابنا : إن جميع من علم أن ماله إلى الجنة ومرجعه » فهو مسلم الله في جميع حالاته » وقبل أن يخلق وبعد ما خلق طفلا » وبعد ما بلغ أشده . واختص بالكفر والشرك والنفاق إذا علم الله تعالى أنه يموت على غير الإسلام » ولا يجوز لأحد أن يسميه بغير هذا الاسم إن علم بذلك من عند الله تعالى . منه فعل فيسمى مسلما إن فعل الإسلام › وكافرا إن فعل الكفر والشرك والنفاف ٠ ولو علمنا العاقبة والمال . و کلا الفريقين قد انتصر لمذهبه . فمذهب من قال بالمال » قد ذكرناه حكاية عن الخليل » صلوات الله واستدلت الفرقة الثانية بقول اله تعالى : ل ومن أحسن قولا ممن دعا إلى ١١٤۱ ہہ الله وعمل صالحا وقال إنني من تعالى : ل وما كان لۇمن ولا مؤّمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون م الخيرة من أمرهم ‏ فان حصر الاسم إلى معلومه خرج غيره من هذه التسمية › فيكون الخطاب خاصا لن علمه الله أنه مؤّمن » وإن كان الجميع دخل فيه المسلم والكافر . وقال أهل الدعوة : إنه أراد الملسلمين عند . وقد سمى أهل الدعوة مۇمنا بمعنى مقر › وسموا مسلما بمعنى مدع › وهذا منتقض علينا من وجهين : أحدهما : أن صاحب الكبيرة عندنا كافر قاتلا كان أو مقتولا . فان خرجنا من هذا الخطاب » ووقعت الاباحة لم أفلن نقيد فيمن قاتل منافقاً لأنه ليس ومن . وكذلك قوله : ل ومن يقتل مۇمنا فجزاؤه جهنم خالدًا فما ¶ فوقعت الإأباحة في قتل صاحب الكبيرة . الوجه الثاني : قولنا : ومن يقتل مؤّمنا » يريد المؤمن عند ك › فهذا التحكم يرجع علينا في فروع الشريعة كلها › وخصالا من موحد ومصل وصائم وحاج ومزك وظالم » فما وسعت من ذلك وسعهم . وأما لتسمية أنفسنا بمؤمن ومسلم » وذلك على وجهين : فإن كان السؤال فيه عن امال » فالجواب عنه يرجع فيه إلى علم الله الكبير المتعال » وإن كان السؤّال عن الحال فالجواب مرتبط بالحال . وقد وردت أحاديث عن رسول الله ع » في مثل هذا حدیث محجن ٤ وذلك أن رسول الله عك جالس في مجلس له » وأذن المؤّذن لصلاة العصر © فقام ميد بالناس ونظر إلى محجن جالسا في موضعه » فأتاه رسول الله ع وجلس بين يديه وقال : « ما منعك من الصلاة ؟ ألست برجل مؤمن ؟ » قال : ( بلى يا رسول الله » ولكن صليت في أهلي ) فقال عليه السلام : « إذا جئت والناس يصلون فصل معهم وإن صليت في أهلك » وفي بعض الرويات ١ واجعلها فرضك ) . ١١١٤۱ س وفي الأمة حين سألا عن الله فأشارت إلى السماء » ثم ساطا عن نبيها فاشارت إليه فقال : : «اعتقها فانها مؤمنة 6 ت س و وذكر رجلا من أصحاب رسول الله ع فقال : (أين انت عن فلان يا رسول الله ؟ ) فرفع رسول الله عي رأسه » فلم يكترث به هنيهة . فقام إليه ثانية فقال : ( يا رسول الله أين أنت عن فلان ؟ إنه مؤّمن ) . فلم يكترث به رسول الله . قال سعد : ( فاخذني ما قرب وما بعد . ثم قمت إليه ثالثة فقلت : يا رسول الله أين أنت عن فلان » إني أراه والله ممنا ؟ ) فقام رسول الله عك والتفت إِليّ فقال : « أو مسلما » فقال عليه السلام : « إني والله أعطي الرجل عطاءًا وغيره أحب إل منه » وأعطي هذا أتألفه » وأكل هذا إلى إيمانه » . واعلم أن الحكم في المسوّول إن سكل فقيل له : ( أموّمن أنت ؟ ) فالذي ينفهم للناس منه : هل ادعيت الأاسلام › أو طريقة الإيمان » أم لا ؟ فال جواب : إِلي مؤمن . ومعنى قوله : ( فاأنت في شك من دينك ) » معنى إن سعلت عن الحركة وقد تحركت أن تقول : تحركت عند الله . ومن شك أنه يتحرك وقد تحرك عند الله كدافع الضرورات » وإنما أوقع في نفسه : هل هو على الاسلام ام لا ؟ فإن قلت : أنا مسلم عند الله حقا . فإنما ذلك عندك علي الحال › ا لا تشك أنك متحرك كذلك لا تشك أنك مسلم عند الله حقا » وإذا وقع ما عنده على ما عند الله لم ييز » وإذا وقع ما عند الله على ما عنده جاز . وليس في هذه اللسألة طائل فائدة حيث وقع الاختلاف في الأمماء : هل هي على الفور أو على امال ؟ وليس بين الفريقين تناقض كل يعمل على شاكلعه » الأجوز له حمل امال على الحال » ولا الحال على امال . )۱( هذا الحديث لم يصح هكذا . ( مراجع ط ٢ ). ہے ١١۱ س مسالة ٠ والذي تحكم عليه ابن عباس غير محال » کا أنه ليس بمحال کونه من الملائكة ولا يؤمر بالسجود » لأنهم قالوا في بعض الأخبار : ما سجد إلا أربعة وعشرون ملكا من الملائكة . فان ادعى ابن عباس التوقيف فمصدق » وأما من ظاهر الخطاب فلا ۽ وقد قال الله عز وجل س : تل ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون 4 يريد لللائكة › فالجنة قبيل من الملائكة . ومن الجنة أيضا إبليس . وأما قول الله عز وجل : لل وما أنزل على الملكين 4 فمن قرأه بالفتح فإنه أراد ملكين من الملائكة » ومن قرأه بالکسر فإنه أراد ملكين من ملوك الدنيا » والكل سائغ › وهو معركة العلماء التي يسوغ لحم فيا الاختلاف › ولا يقطع فيه بالحق عند الله تعالى . وأما ما ذكرت عن معصيتهما من جهة الأخبار فليس عندنا في ذلك نصوص تيل عنهم المعصية إلا عموم القران الحتملة للتخصيص »٠ وليس أيضا عندنا توقيف على معصيتهما . واعلم أن أفعال الملائكة وعلومهم منوطة بالاجتهاد والإلام › وأن الخطاً يقع ئي اجتہادهم ولا ذلك إلى المعصية ء وعلومهم كذلك . واعلم أن من دين الله عز وجل غير مبراً من الخطا والزلل . وأفعال اللكلفين تتعاورها ألفاظ كثيرة » من ذلك الطاعة فيها فرض ونفل » والمعصية كبير وصغير » وبينهما أسام متغايرة . ١٤٤۱ س منها : المباح لا ثواب ولا عقاب . والخطيعة : ما في فعله مکروه وئ تر که واب . كبير . وترتبط بالمعصية الخطيئة والسيئة وإن كانت دونها . والخطيئة : إتيان مالا ينبغي ولا يليق بالعبد . والسيئة : ما أساء فيه العبد إلى نفسه ولا يحكم عليه فيه بالمعصية . وأول درجات العقوبات المعصية › وأول درجات الثواب النفل › وما بينهما فمحمول على العبد إن فاز وسلم . والكلام الآن على الخطيئة والسيعة › لأن من الناس من لا يفرز بينهما وبين المعصية . والدليل على أن الخطيئة تكون ولا معصية : ما حكى الله عز وجل عن عبده إيراهم الخليل عي : لل والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين 4 ولم تؤثر عليه خطيئة إلا في أمر يماحل فيه عن الإسلام ليس بمعصية ما . قالوا : أربعين یوما حتی نبت البقل من دموعه » ثم غفر الله له . ثم قال : ( يارب أنت الحكم العدل » وقد أخطات على الرجل فيما فعلت »٠ فيكف لى به أن يغفر لي وقد غفرت لي أنت يارب ؟ ) فأمره الله تعالى أن يذهب إليه ويبعثه من قبره فاتاه فصلى ركعتين فضرب القبر بالعصى فناداه فأجابه › فسأله الملغفرة فغفر له ثم ذهب وبقي ي قلبه وحشة الخطيئة . فقال : ( ما هذا يارب ؟ ) فقال : ( وحشة الخطيئة ) . فصاح فوقع مغشيا عليه » فمكث أربعين يوما آخرى » فاتاه الملك فصاح به . فقال : ( ارفع رأسك فقد غفر ١٤۱ س الله لك ) » فلم يكترث بالملك » ثم قال له الملك : ( ارفع رأسك » فان آخر أمرك شبيه باوله » فاوله خطيئة واخره معصية ) » فكان معنى المعصية خطيئة بلجاجته ففرق بين الخطيئة والمعصية . ونحن الان نتقلب في سهمنا من خطيئة أبينا ادم » صلوات الله عليه » وقال عفد : « البزقة خطيعئة وكفارتها دفنها » وغذا قال ابن عباس : ١ ليس فيما يعصى الله به صغير ) حتى قال بعضهم : إن مناهي القران كبير » ومناهي السنة خطيئة وليست بعصية . وأما أفعال الملائكة واجتهادهم » اعلم أن الله تعالى فوض العم الاجتباد في أفعالحم » وريما يقع الخطاً فيها نادرًا » وليس ذلك بضارهم شيا . ويدل على ذلك قصة طينة ادم عليه السلام » قال الله عز وجل : لل وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ¶ . فقي هذا الخبر أمران : الاعتراض على الله تعالى في أفعاله . والثاني : مدحهم لأنفسهم . والذي ينبغي فم التسلم لمر الله تعالل والرضا بقضائه › ولكن الحبيب محبوب . وأما تحكمهم أن بني ادم مفسدون في الأرض وسفاكون الدماء » اقتبسوه من قول الله عز وجل حين سالته الملائكة عن صفة الخليفة ونسله ٠ قال الله عز وجل لم : ( لو عذب أحدهم أو أذى فقرض بالمقاريض ١١۱ س N ‏ويسفك‎ فأجابہم الله عز وجل وقال : ل إني أعلم مالا تعلمون ‏ ٠ فلما أجابهم بهذا الجواب اتهموا أنفسهم وخافوا أن يكون الله غضب عليهم من قوشم › فقصدوا نحو العرش فطافوا به ساعتين ونصف ساعة . فقال الله لحم : ( ابنوا لي بيتا في السماء السابعة » وطوفوا به على نحو طوافكم بالعرش ) فهذا هو البيت المعمور . له › خلق الأواني وأدارها بادم عليه السلام . فقال : مل بأسماء هؤلاء إن كنم صادقين ‏ . فاعترفوا وأجابوا . فقالوا : تل سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا نك أت العلم الحكم € . فقال الله س عز وجل س معجزا لادم عليه السلام ومفاخراً لحم حين نازعوه في فعله وعلمه . يا ادم أنيئهم بأسمائهم ې . فلما أطاعوا لذلك» وعلّم الله ادم الأسماء بالطبع قالوا : ( يا آدم ما هذه الأواني ؟ ) . قال فم : ( هذه القصعة ) . قالوا : ( ما هذا ؟ )٩ قال لم : ( للخبز يثرد فا ) . (۱) خخ : اذا . ۱۷ س قالوا : ( وما یٹرد ؟ ) . قال : ( يطبخ بالماء الحار ويسكب عليه ) . وقالوا : ( من أين ؟ ) . فما زالوا يسألونه عما علمه طبعا› فعلموه منه خبرا . فلما ظهروا على أسامي الأواني وخواصها › قال : ل ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنم تكتمون ‏ . فاعترفوا وأطاعوا وأذعنوا بعد السوّال والجواب والمدي والعتاب . وكذلك قصة الذي سال الله عز وجل وقال : ( يارب هذا الخلق خلقته وهو محدود › فمن رمی بسهم إن سار ففي ال خلق . وان رجع إا رده الخلق ) . فقال الله عز وجل : ( طر حتى تصل طرفي الخلق ) . فطار مائة عام . فقال : ( يارب طرت مائة عام ) . قال : ( فطر ) . فطار مائة عام أخری . فقال له : ( يارب قد طرت مائة عام أخرى ) . قال له : ( طر مائة عام أخرى ) . فاتهم الملك نفسه وفعله . فقال : ( حسبي الله وکفی » سمع الله لمن دعا » ليس وراء الله منتى ۽ ليس وراء الله مرمى » لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظم ) . فقال الله عز وجل : ( وعزني وجلالي لو م تقل هذه الكلمات لتركتك تطير إلى يوم القيامة ) . وقصة الملائكة أيضا › حين أراد الله عز وجل أن يخلق ادم بعث 7 إسرافيل إلى الأرض أن يأخذ منها من كل موضع قبضة » فجاء إلى الارض فقالت الارض : ( أعوذ بالله من أن تأخذ مني من يعصي الله تعالی ) فقال إسرافيل : ( لقد عذت بعاذ ) وقال الله عز وجل : ( ما فعلت ؟ ) وهو أعلم به منه ؟ فقال : ( يارب عاذت بك فأعذتها ) . فقال الله عز وجل لیکائیل : ( اذهب إل الأرض خذ منها من كل موضع قبضة ) › فاتاها فصنع معها ؟ صنع إسرافیل . فبعث الله جبريل الروح الأمين فكان كذلك . فبعث الله عزرائيل فاستعاذت منه ك استعاذت من الأولين › فقال ا : ( وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أفعل ما أمرني به ربي ) . فقال الله : ( أنت على قبض أرواح بني ادم ) . وقد تختلف الملائكة فتبتلي بني ادم فتحكم بينهم » كقصة الذي قتل مائة نفس بالعالم الذي استفتاه › والقضية مشهورة . وكا ابتلي محمد عليه السلام بالروح الأمين حين جاء يعلم المسلمين دينهم . وقصة ملك الموت مع موسى عليه السلام . وقصة ميكائيل وجبريل عليه السلام » حين لعن إبليس › فقعدا يكيان فقال الله عز وجل س : « ما ییکیکما وقد آمنتکما ؟ » قالا : ( فمن یامن مكرك يا ربنا ) فقال : « أصبتقا كذلك فافعلا » . فجرت القضية على الملكين ببابل › وذكر الحدثون ما ذکروا » ولیس بستنکر منهم شيءِ فیما ذکروا اُن لو ورد عن تثبت » إذ الملائكة مثل بني ادم › وبنو ادم عليه السلام أفضل منهم » وليس في عموم القران الوارد بتنزيههم ما يحيل ذلك عنهم » إذ العموم يحتمل والحتمل ساقط من يد انتج . ولقد وردت أخبار تدل على أن بني ادم أفضل منهم . قال الله عز ۹٤۱ ب وجل س : ل نحن أولياؤك في الحياة الدنيا وفي الأخرة ¶ فهم حفظتنا وخدمتنا › وناهيك فضلا منهم من خدمنا » وخلقت الجنة والنار لنا » وخلقت السموات السبع والأرضون السبع لنا » وأباح لنا ما في السملوات والأرضين › قال الله عز وجل س : ل خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير ‏ . فقصر العلم إلينا » وهم سفرة بيننا وبين ربنا . وي الحديث : « إن المؤمن من بني ادم أفضل عند الله من جميع الملائكة » . أي خزر إلى مصر » أنه روي له عن الشيخ أيى خزر قال : ( إن المسلم عند الله من بني ادم أفضل من الملك ) من أمثال هذه . أو من ابتلي مثلهما ؟ وليس علينا فيما ذكر عن الملائكة شيء لن اعتقد أنہم أولياء الرحمن وقد قال الله عز وجل : لل لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ‏ فهو مخصوص في الزبانية . وأما قوله : ل يسبحون الليل والنهار لا يفترون 4 هكذا حال أولي العزم من الرسل والأنبياء والصديقين والسابقين والمقربين . وعید شدید . وأما قوله : ل ولا أقول إني ملك 4 فهذا الذي ينبغي ويليق به الا يتعظم عليهم » وليس في اعتذاره لمن لا يعي ولا يفهم متوهما أن الملائكة أفضل من النبيين ومن سائر الصالحين طائل » ومحمد ونوح صلوات الله عليهما متواضعان . ١ا س مسالة :۰ والذي ذكرت أن الجان أبو الجن وهو رجل صالح » فهذا غير مستحيل لو جاءت به الأخبار الصحيحة › وإنما يخشى على قائل هذه المقالة » إن كان إبليس أبا الجن أن يجعله رجلا صالحا » وليس في المسألة ما يحتمل الاطناب . مسالة : وقولك : ( ما معنی قول عمروس في کتابه س رضي الله عنه ‏ حين ذكر الجملة التي يدعو إليها رسول الله عي فألزم الناس معرفتها والنطق بها › ثم ذكر غير ذلك من مسائل التوحيد مما ذكره أبو الربيع سليمان بن يخلف رضي الله عنه ‏ في ( باب ما لا يسع الناس جهله ) أن ذلك کله من تفسير الجملة › وأن ذلك كله واسع على الناس مالم يخل بالتفسير › ثم بعد ذلك ذكر مسألة الأخوين ومحاورتهما » وجعل الشك في البعث شركا بربه › اشرحوا لي ذلك کله » وکل ما لا يسع جهله مما لا اختلاف فيه ) . اعلم ‏ وفقنا الله وإياك ‏ أن العلم إا من أصله لا من فصله ٠ وأنا حب إن شاء الله أن قدم لك مقدمة › أحصل لك مسائل ما لا يسع الناس جهله جملة وخصوصًا » من وراء ذلك إن شاء الله على طريقة الإمامين : عمروس وعزان بن الصقر › وطريقة الشيخ الفاضل أي الربيع سليمان بن يخلف » رضي الله عنهم أجمعين وعلى أوليائه المسترشدين . واعلم أن الله تعالى أرأف بعباده وأرحم من أن يتركهم ولا يوضح مسائلهم التي لا يسعهم جهلها . وكذلك محمد خاتم النبيين الرؤوف الرحم بالمۇمنين والمؤمنات ورحمة للعالين › وقد شرع لهم الدق والجل والنقير والقطمير › وبين وأوضح لم ما يأتون وما يتقون » حتى حلف صلوات الله عليه وسلامه فقال : « والذي نفسي بيده ١١۱ ما ترکت لكم شيا مما أمرني الله به إلا أمرتکم به » ولا ترکت لکم شیئا ما نماي الله عنه إلا نهيتكم عنه » وأنا أشرح في الأمر ‏ إن شاء الله » وحسبي عز وجل س وحديث من حديث الرسول . أما الاية فقول الله عز وجل ل امن الرسول ما أنزل اليه من ربه رسله ې . والحديث : حديث جبريل عليه السلام حين جاء أصحاب رسول الله يعلمهم أمور دیہم . وأما قوله : لل آمن الرسول مما أنزل إليه من ربه 4 فالرسول محمد عه بدليل لام التعريف › فهو تعريف العهد إذ ليس بتعريف الجنس › فلو قال قائل : أرأيت رجلا ؟ فقيل : من الرجل ؟ لدل لام التعريف أن امرف هو اسول عنه › ولم يكن منكرا بدليل قول رسول الله في تفسير قول الله عز وجل : ل فان مع العسر يسر إن مع العسر يسر 4 . وقال : « لن يغلب العسر يسرين » . فدل تكرار المعرف أنه واحد » وتكرار المنكر أنه اثنان £ فقال : لل امن الرسول ما أنزل إليه من ربه ‏ فأخبر الله عنه أنه امن » فأطلق ولم يقيد » فاثبتناه أنه امن قولا وعملا واعتقادا . ثم قال : لل والمؤمنون كل امن بالله وملائكته 4 فظهرت العلة في ذلك : ما سموا المؤمنين لأجل الايمان › والحكم تابع العلة . وأسماء الصفات إذا قرنها الباريء سبحانه بحكم دلت على التعليل » وفي التعليل أوضح الدليل على منباج السبيل . ألا ترى إلى قوله تعالى : عل اقتلوا المشركين كافة 4 لأجل ماذا ؟ لأجل ١١۱ س شركهم » والسارق والسارقة والزاني والزانية لأجل ماذا ؟ فهذا الامر الذي عزاه إلهم ووصفهم به . ولو عرف الاسم من الصفة والشرط وصار لبا › لكلف العلماء للبحث عن علمه فلهذا المعنى كلفت العلماء استخراج العلل والألقاب دون الصفات . واعلم أن الأسماء لا تفهم إلا بحقائقها وحدودها › فلو سمعت قائلا يقول : ( هذا عبد ) لا تفهم لك منه إنسانا تملكه وتحكم عليه وله فيه التصرف في البيع والشراء والأخذ والعطاء والاستخدام والعناء وأنه كونه في منزله . ولو قال لك : ( هو صاحب ) لانفهم لك منه المقارنة والمصاحبة . ولو قال : ( هو الاله ) لانفهم لك منه المحدث الفعال القادر . قال الله عز وجل : «ل قل أعوذ برب الناس » ملك الناس « إله الناس 4 إلى اخرها . ثم إن الله تعالى قصر الإيمان على الله فقال : ل والمۇمنون كل آمن بالڭه € . فمن أقر بالله انفهم له أنه وغيره الحدّث قال الله عز وجل : ل أفي الله شك فاطر السموات والارض ‏ فأثبت انتفاء الشك عمن انتفى فحصل من قولك : الله الفاطر الحث › وجوده إذ محال محدّث ولا محدث له » وهذا تلقیناه من قول الله عز وجل حكاية عن کل نبي مرسل محتجين به على امهم . (١) أي عرف ( السارق والسارقة والزاني والزانية ) لأجل اتصافهم بالسرقة والزنى › كتعريف ( المشركين ) لاتصافهم بالشرك . ( مراجع ط ۲ ) . ١١۱ س وقد حصل لنا من المحدثٹ الوجود والايجاد » ومن الوجود والايجاد القدم والحياة » ومن حصل له القدم والحياة حصل له العلم والقدرة » ومن حصل له العلم والقدرة حصلت له الأرادة والمشيئة » ومن حصلت له الارادة والمشيئة حصل منه الفعل » لأنه محال فاعل ليس يشاءِ » وشاءِ لیس بمرید » ومرید ليس بقادر » وقادر ليس بعالم » وعالم ليس جي » وحي لیس بموجود . وقد تضمن قولك : ( الله ) جميع ما يتصف به الباريء سبحانه ا قدمنا . وهذا تفسير قول الله تعالى : هل الله لا إِله إلا هو الحي القيوم ¶ . فالحي يتضمن الصفات › والقيوم يتضمن التكليف والتصرف . فإذا دل قولنا : ( الله ) أنه قد » وأنه حي » وأنه عالم » وأنه قادر » وأنه مريد » وأنه شاء » وأنه فاعل » فهذه السبع يقتضما قولك : ( الله لا إله إلا هو الحي ) ويقتضي قولك : ( القيوم ) الفعل وهو الخلق والتكليف وهو لامر » ويقتضي الأمر والبي الطاعة وللعصية » وتقتضي الطاعة والعصية يقتضيان المصير . فهذه الستة يتضمنها قولك : ( الفاعل ) فهذه الثلاث عشرة خصلة اقتبسنا معرفتها من معرفة الله عز وجل س به . م أن الله تعالى شرع مالا يتضمنه قولنا : ( الله ) وهو الإيمان بالملائكة والكتب والرسل . فهذه الثلائة لابد من سماع فيا . فثبت أن مسائل ما لا يسع الناس جهله عموم » فحصل لنا من قوله تعالى : ل امن الرسول ما أنزل إليه من ربه ‏ على جميع ما لا يسع الناس جهله نصا أو متضمنا . ومصداق ذلك قوله تعالى : ل ومن يکفر باه وملائکته وکتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدًا ¶ . ١١۱ س ويؤيد ذلك حديث جبريل عليه السلام › وذلك أن رسول الله عه جلس ذات يوم مع أصحابه » إذ أقبل إليهم رجل في هيئة عظيمة » وعايه عمامة حسنة طيب الرائحة نقي لون » فلما كان من رسول الله عي قريبا سلم وجلس » فرد عليه رسول الله ع السلام ثم قال : « ادنو منك يا رسول الله ؟ » قال : « نعم » . فدنا مه » فلما کان بین يديه جلس فاوقف إحدى ركبتيه وأضجع الأخرى . فقال : « إني أريد أن أسألك » فقال : « اسأل عما شعت » . فقال الرجل : « ما الإيمان يا رسول الله ؟ » قال : « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبلقائه وباليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره » . فقال الرجل : « صدقت » فتعجب الناس من قوله لرسول لله : « صدقت » . ثم قال : « ما الاسلام يا رسول الله ؟ » فقال : « شهادة أن لا إله إلا الله » وإقام الصلاة › وإيتاء الزكاة » وصيام شهر رمضان › وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا » وتفتسل من الجنابة » . فقال له الرجل : « صدقت »› ما الأاحسان ؟ » قال : « أن تعبد الله كانك تراه » فان م تكن تراه فإنه يراك » . فقال : « صدقت » . فقال : « متى الساعة يا رسول الله ؟ » فقال عليه السلام : « ما المسؤول عنها بأعلم من السائل عنها › وسأنبعك بأشراطها : وهي إذا ولدت الأمة ربا أو ربتها » ووسد الأمر إلى غير أهله » وتطاول رعاة البهم في البنيان » في خمس لا يعلمن إلا الله » فلا رسول ا عه : إن لله عند علم الساعة ‏ إلى آخر الأية . فقال الرجل : « صدقت » . ثم قام وانصرف »5 فقال رسول الله علد ر : علي بالرجل » . فقاموا في أثره فنظروا يمينا وشمالا فلم يجدوه » فناداهم رسول الله د فرجعوا إليه فقال لحم : « إنه جبريل جاءك يعلمكم أمر دينكم » . فهذه المسائل المذكورة هاهنا هي المسائل التي لا يسع الناس جهلها بقضها وقضيضها » ولم يؤثر عن رسول الله عي فيما لا يسع جهله غير ما ذکرنا » فلو كان لا خفي عن أمة أحمد ع فالرواية مقبولة فمن شرع غير هذا رضنا کے ١١۱ س به » وقد شرع رسول الله عي ادق والجل من أمر دينهم » حتى الاستطابة بالأحجار وأمورا يستحى من ذكرها أفيدع مالا يسلمون إلا بمعرفته ؟ وقد ذكر الشيخ أبو الربيع هذه المسائل › وذكر فيا معرفة ادم وجبريل عليهما السلام وعلى نبينا محمد » وتحريم دماء المسلمين وتحليل دماء امش ركين وولاية اللسلمين وبراءة الكافرين › ومعرفة الشاك والشاك فيه إلى يوم القيامة › ومعرفة القران مفروزا من جملة الكتب . وتأول فيه قول الله تعالى : طا يَايُهَا الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله 4 الآية . وقد ورد في القران ما هو أوكد من هذا » فلم يوجبوا معرفته کقوله تعالى : ل قولوا امنا بالله وما أنزل إلينا وما أنرل إلى إبراهم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مع إجماع الأمة أنه ليس علينا من معرفة [براهم شيء ولا معرفة سائر الأنبياء وما أنزل إلهم ء وإن كان علينا الإيمان بهم جملة من غير قصد إلى معرفة أحد منهم باسمه وما أنزل عليه » على أن ظاهر القران لم يدعنا إلى الإيمان بهم هكذا بل إلى القول بالإيمان بهم وعلى أن الله تعالى لم يكلف أحدا الشهادة إلا قول : « لا إله إلا الله محمد رسول لله » وما جاء به حق » وما سوى هذا فليس عليك فيه من الشهادة شيء » إلا الإيمان بما قامت عليك به الحجة . وأما معرفة جبريل وادم عليهما السلام » وفرز القران من الكتب فلم يرد فيه عن رسول الله ع توقيف إلا أن يكون حمل ذلك على الشهرة › والله أعلم . ولم يرد في نبوة أبينا ادم صلوات الله على نبينا وعليه » ولا في رسالته أمر يقطع به الشهادتين لا متواترا ولا . ١١۱ س وأما ولاية السلمين فاعلم أن من قبل عن الله دينه فقد تولاه وتول للك والأنبياء والرسل والسلمين أجمعين الذين هم على دينه › ك أنه قد من الكفار والمشركين حين فارق دينهم » وحصل في ولاية هؤلاء » ولي ا هولاء وتم له الامران جميعا » وربا يجب عليه من حقوقهم والمعاضدة والمعاونة إذا شاهدهم › وتبراً من جميع الكفار بجمفارقتهم وترك ديهم . وقد رأينا في خطبة الأمام عبد الرحمن بن رسةم ‏ رضي الله عنه ‏ أنه خطب لم ذات يوم بتاهرت فقال : ( أيها الناس أنه من صلى صلاة الصبح فقد تولى جميع المومنين الذين أمر الله بولايتهم » وتبراً من جميع الكافرين الذين أمر الله بالبراءة متهم ) . وذكر في خطبته أيضا أخرى : ( أن من نوى التشهد في الصلاة أنه أ بجميع ما لا يسعه جهله ) على أن التشهد إنما زيد في اخره زيادة ما قد کان من شروط رسول الله عي على من عرض عليه الإسلام » وفي كتبه إل الأفاق : ١ أن ا کون مع المؤمنين ويفارق الشركين لاله لكر ي افلا بمو الي رول اه عضوت . فقلت : ( فمن أين وجبت الشهادة ان ما جاء به حق ) ؟ قال : ( كان رسول الله كيك يدعو المشركين إلى الإيمان ف فمن أظهر الايمان وقبله ودخل فيه اجتزا عنه » أو قال : صدقت ۽ أو قال : نعم يا رسول الله أو سال عن فريضة أو حاجة › فمهما ظهر منه القبول لذه الدعوة قبل عنه . فلما توفي رسول الله عي وأظهر أهل الكتاب أنه رسول إلى الأميين دونهم » خرج المسلمون من آراد الدخول إلى النطق بالشهادة على الله : « أنه لا إله إلا هو » وآن محمدا رسول الله » ون ما جاء به حق من عند الله )) . وقد ذكر في كتاب الترمذي » وهو من الكتب الصحاح” في الحديث : (١) يصنفه أهل الحديث من الكتب الحسان . والله أعلم . ( مراجع ط ۲ ) . ۷١۱ س وروي عن ربعي بن خراش عن علي بن أي طالب : أن رسول الله عه قال : « والله لا يؤمن أحدك حتى يؤمن بأربع : شهادة أن لا إله إلا الله » وأني رسول الله » ويشهد أن الذي جعت به هو الحق من عند الله › ويؤمن بالقدر خیره وشره ) . وفي قول الله عز وجل بعض الإشارة إلى القول : بأن ما جاء به محمد عي هو الحق . قال الله س عز وجل س : ف لعجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا 4 إلى قوله : ل وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فاثابهم الله بما قالوا 4 فأثبتوا لحم القول في أن الذي جاء به محمد هو الحق . وذكرت فرز مالا يسع الناس جهله » وقد تقدم القول في الإيمان بالله اعتقادًا وقولا ء وكذلك محمد مَك تصديقا ونطقا › وقد قرنه الله تعالى عند ذکره معه لقوله : ل ورفعنا لك ذكرك ‏ وقوله في التشهد : « أشهد أن لا إل إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله » . وقوله في الأذان :«(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له › وأن محمدا عبده ورسوله » . وريما كان هذا في أول الاسلام ك قال الشيخ يحيى بن أي بكر رضي الله عنه ‏ وجل الأمة لا يرون النطق بالشهادة « على أن ما جاء به حق » . ويجتزئون بوم : « أشهد أن محمدا رسول الله ) . فهذه الكلمات الثلاثة عندنا هي الجملة التي يدعو إليها رسول الله عي في أيامه وعلى عهده . والانية : الإيمان بالملائكة : أنهم أولياء الله » ثم ولايتهم وهو الكون معهم على دين الله وعلى طاعته ويحبهم » وقال أهل الدعوة : ( يترحم عليهم ) › فليس عليهم أكثر من المعنيين : اليمان بوجودهم وولايتهم . وأما معرفة جبريل عليه السلام بالقصد ومعرفة اسمه ومعرفة نزوله بالقران ۸١۱ س العظم على محمد عليه السلام › فإن أهل الدعوة يرون الإيمان بذلك واجبا › قصدا واعتقادًا ومحبة وترحمًا . الالثة : أنهم يوجبون الإيمان بكتب اله تعالل » ولايد من معرفة معنى الكتب وانہا منزلة من عند الله تعالی » وائتمروه بامره ويه وخبره وباستخباره . ولابد من معرفة هذه المعاني الثلاثة : معنى الكتاب ومعتى التزول والفرض هو الأمر والہي » ومن جواب أهل الدعوة أن عليه معرفة هذه الامور جملة 6 الرابعة : أنهم يوجبون معرفة الرسل ويوجبون الإيمان بها جملة ولا تصح له معرفة الرسل إلا بمعرفة أربعة معان أولا : المرسيل » والثاني : المرسّل . : | الرسالة › والرابع : الأرسال . ‎N‏ مرق أي آم عله السلام ولسى علب ي ااب معرفة ادم » ومعرفة المسلمين من الجن » ومعرفة الملل إلا تقليد الأئمة ة الراشدين رضي الله عنہم ‏ وما نص من القران أو توقيف من السنة . فلا الخامسة . ‏وقد ذکرنا المعاني التي تتضمنها معرفة الملصير » والأسباب التي توجب الأسباب › فالتكليف وهو الأمر واللہي والطاعة والمعصية والثواب والعقاب والجنة والنار . ‏ولابد من معرفة الجنة بمعناها والنار بمعناها › ولا يدرك معناهما إلا توقيا أو وما تمن فاك من لبد » والس تكمل لك سرفة شيم جى تحصل امه و وصفته › ولترجع إلى أول هذه المسائل ولنظهر حققة ۹١۱ س أولا : الإيمان بالله ومحمد رسول الله وما جاء به أنه الحق من عند الله ومن عرف هذا الاسم أنه الله » ولم يعرف معناه أنه القديم المالك للغير لا صح له معنى الاسم › فريما تنوب الصفة عن الاسم ولا غتى عن الذات . ومن لم يظهر على معنى الاسم كان بثابة اللقب ولابد من معرفة الاسم معناه ك قلنا » ولابد من معرفة الذات أول ما فيا وجودها › وربما يكون عنده الاسم لا لا ذات له » كالحال والأزل والقدم › ومعرفة الذات أنه ليس کمثله شيءِ . ومعنى الصفة أن تعلمه أنه حي » فيحصل لك من هذه الثلاثة معان معرفة لله والايمان به أنه الله الملوجود الجي وأما قولك محمد بأن تعرفه بأي اسم من أسمائه لقبا أو غيره . ومعرفة ذاته : أن تعرفه أنه من جنس بني ادم » ومعرفة صفته أنه رسول ولابد عند أهل الدعوة أن تعرفه بهذا الاسم محمد » وتعرف أن الذي جاء به من القران أنه الحق من عند الله . وإیمانہم تولاهم وتولاهم ا 6 فلم يعرفهم . ومن وراءِ ذلك الأفعال والاكتساب › وجبريل منم فمن لم يعرف آنه منېم لم يعرفه وانه ولي الله زل على محمد بالقران . وكذلك معنى كتب الله المنزلة » فلا يصح له الكتب حتى يعرفها كلاما › ۱( هكذا وجدتبا ولعل الأصح ( لم يتولاهم وقد تولاهم الله ) . والله اعلم ( مراجع ط ۲ ) ٠ ب ا ولم يعم أنبا نزلت من عند الله وتوهم أا من عند إنسان أو جان أو شيطان أو ليطاف( لكان بها جاهلا » حتى يعلم انها نزلت من عند الله فلو علمها كيا ونزلت من عند لله وم بعلم عى الرد نوها من عند الله من الأ والنہي والوعد والوعید کان بہا جاهلا . وكذلك الرسل » لو لم يعلم معنى المرسيل الذي هو رب العالين › بها الرسل من الكتب والتكليف »› لكان جاهلا . بمعناهما » والوعد والوعيد ولم يعلم معناهما » فلا غنى عن الاسم والذات والصفة . وأما محاورة الاثنين : فإن البعث من الأمور التي أوجبنا معرفتها مما لا يسع جهله مع البلوغ › وهو معنى قوله : ل وإليه المصير 4 ولا يسع جهله لا سمع ولا لم يسمع ورأى ذلك شكه بعد قيام الحجة » فان معنی شکه إنكار › ولم يكن شكه موقوفا على البعث بل في الكل في الرب وغيره › ولا يغرنك قوله : ل ولئن رددت إلى ربي لاجدن خیرا منہا منقلبًا چ کا قال لله عز وجل عن نظائره : هل أفرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدًا أطلع الغيب أم أتغذ عند الرحمن عهدا 4 . والخامسة : وأيضا ذكر عن بعض فقهاء مصرنا من نفوسة انهم قالوا : ( من تزوج ذات محرم منه مثل أمه أو أخته وهو متعمد لذلك لا يرجم ولا يقتل )9 واعتلوا بان ذلك نكاح فاسد » وهل أحد من العلماء قال بقو حم أم لا؟ الجواب : أنه لم يقل أحد من أمة أحمد إلا أبو حنيفة وهو مذهبه . (١) لعلها من الخفاء أي أنها خافية غير معروفة . ( مراجع ط ٢ ) . (۲) كان في العبارة الأصلية حسب ط البارونية خلل كبير » أصلحتها يقدر المستطاع . والله أعلم بالصواب . ١١٦۱ س وأُما ما ذ کر عن الشيخ عمران بن علي أن أنساب کین فیما بینہم لا تثبت بعد قول الله عز وجل س : هل ولا تنكحوا الملشركات حتى يؤمن 4 وإن نکاح امش رکین فیما بینہم حرام علیہم » ولا یثبت نسبہم فیما بيهم » ا لا يثبت نكاح المسلمين للمشركات . اعلم أن هذه المسالة ما معناها عن أحد من هذه الأمة » ولو قالا أحد لظهر وشهر » وتلزمه الشنعة العظيمة في أن يبيح بنات جميع النسوة اللاي دخل جن » وهذا خرق الإجماع » وقد أثبتت الأمة أنساب المجوس قديما وحديڻا . وأما المسألة المذكورة عن الشيخ حنيني أنه أفتى بالشرك والكفر فيمن أباح الثلاث للمطلق › اعلم أنه لما ورد علينا كتاب عبد الرحمن عن الشيخ يتدين بهذه المسألة » كتبت إلى حنيني في أمرها . فرد إِلي الجواب وقال : ( ما أفتيت بہېذه ) . وأما الحكاية عن الشيخ أي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر رضي لله عنه ‏ قال : ( من أباح الدخول في دور الناس بغير إِذن » بعد قول الله عز وجل س : م لا تدخلوا پیونا غير بیوتکم حتی تستانسوا وتسلموا على مشرك » ومن أباح نكاح الحائض بعد قول الله عز وجل فل ويسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في الحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن 4 أنه مشرك » ومن أباح الرجعة للمطلقة ثلاڻا قبل أن تدكح زوجا غيره › بعد أن يكون الطلاق واحدا بعد واحد فهو كافر › وأما أن يحجر عن الناس الطلاق ثلانا فلا ) . وأما المسألة المذكورة عن عزان : ( من يزق في غير وجوهكم وقال : ( في وجه إبليس ) إنه إن أصاب وجه إبليس أنه كافر ) والله أعلم . لا أشك أن من قال بهذه المقالة إنما قالها عن لسان إبليس » ولو علم هذا القائل ما بين ۲١٦۱ س آدم عليه السلام وبين إيليس اللعين لا حكى هذا عن أحد » ولو كان بين ألم تعلم أن الله تعالى لا أهبط ادم عليه السلام من الجنة نزل كثيبا حزينا › وأن إبليس اللعين كان فرحا مسرورا اكتنفه وقوعه » ويدور به ینا وشمالا فظل يصرف ويضرط ويصفق ويعفط” ویتشفی منه ويتخده ضحكة › وادم صلوات الله عليه يبکي ويبکي ۽ ولو علم ٳِبليس ان من بزق ئي وجهه من بني ادم أنه كافر ا ترك بزقة تصل إلى الأرض ليوقع الناس في الكفر . وإن كان هذا إنما غضب لإبليس حين ظلم وبزق في وجهه » نو من نسل إبليس لا من نسل ادم صلوات الله عليه › ولا أظنه إلا من الجن نسل إبليس تخيل في صورة بني ادم » أوله فيه شرك في أمه وهو عريق النسبة كرم الحسبة حيث انتصر لأبيه . وها هنا مسألة عارضة لو ظهر إلينا إبليس » هل يجوز لنا أن نضربه أو نحبسه أو نقتله أو نشتمه » أو يمنعنا منه تأخير الله إياه إلى يوم القيامة » فمن الخناس إبليس › فيما بينه وبين ادم صلوات الله عليه أن النار مهلكة للأرض › وأنشد فيه شعرا : - الأرض مظلمة والنار مشرقة والنار منفعة مذ كانت النار د علد حلا ‎Z۸ `‏ 2 (١) كان في ط البارونية ( ويعطفد ) والصواب ( ويعفط ) والعفط هو نثر الضراط ( مراجع ط ٢ ) . ۱۳٦۱ بسم الله الرحهن الرحم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما بلغني يا أخي كتابك الأعز الأكرم » تذ كر فيه المسألة المذكورة في كتاب « العدل والانصاف » في باب أفعال المكلفين › وهى أن العبد هو الفاعل الكاسب المريد لأفعاله و کلامه وقوله و نطقه وقراءته 6 وأما صو ته فلا وأن حواسه كلها أجسام » وكذلك محسوساته كلها أجسام وهي اللون والطعم والرڅ والصوت”” وملموسة كلها أجسام وما الحواس فالسمع والبصر وحاسة الذوق واللمس وحاسة الشم فهذه أيضا أجسام . اعلم يا أخى أن الأشياء توخذ بالتقييد لا بالتقليد » وتقتبس من أصوفها لا من فصوفا » والذي أذهب إليه أن الصوت كسائر أخواته في التجسم › أو هو أقرب من أخواته إليه . واعلم أن هذه المسألة ليست بدينية ولا شرعية » وإنما هي مسألة طبيعية › وإنما يفتبس علیہا من أحد ثلانه أو جه : و لما : اللغة . والثاني : قول ولاة هذا الأمر وهم الأطباء والطبائعيون الذين ينظرون في ذات العالم . والثالث : الشرع › ولم يرد فيه سمع يقطع أنه جسم أو غيره إلا أن يقتبس من قول فلترجع إلى الوجه الأول وهو اللغة › وذلك أُن هل اللغة سوا الصوت وأخواته محسوسات » وسوا مقتضياتمها حواس » وبعضهم سموها جواس » فعلی الوجهين جميعًا يقتضي هذه التسمية للجس بتجسم الصوت › إذا صار (#) الظاهر أن هنا تناقض بين اعتبار الصوت من الأجسام أولا ء ولعل المؤلف س رحمه ا تعالی س ائبت کلام صاحبه الذي ذكر له عبارته في ٠ العدل والاتصاف » ك هي › ثم أنه علق عليبا بانه يعتبر الصوت أيضا جسمًا . والله أعلم . ( مراجع ط ٢ ) . ١٦۱ س محسوسا كسائر أخواته » ك أن حاسته جسم فهنالك أخواته » فما بال الصوت فالحس وال جس يقتض محسوسًا ويحسوسًا مدر كا حاسة نحسوسه » ولا فإن قال القائل : ما الدليل على أن اللون جسم ؟ قيل له : لأنه يدرك بالبصر ومتميز في موضع دون موضع . فان قال : ليس في دركه ما يدل على أنه جسم » لأن حاسة السمع جسم وتدرك الصوت وهو عرض على قول من يقوله . قيل له : وكذلك الطعم لا دليل على تجسيمه من جهة در که بالذوق › لان حاسة الذوق جسم أدركکت عرضا كالصوت . وكذلك الرائحة واللمس على هذا الحال » وليس في الحواس على أنه أجسام ما يدل على محسوساتها أنها أجسام لأجل الصوت” . وإن قال : إنما قلنا في اللون والطعم والريح وسائرها أجسام لأنها موجودة في هذا الجسم متمكنة أو معترضة » أيما قال في ذلك فالصوت أظهر تحيزا وکنا من سائرها . وأما قول الخائضين في هذا الشأن وهم الأطباء والطبائعيون الذين هم أرباب هذا الشان قالوا : إن الدليل على أن الصوت جسم › أن المصوت إذا صوت فان صو ته يتصمنه المكان 6 ويفله الحواء والفضاء و هما جسمان »٠ ويتمكن فيه من أجل أنه كروي الشكل . (١) في عبارة ط البارونية السابقة اضطراب حاولت اصلاحها قدر الاستطاعة والله أعلم بالصواب . ( مراجع ط ٢ ) . ١٦۱ فِْذا صدر صوت من مصوت سرى في الجهات الست ما خلي وطبعه فصار الصوت مر كرا وقطبًّا » وصار في الست الجهات على نسبة واحدة › فمقدار ما يسمع هذا الصوت من فوق فهو حده من أسفل » ومقدار ما يسمع ينا هو حده يسارًا » ومقدار ما يسمع أمامه هو حده من خلفه وإِن وقع الصارف والمانع انصرف وامتنع من تلك الجهة » مثل » فانه يذهب به إل جهته وريما يسري به فيبلغه أقصى مسافة وأعظم من مسافته لو خلي وطبعه . فن قوي الريح صرفه بالكلية من جهة إلى جهة » ویکون له صارف من حائط أو غائط” » وتتبين الجهة التي يأتيك منہا » ویکون له حاجز عن الأسماع ولو ضربت طبول الدنيا لمن كان في قارورة ما سمعه أو تنشق القارورة » ويسري إلى جبل ويرجع صداه بصوته کا هو لا يحرم منه شيء ومن وراء ذلك أنه متصف ببعض صفات الأجسام من الخشونة والليونة والدقة والحدة والصفير والبحوحة » ويد الجبال ويقرع الآذان ويصم الأسماع › ويزهق النفوس ويطرب ويكون » فهذه كلها صفات الأجسام » ومن أراد معرفة هذا فليأخذه من أهل الموسيقى » وربا يحدر الأخلاط › ويضر بالأفراط » ويلذ ويؤلم » ويهيج الشجاعة والجبن واحواء المستكن . إا وقعت الشبهة فيه لامتزاج الصوت والتصويب وتذر الأتفصال . وأما كلامنا وقولنا ومنطقنا وقراءتنا فهي أفعالنا وكذلك تصويتنا . وأما صوتنا فهو فعل الله س عز وجل س وهو جسم » وأفعالنا أعراض ٠ فإن قال قائل : ما الفرق ؟ قيل له : إنا وجدنا العبد يتكلم ويقول وينطق ويقراً من غير صوت »٤ فكان الصوت شيعا على هذه العاني » والصوت شيء واحد » جعله الله تعالى حد المستمع بالسمع . (١) الغائط : المكان الواسع من الأرض . ( مراجع ط ۲ ) . ١١٦۱ س وأما الكلام وأخواته قد يقع من غير ما صوت » واول ذلك الكلام فيحده تحريك اللسان بالحروف والشفتين » وتقتضي بنظمها المعاي . فإْذا وقع تأليف حروف باقتضاء معاني سمي كلامًا وقولا ومنطقا وقراءة . وقد يقع الكلام بصوت وبغير صوت » وإنا الصوت بعض أوصافه غير الللازمة » ألا ترى أنك تقول : كلمته إِيماء وإشارة ورمزا » وليس ئي شيء من هذا صوت . ا قال الله عز وجل عن زکریا عليه السلام قال : ايتك ألا تكلم الناس ثلائة أيام إلا رمرًا ¶ . وأما القول ك حدوه في الكلام : أنه حروف منظمة تقتضي معاي . وهذا القول باللسان يخاطب نفسه من غير ما صوت » إلا بنظمه الحروف بلسانه . فن عورضنا وقال : إذا جعلتم القول في النفس من غير ما صوت › فقولوا في الكلام كذلك › فهذا دليل أن الكلام كلام الله عز وجل قلنا : لابد من الكلام والقول من نظم الحروف » فيتعدى ذلك النفس ¢ فإن لم تكن حروف ولا نظم كان ذلك علما » والعلم اعتقاد في النفس ء والكلام والقول معنى جاوز النفس إلى نظم الحروف العنوية ء فهذا الفرق بين العلم وبين الكلام في النفس » وبين القول أيضا . ولابد من معنى زائد على العلم وهو تصوير المعنى في النفوس › وهذا الزائد هو القول ويكون بغير صوت ولا يتوجه إلى الغير . فاما النطق أيضا فهو على هذا الأسلوب ما يتعلق باللسان والشفتين › ۱۷٦۱ س وقد يكون بصوت وبغير صوت » وقد جعل الله تبارك وتعالى للحكل منطقا › وباتفاق أن ليس للنمل صوت . فلقبوه باسم الحكل ففهمه الله تعالى لسليمان عليه السلام . فقال ‏ عز وجل س ل يا أيها امل ادخلوا مساكنكم لا بحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون » فتبسم ضاحکا من قوطا وقاں رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي 4 . وقال في منطق الطير ل علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إِن هذا لهو الفضل البين ¶ . وكذلك القراءة على هذا الغط فمهما كان معها صوت صارت جهورة . وإن لم يكن معها صوت صارت سرا وهي القراءة التي كلفنا بها في صلاة الهار التي قال فيها رسول الله : « صلاة الهار عجماء » . ولم يرتبط شيء من هذا بالصوت » فلا جرم أن الصوت لاحق بكلامنا . وقولنا ونطقنا وقراءتنا إن وقع با الصوت والتصويب فعلنا » وهو الحركة باللسان والشفتين ك قدمنا في سائرها . والتصويت في مقابلة التحريك فمهما حركنا شيا كان فعلنا منه التحريك ٠ وفعل الغير الحركة . وكذلك التصويت والصوت فعل الله عز وجل . ۸٦۱ س بسم الله الرحهن الرحم صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما جواب مسائل إخواننا من أهل الجبل نفوسة بعثوا بها إلينا » رعاهم الله وصانهم وحفظهم » وحفظ علیہم دینہم » على لسان أخينا مدرار » أحاطه الله وألحمه الرشاد والسداد . اعلم يا أخي أن هذه المسائل تدور على ثلاثة أصناف : صنف متها في الولاية والعداوة والبراءة » وما يتعلق بها . الثاني : الطعن في دين المسلمين › وما يتعلق به من المسائل . الثالث : ما يتعلق بصفات الباريء سبحانه وبأسمائه . ونحن نريد أن نذكر عند كل مسألة صنمًّا من هذه الأصناف الثلاثة › أصله وفصله وموجب الحق فيه » والبرهان على ما ذهبنا ليه أنه الحق واعتقدناه › ونأخذ بعد في تفريع المسائل واحدة بعد واحدة » وأول ذلك الولاية والبراءة . فإن سأل سائل : من أين لكم التدين بأن الولاية ولاية الملسلمين واجبة ؟ وأنها توحيد ؟ وبراءة الكافرين توحيد ؟ وأن ولاية الأشخاص طاعة واجبة ؟ وكذلك براءة الأشخاص واجبة وطاعة ؟ واعلم أن ولاية اللسلمين بعضهم بعضا صحيحة لقول الله س عز وجل س : لل واللؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء بعض والله ولي التقين € . ونبى الله تعالى عن ولاية الكفار وأنفذ فيه الوعيد . قال الله عز وجل س فل ومن يتوضم منکم فانه مهم که . ومن يتولى المشرك كان مشركا » ومن تولى الكافر كان كافرا » ومن تولی المنافق كان منافقا » ومن تولى صاحب كبيرة كان صاحب كبيرة . ۱۹٦۱ تعاونوا على الإثم والعدوان ¶ . وابلم أن الولاية مرتبطة بثلاثة أوجه أولها : الموافقة في الشريعة » لأن الله تعالى أمر المؤمنين أن يكونوا علي شريعة واحدة ولا يختلفوا عليها وأمرهم بالتعاون » وهذا أصل الولاية في الموافقة في الشريعة . والثانية : الحبة بالقلوب والتودد بال جوارح » فمن عري من حبتہم ومودتهم لن ينهي دون بغضهم” وهي البراءة . قال عليه السلام وعلى اله : وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده . والثالثة : حقوقهم من المعونة والاسعاف والاستغفار والرحمة » وحسر: المعاشرة بعد الحبة والمودة › ولابد من الاستغفار › قال الله عز وجل وقد اجتمعت الأمة على ولاية الجملة » وإنما الاختلاف في ولاية وقال ابن الحسين : إلا بشريطة إن كان من أهل الجنة . قلنا لحم : كذلك قول الله عز وجل ل اقتلوا الملشركين كافة 4 فليس علينا من قتلهم واحدا واحدا شيء ٳِن نقدر على قتلهم بالجحملة › وقد قال الله عز وجل حكاية عن خليله إيراهم عليه السلام والذين امنوا ‎ :‏ قد كان لكم أسوة حسنة فی م والذين . معه إذ قالوا 1 إن براء 91 وما ما باللسان أ هم الال في عداو جميع ما قدروا عله (١) في عبارة ط البارونية اضطراب أصلحتها بقدر المستطاع . والله أعلم ( مراجع ط ٢ ) .٠ ۷ ب وأما البغضاء فالاعتقاد لهم يكل مكروه من الشر في الدنيا والنار ئي الأخرة . فمن أقر لأخيه المسلم عليه بالمودة والحبة › فالحنان والاستغفار باللسان › فقد أقر بالولاية فهو مرادنا . ومن أبطل هذا فقد أبطل حقوق المسلمين بعضهم من بعض . قال الله عز وجل س «ل من يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون وحسبنا الله ونعم الوكيل ¶ . فأول ولايتك المسلمين كونك على شريعتهم » قال الشيخ أبو خزر يغلا ابن زلتاف : أصل الولاية الموافقة للشريعة » فمن وافقته في الشريعة فقد وجب والبراءة أيضا مفارقة الكفار . وأكثر شروط رسول الله ع على من اأسلم على يديه ممن تابعه أن تکون ذلك توابعهما والله المستعان . مسالة : قولك : رجل متولى إذا فعل فعلا . اعلم أن المتولي من فعل الولاية » وأنت تريدها هنا من تولاه الناس واسمه الولي » وإنما ينبغي له آن يقول : رجل ولي فعل فعلا . واعلم أن لغة العرب في مثل هذا هي الحجة العظمى لأن بها عرفنا مراد الله عز وجل . ويدل عليه قول الله عز وجل س ل ومن يتوم منكم فإنه منهم € فرد من فعل الولاية لا المفعول فيه الولاية » وهذا معروف من جهة لغة العرب ١۱۷ ب وتصاريفها تقول : تولى يتولى توليا فهو متولي وامفعول متولى . فلو قال رجل : متولى فعل فعلا . لكان أشبه . وإنما ذكرنا لك هذه النكتة لتكون منها على بصيرة » فإن العزابة قد عودوا في التولي أنه المفعول فيه الولاية واسمه الولى والمتولى » وأخرى ربا يقف أحد على كتابنا إليكم فيستهجنه ويستسمجه » ويحملنا وإياك على الجهالة والغلط . فان صرفت هذه الكلمة فتقول : ولي يلي ولاء وولاية فهو ولي ٤ والمفعول مولى وولى يولى تولية فهو مول ومولیى » وتولى يتولیى توليا فهو متول ومتولى » ووالى يوالي موالات فهو موال وموالي ۽ وآولى يولي ايلاء فهو مول ومول » وتوالی یتوالی توالا فهو متوا ې ومتوالی » واستولی يستولي استيلاء فهو مستول ومستولی . وما بقي على النعت والمفرد والتثنية والجمع والمذكر والؤنث أحكام معروفة عند العرب لا تتبدل ولا تتغير . م قلت : فعل التولى فعلا لا يدري ما هو » ترید لا تدري أحلال ام حرام » أم طاعة أم معصية ولا تدري ما الحكم فيه . وقلت : هو ما يسع الناس جهله › فتبراً منه رجل على ذلك الفعل › أو أو شر كه أو استحل دمه على ذلك الفعل ٠ وها وليان تسأل عن السامع ما حاله ؟ اعلم أن السامع ليس عليه شيء فهو على ولايته هما ولا يغير من أحكامهما شيئا ولا يقف فيهما » وهذه المسألة التي بيننا وبين النكار يقفون في الفاعلين ونحن نقف في الفعلين ولا نقف في الفاعلين ونكون على أصل ولايتنا لما . وأصل هذه المسالة هي التي جرت بين أصحاب رسول الله عه وأهل لدار : عثْان وأصحابه والمتوقفة سعد بن أي وقاص أحد الشورى وعبد الله ۱۷۲ ابن عمر بن ا خطاب ومحمد بن مسلمة وزید ثايت وبعض الأنصار . وذلك أن سعدا وأصحابه » كان عندهم عثان في صحاية بعض صاحبية ولم يقفوا له على خصلة مخصوصة يحل بها دمه » على أن رسول الله عه قال : « لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاثة : كفر بعد يان » وزن بعد إحصان › وقتل قتل النفس التي حرم الله » . وإن عمارا وأصحابه قتلوا عغان » وتبرأوا منه على أفعال شاهدوها منه › ولم يثبت تحلة دمه منها عند الغير» وحل دمه بها عندهم يوسع الأمر للكل › فسفك هولاء دمه وتبرأوا منه . وتوقف هوّلاء وكانوا على ولايته وولاية عمر وأصحابه » فجمعوا بين الأمرين › إذ لم يتبين لم الخطىء منهما » ووسعهما الحق ما لم يقتحموا أحد الشروط › ولم يزعموا أن ما هم عليه دين الله ولا يسع خلافه » ولا يقم أحدهما حجة على صاحبه ولا سيما من تول قول 4 س عز وجل : ل واتقوا فتنة لا تصيين الذين ظلموا منكم خاصة ¢ فاتهموا انفسهم وغيرهم › فعذرهم الله مالم يقع الابتلاء . فكل معصية ليس عليك فيا إلا الكف » وكل فرض ليس عليك إلا أن تعرف أنه واجب عليك وتعصي بت رکه . وكذلك كل من وجب عليه شيء فضيعه » فليس عليك من معرفته ومعرفة الفاعل إلا أن تعلم حرام عليه تركه » وليس عليك من معرفة أسمائه شيء» لا من الكبير ولا من الفسق › ولا من النفاق ولا من الشرك › إلا الشرك الظاهر الذي ظهرت به تسوية الباريء سبحانه بخلقه › أو نفي وجوده › أو قصد إلى شخص بعينه . فهذه الوجوه الثلائة لا يسعك إلا تشريكه وتكفيره وإيجاب العقاب له . وأما ما سوى ذلك من الحرمات فليس عليك منها شيء » فاوجبت عليك معرفة شيء من ذلك » فتعلم أنه حرام » وأنه ۱۷۳ س وأما سوى هذين الأمرين وهو الشرك الباطن والفرض الواجب » من معرفة محمد عليه الصلاة والسلام والبعث والحساب والجنة والنار والمسلمين والسلمات » وجميع مالا يسع جهله » فليس عليك منه شيء إلا أنه حرام ¢ وأن علينا أن الفعلة التي صدرت من ولينا هي معصية ولا ندري ما مبلغها فهي كالمسألة الألى › فولينا ولينا على حاله » والمستبرز منه ليس علينا منه شيء لله عنه ‏ يسع جهل جميع أهل الحرام ما خلا الشرك . وقد تقدم ذكره . وأما قول الشيخ : ( والاستحلال لا حرم الله والاصرار على ما حرم الله ) غم قال : ( وذلك إذا علمت أنه استحل ما حرم الله » أو أصر على فعل ما علمت ) . وأما إذا لم تعلم » فليس عليك منه شيء . مساألة :٠ م قلت : والمتولون إِذا فعل واحد منم فعلا ء لا يدري ما هو » فبرا مته أخر على ذلك الفعل › فجاء اخر فيراً منهما . ما الذي يسع السامع ؟ اعلم أن هذه المسألة مثل المسألة الأولى إلا في الثالث الذي يبرا من الفاعل والمفعول فإنه هالك » لأنه لا يخلو أن يكون أحدهما مصيبا › فير منه فيلك › أما الفاعل أو المفعول فلا نجاة له مما تورط فيه › فعلى السامع أن يبرا من مساألة ٠ وامتوليان إذا فعل أحدهما فعلا لا يدري ما هو » فبرىء منه الاخر على ذلك الفعل › وبرىء الفاعل من الذي برىء منه » ما الذي يسع السامع ؟ ١۱۷ س اعلم أن السامع في هذه المسألة كالأول » ليس عليه منهما شيء » ويكون على ولايته لحما حتى يتبين له الحق . وأما إن زاد متول اخر إلى أحدهما » فالمتوليان هما الحجة على الاأخر . مساألة ٠ والرجلان التوليان إذا قال أحدهما : برىء منه فلان . ما الذي يسع السامع ؟ اعلم أنه يبر من القائل » لأنه حكى عن ولينا كبيرة » فان كان الرامي من أهل الجملة » فليس علينا من قول الولي شيء » فهی دعوی . فإن كان من أهل الجملة » فليس علينا منهما شيء البتة . مسالة ٠ أو قال : برىء مني رجل على ما استحق . ماذا يفعل السامع ؟ مسالة : ومن قال في شيء من الأفعال : ( إن هذا الفعل كبيرة أو كفر) ثم فعله › إن كان ييراً منه م لاء فهو إلى البراءة أقرب » أو قال : ( هذا نبي ) ثم » أو قال ( هذا حرف من کتاب الله ) ثم أنکره » فلا مخرج له في الوجهين جميعا . هو إلى البراءة أقرب . مسالة : ورجل قال : ( برئت من واحد من هذه الجماعة ) وهم كلهم من اهل الولاية › فهو هالك . وإن كان بعضهم من اهل الوقوف ۽ فان هذا ليس علينا مته شيء . کے ١۱۷ س أحد . وكذلك إن قال : ( هذا مما يوصف الله به ) ثم أنکره . وكذلك إن قال : ( هذا حرام ) ٹم حلله » أو ( حلال ) ثم حرمه ٤ ففي هذا شببة » لأن العلماء تختلف فتقول : ( هذا حلال ) . وبعضهم يقول : ( هذا حرام ) » إلا إن قال : ( إن الله حرم هذا مطلقا ) فأحله » أو ( حلل هذا ) فحرمه › قال الله عز وجل س : ل قل أرأيم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون ¶ . فجعل الفقهاء يقصرون التحريم والتحليل إلى الله » ولا يجوز لغيره أن يحلل ولا أن حرم . ا ينبغي للعلماء أن يقولوا : يجوز ولا يجوز » أو ينبغي ولا ينبغي . مسالة ٠ وقوله في رجل أقر بمعرفة نبي أو ملك » ثم أقر جهله فقال : ( لا أعرفه ) لانه يسال إن كان عن عمد جهله وأنكر ما قال أول مرة . فهذا راجع عن علمه على بصره من أمره . وإن أدعى النسيان في ذلك أو حملناه عليه » ففي المسالة توسعة » لكن الجواب ٤ وخلافه عندي أشبه وأولى وأرحم بنا واراف . ٦۱۷ في مسألة النسيان والذهول اعلم أن مسالة النسيان والذهول › قد وردت في کتاب الله عز وجل عموما » فتحن على عمومها حتى يرد ما يخصصها ٠ قال الله عز وجل في كتابه في معرض الامتنان حكاية عن أوليائه ‏ عز وجل حين آئنى عليهم ل امن الرسول ما أنزل إليه من ربه والمؤمنون کل آمن بالله وملائکته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لما ما كسبت وعلیها ما اکتسبت ربنا لا تؤاخحذنا إن نسينا أو أخطانا 4 . فجل المفسرين يقولون : أو أخطأنا أي تعمدنا . يحكي الله عز وجل عن سائر المؤمنين ً: نهم استوهبوه النسيان » فوهبه لحم » وليس من صفة الكريم أن يستوهب إلى شيء ‏ فيخبرنا أنه قد استوهبه ‏ فیبخل به ولا جود به وأا هذه صفة اللئم أن يشنع على نفسه أنه استوهب ويذكر ذلك عن نفسه ثم أنه لا يهب . ولو ساغ لأحد أن يقول : لم يسغ النسيان . لساغ لغيره أن يقول وكذلك المغفرة حين حكى عنه : ل غفرانك ربنا وإليك المصير 4 شهادة انتصاب التون من غفرانك › يشهد لك . ولو قال : غفرانك بضم النون » لما حكمنا عليهم بمسالة الغفران » ولكن نصبه يدل على مسألتهم الغفران . وكذلك سائر ما استوهبوه في هاتين الايتين . وفي قوله : لل ربنا لا تحمل علينا إصرًا ك حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وار حمنا نت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فان جاد حم بهذا كله © فما بال النسيان من بيهم ؟ ہے ۱۷۷ فاجمعت الامة على أن المؤمنين استوهبوا من الله تعالى هذه العشر كلمات فوهبهن لم » فمال بال الاستثناء في بعضها دون بعض ؟! والمسؤول ٤ وهو أولی ما جاد م به . فلو كان الاستثناء يسوغ في أول الأمر » لكان في العقوبات › ك قال الله عز وجل س : ل وهو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الآیات لعلهم يفقهون 4 فلما فرغت الآية سمم رسول الله عي قال : « أعوذ بوجه الله ) فعاذه الله تعالى من الأوليين . صنع » ولم ترد شدة في نسيان شيء إلا في ناسي القران » قد ورد فيه التخصيص . قال الرسول َة : « إني نظرت في ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من نامي القران » . وذلك أنه لا ينساه إلا بهجرانه إياه وهجران تلاوته › وإنما أراد القراءة ولم يرد نسيان نفس القران . وقد عذر الله المؤمنين في نسيان أعظم العبادات وهي الصلاة » فكيف با ئي دونها . ليس من اختياره » واجتمعت على النسيان : أنه محطوط عن هذه الامة » إلا شواذ ذهب بهم الرجوع عن العلم » وليس النسيان بالرجوع عن العلم في شي . والرجوع عن العلم : أن يقصد إلى ما أقره به » فينكره على علم باقراره › ۱۷۸ ب أو تخطعة ما صوبه › أو تصويب ما خطأه » والرب تعالى يتجاوز عن کثير من هذه الأمور » فكيف بأمر قد سقط عن أذهانهم وأوهامهم لا باختيارهم › وليس هذا من صفة الحلم الرؤوف الرحم .! وقال الشيخ أبو خزر يغلا بن زلتاف س رضي الله عنه س : ( بلغنا أنه ما سقط عن وهم الإنسان لا يوخذ به ) » فين ذهب بهم وبمن قال بخلافه وهو الامام الغاية القصوى » والرب تعالى حطوط جعل النسيان عنهم بشابة نحم » حین امنوا كلهم بالله وملائکته وکتبه ورسله : ل سمعنا وأطعنا غفراتك ربنا وإليك المصير 4 فرغبوا في المغفرة فبشرهم أنه ل لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لما ما كسبت وعليما ما اكتسبت 4 . فلما خفف عنهم سألوه ترك النسيان فقالوا : ل لا تۇاخذنا إن نسينا أو أخطانا فما بال الشدة في أول موهبة الله عز وجل للمؤمنين . وجل العلماء والمفسرين يذهبون في هذا الخطاً إلى العمد : يقولون : طلا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا 4 أي تركنا أو تعمدنا . وقال موسى بن عمران عة للخضر عليه السلام : لل لا تؤاخحذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا 4 . فلوجب أن ذلك من الخضر عليه السلام أي فعل إرهاق عسر ولا يليق بالحكم الرحم . وقال يوشع بن نون رضي الله عنه ‏ : « وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره » . فجعل الله تعالى معذرة المؤْمنين في أمر نسوه » إحالة الذنب عى الشيطان › فمن نابه أمر نسيه أحاله على الشيطان › وقال الله عز وجل في آدم عليه السلام معتذرًا له : ل فنسي ولم نجد له عزمًا ¶ على عمل المعصية . معارضة : إن قال قائل : على مذهبك في النسيان أنه يسوغ نسيان الرب تعالى ونسيان اياته » وقد قال الله عز وجل ذما م : مل نسوا الله ۱۷۹ فنسهم ‏ . وقال : ل كذلك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى 4 . وقوله : ل ولا تنس نصيبك من الدنيا 4 . فلو لم يكن النسيان من أفعاله لا أمره الله تعالى بترك النسيان ولانهاه اعلم أن هذه الثلاثة الآي ٠ قد أجمع أهل التفسير فيا أنه يريد بها العمد › وأن كلامنا على نسيه الواحد منا طبعا . وأما قولك إن تنسى الباريء سبحانه » فلم يستقم لأحد بعد معرفته إياه أن ينساه » لكن عمدًا لا ذهولا لأن العبد يتصرف بين خلق الله تعالى فلا يكاد يرى شيئا إلا تذكره وحصلت عند معرفة الله تعالى به ا لا يستقم من مضروب بالسياط أن ينسى الضرب وهو يتوالى على ظهره . وكذلك يات الله تعا ى » ما علم الخلق البلوى بها أين ما تصرفوا والحاجة لماسة التي لا تفارقهم بعذر نسيانه » على أنه ذم الله عز وجل فاعل أوها : ما البرهان على ما قاله ؟ ولن يجده من کتاب الله عز وجل ولا من سنة رسول الله عي ولا من العقل . والثاني : الأحكام › أن التشريك والكفر والقتل والسبي والغنيمة › ولا سيما في أمر مختلف فيه أكثر الأمة على حطوطه » فإن يكاد فشاذ غير معروف في الصدر الأول » فان كان تقليدا فبخلاف ما أشار إليه القران والسنة والرأي والعقل . أما القران فقد أشرنا إلى ما فيه المعذرة للناس ء والسنة كذلك . أما من جهة العقل : فإن الله تعالى لا يؤاخذ عبده بالضروريات › والنسيان ۸۰ — مر ضروري »٤ قال الله عز وجل : ما ما کسبت وعلیہا ما اکتسبت 4 . £ . صاالله فما اما من جهة الشرع : فانه روي عن رسول الله » فيم يروي ن ربه أنه قال : قال الله عز وجل : « آنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاءِ » . فان شدد على نفسه أمرّا وسعه الله عليه شدد الله عليه . فليس من العقل أن تأخذ بالشدة في أمر اختلف فيه العلماء ووسع الجميع فيه بالشدة › فيعاملك الله تعالى على تلك الشدة ولك عنه مندوحة ولابد للباريء سبحانه أُن يسال عبده عن هذه المسالة › من وسع ومن حظر . أما من وسع فقد أشرنا إلى ما في القران فيا والسنة . وآما من شدد فالاختیار بيده فليظهر حجته ما دام حيا فهو الحزم ۽ فان كانت فليظهرها ۽ وان لم تكن فليقطع عنها » ويعامل الكريم بالكرم » ولا يعاملە باللۇم . والثالث : ما حال النخالف في هذه المسألة أمقطوع العذر أم لا ؟ فليقل ما شاءِ . مسالة ٠ ورجل رأینا منه كبیرة ٹم تاب منہا » أو أوفىی بدين الله عند بعضنا › فتوليناه » ثم برىء منه بعد ذلك اخر على ذلك الفعل › أييراً منه أم لا ؟ فهذا فيه ما فيه . وأما من جاء وبرىء منه هكذا › فلم يصف فعلا ولم يذکره » فهذا أقرب إلى اللامة . ١۱۸۱ س وقد سال عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ في أي بكرة أنه شهد على المغيرة بن شعبة أنه زنى في ثلاثة أنفس »٠ فأقام عليهم عمر بن الخطاب حد القذف » وتمادى أبو بكرة في الشهادة عليه . ثم قال عمر : ( ولو عاد بو بكرة إلى قذف المغيرة سبعين مره ما عليه إلا الحد الأول ) . مسالة ٠ ورجل كان عندنا في الولاية » ثم برأنا منه على فعل المستحق عليه البراءة ثم أصر وأبى من التوبة » فجاء رجل حكى عنه أفعالا من الكبائر » والحال التي كان عندنا من أهل الولاية والصلاح » أكان يبرا من الحاكي ام لا ؟ اعلم ان ليس علينا منه شيء » وسقطت حرمته . مسالة ٠ ورجل تبراً من رجل » وقال للمتبريء منه : قد توليتك على براءتك اعلم أن من تولى عن خصلة واحدة هالك . وعن رجل تولى رجلا من أهل الكبائرعلى خصلة من الطاعة راها مته › من الطاعة » أو على شيء لا يستحق منه البراءة » ماذا يفعل السامع ؟ اعلم أن هذا في هذه المسائل الثلاث هالك › فإٍن علم السامع تبر وإت ل يعلم فلا شيء عليه . مسالة ٠ ورجلان متوليان شهدا على رجل بكبيرة » فبرانا منه » ثم شهد عليه أحدهما بالنفاق 2 ماذا يفعل بهما ؟ ۸۲ — أما من شهد بالشرك فقد رمى الموحد بالشرك » إلا إن أظهر الفعل الذي وأما من شهد عليه بالتفاق فليس علينا منه شيء » لا ظهر الفعل ولا لم وأما من شهد عليه بالزنا بعد ما برأنا منه » أو قال الكبيرة التي برأنا منه بہا زنا . اعلم أن هذا الأحق بصاحبه بالحلاك » وليس علينا من رده إلى الولاية شيء . مسالة ٠ دما أو لحم خنزير » ولم يشهدوا على أن الذي فعله من هذه الأفعال كلها : أنه كبيرة أو غير كبيرة » فجاء رجل آخر غيرهم فقال : إن هذه الأفعال كلها اعلم أن هوّلاء الثلاثة ما علينا من براءتهم شيء » ولا براءة الذي شهدوا عليه › فهم أهل الولاية إلى الان إذا ظهر الفعل ولم يكن عندنا منه علم ولو لم يظهر الفعل أيضا . مسالة ٠ وإن أقر رجل أنه شرب مرا » ولم يعرف السامع ثم أفتى له أمين واحد : أنه كبيرة » فحتى يجتمع أمينان » وكذلك يحكم ببراءته . وأما إن كان عنده قبل أن يفعل الفاعل » أو شهد الشاهد أنه كبيرة قبل فعل الفاعل ٩ فليبراً منه . وأما إذا وقعت شهادة الشهود على التحريم لا غير » فليس هنالك شيء . مسالة ٠ ورجل رأى رجلا يضربه الإمام العدل الحد » فقال له رجل واحد أو انان : إنه زنى فاقام عليه الحد . أكان قذف ام لا ؟ اعلم أنه قذف »٠ وييراً منه . مسالة ٠ ورجل رمى متوليا بكبيرة » ولم يعرف أن الذي رماه به كبيرة أو غير كبيرة » ثم فعل بعد ذلك المتولى كبيرة فبرآنا منه » ثم عرفتا أن الذي رماه به الرامي في حال الولاية أنه كبيرة » أكان يبرا من الرامي أم لا ؟ أو كان مسالة ٠ ورجل شهد عليه الشاهدان الأمينان بالولاية فتوليناه » ثم قالا بعد ذلك : إنما توليناه بشهادة فلان وفلان ممن لا يتولى بهما » أكان يرده إلى الوقوف أم لا ؟ فالجواب : لا يرجع إلى الوقوف . وكذلك إن قالا بعدما تبرأنا منه بشهادة فلان وفلان » ممن لا يبرا بہما عندنا » فليس علينا في هذه المسألة شيء » والمبرئ مبراً والشاهدان سالان عندنا . مسالة ٠ | ورجلان متوليان قال أحدهما لصاحبه : أحدهمال كافر » أما أنت وأما الجواب : أن هذا القائل هو البراً . e (١) لعل الصحيح ( أحدنا ) . ( مراجع ط ٢ ) . ۸ — وإن قال : واحد من هذه الحماعة کافر » ونا وهم من اهل الولاية جميعا . فهذا القائل هو إلى الكفر أقرب . مسالة : ورجل رأى من رجل كبيرة فبراً منه » ثم رای منه أخری شرکا او نفاقا » ورجل وجبت عليه ولاية رجل وبراءة رجل » فتولاھما جميعا معا » او برأ منهما جميعا معا » ثم نزع قوله من الذي أخطاً فيه » أكان تجزيه البراءة للصحيح › وعلى أن الشيخ أبا خزر قال : (اعلم أن الضمير في ذلك يجزي) . مسالة ٠ ورجل فعل كبيرة فاستتيب منها فتاب ۽ ثم جاءِ بعد ذلك فقال : لم اتب قط مما فعلت »٠ وإني مت اد عليه ومصر . فهذا يبرا منه . ورجل ولايته توحيد » واخر ولايته طاعة › فتولاهما جميعا بلفظ واحد » فزع قوله من أحدهما ولم يبينه لنا » فما أبلغه نزوعه » أشرك فعله أم نفاق ؟ اعلم آن ذلك إذا نزع ولايته من المتصوص کان شرکا » ومن غیيره کان نفاقا . مسالة : ورجل لم يكن فيه خبر من الله ولا بيان أنه مسلم عند الله أو کافر » ولم يكن علينا بيان . فقال : إنه كافر عند الله » أو مسلم عند الله . اعلم أن الناس قد اختلفوا في هذه المسألة : ١۱۸ ا وة قد اطا » وان يام السام د ی مرأة وثیت عليه . وقالت ٠ ۱ ان شهادتي عليك شهادة بانة غم مات . ققال رسول الله عي : « إني والله لرسول الله » ولا أدري ما يفعل بي وما يفعل بكم ) . وكلام العجوز في حارثة الضبي الذي قتل ببدر . وقالت : ( سقيا لك حارثة . فقال ها رسول الله َيِه : « وما يدريك لعله يمنع ما لا يضره › ويتكلم فيما لا يعنيه » . وبعضهم يقول : إن من أظهر من الاسلام الشهادة › فهو مسلم عندنا ومسلم عند الله » ومن أظهر الكفر فهو كافر عند الله وعندنا › ك أنه إن فعلى هذا الوجه الكلام محتمل › والمحتمل ساقط من يد المحتج . £ مسال : ورجل يبرا من رجل على التوحيد » ما يوصله ذلك أشرك أم نفاق ؟ اعلم أن من تبراً من أحد على التوحيد مطلقًا بهذا اللفظ فهو مشرك » وإن كان يبرا منه على خصلة ۽ ما هي عندنا توحید ولیست بتوحيد عند الخالفين » فهذا محتمل فهو متاول » مثل من يزعم ان الأقرار بمحمد عه ليس بتوحید » ولکن إن وجه عل الإقرار محمد عة فهو مشرك . وإن بعض الناس ابن احسين وأصحابه . إن الاقرار بغير | لله ليس لعل من تمام الكلام وجود ( قال ) في هذا الموضع والله أعلم . ( مراجع ط ٢ ) ٠ ۸ — مسالة ٠ ورجل قال قولّا يشرك به . ثم قال : تبت إلى الله أكان يجزيه ذلك ؟ اعلم أنه يجزيه . ورجل قال لخر : توليك . فقال له الآخر : تبرأت منك على ولايتك إياي . ماذا يفعل السامع بهما » كانا من أهل الوقوف » أو كانا من آهل الولاية ؟ فان كانا من أهل الوقوف »٠ فليس علينا منہم شيء . وإن كانا من أهل الولاية » فالمتبريء من التولى هالك . مسألة ٠ ورجل متولی بريء منه رجل متولی . فقال له متوليان : توليناك على براءتك ياه › کان يبرا من الرامي ؟ اعلم أن القول قد تقدم فيمن تولى على خصلة واحدة أنه هالك › وهذان المتوليان رجلا عل برأءة رجل »٠ هالكان . ۱۸۷ س القول في أسامى الشريعة من التوحيد إلى الشرك واعلم أن أسامي الشريعة ا درجات : أولها التوحيد ثم الفرائكض ثم لوافل ثم الإباحة ثم المكروه ثم الخطيئة ثم السيئة ثم المعصية وهو الاثم والذنب غم الكفر » فالثلائة الاولى : التوحيد والفرائض والنوافل كلها طاعة › والشرك والكبير والذنب هوّلاء كلها معصية › والاباحة والمكروه هما إلى الطاعة قرب » والخطيئة والسيعة هما إلى المعصية أقرب » وليس في هذه الأربعة وقال رسول الله عد : « البزقة خطيئة و كفارتها دفنها » والسيئة : ما أساء فيه الانسان إلى نفسه من تضييع الفضائل وتهوين الفرائض من غير ما ترکھا . ومذهب ابن عباس : ليس فيما يعصہ الله به صغير » فأوجب ان جميع مناهي القران کہائر ومناهي السنة صغائر وسيئات لا معاص ٠ وهذه معركة العلماء ل ينبغي الاستبصار فيا كثيرا › وقد تكون السيئة تضييع اوائل الاوقات وفضائلها › وتضييع الأحوال › ومالا يعني › وتكون سيئة وليست فعلى هذا الوجه تجب التوبة على العبد في جميع أحواله ما خلا كونه في الطاعة » وفي الطاعة أيضا كلام كثير . مسألة : في الذنوب والاستغفار والتوبة منها . الكف عن الشرك › ما يبلغه ذلك ؟ اعلم أن من جهل الكف عن الذنوب » فقد جهل الذنوب . — ۱۸۸ وأما الشرك الذي لا يسع جهله » فمن جهله فهو مشرك » لأن الشرك عنده محال الاباحة . وأما سائر الذنوب فليس عليه من معرفتها شيء » ولا من معرفة وجودها إلا إذا وقعت البلية وفرضت عليه فريضة فعليه » ومعرفة تركها أنه ذنب » ومعرفة وجوب التوبة على تركها . وأما الذنوب فليس عليه من معرفتها شيء والكف عنا . والشرك لابد من معرفة الكف عنه أنه فرض . والذي يجب على فاعل الذنب في حال الكف »٠ وفي الحال الثاني التوبة بعد الكف إن لم يكن كف . وحكمه في جهله التوبة عن الذنوب › مثل حكمه في عمل نفس الذنوب › ِن کان کبيرا فهو كبير » وان کان صغيرا فهو صغیر » وإِن کان شر کا فهو شرك . وقوله : ( أو يسأل الاستغفار لنفسه إذا بلغ ولا يعرف لنفسه ذنبا. واعلم أن جل علماء الأمة يقولون : التوبة واجبة على الرجل في أول حال البلوغ وان ج بعلم لفسه ذتيا »ا دنا من ريط لضع واتېوين وأما المتولى فيستغفر له لعموم قوله تعالى : ل واستغفر لذنبك وللمؤمنين (١) لعل المعنى : وإن م يعرف لنفسه ذنبا . ( مراجع ط ٢ ) . ۱۸۹ س والؤمنات 4 › وقلما يسلم العبد من الذنب من حال بلوغه إلى حال خروج روحه . ومن فعل ذنبا وجهل أن التوبة عليه واجبة » فيلزمه في التوبة مثل ما يلزم ئي نفس الذنب › فاإن كان الذنب كبيرا كان كبيرا وإن كان صغيرا كان صغيرًا . 2 ( مسالة 3# وهل يقال أمر الله عباده وسأم الطاعة وطلبها منهم ؟ إلها . وقوله : استرعاهم فرعوه وأتمنهم على دینه فأتمنوه وحفظوه » أو هل يقال : ندبهم وحرضهم ورغبہم و کلفهم ؟ فالجواب : أن هذا کله جائز . ومن ظهرت فيه أفعال تبلغه إلى الشرك » أكان يجزيه عنه من علم تلك الأفعال” › أم حتى يقصد إلى كل فعل فيتوب منه ؟ فإن كان متدينا فيقصد إلى كل فعل » وأما غيره فلا إلا التوبة بالجملة . مسالة ٠ وأما قولك : هل يستر الله على عبده ذنبه في الدنيا فيأخذه به في الأخرة › ُو يستره في الأاخرة عليه ؟ اعلم أن الله تعالى يأخذ عبده بذنب فعله » يأخذه به في الدنيا وفي القبر (١) لعل تركيب الكلام هكذا : أكان تجزيه عنه التوبة من جملة تلك الأعمال .. والله أعلم بالصواب ( مراجع ط۲). ١۱۹ س وفي ال حشر وفي النار » ويستره عليه في الدنيا ويأخذه به في القبر وفي الحشر وي الار » ويستره عليه في الدنيا وفي القبر وفي الحشر ويأخذه به في النار » وياخده به في الدنيا ويستره عليه في القبر وفي الحشر ويعافيه من النار » ويأخذه به في القبر ويستره عليه في الدنيا وفي الحشر ويأخذ به في النار » ويستره عليه ثي الدنيا وفي القبر وفي الحشر وفي الجنة » هذا على قدر توبة العبد من الذنوب › ما إذا تاب العبد ويغفره له » فيأخذه في الدنيا أو في القبر أو في الحشر أو في النار › ك قال في أي طالب : « إن الله خفف عنه ووقف في ضحضاح من النار » » وفي عدي بن حاتم : « إن الله خحفف عن أبيك بسخائه ) فهو بعض المغفرة . اعلم أن الشدائد التي تصيب المسلمين في الحشر هي بعض المواخذة في أن حفاة عراة عزلا » من بقايا ذنوبهم في الدنيا . وأما أن يغفر له في الدنيا وفي القبر وفي الحشر وفي النار» فهذا قول اللرجعة » وليس بقول المسلمين » وفي أصحاب الأعراف آيات للسائلين . مسالة : وقد يجوز على الله كلم وتكلم ومتكلم ومکلم » فهذه كلها بقرائن الأحوال . أما قول القائل : القران لغة الله فلا » أو حديث الله فلا » ومن أجازه فهو لغو لا أجر ولا وزر في أسماء الله عز وجل وصفاته . وسال فقال : وهل يقال : ما أكثر أسماء الله 9 وأسماؤه كثيرة ؟ وهل يقال : ما أحسن صفات الله واسماءه ؟ اعلم يا خي أن مسألة الأسماء والصفات قد اختلفت فيا أمة أحمد صلوات الله عليه وسلامه . ١۱۹۱ س فمن طائفة ذهبت إلى أن الأسماء هي هذه الألفاظ التي يخبر الله عز وجل س بہا عن نفسه » عل معتاد ما بیننا في أسمائنا » واستدلوا بان الاسم هو هذا اللفظ المعقول في لسان العرب يفارق الأفعال بصيغة ويجري عليه لتتوين أحيانا في غالب الحال » كقولك : عالم وعلم وعلام » وراحم ورحم ورحمن . فهذا موجود في لغة العرب لا ينكره أحد داخل وخارج ونازل وطالم » في أمثالا 2 فاقتصر هؤّلاء على هذه الألفاظ أنها أسماء الله . قال الله س عز وجل س فل ولل الأسماء الحسنى فادعوه بها 4 وقال : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى 4 »٠ وقوله : فل سبح اسم ربك الأعلى 4 قال الله عز وجل س : لل هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحم . هو الله الذي لا إل إلا هو الملك القدوس السلام الموّمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشكرون . هو الله الخالق الباريء الملصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السملوات والأرض وهو العزيز الحكم 4 . فلمن قال بأن الأسماء هي الألفاظ متعلق في الجميع قوله : حيث قال : ل له الأسماء الحسىنى 4 ووصفه إياها بالحسنى . ومن قال : بأن الاسم هو المسمى متعلق في قوله : ل هو الله الذي لا له إلا هو عالم الغيب ‏ وفي قوله مكرر : ل هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس ‏ . وقوله : «ل هو الله الخالق الباريء 4 . فماذا بعد هو إلا الغير ؟ وقول أهل البصائر في الأسماء لا أهل الأبصار : إن الاسم هو الملسمى وإنما الألفاظ خدمة المعاني › والاسم هو المسمى المعنى لا اللفظ المسموع ٠ فمن رضي بال حواس ورضي بظاهر ما يقول الناس صار من جملة النسناس وقصر إلهه عن الافضل إلى الانذل . ويظهر من قولك : هذا زيد . فإن أردت ۱۹۲ س به الذات صلح اء وإن أردت به الاسم واللفظ فهو هو » وذلك تتاف بأحوال المنبه عليه » ومهما وقف بك رجل تعرفه وتعرف اسمه أنه زيد › وبجانبك ناس لا يعرفونه » ويقولون : من هذا . فيصلح أن تقول : هذا زید . فيكون التنبيه على اللفظ وأما ذات الرجل فظاهره عندك وعندهم . ولو كان رجل أعمى وأحس بجانبه حسا » وقال لك : من هذا ؟ فقلت : هذا زید . فيكون السرال والجواب عن الذات جميعا لا عن اللفظ » قال الله عز وجل س : لل هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ¶ ٠ إا وقع الخطاب هاهنا عن الذات لا عن اللفظ . ولو قيل لك : اين زيد ؟ فقلت : بين يديك . لكان الراد يريد الذات دون اللفظ . وكذلك هذا سواد وهذا بياض . وعلمنا أن نسبة الاسم إلى الذات في حق الباريء سبحانه أفضل › من جهة الشريعة ومن جهة اللغة . ففي الشريعة حقيقة وفي اللغة يجاز › والحقائق في ذات الباريء أولى من لجاز وأفضل . وعلى أن الاسم هو المسمى في لغة العرب موجود › قال الله عز وجل : ل ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم واباۇ ك @ . ومعلوم عند الناس أنه لم يرد الذوات دون الألفاظ › فمن جعل اسم الله هو الملسمى كان قد عزى الباريء سبحانه إلى الأفضل » وإن اقتصر به إلى اللفظ حسبه جهله بين الفاضل والمفضول ء وعذرناه مالم يتجشم الشروط المهلكة : التدين زيد ‏ رحمه الله : ( لا يحل للعالم أن يقول للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك » ولا يحل للجاهل أن يقول للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا ۱۹۳ س قطعت عذرك »› فإن قال العالم للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك . قطع الله عذر العالم . وإن قال الجاهل للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا قطعت عذرك . قطع الله عذر الجاهل ) . وأما من قال : ( ما أكثر أسماءه وأسماؤه كثيرة ؟ ) فإنك تحمله عى مذهب من جعل أسماء الله هي الألفاظ . وأما نحن فلا يجوز في معتقدنا فيها التعجب بالكترة ولا الاخبار عنها بالكئرة . وأما الإفراد كقولك : ( ما أحلمك يارب ! ) كقول أي بكر الصديق : ( ما أحلمك أي ربي ! ) وقول الله عز وجل س : مل أسمع بهم وأبصر ما لحم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدًا @ فجائز . وأما صفات الباريء سبحانه فقد اختلفت فيا الأمة » فمن قائل ‏ وهم الأشعرية ‏ : الصفات هي المعاني » كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها . فأبطلوا عنها اسم الصفات وأثبتوها معاي مع الله عز وجل ولم يزل » لاتېم قديمة مع الله عز وجل في الأزل › هم إلى الشرك أقرب . لا يجوز : ما أكثر صفات الله ! ولا ما أوسعها ! وإن قلت : ما أحسن صفاته . بمعنى ما أحسن ما يصتف به فجائز . والحمد لله . اعلم أن الأشعرية قد اختلفنا معهم في عشرة مواطن : أوها : أن قلنا إن الباريء سبحانه يوصف بالعلم والقدرة والارادة وسائر الصفات التي يوصف با . فقالوا : إنها معان وليست بصفات . (١) اعلم أن علماءنا المغارية ‏ رحمهم الله تعالى ‏ يطلقون على أهل السنة بمختلف تياراتهم العقائدية اسم الأشعرية » ويتكلمون في عقائدهم على اعتبار أنها عقيدة واحدة . فليتنبه فإنها مهمة وخافية وقد نوهت علیها سابقا ( مراجع ط ٢ ) . ١۱۹ س والثاني : أنهم أطلقوا على هذه العاني التي ذكروها : أنها أغيار لله عز ل فاوجبوا التغاير بينېما . والثالث : نهم أثبتوها معاني غير الله وهي قديمه . ن تقول ب لس مال سی فو ال ولا قم مع ا٠ والرابع : أن بمقتضى هذه المعاني › كان الله موصوفًا › فبالعلم كان عالمّا › وبالقدرة كان قادرا علم بعلم » وقدر بقدرة » وأر اد با رادة 4 ري بحياة › وقدم بقدم . والخامس : أن هذه المعاني التي وصفوه بها » معان قائمة بالذات › ذات والسادس : أنهم وصفوه بالوجه واليدين والرأس والعينين والجتب والجلسة والقبضة والاصابع والكف والساق والقدم والاستواء والميل وخرف اجب ور کوب الحمار الأقمر ونه النور الأنور . والسابع : أن الكلام من المعاني التي وصفوه بها وهو قائم بذاته لم يزل با . بها قائمان بذاته › لم يزل كذلك » تعالى الله عن ذلك . والتاسع : أن القران وسائر كتب الله المنزلة من المعاني التي يوصف بہا في ذاته › لم یزل بہا سبحانه . والعاشر : أن العدل والأاحسان والفضل والمن والانعام صفاته » لكنها أفعاله محدثة اعلم أن الأشعرية بنت مذاهبها في الباريء سبحانه وصفاته وأسمائه وتشبيهه بخلقه » على امروب من الواضح إلى الملشكل » وعولت بعد العثار على الاعتذار › وأنی شم به بعد الانتصار › وتعرضوا للبلاء وهم عنه أغنياء › ولن کے ١۱۹ س يرضي ببذا عاقل ولن يخفى على جاهل » وقد قال الأول : إياك وما تعتذر منه . وقد اتفقنا نحن وهم على تنزيه الباريء سبحانه » فول ما غلطوا فيه أن أفسدوا على العرب لغتهم وقالوا : إن الصفة هي الوصف . في مثلها . وقد أجمعت الأمة أن الوصف فعل الواصف والصفة حال الموصوف . وأخرى : أنهم بنوا عن السواد والبياض والألوان . أن تكون صفات . وقالوا : هي معان لا صفات . وأثبتوا مغايرتها للباريء سبحانه فأثبتوا قدماء كثيرة » ومن وراءِ هذا أن أظهروا افتقار الباريء سبحانه إلى يقولوا : حالة في الذات . كقولنا الأعراض حالة فينا » ومن وراء هذا نسبتېم الباريء سبحانه إلى الجحوارح كالوجه والعينين والجنب والساق » في مثلها . مسالة ٠ وقولك : من زعم أن الله موصوف وموجود ومتسمي ونفى عنه أن يقال له : سي . اعلم أن معنى شيءِ هو معنى موجود . ومن قال : الله ليس بشيء . هلك . وإن قال : لا يجوز أن يقال له شيء أو غير شيء . إنما أخطا على اللغة فواسع مالم يتغشم . وقوله : علم الله شيء » أو غير شيء . لا يجوز في الوجهين جميعا لان قولك : ( علم الله شيء ) يوهم غيرية الباريء سبحانه ۽ و ( غير شيءِ ) نفي العلم . (١) أي لم يميزوا بين حقائق الأشياء بياضها من سوادها . ( مراجع ط ٢ ) . ۱۹ س وكذلك القول : وقدرته وإرادته وسائر الصفات . وقوله في العلم والقدرة وسائر الصفات : هل هي قديمه م لا . اعلم أن القول لا يطلق بأنها قديمة أو محدثة › وليس هناك غير القديم حتى يطلق عليه القول بالقدم أو غيره . وكذلك القول في أنها شيء او غير شيء » لعلا يتوهم علينا انها أغيار له عز وجل . وكذلك القول في أنها معنى » أو غير معنى . وكذلك القول في أسمائه › إلا إن أراد هو الاسماء التي هي الألفاظ فمحتمل . وأما على مذهب أهل الحق لا يجوز عليه شيء من هذا ء ولا على الصفات ٠ وليس في الامة من يقول الحيئة . وهو شرك ممن قاله . ولا يجوز أن يقال : الله في علمه أو في قدرته أو في سمعه أو في بصره أو في إرادته أو في أسمائه » أو في صفاته . فإن هذا كله لا يجوز . وهو خطاً في الخطابة . وكذلك قوله : علمه منه . وأسماؤه منه › وقدرته منه أو ليس منه . فلا يجوز » أو علمه فيه أو أسماؤه فيه › أو صفاته فيه . وكذلك معه . وكذلك لا يجوز أيضًا › أو ليس معه . وكذلك علمه عنده › أو قدرته » أو أسماؤه أو صفاته › لا يجوز . او هل يقال : آسماؤه هي هو ۽ وصفاته هي هو ؟ إن هاتين المسألتين » أشار إلى جوازهما » بعض أهل الدعوة ‏ ويقول : علمه هو هو ۽ وقدرته هي هو ۽ وصفاته هي هو وفیيہا مع ذلك توهم ما . والأحسن عندي » أن يقال : علمه ليس هناك شيء غيره . وقدرته ليس هناك شيء غیره . ۱۹۷ س وكذلك سائر الصفات »٠ وكذلك أسماؤه وصفاته ليس هناك شيء غيره . وأما ذ كر الله باسمائه » فجائز أن يقال : العالم هو القادر . والقادر هو المريد في أمثالا . وأما للصفات بينها البين فلا يجوز أن يقال : العلم هو القدرة › ولا القدرة هي الإأرادة › ولا يجوز العلم غير الإدارة › ولا الارادة غير العلم ولا القدرة غير العلم . وأما قولك : سميناه بصفاته . فلا يجوز » وصفناه بأسمائه . فهذا کله خطاً في اللغة والخطابة والإيهام وذهاب العقول إلى مالا يجوز على الله عز وجل ولا يجوز العلم امه » وأخواته . وكذلك لا يجوز : وصفناه بالتسمية › ولا سميناه بالوصف . وقولك : سميناه بالذ كر أو بالحرف أو بالألفاظ . فإن رجع الكلام إلى خطابه فجائز › وإن أراد ذات الباريء سبحانه » فلا يجوز . وتقول : وصفناه وصفا . جائر » وأما وصفناه صفة › ففيه الوهم . وقولك : أخبرت عنه بأسمائه . فلا باس » وأخبرت عنه بصفاته » إلا عند من يتوهم أن الاسم والصفة خبر . وكذلك قولك : لفظت بأسمائه › فلا يجوز إلا عند من ذكرنا . وقولك : سألتك بق أسمائك عليك . قد أجازه بعضهم . وأما سألته بصفاته » ففيه ما فيه . وإن قلت : وصف نفسه وصفا . جائز » وسمى نفسه بالتسمية . إنما يجوز : — ۱۹۸ عى نفسه تسمية » ووصف نفسه وصفا › وأخبر عن نفسه خبرا » ووحد نفسه توحيدًا » وأفرد نفسه إفرادًا . وهل تقول : عرفت الله بأسمائه وصفاته ؟ والمعرفة درجات فوق درجات العلوم » من الإيمان والظن والعلم واليقين » فمن بلغ إلى هذا الحد يرجى له البلوغ إلى حد المعرفة إن اجتهد . تقول : أثبت الله نفسه عالا » واثبت نفسه العلم . وأما علمه إثبات وأسماۋە إثبات › فلا . بقدرته أو أثبتناه باسمائه فمحتمل . وأما ذو صفات وذو أسماء وذو علم وذو فدرة 6 فان هذا کله يو جب مسالة ٠ يقال ما أكثر خلق الله › وأوسع فضله وإحسانه » فلا باس في هذا کله وهل يقال : ما أحسن کلامه أو بيانه أو برهانه أو حجاجه أو قوله ؟ فهذا أيضًا حسن . وتقول : كلامه متغاير وقوله › بمعنى بعضه غير بعض . وكذلك كلامه متفاضل أي بعضه أفضل من بعض » فهذا لا باس به . وقوله : کلامه کله حروف متغايرة › وايات مفصلات ٩ وأفضاله وإحسانه › فجائز . وقوله : ما أوسع علمه فجائز » وإنما وقع المعنى على المعلومات » وقدرته أيضا كذلك . ۱۹۹ ب وهل يقال : الله جميل بالاضافة ؟ فلا باس . هو جميل العفو » جميل الستر » ويجوز : بحسن الصنع إلينا . وأما قولك : بحسن العلم والقدرة : فلا يجوز . وقولك : سماع فلا يجوز أيضا » لأنه مصغ إلى غيره وقابل للكذب . وأما قولك : يسمع ويبصر ( ثلائي ) فجائر يسمع الاصوات ويبصر أي یری الالوان › وبصر بمعنى رأى ( أيضا ثلا ) . فإذا أردت الغير فتقول : أسمعه إذا أ“معه الأصوات ٠ أو جعل له السمع أو تكلم فسمع الرجل › وأما أبصر فليس فيه أكثر من أنه أبصر اللون . وإن أردت أن تقول : جعله مبصرا ورائيا فتقول : بصره الله اللون . آي جعل له بصرا . وأما بصار › فلا يجوز على الله تعالى › وكذلك يبتصر لا يجوز » وكذلك وأما أبصر نفسه بمعنى علمها فجائز . وقولك : أبصر كل شيء بمعنى علم کل شي . وقوله : أبصر الصوت »٠ ومع اللون . وهو تبديل لغة العرب ٠ ثقيل . مسالة ٠ والملشرك إن دعا إلى الجملة التي يدعو إليها رسول الله أو أمر با أكان يترك على الدين الذي كان عليه أول مرة ؟ أو كتبہا بيده . واعلم أن هذا إن كان من أهل ملة اليهود والتصارى والمجوس › فدعوا الناس إلى الجملة التي كان يدعو إليها رسول الله عة . ت قال : | ا یرکون على الأول إِن جاعوا بيا تامة » وأا إن ارتيه فل وون نها لم 1 »إل ا دلوا بلدا بذمة ولم يقولوها قطعا وإنما قالوها حكاية » فليس علينا منهم شيء . وذكرت أهل الشرك وعباد الأوثان » ومن ليس له دين مثل من أنكر الله » أو قال باإحين اثنين » أو اقروا با أشركوا به . قد قلت لك : هؤلاء لا يتركون على جميع ما كانوا عليه › لا زادوا ولا نقصوا › إلا إن دخلوا بلادنا على الأمان فما علينا منهم شيء . واللشرك إن أظهر على نفسه خصلة من خصال أفعال أهل التوحيد › مثل الصلوات إلى الكعبة أو الحج أو العمرة » أكان يصيب الرجوع إلى ما هو عليه ؟ فهذا لا يصيب الرجوع أصلا › ولنحكم عليه بحكم أهل التوحيد . و مع المشركين من مالس أهل اتويد إن ساروا » وان ۾ يمعو 1 موتانا فنا نستقذرهم . مسالة : الغيرية › وأما أسماه ٠ : خحالقة ُو رازقه فلا يجوز . وقوله : يملك اسماءه وصفاته وعلمه وقدرته في مثلها › فلا يجوز . وهل يقال : أضفنا إليه أسماءه وأشرنا با إليه » أو نسبناها › أو أسماؤه مذكرة أو أعجمية › فلا يجوز مذكرة أو مؤنئة › ولا أعجمية ولا عربية › فلا يجوز إلا عند من يجعلها الفاظا » وليس هو بقولنا › ويجوز في الأذان متسم ۳ دت ومسم ومسمى » فالأسماء لا تقتضي الأعيان › ك لا يجوز خالق ورازق لمن م یکن عاد(. وأما مسمى : معناه له الأسماء» لا كان المسمى ولا لم يكن » وسمى نفسه با سمائه التي هي هو › ووصف نفسه بصفاته التي هي هو الان . وأما في الأزل › فلا . مسالة : ويقال : لله عبادة » وله شريعة » وله ملة » وله طاعة › وله معصية . وتقول : عبادة الله وشريعة الله وملة الله وطاعة الله ومعصية الله . وأما لله مذهب فلا يطلق أو شرك أو كفر . وتقول : لله س عز وجل عدو . ولا تقول له ند . وأما قولك في القران : ما الحكم فيمن قال : إنه غير مخلوق ؟ وقولك : من قال : القران غير مخلوق . ما يبلغه ذلك ؟ اعلم أن هذه الأمور التي تعتورها الألفاظ » ثم اللغة » ثم المعاني » فلا يصح الكلام فيها حتى يبحصل لفظا ومعنى » فيجب الحكم ويقع الخطاب على معلوم . واعلم أن مسألة القرآن ‏ وهذا الفن من المسائل مثل الان والاسلام والدين والشرك والكفر والنفاق والكبير والصغير والطاعة والمعصية والتوحيد والمباح والمندوب والمكروه والخطيئة والسيئة » في أمثالحا ‏ من أحكام انقاء الشريعة » فمن أصاب وجه الحق فهو محق وماجور أعني عند الله تعالى ٠ ومن أخطأه عند الله تعالى فهو محمول عنه معذور فيه إذا كان ذلك برأي منه › ما لم ينتهك أحد الشروط الثلاثة » فإن من طبع بني ادم القياس واستعمال الرأي (١) العادي : القديم ( مراجع ط ٢ ) . ۲٢۲۰ س من الصغر » تدريبا للعقول وتعليما للجهول فأطلق الله لهم في الرأي فحكموا عند البلوغ حجج العقول بالنظر في الأصول والعلل والتعليل › وتقوم حجه رب العالين على العباد وبالشروط › ما کا دين يدان الله تعالى به › فإن سلم من هذه الشروط الثلاثة كان لغوا مهدورا رلا عه وفوا ولك في المسلمين أسوة حسنة حين أفتوا في المعتزلة أن زعموا هم الذين خلقوا أفعالحم دون الله تعالى ونفوا خلقها عن الله تعالى . فقالوا : إن ادعوا هذا رايا فالرأي عجز وان ادعوه دینا هلکوا . وكذلك قولحم في الصفرية الذين شركوا ممن أتوا المعصية › فعذرهم الملسلمون حتى هدموا قاعدة الأسلام بالسيف والقتل والسبي والغنيمة › فعند فمن أخطاً ف الايمان وجعله ف القلب دول اللسان والجوارح ء وقاله بالرأي » فالرأي عجز وكذلك لو قال : الأسلام في الجوارح دون القلب › في مثلها . وكذلك لو قال : النفاق في القلب هو الشرك . وكذلك القران إن قال : إِنه غير مخلوق بالرأي فالرأي عجز › وهو قول أهل عُمان › ويقولون : إنه غير مخلوق . وأهل شرف الإباض يقولون : أنه مخلوق » وأهل حضرموت بين بين لا يطلقون القول انه مخلوق ولا غير مخلوق . وكذلك في أسماء الله عز وجل . وسالت محمدا الحضرمي بمكة عن القران فقال : ُهل غمان يقولون : ۳٢۲۰ س نه غير مخلوق وأهل شرف الإباض يقولون : مخلوق . ونحن أهل حضرموت : بين بين » ليس عندنا قطع العذر بين وهؤلاء . وقولك : الله يضحك »› أو يبكي » أو يندم لفعل السوء أو يسر لفعل الخير » فهذه عبارات لا تجوز على الله سبحانه . وان ورد شيء من الشارع طلبنا له وجها من التأويل كيضحك » والسرور فالله أعلم به . وهل يقال : سالتك يا ربي بأ كبر أسمائك ؟ فهذا ثقيل . وقد ورد اسم الله ا يتوجه إلى ل لقا . ويال ألم العالمين وأقدر القادرين وأما أعلم ا فلا يجوز . وكذلك أقوى من العاجزين › ولا يتجوز عالم من العلماء › ولا كالعلماء ولا يجوز فقيه ولا غير فقيه › أو لا يفقه را ١ يفقه » ولا يقال يشعر ولا لا يشر » ويدري ولا لا يدري ۽ أو بهم أو لا يفهم أو يعقل أو لا يقعل . كل هذا لا يجوز على الله سبحانه » وهل جوز أن يقال : قدر بقدرة » أو علم بعلم » أو راد بإرادة ؟ فهذا کله لا يجوز على الله تعالى . أثاما » أو يكون علمه في الأشياء قبل أن تكون » غير علمه بها إذا كانت و علمه في شيءِ اُفضل من علمه في شيء اخر . او هل يقال : علمه خلقه علم نفسه أو علم نفسه ك علمه خلقه › فهذا ثقيل › إلا بصلة أنه واحد وأنه إله . ويقال جاء الله بالفرج وجاء بالغيث وبالمطر . ٢۲۰ — ولا يقال : جعت من الله . ويقال للمؤمنين : هربوا إل الله . ولا يقال : هربوا من الله عز وجل . والکافرون قد هربوا من الله عز وجل س وأما نفروا من الله إلا ما يتوهم . ويقال : المؤّمنون نصروا الله عز وجل قال الله س عز وجل س : إن تتصروا الله ينص رك وأما أعانوه فلا . وهل يقال : الكافرون خالفوه وعاندوه وعادوه ؟ فنعم . وذمهم فجائز › وأما ذموه فلا يجوز . ويقال : آذوه . قال الله عز وجل : ¥ الذين يؤذون الله وسوله ¶ . وهل يقال : ضروه ؟ فلا › ولا قاتلوه » أو هل يقال : عاداهم وعادوه ؟ فتعم . وأما ذمهم فجائز . وأما ذموه فلا . وكذلك تذاموا لا يجوز . ولا يجوز شتموه ولا لعنوه » وأما لعنهم فجائز في الدعاء . وهل يقال : وقفت إليك يا إلهي . ففي عرفات يجوز » وفي غيرها ويجوز أستغيث بك وأستعينك » وتقول : يارب أو بي . وثقيل قم بي . وأما حركنا بصلة فلا بأس » اللهم حركنا إلى طاعتك . ويجوز استعملنا طاعتك ولا تستعملنا معصيتك يا إلهي . وتقول : اتكلت عليك يا إلهي لا على عملي » ولا يقال : اتکلت على عملي . وتقول : الله مخالف ل خلقه بصلة في ذات واسم وفعل فلا بأس . وكذلك الخلق . وأما اختلف فلا يجوز . وتقول : الله غير الخلق والخلق غير الله » وأما تغايرًا فلا يجوز » ولا متغايران . کے ٢٥۰۔۲ ويقال : ذكر الله خلقه بنعمته علمهم » ويجوز ذكره المؤّمنون من خلقه . وأما تذاكرا فلا . وإنما يقال في التضادد : الكفر ضد الإيمان . ولا يقال : ضد التوحيد ويقال في خصال الدين : تضادت . ولا يقال في دين الله تغایر » ویقال شرائع الأنبياء تختلف ومغختلفات ومتغايرات . ولا يقال : دينهم متغاير ولا وأما مسألة الشراة وأحكامهم فأحكامهم أحكام الكتان في كل شيء › إلا ما ذكروا في الصلاة أنهم في أوطانهم يصلون صلاة المسافرين › وإذا خرجوا من أوطانهم فأوطانهم في سيوفهم فيصلون الإقامة » ولم ياتنا فيه أثر من كتاب اله عز وجل ولا في سنة نبيه عليه السلام » وإن كان رأيا فالله أعلم ٦٢٠۲۰ س باب أحكام الطاعن في دين المسلمين وأما مسألة الطاعن في دين المسلمين فلم يرد فيا نص من كتاب الله إلا في آية واحدة إشارة إلى القتل قال الله عز وجل : ل وإن نکٹوا أیمانہم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر أنهم لا أيمان حم 4 . وقوله : ل وطعنا في الدين 4 . والآية الأول شرط فيها شروط كثيرة : النكث في الإيمان » وقيد في أئمة الكفر » فلا يخلو هذا التقييد من أن يكون بإجماع الشروط بقتل الطاعن ء أو على كل شرط منها » فيجب القتل عن نكث الجعرن » بشرط بعد العهد م أتبعه الطعن في دين المسلمين » ثم حتى يكونوا أئمة الكفر › فإن كان الطاعن من غير أئمة الكفر فلا ء وإلا لم يقتل حتى تجتمع الشروط . ورأينا : أن ليس في نكث المين إباحة القتل لمن نكث » وبعد أن يكون إماما للكفر فيجب عليه القتل . والأية حتملة » لم أت في سنة رسول لله ع أثر إلا النفر الذين وجههم رسول الله عك إلى قتل كعب بن الأشرف . ولذلك قال بعض أفراق الأمة » وهم هؤلاء السنية : لا يجب القتل إلا طن ي رمو فط 6ء ولا لصحي د اڈ عنہ ہے حن قال لأ : إن ل تأذن لل عز وجل ہے بثلاٹ فخذ خاتمك عني : الدال على عورات المسلمين يقتل » والطاعن في دين المسلمين يقتل › ومانع الحق يقتل . وهذه المسائل الثلاث ما ورد فيهن من سنة رسول الله عو اثر يستدل به علہن . ت ولقد ورد عن أي بلال مرداس بن أدية ما يؤيد عمروس في الطاعن حيث قال : ( إن فرسك هذا حروري ) . فقال له أبو بلال : ( وددت اي وطئت به على بطنك في سبيل الله ولكن يا فتى أحسن حملان رأُسك ) فاشار إلى جواز قتله على : ( فرسك هذا حروري ) . وأما قول القائل : ( ما أفضل الجهاد أيا أبا الشعثاء ؟ ) . رجل » فاشار به إليه . فقال : ( لاء حتى تضم يدك عليه فاٍني خشیت أن اقم في غیره ) . فجاز أبو الشعثاء خلف الرجل فوضع كفه عليه » فقام إليه الرجل فقتله . وطلبوا إلى الرجل أن يدهم على من أشار إليه بقتله وامتنع . فقال جابر : ( وکنت أخشی أن يشير إِلي حتی قتلوه ) . فإن قال قائل : فلم أجزتم قتل الرجل بخردلة بامين واحد ؟ أيجوز للرجل البسط إلى الدماء بأمين واحد › وأخرى على فعل لم يره » ولم يقف عليه انه فعله » وأخرى وهل لاحد عليه سبيل من أُولياء الدم ؟ اعلم أن جابر بن زيد إمام في مقام الجماعة » وإنما يراعى الشاهد في الأحكام التي تجري بين الناس . ومنه إذا أخحذت جواب مسألة : أن من فعل فعلا ما كفر » وأخذتها عن إمام واحد » فإنه يسعك أن تبراً عليها وتقتل ما أذن لك إليه الشرع ولا حرج » وأما بعد نزول القضية فلا . والطعن في دين المسلمين كبيرة عندنا ويحل بها دمه › وعند الامة لا يصير . ب صلا طاعنا حتى يطعن في رسول الله عه . __—- (١) لعل من تمام الكلام ( حیث قال له رجل : ) . ( مراجع ط ٢ ).٠ ۲۰۸ س وأما قولنا : فكل ما ينقض به مذھبنا فهو طعن في دینہم » ومن طعن . ۱ في دينهم فهو طعن في المسلمين » يحل به به قتل القائل في الوجهين عند أهل الدعوة . وإن كان الطعن في رسول الله عي أو فيما جاء به » فهو شرك . وإن كان من اليهود والتصارى وأمثالهم › فهو شرك . فإن كانوا في ذمتنا فهو نقض الذمة . وعند مخالفينا : إنما يجب علهم النكال قالوا : لأنا نعلم أنهم يطعنون فيه » فليس في ذلك نقض ذمتهم . وقولحم هذا ليس بصحيح » وقول أهل الدعوة أفضل . وإن كان الطعن من بعض الموحدين فيما يتعلق بالأفواق فهو كبيرة نفاق › وأما اللنصوص في الخبر فالطعن فيه شرك . والطعن من بعض الموحدين في أئمتنا » ومن تسبب إليه فهو طعن » سواء كان ذلك الامام حيا أو ميتا . وقد يكون الطعن باللسان وبالرمز والإيماء والإشارة » وقد يكون الطعن بالاقرار وبالشهادة وبالاشهار . وأما من صوب دين الخالفين من غير تخطعة لديننا فليس بطعن » وكذلك ولاية قاداتہم » فهذه كبيرة من غير ان يکون طعنا . وقوله : من قصد إلى خصلة مما دان به المسلمون وبانوا بها من غيرهم › 7 : ( أسماء الله غير مخلوقة ) » فقد كفر . أو حكم في جميع المعاني تى اختلفت فيا الأمة » وذهب إلى ظاهر الألفاظ وامعاني » مثل من قال : و هو التصديق بالقلب واللسان » والإأسلام هو فعل الجوارح ) . أو قال : ( يكون موّمنا بالتوحيد وحده ومسلما ) . أو قال : ( لا كفر في شيء ۹٠۲۰ س من الكبائر إلا في الشرك ) وهو يريد في هذا كله انتصارا لمذهبه فليس بطعن . ون راد به انتقاض مذهبنا فهو طعن ٤ ون أتغذه دينا كفر . وإن كان ريا فلا شىء عليه . وأما من خطاً ما اجتمعت عليه الأمة مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج وما أشبهه » فهو إلى الشرك أقرب . وأما من قال : ( هذه المعاني منسوخة ) كفر . إن قال : ( يجري علا النسخ برأي المسلمين ) فإن كان منه رأيا عجز › وإن كان دينا هلك »٠ وليس فيه من الطعن شيء . وأما قوله : هذا الطاعن في دين المسلمين يقتل في الظهور وفي الكتان › أو هو حد من الحدود ولا ينفع إلا في الظهور . اعلم أن جميم مسائل المسلمين في القتل أساغوها في الكتان والظهور ما خلا الرجم من الزنا . وأما قوله في الطاعن : من أين جاز قتله ؟ أمن الكتاب أم من السنة ؟ ام من راي المسلمين ؟ فالله أعلم » ليس فيه أ كثر مما ذكرت لك أولا » أنه من طريقة المسلمين ٠ وقد تقدمت المذ كور فيا : ل فقاتلوا أئمة ¶ والاية محتملة › فالله أعلم . وأما وجوبه في الظهور والكتان › فاعلم أن الكتان قد وسع فيه كثير من شرائع الإسلام في فعله وفي ترکه . أما الظهور› فواجب أئمة العدل إقامة دين الله فيه › قولا وفعلا وسا وعلانية . وأما الطاعن إن تاب ورجع في طعنه فمقبول لا قتل عليه . ت وامخالف إن طعن في دين المسلمين ثم رجع إلى دين المسلمين » فرجوعه من دينه إلى دين المسلمين رجوع عن طعنه وتوبته من طعنه . وكذلك إن صوب دين المسلمين فهو رجوع عن طعنه » ولو لم يرجع وأما من صوب من طعن في المسلمين أو تقض مذهبهم » أكان ذلك طعنا م لا ؟ فهو أعظم من الطعن . وكذلك إن أمر بالطعن فيهم أو استحله أو صدق من طعن فيم » فهذا هو نفس الطعن . وفي مخالف دعا المسلمين إلى الرجوع إلى دينه » أكان ذلك طعنا أم لا ؟ فهذا ليس بطعن . وأما من قصد إلى مسلك من مسالك الدين الأربعة مثل الظهور والكتان والشراء والدفاع فخطأه » فهذا ليس بطعن إن كان مراده انتصارًا لمذهبه . وأما من تبراً من الاسم الذي نسب إلى مذهب الحق بالاسم المشهور › فإنه طعن منه مثل من طعن في الوهبية هكذا أو الإباضية . والمخالف إذا قصد ببراءته إلى قبيلة المسلمين مثل نفوسه أو مثلهم › فهو أعظم لطعنه وكفره . وأما إن قصد إلى قبيلة تنسب إلا خصلة ظاهرة فطعن فيہم بسبب تلك الحصلة › فليس بطعن . وأما من برا ممن برا من انخغالفين » كان هذا طعنا ام لا ؟ فليس بطعن . ا۲۱ س كل من ذهب إليه من انتصار مذهبه ولم يقصد تعييب المسلمين » فليس وأما إن طعن في دين المسلمين خوفا عل نفسه » فليس بطعن » وان اعتذر وقال : ( إا فعلت خوفا على نفسي ) قبل منه . وإن أعطى الأجرة على الطعن في دين المسلمين » فهو نفس الطعن فيهم . وأما أن يقتل بالترجمان الواحد إذا شهدوا منه ذلك أو لم يشهدوه ؟ اعلم أنه جری ابر بن زيد س رجه الله س شيء من هذا حين دل على قاتل خردلة » والحوطة أمينان . وأما إن حضرت لقوم وشهد أمين واحد : أنه طعن قديمًا » والراجع إلى دين النخالفين من أهل الحق » ليس في ذلك طعن » وإنا مراعاة الشاهدين في الأحكام التي بين الناس › وأما الدين فلا › فإنه يجوز فيه أمين واحد › بشرط إصابة الحق » ويسعك التوقف دونه ولو شهد لك ألف شهيد مع الجهل أو الريبة إلى أثر أو إلى أمير المؤمنين لظهور عدله وأمانته إن أمرك باإقامة الحدود من القتل والقطم والجلد › فواسع لك بقوله ولو لم تشاهد الفعلة . وكذلك الترجمان الواحد في هاتين المسألتين » والعدو فيجوز فم التقدم والبسط والقتل والسبي والغنيمة › والبراءة من وراء ذلك . والله أعلم . إن وقعت الشبة أو الريبة أو الجهالة في شيء من هذه الأمور فعليك التوقف ولو شهد لك ألف شاهد . وليس لأمير المؤمنين أن يحملك على ما جهلت › ولك أسوة في عمار ابن ياسر ومن معه من المسلمين وهم في مائة ألف أو يزيدون على أنه جعله رسول الله علما للفتنة » وقد توقف عنه عبد الله بن عمر بن الخطاب وسعد بن أي وقاص وسعید بن زيد بن عمرو ومحمد بن مسلمة وزید بن ثابت ۲۱۲ س وجل الأنصار الذين توقفوا في تحلة دم عڅان بن عفان فعذرهم المسلمون في ذلك » مالم يقم الابتلاء » ولم يقتحموا أحد الشروط الثلاثة : اتخاذهم شکهم دين الله 6 ُو البراءة ممن خالفهم ٤ و دعاهم شکھهم الى هدم قاعدة من قواعد الاسلام . والحمد لله رب العالين . 2 و كمل بحمد الله وعونه وتأیيده ونصره . وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم تسليما . ےد علد علا `2 4 24۹ ۳٢۲۱ س بسم الله الرجمن الرحم وصلى الله على سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم ; تسليما . قال الشيخ يوسف بن إبراهم الورجلاني ‏ رحمه الله جواب رسالة أخي محمد بن الشيخ النفوسي الأبدلاني › عفا الله عنه . ( أما بعد ) يا أخي بلغني كتابك العزيز الأَثير الثنى الخطير وقرأته ففهمت مرادك » تذ کر فيه مسائل عن أشياءِ تحیرت فیہا عن القران وغیيره ٤ والله تعالى يا أخي يقضي جوابك ومأربك . اعلم يا أخي أنا قد صرنا في الزمان الذي ذكره الأوائل عن رسول الله ع یکون في اخر الزمان » أنه قال : « إذا كان في اخر الزمان تواتر فيه الزلازل والفتن على الرجل المسلم . فإذا أقبلت فتنة قال : هذه مهلكتي . فإِذا اتجلت أتاه أعظم متها › فقال : هذه هي هى . فلا يزال العبد تعتوره الفتن والصائب حتى إذا مر بقبر تمنى أن يكون صاحبه » . وقد كان رسول الله عفد يقول لأصحابه : « إذا كثرت الفتن فليتخذ أحد عنزا عفراء يتبع بها شغف الجبال » . وليت لو كان اليوم هكذا » لقصر العناء › وبلغنا المنى » لكن الجبال اليوم يقصر دونها الطرق ء ويحول بينك وبينها الخوف . وما ظفر الحجاج بن يوسف بعبد الله بن الزبير » أصاب في بعض خزائنه تابوتا عليه أقفال فافتتحها » وفي داخلها حق( فافتتحه › وفي داخل الحق درج فافتتحه يحسبه جواهر الدنيا » فإذا فيه كتاب فقرأه فٍذا فيه : ( إٍذا کان اللقتب ألفا » والحديث حلفا والشتاء قيظا › والولد غيظا ء وفاض اللئام فيضا وغاض الكرام غيضا › فأعنز عفر في جبل وعر ۽ خير من ملك بني النضر » هكذا حدثني كعب الأحبار ) . يعني بالنضر ملك قريش . (١) الحق : وعاء صغير ذو غطاء يتخذ من العاج أو الزجاج أو نحوهما. ( مراجع ط ۲ ) . ٢٤۲۱ ب ولقد جرى علينا يا أخى في ورجلان من المصائب ما يستغرق مصائب الدنيا وآفاتها إلى مصائب الدين » يكثر تعدادها ويشجو تردادها » فاقت الوصف وجاوزت مصائب الدنيا وافاتها إلى مصائب الدين › جاء ما لا يوصف وزال ما يعرف » إنا لله وإنا إليه راجعون » لا عزاء ا إلا واحدة وهو قول رسول الله » وذلك أنه مر على مقبرة فقال : « سلام عليكم دار قوم مؤمنين نم لنا سلف ونحن لكم تبع » وإنا إن شاء الله بكم لاحقون » وإنا لله وإنا إليه راجعون » ووددت أي رأيت إخواني » . قالوا : ( ألسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ ) . قال : « بل أنتم أصحابي » وإنما إخواني قوم يأتون من بعدي » يوُمنون بي ويعملون بامري ولمم يروي فاولعك لحم الدرجات العلا › إلا من تعمق في الفتنة » . وفي بعض الرويات : « يرون سوادا في قرطاس » فيؤمنون بي الواحد منہم خير من خمسين منكم » . وسنفرد إن شاء الله للمتعمق في الفتنة باب » وكيف يكون واحد منا خيرا من خمسين من الصحابة ؟ وأما سؤالك يا أخي » فيما ذكر الله في سورة الأعراف من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وهو قوله : ل فألقى عصاه فإٍذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين › قال اللا من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم ‏ . ثم قال في الشعراء ل فألقى عصاه فإذا هي اتعبان مبين ونع يده فٍذا هي بيضاء للناظرين قال للملاً حوله إن هذا لساحر علم 4 . اعلم يا خي أن موسی وھارون صلی اللہ علی نبینا وعلیہما مکئا مع فرعون أربعين سنة بعد الدعوة › فنجا موسى وهارون عليہما السلام وغرق فرعون وجنوده . ک ت ولكن نمرة سؤالك أن لو كان متعلقهما في يوم واحد » ولكن يجوز أن يكون متعلقهما مع فرعون وجنوده في أمكنة شتى » فيقع الكلام من فرعون تارة ومن اللا أخرى . إن الملوك إذا جرى بين یدہم من الأمور العظام ء فمن حسن الادب من الوزراء وال جنود والعامة إلا يتقدموا بالكلام حتى يكون هو المتكلم بنفسه ثم تتبعه العامة في كلامه » ولا جری ما جری لوسی معه قال فرعون للملا الذي حوله : ( إِنَ هذا لساحر علم ) . فلما صدر هذا الكلام من فرعون » أعقبه الملا وقالوا تصديقا بالكون فيما قال : ( إن هذا لساحر علم ) . والخطاب من فرعون خصوصا لم » والخطاب من اللا تصديقا لفرعون وإظهارا لطاعته له . وانتشر القول والأمر من الوزراء إلى الجنود » ومن الجنود إلى الرعية › ومن الرعية إلى العامة والنساء والصبيان والولدان » تصديقا لقوله وتعظيما لفعله وهذا أدب الملوك الأولى في سائر الدنيا » مع الوزراء والجنود والرعايا والعامة والرجال والنساء والصبيان والولدان . ت ( قصة ظريفة ) : جرت في بلاد زغاوة لملکهم وهو ابن أويك وهو أبو محمد العريق في أعلى القلزم . وذلك أن بلادهم ليست بها حجارة » ويتعجبون اذا روا منہا شیئا مثل مدق النوى للجمال › ويذ كر الناس غم الصخور والكدى والجبال في الأسلام › فيتعجبون من ذلك . وقال لحم أهل كوار : ( إن في طريقنا إليكم جبلا مثل الصومعة طولا ) الذي يذكر الناس أنه مثل الصومعة طولا › وأنا قد أبصرته من صومعتين ) . فقال له مسفرم : ( لابد من موّنة وقوة ) . فامر له مائة أل راکب من جنوده ومائه لف حادم لزاده ومونته . وقال له : ( لابد من السلاسل التي تير الجبل ) . فأمر له بمائة ألف سلسلة وعشرين › ومثلها ازقاق . فخرج مسفرم بعساکره حتی انتہى إلى الجبل فامرهم » فخروا في راسه خره وربطوا فيها السلاسل وداروا به » فجذبه المائة ألف ولم يتحرك الجبل . فصاحوا : ( تکیری تكيري ) . أي أبى أبى . فما سمعه أحد من الناس إلا قال : ( تكيري تكيري ) حتى وصل الكلام إلى املك . قال : ( ارجعوا ) فرجعوا مسيرة عشرين يوما . وقد رأينا هذا الجبل بأعيننا ووقفنا تحته . ومن عادة الملوك : أن تبداً بالكلام فيتصل بالعامة فتقو له حتی يقع الفصل . ۲۱۷ ب وريما يقوله فرعون أول مرة في موطن ويقولونه هم في مواطن أخری » فحكم الله تعالى الأمرين جميعا » فجعله في سورتین مختلفتین لا بنی الله عز وجل القران عليه من الفصاحة والبلاغة » وما يتضمن من لحن الخطاب وفحواه ودليله ومعناه . وإن ما بنى عليه القران من اختلاف السور وتقطيعها » والاختصار في بعضها والإكثار في بعض » لا يشمل العامة ويسوسها ويصلح ها . وربا قرا الواحد قراءة القران ولا يسمع له الأخر » ويفترق القران في الجهات والبلدان › وغذا المعنى الذي جعله الله حكمة لمصال العباد » فمن قرا من القران جزءا واحدا وجد فيه جميع أخبار الأمم والأنبياء والرسل » ومن قرأه أجمم أصاب الكل › فلهذا قال الكفار في القران ولم يعرفوا له وجه الحكمة › قال الله عز وجل عنهم : لل وقال الذين كفروا لولا أنزرل عليه القران جملة واحدة ‏ قال الله عز وجل : كذلك لنثبت به فؤادك ‏ أي تفسير » أو أنزله الله تعالى حكمة فمن لم يستطمع لحفظه أجمع أجتزاً ببعضه » فتكون القصص عند بعضهم كاملة وعند بعضهم قاصرة › فاتبع الكل بالكل . وكذلك إخبار الله عز وجل عن اهل القيامة وزلازطا والاخبار عن الجنة والنار » وبالقران قصص طوال ومختصرات وأشارات وتلويحات › تتردد بين لحن الخطاب ومعناه وتتوزع بين لفظه ومعناه ولذا فاقت العربية جميع الكلام › والعرب جميع الم » وأفردها بالعقل والفهم والعلم وال حكم . وأما ما ذكرت من أمر موسى وال خضر عليهما السلام . اعلم أن الله عز وجل قسم العلوم بين العباد على ثلاثة أقسام : اثنان منہا ضروریان » وواحد اختياري . ۲۱۸ فعلم ضروري » وعلم العقل ضروري » والاختياري : علم الشرع فجعل الله تعالى في العلوم الشرعية والعمل بها » لن التزمها ودوام علمما واھتبل بہا قولا وفعلا واستعان عليہا بالعلوم الضرورية حسًا وعقلا تطهيرا للقلوب وتنقية ا من الأنجاس والأرجاس واستضاءة من الظلمات والكدرات . فمهما واظب الأنسان على العبادات تراكبت أنوار العبادات على القلب › حتى تتضح فيه حلية الحق ووتتجلى وتظهر فيه صور الموجودات وتتجلى . وأنا أشير لك إلى حالة اللإنسان في سفره إلى الله عز وجل والتري ي العلوم من أوله إلى اخر الغاية إن شاء الله عز وجل . أما بعد » فإن الله تعالى لا خلق ابن ادم في بطن أمه » فمكث في الرحم أربعين يومًا نطفة » وأربعين يوما علقة » وأربعين يومًّا مضغة » ووقع التصوير في عشرة أيام » وهي مائة وثلاثون يومًا ء وهي أربعة أشهر وعشر ء وعند تمامها ينفخ فيه الروح › وعند نفخ الروح يقتبس العلوم الحسية ويتولد عنما اللذة والاال م › فقام عنہا علم الخيال اقتبسه من حواسه فما زال كذلك حتى يخرج من بطنه أمه » ومعه ملك مقترن معه من بطن أمه . فلما خرج من بطن أمه قارعه الحواء بعد كن الرحم والشيطان » فصرخ الصرخة أول املاحه والصيحة أول نياحه . وول ما يظهر من علومه الخیال فیوٌدیه يافوخه إلى دماغه » فما حصل إل اليافوخ من الحواس أداه إلى مقدم الدماغ فصار خياڵا . وفي الدماغ ثلاث مقدمات › وثلاث قوی . ۲۱۹ س فالأو ى : منفردة بعلم الخيال » وهي في مقدمة الوجه » وفيا يتردد الخال ولا يتجاوزها . والثانية : في وسط الدماغ . وتسمى الحافظة › وهي التي تحفظ جميع ما داه الحس إلى القوة الخيالية إلى الحافظة وهي مغرس الوهم انفردت به . الثالثة : وهي مركز الفكر يتردد فيا الفكر في الامور التي توهمها من فاول ما سبق إلى الطفل بعد أن خرج من بطن أمه القوة الخيالية » فإذا اشتدت حواسه وقويت قليلا » قويت قوة الخيال وأدت إلى الثانية التي هي الوهم » وإن قوي الوهم أدى بقوته إلى القوة المفكرة › وإن قويت استعمل الفكر › وإن قوي استعمل القياس › فيقع للطفل الصغير التفرقة بين أبويه وقماش البيت وخشب الدار » وتقع له التفرقة بين أهل بيته وجيرانه » وتظهر له الحاجة ذات نفسه إلى أبويه وأبوتهما عليه » فعند ذلك القوة المفكرة والملك الموكل الذي هو صاحب ايمين في إلامه في جميع فجوره وتقواه › ليجتنب أو يمتشل ذا . فإٍذا ترعرع قلیلا قوی قياسه » فهو في ذلك إلى سبع سنين » اقترن معه الك الثاني فهو صاحب الشمال › فيكون طوع صاحب العين ٠ وتسديدا وتمهيدًا ما ألحمه صاحب الجحين بسبع سنين إلى حد بلوغه › وبلوغه أربعم عشرة سنة ودخل في الخامسة عشرة سنه . فهنالك تقوى حاسة العقل وتبلغ وتكمل واحتمل التكليف . فهنالك يستقبله سفر اخر وهو سفر التكليف ء واحتمل الامر والنبي ۲۲۲ س فمن بلغ هذه الدرجة زال العمى عن بصره والغطاء عن قلبه » وحصل في علم المكاشفة وهو العلم اللدني الذي فاق علم المرسلين والملائكة المقربين والأنبياء أجمعين . فإن قال قائل : وهل في الخلق من يفوق علمه علم الملائكة والمرسلين وقد أرشدوا بالشرائع في إصلاح الخلق من عند رب العالين ؟ قيل له : أجل » أن المرسلين إنما بعثوا في مصالح الفساد في الظاهر وبقي عليهم علم الباطن الذي استاثر الله به » إلا من خصه من عباده . وسيأتي لشرح ذلك وبيانه إن شاء الله بعد . وسأنبهك بنكتة هنا : أن الخضر هل يلزمه من شريعة محمد ع شيء ؟ ام لا ؟ علم نفسه اللداني الذي خصه الله تعالى به . لكر » وليس على الخضر من ذلك شيء » ولو رأى رجلا أراد أن يقصد رجلا ليقتله » فليس عليه أن يعرف صاحبه ما أراد به الآخر » ولا أن يدفعه عنه ولو قدر » ولا من سمعه يبتدع في دين الله تعالى أو يعبد الأصنام وينطق بالباطل أن ينهاه » ولا يعرف الناس بأهل البدع » أو يزجر أحدا عن معصية ل تعالى » أو يعرفه إذا جهل أمر اله تعال . فحاله كحال الملائكة المقربين ومن وراء ذلك أن يكون كعزرائيل › من أراد موته أماته وقبض روحه » ومن أراد حياته أحياه » فهذه خاصية ليست للأنبياء ولا للمرسلين › إلا بعد الامر من الله سبحانه » وهو مطلق اليد في جميع ما أراده ۰ ٢۲۲ وهذه النكتة شرح لجميع ما جرى له مع موسى عليه السلام » فهو يتبع طريقة الشرع أصاب م أخطا ٠ وال ضر اتبع العام اللدافى من رب العالين › صا فن قال قائل : إن رسول الله قال « لو أن عيسى عليه السلام حي بين أظهر ك ما وسعه إلا اتباعي » . يل له : نعم › إن عيسى بعث بالشريعة كمحمد عليه السلام ومن العادة الاخر ينسخ الأول » فشريعة عيسى سبقت » وتأخرت شريعة محمد عليه السلام » لكن العلم اللدني ناسخ لو ورد . ولنرجع إلى ما نحن فيه » فمن اقتصر من العارفين على اليقين كان من لموقتين المتقين . ومن اقتصر على علم دون اليقين كان من العلماء الراشدين الخغلصين . ومن اقتصر على الظن كان من المؤّمنين الممدوحين الذين ظنوا أنهم ملاقوا رہم وأنهم إليه راجعون . ومن اقتصر عن الظن إلى الايمان كان من الؤمنين الصاحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ولکل درجات ما عملوا . ومن اقتصر على ما دون ذلك إلى القياس في الأفكار والوهم في الخيال › والخيال أصل الأطفال › كان من المهملين المغرورين » وهم شبه الأطفال أو شبه الرجال المغرورين من الجهال » فظهرت منّة الله تعالى على الأطفال أن أصحبهم الإيمان من حين ولادتهم إلى أن بلغوا حال الرجال » فمن مات منم قبل البلوغ دخل الجنة لحرمة ادم عليه السلام ء وبشفاعة إبراهم الخليل عليه السلام » وبشفاعة الملصطفى محمد لدم وإبراهم والأنبياء والملائكة والمؤمنين ٢٤۲۲ — ‎U £‏ أجمعين › الذي سبق من عند رب العالين من بطون أمهاتهم » أعاذ الله من اخترام الشيطان وتضليل الآباء الضالين المضلين . ‏ومن مات من الرجال على دين الأطفال وسلم من أمهات العاصي > ٠٠ من أهل الجنة البله الذين هم الأكثرون . قال رسول الله عي : « أكثر هل الجنة البله € . ‏فان قال قائل أك قد وز ۱ غير مكلفين ولا مأمورین ولا منہيین ؟ٴ ‏اعلم يا أخي أن الله تعالى جعل القلوب منطوية على الأذعان للعبودية في رقابهم من أول الصغر واقتبسوہ من تسلیط ابائهم وتمکنت في قلوبہم ربوبية الرب وعبودية العبد › اقتبسوا ذلك من القياس السابق لم إلهم .٠ ‏ومصداق ذلك الحديثان : « خلقت هذه القلوب » وقوله : « كل مولود يولد على الفطرة . ‏وما أعاذ الله إبراهم الخليل أيام كان في الغار مستخفيا عن الجبار الذي كان يقتل الأطفال » حين ذكر له أنه يولد في هذه السنة مولود » يكون هلاك ملكك على يديه . ‏فلما ولد ذهب به والداه إلى الغار › فا درجاه فيه › ويختلفان إليه › وترضعه والدته » فلما كبر قليلا › وفهم الكلام وما يتحدثون به من أخبار الناس » والبلد والملك وجنوده والأصنام اتهم . فقال لوالدته يومًا من الأيام : ( من إِلهي يا أمي ؟ ) . فقالت له : (أنا) . فقال شا : ر ومن إِلهكِ انت ؟ ) . ٥۲۲ — فقال شا : ( ومن إله أيي ؟ ) فقال : ( ومن الصنم ؟ ) فلما ذكر لا ذلك » ضربته ضربًا وجیعًا » وبکی بکاءِ شديدًا » وبقیت القضية غصة في قلبه . وكانا إذا رجعا إل البلد › سدا عليه باب الغار بالحجارة » خوفا عليه من املك » الذي يطلب الأطفال ليقتلهم › ومن السباع . فلما ذهبا عنه » جاء إلى باب الغار عند غروب الشمس »› فنظر من خلل الاأحجار التي سدت عليه باب الغار › فأبصر الزهرة تهوي للغروب » وراها مشرقة مضيئة . فقال : ( هذا إلهي ) » فاراد أن يتخذ لنفسه إلُها › مثلما اتخذه أبواه » فرصدها فتأملها حتى غربت . فقال ) قال الرب عنه : ( لا مم هو كذلك › حتى نظر إلى القمر بازغا » أكبر من الزهرة . قال : ( هذا ربي ) فلما فل قال : ( لعن لم یهدني ريي لاكونن من القوم الضالين ) . بازغة قال : ( هذا ربي هذا أكبر ) فلما أفلت قال : ( يا قوم إِني بریء مما تشر کون ) . والارض وليكون من الموقنین فلما جن عليه اللیل رای کو كبا قال : هذا ربي . فلما أفل إلى اخر القصة . ٢٦۲۲ س فلما قضينا لكل مولود يولد على الفطرة بالفطرة وبالحتيفية قضينا له وبالحنيفية بعد الايمان كل من مات صغيرا ٠ لاولاد المؤمنين ولاولاد الملشركين . ا قال الله عز وجل في أولاد المؤمنين : ل والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ڳ . وكذلك أطفال المشركين » الأطفال الذين ماتوا على الفطرة والحنيفية › وهو مذهب معاذ بن جبل ‏ رضي الله عنه أعلم هذه بعد نبيما عليه السلام ‏ وهو أشبه لأن من غرق من الأطفال من قوم نوح وأبناء الأ التي هلكت › يذهبون باطلا ولحم الإيمان ‏ وهم أولاد أبينا ادم عليه السلام ‏ لا إلى جنة ولا إلى نار » خلافا للخوارج الذين يقولون : ( إن أطفال المشركين كافرون مشركون ) . وتاولوا قول الله س عز وجل س حيث يقول : مل ولا يلدوا إلا فاجرا كفارًا @ » فكيف بن ل یولد بعد ؟ وإنا أراد : إِذا ولدوا وتركوا على ما هم عليه من تلقین ابائهم » إلى ان يبلغوا الحلم » فهناك يكونون فجارًا . والباريء سبحانه يخلق في الجنة الحور العين والولدان ويترك ذرية ادم تذهب إلى الثار أرسخ امانا من آبائهم | طق کا بيش و ورد أيضا على هؤلاء ‏ أصحاب الحديث ‏ الذين يقولون : ( إنه توقد هم نار فيؤمرون أن يقتحموها » فمن اقتحمها دخل الجنة » ومن أبى فيۇمر به إلى النار ) . وأما أمر تكليف الأطفال فليس هم عقول يفهمون بها ما غاب عنهم وما ياي من أمر الا خرة والقيامة . ان امل - ةه 2ا . إن تأملت في الحقيقة لرأيهم اليوم في التكليف لا حملناهم عليه من تعلم ۲۲۷ ب والاختتان » فهذه كلها عقوبات على تضييع أوامرنا واقتحام نواهینا تادا منا فم فن قيل : وهل يكون منهم الكفران ا صح منهم الإيمان ؟ منزلة الأطفال » وقضينا لحم بالإيمان بحكم الرسول » وظهور الدليل في تعليمهم قبل الوصول لكنه البلوغ » ومن ترق من الأطفال من الإيمان إلى الظن وهو الدرجة التي فوقه » حصل في جانب الظن ٠ كان من أولياء الله الصاحين . ومن امتنع من هذا بعد ظهور هذه الأحكام فقد كابر » قال الله عز وجل في يى بن زكریا علیهما السلام : ل واتيناه الحكم صبيا 4 والحكم أبعد من الإمان . وقال في عيسى عليه السلام : ل يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيديتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ¶ . وقال أيضا : مل ويعلمه الكتاب والحكمة والتوارة والأتجيل ورسولا إلى بني إسرائيل ‏ . وي طفل أصحاب الأخدود ية » ومن وراءِ ذلك أجنة السقط يوم القيامة عند باب الجنة » حتى يبر أبويه رهنا فيدخلهما الجنة . وقد قنع الرب تعالى من عباده المؤمنين بالإيمان › وهو أول السفر إلى مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله 4 . ۸٢۲۲۸ — وقد قال إيراهم عليه السلام : في أعجب العجب من سريته ومن ولده إسماعيل حين رماهما بين جبلين لا ماءِ ولا طعام » فقال : ل رب أرني كيف تحيي الموتى قال : ألم تۇمن ؟ قال : بلى فقنع منه الباريء سبحانه ببلى › وأمره باخذ الطير فتسلي بها عن ولده إسماعيل وامه . فإن ترق من الإيمان إلى الظن كان من الممدوحين الذين قال الله عز وجل فيهم : ل الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ‏ ٠ وقال : ل وظنوا أن لا ملجاً من الله إلا إِليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحم ¶ . فمن استظهر بعد هذا بالدليل والاعلام » وظهر له صنيع الله عز وجل في الأنام إلتحق بدرجة أهل العلم وكان من العلماء الشاهدين والأولياء الراشدين . قال الله عز وجل س : لل شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة ‎ ...‏ الأية . بخ بخ لن استاثر الله تعا ى به وانتزعه من جملة خلقه إلى کنفه وحيزه . إن ترق قليلا حتى تكن علمه في قلبه ورسخ وقوي حتی لا ينسخ وكان لا يستوحش من جميع الخلق لو خالفوه ترق علمه إلى درجة اليقين › تر ف ى أعظم رجات دك سن ران » وصح في یا من الصبر » . فن زاد قلیلا وترق وانتہی إل المعرفة » فهناك تسكن نفسه إلى لى الرب ء ما لاح له من ربه من علامات وإشارات تقع المعرفة له بها . ولا أحد متهم » ا موده مي استجاية و دعائه ومۇانسته فى وحدتە 0 واصطناعه في مهماته » فهذه درجات التقرب إلى الله تعالى . فإذا بلغ هذه المنزلة رفع الله عز وجل الحجاب بينه وبين خلقه وانكشف له الغطاء عن قلبه في جميم ما أراد الله عز وجل أن يحدثه اثره بعلم ذلك وخصه به » فکانت علومه من لدن الله عز وجل ہہ لا بواسطة من غیره » کا قال س عز وجل س : مل واتیناه من لدنا فكان لا يحتاج مع هذا العلم اللاني إلى تعلم ولا تعلم » وصار فواده مراه الخلق قد انطبعت فيه صورة كل شيء » كالراة التي تقبل صورة کل جسم قابلها . فهو هذا عند العلم اللدني الذي أراه الله الخضر عليه السلام » فاستاثر موسى بعلم الشرائع واستاً ثر الخضر بالعلم اللدني فكان ف فى الخلق مطلق اليد کعزرائیل صل اله عليه والروح الأمين جبريل عليه السلام في في الشرائم › وميكائيل في الكون والفساد › وإسرافيل عليه السلام في الانخرام وما يدلك علي ما قلنا أن الله تعالى أخرج الخضر من حيز المكلفين ذوي الشرائع › » فليس يلزمه إلا ما سنح في خاطره فعليه اتال » ولیس عليه ان يأمر بالمعروف إذا راه منا » ولا أن يهي عن المنكر إِذا راه منا » ولا أن يدفع عن مظلوم » ولا قيام بحق معلوم » فحاله كحال الملائكة صلوات الله علمہم اجمعين . وليس على الملائكة أن يظهروا إلينا فيأمرونا أو ينهونا » إلا إن أرادوا ذلك إلامًا وإعلامًا . فلذلك وقع التشابط بين موسى عليه السلام وبين الخضر ء فهذا يعمل على أسلوب علمه في الإلحيات › وهذا يعمل بالشرعيات ء وربك بكل شيء علم » وقد قال رسول الله عة : « إن من العلوم كهيئة المكنون » لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله ‏ عز وجل ولا يجهله إلا أهل الاغترار به » فلا تحقروا عالمًا أتاه الله 2 فإن الله لم يحقره إذ اتاه إياه » . ۲۳۰ — عجائب ما تضمن حديث موسی والخضر علہما السلام وذلك أن موسى عليه السلام قام خطيبًا في بني إسرائیل » فساله رجل فقال : (يا نبي الله ء هل تعلم في الدنيا من هو أعلم منك ؟ ) ٠ فقال موسى عليه السلام : « لا أعلم ذلك » . فكلمه الله تعالى فقال : « بل عندنا الخضر » . فقال : « یا ري ومن لي به؟). فقال عز وجل : « اطلبه تجده وهو في البحر » . فقال موسى عليه السلام : « من يدلني عليه ؟ » . فقال له عز وجل : « خذ معك حونا واتبعه » فحيث انساب ئي البحر فاتبعه › تجد طريقه في البحر سربا » . فأودع موسى عليه السلام عند يوشع بن نون الحوت » فجرى لما الذي ذكر الله في كتابه » إلى أن رجعا من بعض الطريق والتقيا مع الخضر عليه السلام في قعر البحر مثل من قعد في ظله › والطريق إليه سرب الحوت ٠ كل ذلك ايات وعجائب ٤ صنيع الله عز وجل الذي ُتقن کل شيء . وقول الفتى لموسى عليه السلام : « وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره € ٠ فإن قال قائل : فمن أين جاز للفتى أن يقول : ل وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ‏ أمن جهة الشرع علم ذلك » أم من جهة سوء الظن بالشيطان فساغ له ذلك ؟ وهل يسوغ لاحد منا اليوم مثل هذه القولة ؟ وهذا كله لم يشاهد للشيطان ولم يبصره حتى يقع له منه النسيان ؟ اعلم أن الشيطان عدونا قال الله س عز وجل س : ل إن الشيطان لكم عدو فاتفذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير 4 والله تعالى ا۳٢۲ ہہ جعله مأوى للشر وموطنا له وأباح لنا الله س عز وجل س معاداته » وان لم يكن النسيان من أفعاله فان له فيه نصيبا وحرمان الذكر . وي تسلم موسی للفتی قوله وإقراره عليه ولم يرده عنه » علمنا أنه مباح نا سائغ » ونحن في اثر الفتى يوشع بن نون مسرعون وله متبعون » ونقضي للشيطان بكل سوء وكل شر وإن لم نبصره لأنه موضع الشر ومعدنه ومأواه . واعلم أن النسيان من طبع الانسان وبه سمى الانسان إنسانًا › وللانسان فيه نصيب مهما أعرض عن ذكر شيء مرة بعد مرة نسیه . وقد عذر الله عز وجل المؤمنين في النسيان قال الله تعالى : ل رينا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أحطانا ‏ في عشر كرامات » أجابهن ن الله تعال ى للمؤمنين فهن النسيان › قال الله تعالى إذ سألوه إياهن وقد تضمنتهن الآيتان اللتان في اخر سورة البقرة : ل امن الرسول با أنزل إليه من ربه والمۇمنون .. إن السورة وفهن ئ ريال توا تؤاخحذنا إن نسينا . فدكراڭ عز وجل وو لطا الأجاية » وقد وعد لس عو وجل س الإجاية في موش فقال : لل ادعوني استجب لكم 4 على أنه لا يليق بالباريء أن يظهر على نفسه سوال المسلمين ثم لا يجيب لم » مثل أفعال اللعام المانعين ء وسوء الثناء فإن قال قائل : فهل يكون الجواب على معنى الحاجة » ضرت أو نفعت ٤ أو مقدار ما طلب العبد » أو يتفضل الباريء سبحانه فيعطى أ كثر مما طلب العبد منه ؟ الجواب : أن الله تعالى يعطي أكثر مما سأل العبد » وذلك سائغ في كرم . ۳۲س وهل يجوز أن يسأل العبد ليجيبه بخلاف ما سال ؟ الجواب : أنه سائ » لأن الله تعالى عالم بأسرار العباد ومصالحهم » وريا يطلب العبد الحاجة وربما يكون فيا بواره » فيطلب مأ ومشروبًا وقد علم الله أن فيه سما . ومن يطلب الأولاد على مقدار شهوته وفي ذلك المقدار هلاكه › كالذي يطلب ألف دينار » وقد علم الرب منه إن أعطي ألفا أنه يدخره فيرثه ابنه بعده » فيدخره الله تعالی لابنه من بعده . هذا الغلام المقتول » في بغياه هلاك الأبوين » وأعطاهما بدله أنثى صبية كان من نسلها سبعون نبيا . ووجوه الاجابة كثيرة ومصال العباد الله أعلم بها ء وريا يطلب العبد في الدنيا مالا وقد علم الله تعالى أنه يموت غدًا » فيجعل له بدل دعائه ثوابا في الاخرة . وهل يجوز أن يسال الله تعالى فيجيب لغيره ؟ قيل له : نعم » كالذي جرى لوسى عليه السلام . وقال حين سأل : ج إن هي إلا فتنتك تضل بہا من تشاء وتهدي من تشاء نت ولينا چ ِل اخحر الاية . قال سول ا 5 : « إن ن نظرت في أي و11 ذب أعظم من ناسی القران ) . اليب فيه أنه لس سی عل تسان طح » لکن سيان . حبرل عل ابن آدم » وما کان من نسیان جهل » فما واب و لا يقم نسي ےہ ۲۳۳ س الباريء سبحانه ك لا ينسى ألم الضرب المضروب »› أينا توجهت فالله تعالى معك . وأما إحالة الذنب على إبليس من يوشع بن نون والنسيان : ¬ اعلم أن الله تعالى جعل إبليس اللعين والشياطين أجمعين رحمة من الله تعا لى الغفور الرحم لعامة المؤمنين . وذلك أنه يوقع المؤمنين في الذنوب بقدرته » وأكثر ما يوقع المؤمنين في الذنوب شهواتهم ولذاتهم » فأحال الرب تعالى الذنب إلى إبليس وسهل ال خروج منه على المسلمين . فخالف الرب تعالى إلى فعل إبليس فسهل الخروج منه فعفاه وحاه وحفاه ولاشاه » فنال المسلم شهوته في الدنيا وتغلص منها في الأخرة ء وسهل طم الخروج من الذنوب بالتوبة والحسنات والمصائب وشفاعة الملصطفى وعفو الرب أعظم » وتورط فيا إبليس بسوء نيته وسوء اعتقاده وفعله » ولم يبلغ من المؤمنين جل أمنيته . فأحال الرب تعالى للمؤّمنين إحالة الذنب إلى إيليس اللعين » ووسع ذلك سائر المؤمنين رحمة من رب العالين . وفي سكوت موسى » ولم يرد عليه قوله » وأقره على ذلك » وقبل عند ذلك عذره ٠ دليل على ما قلنا وبينا » والرسول لا يقر أحدا على المعصية وخلاف الشريعة . ونين نذكر فضل الله عز وجل س على ما وسع لعباده المؤمنين في النسيان . ۱ فأول ذلك : هل يسوغ للعبد ويصلح له أن ينسى الله تعالى ؟ ٢٤۲۳ اعلم أنه لا يسوغ نسيان الله م عز وجل قال الله تعالى : ل نسوا أحدهما : سائغ شائع وهو نسيان ذهل لو ذكر لذ كر » کا ينسى الواحد بعض جوارحه وبعض أسنانه وبعض أضراسه وجل جوارحه ومهماته وغير ذلك › فهذا النسيان نسيان سهو ولو ولغو . والثاني : نسيان جهل › فهذا محال مانع › فلا يتذ كر ولو ذكر » وهذا بعيد لأن أفعال الله عز وجل ظاهرة في العباد والبلاد أي توجه العبد لقي ما يذكره » لأن هذا إلى الجحد أقرب لا إلى النسيان › ك أن الواحد لا ينسى ألم الضرب ما دام يضرب » أو ألم الجوع إذا جاع . وإما يقع النسيان ف هذا إذا تمقدمه جحو د وهذا عير معذور . وأما نسيان المسائل التي لا يسع الناس جهلها على طريقة الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف في التضييق من أول وهلة » فلن يسعه نسیان جھل فیہا آخرا» والله أعلم » وأما نسيان ذهل فلا باس . والوجه الاخر من لا يوجب من المسائل التي لا يسع جهلها عند أي الربيع نسيانا ويسع جهلها عند غيره حتى تقوم الحجة عليه » وهذه الطريقة لم يرد عن أحد من العلماء التشديد فيها ولا التنبيه فيها ولا التوقف عليما ولا القصا إلا . وما على رأي من وسع من المشايخ من أول وهلة : عمروس بن فتح وعزان بن الصقر وابو خزر يغلا بن زلتاف وابن زرقون والامام عبد الرحمن فمن جهلها من الأصل فلا باس ولا شيء عليه » إلا أن ذكر فلم يذ کر » ٢۲۲ فمن نسیہا بعد علمھا ذھلا فلا حرج عليه » ومن نسیہا جھلا فھو إلى الجحود أقرب وإلى الإنكار أصوب . والنسيان فرع الجهل › فمهما وسعه الجهل من أول مرة كان النسيان أوسع » والنسيان فرع والجهل أصل » والفرع أضعف من الأصل والأصل قوی . وأما الشهادتان اللتان على العبد من أول وهلة فلن يسع نسيانهما جهلا ووسع ذلا . او نبي من الانبياء كموسى وعيسى »› أو قصة من القصص أو فريضة من الفرائض في المواريث أو غيرها » أو شيء من الحرمات من الفواحش والمعاصي › أو خبر من الأخبار » فقامت عليه الحجة به وأخحذه نصا أو ثم نسيه › إن كان ذهلا فلا كلام › وإن كان جهلا اختلف المشاي فيه . فاللشددون قالوا : إن هذا هو الرجوع عن العلم » وقامت به عليه الحجة إلى حلافه › فهذا هالك . وقال الأخرون : ليس هذا رجوعا ‏ عليه » وليس في نسيانه في ذهله أو جهله شيء» وإذا رجع كأول مرة من قبل أن تقوم عليه الحجة . وإنما الرجوع عن العلم : أن يرجع إلى القول بخلاف ما علم أول مرة › فهذا هو الرجوع › وهذه القولة أصوب فيما يليق بالباريء سبحانه » ولا سيما أن الدين يسر . بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ¶ . وقول رسول الله : « لا تشادوا هذا الدين فإن من شاده يغلبه » . ٢٦۲۳ س وقول رسول الله علد حكاية عن ربه : « انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء» وقول رسول الله عي : « أنتم في زمان التارك لعشر ما مر به هالك وسياتي على الناس زمان العامل فيه بعشر ما أمر به ناج ».٠ وقوله عليه السلام : « أكثر أهل الجنة البله » . ء 4 ۱( وقوله عليه السلام للأمة : « من ربك ؟ » فأشارت إلى السماء". فال لا : ١« ومن رسولك ؟ » فأشارت إليه . فقال : « هي مؤمنة ورب الكعبة أعتقها » . ووجه اخر ف نسیان الفرائلض الواجبات من الصلاة والز كاة والصوم ُو ثیابه ُو مصلاه ٠ والمدفونات من أمواله » أو دیول تلز مه من معاملاته و قراباته أو أرحامه » فهذا ليس عليه من شيء لا جهلا ولا ذهلا إذا نسیه مالم وإن كان مما إذا ذکر » فليس عليه منه شيء حتی یذ کر » ولو إلى يوم القيامة . ولو أن رسول الله عك صلى بالناس » وسلم على اثنتين يحسبهما أربما م يذ كر ومضى على اسلوبه » لم يلزمه شيء إلى يوم القيامة ويفوز باجر من صل اربعا وتوابعها . فإذا راد تذ كيره في الدنيا ذكره وقامت عليه الحجة › وكل صلاة نسيہا أو صيام أكل فيه فإن الله تعالى أطعمه وسقاه » على هذا الأسلوب . ووجه اخر : من كانت عنده بضائع الناس وودائعهم وأماناتهم ولقطهم › ۳۷٢۲ ہہ وما استخلف عليه من أموال الأيتام والأغياب › فأخذها وحفظها زمانا ثم نسيها » أو ادعاها عليه أربابما فلم يذكر حتى يوم القيامة » ويخرج الجميع من حسناته يوم القيامة . وإن أخحذها وأتجر بها وربح فيا أموالا جليلة عظيمة » فرد الأعيان التي تلزمه ولم يرد تلك الأرباح حتى نسيها » فليس عليه شيء . فهذا داخل في بعض اختلاف العلماء . منهم من يقول : إن هذه الأرباح كلها لأهلها وهم أرباب الأموال › وإن لم يردها في الدنيا حرجت من حسناته يوم القيامة . ومهم من يقول : هذه الأرباح كلها هي له » لقوله عليه السلام : « الخراج بالضمان » . وقوله « نى عن ربح ما لم يضمن » . ووجه اخر أعظم من هذا كله » إذا تعدى في هذه البضائع كلها والودائع والأمانات والقروضات واللقطات وأموال اليتامى والغياب بأعيانها › فأ كلها أو جحدها لأربابما » ثم أدركته رحمة الله تعالى فتاب توبة نصوحا ‏ ينبغي ويجب وأصلح حاله وأدى جميع ما عليه من ذلك » إلا أن ألف دينار كان عنده من جملة ما تعدى فيه ولم يذكره » أو أخرى من هذه الوجوه التي ذكرناها » ولم يذكره حتى يوم القيامة » فإن تباعة هذا الالف تخرج من حسناته إن كانت له حسنات »› وإلا على مولاه ويدخل الجنة . وكذلك لو كانت عليه تباعة من شهادة أو سرقة أو من غصب أو خيانة ك تقدم » ثم تاب وأصلح › فإن هذا كله يخرج من حسناته يوم القيامة › رواية ضمام بن السائب عن رسول الله عة » وهو قول أصحاب الحديث . فان لم تكن له حسنات فليرد عليه من سيئاته يوم القيامة . ۸٢۲۳۸ — للموّمنين غدا يوم القيامة في الحشر : يا معشر المسلمين أما ما بيني وبينكم فقد وهبته لكم » وأما ما بینکم فتواهبوه فیما بینكم » . ولم یثبت عندنا ما ذكر أصحاب الحديث في السيئات . والله أعلم . والذي يويد ما رواه ضمام بن السائب عن رسول الله ع » حديث داود عليه السلام مع أوريا وذلك أن داود عليه السلام قال : « يارب › إِني رأيت منزلة اباي إبراهم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل عندك عظيمة » كلما ذ کر تېم أثنيت عليهم خيرا بماذا بلغوا عندك ذلك » . قال الله عز وجل : « إن باك إذا ابتليتهم صبروا » . قال داود : « يارب لو ابتليتني لصبرت ا صبروا ) . فقال الله عز وجل : « إني إذا ابتليتهم لا أعرفهم بالوقت الذي ابتليتهم فيه » وأنا أعرفك بالوقت الذي ابتليك فيه › وأنا ابتليك في اليوم الفلاني » . فلما كان ذلك اليوم عمد داود عليه السلام إلى الحرس » فأدارهم بالحراب الذي هو فيه » في عدد كثیر » ثم أنه تعبد في داخل محرابه مديدة ۽ فاذا بطائر لا يشبه طيور الدنيا فيه من ألوان الزينة كل لون حسن » حتی حسبه داود عليه السلام أنه من طير الجنة › فقام إليه داود يحتاله حتى قرب منه وثب عليه وطار الطائر ووقع قريبا من داود » فقصده ثانية فوثب عليه فطار من بين يديه » وي الثالثة » طار إلى كوة من كوات المسجد 4 فقصده داود فطار › فنظر داود » فإذا بامراة جميلة تغتسل قريبا من المسجد » فلما أبصرته أسبلت على نفسها شعرها » فاخذت بقلب داود عليه السلام . ثم أن داود عليه السلام سال عنہا فقیل : انها امراة آوريا . فسال عنه فقيل : إنه في عساکر بني إسرائيل في فلسطين . نم أنه مكث مدة وقد أخذت بقلبه » ثم أنه بعث إلى عامل عساکر بني إسرائيل في فلسطين يستبطىء النصر ء أن قدم أوريا أمام التابوت الذي فيه ۲۳۹ السكينة » وكان من تقدم منهم أمام التابوت فلا ينهزم حتى يفتح الله عليهم أو يقتل › فتقدم أوريا أمام التابوت فقاتل القوم حتى قتل أوريا » فمكث داود زمانا فارسل إلى امرأته فتزوجها . وبقي دهرا ليس معه مما فعل شيء » فبينا في محرابه کا قال الله عز وجل س : لل وهل أتاك نبا الخصم إذ تسوروا الحراب 4 إلى قوله : فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ‏ . وذلك أن أحد الخصمين نظر إلى اخر فتبسم وتبسم الأخر » فاتهم داود نفسه » فطارا وتسورا المحراب كاول مرة فعند ذلك سجد داود » ومكث داود مدة طويلة ساجدا › فبعث الله ملکا فقال : « يا داود » إن ربك قد غفر لك فارفم رأسك » فرفع رأسه . فقال : « يارب إن هذه مظلمة لغيرك » فكيف بمغفرتك لي ولم يغفر لي صاحب المظلمة !؟ » . فقال الله عز وجل : « اذهب إليه وناده في قبره وتحلل منه » . فذهب إليه داود عليه السلام . نصفه ويقي النصف الآخر أسود ك كان . فقال له داود : « لم أبيض نصف رأسك ؟ » . فقال له أوريا : ( ما ناديتني أول مرة أبيض نصف راسي وحسبت انها القيامة فلما ناديتني ثانية علمت أنها الدنيا ) . فقال له داود عليه السلام : « اجعلني ي حل من قبلك » . فقال له : ( أنت في حل من قبي يا نبي الله » فجزاك الله عنا خيرا وما فرجع أوريا إلى قبره » وذهب داود عليه السلام راجعا إلى بلده . ٢٤۲ س فنظر داود عليه السلام إلى قلبه متغيرا عما كان أول مرة . فقال : « يارب » إِنك غفرت لي وجعلني صاحبي في حل » فما بال قلبي !٤ ) . فقال الله عز وجل : « إنك ٍ تفسر لصاحبك شيا » . فرجع داود عليه السلام إلى قبر أوريا فناداه كأول مرة » فخرج أوريا فقال : ( يا ولي الله إلى متی تروعني ؟) . فقال له داود عليه السلام : « إني سألتك الحل ولم أفسر لك القصة هكذا وهكذا » . فقال له أوريا : ( أما إذا كان الأمر هكذا وهكذا فلا ) . فانقلب أوريا واضطجع في قبره » فهناك هام داود عليه السلام على وجهه وصاح باعل صوته : « يا ويلاه ) . فما زال يقتحم النبات والشجر والحجارة ويقطع الأودية والتلال هائما على وجهه » حتى وقع وغشي عليه ساجدا . ومكث فيما قالوا أربعين یوما ساجدا حتی نبت البقل من دموعه » فاتاه املك من عند الله تعالى وناداه فقال له : « يا داود قم › وقد غفر الله لك » ولم يکترث به . فناداه املك ولم يشتغل به . فقال له الملك : « ما أشبه أمورك بعضها ببعض » فأولما خطيئه واخرها معصية » . فرفع داود راسه وقال : « يارب كيف تغفر لي والمظلمة لغيرك ؟ » . فقال الله عز وجل : « إذا کان يوم القيامة أظهر من الجنة غرفا تعجب أهل الحشر » یری ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها » فیقال : من هذا؟ : لمن غفر لأخيه مظلمته . فيبادر أوريا فيقول : قد غفرت لداود نبي الله . (١) في ط البارونية غير موجودة فأقول أثبتها اما للمعنى . ( مراجع ط ۲ ) . ا٢٤۲ س فهناك نفس عن داود قليلا » ومع ذلك قال داود : « يارب ۽ ٳِن نفسي فیہا من هذا شيء الان » . فقال الله عز وجل : « إن ذلك من وحشة الخطيئة » . فقال : « يارب اجعل لي اية لا أنسى معها خطيئتي » . فجعل الله عز وجل آية » قلما يرفع إلى فيه إِناء من شراب إلا امتلاً بالدموع قبل أن يصل إلى فيه » فهذه تأدية من الله عز وجل عل عباده المؤمنين ما علیهم من التباعات في يوم الحشر). 3 وأما قوله ‏ عز وجل : »ل فوجدا عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا واعلم يا أخي » أن أقسام العلوم كثيرة . : علوم العقل » وهي علوم ضرورية یتضمنہا یتضمنہا العمل ك قدمنا » وهي ثلاثة أقسام : وجوب الواجبات › جوز الجائرات » واستحالة اللستحيلات » وهي من أعظم العلوم التي أعطاها عز وجل لعباده » لكن حيبي الله تعالى في القران عقليات إذا رخ افطاب به وين قوم ليست فم شرج ا فته هايا عقا وجحدوا بها قعلا » فجعل قول بول لباب وقوه لعلكم تعقلون ¢ وقول الكفار غدا لو کا نسمع أو تعقل ما کنا ل سول ا عة : و أو م قلعتل فال قد + أل وقال له : أدبر فادبر . فقال له عز وجل س وعزتي وجلالي ما خلقت (١) هذه القصة لا تصح عن نبي الله داود عليه السلام » وهي من الإسرائيليات التي ابتليت بها الأمة وأنت (۲) أبان . ( مراجع ط ٢ ) . 4 م خلقًا أكرم عل منك » بك آخذ وبك أعطي » وبك أثيب وبك أعاقب » . وقول رسول الله ع لعلي بن أي طالب : ١ إذا تقرب العباد إلى الله عز وجل بأعمالمم › فتقرب إليه بعقلك » . والعقل : مرآة السعادة الأبدية للأرواح › به يتعرفون عبوديتهم › ويتعرفون من عبوديتهم ألوهية إلههم . والهوى : قائد النفس إلى السعادة الدنيا دون السعادة القصوى . والشهوة غطاء على أبصار نفوس الوثرين الأدفى على الأقصى وسلاح النفس : الشهوة والحوى . وسلاح الروح : العلم والعقل . ومن العقل تفرعت علوم المنطق الة المتكلمين › وعلوم المنطق برهانية » وعلوم البرهان حقيقية . وعلوم العقل هي التي نبهت وقطعت : أن لا إِله إلا لله . وحسبك قول الل عز وجل س : مل ومن يدع مع الله الها آخر لا پرهان له به په . ولغهذا المعنى المذكور في حلية العقل » صار كل ملك وعاقل من المشركين يقر بعبودية نفسه ويطلب الألوهية من الأحجار والأخشاب ٠ حتى أن فرعون يقر للأصنام بالألوهية ويعبدها › حتى نيه موسى عليه السلام » حين قال : وما رب العامين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنم موقنين 4 إلى قوله : ل إن كنتم تعقلون 4 . ولغذا قال فرعون : « الل ما علمت لكم من إِلٍ غيري 4 لا أظهر موسى عليه السلا أن العلة في الالوهية القدرة على العباد وظهور حاجتهم إلى منفعة الله قال لل ما علمت لكم من اله غيبري 4 وفي قصة أخرى : هل أنا ربكم الأعلى 4 ولم يدر فرعون أن من ملك من السماء إلى الارض ومن المشرق إلى المغرب أنه أحق بالألوهية . قال موسی : ل إن كىت تەقلون 4 يهم بالعقل و لم ينتبهوا › واستظهروا هم بالجنون » ولم يصيبوا بالبرهان اخر العقل . ٢۹٢۲ س والعقل : ملاك البر والتقوى . والجهل : هلاك الآخرة والأولى . ومن وجوه الواجبات احتاج الأنبياء ‏ صلوات الله عليهم وسلامه ‏ من لدن أبينا ادم س عليه السلام س إلى نينا محمد لدلالة الحدث على الث . فقال أي له شك فط السات ولاو ¢ فادعت لم واعترفوا وقالوا : 3 ِن أن إلا شر مٹلنا تريدون أن تصدونا عما کان يعېد آباۇنا ‏ هذه في الواجبات . وفي المستحيلات : أنه لا يجوز أن يكون الواحد حي ميا في حالة واحدة السكون » ولا الجسم هو العرض » ولا الماضي هو الآتي ولا سائر الاشياء ومتضاداتها » ولا کل شيء هو غیره . ك أن الجا رات لیس فیہا قطع الوجود › ولا العدم إلا بعلم . ومن علوم بني ادم علم الشرائع في الواردات من الله سبحانه تعال ل الأنبياء على أيدي الملائكة في مصال العباد واستصلاح البلاد › نطقا وإعلامًا ووحيًا و اما 6 وما تضمنت هذه العلوم من الاصول والفصول 6 والمعاني والمتون » والمذاهب والفنون › والوعد والوعيد » والاوامر والنواهي › والعموم والخصوص »› والمجمل والمفسر » والمطلق والمقيد » والمحكم والمتشابه › واللنصوصات والمستخرجات »٠ وحن الخطاب وفحوی الطاب ومعناه ودلیل الخطاب 6 واللتصل والمقطوع والمنفصل والملسموع 6 والتقديم والتا خير 6 والأفعال › والنحو وفنونه › ف اشياء كثيرة لا تکاد تتحصر ولا مخمی ع وأصل هذه العلوم من الوحي » وعن وحي قامت من الملائكة المقربين . ٢٢٤۲ — وسيأتي شرحها عند حديث أم موسى عليه السلام قال ا ف واوحينا ل أم موسى أن أرضعيه فإذا حفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا محزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ووحي التحل . ومن علوم بني آدم : الرؤيا بشروطها » وهي فرع من الوحي ۽ والوحي وقال رسول الله ميد : « الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح › يراھا لنفسه » أو ترى له » جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) . ومصداق ذلك قوله عليه السلام « نبوة اهل اخر الزمان الرؤيا » . والنبي یری الرؤيا ورؤیاه حق »٤ لانہم معصومون من الشيطان الرجم . ويدلك عليه : قول إبراهم عليه السلام . وشروط الرؤيا : سكون الأجساد › وأن تسلم من الأضغاث والأحلام › وحدیث النفس والخيال 6 والأوهام 6 والشياطين 6 والاضطراب . ومن وراءِ ذلك : علم الفراسة » والحدس والتخمين . قال عه : « احذروا فراسة الموّمن فإنه بنور الله يبصر » . وعلم الترويع منه : وهو نور يقذفه الله في قلب المؤمن . وقال رسول الله عي : « ما من نبي إلا وفي أمته محدث ومروع » فان ومنه الفال » وكان رسول لله ا يتفاءل ولا يتطير . ومنها : علوم الخط والحصا وفتونه . قال رسول الله ع الخط حق › بعث به نبي » فمن وافق خطه خطه فقد أصاب » ولا يعلم الغيب إلا الله ) . ومن وراء هذا كله : علم المكاشفة وهو العلم اللدني » وأصله المعرفة . فِذا بلغ العبد في طاعة ربه أقصى درجاتها » وتعاود به نفسه في جميع ٢٥٢۲ س العبادات » وتواترت عليه أنواع الطاعات » فهنالك يستانس بربه » ويستوحش من أبناءِ جنسه وتربه » بما عوده الله س عز وجل من استجابة الدعاء » ومن الانس به دون غيره . فإذا بلغ هذه المنزلة › رفع الله عز وجل الحجاب بينه وبين خلقه › وانكشف الغطاء عن قلبه في جميع ما أراد الله عز وجل أن يحدثه في خلقه » اثره بعلم ذلك وخصه به » فکانت علومه من لدن الله س عز وجل س لا بواسطة من غيره » ا قال الله عز وجل س : ل واتيناه رحمة من عندنا ‏ .. الح . فكان لا يحتاج مم هذا العلم اللدني الذي أراد الله عز وجل الخضر إلى تعلم ولا تعلم › وصار مراة للخلق ٠ وقبلت ذاته صورة كل شيء » كالراة التي تقبل الصور . فاستاثر موسى بعلم الشرائع » واستاثر الخضر بالعلم اللدني » وكان في الخلق مطلق اليد في جميع ما أراده » كعزرائيل في الأرواح » والروح الأمين في الشرائع » وميكائيل في الكائنات › وإسرافيل في الفانيات . ومما يدل على ما قلنا أن الله عز وجل أخرج الخضر من حيز اللكلفين ذوي الشرائع » فليس عليه إلا ما سنح في خاطره فعليه امتثاله » وليس عليه أن يأمرنا بالمعروف ولا أن ينهانا عن المنكر إِذا راما منا » ولا دفم عن فحاله كحالة الملائكة عليهم السلام › ك أن ليس على الملائكة من أمرنا ونہينا سُيءِ الا أن أرادوا ذلك وشاءوه إعلامًا وإلامًا . لإشارة إلى بعض علوم المكاشفات من قول الغزالي . قال : لا بواسطة » وهي الغاية القصوى للعباد . قال رسول الله عد :١ إن من العلم اللكنون ما لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله » ولا يجهله إلا أهل الاغترار بالله › ٦٢٢۲ س فلا تحقروا عالا آتاه الله علما » فإن الله لم يحقره إذ اتاه » . واعلم أن مراتب السباق إلى الله خمس : أولها : الإيمان » ثم الظن ء ثم فالاان : سکون النفس إلى وجود الله تعالى . والظن : ميل النفس إلى وجوده . والعلم : ظهور وجود الباريء سبحانه إلى العبد . واليقين : اتضاح الوجود بغاية الاتضاح › والمعرفة هناك نهاية مبلغ العباد » شبه الضرورة › لكن الملعرفة علم بعد علم » وتمرة المعرفة بالوحدانية لا بل بالتوحيد › لا بل بالوحدة » لا بل بالواحد » لا بل بالأحد » هناك انتهت العرفة . القول في التوحيد والوحدانية والأحدية : فالتوحيد ماله إلينا » والوحدانية بيننا وبين ربنا » والأحدية هي له دوننا : والتوحيد هو البحر الخضم الذي لا ساحل له » وله أربع مراتب : وهي تنقسم إلى لب » ولب اللب وإلى قشر › وقشر القشر » ويتمثل ذلك تقريبا إلى الفهم الضعيف بال جوز في فشرته › فان له قشرتين › وله لب ٠ ولب دهن . المرتبة الاولى : هي التوحيد » وهو أن يقول بلسانه : ( لا له إلا الله ) وقلبه غافل وساه » آو منكر وغیر مستبصر . والثانية : أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه › ا يصدق به عموم المسلمين › وهو اعتقاد . لغالث ٠ أ | ‎s‏ ‏: ان يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق » وهو مقام ال ٠ ٠s‏ ا ا“ » لقربين » وذلك بان يرى أشياء كثيرة لكن يراها على كثرتها صادرة من الواحد القهار . ا ‎A‏ ه ر والرابعة : ان لا يرى في الوجود إلا واحدذا » وهو مشاهدة الصديفين 4 حتى ل ا ۰ . — ۲۹۷ فالأول :وهو الموحد مجر د اللسان 6 ويعصم ذلك صاحبه في الدنيا من السيف والسنان . والثاي : موحد بمعنى قلبه متعلق بمفهوم لفظه » وهو خال عن التكذيب كتوحيد العامة ليس فيه انشراح ولا انفتاح » لكن محمول عنه في الدنيا والاخرة إن لم تضعف بالمعاصي عقدته 9 ولطذا الاعتقاد : حل يوهن هذا الاعتقاد » وسد بابه يؤيد الاعتقاد . فالأول : هو المشبه . والثاني : هو اللتكلم » والمتكلم في مقابلة المبتدع . والثالث : موحد بمعنى أنه لم يشاهد إلا فاعلا واحدًا › إذا انكشف له الحق ا هو عليه ونوی اعتقاده بأقواله وأفعاله . والرابع : موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهادة غير الواحد فلا یری الكل من حيث إنه كثير بل من حيث إنه الواحد » وهذه الغاية القصوى في التوحيد وهو توحيد الصديقين والمقربين . والأول كالقشرة العليا من ال جوز . والغاني كالقشرة السفلى من الجوز . والثالث كاللب . والرابع كالدهن المستخرج من اللب الأول . وك أن القشرة الأولى من الجوز لا خير فيها » بل إن أكل فهو مر المذاق ٠ وإن نظر إلى باطنه فهو كريه المنظر » وإن أذ حطبا أطفاً النار وأكثر الدخان › وإن ترك في البيت ضيق المكان » فلا يصلح إلا أن يترك مدة على الجوز للصوان ثم يرمى › فكذلك التوحيد بمجرد اللسان عدم الجدوى كثير الضرر مذموم بالظاهر والباطن » لكنه ينفع مدة في حفظ القشرة السفلى إلى وقت الموت › والقشرة السفلى : هي القلب والبدن . وتوحید من لم يتجاوز توحیده لسانه إلى قلبه » او من رمی بلسانه عن قلبه أو أكره على النطق دون الاعتقاد » يصون بدنه عن السيف سيف الغزاة › فإنهم لم يؤمروا بشق القلوب › والسيف إنما يصيب جسم البدن وهو القشرة وإنما يتجرد عنه بالموت فلا تبقى لتوحيده فائدة القشرة . ۸٢۲ س الثانية : وك أن القشرة السفلى ظاهرة النفع ‏ بالاضافة إلى القشرة فإنها تصون اللب وتحرسه عن الفساد عند الادخار » إذا فضل أمكن أن ينتفع بها حطبا › لكنها نازلة القدر بالاضافة إلى اللب ء وكذلك مرد الاعتقاد من غير كشف » كثير النفع بالاضافة إلى جرد النطق باللسان › ناقص القدر بالإضافة إلى الكشف والمشاهدة التي تحصل من انشراح في الصدر وانفساحها وإشراق نور الحق فيا » إذ ذلك الشرح هو المراد بقوله : ل فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ‏ . الثالثة : وك أن اللب نفيس بالاضافة إلى القشرة وكانه المقصود » لكنه لا يخلو عن شوف عصارة بالاضافة إلى الدهن المستخرج منه » وكذلك توحيد الفعل مقصد علم السالكين › ولكنه لا يخلو عن شوف ملاحظة العين والالتفات إلى الكثرة › بالاضافة إلى من لا يشاهد سوى الواحد الحق . فن قلت : كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحداً وهو يشاهد عوالم السملوات والأرض وسائر الأجسام المحسوسة › وهي كثيرة » فکيف يکون الكثير واحداً ؟ فاعلم أن هذه هي غاية علوم المكاشفة وأسراره لا يجوز أن تسطر في كتاب » وقد قال العارفون : ( إفشاء سر الربوبية كفر ) . ثم غير متعلق بعلم المعاملة . نعم ذكرنا ما يكسر سورة استبعادك وهو أن الشيء قد يكون كثيرا بنوع مشاهدة واتيار » ويكوة رمتا 2 اخر من المشاهدة والاعتبار » وهذا ا أن الانسان كثير إذا التفت | لى روحه وجسده » وأطرافه وعروقه » وعظامه وأحشائه › وهو باعتبار اخر ومشاهدة أخرى واحد إذا تصورت أنه إنسان واحد » وك من شخص شاهد إنسانا ولم يخطر بباله ك كثرة أمعائه وعروقه وأطرافه وتفصيل روحه وجسده والفرق بینہما » وهو في حالة الاستغراق والاشتہار ۹٢۲ س به مستغرق وليس فيه تفرق » فكأنه في حين الجميع [ واحد ]© » والملتفت إلى كثرته وتفرقه كذلك . وكذلك كل ما في الوجود من الخالق والخغلوق » له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة » وهي باعتبار واحد من الاعتبارات واحدة › وباعتبارات أخری سواها كثيرة » بعضها أشد كثرة من بعض . مثال الأنسان ‏ وإن كان لا يطابق الغوض » لكنه ينبه على الجحملة على كيفية مصير الكثرة وحكم المشاهدة لو لم يستفد بهذا الكلام ‏ ترك الاتكار والجحود بمقام لم تبلغه س وتؤمن به إِيمان تصديق › ويكون لك من حيث إنك مؤّمن بهذا التوحيد نصيب » وإن لم يكن ما امنت به صفتك ٠ ا أنك إذا امنت بالنبوة وإن لم تكن نبيا كان لك نصيب منها بقدر قوة إيمانك › وهذه المشاهدة التي لا يشهد فيا إلا الواحدة تارة تكتم وتارة تظهر كالبرق الخاطف وهو الأكثر › والدوام قادر وعزيز . وال هذا إشارة الحسين الجلاد حيث رأى الخواص يدور في الأسفار . فقال : ( أدور في الأسفار لأصلح حالي في التوكل ) وقد كان من اللتوكلين . فقال الحسين : ( قد أفنيت عمرك في عمران باطنك » فاين الفناء ي التوحيد ؟ ) فكأن الخواص كان في تصحيح المقام الثالث في التوحيد يطالبه بالمقام الرابع » فهذه طريقة المؤيدين في التوحيد على سبيل الإجمال . فن قلت : لأبد من شرح مقدار ما يفهم كيفية انبناء التو كل عليه فأقول : أما الرابع فلا يجوز الخوض في بيانه » وليس التوكل أيضاً مبنيا عليه › بل يحصل حال التوكل بالتوحيد الثالث . أما الأول فهو النفاق واضح . وأما الثاني وهو الاعتقاد » فهو موجود في (١) كانت غير موجودة في ط البارونية فاضفتها إتماماً للمعنى . ( مراجع ط ۲ ) . _— Yo, عموم المسلمين » وطريق تأكيده في الكلام » ودفع حيل المبتدعة فيه مذكور في علم الكلام » وذكرنا في كناب الاقتصاد في الاعتقاد على قدر المهم منه . وأما الثالث فهو الذي يبنى التوكل عليه › إذ يجزي التوحيد اعتماده لا يورث حال التوكل » فلنذكر منه القدر الذي يرتبط التوكل به » دون تفصيله الذي لا يحتمله أمثال هذا الكتاب . وحاصله أن يكشف لك أن لا فاعل إلا الله » وأن کل موجود من خلق ورزق » وعطاء ومنع : وحياة وموت » وغنى وفقر » وغير ذلك ما يطلق عليه اسم » فالمنفرد بإبداعه واختراعه هو الله تعالى وحده لا شريك له فيه . فإذا انكشف هذا لم تنظر إلى غيره » بل كان منه خوفك ورجاؤۇك وبه ثقتك وعليه اتكالك › فإنه الفاعل على الانفراد دون غيره » وما سواه مسخر لا استقلال له بتحريك ذرة في ملكوت السملوات والأرض . فإذا انفتحت لك أبواب المكاشفة » اتضح لذا اتضاح أنه من المشاهدة بالبصر » وإنما يضرك الشيطان على هذا التوحيد في مقامين › يبغي بهما أن يطرقا إلى قلبك شائبة الشرك :- لحد هما : الالتفات إلى اختبار الحيوانات . والثاني : الالتفات إلى الجمادات . فما الالتفات إلى الجمادات كاعتادك على المطر في خروج الزرع ونباته › وعلى الغيم في نزول المطر » وعلى البرد في اجتاع الغ » وعلى الريح في استواء السفينة وسيرها . وهذا شرك في التوحيد وجهل في حقائق الأمور » ولذلك قال ‎ :‏ فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين › فلما تجاهم إلى البر إذا هم 3 يشركون ‏ قیل : معنا أنهم قالوا : لولا استواء الريح ما نجونا . سے ا٢٢۲ ےہ ومن انكشف له أمر العام كا هو عليه علم أن الري هو في اموا لا يتحرك بنفسه ما لم يحرك » وكذلك محركهم » وهذا إلى أن ينتبي إلى الحرك فالتفات العبد في النجاة إلى الريح » يضاهي التفات من أخذ لتحز رقبته › فيكتب الملك توقيمًا عنه بالعفو وتخليته » فأخذ يشتغل بحبره والكاغد والقلم الذي يكتب به التوقيم › ويقول : لولا القلم لا تخلصت . فيرى النجاة من القلم لا من محرك القلم » وهو غاية الجهل . ومن علم أن القلم لا محرك له من نفسه » وإنما هو محرك في يد الكاتب ٠ م يلتفت إليه ولم يشكر إلا الكاتب › بل يدهشه فرح النجاة وشكر الملك الكاتب عن أن يخطر بباله القلم والحبر والدواة . فالشمس والقمر والنجوم والمطر والغيم والارض › وكل حيوان وجماد مسخرات في قبضة القدرة » تسخير القلم في يد الكاتب › بل هو يتمثل في حقك أن الملك هو كاتب التوقيع . والحق أن الله هو الكاتب ك قال الله عز وجل س : ل وما رمیت ِد رميت ولكن الله رمى ‏ . وإذا انكشف لك أن جميع ما في السموات والأرض مسخرات على هذا الوجه » انتصرف عنك الشيطان خائبًا » وايس من مزج توحيدك غذا الشرك ٠ فيأتيك في الهلة الثانية وهو الالتفات إلى إختيار الحيوانات الاختيارية › ويقول : كيف ترى الكل من الله عز وجل وهذا الإنسان يعطيك رزقك باختياره » فان شاء أعطاك وإن شاء منع عنك . وهذا الشخص هو الذي يز رقبتك بسيفه › وهو قادر عليك »٠ إن شاء ٢٢۲ حز رقيتك وإن شاء عفا عنك » فكيف لا تخافه ولا ترجوه وأمرك بيده › وأنت تشاهد ذلك ولا تشك فيه ؟ ويقول : نعم » إن كنت لا تری القلم بانه مسخر » فکیف لا تری الكاتب هو المسخر . وعند هذا زلت أقدام الأكثرين إلا عباد الله المخلصين » الذين لا سلطا عليهم للشيطان » فشاهدوا بنور البصائر كون الكاتب مسخرًا مضطرًا › ا وعرفوا أن غلط الضعفاء في ذلك كغلط الملة › مثلا لو كانت تدب على الكاغد › فترى رأس القلم يسود الكاغد ولم يمتد بصرها إلى اليد والأصابع فضلا عن صاحب اليد » وغلطت وظنت أن القلم هو المسود للبياض › وذلك لقصور بصرها عن مجاوزة القلم لضيق حدقتها . وكذلك من لم يشرح بنور الله صدره » قصرت بصيرته عن ملاحظة جبار السموات والارض مشاهدة کونه قهارا ورأی الكل › ووقف ي الطريق على الكاتب ٠ وهو جهل » بل أرباب القلوب والمشاهدات قد أنطق الله ي حقهم كل ذرة في السموات والأرض بقدرته › الذي أنطق كل شيء › حتى سمعوا تسبيحها وتقديسها لله » وشهادتها على نفسها بالعجز بلسان ذلق › تكلم بلا حرف ولا صوت » لا يسمعه الذين هم عن السمع لمعزولون . ولست اعني به السمع الذي لا يجاوز الأصوات › فان الحمار شریکه فيه › ولا قدر لا تشترك فيه المهائم » وإنما أريد به معا يدرك كلاما ليس بحرف ولا صوت ولا هو عرلي ولا هو عجمي . فان قلت : هذه اعجوبة لا يقبلها العقل › أ فصف ل كيفية نطقها » وأنت كيف نقطت » وباذا نطقت وسبحت وقدست » وشهدت عل نفسها بالعجز ؟ ٢٢۲ ب فاعلم أن لكل ذرة في السمطوات والأرض مع أرباب القلوب امتزاجًا في السر » وذلك مما لا ينحصر ولا يتناهى › وأنها كلمة تستمد من بحر كلام الله الذي لا نهاية له . و ل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد کلمات ري بي ولو جئنا بثله مددا ې . ثم أنها تنادي باأسرار املك والملكوت › وإفشاء السر لوم » بل صدور الاحرار تنور الأسرار » وهل رأيت قط أمينا على الأسرار للملك ٠ قد يؤدي بخفياه » فيؤدي على ملا من الخلق . ولو جاز إفشاء كل سر » لا قال رسول الله عة : « لو علمتم ما أعلم لضحكع قليلا ولبكيعم كثيرًا» بل كان يذ كر م ذلك حتی یبکوا ولا يضحكوا › ولا نى عن إفشاء سر القدر قال : « إذا ذكر النجوم فامسكوا › وإذا ذكر القمر فاأمسكوا » وإذا ذكر أصحالي فامسكوا ». ولا خص حذيفة ببعض الاسرار فإذن منم عن حكاية مناجاة دارت في الملك والملكوت قلوب أرباب المشاهدات” مانعان : أحدهما استحالة إفشاء السر . ولكنا في المثال الذي كنا فيه وهي حركة القلم » تحكى نملة من مناجاتها قدرا يسيرا › يفهم على الأجمال كيفية انبناء التو كل عليه › ويرد کلماته ِل قوله : ثل فوجدا عبدًا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمّا ¶ . وذكرت أمر الخضر › وكيف ؟ وأنك شککت فيه . ولم یکن عندك علم بانه اضر . (١) كانت العبارة في ط البارونية مضطربة فاصلحتها . ( مراجع ط ٢ ) . ٢٢٥۲ س اعلم أن الذي أتاه الله العلم من لدنه هو الخضر بإجماع الامة ماثور عن رسول الله علد وقد أجمع على ذلك أصحاب الحديث الذين يرووت عن رسول الله عي ويؤثرون ذلك . وقال موسى عليه السلام للخضر : ل هل أتبعك على أن 7 تعلمني مما علمت رشا » قال إِنك لن تستطيع معي صبرا ‏ . واعلم أن الخضر قد أطلعه الله على العلم اللدني » فتكلم بعلمه في موسى فأصاب › وأجاب الخضر أيضا على غالب الحال :ل إنك لن تستطيع معي صبرًا» وكيف تصبر على ما لم تحط به برا . فذكر العلة » لأن من طبع بني آدم أن لا يصبروا على ما لم يحيطوا به علما بعلمه » ولا لم يأتهم تأويله . واستثنى موسى ولم ينفعه إلا في السلامة من الذنب » وإباحة القول فيما ياي وان خرج خلافه . وقوله : هل فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها فلم يذ كر فتاه › فإذا ذكر الفاضل أجزى عن المفضول . قله : ل أ قتا لتغر ق أ مد جوت شا ا ۴ وقوله : ل أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إِمرا ¶ فتكلم موسى بلسان الشريعة » وعمل الخضر بمقتضى العلم اللاي › وکلاهما مصيب وليس لوسى أن ينقض عليه فعله ولا للخضر أن يستجهله . وهذه المسالة هي التي جرت بين أصحاب رسول الله عَيٍِّ في عثان ابن عفان . وذلك أنهم افترقوا على ثلاث فرق : فرقة عمار بن اسر س رحمه الله س واصحابه » مذهبهم في عئان انه باغ المسلمين و ظا ن على المسلمين وظالم حم حين استخلفوه وائتمنوه على ديهم ودمائهم وأموالحم ٢٥٢۲ وفروجهم » فاضاع الكل باستخلافه الفجرة الجورة الفسقة وائتمنهم على هذه الأمور وليسوا بأهل للأمانة على شيء منها منبا » وضربهم أوتاد الجزيرة العربية ولا حوفا من بلاد فارس والروم والسودان والبيضان » وأصحاب عمار : علي اين أي طالب وطلحة والزبير وعامة المهاجرين والأنصار . وأصحاب الفرقة الثانية : هم المتوقفون فيه » ولم يروا تحلة دمه › منهم : سعد بن الي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب »٤ وعبد الله بن سلام ۽ وزيد بن ثابت » وأبو هريرة » ومحمد بن مسلمة والمتوقفون من عامة الناس ٤ فهؤلاء توقفوا في تحلة دم عغان » ولم يبرأوا من عمار وأصحابه » ولم يبرا عمار وأصحابه منهم فالأول عمار وأصحابه أهل البصائر في الدين › ولا سيما الرسول عك جعله علما فة وال : « تقتل الفعة الباغية » . قال لله س عز وجل : فل وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينہما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فان فاءوت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب امقسطين € . وأما الذين جعلهم عثان أوتاد الأرض من ولاية عبد الله بن عامر بن كريز شرف قريش واليه على البصرة إلى مشرق الأرض ء وول الوليد بن عقبة بن أيي معيط على الكوفة » وصل بهم الصبح دون عشرين ألفا وهو سكران » وصل بهم ثلانا » ورفع ثوبه وبال في الحراب . وقال : ( أفلا أزيد ك ؟ ) . وقال عبد الله أبن مسعود : ( حسبنا من ثلائتك ثنتان ) . وهو من الصبية الذين م النار حين قال عقبة بن أي معيط لرسول الله عي حين أمر بضرب عنقه . فقال : ( من للصبية ؟ ) . فقال رسول الله عفد : د النار» . ومنهم : المغيرة بن شعبة ومعاوية بن الي سفيان وعبد الله بن سعد بن ٢٢۲ س أي سرح 9 9 فرأی عمار بن ياسر واصحابه آن يغيروا اللنكر والآأخرون قصرت بصائرهم عن تحلة دم عغان فتوقفوا » والكل على بصيرة › مالم يبغ بعضهم على بعض . وأما أصحاب الدار فهم ي حزب في الدنيا وي دار القرار . وأما الفرقتان : عمار وسعد › فواسع لما مالم يقتحم أحدهما أحد الشروط الثلائثة . أو أن يرى أحدهما رأيه دينا لله لا يسع أحد التخلف عنه . والثاني : أن يقطع عذر صاحبه في التخلف عنه . والثالث : أن يخرجه قوله إلى أن يدم قاعدة من قواعد الاسلام . فمن سلم من هذه الشروط الثلاثة وسعه ذلك ٠ فمن ابتداً بالبراءة من الطائفتين فهو أولى . 2 3. وأما خرق الخضر السفينة فإنها مصلحة أرادها لأصحاب السفينة › فلو ل يخرقها لذهبت السفينة كلها وأخذها الغاصب ۾¿ لأن تخرق خير من أن تۇخذ . ففعل الخضر من جهة العلم اللدني وانكر عليه موسى من جهة الشرع › فكلاهما مصيب »› والفضل للأفضل »› فلما وقع العتاب عليه اعتذر موسى وقال : «ل لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى سرا 4 فأسعفه الخضر وقد تقدم النسيان وما فيه من وجه . وأما خرق الخضر للسفينة لعلا تخذ › فإنه أراد في ذلك وجه المصلحة › لأن تفرق ويلزمهما عيبها خير من أن توخذ غصبًا » ففعل الخضر ما فعل على وجه اللصلحة . (١) كان في ط البارونية في العبارات السابقة اضطراب كبير › أصلحته قدر المستطاع . ( مراجع ط ٢ ). ۷٢۲ ومن هاهنا اقتبس مالك إجازة العقوبة بالأموال وقياسا على هذا الجال . فِذا جاز فساد بعض الأموال استصلاحا لباقيها ولا ذنب بفسادها › استصلا حا مولاها مم الذنب أولى 6 والنفس أولى صلاحا من المال » إد النفس لوث تع »وه أل س خاب اف اول لا سا مده سح . واستدل مالك على هذا المعنى بعبيد حاطب حين سرقوا ناقة أعرابي › و عر ين الخطاب س رضي اله عن سن »دم ر سان أموال اناس ) . فقال للأعراي : )£ بلفت ناقتك في 9# ‎E‏ فقال : « أربعمائة درهم » . فاستدى حاطبًا تمانمائة » ونُن فيا الثمن عليه عقوبة » وقال رسول الله عي : « في حريسة الجبل قيمتها ومثلها معها » . وني فتاوي المسلمين : أن من منع احق وامتنع في قصره أو في حصنه أو ئي موضع لا يصل إليه اللسلمون إلا بفساد الحيطان وهدم القصور والحصون ء أن ذلك سائغ م حتى يصلوا | ليه وينفذوا فيه حق الله . وكذلك من غصب أموال الناس وضمتها داره » أن للمسلمين أن يهجموا الناس ويدفعوها لأهلها خلافا لأبي حنيفة . وقال في رجل غصب لاخر فرسًا فدعاه إلى القاضي › فاستمسك به إليه » فسأله القاضي » وامتنع أن يدفعها لأهلها . وقال أبو حنيفة : ( أن يحكم عليه بالقيمة والفرس قائمة في داخل الدار ) . وهذا باب فيه فساد الشريعة . ٢٢۲ س فلو أن رجلا اشتبى جارية رجل أو سيفه أو ثيابه فأدرجها في قعر بيته » أنه ليس عليه إلا القيمة ء فهذا بطلان البيع » وإباحة أموال الناس بغير رضاهم » راي فشل وقیاس خطل وامر نذل . ۹٢٢۲ ( باب ) قتل الخضر عليه السلام الغلام وما فيه من فوائد وأما قوله س عز وجل : ل فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله . قال قلت نفسًا زكية بغیر نفس لقد جعت شيا نكرا ‏ . اعلم أن الخضر عول على ما علمه الله س عز وجل س وعلم أن الغلام سيرهق الوالدين طغيانًا وكفرا على ما قدما من مبتهما فيه وسوء التربية . وأما قوله : زاكية أي نامية يدل على صغره » وأنه م يكمل حال البلوغ . صلا ء وساغ للخضر أن يقت على الوجهين جنا كا قدمنا في الحضر الأجر . : السلامة سن إرهاقه ما إل اللغيان ل لکن موسي اعتقد أن إراقة الدماء حرام ونكر ومنكر . والفرق بن النكر والمنكر : أن التكر شيءِ يسبق | لى النفوس إ نکاره في الظاهر . والمنكر : ما هو في ذاته قبيح » فلم ينتصر موسى عليه السلام لشريعته كل الانتصار فيثبت بذلك الخضر مسيئا › لعلمه أن علم الخضر عليه السلام لكن كل واحد منهما أت بمقتضی علمه دون حکمه . فلهذا قال الإمام الصا العام جابر بن زيد س رضي الله عنه ‏ : ( لا ل مام أن يقول للجاەل. الم تل عامي زا وإلا قطعت عذرك . ولا حل قال العا مل ی ولا قت عار . قطع الله عذر العالم . ۰٦۲ س وإن قال الجاهل للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا قطعت عذرك . قطع عذر الجاهل). فانظر في هذه المسألة فإن فيها عجبًا لمن ألقى السمع وهو ومن بعد الخضر عليه السلام » أجاز مالك استصلاح الثلثين بالثلث ¢ والأ كار بالأقل . ويرى ذلك أن الامام إذا استعصت عليه العامة في استصلاح أنفسهم › وغلب عليه الفساد » وبلغ العامة فسادهم والضرر أقاصيهم وأدانيهم › يخرج حكم القتل على الرؤوس التي قامت با الفتنة وظهرت السنن الرَدية والفساد اين الواضح . ولم يرد مالك : إن صلحت العامة واستقامت أمورهم أن يستصلح الثلث والثلثين بل الثلث والثلثان قد انصلحا › بل فعله فيهم فساد للثلث والثلثين » ولكل شيء وجه وطريقة » ولك في كتاب الله عز وجل اية وموعظة في حكم الحاربين » وذلك أن قطاع الطرق إذا بانوا بذلك وظهر فسادهم في الأرض » أن الحكم فيهم كا قال الله س عز وجل س : ل إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا 4 إلى قوله : ولم عظم ¢ . وحكم المسلمون في الحاربين إذا حاربوا وسعوا في الأرض فسادًا › فإذا قطعوا الطريق وقتلرا واحدًا من الناس من بني ادم » ولو كان حرا أو عبدًا › أو مسلمًا أو ذميا » أو رجلا أو امرأة » أنهم يقتلوت به كلهم ولو كانوا ألف رجل » أا أعظم هذه أو الثلث بالثلثين . وإن لم يقتلوا لكنهم أخذوا الأموال وأفسدوها › ولم يأخذوا إلا ما دون النصاب فإنهم تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف » ولو لم يفعل ذلك إلا ا٢٢٦۲ س الرجل من العسكر فان الحكم يجري على جميعهم في غالب الحال ۽ استصلاحا للعامة والطريق . ولذلك شرع الله س عز وجل س في سارق سرق ربع دینار أن تقطع يده › وديتها خمسمائة دینار .. الرجل الطويل في القصير » والأسود في الأبيض والأبيض في الأسود » والعريق في الدعي والدعي في العريق » والرجل في الرأة والمرأة في الرجل » والجماعة في الواحد والواحد في الجماعة » سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً » والجروح قصاص » والناس متفاوتون في الجراح والأجسام . وأما قوله : ل فأردنا أن يدلما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحمًا 4 لحم درجة في الجنة حيث يتوسلون إلى الله عز وجل بصبیتہم من سبعين نبيا فيا ها من درجة » ما أعظمها ! وما أجلها ! ولك في هذه الصبية وهاجر سرية معتبر › إِذ قال الله عز وجل س : هل فأردنا أن يبدا ربهما يرا منه زكاة وأقرب أما الزكاة فإِنماء ولد الانسان من قبل بناته أكثر عددًا ومددًا . وأما قوله : لل وأقرب رحمًا ‏ فان بني البنات أكار منه على الأباء من وأغرب من هذا أنهما خرجا من الدنيا ولم يعلما بمالهما عند الله من الفضيلة في ذلك . ويدلك على ذلك ما جری لاجر سرية إيراهم عليه السلام ء وذلك أن ملك مصر وها لامرأة إبراهم سارة » ووهبتها سارة لا براه 4 فتسىراھا › ۲٢٦۲ — وولد منها إسماعيل عليه السلام › فغارت سارة » فقالت لابراهم : ( ابعدها عني حتى لا أسمع ا خبرا ) . وذهب بها إبراهم عليه السلام إلى مكة وتركها وولدها هناك › وليس ما زاد ولا طعام ولا شراب إلا شيء قليل في شن وتميرات في مزود » فلما فرغا بقیت بلا لبن يرتضعه » فإٍذا بکی لقمته ثديها فمصه فلم يجد فيه شيئ بکی وصاح » ثم عمدت إلى جبل ابي قبیس فأشرفت من أعلی جبله تتشوف هل ترى أحدًا في أسفل مكة فلم تر أحدًا . ثم أنها سعت تريد المروة » فقطعت الوادي سعيا حتى غاب ولدها عن بصرها ›» حتى بلغت المروة وأشرفت من هناك تستوضح : هل تری احدا من أعلى مكة . وكان ذلك دأبها سبع مرات » فجعل الله لا ذلك أجرا وذخا موفورا وجعل سعيها سنة العباد » يسعون على أثرها الاف لا تحصى إلى يوم القيامة قريبا من أربعة الاف سنة » يكتب الله تعالى ا الأجر بعدد من سعى هناك إلى يوم القيامة . قوله تعالى : ل فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا 4 والمفسرون يقولون : معناه علمنا يريد الخضر» لأن مذهبه كله علم لدي . وأما قوله : ل فانطلقا حتى إذا أنيا أهل قرية استطعما أهلها 4 إلى قوله : فل لو شعت لاتخذت عليه أَجِرا ‏ . قيل : إن أهل هذه القرية هم أهل أنطاكية . والعجب كل العجب من أهل هذه القرية » ما هذا الذنب الذي سبق شم ء ايتلاهم الله تعالى بعبدین سان » آنل سن ن اهل زعا في عند اله من كير م ۳٢٢٦۲ ب من علم ومن جهل وما ذلك إلا عقوبة لذنب سبق ۽ وأعجب من هذا حين قص اله قصتهما وقصتهم على محمد عليه السلام » وتلا محمد عليه السلام قصتهم على أمته » وتلت الأمة قصتهم على رؤوس العالين › « من تحت ادي السماء من الأسلاف إلى الأخلاف إلى يوم الدين . ومن وراءِ ذلك ٠ إِذا جاءوا يوم القيامة رفع لم لواء اللوم والبخل بين سائر ال أجمعين | يراهم الخلق بين سائر العالين . الروم . اعلم أن جزيرة العرب مربعة » وحدها من خط الجنوب من حضرموت إلى عمان › وخط الشمال من مصر إلى الكوفة » ومن مصر إلى حضرموت الط الغرلي ٠ ومن مان إلى الكوفة الخط الشرقي ٠ والبحر الفارسي وهو بحر شرقي جزيرة العرب ما بينهما وبين أرض فارس من غُمان إلى الكوفة › وهذا الزقاق خرج من البحر المحيط » وأما قبي جزيرة العرب فهو البحر المحيط ودخل أيضا زقاق اخر من البحر المحيط من ناحية حصرموت إلى القلزم وأيلة . وأحاط بجزيرة العرب ثلائة أبحر : الشرقي بحر فارس والجنويي البحر المحيط ٤ والغريي بحر القلزم ء وبقية الدروب بين جزيره العرب وبين الشام مكان البحر فاوجبوها بحرا رابكا » وإنما أحاط البحر من ثلائة أوجه » من الجوف الجبال وانقسمت جزيرة العرب نصفين : الجنوبي الماني ٠ والنصف الجوفي الشمالي لأولاد إسماعيل عليه السلام ء والخط الذي قسم الجزيرة مارا إلى ٢٤٦۲ س ناحية المشرق إلى عبادان حيز البصرة » فحيز من مكة إلى حضرموت إل عُمان إلى عبادان إلى بلاد . وحيز أولاد إسماعيل عليه السلام : ربيعة ومضر من مكة إلى مصر إلى الكوفة إلى عبادان . لغرب ٠ وكان في قبلة حلب والاندلس وبين بلاد المغرب » والمغرب في قبلته › فصار زقاقا مقدار مسيرة شهر » حتى وصل إلى وهون” في الجنوب والمرية في الشمال اتسع هناك وانفسح مسيرة أربعة أشهر في دوره أو خمسة أشهر » وفيه قريب من مائه و مسين جزيرة على ما ذکره اللسعودي أعظمها جزيرة صقليه . وأما القرى التي تدور بهذا البحر» فأولها طنجة إلى سمندة إلى صنباجة القصر إلى سبتة إلى المدينة البيضاء إلى وهون إلى تانس إلى بونة إلى بجاية إلى تونس إلى المهدية إلى سفاقس إلى قابس إلى مدينة طرابلس إلى برقة إلى الكيد إلى اسكندرية إلى تنسر ودمياط والعريش إلى القزما إلى عكة و كور تحت القدس إلى طرابلس الشام إلى اللاذقية إلى أنطاكية ‏ وهى مدينة الجدار الذي أصلحه الخضر ‏ إلى الدروب إلى القسطنطينية إلى رومة إلى ترشوش إلى الحزائر مقابل طنجة وطنجة في قبلته وجليقة بجانب الأندلس إلى ناحية امغوب . واما جزائر فرخاطية » فإنها داخلة في البحر الحيط بالدنيا وأهلها يجوس . وانا اعقب لك هاهنا بعلوم غريبة عجيبة › وهي العلوم التي توارثتها بنو ادم عن ابهم ادم عليه السلام » فانقرضت على عهد الطوفان › وتركوها في (١) هكذا في ط البارونية » ومن الواضح أن في العبارة نقصاً . والله أعلم ( مراجع ط ٢). )۲( هكذا 6 طط البارونية ولم أجدها ف معجم اليلدان لياقوت الحموي وإنما وجدت وهران وقال عنہا : مدينه على البر الأعظم من المغرب . ( مراجع ط ۲ ) . ٢٦۲ س احد احرمين اللذين بمصر » فاستخرجتها الفلاسفة وهي واحد وخمسون فنا › فتراسلتها فيما بينهم البين في سائر البلدان تسمية رسائل إخوان الصفا » وهي الاولى : رسالة ف العدد ومائيته و کميته والغرض والمراد من هذه الرسالة : هو رياضة المتعلمين للفلسفة والناظرين ئي حقائق الاشياء والباحثين عن علل منها الموجودات . يول » وأن علم العدد هو جدار العلوم وعنصر الحكمة › ك قال الله عز وجل : ل ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا 4 . الرسالة الثانية : رسالة الحندسة وبيان ماديتها وكمية أنواعها :- والغرض منها والمقصود : تهذيب النفوس من المحسوسات إلى المعقولات › و كيفية رؤية النفس الصور المحردة عن اليولى . وهذان العلمان : ظروف الزمان وظروف المكان » لا يصح الموجود في الخلق إلا فيهما . الرسالة الثالثة : رسالة في النجوم : شبه المدخل في تركيب الأفلاك وصفات البروج ومسير الكواكب وانقسام الدراري عليها » وأحكامها في الانام ومسيرها في الأيام وؤالشهور والأعوام . والغرض منها : هو تشويق النفس إلى الصعود إلى عالم الأفلاك وموضع الجنات وظهور عجائب الملك والملكوت . الرسالة الرابعة : رسالة في الموسيقى والتبيان للنغم والألحان في نفوس اللستمعين إليما تارا كتأثير الأدوية وتأثير الترياقات في الأجسام الحيوانية › ا ب ت وأن لحركات الأفلاك في دورانها واحتكاك بعضها ببعض نغمات وألحانا لذيذة كحركات أوتار القيان والمزامير . والغرض من هذا كله : تشويق النفوس الناطقة الإنسانية والملائكة إلى الصعود إلى هنالك بعد مفارقتها الجسد الذي يسمى الموت › لأن هناك يعرج بأرواح النبيين والصديقين والصالحين الحققين والمستبصرين › ك بينا في رسالة القيامة والبعث والمعراج . الرسالة الخامسة : في الجغرافيا يعني صورة الأرض والأقَالم › والبيان بان الأرض كروية الشكل بجميع ما عليها من الجبال والبحار والبراري والانهار والغرض منها : هو التنبيه على علة ورود النفس إلى هذا العالم › والخض على التفكير في هذه الايات اللاتي في الافاق لانفس الغافلين عنما حتى يتبين لحم الحق » ويستعدوا للرحيل والتزود إلى دار الأخرة قبل الممات وفناء العمر وتقارب الأجل وقبل الفوت والندامة . الرسالة السادسة : رسالة في النسب العددية والتاليفية وترتيبها : والغرض منها : هو التهذيب للنفوس والعقل إلى أسرار العلوم وخفاياھا وبواطن الحكم ومعانيها » وعلى أن الموجودات الختلفة القوى التنافرة الطباع إذا جمع بينها على النسبة اتفقت ولم تتنافر › ومعرفة كمية ذلك الحذق بالصنائع كلها . الرسالة السابعة : رسالة في الصنائع العلمية : والفرض منها : هو تعديد أجناس العلوم والحكم » وبيان أغراضها وحقائقها › والتهدي لطالب العلوم والحكم كيف الطرق إلا . الرسالة الثامنة : رسالة في الصنائع العقلية : ۷٦ س وغرضها : تعديد أجناس الصنائع والحرف . والغرض منها : هو تنبيه نفوس الغافلين على معرفة جواهرها التي هي الرسالة التاسعة : في بيان اختلاف الأخلاق ٠ ثجاورة الرحمن في رياض الجنان . الرسالة العاشرة : رسالة إيساغوجى :- وهى الألفاظ الستة » أظنها الستة التي تستعملها الفلاسفة في المنطق في أقوالها ومخاطباتها وكتبما . والغرض متها : هو الفرق بين النطق اللغوي والنطق الفلسفي » وما حقيقة كل واحد منہما . الرسالة الحادية عشرة : رسالة في قطاغورباس :- وهو البيان في المقولات العشر ألفاظ التي كل منها اسم لجنس من الموجودات كلها › قد اجتمعت ئي هذه المقولات العشر التي يسمى كل جنس منها جنسا » والأجناس داخلة فما » وكيف تتغير الأجناس إلى الأنواع » والأنواع إلى الأشخاص ء وأنها بساتین العلم وفواكه النفوس ونزهة الارواح . الرسالة الثانية عشرة : في معاني ناراي رميناس وأنواوطيقي :- والغوض مہا : هو بيان كمية القياس الذي يستعمله الحكماء والمتكلون في احتجاجاتهم » والدعاوي والبيانات والمناظرات في الاراء والمذاهب »› وأنه الميزان الذي وضعت الفلاسفة ويعرف الصدق من الكذب › والخطا من الصواب ٠ والحق من الباطل › والخير من الشر » ومن أين يكون وكيف يکون ؟ الرسالة الثالثة عشرة : في معق أقودقطيقي . ‎e:‏ ۰ . فة الفا ۱ الذ والغوض منها : هو البيان والكشف عن كيفية ياس الصحيح ي ۱۸٦۲ س لا خطاً فيه ولا زلل وهو المسمى البرهان » وهو ميزان الحكماء الذي يعرفون به وجه الصواب من الخطاً › والحق من الباطل . ومن الرسائل الجحسمانية تسع عشرة رسال : الأولى منها : رسالة الميولى ومائيتها » والزمان والمكان والحركة » واختلاف أقاويل الحكماء في حقائقها وكيفياتها . والغرض منها : تعريف مائية الجسم وحقيقته › وما يختص به من الاعراض الكيان . الرسالة الثانية : في السماء والعالم › وبيان أطباق السموات ء وكيف تركيب الأفلاك » وما هو العرش العظم » وما هو الكرسي الواسع . والغرض منها : هو تبين تحريك الأفلاك وتسييرات الكواكب › فان الحرك هو النفس الكلية باریہا . الرسالة الثالثة : رسالة في الكون والفساد :- والغرورض منها : هو البيان عن مائية الصور المقومة لكل واحد منه من الأركان الأربعة التي هي النار والحواء والماء والأرض › فإنما هى الأمهات الكائنة منها المعادن والنبات والحيوان › وكيف استحال بعضها إلى بعض بدوران الفلك حوا ومطارح شعاعات الكواكب عليها » وإنما الطبيعة الفاعلة التى الرسالة الرابعة : رسالة في الاثار العلوية :- النار والظلمة والحر والبرد » وتصاريف الرياح من البخارات والدخان الصاعدة ۹٦۲ س ف الحواءِ من البحار نار 6 وما يكون منہا من الغيوم والضباب والظل والانداء والأمطار والرعود والبروق والثلوج والبرد والحالات وقوس قزح الرسالة الخامسة : رسالة في كيفية تكوين المعادن و كهيئة الجواهر والغرض منها : هو البيان بانبا أول المفعولات التي تحت الفلك ‏ فلك القمر ‏ التى ھی فوة من قوی النفس الفلكية 4 ومن هذه القوة النفوس الجزئية بالترقي من أسفل السافلين إلى أعلى عليين ‏ أعلى الأفلاك ‏ وهذا أول صراط تجوز عليه الانفس الجزئية » ثم النباتات ثم الحيوانات ثم الإنسان ثم الدخول في زمر اللائكة سكان الأفلاك واللاً الأعلى الذين هم أهل السموات . الرسالة السادسة : رسالة في مائية الطبيعة » وكيف في الأرض الأربعة ومولداتها التى هى الحيوان والنبات والمعادن . والغرض متها : هو تنبيه الغافلين عن أفعال النفس ومائية جوهرها › والبيان عن أجناس اللائكة التي تسميها الفلاسفة : روحانية الكواكب . الرسالة السابعة : رسالة في أجناس النبات وأنواعه وكيفية سريان قوى النفس النباتية فيه . والغرض متها : تقدير أجناس النبات وتكوينه وإنشائه › وأسباب اختلاف أنواعه من الأشكال والالوان والطعوم والروائح في أوراقها وأزهارها وتارها وحبوبها وبذورها واصماغها ول حائها وعروقها وقضبانما واصوفا من النافع . وأن أول مرتبة النبات متصل باخر المعادن واخر مرتبة النبات متصل بول مرتبة الحيوان . ت الرسالة الئامنة : رسالة في أصناف الحيوان وعجائب هياكلها وغرائب أحواا . والغرض منہا : وهو البيان عن أجناس الحيوانات وكمية أنواها › واختلاف صورها وطبائعها › و كيفية تکویہا ونتاجها › وتوالدها › وتربيتها لأولادها . وإن أول مرتبة الحيوان متصل باخر مرتبة النبات » واخرها متصل برتبة الانسان . وخر مراتب الانسان متصل بأول مراتب الملائكة الذين هم سكان المواء وإن نفوس بعض الحيوانات ملائكة ساجدة للنفس الانسانية التي هي خليفة الله في أرضه › ونفوس بعض الحيوان شياطين عصاة معلقة في جهنم عالم الكون والفساد . وإن الانسان إذا كان يرا فاضلا فهو ملك كريم خير البرية » وإن كان الرسالة التاسعة : رسالة في تركيب الجحسد » والبيان بأن الانسان هو عالم المدينة . والغرض منها : هو معرفة الإنسان جسده › وأن بنية جسد الانسان مختصرة من العالم الذي في اللوح المحفوظ » وأنه الصراط الممدود بين الجنة وأُن النفس علي ال تال في آرت » واد الإنسان إذا عرف ا۲۷ س الرسالة العاشرة : رسالة في الحواس والحسوس : والغرض متها : هو البيان عن كيفية إدراك الحواس محسوساتها › واتصاها إلى القوة الخيالية التي يجراها مقدم الدماغ › لتوصلها إلى القوة المفكرة الحافظة التي مجراها موّخر الدماغ تمسكها وتحفظها إلى وقت حاجة التذ كار › ثم تردها إلى القوة الناطقة التي مجراها اللسان » ليفرغ بالألفاظ الدالة للمخاطبين على اللعاني التي مخرج من النفس والقوة الصانعة التي مجراها اليدان لتخط بالاقلام في وجوه الألواح وبطون الطوامير بتلك الألفاظ لتلقي العلوم بمعانيها من الأول إلى الاخرين » وخطابا من الحاضريين للغائبين إلى يوم يبعثون . الرسالة الحادية عشرة : رسالة في مسقط النطفة ٠ وكيفية رياض النفوس عند تقلب حالاتها شهرًا بعد شهر » وتاثيرات الكواكب في أحكام بنية ال جسد من المزاج والتركيب أربعة أشهر قدر مسير الشمس ثلث الفلك ء واستيفائها طبائع البروج من النارية والترابية والحوائية والمائية » ثم كيفية تأثيرها » وأفعالا في أحكام أمر النفس أربعة وما يتطلع فيها من سن التي لقبول الأخلاق والأعمال والعلوم والآداب والاراء في مستقبل العمر بعد الولادة في الشهر التاسع » ودخول الشمس في البيت التاسع من موضعها يوم سقوط النطفة . والغرض منها : هو الأخبار عن حال النفس البسيطة قبل تشخصها واتصاها بالأجسام الجزئية » فإن الملكث في الرحم هذه المدة إنما هو تتمم لبقية » وتكميل الصورة › ورباط النفس بالحيكل » وتمكنها من الحبلة . الرسالة الثانية عشرة : رسالة في معنى قول الحكماء : إن الانسان عالم صغير » وأن صورة هيكله مماثلة لصورة العالم الكبير الجسماني وأحوال نفسه وسريان قواه فيها مماثلة بأحوال الخلائق الروحانيين من الملائكة والجن والانس وأرواح الحيوانات أجمعين فإن الإنسان مختصر من العالمين الروحاني وال جسماني — ۷۲ والفرض منها : هو أن يعرف الإنسان حقيقته » لأنه جموع فيه معالي اللوجودات كلها فينتبه ويدري ما الصواب ليقصد نحوه يطلبه » والله يہدي من يشاء إلى صراط مستقم . الرسالة الثالثة عشرة : رسالة في بيان طلعة الانسان في المعارف › إلى أي حد هو مبلغه في العلوم » إلى غاية ينتهي منتهاه . والغرض منها : هو التنبيه على معرفة باريها وقصده نحوه ولقائه . الرسالة ال خامسة عشرة : رسالة في مادية حكمة الموت » وما الحكمة في وجودها في عالم الكون والفساد . والغرض منها : هو البيان من علة رباط النفس الناطقة بالأجساد البشرية إلى وقت الاستهانة باللوت › ببقائها بعد اموت الذي هو مفارقة الجسد . الرسالة السادسة عشرة : رسالة في مادية الملذات والآلام الحسمانية والروحانية » وعلة كراهية الحيوان اموت » وكيف الألم واللذات » التي تتناول الأنفس مع الأجسام › وتتناول بمجردها إذا فارقت الجسد وكيف تنفرد بذاتها بدونه » وكيف تكون لذات أهل الجنان ٠ وال أهل النيران . والغرض منها : هو التنبيه أن عذاب جهنم مع الشياطين » وأن يعلم أن أهل الجنة تكون مع الملائكة » وأن جهنم في عالم الكون والفساد » وأن الجنة في عالم الأفلاك وسعة السملوات . الرسالة السابعة عشرة : رسالة في علل اختلاف اللغات ٠ وما الغرض 7 ومن الرسائل النفسانية العقلية عشر رسائل : (١) جاء في هامش ط البارونية ( سقطت من الام الرسالة الرابعة عشرة فليراجع ) ( مراجع ط ۲ ) . (۲) سقطت الرسالتان الثامنة عشرة والتاسعة عشرة حسب د البارونية . ( مراجع ط 7 ) . ۲۷۳ س الأول منها : رسالة في البادئ على رأي فیثاغورس . والغرض منها : هو البيان عن الباريء سبحانه لا أبدع الموجودات واخترع » ورتبہا ونظمها کمراتب الأعداد والمفردات عن الواحد الذي قبل الاثثين منهما على عدد مخصوص مطابق بعضه لبعض » إذ كان ذلك أحكم وابين . الرسالة الثانية : رسالة في البادئ العقلية على رأي إخوان الصفا . والغرض منها : هو الإخبار عن معنى حدوث العالم » وأسباب الكائنات › ومعنى الجزئيات » على ترتيب الباريء سبحانه الذي رتبه كترتيب العدد من الواحد الذي قبل الاثنين . الرسالة الثالثة : رسالة في معنى قول الحكماء : إن الأنسان عالم كبير ذو نفس وروح » إلى عالم شرائع ربه الذي خلقه الباريء ‏ جل ثناۋە ‏ يوم خلقه تام كاملا » وأن كل الخلائق داخل فيه هو جملتهم » ولیس خارج العالم شيء اخرء بل كل في فلك يسبحون . الرسالة الرابعة : رسالة في العقل والمعقولات . والغرض منها : هو تعريف جوهر النفس على العالم بحقيقتها ء و كيف اجماع صور المعلومات في العقل المتفعل . الرسالة الخامسة : رسالة في الأدوار والأكوار . والغرض متها : البيان عن كيفية حدوث العالم ومبدئه » وكيفية خحرابه وفنائه . الرسالة السادسة : رسالة في مائية العشق وعبة النفوس › والعرض الأصلي وما حقيقته » ومن أين مبدؤه . ٢٤۷ — والغرض منها : هو البيان بأن المعشوق بالحقيقة هو الله عز وجل وأن الخلائق كلهم مشتاقون إليه . الرسالة السابعة : رسالة في مائية البعث والقيامة » وكيفية المعراج › وعلم ذلك هو الغرض الأقصى من رسائله كلها وإليه المنتبى والغاية القصوى كلها › وإليه أشار في قوله ‎ :‏ تعرج اللائكة والروح إليه في يوم كان مقداره مسين ألف سنة ¶ . الرسالة: الثامنة : رسالة في كمية أجناس الحركات وكيفية اختلافها ومبادئها وغايتها » وما الغرض المقصود منها . والغرض منها : هو البيان عن كيفية وجود العالم عن الباريء سبحانه › وكيف يكون سيران العالم بأثره . الرسالة الاسعة : رسالة في العلل والمعلولات » وكيف يحكي أواخرها أوائلها . والغرض المقصود منها : هو حقائق أصول العالم وفوائده . الرسالة العاشرة : رسالة في الحدود والرسوم . والغرض منها : هو معرفة حقائق الأشياء المركبة والبسيطة جميعا . ومن الرسائل الناموسية الإلهية إحدى عشرة رسالة : الأولى منها : رسالة في الآراء وامذاهب وما أدى إليه اجتهادهم › والديانات الشرعية والناموسية والفلسفية › وبيان اختلاف العلماء في فنون أقاويلهم › وما أدى إليه اجتبادهم من الكشف والبحث عن الحقائق والصواب › وك من تلك الملقالات وما الأشارات فيا والعلل التي کان من جلها اختلافهم » ومن الحق من المبطل . والغرض من ذلك : هو البيان بأن المذاهب والديانات كلها وضعت لطلب ٢۲۷ النفوس ووصف الأخرة » وكيف النجاة من جهنم عالم الكون والفساد › وسعة السموات » وأن أكثر اهل الديانات قد انحرفوا عن طري يق النجاة والرشاد والرسالة الثانية : في مائية الطريق إلى الله عز وجل س وكيفية النوض إليه . والغرض منها : هو الحض على تهذيب النفوس وإصلاح الأخلاق ٠ وتنبيه النفوس الساهية عما بعد اموت في اليعاد من أحوال يوم القيامة والبعث والنشر والحساب واليزان والصراط والجواز على جهنم » وما حقيقة معانيها . الربانيين . والغروض منها : هو وضوح الحجة على بقاء النفس بعد مفارقتها الحسد الذي يسمى الموت بطريق إقناعي لا برهاني . الرسالة الرابعة : في كيفية عشرة إخوان الصفا › وتعاون بعضهم لبعض بصدق المودة والشفقة والتحنن والرحمة . والغرض مها : تأليف القلوب › والتعاضد في الدين والدنيا جميًا . الرسالة الخامسة : رسالة في مائية الايمان وخصال المؤمنين الحققين . والغوض منہا : معرفه الالام وما الو سوسة ِد کان هذا الباب علمًا غامضًا وسا فا . الرسالة السادسة : رسالة في مائية الناموس الألهي ٠ وشرائط النبوة › والغوض متها : هو التنبيه على أسرار | لكتب النبوية ومرامي رموزاتېم للوضوعة الناموسية والتهدي إليها » وكيفية الكشف فا من الإمام المنتضر . 0 الرسالة السابعة : رسالة في كيفية الدعوة إلى الله عز وجل وإلى صفوة الأخرة » وصدق المودة وخطاب دعوة المدعوين إلى ذلك . والغرض منها : هو البيان بيان دولة أهل الخير يبتدئ أولها من قوم أخيار فضلاء يجتمعون ويتفقون على رأي واحد ومذهب واحد من غير تخاذل ولا تقاعد . الرسالة الغامنة : رسالة في كيفية أفعال الروحانيين . والغرض متها : هو البيان أن ف العا لم فاعلن غير جسمانيين . الرسالة التاسعة : منبا كمية أنواع السياسات وكيفيتها » ومراتب والغرض منها : البيان بان مدير الجميع واحد وسائس الكل هو الله وأقرب قربة . الرسالة العاشرة : رسالة في كيفية تصور العالم بأسره في مراتب الموجودات ونظام الكائنات » وأن اخرها منعطف على أولما من أعلى الفلك إلى منتهى مركز الارض ء٠ ونما كلها عالم واحد كمدذينة واحدة ُو کحیوان واحد . والغرض منها : المعرفة أنها من الله تعالى ومرجوعها إليه . الرسالة الحادية عشرة : في مائية السحر والعزائم والعين والرقا » وكيفية الللائكة › وما أفعالهم › وكيف تأثير بعضهم في بعض . والغرض متها : هو البيان بان في العالم فاعلين غير مرئيين ولا محسوسين يسمون روحانيين . — ۲۷۷ طلاب العلم مثل رجل حکم غني جواد کرم سخي »٤ له بستان فيه من الثار والفواكه رطب ويابس » ينادي في الناس أن هلموا وادخلوا هذا البستان ء وكلوا ما شئتم من كل الثمرات » ولم يجبه أحد ولا صدقوا قوله » فرای من الرأي الحكم أن وقف على باب بستان » فكل من مر به شهاه الى ما في بستانه » وأطعمه من ما يشتهيه » إلى أن علم علما يقينا أنه قد وقف على جميع ما في بستانه » ثم قال لمن صدقه ممن مر به : ادخل البستان وکل نما تشتهیه . وكذلك لمن حصلت عنده المسائل ألا يعرضها إلا على كون طالب العلم حب الحكمة » فإْذا وجد من يسترشده دفع إلى كل واحد ما يقرب من فهمه » ألا فاولا على الترتيب البين واحدًا بعد واحد » حتى إذا أمكنت الحكمة في نفسه وطلب عند ذلك الأكل بحرص ورغبة » وعمل ا في الأولى كا رتب في الفهرست › فيكون له في ذلك عند الله الغواب الجزيل والجزاء الجميل إن شاء الله . ي هديب ننن رإصلاح الأخلاق البلغة إلى السعادة الدائمة أي من الما مالفال لكي لمارف ابي الستيصر لبيل الفارسي النسبة » العرني الدين » الحنيفي المذهب » العراقي الأدب » العرباني الحر » الخبيري المنباج » الشامي النسك » اليوناني العلوم › المندي البصيرة » الصوفي الاشارة › النقي » الخير الأخلاق ٠ الرباني الرأي › الإلهي المعارف ٠ بقوله : الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين » وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى اله الطيبين . ف 0 وأما قولك في قول الله عز وجل في أم موسى : ل وأوحينا إلى (١) كلمة ( فصل ) غير موجودة في ط البارونية أضفتها ( مراجع ط ۲ ) . ۸٢۲۷ — اعلم أن الوحي في لغة العرب : هو أمر تنهيه عن الناس إلى من تريد خصوصا › وهو على نلانه وجه : وحي الأنبياء إعلام » وفي الحيوان إلحام » وفي الموتان وسائر ال جمادات إطلاق وإذت . وأما ر حي الأنبياء فمعروف : وهو الملائكة فم خصو صا وسرا عن الناس . قال الله س عز وجل محمد عليه السلام : ل إنا أوحينا إليك ك أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ‏ في أمثاا . وهو مخاطبة الأنبياء بأوامر الله عز وجل ونواهيه وأخباره وأموره وإعلامه وأحكامه › ويكون الوحي مخاطبة من غير مشافهة . وسئل رسول الله ا : ( كيف يأتيك الوحي يا رسول الله ؟ ) قال : « أحيانا ياتيني كصلصلة الجرس وهو أشده عل › فيفصم عني وقد وعيت ما قال » وأحيانا يمثل لي املك رجلا فكيلمني فاعي ما يقول » . قالت عائشة ‏ رضي الله عنها س : ( كان الوحي ينزل على رسول الله عه في اليوم الشاي › فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا ) . والوجه الثاني من الوحي : هو الإلهام في سائر الجن والإنس والأنبياء والأغبياء والأطفال والرجال » وهو الالام الذي أراده الله عز وجل بقوله وأقسم عليه بسبعة أقسام › وهو قوله : طل والشمس وضحاها » والقمر إذا تلاها » والنهار إذا جلاها » والليل إذا يغشاها ء والسماء وما بناها ء والأرض وما طحاها » ونفس وما سواها » فأ حمها فجورها وتقواها 4 . وهو اللعني الذي قسمه الله عز وجل بين سائر الحيوانات » فأوحى إلى الل فأ حمها مصالحها ومعاشها وتربية أولادها » ومن وراء ذلك النطق في خصل عندها » ما حكاه الله س عز وجل س عن امل والحدهد » فالنطق بحر عظم ٤ ومن وراء النطق بحر أعظم من النطق وهو بحر المعالي . ۲۷۹ س وإنما خلق النطق في الألسن لخدمة القلوب في توصيل المعاني إليها » وغير ولو أخذنا في شرح ذلك لطال الكتاب وظهر لك العجب العجاب . ولك في صنفين ذك رهما الله عز وجل وعاورة ما بینهما وبين ولیه سليمان عليه السلام › قصد إلى الحمدهد من الطير › وإلى اهل من الحشرات › من المعاني والرجاحة . وقد تقدم القول في أطفالنا وكيف اندرج الإيمان في قلوبهم وحيًا من الله عز وجل وإفامًا . ولك في حديث داود عليه السلام أية وأعجوبة :ب سطح دارهما » وبين آیدیهما طفل صغير يلعب ویبو بین اآیدیہما » وفي ستر السطح كوة نافذة إلى الزقاق › فأغفلا عنه حتى حبا ودخل الكوة › فققاما إليه » فلما دنوا منه لينجياه تتحى عنهما وهم أن يقع من الكوة إلى الزقاق › فإن تتحيا منه قرب منہما » فما زال بهما الأمر وهما يكيان » حتى ذكروا داود عليه السلام فوجها إليه رسولا › فجاء داود عليه السلام فراه بتلك الحالة £ فقال لما : ( ائتياني بتربه من الأطفال ) فأتیاه بطفل صغير من أُترابه » فامر داود عليه السلام أبويه أن يتنحيا عنه » فتنحيا » فقدم إليه الطفل »٠ فلما أبصره نغم إليه الطفل › ونغم إليه الاخر » ونغم إليه الأول ثانية › ونغم له الأخر » فخرج له الطفل › فقال لما داود عليه السلام : « أتدريان محاورة ما بينېما ؟» . فالا : رلا ) . ۲۸۰ س قال داود عليه السلام : « نغم إليه الطفل ألا فقال له : ( أخرج يا أخي من تلك الكوة لعلا تقع إلى الزقاق ) . فقال له الآخر : ( دعني يا أخي أقم » فأموت أحب إل من آن اعيش فادخل النار ) . قال له الآخر : ( بل يا أخي تعيش حتى تكبر » فتعمل بطاعة الله فتدخل الجنة ) . فقال الأخر : ( فتعم إذا ) فخرج وخلص ولم يمت . ولك في حديث عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ عجب :- وذلك أن عمر بن الخطاب صعد النبر في يوم الجمعة ليخطب ٤ فحمد الله وأثنى عليه » وقطعم كلامه ونادی بأعلى صوته فقال : ( يا سارية الجبل » ظلم من استرعى الذئب الغتم ) فلما ت صلاته ودخل داره » دخل عليه عبد الرحمن بن عوف وقال : ( يا أمير المؤّمنين » اليوم صرت كالأعرابي حين صحت فوق ) . فقال له عمر : ( قد سنح في خاطري أن السرية التي عليها سارية التقوا مع عدوهم › ومن وراء الجبل عسكر عظم لم يعرفوا به » فصحت وقلت : عسى ولي من اولياء الله يمد صوني فيسمعهم به ) . فهم كذلك إذ رجعت السرية فقالوا : ( لولا ما معنا كلام عمر لملكنا نحن في نحر العدو › ومن وراء الجبل كمين م في سبعين ألا » فلما معنا كلام عمر قصدنا نحو الجبل فصعدنا إليه ونجونا بحمد الله ) . وقد صرح الله تعالى بالوحي في النحل فقال : < وأوحى ربك إلى التحل أن اتفذي من الجبال بيوتا 4 وثي صنائعها لأجياحها من الدوائر المسدسة لبيوت العسل » ومن وراء ذلك طاعتها لامرائها » وحسن تدبيرها في معاشها › واجتټاع الكلمة › واختيارها مواضع اين . ا۲۸۱ س ولنرجع إلى وحي الله عز وجل إلى الموتان : وفي الموتان عجب عجيب ا قال الحسن البصري : ( إن في الموتان لعجبًا ) . قال الله عز وجل س : ل إذا زلزلت الأرض زلزالها » وأخرجت الأرض أثقالا ء وقال فن قال قائل : إنما تكلم بلسان الحال لا بلسان المقال . قيل : إن كان الله لا يقدر أن يقدرها على الكلام › فانت أقصر وأقصر ٠ وإن كان يقدر على الجميع فما يمنعه ما قال ؟ ولك في العظم المسموع عبرة › وذلك أن رسول الله عي لا فتح خيبر» أهدت إليه يهودية شاة مصلية › وقد كانت سألت : ( أي اللحمان أحب إليه ؟) . فقيل ا : ( لحم الذراع » ذراع الشاة ) فسمتها وأ كرت في الذراع السم » فتناوله رسول الله عي » فأخذه وعض منه ولم يسغها فلفظها › وقال رسول الله ع : « إن هذا الذراع يقول : إِني مسموم » فلفظ من فيه البضعة وأكل معه فما بشر بن البراءِ بن معرور فمات بالسم . فسال رسول الله عفد اليهودية فقال : « ما حملك على هذا ؟ » فقالت : ( إلي كنت قلت : إن كنت رسول فسيخبرك الله عز وجل وان کنت جبارًا أرحت الناس منك ) فلما كان عند الترع قال رسول الله ع : « ما زالت أكلة خيبر تعاديني . فهذا أوان قطع أبهري » . وأما بشر بن البراء بن معرور الذي أكل معه مات مکانه . وفي بعض الأخبار : أن البقاع إِذا أصبحت تنادي بعضها بعضًا فيقلن : هل مر بكن ذاکر الله س عز وجل س ؟ هل صلی عليکن مصل ؟ فإذا قالت بقعة منهن : قد مر بي اليوم مسلم فصل ركعتين . فيقلن : سقيا لك . فيغبطنما طول ذلك اليوم . ۲۸۲ ب وفي الأخبار : أن الفاجر إِذا مشى على وجه الأرض قالت : نت تشي على ظهري وغدا تصير في بطني . وقول القبر : أنا بيت الظلمة » آنا بيت الوحشة › ‎U‏ بیت الدود . فإن قال قائل : إن هذه الأمور كلها أمثال ليست بحقيقة . قلنا له : إن قضيت على الله عز وجل بالعجز عما ذكرنا » انصرفنا إلى ما قلت » وإلا فما ندع الظاهر للباطن › قال الله عز وجل س : ل وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه إنه كان حليمًا على لمتقين إلى أمد مل غفروا ¶ لن نفى العجز عن ربه وعزاه إلى نفسه . ونا أحدثك عریب عجیب ١٩٠ شاهدته ورأيته › و "معته بأذني › وعاينته بعيني » في جماعة من المسافرين من بني وارجلان » وقصته : جبل كان بين كاتم وبين أولاد كوار منتصب في دهسم من الأرض » ونحن في قافلة زهاء ثلانمائة رأس من الرقيق ينقص قليلا › فانتهينا إلى الجبل › وتقدمت حادم من خدامنا عوان إلى الكبر » فإذا هي تخاطب الجبل » فأخذت خادما واحدة › ووطنها ؟ آم تتلف فلا تعود إلى بلدها ووطنها أبدا ؟ ) . فرد لما الجواب الجبل » ونحن نسمع الصوت ولا نفهم معناه وقد قرع أسماعنا بصداه . فإن كان جواب الجبل أنها تتلف ولا ترجع إلى وطنا أبدا ردتها الخادم فيرد لا الجبل الجواب كاول مرة » فتردها وراءِ ظهرها ا فعلت فما زالت تفعل بهن هکذا خادما بعد خادم إلى اخرهن خادما » فخاطبت الجبل فرد لا » فراينا الخدم اجمعين قد جرين طا وطفقن يقبلنها ويعانقنها ومسحن علہا فسالناهن فقلنا هن : ( ما بال هذه الخادم بين سائر الخدم ؟) . ۳٢۲۸ س قلن : ( إن هذا الجبل يقول : إنها سترجع إلى بلدها ولا تتلف أيدا ) . والعجب كل العجب أن الرقيق كلهن يعرفن خطاب الجبل » لا تكلم بادرن باجمعهن إلى الخادم يہنئنها ويقبلنها . فما زالت الأيام والليا لي حتى وصلت إلى بلاد الاسلام إلى وارجلان › فولدت من سيدها غلامًا فربته » و كبر الغلام حتى صار رجلا من الرجال ٤ فسافر إلى غانة » ورجع وسافر » ثم أنه مات فقالت لسيدها : ( ِن ابني قد ماٹ ٤ وأنت ليست لك بي حاجة » فدعني أذهب إلى أهلي ووطني وبلادي ) . فاذن ها ومرت وغابت عنا حتی أتانا کتاہا من مقر اول حرم بلادها . فن قال قائل : فما معنى وحي الله عز وجل إلى ام موسی ۽ اُهو وحي آم وحي نبوة ؟ قلنا : قد اختلف العلماء في وحيا . قال بعضهم : وحي إشام لماه الله عز وجل في نفسها . وقال بعضهم : إنه وحي على الحقيقة من جبريل عليه السلام وليس بنبوة جرى لريم أم عيسى مع جبريل عليه السلام . وبعضهم يقول : إنه النبوة » وأن الله تعالى نبأ أربع نبيات . منهن : أم موسى عليه السلام » ومريم أم عيسى » وحنة » ومنة » وليس في قولحم ما يمحيله العقل › ولا ما جاءت به الرسل . فإن قال قائل : أليس الله عز وجل يقول : ل وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ؟ قيل له : إن الله س عز وجل قيد الرسالة بالرجال › وليس فيه دلالة أن النبوة مقيدة بالرجال وقد قال : من أهل القرى ¶ ونرى يعقوب وبنيه كلهم أنبياء وقد أتوا من البادية ‏ ٢۲۸ — قال الله عز وجل : لل وجاء بكم من البدو ¶ وعن يوسف عليه السلام : ل أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي فرجعوا من البادية إلى مصر . £ فإإن قال قائل : إنما أراد أنهم رجعوا من البدو يعني بالبدو القرية . قيل له : هذا تعسف » ولو كان لظهر ولا خفي عن أحد . 3 فصر 23 اعلم أن الملسلمات المذكورات في كتاب الله عز وجل عشر » أعني القران » أولاهن حواء ‏ رضي الله عنبا ‏ فإنها موّمنة عند الله تعالى بدليل قوله حين نهاهما عن الأكل من الشجرة فاكلا منها : ل ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأُقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين › قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وحكى الرب عنهما التوبة ولم يعقب . فإن قال قائل : إنما تاب على ادم » حيث يقول : ل وعصی ادم ربه فغوی ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهذدی 4 . فمن هاهنا علمنا أن ادم عليه السلام » منتصوص عليه بالتوبة والغفران › وأمنا حواء منصوصة توبتها » وأما عفو الله عنهما فمستخرج من كتاب الله عز وجل حين لم يات عن الله عز وجل ما یرد توبتہما ٤ للأفضل وهو الاليق بكرم اله عز وجل ورافته ورحمته وحسن الثناء والثانية : امرأة إبراهم الخليل عليه السلام وهي سارة س رضي الله عنها ‏ فإنها مؤمنة أيضًا بدليل قول اللائكة عليهم السلام : ل رحمة الله وبركاته (١) كلمة فصل غير موجودة في ط البارونية أضفتها من عندي ( مراجع ط ۲ ) . ٢٥۲۸ س عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ‏ فأثبتها من أهل بيت النبوة ولم يات ما ينسخ ذلك . فإن قال قائل : هذه التحية ليس فيها ما يثبت الولاية . قلنا : السلام قد تقدم وعقب بالفضيلة › قال الله عز وجل : ولقد جاءت رسلنا إبراهم بالبشرى قالوا سلامًا قال سلام ‏ ثم عقبوا جوابًا لها خصوصًا : ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) . الاية . ولم يعقب الله الملائكة بحكم يعملون ولا سيما ما حکی عنم بنفسه ولم والثالثة : أم موسى عليه السلام فهي من المؤمنات س رضي الله عنہا ‏ ما عزا إليها الرب من الوحي من أمر رضيه الله بها وفضلها به بقوله : لل فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن وذكر ذلك في معرض الامتنان ولم يعقب ما ينسخ ذلك . ولقد وقفنا على الموضع الذي ألقت في النيل أيام حجنا يبتغي الئاس الفضيلة فيه › واتغذ بعدنا مشهدًا من مشاهد الخير › ووقع الاجتاع عليها من اليہود ومن المسلمين بعدها . وأما أخته التي قال فيها : تل فقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ¶ ولكن البيت بيت الخير . والرابعة : امرأة فرعون ‏ رضي الله عنها ‏ فمن المنصوصات في امرأة فرعون قال الله تعالى : ل وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالين 4 . والخامسة : صاحبة سليمان عليه السلام ‏ رضي الله عنما فإنها مؤمنة ٦۲۸ — بدليل قوله ‏ عز وجل حكاية عنما : «ل وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين مدحا عظيمًا » ولم يعقب لحكمها على ما حكاه الرب عنا . والسادسة : أم يحيى بن زكريا عليه السلام فإنها مؤّمنة مسلمة › قوله عز وجل : لل وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًّا ورهبًّا وكانوا لنا خاشعين 4 أعظم المدحة . والسابعة : مرجم ابنة عمران س رضي الله عنها ‏ فهي فوق النص ما أثنى الله عنها . فقال : هل ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين وهي إلى النبوة أقرب إن كان تكون النبوة في النساء لما جرى فا مع جبريل عليه السلام › وإلا فدرجات القربين الصديقين الخغلصين الحسنين . والثامنة : أم مريم ابنة عمران ‏ رضي الله عنها ‏ وحسبك فيا قول الله عز وجل : ل إذ قالت امرأة عمران رلي إني نذرت لك ما في بطني عررًا فتقبل مني إنك أنت السميع العلم € إل قوله : « بغير حساب € وليس في القبول شيء أعظم من قول الباريء سبحانه واستجابة دعائها : لل إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجم ¢ . بخ بخ لمن مريم أمه إن عيسى الروح عليه السلام . فهوّلاء الغاني نسوة مؤّمنات مسلمات من أهل الولاية » ومن قامت عليه الحجة بين منصوصة ومستخرجة » من کتاب الله س عز وجل ہ٤ فالمنصوصات منهن ولايتهن توحيد وبراءتهن شرك » والمستخرجات ولايتهن طاعة لله عز وجل وبراءتهن ظلم ومعصية وفسوق وكفر غير شرك » وهو كفر الأفعال والنعمة . (١) لي ط البارونية عدم وضوح أصلحتها هكذا والله أعلم . ( مراجع ط ٢ ) . — ۲۸۷ وأما النساء المذكورات في كتاب الله عز وجل س ولا نص ولا استخراج » لكن إشارة شهرة كبيضة الإسلام » منهن : امرأة أيوب عليه السلام » وأن الله شرع لأيوب عليه السلام في بمينها التي حلف بها ليضربها مائة سوط . فقال : ل وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ‏ . وقوله ‏ عز وجل س : ل ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين 4 . وأما ينات لوط عليه السلام » فإن الله س عز وجل يقول : «ل فأتجيناه وأهله إلا امرأقه كانت من الغابرين 4 فالأهل قد سلموا من العقوبة مثل أولاد نوح عليه السلام » ولكن بنات لوط شملتهن بيضة النبوة والشهرة وإشارة القران . وأما عائشة أم المؤمنين ‏ رضي الله عنبا ‏ فهي من المسلمات › وقد حتم عمار بن ياسر أنها من أزواج رسول الله عي في الجنة وشهد لذلك بجميع الآيات التي أنزلت فيها » دالة على أنها من أهل الجنة » وإنما لم نلحقها بالنصوصات لا لم يذكر اسمها . وقول الله عز وجل : لل والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ‏ إلى قوله : ل عذاب عظم 4 . وهاجر أم إماعيل سرية إبراهم عليه السلا كادت أن تكون أعظم درجة عند الله من جميع هؤلاء المنصوصات واملستخرجات › لا وهب الله لا من السعي بين الصفا والمروة » وا أجر من سعى بينهما إلى يوم القيامة › ولا زمزم وأجر من شرب منه إلى يوم القيامة . وأما أزواج رسول الله عي جمع كتع أولاهن : خديجة ‏ رضي الله عنها ‏ وهي خديجة بنت خويلد › وسودة بنت زمعة زوج النبي عليه السلام رضي الله عنما وهي أول من تزوج من نسائه بعد خديجة ۸۸ — وأم عائشة ثشة بنت أي بكر الصديق ‏ رضي الله عنہما ‏ وا ذکر في القران من أزواج رسول الله عه . ومن أزواج النبي : زينب بنت خزيمة رضي الله عنها س . ومن أزواج النبي عليه السلام : أم حبيبة بنت أبي سفيان س رضي الله عنہا ‏ . ۳ £ ى ع اا ومن أمهات المؤمنين : أم سلمة بنت أي أمية بن المغيرة زوج النبي ع › رضي الله عنہا س . عنہا س . ومن أمهات الؤّمنين : ميمونة بنت الحارث زوج النبي رضي الله عنہا ‏ . ومن أمهات الؤمنين : صفية بنت حيبي بن أخطب زوج رسول ل ع رضي الله عنہا ‏ . ومن أمهات : جويرية بنت الحارث زوج النبي رضي الله عنہا ‏ . أمهات الؤمنين : امراً لله ی اومن هات الم مرأة خطبها رسول الله ع ولم يبن با وهي من الفرطا . وای تزوجها رسول الله : وهي أمية بنت النعمان بن الرحيل . قالت : ( أعوذ بالله منك ) . وأخحری تزوجها رسول الله عب . وقیل : إن بہا برصا فبرصت . وأعری وهبت نفسها لرسول ا ك » وهي خولة بت حکم وهي ۲۸۹ ہہ ومارية القبطية سرية رسول الله ع عت رصي لله عنہا س وهي ّم إبراهم بن النبي عليه السلام . وبنات رسول الله عي : زينب بنت النبي عليه السلام من خديجة › ورقية بنت النبي عليه السلام » وأم كلثوم بنت النبي عليه السلام » وفاطمة نت رسول الله َة رضي الله عنہن ‏ وهن كلهن من خديجة . واما قوله م عز وجل : ل لولا أن ربطنا على قلبما لتكون من لتكون من المؤمنين . وقد تقدم القول في ولايتها ومن قامت عليه » استخراجا مما في كتاب الله أو بالحجة › فعليه ولايتها . وأما قول الله عز وجل في إبراهم : لل رب اغفر لي ولوالدي 4 فاخرج أباه بعد ذلك من دعائه حين قال : ل فلما تبين له أنه عدو الله تبر ولم يتبراً من والدته فإن الكلام فيه محتمل . ولو قال الله عز وجل : قد أجبناك دعاءك یا إبراهے . فاستثنی أباهء » لكان فيه ما فيه » وليس دعاؤه ما يدل على الاجابة » فليس علينا من وأما دعاء نوح عليه السلام حيث قال : ل رب اغفر لي ولوالدي 4 . قيل : أذ توجه دعائه إلى ادم عليه السلام وحواء . وقيل : إن ما بينه وبين ادم عليه السلام كلهم اباء مسلمون وأمهات مسلمات »٠ وليس علينا القضاء با › فانحتمل ساقط من يد إلحتج . وقد تقدم القول في حواء هي من اهل الولاية استخر اجا لا نصًا . ۲۹۰ س وما قوله : ( اهبطوا ‏ واهبطا ) فكل ما سمعت فيه : ( فاهبطوا ) : ادم وحواء وإبليس والحية . وأما قول إبليس : « ما نهاك ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين 4 فليس في قول إبليس لعنه الله ما يعول عليه لانه من الكذبة . وأما قوله : لل ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزامًا ¶ فمعناه عذابا ملازمًا › فاقام الصفة مقام الموصوف وليس فيه أكثر من هذا . وأما قوله : هل يسع الناس الشك اليوم أن ليس في أمة محمد عليه السلام مسلم ؟ فواسع الشك في ذلك اليوم › وأما من أول وهلة › فلا يسع من قامت عليه الحجة بعد قول الله عز وجل في المهاجرين والانصار والتابعين لحم بإحسان » وبعد قوله : ثل كنم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتۇمنون بالل 4 . وأما إن لم تقم عليه الحجة بهذا فليس عليه شيء . ٢۲۹ س الإشارة إلى الأقالم السبعة وخط الاستواء فان قائل قائل : وهل يسع أحدّا أن يكون على شريعة غير شريعة محمد عليه السلام بعد الشهرة ؟ قيل له : إن الشهرة بمحمد عليه السلام إذا ظهرت في جزيرة العرب وجبالها » فمن كان اليوم على شريعة موسى عليه السلام › أو شريعة عيسى عليه السلام أو شريعة ادم عليه السلام » أو لم تقم عليه الحجة بهذه الملل الثلاث : ملة أبينا ادم عليه السلام وهم الصابئون › وملة موسى عليه السلام وهم اليهود » وملة عيسى عليه السلام وهم النصارى » وألقى الله تعالى الإمان في قلبه أو ملك › أو خطر في قلبه ما أدرجه الله من الاان الذي فطرت عليه القلوب ٠ فواسع عليه ما لم تقم عليه الحجة بملة من هذه الملل الثلاث . فإن الأرض واسعة » وفي الأقالم سعة والأَقالم السبعة معمورة بيني آدم » ومن وراء الأقالم خط الاستواء أيضا معمور . وقد وصلت أنا بنفسي إلى قريب من خط الاستواء وليس بيني وبينه إلا مسيرة شهر » وكاد أن يستوي الليل والنهار فيه أبدا » وإنما وصلنا إلى قريب منك . وأطول يوم في السنة إنما يفضل أقصر يوم منه بساعة واحدة › فالنهار الطويل ثلاث عشرة ساعة » والتهار القصير إحدى عشرة ساعة ولياليها كذلك › وهم يخافون من البيضان من الناس ويحسبونهم ملائكة نزلت من السماء » يهزم الأبيض الواحد من الناس عشرة الاف متهم » وليس عندهم إلا عبادة الاصنام . وأما الأقالم السبعة فأوها : أقلم زحل قد انتشر فيه من السودان ما لا يعلم علمه إلا الله » وليس بعجب أن يكون للواحد منم عشرون أو ۲۹۲ س ثلاثون أو خمسون ذكورا أو إِنانًا » ينتسلون كأنعامهم بطول أعمارهم وأيامهم مع عبادة الأصنام . والبلاد التي تلي الاسلام من الأقلم الأول وتلي أقلم المشتري › فأوها : من جهة المغرب تكرور أوزافور وغانة وجوجو وكاڻم والحبشة وحضرموت ومصر وعمان »٠ ومن القند والحند مارا إلى عزلة إلى أرض التبت إلى الصين إلى بلاد المسيلة . والأقلم الثاني : جله خحراب اقلم الملشتري » وهو الخراب الذي بن بلاد السودان وبلاد الاسلام بلاد دجانة و كمتونة وأدا ويدما ويشطوف وينتصر والمبدوسن و كمطة والحبشة وأموان » من مصر ومكة وعدن وبلاد عاد من الجن إلى الحساء والسجر والمعثعر وبحر الزمح ومكران وكرمان وسجستان والسندمان إلى ناحية التبت إلى الصين إلى البحر الحيط . وأما الأقلم الثالث : فهو أقلم المريخ » وله بلاد النخيل . فمن قال : المدرعة إلى سجلماسة إلى ورجلان إلى الجزائر وطرابلس وبرقة واسنكدرية ومصر وجزيرة أولاد إسماعيل إلى البصرة إلى شیراز من أرض فارس وجبال من خراسان إلى طرف الصين الشمالي إلى البحر الحيط . والاقلم الرابع : أقلم الشمس من الأندلس إلى إفريقية إلى الشام وفلسطين والعراق وحلوان وهمدان ومرو الروذ » ومن خراسان وخاری و سمرقند وترمذ إلى فرغانة . والأقلم الخامس : أَقلم الزهرة من جليقية إلى الدروب من أرض الأندلس › والبر الكبير إلى طرشوش إلى رومة إلى القسطتطينية العظمى إلى رومية › ث¢م منہا إلى سد ياجوج وماجوج . ۲۹۳ س والأقلم السادس : إقلم عطارد من وراء الأرض الكبيرة : بلاد الأعزاز والاكراد والزط والبط وامجوس . والأقلم السابع : ألم القمر وهو أقلم الصقالبة . واعلم أن من كان في هذه الأقالم الحشوة بيني ادم ولم تقم عليه الحجة بهذه الشريعة فإنما عليه الإيمان بالله ‏ عز وجل » فإن ألحمه إياه › أو وقع في قلبه » أو سمعه من أحد أو من الجن أو في النام » أو اققبسه من شرائع اليونان أو المجوس أو من الدهرية › فقد قامت عليه الحجة » وليس عليه غير ذلك من الشرعيات حتى يسمع ‏ وهو مذهب الصابئين” ‏ وليس عليه إلا الإيمان والمقال . واعلم أن أمور الإيمان من الأعمال الصالحة في جبلة العقلاء من بني ادم › معرفة الحسن والقبيح منهما › فما استحسن أن يوني إليه استحسنه إلى الناس › وما استقبح أن ياتيه غيره استقبحه . وهذا معنى قول الله س عز وجل س : « إن الذين امنوا 4 يعني المؤمنين من هذه الأمة ل والذين هادوا 4 يعني الهود والتصارى › أهل ملة عيسى عليه السلام هل والصابئين 4 أهل ملة أبينا ادم عليه السلام لل من امن منهم الله واليوم الآخر وعمل صالا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف علهم ولا هم يحزنون ‏ . وأما قول إبليس لأدم عليه السلام : ل ما نهاك ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين » وقاسمهما أني لكما من الناصحين 4 . فثمرة القضية أن دلاهما بغرور › والغرور تثمرة الكذب ء وإبليس كذاب ولم يصدق الله کكذبه . )۱( أي ملة أبينا ادم عليه السلام ك يذهب الولف س رضي الله عته س ( مراجم ط ٢ ). ا ت وأما قولك : هل للناس أن يشكوا لم يكن مسلم عند الله في أمة محمد › أو يشكوا لم يكن في هذا الزمان أحد يجيب الله دعوته » أو قبل هذا إلى النبي اعلم أنه يجوز الشك هل في الدنيا اليوم مسلم من أجل أا لأن اليوم هذا شيء . وأما الشك في أمة أحمد ‏ من أول وهلة ‏ هل فيا مسلم عند الله ام لا ؟ 2۴ فمن علم بأمة محمد وقامت عليه الحجة فلا يشك » لأن المهاجرين والأنصار فيهم وهم مسلمون عند الله وعموم القران الذي نزل فيهم ومدح وأما من لم يقف على شيء من هذا فيسعه جهل ذلك . وأما استجابة الدعاء فإن الله عز وجل أطلق وقال : تل ادعوني استجب لكم 4 والعموم ل يعول عليه دو بصیر ه٥ جواز التخصيص فيه والإاضمار » والشروط التي يجب بها استجابة الجواز أن يكون ذلك عند الله إلى أجل مسمى لشروط الدعاء . 5 وإنك تشك هل دعا الله أحد اليوم أو يدعوه ؟ وليس عليك من معرفة ذلك ٠ ولا أن تعرف أن الله عز وجل وعد الأجابة الداعين › والله لی يجيب دعاءنا » انه لدعوات الداعين محيب ٤ وعلى أنك تعلم أن السحت وال حرام قد عم البلاد وشمل العباد وامتلأت منه الايدي والبطون والظهور والمتون . وأما ما ذكرت من مسالة القصاص بين المسلمين غدا يوم القيامة » فهي مسالة إلى الاجماع أقرب ما هي › ونحن نذكر ما سنح لنا بحول الله وقوته . ٢۲۹ س ولا : مسالة اللقطة » وذلك أن رسول الله سن أحكام اللقطة وسئل عن ضالة الابل قال : « مالك ولا › معها حذاؤها وسقاؤها › ترد الماء وتا كل الشجر حتى يجدها ربا » . وسن في ضالة الغنم قال : « هي لك أو لأخيك أو للذئب » . فأباح أخحذها » وأثبتها لك إن شعت أو لأخيك إن كنت بالموضع الذي تجمعها على مالكها أو للذئب إن ضيعتها كذلك . وفي حديث اخر : سئل عن اللقطة فقال : « خذھا وانتفع بہا › فان جاك مدعا يصف عفاصها وو کاء‌ها فهي له » . وعامة العلماء على إنه إن يئيس وصولّا منها باعها وتصدق بها لولاا › فإذا كان يوم القيامة كانت حسانتها لولاها وسلم الملتقط وإن أكلها وذلك أن رسول الله عل أمر الملتقطين أن يلتقطوا لعلا تضيع أموال اللسلمين › فإن امال إن ضاع في الدنيا فليس لولاه فيه إلا أجر المصيبة › فإن وأما جميع الأموال التي تضيع للمسلمين ما أكلت العافية” والسباع والطير والحوام والحشرات › فليس يضيع من ذلك شيء یکتب للمسلم كله أجورًا » ولا ينفعه شيء من هذا في تباعة ما عليه . وان کن پر ادم م لين مقا به ر وء لو ا لق إل ۱( لعافية : هي طالب الرزق سواء من اناس أو البييمة أو الطير » ولعل المراد هنا الحيوان من غير الغاس . ( مراججع ط٢). ٢٦۲۹ ب فلن يضيع شيء من هذا يكتب لم أجورًا › وينفعهم في ما يلزمون به من تباعة العباد مما لم يعلموا به » وهنالك تكون حسناتهم نائبة عما يلزمهم › أو عملوا أو لم يکن عندهم مال یوٌدون منه ما علیہم » آو کان غاب عنہم صاحب التباعة ببلاد لا يصلون إليها » وأوصوا له بها » أو نسوها › أو أدوها في ومهم ولم يؤدوها › أو سقط من أوهامهم هذا كله بعد حصول التوبة المقبولة . وكذلك جميع ما عليه من تباعات الأنفس والأموال والجراح وجميع الوجوه التي يقول فيا المسلمون أنه ضامن فيما بينه وبين الله وبينه وبين العباد › ولا سيما إذا كان أنه لا يحكم عليه بها في الدنيا مثل ما يصيبه بينه وبين الله وهو المعنى الذي قلنا : إنه يوؤخذ من حسناته يوم القيامة . فهذه المعاني التي یتقاصون بہا يوم القيامة . وكذلك جميع المعاني التي ليس فيما ضمان الأموال كالغيبة والمباهتة بغير ما أنزل الله » فتنفعه كثرة الحسنات ومن عازته الحسنات وبنيت عليه فعلى ربه أن يؤدي عنه جميع ما يلزمه ويرضي الخصوم . وهذه السألة حكاها ضمام ن السائب عن رسول الله ك مع أصحاب ورجعت ٠ ولیس ذلك بهستنکر › قال الله عز وجل لا أثقالحم وأثقالڵا مع أثقالحم ‏ فاثقال من ظلموا أولى » وقد جاء في الحديث عن رسول الله عي أنه قال : « من سن سنة سيئة فعلیه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة » ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة » .٠ طط وفي الحديث عن رسول الله عي قال : « يقول الله غدا يوم القيامة في ۲۹۷ س الحشر : أما ما بيني وبينكم ‏ معشر المسلمين ‏ فقد وهبته لكم ٤ فتواهبوا ما بینکم فیما بینکم » . وحديث داود عليه السلام مع أوريا من أعجب العجب ك قال الله عز وجل في كتابه حكاية ما بين داود وأورياء قال : ل وهل أتاك نبا القيامة لاوريا أن عوضه غرفة في الجنة فرضي أوريا وسلم . يۇخذ من مال العبد » فان لم يکن له مال وأخذ مولاه فادی عنه » وراعی في هولاء المتظالين فإن كانوا من أهل الجنة بصبر المظلوم › وتوبة الظالم ء فربك يفعل ما يشاء › ويقتص ولا يضر المقتص منه ما سلب له إذ مصيره إلى الجنة » وإن كان من أهل النار فليحمل سيثات صاحبه إلى سيئاته . قال الله س عز وجل س : لل إنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميًا ‏ إلى آخر الآية . وإن شعت اتل الاية من وراء هذا قوله : فل إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله 4 الآية إلى قوله : ل عذاب عظم € ولك في هذه الآية معتبر : فقطاع الطرق والمفسدون في الأرض إن قتلوا من أهل القافلة رجلا واحدا قتلوا به أجمعين ٠ وإن أخذ واحد منهم من المال ولو كان دون النصاب قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف ولو كانوا ألا . وكيف حكم الباريء في الأخرة ؟ وليس من هذا مما يحيله العقل › ولا مما يمنعه العدل ولا مما تقول إنه جهل » وللباريء سبحانه في الأولياء الفضل . وأما قولك فقد وجدت في كتاب الله عز وجل س : ل ولا تزر وازرة وزر أخرى 4 . ل ولا تكسب نفس إلا عليہا ‏ ل وأن ليس للإنسان ۸٢۲۹ س دالة على أن هذا الفاعل داخل فيما جناه بيده › أو جره بسببه فيما کسبت يداه › ) أن ابني ادم قابيل وهابيل ‏ اللذين قتل أحدهما أخاه » أن ما من قاتل في الدنيا إلا كان عليه وزر من ذلك ونصيب من قتل أخيه إلى يوم القيامة » بعدما مات وصار إلى الله عز وجل . 3 فصلا ل وأما ما ذكرت من أمر النفختين والبعث والقيامة والجبال والأجداث ء وأن العرش لا يفنى والسماء » وقلت يا أخي : بين لي مر البعث وأمر النفختين › لني ممعت المشايخ قبل هذا يقولون : إن النفخة الأولى من الدنيا › والنفخة الأخرى من الآخرة وأن الآخرة والدنيا لا تجتمعان . قالوا : حدوثٹ هذه فناءِ هذه . وقلت : وجدت في القران خلاف هذه . قال الله عز وجل : ل منها خلقناك وفيا نعيد ك ومنها نخرجكم تارة أخرى € . وقال أيضًا : « ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون € والأجداث في الدنيا والنفخة في الأخرة . وقال أيضًا : « ونفخ في الصور ففزع من في السملوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وکل اتوه داخرين وترى الجبال تحسبہا جامدة وهي تر مر السحاب ك والجبال في الدنيا والنفخة في الأخرة . وقال أيضًا : «ل يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجًا وفتحت السماء فكانت أبوابًا وسيرت الجبال فکانت سرابا 4 والسماء في الدنيا وفتحها في الأخرة » والجبال في الدنيا وسيرها في الاخرة سرابا » إلا أن ; تقول السملوات والجبال لا تفنى . ك رأيت في الكتاب أن العرش لا يفنی . (١) كلمة ( فصل ) غير موجودة في ط البارونية أضفتها من عندي ( مراجع ط ٢ ) . ۲۹۹ س الجواب عن جميع ما ذكرته في أمر الدنيا والآخرة :- اعلم يا أخي أن النفخة الأولى إنما هي في الدنيا بإجماع الأمة ووقع الاختلاف فيما بين النفختين . قال بعضهم : لا یسمی دنيا ولا اخرة › وإنما سمو ه٥ الرزخ . وقال بعضهم : البرزخ عاد من الدنيا » وإنما الأخرة من النفخة الأخرى . فالقائل : حدوث هذه فناء هذه . غير مساعد على قوله . وأما قولك : في القران بخلاف ذلك . وهو قوله ‏ عز وجل : منها خلقناك وفيا نعيدك ومنها ... الآية 4 والدنيا والأخرة . اعلم أن الدنيا والأخرة إنما اختلفتا في الزمان والفساد ء والكون ء والتقدم والتاخر . وأما الزمان » فان أحوال الدنيا وأوقاتها هي هذه التي تجري على الموجود › وكذلك أحوال الآخرة › فالحالان متفقان ٠ وإنما اختلفا بصفتهما › وأحوال الدنيا كون وفساد » وذلك أن الله تعالى خلق الخلق › أوله جوهر › وبعده جماد »٠ وبعده حيوان » وبعده عاقل › وهو الاشارة بقوله : غ وما خلقنا السماء والأأرض وما بينهما باطلا ‏ وقوله : ل وما خلقنا السملوات والأرض وما بیہما لاعبين 4 . وقوله : ل أفحسبع نما خلقناك عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 4 فصار الكون في الدنيا بمقتضى الاسطقسات . وأما الطبائع : فالحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة » والاسطقسات : الأثير والأرض والحواءِ والماء . فأطلق الباريء ‏ سبحانه ‏ الحيوان إلى التناسل » والشجر والنبات إلى — انهو والزيادة » والأجساد | إلى الغو والنقص › فكان الكون فيا ظاهرا » والفساد ظاهرا › وهو الحدوث والفناء › والتقدم والتأخر › وتسابق الأحوال والعصور » والليالي والنهار » وليس في الآخرة إلا الخلود والأيد » وكن فكان › وكعب على الدنيا الفناء » وعلى الأخرة البقاء . وأما قوله 4 قاو لش ماه وقال في موضع اخر كل شىء ھالك | لا وجهه € وافلا ها ها مرتبط بالأحياء» فلان هالك وفلان حي » ولم يدل على الفناء » ولم يأت في فناء العرش والسموات والأرض خبر يدل على فنائها لا في القران ولا في الحديث » وليس للرأي هنا هنا حظ » ففي قدرة الله جائز فناء الكل » وإن كان فن رجوعه موجود مثلما كان أولا غير مستحیل ٤ فإن فنيت الجبال والأجداث وغيرها فستعود غدا في الآخرة فتصير ك قال الله : لل يوم تبدل الارض غير الارض 4 وقوله : ل فإذا هم بالساهرة ¶ وقوله : ل وعلى الأعراف ‎R4‏ ‏م تفن بقيت | ى فشر ؛ وجار لها وقد لمتيعد قول من بول إن العرش فما دونه والسموات والأرض تفنى » فتعود الأشياء ك كانت في الأزل . فهذا بعيد . 2% وأما الستن التي أحدثها عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه س . اعلم أن الاشياء إنما تؤخذ من أصوفا › لا من فصوفا . ۱ ت وذلك أن الله تعالى شرع مذهب الصابئين لابين ادم عليه السلام ثم إلى توح عليه السلام ثم إلى هود ثم إلى صالح ثم إلى أبينا إبراهم عليهم السلام › فبعث إبراهم بالحنيفية السمحة السهلة › فلم يستجب لأبراهم إلا الشواذ من الناس . غم شرع لوسى عليه السلام شريعته التي حمل عليها بني إسرائيل فتسموا ودا . ثم لعيسى عليه السلام شريعة التصارى فزل عنها الأ كثروت . ثم بعث محمدا عة بشريعة إبراهم عليه السلام » فكان مبناها على الكتاب والسنة والرأي . والأصل الكتاب وفرعه السنة » والسنة أصل وفرعها الرأي ٠ والرأي حاك على السنة » والسنة حاكمة على الكتاب كحالنا مع آبائنا وأبنائنا › فحن حاكمون على آبائنا وأبناؤنا حاكمون علينا » بل الرأي يقضي على السنة والكتاب جميًا ولذلك شروط مقصودة لا يعلمها إلا أهل البصائر في الدين › والكتاب إنما نزل على قوم وافري العقول يعرفون غرضه ومراده › ومحمد ع واسطة بينهم وبين الله تعا ى » فما عازهم بينه لحم » وما أنفهم حم مضوا عليه » وما لم ينفهم لم فسره لحم » قال الله عز وجل : ل ورلا ليك الذكر لتبين للناس ما تزل إليهم ولعلهم يتفكرون 4 فأخذ بهم لله عز وجل ل لى التفكير فيما شرع لم رسول الله عي . وشرع للناس الحكم في الحدود فقال : ل الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة € » وشرع رسول الله ميك الرجم في المحصن وقال : ل السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالڵا من الله والله عزيز حكم ‏ . وقصره رسول الله عي في الحوز والعدد المخصوص . 6 ت وقال الله عز وجل س : ل واذكروا الله ذكرا كثيرا ¶ وقصره رسول الله في الصلاة . وشرع الزكاة في الأموال وقصرها رسول الله عي في الحول والنتصاب واعداد معلومات . وخص الله ععز وجل هذه الأمة بكتاب شمل فيه علم الأولين والآخرين › وفوض إلى رسول الله عي بيانه » وقال الله س عز وجل س : ط وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منم فأطلق لحم سبل الاستنباط إلى يوم القيامة › لمعرفتهم غرض الكتاب وسنته › وجعلهم ولاته وحكامه › يعلمون مقتضياته من العموم والخصوص والظاهر والباطن › والمقدم والمؤخر » والمقطوع والموصول › والوعد والوعيد › والحكم والمتشابه › قال الله س عز وجل س : لل ومن يبتغ غير سبيل نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت ولك في عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ أسوة حسنة كلما خالف رسول الله عي كان الله مع عمر» قال عمر : ( وافقت رلي ي ثلاث ووافقني في ثلاث ) وقضيته مشهورة » هذا على عهد رسول الله ع فکیف با بعده ؟ حسبك مذاهب أهل الدعوة في الكتان فاقوا فيه الأمة › أبطلوا الحدود وقالوا : إنما تكون في الظهور . فمن أين هذا ؟ من كتاب الله عز وجل أو من سنة رسول الله عك » أو من الرأي ؟ فهو من الرأي » وحتی حکموا على من فعل شيئا من هذا خطاً » هذا فينا اليوم فكيف بعمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏ ولم يبطلوا القتل وأحكامه » والقتل أعظم حرمة من سائر الحرمات . (۱) في ط البارونية لم تكن موجودة عبارة ( قال عمر ) فأضفتها لضرورة السياق . ( مراجع ط ۲ ) . 6 ت ونحن نذكر الستن التي أحدثها عمر ‏ رضي الله عنه ‏ فتقضتها عليه الشيعة والروافض :- وا : أرض الفيء والخراج . فقالوا : إن الله تعالی قد حکم في غنائم الملسلمين بالسهام والقسم على أهلها الذين غنمو ها . قال الله عز وجل : واعلموا أن ما غتمتم من شيء فان لله خمسه ‏ الى قول : ظط والله على كل شيءِ قدير په . وكان من سنة رسول الله عي أن جعل المغانم في الأموال والرباع كا قال الله عز وجل : ل واعلموا أن ما غنمتم من شيءِ فان لله خمسه ‏ الآية فعم ولم يخص . وقسم رسول الله عو خيبر الأموال والرباع على السهمات › وقسمها على عشرين سهما » فخمسها وأخرج منها أربعة أسهم للخمس » وبقى ستة عشر سهما والجيش في ألف وثلانمائة رجل ومائة فارس لكل مائة سهم وأعطى للمائة فارس ثلاثة أسهم : سهمان للفرس ء وسهم لراكبها » فصار لكل رجل عشر عشر السهم الواحد واحد من مائة » ولكل فارس ثلاثة أعشار العشر . فخالف عمر إلى أرض الفيء فتزعها من أيدي أهلها الذين غنموها › فجعلها بين المسلمين مشاعا إلى يوم القيامة » والماضي والتالي منه . الجواب وبالله التوفيق أن أرض خيبر جعلها الله لمن أطعموها وهم أهل الحديبية عموما وأهل الرضوان خصوصا » فانزل الله عز وجل سورة الفتح وبشرهم بخيبر طعمة أطعموها وعوضهم بها » وراء ذلك من المعاني التي وعدهم ولم يتم لحم عليها كخيير . فقال عز من قائل : هل لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريًا 4 . وهي خيبر» ثم وعدهم مغائم كثيرة يأخذونها : ل فجعل لكم هذه وكف ا ت أيدي الناس عنكم ولتكون اية للمؤمنين ¶ . وأما الأخرى التي لم يقدروا عليها فهي فتح مكة › فأخبرهم أنه قد أحاط الله بها لا كف أيدي الناس عنهم وهم كنانة وجميع حلفاء قريش » للعهد الذي عاهدوا عليه رسول الله عي فلم يخف من قريش ولا من كنانة فمكث على خيبر زهاء شهر يفتحها قرية قرية حتى افتتحها كلها وهي إحدى وعشرون قرية » فهرب منها أهل تسع قرى وهي الكتيبة » فوهبا الله عز وجل س خصوصا محمد َف لأا بالرعب افتتحت : رعب رسول الله عي وجنده » فقسم خيبر على القسمة التي ذكرنا . فأنزل الله بعد ذلك : ل ما أفاء الله على رسوله 4 إلى قوله : ل ربنا إنك رؤوف رحم ¶ . ولا قال هاهنا : لل للفقراء والمهاجرين فل والذين تبوأوا الدار والإيمان 4 ل والذين جاعوا من بعدهم ¶ علمنا أنه أراد الرباع والعقار › وبقيت الغنائم كلها لأهلها الذين حازوها » وقبضوها في تلك الايام › وسكوت العصابة المحمدية من الصحابة » على صنيع عمر من الأمة ‏ رضي الله عنه س دلنا على أنه الحق » إذ لا تجتمع أمة أحمد إلا على الحق . فان ادعوا أن هناك منكرا أتوا بمنكر » وهل في الأمة أحد من الصحابة تورع عن هذا الخراج و حرمه أو قال بقسمته فمنع › ولا يجدونه › فاول ذلك علي بن أي طالب الذي انتصروا له » وله في العراق مستغل أربعين ألف دينار في كل سنة وقد عرفوا حال عمر بن الخطاب مع محمد رسول الله ميه في النصوص »٠ فكيف المحدثات وقد أطبقت الأمة على هذا » ولكل أهل زمان في محدثاتما أحكام . فلو مسخ الله تعالى رجلا أنثى » أو رجلا ليغا » أو رد أنثى رجلا » أو كليهما متشكلين » لكان في أهل العصر في هذه الأمور أحكام . وقد نزلت هذه الحوادث في زماننا مہا اليهراستي الذي جعلت صباياه ا ۰ کت ذكورا وقضيته مشهورة وهو المعروف بعیسی » ورآی الذي مسخ بالزاب سبعا وله قصة عجيبة في زماننا » والرجل الممسوخ أنثى في بني مصعب ٤ وذكرهن الشيخ كلهن اللاتي في تماوط » في أمثاما . والثانية : صنيع عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ في القرابة : قرابة رسول الله عك سلمهم الحمس ٠ ومتعهم إيه بعد قول الل س عز وجل س واعلموا أن ما غنمتم من شيء ‏ الآية . فعمل به رسول الله ع ايام حياته وعمل به أبو بكر وبعد أي بكر عمر » ثم بدا له ومنعهم إِياه وغیير سنة رسول الله عي وسنة أي بكر ثم سنة نفسه › بغضا لآل رسول الله ع ولقرابته فكيف يلزمه في صنيعته في سهمهم الخمس وقد سلبهم الذي أعطاهم الله » أحيا فيهم الحكم الجاهلي وغير حكم الأسلام » وهذا كله مذهب الشيعة والروافض في عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ . الجواب وبالله التوفيق : أن الله تعالى جعل لقرابة رسول الله َلك فرضا مفروضا » وأنفذه رسول الله وأبو بكر وعمر » وكان رسول الله ع يسد به خلل الفقراء منهم » وينكح الأيامى منهم › ويصون به وجوههم عن مسألة الناس » وعن أوساخ الناس » من الصدقات التي حرمها الله عز وجل عنهم وعنه » ولم يذهب مذهب السهمان الغني والفقير والحاضر والغائب »› لكنه لسد الخلل » ولو كانت سهامهم واجبة غير راتبة لا استحقها قوم دون قوم » فلما فتح الله عز وجل على المسلمين البلاد » واقتبس عمر ‏ رضي الله عنه ‏ من كتاب الله أراضي الفيء وخراج الأرضين › فاستغني به الجميع عن أموال المساكين والفقراء والأيتام وأبناء السبيل » أغناهم الله عز وجل بخراج الأرضين عن مشاركة الفقراء والمساكين وغيرهم › لان العلة التي أباح الله عز وجل با تلك الأموال الصون عن أوساخ الناس ء فاستعملها لحم عمر في الفقراء والمساكين وذويهم بان صانم عن ٦۳۰ س مشاركة المذكورين بأن أغناهم الله تعالى من فضله بخراج الارضين . ‎WL vy ِ `‏ 2 والفقه في كعاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله ع معرفة حقائق العلل › وذهاب العلة ذهاب المعلول . فلو كان سهم القرابة للرجال والنساء والفقراء والأغنياء لكان مرتبطا بہم و قلوبہم في الصدقات ب وق رم قال :1 الصدقات للفقراء واللساكين 1 الأية . فول هذا » قوله : ل إنما الصدقات 4 و ( إنما ) عند العرب من حروف الحصر لا يدخله استثناء ولا تغير » كقوله س عز وجل س : لل إا الله إله واحدٌ 4 . مل إا إلهكم الله الذي لا إل إلا هو ¶ . والثانية : قوله : «ل فريضة من الله والله علم حكم ‏ فجاء عمر وادعی أنه أعلم من الله وأحكم ٤ ۽ فلو ساغ لعمر ما فعل لساغ أن تتقص لنا من الصلوات الخمس صلاة ومن صيام رمضان وأن نحوله إلى غيره » والحج في أيامه ومكانه وزمانه » ولا تامن ممن يأتي بعد فيبدل أحكام الشريعة ويسعنا ذلك اختيارًا › ويدرج عمدًا أو اضطرارًا › فلو كان لأحد تبديل الشريعة لكان للمهدي الذي هداه الله وعلمه مالم يكن يعلم » وكان فضل الله عليه عظيما › والمهدي من ولد فاطمة ؟ اللجواب و بالله التوفيق : إن الله عز وجل فرض الفرائض ولحم » وسن رسو ل ك اسان ؛ وهن سيا كل فن » وفوش با ت وحملهم على سواء الصراط » وجعل لم العلل منارًا » والفقه في الدين نورا › وانفهم م أن العلة في سهم المؤلفة قلوبهم حاجة الإسلام إليهم وخيفتهم منهم . کال قال عمر س رضي الله عنه ‏ حين جاعوا يطلبون سهامهم : « ذلك إذ كان الإسلام حقيا وأما الآن فقد بزل » . ولذا قال الله عز وجل س : إنا أنزلناه قرانًا عربيًا لعلكم تعقلون 4 لا فيه من المعاني البديعة › والغرائب العجيبة قال : ل لعلكم تعقلون 4 والخطاب من الله عز وجل قد اعتوره لحن الخطاب وفحواه ودليله ومعناه لا يعلمه إلا العالمون العاقلون › وقد نبہت قبل هذا على ما تضمن كلام العرب من المعاني ٠ وما انفرد به من عقول العرب دون العجم . الرابعة : عتقه أمهات الأولاد للناس على آبائهم » وذلك أن الله تعالى أباح تسري آماء الناس لأربابهن » وقال الله س عز وجل س : ل ولا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنبن إلا ما ملكت مينك وكان الله على كل شيء قديرا 4 . وقال : ل حرمت عليكم أمهاتكم 4 لى قوله : ل إلا ما ملكت أيمانكم 4 . فأباح الله تعال السراري أمهات الأولاد منهن ومن غيرهن » ولم يعتق على الناس أمهات أولادهم » وليس في سنة رسول الله عي عتق شيء منبن » ولم يسيقه من الناس أحد إلمن إلا رأيه » والرأي مع المنصوص من كتاب الله عز وجل س ومن سنة نبيه عليه السلام ساقط . الجواب وبالله التوفيق : أن عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه ‏ ذهب في أمهات الأولاد إلى ما ينبفي » والذي ينبغي من الناس اعتاقهن بحرمة أبنائهن › وأما أن يخرجن من غير اعتاق فلا » على أنه ورد عن رسول الله عي أنه قال في مارية القبطية سريته : « اعتقها ذو بطنما » وهي التي ولدت ولده إيراهم عليه السلام › فلو عول عمر س رضي الله عنه س على هذا الحديث وبنى عليه فتواه فان ماذا ؟ E ‏فإن قال قائل : فإن كانت أم الولد عتيقة فقد أباح فرج حرة على حكم‎ . ‏التسري‎ ‏أحكامها أحكام حرة » وليس في هذا عظم أمر قد سلم له من حضر من‎ ‏الصحابة ولم تجتمع أمة أحمد على ضلال . والله يہدي من يشاء إلى سواء‎ . ‏السبيل‎ ‎. ‏والصلاة والسلام على محمد واله وسلم تسليما‎ ڪڍ ڪاد حلا ‎A4‏ `24 ` ۳۹س صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم تسلیمًا » رب یسر یا کرم . بيان القول في حجة الله كيف قامت على العباد :- اعلم أن مسألة السماع قدرية إنما ينبغي الإمان دون التعلق بها . قال سعيد بن راشد الحداء : اختلف الناس في الحجة كيف قطع الله على خلقه ومن كلفه دينه بال حجة » بعد إجماعهم على أن كل بالغ صحيح العقل محجوج » وبإجماعهم على تخطعة من زعم أن المكلفين غير مكتسبين ٠ وأنهم مضطرون على جميع أفعالشم » ورد بالنص على من يقول : إنہم مجبولون على افعالحم بقول الله عز وجل : مل جزاء بما كانوا يعملون 4 . وأما تسمية الختلفين من أهل دعوتنا فمنهم : عبد الله بن يزيد الفزاري إمام النكار › وسعيد بن راشد الحداءِ من اهل دعوتنا الخلصاء › وعيسى بن فكان من قول عبد الله بن يزيد : ( إن حجة الله قد قامت على المكلفين بسماع الخبر الملسموع بالآذان » وقد سمع الناس كلهم جميع ما افترض الله عليهم » وليس لله على عباده من حجة إلا الرسل › وإنما قطع الله عز وجل عذر الملكلفين باخطاب اللسموع بالاذان المفهوم معناه ) . فكان من قول سعيد : ( إن حجة الله قامت على العباد المكلفين بسماع وبغير سماع » فللّه الحمد على العباد يفعل فيهم ما يشاء » إن أسمعهم فبمنه وفضله وإن لم يسمعهم فبحكمه وعدله ) . يدعو إليها رسول الله عي وهي : شهادة أن لا إل إلا الله › والإقرار بالرسل › ووراء ذلك مما جاءت به أنه الحق » وما افترض الله عليهم لازم حم » وقد سمعوه . ۰ا۳ — وقال سعيد :(إن الله احتج بدعاء النبي عليه السلام إذا “معه أحد من الآدميين » أجزى على جميع خلقه في تلك الحال التي سمعه فيبا ذلك الواحد › وأن الله قطع به على من سمع وعلى من لم يسمع جميع ما دعا اليه ئي جمله وقول المعتزلة : ( إن الحجة على المكلفين إذا لم يسمعوا من الرسلل عقوم » فمن كان له عقل صحيح فقد وجب عليه من التکلیف کل ما يدر که بعقله » وحطوا عنه مالا يدركه إلا بسماع حتى يسمع ) . اعلم أن هذه المسألة ‏ ا أشرت لك إلا أول مرة ‏ أنها قدرية من القدر الذي وجب الأيمان به علينا خيره وشره . اعلم أن الختلفين بنوا أصولم على المعنى الذي اجتمعوا عليه بينهم البين » وأنا أشير إلى طريق واسطة بين الختلفين » وأرجع بالرد على الذي رأيته زاغ ونصرت کل من ساغ . اعلم أن الله خلق بني ادم وجعل لحم مهلة من حيث خروجهم من بطون أمهاتهم إلى أوان التكليف وقرن مع کل واحد منہم ملكا من بطن مه یسوسه وهو صاحب امین » ومن بعد خروجه من بطن آمه سبع سنين ۽ ويلهمه ئي اثناءِ ذلك ویرشده › ويهديه إلى مصالحه › فسبق إليه الخيال من دماغه مدة › ثم الوهم بعد ذلك مدة » تجري في جوارحه القوى سريان الغذاء فيا . فلما أكمل سبع سنين قرن إليه ملكا اخر يسدده ويقويه ويۇيدە إلى ما اخرى » واستعمل الحواس » واضمحل الوهم باستعمال القياس ؟ اضمحل الخيال باستعمال الوهم » والخيال نتيجة اليافوخ والوهم نتيجة الدماغ . 7 وفي الدماغ ثلاث قوى : المقدمة الأولى : خيالية . والوسطى : وهمية . والاخرة ذات القفا . قياسية . فعند استكماله أربع عشرة سنة قويت حاسة عقله واکتنفه علمان : علم الحواس » وعلم العقل وكلاهما ضرورة . وقد حصل في مكنون عقله » أن الحدث يتاج إلى » بدليل أن الصبي يقول: من أحدث هذا ؟ أو من جاءِ بهذا ؟ او من صاحب هذا ؟ فكان هذا الاعتقاد ضروريا » مهما كان الأتراب ورأى في أترابه أحدًا يقول : أبي خير من أبيك » وأمي خير من أمك » وخادمنا خير من خادمكم . فإن كان له أخ صغير يقول لتربه : أين أخوك الصغير ؟ وإن كان له أخ كبير يقول لتربه : أين أخوك الكبير ؟ وإن كان له بئر في دار والده يقول : بئرنا خير من بئر ك . وربا لا يکون لتربه بئر . وكذلك مذهبه في الطعام والشراب والآنية والجيران » فما كان له من هذا أثبته لأترابه أجمع » وللكبار أخبار مثل هذا وهمية أو قياسية أو عقلية مثل ذلك يخطئ؛ ويصيب › حتى يستكمل العقل ويطرح ما سوى العقليات ٠ فهنالك يصح علمه إذا صح عقله على الصفة المذكورة . وأما من کان غفلا بلها ولم يجرب الأمور » فإنه يجري أموره على أمور من قبله من الوهميات والخيالات »٠ مثلما يجري لبعض الناس أن المطر إذا كان في بلادهم اعتقدوه في الدنيا كلها » والر والجدب والخصب والجبال والرمال والقرار والبادية أجمع . ونحن نشير إلى طرف من العقليات عن الله عز وجل من القران — ۳۱۲ الحكم ٠ وعن إبراهم الخليل صلوات الله عليه وسلامه › وعن جميع الانبياء مناظراتهېم آمهم صلوات الله عليهم أجمعين . فول ذلك : قول الله عز وجل : «ل يايُها الاس مَل فاستمعوا له 4 إلى قوله : إن الله قوی عزيز 4 . وقوله ‏ عز وجل س حكاية عن الخليل ومناظرته قومه لل لقد آتينا إبراهم رشده من قبل وكنابه عالين ‏ إلى قوله : ل أف لكم ولا تعبدون من دون الله أفلا تعقلون 4 . فنبههم على العقل حين قال : أفلا تعقلون ؟ وحكاية أيضا عن الخليل صلوات الله عليه : لل ألم تر إلى الذي حاج إبراهم في ربه 4 إلى قوله : ل والله لا يمدي القوم الظالمين 4 . وحكاية الرب سبحانه عن الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين » قال الله عز وجل حكاية والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله إلى قوله : ل لتخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ‏ . فرجعت إلى المغالبة والمسايفة والمناضلة . فلما أطبقت الأنبياء والأم أن لابد للمحدّث من محدث فاطر » ثم أقسم الله تعالى في كتابه بالقسم الذي لم يقسم في كتابه قبل ؛ أقسم بسبعة أقسام ¢ فقال : ل والشمس وضحاها إلى قوله : ل فألحمها فجورها وتقواھا 4 والإلحام في مقام الخبر والقبول في مقام السماع . ومصداق ما قلنا من السنة : قول رسول الله عي : « كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذين يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » . وقال عليه السلام : « خلقت هذه القلوب حنيفية › إلا ما كان من الشيطان › فاإنه يخترمها عما خلقت له » وغذا المعنى قال بعض العلماء : ليس ۳۱۳ س على الأطفال النطق بالجملة التي يدعو إليها رسول الله عند حال البلوغ لأنمم على الفطرة . فإن قال قائل : كيف قامت حجة الله على العباد ؟ قلنا : الناس عندنا على ثلاثة أوجه : ادم عليه السلام » إنما قامت عليه الحجة بسماع ولا فكر فيه حظ » وبقيت له مهلة في خلقته » وذلك أن الله تعالی لا نفخ فيه الروح وسار من یافوخه لی دماغه إلى عینيه ِل فيه ولسانه وهو في كل ذلك يتأمل الأشياء » وذلك في اخر النهار والشمس قد دنت إلى الغروب فهو يتاملها » وعطس حين دخل الروح في منخريه وجبريل عليه السلام عند رأسه › وملك اخر عند رجليه وقيل : إنه ميكائيل عليه السلام . فقال له جبريل عليه السلام : « قل الحمد لله يا أبا محمد » ففهمه الله تعا ى معنى هذا الكلام ؛ وهي ثلاث كلمات ( قل ) كلمة ( والحمد لله ) كلمة و ( يا أبا محمد ) كلمة . فقال ادم عليه السلام : «الحمد لله ). وعلم ادم عليه السلام ( قل ) أنه أمر أمره أبو محمد وعلم أن ( الحمد لله ) هى الكلمة التى أمره الله با » وألحم له من قوله : ( يا أبا محمد ) أنہا كلمة تدل على التسمية والتكنية » وريا ينفهم له بها معنى الأبوة والبنوة › وهذا كله إلهام من الله عز وجل س حين قصد إلى ( الحمد لله ) ولم يقصد إل ( قل ) فيقول : ( قل ) . ولم يقصد الى ( يا أبا محمد ) فيقول : ر يا أبا محمد ) . ثم إن ادم عليه السلام نظر إلى الشمس وهي في ناحية المغرب فإنه خلق في اخر النهار » وعقل الموضع الذي كانت فيه حين بلغ الروح عينيه › فما زال الروح يسري فيه إلى عنقه تم إلى عضدیه تم إلى صدره تم إلى جوفه ٢٤ا۳ س م إلى حقويه ثم إلى فخذيه » وهو في كل ذلك يتأمل نفسه ويتامل الشمس › وحتى وصل الروح ركبتيه » ونظر إلى الشمس قد جاوزت الموضع الذي راها فيه أول مرة ودنت للغروب » وخاف عليه الغروب واستعجل واراد ان يقوم ليتداركها قبل المغيب › وغهذا قال الله عز وجل : ل وخلق الانسان عجولا 4 ل وخلق الإنسان من عجل ‏ . وشرع الله لادم وحواء كلمة : « لا إل إلا الله ) وهو توحیدهم ٤ وشرع لم الركعتين بالغداة والعشي › فهذا ديهم الذي أخذوه سماعا وهو دين الصابئين الاول » ثم انتشرت ذرية ادم عليه السلام ٠ ثم الانبياء على مثل هذه الشريعة إلى أيينا نوح عليه السلام » ثم هود ثم صال ثم إبراهم عليه السلام فعند أيام موسى عليه السلام » وإلى هذه الشرائع الاربع الإشارة في القران › قال الله عز وجل : لل إن الذين آمنوا والذين هادوا .. الآية ¶ فمن وافق إحدى هذه الشرائع الأربع بسماع سلم » أو بفكر سلم . والوجه الثاني : المشرك الذي اخترمه الشيطان عما خلق له أو حوله أبواه إلى أديانهما ثم أن الله تعالى قد أدركه برحمته فالحمه الألوهية والايمان بها . ا قال الله س عز وجل س : ل فألحمها فجورها وتقواھا ‎ ...‏ . ولله تعالى طرق كثيرة مما تقوم به الحجة على عباده » كا أهم التحل وال جراد والقمل والحشرات وجميع الحيوانات . ومن حجح الله تعالى على عباده الرؤيا التي هي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة » وربا يرى في رؤياه جميع ما يختلف » ولا سيما من اعتقد ذلك من أمور الدنيا » فكل ما راه يتقنه » فيؤمن بالله واليوم الآخر » فريما بخاطب الموتى في منامه فيخبرونه على الإيمان بالله ‏ عز وجل . وفنون الرؤيا كثيرة › وهي علم من العلوم . ٥٠۲۱ ب ومنها : أن يسمع الخطاب من الحيوانات » لسليمان عليه السلام وانمل له » والحمامة لابنة الملك › والصرد لادم عليه السلام . وريا يخاطب من أجواف الأصنام أو الشجر أو صدى الجبل . وريا يستعمل اللتين جعلهما الله لأولاد ادم عليه السلام ذريعة إلى العلوم : حس الحواس ودلائل العقل . والايات الواردة في القران قال الله عز وجل س : ل إن في خلق السموات والأرض واختلاف اليل والنهار ¶ إلى قوله : ل لآيات لقوم يعقلون ¶ . فتبه على العقل . وقوله : ل أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض 4% الاية . وقال الله عز وجل : ل وما تفني الآيات والنذر عن قوم لا يۇمنون ¶ . وقد نبهت الأنبياء علهم السلام أن ليس في الفاطر شك عند من ثبت عنه الفطور ؛ وقد ثبت عند الكل » ونشأ الجميع على ذلك » وهذا متى ألم الإيمان في قلبه فهو على دين الله ودين أنبيائه . فإن قال قائل : ما حال هذا عند الفرائض والمعاصي التي لم يسمع فيا شيئا ولا يدرکها بعقله إلا بسماع من شارع مسمع ؟ قلنا : وبالله التوفيق : أما العبادات التي لا تدرك إلا بالسماع فإنها محطوطة عنه في شريعة أبينا ادم عليه السلام . ومثاله : من امن عند محمد ع من المؤمنين ثم غاب غيبه لا يبلغه سماع ما حدث عن محمد عليه السلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج ؛ › ٦۳۱ س فليس عليه شيء حتى تقوم عليه الحجة بدليل قوله : ل ما على الحسنين من سبيل والله غفور رحم @ فهذا محسن امن بربه واستېدف لامره . وهاهنا مسألة عجيبة ؛ من رفعه الله تعالى إلى السماء وكان فيا » أكان يلزمه من أعمال الشرائم شيء أم لا ؟ الجواب : ليس عليه من عمل الشرائع المعهودة في الارض شيء » کعیسی بن مرم ٤ صلوات الله عليه وسلامه » وإلياس والخضر صلوات الله عليهما . وأما من كان في الأرض أو نزل إليها فعليه امتثال شريعة محمد عة › أو شريعة قامت بها عليه الحجة من الشرائع الأربع » إلا الخضر فإنه يعلم العلم اللاني استغنى به عن علم كل أحد إلا العلم من لدن الله تعالى . وأما المعاصي فإن جلها قبيحة عنده في النفس »› فإن طبع بني ادم أن يستقبح جميع ما يسيء إليه » ويستقبح ذلك من نفسه إن فعله بغيره » فكان علمه ضروري . Cw فهو قبيح إذا كان بغير إذنه » ألا ترى إلى عبيدنا ليس للعبد أن يتقدم إلى شيء بغیر أمر سیده . وفي مثل هذا وردت المسألة : ما الحكم في الأشياء قبل ورود الشرع ؟ فقال بعضهم : الحظر . وهذه عقلية . وقال بعضهم : الأباحة . وهذه شرعية . وإن الله تعالى خلق ابن ادم فسخر له ما في السملوات وما في الأرض ۳۱۷ س جميعًا منه » فوسعه التقدم إلى جميع ما يعلم الله أنه سخره » علم أو لم يعلم › إلا ما كان من القول فإنه محجور عليه » وهو ما لا يعني ولا يدري ۽ لا سيما القول عن الله عز وجل بغير علم قال الله عز وجل س : ل وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون . والوجه الثالث : المشرك الذي اقتضى خلاف خلقته وفطرة الاسلام التي فطر الناس عليها » إلى أن مات على غير تلك الحال › فهذا غير معذور وهو معذب ومعاقب » فإِن عذبه الله تعالى بشركه فقد استحق أعظم العذاب › وإن زاد في تعذيبه عذابا على انتهاك الحارم ؛ فله ذلك ٠ وإن زاده عذابا على ترك الفرائض ؛ فله ذلك » لله الأمر من قبل ومن بعد » وفي العذاب على الشرك كفاية . وأكئر ما أذ الله تعالى به الأحم في الدنيا على لحارم والمظالم وترك الفرائض » وعذاب الأخرة أشد وأبقى . ولنرجع إلى تصفح أقاويل هوُلاء الختلفين :- فأما ما يذكر عن عبد الله بن يزيد الفزاري ؛ أن حجة الله قد قامت على العباد وقد سمعوا » وحتى أن بعضا من أصحابه يقول : إن صوت السماع هو طنينه في أذني . فمثل من يقول هذا القول › لا يخاطب ولا يعاتب لفقده العقليات والحسيات › فهذا إلى الجنون أقرب ٠ ولو جاءه مجنون اخر وقال له : صدقت » لكن أنا الذي أسمع من خطاب الله تعالى للمؤمنين واستقر سمعه في أذني » وانفهم لي معناه : أيه الناس ليس عليكم صلاة ولا زكاة ولا صوم ولا حج › ذلك فضل الله يوتيه من يشاء » والله ذو الفضل العظم ٠ لا انفصل والآخر بخلاقهما » ولكن في عبد الله بن يزيد لا يظن فيه هذا ولا يعتقده — ۳۱۸ مع الدرجة العليا التي بلغها في العلم والعلوم » ولا يرضى بهذه الخلالة أصم ولا أبكم ولا أعجمي ولا عرلي . وأما قول سعيد بن راشد الحداء : ( إن حجة الله قد قامت على العباد › بسماع وبغير ماع › فالناس كلهم مقطوعو العذر لا سمعوا ولا لم يسمعوا ) . فليسأل عن الله تعالى حين أمر جبريل عليه السلام أن ينزل على محمد عليه السلام بأمر من الأمور كالصلاة والصوم وغيرهما » ما حال الناس في حال خطاب الله عز وجل س لجبريل ؟ قال : واسع . وحين نزل جبریل ما دام في السموات قال : واسع . فرغ من خطابه قال : ضاق على اهل الخافقين من أمة محمد » من مع ومن لم يسمع . وهذا تکلیف ما لا یطاق ٤ وقد قال الله عز وجل حكاية عن المؤمنين : ل ربنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به ولا يطاق هذا » والرب أراف وأرحم وأكرم أن يكلف من كان في الصين أمرا أمر به من كان في الحجاز . 7 3 .١ . د 2 في تبليغ رسول الله عا 2 قال الله س عز وجل س : ل يايهَا الرسول بلغ من أنزل إلى قوله : ل يعصمك من الناس 4 . وقال في موضع اخر : ل فتول عنهم فما أنت بملوم ¶ وعذره حين بلغ . اعلم أن تبليغ رسالة رسول الله مَك على ثلائة أوجه : أحدهما : أن يشافه من واجهه › أو يرسل إليه رسولا ء أو کتابا . والثاني : أن يوسع العذر على من كان على إحدى شرائم الأنبياء عليهم السلام حتى تقوم به له حجة . والثالث : أن يقطع العذر على من كان على غير دين الله . مسالة ٠ إن سال سائل فقال : هل على اللہ عز وجل س أن یرسل الرسل إلى الناس » أو ليس عليه من الإرسال شيء ؟ الجواب : ليس على الله أن يرسل إلى الناس الرسل إلا في موجب الحكمة » وليس على الله من واجب إلا في مقتضى الحكمة › وله الفضل في ذلك . فن سأل فقال ما معنى هذه الآية : ل يْايَهَا الرسول بلغ 4 الآية . وعن قوله : هل إنا أوحينا إليك ك أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده 4 إلى قوله : ل والاسباط ‏ ثم قال : ل رسلا مبشرين ومنذرين لعلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل 4 . وقال : < يا أهل الكتاب قد جاءك رسولنا بين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ‏ وقال : أو تقولوا إا أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن کنا عن دراستهم — ۳۲۰ لغافلين 4 . وقالوا لولا أرسلت إلينا رسولّا فنتبم آياتك من قبل أن نذل ونخزى 4 . الجواب : اعلم أن الآيات كلها تريد أن لا تكون لم محاجة » ألا ترى إلى قوشم : ل لولا أرسلت إلينا رسولًا فنتبع آياتلك من قبل أن نذل ونخزری 4 فاثبتوا الذل لأنفسهم والخزي » لا جاعتهم الرسل ولا لم تحجتهم » وقد أدرج الله في عقوم ما يحتاجون إليه من آمر دينهم » فان وقع من الله مما لا تبلغه عقوم ٤ فتفضل عليهم بإرسال الرسل لعلا تفوتهم مراشد مصالحهم التي لو لم يكلفهم إياها لا لزمتهم . ہے ٢۳۲ س ( باب » الكلام في مسالة المتبرجة اعلم أن الله تعالى نبى عن المعاصي كلها وذمها وقبحها . قال الله عز وجل س : «ل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينبى عن الفحشاء والمنكر ك . وقال : ل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر متها وما بطن ‏ والمجمل محتاج إلى التفسير » والعام محتاج إلى التخصيص والمطلق محتاج إلى .التقييد . قال الله عز وجل : فل إن الله يغفر الذنوب.جميًا فأطلق ولم يقيد › وعم ولم يخص . وقال ‏ عز من قائل ‏ : ل إن الله لا يغفر أن يشرك به ویغفر ما دون ذلك لمن يشاء . واستثنى من الشرك الكبائر وعلقها إلى المشيئة . وقال : إن تجتنبوا كبائر ما تهون عنه 4 فوقع الاستثناء على السيئات دون الكبائر وحصلت الكبائر في حيز الكفر » وقال في اية أخرى : ل ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيا أبدًا ‏ وقال : ل بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطیئته فاولثك أصحاب النار هم فیہا خالدون وجاءت هذه تارة عمومًا » وتارة خصوصنًا » وتارة مطلقا » وطورًا استثنامٌ » فصح أن الخاص يقضي على العام » والمفسر يقضي على انجمل » والمستشنى على المطلق › فهذه الأوجه الثلاثة متفق عليها » وإما وقع الاختلاف في العوارض . وأما قول الله عز وجل : ل إن الله يغفر الذنوب جميمًا 4 فهذا العام مخصوص في ذاته ء خصته الحكمة والقران والسنة ورأي المسلمين . أما الحكمة : فلو أطلق الله عز وجل المغفرة على الذنوب بلا سبب ¢ — ۳۲۲ لكانت الذنوب بمعنى الإباحة » وليس من الحكمة النبي عن شيء » ول يقترن ممه العقاب بلا سيب إلا كان إياحة » ولا يجوز مع الحكم العلم » اتباع معاصیه . حص القرآن أيضا هذه الآية : ل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ا دون ذلك لن يشاء ‏ فخص اليه الأولى : لل إن الله يغفر الذنوب جميعا ‏ وقال ‏ عز وجل س : ومن يقتل مومنًا متعمدا فجزاۋە جهنم حالدًا فیہا ‏ إلى قوله : ل عذابًا عظيمًا ‏ . وخصته السنة أيضا › قال عة : « من قل تفسه بحديدة فهو يتوج با في النار » ومن تحسى سما فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا لدا » وأوجب حخالدًا مخالدًا أبدا » فأوجب الله تعالى أن المغفرة التي ترى من وجبت بالذنوب ميا أنها وقال ‎ :‏ وإني لغفار لمن تاب وآامن وعمل صالحا چ ف وتوبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ‏ غم إن الله أطلق المغفرة لا دون الشرك . فقال : «ل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دوم ذلك لمن يشاء 4 فعلق المغفرة في الكبائر على المشيئة › وقرن الشرك بالوعيد وأضاف إليه الكبائر » فخص مها السيغات . وقال : لل إن تجتنبوا كبائر ما تهون عنه نكفر عنكم سیئاتكم ‏ . فاتفق الجميع : أن السيئات مكفرة مغفورة لمن اجتنب الكبائر » وأجمعت الأمة أن الذنوب مكفرة مغفورة بالتوبة الشرك وغيره » وجاءت الأشارة في البكائر بالمشيئة . وقال جابر بن زيد ‏ رضي الله عنه س : ( إن مشيئة الله تعالى التي يكفر بها الكبائر قد أَنبأنا بها وهي التوبة وا حسنات وامصائب ) . واتفق الجميع : أن السيئات مغفورة باجتناب الكبائر » وأن الكبير تعلق بالمشيئة › والمشيئة مدحة لا تفيد طائلا ك تقد ۳٢۳۲ ب واختلف الناس في الشرك والكبير والصغير والسيئة والخطيئة . أما اختلاف الناس في الشرك : فإن الخوارج قضت أن معصية الله كلها شرك » وقالت : ( من عصى الله تعالى فهو مشرك ) ٠ وقال أهل الدعوة : ( إن الشرك يتعلق بذات الباريء سبحانه وصفاته وافعاله » مالم يقع تاويل محتمل ) . وقال ابن الحسين : ( لا يشرك من أنکر غير الله عز وجل س ) وأبو بكر الباقلائي من الأشعرية › وابطلوا الشرك في إيطال الأنبياء والرسل واختلف الناس في الكبير : فقالت الأباضية كلها : ( إنها كفر معاقب التكفير . وقالت المرجئة والسنية في الكبير : ( إنه معصية ) . وامتنعت من التكفير والتخليد . واختلف الناس في الصغير : فقال أهل الدعوة : ( إن الصغير ما دون الكبير وهو معصية ) . وقال ابن عباس : ( ليس فيما يعصى الله به صغير ) . وأئبت جميع مناهي القران أنها كبائر » وإنما استثنى الله لمن اجتنب الكبائر مغفرة السيئة » وأما اللعصية فلا › والسيئة دون المعصية › والخيطئة من دون السيئة والسيئات إا تكون في مناهي الرسول عليه السلام مما لا يتعلق بالقران . اخحتلف الناس في الصغير والكبير . فقال بعضهم : ( الكبير على حدة والصغير على حدة ) وقال بعضهم : ( إن لكل صنف من المعاصي صغيرا وكبيرا » وي القتل صغير وكبير » وفي الزنا صغير و بير . قال ع : « العين تزني وزناها النظر › ٢٤۳۲ — واليد تزني وزناها اللمس ويصدق ذلك ويكذبه الفرج » . وفي الكذب صغار وكبار » في مثل هذه الامور . ومن قال من إخواننا النكار : ( إن الرأة كفرت بالرأي ) أخطاً › ولاحظ للنظر هاهنا وحكم الله أولى . وإن قالوا : ( إنها مشاكلة ) فيلتوقفوا ولا يشرعوا . وأما ما ذكر عنهم أنهم يفعلون ذلك في مجالسهم ومساجدهم » ولو في ما بینہم وین ذوات مارمھم » فلن یرض بہذا عاقل » ولا یثبت علیہم حتی يشرعوه › فإن كان ففي غوغائهم › وإن لم يكن فزيادة في حسناتهم . وقال الناس : امنا بالله وكذبنا أبصارنا . فالعجب من ذوي العقول منهم سکوتهم . ٢۲۲ ر مسألة الوقوف ) اعلم أن مسألة الوقوف بين التكار وبيننا لا تبني على الأصل لأنهم قالوا : ( مهما صدر من المرء مر اشتبه علینا لا ندري لعله کبیر أو غير کبیر » فنتوقف عن ولايته بعد ما كان عندنا من أهل الولاية » ورددناه إلى الوقوف لا نبرا منه ولا نتولاه ) . وأول ما وقعت هذه المسألة بين الحارث وعبد الجبار › وذلك أنهما اجتمعا في بيت على أمور المسلمين » ولم يقع الاتفاق بينهما وتشاجرا » فأصاب بهما المسلمون › وقد قتل کل واحد منہما صاحبه ولا يدرون أيهما الظالم من المظلوم » أو هما ظالمان جميعا › أو هما مظلومان جميعا وقد تجننا . فقال النكار : ( نقف عنما حتى نعلم المتعدي منما ) . وقال أهل الدعوة : ( نكون على أصل ولايتنا حتى نعلم ما أتيا من اللعصية ) . فاختلفا هاهنا فقال أهل الدعوة : ( نقف في الفعل ولا نقف في الفاعل › فإن نزعنا ولايتنا عن المحق منهما فقد ظلمناه بعد ما أوجبها الله تعا لى علينا » والأخرى لا علم لنا بالغيب ) . وقالوا هم : ( نقف عنهما ) . واستدلوا على ذلك بعائشة أم المؤمنين حين رميت بالافك . وقالوا : إن رسول الله عد توقف عنها وقال ا : « يا عائشة إن كنت المت بشيء ما يقول الناس » فتوبي إلى ربك وراجعيه » . فهذا دليل على أنه توقف عنہا . قلنا : لا ولا نعمت عين . بل كان رسول الله على ولایته اء ولم يصدر عن رسول الله عي أمر يوجب التوقف عنا » لكنها قالت : ( الله أعلم لو أقررت با لم أفعله لصدقتموني › ولكن حسبي الله ) . فما في هذا ما يدل على وقوفه عنها » بل هي في ولايته اء لأأن هذا أمر واجب ٤ حق المسلم على المسلم : النتصحية والابقاء عليه » ومع هذا لا يمنع لا حقا واجبًا › ونحن على علمنا ولسنا من علم الغيب في شيء » وليست هذه المسألة من الأخرى في شيء كلما اتهمت وليك نقصته حقه . ٦۲۲ والأصل في هذه اللسالة من قول الله عز وجل : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة 4 واولا قضية عغان بن عفان . وذلك أن عثان اختلف فيه أصحاب رسول الله عك على ثلائة أوجه . الوجه الأول : طريقة عمار بن ياسر وأصحابه وعلي وطلحة والزبير وعامة اللهاجرين الأنصار . والثاني : طريقة أصحاب سعد بن أي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد بن سلمة الأنصاري وعبد الله بن سلام وزيد بن ثابت . والثالث : من التجاً مع عثان . قال جابر بن زيد الأزدي ‏ رضي الله عنه س وهو قوله : ( لا يحل للعالم أن يقول للجاهل : اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك . ولا يحل للجاهل أن يقول للعالم : اجهل مثل جهلي وإلا قطعت عذرك . فان قالا ذلك — ۳۲۷ ( الرد عليهم في إنكارهم عذاب القبر ) ومن مسائل ما بيننا وبينهم عذاب القبر › وعابوها وقالوا : ( إنكم اقتبستموها من مسائل المالكية ) ٠ ونحن نثبت عذاب القبر وهم ينکرونه › [نهم ما أنتكروه شرعا ولا عقلا » وإنما جعلوا جهلهم به حجة على من علم ٤ وليس الأنكار بحجة ولا الجهل بحجة . اعلم يا أحي أن عذاب القبر صحيح معروف موجود في أيدي الأمة › ا ول غيرهم من الشافية ولا من والترن ثر الشيعة وأصحاب الحديث › متواتر عند أمة أحمد عك . وفي القران إشارة إليه على ري الفسرين وهم القدوة في ذلك › ك أن امراً القيس بن حجر والنابغة الذبياني والاعشى هم القدوة في اللغة وإن كانوا مش ركين » وللمالكية على غیرهم فضل ‏ إن کانوا کا قالوا ‏ إن شم اهتبالَا برسول الله عي ولم يكن شم اهتبالء وصاحب الصناعة أولى في صناعته ن لا تنسب إليه تلك الصناعة . وسياتي ما یکشف عن عوار مذھہہم إن شاء الله » وقد وردت عن رسول الله عي أحاديث وأخبار جمة وفي مشاهدة الأبصار والعيان في سائر البلدان » وتواتر في سائر الأزمان › ما ييصر الناس في مقابرهم من النيران المتقدة والأصوات الممتدة وظهور الأنين والحنين على رؤوس العالين » أعظم الدلالات وأبين البيانات » وهو أقرب إلى من أنكر ولم يؤمن ولم يحسن . فأول الرويات عن رسول الله عي : كان يعلم أصحابه عد هذا الدعاء ك يعلمهم السورة من القران » وهو قوله : « اللهم إني أعوذ بك من عذاب (١) أي ل ينفرد به أحد دون أحد بل هو متواتر عند أمة الإسلام ( مراجع ط ٢ ) . (۲) الضمير عائد على النكار . ( مراجع ط ٢ ).٠ ۸٢۳۲۸ س جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر › واعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال › وأعوذ بك من فتنة الحيا والممات » فإن لم يبلغهم هذا الحديث ولم يۇمنوا والحديث الثاني حديث عائشة ‏ رضي الله عنہا ‏ أن يهودية جاءتها فطلبت إلیہا شيعا فا عطتها . فقالت : ( وقاك الله عذاب القبر ) . قالت عائشة : ( فاتهمتها ) . فلما دخل رسول الله أخبرته الخبر فنظرت إل وجه رسول الله قد تغير . فقال : « تعوذي يا عائشة من عذاب القبر » . فما زال رسول الله َة يتعوذ من عذاب القبر حتى توفي عليه السلام ‏ الحديث . لبا د و م ي کو اسما وه بدي جريدة . فقال : « ولعل هذا یخفف من عذابہما شيا مالم بسا ) س الحديث . الرابع : قول رسول الله ی عه : « إن اميت إذا دلي في قبره » وفرغ اهله من قبره » آتاه ملکان : أحدهما عند رأسه » والأخر عند رجليه . وانصرف عنه الناس وهو يسمع خفق نعالهم » فيقعده الملكان فيقولان له : من ربك ؟ فان كان مؤّمنا فيقول : الله ري . فيقولان : من نبيك ؟ فيقول : محمد نبيي . فيقولان : ما دينك ؟ فقول : الاسلام ديني . ۳۲۹ ب وما قبلتك ؟ فيفتحان له بابًا إلى النار فيقولان : هذا منزلك › فنجاك الله منه . ثم يفتحان له باب إلى الجنة » فيريانه مكانه في الجنة » فيهم أن يقوم إليه . الذي يوقظه › حتى يبعثه الله يوم القيامة . وأما المنافق والمرتاب فيقولان لما : من ريما ؟ فيقولان : لا ندري . فيفتحان لما بابا إلى الحنة . فيقولان لما : هذا مكانكما في الجنة لكنكما فيفتحان لما بابًا إلى النار . فيقولان لما : هذا مكانكما في النار . فعند ذلك يكرهان القيامة » فكرها لقاء الله » فكره الله لقاءهما . الحديث الخامس : قول رسول الله مف لا مات سعد بن معاذ . فقال عليه السلام : « لو نجا أحد من عذاب القبر لنجا منه سعد بن معاذ لقد ضمه القبر ضمة كادت أضلاعه تختلف » . الحديث السادس :: عن رسول الله عي : « من مات ليلة الجمعة أو يوم الحديث السابع : تسميته . سمى رسول الله عي ملكي القبر : « منكرا ونكيرا ) . متواتر عن أمة أحمد عه . ۳۳۰ س الحديث الثامن : عن رسول لله عك : « القبر إما روضة من رياض الجنة أو شعلة من نار جهنم » . الحديث التاسع : ما رواه ابن مسعود س رضي الله عنه ‏ عن رسول » قال : « إن في القرآن لسورة فا ثلائون آية يقرۋها أحد م › فإذا مات ودخل القبر» فإذا جاءه املك من ناحية رأسه حالت بينه وبينه › فلْذا جاءه من ناحية رجلیه حالت بينه وبينه » فان جاءه من ناحية جنبه حالت بينه وبينه » . قال ابن مسعود هي : ل تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ۽ . الحديث العاشر : عن ابن عمر قال : قال رسول الله عي : ١ كيف بك إذا جاءك فتانا قبرك » منكر ونكير » ملكان أسودان أزرقان ينحتان الارض بأنيابهما » ويطان في شعورهما » أصواتهما كالرعد القاصف »٠ وأبصار هما كالبرق الخاطف » فقال عمر : ( يا رسول الله » أمعي عقلي ا أنا عليه اليوم ؟ ) قال : « نعم » » قال : ( أ كفيكهما بإذن الله ) » وقال النبي عة : «( إن عمر موفق » . وعن علي بن أي طالب أنه قال في خطبته : ( عباد الله الموت الموت ليس منه فوت » إن أقمتم أخذك وإن فررتم أدرككم » الموت معقود بنواصيكم » النجا النجا › والوحا الوحا فان وراء م طالبا حثيثا وهو القبر » روضة من رياض الجنة » أو حفرة من حفر النار » وأنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول : أنا بيت الظلمة » أنا بيت الوحشة » أنا بيت الديدان . ألا وأن وراء ذلك ليوما لاشك فيه يشيب فيه الصغير » ويسكر فيه الكبير ) ... خطبة طويلة . وعن ابن عباس وعبد الحميد بن محمود المعولی : أنه قال : کنت جالسًا مع عبد الله بن عباس إذ أتاه قوم فقالوا : ( خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا ہے ۳۳۱ حتی انتهی ذات صباح » فمات » فهیانا له » ثم انطلقنا › فحفرنا القبر فإذا ن بأسود قد مل الد يعني حية» قتركنا لقو فحفرنا له مكااً خر ٠ اذا نحن باسود قد ملا القبر فتركناه وأتيناك ) . فقال ابن عباس : ( ذلك الغل الذي يغل به » انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالله لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيا ) . فأ كبروا قوله . قالوا : ( فانطلقنا إلى أهله بعد ما دفناه في بعضها › فلما رجعنا أتينا أهله متيع كان له معنا › فقلنا لامرأته : ( ما كان عمل زوجك ؟ ) . قالت : ( كان يبيع الحنطة وكان يأخذ كل يوم قوته » ويقبض من القبض وهو الفكر مئله ويلقيه فيه ) فمن هذه الخيانة عذب في القبر . وقد شاع في أمة أحمد ما أبصروه عيانا في المقابر » ما يغني عن جهل من جهله » فما يكفي الجاهل أن يعتذر إلى الناس ويعذرونه » من أن ينتحل جهله علما ویغيب من علم . ولو أردنا ذكر شيء من ذلك ما رأينا وعاينا وعاينوه هم بأنفسهم ٤ لا تسع الحال وانفسح المجال وفاق القيل والقال › مما لا ينكره عاقل » مستفاض في أيدي الناس إلا عند النسناس . وقوطم : ( إنما اقتبسناه من المالكية ) . ومن وراء المالكية الأمة قاطبة » ومن أين يدعوهم جهلهم حتى اتغذوه دينا » ولو سئلوا عن أعظم فريضة من سنة رسول الله عي مما لا يجهله أمي ولا عاقل من دينهم » من أين م العلم بها إلا نهم وجدوا اياءهم على عبادة وهم في اثارهم مهرعون . ولقد سبق السلف وشرع الخلف مثل أبي جهل وغيره مثل : إنا وجدنا آباعنا علي أمة وإنا على اثارهم مهتدون » لا بل وجدنا اباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون » وربا ينتحلون معرفة عدد الصلوات وأوقاتها ووظائفها من ۳۳۲ الإجماع » وأني لحم ما عند الثلاث والسبعين فرقة ولم ينصوا عليها ولا ولا أزمنتها ولا أمكنتها ولا أئمتها » وريا يعجزون عن شرع أئمتهم » فكيف معرفة غيرهم . ومسالة عذاب القبر ليست من مسائل الديانات › فمن جهلها سلم › ومن علمها غنم » ومن تورط فیہا ندم . والحمد لله رب العالين . وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين . ۳۳۳ بسم الله الرحهن الرحم صلى الله على سيدنا محمد واله وسلم الرد على إخحواننا النكار في جميع ما ذهبوا إليه الحمد لله رب العالمين › والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين » وعلى جميع الأنبياء والمرسلين › واللائكة المقربين والمرسلين أجمعين › اللهم صل عليهم في الاولين وبارك عليهم في الأخرين وانفعنا بشفاعتهم يوم الدين يا أرحم الراحمين اللهم امين أمين . اعلم أنه يجب وينبغي لمن ينتحل خشية الله في السر والعلانية ‏ إذ لم يخلق هلا › ولم يترك سدى طللا ‏ أن يراعي نفسه ويحاسبها عند ثلائة أن يصدق ظاهره باطنه » ويوجب لله تعا ى من الخدمة ما نطق من قول : لا إل إلا الله . الغاني : أن لا يعتمد على قول الآباء والأجداد في الضمائر والاعتقاد في دين الله العلى المادي . الثالث : أن يحاسب نفسه في المناظرات › فيقبل الحق إذا ظهر › ويرد الباطل إذا ندر » ويحسن الأدب في مناظراته » ويراعي الصدق والحق في محاوراته › وإن أخل بواحدة من هذه فهو لنفسه أعدى عدو من أعدائه . اعلم يا أخي إنا بحالة يرحمنا فيا جميع الخلق » عصمت اللائكة وابتلينا بالتكليف وتوعدنا بالنيران وسلم سائر الحيوانات › وأعظم من هذا نعمة ونقمة السعادة الأبدية والشقاوة الأبدية وتقدمتنا الأم قبلنا بالخيرات وانفردنا منم خصوصًا بفقد الانبياء والمعصومين الاولياء » وكثرة الحوادث والفتن ٢٤۳۳ — والزلازل واهحن » أعمار قصيرة وهموم كثيرة » وأكدته قطاع الطرق عن دين الله عز وجل فانا لله وإنا إليه راجعون . وذكرت يا أخي مسائل ما بيننا وبين إخواننا النكار . اعلم يا خي ان مسائل ما بيننا وبينهم لا تجدي نفعا ولا تغني > وتعد ما لا يعني » فمن جھلھا منا ومنہم سلم » ومن خاض فیہا ولم يصب ندم ومن أصاب ولم يعتد غنم » والمعذرة إلى الله . وإلى كل من سمع مقالتي أن ينظر فيا بعين البصيرة » فيحاسبني ٳِن زغت » ويصدقني إن أصبت » والله المستعان › وحسبي الله ونعم الوكيل . وذكرت أن أشرح لك السلف الصالح والطالح لتكون على حقيقة من فول ما ابتدئ فيه » اسم الله تعالى واختلاف الناس فيها » وأنص على قول كل واحد حتى يكون كأنه حاضر » وهو العدل والأنصاف . اعلم أن ما يوجبه التخبط والتشبط بين الناس أن المتناظرين يبنون مناظراتهم على فروع أصوم ويهملون أصوطم › وييني كل واحد على أس نفسه . اعلم يا أحي أن الأمة اختلفت في مسألة الأسماء والصفات فقال أهل البصرة من العراقف : ( إن الاسم هو المسمى ) . وقال أهل الكوفة من العراق : ( إن الاسم غير المسمى ) » وافترقت الأمة علیهم . اعلم أن ما قال الفريقان صحيح من وجه وغلط من وجه » وأنا أذكر الاس والفرع › وابني على الاس فرعه . اعلم ان الله تعا لی خحاطبنا بخطاب معروف عندنا »٠٨ حقيقة و ازا 6 ومجازه ٢٥۲۳ يخصنا دونه » وكاد أن يكون الخطاب في حقنا وفي حق الله غجارًا » وانفرد الله تعالى في لسان العرب بأربع كلم » كانت في حقه حقيقة وفي حقنا منوعة فأما قوله : الله فمن ( لا إِله إلا الله ) كلمة لا تسوغ لأحد . والرحمىن : م يتسم به إلا كذاب العامة . والخالق ممنوع في كتاب الله عزل وجل قوله س عز وجل : هل من خالق غير الله فلا خالق إلا الله . وذكر الله عز وجل نفسه مطلقا . وقال : لل سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) . وقال : «ل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين 4 . وقال : ل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين واختلف الناس هاهنا » فقال قائلون : ( الأمماء والصفات ما قرع الآذان ) وهم بعض الاشعرية . وقال آخرون : ( الأسماء والصفات العاني التي دلت عليما الألفاظ املسموعة بالآذان المصونة تحت اللسان ) . ونحن نشير إلى ما ذهب إليه كل واحد إن شاء الله تعالى . اعلم أن الله عز وجل فضل أبانا ادم عليه السلام على الملائكة الذين هم أفضل الخليقة » بمعرفة الأسماء . ٦۳۳ وذلك أن الله عز وجل قال للملائكة : ل إني جاعل في الارض خليفة 4 إلى قوله : ل إنك أنت العلم الحكم ‏ إلى قوله : ل وما كنم تكتمون 4 . ثم قال عز من قائل : ءل وإذ قلنا للملائكة اسجدوا ¶ إلى فمن عري من فضيلة هذه الأسماء ولم يعترف بالجهل شا كالملائكة › التحق بإخوانه الشياطين من ذرية إبليس اللعين . ونحن نشير إلى حقيقة الأسماءء وغلط كل فريق فا . فأول ذلك : أن وجود الأمماء يقتضي ثلاث معان : وجودها في الأعيان › ووجودها ف الأذهان 6 ووجودها ف اللسان ۰ ونحن نشير إلى بداية الخلق من الجواهر إلى نهاية النطق التي هي عرة الخلق فإن الله تعالى أول ما خلق الجواهر ›» فجعل فيا الملسطقسات وهي الطبائع الأربع » التي هي : اليبوسة » والحرارة » والرطوبة › والبرودة . فمزج هذه الطبائع » فمزجت منها العناصر التي هي : الأثير » والمواء › والأرض › والماء . ومزح اليبوسة والحرارة 6 فکان منہما الأثير . ومزج الحرارة والرطوبة » فكان منهما المواء . ومزج الرطوبة والبرودة » فكان مهما الماء . ومزج البرودة واليبوسة › فكان منهما الأرض . فظهر فيما دون الأثير إلى الم ركز الذي هو الأرض ؛ عالم الكون والفسناد › وما وراء هذا فعل جوهرية » وظهر في عالم الكون والفساد الجماد والموتان . وانفرد بالأرواح الحيوان » فظهرت ثرة الخلق في الحيوان » لأنه يغدو ۳۳۷ وينمو › ويفعل ويترك » ويختار ویحۃ یکتسب » فخلق الله هذه الأجناس الثلانة وهي : الملائكة والأنس والجن › فركب فيم العقل › فهي آخر القضية . والروح والعقل جوهران » وخلق الله النطق فولاء الثلاثة » وخصهم به من سائر الحيوان » وأخرج فيه البيان والتبيان لعجائب ما في القران من شأن › نة وفضيلة من الرحمن » فخلق اللغات التي يتناطق بها الناطقون في الأزمان على ثلاثة أوجه › فكانت هذه الوجوه الثلاثة بحرا من البحور العظيمة التبيان ء الله أحسن الخالقين › وليقصر العيان عن ركوب هذا البحر الثاني . ولنشر إلى أسماء الأعيان ووجودها في الأذهان » وظهورها على اللسان . أما أسماء الأعيان › فإن الله تعالى خلق الخلائق فجعل اللغات › فجعل بعض الخلائق أسماءها منها » الجسم والعرض والإنسان وأسامي الأعداد بهذا الاسم ذاني 6 کالانسان والحيوان وخمسة من الاعداد والسواد من الألوان والبياض . اعلم أن مالا ينفهم لك من الشيء إلا بمعرفة غيره فذلك الغير ذاتي له ء كالعدد للخمسة والأربعة › واللون للسواد والبياض › فلن ينفهم لك السواد حتى ينفهم لك اللون » ولا الأربعة حتى ينفهم لك العدد . والذاتي من الأسماء : ما يمكن الخمسة عددا › وأعم الأسماء الموجود › ويطلق على الباريء وجوذا واجبا » ويطلق على الغير وجودا مكنا › فوجود الباريء متعلق بائية » ووجود غيره متعلق ماهيته . والمائية : إشارة إلى الذات والوجود » والماهية : إشارة إلى الذات والصفة › فالأول متعلق بالملهلة › والثاني متعلق بالكيفية . والآخرون : لاحت أبصارهم على المعاني هي الأسماء . والألفاظ والمعاني ۸٢۳۳۸ — بحران عظیمان زاخزان لجیان » ولیس کل اسم ذاتیا » ولا کل اسم لفظيا » منها أمماء الأعيان › وأسماء الألفاظ سهام اللسان . وأُما سهام الأذهان فمنقسمة بين الأعيان واللسان › ومرجعهما إلى العلم › لأنك تعرف حقيقة اسم الشيء في ذهنك » وليس في ذلك ما يدل على ذات الاسم ولا عليه » وليس فيه أيضا ما يدل على أنه لفظه ولسانه . ولنشر الآن إلى دلالة الفريقين جميعا » إلى قول من قال : إن الاسم هو اللسمى . وإلى قول من قال : إن الاسم غير المسمى . واستدل الفريقان جميعا بلغة العرب ٠ فقال بعضهم : إن العرب قسمت لفتها » فجعلت نصيب الذوات هي الأسماء › ونصيب الحركات هي الأفعال . والحروف عقاقير بها تظفر فائدة المعاني . لو قلت : ( زيد الجبل ) لا ظهر مرادك » فإن أدخلت حرفا بان واستبان فتقول : ( زيد على الجبل ) . ولو قلت : ( عمرو الدار ) ما أنفهم للسامع » حتى تقول : ( عمرو في الدار ) . قسموا لغة العرب هذا التقسم › وعلقوا الأمماء بالذوات › لأنك تبصر الذوات وتجهل الأسماء . فتقول : ( من هذا ؟ ) فيقال لك : ( زيد ) . فوقعت الجهالة على الاسم لا على الذات › وتزيل عنه بعض أسمائه » وتحدث له غيرها › وتفارق بعض أسمائه لحدوث غيرها › وتنسى الاسم ولا تنسى المسمى . والاسم مأخوذ من السمو على رأي أهل البصرة » ومن السمة على رأي أهل الكوفة » وكلاهما دالان أن الاسم غير المسمى » ويقول القائل : اكتب اسمي في هذه الصحيفة . وتكتب الاسم ولا تكتب الرجل . وتختلف عليه الأسماء باختلاف الحالات : من نطفة إلى علقة إلى مضغة › ِل طفل إلى غلام لی بالغ » لی رجل ای شاب إلی شیخ زی ہرم لی میت ٤ فالذات بافية . ۳۳۹ وقال الآخرون : إن هذه الأسماء هي غيره » لأنها بمقتضى اللسان والأذهان › وبقي عليكم حكم الاسم في الأعيان . وقد قدمنا القول في أسماء الأعيان والذوات › وأسماء الذوات هي الأصل › وأسماء اللغات هي الفصل › وللأصل فضيلة على الفصل . وإن كان التوجه لا محالة إلى الباريء سبحانه لأسمائه وصفاته › فللأفضل دون المفضول » والأفضل في حد الحقيقة › والمفضول في حد المجاز . فالحقائق أولى بالباريء سبحانه من المجازات » إلا في موضع هنع منه الشرع لقوله س عز وجل س : ا ليس كمثله شيء ‏ . واستدل الفريقان جميمًا على بقول الله عز وجل س : ل هو الله الذي لا إل إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحم 4 إلى قوله : لل يسبح له ما في السملوات والأرض وهو العزيز الحكم 4 . واستدل من قال : إن الاسم غير المسمی . بہذه الأعداد المتغايرة والحروف. المختلفة والمعاني المتفاوتة . وقد وقع الخطاب عليها من الله عز وجل بال جمع والتذ كير والتأنيث › أنه وأنها غير الله س عز وجل ٤ والظاهر حكمه على الباطن » وإنما أراد الله عز وجل هاهنا الألفاظ دون المعاني . واستدل الأخرون بالايات الثلاث التي قدم الله تعالى فيا : تل هو الله الذي لا إِله إلا هو 4 ثم قال : لا إله إلا هو . وليس بعد الألوهية إلا الذات › فاقتضى هذا القول الحقيقة لا المجاز » ودل بقوله على المعاني دون الألفاظ › ٳذ هو هو لا هو غيره . وقال اخرون : هذا مجاز من القول › ك تقول للشجاع : إنه أسد . وليس بأسد . وتقول للسخي : بحر . وليس بحر . ۰٤ وقال اخرون : تعالى ربنا أن رغب عما أخبرنا به عن نفسه إلى ثيل من دونه » فتحن على الظاهر » والظاهر على الباطن حكمه » إلا أن يقع للباطن دليل » وللباطن دليل هاهنا › لأن الله تعالى يريد بقوله : هو هو الباطن لا الألفاظ . وقولك : الشجاع هو الأسد . يرد به اللفظ » ولا عين الأسد » لكن المراد هو المعاني › وهو حقيقة الاسم في ذات الله تعالى . وكلا الفريقين قد أصاب » هؤّلاء : لأن الألفاظ هي الأسماء . والآخرون لأن المعاني هي الأسماء . فمن أجزل للباريء سبحانه المدحة فهو أفضل ممن بخسها » لكن هؤلاء اقتصروا على أبصارهم › وهوّلاء على بصائرهم » وعلى أن مستقاهما من مکانين ومستقى أصحاب الألفاظ والألقاب والأعلام من اللغة » ومستقى أصحاب المعاني من الشرع » فإذا ازدحما أنت الشريعة على اللغة » على أن اللغة فيها مقتضى المعنيين جميعا › أسماء الألقاب وأسماء الذوات › فالأفضل للأفضل . واستدل أيضا من نفي الاسم عن الذات بقول الله عز وجل : ل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحملن يا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى . واستدلوا بقوله : ل أا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ك أنه أراد الألفاظ التي تدعوا بها الله فتقول : يا الله یا رمن فصرفوه إلى اللفظ دون المعنىء بدليل قوله : ءل فله الأسماء الحسىنى ¶ . وقال اخرون : إنما توجه قوله : ل أا ما تدعوا 4 إلى الله س عز وجل بها دعوت بها : الله » الرحمن » الرحم . وصرف المدحة إلى الأسماء › وصرف الآخر المدحة إلى الدعاء › 'واحتمل اللفظ واحتمل المعنى › فالأفضل أفضل ا٢۳ ب والمفضول مفضول » فالرحمن هو الله » والله هو الرحمن . وهذان اسمان لفظا ومعنى هما فرد › وصدف الفريقان . واستدلوا أيضا بقوله : ل سبح اسم ربك ك فقال الثبتون : الاسم هو السمى . وقال اخرون : انتصب بإسقاط الخافض » أي سبح باسم ربك وكذلك قوله : ل وذكر اسم ربه فصلى أي وذکر ربه » او. ذکر ربه باسمه . مائة غير واحد »٤ لانه وتر حب الوتر › من أحصاها دخل الجنة ») واللحديث حم : بأن الأسماء منها ألفاظ العباد » ومنها معاني ذوات العباد › وقد قال القائل فلو قبل مبکاها بكکيت صبابة بسعدي شفيت النفس قبل التندم ولکن بکت قبي فھیج لي البکاء بكاها فقلت الفضل للمتقدم كمل الكتاب والحمد لله على الام ٢٢۳ بسم الله الرجهن الرحم ۱۳7 الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم باب معنى لا إِله إلا الله ومعنى : ( لا له ) نفي وتبرئة › ( إلا الله ) إثبات وتحقيق وتصديق وإيجاب » ومعنى : ( محمد رسول الله ) إقرار وإخلاص وتصديق وتحقيق ٠ ولذه الكلمات سبعة شروط : أن عن علم لا عن جهل ولا عن كره » وأن يقولا عن إخلاص لا عن شرك ٠ وان يقوها عن يقين لا عن شك وأن يقوفا مع العمل ولا يتكل عليها › وأن يقوها بقلبه ولسانه وجوارحه » وأن يقوا ابتغاء وجه الله » وأن يقولها مع التوبة من غير إصرار على ذنب ویثبت علیہا غير مغفول ولا مغير حتى يموت . فن قال : ما معنى التوحيد الذي أسس عليه الجميع ؟ فاللجواب : أن معناه إثبات الواحد ونفي ما سواه من شريك أو إِله أو ولي أو والدليل عليه قوله عليه السلام : « من عبد الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم الله دمه وماله وحسابه على الله 4 . والتوحيد : هو قول «لا إله إلا الله محمد رسول الله وما جاء به حق » . فإن قال قائل : فما أول ما يجب على المكلف ؟ ۳٢٢۳ — فالجواب : أن يعرف الله » ويعرف له ثلاثة » وينفي عنه خمسة » ويثبت له ثلاثة › ويؤمن بواحدة . فأما الثلاثة التي يعرفها له : فهي معرفة الخالق ومعرفة الغلوقات 0 ومعرفة أسماء الله . وأما الخمسة التي ينفيها عنه فهي : نفي التشبيه والتشريك والتكثير › ونفي المكان والنقائص . وأما الثلاثة التي يثبتها له فهي : أن يغبت له القضاء والقدر › وأن يثبت له العدل والاحسان وأن يثبت له الرسالة بالمعجزات . وأما الواحدة التي يؤّمن بها فهي : أن يمن بمتشابه الشرع حيث وقع ف القران والحديث › مثل ايات الاستواء وحديث النزول” . فإن قال : ما الذي يجب عليك في معرفة الله ؟ فاللجواب : أن ينفي عنه الحدود العشرة وهي : قبل وبعد وتحعت وفوق ومين وشمال وأمام وخلف وكل وبعض . فان قيل : بم عرفت الله ؟ فاللجواب : بانخلوقات وعرفت الخلوقات بال حدود العشرة المذكورة . فان قيل : م عرفت هذا کله ؟ 99 اي اُن يمن بان هذه من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم وهو تنزيه الله تعالى . ( مراجع ط ٢ ) ٤۳4 — فقل : بضرورة العقل › والضرورة : مالا يتطرق إليك الشك فيه ء فإن قيل : ما المعرفة الواجبة على العباد ؟ فل ثلاث : معرفة الباريء سبحانه › ومعرفة الرسول › ومعرفة ما جاء به الرسول . أُما معرفه الباريء سبحانه فثلانه : ما يجب له وما يجوز له › وما فأما معرفة ما يجب له : فالوجود المطلق » والبقاء المطلق والكمال المطلق . وأما ما يجوز له » فإيجاد العالم بعد عدمه » وإعدامه بعد وجوده » وإعادته بعل عدمه . وأما معرفة الرسول فثلائة : ما يجب له » وما يجوز عليه » وما يستحيل عليه . وأما ما يجوز عليه : فالسهو » والنسيان › . وأما ما يستحيل عليه : فالكذب »› وال خيانة › والغش . وأما معرفة ما جاء به الرسول فثلاثة : أمرء ونهي » وخبر . والأمر على ثلاثة أضرب : أمر وجوب »٤ وأمر ندب وأمر ترغیب وتفضيل . عن ثلاثة أضرب : نبي تحريم » وني كراهة » ونهي تنزیه . ٢٥٢٤۲ والخبر على ثلائة أوجه : خبر عن الدنيا وزوالا وخبر عن الأخرة ودوامها › وخبر عن الرسل وأمهم . وهذا اخر ما تيسر . والحمد لله رب العالين . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . 1 CICK 3 متى يستقم راي من کان يجهل عواقب أمره وما بعد يفعل فكم وجهت سفائن الرأي للهدی فدارت بها إلى الضلالة شمال وك أرسل الطيور للصيد أهلها فصيدت لا انتبى المسمى المۇجل ويا أسفا على الرجال وفقدهم ورای تليف دم عنه خذل ويا حسرتا على الكهول وسريهم مضوا واشتفت فیہم مکاره همل فصبر جميل والرضا بقضاء من بنا وبهم ما شاءِ يقضي ويفعل « والحمد لله على اتام » ٦٢۳ س اللوضوع الصفحة كتاب الرسائل وما يتعلق به ‎WO‏ ‏ذكر مقدمة في توكيد البرهان وتمهيد طرقه وهي ثلائة ‎Ê,‏ ‏ذكر ما يوصل إلى معرفة المعاني ‎a‏ 9 ذكر العلوّم العقلية واللغوية والشرعية وأقسامها ۷ ذكر ما يوجب اختلاف التناظرين ‎Ê‏ ‏باب في الحق الذي اعتقدناه في الله والرد على من خالفنا 6 ذكر مسألة أي الحسن علي بن أي طالب ‎P4‏ ‏ذكر الألفاظ التي استعملتها الأمة لابا لدينها £ ذكر من قال : كل مجتهد مصيب والإختلاف في الفروع 0 ذكر أحكام الدماء والاختلاف فيا ‎O‏ ‏باب في العلم الثاني ‎EEE‏ ‏ذكر أحكام المشركين ‎TT‏ ‏ذ کر أحكام الخالفين ‎O‏ ‏ذكر الملوك وأحكامهم ‎TT‏ ‏ذكر الاختلاف الواقع في خزائن الملوك ‎TV‏ ‏باب فيما ينبغي لأمير المؤمنين أن يفعله في أهل الخلاف ‎Ve‏ ‏ذكر أحكام الأمراء والقضاة والأعوان ۷ ذكر أحكام الحاربين وما يتصل بهم من أهل الفتن ‎Y6‏ ‏ذكر الفتن التي تقع بين أهل التوحيد وهي ثلائثة ‎YY‏ ‏ذكر حال المسلمين مع أهل الخلاف وأهل التدين والسلاطين والجورة ١۸8 باب الغزو معهم والجهاد ... ‎Ê‏ ۸ ذكر مسائل بين علي ومعاوية وما يتعلق بذلك ‎۸T aa‏ ۷٢۳ — الوضوع الصفحة باب عمارة الأرضين وما يتعلق بذلك 0 ذكر حكم الأموال وما يتعلق بها ‎E‏ ‏أفراد المسائل فيمن كان تحت أحكام الخالفين ‎NEE‏ ‏باب مسائل ما بيننا وبين المشر کين ‎A‏ ‏باب في بيان أحكام فسقة أهل الاسلام ‎DE‏ ‏باب في بيان طبقات التائبين ‎NE‏ ‏بيان مسائل ما بيننا وبين للرجئة في الايمان والكفر ... إن ۱۱۸ ذكر أصناف البدعة وتفاوتہم فیا ۱ ذكر مسألة الدعاء إلى الله عز وجل أعامة أم خاصة ‎RA‏ ‏ذكر صفة الداعي والمدعو والاجابة ۴ ذكر أصول الشريعة البنية على ثلاث یں ذكر مسائل متعددة مفيدة ‎N۴۴‏ ‏مسألة هود بن محکم عن ابن عباس ‎E۴‏ ‏قول عمروس في الجملة التي يدعو إليها رسول الله . ¥ ذكر أفعال المكلفين ۱ جواب مسائل اهل الجبل ا ۸ مسائل في الولاية والبراءة ۱۷ حكم الذهول والنسيان ‎NEE‏ ‏حکم من فعل کبيرة ثم تاب ۸ مسألة في حكم رجل كان في الولاية شم برا منه ۸ مسألة في حكم رجلين متوليين شهدا على رجل بكبيرة ‎۸A ee‏ مسألة في رجل شهد عليه الشهود أنه سرق أو زفى ‎AY eens‏ مسألة في حکم رجل رای رجلا يضربه الأمام الحد ‎A eee,‏ مسالة في حكم رجل رمى متوليا بكبيرة ‎A‏ — ۳۸ الملوضوع الصفحة مسألة في حكم رجل شهد عليه الأمينان بالولاية ‎A‏ ‏مسألة في حكم رجلين متوليين قال أحدهما لصاحبه أحدنا كافر ... ۱۸۳ . م ي ع 2 مسألة في حكم رجل لم يکن فيه خبر من الله ولا بیان انه مسلم . ١٤۱۸ مسألة في حكم رجل يبرا من رجل على التوحيد ‎۸O‏ ‏مسألة في حكم رجل قال قولڵا يشرك به . ‎AT a‏ القول في أسامي الشريعة من التوحيد إلى الشرك وفي التوبة من الذنوب ۸۷٠ مسألة هل يستر الله على عبده ذنبه في الدنيا فيأخذه في الأخرة ... ۱۸۹ ذكر عشرة مواطن اختلفنا فيما مع الأشعرية ۹ مسألة في المشرك إذا دعا إلى الجحملة التي يدعو إليها رسول الله عد . ۹۹٠ باب أحكام الطاعن في دين المسلمين ‎a‏ ا جواب رسالة الشيخ محمد بن الشيخ النفوسي الأبدلاني ‎Y۴ eee‏ أقسام العلوم الثلاثة ‎NEES‏ ‏باب السفر الثالث إلى الله تعالى وهو التكليف ۲ عجائب ما تضمن حديث موسی وا خضر ‎AE‏ ‏رسائل إخوان الصفا وهي إحدى وخمسون رسالة ................. ٢٤٢٦۲ ذكر الخلاف في وحي أم موسى عليه السلام ‎YY aan a‏ ذكر اللسلمات المذكورات في كتاب الله وهن عشرة ‎AE aan‏ ذكر أزواج البي عليه السلام وأولاده ‎n‏ ۸۷ الاشارة إلى الأقالى السبعة وخط الاستواء ۹ ذكر القصاص بين امسلمين غا يوم القيامة ‎LT‏ ‏ذكر أمر النفختين والبعث والقيامة ‎VA‏ ‏ذكر السنن التي أحدثها عمر رضي الله عنه .. ا القول في حجة الله تعالى كيف قامت على العباد ‎F۹‏ ذكر مسالة عجيبة وغريبة وهي من رفعه الله إلى السماء ماذا يلزمه ١۳۱ ۹٢۳ س الملوضوع الصفحة القول في تبليغ رسول الله ع ۴ الكلام في مسالة المتبرجة ‎PY‏ ‏مسالة الوقوف ‎PO‏ ‏الرد على النكار في إنكارهم عذاب القبر ‎PY e‏ الرد علي النكار فيما ذهبوا إِليه ‎AA‏ ‏باب معنى لا إل إلا الله محمد رسول الله ميد ‎WET e,‏ فهرس الجزء الثالث من الدليل والبرهان ‎PET‏ تحت الفهرست محمد الله وحسن تو فة ل مطبعة الألوان الحديئة : 6۲۲۷©