الديمقراطية في ميازن الشر ع        الطبعة الأولى١٤٤٤ ه 2022 م تتشرف الكلمة الطيبة المتخصصة في النتاج العلمي لسماحة العلامة الجليل الوالد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام عُ لسلطنة ن ما AhmedHAlKhalili@ بتقديم هذه الطبعة التفاعلية الخاصة بأجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية من هذا المقال القيم، فما على القارئ ّ سوى الضغط على العنوان في الفهرس ليصل تلقائيا ً إلى الموضوع، والعودة س على بالضغط ا مًجدد للفهر كلمة: المحتويات الموجودة أسفل كل . صفحة تنبيه: يجب تحميل تطبيق Adobe Acrobat Reader للاستفادة من الميزة ة التفاعلي (button) (button) (button) ت المحتويا س ١: كيف تفسير كلمة الديمقراطية في مفهوم الإسلام؟............. 5 س 2: هل الديمقراطية هي الشورى، وما رأيك في مقارنة بعض العلماء بين النظريتين في عصرنا الحالي؟................................... ١ 3 س 3: ما هي الأرضية المشتركة أو الفرق بين مفهوم الديمقراطية والشورى؟...................................................................... ٤ 2 س ٤: ما هو المفهوم المقصود خلف كلمة «الديمقراطية » التي تهتف بها الشعوب في ميادين المدن الإسلامية؟................... ٤ 3 س 5: ما تفسيرك الشخصي لكلمة «الديمقراطية ٤ 3.........................؟» س 6: هل تعتقد أن العالم الإسلامي اخترع مفهوما جديدا «لكلمة الديمقراطية » وهل هو بعيد عن المفاهيم الغربية؟ ..... . ٤ ٤ س 7: إذا نعم ما هو التفسير المناسب لكلمة «الديمقراطية » برأيك؟......................................................................................................... ٤ 5 س 8: ما سبب تمسك الشعوب الإسلامية بكلمة «الديمقراطية » مع أن أغلبها ترفض مقارنة مبادئها بمبادئ غربية؟ (button) (button) (button) .................. ٤ 5 وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وصلتني رسالتك أيها الطالبة العزيزة فاطمة البرواري متضمنة أسئلة في الدمقراطية، وإليك جوابها مرتبا حسب ترتبها في . الرسالة س 1:ك يف تفسير كلمة الديمقراطية في م مفهو . الإسلام؟ ج 1: الإسلام غني بجوهره وشكله، لا يستجدي من غيره شيئا، لأنه من عند الله الذي يعلم السر في السموات والأرض وبيده خزائنهما، ويعلم ما تنطوي عليه فطر عباده، وما هو من طبائع سائر مخلوقاته (button) (button) (button) ﴿ڀڀٺٺٺٺٿ ﴾ : ]الملك ١٤ [، وهو دين ينتظم جميع أحوال العباد، فيحكم الصلة بينهم وبين خالقهم تعالى على القائم الصحيح الاعتقاد من هُ نَ بَّي بما الحقيقة البينة التي يمليها الوحي الإلهي وتؤيدها العقول السليمة، وبما شرعه للعباد من العبادات التي تغذي العقيدة وتمدها بالطاقة لتزداد بمرور الأيام رسوخا وقوة ونورا وبهاء، فيعطي أنفسهم العباد بين الصلة نِّ ت م ي كما ُ َ ُ كل ذي حق حقه غير مبخوس ولا منقوص ويجعل من الإنسان فردا وأسرة ومجتمعا وأمة أداة طيعة لتنفيذ شرع الله في أرضه، وتطبيق حكمه في خلقه، فهو نظام رباني لا يعطي العباد شركة في الحكم، لأن الأرض وما عليها والسموات وما انطوت عليه ما هي إلا من ملك الله تعالى تزدان بملكوته الباهر، ﴿ڇڇڇ ﮂ ڇ ڍڌڌڎڎ ﴾ ل ]آ : عمران ١٨٩ [، وكل من في الوجود هو عبد له تعالى ﴿ئوئۇئۇئۆئۆئۈئۈ ﯶ ئېئې ❁ ﯺﯻیی ❁یئجئح ﰂ ئى ﴾ : ]مريم ٩ ٣ ٩٥ (button) (button) (button) ]. وعليه؛ فلا مجال في الإسلام لأن تكون الحاكمية في أرض الله التي هي جزء من مملكته العظيمة إلا له تعالى وحده، ﴿ ڈڈژژڑڑ ﮎ ککک ﴾ : ]يوسف ٤٠ [، وإنما رسل الله تعالى المصطفون الأخيار يبلغون رسالاته إلى خلقه، وقد صنعوا على عينه تعالى، فكانوا أوفر البشر عقلا وأصحهم تفكيرا وأصوبهم تدبيرا وأحسنهم سيرة وأنقاهم سريرة، لذلك كانت طاعتهم واجبة كما قال تعالى: ﴿ڻڻۀۀہہہہ ﴾ : ]النساء ٦٤ [، وقال: ﴿ ٱٻٻٻٻپپپ ﭙ ڀڀڀڀ﴾ : ]النساء ٨٠ [، وقال: ﴿ ٱ ﭒ ٻٻٻپپپپڀڀڀڀٺ ﭟ ٺٺٿٿٿٿٹٹٹٹ ﴾ : ]الأحزاب ٣٦ [. وهذا يعني أنه لا حصة للعباد في التشريع، فالتشريع من عنده سبحانه وحده، كما أن التكوين منه وحده، ﴿ھےےۓۓڭڭڭڭ ﯗ ۇۆ ﴾ : ]الشورى ٢١ (button) (button) (button) [، وما على العباد إلا أن يدينوا وينقادوا لرب العالمين الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، سواء أدركوا الحكمة فيما أمروا به أو نهو عنه أم لم يدركوها، فإن الدين لا يخضع لمقاييس البشر وتجاربهم وعقولهم، إذ العقول تتفاوت وتتباين فيما تراه، فكم من عاقل يستحسن عقله أمرا يستهجنه عاقل آخر، وقد يكون ذلك بتأثير البيئات وتفاوتها في الاستحسان والاستقباح، وقد يكون ذلك بين فردين يعيشان في بيئة واحدة ويرجعان إلى أرومة واحدة، على أن الدين يجب أن يدين له جميع الناس، وينتظموا جميعا في سلكه، وبه ينتظم شملهم بملك الله تعالى وملكوته الواسع، فتتفاعل معهم الكائنات ويتفاعلون معها، لأنها بفطرتها تسبح بحمد الله تعالى وتسجد لجلاله، ﴿گگگگڳڳڳڳ ﮚ ڱڱڱںںڻڻڻڻۀۀہ ﮧ ہ ﴾ : ]الإسراء ٤٤ [ ، ﴿ڄڄڄڃڃڃڃچ ﭻ چچڇڇڇڇڍڍ ﮄ ڌڎڎڈڈژژڑ ﴾ : ]الحج ١٨ (button) (button) (button) [، وقد أسلم كل شيء وجهه لله، ﴿ ﯩئائائە ﯭ ئوئو ئۇئۇئۆئۆئۈ ﯵ ئې﴾ ل ]آ : عمران ٨٣ [. على أن الإنسان مهما خفي عليه سر التشريع الرباني ونبا عنه طبعه وقصر دونه عقله، فإن عليه أن يتهم نفسه القاصرة ويوقن أن ذلك ليس هو إلا من مصلحته، فالله تعالى لم يشرع للعباد شيئا إلا وفق حكمته ولأجل مصلحتهم، ﴿ ۇۇۆۆ ﯛ ۈٷۋ ﴾ : ]البقرة ١٨٥ [ ، ﴿ ڍڍڌ ﮅ ڎڎڈڈژژڑ ﮍ ککک﴾ : ]المائدة ٦[. وكما أن الكون كله بأبعاده المترامية تتجلى حكمة الله تعالى في صنعه ولا يوجد فيه نشاز ولا اضطراب ﴿ ڦڦڦڦڄڄڄڄڃڃڃڃچچ ﴾ : ]الملك ٣[، فإن ما شرعه من الدين أيضا بعيد كل البعد عن النشاز والاضطراب والقصور، فهو منظومة (button) (button) (button) متكاملة يشمل حقوق الله تعالى جميعا، وحقوق عباده فيما بينهم وحقوق الكائنات كلها من صامت وناطق وحي وميت وظاهر وخفي وجسم وعرض وروح ومادة على هذا الإنسان، الذي استخلفه الله في الأرض وخلق له ما فيها وشرفه في الكون وسخر له ما اشتمل عليه، وجعله فيه هو القطب الذي تدور عليه رحاه. ولا ريب أنه تعالى ابتلاء منه لعباده واختبارا لإيمانهم وطاعتهم أباح لهم ما أباح وحرم عليهم ما حرم، ولم يجعل لهم خيارا في ذلك ولم يكل إليهم شيئا منه لذلك أغلظ عليهم في تحريمهم على أنفسهم ما أحل لهم من الطيبات، فقد قال تعالى: ﴿کگگگگڳڳڳڳڱ ﮛ ڱڱںںڻڻڻ﴾ : ]المائدة ٨٧ [، وقال: ﴿ڎڈڈژژڑڑککﮐ کگگگگڳڳڳڳڱڱ﴾ : ]الأنعام ١٤٠ [، وبين أن ذلك من شأن المشركين كما في قوله: ﴿ٺٺٺٿٿٿٿٹ ﭧ (button) (button) (button) ٹٹڤڤڤ ﴾ : ]الأنعام ١٤٨ [، وقوله: ﴿ ﭑ ٻٻٻٻپپپپڀڀڀ ﭝ ٺٺٺٺٿٿٿٿ ﴾ : ]النحل ٣٥ [ ، وشدد النكير على من أتى ذلك كما في قوله: ﴿ڱ ﮝ ںںڻڻڻڻۀۀہہہ ﮩ ھھھھےےۓ﴾ : ]يونس ٥٩ [، وقوله: ﴿ ﮫ ھھےےۓۓڭڭ ﯕ ڭۇ ۇۆۆ ۈۈٷۋۋۅ ﯡ ۉ ﴾ : ]النحل ١١٦ [. وعليه؛ فإن الإسلام لم يجعل لأحد من عباد الله حقا في تشريع أو تحليل أو تحريم، وإنما بين أن الحكم لله وحده، ﴿ ۀۀہہہہھھھ﴾ : ]المائدة ٤٤ [ ، ﴿ ېﯨﯩئائائەئە ﯮ ئو﴾ : ]المائدة ٤٥ [ ، ﴿ڄڃڃڃڃچ ﭻ چچ﴾ : ]المائدة ٤٧ [، ووصف كل حكم ينافي حكمه تعالى بأنه حكم جاهلي إذ قال: ﴿ی ﯿ ئجئحئمئىئيبجبحبخبم ﴾ : ]المائدة ٥٠ (button) (button) (button) ]. وبهذا؛ يتبين لكل ذي عقل التباين الكبير بين الديمقراطية والإسلام فالديمقراطية نظام بشري نبت في أرض وثنية وكان ميلاده نتيجة تلاقح أفكار وثنية، فقد ولدت الديمقراطية في المجتمع اليوناني قبل خمسة قرون أو أكثر من ميلاد ح المسي ‰، وكانت محاولة لرفع الظلم والاستبداد عن كاهل البشرية التي ظلت تعاني وطأة الظلم وبطش المستبدين، فقد جاء في «الموسوعة العالمية العربية » ما نصه: «بدأت الديمقراطية ونمت في اليونان القديمة، منذ القرن السادس قبل الميلاد. وجاءت كلمة ديمقراطية من الكلمة الإغريقية ديموس بمعنى الشعب أو السلطة. فقد شغف المفكرون السياسيون اليونانيون بفكرة حكم القانون، وعدوا الاستبداد أسوأ أنواع الحكم. فنشأت في أثينا، وبعض الدول المدن اليونانية، حكومات ديمقراطية .» (button) (button) (button) وجاء في بعض المراجع الأخرى ا م : يلي مصطلح ديمقراطية مشتق من المصطلح اليوناني δημοκρατία( ( ة : باللاتيني ) dēmokratía ( ويعنى «حكم الشعب » لنفسه، وهو مصطلح قد تمت صياغته من شقين δῆμος )ديموس( «الشعب » و ς κράτο )كراتوس( «السلطة » أو «الحكم » في القرن الخامس قبل الميلاد للدلالة على النظم السياسية الموجودة آنذاك في ولايات المدن اليونانية، وخاصة أثينا؛ والمصطلح مناقض ل ἀριστοκρατία )أرستقراطية( وتعنى «حكم نخبة ». بينما يتناقض هذان لكن ، نًظريا التعريفان الاختلاف بينهما قد السياسي فالنظام ، تًاريخيا طمس في أثينا القديمة، على سبيل المثال، منح حق ممارسة الديمقراطية لفئة النخبة من الرجال بعد وُاست الأحرار العبيد والنساء من المشاركة في ، وًفعليا السياسية. جميع الحكومات الديمقراطية على مر التاريخ القديم والحديث، تشكلت الممارسة الديمقراطية من فئة النخبة حتى منح حق العتق الكامل من العبودية لجميع المواطنين البالغين في معظم الديمقراطيات (button) (button) (button) الحديثة من خلال حركات الاقتراع في القرنين التاسع عشر والعشرين .» وعرفت الديمقراطية بأنها: «شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في ٍ ة دول ديمقراطية، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطية نظام هي الأوسع ى اَلمعن بهذا ّ اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير ٍ ى إل ة ثقاف سياسية وأخلاقية معينة تتجلى فيها مفاهيم ّّ تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية .» وهي بلا ريب تعني تفويض الشعب لممثليه في المجالس النيابية بأن يصوغوا نظامه وفق ما يرونه (button) (button) (button) من المصلحة من غير التفات إلى القيم الدينية، ولا مراقبة لله تعالى فيما يأتون به، ولذلك ندت المجتمعات التي تسير على النهج الديمقراطي عن القيم الدينية والأخلاقية وأخذت تنأى يوما بعد يوم عن جميع الفضائل، فلم تكتف بإباحة الزنا وشرب الخمور والربا وأنواع الفحشاء والمنكر وأن تزين للناس كل ما يغري بالفساد تحت شعار الحرية، بل تجاوزت ذلك كله إلى إقامة العلاقات الجنسية المثلية والاعتراف بالزواج المثلي، وهي في كل يوم تزداد إيغالا في الفساد والشذوذ وبعدا عما يضبط حياة الإنسان بضوابط الإيمان والتقوى والصلاح، وبلغ الأمر إلى أن يكون المنتقدون لهذه الحياة عرضة للإيذاء والتشهير والقتل أحيانا، فأين هذه الديمقراطية من الإسلام دين الله تعالى الحق، الذي يزكي سريرة الإنسان وعلانيته ويطهر قوله وعمله من كل فحشاء وفساد؟! وكيف يمكن أن يلز بالإسلا م الذي هو وضع إلهي يرقى بالجنس البشري عقلا وقلبا، فكرا (button) (button) (button) وعملا، قيما وأخلاقا حتى يكون مع الملأ الأعلى بنظام بشري يتدرج حينا بعد آخر حتى يتردى إلى حضيض الدركات السفلى من الفساد والشذوذ؟!. وقد أدرك المفكرون الإسلاميون البعد الساحق بين هذين النظامين، فلم يروا وفاقا بينهما ولا إمكانا لأن يتلاقيا في وسيلة ولا غاية، ومن ذلك ما قاله الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في آثاره ) ٣/ ٥٠٨ (: «والديمقراطية رأي يوناني نظري جميل، منسوب إلى اسم صاحبه، وهو قائم على أن الشعب هو مصدر السلطة، ومن ثم فهو صاحب الحق في الحكم ّ والتشريع، وعلى أن الأفراد متساوون في هذا الحق، ويناقضه رأي آخر يوناني الرأيان اصطرع ا. أًيض النشأة في ميدان الجدل، ثم اصطرعا في ميدان العمل حتى أصبحا مذهبين في سياسة الحكم، وبابين في فلسفة الاجتماع، وكانت هذه الآراء الجميلة في الحياة مثل رأي ديموقراط تدور بين فلاسفة اليونان وقياصرة الرومان، أولئك يدرسونها جدلا، (button) (button) (button) وهؤلاء يدرسونها الله انتصف أن إلى ،ً عملا للحق بالإسلام، فجاء بالشورى والمساواة حكما من الله وأين حكم ً العقول من حكم خالق العقول؟ .» ومثله قول الأستاذ الشهيد سيد قطب «في ظلال القرآن ٢( » / ١٠٨٣ ( بعد تنبيهه على بعض الأخطاء المرتكبة: «وأذل من هذه المحاولة محاولة من يضعون على الإسلام أقنعة أخرى، ويصفونه بصفات من التي تروج عند الناس في فترة من الفترات.. كالاشتراكية.. والديمقراطية.. وما إليها.. ظانين أنهم إنما يخدمون الإسلام بهذه التقدمة الذليلة!.. إن «الاشتراكية » مذهب اجتماعي اقتصادي من صنع البشر قابل للصواب والخطأ. وإن «الديمقراطية » نظام للحياة أو للحكم من صنع البشر كذلك، يحمل صنع البشر من القابلية للصواب .. أًيضا والخطأ والإسلام منهج حياة يشمل التصور الاعتقادي، والنظام الاجتماعي الاقتصادي، والنظام (button) (button) (button) التنفيذي والتشكيلي.. وهو من صنع الله المبرأ من النقص والعيب.. فأين يقف من الإسلام من يريد أن يستشفع لمنهج الله سبحانه عند البشر بوصفه بصفة من أعمال البشر؟ بل أين يقف من الإسلام من يريد أن يستشفع لله سبحانه عند العبيد بقول من أقوال هؤلاء العبيد؟!.. لقد كان كل شرك المشركين في الجاهلية العربية أنهم يستشفعون عند الله ببعض خلقه.. يتخذونهم : أولياء ﴿ ژڑڑکککک ﮒ گگگڳ...﴾ فهذا هو الشرك! فما الوصف الذي يطلق إذن على الذين لا يستشفعون لأنفسهم عند الله بأولياء من عبيده، ولكنهم ويا للنكر والبشاعة! يستشفعون لله سبحانه عند العبيد بمذهب أو منهج من مذاهب العبيد ومناهجهم؟! إن الإسلام هو الإسلام. والاشتراكية هي الاشتراكية. والديمقراطية (button) (button) (button) هي الديمقراطية.. ذلك منهج الله ولا عنوان له ولا صفة إلا العنوان الذي جعله الله له، والصفة التي وصفه بها.. وهذه وتلك من مناهج البشر، ومن تجارب البشر.. وإذا اختاروها فليختاروها على هذا الأساس.. ولا ينبغي لصاحب الدعوة إلى دين الله، أن يستجيب لإغراء الزي الرائج من أزياء الهوى البشري المتقلب. وهو يحسب أنه يحسن إلى دين الله! على أننا نسأل هؤلاء الذين هان عليهم دينهم، ولم يقدروا الله حق قدره.. إذا كنتم تقدمون الإسلام اليوم للناس باسم الاشتراكية، وباسم الديمقراطية، لأن هذين زيان من أزياء الاتجاهات المعاصرة.. فلقد كانت الرأسمالية في فترة من الفترات هي الزي المحبوب عند الناس وهم يخرجون بها من النظام الإقطاعي! كما كان في الحكم المطلق في فترة من الفترات هو الزي المطلوب في فترة التجميع القومي للولايات المتناثرة كما في ألمانيا وإيطاليا أيام بسمرك وما من وغدا !ً مثلا تزيني يدري ماذا يكون الزي الشائع من الأنظمة الاجتماعية (button) (button) (button) الأرضية وأنظمة الحكم التي يضعها العبيد للعبيد، فكيف يا ترى غًدا ستقولون عن الإسلام؟ لتقدموه للناس في الثوب الذي يحبه الناس؟! .» وقال أيضا ) ٤/ « :)٢٠٧٥ إن حياة الناس في الأرض لا تصلح إلا بمثل هذه القيادة المبصرة التي تسير على هدى الله وحده والتي تصوغ الحياة كلها وفق منهجه وهديه.. إنها لا تصلح بالقيادات الضالة العمياء، التي لا تعلم أن ما أنزل على محمد ژ هو الحق وحده والتي تتبع من ثم مناهج أخرى غير منهج الله الذي ارتضاه للصالحين من عباده.. إنها لا تصلح بالإقطاع والرأسمالية، كما أنها لا تصلح بالشيوعية والاشتراكية العلمية!.. إنها كلها من مناهج العمي الذين لا يعلمون أن ُ ْ ما أنزل على محمد ژ هو وحده الحق، الذي لا يجوز العدول عنه، ولا التعديل فيه.. إنها لا تصلح بالثيوقراطية كما أنها لا تصلح بالديكتاتورية أو (button) (button) (button) الديمقراطية! فكلها سواء في كونها من مناهج العمي، ُ الذين يقيمون من هي تضع الله، دون من أًربابا أنفسهم مناهج الحكم ومناهج الحياة، وتشرع للناس ما لم يأذن به الله وتعبدهم لما تشرع، فتجعل دينونتهم لغير الله .» وجاء في مجلة البيان الصادرة عن المنتدى الإسلامي في عددها الثامن صفر ١٤٠٨ ه/ أكتوبر ١ ٩٨٧ ما نصه: «ومن الجدير بالذكر أن الديمقراطية شيء، والحرية في ظل النظام الإسلامي شيء آخر، ولا لقاء بين النظامين .» وبهذا تتبينين أيتها السائلة العزيزة التباين بين الإسلام والديمقراطية، فالإسلا م لا يرضى بالمساومة على عقيدته ولا على شريعته ولا على قيمه ولا على أخلاقه وهو جميعا من عند الله تعالى، ولا يتلون بحسب أهواء الناس ورغباتهم، وإنما يفرض على أتباعه طاعة الله تعالى المطلقة في كل ما أمر به أو نهى عنه، ويدعو الناس جميعا إلى ترك أهوائهم والانقياد (button) (button) (button) لحكم الله وحده، بينما الديمقراطية تتلون حسب ما تمليه عليها أهواء الناس، فقد تبيح في زمان أو ن مكا ما تحرمه في زمان أو مكان آخرين، بحسب اتجاه الأغلبية من ممثلي الشعوب في المجالس النيابية، وقد تزج بالناس في حروب طاحنة تهلك الحرث والنسل وتبيد الأخضر واليابس، تزهق فيها الأرواح بغير حق وتنتهك فيها كرامة الشعوب لأجل العلو في الأرض وفرض السلطة عليها، ولا أدل على ذلك مما تفرزه اليوم الديمقراطيات الغربية من فتن مستعرة وحروب طاحنة تباد فيها شعوب وتداس كرامتها، وما مأساة الشعب الفلسطيني والشعب العراقي والشعب الأفغاني وغيرها من ذلك ببعيد، بينما الإسلام إن أذن بشن ٍ حرب فإنما يأذن بذلك لأجل رد عدوان أو فك عان أو تحرير مسترق، على أن تكون محكومة بالأخلاق المثلى، كما هو واضح في قوله تعالى: ﴿ئو ﯰ ئۇئۆئۆئۈئۈئېئېئېﯹﯺ ﯻ ی﴾ : ]البقرة ١٩٠ (button) (button) (button) [، وعن صفوان بن عسال، قال: بعثنا ل رسو الله ژ في سرية فقال: «سيروا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا »، وعن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان ل رسو هل ا ژ، إذا أمر رجلا على سرية، أوصاه في خاصة نفسه، بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا، فقال: «اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ،» وعن يحيى بن سعيد: أن أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام وبعث يزيد بن أبي سفيان أميرا فقال له وهو يمشى ه أمام : إما تركب وإما أن أنزل، قال أبو بكر: ما أنا براكب وما أنت بنازل، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما زعموا، وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر وتركوا منها أمثال العصائب فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشر: «لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا ا هرم (button) (button) (button) ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا نخلا ولا تحرقها ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لمأكلة ولا تجبن ولا تغلل .» وكم يجد الإنسان من فوارق بين الإسلام وغيره من الأنظمة ومن بينها الديمقراطية حسبنا من ذلك أن الإسلا م لا يفرط في العدل في أي موقف من المواقف حتى مع ألد خصومه، فقد قال تعالى: ﴿ ٻٻٻٻپپپپڀ ﭛ ڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿ ﭦ ٹٹٹڤڤڤڤڦڦڦڦڄڄ ﭴ ڄڃڃڃڃ ﴾ : ]النساء ١٣٥ [، وقال سبحانه: ﴿ہہھھھھےےۓ ﮱ ڭڭڭڭۇۇۆۆۈ ﯜ ٷۋۋۅۅۉۉېېې﴾ : ]المائدة ٨[، ولم يكن هذا تنظيرا فحسب، بل طبق ذلك حتى مع ألد الخصوم، فقد أنزل الله تعالى ثماني آيات تتلى في الصلاة وغيرها لأجل تبرئة يهودي من تهمة ألصقت ه ب (button) (button) (button) وهو منها براء، وقد تضمنت عتابا لطيفا للنبي ژ مما كاد يقع فيه من تأثير تآمر المتآمرين عليه، فقد قال تعالى: ﴿ېېﯨﯩئائائەئە ﯮ ئوئۇئۇئۆئۆئۈئۈ ❁ ٱٻٻٻ ﭕ پپپ ❁ ڀڀڀڀٺٺٺ ﭡ ٿٿٿٿٹٹٹ ❁ ڤڤڤ ﭭ ڦڦڦڦڄڄڄڄڃڃڃڃچ ﭻ چچڇڇ❁ڇڍڍڌ ﮅ ڎڎڈڈژژڑڑک ﮏ ککگ❁گگڳڳڳڳ ﮚ ڱڱڱںںڻ ❁ ڻڻۀ ﮥ ہہہہھھھھ ❁ ےۓ ﮱ ڭڭڭڭۇۇۆۆۈۈٷ ❁ۋ ﯠ ۅۉۉېېېېﯨ ﯩ ئائائەئە ئوئوئۇئۇئۆئۆ ﯴ ئۈئېئېئېﯹﯺﯻیی ﯾ یئجئحئم﴾ : ]النساء ١ ٠٥ ١١٣ (button) (button) (button) ]. وقد روي عن ر عم ƒأنه مر بشيخ من أهل الذمة، يسأل على أبواب الناس، فقال: «ما أنصفناك إن كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك، ثم ضيعناك في كبرك. قال: ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه .» )الأموال لابن زنجويه، ١/ ١٦٩ رقم: ١٧٩ (. وكم يقابل ذلك من ظلم صارخ تفرزه الأنظمة الديمقراطية وتمييز فاضح بين الشعوب التي تحكمها، ناهيك ما يعانيه الهنود الحمر في الولايات المتحدة الإمريكية من حرمان أدنى الحقوق الإنسانية واعتبارهم كالحيوانات في حديقة يتفرج عليها المتفرجون، ومثل ذلك معاناة سكان استراليا الأصليين فضلا عما يقع في أرض فلسطين العزيزة من إخراج الناس بالقهر من مساكنهم وهدمها على رؤسهم، وسلبهم ممتلكاتهم من الأراضي لأجل إقامة مستوطنات يهودية عليها، وكم تقع انتهاكات لحرمات الإنسانية وإبادة لحياة الأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء اللاتي لا يملكن من الأمر شيئا، فضلا عن (button) (button) (button) الشبان اليافعين من هذه الأنظمة، كما وقع في الحرب العالمية الثانية عندما ألقيت القنبلتان النوويتان في )هيروشيما وناجازاكي(. هذا؛ وعندما أتحدث عن الإسلام مقارنة بالديمقراطية فإنما أتحدث عن الإسلام الذي أنزله الله تعالى في القرآن، وجاء في سنة ي النب ! القولية والعملية وطبقه من بعده الخلفاء الراشدون، وحرص على تطبيقه من بعدهم أئمة الحق العادلون ولو كان في أزمنة وأمكنة محدودة، ولست أتحدث عن إسلام حكام بني أمية وبني العباس ومن سار على نهجهم ما خلا عمر بن عبد ز العزي ƒ، فإنه وإن كان أمويا نسبا إلا أنه راشدي صورة ومعنى وتطبيقا وعملا فإن أعمال هؤلاء ما كانت تمثل الإسلام بحال، وإنما كانت امتدادا لأعمال القياصرة والأكاسرة في الظلم والاستبداد وانتهاك حرمات الإنسانية، وقد كانوا عارا على الإسلام، بل كانوا هم الذين كانوا وإلا مده، أمام وقفت دْاء كأ عقبة (button) (button) (button) َ لكان ح َ كان هذا ولأجل إليه، بأسره العالم لَ َّو المتوجسون من الإسلام من الغربيين يرفعون عقيرتهم بأنهم ممنونون لهؤلاء الذين صدوا عنهم َّ الإسلام، ناهيك ما ذكره العلامة السيد محمد رشيد رضا في تفسيره المنار، إذ قال ) ١١ / « :)٢١٤ قال أحد كبار علماء الألمان في الأستانة لبعض المسلمين وفيهم أحد شرفاء مكة: إنه ينبغي لنا أن نقيم تمثالا من الذهب لمعاوية بن أبي سفيان في ميدان كذا من عاصمتنا )برلين( قيل له: لماذا؟ قال: لأنه هو الذي حول نظام الحكم الإسلامي عن قاعدته الديمقراطية إلى عصبية الغلب، ولولا ذلك لعم الإسلام العالم كله، ولكنا نحن الألمان وسائر شعوب أوربة عربا ومسلمين .» وقد بينت ما أحدثه معاوية فمن بعده في الانحراف بالحكم من خلافة راشدة إلى ملك عضوض في كتابي «الاستبداد مظاهره ومواجهته » وبإمكان الطالبة الكريمة أن ترجع . إليه (button) (button) (button) وليست محاولة إلصاق الديمقراطية بالإسلام إلا نتيجة انبهار كثير من المسلمين بالشعارات البراقة التي يرفعها غير المسلمين، وهذا كما كان في فترات قريبة إعجاب كثير منهم بالاشتراكية حتى ادعوا أنها من صميم الإسلام، وزعموا أن ي النب ! كان إمام الاشتراكيين كما في قول : شوقي الاش ن تراكيو أنت َ إمامهم لولا دعاوى القوم والغلواء ُ كما زعموا أن خلفاءه الراشدين هم الذين طبقوها، لا سيما ر عم ?! الذي قال في وصفه شاعر النيل حافظ إبراهيم: ما الاشتراكية المنشود جانبها بين الورى غير مبنى من مبانيها فإن نك نحن أهليها ومنبتها فإنهم عرفوها قبل ا أهليه (button) (button) (button) ولعل هؤلاء يريدون تلميع الإسلام وتحبيبه إلى الناس من وصفهم له بذلك وهم لا يدرون أن الإسلام أغنى من أن يحتاج إلى أن تجتلب له زينة من غيره أو يكسى محاسن تعار له من نظم أخرى، فهو غني بمحاسنه وزينته لا يفتقر إلى ما يجمله، على أن جميع النظم التي يستوردون منها ما يجملون به الإسلام سرعان ما تتكشف خباياها وتتعرى حقيقتها عن قبائح تسوء الأنظار سوآتها ويزكم الأنوف نتنها، كما انكشف ذلك للناس جميعا عندما تبدت لهم الاشتراكية في صورتها الحقيقية، وعرفوا ما كابدته الإنسانية منها من ظلم وحرمان وذل وهوان، وسيأتي بلا شك اليوم الذي تتكشف للناس قاطبة سوآت الديمقراطية، ويدركون بأن الذين يفاخرون بها اليوم هم ليسوا على شيء. والله . المستعان (button) (button) (button) س 2:ه ل الديمقراطية هي الشورى، وما رأيك في مقارنةب عضالعلماء بين النظريتين في ا عصرن . الحالي؟ ج 2: الشورى أصل أصيل في نظام الحكم في الإسلام، وقد وصف الله بها أمر المسلمين قبل أن يقوم لهم حكم عندما كانوا أفرادا موزعين في المجتمع المكي تحيط بهم الكثرة الكاثرة من المشركين، ولعظم أهميتها قرنها بالصلاة التي هي أم العبادات، وذلك في قوله: ﴿ڳڱڱ ﮜ ڱںںڻڻڻڻ ﴾ : ]الشورى ٣٨ [، وأمر النبي ژ أن يشاور أصحابه في قوله: ﴿پ ﭚ ڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿٹٹٹ ﭩ ڤڤڤڤڦڦ ﴾ ل ]آ : عمران ١٥٩ [ ، وكان ذلك بعد غزوة أحد التي مني فيها المسلمون بنكسة أليمة، صرعت سبعين بطلا من أبطالهم بسبب بعض المخالفات غير المقصودة التي وقع فيها المسلمون، خرجوا فيها عما أمرهم به النبي ژ ورأوا غير (button) (button) (button) ما يرى، وقد كان الأمر بالشورى في هذا الموقف الأليم الذي ينفر فيه جرح المسلمين دما لأجل التأكيد عليها، حتى لا يفرطوا فيها، كما قال الأستاذ الشهيد سيد قطب «في ظلال القرآن ١( » / ٥ ٠٠ ٥٠٢ (: «نجد أصل النظام الذي تقوم عليه الحياة الجماعية الإسلامية وهو الشورى يؤمر به في الموضع الذي كان للشورى في ظاهر الأمر نتائج مريرة! ونجد مع مبدأ الشورى مبدأ الحزم والمضي بعد الشورى في مضاء وحسم. ونجد حقيقة التوكل على الله إلى جانب الشورى والمضاء حيث تتكامل الأسس التصويرية والحركية والتنظيمية. ونجد حقيقة قدر الله، ورد الأمر كله إليه وفاعليته التي لا فاعلية غيرها في تصريف الأحداث والنتائج. ونجد التحذير من الخيانة والغلول والطمع في الغنيمة. ونجد التفرقة الحاسمة بين من اتبع رضوان الله ومن باء بسخط من الله، تبرز منها حقيقة القيم والاعتبارات والكسب والخسارة.. وتختم الفقرة بالإشادة بالمنة الإلهية الممثلة في رسالة (button) (button) (button) النبي ژ إلى هذه الأمة، المنة التي تتضاءل إلى جانبها الغنائم، كما تتضاءل إلى جانبها الآلام سواء! هذا الحشد كله في تلك الآيات القلائل المعدودات! ﴿ ﭙ ڀڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿ ﭦ ٹٹٹڤڤڤڤڦڦڦڦ ﭲ ڄڄڄڃڃڃڃچ﴾ ل ]آ : عمران ١٥٩ [. إن السياق يتجه هنا إلى ل رسو الله ژ وفي نفسه شيء من القوم تحمسوا للخروج، ثم اضطربت صفوفهم، فرجع ثلث الجيش قبل المعركة وخالفوا بعد ذلك عن أمره، وضعفوا أمام إغراء الغنيمة، ووهنوا أمام إشاعة مقتله، وانقلبوا على أعقابهم مهزومين، وأفردوه في النفر القليل، وتركوه يثخن بالجراح وهو صامد يدعوهم في أخراهم، وهم لا يلوون على أحد.. يتوجه إليه ژ يطيب قلبه، وإلى المسلمين يشعرهم نعمة الله عليهم به. ويذكره ويذكرهم رحمة الله الممثلة في خلقه الكريم الرحيم، الذي تتجمع حوله القلوب.. ذلك ليستجيش كوامن (button) (button) (button) الرحمة في قلبه ژ فتغلب على ما أثاره تصرفهم فيه وليحسوا هم حقيقة النعمة الإلهية بهذا النبي الرحيم. ثم يدعوه أن يعفو عنهم، ويستغفر الله لهم.. وأن يشاورهم في الأمر كما كان يشاورهم غير متأثر بنتائج الموقف لإبطال هذا المبدأ الأساسي في الحياة الإسلامية .» وقال أيضا: «لقد جاء هذا النص عقب وقوع نتائج للشورى تبدو في ظاهرها خطيرة مريرة! فقد كان من المسلم! الصف وحدة في خلل وقوع ظًاهريا جرائها اختلفت الآراء. فرأت مجموعة أن يبقى المسلمون في المدينة محتمين بها، حتى إذا هاجمهم العدو قاتلوه على أفواه الأزقة. وتحمست مجموعة أخرى فرأت الخروج للقاء المشركين. وكان من جراء هذا الاختلاف ذلك الخلل في وحدة الصف. إذ عاد عبدالله بن أبي بن سلول بثلث الجيش، والعدو على الأبواب وهو حدث ضخم (button) (button) (button) وخلل مخيف كذلك بدا أن الخطة التي نفذت لم تكن في ظاهرها أسلم الخطط من الناحية العسكرية. إذ إنها كانت مخالفة «للسوابق » في الدفاع عن المدينة كما قال عبدالله ابن أبي وقد اتبع المسلمون عكسها في غزوة الأحزاب التالية، فبقوا للقاء يخرجوا ولم الخندق، وأقاموا المدينة، في فًعلا العدو. منتفعين بالدرس الذي تلقوه في أحد! ولم يكن ل رسو الله ژ يجهل النتائج الخطيرة التي تنتظر الصف المسلم من جراء الخروج. فقد كان لديه الإرهاص من رؤياه الصادقة، التي رآها، والتي يعرف مدى صدقها. وقد قًتيلا تأولها من أهل بيته، وقتلى من صحابته، وتأول المدينة أن حقه من وكان حصينة.. دًرعا يلغي ما استقر عليه الأمر نتيجة للشورى.. ولكنه أمضاها وهو يدرك ما وراءها من الآلام والخسائر والتضحيات. لأن إقرار المبدأ، وتعليم الجماعة، وتربية الأمة، أكبر من الخسائر . الوقتية (button) (button) (button) ولقد كان من حق القيادة النبوية أن تنبذ مبدأ الشورى كله بعد المعركة. أمام ما أحدثته من انقسام في الصفوف في أحرج الظروف وأمام النتائج المريرة التي انتهت إليها المعركة! ولكن الإسلام كان ينشئ أمة، ويربيها، ويعدها لقيادة البشرية. وكان الله يعلم أن خير وسيلة لتربية الأمم وإعدادها للقيادة الرشيدة، أن تربى بالشورى وأن تدرب على حمل التبعة، وأن تخطئ مهما يكن وذا جًسيما الخطأ نتائج مريرة لتعرف كيف تصحح خطأها، وكيف تحتمل تبعات رأيها وتصرفها. فهي لا تتعلم الصواب إلا إذا زاولت الخطأ.. .» وقال أيضا: «والخسائر لا تهم إذا كانت الحصيلة هي إنشاء الأمة المدربة المدركة المقدرة للتبعة. واختصار الأخطاء والعثرات والخسائر في حياة الأمة ليس فيها شيء من الكسب لها، إذا كانت نتيجته أن تظل هذه الأمة قاصرة كالطفل تحت الوصاية. إنها في هذه الحالة تتقي خسائر مادية وتحقق مكاسب (button) (button) (button) مادية. ولكنها تخسر نفسها، وتخسر وجودها، وتخسر تربيتها، وتخسر تدريبها على الحياة الواقعية. كالطفل الذي يمنع من مزاولة المشي توفير أو والخبطات، العثرات لتوفير لاً مث الحذاء! كان الإسلام ينشئ أمة ويربيها، ويعدها للقيادة الراشدة. فلم يكن بد أن يحقق لهذه الأمة رشدها، ويرفع عنها الوصاية في حركات حياتها العملية الواقعية، كي تدرب عليها في حياة الرسول ژ وبإشرافه. ولو كان وجود القيادة الراشدة يمنع الشورى، ويمنع تدريب الأمة عليها تدريبا ً عمليا ً أخطر في وًاقعيا الشؤون كمعركة أحد التي قد تقرر مصير الأمة ناشئة أمة وهي ، نًهائيا المسلمة تحيط بها العداوات والأخطار من كل جانب ويحل للقيادة أن تستقل بالأمر وله كل هذه ة الخطور لو كان وجود القيادة الراشدة في الأمة يكفي ويسد مسد مزاولة الشورى في أخطر الشؤون، لكان وجود محمد ژ ومعه الوحي من هل ا (button) (button) (button) 4 كًافيا لحرمان الجماعة المسلمة يومها من حق الشورى! وبخاصة على ضوء النتائج المريرة التي صاحبتها في ظل الملابسات الخطيرة لنشأة الأمة المسلمة. ولكن وجود محمد ل رسو الله ژ ومعه الوحي الإلهي ووقوع تلك الأحداث، ووجود تلك الملابسات، لم يلغ هذا الحق. لأن الله سبحانه يعلم أن لا بد من مزاولته في أخطر الشؤون، ومهما تكن النتائج، ومهما تكن الخسائر، ومهما يكن انقسام الصف، ومهما تكن التضحيات المريرة، ومهما تكن الأخطار المحيطة.. لأن هذه كلها جزئيات لا تقوم أمام إنشاء الأمة الراشدة، المدربة بالفعل على الحياة المدركة لتبعات الرأي والعمل، الواعية لنتائج الرأي والعمل.. ومن هنا جاء هذا الأمر الإلهي، في هذا ِ الوقت ف اْع «َف بالذات: ُ ، م ه ن عَ و َ ر ف غْ َت اس ، م ه لَ ُْ ْ ْ ُْ ْ و َ ي ف مْ هُ رْ شِاو ِ ».. رِ مْ لأَْ ا ليقرر المبدأ في مواجهة أخطر الأخطار التي صاحبت استعماله وليثبت هذا القرار في حياة الأمة (button) (button) (button) التطبيق أثناء في تقع التي الأخطار كانت أًيا المسلمة وليسقط الحجة الواهية التي تثار لإبطال هذا المبدأ في حياة الأمة المسلمة، كلما نشأ عن استعماله بعض العواقب التي تبدو سيئة، ولو كان هو انقسام الصف، كما وقع في «أحد » والعدو على الأبواب.. لأن وجود الأمة الراشدة مرهون بهذا المبدأ. ووجود الأمة الراشدة أكبر من كل خسارة أخرى في الطريق! على أن الصورة الحقيقية للنظام الإسلا ي م لا تكمل حتى نمضي مع بقية الآية فنرى أن الشورى لا أًبدا تنتهي إلى الأرجحة والتعويق، ولا تغني كذلك عن التوكل ِ على الله في نهاية ا إ «َف المطاف: ت مْ زَ عَ ذ َ ل كَّ وَ تَ فَ ْ لَ عَ ى ِ ِ ِ . نَّ إ الله ب ح يُ الله ُّ »..» . يَن ل كِّ و تَ م اْل اه َُ وقد تربى أصحاب النبي ژ في ه حضرت ! على المشورة، كما جاء بذلك القرآن، فنشأت الأمة في كنف الشورى وبنت عليها حياتها السياسية، ولذلك كان اختيار الخلفاء الراشدين مبنيا على هذا الأصل الأصيل في الإسلام حتى جاء معاوية وحرم الأمة (button) (button) (button) من هذا الخير، وورث الحكم لولده الطاغية يزيد على رغم المهاجرين والأنصار، الذين أصلتت السيوف في وجوههم لقطع ألسنتهم عن الاعتراض، وكان نتيجة ذلك حرمان الأمة من هذا الحق العظيم ووقوعها في براثن حكم جائر غاشم لا يرى للدين حرمة ولا للناس إلا ولا ذمة، وإنما كان امتدادا لبطش الفراعنة والأكاسرة والقياصرة كما سبقت الإشارة إلى ذلك وشرحته في كتاب «الاستبداد مظاهره ومواجهته .» وقد سبق أن الحكم في الإسلام إنما هو لله تعالى وحده، والناس مطالبون بتنفيذ هذا الحكم وإعطاء كل ذي حق حقه وإنزال كل أمر منزله، والانتصاف من كل ظالم كيفما كان لكل مظلوم أيا كان، ولما كانت هذه المسؤولية تستلزم اشتراك جهود الأمة من أجل القيام بها كانت الشورى ضرورة ملحة من أجل البحث عن الوسائل الناجحة في تحقيق العدالة في الأرض وتطبيق شرع الله بين عباده، وهي تختلف عن (button) (button) (button) الديمقراطية من حيث إن الديمقراطية تنزع الحكم من يد الله وتجعله في يد الشعب يحكم لنفسه وعلى نفسه كيف شاء، فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ولذلك لم يكن في ظل الديمقراطية أي حرج في افتتاح حانات الخمور ونوادي الرقص والقمار وبيوت الدعارة ومؤسسات الربا، بل ليس عندها مشكلة أن يمارس الشاذون جنسيا هوايتهم بكل حرية ويضمن لهم القانون حقهم المزعوم في ذلك!. بينما الإسلام لا يسوغ لأحد تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم أو تبديل ما أنزل أو تغيير ما شرع، ولو اجتمعت الأمة جميعا على ذلك، بل لو أجمع أهل السموات والأرض عليه لعد في موازين الإسلام بغيا وعدوانا وفسادا وانحرافا، على القادر أن يسعى في تغييره بكل ما يملك من وسيلة، فليس لمجالس الشورى في الإسلام أن تبيح الخمر أو الربا أو البغاء أو أي فساد أو أن تحرم ما أحل الله من الطيبات ﴿ٿٿ ﭥ ٹٹٹٹڤڤڤڤڦڦڦڦڄ ﭳ (button) (button) (button) ڄڄڃڃڃڃچچچچڇ ❁ ڇڇڍڍڌڌڎڎڈڈژژڑ ﮍ ککککگگگگڳڳڳڳڱڱڱ﴾ : ]الأعراف ٣٢ ، ٣٣ [، وإنما مهمة الشورى هي البحث عن الوسائل السليمة والطرق الناجحة والفرص السانحة لتنفيذ حكم الله في أرضه، ولا تستوي فكرتان تعتمد إحداهما حكم الله تعالى الذي بيده ملكوت كل شيء وله الآخرة والأولى، وتعتمد أخراهما حكم العباد الناقصة عقولهم القاصرة مداركهم، ﴿ککگ ﮓ گگڳڳڳڳ ﴾ : ]الرعد ١٦ [ . س 3:م ا هي الأرضية المشتركة أو الفرق بين مفهوم الديمقراطية . والشورى؟ ج 3: لا تلتقي الشورى المشروعة في الإسلام والديمقراطية إلا في نقطة واحدة، وهي أن الشعوب تشارك في صنع القرار، وأما الاختلاف بينهما فهو ظاهر فيما تقدم ذكره. والحمد . لله (button) (button) (button) س 4م: ا هو المفهوم المقصودخلفكلمة «الديمقراطية » الت ت ي هتفبها الشعوب في ميادين المدن . الإسلامية؟ ج 4: الناس في كل مجتمع يتباينون في الأفكار ويتفاوتون في الإدراك، فالذين تربوا على الإسلام ومفاهيمه الصحيحة وأسسه القويمة، لا يبغون بالإسلام بديلا وإن شايعوا الآخرين في رفع الشعارات الرائجة عند أكثر الناس، وأما السواد الأعظم من الناس فهم لا يفرقون بين الضب والنون ولا بين الذئب والحمل، ولا بين الدرة والبعرة، فلذلك يهرفون بما لا يعرفون، ويرددون ما لا يتصورون ﴿جحجمحجحمخج ﴾ : ]الأعراف ١٨٧ [ . س 5:م ا تفسيرك الشخصي لكلمة . «الديمقراطية ؟» ج 5 : ما كان لي أن أفسر شيئا بغير معناه وقد سبق في الجواب الأول بيان معنى الديمقراطية . وكفى (button) (button) (button) س 6:ه ل تعتقد أن العالم الإسلامي اخترع مفهوما جديد «ا لكلمة الديمقراطية » وهل هو بعيد عن المفاهيم . الغربية؟ ج 6: العالم الإسلامي يجمع بين الغث والسمين والنخبة والرعاع فتن وقد ، دُ بَ وَالز والزبدة أكثر الناس بالشعارات كما نكبوا بالظلم، فأرادوا الخلاص من الظلم بأي وسيلة كانت، وقد تصوروا أن الديمقراطية هي التي تخلصهم من سلطات الظالمين وبطشهم، كما تصوروا من قبل أن الاشتراكية أو الشيوعية هي المخلص الوحيد من الظلم الرأسمالي فتسابقوا إليها وتهاووا في سعيرها كما يتساقط الفراش على لهيب النار، وقد عشنا في زمن ما كنا ننبس فيه ببنت شفة ضد الاشتراكية أو الشيوعية إلا وتسلخنا ألسنة الناس سلخا وتهال علينا التهم بأننا عملاء للإمبريالية العالمية، وقد وضح الصبح لذي عينين وميز الخبيث من الطيب، وتبين للناس ما هو الجوهر النفيس وما هو الخزف الرخيص، والحمد . لله (button) (button) (button) س 7إ: ذا نعم ما هو التفسير المناسب لكلمة «الديمقراطية . » برأيك؟ ج 7: سبق أن قلت إنني لا أفسر شيئا إلا بمعناه، وقد أوضحت معنى الديمقراطية بما يكفي، وإذا كان لي أن أضيف شيئا إلى ما ذكرته، فإنني أرى أن القوى الامبريالية تنادي اليوم بالديمقراطية من أجل إيقاع الناس في فخها واقتيادهم أسارى فكرها ومبادئها إلى معسكراتها لتقضي على ما تبقى من مقوماتها السياسية والفكرية والأدبية والأخلاقية والثقافية حتى تسلبهم كل المعاني التي تحيا بها الأمم وتتميز بها الشعوب، والله . المستعان س 8:م ا سبب تمسك الشعوب الإسملاية بكلمة «الديمقراطية »م ع أن أغلبها ترفضمقارنة ا مبادئه ئ بمباد 􀎍 . غربية؟ ج 8: الشعوب الإسلامية حائرة لأنها فقدت ما تنزع إليه فطرتها وتتطلع إليه من حرية واستقرار، فلذلك أخذت تبحث عن المنقذ، وقد تصورته أنه ة الديمقراطي (button) (button) (button) متأثرة في ذلك بالضجيج الذي يصخ سمع العالم من الإعلام الهادر بالدعاية للديمقراطية، فلا غرو إن لهثت الشعوب الإسلامية مع سائر الشعوب المغلوب على أمرها وراء هذا الشعار البراق، وسيأتي اليوم الذي يسقط فيه هذا الشعار وتتكشف السوءات التي يواريها كما تساقطت الشعارات الأخرى من قبل، وهذه هي سنة الله في خلقه ﴿ ېﯨﯩئائائەئە ﯮ ئوئۇئۇئۆئۆئۈئۈئېئېئېﯹﯺﯻ ﯼ ی ﴾ : ]الرعد ١٧ [. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ن أجمعي (button) (button) (button) / مسقط ١٥ شوال ١٤٣٥ ه