‫لرؤية لإسلامبّة فكا ب‬ ‫(أبو مسله الرواحي حسان محمان)‬ ‫الزور‬ ‫نخر جمعية التراث ‪-‬القرارة‪ -‬عحرء سهم‪/‬ماي جه‬ ‫‏‪ ٠7‬نسج طالبي احمد ‪ -‬خخرداية‬ ‫المطبعة العربية‬ ‫‪75 .‬‬ ‫‪4 . 43 /‬‬ ‫الصاتج ‪58 . 63 . 25 .‬‬ ‫‪.... :‬‬ ‫ردمك‪4-42-809-1699 :‬‬ ‫الايداع القانوني ‪ :‬رقم ‪015/79‬‬ ‫المص‪.‬‬ ‫ع‬ ‫مخدهمة‬ ‫لم يُخلق الإنسان عبثا بل خئليق ليؤدي رسالةش ويحمل أمانة‪ .‬و لم تسخر له‬ ‫النعم ظاهرة وباطنة\ ولم يؤت ما سأل‪ ...‬إلا ليقوم بواجبه؛ ما يثبت حقيقة‬ ‫استعمار ا لله له الأرض؛ ويما يحقق خلافته ا لل فيها‪.‬‬ ‫إ قيمة الإنسان تتوقف على ما يفقهه من هذا الواجب" وما يتعييه من‬ ‫هيه الرسالة وما يقلمه من جلال الأعمال{ وما يسجله من عظائم الأفعال‪.‬‬ ‫الأديب الملتزم بهذا الخط التشبع بهذه الروح‪ .‬والدارس التقيد بهذا لمفهوم‬ ‫الصادر عنه في أبحاثه‪ .‬هذان القطبان اللذان ينشآن بهذه المواصفات يسهمان في حمل‬ ‫الأمانة وأداء الرسالة بكل جدارة‪ .‬وهما اللذان ينجحان في رسم معالم الطريق‬ ‫المستقيم والنهج السليم الذي يعين عَلّى نشر القيم الحسنة وإذاعة الأخلاق‬ ‫الفاضلة‪.‬‬ ‫وقد أثبتت الممارسة العملية سلامة هَذَا التوجه‪ .‬ولنا مثال للأديب الناجح في‬ ‫أدبه‪« :‬أبو مسلم الرواحي» ومثال للباحث الموفق فى دراسته‪« :‬د‪.‬مححمد ناصر»‬ ‫فالأدب الإسلامي يتمشئل في نظم الأول" والرؤية الإسلامية تتجسد في دراسة‬ ‫الثاني وتحليله‪ .‬ولإبراز هَنيو الحقيقة قمنا بعرض كتاب الدكتور‪ :‬محمد بن صالح‬ ‫ناصر‪« :‬أبو مسلم الرواحي حسان عمان» من دون التعمق في التحليل والنقد؛‬ ‫لأن غرضنا كان تقديم صورة أو نموذج للتناول الإسلامي للآثار الأدمة الي‬ ‫تتحلى بهذه الرو ح ولتلك ال تحمل رسالة؛ لتكون مثالا يحتذي في هدا المجال‬ ‫_‬ ‫ح‬ ‫_‬ ‫عسانا نسهم في دفع قافلة الدراسات الإسلامّة إلى الأمام؛ وفي إرساء قواعد لكنابة‬ ‫الأدب الإسلامى أو إنتاجه‪.‬‬ ‫يين يدي هَذَا العرض قَتًمنا تعريفا بالباحث الدكتور‪ :‬محمد ناصر؛ حمى‬ ‫يتعرف عليه القراء وَعَلّى بعض جهوده‪ .‬فى خدمة الثقافة الإسلامية الأصيلة‪ .‬وأعقبنا‬ ‫العرض ببعض الملاحق الق نراها مكملة له‪ :‬الملحق الأول هو رسالة بعث بها أبو‬ ‫مسلم الرواحي إلى إمام المسلمين بعمان‪ :‬سالم بن راشد الخروصي وهي تحمل‬ ‫دلالات فكرية واجتماعية وسياسية عميقة‪.‬‬ ‫اللحق الثاني‪ :‬عبارة عن نماذج من شعر أبي مسلم الرواحي ‪.‬‬ ‫الملحق النالث ‪ :‬عبارة عن خواطر لنا سجتَّلناها سنة‪ :‬ا‪/97‬م عن الشعر الماني‬ ‫الذي هو في حاجة إلى دراسة‪ .‬علاقتها بهذا العرض علاقة تكامل؛ إذ غنيت _‬ ‫كما جاءت دراسة الدكتور حمد ناصر _ بالكشف عن قيمة الأدب العماني‬ ‫والدعوة إلى دراسته‪ 6‬والتقت معها ف الرؤية والموقف من هَذَا الأذب‪ .‬كماأنَنا في‬ ‫الخواطر عرضنا بجموعة من الأسئلة وجَهناها إلى الباحثين للاهتمام بدراسة الأدب‬ ‫العماني‪...‬‬ ‫الللحق الرابع‪ :‬قمنا فيه قائمة مؤلفات الدكتور محمد ناصر وابحانه ودراساته‪.‬‬ ‫القائمة‪.‬‬ ‫وفقنا ا لله إلى ما يحبه ويرضاه‪.‬‬ ‫باتنة‪ :‬يوم الثلاثاء ‏‪ ٢‬جمادى الأولى ‪74‬اه‪ 42/‬سبتمبر ‪6391‬م‬ ‫لارت ر‪ :‬تمر قامرناصرتبها‬ ‫مسرلللةللميةرزوزيها ‪.‬‬ ‫عهامع باقة‪.‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪1‬‬ ‫نبذة هن حياة البا جيث‬ ‫الدكتور حمد بن صالح ناصر شاعر وناقد وباحث ومحقسّق‪ ،‬ورجل‬ ‫اجتماعي‪ 5‬يعنى بقضايا بجتمعه‪ ،‬يكلؤها بعنايته‪ ،‬ويرعاها بتوجيهاته ونصائحهء‬ ‫يعالجها بقلمه} ويشارك في حلها برأيه‪ .‬لم تمنعه رتبته العلمية العالية من النزول إلى‬ ‫الجتمعض يتحسس مشاكله‪ ،‬يجلس إلى الأرملة يسمع شكواها‪ ،‬ويقترب من اليتيم‬ ‫يفرج عنه همومه‪ ،‬يدنو من صاحب الحاجة يقضي له مآربه‪ ،‬يؤم المراكز والمجالس‬ ‫العامة لتوجيه الشباب وتوعية العامّة} وإرشاد من يسترشيده في دينه أو فى دراسته‬ ‫ويلج كل ميدان يرى نفسه قادرة عَلى الدخول فيه» وتقديم يد المساعدة لمن يطلبها‪.‬‬ ‫يمتاز بالتواضع والأخلاق الإسلامية العالية‪ ،‬ويتميّر بالنشاط والجدية ن العملض‬ ‫كما يهتم بنشر التراث وتحقيقه‪ .‬وله الفضل في تأسيس جمعية التراث الي مقرها‬ ‫مدينة القرارة} وَهوَ يعتد العصب الحرّك لكل أنشطتهاء وهو رئيس بجلسها‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫الدكتور حمد بن صالح ناصر‪ .‬ولد في مدينة القرارة (ولاية غردايةش الجزائر‬ ‫سنة‪/539 :‬م‪ 3‬تلقى تعلمه الابتدائي في مدرسة الحياة الابتدائية بالقرارة‪ ،‬بصد‬ ‫استظهاره القرآن الكريم التحق ‪.‬معهد الحياة الثانوي (القرارة) تخرج فيه سنة‪:‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫أمضى في مدرسة الحياة معلما ثلاث سنوات‪ .‬التحق بجامعة القاهرة قسم‬ ‫اللغة العربية سنة‪ .2691 :‬تخرج فيه سنة‪ 6691 :‬بشهادة الليسانس في الآداب‪ .‬رجع‬ ‫إلى القرارة ليلنحق بأسرة التعليم في معهد الحياة الثانوي في أكتوبر ‪ 6697‬بقي فيه إلى‬ ‫جوان ‪/777‬؛ بعد المعهد انضم إلى قسم اللغة العربية وثقافتهاء كلية الآداب جامعة‬ ‫الجزائر يشتغل فيه مدرّسسًاء غادر معهد اللغة والأدب العريي سنة‪/99 :‬م‪.‬‬ ‫في جوان ‪279‬ام تحصل عَلَّى شهادة دكتوراه الحلقة الثالثة من قسم اللغة‬ ‫_‬ ‫_ ‪1‬‬ ‫العريئّة وثقافتها جامعة الجحزائر‪ .‬وفي يوم‪ 72 :‬أكتوبر ‪/759‬م تحصل عَلَى درجة‬ ‫دكتوراه دولة من معهد اللغة والأدب العربي‪ ،‬جامعة الخزائر؛ بملاحظة مشرّف‬ ‫جاك مع تهنتة لجنة المناقشة وتوصيتها بطبع رسالته عَلى نفقة الجامعة} ومبادلتها مع‬ ‫الجامعات العريية‪.‬‬ ‫ي شهر نوفمبر ‪99‬ام انتقل إلى مسقط (سلطنة عُمان) للتدريس في معهد‬ ‫القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد‪ ،‬وما يزال‪.‬‬ ‫الدكتور حمد ناصر غزير الإنتاج} وجاد في بحال البحث والدراسات‘ نشير‬ ‫في علة جرائد وبجلات وطنية جزائرية بخاصة‪ :‬كالثقافة} والأصالة‪ ،‬والرسالة‬ ‫المرافقات‪ ،‬التربية} الرؤيا» الشعبؤ النصر الجمهوريئة‪ ،‬المساء المجاهد الأسبوعي©‬ ‫أضواء وغيرها‪ ...‬كما نشر في الجرائد والجلآأت غير الحزائرية‪ :‬كالحياة الثقافية‬ ‫التونسية والنهضةش وعمان والسراجس والشبيبة (العُمانية) والحياة اللندنية} والعالم‬ ‫وغيرها‪...‬‬ ‫شارك في علة ملتقيات‪ ،‬وحاضر في مختلف الأسابيع الثقافية الي أقيمت في‬ ‫مختلف المدن الجحزائريَّة} وأقام علة أمسيات شعريئة} وأذاع عنة أحاديث في الإذاعة‬ ‫والتلفزة‪ ،‬بخاصة فني سلطنة عمان‪.‬‬ ‫اهتماماته في الكتابة متعلّدة‪ .‬وقد اكجه في المدة الأخيرة إلى ميادين الدراسات‬ ‫الإسلامية‪ .‬والأدب الإسلامي‪ ،‬وتحقيق النزاث‪ ،‬وأدب الأطفال‪...‬‬ ‫من خلال هَنيو البطاقة التعريفية ال قتَمناها عن حياة الدكتور محمد ناصر‬ ‫ينكشف لنا للشوار الطويل الذي قطعه في درب التحصيل والتعم وتظهر جهوده‬ ‫الكبيرة في خدمة العلم والمعرفة‪ ،‬والإسهام في النهوض بالمجتمع‪.‬‬ ‫هكذا يجب أن يكون العالم‪٨‬‏ يجب أن لا يركنه علمه في زاوية بينما بجتمعه‬ ‫في حاجة ماسة إليه‪ ،‬وأن لا يتعالى عليه وهو منه؛ فيقبع في برجه العاجي‪ ،‬لا يعير‬ ‫اهتماما لحاجاته وقضَايتاة‪ .‬والأمر ينطبق على الأديب أيضا‪ .‬وفي هذا يقول د‪ .‬عحمّد‬ ‫ص‪_ 6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ناصر‪« :‬زةً الأدب في المنظور الإسلامي لا يكتمل إلاً من خلال رسالة يجملها‪.‬‬ ‫ومسؤولية ينهض باأعبائها؛ لأن ا لله إِتَمَا خلق الإنسان ليؤدي رسالة خُليق من‬ ‫أجلها‪ ...‬ولا تتيمُ رسالة الأديب للسلم إل إذا كان واعيا برسالته الحضارية همز‬ ‫حاملاً يين جنبيه قلبا يفيض بالحبة والاشفاق لكل إخوانيه للسلمين في مشارق‬ ‫الأرض ومغاربها‪ ،‬يشجى لآلامهم وينلَذ اعدائهم ويكشف عوار الخونة‬ ‫والمنافقين‪...‬‬ ‫‪.‬ك َذَا الشعور الفيَّاضس بل أقول إ هذا لوي س من الأديب المسلم هو‬ ‫وحده الكنز عمد جسور المحبة والتفاعل بينه وبين المتلقين‪»...‬‬ ‫َذهِ بعض للعالم في مسيرة أستاذنا الكبير الثقافيّة} والاجتماعيَة‪ ،‬الذي ننحي‬ ‫له إجلالاً لأخلاقه وعلمه وإخلاصه في خدمة التزاث‪ ،‬والأخذ بأيدي الشباب إلى‬ ‫حيث الصلاح والفلاح‪.‬‬ ‫إكَ أستاذنا كان عند حسن ظرة آبائيه ورمشايخه‪ ،‬وكل من تفرّس فيه خيرًاء‬ ‫وأسدى إليه نصسا؛ حين كان يدرج في مدار ج الملم؛ كما فعل الشيخ حجو بن‬ ‫عمر لقمان (ت‪ )!569:‬الذي أرسل إليه رسالة تهنتة‪.‬عناسبة استظهاره القرآن‬ ‫الكريم سنة‪ .4591 :‬قال له فيها‪ ...« :‬أترى محمد إلى أي حد تحُفثك النعمة‪,‬‬ ‫فحافيظ عليها بالشكر وبالجرص وبالقيام بالواجب‪ .‬فإن عجلة الدنيا تدور‬ ‫بسرعة‪ .‬فعما قريب تصبيح في صفوف الرجال الأمامية} فإن تزودت بالسلاح‬ ‫الكاتي من العلم والأخلاق ‪ .‬كنت جديرا بالسّيادة‪ 5‬وإن أضعت العمر فيى‬ ‫اللعب؛ خسيرت مرتين‪ :‬خسيرت العمر وخسيرت قيمتتك في هَذَا المجتمع‪.‬‬ ‫نمل‬ ‫اقرأ جوابي ميرَارًا‪: 5‬دم احفظه كسورة) دد مم افهمه‪ ،‬دثم اعمل بك‬ ‫محمَّك‬ ‫د‪ .‬محمد ناصر‪ :‬خصائص الأدب الإسلامي‪ .‬طا‪ 6‬مكتبة الضامري للنشر والتوزيعء‬ ‫‪-7‬‬ ‫السيب" سلطنة عُمان‪ 3 ،‬م ص‪.22-32-42:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ودائرة‬ ‫بل أريد منك أُقا مكسبعا‬ ‫جوابي‪6‬‬ ‫عند حدود‬ ‫منك آن تقف‬ ‫اح‬ ‫منه‬ ‫أوسَع؛ حتى ٹسدي إلينا النصائح والدروس والإرشاد ‏‪ ٦‬فيُثمر غرسئنا ئ ‪.7‬‬ ‫ثمرة لذيذة‪...‬‬ ‫هكذا أمر غرس أساتذة الدكتور‪ ،‬فجنينا منه نحن ثمارا لذيذة والحمد لله‪ .‬هلا‬ ‫اقتدينا به‪ :‬طلبة وأساتذة وحاملي لواء العلم وموجهي المجتمع ورافعي راية‬ ‫الأصالة والمعاصرة ‪ .‬نرجو ذلك‪.‬‬ ‫وا لله ول التوفيق والهداية‪.‬‬ ‫الرسالة تقع في حمس صفَحات\ مؤرخة هكذا‪ :‬الحزائر يوم‪ !9 :‬فيفري ‪!459‬م‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪7‬‬ ‫هع ختامبه‬ ‫«أبو مسلم الرواحي حسان مُمَان»‬ ‫ممرض وتعليق‬ ‫ما أحوجنا اليوم إلى دراسات أدبية نقدية هادفة} تنبع مأنصالة ما يبفي أن‬ ‫يسود بحتمعًا ما أو أمة ما» تحكمها مبادئ متميرة‪ } .‬وفلسفة خاصَة‪ ،‬وتسيَرها أو‬ ‫توجهها قوانين وقواعد أساسية ثابتة\ لا تتغيتّر بتغير الزمن© إل بقدر مايمنحها‬ ‫من دون ن يصيبها في عمقها‬ ‫الحيوية‪ .‬ويضمن لها الحياة‪ ،‬وفئق سنن ‪7‬‬ ‫وجوهرها‪.‬‬ ‫دراسات تراعي خصوصيات الأمة وثوابتها‪ .‬تنظر إلى المتغيرات بعين فاحصة‬ ‫وبصيرة يقيظَةٍ‪ 5‬تتعامل معهابما يعين عَلى الاستفادة منها في جانبيها الإيجابي‪.‬‬ ‫غير مستسلمة لها إلى درجة الذوبان فيها‪.‬‬ ‫دراسات تتحصن بالثقافة الأصيلة‪ :‬تتعمق البادئ وتنشبّع بالأصول‪ ،‬وتتعلق‬ ‫بالأهداف‪ ...‬ثم تتفتح على الثقافات الأخرى؛ لتستفيد منها ونفيد‪.‬‬ ‫‪ .‬دراسات تنمينر خصوصيتها وشخصيتها؛ تتمكن من التحكم في توجيه‬ ‫الدراسات توجيها يتلاءم مع مبدا الالتزام والمحافظة على الأصالة‪ ،‬وذلك باختيار‬ ‫لراي الأصيل؛ المبيّ عَلى الوضوح والإقناع‪ .‬وانتقاء المناهج المنسجمة مع الهدف من‬ ‫الدراسة والغاية من البحث؛ حتى لا تتفرق بها السبل فششرّق وتغرّب‪ ،‬وتتلوّن‬ ‫بألوان الأوضاع الآنية‪ ،‬وتقع تحت تأثير السياسات المُهيمينة المستبدة‪ 5‬وتنبهير‬ ‫بأصباغ التيارات المستجدة المختلفة‪...‬‬ ‫مَذَا ما نفتقده في كثير من الدراسات الي قلمها أبساء الأمة الإسلامية الذين‬ ‫يفترض فيهم أن يكونوا قي مستوى رسالتهم المسؤولة؛ فيتناولوا أدبهم بطريقة تخدم‬ ‫أهدافهم ال هي أهداف الإسلام‪ .‬وَهُوَ ما يفرض عليهم أن يعالحوا الأدب عَلّى‬ ‫أساس أنه موقف ورؤية ومبدأ ومسؤولية ومن منطلق أت ما يحكم تجارب الأدباء‬ ‫صفات ثلاث‪ :‬يمان وعمل صالح وانتصار للإسلام كما حتّدت ذلك الآية الكرمة‬ ‫لإإلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا ا لله كشيرًا وانتصروا من بعد ما‬ ‫ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب يتنقلبون“هه"‪.‬‬ ‫وهو ما أشار إليه الدكتور محمّد ناصر‪ ...« :‬يمكن أن يُعبكر عنها بالمصطلح‬ ‫‪ 7‬اللترام بقيم الإسلام‪ :‬وعي وعقيدة راسخة‪ ،‬مغ عمل صالح‪ .‬م موقف‬ ‫ثابت»{‬ ‫في الحقيقة _ما بدأنا نحد له تجسيدا عَلَى‬ ‫هنر الللاحظات اليي ذكرناها هي‬ ‫أرضية الدراسات الأديية الحديثة وَهُوَ ما اصطلح عَلى تسميته بالأدب الإسلامي‪.‬‬ ‫إكَ ذا يغر بخير نرجو أن تكثر مَنيه الدراسات؛ حتى نقف في وجه من يسعى إلى‬ ‫تشويه ثقافتنا وتزييف أبناء ونتصدًى لمن يحاول الانحراف بأدبائنا ودارسينا ونقتَادنا‬ ‫عن سواء السبيل؛ بإبعادهم عن أصوطم الي ينبغي أن تحكم حياتهم ومنطلقاتهم ف‬ ‫البحث والدراسة والإبداع‪' .‬‬ ‫من هنيالدراسات الحديثة الجخادة؛ دراسة أستاذنا الدكتور محمد ناصر‬ ‫المَؤْسُومَة ب‪ :‬ابو مسلم الرواحي حسان عئمان» (ت‪ )!727:‬القي صدرت‬ ‫الطبعة الأولى منها سنة‪641 :‬ه ‪/699 /‬م عن مطابع النهضة ‪.‬معسقط (سلطنة عُمان)‪.‬‬ ‫دراسة حاول ‪,‬م خلالها تقديم نموذج تطبيقي للأدب الإسلامي‪ .‬وكيف يجب‬ ‫أن يُْرَسَ أيوتناول الأديب المسل اللترم؛ ببعد أن قدم في مجال التنظير أربع‬ ‫دراسات هي‪:‬‬ ‫سورة الشعراء‪ ،‬الآية‪.722 :‬‬ ‫‪- 7‬‬ ‫خصائص الأدب الإسلامي ص‪.61 :‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫! ما أحوجنا إلى أدب إسلامي‪.‬‬ ‫ح‪ -‬خصائص الأدب الإسلامي‪.‬‬ ‫ح ردة أم حداثة‪.‬‬ ‫م‪ -7‬حداثة بلا قناع‪.‬‬ ‫وإلى جانب دراسة شعر أبي مسلم الرواحي» قدم جونا ودراسات ومقالات‬ ‫عن حوالي عشرة أدباء عمانيّين بالطريقة نفسها والمنهج عينه‪.‬‬ ‫كتاب‪« :‬أبو مسلم الرواحي حسان عُمان» توعته الموضوعات الآتية‪:‬‬ ‫مقتمة‪ .‬من هو الشاعر أبو مسلم؟‪ ،‬أبو مسلم أديا لامعاك أبو مسلم فقيهاء العقيدة‬ ‫في شعره‪ ،‬الإسلام في شعرهء هل كان قوميا؟‪ ،‬الابتهال في شعره المدائح النبوية‬ ‫قصيدة الابتهال في جانبها الفني‪ ،‬الاستنهاض في شعره\ الحنين في شعره} الحكمة في‬ ‫شعره‪ .‬الرثاء قي شعره اثر القرآن في شعرها الأسلوب الخطابي‪...‬‬ ‫بعد التقديم الذي تفضل به سماحة مفتي سلطنة عمان الشيخ أجمد بن حمد‬ ‫الخليلي‪ ،‬وذكر الدكتور محمد ناصر لأسباب اختياره شعر أبي مسلم موضوع‬ ‫دراسته‪ ،‬تساعل في البداية عن الشاعر أيي مسلم ومكانته؛ لأنه لحظ أ الشاعر‬ ‫ظل بجهولاً في الشعراء الإسلاميين‪ ،‬بل أبدى اندهاشه ومفاجأته بجهل به يكاد‬ ‫يكون مطبَقا عند الأقربين من أبناء عمان أهل موطنه‘ وبخاصة مسيرته‬ ‫الشعرية وإسهاماته الأدبية والفكرية‪ .‬رغم أأ الشاعر يتبوا مكانة مرموقة‬ ‫ويحتل مكانا متمينرًا يين الشعراء الإسلاميتّين‪ ،‬إذ أنه «إسلامي في رؤاه وي‬ ‫مواقفه وفي أدواته الفنية‪ .‬وبذلك يستحق أن يكون رائدا مدرسة إسلامية في‬ ‫َ‬ ‫الشعر العربي الحديث» (ص‪.)7:‬‬ ‫شاعر بهذا النمط من الكتابة الفنية وبهذا الطراز من التفكير‪ ،‬وبهنه الروح‬ ‫العالية من العمل الملتزم‪ ...‬ييقى غير معروف©‪ ،‬وغير عحتفو به وباعماله‪ ،‬بل غير‬ ‫_‬ ‫_ ‪7‬‬ ‫منظور إليه‪ ،‬يسجتل عَلى معشر الأدباء والكتَّاب‪ ،‬وبخاصة بني عمومته في عُمان}‬ ‫تقصيرًا وتقاعسًا‪ ،‬ويجعل كاهل الثقتَفين الإسلايتن مثقلا‪ ،‬وذمتتهم غير بريئة‬ ‫حتى يقوموا بواجب التعريف بهذه الشخصية‪ .‬وأمثالها من الشخصيات العمانية‬ ‫المرموقة الكثيرة؛ لإنصافها وتقدير جهودها وأعمالما‪ ،‬وإفادة الأجيال الأخلاف‬ ‫مكامن العبر في حياتها يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‪« :‬ولا ريب أت كل من‬ ‫عرف أبا مسلم حق المعرفة من الأدباء يؤرق ليله ويقضُ مضجعه هاجس الضمير‬ ‫الذي يدعو بإلحاح إلى وفاء هَذَا الين؛ لذلك استجاب لهذا الداعي وتحرَّد لهذا‬ ‫الواجب أخونا الأديب الحاذق الأستاذ الدكتور محمد صالح ناصرك بدافع غيرته عَلَى‬ ‫الإسلام وأدبه‪ ،‬ولعمري إن كاهله حدير بأن يحمل هَذَا العبء ليكفي بذلك نظراءه‬ ‫من الأدباء الإسلايتين مسؤولية إهمال ذا الواجب‪( »...‬ص‪ :‬ج)‪.‬‬ ‫في بداية الحديث عن أبي مسلم والإجابة عن التساؤل المعروض‪ :‬من هو‬ ‫الشاعر أبو مسلم؟‪ ،‬قدم الدكتور ما توفتر لديه من معلومات حول نسبة وتاريخ‬ ‫ميلاده‪ ،‬والبيت الذي نشأ فيه‪ ،‬والرعاية الربانية ال أحاطت به‪ ،‬إذ وجد في بيت أو‬ ‫وسط أسرة كريكة‪ ،‬عرفت بالصلاح والعلم وهو ما أعانه عَلَى التحصيل الحسن‬ ‫والتكون الجيد والتربية الفاضلة[ وكعادة من نشا في الوسط العماني‪ ،‬كان تكوينه‬ ‫شرعيًا ولغوًا يقول الدكتور‪« :‬وكانت البيئة والعصر مساعدين عَلى نبوغ أبي‬ ‫مسلم؛ إذ شاع نينهما الأدب وازدهر الشعر فاشتهر غير واحد من الأدباى‬ ‫نذكر منهم عَلى سبيل المثال ميس بن سليم في مدينة «سمائل»‪ ،‬ومنهم الشاعر‬ ‫صاحب الغزل الرقيق ابن شيخان‪ ،‬الذي يكاد يعتبره الدارسون في مرتبة أبي‬ ‫مسلم» (ص‪.) :‬‬ ‫وقد كان نبوغ الشاعر ابي مسلم مبكرا حيث بدا قرض الشعر وَهُوَ في‬ ‫الخامسة عشرة من عمره‪ ،‬وَعَلّى غرار كثير من العمانيين شة الرحال إلى زنخبار ي‬ ‫شرق إفريقيا‪ ،‬وَهُوَ دون العشرين من عمره ومكث فيها حمس سنوات رجع‬ ‫بعدها إلى عُمان‪ ،‬ثم عاد إليها من جديد‪ ،‬وألقى بها عصى التزحال‪ ،‬واستوطنها‬ ‫واكب فيها عَلى تكوين نفسه بعصامية كاملة‪« :‬واستهوته فيما استهواه كتب‬ ‫الفقه والأدب وما لبث أن بزغ واشتهر أمره قاضيا نبيها‪ ،‬وعالمًا فقيهماء‬ ‫وأديًا لامعا» (ص‪.) :‬‬ ‫وقد كان من بين أعماله في زنجبار إصداره جريدة «النجاح» اليي تع من أولى‬ ‫الصحف العربية صدورا أو ظهورا‪ ،‬يقول الدكتور‪« :‬وهذا العمل يَثل عَلَى أفق‬ ‫هَذَا الرجل وتفتنحيه الواسع على الأحداث من حوله} وتطلعه إل التعريف بالفكر‬ ‫الإسلامي والاستفادة من هَذَا الفن الذي لم يكن يعرفه الكشير من المثقفين العرب‬ ‫)‪.‬‬ ‫آنذاك» (ص‪!2 :‬‬ ‫هَنيو بعض المعالم الق تين شخصية أبي مسلمإ فهي تنم عن مكانة هامة‪.‬‬ ‫وتكشف عن منزلة مرموقة‪ ...‬وَهُوَ ما يغري الباحث الحاد لينطلق ويتحرك كي‬ ‫يسبر غور هَذا الرجل‪ ،‬فيحصل عَلى المزيد من مكامن العظمة فيه‪ ،‬خاصة وأنه‬ ‫كان متعلّد أوجه النشاط وكثير التحرُك‪ ،‬وصاحب اعمال جليلة جمة‪...‬‬ ‫يقول الدكتور عنه‪« :‬وهكذا ظل بين وظيفة القضاء عاملا ومطولات الفقه‬ ‫محتهدا‪ 3‬وأمهات كتب الأدب والشعر أديا لامعا‪ ،‬وجريدة النجاح صحفيا‬ ‫ناجحا‪ ،‬ويين بعض طلابه الذين تلقتوا عنه مربّيا حانيما إلى أن توفاه ا لله في اليوم‬ ‫الثاني من شهر صفر ‪93‬اه عن عمر يقارب ثلانا وستين سنة قضاها بحتهدًا‬ ‫يعمل في سبيل العلم والعقيدة والأخوة الإسلامية‪ ,‬ودفن حيث مات في مدينة زنحبار‬ ‫ال يوجد بها قبره إلى اليوم» (ص‪ :‬تا)‪.‬‬ ‫مع ما قدمه الدكتور‪ ،‬فإئَنا نسجل _ كما سجل هو أيضا _ أن المعلومات‬ ‫عن حياته قليلة جدًا‪ 5‬فهي لا تفي بالغرض؛ ولا تساعد عَلى معرفة كثير من الأسرار‬ ‫ي حياته‪ ،‬ولا تعين على فهم بعض مواقفه‪ .‬كما لا تتيح الفرصة للتعرف عَلَّى كل‬ ‫جوانب نشاطه وبجحالات تحركه‪ .‬بل بالعكس ييقى الباحث ۔ نتيجة ذلك حائرا‬ ‫في تفسير بعض الأحداث الي لها علاقة به وموقفه منها‪.‬‬ ‫إن هذا في الحقيقة _ لا ينطبق على أيي مسلم فحسب\ بل ينسحب على‬ ‫كثير من الشخصيات العمانية‪ .‬وتاريخ عمان نفسه يكتنفه الغموض» لسنا ندري‬ ‫ما هي العلة في ذلك؟‪ .‬مهما يكن السبب أو التفسير‪ ،‬فعلى العمانيين أن ينهضوا‬ ‫للقيام بواجب استدراك ما فات؛ بالكشف عن المغمور والملطموس من هَذَا التاريخ‪.‬‬ ‫أومسلم أدىبالامكًا ‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تحت هذا العنوان يقرر الدكتور محمد ناصر أن الشاعر أبا مسلم واحد من رواد‬ ‫بعث الشعر العريي في أوائل القرن العشرين وَهُوَ لا يقل أهمية ومكانة عن محمود‬ ‫‪ .‬سامي البارودي وأحمد شوقي إن لم يفُقهُما في بعض الخوانب‪.‬‬ ‫نحن نقول‪ :‬لكن متى يمكن لنا أن نثبت ذلك؟‬ ‫نقرّر ذلك مطمئنين حين تهتم الدراسات الأدبية والنقدية بهذا الشاعر‬ ‫الكبير‪ 6‬ويلتفت إلى أدبه ذوو قرباه ألاء ويوليه عناية خاصة من يحرص على رصد‬ ‫الحركة الأديّة} وإحلال كل أديب محله الحقيقي ومن يعمل عَلى عدم إقصاء من‬ ‫لا يروق ولا يسير ني الركاب‪ ،‬وعدم تهميش من لا ينسجم مع التيار ولا يخضع‬ ‫للضغوط\ ولا يخنع للمساومات والإغراءات‪...‬‬ ‫يقول الدكنور وَهوَ يحاول وضع الشاعر في مكانه الجدير به في الحركة‬ ‫الأدية‪« :‬فأبو مسلم يشل الشاعر الإسلامي الحقيقي الذي تجلت في شعره‬ ‫الشخصية الإسلامية ني أجل مظاهرها وأصفى صفائها‪ :‬عقيدة وقولاً وسلوككا‪...‬‬ ‫وأنا حين أذهب إلى هَذَا الرأي لا أستند في قولي هَدَا إلى الموضوعات الي استقطبت‬ ‫الشاعر أبا مسلم أو المواقف والرؤى الي تمير بها شعره‪ ،‬بل إت ابا مسلم أوتي من‬ ‫للوهبة الشعرية والتعبير الفي ما جعله يرقى بالقصيدة العريية من إطارها التقليدي‬ ‫العروف إلى إطار فيي جديدا لم يسبقه أحد إليه فيما يعرف آنتذ من الشعر‬ ‫)‪.‬‬ ‫الصُماني» (ص‪:‬‬ ‫يقرر الدكتور في هذا النص مايمكن أن يوقف القارئ على معالم شخصية أبي‬ ‫‪.‬مسلم الأديئة} أو عَلى الأقل يحد نقطة الارتكاز في هَذرو الشخصية أو البؤرة الى‬ ‫تنصهر فيها تحركاته وأفكاره وميوله ونزعاته‪ ،‬أو العقدة الي تربط كل الخيوط الي‪:‬‬ ‫تحكم حياة الشاعر‪ ،‬وتشد الدارس كي ينطلق منها ويرجع إليها كمفتاح لشخصيته‪:‬‬ ‫") إ الشاعر مسلم عقيدة وقولا وعملاء مسلم في رؤاه ومواقفه من قضايا‬ ‫الكون والإنسان والحياةء لا يتجلى ذلك فقط _ف الموضوعات الي تناولها وال‬ ‫‪ .‬لها علاقة بالاسلام أو بالدين‪ ،‬بل يتعدى مدا إلى طريقة معالجته لتلك القضايباء‬ ‫‪:‬وييدو هَدَا في الالتزام الرو ج الإسلامية الق أظهرها طول حياته‪ ،‬وَعَلَى مدى كإمً ما‬ ‫كتبه أو نظمه شعرًا‪ ،‬وقد حلل الدكتور هَذَا في كل مباحث الكتاب‪.‬‬ ‫ح) إن الشاعر جمع بين الالتزام بالعرض والمعاحة الإسلاميين للقضايا والتعبير‬ ‫الفني والتقديم الأدبي الراقي لماء وهو ما جعله أحد الجتدين في الكتابة الأديَة في‬ ‫مرحلة الإحياء والبعث _ حسب رأي الدكتور _ وَهُوَ أمر لم يكن معهودًا ني الشعر‬ ‫العماني آنذاك‪ ،‬من هنا كان جديرًا بأن يتبو مكان الريادة في التجديد في الأدب‬ ‫العُماني» ويحتل مكانا مع زملامه وأترابه في العالم العريس الذين عوا من رواد‬ ‫التجديد فيه‪ ،‬وبخاصة من يتتمي منهم إل المدرسة التقليدية‪.‬‬ ‫هَذره الحقيقة اليي تجعل أبا مسلم نقلة نوعية في الشعر العُماني‪ ،‬وظاهرة‬ ‫متمينّرة فيه _ في غياب المعلومات عن بقية الشعراء العمانيين الآخرين والي‬ ‫أوجدتها الموهبة الشعرية الي أوتيّها أبو مسلم‪ .‬دفعت الأديب صالح بن عيسى‬ ‫الحخارئي‪ ،‬وجعلته يقف منذهشًا منبهرًابما لحظه في شعر أيي مسلم‪ ،‬وما يعرفه عن‬ ‫الشعر العماني من خصائص تختلف عنه‪ ،‬ثم يتساءل ويقرَّر حقيقة خطيرة‪« :‬هل‬ ‫عندنا _ نحن العمانيين _ شاعر يمتّل ميولنا؟ هل عندنا شاعر يمثل رؤحانيتنا؟ هل‬ ‫عندنا شاعر يشل أخلاقنا؟ هل عندنا شاعر في شعره أبحادنا؟ هل عندنا شاعر يربطنا‬ ‫بأسَّينا العريئة الكبرى؟ هل عندنا شاعر يخرج بنا من عزلتنا ني الجنوب الشرقي من‬ ‫هَنه الجزيرة؛ فيه إخواننا العرب إلينا؟» (ص‪ :‬ك‪.)1‬‬ ‫اسئلة متساوقة» تحمل القارئ عَلى الغوص والبحث والتأمل لمعرفة حقائق‬ ‫كبيرة عن عمان وتاريخه وعن مجريات الأحداث فيه‪ ،‬وتدفعه إلى قراءات أر‬ ‫إعادة نظر في كثير من جوانب حياته الأديَّة للكشف عن الأسرار الي تخفيها هن‬ ‫الأستلة‪ ،‬أو لمناقشة بعض ما أراد صاحب الأسئلة تقريره حقائق مسلّمة‪ ،‬أو تصحيح‬ ‫بعض ما ذهب إليه‪...‬‬ ‫مهما يكن الأمر فهي أسئلة مهد بها صالح بن عيسى الحارثي لأجل الوصول‬ ‫إلى الحقيقة الكبرى وهي بيان مكانة أيي مسلم الأدبية في مسار الحركة الأديبة‬ ‫الحديثة في عمان بخاصة\ ويقول‪« :‬لكن نفسي نما القارئ الكريم مَذه النفس‬ ‫التي عجمتها المأساة في عمان مَذيوالنفس اليي عاشت منذ حداثتها ماعلأحداث‬ ‫في عمان تجيب مطمئنة واثقة بأتّها وجدت الشاعر‪ ،‬بل لإنها وجدت شعراء‬ ‫لكل عصر ووجدت شاعرا عبر عن عئمان في كل العصور يا شاعيرنا في‬ ‫عمان هو أبو مسلم ناصر بن عديم الرواحي» (ص‪ :‬ك{)‪. .‬‬ ‫نحن بدورنا نتساءل مع القارئ الكريم} هل يشفع أو يسيغهَذا تفرق وذا‬ ‫لبو غ اللذان عرف بهما أبو مسلم كي يصدر صالح الحارثي هذا الحكم الكبير‬ ‫الخطير في دور شعر أيي مسلم في تاريخ عُمان؟ وأنه فعلا لم يوحَد شاعر ترجم‬ ‫عن عمان واهتماماته كما ترجم عنها آبو مسلم حتى إِتَه غدا الشاعر الذي عبر‬ ‫عن عمان في كل العصور بينما وجد شعراء عبروا عن عصر معين‪ .‬وهل يمكن‬ ‫أن نقع تحت تأثير العدوى الشعوريئة} الق نقلتها إلينا الحالة النفسية الي انتابت صالح‬ ‫الحخارثي؛ بسبب المأساة الي مرت بها عمان من مشاكل داخلية‪ ،‬وعزلة عن العالم‬ ‫العربي بخاصة؟ هل يمكن أن نبقى تحت تأثير هَني الصدمة النفسية فنطممرً إلى ما‬ ‫ذهب إليه الحارثي من عدم وجود من يعبر عن هَنيو المأساة‪ ,‬ويعالج ذره الحموم‬ ‫ويسجل هذه الاهتمامات حتى كان لها فارس الحلبة الذي لا ييارى ولا يجارى‬ ‫أبو مسلم الرواحي؟‬ ‫نم كيف يكون المعبر عن هموم العمانين واهتماماتهم شاعر عاش ف الغربة‬ ‫معظم حياته{ أكثر وأحسن ممن تقلب وتململ في بيتها؟ إذ الشاعر عاش جل‬ ‫حياته فى زتحبار متعلّممًا وعاملاً إلى أن توضّيَ فيها وفين‪ .‬هل ما ذهب إليه الحارثي‬ ‫صحيح؟ وهل العمانيون عجزوا عن ذلك؟ أم ما أنتجوه لم يعرف و لم يذع بين‬ ‫النلس؟ أم أن هناك أسبابا أحرى وتفسيرات في حاجة إلى إبراز؟ وهل يع النقص في‬ ‫هدا الجانب نقيصة في العمانيين أنفسهم؟ هَذَا ما تثيره في نفسي _ شخصيا _‬ ‫تساؤلات الحارثي ‪.‬‬ ‫َذيه أستلة نقدمها إل القارئ أو الباحث\ وَهُوَ مطلوب منه الإجابة عنها؛ كي‬ ‫يسهم في كشف النقاب عن شخصية أبي مسلم بخاصة وعن الشعر الماني‬ ‫بعامة‪.‬‬ ‫مهما تكن الإجابات‪ ،‬ومهما تكن ردود الفعل عن هنيه الأسئلة أو عن هذا‬ ‫اللوقف‪ ،‬ف أبا مسلم ييقى أديا لامعا‪ ،‬متميّرًا ملتزما لأنه «يتخحذ الأدب وسيلة‬ ‫هادفة لتربية الفرد المسلم لأنه يعتقد أ الأدب رسالة وتوجيه وأمانة‪ ،‬وهذا‬ ‫الإحساس إتَمَا يدفعه إليه شعوره الإسلامي العميق» (ص‪ :‬ك{)‪.‬‬ ‫انطلامًا من هَذَا البد‪ ،‬وبدافع من هنه النظرة إلى ما يجب أن يكون عليه‬ ‫للسلم في حياته‪ ،‬وبهذا الإيمان العميق برسالة الأدب في التربية والتوجيه اهتم أبو‬ ‫مسلم ني شعره بالإنسان المسلم في واقعه المعاصر‪« :‬فعالج موضوعات حضارية‬ ‫عَلّى غاية من الأهمية والعمق والشمولية‪ .‬فكتب في الناريخ والحضارة والعقيدة‬ ‫واللغة والشخصيات والسيرةء واهتم بالجوانب الإنسانيَّة؛ الجانب الروحي في شعر‬ ‫السلوك الجانب العقلي في شعر التاريخ‪ ،‬الجانب العاطفي في شعر الحنين والطبيعة}‬ ‫_‬ ‫_‪7‬‬ ‫فكان في ذلك يحرك في متلقي شعره كل هَذو الأحاسيس اليي تربط الإنسان بماضيه‬ ‫من جهةا وتجعله يعيش عصره وواقعه من جهة ثانية» (ص‪ :‬‏‪.)٢6‬‬ ‫يرسم لنا هَذَا النص الصورة الحقيقية لشخصية أيي مسلم الشعرية _ إن صح‬ ‫بير س ويعد بدة الات الكتابة عنده! ويعين عن دراية ومعاينة عميقة‬ ‫واعية _ نقط الارتكاز في عملية الإبداع في كتابته‪ ،‬ويبرز بوضوح وجلاء أسلوبه‬ ‫في المعالحة والتناول؛ إذ أن الشاعر يمزج بشكل عجيب وواع وبكفاية عالية بين‬ ‫للوضوعات المختلفة‪ .‬ويتناولها في خيط واحد‪ ،‬ويصدر عن قاعدة‪ :‬طلوأ هَذًا‬ ‫صراطي مستقيما فاتبعوه‪ 6‬ولا تبيعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم‬ ‫وصاكم به لعلكم تتَقون“ه"‬ ‫لدكتور بدوره تمكئن؛ بما يملكه من كفاية في بحال البحث والكشف والتحليل‬ ‫والنقد‪ ،‬وبما يتوفر لديه من رصيد في ميدان الدراسات الإسلامية‪ .‬وما يتميز به من‬ ‫رؤية إسلامية تمكن أن يتجاوب مع أحاسيس الشاعر وأن يعايشه وجدانيماك‬ ‫ويسايره في اهتماماته‪ ،‬فيفهم ويعي ما يريد الشاعر تبليغه‪ ،‬وما يرمي الأدلاء به‪ ،‬وما‬ ‫يتطلع أن يطلبه من الإنسان المسلم أن يحققه فني حياته‪.‬‬ ‫هكذا يجب أن يكون الشاعر للسلم الملتزم وهكذا يجب أن يكون الباحث‬ ‫والناقد صاحب الرسالة الواضحة‪.‬‬ ‫بعد هذه لمقلّمة؛ شرع الدكتور في تحليل شعر أيي مسلم‪ .‬الذي نترك للقارئ‬ ‫أن يكتشف بنفسه خصائصه‪ ،‬مع بعض الإشارات من عندنا ونحن نقف عند بعض‬ ‫المحطات في هَذه الدراسة القيمة‪ ،‬ونترك الباقي إلى إرادة القارئ‪ ،‬الوي ستعينه عَلَى‬ ‫فهم ما جاء في الكتاب؛ حمى لا نفسد عليه المتعة بكثرة التعاليق‪.‬‬ ‫سورة الأنعام‪ ،‬الآية‪ :‬كا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫‪ 3:‬لعقيد ة ‪2‬‬ ‫الشاعر أصيل في أفكارها محافظ عَلّى عقيدته‪ ،‬متميز بصفاء طويتَته ونقاء‬ ‫سلوكه‪ 5،‬يتجلى الإسلام في كامل شعره‪ :‬رؤية وموقفما‪ 5‬تصويرا وتعبيرا» معالجة‬ ‫وتناولش ممارسة وتحركئا وسكون‪...‬‬ ‫من هنا لايمكن معالحة شعره وتحليله إإل عَلى ضوء الرؤيةالإسلامية الأصيلة‪.‬‬ ‫أي لايمكن أن ندرج شعره إل تحت لواء الأدب الإسلامي بالمفهوم الدقيق لهذا‬ ‫لمصطلح الذي يحتكم إلى مقاييس معينة محددة‪ .‬تنبثق من الرؤية والموقف والنظرة إلى‬ ‫الحياة والكون والنلس‪ ،‬وتنطلق من إيجاد العلاقة واللحمة المتينة بين الأطراف الثلاثة‬ ‫في أثناء العمليئّة الإبداعية‪ :‬المبدع والنص والتلقتي‪.‬‬ ‫عنه المقاييس تفرزهنا فلسفة خاصَة} هي فلسفة إسلامية ي طبيعتها وقي‬ ‫توجُهيها‪« ،‬ومن هنا يصعب أن نفصل ف القصيدة الواحدة يبن أبياتها عَلَى أسلس‬ ‫الأغراض فنقول‪ :‬هَنيو غرضها دي" وتلك غرضها قومي« وما دام الدين عند أبي‬ ‫مسلم‪ .‬هو الدائرة الكبرى ال تشمل في محيطيها كل الدوائر الأخرى‘ ومادام‬ ‫لاستتهاض وبث روح اليقظة والانبعاث هدفا عامما في قصائده فإدًأي محاولة‬ ‫للفصل تع فاشيلة» (ص‪. , .)2 :‬‬ ‫بناء عَلّى لملاحظة اليقدمها الدكتور حول شعر أبي مسلم فإنه رنض‬ ‫تسمية بعض قصائده قصائد دينَّة؛ لأن ذلك يفترض أو يوحي أد له قصائد غير‬ ‫إ هَذَا لا يتماشى مع فلسفة الشاعر في الحياة ت ومع رؤاه ومواقفه اليي هي‬ ‫‪7‬‬ ‫كما ذهب إلى ذلك الدكتور أحمد درريش ف كتابه‪ :‬المدخل إلى دراسة الأدب في‬ ‫‪- 7‬‬ ‫‪ .‬عمان" دار الأسرة للطباعة والنشر والتوزيع" مطابع دار المعارف القاهرة ‪!297‬م}‬ ‫ص‪ .!26 :‬رصالح بن عيسى الحارثي‪ :‬مقدمة ديوان أبي مسلم! طبع ونشر صالح بن‬ ‫عيسى الحارثي عمان ‪ .6891‬ص‪.01 :‬‬ ‫‪. 9,‬‬ ‫‪:‬إسلامية في كرل حالاتهاء وفي كل مظاهرها يعلل الدكتور ذلك قائلاً‪« :‬لأثً شعر‬ ‫والدين‬ ‫ومورده‪.‬‬ ‫والدين مصدره‬ ‫الدين سدذاه ولحمته‬ ‫أي مسلم كله شعر دي‪.‬‬ ‫لأبي مسلم قصائد‬ ‫إذ نخشى لو وافقنا عَلى هذا التقسيم أن ينظر ‪9‬‬ ‫باعثه وهدفه‬ ‫الإحساس الدي‬ ‫بعض الشعر عنده يخلو من‬ ‫دينسَّة وأخرى غير دينية‪ .‬أو يظرةً ا‬ ‫لا م‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫۔‪‘4.‬‬ ‫ل‬ ‫‪7‬‬ ‫عملا صالحا وآخر سيئا ‪1‬‬ ‫للنهج مع عيره من الشعراء الذين خلطوا‬ ‫ومل يصح هدا‬ ‫أو الذين كتبوا في كل الفنون تلبية لرغبات قد لا تكون ذاتية تصدر عن أحاسيسهم‬ ‫الداخلَّة} بل هي استجابة لمناسبات ما‪ ،‬كما نجد ذلك عند شوقي وحافظ مثلا‪.‬‬ ‫ولو نحن درسنا شعر أيي مسلم عَلى غير هَذَا النحو من اعتبار الدين ‪ .‬عنصرا‬ ‫أساسبًا في كل القصائد لأخللنا بالمنهج السليم لدراسة شعر أبي مسلم بل‬ ‫معبرا ‪:‬‬ ‫شعره‬ ‫لظلمنا رؤي ةة الشاعر نفسه لمكانة الذين في الشعر‪ .. .‬وقد حاء‬ ‫أصدق تعبير عن مَذه الأحاسيس الإيمان با لله هو مفتاح شخصيتَنه‪ ،‬والإيمان‬ ‫با لله مفتاح شاعريّته» رص‪73 :‬ع‪.)42‬‬ ‫لعمري إت هَنيم الملاحظة مهمَة} وجديرة بشأن يوقف عندها‪ .‬فهي إلى جانب‪.‬‬ ‫ومُعينة عَلَى معرفة أحد المفاتيح‬ ‫بيان حقيقة شخصيته‬ ‫كونها منصفة للشاعر ف‬ ‫للولوج إلى داخله _بل هي مفتاح المفاتيح في شخصيته _إلى جانب ذل ثك فهي‬ ‫ستتححقق أن‬ ‫يس‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫وترشد إل‬ ‫إسلامي‪.‬‬ ‫أن يطلق عليه أدب‬ ‫فيما يمكن‬ ‫البحث‬ ‫تعمق‬ ‫يحمل اسم أديب مسلم؛ فلا تكون بجموعة أبيات يذكر فيها الإسلام بخير‪ ،‬ينطق بها‬ ‫الشعراء الإسلايتين‪ .‬ولا بمكن لمن لا يلتزم ق كامل شعره‬ ‫تمنحه بقعة ضمن‬ ‫شاع‬ ‫بالررح الإسلامية ‪ :‬فكرا وتعبيرا‪ 3‬توجيه ا ورؤية‪ ..‬أي لمن ليست له هذه الرؤية‬ ‫الشمولية الإسلامية ني كل موضوع يعابجه‪ ،‬لايمكن هذا أن يحشر في زمرة‬ ‫الشعراء أو الأدباء الإسلاَييّين‪ .‬في هَذا المعنى يقول الدكتور حمد ناصر‪« :‬فإذا آمن‬ ‫الأديب باد التزامه نابع عن الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‬ ‫أصبح مَذَا الشعور ذاتيا فيه‪ ،‬وبات له مراقبا ومصاحبًا‪ ،‬وبهذا الإحساس القوي في‬ ‫_‬ ‫_‪2 -‬‬ ‫مصدر الالتزام بأنه ثابت لا يتغيّر‪ ،‬ودائم لا يتبدل‪ 6‬يصبح أدبه انعكاسا لإيمانه‬ ‫وعقيدته»"‪.‬‬ ‫كما أ ملاحظة الدكتور ترد ردا مباشرا عَلى الحداثيين الذين يفصلون الدين‬ ‫عن الأدبؤ وتئله السذج من الدلس الذين ينخدعون بهذه الفكرة فيرددون مَذه‬ ‫النظرية‪ ،‬ويمارسون الكتابة والنقد على ضوئها أو بوحي منها‪ ،‬من دون أن يتفطنوا‬ ‫أن هناك سما مبثوثا ومدسوسًا في الدسم‪.‬‬ ‫المهم أ هَذرو اللفتة من الدكتور تعين عَلَى تأصيل مفهوم الأدب الإسلامي‬ ‫بوضع الأسس الحقيقية‪ ،‬أو بعبارة أخرى الانضمام والتعاون مع من يسعى لل‬ ‫وضع الأمور في نصابهاء والتحذير يمن يتاجر بالمصطلحات لتحقيق أغراض‬ ‫خاصَة‪ ،‬وفي هَذَا تحصين الإسلام من أن يُساء إليه من هنيه الناحية؛ وذلك حين‬ ‫بعد المرء من معرفة حقيقته‪ .‬منها نسبة أدب إليه‪ ،‬وهو منه براء‪..‬‬ ‫بناء عَلّى الملاحظة الي قدمها الدكتور‪ ،‬فهو يقترح أن يقسم قصائد أيي مسلم‬ ‫حسب الاتجاهات ال يشتمل عليها شعره‪ :‬شعر الاستنهاض‪ ،‬شعر الحكمة‪ ،‬شعر‬ ‫الوعظ شعر الرثاءء شعر الحنين‪.‬‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫تن الانتها ل »‬ ‫أشار الدكتور إلى بعض الجوانب ال تشبّت الروح الإسلامية ني شعر أبي‬ ‫مسلم! أو الموضوعات الي كانت بارزة فيه‪٨‬‏ فمن خلالها أكد عَلّى الخيط النفمسي‬ ‫خصائص الأدب الإسلامي ص‪.71 :‬‬ ‫!‪-‬‬ ‫ع ‪ -‬ينظر تحليل الدكتور للرؤية الإسلامية في دعوة أيي مسلم ونداءاته وكتاباته الشعريئة‬ ‫ما كتبه تحت عنوان‪« :‬العقيدة في شعره ص‪ 22 :‬روما بعدهاء رَ«الإسلام في‬ ‫‪ :‬شعره»‪ ،‬ص‪ 2 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫الذي يتظم شعره\ إنه الإيمان الذي لا يفارق شعره أبدًا‪.‬‬ ‫من مَنيه للوضوعات‪ :‬الابتهال إلى ا لله‪ 5‬الذي يعبر عن تفويض الشاعر الأمر‬ ‫إلى ا لله «ني كل نازلة ألمّت به؛ جليلة كانت أم حقيرة‪ ،‬أصابته في نفسه\ أم ذويه؛‬ ‫أم أمته تعلق الأمر بشيء مادي أم معنوي‪.‬‬ ‫فهو طالما رفع أكف الضراعة إلى ا لله ليجيب دعوته ويحسن حاله وحال أمنه‬ ‫وَهُوَ طالما اشتكى سوء حظه وانقطاع حيلته وهوان أمره عَلى الناس ولكنه لم ينس‬ ‫قط أن يعلق أمره كله با لله رب العالين» (ص‪.)72 :‬‬ ‫يذكر الدكتور أ الأغلبية الساحقة من شعره هي قصائد الابتهال فهي تمشّل‬ ‫ثلثي شعره أو أكثر‪ ،‬أي أن الابتهال يشل الروح ال طبعت أغلب أعماله الشعرية‪.‬‬ ‫«على أأ أبا مسلم لم ينظم قصائده الأخرى موضوعاتها المختلفة‪ :‬حنينا‬ ‫واستنهاضا‪ ،‬مدحا ورثاء إل تحت هذا الإلحاح الدي الذي يشل الشاعر أبا مسلم‬ ‫أحسن تمثيل ويعبر عن شخصيته أبلغ تعبير» (ص‪ :‬ه)۔‬ ‫ذكر الدكتور للشاعر قصيدة مطولة في الابتهال‪ ،‬تجاوزت الألف بيت في‬ ‫مناجاة ا للك بدا كل مطلع فيها باسم من أسماء ا لله‪ ،‬مما جاء فيها‪:‬‬ ‫للى رحمة الرحمن في كل لحظة‬ ‫إلهي افتيقاري لازملحقيقتي‬ ‫بث اضطراري‪ :‬طارقاتي وشكوتي‬ ‫إلى رحمة الرحمن تحت حمله‬ ‫أشار الدكتور عَلَى الخصوص إلى ملاحمه الوطنية‪ :‬المقصورةً النوني‪.‬‬ ‫لميميّة‪ ،‬العينية‪ 5‬ثم إلى تخميساته لقصائد الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي‪ ،‬ثمً إلى‬ ‫مراثيه فى بعض العلماء الأحلى ن قال‪« :‬نجدها قد صبيغت كلها بقالب‬ ‫سلوكي رفيع؛ لأ شعره كله في الغالب مُتَمَحورٌ حول الاستقامة منبشق‬ ‫عنها‪ ،‬داع إليها» (ص‪.)64 :‬‬ ‫وقد تناول الدكتور شعر الابتهال عند أبي مسلم من خلال المحاور الآتية‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫روم‬ ‫‪-‬‬ ‫ه قصيدة الابتهال‪ :‬تعريفها وأبعادها‪.‬‬ ‫ه مكانة هَذَا الفن عند أيي مسلم ولماذا اهتم بها؟‬ ‫ه محاور هذه القصيدة عنده من جانبها اللوضوعي‪.‬‬ ‫ه محاورها من جانبها الفي‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬قصيدة الابتهال بين الزهد والتصوف‪.‬‬ ‫مَذيه الظاهرة البارزة ني شعر أيي مسلم تستوقف الدارس لييحث عن الأسباب‬ ‫والعوامل الكامنة وراء هذا التوجه وتدعوه إلى دراسة هذا الشعرا وتحليله‬ ‫والوقوف على موضوعاته وخصائصه المعنوية والفننّية} ثم يتطلع إلى معرفة‬ ‫الجوانب الإيجابية والسلبئة فيه‪ ،‬وطريقة لمعالجة والتناول‪ ،‬في هَذَا الشعر‪...‬‬ ‫حَذَا ما حاول الدكتور القيام به في هنيه الدراسة الجادة‪ .‬بدا يتعداد الأسباب‪:‬‬ ‫فرأى أ‪٥‬‏ البدايات الأولى لكتابة أيي مسلم الشعرية كانت دينية خالصة نظم أول ما‬ ‫نظم شعرا في الابتهال والذكر آية ذلك أن ديوانه اللحطوط نجده عبارة عن بحموعة‬ ‫من الأذكار الدينية‪ .‬أعطاها عنوائا مثيرا‪ 5‬يحمل أبعادًا دلالية على شخصيته وَعَلَى‬ ‫اتحاهه «النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني»‪:‬‬ ‫‪ 7‬هَنيه البدايات بهذه الروح قد تكون من الأسباب اليي طبعت حياته بطابع‬ ‫روحاني‪ ،‬ووجَهتها وجهة دينية خالصة فأتَرت على حياته الأدبية بصفة خاصة‪.‬‬ ‫ذكر الدكتور أنه قد تكون هناك ظروف اجتماعية أو سياسيَّة‪ 5‬قد تع‬ ‫موضوعية في اتجاه الشاعر هَدَا الاتجاه إل أأ مِمَّا لا شك فيه أكً هناك دافعا ذاتيا‬ ‫أقوى كان السبب في بروز ظاهرة الابتهال في شعره ويتخذ الدكتور ما صرح به‬ ‫الشاعر دليلا على ما ذهب إليه‪:‬‬ ‫إليك مُجئًا في هتان وربي‬ ‫بأسمائك الحسنى تقربت سيدي‬ ‫لوجهك ربي خلوة بعد خلوة‬ ‫جعلت سمير الطبع ترتيل ذكرها‬ ‫_‬ ‫_ ‪32‬‬ ‫لهي ف لدياوقي الأخرويّة‬ ‫وهب لي بها من كل خيراته‬ ‫ص‪:‬‬ ‫فعلا لك الدافع الذاتي في الالتجاء إلى الابتهال ييدو قويا لدى أبي مسلم‪.‬‬ ‫يتجلى ذلك كما ذكر الدكتور _ في هَدَا التضرّع الخالص إلى ا لله» الذي لا يكاد‬ ‫يفارق أية قصيدة من شعره‪ ،‬مهما يكن الموضوع الذي يتناوله» خاصة حتى يكون‬ ‫مناجيا ربَّه‪ ،‬أو متحدثا عن بعض حوادث الدهر© أو عن بعض الضيق والضجر‬ ‫اللذين يشعر بهما_ أحيانا _ نحو النلس» أو نحو نفسه‪.‬‬ ‫ه يتخذ الشعر وسيلة يناجي بها ربه ويدعوه ويتقرب إليه‪ ،‬قال عن‬ ‫ذلك في مقامة تخميسه قصيدة شيخه الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي‪« :‬ولكيي‬ ‫امرؤ حالفت خدمة الأذكار‪ ،‬وأشربت حب الاغتراف من بحار الأسرار ‪،‬‬ ‫وعلمت أ لهذه الدعوة (سموط الثناء) أثرا ساطعا‪ ،‬وبرهانا قاطعا‪ ،‬أشهر من‬ ‫الشمس في كبد السماء‪ ،‬وأغزر بركة من عيالم الدأماء (البحار)‪ ،‬فاستمسكت‬ ‫بعروقها‪ 3‬وأخذت بحُجرتها‪ .‬وجعلت من التخميس لرب العزة نداء‪ ،‬ولبست لها‬ ‫من أديم السحر رداء» (ص‪ :‬بكاكك)۔‬ ‫‪ 2‬يتخذ هَذو القصائد أوراذا يقسمها يين اليوم والليلة‪ .‬فتصبح عنده عبادة‬ ‫قارة ورياضة روحية‪ .‬يصفي بها نفسه من أدران المادة وأوضار الدنيا‪ ,‬كلما أصابه‬ ‫شيء من غبارها‪.‬‬ ‫‪ 7‬إذا استبد به قلق خا إلى الابتهال‪ ،‬الذي يجد فيه الطمأنينةء الي تبتد هذا‬ ‫الضجر وإذا نزل به خوف لاذ إلى حيمتى ا لله؛ لينهب عنه الخوف والحزن‪:‬‬ ‫وتعمُت أمام وجهي سبلي‬ ‫سيدي عرّني الوحُود ملاذا‬ ‫سيدي من يحلل حماك يصادف ‪ 3‬كرما منزلا برحب وأهل‬ ‫في حماك الخطوب باء بحظل‬ ‫سيدي ئ قاص طرحته‬ ‫(ص‪:‬ى)‬ ‫فالابتهال طاقة روحيئة‪ ،‬تمل نفس الشاعر طمأنيئة ورضا ويقينا وأمنئا‪ ،‬فهو‬ ‫بذلك عبادة وحاجة وأمان‪:‬‬ ‫« قصيدة الابتهال عند أبي مسلم حاجة نفسيَة‪ 5‬واستجابة ملحة لخواء‬ ‫روحي» يشعر به عندما تدلهمٌ أمامه الحوادث وتتحكم حوله حلقات الأزمات‬ ‫النفسية} فلا يجد سلاحا لدفعها إل الابتهال للتضرّع إلى ا لله؛ لأنه يشعر لا محالة‬ ‫الضعف البشري‪ ،‬ويعترف بقلة حيلته» وهواه عند الغاس؛ فيفدو الدعاء حيتمذ‬ ‫سلاح اللستضعف‪ ،‬الذي لا يجد النصر إل عند ا لله قاهر الممستبدين والجبابرة‬ ‫والطغاة فاسماء ا لله تغدو عنده الجنود والحصون والسيوف والنبال‪ ،‬الي يقاتل بهاء‬ ‫بل إِتها البروق الي تخطف أبصارهم‪ .‬كلما أرادوا به سوعا» (ص‪ :‬صت)‪.‬‬ ‫ما يستوقف الدارس _ في هَدَا الجانب هذا الإغراق في الابتهال والدعاء‬ ‫والمناجاة والتضرع الخاشع لميكي‪ ،‬الباعث على الإشفاق‪.‬‬ ‫إ ما ذكره الدكتور من الدوافع الذاتية غير كافؤ إذ ييدو أ هناك دوافع‬ ‫ذاتة أخرى تتعلق بشخصية الشاعر وسلوكه؛ مِمًا قد يفهم من بعض الكلمات‬ ‫والعبارات الي تضمنتها أشعاره‪ .‬وربما تكون هنيه من الإشارات والعبارات ال‬ ‫تلازم قاموس المسلم‪ ،‬الذي يستشعر التقصير والخطأ والزلل دائما وَهُوَ بذلك دائم‬ ‫الرجوع إلى ربّه؛ يرجو رحمته ويخاف عذابه‪.‬‬ ‫كما بيدو أ هناك عوامل خارجية‪ :‬اجتماعية وسياسية! كان لما تأثير عَلَى‬ ‫حياة الشاعر هنو العوامل لو ذكرت أو اكتشفت لأوضحت أمورا وأبرزت أشياى‬ ‫ولسكطت الأضواء عَلى جانب من البيئة أو البينات ال عش أو تململ فيها الشاعر‬ ‫وأماطت اللثام عن الأوضاع الي كان يعيشها العالم الإسلامي‪ ،‬ولبيتتت _ بأكثر‬ ‫دقة _ كيف كان الشاعر يتعامل معها‪ ،‬ولاستفاد القارئ دروسا من هَنم المعاملة‬ ‫والعلاقة الق كانت تسود أو تنظمه هو مع محيطه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬يح‬ ‫مهما يكن من أمر ما عرضناه‪ ،‬فإً إشارات الدكتور مهمَة} في ذكرها بعض‬ ‫الحقائق وفي دلالتها‪ .‬كباحث مسلم ينبه إلى مكامن العبر ي السلوك ويت‬ ‫القصيد في الإشارة والتناول‪ ،‬وفي توجيه البحث والدراسة إلى ما يخدم الاتجاه‬ ‫الإسلامي بعامة‪.‬‬ ‫عن الجانب الموضوعي في قصيدة الابتهال عند أيي مسلم يقول الدكتور‪ :‬ن‬ ‫قصيدة الابتهال عند أيي مسلم ةتسير وفق مخطط فكري مرسوم ومنهج رؤيوئ‬ ‫معلوم‪ ،‬يقسمها إلى محاور وعناصر& وما يزال يتبعها في خطى ثابتة موزونة؛‬ ‫حتى يصل إلى خاتمتها‪ ،‬بل تشعر وأنت تقرا تلك الابتهالات أ خيطا نفسيا‬ ‫رفيعًا‪ ،‬يسلكها في عقد واحد يبدا من الجحزئي إلى الكلتي‪ ،‬أو من الكلي إلى‬ ‫الجزئي» (ص‪)75 :‬۔‬ ‫حذا الوضوح ف الرؤية‪ ،‬وَهَذا النسق للتّرن ي التعبير‪ ،‬وَمَدَا الصدق في‬ ‫الشعور‪ ،‬وهذه البراعة في التصوير‪ ...‬كل ذلك يفسره _ كما يقول الدكتور _‬ ‫النجمة الصادقة لخلجات الشاعر النفسية‪ 5‬وقد جاءت تلك الأفكار الكثيرة المتكررة‬ ‫للتشابهة والتمائلة في كثير من قصائده ال ضمتَنها شعره الابتهالي" جاءت‬ ‫استجابة صادقة لأحاسيس وأدعية خالصة همومه وغمومه‪.‬‬ ‫ذكر الدكتور وَهُوَ يسجل تفوق آبي مسلم في شعر الابتهال‪ ،‬وتوفيقه في‬ ‫عرض موضوعاته‪ ،‬ويقرر تفرد هذه القصائديميزة خاصة مما جعل لها طعما‬ ‫خاصا‪ 3‬تنجذب يليها النفوس بطواعية‪« :‬وقد وفق في عرضها بطريقة منهجيئة‪.‬‬ ‫تنداح في دوائر نفسيّة‪ 5‬تبدأ من همومه الخاصة الشخصيَة} ثم تتسع شيما فشيعا‬ ‫لتشمل هموم وانشغالات سنه الإسلاميه وهذه الرؤية ني حة ذاتها‪ ،‬تسم مَذم‬ ‫القصائد بسمة الخصوصيّة‪ ،‬وتفردها بنكهة شعرية محبَّبة» (ص‪2 :‬ي)‪.‬‬ ‫قصائده الابتهاليَّة ۔ حسب الدكتور _ تتضمن المحاور الآتية‪:‬‬ ‫‏‪ ٥‬افتتاحية في تقديس اسمه تعالى‪..‬‬ ‫‏‪ 0٥‬تمجيد الذات الهية بذكر صفاته الق وصف بها نفسه‪.‬‬ ‫‪ 0‬الاعنزاف بالذنب والتقصير في جنب الله‪.‬‬ ‫‪ 0‬التوبة وطلب الغفران‪.‬‬ ‫‏‪ 0٥‬مطالبه وحاجاته الدنيوية والأخرويئة‪ :‬وهي تزكية النفس العلم اللانتيء‬ ‫القبول‪ 6‬الرضا الغنى الذي يغنيه عن ذل السؤال الدعاء عَلّى أعدائه بطلب‬ ‫الانتقام منهم طلب نصرة الأمة الإسلاَميّة عَلَى الكافرين والمشركين‬ ‫والطغاة ثم الخاتمة بالصلاة والسلام عَلى رسول الله قلة‪.‬‬ ‫هَذهِ المحاور أو‪ .‬للوضوعات تؤكد ما قاله الدكتور أو لمح إليه وَهُوَ أن الشاعر‬ ‫مسلم أصيل‪ :‬قلبا وقالبًا‪ .‬إنه للسلم للتنتل الخاضع لربه‪ .‬للمجد له المفوض أمره‬ ‫العبد القنوع‬ ‫إليه‪ ،‬إنه المؤمنالمعترف بذنبه وتقصيرهء احتاج مغفرة ربه إ‬ ‫بالخاجات الدنيوية بالقدر‪ .‬الذي يعينه عَلَى طاعة ربه‪ ،‬والتبتّل إليه الطالب من الدنيا‬ ‫الحد الأدنىں الذي يجعله عفيفا كفيفا؛ بما لا يلجمه إلى سؤال الناس إنه للسلم‬ ‫الذي يغضب لانتهاك حرمات ا لل ويحزن لِمَا يصيب للسلمين من أحزان‬ ‫ومصائب©‪ ،‬وليما ينالهم من أعدائهم الأقريين والأبعدين‪ .‬وهو لذلك يدعو الله أن‬ ‫يتتقم لهم من للعتدين والظلمة والجبابرة؛ منتصرا لدينه‪..‬‬ ‫من هنا فإلً الابتهال عنده إيجايي" لا يقى في حدود ترديد الكلمات والجمل‬ ‫والعبارات‪ ،‬ولا يتسم الانطوائية والبكائيَّة المفرطة في إذلال الذات‪ ،‬وهزم النفس‬ ‫وش بذلك يختلف عن الشغراء المتصوفة المعروفين في الأدب العربي‪.‬‬ ‫في دعائه عَلى الكافرين والتجبرين‪ ،‬يقول الدكتور‪« :‬إنًأبا مسلم حين يعبر‬ ‫الشعر يعبّر عن واقع أليم يعيشه هوں ويغيشه قومه؛ وتعيشه أمنه الإسلامية معه‪.‬‬ ‫فهر شاعر حسَلس بآلام وآمال نفسه وبجتمعه من حوله\ مِمايميّزه عن شعراء‬ ‫_‬ ‫_ ‪72‬‬ ‫الأبراج العاجية والكهوف المنعزلة‪ ،‬وينفي عنه كل سلبيات الزهد والتصوف©‬ ‫فبالإضافة إل ما عرف عنه من أفكار في الإصلاح الدي والاجتماعي" حمى إنه‬ ‫ليعُ ق زمنه أحد الإصلاحيين الذين حاولوا معالحة أدواء المجتمع العماني عَلى كا‬ ‫الأصعدة‪ :‬سياسيا ودينبًاوفكريا‪ .‬فقد عرف أيضا بمواقفه السياسية مإنمامة سالم‬ ‫بن راشد‪ ،‬ومساندته له بالقصائد ولاسيما قصيدته الي يحفظها أغلب العمانيين‪:‬‬ ‫«النونيَة» أو قصيدة‪« :‬الفتح والرضوان» (ص‪.)76 :‬‬ ‫من المحاور البارزة ني قصيدة الابتهال عند أبي مسلم‪ :‬المديح النبوي وَهُوَ‬ ‫عنصر هام وموضوع أساسي فيها‪ .‬فهو دائما يختم به قصائد الذكر‪ ،‬معدا ذلك‬ ‫وسيلة ودعاء وذكرا‪.‬‬ ‫مَنيو المدائح هي ممًاأذاعه المتصوّفة‪ ،‬وهي تعبر عن قلوب مفعمة بالإيمان‬ ‫والحب والصدق والإخلاص‪ .‬كثرتها ني شعر أبي مسلم يعتر عن الأخلاق العالية‬ ‫ل يتصف بها وعن الصفاء الروحي الذي يتحلى به‪ ،‬وتؤكد عَلّى صلة شعره‬ ‫بشعر التصرؤف؛ ما دامت المدائح ف نشا فى البيئات الصوفية‪ .‬كما يذكر ذلك‬ ‫الدكتور زكي مبارك (ص‪)67 :‬۔‬ ‫أبو مسلم من خلال المدح يعرض نفسه عَلى ربه مباشرة من دون‬ ‫واسطة} ومن دون حاجب©ؤ يشكو إليه آلامه‪ ،‬ويعزف له فيها بذنوبه‪ ،‬ويستهديه‪.‬‬ ‫يطلب من الغرة ولرضران بل حكما يكه الدكمور عن بعض قصاده‪ :‬دورة‬ ‫بعضها ليفدو صرخات غضبؤ ينفجر حيمَمًا على أعدائه؛ ومن هنا يتوجه إلى‬ ‫ا له قاهر كل جبار ونصير كل مستضعف© ومفرّج كل هم داعيا متضرّعا»‪.‬‬ ‫قال أبو مسلم‪:‬‬ ‫فرجما عاجلا ولطفما بذل‬ ‫فارج الهم كاشف الفم عجل‬ ‫برة يا مُنجي الغريق استجب لي‬ ‫يا مُغيث الملهوف يا راحم العب‬ ‫وسؤالي فقري زذل محلي‬ ‫حيطة العلم بي مناب سؤالي‬ ‫(ص ‪ :‬‏‪)٨9‬‬ ‫مِمًا أورده الدكتور من ملاحظات وإشارات ونماذج من شعر أبي مسلم في‬ ‫للدائح النبويَة‪ ،‬نستشف أمورا كشيرة} تحتاج من الباحثين والدارسين إلى وقفات‬ ‫وتحليلات‪ ،‬وتقييم ونقد‪ ...‬حتى بماط اللام عن المستور في هذا الشعرں وتفك‬ ‫الألغاز الكامنة فيه‪ ،‬ويزاح الغموض المكتنف هَذو الأشعار‪ ،‬وتنجلي الحقيقة فيهاء‬ ‫وتعرف شخصية الشاعر المسلمة الملؤمنةش ومعتقدها في الرسول قمة‪ .‬ومن ثم تحل‬ ‫حَنيه المدائح محلها اللائق بها يين المدائح ال عرفها الأدب العربي‪ ،‬وتعرف مكانتها‬ ‫ومكانها من مدائح الصوفية وغيرهم‪.‬‬ ‫اك إشارات الدكتور وعرضه تفتح جدلا وحوارًا كبيرين حول هذا الأدب‬ ‫وَهُوَ ما نتمئاه أن تثمره هذه الدراسة القيمة‪.‬‬ ‫ك الدارس حين يتبع المديح النبوي في ابتهالات أبي مسلم يلحظ الأمور‬ ‫الاتية‪:‬‬ ‫! للديح ركن أساسي عنده في الابتهال؛ إذ لا ينم الذكر إلا به‪.‬‬ ‫‪ 5‬فكل ما لديه من طاقة تعبيرية‬ ‫ح‪ -‬الحب الجارف القوي للرسول‬ ‫وتصويريئة‪ 5‬لا تصدر إل عن إيمان عميق‪ ،‬وإعجاب شديد بنبي الإسنلام‪.. .‬‬ ‫‪ 3‬يلجا الشاعر أحيانا ل مصطلحات الصوفية في مديحه{ حين يحرص عَلَّى‬ ‫الكشف عن هَذا الحبإ الجارف للرسول ق‪.‬‬ ‫‪ 4‬أثر التصوف الفلسفي واضح فيما ضمتَنه مدحه من رموز وإشارات‪،‬‬ ‫وتهويمات‪ ،‬إذ هي نظرات غربية عن الإسلام‪.‬‬ ‫ى عبَة الرسول قل يتخذها ليو مسلم في دعواته وأذكاره وابتهالانه وسيلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬و‪2‬‬ ‫يتقرب بها إل الله ليتقمَل دعاءه ويمنحه الة والنعيم المقيم‪.‬‬ ‫بعد أن عرض الدكتور الموضوعات والمحاور الي اشتملت عليها قصائد الابتهال‬ ‫عند ابي مسلم؛ خلص إل هَذيو النتيجة‪ « :‬قصيدة الابتهال كشف جلي للآلام‬ ‫والآمال ال تعتور نفس آبي مسلم في حالي الرضا والغضب والأمن والخوف‬ ‫والسعة والضيق رالقلق والطمانينة» (ص‪.)0 :‬‬ ‫حى يتعرف القارئ أكثر على طبيعة قصائد الابتهال عند أبي مسلم‪ ،‬وتتضح‬ ‫له الرؤية في مَذَا النوع من الكتابة الشعرية‪ .‬تناول الدكتور الجانب الف في هَذٍ‬ ‫القصائد‪ .‬وكان منطلقه في هَذا السؤال الآتي‪ :‬هل طبع أبو مسلم قصائد الابتهال‬ ‫بطابع في خاص؟‬ ‫للإجابة عن هَذَا السؤال استعرض نماذج من شعر أيي مسلم‪ .‬واستخرج بعض‬ ‫السمات‘ من دون سردها كلها‪ ،‬واعتذر للقارئ عن هَذَا الاختصار والانتقاء؛‬ ‫إذ ا قصائد الابتهال عند الشاعر كثيرة فهي تشكل وحدها ديوانا‪ ،‬مما‬ ‫يتعذر دراستها كلها‪.‬‬ ‫تحدث الدكتور عن البنية العَامَّة للقصيدة وتساءل في البداية‪« :‬عندما اختار آبو‬ ‫مسلم لديوانه عنوانا (النفس الرحماني) هل كان يعي ما توحي به نيه الكلمة من‬ ‫فيض ربَاني ومدد عرفاني‪ ،‬بحيث غدا طابع الديوان هَدَا الفيض الزاخر مننالعطاء‬ ‫الشعري الذي يمتدأحيانا ليصل ‪ 751‬بيتا في القصيدة الواحدة‪ ،‬كما فعل ذلك في‬ ‫(الوادي المقنّس) حيث بلغت أبياتها ‪ !595‬بيتا‪.‬‬ ‫مَذَا الطول المفرط هو ول ما يلحظ ف البنية العَامَّة لِهَِه القصائد‪ ،‬وقد بناهنا‬ ‫الشاعر على مَذَا النحو السامق الشاهق لتتماشى مع جلسات الذكر الق يُفتزض‬ ‫فيها أن تستحوذ على وقت طويل‪ ،‬كما أوضح ذلك ف الشروط الي وضعها لِهَذم‬ ‫الأذكار الثمانية اليي احتوى عليها ديوانه (النفس الرحماني) وابو مسلم عَلَى وعي‬ ‫تام بهندسة قصائده عَلى نحو خاص يستجيب لما نظمت من أجله‪ ،‬وقد شرح‬ ‫لنا بنفسه رؤيته الفتية هَنو‪(“...‬ص‪.)9_27 :‬‬ ‫مِكًا يلحظ ف البنية العامة للقصائد الابتهاليَّة أَتَهَا هُندست لتحقق هدفا‬ ‫واضحا مسطمَرا‪ ،‬يستجيب لا تتطلبه جلسات الذكر الي تتوزع أيتام‬ ‫‏‪ ١‬لأسبوع السبعة‪.‬‬ ‫عَلَى الدارس والقارئ أن يتأمل جيتّدًا في هنو الطريقة‪ ،‬وفي هذا للنهج‪.‬‬ ‫ليعرف مدى ارتباط الشاعر بهذا اللون من الشعر وليعمرف مكانة الابتهال فى‬ ‫حياته ‪ 4‬بعد ذلك يقيم هَذهٍ التجربة ويحكم بما يشاء‪...‬‬ ‫ثم فصَلَ الدكتور في هنيه البنية الشعرية الق تميت نبه القصائد مبتدئا باللغة‬ ‫الشعرية‪ .‬مازجًا _ في هَذا التوضيح والتحليل _ بين التعبير والتصوير‪ ،‬أي بين‬ ‫اللغة والصورة وسجل في هَذَا المجال براعة أبي مسلم في النظم وكفايته المعتبرة‬ ‫في الأدوات الفنية للكتابة وامتلاكه القوي الراسخ لناصيَة اللغة العربة‪ .‬إِكً هذا‬ ‫«يدل عَلى رصيده الزاخر الذي يغترف من محيط القرآن الكريم والحديث‬ ‫النبوي الشريف والأدب العربي بكل فروعه‪ ،‬وبمحيطه الواسع‪ :‬أشالاً حكما‬ ‫)‪.‬‬ ‫ومواعظ» (ص‪:‬‬ ‫م أورد الدكتور جملة من النماذج عن الصورة البلاغية ني شعره ال اعتمدت‬ ‫عَلى التضمين والاقتباس من القرآن الكريم أساسا‪ .‬وهي تشهد له بالبراعة في‬ ‫التضمين‪ ،‬وفي استلهام آيات القرآن الكريم واستحياء معانيه‪ ،‬وفي التعامل مع ما‬ ‫يشير إليه تعاملاً واعيا هادفًا وبارعا‪ 5‬ينسجم مع مستلزمات الفن‪.‬‬ ‫يقول الدكتور‪« :‬والواقع أث ديوان أبي مسلم يكدظً بالأمثلة الشاهدة عَلَى‬ ‫ثقافته القرآنية الواسعة‪ :‬حفظا وتمشُلاً واستلهامًا لآيه بطريقة فنية بارعة‪ 5‬تدل عَلَى‬ ‫ينظر ديوانه‪٬‬‏ ص‪.7 :‬‬ ‫‪-72‬‬ ‫حفظه القوي لكتاب الله كما تدل عَلى براعته الفنية فني استخذام مَنيم اللغة‬ ‫النمينّرة بإيحاءاتها وظلالها» وهي لغة منتقاة مقصودة لذاتها‪ ،‬لأَسَهَا تتماشى مع أجواء‬ ‫القصيدة الابتهالَّة ني روحانيتها وشفافة يمانها» (ص‪٥9 :‬؟)‪.‬‏‬ ‫كما كان يضمن ويستلهم الأحاديث النبوية والأدب العربي والحكم والأمثال‬ ‫العريية‪ ...‬لكن دون درجة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫وفي سبيل الكشف عن النية الشعرية تداول الدكتور عنصرا مهما في لغة‬ ‫الشاعر في الابتهالات هو اللغة الصوفية‪ .‬وقد لحظ توفر هنيه اللغة على كم هائل‬ ‫من للصطلحات الصوفية وتعبيرات للتصوّفة‪ .‬وهو بيدو في مَدَا متأثرا بها تأئُرً‬ ‫كبيرا‪ 5‬وَهُوَ ما طبع شعره بطابعها الروحاني وقد كان في هَذا مقتفيا أثر شيخه‬ ‫سعيد بن خلفان الخليلي‪ ،‬الذي كان هو بدوره مدمئًا عَلَى قراءة أشعار المتصوفة‪.‬‬ ‫غير أ الدكتور ييدي ملاحظة مهمة تفتح المجال للبحث والدراسة لملء ثغرة من‬ ‫الفرات في شخصية أيي مسلم؛ لأ النقطة في حد ذاتها مشيرة لكثير من الجدلء‬ ‫والاختلاف حول نوع هَذَا الشعر‪ ،‬ومدى انسجامه مع طبيعة أبي مسلم وتماشيه‬ ‫مع للواقف والرؤى اليي عرفت عنس وتناسقه مع التصور والانطباع اللذين يأخذهما‬ ‫القارئ عن أبي مسلم المؤمن الملتزم‪ ،‬الصادر قي سلوكه عن عقيدة قد لا تقبل بعض‬ ‫الشطحات الي يتوفر عليها شعره‪ .‬يقول الدكتور‪« :‬وتحن لا نستطيع أن نقطع‬ ‫برأي حول القصد من استخذام منم التعابير عند الشاعر أهو استخدام فلسفي‬ ‫اصطلاح مقصود لما وراءه من معان وإشارات يعرفها للتصوّفة} أم هو استخدام لا‬ ‫يتعدى الحال الشعري الذي يستخدمه الشعراء عادة من كُرر الأجواء الأدبية حسب‬ ‫قراعاتهم ورؤاهم الفنية وأبعاد تجاربهم الشعرينة» (ص‪.)221 :‬‬ ‫‪ 2‬سجل الدكتور بعد ذل سمة أخرى تميزت بها أشعار آبي مسلم‬ ‫الابتهاليَّة‪ ،‬هي ظاهرة التكرار اللفظي والمعنوي" وَهُوَ يرى أن التكرار اللفظي بخاصة‬ ‫ضرورة لازمة للإنشاد أثناء الدعاء والابتهال والتضرع إل ا لله‪ .‬يقول الدكتور‪:‬‬ ‫۔‬ ‫وح‬ ‫‪-‬‬ ‫«السبب فى ذلك يعود إل أن الشاعر إِئَمَا نظمها لتنشد في خلوة الذكر‪ .‬والإنشاد‬ ‫لا يكون إلا بصوت موزونش فيه جرس وإيقاع© ييعث النشوة في القلب‪ ،‬ويساعد‬ ‫الذاكر على الجذب والخروج من عالم لماديات‪ ،‬كما نرى ذلك في حلقات الذكر‬ ‫عند الصوفية} وتحل الشاعر مراعاة لِهَنرو الموسيقى الخارجية والداخليئة عند الأداء‬ ‫نوع التكرار بطريقةلا تبعث الملل في النفس بل يصبح التكرار الرتيب في حد ذاته‬ ‫وسيلة للاسترخاء والإنشاد؛ مما دفعه ل لتتويع في الأوزان الشعرية والقواني؛‬ ‫فكان يختار مانلأوزان ما يساعد على الإنشاد‪ .‬مشل الرجز الذي نظم في أغلب‬ ‫تلك القصائد‪ .‬وعلاقة بحر الرجز بالأنشاد علاقة حميمة معروفة في تاريخ الشعر‬ ‫العربي» (ص‪.)!701-59 :‬‬ ‫هكذا يسجل الدكتور ميزة أخرى تشهد للشاعر بالبراعة والكفاية اليي أبداها‬ ‫في المراعاة بين المضمون والشكل والمناسبة وللتلقيوالهدف أو الغاية من هذه‬ ‫ذلك يثبت أصالة ما نظمه في هَذَا المجال‪.‬‬ ‫القصائد‪ .‬ك‬ ‫حَى تمل االلهصورة عن شعر الابتهال عند ألي مسلم؛ وينكشف جانب من‬ ‫جوانب شخصينه‪ 3‬عمد الدكتور إلى التفريق بين الزهد والتصوف وبعبارة أدق؛‬ ‫حاول أن سين ما إذا كان زاهدا أم كان متصوَفا؟ متصوّفا عمليما أم متصرفا‬ ‫فلسفيًا؟‬ ‫عرض في البداية السؤال الآتي‪« :‬أتعتبر هذه القصائد من قصائد الزهد والنسك‬ ‫والذكر النقي فهي تستمد جذورها من الشعر الإسلامي الأصيل أم هي فن شعري‬ ‫يستقي لغته وأفكاره ورؤاه من الشعر الصو ذفهي يل الشعر المتأثر بالفلسفة‬ ‫الصوفية أقرب؟» (ص‪.)01 :‬‬ ‫للإجابة عن هذا السؤال الجوهري المهم أشار الدكتور إل ضرورة معرفة‬ ‫الدرافع والأسباب الت دفعت أبا مسلم ‪ .‬الإكثار من شعر الابتهال الذي اصطبغ‬ ‫بالصبغة التصوفيّة حتى تكون الإجابة موضوعيئة} وقد تكون مقنعة‪.‬‬ ‫لكن قبل سرد هَنيو الأسباب ارتأى رسم شخصية أبي مسلم من خلال‬ ‫شهادات معاصريه ومعاشريه‪ 3‬الذين اختبروه وعرفوه معرفة جيّدة} أمشال سالم بن‬ ‫سليمان بن عمير الرواحي‪ ،‬وعيسى الحارني ‪...‬‬ ‫هؤلاء كلهم متفقون على أ الرجل عميق الإيمان راسخ العقيدة‪ ،‬نقي الدين‪.‬‬ ‫صفي السريرة‪ ،‬مستقيم السلوك‪ ...‬يقول الدكتور‪« :‬إتً وراء السلوك السليم الذي‬ ‫نهج عليه أبو مسلم ولا شلت عقيدة إمانئَّة راسخة‪ ،‬وترية دينة ملتزمة‪ ،‬فأبو ‪.‬‬ ‫مسلم إباضيٌ معتز بإباضيته‪ 3‬مستمسك بعقيدته‪ 3‬ينافح عنها بكل قوّة» كما دلت‬ ‫عَلى ذلك كتاباته النثرية والشعرية» (ص‪.)11 :‬‬ ‫إل أن الدكتور يثير سؤالا آخر مهما أيضا من شأنه أن يعين عَلى الكشف عن‬ ‫بعض الحقائق‪ ،‬وَهُوَ إذا كان أبو مسلم مخلصا لمذهبه مستمسكذًا بعقيدته كما‬ ‫رسمتها الإباضية «فما الذي دفعه إلى هَذا الشعر ذي الطابع الصوفي" في الوقت الذي‬ ‫نعرف فيه موقف الاباضية من التصوف وَهُوَ موقف الإنكار والرفض تاريخا‬ ‫وفكرًا» (ص‪5 )211 :‬‬ ‫السؤال مهم لأنة يهدف أساس إل الوصول إل نتيجة منطقية‪ .‬وهي ما‬ ‫مدى ملايمة الخط الفكري والعقدي الذي رسمته أشعار أبي مسلم الابتهالية‬ ‫لشخصيَته‪ 5‬وانتمائه النهي؟‬ ‫هذان السؤالان يثيران إشكالاً كبيرا حول شخصية أيي مسلم‪ .‬الإجابة عنهما‬ ‫بدقة وموضوعية تحد ما إذا كان الشاعر زاهدا أم متصوَفا‪ ،‬متصوَفما بالمفهوم‬ ‫الإسلامي الصحيح أم بالمفهوم الفلسفي المتطرّف؟ ‪.‬‬ ‫حاول الدكتور الإجابة عنهما بعرض بجحموعة من الحقائق تساعد القارئ‬ ‫حسب قناعته أو عدميها_ إلى القرار باك شعر الابتهال عند أيي مسلم قريب من‬ ‫النزعة الصوفية أم هو بعيد عنها‪:‬‬ ‫أولا‪« :‬البيعة العمانية بما عرفته من ظروف سياسية واجتماعيئّة خاصة‬ ‫اتسمت بالاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي" فمن اختلاف‬ ‫حاد يين قبائلها‪ .‬وتسكط القوى الأجنبية عَلى بعض مناطقهاء كُلُ ذلك جمل‬ ‫اهل الفكر والرأي وذوي الغيرة عَلى وطنهم ودينهم يشعرون بنوع من الغربة‪.‬‬ ‫أدت بهم إل طلب المدد الروحي من ا لله ليخلص وطنهم مما هو فيه من كُل‬ ‫ذلك» (ص‪.)1!-2 :‬‬ ‫يرى الدكتور أت هَنيهِ الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية هي من أكبر‬ ‫العوامل الت دفعته دفعا إل أن ينحو هَذَا للنحنى في شعره‪ ،‬ويتجه هذا الاتجاه في‬ ‫كتاباته؛ خاصة وهو ‪ 7‬بأم عينيه ما آل إليه أمر اللسلمين من تضييع شرع ا لل‬ ‫وعدم وعي لحقيقة الإسلام وفي المقابل الإقبال عَلى زخارف الدنيا ومتاعها الاكل‪.‬‬ ‫ل جانب ما يشاهده من عبث الكفار وعيثهم في أرض للسلمين‪ ،‬وقد تأثر في‬ ‫الدرجة الأولى بما أحاط مسقط رأسه عمان وديار غربته شرق إفريقيا وزنحبار‪.‬‬ ‫فالدكتور ينفي عن الشاعر أَّة سيمَة فلسفية خارجة عن روح الإسلام من‬ ‫تصوف وغيره‪.‬‬ ‫ثانيا‪ « :‬أبا مسلم يتتمي في عقيدته إلى الشراة يعتنق مبادئهم وعقيدتهم‬ ‫وموقفهم السياسي من الأحداث الت جرت ينهم وين الإمام علي بن أبي طالب‬ ‫كرم ا لله وجهه‪ ،‬وقصيدته النهروانية أكبر شاهد عَلى ذلك‪ ...‬هَذَا الشاعر الملتزم‬ ‫بعقيدة الشراةء لا نشك في إعجابه أيضا بسلوكهم والتزامهم بتطبيق الشريعة‬ ‫الإسلامية في مسيرتهم الحضارية الطويلة» رص‪ :‬ا‪.)1‬‬ ‫عد الدكتور بعض ما عرف به الشراة‪ :‬هم زهاد في الدنيا مقبلون على‬ ‫الآخرة في كل مواقفهم السياسية والدينيئّة} متمسكون بالعقيدة} متفانون في‬ ‫سبيلها‪ ،‬بمراقبة النفس في ك حركاتها وسكناتها‪« ...‬ولعلً ما يدو في أدبهم‬ ‫وفكرهم من زهد وركون ف الآحرة} رشّحهم ليكونوا نواة لنشأة الفكر الصوفي في‬ ‫_‬ ‫‪ _-‬ت‬ ‫مظاهره الايجابية لا السلبيَّة» (ص‪.)661 :‬‬ ‫ثالنًا‪:‬ظهرت في الأدب العماني نزعة الزهد ال ترغّب عن الدنيا وزخرفها‬ ‫جحاعد بن حميس‬ ‫جانبها برز فيه تصوّف علمي؛ بدغًا من الشيخ‬ ‫ومتاعها القليل ول‬ ‫ل يكن‬ ‫وابن ناصر بن اى نبهان الخروصي‪ ،‬والشيخ سعيد بن خلفان الخليلي‪ ،‬الذي‬ ‫تكن فيه تلك الشطحات الصوفية من الحلول والاتحاد أو‬ ‫تصرفه «سليًا & و‬ ‫أو أضرابهمء‬ ‫والحلاج‪.‬‬ ‫واب نن الفارض‬ ‫ابن عربي‬ ‫عند‬ ‫الي وجدت‬ ‫الوجود‪،‬‬ ‫وحدة‬ ‫وإنما كان تصرفه تصرَفا إيجايئًا» (ص‪ :‬‏‪.)٨17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ليكشف الدكتور عن تصوف أيي مسلم ذكر العلاقة الي تربطه بالشيخ سعيد‬ ‫بن خلفان الخليلي‪ ،‬وأشار إل الآثار الي تركتها شخصيته ي أبي مسلم‪ .‬ومن بين‬ ‫هَنهٍ الآثار نوع التصوف الذي طبع أدبه‪:‬‬ ‫! تتلمذ أبي مسلم غير المباشر عَلى الشيخ الخليلي؛ باعتبار أ والد شاعرنا‬ ‫أحد تلامذة الشيخ الخليلي الذين انطبعوا بسلوكه وتدينه‪ ،‬وابو مسلم تأثر _ بدوره‬ ‫_تأثرا كبيرا فى سيرته‪ .‬وجاء تأثره بأفكار الشيخ الخليلي نتيجة إدمانه عَلَى قراة‬ ‫آئاره‪ .‬وقد انتقل هَذَا ل تاسي بأخلاقه ومواقفه وسلوكه ورؤيته ل الأحداث‬ ‫الق كانت تعصر أو تعصف بشمان بخاصةً أو عَلى الأقل الاستناس بها‪« :‬ولعلً‬ ‫أقوى بصمات الشيخ سعيد ظهرت واضحة في شعر أيي مسلم ولاسيما في أذكاره‬ ‫وابتهالاته الي لا نشك أبدا في استفادتها من تحربة الشيخ سعيد الشعريَة} ولاسيما‬ ‫في بحال الابتهالات الشعرية والذكر والزهد وأكاد أقول‪ :‬والتصوّف» (ص‪ :‬‏‪.)٢47‬‬ ‫ح‪ -‬صداقة أيي مسلم للشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي‪ ،‬جمعتهما في‬ ‫الكناب‪ ،‬وصحبتهما في درب الحياة‪« :‬و لم تكن تلك العلاقة الروحية بينهما سوى‬ ‫وليدة انسجام وتقارب في الرؤية والمواقف» (ص‪.)9!1 :‬‬ ‫هنه الموجة العارمة الق اجتاحت عمان وزتجبار‪ ،‬كما عمت العالم‬ ‫الإسلامي كونت مدرسة متميّزة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ إل أن صيل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬ئ‬ ‫بسبب إل ححّة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي‪ .‬أقطاب هنو اللدرسة التزموا‬ ‫بالروح الحقيقيةللعبادات‪ ،‬ومروا بالإخبات والإنابة والإخلاص ومراقبة‬ ‫لنفس ومحاسبتها حتى لا تخرج في تصوَفها وزهدها عما شرع الله وقد تخرج‬ ‫هؤلاء « الإصلاح والتركية والإحسان أية ومحققينں انتفعت بهم أجواء‬ ‫واسعة من العالم الإشلامي‪ ،‬وإل بعض شيوخ تلك الطرق الصوفية يرجع‬ ‫الفضل في بعث النهضة الإسلامية فى قلوب المسلمين في مواجهة الكفر والإلحاد‬ ‫والتغريب» (ص‪.)!! :‬‬ ‫إل هَذ المدرسة ينتمي أبو مسلم حسب رأي الدكتور وبهذه النزعة كان‬ ‫يكتب أشعاره الابتهاليَة‪ ،‬وعن هَذَا النصر كان يصدر في شعره التصوّي‪ ،‬الذي‬ ‫كان يقنزن بالسلوك الإسلامي الصحيح والعقيدة الإسُلاميّة الصافية بمعنى أدق‪:‬‬ ‫كان الشاعر بعيدًا عن التصوف الفلسفي‪.‬‬ ‫يؤكد الدكتور في الأخير على أنه يجب استحضار الملاحظات الي قدمها‬ ‫والحقائق الي أثبتها‪ ،‬المتعلقة بحياة أبي مسلم؛ حين تناؤل موضوع النصوف في‬ ‫شعره‪ 6‬ثاملتفريق بوعي وكفاية يين التصورات والرؤى والمواقف‪ ،‬وعدم الوقوف أو‬ ‫الوقف عند مستوى الألفاظ والجمل والمصطلحات الي يكون أبو مسلم قد‬ ‫استعارها ووظفها في شعره؛ مثل التوسل بالأولياء الصالحين والأقطاب والأبدال‪.‬‬ ‫والحديث عن الرسول ققذ‪ ..‬يجب التأمل في ذلك بعمق" وتحليله تحليل يتماشى‬ ‫مع عقيدة أبي مسلم وسلوكه‪ ،‬وما طبع حياته وما ساد بينته وما يعرف به‬ ‫مذهبه؛ حتى تصدر أحكامنا في هَذَا الشعر مستندة إل معطيات موضوعية‪.‬‬ ‫تتصفه ولا تظلمه‪.‬‬ ‫المهم أت الدكتور سجل أو أقر ان تأشر أيي مسلم باملتصوّفة «لم يكن في الرؤية‬ ‫والموقف وتم هو تأثر في التجربة الشعرية من جانبها الفنتّي‪ ،‬و لم يتجاوزه يل‬ ‫` أبعد من هَذا‪ ،‬ومن طبع الشاعر المبدع أن تكون لغته منتقاة من العوالم اليي يحيههاء‬ ‫ج ۔‬ ‫سواء تلك العوالم اليت يحياها واقعا معاشا‪ 3‬أم تلك العوالم الي يندمج فيها أثناء قراعته‬ ‫الأدية بخاصة والمعرفية بعامَّة» (ص‪.)221 :‬‬ ‫مهما يكن رأي القارئ في هَذه الللاحظات‘ ومهما تكن قناعته أو عدمها فيما‬ ‫ذهب إليه الدكتور قَإِتَهُ ترك المجال للدارسين ليحكموا على هَذَا التحليل‪ .‬ويقولوا‪:‬‬ ‫هل أجاب عن السؤلين اللذين عرضهما؟ أي هل كان آبو مسلم زاهدا أم‬ ‫متصوّفا؟ وهل كان تصوفه إيجابياما أم سلبيئا؟ هل ابتعد كلئَة عن التصوف في‬ ‫مستوى التجربة الشعرية و لم يتجاوزها ‪ 0‬مستويات أخرى أم لا؟‬ ‫هَنيه نقطة أخرى يمكن أن تكون حالاً مغريا للدارسين كي يتعممَقوا وينفذوا‬ ‫إل داحل شخصية ألي مسلم‪ .‬وهي من جملة النقط الق تثيرها دراسة الدكتور‬ ‫القيمة‪.‬‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫تن الاستنها ص ‪2‬‬ ‫يقى الدكتور حريصا عَلى إبراز الرؤية الإسُلاَمّة والمواقف الإيمانية ني شعر‬ ‫اي مسلم فتكون له في هَذَا البحث هذه الوقفة المطولة مع عنصر الاستنهاض في‬ ‫شعره‪ ،‬هذا الجانب المهم _ أيضا _ في كتاباته الذي لم يسعه شعره فم نثره وما‬ ‫كتبه ونشره من مقالات صحفية بخاصة‪.‬‬ ‫وقد ذهب الدكتور بعيدا حين قرر حقيقة تخفي أسرارًا كثيرة خطيرة في حياة‬ ‫ألي مسلم؛ وبخاصة ماله صلة وعلاقة محيطه‪ .‬وَهُوَ ما يدفع الدارسين الشغوفين‬ ‫بالبحث والكشف أو اكتشاف الحديد ك مواصلة دراسة مَذم الشخصية ومعرفة‬ ‫‪ 1‬شيء عنها‪ ،‬والإجابة عن الأسئلة الشارة‪ ،‬وتوضيح النقط الغامضة‪ ،‬وملء‬ ‫اللغرات للوجودة في حياة الشاعر‪ .‬يقول الدكتور عن أيي مسلم‪« :‬أكاد أقول أن لو‬ ‫وجد الاستجابة من قومه سواء في عمان أو زنحبار لاخذ وسائلها الأخرى مثل‬ ‫الابتداع والخرافات‬ ‫التعليم ومقاومة الفساد الاجتماعي وتحرير الفكر من التعصب‬ ‫ال هي كلها مظاهر من عصور الخف والانحطاط» (ص‪!52 :‬‬ ‫لما يحدث‬ ‫كان ينفعل ‪7‬‬ ‫رسالة حدة‪.‬‬ ‫فأبو مسلم بوصفه شاعرًا صاحب‬ ‫أمامه‪ ،‬فكان يستجيب لنداء الضمير ويتحرك بدافع المسؤولية وينافح بروح‬ ‫الحماسة الدينيَّة‪ ،‬وينهض بوازع الحس الوطن‪ ...‬لينفخ روح التجديد والإصلاح‬ ‫والنهضة والعمل في نفوس أبناء الإسلام بعامّة} وب قومه بخاصة‪.‬‬ ‫أشار الدكتور إل أنه لعل الظروف السياسية والاجتماعية الي عاشها أبو‬ ‫القهر والضيم من‬ ‫مسلم ق عمان وزنحبار‪ 5‬وما كان يعيشهه العا م الإسلامي من‬ ‫الجامعة‬ ‫الاستعمار وما كان يعاينه من انتشار التيار القومي التعصب ضد <‬ ‫لإسلاميّة} ومن تصاعد موجة مقاومة فكرة القومية العريية‪ ،‬إل جانب يقظة‬ ‫الأقطار العربية ونهوضها السياسي والاجتماعي وانتفاضاتها نحو التحرر‬ ‫والانعتاق‪ ...‬لعل هَنيِ الظروف أو العوامل هي الق جعلت من طلائع من وعوا‬ ‫فتحمَلوا مسؤوليَتهم‪ :‬العلماء‪ ،‬والمصلحين والأدباء‪:‬‬ ‫واقعهم‪ .‬وأدركوا ‪7‬‬ ‫«فكان الأديب يحمل القلم ليصارع الطغاة والفساد‪ ،‬ويكتب لييث الإصلاح‬ ‫والتوعية ببن الطبقات الشعبية من أجل غد أفضل ومن هنا يمكننا أن نعتبر أبا مسلم‬ ‫ضمن مَذو الكوكبة من العلماء الإصلاحيين الذين برزوا في الساحة العريية‬ ‫والإسلامية من أمثال‪ :‬جمال الدين الأففاني» ومحمد عبده والكواكي" والقطب‬ ‫اطفيَّش‪ ،‬ونور الدين السالمي وغيرهم» (ص‪.)!72 :‬‬ ‫من بين الوسائل اليي كان يعتمدها أبو مسلم في الاستنهاض؛ وسيلة الناريخ؛‬ ‫لما فيه من آيات الاعتبار والاةكار‪ ،‬ال تدعو إلى الحث والمواكبة والمقارنة‪ .‬فقد‬ ‫الباطل‪.‬‬ ‫ال‬ ‫الصراع بن‬ ‫ومواقف‬ ‫لبطولة والخهاد‪.‬‬ ‫وقف كثيرا عند صور‬ ‫لا تحده موضوعا‬ ‫معظم تقهصائده‪.‬‬ ‫ق‬ ‫هذا الوجود _ حاضر ومنبث‬ ‫الإسلامية ق‬ ‫‪-‬‬ ‫وج‬ ‫خاصما فى هَني القصيدة أو تلك‪ ،‬إنه مهجود «في كًُ كلمة يقولها الشاعر‪ ،‬خاطب‬ ‫نفسه أو غيره‪ ،‬تهل لل الله متضرّعا‪ ،‬أو عاتب قومه محمَّزا؛ وَهوَ عَلَى وعي‬ ‫كامل بهذه الرسالة لي ندب شعره ا‪ ،‬ومن أجل ذلك قال‪:‬‬ ‫ننظم الأنجم لا أرضى الدرر‬ ‫لو يكون الشعر نصرالم أزل‬ ‫قلم في النصر؛ إن قام عثر»‬ ‫لو ملتكتا السيف لم نرجع إلى‬ ‫‪ .‬رص‪ :‬ح‪2‬بكة)‬ ‫قلم الدكدور قصيدة الشاعر «الدونية» نموذجا لِهَذيو الرسالة الاجتماعية‬ ‫الإسلامية الق قام بها أبو مسلمض مستتهضك الهمم محفتَرا النفوس محمّسكا‬ ‫القلوب‪ ...‬هَذره المطولة الرائعة «الفتح والرضوان» أو «النونيسَة» الي تعد ‪22‬‬ ‫بيكًا‪ 5‬تتزجيم عن شخصية أبي مسلم وتكشف حقيقتها حيث فيها طال نفسه‬ ‫وتدفَّقت شاعريّته وتعمق تعبيره‪ ،‬وجمُل تصويره" وتجَذر شعوره‬ ‫وتجلت بوضوح رسالته‪...‬‬ ‫القصيدة في أصلها استنهاض وحث عَلَى مؤازرة الإمام سالم بن راشد إلا‬ ‫أتَهَا احتوت على محاور تخدم الهدف العام الذي كان يرمي الشاعر الوصول إليه‪٬‬‏‬ ‫ومو القيام برسالته الإسلاميه وحث النس على الاستمساك بالنهج القويم‪ .‬والسير‬ ‫ني الصراط السوي والتزام الطريق المستقيم‪.‬‬ ‫المحاور اليي اشتملت عليها القصيدة _ كما سجلها الدكتور _ هي‪:‬‬ ‫! الحنين إل عمان‪ .‬ع‪ -‬الدهر الخؤون‪.‬‬ ‫الهداة من أكّة عمان‪.‬‬ ‫و‪ -‬أبجحاد عمان ‪ .‬ي‬ ‫‪ 5‬إمامة سالم بن راشد‪.‬ى‪ -‬الاستنهاض‪.‬‬ ‫‪ 7‬مفاخير القبائل العمانية‪ .‬ى استنهاض وعتاب‪.‬‬ ‫يقول الدكتور‪« :‬ولعاً أبر مافي «النونيَة» وصفها الصادق انتفض‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬ ‫_‬ ‫للأحداث الي واكبت الإمام سالم بن راشد الخروصي» الذي رأى أبو مسلم في‬ ‫إمامته نصرًا مبينًا‪ ،‬وتحول تاريخًا‪ 5‬ينقل عمان من عهد إل عهد‪ .‬ويدخل به‬ ‫ي رحاب القرن العشرين ليواكب النهضة والاستقلال الذي اخذ كُز العا ‪:‬‬ ‫مصيره‪ ،‬وما يراد به من أعدائه داخلا‬ ‫الإسلامي يتطلع إليه‪ ،‬ويعي بح‬ ‫وخارجَا» (ص‪.)721 821 :‬‬ ‫مانللوحات الفنية الرائاعةلتي تضمنتها «النونيَّة»‪ ،‬وقف الدكتور عند اللوحة‬ ‫لت وصفت السيف باعتباره رمرًا قويا من رموز الاستتهاض وبث روح الجهاد‪5‬‬ ‫كمااَنَهُ موررث حضاري يحمل دلالات الإباء والشرف والبطولة والشهامة‪...‬‬ ‫وقد استغل الشاعر هَذرو الدلالات اليي طبعها بها تاريخ المسلمين في جهادهم‬ ‫وفتوحاتهم؛ ليدعو قومه إل مقاومة الفساد ورفع الضيم ورفض الظلم ودفع العار‪...‬‬ ‫مَذَا هو الاستنهاض الحقيقي‪ ،‬الذي يختار الأسلوب للناسب\ وينتقي الرموز الدالة‬ ‫اللوحية‪ ،‬ويدغدغ العواطف© ويحرك المشاعر‪ ،‬ويستغل الورمضات الغارة ‪.‬‬ ‫قال الشاعر‪:‬‬ ‫ذذا استطالت على الآساد حملان‬ ‫ياللرجال ذكّت حفيظتكم‬ ‫ما ضمها معهم رمس وأكفان‬ ‫ك السيوف التي كانت لسالفكم‬ ‫قلوبكم؟ أم نأى عنهرً وجدان؟‬ ‫مريضة هي في الأجفان؟ أم مرضت‬ ‫وما بها لعتيق الجد أحزان‬ ‫بشس السيوف إذا حكت عواتقكم‬ ‫فية تلك اليمانيَات ذكران‬ ‫لا تحجبوها إِتَاثا في مغامدها‬ ‫إن كان فيكم يلاقي الريًعطشان‬ ‫فديتكم أوردوهاء إَِهَا عطشت =‬ ‫ص‪:‬ت)‬ ‫ئ وقف الدكتور عند بعض المحطات الفيئة الي ثبرز ملمالظاهرة‪ ,‬ظاهرة‬ ‫الاستنهاض بشكل جل وقوئ؛ بالربط بين الشكل والمضمون واختيار الأسلوب‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫_‬ ‫الخطابي للناسب لهم المواقف‪ .‬كُلُ ذلك ببراعة لم تنقص من القيمة الفنية لهذا الأثر‬ ‫الأديي‪ ،‬كما أبرَزَ وحل الخيط النفسي المُحكم الذي ربط يين أجزاء القصيدة‬ ‫ووقف عند خاصية الثنائية والعطف الي ميرت القصيدة‪ ،‬وال أضفت عليها روح‬ ‫لمقارنة ولموازنة ولمقابلة} الق تسهل عملية الحث والمواكبة والتأستي‪ ،‬وبعدها‬ ‫تحصل اليجة‪ ،‬وهي استجابة اللخاطبين التمشتلة في النهوض والتحرك والعمل‬ ‫وتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات‪.‬‬ ‫بهذا العرض للركتز الهادف تمكتن الدكتور أن يبرز ك الاستنهاض هو أحد‬ ‫للظاهر ال تكشف عن إسلامية الكتابة والعمل عند أبي مسلم‪ :‬رؤية وموقف‬ ‫اعتقادا وسلوكا‪ ،‬فلم يكن تشويهنا أو مناهضة\ ولا عملا إرتحاليا أو ترفئا قوليا‪..‬‬ ‫ولكي يؤكد الدكتور عَلى الطابع الرسالي في استنهاض أبي مسلم} ويثبت‬ ‫الارتباط التاريخي والتمسك بسئنن السلف في المسيرة واستلهام مشاعرهم‬ ‫ومواقفهمإ في تأصيل المبادئ‪ ،‬رالاسترشاد في التحرك‪ .‬عقد مقارنة مهمة هادفة بين‬ ‫بعض مواقف أي مسلم وسلفه التابعي الخليل‪« :‬أبي بلال مرداس بن حدير»‪،‬‬ ‫وذلك بعرض بعض أشعارهما} اليي نلمس فيها العقيدة والصدق والإخلاصں‬ ‫والفداء والتضحيَة} والشجاعة‪ ،‬والزهد‪ ،‬والتقوى" والتفاني في حب ا لله‪ ،‬والإسراع‬ ‫إل نصرة دين الله والانتقام من كل من يناله بسوء مهما يكن مقامه‪.‬‬ ‫لا يستعبد الدكتور تأشر أيي مسلم بأبي بلال كما لا يستغرب منه هَذَا التأشر‪:‬‬ ‫«فقد جمعت بين أيي بلال وأبي مسلم‪ :‬العقيدة الصافية‪ .‬نيه العقيدة الي تستمد‬ ‫روحايتها من القرآن الكريم وسيرة السلف الصالح وتستروح معانيها‬ ‫وأغراضها ورؤيتها وموقفها من نبع واحد أصيل‪ :‬وَهُوَ نبع الشريعة الإسلامية‬ ‫الدافق» (ص‪.)!63 :‬‬ ‫أراد الدكتور من خلال هذه المقارنة البقاء وفئًا لخطه ملتزما خطته الق رسمها‬ ‫نفسه في هذه الدراسةه ويتستل ذلك في لتاكيد على الرؤية الإسلامية الي تحكم‬ ‫_‬ ‫_ م‬ ‫خحتام هذه المقارنة‪« :‬هكذا كان أبو مسلم‬ ‫وفي هذا يقول ف‬ ‫كتابات أي مسلم‬ ‫متطلبات المرحلة‬ ‫استنهاضية{ تستجيب‬ ‫لأهداف‬ ‫رؤي ةة رسالية‬ ‫يسخر شعره من‬ ‫السياسية والاجتماعية الصعبة‪ ،‬اليت كانت تعيشها الأمة الإسلامية بعامة وعمان‬ ‫بخاصة قبيل اندلاع الحرب العالية الأولى» (ص‪ :‬تهة)‪.‬‬ ‫الحكمة يك شحره‪:‬‬ ‫واصل الدكتور إبراز البعد الإسلامي في شعر أيي مسلمض فتكون له في البحث‬ ‫الموالي وقفة مع الحكمة في شعره‪ .‬الحكمة اليي تكشف عن التجربة العميقة والتأمل‬ ‫‏‪...٠‬‬ ‫الكبير والنضج العقلي‬ ‫سجل الدكتور لأي مسلم نزوعه منزع الحكمة في شعره في كثير مما نظم؛‬ ‫حى غدا هَذَا الاتحاه فنى شعره من بين الاتجاهات الأكثر وضوحئا ودلالة على‬ ‫شخصيته! وذكر أ له وقفات تأملية حكيمة في الدنيا وأحوالها ال كان دائم‬ ‫السخرية منها والتهكثم بها؛ شأن المؤمن الذي لا يعير اهتماما كبيرا لزرخارف الدنيا‬ ‫ومتاعها الزائل© ولا يهتم من صروفها وخطوبهاا لات له ثقة في ربه ولأ نفسه‬ ‫تتطكع إل ما في الدار الباقية‪.‬‬ ‫كان الشاعر دائم التأمُل في حقيقة الحياة واللوت‪ .‬وكان ينظر إليهابمنظار‬ ‫‪,‬‬ ‫الشاعر‬ ‫سلف‬ ‫الشراة‪5‬‬ ‫الرؤية ورؤية‬ ‫بن هده‬ ‫وقد ربط الدكتور‬ ‫إسلامي محض‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬وقد عرف أدب الشراة بهذا الاتجحاه‪ ،‬غدا سمة ومن سماته وموضوعا من‬ ‫مرضوعاته‪ .. .‬فليس بعيدا ا أن يكون أبو مسلم قد تأثر بهذا الأدب وتشبع به‬ ‫إضافة إل ما عرف عنه من مقومات ذاتية وتربية روحية أهلته أسَاسكا إل‬ ‫الاهتمام بهذا الموضوع والكتابة فيه» (ص‪.)741 :‬‬ ‫ذكر للشاعر موقفه من المال وكيف يجب على المؤمن أن يتصرف معه بتوجيه‬ ‫_‬ ‫ح‬ ‫_‬ ‫إسلامي‪ :‬كسبا وإنفاكا وتسخيرًا له في هَنو الدنيا‪ .‬كما أبرَرَ علاقته بالدنيا؛ وهمي‬ ‫لانضل‪ .‬ومن احل اللسيطرة عليها حتى‬ ‫علاقتةة صر ع دائم من أجل مصل ع‬ ‫الدهر «وني شعر أيي مسلم يلحظ قرئ كثرة وزود هذه الردة (الدهر) ورودا‬ ‫يكاد لا تخلو فيه صفحة من صفحات ديوانه ونحسب ا هَنم المفردة من أكثر‬ ‫)‪.‬‬ ‫للفردات استثارًا بقاموسه الشعري»(ص‪:‬‬ ‫كما أبان الدكتور عن اعتقاد الشاعر في الموت الذي لا يخرج عَمَا تشير إليه‬ ‫الشريعة الإسلامية‪.‬‬ ‫سجل الدكتور في موضوع الحكمة‪ :‬في شعر أيي مسلم النتائج الآتية‪:‬‬ ‫! فهم الشاعر للدين الإسلامي كان فهما عميقكا؛ بتزعته منزعكا زهديئا‬ ‫إيجايئًا‪ ،‬يرغتب في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا من دون أن يكون منعزلا عن‬ ‫الجماعة ولا نافرًا من الدنيا‪.‬‬ ‫ح‪ -‬التأمل العميق الواعي في الدنيا وأحوالهاء دافع ذلك الحرب القاسية المعلة‬ ‫المستمرة يين الدهر وأبي مسلم‪.‬‬ ‫ح بقي أبو مسلم رغم كل ذلك_ مسلما في شعره‪ ،‬مؤمنا راسخ‬ ‫ايمانك حريصا على الجهاد ني سبيل إعلاء كلمة ا لله» مهما يعظم الخطب‪ ،‬وتشتد‬ ‫المحن ويتأًب الأعداء‪.‬‬ ‫‪« 4‬قد يلحظ القارئ إد أبا مسلم وَهُوَ يصارع الدهر _نوعا من الاعتزاز‬ ‫بالنفس واللقة بهاء قد يراه ‪:‬بعض الناس اعاء وغرورا‪ ،‬ولكن عند التأمل نتبينك أنة‬ ‫اعتزاز مؤمن بربه مقر بضعفه‪ ،‬مستجير دوما بنصرته‪ ،‬وتلك سمة طالما لوحظت‬ ‫ما يفعلون وما‬ ‫عند الشعراء الذي يصدرون عن عقيدتهم الإسلامية الصافية ني ح‬ ‫يذرون‪ 3‬وهي سمة شعر الفخر عند الشعراء الفقهاء» (ص‪551-66 :‬ة)‪.‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪4‬‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫‪ 3‬الحنين ‪2‬‬ ‫إن الروح الإسلامية ابدا لا تختفي من شعر أبي مسلم مهما تكن حاله‬ ‫وتبدل الأورضاع‪ ،‬ومهما يكن الدافع إل الكتابة _ وإذ كتب عليه أن يعيش جمل‬ ‫حياته بعيدا عن وطنه عُمان‪ ،‬فإ نفسه المليئة إبمائا وقلبه اللفعم حبا لوطنه أيي‬ ‫عليه إلا أن يعيش أجواء بيتته بكل جوارحه وروحه تاريخهاء أحداثها وحوادثهاء‬ ‫مستها وأحزانها‪ 6‬آمالها ورطموحها ماضيها وحاضرها‪ ...‬وقد ترك لنا شعرًا كله‬ ‫حنين وشوق إلى هَذَا الوطن العزيز عليه حنين طبعه بروح إسلامية عالية؛ إذ‬ ‫لا يشعرك إلأ تك تعيش مع القيم والمبادئ والمفاخر والمآثر وأنك لا تلتقي‬ ‫إلا مع حب العمل والقيام بالواجب والحرص عَلى أداء الأمانة وحمل الرسالة‬ ‫وتحمل المسؤولة‪.‬‬ ‫حاول الدكتور _ في َذَا للبحث القيّم والدراسة المعمقة وبراعة وقدرة‬ ‫كبيرة عَلى التحليل والاستنباط‪ ،‬أن يقدم لنا صورة جيدة عن طبيعة الحنين في هذا‬ ‫الشعر الملتزم‪ ،‬وعن نقط الارتكاز فيه وعن بعض الخفايا فيهس ولو كانت إشارات‬ ‫فقط‪ ،‬إلا أَتَهَا إماءات يدركها اللبيب‪ ،‬صاحب البصيرة المتيقّظة والنظر البعيد‪ .‬يمكن‬ ‫أن نوجز هَنو الإشارات في النقط الآتية‪:‬‬ ‫‪ /‬إن الشاعر تمكَل بيته الأصلية (عُمان) تمختلاً كبيرا حيئا‪ ،‬رغم أنة غادرها‬ ‫وَهُوَ دون العشرين من عمره‪ ،‬واستفاد من بيتته التاريخية فائدة كبيرة في تيكوينه‪ ،‬وفي‬ ‫توجيه حياته الشعرية توجيهكا خاصگًا‪.‬‬ ‫‪ 2‬وصفه وحنينه؛ تعبير صادق عن حالته النفسية الي كان عليها هو ي ديار‬ ‫لغربة‪ ،‬حَنيم الحالة تشبه كما يقول الدكتور‪ :‬حالات الوجد الصوف لأة «كإً‬ ‫تأسّة أو حركة أو منظر له علاقة بوطنه‪ ...‬تستطير في فؤاده نوازع التذكر‬ ‫والحنين» (ص‪.)061 :‬‬ ‫قال أبو مسلم‪:‬‬ ‫إن شاق غيري آرام وغزلان‬ ‫معاهد شاقني منهامحاسنها‬ ‫إن باء بالحب في الأوطان لعان‬ ‫لها على القلب ميثاق يبوءبها‬ ‫لا يغلب القدر المحتوم إنسان‬ ‫نزحت عنها بحكم لا أغالبه‬ ‫حي قضى خلفته بعد أحزان‬ ‫كأني واغترابي والفرام بها‬ ‫مثل الخيال وروحي تم جثمان‬ ‫هي النوى جعلتني في محاجرها‬ ‫رغمي‪ ،‬وليس الترياق إمكان‬ ‫أعيش في غربة عيش السليم على‬ ‫(ص‪ :‬صي{)‬ ‫و يقول الدكتور‪« :‬إذا تعود الشعرا أن يتحرك حح‪:‬نينهم إلى الأوطان‬ ‫لأغراض حسية‪ 5‬بعضها الشوق إلى الأحبة والحبائب\ الي رمز إليها _ على عادة‬ ‫العرب _ بالآرام والغزلان فإن الذي يحرك الشوق في قلب آبي مسلم المحاسن لا‬ ‫السن والمآثر لا الآثار‪ 5‬والعاني لا لملباني؛ لأث الذي يربطه بهذا الوطن أسمى‬ ‫وأعمق من أن يتمئَّل في طلل بال أو غزال أهيف» (ص‪.)261-361 :‬‬ ‫هَنيهِ لللاحظة مهمَة؛ لأَئَّهَا تبين طبيعة الحدين الذي صدر من أبي مسلم‪:‬‬ ‫وتميز بنلك الإيجابي منه‪ ،‬الذي يخدم القيم والمبادئ والرسالة} عانلسلي» الذي‬ ‫يهتم الشخصيةش ويستهتر بالمقوًّمات‪ ،‬فآبو مسلم لا يحن إلى المريع والرابع‬ ‫وللناجع لاعتبارات مادية دنيوَة} بل هو يحن إلى ما تحمله يين طياتها وزواياها من‬ ‫قيم معنوية واخلاق إسلامية عالية ومآئر ومفاخر ومشاعر وشعائر‪...‬‬ ‫قال أبو مسلم‪:‬‬ ‫وليت انطفاء البرق للغرب عاصم‬ ‫إذا لاح برق سابقتهمدامعي‬ ‫لئن خانني دهري بشحط معاهدي ‪ 3‬ققلي برغم الشحط فيهن هائم‬ ‫وسائل في شرع الهوى ولوازم‬ ‫وا هيام القلب فيها وقدنات‬ ‫فعلن إذا ازدادت عليه اللوائم‬ ‫فيا لفؤادي ما التباريح والجوى‬ ‫أمضُ بها ما تمج الأراقم‬ ‫على أن ذكر النفس عهداومعهدا‬ ‫(ص‪)! :‬‬ ‫وقال أيضا‬ ‫روح الفضيلة لا رند وريحان‬ ‫=‬ ‫نشأت فيها وروضاتي ومرتعي‬ ‫أرتاح فيها إلى خل فيبهرني ‪ 3‬صلق وقصد ومعروف وعرفان‬ ‫(ص‪ :‬عها)‬ ‫‪ 4‬حنين أيي مسلم؛ حننين إلى الجهاد‪ .‬والقيام بالواجب‘ وحنين ‏‪ ٢‬جاهدة‬ ‫النفس» والتوق إل النعيم الأبدي والرضوان الخالد‪ ،‬عَلّى لطرييقة ال عرف بها سلفه‬ ‫الشراة‪ ،‬الذين يعتز بمبادئهم وسيرتهم ويحرص على ترسُم خطاهم والسير في‬ ‫نهجهم واقتفاء أثرهم‪.‬‬ ‫بهذا العرض القيم الذي قدمه الدكتور يبرز هَذَا الجانب الهام في شعر أبي‬ ‫مسلمض الذي يكشف هو أيضا عن إيمان الشاعر الحقيقي؛ لأنه الجانب الذي يمين‬ ‫عن خلجات النفس‪ ،‬وما تشعر به‪ ،‬ويجد فيه اللاشعور الفرصة في حال احتدام‬ ‫للشاعر وتوظُر النفس» لينفلت من رقابة الأنا‪ ،‬وقبضة الأنا الأعلى ليكشف عَمتًَا‬ ‫بداخله من الأفكار المحظورة والمشاعر الملبكوتة‪ ...‬ومن هنا يكون الحنين من‬ ‫أفضل ما يتزجم عن حقيقة ما يفكر به الإنسان‪ ،‬وما يطمع في الوصول إليهء‬ ‫وما يعتقده ويهواه‪.‬‬ ‫والشاعر أبو مسلم وجدناه من خلال ما ذكره الدكتور وفيا لمبادئه‪ ،‬محافظا‬ ‫على خطه النفسي" ملتزما بما كان يؤمن به‪ ،‬وقد وجه هَذَا الحنين إل ما يخدم القيم‬ ‫والأحلاق والسلوك الحسن‪ .‬عن هَذَا يقول الدكتور‪« :‬هكذا يتجلى لنا بوضوح‬ ‫كيف تغدو النفحة الشعرية عند اي مسلم رؤية يشملها الدين الإسلامي" إإنَهَا‬ ‫المنطلق لِكُرُ أحاسيس الشاعر‪ ،‬حتى شوقه ل وطنه»(ص‪.)!59 :‬‬ ‫_‬ ‫_‪7 -‬‬ ‫إ للتأمل في نفثات الشاعر وزفراته ومشاعره‪ 5‬وي ملاحظات الدكتور‪ ،‬يدرك‬ ‫تمام الإدراك أن الشاعر كانت رغبته ملحَة في مشاركة إخوانه وبن وطنه العمانيين‬ ‫في الجهاد وفي النهضة‪ .‬وفي إخراج البلاد من التخلف والتدهور‪...‬‬ ‫هذا هو النظر الإسلامي أو الرؤية الإسُلاَمّة أو الصدور الإسلامي للحنين؛‬ ‫حنين إل العمل الصالح‪ :‬ل القيام بالواجب إل التضحية‪ ...‬إلك السؤال الذي‬ ‫يقم القارئ‪ :‬لماذا لم يتتقل الشاعر ‏‪ ٢‬عمان ليشارك عن كشب ف الأعمال الي‬ ‫يقوم بها العُْمانيُون؟ ما هي الأسباب الحقيقية ال منعته عن ذلك؟ لماذا غادر وطنه‬ ‫عُمان؟ ولماذا لم يرجع إليه رغم ارتباطه به روحيا وتعلمُقه الشديد به اللأفنت‬ ‫للانتباه‪ 5‬والمثير لللهشة والاستغراب؟ وماذا كان يحرك أشجانه وعواطفه‘ وما الذي‬ ‫كان يضخم من مأساته‪ 3‬وَهُوَ يعيش أو يعايش أحداث عمان والحياة اليومية فيه؟‬ ‫ما أسباب ذلك غير ما ذكره الدكتور؟‬ ‫وماذا كان يرمي أبو مسلم الوصول إليه‪ ،‬وماذا أراد أن يقوله‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫شاعر صاحب رسالة‪ ,‬وأنه لا يقول ما يقول عن الهوى أو لتزجية الوقت‪ ،‬أر‬ ‫لتزف القول‪...‬؟‬ ‫هيو الأستلة هي إحدى التنائج الي يخرج بها القارئ وَهُوَ يتصفح هذا‬ ‫لحث اللطيف الرائع من دراسة الدكتور‪ ،‬الذي أعته شخصيمًا من أهج مباحث‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫| لرثا ء »‬ ‫وقي جانب آخر من شعر أي مسلم يبرز الدكتور الرؤية الإسلامية في كتاباته‬ ‫إَهُ جانب الراء الذي يعبر فيه الشاعر عادة عن حزنه‪ ،‬وعن فراق الأحبئة‬ ‫القلب وعلاقة بالشخص الراي ‪.‬‬ ‫والأصدقاى رمن لحم مكان ق‬ ‫_‬ ‫_‪7‬‬ ‫إل أن ابا مسلم لم يكن يذوب ف الرثاء ولا كان يجزع فيه ولا يتحب© بل‬ ‫كانت الغيرة الإسلامية تدفعه لكي يرثي الإسلام لفقد أحد حاميه ودعاته} وكان‬ ‫هو يلتزم بالتعاليم الإسلامية في هَذَا الرثاء‪.‬‬ ‫من خلال بعض الإشارات الي ذكرها الدكتور‪ ،‬وبين فيها طبيعة الرثاء عند‬ ‫الشاعر‪ ،‬وال توجها فيما يلي‪ ،‬نكتشف الرؤية الإسلامية ف هَذَا التناول‪:‬‬ ‫! رثاء أيي مسلم تعبير عن الإحساس الجمعي؛ لأن أغلب الذين رثاهم‬ ‫عمد في بحتمعاتهم‪ ،‬نقدهم لا يحدث فراغا في تلك المجتمعات فحسب وَإتَمَا‬ ‫مس العالم الإسلمي كله ‪ .‬هذا يقول الدكتور‪ :‬فإةً للعجم الشعري لِهَذه القصائد‬ ‫يدور كثيرا حول الكلمات الآنية‪ :‬الدين الإسلام العلم‪ .‬الأمة‪...‬‬ ‫ح‪ -‬رثاؤه بعيد عن العويل والانتحاب‪ ،‬بل هو «حزن مؤمن بقضاء الله‬ ‫وقدره‪ ،‬مؤمن يدرك أ الملوت كأس كُل النس شاربوه» (ص‪.):67 :‬‬ ‫ى مرايه عادة ما تتحول إل نصائح وعظات ومواقف للتأسُل والاعتبار من‬ ‫للوت‪ ،‬بالرجوع إل النفس ومحاسبتها قبل فوات الأوان كما أنسة كان ييكي في‬ ‫حَنيهٍ القصائد‪ :‬الإيمان‪ ،‬التقوى‘ الفضل العلم‪ .‬العمل الصالح‪ ...‬لأ ذو القيم إن‬ ‫فقيد الشخص الذي يتصف بها لحقت بالإسلام وللسلمين خسارة كبيرة‪.‬‬ ‫‪ 4‬تور شعره الرائي عَلّى خصائص شعر الشراة الذي يعبر عن «حزن‬ ‫للؤمن الصابر المعتر بالشهادة المتشوق إل الظفر بهاء أو كان نوعا من الفخر‬ ‫مناقب الفقيد‪ ،‬فخر التطلع إل الموت فى ميدان الجهاد في الدنيا وجوار الله‬ ‫والإخوان في الآخرة» (ص‪.)671-77 :‬‬ ‫مرة ثانية يؤكنّد الدكتور عَلى هيو الرابطة والصلة القوية يين شعر أبي مسلم‬ ‫_‪-‬‬ ‫_‪+‬‬ ‫وشعر الشراة وعقيدتهمك ال كانت تتظم حياتهم‪ 5‬وبذلك ضربوا أروع الأمثلة في‬ ‫الالتزام بشرع ا لله والصدور عنه في كل مواقفهم‪.‬‬ ‫هيه الإشارة تؤكد مرة أخرى الصبغة الإسلامية لشعر أيي مسلم‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫شعره‬ ‫‪ :3‬خصا نص‬ ‫في مَنه الخلاصة نحمل بعض ما قاله الدكتور متفرق قى دراسته‪:‬‬ ‫‪ 1‬إت شعره كُلٌ لا يتجزا لأ له رؤية شمولية‪ .‬تنظر إل الإنسان المسلم من‬ ‫خلال كل موضوع يعالخه‪.‬‬ ‫‪ 2‬شعره يدور كثيرا في حال الاستهاض والتبشير بكل حركة تقوم لاسترداد‬ ‫عرَة الإسلام وللسلمين أينما كانواء ويربط المسلم في كل مواقفه بالأصل؛ وَهُوَ‬ ‫العقيدة الصحيحة الي تدفع إلى مقاومة الظلم‪.‬‬ ‫ي‪ -‬المزج الكلي بين الشكل والمضمون «فهو لا يعرض عليك التاريخ أحداثا‬ ‫ووقائع جامدة‪ .‬ولا يذكرك بالقبائل والقرى العمانية أسماء تثرى وتتوالى‪ ،‬إِنسّمَا هو‬ ‫يصب ذلك كله في صور فنية متحركة نابضة بالحياة متوثبة بالمشاعر} فتى‬ ‫العاطفة الصادقة بارزة فى كُإُ كلمة يخطها حَى ولو كانت أحداثا تاريخية مضت‬ ‫عليها القرون‪ ،‬كما فعل ذلك في (النهروانيَّة) أو كما جسم ذلك من خلال الصور‬ ‫الفنية الابضةء وهو يحن ل كُل قطعة في أرض عمان في (النونية) وصدق من‬ ‫قال فيه‪« :‬إنه _ فيما نعتقد _ كان شاعرا فقيها‪ ،‬أو شاعرًا مؤرًخكا‪ ،‬أو شاعرًا‬ ‫نسبة أ شاعرًا متحمسا لفكرة وطنية و لم يكن فقيها يلجا ل الشعر ليصب‬ ‫فيه آراءه‪ ،‬أو عالما بلشاريخ والأنساب يقتم للناس فكرته في شكل منظوم؛ أر‬ ‫مك _‬ ‫_‬ ‫متحمسا لأفكار قومية يستعين بموسيقى الشعر عَلَى جمع القلوب حوها‪ ،‬لكنه‬ ‫كان قبل كا شيى شاعرا يسلط بصيرته الشعرية عَلَى حقول مختلفة فأكسبتها‬ ‫كثيرا من لون الربيع الشعري ومناخه»“ (ص‪.)!81-7 :‬‬ ‫‪ 4‬شعره ظل محافظا عَلى بعض الأصول الي غزته ني طفولته _ كما يقول‬ ‫الدكتور _ مثل القرآن الكريم والشعر العربي القديم‪.‬‬ ‫‪ 5‬متاز شعره بالحيوية والتجئُد في اللغة والتصوير والتعبير‪« :‬ولا نشك‬ ‫‪.‬‬ ‫إطلاقا في أ البيئة الجديدة ال عاش فيها في زنجبار كانت من العوامل القوية ني‬ ‫إكساب أدبه هذه الشاعرية الفياضة فقد انتقل من اللون الصحراوي الذي تغلب‬ ‫عليه الصفرة ووحشة الجذب إل اللون الأخضر الذي ييعث البهجة في النفوس‪.‬‬ ‫ويضيء في حناياها الأمل والانشراح» (ص‪.)72 :‬‬ ‫‪ 6‬يمتاز الشاعر بالأصالة والقوة قى كل بيت يقوله وما سر قوته وأصالته غير‬ ‫لتوافق التام يين شخصيته وإبداعه‪.‬‬ ‫‪ -7‬شعر الحكمة عنده مفتاح من المفاتيح الي نفتح بها مغاليق شعره ونفهم‬ ‫عَلى أساسها أبعاده العقلية والنفسية‪ .‬كما أد الإيمان با لله مفتاح شخصيته وَهُوَ‬ ‫أيضا مفتاح شاعريته رص‪.)!9 :‬‬ ‫‪ -‬الخيط النفسي يربط ربطا حكما بين أجزاء القصيدة عنده‪.‬‬ ‫‪ -9‬الثنائية ظاهرة بارزة في شعره‪« :‬إة هَدَا الاتحماه في فكره يعود ل نزعته‬ ‫تأملية‪ .‬ومنهجية فكره الي تعتمد الموازنة بين الأشياء والتقابل أو الضاد فيهاء‬ ‫فهناك الخير والشرَ‪ ،‬والشواب والعقاب\ والدنيا والآحرةء والرجل والمرأة» حيث‬ ‫مدخل إلى دراسة الأدب في عئمان‪ ،‬ص‪ :‬ككا‪.‬‬ ‫!‪-‬‬ ‫إ‪7‬ك ‪-‬‬ ‫_‬ ‫الثنائيات التي بنيت عليها الحياة والكون والنلس» (ص‪ :‬ي‪..)!23‬‬ ‫‪ 0‬قصائد الابتهال عنده تسم في الأعم الأغلب بالتكرار اللفظي والمعنوي؛‬ ‫لأنها ترجمة صادقة لخلجات الشاعر النفسية (ينظر ص‪7 :‬ك)‪.‬‬ ‫الأسلوب الخطابي من أبرز الخصائص الفنية فني شعره؛ إذ أنته استجابة‬ ‫لدافع موضوعي فرضه الواقع الذي كان يعيشه هو نفسه‘ بما ترك في نفسه من‬ ‫انعكاسات نفسية} جعلته يتحرك ليخاطب غيره‪ ،‬يخاطب فيه قلبه وعقله‪ ،‬ويدعوه‬ ‫لينهض ويصلح من حاله‪ .‬لهذا كثر ي شعره الاستفهام والتعجُب والأمر والنهي‬ ‫والحث والتحضيض والنداء والدعاع إلى غير ذلك من الأدوات الق تعين عَلى‬ ‫استتهاض الهمم وشحذ العزائم‪ ،‬يقول الدكتور‪« :‬فأبو مسلم إذن حين استخدم‬ ‫مني الأدوات الفنية كان واعيا بمدلولاتها النفسية والتبليغئَّة كل الوعي‪ ،‬فقد اختار‬ ‫أن يكون شعره شعرا رسالًا‪ ،‬ييل القيم الأخلاقية والتطلعات الوطنية وللبادئ‬ ‫الإسلامية يل لآحرينؤ فكان لابد من توظيف كُل العناصر الفنية لضمان وصول‬ ‫فيما ذهب إليه» (ص‪.)!55 :‬‬ ‫هنو الغاية وهو ِ‬ ‫ع «اجمل ما ني شعر أيي مسلم أنه يعلم الفكر والأدب معكا‪ ،‬ويخاطب‬ ‫العقل والقلب سويا وقلة من الشعراء هم أولعك الذين يجمعون في شعرهم مَذه‬ ‫الخصائص» (ص‪ :‬ت‪.)!9‬‬ ‫إشارارته هصمّة‬ ‫‪2‬‬ ‫ء‬ ‫‪5‬‬ ‫اولا ‪ :‬م يكن أبو مسلم قوميًا ‪.‬‬ ‫إن الشاعر آبا مسلم لم يركن إل الدعاوى القومية أو الإقليمَة؛ فَإئَهُ يرى كُزَ‬ ‫كما‬ ‫‪ (793‬ز فهو م يكن «قومئ النزعَة»‬ ‫هذه الدعاوى من رواسب الجاهلية (ص‪:‬‬ ‫يرى ذلك صالح الحارثي أو كان ينظر ل «أفق قومي» كما ذهب ل ذلك أحمد‬ ‫درويشر‪ 6‬فقد رة الدكتور عَلى هذين الرأيين أو هاتين الفكرتين (ص‪» :‬ه) بتحليل‬ ‫أبا مسلم‬ ‫وتناول القصيدة الي اعتملها من قرر أ‬ ‫نماذج من شعر الشاعر نفسك‬ ‫قومي النزعة} استخرج منها النفس الإسلامي والرؤية الإسلامية بدل النزعة القومية‬ ‫فيها الشاعر موقفه من المؤتمر الإسلامي‪.‬‬ ‫سن‬ ‫أر النظرة القومية‪ .‬إِئَهَا القصيدة ال‬ ‫الذي عقيد في القاهرة‪ ،‬تحت إشراف رياض باشا سنة‪ 915 :‬في المؤتمر كشف‬ ‫النقاب عن مؤامرة الأقطاب ضد المصريين للسلمين (ص‪.)&» :‬‬ ‫بعد التوضيح والتحليل يقرّر الدكتور في النهاية ما يأتي‪« :‬ونوذ أن نقرر في آخر‬ ‫هَذَا البحث أد أي محاولة لحمل أبي مسلم على هَذَا الاتجاه القومي الضيق هو ظلم‬ ‫للشاعر وظلم لشاعريّته‪ ،‬وظلم للحقيقة التاريخية والموضوعية العلمية والدراسة‬ ‫النقديئة‪ ،‬ولا عبرة بأولنك الذين يخضعون الأدب للسياسة‪ ،‬ويطوّعون النهب‬ ‫والمبادئ للمصالح لأ الزيف إن توارى عن الأعين زمنا لابُد أن يجيء يوم‬ ‫ديوان ابي مسلم‪ .‬ص‪.41-!2 :‬‬ ‫ينظر ‪7‬‬ ‫‪- ,‬‬ ‫مدخل إل دراسة الأدب في عئمانؤ ص‪ :‬ككا‪.‬‬ ‫م ‪-‬‬ ‫_‬ ‫‪ 7‬حك‬ ‫تكشف فيه حقيقته للنلس‪ ،‬و لله الأمر من قبل ومن بعد» (ص‪.)“ :‬‬ ‫واضح من هَذَا النص أن الدكتور كان حريصا عَلَى أن ييقي عَلى النفس‬ ‫لشعري عند مي مسلم نا صاي مكنلما يشيهه ى الخيط الشعري انسي‬ ‫واحدا موحدا! كما أنتجته قريحة الشاعر‪ ،‬وكما أفرزته طبيعته المتشبتّعة بالإيمان‬ ‫الصادق‪ ،‬أراد أن ينبه ‪ 1‬ضرورة التزام الصدق والأمانة في تداول الآثار الأدبية‬ ‫بعدم استغلال الفرص والمناسبات لتمرير بعض الأفكار والنظريّات‪ ،‬وعدم الرضوخ‬ ‫للظروف والعوامل الضاغطة لتكوين ما يساول من آئار أدبية بألوان أو بصبغة‬ ‫السياسة الآنيةء وعدم الاستجابة الساذجة لما يع وما يطرأ من دون التعمق‬ ‫والنزوي والت‪.‬‬ ‫في هَذه الملاحظة إنصاف للرجل‪ ،‬ودعوة لإعادة النظر في بعض الأحكام الي‬ ‫أيديت عن الشاعر‪ .‬وهذا الرد وهذه الوقفة تهدف أساسا إل تأصيل الرؤية‬ ‫الاسلامية في تداول الآثار الإسلامية لابراز ما فيها من مني الروح شكل‬ ‫ومضمونكا‪ ،‬تعبيرا وتصويرا؛ للوقوف ف وجه الردات المختلفة المتلونة اللتسربلة‬ ‫بالسرابيل المتنوعة الكثيرة‪ .‬الردات الي أفرزتها الحداثة وما بعد الحداثة(‬ ‫ثانيا ‪ :‬ترعة التصوف يث شعر أبى مسلم‪:‬‬ ‫إ الباحث يثبت الصلة الكبيرة يين ابتهالات أبي مسلم وشعر التصوف؛ إذ‬ ‫أتَهَا كانت تستلهيمه احيانا وتستمد منه النفس الشعري‪ :‬لغة وتعبيرا وتوظيف‬ ‫يراحع كتاب الدكتور محمُد ناصر حداثة أم رة{ طا‪ ،‬مكتبة الضامري للنشر‬ ‫ا‪-‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬السيتب‪ ،‬سلطنة عثمان ‪4141‬ه_‪.!599/‬‬ ‫_‬ ‫_ ب‬ ‫مصطلحات معروفة عند المتصوفة وا دلالات خاصة عندهم (ص‪ 26)5 :‬إل أنه‬ ‫ينبه ‏‪ ٩‬لتفريق يين نزعة التصوف عند هؤلاء والي عرفت عن أبي مسلمض ومن لم‬ ‫يهند إل هَذَا الفرق‪ ،‬و لم يفصل تصوفه عن تصوف بقيمة الشعراء الذين عُرفثوا‬ ‫بللتصرفة خالفه التوفيق» وحالفه الزلل؛ لأن نزعة هؤلاء اتسمت بما عثرف عن‬ ‫عصر الانحطاط أو تسرب إليها ما رسب في هَذَا العصر‪ .‬في هَدَا يقول الدكتور‪:‬‬ ‫«فقد ينظر الدارس السطحي إلى نزعة التصوف في شعر أبي مسلم كما ينظر‬ ‫إل هَنيه النزعة عند غيره من شعراء التصوف وما أكثرهم‪ .‬ولاسيما في عصور‬ ‫الانحطاط وَهُوَ إن فعل ذلك جانبه الصواب لا محالة‪ ،‬و لم يلمس حقيقة أفكار‬ ‫الشاعر ومواقفه ورؤاه؛ لأثً منطلقات التصوف عند أبي مسلم منطلقات عقديئَة‬ ‫إيجابية ها علاقة بعقيدة الشاعر ونظرته ل الحياة‪ ،‬ومحاولة منه لفهمهاا لا المروب‬ ‫منها» (ص‪ :‬مى" ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬شعرأبي مسلم متأثر شعر الشراة‪:‬‬ ‫س‬ ‫يقرر الدكتور أك شعر أيي مسلم صورة صادقة عن شعر الشراةً هَذَا الشعر‬ ‫ينزجم عن العقيدة الصحيحة الصادقة الصافية ويثبت السلوك الحسن القويم وينشر‬ ‫لقيم الفاضلة النبيلةش ويقدم مقومات الشخصية السوية‪ .‬شعر ألي مسلم يصب كنه‬ ‫«في هَذَا البحر الخضم بحر الإيمان با لله ورجاء ما عنده قولا رعمل» (ص‪.)62 :‬‬ ‫قال ا بو مسلم ‪:‬‬ ‫ينظر ص‪ 67 :‬روما بعدها رص‪ :‬ا‪.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫_‬ ‫كد‬ ‫_‬ ‫وما فوق مرضةة الإله أجور‬ ‫جزى الله أهل النهروان وضاءة‬ ‫وقاموابا يرضي‪ ،‬وفيه أبيروا‬ ‫كما جاهدوا في الله حو جهاده‬ ‫وكلهم على للوت صبر هناك شكور‬ ‫وماتوا كرما تانتييوكتهم‬ ‫وإن أبلجت فوق الأمور أمور‬ ‫شراة‪ ،‬سراة لا يخط غبارهم‬ ‫فليس لحم عيش هناك قرير‬ ‫إذا انتهكت من دين الإسلام حرمة‬ ‫قرابين منهم قلصت وننور‬ ‫نفوسهم حيث ابتلوا وجه ربهم‬ ‫وما شنآن لللحدين مضير‬ ‫ندين لوجه الله طوعا بحبهم‬ ‫(ص‪) :‬‬ ‫وقال أيضا‪:‬‬ ‫على نهر (حرقوصر) وَرزيد) كولرع‬ ‫أولكك أبرار الإباضية الأرلى‬ ‫لل ا لله عن حن سيواه المنازع‬ ‫هم القوم أحرار الوجود سمت بهم‬ ‫ل ا له والزلفى‪ ،‬وهم لي ذرائع‬ ‫محبتهم ديني بها أبتغي الرضا‬ ‫أجاهد ق إحيائها وأقارع‬ ‫ودعوتهم لي سنة وجماعة‬ ‫ص‪) :‬‬ ‫إحساس الشاعر القوي بالانتماء إل الشراة كثيرا مَا دفعه إلى الغوص في أعماق‬ ‫التاريخ‪ ،‬مصوَرًا أحداثه‪ .‬مستنطقًا حوادثهه مستخر جحا منها العبر‪ .‬كما كان يشير‬ ‫كثيرا إلى بعض المسائل في عقيدة الشراة} عن طبيعة أدب الشراة‪ ،‬الذي كان أبو‬ ‫مسلم يستلهمه ويسترشد به يقول الدكتور إحسان عباس‪« :‬وإا الدارس لأدب‬ ‫الشراة تي كُلٌ عصورهس ولاسيما في عصره الذهبي منتصف القرن الول والقرن‬ ‫لثاني الهجريين‪ ،‬يلاحظ ولا شك ما يتميتر به ذلك الأدب من نزعة صوفية‬ ‫‪=-‬‬ ‫_ ‪1‬‬ ‫زاهدة‪ 5‬تنظر إل الدنيا وما فيها من لذات على أنها عرض زائل ومتاع باطل‪.‬‬ ‫خليق بالاحتقار والازدراء‪ ،‬وهي ترنو ل حياة اخلد‪ ،‬ولذة ابقى‪ ،‬وعالم‬ ‫أمثل‪ »...‬رص‪ :‬ات‪.‬‬ ‫ويقول الدكتور محمد ناصر عن الشراة‪« :‬هَذره الروح الإيمانية للنتفضة الى‬ ‫تغيش للإسلام وحده لا لغيره‪ ،‬وتدعو إل الاحتكام إل القرآن وحده دون‬ ‫سواه هي روح ودعوة الشعراء الشراة‪ ،‬وهذا معلم بارز في شعرهم» عَلى‬ ‫نهجه سار أبو مسلم فا آباءه الذين يفتخر بهم هم رجال تزيّنوا بالامان‬ ‫وحملوا بالتقوى وشرفوا بالإسلم» (ص‪.)03:‬‬ ‫قال أبو مسلم‪:‬‬ ‫فما قطعتهم عن رضا القواطع‬ ‫رجال سعوا لله سعيئامباركنا‬ ‫اع‬ ‫لسبيل‬ ‫وفي ال‬‫صهم‬‫فمالصتعت‬ ‫أنابوا إلى ا له اتباع سبيله‬ ‫لينله جامع‬ ‫ا الد‬ ‫اواني‬ ‫مفرق‬ ‫ولا‬ ‫فما جمعوا ما فرق اله جمعه‬ ‫هدام ولايفري عليهم متابع‬ ‫أولعك أهل الحق ما ضل سُقتَفو‬ ‫عن الله‪ 6‬مايقضي وماهر شارع‬ ‫أولعك أهل الفهم ما جار فهمهم‬ ‫فغنم وأما ذكرهم فذرائلع‬ ‫أولفك أهل الخير ما حياتهم‬ ‫لم بركات في الدنى ومنافع‬ ‫أوك أهل الفضل حتى ولو فنوا‬ ‫إذا جمعتنا يا جرير المجامع‬ ‫ارلعك أشياخحي فجئني يمثلهم‬ ‫(ص‪ :‬به)‬ ‫الخطابة ف عصرها الهي‪ .‬ص‪.66 :‬‬ ‫ينظر‪ ،‬د‪ .‬إحسان عباس‬ ‫!‪-‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪7‬‬ ‫ن نتائج الدمراسة‪:‬‬ ‫من النتائج المهمة ال توصل إليها الدكدور في ختام دراسته القيمة الجادة‬ ‫للركَزة ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ /‬إ الشاعر أبا مسلم شاعر إسلامي‪ :‬ثباتا في العقيدة وأصالة في التعبير‬ ‫ونبالة ووضوحًا في الأهداف‪.‬‬ ‫‪ 2‬سخر شعره للدعوة إل مبادئ الإسلام الصحيحة وللإرشاد بالقيم‬ ‫والأخلاق‪.‬‬ ‫‪ 7‬اتخذ الشعر أداة دعوة إل ا لله‪ ،‬وأداة دعاء وابتهال للسمو النفسي‬ ‫وتطهير النفس من الذنوب وأوضار الدنيا وقد استحوذ الابتهال عَلّى ما كتبه‬ ‫شعرا‪.‬‬ ‫‪ 4‬عالج كُلَ للوضوعات الق عرفتها يتته؛ وعرفت في زمانهں سواء ما كان‬ ‫منها ذا طابع ذاتي أو ما كان منها ذا طابع غيري‪.‬‬ ‫ك يمتلك موهبة شعرية معتبرةإ لهذا جاءت صياغته مقبولة‪ :‬فكرًا وفا ‪ ..‬فهر‬ ‫يملك لغة قوية تفتزف من القرآن الكريم والأدب العربي والثقافة الإسلامية بعامة‪:‬‬ ‫«لهذه الأسباب جميعا نستطيع القول _ مطمئنين _ إد الشاعر أبا مسلم كان شاعرًا‬ ‫إسلاميا ني رؤيته‪ ،‬وفي موقفه وفي لغته وفي آدابه‪ .‬وَمُوَ بنلك يح له أن يسمى‬ ‫حستَان عُمان‪ 5‬كما يطلق عَلى نفسه بدون مناز ع» (ص‪.)!67 :‬‬ ‫قال أبو مسلم عن نفسه‪:‬‬ ‫ولا يتم بغير النصح لكان‬ ‫لا يصدق الدين إلأ منينلنصحه‬ ‫‪ 3‬ملاحظا ت‪:‬‬ ‫نسجل في هنو الصفحات وقي ختام هذا المرض بعض الملاحظات الي‬ ‫نراها ضروريئة‪ ،‬والي تلقي بعض الضوء على دراسة الدكتور‪:‬‬ ‫إ اعتذر الدكتور محمد ناصر عَلى الاختصار ف دراسته لشعر أبي مسلم؛‬ ‫َهُوَ يراها فقط مدخلا للولوج إل العالم الشعري للشاعر وهي ليست سوى‬ ‫إسهام في وضع أسس في سبيل خطة أكثر إحكام ودة لدراسة شعر الرجل‪ .‬وما‬ ‫هي إل واضعة لمفاتيح في طريق هَنيه الدراسة المرتقبة منه أو من غيره‪ ،‬لهذا اكتفى‬ ‫ببعض النماذج في الاستشهاد على ظاهرة أو في تحليل موقف أو تسجيل خاصية‪.‬‬ ‫مع ذلك فإ الدراسة اتسمت بالعمق والحتَة والجدية‪.‬‬ ‫ح‪ -‬نبهت الدراسة إل ضرورة إعادة النظر في بعض الأحكام الي اطلقت عَلى‬ ‫شعر أيي مسلم‪ .‬وإعادة دراسة شعره للتعمّق فيه‪ ،‬حى يحل المحل اللأتق به‪.‬‬ ‫و‪ -‬حرص الدكتور عَلى البقاء مرتبطا ومحافظا على الخط الذي رسمه لنفسه‬ ‫ووضعه لدراسته‪ ،‬وَهُوَ إظهار إسلامية شعر أيي مسلم؛ هذا كان في كل مرة يبه‬ ‫القارئ إلى للنطلق الذي ينطلق منه الشاعر في تعبيره وتصويره‪ 6‬ويعيد تذكيره بنلك‬ ‫حين يسجل النتيجة بعد تحليل أثر شعري أو موقف‪ ،‬ويحمل المتلقي على أن يتأمل‬ ‫جيدا في هَذَا لمنهج الذي اختطه أبو مسلمض ويعي من ثمة الرسالة اليي كان يحملها‬ ‫بشعره‪ ،‬ويدعوه ‪ -‬أي القارئ ‪ -‬كي يعرف ماذا يجب على الأديب المسلم أن‬ ‫مارسه أو كيف يمارسه بادبه‪ .‬وكيف يتعامل الباحث المسلم مع نصوص من هََا‬ ‫‪ -‬وى ‪-‬‬ ‫القبيل‪ .‬فلو قمنا إحصاء بعض الكلمات والعبارات والأفكار الق وردت في دراسة‬ ‫وَمُوَ مقصود من الدكتور _ لخرجنا‬ ‫الدكتورں والتي تكشف عن هَذا النهج‬ ‫جدول يسجل تكرارها عشرات المرات‪.‬‬ ‫هَذيه لفتة مهمة وتوجيه مقصود لبعث الدراسات الأدييَة برؤية إسلامية‬ ‫خالصة‪.‬‬ ‫‪ 4‬يريد الباحث أن يقرّر حقيقة حمى يستقرً في قرارة نفوسنا أت للشاعر رؤية‬ ‫متميزة متفردة‪.‬‬ ‫ى في نظري" تعد مَذه الدراسة تحولا في دراسات الدكتور تختلف عن الي‬ ‫كان قلمها عن بعض الشخصيات الأدبية‪ .‬منم الدراسة تدرجه ضمن للمشتغلين‬ ‫بالأدب الإسلامي‪ .‬فبعد أن قدم نظريا _ جموعة من الآراء في الأدب الإسنلمي‬ ‫فى مؤلفاته‪ 3‬اتحمه ل الجانب التطبيقي» فعرض نماذج من الآثار الأدبية بمجموعة من‬ ‫الأدباء يمتن يتمتعون بالرؤية والوقف الإسلاميتين‪ ،‬وقد درس بهذه الطريقة‬ ‫بجموعة من الشعراء العمانيين بخاصة\ منهم أبو مسلم الرواحي‪.‬‬ ‫‪ 6‬إ هذا النوع من الدراسات ته إل ضرورة توخي الموضوعية في‬ ‫الدراسات الأديَة‪ ،‬وإحلال الأديب عله اللائق به‪ .‬بمراعاة ظروفه ال ترعرع فيها‬ ‫والبيئة لتي درج فيها والوسائل الق توفرت لديه‪ 3‬والثقافة الي ثقفها‪ ،‬وال يصدر‬ ‫عنها؛ استجابة وانسجامًا مع المبادئ الق تحكم البيئة والجهة الي يتمي إليهاء‬ ‫والأهداف اليي يصبو إلى تحقيقها والرسالة الي تناط بالشعر‪.‬‬ ‫وبنلك نقف أمام الانحرافات الخطيرة ال وقعت وما تزال تقع في الدراسات‬ ‫النقدية ال تجري وراء التقليعات المنجتّدة الكثيرة‪ ،‬وتلهث وراء الحداثة الموغلة في‬ ‫_‬ ‫_ ‪06‬‬ ‫لنطرْفؤ وفي مناقشة الآثار الأدبية ومعالجتها ونقدها بطريقة تسيء إليها وتححفها‬ ‫حقها! وتفرغها من قيمتها لحد أَنسَهَا لا تتماشى أو لا تستجيب ليول أصحابها‬ ‫الحداثيين‪ .‬أو إد صَذه النفوس لا تقوى عَلى مسايرة طبيعة َذيه الآثار وإدراك‬ ‫مضامينها ووعي رسالتها‪ ،‬ومن ثم يكون اخري وراء الحداثة وما بعد الحداثة بسبب‬ ‫ذلك‪ ،‬ويدافع من ذلك أو لغرض تحقيق أهداف أخرى خاصة\ يكون من أكبر‬ ‫العوائق على إيجاد انسجام وتواصل بين حلقات أدب أمة مَا‪ 6‬وبخاصة الأسَة‬ ‫اإسْلاَمّة} فيكون الغلو والتطرف ف الدراسات الفنية الخالصة والمنهجية للفرطةة‬ ‫رتوظيف البنيوية الغالية‪ ...‬من أسباب تريد الأدب من قيمته ومكانته ورسالته‬ ‫الدينية والاجتماعية والثقافية والنفسية‪.‬‬ ‫وكأني _ من خلال هنيه الدراسة وملاحظات الدكتور _ نعيد من جديد‬ ‫عرض قضية اللفظ والمعنى‪ ،‬الي ما تزال تعرض وين بإشكال مختلفة وبأسماء‬ ‫وعنارين متعلَّة‪.‬‬ ‫هنيه الدراسة تنبه بطريقة غير مباشرة إلى هذا الانحراف وتبين الطريق‬ ‫الأسلم الذي ينبغي سلوكه في الدراسات الأدبية‪ .‬خاصة الي لها علاقة بالأمة‬ ‫لعريئّة الإسلامية‪.‬‬ ‫‪ 7‬أشارت الدراسة _ بطريق غير مباشر _ إل إفلاس التيارات المستوردة‬ ‫الهدامة والمناهج الحديثة المتطرفة ي دراسة الأدب الرسالي ‪.‬‬ ‫ي‪ -‬في هذه الدراسة كشف عن جانب من حياة العمانيين وظروفهم‬ ‫ا السياسية والاجتماعية‪...‬‬ ‫‪ -9‬سجلت الدراسة تأثر اللدرسة الإباضية أو العمانية بالخط الغزالي ني‬ ‫انصلرف‪.‬‬ ‫‪ 0‬في الدراسة عتاب رقيق ولطيف للعُمانيّين على تقصيرهم في حق أدبهم‬ ‫وأدبائهم ‪.‬‬ ‫‪ -‬نلحظ شلة حنين أبي مسلم إل عُمان‪ ،‬والانتخار به وبتاريخه‪ ،‬والاهتمام‬ ‫به ومنه وقضاياه ومعالجته مسائله؛ رغم أت لم يعش فيه إلا قليله ما تفسير ذلك‬ ‫ولماذا يكتب عن عُمان وينشغل به ويحاول حل مشاكله ولا يقيم فيه؟ ما سبب‬ ‫ذلك أو ما تفسير ذلك؟‬ ‫‪ 2‬نلحظ أأ ما كتبه عن زنحبار قليل يالقيلس إل ما كتبه عن عُمان‪ ،‬لماذا؟‬ ‫و‪ /‬هناك بحال كبير للدراسة الفنية والموضوعية في شعر حسان عمان‬ ‫والدراسة اللغويَة[ والنفسية والاجتماعية‪ .‬ومايمكن التركيز عليه في الدراسات‬ ‫للستقبلة‪ :‬العجم الشعري عنده} الوطنية في شعره الغربة والهجرة وأثرهما في‬ ‫نفسه‪ 3‬كيف عبر عنهما‪ ،‬وما هي دلالاتهما عنده‪ .‬مفاتيح شخصيته المقال عنده‪.‬‬ ‫وقفة مع قصيدتيه‪« :‬الفتح والرضوان» و«النهروانيَة»‪...‬‬ ‫‪ 4‬هَذه الدراسة القيّمة عرفت بجانب من جوانب الحياة الأدبية فى عثمان‬ ‫وقمت إحدى المحاولات الحادة في نهضة الأدب العربي الحديث‪ .‬وبينت المنهج‬ ‫الذي يجب سلوكه في دراسة الأدب الإسلامي‪ .‬جزى الله الدكتور كُلَ خير‬ ‫ووفقه ني أبحاثه ودراساته ومشروعاته‪ .‬ت سميع بجيب‪.‬‬ ‫زمر‬ ‫‪ ١‬ملحق مرقم‪:! ‎‬‬ ‫فرع الحياة المقدسة("‬ ‫فى ذاته وبناته ولذاته‬ ‫لايزال ولم يزل‬ ‫ا لله ح‬ ‫بالذات قام له وجود حياته‬ ‫لا شيء غير الله ح كائن‬ ‫هو أول الأسماء في مرقاته‬ ‫وحقائق الأسماء في اسم الحي إذ‬ ‫من بعد جامع اسمه وصفاته‬ ‫رجعت إليه عين كل حقيقة‬ ‫لاسم وغير الحي أصل ثابته‬ ‫ومن المحال وجود ذات حقيقة‬ ‫للذات ليس لخارج عن ذاته‬ ‫والحي من تجب الحياة لذاته‬ ‫كلا ولا هي بعض غير حياته‬ ‫والحي من ليست حياة عينه‬ ‫فيه قديم غير نفي مماته‬ ‫الة حي لابمعنى زائ‬ ‫فرز الحياة مسبَّبالثباته‬ ‫يكفي وجوب حياته للذات عن‬ ‫فيكون مفتقرالمفتقراته‬ ‫حا وجوبا لالموحب عارض‬ ‫سببا أقام له وجود حياته‬ ‫حيا وجوبا لالكون حياته‬ ‫ومن المحال الشيء علَّة ذاته‬ ‫هَذا وقوع الشيء علكة ذاته‬ ‫مبتدعاته‬ ‫حياة‬ ‫كجنس‬ ‫حس‬ ‫ليس اعتدالا في المزاج ولا ثوى‬ ‫ديوان أبي مسلم البهلاني القسم الأول‪ ،‬تحقيق علي النجدي ناصف©ؤ نشر وزارة‬ ‫‪- 7‬‬ ‫النزاث القومي والثقانة‪ .‬سلطنة عُمان‪ ،‬سنة‪ :‬كت“‪4‬اهإ‪!459‬م‪ .‬ص‪.072 :‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪6‬‬ ‫دون الوسيطة من قديم صفاته‬ ‫الذات كافر صحة استلزامها‬ ‫إجاب واسطة خصوصياته‬ ‫الواجب الحق القديم يُجَل عن‬ ‫وثبوتها في نفي سلبياته‬ ‫تجب الصفات له وليست غيره‬ ‫لحقيقة اسم الحي جمع شتاته‬ ‫وتجاذب الأسماء موجوداتها‬ ‫حيث الظهور وبحد قيُوماته‬ ‫للحي هيمنة عَلى الأسماء من‬ ‫آثار كل اسم بمأثوراته‬ ‫وَعَلَّى كمالات الحياة توقفت‬ ‫فشعاعه الوقاد من مشكاته‬ ‫وظهور كل اسم بنور خصه‬ ‫للحي سلطان عَلَى قواته‬ ‫وظهور كل اسم بقوة فعله‬ ‫ممدوة من ماءعين حيامرت)‬ ‫برزت ظهورات الصفات وكلها‬ ‫©‬ ‫المشكاة‪ :‬كوة في الحائط غير نافذة يوضع فيها المصباح‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫جمع ظهور عَلّى ظهورات غير مقبول‪ .‬رجاء في هامش الصفحة‪:‬‬ ‫مد ‪-‬‬ ‫«هذا غاية ما عثرنا عليه من هَذَا الفرع" وَهُوَ _ كما تراه _ غير تمام‪ .‬فيا للأسف»‪.‬‬ ‫ورجاء بعده‪.‬‬ ‫المصدر السابق" ص‪.772 :‬‬ ‫وقال في الذات الإلهية داعيّا متوستلّ‪٨‬‏‬ ‫له التسبيح منّي والثناء‬ ‫إلهي لاسميك الأعلى العلاء‬ ‫فففن النفس فيك لك البقاء‬ ‫أقمت لع وجهك ذل نفسي‬ ‫وأصوات الصفات لها حداء‬ ‫إليك يسوقها شوق ملح‬ ‫وتحت عزائم النفس العلام‬ ‫أجشمها العزائم وهي نضو‬ ‫ياشرهايئًتك الصفاء‬ ‫أجرها من الأهواء حَتَى‬ ‫وألبس من صفاتك ما أشاء‬ ‫مرق باسمك الأعلى صفاتي‬ ‫وليس كور وجهك لي سناء‬ ‫حلالا‬ ‫بت سوى جلالك لي‬ ‫تساوى الخوف عندي ولرجا‪%‬‬ ‫أنصر إليك بالإخلاص سيري‬ ‫فهل لسعادتي ذاك اللقاء‬ ‫أمني النفس من لقياكخيرا‬ ‫وفيك لكل ذي أمل كفاءه‬ ‫إلهي بختي ليست بزاد‬ ‫حقيقة ماأقوم به خلاء‬ ‫أقوم بماأقوم به ولكن‬ ‫جرد فضلك العمل الوفاء‬ ‫أبا وجلال وجهك ليس إل‬ ‫وإلا فالضلالة والشقاء‬ ‫أمنت بنور وجهك في طريقي‬ ‫التزم في هاتين القصيدتين الهمزة والباء؛ صدر كل بيت وعجزه منهما‪ ،‬ويشعر بقصده ‪.‬‬ ‫‪- 7‬‬ ‫هذا نظم حررف الهجاء على هذا الوضع فحيل بينه وبين قصده‘ ويقصد بالقصيدتين‬ ‫هذا القصيدة رالي تليها‪.‬‬ ‫النضر‪ :‬المهزرل الجهد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫نص السير‪ :‬بلغ به الغاية من الإسراع‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫البلغة‪ :‬ما يكفي لسد الحاحة ولا يفضل منها‪.‬‬ ‫»‪-‬‬ ‫_ ‪_ 66‬‬ ‫وأنت من الأساءة لي براء‬ ‫أسأت صناعتي والسوء طبعي‬ ‫وعدلك في الحقيقة لي جزاء‬ ‫أسير تحت بابك بالخطايا‬ ‫برحمتك التأستي والعزاء‬ ‫أشد مصائبي ذنبي ولكن‬ ‫فلا الله يغفر ما يشاء‬ ‫أقيل عثرتي واغفر ذنوبي‬ ‫وأنت البر عادتك الوفاء‬ ‫أنطردني وقد حقّقت توبي‬ ‫ليك فما بقي لا الرضاء"‬ ‫إذا أحلصثت إيماني وتوبي‬ ‫تجلى الأمر وانكشف لغطاء‬ ‫أتمت لي الدليل عليك حَعَّى‬ ‫فحين فطرتنا برح الخفاء‬ ‫في خفاء‪.‬‬ ‫إلهي كنت كنرا‬ ‫إذا عَرَّفَ استقام له الولاء‬ ‫عبدا‬ ‫أحق الاعتراف أ‬ ‫معاذ الله ذاك هو البلاء‬ ‫فا الو عصمته وقاء‬ ‫سليما حين يسلمي القضاء‬ ‫تراني‬ ‫أما وجلال وجهك لن‬ ‫وأنفاسي التبتُل والدعاء‬ ‫به أنت اللطيف يماتشاء‬ ‫أحزني نظرة في الحال والطف‬ ‫وصل عليه ما نشر الثناء‬ ‫بقي‪ :‬سكن باء «بقي» ليستقيم الوزن‪.‬‬ ‫ا‪-‬‬ ‫_‬ ‫‪76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الملحق مرقم ‪:2‬‬ ‫كتاب ورد من زنجبار‬ ‫مأنبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي‬ ‫الن امام المسلمين بعمان‬ ‫سالم بن راشد بن سالم الخروصي أعرَّه الله"‬ ‫بسعطلينالمزالرحيم‬ ‫اللهم صلَ وسلم وبارك عَلى رسولك سيدنا حمد أنفع عبادك لعبادك‪ 5‬من‬ ‫كاتبه العبد المذنب المفتقر إلى رحمة ربه وعونه أيي مسلم ناصر بين سالم بن عديم‬ ‫الرواحي ل جناب إمام المسلمين وأمير المؤمنين وعصمة المهتدين وخليفة رب‬ ‫العالمين‪ ،‬العبد الصالح القائم بأمر ا لله سالم بن راشد بن سليمان الخروصي المعتصم‬ ‫بربه للتوكل عليه‪ 3‬الآمر بالمعروف الناهي عن للنكر الناهض النهضة الصادقة في‬ ‫دعوة أهل الاستقامة} الداعي إلى الله ورسوله‪ ،‬المجاهد لأعداء ا لله أيسّدك الله‬ ‫ونصرك‪ ،‬وسندك وثبت فيه قدمك» واعلى حجَتك‪ ،‬وأنفذ أمرك‪ ،‬وقوى‬ ‫كتاب‪ :‬ابو مسلم الرواحي حسان عمان{ صر‪.!579‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫من أشهر أئمة الهدى والعمل الصالح بعمان‪ .‬كانت إمامته ما بين عامي (‪-2321‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫شوكتكة‪ 5‬وعظم سطوتك‪ ،‬وقصم ظهور أعداء ا لله بدولنك" وقطع دابر‬ ‫لظالين بقهرك‪ ،‬سلام عليك ورحمة ا لله وبركاته‪ ،‬وَعَلّى من قبلك من إخواننا‬ ‫السادة الملسلمين‪ ،‬وَعَلّى أعوانك وأنصارك والقائمين بأمر ا لله معك والذابين‬ ‫عن حرمات ا لله تحت إمامتك" والمجتهدين المجاهدين في حق الله حق جهاده‬ ‫بأنفسهم وأموالهم‪.‬‬ ‫أَهَا العبد الصالح إ ا لله نظر نظرة في عباده‪ ،‬فرآك للوقت أصلبهم عودك‬ ‫وأتقاهم قلبا‪ 5‬وأنفذهم بصير‪ ،‬وأزكاهم نفسسًا‪ ،‬وأوفاهم ميزانًا وأعظمهم صيراء‬ ‫وأشتهم شكيمة‪ ،‬وأنفذهم عزيمة وأزهدهم في الدنياء وأرغبهم في العقبى‪ ،‬ولا‬ ‫يصلح للخلافة الكبرى إل من كانت هذه الصفات صفاته‘ و لله السياسة الكاملة‬ ‫والخيرة التامة‪ 5‬والتربية لزاكية‪ .‬يختار لعباده ما فيه الخير همض وإذا اختارك لحمل هَذو‬ ‫الأمانة العظيمة فولأك قسمًا من بلاده‪ ،‬وحكتّمك على طائفة من عباده‪ ،‬نقف له‬ ‫حيث أنت‪ ،‬يكن لك في عونه وتسديده وتوفيقه حيث هو إد الله لم يورثنك‬ ‫سلطانا وملكا دنيويًّا‪ ،‬ولكن قلدك سلطانا نزل به جبرائيل عليه السلام من فوق‬ ‫سبع سماوات‪ ،‬أنت مسؤول عنه يوم الفزع الأكبر عن مثقال ذرة وأقلً منه؛ فقدم‬ ‫للسؤال جوابا فى الحركات والسكنات ‪© ................‬‬ ‫‪ .......‬عَمَّا يوجبه العدل ولا يتسلط الإنصاف على الطالح بأكثر مِمّا قدزه‬ ‫شوكتك‪ :‬الشوكة‪ :‬السلاح‪.‬‬ ‫ا‪-‬‬ ‫يقال‪ :‬فلان نافذ البصيرة‪ :‬أي صائب الرأي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫العقبى‪ :‬الدار الآخرة‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫هنا خرم في الأصل بقدر ‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أسطر وقد ين الله علينا بالعثور عَلّى نسخة أخرى‬ ‫للمقابلة رالاستدراك‪.‬‬ ‫القسط إتَّكَ أصبحت أمين ا لله على ميزان الحنيفيَّة الطاهرة‪ ،‬ليس لك من الأمر‬ ‫فوق ما يوازن معيار هَذَا لليزان ولا دونه فاجعل مركز قدميك عَلى مركز قدم‬ ‫واضحة‬ ‫الححة‬ ‫نبيێك تثق وأقدام الخلفاء الراشدين من أمتك ق اللين ف‬ ‫للعالم قائمة} والسنة نيّرةء وسير أهل الاستقامة في الأنفس والأمول وجها البغاة‬ ‫‏‪ ١‬لله قد أوجب‬ ‫إن‬ ‫ولا هي مؤسسة على الهوى‪،‬‬ ‫والمشركين غير طامسة الصوىء‬ ‫فأوجب عليهم‬ ‫طاعتك والانقياد لأمرك ونهيك©‬ ‫على المكلفين من أهل مصرا\‬ ‫ِكَمَا أنت [حافظ] الرُجّة‬ ‫وليس لك من الأمر شي‬ ‫حئًا ظاهره لك وباطنه لل‬ ‫تأمر يما أمر به‪ ،‬وتنهى عَمًا نهى‪ 6‬فأوجب عَلَى نفسك شرطة ا لله‬ ‫وسيف الح‬ ‫‪ ......‬والشقاق وغلب على أغلبها الجهل والنفاق‪ ،‬قصرت أنظار أكثرهم عن‬ ‫القيام بالقتسط‘؛‬ ‫واجب ‏‪ ١‬لله عليهم ف‬ ‫فضلا عن‬ ‫الخطر الداهم من العدو المحيط بهم‬ ‫وإنفاذ الحقوق وإقامة الحدود واستتثار العدل وسلوك السنة‪ ،‬فتهارشو في الظلم‪.‬‬ ‫وتحالفوا ني الجور‪ ،‬وتهافتوا في الفتنة‪ ،‬واتفقوا على أن [لا] يتفقواء وإنا لله وإنا‬ ‫‪:‬‬ ‫إليه راجعون‪.‬‬ ‫ل »‬ ‫‪».‬‬ ‫له ۔‬ ‫أيها العبد الصالح إني لا أسددك عن عوج‪ .‬ولا أقوؤمك عن زيغ ولا‬ ‫الحجة‪ :‬الطريق‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫الصوى‪ :‬علامات الطريق‪ ،‬أي غير خافية المعالم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫مصرك‪ :‬بلدك‪.‬‬ ‫‪- 93‬‬ ‫خرم في الأصل بقدر سبعة أسطر‪.‬‬ ‫»‪-‬‬ ‫تهارشوا‪ :‬تنازعوا‪ ،‬وتشاجحروا‪.‬‬ ‫۔‬ ‫هكذا في الأصل وتد سقط حرف «لا» وَهُوَ سهو واضح‪.‬‬ ‫‪- 6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫أنبنّهك عن غفلةش ولكنها نصيحة مسلم عَلى أخيه مفنزض أداؤها! متعين‬ ‫إحلاصها‪ ،‬اعط السياسة حقها الدي في تربية هَذه الأمة بأن تتجاوز عن مسيئهم‬ ‫إل في حق حتى يؤدى‪ ،‬ولا في حة حتى يقام فاحتمل الكريهة حيث يكون‬ ‫الاحتمال مرضاة ا لله‪ ،‬وارحم الضعيف كما ترحم نفسك‪ ،‬ولا تؤخر حا عن‬ ‫وقتها ولا حقنا عن أجله وكن على القوي حتى تاخذ الحق منه‪ ،‬ومع الضعيف‬ ‫حتى تأخذ الحق له‪ 5‬إ صلاح الملكة في الرفق بالرعيّة واخذ الحق منها بغير عنف‬ ‫والتودد إليها بالعدل وأمن السبل© وإنصاف المظلوم وصلاح الملك بوزراء الحاكم‬ ‫إذا صلحوا صلح ولا يثير الفتنة إل ضغائن تظهرها جراءة عامة واستخفاف‬ ‫خاصَة} وانبساط الألسن بضغائن القلوب©ؤ واشفاق مؤسر وأمن معسر وغفلة‬ ‫مرزوق ويقظة محروم ولا يسكن الفتنة إلا أخذ العدة إلا للمحوفؤ وإيثار الحد‬ ‫حين يلتذ الهزل والعمل بالحزم وادراع الصبر والرضا بالقضاء إنك لن تنال من‬ ‫هَنيه الأمة خير العَاسَّة وصرفهم عَممَا أشربت به قلوبهم من الآفات النفسانيَة‬ ‫والقاذورات الشيطانية حتى تشربهم حبتك‪ ،‬وتشعرهم هيتك} ولا سبيل لك إل‬ ‫ذلك إل بخمس وسائل‪ :‬إكرام شريفها‪ ،‬ورحمة ضعيفها‪ ،‬وإغانة هيفها‪ ،‬وكف‬ ‫عدوان عدوها‪ ،‬وتأمين سبيل رواحها وغدوها‪ ،‬واعلم تك تحقدها بقدر ما تفقدها‬ ‫من هذه الخصال‪.‬‬ ‫أيها العبد الصالح العدل العدل! قال ق‪« :‬زين ا لله السماء بثلانة‪:‬‬ ‫الشمس والقمر والكواكب\ؤ وزيمن الأرض بثلانة‪ :‬العلماء والمطر والسلطان‬ ‫العادل»‪ ،‬وما لم يعمل السلطان ملكه بإنصاف الرعية خرّب ملكه بعصيان الرعية؛ ‏‪١‬‬ ‫في هَذرهِ الفقرة يتبين بجلاء عمق فكر أيي مسلم وبُعد نظره السياسي رالاحتماعي‪.‬‬ ‫ا‪-‬‬ ‫‪ -‬إ‪- 7‬‬ ‫وأوفى الخير الدين‪ ،‬وأقوى العدد العدل‪ ،‬لا عليك من فساد النيات وخبث الضمائر‬ ‫إذا حكمت بالعدل لا بالهوى وفصحت عن الأعمال لا عن السرائر ولا يكون‬ ‫العمران إلاً حيث يعدل السلطان‪ ،‬والعدل‪ .‬حصن وثيق في رأس منيف لا حطمه‬ ‫سيل‪ ،‬ولا يهدمه منجنيق‪ ،‬والعدل ميزان ا له والخور مكيال الشيطان‪.‬‬ ‫رحم ا لله أمير المؤمنين عمر© كان يعدل في رعيته وجور في نفسه‪ ،‬ويطعمهم‬ ‫الطيب وياكل الغليظ‪ ،‬ويكسوهم اللين ويلبس الخشن ويعطيهم الحق ويزيدهم‬ ‫ويمنع ولده وأهله أعطى رجلا عطاءه أربعة آلاف درهم تم زاده ألفا فقيل له‪« :‬ألا‬ ‫تزيد ابنك عبد ا لله كما تزيد هَذا؟» فقال‪« :‬إن هَذَا ثبت أبوه يوم أحد وإن عبد‬ ‫ا لله فر أبوه ولم يثبت»‪.‬‬ ‫أوفد سعد بن أبي وقاص جرير بن عبد ا لله البجلي إل عمر بالمدينة فقال له‬ ‫عمر‪ :‬كيف تركت الناس؟ قال‪ :‬تركتهم كقداح الحعبة منها الأعصل الطائش(‬ ‫ومنها القائم الرائش‪ .‬قال‪« :‬فكيف سعد لهم؟ قال هو ثقانها الذي يقيم أوده(‬ ‫ويعمر أصلها‪ ،‬قال‪ :‬فكيف طاعتهم؟ قال‪ :‬يصلون الصلاة لأوقاتها‪ ،‬ويؤدون الطاعة‬ ‫الل ولآتها‪ .‬قال‪ :‬الله أكبر إذا أقيمت الصلاة أديت الزكاة وإذا كانت الطاعة‬ ‫كانت الخماعة»‪.‬‬ ‫أها العبد الصالح‪ .‬إن قلوب رعيّتك هي خزائنك‪ ،‬فما أودعته فيها وجدته‪،‬‬ ‫وإنك ورعيتتك متلازمان إن صح أحدكما صح الآخر وظلم الرعية‬ ‫استجلاب للبليَة‪ 5‬وإنك لا تريل أحقادها إذا اشمأؤّت بمثل الرفق ولا تكشف لك‬ ‫الأعصل الطائش‪ :‬الأعصل هو السهم الشديد‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫أي‪ :‬هو الذي يقيم إعوحاجها‪.‬‬ ‫‪- 2‬‬ ‫عن سوء غيبته ضمائرهابمثل الخرق في السياسة} وهب أتَهَا مارا بجتناة وذخائر‬ ‫مقتناة وسيوفا متتضاة وأحراسًا مرتضاة‪ ،‬فإة فها نفارا كنفار الوحوش» وطغيانًا‬ ‫كطغيان السيول‪ ،‬ومتى قدرت على أن تقول قدرت على أن تصولء وَنسَمَا أيديها‬ ‫بع لألستتها‪ 5‬فلن تملك ألستها حمى تملك جسومهاء ولن تملك جسومها حى‬ ‫تملك قلوبها‪ ،‬ولا واسطة للاستيلاء عَلى القلوب إل المساواة بالعدل عَلّى الخاص‬ ‫والعام؛ وتخفيف المؤن والكئلف والإعفاء من رفع الأرضاع والأراذل عَلَى‬ ‫أعناق الأشراف والأماثل‪ ،‬وهذه الثلانة تحقد عليك علية الرعية وتطمع‬ ‫الأرباش في الرتب السنية‪.‬‬ ‫أيُهَا العبد الصالح إ رعيتك ثلاثة أصناف صنف فضلاء مرتاضون بحكم‬ ‫الرياسة والسياسة‪ ،‬يعلمون فضل فضيلتك وعظيم عنانك" ويرثون لك من ثقل‬ ‫أعبالك فهؤلاء نصحك فاستبق مودَتهم ببشر اللقاء واستجلب نصائحهم بحسن‬ ‫الإصغاء وصنف فيه خير وشر ظاهران فاستصلحهم بالتزغيب والنزهيب‪ 6‬وصنف‬ ‫سفلة رعاع أتباع لِكُلّ داع لايمتحنون في أقوالهم وأعمالهم بنقد ولا يرجعون في‬ ‫للوالاة ل عقد فترك معاقبتهم عَلَى صغار الخرائم مدعاة لهم ‪ 1‬ارتكاب العظائم‬ ‫فإن أول كلمة المرء كلمة سوء سومحت بهاء وول حوان حيدة سوعدت عليهاء‬ ‫و مثار الفتنة أثرة تضغن الخاصة © وإفراط حلم يجئ العامة! واحمد لها عمل‬ ‫بسيط وَهُوَ استقالة الغثرة في أولها‪ .‬وعمل عظيم من فحول الأعمال في آخرهاء‬ ‫وهو الصبر‪.‬‬ ‫أيشهَا العبد الصالح إنك في سلطانك الديري بين بحرين عظيمين مخطريين‬ ‫الأصل ولعلها حران الدابة‪.‬‬ ‫هكذا وردت ق‬ ‫‪/‬۔‬ ‫_‬ ‫‪27‬‬ ‫_‬ ‫أحدهما‪ :‬وَهُوَ أعظمها وَهُوَ بحر الشريعة‪ ،‬فلست والله ناجيًا فى غمرات هَذَا البحر‬ ‫حمى تكون سفيتك فيه السيرة المحمدية فتبصَّر في مَذَا البحر العميق تبصتَر يقظ‬ ‫حذر وليكن سيرك فيه مهتديما السنة السنية} وتوخ الطريق اليي سلكها تأ‬ ‫وسلكها خلفاؤه على أمنه وأمناؤه عَلى ملته فاسلكها‪ ،‬ومواقع أقدامه قة وأقدام‬ ‫الخلفاء المهتدين من بعده لم تعنيها السنون‪ ،‬وإن هت عليها ريح البدع وحرّفتها‬ ‫سيول الفتن‪ ،‬ول على أحكام من توى نفسه‪ ،‬ولدولتيك نصحاء في الدين تحري‬ ‫للعدل ووقوفا عَلى حة القسط وثبائا عَلى مخالفة الهوى‪ ،‬ورة أحكام حكامك ل‬ ‫من هو أرفع درجة منهم في العلم وأقوى ممارسة للأحكام والأنفذ بصيرة في‬ ‫للشاكل؛ وإذا رجع الأمر إليك في قضية فشاور فيه علماء وفقهاء للنحب‪ ،‬وناهيك‬ ‫اك ا لله أمر نبيه قتلة بمشاورة أصحابه وَمُوَ اللصطفى المعصوم والمختار الموفّق؛‬ ‫والوحي ينزل عليه وكتابه القرآن فيه علم ما كان وما يكون فأمره مشاورة ذوي‬ ‫البصائر من الصحابة ليس لخمود بصيرته قتلة ولا من مره درايته ولا لركَة رأيه‬ ‫ولكن علم الله أكً كل صدر فيه رأي‪ ،‬وربما وقع لغيره كة من صواب الرأي‬ ‫موهبة من ا لله سبحانه ما لم يتفق لبشريته ة‪ .‬وحسبك بقضية أسارى بدر وما‬ ‫وهب الله لغيره من وقوع البصيرة عَلَى رأي يطابق الحادثة لا ينقص من مقدار‬ ‫مقامه‪ 5‬ومقامه قلة الدرجة العلياء وله الفضل على كل من عرف اللة ومن ل‬ ‫يعرفه‪ 3‬فإن قلَر ا لله انتفاعا من رأي غيره فلا يعتبر ذلك الغير له فضل عليه قل‪:‬‬ ‫مره‪ :‬من باب قرح‪ .‬معناه‪ :‬فسد ويقال‪ :‬رحل مَره الفؤاد‪ :‬سقيم الرأي (القاموس) ماده‪ :‬مَرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مَرعليهلأتأمنمانله‬ ‫كالبحر يمطره السحاب وماله‬ ‫وقد شبيعئنا الكلام عَلى هذا المقام في كتابا السياسة بالإيمان‪ ،‬فارجع ‪7‬‬ ‫وها هو موجه إليك كيا الفنا الكتاب على هَذو الوتيرة كما تراه قبل أن يثر اله‬ ‫علينا بظهور دولتك المؤيدة بمشورة وطلب من اعر الأصحاب وأحب الأحباب‬ ‫الشيخ‪ :‬سليمان بن سيف اليعريي‪ ،‬فمن الله تمامه‪ ،‬وعلى أثر إتمامه بأيام جاعتنا‬ ‫لبشائر بيزو غ شمس الحقَ} فكان الواقع هو عين موضوع الكناب\ ولم يتيسر لنا‬ ‫إرساله قبل الأوان الحاضر وما ذلك إلا لأن بعض الأصحاب ممن نشق به وعدنا‬ ‫بطبعه على نفقته ولرغبتنا الأكيدة في نشر بأقطارنا العمانية‪ 5‬وثقتنا بالوعد الذي‬ ‫اصبح سرابا بقيعةه وهكذا تذهب أموال مذهبنا في غير طائل‪ ،‬وأصعب الأشياء‬ ‫عليهم إنفاقها فيما تعود مصلحته على أهل الدعوة} لا جرم الكتاب أرسلناه إليك‬ ‫وَهُرَ عين السودة اليي هي بخط يدي‪ ،‬وعسى الل بن علينا بتوسيع الدولة وقرار‬ ‫الأمور عَلَى قواعدها فتتمكتَنوا إن شاء ا لله من اتخاذ مطبعة لييت مال الملسلمين‬ ‫تنشر فيه كتب المذهب والنشرات العربية الدينية‪ .‬وذلك يسهل عليكم إن شاء ا لله‬ ‫مخابرة الشيخ الشماخيأء أيده ا لله ني مصر واحّك سيدي على فقح المدارس‬ ‫العلمة في بلادك وحث أهل الخير عَلّى التبرعات في سبيل هدا للشروع العظيم‬ ‫يشير إل كتاب له تحت عنوان‪( :‬السياسة بالإيمان) و لم نره مطبوعا‪ ،‬و لم نسمع عنه‬ ‫!‪-‬‬ ‫مخطوطا وتَعَلَ الأيام ستكشف عن هذا الكنز الكمين‪ ،‬إل إن كان القصد هنا‬ ‫الكتاب (الرسالة أو الجواب)‪.‬‬ ‫لعله قاسم بن سعيد الشُمُاجي‪ ،‬موف كتاب‪ :‬رالقول المتين في الر عَلّى المخالفين‪.‬‬ ‫م ‪-‬‬ ‫وكان يعيش في تلك الفترة ب‪( :‬القاهرة) وَهُوَ معدرد من رحال الفكر الإباضي‬ ‫معروف بنشاطه‘ وله مؤلفات‪.‬‬ ‫فإكً مصرك عمان لم يسقط هَنيه السقطة العظيمة إلاً من جهة الجهل والجهل أم‬ ‫للصائب في الدين والدنيا‪ .‬وبوةي لو ساعدني العلماء هناك عَلَّى الرأي الذي أراب‬ ‫مر جواز حبر الولاد على لنعلم‪ .‬وهي لعمري مصلحة عظيمة ف الأمة تم‬ ‫تجعل نفقة الفقراء منهم عَلى بيت المال‪ ،‬ونفقة أبناء الأغنياء عَلى آبائهمإ وهي طريقة‬ ‫سياسبَة دينة تد( لها أصول من الكتاب والسنة‪ ،‬وبقاؤكم عَلى تعليم الجهلة عَلّى‬ ‫اختيار الآباء لأبنائهم مضر جدا بالأمة لا يتقدم بها شبرا عن مركزها في الجمود‬ ‫ولو تركت الأمم الراقية عَلّى جمودها ني الظلمة والجهل و لم يزعها وازع قسري من‬ ‫جهة الحكومات لما بلغت مبلغها من التقدم في العصريَّة‪ ،‬وأحقَ ما يكون بالإيزاغ‬ ‫والقسر هي العلوم الإسلامية اليي تخرج بها الأمة من الظلمة ل الور ومن الرذالة‬ ‫والنقص إلى الفضيلة والكمال‪.‬‬ ‫فاجهد جهدك مولاي في هَذه الخطة} واجمع خيار اللسلمين وعلماءهم‬ ‫وزعماء القرى والبلاد وألزمهم بالنهضة العلميّة‪ 5‬وأقم لهم الخطباء في الجخمع والمحافل‬ ‫والمجتمعات يحتوهم على هَذه النهضة وييصروهم بسوء المغبَة في البقاء عَلَى مَذه‬ ‫الحالة الراهنة‪ ،‬وبحسن العاقبة والتقدم إذا تنورت هَذ الأمة بالمعارف الدينية والعلوم‬ ‫الإسلامية ويكشفوا عن وجه رداءة الجهل واتَه هو الداء الوحيد والسبب الأصيل‬ ‫للتوحش وشرارة التقاطع والعداوات والضغائن إل غير ذلك مما تقع فيه الأمم‬ ‫الجاهلية من الشرور والسقوط وموت الأمم موتا أديا ودينيًا» وذلك ما لا يختلف‬ ‫الطبعةء التعليم المتطور" اعتمادا عَلى تيعات المحسنين‪ ،‬وإجباريمة التعليم آراء نيرة‬ ‫!‪-‬‬ ‫سبق بها الشيخ‪ :‬ناصر بن سالم زمنه‪ .‬وهذه ‪7‬‬ ‫والفكريئة في بحالي الإصلاح والسياسة‪.‬‬ ‫فيه اثنان ومشاهد بالعيان‪.‬‬ ‫ولتعلم سينّدنا أن هَذرهٍ النهضة لا تتمكن مانلشكل شكلاً حسا إل بالصرامة‬ ‫امة منك‪ ،‬إذ مرجع الأمر إليك‪.‬‬ ‫ت البحر الثاني فهو بحر السياسة أنت تعلم أن من لا يسوس الملك يع‬ ‫ودونك من السياسة النبوية المحمدية بحر لا ينزف وكنز لا يفنى فأنفق منه في تدبير‬ ‫دينك ودنياك وأمر سلطانك تحد الكفاية وفوق الكفاية‪ ،‬ولقد سئل أمير المؤمنين‬ ‫عمر من أين تعلمت السياسة فأجاب سائله‪« :‬من جمال الخطاب اليي كنت‬ ‫أرعاها ي شعاب مكة{ وا لله أعلم حيث يجعل رسالته وحيث يجعل سياسة عباده؟»‬ ‫لقد ساس عمر هَذيو الأمة سياسة أتعب فيها عن بعده من ساسة الأمة وتاريخ‬ ‫سيرته كافل طافح بذلك" ومع هَذَا فما أحوجك أن ترمي كل حادثة بججرهاء‬ ‫وتداوي كل جرح بمرهمه‪ ،‬ومعك بحمد الله من رجال الحنكة والتجارب‬ ‫والسياسة وذوي الأصالة ي الرأي من لا يؤلوك جهدا في للناصحة ومن لا تقصر به‬ ‫لبصيرة دون إدراك الحقيقة‪ ،‬والحقائق لا تفوت البصائر مع إمعان النظر واستثبات‬ ‫الأمور ومحض الرأي‪.‬‬ ‫ومن كلام سيّدنا عبد ا لله ن وهب الراسيذي الثفنات ‪-‬رَضيَ )الله عنه‪-‬‬ ‫‪« :‬مير الرأي خير من فطيره»» دثم إ الحقائق ال يشتغل الفكر فيها ل حد إصابة‬ ‫الرأي فيها قسمان‪ :‬قسم محذور وقسم مطلوب\ فاستعن بالمحذور وبالاحتياط‬ ‫والتحفظ والحزم والتيقظ وكتمان السر إل عن خاصة أمرك ووزراء تدبير‬ ‫ترع‪ :‬منع وثتنتى‪ ،‬يقال‪ :‬تَرَعَه عن وجهه‪ :‬منعه‪ .‬ولعله يقصد من لا يحسن‬ ‫‪-1‬‬ ‫سياسة الملك بمنعه‬ ‫سلطانك‪ ،‬واستعن عَلى القسم المطلوب بالصبر والثبات والعزيمة والبيت وعدم‬ ‫التسرع فيما يفتقر إل الأناة والنؤدة وعدم التكاسل والشاقل والتتبط فيما تعوزه‬ ‫لمبادرة والعَجَل ‪.‬‬ ‫مَنيو فذلكه أهديها لك تذكرة‪ ،‬والذكرى تنفع المؤمنين‪ ،‬أكتبها وأنا أعلم أنك‬ ‫فوق ما أدعوك إليه‪ 5‬واذكتّرك بها دراية ورواية وسياسة وإيمانا ورغبا فيما عند الله‬ ‫ورهبا من عقابه وفرارًا مما يلهيك عنه‪ ،‬فثبتّتك الله عَلَى ما أنت عليه‪ ،‬وزادك‬ ‫سلطانا في الذب عن حرماته والجهاد قي سبيله وقطع دابر أعدائه‪ ،‬وجزاك ا لله‬ ‫خيرا عن الإسلام وأهله‪ ،‬أنت ومن ناصرك‘ ووازرك وقام بأمر ا لله معك" ويا ليتي‬ ‫كنت معكم فأفوز فورا عظيمًا‪ ،‬ولكن لله في خليقته شون _ ولولا ما قضاه الله‬ ‫علوم من وقوعي في حبائل الديون ال لا مخرج لي منها إل بعون ا لله ونعمته‪ ،‬وَعَلَى‬ ‫كُز حال فأسألك الدعاء الصالح بتعجيل الفرج» وأنا أعلم أنك من الل مكان‬ ‫لكنت بمشيئة ا لله معك في المكره والمنشط حتى يقضي الله بإحدى الحسنيين‪ ،‬ولا‬ ‫حول ولا قوة إل يا لله العلي العظيم‪.‬‬ ‫سيدي" هنيه قصيدة موجهة إليك وضعتها وقصدت بها الدعوة إل ا له‬ ‫وكان القصد طبعها لتتشر فى الأقطار العمانية بكثرةء إلا أت المقادير حالت بيننا‬ ‫ويين طبعها لأن محسوبكم العبد العاجز أصبح بين ماضغي الأسد ممقوتًَا مع ‪.....‬‬ ‫السبب ولائي لكم وميلي إليكم وتعلقي بأسبابكمض وزاد في الحلقة ليا ما كتبناه في‬ ‫كذا في الأصل والصواب‪« :‬شؤرن»‪.‬‬ ‫‪-71‬‬ ‫الإشارة هنا إل قصيدته المشهورة (الفتح والرضوان) المعروفة بالنونية‪ .‬وهي دعوة‬ ‫ع ‪-‬‬ ‫حارة للكُمانيّين لمؤازرة الإمام سالم بن راشد‪.‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪7‬‬ ‫جريدة الأهرام إحدى ‪ .....‬المصرية بواسطة الشيخ الشمّاخي من نشر دعوة‬ ‫للسلمين لما قامت دولتكم المؤيدة فكان ذلك داعيا إل امتناعنا عن ييت الحكومة‬ ‫رقطع جميع الأسباب الي يتزتب عليها الضرورات لحيوية وبحمد الله اعترفنا بأنها‬ ‫نعمة من ا لله أنعم بها علينا‪ ،‬وما عند ا لله خير وأبقى وبقية ما معنا خذوه من لسان‬ ‫خادمكم فيروز سريح السد فيصل بن حمود‪ ،‬ومصيبة سيدنا الشيخ السالي‬ ‫قصمت الظهور واسالت المهج من الآماق‪ ،‬فلنا ولكم في حسن العزاء وفي الل‬ ‫من كُلٌ فايت خلف‘ وا لله يعوضك ويعوض المسلمين إن شاء ا لله من يقوم بأمر‬ ‫للسلمين معك‪ ،‬ورضي الله عنه لقد أحبى السنة وأمات البدعة وقوم الأرد ونشر‬ ‫العلم والعدل‪ ،‬فرحمة ا لله عليه وقد بلغنا أ المسلمين اختاروا لك بعده الشيخين‪:‬‬ ‫ماجد بن حميس العبري ومحمد بن عبد الله الخليلي‪ ،‬ولعمري إسما كفاية‬ ‫وكفاعة} وا لله المسئول أن يعينكم وينصركم ويؤيدكم ويقوي أمركم ويكمير‬ ‫أعداءكم وينشر العدل والإحسان والإنصاف بهمَتكم‪.‬‬ ‫ولتدم يا إمام المسلمين خادما للحق موافقا له‪ 5‬واصلا إليه‪ 3‬عاملا به‪ ،‬وللدد‬ ‫والنصر والتيسير والفتح‪ ،‬وحسم صائلة الأعداء حليفكم إن شاء الله‪ ،‬وأرجو أن‬ ‫تشرفوني بالمكتبة فإني في هَدَا القطر داعيك وخادم أمرك ومؤيتد حجتك‪ 6‬أرجو‬ ‫لفوز في العقبى في طاعتك وولايتك حتى ن ا لله علي بالفرج فاتصل بخدمتك‬ ‫لوجه لا لأجل الزلقى والتكسُبؤ والله قادر عنى ذلك وأسألك الدعاء لي في‬ ‫كذا في الأصل ولعله «إحدى الرائد المصريئة‪.»....‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫الإشارة هنا واضحة إل موت الإمام‪ :‬نور الدين السالميإ سنة‪ :‬تاه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الأعوجحاج‪.‬‬ ‫و‪-‬‬ ‫هكذا في الأصل ولعل الصواب‪« :‬لوجه اله»‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97 -‬‬ ‫أعقاب صلواتك" كما أيي ادعو لك مبتهلا إل ا لله في إعلاء كلمتك وإقامتها‬ ‫وإدامة نصرك وتوفيقك وتسديدك ف الأقوال والأعمال والأفعال وسائر الأحوال‪.‬‬ ‫م إي أشير عليك مصادقة أمير نجد وأمراء الساحل على الخليج الفارسي‪,‬‬ ‫ولابدً س إرسال وفد لتوثيق عُرَى الألفة والصداقة بينك وبينهم" ففي ذلك من‬ ‫حسن السياسة خير المغبَّة ما لا يخفى عليكف‪ ،‬وتحيمر الوفد الذي ترسله أن يكون‬ ‫من علماء المسلمين نفرين أو أكثر‪ ،‬ومن العقلاء الساسة ذوي البصائر والفطنة ممن‬ ‫ترضيك بصيرته ويؤدي عنك فوق ما في نفسك وكاتب شريف مكنة وإمام‬ ‫صنعاء وسلطان الحج‪ 5‬واتخذ مع كُلٌ أمير من أمراء جزيرة العرب يدا وسياسة‬ ‫وإن استطعت أن لا تدع جزيرة العرب إل كتلة واحدة يؤدي لك الصداق فافعل‬ ‫ولابد لكم من مكاتبة الشيخ سليمان بن عبد ا لله البارونو{ فقد صار بعد حرب‬ ‫طرابلس الغرب وزيرا في بجلس الأعيان في اسطنبول وبحلس الأعيان بجلس أيناء‬ ‫ملوك الأتراك‪ ،‬وفي مكاتبة هَذَا الرجل والتعرف إليه وإلى الدولة العثمانية بواسطته‬ ‫سياسة معتبرة النفع عظيمة الفائدة‪ ,‬أما صداقتكم مع أمير ند فأقاث فوائدها فسح‬ ‫سياسة حسن ابكوار المشهود بها لعمان دوما‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫يقصد بهم عَلى التوالي‪ :‬الشريف حسين والإمام يحى الملقب بالمتوكل‪.‬‬ ‫‪- 2‬‬ ‫هكذا وردت والخطأ من الناسخ‪ ،‬والصواب‪« :‬سلطان لحج»‪ ،‬وهي مدينة قي حنوب‬ ‫‪=- 3‬‬ ‫اليمن وكانت تحت سلطة العبادلة اليمنيين قبل أن تضم إل عدن‪.‬‬ ‫سليمان الباروني باشا (ت‪249‬ام) بجاهد ليي عظيم‪ ،‬وكاتب إسلامي قدير‪ 5‬أذى‬ ‫>‪-‬‬ ‫للدولة العثمانية خدمات جلى‪ ،‬وقد نفاه الاستعمار الأرروبي (لإيطالياء اتجلتراء‬ ‫فرنسا)» وحرم عليه دخول البلاد العربية الت كانت تحت سيطرته‪.‬‬ ‫أمير نجد هو‪ :‬عبد العزيز بن عبد الرحمان‪ ،‬مؤسس المملكة العَرَبية السعودية‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫مه‬ ‫‪-‬‬ ‫لطريق لوصول السلاح والآلات النارية إلى مملكتك العمانية هَذَا رأي توجه بل‬ ‫وأراه ضروريا لكم لازما لسياستكم وقصركم النظر عَلّى إقامة الشعائر الدينية ني‬ ‫ملكتكم فقط دون طول النظر في سياسة الدين والإكثار من الصديق أمر يحتاج يل‪.‬‬ ‫النظر‪: ،‬ثمم ك ي الهند جمعيات دينية إسلامية سياستها حياطة الاسلام فإن رأيتم ن‬ ‫تعقدوا معها حبلاً فاكتبوا كتابا ونحن نتكقل إرساله إليهم‪ ،‬وقد وصلتنا عنهم‬ ‫إعلانات ونشرات وجهنا إليكم منها نسخة‪ ،‬وهَذًا إن لم ينفع لم يضر فأقاُ مافيه‬ ‫إشاعة دعوة المسلمين في الممالك الإسلاميّهث‪ .‬والإظهار مع أعدائنا الكفرة أت أهمل‬ ‫لإسلام قد ارتبط بعضهم ببعض وجمعتهم الخامعة الإسلامية بعواطف الإيخاء‪,‬‬ ‫الماني لللي‪ ،‬وإظهار دعوة اللسلمين ل جميع الأمم الإسلايّةت‪ .‬يكشف لسائر"‬ ‫الأنحاء الإسَلاَمِية ما أنتم عليه من حسن المقصد ومراعاة إقامة الشعائر البيئة‬ ‫إحياء الة وإماتة البدعة وأنكم لم تنهضوا للملك والسلطان} وَِتَمَا نهضتم غيرة‬ ‫له بانتهاك حرماته وتعطيل حدوده ووقوفكم حجرة في بلعوم القوم الكافرينثء‬ ‫وَئَّمَا نهضتتكم ليست كما يشيعه عنكم أعداؤكم وأولياؤكم في الجرائد وغيرهاء‬ ‫وبودي لو صنف أحد العلماء عنكم منشورا في صورة رسالة تهدى ل جيع‬ ‫للسلمين في جميع الممالك تكشف عن عقيدتكم وسيرتكم وموضوع نهضتكم‪.‬‬ ‫وَهَذَا الموقف رغيره مِمًا سبق يوضح تفتح الشيخ ناصر بن سالم الرراحي على العالم‬ ‫ا‪-‬‬ ‫الإسئلآمي‪ ،‬ووعيه بواتعه في تلك الظروف العصيبة‪.‬‬ ‫ها الموقف وما سبقه من المواقف‪ ،‬يوضح بجلاء فكر الشيخ ناصر الإسلامي ررعيه‬ ‫‪-2‬‬ ‫السياسي واطلاعه الدقيق عَلى حريات العالم من حوله‪.‬‬ ‫هدا الراي يلخص الفكرة الي كان هذا الملصلح العظيم يكرس لهما شعره ونثره‪،‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫رأعماله‪.‬‬ ‫وما مقصدكم وما هو عين سياستكم ثم ترسلونها إلينا لنطبعها في زنجبار ونفرقها‬ ‫في الأقاليم أو ترسلونها إلى الشيخ الشّمّاحي يطبعها في مصر أو إلى الشيخ الباروني‬ ‫بواسطة الشيخ الشمّاخي‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وبالجملة هذه سياسة أشير بها عليكم ونظركم أعلى وأتم وأكمل وعليك‬ ‫د‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫ويسلم‬ ‫إخواننا المسلمين ‪.‬‬ ‫قبلك من‬ ‫وبركاته وعلى كانة من‬ ‫ورحمة ‏‪ ١‬لل‬ ‫السلام‬ ‫عليك من لدينا الشيخ المخلص سليمان بن حميد بن عبد ا لله الحارثي وشبله الكريم‬ ‫عبدا لله بن سليمان‪ ،‬واللخلصون لكم يسلمون عليكم ويدعون لكم بالنصر‬ ‫والأيئد وقد أجرى ا لله على لسان عبده العاجز الضعيف مرثيتين لسيدنا الشيخ‬ ‫_ إن شاء‬ ‫النسخ‬ ‫رحمه ‏‪ ١‬ل وهما تحت الطبع وبعد تمام طبعها سنوجَه إليكم بعض‬ ‫ا له وهذه القصيدة النونئة © ارجو منك تأمر بالإكثار من نسخها وإشهارها مع‬ ‫ولمهنه الغاية‬ ‫عوا طفهم وتهً من أريحيتهم‪3.‬‬ ‫من‬ ‫القبائل‪ 5‬عساها أن تحرك‬ ‫شيوخ‬ ‫وضعناها على هذه الوثيرة سياسة متا للدين وتحريكاً لعواطف المسلمين‪.‬‬ ‫قد تم الكتاب الوارد‪ ،‬ولقد جزى ا لله منشئه وكاتبه عن الإسلام خيرا يوم ‪!2‬‬ ‫ربع الثاني عام تتتا هجرية'‪ 3‬وتحرير الكناب يوم ة ربيع الثاني من صاحبه من‬ ‫العام المذكور‪.‬‬ ‫زنحبار ف‬ ‫تم يقلم الحقير سالم بن خلفان بن سرور بن سليمان بن مهنا اليعرويي‪..‬بيده‪..‬‬ ‫قصيدة الفتح والرضوان منشورة بديوانه أيضا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هذه هي نظرة الشاعر إل رسالة الشاعر ودور الشعر في النهضة" وقد حققها عملا‬ ‫‪- 2‬‬ ‫ني شعره‪.‬‬ ‫يوافق ‪ 72‬فبراير ‪5‬ا‪/9‬م‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫ا ملحق رقم ‪:2‬‬ ‫الشعر القمني قي حاجة إلى دراسة(‬ ‫الحركة الأديّة المانية بعامة} والحركة الشعرية بخاصة ضاربة الجذور في‬ ‫اعماق التاريخ على نحو ما كان معروفا عن الأزد وعبد القيس‪ ...‬كما كان‬ ‫لأسواق عمان الأدبية (صحار© عمان‪ ،‬دبا) دور كبير فني دفع هنه الحركة إلى‬ ‫لتطزر والازدهار‪.‬‬ ‫وهو ما يدل على المشاركة المنقتّمة في النشاط الأدبي العربي‪ .‬ونتيجة هذه‬ ‫الريادة‪ ،‬وهذه المشاركة المتقّمة في الزمن نبغ شعراء وأدباء عمانيون على مر‬ ‫لتاريخ‪ .‬لكن الإهمال‪ ،‬وعوامل أخرى أنست النسر هذه الحقيقة أو غييتها عنهم‪.‬‬ ‫قال الدكتور علي بن عبد الخالق علي‪...« :‬وإن كان كثير من الباحثين أهمل‬ ‫الحديث عنهم‪ :‬أو بيان أثرهم فضاع شعرهم و لم تبق عنهم إل إشارات هنا وهناك‬ ‫نستطيع من خلالها أن نتصور ما كان لهم من الشأن في الجزيرة العريية منذ‬ ‫القدم»(‪.‬‬ ‫والشعراء التُمانيون أدوا دورا كبيرا في تسجيل تاريخ عُمان‪ ،‬كما تذكر ذلك‬ ‫لمصادر والمراجع وكما تكشف عن ذلك الوثائق والنصوص‪ .‬ولقد عبر الشعر عن‬ ‫نشر المقال لى محلة‪ :‬النهضة سلطنة عمان عدد‪ 52 .826 :‬شرال ‪/3»4‬ه ‪ 02 /‬أبريل‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪3‬م ص‪.63-92 :‬‬ ‫د‪/‬عبد الخالق علي‪ :‬الشعر العماني‪ .‬مقوماته واتجاهاته الفنية‪ .‬دار لمعارفؤ القاهرة‪.‬‬ ‫ى‪-‬‬ ‫‪ .|.4‬ص‪:‬ع‪.‬‬ ‫للراحل الي مرت بها مان وسجل الدقائق والتفاصيل الي يحتاج إليها من يؤرخ‬ ‫لعمان الذي يشتكي ضياع تاريخه‪ ،‬هذه الحقيقة أكد منها بالرجوع إلى مؤلف‬ ‫للرحوم الشيخ محمد بن راشد الخصيي المسمى‪« :‬شقائق النعمان على سموط الخمان‬ ‫فى أسماء شعراء غمان»‪'.‬‬ ‫لذا يجب الاهتمام بالكشف عن هذه النصوص وجمع هنه المأثورات الشعرية‬ ‫للوقوف على هذه النهضة الفكرية والأدبية لهذا البلد وكشف القناع عن الوجه‬ ‫الحقيقي لتاريخ عُمان‪.‬‬ ‫إنها مهمة منوطة بأعناق الشباب وامتخرّجين في المعاهد والجامعات ومراكز‪:‬‬ ‫التكوين لأَنَهُمْ الأقدر على القيام بدراسات جادة وشاملة‪.‬‬ ‫الشعر العماني إلى جانب الوظيفة التاريخية الي أداها وما يزال يؤديها في‬ ‫تسجيل التاريخ _ كان له حضور في الساحة الأدبية الحديثة والمعاصرة وذلنك في‬ ‫مشاركته المعنوية في التعبير عن القضايا العربة والإسلامية والإنسانية} وفي إفصاحه‬ ‫ك الشاعرية لا تعرف كَتْمًا‬ ‫عن مشاعره الجياشة والصادقة خو هذه للسائل هما ‪7‬‬ ‫للمشاعر للتأجُجة والعواطف للتحقزة للظهور ولا تغرف حدود الزمان والمكان‪.‬‬ ‫نسجّل لهذا الشعر حضوره في هذه القضايا مشرقا ومغرباً‪ 8‬وتتبع المستجدات‬ ‫العربية الإسلامية والعالية‪ ،‬رغم الظروف الصعبة ال كان يعيش فيها الشاعر‬ ‫العماني} خاصة قبل سنة ‪0797‬م‪ .‬نذكر من بين هؤلاء الشعراء‪ :‬أبا مسلم الرواحي‪،‬‬ ‫وعبد الله بن علي الخليلي‪ ،‬وعبد ا له الطائي الذي أبدع كثيرا قي شعر الغرية‬ ‫والحنين إلى الوطن» لأتَهُ مكث خارج وطنه غُمان حوالي ثلاثا وعشرون سنة‬ ‫متنقلاً يين الدول العربية والإسلامية‪.‬‬ ‫كما كان للشعر العماني نصيبه من خصائص الشعر المعاصر من حيث تطور‬ ‫مضامينه وأشكاله‪ ،‬ومن حيث غناه من مميزات الشعر الحديث‪ .‬فشاعر كعبد الله‬ ‫ترك من الآثار‬ ‫الطائي ۔ الذي مات و لم يتجاوزا الخامسة والأربعين من عمره‬ ‫الدية ما يكشف عن عبقرية وعن شاعرية تبوئه مكانة مرموقة يين الشعراء الكبار‪.‬‬ ‫فموضوعاته كانت متنوعة ومرتبطة أشد الارتباط بالواقع العيش في الضاحة‬ ‫الغريبة والإسلامية‪ .‬وطموحه كان كبيرا ق تطوير الكتابة الشعرية في عمان لي‬ ‫عرفت _ أحيانا‪ _ .‬تزمتا وأحيانا البقاء أسير موضوعات معيتَنةإ وطريقة رتيبة ق‬ ‫النظم‪ .‬وقد حاول ۔ت مثلا كتابة القصة الشعرية‪ .‬كما كانت له محارلات‬ ‫الموسيقي على نحو ينسبها إل شعر التفعيلة الف بالقافية» كما يقول‬ ‫«يتحرك إطارها‬ ‫الدكتور أحمد درؤيش‪ ،‬ويضيف الدكتؤر عن الطائي وشاعرنته قائلاً‪« :‬وعندما ينظر‬ ‫إليه في إطار لشاريخ العام للشعر العربي في منطقة الخليج العربي عامة وعمان‬ ‫خاصة يع بكل المقاييس رائدا ني بحال اتسناع الآفاق أمام الشعر العماني المعاصر‬ ‫من حيث ارتباطه بالشعر الخليجي والشعر العربي عامة ومن حيث ارتياده مواطن‬ ‫جديدة} وعزفه عَلى أنغام م تكن مألوفة النسبة له وذوبانه في الحركة العامة ة للشعر‬ ‫‪.‬‬ ‫العربي الحديث"‪. ..‬‬ ‫الا تستحق هذه ٍ المحاولات الالتفانة لجا ة‪ :‬والعلة لنقديئة‪. .‬والنراسات‬ ‫‪.‬‬ ‫للعمَّقة لتسجيل قيم جديدة للشعر العُماني؟ ‪.‬‬ ‫هناك خصائص وإشارات في الشعر العماني يحسن الوقوف عندها مليم لمزيد‬ ‫دراسات عربية وإسلامية‪ .‬ج‪ :‬سلسلة أبحاث جامعيئة يشرف عَلى إصدارها‬ ‫ا‪-‬‬ ‫الدكتور حامد طاهر‪ ،‬كلية دار العلوممإ جامعة القاهرةا سنة‪989 :‬ام‪ ،‬ص‪62 :‬ا‪.‬‬ ‫يي‪- ‎‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫الكشف عن الوظيفة الي يقوم بهاء وعن المبادئ الي ينطلق منها ليكون ملتزما‬ ‫ومسؤولا عَمَّا يه من أفكار‪ ،‬وما ينشره من آراء تتماشى مع الأصالة‪ ،‬وتنسجم‬ ‫مع الاتجاه والانتعاء الذي يصدر هو عنه‪ .‬يقول د‪ .‬علي عبد الخالق علي‪« :‬كان‬ ‫استمداد الأدب العماني لعناصر تكوينه معتمدا على الثقافة العريئَّة في القرآن الكريم‬ ‫والسة المطهرة والأدب العربي‪ ،‬وهذه الثقافة أوجدت شعر الحكمة والتصوف‬ ‫والمدائح النبويَّة‪ 5‬الذي يعتمد على القرآن والحديث كما كان أبو نبهان‪ ،‬والعيسي‪،‬‬ ‫وناصر الخروصي‪ ،‬وسعيد بن خلفان‪ ،‬وأبو مسلم الرواحي‪ .‬فهؤلاء كانت نزعتهم‬ ‫دينية تصوفية} إل جانب اشتمالها على آراء مختلفة للرؤية والصفات الالهية‬ ‫)‬ ‫ونظرة الإمامةه والولاية والبراعة‪.‬‬ ‫يجب الانتباه ل مَذي النقطة‪ ،‬وإيلاؤها حقنها من العناية والتحليل والمناقشة‪.‬‬ ‫في الشعر الماني دلائل ثلاث تثبت أصالة هَذَا الشعر‪ ،‬بصفة عامة وَهُوَ ما‬ ‫يجب إبرازه‪ 8‬ولفت نظر الشباب إليه حى يسيروا عَلَى سنن أسلافهم ويتَبعوا‬ ‫سواء السبيل‪:‬‬ ‫أولها‪ :‬الولاء الطلق للعقيدة الإسْلاَميّة} والحرص على تحسيدها في الواقع‬ ‫المعيش» مهما تكن الظروف وتتوالى الأحداث وتتعاقب المتغيرات‪ .‬وقد كون ذلك‬ ‫اتحماها فكريا يحمل مَنو العقيدة والإيمان بالمبدإ‪ .‬وَهُوَ ما يجب أن يتفطن إليه‬ ‫الشباب الذين ييغون استلام الراية لاستكمال الطريق الذي خطَه سلفهم‬ ‫وأعلامهم وعلماؤهم‪.‬‬ ‫ف الشعر العماني‪ ...‬مرحع سابق‪٧‬‏ ص‪75-9 :‬ك‪.‬‬ ‫‪- 7‬‬ ‫ثانيها‪ :‬الشعور القوي والصادق بالانتماء لوطن هؤلاء الشعراء (عُمان)‪.‬‬ ‫ثالثها‪ :‬الحب الشديد والقوي للعرب المسلمين‪ ،‬والاعتزاز بالانتماء العربي‬ ‫الإسلامي‪.‬‬ ‫هَنيو الدعائم الثلاث هي الي صبغت الشعر العماني بصبغة الدعوة إل الفكرة‬ ‫السلية في تناول أي موضوعء ومناقشة أية فكرة» وعرض أية قضية‪ .‬على‬ ‫سيل للثال نورد ما قاله الأستاذ أحمد الخدع في مفهوم الوطنية عند الشاعر عبد الله‬ ‫بن علي الخليلي‪« :‬فعندما يتحدث شاعرنا عن موطنه عمان نراه يمزج حبها بحجب‬ ‫لعقيدة الاسلكية! وإنك لتشعر بنغمة الفخر والاعتزاز عندما يخير الشاعر إل هذا‬ ‫الارتباط الوثيق بين عمان الوطن والإسلام العقيدة‪ .‬وبخاصة عندما يتحدث عن‬ ‫تاريخ هَذَا الارتباط الذي يمت إل فجر الإسلام الأوّل»‪.٨‬‏‬ ‫نسجل في الشعر العماني معارضات أديئة جيّدةء تنم عن ذوق ف الكتابة‪.‬‬ ‫وح جمالي في النظم وقدرة عَلى المحاكاة‪ ،‬ومقدرة عَلى الإبداع‪ ...‬وكانت لونا‬ ‫من ألوان الكتابة مارسه الشعراء العمانيون في مختلف العصور بخاصة عصر‬ ‫لنهضة نذكر من بين هؤلاء الشعراء أبا مسلم الرواحيس عبد ا لله بن علي الخليلء‬ ‫وهلال بن سالم بن حمود السيايي‪ ،‬سعيد بن خلف الخروصي أبا سرور‪ ...‬وقد‬ ‫عارضوا قصائد لابن دريد‪ ،‬والبحتري‪ ،‬وابن زيدون‪ ،‬وشوقي‪ ،‬والباروردي وغيرهم‪.‬‬ ‫يذكر الدكتور علي عبد الخالق علي أن هَذهِ المعارضات كان لها دور كبير في‬ ‫تاصيل بعض الاتجاهات الفنيّة} ال أعادت للشعر العماني رونقه وبهاء كما‬ ‫احمد الجدع وعبد الله بن علي الخليلي! شاعر من عُمان{ طي‪/٩77 .‬ه_‪659!6/‬‏ دار‬ ‫‪-‬‬ ‫الضياء للنشر والتوزيع" عمان‪ ،‬الأردن؛ ص‪.»2 :‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪7‬‬ ‫كانت ها قيمة لغوية أثرت الأدب العماني‪ .‬وكان لبعض المعارضات قيمة فكرية‬ ‫متمئّلة فى بعث الشعر في الجانب الوطيس وئارة الحماسة في النفوس للدفاع عن‬ ‫شرف الأوطان‪ ،‬وسقي شجرة الحرية التضحيات والفداء‪.‬‬ ‫في الشعر العماني مختلف أنواع النظم من كتابة القصائد الشعرية ل الأراجيز‪،‬‬ ‫‪.‬واللوشّحات‪ ،‬والعارضات ‪ 1‬الشعر الحر والشعر المنثور ل القصة الشعرية‪...‬‬ ‫مع كُلَ ذره الخصائص والمميتزات _ وغيرها مما لم نذكره _ الي تبوّئ الشعر‬ ‫العماني مكانة مرموقة بين بقية الآداب‪ ،‬ييقى بجهولاؤ بسبب قلة الدراسات‬ ‫اللعمّقة في مختلف جوانبه» بخاصة الدراسات الشاملة والنقدية الفنية‪.‬‬ ‫فكر ما قدم للشعر العماني بعد الجمع والتحقيق _ الذي هو في حاجة ل‬ ‫إعادة النظر في طريقته _ دراسات تعتمد على الوصف والعرض وتكدييس‬ ‫للعلومات‪ ،‬دون اعتماد مقاييس نقديَّة‪ 5‬ومعايير علمية دقيقة الدراسة والتناول‪ ،‬أو‬ ‫تقديم شروح للمقطوعات الشعريَة‪ ،‬تعليقات‪ ،‬وتقريظات‪ ،‬أو إبراز نماذج منها أر‬ ‫الاكتفاء أحيانا بجمع القصائد المتناثرة في كتاب‪ ،‬أو طبع ديوان مخطوط وتصديره‬ ‫بمقدمة أو تقديم تسجيل فيه انطباعات خالية من النقد‪ ...‬ليقال بعد ذلك مَذَا عمل‬ ‫كاف للتعريف بالشعر العماني‪ .‬كلا مَذَا عمل غير كاف‪ :‬هناك عمل كبير ينتظر‬ ‫الباحثين والدارسين في الحركة الشعرية العمانية مالها وما عليها‪.‬‬ ‫يمكن في هَذا الصدد أن ننوه بمجهود الدكتور علي عبد الخالق علي في‬ ‫دراسات الحركة الشعرية العمانية من خلال كتابه‪( :‬الشعر العماني مقوّماتهء‬ ‫واتجاهاته وخصائصه الفنيَّة)‪.‬‬ ‫ينظر كتاب‪ :‬الشعر العماني‪ ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. .8 :‬‬ ‫ا‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫فقد بذل الباحث بجهودا كبيرا ني رضد الحركة الشعرية العُمانية» وتطررها‬ ‫بشيء من الحدية ي التناول‪ ،‬واحدة فيه‪ .‬فقدم بنلك خدمة جليلة للباحثين الذين‬ ‫يأتون بعده لإكمال المشوار الذي بدأه‪ .‬واعتماد الطريقة العمودية في الدراسة بدل‬ ‫الطريقة الأفقيةالي اعتمدها الدكتور‪ .‬وجبر النقص الذي تعاني فنه دراسته وَهُو‬ ‫تعمق في البحث وتسليط بعض المناهج النقدية عَلى هَذَا الإنتاج الشعري الغزير‪.. .‬‬ ‫لكن عذر الباحث هبو‪ .‬خلو الساحة الأدبية والنقدية من دراسات للشعر‬ ‫العماني _ باستناء بعض المحاولات القليلة جا مع وفرة ما سجل من أشعار‬ ‫وإنتاج عبر العصور‪ .‬فمن مزايا الدكتور أنه حاول رصد هذا التطور وتسجيل‬ ‫حضور الشعراء العمانيين في الساحة الأديَّة‪ .‬والإشارة ‪ 1‬بعض الخصائص الفنية‬ ‫والمعنوية‪ .‬بعد ذلك تأتي الدراسات الأخرى‘ ال تعنى بالجوانب للختلفة كما‬ ‫كشف الدكتور من خلال دراسته عن اطلاع الشعراء الكبير عَلّى الأدب العربي»‬ ‫دليل تأنرهم بمختلف الشعراء ني مختلف العصور وتمنلهم لمعانيهم وأفكارهم‬ ‫وصورهم‪ . .‬وسجل امتلاكهم لناصية اللغة العربية وفقه أسرارها‪ ،‬بدليل طريقة‬ ‫تعاملهم معهاء حتى ولو كان تعاملهم معها_ احيانا ت_عاملا قاموسيما متكلفمًا‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ر أن هناك مآخذ ونقائص نسجتلها عى بحث الدكتور‪:‬‬ ‫‪ /‬أهمل فترة ما قبل لنباهنة أي فترة ما قبل القرن السادس حري‪ .‬وركتَر‬ ‫عتزافه باك الأدباء‬ ‫كئيرا على الدولة البوسعيدية على حساب الفترات الأخرى‪. .‬‬ ‫المانيين ل يكونوا غائبين عن الساحة الأديئة في مختلف العصور‪. .‬‬ ‫ح كان يكنفي ببعض الشعراء فى دراسته و بعضهم يذكرهم ذكرا نفةقط‪.‬‬ ‫كا هؤلاء وحدهم هم الذين شلون الشعر الماني‪ .‬بل أحيازئا يعيد النماذج‬ ‫نفسها فى مختلف استشهاداته تحليلاته‪ .‬أمنا الشعراء المعاصرون فلم يذكر سوئ‬ ‫‪_ -9‬‬ ‫اسمين أو ثلائة} وشعراء القصيدة الحرة لا ذكر لهم في بحثه‪ .‬القارئ يفهم أت عسُمان‬ ‫م تتوفر إل على شعراء قليلين" أو شعراء مقلّين في إنتاجهم‪ :‬أو هم كانوا دون‬ ‫اللستوى‪ ،‬أو أن إنناجهم ضاع يحتاج إلى البحث عنه‪ .‬مهما تكن التفسيرات‬ ‫والتأويلات فإ الدراسة ناقصة لذا فالحاجة ملحة إل إعادة النظر ف الدراسات‬ ‫لأديَة ال قمت حول الشعرالماني‪.... .‬‬ ‫‪ 7‬من سلات هذه الدراسة أتّها لم تكن شاملة‪ ،‬إذ لم يتعرّض الباحث إلى‬ ‫نواحي المعجم الشعري" والموسيقى‪ ,‬والرمز والاقتباسات إلا ليمامنا‪ ،‬كما كان تناوله‬ ‫لجانب التصوير الفي مقتضبا وكان يغلب على البحث العرض دون النقد‪ .‬بينما‬ ‫نسجل أت فصل الأوزان والقوانى كان جيدا! لو كتب فيه أكثر‪.‬‬ ‫خلاصة القول إ الشعر العماني في حاجة إل دراسة وتعمق في البحث‬ ‫للكشف عن القيم الفكرية والفنية ال يتوفر عليهاء ورة الاعتبار هذا الشعر الذي‬ ‫هضم حقله وهذه رسالة يتحملها الشباب المثقف والحامعي‪.‬‬ ‫التكفل بها يقتضي أمورا منها‪:‬‬ ‫! الإيمان بأ هَذَا الزاث مكسب وكنز يجب الاحتفاء والاعتاء به‪ 3‬وإخراجه من‬ ‫الأماكن للضنون بها على الدارسين والباحثين‪ ،‬وإنقاذه من الضياع بسبب أو بآخر‪.‬‬ ‫ح‪ -‬الاقتتاع بأن كثيرا من الجهود والدراسات الي يقوم بها البعض _ وهم‬ ‫مشكورون عليها تفتقر إل كثير من الشروط العلمية‪ :‬توثيقا وتحقيقا ومعالجة‬ ‫ودراسة‪ .‬م يهيب بالشباب ل استدراك انقص‪.‬‬ ‫ي إ الدراسة الفئة هي مرحلة ضروريةش بعد مرحلة الجمع والتوثيق والتحقيق‪.‬‬ ‫والدراسة الفكرية أو للوضوعية للكشف عن الوجه الحقيقي للنهضة الأدبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬و‬ ‫‪ 4‬لابد من التمرس عَلَى البحث والدراسة والنقد‪ ،‬بل توسيع أفق الثقافة‬ ‫لنقدية‪ 5‬لامتلاك الأدوات الي تساعد عَلى الدراسة الجادة والجيدة‪.‬‬ ‫ك الشعر العماني نى حاجة ماسة ل دراسة قضاياه معجمه الشعري جانب‬ ‫الرمز فيه‪ .‬صوره‪ .‬اتجاهاته‪ ،‬وخصائصه الفنية‪ ،‬موسيقاه‪ ...‬أي إعادة دراسته من جديد‬ ‫للباحث في هََا الشعر تستوقنفه أستلة عديدة في حاجة إل إجابات مقنعة ثلاً‪ :‬ما‬ ‫الذي جعل الشاعر الصّماني _ عموما _ يتمسك بالأسلوب العربي الرصين‪ ،‬وبالمنهج‬ ‫الشعري الخليلي؟ بماذا يفسر نظم الفقه بالشعر لدى العُمانيّين‪ ،‬إذ أحيانا تتجاوز للنظومة‬ ‫مائة ألف بيت؟ ما هو التحليل لهذا للسلك؟ ما هي إيجايات هَنم الطريقة وسلياته؟‬ ‫ماذا يفسر إعجاب الشعراء العمانيين بابن دريد مثلا إل درجة لافتة للنظر؟‬ ‫كيف كان الشاعر العماني يتعامل مع الأصالة والمعاصرة فى كتابة الشعر؟‬ ‫كيف كان يلاكم بين مخزونه ومحفوظه من الألفاظ والصور الشعريئّة‪ ،‬وبين من حَوته‬ ‫من المشاعر وتجربته الخاصة؟ كيف كان ارتباطه بورسطه الاجتماعي؟ كيف كان‬ ‫يعالج قضايا بجتمعه؟‬ ‫لماذا قفت الدراسات الأكاديمية وامعمَّقة والدراسات النقديئة في الشعر‬ ‫العُماني؟ ما هي الأسباب‪ ...‬إل غير ذلك من الأسئلة والموضوعات الي تتظر ‪.‬‬ ‫الفتى الذي يقول‪ :‬ها أنا ذا م السائل!!‬ ‫عسى أن نرى في المستقبل القريب دراسات لشباب عماني يتحمل مسؤوليه‬ ‫‏‪ ٢‬خدمة بلده‪ :‬في أدبه وفكره وما ذلك على الله بعزيز‪ 6‬وما ذاك عَلى الجين‬ ‫للخلصين مستحيل‪ .‬وا لله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫الأستاذ‪ :‬محمد ين قاسم ناصر بوححنام‪ .‬حفعة بانة (لمزئ‪ .‬كجمادى لأرى تنه ‪ 20‬ديسمبر ‪7%‬م۔‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪ -‬إ‪- 9‬‬ ‫‪ ١‬لملحق رقم‪:4 ‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫صدرت للدكتور محمد ناصر۔‬ ‫ودراسات‬ ‫كتب‬ ‫المقالة الصحفية الجزائرية (‪ )/37-/309‬حجزآن الخزائكر‪ :‬ش‪.‬و‪.‬ت‪.‬ت‘‬ ‫‪.757‬‬ ‫‪ .‬الصحف العربية الجزائرية (‪ 9571)0-/748‬الجزائر‪ :‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت©{ ‪.0571‬‬ ‫‪ .‬أغنيات النخيل (شعر الجزائر‪ :‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت© !‪.571‬‬ ‫‪ .‬أبو اليقظان وجهاد الكلمة طت‘ الزائر‪ :‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت© ‪.4577‬‬ ‫‪ .‬عمر راسم المصلح الغائر الحائر‪ :‬لافوميكش ‪.457‬‬ ‫‪ .‬مختارات من شعر الأمير عبد القادر الجحزائر‪ :‬م‪.‬و‪.‬ك ‪.4571‬‬ ‫‪ .‬البراعم الندية (شعر الأطفال) الجحزائر‪ :‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬تث ‪.4591‬‬ ‫‪ .‬الشعر‪ .‬الجزانري الحديث‪ :‬اتجاهاته وخصائصه الفنية (‪.)!2591-277‬‬ ‫دكتوراه)‪.‬‬ ‫(رسالة‬ ‫‪5‬‬ ‫دار الغرب الإسنلامي‪.‬‬ ‫بيروت‪: :‬‬ ‫‪ .‬رمضان حمود‪ :‬حياته وآثارهؤ طت\ الجزائر‪ :‬م‪.‬و‪.‬ك‪.5591 ،‬‬ ‫أخبار الأئة الرستميين (لابن الصغير) تحقيق بالاشتراك مع إبراهيم بجاز‬ ‫‪.٥‬‬ ‫طا الحزائر‪ :‬جمعية التراث" بيروت‪ :‬دار الغرب الإسنلامي‪.6591 ،‬‬ ‫ديوان أبي اليقظان‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ ،‬جزآن‪ ،‬الجزائر‪ :‬جمعية التزاث‪` .9891 ،‬‬ ‫‪.٨٧‬‬ ‫حلقة العَرَابة ودورها في بناء المجتمع المجدي" طت الحزائر‪ :‬جمعية‬ ‫‪.2‬‬ ‫التزاثث‘ ‪.9591‬‬ ‫‪ .‬في رحاب القرآن (الشيخ إبراهيم بيُوْض) الجزائر‪ :‬جمعية النزاث‪. .9591 ،‬‬ ‫‪ .‬مفدي زكرياء‪ :‬شاعر النضال والغورة‪ ،‬طت‘ الجزائر‪ :‬جمعية النزاث‘ ‪.9991‬‬ ‫‪ .‬أعمالي في النورة للشيخ إبراهيم بيوض‪ :‬إعداد وتقديم} الجزائر‪ :‬جمعيَة‬ ‫‪./‬‬ ‫التا ثا‬ ‫‪ .‬حمد بن الحسن بن دريد سلطنة عمان !‪.!99‬‬ ‫‪ .‬الإمام عبدبن باديس (سلسلة أعلام الفكر)‪ ،‬الزائر‪.991 :‬‬ ‫‪ .‬الشيخ إبراهيم اطفيّش في جهاده الإسلامي الجزائر‪ 99 :‬طت{ (مؤسّسة‬ ‫الضامري)‪ ،‬سلطنة عُمان{ إ‪.991‬‬ ‫‪ .‬ما أحوجنا ال أدب اسلامي سلطنة عمان ‪.!277 :‬‬ ‫‪ .‬في رحاب ا لله (شعر) الجزائر‪ :‬ع‪..!99‬‬ ‫‪ .‬فيوض النور سلطنة عمان‪ .2771 :‬أنوار من سورة النور جمعية النزاث\ ‪.271‬‬ ‫سلطنة عثمان ‪:27 :‬‬ ‫للأطفال‬ ‫لربي‬ ‫سلسلة القصص‬ ‫من‬ ‫‪ 2‬جزاء الاحسان‪.‬‬ ‫ا‪ -‬ف الاتحاد قوة‪.‬‬ ‫‪ .‬دور الإنَاضيّة في نشر الإسلام بغرب إفريقيا» طت‪( ،‬معهد القضاء الشرعي)‬ ‫‪ .‬سلطنة عمان‪.3791 : :‬‬ ‫‪.7‬م‪.‬كانة الإباضية ف الحضارة الإسلامية‪ .‬حلقتان‪ :‬إعداد‪ ،‬نشر‪ :‬الاستقامة‬ ‫سلطنة عمان‪.27 :‬‬ ‫الادب والنصوص للمرحلة الثالةة ثانوي (معهد القضاء الشرعي)‪ ،‬سلطنة‬ ‫كت‪.‬‬ ‫عمان‪.2771 : :‬‬ ‫تت‪ .‬الشعر الجزائري من الرومنسية إلى الثورية‪( .‬مع للطبع)‪.‬‬ ‫‪ .7‬الصحافة الجزائرية في مواجهة الاستعمار‪( ،‬معد للطبع)‪.‬‬ ‫‪ .7‬تلخيص القسمة وأصول الأرضين في فقه العمارة الإسلاميّة{ لأبي العباس‬ ‫احمد بن حمد بن بكرا تحقيق بالاشتراك مع الشيخ بكير الشيخ بلحاج‬ ‫باشعادل‪ ،‬مؤسسة الضامري‪ ،‬سورية‪.3991 .‬‬ ‫وح‪ .‬الحان وأشجان (شعر)‪ ،‬نشر جمعية التراث الزائر ‪.57797‬‬ ‫‪ .0‬هموم جزائرية[ (معد للطبع) دمشق؛‪.‬‬ ‫إت‪ .‬تراثنا الإسلامي والعصر مؤسسة الضامري‪ ،‬سلطنة عمان© ‪.4991‬‬ ‫عت‪ .‬حداثة أم رة‪ ،‬مؤسسة الضامري© سلطنة عمان{ ‪.7991‬‬ ‫عد‪ .‬خصائص الأدب الإسلامي‪ ،‬مؤسسة الضامري‪ ،‬سلطنة عمان ‪.3991‬‬ ‫مت‪ .‬الأصول العقدية للناشئة امحمدية‪ ،‬مؤسسة الضامري‪ ،‬سلطنة عمان ‪.3777‬‬ ‫كت‪ .‬الإباضيّة تاريخا وفكرا‪( ،‬مع للطبع)» سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪ .6‬الشيخ إبراهيم اطفيش (سلسلة أعلام الفكر)" (معد للطبع) المحزائر‪.‬‬ ‫‪ .7‬الشيخ أبو اليقظان إبراهيم (سلسلة أعلام الفكر)‪( ،‬معد للطبع) الحزائر‪.‬‬ ‫كت‪ .‬الشيخ محمَّد علي دبوز والمنهج الإسلامي لكتابة التاريخ" مطبعة البعثث‬ ‫قسنطينة} الحزائر ‪.5991‬‬ ‫‪ .9‬القيم الإسلامية في نظام التعليم بوادي ميزاب (معد للطبع) احزائر‪.‬‬ ‫ه‪ .‬مصادر البحث في العلوم الإسلاميّة‪( ،‬معهد القضاء الشرعي)‪ ،‬سلطنة‬ ‫عمان ‪.5991‬‬ ‫‪ ».‬منهج البحث وتحقيق النصوص (معهد القضاء الشرعي) سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫ه‪ .‬فواكه العلوم تأليف عبد ا لله بن محمد بن عامر الحخبشي‪ ،‬تحقيق بالاشتراك مع‬ ‫الأستاذ مه التيواجيين‪ ،‬الأجزاء‪ 25 ! :‬ي سلطنة عمان‪.5991 :‬‬ ‫ته‪ .‬وصيّة والد لولده العروس جمعية التزاث‪ ،‬القرارة ‪499‬ا‪.‬‬ ‫به‪ .‬أبو مسلم الرواحي «حسئان عُمان» طا سلطنة عمان‪.6991 :‬‬ ‫ه‪ .‬دراسة في الشعر الجزانري الحديث رعو!حمح‪( 71)6‬خطوط)‪ .‬بالاشتراك مع‬ ‫الدكتور حمد مصايف والدكتور عبد المالك مرتاض‪.‬‬ ‫»‪ .‬حنائة بلا قناع‪ 0 ،‬سلطنة عمان‪.‬‬ ‫»‪ .‬ديوان شعر باللغة المزابيئة‬ ‫يه‪ .‬مسرحيئة بالعربية الدارجة تحت عنوان‪« :‬رب وبيدك قبل ما يقنرا»‪.‬‬ ‫يضاف إل كُإر ذلك أناشيد كثيرة باللغة العريية الفصحى والعريّة الدارجة‬ ‫واللغة ليزايتة‪ .‬ومقتمات لكثير من الكتب‘ ودراسات وبحوث ومحاضرات نشرت‬ ‫في الدوريًّات‪ ،‬وألقيت في مناسبات مختلفة‪.‬‬ ‫المحت ةويات‬ ‫س‬ ‫مقلّمة‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫نبذة من حياة الباحث‬ ‫مع كتاب‪ :‬أبو مسلم الرواحي‪ ،‬عرض وتعليق‬ ‫‪ ٥‬ى‬ ‫ه أبو مسلم أديا لامعا‬ ‫ى‬ ‫ه العقيدة في شعره‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫ه الابتهال في شعره‬ ‫‪.‬‬ ‫ه الاستنهاض في شعره‬ ‫‪ ٧‬ه‬ ‫ه الحكمة في شعره‬ ‫ه‬ ‫ه الحنين في شعره‬ ‫كى‬ ‫ه الرثاء في شعره‬ ‫‪8‬‬ ‫ه خصائص شعره‬ ‫أ‬ ‫ه إشارات مهمة‬ ‫ه نتائج الدراسة‬ ‫‏‪ ٩‬ه‬ ‫ه ملاحظات‬ ‫‪8‬‬ ‫الملاحق‬ ‫ه الملحق رقم ‪:1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫فرع الحياة المقدسة‬ ‫‪66‬‬ ‫في الذات الإلهية‬ ‫‪.‬ك‬ ‫ه الملحق رقم‪ :‬كتاب أبي مسلم إلى الإمام سالم بن راشد ‪................‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ه الملحق رقمى‪ :‬الشعر العماني في حاجة إلى دراسة‬ ‫‪........27‬‬ ‫ه الملحق رقمي‪ :‬كتب ودراسات صدرت للدكتور محمد ناصر ‪......‬‬