7 نس
تد الاباضمَه
س3هه.
اؤ
‏٨السا1<سب
4١ /ئ ‏٧١1
يخ (؟ ‏ ٠ههےسے بريه( س'_
و م‏ ٣ه۔ «ص ےق
عند ‏ ١لاباضيَة‏ ١لسب
لمخزالأؤل
٨2 ع‎
محفو ظهجميع الحقوق
بالاك
‏ ٢٠١٧م١٤٣٨ه‏ /
نشر وتوزيع:
خ١
:
٧٢٠ه‎
مكتبة خزائن الآثار
سلطنة عمان  -بركاء‏,٩
٠..٩٦١٨٩٥٥١٠٠٢٥ - ٠٠٩٦٨٩٨١٧٧٧٨٩نقال‎:
الراعي الإعلامي:
موقع بصيرة الإلكتروني
موسوعة إلكترونية في العلوم الإسلامية
 لسماحة الشيخ العادمة أحمد بن حمد الخليلي
"4
المفتي العام لسلطنة عُمان
. -ععع».للتواصل :ع.
المجزذالأيل
فسح توزرالا_ني
إزا
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين ،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .وبعد؛
فتَسَب الدين أو شبة الدين هو مصطلح قديم متعارف عليه عند
علماء الإباضية يوصف به العدول الثقات من العلماء والفقهاء الذين
أخذوا دينهم واحدا عن واح ،وطبقة عن طبقة ،من زمانهم إلى النبي يلة.
وقد ورد هذا المصطلح في كثير من كتب الإباضية الأوائل ،فمن يقرأ في
سير علماء الإباضية يجد بين حين وآخر جملة« :وهو ممن جاز عليه نسب
الدين» ،أو «جازت عليه نسبة الدين» ،وهي تطلق على من مر عليه إسناد
الدين ويعتبر منقبة من مناقبه ،وبيائا لرفعته } وغلا لقدره ومنزلته.
والمقصود بالدين هو دين الإسلام كما جاء صافيا نقيا عن
النبي تقية ؛ تنزيهها مطلقا لله تعالى ،ووقوقًا عند حدود اللهث واجتناب
للشبهات ،واحتياطًا في الدين وورعا وصدقا وتقوى واستقامة.
٦ه=.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
وشجرة نسبو الدين هي حلقات متصلة ومتشابكة من العلماء
الأعلام الذين حملوا الدين ونقلوه بكل أمانة إلى من بعدهم؛ بعيدا
عن تأثير المال والجاه والسلطان ،وهم من جملة الذين وصفهم النبي
الكريم قلة بقوله« :يحمل هذا العلم من كل خَلَفو غولة ،ينفون عه
تخريفت العالي" وَانيحال الْمبطلِين ،وتأويل الْجَاهلين»‘.
شجرة نسب الدين موجودة في كل المذاهب المعروفة غير أن
علماء الإباضية ۔ خصوصا في بلاد المغرب هم أكثر من اهتم بها.
وحافظ على اتصالها وتوثيقهاێ وهي تبدأ من إمام الأنبياء والمرسلين
وسيد الأولين والآخرين :محمد بن عبدالله يلة  5ثم الحلقات الأولى
التي يلتقي فيها الجميع ،وهي حلقة الصحابة وعلى رأسهم :أبو بكر
الصديق ،وعمر بن الخطابڵ وعبد الله بن مسعود وعبدالله بن عباس©
وعائشة أم المؤمنين ،وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم
أجمعين ،ثم حلقات التابعين وتابعي التابعين ثم من جاء بعدهم.
وبالنسبة للإباضية فهي تبدأ بعد النبي ملة والصحابة
الكرام ؤة من الإمام جابر بن زيد الأزدي .الذي أخذ العلم عن
كثير من الصحابة ،من بينهم ابن عباس وعائشة وأنس ابن مالك
وغيرهم رضي الله عنهم جميعا ثم تفرعت عن طريق تلاميذه
الذين من أبرزهم أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وضمام بن
‏ 0٥٩٩ورواه أيضاً البيهقى‏ ٣٤٤حديثالطبرانى ،مسند الشاميين الجزء الأول ،ص ‏()١
في السنن الكبرى.
٧متدمة‎
حوهم_۔۔۔
السائبڵ وأبو نوح صالح الدهان ،ثم انتشرت شجرة نسب الدين
وتفرعت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا عن طريق تلاميذهم الذين
اشتهروا باسم حملة العلم" ثم تلاميذهم ومن جاء بعدهم
واستمرت الشجرة ممتدة ومتصلة في المشرق والمغرب عبر الأجيال
والقرون إلى عصرنا الحاضر.
من الصفات التي تجمع أولئك العلماء بأنهم جميعا عدول
وثقات ،أصحاب فقه عميق ،وخلق قويم ،وسلوك مستقيم ،كانوا
مضرب الأمثلة في التقوى والصلاح والنزاهة والورع؛ منهم من كان
آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر يقول الحق ولا يخاف لومة لائم،
ومنهم من نذر نفسه للتربية والتعليم" وحبس نفسه للتدريس ومنهم
من بسط الله عليه الرزق فأنفقه في وجوه الخير ،ومنهم من نذر نفسه
للجهاد ،وأسهم في إقامة دول نشرت الإسلام في المشرق والمغرب©،
لم يكونوا من علماء السلاطين ولم يكونوا من الذين يرتشون أو
يتزلفون لحاكم أو أمير بل كانوا هاربين من الدنيا مقبلين على
الآخرة وصفهم الشيخ عبدالله بن يحيى الباروني" يره بقوله:
‏( )١عبدالله بن يحيى الباروني ،والد المجاهد سليمان الباروني ،عالم وفقيه ومرب،
من بلدة (كاباو) بجبل نفوسة\ درس في جربة على الشيخ سعيد بن عيسى
الباروني© ثم سافر إلى الازهر وتعلم على مشايخه وعاد ليقوم بواجب التربية
والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" سكن (جادو) ،وقام بالتدريس في
المدرسة البارونية في (يفرن) ،تتلمذ عليه ابنه المجاهد سليمان" وعمرو بن عيسى
التندميرتي ،وسالم البرشوشي وغيرهم ،له ديون شعر وكتاب صغير بعنوان« :سلم
العامة والمبتدئين لمعرفة أئمة الدين» ،توفي ينه سنة ١٣٣٢ه١٩١٣/م.‏
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٨
م:7
‏٠
 «...أتقياء ،بررة أصفياء ،صادقون أولياء ،أهمل علم وعمل
وفضل وعدل‘ وورع وتقوى ،وزهد وهدى ،وحلم وخضوع وتواضع
وخشوع ليسوا بأهل بغي ولا تكبر ،ولا ظلم ولا تجبر ،بل هم
الآمرون بالمعروف© ،الناهون عن المنكر الحافظون لحدود الله
المجاهدون في سبيل الله" لا لطلب الدنيا ولا لرغبة في الملك‘ بل
لتكون كلمة الله هى العلياء وكلمة الذين كفروا السفلى حتى أن مَن
وظفر بخزائنالله على عدوه٥‏كان منهم من أهل الخلافة وأظهره
أمواله ذ تتَرٌه عن أخذها " وزهد فيها وتركها» ا.
 الخروصي" .كما وصفهم الشيخ أبو المؤثر الصلت بن خميس
القدوة بقوله:عنوهو يتحدث
( )١عبدالله بن يحيى الباروني ،سلم العامة والمبتدثين إلى معرفة أئمة الدينث ص٥٥٨ ‎
الضامري للنشر والتوزيع ٩٩٢ ‎،م‎.
‏( )٢أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي ،عالم جليل ،وفقيه ورع ،من قرية بهلا،
كان كفيف البصر وئعَدُ من العلماء البارزين في القرن الثالث الهجري ،حمل
العلم عن محمد بن محبوب بن الرحيل والوضاح بن عقبة ،ونبهان بن عثمان
 وغيرهم" وهو واحد من ثلاثة ضرب بهم المثل في غمان فقيل :رجعت عمان إلى
أصم وأعرج وأعمى ؤ فكان أبو المؤثر هو ا لأاعمى .
 تتلمذ عليه كثير من العلماء منهم :أبو الحواري محمد بن الحواري ،ومحمد بن
 أبي غسان وغيرهم ،كان من أصحاب المشورة في اختيار الإمام الصلت بن
 ‏ ٢٢٧وممن استمسك بإمامته عندما عزله موسى بنمالك الخروصي سنة
 موسى وراشد بن النظر كما كان من المبايعين للإمام عزان بن تميم" له أجوبة
وفتاوى كثيرة تزخر بها كتب الفقه والتاريخ ،توفي سنة ٢٧٨ه.‏
٩مقدمة‎
«وليس الاقتداء بعامة من صلى وصام ،ولكن القدوة بأهل العلم
 بكتاب الله وسنة نبيه ،وآثار السلف من أولي الأمر الذين حملهم الله
الحكمة ،وجعلهم للناس أئمة ،يفرقون بين الحق والباطل© بقول
مشروح وباب مفتوح ولا يلبسون الحق بالباطل ،ولا يكتمون وهم
يعملون ،يمضي على ذلك أولهم ،ويقفوهم على آثارهم آخرهم ،ليس
بينهم فرق ولا اختلافؤ ولا يدينون بالإرجاف ولا بالاعتسافث
حجتهم واضحة ودعوتهم شارحة فكلما مضى منهم قرن ،خلف من
بعدهم من هو دونهم بالفقه والعلم ،إلا أن الديانة واحدة ،لا يستحل
آخرهم شيئا حرمة أولهم ،ولا يحرم منهم الخلف شيئا أحله السلف©
وإن اختلفوا في الرأي في المسائل ،فليس بينهم اختلاف في الدين
ولتهم واحد ،وعدؤهم واحد\ يتولى بعضهم بعضا".
هذا الكتيب الصغير هو مقدمة لمشروع يضم ترجمة لمعظم
العلماء الذين وردت أسماؤهم ضمن هذا الكتاب ،وهو يجمع روايات
نسب الدين عند الإباضية في المشرق والمغرب بالإضافة إلى
تعريف مختصر بالمذهب الإباضي والكتاب لا يبعد في محتواه عن
كتاب الشيخ عبدالله بن يحيى الباروني «سلّم العامة والمبتدئين إلى
معرفة أئمة الدين» ،إلا أن الشيخ الباروني رنه قد اقتصر على ذكر
روايات نسب الدين في بلاد المغرب إلى القرن العاشر الهجري ،كما
آنه لم يتعرض إلى ذكر نسب الدين في غُمان\ بينما هذا الكتاب
‏( )١السير والجوابات لعلماء وأئمة عُمان© تحقيق :سيدة إسماعيل كاشف© طبعة
‏ ٦مع الصفحة الأولى بعد مقدمة المؤلف.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١١٠
جه
يشمل كل ما أمكن الحصول عليه من روايات تتعلق بنسب الدين إلى
وقتنا الحاضر ،سواء بالمشرق أو بالمغرب‘ كما تم إضافة جداول
 ما ورد في الروايات من أجل التوضيح وتيسيرلشجرة العلماء حسبت
الفهم والمتابعة.
أن أشكر كل من ساهموفي ختام هذه المقدمة من الواجب علئ
في إخراج هذا الكتاب بأي وسيلة كانت؛ خصوصا من قام بمراجعة
 نصيحة أو ‏ ١قتراح ‌ أوبعض الفصول‘ كما أشكر كل من أسد ى إل
ساهم في تنسيق الكتاب وطباعته ونشره.
أوقاتهم وسعيهم جميعا .الله تعالى أن يبارك لهم في) أسأل
هذا وبالله التوفيق.
سليمان بن سعيد الشيباني ۔ مسقط ۔ عمان.
الخميس ‏ ٨ربيع الأول ١٤٣٨ه‏
الموافق ‏ ٨‏.م٦١٠٢ربمسيد
‏١١الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
ألتتصل التون
مدخل لفهم المذهب الإباضي
مقدمة
 قبل البداية في ذكر علماء نسب الدين© من المهم أن نذكر نبذة
مختصرة عن المذهب الإباضي؛ نشأته وأصوله وخصائصه؛ ذلك
 لأن كثيرا من المسلمين ممن لا يعرف الإباضية حق المعرفة ۔ لديهم
صورة مشوهة عن المذهبؤ تلقؤها بالسماع أو قرؤوها في مصادر
حوَث معلومات غير دقيقة عن الاباضية.
ومن المؤسف أن كثيرا ممن ينتسب إلئ العلم من غير الإباضية
في العصر الحاضر لم يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من حقيقة ما ينسب
عن طريق الاتصالإلى الإباضية من شبهات ،وأقوال غير صحيحة
المباشر بالعلماء أو بقراءة كتبهم ،وهي قريبة ومتوفرة ،لكنهم
 اقتتصروا على ما وجدوا في المصادر القديمة من المعلومات التي
تنقصها الدقة والموضوعية ،ولم يعيروا الفكر الإباضي اهتماما جديا
 لدراسته بطريقة موضوعية؛ ليكونوا عنه صورة واضحة ينقلونها إلى
عامة المسلمين.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية/ ‎ج١١ ٢
.
<ح×ن۔
ِ`
< ۔۔ےہ۔۔ . .۔_۔
ولا يزال كثير من العلماء والمثقفين ينظر إلى الإباضية بنوع
من الشك والارتياب في عقيدتهم ولا يزال أغلبهم يصرون على
 حشر الإباضية إما جهلا أو قصدا ۔ ضمن طوائف الخوارج أو
المتطرفين أو المبتدعة ،وهذا غير مقبول في عصر البحث
 العلمي ،وخصوصا في هذا الوقت الذي يحتاج فيه المسلمون أن
 يتفقوا على الأصول العامة للدين وأن يتوعحدوا لمقاومة الغزو
 الفكري والاقتصادي الذي يقوده أعداء الإسلام في داخل الأمة
الإسلامية وخارجها.
 وقد يلتمس العذر لبعض الكتاب والمؤرخين القدامى الذين
 نحسن الظن بهم ،إذ لم يكن لديهم من المصادر والمراجع غير
 ما سمعوه من أشياخهم أو ما وجدوه في كتب جانبت الحقيقة
 وخالفت الصواب‘ لكن في هذا الزمان الذي سهلت فيه
 الاتصالات وتوفرت فيه المعلومات لا يمكن أن نجد عذرا لكثير
من أساتذة الجامعات والباحثين والعلماء ،والدكاترة ومشايخ
 الفضائيات ،وطلبة العلم الذين يملكون كل الوسائل التقنية
والاتصالات والمواصلات ث وفي نفس الوقت لا يزالون مصرين
 على الإعراض عن دراسة الفكر الإباضي ويوصون تلاميذهم
وأتباعهم بعدم قراءة كتبهم" بحجة أنهم خبوارج ؤ وآهل بدع
 وضلال ،بينما يسمحون لأنفسهم ولتلاميذهم بالقراءة والكتابة عن
كل الحركات الهدامة والمذاهب والأفكار غير الإسلامية
كالشيوعية والرأسمالية والقاديانية وغيرها.
‏١٢ِالفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
۔ .م_ز۔۔۔۔۔۔۔:
 إن كثيرا من الأفكار التي كان ينادي بها الإباضية في القرن
الأول الهجري أصبحت في العصر الحالي حقائق وواقع معترف
بها عند أغلب المسلمين الآن ،فقضية الخروج عن الحاكم الجائر،
والتي كانت أحد الآسباب الذي من أجلها أطلق مصطلح الخوارج
 على الإباضية؛ أصبحت من المسلمات في هذا العصر إذ إن
الخروج على الحاكم الجائر هو المبدا الذي تأسست عليه كل
 الله في العالمالحركات الإسلامية التي تنادي بتحكيم شرع
 الإسلامي كما أن الغورات الشعبية التي انطلقت في بعض البلاد
 الإسلامية ضد الظلم والاستبداد في السنوات الماضية ما هي إلا
نتيجة لقناعة الشعوب بجواز بل بضرورة الخروج على الحاكم
الجائر.
ورواية الإمامة في قريش التي دافع عنها الأمويون والعباسيون
ومن جاء بعدهم من الحكام ومن تبعهم من العلماء لقرون عديدة ،لم
يعد يهتم بها ويتحمس لها أغلب العلماء والمفكرين المعاصرين كل
 هذا يؤكد أن المسلمين يقتربون شيئا فشيئا نحو الرأي الذي قال به
سلف الاباضية منذ زمن بعيد.
لذلك أصبح من الضروري أن يفهم كل المسلمين ما الإباضية؟
ومتى نشأت؟ ولماذا نشأت؟ وكيف انتشرت؟ ومن أئمتها؟ وما أصل
 الخلاف بينها وبين المذاهب والفرق الأخرى؟ وما خصائص الفكر
 الإباضي؟ ولماذا غغزل فكرها عن الأمة طيلة القرون الماضية؟ هذا
ما سيتم تلخيصه في الصفحات الآتية:
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
١٤
۔ححق»`۔
تشأة المذهب الإباضي:
المذهب الإباضي هو أول المذاهب الإسلامية تكؤنا ،وهو
المذهب السائد في عمان وفي جبل نفوسة ووادي ميزاب وجزيرة
جربة وزنجبار؛ ويرجع في نشأته وتأسيسه إلى عصر التابعين؛
فمؤسشة الأول والذي أرسى قواعد فقهه وأصوله هو الإمام والمحدث
والفقيه التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي.
 يعد الإمام جابر بن زيد من أبرز علماء النصف الثاني من القرن الأول
الهجري ولد بين عامى ١٨۔٢!٢‏ هجرية فى بلدة «فرق» قرب مدينة نزوى
 بسلطنة غمان 6يكنى بأبي الشعثاء نسبة إلى ابنته  .-وينتمي إلى قبيلة
.الأزد 5وهو أول العلماء في سلسلة نسب الدين بعد جيل الصحابة :
 تلقى الإمام جابر تعليمه الأول في مسقط رأسه .ثم انتقل إلى
البصرة حيث تعلم علوم الفقه والحديث على أيدي كثير من
الصحابة وخ  3ومن أبرز الصحابة الذي تعلم منهم :أم المؤمنين
عائشة ،وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن مسعود.
وأنس بن مالك وأبو هريرة ،وأبو سعيد الخدري ،وجابر بن عبد الله
إلا أنه كان أكثر ملازمة لعبدالله بن عباس والمتتبع لروايات مسند
الربيع بن حبيب يجد أن أكثر رواياته عن عبدالله بن عباس وا .
 عاش معاصرا للحسن البصري وكان صديقًا حميما له ،وقد نال ثقة
 شيوخه من الصحابة والتابعين ،فقال عنه ابن عباس« :لو أن أهل البصرة
نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عمها في كتاب الله»«'.
.٢٠٤ التاريخ .ج ٢ ‎ص‎البخاري ()١
‏١٥المذهب الإباضلقهمالفصل الأول :مدخل
حن <<<صلفهم
 وذكر أبو نعيم فى كتابه «حلية الأولياء وطبقات الأصفقياء»
 أقوالا لكثير ممن عاصروه تشيد بمكانته العلمية وزهده فى الدنياء
 فقد وصفه ابن عمر ب« :أنه من فقهاء البصرة البارزين» ،بينما قال
 عنه قتادة« :إنه عالم العرب|)»© أما عمرو بن دينار وهو أحد علماء
 التابعين فقال عنه« :ما رأيت أحدا أعلم بالفتوى من جابر بن
 زيد‘» ،وكان إياس بن معاوية ۔ وهو قاضي البصرة في عهد
 ومفتيهم جا بر بنعبد العزيز  -يقول  » :أدركت أهل البصرةبنعمر
((١‏.
.ريدن»)'
على عدالة الإمام جابر وضبطهالحديثوقد أجمع علماء
فرَوَى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومجموعة
من المفسرين ،كما وردت إشارات بمكانته العلمية عند السيوطى
وابن حجر.
تتلمذ على يده خلق كثير & من أبرزهم  :أبو عبيدة مسلم بن أبي
 وأبو نوح صالحوضممام بن السائب©كريمةؤ وجعفر بن السَمماك
بنوعلىهرم.بنوعمروديناربنوعمرووقتادة.الذهان
وغيرهم.مسلم
 اننشر مذهب جابر عن طريق تلاميذه ومعاصريه الذين من
 أشهرهم  :أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي الذي خلفه في
 وعن طريق تلاميذ أبى عبيدة الذين وفدواإمامة المذهب بالبصرة
 \٨٧طبعة دار الفكر.‏( )١أبو نعيم ،حلية الأولياءء ج ٣ث‏ ص ‏٨٥
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
١٦
ح
عليه من كل مكان ،انتشر الفكر الإباضي شرقا وغربا ،وقد تمكن
بعض منهم من أن يؤسسوا إمامات ودولا لعبت دورا سياسيا مهما
 في بعض مراحل التاريخ ،في اليمن وحضرموت وغمان ،وفي ليبيا
وتونس والجزائر وزنجبار.
وعن طريق تلاميذ أبي عبيدة الذين أطلق عليهم لقب «حملة
العلم» وانتشروا في المشرق والمغرب ومن هنا بدأث شجرة علماء
نسب الدين عند الإباضية ،والتي هي موضوع هذا الكتاب.
نسبة المذهب الاباضي
 رغم أن جابر بن زيد هو فقيه الإباضية الأول ،إلا أن المذهب لم
ينسب إليه وَإِنَما ئييب إلى عبدالله بن إباض ،وهو تابعي أيضًا ،عاصر
معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.
 وسبب شهرة عبدالله بن إباض أنه كان قائدا سياسيًا ،مجاهرا بالحق6
آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ،يرفض الطغيان والاستبداد بالحكم.
 فكان يدافع عن حق المسلمين في اختيار من يلي أمرهم ،وينادي بالعدل
 والشورى وتحكيم الشرع؛ هذا الحق الذي ضيعه الأمويون عندما ابتدعوا
 مبدأ توريث الحكم ،وحصروه في أقاربهم من بني أمية كما أنه جادل
الخوارج ،ورفض الخروج واستعراض الناس وقتل الأبرياء.
 ونظرا لمواقفه الجدلية مع الخوارج ،ولحركته النشطة في نقد سلوك
الأمويين بابتعادهم عن منهج الخلفاء الراشدين ظهر بمظهر الزعيم
ونسبت إليه الإباضية من قبل الأمويين إلا أن الإباضية لم يعترفوا بهذه
‏١٧۔دالفصل الأول :مدخل لقهم المذهب الإباضي
التسمية إلا في وقت متأخر بعدما انتشرت على ألسنة الجميع ،فتقبلوها
تسليما بالأمر الواقع عند الآخرين أما الإباضية فقد كانوا في بداية
أمرهم يسمون أنفسهم «أهل الدعوة» أو «جماعة المسلمين» ،ثم أطلقوا
على أنفسهم فيما بعد «أهل الحق والاستقامة» أما كلمة «الإباضية» فلم
تستخدم في المصادر الإباضية فيما يبدو إلا في القرن الثالث الهجري.
ورغم أن المذهب الإباضي ينسب إلى عبدالله بن إباض۔ إلا أنه
ليس موجودا في شجرة علماء نسب الدين ولا يوجد له في المصادر
الإباضية أي مسألة فقهية ،أو ما يمكن أن يعتبر سيرة تاريخية له إلا
بعض المقتطفات المتناثرة في بعض الكتب© ولذلك فإن بعض علماء
الإباضية يعتبرون نسبة الإباضية إلى عبدالله بن إباض نسبة خاطئة من
الناحية العلمية.
قال الشيخ نور الدين السالمي"' في كشف الحقيقة:
‏( )١الإمام نور الدين عبدالله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس
السالمي ،فقيه مدقق ،وعالم محقق ،وناظم للشعر ،ومرجع عمان في عصره ،من
بني ضبة ،ينتمي إلى قبيلة السوالم ،ولد الإمام السالمي سنة ١٢٨٦ه‏ ببلدة
الحوقين ،وهي من أعمال الرستاق ،وفيها نشأ نشأة طيبة ،فتعلم القرآن على يد
والده ،ثم انتقل إلى الرستاق ،وتعلم على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي© وقد
لاحظ فيه النجابة والفهم وسرعة الحفظا يعد الإمام السالمي عَلَمما بارا في
مسيرة النهضة العلمية والإصلاحية في عصره وهو أحد أقطاب الأمة المجتهدين
جامعا للمعقول والمنقول ،غزير العلم واسع الاطلاع ،قوي الشخصية ،شديد
الغيرة والتمسك بالدين ،لا يعرف الجبن أو النفاق ،ورغم أنه فقد بصره وهو في
الثانية عشرة من عمره& وعاش ضريرا ،لكنه كان نير البصيرة ،مجاهدا في سبيل
إصلاح الأمةث وتمكن بإيمانه وإخلاصه من إقامة الإمامة قبل موته بسنة ،فنصب =
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏
 لِشُلَفاء الحق متا فاعلَمماما الإباضثوة إلا علما
رَضيتاأنتاغيربذاإن المخالفين قَذ سَموؤنا
كان محاميا لنا ومايإباضأن قتىوَأضلة
قحامياآ إخواتتا بالشوكةشدافعاً أغداءنا بالحجة
 ولا يطاق بأشة ليسشطشوتهقد كان في الْمَنْعة ين عَششيرته
والك ين أعدائه قذ شهدافاظهَر الْحَق على رغم الى
مغ شة الأئر وضيق الْمَسْلَكق كان في ار عبد الميك
 ليأيسه قد هابا>ولناقَشة وبين الصّوابا
تَعَرُزاً بحَمّه وعلمهوكان لا يَذغوه إلا باشمه
 يا حوى من شرفو رفيعفصار معروفا «مع الجميع
ليه لاشهار محشن سيرتهونسبوا ممن كان في طريقته
 نجل إباض مذهبا يَخملناتخل الأولين لم تشرغ لنا
َشألة ترسمها في الكئبين داك لا تلقى له في الْمَذْهمقب
 على عريق ,الشلف الرفيعنحن في الأضل وفي الفروع
 ؤ كان مُفضّ لا أتا؛أشد الْحَق متى ترا:
أتى به الخل الذي له اضطَقَواوالباطل المزود عندنا وَلَؤ
علمية قيمة فيالسالمي آثاراالإمامتركللمسلمينسالم بن راشد إماما الإمام =
 علوم الشريعة واللغة العربية والتاريخ" وما يزال بعض منها مخطوا ،انتقل إلى
رحمة الله سنة ‏ ١٣٣٢بعد ست وأربعين سنة ،أنجز فيها مالم ينجزه من عاش
‏ .٧٩ومعجمرقممثات السنين .ينظر :معجم أعلام الإباضية قسم المشرق
‏.٥الفقهاء والمتكلمين الإباضية رقم
 ‏١٩الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
_>< <×.
قذ خالفت الْحَئ ولو كان عليفلا احترام عبدنا لرججل
في دينه وتأبئ مايأبانرضى بما يرضى به الإلة
لا ترض أمل الظلم فينا مُقتدَىسِيرئنا سيرة صخب أَحمَدا
ويقول الدكتور عوض خليفات« :إن المصادر الإباضية تجمع
على أن ابن إباض لم يكن إمامهم الحقيقي ومؤسس دعوتهم ،وإن
كان من علمائهم ورجالهم البارزين في التقوى والصلاح»"'.
ولكونه يتبنى موقف المعارض للدولة الأموية ثيسبت إليه وإلى
أتباعه كلمة الخوارج كما تسبت إلى كل من عارض الدولة الأموية.
والإباضية أبعد ما يكونون عن الخوارج ولا يجمعهم مع فكر
الخوارج إلا إنكارهم للتحكيم ومعارضتهم للحكم الأموي ،بل ثبت
أن عبد الله بن إباض كان ينتقد آراء الخوارج المتطرفين الذين انحرفوا
عن النهج الصحيح باستعراضهم للناس وسفكهم لدماء الأبرياء.
خصائص الشكر الإباضي:
المذهب الإباضي ليس مذهبا فقهيا فحسب© وإنما هو منظومة
متكاملة تشمل جميع جوانب الحياة ،وهو في عقيدته وفقهه وسلوك
أتباعه مبني على مجموعة من الأصول والقواعد والمبادئ المستمدة
من القرآن الكريم ،وما اتفقت عليه الأمة من السنة النبوية الصحيحة
الثابتة من النبي يلة .فمنها ما يتفق فيها الإباضية مع غيرها من
المذاهب© ومنها ما يخالفونهم فيها.
عوض خليفات :نشأة الحركة الإباضية ،ص ٨٤ ‎طبعة. ‎م٨٧٩١() ١
الإباضية  /جا السلاسل الذهبية في دصممب الدين عند٢ ‏٠
۔۔۔_۔ جوکا۔
 وليس هذا مجال التفصيل فى هذه الخصائص فقد تولت ذلك
 كتب عديدة أخرى ،لكن نذكر باختصار بعض ما يتعلق منها في
العقيدة والفقه والسياسة والسلوك.مجالات
العقدي:الجا نب
نى الإباضية أصول العقيدة والتوحيد على الأدلة القطعية التي
 لا يحوم حولها الشك أو الخطأ فاعتمدوا في مجال العقيدة على
 نصوص القرآن والمتواتر من الشنة فقط؛ لأن القرآن محفوظ من
التحريف والتزييف بنص القرآن نفسه والمتواتر من السنة ،فقد
 أجمعت عليه الأمة ،أما الأحاديث الأحادية فليست بحجة في
مجال العقيدة.
وقد أسس الإباضية تصورهم العقدي على مجموعة من القواعد
المستوحاة من النصوص المحكمة من الكتاب العزيز والسنة النبوية،
والدلائل العقلية ،أهم هذه القواعد ما يلي:
 ‏ ١الإسلام كل لا يتجزأ فالإيمان عند الإباضية« :اعتقاد بالجنان.
ونطق باللسان وعمل بالأركان» ى والقرآن الكريم مليء بآيات كثيرة
تدل على هذا المعنى ،فمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه أن
 يتحمل مسؤوليتها وتبعاتها .فهي ليست مجرد جملة يرددها اللسان
ويطمع بمجرد قولها دخول الجنان ،إنما هي التزام كامل بأوامر الله
واجتناب كامل لنواهيه ،ولو كانت جملة تقال لقالها كفار قريش الذين
حاربوا هذا الدين وعذبوا كل من آمن به.
‏٢١-الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
وقدوالعمل الصالحالجنة مرتبط بالتقوىوبناء عليه فان دخول
ورد هذا في آيات كثيرة في القرآن الكريم ؤ منها قول الله تعالى:
 `
 يدون علوا وقنىأ الأرض ولا فسا اكنها لني لظ تلك الد ار الكَخرَة
ه [القصص :‏.]٨٢والْعقِيَةٌ للتي
مم خ.و م> 74
[الشعراء  :‏٠ [ ٩١ ٩٠للْعَاوينَ ه 9:وبرزت الحم
للْمَنَمَينَ  :رزن‏١٠؛:آلةوأزَلهَ»
 «مَكَلُ الْجَتَة أل ومد االمتون تترى من تيما  :5كنها دآية
رمه > ۔۔۔ءمرم۔ سسو
اعر وَعَقََ الكفر آالاد & [الرعد :‏.]٢٥وَنِدْمَا تلك عَقیَ الذي
وفي مقابل هذا نجد بعض المذاهب وخصوصا أهل الحديث
يرون أن النطق بالشهادتين يعتبر كافيا لدخول الجنة ولو عمل بعض
المعاصي والكبائرث ويستدلون على ذلك بحديث البطاقة ،وحديث:
«من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق».
 والإباضية يردون هذا الحديث وأمثاله؛ لأنه يتنافى مع الآيات
 الكثيرة التي تقرن الإيمان بالعمل الصالح ،والحديث أيضا يتعارض
 مع نصوص حديثية أخرى ،كقول الرسول يلة« :لا يدخل الجنة من
كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» ،وقوله« :لا يدخل الجنة قاطع رحم»
 وقوله« :لا يدخل الجنة قتات» ،وغيرها كثير ولو كان الأمر على
 ظاهر تلك الأحاديث لما حارب أبو بكر الصديق مانعي الزكاة ،ولا
قال كلمته المشورة« :والله لأقاتلرّ من فرق بين الصلاة والزكاة».
 ‏ ٢أساس التوحيد هو التنزيه المطلق لله تبارك وتعالى ونفي
 التشبيه والتجسيم؛ فهو لا يشبهه شيء ولا يشبه شيئا من الخلق
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
٢٢
_۔۔_۔۔۔۔_ح<<‘0ه>0۔
 «لتركيتلي۔ توى وماولسميع ابتي » لالشورى .!" :فالله يلة لا
يشبه المخلوقات ولا يوصف بالجهات‘ فهو قريب من عباده بعلمه
وحفظه ،ولا يجوز وصف الله تعالى بالجهة والمكان ،ولا بالجوارح
وصفات الأجسام.
ورغم أن تنزيه الله تعالى عن كل نقص متفق عليه بين كل
المذاهب الإسلامية إلا أث الإباضية يؤكدون هذا التنزيه بتأويل كل
صفة من صفات الله تعالى التي يتوهم منها التشبيه بما يليق بجلال الله
 وقدره ،ويشدد الإباضية في ما يتعلق بذات الله تعالى ،فلا يثبتون له
أي صفة من صفات البشر وينكرون على المشبهة والمجسمة وصف
الله تعالى بصفات المخلوقين
فالإباضية يثبتون لله الأسماء الحسنى والصفات العليا ،كما
أثبتها لنفسه‘ ويقسمونها إلى صفات واجبة ،وصفات جائزة.
وصفات مستحيلة .فالصفات الواجبة :كالقدرة والعلم والإرادة،
والمستحيلة :كالموت والنوم والأكل والشرب والجهل والعجز ©
وما شابه ذلك من صفات المخلوقين ،وأما الصفات الجائزة فهي
فعل كل شيء أو تركه ،وما جاء فايلقرآن الكريم أو في السنة
النبوية المطهرة من الألفاظ التي يتوهم منها التشبيه فإنها توَؤ
 يفيد المعنى ،ويبتعدوؤن كل البعد عن وصف الله تعالى بما يوهم
التنشبيه ،فالعين تُوَوّل بالحفظ واليد بالقدرة والوجه بالذات
 وهكذا وينكرون أشد الإنكار على من يقول بأن لله عيئا ويدا
ولسائا ورجا وغيرها من الجوارح.
‏٢٢الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
 2ح
وبناء على قاعدة التنزيه ،وأن العقيدة لا تؤخذ إلا من المقطوع
بثبوته كالقرآن الكريم والمتواتر من الشنة ،فإن الإباضية يرون استحالة
رؤية الخلق لله يك فى الدنيا والآخرة ،ويرون كل الأحاديث الواردة
في التشبيه وأدلتهم النقلية والعقلية مفصلة في كثير من الكتب".
اللهالوارد فى كتابوالعقابحىى6٧‏ فالثوابالله وورعيده‏ _ ٢٣وعد
تعالى لا يتبدل ولا يتغير؛ لأنه مرتبط بالعدل الإلهي الذي يعطي كل
 وعمل صالحا ثمذي حق حقه ،بمعنى أن من أتى بالإيمان كاملا
 على التوبة  0فإن الله يبشره بالجنة  0ومن مات كافرا أو مشرگا أومات
على كبيرة من الكبائر دون توبة صادقة فإن مصيره النار© وهذامصرا
واضح في آيات بينات منها:
من«إتَمَا التَوَسَة  .ا رآيكے كلة السو مهلة دتو
حي 1إ 4را لموا.2السوة
إ تت انتن وك اليت ترو محم شت أوكيكأذ
ش عَدَاكًا أليحًا ه [النساء :‏.]١٨ 0١٧
سينعكس على سلوكه ؛ فيكونلا شكالاعتقاد،ومن يعتقد بهذ ا
الاعتقادوهذابه إلى النارالمعاصى التى قد تؤديمن ارتكابحذرا
 الله قدإنيقول:ومن تابعهم الذيالمرجئة والحَشويّة.يخالف اعتقاد
يخلف وعيده ،وإن المسلم إذا نطق بالشهادتين فقد ضمن الجنة «وإن
‏( )١انظر مشارق أنوار العقول للشيخ السالمي ،والحق الدامغ للشيخ الخليلي.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٢ ٤
حجح.ن۔
زنى وإن سرق“» ،أو ارتكب كبيرة غير الشرك\ إنه إذا قامت القيامة.
فإما أن تغلب حسنائة سيئاته ،وإما أن يغفر له الله ذنوبه بمشيئته ،أو
يشفع له النبي ية أو أحد أقاربه فيدخل الجنة أو أن الله يدخله النار
مدة محدودة ،قد تطول أو تقصر ثم يخرجه منها ،بل إن هناك من
يعتقد أن النار ستفتى ،وسيخرج منها كل من فيها حتى الكفار.
وهذا الاعتقاد في رأي علماء الإباضية مخالف للعقل والنقل.
وهو الذي جعل كثيرا من المسلمين يستهترون بأوامر الله تعالى6
وجرأهم على ارتكاب المعاصي ،وجعلهم يعيشون على الأماني ،رغم
وجود آيات بينات وأحاديث صحيحة تثبت خلود مرتكب الكبيرة في
النار إذا لم يتب من معصيته قبل موته ،من هذه الآيات قول الله تعالى:
«وَتص يعصں أنة وَرَسُوله وتد حذوده ,يُتغله تار
تمهرف [ 4النساء :‏.]١٤كلها فييكا وله عَدَارخ
<ِ2م4سر ے مم2 2مو مم وِ7مهمرمر
‏.]٢٢[الجن:فها أبدا هخللدنله ,مَارَجَهتَءَفإنسو /» ومن بعص ا
وعن أبي هريرة ضيهقال :قام النبي يلة حين أنزل الله تعالى
كم
‏٠ 11ے مے م
۔ وأنزز عشيرتك الذر [ 4الشعراء :‏ &]٢٠٤فقال« :يا معشر قريش اشتروا
 أنفسكم من الله لا أ غني عنكم من الله شيئا ى يا بني عبد مناف لا أ غني
 عنكم من الله شيئا ،يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله
شيئا يا صفية بنت عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ،يا فاطمة
سليني ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا» ().بنت محمد
.٤٧١رواه مسلم ج ١ ‎ص‎()١
‏٢٥الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
فمن يرتكب معصية من كبائر الذنوب ولم يتب منها قبل موته،
يعتبره الإباضية منافقا نِقَامَا عمليا .ويسمونه كافرا «كفر نعمة»
وليس «كفر شرك» ،ولا يمكن لمرتكب الكبيرة في حال معصيته
وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب؛ وذلك بنصوص الآيات
السابقة وغيرها.
الجاتب التشريعي:
مصادر التشريع عند الإباضية اختصرها الشيخ علي يحيى معمر
في كتابه« :الإباضية مذهب إسلامي معتدل» ؛ وهي :القرآن والسنة
والإجماع والقياس والاستدلال ويندرج تحته الاستصحاب
والاستحسان والمصالح المرسلة ،وبعض علماء الإباضية يطلقون
على الإجماع والقياس والاستدلال كلمة« :الرأي» ،فيقولون :إن
مصادر التشريع هي القرآن والسنة والرأي ،وبسبب ذلك أخطأ بعض
ممن كتب عنهم فظن أنهم ينكرون الإجماع  ،وقال متحدثا عن الفقه
عند الإباضية مقارنا بينه وبين المذاهب الأخرى« :مكان الإباضية في
هذا الباب ربما كان في الشريحة التي تقع بين أهل الظاهر والحنابلة
من جهة والحنفية من جهة أخرى ،ورغم أن المذهب الإباضي نشأ في
العراق ،إلا أنه لم يذهب مع الرأي إلى المذهب الذي بلغه الحنفية
والمعتزلة ،ويكفي لإيضاح هذه النقطة أن يعرف القارئ الكريم أن ,
‏ 0٢٠٠٨وزارة ‏) (١علي يحيى معمر الإباضية مذهب إسلامي معتدل ،الطبعة الثانيةك
الأوقاف والشؤون الدينيةث سلطنة مان ص ‏.٢٧
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٢٦
_-وهم۔‎ج _
الفقه الإباضي يعتمد من حيث الأدلة بعد القرآن الكريم في مجال
السنة على المتواتر والمشهور أو المستفيض وعلى الآحادي ،وعلى
 رجحوالقياسالحديثتعارضوإذا والتابعين،مرسل الصحابة
ولا يردجانب الحديث ولو كان آحاديا أو مرسلا للطبقة السابقة
الحديث الأحادي إلا إذا صادمه دليل قطعي ويقولون بالقياس
التفاصيل والمناقشاتعلىوالمصلحة المرسلةوالاستصحاب
الطويلة المعروفة في كتب أصول الفقه»«'٠.‏
ومن القواعد التي بنى عليها الإباضية الأحكام الشرعية:
‏ ١إذا تعارض قول الرسول ية وعمله ،ولا يمكن الجمع بينهماء
فالقول أقوى لأنه أساسا موجه إلينا أما عمله فيحتمل الخصوصية ،ومن
أمثلة ذلك ما رواه الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله ية أنه قال:
«من أصبح جنبا أصبح مفطرا» يعارضه الحديث الذي رواه البخاري عن
عائشة أنه كان يصبح جنبا وهو صائم ،فالإباضية يرجحون رواية أبي
هريرة بناء على هذا الأصل وهو الأحوط ،أما غيرهم فيأخذون بحديث
أم المؤمنين عائشة في البخاري ،وهو عمل النبي يلة .
٢۔كل‏ أمر مختلف فيه لا يعتبر من السنة عند الإباضية
فالأعمال التي صدرت عن رسول الله ية في بعض العبادات لسبب
 عارض أو تَعَلَهَا ولم يمُذ إليها ،أو لم يثبت أنه داوم عليها ،لا
 علي يحيى معمر الإباضية بين الفرق الإسلامية ص ٣٢٥ح‏ نشر جمعية التراث،‏)(١
الجزائر ،الطبعة الرابعة ٢٠١٤م.‏
الفصل الأول .:مدخ
‏٢٧
ه<همہ -ل لفهم المذهب الإباضي :
يعتبرونها سنة وإنما يَرؤتها واقعة حال يمكن الإتيان بها في ظروف
مشابهة فقط ومنها :القنوت في الصلاة ،ورفع الأيدي عند التكبير
 والجهر بكلمة آمين بعد الفاتحة فهذه الأعمال إما أنها وردت فيها
روايات مختلفة أو أن الرسول لم يداوم عليها دواما يجعلها يصل
إلى مرتبة السنة الثابتة.
‏ ٣مبدأ الاحتياط ،وهو من المبادئ التي التزم بها الإباضية في
العبادات والمعاملات منذ القرون الآأولى ،فكان سلف الإباضية
يحتاطون في أمور الصلاة عامة ،وفيما يتعلق بالطهارة التي هي أساس
الصلاة خاصة ومن أجل هذا المبدأ فقد وصفهم بعض مخالفيهم
بالتشدد في الدين ،وخصوصا فيما يتعلق بالطهارة للصلاة ،والشواهد
على هذا كثيرة في الفقه الإباضي يقول الشيخ أحمد الخليلي:
 «واعلم أن مسلك أصحابنا في الصلاة الاحتياط بعدم الأخذ إلا
 بالروايات التي لا يحوم حولها أي ريب في المسائل المختلف فيها؛
 لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الذي يلي العقيدة
مباشرة والمحققون من العلماء على اختلاف مذاهبهم لا يقبلون
الحديث الآحادي كحجة في المسائل الاعتقادية ،لعدم إفادته القطع،
 فكانت الصلاة المجاورة للعقيدة في الترتيب حَريّة بالحيطة ،على أن
 من العلماء من قال في صلاة أصحابنا :إنها ثابتة بالإجماع لأن
ما يتركونه من الأعمال فيها مختلف فيه عند غيرهم»”'.
.٢٢٤ - ٢٢٢٣ (الكتاب الأول) ص‎ أحمد بن حمد الخليلي :الفتاوى)(١
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٢٨
 ٩م ۔ ّ ‏`
< -۔۔ے۔۔ سہ۔
‏ ٤الجمع بين النص والعقل يقول الشيخ أحمد بن حمد
الخليلي« :وإن من يمعن نظره في التراث الإباضي الفكري ۔ متجردا
 عن العوامل النفسية والمؤثرات الوراثية ۔ يدرك كل الإدراك أن
الإباضية أكثر فئات هذه الأمة اعتدالا وأسلمها فكرا ،وأقومها طريقا.
وأصحها نظرا ،وأصفاها موردا ومصدرا؛ فهم لم يلقوا بالعقل في
زوايا الإهمال؛ لأن الله خاطب بوحيه أولي الألباب ،ونعى على قوم
لا يستخدمون عقولهم في فهم الحق ودرك الحقيقة ،ونادى عليهم
بالخذلان" وسجل عليهم بالخسران ،كما هو واضح في كثير من آيات
الفرقان ،غير أنهم لم يرفعوا العقل فوق مستواه ،ولم يعطوه أكثر مما
يستحق فلم يؤثروه على النص ،وإنما جعلوه وسيلة من وسائل فهم
مراده“ وتعيين مقاصده ،قطعا أو ظتًا  6وهم في كل ذلك ينطلقون من
قمر عميق للغة النص التي تستخدم تارة في حقيقتها وأخرى في
 مجازهاء حسبما تقتضيه أصولها ،مراعين في ذلك جميع القرائن
والأحوال التي تعين على تشخيص المراد»«'.
الجانب السبيا سي:
 رئاسة الدولة الإسلامية (الخلافة) ليست مقصورة على قريش أو
العرب وإنما يراعى فيها الكفاية المطلقة فإن تساوت الكفايات كانت
 القرشية أو العروبة مرجحا ولهذا رد الإباضية الرواية التى تقول إن
 ‏( )١أحمد بن حمد الخليلى ،مقدمة البعد الحضاري‘ ص ‏ 0١٣ ١٢تأليف الدكتور
فرحات الجعبيري.
‏٢٨٩الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
:حح(>»ز ب
«الإمامة من قريش» ،وكانت الإباضية من أوائل الفرق التي عارضت
الحكم الآأموي ،في الوقت الذي عاشت فيه بعض المدارس الفكرية
الأخرى في ظل الدول المتعاقبة على بلاد المسلمين.
يرى الإباضية ضرورة أن يكون للمسلمين إمام عادل ،يكون من
أصحاب الكفاية والنزاهة ،ويتم اختياره عن طريق الشورى وباتفاق
أغلبية أهل الحل والعقد وهو الذي يجب بيعته والسمع والطاعة له،
كما كان في عهد الخلفاء الراشدين أما إذا انتفى العدل في الحكم.
وتحولت الخلافة إلى ملك عضوض جاز الخروج على الحاكم
الظالم إذا توفرت شروط معينة ،يقول الشيخ علي يحيى معمر:
«الخروج على الإمام الجائر ليس واجبا كما تقول الخوارج.
وليس ممنوعا كما تقول الأشاعرة ومن معها ،وإنما هو جائز يترجح
استحسان الخروج إذا غلب على الظن نجاحه‘ ويستحسن البقاء تحت
الحكم الظالم إذا غلب على الظن عدم نجاح الخروج ،أو خيف أن
يؤدي إلى مضرة تلحق المسلمين أو تضعف قوتهم على الأعداء في
أي مكان من بلاد الإسلام»«' 8ويقول أيضا:
«الإباضية يعتمدون على الدعوة والإقناعح ولا يلجؤون إلى
استعمال العنف إلا في حالات الدفاع؛ ولذلك لم يشتركوا في أي
عمل من أعمال العنف التي قام بها الخوارج والشيعة والتوابون وابن
الزبير وابن الأشعث وغيرهم ضد الدولة الأموية رغم إنكارهم
.٢٣ علي يحيى معمر الإباضية مذهب إسلامي معتدل ،ص‎)(١
 السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج‏٢ ٠
‘ه۔ ._<
 الشديد على حكام الدولة الأموية ونقدهم العنيف لسلوكهم المنحرف
عن الكتاب والسنة.
 وقد حاول زعماء الخوارج استدراج عبدالله بن إباض للخروج
صوامعهم ،والقرآن من مساجدهم.
 وأول حركة عنف قام بها الإباضية ۔ وأسبابها دفاعية ۔ هي تلك
التي قام بها طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي في اليمن .قال ابن
 أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في الجزء الخامس ،ص١٠١٦١ما‏ يلي:
 «فرأى باليمن جورا ظاهرا وعسفا شديدا وسيرة فى الناس قبيحة فقال
ولا الصبر عليه  .وكتبلأصحابه :إنه لا يحل لنا المقام على ما نرىك
 إلى جماعة من الإباضية بالبصرة وغيرها يشاورهم في الخروج ،فكتبوا
 إليه إن استطعت ألا تقيم يوما واحد فافعل ،وأسباب تلك الحركة
حركةالتاريخ والأدب  .ولعلها أولونتائجها معروفة مفصلة في كتب
منطقة الدفاععنف وآخرها ئ قام بها الإباضية ضد مخالفيهم فتجاوزوا
 عن النفس"' ،وقد حرصوا في تلك الحركة على أن لا يسفكوا قطرة من
على عرضوأن لا يخيفوا آمنا  ،ولا يتعدوادم امرئ مسلم بغير حق
هدفهم غير تنحية الظلم والطغيان .ولم يكنمسلم أو ماله إطلاقا
 أما الرأي السائد عند المذاهب الأربعة من أهل السنة فهو عدم
علىجائرا أو ظالما ث واعتمدواعلى الحاكم ولو كانجواز الخروج
.٢٢ص‎معمر ك الإباضية مذهب إسلامي معتدلعلي يحيى()١
‏٢١.ہ.الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
رواية وجوب السمع والطاعة للحاكم وإن جلد الظهر وسلب المال،
ولم يتغير هذا الرأي عند بعض علمائهم إلا بعد قيام الثورات الشعبية
على الظلم والاستبداد في بعض البلاد الإسلامية.
ونتيجة لمواقف وآراء الإباضية التي لم تكن لتروق لحكام وأمراء
الأمويين والعباسيين ومن سار في ركابهم من العلماءء حورب
الإباضية فايلقرون الأولى حربا فكرية وعسكرية فأطلق عليهم لقب
الخوارج .وئيبوا إلى أهل البدع من قبل المحدثين© وسجن أئمتهم.
واضطهد كثير من أتباعهم مما اضطرهم إلى الابتعاد عن مراكز
السياسة والحكم ،وانتشروا في المشرق والمغرب‘ حيث أقاموا دولا
خاصة بهم حكمت بالعدل والشورى في أطراف العالم الإسلامي،
كتمان وليبيا والجزائر.
الجانب السلوكي:
يتمسك الاباضية ببجميع أنواع السلوك والأخلاق التي أمر بها
الإسلام ومن مظاهر ذلك:
‏ ١يرون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب في
الحدود التي بينها الحديث الشريف.
‏ ٢يرون أن محبة المسلمين في الله من أجل طاعتهم ،وبغض
العصاة والكافرين من أجل معصيتهم واجب على كل مسلم وأن هذه
 المحبة يجب أن تتوجه إلى جميع أولياء الله في جميع الأزمنة
والأماكن على الإجمال ،وأن يقصد إلى من ثبتت ولايتهم لله بالاسم
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٢٢
ون
أو بالصفة ممن مضى وأن يتعامل مع الحاضرين ممن يعرفهم على
هذا الأساس كما يجب أن يبرأ من الكافرين والعصاة في جميع
الأزمنة والأمكنة هكذا على الإجمال وأن يقصد ببراءته من غغرف
 .بالاسم أو بالصفة وأن يتعامل مع الحاضرين ممن يعرفهم على هذا
الأساس أما من عرفهم في زمانه ولم يعرف أحوالهم من الطاعة
والمعصية فيجب عليه أن يقف فيهم" لا يتولاهم ولا يبرأ منهم حتى
يعرفهم بيقين؛ لأن الولاية والبراءة لا تلزمان إلا باليقين أو ما يقرب
منه ،كالمعرفة الشخصية أو شهادة العدلين ولا تبطل إلا بيقين"'.
الإنتاج العلمي للإباضيه:
ابتدأ التأليف والتدوين عند الإباضية في وقت مبكر فقد ذكر
المؤرخون أن الإمام جابر بن زيد ألف ديوانا جمع فيه روايته وآراءه٥‏
لكنه ضاع في العهد العباسي ثم ألف الربيع بن حبيب مسنده في
حوالي منتصف القرن الثانيس حيث جمع فيه رواياته عن شيخه أبي
عبيدة مسلم بن أبي كريمة ،وهو معتمد الإباضية الأول في الحديث،
وهو عندهم أعلى درجة من صحيحي البخاري ومسلم ؛ لآنه ثلاثي
السند ،وكل رجاله ثقات وعدول ،ثم ألف أبو غانم بشر بن غانم
الخراساني مدونته في الحديث والآثار جمع فيها أقوال سبعة من
فقهاء الإباضية الأوائل ،وألف الإمام الأول للدولة الرستمية
 علي يحيى معمر © الإباضية بين الفرق الإسلامية ص٢٢٦ء‏ نشر جمعية التراث،‏((١
‏ ٠٠٤م. الطبعة الثالثة
‏٢٢الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
 عبدالرحمن بن رستم تفسيرا للقرآن ،وهو مفقود ،وألف هود بن
محكم الهواري أيضا تفسيرا للقرآن ،كل هذا كان في القرنين الأول
والثاني ،ثم توالى التأليف بعد ذلك في مختلف العلوم الإسلامية.
معمر:علي يحيىالشيخيقول
«ولعله لو قام باحث بإحصاء جميع الكتب التي ألفها الإباضية
ثم فعل مثل ذلك في 7نسبتها المئوية إلى عددهم.واستخرج
المذاهبؤ ثم قارن بين نسب الجميع لوجد نسبة الإباضية من أعلى
النسب إذا لم تكن أعلاها وقد ضاع منها الكثير للملاحقة السياسية
عن مطاردتهم ومضايقتهم بشتىالتي لم تتوقف  -في أي زمان
 وفيوالمكتباتالكتبأحيانا إلى حرقوالصور ك تبلغالأساليب
أحيان كثيرة تكون أصابع الفقهاء المتعصبين وراءهم أجهزة السلطة
تحركها لإلحاق الأذى بمخالفيهم ،وإلى الآن لا تزال أكثر كتب
الإباضية وأهمها مجهولة حتى عند الإباضية أنفسهم فضلا عن
غيرهم» ().
إمامات إباضيه:
في الوقت الذي كان فيه علماء الحكم العباسي مشغولين بقضية
خلق القرآن والفرق بين السنة والبدعة ،ومحاربة خصومهم كان
الإباضية قد أقاموا دولا في المشرق والمغرب‘ حكمت بالعدل
والشورى ردحا من الزمن ،إلى أن قضى عليها طمع الطامعين وظلم
.١١ص‎الإباضية مذهب إسلامي معتدلعلي يحيى معمر)(١
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
۔ ۔ےد< ۔ ۔۔ ۔ ۔۔
٢٤
 .۔۔ _.۔
الظالمين لكن ذلك التاريخ الناصع للإباضية غيب عن الأمة
الإسلامية منذ القرون الأولى ،وأشغلت الأمة بمحاربة خصومها من
 الخوارج والمعتزلة فكريا وعسكريا ،حتى استقر في أذهان الناس أن
الحق المطلق والإسلام الصحيح هو ما يدين به هؤلاء الحكام
وأتباعهم من علماء السلاطين.
وفي تلك القرون أقام الإباضية عدة إمامات في المغرب والمشرق
 شهد لها التاريخ بالعدل والشورى ولكن بعضها لم يكتب لها
 الاستمرار؛ لمحاربة العباسيين لها حربا لا هوادة فيها ،بينما دام
بعضها أكثر من مائة سنة ،من هذه الإمامات:
 - ١إمامة في اليمن وحضرموت دامت سنتين ‎ه) _ (٩٢١ه‎١٣١
بقيادة عبدالله بن يحيى طالب الحق أحد تلاميذ أبي عبيدة مسلم بن‎
أبي كريمة .قام بها خير قيام فأحسن السيرة وعدل بين الرعية‎.
 ‏ ٢إمامة في ليبيا بقيادة أبي الخطاب المعافري“ دامت أربع
 سنواتؤ بايعه فيها أهل طرابلس وضواحيها سنة ١٤٠اه‏ (٧٥٧م)،‏ على
 أن يحكم بما أنزل الله وبسنة رسوله قَلة ،فلما قبل البيعة طلب من
بأن يخرج معززا مكرما ،فغادرالوالي العباسي  -الذي كان ضعيفا
إلى بغداد ،ثم دخل أبو الخطاب وأتباعه مدينة طرابلس بلا حرب‘
فدانت له البلاد طائعة مختارة وشاع عنه الرفق بالرعية والعدل في
 الحكم بين الناسك فعظم شأنه فيهم وامتد سلطانه شرقا إلى (سرت)۔
وغربا إلى (القيروان) ،وجنوبا إلى (فزّان) .من أهم أعماله :إنقاذ مدينة
(القيروان) من ظلم قبيلة (ورفجومة) ،كما هو مفصل في كتب التاريخ.
‏٢٥.الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
لكن هنه الدولة الوليدة لم يكتب لها البقاء طويلا فالحاكم
العباسي في بغداد لم يرضيه عزل واليه ،ولم يرضيه أن تستقل منطقة عن
حكمه ،فأرسل لها عدة جيوش محاولا القضاء عليها ،وكان جيش أبي
الخطاب ينتصر عليه في كل مرة ،ثم أرسل له جيشا كبيرا التقى معه
بمدينة «تاورغا» حيث استشهد آبو الخطاب©ڵ وتفرق من بقي من جيشه.
‏ _ ٣الدولة الرستمية :بعد موت أبي الخطاب©ڵ واستيلاء العباسيين
على (القيروان) ،التج عبد الرحمن بن رستم ومن معه إلى تيهرت،
بجنوب غرب الجزائر وهناك بايعه أتباعه سنة ١٦٠ه‏ إماما على الحكم
بشرع الله وسنة رسوله ،وكانت بيعته بداية الدولة الرستمية التي دامت
حوالي مائة وثلاثين سنة ،تعاقب عليها ستة أئمة هم :عبدالرحمن بن
 رستم أحد طلبة العلم عند أبي عبيدة ،وبعد وفاته بايع الناس ابنه
عبد الوهاب ،ثم ابنه أفلح بن عبدالوهاب ؤ ثم أبو بكر بن أفلح ،ثم
أبو اليقظان ،ثم أبو حاتم وكان أئمتها يتمتعون بقسط وافر من العلم
مع ورع وتقوى ،واشتغل أكثرهم بالتدريس وبعضهم بالتأليف".
وسار أئمة الدولة الرستمية على نهج الخلافة الرشيدة ،فعملوا
على تطبيق أحكام الإسلام ،ونشر العدل‘ وازدهرت حينا من الزمن،
اقتصاديا وسياسيا ،واجتماعيا ،إلى أن دب إليها داء الأمم ،فقضى
عليها الفاطميون سنة ٦٢٩٦ه‏ وكانت البلاد التابعة لها تتمتع بكل
أنواع الحرية والعدالة والاستقرار التي كفلها الإسلام.
 بحاز إبراهيم ،الدولةوكذلك،الإباضية في الجزائرينظر :علي يحيى معمر‏)(١
الرستمية.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
حصه٣٦
ومع ما تميزت به الدولة الرستمية من إقامة العدل وحسن السيرة.
لكن أغلب كتاب التاريخ الإسلاميء بما فيهم ابن خلدون ،تجاهلها.
ولم يكتب عنها إلا القليل ،ومن كتب عنها فقد كتب على استحياء.
رغمومن المؤسف أن يشهد التاريخ بأن كثيرا من المستشرقين
أنصفوا الإباضية أكثر من أبناء جلدتهم فالباحثعداوتهم للإسلام
يجد كتبا كثيرة .ألفها مستشرقون ،وبلغات مختلفة تتحدث عن الدولة
الرستمية بكل أمانة علمية ولا يكاد يوجد باحث مسلم منصف من
غير الإباضية تجرد من تعصبه المذهبي ورأيه الفقهي ،فكتب بكل
إنصاف عن الإباضية إلا ما ندر".
 بعد نهاية الدولة الرستمية ،أنشأ الإباضية في المغرب ما يسمى ب
 «نظام العزابة» وهو نظام اجتماعي علمي تربوي ،هدفه نشر العلم وتربية
النشء ،وحماية المجتمع من الانحراف‘ وكذلك إدارة شؤون المجتمع
 الإباضي ،ولا يزال هذا النظام معمولا به في قرى وادي ميزاب بالجزائر.
 ‏ ٤الإمامة فى عُممان :قامت فى عمان عدة إمامات متقطعة أولها
كانت في سنة ١٣١ه_‏ حين بايع أهل عمان الجلندى بن مسعود دامت
هذه الإمامة سنتين ،ثم قضى عليها العباسيون" فخضعت عمان للحكم
 ‏( )١لمزيد من أخبار الدولة الرستمية وتاريخهاء ينظر :تاريخ ابن الصغير المالكي،
 الذي عاصرها وعاش فيها ،وكذلك هالأزهار الرياضية في أئمة وملوك الاباضية»،
 للمجاهد سليمان باشا الباروني ،و«تاريخ المغرب الكبير» للشيخ محمد علي
 دبوز ،وآخر الأبحاث التي نشرت عنها بحث ماجستير للدكتور إبراهيم بحاز
بعنوان« :الدولة الرستمية».
 ‏٢٧ر.الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
العباسي إلى سنة ١٧٧ه‏ ثم ثار الإباضية ضد الوالي العباسي وبايعوا
الإمام محمد ين عفان ،ثم الوارث بن كعب الخروصي ثم غسان بن
عبد الله اليحمدي ،ثم عبد الملك بن حميد العلوي ،ثم المهنا بن جيفر
اليحمدي ،ثم الصلت بن مالك الخروصي ثم راشد بن النضر
اليحمدي ،ثم عزان بن تميم الخروصي.
استمرت هذه الإمامة حوالي مائة سنة ،استقرت فيها الأحوال
وانتشر فيها العلم والعدل والرخاء وفي عهد الإمام عزان بن تميم
انقسمت غمان انقساما قَبَلَيَا إلى قحطانية وعدنانية أو يمنية ونزارية.
وكان من نتيجة الانقسام استنجاد بعض القبائل بالدولة العباسية التي
وجدت الفرصة سانحة للعودة إلى عمان والاستيلاء عليها مرة أخرى
لكن العمانيين استطاعوا إقامة إمامات منفصلة عن الدولة العباسية في
أماكن بعيدة عن نقوذهم.
واستمرت الإمامة متقطعة عدة قرون بين مد وجزر تتصل أحيانا
وتنقطع أحيانا أخرى إلى آخر العهد العباسي ،ثم انقسمت عمان مرة
أخرى نتيجة العصبية القبليةث ومع ذلك لم تخل تلك الفترة التي :
امتدت لقرون من علماء عاملين وأئمة صالحين قاموا بواجب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم ،كما تم فيه بيعة عدة أئمة
في أوقات متفرقة ،واستمرت عمان على تلك الحالة إلى أن توحدت
في عهد السلطان سعيد بن تيمور".
لمزيد من التفاصيل :انظر :تحفة الأعيان بتاريخ عمان لنور الدين السالمي أو()
السيابي. لاحمد بن سعودالوسيط في التاريخ الماني.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٢٨
ص-
الخلاف بين الإباضية وغيرهم:
إن أصل الخلاف بين الإباضية وغيرهم من بقية الفرق الإسلامية
كان في بداياته خلانًا سياسيا ،قبل أن يكون خلافا فقهيّا أو عقديًا ،وقد
تمثل في الخلاف المتعلق بمفهوم الخلافة ،ترتب عليه عدم اعتراف
الإباضية بالدولة الأموية ،والعباسية وما بعدهما من الدول التي
اعتبرت نفسها ممثلة للخلافة الإسلامية بينما اعترفت بشرعيتها
مذاهب أهل السنة وعاشت تحت ظلها ،وقد نتج عن ذلك محاربة
الفكر الإباضي منذ نشأته في القرن الأول الهجري واعتبار الإباضية
فرقة من فرق الخوارج من قبل المؤرخين ،ونسبة الإباضية إلى أهل
البدع والأهواء عند المحدثين فلم ئُقبل آراؤهم" ولم يؤخذ بفقههم"
واكتفت الدول المتعاقبة على حكم بلاد الإسلام على فقه المذاهب
الأربعةث ورفضت كل رأي جاء به من خالفهم من الإباضية والمعتزلة
والخوارج والشيعة ،ونتيجة لهذا التقسيم تكونت لكل فرقة مبادئ
وأصول بنت عليها فكرها ،وفقهها وتاريخها ،وعاشت الأمة ولا تزال
منقسمة تفرقة متخاصمة؛ حتى يُسَخّر الله لها من يجمعها على الحق.
دور الإباضية في تشر الاسلام:
أسهم الإباضية في نشر الإسلام في كثير من البلدان الإفريقية
 فقد كان للحركة التجارية بين عمان وشرق إفريقيا دور كبير في نشر
الإسلام في بعض الدول مثل :تنزانياء وزنجبارث وبورندي ،وروانداء
وغربي كينيا ،وغربي وجنوب أوغندا وجنوب الصومال وجزر القمر
‏٢٨٩الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
وغيرها ،كما
توضح المصادر ويثبته وجود جاليات عمانية لا تزال
تسكن تلك المناطق.
كما ساعد عامل الجوار مع الهند التجار العمانيين في نشر
الإسلام فيها عن طريق أخلاقهم العالية ،ومعاملتهم الحسنة ولم
يقتصر العمانيون على الهند بل إنهم تجاوزوها إلى إندونيسيا وجزر
المالاوي والصين فقد عرف إباضية عُممان بلاد الصين منذ القرن
الثاني الهجري وذلك عن طريق التجار العمانيين الذين أبحروا في
اتجاه الصين وتورد المصادر أن أول من وصل الصين من الدعاة
التجار الإباضية هو أبو عبيدة عبدالله بن القاسم ،الملقب بأبي عبيده
الصغير ،وقد وصل إلى ميناء (كانتون) حوالي ١٣٣ه.‏ وتعتبر رحلته
من أقدم رحلات العرب إلى بلاد الصين إن لم تكن أولها.
كما أن الشماخي""' يذكر في «سِيره» عالما إباضيا آخر وصل
( )١د .نايف السهيل .الحضارة العربية الإسلامية ص.٨٠ ‎
‏( )٢الشماخي :أبو العباس أحمد بن سعيد ،عالم مؤرخ من بلدة (تَفْرن) بجبل نفوسة
من أبرز مشايخه ،أبو عفيف صالح بن نوح التندميرتي ،اشتهر بالتأليف فصنف في
عدة علوم" من أشهر كتبه« :سير المشايخ» :جمع فيه سير أبي زكريا ،والمزاتي،
والوسياني ،والبغطوري“ ،وطبقات الدرجيني وجواهر البرادي‘ فكان كتابه هذا
جامعا شاملا لاشياخ الإباضية في المغرب‘ حققه الاستاذ محمد حسن نال به
شهادة الماجستير ومن مؤلفاته أيضا إعراب القرآن الكريم ،ومشكل الدعائم،
وشرح عقيدة التوحيد ومختصر العدل والإانصاف© وشرح مرج البحرين© وغيرها،
وله كتب أخرى مفقودة ورسائل متفرقة ،من تلاميذه المشهورين أبو يحيى زكريا بن
إبراهيم الهواري ،توفي (بجربة) سنة ٩٦٢٨ه‏ وقبره معروف بحومة «تيواجين».
السلاسل الذهبية في نسمب الدين عند الإباضية  /جا‏٤ ٠
..
- .۔ ۔ہ۔۔ د ۔ ۔ ۔۔۔۔۔
`‏١س
 هذه الديار وهو النضر بن ميمون‘ ويقول عنه :إنه كان من خيار
المسلمير٠ '١.التجار‎
 وفي المغرب الإسلامي كان للإباضية دور مهم في نشر الدعوة
الإسلامية عن طريق الدعاة التجار في كثير من بلدان غرب إفريقيا
 كمالي وغانا ،وذلك في القرن الثالث الهجري في عهد الدولة
الرستمية وبعدها وقد أشار إلى ذلك الشماخي ففي السير © حيث ذكر
أسماء مجموعة منالعلماء ممن كان لهم دور في نشر الإسلام في
غرب أفريقياك كما ذكر قصة إسلام أحد ملوك طائفة في غانا على يد
الداعية علي بن يخلف التميجاري"' .وقد أكدت الزيارات التي قام
 بها بعض الدعاة فايلسنوات الأخيرة إلى غرب أفريقيا وجود
مجتمعات إباضية في هذه الدول وما جاورها.
 تلك هي نبذة مختصرة عن المذهب الإباضي© نشأته وخصائصه
 ومما سبق يتبين للقارئ المنصف أن الإباضية ليست مجرد مذهب
فقهي يختلف مع غيره من المذاهب في قضايا معينة ،وليس مذهبا
عقائديّا .يخالف عقائد بقية المسلمين وليس فرقة خارجية انشقت
عن المسلمين ،وإنما يمكن القول إن الإباضية فى أصلها كانت حركة
إسلامية رائدة تسعى إلى أن تعيد المسلمين إلى فكر الخلافة الراشدة
ومنهج المهاجرين والأنصار لكن الحرب الإعلامية والفكرية
.٩٠ السير ج ١ ‎ص‎((١
.٤٥٦ الشماخي ،السير ص‎)(٢
_‏٤١ح حن>` _ ::
الفصل الأول :مدخل لفهم المذهب الإباضي
والعسكرية التي شنها عليها الأمويون والعباسيون ،أرغم أتباعها على
أن يلجؤوا إلى أماكن بعيدة عن مراكز الحكم واستطاعوا تكوين
مجتمعات خاصة بهم في مناطق متفرقة من العالم الإسلامي تتوسع
رقعتها أحياناك وتضيق أحيانا أخرى ،لكنهم لا زالوا يعيشون على
نفس المنهج والفكر منذ القرون الأولى وإلى أن يشاء الله.
وفي الفصول التالية سيتعرف القارئ على سلسلة العلماء الذين
انتقل على أيديهم هذا الفكر منذ نشأته إلى وقتنا الحالي ،والذين
كانوا على درجة عالية من التقوى والعلم والعمل الصالح.
‏٤٢.الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
 من خلال تتبعي لكتب التاريخ التي اطلعث عليها وجدث أنه أول
 من كتب في نسب الدين عند إباضية المغرب‘ هو الشيخ مقرين بن
محمد البغطوري النفوسي‘ من بغطورة بجبل نفوسة ،وهي قرية من
 قرى الحرابة بليبيا" أخذ العلم عن أبي محَممد عبدالله بن محَممد
المجدلي ،وأبي يحيى توفيق بن يحيى الجئاوني ،كان شيخًا عالما
فقيها .وصفه الشماخي في سيره بأنه أحد الأشياخ الذين تمسكوا
بالعلم وأتموا بالعمل واتبعوا الطريق ،ألف في الفقه ،وألف كتاب
 «سير أشياخ جبل نفوسة» ،اعتنى فيه بتراجم مشايخ جبل نفوسة قبل
 القرن السادس الهجري© وقد انتهى من كتابه" بحضور شيخه أبي
يحيى توفيق بن يحيى الجناوني سنة ‏ ٥٩٩‏.م/٢٠٦٢١ه
 ‏( )١الكتاب قيد التحقيق ،وسيصدر قريبا بتحقيق الشيخ عمر لقمان أبو عصبانة ،كان
 الكتاب مفقودا إلى عهد قريب حتى عثر عليه الشيخ سالم بن يعقوب (توفي سنة
 في مكتبة دار العلوم المصرية فنسخة بخط يده ثم نسخه ابنه محمود مرة)
 أخرى‘ وهي النسخة التي اطلعت عليها ،ويبدو أنها ناقصة لكن الشيخ عمر
لقمان يقول إنه عثر على نسخ أخرى في وادي ميزاب.
 السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٤٤
_ دم:
وقد نسب الدين من شيوخه إلى النبي ية إلا أن هذا النسب لم يورده
  .ولعله أفرد له تألينا مستقلا لكن لم أعثر عليهمن ضمن هذا 4
 بكامله ضمن «رسا لة سلمالنص موجودحتى ‏ ١لآن  .لكنمخطوطا
العامة والمبتدئين في معرفة أئمة الدين» للشيخ عبدالله بن يحيى
الباروني رنه .
تسب الدين برواية مقرين بن محمد البقطوري
بعل البسملة والصلاة والسلام:قال تاش
 خلق الله أجمعين ‘تأملت فى تسمية من أخذنا عنه الد ين من
 والأنبياء [ والمسلمون  .وعلىفوجدتهم على الجمع ثلاثة :الملائكة
الانفراد من الملائكة أربعة ،ومن الأنبياء ثمانية عشر نبيا ،والنبي
الفقهاء ثلاثينوالسلام  6ومنبعدهم عليه وعليهم الصلاةمحمد
رجلا وامرأة.
أما الملائكة فهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل واللوح المحفوظ.
قولهفي‏ ١لأنعامسورةفهم الذين ذكرهم الله فيوأما ‏ ١لأنبياء
تعالى« :وََلكَ حُجَئّتا ايتها انتهي عَلقومية قع رج تمن
؛ ووب لة إسحق ويعقوبت حلاكما ر ريل ح :عل
سص,ِ ء وكرتمے مے ے ے ح
‏١۔ ھ کے
وأنودا وددد ذْرَمَتِقبل ومنهَدَنتَا نهذ ينا 7
ح,مه>.س ر
رحيزه وتجزى ‏١الحسنلكل وهل روومووبوسّف
ولورسس ورمح سس ے'ےصم> |.سےكل من؟‏ ١.3ك اآ
هإ وَميل واليسع وبون ولووعيسى وإلياس كل منا ..
‏٥الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
تح»ن۔_۔۔
 سحم  8۔رے_ِے صمصح إ إرےسه۔ےےو ي
 >
على العنلمين  ::ومن عابايهم وذريشهم وإخوزنيم
.}.َ ..72. ,ع..
فضلنا
٠4.
ؤقكلا‏4
سرممےسصصے يح۔۔م ءس4ح 74 م يسصروسر ح
 ‏ :١ذلك هدى أنته يرى يه۔ مَنواجنبينعم وهْدَيتهرر إن صرط مستقيم
 تا من عباد وتو أتيكرا حيط عنهم تماكائوايتملو « أؤتيك ا الذلذب
مم ص
اتهم الكتب واكر ولبة إن يكفر يها كمتؤلاء قد وكلتا يها قوما نسوا
يمياكنفري  4الأنعام٨٣ :۔٩ه]،‏ فقال لنبيه ية فبهداهم اقتده ،فاقتدينا
نحن بالنبي نتنا كاقتدائه بالنبيين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
«وأما الفقهاء من أشياخنا الذين أخذنا عنهم هذا الدين فهم
ثلاثون رجلا؛ من عبدالله بن العباس بن عم النبي قلة إلى يومنا هذاء
وكلهم من نفوسة غير سبعة من غيرهم ،وهم :ابن عباس ،وجابر بن
زيد الآزدي البصريڵ وأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي
البصري‘ وإسماعيل بن درار الغدامسي وأبو مرداس مهاصر
السدراتي ،والإمام عبد الوهاب ووالده الإمام عبدالرحمن بن رستم
الفارسي رضي الله عنهم أجمعين ثم نذكرهم بأسمائهم من يومنا هذا
إلى انتهائهم ،فأول ذلك:
أخذنا ديننا عن الفقيهين أبي محمد عبدالله بن محمد المجدلي،
وأبي يحيى توفيق بن يحيى الجناوني ،وأخذه أبو محمد عن أبي
الربيع سليمان بن موسى الملوشائي الساكن في إبناين ،وأخذه
أبو الربيع عن [أبي] زكريا بن سفيان اللالوتي ،وأبي سهل البشير بن
محمد التندميرتي ،وأبي يوسف وجدليش بن في ،ثم افترقت النسبة
هنا فيما قال أبو محمد وأخذه أبو سهل وأبو يوسف عن أبي يحيى
يوسف بن زيد الدرفي ،وأبي نصر زار بن يوسف من ناحية تفست‘
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٤٦
 .س۔۔و١۔‏ ۔۔۔.۔۔۔۔.۔ _۔
> 7 :ه=
وأخذه أبو يحيى وأبو نصرك عن أبي محمد الكباوي ،وأخذه
أبو محمد عن أبي هارون موسى بن يونس ،وأخذه أبو هارون عن
أبي محمد خصيب بن إبراهيم التمصمصي وأبي عبدالله محمد بن
جلداسن اللالوتي ،وقال لهم أني التقطته ،يعني أخذه من شيوخ
شتى ،وأخذه أبو محمد عن أبي يحيى زكريا بن يونس الفرسطائي
 وأبي الربيع سليمان بن هارون اللالوتي 6وأخذه أبو يحيى وأبو
 الربيع عن أبي هارون بن يونس الجلالمي ،وزاد أبو يحيى في النسبة
أبا حسان خيران بن ملال الفرسطائي.
 ثم افترقت النسبة ها هنا أيضاء فأخذه أبو حسان عن أبي يونس ابدين
الفرسطائي ،عن أبي ذر صدوق الفرسطائي ،وأخذه أبو ذر عن أبي مرداس
 مهاصر السدراتي الساكن بتبرست ،وأخذه أبو مرداس عن الإمام
عبد الوهاب بن عبدالرحمن الفارسي وأخذه عبدالوهاب عن أبيه
 عبد الرحمن ،وأخذه عبدالرحمن عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة
التميمي البصري.
 قال الشيخ مقرن ينه ثم رجعنا إلى أبي هارون ،وأخذه
 أبو هارون عن أبي القاسم سدرات بن حسن البغطوري ،وأخذه
 أبو القاسم عن أبي ذر أبان بن وسيم الويغوي ،وأخذه أبان عن أبي
 خليل الدركلي ،وأخذه أبو خليل عن أبي المنيب محمد بن يأنس
الدركلي ،وأخذه أبو المنيب عن أبي الزاجر إسماعيل بن درار
فىثم اجتمعوامسلمأبي عبيدةإسماعيل عنالغدامسي © وأخذه
النسبة هناء جمع الله بيننا وبينهم الجنة آمين.
‏٧الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
__
 وأخذه أبو عبيدة عن أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي ،وأخذه
 جابر عن عبدالله بن عباس بن عم النبي لهذ وعائشة أم المؤمنين ثنا.
 زوجة النبي يلة  5وأخذ ابن عباس وعائشة عن النبي ني( محمد بن
 عبدالله رسول رب العالمين وأخذه محمد رسول الله عن جبرائيل عن
 ميكائيل عن إسرافيل ،عن اللوح المحفوظ‘ جمعنا ا له بهم في مستقر
رحمته ورضوانه آمين( .انظر جدول رقم ‏.)١
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏
ر| مقربن بن محمد البعطوري
ابو يحيى توفبق
ِحمد بن عبد
يآبو
الجناوني<الله المجدلي
ل\
.ابو الرببو سليمان بن
ابو يوسفسموسى الملوشاني
وحجدليش بن في‏٧
ابو سهل پيشممر
:ابو زكريا يحيى بن
لالنندميرتيسغيان اللالوني
ابو نصر التقستي\
ابو يجي يوسف بن
الدرويزيد
‏٧س
الكاباويابوأبو عبد الله محمد بن جلداسن
رابو محمد خصيب بن إبراهيم
ابو هارون موسىاالتمصمصيابو الربيع سليمان
بن يونسصح‏١بن هارون
ابو يجي زكربا بن يوننس
القفرسطاني‏١
ابو هارون يوننس
ابو حسان خيرانسالجلالمي
الفريسطاني
,ا القاسم
ابو ذر صدوقري
الفرسطانيآ
,ابو ذر ابان بن
ابو مرداس مهاصروسم
الافاطماني‏َ٧7
[ابو خليل السركني ]
عيلدرحاملنوهاببن برنستعمبدابو المنيب محمد
/بن پاننس
عبد الرحمن بنبرة مسلمأ‏٢
رستم}¡ :كربمة:اسماعيل بن درار
القدامسي
‏\٧
جابر بن زبد الازدي
١
ابن عباس وعانشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين| ‎
[النبي محمد بن عبد تله صى الله علبه وسلم[
جدول رقم ‏ ١شجرة علماء نسبة الدين من مقرين بن
محمد البفطوري إلى النبي محمد يقة .
‏٤٩الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
نسب الدين برواية محمد بن زكريا الباروني
زكريامحمد بنالعاشر الهجري  .جاء الشيخوفي القرن
داود بن إبراهيمشيخه أبي سليمانمنالدينفنسبالباروني"
 وكتبه نثراطرق،ين  0وقد رواه من عدةالتلاتي الجربى "ا إلى النبي
(ت_/ ‎:ه٧٩البارونيأبو عبد الله محمد بن زكريا بن عبد الرحمن بن موسى()١
  ) ٩عالم ومؤرخ من علماء العائلة البارونية العريقة ،نشأ في (يفرن) ،بجبل‎
 نفوسة ،وأخذ بها مبادئ الدين ،ثم سافر إلى جربة ،ليستزيد من العلوم عند العلامة‎
 أبي سليمان داود بن إبراهيم التلاتي ،ثم توجه إلى وادي ميزاب بالجزائر؛ ليأخذ‎
عن الشيخ أبي مهدي عيسى بن إسماعيل في مليكة (توفي سنة)5 ‎ما/٣١٦٥ه١٧٩
 عاد إلى وطنه بعد أن صار قدوة في العلم والدين© ونبراسا تشم أنواره في الآفاق‎،
 وتفرغ للتعليم وا لتأليف ى اشتهر من تآليفه  :سلسلة نسبة ا لدين» (مط) ملحقا بسير‎
 الشممَاخجي ،توفي تنه شهيدا مع جماعة من العلماء في إحدى غارات يحيى بن‎
.٦رقم‎يحيى السويدي على قلعته بيفرن .ينظر :المرجع نفسه
 ‏( )٢داود بن إبراهيم التلاتي (ت٩٦٧ :ه١{٦٠/م)،‏ عَلَمْ من أعلام جربة بتونس في القرن
 العاشر الهجري ولد بمنطقة (تلات) من حومة (قلالة) وبها حفظ القرآن مبكراء تعلم
على عدة مشايخ في جربة ونفوسة وميزاب ؤ عاد إلى جربة فجلس في مدرسة جامع
 القصبيين بحومة (قلالة) يعلم الناسك أسند إليه علماء الجزيرة رئاسة مجلس العزابة
 بعد وفاة الشيخ زايد بن عمر اللوغ سنة ٩٥٠ه‘‏ وفي عهده تعرضت جزيرة جربة إلى
أنواع من الظلم والاستبداد ،وإلى هجمات متكررة من قتل الإسبان ،وأيضا من طرف
التلاتيفكثر فيها النهب والقتل .قام الشيخ«درغوث» الحاكم التركي في طرابلس
وحاوره  6وقال له كلمة الحق ئفي سبيل الله ‏ ٠فأنكر المنكر ،وقابل درغوثمجاهدا
بالجزيرة  0فسجنه درغوث شهرا  .ثم قتله فى أوائل شهروحمله مسؤولية ما حدث
 جمادى الأولى سنة ٩٦٧ه١{٥٦٠/م،‏ فمات شهيدا ينه" وأشهر ما غرف من تآليفه:
 «شرح عقيدة التوحيد» ودشرح متن الآجرومية» في اللغة .اشتهر من تلاميذه :محمد بن
زكريا الباروني ،وعبدالرحمن بن أحمد الحيلاتي .ينظر :المرجع نفسه‘ رقم ‏.٣٠٦
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٥٠
۔۔۔۔۔ح هن
وشعراء وقد ؤجدت هذه النسبة مُضَافة إلى مخطوطة كتاب «السّير»
لأبى العباس أحمد بن سعيد الشماخى"'.
قال الشيخ محمد بن زكريا الباروني رنه :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم ‏٦
 زمانناثقة عن ثقة منهذه نسبة دين المسلمين واحد عن واحد
إلى نبينا محمد إذ .
الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وثبتنا على صراطه المستقيم
 التابعين لهالنبى الكريم ،والرضى عنوصلاة على صفيه محمد
بالإحسان والتسليم" فنسأل الله الغفور الرحيم أن يجعلنا وإياهم في
دار النعيم.
 بن زكريا بنفيقول العبد الفقير إللى رحمة ربه محمد(وبعد):
الباروني عفا الله عنه :قد أطال ما يناجينى قلب أن أجمع بعضموسى
ما انتهى إلي من أسماء المشايخ الذين أخذ عنهم الدين ثقة عن ثقة
واحد عن واحد من أهل جبل نفوسة وغيرهم؛ ليكون المجموع من
ذلك مفزعا في مثل هذا الغرض« وإن كان الشيخ مقرين بن محمد
البفطوري شفى في ذلك وكفى رحمة الله عليه ،فقد بقي من زمانه إلى
زماننا هذا؛ لآنه ينه في آخر المائة السادسة‘ ونحن الآن قاربنا
السبعين من المائة العاشرة؛ لكيلا يخلج الشك بعض الخواص فضلا
‏( )١أبو العباس أحمد بن سعيد الشماخي ،تقدمت ترجمته.
‏٥١الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
حح×>۔۔۔۔
 أنفنسألهالخيراتالله فى ذلك وهو ولىالعوام ئ فاستخرتعن
يجعل ذلك خالصا لوجهه إنه رفيع الدرجات.
قال البغطوري ينهالذين أخذنا عنهم الدين من خلق الله أجمعين
ثلاثة :الملائكة والأنبياء والمسلمون جبريل وميكائيل وإسرافيل
واللوح المحفوظ من الملائكة ومن الأنبياء ثمانية عشر وذلك قوله
تعالى :وَ«يَلكَ حُجَمتا ءاتينتهآ إإتهيع  4إلى قوله «قَيمَدَ هع
يا محمد _ فاقندينا نحن .121فبهداهم ااهمتده» [الأنعام :‏ ،]٠٠يعني
به كاقتدائه بالنبيين صلوات الله عليهم أجمعين ،قال ومن الفقهاء
ثلاثون رجلا وامرأة ،منهم :ابن عباس وجابر بن زيد ،وأبو عبيدة.
وعبدالرحمن بن رستم والباقي من نفوسة .انتهى ملخصا.
ثم ذكر النسبة والاختلاف الواقع فيها ،فالآن أذكرها على حسب
ما صح عندي من زماننا إلى نبينا محمد خاتم النبيين وإمام الأولين
والآخرين ،صلى الله عليه وعلى آله الطيبين».
ذكر الستد
أخذت ديني أنا وأكثر طلبة زماننا هذا عن الشيخ أبي سليمان
 داود بن إبراهيم التلاتي الجربي وأخذ هو عن شيوخ عدة ،وقلت له
إلى من تستند؟ فقال :إلى كل منهم الآول فالأول ،قال :أول ما قرأت
العقيدة؛ عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي زكريا بن عيسى
الباروني وأخذ هو عن الشيخ أبي زكريا يحيى بن أبي يحيى
الباروني عن الشيخ أبي يوسف يعقوب بن أحمد اليفرني المديوني
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٥٢
۔۔۔۔ ۔۔۔۔۔ .هل
الذي سكن أمسين وفيها توفي وبها قبره ،عن الشيخ عمنا عبدالله بن
عبدالواحد الشماخي .قال ثم قدمت من نفوسة إلى جربة وقرأت بها
عند الفقيه أبي القاسم بن يونس السدويكشي ،وأخذ هو عن الشيخ
يعقوب (بن) صالح (بن نوح التندميرتي) ،عن الشيخ يونس بن
سعيد بن تعاريت ،عن الشيخ زكريا بن أفلح (الصدغياني) ،وأخذ
أيضا عمنا يونس عن الشيخ صالح بن نوح التندميرتي النفوسي الذي
سكن جنئاون ،وخلف أولاده فيها ،منهم عمنا يعقوب"" ۔ عن عمنا
عبدالله بن عبد الواحد ،قال ثم قرأت على الشيخ أبي يحيى زكريا بن
إبراهيم الهواري وأخذ هو عن الشيخ أبي العباس أحمد بن سغيد
الشماخي عن الشيخ صالح بن نوح المذكور آنفا ،قال ثم خرجت من
 جربة إلى نفوسة فقدمت إجناون فحلقت على الشيخ أبي يوسف
يعقوب بن صالح ،والذي أخذت عنه أكثر من الذي أخذت عن غيره6
ثم وقعت مقتلة بين أهل جربة والعرب أولاد شبل ،فمات من العرب
عدد فخفت فخرجت من إجناون مع طلبة من أهل جربة وشيَعنا
الشيخ ،ومكثنا مع أعرابي إلى أن قدمنا إلى بقالة في جرية عند عمنا
إبراهيم بن أحمد من ذرية أبي منصور يه  5فقرأت عليه ما تيسر من
كتب المعقول كالمنطق والبيان( .انظر جدول رقم ‏.)٢
ورد في ‏ ١لاصل « :وخلّف أولاده نفيها } منهم عمنا يعقوب‘ عن عمنا يعقوب عن‏()١
عمنا عبد الواحد»  .ويبدو أن جملة «عن عمنا يعقوب»\ زائدة ولعلها خطأ من أحد
 النساخ ،فيعقوب بن صالح هو أحد تلاميذ الشيخ يونس بن سعيدا ولا يعقل أن
يكون تلميذه وشيخه في نفس الوقت.
‏٥٢لفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
نحڵ»<-
محمد بن زكريا الباروني
داود بن إبراهيم التلاقي
‏١
أبيوحى ركريا الهواريأابولقاسم بن يونسأزبوكريا عيسى الباروني
أبو المياس أحمد الشماخي| يعقوب بصنالح التندميرتيأربوكريا يحي بن أبي يحي
‏٦
ابراهيم بولحباس
1‏١
١‏٧
صالح بحنانلوتندميرققكرها بأننلح الصدغيانييعقوب بأنحمد اليفرني
عبد الله بن عبد الواحد الشماخي
ا
جدول رقم ‏ ٢شجرة علماء نسب الدين من الشيخ محمد بن زكريا الباروني
(توفي ٩٩٧ه)‏ إلى الشيخ عبدالله بن عبد الواحد الشماخي (ق ٩ه)‏
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏...> .
.7
<> ‏ ٦ندل ۔ ۔ ۔ ۔۔ _.
وقرأ الشيخ يعقوب والشيخ إبراهيم على الشيخ أبي النجاة يونس
 المذكور آنفا عن الشيخ صالح بن تنوح عن الشيخ عبدالله بن
 عبدالواحد الشماخي عن خاله الشيخ أبي الربيع سليمان بن
موسى بن عامر" عن جده الشيخ أبي ساكن عامر بن علي الشماخي،
 عن الشيخين عمنا عيسى بن عيسى الطرميسي وعمنا أبي عزيز بن
 إبراهيم الباروني ،وعمنا أبو عزيز أخذ عن عمنا عيسى عن الشيخ
 يحيى بن وجدليش ،عن الشيخ أبي يحيى زكريا بن إبراهيم
 الباروني ،عن الشيخ أبي يوسف وجدليش بن يعقوب الأمللي ،عن
 الشيخ أبي سليمان داود بن هارون ،عن الشيخ أبي زكريا يحيى بن
الخير الجناوني 6عن الشيخ أبي الربيع سليمان بن أبي هارون
 موسى بن هارون الملوشائي الساكن (ابناين) ،عن الشيخ عمنا
يحيى بن سفيان (اللالوتي)» عن أبي يحيى (زكريا بن يونس)
الفرسطائي ،عن أبي هارون الجلالمي ،عن الشيخ أبي القاسم
سدرات بن الحسن البغطوري ،عن أبي ذر أبان (بن) وسيم ،عن أبي
 خليل صال من أهل (دركل) ،وهي قرية من جبل نفوسة\ عن أبي
المنيب مامد بن يانس .وهؤلاء كلهم من نفوسة إلا القليل من غيرهم
عن حملة العلم الخمسة :عبد الرحمن بن رستم ،وعاصم السدراتي،
 وعبدالأعلى بن السمح المعافري ،وداود القبلي وإسماعيل بن درار
 الغدامسي ،عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي البصري عن
 جابر بن زيد الأزدي الثماني ،عن عبدالله بن عباس يه ابن
 عبد المطلب‘ وعن عائشة أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق© عن
‏٥٥
‏٥٥
ححن۔ __الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
جماعة الصحابة .وقال ينه لقيت سبعين رجلا من الصحابة فحويت
ما عندهم من العلم إلا البحر ،يعني ابن عباس عن النبي نتّيةث عن
جبريل عن ميكائيل© عن إسرافيل ،عن اللوح المحفوظ ،عن ملك
الإلهام عن رب العالمين( .انظر جداول رقم ‏ ٣ورقم ‏)٤
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏
\
عبد الله بن عبد الواحد الشماحب
بن عامر الشماخحيابو الربيو سليمان بن موسى
أبو ساكن عامر بن علي الشماحب
__
ابو عزيز بن إبراهيم البارونيعيسى بن عيسى الطرميسي
ا
يحيى بن وجدلبيش
١
ابو بحجبى زكريا بن إبراهيم الباروني
١
ابو يوسف وجدليش بن يعقوب الأمللدي
أبو سليمان دا ود بن إبراهيم
ابو زكريا يحيى بن الخير الجناوني
أبو الربية سليمان بن أبي هارون
ا
١
يحيى بن سفيان اللالوتي|
١
جدول رقم ‏ ٣علماء نسبة الدين من عبد الله بن عبد الواحد الشماخي
إلى يحيى بن سفيان اللالوتي من رواية محمد بن زكريا الباروني
الثاني :تسب الدين في المغرب الفصل
‏٥٧
|| يحيى بن سغيان اللالوتي
ابو يحيى (زكربا بن بوننس) الفرسطاني
ابو هارون الجلالمي|
٦
ابو القاسم البفطوري
ل
ابو ذر ابان بن وسيم
١
ابو حلبل الدركلي
ابو المنيب مامد بن باننس
‏١
ا
حملة العلم|
١
ا بو عبيدة مسلم‎
٦
جابر بن زيد الاردي‎
ابن عباس وعانشة وحماعة من الصحابة
[ النبي محمد بن عبد الله صلى الله علبه وسلم []
جدول رقم ‏ ٤علماء نسبة الدين من يحيى بن سفيان اللالوتي
إلى النبي ية على رواية محمد بن زكريا الباروني
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٥٨
=....ِ ۔۔ ۔۔۔۔۔
فهؤلاء بعض أئمتنا الذين أخذنا عنهم العلم والدين والسير ،وهم
قادات المسلمين وأعلام الحق المبين© نسأل الله أن يقتفي بنا آثارهم.
ويميتنا على منهاجهم ،وينفعنا ببركاتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولم نقلد ديننا الرجال ولم نرضى بحكومة الجهال الذين خالفوا
كتاب الله في المقال ،وإنما قلدنا كتاب الله تك بوسيلة العلماء
الراشدين أهل العلم والعمل والورع والخشية والمراقبة ،الذين لم
تغرهم الأهواء ،ولم تختلبهم الدنيا وهم أئمة العدى ومنار الدجى
رحمة الله عليهم" ونسأله العصمة.
وقدمت أيضا عام أحد وستين وتسعمائة إلى جبل بني مصعب
ولازمت الشيخ أبا مهدي عيسى بن إسماعيل ،غفر الله له ورضي عنه
وأخذت عنه فوائد جمة في التوحيد وغيره ،وقرأ هو على الشيخ
سعيد بن علي الخيري الجربي ،عن الشيخ أبي النجاة يونس بن
سعيد المذكور آنفا ،عن الشيخ صالح بن نوح النفوسي إلى آخر
النسبة( .انظر جدول رقم ‏)٥
الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
زكريا بن محمد الباروني
٦١
أبو مهدي عبسى بن إسماعبل
الجربيعلي التبركبن سعبد
ابو النجاة بونس بن سعبد
ركربا بن افلح
الصدغيانيصالح بن نوح النفوسي
عبد الله بن عمد الواحد
ا -حوياللنششمما
بقية النيسية كما وردت في
االجداول (  )4 .3الى حمله العلم
حملة العلم
أبو عبيدة مسلم بن ابي كريمة
7جابر بن زيد الازدي
_
وجماعة من الصحابةوعانشةابن عباس
[ النبي محمد بن عبد الله صلى الله علبه وسلم ]
جدول رقم ‏ ٥علماء نسبة الدين من أبي مهدي عيسى بن إسماعيل
إلى النبي ية على رواية محمد بن زكريا الباروني
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١ئ -۔-۔۔ سحرا س
٦0
ب..
وأخذ أيضا أبو النجاة عن الشيخ زكريا بن أفلح الصدغياني ،وأخذ
أيضا عن الشيخ سعيد بن أحمد السدويكشي الجربي ،عن الشيخ أبي
الفضل أبي القاسم بن إبراهيم البرادي" عن الشيخ أبي ساكن عامر بن
علي الشماخي وأخذ أبو القاسم أيضا عن الشيخ يعيش بن موسى
الخيري ،وعن صالح بن نجم الغراوي ،عن الشيخ عثمان الزراتي ،عن
ايفاو الأبدلاني ،عن ميمون بن تكيس» عن عيسى اليفرني ،عن يوسف
الإاباضي ،عن الشيخ أبي عمر عثمان بن خليفة المرغني السوفي© عن
أبي العباس أحمد بن محمد (بن عبدالله) بن بكر© عن أبي الربيع
سليمان بن يخلف ،عن الشيخ محمد بن بكر ،عن أبي زكريا فصيل بن
 أبي مسور عن والده أبي مسور المذكور عن أبي معروف عن أبي ذر
أبان بن وسيم" عن أبي خليل (الدركلي) ،عن أبي المنيب محمد بن
يانس عن حملة العلم ،عن أبي عبيدة .عن جابر بن زيد ،عن عائشة
 وابن عباس ،عن عمر ،عن رسول الله ،عن جبريل عن اللوح المحفوظ ،
عن رب العالمين ،وأخذ أيضا أبو عبدالله محمد بن بكر عن الشيخ
أبي نوح سعيد بن زنغيل ،عن أبي خزر يغلى بن أيوب‘ وزلتاف اسم
أمه ،عن حسنون"' بن أيوب ،عن سعد بن أبي يونس ،عن الإمام أفلح،
عن أبيه عبد الوهاب ،عن أبيه عبد الرحمن عن أبي عبيدة ،عن جابر©
عن ابن عباس ،عن النبي نا ،عن جبريل عن ميكائيل ،عن إسرافيل.
عن اللوح المحفوظ وقيل ملك الإلهام ،عن رب العالمين والله أعلم
بغيبه وأحكم ى كذا أخذت عمن حدثني( .انظر جدول رقم ‏ ٦‏)٧و
‏( )١الصحيح سحنون وليس حسنون .ورد سحنون في روايتي أبي اليقظان والحيلاتي.
 ٦١الفصل الثاني :تسب الدين في المغرب
 » __ :,<
وفي النسبة المتقدمة طرق تركتها حبا للاختصار ،وسلكت فيها
طريقا واحدًا ،ونظمتها في قصيدة من بحر الرجز وعرضتها على الشيخ
أبي سليمان داود بن إبراهيم فاستحسنهاء وذلك قبل موته بشهر
ونحوه ،وتوفي أوئل جمادى الأولى سنة سبع وستين وتسعمائة .انتهى.
وقد رواها شعرا على النسبة الأولى ،قال:
أحمدك اللهم حمدا أرغبالمذنبقال محمد الضعيف
صلاتنا على النبى الأوابفي العون والتوفيق والإياب
وكل تابع لقول ربهثم الرضى عن صحبه وآله
عليهم الرحمة والسلاءمن تابع الرسول هم أعلام
محكمةدر وياقوتكعقدمسندةديننسبةفهذه
في مذهبي ونسبي مخيبامغيبالم أكنربيبحمد
ولم يكن ديني لهوا لعباولم أجر الذيل في لهو الصبا
أهل الخناء والهوى الأنكاسولا أرتضى بمنزل الأدناس
ولا أهيم في الفلا والبيدولا أسير في اللجى للغيد
ثم الفرزدق والبعيث فاهاكدأب قيس وجميل تا ها
ثم جرير مال للهواءبالشعر في الملوك والغوغاء
وطرفة ونابغ وعنتروالكندي امرئ القيس كان يذكؤ
من أجل ليلى وسليمى ويلهمهاموا وعاموا في الهوى دهرهخ
لكن لأهل الدين والصوابولا أنتمي للفخر والإعجاب
والتبيينللدعوةزشسدتيا سائلي عن سندي في ديني
119 ١
وغقثثريزيح كل شبهةفهاك أفصاحا بغير عجمة
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏
 على رسول خص بالكمال
 والراسبي وابن أباض نقتديبجابر وابن عباس نهتدي
قاداتنا حقا فاعرف حالهصحابة الرسول والتالي لهم
 من مشرق ومغرب أهل الولاأخذناه عن الثقاة الفضلا
 فلا تمارمن بصرة خمس
الهماموعاصمفمنهم عبدالاعلى الإمام
و
ود ‏ ١ود
إمامهم الفارسي المرتضىالقضادرار سبقه عندوابن
 قولا وفعلا كل ذا قد حازواقيله عنهم رجال فازوا
 كم جاهدوا في الدين من عبوسة
 الكتببسيفهم قام كذا فيوأظهروا الدين بدار المغرب
صار غريبا بل طريدا مجحماأكتمازمانبعدلكنه
بدا غريبا والحديث جارنص على ذا سيد الأخيار
في ذا الزمان قد بدا لك ضعفهتضعضع الدين وقل أهله
 وعقائد الأخيار قد انتثرتلم تبى إلا طلل اندذرست
 من أجل ما قد بذلوا بالبخسهذا زمان أهله فى النكس
وبعضهم قد أهملوا سائمه
 وبعضهم أظهر بالخداعبا لأطماعأولعوبعضهم
 وقاك ربي سوء ما في الحلكوغير هذا من فنون الهلك
اسمع كلاما مسندا منجاالنداذايادينناالذين
 أتى الصواب لست بالمرتابفي ديننا دين أولي الألباب
عن قدوة ليس بذي فلولأخذت دين اللله والرسول
 ٦٢الفصل الثاني :نسب الدين في المقرب
 ---
به بلا مرازماننا ضاء الررىفيشيخداودسمته
تلقف الدين عن الأشياخ
عن شيخه يحيى الولي النجبأولهم هو ابن عيسى الطيب
يعقوب نجل أحمد المعلومعن صاحب الفنون والعلوم
لحضرة المغرب ثم نزلا
هو أبو القاسم كن مغتنماسماشيخوثانيا اخذ عن
قد فاق في العلوم لا تناضلعن يعقوب بن صالح لا تجادل
عن شيخه عبدالاله الماجدعن يونس عن صالح المجاهد
عن أحمد الشماخي لاتك ساهيازكرياعنأحذوثالثا
ورابعا عن ابنه ياقاريلا تماريعن صالح المذكور
محافظسيدالالهعبدعند الشماخى اجتمعوا ياحافظ
عن جده فاصغ إلي واستمع
صاحب الإيضاح وقد فاز بههو عامر هو عامر في عصره
وعن أبي مهدي الولي الماهرأبو العلى الباروني عنه تلقى عامر
هو أبو يحيى الذي أغنت شهرته
هو ابن هارون الفقيه الطاهرداود الماهرالأمللي عنعن
وكل شبهة به قدتكشف .
عن سليمان فاز بالتبيانذي التآليف والبيانعن يحيى
عن ابن سفيان إلى خصيب
عن أبي هارون الهادي المتق
والسهولةأهل العدلدولة
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏٦٤
-۔_۔۔_۔جحح0من‎.
وعلى خلائف ربنا في أرضهلهفي على ذاك الزمان وأهله
 لقوله من يرتدد عن ديننابأرضنانجمواالفرسعن
حثهم جل عن الأشباهحبهم في اللهبقومنأت
 من رهط سلمان فلا تك بايناربناعليهصلىوقوله
 في الأسفارسيرهم سطرت‏ ١لإكثارشهرتهم أغنت عن
 عن مامد بن يانس الجليلخليلآبيعنذرعن أبي
 عن جابر عن عائشة الحميرةعن إسماعيل عن أبي عبيدة
بالقبولجلهم أخذعنوابن عباس وآل الرسول
أتى به جبريل جدوا واجتهدوا
 عن اللوح المحفوظ خذ يا سائلي
ألهمنا الله الرشاد الأكملا
 هب لي رضاك والهدى ملاكخير الخلق والأملاكبجاه
على النبي وذوي الأخباتالله والصلاةبحمدتمت
نسب الدين برواية الحيلاتي
سليمانالشيخعشر جاءالحاديالقرنوفي نهاية
بن أحمد
 الحيلاتي"' ،وهو من علماء جزيرة (جربة) بتونس ،فنسب الدين من
شيخه أبي القاسم الصدغياني إلى النبي قلة .
 ‏( )١أبو الربيع سليمان بن أحمد الحيلاتي (ت١٠٩٩ :ه١٦٨٨/م)،‏ من المؤرخين
والعلماء المشهورين في القرن الحادي عشر هجري في (جربة) بتونس ،ينتمي إلى
جمابمة منأسرة عريقة في العلم ،ولد بحومة (جعبيرة)  3أخذ أبو الربيع العلم عن
‏٦٥الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
قال الشيخ سليمان بن أحمد الحيلاتي وله :
 وبيان الإسناد" الصحيح أن أبا القاسم (الصدغياني) حفظه الله
أخذ من شيخه أبي زيد عبدالرحمن بن أحمد الحيلاتي ،عن أبي
يوسف (يعقوب) بن صالح التندميرتي ،عن أبي النجاة يونس
التعاريتي الخيري ،عن أبي زكريا بن أفلح الصدغياني ،عن أبي
عمران موسى بن أيوب‘ عن أبي الحياة (البقاء) يعيش بن موسى
الزواغي ،بحومة أولاد أبي علي مسكئاء عن أبي البر صالح (بن
نجم) المغراوي‘ عن عمنا أبي سعيد عثمان الزراتيس عن إيفاو
الأبديلاني (النفوسي) عن ميمون بن تكيس الورغمي الساكن بأبدلان
(الأبدلاني) ،عن أبي عمرو عثمان بن خليفة (المرغني السوفي) ،عن
علماء عصره ،منهم الشيخ محمد التغزويسني وأبو الفضل قاسم بن سعيد=
الصدغياني اليونسي بمدرسة «تاجديت» بحومة «فاتو» .كان أبو الربيع واسع
الاطلاع .ناشطا قوي العزيمة ،يسجل أحداث عصر .فقد اهتم بالناحية التاريخية
فدون سيرة السلف الصالح في الجزيرة ،وأصبح الحيلاتي مرجعا في تاريخ
الجزيرة ،وهو أهم من أخ في القرن الحادي عشر لأعلام الجزيرة ،له عدة
مؤلفات منها« :نسبة الدين قال سعيد بن تعاريت :إنه لم ير جامئما لنسب الدين
بعد محمد بن زكريا الباروني غير الشيخ سليمان الحيلاتي ،تخرج على يديه عدد
كبير من العلماء منهم :يونس بن صالح بن قاسم البلاز ،والشيخ يوسف بن يحيى
 البلاز والشيخ صالح بن يوسف بن صالح البلازل والشيخ إبراهيم بن يوسف بن
صالح البلازث وكذلك الشيخ أبو يعقوب يوسف بن محمد المصعبي .ينظر:
المرجع نفسه ،رقم ‏.٤٢٩
‏( )١ذكره الشيخ أبو محمد المصعبي في شرحه لحائية أبي نصر فتح بن نوح
الموشائي.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٦٦
جوه‎
يخلف المزاتي ،عن أبي عبدالله محمد بن بكر (الفرسطائي) ،عن أبي
نوح سعيد بن زنغيل ،عن أبي خزر يغلى بن زلتاف عن أبي القاسم
(الإمام) أفلح بن عبد الوهاب الرستمي‘ عن أبيه عبد الوهاب ،عن
أبيه عبدالرحمن بن رستم" عن أبي عبيدة مسلم (بن أبي كريمة
التميمي) ،عن أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي ،فهذه نسبة آهل
المغرب .
٦٧الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
____ _.... -ح-
<ص
سليمان بن احمد الحيلاتي
١
أبو القاسم الصدغبياني‎
٦١
بعقوب بن صالح التندميرتي‎
١
أ بو النجاة يونس بن سعبد التعاريتدي‎
٦
أبو البقاء يعيش بن موسى‎
٦
صالح بن نجم المفراوي‎
عنمان الزراتي
١
ايغاو الابدلاني‎
ميمون بن تكيس
عثمان بن خليفة المرغني
ب
|ابو العباس أحمد بن محمد بن بكر|
أبي قاسم الصدغياني إلى أبينسبة الدين منرقم ‏ ٦علماءجدول
العباس أحمد بن محمد بن بكر من رواية سليمان بن أحمد الحيلاتي
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١.٦٨
.ح __ا ۔_.۔۔ ۔۔۔۔۔۔_۔۔
: س
وأما نسبة جزيرة جربة صانها الله وحرسها ،فأبو عبدالله محمد بن
بكر لما أخذ عن أبي نوح سعيد بن زنغيل ،أخذ عن أبي زكريا
(فصيل) ،عن أبيه أبي مسور يسجا ،عن أبي معروف ،عن محمد بن
يانس ،عن أبي خليل صال من أهل دركل ،عن حملة العلم ،وهم
ابو الخطاب المعافري ،وعبدالرحمن بن رستم ،وإسماعيل بن درار
الغدامسي ،وعاصم السدراتي وداود القبلي ،عن أبي عبيدة ،افترقت
النسبة عند أبي عبدالله محمد بن بكر؛ لأنه أخذ في المغرب من أبي
نوح سعيد بن زنغيل ،وفي جربة من أبي زكريا (فصيل بن أبي مسور)
اليهراسني ،وعبدالرحمن بن رستم عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد
عن النبي ية( .انظر جدول رقم ورقم ‏)٧
‏٦٩الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
| أبو الرنبه سليمان بن بخلف
المراني
ا| ابو عبد الله محمد بن بكر الفرسطاني
ابو نوح سعند ب‏١
‌أبو زكربا فصبل
‏١بن ابي مسور
ابو حزر بعلا بن
رلناف
ر
أبو القاسمأبو مسور
الحاميالبهراسنى
سحيوب بن ابوب
آابو معروف
بونس النمزببي‏١
/| ابو خلبل الدركدي|
افلح بن عمد الوهاب
بن عمد الرححى
عمد الوهاب بس عيد
الرحمن بن رستم
"!
عمد الرحمن بںااسحاعمل بى درار
رستمالعدامسي
أبو عبيدة مسلم بن ابي كريمة
ي
جابر بن زبد
الازدي
\
| ابن عباس وعانشة وغبرهم من الصحابة رضي الله عنهم |
[[ النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
جدول رقم ‏ ٧شجرة علماء نسبة الدين من أبي الربيع سليمان بن
يخلف المزاتي إلى النبي ية من رواية سليمان بن أحمد الحيلاتي
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٧٠
`٦۔‏ -جهه
تسب الدين برواية أبي اليقظان إبراهيم بن عيسى
حسب اطلاعي فإن آخر من كتب في نسب الدين من إباضية
المغرب أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى (ت١٣٩٣ :ه١٩٧٣/م)،‏ وقد
نقل الشيخ أبو اليقظان رواية الحيلاتي إلى القرن الثاني عشر ثم
 روايتين عن أبي اليقظان [وقد وجدثأكمل بقية السلسلة إلى عصره
‏١٣٨٤شعبانإحداهما مؤرخة فى شهرالاختلافبهما بعض
والخلاف‏ ٨١ه‏ ١٣رجب٩٦٤م‏ والأخرى فىالموافق ‏ ٥ديسمبر
الرواية الأولى للشيخ أبي اليقظان'١‏
‏ ١لرحيم  .وصلى الله على سيدنا محمد وآلهبسم الله ا لرحمن
أخذت ديني أنا أبو اليقظان‘ وأنا معاصر للشيخ بيوض
إبراهيم بن عمر ،عن شيخنا الحاج عمر بن يحي في أوائل القرن
الرابع عشر عن الشيخ اطفيش امحمد بن يوسف© عن أخيه الحاج
إبراهيم بن يوسف© ،عن عمر بن سليمان نوح ،عن الشيخ بالحاج بن
كاسي القراري ،عن الشيخ يحي بن صالح عن أبي عبد الله محمد بن
 توجديده. بخطبالقرارة‏ ١٣٨١ھه_ كتبها ‏ ١٣رجب بتاريخمؤرخةالرواية هذه ‏(()١
نسخة منها بالمكتبة البارونية بجرية ،كما توجد صورة منها في كتاب «معالم
‏ ٢٢٤۔ ‏.٢٢٦الحضارة الإسلامية» بوارجلان ،للشيخ الدكتور عمر لقمان .ص
‏٧١الفصل الثانى :نسب الدين فى المغرب
الشيخ يوسف المصعبي المليكي ،عن أبي الربيع سليمان بن الشيخ
أحمد الحيلاتي ذاكرا أنه فى حومة جعبيرة من جربة وكان في آخر
القرن الحادي عشر معاصرا للعلامة الشيخ أحمد بن عمر بن أبي ستة
القصبي ،قال :يعني شيخه أبا الربيع ،وبيان الإسناد الصحيح؛ أن
 شيخنا أبا القاسم بن سعيد الصدغياني الساكن بحومة سفحار«' من
 أحمدبنعبد الرحمانأبى زيدشيخهالزبيب بجربة  6عنوادي
النجاة يونس بن سعيد بن يحي التعاريتي الخيري ،عن أبي زكريا بن
أفلح الصدغياني ،عن أبي عمران موسى بن أيوب©\ عن أبي
أبي علي قرب جعبيرةالخيري ‌ بحومة أولادبن موسىيعيش"
تكنيس" الورغمي،الزراتي© عن إيفاو الأبدلاني ،عن ميمون بن
الساكن بأبدلان.
عن أبي عمرو عثمان بن خليفة المرغني السوفي‘ ،عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن بكر عن أبي الربيع سليمان بن يخلف
أبي نوح سعيد بنالمزاتي  0عن أبي عبدالله محمد بن بكر عن
زنغيل ،عن أبي خزر يغلا بن زلتاف© عن أبي القاسم الحامي عن
‏( )١لا توجد في جربة حومة باسم «سفحار» ويبدو أنه خطأ في النسخ أو وهم من الشيخ.
أبي هنا زائدة} والصحيح بعيش بن موسى كما ورد عند غيره .‏)(٢
كما ورد«تكيس»وتكنيس  6ولعل ‏ ١لصوابروايات  :تكنيس وعكيسبعد وردت‏) (٣
في رواية الباروني ورواية الحيلاتي.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٧٢
ه.
×:۔
س` ح(` _< ہ۔ ے۔۔ ۔ ۔۔ =
سحنون بن أيوب عن سعد بن أبي يونس عن الإمام أفلح ،عن أبيه
عبد الوهاب‘ عن أبيه عبدالرحمن ،عن أبي عبيدة مسلم بن أبي
كريمة البصري عن جابر بن زيد الأزدي عن ابن عباس ،عن عائشة
أم المؤمنين عن رسول الله يلة  ،عن جبريل ،عن اللوح المحفوظ،
عن رب العالمين( ".انظر جدول رقم ‏)٨
الفقرة الأخيرة التي تبدأ من :عن أبي عمرو عثمان بن خليفة المرغني السوفيك‏((١
موجودة أيضا في مخطوطة سير المشايخ للوسياني.
‏٧٢>.الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
إبراهيم بنأبو اليقطات
قان إبربوبيوض بن عمر
>عمر بن يحي المليكي<
محمد بن يوسف اطفيش
١
إبراهيم بن يوسف اطفيش
عمر بن سليمان بن نوح
١
بالحاج بن كاسي القراري‎
يحيى بن صالح الافضلي
١
أبو عبد الله محمد بن يوسف‎
المصعبي‎
سليمان بن احمد الحبلاتي
[ التكملة في رواية الحياتي جداول  6د][ 7
جدول رقم ‏ ٨سلسلة علماء نسبة الدين من أبي اليقظان إبراهيم
إلى سليمان بن أحمد الحيلاتي ومنه إلى النبي ينة
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٧٤
جه___
الرواية الثانية للشيخ أبي اليقظان
وعلى آله وصحبهبسم الله الرحمن الرحيم  .وصلى الله على سيدنا محمد
نقلا عن وثيقة وجدها الأخ صدقي محمد في بعض خزائن جربة
 وأنا (أبو اليقظان) وصلتها حيث بدأت من عهدنا هذا إلى النبي يلة
إلى اللوح المحفوظ إلى رب العالمين ،وهي فيما يلي:
أنا أبو اليقظان إبراهيم أخذت ديني وعلمي عن شيخي الحاج
عمر بن يحي وشيخي الحاج إبراهيم بن عيسى وهما أخذا عن قطب
الأئمة الشيخ اطفيش ،وأخذ الشيخ اطفيش محمد بن يوسف عن أخيه
الحاج إبراهيم يوسف©‘ عن عمر بن سليمان ،عن الشيخ بن الحاج بن
 كاسي القراري ،عن الشيخ الحاج يوسف بن حمو عن عبد العزيز
الثميني ،عن يحيى بن صالح ،عن يوسف بن محمد المصعبي© عن
سليمان بن أحمد الحيلاتي ،من علماء القرن الحادي عشر عن أبي
قاسم بن سعيد ،عن شيخه أبي زيد عبدالرحمن بن أحمد الحيلاتي©
 عن أبي يوسف يعقوب بن صالح التندميرتي ،عن أبي النجاة يونس بن
سعيد التعاريتي© عن زكريا بن أفلح الصدغياني ،عن أبي عمران
موسى بن علي ،عن أبي البر صالح بن نجم الغمراوي ،عن أبي عثمان
سعيد الزراتي ،عن إيفاو الأبدلاني ،عن ميمون بن تكنيس الورغمي
الأبدلاني ،عن أبي عمر عثمان بن خليفة المرغني اللسوفي ،عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن بكر ،عن أبي الربيع سليمان بن يخلف
 ‏٧٥حالفصل الثانى :نسب الدين فى المغرب
___2<سمي--
المزاتي ،عن أبي عبدالله محمد بن بكر عن أبي نوح سعيد بن زنغيل،
عن أبي خزر يغلا بن زلتاف ،عن أبي القاسم الحامي ،عن سحنون بن
ايوب ،عن سعد بن أبي يونس عن الإمام أفلح ،عن أبيه عبد الوهاب
عن أبيه عبدالرحمن بن رستم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة
البصري ،عن جابر بن زيد الأزدي عن عائشة أم المؤمنين ،عن
الرسول ية عن جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العالمين.
صححه أبو اليقظان إبراهيم في شعبان ‏ ١٨٨٤الموافق ‏ ١٥ديسمبر
‏ ٩٦٤م.
ويجب الإشارة إلى أنه في بداية القرن الرابع عشر الهجري قام
الشيخ عبدالله بن يحيى الباروني بجمع ما كيب عن نسب الدين في
كتيب صغير سماه« :رسالة لم العامة والمبتدئين إلى معرفة أئمة
الدين» (مط) ،وقد حققه وعلق عليه ابنه الشيخ المجاهد سليمان باشا
الباروني"' ،وفي هذا الكتيب ذكر علماء نب الدين من طريق
‏( )١عبدالله بن يحيى البارونى ،تقدمت ترجمته.
( )1سليمان بن عبدالله بن يحيى الباروني ،مجاهد ،وسياسي وشاعر وأديب،
وصحفي ومؤرخ .ولد سنة ١٦٨٧ه٨٧٠/ام‏ في مدينة (جادو) ،بليبيا ،أخذ العلم عن
والده ثم درس في تونس© ومصر ووادي ميزاب على قطب الأئمة ثم عاد متحمسًا
ليبدأ مشاريعه الإصلاحية في ليبيا ،فاستقبلته السلطات التركية بالسجن ثم أفرج
عنه بعفو سلطاني عام ١٣٦٢٠ه١٩٠٢/مإ‏ أنشأ مع والده المدرسة البارونية في (يفرن)
عام ١٣٣٢ه_١٩٠٤/م،‏ وأسس مطبعة الأزهار البارونية ،طبع فيها ديوان شعره ،وكتابه:
دالأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية» ،وغيرها من الكتب ،كما أصدر صحيفة
ولما احتلت إيطاليا ليبيا ،رفع راية الجهاد ضد الاستعمار ۔«الأسد الإسلامي
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٧٦8
نه.
البغفطوري ،ونشب الدين كما رواه محمد بن زكريا الباروني عن
شيخه ،لكن لم يذكر رواية الحيلاتي كما ذكر نسب الدين من طريق
عامر بن علي الشماخي' ،وهي جزء من رواية محمد بن زكريا
الباروني كما ذكر رواية عن طريق أبي مهدي عيسى بن إسماعيل(.
 الإيطالي ،وأنشا الجمهورية الطرابلسية ،فتآمرت عليه الدول الغربية ونفته إلى۔
فرنسا ،ثم توسط له الشريف حسين فأدى فريضة الحج ،ومنها سافر إلى عمان
 وعاش فيها إلى آخر حياته ،قام بعدة إصلاحات في غمان أهمها إزالة الخلاف القائم
 يومثذ بين السلطان والإمام ،وبث روح الإخاء بين التحمانيين ،وعينه الإمام الخليلي
 رئيسا لوزرائه وفوض إليه مهمة الرقي بالإمامة ،فقام بتنظيم أمور الدولة خير قيام،
وبنى المدرسة البارونية في «سمائل» ،عينه السلطان سعيد بن تيمور مستشارا خاصا
 له .ابتلاه الله تعالى مدة إقامته بنغمان التي تجاوزت خمسة عشر عاما بحمى الملارياء
تردد خلالها بين عمان والعراق للعلاج ،وحين اشتد عليه المرض في آخر حياته
 سافر إلى الهند للعلاج" لكن المنية عاجلته ،فتوفي يوم ‏ ١مايو ١٩٤٠م.‏ له ديوان شعر،
 وعدة مؤلفات ،ومراسلات عديدة مع قادة الجيوش الإيطاليةى ومع إخوانه
 وأصدقائه} وله مقالات عديدة في كثير من الصحفؤ والمجلات العربية والأجنبية.
 ‏( )١أبو ساكن عامر بن على بن عامر الشمماخي (ت٧٩٢ :ه١٣٨٩/م)،‏ من منطقة «يفرن»
 بجبل نفوسة .وعد الشيخ عامر الشماخي من أشهر علماء الجبل ،اشتهر بكتابه
 «الإيضاح» وبالمسجد الذي ينسب إليه ،درس في مدرسة أبي موسى عيسى
الطرميسي‘ بعد أن أتم دراسته رجع إلى «يفرن» ،وكون هناك مدرسته الكبرى التي لا
 تزال قائمة إلى الآن ،ترك عدة مؤلفات أشهرها :كتاب «الإيضاح» في أربعة أجزاء .كان
 مرجع الفتوى في جبل نفوسة للإباضية وغيرهم© وهو ممن جاز عليه نسب الدين في
 نفوسة\ كان واسع الاطلاع .جم المعرفة ،متحزر الفكر ،صادقا ،وقوزا ،حكيما.
 وحليما 5أخذ عنه العلم عدد غير قليل من العمالقة العظام ،منهم ولده موسى ،وحفيده
أبو الربيع سليمان بن موسى ،أيوب الجيطالي ،وأبو القاسم البادي ،وغيرهم.
 ‏( )٢أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى (ت :ذو القعدة ٩٧١ه١٥٦٤/م)‏ علم من
أعلام بلدة (مليكة) بميزاب‘ وهو حلقة في سلسلة نسب الدين عند الإباضية ،إذ
‏٧٧الفصل الثاني :نسب الدين في المقرب
_ححه;«<.
تسب الدين قي عمان
أما في المشرق‘ وتحديدا في غمان ،فإن أول من اهتم ووثق
نسب الدين حسب اطلاعي هو الشيخ محمد بن عبدالله بن مذاد
الناعبي' ،إذ ذكر سلسلة متصلة من العلماء؛ بداية من الشيخ
سلمة بن مسلم العوتبي ،من علماء القرن السادس الهجري إلى
النبي يلة ضمن ما غرف بسيرة ابن مداد.
أما بعد القرن السادس فلم أجد أي مصدر يربط علماء عمان في
شجرة أو سلسلة واحدة كما هو الحال فى علماء المغرب“ فأغلب
المصادر التاريخية لم تركز على المراحل الأولى من حياة العلماء
التي تم فيها تلقي العلم ولذلك لم تذكر المصادر في بعض القرون
أخذ العلم عن شيخ زمانه بميزاب :الشيخ عمي سعيد الجربي ،وهو من أنجب=
تلاميذه ،وأخذ عنه أئمة ومشايخ منهم :الشيخ محمد بن زكريا الباروني النفوسي،
 وداود بن إبراهيم التلاتي الجربي© وغيرهم ،اشتهر أبو مهدي عيسى بالعلم
 والفهم والاجتهاد والورع له تآليف عديدة في مختلف فنون العلم ،وشعر رائق
جميل .ينظر :معجم أعلام الإباضيةش قسم المغرب ،رقم ‏.٧٠٠
‏( )١محمد بن عبدالله بن مداد الناعبي من علماء القرن العاشر الهجري ،شيخ مؤرخ
وفقيه عالم" من عقر نزوى ،من عائلة اين مداد التي ذاع صيتها ،واشتهر فضلها
معروفة بالعلم والفقه عاش في عهد الإمام محمد بن إسماعيل .وله سيرة
 مشهورة تحتوي على تراجم للعلماء مختصرة تعرف بسيرة ابن مداد (ت٩١٧ :ه).‏
ينظر :معجم أعلام الإباضية قسم المشرق رقم ‏.٦٠
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٧٨
أسماء شيوخ أو تلاميذ كثير من العلماء .خصوصا بين القرن السادس
والقرن العاشر؛ لأن تاريخ تلك الفترة يعتبر مجهولا إلى حد كبير.
 وهي الفترة التي حكم فيها النباهنة غمان ،فساد الجوز والظلم ،وقل
الاهتمام بالعلم ويبدو أن النباهنة ومن عاصرهم من العلماء لم
يهتموا بكتابة التاريخ .ومع ذلك فإن تلك القرون لم تخل من العلماء
والفقهاء والقضاة الذين كان لهم دور في مجال التربية والتعليم" لكن
الباحث يجد صعوبة شديدة في الحصول على معلومات كافية عن
مسيرة العلم والعلماء في تلك القرون.
كما أن الصراع القبلي الذي نتج عن الصراع السياسي الذي أى
إلى انقسام عمان إلى نزوانية ورستاقية ،كان له دور في طمس كثير
من الحقائق التاريخية ،وسبب جفوة بين مناطق عُمان‘ كان من
نتيجتها عدم وجود تواصل كبير بين علماء المناطق المختلفة" ولعل
الطبيعة الجغرافية الصعبة فى غُمان ساهمت إلى حد كبير فى الحد
من اتصال العلماء بين المناطق الكثيرة والمترامية الأطراف .‏١
تب الدين في مان برواية ابن مداد'١‏
يقول ابن مداد في سيرته عن علماء عمان" تحت عنوان «فصل
في معرفة إسناد دين أهل الفوز ونقلهم إياه عن بعضهم بعضًا»:
«حمل أبو المنذر سلمة بن مسلم [العوتبي] عن الشيخ سعيد بن
قريش يله .وحمل سعيد بن قريش عن محمد بن مختار [التَخَّلي]
ما بين قوسين [ ] هو إضافة مني  0زيادة في التعريف. ‏()١
القصل ا لثاني :تسب الدين في المقرب
‏٧٨٧ديم.
‏ ١لفقهاء 6 منوغيره
عنبن المختار وحمل محمل
الشيخ أبي
علي البسياني.بنمحمدعلي بن
وحمل أبو الحسن علي بن محمد بن علي (اليسياني) الأصم٠‏
المذهب عن الشيخ محمد بن أبي الحسن النزواني© وعن عبد الله
محمد بن بركة وغيرهما.
وعبدالله محمد بن بركة حمل العلم عن أبي مالك غسان بن
محمد بن الخضر الصّلانى ،وعن أبى مروان سليمان بن محمد بن
حبيب وعن الإمام سعيد بن عبد لله بن محمد بن محبوب ينه .
وأبو مالك غسان بن محمد بن الخضر الصَلاني ،وأبو قحطان
خالد بن قحطان الهجاري“ وأبو مروان سليمان بن محمد بن حبيب؛
حملوا العلم عن عزان بن الصقر المقري النوي.
والفضل [ابن الحواري] وعزان [بن الصقر] وأبو المؤثر
(الصلت بن خميس) حملوا العلم عن محمد بن محبوب.
ومحمد بن علي [بن عزرة الإزكوي] ،ومحمد بن محبوب [ابن
الرحيل] ،والوضاح بن عقبة؛ حملوا العلم عن موسى بن علي
الإزكوي ،وغيره من الفقهاء.
وموسى بن علي [الإزكوي] ومحمد بن هاشم بن غيلان حملا
العلم عن هاشم بن غيلان السيجاني ،وعن غيره من الفقهاء.
وهاشم بن غيلان السيجاني وسليمان بن عثمان  -من قرية العمر ۔
حملا العلم عن موسى بن أبي جابر الإزكوي ،وعن غيره من الفقهاء.
 السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٨٠
>ن۔ح
وموسى بن أبي جابر ،وبشير بن المنذر النزواني المقري من
عقر نزوى ،وهو جد بني زياد أيضًا ،من بني سامة بن لؤي بن
غالب ومنير بن النير الريامي الجعلاني© من قضاعة بن مالك بن
حمير ،ومحبوب الرحيلي [أبو سفيان]”' ،ومحمد بن المعلى
الفشحي الكندي ،حملوا العلم عن الربيع بن حبيب بن عمر
الفراهيدي وغيره من فقهاء البصرة ،وكان الربيع ينزل البصرة
بمحلة منها يقال لها «الجريبة».
 العلمالحق  .حملاطالبوعبد الله بن يحيىوالربيع بن حبيب‘،
الفقهاء.غيره منوعنالكبير©أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمةعن
وضماموأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وجعفر بن السماك
حملوا العلم عن جابر بن زيد بلدته فرق.
وجابر بن زيد حمل العلم عن ابن عباس وعن عبد الله بن عمر
وعائشة أم المؤمنين.
وجابر بن زيد لقي سبعين رجلا من الصحابة ممن شهد وقعة بدر
وحمل العلم عنهم ،ووي عنه رنه قال :لقيث سبعين رجلا من أهل
العلم ،فحويث ما بين أظهرهم إلا البحر" يعني عبدالله بن العباس وين .
فحويت ث ما بينبدرياعن سبعينوزوي أيضا عننهه رنهه أنه قال :حملث
.العباس ظلهديعني ابنعليهم إلا البحرورددتأظهرهم.
 بنبن الرحيل ‏ ٠وا لصحيح هو محبوبمحمد بن محبوبورد في المخطوط‏)(١
الرحيل ،فهو الذي أخذ عن الربيع.
‏٨١الفصل الثاني :نسب الدين في المقرب
 <_
<{(:ه_ :
وعبد الله بن العباس ،عن عمر بن الخطاب وعن عائشة بنت أبي
بكر ‏ ١لصديق رضي الله عنهم جميعا  .وكذ لك عن غيرهم من الصحابة
رحمهم الله.
وعائشة والصحابة حملوا العلم عن النبى صَتة
الله عليه  6عنجبرائيل تالا  6وجبرائيل صلىعنوا لنبي عين
لله وك  .قال الله تنك اسمه « :ول لتنزيل ريالكليب ثة :تَرَل ياهلروع
شبين . :ي!
‏ ٩يلساننآلمُنذ 3عَ1ل مَلبك لَكرنَ م:المن
فليس لطاعن في ديننا مغمز ،وليس لقائل فيه مهمز. .والحمد لله
على ما هدانا ومنحنا وأعطانا « .إِنَ ألله مَعَ الذ أتموا
!ا
والذب هم
‏٠
٠
توك كه [النحل :‏.]٦٢٨
تم ما وجدناه من إسناد الدين إلى غمان”'.
أن الفقيه أحمد بن عبد الله بن موسى الكنديثم يقول« :ووجدتث
 بن صا لح‏ ١لفقيه أحمد بن محمد_ حمل دينه عن -مؤلف المصنف
النزواني
 ‏( )١سيرة ابن مدادث مخطوط ص٢٠۔ ‏ 0٢٣وهو كشكول من المعلومات عن علماء
 مان طبعته وزارة التراث القومي والثقافة سنة ١٩٨٤م‏ بعنوان «سيرة عبدالله بن
 مداد» ،أيضا يوجد بحث تخرج في مكتبة كلمة العلوم الشرعية ،بسلطنة عمان
 بعنوان «تحقيق سيرة بن مداد» ،والذي يبدو أقرب للصواب أن السيرة تنسب إلى
محمد بن عبد الله بن مداد.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٨٢
جأون۔۔۔
 الفقيهعنمحمد بن صا لح هذ ا دينهوحمل الفقيه أحمد بن
/محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي© مؤلف بيان الشرع.
وحمل محمد بن إبراهيم دينه عن القاضي أبي علي الحسن بن
أحمد بن محمد بن عثمان العقري النزوي» (.
انتهى ما ذكره ابن ماد من علماء غغمان حتى بداية القرن
السادس .
.٢٣ ص‎ سيرة ابن مداد مخطوط )(١
‏٨٢الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
أبو المنذر سلمة بن مسلم العوتبي
صعيد بن قريش
‏١
‏١
نبو للحسن علي بن محمد البسيقي
محمد بن ابي الحسن
النزوقي
]بن بركةعيد الله مل
سعيد بن عبد الله بن
محمد بن محبوب
خالد بن قحطانلبو مروان سليمان بنمد ح بن
مانفبو مانك غس
للهجاريمحمد بم حبيبالصلاحي
١‏١
لصلت‏٠.أ.٠.‏.٠٠
بو ..عزان بن الصقرالفضل بن الحواري
‏٦
لوضاح بن عقبةمحمد بن محبوبمحمد بن علي بن
عزرة اإركوي
موسى بن على
اإزكوي
١
رقم ‏ ٩علماء نسبة الدين من سلمة بن مسلم العوتبي إلىجدول
موسى بن علي الإزكوي كما رواه ابن مداد
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية  /ج١‏
ہ‏2٦٩
محمد بن هشم ينموسى بن علي الإزكوي
‏٧
وبشير بن المنذرمنير بن النير الجعلاني
النزوقي
موسى بن أبي جابر
الإزكوي
محمد بن المعطىلبو سفيان محبوب
القشحيبن الرحيل
طالب الحق عبد الله بنالربيع بن حبيب
يحي
جعفر بن السماكلبو عبيدة مسلم
جابر ين زيد
ابن عباس وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عتهم أجمعين
|بن عيد ‏ ١لنه
١  ١لتبي محمد‏|
جدول رقم ‏ ١٠شجرة علماء نسبة الدين من موسى بن علي
الإزكوي إلى النبي ية كما رواه ابن مداد
‏٨٥الفصل الثاني :نسب الدين في المقرب
تنشب الدين من كتاب «غمرس الصواب»
 ‏ ١لأحبابفى قلوبالصوابغرسفى سلسلة كتابوقد وجدت
القرون .قال كاتبها":(الكتيب رقم ‏ (١٠سلسلة علماء غُمان حسب
«يروى عن رسول الله ية قال« :يحمل هذا الدين من كل خلف
غدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الجاهلين» فكان عدول الإباضية حملوا هذا الدين وقاموا بالواجب
في حقه ،يحمل الخلف عن السلف©ؤ فقد أخذ عدول هذا الدين دينهم
عن يقين وثباتڵ يأخذ أهل كل قرن عمن قبلهم من العدول حتى
وصلوا إلى رسول الله ية المنبع الأصيل ،رحمة هذه الأمة ،عن
جبريل الأمين ،عن اللوح المحفوظ ،عن رب العزة معبود العباد.
وها نحن في القرن الخامس عشر وفيه علماؤه المعروفون وعلى
رأسهم العلامة المجتهد أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي.
فهؤلاء أخذوا دينهم من عدول القرن الرابع عشر وهم :نور الدين
عبدالله بن حميد السالمي ،والمحقق عامر بن خميس المالكي ،وإمام
المسلمين محمد بن عبدالله الخليلي ،والعلامة ماجد بن خميس
العبري ،والشيخ الثقة الأمين عبدالله بن محمد الريامي ،والشيخ
عيسى بن صالح الحارثي ،والشيخ خلفان بن جميل السيابي ،وغيرهم.
فهؤلاء أخذوا دينهم من عدول القرن الثالث عشر وهم :الشيخ
الرباني سعيد بن خلفان الخليلي وصالح بن علي الحارثي،
ولعله الشيخ سعيد بن حمد الحارثي رنه. ‎اسم الكاتب غير مذكور)(١
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١
٨٦
-ح يهن۔۔-
ومحمد بن سليم الغاربي  .وناصر بن جاعد الخروصي ئ وسلطان بن
محمل البطاشي وغيرهم الكثير.
فهؤلاء أخذوا دينهم من عدول القرن الثاني عشر وهم :الشيخ
سعيد بن بشير الصبحي والشيخ جاعد بن خميس الخروصي ،
والشيخ سعيد بن أحمد الكندي ،والشيخ خلف بن سنان الغافري©
والشيخ ناصر بن سليمان والشيخ محمد بن مداد.
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن الحادي عشر وهم :الشيخ
خميس :بن سعيد الشقصي ،والشيخ مسعود بن رمضان النبهاني
 والشيخ خميس بن رويشد المجرفي‘ والشيخ صالح بن سعيد
الزاملي ،والشيخ عبدالله بن محمد بن غسان الكندي.
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن العاشر وهم :العلامة الكبير
محمد بن عبد الباقي ،والشيخ عبدالله بن عمر بن زياد الشقصي©
 والشيخ محمد بن أحمد بن غسان‘ والفقيه أحمد بن مداد ،والشيخ
محمذ بن عبدالله بن مداد.
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن التاسع وهم :الشيخ علي بن
عبدالباقي والشيخ أحمد .بن صالح بن مفرج والشيخ صالح بن
وضاح والشيخ سليمان بن أحمد بن مفرج ،والشيخ أبو الحسن بن
خميس بن عامر.
فهؤلاء أخذوا دينهم من عدول القرن الثامن وهم :العلامة
سعيد بن أحمد بن محمد بن صالح والشيخ أبو القاسم بن أبي
‏٨٧الفصل الثاني :نسب الدين في المقرب
ب<۔۔_۔۔'2
 شائقك وأخوه عبد الرحمن بن أبي شائق۔ والشيخ سليمان بن راشد بن
صقر العدوي وأخوه الشيخ دهمان بن راشد بن صقر.
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن السابع وهم :الشيخ
أحمد بن النظر بن سليمان ،والشيخ العلامة أبو عمر النخلي ،والشيخ
سعيد بن أحمد بن محمود‘ والشيخ أبو الميكال موسى بن كهلان
والشيخ أبو عثمان بن أبي عبد الله المعروف بالأصم رنه .
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن السادس وهم :الشيخ
العلامة الخضر بن سليمان جد أحمد بن النظر المتقدم ،والشيخ
أحمد بن عبدالله بن موسى والشيخ محمد بن إبراهيم بن موسى
وابن عمهما محمد بن موسى الكندي" والشيخ أبو محمد عبدالله بن
محمد بن إبراهيم السمائلي.
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن الخامس وهم :العلامة
بن مسلمسلمةقريش [ وا لعلامةبنسعيدبنأبو علي ‏ ١لحسن
العوتبي الصحاري والعلامة محمد بن عبدالله بن المفدى الكندي©
 بنوالقاضي أبو علي الحسنبن عيسى©6والقاضي أبو عبد الله محمد
أحمد الهجاري ،والعلامة أبو الحسن البسيوي.
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن الرابع وهم :إمام المذهب
 ‏ ١لأصولىالناعبى ‏ ٠والشيخالكدميمحمد بن سعيدأبو سعيد بن
أبو محمد بن بركة والعلامة أبو محمد الحواري بن عثمان ،والعلامة
ابو محمد بن عبدالله بن محمد بن آبي المؤثر.
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٨٨
 2۔۔ححوہ۔
فهؤلاء أخذوا دينهم عن عدول القرن الثالث وهم :العلامة الكبير
موسى بن علي ،والعلامة محمد بن محبوب بن الرحيل ،والعلامة
أبو المؤثر الصلت بن خميس والعلامة أبو جابر محمد بن جعفر ©
والعلامة بشير بن محمد بن محبوب©ڵ والعلامة المعلى بن منير.
الإمامالثاني وهم:القرنعدولدينهم عنأخذوافهؤلاء
المسند الصحيح  .وحملة العلم إلى عمانصاحبالربيع بن حبيبا
وهم الخمسة المشهورون وهم :محبوب بن الرحيل بن سيف بن
بن المعلىالنير الجعلاني الريامي “ ومحمدهبيرة والمنير بن
الكندي ،وبشير ابن المنذر النزواني ،وموسى بن أبي جابر الإزكوي،
ومئات من أمثال هؤلاء الأعلام الكرام :كمهلال بن عطية ،قاضي الإمام
الجلندى ابن مسعود والذي استشهد معه فى جلفار.
فهؤلاء أخذوا العلم عن أسلافهم الكرام عدول القرن الأول خير
القرون وهم :الإمام جابر بن زيد أبو الشعثاء التابعي الثقة زميل
الحسن البصري‘ ومازن بن غضوبة السعدي السمائلي الذي حمل
بشرى النبوة إلى عغمان ،وسيف بن هبيرة فارس رسول الله يلة ث وعبد
وجيفر ابنا الجلندى ملكا غغمان ،وجعفر بن خثم العتكي& وأبو
صفرة سارف بن ظالم وصحار بن العباس العبدي والقاضي
كعب بن سور.
ومن الذي حملوا العلم في هذا القرن وأخذ أهل مان منهم
الله بن أباض ..7مسلم بن أبي كريمة التميمىأبو عبيدة
١
‏٨٩1الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
وعلى رأس هؤلاء المذكورين الذين اعتمد الاباضية على روايته
جابر بن زيد الثقة الأمين الذي لم يتهمه في روايته أحد من الموافقين
له والمخالفين ،وقد زكاه كثير من المؤلفين من غير الإباضيةش والإمام
جابر حسبما شهر في .غير موضع من كتب السير أنه أدرك سبعين
بدرياً فحسبك بسائر الصحابة الذين لقيهم ،وإن من أجل شيوخه من
الصحابة عبدالله بن عباس وعائشة أم المؤمنين»"' .انتهى.
ملحق
قبل أيام من تقديم الكتاب إلى الطباعة أرسل لي الشيخ سعيد بن
ناصر الناعبي ،نسب الدين من شيخه يحيى بن أحمد الكندي إلى
-القرن العاشر الهجري وهذا نصه قال:
«آخذ شيخنا الفقيه يحيى بن أحمد بن سليمان الكندي النزوي
 العلم عن الشيخ سعود بن سليمان بن محمد الكندي النزوي ،وأخذ
الشيخ سعود عن الإمام محمد بن عبدالله الخليلي وعن الشيخ
عبد الله بن عامر العزري ،وهما أخذا العلم عن الإمام عبدالله بن حميد
السالمي© والشيخ السالمي أخذه عن الشيخ راشد بن سيف اللمكي
الرستاقي وعن الشيخ صالح بن علي الحارثي ،والشيخ صالح أخذه
عانلشيخ العلامة سعيد بن خلفان الخليلي ،والشيخ سعيد الخليلي
أخذ العلم عانلشيخ العلامة ناصر بن جاعد والشيخ ناصر أخذ
والشيخ جاعدالعلم عن الشيخ العلامة جاعد بن خميس الخروصي
غرس الصواب في قلوب الأحباب رقم ‏ ٠ص ب٧‏  -‏ ١٣مع بعض الاختصار.‏)(١
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٩٠
___ جيه ۔
أخذه عن الشيخ سعيد بن أحمد الكندي النزوي ثم النخلي ،والشيخ
سعيد بن أحمد الكندي أخذ العلم عن الشيخ الدراكة سعيد بن بشير
الصبحي النزوي ،والشيخ الصبحي أخذ العلم عانلشيخ خلف بن
سنان الغافري والشيخ ابن عبيدان ،وعن الشيخ ناصر بن سليمان بن
محمد بن أحمد بن مداد الناعبي ،والشيخ ناصر بن سليمان أخذ
العلم عن والده الشيخ سليمان بن محمد بن مداد .الناعبي ،والشيخ
سليمان بن محمد أخذ العلم عن الشيخ صالح بن سعيد الزاملي
المعولي وعن الشيخ عبدالله بن محمد بن غسان الكندي وهما أخذا
عن الشيخ العلامة محمد بن عمر بن أحمد بن مداد الناعبي وهنا
أقف فلا أدري الشيخ محمد بن عمر عن من أخذ العلم؛ فهناك علماء
كثيرون في نزوى وإزكي وبهلاء وغيرها من بلدان غغمان ،فلا أدري
عن من أخذ يه هل عن جده الشيخ أحمد بن مداد بن عبدالله بن
مداد؟ أم عن مشايخ آل مفرج؟ أم عانلشيخ أبي القاسم بن
محمد بن سليمان بن أبي سعيد الإزكوي؟ هذا والله أعلم.
هذا ما تمكنت من الحصول عليه فيما يتعلق بنسب الدين في
 عُمان ،وأرجو من الباحثين وطلبة العلم من أهل عمان وغيرهم أن
يهتموا بتاريخ عمان بصفة عامة ،وبنسب الدين بصفة خاصة .وأن
يجتهدوا في البحث والتنقيب عن المخطوطات الضائعة وتحقيق
المخطوطات الموجودة التي لا تزال تنتظر من ينفض عنها الغبار،
عسى أن يكون في بعضها ما يوضح الحلقات المفقودة من تاريخ
عمان الناصع.
٩١
خاتمة الكتاب
1.9
إن الدارس لتراجم سلسلة علماء نسب الدين سيصل إلى حقيقة
مهمة؛ هي أن المذهب الإباضي في فقهه وعقيدته وسلوك أتباعه؛
انتقل بالتواتر الجماعي عن طريق علمائه وأن أصوله مستمدة من
القرآن الكريم ،ومن السنة النبوية الصحيحة المجتمع عليها ومن
سيرة النبي يَلة ،وصحابته الكرام ،ومن سير الصالحين الذين جاءوا
من بعدهم.
ومن خلال هذه الحقيقة يمكن أن نستنتج ما يلي:
‏ ١أن أصول المذهب الإباضي في الفقه والعقيدة لم تتغير مع
مرور الأزمان وتعاقب الأجيال.
‏ ٢أن شجرة نسب الدين عند الإباضية قوية ومتماسكمة ومتصلة
 من زمن النبي يلة إلى وقتنا الحاضر وفي رأي كثير من العلماء أن
 مما جاء عنوأقوىهو أصح وأدقوسلوكفقه وعقيدةمنما جاء
الحديث.روايات
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١٩٢
 .-:جچهن۔
‏ _ ٣أن العقيدة عند الإباضية مبنية على التنزيه المطلق لله تعالى ،وأن
الفقه مبني على الاحتياط  ،وأن السلوك مبني على التقوى ،وأن المعاملات
مبنية على الورع ،وأن التعامل مع المخالفين مبني على التقدير والاحترام.
‏ ٤أن علماء نسب الدين عند الإباضي لم يكن لهم انتماء سياسي
لأي دولة من الدول التي تعاقبت على حكم بلاد المسملين بداية من
الدولة الأموية وانتها بالدولة العثمانية ما عدا الدول التي أنشأوها
بأنفسهم كالدولة الرستمية والإمامات المختلفة في غمان والتي
تمثلت فيها مبادئ الإسلام من الشورى والعدل‘ ولذلك فإن فتاويهم
وأقوالهم لم تتأثر بتوجيهات الحكام والولاة.
%% ٭
‏٩٢٣الفصل الثاني :نسب الدين في المغرب
9 9٨..‏-
 انتهى الجزء الأول من كتاب نسب الدين عند الإباضية .وفى
الأجزاء القادمة إن شاء الله سأقوم بترجمة لعلماء هذه السلسة من مصادر
التاريخ التي يمكنني الحصول عليها ،وأسأل الله العون والتوفيق.
يرجى ممن لديه أي معلومات أو مخطوطات أو اقتراحات أو
نصائح تخص نسب الدين أن يتواصل معي في إحدى الوسائل التالية:
سليمان بن سعيد الشيباني
4&.
3ل./
0202
٩٥
الفهرس
6رر
مقدمة
الفصل اول
١١مدخل تفهم المذهب الإباضي
١١مقدمة .
\٤نشأة المذهب الإباضي
١٦نسبة المذهب الإباضي
١٩خصائص الفكر الإباضي
٢٠الجانب العقدي
٢٥الجانب التشريعي
٢٨الجانب السياسي
٣١الجانب السلوكي
٣٢الإنتاج العلمي للإباضية
السلاسل الذهبية في نسب الدين عند الإباضية‎ / ‎ج١1٩٦
٣٣[مامات إباضية
٣٨
٣٨دور الإباضية في نشر الإسلام
الخصل الثاني
٤٢تنسب الدين في المقرب
٤٤نسب الدين برواية مقرين بن محمد البغطوري
٤٩نسب الدين برواية محمد بن زكريا الباروني
٥١ذكر السند
٦٤نسب الدين برواية الحيلاتي
نسب الدين برواية أبي اليقظان إبراهيم بن عيسى
الرواية الأولى للشيخ أبي اليقظان
٧٤الرواية الثانية للشيخ أبي اليقظان
٧٧نسب الدين في غُمان
٧٨نسب الدين في عمان برواية ابن مداد
٨٥نسب الدين من كتاب «غرس الصواب»
٨٩
٩١
٩٥