الشفاعة الأخروية دراسة عقائدية 7 7 ب ا EYARE AA EEA RECA AEE EERE EARP ECACC al AAA AARC AOAC EEE الشفاعة الأخروية (دراسةه عقائدية) سلطان بن محمد بن زهران الحراصي أصل هذا هذا الكتاب رسالة قدمت استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير 2 أصول الدين 2 كلية الدراسات الفقهية والقانونية 2 جامعة آل البيت › وقد نوقشت وأوصي بإجازاتها بتاریخ ۰٠۱ الطبعة الأولى ٣ه / ۲۰۰۲م eee eiei Pipi i ieee ieee ei el elel) [2] ENE AA AAA RAA Aa AoA اللهدذاء إلى الوالد العزيز - م الحنون - أبقا قاها الله - أمە سيف -وفقها وام ۰ وف اله - بالفضل واجميل › ۱ ۱ ۹ ۰ 9 سألا ۰۰ رقم الإيداع : ٠ ‎VE‏ و امرس و الصلو ت و السل اوي الي ورس ول الط للم . تابد فق طا لخر عة الشناعة ال خروية بد س سىرا فر انل مدن عر ولور اتام د حر ير انهل يسا إل اتوت نايت بال وسا ل وشا لن ار فان عل ار ق كانه ِل وضوالتا ثل ”سيا اسر ول اماو ١ دا به خد له من د ون دلولا ول نیل و فد حاطب باد »الو سين وله يا زيها الذي امنا صقا بار زو صل نبا بو ی به ول حلة وما كان داز رمعو و چ غا یمیش من اهل الال مال لسر ر وهه اة اليد الى امسن الوآن والسنة اريه ابه الف * ولاح اتاب اشميط يله اب الله وسرو رال ان رمه كز ‎CENE .‏ آن رست | رن عنس ا مالل رانا يە وعدم ئ حا اسنا( ر لرا بنا الأ معن انر اواز ون ‏وم اع بلس الس رش رە المشه المد وا اة اللا ) عن وجه ععبيشرا ولرنا العزيز ليبا ا ببب سلطان ن رى زان اراصی موہ ادلم لل ‎e‏ ا .م ‎WF‏ ٣ ئ تد اسن ی باه دبد وا سلرها سور ق ارال ر ال ليل من الهمت وکر اويا لوان ٠ الشناعةالر غروية. ر راسة عتا د فد نا لها 22ج كا مية آ(البت باممككة الأ رة ومان بر زلا افلا د اتبيه وهلا اليه ووا انا ١ سالاد نباك ماما ورن ل رمن الملا ِ ‏رال ‏ممل لوم ٢۳ ورم ‎ e ‏يس رلم‎ ‏المعدمة‎ ‏الحمد لله الذي أعز الحق بقوة أدلتهء وأردى الباطل بضاآلة شبهته.....سبحانه وعد‎ وتوعدء وحذر ويشرء وهوالصادق في وعده ووعيدهء لا راد لحكمهء ولا تبديل لكلماته؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسولهء وصفيه من خلقه وخليله ييو وعلى آله وصحبه أجمعينءوعلى تابعيهم إلى يوم الدين؛ أما بعد... فإن موضوع الشفاعة الأخروية من الموضوعات المهمة التي ينبغي أن تبحث في كتاب مستقل.لأن كتب العقيدة تناولتها من جوانب متفرقةء وكذلك كتب التفسير والحديث: فكان لا بد من جمع المادة العلمية المتعلقة بهذا الموضوع٬ ليظهر إلى الوجود في كتاب مستقلء يحاول الباحث من خلاله جمع الآراء المختلفة, والأقوال المتباينةء والأدلة العقلية والنقليةء ومحاولة التقريب بين الآراء إن اقتضى الأمرء وبيان وجهتها وأدلتها بشكل موضوعي.لاسيما وأن هذا الموضوع جد خطيرء والخلاف فيه وارد في الفرق الاسلامية بين مضيق وموسع منذ زمن بعيدء ولماله من علاقة كبرى بحياة الإنسان الإجتماعية والعملية وذلك من حيث إنه يبحث في جزئية خطيرة في حياة الأمة في الدنياءومصيرها في الأخرىءفكان لا بد من طرحه في رسالة أكاديمية تتناول أبعاده المختلفة وجوانبه المتعددة. ولذلك فإن المشكلة في هذا الموضوع تكمن في الشفاعة المختلف فيهاءوذلك لأن الآيات القرآنيه ذكرت الشفاعة بشكل عام .. فهل هناك شفاعة للعصاة المصرين على الكبائر؟وكيف توجه الآيات القرانية النافية والمقيدة للشفاعة والشفعاء؟ وكيف تجمع أحاديث الشفاعة المختلفةءوهل القول بالشقاعة لأهل الكبائر من أهل التوحيد يودي إلى التواكل والوقوع في والانهماك في الملذات؟ وهل يتناقض مع المشيئة الالهيةء أم أنه مظهر من مظاهر رحمة الله تعالىء ويؤْدي الى التوبة والعمل الصالح؟...هذه التساوّلات وغيرها تمثل مشكلة البحثءكما تنبني عليها الفرضيات لاحقا. هذا ومن الموّسف أن بعض الفرق الاسلامية التي تنفي الشفاعة لمرتكب الكبائر j a ‏سر٤ ت الین م‎ hr والذنوب, الغارق في المعاصي المتمرغ في أوحال الرذيلة والفساد ءقد نظر إليهم من قبل بعض العلماء بأنهم قوم غلاظ الأكبادءقساة القلوبءقد حجروا رحمة الله الواسعةءونفوا نصوص الكتاب والسنة القاضية بشفاعة سيد البرية ء وقد تكون تلك الدعوى وذلك الاتهام ظلما ويهتاناءبسبب أن قولهم بالخلود للعصاة يعتمد على الدليل والبيان. على أن هذا الكتاب لا يقتصر على هذا النوع المختلف فيه بل يتناول الحديث عن الشفاعة في يوم القيامة بأنواعها المختلفةءوأدلة إثباتها من الكتاب والسنةء وما قيل في ذلك....ولن يتعرض إلى الشفاعة الدنيوية المتمثلة في الحقوق لأنه موضوع مستقلء كما أن موضوع الكتاب محدد ولا يمكن الخروج عنه ء ولذلك فهذه الدراسة تتمحور حول ثلاث تضايا هي: - تعريف الشفاعة والشافع والشفيع لغة واصطلاحا. - توضيح الآيات القرآنية.والأحاديث النبوية المتحدثة عن الشفاعة بأنواعها. - توضيح آراء الفرق الاسلامية.وأدلتها في شفاعة العصاة من أهل التوحيد والرأي المختار.وعليه فقد قسمت هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول تحتوي على عدة مباحث ومطالب إذ تحدثت في الفصل الأول عن تعريف الشفاعة لغة واصطلاحا وحاولت ذكر أقوال العلماء .وتوضيح الفرق بينها .ثم تحدثت عن أنواع الشفاعة المتعلقة بالشفعاء وذلك كشفاعة الملائكة والعبادات والأشخاص....مع ذكر الدليل لكل نوع.والحكمة من الشفاعة وأثرها. ويأتي الفصل الثاني لبيان الشفاعة في القرآن والسنةءحيث تحدثت عن الآيات المثبتة والنافية للشفاعة والشفيعءمع ذكر أقوال كثير من العلماء في بيان معناهاءومحاولة توضيح تلك الأقوال...وتحدثت عن كيفية الجمع بين الآيات المثبتة والنافية للشفاعةءوشروط الشفاعة في القرآن الكريمء ذاكرا الدليل لكل ذلك. ثم ذكرت بعد ذلك أنواع الشفاعة بحسب ما جاء في السنة النبويةء سواء المتفق عليها أو المختلف فيهاءمع ذكر الدليل لكل نوع منها. س خن ا ۷ س( ¥ ٩ ويأتي الفصل الثالث الذي تحدثت فيه عن الشفاعة للعصاة الموحدين ذاكرا الخلاف في ذلكء مبرزا مفهوم الكبيرة والاصرارءوأدلة كل فريق من القرآن والسنة والعقل مع مناقشة تلك الأدلة من الجهتينءثم بيان رأي الباحث وأدلتهءوالخاتمة التي أجملت فيها النتائج بشكل مختصر وبسيط. ومن الجدير بالذكر أن هذا الموضوع قد كتب فيه بعض العلماء المحدثينإلا أن كتاباتهم لا تخلو من النقصء إذ البعض منهم لم يستوف أقوال الفرق الاسلامية وأدلتهاءوذلك مثل كتاب «الشفاعة» لأبي عبد الرحمن مقبل الوادعيء إذ تحدث عن الشفاعة من خلال النظر في كثير من الأحاديث النبويةءومعرفة مدى صحتهاءوكالردود التي صدرت عن بعض علماء الأزهر الشريف على الدكتور مصطفى محمود الذي أنكر الشفاعة لأهل الكبائرحيث كانت ردودهم منصبة حول إثبات الشفاعة الاخروية بالأدلة النصية من غير تطرق إلى أدلة من ينكرهاء على أن الدكتور مصطفى محمود نفسه لم يتحدث عن الشفاعة بذكر أدلة الطرفين والرد عليها ءوإنما أجمل بعض أدلة النافين لشفاعة العصاة هذاء ولا ريب أن كتب العقيدة والتفسير والحديث قد تطرقت إلى هذا الموضوع كل في مجال اختصاصهء فهو بحاجة الى جمع وتحقيق وبيان وجهة نظر كل فريق على حدة ء وعليه فإن هذا البحث لن يكون تكرارا لما سبقءوإنما هو جمع وتحليل ومقارنة بصورة موسعة قدر اللإمكانء فالمنهج المستخدم في هذه الدراسة . هو المنهج الإستقرائي التحليلي المقارن المعتمد على الدليل والبرهانءوذلك على النحو التالي: - استقراء وتحليل الآيات القرآنية.والأحاديث النبوية.وتوضيح أقوال كثير من العلماء في تفسيرها. - مقارنة آراء العلماء في الموضوع- محل الدراسة- ومحاولة معرفة وجهة نظر كل فرقة.ودليلها. - تحليل أكثر أقوال العلماء. ومحاولة التقريب بينهاء مع ذكر الرأي المختار وأدلته غالبا. 2 ‎Rh‏ ‏س( ۲ لونم 7 < ۴ - دراسة أكثر الأحاديث النبوية. وبيان مدى صحتها أو ضعفهاء قدر الإمكان. وأخيرا أسأل الله تعالى أن أكون قد وُفقت في اختيار الموضوع ومعالجته بشكل موضوعي ذاكرا الأقوال وأدلتهاءوما جاء من الردود عليها من غير تحيز إلا للدليل الأقوىءوالقول الفصل... كما أرجو من القاريء الكريم توضيح ما يراه غير مناسب للبحثءوتوسيع صدره لما قد يختلف مع ما الكل يبحث عن الحقءوسنة الاختلاف سنة جارية الى أن يرث الله الأرض ومن عليهاءمع أننا وإن اختلفنا في بعض الامور فإننا - والحمد لله- نتفق في الكثير الكثير منهاءعلى أن الباحث لا يزال من طلبة العلم في مراحله الأولىء وقد بذل جهدهءولذلك يهمه -غاية الأهمية- التوجيه السديدء والتوضيح المفيد لاسيما من أساتذته الكرامء هذا فإن أصبت فبتوفيق من الله ء وان أخطأت فمني ومن الشيطان ءوأستغفر الله. المبحث الأول تعريف الشماعة لغه واصطلاحا المبحث الثاني أنواع الشماعمة المسحث الثالتث الحكمة من الشماعة وأثرها > طم - ب ب 1 >( 7 N المبحث الأول تعريف الشفاعة لغة واصطلا حا - الشفاعة في الله : م م 7 الشفاعة لغة من فع يَشْفَع و شفع أي يِفُلان على فلان لَه إليه فسّفعَهُ فِيه. ‎a‏ اة طلب مته الشفاعة, أي قال له :كن لي شافعاً واستَشُّفْعْتَهُ ستشففتة إلى فلان آي سألته أن شفع لي إليه, و تفت تَسفْعْتُ إليه في فلان فَسّفْعَنِي 2 م فيه تسُفيعا , وتشفع صار شافعي المذهب”' ومن معاني كلمة الشفع ما يلي: ١) خلاف الوتر وهو تقول: كان وترا فْسَّفْعْتَهُ سَفْعَاً أي صَيّره زوجا. وهكذا قيل في تفسير قوله تعالى : لو الشفع والوتره"" بأن الشفع يوم الأضحى من حيث إن له نظيرا يليهء والوتر يوم عرفه ء وهذا قول الأسود بن يزيد وقال عطاء: الوتر هو الله تعالى . والشفع الخلق . وقال الراغب: الوتر هو الله من حيث ما له وهو الوحدة من كل وجه والشفع المخلوقات من حيث إنها مركباتء وقيل الوتر:آدم - عليه السلام - ء والشفع شفع بزوجه ٠ وهو قول ابن عباس ء وقيل الشفع : يومان بعد الأضحى ء والوتر اليوم الثالثء وقيل الشفع وتر :الصلوات منها شفع ومنها وتر ء وقيل في الشفع والوتر : إن الأعداد كلها شفع ووتر ١ ) محمد بن منظورء لسان العرب, ط ءج ۷ء دار إحياء التراث العربيء موْسسة التاريخ العريي. ص١١٠ء محمود بن عمر الزمخشري. أساس البلاغةءط ١ءمكتبة لبتانء ناشرون ؛ بيروت ٦۱۹۹ء ص۲۳۲ ۲ ) محمد مرتضى الزبيدي ٠ تاج العروس ٠ طبع على مطابع دار صادر , المجلد الخامس, دار ليبيا للنشر والتوزيعء ين غازي ٠ ٦۱۹1مص ٢ ) سورة الفجر. الآية :۳ . ٤) اين منظورء لسان ج۷ءص ۳١٠,أحمد بن يوسف الحلبيء عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظء تحقيق الدكتور محمد التونجيء ج۲ءعلم الكتبء بيروتء تاج العروس, المجلد الخامس, ص۳۹۹-* ° ٤ءمجد الدين الفيروز أباديءقاموس المحيط٬ج ۳ دار الحديث, القاهرةء ص °٤. ہے اھ س( = 0 ر ا ۷‘ ٢) الزيادة . كما في قوله تعالى ‎ :‏ من يَشْفع شفاعَة حَسَنةَ يكن لَه نصِيب متها ومن يَشفع شفاعَة سَّيئةٍ يكن لَه مثها “أي من يزد عملا إلى عمل وقال الراغب : أي من انضم إلى غيره وعاونه وصار شفعا له أو شفيعا في فعل الخير والشر فعاونه أو شاركه في نفعه وضره ءوسُئل أبو العباس عن اشتقاق الشفعة في اللغة فقال : « الشفعة الزيادة وهو أن يُشفعك فيما تطلب حتى تضمه إلى ما عندك فتزيده وتشفعه بها ء أي أن تزیده بها أى أنه کان وترا واحدا فضم اليه ما زاده وشفعه پە . يعاديه فعا من خلال ما تقدم يظهر لنا بأن كلمة الشفاعة ومشتقاتها تحتوي على معنى الطلب والسوال والضم والزيادة والإعانة والوسيلة ٠٠٠٠ فالطلب يكون في الغالب عن طريق السوّالء وتكون نتيجته بضم شيء إلى آخرء وفيه زيادة وإعانة وتوسل. هذاء ونجد كثيرا من علماء اللغة ذكروا التعريف الاصطلاحي للشفاعة في سياق ذكر التعريف اللغوي ؛إذ غلب في كثير من الأحيان المعنى الاصطلاحي على اللغوي ويظهر ذلك في تعريف صاحب اللسان للشفاعة إذ يقول:«السوّال في التجاوزعن الذنوب والمعاصي»” وزاد الجرجاني” : « من الذي وقع الجناية في ء وفي هذا التعريف حدد الشفيع ما أراده من الشفاعة ء في حين ذكر الإمام الزبيدي تعريفا أعم للشفاعة وهو :« كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره . وشفع إليه في معنى طلب إليه»"". وهذا يشمل الشفاعة ٥) سورة النساء , الآية ٦( اين متظور . لسان العرب٬ج۷ءص ١١٠ ص۳۹۹ ۱ مء ص ۸( ابن منظور. لسان العربء جح ص علي بن محمد بن علي أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي . ولد سنة ٤٠٤۷ه ء وصار إماماً في العلوم العقلية وغيرها ء وطار صيته في الآفاق . وله تصانيف يقال إنها تزيد عن الخمسين منها: رسالة في الوجود ٠ والتعريفات. وحاشية على المطالع ٠ والتحفة ٠٠٠٠٠ توفي في يوم الأريعاء سنة ١٠۸ه بشيراز ودفن فيها. انظر: محمد بن على الشوكانيء البدر الطالع لمحاسن من بعد القرن السابع . ط ١ء ج١, دار الكتب العلمية بيروت , ١٤٠ف ۱۹۹۸ مء ٠) علي بن محمد بن علي الجرجاني . التعريفاتء وضع فهارسه محمد باسل . ط١ءدار الكتب العلمية ٠ بيروت: ۲2٦ ۰م ص١۱۳. ١۱( الزييدي : تاج العروس» جح٥ ٠٤ء وابن منظور ؛ لسان العرب : ج۷ ٠ ص ١١۱. ۹ ۹ ج ی ‎A‏ ۹ 1 س ‎e‏ الأخروںن. م hor, ow ۹ N نے الأخروية التي لا تكون إلا بإذن الله ورضاه ولمن ارتضى من عباده والدنيوية التي يكون مدارها الإنسان سواء أكانت شفاعة حسنة أم سيئة. وقال الراغب"":« الشفع ضم الشيء إلى مثله , والشفاعة الاإنضمام إلى آخر ناصرا له , وسائلاً عنهء وأكثر ما يُستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو آدنی ومنه الشفاعة في القيامة » ”. وعرّفها أبو البقاء أيوب الكفوي : « سوال فعل الخير وترك الضر عن الغير لأجل الغير على سبيل الضراعة ولا تستعمل لغة إلا بضم الناجي إلى نفسه من هو خائفٌ من سطوة الغير» ء و الشفاعة قد تكون بمعنى الدعاء فقد روي عن المبرد وثعلب أنهما قالا في قوله تعالى: طمن ذا الي يَشفْع عِندَهُ إلا بإذنه 0 أن الشفاعة هنا بمعنى الدعاء وهذه التعاريف الأخيرة أقرب إلى الاإصطلاح منها إلى التعريف اللغوي. ما الشفيع والشافع - والجمع شفعاء- هو الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب ء يقال:تسّفغْتٌ بفلان إلى فلان فيه . . واسم الطالب: شفيعء قال الأعشى: واسْتَشْفْعتْ مين سَرَاةٍ الحَي ذا ثقة ‏ فَقد عَصَاهًا أَيُوهَا و الذي سُفْعَا والىشفيع: صاحب الشفعة ء وصاحب الشفاعة" . قال صاحب كتاب العين”" : « والشافع: الطالب لغيره ٠ وتقول استشفعت بغلان ٢) الحسين بن علي الأصفهاني أيو القاسم المعروف بالراغب , أديب لغوي مفسرء ذو التصانيف البارعة . مات سنة ۰۲٥ هھ . انظر خير الدين الزركلي. الأعلام ,ط ٠٠٠ج ۲ء دار العلم للملايين؛ بيروت لبتان, ۹۹۲٠ء ص ۳) الزبيدي تاج العروس» ج ٥ء ص ١١٠٤ء ابن منظورء لسان العرب . ج۷ء ص ١١ الدكتورة سميرة فراحات؛ معجم الباقلاني في كتبه الثلاث . ط١ءالموسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع. ١١٤ ٠ه - ١۱۹۹م ٤) أيوب بن موسى الكفوي . الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية . أعده للطبع الدكتور عدنان درويش ومحمد المصري . منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي , دمشق ١۹۷٠م القسم الثالث ٥) سورة الآية : ٢٥۲. ابن منظور ء لسان العربء ج۷ءص ١۱١۱ء الزبيدي , التاجء ج°ءص ١° ٤. ۷) ابن منظورء لسان العربء ج۷ءص ١١٠-١١ ۱ء الزييدي ء التاج ٠ ٥ء ص * ٠ ٤ء.محمد الرازي. مختار الصحاح . تحقيق يحيى خالد توفيقء مكتبة الآدابءص ٤٤٠۳ء الكفوي, الكليات , القسم الثالثء ص١۷: إسماعيل بن حماد الجوهري. تاج اللغة وصحاح العربيةء تحقيق الدكتور إميل بديع يعقوب؛ والدكتور محمد نبيل الطريفي ٠ الكتب العلمية . منشورات محمد على بيضونءبيروت ء ص٤۱٥ ۸) الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي العماني, ولد بعمان ثم رحل إلى البصرة ٠ وتوفي بها سنة ١۷٠هء له كتاب زالعينس وغيره ٠ إمام اللغة على الإأطلاق من عباقرة الدنيا. انظر أحمد ين محمد بن أبي بكر بن خلكان وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ء تحقيق إحسان ۲ء دار الثقافة ٠ بيروت ص ٤٢۲. ك ‎ft‏ ‏س س س ا سے اپ ‎birr‏ ‏فبك فتسُفع لي إليه فئّفعه في والاسم: الشفاعة ء واسم الطالب:الشفيعء قال" : زعمت مَعَاشِرُ أنني مستَشّفِع لما خَرَجْت أزورُهُ أقلامها أي : زعموا أني أستشفع « بأقلامهم» أي بكتبهم إلى الممدوح. لا : بل استغني عن كتب المعاشر بنفسي عند الملك»”" . وناقة أو ث ة شافع : أي التي في بطنها ولد ء أو يتبعها ولد يَسْفعّها قال الشاعر: وَسّافِمْ في بطنها لها ولد ومعها من خلفها لها ولد وشاة ترضع كل والسُفوع من الإبل : التي تجمع بين محلبين في حلبة احدة". يتبين لنا أن الشفيع والشافع والمُشّفع بمعنى واحد وهو من يطلب لغيره الشفاعةء وبیان ذلك: إن الطالب لنفسه يكون وترا , وإذا لم ينل طلبه كان الطالب الثاني شافعاً وشفيعاء لأنه يطلب نفس الطلب له وليس لنفسه * ٠ ولذلك تحدّث بعض العلماء عن عناصر الشفاعة وهي" : ١) «وهو الذي يقبل الشفاعة»”". أي المطلوب منه. ۲) وهو الذي تقبل شفاعته , أي الشافع أوالشفيع . ۳) المّشْعُ فيه: وهو الطالب الأولء صاحب الحاجة المطلوبة. ٤) المُْشضْعُ من أجله: وهو الشيء المطلوب المراد تحقيقه للطالب الأول" ٩) غير معزو. إلا أن الإمام الزييدي عزاه إلى أبي ليلى في التاجءص ١° ٤. ٠) الخليل بن أحمد الفراهيدي ٠ كتاب العين . تحقيق الدكتور مهدي المخزومي. والدكتور إيراهيم السامرائي. ج١ءوزارة الثقافة والإعلام. الجمهورية العراقية . دار الرشيد سنة ۱۹۸۰ء ص ١٠۲. ١۲) ابن منظورء لسان ۷ء ص ١١۱٠. ِ ٢۲) من هؤلاء العلماء القاضي عبد الجبار في كتاب« شرح الأصول الخمسة».ءص ۸۸١ فقد قال بعد أن عرف الشفاعة اصطلاحا:«ولا بد من شافع ومشفوع فيهء ومشفوع إليه*٠٠». ومن المحدثين:فاروق الدسوقي في كتابه:«الشفاعة, أدله وجوب الشفاعة الإسلامية. وييان خطورة الشفاعة الشركية» ءفقد ذكر أن عناصر الشفاعة هي:المشفع عندهء والمشفع فيهءوالشافع؛ المشقع من أجله. ٤( بعض هذه العناصر مقتبسة من كتاب» الشفاعة « للدكتور فاروق الدسوقي بتصرف i ‏و‎ 4 e ‏رشاع اخسن‎ الشفاعةه في الاصطلاح : تحدث کثير من العلماء عن الشفاعة وبينوا معناهاء وقد اختلفوا في تعريفها الإصطلاحي لفظاً مع اتفاقهم على وقوعها يوم القيامة . واتفاقهم على معناها الإجمالي. اللهم إلا ما ورد من خلاف في إطلاقها لسائر الموحدين أو تحديدها للتائبين منهم. ومما لا ريب فيه أن الشفاعة الأخروية تقع للموّمنين بلا خلاف . وهي غير واقعة للمشركين الكفارء وإنما الخلاف في وقوعها للموحدين المصرين على كبائر الذنوب والمعاصي ء ولذلك يظهر في بعض التعاريف الإصطلاحية للشفاعة تحديدها بنوع معين من أنواع الشفاعات ءومن تلك التعاريف: ١- تعريف الإمام السالمي”":«طلب تعجيل دخول الجنة أو زيادة درجة فيها من الرب عز وجل لعباده الموّمنين»”"ء : فيظهر لنا من هذا التعريف أن الإمام السالمي- رحمة الله- يحصر الشفاعة في تعجيل دخول الجنةء ورفع درجة الموّمنين فيهاء إذ إنه لا يرى جواز الشفاعة للموحدين من أهل الكبائر إلا بعد أن يتويوا من غُيَّهمء ويعودوا إلى رشدهم؛ وما ذكره من الشفاعة في دخول الجنة ورفع الدرجات فيها لم يخالف فيه أحد من علماء المسلمين. بدليل أحاديث الشفاعة العامة الدالة على ذلك كما سيأتيء بإذن الله تعالى”". ٢- تعريف العلامة الخليلى حفظه الله - : « توسط أحد بين ذي حق ومن عليه ٥) عبد الله بن حميد السالمي العماني« نور الدين» ٠ ولد بالحوقين من أعمال الرستاقء سنة ۲۸اه كان ضرير البصر فاتح البصيرةء حاد الذكاء قوى الحفظ , من الأئمة المجددين . أحيى الإمامة على منهاج الخلفاء الراشدين, ذو التصانيف الكثيرة المفيدة , توفي - رحمه الله- بتنوف قرب نزوى سنة انظر: مقدمة جوهر النظام في علمي الأديان عليه أيو اسحاق اطفيش.وإبراهيم العبري: ط۲١ المطابع الذهبيهءروي.سلطنة عمان. ٤٤٤ ٦) عبد الله بن حميد السالمي. مشارق أنوار العقولءتحقيق عبد المنعم العاني وتعليق سماحة مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي. دار الحكمة, ١١٤ ۱ه -١۱۹۹مءص٣۲۷. ۷) وقد اتفق العلامة عمرو التلاتي مع العلامة السالمي حيث عرف الشفاعة بقوله :«سؤال الله بالإذن للمؤْمنين في دخول منازلهم في الجنة بعد الفراغ من الحسابء ويعد سؤال الموّمنين النبي أن يرسل لهم من الله ذلك الإذن» انظر: البعد الحضاري للعقيدة الإياضية, مطبعة الألوان الحديثةء ص ٤١٠.٠ ۸) هو أحمد بن حمد بن سليمان بن ناصر الخليليء علامة معاصر مفتي سلطنة عمان شخصية علمية بارزة من ولاية بهلا بعمان. ولد في زنجبار يوم الاثنين سنة ١ه ثم عاد إلى وطنه الأصلي عمان سنة ١۳۸٠ يتميز سماحته بتواضع جم وخلق رفيع. وزهد عظيم وذكاء حاد؛ وهمة عالية لا تعرف الملل ولا يقريها السأم ٠ نشأ عصاميا إذ لم يلتحق سماحته بمدرسة نظامية فتفجرت ينابيع الحكمة في صدره. وانطلق بيان الحجة من لسانهء ووعى صدره معظم فتون المعرفة في وقتنا الحاضر. يجمع بين الأصالة والمعاصرة بلا إفراط ولا تفريط ولذلك كتب الله تعالى له القبول عند العامة والخاصة.والموافق والمخالف.لأنه لا ينش إلا ولا يبتفي إلا وجه الله تعالىءله محاضرات وندوات ولقاءات ومشاركات يصعب عدها ويتعذر حصرهاء وله = ہے ‎eR‏ ۸ ٩ 1 ‎n۴‏ ‏سا ا ر[ ريقاعة 1‘ < ‎maman‏ ‎bh‏ 1 4چ ‎“r‏ ‏الحق لعفو ذي الحق عن حقه سواء أكان الحق عينياً أم اعتبارياء وهي تنبئ عن مكانة الشافع لدى المشفوع إليهء وتعود ثمرتها إلى المشفوع له »“" ٠ وهذا التعريف يصلح للشفاعة الدنيوية”" والأخروية إذ لم يحدد فيه الزمان والمكان؛ ولا ريب أن الشفاعة الدنيوية منها الحسنه ومنها السئية كما بينتها آي القرآن وهي تختلف عن الأخروية اختلافاً كبيراء إذ إن متعلق الأولى الإنسان الضعيف المحدود المتغير, أما متعلق الثانية فهو الرب القوى المطلق الثابت. ۳- تعريف العلامة سعيد بن خلفان الخليلي”"- رحمه الله :«الإعانة بالتوسل الى الله في موقف الحساب , في طلب الإذن منه للموّمنين بالمصير الى دار الثواب»”" ويظهر ن هذا التعريف أنه يختص بالشفاعة في دخول الموّمنين الجنة وهو نوع من أنواع لش عة الأخروية. = موؤلفات كثيرة في الفقه والدعوة والتغفسير والعقيدة منها:جواهر التفسير.والحق الدامغءوشرح غاية المرادءووحي السنة ٠ يقوم بدور الإفتاء في السلطنة وهو عضو لجنة التظلمات وخطيب بجامع السلطان قابوس كما انه عضو في مجلس امناء الجامعة الإسلامية في إسلام اباد في ياكستان وعضو في مجمع الفقه الإسلامي بجده. ۹) سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي. جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل . مكتبة الاستقامة ج۲ءص٥٥۲. ٠) الشفاعة الدنيوية هي طلب إسقاط أو ترك حق من الحقوق الواجبة لله تعالى أو للعبادء تخفيفا و رحمة للمشفوع له ءوإظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع ٠ وعرفها البعض: توسل أصحاب الحاجات الدنيوية الذين يعجزون عن إنجازها بمن يقدرون على مساعدتهم في إنجاز حاجاتهم عند أصحاب السلطان. وهي تنقسم بحسب ما جاء في كتاب الله تعالى إلى: شفاعة حسنه , وشفاعة سيئة ء يقول الله تعالى:«من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها». (النساء :۸0)ء يقول الإمام الزمخشري في تفسيرهءج٠ءص ٣٤١ في بيان معنى الشفاعتين :«الشفاعة الحسنة : هي التي روعي بها حق مسلم ودفع بها عنه شرء أو جلب إليه خير. وابتغي بها وجه الله ٠ ولم يوّخذ عليها رشوة . وكانت في أمر جائز لا في حدر من حدود الله . ولا في حق من الحقوق . والسيئة : ما كان بخلاف ذلك ٠٠٠٠ وقيل: الشفاعة الحسنة هي الدعوة للمسلم . لأنها في معنى الشفاعة إلى الله»ء ولا ريب أن في الشفاعة الحسنة نصر للحق . وتأييد له وينال الشفيع بعمله هذا الفوز والشرف والغنيمة في الدنياء عندما ينتصر الحق على الباطل. وقد فسرت الشفاعة الحسنة بإعانة المؤْمنين على الجهاد وشفاعة الإنسان للإنسان ليجلب له نفع أو يخلصه من يلاء . أي إعانته على خير يحبه الله ورسوله , فالضابط العام لها هي ما كانت فيما استحسنه الشرع. أما الشفاعة السينة : فهي أن يشفع في إسقاط حد ء أو هضم حق ء أو إعطاء حق لغير مستحق,أو محاباة في عمل بما يجر إلى الخلل و الزلل . وإلى ما فيه كراهه وحرمة ٠ ولا شك أن فيها إعانة على فعل السيئات وتضييع الحقوق ٠ فيحل الظلم محل العدل. ويسري الفساد في أوصال الأمة ويصبح الفساد عاما ء ومن أمثلتها: الوساطة في نظير رشوة أو عرض من أعراض الدنياء أو السعي في إثم . أو إسقاط حد يعد وجويه . أو الشفاعة في تتميم باطل ,أو إيطال حق أو تأخيره وتقديم غيره ٠ إلغ . لمزيد بيان انظر: كتاب الإيمان لابن تيميه ص۷۸ء وأحكام الشفاعة أثرها في الحقوق . لخلدون محمد عقله حماشة ٠ رسالة ماجستير ء إشراف الدكتور محمد حسن أبو يحيى . الجامعة الأردنية 7٤١٤٠ه- ۱۹۹۲م. والشفاعة الدنيوية والأخروية للأستان الدكتور نشأت عبد الجوادء دار الكتبء جامعة الازهر. ۱ه ١) سعيد بن خلقان ين أحمد ين صالح.ولد ببوشر بيعمان عام ١۲۳ بالتواضع والكرم والشخصية القياديه توفي عام ۲۸۷ بمكانه عاليه وسلطه سياسيه واجتماعيه .عرف عنه التدريس والتأليف ومحارية البدع له مؤْلفات في الققه والعقيدة والتجويد واللغه.أنظر السالمي.تحفة الأعيان.المطابع الذهبيه.ج۲ءص۷٤۲ءومحمد بن عبدالله السالميءنهضة الأعيان.دار الكتاب العريي.القاهرة. ص۳۷۷ ۲ ) سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي.تمهيد قواعد الايمان وتقييد شوارد مسائل الأحكام والأديان.ج۲ءوزارة التراث القومي.سلطنة عمان, ۷٤١۱۹۸۱-۱ مء ص ١٤ ۱. ‎Te 1‏ 1 بخ اوم 1 1 ‎ ‏٤ تعريف العلامة محمد رشيد رضا”" : « أن يحمل الشافع المشفوع عنده على فعل أو ترك كان أراد غيره - حكم به أو لا - فلا يتحقق إلا بترك الإرادة وفسخها لأجل الشفيه”" . ‏وفيما يظهر من كلام صاحب المنار أن هذا التعريف يصلح للشفاعة الدنيوية التي يتأثر فيها الإنسان بموّثرات نفسية وعاطفية من جهة أو بموّثرات معرفية يتغير عن طريقها إذ يقول: «وهذا محال على الله تعالىء لأن إرادته تعالى على حسب علمهء وعلمه أزلي لا يتغير»"ء ويقول :« لأن الشفاعة المعروفة عند الملوك والحكام - وهي أكبر الشبهات في هذا المقام- مما يستحيل على الله عز وجلء لأن الشفيع هنا في ذهن المشفوع عنده من الرأي والعلم بالمصلحة , وفي قلبه من الميل والأثر ما لم يكن فيهما: فيعفو ويصفح أو يهب ويمنح إما بهذه العاطفة وإما بتلك المعرفة لأن عمل الاإنسان في الدنيا يصدر عن أحد هذين المصدرين في النفس أو عن كليهما . وأما أفعال الله تعالى فهي تابعة لعلمه وحكمته وسائر صفاته القديمة التي يستحيل أن يطراً عليها تغيير ماء وهذه هي الشفاعة التي يتعلق بها السفهاء المغرورونءوقد نفاها الله تعالى في هذه الآيةء وغيرها من الآيات وبين فيها وفي آيات أخرى كثيرة جدا أن سعادة الآخرة إنما تنال بالأعمال الصالحة مع الإيمان الصحيح المؤّثر في الوجدانء المصرف للإرادة في الأعمال» . ‏وعليهء فقد حمل صاحب المنار الشفاعة الواردة في الآيات القرآنية على أنها دعاء يستجيبه الله تعالىء بدليل أن النبي - ييو يسجد يوم القيامة ويثني على الله تعالى بثناء يلهمه يومئذ فيقال له :«ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع”"ء وليس في الشفاعة ‏٢) محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن علي خليفة البغدادي الأصل ء الحستي النسب أحد رجال الاصلاح من العلماء بالحديث والأدب والتاريخ والتفسير ؛ ولد في القلمون من طرابلس ورحل إلى مصر سنة ١٠۳٠ه واتصل بالشيخ محمد عبده وتتلمذ له وأصدر مجلة المنارء وتفسير القرآن والوحي المحمدي والوهابيون والحجاز ؛ توفي بمصر ودفن فيها , سنة ١۱۹۳م. انظر: خير الدين الزركلي , الأعلامء مطيعة كوستا توماس وشركائه ٠ ١۱۳۷۶ه- 0٥م ‏٤) محمد رشيد رضاء تفسير القرآن العظيم المشهور بتفسير المنار . دار الكتب العلمية ء بيروتء ج ٠ص ‏٥) محمد رشيد رضاء تفسير المنارء ج ۱ء ص۳٥۲ ‏المرجع ٣ء ص٦۱. ‏۷ ) أخرجه الجامع الصحيح. كتاب اللإيمان, باب أدنى أهل الجنة منزلة فيهاءج ١ء ص١٤۱۲. ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ f Pr ‏الج و ہہ‎ >A 0 4 6 ‏,فاع اجون‎ lL ‏ن‎ ۱ ۸ ‏١ س‎ / 7 r ‏و چہ‎ ۴ بهذا المعنى أن الله سبحانه يرجع عن إرادة كان أرادها لأجل الشافعء وإنما هي إظهار كرامة للشافع بتنفيذ الإرادة الأزلية عقيب دعائهء وليس فيها أيضا ما يقوي غرور المغرورين الذين يتهاونون بأوامر الدين ونواهيه اعتمادا على شفاعة الشافعينء بل فيه أن الأمر كله للهءوأنه لا ينفع أحداً في الآخرة إلا طاعته ورضاه ْفَمَا تَنْفَعَهُم شَفَاعَة الشافِعين. فُمَا لَهُمْ عن التذكِرة “" ولا يَشفَعُون إلا لِمَن ازْتضَى ۳-٠" . وقد سبقه إلى هذا المعنى الإمام الرباني العلامة سعيد بن خلفان الخليلي - رحمه الله- وذلك عندما ذكر النصوص الدالة على دعاء الملائكة والمؤّمنين بالصلاة والتسليم على نبينا الكريم ودعاء حملة العرش بالغفران للتائبينء واستغفار النبي- ييو وغيره من الأنبياء للموْمنين والمؤّمناتء ودعاء أهل الجنة فيها لبعضهم؛ ودعاء الملائكة هم٠٠٠٠ حيث قال بعد ذلك:«وما شفاعة الرسول إلا نوع دعاء بخير من جنس هذا الدعاء المنقولء فكيف يصح العدول بها عن أشباهها عند من له أدنى مسكة من أهل العقول”“ ٠ ويهذا يتضح أن العلامة محمد رشيد رضا أقرب إلى القول بعدم جواز الشفاعة لمن أصّر على كبائر الذنوب؛ فيقول: «فالشفاعة المعروفة التي يغتر بها الكافرون والفاسقون ويظنون أن الله تعالى يرجع عن تعذيب من استحق العذاب منهم لأجل أشخاص ينتظرون شفاعتهم هي مما يستحيل على الله تعالى لأنها - وهي من شأن أهل الظلم والبغي- تستلزم الجهل وهو ذو العلم المحيط”“. ` وقد وافقه على هذا المعنى شيخنا العلامة الخليلي- حفظه الله - حيث يقول: «ولا إشكال في ثبوت الشفاعة المشار إليها لرسول الله- يي فإنها لا تنافي كون الله تعالى لا تبديل لكلماته ولا معقب لحكمه. ولا راد لقضائه؛ وإنما هي كما قيل دعاء من النبي- يي في الموقف العظيم الذي تتقطع فيه الألسن عن ذكر ما يعني الغيرء ولا تشتغل فيه القلوب إلا بما يهم أصحابهاء وفي استجابة الله تعالى لدعائه يلو دلالة على مكانته عندهء ۸) سورة المدثر. الآية :۸٤. ۹ ) سورة الأنبياء. الآية:۲۸. ٠ ) محمد رشيد رضاء تفسير المنار. ج ۲ء ص١١-١۱. ١٤( سعيد بن خلفان الخليلي. تمهيد قواعد الإيمان وتقييد شوارد مسائل الأحكام والأديان. وزارة التراث القومي والثقافة . سلطنة عمان. ١١٤ ھ۱۹۸۱م ص١٤٤ ۱. EEE e jp 2 Ca Cia N 13 . ‏وعنوان على قدره بين الناس"'‎ ‏والذي حمل صاحب المنار إلى هذه الحقيقةء حيث فسر الشفاعة بذلك المعني هو أن‎ ‏اليهود كانوا كغيرهم من أمم الجاهلية وأهل الملل الوثنية كقدماء المصريين واليونان‎ ‏يقيسون أمور الآخرة على أمور الدنياء فيتوهمون أنه يمكن تخلص المجرمين من العقاب‎ ‏بفداء يدفع بدلا وجزاءعنه- كما يستبدل بعض حكامهم منفعة مالية بعقوبة بدنية-أو‎ ‏بشفاعة من بعض المقربين إلى الحاكم يُغيّر بها رأيه ويفسخ إرادتهء ولقد اكتسح الإسلام‎ ‏هذه العقائد وآثارها العملية بالتوحيد الخالصء وأتى بنيانها من القواعدء ولكن المسلمين‎ ‏لم يسلموا منها فقد دخل في الإسلام أقوام يحملون أوزارا مما كانوا عليه من الوثنيةء ولم‎ ‏يُلقنوا الدين من القرآن ولا كما أرشد القرآنءولكنهم تقلدوه ممن لا يعرفه حق المعرفة‎ ‏ولقنوه- كما ترشد إليه كتب التقليد- من مصطلحات مبتدعةء فكانوا على بقية مما كان‎ ‏عندهم وعلى جهل بالإسلامء وجاء قوم آخرون تعمدوا الإفساد فجعلوا بالتأويل الباطل‎ . ‏حقاء والكذب صدقا“‎ ومن الظاهر لمن تدبر كلامه أنه يرى أن اعتقاد الشفاعة لمن مات مصرا على الكبيرة غير تائب منها من المعتقدات التي سرت إلى هذه الأمة من معتقدات الأمم الأخرى الذين كانوا يسوغون لأنفسهم ارتكاب الموبقات, والإنغماس في أنواع الخطايا ويمنون أنقسهم الفوز والسعادة بشفاعة الشفعاء غير ملتفتين إلى وعيد الله تعالى”“ . ٥ تعريف العلامة السفاريني”“ : « سؤال الخير للغير»”" وزاد الشوكاني”": طلب ٢) الخليلي. جواهر ح ۳ء ص ۳٦۲. ٤) محمد رشيد رضاء تفسير المنار: ٠۱ء ص ٥) الخليلي جواهر التفسير ؛ ح٣۲ محمد بن احمد بن سالم السفاريني, عالم بالحديث والأصول والأدب محقق, ولد في سفارين ورحل إلى دمشق, فأخذ عن علمائهاء من كتبه «الدرر المصنوعات من الأحاديث الموضوعات» «لوائح الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية»* ٠٠ ٠ إلخء توفي بنابلس سنة ۱۸۸ ۱ه ١۱۷۷م أنظر: خير الدين الزركلي, الأعلامء كوستا توماس وشركائه۱۳۷۲ه- 0٥م ص ٢٢٤۲. ۱ ۷) محمد بن أحمد السفاريني.لوائح الأنوار السينية ولواقح الأفكار السنيةء ط٠.ج۲ءمكتبة الرشيد ٤م ۸) محمد بن على محمد بن عبد الله الشوكاني الصنعانيء ولد يوم الاثنين سنة في بلده هجرة شوكان, نشا يصنعاءء وأخذ في طلب العلم , وفرغ نفسه للطلب وجد واجتهدء وتوفي ليلة الأربعاء سنة ١٠۲٠ه أنظر: محمد بن على فتح القدير الجامع بين فني الدراية والرواية في علم التفسيرء دار المعرفة للطباعة والنشرءبيروت ءج ٠ء س ۲۰{ ؤر برعا ارون 3 3۹2 وسؤال الخير للغير”" . ٦ تعريف ابن الأثير(”":«السوّال في التجاوز عن الذنوب والجرائم» ۷ تعريف النسفي ۳٥( : «اسم لطلب التجاوز عن أمور مخوفةء وشدائد موبقة» . ۸-تعريف التهانوي:”“ «سؤال فعل الخيرء وترك الضرر عن الغير لأجل الغير على سبيل التضرع». ۹ تعريف ابن «السعي والوساطة في حصول نفع أو دفع ضر سواء كانت الوساطة بطلب من المنتفع بهاء أم كانت مجرد سعي المتوسط»”“ . ٠- تعريف محمد جواد مغنية : «العفو والغفران للمذنب» ولن تكون الشفاعة عند الله إلا بإذن من الله »”. يلاحظ أن هذه التعاريف تعم كل الموحدين ممن شهدوا الشهادةء إذ يتجاوز الله تعالى- بشفاعة الشفيع- عن ذنوبهم وجرائمهم وعن الأمور المخوفة والشدائد الموبقةء وكل ذلك فيه خير للغير ٠ وجلب لمنفعة ودفع لمضرة ... وذلك على عكس التعاريف الشوكاني:فتح القدير٬ح ٠ء ٠) علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني ولد ونشأ في جزيرة أم عمرء وسكن الموصل وتجول في من تصانیفه: «الکامل»ءو«أسد الفابة في معرفة الصحابة». و« اللباب»ءو«الجامع الكبير» في البلاغةء توفي في الموصل سنة ٠ ه- ۱۲۳۳م أتظر: الزركلي, الأعلام, ط١٠ءح٤ءدار العلم للملايين, بيروت:۹۹۲٠ءص١۳۳. ١) علي محمد الجزري. النهاية في غريب الحديث والأثرء تحقيق محمود محمد الكناجي وظاهر احمد الزاويء ط ۰۲ح ۲ء دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ء لبنان؛ مادة شفع. ص ۸° ميمون بن محمد بن محمد معبد مكحول, أبو المعين النسفي الحنفي. عالم بالأصول والكلام؛ كان يسمرقند وسكن بخارى» من كتبه:«بحر الكلام»«تبصرة الأدلة»ء و«العالم والمتعلم»* ٠ *إلغ؛ توفي سنة °۸ 0٥ ه-١٠٠٠م. انظر:الزركلي, الأعلام .ط ٢ء کوستاتوماس وشرکاه, ص ۳۰۱. ٢) ميمون بن محمد النسفي. تبصرة الأدلةء تحقيق كلود سلامة . طاءج۲.المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العرييةء دمشقء ۲۳م .ص 0( محمد ين علي بن الشيخ علي بن القاضي محمد حامد ين محمد صابر الفاروقي السني الحنفي التهانوي ءمن مؤلفاته:«كشاف اصطلاحات الفنون» «سبق الآيات في نسق الآيات »كانت وفاته بعد سنة ١١۱۱ . أنظر: مقدمة كشاف اصطلاحات الفنونءط ١۰ج ٠ء ص٤ ٥) محمد علي بن علي التهانوي .كشاف اصطلاحات الفنونءط ١ج ,دار الكتب العلميهءبيروت.۸ ٤٤٠١۱۹۹۸ مءص£ ° 9. ٦) محمد الطاهر بن محمد الشاذلي بن القادر ين محمد بن عاشورء نقيب أشراف تونس وكبير علمائها محمد الصادق.«باشا»؛ له كتب منها هدية شفاء القلب الجريح. حاشية على القطر لابن هشام؛ توفي بتونس سنة : الزركليء الأعلام. ط٣٬ج ۷ء ص٣٤ ۷) ابن عاشور . التحرير والتنوير. ج ١ء الدار التونسية للنشر. ص6٦۸ ٤. ۸) محمد جواد مغنية . التفسير الكاشف ٠ ط١ ٠ دار العلم للملايين بيروت ص ٩ الأولى”" ء فإنها تختص بالشفاعة الأخروية على من بقي على عهد الإيمانء ومات تائبا للرحمن. هذا وقد توسط العلامة محمد الطباطبائي في تعريف الشفاعة اذ عرفها بقوله: «التوسط في ايصال نفع أو دفع شر بنحو الحكومة دون المضادةءفهي من مصاديق السببية.لأنها توسط السبب المتوسط القريب بين السبب الأول البعيد ومسببه» . ويظهر أن العلامة الطباطبائي حاول أن يتوسط في كلامه حيث جعل الشفاعة الأخروية كسبب من الأسباب الموّثرة في نشر رحمته تعالى ونعمته مؤكدا أن الشفيع لا يُبطل قانون المجازاة ٠ وإنما تكون شفاعته بإذنه تعالى ورضاه . وقد تبين أن الشفيع لا يطلب من المولى أن يبطل مولوية نفسه ء وعبودية عبده فلا يعاقبه ء ولا أن يُبطل قانون المجازاة عموما أو خصوصاء بل يتمسك الشفيع إما بصفات في المولى الحاكم توجب العفو والصفح كسؤٌدده وكرمه وسخائه وشرافة محتده وإما صفات في العبد تستدعي الرأفة والحنان ءوتثير عوامل المغفرة كمذلته ومسكنته وحقارته وسوء حالهء وإما بصفات في نفسه كقربه إلى المولى وكرامته وعلو منزلته عنده ”. فهو يثبت الشفاعة بمعنى التوسط في السببية والتأثير, لأنه تعالى يبتدئ منه التأثيروينتهي إليه السببء فهو المالك للخلق والإيجاد على الإطلاق ٠ وجميع العلل والأسباب أمور متخللة متوسطة بينه وبين غيره لنشر رحمته التي لا تنفذ ٠ ونعمته التي لا تحصى إلى خلقه كما أنه تفضل علينا بالدنو في حين علوه فشرع الدين ووضع فيه أحكاماً وتبعات من الثواب والعقاب وأرسل رسلا مبشرين ومنذرين ؛ وقامت بذلك الحجة ... فالشفاعة ثايتة بمعنى الشافعية لأن كلا من صفاته متوسطة بينه وبين خلقه في إفاضة الجود وبذل الوجود فهو الشفيع في الحقيقة على الإطلاقء وغيره تعالى لو كان شفيعا فإنما هو بإذنه وتمليكه”“ . ٩) أي تعاريف من قيد الشفاعة للتائبين غير المصرين كالتعريف رقم ٠۳.۲.٤ ٠) محمد حسين في تفسير القرآن.الطبعة الثالثةءج ١الأعلمي مءص۹٥۱٠. ١) محمد حسين الطباطبائي ء الميزان في تفسير القرآن ٠ ط٣ ٠ ج ٠ء ص ١١٠. ۲٦) المرجع السايق , ج ١ء ص ١١٠. ك ‎AD‏ ‏٢( ا رماع لخي 1 سس ‎Rr 1‏ فالشفاعة مع العلامة الطباطبائي ثابتة ء ومع ثبوتها فإنه يتحفظ إن يقول : «فقد ثبت بما مر صحة تحقق الشفاعة عنده تعالى في الجملة فيما لا يوجب محذورا لا يليق بساحة کیریائه تعالى . ويقول كذلك : « ولا معنى للإطلاق في السببية والتأثير فلا السبب يكون سببا لكل إلى بطلان السببية وهو باطل بالضرورة »0 وكأنه يشير بهذه العبارات إلى أن السبب قد لا يصلح لكل مسبب والعكس ء إن تختلف قلوب البشر ونفسياتهم . كما تختلف جرائمهم وأفعالهم . ومن هنا شرط الله تعالى لشفاعة الشافعين الإذن والارتضاء ٠ فمن كان مرضيا عند الله تعالى . أذن سبحانه بالشفاعة له بعكس من لم يكن مرضياء وذلك على الخلاف الوارد فيمن هو المرضي ؟ كما سيأتي بیانه في محله. وأقول : بأن نظام السببية والتأثير إنما يعود في الحقيقة إلى الله تعالىء فما من شيءِ يحدث في الكون بأسره إلا بحسب إرادة الله تعالى › والأسباب ما هي إلا عوامل ظاهرية مؤْثرة لتنفيذ إرادة الله الأزلية .... وقد حكم الله تعالى منذ الأزل وقدّر الأقدار ء وسيب الأسباب بعلمه وعدله وحكمته ء وييّن للناس الحق والباطل والخير والش , والصواب والخطاً ء كما وعد وتوعد ويُشر وأنذر وجعل فريقا في الجنة وفريقا في السعير لا ثالث لهماء كل ذلك ْليَهِْكَ مَن هلك عَن بَيٽة وَيَحْيى من حي عَن بَيَنة وَإن الله لَسمِيعٌ فلا واسطة بين الله وعبادهء ولا شفاعة لتغير مراده ءوالإنسان - بجانب ذلك - مطالب بالأخذ بأسباب النجاة ولا يجوزله أن يتواكلءفيكون وسطا بين إيمانه بقضاء الله وقدره وبين الأخذ بالأسباب إذ الآيات القرآنية . والأحاديث النبوية صريحة وواضحة ومبينة لما يطلبه الله من عباده وهو الاستسلام التام المطلق للواحد الديان فلا ينفع الإنسان تعلقه بخيوط من الأوهام بل عليه أن يكون مؤْمناً حق الإيمان ء يتصف بصفات الموّمنين » ويسلك المسلك الصحيح الأسلم . وأن لا يترك لشياطين الإنس والجن مجالا في ۳\( المرجع السابق ٠ ج ١ء ص ١١٦۱. ٥) سورة الأنقال , الآية : 7٤. هد ا2 ان ۲ نفسه وإلا ندم حين لات مندم ٫ْوَيَدَا لَهُمْ من الله ما لَمْ يكُونُوا يَحْتسِبُون هذا وقد قسم العلامة السبحاني الشفاعة إلى ثلاثة أقسام هي :الشفاعة التكوينية والشفاعة القيادية . والشفاعة المصطلحةءوشرح كلا منها على النحو التالي: أما الشفاعة التكوينية : فإن تأثير كل ظاهرة كونية في أثرها ومعلولها بإذنه سبحانه ء ولا يتحقق إلا مقترناً به ءولأجل ذلك سمى سبحانه السبب الكوني شفيعاء لأن تأثيره مشروط بأن يكون إذنه سبحانه منضما إليه فيؤثران معاء يقول سبحانه : نه : ان يكم الله الذي خلَقّ السّمَاوات والأَرْض في أيّام ثُم اسْتوى على العش يبر ما مين شفِيع إلا من بعد إِذْنِه ذَِِكُم الله رَيْكُمْ فَاعْبْدْهُ افلا تَذَكَرُون" والمراد من الشفيع هو الأسباب والعلل المادية الواقعة في طريق وجود الأشياء وتحققها وهو بهذا التعريف يتفق مع العلامة الطباطبائيى” . أما الشفاعة القيادية : فهو قيام الأنبياء والأولياء والأئمة والعلماء والكتب السماوية مقام الشفيع والشفاعة للبشرء لتخليصهم من عواقب أعمالهم وسيئات أفعالهم › فهذه الشفاعة توجب أن لا يقع العبد في عداد العصاة , فالله تعالى يقول ‎ :‏ وَأَنَذْر به الذِين يَخَافُونَ أن يُحْشَرُوا إلى رَيْهم لَيْسنَ لَهُم من دونه وبي ولا شَفِيع لَعَلَهُم يفون “" والضمير المجرور في «به» يرجع إلى القرآن ومن المعلوم أن ظرف شفاعة القرآن هو الحياة الدنيوية فإن هدايته تتحقق فيهاء وإن كانت نتائجها تظهر في الحياة الأخروية › فمن عمل بالقرآن قاده إلى الجنة" . أما الشفاعة المصطلحة : فهي وصول رحمته سبحانه ومغفرته وفيضه إلى عباده عن طريق أوليائه وصفوة عباده ء فإنه سبحانه قد جعل دعاءهم في الحياة الدنيوية سببا لذلك حيث قال : ل وَلَو أَنَهُمْ إذ ظَلَمُوا أنْفْسَهُم جَاءُوك فَاسْتغْفْرُوا الله لهم ١) سورة الزمر, الآية 7٤. ۷) سورة يونس , الآية :۳۰. ۸ السبحاني , بقلم حسن محمد العاملي , الإلهيات . ط۲ , الدار الإسلامية ص ° ٤۸. ٩) الطباطبائي , الميزان في تفسير القرآن ٠ ج١ ٠ ص ١١٠ . ٠) سورة الأنعام , الآية : ٠ 9. ١) محاضرات السبحاني , بقلم حسن محمد مكي العاملي . الإلهيات . ج۲ , الدار الإسلامية ص١٤ ۸. ۹ ۹ (A AA ET ‏س‎ ‎wam 4 ‏رهفاعة کروی‎ 4 m-۲ 4 ; چ الرَسُول لَوَجِدُوا الله تَواباً زحيماً 4 ""ء لا سيما وأن دعاء الصالحين من المؤْثرات الواقعة في سلسلة نظام العلة والمعلول ... وبذلك تقدر على إرجاع الشفاعة المصطلحة إلى قسم من الشفاعة التكوينية بمعنى تأثير دعاء النبي - يَيْةٍ - في جلب المغفرة ." . والحق : أن هذا التقسيم الذي جاء به السبحاني لم ينص عليه دليل شرعي واضح: كما أنه لم يقله أحد من العلماء حسب اطلاعي ء بل هو من الاستنتاجات التي يُوافق عليها أو يُخالف ٠ وقوله تعالى لما من شفيع إلا من بَعْد إِذنِهِ 4" بيان لاستبداده تعالى في التدبير والتقدير؛ ونفي للشفاعة على أبلغ وجه فإن نفي جميع أفراد الشفيع بمن الإستغراقية يستلزم نفي الشفاعة على أتم الوجوه ... وفي ذلك تقرير لعظمته سبحانە” بدليل على العزة والكبرياء . وأما قوله تعالى : ل وَأنْذِر به يَحَافُون أن يُحْشَرُوا ... ¶ فلا تتحدث الآية عن شفاعة القرآن ٠ وإنما مفادها : وأنذر يا محمد بالقرآن الذي أنزلناه إليك , القوم الذين يخافون أن يحشروا إلى ريهم » علما منهم بأن ذلك كائن فهم مصدقون بوعد الله ووعيده: عاملون بما يرضي الله ء دائبون في السعي ء فيما ينقذهم من عذاب الله ء ‏ لَيْسَ لَهُم مين ُوه من وَلي أي ليس لهم من عذاب الله إن عذبهم وبي ينصرهم فيستنقذهم منه ولا شَفِيْع يشفع لهم عند الله تعالى ذكره فيخلصهم من عقابه يَتقون 4 أنذرهم كي يتقوا الله في أنفسهم فيطيعوا ريهم ٠ ويعملوا لميعادهم ٠ ويحذروا سخطه باجتناب معاصيه٬ء على أن القرآن الكريم لا يشفع إلا لمن عمل به , فطبق أوامره , وابتعد عن نواهيه ءورغب في وعده ٠ وخاف من وعيده ءوصدق الله العظيم إذ يقول : ْفَدَكر بالقزآن من 4%" وأما قوله تعالى: ل ول أَنَهُم إذ ظَلَمُوا جَاءُوك فَاسْتْقَرُوا الله وَاسْتغْفْرَ لَهُم الرْسُولٌ لَوَْجَدُوا الله تَواباً رّحيماً " فقد بين الله تعالى أن استغفار الرسول ية - لهم. ۲) سورة التساء , الآية 6 6. ۳) المرجع السابق ج۲ ٠ ص ۳٤۸. ٤ ) سورة يونس , الآية ۳. ٥ ) الألوسي . روح المعاني »ج١٠ 4 ص ٥1 ١) سورةق. الآية: ۷ ) سورة النساء . الآية ١٤ e > > aL x ‏ي رند لخن‎ OX إنما هو مشروط في الآية باستغفارهم لأنقسهم: ولا ريب أن استغفارهم هو رجوعهم إلى الله تعالى , وإقلاعهم عن ظلم أنفسهم وتلك هي التوبة الحقة التي دعا إليها الله ورسوله. ومع ذلك التفصيل لأقسام الشفاعة , إلا أن العلامة السبحاني يرفض الإعتقاد بالشفاعة المطلقة, إن يقول : « الاعتقاد بالشفاعة المطلقة المحررة من كل قيد مرفوض في منطق العقل والقرآن والمراد من المطلقة هو أن الأنبياء يشفعون للإنسان يوم القيامة وإن فعل ما فعل , إذ عند ذلك يستمر ويتمادى في أعماله الإجرامية ٠ وأما الشفاعة المحددة بشرائط في المشفوع له والشافع › فلا توجب ذلك» ”. وهذا هو عينه الذي قرره من لم ير الشفاعة للمصرين على الكبائر إذ الإصرار ينافي الإيمان ويحبط الأعمالء فمن شروط الشفاعة المقبولة عندهم عدم الإأصرار على المعاصي والذنوب ء لأن في ذلك مداومة للمعصية . وتحديا لله تعالى القائل إن الذِين اتقوا إذا فكيف يكون الله تعالى شافعا ‫َ طَائْفٌ من الشيْطان تَذْكروا فإذا هُم مُبْصِرون لمن ضيّع حدودهء وانتهك حرماته . وظلم نفسه فانحط في الرذيلة وتمرغ في أوحال الفاحشة وتعدى على عباد الله بالقتل والنهب والسرقة والسلب والغش والخيانة فلم يكن له من الدين إلا اسمه ء ولم يلتزم بحقيقته ولم يعمل بأمرهء فهيهات هيهات أن يشفع له أحدء إلا أن يتوب إلى ربه ثم يُشفع له في قبول توبته ل أنْمَا خلقتاكم عَبثا وَانَكُم لينا لا تَرْجِعُون ولئن كان زمننا هذا هو زمن النظريات والاتجاهات والعقائد والكل يدعي السلامة لمنهجهء والعصمة لطريقته . والاإستقامة لدعوتهء كان على الإنسان أن يختار الأسلم من السالم » حتى يُروّض نفسه الأمارة بالسوء من كل شبهة › وهي تتقلب في هذه الحياة بين منعطفات كثيرة . ومزالق عديدة ‏ إذ لا يحميها من شرها إلا الأساس القوي المتينء المعتمد على الخضوع التام . والإستسلام المطلق لواجب الوجود , القائل مخاطبا ۸ ) السبحاني . الإلهيات , ج۲ء ص ‎OOM‏ ‏٩۹) سورة الأعراف, الآية : ٠٠۲. ٠) سورة الموّمنون , الآية :١٠٠. ہہ ‎Eee‏ مر < ا ەل | < ‎mme‏ رچ جرح المؤمنين خاصة َنم يَأن لِلذِينَ آمثوا أن تخشع فَلويُهُم لبذكر الله وَمَا نر من الحق 4“ وبالجملة: فإن المتأمل في هذه التعاريف يلمس بوضوح مدى اتصال القضية بموضوع الوعد والوعيد , فالقائلون بإنفاذ الوعيد مثل الإباضية لا يعتبرون أن في الشفاعة دفعا للضر إلا في مستوى الدُّنيا أما في مستوى الآخرة فهي زيادة في جلب النفع ءومثل هذا الإتجاه واضح غاية الوضوح في تعريف الإمام السالمي والتلاتي الذي جاء معبرا عن موقف الإباضية . أما التعاريف الأخرى: فقد عكست فكرة أصحابها في خلف الوعيدء واعتبرت أن الشفاعة تتمثل في جلب النفع ودقع الضرء والضر هنا هو الكبائرء إلا أن صاحب المنار سلك مسلكا آخر في التعريف اعتمد فيه على التمثيل وانتهى إلى أن إرادة الله حسب علمه وعلمه أزلي فلا سبيل إذن للشافع حيث توافق شفاعته علم الله الأزلي , أما محمد مغنيه فقد أكد على أن الشفاعة عند الله لا تكون إلا بإذنه وهي بهذا تختلف عن الشفاعة لدى المخلوقين لأنها قد تكون بإذنهم ء وقد تكون بدون إذن منهم”“. أما العلامة الطباطبائي والسبحاني فقد حاولا التوسطء وذلك عندما أثبتا الشفاعة كسبب من الأسباب الموّدية إلى تحقق إرادة الله تعالىء من غير إلغاء نظام العقوبة القرآني ويبقى الرأي الصحيح في الدليل القوي ء والحجة الساطعة كما سيأتي لاحقا عند توضيح الآراء ومناقشة الأدلة . ١) سورة الحديد , الآية :١۱. ۲) الدكتور فرحات الجعبري . البعد الحضاري للعقيدة الاباضية . مطبعة الألوان الحديثة.ص ١٥10٦-٠٠٠ يتصرف “mmm ‏س‎ EEN > س ۽ ر 77 اصن ا س۷ 7 ‎N‏ أنواع الشفاعة بعد أن تحدثنا عن معنى الشفاعة في اللغة والإإأصطلاحء وذلك بحسب الإختلاف الوارد فيمن يستحقها من أهل التوحيدء فإن هناك شفاعات بعضها متعلق بالملائكةء ويعضها بالعبادات والبعض الآخر بالأشخاص* ٠ ٠ إل إلا أن هذه الشفاعات مضبوطة بشروط تصح بها الشفاعةء كإذن المولى سبحانه للشفيع ورضاه عن المشفوع له ° ° ٠ ومعظم هذه الشفاعات إنما دل عليها الحديث الشريف» وهي تبين مكانة المُشّفَع من الملائكة والعبادات ٠ ٠ *إلى سبحانه وتعالىء على أن هذه المكانة لا تكون إلا بحسن العقيدة وصحتهاء وصدق العمل وإحسانه. لأن الشفاعة الحقيقية المطلقة إنما هي للواحد الأحد ء فهو الذي يملك الشفاعة أصالةء وَيُملِكها غيره بإذنه ورضاه: إذ هو العليم باستحقاق المستحق لها ممّن التزم شريعته وطبَّق أوامرهء وقام بوظيفة الخلافة خير وهو القائل سبحانه: قل لله السّفاعَةَ جَمِيعا”“ وعليه فمن أنواع الشفاعة: المطلب الأول : الشفاعة المتعلقة بالملانكة ودليلها : لقد بين الله تبارك وتعالى شفاعة الملائكة في كتابه العزيز في الآيات التالية: ١ قوله تعالى: ‏ وَقَالُوا اتَخْدَ وَلداً سُبْحانَهُ بل عِبَادٌ مُكْرَْمُون ٠ لا يَسْبقونَهُ بالقۇل, وَهُم بِأَسْرِهِ يُعْملُونء ما بَيْنَ أَيِْيهم وَمَا وَلا يَشفْعُون إلا لمن ازتضَى وَهُم من خَشيتِه مُشفقون ‎a‏ فبعد أن بين الله تعالى مقولة الكافرين الشنعاءء ونر تعالى به من صفات وأحوالء كما أنهم يتبعون قوله إن لا يسبق قولهم قولهء وعملهم مبني على أمره ٠٠٠ ومن تحفظهم أنهم لا يجسرون أن يشفعوا إلا لمن ارتضاه الله وأهله ۸۳ ) سورة الزمرء الآية ٤ ٤. ٤ ) سورة الأنبياءء الآية ٢۲. ‎n 1 (۸‏ ےہ ‏للشفاعة في ازدياد الثواب والتعظيم”“ . ‏يقول الإمام الرازي”“ : « وحقيقة المعنى أنهم يتقلبون تحت قدرته في ملكوتهء وهو محيط بهم وإذا كانت هذه حالتهم فكيف يستحقون العبادةء وكيف يتقدمون بين يدي الله تعالى فيشفعون لمن لم يأذن الله تعالى له, ثم كشف عن هذا المعنى ولا يَشفعُونَ إلا لِمَن أي لمن هو عند الله مرضي: ْوَهُم من خَشيتِهِ «أي من ‏خشيتهم منه خائفون» ولا يا منون مکره» ۸۷( ‏هذاءوقد بين الله تعالى في هذه الآية أن الملائكة كسائر مخلوقاته لا يملكون لأنقسهم نفعاً ولا ضرا الا بإذن اللهء كما أنهم لا يمكن لهم أن يتعدوا الحدود فيشفعون للكفرة والفجرةء فالله تعالى يقول ومن يُشاقق من بَغْد ما تَبِيّنَ لَه ويَثبع غير سَبيل المُؤْمِنينَ نوله ما تولى ونضْله جَهَنْمْ مَصيرا"“ ء كما يقول سبحانه: لإيحلفون لكم لترضوا عَنَهُم فَإِنَ تَرْضُوا عَنَهُم فَإنَ الله لا يَرْضَى عن القوم الفَاسِقِين 4%“ ولا ريب أن عدم مرضاة الله تعالى عن هؤلاء فيه الطرد من رحمته واليعد عن دار ومن هنا كان الواجب على الإنسان أن يستغفر ربهء ويعود إلى خالقه؛ ويُطهر نفسه بالتوبة وطهارة انفسهم وكثرة عبادتهمء وقربهم من المولى سبحانه- بالشفاعة لمن لم يكن ‏مرضياء فما بالكم بغيرهم من البشرا!. ‏٢- قوله من ملك في السّماوات لا شَفاعَتهُم شيئاً إلا من يَعْد أن يَأذن الله لمن يَشاءُ وَيَرْضَى ""ء في هذه الآية دليل آخر على عدم نفع شفاعة الملائكة إلا بعد إذن الله تعالى وهذه الآية تحمل دلائل كلها تشير إلى عظم الأمرء ف«كم» ٥) محمود ين عمر الزمخشري. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيوين الأقاويل في وجوه التأويلء ط۳ ج۲ دار الريان للتراث؛ القاهرةء ودار الكتاب العريي ٠ 7٤ ٠ه - ۱۹۸۷ء ص ١۱۱ . ‏٦۸) هو العالم المتبحر أيو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المذهب؛ المفسر المتكلم الأصولي المتطبب صاحب التصانيف المشهورةء ولد سنة 49 9ه وتوفي سنة ٠ه انظر:محمد بن عمر الرازيء التفسير الكبيرء .دار حياء التراث العربيء بیروتء. ص١ ا۱۹-۱. ‏۷) محمد بن عمر الرازي. مفاتيح ط٠۰ج۲۲,دار الفكر, بیروت. ١١٤۶ ۱ه- ۱۹۸۱ مء ص١٦۱ ‏۸) سورة النساءء الآية: ١٠٠. ‏۹) سورة التوبة . الآية: ٦0.۹ ٠) سورة النجم؛ الآية:٦۲. ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ لے 0 ‎n 2 a,‏ او سر ٢۲ 2 çr çt ‏في الآأية تشير إلى التكثيرء ولفظ«المَلك» هو أشرف أجناس المخلوقات, و«في السماوات»‎ ‏إشارة إلى علو منزلهم ودنو مرتبتهم من مقر السعادة واجتماعهم على الأمر في قوله:‎ ‏«شفاعتهم» لا ينفعهم شيئاء ولا يجديهم”" وكل ذلك فيه دلیل واضح علی عدم جدوی‎ ‏شفاعة الملائكة إلا بإذن الله تعالى ورضاه.‎ يقول الإمام الطبري”" :«كثير من ملائكة الله لا تنفقع شفاعتهم عند الله لمن شفعوا له شيئاء إلا أن يشفعوا له من بعد أن يأذن الله لهم بالشفاعة لمن يشاء منهم أن يشقعوا (۹۳) له ويرضى ° °» فأمر الشفاعة ضيقَء وذلك أن الملائكة مع قربهم وزلفاهم وكثرتهمء واغتصاص السماوات بجموعهم لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم تغن شفاعتهم عنه شيئ قط ولم تنفع. إلا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاهء ويراه أهلا لن يشفع ل . ويذكر بعض العلماء أن أول من يشفع من الملائكة جبريل -عليه السلام- وآخرهم التسعة عشر الذين على النارءيقول البيجوري”":«وشفاعة الملائكة على الترتيب فأولهم في الشفاعة جبريلء وأخرهم التسعة عشر التي على النار»”“ ٠ قوله:«يشفع نبيكم رابع أربعة:جبريل ثم إيراهیم ثم موسی أو عیسی ثم الملائكة ثم النبيون ثم الصديقون ثم الشهداءءويبقى قوم في جهنم فيقال لهم: ما ١ ) محمد بن عمر الرازي, تفسير الفخز الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح ط١ء.ج۲۸ءدار الفكرء بيروت. ۱م ٬ص٦۳۰. ۲ ) محمد بن جرير بن يزيد الطبري. أبو جعفر , الإمام صاحب التصانيف المشهورةء وهو من أهل طبرستان, ولد بها سنة ٢٤٢۲هء طوّف الأقاليم في طلب العلمء فسمع بمصر والشام والعراقء واستمر ببغداد وتوفي بها سنة ٠ه انظر:أبو عبيد الله محمد الذهبي. تذكرة الحفاظ . مجلس دائرة المعارف العثمانية . يحيدر أباد الدكن, الهند, ١۱۳۷ ٦١۹٠مص ١٠۷. ۳ ) محمد بن جرير الطبريء جامع البيان في تأويل القرآن . ج ١٠ء دار الكتب العلمية بيروت؛ ص٤۲ ٤ ) الزمخشري, ط۳ءج٤ءدار الريان للتراث, القاهرة: ص٤۲ ٤. ٥ ) البيجوري: إبراهيم بن محمد أحمد البيجوريء شيخ الجامع الأزهر من فقهاء الشافعيةء ولد ونشأ بمصر وتعلم في الأزهرء من مؤلفاته: التحفة الخيرية. وتحفة المريدء وتحقيق المقام والدرر تقلد مشيخة الأزهر سنة ١١۲٠ هواستمر إلى أن توفي بالقاهرة سنة۲۷۷٠ه انظر : الزركلي. الأعلامء ط۲ءج ١ء ١ ) إبراهيم البيجوري. شرح البيجوري على الجوهرة , القسم الثاني. دار ومطابع الشعبء مه ۷ ) محمد بن احمد بن أبي بكر الأتصاري القرطبي. أبو عبد الله المفسر الفقيه المالكي. صاحب « الجامع لأحكام القرآن»ء توفي سنة ۱ه > AE ‏جڪ‎ ‏س‎ f 44.۹ sn ‏الاخروں. ر‎ pe ‏٣(‎ فالصائم يمتنع في حال صومه عن كل المحرمات فيحفظ جوارحه عن هجر المقال: و قبيح الفعال ممتثلا في ذلك قول النبي - يي : « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»”'". ولا ريب أن الصائم الممتثل لحقيقة الصوم يجدد الولاء لمولاه سبحانه وتعالى: ويعقد العزم والنية الصادقة على ذلك طول محياه فهو جدير بشفاعة هذه العبادةء وفي ذلك تكريم له من المولى سبحانه بأن جعل صومه شفيعا له يوم القيامة يرقى به إلى أعلى الدرجات في الجناتء ويخلصه من هول ما يلاقيه غيره من عذاب وشدائد وويلات: بدليل ما جاء عن عبد الله بن عمر أن رسول الصيام والقرآن يشفعان للعبدء يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيهء ويقول القرآن: نعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: «فيشفعان»”`". شفاعة لقد وردت أحاديث كثيرة تدل على شفاعة القرآن بالاضافة للحديث السابق وكل تلك الأحاديث تبين أن القرآن الكريم سيشفع لمن أحل حلالهء وحرم حرامهء أي عمل به؛ إِذ القرآن دستور أمة ومنهج حياةء لا بد من تطبيقه في واقع الحياة البشرية بكل ما يحمل من ٠٠٠ ولا يجوز لهذه الأمةء التي أكرمها الله تعالى بهذه الرسالةء وجعلها خير أمة أخرجت للناس أن تستبدل النظريات البشرية. والقوانين الأجنبية لتحل محل القرآن. وإلا فقد حل عليها الخسران المبين وغضب رب العالمين يقول سبحانه: ل أَقَتَؤْمِنُونَ ١ ) رواه البخاري في صحيحه كتاب الصوم . باب :من لم يدع قول الزور و العمل به في الصوم .رقم ب: (۸)ء و رقم ح:(۱۹۰۳) ص٦٠۲ .والترمذي في سننه ٠ باب : ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم .٠ رقم ب:(١۱)ء رقم ح:۷٠۷ء ٣ء ص۸۷ وقال الترمذي: « هذا حديث حسن صحيح». والييهقي في شعب الإيمان , بلفظ مشابه, باب:تنزيه الصيام عن اللغط ص٥ داود في كتاب الصومء باب الغيبة للصائم. رقم ٠ المنذري في الترغيب والترهيب. كتاب الصوم, ترهيب الصائم من الغيية والفحش والكذب؛ رقم ح:٠ء ص١٤ ١ءوابن ماجة في سننه في كتاب الصوم؛ رقم الباب:١۲ءباب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم؛ رقم ح (۸۹١۱) ٠ ج ٣ء ص۱۸۲ء والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الصيام باب الصائم ينزه صيامه عن اللغطء ج ٤ء ص4۹ ٤. ۲ ) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين .٠ كتاب فضائل القرآن ج١.ص4 ٥9ء «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه». والبيهقي في شعب الإيمان, باب تعظيم القرآنء ج۲ءص ٤٠٤۲ء وأحمد في مسندهء ۲٠١٠ء ج٠٦ ص۱۸۸ وأورده الهيثمي في مجمع الروائد باب في فضل الصوم؛ عنه: «رواه أحمد والطبراني. في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح» .٠ وذكره المنذري في الترغيب والترهيب في كتاب الصوم؛ ما جاء في فضل الصوم. ح ج ص٤٢٤۸ e me ۳۳ ٍ بيعض الكتاب وَتَكفرون ببّعض فما جَزاءُ من يَفْعَل ذلك منكم إلا خي في الحياة الدنيا ‎„e‏ 9 ر َ‫ ‎r‏ م ۶ 1 س ‎ee‏ َ‫ ۹٠ ۴ ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما فيظهر من هذا ان شفاعة القرآن إنما هي للعامل بهء بدليل الأحاديث التالية: - ما روي عن معقل بن يسار رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله «إعملوا بالقرآن. أحلوا حلالهء وحرموا حرامهء واقتدوا بهء ولا تكفروا بشيء منه؛ وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي الأمر من بعديء كيما يخبروكم؛ وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبورء وما أوتي النبيون من ربهمء وليسعكم القرآن ٠ وما فيه من البيان فإنه لشافع مشفعء وماحل مصدق, ألا ولكل آية نور يوم القيامةء وأني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه وطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش»` . - ما روي عن وائل بن عبد الله- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله يَية-: «القرآن شافع مشفعء وماحل مُصدق من جعله أمامهء قاده إلى الجنةء ومن جعله خلفه ساقه إلى النار» 9` . - ما روي عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله يي يقول: «اقروًا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه؛ اقروًا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان-أو كأنهما غياتيان أو كأنهما فرقان-من طير صواف تحجان عن أصحابهماء اقروا سورة البقرة فإن أخذها بركة » وتركها حسرةء ولا يستطيعها إلا البطلة»”` . ۲ ) سورة البقرة, الآية: ٥۸ . ٤ ) أخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب فضائل القرآن , باب ذكر فضائل سورة وأي متفرقةء ١ء ص1۸١ والبيهقي في السنن الكبرى, كتاب الضحاياءياب ما حرم على بني إسرائيل: رقم ب:(۱۱۲)ء رقم ح ج١ ٠ء ص١ ۱ءوفي سند هذا الحديث عبيد الله بن أبي حميد وهو ضعيفءحيث قال البخاري عنه:منكر الحديث, وقال أيو داود: ضعيفء ومتروك الحديث؛ وقال ابو حاتم: منكر الحديث. وقال الدار قطني: ضعيف الحديث وقال أحمد : ترك الناس حديثه. انظر المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجالءط ١ج ۱۹ء ص۳۱-۴۰ ٥) أخرجه الطبراني في المعجم الكبيرء رقم ج٠ ٠ء ص ٤٤٠۲ء وانظر الهيثمي في مجمع الزوائد . ج۷ء ص٤٠ عته: «رواه الطبراني وفيه الرييع بن يدر وهو متروك». ١ ) أخرجه مسلم في كتاب فضائل القرآن ٠ ياب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ءج۲.ص۱۹۷,والبيهقي في شعب الإيمانءباب تعظيم القرآن ج۲ءص ١9٤و أحمد في ج١٦۱ص ١٠۲ءرقم ح:۶ ۲۲۱۱ء ج١٠۱ءص۲۳۷/والحاكم في المستدرك بلفظ مشايه في كتاب فضائل القرآنء ٠ ٠٥ص٤1 في المعجم الأوسط رقم جح( )ءج اء ص ١١ء وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد بلفظ مشابهءج۷ءص ۹١۱ وذكره المنذري في الترغيب والترهيب, كتاب قراءة القرآنءالترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانءرقم مثنى وهي كل شيء أظل الانسان فوق رأسه كالسحابءوفرقان أي قطعتان أنظر الترغيب والترهيب للمنذريءج۲ء ص٠ ۳۷. ۹ > ت اھ سل ٢۲( رتف الي ی ص ار - ماروي عن أبي هريرة عن النبي - ي قال: « إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة: 4 الي بيده الك إن هذه الأحاديث تدل على أن لقرآن الكريم سبب من أسباب الشفاعة يوم القيامةء لمن قرأه وتدبر معانيهء وعمل بأوامره* ٠ *فإن قيل:كيف يشفع القرآن والصيام وهما عمل العاملين؟قيل له:قال رسول الله-يَيٍ: « يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب: فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك»" فقوله يجيء القرآن. أي ثواب قاريء القرآنء وقد جاء في صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله - يي يقول:« يوّتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تتقدمه سورة البقرة وآل عمران» وضرب لهما رسول الله - ييو -ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: «كأنهما غمامتان أو ظلتان سود أو أن بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما۰ ۰ أ ي خلق الله من يجادل عنه بثوابهما ملائكة, وكذلك يخلق من ثواب القرآن والصيام ملكين كريمين فيشفعان له؛ وكذلك إن شاء الله سائر الأعمال الصالحة”"" . شفاعة الصلاة على النبي وسوؤال الوسيلة له وزيارة فبره۔ ڪَي- : من أسباب الشفاعة التي بينتها الأحاديث الشريفة الصلاة على النبي- يَيْْوٍ- وهي يمعنى الدعاء والإستغفار لرسولنا الكريم ‏ وهذه الصلاة من الموّمنين لرسولهم الكريم يَأ تذكرهم بجهاده واستقامته على منهج الله رغم الأذى إلى أن نصره المولى ء وأعلى كلمته وأعز جنده؛ ونشر دعوته في أرجاء المعمورة فدخل الناس في دين الله أفواجا* ° ° والمؤمن ن الحق لابد أن تجيش في نفسه هذه الخواطر الإيمانية. والمعاني ۷ ) سورة تبارك. الآية:٠ ۸٨) أخرجه الترمذي في ستنه باب رقم (۹) ٠ ما جاء في فضل سورة الملك , ح رقم :(۲۸۹۱)ء ج٥ . ص ١٤٠٦۱ وقال : « هذا حديث حسن » . والحاكم في المستدرك على الصحيحين . كتاب فضائل القرآن ٠ ج٠ ٠ ص١٥٠٠ ء وقال عنه : « هذا حديث صحيح الإسناد». ۹) أخرجه أحمد في مسنده ١۱ء ص٦ ۸٤ء وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب فضائل ج ١ص6 ° °ءوقال عنه: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه». و انظرالهيٹمي في المجمع. ج۷ءص١۰٦۱. ٠)) أخرجه مسلم في كتاب فضائل القرآن. باب فضل قراءة القرأن وسورة البقرة.ج۲ءص۹۷٠ءص ۱۹۸٠ء في مسندهء رقم ح: ج ۱۳ء ص٦٤ ٤. ٢)القرطبي,التذكرةءدار الحديث.ص٠٦٠۲۰. ۰ ‏ر‎ a A 3 0 الجهاديةء وهو يذكر النبي ويصلي عليه ويدعو له ويناء عليه يكرم الله تعالى ذلك المؤّمن الذي سأل الله الوسيلة لرسوله- ييو فتحل له الشفاعةء كما جاء في الأحاديث الشريفة ومنها: - ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي- يَيْْوٍ-يقول: «إذا سمعتم الموّذن فقولوا مثل ما يقولء ثم صلوا عليء فإنه من صلى علي صلاةء صلى الله عليه بها عشراء ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنه لا تنبغي إلا لعبد من عباد اللهء وأرجو أن أكون أنا هو ء فمن سأل لي الوسيلة حلت له - ما روي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ييو قال:«من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدتهء حلت له شفاعتي يوم القيامة”"“ . - قوله - يَأ « من صلى على محمد وقال:اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم )١٤۱۲( القيامة وجبت له شفاعتي» أما زيارة قبر النبي - يَيِْوٍ- فالخلاف فيها بين العلماء ظاهرء وذلك من حيث الجواز أو الوجوب أو الكراهة أو الندب* ٠٠ء وليس هذا موضوع بحثناء وإنما هو في ثبوت الشفاعة لمن زار قبره- يَية-. هذا ء ويما أن زيارة قبره- هي مما يذكر الموّمن برسول هذه الأمة وسلفه المجاهدين, فإن ثبوت تلك الشفاعة يعتمد كذلك على الدليل من أحاديث المصطفى - يَأ على أن بعض العلماء قد ضعفهاء إلا أن زيارة القبر وحدها لا تكفي لثبوت شفاعة ٢) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة ء باب القول مثل قول الموْذن لمن سمعة ٠ ج ۲ء ص٤. وأبو داود في كتاب الصلاة , باب ما يقول إذا سمع الموْذن رقم ح :( ۰ ج ۱ء ص ١٤٤۱. ٢٣ ) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسيرء باب قوله تعالى: (عسى أن يبعثك ريك مقاماً محمودا)ء رقم ب:( ١۱)؛ رقم ۱ء ص۸۱۷: والترمذي في سننهء باب رقم: (٤٤)ءبعنوان :ما يقول الرجل إذا أن الموّذن من الدعاءء رقم: جح( )ج اء ص ٤١٤ ءواين بي عاصم في كتاب السنهء رقم ٥١۳۹ء وأبو داود في سننه في كتاب الصلاةء باب ما جاء في الدعاء عند الأذانءرقم ص١٤ ١ءوابن ماجة كتاب الأذان والسته فيها باب ما يقال إذا أذن الموْذنء رقم ب:(۱۷)ءرقم ح:(۷۲۲) ج ۲ء ص ٤ ) أخرجة الطبراني في المعجم الكبيرء برقم المعجم الأوسط , ١۳۲۲ء وابن أبي عاصم في كتاب السنةء الألباني في نفس الكتاب ثم قال: «إستاده ضعيفء ورجاله ثقات غير وفاء بن شريح الخضرمي فهو مجهول الحال وابن لهيعة سيء ج۲ءص ٠٥۳۹ء وانظرالهيثمي في ج ١٠ء ص ۳١۱. س ,فة ا ٦۳ ا خرو النبي - ما لم يتمسك الزائر بتعاليم الإسلام وواجبات الدين. فالنبي- ية يرد على حوضه أناس يعرفهم ويعرفونه إلا أنهم بدلوا وغيروا من بعده؛ فيبعدهم ويطردهم: ومن هنا كانت زيارة القبر من أسباب الشفاعة لمن صدق في زيارتهء بتطبيق أوامر المزورء والعض بالنواجذ على سنتهء ومن الأخاديث الدالة على هذه الشفاعة ما يلي: - ماروي عن ابن عمر- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله «من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة»“" . - ما روي عن عمر أنه قال : سمعت رسول الله يقول: «من زار قبري أو قال: ن زارني كنت له شفيعا أو شهیداء. ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم - ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الله - يَيءٍ-: « من زار قبري وجبت له شفاعتي» (۱۲۷) والأحاديث في الزيارة كثيرة إلا أننا لسنا في إطار جمع تلك الأحاديث بل في إطار التمثيل لكل شفاعة بنقل أقوال من أثبتها من العلماء . بغض النظر عن رأي الباحث فيهاٴ في هذا الموضع حتى يتضح للقارئ أنواع الشفاعة بصورة مجملة“ . الشفاعة بسيب كثرة السجود: السجود لله رمز العبوديةء وهو عبادة يبرهن الإنسان من خلالها عن خضوعه لأمر ٥) أخرجه الطيراني في المعجم الأوسط عن ابن عمرء رقم ح: ج٥ء ص١ ١ءوفي المعجم الكبير برقم (١٤۱۳۱)› ۲ء ص ١۹ء وانظرالهيثمي في المجمع؛ ج ٤ءص۲ءوقال عنه : « رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه مسلمة ين سالم وهو ضعيف» وقال الحافظ بن عبد الهادي في الصارم المنكي ص۲۸: «حديث ضعيف الإسناد منكر المتن لا يصلح الاحتجاج به ولا يجوز الإعتماد على مثله ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستةء ولا رواه الإمام أحمد في مسنده ولا أحد من الأئثمةء ولا صححة إمام يعتمد على تصحيحه». ١ ) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان. . باب في المتاسك فضل الحح والعمرة .ص۹ في السنن الكبرى كتاب الحجء باب زيارة قبر النبي رقم ب:( ۳۳۹). ٠ رقم ح:(۲۷۳١۱) ج ٥ص۲ ١ ٤ءوقال: «هذا سناد مجهول». ۷ ) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان, باب في المناسك فضل الحج والعمرة. وانظرالهيثمي في المجمعء ج ٤٠ ص ۲ء وقال: «رواه البزار وقيه عبد الله بن إبراهيم الفغفاري وهو ضعيف». ۸ ) لقد أورد الإمام السيكي طرق أحاديث الزيارة ورواتهاء ء وقوى تلك الطرق بالجمع بينهاء إلا أن العلامة محمد بن أحمد الهادي رد عليه بما يفيد تضعيف تلك الأحاديث ونكارتهاء . كما ضعف محمد الألباني أحاديث الزيارة جامعاً أقوال العلماء في ذلك في كتابه« إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل». ۲ج٤ المكتب الإسلامي ٠ بيروت, ٠٤٠-١۹۸٠ مء ١ء وانظر:تقي الدين السبكي.« شفاء السقام في زيارة خير لجنة التراث العربي. بيروتء ص۲-٠۲ء ومحمد بن أحمد بن عبد الهادي. الصارم المنكي في الرد على السبكي. مطيعة الإمام؛ مصر. ص ~~ ہہ j 2 ۳۷ € 7 ت الله . واستسلامه لحكمه . وقد أمر الله تعالى عباده بالسجود له في آيات كثيرةء ونعى أولئك الذين يقروّون القرآن ولا رغم ما في القرآن من آيات بينات وحكم وأمثال: وقصص ومواعظ زاجراتء فلا غرو أن تكون هناك شفاعة للذاكرين الساجدين العابدين تحط من هفواتهم؛ وترفع من درجاتهمء ومن أدلة ذلك: - ما روي عن زياد بن بي زياد مولی بن مخزوم عن خادم للنبي - ييو رجل او امرأة- قال:« كان النبي- ييو - مما يقول للخادم: «ألك حاجة؟» قال:حتى كان ذات يوم فقال : يا رسول الله حاجتيء قال: «وما حاجتك»؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة. قال: « ومن دلك على هذا؟» قال ربي. قال:«أما لا فأعني بكثرة السجود»”"". - ماروي عن مصعب الأسلمي قال: انطلق غلام لنا فأتى النبي - ييو فقال: «أسألك ان تجعلني ممن تشفع له يوم القيامة. فقال:«من علمك أو أمرك أو دلك؟ فقال «ما أمرني إلا نفسي»ء فقال:« إني أشفع لك»؛ ثم رده فقال:«أعني على نفسك بكثرة شفاعة فعل المعروف: أمر الله تعالى عباده بفعل المعروفء وحث على ذلكء وجعل من علامات الإيمان ومنارات الإحسان ما يصدر من الإنسان من قول وعملء وهو القائل سبحانه: ْوَتَعَاونُوا على البْر وَالتَّفَوَى ولا تَعَاونُوا على © . ومن هنا كان للفعل الطيب الصادقء الذي يخرج من الإنسان بحسن نية أثره الإيجابي على البشر أفراداً وجماعاتء فكان فعل المعروف على اختلاف أنواعه وأصنافه مما يشفع للموّمن المتصف به يوم القيامة بدليل: - ما روي عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - ييو في قوله: فيوفيهم أجُورِهُم ويزيدهم من فَضْله”"" قال:« أجورهم يدخلهم الجنةء ويزيدهم من فضله: ۹ ) أخرجه الطبراني بلفظ مقارب في المعجم الكبيرء رقم الحديث ج ٠۲ء ص ٥٠ء وانظرالهيثمي في مجمع الزوائد بلفظ مقارب باب ما جاء في الشفاعة ج١٠ءص۹٠۳ءوقال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».وأورده كذلك بتفس اللفظ في المجمع باب فضل الصلاةء ج۲ءص ٤ أحمد ورجاله رجال الصحيحء. ٠) أخرجه الطبراني في المعجم الكبيرء رقم ح: ج۲۰ء ۱١ ) سورة :المائدة,الآية:۲ ۲٣ ) سورة :النساءءالآية:۱۷۲ 0 O birr 4 الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا»”""ء وهذا لا يثبت كما سيأتي إن شاء الله. المطلب الثالث : الشفاعة المتعلقة بالأشخاص ودليلها : لقد ثبتت شفاعة الأشخاص من الأنبياء والشهداء والعلماء * ٠ * بنص حديث النبي كي - وهي تدل دلالة واضحة على مكانة ففي الحديث عن أبي أمامة عن رسول الله- ي أنه قال:«يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل أحد الحيين ربيعة ومضر»" وقال: « رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره»" ومن هؤْلاء الفقراء والصالحون فإن لهم جاهاً كبيرا في الدنيا والآخرة تدفع بدعائهم الشدائد. ريهم ينصر الخلق ويمطرون؛ ومن دعوا له في الدنيا فلح ومن شفعوا له في الآخرة سُفْعوا فيه وكذلك العلماء والداعون إلى الله الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر"" ومن أنواع الشفاعة المتعلقة بالأشخاص: شفاعه الأنياء - عليهم السلام س1 لا خلاف بين الأمة في ثبوت شفاعة الأنبياء إجمالاء فهي ثابتة بنص الحديث الشريف"" › إلا أن بعض العلماء خص النبي- يي ببعض الشفاعات التي لا يشاركه فيها احد. ۳٣ ) أخرجه الطبراني قي المعجم الأوسطء رقم ج٠٦ءص ٣ أيي عاصم في كتاب السنةء رقم ‎(AE‏ ‏جءص ۸١ ٤ءوقال الألباني في تخريجه: «إسناده ضعيفء رجاله موثقون غير اسماعيل ين عبد الله الكندي». أورده الذهيي فقال:ءعن الأعمش وعنه بقية بخبر عجيب منكره؛ والحديث رواه الطبراني في الأوسط والكبير. وابن مردويه من هذا الوجه.وقال اين كثير في تفسيرهء ج ١ءدار المعرقة.ص١۹:«هذا إسناد لا يثبت». وانظرالهيٹمي في المجمع ٠ ج ۷ء ص عنه:«رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عبدالله الكندي ضعفه الذهبي من عند نفسه, فقال:«أتى بخبر منكر»ءوإذا كان هذا الدليل بهذا الضعف فلا أرى صحة هذا النوع من الشفاعة المتعلقة بالعبادات إلا إذا ثبت لها دليل أخرء وكان صحيحا. ٤) أخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ مقارب في كتاب الإيمان. ٠١.ص ١۷ء وينفس اللفظ في كتاب معرفة الصحابة ص۸٠ ٤ءمن حديث عبد الله بن أبي الجدعاءء وقال:«صحيح الإسناد»» وأحمد برقم (۱٠۸١۱)ء ج۱۲ء ص ۷٤ ءورقم )١۱ ۱ )ج٦ .ص۲۳۸ ءورقم(۲۲۱۹۸) ءج ٦۱ء ص۱۳ ءورقم( ٢ )ج ٦ء ص ۸٤ء والهيٹثمي في مجمع الزوائدء ياب شفاعة الصالحين.ج ١٠ء ص «رواه أحمد ورجاله ثقاة» ءوالمنذري في الترغيب والترهيب في كتاب البعث وأهوال يوم القيامةءفصل في الشفاعة وغيرهاءرقم ح:(١٠٠)ءج ٤ء ص٥4 ٤.والهيثميءفي موارد الظمآن بلفظ مشابه ء باب في شقاعة رقم ب: (١۱) ورقم ح: ج ۸ء ص ٥) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان . باب في الزهد وقصر الأملء في سننه بلفظ مقارب ونصه: «كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يويه له . لو أقسم على الله لأيره متهم البراء بن مالك». باب رقم:(09).بعنوان:مناقب البراء ين مالكء رقم 1۹ء في المعجم الأوسطء رقم الحديث: ج ١ء ص٤٠۲ وانظرالهيٹثمي في مجمع الزوائدء ج ٠٠ء ص٤٠۲. والمنذري في الترغيب والترهيب, كتاب التوية والزهدء الترغيب في الفقر وقلة ذات اليدء رقم ح: (©٤)ء جص ٢) أبو محمد عبد الجليل بن موسى الأندلسي القصري. شعب الإيمان. ط١ءدار الكتب ٤٦١٤ هص ٧۷) سيأتي ذكر تلك الأحاديث بالتفصيل في المباحث اللاحقة. ۹ 71 1 سسس رج ماعة الذد و9 ‎e‏ الحو ئ‘ س 4 4 فقد ذكرالعلامة ابن تيمية”" ثلاث شفاعات,أما الأو لى: فيشفع في أهل الموقف حتی یقضی بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء - أدم ونوح وإبراهیم وموسی وعیسی بن مريم-حتى تنتهي الشفاعة إليه-عليه وعليهم الصلاة والسلام. الشفاعة الثانية: يشفع في أهل الجنة أن يدخلوهاء والشفاعة الثالثة: يشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلهاء ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منهاء ثم قال:«والشفاعتان الأولى والثانية خاصتان بالرسول- يي أما الثالثة فعامة له ولسائر النبيين (۱۳۹) والصديقين وغيرهم» هذاء وذكر كثير من العلماء بأن هنالك شفاعة خاصة بالنبي- َي لا تكون لغيره وهي الشفاعة في عمه أبي طالب فقد أذن الله لرسوله- ييو أن يشفع فيه مع أنه كافر. ولكنها شفاعة لم تخرجه من النارء بل كان في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغهء قال الرسول- يي« لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»*" وليس هذا من أجل شخصية أبي طالب لكن من أجل ما حصل من دفاعه عن شفاعة الشهداء والصديقين : في كتابه العزيز مع النبيين عندما قال سبحانه أولئك الذين أَنْعَم الله عَلَيْهم من والصديقين و الشهداء*. ومن أجل هذه المرتبة وتلك المزية جعل الله تبارك وتعالى لهم شفاعةء بدليل ۸ ) أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (أبو العباس)الحرَاني الدمشقي الحنبلي. آية في كثير من العلومء وصاحب التصانيف ٠ ولد سنة ١ه ومات سنة ۷۲۸ه أنظر الذهبي: تذكرة الحفاظء ط٣٬ج ٤ء ص ١۹٤۱ء ط ٠٠۰ج ۱ء ص١٤٤ ۹ ) محمد صالح العثيمين شرح العقيدة الواسطية. للعلامة اين تيمية. ٦٥٠٤ ٠ه ج ۲ء دار ابن الجوزي ص۹١٦ ٠ ) أخرجه مسلمء في كتاب الإيمان. ياب شفاعة النبي- َو لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه؛ ج١ ص١۱۳٠ء وتص الحديث مروي عن العباس بن عبد المطلب. قال يا رسول الله:« هل نفعت أيا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال:نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من وأحمد في برقم (۱۷۸۹)ء جص ٥۳۷ قال اين الأثير: «الضحضاح في الأصل مارق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعيين فاستعاره للتار» الدرك الأسفل من النار:«أقصى قعرها جمعه أدراك ودركات وهي منازل أهل النارء والنار دركات والجنة درجات». انظر: مسند أحمدء ج۲ ٥١۲۷ء وعياص بن موسى اليحصبيء في إكمال المعلم بفوائد مسلم. كتاب الإيمان. باب شفاعة النبي يَف لأبي طالب برقم( ۹)ء رقم ح:(۹٢۲۰)ح ۱ء ص٦ ۹٥. ١ ) محمد الصالح العثيمينء شرح العقيدة الواسطيةء ,٥٤اه ج۲. ص١۷٠ ٢ ) سورة النساء , الآية:1۹. a £( 0 ا سے الأحاديث عن النبي- يل ومن ذلك: ما روي عن اُيي الدرداء-رضي الله عنه- عن النبي- يوم القيامة . ثلاتهة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء»* . - ما روي عن أبي الدرداء-رضي الله عنه-عن النبي- يَأ الشهيد في د سبعين من اهل بيتە»' . - ما روي عن عبادة بن الصامتء عن للشهيد عند الله عز وجل تسع خصال٠٠ إلى قوله:«ويشفع في سبعين من أقاربه»'"ء وأرى أن شفاعة الشهيد اسبعين من أقاربه وأهل بيته لا تصح إذا كانوا من أصحاب الكبائر للآتي : - الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة الدالة على عدم الجواز كما سيأتي . - ان الإسلام لا يقيم للنسب وزناء وإنما الميزان في الإيمان الصادق والعمل الصالح وهذا مبداً إسلامي وأساس من أسس الدينء ولذلك ندد الله تعالى بمقولة اليهود في قوله : وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن کنتم صادقین 0 - يبين الله تعالى لنا أن ذلك اليوم لا تنفع فيه القرابة ولا تجدي فيه الصحبة, إلا ما كان قائما منها على التقوى في آيات كثيرة يفهم منها التحذير من التعلق بمثل هذه الأماني فالله تعالى يقول: $ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا ٢ ) أخرجة ابن ماجة في سننه كتاب الزهد (۳۸). .رقم ح: باب:۳۷ءج٥ءص ١1۸۳ء وأحمد البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد اين ماجة عن عثمان بن عفان. باب ذكر الشفاعةء رقم ح: ص ثم قال:« هذا إسناد ضعيف لضعف علاق بن أبي مسلم». وفي اسناده عنبسه بن عبد الرحمن وهو متروك عن علاق بن ابي مسلم وهو مجهول. وقال العراقي في الأحياءء ج ٠ء ص٤ ٠.«ضعيف».وقال البخاري في عنبسه «تركوه» وقال أبو حاتم :« كان يضع الحديث». وأورد هذا الحديث العقيلي في كتاب الضعفاء في ترجمة عنبسه هذاء وقال:« لا يتابع عليه»ءوقال المزي عن علاق بن أبي مسلم:« شيخ مجهول لا يروي عنه غير عنيسه بن عبد الرحمن وهو من الضعفاء المتروكين». ولمزيد بيان انظر: جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي: تهذيب الكمال في اسماء الرجالء تحقيق الدكتور بشار عواد معروفء ط ٠۰ج ۲۲ءموْسسة الرسالة . بيروتء ١٤ ۱ه -۱۹۹۲مء وانظر: محمد الآلباني. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة. ط١ء ج١ء مكتبة المعارف للنشر والتوزيع. الرياض. ١١٤ ھ٦۱۹۹م ص۱۲۹ء ج٤ء ص٥٤٤ 16٤٤ء وانظر: محمد بن عمر بن موسى العقيلي في كتاب الضعفاءء تحقيق حمدي السلفي .ط اء دار الصميعي. الرياض, ص١۷٠٠, انظر: عبد الرحيم بن الحسن العراقي. المغني عن حمل الأسفار. ط ١ء مكتبة دار طبرية, الرياض ٠ ١٤٤ ٠ه-١۱۹۹م. ٤ ) أخرجه أيو داود في سننه. كتاب الجهادء باب في الشهيد يشفع. ح رقم: ٣ء ص١١ .والبيهقي في السنن الكبرىء كتاب السيرء باب:«الشهيد رقم ب: (°۲ ١). رقم ح: ج۹ ص۲۷۷. ٥ ) أنظرالهيٹمي في مجمع الزوائدء ج٥ ص۲۹۳. ١ ) سورة البقرةء الآيه:٠ ۱٠ کے ھ 4 س ر ‎e‏ ر ‎n‏ ٤ س( ‎Ni‏ ¥ 44 يتسآءلون ۷(4 ۱( ويقول: 9% الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 0 ويقول: يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه”"" وغيرها الكثير من الآيات الدالة على هذا المعنى والمحذرة من الوقوع في هذا المسلك. - لو كانت هذه الشفاعة صحيحة لكان النبي- يي هوالأولى بأن يشفع لقرابتهء وقد ثبت في الصحيح أنه حذر بني عبد مناف وبني عبد المطلب وفاطمة وأم الزبين بن العوام... من الإغترار بدعوى الشفاعة ومرتبة النبي- يَيْةٍ- أعلى المراتبء فلو صحت هذه الشفاعة لكانت في حق قرابة الرسول- ييو أولى من الغير. شفاعة العلماء العاملين : إن العلماء العاملين هم ورثة الأنبياء كما أخبر النيي-يَيِْوٍ-لأنهم أكثر الناس خشية العْلَّماء* كما أنهم يعرفون شرع الله تعالىء ويطبقون أمرهء ويقيمون حدوده على الأرضءولذلك كانت مسئوليتهم عظيمة في الدنيا والآخرةءلعظم قدرهم ٠*٠٠ وعليه فقد أكرمهم الله تعالى إذ أذن لهم بالشفاعة بدليل: - ما روي عن عثمان بن عفان أن النبي - يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم - ما روي عن أبي أمامة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله : «يجاء بالعالم والعابد فيقال للعابد أدخل الجنةء ويقال للعالم قف حتى تشفع للناس»”*“ ء ۷ ) سورة ۸٨ ) سورة الزخرف ءالآيه:۷٦ ۹ ) سورة عبس ٠ ) سورة فاطر.الآية:۲۸. ۱ ) سيق تخريجه٬ وهو ضعيف. , ۲٢ ) ينظر المنذري في الترغيب والترهيب في كتاب العلم؛ الترغيب في العلم وطلبهء رقم ح :(۱۳۳)ءج ۱ء ص ۸۰. ; PR 7 ‏الاخ و‎ ۳ >A ۳ ‏س م الاخ 9 سس‎ 1 7 < 4 شفاعة الأولاد : الأولاد نعمة من نعم المولى جل وعلاء وهم زينة الحياة الدنيا المالٌ وَاليَنُون زينَةٌ الحّياة الّنْيا"" ٠ ولذلك كان الولد الصالح أنفع لوالديه مما قد يخلفانه من زينة الحياة الدنيا وكنوزهاء فرب دعوة يدعو بها لوالديه في جوف الليل مع إخلاص نية, وحسن طويةء وتوجه صادق يقبلها الله تعالى منهء وهذا ما دلت عليه الأحاديث ومنها: - ماروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله يي الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنةءفيقول:«يا رب أنى لي هذه؟ فيقال: باستغفار ولدك لك»* ٠ ورفع الدرجة من أنواع الشفاعة. - ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول- من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنةء وقال: يقال لهم أدخلوا الجنةء قال: فيقولوا حتى يجيء أبوانا. قال: ثلاث فيقولون: مثل ذلك فيقال لهم: « أدخلوا الجنة أنتم وأبواكم»”°" . ورغم ما قيل من ضعف في بعض الأحاديث الدالة على بعض هذه الأنواع من الشفاعة المتعلقة بالعبادات ؛فقد تكون هنالك أحاديث صحيحة جاءت من طرق إلا أنني لست في إطار جمع تلك الأحاديث ودراسة أسانيدهاءوبيان صحتها من ضعفها ء واإنما أر دت التمثيل لكل نوع من أنواع هذه الشفاعات المتعلقة بالعباداتء التي كثيرا ما ذكرها العلماء في كتبهم بذكر حديثين أو ثلاثة مع بيان ما قيل فيهءوقد جعلت الفيصل في كل ذلك هو أن العبادة أيا كانت إنما تشفع لمن صدق في عبادته بأدائها على أكمل وجه .مع اخلاص النية وحسن الطوية.......إذ كيف يشفع القرآن لمن لم يقرا حرفا واحدا ۳٣ ) سورة الكهف. الآية:٤٦ ٤. ٤ ) أنظرالهيثمي. مجمع الزوائد . ج٠ ٠ءص١٠۲.والبيهقي في السنن الكبرى كتاب النكاح: باب الرغبة في النتكاح. رقم : جح )ج۷ ٥ ) الطبراني في المعجم الكبير ولم يكمله من طريق أم سليم بنت رقم ح (٢۲۰)ء (٠٠۲)ء ص١۲٠ وأنظرالهيثمي في مجمع الزوائدء ج ٣ء ص١ءوذكر حديثا آخر يحمل هذا المفهوم عن حبيبه أنها كانت عند عائشةء فجاء النبي- يہ حتی دخل عليها . فقال:«ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة قيقال لهم: ادخلوا الجنة . فيقولون : حتى يدخل آبارْنا . ثم قال الهيثمي بعد أن أورد هذا الحديث. «رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أيي بكرة ولم أجد من ترجم له» . مجمع الزوائدء في الستن الكبرىء كتاب الجنائزء ياب ما يرجى في المصييبة بالأولاد إذا احتسبهم رقم ح: ج٤ءص۱۱۳. ‎a A‏ 0 )۲ہ سسس ۲ فاع الأخروين. | € ر ٣٤ ‎We‏ ‏منهء ولم يطبق حكما من أحكامه.بل كيف يشفع لمن سعى إلى مخالفته عن عمد وقصد .غير متذكر لما فيه من الآيات البينات والعبر والأخبار....وكذلك الحال في بقية العبادات.إذ هي تشفع لمن صدق في عبادته وليس فيمن جعلها عادة فقطء فخالف ما تدعوه إليه العبادة. ‎ ‎ ‎ ‎ <: Mr ۹ My 4۸ €» A ۳ : ‏پا‎ $ ۱ n. A Ê (e E المبحث الثالث الحكمة من الشفاعة وأثرها للشفاعة حكم كثيرةء ومزايا عديدةء فما من شيء أثبته المولى جل وعلا إلا ويحمل في طياته الخير للإنسانية في آجلها وعاجلهاء لأن الله تبارك وتعالى هو خالق الكون وما فيه؛ وهو العليم بمصالحه ء والبصير بشوونهء والخبير بمجرياته؛ ولذلك كانت تشريعات القرآن الكريم والسنة النبوية تحمل حكما تعود بالنفع للبشر أفرادا وجماعات: منها ما يمكن للإنسان إدراكه بحسب قدرته العقليةء وفطرته الطبيعيةء ومنها ما لا يمكن له إدراكه مع إيمانه التام بأن ذلك الأمر فيه مصلحة لا محالهء ومنفعة عاجلة أم أجلةء دنيوية أم أخْرَويّة ‏ وَمَا كان لِمُْمِنِ ولا إذا قضّى الله وَرسُوله أمراً أن يكون لَهُم الخيرة من امهم ومن يَعْص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا»”*" . المطلب الأول : الحكمة من الشفاعة : إذا علمنا أن الشفاعة مما ثبت بالدليل الشرعيء فلا بد من أن تكون لها حكم وآثارء وسوفت نتحدث في هذا الميحث عن ب كما يلي: الحاجة إلى رحمة الله: إن الإنسان وهو يعبر هذه الحياة الدنيا بما فيها من الأفراح والأحزان؛ لا بد له من استشعار عظمة المولى جل وعلاء تلك العظمة التي تضعه بين الخوف والرجاء فلا يُغلب جانبا على آخر لأنه إذا غلب جانب الخوف قنط من رحمة الله الواسعةء وإذا غلب جانب الرجاء أمن مكر الله ء ولم يخف عقوبته ‎a‏ والإنسان بحاجة إلى رحمة الله سواء كان في حياته الدنيا أم في حياته الآخرة, لأنه المفتقر إلى مولاهء المحتاج إلى عطفهء والله تعالى لطيف بعباده؛ يريد بهم الخير ولا يريد 2 \ ) اقتد قدیست هذه الحكم من کتاب الالهيات للسبحاني.الدارالاإسلامية.ج ۲ء ص٤ _ _— بهم الش يريد الله بِكُم اليُسرَ ولا يريد بكم الحُسر وقد فتح الله لعباده أبواب رحمته؛ وحذرهم من بطشه ونقمته: قل يا عبادي الذين َسْرَفُوا على أَنْفْسهم لا تَفَنَطوا من رَحْمَةَ الله إن الله يعفر جميعاً إِنَهُ هو الغفور ولقد فتح المولى لعباده باب التوبة: ل يُريدُ الله ليُبِينَ لكُم وَيَهْدِيكم الذِين من قَبلَكم وَيَتُوبً عَلَيْكُم الله عَليم حكيمْ. والله يريد أن يَتُوب عَليكم ويريد الذين َتَبعُون الشّهوات أن تميلُوا مُيْلاً عظيماًء. يُريدُ الله أن يُخَففَ عَنكم وخلق الإنسان ضَعيفاڳ". وذلك لأن الإنسان - مهما كان- لا يخلو من ذنب مهما بلغ من المرتبة والمكانة والفضل إلا الأنبياء والمرسلين: ولا تَرَكُوا أَنفُسَكُم هو أَعُلَمْ بمن ومع تلك التوبة التي كتبها الله تعالى لعبادهء وهي واجبة على الإجمالء فإن الإنسان بحاجة إلى تلك الرحمة الإلهيةء إذ قبول التوبة منوط به سبحانهء ومتوقف عليهء فإن شاء قبلها وإلا ردهاء لا سيما وأن للتوبة شروطاً ذكرها العلماء حتى تقبلء وعليه تظهر لنا أهمية الشفاعةء على أن الفوز بالسعادة في الدار الآخرةء وإن كان يعتمد على العمل أساساء إلا أن هذا العمل لا يكفي ولا ينفع ما لم تنضم إليه رحمة الله تعالى الواسعةء قال تعالى: ونو يَُآخِذ الله بظلمهم ما تَر عَليْهَا من دابة ولكن يُوَخْرهُمِ إلى أجِل, مُسَّمّى“ وقال تعالى: ونو يؤآخذ الله النَاسَ بما كسَيُوا ما رك على ظَهْرِها من دا . ففي الشفاعة تكريم للشافعين. ورفع شوُونهم على رووس الأشهادء وإفاضة الكرم الإلهي على المشفوع له. هذاء ومع ثبوت الشفاعة يوم القيامة كسبب من أسباب رحمة الله الواسعةء ومع وجود الخلاف في شمولها لمن مات مصرا على كبيرته ولم يتب فإن الإنسان لا ينبغي له أن يعطي نفسه هواهاء ويتمنى على الله الأماني فيتواكلء ويعتمد على شفاعة الشافعين, لأن سوھ ۸)) سورة البقرة, الآية ١۱۸. ۹ ) سورة الزمر ٣٥° ٠ سورة الآية:٩ ١) سورة النجم. ۲ سورة النتحلءالآية:۱١٦ ۳ ) سورة فاطر , الآية: ٥4. سلا ‎N‏ 1 س مناط السعادة بالأعمال الصالحة النابعة عن عقيدة راسخة مستحكمة في القلبء مهيمنة على الفكر والعقلء مسيطرة على المشاعر والأحاسيس والوجدانء بحيث يعمل الإنسان بمقتضاهاء إذ هي المؤثر في نفسه والموجه لسلوكه, والمنبه لقلبه فإذا زاغ بصره؛ وانحرف فكره وغلبته نفسهء عاد إلى مولاه راجياً رحمتهء عاملاً بأسباب الفلاح والنجاةء مبتعدا عن أسباب الهلكة: لإوالذين إذا فُعلوا فاحشة أو ظَلموا أَنفسَهُم ذَكرُوا الله فَاسْتَّغْفْرُوا لذنوبهم ومن يعفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يمون“ . إلا أن قبول دعوته وتحقق تويتهء وصحة إنابته لا يعلمها إلا اللهء فكان بحاجة إلى شفاعة الشافعين حتى يرحم برحمة الله تعالى مع توبته وإنابته. الحكم والسلوكية : لقد مرسابقا أن جمهورالأمة ية يثبتون الشفاعة للموحدين إجمالاء وينفونها عن والخلاف في ثبوتها لأصحاب الكبائر المصرين عليهاء ولذلك اختلفت وجهة نظرهم فيما يوُول إليه ذلك الإعتقاد من آثار تربوية وسلوكية. فمن لم ير جواز الشفاعة للعصاةء نظروا إلى أن القول بجواز الشفاعة لهم يوجب الجرأةء ويحيي روح التمرد في العصاة والمجرمين. وتقييد الشفاعة بالتوبة يتسبب في إصلاح سلوك المجرم وإنابته والتخلي عن التمادي في الطغيان, لأن الإنسان إذا علم أن النبي- سيشفع له بمجرد انتمائه للإسلامء ونطقه للشهادتين وفعله لما يستطيعه من الفرائض والواجبات- وإن قصر في كثير منها- يكون كافياً لدخوله الجنة وتتعمه فيها مع غيره من الموْمنينء سوف يتمادى في تطبيق الأمور الشرعية كاملةء ولن يستقيم تلك الإستقامة التي يريدها الله ورسوله ذلك لأن الجنة أصبحت مضمونة عندهء وإن مسه لفح النار فإنما هو لأيام معدودات, ثم يخرج منها بشفاعة الشافعين إلى جنة الخلدء طالما أنه شهد شهادة التوحيدء وإن ارتكب الكبائر ووقع في الجرائم والموبقات: فظلم الأبرياءء واعتدى على الشرفاءء وغش الأمةء وتسلط على الضعفاء * ° ٠ ٠ إلغ. ۶٦ ) سورة آل عمران. > ر 0 ي ۹ س۷( والحق : أن هذا هروما تشاهده اليوم في عالمتا المعاصن إذ ل يعرف من الإسلام إلا الإنتماء والاسمء ولم يعرف من الدين إلا رسمهء فابتعد كثير من الناس عن جوهره وحقيقتهء فكم نرى من أناس يؤْدون صلاة الجمعة فقط كل أسبوع وإذا تصحتهم وبينت لهم أهمية الصلاة المفروضة, قالوا: الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهماء وكم من اناس يُصرون على كبائر الذنوب والمعاصي كالزنى وعقوق الوالدين. والرباء والرشوة والغش» واللواط ٠ ٠ ٠ *إلخ ٠ ثم يقولون: نعلم أنها محرمة في دين الله إلا أننا من المسلمين؛ ومن أمة محمد - يَأ وهي مرحومة ونشهد الشهادتين ويبركة نبينا لن ندخل النارء وإن دخلناها سنخرج منها حتما بشفاعة الحبيب المصطفىء وفي هذا من الجرأة على الله سبحانه ورسوله ما لا يخفىء وكأن مناط السعادةء ومعقل الفلاح في النطق بكلمة التوحيد ولو كان الواقع لا يُصدقها ٠ والناطق لا يعمل بها . وهذا هو الغرور الذي حذرنا منه قال: « الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموتء والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»“" ٠ مع أن الله تعالى حذرنا أيما تحذير من الإغترار بالأماني والتعلق بخيوط من الأوهامء عندما قال سبحانه: لْلَيْسَ بِأمَانيكم ولا ماني أَهْل الكتاب مَنْ يَعْمَل به ولا يد لَه من دُون الله ولي ولا يقول السيد محمد رشيد رضا في القواعد الكلية التي شملتها سورة البقرة: «القاعدة السادسة: إن الجزاء على الإيمان والعمل معا لأن الدين إيمان وعملء ومن الغرور أن يظن المنتمي إلى دين من الأديان أنه ينجو من الخلود في النار بمجرد الانتماءء والشاهد عليه ما حكاه الله عن بني وما رد به عليهم حتى لا نتبع سنتهم فيه وهو: ‏ ذلك بأنهم قَالُوا لن تَمْسَنَا النَار إلا أياماً معدودوات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون 4%“ وما حكاه عن اليهود والتصارى جميعاً من قولهم لن يَذْخُل الجنَةَ إلا من كان هود أو تصارى 4“ ولكننا قد اتبعنا سنتهم شبرا بىشبرء وذرعا بذراع مصداقا لما ورد في ٥) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهدء ج۲ء ص٤٣ في المستدرك في كتاب الإيمان ج ٠ء ص۷١ وقال:« هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه». ومحمد القضاعي في مسند الشهاب, رقم ح: (٥۱۸)›ء جص ١٤۱٠ء وذكره الدكتور على محمد جمار في مسند الشاميين عن شداد بن أوسء برقم (۷٠۳)ء ج٠ءص ۳۲۱۳ء وضعفه بسبب وجود أبي بكر بن بي مریم وهو ضعیف ومتروكء مع أن باقي رواته ثقات, ثم ذكر أن الحاكم صححه في المستدرك ٠ ووافقه الذهبي على التصحيح. ١ ) سورة النساء, الآية:۲۴١ ۷ ) سورة آل عمران. الآية:٤ ۲ ۸ ) سورة البقرة.الآية:١۱۱. e سر م ا الحديث الصحيح. وإنما نمتاز عليهم بأن المتبعين لهم منا بعض الأمة لا كل الأمةء وبحفظ نص كتابنا كلهء وضبط سنة نبينا- يو في بيانهء وبأن حجة أهل العلم والهدى منا قائمة إلى يوم القيامة»`. وجاء في دائرة المعارف: « إن عقيدة الشفاعة أضرت بأكثر الأديانء وما هي إلا تحريف تقصّده الكهان ليكون لهم شأن عند الناسء وقد جاء الإسلام فقوم عقائد الأمم من هذه الجهةء فذكر الشفاعة ثم قال: ل من دا الذي يَشْفَع عِندَهُ إلا بإذنە”"ء وقال تعالى 4" فمتى علم المسلم أن الشافع والمشفع هو الله وأن لا أحد يمكنه أن يغني فتيلاً رفع وجهه من الإستشفاع بمثله, إلى الإستشفاع بربه؛ وناهيك بهذا بعدا عن الوثنية وقربا من الديانة . أما من رأي جواز الشفاعة للعصاةء وإن لم يتوبواء فإنهم يرون أن الشفاعة في الآخرة بصيص من الرجاءء ونافذة من الأملء فتحتها الشريعة الإسلامية في وجه العصاة حتى لا ييأسوا من روح الله ورحمته؛ ولا يغلبهم الشعور بالحرمان من عفوه فيتمادوا في العصيان, فالسبب في تشريع الشفاعة هو عينة السبب في تشريع التوبة في الحياة الدنيوية * °٠ وتظهر حقيقة الحال إذا لاحظنا مسألة التوبة التي اتفقت الأمة على صحتهاء فإنه لو كان باب التوبة موصدا في وجه العصاة والمذنبين. واعتقد المجرم بان عصيانه مرة واحدة يخلده في عذاب اللهء فلا شك أنه يتمادى في اقتراف السيئات باعتقاد أن تغييره للوضع الذي هو عليه لن يكون مفيدا في إنقاذه من عذاب الله فلا وجه لأن يترك لذات المعاصيء وهذا بخلاف ما إذا وجد الجو مشرقاء والطريق مفتوحا وأيقن أن رجوعه يغير مصيره في الآخرة فيترك العصيان ويرجع إلى الطاعة ومثل التوبة الإعتقاد بالشفاعة المحدودة( أي مع شروط خاصة في المشفوع له) فإذا اعتقد العاصي بأن أولياء الله قد ۹)) محمد رشيد رضاء تفسير المنارء ج ۱ء ص۱۱۲ ٠ ) سورة البقرة, ۱١ ) سورة الآية:٦۲ ‎Y۲‏ \ )محمد فريد وجدي.دائرة معارف القرن الرابع عشرءط ۲ج .طبع بمطبعة دائرة معارف القرن ١ه ۹٤۲۵مص ,۰۲ ٤ ۰ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ۹ خر > ی الأخرون. م )۹ہ ‎Er‏ 7 يشفعون في حقه إذا لم يهتك السترء ولم يبلغ إلى الحد الذي لا تكون فيه الشفاعة نافعةء فعند ذلك ربما يعيد النظر في مسيره؛ء ويحاول تطبيق حياته على شرائط الشفاعة حتى لا يحرمها* ٠٠ ٠ ومجمل هذه الشروط أن لا يقطع الإنسان جميع علاقاته العبودية مع اللهء ووشائجه الروحية مع الشافعين؛ ولا يصل تمرده إلى حد نسف جسور الارتباط"" . وأقول: يختلف الوضع بين التوبة والشفاعة للعصاة اختلافا كبيراء فالأول: فيه إنابة ورجوع وخضوع وندم وصدق مع اللهء وكل هذه المعاني تنعكس على التائب فتظهر في سلوكه الفردي والإجتماعيء إن هو يعاهد ربه على التمسك بالدين والإستقامة عليهء وعدم الخروج والاعوجاج عنه قيد أنملة, أما الثاني: ففي الغالب أنه لا يودي إلى آثار تريويةء ذلك لأن العاصي يعلم أن معصيته لن تكون السبب في دخوله النار بفضل تلك الشفاعة › وإن أدخلته النار سيخرج منها آجلا أم عاجلاء فالجنة بفضل توحيده - وإن لم يعمل بمقتضاه- مضمونةء ومن يرجع عن معصيته وهو يعتقد الشفاعة للعصاةء فإن رجوعه ذلك إنما هو بسبب خوفه من ربه إذ تكون التوبة سبيله إلى ذلك؛ ومن لم يعتقد الشفاعة للعصاة كان ذلك من باب أولىءعلى أن هتك الستر إنما يتحقق بالإصرار على كبيرة من كبائر الذنوبء حدر منها المولى سبحانهء وبذلك يبلغ الإنسان إلى الحد الذي لا تكون فيه الشفاعة نافعة إلا بتوبته منهاء بيد أن الإنسان مطالب بحفظ جميع علاقاته العبودية مع الله فلا يجوزله أن يفرط في واحدة منهاءوهذا ما بينته آي القران الكريمءفالله سبحانه وتعالى يقول:أفَتُومنُون بِبَعْض الكتاب وََكَفُرُون بِبَعْض, فَمَا جرَاءُ من يَفْعَل ذلك منْكم إلا زي في الحياة الدُنياء ويُومُ القيامة يُرَدُون إلى أشد العذاب. وما الله بغافل عما ٠ ويقول سبحانه: $ يا أيْها الذين آَمَنُوا اذْخُلُوا في السُلم كافة ولا تتَبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مُبِين 4 . المطلب الثاني : أثر الشفاعة : الأثر هو ما ينتج عن الشيء بسببه ء وللشفاعة - من هذه الناحية - أثار كثيرة فبفضلها يعجل الله فصل القضاء بين الخلائق ٠ وترفع درجات المؤّمنين ٠ وتقبل توية ۲ ) السبحاني, الإلهياتء بقلم محمد العاملي, الدار الإسلاميةء ج ۲ء ص٤ ٤۸. ۶٤) سورة البقرة, الآية: ٥۸ ٥ ) سورة البقرة. الآية:۲۰۸ _— _— س کے کر هھ ر« ‎A‏ ۱ ` ‎EEN ¢ Id 3 9‏ المخطئين ويتجاوز الله عن هفواتهم ....إلخء وخلاصة القول :هل في رفع الثواب أم في إسقاط العقاب ؟ هذا ما سنتحدث عنه - باختصار- في هذا المطلب مع ذكر ما تيسر من أثار الشفاعة كما يلي:- تخفيف أهوال القيامة بفصل القضاء بين الناس : لا ريب أن يوم القيامة يوم عصيب ء يشتد فيه الهول ويعظم الخطب ٠ حيث تنشق السماء ء وتتهاوى الأجرام وتزلزل الأرض ء وتتفجر ويتخلخل نظام الكون بأسره بأمر الواحد الأحد .... فيموج الناس بعضهم فوق بعض ء لا فرق بين كبيرهم وصغيرهم ولا غنيهم وفقيرهم؛ ولا رجالهم ونسائهم فيذوق الناس جميعهم هول المحشر . وعظم الموقف يقول سبحانە يا أيُها النَاسُ اتقوا ربكم إن زلرَلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت ٠ وتضع كل ذات حمل حملهاء. وتری الناس سکاری وما هم ولكن عذاب الله شديد 0 4 ویقول سبحانه 2 إذا انفطرت وإذا الكواكب انتثرتٌ وإذا البحار فجرت ٠ وإذا القبور بُعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت 4" . مثل وقوفك يوم العرض. عريانا والنار تلهب من غیظ ومن حنق إقرأً كتابك يا عبدي على مهل لما قرأت ولم تنكر قراءته نادی الجليل : خذوه يا ملائكتي المشركون غدا في النَار يَلتهبوا مُستوحشا قلق الأحشاء على العصاة ورب العرش غضبانا فهل تری فيه حَرْفا غیر ما کانا إقرار من عرف الأشياء عرفانا وامضوا بعبد عصى للنار عطشٌانا والمؤّمنون بدار الخُلد سُكانا ويوم القيامة يمتاز بكثرة أهواله ء وشدة طوله ء وما يلقاه فيه الناس من الخوف والقلق والاضطراب والتصب والهلع وذلك إلى أن يحاسب كل أحد منهم بما قدم في هذه الحياة الدنيا إن خيرا فخير ء وأن شرا فشر ... ويذلك تتجلى رحمة الله تعالى الواسعة في ١ ) سورة الحج . الآية :٠ . ۷ ) سورة الانفطار. الآية : ١-٤ . ۸ )ذكره القرطبي في التذكرة ص ۲۲۳ . ولم يعزه لأحد . د ‎j‏ ‏سا بت ي 7 ` 7 ۱ ‏م‎ ‎pro هذا الموقف ء إذ يأذن بالشفاعة لفصل القضاء بين الناس في ذلك الموقف العظيم وهي شفاعة لأهل الموقف جميعاً لتقريب ساعة الحساب وتعرف بالمقام المحمود على أرجع الأقوال وهي الشفاعة التي خص بها نبينا - يي - فهو وحده الذي يشفع لجميع الخلائق وتكون بإراحتهم من هول الموقف وتعجيل الحساب ... وقد وردت أحاديث ثيرة تدل على ذلك سنذكرها في محلها - إن شاء الله - . فتح أبواب الجنة وزيادة ثواب المؤمنين : هذا أثر من أثار الشفاعة باعتبار ما توّدي إليه وينتج عنهاء وذلك لما روي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - َي - : « آتي باب الجنة يوم القيامة ء فاستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد , فيقول « بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ^ . وهذا يُظهر لنا مكانة النبي يي - كما أن الشفاعة أيا كانت لا تكون إلا بأمر الله تعالى وإذنه . إاسقاط العقاب بتوفيت عذاب العصاة: لقد وقع الخلاف في هذه المسألة بين الفرق الاسلامية . وذلك من حيث أثر الشفاعة هل هو إسقاط العقاب أو زيادة الثواب ؟ فمن قيد الشفاعة بالتوبة ء قال : بأن أثرها في زيادة الثواب ولا يسقط العقاب عن المجرم العاصي على كبيرته إلا التوبة والإنابة . ولهم في ذلك أدلة من القرآن والسنة وهذا قول الإباضية والمعتزلة والزيدية ء ونحن نرى بأن هذا القول يتفق مع أصول ۹ ) اختلف الناس في المقام المحمود على خمسة أقوال : الأول : أنه الشفاعة يوم القيامة , قاله حذيفة بن اليمان وابن عمر - رضي الله عنهم - الثاني : أنه إعطاوّه عليه السلام لواء الحمد يوم القيامة . وهذا لا تنافي بينه والأول ٠ فإنه يكون معه لواء الحمد ويشفع . الثالث : ما حكاه الطبري عن فرقة منها مجاهد , أنها قالت : المقام المحمود هو أن يجلس الله محمدا- َل معه على كرسيه وروت في ذلك حديثا ء وهذا قول مرفوض ء٠ وإن صح الحديث فيتأول على أنه يجلسه مع أنبيائه وملائكته . الرابع : إخراج طائفة من النار. الخامس : ما روي أنه مقامه المحمود شفاعته رابع أريعة . انظر التذكرة للإمام القرطبي . ص ٢٠۲ . ٠ ) أخرجه مسلم , في كتاب الإيمان, باب في قوله- « أنا أول شفيع في الجنة» ج٠ في مسندهء رقم ح: )۲۳۳۷ \(« ج١ ص ٤١٤٤ء وذكره عياض بن موسى اليحصبى في إكمال المعلم لفوائد مسلم. كتاب الإيمان باب رقم: (۸0)ء جح (۱۹۷) جا ص٦0۸. ۸ > OL ‏س س سط‎ kirr 1 هذه المذاهب العقدية كخلود مرتكب الكبيرة إن لم يتب وعدم إخلاف الله لوعده ووعيده ل أما من أطلق الشفاعة لسائر الموحدين عامة فهم جمهور أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث ء وبعض الشيعة*" ء فأثر الشفاعة عندهم بالإضافة الى زيادة الثواب هو إسقاط العقاب عن الموحد إما إبتداء » أو بتوقيت عذابه إذ من أصولهم العقدية أن الموحد لا يخلد في النار أبدا ء كما أنه داخل في إطار الموّمنين بتوحيده والعمل شرط وقد يخلف الله وعيده ٠ وهذا هو شأن الكرماء ء ولهم أدلة من القرآن والسنة وسنتطرق الى أهم ما استدل به الفريقان مما يتصل بموضوعنا › ذلك لأن موضوع الرسالة محدد ولا يمكن أن يدخل فيه غيره. ١) سيأتي الحديث بإستفاضة عن أدلة وأقوال هذه المذاهب في الفصل الثالث - إن شاء الله - ٤ س ۹ r 4 bh Ad AE ج € خم ™ 7 2 Ê ۹ ‏ی‎ - م 3 اق ي > المبحث الأول السشماعة في القرآن الكريم المبحث الثاني شروط الشفاعة في القرآن الكريم المبحث الثالث الشماعة في السنة المبحت الأول الشماعة في القران الكريم ذكرت الشفاعة في آيات متفرقة من القرآن الكريم ء منها ما ينفي الشفاعة والشفيع: وأخرى تثبت ذلك بنسبة الشفاعة لله كلها . وعن طريق تقييدها بإذنه ورضاه ... إلخ ء وعليه لم يختلف علماء الأمة في ثبوت الشفاعة على الإجمال وإنما خلافهم في جوازها توجيه آيات الشفاعة بحسب ما يراه موافقا لعقيدته وملائما لمنهجه؛ء مستندين لذلك على آيات أخرى , وأحاديث نبوية تدعم أقوالهم وتساند آراءهم وسوف نتحدث عن آيات الشفاعة مع ذكر ما جمعناه من أقوال العلماء - لا سيما علماء التفسير - وكيف فسروا المطلب الأول : الآيات المثتة وأقوال العلماء : ما كشت الشفاعة : ١- قوله تعالى :$ قل لله الشْفَاعَة جّميعاً لَه ملك السّمُوات والأرض ثم إليه ترجعون ‎n‏ لقد أثبت الله تعالى في هذه الآية أن الشفاعة له جميعاء فلا يشاركه فيها غيره ءوأساس هذا الإعتقاد هو تفرده سبحانه بالأمر كتفرده بالخلق سواء يسواء ء فتفرده بالأمر يقتضي ويستلزم عقلا تفرده بالشفاعة كلها لأن الشفاعة من الأمرء كما أن الشاقع والمشفع له والمشقع لأجله من الخلق والجميع ملك له سبحانه , وكل شيء عنده بمقدار وأفعال الجميع بإذنه سبحانه وقدره بما في ذلك شفاعة الشافعين”“. يقول الإمام الزمخشري في تفسير هذه الآية : « أي هو مالكها ء فلا يستطيع أحد شفاعة إلا بشرطين : أن يكون المشفوع له مرتضى ء وأن يكون الشفيع مأذونا لە ۲ ) سورة الزمر,الآيه: 6 ٤. ۳ ) فاروق الدسوقي , الشفاعة ٠ سلسة كتب التصوف الاسلامي ؛ الكتاب السابع عشر ٠ ص١٠ بتصرف . Ã۱ REDRESS EEE ‎A‏ اه ‎Mr ‏1پ‎ ‏۲- قوله تعالى : لإْوَيَسْألُونكَ عن الجبال ٠ فقل ينسفها ريي نسفاً ٠ فيذرها قاعاً صَفْصَّفاً ٠ لا تَرَى فيهًا عوجاً ولا أَمْتاً ٠ يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ٠ وَخُشعت الأصْواتُ للرحمن فلا تَسْمَع إلا همسا ٠ يومئز لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له ٠ . ‏فهذه الآية الكريمة أثبتت الشفاعة مع تقييدها بالإذن والرضا ء فهي شفاعة مقيدة وليست مطلقة , ذلك لأن أمر الشفاعة - أولا وآخرا - إنما هو لله تبارك وتعالىء اذ هو العليم بمدى استحقاقهم والبصير بكل أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم . ويدل على ذلك ما بعدها حيث يقول تعالى: يَعْلِمُ ما بَيْنَ أيييهِم وُمَاخُلْفُهمٍ ولا يُحِيطُونَ به عِلْماً 4١“ أي : « يعلم ما تقدمهم من الأحوال وما يستقبلونه؛ ولا يحيطون به علما»”*. ‏قال الإمام الألوسي : « والمراد لا تنفع الشفاعة من الشفعاء أحدا (إلا من أذن ) في الشفاعة ( له الرحمن ) فالاستثناء من أعم المفاعيل و ( من ) مفعول ( تنفع ) وهي عبارة عن المشفوع له و (له) متعلق بمقدر متعلق بإذن ٠ وفي البحر أن اللام للتعليل . وكذا في قوله تعالى ‎ :‏ ورضي له قولا ‏ «أي ورضي لأجله قول الشافع وفي شأنه أو رضي قول الشافع لأجله وفي شأنه فالمراد بالقول على التقديرين قول الشافع وجوز فيه أيضا أن لا يكون للتعليل والمعنى ورضى قولا كائنا له فالمراد بالقول قول المشفوع , وهو- على ما روي عن ابن عباس- لا إله إلا الله المعنى عليه لا تنفع الشفاعة أحدا إلا من أن الرحمن في أن يشفع له وكان مؤْمنا ء والمراد على كل تقدير أنه لا تنفع الشفاعة أحدا إلا من ذكرء وأما من عداه فلا تكاد تنفعه وان فرض صدورها عن الشفعاء المتصدين للشفاعة للناس»”“ . ‏ونحو هذا الكلام ذکره الإمام الزمخشرى”* مختصرا في كشافقه والاإمام . في جامعه ء والإمام الرازي ٢ في مفاتيح الغيب . وذهب الإمام هود ‏٥ ) سورة طه , الآية: ١٠۰۹-۱٠ ‏١ ) سورة طه , الآيه: ١۱۱. ‏۷ ) الزمخشري . الكشاف ء دار الريان ٠ ج۳ ٠ ص ۸۹. ‏۸ ) الآلوسي ٠ روح المعانيء ج١٠ ء ص ٢٦9-۲٠٦۲ . ‏۹ ) الزمخشري . الكشاف. ج دارالریان ؛ ص ۹٩۸. ‏٠ ) القرطبي ء الجامع لأحكام القرآن ج ١۱ء د ار الكتاب العريي ‏ ص ٢٤۲ . ۱) الرازي , مفاتيح الغيب ؛ ح۲۲ : ص ۸١۱۱۹۰۱۱. ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎j |‏ س فاعة الاخروں. م سل 0۹ 7 ‏¥ 4 الهواري الى أن المقصود من له قولا أي التوحيد والعمل بالفرائض” ٠ ‏۲ قوله تعالى: $ ولا يَمْلك الذين يعون من دُونه الشفاعة إلا من شهد بالحق. ‏هذه الآية الكريمة تثبت الشفاعة يوم القيامة لمن شهد بالحق وهو يعلمه ٠ وقد تحدث المفسرون عن المقصود ب« الذين يدعون من دونه الشفاعة » فقيل بأن معنى ذلك: ‏ولا يملك عيسى وعزير والملائكة الذين يعبدهم هؤلاء المشركون بالساعة الشفاعة عند الله لأحد إلا من شهد بالحق ء فوحد الله وأطاعه ء وآمن على علم ويصيرة, لأن الشهادة عن غير علم بالمشهود به لا يعول عليها قاله سعيد بن جبير ومجاهد ....... وقيل : لا تملك الآلهة التي يدعوها المشركون ويعبدونها من دون الله الشفاعة إلاعيسى وعزير وذووهما والملائكة الذين شهدوا بالحق . فأقروا به وهم يعلمون حقيقة ما شهدوا به . إن هم يشهدون بالحق والوحدانية لله قاله قتادة“. ‏يقول الامام الزمخشري : « ولا يملك آلهتهم الذين يدعون من دون الله الشفاعة كما زعموا أنهم شفعاوّهم عند الله ولكن من « شهد بالحق » وهو توحيد اللهء وهو يعلم ما يشهد به عن بصيرة وايقان واخلاص هو الذي يملك الشفاعة وهو استثناء منقطعء ويجوز أن يكون متصلا ء لأن في جملة الذين يدعون من دون الله ٠ ‏هذاء ثم إننا نجد أن الإمام الطبري يرى أن أولى الأقوال بالصواب هو: أن الآية تعم جمیع من کانت تعبد قريش من دون الله يوم نزلت وقد كان فيهم من يعبد من دون الله الآلهة . وكان فيهم من يعبد من دونه الملائكةء فجميع أولئك داخلون في الآية ثم استثنى الذين يشهدون شهادة الحق فيوحدون اللهء ويخلصون له الوحدانية على علم منهم ويقين ‏۲ ) سورة طه , الآية : ‏۲ ) هود بن محكم الهواري تفسير كتاب الله ط١ .ج ۳ء دار الغرب الاسلامي , ,۱۹۹۰م ٠ء ص °۳ ‏٤ ) سورة الزخرف , الآية : ٦۸. ‏٥) ينظر الطبري , جامع البيان في تأويل القرآن ؛ ج ١۱ء دار الكتب العلمية بيروت . ص ۸٠۲ . والقرطبي ؛ الجامع لأحكام القرآنء دار الكتاب الغربي ٠ ط۲ ٠ ج١٠ ء٠ ص ١١۱۲ء والألوسي روح المعاني ٠ ح٥۲ ء ص ۷٠٠. ‏٦ ) الزمخشري , الكشاف, ج٤ دار الريان . ص ٢۱٦۲ . ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎m+‏ ی ‏بذلك , فهم يملكون الشفاعة عنده بإذنه لهم بهاء فأثبت للملائكة وعيسى وعزير ملكهم من الشفاعة ما نفاه عن الآلهة والأوثان باستثنائه الذي استثناه "٠ ‏وخلاصة الأمر: أن الآية الكريمة تنفي الشفاعة عن الألهة المعبودة من دون الله وتثبتها بإذنه تعالى لمن شهد بالحق وهم الملائكة والأنبياء ....... ففيها إثبات للشفاعة لمن شهد بالحق وهو يعلم ب بمقتضى شهادته وما يتبعها من خضوع واستسلام وانقیاد مطلق تام لأمر المشهود له ...ء يقول الإمام هود الهواري في تفسير الآية : « أي : وقلوبهم مخلصة بشهادة لا إله إلا الله يعلمون أنها الحق ويعملون بما يعلمون »" ٠ ‏٤ قوله تعالى : ل وَكُم من ملك في لا تغني شَفاعَتهم شيئاً إلا من بعد أن يَأذن الله لمن يَشَاءُ وَيَرْضَى 4%" ‏هذه الآية الكريمة كسابقتها تثبت الشفاعة لمن أذن الله له ورضي عنه ء يقول الامام القرطبي : « هذا توبيخ من الله تعالى لمن عبد الملائكة والأصنام ٠ وزعم أن ذلك يقريه الى الله تعالى , فاعلم أن الملائكة مع كثرة عبادتها وكرامتهم على الله لا تشفع إلا لمن أذن أن يشفع له» ”٠ . ‏۲ قوله تعالى : ل ونسوق المُجْرِمين الى جَهَنُمٍ وردا ٠ لا يَمُلكون الشفاعة إلا من اتَخَدَ عند الرحمن ‏أي هؤلاء الكفار لا يملكون الشفاعة لأحد ( إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) وهم المسلمون فيملكون الشفاعةء فهو استثناء الشيء من غير جنسه , أي لكن ( من اتخذ عند الرحمن عهدا ) يشفع , ف (من) في موضع نصب على هذا . وقيل : هو في موضع رفع على البدل من الواو في (يملكون) , أي لا يملك أحد عند الله الشفاعة (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) فإنه يملك وعلى هذا يكون الاستثناء متصلا ء وقيل : أي ; نحشر ا لمتقين وا لمجرمين ‏۷ ) الطبري . جامع البيان . ج١٠, دار الكتب العلمية ص ٢٠۲ بتصرف . ‏۸ هود بن محكم الهواري . تفسير كتاب الله , ط١ ٠ ج۲ ء دار الغرب الاسلامي؛ ص۳۹۷ . ‏۹ ) سورة النجم . الآية :٦۳. ‏٠) القرطبي . الجامع لأحكام القرآن . ط۲ ٠ ج۱۷ دار الكتاب العريي » ص ١٠٠ ٠ ولمزيد بيان أنظر الرازى ٠ مفاتيح الغيب ء٠ ص٦٠۲ . والزمخشري , الكشاف ٠ ح٤ . ص ٤٤٤ . ‏١ ) سورة مريم , الآية : ۸۷ . ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ 2 ل ‎hir 4‏ ولا يملك أحد شفاعة ل إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا 4 أي إذا أذن له الله في الشفاعة ا ‏والمعنى لا يملك العباد أن يشفعوا لغيرهم الا من اتصف منهم بما يستأهل معه أن يشفع وهو المراد بالعهد وفسرها ابن عباس بشهادة أن لا إله الا الله والتبرئ من الحول والقوة لا يرجو الا اللهء وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل أنه قال : العهد الصلاح ٠ وروى نحوه عن السدي وقيل : المراد بالعهد الأمر والاإذنء من قولهم : عهد الأمير إلى فلان بكذا إذاأمره به أي لا يملك العباد أن يشفعوا إلا من أذن الله عز وجل له بالشفاعة وأمره بها" وروي عن ابن جريج أن العهد هو العمل الصالح ء وروى عن قتادة أنه الطاعة“". ‏فالآية الكريمة وإن أثبتت الشفاعة إلا أنها شفاعة مقيدة لذلك المؤّمن الذي خاف الله تعالىء وحافظ على عهد الإستقامة والصلاح . ‏فلا يملك العباد الشفاعة إلا من اتخذ عهدا عند الله . بأن أعد لها عدتها فكان في الدنيا هادي مصلحا فيكون في الآخرة شافعاً مشفعا ء لا جرم أن ينالها في الآخرة على ‏مقدار هدايته في . ‏واتخاذ العهد عند الإمام الزمخشري : هو الإستظهار بالإيمان والعمل ”٠ وعند الإمام القرطبي : لفظ جامع للإيمان وجميع الأعمال الصالحة التي يصل بها صاحبها ‎05 ۷) ‏إلى حيز من يشفع ‏وعليه ينبغي للموّمن أن يكون محافظا على عهده الذي عاهد به مولاه ء فالله يقول: وَكان الله و لأن من ضيع العهد لم يأمن العقوبة ء ناهيك بأن هذه الآيات الكريمة تثبت الشفاعة بإطلاق ء إنما قيدتها بقيود » وحددتها بشروط سيأتي تفصيلها في المبحث القادم - إن شاء الله تعالى - : ‎ ‏٠ ) القرطبي . الجامع لأحكام القرآن. ج١٠ , دار الكتاب الغربي ء٠ ص ١١٠ . ‏۲ ) الألوسيء روح ١٠ء ص۱۳۷ ‏۲ ) الطبري.جامع البيان.ج ۸ء دار الكتب العلميهء ص۳۸۲ ‏٠ ) أحمد مصطفى المراغي ء تفسير المراغي , ط١ ءج١.دار الكتب العلمية بيروت ء متشورات محمد علي ٠ ص ٠۷ ٠ ) الزمخشري . الكشاف ء دار الريان ٠ ج۲ ٠ ص ۳٤ . ‏٠ ) القرطبي , الجامع لأحكام القرآن .ج١٠ ٠ ص ١١٠. ‏٢ ) سورة الأحزاب.الآيه:٠ ١ ‎> < AO o e A4 4 ‎mmm‏ سے ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ِ ® A 4. LR | عة الد ‎9A.‏ ‏ل٦( ر 0 1 ہے َ 4ے ‎birr‏ 1 ٦ قوله تعالى : $ ولا تفع عند إلا لمن أذن لَه ٠ حتى إذا فرع عن قلويهم قالوا ماذا قال ريكم ٠ قالوا الحق وهو العلي الكبير 4 فهذه الآية الكريمة تبين لنا أن الشفاعة لا تنفع في حال من الأحوال إلا لشافع أذن له فيها من النبيين والملائكة ونحوهم من المستأهلين لمقام الشفاعة ويكون المشفوع له يستحق الشفاعة . فلا تنفع شفاعة شافع كائنا من كان الشافع لمن شفع له إلا أن يشفع لمن أذن الله فى الشفاعة له ..... والله لا يأذن لأحد من أوليائه في الشفاعة لأحد من الكفرة به`" ٠ يقول الإمام القرطبي : « أي ان الشفاعة لا تكون من أحد هوّلاء المعبودين من دون الله من الملائكة والأنبياء والأصنام إلا أن الله تعالى يأذن للأنبياء والملائكة في الشفاعة وهم على غاية الفزع من الله .... والمعنى : أنه إذا أذن لهم في الشفاعة وورد عليهم كلام الله فزعوا ء لما يقترن بتلك الحال من الأمر الهائل والخوف أن يقع في تنفيذ ما أذن لهم فيه تقصير»”". يظهر لنا من خلال ما تقدم من آيات الشفاعة ء أن الله تعالى ينفي الشفاعة بداية ب (لا) النافية مع فعل المضارع الذي يفيد الحال والاستقبال , ثم يقيد ذلك النفي بأداة الإستثناء ( إلا ) ء ليثبت الشفاعة لنفسه عز وجل دون غيره . فنفي الشفاعة عن المعبودات الباطلة إبطال لريوييتهاءونقص لكونها شركاء لله تعالى في الأمر بعد أن أثبت تفرده سبحانه بالربويية والألوهية والملكءفنفي ملكيتهم الشفاعة كنفي الشركاء عنه سبحانه وتعالى ءوهذا كله موجه لجميع أصحاب العقائد الباطلة المخالفة للتوحيد الإسلامي سواء أكانوا أصحاب وحدة وجود أم حلولا أم مشركين من عبدة الكواكب والأفلاك والأوثان إذ الجميع يثبتون شفعاء عند الله بلا إذن منه وبلا علم ويلا مر منه .... فالسياق ينفي ملكية الشفاعة لمن زعموا أنهم أنداد الله تعالى ء ويثبتها لبعض عبيده الموّمنين بالود الذي سيجعله لهم الرحمن عز وجل ”` . ۹٢ ) سورة سبأًء الآية :۲۳ . ٠) الطيري ٠ جامع البيان .ج٠٠ دار الكتب العملية ص ۳۷۲ القرطبي . الجامع لأحكام القرآن ء ط۲ ٠ ج٤٠ ء دار الكتاب العريي . ص ٢٥۲۹ . ۲٢ ) الدكتور فاروق الدسوقي . الشفاعة . أدلة وجوب الشفاعة الاسلامية وييان خطورة الشفاعة الشركية ٠ سلسلة كتب التصوف الاسلامي . الكتاب السابع عشرء ص ١٤٠٤۲ . اط ‎E: ER‏ ‎Ck‏ س و مدای اي 7¬ ‎N or ow N N ‏ما تثبت الشفيع : ‏إن من نظر إلى الآيات القرآنية التي تثبت الشفيع ء يجد أنها مقيدة بإذنه ورضاه ٠ والنفي فيها أعم والإثبات أخص وذلك لأن كثيرا من الناس يتعلقون بدعوى الشفاعات منذ القدم فكأن الله تعالى يحذرهم من ذلك التعلق ء٠ ويدعوهم الى العمل الخالص بما يقتضيه إيمانهم ويدعو إليه دينهم ‎a‏ فيبداً الآيات بنفي الشفيع ء ثم يستثني ذلك بإذنهء وهذا الإستثناء معهود في لغة العرب للدلالة على النفي القطعيءوآن كل شيء في الوجود لا يتم إلا بإذنه سبحانه ء إذ هو مالك الملك فلا ينبغي للإنسان التعلق بمثل هذا الإستثناء: ويترك العمل الصالح الذي جعله الله تعالى أساس النجاة ءومصدر الفلاحءوعنوان الرقي في الدنيا والآأخرة ... ومن تلك الآيات : ‏١ قوله تعالى : % من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه 4 ‏تدل هذه الآية الكريمة على ثبوت شفاعة الشفيع بإذنه تعالى ٠ وفيها بيان لملكوته وكبريائه وأن أحدا لا يتمالك أن يتكلم يوم القيامة إلا إذا أذن له في الكلام . ‏يقول الإمام الألوسي عند حديثه عن الإستفهام في هذه الآية:« والمقصود منه بيان كبرياء شأنه تعالى ء وأنه لا أحد يساويه أو يدانيه بحيث يستقل أن يدفع ما يريده على وفي ذلك تأييس للكفار حيث زعموا أن آلهتهم شفعاء لهم عند الله تعالى '" ونظير هذا المعنى ذكره الإمام النسفي”'" ء والإمام الزمخشري”". ‏هذاء وقد سبق سلفا أن صاحب المنار قد فسر الشفاعة الواردة في القرآن بمعنى الدعاء المحض الذي يليق بجلال الله وعظمته وذلك حتى لا يتعلق المسلمون بماتعلق به أهل الكتاب وغيرهم ء من الإتكال على الشفاعات وترك ما جعله الله تعالى سببا لفلاحهم ٢ ) سورة البقرة , الآية : ٤) الألوسي ء روح المعاني ٠ ح۲ ص٩ ٥) عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي , مدارك التنزيل وحقائق التأويل , ط١ ٠ ج۲ . دار الكلم الطيب , ١ه ص ‏۹٢ . ٦٢)) الزمخشري , الكشاف ؛ ج٠ ٠ ص ‏د ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ^ ‎j “2‏ سا 1 بپ ا ‎n‏ ‏من التوية الصادقة . والعمل الصالح ... نراه يتحدث عن الاستثناء الوارد في هذه الا فيقول: « وليس هذا الاستثناء نصا في أن الإذن سيقعء وإنما هو كقوله : $ يوم يَّأت لا ن إل بودن "۳ فيو ثيل تفده بالسلطان الك في ذلك الوم .لي يوم لا ‏۰ / 8 شن والأمر يومئذ 0-۳ ‎Ê ‏ثم نقل عن إمامه الأستاذ محمد عبده قوله : « إن في هذا الاستثناء قطعا لأمل الشافعين والمتكلين على الشفاعة المعروفة التي كان يقول بها المشركون وأهل الكتاب عامة بييان انفراده تعالى بالسلطان والملك وعدم جراءة أحد من عبيده على الشفاعة أو التكلم بدون إذنه ء وإذنه غير معروف لأحد من خلقه ء ثم قال تعالى ‎ :‏ يَعْلُمْ ما بين أيديهم وما خَلفْهم ا أي ما قبلهم وما بعدهم أو بالعكس أو أمور الدنيا التي خلفوها وأمور الآخرة التي يستقبلونها أو ما يدركون وما يجهلون . وهذا دليل على نفي الشفاعة بالمعنى المقعروف ء وبيان ذلك أنه لما كان عالما يكل شيء فعله العباد في الماضي وما هو حاضر بين أيديهم وما يستقبلهم وكان ما يجازيهم به مبنيا على هذا العلم كانت الشفاعة المعهودة مما يستحيل عليه تعالى ,. لأنها لا تتحقق إلا بإعلام الشفيع المشفوع عنده من أمر المشفوع له ء وما يستحقه ما لم يكن يعلم »"". ‏وخلاصة الأمر : أن الآية الكريمة تحذر المسلم من اعتقاد الشفاعة بغيرإذنه تعالى لأن إعتقاد ذلك شرك أكبر وكفر بواح إن الشافع تتحدد صلته بالمشفع عنده بعلمه من خلال ثلاثة احتمالات : ‏الأول : أن يكون الطالب أو الشافع أعلى درجة من المشفع عنه المطلوب منه وفي هذه الحالة لا يكون الطلب من قبيل الشفاعة بل من قبيل الأمر الملزم للمطلوب منه وليست هذه شفاعة.لأن الشفاعة للمؤّمنين تفضلا منه تعالى وكرامه,لا أمرا ملزما يتعين على الله تعالى لعباده. ‏۷ ) سورة هود الآية :١٠٠ . ‏۸ ) سورة التكوير , الآية : ۱۹. ‏محمد رشيد رضا ؛ تفسير المنار . دار الكتب العلمية ء بيروت ٠ ج۳ ء ص ٢۲ . ٠ ) سورة البقرة,ءالآيه:٦٢۲. ‏۱ ) محمد رضاء. تفسير المنار. ج۲ ۰ ص ٢٦۲۷.۲ . ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ل عد س ‎n N »‏ س 1 0 عة الاحروں, 1 ٤ ۳ ۹0 ‎p7] 1‏ س کې )س ‎`“ ‎0 ‎N r ‏اچ‎ ‏الثاني : أن يكون الشافع أو الشفيع ندا للمشفع عنده كالخليل أو الصديق مثلا وفي هذه الحالة لا يستأذن قبل أن يتشفع بل هو بمقتضى الندية أو الصداقة أو الخلة . له أن يطلب ويلح ويصر على طلبه بما يشبه إلزام المشفع عنده . وهذا محال في حق لله تعالىءلأن الشفيع عبد الله ءوهو ذليل مفتقر لمولاه ءولا يجسر على الشفاعة إلا بإذنه تعالى. ‏الثالث : أن يكون الشافع دون المشفع عنده ءوفي هذه الحالة لا يمكنه أن يتقدم عنده للشفاعة لأحدء ولأي طلب إلا إذا علم أنه سيقبل ء وإلا إذا استأذن وأذن له وذلك الاستئذان المسبق للشافع من المشقع عنده إقرار بالخضوع للمشفع عنده وبسيادته عليه وهذه هي حالة الشفاعة الجائزة في حق الله تعالى لأنها بين عبد وربءوعليه يكون شرط الاذن للشافع قبل أن يتشفع لازم من لوازم عبوديته وخضوعه للمشفوع عنده”" ء وهذا الأمر ينطبق في الشفاعة الأخروية. ‏فالمعنى أن الله سبحانه يعلم من عباده ما كان ويكون من خير وشرء ويعلم الشافع والمشفوع له ومن يستحق العفو والثواب أو العذاب والعقاب , وما دام الأمر كذلك فلا يبقى مجال للشفاعة إلا بأمره تعالى ضمن الحدود التي يرتضيها"" . ‏يقول سيد قطب في تفسير هذه الآية : « وهذه صفة أخرى من صفات الله توضح ‏مقام الألوهية ومقام العبودية فالعبيد جميعا يقفون في حضرة الألوهيه موقف العبوديه, لا يتعدونه ولا يتجاوزونه يقفون في مقام العبد الخاشع , الذي لا يقدم بين يدي ربهء ولا يجرو على الشفاعة عنده الا بعد أن يوّذن له فيخضع للاذن ويشفع في حدوده .... وهم يتفاضلون فيما بينهم ٠ ويتفاضلون في ميزان الله ءولكنهم يقفون عند الحد الذي لا يتجاوزه عبد ....إنه الإيحاء بالجلال والرهبة في ظل الألوهية العليةء يزيد هذا الإيحاء عمقا صيغة الإستفهام الإستنكارية , التي توحي بأن هذا أمر لا يكون وانه مستنكر أن يكون فمن هو هذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ؟ وفي ظل هذه الحقيقه تبدو سائر التصورات المنحرفة للذين جاوًا من بعد الرسل فخلطوا بين حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية ٠ ‏٢) فاروق الدسوقي , الشفاعة ٠ سلسلة كتب التصوف الاسلامي . الكتاب السابع عشر. ص ٢۲ يتصرف وزيادة. ٢٣ ) ينظر محمد جواد مغنية . التفسير الكاشف ٠ ج۳ , دار العلم للملايين ٠ بيروت :٠ ص ٢۳۹ . ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ فزعموا لله سبحانه خليطا يمازجه أويشاركه بالبنوة أو بغيرها من الصور في أي شكل وفي أي تصور ء أو زعموا له سبحانه أندادا يشفعون عنده فيستجيب لهم حتماء أو زعموا له سبحانه من البشر حلفاء يستمدون سلطانهم من قرابتهم له .... في ظل هذه الحقيقه تلوح بظلها في خیال»". ۲- قوله تعالى : إن رَيَكمْ الله الذي خَلقٌ السموات والأرض في ستة يام ثم اسْتَوى على العش يُدَبرُ الامْرٌ ما من شفيع الا من يَعْد إذنه ٠ الله ربكم فاعيدوة افلا تَدَكَرُون 4" في هذه الآية الكريمة «بيان لاستبداده تعالى في التدبير والتقدير ونفي للشفاعة على أبلغ وجه ءفان نفي جميع أفراد الشفيع بمن الإستغراقيه يستلزم نفي الشفاعة على أتم الوجوه فلا حاجة إلى أن يقال : التقدير مامن شفاعة لشفيع ء وفي ذلك أيضا تقرير لعظمته من الأوقات إلا بعد إذنه تعالى المبني على الحكمة الباهرة ء وذلك عند كون الشفيع من المصطفين الأخيار. والمشفوع له ممن يليق بالشفاعة”". فهذا النص يقصر الشفاعة ءويحصرها على المأذون له بها بأداتي القصر والحصر «ما» و«الا» فهو إثبات للشفيع المأذون له بها ءوفي نفس الوقت هو نفي لوجود أي شفيع لم يأذن له الله تعالى ءوهذا النفي هو كنفي الشريك تماما" . ٢- قوله تعالى : وَقَالُوا اتخذ الرحمن وَلدًا ٠ سُبْحَاتَهُ يل عبَاد مُكَرْمُون ٠ لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعمَلون ٠ يعلم ما بين أيدِيهُم وما خَلفْهُمْ ولا الا لمن ارد 0 وهم من 3 ن4" . لقد أثبتت هذه الآية الكريمة شفاعة الملائكة إلا أن شفاعتهم لاتكون الا للمرضيء ٤ ) سيد قطب.في ظلال القرآن.ط ۰۷ج :دار احياء التراث العريي ءبیروت:۱ ۳۹٠۱ء - ۱۹۷۱مص ٥ ) سورة يونس ,الآيه :۳. ٢) الألوسيءروح المعاني .ج ١٠ء ۷ ) فاروق السو قيءالشفاعة.سلسلة كتب السابع ۸ ) سورة الأنبياءءالآيه ¬ 0 0 ‎br 4‏ ویرى الامام الألوسي وغيره من المفسرين”" ء أن المرضي هو كما أخرج ابن جريروابن المنذر والبيهقي في البعث وابن أبي حاتم عن ابن عباس من قال لا اله إلاالله , وشفاعتهم الإستغفارء وهي كما في الصحيح تكون في الدنيا والاخرة”"" . ثم يقول بعد ذلك : « ولا متمسك للمعتزلة في الآية على أن الشفاعة لا تكون لأصحاب الكبائرء فانها لاتدل على أكثر من أن لا يشفعوا لمن لا ترتضي الشفاعة لهءمع أن عدم شفاعة الملائكة لا تدل على عدم شفاعة غيرهم ”٩ . ‏في حين ذهب صاحب الكشاف الى تفسير الشفاعة برفع ثواب المؤْمنين الله تعالى لا يرضى عن أصحاب فيقول الزمخشري: «ومن تحفظهم أنهم لا يجسرون أن يشفعوا الا لمن ارتضاه الله وأهله للشفاعة في ازدياد الثواب والتعظيم»""" ء وقد وافقه في هذا الاإمام هود الهواري . ‏والخلاف بين من أطلق الشفاعة لسائر الموحدين ءوبين من قيدها هو فيمن يرتضيه الله فيأذن له بشفاعة الشفعاء .إن يرى البعضص"" أن توحيد الموحد كاف للإذن بالشفاعة ولو قصر في العمل فارتكب بعض المحرمات ءويرى الآخرون أن التوحيد لايكفي مالم يأت الموحد بحق هذه الكلمة من مقتضيات التوحيد ءفهي ليست شعارا يرفعه الموحد › بل لا بد أن يظهر في سلوكه اليومي ءوحياته البشرية ء من واقع الإلتزام الكلي. والتقيد المطلق التام بأوامر الموحد سبحانه وتعالى ءوسوف يكون الحديث عن وجهة نظر الفريقين في الفصل القادم الذي تظهر فيه الأدلة - إن شاء الله . ‏وعلى كل فان هذه الآية الكريمة ترد على عقيدة المشركين العرب في الملائكة خاصةء وعلى كل من ينسب لله ولدا ويعتقد وجود شفيع بغير إذنه يشفع لمن لا يرتضي الله الشفاعة له حيث اعتقد العرب الجاهليون أن الملائكة بنات الله عز وجل ءواعتقد ‏٢ ) أحمد المراغي ءتفسير المراغي ط١ءج٦.دار الكتب العلميه.بيروت؛ص ١٠ء .الجامع لأحكام القرآن.ج١٠.دار الكتاب ‏العرييءص ‏٠ ) الألوسي ء روح المعاني ٠ ج۷٠ ص۲۳ ‏١ ) الألوسي.روح المعانيءج ۷٠ء ص ۳۳. ‏۲٣ ) الزمخشري. الكشاف. ۱۲١۱ء وقال الشيخ هود بن محكم الهواري في قوله تعالى :« ولا يشفعون الا لمن ارتضي» أي: «لمن رضي عنه » وهو بذلك یوافق الامام الزمخشري في تحديد الشفاعه للتائبين من امة محمد يَف ٠ . أنظر: هود بن محکم الهواري. تفسير كتاب الله العزيز.ط ءج ۳ء ص ‏٢٣ ) سيأتي تفصيل أقوال الفرق في الفصل الأخير-بعون الله تعالى-. ‎nim, ‎wee” ‎em: ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ 7 ‎n 2‏ ‎e —‏ فاع الاين 4 ست bir 1 النصارى أن المسيح ابن الله . واعتقد اليهود أن عزيرا ابن الله......وهكذا هذا الاعتقاد يعادل في الشركية القول بوجود شفيع يشفع بغير اذن الله لمن لم يرتض الله الشفاعة لهء من أجل تحقيق أي مطلب له لم يشا الله تعالى تحقيقه حتى ولولم يعلم بتحقيقه › وهذه الشفاعة لا تكون إلا بتفويض من الله للشفيع بالتصرف حسب ما يريد وتلك هي الشفاعة اللشركية التي لا يوّمن بها إلا الذى اتخذ مع الله إلها آخر هو هذا الشفيع الذي جعله المشرك ندا لله عز وجل ءفعبده كما عبد العرب الملائكة, إن اعتقدوا أنهم بنات الله ءولم تتمثل هذه العبادة الا في اتخاذهم شفعاء بالمنهج الشركي ءفأبطل الله عقيدتهم في الشفاعة الشركية هذه ء وبين حقيقة الملائكة بأنهم عباد مكرمون لا يعصون ربهم ويخشونه سبحانه ءولا يسبقونه بالقول تعظيما وتقديساوتنزيهاء فلا يشفعون الا لمن ارتضى الله تعالى أن يشفعوا له من بعد أن يأذْن الله سبحانه لهم٬لأن منهم من ليس مأذونا له بالشفاعةءومنهم من هو ماذون له ". المطلب الثاني : الآيات النافية › وأقوال العلماء لقد كانت بعض الآيات النافية للشفاعة محل خلاف بين الأمة ء وذلك بسبب ما ينطلق منه كل فريق من أصول عقديةء وأدلة نقلية تدعم أقوالهم وتساند مذهيهم على أن النفي يظهر في كل آيات الشفاعة حتى تلك التي تثبتها بقيد الاذن والرضى فإنها مسبوقة بالنفي وكأن الله تعالى يريد أن يفرق بين الشفاعة الدنيوية التي يعهدها الناس فيما ينهم وبين الشفاعة الأخروية التي لا تتعارض مع الآيات القرآنية الدالة على أن الجزاء من جنس العمل .... لا سيما وأن معظم آيات الشفاعة قد جاءت في سياق دعوى المشركين أن الآلهة والملائكة ستشفع لهم عند الله إن يقيسون أحوال الحياة الدنيا بالحياة الآخرة وشتان بين شفاعة العبد الضعيف المحدود وشفاعة الرب القوي المطلق . الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن كيف يكون كما يعلم استحقاق المحق بما يستحق من الثواب أو العقاب وهو القائل جل ذكره في كتابه العزيز : ل وَمَا كان رَبك بظلام للعبيد°4"* ومن تلك الأيات النافية ما تنفي الشفاعة ومنها ما تنفي الشفيع ءوقد حاولت جهدي جمع ٠٤ ) فاروق الدسوقي.الشفاعة.سلسلة كتب التصوف الاسلامي.الكتاب السايع ٥ ) سورة ۸ j u^ — (> ‏حدم ا‎ i تلك الآيات الدالة على ذلك »مع بيان معانيها بالتحليل كما ذكر علماء التفسير على النحو التالي : ما تتفي ۱ لشفاعه : ١ قوله تعالى : ل واتقوا يَوْماً لا تَجْزِي تفس عن نفس شَيْاً ولا يبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون» ۳۷" . وقوله تعالى : $ وَاتَُوا يوماً لاتَجّْزِي نفس عن نفس شينا ولا يقب مها ولا 2 اشّفاعة ولا هم ين ون 4 إن من أمعن النظر في هاتين الآيتين الكريمتين يجد أن فيهما تحذيرا لبني إسرائيل بعد أن ذكرهم سبحانه بنعمه الكثيرة وآلائه العظيمة التي كانت مصدر غرورهم » وسبب استهتارهم. فبدلا من أن یکونوا لها شاکرین ؛ کانوا بها کافرین , فلقد تلونت ضلالاتهم ۰ وأحباوّه فلن يمسهم عذابه لأن شفقة الأبوة على البنوة ستقيهم شر الوعيد ء ولئن مسهم العذاب فلن يكون ذلك إلا أياما معدودات , لأن آباءهم من النبيين الطاهرين لن يقر لهم قرار حتى يشفعوا لهم عند الله فيجيرهم مما هم فيه من العذاب . ولن يسكتوا عن أفلاذ أكبادهم وهم يصطلون السعير الدائمء إلى غير ذلك مما نسجته أخيلتهم المريضة من الهراء الذي ليس له حظ من الصدق ء وقد جاءت هذه الآية قاطعة حبال هذه الأمنيات الباطلةءوالمطامع الفارغة”" . وقد ذكر هذا المعنى كثير من المفسرين ”"" ء ويظهر ذلك جليا لمن تتبم تفسير هاتين الآيتين في سورة البقرة. هذا وقد وقع الخلاف بين الأمة في النفي الوارد هنا حيث ذهب من أطلق الشفاعة ٢) سورة البقرة , الآيه : ۸٤. ۷ ) سورة البقرة , الآية : ۱۲۳. ۸ ) الخليلي , جواهر التفسير .ج٣ ءمكتبة الاستقامة , ٠٤ ٠ه ۱۹۸۸م ء ٠ ص ٢٢۲ يتصرف قليل . ۹) منهم الرازي في مفاتيح الغيب ٠ ج۲ . ص ۹-۷٥ ء والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن .ج٠ ,دار الكتاب العريي ٠ ص ٦۳۷ ٠ ص۲۷۹ . والطبري في جامع البيان , ج ١ء دار الكتب العلمية ء٠ ص ٠٠۲ ٠ والنسفي في تفسير النسفي .ج ٠ء دار الكلم الطيب ٠ ص ۸۷. a ‏پگ‎ ‎mmm E 7 ‏صر(‎ من أحاديث تد تدل على جواز الشفاعة لأهل الكبائر. يقول الإمام الطبري : « وهذه الآية وإن كان مخرجها عاما في التلاوة فإن المراد بها خاص في التأويل , لتظاهر الأخبار عن رسول الله يو أنه قال : «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ء وأنه قال : « ليس من نبي الا وقد أعطي دعوة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي وهي نائلة إن شاء الله منهم من لا يشرك بالله شيئا » فقد تبين بذلك أن الله جل ثناوّه قد يصفح لعباده المؤّمنين بشفاعة نبينا محمد - يَيأةٍ - عن كثير من عقوبة إجرامهم بينهم ويينه ء وأن قوله ‎ :‏ ولا متها إنما هي لمن مات على کفره غير تائب الى الله عز وجل» ”٩ بينما يرى من قيد الشفاعة للتائبين من أهل التوحيد دون المصرين, أن هذه الآية وان نزلت في بني اسرائيل , إلا أنها تشمل غيرهم ممن سلك مسلكهم ء وتعلق بما تعلقوا به من أبناء أمة محمد - يَلِْوٍ - ففيها من التقريع البالغ ٠ والتحذير النافع حتى يكون المسلم بمنأى عن عقيدة أولئك اليهود » وما ذكر من الأحاديث يجب أن تَأول حتى تتفق مع آيات القران الناصة على نفي الشفاعة للكافرين والظالمين ء وذلك بعد معرفة مدى صحتها. إذ لا عمل بالحديث إذا صادم نص القرآن القطعي ‎e‏ يقول الإمام القطب”" في هميانه : « ولا يخفى أن النفس التي ذكر الله عز وجل أنها لا تجزي عنها نفس ولا يقبل شفاعة شافع لها ولا فداء . ولا تنصر هي التي أوبقتها معاصيها وماتت مصرة عن حق لزمها , فكل نفس بهذه الصفة لا شفاعة فيها مشركة أو فاسقة , فلا شفاعة لأهل الكبائر المصرين ء والخطاب في قوله : لا تجزي عَن تفس ٠) أخرج هذا الحديث الترمذي.والحاكم.وجاء من طرق عديدة كلها ضعيفه كما سيأتي لاحقا۔ ١ ) أخرجه ابن ماجة في کتاب الزهد(۲۷) .باب ذكر الشفاعة رقم الحديث (۷ ‎(r‏ ٤٢ ) سورة البقرةء ٤ ) هو محمد بن يوسف إطفيش المصعبي الجزائري ٠ ولد بيني يسجن من وادي ميزاب سنة ١۱۲۳ه 4 وكان حاد الذكاء واسع المعرفة. . تزيد موؤلفاته على ثلاثمائة واستفاد من علمه خلق كثير 4 لقب ب ب (قطب الأئمة ) جاهد ضد الاستعمار الفرنسي .مات سنه ۱۳۳۲ه أنظر : مقدمه 4 شرح النيل ط۲ء .ج\ . مكتبة الارشاد .٠ جدة. ٠ ومعجم أعلام الأباضية من القرن الواحد الهجري الى الخامس عشر . طاءج٤.قسم المغرب › » جمعية التراث . المطبعة العربية . غراديه ص ٢۸۳ . چک طا به 1 ررښشاعة ا 1 — 4 7 6 ي" عام ولا د > أن يقال خاص 7 ويقول الإمام الزمخشري : « فان قلت: هل فيه دليل على أن الشفاعة لا تقبل للعصاة؟ قلت : نعم ءلأنه نفى أن تقضي نفس عن نفس حقا أخلت به من فعل أو ترك ثم نفى أن يقبل منها شفاعة شفيع . فعلم أنها لا تقبل للعصاة . فان قلت : الضمير في ( ولا يقبل منها ) إلى أي النفسين يرجع ؟ قلت : إلى الثانية العاصية غير المجزي عنهاء وهي التي لا منها عدل » ومعنى لا يقبل منها شفاعة : إن جاءت بشفاعة شفيع لم يقبل منهاء ويجوز أن يرجع إلى النفس الأولى على أنها لو شفعت لها لم تقبل شفاعتها . كما لا تجزي عنها شيئاء ولو أعطت عدلا عنها لم يوّخذ منها» ”*". ويقول الإمام الخليلي -رحمه الله - فيما تفيده هذه الآية : « وإن كان فيه عموم يحتمل التخصيص في التأويلء فالعموم يجري على حكمه المفهوم من ظاهره المعلوم › حيث لا يقوم على التخصيص دليل ٠ وما إليه ها هنا قط من سبيل . لأن الدليل قائم بمنطوقه ومفهومه على إجراء هذا الحكم على عمومه في جميع الفجار من المشركين وعصاة أهل الاقرار »”* . ويمكننا ا لقول : إن سياق الآية يدل على أن ذلك اليوم يوم تنقطع فيه الأسباب : وتبطل منفعة الأنساب ء وتتحول فيه سنة هذه الحياة من انطلاق الإنسان في اختياره يدفع عن نفسه بالعدل والفداءء ويستعين على المدافعة بالشفاعة عند السلاطين والأمراء › وقد يوجد له فيها أنصار ينصرونه بالحق ويالباطل على سواء بل يكون له في ذلك اليوم شأن آخر مع ربه تضمحل فيه جميع الوسائل إلا ما كان من إخلاصه في عمله؛ قبل حلول أجله ٠ ورحمة الله العلي الكبيرله , لضعف حوله وضيق طوله ء وأنه يوم لا يتحرك فيه عضو إلا بإذن الله , ولا يقدر أحد أن ينبس بكلمة إلا بإذن الله ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ ٥ ) سورة البقرة.ءالآيه:۸ ٢ ) محمد بن يوسف اطفيش ء هميان الزاد الى دار المعاد ءج۲ء سلطنة عمان . وزارة التراث القومي والثقافة 7 ٠٤اه ١۹۸٠م ص ٧ ) الزمخشري , الكشاف ج١ ٠ ص ١۱۳ ء ص ۱۳۷. ٢٨ ) سعيد بن خلفان بن احمد الخليلي , تمهيد قواعد الايمان سلطنة عمان وزارة التراث القومي والثقافة ٠ 7٠٤٠ه - ١۱۹۸م ء ج۲ 4 ص ١۱١۱ . ۹٢٠ ) سورة الانفطار, الآية : ١٠ . ٠ ) محمد رشيد رضا ء تفسير المنار , دار الكتب العلمية ٠ بيروت ٠ ج٠ ٠ ص ٢٢۲ . nl j ± ۹ ¥ r ‏س ۷( کک‎ 2 pr يقول سيد قطب في هذه الأية : « فلا شفاعة تنفع يومئذ من لم يقدم إيمانا وعملا صالحاء ولا فدية توْخذ منه للتجاوز عن كفره ومعصيته؛ فما من ناصر يعصمهم من اللهء وينجيهم من عذابه وقد عبر هنا بالجمع باعتبار مجموع النفوس التي لا تجزي نفس منها عن نفس ولا يقبل منها شفاعة ولا يوّخذ منها عدلء وانصرف عن الخطا ب في أول الآية إلى صيغة الغيبة في آخرها للتعميمءفهذا مبداً كلي ينال المخاطبين وغير المخاطبين من الناس أجمعين °" . وقد ذكر الإمام الرازي الحكمة من تقد تقد يم الشفاعة على أخذ الفدية في الأية الأولىء مع تقديم قبول الفدية على الشفاعة في الآية الثانية ء اذ يقول : ‹ دن من کان ميله الى حب المال أش من ميله إلى علو النفس فانه يقدم التمسك بالشافعين على اعطاء الفدية, ومن كان بالعكس يقدم الفدية على الشفاعة , ففائدة تغير الترتيب الاإشارة إلى هذين الصنفين»”*"". وعليه فإنني أرى بأن الخطاب في الاية الكريمة يعم الناس أجمعينءوإن کان خاصا ليني إسرائيل ءإذلاعبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظ ءوما ذكرته الآية من التحذير والانذار مبداً كلي جاءت آيات الكتاب العزيز موّكدة له وداعمة. ٢ - قوله تعالى :$ يا أيُها الين آمَُوا انفقوا مما رَزْقنَاكم من قبل ان يَأتي يوم لا بَيُع فيه ولا خُلة ولا شفاعة . والكافرون هُمْ الظَالِمُون¶"*". يخاطب الله تبارك وتعالى عباده ا لموّمنين في هذه الآية ويأمرهم بالانفاق من رزقه ٠ ويحذرهم من مجي يوم القيامة الذي لا ينفع فيه البيع والخلة ولا الشفاعة والخطاب في هذه الآية للموّمنين , إلا أن من أطلق الشفاعة لسائر قيدوا نفي الشفاعة في الآية بالكفار أو بمن لم يوّذن له بها ء بدليل ما جاء في نهاية الآية الكريمةء حيث إنه تعالى لما قال : ( ولا خلة ولا شفاعة ) ء أوهم ذلك نفي الخلة والشفاعة مطلقاء فذکر تعالی عقيبه والكافرون هم الظالمون 0 ليدل على أن ذلك النفي مختص ٢ ) سيد قطب ٠ في ظلال القرآن ء ط۷ ٠ ج١ ٠ دار إحياء التراث العريي بيروت ۱۳۹۲ء - ١۱۹۷م ء ص ۸۷ ٢ ) الرازي . مفاتيح الغيب ج۲ . ص ۸٠ . ٢ ) سورة البقرة , الآية : ٢١۲ . ٤ ) سورة البقرة.الآيه: ٤ سس 23 4 7 ۹ ا س( و ۹ )0٥( ۱ بالكافرين وهذا ما روي عن مجاهد يقول الإمام الطبري : « وهذه الآية مخرجها في الشفاعة عام . والمراد بها خاصءوإنما معناه : ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) لأهل الكفر بالله . لأن أهل ولاية الله والاإيمان به » يشفع بعضهم لبعض “° . ثم يقول : « وأما قوله : ( والكافرون هم الظالمون ) فانه يعني تعالى ذ كره بذلك: والجاحدون لله المكذبون به وبرسله ( هم الظالمون )ء يقول : هم الواضعون جحودهم في غير موضعه والفاعلون غير ما لهم فعله والقائلون ما ليس لهم قوله»*". والحق : أن النفي على عمومه فهو يشمل الكفار والعصاة وبيان ذ لك :أن الكفر والظلم في القرآن يتواردان على المعنى الواحد فيطلقان تارة على ما يتعلق بالإعتقاد ءوتارة على ما يتعلق بالعمل ...ومن استعمال الظلم بمعنى الإعتقاد الباطل قوله تعالى: ¥ إن الشرك لظلم عظيم ۰'4" وقوله تعالى : % الذين آمنوا ولم يليسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم ومن استعمال الكفر بمعنى كفر النعم بعمل السوء قوله تعالى : $ واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد 4%٠" ثم إن الله تعالى توعد على الظلم بالهلاك والعذاب كما توعد على الكفر سواء كانا بالمعنى الأول أو الثاني قال تعالى: ل ألم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار . جهنم يصلونها وبئس القرار . وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فان مصيركم الى فالوعيد الأول على كفر النعمة بعمل السيئات وترك الأعمال النافعة الصالحة . والوعيد الثاني على الشرك وكلاهما فيه وعيد الأخرة . وقال تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ٠ ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب ٥ ) الرازي . مفاتيح الغيب الثالثء ج٠ ٠ ص ۲۲۳ ٠ وسعيد حوى الأساس في التفسير. دار السلام للطباعة والنشر والتوزية طا ٠اه ۹۸م .ج۲ ص ۹۲ء الألوسي ء روح المعاني ٠ ح۲ ء ص £ ء ص °. ٢ ) الطبري .جامع البيانءج ۲ء صە٥. ۷ ) الطبري جامع البيان , دار الكتب العلمية ٠ ج۲ ء ص ٥ء ص ٦. سورة لقمان , الآية : ۱۳ . ۹ ) سورة الأنعام , الآية : ۸۳ . ٠ ) سورة ابراهيم , الآية :۷ . ١ ) سورة ابراهيم , الآية :۳۰-۲۷ . ر ٤Y‏ = ‎Ee 1 a‏ ا ‎e‏ ‏وهم ظالمون. فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه - . )٢۹( بعیدوں . فالوعيد الأول دنيوي وهو على كفر النعمة , والثاني مثله وهو على الظلم في الإعتقاد, والآية الثالثة صريحة في أن الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص يقتضي شكر النعم وحسن العمل ..... فإذا تدبرت هذه الآيات علمت أن الكافرين والظالمين في كتاب الله وفي حكمه سواء وأن الكفر والظلم في العمل أثر الكفر والظلم في الإعتقاد إلا ما لا يسلم منه البشر من اللمم ”` . ٢- قوله تعالى حكاية عن بعض الصالحين :ل أَأتَخذ من دُونه آلهة إن يُرِذْن الرحمن بضر لا تفن عني شَفَاعَتُهم ولا ا“ لقد بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الشفاعة لا تنفع من غيره ء فقد نفاها عن غيره ء إذ لا يملكها إلا الإله الحق ....... وهذه الآية الكريمة تحكي قصة ”` رجل وهو حبيب بن إسرائيل النجار ٠ وكان ينحت الأصنام ٠ وهو ممن آمن برسول الله . يقول الإمام الزمخشري في مقولة هذا الرجل: « فقد نبهتكم على الصحيح الذي لا معدل عنه : إن العبادة لا تصح إلالمن منه مبتدؤّكم وإليه مرجعكم وما أدفع العقول وأنكرها لأن تستحبوا على عبادته عبادة أشياء إن أرادكم هو بضر وشفع لكم هؤلاء لم تنفع شفاعتهم ولم يمكنوا من أن يكونوا شفعاء عنده ٠ ولم يقدروا على إنقاذكم منه بوجه من الوجوه ء إنكم في هذا الاستحباب لواقعون في ضلال ظاهر بین لا یخفی على ذي عقل وتمييز ء وقيل : لما نصح قومه أخذوا يرجمونه فأسرع نحو الرسل قبل أن يقتل فقال لهم :ل اني آمنت بريكم ٠" أي اسمعوا إيماني تشهدوا لي به »۷ . ۲٢ ) سورة النحل , الآية : ٤٤١-٤۱۱ . ۳٢ ) محمد رشيد رضا ٠ تفسير المنار . ج۲ , دار الكتب العلمية بيروت ؛ ص ۱۸-۱۷ ٠ بتصرف بسيط . ٤٦ ) سورة يس , الآية : ۲۳. ٥)) لقد خرج هذه القصة الامام الطبري عن إين عباس وعن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه اليماني .أن هذا الرجل كان رجلا من أهل إنطاكية وكان اسمه حبيباءوكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام ءوكان منزله عند باب من أيواب المدينه قاصيا ءوكان موْمنا ذا صدقه يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون فيقسمه نصفين ءفيطعم نصفا عيالهء ويتصدق بنصف ءفلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه عن عمل ريه قال فلما أجمع قومه على قتل الرسل بلغ ذلك حبيبا وهو على باب المدينة الأقصى ءفجاء يسعى إليهم يذكرهم باللهءويدعوهم إلى اتباع المرسلين. أنظر: محمد بن جرير البيان في تفسير القرآن .ط٤ءج۲٠ءدار المعرفة.بيروت 77 ٠-۹ مص °۲ ١. ٦٢٦ ) سورة يس ء الآية :٢۲ . ۷)) الزمخشري الكشاف ء ج٤ ٠ ص١٠ء ص ١۔. رہ لھ ‎vt‏ ا ‎er 1‏ فهذا النفي في هذه الآية الكريمة متوجه صراحة الى الآلهة المعبودة من دون الله تعالى فهي لا تملك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. لقد وجدت من خلال استقصاء آيات الشفاعة في الكتاب العزيز أن ما تنفي الشفيع هي أكثر تلك الآيات ء ويدل هذا على أن الأصل نفي شفاعة الشفيع وما أثبتت الشفاعة فهي مقيدة في نطاق ضيق ء وتدل على أن الأمر لله الواحد الأحد. وإنما يعرف إذنه تعالى بما حدده من الأحكام في كتابه ٠ فمن بين أنه مستحق لعقابه فهو مستحق له لا يجراً أحد أن يدعو له بالنجاة . ومن بين أنه مستحق لرضوانه على مفوات ألم بها نم تعول وجهه عن لله تعالی الي انال الخاد الي ب دع مى إليه بوعد الله في كتابه و وفضله على عبايه »كما سيق في علمه الأزل*ء ومن باه الشفاعة النافية للشفيع ما يلي : ١- قوله تعالى : ل وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا الى ريهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم لقد نفى الله تبارك وتعالى شفاعة شفيع في هذه الآية الكريمة ءوأمر نبيه- يَيوٍ-أن ينذرهم بالقران العظيم ولكن من هوّلاء الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم ؟ لقد ذكر الإمام الرازي في هؤلاء ثلاثة أقوال هي : الأول أنهم الكافرون , وذلك لأنه - يِل - كان يخوفهم من عذاب الأخرة . وكان بعضهم يتأثر من ذلك التخويف . الثاني: أنهم المؤوّمنون , لأنهم هم الذين يقرون بصحة الحشر والنشر والبعث والقيامةء فهم الذين يخافون من عذاب ذلك اليوم . ۸) محمد رشید ء تفسير المنار ء ج۳ ص ۲۷ ۰ ص ٢۲۸. سورة الأنعام , الآية : ٠٠ . سے ‎eeu‏ م > ۲ فاع 4 4 ‘r ۴X ۹ ٦۷( الثالث؛ أنه يتناول الكل , لأنه لا عاقل إلا وهو يخاف الحشر سواء قطع بحصوله أو كان شاكا فيه .... فعلى القول الأول يكون الأمر ظاهراء إذ لا شفاعة للكفار والقول الثاني لا ينافي إثبات الشفاعة لأنها تكون بإذن الله تعالى'" ٠ هذا ء وقد أثبت صاحب المنار أن الآية نزلت في إنذار الموّمنين الذين يخافون الله ویرجونه ققد روى أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وغيرهمء عن عبدالله بن مسعود أنها نزلت هي وما بعدها في صهيب وعمار ويلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين السابقين الأولين ومعناها :« وأنذر بما يوحى إليك جماعة الموّمنين بك الذين يخافون أ ن يحشروا الى ربهم أي يخافون شدة وطأة الحشر ؛ والقدوم على الله عز وجل وما فيه من شدة الحساب ء وما يتبعه من الجزاء على الأعمال , وكل يأتيه فردا ليس له من دونه ولي ينصره ولا شفيع يدفع عنه ء إن أمر النجاة متوقف على مرضاته عز وجلء فإن هؤلاء هم الذين يرجى أن يتقوا الله تعالى اهتداء بإنذارك ويتحروا ما يودي إلى مرضاته لا يصدهم عن تقواه الاتكال على الأولياء , ولا الاعتماد على الشفعاء لصحة توحيدهم وعلمهم أن الشفاعة لله جميعا ء وأن نجاتهم وسعادتهم إنما تكون بإيمانهم وأعمالهمء وتزكيتهم لأنفسهم , لا بانتفاعهم بصلاح أو اعتمادهم على شفاعة الشفعاء لهم كالمشركين وغيرهم من الكافرين الذين جهلوا أن مدار سعادة الدنيا والآخرة على تزكي النفس وطهارتها بالإيمان الصحيح والأخلاق الكريمة وما يلزمها من الأعمال الصالحة ء التي يترتب عليها رضا الله عنهاء لا على أمر خارج عن النفس لا تأثير له فيها »“". ولايمكن أن يوجه الإنذار في الآية إلى الكفار من أهل الكتاب وشذاذ المشركين. إذ لا يكاد في مكة أحد منهم عند نزول السورة ولا يعقل أن تكون الآية نزلت في إنذار هذا الشاذ النادر ولا حاجة في حال توجيه الإنذار إلى الموّمنين إلى تخصيصه بالمفرطين منهم؛ ولم يكن في المؤْمنين يومئذ مفرط ولا مقصرء بل كلهم سابق بالخيرات مشمر فهم السابقون الأولون الذين شهد الله تعالى لهم . وأثبت في كتابه رضاءه عنهم والمأثور أن ٠ ) الرازي ٠ مفاتيح الفيب ٠ ج٠٦ ٠ ص ٤٤٠.٠٤۲ ٠ بتصرف ء والزمخشري , الكشاف ؛ ج۲ . ص ٠۲ ٠ والقرطبي . الجامع لأحكام القرآن ٠ ج٠ . دار الكتاب العريي . ص ٤٤ . ۱) محمد رشيد رضا ٠ تفسير المنارء ج۷ ٠ دار الكتب العلمية ء بيروت › . ص ٥٥۳ . ۹ ہے لھ ‎f `‏ = 7 الأحرین. ٤ س( ‎` ‎br 6 ‏هؤلاء الذين أمر الله بإنذارهم هم الذين نهى عن طردهم بقو له تعالى ‎ :‏ ولا تطرد الذين يدعون ريهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ‎o‏ ‏فهؤلاء الخائفون من مغبة ذلك اليوم العظيم . ينفي عنهم الله عز وجل الشفيع لهم عندهء فكيف بغيرهم؟ ثم بین سبحانه انه رحیم بعباده إن ارتکب أحدهم جرماء أو اقترف إثما بشرط أن يتوب إلى الله عز وجل ٠ فهؤلاء الذين يستحقون تلك الرحمة دون أولئك المصرين الظالمين لأنفسهم ٠ يقول جل وعلا ‎ :‏ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور “" وبعدها أعلن المولى - عز وجل- أن هذا هو الفرق بين الموّمنين والمجرمين ؛ عندما قال: ل وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين 4" . ‏٢- قوله تعالى : % وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخن منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا 4%" . ‏لقد نفت هذه الآية القرآنية الشفيع , وفيها أن الله سبحانه أمر نبيه - يَيِْوٍ - أن يترك من اتخذ دينه لهوا ولعبا أي من يسخر ويستهزيء به ء أو من جعل عبادة الأصنام دينا له. فذلك من اللعب واللهو . والأقرب -كما ذكر الإمام الرازي - في تفسير اللعب واللهو . أن المحقق في الدين هو الذي ينصر الدين لأجل أنه قام الدليل على أنه حق وصدق وصواب: فأما الذين ينصرونه ليتوسلوا به الى أخذ المناصب والرئاسة وغلبة الخصم وجمع الأموالء فهم نصروا الدين للدنيا ء وقد حكم الله على الدنيا في سائر الآيات بأنها لعب ولهو ....""" ٠ ثم يقول في بيان ما توول إليه هذه النفس التي قدمت حب الدنيا : ۲ ) سورة الأنعام , الآية :٠° ٠ ۳ ) لمزيد بيان أنظر رشيد رضا ء تفسير المتارء ج۷ ٠ ص ۷٥۳. ‏٤ ) سورة الأنعام , الآية : ٤9 . ٥ ) سورة الأنعام , الآية : ٥ 9. ‏٢) سورة الأنعام , الآية : ٠۷ . ۷ ) الرازي . مفاتيح الغيب ؛ ج۷ ٠ ص ٢۲۹,۲ ٠ بتصرف . ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ a س ‎7h‏ ی ا 0 4 ‎wen‏ «والمقصود من هذه الأية :بيان أن وجوه الخلاص على تك الق متسدة. قلا ولي يتولي حتى لو جعلت الدنيا بأسرها فدية من عذاب الله لم تنفع. فإذا كانت وجوه الخلاص هي هذه الثلاثة في الدنياء وثبت أنها لا تفيد في الآخرة البتةء وظهر أنه ليس هناك إلا الاإبسال تصور المرء كيفية العقاب على هذا الوجه يكاد يرعد إذا أقدم على معاصي الله تعالى ثم إنه تعالى بين ما به صاروا مرتهنين وعليه محبوسين ء فقال : لهم شراب من حمیيم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون4 وذلك هو النهاية في صفة الإيلام ”"". ولئن كان الخطاب في الآية عاماء يعم الكافرين والمنافقين من المستهزئين ,الساخرين بتعاليم الدين ومبادئه , فإنه مما ينبغي للموّمن الحق أن يكون بعيدا عن كل :لك بضبط نفسه , وتقييد جوارحه وحفظ لسانه وطهارة قلبه . وتلك هي ثمار عقيدة الإاسلام حيث إن من استولى حب الدنيا على قلبه , أعرض عن حقيقة الدينء واقتصر على تزيين الظاهر ليتوصل به إلى حطام الدنيا ء وهذا المعنى هو الذي ركز عليه الإمام الرازي في بيان هذه الآية إذ يقول : « فالمراد من قوله : الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا#"" هو الإشارة إلى من يتوسل بدينه إلى دنياه؛ وإذا تأملت في حال أكثر الخلق وجدتهم موصوفين بهذه الصفة . وداخلين تحت هذه الحالة ”^ ومن المعلوم أن هذا الصنف هو ممن نفى الله تعالى عنه الشفاعة يوم القيامة ٠ بمدلول ومفهوم هذه الآأية الكريمة وغيرها الكثير . ۳- قوله تعالى : ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ١“ ۸ ) سورة الآيه:٠۷. ۹ الرازي مفاتيح الغيب ؛ ح۷ ء. ص ۳۰ . ٠ ) سورة الأتعام , الآية : ٠۷ . ۱ ) الرازي. مفاتيح الغيب ح۷ . ص۲۹ . ۲۲) سورة يونس , الآية :۱۸ . 1 1 ا ۳ لہ 4چ rڄ`‏ لقد نزلت هذه الآية الكريمة في النضر بن الحرث ء فقد أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : كان التضر بن الحرث يقول : إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزى ”^ . فان قيل : إنهم ينكرون البعث , والشفاعة تكون غالبا يوم القيامة ؟ أجيب : لعل ذ لك منهم على سبيل الفرض والتقدير أي إن كان بعث كما زعمتم فهؤلاء يشفعون لناء وقال الحسن:إنهم أرادوا من هذه الشفاعة الشفاعة في الدنيا لإصلاح المعاش والجمهور على الأول » ومن سبر حال القوم رآهم مترددينء ولذلك اختلفت كلماتهم.”*^". ولقد توهم أولئك الكفار أن عبادة الأصنام أش في تعظيم الله من عبادة الله سبحانه وتعالىء فقالوا ليست لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى بل نحن نشتغل يعبادة هذه الأصنام . وأنها تكون شفعاء لنا عند الله تعالى ء ثم يجيبهم الله تعالى بأن ذلك ليس بمعلوم عند الله ء وإذا لم يكن معلوما له لم يكن شيئا لأن الشي ما يعلم ويخبر عنه ء وهذا تهكم بهم وبما ادعوه من المحال الذي هو شفاعة ولا ريب أن هذه الآية الكريمة تخاطب الكفار, الذين يعبدون الأصنام التي لا تضر ولا تنفع › وتبين ما يعتقدونه من شفاعتهم عند الله بلا دليل ولا برهان . والقول بأن هذه الأصنام أو هوّلاء الأشخاص الذين تمثلهم هذه الأصنام سواء أكانوا في حياتهم أولياء أم غير أولياء يشفعون عند الله تعالى بهذا المعنى المطلق هو كمن يزعم أنه يعلم ما لا يعلمه الله تعالى فهو يتضمن نفي العلم عن الله سبحانه كما أنه يتضمن تقييد مشيئته وقدرته سبحانه وهو عز وجل لا يحد مشيئته حد ؛ ولا يعجز قدرته شي ٠ فمن تشفع بهذا المعنى فقد أشرك”*" . ٤ قوله تعالى : $ فما لنا من شافعين ٠ ولا صديق حميم ٠ فلو أن لتا كرة فنكون من المؤمنين ك (*". ۲ ) الزمخشري.الكشاف.ج .ص٠۲۳ ,الألوسي.روح المعانيءج ١٠ء ص ۸۸. ۶ ) المرجع السابق ٠ ج١٠ ص ۸۸. ٥ ) الرازي , مفاتيح الغيب ء ج٩ ص ١٦. ٦ ) الزمخشري . الكشاف ۰ ج۲ ص ۷ ) فاروق الدسوقي ٠ الشفاعةء سلسلة كتب التصوف الاسلامي . الكتاب السابع عشر. ۸ ) سورة الشعراء , الآية : ١٠٠۲-۱٠٠٠ . سے ‎e‏ م سر۸( سے ‎e‏ ن ‎e‏ يقول الإمام الألوسي : « مراد قله والقأمف علي فقد شقيع شفع لهم مما هم فيه ء أو صديق شفيق يهمه ذلك وقد ترقوا لمزيد انحطاط حالهم في التأسف ٠ حيث نفوا أولا أن يكون لهم من ينفعهم في تخليصهم من العذاب بشفاعته . ونفوا ثانيا أن يكون لهم من يهمه أمرهم ويشفق عليهم ويتوجع لهم وان لم يخلصهم وأتى بالشافع في سياق النفي » ”" أو أرادوا أنهم وقعوا في مهلكة علموا أن الشفعاء والأصدقاء لا ينفعونهم ولا يدفعون عنهم ء فقصدوا بنفيهم نفي ما يتعلق بهم من النفع , لأن ما لا ينفع حكمه حكم المعدوم , أو من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاوّهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الإنس ”"ء أو أنهم عنوا بالشافعين هنا ما عنوا بالمجرمين من كبرائهم وساداتهم ؛ وفرعوا النفي على قولهم ‎ :‏ وما أ ضلنا لا فكأنهم قالوا: سادتنا وكبراؤّنا الذين أضلونا مجرمون معذبون مثلنا لم يقدروا على السعي في نفعنا والشفاعة لن" . ومن خلال ما تقدم من كلام الامام الألوسي: يظهر لنا أن الله تبارك وتعالى حكى في هذه الآية الكريمة ما يقوله الكافرون وهم يصطلون نار جهنم ء حيث تتقطع بهم الأسباب وتنحل بينهم الروابط والعلاقات , التي كثيرا ما جمعت بينهم في الحياة الدنياء فلا ينفع الشفيع ولا يدفع الصديق ما ألوا إليه » وحكم عليهم . ٥- قوله تعالى : % الله الذي خلْقٌ السّمُوات وما بَيْنَهَمَا في ستَة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تَتَدَكَرُونه ۳١٢ يبين الله تعالى أن الولاية والشفاعة له جل وعلاء فهي لا تجوز لغيرهء وهذه الآية أحدهما : أنكم إذا جاوزتم رضاه لم تجدوا لأنفسكم وليا , أي ناصرا ينصركم ولا ۹ ) الألوسي ء روح المعاني .ج ١۱ء ص ١١۱١٠٠. ص ٦۱۱. ۱١ ) سورة الشعراء . الآية : ۹۹ . ۲ ) الألوسي ٠ روح المعاني .ج ١٠.ص ١٠٠. ۳٢ ) سورة السجدة , الآية : $ . د ا ا ا )1( لشي ٠ آن الله وليكم الذي يتولى مصالحكم . وشفيعكم أي ناصركم على سبيل المجازء لأن الشفيع ينصر المشفوع له 9 . يقول الإمام الألوسي : « أي ما لكم مجاوزين الله عز وجل أي رضاه سبحانه وطاعته تعالى (ولي ولا شفيع ) أي لا ينفعكم هذان من الخلق عنده سبحانه دون رضاه جل ٦ قوله تعالى: أُم اتَخَدُوا من دُون الله شْفعَاء قل ألو كانُوا لا يُمَلِكُون شَيْناً ولا يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية :« أم اتخذ هؤلاء المشركون بالله من دونه آلهتهم التي يعبدونها شفعاء تشفع لهم عند الله في حاجاتهم . قل يا محمد لهم أتتخذون هذه الألهة شفعاء كما تزعمون ولو كانوا لا يملكون لكم نفعا ولا ضرا ولا يعقلون شیئا»". وبالجملة فهذه الآية تخاطب المشركين الذين اتخذوا من دون الله تعالى شفعاء من الأصنام ثم تبين أن تلك الأصنام لا تملك ولا تعقل شيئاء إن الأمر لله من قبل ومن بعد ... وهذه الآية الكريمة كسابقاتها تندد بمقولة الكافرين الشنعاء في شفاعة الألهة ء ثم ترد عليهم بما يقتضيه العقل ويقبله المنطق من عدم جدوى تلك الشفاعات ء وأن الشفاعة في الواقع والحقيقة لا تكون إلا لله الواحد الأحد مالك الملك . وخالق الخلق ومدبر الكون ء ومسير الحياة ء إذ يقول بعد هذه الآية : قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون ۱" ۷- قوله تعالى : ی وانذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحَتاجر كاظمين . ما للقالمين من ولا شفيع يُطاع ۱ ٤ ) الزمخشري ؛ الكشاف ٠ ج۲ ء ص ۷٠٠. ٥) الألوسي . روح المعاني ٠ ج ٠۲ء ص ٢ ) سورة الزمر, الآية :٣٤ . ۷ ) الطبري . جامع البيان , ج ١٠ ٠ دار الكتب العلمية . ص ١٠ . ۸ ) سورة الزمر, الآية : ٤٤ . ۹ ) سورة غافر, الآية :۱۸ . ‎e RL ۱‏ م ‎AY‏ ۰ رفغا رور کے س 7ب کی ‏لقد تصت هذه الأية الشريفة على نفي الشفيع عن الظالمينء ولكن من المراد بالظالمين هنا ؟ ذهب الإمام الطبري(" والرازي"" , والألوسي”" وغيرهم ممن أطلق الشفاعة لسائر الموحدين الى أن المراد بالظالمين هنا هم الكاملون في الظلم وهم الكافرون . يقول الاإمام الطبري في تفسيره : « ما للكافرين بالله يومئذ من حميم يحم لهم فيدفع عنهم عظيم ما نزل بهم من عذاب الله ولا شفيع يشفع لهم عند ريهم فيطاع فيما شفع ويجاب فیما سال » إلا أن من قيد الشفاعة بالتوبة ء يرى أن هذه الآية الكريمة من النصوص الدالة على نفي الشفاعة عن الظالمين من المشركين وغيرهم ؛ لأن وصف الظالم يصدق على المشرك والفاسق . فالله تعالى سمى القتال في الأشهر الحرم ظلما حيث قال ‎ :‏ فلا تظلموا فيهن أنفسكم . وحكى عن آدم وحواء قولهما : < رينا ظلمنا أنفسنا 4 وهم لم يقعوا في ‎(¥۰8) ‏اللشرك ولم يريدوه في هذا الاعتراف ‏يقول الارمام الزمخشري : « إن الشفعاء هم أولياء الله . وأولياء الله لا يحبون ولا يرضون إلا من أحبه الله ورضيه ء وأن الله لا يحب الظالمين , فلا يحبونهم . وإذا لم يحبوهم لم ينصروهم ولم يشفعوا لهم قال الله تعالى:‰ وما للظالمين من أنصاركه ١*٠" لأن الشفاعة لا تكون إلا في زيادة التفضل ء وأهل التفضل وزيادته إنما هم أهل التواب ء بدليل قوله تعالى : لإويزيدهم من فضله ٠٠ء وعن الحسن - رضي الله عنه - والله ما يكون لهم شفيع البته »“". ‏على أن الله تبارك وتعالى أراد بهذه الآية الكريمة التهديد والوعيد . والزجر والتأنيب ٠ فإن لم تعم جميع الظالمين › ما كان لها من وقع في نفوس الموحدين من ‏٠ ) الطبري . جامع البيان ٠ ج٠٠ ٠ ص 4۹ ‏الرازي . مفاتيح الغيب ؛ ج ٢۲ ٠ ص ‏٢ ) الألوسي روح المعاني › ج٤۲ ص ‏۴٢ ) الطبري .ءجامع البيان ؛ ج ١٠ء ص ١0. الخليلي . جواهر التفسير ؛ ج۳ ؛ ص ۹٦۲۷۰۲ . ٥) سورة البقرة , الآية :۲۷۰ ‏٢ ) سورة الشورى,الآية:٦۲ ‏۷ الزمخشري . الكشاف ٠ ج٤ ٠ ص ١١٠. ‎1 ‎۱ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ۸ ي ‎j‏ ‏ل رشاع 1 F4 4 الفسقة الفاجرين المتعدين لحدود لله رب العالمين . ولساغ بحسب منهجهم في تخصيص كثير من الآيات بالكافرين بيد أن الله تعالى أراد بها تهديد الناس أجمعين ليحذروا بطشه الأليم ٠ وليرتقوا الى سلم جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا . ۸- قوله تعالى: 9 وكنا نكذب بيوم الدين . حتى أتانا اليقين . فما تنفعهم شفاعة الشافعين 4%^“ . يحكي الله تعالى في هذه الآية الكريمة حال المكذبين بيوم الدين من المشركين والمنافقين ءحيث لا تنفعهم شفاعة الشافعين ولاهم عن النار بمبعدينءوذلك لأن المنافق نفاقا عقديا قد يكذب بيوم الدين في الباطنءمع إظهاره الإسلام. وقد جعل الإمام الرازي هذه الأية الكريمة دليلا على ثبوت الشفاعة للفساق حيث يقول : « واحتج أصحابنا على ثبوت الشفاعة للفساق بمفهوم هذه الآية ٠ وقالوا إن تخصيص هوؤْلاء بأنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين يدل على أن غيرهم تنفعهم شفاعة الشافعين » ”` . «إلا أن هذا الاستدلال إنما هو بمفهوم المخالفة . وهو مختلف في الاستدلال به في الأمور العملية . فما بالكم بالقضايا العقدية التي تثمر في النفس اليقين ...... وقد عارض هذا الاستدلال المفهوم كثير من آيات الكتاب العزيز الناطقة بنفي الشفاعة والدليل إذا طرقه الاحتمال بطل به الاستدلال , فلا حجة فيه ء ولا عبرة به »` . يقول الإمام الزمخشري في هذه الآية : « أي لو شفع لهم الشافعون جميعا من الملائكة والنبيين وغيرهم لم تنفعهم شفاعتهم. لأن الشفاعة لمن ارتضاه الله وهم مسخوط عليهم ء وفيه دليل على أن الشفاعة تنفع يومئذ ء لأنها تزيد في درجات المرتضين»”`". ۸ ) سورة المدثر, الآية :6٦6٤-۸8٤ ۹ ) الرازي . مفاتيح الغيب ؛ ح١٠ ٠ ص ٢٠۲ . ٠)) الخليلي جواهر التفسير ؛ مكتبة الاستقامة : ح۳ ص ۲۷۰ . الزمخشري الكشاف ء ح٤ ء ص 10° . س۸ ‎e‏ س ا ل 77 ` المطلب الثالث : الجمع بين الاثات والنضي: من خلال ما تقدم من آيات بينات تحدثت عن الشفاعة إثباتا ونفياء ومن أقوال العلماء في شرحها وتفسيرها لتتضح أكثر للقارئ .... لا بد لنا قبل أن نجمع بين الإثبات والنفي ء أن نضع هذه النقاط لتتضح الصورة ء فيسهل الجمع : - جميع فرق الأمة متفقة على ثبوت الشفاعة الأخروية بدليل ما جاء في القرآن الكريم والحديث وي اللشريف ۲ - في أكثر آيات نفي الشفاعة , دلالة واضحة على التحذير والإنذارء منها ما يخص بني إسرائيلء ومنها ما هو موجه إلى هذه الأمة . - بعض آيات نفي الشفاعة أو الشفيع يخاطب الله تعالى بها أولئك الذي يعتقدون النفع والشفاعة من آلهتهم التي يعبدونها من دون الله ويعظمونها أكبر وهي لا تنفم نفسها فضلا عن أن تفيد غيرها . - نستطيع معرفة الجمع بين الإثبات والنفي في أيات الشفاعة من خلال وجهة نظر الفريقين وبيان ذلك : إن من قيد الشفاعة الأخروية بالتوبة حددها للمرتضين الأخيار من عباد الله الأطهار ء وتكون بتعجيل فصل القضاء يوم القيامة . ودخول الجنة ( الشفاعة العظمى)؛ ويرف !1 الدرجات والثواب فيها ......... قالوا: لا منافاة بين الإثبات والنفي . لان ! الآيات دون سواهم: والآيات النافي للشقاعةإنما كان مظعا في سباق التهديد والوعيد لكل مرا ابتعد عن نهج الإسلام عقيدة وسلوكا ء من الكافرين المشركين . والفاسقين المجرمين فلا شفاعة لهؤلاء وأمثالهم . ممن ظلم نفسه بالكفر بربه أو الإصرار على معصيته . بل هي ٢) أجمعت الأمة علي أصل الشفاعة . قال القاضي عبد الجبار: « لاخلاف بين الأمة في أن شفاعة النبي - يَأ - ثابتة للأمة ٠ وإنما الخلاف في أنها تثبت لمن ؟ » أنظر عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة . ص 1۸۸ وإين حجر الباريءج ١٠ء ص٠٦۲٤ f ‏ےہ‎ Pi ‏ن الأخرین. ا‎ N’ rr wi ¥ WW « N N ثابتة لمن تاب وصدق في إيمانه بإذنه تعالى ورضاه . يقول العلامة الخليلي - حفظه الله - : « أما الشفاعة فقد ذكرت تارة بالنفي المطلق, كما في قوله تعالى : ¥ يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه ولا خله ولا شفاعة 4(" والخطاب للمؤّمنين كما ترون وتارة ينفي قبولها ونقعها كما في هذه الآية ونظيرتها المشار إليها من قبل "ء وتارة مقيدة بإذنه تعالى كما في قوله: ل من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ١" وتارة مخصوصة بالرضى وذلك قوله عز من قائل : ¥ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى 4 وتارة منفية عن الظالمين والمجرمين كما في قوله: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع”'"وقوله حكاية عن أهل النار: ط فما لنا من شافعين4 ولا تنافي بين هذه الآيات فإنها عندما تنفي الشفاعة أو تنفي منفعتها أو قبولها لا تكون إلا واردة مورد التحذير من فعل محظور أو التقصير في واجبء وهو لا ينافي أن ينفع الله بالشفاعة عباده المرتضين التائبين مما قارفوا من ١ ئات ۹٩ . ويقول محمد رشيد رضا :« في القرآن آيات ناطقة بنفي الشفاعة مطلقا . كقوله تعالى: ‏ لا بيع فيه ولا خلة ولا ("" وأخرى ناطقة بنفي منفعة الشفاعة كقوله عز وجل : فما تنفعهم شفاعة الشاة "" وآيات تقيد النفي بمثل قوله إلا ۳ وقوله : إلا لمن ار تضى 4 فمن الناس من يحكم الثاني بالأولء ومنهم من يرى أنه لا منافاة بينهما فنحتاج الى حمل أحدهما على الآخرء لأن مثل هذا الإستثناء ( أي الإستثناء بالإذن والمشيئة ) معهود في أسلوب القرآن في مقام النفي القطي للإشعار ۳٢ ) سورة البقرة , الآية : ٢٥۲ ٤) أي قوله تعالى : ل واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شينا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم يتصرون ۰4 البقرة : ۸٤ . ٥) سورة البقرة , الآية : ٢۲۵. سورة الأتبياء , الآية :۲۸ . ۷ ) سورة غافرء الآية :۱۸ . ۸ ) سورة الشعراء , الآية : ١٠٠ ۹٢ ) الخليلي جواهر التفسير , مكتبة الاستقامة ٠ ح۳ ٠ ص١٠۲ء ص١٠۲ . ٠ ) سورة البقرة , الآية : ٢٢٠۲ . ۱١ ) سورة المدثر, الآية : ۸٤ . ۲ ) سورة البقرة , الآية : ٢٥۲ . ۳٣ ) سورة الأنيياء , الآية :۲۸ . ۳ 2 ۶ ‎f.‏ ‏سر ف ا ا = ”€ بأن ذلك بإذته ومشيئته عز وجل كقوله تعالي: ستقرتك فلا تنسي: إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما وقوله ‎ :‏ خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ريك ١" فليس في القرآن نص قطعي في وقوع الشفاعة ولكن ورد الحديث بإثباتها فما معتاها؟»"". ثم فسر الشفاعة المقصودة بمعنى الدعاء كما مر سابقاء وعليه فإن من تتبع آيات الشفاعة في القرآن - المثبتة والنافية - فإنه يرى أنها إما أن تنفي الشفاعة مطلقاء أو تنفي قبولها أو منفعتها أو تنفيها عن الظالمين والمجرمين , أو تقيدها بإذنه وإذن الله تعالى - كما قيل - أنه معهود في مقام النفي القطعي إذ ان كل شيء في هذا الوجود لا بتم ولا يتحقق إلا بإذنه وإذنه - كما حکاه محمد رشيد رضا عن استاذه أنه مما استأثر الله بعلمه فلا يعلمه غيره إلا إذا شاء إعلامه به » فهو غير معروف لأحد من خلقهء ولذلك ذكر محمد رشيد رضا عن استاذه محمد عبده أن ما ورد في إثبات الشفاعة يكون على هذا من المتشابهات وفيه يقضي مذهب السلف بالتفويض والتسليم . وأنها مزية يختص الله بها من يشاء يوم القيامة عبر عنها بهذه العبارة « الشفاعة » ولا نحيط بحقيقتها مع تنزيه الله جل جلاله عن المعروف من معنى الشفاعة في لسان التخاطب العرفي ”" إلا أنه ليس هنالك شيء من المتشابه في موضوع الشفاعة ءإذ الآيات القرآنية صريحة في نفيها عن الظالمين, وتثبتها أحيانا عن طريق الاستثناء لمن ارتضى وأذن الله لهءود يحمل هذا الاستثناء على الشفاعة العظمى التي اتفقت عليها الأمة ءأما أحاديث الشفاعة لأهل الكبائر فلا يمكن الاعتماد عليها البتهء لضعفها ولآحاديتها كما سيأتي وعليه فآيات الشفاعة في القرآن تدل على النفي أكثرء وهو نفي عام ء وأما المثبتة فهي بإذنه تعالى لمن رضي عنه ء وكان من أهل الولاية ....... فلا منافاة - على هذا - بين الإثبات والنفي في آيات الشفاعة , إذ لكل آية توجيه معين ومعنى قائم بذاته . أما من أطلق الشفاعة لسائر الموحدين من الموّمنين والفاجرين ءوإن لم يتويوا ٤ ) سورة الأعلى . الآية :٦-۷ . ٥ ) سورة هود ءالآية :۷١٠ . ٢) محمد رشيد رضا ٠ تفسير المنار. ج٠ ٠ دار الكتب العلمية , . ص ٢٥۲ ۷ ) المرجع السايق ٠ ج۲ . ص ٦۲٠۲۷ . ۸) محمد رشيد رضا ٠ تفسير المتار . دار الكتب العلمية ٠ ج٠ ٠ ص ٢٢۲ . a ‏سے‎ ZR ۸ = رید لخن ي سر ۸۷ 4 5{ ويعودوا لرب العالمينء فإنهم يرون أن آيات نفي الشفاعة والشفيع إنما تتوجه للكافرين من عبدة الملائكة والأوثان والأجرام ء أولئك الذين كانوا يعتقدون منفعتها وشفاعتها من دون الله .... أو تلك الشفاعة التي تكون بدون إذنه فهي لا يمكن أن تتحقق إلا بإذته ورضاه ء وهي عامة لكل الموحدين إما بدخول الجنة ابتداء , أو بالخروج من النار كما دلت الأحاديث . ولذلك تحمل آيات الإثبات على هذه الشفاعة التي يخص الله تعالى بها عباده الموحدين ء إذ يكون من بينها شفاعته َيه - لأصحاب الكبائر حتى يدخلوا الجنة أو يخرجوا من النار. فحقيقة الشفاعة المأذون فيها: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص والتوحيد فيغفر لهم بواسطة دعاء الشافعين ء الذين أذن لهم في المشفوع له ليكرمهم على حسب مراتبهم ..... أما الشفاعة المنفية : فالمقصود من نفيها نفي الشرك؛ وهو أن لا يعبد إلا الله . ولا يسأل غيره ولا يتوكل عليه لا في شفاعة ولا في غيرها , فالشفاعة التي نفاها القرآن مطلقا كما في قوله تعالى : $ ليس لهم من دونه ولي ولا !"ما كان فيها شرك وتلك منفية مطلقا , والشفاعة المثبتة ما تكون بعد الإأذن يوم القيامة › ولا تكون الشفاعة إلا لمن ارتضى ء فهذه الشفاعة من التوحيد ؛ ومستحقها أهل التوحيد ء ممن كان موحدا مخلصا قطع رجاءه عن غير الله تعالى ء ولم يجعل له وليا ولا شفيعا من دون الله سبحانه”"'. فالشفاعة بهذا تنقسم الى شفاعة باطلة وأخرى صحيحة , أما الباطلة : فهي ما يتعلق به المشركون في أصنامهم حيث يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاء لهم عند الله كما قال تعالى : #ويعيدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ٢ء ويقولون : $ ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى 4 ٢۳ وأما الصحيحة : فهي التي جمعت شروطا كالرضى عن الشافع والمشفوع له ء والاإذن ٢) سورة الأنعام ٠ ) نعمان خير الدين الشهير بابن الألوسي البغدادي. جلاء العينين في محاكمة الأحمدين . مطبعة المدني . الموّسسة السعودية بمصرء ص ٤٤٤ . ص ۱ ) سورة يونس , الآية :۱۸ . ۲ ) سورة الزمر, الآية :۳ . ۹ ۸ vy a j a ‏ر ا س‎ kyr 4 بالشفاعة "" ٠ قلت : هذا متفق عليه تقريبا ٠ والخلاف قد وقع في شروط الشفاعة الصحيحة ء كما سيأتي في المبحث القادم - ان شاء الله تعالى -. وخلاصة قولهم : إن آيات النفي خاصة بالمشركين الكافرين وايات الإثبات إنما هي للموحدين من المؤّمنين ‏ لأن الله تعالى ارتضى إيمانهم وما يدينون به ؛ فمن وفى منهم ما عليه من حقوق وواجبات دخل الجنة بإذن الله ؛ ومن لم يوف ما عليه كان في مشيئة الله ء إن شاء أدخله الجنة بإذنه لمن يشفع له , وإلا دخل النار ثم يخرج منهاإما بشفاعة الأنبياء أو برحمة رب السماء , إذ لا يخلد في النار موحد ......ويذلك يمكن الجمع بين الإثبات والنفي في آيات الشفاعة ءإلا أن هذا ترده أدلة القرآن والسنة والعقل كما سياتي. ۳ ) محمد الصالح العثيمين . شرح العقيدة الواسطية للعلامة ابن تيمية. الطبعة الثانية . دار ابن الجوزي ٠ ح۲ ٠ ١٠٤٠ هء ص ۸ء لمزيد بيان أنظر : عبد العزيز المحمد السلمان . الأسئلة والأجوية الأصولية على العقيدة الواسطية . الطيعة الرابعة ء٠ ۱ه ۱۹۷۱م ص ۸٢۲۲ . ۱ ۹ A j> ‏خو 0 س(‎ a 1 ۸N br المبحث الثاني شروط الشماعة في القرآن الكريم لقد ذكرنا فيما سبق أن أصل الشفاعة ثابتة في القرآن والسنة وإجماع الأمةء إلا أن دلائل النفي فيها أكثر من دلائل الإثبات . ذلك لأن الله تعالى أراد أن يثبت المالكية له سبحانه . كما أراد أن يشحذ همم الناس للعمل الصالحء وعدم الإتكال على الشفاعات والتعلق بالأماني لا سيما في ذلك الوقت الذي اتخذ فيه المشركون أندادا من دون الله ٠ ليقربوهم الى الله زلفى ء ولذلك غرس الله تعالى في نفوسهم التوحيد ليتخلصوا من تلك العقائد الزائفة . والأفكار الباطلة التي أوصلتهم إلى الإشراك بالله . وإذا سمعنا أو تلونا آيات الشفاعة لطالعتنا للوهلة الأولى غلبة نفي الشفاعة ونفي الشفيع ونفي الخليل ونفي الولي ونفي قبول العوض عن المظالم » ونفي كل أسباب النجاة يوم الحساب باعتبار أن هذه جميعا أسباب للنجاة في الدنيا من المخاطرء لكنها لا تصلح أن تكون أسبابا للنجاة من أهوال يوم القيامة وعذاب الآخرة ءهذه النتيجة نصل إليها من أول وهلة لسماع كثير من آيات الشفاعة لبروز أدوات النفي أو الإستفهام الإستنكاري الذي إجابته النفى “" . وعليه , فإن للشفاعة المثبتة شروطا ذكرها الله تعالى في كتابه العزيزء إذ لا يمكن أن تتحقق الشفاعة إلا بها وبعض تلك الشروط مما اختلفت فيه الأمةء وذلك من حيث التفسير والتأويلء وسوف نتحدث عنها بشيء من الاختصار بعدا عن الاطالة والتكرار كما يلي : أولا : القدرة على الشفاعة : لا أحد يملك القدرة على الشفاعة يوم القيامة إلا الله سبحانه وتعالىء ولذلك فقد نعى الله تعالى أولئك الذين اتخذوا من دونه شفعاء من الأوثان يريدون منفعتهم ونصرتهم ء وأثبت الشفاعة له سبحانه إذ هو القادر عليها عندما قال جل جلاله: ٤ ) الدكتور فاروق الدسوقي , الشفاعة . سلسلة كتب التصوف الاسلامي . الكتاب السابع عشرء ص ١٠ . EE esmana ر ي سرن 50 اپ ‎TR‏ ‏أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولوا كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون . قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون 0 وجميعهم يعللون عبادتهم لهذه الآلهة أو الأرباب المتعددة بأنها تقربهم إلى الله زلفى ء وأنها شفعاء لهم لجلب النفع ودفع الضرء وفي الآخرة لمن يوّمن منهم بالآأخرة هي أيضا شفعاء لدفع العذاب عنهم وتحقيق سعادتهم فيها بعد الموت ء ويؤّمنون بأن الإله فوضها لتصريف الكون الخلائق كل واحد منها في تخصصه .٠ فيثبتون لها فاعليات مستقلة في الأمر والفعل عن الإله ۷" . وقد أبطل الله تعالى دعواهم ء وبين سبحانه أنهم كاذبون فيما يقولونه , لأن تلك الآلهة المعبودة من دون الله لا تملك لنفسها نفعا ولا ضراء فهي من باب أولى لا تملك الشفاعة . وكثيرا ما ندد الله تبارك وتعالى بمزاعمهم في كتابه العزيز وأوضح أن الشفاعة لا تكون إلا ممن يقدر عليها , إذ القدرة من شروطها ولا تكون القدرة يوم القيامة إلا لمالك الملك ی لمن الملك اليوم , لله الواحد "" ولا أدل على ذلك من الآيات القرانية التي تحوي هذا المعنى صراحة أو تعريضا كقوله تعالى : ¥ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون 4" وقوله : ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون4‰ ٩ء وقوله : لإوالذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبيره ٢ وقوله : قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيهما من ٥)) سورة الزمرء الآية : ۳٤-٤ £ ٢) فاروق الدسوقي . الشفاعة . سلسلة كتب التصوف الاسلامي , الكتاب السابع عشر. ص ١٠ . ۷) سورة غافر. الآية :١۱ ۸) سورة يونس ء الآية :۱۸. ۹) سورة الزخرف , الآية : ٦۸. ٠) سورة الزمرء الآية : ١١-١ ۱. e wm mn > 73 ۹ / ۸١ و ي بحت ي‘ >( Oy ۹ ۹ شرك وماله منهم من ظهير . ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له '" وغيرها من الآيات الدالة على أن القدرة من شروط الشفاعة وهي لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى أصالة , أو بتمليكه من يشاء من ملائكتة ورسله وعباده الصالحين بعد إذنه لهم بها . ثانيا : الدخول في الاسلام : أي أن يكون المشفوع له مسلماء وأعني بالإسلام هنا ما يضاد الشرك, لأن المشركين والكافرين في نار جهنم بلا خلاف بين الأمة . والإسلام يطلق كثيرا ويكون متضمنا للإيمانء فيشمل الظاهر من أعمال الجوارح كالصلاة والصوم والحج ... كما يشمل الباطن من أعمال القلب كالإيمان بالله وملائكته وکتبه ورسله بدليل قوله تعالى : إن الدين عند الله الاسلام ٠" وقوله: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه ”٠ء فالإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره هو الإسلام الذي يتضمن الإيمان والأعمال القلبية والأعمال الظاهرة " . وهذاهوالإسلام المطلوب-حقيقة- لثبوت الشفاعةءوذلك لارتباط الإيمان بالعمل في أكثر آي القرآنء فالعمل ركن أساسي فيه. وعلى ذلك فلا شفاعة للمشركين والكافرين من عبدة الأوثان وغيرهم ء لأن الوعيد الموحدين الذين دخلوا الإسلام إلا انهم قصروا في تطبيق تعاليمه أو أخلوا بمبادئه ؟ هذه المسألة مما وقع فيها الخلاف بين من أطلق الشفاعة لسائر الموحدين ومن قيدها بالتائبين منهم- كما سيأتي في الفصل الثالث إن شاء الله - , إلا أن الكل متفق بان 2 ۰ ۰ - . . ۰ بام ۰ ‎(r10‏ ۰ المشركين لا شفاعة لهم ويستثنى من المشركين عم النبي كيار - إذ يشق' له في ٢) سورة سبأء الأية ٢۲ . ٢ ) سورة آل عمران , الآية : ١۱ . ٢ سورة آل عمران , الآية : ٥۸ . ٤) لمزيد بيان أنظر عبد المنعم مصطفى حليمة ٠ تهذيب شرح العقيدة الطحاوية . الطبعة الأولى ٠ دار البيارق للطباعة والنشر والتوزيع بیروت ٨۱٤ ۱ه - ۱۹۹۷م . ص ٢٢٦-٤۲۸ . ِ ٥ يطلق على هذا الأمر شفاعة تجاوزا ءوإلا فهي ليست شفاعة -حقيقة -وإنما هي تخفيف أن معظم الاحاديث الدالة على ذلك لم تذكر لفظ الشفاعة صراحة اللهم إلا حديث:«لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامهءفيجعل في ضحضاح من نار يغلي منه أنظر: ابن عدي ٤ءص ١ ‎oo‏ ١ء وذخيرة الحفاظ٬ج ٣ء ص ‎۳o‏ ۱ ~E J 2 ‏کے‎ ۹ nd 4 ‏الأَحْن‎ » ۱ < H1 ( 2< r ‏س 4پ‎ ثالثا : الذن بالشفاعة : لا تكون الشفاعة يوم القيامة إلا بأمر الله ء ولمن أذن له الرحمن ورضي له قولاء وهذا محل اتفاق بين الأمة , إذ نص على ذلك القرآن الكريم في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ل من ذا الذي يشفع عنده إلا 9 هذا وقد وقع الخلاف بين الأمة في المأذون لهم بالشفاعة ... فبينما نجد بعض العلماء يرى أن الاستثناء بالإذن يدل على النفي القطعي ء وذلك من باب أن كل شيء في الوجود لا يتم ولا يتحقق إلا بإذنه تعالى . نرى أن من أطلق الشفاعة لسائر الموحدين يدخل العصاة منهم في المأذون لهمء وذلك بحسب مشيئة الله تعالىء بينما من قيد الشفاعة للتائبين منهم يرى أنهم لا يدخلون ضمن المأذون لهم , لأن الشفاعة لا تتم من الله إلا لعبادة الصالحين الذين جمعوا بين صفاء العقيدة وصدقهاء وحسن العمل واتقانهء لا سيما وأن من كليات العقيدة الاسلامية أن الإنسان مجزي بعمله والعبرة بخاتمة الإنسان ... على أن الإذن يتعلق بالشافع والمشفوع فيه وبوقت الشفاعة . فليس يشفع إلا من أذن الله له في الشفاعة , وليس له أن يشفع إلا بعد أن يأذن الله له ء وليس له أن يشفع إلا فيمن أذن الله له أن يشفع فيه . رابعا : الرضا عن المشفوع له : من شروط الشفاعة الأخروية في القرآن الكريم الرضا عن المشفوع له ء ذلك لأن ا تبارك وتعالى إنما يشفع لمن ارتضاه ورضى عنه ومن تتبع آيات الكتاب العزيز يجد أن ولاية الله تعالى إنما هي لعباده المؤْمنين الذين صدق إيمانهم فظهر في أقوالهم وأفعالهم. يقول سبحانە: ذلك أن الله مولى الذين وهذه الولاية هي رمز الرضا . وعنوان القبول ء وعلى ذلك لا تكون الشفاعة يوم القيامة إلا للمرضي من أهل التوحيد بدليل قوله تعالى في وصف ملائكته $ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته ثم بين سبحانه وتعالى من هؤلاء الذين ارتضاهم وما هي شفاعة ٢ ) سورة البقرة , الآية : ٢٠۲ ۷٧ ) سورة محمد. الآيه:١٠ ۸) سورة الأنبياء , الآية : ۲۸ . ۳ ‏ھ‎ Pe ۹۳ ‏الاخرویں, طا‎ 7 = br ‏الملائكة في قوله تعالى : % الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ريهم‎ ‏ويستغفرون للذين آمنوا رينا وسعت كل شيء رحمة وعلما . فاغفر للذين تابوا واتبعوا‎ ‏سبيلك وقهم عذاب الجحيم ”'" فهي للذين اتبعوا السبيل المستقيم دون الذين أعرضوا‎ ‏عنه , كما أنها للتائبين دون المصرين إلا أن الإمام الرازي جعل هذه الآية الكريمة من‎ ‏أقوى الدلائل في إثبات الشفاعة للعصاة - كما سيأتي لاحقا- لأنهم لا يخلدون في التار:‎ مع أن الآية واضحة ء وخير ما يفسر القرآن القرآن. سورة غافر, الآية:۷. المبحث الثالثت الشفاعة في السنة النبوية لقد وردت الشفاعة في أحاديث النبي - َيه - فتعرفنا من خلال النصوص إلى أنتواعها المتعددة , ثم إن العلماء اتفقوا في أنواع منها واختلفوا في أخرى , . فمنهم من أثبتها ومنهم من نفاها .... والشفاعة وصلت عند البعض إلى ثمان ٠ وعند اليعض الآخر إلى خمس وذلك يعود إلى استطراد بعض العلماء في ذكر الأنواع وقصر البعض الآخر الشفاعة في أنواع محدودة قد تدخل فيها الأنواع الأخرى هذا ء وإن الناظر في كلام من يقيد الشفاعة بالتوبة يجد أنهم يوافقون الفريق الآخر في إثبات الشفاعة الكبرى يوم القيامة وهذه الشفاعة تتضمن فتع أبواب الجنة ء وزيادة الثواب ؛ ورفع الدرجات .... فهم لا يعارضون في هذه الشفاعات التي دل عليها الدليل, إلا أن الشفاعة العظمى أو شفاعة المحشر تشملها . بحيث يستمر حكمها إلى الشفاعة في زيادة الثواب وتشريف المنازل ولذلك لا نجد في كتبهم ذكر عدد الشفاعات أو حصرها بعدد معين وإنما يركزون على الشفاعة العظمى التي تكون في المحشر لإراحة الناس من هول الموقف وشدتهء فلا منافاة بين كونها في المحشر للإراحة من الموقف وكونها لزيادة الثواب ورفع المنازل فإن الشفاعة واحدة لكنها تتضمن ذلك كله . بعكس الأشاعرة مثلا ممن يطلقون الشفاعة للموحدين , فقد أوصل بعضهم الشفاعة الى ثمانية أنواع . واختصرها يعض العلماء الى أقل من ذلك ءون كانت تتضمن تلك الأنواع او بعضها في كثير من الاحيان وقد ذكر ابن تيمية - كما مر سلفا - أن الشفاعة ثلاثة أنواع هي : الشفاعة العظمىء والشفاعة في دخول أهل الجنة ء والشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها ء ومن دخلها أن يخرج منها”" » بينما ذهب تلميذه ابن القيم الى أن الثابت خمسة أنواع من الشفاعة محمد الصالع العثيمين . شرح العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية , ط۲ ٠ ج۲ . دار ابن الجوزي , ١٤اه ء ص 1۹٦1- ۷ . f ۱ ‏٥‎ £ 6 9 وهي : الشفاعة العامة التي يرغب فيها الناس الى الأنبياء نبيا بعد نبي حتى يريحهم الله من مقامهم , والشفاعة في فتح باب الجنة لأهلها , والشفاعة في دخول من لا حساب عليهم الجنة ء والشفاعة في إخراج قوم من أهل التوحيد من النارء والشفاعة في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار "٠ وكذلك ذهب الإمام النووي ”" والقاضي عياض ”° والمباركفوري ”" الى أن الشفاعة خمسة أقسام هي : الشفاعة للإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب , الشفاعة في ادخال قوم الجنة بغير حساب ء والشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا - يَيْةٍ - والشفاعة فيمن دخل النار من المذنبين أن يخرج منهاء والشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها ءولم يتطرقوا الى الشفاعة في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار كأبي طالب ولا يعني ذلك أنهم لا يرون جوازها . بل ريما أرادوا الاقتصار على بعض الشفاعات ءوعدم الاستطراد بذكر الكل , وقد ذكر ابن حجر أن القاضي عياض استدرك هذا النوع من الشفاعة بعد ذلك ”° ء بينما نجد أن العلامة ابن القيم لم يتطرق الى الشفاعة فيمن استوجب النار أن لا يدخلهاءإذ يقول بعد أن ذكر أكثر أحاديث الشفاعة وأنواعها: « لم أقف إلى الآن على حديث يدل عليه , وأكثر الأحاديث صريحة في أن الشفاعة في أهل التوحيد من أرباب الكبائر ء إنما تكون بعد دخولهم وأما أن يشفع فيهم قبل الدخول فلا يدخلون فلم يظفر فيه بنص» ”*" . وقد أورد الإمام ابن حجر ما ذكره الإمام النووي ء والقاضي عياض في الفتح وبين أن بعض العلماء قد زاد شفاعة سابعة وهي الشفاعة لأهل المدينة . وذلك لحديث أبي هريرة عن النبي - - : «من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها »۷ 4 ثم قال : « وهذه غير واردة لأن متعلقها لا يخرج عن واحدة من الخمس الأول»"*" . ١) محمد بن اسحاق بن خزيمة ءهامش كتاب التوحيد واثبات صفات الرب عز وجل ؛ تحقيق الدكتور عبد العزيز ابراهيم الشهوان › ط٠٦٠ ح۲ ء مكتبة الرشد . الرياض ١٤اه - ۱۹۹۷م ء ص 94° ٢) النووي . صحيح مسلم بشرح النووي . الطبعة الثالثة , ح٣ ٠ دار احياء التراث العريي , بيروت . £ ٤ه - ١۱۹۸م ٠ ص ٢۳ ٢ ) القا ضي عياض ء٠ شرح الشفا ء شرحه الملا علي القارئ . ج٠ ٠ دار الكتب العلمية بيروت ؛ ص ٢۷٤ ٠ ٤) محمد عبد الرحمن بن عبد الرحمن المباركفوري , تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ؛ ط۲٠ ح۷ مكتبة اين تيمية , القاهرة. 0٥ هه ۱٦۱۹ء ص ۱۲۸. ۱ ٥) أحمد بن علي بن حجر العسقلاني . فتح الباري بشرح صحيح البخاري , ح١٠ ء المكتبة السلفية ؛ ص ٢۲٤ . عون المعبود ص ۷۷ء ح ١۱ . ۷ ) أخرجه البيهقي في شعب الايمان. باب في المناسك.رقم ٢۸٢ )ءج ۲ء ص ۸) أحمد بن علي بن حجرالعسقلاني.فتح الباريءج السلفيةء ص۲۸ ٤. ‎EEE‏ ’ہہ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ل ا » !د 47 ‎a‏ ‏2 ای سے hr ‏چ‎ هذا وقد ظهر لابن حجر شفاعة أخرى حيث يقول : « وظهرلي بالتتبع شفاعة آخری وهي الشفاعة فيمن استوت حسناته وسيئاته أن يدخل الجنة ٠ ومستندها ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس قال : السابق يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلونها بشفاعة النبي يأو" ء وقد تقدم قريبا أن أرجح الأقوال في أصحاب الأعراف أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وشفاعة أخرى وهي شفاعته فيمن قال لا إله إلا الله ولم يعمل خيرا قط » والدليل على هذه الشقاعة الأخيرة حديث أبي سعيد مرفوعا , قال : « فيقول الله تعالى : شفعت الملائكة . وشفع النبيون ء وشفع المسلمون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط »٠ على أن المراد بقوله : لم يعملوا خيرا قط أي الخير الزائد عن شروط صحة الإيمان ومتطلباته , التي لا يدخل المرء الجنة إلا بها وبعد استيفائها ء وليس المراد نفي مطلق الخير المتضمن للتوحيد والإيمان , هذا ما يقتضيه العمل يمجموع النصوص ذات العلاقة بالمسألة”" . ومما تقدم يتضح لنا أن الأمة قد اتفقت على شفاعات معينة وإن اختلف في عددها فهو خلاف لفظي إن قد يذكر بعض العلماء شفاعة واحدة إلا أنها تتضمن شفاعتان» أو أنه يستدرك بعض الشفاعات في مؤلف آخر .... كما أن بعض العلماء يركزون على الشفاعة العظمى في الموقف باعتبار إجماع الأمة عليها . ثم يذكرون غيرها بإختصار لأن الشفاعة العظمى تتضمن ما عداها من شفاعة فتح أبواب الجنةء وزيادة الدرجة فيها. وعليه ء فإن هنالك شفاعة متفق عليها , وأخرى مختلف فيها , فالأولى: كالشفاعة الكبرى وشفاعة فتح أبواب الجنة ودخول أهلها . وشفاعة زيادة الثواب ورفع الدرجات: والىشفاعة فيمن تساوت حسناته وسيئاتهء عند من ذكرها. ما الثانية: فالشفاعة في تخفيف العذاب عن بعض الكفار والشفاعة للمصرين على ۹) ذكره الهيثمي في المجمع باب في الشفاعة .ج١٠ءص۲۷۸ءوقال:سفيه موسى بن عبد الرحمن الصتعاني وهو وضاعس والطبراني في الكبير برقم ١٠ ص۱۸۹. ٠) أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ‏ فتح الباري . ح١٠ المكبة السلفية , ص ٢٤-۲۹٤ . ١) أخرجه البيهقي في شعب الايمان. باب في حشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم ءرقم الحديث(۳۱۷)ءج ١۱.ص ١٠۲۹ء والطيالسي في مسنده ءج ۱ .ص ےا ۲ حم 1 { سل ۹۷ لبائ سواء في خروے العصاة من النار أو دخولهم الجنة ء وسوف تتضح هذه الشفاعات بذكر الدليل في المطالب التالية كما يلي : المطلب الأول: الشفاعة المتفق عليها : الشفاعة الكبرى أو العظمى : تعريفها : هي شفاعته - يلو - لأهل الموقف حتى يقضى بينهم بتعجيل الحساب ء حين يتراجع الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى -عليهم السلام- ء ولا تكون إلا لسيدنا محمد - - يسأل الله سبحانه أن يقضي بين الخلق ليستريحوا من هول الموقفء فيستجيب الله له فيغبطه الأولون والآخرون فيظهر فضله على العالمين. هذاء وقد ذکر ابن حجر ان اماي ق جا المراد به الشفاعة ٠ وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع . وقال الطبوي :` : قال أكثر أهل التأويل المقام المحمود هو الذي يقومه النبي - يي - ليريحهم من كرب الموقف ثم أخرج عدة أحاديث في بعضها التصريح بذلك؛ وفي بعضها مطلق الشفاعة ". وذهب ابن حجر الى أن الراجح أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة لكن, الشفاعة التي وردت في الأحاديث المذكورة في المقام المحمود نوعان . الأول : العامة في فصل القضاءء والثاني : الشفاعة في إخراج المذنبين من النار“" ٠ وهذا لايسلم لابن حجر ءإذ لايمكن أن تعتبر هذه الآية دليلا على الشفاعة لأصحاب الكبائرءإذ يمكن أن تأول بغير الشفاعة "عند يرى البعض أن المقام المحمود عام لجميع الشفاعات التي أوتيها نبينا محمد - يلأ لكن جمهور المفسرين فسروه بشفاعة الإراحة من هول الموقفء ودخول الجنة لاختصاصه بهما دون غيره ` . ۳٢) سورة الاسراء .الآيه ‎V4:‏ ‏٤) أحمد بن علي بن حجر ء فتح الباري بشرح صحيح البخاري . ح ١۱ء المكتبة السلفية ص ٢٠٤ ٠ ٥) المرجع السابق ٠ ص £۲۷ . وقد ذكر في المقام المحمود غير هذه من الأقوال كما سيق في حاشية البحث .إلا أن الحافظ ابن حجر انتهى الى ترجيح ما رجحه الجمهور قائلا:س ويمكن رد الأقوال كلها الى الشفاعة العامة . فإن اعطاءه لواء الحمد وثناءه على ريه ٠ وكلامه بين يديه على كرسيه , وقيامه اقرب من جبريل , كل ذلك صفات للمقام المحمود الذي يشفع فيه ٠ د بين الخلقس ٠ ح۱۱ ۰ ص ٢٤٤ . ٦) أنظر السالمي , المشارق ۷٦۳( حافظ بن أحمد بن حكمي معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيدءح۲ءدار الكتب العلمية »یروت .٠ ص ٢ . > ‎N‏ 0 / الاح 0 سے . 1 دليلها: لقد دلت على الشفاعة العظمى عدة أحاديث سنقتصر على بعضهاء لأن ذكر الجميع يحتاج الى بحث مستقلء على أن أكثر الأحاديث قد جاء بلفظ متقارب وطرق مختلفة ء ومن تلك الأحاديث الدالة على ثبوت الشفاعة العظمى ما يلي : ١ ما روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أتى رسول الله - يي - بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه - فنهس منها نهسة - ثم قال: « أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذلك ؟ يجمع الله الناس يوم القيامة: الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمسء فيبلغ الناس من الغقم والكرب ما لا يطيقون ومالا يحتملون ء فيقول بعض الناس لبعض: ألاترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم ٠ فيأتون آدم - عليه السلام - فيقولون يا دم : أنت أبو البشر , خلقك الله بيده ٠ ونفخ فيك من روحه ءوأمر الملائكة فسجدوا لك ء اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى الى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ريي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ءولن يغضب بعده مثله ء وأنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا إلى توح ء فيأتون نوحا: فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل الى الأرض ٠ سماك الله عبدا شكوراء اشفع لنا إلى ربك ء ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ءوإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ٠ نفسي نفسي , اذهبوا إلى إبراهيم- . فيأتون ابراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك , ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى الى ما قد بلغنا؟فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ءولا يغضب يعده مثله ء وذكر كذباته ء نفسي نفسي ء اذهبوا الى غيري ء اذهبوا إلى موسىء فيأتون موسى- ية فيقولون : يا موسى أنت رسول اللهء فضلك الله برسالاته ويتكليمه على الناس ء اشفع لنا إلى ربك , ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألاترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله . ولن يغضب بعده مثله ء وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها . نفسي نفسي ء اذهبوا إلى عيسى- يأو . فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا ء اشفع لنا إلى ربك ألا ترى الى ما نحن فيهء ألا ترى ما قد بلغناء فيقول عيسى -عليه السلام- إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله › ولن يغضب _—_— پء ۳ د اين سلا ۹٦ بعده مثله ولم يذكر له ذنباء نفسي نفسي, اذهبوا إلى غيري , اذهبوا محمد - فيأتونيء فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء . و غفر الله لك ما تقدم من ذنيك وما تأخرء اشفع لنا الى ربك ء ألا ترى الى ما نحن فيه ءألا ترى ما قد بلغناء فأنطلق فأتي تحت العرش فاقع ساجدا لربي ؛ ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ء ثم قال : يا محمد ارفع رأسك . سل تعطه , اشفع تشفع . فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي أمتي . فيقال : يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ءوالذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة )۸٦۳( وهجرء أو كما بين مكة وبصري» هذا الحديث أورده مسلم عن طريق أبي هريرة ء وللبخاري رواية أخرى تحمل نفس المعنى عن أبي هريرة: كنا مع النبي - ييو - في دعوة فرفعت إليه الذراع ءوكانت فنهس منها نهسة وقال : « آنا سيد الاس يوم هل تدرون يمن يجمع الله الأولين والآخرين في صعید واحدء فيبصرهم الناظرء ويسمعهم الداعي ء وتدنو منهم الشمس . فيقول بعض الناس : ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ إلى ما بلغكم ؟ ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس : أبوكم آدم . فیآتونه , فيقولون : يا دم. أنت أب اليش خلقك الله بيده ءونفخ فيك من روحه ء وأمر الملائكة فسجدوا لك , وأسكنك الجنة ء ألا تشفع لنا الى ربك ؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ فيقول : ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ءولا يغضب بعده مثله ء ونهاني عن الشجرة فعصيت : نفسي ء نفسي , اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى نوح ء فيأتون نوحا: فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل الى أهل وسماك الله عبدا شكوراء أما ترى إلى ما نحن فيه , ألا ترى الى ما بلغنا ء ألا تشقع لتا الى ربك ؟ فيقول : ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ءنفسي نفسي, ائتوا النبي-يَأْةٍ- فيأتوني ء فأسجد )۹٦۳( تحت العرش . فيقال : يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع . وسل تعطه» على أن الكثير من الأئمة يوردون هذا الحديث وما قبله من أكثر طرقه ولا يذكرون أمر الشفاعة العظمى لفصل القضاءء فإنه المقصود في هذا المقام . ومقتضى سياق أول ۸) أخرجه البخاري في كتاب التفسير (١٠)ءياب:سذرية من حملنا مع رقم الحديث بعض الاختلاف والزيادة في اللفظ الذي لا يوثر في المعنى الاجماليء ٠ ومسلم في کتاب الايمان ياب دعاء النبي - لأمته ویکائه شفقه شفقه عليهم. ج ۱ء ص۱۳۷. ۹) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء »باب قوله تعالى:«ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه..»ءرقم الحديث ( ٠٤ )ص 5 ° 9. س 1 242۹ ‎oL ۰.‏ ريفاعة الاخروں. ٍ٠ ب ‎ho sr 11‏ الحديث فإن الناس إنما يستشفعون الى آدم فمن بعده من الأنبياء في أن يقصل الناس ويستريحوا من مقامهم , كما دلت عليه سياقاته من سائر طرقه . يقول الامام القرطبي في شرح قوله - ي -:( فأقول يا رب أمتي أمتي يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه ) ء يقول في شرح هذه العبارة : « هذا يدل على أنه شفع فيما طلبه من تعجيل حساب أهل الموقف , فإنه لما أمر بإدخال من لا حساب عليه من أمته فقد شرع في حساب من عليه حساب من أمته وغيرهم ولذلك قال في الرواية الأخرى : « فيأتون محمدا - فيقوم ويؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا . يقول القاضي عياض : « وبهذا يتصل الحديث لأن هذه هي الشفاعة التي لجا الناس اليه فيهاء وهن الإراحة من الموقف والفصل بين العباد ثم بعد ذلك حلت الشفاعة في أمته ي" ٢- ما روي عن أنس أن النبي - يٍَ - قال : « يجمع الموّمنون يوم القيامة كذلك فيقولون:لو استشفعنا الى ربنا حتى يريحنا من مکاننا هذا فیأتون آدم . فیقولون یا آدم أما ترى الناس ؟ خلقك الله بيده ء وأسجد لك ملائكته . وعلمك أسماء كل شيءء اشقع لذا إلى برك حتى يريحنا من مكاننا هذا . فيقول : لست هناك؛ ويذكر لهم خطيئته التي أصابء ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول : لست هناكء ويذكر خطيئته التي ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ءفيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم ءويذكر لهم خطاياه التي أصابءولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة .وكلمه تكليماءفيأتون موسى فيقول: لست هناكمءويذكر لهم خطيئته التي أصاب ءولكن اثتوا عيسى عبدالله ورسوله وكلمته وروحه ء فيأتون عيسى ء فيقول : لست هناكم ولكن ائتوا محمدا- ييو - عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتونني فأنطلق ٠)) أخرجه مسلم ءكتاب الايمان »باب دعاء النبي -يََأَوْلأمته :ج٠ ص۱۲۹. ۷-٦۱۹۹ مء ص ۲) یحیی بن شرف النووي . شرح مسلم ۰ ح ۳ء ص ۷٥-۸٩ . ہد لھ 4 f ‏ل ا ٤ ع ١۱۰‎ فاسان علي رهي »فون لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعنيء ثم يقال لي : إرفع محمد . قل يسمع . وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيهاء ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ريي" وقعت ساجداء فيدعني ما شاء الله أن يدعني ٠ ثم يقال: ارفع محمد ء وقل يسمع وسل تعطه . واشفع تشفع. فأحمد ربي بمحامد علمنيهاء ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول : يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود »" . وهناك رواية عن معبد بن هلال العنزى بنفس المعنى السابق مع اختلاف يسير في اللفظ ۷" . وهذا النوع من الشفاعة ة (شفاعة تعجيل الحساب للناس) لم أجد من خالف في ثبوتها لكثرة الأحاديث الواردة في هذا السياق وهي تتفق مع آي القرآن , كما تبين المكانة الرفيعة التي يحضاها النبي - يَيْْةٍ - في ذلك الموقف الرهيب . الشقاعة بفتح آبواب الجنة ودخولها : النوع الأول : الشفاعة في أقوام ليدخلوا الجنة بغير حساب , وهؤّلاء يدخلون الجنة مباشرة ء وقد حددهم الحديث الشريف بالسبعين ألفا ء حيث يشفع لهم النبي - ييو - فيدخلون الجنة بأمر الله بلا حساب . النوع الثاني : الشفاعة في أن لجميع الموّمنين في دخول الجنة »وهي شفاعة عامة تشمل كل الموّمنين الذين كتب الله تعالى لهم النجاة في يوم القيامة بعد محاسبتهم أن دخولهم الجنة إنما تكون بشفاعة النبي - َي ويرحمة الله تعالى أولا وأخيرا . ۳) رزية الوؤمنين لربهم يوم القيامة باطل باطل جملة وتفصيلا. ومن أراد معرفة أدلة بطلاته فليرجع إلى كقاب «الحق الدامغ» لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي. أخرجه البخاري في كتاب التوحيدء باب قوله تعالى:«لما خلقت بيدي» (۱۹) ءرقم الحديث ص١٤ ۱۲۷. ٥) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب كلام الرب تعالي يوم القيامه مع الأنبياءءرقم الحديث (٠٠٠۷) EES a, 7 7 س چ ‎ir‏ س۰ (— دليلها : دليل النوع الأول : حديث عكاشة بن محصن ؛ حيث دعاله رسول الله أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب والحديث شرج في الصحيحين ونصه : عن حصین بن عبد الرحمن » قال : کنت عند سعید بن جبر فقال : أُیکم رای الکوکب الذي انقض البارحة ؟ قلت : أناء ثم قلت : إما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت ء فقال: قماذا صنعت ؟ قلت : استرقيت . قال : فما حملك على ذلك ؟ قلت : حديث حدثناه الشعبي . ققال : وما حدٹكم الشعبي ؟ قلت : حدثنا عن بريدة ابن حصيب الأسلمي أنه قال : لا رقية إلا من عين أو حمة فقال: قد أحسن انتهى إلى ما سمع. ؛ ولكن حدثنا ابن عباس ء عن النبي يلر - أنه قال : « عرضت علي الأمم . فرأيت النبي ومعه الرهيط : . والنبي ومعه الرجل والرجلان, والنبي وليس معه أحد . إذ رقع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي . فقيل لي : هذا موسى وقومه . ولكن انظر إلى الأفقء فنظرت فإذا سواد عظيم . فقيل لي : أنظر إلى الأفق الآخرء فإذا سواد عظيم فقيل لي : هذه أمتك . ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب » ثم نهض فدخل منزله , فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله - يَيةٍ - يعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله . وذكروا أشياء. فخرج عليهم رسول الله- َي فقال :« ما الذي تخوضون فيه ؟ فأخبروه . فقال : « هم الذين لا يَرَقونء ولا يسترقون؛ ولا يتطيرون وعلى ريهم يتوكلون » فقام عكاشة بن محصن ء فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : « أنت منهم» ثم قام رجل آخرء فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : «سبقك بها عكاشة. وعن عمران بن حصين ء أن رسول الله - يِل - قال : « يدخُل الجنة من أمتي سبعون ألفأ بغير حساب قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : « هم الذين لا يسترقون ء ولا يتطيرون» ولا يكتوون » وعلی ربهم يتوکلون ». ما التوع الثاني من هذه الشفاعة فدليلها : ما جاء في نهاية الحديث السابق في أخرجه البخاري في كتاب الرقاق (۸۱). باب يدخل الجنة سبعون ألقا يغير حساب :رقم الحديث (١٤١٠)ءص ۳۳٠٠ء ؤمسلم قي كتاب الايمان. باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب٬ج١ ۷) أخرجه مسلم في كتاب الايمان .باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ۰ج ٠ء ج ہہ ے۹ ا ا .د ر 1 7 ‎vy a‏ ر الشفاعة العظمى ء وهو قوله تعالى في جواب قوله - - : « أمتي ء أمتي : أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ....»" ٠ ويستدل البعض”"" على هذا النوع من الشفاعة بقوله - ييو - : « أنا أول شفيع في الجنة » بينما ذهب ابن حجر الى غير ذلك حيث يقول في بيان دليل هذا النوع من الشفاعة :» ويظهر لي أن دليله سؤاله - - الزيادة على السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ۸۰) فأجيب»" › وارى أن هذا الأخير وجیه. الشفاعة في أهل الجنة لزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم : تعريفها : لا ريب أن أهل الجنة يتنعمون فيها بما يلقونه من إكرام الله تعالى لهم .... ثم تأتي الشفاعة التي ترفعهم الى درجات العلا في الجنة . إكراما لهم من المولى وفضلا ء إذ ترفع درجاتهم في الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم , فهذه شفاعة في الجنة للمؤّمنين لزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم فوق ما تقتضيه أعمالهم الدنيوية . دلىلها - قوله يَأ في حديث ابي موسى : « اللهم اغفر لعبيد أبي عامر واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك »”^". - قوله - - في حديث أم سلمة :- « اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين 7ا الشفاعة فيمن تساوت حسناته وسيناته: تعريفها : لقد ذكر هذا النوع من الشفاعة يعض العلماء منهم ابن حجر وغيره وبين ۸٨) أخرجه مسلم في كتاب الايمانء باب دعاء النبي لأمته ويكائه عليهمءج ٠ء ۹ ) كالامام علي بن أبي العز الحنفي في تهذيب شرح الطحاوية . ط۲ ء دار الصحابة لبان ؛ ص ۲۹۲ . ٠) أحمد بن علي بن حجر, فتح الباري بشرح صحيح البخاري , ح ١٠ ؛ المكتبة السلفية ص ٢۲٤ . ۱) أخرجه البخاري في كتاب المغازي ءباب غزوة أوطاسء رقم الحديث( ٣٢ ۲) أخرجه مسلم في كتاب الجنائزءياب في إغماض الميت والدعاء له إا ج٣ :ص۳۸. ھھھ ص 90 اة اللو ا ان أرجح الأقوال في أصحاب الأعراف أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة °^ . دليلها : ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس ء ولفظه : « السابق بالخبرات يدخل الجنة بغير حساب ء والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله . والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد قلت : في سنده موسى بن عبد الرحمن الصنعاني , قال الذهبي في الميزان : «معروف ليس بثقة فإن ابن حبان قال فيه : دجال وقال ابن عدي : منكر الحديث؛ وعد هذا الخبر من منكراته»*" ء وقال الهيثمي في المجمعء بعد أن نسبه للطبراني في الكبير والأوسط : «وفيه موسى بن عبدالرحمن الصنعائي وهو وضاع» ”. هذاء وإذا لم يثبت دليل هذه الشفاعة , فالأولى أن لا يثبت هذا النوع من الشفاعة, لا سيما وأن الكثير الكثير من العلماء لم يتطرق إليها - لا من قريب ولا من بعيد - أثناء تعداد أنواع الشفاعات . المطلب الثاني: الشفاعة المختلف فيها : لقد اختلفت هذه الأمة في ثبوت شفاعة النبي - في تخفيف العذاب عن بعض الكفار الذين ماتوا على ملة الكفر وكذلك في أصحاب الكبائر من الموحدين الذين أصروا على معاصيهم وجرائمهم مع علمهم بها ءومعرفتهم بحرمتها وهذا الأخير سوف نذکره الآأن بشيء من الاختصار وذلك من باب بيان أنواع الشفاعة المختلف فيهاءوسوف يذكر بالتفصيل في الفصل القادم مع ذكر الأقوال وبيان الأدلة . الشفاعة في تخفيف العذاب عن بعض الكشار: تعريفها : هذه الشفاعة خاصة لعم النبي يي - فقد كان أبو طالب قد علم صدق ٤) الطبراني في المعجم الكبيرءط ا .ج١٠ :ص ينظر الهيثمي ءالمجمع ۰ج ١٠.ص ۳۷۸. وہ ر ‎r‏ ا 2 النبي - ية - في جميع حالاته ءولم يخف عليه شيء من أموره من مولده الى حين اكتهالهء ولذلك كان يقول لعلي ابنه: اتبعه فإنه لا يرشك إلا الى خير أو حق”*. كما كان أبو طالب يحوطه - ية - وينصره ويحبه حبا طبيعيا لا شرعيا فسبق القدر فيه واستمر على كفره ولله الحجة السامية . وقد نهي النبي - يَيٍْ - عن الاستغفار له ء حيث قال تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي“ قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب 4ء أي من بعد ما ظهر لهم أنهم ماتوا على الشركء فهو كالعلة للمنع من الاستغفار لهم . وقيل أنزل الله تعالى فيه قوله : ل إنك لا تهدي من أحببت4*, أي أحببت هدايته أو أحببته لقرابته, أي ليس ذلك إليك إنما عليك البلاغ والله يهدي من يشاءء وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة , ولا تنافي بين هذه الآية وقوله تعالى ‎ :‏ وإنك لتهدي الى صراط ١" لأن الذي أثبته وأضافه إليه الدعوة والذي نفى عنه هداية التوفيق وشرح الصدر”". دليلها ٠ عن العباس ء قال : قلت : يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك ؟ قال : « نعم » وجدته في غمرات من النار فأخرجته الى ضحضاح»". وفي رواية أخرى عن العباس بن عبد المطلب - أيضا - أنه قال : يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء ء فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : « نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار » وعن بي سعيد الخدر ي أن رسول الله ا - کر عنده عمه آبو طالب . . فقال : ‹ دماغهە ۹ . ۷) أحمد بن عمر القرطبي , المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم , ط١ . دار ابن کثیر , بیروت , ١١٤۱ - ۱۹۹۱م ٠ ص٤٦٤٤ ۸) سورة التوبة , الآية : ١۱۱. ۹)) سورة القصص ,› الآية : ٠٠ . ٠) سورة الىشورى ١) أحمد بن محمد القسطلاني . إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري , ط١٠ ح۸ ء دار الكتب العلمية ؛ بيروت »ص ۱٠۳ ٠ ۲) آخرجه مسلم في کتاب الايمان »باب شفاعة النبي يلابي طالب والتخفيف عنه بسبيه ج۱ ص١٤۱۳ ۳٢) أخرجه مسلم في كتاب الايمان ,باب شفاعة النبي لأبي طالب والتخفيف عنه بسبيه .ج٠ ٠ :القرطبي ءالمفهم ءط ٠۰ج ٠۱ء ٤) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار (۳١)ءباب قصة أبي طالب (٤٤). رقم الحديث (٥۲۸۸)ء في كتاب الايمان »باب شفاعة النبي طالب والتخفيف عنهء٬ج ۱ء ص ١٤۱۳. eee ‎AEF Zz‏ ا ١۱ ۰ مفلعة الاخروں. ب ‎kirr 4 7‏ ‏- وعن ابن عباس ء اُن رسول الله - يل - قال : « أهون أهل النار عذايا أيو طالب .وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه هذا وقد خالف البعض ”*" في ثبوت هذه الشفاعة مستدلين بأن هذه الأحاديث الشريفة تنافي الآيات القرآنية التي تنفي الشفاعة للكافر كقوله تعالى : 9 فما تنقعهم شفاعة وقوله :ل لا يشفعون إلا لمن ارتضى%"“" والجواب على ذلك من ‏اوجه : ‏الأول : أن الشفاعة المنفية إنما هي شفاعة خاصة ء وهي التي تخلص من العذاب غاية ما ذكر من المعارضة إنما هي بين خصوص وعموم؛ ولا تعارض بينها , إذ البناء الجمع ممكن. ‏الثاني : أن ابا طالب لما بالغ في إكرام النبي - - والذب عنه خفف عنه يسبب ذلك ما كان يستحقه بسبب کفره » مع ما حصل عنده من معرفته صدق النبي - َة - ولما كان ذلك بسبب وجود النبي- ييو - وببركة الحنو عليه نسبه النبي ييو - الى نفسه ء ولا يستبعد إطلاق الشفاعة على مثل هذا المعنى”" . ‏يقول القاضي عياض : « ليس فيه نص على أن النبي - يأو - شفع فيه ء وإنما أخبر أنه نفعه قربه منه وذبه عنه كما سقى أبو لهب بعتقه ثويبة مرضعته - يَيْأةٍ - بركة منه فاضت عليهم فخفقف بذلك من عذايبهم: وکانت هذه الحالة هي الشافعة لهم لا رعبته وسؤاله - َي - كما قال : ‏في وجهه شافع يمحو إساءته الى القلوب وجيه حيثما شفعا ‏ومع هذا فما يرى أن أحدا أُش منه عذابا لشة ما يلقاه ء وعلى هذا يحمل قوله :«هل ‏٥) أخرجه مسلم في كقاب الايمان . باب شفاعة النبي يل لأبي طالب ج ٣۲ء ص١٤۱۳ ‏تحدث عن هذا الخلاف اليحصبي في اكمال المعلم ءوابن حجر في الفتح.والقرطبي في المفهم ءولم ينسبوه لأحد. أنظر : اليحصبي.اكمال المعلم .ج ١. ص٦۹ 9.وابن حجر الفتح .ج ٠٠ء ص١۲ ٤.والقرطبي المفهم طا .ج٠ .ص۷ 0٤ء والييهقي الايمان : اء ج١ :ص۹٢۲۵ . ‏۷) سورة المدثر, الآية :۸٤ . ‏۸) سورة الأنبياء , الآية :۲۸. ‏۹) أحمد بن عمر القرطبي ءالمفهم لما أشكل من تلخيص مسلم .طاءج :دار اين كثير بیروت؛ ١٤٤٠5-٦۱۹۹ مءص6°۷٤. ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ = ا 1 ٤ ںہ ەچ سما نفعه ذلك » يعني ذجه ونصره للنبي ي .إلا أنه جوزي على ذلك وعوض عنه بتخقيف العذاب”`* يقول الإمام القرطبي : « فإن قيل: فقد قال تعالى : ل فما تنفعهم شفاعة ”`“ قيل له : لا تنفعه في الخروج من النارء كما تنفع عصاة الموحدين ء الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة `“ . فإن قيل : هذا إثبات نفع الكافر في الآخرة بما عمله في الدنيا ء وقد نفاه النبي - يو في حديث ابن جدعان ء عن عائشة قالت : قلت : یا رسول الله ابن جُدعان کان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين , فهل ذلك نافعه ؟ قال : « لا ينفعه إنه لم يقل يوما: رب اعفر لي خطيئتي يوم الدين »٠ء والجواب على هذا من وجهين هما: الأول : ما تقدم في بناء العام على الخاص . الثاني : أن المخفف عنه لما لم يجد أثر لما خفف عنه فكأنه لم ينتفع بذلك , ألا تراه يعتقد أنه ليس في النار اش عذابا منه ؟! مع أن عذابه جمرة من جهنم في أخمصه وسبیه أن القليل من عذاب جهنم لا تطيقه الجبالء وخصوصا عذاب الكافر وإنما تظهر فائدة التخفيف لغير المعذب . وأما المعذب فمشتغل بما حل به إن لا يحلى ولا بغيره يتسلى ٠ فيصدق عليه أنه لم ينتفع ولم يحصل له نفع البته ٠" . كما أن يعض الكفرة بإضافة بعضهم للكفر كبائر المعاصي وأعمال الشر . وأذى الموّمنين . وقتل الأنبياء والصالحين ء يزدادون عذابا ...... فالكافر يعذب بكفره ثم يزداد إجرامه وإفساده في الأرض وعتوه ءوكثير إحداثه في العباد والبلاد , فذاك يعذب أش العذاب كما قيل في فرعون ء ومن لم يكن بهذه السبيل عذب بقدر كفره , فكان أخف عذابا ممن عذب أشد العذاب , فليس عذاب أبي طالب كعذاب أبي جهل وإن اجتمعا في الكفرء ولا عذاب عاقر الناقة من قوم ثمود كعذاب غيره من قومه ولا عذاب قتلة الأنبياء كغيرهم من ٠٤) عياض بن موسى بن عياض اليحصبي .إكمال المعلم بفوائد مسلمءط ءج ١ء دار الوفاء للطباعة ص66 ١) سورة المدثر, الآية : ۸٤ . ٢)) القرطبي , التذكرة ص ۲۸۷ . ‎(t۳‏ أخرجه البيهقي في شعب الايمان.باب في حشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم .رقم ۱ء ٤ ٤( أحمد بن عمر القرطبي , المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم : .طا .ح\ . دار ابن کثیر ء . بیروت ۰ ص ‎msm‏ سے ‎ee, ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ س الكفارء فبهذا تتوجه خفة العذابءولا أنه على المجازاة على أفعال . ويرى البعض أن الحكمة من وراء ما حل بأبي طالب ؛ هو أنه كان تابعا لرسول الله ْو بجملته ,إلا أنه استمر ثابت القدم على دين قومه ء فسلط العذاب على قدميه خاصة لتنبيته إياهما على دين قومه ؛ وإنما عرض شر ابي و علي ان يتوا 1 ]ل اله وام ودعوتني وعلمت أنك صادق ولقد صدقت وكنت قبل أمينا ومن عجائب الاتفاق أن الذين أدركهم الاسلام من أعمام النبي - ييو - أربعة : لم يسلم نهم اثنان واسلم اثنان . وكان اسم من لم يسلم ينافي أسامي المسلمين وهما أيو طالب واسمه عبد مناف , وأبو لهب واسمه عبد العزى ء بخلاف من أسلم وهما حمزة وبالجملة ء فإن أبا طالب من الكفرة الذين حكم الله تعالى عليهم بالنار في الآخرةء ومنع الاستغفار لهم في الدنيا , إلا أن وقوفه مع ابن أخيه محمد - ييو ونصرته له ودفاعه عنه قد خفف بعض الشيء من عذابه ء وذلك ببركة النبي - - وهي خصوصية لاترقى الى مرتبة الشفاعةء ولا يقاس عليها غيرها ء لا سيما وأن النار دركات كما أن الجنة درجات وهو مع ذلك لا يرى أن ن أحدا أشد عذابا منه .إذ أن عذاب النار ة قليله وكثيره لا يطاق ولا يحتمل - أعاذنا الله من النار - وقد ثبتت بذك الأحاديث في الصحيم والله أعلم الشفاعة للمصريين على الكيائر : تعريفها : هذا النوع من الشفاعة وقع فيه خلاف كبير وواسع بين الفرق الاسلامية › ويعود الخلاف فيه الى أصول كل فرقة » وما تستدل به من القرآن والسنة والعقل وسيكون تفصيل هذا النوع من الشفاعة في الفصل الثالث-إن شاء الله-. ٥٠) عياض بن موسى اليحصبي ٠ شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم ٠ تحقيق الدكتور يحيى اسماعيل . ط١ . دار الوفاء للطباعة والتشر المنصورة . ١٤اه - ۱۹۹۸م . ص ۹۷٩ المزيد بيان أنظر:ابن حجر ءفتح الباريءج ۱۱ء ص ١ ) أحمد بن علي بن حجر العسقلاني . فتح الباري . ح۷ , المكتبة السلفية : ص ١۹٠ . ۱ le ‏دي .ا به خو‎ sr 1 ۹ کے 1 : 4 } ۰ € ولا ريب أن الأصول العقدية لكل مذهب لها دور كبير في تباين المواقف ء واختلاف الأحكام ........ فالإيمان مثلا هل هو إقرار باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان ؟ أم أن العمل شرط كمال لا شرط صحة ؟ أم يكفي التصديق بدون العمل أصلا ؟ كل هذا وغيره مما كان له أبلغ الأثر في مواقف الفرق الاسلامية مما يصعب علينا شرحه في هذا الميحث المحدود. وهذا النوع من الشفاعة يشمل الشفاعة للمصريين على الكبائر في دخولهم الجنة ء وكذلك في خروجهم من النارء ولذلك يفصل بعض العلماء في الحديث عن هذا النوع بذكر النوعين بينما يجمله البعض الآخر . هذا ولم أقف على نص صريح صحيح يدل على الشفاعة لمن استوجب النار فيشفع له في أن لا يدخلها . لأن أكثر الأحاديث صريحة في أن الشفاعة في أهل التوحيد من أصحاب الكبائر , إنما تكون بعد دخول النار ء اللهم إلا ما أورده ابن حجر في الفتح وهو بعید » وحدیث آخر وهو ضعیف كما سيأتي . دليلها : أما دليل الشفاعة فيمن استوجب النار من عصاة الموحدين فقد ذكرابن حجر قوله - يي - في حديث حذيفة عند مسلم : « ونبيكم على الصراط يقول : رب . والدليل الثاني : ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - يَْوٍ - : « للأنبياء منابر من ذهب ء فيجلسون عليها ء قال : ويبقى منبري ء لا أجلس عليه ولا أقعد عليه ء قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي الى الجنة وتبقى أمتي بعدي: فأقول : يا رب أمتي أمتي ء فيقول الله عز وجل : يا محمد ما تريد أن نصنع بأمتك ؟ فأقول: يا رب عجل حسابهم فيدعا بهم فيحاسبهم ء فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ٠ ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي , فما أزال أشفع حتى أعطي صكاكا برجال قد بعث بهم الى النارء وحتى أن مالكا - خازن النار - يقول : يا محمد ما تركت للنارء لغضب ريك في أمتك من نقمة»”` . ۷) أحمد بن حجر العسقلاني ٠ فتح الباري . ح ١٠ء المكتبة السلفية ء ص ٢۲٤ . ۸) أخرجه مسلم ,باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ءج ١ ص۱۸۷. ۹ ) أخرجه الحاكم في المستدرك . ج٠ ء ص ١٠ ٠ وقال : هذا حديث صحيح الإستاد غير أن الشيخين لم يحتجا بيمحمد ين ثايت البناتي ٠ وهو قليل الحديث يجمع حديثه ٠ والحديث غريب في أخبار الشفاعة ولم يخرجاهء. ولمزيد بيان أنظر: أحمد بن أحمد العيسوي. الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعة ,الطبعة الأولىء دار الصحابيه للتراث .طنطا ,٤١١٤۹۹۳-۱ ١ مء ص١۱ س سر( ٍ۸ ‎i‏ ريغام الأحرون وهذا الحديث ضعيف ء وذلك لضعف محمد بن ثايت البناتي › قال الذهبي:«ضعفه غير واحد والحديث منكر »"'“ ء وقال الهيثمي في المجمع بعد ذكر هذا الحديث :«وفيه محمد بن ثابت البناتي وهو ضعيیف ۱ وقال ابن معين : ليس بشيء ء وقال النسائي : ضعيف وقال ابن حجر : وقال أبو حاتم : منكر الحديث وقال أبو زرعة : لين وقال الدار قطني : ضعيف ء٠ وقال ابن حیان : روی عن ابيه ما ليس من حديثه ولا يجوز الاحتجاء"'“. - قوله - يلو - :« شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ”'" وهذا حديث يشمل دخولهم الجنة أو خروجهم من النار ء إلا أن الكثير من العلماء يذكرونه في خروج الموحدين من النار. أما دليل الشفاعة في خروج الموحدين من النار فأحاديث كثيرة منها: - ماروي عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - عن النبي - يأو قال : « يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - يَيْوٍ - فيدخلون الجنة يسمون بالجهنميين >`“ . - عن أيي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله َة : « إذا خلص الله الموّمنين من النار وآمنوا فما مجادلة أحدكم لصاحبه في لاحق يكون له في الدنيا مجادلة من الموّمنين في إخوانهم الذين دخلوا النارء قال : يقول : رينا إخواننا كانوا فذكره بمعناه يقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويجمعون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذته النار الى نصف ساقه والى ركبتيه » يقولون : ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ٠ ثم يقول الله عز وجل: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دینار من خير ؛ فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : رينا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به , ثم يقول : إرجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأ خرجوه فيخرجون خلقا كثیراء ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به , ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير ٠) محمد بن أحمد الذهبي .ميزان الاعتدال في نقد الرجال ءتحقيق علي محمد البجاوي , ج٤ دار الفكر العريي ص١ ٠ ٤. ١)) الهيثمي . المجمع ٠ ١٠ء ص ۳۸۰. ٢) الذهبي ءالميزان ج٤ ص١٥٠٤ .و أحمد بن حجر العسقلاني .تهذيب التهذيب .تحقيق مصطفى عبد القادر عطا . ط٠ءج۹. دار الكتب العلميه هذا الحديت ضعيف لم يثبت بمجموع طرقه كما سيأتي. ٤)) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق (۸۱) . باب صفة الجنة رقم الحديث itr ————— WEEE j ‏ن‎ ن ن س فأخرجوهء فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فیها خیرا » . وكان أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم : $ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما”'“ فيقول الله تعالى : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع الموّمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين .... فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط عادوا حمما قيلقيهم في نهر على أفواه الجنة يقال له : نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا يرونها تكون الى الحجر أو الى الشجر ما يكون إلى الشمس أصقر وأخضر وما يكون منها الى الظل يكون أبيضء قالوا : يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية . قال : فيخرجون كاللوّلوٌ في رقابهم الخواتيم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه . ولا خير قدموه , ثم يقول : ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين › فيقول : لكم عندي أفضل من هذا فيقولون : يا ربنا وأي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رضائي فلا أسخط عليكم . - ماروي عن أنس بن مالك في حديث الشفاعة الكبرى السابق وفيه : « ..... قأحمد ريي يتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة” . يقول الرازي بعد أن أثبت أن هذا الحديث من الأخبار: « وإن كان مرويا بالأحاد › إلا أنها ( الأخبار ) كثيرة جدا وبينها قدر مشترك واحدء وهو خروج أهل العقاب من الثار بسبب الشفاعة ء فيصير هذا المعنى مرويا على سبيل التواتر فيكون حجة, والله أعلم»”`". وأقول :بأن الحكم بتواتر هذه الأخبار يحتاج أولا إلى إثبات صحتها ءوجمع طرقها .وعدم معارضتها لغيرها . وهذه المسألة فيها خلاف واسع كما سيأتي في الفصل القادم , إلا أنني أردت الإشارة ٥) سورة النساء , الآية : 6° . ١) القرطبي : التذكرة , ح۲ ٠ ص ١١٤ ٠ والبخاري كتاب التوحيد(۹۷)ءباب قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة الى ريها تاظرة ¶ (٢٤۲).رقم الحدیث( ٩ ٤٢٤ ١۱۲۸. ۷) أخرجه مسلم في كتاب الايمانء باب اثبات الشفاعة واخراج الموحدين من التارءج١ءص١٤۲١ءوابن ماجة في سننهء كتاب الزهد (۲۷)ء ياب ذكر الشفاعة(۲۷)ء رقم الحديث( ٥ ٤ ۸) الرازي , التفسيرء ط٣ : ص ١٠ . _ LL 9” ۳ RL e ‏ر‎ ‎22 1 هنا إلى أنواع الشفاعة المختلف فيها باختصارء وذلك لبيان أنواع الشقاعة في السنة OOOOO 4 e 4 7 o A CI ہے >A “e N f 4E ‏ج ي‎ ‎LR r 1 ۳‏ ريقلة لوين ئ‘ ‎FF WW NX ‏٦‎ ‏المبحث الأول معهوم الكبيرة › والاصرار المبحث الثاني إثات الشماعة للعصاة الموحداين ‏المبحث الثالث نمي الشماعة عن العصاة المصرين المبحت الرايع الرأي المختار › وأدلنه ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ j 4 N $. ۹ ۱ ‏س‎ O bh pe 1 N N المصل التثالت الشماعة للمصرين على الكبائر بين التي والاثبات لقد اختلف علماء هذه الأمة في ثبوت الشفاعة للموحدين المصرين على المعاصيء: فأثبتها بعضهم ونفاها آخرونء وقد خصصت هذا الفصل للحديث عن هذه القضية المهمةءولذلك فإنني أتحدث في الميحث الأول عن مفهوم الكبيرة والاصرارء ثم :حكم مرتكبها في الفرق الاسلامية , ثم أدلة الفرق في ثبوت الشفاعة للعصاة أو نفيهاءمبرزا أقوالهم وأدلتهم في هذه المسألة ءوما كان بينهم من مناقشات وردود. OOOO bh o N A €2 المبحث الأول ممهوم الكبيرة والاصرار لقد وردت النصوص الشرعية في الكتاب العزيز والسنة النبوية تفيد أن الذنوب والمعاصي تنقسم الى كبائر وصغائر. أما الكبائر : فيغفرها الله تعالى بالتوبة الصادقةءوالانابة المسرعة.ءاذ الأاصرار عليها ليس من صفات المؤّمن الحق فالله تعالى يقول : $ وَلَمْ يُصروا على ما فُعلوا وهم 0 ن“ . فمن شأن الموؤّمن الرجوع إلى مولاه إذا وقع في معصيتهءوهذا الرجوع يكون من قريب. لأن ذلك الوقوع إنما كان في لحظة جهالة وغضب....الخءبحكم طبيعة الاإتسان البشريةء إذ هو يتكون من عقل وقلبءوشهوة وغرائز...وكل منها ينازعه حتى ينتقل من هذه الدنيا إلى الآخرة ...الا أن جانب الايمان والعقيدة في المؤّمن يكون-غالبا-هو الأقوى بعون الله تعالى وتوفيقه مع إخلاص العبد لمولاه. واما الصغائر :فيكفرها الله تعالى بالاستغفارءشريطة عدم الاصرار.لآأن الاإصرار عليها يحولها الى كبيرة. هذاء ومما يدل على أن الذنوب تنقسم الى هاذين القسمين ما يلي: - قوله تعالى:‰ ان تَجِتَنْيُوا كبائر ما تهون عنْه نكفر عَنْكم سيئآتكم وندخلکم مُْخْلا - قوله تعالى : والزين يجتنبون كبائر الاثم والفُواحش واا ما غضيُوا هم د ففر . ۹) سورة آل عمران . الآية ٠) سورة التساء.الآيه:۳۱. سورة الشورى,الآیه:۳۷. ka EEE NESE ےه“ ط ُ1 > 1 il ac: BA ‏سسس ل ل اة الاخرون. ا‎ 4 چ سنه - قوله تعالى : الذِين يُجَْنِبُونَ الثم وَالقَواحش الا اللمم ان رَبك اسع ا . فر ۱ - قوله تعالى: لوكُل صغير وكبير مُسْتَطر"" ٠ وغيرها الكثير من الآيات أما الاحاديث النبويه فكثيرة ومنها: -عن أبي بكرة قال:كنا عند رسول الله يي فقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (قلاثا) الإشراك باللهء وعقوق الوالدينء وشهادة الزورء وكان رسول الله يي فجلس. قما زال یکررها حتی قلنا:لیته سكت »*. -عن عبدالله بن عمروعن النبي الكبائر: الإشراك باللهء وعقوق الوالدين 6 وفتل النفقسء واليمين الغقموس»›”"* . -عن أبي هريرة أن رسول «اجتنبوا السبع الموبقات» قيل: يارسول اللهء وما هن: قال: « الشرك باللهء والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيمءوأكل الرباءوالتولي يوم الزحف» وقذف المحصنات الغافلات المؤّمنات»”""ء ومن رحمة الله تعالى بعبادة أن جعل لهم وسائل لتكفير ذنويهم ومحو خطاياهمءبحيث لا تظل وتمني عدم اقتراف المعصية يطهر قلب الانسان من المعصية,ءفالله فمن تاب من بعد ظُلْمه وَأَصَْح فَان الله يَتُوب عَلَيه"“ . كذلك تعالى يقول:ومن سُوءَا أو يَظَلِمْ نَفْسَهُ ثُم يَسْتَغْفر الله يّجِد الله عَفُورَا ٠ وفعل الحسنات: يكفر الله بها الخطايا إذ يقول سبحانه: إن يُذْهِيْنَ . كذلك مصائب الدنيا التي يتلقاها المسلم بالصبر الجميلء فالنبي-يَيْأٍ-يقول : «ما يصيب ٢) سورة ٢) سورة ٤) أخرجه مسلم في كتاب الايمانء باب بيان الكبائر وأكبرهاء ج١ .ص ٤٠. ٥) أخرجه البخاري في كتاب الايمان والنذور. باب اليمين الغموس: رقم ٢) أخرجه البخاري في كتاب الحدود .باب رمي المحصنات ٠ رقم ۷)) سورة ۸) سورة النساءءالآيه:١ ٠١٠ ۹)) سورة هود الآيه :٤١٠ . N ۶ “4۹ 2 A ۰ 1 ‏بحب‎ e ‏ق‎ الموّمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه الا كفر به سيئاته”"“ وكل هذا يدل على سعة رحمة اللهء وعظم فضله على عباده... وهذا-بطبيعه الحال-يجعل المسلم مسارعا الى فضله وكرمه:بعيدا عن معصيته متقربا اليه بأنواع العبادات وصنوف الطاعات ومختلف القربات... لا أن يبارزه بمعصيته ويتعدى حدوده بارتكاب مناهيهء والاصرار على الذنوبءوالمداومة على الخطايا. المطلب الأول : تعريف العلماء للكبيره : الكبيرة لغة: الإثمءوجمعها كبائرءوالكبر:العظمه والكيرياء”"* . أمافي الاصطلاح: فقد تحدث كثير من العلماء عن الكبيرةءوقداختلفت آراوّهم في - كل ما نهى الله عنه فهو كبير"“ الا أن النصوص الشرعية من قرآن وسنة قد - كل ما فيه حد شرعي"“ ء إلا أن بعض الذنوب الكبيرة ليس فيها حد شرعي كعقوق الوالدين وقول الزور ءوالنميمة ...ولذلك احترز البعض لذلك فقال: «كل ما أوجب الله عليه النار في الأخرة ءوالحد في . - الكبائر سبع وهي المذكورة في حديث رسول وهذا تعريف غير قد تصت أحاديث أخرى على كبائر غير المذكورة في الحديث السابق. وكان الرسول- ييو يقتصر على ذكر بعض الكبائر مراعاة لحال السائلء أولظروف السامعين: ٠)) أخرچه البخاري في كتاب المرضىء باب ما جاء في كفارة المرض :رقم الحديث 14٦ ص۹۹ ۹. الفيروزآبادي. القاموس المحيط ج۲ .ص ١٤۱۲. ٢) ذهب كثير من العلماء الى أن معاصي الله كلها كيائر ومنهم الاسفراييني , والباقلاني والمحاسبي ويعض علماء الاباضيه والشيعه. ولهم أدله على ذلك يطول ذكرهاءيقول الامام الكدمي في بيان هذا القول : «...لأنك لا تنظر الى صغير الذنب ولكن أتظر الى من عصيت .فجميع معصيته عظيم كبير الأنه لا يشبهه شيء ءكذلك معصيته لا يشبهها شيء من المعاصي...»ءأنظر: محمد بن سعيد الكدمي. المعتبر .ج۲. سلطنة عمانءوزارة التراث ص٠٠۲ الدكتور قحطان الدوري. الشورىء ص ١ء والطوسيالإقتصادءص۲۳۲. ٢) محمد رييع جوهري .عقيدتنا .ط١ .دار الطباعة المحمديه ٥٠٤ ص٤٦. ٤) الطبري.التفسير.ج ٤ .ص5 ٤.ابن التحاس الموازين :ص١۷. - i _—_ ‎ed Ya‏ س س ‎GR 19 E Ê‏ ‎bh rr N ‏ثم بكر راما أخرى في مقام آخرءوقد أوصلها الذهبي الى سبعين كبيرة في کتابه : «الکبائر» ۳ ۰ ‏وقال البيجوري:«الكبائر هي الذنوب العظيمة من حيث الموّأخذة» 9" . ‏وقیل: كل ذنب قرن به وعید أو حد أو لعن فهو من الكبائرء وکل ذنب علم أن مفسدته كمفسدة ما قرن به الوعيد أو اللعن أو الحد أو أكبر من مفسدته فهو ‏وقيل: كل ما أوعد الله به على ركوبه حدا في الدنيا ءووعيدا أوعقابا في الآخرة أو لعن عليه الله تبارك وتعالى أولعن عليه رسول الله برىء الله من أهله عليه أوبريء منهم رسول الله ية على ذلكء وما أشبه ذلكء وما أجمع عليه أهل العلم أنه من الكبائر وما أشبه ذلكءوما أشبه الكبيرفهو كبير في دين الله تبارك وتعال . ‏وقيل: الكبيرة هي كل معصية ورد النص بكونها كبيرة, أو ورد التوعد بالنار عليه في الكتاب أو السنة صريحا أو ضمناء أو ورد في الكتاب أو السنة كونه أعظم من أحدى الكبائر المنصوصة أو الموعود عليها بالنار". ‏ومن الظاهر من خلال ما تقدم أن الكل يجمع -تقريبا-على أن الكبيرة ما فيه حد في الدنيا أو توعد بالنار أو الغضب أو اللعنة. ‏المطلب الثاني : معنى الاصرار لغه واصطلا حا : ‏يقول الراغب: «الاصرارالتعقد في الذنبء والتشدد فيه والامتناع من الإقلاع عنه, وأصله من الصر ى الىشد 7 . فالإصرار على الشيء الإقامة والملازمة والمداومة عليه ء وعدم الاقلاع عنه ومعظم ‏الإاصرار أكثر ارتباطا بالذنب والعصيان ‎ ‏٥) محمد بن أحمد الذهبي ءالكبائر ءتحقيق سيد إبراهيم ءط١ ءدار الحديث ١ ١٤ ٠۱۹۹م ٢۴٤( البيجوري. شرح جوهرة التوحيد.ص۳۸۲. ‏۷) العز بن عبد السلام.قواعد ص٠۲۱ ‏۸)) الكدمي.الاستقامةءج ٣۲ء ص ۲۳۹. ‏العاملي .تفصيل وسائل الشيعة ١٠.ص ۳۱۸. ‏٠ ) الأصفهاني.المفرداتء ص ۲۸۲. ‎ ‎EID ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ > > ا ‎e‏ ريفاعة الأجرون. م ‎br‏ ‏والجدير بالذكر: أن هذا المصر يكون مصرا ء إذا لم يبادر بالتوبة إلى الله من ذنبهء بدليل أن الله تعالى قد قرن ذكره والإستغفار من الذنب بمجرد وقوعه من صاحبه عندما قال سبحانه اذا فُعُوا أو ظَلمُوا أنفُسَهُمْ ذَكرُوا الله فَاسْتَعْقْرُوا لذْنُويهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يَعَلَمُون ١ كما بين عز وجل أن تويته إنما هي للذين يتوبون من قريب وهذا الأمر ينافي الاصرارء إذ يقول سبحانه : إنَماً التَوبَةُ على الله للدي يَعْمَلُون السُوءَ بجَهَالة نَم يَتُوبُون من قريب %”'". الراكب من حين ما ارتكب الصغيرءفهو مصر بالإقامة على الذنب حتى يتوب» وقيل : إنه ليس بمصرحتى يعزم على ترك التوية من ذلك أو يتهاونءويستخف بالعقوبة على ذلك من له ويستصغر المعصيه لله بذلك,أو يدين بحلال, أنه حرام ذلك,فما لم يكن منه شيء من هذا أو ما أشبههء فلا يلزمه حكم الإصرار'" . ولذلك فقد يكون هنالك فرقا بين المصر والمتمادي. فالأول: هو الناوي لعدم التوية من عصيانه,ءأما الثاني: فهو الناوي للتوبة في وقت ما" ٠ ولا ريب أن الاثنين في خطر كبيرءالا أن الثاني -أخف بعض الشىء-عن الأولء إلا أنه غافل يرجى أن ينتبه من غفلته ليرتقي في مدارج التويةءاذ من صفات المؤّمنين أنهم يتوبون من قريب. والإصرار على المعاصي من أكبر الكبائرءوذلك لما فيه من عدم المبالاة بعقوبة الله يقول الإمام محمد أطفيش في قوله تعالى:ؤالزين اذا فعلوا فاحشة أو ظلمُوا أنْفْسَهُم ذكروا الله فاستغفروا لذْنُوِهمْ وَمَنْ يعفر الدْنُوبَ الا الله وَلَمْ يُصرُوا على ما فَعَلُوا م يمون“ «أي : يعلمون أني أعاقب على الإصرارء والإصرار على الذنب كبيرة في حق من علمه ٤ سورة النساءءالآيه:۱۷. ٤٤) فرحات الجعبيري.البعد الحضاري للعقيدة الاباضية.مطبعة الألوان.ص ٥97. ٥)) سورة آل ak ‏ا ون س‎ wy bb 1 سح ہد ذنبا ومن لم يعلمهبمكنه في حق من علم أقبح وأكبرء فقد يُعذر الجاهل في أمر ولا يعذر العالم»”'" ٠ ثم يقول بعد ذلك: « وذكر الأجر للعاملين ولم يبق للمصرين إلا العقابءولا يخفى أن كلا الفريقين في الآية عامل وله أجر عملهءلكن خص الثاني بلفظ الأجر للاشارة إلى أنه أدنىءولا واجب على الله ولا طمع في الجنة بلا عملء أوحى الله عز وجل إلى موسى-عليه السلام-ما أقل حياء من يطمع في جنتي بغير عملء كيف جود برحمتي علی من بخل بطاعتيءوعن شهر بن جوشب طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب ء وانتظارالشفاعة بلا سيب نوع من الغرورءوارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق ترجواالنجاة ولم تسلك مسالكها أن ۱ لسفينه لا تجري على ‎j‏ ليبس ‎(E‏ هذا وإن من ينظر إلى أحوال المصرين يجد أنهم قدأعرضوا عن التوبة عن عمد وقصدء ولم يتوجهوا إليهاءبل تمادوا في طغيانهم حتى تراكمت عليهم المعاصيءوجرفتهم الذنوبءفأوبقتهم الخطايا وحبستهم الآثامء وصدق الله العظيم إن يقول: من كسب سينَة وأحاطت به خطیئته فَأولئك أُصْحَاب لار هم فيها خَالدُون4 . وهنا يظهر الفرق جليا بين المصر وهو الذي يعقد النية والعزم على مواصلة طريق الفجور والضلال: غير متذكر لوعد الله ووعيدهء ولا لجنته أو نارهء ولا لموته ونشوره ءبل يزداد عنادا وكبرا وبطشا واستهزاء وسخرية كلما ذكر الله وعظمته ...والمتمادي أو الغافل أو المتقلب الذي قد يعقد العزم وتكون نيته صادقة في التوبة والإنابة . إلا أن النفس الأمارة بالسوء قد تغلبه تارة فيعود الى معصيته وقد يتغلب عليها فيظل في صراع مع نفسه ويين عقله وشهوته ء وتكون العبرة بما يُختم له من العمل... فلا شك أن الأخيريختلف عن الأول٬لأن تحقق التوبة منه أقرب - هذا إذا لم يظهر منه الاصرار- ولذلك ينبغي أن يطلق عليه أو الغافل ء إذ لم يتحقق منه الإصرار كالأول الذي ايف طيعهءواتنطمست بصيرتهءوتعفنت فطرته-والعيان بالله- , على أن الانسان يطلب منه أن يحكم العقيدة لا الهوى , والشرع لا الطاغوت ء وهذا لايتم الا اذا كانت العقيدة قد استحكمت في قلبه محمد اطفيش,.هيميان الزادالى دار المعاد ءج ٤ءوزارة التراث ءسلطنة عمانء ص ۲۸۳. ۷ ) المرجع السابق ج٤ ص٥۲۸. ۸) سورة ۸۱ ہے س __ 2 ھب ` 21 A — ‏١٤۱۲( ي ا خو‎ bk rr $} < ۹ وسيطرة على فكره وعقلهءوتمكنت من مشاعره وأحاسيسه ووجدانهء عندها يسيطر على نفسه ءويتغلب على هواه ءويطرد شيطانهء ويجعل الله تعالى له فرقانا یری من خلاله الحق والباطلءوالخير والشرء فيجاهد نفسهء ويهديه الله السبيلءويوفقه للخيرءويهيء له الأسباب التي تعينه على الطاعة وتبعده عن المعصية . وملاك ذلك التقوى والإخلاص الذي هو سر بين العيد وريه. ونجد الإصرار مذكورا في القرآن الكريم في مقام الذم والتقريعءأو في صفات القوم لظالمين أو التهديد والوعيد كما في قوله تعالى: ويل لکل فاك ڻيم ٠ يسمع آيات الله تى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسُمغها بعذاب , نيم ۱ , فهذا تهدید ووعيد ويقول-جل وعلا-عند حديثه عن قوم نوح وما كان من مقابلتهم لنبيهم- عليه سلام-: «وأصَرُوا وَاسْتَكْبَروا اختير هذا اللفظ للدلالة على الاستمرار على المعصية من التكذيب والعناد والاستهتارء فهو فعل ممقوت عند الله سبحانه وتعالىء وعندما ذكر الله عزوجل أصحاب الشمال-والعيان بالله-وبين حقيقة ما هم فيه من العذاب.أظهر أسباب تبوئهم ذلك الجحيمءفقال: انهم كَانُوا قبل ذلك مترفين ٠ وكانوا يُصرون على الحنث "°" ء فقرن الله تعالى بين الاصرار وبين الترف الذي لا يأتي بخيرء ولا يكون في أمة الا أسقط كيانها وأفسد رجالها ونساءها ء فما عسى أن ينتج عن هذين الشرين العظيمين إلا الوقوع في سخط الله ووراثة نار الجحيه”*“ . ومن خلال ما تقدم يتضح أن الإصرار من الكبائر ولعله من أكبرها لن المصر على المعصية لا سبيل له الى النجاة ءولذلك ألحت المصادر الاباضية -مثلا-على أن المصر حتى على الصغيرة يعتبر كافرا كفر نعمة ءحكمه أن يُنفذ فيه الوعيد فيُخلد في النار كما على جماعة المسلمين أن يبروا منه إن ثبت وتحقق لديهم إصراره وعنادهء فالأمر على ذلك جد خطیر. سورة الجاثيه.الآيە:۸-۷. 90° ٤( سورة نوح,الآیه:۷. ١) سورة الواقعة,ءالآيه: ٥ 6-4 ٤. ٢)) عبدالله بن سعيد المعمريء جزاء العمل في القرآنءص۸١۱. چ > ی ريفاعة الاخون. ا د ‎Mr‏ س ا٥۱۲ يقول الإمام الكدمي:«...لأن المسلم مأمون على أنه لا يصرءوأنه لا يعتقد الإصرارء لأن الإصرار من كبائر الذنوب ومن أكبر الكبائر , فالمسلم مأمون على ارتكاب الكبائرء وهو على ولايته قبل أن يستتابءفان علم منه اللإصرار واستتيب فلم يتب ٬لحقه حكم (t0۳) الإصرار وبرىء منه» ويقول العلامة سلمة بن مسلم العوتبي: «إن كل من عصى الله بما أكفره أو بصغير من الذنوب احتقرهء وهو بالغ صحيح عقله عالم بتحريم ما أتىء أو حمله عليه جهله ءثم أصر على شيء من ذلك وهو يعلمء فقد وجبت له نار جهنم خالدا فیها بما قدمت یداه واعتدى وبطل عنه جميع احسانه ء ولم ينتفع بسالف إيمانه ءوما دام مقيما أو مصراء ولو ذاب بدنه في طاعة الله وأتعبه وأنفق ماله في سبيل الله أو وهبه لم يقبل من ذلك العمل مثقال حبة حتى يقلع عن تلك الذنوب والمعاصي السالفةءويتوب منها ثم عند التوبة يقبل الله احسانه ويشكره ويتجاوز عن سالف سيئاته ويغفرهاءلأن الله }انما يَتَقَبَلَ الله من الْمتَقين 4 *" . وأما الذين حقت عليهم كلمة العذاب ءووجبت لهم يما قدمت أيديهم وكسبت فاولئك لا يقبل الله منهم»”°" . ويقول الاإمام البسيوي في جامعه في بيان قوله تعالى : % وقد خاب من حمل ظلما ١ء يقول : « قال المسلمون:من مات مصرا فقد أوجب على المصر العقابءوأثبت لأهل التوبة النجاة مما وقع فيه أهل الإصرارء وقال تعالى : يُصرُوا على ما فَعَلُوا وهم يعلمون أولئك جِرَاؤهم مغفرة من فأوجب المغفرة لمن لم يصرءوأوجب بذلك تمام الوعد على المصرء وقال من الذنب كمن لا ذتب له»”°“ فأوجب لمن تاب أنه كمن لا ذنب عليه وألزْم الهلاك للمصرين ءوفي بعض هذا كفاية في الوعيد ء لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيدء وقد قال تعالى: ان الله الذْنُوبَ وهو لمن أسلم وتاب(“ . ‎(6o۲‏ محمد بن سعيد الكدميالمعتبر.ج۲ءوزارة التراث ص ۱۸۷. ٤) سورة المائدة , الآية :۲۷ . ٥) سلمة بن مسلم العوتبي,الضياءءط ١ءج ٤ءوزارة التراث سلطنة ٤٤٤٠-٠ سورة 0۷( سورة آل عمران,الآیه:٦۱۳. ۸) رواه الرييع في المسند. 0۹( سوره > > f ME f A ۹ ‏ا‎ ‎il ae XA ٍ‏ س < ل عة الأخون. ¥ 0 ي ۹ ۹ ‏المطلب الثالت : حكم مرتكب الكبيره لقد تحدث كثير من علماء المذاهب الإسلامية عن مرتكب الكبيرةءوحكمه الدنيوي والأخروي. واختلفوا أولا في تسميته التي يظهر أثرها في حكمه......فهل هوكافر كفرشرك: أم كفر نعمةء أم منافق ءأم موّمن ناقص الايمان...إلغ. يقول ابن تيميه في الفتاوى :«الفاسق مما تنازع الناس في حكمهءوالخلاف فيه أول خلاف ظهر في الاسلام في مسائل أصول الدين»“ . وأرى أن اختلافهم في التسمية يرجع إلى الإختلاف في تحديد مفهوم الإيمان™`“ › فاذا كانت المنطلقات مختلفه,.فلا شك أن النتائج تكون كذلك ءوسوف أتحدث باختصار عن آراء المذاهب الاسلامية في ذلك لتعلق هذا الأمر بموضوع الشفاعه,إذ من قال بأنه ومن أو ناقص الايمان قالوا بجواز الشفاعة له بخلاف من قال بكفره والتبرىء منهءمع التلميح بذكر أدلة بعضهم ءوذلك حتى لا أطيل الحديث في غير موضوع الرسالة. يرى معظم الخوارج أن مرتكب الكبيرة كافر كفر شرك ءوهو في الآخرة مخلد في النارءولذلك يسفك دمه ءوتسبى ذريتهءوتوٌّخذ أمواله. يقول الإمام الأشعري عنهم:«أجمعوا على أن كل كبيرة كفر, الا النجدات فانها لا تقول ذلك . ومن المعلوم أن مرتكب الكبيرة عند الخوارج حكمه كحكم المشرك سواء في الدنيا أو الآخره ءففي الدنيا لايناكح ولا يدفن في مقابر المسلمين ءويستحل دمه وأمواله...وقي الآخرة جزاؤه النار خالدا فيها مع المشركين, ولا ريب في أنهم أفرطوا من هذه التاحيهء ۱ ابن تيميه.مجموع .ج۷ ص ٩۷۹٤. ۲) الايمان لغة:التصديقءومنه قوله تعالى:سوما أنت بموّمن لناس(يوسف:۱۷) ءوفي الاصطلاح مختلف فيه بين الفرق الاسلاميه على النحو التالي: ٠ تصديق بالقلب واقرار باللسان. نقله الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه.وقال به جماعه من الأشاعرة والشيعة. ٠ تصديق بالقلب واقرار باللسانء وعمل بالأر كان.قاله مالك.والشافعي وأحمد والأوزاعي.وأهل الظاهروأهل الحديث والاإيباضية. والزيدية. والمعتزلة . والخوارج ,إلا أن بعضهم يقول بأن العمل شرط صحة وآخرون إنه شرط كمال. ٠ تصديق بالقلب فقط والإقرار باللسان ركن زائدء قاله أبو منصور الماتريدي ؛ وروي عن جماعه من الأشاعرة. ٠ اقرار باللسان فقط . وهو قول الكرامية. ءالمعرفة بالقلب . قاله الجهمية . لمزيد بيان أنظر: النسفي , تبصرة الأدلة .ط١ ص۷۹۸ .السالمي. المشارق. ج۲ء ص۹۷ ٠ء ‏الدكتور قحطان الدوري. أصول الدين الإسلامي. ط١ دار :ص ۲۲. ۳)) الأشعري . مقالات الإسلاميين, ط .ج١ المكتبه العصريه: . ‎ ‎ ‎ ‎ ر۱۲۷ ذلك لأن المعصية قد تخرج صاحبها عن دائرة الإسلامء إذا أنكر شيئا معلومامن الدين بالضرورة أو مستهينا به ومعتقدا أنه غير واجب التطبيق بعد أن تحققت له معرفته والعلم به فهذا كفر أكبرء وقد تكون معصية كبيرة أو صغيرة لا تخرجه عن دائرة الإسلام ءفالكفر العملي-مثلا-لا يخرج صاحبه عن دائرة الإسلام ء إذ هو ينطق بالشهادتين وإن كان قد كفر بنعمة من نعم اللهء ولذلك يعامل معاملة المسلمين في الدنيا. وذهب الكثير إلى أن مرتكب الكبيرة منافق ءوهذا مروي عن الحسن البصري”“`". وقال به الإباضية ““ وابن وغيرهم النفاق إما أن يكون اعتقاديا ء عندما يظهر الانسان الإيمان ويبطن الشركءأوعمليا إذا صدرت منه الكبائر مع أنه يشهد الشهادتين. ودليل الأول قوله تعالى: إن المُتَافقينَ في الدّرّك الاسْفل من التاره”". ودليل الثاني قوله: إمدّبدَبِينَ بين ذلك لاً الى هؤلاء ولا الى هؤلاء 4ء وعليه يحرم قتلهم وسبيهم والغنيمة منهم ولا تقبل شهادتهم إذ تبطل عدالتهم ءوتحل ذبائحهم ومناكحتهم وموارثتهم ”٠ء لأنهم في حكم المسلمين ظاهرا . في حين يرى الأشاعرة“ والماتريديه والشيعة الامامية ”"“ أن مر تكب الكبيرة مؤّمن ء إذ العمل ليس ركنا من الإيمانء ولا يعني هذا إهمال العمل ءبل به يتفاضل الناس يدليل استحقاق الفاسق للوعيد. الا أن العمل لا تأثير له في أصل الإيمان”*“ . بينما ذهب الإمام مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي 4 ومعظم أهل الحديث ءوأهل الظاهر إلى أن مرتكب الكبيرة موّمن ناقص الإيمان فالعمل عندهم جزء من الإيمان وصاحب الكبيرة يحمل أصل الإيمان ولا يحمل الإيمان الكامل . فخروجه من الإيمان الكامل وليس من أصله ء فهو ناقص الإيمان , أو أنه موّمن بايمانه وفاسق بكبيرته”*". المرجع ذاته .ج ١ء ٥) الوارجلاني ؛ حاشية الترتيب ج۷ء ص 7٤. ١)) ابن تيمية ٠ مجموع الفتاوی. ج۷ ص۳٠٥. ۷)) سورة النساء , الآيه :٤١٤ ٠. ۸) سورة النساء. :١٤ ۱. ۹) أبو عمار , الموجز ج ۲ء ص ٥ ٠)) الباقلاني الأوائل.ص۳۹۷. ١)) النسفي ءتبصرة الأدلهءج ۲ء ص١٦٠۷. ٢)) الطوسي,الاعتقاد ص ۲۳۳. ٢)) الباقلاني . تمهيد الأوائل . ص۳۹۷ء النسفي . تبصرة الأدله . ج۲ .ص١١۷ والطوسي , الا قتصاد ٠ ص ۲۳۳. ٤) ابن حجر , فتح الباري. ج١ ٠ صحيح مسلم بشرح النووي ٠ ج۲ .٠ ص٦۲ء اين حزم . القصل في الملل والنحل.ج ۳ء ص ٢٤۲۷ء واين تيميه مجموع الفتاوىءج ۲ء ص ١۱١۱. د = ۸( سے وچ ري وعليه فانهم يعاملون مرتكب الكبيرة في الدنيا كغيره من الموّمنين لا فرق بينه وفي الآخرة فان مصيره إلى الله - إن أصر على معصيته -إما أن يعفى عنه بمحض عفو الله ورحمتهءوإما أن يعذب على قدر ذنبه ءثم يدخل الجنه بشفاعة الشافعين أو برحمة رب العالمين . وهذا ما اتفق عليه أهل السنة من متكلمين (أشاعرة وماتريديه) وفقهاء يقول الإمام أبو حنيفة: «ولا نقول :إن حسناتنا مقبولة ءوسيئتنا مغفورة كقول المرجئة ءولكن نقول : المسألة مبينة مفصلة:من عمل حسنة بشرائطهاءخالية عن العيوب المفسدة والمعاني المبطلة ءولم يبطلها حتى خرج من الدنيا ءفإن الله تعالى لا يضيعها بل يقبلها منهءويثيبه عليها ء وما كان من السيئات دون الشرك والكفر ولم يتب عنها حتى ات موّمناءفإنه في مشيئة الله تعالى ءإن شاء عذبه وإن شاء عفى عنه ولم يعذبه بالثار اید( . ويقول الإمام البغدادي"""“. وهو يذكر الاصول التي أجمع عليها أهل السنه: «وقالوا:ان اسم الإيمان لا يزول بذنب دون الكفرءومن كان ذنبه دون الكفر٬فهو موّمن وان فسق )۷٤( بمعصيته» أما المعتزلة : فقد جعلوا الفاسق في منزلة بين المنزلتين (اللإيمان والكفر)ء إذ يقولون :بأن مرتكب الكبيرة يعامل في الدنيا معاملة المسلمين ؛ بينما يخلد في النار في الآخرة مثل المشركين فهو لم يأخذ حكم الفريق الأول على الإطلاقء ولا حكم الفريق الثاني كذلك على الإأطلاقء فمن هنا قالوا:إنه في منزلة بين المنزلتين. حکمه حکم الكافر .ولا حکم المؤْمن ءبل يفرد له حكم ثالثء وهذا الحكم الذي ذکرناه هو ٥) علي بن سلطان ين محمد القاريءءمتح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر.ءومعه التعليق الميسر على شرح الفقه الأكبرءلوهيبي سليمان غاوجي .ط اء دار البشاتر ٤٤٠۱٠-۱۹۹۸ مء ص۲۳۳,۲۳۲. أيو منصور عبد القاهر بن محمد البغدادي.الفقيه الشافعي الأصولي الأديبءكان ماهرا في علوم عديده ٠ خصوصا علم الحساب.له تصانيف منها كتاب«التكمله». توفي 7٤ بمدينة إسفراين. أنظر:ابن خلكانءوفيات الأعيانءتحقيق إحسان ۳ء دار ص ۲۰۳. ۷) البغدادي . الفرق بين الفرق وييان الفرقة الناجية تحقيق محمد عثمان الخشب,.مكتبة اين سيناء القاهرةء ص ۳۰۳. ۱۹ 0 سبب تلقيب المسألة بالمنزلة بين المنزلتينء فان صاحب الكبيره له منزلة تتجاذبها هاتان المنزلتان »فليست منزلته منزله الكافرء ولا منزلة الموّمنءبل له منزلة بينهما»”*" . هذاء وقد ذهب الإباضية"". وبعض الزيدية(”“ . وغيرهم”^" الى أن مرتكب الكبيرة كافر كفر نعمةء وقد أخذ هذا القول بعدا كبيرا عند الإباضية أكثر من إن نجده مصرحا به في مختلف كتبهم العقديةءومن ذلك ما جمعه الإمام الربيع بن حبيب في جامعه من أحاديث عنونها بقوله: «الحجة على من قال إن أهل الكبائر ليسوا بكافرين»"^ ومن المعلوم أنه يقصد كفر النعمة لاكفر الشرك. ومن هنا إِتهِم الإباضية من قبل الكثير من الناس بالتكفير ء بسبب عدم معرفتهم لتمييز الإباضية بين المصطلحين (كفر النعمةء وكفر الشرك)ء على أن الإياضية قد استدلوا بأدلة كثيرة من القرآن والسنة تبين صحة مذهبهم وسلامة . واذا أخذنا من تلك الأدلة قوله - ييو في الحديث المروي عن ابن عمر - رضي الله عنه-: «أيما رجل قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أن الإمام السالمي يقول فيه : «فان حملنا الحديث على كفر النعمة كان وجهه ظاهراءلأن رمي المسلم بالكقر كبيرةء وهي كفر نعمة وسباب المسلم فسوق ولهذا قال الربيع-رحمه الله-استحق اسم ۸٨)) القاضي عبد الجبار . شرح الأصول الخمسة ص1۹۷. السالمي , المشارق, ط ١ء ص٤۳۷. ٠) المتصور بالله , الأساس . ص١٤۱۸. ١) يقول الشيخ سعيد بن مبروك القنويي في بيان القائلين بهذا القول من غير الاباضيه : « منهم البيهقي . واين الأثير. واين العرييء والحافظ ابن حجر ء والعيني ؛ ومحمد عبده ٠ ومحمد رشيد رضا ء واين عاشور وغيرهم وهو الذي يقتضيه صنيع كل من الامام البخاري والامام مسلم ؛ وابن حبان في صحاحهم » أنظر القنويي, الامام الرييع , الطبعة الأولىء مكتبة الضامريء ص٤۸ .ويقول الدكتور فرحات الجعبيري: «وهو مذهب الحسن البصري وروى ذلك عن سعيد بن جبيرء ونافع بن الحكم ء٠ وهي روايه عن أحمد اختارها طائفه من أصحابه ٠ وهو قول ابن حبيب من المالكيه » أتظر: الجعبيري.البعد الحضاري ٠ ص ۲)) الرييع بن حبيب. الجامع الصحيح .ط اء دار الحكمةء دمشق, الأحاديث : ۳) من تلك الأدله قو له تعالى: ‏ ولله على الناس حج البيت من استطاع عليه سبيل ومن كفر فإن الله غني عن العالمين آل له تعالى: ومن لم يحكم بما ازل الله فالئك هم الكافرون ٤)ء وقوله تعالى: هذا من فضل ريي ليبلوني أأشكر أم أكقر4(النمل :0 ٤) ءوقوله ‏ انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفوراڳ (الانسان:۳)ءومن الأحاديث قوله - يو «سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر» . وقوله يلأ : « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » ففي هذا الحديث الأخير-مثلا- تحذير عن قتل المسلمين بعضهم بعضاء ويين في الحديث علة كونهم كفارا .وهو أنهم يضرب يعضهم رقاب بعض أي يتقاتلون عمدا وعدوانا ء وهي كبيرة توجب الحكم بالكفر ءولا شك أنهم لا يخرجون بذلك من المله ما د اموا لم يستحلوا ولا دليل هنا على الاستحلال فالحديث واضح . ٤) رواه البخاري. كتاب الأدب (۷۸)ءباب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال رقم eG ` ر 4 , و الكفر لقوله: ياكافرء وان حملناه على معنى الشرك كان تكلا د في حين تأول كثير من العلماء أمثال هذه الأحاديث بتأويلات كثيرةءوهي بعيدة عن الحقيقه منها: - تحمل على المستحل لتلك الأفعال”*' . - تحمل على الخوارج المكفرين للموّمنين وهم الأزارقه والصفرية ٠ وقد ضعفه الإمام النووي في شرحه على صحيح مسله”“". وأرى : أن هذه التأويلات بعيده عن الصحة.لاسيما وأن كثرة الدليل تمنع التأويلء يقول الامام السالمي في بيان تلك التأويلات:« وكلها ناشئة من مخالفة الحديث لمذهبهم واصطلاحهم في تخصيص الكفر بالشركء ولو حملوه على كفر النعمة كما حملناه عليه لهان الخطب واتضح المعنى وانتهى التكلف»”““ . وعليه فان الفاسق أو المنافق أو الكافر كفر نعمة هي مصطلحات لمعنى واحد وهو لمن أصر على كبيرهء ولم يتب منها فيعامل في الدنيا معاملة المسلمين, إن هو منهم ولا يجوز إخراجه من الملةء إلا أن مصيره في الآخرة- إن هو أصر على معصيته-النار وبتس المصير. ٥)) السالمي شرح الجامع الصحيح مسند الامام الربيع بن حبيب .ج١ مكتبة الاستقامه .سلطنة عمانء ص٤١١٠ ٦)) النووي ؛. صحيح مسلم بشرح النوويء ج۲. ص ٣٤. ۷)) شرح صحيح مسلمءج۲ءص۲۳۷. ۸)) السالمي .شرح الجامع الصحيح .ج ١ء ص٤ ١٠. n ‏هھ‎ a ` WW d4 >» المبحث الثاني إثبات الشماعة للعصاة الموحدين لقد ثبت سلفا أن الكثير من الفرق الإسلامية ترى الإيمان في مرتكب الكبيرة طالما أنه يدين لله تعالى بالوحدانية ولرسوله - يي - بالرسالة وإن أصر على معصيته ومات من غير توبة .... وعليه تثبت له الشفاعة الأخروية التي يدخل بسببها الجنة أو يخرج من النار »بينما يرى الآخرون أن الله عز وجل توعد صاحب الكبيرة بالعذاب في نار جهنم » وباللعن والغضب في الدنيا والآخرة في كثير من آيات الكتاب العزيز , كما أوجب عليه التوبة إشارة منه سبحانه الى أنها المكفرة لكبيرته فحسب . المطلب الأول : أصحاب هذا الرأي : لقد ذهب إلى إثبات الشفاعة الأخروية لأهل الكبائر الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث . والشيعة الاإمامية . والمرجئة وإليك بعض ما قالوه في كتبهم : يقول الإمام : « إعلم أن أهل السنة والجماعة أجمعوا على صحة الشفاعة منه س یا - لأهل الكبائر من هذه الأمة `" . . ويقول الجويني”*“ : « إذا ثبت جواز الغفران » وقد شهدت له شواهد من الكتاب والسنةء لم نذكرها لشهرتها فيترتب على ذلك تشفيع الشفعاء وحط أوزار المجرمين بشفاعتهم»”`". ويقول الإمام النسفي: « واذا ثبت جواز المغفرة لصاحب الكبيرة جاز أن يغفر بشفاعة أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفرءكان من أفضل المتكلمين المنتسبين الى الأشعري ءمن مولفاته :هداية المسترشدين. مناقب الأئمة ...توفي سنة۳ ٠ ٤بيغداد . أنظر:إين خلكان ءوفيات الأعيان ٤ج٤ :ص۸١٠ ٠) ابو بكر الطيب الباقلاني ء الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ٠ تحقيق محمد زاهد الكوثري , ط۲ ٠ الخاجي للطباعة , ۱۳۸۲ه - ١۱۹۱م ء ص ١١۱ ١) المتكلم البليغ عبد الملك بن عبدالله بن يوسف النيسابوري الأشعري,أعلم المتأخرين من أصحاب الامام الشافعيء اللمجمع على إمامته ,المتفق على غزارة مادتهء ولد سنة۹ ۱ ا٤للهجرةءمن مولفاته:الارشاد في تفسيرإمام الحرمين.والتلخيص, توفي 4۷۸٤ء ودفن في داره؛ بنيسابور . أنظر: ابن خلكان الوفيات ۰ج ۲ء ۲) عبد الملك الجويني ٠ كتاب الارشاد الى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد . تحقيق أسعد تميم , طاء موْسسة الكتب الثقافية ٥۱۹۸م ص ۳۳۰ N ۹ ®. ۴ ۱ Morr + ‏و‎ (4۹۳) الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ويشفاعة الأخيار» ويقول كذلك : « فإن عندنا لما جاز أن يغفر الله تعالى لصاحب الكبيرة بفضله ورحمته ءوكانت المغفرة تحت الحكمة ء جاز أن يغفرله بشفاعة الرسل والأنيياء - عليهم السلام - ويشفاعة الأخيار من الآباء والأيناء والأقارب `“ 0 ويقول الإمام أبو منصور الماتريدي: « والشفاعة من أعظم ما أحتج بهاء وقد جاء القرآن بها والآثار عن رسول الله والشفاعة في المعهود والمتعالم من الأمر تكون عند زلات يستوجب بها المقت والعقوية ؛ فيعفى عن مرتكبها بشفاعة الأخيار وأهل الرضاء»*. هذا وقد تحدث ابن تيمية عن الشفاعة في مجموع الفتاوي ء وذكر أن الله تعالى يشفع في أهل الكبائر من أمته ويشفع في بعض من يستحق النار أن لا يدخلها . كما يشفع في يعض من دخلها أن يخرج منهاء ثم قال :« ولا نزاع بين جماهير الأمة أنه يجوز أن يشفع لأهل الطاعة المستحقين للثواب » *“ ٠ كما ذكر الإمام البيهقي" والسفاريني ““عدة أحاديث أثبتوا من خلالها صحة الشفاعة لأصحاب الكبائر. وذهب إلى هذا الشيخ المفيد محمد النعمان. إذ يقول : « واتفقت الإمامية على أن رسول الله - يلو - يشفع يوم القيامة لجماعة من مرتكبي الكبائر من أمته ٠ وأن أمير الموْمنين يشفع في أصحاب الذنوب من شيعته . وأن آل محمد - يَيةٍ - يشفعون كذلك وينجي الله بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين» ”" ثم ذكر هذا الرأي عن المرجئة . ۲۳) ابن المعين النسفي ء التمهيد لقواعد التوحيد تحقيق حبيب الله حسن أحمد . طا دار الطباعة المحمدية, ٦٠٤ ٠ه ء ص ۳۷۳ ص۷۹۲ . ١) أحمد بن تيمية ٠ مجموع الفتاوي . مطابع الرياض ص ۳۱۸. ۷) أحمد ين الحسن البيهقي . الاعتقاد . ط۲ . دار الكتب العلمية ء بيروت ٦٠اه - ١۱۹۸م ء٠ ص ١١-١۱۱. ۸) محمد بن أحمد السفاريني . لوائح الأنوار السنية ٠ تحقيق عبدالله محمد البصري , ط١ ٠ ج۲ , مكتبة الرياض , ۶م ۹) المفيد محمد بن محمد بن النعمان . أوائل المقالات في المذاهب المختارات , دار الكتاب الاسلامي بيروت , ٤ه - ۱۹۸۳ء ص٩۰٩ . ٠) المرجع السابق . ص ° چک اه ی فاع ي‘ سد ‎bh rr‏ ‎N‏ 6 ووافقه الشيخ محمد الحسن الطوسي ”` ٠ إن يقول : « فلا خلاف بين الأمة أن للنبي - يَأوٍ - شفاعة وأنه يشفع والشفاعة حقيقتها في إسقاط المضار المستحقة فوجب من ذلك القطع على جواز العفو عن مستحق العقاب من أهل الضلالة . بل على وقوع ذلك بجماعة غير معنيين » من حيث علمنا وقوع شفاعته وأنها حقيقة في اسقاط المضار دون زيادة المناقع »هذه نصوص من أقوال بعض علماء المذاهب 4 وهي واضحة في جواز الشفاعة لمرتكبي الكبائر من الموحدين ء وقد استندوا لصحة ما ذهبوا اليه على أدلة من القرآن والسنة والعقل أثبتوا من خلالها صحة معتقدهم . المطلب: الثاني أدلة المثبتين من القرآن الكريم : لقد استدل القائلون بالشفاعة لأصحاب الكبائر على أدلة من القرآن الكريم ‏ وقد أجاد الإمام الفخر الرازي في جمعها في تفسيره وكتابه «الشفاعة العظمى يوم القيامة» وقد اعتمد عليه كثير من العلماء » على أن معظم تلك الآيات القرآنية قد اعتمد عليها الفريق الآخرء فاختلافهم في التأويل ءحيث يذهب كل فريق الى فهم النصوص فهما يختلف عن الآخر ء ومن تلك الأدلة القرآنية التي استدل بها القائلون بالشفاعة لأصحاب الكبائر ما ١- قوله تعالى حكاية عن عيسى- عليه السلام-: و إن تَعَذِبْهُم فَإِنْهُم عبادك وإن تَغْفر لهم فَإِنْك أنتَ العَزيرٌ الحكيم ”٠ء وقوله تعالى حكاية عن ابراهيم - عليه السلام-: لل فَمَن تَبعَنِي فَإِنَهُ مني وَمَن عَصّاني فانك غفور ريم ٠" ووجه الدلالة : أن هذه الشفاعة من النبيين الكريمين لا تكون للكفار لعدم أهليتهم لها ء ولا للمسلم المطيع أو التائب لحصول المغفرة لهماء فكانت لصاحب الكبيرةء ويكون مثلها لصاحب الرسالة العظمى من باب أولى في أمته . ۱ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي ين الحسن الطوسي. ولد سنة٥۲۸للهجرة. هاجر إلى بغداد ولازم الشيخ محمد بن محمد النعمانءواستفاد منهءمن مؤلفاته:التبيان في تفسير القرآنءوالأمالي في توفي سنة٠ 1 ٤.أنظر:الطوسيءتفسير القران.ج ١ء المقدمه. | ۲) محمد ين الحسن الطوسي , الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد , بطبعة الآداب في النجف الأشرف ء٠ منشورات جمعية منتدى النشر ۹ ۱۹۷۹م ص٦۲۰ . ٠) سورة المائدة , الآية :۱۱۸ . ٠) سورة ابراهيم.الآيه: ٢۳ ہم ر س - يقول الامام الفخر : « إن هذه الشفاعة من عيسى - عليه السلام- إما أن يقال : انها كانت في حق الكفارء او في حق المسلم المطيع , أو في حق المسلم صاحب الصغيرةء أو المسلم صاحب الكبيرة بعد التوبة , أو المسلم صاحب الكبيرة قبل التوبة والقسم الأول باطل ءلأن قوله تعالى : $ وإن تَغْفر لَهم فَإِنك العَزيرٌ الحكيم 4 لا يليق بالكفار والقسم الثاني والثالث والرابع باطل . لأن المسلم المطيع والمسلم صاحب الصغيرة والمسلم صاحب الكبيرة , لا يجوز بعد التوبة تعذيبه عقلا عند الخصم `“ ء واذا كان كذلك لم يكن قوله :ل إن تَعَدِبْهُم فَإِنَهُم عبَادٌك 4 لائقا بهم ء وإذا بطل ذلك لم يبق الا أن يقال: إن هذه الشفاعة إنما وردت في حق المسلم صاحب الكبيرة قبل التوبةء وإذا صح القول بهذه الشفاعة في حق عيسى-عليه السلام-صح القول بها في حق محمد َي -ضرورة أنه لا قائل بالفرق »”°“ . ۲- قوله تعالى :ل يوم تحشر المُتَقين إلى الرْحْمن وَفْدا . وَنَسُوق المُجْرِمينَ الى جَهَنُمٍ ورد . لا يمُلكون الشفَاعَةَ إلا من عند الرحمن ووجه الدلالة : أن المجرمين لا يستحقون أن يشفع لهم غيرهم إلا إذا كانوا اتخذوا عند الرحمن عهداء وكل من اتخذ عند الرحمن عهدا »وجب دخوله فيه وصاحب الكبيرة اتخذ عند الرحمن عهدا وهو-التوحيد والاسلام-فوجب أن يكون داخلا تحته ٢- قوله تعالى في صفة الملائكة : « ولا إلا لمن ارتقّضى» ”٠ ووجه الدلالة ٠ أن الآية الكريمة بينت أن الشفاعة لا تكون إلا للمرتضى وصاحب الكبيرة مرتضى بحسب إيمانه وتوحيده وإذا دخل صاحب الكبيرة في شفاعة الملائكة فهو داخل في شفاعة محمد فرق بينهما . يقول الباقلاني : « ولا يشفعون إلا لمن رضي الله سبحانه أن يشفعوا وأذن فيه ولم يرد بذلك أنهم لا يشفعون إلا لمن رضي عمله ء لأن من رضي الله سائر عمله لا يحتاج إلى ٠) يعني المعتزلة الذين يقولون التحسين والتقبيح العقليين . ٠) الرازي . الشفاعة العظمى يوم القيامة ‏ تحقيق أحمد حجازي أحمد السقاء ط١ مطبعة دار التضامن ‏ القاهرة , 1۹84 ء ص °£ ٠) سورة مريم . الآية : ۸۷-۸0 ٠) محمد بن عمر الرازي ٠ مفاتيح الغيب ( تفسير الرازي) , المجلد الثاني ٠ ج٣ ٠ ص ۳٦. ٠) سورة الأنبياء , الآية : ۲۸ . ٥ لر > >< و > > دم ‎j‏ ‎f. : ۹‏ دي ريده لخي ل« س( ‎N‏ الشفاعة . ويحتمل أيضا أن يكون أراد أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى عمله الذي هو غير ذنبه الذي يستوجب به العقاب . فكأنه قال : لا يشفعون إلا لمن معه عمل مرتضى ء والفاسق معه طاعات وبر وقرب وتصديق وتوحيد وذلك أجمع مرتضى منه ء وإنما تدل هذه الآية على أنه لا شفاعة لكافر لأن الكافر لا طاعة معه »` . ويقول الإمام النسفي في هذه الآية الكريمة : « وقلنا : وكل مؤّمن هو ممن ارتضاه الله . ومن معه من الإيمان والطاعات والحسنات المرضية عند الله لا يخرج من كونه مرضيا عند الله وقيل : لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفعوا له . فلم زعمتم أن الله تعالى لا يرضى بشفاعة صاحب الكبيرة » وفيه الخلاف ”` . وقد ذكرنحو هذا الكلام الإمام أبو منصور الماتريدىي”` » ومحمد بن الحسن الطوسي”'“ . ٤ قو له تعالى :$ الذّين يَحْملُون العَرْش وَمُن حَولَهُ يُسَبحُون بحم ربهم وَيُؤمنون به وَيسْتغْفَرُون للدين منوا 4% . يقول الفخر الرازي في الإستدلال بهذه الآية الكريمة :« وصاحب الكبيرة من جملة الموّمنينء فوجب دخوله في جملة من تستغفر الملائكة لهم , أقصى ما في الباب : أنه ورد بعد ذلك قوله ‎ :‏ لذن تَابُوا إلا أن هذا لا يقتضي تخصيص ذلك العام ء لما ثبت في أصول الفقه : أن اللفظ العام اذا ذكر بعض أقسامه ء فإن ذلك لا (0 وجب تخصيص ذلك العام بذلك الخاص « )٦۱٥( ° قوله تعالى ‎ :‏ دنبد ۇللمؤمنين4 ٠) الباقلاني , تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل . تحقيق الشيخ عماد الدين احمد حيدر. ط۳ ٠ موْسسة الكتب الثقافية . ٤١٤۱ه - ۱۲ء ص ٤٢٤ . ١ النسفي . تبصرة الأدلة . تحقيق كلود سلامة . ط١ ٠ ج ۲ء المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية ء دمشق , ۱۹۹۳م ء ص ٤٩۷۹ء وأنظر كذلك : التمهيد لقواعد التوحيد , ط١ , دار الطباعة المحمدية , ٦٤اه - ٦۱۹۸م ء ص ٢۳۷ ۲) أبو منصور المااتريدي كتاب التوحيد , تحقيق الدكتور فتح الله خليف , دار الجامعات المصرية ,٠٦٠٦۳ . ٢ ) الطوسي . الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد . مطبعة الآداب في النجف الأشرف ٠ منتشورات جمعية منتدى النشر , ۱۳۹۹ه - ۹م ص ٢۲. ٤) سورة غافر,الآيه:۷ . )محمد الرازي , الشفاعة العظمى , ط١ ٠ ص ٦ سورة محمد , الآية :۱۹ . ۱( 1 ريع الخ ا ا ى ٣Ç ‎A29‏ وجه الإستدلال: ان الله تبارك وتعالى أمر محمدا بأن يستغفر لكل المؤّمنين والموّمنات » وصاحب الكبيرة موّمن ءواذا كان كذلك ثبت أن محمدا - يَيْأْوٍ- استغفر لهم . وثبت أن الله قد غفر لهم , وإلا فقد أمره بالدعاء ليرد دعاءه » فيصير ذلك محض التحقير والايذاء وذلك غير لائق بالله تعالى ولا برسوله - ييو - فثبت اس جابة دعاء النبي - ie يلو - وذلك يتم بمغفرة الله لهم وهذا هو معنى الشفاعة ٦ قوله تعالى 7 فما تَنفعهم شفاعة الشافعين 4 ۸ وجه الدلالة : ان الله تبارك وتعالى قد خصم الكفار بعدم نفع الشفاعة في حقهم والمسلم بخلاف ذلك بناء على مسألة دليل الخطاب ء إن المفهوم يقتضي ثبوتها لغيرهم من أمة محمد تة . ۷- قوله تعالى : ل ولو نهم إذ موا أنُْسَهُم الله واستغفر لهم الرْسُول لَوَجَدُوا الله تابا رحيماه وجه الدلالة : دلت الآية الكريمة على أن استغفر للعصاة والظالمين فإن الله يغفر لهم , إذ ليس في الآية ذكر التوبة ٠ وفيه دلالة على قبول شفاعته- يَأ لهم في الدنيا والآخرة لعدم الفرق . ۸- قوله تعالى :ل وإذا حُيْيتُمِ بتحيّة ٠ فْحَيُوا بَاَحْسَن متها أو وجه الدلالة : أن الله تعالى أمر المؤّمنين أن يحيوا رسوله- يي بالصلاة والتسليم في قوله ‎ :‏ يا آيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا .فلم يكن بد من الردء وما هذا الرد إلا دعاوّه- بالرحمة ودعاوّه مستجاب ء فثبت بذلك شفاعته ۷) محمد الرازي .الشفاعة العظمىء. ص٨٤ الايجي . المواقف . ص ۳۸۰ . ۸) سورة المدثرء الآية : 6۸ . يقول النسفي في هذه الآية :« ولو كان لا شفاعة لغير الكافرين لم يكن لتخصيص الكافرين بالذكر في حال تقبيح أمرهم معتى» ٠) سورة النساء . الآية : 6£ . محمد الرازي , الشفاعة العظمى , ط٠ . ص٩٤ . ٢) سورة النساة الآية :۱٦۸ . ۳٢) سورة الأحزاب , الآية : °6 . ٤) محمد الرازي . الشفاعة العظمى . ط١ . ص٩٤ . 2ھ 7_2 ا سس ق مالين $ ۱۳۷ 0 کڈ ‎b7‏ السنة النبوية : لقد استدل القائلون بثبوت الشفاعة لأصحاب الكبائر بأحاديث شريفة تدل على ذلكء وهي كثيرة ومتناثرة في كتبهم ويصعب جمعها إلا بعد عناء شاق وجهد كبیرء وقد جمع بعضها الإمام البيهقي في كتابيه «الإعتقاد» ”٠ء و :« البعث والنشور» ”"“ والسفاريني في « لوائح الأنوار السنية » “" ومن تلك الأحاديث التي تيسر لي جمعها ما يلي : ١ ماروي عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- قال : قال رسول الله « يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك (وقال ابن عبيد : ليلهمون لذلك ) فيقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال فيأتون آدم- عليه السلام- فيقولون: أنت آدم أبو الخلق خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحهء وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا ء فيقول لست هناكم فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحى ربه منها ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعٹه اللهء قال: فيأتون نوحا-عليه السلام-فيقول : لست هناكم . فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منهاء ولكن ائتوا ابراهيم- عليه السلام - الذي اتخذه الله خليلا فيأتون ابراهيم-عليه السلام-فيقول: لست هناكم ٠ ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ريه مها . ولكن ائتوا موسی-عليه السلام-فيقول : لست ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ريه منهاء ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته . فيأتون عيسى روح الله وكلمته » فيقول : لست هناكم , ولكن ائتوا محمدا- يلو قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ء قال : قال رسول الله فيأتوني وأستأذن على ربي فيؤّذن لي ء فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا ء فيدعني ما شاء الله فيقال : يا محمد ارفع رأسك ءقل تسمع . سل تعطه ء اشفع تشفع ء فأرفع رأسي ء فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النارء وأدخلهم الجنة ‏ ثم أعود فأقع ساجداء فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال : ارفع رأسك يا محمد قل تسمع . سل تعط. اشفع تشفع. فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه . ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة (قال فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال ). فأقول: ٥) أحمد بن الحسن , الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة . ط۲ ٠ دار الكتب العملية ٠ بيروت , 6٦ ؛ ص 10-1 ٢) البيهقي . البعث والنشور , تحقيق عامر أحمد حيدرء طا ء مركز الخدمات والأبحاث الثقافية ص٥٥-۹٠٠. ۷) السفاريني , لوائح الأنوار السنية , ط٠٠ ج۲ ء ص س( ٍ۸ ا م يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب له الخلود » ٠ جاءت هذه الرواية عند الامام البخاري "“ في روايتين مطلع الأولى : « يحبس الموؤّمنون ......» في نهاية الرواية زيادة عن قتادة نصها « فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة» " . ويداية الرواية الثانية: «يجتمع الموؤّمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا .. ...إل" وليس فيها جملة : «فأخرجهم من النار» وهاتان الروايتان عن أنس بن مالك رضي الله عنه وهذه الرواية الأخيرة ذكرها الإمام الربيع بن حبيب في مسنده هذا ء وقد ذكر الامام الرازي بأن هذا الخبر أحادي , ومن المعلوم أن الخبر الأحادي لا يفيد العلم , إلا أنه قال بعد ذلك : « وإن كان مرويا بالآأحاد , إلا أنه (تعني الأخبار ) لثيرة جدا وبينها قدر مشترك واحد ٠ وهو خروج أهل العقاب من النار بسبب الشفاعة ء فيصير هذا المعنى مرويا على سبيل التواتر فيكون حجة والله أعلم »”" . ۲- عن أيي عمر قال : قال رسول الله « خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة ٠ فاخترت الشفاعة , لأنها أعم واكفى أترونها للمتقين؟ لاء ولكنها للمتلوثين الخطائين “° . ووجه الدلالة : واضح في متن الحديث ء وهو أن الشفاعة أكثر ما تكون للخطائين المتلوثين بالمعاصي. ٢- عن أيي هريرة-رضي الله عنه-قال:قال رسول الله يي «لكل نبي دعوة مستجابة . فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي ۸) أخرجه مسلم في كتاب الايمان .باب اثبات الشفاعة واخراج الموحدين من ماجه في سننهءكتاب الزهد(۴۷).باب ذكر الشفاعة (۳۷) ء رقم الحديث ٥ص لمزيد بيان أنظر جامع البيان لما اتفق عليه الشيخانء محمد زكي الدين محمد أبو القاسم . ط١ ٠ ج۲ دار الصفوة للطباعة ء ص ‎DA‏ ٠) أخرجه البخاري ءكتاب التوحيدء باب قول الله تعالى: إوجوة يومئذ ناضرة الى ريها ناضرة: رقم الحديث (٤٤۷) ص ١٤۱۲۸ أخرجه البخاري في كتاب التفسيرءباب قول الله تعالى:#وعلم آدم الأسماء كلها .رقم الحديث( ٦۷٤٤ )ص٠ ٠٦۷. ۲) الرييع بن حبيب الأزدي.الجامع الصحيح .ءط اء دار الحكمة . ح(٤١٠٠)ء ص ١۳۸. ۴۳) الرازي . الشفاعة العظمى . ط١ . ص °° . أخرجه الهيثمي في المجمع. باب الشفاعة.ءج١٠.ص۲۷۸ءوابن ماجه من طريق أبي موسى الأشعري ءباب ذكر الشفاعةء برقم (۳۷). رقم الحديث( ١ ٠ ٥ء ص ١1۸. € ر ۵ سے ` اي 6 ر۱۳۹ نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا »*". فالحديث صريح في أن شفاعة كل من مات من أمته لا يشرك بالله شيئا ء وصاحب الكبيرة كذلك ء فوجب أن تناله الشفاعة"“ . ٤ عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال : قال رسول الله يَيأٍْ-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ٠ فالاضافة بمعنى أل العهدية , أي الشفاعة التي وعدني الله بها ادخرتها ( لأهل الكبائر من أمتي ) أي لوضع السيئات والعفو عن الكبائر ”*“ . ٥ عن أيي أمامة قال : قال رسول الله يي« نعم الرجل أنا لشرار أمتي » فقالوا : فكيف أنت لخيارهم ؟ قال : « أما خيارهم فيدخلون الجنة لصلاحهم وأما شرارهم فيدخلون الجنة بشفاعتي»”" . ١ عن أم سلمة قالت : قال لي رسول الله « يا أم سلمة اعملي ولا تتكلي فإن شفاعتي للهالكين من أمتي» . ۷- عن عمران بن حصين-رضي الله عنه-عن : « يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين»”*“ . ۸- عن ابن عباس قال: كنا نمسك عن الإستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا- يَأ يقول :«إني ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة» فأمسكنا عن كثير مما کان في أنفسنا ورجونا لهه . ٥) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات , باب لكل نبي دعوة مستجابةءرقم الحديث(٤ ٦۹٠ .من غير زيادة «فهي نائلة ان شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شينا » وأخرجه بهذه الزياده ابن ماجةءكتاب الزهد (۳۷).باب ذكر الشفاعة(۲۷)ءرقم الحديث(۷ ٠ ٢٢٤). الرازي ,. مفاتيح الغيب ج۲ . ص ۷٩ . ۷) أخرجه الحاكم في المستدركءج١ءص1۹.والترمذي في سننه .ص۳۹٥ ۸٨) محمد عبد الرحمن المباركفوري ؛ تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ط۲ ٠ ج۷ ء٠ مكتبة اين تيمية , القاهرة . ص ۱۲۷ . ۹) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير.رقم الحديث( ٣۸٤ ٠ ) ذكره الهيثمي في المجمع: باب الشفاعةءج ١٠ء الطبراتي وفيه عمرو بن مخرم وهو ضعيف». ١ ) أخرجه البخاري في كتاب الرقاقءباب صفة الجنة والنار.رقم ماجة بلفظ:« ليخرجن قوم من النار بشفاعتي ء يسمون الجهنميين » في كتاب باب ذكر الشفاعة(۲۷) ٠ رقم الحديث (٥٠٤٤)ء ٢ ) ذكره الهيثمي في باب الشفاعةءج ۹ص ۳۷۸. ١ العقل يدل أن الشفاعة إنما تكون خاصة لمرتكبي الكبائر , إن الموّمن غير المرتكب لكبيرة ليس بحاجة إليها فهو ناج من العذاب بعمله وتقواه”*“ . ۲- شفاعة الرسول- واجبة . وتأثيرها إما بزيادة المنافع أو اسقاط والأول باطل , وإلا لكنا شافعين للرسول-يَيٍّّْ-إذا طلبنا من الله تعالى أن يزيد في فضله: وإذا بطل هذا ء تعين الثاني وهو المطلوب فتكون شفاعة الرسول-صلى الله عليه وسلم- في إسقاط ا لمضار أ . ۲ إن الشفاعة في أقل الدارين من أقل الشفعاء تكون في الذنوب وغيرهاءفما ظنك الشفاعة في أعلى الدارين من أعلى الشفعاء عند الله عز وجل" . ٤ إن العقل يجوز على الله تعالى أن يعفو عن الصغائر مطلقاءوعن الكبائر بعد اسقاطه مع أن فيه نفعا للعبد من غير ضرر لأحدا'“ . المطلب الثالث: مناقشة أدلة المثيتين: أولا : القرآن الكريم : ١- أجيب عن الآيتين الكريمتين”'“ : بأن ما قاله النبيان الكريمان - صلوات الله وسلامه عليهما - لا يعدو أن يكون تسليما منهما لأمر الله ٠ ووقوفا عند حدهما ء فالمخلوق وإن ارتقى الى أوج الإصطفاء الإلهي ليس له من الأمر شيء ولو سلمنا أن هذه شفاعة منهما فمن أين لهم أنه تقبلت عند الله ؟ وأنه عفى بسببها عن صاحب كبيرة لم يتب منها ء ثم من أين لهم خصوصية هذه الشفاعة المرغوبة بمن قارف ما دون الشرك من الكبائر ؟ مع أن سياق حكاية ما قاله النبيان-عليهما السلام-في القرآن تدل على ۳٢ ) النسفي . تبصرة الأدلة ٠ ج۲ . ص١۷۹ , الطوسي ,› الاقتصاد ص٢١۲ . ٤ ) الرازي , الشفاعة العظمى . طا . ص6٤ . ٥ ) الباقلاتي .الاتصاف.ط۲.ص١۱۷٠. ٦١ ))] محمد بن يوسف الشيخ.التعليقات على شارح الجوهرةءط .دار احياء الكتب العربيه. ۱۳۷۳-٤١۹٠ مءص۱۷۲. ٧ ) قوله تعالى:إن تعذيهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيزالحكيم$.وقولە:فمن تبعني مني ومن عصاني ‎e s1‏ 4 فإنك غفور رحيم؟ . ` f e 4 ‏م‎ ‎> < 7 ۲ } - #7 خلاف هذا الزعم . فالايتان السابقتان على ما حكي عن عيسى في سورة المائدة صريحتان في كون الذين يعنيهم المسيح-عليه السلام- في هذا القولء هم الذين اتخذوه وأمه إلهين من دون الله ء والآيتان هما قوله عزو وجل ¥ وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون اللهء قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب . ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ريي وربكم وكنت عليهم شهیدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ۰"4“ وأما المحكي عن الخليل ابراهيم - عليه السلام - فإنما هو في عبدة الأصنام بدليل ما سبقه وهو قوله عز من قائل : 9 وذ قال إبراهيم رب اجعل هذا اليلد آمناً واجْنْبْني وبني أن نعبد الأصْنَام ٠ رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فَإِنْك غَفُور رجیم ١ فلو كان في الآيتين موضع للاستدلال لما قالوه كانتا أدل على الشفاعة لمن اتخذ مع الله الها آخرء على أنهما لو كانتا نصا في الدعاء بالمغفرة لما كان في ذلك دليل على قبول الشفاعة . كيف وقد حكى الله عن الخليل-عليه السلام-أنه استغفر لأييه ومع ذلك لم يغفر له وقد بين سبحانه هذا الإستغفار في قوله :$ وما كان استغفار ابراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياهء فلما تبين له أنه عدو لله تبرأً منهء إن ابراهيم لأواه ۱ ا ١- أجيب عن الدليل الثاني" : بان ذلك العهد قد نقضه صاحبه بمعصيته لله فإن يجتمع مع الاصرار على معصيته ” ء فكلمة التوحيد ليست نظرية تحشى بها الأدمغة ء وإنما هي دستور أمة ومنهج حياة . ولا تقوم الأمم والشعوب إلا بالعمل بمقتضاها ء ۸٨ ) سورة المائدة , الآية :١۱۱۷-۱۱ء ۹٨ ) سورة ابراهيم , الآية : ٠) سورة التوبة , الآية : ١۱۱ . ۱) الخليلي ٠ جواهر التفسير ؛ ج٣ . ص ٢۷٢-٤۲۷ . ٢ ) أي قوله تعالى: لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا4(مريم:۸۷) . ٢ ) الخليلي . جواهر التفسير . ج۳ ٠ ص٥۲۷ . j ‏سہ 1 د ال ا« ل‎ 1 “we e < والسير على تهجها ء وهكذا كان حال السلف الصالح من الرعيل الأول ء إذ لم يفرطوا في جزئية من جزيئات الدين فضلا عن كلياتهء وتلك هي تعاليم المصطفى- يي لهم . ويفضل العقيدة الراسخة فتحوا مشارق الأرض ومغاربها في فترة وجيزة »ولم يعرف العالم فاتحا أرحم منهم . ۳ أجيب عن الدليل الثالث”“ : بأن صاحب الكبيرة لا يمكن أن يكون مرتضى عند الله ء إذ ما هي قيمة ذلك الايمان المزعوم مع تلك الأفعال الشنيعة ءوقد ثبت أن الله تعالى قد لعن وغضب ونقم على أصحاب الكبائر في آيات كثيرة ء وأحاديث عديدة . يقول العلامة الخليلي في الرد على هذا الدليل : « كيف يكون مرتكب الكبيرة مرت عند الله وهو ممقوت عند الله وملعون - إن لم يتب - بنصوص الكتاب والسنة . فالله تعالى يقول :$ ألا لعنة الله على الظالمين (““ ء وقد علمتم أن مرتكب الكبيرة ظالم لنفسه ء ويقول تعالى في قاتل النفس المؤّمنة : ومن يتل مُؤْمناً مُتَعَمداً فُجَراوهُ جَهنم خَالداً فيها وغَضب الله عليه وَلَعَنَهُ وأعدٌ لهم عَذَاباً عظيما "٠ وفي الحديث الصحيح عن رسول الله يَأ لعن الربا وآكله وكاتبه وشاهده » ”٠ وفي حديث آخر: «من حلف على يمين ليقتطع بها مال امريء مسلم لقي الله وهو عليه غضبان »”*“ ونحو هذا في الكتاب والسنة كثير يدركه من تأمله فكيف يسوع مع ذلك القول بأن هذا الذي باء بلعنة الله وغضبه مرضي عند الله ؟ وهل هذا إلا من باب التشجيع على انتهاك الحرمات وارتكاب المويقات ما دام مرتكبها واثقا أنه الى رضوان الله (094) وسيحطى بشفاعة ملائكته وسيتبواً مقعد صدق في بحبوحة جنته ؟ » ٤ أجيب عن الدليل الرابع `“ : بأن المؤّمنين الذين تستغفر لهم الملائكة هم لالذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستفغروا لذنوبهم 4 ۱ لأن ٤) أي قوله تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضي 4 (الأنبياء:۲۸). سورة هود . الآية :۱۸ . سورة النساء , الآية : ۳٩. ۷) ذكره الهيثمي في المجمع . باپ ما جاء في الريا ٬ ج ٤ء ص۱۱۸. ۸ ) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات.باب:يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين .رقم ص٥۳ ٤. ۹) الخليلي . جواهر التفسير ۰ج۲ ص ۲۷۲,۲۷۱ . ٠) أي قوله تعالى: #الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ريهم ويوّمتون به ويستغفرون للذين آمنوا4(غاقر:۷). ١) سورة آل عمران . الآية : ١۱۳ . ‎^R‏ کد هھ ‎; ‏ا‎ 11 v r ‏چ‎ ‏الإيمان الصحيح لا يجامع الإصرار على المعصية . على أن في تتمة نفس الآية التي استدلوا بها بيان وصف الموْمنين الذين تستغفر لهم الملائكة ءوذلك قوله تعالى ل ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك (" وهل من اتباع سبيل الله الإصرار على الكبائر ء وعدم المبالاة بحرمات الله تعالى ؟ ‏أما قول الرازي : « إن هذا لا يقتضي تخصيص ذلك العام لما ثبت ....» فهو مردود: بأنه ليس في هذا تخصيص لعموم ٠ وإنما هو حكاية لنص استفغار الملائكة ويستفاد منه- كما يستفاد من سائر الأدلة - أن المؤّمنين حقا هم الذين لا يحالفون المعاصي › فإذا وقعت من أحدهم هفوة بادر إلى التوبة والإستغفار `° . ‏يضاف إلى ذلك أن الله تعالى نص على الذين تستغفر لهم الملائكة فأين الدليل على أنهم يستغفرون لغيرهم من أهل الفجور والظلم ء ثم إن ما ورد في الآية من باب الإجمال الذي أعقبه بيان , ولا يجوز التمسك بالمجمل بعد ورود المبين لأن المبين يقضي على المجمل ءوقد يقال ما قيمة الدعاء من الملائكة للتائب وقد وعد الله التائب بقبول توبته وغفرانه لذنبهء ويجاب:بأن التائب بعد توبته بحاجة الى قبولها ءفمن أين له أنها قبلت ؟ لاسيما وأن للتوبة شروطا حتى تصح. ‏٥- أجيب عن الدليل الخامس“" : أن الإيمان المعتد به عند الله هو الاإيمان الخالص الذي لا يشوبه إصرار على العصيان ولو كان الإيمان المفهوم هنا هو مجرد التصديق ولو لم يقترن به عمل لما عذب الله أحدا بكبيرة غير الشرك . وذلك ينافي ما جاء من الوعيد على أنواع مختلفة من المعاصي “` . ‏٦- أجيب عن الدليل السادس”"" : إن مفهوم المخالفة مختلف في الاستدلال به في الأمور العملية فكيف يكون حجة في القضايا الإعتقادية . وهي لا تنبني إلا على اليقين فلا تستفاد إلا من قواطع الأدلة دون ظنياتهاء ومع ثبوت الإستدلال به فلا بد من استيفائه شروطا معينة ء منها : أن لا يكون المنطوق جاريا مجرى الأغلب المعتاد وأن لا تكون ۲) سورة غافر, الآية :۷ . ‏٢ الخليلي ٠ جواهر التفسير . ج۳ ص۲۷۸-۲۷۷. ٤) أي قوله لذنبك وللمؤْمنين4 ۱). ‏٥) الخليلي , جواهر التفسير ج۳ : ص٦۲۷. ٦) أي قوله تعالى: فما تتفعهم شفاعة الشافعين4 (المدثر: ۸ ٤). ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ (46 جوابا لسائل أو تعليما لجاهل ء ولو كان مثل هذا المفهوم حجة في مثل هذا الباب لكان الوعيد على أي كبيرة حجة في انتقاء الوعيد عما عداها ء فيكون نحو قوله تعالى ‎ :‏ ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم" حجة على أن غير القاتل لا يصلى جهنم ولو أُشرك بالله , وهكذا ۷“ . أ . )۹٥ . ). ن 1 . 7 ۷- أجيب عن الدليل السابع”" : ان استغفار الرسول- في الاية باستغفارهم لأنفسهم واستغفارهم هو عين التوبة ٠ فمن أين أنه يغفر لهم مع معصيتهم وظلمهم من غير أن يتوبوا ؟'. ۸- أجيب عن الدليل الثامن”" : ان دعاءه- يَأ من أن يكون بالرحمة فحسب ء فقد يكون بها أو بالهداية ء والرحمة لا يلزم أن تكون أخروية على أن القضايا الإعتقادية ١ تثبت بالإستنباط ء وإنما تثبت بالأدلة القطعية وأين النص القطعى هنا؟”*“ . ثم إنه يلزم على ذلك أن تنال الشفاعة المنافقين الذين يبطنون الكفر- بالله - لأن يعاملهم معاملة المسلمين أخذا بظاهر أمرهم ٠ وأيسط حقوق المسلم رد السلام عليه ء وقد يقرن في كثير من الأحيان بالرحمة. ثانيا : السنة النبوية : يمكننا الرد على تلك الأحاديث التي اعتمد عليها مثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر ردا عاما يتناول تلك الأخبار بمجموعها ء وآخر خاصا يتناول كلا منها على حده . أما العام : فهو أن جميع تلك الأحاديث أحادية . ومن المعلوم عند الجمهور أن الأحاديث الآحادية لا تفيد العلم , لأن العلم ثمرة اليقين ؛ وهي تفيد الظن لا اليقين ء لذلك لا يعمل بها إلا في الأمور العمليةء والمسألة من مسائل العقيدة ء ولا بد فيها من القطع متنا ۷) سورة النساء , الآية : ۲٩ . ۸) الخليلي جواهر التفسير . ج٣ . ص٢٥۲۷ . ٩) أي قو له تعالى: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماڳ4(النساء: £ 6). ٠ الخليلي.جواهر ج۳ . ص۲۷۷ . ١ أي قوله تعالى: #وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ۲ الخليلي . جواهر التفسير ج۳ . ص٦۲۷ . چ ا ^ 3> 1 7 1 ي ر التو ا Mir ¥ £0 \ وسنداء فلا يمكن الإستدلال إلا بالحديث المتواتر الذي رواه جماعة عن جماعة من أماكن متباعدة بحيث لا يمكن اجتماعهم على الكذب عادة . هذا وأما ما ذكره كثير من العلماء من تواتر أحاديث الشفاعة كالرازي . والقاضي عياض ء وابن عبد البر , والسبكي وغيرهم ”" ء فمما لا يسلم له البتةء اللهم إلا إذا كان مقصودهم من ذلك تواتر أحاديث الشفاعة على إطلاقها , إذ هذا لا خلاف فيه بل نقل الواحدي فيه الإجماع(٤0۷) ء ودل عليها القرآن في قوله تعالى ل عسى أن يبعثك ربك مقاماً إذ يقول ابن حجر: «والجمهور على أن المراد به الشفاعةء“” وذلك التواتر إنما هو تواتر معنوي والتواتر اللفظي يحتاج إلى تحقق أكبر من حيث جمع الطرق » ومعرفة الرواة ء وأماكنهم وعدالتهم ...إلى غير ذلك مما هو معلوم لثبوت تواتر الحديث. أما الأحاديث التي تثبت الشفاعة لمرتكبي الكبائر من المجرمين الفاجرين المصرين: فهي إما أن تكون ثابتة سندا أو غير ثابتة . فإن كان سندها ثابتا ”ء٠ ينظر إلى متنها فهو إما أن يكون متفقا مع نصوص القرآن الكريم أو مخالفا ومعارضا لهاء فإن كان متفقا معها أخذ به ء أما إن كان معارضا ولم يمكن الجمع بينه وبين تلك النصوص القرآنية بوجه من وجوه الجمع حكم عليه بالرد بل بالوضع . وهكذا العمل بتلك الروايات التي تثبت الشفاعة لأهل الكبائر ء فهي- ولاريب- تخالف الآيات القرآنية الناصة على نفي الشفاعة للظالمين والمجرمين .٠ بل ولكثير من أحاديث النبي- ييو التي تدل على خلود مرتكب الكبيرة وأنه ملعون ومغضوب عليه- كما سياتي بيانه-ء أما مع ثبوت بعض تلك الروايات فلا بد من تأويلهاء وذلك حتى لا تعارض النصوص الأخرى من قرآن وسنة على أن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ٠ فمن المحال قطعا أن يروي الأخبار المتناقضة ٠ وأكثر ما يروى في ۲۳) لمزيد بيان أنظر محمد بن جعفر الكتاني , نظم المتنائر من الحديث المتواتر . ط۲ . دار الكتب السلفية للطباعة والتشر . مصر. ص٢٤ ۲۳٢۲۳. ٤) ابن حجرء فتح الباري بشرح صحيح البخاري . ج١٠ المكتبة السلفية ٠ ص٠٦۲٤ ٥) سورة الاسراء , الآية :۷۹. )ابن حجرء فتح الباري . ج ۱۱ء المكتبة السلفية ص٤٦٢٤ . ۷) على أن تلك الأحاديث لم يثبت سندها كما سيأتي . اء ۱ ١۱( س الاحرون. # 1 bh rr ww? < ۹ الشفاعة-كما قلت سلفا-يراد به الشفاعة العظمى وهو متفق عليهء على أنه لو ثبت تواترها - وهو بعيد-لا بد من أن يوُول لتتفق مع نصوص القرآن القاضية بخلود مرتكبي الكبائر. يقول العلامة الخليلي-حفظه الله-في بيان كيفية العمل مع تلك الأحاديث: «إن هذه الأحاديث رواياتها أحادية لا تفيد إلا الظن في مدلولهاء والإعتقاد ينبني على اليقين دون الظنء لذلك لا يكون إلا ثمرة النصوص المتواترة دون الظواهر القابلة للتأويل ولو تواترت» ودون ما کان طریق روایته آحادیا وإن یکن نصا علی أن ظاهر هذه الروایات الذي استندوا إليها متعارض مع النصوص القاطعة من الكتاب . وهي لا تقوى-لا من حيث المتن ولا من حيث الدلالة-على معارضة هذه التصوص فيجب إما اسقاطها ءوإما تأويلها بما يتفق معها وذلك أن يحمل المراد من قوله- يَأ -: « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » على التائبين ممن قارف الكبائر دون المصرين» ” . أما اذا جنا الى تلك الروايات خاصة فنقول : ١- اجيب عن حديث شفاعة الموقف الطويل : بأن فيه الكثير من المحاذير التي توّدي إلى عدم اعتماده ومنها - مصادمة نصوص الكتاب العزيز النافية لإخلاف وعيد الله عز وجل في حق العصاأة کقوله تعالی :ل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد 4^ وقوله ظ إن الله لا يخلف , وقوله: ظ ألا إن وعد الله حق 4“ . وقوله: إلاتبديل لكلمات الله ۸“ وقولە: ¥ ومن أصدق من الله ء وغيرها الكثير الكثير من الآيات. ۸٨) الخليلي ٠ جواهر التفسير . ص ٢۲۷ . ۹) بعض هذه النقاط ذكرها الامام الرازي نقلا عن المعتزلة في كتابة الشفاعة العظمى , ط١ . ص٥٥ . سورة ق.الآیه:٤٤٦-٢٤۲. ۱) سورة آل عمران,الآيه:٥. ۲)) سورة يونس ۳) سورة يونس ٤) سورة النساءءالآيه:۸۷. ‫َ > . 1> 7 ‏ي‎ ig, ۲ RR - نسبة المعاصي إلى الأنبياء والرسل -عليهم السلام - وهم معصومون على . - انها خبر عن واقعة عظيمة تتوافر الدواعي على نقلها . فلو كان صحيحا لوجب بلوغه إلى حد التواتر اللفظي . وحيث لم يكن كذلك تطرق التهمة إليها. - إن هذه الأخبار طويلة فلا يمكن ضبطها بلفظ الرسول- ييو -فالظاهر أن الراوي قد رواها بلفظه فهي لا تعتبر حجةءومما فيها من الإشكال ما ذكره ابن حجر“ عن الداودي من أن راوي الحديث قد ركب شيئا على غير أصلهءوذلك أن في أول الحديث ذكر الشفاعة في الإراحة من كرب الموقفءوفي آخره ذكر الشفاعة في الإإخراج من النارءوذلك إنما يكون بعد التحول من الموقف والمرور على الصراطءوسقوط من يسقط في تلك الحالة في النار ثم تقع بعد ذلك الشفاعة في الاخراج وهو إشكال قوي. وإن حاول القاضي عياض والنووي وصل هذه الرواية بغيرها ء لجمع متون الأحاديث؛ وترتيب معانيهاء إلا أن هذا يدل على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخرء ولذلك لا يمكن الإعتماد على هذه الروايات في مسألة من مسائل العقيدة ء وقد يقول البعض : بأن هذه تعتبر من المتابعات والشواهدء لما ثبت أصلا من خروج الموحدين من النار بالشفاعةء ولكن لايثبت الشاهد إلا بعد ثبوت الأصلء والأخير غير ثابت. على أن اللإمام الربيع روى هذا الحديث في مسنده بغير تلك الزيادات والتفاصيل التي تتضمن إخراج الناس بالشفاعة من النار . وفيه إثبات الشفاعة على إطلاقها وهذا لم يخالف فيه أحد ‎a‏ ٥) لقد اختلف العلماء في عصمة وقد استدل من قال بعصمتهم بأدلة منها: - لو صدر منهم الذنب لحرم اتباعهم فيما يصدر عنهم .مع أن اتباعهم فرض لقوله تعالى:#قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوتي يحببكم الله4(آل - لو أذنبوا لردت شهادتهم ءولوجب زجرهم وتعنيفهم .وفي ذلك ايذاء لهم وهو حرام لقوله تعالى: إن الذين يوّذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرةوأعد لهم عذابا مهينا4(الأحزاب:7). لو أذنبوا لاستحقوا العذاب واللوم والطعن.لدخولهم تحت قوله تعالى: ومن يعص الله ورسوله فإن له تار جهنم خالدين فيها أبداه.إلا أن هنالك نصوص قرآنية تشعر بمعاصي الأنبياءءمنها ما ورد في قصة آدم-عليه السلام-قوله تعالى:#وعصى أدم ريه ).وما ورد في قصة موسى عليه السلام من قتله المصري:#إفوكزه موسى فقضى عليه (القصص:٠٠)وما ورد في حق نبينا كقوله تعالى :لقد تاب الله على الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر(الفتح:۲).وقد أجيب بأن ذلك قبل البعثهءأو محمول على ما فرط منهم من الزله.وترك الأفضل.لمزيد بيان أنظر:قحطان الدوري. أصول الدين الاسلامي.ط ١ء ٦) ابن حجر.فتح الباريءج ١٠ء السلفيةءص ۳۷٤.۳۸ ٤. س٤( هداو ا و ہما وهذه الرواية التي ذكرها الامام الربيع . جاءت كذلك عند الامام البخاري من غير الزيادة الدالة على الخروج من النارء وهي عن أنس بن مالك ومطلعها : «يجتمع الموّمنون يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا ......»“. - أما حديث « خيرت بين الشفاعة ....» فإن متنه يدل على أن الشفاعة لا تكون البته إلا للمتلوثين وللخطائين إذ نفى أن تكون للمتقين والنفي الأخير لم يقله أحد من علماء الأمة , إذ يعتقد الكل أن مناك شفامة للمتقين تتمثل في رفع درجاتهم منازلهم....إلخ ٠ ويدل على ذلك أحاديث كثيرة منها دعاء النبي- يي -لأبي سلمة سلمة برقع الدرجة كما مر سابقا ...... على أن في سند هذا الحديث النعمان بن قراد وهو مجهول ء قال الهيثمي عن هذا الحديث : « رواه أحمد الطبراني ٠ ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد »‰”“ ۳- أما حديث : «لكل نبي دعوة مستجابة.....» فليس فيه ما يدل على الشفاعة لصاحب الكبيرةء وبيان ذلك: ورد فيه ان الشفاعة تنال من مات لا يشرك بالله شيئا ء وهذا فيه عموم إذ هو يشمل صاحب الكبيرة وغيره ء إلا أن هذا العموم يخصص بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنفي الشفاعة للمصريين على المعاصي ء فالعموم يحمل على الخصوص كما يحمل المطلق على المقيد .... على أن الامام الربيع قد روى”“" هذا الحديث من غير تلك الزيادة: « فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا»ء وكذلك الامام البخاري ومسلم ء فالأولى الأخذ بما ثبت في الصحيح . ٤ أما حديث: « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » فقد جاء من عدة طرق عن أنس ٠ وجابرء وابن عباس ء وكلها ضعيفةء وإليك بيان ذاك: - عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس... وهذه الرواية من هذا الطريق جاءت ۷) سيق تخريجه . ۸) الهيثمي . مجمع الزوائد ؛ ح٠٠ ٠ ص۳۷۸ . ۹) رواه الربيع ذ في الزيادات على المستدص ۳۸۰ ۸ ,۹ کے ‎gg 4E‏ الي € 3 س عند الترمذي» وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه»”"“ء ومن المعلوم أن معمر ثقة ٠ إلا أن ابن معين قد ضعف روايته عن ثايت إذ يقول:«ومعمر عن ثابت ضعيف»؛ ويقول: «وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجودء وهشام بن عروةءوهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام»”`“ . - عن عمر بن سعيد عن سعيد بن بي عروبه عن قتادة عن الرواية أوردها الحاكم” في المستدركء؛ وفي سندها ضعف ء لأن عمر بن سعيد قال عنه البخاري: «منكر الحديث»”" ٠ ويقول ابن عدي عنه: «هو بصري يروي عنه جماعة من البصريين ٠ وفي بعض ما يرويه عن سعيد بن أبي عروبة إنکار»»ء كما ذکر أن ابن حماد سمع عن البخاري بأن :روايته عن ابن أبي عروبة منكرة» . - عن حجاج بن نضير عن حريث بن السائب الهلالي عن أسيد عن يزيد الرقاشي عن انس... ۹ . وهي ضعيفة ء لأن في سندها يزيد الرقاشيء.قال عنه النسائي:«متروك»»ءوقال الدارقطني:«ضعيف» وقال أحمد: «كان يزيد منكر الحديث»» وقال ابن الدورقي عن ابن (۹۷) معين:«في حديثه وفيها كذلك حريث بن السائب وقد ضعفه الساجي - عن زهیر بن محمد عن جعفر بن محمدعن بيه عن جایر.......وقد ورد هذه الرواية من هذا الطريق الحاكم““ , إلا أن في سند هذه الرواية زهير بن محمد الخراسانيءوقد ضعفه يحيى بن معين ءوذكر البخاري بأن أهل الشام قد رووا عنه أحاديث مناكير ءوقال النسائي: زهير ليس بالقوي”'“ ٠ ٠) محمد بن عيسىء سنن الترمذيءتحقيق كمال يوسف الحوت,ط .ج ٤ءدار الكتب العلميةءص ۳۹ ۱) أحمد بن حجر العسقلانيءتهذيب قۇ يق مصطفى عبد القادر عطا .ط اء ٠ء دار الكتب العلميةءبيروتء ص ۲۲۱,۲۲۰. ۲۳ محمد بن أحمد الذهبي.ميزان الاعتدال في نقد علي محمد البجاويءج٤ءدار الفكر العرييءص۲٠. ٤) ابن عديء الكامل في ضعفاء الرجالءط ٣ ۰ج ٥ء ص ۸٤. ٥) أوردها ابن عدي في الکاملءج۲ء ص ۲۰۱. ٦) الذهبي. الميزانءج٠٦ء ص ۷) الذهبي. الميزانءج ٠ .ص٥ ۷٤. ۸) الحاكم, المستدرك ۰ج ۲ء ص1۹. ۹) ابن عدي, الکامل ج ۲ء ص۲۱۸.۲۱۷. - أبو داود الطيالسي عن محمد بن ثابت ء عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبدالله....وقد أورد هذه الرواية الترمذيءوقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجهء يستغرب من حديث جعفر بن محمد»"ء وأورده من هذا الطريق كذلك إلا أن هذا السند لم يثبت كذلك لأن فيه محمد بن ثابت البنانيءوقد قال فيه البخاري:فيه نظر. وقال ابن معين ليس بشيءء وقال النسائي: ضعيف وساق له ابن عدي أحاديث وقال: لايتابع عليها""'. - عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جریج عن عطاء عن ابن عباس.... وقد جاءت هذه الروايه من هذا الطريق في المعجم الكبير للطبراني"" ء إلا أن في سندها موسى بن عبد الرحمن الصنعانيء وقد قال فيه الإمام الذهبي: معروف ليس بثقةء فإن ابن حبان قال فیه: دجالء وضع على ابن جریج عن عطاء ءعن ابن عباس کتابا في التفسيرا““' بل ذكر الإمام الذهبي عن ابن عدي بأن حديث: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» من هذا الطريق ليس بصحيح بل باطل عندما قال:«وقال ابن عدي :منكر الحديث (أي عبد الرحمن الصنعاني) يعرف بأبي محمد المفسرء روى عنه أبو الطاهر ابن ابن جريج حدثه عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا: من أحب الله أحبنيء ومن أحبني أحب قرابتي وأصحابي: ومن أحب قرابتي وأصحابي أحب المساجد....الحديث ٠ وبه: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» ثم قال بعد ذلك:«وهذه الأحاديث بواطيل»“ . هذا وقد ذكرابن عدي هذا الحديث في عدة تراجم من کتابه وقد حكم عليها بالضعفء ومن تلك التراجم ما يلي: - اورده في ذكر صالح بن بشير المريءعن يزيد الرقاشيءعن ُنس.....ءقال ابن معین: صالح المري ضعيفءوقال البخاري: متكرالحديثء وقال النسائي:متروك الحديث”. - اورده في ذکر بقیة بن الولید عن سوید بن سعید عن معتمر بن سلیمانء عن ابیهء عن ٠) سنن ٤ .ص ١٤ ٠) الحاكم,المستدركءج ٠١.ص ٠) ابن عدي الكامل.ج٦. ص١۱۳ والذهبي. ميزان الا ٤ص٥ ٤٤. ٠) الطبراتي.المعجم الكبير.ط ٠ج ١٠ء ص ۱۸۹. ٠) الذهبي. ميزان عدي ٦ء ص ٠) ميزان الاعتدال.ج ٥ء ٠) ابن عدي.الكامل٬ ج ٤ .ص١۰٦ ‎O 6 4 4‏ ےہ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ E0 ‏س‎ KR حمید عن انس ‎e‏ إلا أن بقية إذا روى عن الشاميين أجملء وإذا حدث عن غيرهم خلط“ - أورده في ذکر بي أمية أيوب بن خوط الحبطي ءعن يزيد الرقاشيءعن آنس....واأيوب متروك الحديث ٠ قال عنه البخاري: أيوب بن خوطء أبوأمية البصري تركه ابن المبارك وغیرهء وقال اين معين:اأيوب بن خوط لايكتب حديڻهء ليس بشيء. وقال عمر بن علي: کان كثير الغلطء كثير الوهم متروك وقد أشار ابن عدي الى أن رواية غير أهل الشام عن زهير أجود من رواية أهل الشامءفإما أن يكون منهم أو يكون من زهير حدثٹهم . - أُورده في ذكر روح بن المسيب الكلبيء عن يزيد الرقاشيء عن أنس....وقال عنه:یروي عن ثابت ويزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظةء وقال ابن معین: صویلح. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.لا تحل الرواية عنه”" ٠ وقد أجيب عن هذا الحديث بأدلة أخرى بالاضافة الى أنه خير واحد ء ويخالف الأدلة القرآنية القاضية بخلود مرتكب الكبيرة ءوالنافية للشفاعة منها: أن يكون المراد منه الاستفهام بمعنى الإنكار . يعنى أشفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ؟ وذلك كما في قوله تعالى 7 هذا ربي 4 أي أهذا ربي” ۰ - أنه يدل على أن شفاعته ليست إلا لأهل الكبائر وهذا غير جائز لأن شفاعته منصب عظيم ؛ فتخصيصه بأهل الكبائر فقط يقتضي حرمان أهل الثواب عنه ء وذلك غير جائز, لأنه لا اقل من التسويه وقد روي حديث آخر بأداة الحصر «إنما» » ونصه :«إنما الشفاعة لأهل الكبائر ` 0 إن لفظ الكبيرة غير مختص لا في أصل اللغة ولا في عرف الشرع بالمعصية بل كما ۷) المرجع ذاتەءج۲, ۸8° ۸) المرجع ذاتەءج ۱ء ۹) المرجع ذاتەءج ٣ء ص۲۱۸. ٠) الذهييء ميزان الاعتدالء ج ۸ء ص سورة الأنعام , الآية :۷۷. ۲) الرازي . الشفاعة العظمى , ط١ ٠ ص١٠ ء عندما ذكر رد المعتزلة على أدلة أهل السنة . ۲) المرجع السابق ص ١° . ٤) أورده محمد بن الحسين الأجري في الشريعة .باب ما روي أن الشفاعة إنما هي لأهل الكبائر (١٠)ء رقم الحديث ص۷٢٤۳ اء ھر س ۵۲ \ « ص فة لخي ‎E‏ يتناول المعصية يتناول الطاعة قال تعالى في صفة الصلاة :¥ وإنها لكبيرة إلا على . وإذا كان كذلك فقوله لأهل الكبائر لا يجب أن يكون المراد منه أهل المعاصي الكبيرة بل لعل المراد منه أهل الطاعات الكبيرة”“ . - ينبغي تأويل هذا الحديث فيكون المراد اثبات الشفاعة لأهل الكبائر إذا تابوا قبل الموتء كما أن هذه الرواية معارضة برواية أخرى عند الربيع ونصها : «ليست شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » 7 يقول الإمام السالمي في رد هذا الخبر:« وثالثها : أنه عارضته رواية قبلها ونصها: «لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي » فهذه بتلك على أن هذه قد عضدها الكتاب وتلك قد خالفته فوجب إما القول بوضع تلك الرواية كما ذهب إليه المحقق الخليلي - الله- قائلا انه لو كانت الشفاعة لأهل الكبائر لتقرب إليه المتقربون بالكبائرء وأما القول بأنها معلقة بشرط دل عليه الكتاب وهو ما اذا تابواء فإن من فعل كبيرة وتاب منها کان مستحقا لأن يشفع له غيره » ولا يلزم من هذا تخصيص الشفاعة بمن أتى الكبيرة ثم تاب منها دون من أوفى في طول عمره لتغليب من عصى فتاب على من لم يعص قط ء الفائدة في تخصيصهم بالذكر دفع إياسهم من رحمة الله وتسهيل الطريق لهم»”" ٠ وقريب من هذا الكلام ما قاله العلامة الخليلي-حفظه الله- في توضيح معنى هذا الحديث اذ يقول : « فهو- يشفع لهم عند الله لأجل قبول تويتهم وحط أوزارهم وعليه فيتضمن قوله- ذلك حضهم على التوبة وإطماعهم في المغفرة ء وإبعاد القنوط عنهم ومثل هذا قوله تعالى : ي قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم 4" فإن المراد به التوجيه في المغفرة مع التوية لا مع الإصرار على الذنوب بدليل ما وليه من حض على الإنابة ٠ وتحذير من الاإصرار في قولە: ‏ وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ٠ واتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ريكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة ٥) سورة البقرة , الآية : 60 . ٦) الرازي الشفاعة العظمى . ص ١° . ۷) الربيع . الجامع الصحيح ٠ ج۲ ٠ ص ٢۳۷ . ۸) عبدالله بن حميد السالمي . مشارق أنوار العقول › ط١ ٠ ص ٢۳۷ . ۹) سورة الزمر. الآية : ۳٥ . ۹ ھ ا 1 ا۳٥۱ وأنتم لا تشعرون ٠ أن تقول نفس یا حسرتی على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ٠ أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ٠ أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من (. وإطلاق اللفظ مع قصد تقييد معناه معهود عند العرب مع القرائن الدالة على المرادء وفي القرآن والحديث نصيب وافر منه ٠ ولو كان المراد من حديث « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » ما فهموه منه لكان في ذلك إغراء منه - يَيةٍ - وأي إغراء على المعصية - حاشا وكلا - كيف وهو الذي أمر فلذة كبده فاطمة - رضى الله عنها- أن تشتري نفسها من الله وأخبرها أنها لا يغني عنها من الله شيئا»”" . ٥ أما الحديث الخامس: ففي سنده جميع بن ثوب الرجبي ء قال فيه البخاري : منكر الحديث وقال النسائي : متروك الحديث ء وقال ابن عدي : رواياته تدل على انه )1۳۳( ۰ ۰ - أما الحديث السادس: فقد أخرجه ابن عدي في الكامل ثم قال : « وهذا الإسناد عن ابن عيينه عن يونس بن عبيد باطل لا يرويه إلا عمرو بن المحرم هذا ».٠ - أما الحديث السابع: فهو مخالف لنصوص القرآن التي تدل على خلود أصحاب الكبائر وهي كثيرة جداء بالإضافة إلى أنه خبر آحاد .....إلخ ءوقد أورد ابن عدي في ترجمة زيد أبو عمر رواية أخرى عن أنس ء وقال: «زيد يعرف بهذا الحديث»“" ٠ وقال البخاري عن زید:«سکتوا 4 وهي من أقوى عبارات التضعيف. ۸- أما الحديث الثامن: ففي سنده حرب بن سريج وهو ضعيفء يقول الهيثمي في هذا .و )1۲( صعقت) . ٠) سورة الزمر, الآأية : £ 8-0 0. الخليلي ؛ جواهر التفسير ج۳ ٠ ص۲۷۹ . ۲٢) الهيثمي ٠ مجمع الزوائد »ج١٠ ص۳۷۷ . ٢) اين عدي . الكامل ؛ ج٥ ص ١۱۸۰۱. ٤) ابن عدي ۲ء ص۲۰۹. 1۲( ميزان الاعتدالءج ۲ء ص ۲۹۸. ٢) الهيثمي. المجمعءج ۹ء ص۲۷۸. 0 ‏ی‎ “n — ‏حوب ٤‎ 83 0(3 br ثالثا : أدلة العمل : يجاب عن أدلة العقل بالاآتي: - أجيب عن الأول: الموّمن مهما بلغ من العمل الخالص لله . ومن التقوى التي تصل يقول العلامة سعيد بن خلفان الخليلي-رحمه الله-: « الا إن العمل الصالح والشفاعة كلاهما من رحمة الله فإذن لا يدخل الجنة أحد الا برحمة الله , لكأن أعمال العاملين وان كادت أعمارهم الى آلاف الأعوام ٠ لا يفترون من الصلاة والصيام وغيرها من سائر العبادات . وأنواع القيام؛ لا يوازي واحدة من النعم .....»" إلى أن يقول متحدثا عن الأنبياء وخوفهم رغم بشارة الله تعالى لهم : « فهم على جلالة اقدارهم ٠ وتيقنهم بالسلامة من أخطارهم ء مدارون بين الخوف والرجاء ويكثرون لربهم الدعاء ٠ والتضرع واللجاء , فلم يكن ذلك معدودا منهم من باب تحصيل الحاصل ء كما كانت الشفاعة للأبرار معدومة منه في المذهب الباطل وما هي في الحقيقة إلا نوع من الدعاء بالخيرء فتكون لأهل الصلاح لا غير إلا أنها لا تكون إلا من الأعلى للأدنى»” . - وأجيب عن الثاني : لا بد أن يكون الشفيع أعلى رتبة من المشفوع له ء ونحن أدنى رتبة منه - ية - فلا يصح أن نوصف بكوننا شافعين له كما أن سؤال المنافع للغير انما يكون شفاعة اذا كان فعل تلك المنافع لأجل سؤاله ولولاه لم تفعل ء أو كان لسؤاله تأثير في فعلها, أما اذا كانت تفعل ء سواء سألها أو لم يسألها ء وكان غرض السائل التقرب بذلك الى , فإن ذلك لا يكون شفاعة ل - وأجيب عن الثالث: لا يجوز القياس ولا المقارنة بين الخلق والخالق.لاسيما في الامور العقديهءفشفاعة الانسان-مثلا- لغيره من البشر في الحياة الدنيويةءقد تكون من باب الجور والظلم والبهتانء وتلك هي الشفاعة السيئه التي حذر الله تعالى منها في كتابه العزيزء كما أن تعلق الشفاعة المنسوبة إلى الإنسان هو التغير والتبدل في الأفكاروالميول ۷) سعيد بن خلفان الخليلي . تمهيد قواعد الايمان؛ ج۲ . ص٤١٤۱ . ۸) المرجع السابق : ج۲ ٠ ص١١٠. ۹) الرازى . الشفاعة العظمى . طا › ص۹٤-°°. N 1 1 ‏کے کر‎ ۹ ‏ا ١١۱‎ wl ‏الأخون.‎ = » J N ¥ والأهواء والنفسياتءوذلك هو الضعف بعينهءإذ قد يعفو الانسان عن المجرم القاتل الذي تحققت ادانته ءوثبتت جريمته الشنعاءءفهل يعد هذا منه جورا أم عدلاءوهذا مالا يجوزفي حق الله تعالى, الذي قوله فصلء وحكمه عدل حق لا مرية فيه. - أجيب عن الرابع : إذا كان العقل يجيز العفو عن الكبائر ءوفي ذلك نفع للعبد من غير ضرر لأحدءفلماذا الأوامر والنواهي في القرآن الكريم ؟ولماذا الوعد بالجنة والوعيد بالنار؟وإذا لم يجز-عقلا- العفو عن المشركء ويأدلة نقليه ءفكذلك العمل مع صاحب الكبيرة ءوإلا فإن العقل يجيز أيضا العفو عن عقوبة المشركءوفيه من الكرم الالهي ما ليس اء 2 ہہ ‎b37 Fe‏ اوو المبحث الثالت نمي الشماعة عن العصاة المصرين لقد جاءت آيات الكتاب العزيز تحذر الناس من التفكير في المعاصي والآثامءكما جاءت تدعوهم الى التوحيد والاذعان , وقد أوضح الله عز وجل لعباده أن الجزاء من جنس العمل ء وأن العمل لايقبل إلا باخلاص النية لله ءكما أن ميزان التفاضل بين الناس التقوى ليا أَيُهَا الاس إَِاخَلقْنَاكُمْ ِن ذَكرٍ وانقى شُعُويَاوَقَبَائِلَ لتَعَارَفُوا إن اكرمكم عند الله أَتَقَاكمْ إن الله عليمٌ ۳ . هذاء وقد أمر الله تعالى عباده بالمسارعة إليهءعن طريق التوية والاستغفارء والفرار يعرفه حق معرفتهء فهو يستحق وعيده في قوله ومن يعص الله ورسوله فإن له تار جهنم خالدين فيهًا بدا" كما أنه لاينال شفاعته يوم القيامة.إذ هي لمن ارتضاه ورضي عنه كما جاء في آيات الكتاب العزيز. المطلب الأول : أصحاب هذا الرأي : لقد ذهب الإاباضية . والزيدية » والمعتزلة” والخوار ‎۳V‏ وبعض المحدثين"“" الى نفي الشفاعة عن مرتكبي الكبائرءواثبتوها في الموقف « الشفاعة ٠) سورة الأحزاب , الآية :۱۲ . ۱) سورة الجن الآية :٢۲ . ٢۲۳( السالمي , المشارق ط ١ء ص٢٤ ۳۷. ۳٢) القاسم بن محمد بن علي الزيدي. الأساس لعقائد الأكياسء تحقيق ألبير نصري.ط اءدار الطليعة للطباعةء١۹۸٠مءص۱۹۹. ٤) ذهب أيو هاشم من المعتزلة الى جواز الشفاعة بلا توية اذ يقول : « وقد تصح بلا توية ٠ وان كان المتعارف خلافه , والرجوع في ذلك يجب ان يكون الى السمع الوارد فيه » أنظر : فضل الاعتزال , عبد الجبارء ط١ ء ص ۷١۲ . ٥) البيهقي . الاعتقاد . ص ١١٠ . السفاريني . لوائح الانوار. ج۲ . ص ٢٢۲ من هؤلاء : محمد رشيد رضا ء ومحمد عبده ٠ محمد الغزالي . حسن حنفي ءوالدكتور مصطفى محمود.. وهذا يظهر في کتاباتهم « كتفسير المنار » لمحمد رشيد رضا › « وعقيدة المسلم » لمحمد الغزالي , « ومن العقيدة الى الثورة» لحسن حنفي . )۷٥ \ العظمى » ٠ ولرفع درجات الموّمنين في جنات النعيمء وهذا القول قد دل عليه الكتاب والسنةءكما أنه ينسجم مع أصولهم العقديةء كخلود مرتكب الكبيرةء وإنفاذ الله تعالى لوعده ووعيدهء وتعريفهم للايمانءوإليك نص أقوال بعض علمائهم ليتضح المقال : يقول الامام نور الدين السالمي : شفاعة الرسول للتقي من الورى وليس للشقي ومن يقل بغیر ذا فقد کفر کفر نعيم ان تول ظهر وان يکن بغير ما تول فذاك شرك أي اشد منزل لأنه مخالف الكتاب وسنة الرسول والألباب كليس للظالم من حميم ولا شفيم من لظلى المطيعين , دون أهل الكبائر من العاصين والفاسقينءوهكذا حكي عن جابر بن زيد - رحمه الله - أنه قال : الشفاعة حقءفمن كذب بها فقد كذب بالقرآن.لأن الله - تعالى - أخبرفي كتابهءإن أهل الكبائر يخلدون لقوله وان الفجار لفي 4“ وقولە:وما هم عنها بغائبين وهذا ما ذهب إليه القاسم بن محمد الزيديى”* إذ يقول :« وشفاعة النبي - يَيِْوٍ- لأهل الجنة من أمته يرقيهم الله تعالى بها من درجة إلى اعلا منهاء ومن نعيم إلى أسنى منهء ومن أدخله الله النار فهو خالد فيها أبدا “.٠ ويقول القاضي عبد الجبار”“ : « فاما قولنا في إثبات الشفاعة فهو معروفء ۷) السالمي . مشارق أنوار العقول , ط ١٠ ص ٢٤۳۷ . ۸) سورة الاتفطار.الآيه :٤ ٠. ۹) سورة الانفطار,الآية:٦۱. ٤٠) جميل بن خميس السعدي.قاموس الشريعةءج ١ء وزارة التراث القومي.سلطنة 7٠٤٠١-۱۹۸۳ مص“ ° 9. ١ ) القاسم ين محمد بن علي الزيدي العلوي آخر موْسس بيوت الأسرة الزيديةءكان مخلصا وعادلاء من مولقاته: كتاب الوصول الى علم الأصول,الارشاد إلى سبيل الرشادءتوفي يتظر:مقدمة كتاب الاأساس لعقائد الأكياس.ط ,دار الطليعة. ٢) القاسم ين محمد بن علي الزيدي , كتاب الأساس لعقائد الأكياس تحقيق الدكتور ألبير نصري نادر. ط ١ دار الطليعة للطباعة والنشر , بيروت , ١۱۹۸۰ م ؛ ص ۱۹۹ . ٤ ) عبد الجيار بن أحمد ين عبد الجبار الهمداني أبو الحسين.قاض أصولي .كان شيخ المعتزله في عصره٬يلقب بقاضي القضاةءولي القضاء بالري ومات ٠ ٤ءله من التصانيف:شرح الأصول الخمسة .والمغني ....أنظر الزركلي,الأعلامءج ٣٢ء ص ۲۷۳. 0۸( رفا الأخن. 11 ونزعم أن من أنكره فقد أخطاً الخطاً العظيم٬ءلكنا نقول لأهل الثواب دون أهل العقاب ولأولياء الله دون ب في أن یزیدهم تفضيلا عظيما 9 المطلب الثاني: أدلتهم على ذلك °“ : لقد استدل من نفى الشفاعة عن عصاة الموحدين بأدلة واضحة وكثيرة من الكتاب والسنة والعقلءوذلك على النحو التالى : القرآن الكريم: ١- قوله تعالى: «ِوَاتفُوا يوم لا تَجْرِي نفس سينا ولا مثها شَفاعَة ولا نها عَدْلَ ولا هُمْ 9 ووجه الدلاله : أن الله تعالى نفى قبول الشفاعة من أحد لأحدءولو قبلت شفاعة النبي - يي أو غيره لذي كبيرة انتقض هذا المدلول المستفاد من هذا النصءويؤوّيد ذلك ما تقدمه من نفي جزاء نفس عن نفس شيئاء وما تبعه من قوله (ولا هم ينصرون ) إن لو شفع النبي - يو - لأحد منهم لكانت نفس جازية عن نفسءوناصرة لها*. يقول القاضي عبد الجبار في هذه الآية : « يدل على أن من استحق العذاب لا يشفع النبي - يَْرٍ -له ولا ينصره.لأن الآية وردت في صفة اليوم؛ ولا تخصيص فيهاءفلا يمكن صرفها إلى الكفار دون أهل الثواب؛ وهي واردة فيمن يستحق العذاب في ذلك اليوم٬لأن هذا الخطاب لا يليق إلا بهم ءفليس لأحد أن يطعن على ما قلناه بأنه يمنع الشفاعة للمؤمنين أيضاء ولو كان النبي يَأ - يشفع لهم لكان قد أغنى عنهم وأجزى ... ولأن قبول الشفاعة واسقاط العقاب الى المغفرةء أعظم من كل فداء يسقط به ما قد استحقوه من المضرةء ولما صح أن يقول ‎ :‏ ولا هُمْ يُنْصَرُون 4 وأعظم النصرة تخليصهم من العذاب الدائم بالشفاعة , فالآية دالة على ما نقوله من جميع هذه الوجوه»”“ - ٤) عبد الجبار . فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة تحقيق فوْاد سيد . ط ١ . الدار التونسية للنشرء ص ۷١۲ . ٥) أي على نفي الشفاعة عن عصاة الموحدين. ٤١ ) سورة البقرة , الآية : ۸٤ . ۸) عبد الجبار بن أحمد الهمداني . متشابه القرآن . تحقيق الدكتور عدنان محمد زرزورء القسم الأول , د ار التراث , ص ° ٩ ۸ء اھ دي ا ل ` ۲- قوله تعالى :ل لا يملكون إلا مَنْ اتَخَدَ عند الرّحْمن ووجه الدلالة منها: أن الله تعالى قد أخبر في هذه الآية أن الشفاعة لا تكون إلا لمن اتخذ عند الله تعالى عهداء والعهد المراد هو كلمة التوحيدء والاإصرار على المعاصي والذنوب ينافي حقيقة هذه الكلمة من الخضوع والإستسلام والإذعان المطلق لله تعالىءوقد قيل - كما مر سابقا- بأن العهد: هو المحافظة على الصلوات» وقيل: بأنه العمل الصالحء وقيل: الإيمان والعمل الصالحء وقيل : الوفاء بالدين ... والاإاصرار على الكبائر ينافي كل ما قيل في معنى العهد . ۳- قوله تعالی 5 ولا يشفغون إلا لمن ارتضى كه“ . وجه الاستدلال : أن الله تعالى نفى شفاعة الملائكة إلا لمن ارتضى من عباده؛ وكذا الأنبياء لعدم الفارق بينهم؛ والله لا يرتضى إلا الأبرار دون الفجار”° . ٤ قوله تعالى :$ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يُطاع %”°. وجه الدلالة : أن الله تعالى نفى أن يكون للظالمين شفيع يطاع في شفاعتهءوالظالم اسم يعم الكافر والفاسق” . كما أن من كان من أهل النار فهو يستحق اللعن والغضب والسخط ء فكيف يجوز للرسول - يي - أن يشفع لهمء ومن حق الشافع أن يكون محبا لمن يشفع له راضيا عنهءوهذا يوجب ان كان - يَلْْةٍ - يشفع لهمءأن يكون راضيا عمن سخط عليه ولعنهءوذلك (104) لا يصح ٥- قوله تعالى 2 فما تنفعهم شفاعة الشافعين ا وجه الدلالة : نفي الله تعالى الشافع في هذه الآية الكريمةءفضلا عن أن ۹) سورة مريم , الآية : ۸۷ . ٠) سورة الانبياء , الآية :۲۸ . ۱) عبد الجبارء فضل الاعتزال , ط ١ء ص ۷٠۲ , والسالمي ء المشارق ؛ ط ١٠ ص ٢٤۲۷ . ٢) سورة غافر, الآية :۱۸ . ٢) الخليلى . جواهر التفسير؛ ج٣ ص ٢٠۲ . ٤) عبد الجباءر فضل الاعتزال : ط ١٠ ص ٢١۲ . ٥) سورة المدثر, الآية :۸8٤ . ہے ‎eê‏ j a ‏٦‎ ‎0 0 N يشفعءوذلك من نفي اللازم بانتفاء الملزمءوالسبب بانتفاء المسبب ”“ . ٦ الآيات القرآنية الكثيرة الدالة على تحذير المولى جل وعلا عبادة من الإغترار بالأماني. وتدل بمفهومها على نفي الشفاعة حتى لا يتعلق بها المتعلقونءومن تلك الأيات: - قوله تعالى:ياأيُهَا النَاس اتَفُوا رَمَكُم وَاخْشَوَا يُوْماً لا والد عن ولده ولا ولون هو جار عَنٌ والده إن وَعُدٌ الله حَقٌ فلا تَعْرَنَكمْ الحيّاة الدنيًا ولا يَغْرنكم مولود هو جار عن والده ن و ب٠ جحو فاد دعر وه يعر بالله الغرور 0 - قولە تعالى :ليوْم لا مَۇلى عَن مَۇلى شَيْنا ولا هم يُنْصَرُون ٠ )۹٥10( - قوله تعالى: ليوْمَتن لا تَنْفَم الشَفَاعَةٌ إلا لمَنْ أن لَه وَرَضي لَه ولاه - قوله تعالى : ل ما لهم من الله مين عَاصم ¶ )١٦1( - قوله تعالى : ل يوم لا تَْلِكُ نفس لِنَفْس شيا والأمَر يمت ىلە - قوله تعالى :ل انت من في التاره `. - قوله تعالى :$ فما لنا من ولا صديق قوله تعالى:للاينال عَهِْي 4" - قوله تعالى في ولا تَأْخُذْكُمْ بهمًا رَأفَةُ في دين الله“ ءهذا في حدود الدنيا التي يتراحم فيها العباد بالترك والعفو والإعراض عنهاء فكيف بالأخرة التي لا تواصل فيها ولا تراحم ٦) اطفيش . تيسير التفسيرء ج ٦ ٠ ص ٤٤٥٤ . ۷) سورة لقمان , الاية : ۳۳ . ۸) سورة الدخان , الآية :٠٤ . ۹) سورة طه, الآية: ٩ . ٠) سورة يونس , الآية :۲۷ . ١) سورة الانفطار, الآية :۱۹ . ۲) سورة الزمر, الآية :۱۹ . ۳) سورة الشعراء , الآية : ١٠٠ ٤٦) سورة البقرة ءالآيه :٤ ۱۲. ٥) سورة النورءالآيه:۱. j “| ‏س ر‎ “r ‏و‎ ‎N ويالجملة فهذه الآيات وغيرها يدل دلالة واضحة على أن الأمر خطيرءفان الله تعالی قد وعد وتوعد ٠ وحذر وأنذرء فلا ينبغي الاغترار بالأماني: والتسويف في التوبة النصوح ء فالله تعالى لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ءوهو القائل :ل ومن أَصْدَقَ من الله 4 9 السنك التبويهكه 1 لقد وردت عن النبي - - أحاديث كثيرة تدل على نفي الشفاعة لمرتكبي الكبائر غير التائبين ء تلك الدلالة قد تفهم صراحة أو ضمنا ء وهي - كما ترى - منسجمة غاية الانسجام مع آيات الكتاب العزيزءومن تلك الأحاديث ما يلي : ١ ما روي عن بي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - يي قال:«يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله ء يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله , الزبير بن العوام عمة رسول الله يأ يافاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من اللهءلا أملك لكما من الله شيئا ءسلاني من مالي ما شئتما» ”٩ ۲- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - يي - قال :«لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو شاة لها ثغاء أو رقاق تخفق ءفيقول أغثني: فأقول : قد أبلغتك لا أملك لك من الله من شيء»”“ . ۳- عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - ييو : «أنا فرطكم (1۷۰) أعرفهم ويعرفوننيءثم يحال بيني وبينهم » ٦ منها آيات خلود المذنبين في النار وهي كثيرة . أنظر : أحمد بن حمد الخليلي . الحق الدامغ , ط۲. مكتبة الضامري.سلطنة عمان, ٤٤١١۱۹۹۲-۱ مء ص۲۰۲-٢٥۲۲. ۷) سورة ءالنساء . الآية :۱۲۲. ۸) أخرجه البخاري في كتاب المناقبءباب من انتسب الى آبائه في الاسلام والجاهليهءرقم ص ٤ ۹٥ءوجاءت رواية أخرى تفيد نفس المعنى في كتاب الوصاياءباب :هل يدخل النساء والولد في الأقاربءرقم الحدیث(۳٢۲۷)ءص ٥ ٥٤. ٩) أخر جه البخاري في كتاب الجهاد ١).باب الغلول(۱۸۹)ءيرقم(۷۳ ۰ ۳)ءص ۸٠ ° ٠) أخرجه البخاري في كتاب الفتن ما جاء في قوله تعالى: #وتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة4: برقم(١)ءرقم الحديث(۵۰٠۷)ءص١٦۱۲۱. e E RAT < e ‏۲٦‎ فالنبي - يَأ - لم يرض أن ينال هوّلاء شربة ماء فكيف يشفع لهم؟ , مع أنه يعرفهم ويغرفونه ءبل جاء في رواية أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-أن النبي- ي يقول: «إنهم مني فيقال:إنك لاتدري ما بدلوا بعدك ءفأقول:سحقا لمن بدل بعدي» ”"" وفي رواية أخرى عن أسماء أن النبي كَل «أنا على حوضي أنتظر من يرد علي ٬فيوٌخذ بناس من دونيء فأقول: متي . فيقول :لا تدري مشوا على القهقرى »""ء وكل هذه الروايات في البخاري وهي تدل على طرد هؤّلاء من رحمة الله تعالى ءوليس في الحديث دلالة على توقيت الغضب واللعنة عليهم ٠ فينبغي علينا الحذر كل الحذر. ۷۱) ٤ ماروي عن كعب بن عجرة قال : خرج علينا رسول الله - َي فقال:«اسمعواءانه سيكون من بعدي أمراءء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهمءوأعانهم على كذ بهم فليس مني ولست منهءوليس بوارد علي الحوض»”. فهذا نص صريح في أهل الكبائر ءاذ لا شك أن معاونة الظالمين لا تخرج من المله وانما هي كبيرةء وقد تبراً النبي- يَيأوٍ-ممن يفعل ذلكءونفى وروده على الحوضء فمن لم يظفر بشريه من حوض النبي يَأ - من أمته فهو الشقي الخاسرءومأواه جهنم ويئس المصير. ٥ ما روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : لما نزل قوله تعالى : ”“ قام النبي - يَلْوْ- على الصفا فقال: «يا فاطمة بنت محمدء ويا صفية بنت عبد ويا بني عبد المطلب لا ملك لكم من الله شيئا ء سلوني من مالي ما نتم . ووجه الدلالة : أن النبي - - حذر قرابته من الإغترار بنسبهم والإتكال على صلتهم بالنبي - يَيٍِْ - ولئن كان هذا التحذير لقرابته - يَيْةٍ - فما بالكم بغيرهم من أيناء هذه الأمة . أخرجه البخاري في كتاب الفتن(۹۲)ءباب ما جاء في قوله تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة» برقم(١)ءورقم الحديث(۱٠٠۷)ءص۱۲۱۷. ۲) أخرجه البخاري في كتاب الفتن(۹۲).باب ما جاء في قوله تعالى: إواتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة% برقم(۱)ءورقم ۸٤ ص٦۱۲۱ أخر جه النسائي في كتاب البيعه(۳۹)ءباب:من لم يعن أميرا على الظلم(١۳).رقم ٩٠٠ ٤)ءج۷ءص ١۱۸٠ء والترمذي في كتاب الفتن(٤۳)ءباب التحذير من موافقة أمراء السوء(۷۲)ءرقم ٠٤) سورة الشعراء , الآية ۲۱۶ ٥) رواه مسلم . كتاب ا لايمان.باب في قوله تعالي: #وأنذر عشيرتك الأقربين4$:ج ١ص ۱۳۳. Nei ر ر 0 الأحرون. ا 1 ب = ۱۳ ٦ ما روي عن جابر بن زيد عن النبي - - : «لا تنال شفاعتي الغالي في )٦1۷( الدين» ولا الجافي عنه (( وقوله - يل كذلك: « لاتنال شفاعتي سلطانا غشوما للناس؛ ورجلا لا يراقب الله في اليتيم 7 ۷- ما روي عن جابر بن زيد- رضي الله عنه- عن النبي- «ليست الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي »“ ٠ يحلف جابر عند ذلك مالأهل الكبائر شفاعة لأن الله قد أوعد أهل الكبائر النار في كتابهءوإن جاء الحديث عن أنس بن مالك أن الشفاعة لأهل الكبائر فوالله ما عنى القتلء والزنى والسحرء وما أوعد الله عليه النارء وذكر أن أنس بن مالك يقول:إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعرءما كنا نعدها على عهد رسول من الكبائر . فهذا الحديث صريح غاية الصراحة في نفي الشفاعة عن أصحاب الكبائر غيرالتائبينءوغيرهذه الأحاديث الكثيرلا سيما تلك التي تتحدث عن خلود عصاة الموحدين.فاذا ثبت خلودهم انتفت الشفاعة في حقهم . ۱ لعقل : ١ إن رفع العقاب عن المجرم يوم القيامة بعدما أثبته الله تعالى بالوعيدءاما أن يكون عدلا أو ظلماءفان كان عدلا كان أصل الحكم المستتبع للعقاب ظلما لا يليق بساحته تعالى وان كان ظلما كانت شفاعة الأنبياء مثلا سؤالا للظلم منه وهو جهل لا يجوز نسبته اليهم - - . ٢- إن سنة الله تعالى جرت على صون أفعاله من التخلف والاختلافء فما قضي الرييع بن حبيبءالجامع الصحيحءط اء ٠ح (۳١٠٠۱)ء ص ۴۷۹ . ۷) الربيع ٠ ح ( ۲١٠٠ ) ء ص ۳۷۹ . ۸) الربيع ح ( ١٠٠٠ ) ء ص ۳۷۹ . ۹) المرجع ذاتەءص۳۷۹. ٠) هذه الأدلة العقلية تحدث عنها الطباطبائي في تفسيرهءوأطلق عليها اسم «اشكالات الشفاعة» , ولذلك فقد لا يدخل بعضها في مدلول الدليل العقلي بالمعنى المفهوم ,الا أنني أوردت بعضها للفائدةءوقد رد الموؤّلف على كل اشكالية في تفس المرجع . أنظر: في تفسير القرآنءج ٠ص١۲١٦ e NSD س٦ ا نے hs ‏وحكم به يجريه على وتيرة واحدة وتحقق الشفاعة موجب للاختلاف في الفعل فان رفع‎ ‏العقاب بالشفاعة عن جميع المجرمين في جميع جرائمهم موجب لنقض الفرضء ولعب‎ ‏ينافي الحكمة ٠ ورفعه عن بعض المجرمين أو في بعض جرائمهم وذنوبهم اختلاف في‎ ‏فعله تعالىء وتغيروتبدل في سنته الجارية وطريقته الدائمةء إذ لا فرق بين المجرمين في‎ أن كل واحد منهم مجرم ولابين الذنوب في أن كلا منها ذنب . ٢ إن الشفاعة المعروفة عند الناس هي أن يحمل الشافع المشفوع عنده على فعل أو ترك أراد غيره حكم به أو لا فلا تتحقق الشفاعة الا بترك الارادة وفسخها لأجل الشفيع . فأما الحاكم العادل فانه لا يقبل الشفاعة الا اذا تغير علمه بما كان أراده أو حكم بهءكاً أخطاً ثم عرف الصواب ‏ ورأى أن المصلحة أو العمل في خلاف ما كان بريده أو حكم به وأما الحاكم المستبد الظالم فانه يقبل شفاعة المقربين عنده في الشيء . وهو عالم بأنه ظلم؛ وأن العدل في خلافه ء ولكنه يفضل مصلحة ارتباطه بالشافع المقرب عنده على العدالة وكل من النوعين محال على الله تعالى.لأن ارادته على حسب علمه وعلمه أزلي لا (1۸۱) ۱ - ٤ إن وعد الشفاعة منه تعالى أو تبليغها من الأنبياء - عليهم السلام - مستلزم لتجري الناس على المعصية واغراء لهم على هتك محارم الله تعالى : وهو مناف للغرض الوحيد من الدين من سوق الناس الى العبوديةوالطاعة فلا بدمن تأويل مايدل عليه من الكتاب والسنة. - إن العقل لو دل فانما يدل على امكان وقوع الشفاعة لا على فعلية وقوعهاء على أن أصل دلالته ممنوعء وأما النقل فما يتضمنه القرآن لا دلالة فيه على وقوعهاءفان فيها آيات دالة على نفي الشفاعة مطلقا كقوله: ل لا بيع فيه ولا خُلَةٌ ولا شَفاعَةگ ۳.٠ واخرى ناطقه بنفي منفعة الشفاعة كقوله تعالى :ل فما تنفعهم شَفَاعَةُ الشافعين 4%“ هذا الكلام لمحمد رشيد رضا في تفسيره المنار كما مر سابقا . ۲) سورة البقرة , الآية : ۶٥۲ . سورة المدثرء الآية :۸ . ‘wm ~~ ےھ سے ر 1 ن 0 — وأخرى تقيد النفي كمثل قوله تعالى : الا ”“ء وقوله :$ الا لمن ارتضى $ “٩ ومثل هذا الإستثناء بالإذن والمشيئة معهود في أسلوب القرآن في مقام النفي القطعي للاشعار بان ذلك باذنه ومشيئته سبحانه كقوله تعالى :سنقرك فلا تنسی الا ما شاء الله “ ء وقوله تعالى :¥ خالدين فيها ما دامّت السَمَوَاتُ وَالارْضُ الا ما شاءَ ربك فليس في القرآن نص قطعي على وقوع الشفاعة . وأما السنة فما دلت عليه من الخصوصيات لا تعويل عليهءوأما المتيقن منها فلا يزيد على ما في الكتاب دلالة ““. - إن الآيات غير صريحة في رفع العقاب الثابت على المجرمين يوم القيامةء بعد ثبوت الجرم ولزوم العقاب بل المراد بها شفاعة الأنبياء بمعنى توسطهم بما هم أنبياء بين الناس وبين ربهمء بأخذ الأحكام بالوحي وتبليغها الناس وهذا المقدار كالبذر ينمو وينشاً منه ما يستقبله من الأقدار والأوصاف والأحوال فهم - عليهم السلام - شفعاء الموّمنين في الدنيا وشفعائهم في الأخرة . ۷- لو كان المستحق للشفاعة هو الذي خرج من الدنيا مصرا على الكبائر الناس في أن يختم لهم وهم مصرين على الكبائر. يقول القاضي عبد الجبار:«...أليس أن الأمة اتفقت على قولهم :«اللهم اجعلنا من أهل الشفاعة ءفلو كان الأمر على ما ذكرتموه لكان يجب أن يكون هذا الدعاء دعاء لأن يجعلهم الله تعالى من الفساق»”“' . ۸- يقول القاضي عبد الجبار: «ما قولكم فيمن حلف ليفعل ما يستحق به الشفاعة ؟ أليس يلزمه أن یرتکب الكبيرة ويصیر من اهل الفسوق والعصيان»”*` . ٤) سورة البقرة , الآية :٥٥۲ . ٥) سورة الأنبياء , الآية : ۲۸8 . ٦) سورة الاعلى , الآية:6 . ۷) سورة هود , الآية :۷١٠ . ۸) ذكر هذا الوجه العلامة محمد رضا في تفسير كما مر سابقا . ٩۹) عبد الجبار , شرح الأصول الخمسهء ۲ء مكتبة وهبهء ص۲ 1۹. ٠) المرجع السايق ؛ ص1۹۳. _—_ ENE ا ا ‎e (۹‏ 7ے 7/۶ رورو س٦ ي المطلب الثالث : مناقشة الأدلة: لقد ناق ن المثبتون للشفاعة أدلة النافين من القرآن والسنة والعقلءوذلك على النحو التالي : أولا: القران الكريم : ١- الخطاب في آية البقرة لليهود فلا يدخل فيه المسلمونءيقول الامام الطبري :«إن الله عز وجل خاطب أهل هذه الآية بما خاطبهم به فيها . لأنهم كانوا من يهود بني اسرائيل وكانوا يقولون : نحن أبناء الله وأحباوّه وأولاد أنييائه وسيشقع لنا عنده آباؤّنا»* ء فالشفاعة المنفية في الآية انما هي للكافرين . ويقول الطبرسي :« قال المفسرون حكم هذه الآية مختص باليهود لأنهم قالوا نحن أولاد الأنبياء وآباوٌنا يشفعون لنا فايسهم الله عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم والمراد به الخصوص ويدل على ذلك أن الأمة أجمعت أن للنبي - ييو شفاعة مقبولة وان اختلفوا في كيفيتها »"“ . كما أن قوله « يوما» في الآية جاءت نكرة ء ولا شك أن في القيامة مواطن ويومها معدود بخمسين ألف سنة . فبعض أوقاتها ليس زمانا للشفاعة وبعضها هو الوقت الموعودء وفيه المقام المحمود لسيد البشر- يي - وقد وردت أي كثيرة ترشد الى تعدد أيامهاء واختلاف أوقاتها ءكقوله تعالى: فلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئنِ وَلايَتَسَاءَلُون%”“ ٠ مع قوله ْوَأقبَل على بَغْض ٠ء فيتعين حمل الآيتين على يومين مختلفين : الأول محل للتساوّلء والثاني : ليس محلا لهء وكذلك الشفاعة`“ . ۱) الطبري ٠ تفسير الطبري . ج٠ ٠ ص ٢٠۳ . ۲) الفضل بن الحسن الطبرسي مجمع البيان في تفسير القرآن ط ١٠ ج١ د ار الكتب العلمية ٠ بيروت ؛ ص ١١٠ . ۳) سورة الموؤْمنون , الآية: ١١۱1 . ٤) سورة الصافات , الآية :۲۷ . ٥) الاسكندري حاشية الانتصاف على الكشاف .٠ ج ١ د ارالريان للتراث » ص ١۱۳ . ھ۔ ۹ که د دال 1 ا ‎br ¥‏ وقد رد على هذا بالاتي : إن كون الخطاب في الآية لليهود لا يقضي بأن ما ذكر فيها من صفة ذلك اليوم لا يشمل غيرهمء فإنهم حذروا يوما ذلك شأنه عندهم وعند غيرهمءولو خصص ما جاء في وصفه بهم لم يدخل في وعيده المشركون والملاحدة ٠ وهو مما أجمع على خلاقهءواذا كان التحذير من شر ذلك اليوم في هذه الآية موجها إلى اليهود ءفقد وجه نظيره إلى المؤمنين في قوله تعالى :ِياأيُهَا الَذِين أَمَنُوا أنْفقوا مما ررْفتَاكُم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خْلَةٌ ولا شفاعة” ء فلو كان تحذير أحد من أمريعني خصوصيته بذلك المحذر منه لكانت هذه الآية دليلا على خصوصية عدم البيع والخلة والشفاعة في ذلك اليوم بالمو ند ي )1۹۷( ومع أن الفخر الرازي يقول: إن الآية خاصة بالنفس الكافرةءنجده يقول كذلك:«إن في هذه الآية أعظم تحذيرعن المعاصي وأقوى ترغيب في تلافي الإنسان ما يكون منه من المعصية بالتوبة لأنه إذا تصور أنه ليس بعد الموت استدراك ولا شفاعةء ولا نصرة ولا فدية علم أنه لا خلاص له إلا بالطاعةءفاذا كان لا يأمن كل ساعة من التقصير في العبادةء ومن فوت التوية من حيث إنه لا يقين له في البقاء صار حذرا خائفا في كل حال ء والاية وان كانت في يني إسرائيل فهي في المعنى مخاطبة للكلء لأن الوصف الذي ذكر فيها (1۹۸) أما القول بأن هناك يوما خاصا بالشفاعة من أيام يوم الحسابء فالجواب عليه: إن يوم القيامة يوم واحد إذ لا يعقب نهاره ليلءولم يأت أبدا في الكتاب والسنة ما يدل على أنه ايام متعددةءولو كان هناك أيام منها تقبل فيه الشفاعةء ومنها لا تقبل لما كان لهذا التحذير في هذه الآية وأمثالها معنى لطمأنينة كل أحد أنه إذالم يدرك الشفاعة في يوم أدركها في آخر ,فلم القلق والحذر؟ ونحن نسلم أن ذلك اليوم تتعدد فيه المواقفء ٦) سورة البقرة , الآية : ٢٢۲ . ۷) الخليلي ء جواهر التفسير ؛ ج ۳٠ ص ٢٠۲ . ۸) الرازي ء مفاتيح الغيب , المجلد الثاني ٠ ج ۳ء ص °5 . p2 ‏الخو‎ 4 x ‏س٦‎ ‎birr 1 Mw ےھ mmm, ‏س‎ ` Ê ام ولكن لا نسلم أن موقفا من تلك المواقف يكون فيه ما نفاه الله عنه من جدوى الشفاعة لمن لم يعمل صالحاءولو كان الأمر كما قال لزم أيضا جزاء نفس عن نفسءوقبول العدل عنها ء ونصرتها على باطلها في بعض تلك المواقف كما جاز حصول الشفاعة. المنفية مع هذه الأمور وجدواها للفساق في بعض مواقف ذلك اليومءوأما ما استدل به من نفي التساؤّل واثباتهءفهو لا يدل بحال على ,إن التساؤّل المنفي في آية : « فلا اتساب َيْتَهُمْ يَوْمِد ولا يَتَسَاءُُون * هو تساؤّل التواد والتراحم ٠ والتساوّل المثبت في آية : وأقبل يَعضَهم على يعض يَتَسَاءَلُون هو تساوّل التلاوم والتشاقق والتلاعن: وأين هذا من ذاك؟(۷۰۱). ۲- قالوا: إن معنى العهد الوارد في قوله 2 إلا من اتخذ عند الرَحْمَن ”هو التوحيد والإسلام ففي الآية دليل على إثبات الشفاعة لا نفيها ”". أجيب : بأن عهد التوحيد والإسلام قد انتقض بالإصرار والمداومة على المعصية ء إذ الإأسلام هو الإستسلام التام للهءوالتوحيد هو الإنقياد المطلق لحكمه لا الإقامة على ٤۷۰( ۳- قالوا في معنى قوله تعالى: ‏ ولا يَشْفْعُونَ إلا لِمَن ارتضّى 4 "٠" : الرد على من أنكر أصل الشفاعةءفأخبر تعالى أن ثم شفاعةءلكن لمن أراد تعالى أن يشفع لهءوأذن في ذلك ولم يرد إلالمن رضي سائرعمله‌لاأن من رضي سائر عمله لا يحتاج إلى شفاعهءويحتمل أن يكون معناه:لمن كان معه عمل معه أفضل الأعمال التي ترضىء وإن كان عاصيا فاسقاءوهوالتوحيد والتصديقءوقوله:لااله الا الله . والذي لايرضى عمله أجمع هو الكافر”" لأن الفاسق معه طاعات وير وقربءوتصديق وتوحيد ۹) سورة الموّمنون , الآية: ١١۱1 . ٠) سورة الصافات , الآية:۲۷ . ۱١) الخليلي ٠ جواهر ج ۰۳ ص ٢٤۲۷ . ۲٢) سورة مريم , الآية :۸۷ . ۳٢ الرازي , الشفاعة العظمى , ط ١ء ص الخليليءجواهر التفسيرءج ٣ء صءيتصرف. سورة الأنبياء . الآية :۲۸8 . ٢ ) أبو بكر محمد الباقلاني,الاتصاف.ط ۲ء ص۱۷۳. پء ےھ سے 1 ی ا ويمكن الرد على هذا: بأن الفاسق المصر على كبيرته لايمكن بحال أن يكون من الذين ارتضاهم الله تعالىء لأن آيات الكتاب العزيز لعنت القسقه والمجرمين. وكذلك نتصوص السنه على صاحبها-يَيْأةٍ-. على أن الإيمان إيمانان.إيمان شكلي وآخر جوهري فالأول: هو الذي لاتظهر حقيقته في واقع الحياة الانسانية بل ولافي واقع الشخص الذي يعتنقهء فتجد-مثلا-البون الشاسع؛ والفرق الكبير بين المعتقد والعمل , أما الثاني: فهوالمطلوب إن يتجسد حقيقة في كل مناحي حياتهءفتجد الاإتزان والاإتفاق واضحا بين . المعتقد والعملء وهذا اللإيمان هو الذي ينفع صاحبه في الدار الأخرةءبدليل آيات الكتاب العزيزالدالة على ربط الإيمان مع العمل الصالح الناتج عنه ٠ وهي أكثر من أن تحصى: وبدليل أحاديث المصطفى-يَيٍْْ- وهي كثيرة ءفكيف يشفع الرسول- يي فيمن ليس 04 ۸) بموّمن حقيقه على أن ن الله تعالى قد مين مَن أولئك الذين ن ارتضاهمء وما هي شفاعةه الملائكة عندما قال سبحانه في سورة غافر: الذِين يَحْمِلُون العش ومن حوْلَهُ يُسَبحون بحمد ريهم سيلك عَدَابً . فطلب المغفرة إنما تكون للتائبين دون المصرين. وللذين اتبعوا السبيل المستقيم دون من أعرض عنه وحاد. ٤ أجيب عن قوله تعالى:#ماللظالمين من حمیم ولا شفيع يُطاع بأن الظالمين في الآية هم المشركون فيكون نفي الشفاعه عن المشركين. يفول الإمام الباقلاني: «معناه:فالظلم بالىشرك والكفرالذي لاينقع معه طاعهء كما قال تعالى :وان الشرْك ْنم يم" ولهذا عندما نزل قوله تعالى: أمَتُوا ولم ۷) أيو بكر محمد الباقلاني, التمهيد.ط .ص۲۳ ٤ءوأنظر كذلك:النسفي.تبصرة الأدلهءج ۲ء ص ٤ ۷۹. ۸) فهمت هذا التقسيم للايمان من كتايات علماء المذهب الاباضيءويوجد كذلك في تفسير المنار لمحمد رشيد رضا لاأسيما في تفسير آيات الربا من سورة البقرة. ‎(V۰ ۹‏ سورة غافر الآيه:۷ ٠) سورة لقمان,الآيه:۱۳. ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ۷۰( ت ا يلسُوا إِيمَانهَمْ بظْلْم#'" حزن الصحابة-رضي الله عنهم-حتى قال الصديق-رضي الله عنه- يا رسول الله: وأينَا لم يلبس إيمانه بظلم؟فقال النبي- يَيٌْ-«ليس هذا ياأبا بكرءانما الظلم الشرك ها هناء ألا ترى إلى قول لقمان : يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم "" فدل أن لا شفاعة تنفع الكافر ولا حميم يدفع عنهءوالموّمن بخلاف ذلك بحمد وان كانت له سيئات»”". كما أن الآيه محمولة على سلب العموم لا على عموم السلبء والمراد بسلب العموم نفي العمومءبحيث يرادأنه ليس لجميع الظالمين حميم أو شفيع يطاع وهولا ينافي أن يكون لبعضهم ذلكءوأما عموم السلب فهو إجراء حكم نفي الشفيع على جميع أفراد الظالمين”". وأجيب: بأن وصف الظالم يصدق على المشرك والفاسق,فإن الله سمى القتال في الأشهر الحرم ظلما حیث قال : تفلا نظلموا فيهن اهسك « وحکی عن ادم وحواء قولهما : ربنا ظلمنا أنفسنا". وعن يونس قوله: لا إله إلا أت سُبْحَانَكَ إني كنت من الظالمين 4`" وعن موسی قو لە: رب إني ظلمت نسي 4“ وهم قطعا- لم يقعوا في الشرك ولم يريدوه في هذا الإعترافءكما أن الآيه نزلت تهديدا للظالمين لا نفيا لأن يكونوا جميعا ناجين بشفاعة شفيع او نصرة حميمءولو كانت لسلب العموم لما كان للتهديد موضع إذ لكل ظالم أن يمني نفسه بأنه غير داخل في هذا السلبءوأن الشفيع والحميم المطاعين غير منفيين بالنسبة إليه شخصياءولو جاز حمل هذه الآيه على هذا التأويل لم يبق تعلق بالأحكام العمومية المستفادة من النفي الداخل على المجموع ولكان ۱١)) سورة الأنعام.الآيه:۸۲. ٢ سورة ۳٢) الباقلاني,الاتصاف.ط ۲ء ص ١٤۱۷. ٤) الرازي.التفسير.المجلد الثاني.ج ٣ء ص61۹. ٥) سورة التويه,الآيه:٦۳. سورة الأعراف:۲۳. ۷)) سورة الأنبياء:۸۷. ‎(Y\A‏ سورة ا۱۷۱ jp ‏ا ا‎ br ‏4ے‎ نحو قوله تعالى: ولا تَكُن مع الكافرين”" لا يدل إلا على النهي عن الكون مع جميع . الكافرين وعدم المنع من الكون مع بعضهم ء ولاستفيد من قوله تعالى: ل ولا تكن ِلْخَائنِين خَصيماة”" النهي عن مخاصمته - - عن جميع الخائنين دون بعضهم وهكذا في سائر الآيات المماثلة لهذه . ومثل هذه الآية في الدلالة على نفي الشفاعة للظالمينء وفي الإيراد المذكور والردعليه قوله تعالى: ی وما للظائمين من أُنصار ه۳ ويقول الإمام السالمي في بيان معنى الظالم : « والظالم لغة من وضع الشيء في غير موضعه كمن وضع العبادة لغير مستحقهاءأو استعمل جوارحه التي جعلها الله له في غيرما خلقت لأجلهءأو أنفذ عمره الذي أمده الله به ليقدم فيه لآأخرته في غير طاعة الله تعالى ٠ وشرعا هو المتعدي عن الحق إلى الباطل . وعلى كلا الإصطلاحين فهو شامل للمشرك والفاسق»”"". ويقول كذلك : « وهو اسم لکل من ظلم نفسه او ظلم غیره فلا تخص المشرکین كما زعمواءفإنها وإن كان سبب نزولها فيهم فلا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظء"" ٥ إعتبر مثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر قوله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين%”"" دليلا لهم ء وقد رد عليه النافون؛ كما سبق. ٦ أجيب عن تلك الآيات بأن معظمها في أهل الكفر والضلالءوليست في أهل التوحيد والايمانءوصاحب الكبيرة ليس بمشرك ءفيبطل الإستدلال ءكما أن بعضها في الترغيب والنبي- لاينقذ أحدا بنفسه وبدون مشيئة الله وإذنهء وقد دلت الكثير من النصوص بالوعد بالمغفرة لمن مات لا يشرك بالله شيئا”". ۹)) سورة ٠) سورة النساءءالآيه:١٠١٠. ٢)) الخليلي . جواهر التفسيرء ج ۳٠ ص ۲۷۰ . ٢)) الخليلي.جواهر التفسير.ج ۳ء ص ٠ ۲۷. السالمي . المشارق , ط ١ء ص ٢۳۷ . ٤) المرجع السايقء ص٤ ۳۷. ٥) ‏ سورة المدثر,الآيه:۸ ٤ ٢ الباقلاني, التمهید , ط٣ ص٤ .9 ھا ۹ سر۷ الله ۴ ۷۲( 6 7 اون ن Mio 4 ۹ XY ورد؛ لا دليل على تخصيصها بالمشركين”"ءوعليه تظل دليلا على نفي الشفاعة لمن أصر على معصية الله تعالى. ‎(VV‏ كما أن حصر الظلم في قوله تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون في الشرك وحده دون غيره من المعاصي ءوتفسير الآية بذلك لهو أخطر على الإسلام من كل خطر ءفإنه المعول الهدام لجميع أسسه.المجتث لجميع فضائله, الملغي لجميع أدلته.إذ ليس معناه إلا أن من كان محسويا على أهل الايمان لا يضيره ما صنع ما لم يتلبس بشيء من الشركءولو أضاع الصلاة والصيام ءومنع الزكاة وعطل الحج.وانساق وراء شهواته فلم يدع كبيرة إلا أتاهاءولا رذيلة إلا اعتنقهاء ولا فريضة إلا أهملها ولا حرمة إلا انتهكها فما عليه أن لقي الله معطلا لجميع شعائر الإسلامءومهملا لجميع واجبات الدين .ومرتكبا كل فحشاء من زنا ولواط وقتل النفس المحرمه بغير الحقءوعقوق الوالدين وقطع الأرحام ....إلخءفإنه ان لم يشب إيمانه بشائبة الإشراك فهو من الذين لهم الأمن وهم مهتدون .....وهذا الإعتقاد يلغي كل آيات الوعيد القاطعة في كتاب الله التي انصب وعيدها على كبائر الفعل والترك مما هو دون الإشراك. فإن قيل :بان هذا التفسير إنما اخذ من رواية اخرجها الشيخان من طريق ابن مسعود - رضي الله عنه- مرفوعة إلى النبي يَأ والتفسير الأسلم بالإتباع هو ما كان عن رسول الله ييو بنفسه لأنه أدرى بما أنزل إليه . فالجواب ليس كل مرفوع إليه يلو حجة ولو أخرجه الشيخان ءفإن المعيار لصحة الرواية ولزوم قبولها وضعه النبي يَأ ينفسه عندما قال :«إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فأعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني»(رواه الربيع بإسناده الصحيح إلى ابن عباس)ءولا عبرة بتضعيف من ضعفه من قومنا مع ثبوته عندنا بهذا السند العالي وعمل الصحابة ‏ رضي الله عنهم بلا خلاف بينهم يمقتضاه .فكم كان منهم من رد رواية سمعها بعضهم من بعض يعزوها الى النبي يَْوٌ بمجرد تصوره مخالفتها لدلالة القران كما فعل ذلك عمر رضي الله عنه ‏ بحديث فاطمة بنت قيس ءومثله صنيع عائشة . رضي الله عنها۔ برواية عمر واينه في تعذيب الميت ببكاء أهله عليهء وصنيع ابن عباس رضي الله عنهما ‏ إذ رد رواية الحكم بن عمرو الغفاري في تحريم الحمر الأهلية.ولئن كان ذلك في تلكم الأجواء الإيمانية. الصافية من شوائب الأهواء والبدع ولوثات الزيغ والإنحراف مع قرب العهد بالمنبع والأساس . فكيف يعدما تقادم الزمن وتعفنت الأجواء يضروب من الضلالاتءوصنوف من البدع والزيغ حتى اختلط الحابل بالنابل.والتبس الحق بالباطل,أليس الأولى والأسلم أن يتبع هذا المنهج نفسه .على أننا نجد علماء الحديث أنقسهم لا يختلفون في أن من شرائط صحة الحديث عدم تصادمه مع القرآن ءفكيف يضرب بعرض الحائط مئات الآيات ومئات الروايات من أجل هذه الرواية وحدها على أنها لو لم تكن معارضة لشىء فتكفي آحاديتها لعدم الأخذ بها في مجال العقيدة كما هو مقرر عندنا وعند المحققين من غيرناء على أن من تدبر دلالة الآية نفسها مستبصرا بمنهج اللسان العربي الذي نزل به القرآن .ومسترشا بالقواعد الأصولية المجمع عليها في الإستدلال على معاني النصوص ء يجدها بعيدة كل البعد عما تقتضيه تلكم الرواية من حصر الظلم في الشرك٬فإن كلمة «ظلم» فيها نكرة في سياق النفي تفيد العموم بلا خلاف ءوإلا فماذا عسى أن يقال في قوله تعالى :ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ‏ أيقال يجواز حمل المنفي في الآية من الولد والإله المنكرين على غير العموم ؟ كلا. والله لا يقول هذا من في نقسه ذرة من إيمان ولا بصيص من عقل.فإنه يودي إلى نقض التوحيد وجواز أن يكون الله متخذا أولادا لحمل المنفي في الآية من الولد والالهه على يعض الأولاد ويعض الآلهه دون بعض ولو جاز ذلك لما كانت جملة «لا إل إلا الله» توحيدا مع أنها توحيد بالإجماع.... كما أن الظلم لغة واصطلاحا لا ينحصر في الشرك فهو يصدق على وضع الشيء في غير موضعه. ولذلك اعترف به الأنبياء عليهم السلام - وهم مبروون من الشرك .فقد قال موسى . عليه السلام . رب إني ظلمت نفسي فاغفر ليهءوهو يعني بذلك قتله القبطي . وقال يونس:#لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين4.وقال آدم وحواء :إرينا ظلمنا أتفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من يعنيان بذلك الأكل من الشجرةءوقال تعالى في وصف المتقين: إوالذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنقسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنويهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ....4.وقال بعد أن ذكر حد السارق والسارقة: فمن تاب بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه 4ء وهو يريد بالظلم هنا السرقة .وقال سبحانه :إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن وهو يعني به القتال في الأشهر الحرم .وقال بعد ذكر شيء من أحكام المطلقات :وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه4.وقال في المطلقات أيضا: ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه 4.وقال بعد ذكره بعض أحكام الفدية تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فأولثك هم تعالى:ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يکن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون4.وقد جاء في روايات وأحاديث كثيرة ناصة على دخول المعاصي في الظلم ءمنها قوله «مطل الغني ظلم» (رواه الربيع من طريق ابن عباس ٠ ورواه الشيخان وأصحاب الستن) (نقل هذا من جواب لسماحة الشيخ الخليلي يمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشوُون الدينية). ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ۸ خم کد ‎J A‏ f -- ( ) û. 0 ۱ N۷۳ ‏يا رة خی ا س‎ 4 bh 7 انيا : السنكه التبويهك أجاب المثبتون للشفاعة عن أدلة النافين لها بما يلي: إن معظم تلك الأحاديث التي استند عليها النافون محمولة على أنهم إذا لم يسلمواءكما قيل:باأنهامنسو "وقد خرجت على مذهب التغليظءوالمبالغة في الزجرء وقد تحمل على المستحلين لمعاصي الله تعالىء والمكذبين لتحريمها”"". أما حديث : « لاتنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي » فهو لم يصح ولم يرد في خبر صحيح ولا في سقيم وإنما هو اختلاق وكذبءولايعارض الآثار الصحاح المتفق على صحتهاءثم لو جاز أن يكون قد روي فلم يسقط الصحيح المجمع على صحته بالضعيف السقيم الذي لاأصل له .مع إمكان الجمع بين الكل ٠ واستعمال الجميع٬ءفتحمل صحاح الأخبار على ما قلنا ءويحمل هذا الخبر على أنه أراد به الكبائر التي تخرج من الإسلام نحو الكفر بعد الاإيمانءأو استحلال ما حرم اللهءأو تكذيب بعض الرسل”"". أجيب ٠ بأن حمل تلك الأحاديث على أنهم إذا لم يسلموا لا دليل عليه من نص الحديث؛إذ لم يخص حالا دون حال »كما أن الخطاب في الحديث موجه إلى فاطمة-رضي الله عنها-(الحديث الخامس)وذلك بعد نزول قوله تعالى: وأَنذِر عشيرتك الأقربين ومعلوم أن فاطمة -رضي الله عنها - لم تكن حينها مصرة على الكفر بل كانت من المؤّمنين. ولا يمكن أن يقال بالنسخ بإذ لا دليل عليه ءعلى أن ما أثبتته الأحاديث مبداً كلي عام تعضده نصوص شرعية آخرى جاءت في الكتاب والسنة ءتدل على أن الإنسان مجزي بعملهءوالنسخ إنما يكون في الأحكام العملية. علي الفارسي ءالاحسان في تقريب صحيح أبن حبان ٠ تحقيق شعيب الارناوّوط ۰ج۲ ٠ موْسسة الرسالة , بيروت , ۸١٤۱ - ۸ مء ص ٤٤٤ ٩) الباقلاني , التمهيد , ط٣ ص ٢٤٤ . ٠ ص١۱۷. ۸ n “2 zk ‏ا‎ (۷ 27 9 ۳ هذاء ولا يمكن أن تحمل تلك الروايات على الإستحلال أو التكذيب الأنها في حق زوجات النبي- ية - وقرابته ءوصحابته وحاشاهم أن يستحلوا ما حرم الله تعالى. أما ما قالوه في حديث: « لاتنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي» فلو سلم لهم ما قالوه ينبغي علينا جميعا الرجوع إلى القرآن الكريمءومن المعلوم أن آياته تنفي الشفاعة نفيا قطعياء ولا تثبتها إلا للمتقين الأبرار ء والمرتضين الأخيارء كيف وقد ثبت عندنا - بما لا يدع مجالا للشك - صحت الحديث السايقء وهو متفق تماما مع آيات الشفاعة القرآنيه”"". ثالنا: العمل أجاب المثبتون”"" للشفاعة عن أدلة النافين العقلية بما يلى: - إن رفع العقاب عن المجرم يوم القيامة هو من العدل لا الظلم ءلأن الحكمة فيها اختبار سريرة المكلف أو إظهار باطن أمره أو اخراج ما في قوته إلى الفعلء فالمسيئون ينالون بالشفاعة النجاة المكتوبة لهم ولو بالنسبة إلى بعض أنواع العذاب أو أفراده فيكون بذلك أصل وضع الحكم وعقابه أولا عدلا ءورفع عقابه ثانيا عدلا. ويرد : بأن الله تعالى-كذلك- إذا عذب أهل الكبائر من العصاةء فإن ذلك من العدلء فقد حذرهم من معصيته وهداهم الطريقء وبين لهم المعالم والحدود ٠ وتوعدهم النار ء وحاشاه أن يظلم أحدا منهم : ووم رَبك بظلام للعَبِيد""""على أن اختبار السرائر والبواطن إنما هو في دار الإبتلاء لا الجزاءء والله يفعل ما يريد ولا يسأل عن فعله لأنه الاله العدل. ٢- أجيب عن الثاني: بأن سنة الله تعالى الواحدة التي لا تختلف ليست قائمة على أصل صفة واحدة من صفاته تعالىءبل هي قائمه على ما يستوجبه جميع صفاته المريوطه علت صفاته ...فلو كان هناك سبب الحكم المجعول فقط لم يتغير ولم يختلف في ضعف البيروني حديث:«لاتنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي» ءالا أنه لم يبين العلة ءوإنما اكتفى بقوله:«لم يصح ءوهومن أكاذيب المعتزله».أنظر :محمد بن السيد درويش الشهير بالحوت البيرونيءأسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتبءطبع يمطبعة مصطفى البايي الحلبي.مصر. ٤۴٠٠ء ۲) معظم تلك الاجابات ذكرها الطباطبائي في تفسيره «الميزان في تفسير ١ء ۳) سورة قصلت,الآیه:٤٦ ٤ 1 f r 4 ۹ س 4 الح ا ۷( ‎hk r 11‏ بر ولا فاجر ءولا موّمن ولا كافرلكن الأسباب كثيرة ريما استدعى توافق عدة منها غير ما يقتضيه بعضها . فارتفاع العقاب هو أثر عدة من الأسباب كالرحمة والمغفرة والحكم والقضاء ءواعطاء كل ذي حق حقه....وهذا لايوجب اختلافا في السنة الجارية . ويُرد: بأن على الإنسان أن لا يتعلق بالأسباب, وإنما بمسبب الأسباب؛ وذلك لا يكون إلا باتباع نهجه ءوالبعد عن معصيته...على أن مما يوجب وقوع الغضب والنقمة أسباب منها : الفجورءوالمعاصيءوالنفاق والذنوب والآثام ٠ والإأصرار عليها...كما أن سنة الله تعالى واحدة لا تبديل فيها ولا تغيير وهي تتمثل في قوله: موان لَيْسَ الا مَا وقوله: لا تَزْر وازرة وهذه بمثابة القاعدة الكلية التي لا تبديل ولا تغيير فيها. ۳- وأجيب عن الثالث: بأن ذلك منه تعالى ليس من تغيير الإرادة والعلم في ويرد: بآن المراد والمعلوم لم يتغير إلا عن طريق تغيير اللإرادةء على أن وعد الله تعالى ووعيده في كتابه العزيز لا يمكن أن يتغير البته فما وعد الله به وأوعد لا بد أن يتحقق لامحالهءولا يجوز أن يعتقد فيه التغيير أو التبديل. ٤ وأجيب عن الرابع : أن الآيات دالة على شمول المغفرة وسعة رحمة الله كقوله تعالى: إن الله لايَغْفرُ أن يُشْرَكَ به وَيَعْفرْ ما دون ذلك لمن يُشاء“"". وهذه الآية في غير مورد التوبة بدليل استثنائه الشرك المغفور بالتوبة. كما أن تجري الناس على المعصية ءوإغرائهم على التمرد إنما يتم بتعيين المجرم ينفسهء ونعته أو تعيين الذنب الذي تقع فيه الشفاعه. ٠٤) سورة النجم ءالآيه:۳۹ ٥) سورة الأنعامءالآيه :٤١٠ سورة النساءءالآيه: ٠ 9. پچ ہہ ر ٦۱۷ ‎i, e‏ س ەچ حاط ويُرد: بأن الله تعالى في هذه الآية لم يطلق المغفرة لما دون الشرك وإنما قيدها بقوله: الألمن َشَاء على تقدير الرجوع الى المتأخر المذكور وكون ذلك قيدا ءفالآية على هذا مجملة تحتاج الى بيان ٬لأنه لم يفصح فيها من شاء الله تعالى له المغفرة وخير ما يفسر القرآن القرآن. فقد صرح الله تعالى في كتابه من شاء له المغفرة في قوله :وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدی ۳4" كما أن الشفاعة بدون تعيين المجرم أو الذنب أدعى الى تجري الناس على معاصي الله تكون بذلك عامة ءتشمل كل الموحدين وفي كل ما يقترفونه من الذنوب والآثام »ومن هنا تمنع عقلا. ٥ أجيب عن الدليل الخامس : بأن الآيات لا تنفي مطلق الشفاعةءوإنما بغير اذن الله وارتضائهءوأما الآيات النافيه لمنفعة الشفاعة فهي تثبت الشفاعة ولا تنفيها بل تنفي الإنتفاع عن طائفة خاصة من المجرمين لا عن جميعهم . ويرد: بأن الله تعالى لم يأذن في الشفاعة للظالمين والفاجرين والمنافقين بدليل آيات الكتاب كما مر سلفاءكما أنه لا يرضى إلا عن المتقين ءوالآيات النافيه لمنفعة الشفاعة تنفي الشفاعة عن طائفة من المجرمين ومنهم من أصر على العصيانءوتثبتها بالمفهوم لأهل الرضوان . ۷) سورة طه ء الآية :۸۲ . اء ھ2 ‎WL‏ ‏6 ل 1‘ س ر۱۷۷ المبحث الرابع: الرأي المخْتَار وأدنته بعد أن نظرنا إلى أدلة الفريقين من القرآن والسنة والعقلءنجد أن الإستدلالات القرآنية تتمثل في الإعتماد الكلي على التأويل عند الطرفين ...فقد يستدل القريق الأول بنفس الآية التي استدل بها الفريق الثاني ٠ وإنما الخلاف في تأويلها وتوجيههاء من ذلك موقف الإمام الرازي في آيات الشفاعة فقد نفى الله تعالى الشفاعة عن الظالمينء وقد خصها الرازي وغيره بالمشركينءفي حين اعتبرها منكروا الشفاعة عامة تشمل المشركين والعصاة من أهل التوحيد. ويظهر لي - والله أعلم - أن هذه القضية متصلة إتصالا كبيرا بقضية الوعد والوعيدءوالخلود لمرتكبي الكبائر غير التائبينء كما أن لها صلة كبرى بموضوع الإيمان ومعناه وشموليته للعمل الصالح . فالإباضية والمعتزلة قالوا بإنفاذ وعد لله ووعيده بخلود مرتكب الكبيرة غير التائب منهاءكما أن الإيمان عندهم اسم لأفعال القلوب والجوارح والإقرار باللسان فلا يكفي مجرد الاإنتساب إلى الإسلام بل لا بد من تغلغل الإيمان في النفس ءوتمكنه من الفكر والعقل وسريانه في الجسد والدم؛ بحيث يظهر في سلوك اللإنسان وتصرفاته وأفعاله وأقوالهء إذ لكل قول حقيقة ... ولو كان الهدف من كلمة التوحيد هو النطق بها لما حورب الإسلام في كل مكان وزمانءوهذا يظهر جليا في آي القرآن الكريم التي تربط بين الإيمان والعمل الصالحءوفي أحاديث النبي - يي - الدالة بأن الإسلام قول وعمل فهو كل لا يتجزاً ... والحقيقة أن آيات النفي في الشفاعة أكثر من آيات الاثباتءفقد ذكرت الشفاعة ومشتقاتها في القرآن واحد وثلاثون مرة ليس منها للرسول - ييو - استعمال واحد بلفظ صريحء وهي وإن ذكرت فعلا خمس مرات إلا أنها لا تكون إلا للمتقين الأبرارالصادقين الأخيارء المجاهدين والمضحين في سبيل لله لرفع درجاتهم وتعجيل دخولهم الجنة ومسامحة ما صدر من الكمال لله والعصمة لرسول لله - وهذا ما دلت عليه نصوص القرآن والسنةءودل عليه العقل وناسب روح الشريعة الاإسلامية ,التي تدعو - دائما - إلى أخذ الحيطة والحذر لا سيما وأننا اليوم في زمن كثرت فيه النظريات j ‏۾‎ ۹ E 0W 0 80 والإتجاهات وتعددت فيه المذاهب والفرق ... والكل منها يدعي الصواب وأنه الأولى من غيره وطريقه هو الطريق الأنزه والأسلم ...ويما أن العقيدة هي الأساس الذي تقوم عليه قواعد وأركان الدين بل الدين كله, لزم أن تظهر في الحياة الإجتماعية والواقع البشري بقوة عزم أصحابها على تطبيق كل أمر من أوامر الله وفرائضه؛ حتى تتروض هذه النفوس على طاعة للهء وتذعن لحكمه وأمره . ولذلك يظهر الفرق جليا بين من يعتقد أن من ارتكب كبيرة الزنى أو السرقة أو عقوق الوالدين أو الخيانة والكذب ... إلخ مخلد في نار جهنم إن أصر عليها وداوم على فعلهاءفهو يجاهد نفسه ويسأل الله أن لا يفكرفي أي كبيرةء فضلا عن أن يقع فيها ءولذلك كان النبي - يلأ - يحذر أصحابه من الوقوع في أي معصية من المعاصي كبيرها وصغيرهاءكيف فلا ريب اُن من تمسك بهذا المنهج وهذه الطريقةء يكون بمأمن من أهواء النفس ونزعات الشيطانء وهكذا كان الرعيل الأولء فحاشا لله أن يكون من أصحاب النبي- يي من أصر على معصية من المعاصي بل كانوا كما وصفهم الله تعالى : ل تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا › ل كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ‎Wa‏ ولذلك نشروا الاإسلام في فترة وجيزة بأعمالهم وأخلاقهم وسلوكهم وتصرفاتهم قبل أقوالهم . أما من اعتقد أن من ارتكب كبيرة وأصر عليها وداوم على فعلهاءفلم يستطع التخلص من شرها ء والهروب من قبضتها فإنه لا بد من أن ينجو من الخلود في النار إما بمحض عفو لله أو يشفاعة النبي - أو باستحقاق ما كتبه الله له من العذاب في فهذا عنده ضمان موكد بدخوله الجنة بحسب الإحتمالات الثلاث فليفعل ما بوسعه واستطاعته فعله ءوإن لم يفعل فثقته كبيرة بالله تعالى ورسوله وإن أصر على معصيتها لأن الجنة مضمونة على كل الإعتبارات ولا خلود إلا للمشرك الكافر ...فشتان - لعمر الحق - سورة الفتح , الآية :۲۹ . ۹ سورة الذاريات,الآيه:۱۸,۱۷. ر۱۷ بين من يقول لا أقرب هذه المعصية البتة لأن مرتكبها يخلد في نار جهنم ءوآخر يعتقد أن مرتكبها له الجنة لا محالة وإن دخل النار فأياما معدودات ...وهذا فهم كثير من المسلمين اليومء إن لا تظهر عليهم علامات الإيمانءولا منارات الإسلام إلا من حيث الاإنتساب ... وهذا ماذکره صاحب المنارا”'“ عند تفسير قوله تعالى ‎ :‏ ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون 4ء حيث قال : « لعل المراد بعبارة الآية أنهم كانوا يعتقدون أن الإسرائيلي إذا عوقب فإن عقوبته لا تكون إلا قليله . كما هو اعتقاد أكثر المسلمين اليوم؛ إذ يقولون إن المسلم المرتكب لكبائر الإثم والفواحش إما أن تدركه الشفاعات ء وإما أن تنجيه الكفارات وإما أن يمنح العفو والمغفرة بمحض الفضل والإأحسان فإن فاته كل ذلك عذب على قدر خطيئته ثم يخرج من النار ويدخل الجنة وأما المنتسبون إلى سائر الأديان فهم خالدون في النار كيفما كانت حالهم ومهما كانت أعمالهم ... والقرآن لا يقيم للإنتساب إلى دين ما وزنا ء وإنما ينوط أمرالنجاة من النار والفوز بالنعيم الدائم في دار القرار بالإيمان الذي وصفه وذكر علامات أهله وصفاتهم وبالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة ء مع التقوى وترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن .. وما المغفرة فهي خاصة في حكم القرآن بمن لم تحط به خطيئته , وأما من أحاطت به حتی استغرقت شعوره ورانت على قلبه فصار همه محصورا في إرضاء شهوته ٠ ولم يبق للدين سلطان على نفسه إفاولئك أصحاب النار هم فيها خالدو ‎«o‏ ويقول في موضع آخر: « اما نحن فنقول ما کل ما یسمی إیمانا يعصم صاحبه من الخلود في النار الايمان إيمانان إيمان لا يعدو التسليم الإجمالي بالدين الذي نشا فيه المرء أو نسب إليه ومجاراة أهله ء ولو بعدم معارضتهم فيما هم عليه ء وإيمان هو عبارة عن معرفة صحيحة بالدين على يقين بالإيمان متمكنة في العقل بالبرهان مؤوْثرة في النفس بمقتضى الإذعان حاكمة على الإرادة المصرفة للجوارح في الأعمال ء بحيث يكون ٠) محمد رشيد رضا ء تفسير المنارء ج ۳ء ص ۳۱۸۰۳۱۷ . ١) سورة آل عمران,الآيه :٤۲ ٤) سورة البقرة.الآيه:۸۲ سے ‎e‏ nia O e ‏س۸( سسس ل ريفاعة الأخون.‎ ۷ 5 7 1 ۴ صاحبها خاضعا لسلطاتها في كل حال إلا ما لا يخلو عنه الإنسان من غلبة جهالة أو نسيان ؛ وليس الربا من المعاصي التي تنسى ء أو تغلب النفس عليها خفة الجهالة والطيش كالحدة وثورة الشهوة ء أو يقع صاحبها منها في غمرة النسيان كالغيبة والنظرة , فهذا هو الإيمان الذي يعصم صاحبه بإذن الله من الخلود في سخط الله » ولكنه لا يجتمع مع الإقدام على كبائر الإثم والفواحش عمدا ايثارا لحب المال واللذة على دين الله وما فيه من الحكم والمصالح. وأما الإيمان الأول فهو صوري فقط ء فلا قيمة له عند الله تعالى لأنه تعالى لا ينظر الى الصور والأقوال ولكن ينظر الى القلوب والأعمال كما ورد في الحديث .والشواهد على هذا الذي قررناه في كتاب الله تعالى كثيرة جداءوهو مذهب السلف الصالح وإن جهله كثير ممن يدعون اتباع السنة » حتى جرأوا الناس على هدم الدين بناء على أن مدار السعادة على الإعتراف بالدين وإن لم يعمل به » حتى صار الناس يتبجحون بارتكاب الموبقات مع الإعتراف بأنها من كبائر ما حرمء كما بلغنا عن بعض كبرائنا أنه قال : إنني لا أنكر أنني آكل الربا ولكنني مسلم أعترف بأنه حرام , وقد فاته بأنه يلزمه بهذا القول الإعتراف بأنه من أهل هذا الوعيد وبأنه يرضى أن يكون محاربا لله ولرسوله وظالما لنفسه وللناس فهل يعترف بالملزوم أم ينكر الوعيد المنصوص ببعض الكتاب ويكفر ببعض ؟ نعوذ بالله من الخذلان »”*". وعليه فأقول : بأن من اعتقد عدم الشفاعة لمرتكب الكبيرة إن لم يتب أخذ بالأحوط وكان مع القران. إذ لم ترد آية تقول بالعفو لمرتكب المعاصي والجرائم المصر عليها المنتهك لحدود لله وحرماته ء بل جاء ما يبين بأن ذلك من دعاوى اليهود التي لم تقم على دليل وبرهان فاعتقدوا أنهم شعب الله المختارء ووصفهم الله بقوله ‎ :‏ وَقَالُوا لن تَمَسَّت التَار إلا أيامَا مَعْدُودَة قل أَتَْخَذْتُمْ عند الله عَهْدَا فَلَنْ يُخْلفَ الله عَهده أَمْ تَفُولُونَ على الله ما لا تعغلمون ٠ بلى من كسب سينَّة وأحَاطت به خَطينَتَهُ فَأُولئكَ أصْحَاب التار هم فيها خالدون ‎wo‏ . ففيه من البيان الصريح بأن مصير كل من ارتكب سيئة وأحاطت به ٤ ) محمد رشيدء تفسير المنار ط ٤ج ص ۹۹-۹۸ . ٤ سورة البقرة . الآية : ۸۰٠ ۸۱ ۹ a ِ , 1 amen ‏س۸(‎ meee ‏يللين ئ‘‎ bh gr ‏و چ‎ خطيئته لعدم تخلصه منها بالتوبة النصوح أنه خالد في التار مع الخالدين وهو رد على هذه الدعوى يستأصل أطماع الطامعين في النجاة مع اللإصرار على الإثم ... وما أجدر العاقل بأخذ الحيطة وعدم الإغترار بهذه الأماني التي تشبث بها أهل الكتاب وحذر الله هذه الأمة من التشبث بها كما تشبثوا حيث قال : 9# ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ٠ ومن يعمل من ‎e ° TR -‏ )2 1ء ۰ . ی . .> ‎(v1)‏ ‏الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا 4 ا ‏يقول ابن کثیر كثير: « والمعنى في هذه ا لآية ,أ ان الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني . ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل . ولیس كل من ادعی شيا حصل له بمجرد دعواه . ولا کل من قال انه هو على الحق سمع قوله بمجرد ذلك » حتى يكون له من الله برهان ... أي ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمني بل العبرة بطاعة الله سبحانه واتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام ‏فآي القرآن الكريم صريحة على هذا المعنى ء وقد اعترف بذلك غير واحد من مثبتي الشفاعة لأهل الكبائرء وأرى أن من أقوى تلك الآيات : ‏١ قوله تعالى : ل ما للظالمين من حَميم ولا شفيع يُطاع ‏فا لجمع في الآية معرف ء فيدخل فيه أنواع الظلم المختلفة سواء كان شركا بالله › كقوله تعالى :إن الشرك لظلم عظيم4”'ء أو شركا دون ذلك كقوله تعالى : قلا تظلموا فيهن أنفسكم 4ء ذلك ورود كلمة شفيع نكره وهي في سياق النفي . ‏٢- قوله تعالى : ل يا أيها الذين ءامنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا فالخطاب في الآية صريح للموّمنين ٠ ولئن كانوا ‏٥) سورة النساء , الآية : ١١۱,١٤۱۲ . ‏٦ )ابن كثير ء تفسير القرآن العظيم ج ١٠ ص ٢۷۲ . ۷٧۷ ) سورة غافر, الآية :۱۸. ‏۸) سورة لقمان , الآية :۱۳ . ‏سورة التوية , الآية :٦۴ . ‏٠) سورة البقرة الآية : ٢٥۲ . ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ I ‏س‎ 0 ‏٩‎ ۹ ‏يرجون الشفاعة مع وقوعهم في المعصية من غير توبة ء فما هي الفائدة من هذا التحذير؟‎ ‏وما هي الشفاعة المنفية في الآية ؟ هل هي للمشركين أو اليهود رغم أن الآية تتحدث عن‎ ‏الموّمنين وتخاطبهم.‎ ۳ إن الله تعالى قد بين الذين لا ينالون عفوه ورحمته بسبب تأخيرهم التوبة في قوله تعالى: إوليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا اليما %". فيظهر من النص الكريم أن أولئك هم أصحاب الكبائر من الموحدين والكافرين من المشركين ؛ وعلى هؤلاء يجب أن يحمل قوله تعالى : فما تنفعهم شفاعة الشافعين ٠ فما لهم عن التذكرة معرضين 4" ٤ حرم الله تعالى الشفاعة في الحدود ء وجعلها من الشفاعة السيئة عندما قال سبحانه: لمن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا#”" فكيف يجوز للنبي - يَأ - أن يشفع للمجرمين والخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم , وأشد هؤوّلاء من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه ء أو ولى عليها من ليس كفوًا فنهب مالها ء وهتك حرمتها وأفسد في الارض ء ومنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وكيف ينسب للنبي - ييو - الشفاعة لأهل الكبائرء وهو أشد الناس غيره على حدود الله وأبغضهم لأعداء الله ء وقد تلون وجهه غضبا عندما جاءه حبه أسامة بن زيد - رضي الله عنه - متشفعا للمرأة المخزومية التي سرقت ء وقال له مستنكرا وموبخا :«أتشفع في حد من حدود الله » ثم قال للناس :« إنما أهلك من كان قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد » . ۱) سورة النساء , الاية :۱۷ . ٢) سوررة المدثر, الآية :۸٤ 6۹ . ٢) سورة النساء . الآبة : ۸0 . پد طم ی ر۸۳ \ ) ‏بحا‎ i و ثم أعلنها نبي الحق - يَلٍِْ - الذي لا يخشى في الله لومة لائم ولا يحابي أحدا على حساب المبداً ولا يجامل عند إقامة الأحكام « وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها »*" فهل يمكن أن تتبدل هذه القاعدة مع أنها من أمهات القواعد التي لا نسخ فيها ءيل يتفق العقلاء عليها. ٥- قوله تعالى : 9 وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ريهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون"" أمر الله تعالى نبيه في هذه الآية أن يحذر أصحابه المؤّمنين الخائفين الخاشعين من أن يتكلوا على الأماني أو على مجرد الصحبه ء فإذا كان الله تعالى ينفي عن هؤلاء الشفيع ء فكيف بغيرهم ؟ ثم بين سبحانه أنه رحيم بعباده إن ارتكب أحدهم جرما , أو اقترف إثما بشرط أن يتوب إلى الله عز وجل ٠ فهؤلاء الذين يستحقون تلك الرحمة دون أولئك المصرين الظالمين لأنفسهم إذ يقول سبحانه : واذا جاءك الذين يؤمنون بأياتنا فقل سلام عليكم كتب ريكم على نفسه الرحمة أنه من عمل )٦٥۷( منكم سوءا بجهالة ثم ناب من يعده وأصلح فانه غفوررحيم 4 وهذا هو الفرق بين المجرمين والموّمنين”" حيث يقول سبحانه - بعد هذه الآية- وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ين4" وقد تشبث البعض بروايات يمكن الرد عليها- كما تبين- بالآتي: - بأنها أحادية لم يثبت تواترها ء وإن ادعاه من ادعى إذ لابد من الدليل والبرهان في اثبات التواتر. - كثير من تلك الروايات تحمل على شفاعة النبي- برفع درجاتهم . ٤) رواه البخاري في كتاب الحدود ياب ١٠ ء رقم 7٠16 ٠ ومسلم في كتاب الحدود ء باب ١۱ ء رقم ۸ . ٥)) سورة الأنعام, الآيه:٠ ° ٢) سورة الانعام , الآية : ٤9 . ۷) عبدالله بن سعيد المعمري . جزاء العمل في القرآنء رسالة ماجستير ‎(VoA‏ سورة الانعام ,الآية: 0ا . وء ر — س۸( ۵ ‎a,‏ اوي ا چ ۹ - مخالفة تلك الروايات القاضية بخروج أهل النار منها لنصوص القرآن الكريم القاضية بخلودهم فيها كقوله تعالى في أكلة الربا المصرين على هذه المعصية ی ... فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 4“ ولا يمكن أن يحمل هذا الوعيد لأكلة الربا على الإستحلال , لأن ذلك يهون من وقع أوامر الله ونواهيه في نفوس العباد ويقلل من أهمية حكم الحرمة في المحظورات على أن سياق ما قبل وما بعد هذه الآأية إنما هو خط الربا وتغليظ أمره على الناس وليس ذكر ما يقوله مستحلوه مخرجا لهذا الوعيد عما يقتضيه السياق , وإلا لما كانت فائدة في شيء مما ذكر قبلها أو بعدها ... وكقوله تعالى (v1) :ل ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب وقوله تعالى : الإومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله عذابا وكقوله تعالى : ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها أبدا 4"٠" وكقوله تعالى ‎ :‏ إن الأبرار لفي نعيم ٠ وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها فلا يقال بأن هذا الوعيد ينصرف على المعصية الكبرى وهي الإشراك بالله , لأن الكل يعلم بأن الإصرار على الكبيرة معصية لله ولرسوله - يَيٍْْ - كما أن ورود الحكم العام في بعض أفراد مدلولاته لا يخصص عمومهء وكما توعد الله المشركين بهذا الجزاء فإنه توعد سائر أصحاب الكبائر به في نصوص أخرى كما سبق بيانه . وكقوله تعالى : #إفريق في الجنة وفريق في السعير»"“ فلم يذكر فريقا ثالثا يجمع بين النار والجنة ء والمسألة جد خطيرة تتعلق بمآل الاإنسان ومصيره وما تثمره في واقعه البشري وحياته اليوميه وعلاقاته الإجتماعية... كما أن تلك الروايات الناصة بخروج مرتكبي المعاصي والذنوب من النارء تخالفها وتعارضها روایات أخری تقضي بخلودهم في نار جهنم إن لم يتوبوا عن غیهم ویثوبوا الى رشدهم ۹)) سورة البقرة , الآية :٢۲۷ . ٠) سورة النساء , الآية :7٤٠ . سورة النساء , الآية : ۹۳ . ۲) سورة الجن الآية :۲۳ . سورة الانقطار, الآية :١۱ - ١۱ . ٤) سورة الشورى , الآية:۷. ہد م ب س سس و چ ‎r‏ ‏منها قوله - ي - : «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر»“" وفي رواية : « ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث وهو الذي يقر السوء في أهله »٠٠ كما قال رسول الله - ْو - :«من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة» وهو كناية عن حرمانه من دخول الجنة ء لأن أهل الجنة لهم فيها ما تشتهيه أنفسهم وتلذ أعينهم فلا يحرمون من شيء ء وقال رسول الله- ييو - :«لا يدخل الجنة قتات»““ ء وقال النبي - ييو - : «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام “٠ والروايات في ذلك كثيرة تارة تدل على الخلود بالنص عليهء وتارة بالجمع بينه وبين التأبيد . وأخرى بالتوعد بحرمان الجنة أو حرمان شم ريحها . ومحصلها واحد وإن اختلفت ألفاظها ء فإن حرمان الجنة ينافي دخولها في أي وقت من الأوقات ء كما أن نفي دخولها يعم جميع الأزمنة""ء فكيف يمكن الجمع بين هذه الأحاديث الشريفة الدالة دلالة صريحة على خلود مرتكب الكبيرة المصر عليها غير التائب منها المداوم على فعلها .. والأحاديث الأخرى الدالة على شفاعة النبي - يي - إلا بحمل الأخيرة على الشفاعة التي هي بمعنى تخفيف هول يوم القيامة ودخول الجنة ورفع الدرجات إذ إن هذا النوع من الشفاعة ثابت عند الجميع ... أما ما ورد من أحاديث تنص على خروج مرتكب الكبيرة من النار فهي أحادية . ومعارضة بروايات أقوى منها تثبت الخلود لمن لم يتب كما وأنها أما الآيات التي تثبت الشفاعة بإذنه ورضاه ؛ فهي نصوص صريحة تدل على نفي الشفاعة لأهل الكبائر بدلالة آيات النفي الأخرى . كما أن الإستثناء بالإذن والمشيئة معهود في أسلوب القرآن في مقام النفي القطعي للإشعار بأن ذلك بإذنه ومشيئته كقوله أخرجه البيهقي في شعب في المطاعم 04 0)ءج٥ءص۲٠. ٦) ذكره الهيثمي في المجمع فيمن يرضى لأهله قال:سرواه أحمد وفيه راو لم يسمءويقية رجاله ثقاتز. ۷) أخرجه البخاري . كتاب الأشريه(٤۷), باب قول الله تعالى:سإنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ....س(۱)› برقم 07 )ء ص۹۰٩ ۸) أخرجه البخاري في كتاب باب ما يكره من النميمه(٠٠)ء رقم الحديث(٦ 0 ٠1)ء ص۷١٠٠. أخرجه البخاري في كتاب غزوة الطائف(۷)ء رقم الحديث(٥ ٤٦ ٤٤)ءص۷۳۲. ٠) ‏ الخليلي , الحق الدامغ , ص ٢٢۲ - ٢٠۲. ES دږ در ت ن : تعالى ‎ :‏ سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله" وقوله في أهل الجنة والنار: خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك فليس في القرآن نص قطعي في وقوع الشفاعة ولكن ورد الحديث باثباتها في معناها الصحيح , وهذا ما أثبته صاحب المنار في تفسيره”" .... أما قوله تعالى : ¥ لمن ارتضى 4 فقد بالغ الفخر الرازي في تأويلها عندما اعتبر أن مرتكب الكبيرة المصر عليها المداوم على فعلها الذي مات مصرا عليها هو مرتضى عند الله تعالى على أساس أنه تلفظ بكلمة الايمان - كما سبق بيانه - ولعمر الحق إذا كان مرتكيب الكبيرة مرتضى عند الله فما الحكمة من تحريمها ؟ ولماذا التشيد على الناس في أمور حياتهم فليفعلوا ما بدى لهم , لأنهم مرتضون عند الله ٠ بفضل الإنتساب إلى هذا الدينء وبركة شفاعة النبي الكريم للعاصي اللئيم . يقول العلامة الخليلي" في بيان عدم جدوى الشفاعاتءوأن الاإنسان محاسب بعمله لا يعمل غيره : «وهذه كلية من كليات العقيدة الاسلامية الحقه جاء بها القران في آيات متعددة ليثنت أن الانسان يومئن رهين عمله ولن يجني إلا ما زرع ءوهو بذلك يقطع حبال الآمال على الكسالى الذين يمنون أنفسهم الجني من غير غرسءوالراحة من غير نصبءفيعطون أنفسهم هواها ءفلا يصدونها عن حرمة ولا يكلفونها واجباءآملين السعادة بشفاعة الشافعين بمجرد الإنتماء إلى الدين وإن لم يكن لهم شيء مما يصدقه ممايعملون وعقيدة الإسلام التي جاء بها القرآن والسنة الصحيحة الثابتةءإنما تقوم على استقلال كل فرد في التكليف .فلا ينتفع فاسدا صلاح غيرهء كما لا يضر صالحا فساد سواهءومن هنا كان كل أحد مُطالبا بإصلاح نفسه وتقويم انحرافهاءوحملها على الخير والنأى بها عن الشرءوإلا فلا يلومن غيره فإنه هو الذي جنى عليهاءويمجرد نظرة يلقيها اللبيب على آي القرآن الكريم يجد هذه الكلية الإعتقادية السليمة جلية بارزةء ومن أمثلة الآيات التي جاءت بها قوله تعالى: ¥ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ۱) سورة الاعلى , الآية :۷ . ۲) سورة هود الآية :۱٠ . ۲۳) محمد رشيد رضا , تفسير المنار. ج ۱٠ ص ۳۰۷ . ٤ الخليلي.جواهر التفسير.ج٣ءمكتبة ۲60. pm a ‏ن 0 ٤ ر(‎ 0 \ mean ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا خطاب لهذه الأمةءوالسوء على إطلاقه فإنه نكرة في معرض الشرطءوقوله سبحانه: ¥ من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما کنتم وقوله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مڭلها”““». ٥ سورة النساءءالآيه:۱۲۳. سورة التمل,الآيه:٠ ۷) سورة الأنعام.الآيه:١٠٠. ہہ پء ر = — الخحخانمة أحمدك اللهم على ما أوليت , وأشكرك على ما هديت فلك الحمد ,. أولا وآخرا ء ولك الشكر على الدوام , لا التجاء إلا لكنفك , ولا راحة إلا بالخضوع لك ... في نهاية بحث هذا الموضوع ومن خلال المصادر والمراجعءتظهر لنا النتائج التاليه: - الشفاعة لغة تأتي بمعنى الطلب والسوّال والضم والزيا دة والإعانة والوسيلةءوكلها معان مترادفة تقريبا ءلتتفق مع المعنى الإصطلاحي المتمثل في زيا دة المنافع واسقاط المضار. أو زيادة المنافع دون إسقاط المضار عند البعض . - لابد للشفاعة من عناصر كالمتّفع « المطلوب منه » . والمَشّفع « الشافع أو الشفيع» والمشفع فيه « الطالب الأول »» والمشفع من أجله « الشيء المطلوب » . - للشفاعة أنواع متعددة . منها ما ثبت بالقرآن ومنها ما ثبت بالسنةء فالأول: كشفاعة الملائكة ء والثاني : كالشفاعة المتعلقة بالعبادات مثل شفاعة الصيام والقران ء وشفاعة كثرة السجود والصلاة على النبي - ييو - وفعل المعروف . وهناك شفاعة الأشخاص كشفاعة الأنبياء . والشهداء والصديقين والعلماءءوعلى الرغم مما قيل من ضعف بعض الأحاديث الدالة على هذه الأنواع: إلا أن ذلك لا يؤّثر فيها إذا ما فهم أن المقصود منها العمل الصالح المتمثل في القرآنء والصيام والصلاة وفعل المعروف.....إلغ: لا التواكل والإغترار بالأماني والتعلق بالأوهام. - للشفاعة حكم كثيرة كالحاجة الى رحمة الله تعالى مهما بلغ الإنسان من التقوى والعمل إذ لا يدخل الجنة إلا برحمة الله والشفاعةء وكالحكم التربوية والسلوكية ء أما أثر الشفاعة فتتمثل في إسقاط العقاب أو زيا دة الثواب بحسب الخلاف الوارد في ذلكءبين من أطلق الشفاعة لسائر الموحدين ءومن قيدها للتائبين. - ثبتت الشفاعة بالقرآن والسنة , أما القرآن فهناك آيات صريحة تدل عليهاء منها ما يفيد النفي ومنها ما يفيد الإثبات » حيث يوجه النفي في الشفاعة , إلى الشفاعة غير ~a ج ھ ‎E‏ : ‎OL‏ ‏س 2 ررښغاگھ ‎a‏ ۹ ر ۹١۱۸ ‎WM 4]‏ ‎br‏ المأذون فيها أو إلى الكفار والمشركين ويرى البعض أنها توجه - بالإضافة لذلك - إلى العصاة من الموحدينءالذين ماتوا مصرين على كبائر الذنوب والمعاصيءبينما يوجه الاثبات إلى الشفاعة العامة المتفق عليهاءويرى البعض أنها توجه-بالاضافة لذلك-الى الموحدين من عصاة الأمة الذين يدينون بالوحدانية للهءإلا أن آيات نفي الشفاعة أكثر بكثير من آيات الاثباتءوكثيرا ما تأتي في سياق التحذير من الإغترار بالأمانيءوالحث على العمل الصالح. أما الأحاديث فهي كثيرةء ولذلك أثبت كثير من العلماء تواترها تواترا معنوياءأما التواتر اللفظي فأرى أنه عزيزء كما أن الآيات صريحة في ثبوت الشفاعة بعمومهاء وهذا ما قاله الجمهورء أما الشفاعة لعصاة الموحدين فقد اختلف فيه بين موافق ومخالف ء ولكل دليله من القرآن والسنة والعقل ومناقشاتهء وقد ظهر لي من خلال هذه الدراسة ضعف أحاديث هذا النوع من الشفاعةءفلا يصلح للإستدلال بهءوقد أدرك هذا كثير من العلماء إلا انه جعل تلك الأحاديث من باب المتابعات والشواهدءلما ثبت أصلا من خروج الموحدين من النارء إلا أن هذا الأصل غير ثابت عند الكثير من الفرقءوقد يقال بأن تلك الطرق الضعيفة في أحاديث الشفاعة للمصرين على الكبائر تصل بالحديث الى مرتبة الحسن لغيرهء ويرد بأن الحديث الحسن لغيره إما أن يوول ليتفق مع نصوص القرآن والسنة الصحيحةءوإما أن يرفض إذا عارضهما ولم يمكن الجمع بينهما بحال من الأحوال. - من الشفاعة المختلف فيها الشفاعة لتخفيف العذاب عن بعض الكفار ء وهذه الشفاعة خاصة لأبي طالب ويطلق عليها شفاعة تجاوزا. لأنها في الحقيقة تخقيف من العذابء يسبب دفاعه عن النبي- يل - إذ يظل أبو طالب في النار . كغيره من الكفارءبل لايرى أن في ذلك تخفيفا له. ۷ ٠ د ¢ ‎e‏ ررفاعة الأخرون. م ` y r ‏چ‎ فائمةك المصادر والمراجع إبراهيم البيجوري ( ت: ۱۲۷۷ ه - ١٠٦۱۸ م )٠ء شرح البيجوري على أبو بكر محمد الطيب الباقلاني ( ت: ٢٠٤ ه - ۱۲١٠ م)ء الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به . تحقيق محمد زاهد الكوثريء موّسسة الخاجي للطباعة ۲ هه ۱۹۱۳م. . تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل تحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدرء الطبعة الثالثة موسسة الكتب الثقافية. ٤١٤٠ ه- ۹۹۳١م أحمد بن أحمد العيسوي . ابو عبدالله , الأحاديث القدسية الضعيفة والموضوعة الطبعة الأولى ء دار الصحابة للتراث » طنطاء. ١١٤٠ ه - ۱۹۹۳ م. أحمد بن أبي بكر البوصيري ( ٤٤۸ ه )ء مصباح الزجاجة . تحقيق موسى محمد أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ( ت: 49۸ ه - ١٠٦٠٠ م )ء السنن الكبرى ء تحقيق محمد عبد القادر عطا , الطبعة الأولى ء دار الكتب العلمية ء بيروت › ٤٤٤٠ بسيوني زغلولء الطبعة الأولى ء دار الكتب العلمية ء ١٠٤٠ ه - ١۱۹۹ م. 4 البعث والنشور , تحقيق عامر أحمد حيدر الطبعة الأولى مركز الخدمات والأبحاث الثقافية . . الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة: دار الكتب ٠٧٠-٦۹۸ ا م. أحمد بن حمد الخليلي . الحق الدامغ , مكتبة الضامري للنشر والتوزيع . سلطنة عمان ء السيب ء الطبعة الثانية. 7٤٤٠ ه - ۱۹۹۲ م جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل. مكتبة الاستقامة ء سلطنة عمان. mmc SBN NNE ^ د 4 ‎im‏ الأخرون, ا )1 3ى ‎b7‏ ٢ — - 0 ٦ —- ۷ ۸ -4۹ ٢۲س ٢۲ أحمد بن عبد الحليم. إبن تيميه , (ت: ۷۲۸ ه- ۱۳۲۳ م )ء كتاب الايمان , تحقيق محمد الزبيدي دار الكتاب العربي. الطبعة الأولىء بيروت » ١١٤٠ ه - ۱۹۹۳م. تيميهء الطبعة الأولى مطابع الرياض . أحمد بن عبدالله بن عدي الجرجاني , الكامل في ضعفاء الرجال. الطبعة الثالثةء دار الفكر للطباعة والنشر. أحمد بن حجر ۸٤٤٠ التهذيبءتحقيق مصطفى عبد القادر عطاء دار الكتب العلميةءالطبعة الأولى. أحمد بن علي المثنى التميمي(۷٠۳ه)ءمسند أبي يعلى الموصلي ءتحقيق حسين سليم أسدءالطبعة الأولىء دار المأمون ٠٤ ٠۱ه-٦۱۹۸م. أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي(٠۷۱٦ه-١۱۲۷م)ء المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلمءالطبعة الأولىء دار ابن كثيرءدمشق, دار الكلم الطيب, ۷٤٤ ٠ه ٦ أحمد بن المنير الانتصاف على الكشاف ءدار الريان للتراث. أحمد بن محمد بن أبي بكر بن الأعيان وأنباء أبناء الزمانءتحقيق إحسان عباس, دار الثقافة بيروت. أحمد بن محمد القسطلاني . ارشاد الساري لشرح صحيح البخاري:الطبعة الأولىء دار الكتب العميةءبيروت. ۳٢- أحمد بن يوسف الحلبي ( ت :٠٠۷ ه)ء عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ «معجم لغوي لألفاظ القرآن الكريم» . تحقيق الدكتور محمد التونجي؛ عالم الكتب ء٠ بيروت . A ‏رفاعة الحم ا‎ WL ‏ب‎ --- ۱۹۲ birs x 4 5 ٤- إسماعيل بن حماد الجوهري. أبو نصر (ت : ۳۹۳ ه)ء الصحاح تاج اللغة وصحاح منشورات محمد علي بيضون , دار الكتب العلمية » بيروت ء لبنان . ٥- إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي(۱٠۷ه-۱۳۷۳م)ءتفسير القران الع لعظيمءتحقيق سامي محمد السلامهءدار طيبة للنىشر والتوزيعءالرياض,* 6 £ ان ۹مم ٢ أيوب بن موسى الحسيني الكفوي. أبو البقاء ( ت : ١۹٠٠ ه- ۸۳١۱ م)ء الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية . قابلة على نسخة خطية وأعده للطبع ووضع فهارسه الدكتور عدنان درويش » ومحمد المصري منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي ء دمشق , ١۱۹۷ م ء القسم الثالث . ۷- جعفر السبحاني , الالهيات على هدي الكتاب والسنة والعقل ء بقلم حسن محمد العاملي . الطبعة الثانية , الدار الاسلامية . ۸- جمعية التراث . معجم أعلام الاباضية من القرن الواحد الهجري إلى الخامس عشر › الطبعة الأولى قسم المغرب , المطبعة العربية . غرداية . ۹- جميل بن خميس السعدي ( ت: ق ١۱ ه - ۱۹ م )٠ قاموس الشريعة الحاوي ٠- الحارث بن أسد , المحاسبي ( ت: ٤٤۲ ه - ۷٥۸ م )ء التوبة ء تحقيق عبد القادر أحمد عطاء دار الفضيلة , القاهرة , الطبعة الأولىء ١۱۹۹ م . ١- حافظ بن أحمد مكي ٠ معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى الأصول في التوحيدء دار الكتب العلمية بيروت . ۲- الحسين بن محمد أبو القاسم , الراغب الاصفهاني ( ت: 0۰7 ه - ١١۱۱ ) المفردات في غريب القرآن تحقيق محمد سيد كيلاني ٠ مطبعة البايي الحلبي ۳ الخليل بن أحمد. أيوعبد الرحمن الفراهيدي ( ت : ١۷٠ ه) . كتاب العين ءتحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي ٠ وزارة الثقافة والاعلام › الجمهورية العراقية , ١۱۹۸ م ء دار الرشيد للنشر ء سلسلة المعاجم والفهارس . NEES پک لظ ۳ ا = د چ م ٤ خميس بن سعيد الشقصي الرستاقي(ق ۱٠ الطاليينءوبيلاغ الراغبينءتحقيق سالم بن حمد الحارثيءوزارة التراث القومي والثقافةءسلطنة عمان, ١٤٤۱-۱ ۱۹۹م. ٥- خير الدين قاموس ترجم لأشهر الرجال والنساءمن العرب والمستغربين والمستشرقين,ء دار العلم للملايينءالطبعة ٢ الطبعة الثانيةءمطيعة كوستا توماس وشركائە.٤۱۳۷ه- ٥ م. ۷- الرييع بن حبيب الأزدي(ت: مابين الحكمةءدمشق.الطبعة الأولى٥ ٤٤ ٠ه ۸- سعيد حوى . الأساس في التفسير . دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع . الطيعة الأولى , ٥٠٤٠ ه - ١۱۹۸ م. ۹- سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي ( ت: ۱۲۸۸ ه - ١۱۸۷ م )٠ مسائل الأحكام والأديان › وزارة التراث القومي ء سلطنة عمان ءالطبعة الأولىء 7*٤٠ ه - ٦۱۹۸م. ° سعيد ين ميروك القنوبي « الامام الربيع بن حيبیب .ءمکانته ومسنده « مكتية الضامري ء سلطنة عمان , الطبعة الأولى »٤٦١٤۱ ه - ١۹۹٠م ١ سليمان بن أحمد الطبراني ( ٠۳۲۱ ه ) ء التعجم الأوسط ء تحقيق طارق عوض الله بن محمد وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني »٠ دار الحرمين للطباعة والنشر ء القاهرة. ١١٤۱ ه - ١۹۹٠ م. ٤ سميره فرحات «دكتوره» » معجم الباقلاني في كتبه الثلاث ( التمهيد ‏ والانصاف. والبيان ) الموّسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع : الطبعة الأولى » ١١٤٠ هھ - ۱۹۹۱ م . ٤ سيد قطب ( ت: ۱۳۸۷ ه - ١۱۹۱ م )ء في ظلال القرآن , الطيعة السايعة , دار إحياء النراث العريي بيروت » ١۱۳۹ ه - ١۱۹۷ م. ۱۹( ا طت س ٤ سيف بن حمود البطاشي . إتحاف الاعيان في تاريخ بعض علماء عمان . الطبعة الأولى » سلطنة عمان , ٤٤١٤۱ ه - ۱۹۹۲ م. ٥0 الطاهر بن عاشور ( ت: ۱۳۹۳ ه - ۱۹۷۳ م )ء التحرير والتنوير , الدار التونسية للنشر , الطبعة الثانية, ٤٤٠٠ - ١٤۹۸ م. ۷ — . فضل الاعتزال وطبقات المعتزلةءتحقيق فواد سيدءالطبعة الأولىءالدار التونسية للنشر. £۸-— متشايه القرآنءتحقيق الدكتور عدنان محمد الكتب العلميه. ٦٤٤٠ ٠ عبد الرحيم بن الحسن ٠ ۸ه)ءالمغني عن حمل الأسفار, الطبعة الأولىءمكتبة دار ٥٤٤٠ ه-١۱۹۹م. 1۱ عبد العزيز المحمد السلمان. الأسئلة والأجوبه الأصولية على العقيدة الواسطيه: الطبعة الرابعة,۳۹۱٠ه- ١ ۱۹۷م. ۲- عبد العظيم بن عبد القوي والترهيب من الحديث والنىشر. ۱۳۹۹ ها تحفقيق مصطفی محمد التانيهءمكتبة ومطبعة مصطفی البابي ۱۳۷۳ ه٤ ٤ عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي ٠٤ بين الفرقءوبيان القرقة الناجيه منهم محمد عثمان الخشتءمكتية ابن سيناءالقاهرة. j Pe (۹ 1 ن -- ل( ١۱۹ 0 - عیدں الكافي .ابو عمارلت:* ۰٠۲۰۳_۰ ۱م( الموجزءتحقيق عید الرحمن عميرةءدار الجيل بيروت. ٦ علي بن عبد الكافي ءتقي الدين السقام في زيارة — 0۷ —0۸ ۹ ۰ 1 ۳ خير الأنامءلجنة التراث العربيءبيروت. عبد الله بن أحمد بن محمود التنزيل وحقائق التأويل ءالطبعة الأولىءدار الكلم الطيب, ٩٤٤ ١ه -۱۹۹۸۹. عبدالله بن حميد السالمي ( ت: ۱۳۳۲ه -١ ٠۱۹۱ م )ء تحفة الأعيان . المطابع مشارق أنوار العقولءتحقيق عبد المنعم العانيء وتعليق سماحة مفتي سلطنة عمانء دار الحكمة. ٦ ١٤ ۱ه -١۱۹۹م. 4 جوهر النظام في علمي الأحكام والأديان. علق عليه أيو إسحاق اطفيش:وابراهيم العيريءالمطابع الذهبيهءروي:سلطنة عبد الملك الجويني . أبو المعالي ( ت: ۷۸٤ ه - ١۸٠٠ م )ء كتاب الارشاد الى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد . تحقيق تميم . الطبعة الأولى ٠ موسسة الكتب الثقافية , ٥٠٤٠ ه - ١۱۹۸ م. العز بن عبد السلام , أيو محمد السلمي (ت: ١٦٠ ه - ١١۱۲ م )ء قواعد الاحكام في مصالح الأنام , دار المعرفة » بيروت . علي بن أبي بكر الهيثمي ( ت: ۳۰۷ ه )٠ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد مكتبة القدسي , القاهرة » درب سعاده . 4 موارد الظمآن الى زوائد ابن حبان , تحقيق دمشق , ١۱١۱۶ ه - ۱۹۹۲ م. عمر بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني ( ت: ۲۸۷ ه) ء كتاب السنه ء الطبعة الأولى . المكتب الاسلامي › دمشق , 7°٤٠ ه - ’سے eee | ٦- علي ين أحمد أبو محمد ء الظاهري بين حزم 166 ها ١۹٠٠ م) الفصل في الملل والاهواء والنحل , تحقيق الدكتور محمد إيراهيم نصرء والدكتور عبد الرحمن عمیره , دار الجيل ٠ بيروت . ۷- علي بن اسماعيل أبو الحسن , الأشعري ( ت : ٢۳۲۶ ه - ١۹۳ م) , مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين , تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد , المكتبة العصرية بيروت ء الطبعة الأولى » ١١٤۱ ه - ۸- علي بن سلطان محمد القاريء , منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكيرء ومعه التعليق الميسر على شرح الفقه الأكير لوهبي سليمان غاوجي ء الطبعة الأولى » دار البشائر الاسلامي » بيروت , ١٤١٤۱ ه - ١۱۹۸ م. ۹- علي محمد جماز « دکتور » . مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل ٠ الطبعة الأولى ء دار الثقافة , الدوحة ء قطر, ٤٤٠ ه - ١۹۹٠ م. ٠- علي محمد الجزري , النهاية في غريب الحديث والأثر ء تحقيق محمود محمد الكناجي الزاوي وظاهر أحمد الزاوي ءدار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ء لبنانء مادة شفع . ١- علي بن محمد بن علي الحسيني ءأبو الحسن الجرجاني الحنفي ( ت: ٦۳۱ ه - ۳٣ ع). التعريفات . منشورات محمد علي بيضون ء الطبعة الأولى ٠ دار الكتب العلمية . وضع فهارسه محمد باسل لحسن علي بن محمد بن علي الحسيني الجرجاني الحنفي (ت: ١۸۱ ه - ١١٤۱م ) 7٤ ۲- عياض بن موسى بن عياض اليحصبي ء إكمال المعلم بفوائد مسلم . دار الوفاء للطباعة والنش ء الطبعة الأولى » مصر . ۷۳ 4 شرح الشفاء شرحه الملا علي القاريء ء دار الكتب العلمية بيروت . ٤- فاروق الدسوقي ,اشفاعةء سلسلة كتب التصوف الاسلامي . الكتاب السابع عشر ء أدلة وجوب الشفاعة الاسلامية وبيان خطورة الشفاعة الشركية . ٥- فرحات الجعبيري « دكتور » البعد الحضاري للعقيدة الاباضية . مطبعة الألوان الحديثة . سلطنة عمان , الطبعة الأولى , ١٠٤٠ ه - ۱۹۸۹ م. _ _— ا رة لخي —V۸ -۷۹ — AY — AY jp ‏ہے‎ ‎1 ‎29 س۷( ‎y7‏ ‏< الفضل بن الحسن الطبرسي ( من علماء القرن السادس ) ء مجمع البيان في تفسير القرآن الطبعة الأولى . دار الكتب العلمية ء بيروت . القاسم بن محمد بن علي الزيدي . المنصور بالله ( ت: ۹١۲٠٠ ه - ١۲٠٦٠ م)ء الأساس لعقائد الأكياس تحقيق الدكتور ألبير نصري نادر . الطبعة الأولى ء دار الطليعة للطباعة والنشر . قحطان الدوري « دكتور » ء الشورى بين النظرية والتطبيق , مطبعة الأمة ء بغداد ء الطبعة الأولى » ١۱۳۹ ه - ١٤۱۹۷ م. قحطان الدوري ٠ ورشدي محمد عليان ء أصول الدين الاسلامي دار الفكرء عمان › الطبعة الأولى . 4 صفوة الاحكام من نيل الأوطار وسبل السلام . دار الفرقان للنشر والتوزيع . الطبعة الأولى . مجموعة موّلفين. دليل أعلام عمان ءالمطابع العالميه,الطبعة الأولىءسلطنة عمان. ٢ه ۱۹۹م. تحقيق يحى خالد توفيق , مكتبة الأداب القاهرة . محمد بن أحمد الذهبي ( ت: ۸٤۷ ه - ١١۱۳ م )ء الكبائرء تحقيق سيد ابراهيم ٠ الطبعة الأولى ء دار الحديث › القاهرة. ١١٤٠ ه - ١۱۹۹ م. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ,. تحقيق محمد بن أحمد بن سالم السفاريني ( ت: ۱۱۸۸ ه - ١۱۷۷ م )ء لوائح الأنوار السينية ولواقح الأفكار السنية , تحقيق عبدالله محمد البصري ء الطبعة الأولى ٠ مكتبة الرشيد بالرياض ,١٤٤۱ ه - ١٤۱۹۹ م. محمد بن أحمد بن عبد الهادي الصارم المنكي في الرد على السبكي مطبعة 0 ; u^ 09 1 حم ‎—۸Y‏ محمد بن أحمد القرطبي (تة ١۷٠-١۲۷٠ التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة . تحقيق عصام الدين الصبابطي ء دار الحديث , الطبعة الأولى . ‏۸۸- . الجامع لأحكام القرآن دار الكتاب العربي . ‏۹- محمد بن اسحاق بن خزيمة ( ۳۱۱ ه)ء كتاب التوحيد واثبات صفات الرب عز وجلء تحقيق الدكتور عبد العزيز ابراهيم الشهوان , الطبعة السادسة ء مكتبة الرشدء الرياض ,۸١٤۱ هھ - ۱۹۹۷ م. ‏محمد بن اسماعيل البخاري ( ٢٥۲ هھ ) البخاري ء الطبعة الثانية . دار الرياض دار الفيحاء , دمشق , ١١٤۱ ه - ۱۹۹۹ م ‏١- محمد الألباني, إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل المكتب الاسلامي: الطبيعة الثانيةءبیروت٥ ٤ ‏۲- . سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء على الأمةء الطبعة الأولىءمكتبة المعارف للنشر 7٤٤٠ ‏۳- محمد بن جرير الطبري ( ت: ١۳۱۰ ه - ٢۲٩ م )ء جامع البيان في تأويل القران › دار الكتب العلمية , بيروت . ‏٤- محمد بن جعفر الكتاني . نظم المتناثر من الحديث المتواتر . دار الكتب السلفية للطباعة والنشر ء مصر ‏٥- محمد بن جواد مغنية , التفسير الكاشف ء الطبعة الأولى , دار العلم للملايين بيروت. ‏٦- محمد بن حبان , بو حاتم ( ت: ٢٥۳ ه - ١٠٩ م )ء الاحسان في تقريب صحيح ابن ‏۷- محمد الحسن العاملي ( ت : ٤۸۱ ه - ١١٤۱ م ) ء الموازين مختصر تنبيه الأولى » ١٠٤٠ ه - ۱۹۸۹ م. ‏۸- محمد بن الحسن الطوسي ( ت: ١7٦٤ ه - ۷١٠٠ م ) ء الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد » مطبعة الأداب في النجف الأشرف ء منشورات جمعية منتدى النشر : ۹ هه ۱۹۷۹ م. ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ bk 1 ‏د‎ men ۹ N ۲ ۹- محمد حسين الطباطبائي (ت: ١١٤٠ ه - ١۱۹۸۱ م )ء الميزان في تفسير القرآن › الطبعة الثالثة . الأعلى للمطبوعات ء بيروت , ۱۳۹۷ ه - ۱۹۷۳ م. ٠- محمد ربيع جوهري ء, عقيدتنا , دار الطباعة المحمدية . الطبعة الأولى , ٥٠٤٠ ه ١۱۹۸ م. ۱- محمد رشید رضا ( ت: ١۵١۱۳ ه - ١۱۹۳ م )٠ تفسير القران العظيم المشهور بتفسير المنار . دار الكتب العلمية : بيروت . ٢٠ - محمد زكي الدين محمد ء أبو القاسم . جامع البيان لما اتفق عليه الشيخان , الطبعة الأولى , دار الصفوة للطباعة» ١١٤٠ ه - ١۱۹۹ م. ۳٢ - محمد بن سعيد الكدمي ( ت: ق ٤ ه - ق ١١٠ م )ء المعتبرء وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان , الطبعة الأولى , ٥٠٤٠ د - ١۱۹۸ م. ٥- محمد سلامه القضاعي ( ت: ٤٥٤ ه)ء مسند الشهاب ء تحقيق حمدي عبد المحسن السلفي ء الطبعة الأولى ء موْسسة الرسالة بيروت › 0*٤٠ ه - ١۱۹۸ م. محمد بن السيد درويش الشهير بالحوت البيروني . اسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي ١١٤۱۳ ه ۷- محمد شمس الحق العظيم أبادي » عون المعبود شرح سنن أبي داود ء مع شرح ابن القيم . تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان . الطبعة الثالثة . دار الفكر ء بيروت ء ۹ هه ۱۹۷۹م. الطبعة الثانية. ١٤٤٠ ه,ء دار اين الجوزي . الترمذيء الطبعة الثانية » مكتبة ابن تيميه . القاهرة , ١۳۸٠ ه - ١٠٦۹٠ م. ٠- محمد عبد الرؤوف المناوي , فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ء دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع . د اخ اک اھ mm 1 ‏اأص‎ e C۰ bh rr < 1 ١- محمد ين عبدالله السالمي , نهضة الأعيان , دار الكتاب العربي , القاهرة. ۳- محمد بن عثمان شمس الدين , الذهبي ( ت: ۸٨٤۷ ه - ١١٤۱۳ م )ء تذكرة الحفاظء الطبعة الثالثة ء مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ءبحيدر أباد ءالدكن ءالهندء ٦ه ٦۱۹ م. محمد بن علاء الدين ابن أبي العز الحنفي ( ت: ۷۹۲ ه - ۱۳۸۹ م )ء تهذيب شرح العقيدة الطحاوية , تحقيق عبد المنعم مصطفى حليمه ء الطبعة الأولى » دار البيارق للطباعة والنشر والتوزيع » بيروت » ۸١٤۱ ه - ۱۹۹۷ م. ٥- محمد بن علي التهانوي . كشاف اصطلاحات الفنون ء الطبعة الأولى دار الكتب العلمية ء بيروت ,۸١٤۱ ه - ۱۹۹۸ م. محمد بن علي الشوكاني ( ت: ١٠۲٠ ه)ء البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع . دار الكتب العلمية , الطبعة الأولى » بيروت »۸١٤٠ ه - علم التفسيرء دار المعرفة للطباعة والنشر ء بيروت . ۸٨- محمد بن عمر الرازي ( ت: ١٠1 ه - ۷١۱۲ م ) ء تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب , الطبعة الأولى دار الفكر ء بيروت , ١٤٠ ه - ۸۱ م. ۹- . الشفاعة العظمى يوم القيامة . تحقيق أحمد حجازي أحمد السقاء الطبعة الأولىء مطيعة دار التضامن , القاهرة , ۱۹۸۸ م ٠- محمد بن عمر بن موسى العقيلي ( ت: ۳۲۲ ه) ء كتاب الضعفاء , تحقيق حمدي السلفي ء الطبعة الأولى ء دار الصميعي ء الرياض , ٤٤٤٠ ه - ٠٠٠۲م. ١- محمد بن عيسى بن سورة ء سنن الترمذي ء دار الحديث , أمام جامعة الأزهر. ۲٢- محمد فريد وجدي دائرة معارف القرن الرابع عشرء الطبعة الثانية , طبع بمطبعة دائرة معارف القرن العشرين , ١١۱۳ ه - ۹۲٠م j ‏پء‎ ا عة ا 1 > r 4 ٢ المفيد محمد بن محمد التعمان ( ت: ١٤٤ ه - ١۲١۱ م ) , أوائل المقالات في المذاهب المختارات , دار الكتاب الاسلامي ء بيروت , 7١٤٠ ه - ۱۹۸۳ م. ٤ محمد مرتضى الزبيدي ( ت :٠٦۸۱ ه )ء تاج العروس من جواهر القاموس ء دار ليبيا للنشر والتوزيع بنغازي . ٥ - محمد بن منظور(ت :۷۱۱ ه- ۱۳۱۹ م )ء لسان العرب » مكتب تحقيق التراثءدار إحياء التراث العربي موْسسة التاريخ العربي ء بيروت ء لبنان.( ١٤١٤٠ ,۱۹۹۳ ع). ٦ - محمد بن يزيد القزويني ( ت: ۲۷۵ ه)ء سنن ابن ماجه , تحقیق الدکتور بشار عواد معروف ء الطبعة الأولى ء دار الجيل بيروت , ۸١٤۱ ه - ۹۹۸٠م ۷ -مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي ( ت :۸۱۷ ه - ١٤١٤۱ م )ء القاموس المحيط , دار الحد يث . القاهرة. ۸ -محمود بن عمر الزمخشري(ت:۸ ۳٥ ه- ١١٤ ۱١م)ءالكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ءالطبعة الثالثةءدارالران للتراثءالقاهرةءودار الكتاب العربيءبيروت:۷ ٠٤ ٠ه -۱۹۸۷م. ۹- أساس البلاغة معجم في اللغة والبلاغةء مكتبة لبنان ٦٤ ٠-مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري(ت:۱٠٦۲ه)ءالجامع الصحيح ءمنشورات المكتب البخاري للنشر والطباعة والتوزيع»بيروت. ١ - محمد يوسف الشيخ,التعليقات على شارح الجوهرة,ءالطبعة الأولىء دار إحياء الكتب العربية۱۳۷۳ه- ١٤ ۲-مسلمة بن مسلم العوتبي.الضياءءالطبعة الأولىء وزارة التراث القومي والثقافةء سلطنة عمان, ٤١٤٤ ۱ه ۳٣ -ميمون بن محمد النسفي:أبو المعين(ت:۸٠ ٥ه - ١٤ ١١١م)ءالتمهيد لقواعد التوحيدء تحقيق حبيب الله حسن أحمدءالطبعة الأولىء دار الطباعة المحمدية, ٦٤٤ ٠ه ۶ ءتبصره الأدلةءتحقيق کلود سلامهء الطبعة الأولى:ا! مهد العلمي الفرنسي للدراسات ۹٠ م. د ‎j‏ ‏٢+ ‎ma‏ ل س ‎çr‏ 2 - ابن النحاس(ت:٤ ١۸ه- مختصر تنبيه الغافلينءجمع وترتيب رجائي بن محمد المكي.الفاروق الأولى» ٩٠٤ عبدالجواد « دکتور » الشفاعة الدنيوية والاخروية . دار الكتب 4 جامعة 7١7١٤٠ ه - ١۱۹۹ م. ۷- نعمان خير الدين الشهير بابن الألوسي البغدادي . جلاء العينين في محاكمة الاحمدينء مطبعة المدني » موّسسة السعودية بمصر . ۸٨ -هود بن محكم الهواريءتفسير كتاب الله العزيز. دار الغرب الاسلامي.الطبعة الأولى ١۱۹۹ م. ۹- يحيى بن شرف مسلم بشرح النوويءالطبعة بحاشية العلامة أبي عبدالله محمد بن عمرءوزارة التراث القومي والثقافةءسلطنة عمانءالطبعة الأولى ‎AEE‏ 1م - الدوريات: ١ الأستان الدكتور عبد الهادي بن عبد القادر بن عبد الهادي. «الرد على الدكتور مصطفى محمود في إنكار الشفاعةءوعلى اللواء محمد شبل في انكار يوم عرفة»: هدية مجلة الازهر, ٣٤ اه. - رسائل الجامعات: ١- خلدون محمد عقله حماشه, أحكام الشفاعة وأثرها في الحقوق ءرسالة ماجستيرءكلية الشريعة,ءالجامعة الأردنيه» عمان. ٦٤٤ ٠ه-۱۹۹۲م. ۲- عبدالله بن سعيد المعمري:جزاء العمل في القرآنءرسالة ماجستيرءكلية الشريعة والقانون جامعةآل ۹۹۹٠ م. ۳- مسلم بن سالم الوهيبي, الكبيرة مفهومها وعقوبتهاءرسالة ماجستيرءكليه الدراسات الفقهيه والقانونيهءجامعة آل البيت المفرق:۷ ۱۹۹ م. .کے ل س 1 2 ٣ و ساط فائمة الحتويات الوضوع الصفحة الاأهداء ‎EER‏ ‏المقدمة ‎WO‏ ‏الفصل الأول : الشفاعة وأتنواعها ‎V‏ ‏الأول : تعريف الشفاعة لغة واصطلا حا ‎N‏ ‏الشفاعة في اللغة ‎N‏ - الشفاعة في الاصطلاح ‎N0‏ ‏المبحث الثاني : أنواع الشفاعة ‎WV‏ ‏المطلب الأول : الشفاعة المتعلقة بالملائكة ودليلها ‎WV,‏ ‏المطلب الثاني : الشفاعة المتعلقة بالعبادات دليلها ۴ - شفاعة الصيام ‎WL‏ - شفاعة القران ‎WO‏ - شفاعة الصلاة على النبي وزيارة قبره- َير ‎WEÊ n.‏ - شفاعة كثرة السجود ‎PT‏ - شفاعة فعل المعروف ‎WV‏ المطلب الثالث : الشفاعة المتعلقة بالأشخاص ء ودليلها ‎WA e.‏ - شفاعة الانبياء عليهم السلام ‎WA‏ - شفاعة الشهداء والصديقين ‎W4‏ - شفاعة العلماء العاملين ‎E‏ - شفاعة الأولاد ‎E‏ الملبحث الثالث : الحكمة من الشفاعة وأثرها ‎ÊÊ‏ ‏المطلب الأول : الحكمة من الشفاعة ‎EÊ‏ ‏المطلب الثاني : أثر الشفاعة ‎E‏ سے eee > > ‎j |‏ س اة الأخرون. ا 89 ‎Ober‏ ‏٦ < الفصل لثاني : الشفاعة 2 القرآن الكريم والسنة التبويةك ‎OW ee.‏ الأول : الشفاعة ا القرآن الكريم ‎OV‏ ‏المطلب الأول : الآيات المثبتة . وأقوال العلماء ‎OV‏ - ما تثبت الشفاعة ‎OV‏ - ما تثبت الشفيع ‎E‏ المطلب الثاني : الآيات النافية . وأقوال العلماء ‎A‏ - ما تنفي الشفاعة ‎NNE‏ - ما تنفي الشفيع ‎VO‏ ‏المطلب الثالث : الجمع بين الإثبات والنفي ‎NÊ‏ امبحث الثاني: شروط الشفاعة ك القرآن الكريم ‎NÎ‏ ‏أولا : القدرة على الشفاعة ۸ ثانيا : إسلام المشفوع له ۹ ثالثا : الاإذن بالشفاعة ‎AES‏ ‏رابعا : الرضى عن المشفوع له ‎۹V‏ ‏اميحث الثالث : الشفاعة 2 السنة التبويكة ‎E‏ المطلب الأول : الشفاعة المتفق عليها ‎۹V‏ ‏- الشفاعة الكبرى , تعريفها , دليلها ‎۹V‏ - الشفاعة بفتح أبواب الجنة ودخولها ۱ - الشفاعة في أهل الجنة لزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم؛ تعريفهاءدليلها. ...۳٠٠ - الشفاعة فيمن تساوت حسناته وسيئاته تعريفها. دليلها ‎Ne.‏ ‏المطلب الثاني : الشفاعة المختلف فيها ‎NE‏ - الشفاعة في تخفيف العذاب عن بعض الكفار تعريفهاء دليلها. .. ١٠٠ - الشفاعة للمصرين على الكبائرء تعريفها , دليلها ‎۸t‏ ‎a‏ اھ ‎lia,‏ ب ¥ ¥ ‎rr 3 1 ‏٦‎ ‏الفصل الثالث : الشفاعة للمصرين على الكبائر بين النضي والاثبات .. ۱۱۷٠ ‏الميحث الأول : مفهوم الكبيرة والاإصرار ‎NA‏ ‏المطلب الأول : تعريف العلماء للكبيرة ‎N‏ ‏المطلب الثاني : معنى الاإصرار لغة واصطلاحا ‎NW‏ ‏المطلب الثالث : حكم مرتكب الكبيرة ‎N‏ ‏الميحث الثاني : إثبات الشفاعة للعصاة الموحدين ‎NWN‏ ‏المطلب الأول : أصحاب هذا الرأي ‎N‏ ‏المطلب الثاني : أد لتهم على ذلك من ‎NPE‏ ‏س القرآن الكريم ...ر ۱۳۳ السنة النبوية ‎NV‏ ‏- العقل ‎E‏ ‏المطلب الثالث : مناقشة الأدلة ‎NE‏ ‏المبحث الثالث : نفي الشفاعة عن العصاة الملصرين ‎NO‏ ‏المطلب الأول : أصحاب هذا الرأي ‎NO‏ ‏المطلب الثاني : أد لتهم على ذلك من ‎NO‏ ‏- القرآن الكريم ‎NO‏ ‏السنة النبوية ‎N‏ ‏العقل ‎N‏ ‏المطلب الثالث : مناقشة الأدلة ر المبحث الرابع : الرأي المختارء وأد لتك ‎NAS‏ ‏الخاتمة ‎NAA‏ ‏قائمة المصادر والمراجع ‎KS‏ ‎ ‎ ‎ ‎ تر بحمد الله حقوق الطبع محفوظة