‫‪(!:.‬‬ ‫اادا‬ ‫الماكس ‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التج (تمررمتعربورلتريى‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫الطيعة التانية مزيدة‬ ‫‏‪ ٤١‬ه ۔ ‏‪ ٢٠٢٠‬م‬ ‫نشر وتوزيع‪:‬‬ ‫لم | مكتبة خزائن الآثار‬ ‫سلطنة عمان ۔ بركاء‬ ‫‪.‬‬ ‫اس‬ ‫‪ _ ٠٠٩٦٨٨٩٨١٧٧٧٨٩‬۔۔‪‎٥٢٠٠١٥٥٩٨٦٩‬‬ ‫نقال‪‎:‬‬ ‫الراعي الإعلامي‪:‬‬ ‫موقع بصيرة الإلكتروني‬ ‫موسوعة إلكترونية في العلوم الإسلامية‬ ‫‪2 2‬‬ ‫لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي‬ ‫‪3‬‬ ‫المفتي العام لسلحلنة مُمان‬ ‫‪.. -‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫للتواصل‪:‬‬ ‫زلتم (تمريرتوولهياي‬ ‫الحمد لله‪ ،‬والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن‬ ‫والاه‪.‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فإن الشورى من الأمور التي رافقت حياة الإنسان في دنياه منذ‬ ‫بدء الخليقة‪٬‬‏ حيث كانت توجد الشورى الشخصية‪ .‬التي تكون بين الإتسان‬ ‫وأخيه الإنسان‪ ،‬وهناك الشورى الجماعية التي تكون بين جماعة من الناس‬ ‫يجتمعون ويتشاورون فيما يهمهم ويعنيهم من أمور معاشهم في حياتهم‬ ‫ودنياهم"‪ 6‬كما أن هناك الشورى السياسية التي تتعلق بشؤون الحكم‪ ،‬وهي‬ ‫التي ينبني عليها نظام الحكم" أي بين الحكم والشورى أو بين الحاكم وأهل‬ ‫الحل والعقد الذين هم أهل الشورى‪.‬‬ ‫وعلى كل حال من الأحوال فإن الشورى أمرها رشيد‪ ،‬وعواقبها حميدة‪.‬‬ ‫ونتائجها سعيدة وتكون بها الحياة جميلة للجميع‪ ،‬للأفراد وللمجتمع‬ ‫وللأنظمة السياسية الحاكمة فهي كما يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم‪:‬‬ ‫‏‪٠١ ١‬‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫الفرد‬ ‫ورأي‬ ‫رغم الخلاف‬ ‫به‬ ‫الحماعة لا تشقى البلاد‬ ‫رأي‬ ‫مطلعها‪:‬‬ ‫قصيدة‬ ‫من‬ ‫‏)‪(١‬‬ ‫إني إلى ساحة الفاروق أهديها‬ ‫}‬ ‫حسب القوافي وحسبي حين ألقيها‬ ‫وهي في مدح أمير المؤمنين الخليفة العظيم عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫على أن الشورى السياسية هي موضوع الاهتمام الدولي في هذا العصر‬ ‫باعتبارها كبحًا لجماح السلطة المطلقة‪ ،‬والأنانية الفرديةث وحدا لاستبداد‬ ‫الحاكم الفرد‪ ،‬لأنها تعطي قدرا مناسبا للمشاركة الشعبية من خلال أهل الحل‬ ‫والعقد الذين يشكلون مجالس الشورى‪ ،‬كما أنها تتكيف مع الإرادة الوطنية‪.‬‬ ‫على أن الشورى بهذا المفهوم ۔ أي الشورى السياسية ۔ هي الموضوع‬ ‫الذي يطرحه كتابنا هذا‪ ،‬وهو يناقش موضوع الشورى السياسية بين الحاكم‬ ‫والمحكوم وجوبا أو استحبابا من المنظور الشرعي الاسلامي وسوف تبين‬ ‫الفقرة القادمة الشورى من حيث اللغة والاصطلاح‪.‬‬ ‫ت‬ ‫؟‬ ‫جهه‬ ‫ا‬ ‫الشورى لغة واصطلاكا‬ ‫ل_۔__۔۔۔ ك‬ ‫قال الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ :‬شرت العسل أشوره شورا‪ ،‬ومشارة‬ ‫اشتق من‬ ‫‪77‬‬ ‫والمشورة‬ ‫اشتيارا۔‪5‬‬ ‫أشتاره‬ ‫وأشترته‬ ‫إشارة‪.‬‬ ‫وأشرته أشيره‬ ‫الاشارة‪ ،‬أشرت عليهم بذلك‪ ،‬ويقال مشورة(‪.‬‬ ‫وقال ابن منظور‪ :‬شار العسل يشوره شورا وشيارا ومش ارا ومشارةء‬ ‫استخرجه من الوقبة واجتناه‪ ،‬والشارة والشورة‪ ،‬الحسن والهيئة‪ ،‬وأشار إليه‬ ‫وشور أوما‪ ،‬وشور إليه بيده أي أشار‪ ،‬وأشار إليه بأمر كذا‪ ،‬أمره به‪ .‬وهي‬ ‫الشورى والمشورة بضم الشين مفعلة‪ ،‬وشاورته في الآمر واستشرته بمعنى‬ ‫وفلان خير شير أي يصلح للمشاورة‪ ،‬واستشاره طلب منه المشاورة‪ ،‬وأشار‬ ‫عليه بالرأي إذا ما وجه بالرأي‪ ،‬ويقال فلان جيد المَشُؤرة والمشؤرة"'‪.‬‬ ‫وفي الاصطلاح‪ :‬الشورى طلب الشيء وقال عنها بعض‪ :‬إتها الاجتماع‬ ‫على الأمر ليستشير كل واحد صاحبه‘ ويستخرج ما عنده‪ ،‬وقال الراغب‪:‬‬ ‫المشورة استخراج الرأي بمراجعة البعض إلى البعض‪ ،‬والشورى الأمر‬ ‫الذي يتشاور فيه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬عرض الأمر على الخبرة حتى يعلم المراد‬ ‫منه‪.‬‬ ‫كتاب العين© مادة (شور)‪.‬‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫لسان العرب©‪©٨‬‏ مادة (شور)‪.‬‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫ومن هذا المعنى يطلق على الموضع الذي يتم فيه التشاور مجلس‬ ‫الشورى‪.‬‬ ‫وهي أي الشورى اجتماع الناس على استخلاص الصواب بطرح جملة‬ ‫آراء في مسألة لكي يهتدوا إلى قرار"‪.‬‬ ‫وجود‬ ‫هي‪:‬‬ ‫تنبني على أمور‬ ‫الشورى‬ ‫والمعاني نفهم أن‬ ‫الألفاظ‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫شخص أو أكثر مجتمعين في مكان‪ ،‬ليبدي كل واحد رأيه‪ ،‬ثم التوصل إلى‬ ‫واحد صائب‪.‬‬ ‫رأي‬ ‫ويبدأ استعمال الشورى عندنا في غُمان من السبلة وهو موضوعنا القادم‪.‬‬ ‫ح‪>:‬‬ ‫ج‪:‬‬ ‫‪ .‬ے‬ ‫‪.٥‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫في الإسلام‪.‬‬ ‫نظام الشورى‬ ‫محمود‬ ‫الخالدي©‪6‬‬ ‫(‪(\١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫دور السبلة في الشورى }‬ ‫‪:1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫في اللهجة العمانية‪ 5‬وهي التي تسمى‬ ‫السبلة مفردة‪ .‬وجمعها اليببل©‬ ‫اليوم المجالس العامة‪.‬‬ ‫عامًا ‘ ومنه‬ ‫جعل الشيء‬ ‫التسبيل ‏‪ ٦‬أي‬ ‫من‬ ‫ولعل معنى السبلة مأخوذ‬ ‫ما جاء في الحديث‪« :‬حتس الأصل‪ ،‬وستل الثمرة»‪ ،‬أي اجعل الأصل وقمًا‬ ‫ثابئا‪ ،‬والثمرة للمنفعة العامة‪.‬‬ ‫والحديث ورد في مشروعية الوقف في الإسلام أمرا من النبي ية‬ ‫لعمر بن الخطاب فثثثنه ‪.‬‬ ‫او لعل المعنى ماخوذ من ابن السبيل‪ ،‬وهو الضيف الذي لا أهل له في‬ ‫ابن السبيل‪.‬‬ ‫الذ‬ ‫لضيف الذي هو‬ ‫على إكرام‬ ‫وا لمقصو د الحث‬ ‫المكان‬ ‫ذلك‬ ‫المنفعة من‬ ‫السبلة هو عموم‬ ‫لفظ‬ ‫من‬ ‫رأيى ‪ :‬أن المعنى المقصود‬ ‫وفي‬ ‫المكان الذي يتخذ سبلة أي مجلسا عاما في العرف المعاصر‪.‬‬ ‫وكانت السبلة قد قامت بدور محوري ورئيسي في المجتمع العماني©‬ ‫فهي المكان الذي يجيجمع أهل الحارة طوال يومهم" ففيه يتناولون قهوة‬ ‫الصباح وقهوة الظهر وفيه يتسامرون في الهزيع الأول من الليل‪ ،‬كما أنها‬ ‫كانت مقرا للضيف الذي ينزل على أهل تلك الحارة‪.‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏‪١٠‬‬ ‫وكانت اليسبل تتوزع على جميع الحارات‘ حيث أنه في كل حارة سبلة‬ ‫لأهل تلك الحارة أو للأسرة أو الفخيذة (البطن) من القبيلة‪.‬‬ ‫فيها همومهم وشجونهم وشؤونهم‬ ‫وكان أولتكم ‏‪ ١‬لأها لي ينا قشون‬ ‫الاجتماعية والسياسية وكل ما يهمهم ويعنيهم‪.‬‬ ‫والسلوك‬ ‫منها العلم وا لأدب‬ ‫منذ نعومة أظفارهم يتعلمون‬ ‫العمانيون‬ ‫وكان‬ ‫الراقي‪.‬‬ ‫فكم سمعنا من الذين يقدمون القهوة فيها وهم ميون قراءة وكتابة‬ ‫يحفظون أبيائا من الشعر لا سيما من كتاب «جوهر النظام» للإمام نور الدين‬ ‫السالمي ومن كتاب «الدعائم» للإمام أحمد بن النظر السمائلي‪ ،‬وكذلك من‬ ‫القصص وسير الأنبياء والعلماء والقادة ويحفظون الأمثال والجكم‪.‬‬ ‫أما تسمة المواريث فحدث عن ذلك ولا حرج لأن غمار تلك السبل‬ ‫يأخذها بعضهم عن بعض“ جيلا عن جيل‪.‬‬ ‫فإذا مات أحد الناس تذاكروا قسمة التركة على ؤراثه‪ ،‬ليعرفوا ما يكون‬ ‫لكل واحد منهم ذكورا وإناثا‪ ،‬فتترسخ تلك القسمة في أذهانهم ويقيسوا عليها‬ ‫نظائرها‪.‬‬ ‫بين‬ ‫التي تكون‬ ‫القضايا الاجتماعية كتلك‬ ‫أو‬ ‫القبيلة والدولة‬ ‫التي بين‬ ‫كتلك‬ ‫الأسر أو فخائذ القبيلة الواحدةة أو القضايا القبلية كتلك التي تكون بين‬ ‫القبيلة وغيرها من القبائل‪.‬‬ ‫جد قريش‬ ‫هو قصي بن كلاب‬ ‫وأول من اتخذ دارا وهي بمعنى السبلة‬ ‫وذلك لأنهم‬ ‫دار الندوة©‬ ‫وسميت‬ ‫من خزاعة‬ ‫الذي استولى على الحرم (مكة)‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫ويرى‬ ‫شة ف‬ ‫لسبل‬ ‫ا ال‬ ‫دور‬ ‫ينتندون فيها‪ ،‬أي يجتمعون ويتشاورن وجعل بابها إلى الكعبة‪ ،‬وكانت قريش‬ ‫من بعده لا تقضي أمرا إلا فيها("‪.‬‬ ‫الاهتمام بالمجالس العامة كبديل‬ ‫وفي عصرنا الحالي كثر ۔ والحمد لله‬ ‫عن السبل في الماضي ولكنها تستعمل في الغالب للأفراح والأتراح‪.‬‬ ‫أبو مسلم البهلاني الرواحي عندما قال‪:‬‬ ‫شاعر العروبة والإسلام‬ ‫وصدف‬ ‫ومع الاجتماع غرس العقول‬ ‫قلما يكسب انفرادك فضلا‬ ‫واقتناص المعقول والمنقول‬ ‫أدب حكمة كمال دعاء‬ ‫ومن السبل والاجتماعات والتجمعات يتطور أمر الشورى إلى أن يكون‬ ‫تحت قبب مجالس الشورى وهو موضوع الفقرة القادمة‪.‬‬ ‫بهد مهو م‬ ‫‪.٦٢‬‬ ‫سيرة ابن هشام‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏‪١٢‬‬ ‫مجالس الشورى إ‬ ‫عمدت الدول المعاصرة إلى إنشاء مجالس للشورى‪ ،‬وذلك لكي تعطي‬ ‫المجالس هي الجهات التشريعية‬ ‫هذه‬ ‫لكون‬ ‫هذه المجالس آراءها للحكومات‬ ‫التى من شأنها سن القوانين وتراقب تنفيذها‪ ،‬على اعتبار أن أنظمة الحكم في‬ ‫هى‪:‬‬ ‫ثلاث‬ ‫الدول المعاصرة تتكون من سلطات‬ ‫وما في معناه)‪.‬‬ ‫التشريعية (مجلس الشورى‬ ‫۔ السلطة‬ ‫السلطة القضائية (القضاء)‪.‬‬ ‫السلطة التنفيذية (الحكومة)‪.‬‬ ‫وهذه السلطات الثلاث كل وحدة مستقلة عن الأخرى بيد أنها يكمل‬ ‫بعضها البعض‪.‬‬ ‫على أن مجالس الشورى في العصر الحاضر هي ما كان يعرف في‬ ‫الماضي بأهل الحل والعقد الذين سوف نتحدث عنهم في الفقرة اللاحقة‪.‬‬ ‫أهل الحل والعقد إ‬ ‫ومعنى أهل الحل والعقد‪ ،‬هم الذين لهم التأثير في المجتمع‪ ،‬أي‬ ‫يحلون ويعقدون على أن مفهوم أهل ‏‪ ١‬لحل والعقد يتسع ويضيق بحسب‬ ‫كل زمان وأهله‪ ،‬حيث أننا نجده في بعض الأحيان والأزمان يقتصر على‬ ‫كما هو الأمر في دولة الإمام‬ ‫مثلا‬ ‫الدين‬ ‫كعلماء‬ ‫شريحة معينة في المجتمع‪،‬‬ ‫‏(‪ _١٣٢‬‏)ه‪ ٤٣١‬الذي هو أول إمام بمممان‬ ‫الجلندي بن مسعود آل الجلندى‬ ‫وجاء إلى الحكم نتيجة الشورىآ وكان أهل الحل والعقد في عهده هم‬ ‫هاشم بن غيلان في رسالته إلى الإمام‬ ‫وهم الذين ذكرهم الشيخ‬ ‫العلماء©‬ ‫غسان بن عبد الله اليحمدي ‏(!‪ ١٩٦‬‏)ه‪ ٧٠٦‬وذكرهم أبو الحسن البسيوي في‬ ‫سيرته‪ ،‬ومنهم‪:‬‬ ‫البحراتي ‏‪٠‬‬ ‫زياد‬ ‫وخلف بن‬ ‫بن عطية‬ ‫وهلال‬ ‫أبي جابرا‬ ‫بن‬ ‫موسى‬ ‫بن عطية‪،‬ث وبشير بن المنذر والمنير بن النير الريامي الجعلاني‪،‬‬ ‫وشبيب‬ ‫والحسن بن عقبة‪ ،‬ولوط بن سام وحميم بن المغيرة‪ ،‬والهماس بن المغلس©‬ ‫وعبد الله بن أبي خ وعمارة بن همام ‪ ،‬ومحمد بن‬ ‫والنير بن عبد الملكآڵ‬ ‫الله ‪ 0‬ويحيى بن يزيك‬ ‫وحميد بن عبد‬ ‫عبد الله بن سوم } وعمر بن يحيى‬ ‫‪(١‬‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وعمر ين عبد الله‬ ‫(‪ )١‬السالمي نور الدين عبد الله بن حميد{ تحفة الأعيانث ج‪ ،١‬ص‪ ٨٨ ‎‬۔‪.٩٠ ‎‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫كما نجد مفهوم أهل الحل والعقد يتسع في أحيان وأزمان أخرى‪ ،‬حيث‬ ‫يشتمل على علماء الدين وزعماء القبائل والوجهاء والآأعيان؛ كما هو الحال‬ ‫بعد عزل أو انعزال الإمام الصلت بن مالك ‏(‪ _٢٣٧‬‏)ه‪ ٣٧٢‬حيث برز عدد‬ ‫من الزعماء القبليين بعد انقسام العلماء إلى مؤيد لعزل أو انعزال الإمام‬ ‫الصلت ومعارض له‪ ،‬وما أعقب ذلك من تداعيات كمعركة الروضة (تنوف)‬ ‫ومعركة إزكي‪ ،‬الأمر الذي أى إلى ضعف موقف العلماء أمام زعماء القبائل"‬ ‫وانقسم أهل عمان بسبب ذلك قبائليا إلى قحطانية وعدنانية‪ ،‬أو يمنية ونزارية‬ ‫وعلمائيا إلى نزوانية ورستاقية وإزكوية‪ ،‬وقد اختفت الأزكوية‪ ،‬وبقيت‬ ‫النزوانية والرستاقية اللتان تعرفان الآن بالمدرسة النزوانية‪ ،‬والمدرسة‬ ‫الرستاقية‪ ،‬لما أحدثتاه من تطور في مفهوم العلاقة بين الحاكم والمحكوم‬ ‫إيجابا أوسلبا من المنظور الفقهي في الإسلام‪..‬‬ ‫ومن الملاحظ أنه إذا ظهر زعماء القبائل فى المشهد السياسي ضعف دور‬ ‫علماء الدين© وإذا قوي دور علماء الدين تضاءل دور زعماء القبائل‪ ،‬قال‬ ‫الإمام نور الدين السالمي وهو يتحدث عما حصل من تدخل شيوخ القبائل‬ ‫وتعاظم دورهم آخر عهد الأئمة اليعاربة في تنصيب الأئمة‪ ،‬وما نتج عن ذلك‬ ‫من حروب وفتن «وما بُلي أهل عمان هذا البلاء إلا بمخالفة أهل العلم وأهل‬ ‫الفضل فالله يحفظ لنا ديننا ودنيانا وبقية بلادنا»('‪.‬‬ ‫وهو الأمر الذي أشار إليه الباحث العراقي مهدي طالب هاشم بعد أن‬ ‫ذكر شعر أحمد بن جميل الجديدي من بني مالك بن فهم وشعر ابن دريد‬ ‫الأديب المعروف في وقعة القاع من منطقة عوتب بصحار‪.‬‬ ‫ولما كان الشعر يعكس أفكار الشاعر وعقائده وتصوراته في الحياة‬ ‫(‪ )١‬تحفة الاعيان" ج‪ ،٦ ‎‬ص‪.١٤٧ ‎‬‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫أهل الحل والعقد‬ ‫الاجتماعية فإننا يمكننا القول" إن روح الثار بين القبائل الحميرية والمضرية‬ ‫طغت على شعر هذه الفترة‪ ،‬ويتضح هذا بصورة كبيرة في شعر ابن دريد‬ ‫الأزدي في وقعة الروضة وشعر أحمد بن جميل الهنائي في وقعة القاع«'‪.‬‬ ‫وكانت معركة القاع دارت بين القبائل النزارية بقيادة الإمام الحواري بن‬ ‫عبد الله الحداني والقبائل القحطانية بقيادة الإمام عزان بن تميم الخروصي‬ ‫سنة‪٢٧٨‬ه‪.‬‏‬ ‫وشعر ابن دريد الذي أشار إليه الباحث العراقي المذكور في تحريض‬ ‫قبائل الأزد ضد القبائل النزارية هو بعد معركة تنوف وقتل العديد من الأزد‬ ‫لا سيما من قبائل بني مالك بن فهم من قبل الإمام راشد بن النظر‬ ‫‏(‪ -٢٧٢‬‏)ه‪ ٧٧٢‬والشيخ موسى بن موسى بن علي سنة ‪٦٧٥‬ه‪.‬‏‬ ‫قال ابن دريد وهو محمد بن الحسن بن دريد‪:‬‬ ‫تل رزايا لهن عبخ تقيل‬ ‫نبه نابة وخطب جليل‬ ‫حويل‬ ‫للِهلمَكَرممقات عه‬ ‫ل‪/‬يس‬ ‫إن بالقاع من تنوف محلا‬ ‫قتيل‬ ‫الأنام‬ ‫لا يباريه فى‬ ‫يا بنتي مالك بن فهم قتيلا‬ ‫إننا في الوغى نفيز قليل‬ ‫قليل عَديئكم فقولوا‬ ‫‪١‬‬ ‫_‬ ‫مشرب الل والصيف الذليل‬ ‫أم ضعات عَن تارك م قتلوا‬ ‫إن يستر المُحَصنات الغول‬ ‫يساء يبغى لهن بحول‬ ‫أي هذي الأصناف أنتم فقولوا‬ ‫ولموسى‬ ‫لراشد‬ ‫عبيد‬ ‫أ‬ ‫(‪ )١‬الحركة الإباضية في المشرق العربي‪ ،‬ط أولى‪ ،‬ص‪.٢٧٧ ‎‬‬ ‫الشو رى في الإسلام‪,‬‬ ‫وقال أحمد بن جميل‪:‬‬ ‫قاع خيام إلى البطاح‬ ‫يالك بالقاع من صباح‬ ‫من بين طاها إلى وقاح‬ ‫أنعلت الخيل هام عوف‬ ‫كزاجر اليم ذي الطماح‬ ‫وخضنا من منبة دماء‬ ‫مالك الصباح‬ ‫والقوم من‬ ‫خيل بن نصر فتى المعالي‬ ‫بالسفاح‬ ‫الوتر‬ ‫ومدركي‬ ‫واليحمد الماني حماها‬ ‫تدعو بجهل إلى النطاح‬ ‫لماأتانا بان عوفا‬ ‫غاب من الرماح‬ ‫في ظل‬ ‫سرناإليهم بمقربات‬ ‫في جحفل شاهري السلاح‬ ‫تقدمنا الأسد من هناء‬ ‫رزاح‬ ‫بالويل أباها‬ ‫فكم كعاب هناك تدعو‬ ‫فنجد في هذا الشعر تحريضًا مفعمما بالعنصرية القبلية البغيضة‪ ،‬حيث أخذ‬ ‫يحرض تبائل الأزد قبيلة قبيلة‪ ،‬إلى أن جاء الجيش العباسي بقيادة محمد بن‬ ‫نور فقضى على الجميع وقتل الكثير واستولى على عمان وضعفت شوكة‬ ‫أن اللوم يقع على الجانبين العمانيين القحطاني‬ ‫أهل غمان‪ ،‬ولا شك‬ ‫والنزاري‪.‬‬ ‫وكما هو الحال آخر دولة اليعاربة" فقد سيطر على المشهد السياسي‬ ‫زعماء القبائل‪ ،‬وفي مقدمتهم محمد بن ناصر الغافري وخلف بن مبارك‬ ‫الهنائي اللذان انقسمت غمان بسببهما إلى طرفين غافري وهناوي‪ ،‬فالقبائل‬ ‫التي انحازت إلى الغافري أطلق عليها غافرية‪ ،‬والتي انحازت إلى الهنائي‬ ‫أطلق عليها هناوية‪ ،‬وقد امتدت نيران هذا الانقسام أو هذه الفتنة من إمارات‬ ‫ساحل غمان شمالا إلى المهرة جنوبا‪.‬‬ ‫‏‪١٧‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اهل الحل والعقد‬ ‫وفي هذا العصر توسع مفهوم أهل الحل والعقد عبر مجالس الشورى‬ ‫ليشمل كل من له تأثير اجتماعي‪ ،‬وهو توجه جيد لأنه يقوم على المشاركة‬ ‫الوطنية‪ ،‬ويدعم الوحدة الوطنية‪ ،‬وإذا كان المجتمع هو الذي يصنع أهل الحل‬ ‫والعقد‪ ،‬فإن أهل الحل والعقد هم الذين يصنعون الحاكم" وهو موضوعنا‬ ‫القادم ‪.‬‬ ‫الشو رى في الإسلام‬ ‫‏‪١٨‬‬ ‫اللححككمم‪ ,‬ال الشوري إ‬ ‫‪:: .7‬‬ ‫الحكم الشوري هو أن يأتي الحاكم بالاختيار والانتخاب من قبل أهل‬ ‫الحل والعقد (مجلس الشورى)‪.‬‬ ‫ويتم ذلك بالبيعة حيث يتقدم علماء الدين على البقية من أهل الحل‬ ‫والعقد على أن يكون في مقدمة الجميع كبير علماء عصره‪ ،‬فيبايع الحاكم" ثم‬ ‫يبايعه العلماء ثم بقية أهل الحل والعقد‪.‬‬ ‫وتسمى هذه البيعة بيعة الشورى لأنها تكون بعد الاختيار والانتخاب‬ ‫للحاكم أي بعد أن يتشاوروا في من يكون حاكما‪.‬‬ ‫وهناك بيعة أخرى هي بيعة الطاعة‪ ،‬وهي التي أحدثها الآمويون بدا من‬ ‫معاوية بن أبي سفيان‪.‬‬ ‫وقد التزم الإباضية ببيعة الشورى‪ ،‬وهي التي سار عليها الخلفاء الأربعة‬ ‫بعد النبي ية وسار عليها الأئمة الإباضية شرقا وغربا وفي عمان وسمي‬ ‫الحاكم المختار والمبايع شوريا إماما‪.‬‬ ‫وهذه التسمية مأخوذة من الأمام وهي الجهة التي تكون في المقدمة‬ ‫وذلك يعني أن الإمام يكون في مقدمة الرعية لقيادتهم حكما‪ ،‬وانقيادهم له‬ ‫طاعة‪.‬‬ ‫‏‪١٩‬‬ ‫الحكم الشوري‬ ‫وأريد من ذلك التفرقة بينه وبين أمير المؤمنين‪ 6‬أو الخليفة ‪.‬‬ ‫وجائز أن يتغير هذا اللقب إلى أي لقب آخر يعتر عن ولي الأمر‪ ،‬كالملك أو‬ ‫السلطان أو الرئيس‪ ،‬أو الأمير‪ ،‬المهم في الأمر هو تحقيق العدالة بين الناس‪.‬‬ ‫على أن هناك عدة صيغ للبيعةا وهي وإن كانت مختلفة الألفاظ إلا أنها‬ ‫متفقة المعنى‪.‬‬ ‫ونختار من تلك الصيغ صيغة بيعة الإمام عزان بن قيس البوسعيدي‬ ‫(‪١٦٨٥‬ه_‏ ‪٨٦٨‬ا‪١‬م‏ الموافق ‪١٢٨٧‬اه_‪٨٧١‬ام)‪.‬‏‬ ‫هي‪:‬‬ ‫وهذه‬ ‫«بسم الله الرحمن الرحيم قد بايعناك على طاعة الله ورسوله‪ ،‬وعلى الأمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر ونصبناك إماما علينا وعلى الناس على سبيل‬ ‫الدفاع‪ ،‬على شرط أن لا تعقد راية‪ ،‬ولا تنفذ حكما ولا تقضي أمرا إلا برأي‬ ‫المسلمين ومشورتهمإ وقد بايعناك على إنفاذ أحكام الله تعالى وإقامة‬ ‫وإغاثة‬ ‫المظلوم‪،‬‬ ‫ونصرة‬ ‫وإقامة الجمعصات‘‪٥‬‏‬ ‫الجباياتث‬ ‫وقبض‬ ‫حدودهك‬ ‫الملهوف وأن لا تأخذك في الله لومة لائم‪ ،‬وأن تجعل القوي ضعيفا حتى‬ ‫الله‪ ،‬والعزيز ذليلا حتى تنفذ فيه حكم الله‪ ،‬وأن تمضى على‬ ‫تأخذ منه حق‬ ‫سبيل الحق أو تفنى روحك فيه‪ ،‬وأن تعطينا على ذلك عهد الله وميثاقه لنا‬ ‫ولجميع المسلمين»' ‪.‬‬ ‫أما في العصر الحالي الذي شهد تطورا في عملية الشورى‪ ،‬وفي تنظيم‬ ‫العلاقة بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬ ‫(‪ )١‬تحفة الاعيان‪ ،‬ج‪ ،٦ ‎‬ص‪.٢٤٧ ‎‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫كليهما‬ ‫البيعة والدستور‬ ‫البيعة ‪ .‬لأن‬ ‫يغني عن‬ ‫أن الدستور‬ ‫فإني أرى‪:‬‬ ‫حكمان العلاقة بين الحاكم والشعب‪.‬‬ ‫وإذا كان رأي الفقه السياسي يقول‪ :‬إن الرضى والتسليم يُغنيان عن البيعة‪،‬‬ ‫إلى حد أن اعثبرا أهم من البيعة‪ ،‬فمن باب الآولى اعتبار الدستور يقوم مقام‬ ‫البيعة‪.‬‬ ‫على أن وجود أهل الحل والعقد ووجود الحكم الشوري منطلقهما‬ ‫الشورى التي أمر الله بها في كتابه العزيز وسنة نبيه يلة‪ .‬وهو الموضوع القادم‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫ح‬ ‫الشورى فى الكتاب والسنة‬ ‫‪:.‬‬ ‫في القرآن الكريم‪ :‬سمى الله بها سورة في القرآن الكريم‪ ،‬هي سورة‬ ‫كما جاء‬ ‫ترتيب المصحف الشريف©‬ ‫‏(‪ )٤٢‬حسب‬ ‫وهي السورة رقم‬ ‫الشورى‬ ‫ذكر الشورى في ثلاثة مواضع من القرآن‪ ،‬فقد جاء ذكرها في الأمور العسكرية‬ ‫ه‬ ‫في قول الله تعالى‪ « :‬فما رَحَمَةر ينَاللّه ينت لَهُم وتوكنت كَظا غليظ القلب لَأنقَضُواً‬ ‫مم ۔ }‬ ‫ههه‬ ‫۔‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫>‬ ‫س‬ ‫م سم ے‬ ‫‪.‬۔‬‫سه‬ ‫سص‪,‬‬ ‫>‬ ‫‪.‬‬ ‫ث‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ك ۔۔ِ‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫مج‬ ‫۔۔‬ ‫ے۔ ‪ ,‬حكه‬ ‫م‬ ‫صر‪,‬‬ ‫ے۔ے‬ ‫ه =‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ء‪.‬‬ ‫۔‬ ‫؟‪..‬‬ ‫‪.,‬‬ ‫مه ۔ ى‬ ‫سوو‪,‬‬ ‫ر‬ ‫ء‬ ‫‪-‬‬ ‫۔‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مز حولك فاعف عنهم واستغفر همم وَسَماوزهم في الأسر فإذا عت فتوكل عل آله إن اللة‬ ‫ء ورم‬ ‫‏‪.]١٥٩‬‬ ‫‪[ 4‬آل عمران‪:‬‬ ‫المتوكل‬ ‫حث‬ ‫وجاء في حياة السلم والاستقرار في قوله « ولمن أسَتَجَابا ليهم وأقاموا السرة‬ ‫ومرهم شُورَ نتهم ومما رََقَهم ينو ‪[ 4‬الشورى؛ ‏‪.]٢٨‬‬ ‫كما جاء ذكر الشورى فى الحياة الإجتماعية فى قوله تعالى « قَإن أرادا‬ ‫فِصَالا عَن تَرَاضِ يها وَتَتَاوْرَلا جُتاح عَلهما ‪ 4‬لالبقرة‪ :‬‏‪.]٢٢٢‬‬ ‫س‬ ‫‪,‬و‬ ‫مح‬ ‫قال قتادة في قوله « وأمرهم شوري يتمم » أمر بمشاورتهم تألَيفَا لهم‪ .‬وتطييبا‬ ‫لأنفسهم‪.‬‬ ‫وقال الضحاك‪« :‬أمر بمشاورتهم لما علم منه من الفضل»‪.‬‬ ‫وقال الحسن البصري‪« :‬ليستن به المسلمون وإن كان عن مشورتهم‬ ‫غنيا»('‪‎.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‪ .٢‬ص‪‎‬‬ ‫قناطر الخيرات‪ ©٥‬ج‪‎‬‬ ‫إسماعيل بن موسىك‬ ‫الجيطالي‪،‬‬ ‫(‪(١‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪. ٢٢‬‬ ‫على أن بداية الشورى تتمثل في المحاورة الرائعة الجميلة التى جرت بين‬ ‫رب العزة للأ وعظم سلطانه‪ ،‬وبين ملائكته الكرام حول استخلاف أبي‬ ‫البشر آدم نيف على هذه البسيطة حيث قال الله تعالى « وَإة كَالَ رَبلت‬ ‫للمتتبكة إن جاعل فى الَزض عَلِيمة قالوآ أتعَل فيها من يفيد فيها وبنك‬ ‫‏‪ ٥‬وعد ‪:‬‬ ‫الزم ومن تنم بَمْدة وَتُمَِس لك قال إ علم مَا لا ‪7‬‬ ‫الكنية حُنَهَا غ معمم عَلَ المَتتمي كة قَقَالَ أنيثوني يسما متؤلاء إنكنئمم صد‬ ‫إِتَكَ آن تت العليم الكي ‏‪ ٥‬قَالَ يََادَم ‪-‬‬ ‫تآ إل ما ح‪:‬‬ ‫م لآ‬ ‫ه تالرأسُبْحَْتَكَلا‬ ‫سمارة كلا أتأهم يأتمنيم مال آلم أقل لكم ين أعم عَيبَ التَجوت والأرض‬ ‫‪.]٣٣‬‬ ‫» [البقرة‪ :‬‏‪٣٠‬‬ ‫وألهكم مَاننّدُوتَ وَمَاكئ ب‬ ‫قال العلامة الزمخشري «فإن قلت لأي غرض أخبرهم بذلك؟»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ليسألوا ذلك السؤال‘ ويجابوا بما أجيبوا به فيعرفوا حكمته في‬ ‫استخلافهم قبل كونهم‪ ،‬صيانة لهم عن اعتراض الشبهة في وقت استخلافهم‪.‬‬ ‫وقيل ليعلم عباده المشاورة في أمورهم قبل أن يقدموا عليها وعرضها على‬ ‫ثقاتهم ونصحائهم‪ ،‬وإن كان هو بعلمه وحكمته البالغة غنيا عن المشاورة»"'‪.‬‬ ‫أما الستة النبوية‪ :‬فقد جاءت بالكثير من أمور الشورى‘ حيث استشار‬ ‫النبي ية أصحابه في معركة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة بقوله‬ ‫‪.‬‬ ‫«أشيروا علي أيها الناس»‪.‬‬ ‫وقد أخذ برأي الحباب بن المنذر بن الجموح حول موقع المعركة‪ ،‬عندما‬ ‫قال له الحباب‪ :‬يا رسول الله أرأيت هذا المنزل منزلا أنزلكه الله ليس لنا أن‬ ‫نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال‪ :‬بل هو الرأي‬ ‫والحرب والمكيدة‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس‬ ‫الكشاف‪ ٠ ‎‬ج ا‪١٧٢. ‎‬ص‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‪ .‬‏‪٢٢‬‬ ‫الشورى في الكتاب والسنة‬ ‫حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله‪ ،‬ثم نغور ما وراءه من القلب‪ ،‬ثم نبني‬ ‫عليه حوضًا فنملؤه ماء& ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون‪ ،‬قال‬ ‫رسول الله يلة‪ :‬لقد أشرت بالرأي فنهض رسول الله خة ومن معه من الناس‬ ‫فسار حتى إذا أتى أدنى ماء مانلقوم فنزل عليه‪ ،‬ثم أمر بالقلب فغؤقرت وبنى‬ ‫حوضا على القليب الذي نزل عليه فملئ ماء ثم قذفوا فيه الآنية"‪.‬‬ ‫وشاور أصحابه في الخروج إلى أحد لملاقاة قريش في السنة الثالثة‬ ‫للهجرة‪ ،‬وكان يرى عدم الخروج‪ ،‬ولكنه آثر رأي الأغلبية‪ .‬وشاور علي بن‬ ‫أبي طالب وأسامة بن زيد في قضية الإفك‪ ،‬التي ابتليت بها أم المؤمنين‬ ‫السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق" بل ابتلي بها النبي ية لكونها أهله قال‬ ‫لله تعالى « رن الية جامو يآلإنك غضة ينكر لا تبرم كرا لكم بل هر عز لك يت‬ ‫ه لولا إذسيعشوه‬ ‫الا ه تكبره متنمة له عَذَاثُ عَظ‬ ‫آكتب‬ ‫آتريب يتهم تما‬ ‫ظ المنو‪:‬رنَوََلْمُومتث يأنشسرم حت وَفَالوأ كندا إفك ‪:‬تين ‪[ 4‬النور‪-١١ :‬۔‪]١٢‬۔‏‬ ‫وهكذا كان النبي ينة كثير المشاورة لأصحابه‪ ،‬وقال أبو هريرة‪« :‬ما رأيت‬ ‫أحدا أكثر مشورة لأصحابه من النبي يَية"'‪.‬‬ ‫كما كان للشورى وجودها فى عهد الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام‬ ‫رضوان الله عليهم" وأول اجتماع شوري لهم بعد وفاة نبيهم يينكان يوم‬ ‫ومنازلهم‬ ‫من الأنصار‬ ‫وهم قبيلة من الخزرج‬ ‫ساعدة‬ ‫سقيفة بني‬ ‫السقيفة وهي‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫المدينة ودار بني ضمرة‬ ‫سوق‬ ‫بين‬ ‫(‪ )١‬سيرة ابن هشام‪١٦٩٢. ‎‬ص‬ ‫‏(‪ )٢‬رواة الترمذي‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬السمهودي‪ ،‬علي بن أحمد وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج‪،١‬‏ ص ‏‪ 0١٦‬دار الكتب‬ ‫العلمية لبنان‪.‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏_‪. !٤ .‬‬ ‫والسقيفة هي بناء مسقوف على شكل صفة أو شبه صفة‪ ،‬وقيل إنها ظلة‬ ‫كانوا يجلسون تحتها" وتمخض ذلك التشاور المبارك عن اختيار أبي بكر‬ ‫الصديق خليفة لرسول الله ية ورئيسا للدولة الإسلامية بعد أن كاد الخلاف‬ ‫حول الخلافة يعصف بالكيان الإسلامي دولة ودعوة ولكن الله حفظ دينه‬ ‫بحزم الفاروق عمر ابن الخطابؤ ثم بعزيمة أبي بكر لقتال أهل الردة‪ ،‬حتى‬ ‫استقام أمر الإسلام‪ ،‬وبزل قوة بعد أن كان حقيرا ضعيفا كما عتر عنه الفاروق‪.‬‬ ‫وكان الخليفة عمر بن الخطاب كثير المشاورة فلا يكاد يفعل شيئا حتى‬ ‫يستشير أصحاب رسول الله يلة وعندما كان خارجا إلى الشام لقيه أمراء‬ ‫الأجناد بموضع بالشام يسمى سرعا‪ ،‬فأخبروه أن الوباء (الطاعون) وقع بأرض‬ ‫لأمر ولا نرى أن ترجع عنه‪ ،‬وقال‬ ‫الشام فاختلفوا‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬خرجت‬ ‫بعضهم‪ :‬معك بقية الناس وأصحاب رسول الله يلة ولا نرى أن تقدمهم على‬ ‫هذا الوباء‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ارتفعوا عني قال ابن عباس (راوي الحديث) فقال‬ ‫عمر‪ :‬ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم فاختلفوا‪ ،‬فقال بعضهم‪:‬‬ ‫معك بقية الناس وأصحاب رسول الله يلة ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباءء‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه‪ .‬فقال‪ :‬ارتفعوا عني‪ ،‬ثم‬ ‫قال‪ :‬ادع لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم‪ ،‬فسلكوا سبيل المهاجرين‪،‬‬ ‫واختلفوا كالاختلافهم فقال ارتفعوا عني فارتفعوا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادع من كان هاهنا‬ ‫من مشيخة قريش ومن مهاجرة الفتح فدعوتهم‪ ،‬فلم يختلف عليه منهم‬ ‫رجلان‪ ،‬فقالوا‪ :‬نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء‪ ،‬فنادى‬ ‫عمر في الناس‪ :‬إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه{ فقال أبوعبيدة‪ :‬أفرارا من‬ ‫قدر الله يا عمر؟ فقال عمر لو غيرك قالها يا أباعبيدة‪ ،‬نعم نفر من قدر الله إلى‬ ‫قدر الله۔‬ ‫نفس المصدره ج‪ .٤ ‎‬ص‪ ‎‬۔‪٢٩‬‬ ‫(‪(١‬‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫الشورى في الكتاب والسنة‬ ‫قال ابن عباس‪ :‬فجاء عبد الرحمن بن عوف©ؤ وكان متغيبا في بعض‬ ‫حاجته‪ ،‬فقال‪ :‬إن عندي من هذا علماء سمعت رسول الله ية يقول‪ :‬إذا سمعتم‬ ‫به بأرض فلا تقدموا عليه‪ ،‬وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرازا منه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فحمد الله عمر‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬ثم انصرف"'‪.‬‬ ‫ولم تكن الأدبيات لدى الأمم والشعوب ومنهم العرب بمنأى عن التعبير‬ ‫عن أهمية الشورى الذي سيكون الموضوع القادم‪.‬‬ ‫جد جه جه‬ ‫الربيع بن حبيبؤ المسند الحديث رقم‪.)٦٤٩( ‎‬‬ ‫(‪(١‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪٢٦‬‬ ‫>‬ ‫"‪-‬‬ ‫الشورى في الأدبيات العربية !‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫حفلت الأدبيات لدى الأمم والشعوب عامة ولدى العرب خاصة بأهمية‬ ‫الشورى في دنيا الناس‪ ،‬وحياة البشرية‪.‬‬ ‫فجاءت أقوالهم شعرا ونثرا‪ ،‬حكَما وأمثاڵا‪ ،‬ومن ذلك‘ قول بشار بن برد‪:‬‬ ‫برأي نجيح أو نصيحة حَازِم‬ ‫إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن‬ ‫فإن الخوافي قوة لِلْقوادم‬ ‫ولا تجعل الشورى عليك غضاضة‬ ‫وقال أبو الطيب المتنبي‪:‬‬ ‫كعقة الخود لا تغنى عَن الرجل‬ ‫رأي التى لي يغنى عن مشاورة‬ ‫وقال حافظ إبراهيم‪:‬‬ ‫رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها‬ ‫رأي الجماعة لا تشقى البلاد به‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫أشيرا علي اليوم ما ترياني‬ ‫خليلي ليس الرأي في صدر واحد‬ ‫ومفتاحا‬ ‫بابا رحمة‬ ‫والمناظرة‬ ‫المشاورة‬ ‫«إن‬ ‫عبد العزيز‪:‬‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫وقال‬ ‫بركة { لا يضل معهما رأي ‏‪ ٠‬ولا يفقد معهما حزم» ‪.‬‬ ‫‏‪٢٧‬‬ ‫الشورى في الادبيات العربية‬ ‫وقيل‪« :‬المشورة حصن من الندامة‪ ،‬وأمان من الملامة»‪.‬‬ ‫من استخار ولا ندم من استشار»‪.‬‬ ‫«ما خاب‬ ‫وقال بعض‪:‬‬ ‫إلى رأيه آراء العقلاء©‬ ‫العاقل أن يضيف‬ ‫آخر‪« :‬من حق‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫فالرأي الفذ ربما زل والعقل الفرد ربما‬ ‫ويجمع إلى عقله عقول الحكماء‬ ‫ضل» (‪.‬‬ ‫وينبغي أن يكون في المستشار خمس خصال‪:‬‬ ‫الأولى‪ :‬عقل كامل مع تجارب سابقة‪.‬‬ ‫وتقوى‪.‬‬ ‫دين‬ ‫الثانية‪:‬‬ ‫الثالثة‪ :‬النصح والمودة‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬سلامة الفكر من هم قاطع وغم شاغل‪.‬‬ ‫الخامسة‪ :‬عدم وجود هدف خاص فى الأمر المستشار فيه""‪.‬‬ ‫فإنه يعطيك‬ ‫الأمور‬ ‫من جرب‬ ‫ولذلك قال لقمان الحكيم لابنه‪77 :‬‬ ‫وأنت تأخذه مجاناء"'‪.‬‬ ‫رأيه ما قام عليه بالغلا‬ ‫من‬ ‫وقال بعض الحكماء‪« :‬من أكثر المشورة لم يعدم عند الصواب مادحا‬ ‫وعند الخطأ عاذرا‪ ،‬وإن كان الخطأ من الجماعة بعيدا»'"'‪.‬‬ ‫فالرجل هو‬ ‫ئلائة رجل ونصف ولاشيء‬ ‫«الر جال‬ ‫ابن عباس‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪.٢٨٩‬‬ ‫علي بن محمد بن حبيب البصري‪ ،‬أدب الدنيا والدينث ص‪‎‬‬ ‫الماوردي‬ ‫)‪(١‬‬ ‫‪.١٨٦‬‬ ‫الجيطالي‪ ،‬إسماعيل بن موسى‪ 6،‬قناطر الخيرات‪ ©٧‬ج‪ .٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫‪.٢٩٠‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫الدنيا والدين‪.‬‬ ‫أدب‬ ‫البصري‘‪6‬‬ ‫علي بن محمد بن حبيب‬ ‫الماوردي‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫ن‪ .‬ص‪‎.‬‬ ‫نفس المصدر‪.‬‬ ‫(‪(٤‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪٢٨‬‬ ‫ولا شيء للذي‬ ‫المشاور في بعض أموره‬ ‫المشاور في أموره ونصف رجل‬ ‫لا يشاور»”'‪.‬‬ ‫وقد أمر الإمام سلطان بن سيف (الأول) اليعربي ولاته وقضاته وعماله‬ ‫بأخذ المشورة من أهل الحل والعقد والعلماء وأهل الفضل قائلا‪« :‬ولا تتركوا‬ ‫مشورتهم في جميع أموركمإ لئلا يقع بكم الخطاء لأن عقل المرء لا يغني‬ ‫لما أمر الله نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام‬ ‫عن المشورة ‪ .‬ولو كان كذلك‬ ‫ولو كنت‬ ‫له‬ ‫من النه لنك‬ ‫فما رحمهم‬ ‫عقلا بقوله‪7 .‬‬ ‫وهو أرجح الناس‬ ‫بالمشورة‪0‬‬ ‫سحص‪ .‬مل‬ ‫كَضًا عَليظ القلب تشا زو تقف عَتهم واستغفر ثم وَسَاورَهُم في الكمر كَدا‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عََبتَتَوكَن عَلَ انتر ‏‪١‬إآِنَلله محث الْمَتَوَكَلبَ ‪[ 7‬آل عمران‪ :‬‏‪.»]٦١٥٩‬‬ ‫وفي المنقول‪« :‬لا صواب لمن ترك المشورة‪ ،‬ولا خطا مع المشورة»‪.‬‬ ‫وكذلك قال الشاعر‪:‬‬ ‫كعقة الخود لا تفنى عَن الرجل‬ ‫رأي التى ليس يغنى عن مشاورة‬ ‫وكثير من هذا لا يخفى عليكم""‪.‬‬ ‫على أن الشورى والنصيحة يكمل إحداهما الأخرى‪.‬‬ ‫وسوف نبين ذلك في الموضوع اللاحق‪.‬‬ ‫عهد عيد عهد‬ ‫الجيطالي‪ 6‬المصدر السابق‪ .‬ن‪ .‬ص‪.‬‬ ‫‏)‪(١‬‬ ‫‏‪.٥٢‬‬ ‫‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫تحفة الاعيان ج‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫النصيحة قرينة الشورى أو الاستشارة وإذا كانت الاستشارة همي طلب من‬ ‫‏‪ ١‬لمستحشير & فإن النصيحة هي مبادرة من الناصح‪.‬‬ ‫والنصح في اللغة‪ :‬فعل الشيء الذي فيه الصلاح" كما حكى الله قنك عن‬ ‫النبي هود نت قوله إلى قومه « أنكم مكنت رَقّ وت نك ا ‪7‬‬ ‫[الأعراف‪ :‬‏‪.]٦٨‬‬ ‫وقال تعالى حكاية عن النبي صالح نين‪ « :‬كتر عنهم وَقَالَ يقوم لَمَذ‬ ‫أبكم رسالة رن وَتسَحَث لكم وليكن لا تيود تجي ‪ 4‬الاعراف‪ :‬‏‪.]٨٩٠‬‬ ‫ھ‬ ‫وهو ما يعنيه قول الرسول يلة «الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال‪ :‬لله‬ ‫ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»'‪.‬‬ ‫قال الإمام أبو طاهر الجيطالي‪ :‬واعلم أن النصيحة مرة لا يقبلها إلا أولو‬ ‫العزم وكان عمر ينه يقول‪« :‬رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي»'"'‪.‬‬ ‫وقيل‪« :‬أخوك من احتمل ثقل نصيحتك»‪.‬‬ ‫وجاء عن بعض الحكماء قوله‪« :‬وةك من نصحكؤ وقلاك من مشى في‬ ‫هواك»‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪.١٨٥‬‬ ‫قناطر الخيرات ج‪ .٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫وقال أبو العيناء‪:‬‬ ‫تردذ على ناصح نُصضحًا ولا تم‬ ‫النص أرخص ما باع الرجال فلا‬ ‫على الرجال ذوي الألباب والفهم‬ ‫إن النصائح لا تخقى مناهجها‬ ‫وكان العلماء وأهل الحل والعقد يبعثون بنصائحهم إلى الأئمة‬ ‫والمسئولين كتابة أو مشافهة‪ ،‬ومن ذلك ما كتبه عدد من العلماء الذين كانوا‬ ‫يمثلون أهل الحل والعقد في زمانهم وهم‪:‬‬ ‫هاشم بن غيلان‪.‬‬ ‫بن موسى‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫_ الأزهر بن علي‪.‬‬ ‫العباس بن الأزهر‪.‬‬ ‫۔ موسى بن علي‪.‬‬ ‫۔ محمد بن علي‪.‬‬ ‫۔ سعيد بن جعفر‪.‬‬ ‫‏(‪ - ٢٠٧‬‏)ه‪ ٦٢٢‬قائلين له‪ :‬وذلك إنا وإياك‬ ‫إلى الإمام عبد الملك بن حميد‬ ‫على دين وجبت فيه الحقوق علينا وعليك بحقوق مؤداة‪ ،‬فالحق علينا محض‬ ‫النصيحة في كل أمر وإن خالف فيه الهوى© والحق عليك قبول ذلك‘ وإن‬ ‫استمر" وثقل حمله"‪.‬‬ ‫على أن كتابات العلماء وأهل الحل والعقد إلى الأئمة بالنصائح كثيرةء‬ ‫مر المذاق‪.‬‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫‏‪.٤٥٣‬‬ ‫‏‪ ٦٨‬ص‬ ‫الكندي محمد بن إبراهيم؟ بيان الشرع‪ ،‬ج‬ ‫‏(‪(٢‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫وهي فيها الحث على المشورة وقبول النصائح" والتهديد بالعواقب الوخيمة‬ ‫من جراء ترك ذلك‘ على أن تلك العواقب تؤدي أحيانا إلى العزل من الحكم‪.‬‬ ‫أو الحكم بالبراءة في الدين في حال المخالفة وعدم الاستجابة إلى تلك‬ ‫النصائح‪.‬‬ ‫«وقد علمت أن منتهى أهل الدين عندك ترك النصح والتولي عليها البراءة‬ ‫والفراق فعائذون بالله من تلك المنزلة والمصير إليها وقد رجونا أن لا يبلغ بنا‬ ‫الأمر إلى تلك المنزلةم«' ‪.‬‬ ‫إلى الإمام راشد بن على‪:‬‬ ‫السري‬ ‫القاضي محمد بن عيسى‬ ‫وقد كتب‬ ‫«ومشورة المسلمين أهل العلم والورع فيما يعرض عليكم من الأمور وقد قال‬ ‫الله تعالى «كدا عَمتََتَوَكَل عَلَ آر إ آلة يحث المتوكل ‪[ 4‬آل عمران‪ :‬‏‪ ]١٥٩‬ولا‬ ‫ّ‬ ‫في أموركم»"'‪.‬‬ ‫ولا تعجلوا‬ ‫برأيكم‬ ‫تعتدوا‬ ‫ومن النصائح المهمة التي كان لها تأثير مبارك نصيحة الوفد الإباضي‬ ‫للخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الأموي وذلك أن الإباضية‬ ‫كونوا وفا وأرسلوه إلى ذلكم الخليفة الراشدك وكان الوفد مكونا من سبعة‬ ‫وهم‪:‬‬ ‫أشخاص‬ ‫‪ - ١‬أبو‪ ١ ‎‬لحر علي بن الحصين العنبري التميمي‪. ‎‬‬ ‫الهميمى‪.‬‬ ‫بن كاتب‬ ‫‏‪ - ٢‬الحتات‬ ‫‏‪ - ٣‬جعفر بن السماك‪.‬‬ ‫‏‪٤‬۔ سالم بن ذكوان الهلالي‪.‬‬ ‫المصدر نفسه ن‪ .‬ص‪.‬‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫‏‪.٤١‬‬ ‫لأئمة وعلماء غُمان‘© ج ‏‪ 6١‬ص‬ ‫السير والجوابات‪٥‬‏‬ ‫‏)‪(٢‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪٢٢‬‬ ‫‏‪ ٥‬الحباب بن كليب‪.‬‬ ‫الطائى‪.‬‬ ‫بن مودود‬ ‫‪٦‬۔‏ حاجب‬ ‫‏‪ ٧‬أبو سفيان قنير('‪.‬‬ ‫تغيير‬ ‫وعندما التقى الوفد بأمير المؤمنين ‪ 6‬كانت نصيحتهم له‪ .‬وجوب‬ ‫السياسة الأموية التي انتهجها خلفاء بني أمية في الحكم ظلما وجورا‪.‬‬ ‫وأميت كل يوم‬ ‫‪.7‬‬ ‫أن أحيي كل يوم‬ ‫«عليێ‬ ‫ويعد إلحاح منهم قال لهم‪:‬‬ ‫بدعة‪ ،‬وطالبوه بترك لعن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب‘ وكان معاوية بن‬ ‫أيي سفيان أمر بلعن علي على المنابر في خطب الجمعة»"'‪.‬‬ ‫وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز قد سمعهم ووافقهم على آرائهم‬ ‫وطرحهمإ وقد وافت المنية عبد الملك أثناء وجود الوفد هنالك فأوكل إليهم‬ ‫أبوه غسله وتكفينه ففعلوا‪.‬‬ ‫قال أبو سفيان محبوب بن الرحيل القرشي‪« :‬وأخبرنا مبارك بن حتات‬ ‫فذيعحث إلينا عمر‬ ‫عحنلذه‬ ‫يومئذ‬ ‫ونحن‬ ‫عمر‬ ‫عبد الملك بن‬ ‫أبيه قال مات‬ ‫عن‬ ‫قال‪ :‬وجاء عمر ودخل فوضع له‬ ‫لنغسله۔‬ ‫قال‪ :‬ودخلنا‬ ‫وقال‪ :‬آلوا صاحبكم‪.‬‬ ‫كرسي وجلس عليه‪ ،‬قال‪ :‬فلما أخذنا في غسله ونزع ثيابه غشي عليه فوقع‬ ‫فقال له بعض من معه‪ :‬يا أمير المؤمنين إن هذا ليس لك بمجلس فلو‬ ‫قال‪ :‬فخرج فغسشلناه وكفناه‬ ‫خرجت إلى الناس فعّوك وحذثوك كان أرفق بك‬ ‫وصلى عليه أبوه ننه ‏»‪.'"١‬‬ ‫‏(‪ )١‬الدرجيني أحمد بن سعيد‪ ،‬طبقات المشايخ بالمغرب© تراجم‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬المسعودي‘ علي بن الحسين مروج الذهب©‘ ج ‏‪ 3٢‬‏‪٦٣‬ص دار المعرفة‪ ،‬لبنان؛ وانظر ابن‬ ‫الأثير علي بن أبي الكرم الجزري" الكامل في التاريخ‪ .‬ج ‏‪ ٤‬‏\‪١٢٢‬ص المكتبة التوفيقيةء‬ ‫تحقيق‪ :‬خيري سعيد‪.‬‬ ‫‏‪ ،٨‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬سيرة ابن مدادك ص‬ ‫ي‪٢٢ ‎.‬‬ ‫ومن النصائح الجميلة في التاريخ العماني نصيحة العلامة سعيد بن‬ ‫بشير الصبحي للإمام سيف بن سلطان (الثاني) اليعربي‪ ،‬عندما طلب منه‬ ‫الإمام زيادة راتبه عما كان مقررا لآبائه وأجداده وكان الشيخ الوالي سالم بن‬ ‫راشد البهلوي يناظر الشيخ الصبحي في الزيادة ويلح عليه في الموافقة فقال‬ ‫العلامة الصبحي الذي كان رئيس الإفتاء والقضاء والمرجع الديني‪ :‬لا بل‬ ‫فريضة آبائه‪ ،‬لأن العاقدين الإمامة لجده الإمام ناصر بن مرشد ومنه لم يألوا‬ ‫جهدا‪ ،‬ولم يتركوا اجتهادا‪ ،‬ولو جاز لهم ذلك ووسعهم فوق الألف الذي‬ ‫جعلوه لما بخلوا عليه من الزيادة‪ ،‬ولو لكل يوم ألف©ؤ ولو جاز لهم ذلك‬ ‫لجاز للامام قبوله منهم إذا صار العطاء المفروض في بيت مال الله‪ ،‬ولو جاز‬ ‫لهم ما اختاروه لجاز للإمام مافرضوه\ وأرجوا أنه أخذوا ما فعلوا تأويلا من‬ ‫قول اله ويك‪ « .‬تاألين يتتا كم نيا كلم نما كا تنك ديف‬ ‫َوَامًا ه [الفرقان‪ :‬‏‪ ]٦7‬والقوامه العدل بين الأمرين‪ ،‬فخذها سيدنا فريضة هنية‪.‬‬ ‫وهبة بريه لا وبيێة خارجة على حكم التقية‪ ،‬ولا أعلم أن جدك الإمام‬ ‫سلطان بن سيف ولا جدك سيفؤ ولا عمك بلعرب‪ ،‬ولا أباك سلطان طلبوا‬ ‫ولا أخذ أحد منهم زيادة على ما مضى عليه إمامهم ناصر بن مرشد‘ وتلك‬ ‫فريضة كافيه‪ ،‬ومات عليها الأسلاف‪ ،‬ولا أريد لك خلاف ما عليه السلف©‬ ‫فهذا اختياري والجهدة مني ولا خفت في أمرك لومة لائم" بل اخترت لك‬ ‫ما اختاره الله لمثلك من الأئمة‪ .‬واختار المسلمون لهم ذلك نظرا ومعونة‬ ‫وموافقة لكتاب ربهم (‪. (١‬‬ ‫سعيد‬ ‫أحمد بن‬ ‫إلى الإمام‬ ‫وكتب الشيخ العلامة سعيد بن أحمد الكندي‬ ‫البوسعيدي ناصحا له‪ :‬وقد ذكرت تسأل وتناظر أن تستعين بأناس من قبائل‬ ‫أهل الخلاف من غير أهل غمان‪ ،‬فلا يعجبنا ذلك‪ ،‬ولا تفتح لهم بابا على‬ ‫ص‪.١٤٢‎‬‬ ‫تحفة الاعيان© ح‪6١ ‎‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪. ٢٤‬‬ ‫أهل غمان‪ ،‬وتدعوهم إلى نصرتك ومعونتك فإنهم لا تؤمن غوائلهم ومكرهم‬ ‫وهم أعداؤه وحربه‪ ،‬وقد‬ ‫النصرة لهذا الدين‬ ‫وخدائعهم‪ ،‬ولا ترجى منهم‬ ‫مكنت العداوة في قلوبهم لأهل هذا الدين‪ ،‬أترجى منهم أن يخوضوا الفيافي‬ ‫الأموال‬ ‫ويجهزوا‬ ‫البر والبحار‬ ‫ويسافروا‬ ‫والمضار‬ ‫المشاق‬ ‫ويحتملوا‬ ‫والقفار©‬ ‫والأبشار‪ ،‬ويفارقوا الأهل والأصحاب©ڵ لنصرة من عاداهم في الدين‪ ،‬وإن كان‬ ‫مجيئهم وإجابتهم لدعوتك من قبل الأطماع وما تبذله لهم من المال‪ ،‬فعندنا‬ ‫به‬ ‫أموالهم ولا يبيعون‬ ‫بما يغرمونه من‬ ‫لا يقوم‬ ‫ما تبذله لهم من المال"‬ ‫أن‬ ‫أنفسهم للقتال‪ ،‬وإن لم تجد من أهل غمان على غير الجبر‪ ،‬فكيف تجد من‬ ‫وتدبر تدبر من‬ ‫وملكك ‏‪ ٠‬فتفكر في ذلك‬ ‫غيرهم ا لا على طمع في سلطانك‬ ‫أشفق على نفسه طالبا رضا الله‪ ،‬وانظر فى أمر سيف بن سلطان وأتباعه‬ ‫العجم وما تولد من أمورهم وصنيع حيلهم" فإن لمن تدتر في ذلك وتفكر‬ ‫عظة عن غيره‪ ،‬ومن لم ينفعه قليل الحكمة ضره كثيرها('‪.‬‬ ‫جمعة المحروقي‬ ‫بن‬ ‫ومن النصائح الجميلة ما قاله العالم الزاهد درويش‬ ‫مذكرا أهل غمان بما هم فيه من النعمة حيث قال‪ :‬ومن الله عليكم بإمام‬ ‫به سبلكم ‏‪ ٦‬وكثر به أموالكم ‏‪٦‬‬ ‫بلدانكم [ وآمن‬ ‫رجل منكم }‘) حمى‬ ‫عادل{©‬ ‫الله مثل أرضكم‬ ‫في أرض‬ ‫أو تسمعون‬ ‫هل ترون‬ ‫انظروا‬ ‫وأصلح به أحوالكم‪،‬‬ ‫هذه فى هذه النعمة والراحة هل أدركتم ذلك من سابقة لكم واستحقاق"‪.‬‬ ‫وبما أن الشورى والنصيحة تسيران في خطين متوازيين يؤديان إلى محطة‬ ‫واحدة لتكون الشورى هي العنوان الأبرز في تكوين توأمة مع نظام الحكم‪،‬‬ ‫حديثنا في الفقرة اللاحقة‪.‬‬ ‫وهو موضوع‬ ‫‏‪ ٨١‬دراسة وتحقيق‪ :‬صالح بن سعيد الحوسني‪ .‬مكتبة الضامري‪.‬‬ ‫الفكر والاعتبار ص‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫‏(‪ )٢‬هذه النصيحة تصلح الآن لمن يحاول العبث بأمن غمان غير مقدر النعمة التى يعيشها البلد‬ ‫والمنجزات القائمة‪.‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫التوأمة بين الشو ررىى ‪ 9‬والحكم‬ ‫‪:.:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشورى أساس من أسس الحكم في الإسلام‪ .‬وهي الدعامة القوية الني‬ ‫تقوم عليها أركانه‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء حول مدى إلزاميتها للحاكم‪ ،‬فهل هي‬ ‫ملزمة؟ أم أنها غير ملزمة؟ أم أنها ملزمة في موضع وغير ملزمة في موضع‬ ‫آخر ؟‬ ‫قال شيخ الإسلام والمسلمين خميس بن سعيد الشقصي الرستاقي‪:‬‬ ‫«والمشورة فرض على الإمام في بعض القول‪ ،‬كان الإمام عالما أو ضعيفاء‬ ‫وشدد المسلمون كثيرا وقال بعض‪ :‬إنها ندب‪ ،‬فإذا اشترطها المسلمون على‬ ‫وسقط عن الرعية طاعته»"'‪.‬‬ ‫تركها زالت إمامته‬ ‫فإن‬ ‫كانت فرضًّا واجبا‬ ‫الإمام‬ ‫إذن هنالك أقوال ثلاثة‪ :‬۔‬ ‫القول الأول‪ :‬إنها واجبة‪.‬‬ ‫القول الثاني‪ :‬إنها مستحبة‪.‬‬ ‫القول الثالث‪ :‬على التفصيل وهو أنه إذا اشترطها أهل الحل والعقد على‬ ‫الإمام كانت واجبة‪ ،‬وإذا لم يشترطوها كانت مستحبة‪.‬‬ ‫يد أن المتتبع لفقهمهم وتاريخهم _ أي الإباضية ۔ يجد أن الإلزام هو‬ ‫‏(‪ )١‬منهج الطالبين‪ ،‬ج ‏‪ 50٨‬ص ‏‪ ٥٥٩‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏‪ ٢٦‬۔‬ ‫الغالب على أقوالهم" والمعمول به في تاريخهم‪ .‬قال الإمام أبو المؤثر‪:‬‬ ‫والشورى حق في كتاب الله‪ ،‬فمن ردها رة الحق‪ ،‬وقد قال الله تعالى « وألَذبيَ‬ ‫استجابوا ليهم وأقاموا اللذة وأمرهم شوري بنتهم ومما ررَقتَهم يقو ‪[ 4‬الشورى‪ :‬‏‪ ]٢٨‬فذكر‬ ‫فضل الشورى وبێن الصلاة والزكاة»('‪.‬‬ ‫ولم يقرن الله الشورى مع الصلاة والاستجابة لله عزوجل وأهمية الإنفاق‬ ‫الذي يشمل الزكاة‪ ،‬إلا لكون الشورى مبدأ أصيلا من مبادئ الإسلام‪.‬‬ ‫ولعله يعني بقوله هذا‪ ،‬كما أن الاستجابة والصلاة والزكاة حق واجب©‬ ‫فكذلك الشورى حق واجب لا يجوز تركة ورده‪.‬‬ ‫على أن الآية الكريمة التي استدل بها أبو المؤثر على كون الشورى حقا‬ ‫يجب اتباعه‪ ،‬هي أيضا فيها مدح وثناء من الله على المتصفين بها‪ ،‬والقائمين‬ ‫بحقها‪ ،‬والعاملين على تطبيقهاث ومن المقررات الشرعية في المذهب©ؤ أنه إذا‬ ‫مدح الله أمرا يقتضي الآمر به فمدح الفعل أو مدح الفاعل أو ذكر الثواب على‬ ‫الفعل يقتضى الآمر بذلك الفعل"‪.‬‬ ‫وقال الشيخ الإمام محمد بن يوسف اطفيش‪« :‬وينبغي للإمام أن يشاور‬ ‫أهمل الرأي في الدين فيما يخصه من المهم من أمور رعيته تأسيا‬ ‫برسول الله يلة ‪ 5‬مع أنه أكمل أصحابه رأيا وعقلا ودراية‪ ،‬فإذا اجتمع الإمام‬ ‫وجماعة على شيء كان أصح من رأيه وحده»""'‪.‬‬ ‫وإلزاميتها‬ ‫في نظام الحكم‪.‬‬ ‫الشورى‬ ‫من ذلك كله يفهم أن وجوب‬ ‫للحاكم هو قول المذهب\ؤ أما القول بالاستحباب‪ ،‬أو القول بالتفصيل‪ ،‬وهو‬ ‫‪.٤٥٣‬‬ ‫(‪ )١‬بيان الشرع‪ ،‬ج‪ 5،٦٨ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬أطفيش‪ ،‬أبو اسحاق إبراهيمإ كتاب الوضع‪ ،‬ص‪ .٤٢ ‎‬الهامش‪‎.‬‬ ‫‪.٣٢٥‬‬ ‫)‪ (٣‬شرح النيل© ج‪ .١٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ }.‬‏‪٢٧‬‬ ‫التوامة بين الشورى والحكم‬ ‫فهما قولان فى‬ ‫وعلى الاستحباب إذا لم تشترط‬ ‫إذا اشترطت‬ ‫على الوجوب‬ ‫المذهب‪.‬‬ ‫وينبغي أن نفرق بين قول المذهب الذي هو قول جمهور المذهب‪ ،‬وقول‬ ‫في المذهب الذي هو قول لعالم واحد أو أكثر‪.‬‬ ‫وبما أن كل نظرية لا بد لها من تطبيق وممارسة لتكون حكما من أحكام‬ ‫الشرع الشريف ومبدأ من مبادئه فإننا نتحدث عن ذلك في الفقرة القادمة‪.‬‬ ‫بهد به ه‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‏‪٣٨‬‬ ‫الممارسة والتطبيق إ‬ ‫‪:.:‬‬ ‫طبق الإباضية مبدأ الشورى أو نظام الشورى في أماكنهم شرقا وغربا‪.‬‬ ‫ومارسوا حق الشورى مع نظام الحكم بكل شفافية ووضوح قال ابن الصغير‬ ‫مؤرخ الدولة الرستمية «ولما دخل أبو حاتم مدينة تاهمرت جمع مشايخ البلد‬ ‫إباضيتها وغير إباضيتها واستشارهم فيمن يولي قضاء المسلمين»'‪.‬‬ ‫وكان الأئمة في غمان يستشيرون العلماء في كل أمر يعرض لهم ومن‬ ‫ذلك ما فعله الإمام غسان بن عبد الله اليحمدي (‪_١٩٢‬۔‪٦٠٧‬ه)‏ فقد جمع‬ ‫العلماء وسألهم عمن يقدم من بلاد الهند بتجارة‪ ،‬كيف يأخذ منه الزكاة؟‪.‬‬ ‫فقالوا‪ :‬إذا وصل غمان وباع متاعه‪ ،‬فخذ منه الزكاة من حينه‪ ،‬وإن لم يبع‬ ‫المتاع حتى حال عليه الحول‘ يقوم متاعه كما يباع ثم خذ منه الزكاة سنة‬ ‫واحدة وأما من يقدم من البصرة وسيراف بمتاع فلا تؤخذ منه الزكاة حتى‬ ‫يحول عليه الحول‘ وإذا حال عليه الحول أخذت منه باع أو لم يبع"'‪.‬‬ ‫‏(‪ _ ٢٠٧‬‏)_ه‪ ٦٢٢‬الشيء نفسه‬ ‫كما فعل الإمام عبد الملك بن حميد العلوي‬ ‫فقد كتب إلى عدد من العلماء بالوصول إليه لمشاورتهم في أمر من الأمور‬ ‫ص‪.١٠١ ‎‬‬ ‫(‪ )١‬أخبار الأئمة الرستميين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ناصر وإبراهيم بحاز؛‬ ‫(‪ )٢‬تحفة الاعيان‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪.١٢٠ ‎‬‬ ‫‏‪٢٩‬‬ ‫الممارسة والتطبيق‬ ‫فكتبوا إليه» وصل إلينا كتابك تذكر فيه وصولنا إليك في الأمر الذي قد عرفته‬ ‫و عر فنا ‏‪. (( ٥‬‬ ‫وإذا لم يستجب الأئمة إلى الشورى والنصائح من قبل العلماء وأهل‬ ‫الحل والعقد فإن مصيرهم الخلع والعزل‪.‬‬ ‫كما حدث للامام محمد بن أبي عفان (‪١٧٩-١٧٧‬ه)‏ عندما لم يستجب‬ ‫لمشورة العلماء وأهل الحل والعقد فإنهم قاموا بعزله‪ .‬وكان على رأسهم شيخ‬ ‫المسلمين ومرجعهم في الدين موسى بن أبي جابر الأزكوي‪.‬‬ ‫قال الشيخ سرحان الأزكوي‪« :‬فظهرت منه أحداث لم تعجبهم‪ ،‬وبلغني‪:‬‬ ‫إن الذي أنكروه عليه جفوته للمسلمين ورده للنصائح والله أعلم‪ ،‬فلم يرضوا‬ ‫سيرته فعملوا له حيلة وأخرجوه من عسكر نزوى‪ ،‬فلما خرج اجتمعوا‬ ‫فاختاروا إماما وعزلوا محمدا»""‪.‬‬ ‫كما تم عزل الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي (‪-١٠٩٠‬۔‪١١٠٤‬ه)‪.‬‏‬ ‫قال الشيخ علي بن مسعود المحمودي المنحي‪« :‬فالذي عندنا وما نحن‬ ‫عليه منه مما حفظناه وعايناه ممن حضر عزل الشيخ بلعرب بن سلطان‬ ‫وعقدهم الإمامة لأخيه سيف بن سلطان ينه مع اتفاق منهم في ذلك‪،‬‬ ‫والتراضي به إماما للمسلمين بعد عزل أخيه من الإمامة‪ ،‬ولأن للمسلمين عزل‬ ‫إمام الدفاع طائعا أوكارها إذا ارادوا ذلك‪ ،‬ولو كان عزله على غير فعل منه مما‬ ‫يخرج من الإمامة»”"'‪.‬‬ ‫(‪ )١‬بيان الشرع‪ ٥‬ج‪٤٤. 0٨ ‎‬؟ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد كشف الغمة‪ ،‬ج ‏‪ 0٣‬ص ‏‪ 0١١٦‬ط؟‪ ،‬وزارة التراث والثقافة‪.‬‬ ‫تحقيق‪ :‬محمد حبيب صالح ومحمود السليمي‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود‘ اتحاف الأعيان‪ ،‬ج‪ .٢ ‎‬ص‪.٤٠٥ ‎‬‬ ‫الشورى في الإسلام‬ ‫‏‪٤ .‬‬ ‫وقد عزل أيضا الإمام سيف بن سلطان (الثاني) اليعربي ‏(‪ _ ١١٤٠‬‏‪).‬ه‪٥٤١١‬‬ ‫قال نور الدين السالمي‪« :‬فإن سيف بن سلطان لبث ما شاء الله‪ ،‬ثم أحدث‬ ‫أحدائا لا يرضاها المسلمون فعزلوه‪ ،‬ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق»«'‪.‬‬ ‫وقد أعيد مرة ثانية إلى الإمامة سنة ‪١١٥٠‬ه‏ وعزل في ‪١١٥٤‬ه‪.‬‏‬ ‫قال نور الدين السالمي‪« :‬ثم ظهرت منه أحداث لم يرضها المسلمون‪،‬‬ ‫ولا منتهاه‪ ،‬ووضع الخراج على الرعية‪ ،‬واتفقوا على‬ ‫مبدأ أمره‬ ‫ولا رضوا‬ ‫غيره&‪ 8‬فنصبوا سلطان بن مرشد»""' ‪.‬‬ ‫‏(‪ _ ١١٥٦‬‏‪).‬ه‪١٦١١‬‬ ‫قال الشيخ حبيب بن سالم أمبوسعيدي‪« :‬فاعلم علما يقينا إني خالعك‬ ‫والشيخ سالم بن راشد البهلوي‪ ،‬والشيخ راشد بن سعيد الجهضمي‪ ،‬والشيخ‬ ‫محمد بن‬ ‫محمد بن عامر وا لشيخ‬ ‫الحرا صي ‪ .‬وا لشيخ‬ ‫محمد بن ناصر‬ ‫خلف©ؤ والشيخ غانم بن عامر‪ ،‬والشيخ بجاد بن سالم»"'‪.‬‬ ‫وهكذا كان الأمر في مواطن الإباضية الأخرى كالبلاد المغاربية حيث‬ ‫الدولة الرستمية في تاهرت بشمال افريقيا وفي بلاد حضرموت باليمن‪.‬‬ ‫والأصل أن يطلب من الإمام الاعتزال فإن أبى فإنه يعزل من قبل أهل‬ ‫الحل والعقد‪.‬‬ ‫وبما أن لكل فكر فلسفة توضح مفهومه‪ ،‬فإن فلسفة الشورى هي ما نذكره‬ ‫فى الفقرة اللاحقة‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬تحفة الأاعيان‪ ،‬ج ‏‪ .٢‬ص‏‪.١٤١‬‬ ‫‪.١٤١‬‬ ‫نفس المصدر‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫ص‪.١٦٦‎‬‬ ‫(‪ )٣‬نفسه المصدر السابق‬ ‫‪3‬‬ ‫فلسفة الشورى‬ ‫‪:-:‬‬ ‫وإنه مما ينبغي أن يتوجه إليه الانتباه في عملية الشورى أو المشورة فكرا‬ ‫وتطبيقيا‪ ،‬مبدأ ونظاما‪ ،‬أنها تجب بين ركني نظام الحكم (الحاكم _ أهل الحل‬ ‫والعقد) في القضايا‪ ،‬الكبرى‪ ،‬والأمور المصيرية التي تهم الأمة‪ ،‬أما تنفيذ‬ ‫الأحكام والآمور الإدارية اليومية‪ ،‬فليست هناك حاجة إلى الاستشارة فيهاء‬ ‫وإلا لتعظل الكثير من مصالح الناس‪ ،‬ولكانت هنالك عراقيل تؤي إلى‬ ‫تعطيل الأعمال‪ ،‬وهذا هو الذي أفتى به الإمامان الربيع بن حبيب الفراهيدي ‪،‬‬ ‫في الدولة‬ ‫وأبو غسان مخلد بن العمرد البصري‪ .‬نظام الحكم المتمثل‬ ‫الرسمية على عهد الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي‬ ‫‏(‪ _١٧٦‬‏إ)ه‪ ٨٠٢‬عندما أراد أحد أعضاء مجلس الشورى الذي كوته الإمام‬ ‫عبد الرحمن بن رستم الفارسي (‪١٦٠‬۔‪١٧٢‬ھ)‏ اقتداء بأمير المؤمنين عمر بن‬ ‫الخطاب الذي رشح ستة من الصحابة الكرام ليختاروا واحدا منهم يكون‬ ‫خليفة من بعده وأولئكم الستة هم‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬عبد الرحمن بن عوف‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬عثمان بن عفان‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬علي بن أبي طالب‪.‬‬ ‫و قا ص‪.‬‬ ‫أ بى‬ ‫بن‬ ‫‪٤‬ا‪_٤‬۔‏ سعل‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪٦٢‬‬ ‫بن عبيدالله‪.‬‬ ‫ه _ طلحة‬ ‫العوام‪.‬‬ ‫‏‪ - ٦‬الزبير بن‬ ‫وجعل معهم ابنه عبد الله بن عمر حاكما مؤقتا مدة المهلة التى هى ثلاثة‬ ‫أيام ولإبداء الرأي فقط دون أن يكون له حظ في تولي منصب الخلافة وأمر‬ ‫صهيبا الرومي أن يصلي بالناس في الآيام الثلائةث وجعل إلى أبى طلحة‬ ‫رجلا من ‏‪ ١‬لأنصار أمر‬ ‫الخزرجي في خمسين‬ ‫‏‪ ١‬لأنصاري‬ ‫زيد بن سهيل‬ ‫استعجالهم على الاتفاق بأن لا تمضي ثلاثة أيام إلا وقد اتفقوا على رجل‬ ‫وكذلك إن خالف‬ ‫لهم‪ :‬إن اجتمع خمسة وخالف واحد فاقتلوه‬ ‫وقال‬ ‫منهم‪،‬‬ ‫في الفرقة التي فيها‬ ‫فكونوا‬ ‫فئتين‬ ‫افترقوا‬ ‫وإن‬ ‫الثاني واجتمع أربعة‬ ‫فيما اجتمع عليه‬ ‫الدخول‬ ‫الفرقة الاخرى‬ ‫ابت‬ ‫وإن‬ ‫عبد الرحمن بن عوف‬ ‫المسلمون فاقتلوهم‪ ،‬وأخرج عبد الرحمن بن عوف نفسه من الستة ليختاروا‬ ‫واحدا من الخمسة فاجتمعوا‪ ،‬وظلوا ثلاثة أيام يبحثون الآمر ويتشاورون فيه‪،‬‬ ‫ثم بايع عثمان بن عفان"‪.‬‬ ‫أما الستة الذين رشحهم الإمام عبد الرحمن بن رستم فهم‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬مسعود الاندلسي‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬أبو قدامة يزيد بن فندين اليفرني‪.‬‬ ‫الاندلسي‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ مروان‬ ‫عطية أبو الموفق‪.‬‬ ‫بن‬ ‫‏‪ _ ٥‬سعدورس‬ ‫صالح الكتامي‪.‬‬ ‫‏‪ - ٦‬شكر بن‬ ‫‪.٢٦٨‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫التنبية والاشراف‬ ‫علي بن الحسين©‬ ‫المسعودي‬ ‫(‪(١‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫فلسفة الشورى‬ ‫وذلك لاختيار واحد من هؤلاء الستة يكون إماما بعد وفاته" غير أنه بعد‬ ‫أن تم اختيار عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي إماماء كان هنالك‬ ‫اعتراض من يزيد بن فندين اليفرني‪ ،‬وكان ذلك الاعتراض في صورة شروط‬ ‫اشترطها على الإمام عبد الوهاب‘ وهي أن لا يقطع أمرا من الأمور‪ ،‬ولا ينف‬ ‫حكماء ولايقيم حدا من حدود الله إلا بحضور وموافقة أهل الحل والعقد‪.‬‬ ‫فرفعوا الأمر إلى أئمة المذهب بالمشرق‘ وصادف الوفد المغاربى‬ ‫الإمامين الربيع بن حبيب الفراهيدي وأبا غسان مخلد بن العمرد البصري في‬ ‫مكة لأن الوقت كان موسم حج‪.‬‬ ‫فكانت فتواهما بأن العقد صحيح أي الإمامة صحيحة والشرط باطل‪،‬‬ ‫وأنه لوصجخ ذلك الشرط لما قطعت يد سارق‪ ،‬ولا رجم زان‪ ،‬ولا أقيم حد من‬ ‫حدود الله ولا كان هناك أمر أو نهي© فتضيع بذلك الأحكام وبالتالي فإنهم‬ ‫يصيرون كلهم أئمة‪.‬‬ ‫وهذا نص الفتوى‪« :‬فقد اتصل بنا ما وقع قبلكم وما كتبتم فيه فأما‬ ‫ما ذكرتموه من أمر الشرط فليس من سيرة المسلمين أن يجعلوا فى الإمامة‬ ‫شرطا‪ ،‬أن لا يقطع الإمام أمرا دون جماعة معلومة الإمامة صحيحة والشرط‬ ‫باطل‪ ،‬فلو صح في الإمامة الشرط لما قام حق ولا أقيم لله حدث ولبطلت‬ ‫الحدود والأحكام وضاع الحق والجماعة يتعذر اتفاقها‪ ،‬على أن الإمام إن‬ ‫قدم إليه سارق فلا يمكنه أن يقيم عليه الحق فيقطع يده حتى تحضر الجماعة‪.‬‬ ‫ولا يجاهد الإمام عدوا‪ ،‬ولا ينهى عن منكر إلا بحضرة الجماعة فيكونوا‬ ‫كلهم إذن إماما‪ ،‬وكلهم لا إمام فهذا إبطال وتتبعه غير الاستقامة" ورمي‬ ‫الإمامة به بغي‪ ،‬والسؤال عن هذا غي وأما ما ذكرتم من تولية رجل وفي‬ ‫جماعة المسلمين من هو أعلم منه فذلك جائز إذا كان مستكملا لشروط‬ ‫الإمامة‪ ،‬وكان من أهل الفضل في الدين والعدل والسياسة والمنزلة المرضية‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٤٤٤‬‬ ‫م‬ ‫وقد ولي آبو بكر الصديق شيبه ث وزيد بن ثابت أفرض منه{ وعلى أقضى منه‬ ‫ومعاذ بالحلال والحرام أعرف منه‪ ،‬وأبي بكتاب الله أقرأ منه‪ ،‬كل شهد له‬ ‫رسول الله يلة بذلك‪ ،‬ومع هذا فلم يكن أحد منهم أولى منه بالإمامة‪.‬‬ ‫فالجواب إثبات الولاية وإبطال الشرط ولو انعقد عليه وتخطئة من اختلقه‬ ‫وأحله غير محله‪.‬‬ ‫وذكر أبو العباس أحمد بن سعيد الدرجيني‪ ،‬أن مما تضمنه جوابهم؛ إن‬ ‫الإمامة لا تبطل إلا بحدث في الإمام بعد الإعذار والإنذار‪ ،‬وتمادي المحدث‬ ‫على الإصرار والاستكبار‪ ،‬فحينئذ يجب القيام عليه‪ ،‬وإبطال ما صار من أمر‬ ‫المسلمين إليه»«_'‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدم من أعمال الشورى فكرا وتطبيقا‪ ،‬نظرية وحكماء مبدأ‬ ‫ونظاما‪ ،‬يأتي تطور الشورى في السلطنة في هذا العهد الذي هو عصر النهضة‬ ‫وهو موضوع حديثنا في الفقرة القادمة‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٨٩‬تحقيق‪ :‬ابراهيم طلاي‪ ،‬الطبقة الاولى‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫ج ‏‪ 6.١‬ص‬ ‫طبقات المشايخ بالمغرب‪٥‬‏‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تطور الشورى في عصر النقضة‬ ‫كانت البداية هي مجلس الزراعة والأسماك والصناعة‪ ،‬فقد تم إنشاء هذا‬ ‫المجلس سنه ‪١٩٧٩‬م‪،‬‏ وعهد إليه بدراسة القوانين والأنظمة السارية‪ ،‬وقد تكون‬ ‫‏(‪ )١٢‬عضوا تم تعيينهم من قبل جلالة السلطان المعظم وهم من فئتين‪:‬‬ ‫من‬ ‫الفئة ا لاولى ‪ :‬تم تعيينهم بحكم منا صبهم‪.‬‬ ‫الفئة الثانية‪ :‬من القطاعات الثلاثة (الزراعة‪ ،‬والأسماك والصناعة)‪.‬‬ ‫وقد تطور هذا المجلس إلى المجلس الاستشاري للدولة الذي أنشىء‬ ‫بالتعيين من جلالة السلطان المعظم‪،‬‬ ‫‏(‪ )٤٥‬عضوا‬ ‫سنة ‪١٩٨١‬م۔‏ وكان مكونا من‬ ‫ويمثلون القطاعين الحكومي والأهلي‪.‬‬ ‫وكان بديلا عن مجلس الزراعة والأسماك والصناعة‪.‬‬ ‫كبديل‬ ‫‪٩٩١‬م‏‬ ‫سنه‬ ‫الشورى‬ ‫مجلس‬ ‫إنشاء‬ ‫فقد تم‬ ‫الشورى‬ ‫لعملية‬ ‫وكتطور‬ ‫عن المجلس الاستشاري للدولة‪.‬‬ ‫وتوسيع‬ ‫أعضائه‬ ‫عدد‬ ‫حيث‬ ‫التدرج من‬ ‫في‬ ‫الشورى‬ ‫وقد أخذ مجلس‬ ‫نشاطاتة‪.‬‬ ‫صلاحياته وتعدد‬ ‫وقد بدء تعيين أعضائه بالترشيح حيث إن كل ولاية ترشح ثلاثة‬ ‫أشخاص من أهلها‪ ،‬وليتم بعد ذلك اختيار مرشح واحد من قبل الحكومة‬ ‫ليكون عضوا من أعضاء مجلس الشورى‪.‬‬ ‫الشورى في الإسلام‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫وفي عام ‪٦٢٠٠٣‬م‏ شهد مجلس الشورى تطورا آخر‪ ،‬حيث كان الانتخاب‬ ‫بدلا من الترشيح فصار المواطنون ينتخبون ممثليهم انتخابا حرا لا تتدخل‬ ‫فيه الحكومة‪.‬‬ ‫وقد مر هذا المجلس الانتخابي بتطورات في صلاحياته وآليات عمله‬ ‫كما أن آليات الانتخاب صاحبها هي الأخرى تطوير وذلك لرفع كفاءة أعضائه‪.‬‬ ‫أما الحدث الأبرز فهو يتمثل في إنشاء مجلس عمان سنه ‪١٩٩٦‬م‏ الذي‬ ‫يضم مجلس الشورى المذكور ومجلس الدولة الذي يتم تعيين أعضائه‬ ‫بالتعيين من قبل جلالة السلطان المعظم"‪.‬‬ ‫وتشهد السلطنة هذا العام انتخابات أعضاء مجلس الشورى للدورة‬ ‫التاسعة‪ ،‬حيث الاستعدادات قائمة على قدم وساق لإنجاز ذلك‪.‬‬ ‫وشيء رائع وجميل أن أختم هذا البحث بشيء من كلام جلالة السلطان‬ ‫المعظم من خطبته في افتتاح مجلس عمان سنه ‪١٩٩٧‬م‪،‬‏ فقد استهل خطبته‬ ‫حفظه الله بالقول‪« :‬في هذا اليوم الميمون المبارك نفتح باسم الله وتوفيقه‬ ‫مجلس عمان الذي يتكون من مجلسين‪ :‬مجلس الشورىڵ وقد كان تجربة‬ ‫رائدة أثبتت نجاحها خلال الفترة الماضية" ومجلس الدولة الذي نأمل أن‬ ‫يكون لبنة أخرى قوية راسخة في بنيان المجتمع العماني‪ ،‬تعز مما تحقق من‬ ‫منجزات وتؤكد ما رسمناه من مبادئ‪ ،‬ومن بينها إرساء أسس صالحة‬ ‫لترسيخ دعائم شورى صحيحة\ نابعة من تراث الوطن وقيمه وشريعته‬ ‫الإسلامية‪ ،‬معتزة بتاريخه آخذة بالمفيد من أساليب العصر وأدواته»"”'‪.‬‬ ‫وإذا كان لكل شىء بداية فإن له خاتمة‪ ،‬وهى الفقرة القادمة والأخيرة فى‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بحثنا هذا‪.‬‬ ‫‪.٣٣٨‬‬ ‫الشكيلي‪ .‬سالم بن سليمان النظام السياسى والدستوري في سلطنة عمان‪ ‘8‬ص‪‎‬‬ ‫(‪(١‬‬ ‫الإعلام‪‎.‬‬ ‫‪ .٩١‬وزارة‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫صاحب الجلاله السلطان قابورس بن سعيد المعظم‪٥‬‬ ‫كلمات وخطب حضرة‬ ‫(‪(٢‬‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫هذا ما تيسر طرحه في موضوع الشورى ومدى إلزاميتها للحاكم" وعلى‬ ‫اعتبارها أنها تحتل أحد ركني نظام الحكم في الإسلام‪ ،‬وهذا هو ما أخذت به‬ ‫الدول المعاصرة في العالم بصورة عامة‪ ،‬وفي العالم العربي والإسلامي‬ ‫بصورة خاصة والتي لم تأخذ به من الدول حتى الآن فإنها متجهة إليه‪.‬‬ ‫على أن تقسيم الدولة إلى ثلاث سلطات‪ :‬تشريعية‪ ،‬وقضائية} وتنفيذية هو‬ ‫ما تمخض به مبدأ الشورى أو نظامها‪ ،‬ولذلك عمدت الدولة العاملة بالشورى‬ ‫إلى إنشاء مجالس للشورى لمناقشة الأوضاع الحيوية\ ولمراقبة أداء‬ ‫الحكومات‪.‬‬ ‫ونسأل الله للجميع التوفيق والصلاح‪.‬‬ ‫وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬ ‫أحمد بن سعود السيابي‬ ‫مسقط العامرة‬ ‫‪١٤٤٠‬ه۔ ‪ ٢‬مايو‪ ‎‬م‪٩‬‬ ‫‪ ٥‬رمضان‪‎‬‬ ‫فهرس المحتويات [‬ ‫المقدمة‬ ‫الشورى لغة واصطلاحًا‬ ‫دور السبلة في الشورى‬ ‫نظ‬ ‫مجالس الشورى‬ ‫‏‪١٣‬‬ ‫أهل الحل والعقد‬ ‫‏‪١٨‬‬ ‫الحكم الشوري‬ ‫‏‪٢١‬‬ ‫الشورى في الكتاب والسنة‬ ‫‏‪٢٦‬‬ ‫الشورى في الأدبيات العربية‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫النصيحة‬ ‫التوأمة بين الشورى والحكم‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫الممارسة والتطبيق‬ ‫‪3‬‬ ‫فلسفة الشورى‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫تطور الشورى في عصر النهضة‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫الخاتمة‬