ةت :د ً. ا - ّ :1لمرا. -ء2 قاسم بن احمد الشيخ بالحاج ٥۔ه‎ الشيخ ۔ &‏ ٥۔ہس علي يحيى محمر أضواع علا شخصيته وفكره ححمد ن قاسم ناصر وحجام نشر :عمعية الترات القرارة -ولاية غرداية -الزائر طبع :المطبعة العريية نهج طالبي أحمد -غرداية حقوق‌الطع محفوظة الطعة الأولى 4ه 3002 /م أصل هذا الكتاب محث ممغقدم لنيل درجةة الماجستر » العلوم الإسلامّة بالمعهد الوطني العالي لأصول الدين -الحخروبة -الجنرائر عنوان: الشيخ علي يحيى معمر ومنهجه في عرض العقيدة إشراف الدكتور .0000منوقش » صفر 1241ه / أحمد غرداية :المطبعة العريية [ 1 7الهاتف /فاكس » 3583. : المنطقة المناعية )920( 78. 43. 43: .ح- الإيداع القانوني رقم 3002/ 1411 : ردمك. 8. 1699 -787- 70 - 2ک۔! العالمالجليل الشيخ علي يحي معمر الليبي 001ه ٭ 08 -9191و 1م93 = المجاهر بالتلرى اللسان الى روح شيخى إلى ىالدي الكريمبز؛ اعت افا بنضلهما دبر بهما للكل أف اد عائلتى دأسرتى إللكل مزن علمنى يوما ما۔ حرفا أى أتهمنى ذكرة الكد مز عرفلہ في مسيرة العلموالمعرفة للكل باحث عن الحق أينماكان ثمردنبعہ للكل يد تسعى لجمع هذه الأمة علو,كلمت الحق 1 ش إلى هؤلا. جيعا أرفع هذا الجهد المواضع 7 چانه بعد أن بلغ هذا العمل تمامه، واستوى فصولا ومباحث على هذا الشكل أرى من الواجب عل أن أذكر أهل الفضل بفضلهم وقبل كل ذلك أتضرع إلى ا لله سبحانه وتعالى شاكرا وحامدًا إياه على أن وفقي لأنجز هذا العمل وأتمه لييلغ صورته النهائية هذه. ثم أذكر فضل أستاذي المشرف الدكتور محمد ناصر بوحجام الذي شرف شخصيةعلى بحثي هذا وزودني بكل ما يملك من وثائق هامة عنبقبول الإشراف إنخاز بحثي وتوم أخطاءه ئ كل ذلك ق أوقاتمعمر نم تابعالشيخ علي حى عطله؛ فيستسمحي على ما أخذت من راحته. ثم أذكر فضل أستاذي الدكتور مصطفى باجو الذي قبل تبي البحجث&ك ووقف بجنبي إلى أن تمت مناقشته.كما أذكر فضل أستاذي الدكتور عمار حيدل الذي أفادني ملاحظاته وتوجيهاته ي تعديل فصول البحث بعد مناقشته. ثم أذكر فضل جمعية الاستقامة ومكتبها، وإدارة مدرسة دار العلم بالقبة؛ اللتين وضعتا بين يدي كل إمكانياتهما، وسهلتا لي كل الظروف الاجتماعية لأنحز هذا البحث خلال هذه الفترة. كما لا أنسى أن أذكر فضل المشايخ في وادي ميزاب؛ الذين فتحوا لي صدورهم وعادوا بذاكرتهم إلى الوراء ليمدوني بمعلومات عن الشيخ علي يحيى بينهم.معمر أيام كان ولا أنسى أن أذكر فضل كل شخص أعان للحصول على وثيقة أو هم كثيرون } فجزى ا لله الجميع عى خير الخزاء. معلومة ؛ فبلا شك كد... قاسم الرموز المستعملة عد :عدد دت :دون تاريخ ط :طبعة ملاحظة: بعد التهميش الأول لمؤلفات الشيخ علي يحى معمر؛ أشرت إليها بدون ذكر اسمه، مع اختصار في عناوينها؛ وذلك لتكرارها كثيرا. تكطلهر يعيش النتباب المسلم حالة من الاستلاب الفكري" وضروبا من التيه؛ بسبب ابتعاده عن أصوله أو نتيجة إبعاده عن مصادر ثقافته 3وبسبب عدم تبين الأصيل من فكره والخيل عليه. وسط المتغيرات ال وفدت على ثقافته من دون أن يعرف كيف يكتفها مع ما ينسجم مع أصوله؛ لعجز المناهج المسطرة له، والبرامج المقترحة عليه، تفي بحاجته في التعرّف على فكره الحقيقي ومن دون أن يتمكن القائمون على توجيهه من توفير البيئة الصالحة الى يأخذ فيها هذه القواعد ويتشرّب هذه المبادئ، في مقابل تسارع المخططات ال تسلب منه كل لحظة مقوّما من مقوّمات شخصيته! وتحل محله عنصرا دخيلا على فكره، بالقوة أو باللين» طوعا أو كرهاء بطريق مباشر أو بسبيل غير مباشر وقد تعاون على ذلك الصديق والعدو... لذلك فهو يعيش حالة من الحيرة والغشك، وحياة قوامها التنكر لمبادئه. وملؤها تسفيه أحلام من سبقه 3أو على الأقل يحيا حالة الهول والنترود والنفور من تراثه؛ مما يتطلب من الأقلام الملتزمةة والكتاب المحترفين، والتارسين المسؤولين... أن ينبروا لتقديم الفكر الأصيل ويعرضوا الأعمال الحادة} أن يحللوا ويناقشوا، وميّنوا ويكشفوا ويبرزوا ما يعين على تخطي هذه العقبة} الي تقف أمام ارتباط النشء بالأصول. اللتباب في حاجة إلى الأخذ بيده إلى منابع فكره الحقيقي، وهو أحوج إلى معرفة كيفية الإفادة من هذا التراث‘ والوقوف على السبيل إلى التعرف على هذا الفكر؛ ممن يسهل له مهمة الاطلاع عليه. ني هذا السياق، وقي هذا المنحى تأتي دراسة الأستاذ قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج حول شخصية النتيخ علئ يحس معمر ومنهجه في عرض العقيدة. هذه الدراسة اهتمت وحرصت على تقديم النتيخ رجلا تعلم ليفيد الأمة الإسلاميّة، وعلم لينشئع لها أجيالا من الثتباب يخدمونها» وجاهد ليسهم في التمكين لدين الله في الأرض» تحمّل -:ط _ الصعاب والمشاق ليذلل الطريق لغيره، تجرع الأذى من القريب والبعيد ليجعل الحياة حلوة لسواه. بسط المناهج وقرب المعلومة، وحبب العلم وطور البرامج... عمل على برانن الجهل ومخالب ‏ ١لاستلاب. لينتشله منتوفير الجو المناسب لللشء قال الباحث« :ولقد تفر غ ق كل عصر علماء أفذاذ لتناول هذا الجانب غرضهم من ذلك زرع العقيدة الإسلامية الراسخة في بجتمعاتهم، لتعمل على تحريك الأفراد لعمارة الدنيا بالخير، والتمكين لدين الله تعالى، والفوز في الدار الآخرة برضوان ا لله». وقال« :يعة الشيخ علي يحيى معمر من أعلام الفكر تناول فكره بالذراسة سيكون له أثره فى حياتناالإسلامي المعاصرين هذا يعێي أ العلمية والعملّة». حاول الأستاذ قاسم أن يبرز في هذه التراسة القيمة الرائدة جهود الشيخ علي يحى معمر في العمل الدعوي والإصلاحي. الحق يقال :إت الباحث كان موفقا في قمنهجهفكره ل والكشف عنوعرضإضاءة جوانب كثيرة من شخصية الشيخ أنعرض العقيدة كان موفقا فى ذلك إل حد بعيد. وقد انطلق من فرضيات حاول يثبتها من خلال عرضه ومناقشته الشيخ ق أثناء الدراسة. من هذه الفرضيات : -إن تناول الشيخ على يحيى معمّر للعقيدة اتسم بالتركيز على الجانب الإيماني العقدي والبعد التربوي العملي، محاولا تقديم نموذج ميسر ومعاصر للعقيدة. -إن تناول الشيخ علي يحيى معمر للعقيدة كان بغرض تقريب وجهات النظر بين المسلمين حول مسائلها الخلافة، وكان محاولة إيجاد حلول وسطىك وتوفير قدر مشترك للقاء بينهم». كان واضحا منذ البداية أن غرض الباخث لم يكن عرض منهج الشيخ علئ ي تقديم العقيدة فقط، إنما كان إلى جانب ذلك الرغبة في مساعدة الناشغة فى يقوم بها كلوهي 7ميسرة ومبسّطةلنعرف على حقيقة هذه العقيدة؛ بطرق شخص عرف حقيقة دوره في التوجيه والتريية؛ لهذا وجدناه في هذه الراسة يركز _ي_- على كتاب «سمر أسرة مسلمة» ليقدم الشيخ علي يحيى معمر للناشغة كما قدم الشيخ نفسه العقيدة للشباب ميسرة مبسطة بواسطة هذا الكتاب. بعد قراءتنا الكتاب سجلنا الملاحظات الآتية: 1بذل الباحث جهودا كبيرا في جمع المادة العلمية حول سيرة الشيخ علي بحى معمّر، ورصد مراحل حياته :العلمية والعملة المتنوّعة\ الحافلة المثيرة، وقد حاول ملء الفجوات الكثيرة الى كانت قى حياته؛ بلقاءاته مع المطلعين على هذه المسيرة، وتصفحه الوثائق والنشرات الي تمكن من الحصول عليها، وأسفاره الكثيرة. وتنقلاته المتعدة. كما وضع ووضح معالم في حياته ومسيرته، فقدم بذلك خدمة كبيرة للباحنين في شخصية الشيخ علي يحيى معمر. وقد عمد إلى الاستنتاج والتأويل في كثير تنا أورد، ومناقشة بعض الذين كتبوا عن حياته، وهذه سمة الباحث الجادة الذي يحرص على الإتيان بالجديد، وتقديم ما يراه صحيحا فيما يكتب. قدم هذه السيرة بطريقة هادفة؛ بما يفيد منها المغترب لأجل التعلّم، والمعلم المرتي، والعامل المصلح والداعية الموجَّه\ والقائد الرّعيم... إلا أن بعض مناقشاته واستدراكاته واستنتاجاته قي حاجة إلى مناقشة ومتابعة. -2عرض أغلب مسائل العقيدة الي تناولها الشيخ علي يحيى معمر في كتاباته، ومعظم القضايا العقدية الي عرفت في الفكر الإباضي عرضها بطريقة موضوعية وتحليل مقبول إل حة كبير. هناك ملاحظات بسيطة قد تشير القارئ الاستنتاجات الق قدمهاوتدفعه إلى مناقشة الباحث فيها۔ وهي ناتجة من بعض الباحث كوجهة نظر خاصة. 3تميز الباحث بالحس النقدي. فكان يتوقف عند أو فى كشير من المسائل والآراء ال لا يهضمها عقله بسهولة. يبدو ذلك جليا في سرد المعلومات ال تتعلق دو للباحث فيها أن الشيخ علي نحيىحياته. وفى التعليق على بعض المسائل الى معمر قد انفرد فيها برأيه، أو لم يكن على حط مذهبه فيها هذا ما يدفع المطلعين على هذا البحث أن يشاركوا في مناقشة فكر الشيخ علئ يجى معمر. _ زى _ 4استطاع الباحث أن يبرز -بشكل عام -منهج الشيخ علي في عرض العقيدة} وأسلوبه في المناقشة والحوار مع الآخرين» والتعليق على هذا المنهج، ما له للناشئة قدوما عليه. إلا ان تركيزه على كتابه «سممر أسرة مسلمة» الموجه أساسا يفوّت على القارئ فرصة الوقوف على منهج الشيخ الحقيقي في هذا الجال، بخاصة وأ الباحث كرر كثيرا :إن الشيخ يقدم المسألة أو الرأي من دون تأصيلها، أو من دون سرد الأدنة، ويعّل لذلك :لعله فعل هذا لأنه كان يقدم هذه العقيدة إلى الناشعة فلا يريد أن يثقل عليها بالأدلة وهو يريدها أن تكون مبسطة وميسرة. لكنه يعرض أفكاره المستقاة من هذا الكناب‘ مقرونة إلى آراء علماء آخرينڵ ياخذها من كتبهم الموجهة إلى العلماء والملنحصّصين، فيظهر النيخ وكأنه مقصر أو غير دقيق في تناوله المسائل، وغير مستقص للقضايا. وقد كان رجوعه إلى كتبه الأخرى قليلا جدا. فليتامٌل القارئ فيما يأتي« :ولعل الهدف الذي حاده من عرضه العقيدة ق كتابه الأول سمر أسرة مسلمة! كان الموجه له، فلم يرد أن يطيل مؤلفه بالاستدلالات، حاشدا للآيات والأحاديث في كل مسألة، بل كان يكتفي بأقل قدر منها ودون أن ياخذ في حسبانه وجود أدلة أخرى في الموضوع ربما تكون أكثر دلالة مما استدل به» ودون أن يهتم بالره على الأدلة الأخرى المخالفة لكلامه واستدلالاته. وطبيعة كتابه تقتضي ذلك». لست أدري هل هذا التعليق ينسجم مع التعليل الذي قدمه عن طبيعة كتاب الشيخ ومع هدفه الذي ذكره من أن توجيه ما كتبه كان للناشئة؟ هل هذا التعليق في صالح الشيخ؟ وفي صالح المنهج الذي اختاره لنفسه؟ قال أيضا« :ويمكن أن نرجع عدم اهتمام الشيخ بالاستدلال على آرائه إلى طبيعة كتبه الأخرى كذلك‘ حيث لم يكن غرضها الأساسي والأول التأصيل للمسائل العقدية} بقدر ما هي مناقشة لآراء علماء الإسلام في عرضهم لآراء -ل - الإباضية في العقائد والكلام ومحاولته التقريب بين وجهات النظر في المسألة العقدية الواحدة وحرصه على الجمع بين المسلمين وتفادي الشقاق والخلاف». نسأل ما مدى موضوعية هذا التعليق؟ وما مصداقية هذا الحكم؟ وماذا يقول التارسون في هذا الرآي؟ إلا أت الغتيء المتفق عليه هو أن كتابات النتيخ علئ يحيى معمر جيدة ومهمّة وقوية :مادة علمية. وعرضاء وأسلويا ومناقشة... وفي الوقت نفسه هي في حاجة إلى توثيق وإرجاع النصوص إلى مصادرها. وهو عمل ينتظر الباحث الجاد والذارس المهتم. 5وردت في الآراسة عبارات تصف كتابات الشيخ علي يحيى معشر بأوصافڵ يبدو أنها بعيدة عن الحقيقة. كوصف ردود الشيخ بالعنف أحيانا. قال الباحث مثلا« :يتكلم الشيخ فيها ممنلا مذهبه الإباضي وشارحا لاآرائه» ومعبرا عنها ومدافعا عليها، ومبيّنا الل في النظر والحكم على أتباعه. هذا نسجل على هذه الكتب طغيان النظرة المذهبية عليها، هذا ما تجلى أحيانا في ردوده العنيفة على كتاب المقالات وعلى بعض أعلام الفكر اللعاصرين». وقال في موضع آخر: «يدو واضحا من كلام الختيخ هذا تأثره ورة فعله في أسلوبه العنيف وفي نكران ما قمه هؤلاء الكتاب برغم ما وقعوا فيه من أخطاء وافتراءات كبيرة _ من مادة علميّة حول الفرق الإسلامية في تلك الفترات من التاريخ الإسلامي. »...وعقب هذه الملاحظة قال« :تميزت كتاباته في الغالب الأعم بأسلوب أدبي رفيع، واحترام كبير للعلماء والأمة في مناقشته فهم حمى في أدق المسائل وأخطرها اليت تركت بصمات سوداء وآثارا سيّثة في تاريخ الإباضيّة، حيث رأيناه يمسك أعصابه ويرفع من شأن العلماء، ويرجع سبب أخطائهم _ أحيانا إلى مصادر خارجة عنهم كالسياسة، أو اعتمادهم على أناس كانوا وراء هذا الخلط والغلط والكذب». ييدو التناقض واضحا في هذا القول، ويظهر التسرع في إصدار هذا الحكم. على القارئ الذي يطلع على هذا الحكم أن يتأمل فيه» ويعلن عن رأيه من خلال ما تؤديه إليه قناعته فيما كتب الشيخ علئ يجى معمّر. -م - 6-وردت في الآراسة بعض معلومات غير صحيحة نشير إلى انتين ‏١ونصحَحهما: أ) ذكر الباحث أن الشيخ عدون بن بالحاج تولڵى رئاسة معهد الحياة بعد وفاة شيخه الشيخ إبراهيم بيوض نقل هذا عن الشيخ محمد علي دبوز في كتابه (أعلام الإصلاح في الجحزائر ج، 2ص. )202الصحيح أن الشيخ عدون أصبح مديرا لمعهد الحياة في الأربعيتات، كما ذكر ذلك الشيخ الدبوز في المصدر المذكور قال الشيخ الآبوز... « :وفي أول الأربعيات صار رأي الشيخ عتون) مدير المعهد والمدرس فيه»(. ص.)202 : ب) ذكر أن الشيخ بيوض افتتح درس تفسير القرآن سنة 4391مإ الصحيح هو سنة 5391م. خلاصة القول :إن ما قام به الأستاذ قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج أو قدمه عمل كبير، وجهد عظيم، يستحق كل إكبار وتقدير. إن بحثه يعة أوول دراسة أكادرميّة معمّقة، مستفيضة في شخصية النيخ علي يحيى معمر سيرة وقكرا ومنهجا. فهي تنتظر الباحثين الذين يواصلون الطريق في سبيل إبراز جوانب أخرى من حياة الشيخ وشخصيته؛ بداية من نقد ما كتبه قاسم الشيخ بالحاج" عطفا على كل ما يسهم في الكشف عن فكر الشيخ. وبخاصة وقد عرض الباحث بجحموعة من الاقتزاحات لدراسة شخصية الشيخ، ثم قال« :في الختام أرجو أن أكون بهذا العمل فى جوانبهاقد أسهمت ق فتح الباب لدرا سة شخصية الشيخ علي يحيى معمر وفقنا ‏ ١ل إل ما يحبه ويرضاه.الأخرى.... نزوى :يوم الثلاثاء 02من صفر 4241ه 2من أفريل 3002م } وعلىمناتبع هداه ال والدينالحمد ال < وصلىاللعلىسيدنا حمد مت رمہا بالدراسة:البحثيتناول هذا « ا لشيخ على يحيى معمر ومنهجه » عرض العقيدة » إن موضوع العقيدة في الفكر الإسلامي عَدُ من المحاور الرئيسة فيه» حيث تاريخهتدور حوله معظم الدراسات. ولقد اهتم العا ل الإسلامي ق كل حقبات بدراسة هذا الموضوع وتناوله من مختلف جوانبه، وأعاد عرض مسائله في كل العصور وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حاجة الفرد المسلم إلى معرفة هذا دينه.الأساسي منالجانب ولقد تفرغ في كل عصر علماء أفذاذ لتناول هذا الجانب، غرضهم من ذلك زرع العقيدة الإسلامية الراسخة في بجتمعاتهم، لتعمل على تحريك الأفراد لعمارة الدنيا بالخير، والتمكين لدين ا لله تعالى، والفوز فى الدار الآخرة برضوانه تعالى. من بين هؤلاء العلماء المعاصرين الشيخ علي يحيى معمر الليبي -رحمه ا لله الذي ترك لنا تراثا عقديا متنوعا، هذا ما حفزني لأن أخصه بالبحث والدراسة إلى جانب دوافع أخرى يمكن أن أحددها في ما يلي: -1عدم وجود دراسة أكاديمية اهتمت بفكر الشيخ علي معمر عموما وفكره العقيدةقرغم غزارة إنتاجه وتنوعه& فقد كتبالعقدي بصقة خحاصةة وغيره. والفقه والتاريخ والسير والأدب _1 ۔- و ۔ م -2عدم الاهتمام بدراسة شخصيته 3وتتبع أهم المحطات التاريخية لحياته ) العلمية والإنتاج العلمي.الاجتماعي،ف الإصلاحوجهوده 3أعد الشيخ علي معمر من أعلام الفكر الإسلامي المعاصرين؛ وهذا يعي أن تناول فكره بالدراسة سيكون له أثره في حياتنا العلمية والعملية. الشيخ علي معمر من أعلام الفكر الإباضي المعاصرين وهذا يعي أن - 4رع إباضي معاصر للعقيدةسيسمح بوضع تصوربالدرا سةفكرهتناول ومعا بلة مسائلها وفق مستجدا ت العصرالإسلامية؛ يعيد فيه عرض ومتغيراتهں وهو بذلك سيسهم ف ‏ ١لا جابة عن بعض الا ستفسارات عن هذه المدرسة في فكرها العقدي. كما سيسهم في معرفة التطور والتجديد الحاصل المدرسة.داخل هذه أما عن إشكالية البحث فيمكن أن نصوغها كما يلي: = 1هل يعد الشيخ علي يحى معمر شخصية علمية واجتماعية متميزة بحيث وفي إيجاد موقعجحتمعه والتغيير من أوضاعهكانت له القدرة على التأثير ق لكتاباته داخل الفكر الإسلامي، أم كان شخصا عاديا لم يكن له أثر ني كل ذلك. -2من المعلوم أن علماء العقيدة قد تناولوا مواضيعها من زوايا متعددة} فمنهم ركز على البعد الإمما نيمن اهتم بالطرح الكلامي الفلسفي لها} ومنهم من العملي، ومنهم من تناول أصول المسائل دون التعرض إلى الفروع وإلى مسائل الخلاف ومنهم من كان وسطا بين هذا وذاك. ضمن هذه التوجهات: -أين كان موقع الشيخ علي يحمى معمر في عرضه للعقيدة؟ -وما هو موقفه من التوجهات الأخرى فى دراسة العقيدة؟ _ _ 2 -وما هي خصائص منهجه في عرضه للعقيدة؟ -وما قيمة هذا العرض داخل المدرسة الإباضية خصوصا والفكر الإسلامي عموما؟ وقبل أن نلج في بحث وتحليل هذه الإشكالية نقتزح جملة فرضيات كإجابات مبدئية ومؤقتة لهذه الإشكالية المطروحة: 1إن تناول الشيخ علي يحيى معمر للعقيدة اتسم بإبراز الجانب الكلامي الفلسفي وباستعمال الاستدلال العقلي المنطقي محاولا بذلك عرض آراء مذهبه فى قالب جحديد معاصر. 2إن تناول الشيخ علي يحى معمر للعقيدة اتسم بالتركيز على إبراز الجانب الإيماني العقدي والبعد التربوي العملي محاولا تقديم نموذج ميسر ومعاصر للعقيدة. 3إن تناول الشيخ علي يحى معمر للعقيدة كان يغرض تقريب وجهات النظر بين المسلمين حول مسائلها الخلافية. وكان محاولة لإيجاد حلول وسطىك وتوفير قدر مشترك للقاء بينهم. وللتحقق واختبار ما مدى صحة أو خطل هذه الفرضيات انطلقت في جمع ودراسة المادة العلمية من تراث الشيخ علي معمر مستعينا بدراسات أخرى عديدة لها علاقتها بالموضوع. محاولا توظيف عدة مناهج حسب طبيعة كل مسألة مدروسة. ففي فصول دراسة الشخصية اعتمدت على المنهج التاريخي والمنهج الوصفي؛ لنزتيب مراحل حياة الشيخ حسب التسلسل الزميي، وإبراز جوانب شخصيته. وتي فصول دراسة المسائل العقدية اعتمدت -في غالب الأحيان -على المنهج التحليلي الوصفي لعرض تصور الشيخ وشرحه‘ واعتمدت المنهج المقارن عندما أرى ضرورة __ 3 أثناء المنهج التاريخي -أحيانا-۔اعتمدتكمامن العلماءءغيرهمم الشيخلمقارنة آراء احتياجي لعرض التطور التاريخي لبعض المسائل العقدية. أما عن هيكلة البحث فقد قسمته إلى مقدمة وسبعة فصول وخاتمة: الفصل الأول بعنوان« :حياة الشيخ علي يحيى معمر»» تتبعت فيه أهم محطات حياة الشيخ علي معمر -الاجتماعية والعلمية -بين ليبيا وتونس والخزائر. الإصلاحية ورحلاته وآثاره»،«نماذج من جهودهوالفصل الثاني بعنوان: تناولت فيه نماذج من جهوده الإصلاحية ق المجال السياسي والاجتماعي والتعليمي والثقافى والدعوي. ثم تناولت رحلاته وآثاره؛ فاستعرضت أهم رحلاته الق حفظتها لنا المصادر وفي آثاره أشرت إلى تلاميذه وتعرضت إلى إنتاجه العلمي بالتفصيل. العقيدة عند الشيخ علي يحيى معمربعنوان « :منهج عرضوا لفصل الالف والمعرفة الشرعية الضرورية». للبحث الأول منه أربع نقاط هي:تناولت ق -1مكانة العقيدة في مؤلفات الشيخ علي معمر -2المصادر المعتمدة قى عرضه للعقيدة -3منهجه في عرض مسائل العقيدة -4منهجه في الاستدلال على العقائد وقد استخلصت هذا المبحث من جملة ما تناولته من قضايا فى ثنايا البحث © لتتضحورأيت أن أجمل نقاطه هنا بصورة مستقلة وأن أستفتح به البحث العقدي أمام القارئ صورة تناول الشيخ لمسائل العقيدة. وفي المبحث الثاني تناولت تعريف العلم الشرعي الضروري لدى الشيخ وأقسامه ثم تناولت نظرته لنسيان العلم الضروري وأحكامه. _ _ 4 . والفصل الرابع بعنوان« :الإلهيات» تناولت فيه معابحة الشيخ لموضوع وجود ا لله تعالى وأدلته فيه، وموضوع الوحدانية وأدلته عليها، ومنهجه في معرفة ا لله تعالى. ثم تعرضت إلى الصفات وأقسامها عند الشيخ علي معمر ونظرة الشيخ مسلي رؤية ا لله تعالى وخلق القرآن. والفصل الخامس بعنوان« :النبوات» بينت فيه رؤية الشيخ علي معمر لقيام الحجة على الإيمان بالرسالة} وبينت فيه ما يجب معرفته عن الرسل وتعريف الرسول والفرق بين الرسول والنبي. وتعرضت فيه كذلك إلى تعريف الوحي وتحديد طرق نزوله. والفصل السادس بعنوان« :الإنسانيات»» المبحث الأول منه كان فى «الأسماء والأحكام» حيث بينت فيه مفهوم الشيخ علي معمر للإيمان وعلاقته بالإسلام والدين، وبينت معالحته لمسألة الخوف والرجاء؛ ال لها علاقة وطيدة بالإيمان. ثم بينت مفهومه للكفر وأقسامه. ثم تعرضت إلى بيان الأحكام المتزتبة على الأسمماء؛ ال تتمثل في أحكام صاحب منزلة الإيمان وأحكام صاحب منزلة الكفر، وأحكام ملل الكفر. ثم عدت فبينت معاني وأحكام جملة من أسماء أخرى تَعَداوَل ق القضايا العقدية. وأخيرا تعرضت إلى موضوع المعاصي؛ مبينا تعريفها وأقسامها عند الشيخ علي معمر. والملبحث الثاني كان في «القضاء والقدر» تكلمت فيه عن تعريفهما والإيمان بهما، ثم عن علاقة فعل الإنسان بالإرادة الإلهية وعن حكم أفعال الإنسان. والمبحث الثالث كان في «الولاية والبراءة» بينت فيه تعريف الولاية والبراءة وأدلة وجوبهما، ثم بينت تقسيم الشيخ علي معمر للولاية والبراءة وشرحت كل قسم على حدة. والفصل السابع بعنوان « :الغيبيات » تناولت في المبحث الأول منه مفهوم الغيب، ومراحل عالم الغيب عند الشيخ علي معمر وتوقفت مع مفهومه للصراط 7 ثم تناولت في المبحث الثا ني «الوعد والوعيد» فبينت فيه تعريف الشيخ والميزان. للوعد والوعيد 3ورأيه فى مسألة إنفاذ الوعد والوعيد} ثم رأيه في مسالة الخلود قي فيه تعريفهمبينتالنار. وفي البحث اللالث تناولت «الإبمان بالملائكة» حيث ‏ ١لإيما ن بهم. وما حجب قوأقسا مهموصفاتهم ونفي صفة ا لذكورية وا ل نونية عنهم لشخصية الشيخ علي يحيىوأ خيرا أ نهيت البحث خاتمة تضمنت تقبيما شاملا معمر ومنهجه في تناول وعرض مسائل العقيدة© مع أهم النتائج الق توصل إليها البحثڵ واقتراح بحوث أخرى في الموضوع. أما عن مصادر البحث؛ ففي فصول دراسة الشخصية اعتمدت كثيرا على المقابلات الشخصية الي أجريتها مع من بقي على قيد الحياة من زملاء الشيخ علي معمر وتلاميذه في وادي ميزاب لمعرفة الخوانب المجهولة من حياته خاصة الفترة الق قضاها في معهد الحياة بالقرارة. كما اعتمدت على جملة من الوثائق والمراسلات والمقالات، الێ أفادت في معرفة بعض المراجل من حياته أيام كان طالبا في ليبيا وتونس ثم بعد أن عاد إلى وطنه متفرغا للإصلاح الاجتماعي. وأذكر أني استفدت من دراستين سابقتين حول حياة الشيخ :الأولى تنمشل في سبع صفحات مخطوطة؛ في ترجمة حياته، كتبها زميله الشيخ سليمان عون ا لله الليي، والثانية تتمثل في مقدمة الأستاذ محمد ناصر بوحجام على كتاب :الإباضية مذهب من المذاهب الإسلامية المعتدلة، للشيخ علي معمر حيث تعرض فيها باختصار إلى أهم مراحل حياة الشيخ ونشاطه. كما أذكر كذلك أن هناك مذكرة تخرج من معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد بسلطنة عمان‘ بعنوان :الشيخ علي يحى معمر ومنهجه الدعوي للطالب التونسي :فوزي بن يونس بن حديد. ناقشها في نهاية السنة الدراسية7991 -69 :م. وقد وصلت إلي بعد أن أتممت تحرير معظم الفصول لهذا لم أعتمد عليها ني البحث كثشيرا، إضافة إلى أن الطالب اهتم بالفكر الدعوي، وهذا خارج عن موضوع بحثي. __ 6 ,أما عن الفصول المتعلقة بمسائل العقيدة فقد اعتمدت على تراث الشيخ في بحال العقيدة وعلى ما له علاقة بهذا الجال من كتاباته؛ خاصة التاريخية منهاێ كما رجعت إلى المصادر الإباضية في العقيدة» وركزت على مصادر جبل نفوسة بليبيا بصفة أخحص، لأعرف مدى تأثر الشيخ يعلماء بلده. كما اعتمدت على جملة من مصادر التراث الإسلامي في بحال العقيدة أثناء احتياجي لمعرفة آراء الفرق الإسلامية الأخرى ومقارنتها مع آراء الشيخ علي معمر. وكغيري من المبتدئين في البحث فإن هذا العمل ل يتم بسهولة وبدون صعوبات اعترضت طريقي أذكر منها ما يلي: -1عدم وجود أي دراسة أكاديمية سابقة حول حياة الشيخ أو فكره& هذا ما صحب من مهم وجعل ألج مضمار البحث دون دراسات مساعدة تنير لي الطريق وتبصّرني ببعض المعالم في فكر الشيخ وتمدني ببعض المعلومات الن تسمح لي أن أنطلق في بحثي على ضوئها. -2ما اعتزضين من صعوبات وعناء أثناء جمع المادة العلمية حول حياة الشيخ، حيث كلف ذلك الكشير، واستلزم مين الوقت الطويل والانتظار والتنقل والاتصال المتكرر أثناء البحث عن بعض الوثائق هنا أو هناك فى إحدى المكتبات الخاصة أو عند بعض العائلات في إحدى قرى وادي ميزاب. وكذلك ما استلزم م من وقت لعقد المواعيد لمقابلة الشخصيات في مختلف قرى وادي ميزاب وخارجه. كل هذا صعب من مهمتي في إنجاز الفصلين الأولين وجعل مضطرا لأعيد تحريرهما مرة ثانية، بعد أن تحصلت على وثائق جديدة تضمنت معلومات لم تكن بحوزتي من قبل. هذه بعض الصعوبات الي اعتزضتي» ومما لاشك فيه أنه لا يخلو منها بجثث ولولا فضل ا لله تعالى ورعايته وتوفيقه ما وصل هذا العمل صورته هذه. __ 7 وفي الأخير فأنا لا أدعي أن عملي هذا قد بلغ تمامه واستوى، وإنما هو جهد مبذول لرسم معالم شخصية الشيخ علي يحيى معمر وفهم فكره العقدي. كما أنه بداية لدراسة فكر الشيخ فى جوانبه الأخرى وهو قابل ومنتظر لكل الملاحظات البناءة الق تزيد من تقويه وتصحيحه. ولكل الانتقادات وما كان فيه من صواب وتوفيق فمن ا لله تعالى وبفضله، وما كان فيه من زلل أو خطا فمن نفسي ومن الشيطان، وأسأل ا لله التوفيق والسداد والقبول والحمد لله رب العالمين. ك... قأاسحمل الشيخ بالحاج يوم الجمعة 31جمادى الأولى 8141ه 4سبتمبر 8991م -القبة = الخحزائر +تمهيل: مما لا شك فيه أن للأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية أثرها البليغ في تكوين شخصية الإنسان وفي فهم أعماله ومواقفه وفكره، فكما يقال" :الإنسان ابن بيته". هذا نحاول الآن معرفة هذه الأوضاع وهذا المحيط الذي عاش فيه وعايشه الشيخ علي معمر وهو ما يتمثل في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وفي القرن التاسع عشر والعشرين الميلاديين: ما وسم العالم الإسلامي ككل في هذه الفترة هو الانهيار الحضاري على مختلف الأصعدة من الدينية إلى الثقافية إلى الاجتماعية حيث عاشت البجتمعات الإسلامية فتزة تخلف واضحة تزامنت مع ضعف ثم سقوط آخر سلطان لماء تمثل فى الدولة العثمانية. وقد ترجمت كل هذه الانهيارات في تقسيم أراضي العالم الإسلامي بين دول أوربا الق فتحت عينيها على التقدم وبدأت تلج في الحضارة والتمدن من بابه الواسع. حيث استعمرت معظم البلدان الإسلامية» وهو ما عمل على تكريس مظاهر التخلف فيها؛ من الجهل والفقر والبطالة، وقي مقابل ذلك سخرت إمكاناتها الاتتصادية لتهريب خيرات الأراضي الإسلامية. واعتبار الشعوب الإسلامية أسواقا استهلاكية لمنتوجاتها الصناعية، وموردا للأيادي العاملة الزهيدةء وميدانا لتجاربها العلمية والتكنلوجية. وني ظل هذه الوضعية المزرية قامت في العالم الإسلامي -مشرقا ومغربا- حركات نهضوية تدعو الشعوب لتستفيق من نومها العميق وتقاوم هذه المستعمرات المستبدة. فظهرت مطالبات سياسية وثورات تحريرية استطاعت بعد فترات متفاوتة من الزمن أن تجلي الاستعمار من الأراضي الإسلامية وتتحرر«'‘ شم ( - )1للتوسعة ي معرفة الحركات النهضوية في العالم الإسلامي يراجع مثلا :أحمد أمين :زعماء . 01 - بركبمحاولة الالتحاقوالتثقيف والبناءمعركة الإصلاحتدخل ق هذا عن العالم الإسلامي ككل أما عن القطر الليبي فقد تعرض سنة 1191م للغزو الإيطالي، وأعلن الشعب الليي الجهاد لمقاومة هذا الاحتلال الجديد، وبرز في قيادة هذه المعارك الشيخ عمر المختار والشيخ سليمان الباروني. واستمرت المقاومات حتى سنة 1391م» حيث استطاع الاستعمار الايطالي التحكم ق الأراضي الليبية وأعلن توحيد مناطق طرابلس ومصراته وبنغازي وضمها للأراضي الإيطالية} وأطلق عليها تسمية "ليبيا الإيطالية" 3فتكاثر الاستيطان فيها. وبقي الحال على هذه الصورة حتى الحرب العالمية الثانية سنة 2491م؛ فبعد انهزام إيطاليا أمام قوات الحلفاء خرجت من الأراضي اللييية تاركة مكانها للإدارتين العسكريتين البريطانية والفرنسية فحكمت الشمال الإدارة البريطانية والجنوب الإدارة الفرنسية. لكن الشعب الليبي لم ييق صامتا أمام هذا الوضع الاستعماري الجحديد؛ بل نظم ق مظاهرات عارمة وعقد ملتقيات ونظم إضراباتنفسه في أحزاب سياسية وخرج العالية الثانية. محتابعة؛ مطالبا دول الخلفاء. يعنح استقلاله وفاء بوعودها إبان الحرب وتحت ضغط هذه الحركات الاحتجاجية نالت ليبيا استقلالها سنة 1591۔". من الاستعمار منهكة القوى وقي وضعيةومما لاشك فيه أنها خرجت متخلفة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، ففي هذا المحيط عاش الشيخ علي معمر الفتزة الأولى من حياته. وإثر رجوعه سنة 5491م من رحلته في طلب العلم كانت بلاده قد تخلصت نهائيا من الاستعمار الإيطالي وأصبحت تسيرها الإدارتان الأنجليزية والفرنسية الإصلاح في العصر الحديثڵ المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الرغاية-الحزائرى 0991م. ( - ) 1محمد بن مسعود :تاريخ ليبيا الحديث من بجي العثمانيين إلى الوقت الحاضر مطبعة ماجيك ص.84-46طرابلس -ليبيا دتك٤‏ اللتان عملتا على زرع بذور التفرقة والشقاق بين الأهالي تبعا لسياسة "فرق تسد" حيث استطاعتا تحقيق هدفهما بسبب التخلف الذي كان يطبع على أغلبية الأهاليں فجعلت منهم اخوة أعداء مشتتين إلى فرق وشيع تكن كل فرقة لأخرى الضغائن والأحقاد". وتبعا لذلك شهدت ليبيا أثناء فترة الاحتلال وبعده أزمة اقتصادية حادة عم فيها القحط والجفاف وقلت الأمطار لسنين عدة حتى جفت أغصان الأشجار وسقطت الحيوانات جيفا متناثرة، ولحق بالناس حالة عسيرة من قلة ذات اليد فيونذرت ضروريات المعاش وانقطعت المواد الزراعية المعتمد عليها؛ فتسبب ذلك موت الكثير من الأهالى جوعا“. ففي هذه الظروف الصعبة عاد الشيخ علي معمر إلى بلده من رحلته العلمية الطويلة فوجده يتخبط :كل هذه المشاكل ويعاني على مختلف الأصعدة. ( - )1سليمان عون الله :صفحات مخطوطة في ترجمة حياة الشيخ علي يحيى معمر3، ص. ( - )2المصدر السابقث ص.4 المبحث. الأل حياته الاجتماعية ونشأته:۔ مولده+ في سنة 9191م الموافق ل8331 :ه في قريةمعمرولد علي بن يحيى ضواحي نالوت، تبعد عنها. عسافةقرىإجدى"" تكويت‏ )1( " ٥الريفية، الى هي خمسة عشر كيلومترا مانلجهة الغربية. ونالوت مدينة تقع في الناحية الغربية من جبل نقوسة“} وفي الناحية الشمالية الغربية لعاصمة القطر الليى طرابلس. وتبعد عنجبل نفوسة تقع على قمة الجبلتعد هذه المدينة من أكبر مدن العاصمة بمسافة مائتين وسبعين كيلو متز (07كلم)، وهي شبه جزيرة حيث يحدها ( - )1يذكرها الشيخ علي معمر بتسمية أخرى" :تكوت " 3وهي تقع عل رأس ربوة مستديرة مرتفعة تحيط وهمي تمدبها من جميع الجهات غابات من النخيل كرنت واحة جميلة يعتمد في سقيها على مياه الآبار مدينة نالوت بثمارها وغلاتها(. الإباضية في موكب التاريخ. الحلقة الأولى :الإباضية في لييياء ق. 2مطبعة الاستقلال الكبرى مصر نشر مكتبة وهبة بالقاهرة 4691م، ص.)371 ( - )2سليمان عون ا لله :المصدر السابق ص.1 ( - )3التسمية القديمة والأصلية للمدينة هي "لالرت" باللام بدل النون، وهو ما يعرف به مشايخها فيقال مثلا :الشيخ أبو زكرياء تحيى بن سفيان اللالوتي(. علي معمر :الإباضية في موكب التاريخ حل، 2ق ©1ص. )371 ( - )4جبل نفوسة سلسلة من الخبال الصخرية؛ وهي امتداد خبال الأطلس من المغرب الأقصى مرورا بالجزائر وتونس» وتوجد في سفوحها الشمالية والجنوبية أراض زراعية خصبة ومراع فسيحةة وتمتاز بكثرة عيونها الجخارية؛ مثل عين الترك عين الرومية وعين الزرقاء، وسميت يبل نفوسة نسبة إلى القبيلة البربرية "نفوسة" اليت استوطنتها منذ القديم ولا تزال(. الطاهر أحمد الزاوي: تاريخ الفتح العربي في ليبياێ ط2ا دار المعارف القاهرة3691. م، ص.)17 من ثلاث جهات أودية عميقة} ومن الجهة الرابعة الشمالية تحدها سهول منبسطة تمتد حتى البحر الأبيض المتوسط} وهمي منطقة كثيفة الأشجار وبالأخص منها شجرة التين والنخيل ثم شجرة الزيتون". كما أنها تحتوى على مياه عذبة متوفرة، مصدرها من العيون النابعة من الجبال. و من الآبار الت يوجد ماؤها على عمق بسيط وكذا ما يهتم به السكان من إقامة بعض السدود لحجز مياه الأمطار المتدفقة من أعالي الخبال والمرتفعات. وبحسب الوضعية الجغرافية للمدينة فقد اعتمد أهلها ني عيشهم على الفلاحة كالتجارةالأخرىالحرف جانب بعضإلالتقليدية وتربية المراشي بالدرجة الأولى والبناء والنجارة. وتشتغل المرأة عادة في البيت بالقيام بشؤونه وبتربية الأبناء ورعاية الأسرة وتمتهن الحياكة والنسيج؛ حيث تعتبر هذه الحرفة من الناحية الاقتصادية في الدرجة الثالثة بعد الفلاحة والثروة الحيوانية. ويبلغ عدد سكان مدينة نالوت والقرى المجاورة لها حوالي ألف وحممسمائة نسمة ( )0051حسب إحصائيات 0891م، ويتكون أهلها من ست قبائل هي :أولاد الدير والعساكرة وأولاد عون ا لله والعزابة والمقادمة وأولاد إبراهيم، وتحتوي كل قبيلة على بجموعة من اللحم أو العائلات“. هذا عن الناحية الحغرافية العمرانية أما من الناحية الثقافية فقد وصفها الشيخ أبو العباس الشماخي بمدينة الأشياخ والعلم» حيث نشأ وبرز فيها عدد من العلماء ( - )1ينظر لمعرفة قرى جبل نفوسة مقال. : 7ع :ط, 1,ع .ا2!,, 5591 ( - )2سليمان عون ا لله :المصدر السابق ص[. ( = )3المصدر السابق! ص.1 ( - )4المصدر السابق، ص.1 والمشايخ نذكر منهم الشيخ أبا الربيع سليمان بن هارون والشيخ أبا سهل والشيخ أبا زكرياء يحى بن سفيان'. كما عرفت كذلك بروز عدة نابغات من النساء أمثال :زينب اللالوتية وأم سحنون اللالوتية. هذا ما يدلنا على أن المدينة كانت حافلة بمراكز العلم والتعليم وشهدت فترات من الإشعاع على المناطق المجاورة لما من جبل نفوسة بخاصة. بالقرب من قرية تكويت ئ ق منزلأما عن أسرة علي معمر فقد كانت تسكن ريفى بسيط وتعتمد في عيشها كسائر أهالي القرية على ما تنتجه الفلاحة التقليدية للأرض من المواد الغذائية وكذا على تربية المواشي، إل جانب ما تسهم به الزوجة وا لأم اللييية -كإعانة لزوجها بعد فراغها من شؤون منزلها -من الصناعات اليدوية التقليدية كالحياكة والنسيج؛ وهو شأن أغلب الأسر الليبية المستوطنة للأرياف والقرى. ومن ناحية الثقافة والعلم فإن أسرته لم يعلم لها مكانة أو مستوى في ذلك، إلا الملبادئع ا ل ساسية الي ينبغي أن تتعلم بالضرورة و لا يسع مسلمبعض اللين وأركانه والفرائضالكريم ومعرفة بأصولجزء من القرآنجهلها ؛كحفظ اللازمة على كل إنسان بالغ. حيث يتلقاها أي فرد ينشأ فى بيئة محافظة متشبثة ومعتزة بدينها وتاريخها و أصالتها، وهو قدر مشترك بينهم جميعا. وإن لم يكن لهذه الأسرة حظ من العلم بسبب ظروف ذلك العصر فقد كانت على جانب كبير من التدين و الأخلاق الرفيعة والمحافظة على القيم والمبادئ الأصل ها.نسخة طبقاستطاعت أن تنشئع ابنها عليها. فشب ويبدو أن والده الذي لم تتح له الأقدار ليتعلم كان حبا للعلم وأهله حيث تمنى أن يرى ابنه يوما ما قد بلغ شأنا كبيرا في هذا المجال، فبالرغم من ضعفه المادي فقد ( - )1أبو العباس أحمد الشماخي :سير المشايخ، طبعة حجرية1031. ه© 3ص.59 ( - )2علي معمر :الإباضية في موكب التاريخ. حل {2ق 20ص.171-271 ( - )3سليمان عون ا لله :المصدر السابق ص.2 تركه ليواصل دراسته فى وطنه ثم خارجه في رحلة علمية استمرت لفترة طويلة، و لم يعترض طريقه طالبا منه مساعدته في كسب القوت الصعب المنال آنذاك(". أما عن نسب علي معمر فإنه يتصل بلحمة بي زكرياء؛ أحد فروع قبيلة المقادمة ال تعتبر أكبر القبائل النالوتية عدد. -زواجه وأسرته :+ لا تخبرنا المصادر عن معلومات تفصيلية عن أسرة والده يجى لكن ما علمناه أن لعلي معمر أختا واحدة دون أن نعلم هل له اخوة آخرون أم لا؟ ومجرد أن عاد إلى بلده نالوت سنة 5491م بعد رحلته العلمية الطويلة شجعه والداه على الزواج، وبلا شك أنهما قد كبْرَا في السن هذا ما جعله يستجيب لطلبها مباشرة. وتذكر المصادر أن أباه قد تكفل هو بمصاريف زواجه رغم حالته المعيشية العسيرة ال كان على شاكلتها أغلب أهالي البلدة(. أما عن عائلته الي أصبحت متكونة من والدين وزوجة فقد بدأت تكبر بمرور السنين» حيث خلف الشيخ علي معمر تسعة أبناء؛ سبعة ذكور وبنتين» أما الذكور فهم بالنزتيب حسب أعمارهم تنازليا :محمذ، خالد، يحيى فريدك حسن عبد ا للك عيسو(_{. والبنتان هما :سعاد سلمر ‏. (١كما أنه تزوج زوجة ثانية في مرحلة لاحقة من حياته(. ( - )1سالم بن يعقوب :رسالة بعثها إلى الأستاذ محمد ناصر بوحجام حول ترجمة حياة الشيخ علي بحى معمر1891، م. .( - )2سليمان عون الله :المصدر السابق ص.2 ( - )3مقابلة شخصية مع الشيخ ناصر مرموري :غرداية. أوت 7م. ( - )4سليمان عون الله :للصدر السابق صر. 4ذكر لي الشيخ ناصر مرموري في مقابل السابقة معه أت علي , معمر عندما عاد إلى بلده وحد نصف منزله مهدما وأبواه يسكنان في النصف الصحيح منه. ( - )5مقابلة شخصية مع السيد عيسى الشيباني الجزائر العاصمةء 20/20/799ام. ( - )6علي يحى معمر :الفتاة الليبية ومشاكل الحياة، ط[، دار الفتح للطباعة والنشر بيروت - لبنان! 0791م؛ ص.7 ( - )7مقابل السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. -المضايقات و المتابعات:+ إن المنهج الإسلامي الواضح الذي اختاره الشيخ علي معمر لحياته وعمله ثم محاولته تجسيد ذلك في كل الميادين ال احتك بها؛ من المسجد إلى المدرسة إلى المعهد إلى المكتب إلى السوق وإلى الشارع؛ كان سببا لأن تثار ضده تهم عديدة وتواجهه متاعب كثيرة. فقد اعتقل في أفريل من سنة 3791م مع غيره من أبناء بلده، بتهمة الانتماء إلى العمل الإسلامي؛ فقضى في السجن قرابة العام تعرض فيها لأنواع من التعذيب الجسدي والإهانة من كرامته؛ حيث حلقت ليته". لكن الشيخ بقي صامدا لم تؤثر فيه هذه الإجراءات بل زادته إصرارا في تبليغ رسالته السامية وإيمانا وثباتا على نهجه الرباني فضاعف من بجحهوداته في الدعوة ونشر العلم الشرعي فى أوساط الشباب وتربية الناشئة تربية خلقية أصيلة. وكرد فعل حاقد على نشاطاته داهم بعض من يكن له العداء بيته بمدينة نالرت وهدمته وشردت أبناءه ولاحقتهم وسجنت كبيرهم محمد. وقد تطاول حقدهم هذا فمسَ أحد بيوت الله تعالى حيث تعرض مسجد الفتح بالعاصمة طرابلس أين كان ينشط الشيخ ويلقي دروسه إلى التخريب ولوحق كل من كانت له صلة بهذه المشاريع وسجن الكثير منهم وشرد واختفى عدد آخر و لم يظهر له أثر إلى حد اليوم. وبعد فرار ابنه ا لأكبر محمد من السجن وتمكنه من التسلل نهائيا خارج ليبيا اعتقل الشيخ للمرة الثانية ومورست في حقه وحق أبنائه ممارسات قمعية دون أي ( - )1بحلة الإنقاذ :عد \54الصادر في تاريخ :شعبان 5141ه /يناير 5991م 3شيكاغو أمريكا بدون إمضاء بعنوان :الوالد والمعلم الشيخ علي بحى معمر. مقال ( - )2بحلة الإنقاذ :عد 720رمضان 4041ه /جانفي 4891م، شيكاغو أمريكا. مقال بدو.ن إمضاء بعنوان :فضيلة الشيخ علي يحى معمر. ( - )3محمد ناصر :المؤرخ الأديب علي يحى معمر (بحث حخطوط)، ص.4 اعتبارات للإنسانية والرحمة ودون أي مراعاة لمكانة الشيخ العلمية وجهاده الاجتماعي أو حتى لكبر سنه ولحالته الصحية المتدهورة. ووقاته: -مرضه‏٩ إن الأسفار الطويلة الي جبل عليها الشيخ علي معمر منذ كان صغيرا في العشرية الثانية من عمره؛ لأجل تحصيل العلم وكذا الاغتراب المتواصل والطويل عن الأهل والبلد، ثم جهوده المضنية لنشر العلم والإصلاح في بلده على أوسع نطاق مع قلة ذات اليد وقلة المعين وفي تلك الظروف الصعبة؛ كل هذا أثر في صحته أيما تأثير، إضافة إلى ما تعرض له من مضايقات وملاحقات واستنطاقات متكررة أناء الليل وأطراف النهار والظلم والهوان في شخصه وعائلته وأبنائه؛ فلم يستطع جسمه مقاومة وتحمل كل هذا حيث أصيب بعلل عديدة! منها ضيق التنفسر“وضغخط الدم وعسر الهضم حتى انهار كيانه. وقد سافر إلى خارج ليبيا بإيطاليا بحثا عن العلاج لكن المرض كان يعاوده في كل مرة ويثبط من عزائمه وبجهوداته خاصة في المرحلة الأخيرة من حياته". حتى وافاه أجله وانتقل إلى رحمة ا لله بجوار ربه يوم الثلاثاء 72صفر 0041ه_ الموافق ل51 :جانفي 0891م على الساعة الحادية عشرة صباحا فيى مكتبه بوزارة التزبية وهو يؤدي واجبه العملي(. قدفن بمقبرة سيدي منذر بطرابلس العاصمة يوم الأربعاء 82صفر 0041ه/ 0891م بعل صلاة العصر وقد حضر لتشييع جثمانه الطاهر جمع كبير منجانفي61 ( - )1بحلة الإنقاذ :عد \54المقال السابق. ( - )2علي يحى معمر :الإباضية ني موكب التاريخ" حل ‘4ج، 2المطبعة العربية، غرداية الخزائر ص.3835 ( - )3بلة الإنقاذ :عد \54المقال السابق. ( - )4الهادي سعيد صالح :كلمة تأبينية للشيخ علي معمر. _1 8 _ الأساتذة والزملاء والرفقاء وإطارات سامية في الدولة اعترافا بعلمه وخلقه وجهاده الإسلامي الطويز«'". وألقيت بالمصلى بعد الحخنازة كلمات عديدة مؤبنة له ولأعماله ممن رافقه درب الجهاد ومن الأساتذة الذين عرفوه وكذا ألقيت في نفس اليوم ببيته كلمات تأبينية حضرها جمع من إخوانه وأقاربه ورفقائه“ 3ورثاه شعراء عديدون سجلوا مناقبه وأعماله وأخلاقه متأثرين بوفاته وفراقه هم. كما قدم من وادي ميزاب وفد مكون من عشرة مشايخ للتعزية» فمكث فرحمه ا لله تعاليومين وألقوا كلمات تأبينية تكلموا فيها عن خصاله وجهاد( وأسكنه جحنانه الواسعة مع النبيئمن والشهداء والصالحين وحسن أو لاء رفيقا. ٢2 ) - (1سليمان عون الله :المصدر السابقث ص.7 ( - )2الهادي سعيد صالح :المصدر السابق. ( - )3محمد ناصر بوحجام :مقدمة كتاب الإباضية دراسة مركزة للشيخ علي يحيى معمر :المطبعة العربية-غرداية٬‏ 5891م، ص.23-33 ( - )4مقابلة شخصية مع الشيخ ناصر مرموري. وهؤلاء العشرة هم الشيخ :عدون شريفي، عبد الحميد أبو القاسمإ الناصر مرموري» حمو فخار أحمد أوراغ، سليمان بن يوسف محمد خريطي، بكير بافولولو، عبد ا لله أبو العلاء، عمر لقمان. المبحث. الثان أ لخلمبةحذا ته . المرحلة الأولى :دراسته بليبيا : بعد أن قضى الفتى علي الفترة الأولى من الطفولة فى بلدته بين أسرته وأقاربه وأطفال جيرانه وحيه أدخله والده كتاب القرية لحفظ بعض سور القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة. وييدو أن ذلك كان في وقت مبكر؛ في حوالي سنة 48ع) أي قبل أن يبلغ السن السادسة من عمره. وكان معلمه الأول الذي له فضل السبق في فتح صفحات حياته العلمية هو الشيخ المقرئ العزابي عبد ا لله بن مسعود الباروني الكباوي. وبعد سنة من دراسته في الكتاب أي سنة 5291م أدخله والده المدرسة الرسمية الق فتحتها الحكومة الإيطالية وجعلت التعليم فيها إجباريا وفرضت الغرامة والسجن على كل متخلف عن تسجيل أبنائه فيها. وييدو أن والده في بادئ الأمر لم يرغب في إلحاق ابنه بهذه المدارس الرسمية المدارة من الاستعمار، حيث كلما طلب منه إرسال ابنه إليها تعذر بحجة صغره وضعفه وكونه لا يقوى على مزاولة الَلْم؛ وذات يوم قدم من الريف إلى المدينة مصحويا بابنه علي وبينما هو في الشارع يقضي حوائجه التقى به الحاكم العسكري فسأله :أهذا هو ابنك علي يا عم يجى فاجاب :إنه هو. وكان الولد في صحة وقوام جيد. فقال له الحاكم: غدا سيكون في المدرسة مع بقية التلاميذ وإلا سيكون مصيرك السجن. فلم يجد الوالد ما يقول ولا ما يفعل إلا الامثال للأمر فادخل ابنه المدرس‘". ( - )1سليمان عون الله :صفحات مخطوطة في ترجمة حياة الشيخ علي يحى معمر ص.2 إن هذا الموقف المتخذ-من الوالد مما لاشك فيه هو الواحد من بين الكثير من أمثاله. وهو يحمل أكثر من دلالة ومعنى على تلك المناعة والأصالة الق كان عليها لمجتمع الإسلامي في الكثير من الأقطار ولا يزال؛ إلى حد الغلو والمبالغة أحيانا، إذ ينتابهم الخوف والشك والحذر من كل ما به مس من المستعمر ولو كان فيه منفعة لهم ولأبنائهم. حيث يعتقدون يقينا أنه لا يخلو مما يمكن أن يخدش ي المبادئ والثوابت أو يزرع الشك في عقول الناشئ". في هذه المدرسة الرسمية الجديدة تفتقت مواهب التلميذ علي وبدأ ذكاؤه وفطانته يظهران جليا بين زملائه التلاميذ وهو بدوره أيدى الرغبة في التعلم والحرص على نيله، هذا الذي جعل أستاذه الشيخ عيسى بن يحيى الباروني يوليه اهتماما خاصا وعناية أكبر حيث اصطفاه وقربه إليه فكان غالب حديثه معه حول العلم} فإلى جانب دروس المدرسة الملتزمة بالبرامج والمناهج المحددة من الحكومة كان يلقنه دروسا أخرى ف البيت» أثناء أوقات فراغه في علوم أخرى كاللغة والفقه والأدب. وما إن مرت فترة على ذلك حتى لمع نجم التلميذ بين زملائه وكان متقدمهم في النتائج“. استمر التلميذ علي في هذا التعليم مدة أربع سنوات في تلقي العلوم الابتدائية في المدرسة الرسمية إلى جانب الدروس الإضافية خارجها. ( - )1لقد سجل لنا التاريخ مشل هذا الموقف في وادي ميزا ب بالجزائر وذلك عندما فتحت السلطات الاستعمارية الفرنسية مدارس رسمية لها بالمنطقة. حيث كانت تحبر الأولياء على إلحاق أبنائهم بها 3فكانوا يشتكون من هذا التصرف ويحاولون تهريب أبنائهم من ميزاب، وذلك لاعتقادهم أن هذه المدارس فتحت قصد محاربة الإسلام ونشر الكفر وإبعاد المجتمع عن تعاليم دينه وأخلاقه(. يورسف الحاج سعيد :تاريخ ب ميزاب دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسيةف المطبعة العربيةء غرداية2991. م، ص.)321 ( - )2سليمان عون الله :المصدر السابق، ص.2 (ر - )3بحلة الإنقاذ :عد. 72مقال بعنوان :فضيلة الشيخ علي يحيى معمر. وفى أثناء هذه الفنزة استدعى أهل نالوت الشيخ الفقيه رمضان بن يحيى الليي )(1 من جزيرة ّ جربة ۔ ۔بت. ونس لتدريس الف.قه الإب. اضي وبع. ض العلوم الاذلشرعية. إل. الاخرى فانضم الطالب علي إلى حلقاته ولازمه في أوقات فراغه بالإضافة إلى مزاولة تعلمه بالمدرسة الرسمية. حيث جلس بين يديه وتلقى منه مفاتيح عدة علوم معتمدا على بجموعة من المصادر»كما هو حال التعليم في تلك الفنزة. فدرس عليه ابن عقيل في مادة القواعد والخزء الثالث من كتاب النيل في الأحوال الشخصية في مادة الفقه، إلى جانب العلوم العربية وفنونها من عروض وبلاغة وبيان ومادة المنطق وكذا علم الفرائض ومن الراجح أن ذلك كان في بداية الثلاثينيات(. ( - )1إن هذا العمل الذي قام به أهل نالورت، المتمثل في استدعاء الشيخ رمضان اللي لتدريس الفقه الإباضي يعطينا صورة عن واقع العلم في نالرت، حيث نفهم أن بلدة الشيخ علي معمر في عهد طفولته لم يكن فيه علماء للإباضية متضلعين في الحال الشرعي؛ أر على الأقل كان هناك احتياج ني هذا الجال وعدم اكتفاء؛ لهذا استعانوا بإباضية جربة} ولعلنا إذا رجعنا إلى تاريخ الإباضية منذ القديم -خاصة في المغرب -فإننا سنلاحظ أن مثل هذا العمل تكرر عدة مرات. وعلى سبيل المثال :نجد أهالي وادي ميزا ب في القرن العاشر المجري السادس عشر الميلادي استقدموا الشيخ عمي سعيد الحربي إلى غرداية راستوطنها ومكث فيها متفرغا للتعليم والوعظ والإفتاء إلى أن توني ودفن بها(. حمو عيسى النوري :نبذة من حياة الميزابيين الدينية والسياسية والعلمية قديما وحديثا من سنة 5051إلى 26910دار الكروان باريس4891، مض ج، 1ص.26 ولعل مثل هذا الموقف يمدنا بمؤشر واضح عن تلك العلاقات والصلات الثقافية والعلمية الوطيدة الق كانت بين مناطق الإباضية في المشرق والمغرب. وإن من الأسباب المباشرة والأساسية الداعية لذلك قلة عددهم وخوفهم من الزوال؛ هذا ما يجعلهم يبذلون قصارى جهودهم للمحافظة على أصالتهم وعلى مميزات مذهبهم. ( - )2سليمان عون الله :المصدر السابق، ص.2-3 ( - )3المصادر الي بين يدي۔ سواء من رفقائه الليبيين الذين ترجموا للشيخ علي معمر أمثال سليمان عون ا لله في ترجمته لحياة الشيخ معمر أو الباحثين الذين كتبوا عنه أمثال الأستاذ محمد ناصر برحجام ني مقدمته لكتاب الإباضية دراسة مركزة} والأستاذ فرحات الخعبييري في كتابه البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية تذكر أن قدوم الشيخ رمضان اللين إلى ليبيا كان سنة 5291 وأن عودته إلى جربة كانت بعد عامين؛ أي سنة. 7291ثم التحق به الطالب علي معمر بعد _22_ و لم تدم فترة إقامة شيخه طويلا فبعد عامين تقريبا غادر نالوت عائدا إلى جر بة ). ( 1بلدته بتونس: ‎دراسته ٠ا لمرحلة التانية: 2 1-جنزردرة جر نة: ما ييدو أن الشيخ رمضان اللينى استطاع أن يترك فؤاد تلميذه متعلقا به؛ إذ بعد مغادرته نالوت بفترة قصيرة؛ لا تتعدى بجحموعة أشهر شد الرحال إلى جزيرة جربة فتزة قصيرة لا تتعدى عدة أشهر. لكن إذا حاولنا استنطاق الأحداث واختبار هذه التواريخ نجد أن هذا لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون صحيحا وذلك لعدة شواهد هي كالآتي: ا -مر بنا أن علي معمر درس في الكتاب فترة سنة على الأقل عند شيخه المقرئ عبد الله بن مسعود الكباوي ثم دخل المدرسة الرسمية ودرس مدة أربع سنوات عند شيخه عيسى بن يحيى الباررني، وفي هذه الأثناء قدم الشيخ رمضان اللي. فإذا علمنا أن عمر علي معمر سنة - \5291سنة قدوم شيخه اللين -هوست سنوات؛ فهذا يعن أنه قد بدأ الدراسة وعمره عامان أو ثلاث سنوات وهذا غير معقول طبعا.. - 2تذكر لنا المصادر -كما سبق -أن العلوم الي تلقاها عن شيخه الليني هي العلوم الشرعية واللغوية والمنطق؛ وهي تحتاج بلا شك إلى مستوى من النضج الفكري غير متيسر لصبي عمره سنوات أن يستوعبها. ست - 3من المستبعد جدا أن يسمح الوالد يحيى لابنه بالسفر بعيدا عن أسرته وأهله خارج وطنه وعمره ثماني سنوات؛ أي سنة {\7291وهو ما يزال بحاجة إلى رعاية الوالدين وتربيتهما. - 4تذكر لنا المصادر -كما سيأتي أن علي معمر عندما ارتحل إلى جربة سنة 7291كان إلى جانب دراسته يلقي دروسا للطلبة المبتدئين في جامع ابن عباس فليس من المعقول أن يدرس الطلبة المبتدئين وهم منهم إذ عمره نماني سنوات. لذا فبناء على كل هذه الاعتبارات نرى من الراجح أن قدوم الشيخ رمضان الليي إلى نالوت كان في بداية الثلاثينيات، بدل سنة 5291؛ وبذلك ينسجم سن الفتى مع العلوم ال تلقاها عن شيخه وكذا يمكن أن يتحمل مشاق السفر لوحده وبعده عن أسرته ووطنه ويمكن كذلك أن يتحمل مسؤولية التدريس في جربة حيث يكون عمره آنذاك يقترب من حمس عشرة سنة. ( - )1بجموعة من الباحثين :معجم أعلام الإباضية} جزء المغرب‘ مج 3نشر جمعية التزاث، القرارة - غرداية5141. ه5991-م، ص.103 بتونس ليواصل دراسته هناك بالمدارس الإباضية} فالتقى مرة ثانية بشيخه وانضم إلى حلقاته وواصل حفظ القرآن على يده. وقد كانت دراسته بمدرسة جامع" لِيمَسرْ " ببلدة " أجيمْ " 3المطلة على الجهةقبأحد بيوت الطلبة بمجامع ابن عباسساحل الجزيرة أما مسكنه فكان القبلية من البلدة، وقد دامت دراسته على يد الشيخ الليت سنة وبضعة أشهر«'". كما كان في ذات الوقت يسهم ف إلقاء بعض الدروس على الطلبة المبتدئين في جامع ابن عباس حيث كان يقيم. ولعل هذا العمل الذي أنيط به وهو فى هذه السن المبكرة من عمره ليدل على بداية بعض العلوم وعلى الثقة ال وضعت فيه وعلى قدرته لتحمل المسؤولية. تمكنه من وربما كان هذا العمل في نفس الوقت موردا لكسب بعض للمال الذي بلا شك كان فى أمس الحاجة إليه وهو في ديار الغربة بعيدا عن أهله؛ لتلبية بعض حوائجه الضرورية حتى لاييقى عالة على غيره. هكذا نحد الطالب علي يعتمد على نفسه ويتحمل مسؤوليته ويعيش حياة الاغتراب وهو لا يزال دون سن الرشد. 2-2جامع ا للردتونة : إن طموح الطالب علي لمواصلة طلب العلم والحصول على المراتب العليا فيه جعله يغادر جزيرة جربة بعد حوالي سنة ونصف قاصدا العاصمة تونس حيث جامع الزيتونة وحيث حلقات العلم المتنوعة والمزدهرة وحيث العلماء والمشايخ ق مختلف الفنون. ( = )1سالم بن يعقوب :مراسلة سابقة إلى الأستاذ محمد ناصر بحوحجام. ( - )2المصدر السابق. فتردد على دروسها بصفة حرة، بدون أن يرتبط بها بطريقة منتظمة إلى جانب ذلك كان يحضر دروس الشيخ محمد الثميي الي كان يلقيها على طلبة البعثة الميزابية بتونسر_'“. ولا تذكر لنا المصادر مشايخه الذين يكون قد درس عندهم آنذاك لكن إذا رجعنا إلى تلك الحقبة نجد بجموعة من العلماء والمشايخ قد تصدروا التدريس في جامع الزيتونة أمثال :الشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ محمد بن يوسف الحنفي والشيخ محمد النخلي والشيخ عثمان بلخوجة. فيمكن أن يكون قد تلقى العلوم على بعض هؤلاء المشايخ دون بعضهم. أما عن إقامته فمن المحتمل أنها كانت في دار البعثة الميزايية بنهج بئر الأحجار بتونس» ال كان يديرها الشيخ محمد الثمي؛ حيث كان يحضر دروسه“، ومن العادة أن تضم هذه البعثات إلى جانب الطلبة. الميزابيين ثلة من طلبة الإباضية من تونس ومن ليبيا. وفى تلك الأثناء لم يقطع الطالب علي صلته تجربة حيث كان يزورها بين الحين و الآخر في أوقات العطل و المناسبات، يلتقي بشيخه رمضان اللين ليعرض عليه ما استزاده من العلوم ويستشيره ويحاوره في القضايا الێ تكون قد شغلت باله و لم يجد لها تفسيرا أو فهما وهو في تونس بين حلقات العلم بالزيتونة، ولينقل إليه أخبار وأحوال البعثات الميزابية ونشاطاتها فى العاصمة. ( - )1فرحات الحعبيري، البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية\ المطبعة العربية، غرداية، نشر جمعية الزاث بالقرارة [991م. جا. صر.68 ( - )2محمد ناصر :الشيخ إبراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعيةض الرغاية -الجزائر، نشر جمعية التراث بالقرارةه ص.61-71 ( - )3تاريخ البعثات الميزابية إلى تونس تاريخ طويل وحافل بالأحداث؛ وقد اهتم الأستاذ محمد علي دبوز بالتاريخ لبعض فتراته، وهو بذلك قد حفظ لنا أرشيفا مهما عن الحركة العلمية والثقافية إبان النهضة الإصلاحية التي شهدتها الخزائر. يراجع كتابه :محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح في ج.. 38791-م.الجزائر ط ©[1مطبعة البعث قسنطينة-الخزائر 8931ه ( - )4سلميمان عون الله :المصدر السابقث ص.3 وفي إحدى هذه الزيارات الي كانت في عطلة الصيف أنشأ مع جماعة من زملائه الطلبة والشباب الخربي الغيور على دينه جمعية دعوية مهمتها تولي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن الإسلام"". ولا تذكر لنا المصادر بالتحديد متى كان ذلك، وما هي الأسباب اليي كانت وراء تكوينها وما هي الأعمال الي قامت بهاء ويدو أن ذلك كان في الفترة الأخيرة من إقامته بتونس أي حوالي سنة 7391 - 63م 2وعمره آنذاك يقترب من ماني عشرة سنة} وهو عمر ينسجم مع بداية العمل الجمعوي والدعوي. أما عن أعمالها؛ فبالنظر إلى موقع جزيرة جربة السياحية وجمال طبيعتها وانسجام مناخها فإنها ستكون محط أنظار الأجانب من مختلف الجنسيات كما همي عليه في يومنا هذا. هؤلاء الذين عادة ما يقدمون بعادات وطبائع مخالفة للدين والمجتمع الإسلامي، بل أكثر من ذلك تكون هدامة لها، لذا فمن الاحتمال الكبير أن يكون عمل هؤلاء الشباب في جمعيتهم في هذا الميدان، في محاولة التصدي لهذا الغزو، وتحصين اجتمع من الشرور الي يمكن أن تصيبهم بالانسياق وراءه. وكذا الدفاع عن أصالة الزيرة وقيمها بمحاربة مواطن الفساد فيها والكف من انتنشارها» تحت أيادي هؤلاء الأجانب، ومع من يقف معهم من الأهالي لأجل أغراض مادية وسياسية. المرحلة الثالثة :دراسته بالجزائر (معهد الحياة بالقرارة) مهيد : ه قبل التطرق إلى دراسة الطالب علي معمر بمعهد الحياة بالقرارة ينبغي ثم التعريفميزا بوواديللقرارةمعرفة المحيط الاجتماعي والثقافىضرورة ( - )1فرحات الجعبيري، البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية ج © 1صر.68 بالمعهد وهياكله حتى يسهل فهم الأنشطة والأعمال الي قام بها في هذه الفترة على ضوء هذا الواقع(". 1الواقع الاجتماعي لوادي مينرإ ب والقرامرة : كان وادي ميزا ب في فترة قدوم علي معمر يعيش قمة الصراع الفكري والاجتماعي بين تيار المحافظة والجمود وتيار الإصلاح والتجديد. وكان يتزعم الشيخ إبراهيم بيوض التيار الإصلاحي مع بجموعة من الرجال الأفناذ الذين وقفوا بجنبه وضحوا بكل ما يملكون من جهود وأوقات وأموال لأجل نصرته. وقد لاقى الشيخ بيوض وأنصاره معارضة شديدة من التيار الأول في القرارة ق هذه الفتة موجة من الأحداثوقي قرى وادي ميزاب وعاش الوادي والتغيرات الاجتماعية على الكثير من الأصعدة وكان مسرحا حافلا بالمنافنسات العلمية والثقافية. وكان ممن ساند هذه الحركة الإصلاحية وآزرها وزادها دفعا إلى الأمام طلبة منونهلوا بكميزاواديمن حختلف قرىعلى معهدهالذين توافدواالشيخ بيوض؛ علمه واحتكوا بخبرته الاجتماعية، تم أصبحوا بعد تخرجهم حملة لأفكار شيخهم ولرسالة الإصلاح ق قراهم. فكان هذا الإصلاح وهذا التنافس يشاهد ويظهر في كل مرافق البلدة ومراكز ( - )1لمعرفة بعض الخصائص الاجتماعية والعمرانية لوادي ميزاب يراجع: ن:ع"عٹع, ! ,ه.,! ( - )2يراجع ني ذلك- :محمد علي دبوز :نهضة الحزائر الحديثة وثورتها المباركة ط ©1ج3ء المطبعة 9691م-. أعلام الإصلاح في الزائر-. سعيد شريفي :معهد الحياةالعربية، الخزائرڵ 9ه- نشأته وتطوره، ط \1المطبعة العربية! غرداية9891. م-. بكير أعوشت :الإمام إبراهيم بيوض وجهاده الإسلامي ي الحزائر المطبعة العربية" غرداية7891. م. نشاطها، من المسجد إلى المعهد إلى الشارع إلى السوق" وفي مناسبات الأفراح والأطراح والأعياد الدينية والوطني". فكان الطالب علي معمر يشهد كل هذه الأحداث ويتفاعل معها تفاعلا إيجابيا كأنه فرد من أفرادها حيث دخل هذا المعترك بقوة وكان طرفا فيه بجانب أستاذه بيوض يحرر المقالات ويقرض الشعر نخليدا لمواقف وانتصارات شيخه تي ميدان الإصلاح والتربية. وكان من حسن حظه أن يزامن هذه الفتزة الهامة الى تمر على وادي ميزاب، حيث كانت فترة صراع وتحول اجتماعي وثقافي؛ صاحبها أعمال وإصلاحات كبيرة هزت فؤاده ودفعته وحركت قلمه وترجمت أحاسيسه في ذلك الإنتاج الأدبي -نثره وشعره۔ الذي خلدته جريدة الشباب. وكأن الأقدار قد هيأت له كل هذه الظروف الملائمة لينال تكوينا متكاملا علميا واجتماعيا؛ حيث عاش شيخه بيوض في هذه الفترة كذلك (- 0491 4م) الإقامة الخبرية الي فرضها عليه الاستعمار الفرنسي في مسقط رأسه بالقرارة، ومنعه من أي اتصال بالجماهير، وذلك بسبب نشاطه السياسي مع الحركة الوطنية الجزائرية فكانت فرصة أخرى له ليبقى بجانب شيخه ملازما له في بجالسه ودروسه يرتوي من علمه وتجاربه في العمل الاجتماعي والسياسى(. 2التعرف بمعهد الحياة: معهد الحياة معهد عريق بالخزائرى كانت نشاته في يوم الجمعة 82شوال 3ھ 12 /ماي 5291م وقد تزامن ذلك مع انطلاق نشاط الحركة الإصلاحية ( - )1يراجع ني ذلك :محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح في الجزائر ج. 4 -3 ) - (2بكير أعوشت :الشيخ إبراهيم بيوض وجهاده الإسلامي صر.86-57 ( - )3محمد ناصر :المؤرخ الأديب علي يحى معمر (محث مخطوط)، ص.2 _ 2 8_ فى القطر الخزائري. كما سبق تأسيسه وجود عدة معاهد صغيرة، أو بيوت لتلقي بعض العلوم الشرعية والعربية. وفي وادي ميزا ب كان لمعهد الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش الصيت الكبيرء حيث قصده الطلبة من مختلف قرى الوادي ومن أماكن أخرى عديدة داخل الخزائر ومن الأقطار الإسلامية المجاورة، كتونس وليبيا كما تخرج على يده دفعات متتالية من الطلبة أسهمت إسهاما فعالا في الحياة العلمية والاجتماعية في كل قرى وادي ميزابه'. إلى أن أتت سنة 5291حيث أسس الشيخ بيوض معهده بعد وفاة شيخه الحاج عمر بن يجى وكان مقره في بادئ الأمر في بيته والبيت المحاورة له 3ثم انتقل بعد حمس عشرة سنة إلى الممسجدا وبالتحديد في تاريخ :ذي القعدة 0631ه_ /ديسمبر وذلك عندما تزايد عدد الطلبة الوافدين إليه؛ وبخاصة من خارج القرارة فلم1م يسعهم بيت الشيخ بيوض. وفي بادئ الأمر كان المعهد مكونا من قسمين :سمي الأول :دار القرآن والثاني :دار العلوم كما قسم الطلبة فيه إلى ثلاث طبقات :كبرى متوسطة، صغرى" كل لها برابجها وموادها حسب مستواها وقدراته(ث وتحسينات ق هياكله وبرابجهوقد شهد المعهد مع مرور الوقت عدة تطورات ومواده المدرسة وإدارته فأحدث فيه الشيخ بيوض مثلا دروسا جديدة في الوطنية والخرائداللاتبعضيتابع مع تلاميذه باستمرار كما كانوالسياسة والاجتماع. ال يصل أعدادها المعهد بانتظام عن طريق تونس حيث يعقد الشيخ لها ندوات لتقراً مواضيعها وتناقش بصفة جماعية} والي كانت تلهب الحماس والوطنية فيهم وتوسع من قدراتهم الثقافية وملكاتهم الأدبية ‌ وتجعلهم يسايرون الأحداث الوطنية والإسلامية ( - )1بكير أعوشت :قطب الأئمة العلامة محمد بن يوسف اطفيش حياته.آثاره الفكرية. جهاده المطبعة العربية غرداية 989. ام۔ ص.57-68 ( - )2مقايلة شخصية مع الشيخ ناصر مرموري :غرداية، أوت 71م. ( - )3سعيد شريفي، معهد الحياة نشأته وتطوره‘ ص.65-26 والعالمية". وأبرز هذه المجلات هي الفتح والرسالة والصرخة وكلها مصرية. وقد أثرت كثيرا في نفوس الطلبة وأعلت من حسهم الاجتماعي و السياسي و الوطني وصيرت منهم رجالا برزوا وضحوا وتركوا بصماتهم في الكثير من الميادين. إلى جانب ذلك كان للشيخ بيوض درس في الحديث يوميا يلقيه في المسجد لكافة الناس معتمدا على كتاب الخامع الصحيح للربيم بن حبيب ومتتبعا حاشية أبي ستة عليه، ثم شرح صحيح البخاري متبعا شرح فتح الباري لابن حجر العسقلاني» حيث يغوص في استخراج وتحقيق المسائل الفقهية وتوضيح أصول الشريعة ومقاصدهاء مركزا على كل ما له صلة بالأخلاق والتربية والمعاملات. وقد بدأ ني هذا العمل سنة 1391م وانتهى منه سنة 5491م) وأقيم له بذلك حفل تاريخي ق المسجد مناسبة اختتامه“. ولأجل تفعيل الحركة الثقافية والاجتماعية في المعهد والرفع من مستوى طلبتها في تحصيل العلم وتدريبهم على العمل الاجتماعي أنشئت بالمعهد جمعيات أدبية وجريدة أسبوعية عرفت بجريدة الشباب. وهي عبارة عن نواد أدبيةفالجمعيات الأدبية كانت معروفة جمعيات الشباب يتنافس فيها الطلبة على تنمية مواهبهم ميدانيا بإلقاء المحاضرات والخطب والمناظرات وتقديم الملاحظات والانتقادات للأعمال المقدمة من زملائهم. يجتمع فيها الطلبة ( - )1المصدر السابق :صر.06 ( - )2بحلة الفتح :تصدر أسبوعيا، في فترة العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات، صاحبها الداعية حب الدين الخطيب©ؤ تهتم بقضايا العالم الإسلامي وتعالج واقع المسلمين وتدافع عن الإسلام.. مجلة الرسالة :بجلة أسبوعية عاصرت بمجلة الفتع، لصاحبها الأديب أحمد حسن الزيات ذات اتجاه أدبي واجتماعي. بحلة الصرخة :جريدة وطنية يصدرها الحزب الوطي المصري، تهاجم المستعمر الأنجليزي بلهجة شديدة وتايد الوطنيين(. سعيد شريفي، المصدر السابق" هامش رقم. 3. 2 10 :ص. )06 ( - )3معيد شريفي :معهد الحياة٬‏ ص.26 _ 3 0_ خلال نهاية كل أسبوع خارج أوقات دراستهم فيعرضون نشاطهم. نورد هنا قول الشيخ عدون المؤسس لها واصفا دورها« :كان لهذه الجمعية أثر كبير في سير المعهد وتقدمه، بل هي الروح المسيرة} والدماغ المفكر، وكان لها نشاط أدبي واجتماعي في جميع المجالات". أما جريدة الشباب فكانت نشأتها سنة 6291بعد تأسيس جمعيات الشباب بفترة قصيرة، حيث تصدر كل أسبو ع، وهي مفتوحة لكل الطلبة للمشاركة فيها. ععوضوع أو قصة أو محاولة شعرية. يتولى كتابتها أحسن الطلبة خطاء وبعد صدورها يخصص فها أوقات لقراءتها بصفة جماعية. وفعلا فقد أسهمت هذه النشريات إسهاما كبيرا في تفعيل الحركة الثقافية بين الطلبة فقد دربتهم على الكتابة والتأليف والنقد والرد وكونت فيهم الروح الإبداعية والنقدية وجعلت منهم شعراء وخطباء وأدباء 5استطاعوا أن يلجوا هذه الميادين فيما بعد ويتركوا بصماتهم فيها بوضوح. ندع الشيخ عدون يحدثنا عن دورها « :كان لهذه النشريات أثر كبير في تنقيف العقول وتنمية المواهب وحسن التعبير وترقية الأساليب، فكم من كاتب ضليع وشاعر فحل وخطيب مصقع يلهب الجماهير كانت له في هذه الدوريات مراق إلى أوج المعالي والشهرة»“. وللمعهد مكتبة تكونت نواتها الأولى :من كتب الشيخ بيوض اليي كانت في داره عندما كان بها في سنواته الأولى، وعندما نقل إلى المسجد انتقلت معه، وعمل على إثرائها بالمصادر المختلفة خاصة في الجانب الشرعي والأدبي، حيث أثريت بمجموعات من الكتب اليي كان يهديها بعض المناصرين للحركة الإصلاحية في ميزاب للشيخ بيوض وأثريت كذلك ببعض تركات المشايخ والطلبة وكذا مما ( - )1المصدر السابق :ص.07-17 ) - (2سعيد شريفي :معهد الحياة. ص.27 أرسله واستقدمه بعض طلبة البعثات العلمية الميزابية إل تونس. وقد أعانت الطلبة كثيرا في الاستزادة من العلم والرجوع إلى المصادر والتعمق فى دراسة بعض المسائل» بخاصة في تلك الفتزة؛ حيث من الصعب الحصول على كتاب ومن الأصعب امتلاكه{ فكيف بتكوين مكتبة تحوي المصادر الأساسية والضرورية لطالب العلم. إل جانب هذه المؤسسات العلمية الهامة فقد كان للمعهد جمعية لقدماء التلاميذك ضمت في صفوفها الطلبة المتخرجين من المعهد والمتجهين إلى مختلف `بجالات العمل وهدفها متابعة أحوال التعليم والسهر على السير الحسن لهف. كما أحدثت بعد ذلك سنة 3491م منظمة الكشافة الي عمل المعهد من خلالها على تكوين الطلبة تكوينا متكاملا يجمع بين رياضة الفكر وقوة البدن وسلامة الخس. هذا هو معهد الحياة باختصار في فكرته وأهدافه وبرابجه ومؤسساته. وبعد ذلك نتعرف على موقع الطالب علي يحيى معمر في كل هذا الجو العلمي والمحيط الاجتماعي. ٠٩علي يحيى معمر طالب في معهد الحياة: ‎ بالمعهد‎: - 1كيفية التحاقه ييدو أن احتكاكه بالطلبة الميزابيين في البعثة الثمينية -أين كانت إقامته۔ ومع طلبة البعث ات الأخرى بتونس هو السبب المباشر لالتحاقه بمعهد الحياة سنة ( - )1المصدر السابق :ص.57 ( - )2المصدر السابق :ص.28 3&1937-6حيث كانت أصداء الحركة العلمية الإصلاحية الي يتزعمها الشيخ إبراهيم بيوض تصل إلى أسماعه عن طريق الدفعات المتتالية لأعضاء هذه البعشات، فتزغبه في الالتحاق بهذا المعهد والاغتزاف من علم وتجارب علمائه ومشايخه الذين بدأ تجمهم يعلو آنذاك في ميدان التربية والتعليم والإصلاح الاجتماعي في وادي ميزاب عامة والقرارة خاصة"". -2دخوله‌المعهد: كان من شروط الالتحاق بالمعهد استظهار القرآن الكريم وهو شأن المعاهد الصغيرة الى سبقته فى القرارة، إللى الأربعينيات حيث وقع التساهل في الشرط يسعفهم الحظ فى حفظفاستبدل استظهاره بختمه حتى يتسنى للطلبة الذين كامل القرآن مواصلة دراستهم في المعهد. وحين قدم الطالب علي معمر إلى القرارة في سنة 7391م كان هذا الشرط لا المسن مقارنة مع زملامه -حوالى ثماني عشرةوكان كبيرالمفنعول، يزال ساري ورغب قسنة -فلم بمكن له أن يجلس لإتمام حفظ القرآن وا ستظهاره كاملا الالتحاق بالمعهد مباشرة والدراسة على الشيخ بيوض حيث أن ظروفه رمما لا تسمح له بالمكوث طويلا. وقد قدم من مكان بعيد لتحصيل العلم. رفعت مسألته إلى الهيئة المسؤولة على حلقة إيروان“ وإلى حلقة العزابة“ ( - )1محمد ناصر :المؤرخ الأديب علي يحى معمر ص.1 ( - )2سعيد شريفى :معهد الحياة. ص. 76 من الأنظلمةوهو نظام( - )3حلقة إيروان :كلمة بر برية معناها طلبة العلم الحافظين للقرآن الكريم العضوية فيه كل مستظهر للقرآن ي له عدة أنشطة اجتماعيةالاحتماعية بوادي ميزا بك يكتسب مثل :عمارة حلقات العلم وبحالس القرآن بالمسجد والإشراف على بعض الوظائف التربوية والتعليمية(. علي يحى معمر :الإباضية في موكب التاريخ. حل، 1ص. )901-011 ( - )4حلقة العزابة :هي نظام اجتماعي أسس بعد سقوط الدولة الرستمية بتيهمرت ليشرف على تسيير موسسها الشيخ آيو عيد ا لله محمد بناجتمع الإباضيشوون يكر الفزسطائي النفوسي۔ لينظروا ويفصلوا فيها، وبعد المشاورة اهتدى أستاذه الشيخ إبراهيم أبو اليقظان إلى يأتي بعدهبالمعهد ويقطع الطريق أما منحل و سط؛ بحيث يسمح له الالتحاق حاولا خرق هذا النظام متذرعا بهذا الاستثناء الخاص. لما عرف أنه مهتم بالأدب اشترط عليه أن يستظهر مقابل كل سورة قرآن مقطوعة شعرية} أي 411مقطوعة. يستغرق الطالب علي لتحضير ذلك كثيرا حيث راجع ورتب المطلوب منه قي ليلة واحدةء وأتم الاستظهار عند أستاذه الشيخ أبي اليقظان(‘". لعل هذه الرواية في غرابتها لتدلنا بوضوح على تلك الموهبة الأدبية والملكة الشعرية الي كانت لدى الطالب علي أثناء قدومه إلى المعهد، وأنه فعلا قد تلقى تكوينا أدبيا جيدا أيام كان في بلده ليبيا ثم في جزيرة جربة وفي العاصمة تونس. ولعل هذا التكوين وهذه الملكة قد ساعداه كشيرا على ظهوره يي المعهد بذلك التفوق وذلك الأسلوب الأدبي الرفيع في كتاباته الثرية والشعرية في جريدة الشباب كما سيأتي. وصل علي معمر القرارة في شهر أوت من سنة 7391م) وبها حط الرحال للتفرغ لطلب العلم فالتحق بالمعهد مباشرة، حيث كان آنذاك في دار الشيخ يوضع وقد لازم أستاذه الشيخ بيوض في أكثر أوقاته ونهل وتزود من علمه في الحال الشرعي، وخبرته (مسعرد مزهودي :الإباضية ف المغرب الأرسطء المطبعة العربية، غرداية! نشر جمعية التراث بالقرارةه 7141ه6991 -م، ص.)391-512 ( = )1مقابلتي السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. لي حقيقة الأمر أن الشيخ علي معمر لم يجلس للتلمذة على الشيخ أبي اليقظان مباشرة مما يمكن أن يفهم من معنى التلمذة. لكن تلمذته تتمثل في ذلك الاحتكاك الطويل به ونفي تلك الجلسات والأسمار الي كانت تجحفع الطلبة بالشيخ في مناسبات عديدة ومتكررة. ( - )2مقابلة شخصية مع الشيخ إبراهيم آداود، غرداية! أرت 6991م. _ 3 4- وتجربته في الحال الاجتماعي وحرص وواظب على حضور دروسه في التفسير والحديث الن كان يلقيها قي المسجد لعامة الناس كما وجد من أستاذه كامل الرعاية والتوجيه والمتابعة. فكان له بمثابة المعلم القدير والأب الحنون والولي المرشده'". فدرس على يده كتاب الأمالي لأبي علي القالي في مادة الأدب، وكتاب شرح النيل للشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش في مادة الفق“، وكتاب رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده وكتاب عقيدة التوحيد للشيخ أبي حفص عمرو بن جميع في مادة العقيدة، وتلقى على يده دروسا في الحديث يوميا من كتاب مسند الربيع بن حبيب متبعا حاشية أبي ستة عليه، ثم كتاب صحيح البخاري متبعا فيه شرح فتح لباري لابن حجر العسقلاني. مركزا فيه على ما يحمل الحديث النبوني من أخلاقيات واجتماعيات ومعاملات(. وقد أولى الطالب علي أهمية كبيرة لدروس شيخه في التفسير اليي كان يلقيها في المسجد لعامة الناس، فحرص وواظب على حضورها والإصغاء إليها كما تلقى عن أستاذه الشيخ عدون شريفي دروسا في اللغة شرح فيها ابن عقيل. كما تلقى من أستاذه بيوض دروسا من نو ع آخر في الوطنية والسياسة؛ حيث كان يطالع ويناقش مع أستاذه وبقية زملاه الطلبة المقالات الأدبية والسياسية والاجتماعية الي كانت تصدر في بحلة الفتح والرسالة والصرخة، حيث تصل المعهد دوريا كما مر من قبر. إل جانب هذا فقد عرف وهو بالمعهد بالاعتماد على نفسه في الاستزادة من ( - )1مقابلة شخصية مع الشيخ دحمان سعيد:الجزائر العاصمة أفريل 8991م. ( - )2مقابلة الطالبين ابن دريسو مصطفى وكومي ياسين مع الشيخ عدون شريفي :القرارة؛ سبتمبر 3991م. ( - )3مقابليي السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )4مقايلة شخصية مع الشيخ عدون شريفي :القرارةش حويلية 5991م. ( - )5سعيد شريفي :معهد الحياة. ص.06 تحصيل العلوم والتعمق في مسائله فكان كثير المطالعة والرجوع إلى أمهات الكتب فى المواد الشرعية والأدبية بعد فراغه من حصصه الدراسي". 4إقامته ي القرامرة: كان الطلبة الذين يدرسون بالمعهد من خارج القرارة يسكنون دورا وسط البلدة بعضها يتبرع بها أهل الفضل وبعضها تكرى لهم» ثم عندما تزايد عددهم حصص فهم الشيخ بيوض دارا كبيرة تأويهم كلهم تشتمل على المرافق الضرورية للإقامة من ماكل ومشرب ومرقد كما وضع لها نظاما داخليا يضبط أوقات الطلبة ونشاطاتهم، منذ بداية اليوم؛ قبيل الفجر إلى نهايته بعد صلاة العشاء والعشا“. وكان من بين هؤلاء الطالب علي معمر حيث سكن هذه الدار الكائنة في الطرف الغربي من البلدة وكان المسؤول عليها آنذاك السيد أوراغ أحمد؛ أحد تلاميذ الشيخ بيوض الأولين» الذين تخرجوا من المعهد. كما سكن بعض الفترات قي مسكن خاص سلمه له أحد المحسنين{‘، وسكن كذلك في غرفة بأحد الأزقة المجاورة للمسجد(. و لم تعرف الأسباب اليي جعلته يسكن لوحده ومن المحتمل أنه لم يستطع التأقلم ني بادئ الأمر مع إخوانه الميزابيينں أو أنه أراد التفرغ أكثر لطلب للعلم} فاختار الوحدة حتى يصرف أوقاته كلها لهذا الفرض بعيدا عن الانشغالات أو الضوضاء أو المجالسات اليي تحصل عادة عندما تكون الإقامة مع بجموعة كبيرة من الناس. ( - )1مقابل السابقة مع الشيخ دحمان سعيد -. حمو فخار :نص الكلمة الي ألقاها بمناسبة زيارة الشيخ علي معمر إلى القرارة، سنة 5491م. ( - )2سعيد شريفى :المصدر السابق ص. 57-47 ( - )3مقابل السابقة مع الشيخ الناصر مرموري. ( - )4مقابلة شخصية ثانية مع الشيخ عدون شريفي :القرارة، جويلية -.6991مقابلة شخصية مع الشيخ سليمان بومريقة :غرداية. أوت 6991م. _ 3 6_ ومن المحتمل كذلك أن يكون ذلك عندما صار أستاذا وأصبح يكبر الطلبة في وأخذالسن فأعطيت له هذه الغرفة ليجد فيها الجو المساعد لتحضير دروسه راحته الكافية ليقدم أكثر لمهمة التعليم. -5أنشطته العلمية نالمعهد : إن علامات النبوغ والتفوق تجلت بوضوح عند الطالب علي معمر أثناء وجوده بالمعهد وتمثل ذلك في تلك الحركة العلمية والثقافية ال أحدثها مع زملائه إثر قدومه، فشارك في جميع أنشطة المعهد من الدروس اليومية والجمعيات الأدبية والنشاطات الفنية والمسرحية". وفي هذا الصدد يذكر أستاذه الشيخ عدون شريفي أن معهد الحياة بلغ ذروته الأدبية والفكرية أثناء وجود كل من الطالب علي معمر والطالب محمد علي دبوز والطالب محمد الحاج الناصر في المعهد. حيث استطاع هؤلاء الثلاثة مع كوكبة من زملائهم أن يحدثوا مناخا أدبيا وتنافسا حادا في تحصيل العلم وفي تحرير المقالات ومناقشة الأفكار ونقد الآراءء فمثل كل منهم قطبا أدبيا تولى الانتماء إليه والدفاع عنه وانتقاد زملائه الاخرين. كما استمال كل منهم بجموعة من زملائه الطلبة تسانده فى توجه أفكاره وتدافع عنها من تهجمات الحموعتين الأخريتين(“. أ -مشاركته في جريدة الشباب : لقد كانت هذه الجريدة ال تصدر خلال كل أسبوع اللسان الناطق باسم طلبة المعهد وكانت مسرحا وفضاء مفتوحا على مصراعيه لتلك المنافسات والإبداعات الأدبية بين الأقطاب الثلاثة للطلبة وغيرهم. فالطالب علي معمر كان يمثل القطب الذي يتبنى أدب العقاد، كما كان له ( - )1محمد ناصر بوحجام :مقدمته في كتاب:الإباضية دراسة مركزة، صر.81 ( - )2مقابل الثانية مع الشيخ عدون شريفي. ميل لأدب الأستاذ أحمد حسن الزيات؛ الأديب المصري صاحب بمجلة الرسالة | والطالب محمد علي دبوز كان يمثل القطب الذي يتبنى أدب مصطفى صادق طهالرافعي والطالب حمد الحاج الناصر كان بشل القطب الذي يتبنى أدب حسين". فكان لهؤلاء الثلاثة الدور الكبير مع زملائهم في تطوير الجريدة وإحداث ذلك الجو العلمي والنشاط الأدبي بين طلبة المعهد. ولعل المطلع على بعض محتويات مقالاتها يلحظ بوضوح ذلك المستوى العلمي، وذلك النتاج الأدبي الثري نثره وشعره؛ وتلك الاهتمامات الفكرية اليي كان يحملها هؤلاء الطلبة وهم لا يزالون في تلك السن المبكرة من التكوين. أما عن مشاركات الطالب علي فيها فقد تنوعت بين المقال والقصة والمحاولة الشعرية. وبين الأسلوب المتهجم الناقد أحيانا والمدافع الموضح أحيانا أخرى‘ وبين الأسلوب المحلل والمدقق والشارح أحيانا والواصف والراوي أحيانا أخرى وبين المواضيع الأدبية والفقهية والاجتماعية والتاريخيةء كل ذلك في صياغة أدبية رفيعة(. كما يكون أحيانا للمقال أكثر من حلقة واحدة فيتم نشره في عددين متتاليين من الجريدة أو. 172وأول مقال نشره الطالب علي حسب ما حفظته لنا مكتبة الحياة بالمعهد من أرشيف الجخريدة؛ كان في العدد 3720 :بتاريخ03/21/6531 :ه_- ( - )1المقابلة السابقة للطالبين مع الشيخ عدون شريفي. ولعل ما يترجم هذا الإعجاب هو تلك المقالات الأدبية الت كان ييعث بها علي معمر وهو طالب بالمعهد إلى المحلة في مصر لتنشرها له(. مقابلن الأرلى مع الشيخ عدون شريفي، جويلية 5991م). ( - )2ينظر مثلا :حريدة الشباب :عد 0925 :عد )292 :الصادر بمعهد الحياة في تاريخ :حانفي 9م) عنوان المقال :الشيخ الرافعي ينتقل من القاهرة إلى القرارةى حل، 1حل-. 2عد: . 3فيفري 9391م، عنوان المقال :الحب هبة من الة-. عد. 472 :مارس 8391م 5،عنوان القصيدة الشعرية :ذكرى جيطال. عنوان المقال :خالد) - (3ينظر مثلا :جريدة الشباب :عد 4721 :الصادر بتاريخ :مارس 3 8م) شهيد الغيرة والحب. عد 7721 :بتاريخ جوان 8391م، عنوان المقال :قيس وليلى. _ 3 8 _ بعنوان" :المخاطرة الناذرة" وملخحصه قصة فدائي ليبي في عهد2معم الاستعمار الإيطالي أدخل السجن ثم فر منه مخاطرة عجيية، فأشاد الطالب بشجاعة الفدائي في أسلوب قصصي(". كما كان الطالب علي ينهي مشاركاته في الحريدة بتوقيع متمثل في كتابة اسمه "علي معمر". وقد بلغت هذه المشاركات حدود المائة مشاركة، ابتدأت سنة 8391م وكانت آخر مشاركة له في تاريخ 90/50/2631 :ه62/50/3491 -م. ولقد حفظت لنا مكتبة الحياة يالقرارة هذا الأرشيف الثري في سجلات من الحجم الكبير تتضمن كامل أعداد جريدة الشباب منذ صدورها، وهي مكتوبة بخط اليد(. وإلى جانب الأهمية العلمية والأدبية لهذا الأرشيف فهو شاهد على مرحلة مهمة من تاريخ وادي ميزا ب وحركته الإصلاحية المعاصرة، ومن تاريخ الخزائر الحديث في أحد أهم معالم العلم والتزبية في ربوعه& الذي أسهم في الحفاظ على ثوابت هذه الأمة في دينها ولغتها وتقاليدها أيام كان المستعمر الحاقد يحارب ويقضي على كل ما له صلة أو علاقة بها» كما تخرج من هذا المعهد أجيال متعاقبة من الرجال الذين ارتووا معاني العقيدة والوطنية وساروا بها في أنحاء هذا التراب وخارجه يواصلون تبليغ الرسالة في عزم وثبات. وقد تولى الطالب علي معمر كتابة افتتاحية الجريدة في فترة من الفتزات، خلفا للشيخ عدون الذي كان يتولى كتابتها، وقد تنازل له عن ذلك لما رأى فيه من ( - )1جريدة الشباب :عد 3721 :الصادر بتاريخ :مارس 8391م. ( - )2والآن ما يطلب من إدارة معهد الحياة أن تعمل على إخراج هذا العمل في صورة علمية معاصرة تسمح للمطلع عليه أن يستفيد منه بايسر الطرق وأقصرهاء وذلك بما يمكن أن يزود به من الفهارس العلمية المختلفة والإحالات المنهجية الموضحة والميسرة. كما عليها أن تسهل السبل للباحثين للتعامل معه بكل حرية، بعيدا عن العراقيل اليت تحبط من إرادتهم وعزيتهم. ومن الراجح أن ذلك كان بعد أن أصبح أستاذا 3أي ما بنقدرات أدبية وعلمية ا سنة 4491 -0491م. :الشبابجمعياتمشاركته ف-ب الشباب الق تعدكان للطالب علي حضور قوي فيما عرف جمعيات كذلك حقلا آخر للتكوين العلمي والتناقح الفكري وإبراز المواهب وتشجيع القدرات وتنميتها. ا د بي معنتضم ججحموعة من الطلبة يكلف كل منهم بتقديم عملحيث والتعليقات والانتقاداتثم يتبع ذلك بمناقشة للعمل المقدم بإبداء الملاحظات من بقية الزملاء. وني هذا الصدد يذكر الشيخ سليمان بومريقة؛ أحد زملائه في المعهد أن الجمعية الي تضم الطالب علي كانت الرائدة في الأنشطة العلمية الي تقدمها وكان يضرب بها المثل في الجدية والنشاط وأن الطالب علي كان المحرك الأساسي ه(“. كما كان مسؤولا ورئيسا لإحدى هذه الجمعيات، حيث يحدثنا الشيخ ناصر مرموري أحد أعضائها عن نشاطه فيها فيقول« :لما كنت صغيرا -حوالي ست عشرة سنة في عمري۔ كانت جمعية الشباب تقسم إلى قسمين جمعية كبرى وجمعية صغرى... بعد سنة أصبح الشيخ علي معمر رئيسا لها، لا أنكر أنه أثر فينا تأثيرا والأخلاقيات والأادبيات وفيكبيرا ومهما فى جو الحجمعية، من ناحية الاجتماعات الشعر كذلك؛ فكان يعلمنا كيف نقرض الشعر. وقد غرس فينا روح الأدب بكيفية عميقة جداء كما كان يدربنا على الخطابة وعلى الشجاعة الأدبية وعلى الإنشاء وعلى المطالعة»(. ( - )1مقابل الأولى مع الشيخ عدون شريفي :جويلية 5991م. ( - )2مقابل السابقة مع الشيخ سليمان بومريقة. ( - )3مقابلة الأستاذ محمد ناصر بورحجام مع الشيخ ناصر مرموري :القرارة 1891. م. _04_ كما يضيف الشيخ حمو فخار؛ أحد زملائه في المعهد أن الطالب علي معمر له تفوق أدبي على بقية زملائه» وكانت بعض الأعمال الأدبية الو ينجزها الطلبة تقدم إليه فيتولى تصحيحها النهائي وصقلها أدبيا ويعطي مثالا على ذلك بالرواية التاريخية" ال شارك في تأليفها مع بجموعة من زملائه من بينهم الطالب علي إذ بعد الانتهاء من تأليفها قدموها له فتنسق بين فصولها وأحدث فيها بعض التعديلات ووضع ها آخر اللمسات«“. ولعل هذا التفوق العلمي الذي أظهره الطالب علي في المعهد؛ خاصة في بجال الأدب يرجع إلى تلك المسيرة العلمية وإلى ذلك التكوين الذي تلقاه من قبل في بلده ليبيا ثم في جربة والزيتونة ثم توسع وتعمق وترسخ كل ذلك في معهد الحياة بين مشايخه وجوه العلمي؛ الذي بلا شك قد أسهم إسهاما فعالا ي تنمية مواهبه وحثه على الكتابة والإبداع والتنافس الأدبي. ج -نشاطه في إدارة المعهد: أصبح الطالب علي عضوا في إدارة المعهد اليي كان يرأسها الشيخ عدون، مع -+7الأعضاءحيٹ قام 0491م.التدريس سنة.معمهمةبعل أن كلف بتجديد النظر في النظام والبرامج المتبعة فاقترحوا نظاما جديدا على الشيخ بيوض فأقره بعد تعديلات طفيفة. ( - )1هذه الرواية التاريخية هي بعنوان" :ذي قار" وهي تروي أوضاع العرب قبيل الإسلام في القرن السادس الميلادي أيام كان ملوك الحيرة العرب تحت سيطرة مملكة الفرس. ثم كيف تحرروا من وطأة هذه السيطرة في موقعة "وادي ذي قار" الحاسمة. والرواية تحمل إيحاءات سياسية واجتماعية على الحياة المعيشة في تلك الفترة. وقد شارك في تأليفها أربعة من الطلبة هم :علي معمر حمو فخار، إبراهيم حاج أيوب القرادي، بنوح طباخ. وهي تقع في كراسة بها 69صفحة\& مكتوبة يخط اليد. توجد نسخة منها بمكتبة معهد الحياة بالقرارة وأخرى في مكتبة الباحث. ( - )2مقابلة شخصية مع الشيخ حمو فخار :أجنة غرداية. أوت 6991م. ( - )3مقابل السابقة مع الشيخ دحمان سعيد. ومما جاء فيه تعديل نظام السنوات؛ فبعد أن كان تقسيم الطلبة على أساس الأعمار إلى ثلاث حلقات :مستوى صغير، متوسط، كبير؛ أصبحوا مقسمين إلى أربع مستويات ثم بعد سنة أضيف المستوى الخامس كما عدلت بعض البرامج القديمة واستبدلت بالكتب المعتمدة كتب أخرى حديثة أوفى بالغرضه"". وقد شارك كذلك في وضع برامج ونظم المدارس الحرة للتلاميذ ما دون معهد الحياة؛ حيث يحدثنا زميله قي الدراسة الشيخ حمو فخار عن هذا العمل قائلا« :يامن قضى الشطر العظيم من عمره الميزابي في وضع الخطط وتدوين البرامج لأبناء ميزاب ... فمازال بجددا في نظم المدرسة وقواعدها مبدلا ومغيرا ني فنونها وعلومها منقحا ومصححا في أغراضها ومبادئها ومبتكرا في نثرها وقصيدها»(“. كما كان لعلي معمر الفضل ف اقتراح تشريع العطلة الصيفية} حيث لم تكن معهودة من قبل، وكانت الدراسة مستمرة دون انقطاع وأصبح هذا المقنزح ساري المفعول منذ سنة 0491م، كما أن من اقتراحاته استحداث الامتحانات الفصلية الي يتم بها الانتقال من سنة إلى أخرى. ولعله قد عايش هذه التنظيمات أيام كان طالبا ني جامع الزيتونة ,حيث التجربة أطول والمحال أوسع لتلاقي الخبرات العلمية والإدارية والإمكانات المادية ال بلا شك هي من الضروريات هيكلة وتنظيم أي مؤسسة} ومن جهة أخرى فإن المعهد يعتبر في هذه الفنزة في مراحله الأولى من نشاته؛ لذا فهو محتاج بين فترة وأخرى لاجراء التعديلات والتحسينات على براحه وإدارته وفق ما يليه الواقع وتفرضه المستجدات. د -تدريسه في المعهد : بعد مدة ثلاث سنوات قضاها الطالب علي متفرغا ومشتغلا بطلب العلم ( - )1سعيد شريفي :معهد الحياة؛ ص[.6 ر - )2حمو فخار :نص كلمته الي ألقاها بمناسبة زيارة الشيخ علي معمر للقرارة سنة 5491م. ( - )3مقابلة سابقة الطالبين بن ادريسو وكومي مع الشيخ عدون شريفي. _24_ لوحده؛ وفي سنة 0491م كلفته إدارة المعهد بمهمة التدريس؛ وذلك إثر تزايد أعداد الطلبة الوافدين إليه من القرارة ومن قرى ميزاب‘ وكذا للتعديلات الي أحدثتها الإدارة على سير الدروس -كما مر من قبل -حيث أضافت موادا جديدة تستلزم ساعات أكثر فقررت أن تستعين بمجموعة من طلبتها الكبار الذين رأت فيهم الكفاءة والقدرة على تولي مهمة التدريس، فاختارت أربعة وهم :عمر بن صالح أداود وبكير بن عمر بيوض وسعيد بن عبد الله الشيخ دحمان وعلي يحيى معمر. فأصبح الطلبة يحضرون دروس الفقه والتفسير والحديث عند الشيخ بيوض ثم يتفرقون إلى أفواج حسب الطبقات على بقية المدرسين لتلقي دروس اللغة والأدب وفنونها بصفة خاص"". وقد قضى الأستاذ علي معمر فترة مس سنوات في التدريس من سنة 0491 إلى سنة 44913حيث غادر المعهد نهائيا راجعا إلى بلده ليبيا. كما كان خلال تدريسه يتابع دروسه عند شيخه بيوض بانتظام؛ خاصة منها دروس التفسير كما زاد احتكاكه به فى نشاطاته الاجتماعية وحركته الإصلاحية حيث يتابع ويساير تحركاته السياسية داخل ميزا ب وخارجها“. ويذكر الشيخ عدون أن علي معمر كلف بتدريس اللغة العربية هكذا بصفة بجحملةاث 3لكن تلميذه الشيخ ناصر مرموري يحدثنا بالتفصيل عن المواد الق درسها عنده ومتى كان ذلك فيقول« :كان يدرسێ في السنة الأولى والثانية} بداية من شهر أكتوبر 1491م إلى آخر السنة الدراسية3491 -2491 :مض وكان أستاذنا قي المواد ( - )1سعيد شريفي :معهد الحياة. ص.06-26 ( - )2المصدر السابق :ص.88 ( - )3مقابل الأولى مع الشيخ عدون شريفي، جويلية 5991م. ( - )4سعيد شريفي :المصدر السابق، ص. 88 - 3 - الأدبية -الإنشاء والأدب وف السنة الأولى درسنا عنده مادة التاريخ كذلك". إذن كان يتولى تدريس المواد الأدبية وكذا بعض دروس التاريخ؛ فماذا عن طريقته ومنهجه في شرح وإلقاء وإيصال المعلومات إلى تلاميذه؟ لعل تمكن الأستاذ علي معمر من مادة الأدب واللغة وسعة اطلاعه فيهما كانا له أكبر دافع ليؤدي مهمته بنجاح وإتقان وحتى لا نتسرع في استصدار هذا الحكم المسبق سنقف مع رأي تلاميذه في المعهد الشيخ ناصر مرموري لنعرف منه ذلك عن فرب: وفي حقيقة الأمر ليس لنا طريق للاطلاع مباشرة وبدون واسطة على بجحريات إلقائه للدروس وتعامله مع طلبته؛ إلا من خلال ما أبقاه لنا التاريخ مما يمكن أن يكون قد سجله أحد تلاميذه في ذاكرته. حيث يقول الشيخ ناصر مرموري« :كانت فيه شخصية الأستاذ المخلص شخصية الأستاذ الكاملة} الذي يعرف كيف يؤثر في طلبته. كان يلقي علينا الأسئلة ... الي تحير الطالب ثم يلتجئ إلى طلب الخواب©\ والذي نلاحظه فيه سعة حفظه وسعة اطلاعه في الأدب على الخصوص وعبقرينه في الكتابة وفي الشعر على الأخص فهو شاعر موهوب»“. إذن نفهم من هذه الشهادة أنه كان يعتمد في إلقاء دروسه على المحاورة مع الطلبة بطرح الأسئلة وامتحانهم قبل الإجابة عنها لمعرفة مدى تتبعهم واستيعابهم وفهمهم للدرس، كما أن هذه الطريقة تسمح بإبراز جوانب من الدرس يمكن أن يغفل عنها الطالب، بحيث يأخذ الأستاذ المبادرة ويتولى عرضها بنفسه وبذلك يكون الدرس أكثر استفاء خوانبه. مع الشيخ ناصر مرموري.) - ( 1مقابلة سابقة للأستاذ حمد ناصر بو حجام ) - (2المقابلة السابقة. -44- من جهة أخرى يمكن أن يأخذ هذا المنهج منحى سلبيا وذلك بجعل التلاميذ يتواكلون على الأستاذ في مناقشة الدرس ولا يعملون عقولهم في استنباط بعض الجوانب الخفية منه. ولعل سعة اطلاعه في مادته قد ساعدته على ذلك كشيرا، فاكتسابه للمادة العلمية الغزيرة تجعله قي كل مرة يعرج على نقاط فرعية ويورد الأمثلة والشواهد الشعرية والنثرية من ملكته الأدبية الواسعة وهذا ما لاحظه عليه تلميذه من كونه واسع الحفظ والاطلاع في الأدب. إضافة إلى هذه الملكة الأدبية كان للأستاذ علي اطلاع في الفقه كذلك حيث كان محبا لمناقشة مسائله مع الطلبةء خاصة ما تعلق بأحكام دينهم الضرورية؛ فقد كان يستطرد فيها ويبدي رأيه ويشرح لتلاميذه -الذين هم قي سن مبكرة من بداية التكاليف الشرعية -كيف يؤدون هذه الفرائض على وجه أكمل وهذا ما يرويه لنا دائما تلميذه الشيخ الناصر قائلا« :وهو في تدريسه الأدب يتطرق إلى مسائل فقهية. فمرة كان يدرسنا استطرد إلى مسألة الاستدراك فى الصلاة ونحن في عامنا الأول من بدايتنا للصلاة عام1491 :م، فسألنا عن كيفية استدراكنا الصلاة فنبهنا إلى نقطة مهمة فيها... هنا لمسنا فيه شخصية الأستاذ والمربي والوالد»«‘‘. كما كان إلى جانب ذلك حبا لتلاميذه يعتبرهم عنابة أولاده يقوم برعايتهم والسؤال عن أحوالهم وانشغالاتهم وهمومهم ويقف بجنبهم في حلها بالنصح والإرشاد والتوجيه، ويحاول أن ينزل من مرتبة الأستاذ إلى مرتبة الصديق والزميل ليجد فيه تلاميذه الثقة والراحة والصراحة المتبادلة. هكذا أراد الأستاذ الناشئ علي معمر أن يجعل من رسالة التعليم رسالة جامعة يين التربية والتعليم والرعاية وبذلك يرفع منها إل صف رسالات الأنبياء الذين كان شأنهم هذا في تبليغ دعواتهم الربانية. ( - )1المقابلة السابقة. ( - )2مقابلتي السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. و لم يكن التقاؤه مع تلاميذه على طاولات القسم فقط؛ بل تعدى ذلك إلى تلك الجمعيات الأسبوعية اليي كان رئيسا لإحداهاء حيث يحدثنا تلميذه الشيخ الناصر عن ذلك الجو الثقاني الذي كان سائدا بين أعضائها ودور الأستاذ علي فيها فيقول« :أثر فينا تأثيرا مهما في جو الجمعية من ناحية الاجتماعات والأخلاقيات والأدييات، وفي الشعر كان يعلمنا كيف نقرضه ويغرس فينا روح الأدب بكيفية عميقة جدا ويدربنا على الخطابة وعلى الشجاعة الأدبية وعلى الإنشاء وعلى المطالعة". لمعهد :-6نشاطاتهخا م إن شخصية علي معمر ني شبابه كانت شخصية حيوية ونشيطة وحركية حيث لم يقتصر على دراسته والاحتكاك بزملاكه الطلبة الذين ألفهم واعتاد عليهم؛ بل تعدى ذلك إلى المؤسسات الأخرى للمجتمع، فكانت هي كذلك تنبض حيوية ونشاطا وتفاعلا مع تيار الحركة الإصلاحية بزعامة الشيخ بيوض الذي استطاع أن يوصل صداها إلى كل شرائح المجتمع عن طريق هذه الهيكلة الاجتماعية. ففي تلك الفترة كان كل مظهر في البلدة يوحي بوجود حركة تغير وإصلاح وتطور وتجديد. ولعل أبرز هذه المحافل تمثل في منبر المسجد وحلقات العلم فيه، وكذا منبر العشيرة في الاجتماعات العائلية فيه، وفي مناسبات الأفراح والأطراح وفي المناسبات الدينية والوطنية وامحلية، وفي المدارس الحرة وفي الأسواق وأماكن التجمعات عامة“. أعدت لهم حيث جمعتهم فيها مع بعض أنشطة عديدة» منها ما هو متعلق بشؤون ( - )1المقابلة السابقة للأستاذ محمد ناصر بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )2محمد ناصر :المورج الأديب علي يحى معمر، ص.2 -64 - الدار من طبخ ونظافة وجلب الماء؛ حيث كانت تلك الظروف تتطلب كل ذلك‘© ومنها ما تعلق بالنشاط الثقافي المتمثل في الجمعيات الفنية للأناشيد وإحياء الحفلات والأمسيات الأدبية والشعرية} والأنشطة الرياضية وتمثيل الملسرحياته''. فسجل حضوره وأثرى تلك الحفلات والأندية الأدبية الي تقام في الداخلية بقصائده الشعرية ومسرحياته التاريخية وخطبه الأدبية. كما عرف علي معمر بين زملائه فى هذه الداخلية بأخلاقه العالية وسلوكه المنضبط ومعاشرته الحسنة وعرف بانشغاله المستمر بتحصيل العلل. وقد كان للطالب علي حضور أدبي في المناسبات الدينية والوطنية والمحلية المقامة ي القرارة، وذلك بما ينعش به اجتمع من محاولاته الشعرية الي يلقيها فيها بحماسة وتفاعل كبيرين. ومن الأعمال الي لا يزال يتذكرها كبار المشايخ في وادي:ميزاب ممن حضرها -تلك الرواية التاريخية حول حرب الجاهلية( الي ألفها مع بجموعة من زملانئه، فمثلت فى مدرسة الحياة بالقرارة فلاقت إقبالا وإعجابا كبيرين من الجماهير وتركت انطباعا حسنا في نفوسه(. كما كان يشارك فرقة تنشيط حفلات الأعراس بأناشيده وأعماله الأدبية حيث عملت هذه المجموعات الفنية على استقطاب أعداد هامة من الناس لقيت رضاهم وتحاوبهم معها، فكانت سببا في القضاء على فرق أخرى منحرفة كانت تنشط في المجتمع بالموازاة معها؛ وذلك بنوعية العمل الذي كانت تقدمه. ( - )1حمو فخار :نص الكلمة الي ألقاها في زيارة الشيخ علي معمر إلى القرارة سنة 5491م. ( - )2محمد ناصر :المصدر السابق ص.2 ( - )3هذه الرواية هي اليي سبق الحديث عنها، والي تحمل عنوان" :ذي قار". ( - )4مقابلتي السابقة مع الشيخ حمو فخار-. مقابلي الأولى مع الشيخ عدون شريفي. ( - )5مقابلة الطالب مصطفى بن أدريسو مع الشيخ أحمد أوراغ :بريان، سبتمير 3991م. وقد عاش وادي ميزاب وقلبه القرارة في فترة وجود الطالب علي بالمعهد (4491 - 0491م) قمة الصراع الاجتماعي والفكري بين التيارين الإصلاحي النتجديدي بزعامة أستاذه الشيخ بيوض وتيار المحافظة والجمود. فكان يشهد مظاهره في المسجد والشارع والسوقف، وكان يتفاعل معه بقوة وحماسة ويقف بجانب أستاذه مخلدا انتصاراته بقصائد شعرية وأناشيد ومتهجما على خصومه ومعارضيه بهجائه. وكانت هذه الحركة الإصلاحية وما تحرزها من انتصارات تهز فؤاده فتدفع به للكتابة والتحرير وقد ظهر ذلك جليا في نتاجه الأدي فى تلك الفنزة"". ومن المناسب أن نقف هنا مع الشيخ أبي اليقظان واصفا نشاطه في هذه الفترة حيث يقول« :وأنعش بأناشيده المطربة روح بمجتمع الشباب ومعهد الحياة بما كان -ينتجه قلمه الخصب من حين لآخر} فكانت تقرأ فى حفلات الشباب بنشوة وحماس لما تفيض به من روح الإخلاص والصفاء والولاء للأستاذ الشيخ بيوض»“. إل جانب كل هذا فقد كان للطالب علي وهو بالمعهد اهتمام بالصحافة؛ وذلك بما كان يصل المعهد من بجلات متنوعة يقوم الشيخ بيوض بدراستها ومناقشة مواضيعها مع طلبته، ولعل هذا ما جعله يتأثر بالشخصية الأدبية لأحمد حسن الزيات صاحب بلة الرسالة المصرية الي كان طلبة المعهد يتابعون أعدادها باستمرار؛ هذا ما جعله يكتب لها بعض المقالات ثم يبعثها بغية نشرها. لكن هل وجدت هذه المقالات طريقها إلى النشر؟ هذا ما لم يعلم إلى حد اليو. عنوان القصيدة( - )1انظر مثلا :جريدة الشباب :عد )882:الصادر بتاريخ :ديسمبر 31 8 الشعرية :تحية الإصلاح. ( = )2إبراهيم أبو اليقظان :ملحق السير (مخطوط) :ص.505 ( - )3مقابل الأارل مع الشيخ عدون شريفي :جويلية 5991م. ( - )4مما ييدو أن عدد هذه المقالات لم يكن كبيرا، نقد قمت في رحلي العلمية إلى تونس في شهر مارس 7991م بزيارة دار الكتب التونسية واطلعت فيها على بحلة الرسالة وتتبعت جزءا كبيرا _ _ 84 هذا عن نشاطاته العلمية والاجتماعية بالقرارة؛ ولعل الإقامة الخبرية ال فرضها المستعمر الفرنسي على شيخه بيوض من سنة 0491م إلى سنة 4491م بسبب نشاطاته السياسية وكذا ظروف الحرب العالمية الثانية الي لم تسمح له بمغادرة القرار"؛ كانا فهما فضل كبير على بقائه في المعهد طوال كل هذه المدة متفرغا لطلب العلم، وكذا ملازمة شيخه والبقاء بجواره والاحتكاك المباشر به والاغتراف أكثر من علمه ومعارفه وتجربته الميدانية في قيادة وإصلاح الحتمع، وفي العمل السياسي ضد المستعمر الفرنسي فانطبعت معالم شخصية شيخه فيه أما انطباع وتأثر بمواقفه وفكره أيما تأثر؛ حتى أصبح وهو في ليبيا يحاول انتهاج خطى أستاذه نفسها وكذا استشارته في كل خطوة يخطوها من أجل إصلاح بجحتمعه“. هكذا بعد ثماني سنوات كاملة قضاها في المعهد وسط ذلك الخو العلمي والاجتماعي المتنوع والثري، والتي كانت من أحفل سنوات عمره تلقيا ونشاطا وحيوية وعطاء قرر إنهاء رحلته الطويلة والعودة إلى أرض وطنه ليبيا وكان ذلك من أعدادها لكن لم أعثر على أي موضوع للشيخ علي معمر فيها. وهذا طبعا لا ينفي وجودها ني الأعداد الي لم أطلع عليهاء فالجلة مخرومة الأعداد. ( - )1يبدو من بعض الرسائل الي اطلعت عليها، والتي كانت بين علي معمر وأستاذه الشيخ بيوض أنه كان يود مغادرة القرارة والرجوع إلى وطنه لكنه لم يستطع الحصول على الرخصة من السلطات الفرنسية لتسمح له بالسفر، فكان يطلب من الشيخ بيوض أثناء أسفاره أن يتوسط له لدى بعض المسؤولين عساهم يمدونه بها(. رسالة بعث بها علي معمر إلى الشيخ بيوض :مؤرخة في 91 :جانفي 4491م. وأخرى مؤرخة في 22 :فيفري 4491م). ( - )2حمو فخار :نص الكلمة الي ألقاها في زيارة الشيخ علي معمر بالقرارةش سنة 5491م. ( - )3هذا ما يظهر جليا في تلك المراسلات الي بقيت مستمرة بينه وبين الشيخ بيوض والشيخ أبي اليقظان منذ مغادرته الجحزائر إلى السنوات الأخيرة قبل وفاتهء وكذا في تلك الرحلات الي قام بها إلى وادي ميزاب\ وقام بها مشايخه إلى ليبيا. حيث كانوا يعقدون اللقاءات معه فيعرض عليهم أفكاره ومشاريعه العلمية وإصلاحاته الاجتماعية(. مقابلة شخصية مع الشيخ محمد بن بابا الشيخ بالحاج :خحنشلة، سبتمير 7991م). وثبات وتضحية على بداية مرحلةسنة 4631ه_. ‌ 4491/وفى قرارة نفسه عزم جديدة من جهاده ينتقل فيها من المرحلة العلمية إلى المرحلة العملية. ‏ ٨العودة إلى بلده ليبيا: - 1طربق ا لرحلة : غادر الأستاذ علي معمر القرارة عائدا إلى بلده سنة 4491م عن طريق تونس العاصمة وتوقف بها فترة من الزمن قبل أن يتجه إلى بلده. وني حقيقة الأمر لم تترك لنا المصادر الي بين أيدينا معلومات عن كيفية انتقاله وعن تاريخ ذلك بالتحديد\ ولماذا اختار طريق تونس العاصمة؟ رغم أن هنالك طرقا أقرب منهاأ 3كما أننا لا نجد معلومات عن سبب إقامته بها؛ هل كان غرضه مواصلة الدراسة بها؟ كما فعل بعض زملائه في المعهد من قبله، أم هي بجرد محطة عبور توقف فيها ليرتب أموره قبل الاتجاه إلى بلده. كل هذه الاحتمالات يمكن أن تكون صحيحة\ لكن ما هو معلوم أن انتقاله إلى تونس كان مع الطلبة الأولين للبعثة البيوضية إلى تونس(. كما أن الاستعمار الفرنسي في هذه الفتزة -حيث الحرب العالمية الثانية قائمة على أشدها -شدد على حركة التنقل بين الأقطار المنجاورة، إلا برخصة يمنحها لمن يشاء، بعد تعطيلات إدارية تاخذ من الوقت الشيء الكثير. أما السفر إلى تونس بالذات لطلب العلم فقد أغلقت أبوابه نهائيا وأصبح متعذرا، هذا ما جعل الطلبة يرون أن الطريق الوحيد الذي بيقي لهم سلوكه هو المغامرة لاجتياز الحدود الجزائرية التونسية بدون جواز سفر وبدون رخصة. ( - )1سعيد شريفي :معهد الحياة. ص.36 ( - )2كأن يتحه عن طريق الصحراء الجزائرية فيمر بجنوب تونس ويدخل ليبيا مباشرة. ( - )3محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح ي الجزائر ج، 3ص.562 فكان أول هؤلاء الطلبة المغامرين من معهد الحياة هو الأستاذ المؤرخ محمد علي دبوز؛ زميل ورفيق علي معمر، وكان ذلك في سبتمبر سنة 2491م ثم التحق به بعض الطلبة فدخلوا الخامعة الزيتونية ومعهد ابن خلدون ومثلوا النواة الأولى للبعثة البيوضية، وفي سنة 4491م التحق بهم علي يحيى معمر. وهكذا توالت الدفعات وتزايد العدد؛ فاشترت الخمعيات الإصلاحية في ميزا ب دارا واسعة بتونس العاصمة ضمتهم جميعا". إذن هذه هي ظروف سفره إلى تونس حيث سلك طريق المخاطرة برفقة زملائه الطلبة معهد الحياة. -2إقامته تونس : وصل علي معمر تونس العاصمة دون أن نعرف عن تفاصيل أحداث رحلته شيئا؛ كم دامت مدتها؟ وهل لاقى فيها متاعب وصعوبات أو تعرض لنوع من متابعة أو ملاحقة السلطات الاستعمارية الفرنسية؟ أم لم يكن شيء من ذلك؛ فعلى كل حال ما نعرفه أنه بلغ تونس بسلام. أما سكناه فكان في بادئ الأمر مع أعضاء البعثة الثمينية في الداخلية بدار بئر الأحجار؛ أين كان يقيم أيام دراسته بتونس“ 3وبذلك عاوده الحنين إلى تلك الأيام الي قضاها قبل أن يقدم إلى وادي ميزا ب وبلا شك إنه قد وقف وقفات تأملية عديدة استرجع فيها الذاكرة ورجع بها إلى الوراء ورأى كيف تحولت الأمور من حوله وكيف أصبح هو نفسه قبل وبعد ذهابه ني رحلته العلمية إلى الخزائر. ومما نرجحه أن علي معمر لم يأت إلى تونس قصد مواصلة الدراسة، حيث كان مشتاقا للعودة إلى بلده وأهله منذ كان في القرارة، وذلك بعد غياب عنهم ( = )1المصدر السابق :ص.462-662 ( - )2مقابلة شخصية مع الشيخ صالح بزملال :ب يزقن، أوت 7991م. دام ثماني سنواته" لكن ذلك الجو العلمي وتلك الحرقة لمواصلة الدراسة جعلته يتوقف بتونس ليقضي فيها سنة دراسية كاملة! هذا ما يذهب إليه المؤرخ التونسي سالم بن يعقوب حيث يقول« :وقد حن إلى أرض الوطن واشتاق إلى رؤية الأهل والأقارب فقرر العودة، لكن في طريقه استوقفته مدينة تونس لبضعة أشهر وعلى التحديد تسعة أشهر أو سنة دراسية كاملة، وما كان في ظنه أن يقيمها ولكن لقاءه للاخوة الطلبة بالهنتاتي وبمبيت سوق البلاط شده هذه المدة وكاد ينسيه الأهل والأقارب»(. ييدو أن إقامته مع طلبة البعثة الثمينية لم تدم طويلا، فسرعان ما غادرها منتقلا إل مبيت الطلبة الإباضية التونسيون بسوق البلاط. و لم تشر المصادر إلى أسباب ذلك بالضيط} لكن من الراجح أن الطلبة التونسيين احتاجوا إليه ليستفيدوا من علمه ليعيشوخبرته؛ فاستدعوه للإقامة معهم في دارهم. أو فضل هو بنفسه التنقل إليهم وسطا جديدا بلا شك سيستفيد منه وسيتعرف على أحوال الطلبة التونسبين واهتماماتهم بعد ما تعرف على الطلبة الميزابيين. وحسب الوثائق الى بين يدي فإن الشيخ علي معمر قد عاد إلى الخحزائر خلال هذه الفتة في زيارة سريعة لمشايخه بالقرارة ثم رجع إلى تونسر(“. ( - )1هذا على أقل تقدير إذ من المحتمل أنه لم يزر بلده في الفترة الأخيرة قبل قدومه إلى الحخزائر، ومن المحتمل كذلك أنه لم يزره منذ غادره في بداية الثلاثينيات قاصدا جزيرة جربة لمواصلة هذا حين نضع في الحسبان الظروف المعيشية الصعبة الق كانواتتلمذه على شيخه رمضان اللي عليها، أضف إلى ذلك صعوبة التنقل وتكاليفه آنذاك. وإذا صح هذا الاحتمال يكون الطالب علي معمر قد غاب عن بلده وأهله قرابة الخمس عشرة سنة. ( - )2سالم بن يعقوب :مراسلة سابقة إلى الأستاذ محمد ناصر بوححام. ( - )3المراسلة السابقة. ( - )4مقابلة شخصية مع الشيخ صالح بزملال :بني يزقن7991، م. وما يثبت هذه الزيارة همي تلك الكلمة الي ألقاها زميله الشيخ حمو فخار بمناسبة زيارته هذه مشيدا به وبأنشطته أيام كان في المعهد :مؤرخة في تاريخ5491 :م 4631 -ه). 3نشاطه بتونس : إن إقامته مع الطلبة الجربيين التونسيين واحتكاكهم بهم في المدرسة الإباضية مسجد الهنتاتي كان له الأثر العظيم على سلوكهم ونشاطهم فكان يعقد فهم لقاءات علمية ويلقي عليهم دروسا ومواعظ يرشدهم فيها إلى مكارم الأخلاق ويحذرهم من الآفات والأمراض الاجتماعية المتفشية آنذاك فقوّم بعض انحرافاتهم وهذب من أخلاقهم ومعاملاتهم، كما كان يحدثهم ويذكرهم بتاريخ أجدادهم المجيد، وما تركوه من أعمال خالدة قي سبيل إصلاح الدين والمجتمع ومما يذكر أنه أتم معهم دراسة كتاب "مختصر تاريخ الإباضية" لأبي الربيع سليمان الباروني. وهذا ما سجله لنا المؤرخ التونسي سا بن يعقوب قائلا« :ومما يجب تسجيله هنا للتاريخ أن إقامته بتونس بين هؤلاء الإخوان كانت خيرا وبركة عليهم فقد غذى كثيرا نشاطهم العلمي وقوم الكثير من الانحرافات، الق كانت والحق يقال -متفشية فيهم ووجَههم الوجهات الصحيحة في تعلمهم وسلوكم وكان يعقد بهم الخلسات والندوات العلمية ويلقي عليهم الدروس والمواعظ وسيرة الأجداد«"". و لم تشر المصادر هل كان تدريسه في مدرسة الهنتاتي بصفة رسمية منتظمة أو كانت على شكل دروس متقطعة يلقيها بين الحين والآخر؟ لكن الراجح أن ذلك لم يكن بصفة رسمية لكون علي معمر لم ينو إطالة المقام ي تونس إذ الظروف الي اعتزضته هي اليي فرضت عليه المكوث. ولكونه انقطع عنها لفترة من الزمن في تلك الرحلة الي زار فيها الجزائر. وقد نظم لقاءات علمية وترفيهية مع أعضاء هذه البعشة؛ كان ممن حضرها الملؤرخ التونسي الشيخ سالم بن يعقوب أيام كان طالبا كما يروي هو عن نفسه قائلا« :حيث ضمتنا به جلسات علمية وترفيهية كثيرة مدرسة الهمنتاتي ومسجد سوق البلاط حيث كان يقيه(. ( - )1سالم بن يعقوب :مراسلة سابقة إلى الأستاذ محمد ناصر بوحجام. ( - )2المراسلة السابقة. ول تذكر لنا المصادر هل التحق بحلقات الزيتونة لبعض الوقت مع رفقائه طلبة البعثة البيوضية أم لا؟ وكذا هل كانت له اتصالات وزيارات بهم وأنشطة معهم في مقر إقامتهم؟ إذ من الراجح أنه لن يستطيع الانقطاع عنهم والتخلي عن ذلك الو العلمي الذي اعتاده وعايشه طوال فترة ثماني سنوات، حيث بلا شك ستجمعهم لقاءات متكررة لتناقل الأخبار الجديدة عن معهدهم وعن أحوال القرارة ووادي ميزا ب وعن نشاطات شيخهم بيوض ف النحال الإصلاحي والسياسي" وذلك عن طريق الطلبة الذين التحقوا بهم وعن طريق التجار الميزابيين المقيمين بتونس؛ الذين لا تنقطع حركات تنقلهم بين البلدين. وليس مما يستبعد أن يكون علي معمر قد قام بزيارة حزيرة جربة قبل مغادرة تونس» وربما يكون ذلك أثناء مواصلة رحلته إلى ليبيا باعتبار جزيرة جربة قريبة من الحدود الليبية ,حيث سيعيد الالتقاء بأستاذه الشيخ رمضان اللي ويؤدي له واحب الزيارة والاعتراف بالفضل والجميل والذي يكون في أخريات عمره حيث سيتوفى في سنة 7491م؛ أي بحوالي سنتين من قبل. ثم ليقص له ويحدثه عن رحلته العلمية الطويلة إلى وادي ميزاب وعن سير التعليم فيه وعن الشيخ بيوض وحركته الإصلاحية وعن أحوال الإباضية والخزائر بصفة عامة وليناقش مع أستاذه بعض المسائل ال عرفها في رحلته وليمده ملاحظاته ومقارناته بين إباضية تونس وإباضية الخزائر» وكذا ليطلع هو على واقع المدرسة ال تعلم فيها، وليزور بعض الأماكن اليي كان ذات يوم يقضي فيها سويعات من نهاره أو ليله، وليلتقي ببعض رفقائه كذلك؛ ممن جلس بجنبهم في حفظ القرآن أو تعلم الفقه واللغة وعلومهما. ومما ينبغي الإشارة إليه أن بحلة الإنقاذ اللييية ذكرت في ترجمة للشيخ علي يحيى معمر أنه إثر رجوعه من الخزائر وقبل الالتحاق بوطنه توقف بمدينة القيروان بتونس __ 45 ` ودرس فيها مدة عامين، حيث تقول« :وفي طريق عودة الشيخ إلى وطنه ومسقط رأسه ليبيا» توقف معمدينة القيروان بتونس حيث درس بها سنتين كاملتين استزاد فيها غزارة وعلما، عاد بعدها إلى ليبيا"". لكن كل المصادر الأخرى اليي بين يدي تغفل هذه المعلومة ولا تشير إليها إطلاقا حتى الي كتبها المقربون من الشيخ علي معمر؛ من زملائه ورفقائه بليبيا أمثال الشيخ سليمان عون ا لله، لذا من المؤكد أن احلة قد أوهمت في إيراد هذه المعلومة} وأن علي معمر لم يتلق أي تكوين في القيروان. فالجلة تصدر في أمريكا بعيدا عن الوطن© حيث المصادر الأساسية اليينبغي الاعتماد عليها، ورما علمت أنه قد توقف في تونس فرجحت أن يكون في القيروان؛ وهذا غير صحيح. إلى 73تزودناجانب ذلك فالحلة لم تزودنا بأي معلومة أخرى عن دراسته بالقيروان، و بأي مصدر اعتمدته فى النجمة للشيخ علي معمر. المصادر لا تمدنا بأي معلومات عن الإجراءات الي اتخذها للتنقل، وعن أي طريق سلكه فى ذلك، إلا أن المغامرة واختراق الحدود بطرق غير رسمية سيكون أولى الأولويات، كما فعل ذلك من قبل أثناء مغادرته الحزائر؛ خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن ليبيا وتونس كانتا تحت وطأة مستعمرين مغايرين، وباختلاف المستعمرين تختلف القوانين وتصعب التنقلات وتتعدد المراقبات. هكذا بعد هذه المسيرة العلمية الطويلة وفي خلال سنة 5491يكون علي معمر قد شد الرحال نهائيا إلى بلده ليبيا ووصله“بعد غياب طويل عنه. +مشايخه: بتعدد البيئات والمعاهد الي درس فيها الشيخ علي معمر تعدد أساتذته بين ( - )1بحلة الإنقاذث عد72:۔ المقال السابق. ( - )2سليمان عون الله :المصدر السابق، ص. 3 ليبيا وتونس والجزائر وسنقف على ترجمة مشايخه الذين نرى أنه قد لازمهم لفترة معتبرة من الزمن، والذين تركوا آثارهم في تكوين شخصيته، ورما نغفل أو عدم تأكدنا منعن ذكر بعضهم لعدم تمكننا من جمع مادة علمية حولهم جلوسه للتلمذة عليهم ونقصد بذلك من يكون قد درس عندهم في جزيرة جربة أو قي جامع الزيتونة بتونس. ‏١ - 1الشيخ عد الله ن مسعود اللامرونى الكاوى: ما نعرفه عليه أنه كان مقرئا للقرآن فى أحد كتاتيب قرية تكويت القريية من حفظهحيثوهو أول من جلس ببن يديه الشيخ علي معمر للتلمذةمدينة نالوت وهي سنةوقد دام تتلمذه عليه سنة دراسية واحدةجزءا من القرآن الكريم . 7 5291 -2الشيخ عيسى بزيحبىالبامروني: ما تخبرنا المصادر عنه أنه كان مدرسا في المدرسة الرسمية الي فتحتها السلطات الاستعمارية الإيطالية بليبيا وقد تلقى الشيخ علي معمر على يده المبادئ الأولية للغة العربية وبعض العلوم الشرعية} وقد جمع في تتلمذه عليه بين المدرسة والبيت أو يين أوقات الدراسة وأوقات الفراغ يمده بتوجيهاته وإرشاداته ويعينه في استيعاب إلى. 7 9291من سنة 6291أربع سنواتوقد مكث تلميذا عنده مدةدرو سه. ( - )1المصدر السابق :ص.2 ( = )2المصدر السابقء ص.2 ( - )3محلة الإنقاذ :عدد. 72المقال السابق. يذكر الأستاذ محمد ناصر بوحجام أن من مشايخه الليبيين كذلك الأستاذ سليمان عون ا لله؛ هذا الذي اعتمدنا ترجمته للشيخ علي معمر، لكن للأسف فإن المصادر الي بين أيدينا لا تمدنا باي معلومات عن حياته، ومتى حلس علي معمر للدراسة عنه وأين، وكل ما نعرفه عنه أنه ظهر كرئيس تحرير بمجلة اليراع اليي كان للشيخ علي معمر مشاركات فيها بعد عودته مباشرة إلى ليبيا وأنه أشرف على تصحيح النسخة المخطوطة _ _ 5 6 - 3الشيخ رمضان بن يحيى الليني: هو من مشايخ قرية أجيم بجزيرة جربة بتونس" حفظ القرآن الكريم بالتلقين لأنه كان كفيف البصر وأخذ العلم بها على الشيخ صالح المعدي، ثم سافر إلى العاصمة تونس فدرس في جامع الزيتونة مدة عامين ثم سافر إللى مصر ودرس فيها مدة عامين كذلك‘ بعدها رحل إلى معهد القطب الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش قي بن يزقن بالزائر للاستزادة من العلم} فتعلم وساعد شيخه في تدريس الحساب ‏١والفرائض(. عاد إلى بلده فدرس فى مساجد جزيرة جربة وفي بداية الثلاثينيات استدعاه أهل نالوت لتدريس الفقه الإباضي فلبى طلبهم ومكث مدة عامين ثم رجع إلى بلده واشتغل بالتدريس والوعظ إلى أن توني في جمادى الأولى عام 6631ه7491/م. ومن أعماله أنه أسهم في نشر التراث الإسلامي حيث طبع بعض المؤلفات منها: -شرح الحائية الشهيرة بتحريض الطلبة -كتاب الطهارات من ديوان الأشياخ -بجموعة ۔.. نظم الطهارات و 1أجوبة :أخرى(. 3 من كتاب النكاح قبل طبعه والذي قام الشيخ معمر بالتعليق عليه(، هذا ما قاله الشيخ علي معمر ترجمهذا بعل وفاة الشيخ علي،ونعلم كذلك أنه عاشص.)3-5النكاح.مقدمته لكتابق الدعوة والإصلاح.دربويظهر من النزجمة أنه كان من رفقائه قلحياته ( - )1فوزي بن يونس بن حديد :الشيخ علي يحيى معمر ومنهجه الدعوي بحث التخرج من معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد بسلطنة عمان، السنة الدراسية8141 :ه7991 -م، ص.3 1 ( - )2أحمد محمد فرصوص :الشيخ أبو اليقظان إبراهيم كما عرفته مطابع دار البعث‘ قستطينة- الجزائر 1991م، ص.3 1 ( - )3بحموعة من الباحثين :معجم أعلام الإباضية (جزء الملغروب)، مج. 3ص.103-203 4الشيخ حمد بن صام الثميني: من مواليد العشرية الأولى من القرن التاسع عشر بيي يزقن في وادي ميزاب بالحزائر» انتقل سنة 9191م إلى تونس للدراسة في جامع الزيتونة وهنالك التقى مع الشيخ أبي إسحاق إبراهيم اطفيش والشيخ صالح بن باعلي، عمل الثلاثة على إدارة البعثة العلمية الميزابية إلى تونس اليي بدأ عددها يتزايد من بداية العشرينيات. وني عام 2291م فتح دارا جديدة في نهج بئر الأحجار بتونس لاستقبال الطلبة الوافدين من وادي ميزاب المتزايد وتحمل مسؤولية رئاسة هذه البعثة إلى سنة 8م» حيث كان له فيها نشاط علمي كبير من دروس للطلبة وإشراف على أحوالهم وتربيتهم وتوجيهه". توي في سنة 1931ه1791/مءغ. -5الشيخإبرإهيم بز عمربيوض: هو من مواليد 21ذي الحجة 8131ه 22/أفريل 9981م في مدينة القرارة، أخذ مبادئ العلوم الأولى عند الشيخ محمد بن يوسف العطفاوي" ثم انتقل إلى معهد الشيخ الحاج إبراهيم بن عيسى لبريكي فتلقى فيه دروسا في اللغة والعقيدة والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي واستظهر القرآن الكريم وعمره إحدى عشرة سنة وفي سنة 3191م انتقل للدراسة في معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى المليكي وفي نفس الوقت تولى التدريس فيه 3وبعد وفاة شيخه سنة 1291م أسس معهده الذي عرف في بادئ الأمر معهد الشباب ثم أصبح اسمه معهد الحياة“. شهد معهده تطورات عديدة'،كما ذاع صيته في كامل قرى وادي ميزاب وفي القطر الخزائري وخارجه في البلدان الإسلامية الجاورةء حيث قصده أعداد هائلة من ( - )1محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح ف الجزائر؛ ج 35ص.942-052 ( - )2فرحات الجعبيري :البعد الحضاري" ج[، ص.58 ( - )3إبراهيم بن عمر بيوض :فتارى الإمام الشيخ بيوض ترتيب وتقديم وتخريج :بكير محمد الشيخ بالحاج المطبعة العربية! غرداية؛ 8891مى ج [ث صر.6-9 الشباب نهلوا منه العلم والمعرفة والأخلاقء وقد تخرج على يد الرجل أجيال متلاحقة من الطلبة آتوا ثمارهم حيثما حلوا ونزلوه'". إلى جانب ذلك فقد تفر غ الشيخ بيوض إلى العمل الاجتماعي وإصلاح ف وادي ميزابنهضة إصلاحية جديدة عرفتأحوال بجتمعه فأحدث بالنهضة الإصلاحية البيوضية(. كما اهتم بتفسير كتاب ا لله العزيز عن طريق دروس الوعظ في المسجد فابتداأ في هذا العمل سنة 4391م، وانتهى منه سنة 0891م، وأقيم له بالمناسبة مهرجان اختتام تفسير القرآن الكريم حضرته وفود جاءت من شتى أنحاء القطر الجزائري(. كما كان له نشاط سياسي في فترة الاستعمار الفرنسي قبل اندلاع الثورة التحريرية مع الحركة الوطنية السياسية ثم أثناء الثورة، فشارك في تاسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1391م& وعرف في قضية فصل الصحراء عن الشمال حيث كان له الدور الأساسي فى إحباط هذه المؤامرة الاستعمارية الخطيرة(. توني في يوم الأربعاء 10ربيع الأول 1041ه 41 /جانفي 1891م. ( - )1بحلة العصر :عد، 71الصادر بتاريخ :الجمعة 40محرم 8141ه 10 /ماي !8991قاسم احمد الشيخ بالحاج مقال بعنوان :معهد الحياة منارة إشعاع حضاري، ص.02-12 ( - )2للاطلاع بالتفصيل على الإصلاح الاجتماعي للشيخ بيوض ينظر :محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح في الجزائر ج، 3ص.97-931 ( - )3بيوض إبراهيم بن عمر :أعمالي في الثورة، الزيتونة للإعلام والنشر نشر جمعية التراث، القرارة -غرداية0991. م، ض.31-81 ( - )4للاطلاع بالتفصيل عن نشاطاته ومواقفه السياسية يراجع :محمد ناصر بوححام :الشيخ -بيوض2991م.المطبعة العربية، غرداية 2141ه-۔ط [بيوض والعمل السياسي إبراهيم :أعمالي في الثورة-. يكير سعيد أعوشت :الإمام إبراهيم بيوض وجهاده الإسلامي ني الخزائر. 6-الشيخإبر| هيم ينعيسى اواليقظان: دخل الكتاب قي بداية مشواره العلميولد بالقرارة سنة 6031ه_8 /م فحفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز التاسعة من عمره، ثم درس في معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى المعروف بنور القلب. اشتغل لمدة من الزمن بالتجارة في باتنة تحت ضغط ظروفه المعيشية. بعدها عاد لطلب العلم في معهد قطب الأئمة الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش في ب يزقن ميزاب سنة 7091ع}‘“. ني سنة 2191م انتقل إلى إل تونس لمواصلة دراسته في جامع الزيتونة. كما ترأس فى نفس الفترة أول بعثة علمية ميزابية إلى تونس حتى سنة. 5291 بعدها عاد إلى القرارة وعمل بجنب الشيخ بيوض في نهضته الإصلاحية. وذلك ما بين سنةواشتغل ق ذات الوقت بإصدار جرائد وطنية باللغة العربية إل سنة 8391م 0وقد عمل الاستعمار الفرنسي على توقيفها واحدة تلو6 الأخرى وهي على التوالي :وادي ميزاب، ميزاب، المغرب النور البستان النبراس الأمة، الفرقان. كما أنه شارك في سنة 1391م في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الخزائريين وانتخب في إدارتها متوليا نيابة أمانة مالها خلفا للشيخ بيوض الذي لم تسمح له ظروفه بالبقاء ف هذه المسؤولية. أصيب في سنة 7591م بشلل نصفي أقعده الفراش لكن لم يقعده عن العمل؛ فاستمر مواصلا نشاطه إلى أن توفي في تاريخ 62 :صفر 3931ه 03/مارس. 3791 ( - )1بجموعة من الباحثين :معجم أعلام الإباضية{ جزء المغرب، مج، 2ص.43-63 ( - )2للاطلاع بالتفصيل على دور الشيخ أبي اليقظان ونشاطه ف البعثة العلمية بتونس ينظر :محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح في الخزائر، ج. 3ص.341-722 ( - )3أحمد فرصوص :الشيخ أبو اليقظان إبراهيم كما عرفتهء ص.41[1-121 ( - )4بحموعة من الباحثين :معجم أعلام الإباضية :جزء المغرب، مج، 2ص.53-63 _ 6 0_ كما اهتم بميدان التأليف حيث ترك للمكتبة الإسلامية حوالي ستين ()06 عنوانا فى فتون عديدة نذكر منها: -سلم الاستقامة في الفقه لتلاميذ المدارس في سبعة أجزاء. -ملحق سير الشماخي في التاريخ في ثلائة أجزاء. -سليمان باشا الباروني عن حياة وجهاد هذه الشخصية في جزأين. -ديوان أبى اليقظان في جزأيره'". 7۔| لشيخ عدون بن. حاج شربهي : هو من مواليد القرارة في سنة 2091م) يعتبر من التلاميذ الأولين في معهد الشيخ لهومؤيداومساعداجنبه مؤازراشيخه لتأ سيسه وعملمع كما أ نه سعىبيوض منذ خطواته الأولى. عينه الشيخ بيوض ناظرا للمعهد ومدرسا به قي وقت مبكر من تأسيسه» حيث تولى تدريس علوم اللغة العربية خاصة وبعض دروس الفقه، وبمرور الزمن أصيح العضد الأيمن للشيخ بيوض ورفيق دربه في الجهاد التربوي والإصلاحي بوادي ميزاب، لذا أسند إليه شيخه الإشراف الفعلي على إدارة المعهد وسير التعليم فيه منذ بداية الأربعينيات. كما تولى مهمة تفتيش المدارس الحرة الإباضية فيى وادي ميزاب وفي مدن القطر الجزائري، وبعد وفاة شيخه بيوض تولى رئاسة معهد الحياة خلفا ل“، وهو الآن رئيس شري له وللعديد من الجمعيات بوادي ميزاب. ( - )1محمد ناصر بوحجام (جمع وتعليق) :أبو اليقظان في الدوريات العربيةش المطبعة العربية، غرداية. 5م. ص.402 -002 ( - )2محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح في الجزائر. ج، 2ص.202-402 كما تول رئاسة تحرير جريدة الشباب الصادرة من طلبة معهد الحياة في فتراتها وكذا أسس الجمعيات الأدبية الن كانت تنشط فيه وأشرف عليه(.الأول من مؤلفاته :معهد الحياة نشأته وتطوره الذي اعتمدناه في بحثنا هذا. ] ) - (1بحلة المصر :عد0 71المقال السابق بعنوان :معهد الحياة منارة إشعاع حضاري ص.02-12 ( - )2سعيد شريفي :معهد الحياة صر.27 -07 _ 26_ اللنصل النا تي7 »‏١ : »٠٭٠‏2 :؟ ٧‏9 ورحلاته وآثشاره المبحث الأول الأصلاحيةجهودهمننماطج حل الأستاذ علي يحيى معمر في أرض وطنه ليبيا وشمر عن ساعد الجد لدخول معترك الحياة بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية، وقي نفسه طموح لإحداث نهضة اجتماعية مرتكزة على إصلاح أجيال الشباب وتنشئته تنشئة صالحة قائمة على القرآن الكريم» والاعتزاز بالمقومات الوطنية والحضارية لوطنه مع التفتح على بقية المعارف والعلوم العصرية. وقد توجه نشاطه هذا إلى أصعدة عديدة؛ نحاول أن نقف الآن على نماذج منها: ٠أولا -ق المجال السياسي: ‎ إثر رجوع الأستاذ علي معمر إلى نالوت دخل المعترك السياسي منخرطا في الحزب الوطي، الذي تم تاسيسه بعد خروج الاستعمار الإيطالي مباشرة، مع جملة من الأحزاب الأخرى مثل حزب الاستقلال وحزب الجبهة وحزب الكتلة. لكن ييدو أنه اكتشف أن شخصيته لم تخلق شل هذا النوع من النشاط فلم يستطع الانسجام معه، ورأى أن لا فائدة تتحقق من هذه الأحزاب الي كشيرا ما وعدت وأكثرت الكلام وادعت أنه بقدرتها تخليص البلاد من ويلات الاستعمار الأنجليزي ا الجديد؛ فانقطع عنها بعد فتزة وجيزة وصرف نظره كليا عن العمل السياسي وأوثق عراه بالنشاط الثقاتي والتربوي وبالعمل الاجتماعرو«'. وإذا كان علي معمر قد قطع صلته بالانتماء إلى الأحزاب والنضال تحت رايتها فإنه لم يتخل أبدا عن متابعة الأحداث والتقلبات السياسية الجخارية في وطنه وفي العالم ( - )1سليمان عون الله :صفحات مخطوطة في ترجمة حياة الشيخ علي يحى معمر، ص.4 _ 46_ الإسلامي والعالم بأسره؛ هذا ما سيظهر جليا في مؤلفاته الفكرية والتاريخية وفي أنشطته وأعماله الإصلاحية. بل أكثر من ذلك فقد كان صارما وصريحا في انتقاد بعض الحوانب السياسية المنتهجة في بلده والمخالفة للشريعة الإسلامية في أحد أصوها؛ وذلك بما كان يحرر من مقالات وينشرها هنا وهناك في النشريات والجرائد الليبية وفي غيره". ولعل الكثير من الأذى الذي لحقه قي شخصه وفي أسرته كان من جراء ما خطه قلمه مبديا رأيه قى بعض الأحداث السياسية. ٭ ثانيا -قي المجال الاجتماعي : من أعماله الإصلاحية الأولى في الحال الاجتماعي ما قام به من إصلاح ذات البين بين أبناء بلدته نالوت، بسبب النزاعات والأحقاد بين القبائل والفرق الن عمل الاستعمار البريطاني على زرعها وتنميتها بين الأهالي. فسعى مع غيره إلى عقد مؤتمر خارج البلدة جمع فيه بين الأطراف المتنازعة على صعيد واحد؛ وبعد أن أعرب كل طرف منهم عما تنطوي عليه نفسه تجاه الآخرين من أحقاد وضغائن» تبين لهم أن أيادي الاستعمار كانت وراء تغذية وتعميق وتهويل كل هذه الخلافات، وبالتسامح والتفاهم اقتنع الجميع أنهم كانوا على ضلال وهوى وأنه يلزمهم الوقوف على قلب رجل واحد محاربة العدو الحقيقي وإخراجه من أرض الوطن فتشابكت الأيدي وائتلفت القلوب وزالت الأحقاد، وتعاهد الجميع على العمل سويا من أجل صالح الوطن. ( - )1الإشارة هنا إلى المقال الذي نشره في جريدة الأسبوع السياسي الصادرة في العاصمة طرابلس بعنوان" :الحسبة في الإسلام واللجان الثورية " حيث تسبب ف متابعته وفي استنطاقه. ومقالات أخرى مثل" :الاستسلام ليس من خلق الإسلام""، من هو صاحب السلطة ف الإسلام"} "هل ضل العلماء بين المسجد والمؤتمر"."حكومات بدون شعوب"3 ص. 3( - )2سليمان عون ا لله :مصدر سابق - 56 -6 هكذا كانت الانطلاقة الناجحة للشيخ علي معمر في الإصلاح من أحوال امجختمع حيث تمكن من معرفة طبائع النفوس وكيفية التأثير فيها وإقناعها وجمعها على طاولة واحدة رغم فرقتها واختلافها ونزاعها، ثم كيفية إحداث النقاش بينها وإيصالها إلى شاطئ التسامح والتفاهم والاتحاد بسلام. وني حقيقة الأمر أن العمل الاجتماعي للشيخ معمر ظل متواصلا؛ و لم ينقطع عنه طوال حياته وكان ذلك على مختلف الجبهات. وإن كل ما نتعرض إليه في هذا المبحث يع نوعا من الأعمال الاجتماعية الي قام بها الشيخ. ٭ ثالثا ۔ ق المجال التعليمي : إن الظروف الاقتصادية الشديدة الي وجد عليها بلده إثر قدومه والحالة المعيشية العسيرة لوالديه ثم زواجه، كل هذا جعله مضطرا للبحث عن مورد للكسب يرترق منه هو وعائلته، فلم يجد أمامه إلا العمل في الوظيف الرسمي فالتحق به كمعلم في المدرسة الابتدائية بنالورت. وييدو أنه كان يتمنى لو يجد من يكفل له هذا الجانب ليتفرغ هو للعمل والإصلاح الاجتماعرو"» كما فضل العمل حرا بعيدا عن كل القيود الإدارية والقانونية ليجد لنفسه متسعا وبجحالا لتطبيق أفكاره وتحربته واجتهاداته دون حذر أو ترقب أو متابعة من أي جهة كانت(. فقد أمضى الشيخ علي معمر كل سنوات عمره لخدمة مهنة التعليم؛ و لم يغادرها إلى أخريات حيانهء حيث رآها السبيل الأمشل لصناعة الأجيال وتربية الشباب الذي سيبنى على عاتقه مستقبل البلاد. فقد تدرج في سُلم هذه الوظيفة وارتقى فيها إلى أن بلغ سؤددها، ولكثرة المناصب ال شغلها في هذا الحال يبدو أن هنالك تضاربا أو عدم اتفاق بين المصادر 7991م.السابقة مع الشيخ ناصر مرموري{ أرت) - )1مقابل ( - )2سليمان عون الله :مصدر سابق :ص.4 _ 66_ حولها وعن التسميات الدقيقة لها وعن التقديم والتأخير بينها. لكن مقابلتها ومحاولة الجمع بينها يتضح الأمر ويمكن تحديد هذه الوظائف المتنوعة والمتعددة. . فقد كانت بدايته كمعلم في المدرسة الابتدائية في بلدته نالوت وال كان هو وراء تأسيسها والسعي لبداية التدريس فيه كما درس في ذات الوقت في مدرستها الثانوية وكذا بتعليم التلاميذ بصفة حرة في مساجدها(“، وبعد قضاء فترة قي نالوت توسع نشاطه إلى مدينة جادو حيث سعى إلى فتح مدرسة ابتدائية فيها؛ كان بناؤها مجهودات أهاليها وأصبح مديرا لها مباشرة بعد تأسيسها. كما يبدو أنه في نفس الفتزة؛ أي في أوائل الستينيات رقي إلى درجة مفتش للتعليم الابتدائي، فبذل جهودا في إرشاد المعلمين وتوجيههم في طرق ومناهج التدريس. كما سعى في الحصول على معهد للمعلمين بجادو، أصبح مديرا له وأطلق عليه تسمية العالم الليبي الفقيه إسماعيل الجيطالي(، ليكون قدوة ومثالا للدارسين فيه في تحصيل العلم والعمل به، ولربط الخلف بسلفه الصالح الذي أعطى صورا رائعة للجهاد الاجتماعي والعلمي، يحق لخلفه أن يعتزوا به وجعلوه رمزا من رموزهم. قضى فترة الستينيات يدير المدرسة والمعهد معا وفي نفس الوقت يشرف على التفتيش عليها وعلى مدارس نالوت ثم عَيّن رئيسا للتوجيه الفي في مدينة غريان، وهكذا أصبح متنقلا بين مراكز التعليم في هذه المدن الثلاث من جبل ( - )1بحلة الإنقاذ :عد 72مقال بعنوان :فضيلة الشيخ علي يحيى معمر. ( )2ح أمانة الإعلام والثقافة :دليل المؤلفين العرب الليييين" طرابلس ليا7931 ,ه7791 -م صر.682 ( - )3سليمان عون الله :صفحات مخطوطة في ترجمة حياة الشيخ علي يحى معمر، ص.4 ( - )4بحلة الإنقاذ :عد. 72المقال السابق. ( - )5سليمان عون الله :المصدر السابق :ص.4 ( - )6أمانة الإعلام والثقافة :دليل المؤلفين العرب الليبيين ص.682 نفوسة؛ نالوت وجادو وغريان محاولا التنسيق والتوجيه بين مؤسساتها التعليمية والرفع والتحسين من شان التربية والتعليم فيه"". ولما عرف به من التضحية والإخلاص لعمله والقدرة على التسيير والمتابعة فقد اتسعت حلقة نشاطه أكثر بتعيينه مفتشا عاما للغة العربية في المحافظات الغربية لليبيا. وفي الفتة ما بين سنة 9691 - 7691م انتقل عمله إلى العاصمة طرابلس وكلفالزبية(‘©ومساعد مدير التعليم بوزارةنائبشغل منصبحيث .ممتابعة المناهج والكتب المدرسية المعتمد. وأخيرا استقر به مقام العمل في منصب سام بالوزارة اشتغل فيه بمركز البحوث والوثائق النبوية حيث عمل مع رفقة من الأساتذة الذين عرفوا للعلم قدره وللعلماء فضلهم ومرتبهم فعاش بينهم مبجلا محترما. ٭ رابعا -قي المجال الثقاق والصحفي : لعل الحياة العلمية الطويلة ال قضاها على معمر بين ليبيا وتونس والخزائر قد زودته بتجربة متنوعة وثرية سمحت له بإحداث حركة ثقافية مماثلة قى بلده‘ كانت مبنية على تلك الأسس والمبادئ الق نشا عليها وتربى في أحضانها ورأى نماذج واقعية منها في جامع الزيتونة بتونس ومعهد الحياة بالجزائر. لذا فإن عمله الثقاني انطلق مباشرة بعد رجوعه إلى وطنه، حيث سعى لتجميع الشباب المثقف لبلدته نالوت مشكلين مع بعض كتلة قيادية بذلت جهودا في الرفع ( - )1سليمان عون ا لله :المصدر السابقث ص.4 ( - )2بلة الإنقاذ :عد \72المقال السابق. ( - )3أمانة الإعلام والثقافة :المصدر السابق ص.682 ) - (4المصدر السابق :ص.682 _6 8 - مبن المستوى الثقافي والفكري والأخلاقي لأهلها؛ خاصة منهم طبقة الشباب والناشئة الصغيرة؛ وذلك بإلقاء الدروس ف المساجد وبعقد اللقاءات والحلقات التكوينية كلما سمحت الفرصة لذلك‘ مرغبين إياهم لطلب العلم وعلى الصبر والمثابرة قى سبيل تحصيله. وكانت هذه الكوكبة من الشباب أول لبنة قى تشبيد النشاط الثقاقيى في نالوت إضافة إلى بجموعة أخرى هي ممن تلقى دراسته في جامع الزيتونة أثناء الاستعمار الإيطال«'. 0وقد تجسد نشاطها في عدة أعمال ميدانية نذكر منها ما يلي: -1مجلةاليراع: كانت أول باكورة يقطفها هؤلاء الشباب من نشاطهم الدؤوب هي إصدار حلة أطلقوا عليها اسم "اليراع" 3وهي تعنى بقضايا المجتمع عامة والشباب خاصةة حيث تدعوهم ليشمروا عن ساعد الحد وينبذوا وصمات التخلف والجهل ويشقوا طريقهم في طلب العلم قدما إلى الأمام لتحمل المسؤولية العظيمة اليي هي في انتظارهم والنهوض ببلدهم الخارج من الاستعمار منهك القوى وموسوما بكل سمات التخلف :والجهل حتى يتمكن من الالتحاق بركب الحضارات. وقد تولى رئاسة التحرير فيها الأستاذ سليمان عون الله وتضمن العدد الأول مشاركة للشيخ علي معمر بقصيدة فيها ثلاثة وعشرون بيتا. موضوعها حول العلم والعمل، يدعو الشباب إلى التعلم وينفرهم من الجهل ويدعو وقد حفظت لنا المصادر هذهالأمة للرفع من شأن العلم والمتعلم في اجتمع الأبيات ال منها: وبه العداء في كيدها تتأنقالجهل قيد لكل فكر عادل .4 ( - )1سليمان عون ا لله :مصدر سابق 5ص-3 ( - )2المصدر السابق :ص.4 -3 ومنها : برنو إليك بعبرة تترقرقبات علم في الجهاد صوابر ومن الشهائد شاهد ومصدقوعلى يديها ف خلاصك آية ومنها : وتريها آمالا تحق وتصدقفامدد لها كفا تضمد جراحها ومنها: وأحق بالإنفاق فيه وأخلق0لعلم أعظم في البلاد مناقب لكن يبدو أن الأيادي المسيرة للبلدة لم ينل رضاها أن تصدر مثل هذه الحلة من ثلة من الشباب يكون هذا اهتمامها وهذه دعوتها» فسرعان ما احتجبت بعد صدور العدد الثالث منها لأسباب سياسية بجهولة. والمصادر ال بين أيدينا لا تمدنا بأي معلومات تفصيلية أخرى عن مضمون مواضيعها 5وعن تواريخ صدورها، وعن الأقلام الي أسهمت فيها وهل كانت للشيخ علي معمر مشاركات أخرى فيها أم لا ؟ كل هذا ييقى بجهولا. إذ ييدو أن هذه الأسباب السياسية الغامضة كانت السبب المباشر للتخلص منها واختفائها نهائيا. كما أن حماسة الشباب ورغبته المتسضرعة في التغيير وتحقيق طموحاته مع قلة تحربته؛ كل هذا يمكن أن يكون وراء توقيف المحلة، أضف إلى ذلك مكايد الاستعمار ال تقف في وجه أي صوت ينادي بالحق ويدعو الأمة لأن تستفيق من نومها وتنظر في مستقبلها. كا ته 2نشر نات أخرى :-2مشا فيه أن قلم الشيخ علي معمر الذي أظهر سيولته الملونة أثناء دراستهمما لا شك في معهد الحياة بالجزائر لم يتغير عن طبيعته» حيث واصل بنفس المستوى وتصدر ( - )1المصدر السابق :ص.4 _07 _ الكتابة والتحرير طوال فترات حياته المختلفة، وذلك بنشر مقالاته في الحال الشرعي الأخطاءوموضحاالآراءمناقشا وناقداوالأدبي والاجتماعي والتاريخي والسياسي ومتتبعا الأحداث. ولعل أهم هذه النشريات الي شارك فيها هي: - 1بحلة المسلمون ال كان يصدرها المركز الإسلامي بجنيف. د -بحلة الأزهر ال كان يصدرها بجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بالقاهرة. - 3بحلة الأسبوع السياسي وبلة المعلم اللتان كانتا تصدران في طرابلس بليبي('". أما عن هذه المقالات فإن بعضها قد تمم جمعها من مصادرها والبعض الآخر لم يتوصل إليها إلى حد اليوم، فعسى ا لله أن ييسر لنا ذلك مستقبل“. -3اهتمامه تحقيق الترإثالإسلامى : أسهم الشيخ علي معمر مع جماعة من الشباب في بلده مجهودات كبيرة في بجال التحقيق والتعليق على بعض الكتب التراثية الملحطوطة في فن الفقه والتاريخ حيث كادت الظروف أن تذهب بها أدراج النسيان ثم الضياع إلى الأبد. فأنقدوها باستخراجها من المكتبات والخزائن الخاصة وأعادوا نسخها وتصحيحها وتحقيقها والتعليق عليها بما يفيد القارئ وبسط له الأفكار والقضايا المطروحة وأخيرا قاموا بتقديمها للطبع. ( - )1محمد ناصر بوحجام :مقدمة كتاب :الإباضية دراسة مركزة ص.02 ( - )2قمت في رحلي إلى تونس في مارس 7991م) بزيارة دار الكتب التونسية؛ أحد فروع المكتبة الوطنية، وتتبعت فيها أعداد بحلة "المسلمون" وتوصلت إلى إحدى مقالات الشيخ علي معمر التي نشرها في تاريخ :ربيع الثاني 3831ه /سبتمبر 3691مإ في سبع صفحات من الحلة! من صل 93إلى ص ‘54وموضوعها بعنوان" :جوابا على جواب" حول التعريف بالمذهب الإباضي ي تاريخه وبعض أضوله، وقد أتى ردا على جواب الجلة عن سؤال لأحد القراء حول المذهب الإباضي إذ أجابت بأجوبة خاطئة غير معتمدة على مصادر المذهب. وكانت هذه الكتب بالدرجة الأولى مما تركه علماء الإباضية ومشايخهم بجبل نفوسة. فممًا أتموا طبعه وإخراجه: قدمالخير بن أبي الخير الجناوني؛النكاح لأبي زكرياء حى بنإ -كتاب وعلق عليه الشيخ علي معمر تعليقات فقهية هامة. - 2كتاب الإيضاح في الفقه في أربعة أجزاء للشيخ عامر الشماخي» أعادوا طبعه للمرة الثانية". -قدم لكتاب سير مشايخ نفوسة في التاريخ الذي حققه الدكتور عمر خليفحلىةفة ا لنامرلنامي ©. 4مشاركته يث رسالة المسجد: "رسالة المسجد" بحلة تصدر كل سنة يتولى الإشراف عليها بجموعة من الأساتذة في مدينة نالوت وقد صدر منها ست حلقات، وهي تحاول في كل حلقة أن تنشر بحوثا ومقالات في المجال الفقهي والتاريخي وبعض الفتاوى لعلماء الإباضية من المشرق ومن المغرب. دارعنوقد صدرتوتصحيح بعض الأفكار وتوضيحها“.دينهم ودنياهم الدعوة بنالورت، ووزعت في ليبيا وخارجها» حيث وصلت كل أعدادها إلى وادي وقد كان للشيخ علي معمر دور هام في توجيهها وتسييرها والمشاركة فيهاميزاب ( - )1سالم بن يعقوب :الرسالة السابقة الي بعثها إلى الأستاذ محمد ناصر بوحجام. ( - )2محمد ناصر بوححام :مقدمته على كتاب :الإباضية دراسة مركزة؛ ص.3 1 ( - )3رسالة المسجد :عد \4:بعنوان :أجوبة وفتارى، للشيخ علي يحيى معمر منشورات دار الدعوة، نالرت۔ ليبيا9831. ه0791-م. صر.5-7 _27_ يحوث. والمصادر لا تمدنا بشيء عن أحوال نشأتها وكيفية إدارتها ولاعن أسباب أفولها. ٨خامسا -قي المجال الدعوي: ‎ كانت البدايات الأولى لعمل الشيخ علي معمر في الحال الدعوي مبكرة، وكان ذلك قبل ججحجيئه إل وطنه ؟ يما كان يقوم به مع الطلبة التونسيين ق إقامته معهم أثناء عودته من الخزائر؛ من توجيه وإرشاد وإصلاح للنفوس وتقويم للسلوك. وبلا شك فإنه سيستفيد من هذه التجربة المتواضعة وينطلق منها كقاعدة أولية إلى المساهمة ق إصلاح الأجيال وتنشئةف إصلاح ‏ ١لأوضاع ق بلده فسع الشباب التنشئة القرآنية الأصيلة. فتصدر في بادئ الأمر مساجد نالوت كواعظ ومرشد ومعلم ينشر الوعي الديني والتفكير السليم ومحاربة البدع والجخهالة والأمية والدعوة إلى التزود بالإيمان والعلم والمعرفة. كما سعى إلى حل مشكلات إخوانه وفك النزاعات والخصومات بينهم، عملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي هذا يقول الشيخ سالم بن يعقوب عنه « :كوان إلى هذا يلقي الدروس والمواعظ بالمساجد وفي صفوف العامة والطلبة عملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسعيا وراء نشر الوعي الدي ( =- )1خصصت رسللة المسجد العدد الرابع كاملا لفتارى الشيخ علي معمر في بجموعة مسائل حول العبادات والمعاملات، ونشرت له في عددها السابع بحثا آخر بعنوان" :مسلم ولكن" وهو بحث ني موضوع التدخين ويعتبر الحلقة الأولى من الحزء الثاني من كتابه" :سمر أسرة مسلمة"، هذا الجزء الذي لم يطبع ولا يعلم عنه شيء. وقذ أعاد الأستاذ أحمد كروم طبع هذه الحلقة في كتيب مستقل وعلق عليه(. علي يحيى معمر :مسلم ولكنه يدخن إخراج وتعليق :أحمد كروم نشر: جمعية عمي سعيد -قسم الزاث‘ غرداية! مطبعة تيهزت\ غرداية 099. آم. .-31 -۔ البدع و تستقيم العقيدة الصافية»'. 4وعملا بقول ا لله تعالى :والأخلاقي حتى ترول لإن اريث إلأ الاصلاح ما اسْتطّغت وَما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإلنه أنيب&ه [هود.]88/ لكن مما يبدو أن هذا الطريق الذي عزم على سلوكه لم يجده محفوفا بالورودك بل كانت الأشواك تعتزضه وتقف في وجهه في كل خطوة يخطوها؛ خاصة في المراحل الأولى من انطلاقته حيث لاقى عنتا وتعبا كبيرين من أبناء جلدته أنفسهم؛ فلم يتفهموا دوره وأفكاره وبجهوداته الإصلاحية فواجه معارضة شديدة تمثلت في الجفاء وقطع الطريق أمام مشاريعه، فلم يجد من إخوانه يد المعونة والمؤازرة. ويدو أن الجهل والتخلف اللذين كانا متفشيين بين الأهالي واللامبالاة من الشباب بالعلم والعلماع من الأسباب الأساسية لهذه المعارضة. نظام العزرإية : -1نكروإنشاء من المشاريع الهامة الي سعى الشيخ علي معمر لإحيائها وإعادة بعثها من جديد في بلده نظام العزابة“ 3هذا النظام الذي كان يشرف على تسيير المجتمع بجبل نفوسة\ انقرض لعدة عوامل وقد عمل هذا النظام على هيكلة المجتمع على شكل مؤسسات تتعاون فيما بينها على السير الحسن له وعلى توحيد كلمته، وفي نفس الوقت إشراك كل فعالياته في بنائه وإصلاحه ابتداء من الأسرة إلى العائلة إلى العشيرة ثم إلى المسجد& في نسق تصاعدي هرمي، وبذلك يسهل تنظيم المجتمع وتسييره والتحكم فيه والمحافظة على قيمه والدفاع عنه مايمكن أن يلحقه من أخطار داخلية أو خارجية. ( - )1سالم بن يعنوب :المراسلة السابقة. ‏١( - )2سليمان الشيباني :مراسلة شخصية معي فيفري 7991م. ) - (3عمل مشايخ وادي ميزاب لتشجيعه على هذه الفكرة وأمدوه بتجربتهم وتوجيهاتهم في سبيل مقابل السابقة مع الشيخ محمد بن بابا الشيخ بالحاج).تحقيقها. لذلك سعى الشيخ مع غيره من الإخوان لاستحداث" وذلك على غرار ما رآه في عدموعايشه في وادي ميزا ب، لكن يبدو أن نفس السبب السابق المتمثل التجاوب والموقف السلبي والمعارض من بعض الأهالي جعله يفشل في هذه المهمة النبيلة الي لا يكفي لتحقيقها فرد أو جماعة لوحدهاء إذا لم تتضافر الجهود ويقف الجميع على صعيد واحد مؤمنين بالفكرة وباذلين قصارى جهودهم وإمكاناتهم» في سبيل هيكلة المجتمع وإرساء مؤسساته وفقه نظامه وتخطيطه. مسحد ا لمتح طر لس : _-2حها ده » أمام هذه الوضعية اليي قوبل بها الشيخ علي معمر من قومه؛ فإنه لم يستسلم لأمر الواقع و لم يفقد الأمل في الإصلاح و لم يعلن فشله واستسلامه؛ بل ضل يواصل مسيرته رغم كل العقبات ©،صابرا ومحتسبا ومستعملا المرحلية والتأني؛ حتى بدأ الإخوان مع مرور الوقت يتفهمون أفكاره ويياركون أعماله وأصبحوا يلتفون من حوله مؤيدين ومؤازرين له قى دعوته ونشاطه، خاصة عندما انتقل بعمله إلى العاصمة طرابلس؛ يذكر الشيخ ناصر مرموري الذي زاره سنة 2691م أن الشيخ قد كون حوله هالة من الإخوان والطلبة من مختلف قرى ومدن جبل نفوسة :كنالوت وكباو وتمزين وزوارة ويفرن وجادو، جمعتهم أنشطة علمية ولقاءات أخوية وحصص توجيهية متنوعة} وأن أنشطتهم كانت في بادئ الأمر في منازلهم وني بعض الدور اليي حصصوها لذلك(. إلى أن توّج ذلك بتاسيس مسجد الفتح بالعاصمة طرابلس فكان مقرا جامعا لأنشطتهم واجتماعاتهم، وكان ذلك ابتداء من سنة. 5791 ( - )1رسالة بعث بها الشيخ معمر من نالوت إلى أستاذه الشيخ أبي اليقظان في القرارة، مؤرخة في تاريخ51/20/5691 :م. ( - )2إبراهيم أبو اليقظان :ملحق السيرء ص.505 ( - )3مقابلتي السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )4سليمان الشيباني :مراسلة سابقة معي. فقد كان إلى جانب هذا المسجد مدرسة ابتدائية حرة تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس أساسيات العلوم الشرعية؛ من الفرائض والعبادات والمعاملات، التلاميذ منإدارة مسجل الفتح عليها ل ويقصدها عشراتمكتبة ل تشرفوكذا المجاورة".الأحياء فكان للشيخ علي فيها الدور الأساسي فهو المحرك الأول ومحور النشاط؛ وهو المرشد والموجه والمرجع في المسائل الشرعية وفي القضايا الاجتماعية وفي إدارة شؤون التدريس؛ وذلك لخبرته واطلاعه في هذه الحالات. وبمرور الزمن استطاع أن يكون من إخوانه ثلة مباركة، من مختلف قرى جبل نفوسة مثل تمزين ونالوت وكباو وغريان وجادو وغيرها. تمثلت أنشطتهم في بحالس القرآن وفي الجخلسات الليلية العلمية التنويرية وني دروس الوعظ والإرشاد وفي المناقشات الفقهية وفي إحياء ليالي رمضان بالقيام وبالذكر وبمدارسة وحفظ القرآن(، كما يروي الشيخ ناصر مرموري ما عايشه معهم« :صادف في مرة من المرات أن مكثت هناك في طرابلس أربعة عشر يوما في شهر رمضان‘ كان يعطي للعبادة حقها ولقيام الليل كانت معه جماعة من إخواننا من تمزين ونالوت وكباو، وجماعة تمزين كانوا الأغلبية، لهم جلسات ليلية لختم القرآن ومدارسته، مع مناقشات فقهية ومواعظ، وفي ليلة العاشر والسابع والعشرين من رمضان يقيمون الليل من أوله إلى الفجر؛ أحيانا بقراءة القرآن بطريقة فردية وأحيانا بالذكر وأحيانا بالمحاورات العلمية... وهو محور الإخوان الخص الموجودين فى طرابلس... ( - )1مقابلة شخصية مع الشيخ عمر لقمان سليمان بوعصبانة :حول نشاط الشيخ علي يحيى معمر بليبيا ,الحزائر العاصمة جويلية 7991م. ) - (2المقابلة السابقة. ( - (3المقابلة السابقة. كان الشيخ علي محل الثقة وهو المرشد الحقيقي لاطلاعه فى الشرعيات والاجتماعيات».‘"٢‏ كما كان منزله الكائن بمنطقة غوت الشعال بضواحي طرابلس ومنزل بعض إخوانه مسرحا لهذه اللقاءات العلمية مع إخوانه الطلبة والمدرسين يحاول أن كونهم وبذلك يصنع منهم الخلفالمجال الشرعي والاجتماعيويرفع من مستواهم ق والسند الذي يعتمد عليه في تحمل المسؤولية ومواصلة درب الإصلاح. كانإن هذه المكانة العلمية للشيخ علي معمر جعلته ممثلا لإباضية ليبيا حيث يتولى بنفسه الإشراف على البعثات العلمية الليبية إلى معهد الحياة، وكانت إدارة المعهد ومشايخه لا يستقبلون أي طالب ليبي إلا إذا كان مصحوبا بموافقة من معمر(.الشيخ علي كما كان يتولى استقبال الشخصيات والوفود الإباضية الي تقدم لزيارة ليبياء ويرافقها في كامل أيام إقامتها يعقد معها اللقاءات العلمية ويناقش معها المشاكل والقضايا ال تعتزضه ويطلب منها المشورة والرأي في المشاريع الي ينوي تحقيقها. طريق تونس قعندما زار ليبيا عنمع الشيخ بيوضفمد حصل هذا الستينيات حيث وجد في استقباله في الحدود التونسية الليبية الشيخ علي يحيى يقول :زياراته لليبيا حيثقمع الشيخ ناصر مرموريكانونفس الشيءمعمر( .«في ليبيا حين أزورها كان أول من يسستتةقبل } :وآخر من يودعن» ( - )1المقابلة السابقة للأستاذ ناصر محمد بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )2سالم بن يعقوب :المراسلة السابقة٫‏ صر.7 ( - )3مقابلي السابقة مع الشيخ محمد الشيخ بالحاج. ( - )4مقابلة شخصية مع الشيخ فرحات الحخعبيري :تونس" مارس.7991 ( - )5المقابلة السابقة للأستاذ حمد ناصر بو حجام مع الشيخ ناصر مرموري. - 77 - وحدث نفس الشيء مع المؤرخ التونسي سالم بن يعقوب حين زاره إذ يقول: «ثم التقيت أ نا الشيخ سالم بن يعقوب به في منزله بمنطقة غوت الشعال من ضواحي طرابلس وفي غير منزله عدة مرات في جلسات علمية ممتعة مع جمع من الإخوان الطلبة والمدرسين»"". لعل هذه المكانة التي حظي بها افي قومه لتدل بوضوح على تلك المرتبة العلمية ال بلغها ويعتبر كذلك اعترافا منهم بجهاده الاجتماعي المتواصل لإصلاح شؤونهم وبالفضل والجميل الذي قدمه لبلده ووطنه. محمجبهز موبيل محميبجبه ببهيذ ( - )1سالم بن يعقوب :المراسلة السابقة ص.7 41 1وح +تمهيد : ماالشيخ على حى معمر عقد الرحلات العلمية الى عادةمن مميزات شخصية خارجالإباضية مندربه الليبيين أو مع أحد الشخصياترفقاءمع بعضتكون حيثما حل وارتحل.ليبيا [ وعادة ما تكون مليئة بالأنشطة العلمية والدعوية وللشيخ معمر رحلات داخل وطنه يقصد فيها قراها النائية في أعالي الخبال داعيا وموجها ومرشدا وراعيا ومتتبعا لأعماله الإصلاحية فيها، وقي خارج ليبيا في مناطق وجود الإباضية قى تونس والحزائرك وفي أقطار من العا ل الإسلامي مشرقا معهم الرأي قيلتقي مع العلماء ورجال الفكر والثقافة فيها يتبادلومغرباء حيث معهم ق كيفية جمع كلمة المسلمينالقضايا المعاصرة للعا ل الإسلامي ويتحاور بينهم.الى والقضاء على الصراعات والأحقاد وفي حقيقة الأمر إن المصادر الي بين يدي لم تحتفظ لنا بكل هذه الرحلات ولا عن أهم انشغالاته ولقاءاته فيها. داخل وطنه أم خارجهسواءوتواريخها؛ وفي هذا يقول عنه رفيقه في الإصلاح بليبيا الأستاذ سليمان عون ا لله ما يلي: «قام رحمه ا لله بعدة رحلات إلى مصر ولبنان وسورية والعراق والكويت والأردن وكل بلد زاره إلا واجتمع بعلمائهمراتعدةوالحزائر وحجوالقدس والحجاز وفقهائه ومثقفيه وتدارس معهم شؤون الدين ومسائل الخلاف وكل ما من شأنه يتصل بالدين ويهم أمر المسلمين خاصة المسائل الخلافية بين المسلمين حتى اعترف له بالفضل وطول الباع كل من التقى به وخالطه منهم»"'. ( - )1سليمان عون ا لله :صفحات مخطوطة في ترجمة حياة الشيخ علي يحيى معمرث ص.5 ويصفها الشيخ ناصر مرموري رفيقه ني بعض هذه الرحلات فيقول« :كانت له معارف ومراسلات مع بعض العلماء في العالم الإسلامي، أراد أن يحقق هذه المراسلات بالملاقاة فرغب أن أرافقه في جولة لبعض دول العالم الإسلامي... اتصلنا معارفه وكانت شخصيات إسلاميةحمهمة، وكان له الفضل في معارفي بالكويت والعراق... وقد كانت جولاتنا ي غاية ما تكون من الأهمية؛ جلسات مع مفكرين إسلاميين، أشعر فيها أني أعيش وسط جو إسلامي عال وفي جو أخوي رفيع.. هذا ما سجله بعض قرنائه عن رحلاته؛ سنحاول الآن أن نقف على. أهمها، فنفصّل الحديث في بعضهنا ونختضره في أخرى حسب ما تمدنا به المصادر عن كل رحلة. بلده ليبيا:داخل +أولا -رحلاته عقد الشيخ علي رحلات متكررة إلى قرى جبل نفوسة ملتقيا بأهلها وبحتمعا معهم ني حلقات علمية ودروس إرشادية وتوجيه في إصلاح الدين وتنظيم المجتمع والمحافظة على سيرة السلف الصالح. فكان يتردد على نالوت بلدته وجادو وغريان وكباو وطمزين ويَفرَن والقرى محيطة بهاء إلى جانب العاصمة طرابلس بين الحين والآخر كلما رأى ضرورة لذلك متتبعا أخبارها وانشغالاتهأ. كما ترك آثازا حميدة عند أهاليها ومكانة كبيرة في قلوبهم؛ يكنون له كل التقدير والاحترام بضبب تواضعه لهم وأعماله الحليلة في سبيل توعيتهم والإصلاح من أحوالهم... ( - )1المقابلة السابقة للأستاذ بحمد ناصر بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )2رسالة للشيخ علي معمر بعثها من نالوت إلى شيخه أبي اليقظان في القرارة مؤرخة في تاريخ: 6/1/2691م. ( - )3المقابلة السابقة للأستاذ محمد ناصر بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )4إبراهيم أبو اليقظان :ملحق السيرك ص.505 -08- إال خارج بلده:رحلاته٭+تانيا-۔ -1إلى جنريرة جربة بتوبس : قي صائفة سنة 5691م زار الشيخ علي جزيرة جربة صحبة رفيقه في الجهاد الاجتماعي بليبيا الحاج خليفة الشيباني والشيخ علي الشاوش، حيث تحولوا في عدة مناطق منها وزاروا الكثير من المعالم الأثرية للإباضية فيها :كالجامع الكبير المسمى "جامع الشيخ" في "حومة السوق"؛ قلب جزيرة جربة، كما زاروا مقبرة الجامع الكبير ومقبرة الشيخ أبي ستة بمنطقة "ورسيغن" حيث ترحموا على أرواح علماء الإباضية المدفونين هناك، كما زاروا غار "أبجماج". وتشرف باستقباله مع رفيقيه كشير من الاخوان الجحرييين، كعائلة الباروني المعروفة بالعلم في جربة والمؤرخ الشيخ سالم بن يعقوب، حيث أكرموا مثواه ورفعوا من شأنه وضيفوه أيما ضيافة. وقد قام بنشاطات علمية كثيرة :فزار المكتبة البارونية للإباضية في منطقة الحشان ومكتبة الشيخ سالم بن يعقوب، واطلع على ما فيها من كتب تاريخية وفقهية؛ خاصة المخطوط منها، واستعار عددا من إلكتب والرسائل اللخطوطة حول تاريخ جربة وتاريخ الإباضية عمومله"‘& قصد استثمارها في إتمام بحوثه عن تاريخ الإباضية في تونس وفي الزائر(. كما عقد عدة لقاءات علمية مع الإخوان الجربيين؛ حتّهم فيها على التمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية والاعتزاز بالتراث والموروث الحضاري والتمسك بالسير وأبجاد السلف الصالح ومواصلة السير على نهجهم. ( - )1سالم بن يعقوب :المراسلة السابقة مع الأستاذ محمد بوحجام‘ صر.8 ( - )2الإشارة هنا إلى موسوعته التاريخية المسماة :الإباضية في موكب التاريخ المتكونة من أربع حلقات. ( - )3علي يحيى معمر :الإباضية في موكب التاريخ" حل( 3الإباضية في تونس)، مطبعة سميا بيروت -لبنان نشر وتوزيع :دار الثقافة ببيرورت‘ 6691م 5،صر.9 -8 _- 8 1_-7 والتقى معه أهل جربة في سهرة علمية ثرية نترك الشيخ سالم بن يعقوب الذي حضرها يصفها لنا قائلا« :وأقيمت إكراما له سهرة حافلة بجامغ "الماي" جمعت نخبة من طلبة العلم ورجال الفكر وقد ألقى رحمه ا له فيها درسا بليغا مؤثرا جليل الفائدة تلته أجوبة عن أسئلة عديدة من الإخوان الحاضرين أبانت عن غزارته العلمية واعتدال أفكاره وقوة حجته كما أظهر دماثة أخلاقه ولطفه في الردود»<"". وبعد أسبو ع قضاه في هذا الجو العلمي الزاخر غادر جربة بعد أن أيقظ العزائم وشحنها ونشط الهمم الخامدة للقيام بالمجتمع والحفاظ على الدين والتراث. غادرها وترك من ورائه قلوبا متعلقة به ومحبة له ومتأثرة بأفكاره ونصائحه‘ وآملا العدوة إليها ثانية} لكن الأقدار لم تتح له ذلك. هذه هي الرحلة الوحيدة إلى تونس الي احتفظت لنا المصادر بأحداثها المهمة ولا ندري هل قام الشيخ معمر في فترات أخرى بزيارات إلى تونس العاصمة حيث يوجد الإباضية هناك أم لا؟. - 2مإيلنورادايببالجنرائر: حيثزار الشيخ علي معمر الزائر وطاف بقرى وادي ميزا ب مرات عديدة۔ كان الحنين إلى موطن دراسته وملتقى مشايخه وزملائه يعاوده فى كل مرة فلا يجد بدا من زيارة الوادي لإرواء ذلك الشوق وتذكر تلك اللحظات وزيارة تلك الأماكن حيث كان يجلس ذات يوم لحلقات العلم والتحصيل. ( - )1سالم بن يعقوب :المراسلة السابق، صر.9 ( - )2نشير هنا أن الشيخ علي معمر تحدث بعض الشيء عن رحلته هذه؛ لكن ذكر أن مدتها استغرقت يومين فقط، وذلك بعد عودته من رحلته إلى الجزائر. حيث كان ف إجازة وانتهمت إحازته فاضطر إلى مغادرة جربة راجعا إلى بلده. ومن الراجح أن الشيخ سالم بن يعقوب قد أوهم ني ذكر المدة(. الإباضية في موكب التاريخ :حل، 3صر.)8 بن يعقوب :المراسلة السابقةء ص.9( - )3سا _28_ كما كان وثيق الصلة بأساتذته في ميزاب فحافظ على مشيختهم العلمية طوال حياته، وأعزهم كثيرا؛ إذ يظهر ذلك جليا في تلك المراسلات الكثيرة الي لم تنقطع بينهم وال كان ييتدئها دائما بقوله :أبتي الشيخ أبا اليقظان، أو آبائي الشيخ أبا اليقظان الشيخ بيوض الشيخ عدون(' &0وأحيانا مولاي أفلح. حيث كان في كل مرة يعرض عليهم الأعمال الي ينوي القيام بها ويشاورهم في القضايا المستجدة حول إباضية ليبيا ويطلب منهم الرأي والتوجيه. والمصادر الن بين أيدينا لا تمدنا بتفاصيل كل هذه الزيارات وعن تواريخها بالتحديد، رغم سعينا بجمع المعلومات عنها. لذا أحاول أن أتعرض إليها بحسب ما بين يدي من المعلومات عن كل منها: أول زيارة له كانت خلال سنة 5491م بعد مغادرته للقرارة ببضعة أشهر فقط حيث عا إليها من تونس عندما شد رحاله عازما العودة إلى بلد(“ث} والمصادر لا تمدنا بأي معلومات عن أسباب عودته المبكرة هذه، ولا عن المدة الي استغرقتها. وكل ما علمناه عنها أنها حظيت باستقبال مشايخه ووصلنا من هذا الاستقبال كلمة أدبية ألقاها زميله في الدراسة الشيخ حمو فخار مشيدا فيها بأعماله وأنشطته أيام كان طالبا وأستاذا في المعهد داعيا فيها شباب المعهد للاقتداء به واقتفاء أثره في تحصيل العلم والحرص على نيله والصبر والمثابرة على ذلك. وكان مهما هذا القمر ظهر بعل أن استترصنع القدر«ا لله ا كم ح ما أعجبجاء فيها ما يلي: ( - )1جل رسائل الشيخ علي معمر يبتدئها بتلك العبارات فيطلب من شيخه الذي راسله أن يبلغ سلامه إلى أبويه الآخرين. ينظر مثلا :رسالة إلى الشيخ أبي اليقظان، مؤرخة في تاريخ: ورسالة مؤرخة في تاريخ. 71/2/2691 :ورسالة مؤرخة في تاريخ:ممم.6 1/6/669ام. موجودة لدى الباحث. (" - )2أفلح" هو لقب الشيخ بيوض، حيث كان يمضي به بعض مقالاته ال كتان ينشرها في جرائد الشيخ أبي اليقظان(. كمثال عن هذه الرسائل :رسالة مؤرخة في تاريخ 91 :حانفي 4491م) الباحث.لدى موجودة ( - )3مقابل السابقة مع الشيخ صالح بزملال :أورت7991م. وذا الربيع الأنور أقبل بعد أن أدبر هذا الأستاذ علي معمر... من غدا مثالا صادقا لمن صبر فظفر وعمر فعمّر. الأستاذ علي معمر من رام وصل الشمس فحاك خيوطها سببا إلى آماله وتعلقا... مرحبا بك زائرا مرحبا بك شاعر الشباب وأمير الكتاب. مرحبا بك يا من غدا فخر ب الجيل وبني ميزاب... مرحبا بك يا من كنت زينة المعهد البيورضي وواسطة عقده وقلادة جيده»'". وكانت زيارته الثانية للوادي في سنة 7491م؛ أي بعد عامين تقرييا، وييدو أن مشايخه استقبلوه بحفل بهيج حضره طلبة معهد الحياة. وقد خلد الشاعر يوسف تربح الذي كان طالبا في المعهد آنذاك هذه الزيارة بقصيدة نظمها في حقه مرحبا به ومشيدا بأعماله مطلعها: قد وافانا شاعر الشباب(وقع أغاني البشر والتهاني وفي صائفة سنة 5691م زار الزائر وقام بجولة في العديد من مدنها، وقد تحدث عن هذه الرحلة ني كتابه الإباضية في الحزائر؛ نتركه يتكلم عنها قائلا« :وقد أتيح لي أن أقوم بجولة إلى الجزائر قي صيف سنة 5691م مع بعض الأصدقاء من جبل نفوسة زرنا فيها كثيرا من أنحاء الجمهورية الحزائرية المكافحة وقضينا فيها نحو عشرة أيام في الواحات أنسانا فيها الأصدقاء الأعزاء أهلنا وبلادنا»(“. كما زار قرى وادي ميزاب ووارجلان، فالتقى مع مشايخها وألقى الدروس في المساجد على عامة الناس؛ يبين لهم فيها علاقة وصلات المحبة والتعاون والإخاء الي ينبغي أن تكون بين المسلمين جميعهم وبين أبناء المذهب الواحد خاصة\ محرضا على الاستمساك بقيم الدين الإسلامي والعمل على ( - )1حمو فخار :نص الكلمة مكتوب في بدايتها" :خطاب في استقبال الشيخ علي معمر العائد إلى القرارة ني زورة سنة 5491م". ( - )2مقابلة شخصية مع الشيخ بكير أرشوم :بريان! أوت 6991م. الذي حضر هذا الحفل. ج. 2ص.083حل4التاريخ:موكب( _ )3الإباضية ن _42_ الاعتناء بالتراث وتبليغ رسالة الإسلام للأجيال. وكان مما ألقاه درسا في مسجد مدينة العطف تكلم فيه عن تاريخ دخول الإسلام والمذهب الإباضي ‏١إلى الزائر وعن جهود الدعاة الأولين في هذا السبيزه'. بعد هذه الرحلة زار وادي ميزاب مرات أخرى؛ كسنة 0791م وسنة 67910 حيث من أعماله وانشغالاته فيها أن يعرض ما كتبه عن الإباضية وعن تاريخ الخزائر على مشايخه قبل أن ييعث به إلى الطبع“. 3إلى وامرجلان حرائر: ي سنة 5691م في زيارته -الي تعرضنا إليها سابقا -إلى الجزائر زار الشيخ معمر وارجلان قادما إليها من وادي ميزاب وقد تحدث عن هذه الزيارة فى كتابه الإباضية في الزائر حيث استقبل من مشايخ وارجلان، كما رافقه من وادي ميزاب بعض أعيانه كذلك وإثر وصولهم قصدوا "جبل العباد" لزيارته؛ الذي كان قديما ملتقى لعلماء وارجلان للعبادة والدعاء فيه، ثم زاروا بقايا مدينة سدراتة الأثرية، ال كانت يوما ما قلعة علمية وحضارية. كما ألقى في مسجدها درسا على عامة الناس واجتمع مع أعيان ومثقفي البلدة في أحاديث عن التاريخ والأدب والشريع 5وقد غادرها متجها إلى مدينة تقرت مرورا بوادي سوف إلى جزيرة جربة بتونسر(. قي سنة 6791م الموافق ل 40 :شوال 6931ه قام بالزيارة الثانية إلى وارجلان في رحلة علمية عرض فيها الفصول اليي كتبها عن تاريخ وارجلان ( - )1الاباضية في موكب التاريخ :حل، 4ج! صر. 71.81 ( - )2مقابل الثانية مع الشيخ عدون شريفي إذ أخبرني أنه عرض كتابيه الإباضية في الخزائر والإباضية بين الفرق الإسلامية على الشيخ بيوض ليمده بآرائه وملاحظاته حولهما. ( - )3الإباضية في موكب التاريخ :حل ‘4ج. 2ص.083-783 ( - )4الإباضية في موكب التاريخ :حل 35مر.8 على شيخها عمر بن داود بومعقله"". كما التقى فيها مع مشايخ البلدة وأعيانها فى جلسات عديدة حضرها الأساتذة والطلبة وناقش مواضيع علمية واجتماعية. وكان من بين هذه اللقاءات ال وقعت في دار عشيرة آل بومعقل حضرها الشيخ عمر لقمان استشار مشايخ وارجلان في إمكانية تحقيق ثم طبع كتاب "غصن البان في تاريخ وارجلان" 3الذي اهتم به لكن ييدو أنهم ل يوافنقوه على ذلك لأسباب عديدة(. 4إلىا لبقاع المقدسة: زار الشيخ علي معمر البقاع المقدسة مؤديا فريضة الحج عدة مرات‘ وهو ما أخبر به رفيقه في الإصلاح الشيخ سليمان عون ا لله دون أن يكون لنا معرفة دقيقة بتواريخها. وفي إحدى هذه الزيارات الي كانت في سنة 8691م قام مع رفيقه الشيخ ناصر مرموري برحلة قصدا فيها إمام عمان الشيخ غالب بن علي في منفاه بمدينة الدمام بالسعودية، فمكثوا معه مدة الني عشر يوما، أجروا معه لقاءات علميا عديد( تناقشوا فيها قضايا فكرية وشرعية متعلقة بواقع المسلمين وبالمذهب الإباضي فناقشوه مثلا :في رأيه في الإمامة وعلاقتها بصلاة السفر والحضر«{. 5إلى البلدان الإسلاميةالأخرى: إن بقية الرحلات الي قام بها الشيخ علي معمر إلى بلدان المشرقف؛ من العراق ( - )1الإباضية ي موكب التاريخ :حل ‘4ج 25صر.783 ( - )2مقابلي السابقة مع الشيخ عمر لقمان. ( - )3سليمان عون الله :المصدر السابق" صك. ( - )4مقابل السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. ( - )5مقابلة سابقة للأستاذ محمد ناصر بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري، صر.6.7 رفيقه الشيخذكر لنا ذلكعنها ) حيٹليس لنا معلوماتومصر وسورياوالكويت دون أن يمدنا باي تفصيل عنها.سليمان عون ا لله( 1 ويذكر الشيخ ناصر مرموري أنه رافقه في زيارته إل العراق والكويت ئ ففي العراق زار العاصمة بغداد وزار البصرة وتوقف على معالمهما الأثرية الإسلامية الأساتذة هناء(.والتقى مع بعض وفي الكويت زار الشيخ عبد ا لله عقيل الذي كان مدير الشؤون الإسلامية في وزارة التزبية، وجمعتهم لقاءات ضمت جماعة من الأساتذة، ويذكر الشيخ أنه كانت بينهما مراسلات قبل ذلك“. وتردد الشيخ على مصر عدة مرات خاصة أيام كان يطبع كتبه، ففي سنة 4م. مكث فيها حوالي شهرين يتابع مراحل الطبع في مطبعة وهبة ال أشرفت على أعماله. كما زار مع رفيقه الشيخ ناصر الشيخ أبا إسحاق إبراهيم اطفيش المقيم فيهاك وكان مما ناقشوه مسألة وجوب صلاة الحمعة(. تلا ( - )1سليمان عون ا لله :المصدر السابق صك. ( - )2المقابلة السايقة للأستاذ حمد ناصر بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري، صر.6.7 ( - )3المقابلة السابقة :ص.6.7 ( - )4المقابلة السابقة :صر.6.7 ( - )5علي يحى معمر :صلاة الجمعة، نشر وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، سلطنة عمان0141، هف ص.91 المبحث. الثالث أره:1 يمكن أن نقسم آثاره إلى قسمين: -1تلاميذه. -2إنتاجه العلمي. - ٩تلاميذه: ‎ في حقيقة الأمر أن المصادر الي يين أيدينا لم تهتم بذكر تلاميذ الشيخ علي معمر© ‎ كما أنه يتعسر معرفة العدد الكبير منهم؛ حيث علمنا مما سبق -أن الشيخ قد قضى‎ معظم فترات حياته معلما وأستاذا وشيخا في مختلف أطوار التندريس» كما تحمل هذه‎ المسؤولية في أكثر من بلد؛ فدرس في الزائر بمعهد الحياة، ثم درس في تونس مسجد‎ المنتاتي، ثم درس في بلده ليبيا فى مدارس ومعاهد عديدة متنقلا بين بلدته نالرت وجادو‎ وغريان والعاصمة طرابلس وغيرها. لهذا فإن هذا التنوع وهذه المسيرة الطويلة جعل‎ الأمر ليس سهلا لمعرفة جل من جلس بين يديه وتخرج، خاصة وأن البحث في حياته‎ وشخصيته يعد في مراحله الأرل. لذلك فإن ما استطعنا القيام به هو تحديد بعض‎ الطلبة الذين درسوا على يديه في معهد الحياة، ثم كان لحم دور بارز فى الحياة الاجتماعية‎ أو العلمية في وادي ميزاب فيما بعد. فنذكر من هؤلاء الشيخ ناصر مرموري"'“ من‎ القرارة والشيخ بكير أرشوم! من بريان والشيخ إبراهيم آداود(“ من غرداية. ( - )1ناصر مرموري :من علماء الإباضية المعاصرين في الزائر (على قيد الحياة)، أستاذ في معهد الحياة! فقيه ومرشد في كل قرى وادي ميزاب وخارجه{ رحالة؛ جال معظم الأقطار الإسلامية. ( - )2بكير أرشوم :درس في معهد الحياة بالقرارة٬‏ من مشايخ بريان" توني سنة 7991م، فقيه ومرشد\ له عدة مؤلفات، منها :النبراس في أحكام الحيض والنفاس المرشد في مناسك الحج والعمرة، الحقوق في الإسلام. ( - )3إبراهيم آداود :درس في معهد الحياة بالقرارة؛ ثم درس فيه، من مشايخ غرداية (على قيد العلمي:إنتاحجه‏4٩ من مميزات شخصية الشيخ علي معمر أن قلمه كان سيالا، وذلك منذ المراحل الأولى من حياته؛ أيام كان طالبا في معهد الحياة وعمره ثماني عشرة سنة واستمر على الحال نفسه إلى أخريات حياته، و لم ينقطع رغم كل الظروف العسيرة الي مر بها في بعض الفترات ورغم التقلبات العديدة الي شهدتها حياته، والأمراض الصعبة الى لازمته لأمد طويل. فخحلفت لنا مسيرته آثارا علمية متنوعة وثرية شملت بحالات عديدة من فنون العلم، كالتاريخ والعقيدة والفقه والأدب -نثره وشعره -والسير والتربية والسياسية. كما نشير أن من مؤلفاته ما لم يصلنا فهو يعد من المفقود حيث وجدنا ذكره عند من ترجم له دون أن نطلع عليه ودون أن يكون لنا أي علم عنه. نحاول الآن التعرض إلى قائمة مؤلفاته حسب التقسيم التالي: الكتب البحوٹ\ الرسائل؛ التعاليق، المقالات، الأشعار، الروايات الراسلاته )الأعمال المفقودة. آ _ | لكتب : - 1الإباضية في موكب التاريخ: تاريخيةيعتبر هذا المؤلف من أهم ما أنتجه قلم الشيخ علي معمر فهو موسوعة أربع حلقات:منمتكونةضخحمة نشاة المذهب الإباضي؛ حيث تعرضن فيها الىالحلقة الأولى تحمل عنوان: الحياة)» فقيه ومرشد يشتغل حاليا قي مكتب للتوثيق. استعراض المراحل الأولى من نشأة المذهب وتحليل بعض المفاهيم المتعامل بها في الرسط العلمي الإسلامي كمقياس النظر إلى الخط والصواب. الحلقة الثانية أنت في قسمين كل قسم عبارة عن كتاب مستقل، وهي بعنوان :الإباضية في ليبيا؛ تعرض فيها إلى تاريخ الإباضية في ليبيا وترجم للكثير من الأعلام في هذه المسيرة التاريخية الطويلة وعرف فيها كذلك بالناحية الخغرافية والطبيعية للحبل نفوسة. الحلقة الثالئة بعنوان :الإباضية في تونس؛ تتبع فيها تاريخ الإباضية بتونس والنزجمة لأهم أعلامهم. الحلقة الرابعة أنت في قسمين مستقلين وهي بعنوان :الإباضية في الخزائر؛ واتبع نفس الطريقة حيث استعرض تاريخ الإباضية في الزائر وترجم لأهم الأعلام". وما حرص عليه في هذه الموسوعة التاريخية هو إبراز صور من كفاح أتباع هذا ا لمذهب في سبيل نشر الفضيلة والخير وتطبيق تعاليم الإسلام في الواقع المعاش على مختلف المستويات من رئيس الدولة أو الإمام إلى أبسط فرد فيه. وقد طبعت الحلقة الأولى والثانية منه سنة 4691م في مطابع دار الكتاب العربي في مصر وقامت بنشره مكتبة وهبة بالقاهرة وأعيد طبع الحلقة الأولى فى سلطنة عمان. ( - )1يحدد الدكتور مسعود مزهودي خصائص الكتابات التاريخية لدى الشيخ علي معمر فيما يلي.: -اعتماد الأسلوب الأدبي في الكتابة. -التعاطف مع أتباع مذهبه والدفاع عنهم. -غض الطرف عن السلبيات الي وقعوا فيها والمبالغة في إيراد الأخبار أحيانا. -اعتماده على تحليل ونقد المعلومات في كتابته عامة. (مقابلة شخصية مع الدكتور مسعود مزهودي :باتنة 60. جوان 8991م). ( - )2هذا ما أشار إليه ني موسوعته في أكثر من موضع. انظر مثلا :الإباضية في موكب التاريخ. حل!، صرك -.الإباضية في موكب التاريخء حل، 2ق، 1ص.3-4 نفس الدار. وطبعت الحلقة الرابعة منه سنة 9791م في مطبعة الدعوة الإسلامية بالقاهرة3 ونشرتها مكتبة وهبة بالقاهرة. وطبعت للمرة الثانية في الخزائر سنة 5891م في المطبعة العربية بغرداية. ولقد قال فيه الشيخ أبو اليقظان شهادة إثر اطلاعه عليه بعد صدوره يحسن أن نورد مقتطفا منها« :تسلمت شطرا من كتابك "الإباضية في موكب التاريخ" فوجدته كتابا بديعا قى فنه، وديعا في أسلوبه، ينساب كالماء في الأغصان وقت الربيع... توخيت في أسلوبه الوداعة والبساطة لا حدة ولا عنصرية ولا إجحاف محق الأمة في تاريخ أسلافها وهكذا ذهبت كالسهم رأسا إلى الب... أسلوب متواضع ورصين يأخذ طريقه إلى القلوب بدون استئذان، فبارك الله في قلمك الرقظط»«!“. وفكره المنتج وضميركالسيال 2الإباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديث: هو مؤلف في موضوع تاريخ الفرق الإسلامية وآرائهم. ،حيث ناقش فيه من يعرف بكتتاب المقالات فيما كتبوه عن الإباضية في تاريخهم وآرائهم وبين أخطاعهم فيها ووضح آرا الإباضية من مصادرها. كما دعا من حلال هذا الكتاب إلى أفكار كثيرة في محاولة الجمع بين أطراف الأمة الإسلامية والتقريب في وجهات النظر بينها، ونبذ العصبيات والأحقاد تحاه بعضها البعض. ويصف الشيخ أحمد الخليلي الشيخ علي معمر في كتابه هذا قائلا« :وفي كتابه ( - )1منقول من خطاب وجهه الشيخ أبو اليقظان إلى الشيخ علي معمر مورخ في: نقلا عن مقدمة الأستاذ محمد ناصر بوحجام لكتاب :الإباضية دراسة مركزةم8 للشيخ علي معمر. "الإباضية بين الفرق الإسلامية" تخطى مشكلات الرد -حيث أن من العادة يأتي الرد حماسيا إلا أنه يغفل كثيرا عن أخلاقيات الكتابة والخطاب -إلا أن الشيخ رحمه ا لله تعالى ابتدع أسلوبا أخلاقيا لم يسبق إليه في الكتابة بهذا التوسع والكمية... يسلكوهفهو قد بلور مواقفهم العملية ف مسلك كتا بي نتمنى من المسلمين كافة أن سواء في الانتصار لمبادنهم أو في الرد على غيرهم وأن يطبق المسلمون كلهم فيما تبع". "الحق أحق أنبينهم قاعدة٠‏ وقد طبع الكتاب سنة 6791م في مطابع سجل العرب بمصر وقامت بنشره مكتبة وهبة بالقاهرة. وطبع للمرة الثانية في الجزائر سنة 7891م في المطبعة العربية بغرداية. وقد طبع 5عدة مرات فى سلطنة عمان. ا - 3 :سمر أسرة أسرة: أ يعتبر المرجع الأول للإطلالة على فكره العقدي، حيث قدم فيه مسائل العقيدة بأسلوب تربوي مبسط غرضه من ذلك -كما أشار هو بنفسه -تذليل صعوبة ) قراءة وفهم كتب أصول الدين وعلم الكلام للناشئة من شباب الأمة الإسلامية. ( - )1مراسلة الشيخ احمد بن حمد الخليلي إل مؤرخة في 51 :جمادى الثانية 7141ه 82 /أكتوبر ...7 ويحدد الشيخ الخليلي منهج الكتابة عند الشيخ علي معمر في النقاط التالية. : ا -الاعتماد على الدليل الشرعي والانتصار له بفض النظر عن موافقته لأي من الفرق الإسلامية. - 2توظيف الدليل الشرعي والمادة التاريخية لخدمة الدعوة إلى دين ا لله سبحانه وتعالى. - 3العمل على الوحدة الإسلامية وتناسي الخلافات والألقاب المذهبية وأن وحدة كلمة المسلمين فوق كل اعتبار مذهمي. -4صاغ كل كتاباته بأسلوب ادبي رفيع ومؤثر. ... - 5جاءت بصيغة القارئ؛ فالقارئ يجد لكتابته حلاوة وأنسا ييعدان عنه السآمة والملل. (المراسلة السابقة للشيخ أحمد الخليلي). _ 29_ وهو كتاب اتبع فيه طريقة الحوار بين الوالدين وابنهما الذي سماه نجيب. وقسمه إلى اثني عشرة ليلة} وهو أسمار عائلية قي كل سمر يتناول بالدراسة والتحليل والشرح عدة مواضيع عقدية وأخلاقية وتربوية. طبع الكتاب للمرة الأولى وأعيد طبعه وتحقيقه افي الحزائر سنة 2991م في المطبعة العربية بغرداية 5وقام بنشره أطلس للنشر وجمعية التراث بالقرارة. وقد طبع في سلطنة عمان كذلك. 4الأقانيم النلانة أو آلهة من الحلوى: هو كتاب نستطيع أن نصنفه في التربية وفي السياسة وفي الاجتماع، حيث تناول فيه الشيخ تحليل نظر المجتمع إلى الطفل وإلى المرأة وإلى الحاكم وبين العلاقات الاجتماعية بين هذه الأقطاب الثلاثة والرجل. وقد تناوله بأسلوب أدبي رفيع مع نوع من السخرية أحيانا. طبع سنة 3791م بدار الفتح ببيروت لبنان 5الفتاة الليبية ومشاكل الحياة: ي هذا كتاب ناقش الشيخ وحلل جملة من القضايا المغارة حول المرأة المسلمة وبعض المشاكل ال تعترضها بسبب التمدن والتحضر الذي يشهده العا لم الإسلامي، كمسألة المرأة والتعليم الدراسة والزواج، الحجاب والسفور& المرأة والعمل. وفي حقيقة الأمر أن ما تناوله الشيخ بالدراسة في هذا الكتاب لا يقتصر على الفتاة الليبية فقط بل هو قدر مشترك بين الفتيات المسلمات حيثما وجحدن. لهذا فقد أعيد طبعه في الجزائر تحت عنوان :الفتاة المسلمة ومشاكل الحياة مع ملاحق حول كفاح المرأة المسلمة. طبع سنة 0791م في دار الفتح للطباعة والنشر، بيروت -لبنان. والطبعة الثانية ي الخزائر سنة 7991م، دون ذكر المطبعة. 6الميثاق الغليظ: يقترب هذا الكتاب في مضمونه من كتاب الفتاة الليبية ومشاكل الحياة لكن كلام الشيخ اقتصر في هذا المولف على مناقشة قضايا الزواج وعرضها على أحكام الإسلام مثل :أسس اختيار الزوج 0الصداق والمهر تجهيز البيت. طبع هذا الكتاب سنة 2791م من منشورات جيل ورسالة} بنغازي-ليبيا. ب-البحوث: 1بحث عبارة عن أجوبة وفتاوى في مسائل فقهية: قدمه لدار الدعوة بنالرت ونشرته في عدد مستقل فى رسالة المسجد في عددها الرابع، سنة 0791م. 2بحث بعنوان" :مسلم ولكن": وهو يعالج آفة التدخين، ومما يبدو أنه الحلقة الأولى من الحزء الثاني من كتابه مفقودا. وهو يعد ۔ا١‏""سمر أسرة وقد قدمه لدار الدعوة بنالورت حيث نشرته في رسالة المسجد في عددها السابع سنة 3791م مع بحث للشيخ بيوض. وقد أعيد طبعه وتحقيقه في الجزائر سنة 0991م في كتيب مستقل بعنوان: "مسلم ولكنه يدخ ".طبعته مطبعة تيهرت بغرداية ونشرته جمعية عمي سعيد. 3بحث بعنوان :الإباضية مذهب من المذاهب الإسلامية المعتدلة: قدمه إلى موسوعة الحضارة العربية وييدو أنه نفس البحث الذي طبع في كتيب مستقل في سلطنة عمان بعنوان" :أضواء على الإباضية" ثم طبع في الجزائر _ _ 49 بعنوان" :الإباضية دراسة مركزة في أصوهم وتاريخهم"، لكن مع الزيادة في التوسعة فيه(". وذلك سنة 5891م© في المطبعة العربية بغرداية. وطبع وحقق للمرة الثانية قي عمان بعنوان" :الأباضية مذهب إسلامي معتدل"3 وطبع للمرة الثالثة سنة 4991م في المطبعة العربية تحث نفس العنوان. كما ترجم مؤخرا إلى الإنجليزية. - 4بحث؛ عبارة عن مناقشة لمذكرة بعنوان" :في بيوت الله مع القرآن والدعاء": في هذا البحث ناقش الشيخ علي معمر أحد مشايخ زوارة بليبيا قي آراء فقهية حول قراءة القرآن في المساجد والدعاء فيها. في مذكرته في بيوت ا لله مع القرآن والدعاء. والبحث مرقون بالآلة الكاتبة، ومؤرخ في 03 :رجب 7931ه 61/يوليو 7791م. توجد نسخة منه بمكتبة الباحث تحصل عليها من مكتبة الشيخ حمو فخار بغرداية. الرسائل:ج 1رسالة في أحكام السفر في الإسلام: درس الموضوع دراسة فقهية 3وقد طبع الرسالة في كتيب سنة 4691م في دار الثقافة ببيروت. وأعيد طبعها وتحقيقها بالجزائر سنة 5991مض دون أي ذكر لمعلومات الطبع. - 2رسالة في صلاة الجمعة: تناول فيها مسألة وجوب صلاة الجمعة أو عدم وجوبها وشروط كل ذلك. وطبعت الرسالة أكثر من مرة، منها طبعة وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية بعمان سنة 0141ه0891 -م. ( - ) 1محمد تاصر بو حجام :مقدمة كتاب الإباضية دراسة مركزة ص.92 = 3-رسالة بعنوان" :حلاوة النظم والعبارة فيما مدح به شيخنا ف مدينة القرارة" : هي رسالة صغيرة خلد بها الشيخ معمر رحلة قام بها عالم من المغرب الأقصى اسمه عبد القادر بن محمد السودي إلى القرارة فالتقى مع الشيخ بيوض وألقى دروسا مامدح هذا الشيخ وذكر بعصعلى طلبة معهد الحياة. ولي هذه الر سالة قصيدة ف نفيسة.احتوت عليه مكتبته من كتب ومخطوطات وقد طبع على شكل كتيب صغير، وهو خال من أي معلومات عن طبعه ونشره وأشير في نص الرسالة أنه كتب في :منتصف شوال عام ستين وثلاثمائة وألف أي حوالي سنة 0491م. د-التعا لبق: 1تعليق على كتاب الصوم لأبي زكرياء الجناوني: قام الشيخ في هذا العمل بالتقديم والتعليق على الكتاب بسبب إعداده للطبع . بعدما كان مخطوطا، وقد تركزت تعليقاته على جانبين مهمين هما :المسائل الفقهية، تراجم الأعلام. فيمكن من خلال الكتاب الإطلالة على التكوين الفقهي للشيخ علي معمر. طبع سنة 6791م في مطبعة نهضة مصر. ه۔المنالات: مقالات الشيخ علي معمر كثيرة وهي مبثوثة في أكثر من مكان وفي آكثر من ذكر ماومعرفة أماكنها كلها ئ سنحاولجريدة أو بحلة لهذا يصعب علينا حصرها استطعنا التوصل إليه لنترك الحال لمن يأتي بعدنا ليواصل الطريق حيث توقف بنا السير. ونقتصر هنا على ذكر عناوين المقالات والدوريات اليي نشرت فيها فقط. __ 69 4جريدة الشباب الصادرة في معهد الحياة بالجزائر: -المخاطرة النادرة (.)1 المخاطرة النادرة (.)2 -أسمع جعجعة ولا أرى طحينا. -أسمع جعجعة ولا أرى طحينا (الحلقة الثانية). _ الشباب. -الحب هبة من ا لله. -الشيخ الرافعي ينتقل من القاهرة إلى القرارة (.)1 -الشيخ الرافعي ينتقل من القاهرة إلى القرارة (.)2 -جواب عن سؤال. -النقد النزيه. -خالد شهيد الحب والغيرة (.)1 -خالد شهيد الحب والغيرة (.)2 -ليلى وقيس (.)1 _ ليلى وقيس (.)2 -سراقة. -تصريف عصري ([.)1 _ تصريف عصري (.)2 -الأدباء أو المتأدبون (.)1 -الأدباء أو المتأدبون (.)2 -على هامش المعركة. -إلى أحمد بن عمر. -العقاد والأدب العربي (.)1 -العقاد والأدب العربي (.)2 -عودة إلى العقاد. -هيلمكن أن يستدل بقول الإنسان على فعله. -عقاب أديب". 2نشرة التوثيق والبحوث التربوية الصادر بليبيا _ الحزم في التربية. 3جريدة الأسبوع السياسي الصادرة في ليبيا: -الحسبة في الإسلام واللجان الثورية. - 4مجلة المسلمون الصادرة لي جنيف بسويسرا: -جوابا على جواب(. أما هذه المقالات فلم يعلم الدوريات الي نشرت فيها: -الطفل ف القرآن الكريم. -رد على الأستاذ خليل المصري. -حاكم مصر والحكم الذاتي. الاستسلام ليس من خلف الإسلام. وما هو معروف -كما مر من ذي قبل أن الشيخ قد شارك بمقالات في كل من بحلة الرسالة الأزهر الصادرتين في مصر ومجلة المعلم الصادرة في ليبيا(. ( - )1هذه العناوين لا تمثل كل المقالات الي نشرها الشيخ ف الجريدة بل هناك عناوين أخرى لم تنبت معها هناء لم أتمكن من الوصول إليها. ( - )2محمد ناصر بوحجام :مقدمة كتاب الإباضية دراسة مركزة ص.03 ( - )3أشرت إلى هذا المقال سابقا» هو يدور حول التعريف بالمذهب الإباضي في تاريخه وأصوله، وقد أتى في سبع صفحات من الحلةإ نشر في تاريخ :سبتمير. 3691 ( - )4محمد ناصر بوححام :المصدر السابق، ص.03 ( - )5المصدر السابق ص.02 و-۔الشعامر: ما يعلم عن الشيخ علي معمر أن له موهبة شعرية قوية وقد لقب أيام كان في معهد الحياة بشاعر الشبابڵ لغزارة إنتاجه فى هذا الحال وقد واصل في كتابة الشعر بعد رحيله من الخزائر؛ حيث جمع شعره في ديوانين لكن لم يصلنا منهما شي إذ يذكر رفيقه وتلميذه الشيخ ناصر مرموري أنه أحرقهما بسبب المتابعات السياسية الن كانت تلاحقه دائمه". وجل ما تبقى من شعره هو حفظته لنا جريدة الشباب :ق معهد الحياة وهذه جزء من عناوين هذه القصائد: -المعراج. القمر.وتخشى عليه شعاع_- -الملؤزت غاية كل حي. ودحاجي.كلي وقطي- عصفورة.- جنة.أنا والحب دنا ق- إنما الحسناء تأتي ما تشاء. -تحية الإصلاح. -ذكرى جيطال. ( - )1مقابلتي السابقة مع الشيخ ناصر مرموري. وذكر لي الشيخ أنه عندما أخيره بذلك قال له: وإذا الْمَوةة ست بائ ذنب قيلت [التكرير. ]8-9/فسكت الشيخ علي معمر هنيهة _99_ نر۔الروا ات: أسهم الشيخ علي معمر ف الإنتاج الرواني هو ورفقاؤه الطلبة أيام كان طالبا ني المعهد حيث تركوا لنا رواية تاريخية بعنوان" :ذي قار" موضوعها يروي أحداث العرب والفرس قبيل بجيء الإسلام في مملكة الحيرة} ثم يتعرض لوقائع معركة "وادي ذي قار". كما حملت الرواية إيجحاعات إلى الواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه القرارة ووادي ميزاب. والرواية مخطوطة في حوالي مائة صفحة مقسمة إلى أدوار وفصول حمو.فخار} معمرعليالطلبة هم:أربعة منتأليفهايشاركومشاهد قرادي إبراهيم طباخ بنحو(". ح -‏ ١إ سلات: إن المراسلات لدى الشيخ علي معمر تعتبر نافذة أخرى للإطلالة على اهتماماته وجهوده في سبيل إصلاح بجتمعه وبلده وكذا ما بذله في سبيل تأليف كتبه التاريخية منها خاصة. حيث كانت مراسلاته اتصالات مع العلماء واستشارتهم في قضايا علمية وتاريخية وطلب الفتوى الشرعية في بعض القضايا المعاصرة أو المستعصية} واستشارتهم في ما ينوي القيام به من مشاريع وأعمال لفائدة بجتمعه. ( - )1مقدمة الرواية. ص. 2مما كتب في مقدمتها ما يلي« :وقعت حوادث هذه الرواية في أواسط القرن السادس الميلادي أيام كان ملوك الحيرة تحت سيطرة الأكاسرة ملوك الفرس... أما الأغراض اليي كتبت من أجلها الرواية تتضح لك من قراءتها. هذا ورجاؤنا أن يتدبر القراء مغازيها فما قصدنا منها غير نفع الأمة والبلاد. »... توحد النسخة الأصلية منها في مكتبة معهد الحياة ضمن كراسة مستقلة! مكتوبة بخط واضح وني مكتبي نسخة منها. _ 1 00_ وقد تركزت هذه المراسلات بالدرجة الأولى مع مشايخ وادي ميزاب وعلمائه ومع رفقائه وزملاه في معهد الحياة ,حيث أصبح الكثير منهم يتولون مسؤوليات ومهام اجتماعية كبيرة في قراهم وأصبح بعضهم إطارات علمية هنا وهناك داخل وخارج الخزائر.۔ لكن للأسف لم أستطع الحصول على الشطر الكبير من هذه الرسائل رغم قيامي بممجهودات عديدة ومتكررة مع من علمت أن بحوزته رسائل من الشي". إذ قوبلت تارة بالرفض وتارة بالرد الجميل وتارة بالتأجيل المتكرر وتارة باختلاق الأعذار، وهكذا“. كما قوبلت في حالات قليلة نادرة بالاستجابة لطلبي مباشرة وهذه هي طبيعة البحث وحالة الباحث. وكل ما تحصلت عليه هو جزء من تلك المراسلات الي كانت بين الشيخ علي معمر وشيخه أبي اليقظان، وقد اقتربت من أربعين رسالة جلها فى فترة الستينيات. والبعض من الزسائل اليي كانت بينه ويين شيخه بيوض وبعض الرسائل الو كانت بينه وبين زميله في معهد الحياة الشيخ حمو فخار. المفقودة:ط۔العما أورد من ترجم للشيخ علي معمر في قوائم مؤلفاته الكثير من الأعمال لكن لم نعلم عنها شيئا؛ لهذا ارتأيت أن أضعها في قائمة خاصة، وهذا لا يعن عدم وجودها ( - )1هذه المجهودات تمثلت في رحلتين إلى قرى وادي ميزاب؛ في صائفة سنة 6991م وني صائفة 7991م، إذ قصدت فيها أهالي هؤلاء المشايخ ومن بقي على قيد الحياة منهم. نقصدت عائلة الشيخ بيوض وكاتبه وعائلة الشيخ أبي اليقظان بالقرارة وعائلة الشيخ محمد علي دبوز ببريان، والشيخ حمو فخار وكاتبه بغرداية} وعائلة الشيخ إبراهيم القرادي وعائلة الشيخ عبد الرحمن بكلي بالعطف. ( - )2ما توصلت إليه كنتيجة بعد هاتين الرحلتين أن حل من يستوصّى على تراث والده أو شيخه يتحول لديه رور الزمن مفهوم ذلك الاستيصاء إلى الملكية، فيعتبر ذلك التزاث ملكا له ورثه من أبيه كما يرث قطعة أرض أو بستان أو قدر من المال. بحيث يمنح لنفسه الحرية التامة للتصرف فيه والتعامل به مع الآخرين كيف ما شاء. - 101 - نهائيا إذ من الممكن أن تظهر يوما ما هنا أو هناك بمزيد من التقصي والبحث. وهمي كالتالي: -كتاب بعنوان :الإسلام والقيم الإنسانية. -كتاب بعنوان :فلسطين بين المهاجرين والأنصار. -رسالة بعنوان :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. -رسالة بعنوان :الحقوق في الأموال. _ رواية بعنوان :محسن. -فتاوى لأسئلة واردة من أشخاص. -مقال بعنوان: -الشعب المسلح. -المؤتمرات الإسلامية صورة من صور الإجماع. -من هو صاحب السلطة في الإسلام. -اللحوم المحرمة. -حكومات بدون شعوب. -لمحة تاريخية عن الإباضية. -هل ضل العلماء بين المسجد والمؤتمر(". حياته وجهاده.هذه هي آثار الشيخ علي حيى معمر وهذه صورة عن فماذا عن منهجه في عرض العقيدة؟ وهذا ما سنقف عليه في الفصول اللاحقة من البحث. ( - )1محمد ناصر بوححام :مقدمة كتاب الإباضية دراسة مركزةء ص.82-13 النصل الثالث منج ترض التتيدة عند الشيخ حلي يحيى متمر والمترفة الشرعية الضرورية ح الا بلا لمبحث منهج عرض المقيدة .بحد1.٨ 1٠ ‏_ قبل أن نلج في دراسة المسائل العقدية الي تناولها الشيخ علي يحيى معمر في مؤلفاته نرى من الضروري أن نحدد خصائص منهج عرضه لهذه المسائل وهو ما استخلصناه من خلال تعامل الشيخ مع مواضيع العقيدة، وقد أشرنا قي فصول البحث اللاحقة إلى جملة من هذه الخصائص في أماكن متفرقة، ونحاول أن تجملها ونرتبها في هذا المبحث؛ متبعين النقاط التالية: -1مكانة العقيدة في مؤلفاته. -2المصادر المعتمدة فى عرضه للعقيدة. -3منهجه في عرض مسائل العقيدة. 4منهجه في الاستدلال على العقائد. ٭اؤلا ۔ مكانة العقيدة قن مؤلفاته: عد الشيخ علي معمر من العلماء المعاصرين الذي كتبوا في أكثر من تخصص» وتركوا آثارهم على أكثر من علم، كما مر بنا ني استعراض نتاجه العلمي. لكن ما نستطيع ملاحظته بوضوح في مؤلفاته هذه؛ ويمكن أن نعتبره قاسما مشتركا يجمع بينها أو بين أغلبها هو اعتداؤه بإبراز الجانب الإيماني العقدي والأخلاقي العملي للفرد في المجتمع المسلم. حيث رأيناه يكتب التاريخ ويسجل ارتباط أفراد المجتمع بعقيدتهم وإيمانهم أعمال. منوأنخزوهما بنوهوراءالعقيدة وكيف كانت هذه رأيناه يكتب عن الحاكم والحكم فيؤسس لأخلاق وأعمال سياسية مبنية على عنافة ا لله ومراعاة حدوده وشريعته. ورأيناه يكتب عن المرأة وانشغالاتها المعاصرة وهمومها الطارئة بتطور العصر فيرجع حلها بالعودة إلى روح الإسلام والتقيد بأحكامه وتوصياته ومبادئه. ورأيناه يناقش آراء الفرق الإسلامية فيدعو أصحابها إلى اعتبار الكتابة مبدأ ومسؤولية سيحاسب عليها الإنسان أمام خالقه ويسأل عن كل ما قال ويدعو إلى التثبت في النقل وضرورة الرجوع إلى الأصل والمصدر في أخذ المعلومة واستقاء الأخبار. هذا عمًا ألفه عامة، أما ما نعتبره مصادر أساسية لعرض آرائه العقدية فيمكن أن حصرها في ما يلي: 1۔كتاں. سمر أسرة مسلمة ": يعد هذا المؤلف المصدر الأساسي الأول لمعرفة آرائه العقدية والاطلاع عليها برضوح حيث تعرض فيها لأغلب مسائل العقيدة، وهو كتاب مقسم إلى حلقات كل حلقة عبارة عن سمر بين أفراد الأسرة، يتناولون فيها موضوعا أو أكثر، ويمكن أن يدرس الموضوع الواحد في أكثر من ليلة، ويمكن أن يتناول ملخصا عن آخر سمر قي السمر الحديد حتى يربط السابق باللاحق.. وقد اعتمد الشيخ فيها على أسلوب الحوار بين أفراد الأسرة المتكونة من الوالدين -الأب والأم -وابنهما نجيب. وقد جمع فيه بين تلقين أسس العقيدة وبين تعليم أخلاق وآداب التعامل بين أفراد الأسرة؛ بين الوالدين وابنهما، وبين الابن ووالديه، وبين الوالدين فيما بينهما. وقد حاول الشيخ في هذا الكتاب أن يتعرض إلى مسائل العقيدة بصفة مركزة ومبسطة في ذات الوقت. فأكثر من الاستشهاد بالأمثلة الواقعية المعاصرة حتى - 501 - يساعد على فهم أفكاره وإيصالها إلى الشباب المسلم الذي ألف هذا الكتاب بطلب منهم كما صرح هو بنفسه في مقدمته(". ويمكن أن نعد هذا المؤلف حالة خاصة أو صورة وحيدة مغايرة لكتاباته العقدية الأخرى كما يعتبر من أواخر ما ألفه الشيخ، حيث كان ذلك سنة 6791م3 أي أربع سنوات قبل وفاته 3وبذلك يكون قد كتبه ق مرحلة متقدمة من نضجه الفكري وتحربته فى التأليف؛ بعد السلسلة الطويلة من الكتب ال سبقته. الاتكتا ب ‏١_ 2۔ كاتا. 7الا صة دين ا لذرف الإاسلاسة عند يد القدىم والحدث": يعد هذا الكتاب المصدر الثاني الام لمعرفة آرائه العقدية؛ فمن خلاله يمكن الاطلاع بقرب وبعمق على شخصية الشيخ علي معمر ومعالم فكره وأهدافه من كتاباته العقدية. حيث ناقش فيه كتاب المقالات القدامى منهم والمعاصرين ثم المستشرقين، الذين تناولوا دراسة الإباضية في تاريخهم وآرائهم في العقيدة أو الفقه أو السياسة. مواطنوقد اهتم فيه بتبينالتحليل والنقد والمقارنةوتميز كتا به بأسلوب الخط والزلل في الكتابة عن الإباضية وكما تعرض فيه لنماذج من الكتابات المنصفة عن الإباضية والمعتمدة على مصادرهم. ثم تناول بالدراسة بجموعة من المصطلحات والمفاهيم تداولها كتاب المقالات عبر التاريخ فحاول تصحيحها وبيان الرجه السليم الذي ينبغي أن يتبع حسب رأيه. وكما يين جملة من آراء الإباضية بالرجوع إلى مصادرهم» خاصة اليي كثر فيها خطا وخلط هؤلاء الكتاب. ( - )1ينظر مثلا :سمر أسرة مسلمةث ص.5 ( - )2ينظر مثلا :الإباضية بين الفرق الإسلامية؛ ص.982-264 - 601 - وفي كثير من الأحيان كان الشيخ يدعو من خلاله إلى أسس الوحدة بين هذاالمسلمين وكيفية التعامل بينهم والتسامح وا لإخاء والجمع والتقريب ين آرائهم فقد أخذ طابع الدراسات في الفكر الإسلامي وطابع النقد في الفرق الإسلاميةء وطابع عرض الآراء الكلامية كما ئ كذلك من المؤلفات المتأخرة قى حياته حيث تم تأليفه سنة 3791م) 2وقد بلغ الشيخ مرحلة نضجه الفكري وخبرته بالتأليف. - 3كتاب" الإباضية يد موكب التامريخ ,امحلقةالولى": هذا الكتاب هو الحلقة الأولى من موسوعته التاريخية "الإباضية في موكب التاريخ" 0فهو كتاب تاريخ بالدرجة الأولى كما يفهم ذلك من العنوان. حيث تناول فيه تاريخ نشة المذهب الإباضي وتوقف مع جملة من الآراء فيها الإباضية فبين موقفهم بوضوح.. مشل مسألة كقر النعمةلالعقدية الق كما وضح بعض المفاهيم الق ينبغي أن :تقيم بها الأعمالوأصل الولاية والبراءة( ا التاريخ.ويعرف بها الحق ق المذاهب 7 4۔كتاب"الإناضية مذهب من المذاهبالإسلامية المعتدلة": ي هذا الكتاب تطرق إلى عرض خلاصة تعريفية بالمذهب الإباضي في تاريخه أوشرحلذا فقد أنى بصيغة تقريرية بدونالعقائد. والتشريع والسياسةوآرائه ق ما ألف الشيخ علي معمر، وكان ذلك سنةتدليل على الآراء. والكتاب يعتبر آخر 9م أي بوالي سنة قبل وفاته. هذه هي أهم مصادر عرض مسائل العقيدة لدى الشيخ علي معمر وكانت الكتابات الأخرى -كما أشرت روافد لها لا تخلو من تناول البعد العملي والاجتماعي للعقيدة الإسلامية. ( - )1ينظر مثلا :الإباضية في موكب التاريخى حل، 1ص.73-85 - 701 - ه ثانيا -المصادر المعتمدة قي عرضه للعقيدة: بحكم تنو ع الكتابات العقدية عند الشيخ علي معمر فقد تنوعت المصادر الق اعتمدها حيث شاهدناه في كتابه سمر أسرة مسلمة يعتمد في نقل النصوص للاستشهاد على ما يقول على علماء الإباضية بالمغرب ونستطيع أن ندقق فنقول علماء جبل نفوسة ببلده ليبيا كما صرح هو بنفسه في المقدمة قائلا« :رجعت إلى كثير من كتب الفقه والتوحيد عند كتابة هذه. الفصول غير أنى اعتمدت فيما رجحته من الآراء على الكتب الآتية :عقيدة التوحيد وشروحها كتب فيلسوف الإسلام أبي طاهر الجيطالي، في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب© مسند الربيع بن حبيب»ه'". ففي كثير من الأحيان كان يستشهد بنصوص من عقيدة التوحيد لأبي حفص عمرو بن جميع، وشارحَيها الشيخ أبي العباس الشماخي والشيخ أيي سليمان التلاتي ونفس الشيء مع الشيخ إسماعيل الجيطالي في كتابيه قواعد الإسلام وقناطر الخيرات ومع الشيخ أني زكرياء الجناوني في كتابه الرضع -وإن كان لم يشر في مقدمته لهذا المصدر. -فينقل نصوصا منها مثل ما فعل قي موضوع قواعد وأركان الإسلام وقواعد وأركان الشرك، ومثل ما فعل في موضوع الولاية والبراءة كذلك‘. حيث تعد هذه الكتب المرجعيات والمصادر الأساسية لديه فى عرض مسائل العقيدة، وكان أحيانا يشير إلى ذلك صراحة وينقل نصوصا حرفية منها وأحيانا أخرى نتعرف على مصدره بالرجوع والمقارنة بين آرائه وبين ما ورد عند هؤلاء العلماء في مؤلفاتهم ولعل فصول البحث تكشف عن ذلك بوضوح. وإن دلنا هذا على شيء فإنما يدل على مدى اعتزاز الشيخ وقناعته مذهبه أولا ثم بعلماء بلده، وهو بذلك يعمل على إبراز بجهوداتهم الفكرية في بجال غرس ص.6أسرة: سمر - ()1 ( - )2المصدر السابق :ص.69-89 471-081©0 - 801 - العقيدة في الناس وعرض مسائلها، كما نفهمها دعوة من الشيخ للاهتمام بالتراث والرجوع إليه والبناء عليه بدراسته وتوظيفه من جديد. هذا عن كتابه الأول، وحين ننظر إلى ما احتوت عليه كتبه الأخرى نرى أن الشيخ معمر تعامل مع المصادر فيها بصورة أخرى تماما حيث وجدناه يعرض المسائل الى ينوي مناقشتها، وحين يجد الحاجة للاستدلال على ما يقول فإنه يرجع إلى كتب الإباضية ومصادرهم القديمة منها والحديثة حسب ما يقتضيه الموضوع ويتطلبه الأمر لكن من الواضح أن اعتماده الأكبر كان على ما أنتجه علماء الإباضية بالمغرب في أصول الدين خاصة بعد فترة النشأة ال كانت مشرقية ومصادرها هم علماء المشرق الأولين المؤسسين للمذهب أمثال جابر بن زيد وأبي عبيدة وعبد ا لله ين إباض والربيع بن حبيب. ولعل السبب يكمن في كون الشيخ مطلعا على تراث المغرب أكثر من تراث المشرق وهذا لايخلو من استدلالاته بما أنتجه علماء الإباضية بالمشرق -أحيانا -أمثال الشيخ نور الدين السالمي. وطبعا فإن الشيخ لم يقتصر على ما أنتجته المدرسة الإباضية؛ بل كان لموالتحليل، وهويرجع إلى المدارس الأخرى للمقارنة والاستشهاد والشرح يفرق بين مدرسة وأخرى؛ فقد أشار إلى الأشعري وأشار إلى ابن حزم وإلى الغزالي كما أشار إلى الشافعي وابن تيمية، وإلى المذاهب الأربعة، وأشار إلى المعتزلة والماتوريدية والشيعة والخوارج. ولعل ما نستخلصه من عمله هذا ككل هو تفتح فكر الشيخ على كامل المدارس الإسلامية وفرقها وتقبل الجميع ليكون ضمن حلقة الإسلام دون النظرة الإقصائية لأي طرف مهما كان مادام مرجعه ومصدر تشريعه هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم. كما نفهم أن نظرته للمذهبية على أنها تنوع إثرائي وتجحديدي داخل حقل الفكر والتجربة الإسلامية} وليست اختلافا تفريقيا أو تناقضيا أو إقصائيا لأي مذهب أو فرقة من الفرق الإسلامية. - 901 - مسائل العقيدة: +ثالثا -۔ منهجه ق عرض من خلال تعاملنا مع تراث الشيخ علي معمر العقدي تبين لنا أنه قد تناول مسائل العقيدة والكلام بمنهجين مختلفين يتمثلان فيما يلي: المنهج الأول تميز به كتابه :سمر أسرة مسلمة والمنهج الثاني تميزت به كتبه الأخرى خاصة منها كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية. والسبب في هذا التنوع المنهجي واضح وذلك لاختلاف هدف تأليف الكتاب الأول عن بقية الكتب؛ فقد ألفه بغية تقديم المسائل العقدية للناشئة والشباب في بجتمعه المسلم وألف الكتب الأخرى مخاطبا بها علماء الأمة الإسلامية ومفكريها وذوي التخصص منهم. هذا ما جعل من منهج كتاب سمر أسرة مسلمة يتسم بجملة خصائص رأينا تحديدها في النقاط التالية: - 1اعتماد أسلوب الحوار في عرض المسائل العقدية! وذلك بين ثلاث شخصيات هي الأب والأم والابن في أسمار عائلية. حيث يتناول الشيخ في كل ليلة الحديث عن موضوع عقدي فيدرسه ويشرحه بتجاذب أطراف الكلام بين أفراد الأسرة. ولعل الغرض التربوي من ذلك هو أن يضع بين أيدي الجتمع الإسلامي نموذجا لما ينبغي أن تعيشه الأسر والعائلات في المنازل من سهرات تبين وتعلم فيها أصول دينها لأبنائها وتغرس فيهم الأخلاق الحميدة والعقيدة المنجذرة؛ الي تصنع الفرد المسلم وتدفع به لخوض معترك الحياة في ثبات ويقين من عقيدته ودينه. - 2اعتماده على أسلوب مبسط ميسر خال من كل التعقيدات اللغوية والمصطلحات العلمية والكلامية الي تصعب وصول المعنى إلى القارئ. - 011 - وحين يضطر الشيخ إلى استعمال بعض هذه المصطلحات فإنه يردفها بشروحه وبيان معانيها المبسطة. كما أنه لا يتعرض إلى المسائل الي أثارها علم الكلام بعد العهد النبوي" وحين يضطر للإشارة إلى بعضها فإنه يكتفي بالقدر اللازم ويغض الطرف عن التوسعة والإطناب("". = 3اعتماده فى غالب الأحيان على أمثلة من الحياة المعيشة المتصورة لدى سائر الناس للاستدلال على رأي أو توضيحه أو إيصال فكرة أو شرحها أكثر(چ. = 4إغفاله فى كثير من الأحيان -أثناء إثبات رأي أو تفنيد آخر -الاستشهاد بالأدلة أو إيرادها بصفة موجزة بالاقتصار على بعضها فقط. = 5إغفاله الحديث تماما باسم مذهبه وعن الدفاع عن آرائه أو محاولته الرد على ما قاله أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى. حيث بجده يشرح المسألة العقدية دون أن يشير إلى أنها رأي للإباضية، ودون أن يبين أن هناك آراء أخرى مخالفة له ينبغي تفنيدها أو بيان ضعفها أو خطئها. - 6عدم الخوض ف المسائل الخلافية بين المذاهب واكتفاؤه بعرض أصول العقيدة ال يحصل حوفها الإجماع، حيث لو اطلع أي شخص على هذا الكتاب و لم يعلم مذهب صاحبه لما شعر أنه ينتمي إلى الإباضية، ولما وجد آثارا قي عرض المسائل وقي مناقشتها تدله بصورة واضحة على ذلك. إلا في بعض المسائل الجزئية الي لا يتفطظن لها إلا أهمل التخحصصأ‘، ومما ينجم هذا هو عدم ورود كلمة الإباضية في الكتاب إلا مرات معدودة على الأصابع وفي مواطن كان الغرض منها التعريف بالمذهب أو الإشارة إلى علمائه. ( - )1ينظر مثلا :سمر أسرة ث ص.53-73 ( - )2ينظر مثلا :المصدر السابق :ص 223ص.92-03 ( - )3ينظر مثلا :المصدر السابق :ص.03-33 _ - 111 - 7بعد شرحه لمسألة عقدية مثال ما فإنه ينتقل من ذلك المثال في تلك المسألة الجزئية إلى تعميمها على بقية الحالات الأخرى المشابهة لنفس المسألة المدروسة أو في المسائل المشابهة ال ينطبق عليها نفس الحك(". - 8تفتحه على دراسات علماء الإسلام المعاصرين© فيستشهد مثلا بكلام من تفسير الظلال لسيد قطب ويدعو الشباب المسلم لأن يطلع على كتب التفسير وأمهات مصادر الدراسات الإسلامية من السيرة النبوية والتاريخ لتكوين ثقافة إسلامية أصيلة(. - 9اهتمامه بربط مسائل العقيدة بأصولها العملية والتربوية ومحاولته إبراز البعد العملي والجانب الأخلاقي الذي ينبغي أن يظهر في الفرد المسلم من ليمانه .بالأصل العقدي هذا عن خصائص الكتاب الأول أما الكتب الأخرى فبحكم أن كلامه كان موجها إلى علماء الإسلام وإلى أهل الاختصاص منهم فقد تميزت بجملة خصائص أخرى، نستطيع تحديدها في النقاط التالية: - 1استعمال أسلوب علمي متخصص يسوده المصطلحات الشرعية والعقدية والكلامية. - 2يتكلم الشيخ فيها ممثلا مذهبه الإباضي وشارحا لآرائه ومعبرا عنها ومدافعا عليها ومبينا الزلل في النظر والحكم على أتباعه. لهذا نسجل على هذه الكتب طغيان النظرة المذهبية عليها، هذا ما تجلى أحيانا قي ردوده العنيفة على كتاب المقالات وعلى بعض أعلام الفكر المعاصري.‘(. ( = )1ينظر مثلا :المصدر السابق :ص.63 ( - )2ينظر مثلا :المصدر السابق:ص.6 ( - )3ينظر مثلا :المصدر السابق :ص.92-03 }220 ( - )4ينظر مثلا :الإباضية بين الفرقفس ص.001-101 03-130 - 211 - = 3تميزت كتاباته في الغالب الأعم بأسلوب أدبي رفيع واحترام كبير للعلماء والأئمة فيى مناقشته فهم حتى في أدق المسائل وأخطرها الق تركت بصمات سوداء وآثار سيئة قي تاريخ الإباضية حيث رأيناه يمسك أعصابه ويتمالكها ويرفع من شأن العلماء ويرجع سبب أخطائهم -أحيانا -إلى مصادر خارجية عنهم كالسياسة أو اعتمادهم على أناس كانوا وراء هنا الخلط والغلط والكذب". - 4استعماله لأسلوب السخرية أحيانا أثناء نقده لآراء كتاب المقالات ق الإباضية. = 5يبتدئ تحليل المسائل في كثير من الأحيان بعرض النتيجة الي من المفروض أن يتوصل إليها بعد البحث ثم ينتقل إلى الاستدلال على كلامه‘ بالتحليل الأمثلة(.وضرب = 6يعتمد في نقل الآراء على المصادر الإباضية فيستقي رأيهم منها حتى يقطع أي شك وأي طريق في عدم الثبت مما يقوله؛ فينقل مثلا عن الشيخ الوارجلاني وعن الشيخ أبي إسحاق اطفيش. 7يحاول في كل مرة التقريب بين الفرق الإسلامية، ودعوتهم إلى التسامح ونبذ الخلاف والشقاق واعتبار الاراء تنوعا وليس تفرقا وتضادا. فيجعل أحيانا في المسألة العقدية المدروسة طرفين متطرفين وطرفا معتدلا يقترحه لقاء بين الفرق والمذاهب الإسلامية. = 8يتغاضى في كثير من الأحيان عن عرض الأدلة المقنعة أو التفصيلة حول المسالة} بل يكتفي بذكر رأي مذهبه ويدعو إلى الرجوع إلى المصادر لمعرفة الأدلة التفصيلية فيها. ( - )1ينظر مثلا :الإباضية بين الفرق :ص.54 ©03-13 ( - )2ينظر مثلا :المصدر السابق :ص.72-82 - )3(.ينظر مثلا :المصدر السابق :ص.382-482 - 311 -9 هذه بعض خصائص منهج الشيخ في عرضه لمسائل العقيدة فماذا عن منهجه في الاستدلال على العقائد؟ +رابعا ۔ منهجه ق الاستدلال على العقائد: فى دراستنا هذه النقطة نحاول أن نقف على كيفية تعامل الشيخ علي معمر مع مصادر العقيدة الإسلامية وتحديد رؤيته إليها. هذا ما يتمثل في القرآن الكريم وقي السنة النبوية وفي العقل؛ أو بعبارة أخرى المصادر النقلية والمصادر العقلية: -1المصا دس النقلية: إن المتتبع لكتابات الشيخ علي معمر يجده كسائر علماء الإسلام يعتبر القرآن الكريم هو المصدر الأول لفهم العقيدة واستقاء المادة منه، وهذا ما يظهر جليا في عرضه لمسائل العقيدة» حيث كان يبتدئ الاستشهاد والاستدلال بالآيات القرآنية المناسبة في الموضوع بل كان أحيانا يكتفي بها دون أن يوظف المصادر الأخرى. ثم تأتي السنة النبوية معتمدا عليها بعد القرآن الكريم فيورد النصوص النبوية مدعمة للآيات القرآنية ومثبتة ما أراد الاستدلال عليه". ومرجعه فى ذلك مسند الربيع بن حبيب ثم بقية كتب الحديث خاصة صحيجي البخاري ومسلم. هذه هي رؤية الشيخ معمر للمصادر النقلية ,لكن في حقيقة الأمر إذا أتينا لتقييم ونقد تطبيقه لهذه الرؤية نجده قد أخل بها في كثير من الأحيان، إذ نراه لا يلزم نفسه بالاستدلال على كل قضية أو رأي أورده، بل في بعض الأحيان يورد الرأي خاليا من أي دليل سواء من القرآن الكريم أم من السنة النبوية وأحيانا كان يكتفي بإيراد دليل أو دليلين غير موفين بالغرض. ( - )1علي معمر :الإباضية دراسة مركزة، ص.06 صر.6سمر أسرة -علي معمر:)(2 - 411 - ولعل الهدف الذي حدده من عرضه العقيدة فيى كتابه الأول سمر أسرة مسلمة كان الموجه له، فلم يرد أن يطيل مؤلفه بالاستدلالات حاشدا للآيات والأحاديث في كل مسألة بل كان يكتفي بأقل قدر منها. ودون أن يأخذ في حسبانه وجود أدلة أخرى ق الموضوع ر.مما تكون أكثر دلالة. ما استدل به ودون أن يهتم بالرد على الأدلة الأخرى المخالفة لكلامه واستدلالاته، وطبيعة كتابه كانت تقتضي ذلك. أما فى كتبه الأخرى فنلاحظ أحيانا اهتمامه بعرض الأدلة النقلية من القرآن والسنة وإطالته قي ذلك مثل ما فعل في إثبات مصطلح كفر النعمة عند الإباضية وأن ما ذهبوا إليه كانت وراءه نصوص شرعية داعية إلى ذلك وأنهم لم يأخنوا ذلك من فراغ فرأيناه يسوق الأدلة الكثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية مثبتا بها رأي مذهبه"`. ويمكن أن نرجع عدم اهتمام الشيخ بالاستدلال على آرائه إلى طبيعة كتبه الأخرى كذلك، حيث لم يكن غرضها الأساسي والأول التأصيل للمسائل العقدية بقدر ما هي مناقشة لآراء علماء الإسلام في عرضهم لآراء الإباضية في العقائد والكلام. ومحاولته التقريب بين وجهات النظر في المسألة العقدية الواحدة وحرصه على الجمع بين المسلمين وتفادي الشقاق والخلاف. هذا ما جعله في كثير من الأحيان يعمل على تجسيد هذه الأفكار الإصلاحية على حساب الأدلة والبراهين في المسألة العقدية فيتغاضى عن دراسة الأدلة وعن تأصيل المسألة} والرؤية إلى أن الخلاف بين المدارس الإسلامية ليس خلافا جذريا وأنه بالإمكان إتجاد موقف وسط بينها. هذا ما جعله أحيانا كذلك يدلنا على المصادر الي ينبغي أن يرجع إليها لمعرفة الأدلة التفصيلية في المسألة ويكتفي بذلك دون أن يدلنا على رأيه ودون أن يكشف عن أدلته. ( - )1علي معمر :الاباضية في موكب التاريخ، حل، 1ص.98-29 - 511 - هكذا نقرر -كما رأينا -أن تعامل الشيخ علي معمر مع المصدر لم يحكمه نسق واحد سار عليه في كامل عرضه‘ و لم ينتهج فيه منهجا وحيدا، بل تعددت صوره واختلفت. هذا عن منهجه في الاستدلال بالأدلة النقلية فماذا عن منهجه الاستدلالي بالأدلة العملية؟ | لمصا ‏ 72 ٠ا لعقلبة : - 2 في حقيقة الأمر لم نقف على تعريف واضح لمفهوم العقل لدى الشيخ علي معمر في مؤلفاته، و لم يبين لنا منهجه في التعامل معه في مسائل العقيدة والكلام. لهذا فقد حاولنا معرفة ذلك من حلال تعامله مع القضايا العقدية: لقد أعطى الشيخ معمر دورا هاما للعقل في فهم مسائل العقيدة وفي تقرير جوانب فيها مع ربط ذلك دائما بالنقل، وهو متأثر فى ذلك منهج مذهبه بلا شك؛ الذي من ميزته أنه يعطي فسحة لا بأس بها للعقل في بحال فهم النصوص العقدية وفي بحال الاجتهاد والتعامل مع النصوص الشرعية بصفة عامة. وقد ظهر ذلك جليا في دعوته للتفكير في الخالق واستعمال العقل للتأمل في ملكوته ومعرفته معرفة يقينيةش كما دعا إلى النظر في الكون وعجائبه وجعل الحجة تقوم في الإيمان با له تعالى على النظر والتفكير وإعمال العقل و لم يعذر الجاهل با لله ليروصل الإنسانوحدانيته 3إذ رأى أن طريق العقل كافيعرفتعالى أو الذي إلى معرفة خالقه ثم يأتي النقل مدللا على ذلك. كما رأيناه يعمل على تأويل النصوص المتشابهة وإرجاعها إلى المحكمة منها اعماله العقل في فهم معانيها. ولعل هذا ما وافق فيه مذهبه وجاراه عليه واتبعه فيه. وإل جانب ذلك فقد سجلنا للشيخ بعض المغالاة في استعمال العقل؛ إلى حد القفز على النصوص الشرعية -أحيانا -مثل ما رأيناه في موقفه من مفهوم الميزان - 611 - والصراط حيث أنكر بعض الحقائق المثبتة بالنصوص الخبرية النبوية بنظرة عقلية محضة وبتفسير عقلي غريب" يمكن لنا أن نصفه بنوع من التطرف. وبذلك نقول أن منهج الاستدلال على العقائد عند الشيخ علي معمر يتمثل في اعتماد القرآن الكريم والسنة النبوية في الدرجة الأولى ثم يأتي بعدهما العقل مع إعطاء دور هام له يتمثل في فهم نصوص النقل والمقارنة بينها ورد المتشابه منها إلى المحكم. ©ث©:+ - 711 - المبحث. الثان المحرفة الشرعية الضرورية ٭+تمهيكد: إن مبحث العلم المتعلق بالمعرفة الدينية العينية الضرورية على الإنسان المسلم يعد مبحثا هاما في علم العقائد حيث رأينا العديد من المصنفات تتعرض إلى بيان مضامينهء كما أن منها ما تستفتح به الحديث قبل التعرض لباقي مسائل العقيدة} لين من خلاله ما يلزم الإنسان المسلم أن يعرفه ضرورة عن دينه وما يسعه جهله وما لا يسعه جهله فيه. وقد عرف موضوع تقسيم العلم من الوجهة الشرعية اهتماما خاصا عند علماء الإباضية" منذ القديم؛ حيث أفردوه بمباحث مستقلة وفصلوا الحديث فيه، وعادة ما تكون في بدايات مباحث علم العقيدة والتوحيد\ أو قبل التطرق إلى الواجبات الشرعية للمسلم من العبادات والمعاملات، ولعل اهتمام الشيخ علي معمر بالموضوع كان تأثرا معن سبقه من علماء مذهبه. كما رأينا ذلك عند المدارس الإسلامية الأخرى» فالقاضي عبد الجبار( المعتزلي ني شرحه للأصول الخمسة توسع في بيان العلم الضروري ووضح علاقته بالنظر ( - )1ينظر مثلا :أبو زكرياء الجناوني :كتاب الوضع تح :أبو إسحاق إبراهيم اطفيش، مطبعة قواعد الإسلام-إسماعيل الجيطالى:دت‘ ص.03-63القاهرة مصرالفنجحالة الحديدة بن إبراهيم الكندي :بيان الشر ع وزارة التراث القومي والثقافة. عمان، ص-.411-611محمد ج2ا ص 382-9921عبد العزيز الثمين :معالم الدين" 61-3كا -نور الدين.5ءعء السالمي :مشارق أنوار العقولء صر.63-621 ( - )2القاضي عبد الجبار :رت 514ه5201/م) من أعلام المعتزلة وأئمتها وأحد قضاتها، من أهم مولفاته شرح الأصرل الخمسة(. الزركلي :الأعلام ج. 3ص.)372 - 811 - الذي يعتبر معتمد المعتزلة في المعرفة الإلهية لذا فقد عده من أول الواجبات"‘& ورأينا ذلك عند أبي بكر الباقلاني“ في كتابه التمهيد حيث تكلم عن معنى العلم الضروري والعلم النظري وبين أقسام وعند الشيخ محمد عبد في رسالة التوحيد، وإن كان حديثه أتى مختصرا و لم يتوسع في بيان العلم الضروري. ونحاول أن نتعرف في هذا الفصل على آراء الشيخ علي يحيى معمر في الموضوع : العلم ا لشرعي الضروري‏ +٠ولا: وري:الضالعلمتعرف1 قبل ذلك يحسن أن نقف على ما قاله علماء اللغة في تعريفهم للعلم: وعليمالعلم لغة :مأخوذ من مادة "علم" والعلم نقيض الجهل يقال رجل عا وبصفة المبالغة علام وعلامة} وعلمت الشيء أي عرفته وفقهته ويعرفه الشيخ لغة بأنه معرفة الأشياء على حقيقته(". ( - )1القاضي عبد الحبار :شرح الأصول الخمسة ص[.51- ( - )2أبو بكر الباقلاني833-304( :ه059-3101/م) محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر :من أئمة الأشاعرة وأعلامها، انتهت إليه رئاستهم، من مؤلفاته :التمهيد (الزركلي :الأعلام" ج©6 ص.671 ( - )3أيو بكر الباقلاني :كتاب التمهيد، تح :الأب رتشرو يوسف مكارثي اليسوعي، المكتبة الشرقية، بيروتڵ لبنانء 75910منشورات جامعة الحكمة في بغداد. صر.6-9 ( - )4محمد عبده بن حسن9481( :ه5091-م) من رواد المدرسة الإصلاحية في مصر& تلقى دراسته بالأازهر، وتتلمذ على السيد جمال الدين الأفغاني" من أهم مؤلفاته :تفسير المنار رسالة التوحيد(. الزركلي :الأعلام؛ ج، 6ص.)252 ( - )5محمد عبده رسالة التوحيد ط 4دار إحياء العلوم؛ بيروت-لبنان }2041/2891، ص.35 ( - )6ابن منظور :لسان العرب، مج، 2ص.078 ( - )7سمر أسرة :ص.091 - 911 - أما العلم المفروض شرعا فيعرفه بقوله« :هو معرفة ما يجب أن يعتقده الإنسان ويقر به وما يجب عليه عمله وما يجب عليه تركه وما يجب عليه الوقوف فيهم". فمن التعريف يظهر جليا أن العلم الضروري يمكن تقسيمه إلى ما تعلق بعلم مسائل العقيدة وما يلزم على الإنسان معرفته عن ربه من التوحيد وما يترتب عنه وإلوالحجوالصوموالزكاةوإل ما تعلق بالعبادات من معرفة الفرائض كالصلاة والبيو ع. ما تعلق. ممعرفة المعاملات من أحكام الزواج والطلاق ونفهم من التعريف كذلك أن المعرفة الضرورية يتزتب عنها العمل أو الترك أو الوقوف. كما هو واضح أيضا أن التعريف في شقيه الثاني والثالث يحتوي على مواضيع خارجة عن العقيدة وداخلة ضمن الفقه ونحن لا نتطرق إليها من حيث مواضيعها بل من حيث وجوب معرفتها أوعدمه وما ينزتب عن ذلك من أحكام. ولتوضيح هذا التعريف ومعرفة مضامينه أكثر وجدنا الشيخ معمر يقسم العلم الضروري كما يلي: -2أقسام العلم المتعلق بالدين: - 1ما لا يسع جهله طرفة عين - 2ما يسع جهله والقسم الثاني ينقسم بدوره إلى قسمين: [ -مضيق في معرفته - 2موسع في معرفته أما ما لا يسع جهله طرفة عين فيعرفه الشيخ بقوله« :أن الإنسان في أول لحظة ( - )1المصدر السابق :ص.091 ( - )2المصدر السابق :ص.831 - 021 - من لحظات البلوغ يجب عليه أن يؤمن با لله ولا يجوز له أن يتأخر عن الايمان ولو .عقدار ما تطرف عين". أي أن الإنسان منذ لحظة التكليف -الي بها سيبتدئ محاسبته عن أعماله وأقواله -يجب عليه وجوبا أن يعلم ويؤمن با لله تعالى ولا يجوز له أن يتاخر في هذا العلم أو أن يتجاهل ذلك في لحظة من لحظات حياته بعد بلوغه ولو بمقدار طرفة عين من الوقت© لأن ذلك سيؤدي به إلى الجهل با لله وهذا هو الشرك بعينه. ويضيف الشيخ إلى ذلك عدم جواز جهل جملة التوحيد الي يدعو إليها الإسلام والمتضمنة معرفة الرسولهة والرسالة متى قامت بذلك الحجة، لأنها انتمائه. المرء وعنإسلام الدالة والمعبرة عن وقي الواقع إن الشيخ معمر في هذه المسألة قد استفاد استفادة كبيرة بما نص عليه الشيخ أبو طاهر إسماعيل الجحيطالي( في كتابه قواعد الإسلام» حيث أورد هذه الأقسام مما يسع جهله ومما لا يسع جهله من علوم الدين. وبالمقارنة بينهما نجد جهد الشيخ معمر يتمثل في بسطه للموضوع بأكثر شرح وبإعادة صياغته بأسلوبه الواضح الذي بإمكان أي شخص أن يتفهمه ويدرك مقاصده ومعانيه، وبالمقارنة كذلك تحد أن الشيخ الجيطالي لم يمدنا بما لا يسع جهله طرفة عين في التوحيد بالتدقيق والتحديد كما فعل الشيخ معمر بل تكلم عن ذلك إجمالا، واعتبر أن كل ما يتضمنه معرفة ا لله تعالى يدخل تحت هذا ( - )1المصدر السابق :ص.831 ( - )2المصدر السابق :ص. 831 ( - )3أبو طاهر إسماعيل الجيطالي :من أعلام الإباضية رت 057ه9431 /م) نشا في مدينة حيطال مجبل نفوسة بليبيا عرف بسعة علمه وبمرأته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سجن بطرابلس وبعد خروجه من السجن رحل إلى جزيرة جربة فاستقر بالجامع الكبير إلى أن توني وقبر هناك له مؤلفات عديدة منها :قواعد الإسلام قناطر الخيرات(. الخعبيري :البعد الحضاري، ج، 1ص.)321 - 121 - القسم ونورد كلامه قائلا« :فالوجه الأول من معرفة مالا يسع الناس جهله طرفة والأمثال عنه".وذلك ما قدمناه من معرفة ‏ ١لله جل ذكره ونفي الأشباهعن والواقع أن اختلاف من يوجه له الخطاب كان وراء تفصيل وتحديد الشيخ معمر وإجمال واختصار الشيخ الجحيطالي فالأول يقدم الموضوع لعامة الناس وللناشئة منهم والثاني يقدمه للطلبة وأهل العلم بوجه أخص. أما ما يسع جهله في الشق المضيق منه فيعرفه الشيخ بقوله« :هو ما كان وقته غير زائد عن فعله»“، وهو كذلك ما تعلق بورود شيء على المرء كان يجهله في معرفة ا لله تعالى في صفاته أو أسمائه أو أفعاله مهما كان طريقه سواء بالسماع أو بالعقل أو بواسطة الخاطر الذي يخطر ببال الإنسان؛ فإنه يجب عليه حالا أن يعرفه وينفي الجهل عن نفسه فيه وأن يعتقد بالحق فيه بأن يصل إلى وصف الله تبارك وتعالى بما يليق به، ولا يعذر في التأخير أو الخطإ“. ويشدد الشيخ في تضييق معرفته أكثر فيقول« :بل أنه لا يشتغل بغير ذلك ذلك أنه يستطيع أن يصلصلاةق حتى ينتهي إل الحق الذي يدين به ولو كان إلى الحق بالتفكير العقلي»“. جهله بعد وروده ل نه متعلق بتوحيد ‏ ١لله ومعرفته ي صفاته و أسمائه وأفعاله ؛ لذا فالجهل متعذر فيه ولو مقدار طرفة عين وهو ما أتى في القسم الأول من العلم. ولتوضيح هذا يورد الشيخ معمر مثالا مبسطا قد يحدث لأي شخص ويسهل تفهمه وإدراك معناه للفتى المكلف؛ وملخصه أن أي إنسان قد يخلو بنفسه أحيانا في ( - )1قواعد الإسلام ص.411 ( - )2سمر أسرة :ص.291 ( - )3المصدر السابق :ص.1[41.241 ( - )4المصدر السابق :ص.1[141 - 221 - مكان فيستشعر أنه ليس هناك من يرى ما يعمل أو يسمع ما يقول أو يعرف ما يقوم به» خاصة إذا كان في حالة يكره أن يطلع عليه أحد؛ وفجة يتذكر أن ا لله مطلع على ما يعمل وأنه سامع ومبصر وعالم به، فإنه يجب عليه بعد أن خطر له هذا أن يعرف الحق عن ا لله تعالى فيه فيصفه بما يليق به من أنه سميع بصير عليم وأن سمعه وبصره وعلمه لا كالمخلوقات(. كما يرى أن الحجة قى معرفة الحق عن الله تعالى في هذه النقطة المستحدثة لدى هذا الشخص قد قامت عليه حين أثير هذا الموضوع، بأي طريق كان عقلا أو سمعا -لذا فلا يحق عليه أن ييقى جاهلا فيه ولو بمقدار طرفة عين لأن باستطاعة العقل الوصول فيه إلى الحق في توحيد ا لله تعالى. من ذلك نستنتج أن ما يسع جهله إلى الورود والمضيق في معزفته عند الشيخ معمر هو ما تعلق معرفة ا لله تعالى فى أسمائه وصفاته وأفعاله في الكليات العامة من هذه المسائل دون جزئياتها ودون تلك المسائل المعقدة والدقيقة الي أثارها علماء الكلام بعد انقضاء العهد النبوي، مثل :علاقة الصفات بالذات ومفهوم صفة الكلام الإلهي والموقف من الصفات الخبرية، حيث لم بحد أي إشارة للشيخ إليها» فبلا شك أن إدراك هذه المسائل لدى عامة الناس ليس بالأمر الهين وليس بمقدور عقولهم تفهمها واستيعاب جزئياتهاء فكيف بالخوض فيها ومعرفة الحق الذي ينبغي أن يتبع فتبقى هذه المسائل خاصة بالمهتمين بالعلوم الشرعية وعلوم العقيدة وأصول الدين بوجه أخص. وإن ما يدعم رأيي واستنتاجي هذا ما أورده الشيخ معمر في تعريف الموسع مما يسع جهله حيث اعتبر تفسير معاني التوحيد يدخل ضمن هذا القسّث& ويخرج من القسم الأول المتضمن للمضيق مما يسع جهله. ( - )1المصدر السابق :ص`. 141 ( - )2المصدر السابق :ص.141:241 ( - )3المصدر السابق :ص.291 - 321 - ولعل جل المباحث الكلامية المثارة بعد العهد النبوي يمكن اعتبارها ضمن الاجتهادات في شرح معاني التوحيد؛ لذا رأينا تعددا في الرؤى واختلافا في الآراء حول المسألة الواحدة. كما يعتبر الشيخ أن السبيل الموصل إلى معرفة الحق في الأمر الوارد فيما لا يسع جهله هو التفكير العقلي؛ والمقصود به إعمال عقل الإنسان في معرفة ا لله تعالى المعرفة الصحيحة، أي تذكر أن ا لله واحد لا شريك له وأنه عليم سميع بصير وما إلى ذلك من صفات الكمال، ونفي ما يكون قد خطر ببال الإنسان أو عرفه مما يخالف توحيده أو صفاته الكمالية. ولعل هذه الطريقة الي يقترحها علينا الشيخ همي أسهل حل لنفي التشكيك وشبه الشرك على الإنسان كما أن هذا العمل هو قدر مشترك بين كل الناس على تفاوت مستوياتهم ومداركهم 3فكلهم قادرون على تذكر أن ا لله سميع بصير عليم ثم نفي ما يكون قد خطر ببالهم خلاف ذلك. أما الشق الثاني مما يسع جهله وهو الموسع في معرفته بعد وروده على الإنسان فيعرفه الشيخ بقوله« :هو ما كان وقته أوسع من فعله أو زائد على فعله»«& فهو ما لا تقوم فيه الحجة إلا بالسماع وبعد قيامها يشترط الشيخ على المرء أن يعمل وجة في الطلب حتى يتحصل على العلم المطلوب. ويضرب لنا مثالا على شكل تساؤل ثم يجيب عنه لتبسيط مفهومه للفقتى المكلف فيقول« :قد يسمع مكلف باسم نبي أو ملك أو فريضة من الفرائض لم يسبق له العلم بها فماذا ترى يجب عليه في هذبا الخبر الجديد؟»©. يرى الشيخ أن معرفة ذلك يقسم إلى قسمين: ( - )1المصدر السابق :ص.291 ( - )2المصدر السابق :ص.241 - 421 - أولهما :إذا كان المصدر الذي استقى منه الخبر يوجب التصديق؛ كأن يكون عالما متخصصا ف الشريعة أو كتابا معتمدا فى العقائد فإنه يلزمه التصديق مباشرة. ثانيهما :حين يكون المصدر لا يوجب التصديق؛ كأن يكون من غير المختصين فإنه في هذه الحالة يلزمه أن يسأل وييحث حتى يصل إلى الصحيح من العلم في الموضوع كما يرى أن السبيل المؤدي إلى معرفة هذا النوع من العلم هو السماع فقط وأن العقل غير قادر على معرفة الحقيقة في} 3لأنه مما ورد النقل في الإخبار عنه وتفصيله. إن الشيخ هنا قد حرص على أن يكتسب الإنسان المسلم معرفة دينية عقدية واسعة حتى في الخوانب التفصيلية من الرسالة مما هو خارج عن معرفة ا لله تعالى وذلك باشتراطه ضرورة البحث والحد فيه للتوصل إلى المعرفة الصحيحة في النقطة الغير معلومة. كما نلحظ حرصه ف التأكد والاحتراز والتثبت من المصدر الذي تستقى منه المعرفة الشرعية} فربط تصديق الخبر أو عدمه بنوعية المصدر& ثم دعا إلى البحث وبذل الجهد لاستيفاء المعرفة من المصادر الشرعية الي توجب التصديق؛ وهو يقصد بذلك الرجوع إلى العلماء في العلوم الشرعية واستشارتهم واستفتاتهم، وكذا الاعتماد على كتب العقيدة المتخصصة. وإن غاية الشيخ من ذلك بلا شك هي نيل المعرفة الشرعية من الينابيع الصافية فها وإبعاد كل أنواع العادات والإشاعات والإسرائليات الي تتداول أحيانا بين العامة من الناس حول مسألة شرعية أو حول حياة بعض الرسل وأعمالهم وأوصافهم. وكذا لربط الإنسان المسلم بشيخه وعالمه وتوطيد الصلة معه حتى يجعل منه قدوة يرجع إليه فيما أشكل عليه من المسائل ويستفيد من علمه ويستنير بأخلاقه، ( - )1المصدر السابق :ص.241 - 521 - وفي مقابل ذلك قطع الطريق أمام أنصاف العلماء و المشعوذين الذين عادة ما يتسببون في زرع عادات سيئة مخالفة للشرع والعقل في أوساط العامة مثل عادة التقرب إلى الأولياء والترك بهم وعادة زيارة القبور وما يحيط بها من أعمال ومعتقدات فاسد! وأعمال السحر وتسخير الجن؛ كل هذا يتسبب في انحراف المجتمع عن النهج السوي في معرفة دينه ومعرفة ما يصلح وما يفسد من أعمال. الخلاصة :إن العلم الذي يسع جهله يحتوي على مضيق في معرفته، وهو ما تعلق بمعرفة ا لله سبحانه وتعالى وتوحيده؛ حيث يجب أن ينتهي فيه المكلف إلى الحق مباشرة بعد وروده عليه مهما كان طريقه، وهو ينقلب إلى ما لا يسع جهله بعد وروده. والقسم الثاني منه وهو الموسع قي معرفته وهو ما تعلق بمعرفة ما دون ا لله تعال من مواضيع الرسالة حيث يجب فيه البحث للوصول إلى الحق فيه، وأن يتثبت من مصدره قبل المعرفة فيه. ومن تم نجد الشيخ يحدد بعض العلوم الشرعية ال تدخل تحت قسم ما يسع جهله من أحكام الدين، فيرى أن مسائل التوحيد الي تحب بقيام الحجة السماعية وما تعلق ببقية مسائل العقائد التفصيلية والإقرار بها يدخل في القسم المضيق منها وكذلك جميع الفرائض الين خصصت فها أوقات يكون العلم بها بوكيفياتها مُضَيْقا عند حلول تلك الأوقات". ومثال ذلك الإنسان الذي لم تجب عليه الزكاة لعدم بلوغه النصاب فليس من الواجب عليه أن يعرف أحكام الزكاة؛ ولكن بمجرد أن يبلغ النصاب فإن معرفة أحكام الزكاة بصبح في حقه من المضيق مما يسع جهله حتى يستطيع تأدية واجبه قبل فوات الأوان(. ( - )1المصدر السابق :ص.341 ( - )2المصدر السابق :ص.441 - 621 - وفي جانب العلم الشرعي المتعلق بمعرفة ما حرمه الله من الأفعال والأقوال خارج دائرة العقائد» وأمر بتركها يرى الشيخ معمر أنه لا يجب على المكلف العلم بها إلا عند الابتلاء، ويقصد بالابتلاء تعرض الإنسان لظروف مقارفة الحرم بالقول أو بالعمل ويضرب مثالا على ذلك بالإنسان الذي يعرض عليه تناول مشروب لا يعرف طبيعته وحكمه فإنه يطالب في هذه اللحظة معرفة الحكم الشرعي فيه قبل بذلكث© تناوله } أما قبل ذلك فهو لا يؤاخذ على جهله لحكمه 0وهو غير مكلف ونفس الحكم مع سائر الأقوال والأفعال(.. من سبقه من علماء الإباضية في مسألة العلم الضروري خاصة منهم علماء جبل نفوسة أمثال الشيخ أبي زكرياء الجناوني{ في كتابه الوضع والشيخ إسماعيل الحيطالي في كتابه قواعد الإسلام هذا في القديم وفي الحديث ما كتبه الشيخ نور الدين السالمي في كتابه مشارق أنوار العقول حيث رأينا مع القدماء أن كلامهم حول الموضوع اتسم بالاختصار وتوجيهه لأهل الاختصاص هذا رأينا عليه طابع الأسلوب العلمي المتين ونفس الشيء يقال عن الشيخ السالمي لكن تميز عنهم بالتفصيل أكثر في الموضوع ومناقشة نقاطه أما ما ميز معاة الشيخ معمر للموضوع هو إعادة تقسيمه ثم دراسة كل قسم على حدة مع بسطه للأمثلة الواقعية المعيشة في هذا العصر كما فعل ذلك مع الذي يعترضه في أحد أسفاره مشروب لا يعرف كنهه. ( - )1المصدر السابق :ص.441-541 ( - )2أبو زكرياء يحيى بن أبي الخير الجخارني (ق5ه /ق11م) من قرية " آحَتَارَن " ممبل نفوسة بليبيا! أخذ العلم عن الشيخ أبي الربيع سليمان بن أبي هارون، من مؤلفاته :كتاب الوضع؛ مختصر في الأصول والفقه، عقيدة نفوسة (الجعبيري :البعد الحضاري، ج، 1ص.)611-711 - 721 - هذا من جهة ثم رأينا كيف ضبط كل صور هذه الأثام ثم شرحها وبسط من أسلوبه ونستطيع أن نقول أن الشيخ قد وفق كثيرا في معالحة هذه المسألة وأضاف عرضا جديدا للمبحث يستفيد منه من رجع إليه من الشباب ومن عامة الناس ومن اللتحصصين كذلك ومع كل هذا نسجل أحيانا صعوبة في فهم بعض مسائل البحث الي تعرض فها الشيخ للمناقشة وذلك لطبيعة اللغة وتشابه العبارات المستعملة فيه. هذا عن العلم المفروض ئ ولعل هذا ما يودي بنا لنتساءل :ما حكم من نسي أو جهل شيئا من هذا العلم؟ ‏ 4٩ثانيا :نسيان العلم الضروري وأحكامه -1تعرف النسيان: النسيان لغة :ضد الذكر والحفظ ويشتق منه :نسيه نسيا ونسيانا ونسوة ونساوة ونساوة. وله معنى النك(. وهوولعله من البديهي أن يعتبر النسيان والجهل من طبائع البشر وصفاتهم دلالة على ضعفهم ونقصهم وف المقابل هو دلالة على كمال ا لله تعالى وعلمه، ولا يمكن أن يرتفع عنهما أي بشر مهما كان، فكيف يكون إثما إذن؟ يجيب الشيخ أن المقصود من النسيان لا كل نسيان، بل ترجع المؤاخذة إلى نوع العلم أو العمل الذي وقع عليه النسيان، وإلى سبب نسيان هذا العلم أو العمرة. ( - )1ابن منظور :لسان العرب، مج، 3ص[. 36 ( - )2سمر أسرة :ص. 231.331 - 821 - فحين يتكلم عن النسيان في المجال الشرعي يقصد به ذلك الإعراض والتهاون والإهمال عما كان الإنسان يعرفه من العلم الضروري معرفة صحيحة حتى أصبح يعرفه إطلاقاء وكان من نسيانه هذا تضيعومحصل له علم به من قبل( اكأنه فقالوا :العلم"3على صاحبه اسم "الراجع عنوقد أطلق العلماءواجب(‘&عمل الناسي راجع عن علمه. وفي هذا الحال يرى الشيخ معمر أن المرء الذي حفظ القرآن الكريم ثم أهمل(‘ لمدة طويلة فلم يعد تلاوته ولا دراسة معانيه ومحاولة فهمها بالاستعانة بكتب التفسير واللغة أو على الأقل التدبر فيه والعلم بالأحكام المستقاة منه؛ فإنه يكون بذلك به:مستشهدا‏ ١لله ن رسولثم يورد حديثومرتكبا لاإنم عظيم{.مؤاخحذا فلم أر ذنبا أعظم من ناسي القرآن»“.«نظرت قي ذنوب أم وليرفع الشيخ الحرج على النا سي بالمفهوم اللغوي يقسم النسيان إل قسمين: -2أقسام النسبان: أ -نسيان :يترتب عن إهمال وإعراض يؤدي إلى درجة الجهل بعد العلم وهو المواخذ عنه. ( - )1المصدر السابق :ص.431 ( - )2المصدر السابق :ص.731 ( - )3الجحيطالى :قواعد الإسلامێ ص.711-811 ( - )4يرى الشيخ الجحيطالي أن المقصود الشرعي من نسيان القرآن هو هجرانه والتهاون به وترك العمل به} ويعتبر المرء ناسيا للقرآن إذا ترك العمل به ولو كان يحافظ على تلارته ظاهرا كما أن الناسي له حفظا بسبب من الأسباب كالمرض مثلا لا يعد آما ولا ناسيا له إذا عمل بما فيه. قواعد الإسلام( :رص.)711-811 ( - )5سمر أسرة :ص.431 (- )6التزمذي :كتاب فضائل القرآن:رقم 61920:موسوعة الحديث الشريف، شركة صخر لبرامج الحاسب ت 6991م. - 921 -01 ب -نسيان :عارض يذهل فيه الإنسان عن شيء ثم يتذكر}» وهو الذي لا الخطأيخلو من الوقوع فيه أحد، وفيه ورد حديث رسول ا للمجة« :وضع عن أم والنسيان وما استكرهواعليه»ث 3تم يورد الشيخ معمر جملة من الآيات في موضوع النسيان بالمعنى الأول وبالمعنى الثاني مستشهدا على تقسيمه هذا: أ -الآيات في النسيان بمعنى الذهول والغفلة: منها قول ا لله تعالى« :فلَمَا بلغا مَجْمَع هما نسيا ا حُونَهمَا الكهف.16 / قان ل قواخيني ببما نسيت ولا«(واذكر ربك إإذا نسيته [الكهف©]42/ تقني من نري عُسْرًامه [الكهف }]37/إرثا لاً تواخجذنا إن نسيا او اخطأنامه [البقرة]682/ -الآيات في النسيان بمعنى الإهمال والإعراض: وق د أتى الوعيد فيها شديدا على صاحبها ومنها قول الله تعالى« :النزين نهملَهوا ولعب وَعَرَنهُم الحَيَاةة اليا قلم نساهم كَمَا نسوا لقاء7 الشاونرفادزيهم هذا وَمَا كانوا ببناياتنا يَنجَْحجَةْحَذون؛ه والنفقات فنهم مُن؛ غض ياامُرون باالمنكر وينهون عن المعروف وتقبضشون فان ربالتوبة.]76/أيدَِهُمْ زنسوا اللة فسيَهُم ,إن الْمَُافقَ اهم السيفون لم حَشرتني أمرا وقذ كت بصيرا قال كذلك أشك عايتما نسيتها وكذلك لو تىسى'» [طه.]5210621/ من الواضح أن هذه الآيات أتت متوعدة للناسي الذي ابتعد بنسيانه عن واجباته وعارض آيات الله وأحكامه لذا استحق هذا الوعيد المتمشل في نسيان ا لله له يوم القيامة وعدم النظر إليه. ( - )1سمر أسرة :ص. 531 ( - )2ابن ماجه :كتاب الطلاق :رقم.5402 : - 031 - كما يرى الشيخ أن حكم الناسي هو الشرك بالله إذا كان نسيانه في العلم للفروض من التوحيد ومعرفة الرسول والرسالة} أو ترك مسألة مفروضة أو تباعة من أموال أو أنفس واعتبر نسيانه جهلا وهو أقرب إلى الخحو«.0 في ختام هذا المبحث نسجل كيف كان الشيخ معمر حريصا على إبعاد كل أنواع الجهل والنسيان عن المعرفة الشرعية الضرورية لأي إنسان مسلم بالغ، إلى حد المبالغة أحيانا قى إحاطة المعرفة المتعلقة با لله تعالى في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه بسياج العلم والمعرفة المعتمدة من مصادر موثوقة وذلك بتصنيفه له ضمن العلم الذي لا يسع جهله طرفة عين ثم اعتباره لما يرد على الإنسان في هذا الجانب مما ينبغي أن ينتهي فيه المرء حالا إلى معرفة الحقيقة عن طريق إعمال العقل فيه، دون عذر لأي إهمال أو تأخير فى معرفته» وكذا البحث وزيادة المعرفة في مسائل التوحيد والعقيدة عامة مما يكون طريقه السماع. ومن جهة أخرى نلحظ دلك التشدد في التعامل مع الناسي والجاهل لأمور دينه المفروضة عليه وترك واجباته الشرعية. حيث حكم عليه بالشرك والجحود وأورد الآيات الي استدل بها على هلاكه وعلى شدة الوعيد الذي ينتظر صاحبه. ولعل الهدف الأسمى من موقف الشيخ هذا هو توحيد ا لله تعالى عن علم ومعرفة وإبعاد كل أوصاف التشبيه والشرك به وسد السبل المؤدية إلى ذلك‘ سواء في المعتقدات أم الأقوال أم الأفعال وجعل الإنسان المسلم دائما حريصا في المحافظة على نقاوة وصفاء عقيدته ودينه. ( - )1سمر أسرة :صر.731 - 131 - المبحث الأول ا لله تخجاله۔وجوط ٭+تمهيل: وجود الله تعالى حقيقة خحالدة، وقديمة قدم الإنسانيةى حيث لم يسجل لنا التاريخ حضارة إنسانية عاشت دون اتخاذ ما يسمى بالآلهة أو المعبود الغيبي، وهذا طبعا بصرف النظر عن طبيعة وصفات الإله عند كل أمة. لهذا فقد عت هذه المسألة من البديهيات أو المسلمات الفطرية الكامنة في التزكيبة الإنسانية المتكونة من جسد وروحل! حيث يتم الاهتداء إليها تلقائيا بفطرته، كما يحس بحاجته إلى فكرة الإله. ولعل الشاهد على ذلك ما دونته لنا كتب التاريخ والفلسفة منذ العهود الموغلة في القدم عن مختلف الأفكار والفلسفات العالمية والمعتقدات البشرية الي اشتركت كلها في البحث في مسألة الألوهية، فظهرت تسميات عديدة لهذا المطلب الفطري؛ مثل :الصانع العقل الأول، واجب الوجود سبب الأسبابڵ المحرك الأول، وغيره(. وهكذا اشتركت مختلف مشارب الإنسانية في التعبير عن الإله» كل حسب ما كان يملك من إرث عقدي وثقاني وفكري. ( - )1رؤوف شلي :منهج القرآن الكريم في إثبات العقيدة الإسلامية ط &2منشورات المكتبة العصرية! صيدا -بيروت -لبنان؛ دت، صك.5 ص.21-62( - )2محمد الغزالي :عقيدة المسلم» دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة الجزائر 5891م8 ( - )3عبد الغني عيود :الله والإنسان المعاصر ط[، مطبعة الاستقلال الكبرى دار الفكر العربي© ص.53-657م. - 431 - مع هذا التلاقي الكبير للإنسانية حول الأصل الأول للكون فقد أخبرنا التاريخ من جهة أخرى عن بعض الأصوات اليي تعالت منكرة وجاحدة هذه الحقيقة الساطعة فسجلت كفرانها بالعقائد والأديان فحاولت إرجاع كل ما هو غيي إلى تفسير عقلي منطقي تارة، ومادي تحريي تارة أخرى، وقد تمثل هذا في المذاهب الإلحادية. لكن التاريخ أثبت لنا أن هذه المذاهب كانت تفند نفسها بنفسها وتنقض بعضها بعضا\ ثم تتهاوى كتهاوي البنيان» وذلك لما احتوت عليه من تناقضات داخلية} ولما اعتمدت عليه من براهين منافية لمبادئ العقل والتفكير عند الإنسان. وإن ما توصل إليه العلم الحديث من قوانين تحكم وتسير الكون وتنظمه في دقة وبراعة" زاد للأصل إثباتا» وزاد لهذه المذاهب هدما وتفنيدا، بما لا يقي شك على الإطلاق لمن تراوده فى هذه الحقيقة الشكولك‘. كما أن جميع الرسالات السماوية أنت مبشرة ومُعلمة بهذا الأصل الأول وداعية إليه، ثم مصححة ومبينة للاعتقاد الصحيح حوله؛ وهو ما عرف بأصل التوحيد، فهو قدر مشترك بين جميع الديانات السماوية، لذا نجد القرآن الكريم يذكر لنا جمعا من الرسل ويقص علينا جهودهم في دعوة أقوامهم لتوحيد ا له تعالى وإفراده بالألوهية“. ( - )1عبد العليم عبد الرحمن خضر :المنهج الإيماني للدراسات الكونية في القرآن الكريم، ديوان المطبوعات الحامعية، اللخزائر، الدار السعودية للنشر والتوزيع8891، م، ص.2-18 ( - )2محمد الغزالي :عقيدة المسلم ص.32-72 - -مثلا يقول ا لله تعالى عن سيدنا نوح عليه السلام« :لقَد سلا نوحا الى' قؤمه فقال يا قوم عبدوا اللة مَا لكم همن الهه غيرة [الأعراف، ]95 /وعن سيدنا هود عليه السلام :وإلى عَادٍ [الأعراف. ]56/وعن سيدنا صالح ,7هُودا قال يا قوم ابدوا اللة ما لكم ممن !اله7 عليه السلام« :وَإلى' ثمُوة أخاهُمٌ صالحا قال يا قوم اغبذوا اللة مَا لكم ‏٨من إلهغيرة قذ ج آَتكم ينة مُن ريكم [الأعراف.]37/ - 531 - كما شهدت الساحة الإسلامية بعد ذلك اهتماما خاصا بمسألة وجود ا لله تعالى وبأدلة إثباته. ولعل النقاش والجدال في الموضوع كان موجها أساسا وبالدرجة الأولى إل أصحاب الديانات الأخرى من أهل الكتاب ومن بقية الأمم الق كانت تشكك في وجود ا له تعالى أو تعبده على زيغ وضلال وانحراف عن أصل التوحيد(". هذا ما جعل من عرض أدلة وجود ا لله تعالى تقترن كثيرا بالاستدلال على الوحدانية} إذ هناك ترابط وثيق بين المسألتين. بعد هذا التمهيد؛ نتساءل كيف كانت رؤية الشيخ علي يحى معمر للموضو ع؟ ٭ +أدلة وجود الله تعالى: لقد تحدث الشيخ علي معمر عن موضوع وجود ا لله تعالى في معرض حديثه عن التوحيد ومعرفة صفاته تعالى، وقد اختار مناسبة بلوغ الإنسان سن التكليف ليتطرق له، حيث نفهم من موقفه هذا أن كلامه موجه للإنسان المسلم بالدرجة الأولى، فهو يصبو من وراء ذلك ليجعل منه ييني إسلامه من أول وهلة على أسس صحيحة\ منبثقة ومعتمدة على الاقتناع واليقين. وما يوكد هذا هو استعماله -للدلالة على وجود ا لله تعالى -أدلة مبنية على التفكير فى عظمة الخالق وإعجاز إبداعه فى الكون٬كما‏ سنتعرض له الآن: أ -دليل الخلق والايجا د: استعمل الشيخ معمر دليل الخلق وقدرة الصانع على الإبداع والعناية حيث يقول في حواره مع الفتى المكلف« :هل فكرت يا بن قبل اليوم في الحياة؟ في هذا العا لم الفسيح في تناسقه وجماله في استمراره ونظامه» هل فكرت في الشمس والقمر تي الليل والنهار في الكواكب والنجوم في الظلمة والنور؟... هل فكرت في ( - )1محمد علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ف الإسلامء ط 2دار النهضة العربية، بيروت - لبنان 37910ص.912-634 - 631 - المخلوقات المختلفات الأشكال والألوان»ه"‘& فهو بهذا الخطاب يريد أن يوقظ فى الناشئة فطرتهم الي تجعلهم يتأملون في الكون وعجائبه وعظمته، الذي تتمثل بعض صوره في تلك الشمس العظيمة الي تشرق كل يوم وتطل على البشر في نظام وفي انتظام مُعَنامٍ فني الدقة} فتبع مسيرها المسطر لها إلى أن تغربؤ لتعود في اليوم الموالي. والشيء نفسه يقال عن القمر وعن سائر الأجرام السماوية الأخرى. ثم ما يحيط هذه الحركة الكونية من مظاهر الحياة من ليل ونهارں وصيف وشتاء، وبرد وحرك ونمو وتكاثر وموت... إلخ. فبمثل هذا التأمل يصل الإنسان بعقله ليتساءل :من وراء كل هذاء ومن قبل وبعد كل هذا؟. كما بحد القرآن الكريم استعمل هذا النهج أو هذا الدليل حيث يقول الله تعال :للأمخلقوا من عَيْر شيء أم همالحَالقُوت أم حَلقوا السماوات والزض وقنونگه [الطور]53:63/بل ل وييبواديهم وفي صحاريهمويلفت القرآن أنظار الأعراب إل مظاهر الخلق ي ما اعتادوا العيش عليه والنظر إليه مليا“، حيث يقول ا لله تعالى :أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وإلى السمآء كيف زفقت وإلى الجتال كيف نميتت وإلى الأرض كيف سُطِحَت 4زالغاشية.]1-02 7/ بدليل الإبداع والدقةوالنظام: يستدل الشيخ معمر على وجود ا لله تعالى كذلك بما سخر في هذه الأرض من مخلوقات عجيبة تسير وتعيش ف انتظام وانضباط ودقة دالة أن وراء كل هذا خالقا ( - )1علي يحى معمر :سمر أسرة مسلمة} تح وتق :محمد بن موسى بباعمي المطبعة العربية غرداية ص.22الجزائر أطلس للنشر وجمعية التراث، القرارة 2ع. ( - )2محمد الغزالي :عقيدة المسلم، ص.41 - 731 - عظيما ومبدعا قديرا حيث يقول واصفا بعض المخلوقات« :إن الشمس تطلع كل يوم لا تتاخر وإن القمر يجري في نظامه الشهري لا يختلف وإن الفصول تأتي في مواعيدها بحرها وبردها أو اعتدالها لا يتأخر فصل إلى فصل ولا يستبدل طقس بطقس هل فكرت يا بي في الذي أوجد هذا النظام العجيب؟»("“. إن القرآن الكريم تعرض في العديد من آياته إلى لفت انتباه الإنسان إلى هذا الدليل، فمثلا يقول ا لله تعالى :هواة لهم الليل نغ منةالنهار فإذا همم ُظلمُون والشمس تجري لمَُقَر لها ذلك تقديرالقري العليم والقمر ن منازل حتو عاد كالُْرجُون قييم لا المس ينبغي لهآ أن تذرك الْقَمَرَ ولا الل سابقالثهار وكن فيقلك يِستَحونه [يس ]73-04/وقول تعالى أيضا: لإتبازك الذي جَعَلَ في السماء وجا تتر فيها سيرَاجًا وَقمَرًا مُنِيرًا وَهُوَ الذي جَعَل الليل والنهار خلفة م اراد أن تذكر أوراد شكورا [الفرقان.]26/ ح۔د ليل الفنانة: استدل الشيخ معمر على وجود ا لله كذلك بدليل العناية وذلك محاولته لفت انتباه المسلم إلى ما تحتوي عليه هذه الدنيا من مخلوقات لا يعلم أنواعها وأعدادها إلا ا لله تعالى، ولكل منها نمط عيشه وسبل تكاثره ونموه وتحصله على قوته، وقد ضمن لها الحياة ووفر لها ظروف البقاء فيقول في هذا« :هل فكرت يا ب في الذي أوجد هذا النظام العجيب ومهد هذه الحياة الحافلة بالحركة} وملأ هذا العالم الواسع الأرجاء بالمخلوقات المختلفات، وضمن فيها الحياة لأقواها وأضعفهاء فاستطاعت النملة الضعيفة والذبابة الواهنة أن تكفل لنفسها الحياة، كما يعيش الأسد والفيل والحمل، واستطاعت النملة الصغيرة أن تحي بجانب الدوحة الكبيرة الباسقة»“. ص.22سمر أسرة: ۔ ((1 ( - )2المصدر السابق :ص.22 - 831 - أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل في قول الله تعالى« :إ اللة يشيك السماوات والارض أن تزولاً وكين زالت إ أَمْسَكَهمَا من احَد من" غمده إنه كان حَلِيمًا عَفُورامه[، فاطر ]14/ويقول تعالى أيضا(« :وَما ين دآبةٍ في الرض إلأ عَلى الله رزفهَا ويعلم مستقرها وَمُسنَوةعها كل في كتابر شبينمه [هود.]6/ لقد اكتفى الشيخ علي معمر في الاستدلال على وجود الله تعالى على هذا النوع من الأدلة المعتمدة أساسا على التفكير في مخلوقات الله تعالى، و لم يتطرق إلى غيرها من الأدلة المبنية على الاستدلال العقلي الفلسفي كما فعل المتكلمون والفلاسفة من قبله، كدليل :العلة وبطلان الدور وبطلان التسلسل وبطلان الرجحان بدون مرجح. هذا ما يسميه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي طريق التدرج من الأعلى وكذا إثبات وجود ا لله تعالى من خلال هذا الكتاب العجيب والمعجز المسمى لقرآن الكريم ؛ وهو ما يسميه طريق التدرج من الأدنىث'. ولعل كون الشيخ معمر في معرض تقديم العقيدة للناشئة من أبناء الأمة الإسلامية و إلى العامة منهم، من غير أهل التخصص ي العلوم الشرعية؛ كان وراء تركيزه على هذا الجانب ذي السند القرآني دون غيره الفلسفي؛ وذلك لسهولة استيعابها ووضوح الاستدلال بها، أما غيرها من الأدلة فهي مبنية عادة على الأساليب المنطقية الصعبة المنال على غير المتخصصين فما بالك بالناشئة والعامة من الناس. كما يمكن أن نفهم من الشيخ أنه يعتقد أن الطريق الأقرب لليرهنة على وجود ا لله تعالى هو مخلوقاته الموجودة أمام أعيننا دائما وبالنظر إليها والتفكير فيها نستشعر وجوده تعالى. سوريادمشق-دار الفكرط.8اليقينتيات الكونية البوطي :كبرىرمضان ) - ) 1محمد سعيد . 2ص.87-701 - 931 - إن هذا الطريق الذي اعتمده الشيخ وسلكه يعد نقطة إيجابية له& فهو بذلك يدعو للرجوع إلى النص القرآني مباشرة في معرفة ا لله تعالى© ويتبع ما اعتمد عليه القرآن في إيصال العقيدة للناس، و لم يرد أن يصوغ الأدلة صياغة فلسفية مبنية على مقدمات ونتائج قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة وعلى طرق دخلت الأمة الإسلامية من خلال احتكاكها بالأمم والديانات الأخرى وبدراسة مصادرها! ومنإمعانية ررح وخالية من كلوجافةالأدلة صعبة الفهم والإدراكفأنت هذه استشعار عظمة ا لله وقدرته تعالى. فالقرآن أبلغ وأصوب في إيصال العقيدة إلى الناس من بقية ما جاد به الفكر الإنساني مهما بلغ من التعقل والدقة والتعمق في صياغة الأدلة. - 140 - المبحث الثانذ۔ متهج محرفة ا لله تاله بعد أن تمم بيان الطريق الذي سلكه الشيخ علي يحيى معمر في إثبات وجود ا لله تعالى ينبغي التساؤل عن المنهج الذي اتبعه في ذلك؟ -4منهج الاستدلال على وجود الله تعالى: إن المنهج الذي دعا الشيخ معمر إلى انتهاجه وركز عليه في الاستدلال على وجوده تعالى هو التفكر يعي بذلك إعمال العقل، ويتضح ذلك جليا أثناء حديثه عن وجود ا لله تعالى، فنجده يوظف كلمة التفكر كثيرا وترددت على شكل أسئلة متتابعة قي حواره مع الفتى البالغ سن التكليف، حيث يقول: «هل فكرت يا بني قبل اليوم في الحياة؟ هل فكرت في الشمس والقمر؟ هل فكرت ف البر والبحر ؟ هل فكرت في هذه المخلوقات المختلفات الأشكال والألوان؟ هل فكرت ف هذه المواد الكثيرة؟ هل فكرت يا بن في الذي أوجد هذا النظام العجيب؟') هذه الدعوة المتكررة للتفكير في شتى أنواع المخلوقات يريد بها الشيخ أن يجعل المكلف يبي اعتقاده في وجود الله تعالى على أساس صحيح؛ يعتمد الاقتناع ( - )1سمر أسرة :ص.12-22 - 141 - والاطمئنان، وليس التلقين والتقليد لوحدهماء وفي هذا يقول الشيخ مخاطبا الناشئة: «لقد كنت تاخذ ذلك عين وأنت طفل، أما الآن وقد أصبحت رجلا مكلفا فإنه يجب أن تبيني عقيدتك على تفكيرك، ويجب أن يكون إيمانك مبنيا على يقين، وأن يكون هذا اليقين مبنيا على اقتناع عقلي»ه"'. من الواضح أن كلام الشيخ معمر أتى صريحا في رفض إيمان التقليد الذي يتلقاه المرء من والديه وبجتمعه دون أن يعيد التوقف والتمحيص فيه لتفهم وإدراك معانيه العقلية واستشعار معانيه الروحية والإيمانية. كما نجد مثل هذه الدعوة لتفهم حقيقة الاعتقاد في ا لله ونفي ما سواه والإيمان به إيمانا سليما من المعتقدات الفاسدة، هي راية مرفوعة من العلماء والدعاة المعاصرين ,الذين رأوا انحرافات العامة من الناس عن جادة الحق؛ بتلك الأعمال الي يقومون بها وبتلك الأقوال الي يتلفظون بهاء وهي دالة على عدم فهمهم لحقيقة الاعتقاد؛ كالتوسل وزيارات القبور وما يرافقها من أقوال وأفعال واعتقادات فاسدة، وكاللجوء إلى المشعوذين والسحرة لغرض التداوي والاستشفاء وتصديق أفعالهم وأقوالهم وأخبارهم. لذا حد الشيخ يشترط على الانسان المسلم أثناء بلوغه أن يتفكر في نفسه وفي المخلوقات من حوله، حتى يصل بمحض تفكيره واستعمال عقله إلى وجود ا لله وبذلك يحصل له اليقين القطعي المبني على الاقتناع العقلي. ٭ -4منهج معرقة الله تعالى: يرى الشيخ علي معمر أن المنهج السليم الذي ينبغي على الإنسان المسلم أن يسلكه في معرفة خالقه هو النظر إلى مخلوقاته والإمعان في دلائل القدرة فيها» حيث ( - )1المصدرالسابق2 :ص.3 .( - )2محمد الغزالي :عقيدة المسلم! ص56-77 - 241 - يقول« :إن المؤمن لا يتفكر في الخالق ولكن يتفكر في المخحلوق، فإن التفكير في المخلوق هو الطريق الصحيح إلى معرفة الخالق وصفاته وأفعاله». وقد نى وفقا لقوله تعالى :لسرِيهمُ ,عَاياتنا في الأفاق إ وفي نفيهم حرا تن لَهُم ,أه الحَق»ه [فصلت. ]35/وقوله تعالى أيضا :ن ف حلق السَمَاوَات والأزض واخيلأف اليل والنهار لأيات لأولي الألباب الذين تذكرون ا للةقاما عوا وَعَلى جنوبه وَتفكرون ف خلق لسماوات و لأزض رينا ما خلقت اره [آل عمران، ]091،191/وكذا حدينث“.هذا باطلا سبحانك فتا عذاب موو رسول ا التيه عندما مر على قوم وهم يتذاكرون، فلما رأوه سكتوا، فقال :ما كننم تقولون؟ قالوا :نتذاكر في الشمس وفي بجراها، قال :ذلكم فافعلواء تفكروا فى الخلق ولا تتفكروا في الخالق»“. كما برى الشيخ أن عقل الإنسان كما خلقه الله تعالى عاجز علن ادرك حقيقة ا لله تعالى وأن حواسه قاصرة على معرفة شيء عنه بواسطة التفكير فيه، لذا وجب عليه أن يتجه بتفكيره إلى المحلوق© فهو الدال على الخالؤو“. وإلى جانب التفكير والنظر والتأمل العقلي يرى الشيخ أن الطريق الثاني المدعم والملكمل للأول هو طريق السماع وهو يقصد به كل ما يصل الإنسان عن ا لله تعالى بطريق القرآن الكريم والسنة النبوية ثم عن طريق إجماع المسلمين(“. فنستطيع أن نعتبر الطريق الأول عمله المعرفة الأولية للكليات الأساسية عن الله تعالى المتعلقة بوجوده ووحدانيته وكماله ثم يكون عمل الطريق الثاني هو شرح .وتوضيح المعاني التفصيلية لصفاته وأسمائه وأفعاله. ( - )1سمر أسرة :ص. 82 ( - )2الربيع بن حبيب :الخامع الصحيح باب النهي عن الفكرة في الله عز وحل رقم72835 : المطبعة العربية، غرداية5891. م. ( - )3سمر أسرة :صر.82-92 ( - )4المصدر السنابق :ص.341 - 341 - خاصة فيرىونحد الشيخ معمر في تفهيم العقيدة للفتى البالغ يشترط شروطا أنه ينبغي أن يترك الصبي يعبر عن عقيدته بكل حرية وإرادة في اختيار الإسلام أو عدمه، وعند اختيار الإسلام يشترط أن يكون الصبي قد أخذ ذلك عن اقتناع بعد ‏ ١لإيمان بوجود ا لله تعالى ومعرفته المعرفة الصحيحة قتفكير واستعما ل للعقل ق صفاته وأفعاله وذلك اعتمادا على آثار ا لله في الكون ودلائل قدرته ال على الوالد أو على من توكل له مسؤولية رعاية ومراقبة البالغين في بداية سن التكليف أن يتحملوا إيصالها إليهم حتى يكون اختيارهم للإسلام عن وعي وتبين واقتناعض وبذلك يعدهم عن طريق التقليد واتباع الآباء والأجداد دون تفهم ووعي. وفي هذا نورد ما قاله مخاطبا لهذا الفتى المكلف« :أما الآن نقد أصبحت رجلا مكلفا، لذلك طلبت منك أن تعلن عن عقيدتك بملء حريتك وإرادتك، وأن تكون هذه العقيدة مبنية على ما وصلت إليه واقتنعت به 3بعد تفكير واستعمال للعقل فلما صرحت بأنك تؤمن بالخالق الأعظم للكون نتيجة لما تراه من آثار الخلق والطبيعة وأعلنت أنك اخترت الإسلام دينا لك علمت أن الله يسر لك الهداية والتوفيق". إن هذا المنهج الذي انتهجه الشيخ معمر مع المبتدئين في التكليف هو محاولة لبعث الإيمان الصادق في نفوس الشباب الناشئ في البلاد الإسلامية} الي أصبح فيها الدين الإسلامي في كثير من الأحوال عبارة عن تقاليد تلقن ثم تطبق أكثر مما هو فهم وعقيدة وليمان، وأصبح المسلم فيها لا يتاثر ولا يتحسر ولا يشعر بالإثم عندما يقترف ما يخالف ما أقر به وتعهد على الالتزام به من أحكام الشر ع. هذه هي أهم استدلالات الشيخ علي معمر ومنهجه في وجود الله تعالى ومن الملاحظ أن صياغته لها كان فيها نو ع من التبسيط والإيجازش كما كان الاعتماد فيها على أدلة من الحياة العامة الي يحياها أي إنسان. ( - )1المصدر السابق :ص. 82 الأولى إلى المسلمين الموحدين وليس إلى كفرة مشركين أو ملاحدة، حتى ينتهج معهم منهجا وأدلة وأسلوبا فلسفيا كما فعل اللتكلمون والفلاسفة من قبله. وكذا لكون خطابه موجها للناشئة من أبناء المسلمين وإلى العامة من الناس؛ ال -عادة -لا تكون لها القدرة على إدراك تلك الأدلة المبنية على المصطلحات الفلسفية والمعقدة. كما نلاحظ أنه حاول أن يقترب من النصوص قدر الإمكان في معالجة الوضوع" حيث رجع إلى آيات القرآن الكريم وحديث رسول الله قل الي تنص على ضرورة التفكير في المخلوقات بدل التفكير في الخالق ويتلك الأدلة استطاع الرسول فلا زرع عقيدة ثابنة راسخة غير مزعزعة ولا مدبدبة ,تي نفوس أصحابه. وكأنه من عمله هذا يدعو الأمة الإسلامية إلى العودة إلى النهج النبوي في إيصال العقيدة وغرسها خاصة عندما يكون الخطاب موجها إلى المسلمين في ما بينهم. ( - )1الدعوة إلى اعتماد القرآن الكريم ونهجه في الاستدلال على العقيدة وتفهيمها وغرسها في قلوب الناس نادى بها جمع من العلماء والدعاة المعاصرين، وظهر ذلك جليا في كتاباتهم الفكرية عن واقع حياة المجتمعات الإسلامية؛ أمثال الشهيد حسن البنا والإمام سيد قطب والإمام الشيخ ححمد الغزالي. أبو الأعلى المودودي والأستاذ سعيد حوى نجد على سبيل المثال الدكتور رؤوف شلي؛ الأستاذ بجامع الأزهر يولف كتابا بعنوان: "منهج القرآن الكريم في إثبات العقيدة الإسلامية " 0يحاول فيه الاعتماد كليا على الآيات القرآنية وعلى التجربة النبوية في غرس العقيدة وفي عرض مسائلها. هذا بلا شك عمل مبارك ومثمر، لكن ف المقابل لا ينبغي أن يكون استنقاضا أو إنكارا بجهودات علماء الإسلام العظيمة عير كل فترات التاريخ، الذين استعملوا مناهج الفلاسفة وأدلتهم قي دفعهم للشبهات والمسائل المثارة حول عقيدة الإسلام وإبطالهمم لها. - 541 -1 ٭ -3قيام الحجة على الإيمان با لله تعالى: يرى الشيخ علي معمر أن الإنسان لا يعذر في الإيمان با لله مهما كان جنسه وحيثما وجد في مكان أو زمان» باعتباره أن الإيمان بالخالق يقوم بطريق الحجة العقلية أولا وأن ا لله جهز العقل بالقدرة الكافية ال تجعله يتوصل إلى معرفة وجود ربه، ثم يعقل وحدانيته بعد الإيمان بهء حيث يقول« :إن الحجة على الإيمان با لله تقوم على العقل ولو لم تقم بالسماع ويكفي أن يتفكر الإنسان في العالم حتى يعرف أنه مخلوق وأن له خالقاه"". ثم تأتي بعد ذلك الحجة الثانية الي هي حجة السماع والمقصود منها بلو غ وفقا لما أنىوالعمل بر سالة رسوله حمد 5دعوة ‏ ١لإسلام للإيمان با لل وتوحيده في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وإجماع المسلمين. لذا فهو يرى أن المسلمين في كافة الأقطار الإسلامية قد قامت عليهم الحجة بالطريقين؛ طريق العقل وطريق السمع منذ بلوغهم سن التكليف وفي هذا يقول مخاطبا الفتى المكلف« :فقد قامت عليك الحجة بالطريقين... إن الحجة قامت عليك بطريق العقل وبطريق السمع»« 3وعلى هذا الأساس فإنه يلزم على كل فتى بلغ سن التكليف أن يقر بالإيمان با لله تعالى. من أول البلو غ؛ ولو لم تبلغه دعوة الأنبياء عليهم السلا(. وفيما يتعلق بزيادة المعرفة عن ا لله تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه يرى الشيخ أنه يجب على الإنسان المؤمن إذا ورد عليه شيء -سواء عن طريق السماع أو عن طريق السؤال أو عن طريق الخاطر الشخصي -أن يصل إلى الحق في ذلك حالا ( - )1سمر أسرة :ص. 74 ( - )2المصدر السابق :ص.341 ( - )3المصدر السابق :ص.85.95 ( - )4المصدر السابق :صر.74 ويصف الله تعالى بما يليق به دون تأخير أو تردد لأن العقل باستطاعته الوصول إلى الحق فيه مباشرة بواسطة التفكير«"". ولعل هذا الموقف المتشدد من الشيخ لدليل عملى حرصه لمعرفة ا لله تعالى معرفة تامة وتوحيده التوحيد الخالص واللائق بعظمته وجلاله، وبالمقابل الابتعاد عن بعض الخواطر الشخصية أو الأخبار الموهمة ال يمكن أن تتسبب في إشراك العبد أو اعتقاد خاطوع حول خالقه تعالى. كما نلاحظ في موقف الشيخ حرصه على أن تكون عتبة البلو غ هي المحطة الرئيسية ونقطة البداية الوي ينبغي للمرء أن يجهر فيها نفسه بكل ما يلزم من معرفة ضرورية با لله تعالى، وعن أصل الإيمان؛ حتى يتسنى له الانطلاق في حياة التكليف في الإسلام وهو واثق من نفسه ومن بضاعته في الدين عامة وحتى حص ويحفظ من كل انحراف أو تراجع بعد ذلك. وإنه لمن الحقيقة والواقع أن الإنسان عندما ينشأ منذ نعومة أظافره على أصل الدين وعلى مبادئه العقدية والعملية المستمدة من ينابيعه الصافية؛ ويحصل له التعود والانضباط والمواظبة المستمرة على إتيان ما أمر به الدين من واجبات وفرائض، والانتهاء عن المحرمات والمعاصي» فإنه سيكون لا محالة أكثر حصانة وتمنعا من الوقوع في الانحرافات، أو التقهقر إلى الوراء في دينه وعقيدته. كما أن للأسرة وللمجتمع عند الشيخ معمر الدور الكبير في تهيئة هذا المحيط الذي يجعل من الفتى ومن الفتاة منذ أن يفتحا أعينهما على الحياة ييصران معالم الإسلام وصفائه وفضائله في والديهما وفي أفراد عائلتهما وبجتمعهما، حتى يقتديا بهم ويسيرا على دربهم حيث رأينا ذلك في طريقة تأليف كتابه :سمر أسرة مسلمة} الذي يعَد المصدر الأول لآرائه العقدية فقد اعتمد طريقة الحوار بين أفراد ( - )1المصدر السابق :ص.041.141 - 741 - العائلة المتكونة من الأب والأم والابن، وكان الوالدان يشكلان دائما المال المقتدى معرفة أصول الدين وواجباته الاعتقادية والعملية.والمرجع الأول لابنهما ف المجتمع كاملدرسة والجامعةمن حلال كتاباته يدعو مؤسساتكما كان وأخلاقه‏ ١لإسلاميالمحيط بنشر قيم الدينتهيئة هذاوالصحافة والسلطة لتسهم ف )وتعليم أسسه لأبنائها ولأفراد شعبه(". ص ( - )1انظر مؤلفاته هذه :الإباضية بين الفرق الإسلامية. سمر أسرة مسلمة الأقانيم الثلاثة أو آلهة من الحلوى الفتاة الليبية ومشاكل الحياة. - 841 - الميحث الثالث: توحبد ا لله تاله ٭ -4تعريف التوحيد: . التوحيد لغة :مأخوذ من مادة "وَحَد"، والواحد :أصل الحسابڵ ويثشى وَاحدان، وجمعه أحدا وحدا. الواحد كذلك :هو الفرد الذي لم يزل وحده و لم يكن معه أحد\ هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثلض ولا يجمع هذين الوصفين إلا ا لله عز وجلة. حيث يتضح أن هذا التعريف جمع يين المعنى اللغوي والاصطلاحي للكلمة. ويشتق من لفظ "وحد" كذلك :يحد حدة وَحْدًا وحدا وحدة أي انفرد أفرده“.وحداووحد الشيءبنفسه يختلف رأي الشيخ علي معمر ف التوحيد عماب -التوحيد اصطلاحا: هو عند الإباضية( في النظرة العامة لهذه المسألة حيث يرى أن الأصل العام الذي ( - )1ابن منظور لسان العرب المحيط، إعداد وتصنيف :يوسف خياط دار لسان العرب بيروت- م مج. 3صر.788-888لبنانء 8041ه8 / ( - )2بجمع اللغة العربية :المعجم الوسيط، ط '2تولى إخراج الطبعة :د. إبراهيم أنيس -عطية الصوالحي -عبد الحليم منتصر -محمد خلف الله أحمد أشرف©، مطابع دار المعارف، مصر 3ھ3791 /م. ج. 2صر.6101 ( - )3انظر مثلا :آبو حفص عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد وشروحها، تص وتع :إبراهيم اطفش، القاهرة -مصر 3531هت‘ ص-. 42-52أبو طاهر إسماعيل بن موسى الخيطالي :قواعد الإسلام، تص وتع :عبد الرحمن بكلي، ط1س المطبعة العربية} غرداية الجزائرش 6791م، ج10 ص. 33عبد العزيز الثمين :معالم الدين، مطابع سجل العرب وزارة التزاث القومي والثقافة. سلطنة عمان7041، ه7891/م، ج1؛ ص-. 751-851نور الدين السالمي :مشارق أنوار العقول، تع وتص :أحمد الخليلي، ط{ مطابع العقيدة. سلطنة عمان 8931ه_8791/م. - 941 - يحكم الموضوع هو قول الله تعالى« :ليس كمثله شَيةمه [الشورى، ]11/أي اعتقاد التنزيه المطلق لله تعال «فلا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء من الخلق»١‏ ا وعلى هذا الأساس فإنه من الضروري أن يتابلعإباضية منهج التأويل لكل ما يرد من النصوص الشرعية من القرآن الكريم أو السنة النبوية يوهم بتشبيه ا لله تعالى. عمخلوقاتهں ويبتعدون كل البعد عن وصفه تعالى بإحدى صفات النقص؛ حيث يقول الشيخ موضحا هذا« :الأصل العام في العقيدة الإباضية هو التنزيه المطلق للباري جل وعلا وكل ما أوهم التشبيه من الآيات القرآنية الكريمة أو الأحاديث النبوية الثابتة يجب تأويله بما يناسب المقام ولا يودي إلى التشبيه»“. كما يرى الإباضية أن اعتقادهم التنزيه المطلق في لتوحيد كان بناء على الصمَدقز هو ا لله أحَذ ‏ ١للمثل قوله تعالى:الآيات المحكمات من كتاب ا 4 لذ وم وذ وميك لةش,وا أحد الحلاج. وتوله تسالى :ليسن كمثله شَيءهه“ [الشورى.]11/ ص-. 231مصطفى وينعن :آراء الشيخ محمد بن يوسف اطفمّش العقدية المطبعة العربية غرداية الزائر نشر جمعية التزاث، القرارةء 89913ص.101 ( - )1علي يحى معمر :الإباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديثث‘ المطبعة العربية، غرداية -الخزائر 7891م، ص.804 ( - )2علي يحيى معمر :الإباضية دراسة مركزة 5ص.7 البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية، ج، 1ص.191-632( - )3فرحات الجعبيري: تعرض الأستاذ الجعبيري ف هذه الصفحات إل توضيح رؤية المدرسة الإباضية لمسائل التوحيد والإلهيات عموماء بناء على النصوص المحكمة الي تطرقنا إليها من قبل كما اعتنى من جهة أحرى بإيراد عدد هائل من آراء علماء الإباضية في الموضوع خاصة في الفترة الزمانية اليي خصها بالدراسة وهي القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر المحري، السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر الميلادي. ( - )4الإباضية في مركب التاريخ :حل، 1ص.06 ( - )5لمعرفة التفسير العقدي لهاتين الآيتين الكريكتين عند علماء المدرسة الإباضية؛ انظر :الجعبيري، البعد الحضاري" ج، 1ص.852-362 - 051 - وأن ما ورد من النصوص الشرعية يفيد ظاهره التشبيه فهو من المتشابه الذي يحتمل معناه أكثر من وجه، لذا ينبغي تأويله وفق الوجه الذي يتناسب مع سياق النص وفي ذات الوقت يرفع التشبيه عن ا لله تعالى؛ وفي هذا يقول الشيخ معمر: «ماول الآيات الموهمة للتشبيه بما يقتضيه المعنى من السياق كتأويل الاستواء بالاستيلاء واليد بالقدرة وما إللى ذلك»‘. ومن المناسب أن نورد قول الأستاذ الجعبيري الذي حدد فيه منهج الإباضية في التأويل« :الإباضية يعمدون إلى جميع النصوص الي تحوي نفس الكلمةش فيقارنون في ما بينهاك كما يقيسون معانيها بالمعاني المستعملة في اللغة} ثم يرجحون جانب التأويل الذي يتناسق وجملة السياق... فلا سبيل حينئذ إلى اعتماد الظاهر في مشل هذه الآيات لأنه يؤدي إلى التناقض والقرآن متناسق متكامل يفسر بعضه بعضا وذلك برهان من براهين الإعجاز فيه»(. إن هذا المنحى الذي اتخذه الإباضية في توحيد الله تعالى لا يعين أبدا أنهم يعتقدون نفي الصفات عن الله تعالى، أو نفي ما أثبته لنفسه من صفات الكمال. ونحد الشيخ معمر يؤكد على أن المذهب الإباضي لم يتطرف في موضوع العقيدة إلى جانب فيقع في التشبيه ولا إلى الجانب الثاني فيقغ في نفي ما أثبته ا لله تبارك وتعالى لنفسه أو أثبته له رسول ا لله ة 5وإلى جانب ذلك فهم «يثبتون له الأسماء الحسنى والصفات العليا كما أثبتها لنفسه». ( - )1الإباضية في موكب التاريخ، حل، 1ص.06 ) - (2فرحات الحعبيري :باحث تونسي إباضي معاصر (على قيد الحياة)، أستاذ بكلية الآداب بالعاصمة تونس مهتم بالفكر الإباضي له عدة مؤلفات أهمها :البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية. ( - )3الجعبيري :البعد الحضاري، ج، 1صر.772 ( - )4الإباضية بين الفرق :ص.14 1 ( - )5المصدر السابق :ص.804 - 151 - إن من الواضح من كل ما مرً حول تحليل تصور المدرسة الإباضية لأصل التوحيد يتبين أنهم يشتركون إلى أبعد الحدود مع المدرسة الاعتزالية؛ اليي عرفت بتنزيهها لله تعال عن كل صفات الحوادث والنقص وإفراده يكل صفات الكمال(. 0المتعال - +الاستدلال على الوحدانية : لإثبات وحدانية ا لله تعالى بعد الاستدلال على وجوده أورد الشيخ علي معمر الدليل المتعارف عليه بين علماء الكلام بدليل التّمانع والذي يستخلص من قوله تعالى«. :إلؤ كان فيهما عَالهة إل الل لَقَسَدَاه [الأنبياء »]22/أي أن احتمال تعدد الآلهة يودي عقلا إلى فساد الكون بسبب عدم اتفاق الإرادتين أو أكثر على العمل الواحد وهذا ما سيؤدي لا محالة إلى فساد الكون وعدم بقائه بهذا الانسجام وهذا النظام. وإن كان الشيخ معمر لم يورد الدليل باسمه إلا أنه يقول شارحا لمعناه« :لو كان له شريك في الملك لظهر أثر الخلاف والنزاع على هذا العالم، ولو كان معه إله ثان لافتقر أحدهما إلى الثاني، والافتقار إلى الغير لا يكون من صفات الخالق، أو لاستغنى القادر منهما على العاجز والعجز يستحيل أن يكون من صفات الله»“. ولقد اعتمد غيره من علماء العقيدة والكلام هذا الدليل للاستدلال عقلا على توحيد ا لله تعالى، فمثلا جد ذلك عند الشيخ أبي نصر الماتوريديه“ في كتابه ( - )1القاضي عبد الحبار :شرح الأصول الخمسة المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية} الرغاية -الخزائرك العربية01م. ج!. ص-. 09-612احمد محمود صبحي :ني علم الكلام، طك دار النهضة بيروت -لبنان! 5041ه5891/م، ج[ (المعتزلةم» ص.121-321 ( - )2سمر أسرة :ص.33 ( - )3محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتوريدي :إمام الماتوريدية، من أهم مؤلفاته :كتاب التوحيد أوهام المعتزلة} انظر :الزركلي :الأعلام، قاموس تراحم لأشهر الرجال والعرب والمستعربين والمستشرقين ط \7دار العلم للملايين بيروت 68910ج، 7ص. 91 - 251 - التوحيد وخلاصته أنه لو افتزض تعدد الآلهة، لما شاهدنا هذا الانسجام والنظام فني هذا الكون الفسيح والمعقد؛ وذلك للاختلاف المفروض بين هذه الآلهة المتعددة} حيث ستعمل كل منها على منع الأخرى أن تكون لها القوة والغلبة، وبذلك يحصل الفساد والتصاد«". ولقد اعتنى الشيخ نور الدين السالمي( حديثا بهذا الدليل قي معرض استدلاله على الوحدانية} فقام يشرحه بعد أن نظمه شعرا في منظومته أنوار العقول في الأصول، حيث يقول: كان فسادا ذلك التشاركلو أنه قى ملكه مشارك وقال أيضا: فساد هذا العالم الذي بهرولو تعدد الآلة لظهر وموجز شرحه أنه لو كان هناك مالكان للكون للزم أن يريد كل منهما خلاف ما يريده الآخر وهذا ما سيؤدي إلى الخلاف وإلى فساد الملك، ومن المحال أن تتفق إرادتهما في جميع الأشياء إذ لو حصل ذلك للزم أن تكون الإرادتان إرادة واحدة} لأنه من المحال أن تقوم صفة واحدة عموصوفين(. كما نجد للشيخ السالمي أدلة عقلية أخرى لنفي الشريك عن الله وإثبات الوحدانية له، يظهر من خلالها تمكنه من الأسلوب الفلسفي العميق وامتلاكه لأدواته ( - )1أبو نصر الماتوريدي :كتاب التوحيد، ط {2تح :فتح ا لله خليق، المطبعة الكاتوليكية، بيروت- لبنانث 2891م، ص.12 ( - )2عبد الله السالي (9681-4191م) ولد بعمان وبها تعلمإ كفيف البصر تفرغ للتدريس والتاليف© ترك ثمانية وعشرين مؤلفا اني مختلف العلوم الشرعية} نذكر منها :مشارق أنوار العقول في أصول الدينض طلعة الشمس في أصول الفقه(. مقدمة كتاب مشارق أنوار العقول‘ ص :ث‘، جؤ ح)۔ ( - )3نور الدين السالمي :منظومة أنوار العقول في الأصول (ضمن كتاب مشارق أنوار العقول)» المشارق ص.861 ( - )4قاسم أحمد الشيخ بالحاج :الشيخ السالمي واستعماله لدليل التمانع، بحجث مخطوط بمكتبي. [ 199مء صر-. 7-8-9نور الدين السالمي :المشارقفث ص.861 - 351 - ومناهجه، وهذا يتمثل في ما كتب عن نفي المعين عن الله تعالى، ونفي الوزير3 ونفي الصاحبة} ونفي الجوهر عنه تعال(". وللشيخ اطفيّثر“ كذلك استعمال لنفس الدليل وقد أطلق عليه اسم المغالبة؛ أي أنه لو كان هناك آلهة متعددة مشتركين في الملك لسعى كل منهم إلى الانفراد بالألوهية وإلى قهر غيره، لأنه لايمكن أن يصطلحوا، ولو اصطلحوا لما كان أي منهم إلما، لكونهم عاجزين جميعا وإذا غفلب أحدهم فهو الإله الحقيقي، ولا يستحق هذا الوصف غير. وبهذا يثبت عقلا وحدانية ا لله تعالى ونفي الشريك عنه، ولعل من الواضح أن الأدلة السابقة الذكر المتعلقة بإثبات وجوده تعالى هي أقرب كذلك إلى إثبات و حدا نيته. ٭ -الواجب والجائز والمستحيل ق حق الله تعالى: لتمام معرفة توحيد ا لله تعالى نرى الشيخ علي معمر يتبع طريقة علماء الإباضية( من قبله حيث حدد ما يجب على المرء معرفته عن ا لله تعالى فى ثلاث: ( - )1السامي :المشارق٨‏ ص.951-961 ( - )2محمد بن يرسف اطفيش (قطب الابمة) (0281-4191م) ولد بيي يزقن في غرداية، تلقى تعليمه فيها، أسس معهده وتولى التدريس فيه وتخرحت على يده دفعات متتالية من الطلبة من داخل وخارج القطر الجحزائري، أولى عناية كبيرة بالتأليف فترك لنا عشرات المؤلفات في مختلف فنون الشريعة نذكر منها :تفسيره تيسير التفسير وموسوعته الفقهية :شرح النيل(. بكير أعوشت :قطب الابمة العلامة حمد بن يوسف إاطفيش» حياته. آثاره الفكرية. جهاده -.ل¡٧ط‏ .(:ع, 4 ( - )3وينعن :آراء الشيخ امحمد اطفيش العقدية. صر.701 ( - )4انظر مثلا :الجيطالي :قواعد الإسلام، ص. 43-53إبراهيم أبو اليقظان :سلم الاستقامة، المطبعة ج. 3صر.6-7العربية لدار الفكر الإسلامي الجزائر8731. ه6 /م كما أن هذه النقطة تعتبر عند الإباضية إحدى تقسيماتهم للصفات :صفات واجبة صفات جائزة. صفات مستحيلة. وسنقف مع ذلك في الفصل المخصص لدراسة الصفات. - 451 - واجب وحائز ومستحيل ثم عرف كلا منها كما يلي : الواجب« :أن تؤمن إيمانا خالصا أن لا إله إلا ا لله الواحد الأوحد لا شريك له في ملكه 3موجود بغير مشاهدة قديم بلا بداية باق بلا نهاية حي قيوم عالم يما كان ووعيدهق وعدهصادقوما هو كائن قادر مريد سميع بصير متكلموما يكون عليمحكمه وقضائه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيءعادل ق وأن تجعل ذلك عقيدة راسخة فى قلبك وتنطق بها بلسانك». الجائز« :في حقه تعالى فصفات الفعل كإرسال الرسل وإنزال الكتب والتوسعة والتضييق في الرزق وخلق المخلوقات في أوقاتها المقدرة فى علمه تعالى». المستحيل« :أن تؤمن أنه يستحيل في حقه تعالى الحدوث والعدم والفناء والتغير والعجز وحلول الأزمنة والأمكنة والشريك والمعاون والزوجة والولد ومشابهة الخلق في ذات أو صفة أوفعل تعالى ا لله عن ذلك علوا كبيرا". فالواجب على المكلف إذن أن يعرف الله تعالى معرفة خالصة بكل ما يجب له وينفي عنه كل ما يستحيل عليه وأن يعرف ما يجوز في حقه من أعمال حتى يكتمل إيمانه قى جنب ا لله تعالى. لعل مما ينبغي أن يتساءل عنه بعد هذا هو :هل هذا النوع من المعرفة يوصل إلى معرفة حقيقة ا لله تعالى في ذاته؟ يجيب الشيخ معمر :بأن على المسلم أن يعرف ربه بمخلوقاته، ولا سبيل مطلقا لمعرفة ذات ا لله تعالى بالتفكير فيه لأن ذلك مما خص به نفسه فقط؛ حيث يقول: «إن الخالق أعظم من أن يدركه عقل الإنسان أو تصل إليه حواسه ولذلك فيجب عليه أن يتجه بتفكيره إلى المخلوق لأن المخلوقات هي الأثر الدال على الخالق»(©. ص.44 -سمر أسرة ((1 ( - )2المصدر السابق :ص.82.92 - 551 - كما نحد المصادر الإباضي" من قبل توسعت في تحليل هذه القضية؛ حيث تنص أنه من تمام الاعتقاد في ا لله أن يعلم الإنسان المسلم أنه لن يدرك حقيقة ا لله تعالى مهما أوتي من العلم وبلغ من المعرفة، وتقرر كذلك أن النصوص الشرعية في بجال العقيدة لا تبحث في ذات الله تعالى ولكنها ترشد إلى ما يبرز جانب عظمته وجلاله في مخلوقاته، وغاية التوحيد هو أن يعتقد المسلم أن ا لله مغاير لكل مخلوقاتهء بل لكل ما يمكن أن يخطر بباله“. وني هذا الصدد يورد الشيخ صالح لغلي« أبياتا من الشعر جاء فيها ما يأتي: فالله جل بخلاف ذلكوكل ما صورته ببالك ولذا ك قالواممن سواهوعلم كنه ذاته محا ل والخوض ق إدراكه إشرا (ء)4(٫‏العجز عن إدراكه إدراك ( - )1الجعبيري :البعد الحضازي، ج! ص.. 202 يعتبر الأستاذ الجعبيري محاولة علماء الإسلام البحث في حقيقة الذات الإلهية طرف حضاري وعلمي هم في غنى عنه؛ وذلك لاعتقادهم المسبق -بناء على ما أتى في النصوص الشرعية-۔ أن ذلك درب من المستحيل بل أن العجز عن الإدراك فيه هو عين الإدراك. لكن مما يلاحظ على الأستاذ أنه لم يشر إلى أن الدافع للبحث في هذه المسألة في كثير من الأحيان كان بسبب ما يثيره أصحاب الملل الأخرى من شبهات حول حقيقة الله تعالى في الإسلام، مشل عقيدة التثليث عند النصارى هذا ما يجعل بحثهم رردهم على هؤلاء ليس طرفا حضاريا أو علميا ني مثل هذه الحالات، بل هو واحب يليه عليهم غيرتهم على دينهم وعقيدتهم. كما لاحظ على علماء الكلام والعقيدة ما لاقوه من صعوبة في تطويع اللغة العربية لاستيعاب الغيب عموما وموضوع الذات الإلهية على وجه أخص.معاني عا وأن البحث في هذه النقطة حعلت منهم يدركون حقيقة محدودية العقل وعجزه في بحث وإدراك بعض المسائل(. البعد الحضاري ج، 1ص.)562 ( - )2وينعن :آراء الشيخ اطفيْش العقدية. ص.011 ( - )3صالح بن عمر لَملي (7681-8291م) ولد ببن يزقن، تعلم فيها وفي تونس بجامع الزيتونة. ضرير البصر، عرف بحافظته القوية، درس يي بني يزقن وألقى الدروس في مساجدها! ألف عدة كتب منها :مراقي العوام إلى معرفة مبادئ الإسلام! خلاصة المراقي في مبادئ طاعة الخلاق. (يوسف الحاج سعيد :تاريخ بني مزاب ص.)771-971 ( - )4صالح بن عمر :خلاصة مراقي العوام على بجموعة متون دت‘ ص.92 - 651 - ولعل كلام الشيخ معمر يشير بوضوح إلى أنه يجب على الإنسان المسلم أن يعتقد يقينا أن ما زوده ا لله به من وسائل المعرفة من عقل وحواس هي عاجزة} بل غير صالحة إطلاقا في إدراك ذات الله تعالى، وكل هذا يدفع بالمرء للمسلم إلى التسليم في الموضوع والإقرار بأن ا لله تعالى لا يعرف نفسه إلا هو. وعندما يصل المرء إلى هذه الدرجة من الإيمان والتسليم لله ني معرفته والاعتراف ينقصه وجهله وعجزه أمام علم ا لله تعالى وكماله يكون بنلك قد أدرك حقيقة التوحيد وبلغ قي درجاتها إلى أسمى مراتبها كما مر في الأبيات الشعرية من قبل. بعد معرفتنا للواجب والحائز والمستحيل في حق الله تعالى، فماذا عن كلمة التوحيد؟ -تعريف كلمة التوحيد: ما يتزتب على الاعتقاد والإيمان بتوحيد ا لله تعالى الإقرار بكلمة التوحيد فما هي رؤية الشيخ علي معمر للموضو ع؟ تعرف كلمة التوحيد بكلمة الشهادة وكذلك بالجملةء حيث يقول الشيخ وهي أن يشهد المكلف أن لامعمر« :هي الحملة الي يدعو إليها رسول الله ف له إلا ا لله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن ما جاء به حق من عند الله وتسمى كلمة التوحيد أيضا". ثم يرى أنها اشتملت على ثلاثة أركان تمثل الأسسن الي انبنى عليها الإسلام: الأساس الأول :هو شهادة أن لا إله إلا ا لك وهذا الركن يشتمل على جميع ما يوصل إلى معرفة توحيد ا لله تعالى. ( - )1سمر أسرة :ص. 091 ( - )2المصدر السابق :ص.54 _ - 751 الأساس الثاني :هو شهادة أن محمدا رسول الله قه وبه يعرف صاحب الرسالة وخصاله"". الأساس الثالث :هو الإيمان برسالة محمد قا وبه تعرف مضامين الرسالة. لعل من الواضح أن الشيخ معمر كان تفصيله لهذا الموضوع نابعا من اهتمامه التوحيد:بتقديم العقيدة للناشئة بصورة واضحة وميسرة ومبسطة، حيث جزأ كلمة إلى ثلاثة أسس وبين معاني كل جزء منها؛ حتى يتسنى للمكلف البالغ الذي وجبت عليه أوامر الدين أن يتفهم أولا أصول العقيدة ومدلولاتها الإيمانية ويعتقد بها اعتقادا راسخا. كما أن اعتماده على تبيين معرفة ا لله تعالى بالواجب والجائز والمستحيل هو طريق آخر؛ الغاية منه تسهيل إدراك معرفة ا له تعالى على الفتى البالغ والعوام من الناس؛ الذين لا يرقى فهمهم إلى تلك الأساليب الي تستعمل في علم الكلام المبنية على المصطلحات الفلسفية والقواعد المنطقية الصعبة المنال. وني هذا الشكل من الطرح يكمن البعد الاجتماعي والأخلاقي والإيماني لعرض مسائل العقيدة عند الشيخ علي معمر. هذا عن مفهوم كلمة التوحيد فماذا عن الإيمان بها؟ ‏ - ٩الإيمان بجملة التوحيد: يرى الشيخ علي معمر أنه يجب الإيمان والإقرار بالأركان الثلاثة للشهادة كلها معاك ولا يجزي أخذ جزء منها وترك الجزء الآخر، فمن فعل ذلك فإنه سيبقى في دائرة الشرك حيث يقول« :فإن الإنسان الذي يؤمن با لله ويصدق محمد ققتتا ( -)1المصدر السابق :ص.54 ( - )2المصدر السابق :ص.65 - 851 - ولكنه يكذب بما جاء به محمد ة&ا هو مشرك أيضاء فالإيمان با لله والتصديق برسالته وأنها حق من ا لله هي الركائز الثلاث الي لا يقوم الإيمان إلا عليها ومن أخل بواحدة منها بقي على الشرك". كما يرى الشيخ أن الإقرار بالجمل الثلاث وما تدل عليه من التفصيلات كالإيمان بالرسل والكتب والغيبيات وبقية مسائل العقيدة هي شرط في إسلام المرء ودخوله فى المخطط الجغرافى للمسلمين، ولا يكفيه أن يعتقد ذلك في قلبه فقط. ونجده يشترط أيضا على الإنسان في أول بلوغه وبداية سن التكليف أن يقر بالجملة ولو نشأ في أسرة مسلمة وبين أحضان دولة مسلم لأن النطق بها سيكون الفاصل بين حياة غير التكليف وحياة التكليف؛ الى ينبغي أن تبدأ بأسس صحيحة في العقيدة والإيمان وهي متمثلة في تفهيم هذا المكلف الجديد معنى التوحيد وما يتضمنه ومعرفة ا لله تعالى في صفاته وأفعاله، ومعرفة الرسول الكريم في تاريخه وخصاله، ولما احتوت عليه رسالته الخالدة. وليكون الإنسان مسلما حقا يرى الشيخ معمر أن الإيمان والإقرار بالحملة لا يفيد وحده ولا يكفي بل يجب معرفة ما تتضمنه الحملة} وبعد المعرفة يجب العمل بما عرفه الإنسان؛ وحينتذ فقط يكون المرء مسلما حقا حيث يقول وهو يخاطب الفتى البالغ« :إن الإيمان وحده بهذه الجملة لا يفيد... بعد أن آمنت بالحملة اليي يدعو إليها رسول ا لله ها يجب أن تقر بها وبعد أن تقر بها يجب أن تعرف ما تتضمنه وبعد أن تعزف ما تتضمنه يجب أن تعمل ما عرفت وحينئذ تكون مسلما حقا»(“. ( - (1الصدر السابق :ص.65 ( - )2الإباضية بين الفرق :ص.804 ( - )3سمر آسرة :ص.54 ( - )4المصدر السابق :ص.54 - 951 - إن هذا الموقف الذي اتخذه الشيخ في ربط الاعتقاد بالإقرار وبالعمل واعتبار كل ذلك كلا لا يتجزأ وبها يتم الإيمان جميعا؛ هو رأي الإباضية في الموضوع، حيث يرون أن إخلال المرء المسلم بإحدى هذه الأركان الثلاثة يخل بإاسلامه كله وهذا ما سيأتي تحليله ني فصله لاحقا. إلف اللف إلف _ _ 1 06 الميحث۔ الراب الصفات. وأقسشامها |+تمهيد: موضوع صفات الله تعالى والإيمان بها يعتبر من أهم المباحث المتعلقة بتوحيد الله ومعرفته والإيمان به تعالى، فمن خلاله يزداد الإنسان معرفة بربه ويصفه بما يليق به من صفات الكمال وينفي عنه ما لا يجوز في حقه من صفات النقص والعجز. كما أن هذا المبحث من مباحث العقيدة قد أفاض فيه العلماء بإسهاب كبير منذ العقود الأولى من الحياة الإسلامية بعد العهد النبوي، ودارت في ثناياه وحوله وشغلت بحالس العلم والعلماءمناقشات وبحادلات كثيرة ملأت بطون الكتب وذلك لما أثيرت فيه من مسائل دقيقة؛ تعددت وجهات النظر حول فهمها وتحليلها؛ وبالتبع تعددت آراء العلماء والمدارس الإسلامية حولها؛ فاتفقت أحيانا واختلفت أحيانا أخرى وكل كان له أدلته وبراهينه ومنهجه فيما ذهب إليه. وسنحاول أن نقف الآن مع آراء الشيخ علي معمر في كل ذلك: الصقة:٭ -4تعريف وصفة أي نعته 3وعندوصفايصفمن فعل "وصف"لغة :مشتقةأ النحاة يقصد به النعت الذي هو اسم فاعل أو اسم مفعول وهي كذلك معنى مشل. 7 ( = )1محمد بن يعقوب الفيروزبادي :القاموس المحيط، ج2۔ المؤسسة العربية للطباعة والنشر، بيروت- ‏١لبنان 2591مث ص.12 1 - 161 -12 أما ق الاصطلاح :فلم نقف على تعريف واضح ومحدد للصفات عند الشيخ معمر لذا نستعين بتعريفات بعض علماء الإباضية: فهي عند الشيخ اطفيش المعاني المصدرية الخالية من الذات فإن أريد التعبير بها عن الذات صيغ منها اسم الفاعل أو الصفة المشبهة مثل :صياغة العليم والعالم من العلم؛ والقادر والقدير من القدرة} والمريد من الإرادة". ويرى الإباضية أن الصفات أمور اعتبارية أي معان لا حقيقة لما ق الخارج؛ وإنما وصف الله تعالى بها نفسه ليخبرنا أن أضدادها منفية ومستحيلة في حقه تعالى، كما أنها أزلية قديمة“. يقول« :صفاتأما عند الشيخ معمر فنجد له تحديدا لخواص الصفات حيث الباري عز وجل كاملة لا يعتريها نقص ولا تشبه صفات المخلوقين»“& فهو بذلك يحدد فها خاصيتين :خاصية الكمال وخاصية مخالفة المخحلوقات، وهذا ما يتوافق مع والشيخالآية الحكمة لليس كمثله شيء وهو ‏ ١سميع ‏ ١تصبيره [الشورى1 / بهذا يعبر عن رأي مذهبه و لم يخرج عن نظرته إلى الموضوع. هذا عن تعريف الصفات فماذا عن أقسامها: أقسام الصفات:٭۔ عرف للاباضية ثلاث تقسيمات للصفات هي كما يلي: عند أكثرفعلية عرفذاتية صفات - 1تقسم قسمين :صفات الإباضية في المشرق(. ( - )1وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقديةء ص.911 ( - )2الجعبيري :البعد الحضاري، ج، ©1ص.922 ( - )3سمر أسرة :ص.43 ( - )4السالمي :المشارقث ص.571 - 261 - - 2تقسم ثلانة أقسام :صفات ذاتية فقط صفات فعلية فقط صفات ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر وهو تقسيم آخر لبعض لباضية المشرق(". = 3تقسم ثلانة أقسام :صفات جائزة صفات مستحيلة ء صفات واجبة وعرف به إباضية المغرب 0,وهو يستعمل كذلك للزيادة في معرفة ا لله تعالى فاته ويرى الشيخ اطفيش أن إباضية المغرب لا يميزون بين الصفات بل يعتبرونها كلها ذاتية، وأما ما دل على أنه فعل فيعتبرونه فعلا دون أن يطلقوا عليه لفظ الصفة لهذا فالصفة عندهم هي المعاني الق لا أول لها ولا آخر ويستحيل أن يتصف الله تعالى بأضدادهاك أما الأفعال فهو ما كان محدود الأول ويجوز اتصاف الله تعالى بأضدادها‘. والواقع أن إباضية المغرب قد أخذوا بتقسيم المشارقة للصفات واعتمدوه حيث يعد أكثر دقة و شمول. ( - )1المصدر السابق :ص.471 المقصود بهذا التقسيم أن الصفات الذاتية نقط هي الي دلت على نفي ضدها عن الله تعالى، واتصف بها تي الأزل وهي صفات الكمال من العلم والإرادة والحياة... إلخ وصفات الفعل فقط هي كل صفة دلت على نفي ضدها عن الله تعالى؛ لكن لم يتصف بها بالفعل في الأزل كالإحياء والإماتة والخلق والحب والبغض أما النوع الثالث فهي كل صفة تحتمل معنيين متغايرين كقولنا عن ا لله تعالى إنه صادق، فبمعنى نفي الكذب عنه تعالى صفة ذات{ وبمعنى مخبر بالصدق صفة فعل، وسميع بمعنى نفي الصمم عنه تعالى صفة ذات وبمعنى تقبل الدعاء صفة فعل وهكذا. (السالمي :المشارقفث ص.)471 ( - )2الجعبيري :البعد الحضاري ج. ،1ص.052-852 ( - )3يقول قي هذا صاحب كتاب الرضع الشيخ أبو زكرياء الجنارني« :يعرف ا لله بثلاث :واجب وجائز ومستحيل فالواجب :الألوهية والربوبية والوحدانية، والجائز :الخلق والإفناء راإعادة المستحيل :الشريك والصاحبة والولد» (الوضع :ص.)13-23 0891م 0ص.92ه-( - )4امحمد اطفيش :الذهب الخالص ط. 2مطبعة البعث، قسنطينة 0 ( - )5وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.021 - 361 - وقد عرفت عند المدارس الإسلامية الأخرى تقسيمات للصفات مثل ما عند الأشاعرة؛ حيث قسموها إلى أربعة :الصفة النفسية، الصفات السلبية٬‏ صفات المعاني، الصفات المعنوية". أما الشيخ معمر فإنه لم يحدثنا عن التقسيم الذي ارتضاه واتبعه؛ بل لم يهتم بذلك مطلقا، لكن من خلال تحليله للموضوع تكلم عن الصفات الذاتية وسماها صفات الكمال وتكلم عن التقسيم الثالث عند الإباضية -صفات واجبة وصفات جائزة وصفات مستحيلة -فى معرض حديثه عن معرفة ا لله تعال. هذا عن تقسيم الصفات فماذا عن منهج الشيخ معمر في عرض الصفات؟ -إثبات صفات الكمال:+ أ -صعةا لوحود : إن صفة الوجود نستدل عليها وتثبت لله تعالى بدلالة مخلوقاته وآثار وجوده عليه، فوجود المخلوقات وتنوعها وكثرتها وصغرها وكبرها، والعناية المحاطة بحياتها وببدائع أعمالها وأشكالها ونمط عيشها؛ كلها أدلة وبراهين صريحة صارخة بوجود ا لله تعالى، حيث يقول :.معمر« :ثم منن يستطيع أن ينكر وجود ا لله وهو يرى آثار وجوده فى خحلقه»()3 ويضيف الشيخ استدلالا على وجوده بأن إثبات صفي البقاء والقدم له همي دلالة على وجوده، حيث أنه لو سُبق بالعدم لكان مخلوقا وللحقه الفناء ولكان شبيها بالمخحلوق؛ تعالى ا لله عن ذلك 6وبما أنه باق وقديم إذن فهو موجود «وأن وجوده لم يسبق بعدم ولا يلحقه فناء»(“. ( - )1البوطي :كبري اليقينيات، صر.801 ( - )2سمر أسرة :ص.92-44 ( - )3المصدر السابق :ص.33 ( - )4المصدر السابق :ص.33 _ 1 46_ لعل من الواضح أن الشيخ معمر في هذا الموضع استعمل أسلوب المتكلمين في إثبات الصفات رغم محاولته كل مرة الابتعاد عن ذلك، لكن طبيعة الموضوع والنقاش هنا هي الق ألححت وأملت عليه ذلك» ليتمكن من تبيان كيفية إثبات الصفات الكمالية لله تعالى. ومن الملاحظ كذلك أن البرهان بالخلف كان حاضرا أكثر من مرة قى مناقشاته فعندما ينتهي إلى إثبات صفات النقص والعجز للمخلوقات يرى أن ذلك برهانا بالخلف على أن ا لله كامل في صفاته. ب -صفتا القدم والقاء: للاستدلال على اتصاف الله بصفة القدم عرض الشيخ معمر المثال التالي :وهو متعلق بالمخلوق وفقا لمنهجه الذي شرحناه من ذي قبل: «إن المخلوق محدود بالعدم فهو لم يكن موجودا قبل أن يخلق وهو سيرجع إلى العدم أي الفناء في يوم ما". ويضرب مثالا يقرب به معنى كلامه للناشئة؛ حيث أن أي مدينة على وجه الأرض مهما كان قدمها إلا ولها بداية} وأن الأرض في حد ذاتها هي أقدم من جميع هذه المدن الى بنيت عليها“. ثم يرتقي بمثاله ليقارن بين قدم الأرض والشمس فيخلص إلى كون الشمس الانفصال عنها كما يوجد قمنها ثم حدثلكونها جزعاأقدم من الأرض الكون ما هو أقدم من الشمس كذلك لكونها جزءا منه، وهكذا ليخلص إلى أن المخلوقات جميعها ولو تفاوتت في القدم فلها بداية، وبدايتها اليوم الذي وجدت أو ( - )1المصدر السابق :ص.92 ( - )2المصدر السابق :ص.92 - 561 - وبعد أن أثبت لما بداية} تساءل الشيخ عن خلودها أو عن عدم فنائها« :وهل ترى أن هذه الأشياء أو بعضها خالدة لا يتناولها الفناء؟ فيجيب :إن الشيء الذي وبذلك يصل البرهان إل إلباتأوجد من العدم لا يستعصي عليه الفناء»١‏ ا محدودية المخلوقات كلها بالبداية والنهاية. إذن :ما دافت البداية والنهاية. أي العدم من صفات المخلوقات وما دام ا لله تعالى مخالف لمخلوقاته فإنه يستحيل أن يكون من صفاته العدم، إذن :فهو قديم بلا بداية باق بلا نهاية“. ح -صفة العلم: استدل الشيخ على صفة العلم بالرجوع إلى وصف وتحديد طبيعة علم الإنسان، حيث يقول« :إن كلمة الاطلاع مناسبة جدا في وصف معارف الإنسان، فهي تعين أن الشخص يعرف الأشياء الي اطلع عليها، ويجهل الأشياء ال لم يتح له أن يطلع عليها ومعنى هذا أن علمه مها كان واسعا محدود»“. وبما أنه في حد ذاته محدود فبالضرورة أن تكون جميع أوصافه محدودة لأنه خلق في زمن من الأزمنة قد سبقته أزمان فهو لا يعرفها ولأنه سيفنى وستحدث أشياء من بعده لا يعرفها، وما كان فى زمانه فإنه يعرف ما اتصل بحواسه المحدودة فقط(. فبما «أن علم المخلوق مهما عظم واتسع محدود بالجهل في بدئه ونهايته مكتشف به من جميع جهاته»}٨‏ إذن فصفة العلم عند ا لله سبحانه وتعالى مخالفة لصفة العلم ( - )1المصدر السابق :ص.03 ( - )2المصدر السابق :ص.03 ( - )3المصدر السابق :ص.43 ( - )4المصدر السابق :ص.43-53 ( - )5المصدر السابق :ص.53 كما أنى قوله تعالىعند المخلوق«، فهو عليم يما كان وما يكون وما هو كائن حدا هذه الصفة« :عَالم العيب لا يغب عن مقال ذرة يي السماوات ولأ في الأزض ولا أصغر من ذالك ولا أكبر إلا في كتاب شبين [سبا.]3/ بعد هذا نجد الشيخ معمر يعمم منهجه هذا في الاستدلال على صفة العلم بهذا الغال على بقية صفات الله تعالى الكمالية الذاتية من قدرة وإرادة وحياة وسمع وبصر حيث يقول« :وعلى هذا المثال جميع صفات الباري سبحانه وتعال من القدرة والإرادة والحياة والسمع والبصر... أي أن صفات الباري عز وجل كاملة لا يعتريها نقص ولا تشبه صفات المخلوقين»(“. ويخلص الشيخ بعد الانتهاء من الاستدلال على الصفات وإثباتها إلى أن المقصد الذي يجب على الإنسان المسلم معرفته من صفات الله تعالى ومعنى الوصف له بهذه الصفات إنما هو نفي أضدادها، فا لله تعالى حي ليس بميت عليم ليس بجاهلك قادر ليس بعاجز، مريد ليس. مستكره، متكلم ليس بأخرس» سميع ليس بأصم، بصير ليس بأعمى سبحانه وتعالى(. ويذنلك يكون الشيخ قد وفى بالتعريف الذي وضعه للصفات بتحديد خصلتين لها؛ وهما الكمال ومخالفة المخلوقات فعندما نثتبت له هذه الضفات نكون قد أثبتنا له الكمال، وعندما ننفي عنه أضدادها نكون قد أثبتنا له مخالفة وعدم مشابهة المخلوقات.. ٭ - +الصفات الواجبة والجائزة والمستحيلة: إلى جانب هذا التحليل لموضوع الصفات حسب التقسيم الأول؛ نجد لدى الشيخ معمر تحليلا آخر حسب التقسيم الثالث للصفات عند المدرسة الإباضية؛ ( - )1المصدر السابق :صر.53 ( =- )2المصدر السابق :صر.63 ( - )3المصدر السابق :صر.63 _ - 761 المتمثل في تقسيمها إلى صفات واجبة وصفات جائزة وصفات مستحيلة وهو ما تطرق إليه في مبحث التوحيدءحيث عده سيلا لمعرفة ا لله تعالى ومعرفة صفاتهء فيقول« :يعرف الله تعالى بثلاث :واجب وجائز ومستحيل". فتضمن الواجب أصل التوحيد وصفات الكمال أو الصفات الذاتية حيث يقول« :فالواجب أن تؤمن إيمانا خالصا أنه لا إله ا لله الواحد الأوحد لا شريك له في ملكه، موجود بغير مشاهدة قديم بلا بداية باق بلا نهاية حي قيوم عالم يما كان وما يكون وما هو كائن قادر مريد سميع بصير متكلم صادق في وعده ووعيده عادل في حكمه وقضائه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم». م ه م الفعل الي يتصف ا لله بها بفعله لها «كإرسا لالجائز أهم صفاتوتضم الرسل وإنزال الكتب والتوسعة والتضييق في الرزق وخلق المخلوقات في أوقاتها المقدرة فى علمه تعالى»(“. وتضم المستحيل نفي صفات العجز والنقص والمشابهة عن الله تعالى م م‏ ٠م «كالحدوث والعدم والفناء والتغير والعجز وحلول الأزمنة والأمكنة والشريك والمعاون والزوجة والولد ومشابهة الخلق في ذات أو صفة أو فعل»(. ولعل هذا النوع من التقسيم للصفات هو الأقرب إلى عقول الناشئة في معرفة خالقها ووصفه بما يليق به ونفي ما يستحيل عنه تعالى؛ لأنه يبتعد عن تلك الأساليب الكلامية في الاستدلالات والبراهين الي شاهدناها في إثبات صفات الكمال، ومن جهة أخرى يحدد معان واضحة وبجحملة للصفات. ( - )1المصدر السابق :ص.34 ( - )2المصدر السابق :ص.34-44 ( - )3المصدر السابق :ص.44 ( - )4المصدر السابق :ص.44 - 861 - ٭ 5علاقة الذات الإلهية بالصفات: مما أخذ كذلك جهدا من علماء العقيدة والكلام، واستنزرف الكثير من أوقاتهم واستعصر قدراتهم الفكرية مسألة علاقة الصفات بذات ا لله تعالى وكيفية نسبتها إليه تعالى، وقد تعددت حوفها الآراء وكثرت المناقشات والمجادلات فيها؛ ومن المناسب قبل معرفة نظرة الشيخ معمر للموضوع أن نورد جملة آراء المدارس الكلامية حولها: حيث يمكن أن تميز ثلانة مواقف حول المسألة: الموقف الأول : يرى أن الأجدر بالمسلمين منع الكلام في الموضوع، وذلك تحرجا من الوقوع في المحذور بالقول بالمغايرة بين ذات ا لله تعالى وصفاته» وهذا ما ينتج عنه اعتقاد تعدد الآلهة وتعدد القدماء وهو محض الشرك‘ وكذلك حذرا من الاعتقاد بتعطيل صفات الله تعالى وذلك بالقول بعدم المغايرة بين الذات والصفات. وقد ذهب هذا المذهب أصحاب المدرسة السلفية". الموقف الثاني: يرى أن صفات الله تعالى ليست عين ذاته ولا غير ذاته، بل هي قائمة بذاته؛ إذ لايمكن أن يتصور أن ا لله تعالى حي بدون حياة أو عالم بدون علم أو مريد بدون إرادة} واستدلوا بادلة عد منها قول ا لله تعالى :لوا تحمل من انى' ولا تضع إل بعلمه [فاطر ]11/وإلى هذا المذهب ذهبت المدرسة الأشعرية“. ( - )1محمد بن أبي العز :شرح الطحاوية} للكتب الإسلامي، بيروت -لبنان! 9931ص.921-031 ( - )2تعرض الشيخ البوطي للمسألة وفصل الحديث فيها مبينا كيفية تعلق هذه الصفات بالذات الإلهية، كما حاول الرد على ما قالت به المعتزلة من إلزامات لمذهب الأشاعرة الذي يرى أنها قائمة بذاته(. البوطي :كيرى اليقينياتث ص.)811-031 ( - )3أحمد محمود صبحي :في علم الكلام (الأشاعرة)، طك{ ج2ا دار النهضة العربية للطباعة والنشر 5041ه5891 -م؛ ص..26 - 961 - الموقف الثالث: يرى أن الصفات عين الذات لا منفصلة عنها ولا هي شيء مغاير هاء وهو ما ذهب إليه أصحاب المدرسة الإباضية والمدرسة الاعتزالية» كما ردت على تهم المدرسة الأشعرية القائلة بأن أصحاب هذا الموقف يعطلون الصفات". هذه هي رؤية المدارس الإسلامية أما الشيخ معمر ففي حقيقة الأمر كان كلامه الناشئة بوجه أخص:إل موجهجحداك وهو واستدلاله عليها مختصراالمسألة عن وقد ذهب مذهب الإباضية والمعتزلة في اعتبار الصفات عين الذات، و لم يخالف بسيط وتقديمه للناشئة بطريقة ميسرةرأيهم بأسلوبشرحذلك بل حاولمذهبه ق حيث يقول« :صفات الباري عز وجل ذاتية ليست زائدة على الذات ولا قائمة بها ولا حالة فيها(& ويضيف توضيحا آخر لها« :أي أن صفات الباري عز وجل كاملة لا يعتريها نقص ولا تشبه صفات المخلوقين لأنها عين ذاته تعالى ليست زائدة عن الذات ولا قائمة بها فهي موجودة بوجود ذاته تعالى قديمة بقدمها باقية ببقائها كاملة بكمالها»“. واستدل الشيخ على رأيه هذا بدليل بسيط اتبع فيه منهجه الذي خطه <. خارجة عن ذواتهم وأنهم يكتسبونها بالعمل وبذل الجهد فإن ا لله بخلاف ذلك لأنه ليس كمثله شَيئمه، حيث يقول« :فهي موجودة بوجود ذاته تعالى ( - )1أبو يعقوب يوسف الوارجلاني :الدليل والبرهان تح :سالم بن حمد الحارثي مج، 1ج©1 م ص - \.14أبو عمار عبد3041ه3 /وزارة التراث القومي والثقافة٬‏ سلطنة عمان الكان :الموجز تح :عمار طالي، ج، 1الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 8931ه_- -القاضي عبد الجبار :شرح الأصول الخمسة ج-. 911-541، 18مم ص.924-234 أبو ريان :الفكر الفلسفي في الإسلام، ص[.61 ( - )2الإباضية دراسة مركزة5 :ص.7 ( - )3سمر أسرة :صر.63 - 071 - قديمة بقدمها، باقية ببقائها كاملة بكمالها... أما صفات المخلوقين فهي خارجة عن ذواتهم تقوم بها أو تحل فيها، فإن المخلوق يكون عاجزا حتى إذا استطاع أن يقوم بعمل وصف بالقدرة عليه ويكون جاهلا فإذا عرف شيئا وصف بالعلم به وهكذا بقية الصقات«'“. إذن :فبما أن صفات الله تعالى لا تشبه صفات المخلوقين، وأن صفات المخلوقين يلزم أن تكون شيئا زائدا وخارجا عن الذات وأنها تكتسب بالخهد ومرور الزمن، فإن صفات الله تعالى مغايرة لها لا تشبهها، فهي إذن عين ذاته ليست شيئا غير الذات وليست حالة فيها ولا قائمة بها «فهي موجودة بوجود ذاته تعالى قديمة بقدمها باقية ببقائها كاملة بكمالها»“. لعل هذا الدليل العقلي الذي ركز عليه الشيخ لإبات كون الصفات عين الذات رغم بساطته ووضوحه؛ فإننا تجحد علماء الكلام في المدرسة الإباضية والمعتزلة قد غفلوا عنه و لم يوردوه مع القائمة الطويلة للأدلة المنطقية والإلزامية الي عادة ما يعتمدون عليها للاستدلال على مذهبهم. كما أن هذا الدليل في حقيقة الأمر -حسب رأينا -يعد أقرب وأولى في الاستدلال من غيره؛ لكونه يتوافق مع الأصل العام للمسألة وهو قول ا لله تعالى: طاليس كمثله شي4٤‏ [الشورى }&]11/أي مما أن ا لله تعالى مخالف لمخلوقاته فى كل شيء؛ فمن الضروري أن يخالفهم في تعلق صفاته بذاته، فالبشر لابد لحم من جهد ووقت حتى يكتسبوا الصفات وعند اكتسابهم لها تصبح متعلقة بهم ومخالفة لذواتهم} وهذا يستلزم أن يكون ا لله مخالفا هم، وهو ما تخبر به الآية الكريمة السابقة. وبذلك يكون الشيخ معمر في هذه المسألة قد تنبه إلى دليل عميق وقريب إلى الأذهان قي الوقت ذاته، وهو يتوافق ويتماشى مع الأصل العام لموضوع الصفات ( - )1المصدر السابق :ص.63 ( - )2المصدر السابق :صر.63 - 171 - والتوحيد، وقد استطاع توظيفه بصياغته بأسلوبه المبسط والمعاصر حتى تتمكن الناشئة من فهمه واستيعابه. لعل من الواضح أن الشيخ معمر في هذه المسألة قد خاض في موضوع معقد وعال المنال على الناشئة والعامة من الناس» إلآ أننا رأيناه يحصر استدلاله فيه بالرجوع إلى منهجه المعتمد فى معرفة الخالق؛ على معرفة المخلوق ومخالفة الخالق للمخحلوق. وإن كان هذا الدليل لوحده غير كاف -حسب رأينا -للاستدلال على موقفه هذا، مقابل أدلة علماء المدارس الكلامية الأخرى؛ لكن بيدو أن اعتبار الشيخ عرضه موجه للناشئة، جعله يعتقد أن الدليل الذي أورده كان كافيا لإقناعهم وهو أقرب إلى تصورهم من بقية الأدلة اللبسوطة في كتب العقيدة والكلام. مع ذلك يبدو أن الشيخ شعر بهذا الأسلوب الكلامي الفلسفي الذي استعمله فى هذه المسألة فى استدلاله على الصفات وكذا في استدلاله على وجود ا لله وعلى ه في تلقينتوحيده بصفة عامةض والذي لم يكن معهودا في عهد رسول الله وتفهيم مسائل العقيدة؛ فاورد ذلك على شكل استفهام عرضه كما يلي: «فأنا فيما عرفت في مسيرة رسول الله أ ودعوته للناس إلى الإسلام لم أعلم أنه كان يتعرض لمثل هذه المباحث والمناقشات وإنما كان يدعو إلى جملة التوحيد، فإذا استجيب له قال لأصحابه رضوان ا لله عليهم :فقهوا أخاكم في الدين أو علموه الفرائض". ا لمفيجيب عن استفهامه :بأن الناس في الزمان الماضي في عهد رسول الله يكونوا معرضين لما يتعرض الناس له اليوم من أفكار وفلسفات شتى الكثير منها يساند ديانات باطلة أو أفكارا دخيلة لا علاقة ها بالإسلام لذا فمن الضروري على الناشئة الي ستنفتح على مختلف العلوم في دراستها ومطالعاتها وستحتك ( - )1المصدر السابق :ص.73 - 271 - بمختلف التيارات فى حياتها العملية؛ أن تتدرب على مثل هذه المناقشات وعلى هذا النوع من التفكير والاستدلال حتى يحصل فها الاقتناع العقلي بما تعتقده 3ويكون باستطاعتها التفطن للشبه وللأفكار الباطلة ثم مناقشتها والرد عليه("". إن المتفحص لكلام الشيخ هذا يشعر لأول وهلة أنه يناقض نفسه ومنهجه الذي سار عليه في كامل مباحث التوحيد في محاولته تقديم العقيدة إلى الناشئة خالية من كل الاستدلالات الفلسفية والبنايات المنطقية للبراهين. ثم نجده في هذا الموضوع يبرر اعتماده على هذا النو ع من الخطاب والاستدلال الفلسفي بل يدعو الطلبة والمهتمين بمختلف العلوم العصرية للتدرب على استعمال هذه المناقشات والأساليب التفكيرية؛ حتى يحصل هم الاقتناع في تب الآراء، والمقدرة على دحض الشبه ومناقشة ورد الأفكار الدخيلة. ولعلنا نستطيع أن نقول إن الشيخ قد حاول قدر المستطاع عرض مسائل العقيدة بعيدا عن منهج المتكلمين والفلاسفة، لكن عندما يجد هذا المنهج هو الاختيار الوحيد أو الطريق اللازم سلوكه فإننا نجده يعتمده ويراه ضروريا لإيصال فكرته. كما نسجل عليه في هذه النقطة خوضه في مسألة عقدية معقدة وصعبة\ وفي ذات القت مستحدثة أي لم تكن معروفة في العهد النبوي، وكان من الأجدر به وهو يقدم عرضه هذا للناشئة -بالدرجة الأولى -أن يكتفي في عرض موضوع الصفات على توضيح معانيها الإجمالية وإثبات الكمال لله تعالى دون التطرق إلى المسألة أصلا. كما أننا بالإمكان أن ننظر إلى موقف الشيخ هذا من زاوية أخرى -كما أشار هو بنفسه لذلك من كونه يعلم يقينا أن هذا الشباب المثقف والجامعي الذي تفتحت له أبواب المعرفة على مصراعيها وتعددت مصادرها أمامه سيلتقي حتما يوما ما مع ما دار حول هنه المسألة من كلام في أحد الكتبڵ أو أثناء إحدى ()1۔ المصدر السابق :ص.73 - 371 - المناقشات فيستفسر عنها ويحاول معرفة الآراء حولها؛ لذا رأى من الواجب عليه أن يشير إليها مبينا قناعته فيها ولو استعمل في ذلك المنهج الكلامي الفلسفي الذي مسائل العقيدة. يبدو أنه لا محبذه كثيرا ويبتعد عنه أثناء عرض ٭ - +الصقات الخبرية: احتوى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على بجموعة من النصوص تتضمن الحديث عن صفات الله تعالى؛ يفيد ظاهرها تشبيه ا لله تعالى ممخلوقاته؛ كنسبة الجوارح له تعالى؛ من يد ووجه وعين© وكذا نسبة بعض أفعال المخلوقات كالمشي والنزول والاستواء. وهو ما يتعارض مع الآيات المحكمة في الموضوع كقوله تعالى :لاقل هو ا لله أحَ ا لل الصم لم يلا ولم يولد ولم كن له ,كفوا احَذ“ه [الإخلاص]، وقوله تعالى« :ليس كمثله شيةمه [الشورى.]11/ هذا ما جعل من علماء العقيدة والكلام يدلون بآرائهم حول هذه النصوص ويحاولون أن يجمعوا بين الأصول العامة فى توحيد ا لله تعالى وبين هذه النصوص‘ ود تعددت رؤيتهم إليها بين مثبت ومول هاء وهذا باحتصار أهم آراء المدارس الإسلامية حولها: ترى أن كل هذه الصفات الي أثبتها ا لله تعالى لنفسه في كتابه الكريم أو أخبرنا . ق أحاديثه مدل الوجه والعين واليد أو النزول والمجيء ينبغي‏ ١لله نبها رسول التسليم بها والاعتقاد بثبوتها دون تأويل للنصوص ولا صرفها عن معناها الظاهري، ودون تحديد كيفية اتصاف الله تعالى بها. وهذا ما يعرف بمذهب التفوير(<‘". العربي، التراث القومي والثقافةإحياء 1‏ ٤دار حط2 بحموعة الرسائل الكبرى أحمد ابن تيمية: - ) ( 1 - 471 - ١\-2لمد رسة الأشعر+٣ ‎ ذهبت نفس مذهب المدرسة السلفية} فأثبت الصفات الخبرية، والفرق بينهما يكمن في أن الأشاعرة أثبتوا هذه الصفات وفوضوا كيفية اتصاف الله بهاء لكي لا يقعوا في دائرة التشبيه والتجسيم. وهذا مذهب آخر ف التفويض. وقد عرف أصحابه بالبلاكفة؛ أي إثبات الصفات بلا كيف! كما هو معروف بمذهب الإنبات والتنزيه فى ذات الوقت. لسةية:إمدر روالتضية عإناا اللرسة المد -3ا تريان أن هذه النصوص من المتشابه، وأنه يجب أن تؤول بما يفيد المعنى المناسب في تنزيه ا لله تعالى من كل تشبيه أو تجسيم، وترك النصوص على ظاهرها ياني صريح الآيات المحكمة من القرآن الكريم؛ وال تحمع على تنزيه ا لله تعالى عن كل صفات النقص والعجز وعن مخالفته المطلقة لكل مخلوقاته. بيروت -لبنان2931، ه-۔ 2791م، ص -. 374-574ابن أبي العز :شرح الطحاوية :ص.45 ( - )1أحمد صبحي :في علم الكلام رالأشاعرة)، ج. 2ص.56-66 ( - )2في هذا ننقل كلام الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس معبرا عن هذا المذهب« :نثبت له تعالى ما أثبته لنفسه، على لسان رسوله، من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله. وننتهي عن ذلك ولا نزيد عليه، وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته.. ونثبت الاستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تععلى بلا كيف©، وبأن ظاهرها المتعارف قي حقنا غير مراد»(. عيد الحميد بن باديس :العقائد الإسلامية، رواية وتع :محمد الصالح رمضان، ط ‘3دار الكتب© الجزائر 9891م، ص.)26 ( - )3السالمي :المشارق ص -. 702-112أحمد صبحي :في علم الكلام (المعترلةمء ج1ء ص.521-921 لقد أرجع الشيخ أحمد الخليلي عدم تأويل هذه الآيات الي يفيد ظاهرها التشبيه إلى إنكار بعضهم للمجاز، ويرى أنهم في ذلك على أصناف؛ منهم من ينكره في كلام العرب رأساء ومنهم من يثبته ني كلام العرب وينفيه عن القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو بذلك يرى أن إنكار الجاز سواء من كلام العرب أو من كلام ا لله أو كلام رسوله الكريم هو مكابرة صريحة للعقل وتحد - 571 - أما الشيخ معمر فإنه اتبع رأي مذهبه فى هذه المسألة؛ حيث يرى أن الأصل العام للعقيدة هو التنزيه المطلق لله تعالى" فعلى هذا الأساس؛ فكل ما ورد من النصوص يفيد التشبيه فهو من المتشابه لذا يجب تأويله بما يفيد المعنى المناسب في الآية ويتوافق مع أصل التنزيه حيث يقول« :الأصل العام في عقيدة الإباضية هو التنزيه المطلق للبارئ جل وعلا، وكل ما أوهم التشبيه من الآيات القرآنية الكريمة أو الأحاديث النبوية الثابتة يجب تأويله بما يناسب المقام ولا يؤدي إل التشبيه»” م. ثم يعطي أمثلة على المعاني المؤولة لهذه الصفات فيقول« :فقالوا عن العين إنها العلم والحفظ وقالوا عن اليد إنها النعمة والقدرة وقالوا عن الاستواء إنه الملك والقهر والغلبة»(“. وهذه أمثلة عن بعض الآيات والأحاديث في موضوع الصفات الخبرية ومعانيها المؤولة: أ -العبن: قول ا لله تعالى :لإولتصتتع عَلَى' عينيه [طه }]93/أي بعلم مين ومرادي وحفظي، لتجري بأغيننايه [القمر، ]41/أي بعلمنا. ب -الوجه: [الإ نسان ‘ ]9/أي نريد ثواب ا لله 0ونقصد رضاإنما نطمُكم لوجه ‏ ١ل كل شيء[الرحمن‘ ]72/ذو ‏ ١لجَلال و لاكرَامربك‏ ١لله ‌ لإوتنقى 7 هالك إلا وَجهَةمه [القصص }]88/أي ذات الله تعالى. للواقع الذي لا يحتاج في وضوحه إلى دليل ثم يذهب مفصلا في بيان مكانة الجاز في لسان العرب والقرآن الكريم" واعتباره نوعا من الإعجاز القرآني، بضرب أمثلة كشيرة على كل َذلك(. المشارق :هامش صر..)702-902 5ر. 7 ( - )1الإباضية دراسة مركزة :ص ( - )2الإباضية بين الفرق الإسلامية :ص.583 - 671 - ج -اليد: طا الذين َايعُونك !إنما ايغون اللة يدالله قوق أيديهم [الفتح 01].5/أي يد :حلقه بنفسي :7[ص. ]52/أي توليتئ حلفت :بيدممعنى القوة والمنة مَسبسُوطتان“ [المائدة، ]46/أي نمعنى النعمة والقدرة والرزق والسخاء. د -الأصابع: قول الرسول حت« : :إن القلوب بين إصبعين من أصابع ‏ ١لله عز وحل" الحكم على الشيء والمقدرة عليه والتصرف فيه. _ الاستواء: <نم استوى على العزه [الرعد }]2/طإالرَخمَن عَلى العرش استوى" [طه، ]5/أي بمعنى السلطان والظهور والغلبة والإحاطة والقدرة“. المسألة بتقسيم الشيخ معمر للقائلين بالصفاتنختم هذهأن ومن المناسب الخبرية: فهو يعتبرهم مشبهة ويقسمهم ثلانة. أقسام : 1المجسمة :هم الذين يعتقدون أن ا لله تعالى جسم كأجسامهم بطول وعرض ولون وجوارح محددة. -2أشباه المجسمة :وهم الذين يعتقدون أن الله تبارك وتعالى حسم كالأجسام بطول وعرض إلا أنهم يحترزون بكلمة« :ونحن لا نعرف ذلك». ( - )1أحمد :باقي مسند المكثرين :رقم.79611 : ( - )2ينظر :الجعبيري :البعد الحضاري ج. 1ص.. 472-482 إذ بين رآي الإباضية في الألفاظ الواردة في القرآن الكريم الدالة على الصفات الخبرية الموهمة للتشبيه، ثم بن وجه التأويل فيها.. - 771 -31. 3هم أغلبية المسلمين من غير الإباضية والزيدية والمعتزلة الذين يعتقدون تنزيه ا له جل وعلا عن مشابهة الخلق ولكنهم يثبتون المعاني الحرفية لبصض الكلمات الي وردت في القرآن الكريم تنبت له الحركة أو الجوارح كاليد والعين فيسكتون عن تأويلها بالمعنى المناسب ويقولون كما أراد ا للك فهم يثبتون معانيها ويفرون من التشبيه بإعلان التنزيه"". ويحكم الشيخ على القسم الأول والثاني بالشرك لتجسيمهم ا لله تعالى وتصويرهم له بصورة المخلوق، ولا يرى فرقا بينهم وبين عبدة الأوثان. أما القسم الثالث فيرى أنهم أخطؤوا في التأويل وأن عقيدتهم التنزيه، لكن لم يعملوا على تأويل معاني الصفات الموهمة للتشبيه لتوافق ولتفيد التنزيه“. الصفات:-4٩۔‏ منهجه ق عرض في حقيقة الأمر إن المنهج الذي اتبعه الشيخ معمر في عرضه لمواضيع العقيدة والمتمثل في تبسيط مسائلها ومحاولة الرجوع بها إلى نهج رسوفها الكريم قا ني ملء قلوب أصحابه، وتقديمها إلى الناشئة من الأمة الإسلامية وإلى العامة من الناس؛ يهتمالبعيدين عن فهم مصطلحات علم الكلام وتفريعات مسائله المعقدة جعله كثيرا بما أتى عند علماء الكلام من إثارة ومناقشة للقضايا الي وقع فيها تعدد وجهات النظر، بل عمل على عكس ذلك حيث وجدنا له آراء قي محاولة تقريب الشقة بينهم في رؤيتهم لهذه المسائل -كما سنتعرض فهذا لاحقا -واعتبار خلافاتهم إما لغوية أو أنها ليست في أصول العقيدة بل هي من جزئياتها وتفريعاتها ال يجوز تعدد الرأي حوفاة 3ولعل هذا هو السبب الذي جعل الشيخ يورد موضوع صفات الله تعالى مرتبطا مباشرة بموضوع الإيمان با لله تعالى وتوحيده وتمام معرفته. ( - )1الإباضية بين الفرق :ص.583 ( - )2المصدر السابق :ص.583 ( - )3المصدر السابق :ص.583 & 282-782 - 871 - كما أنه اتبع نفس المنهج الذي سار عليه في الوصول إلى معرفة ا لله تعالى وإلبات وجوده والإيمان به وإفراده بالوحدانية} والمتمثل في التوجه بالتفكير إلى المخلوق لمعرفة الخالق«، لأن المخلوقات هي الأثر الدال على الخالق»ه‘". وكتطبيق لهذا المنهج نرى الشيخ معمر في إثباته لصفات الله تعالى الذاتية يورد مثالا لإحدى المخلوقات المشاهدة لدى كافة الناس والقرية من مداركهم وتصوراتهم ثم يثبت عن طريق الحوار مع الناشئة الممثلة قي دور الابن قي كتابه سمر أسرة مسلمة} أن من صفاتها ولوازمها النقص والضعف؛ إذن فمن المستحيلات فى حق ا لله تعالى أن تكون هذه الصفة من صفاته} وبذلك يثبت عكس تلك الصفة له وهي صفة الكمال، وهكذا الأمر 7 وهذا وفقا للآية العامة والجامعة الى تعتبر الأصل فى توحيد ا الله تعالى فى صفاته وأفعاله وهي قوله تعالى :ليس كمغله شَئه [الشورى، ]11/أي غخالفة ا لله تعالى حميع مخلوقاته وعدم مشابهته هم. هذا عن صفات الله تعالى ومنهج الشيخ علي معمر في عرضه لها؛ وتبقى مسألتان متعلقتان بالموضوع جال فيهما علماء الكلام وكثرت كتاباتهم حولحما واختلفت آراؤهم فيهما ألا وهما :مسألة رؤية ا لله تعالى ومسألة خلق القرآن3 فكيف كان موقف الشيخ معمر منهما ؟. ح< ص.92 ۔ سمر آسرة: )(1 - 971 - المبحث الخامس مسنائل متخلقة بالصفات الرؤية: +أولا :مسالة رغم ما أثير من جدال حول هذه المسألة فإن الشيخ معمر لم يتطرق في كتاباته العقدية إلى الموضوع إلا بشكل عارض وبصورة مختصرة جدا، فكان كلامه الخلقالكمال له ونفي صفاتعنها أثناء حديثه عن معرفة ‏ ١لله تعالى وإثبات صفات والنقص عنه. كما طرح المسألة ق موضع من كتاباته العقدية بوجهة نظر أخحرى؛ محاولا فيها التقريب أو الجمع بين آراء المدارس الكلامية في المسألة. وبالطبع فقد اتبع رأي مذهبه فيها وهو القول باستحالة رؤية ا لله تعالى، وأما أدلته فقد أوجزها في مسألة نفي الحدود عن ا لله تعالى، أي أن الرؤية المعهودة لدى البشر أو ما يدخل في نطاقها من التصور والتخيل لشيء ما؛ لابد أن يكون محدودا بالشكل واللون والحجم والزمان والمكان أو بغضها. وبما أن ا لله تعالى مخالف لمخلوقاته ولا يشبهها في شيع؛ إذن فالرؤية مستحيلة في حقه تعالى لأنها تلزمه جملة من صفات النقص والعجز والاحتياج؛ تعالى ا لله عنه. ( - )1لمعرفة تفاصيل أكثر عن الموضوع ينظر :أحمد الخليلي :الحق الدامغ، مسقط‘ سلطنة عمان، ص -. 32-69عزة محمد عبد المنعم زايد :رؤية ا لله تعالى بين المثيتين والنافين، رسالة7 ماحستير في العقيدة والفلسفة الإسلامية! ط[، نشر مكتبة الاستقامة. سلطنة عمان0891، م.. -م:[غعی'ع ,,, 4891, 003/1. ( - )2سمر أسرة :ص.13 - 081 - هذا هو دليله الوحيد على استحالة الرؤية} و لم يول للموضوع اهتماما أكثر من ذلك -كما سلف أن قلنا -ولعل كونه في معرض تقديم العقيدة للناشئة كان كالعادة دائما المعلم الموجه له قي شرح المسائل العقدية حيث يكتفي بما يؤدي المقصد ويوصله مع مراعاة الاختصار والوضوح وتبسيط المفاهيم. ولعل الأمر يختلف تماما عند أغلب علماء العقيدة والكلام في القديم والحديثث© فننجدهم يفردون مباحث وفصولا لمناقشة القضية ويردفونها بجملة من الأدلة النقلية من القرآن الكريم والسنة النبوية ثم الأدلة العقلية" وبعد ذلك ينتقلون للرد على أدلة الطرف الآخر وإيراد الحجج المبطلة ها وهذا العمل مما يشترك فيه المثبتون للرؤية والنافون لها على حد سواء. وبالإمكان أن نرجع هذا الاهتمام الكبير بالمسألة ومعالختها بهذه الصورة إلى كونها متعلقة مباشرة بأقدس ما يؤمن به الإنسان المسلم ويعتقده؛ ألا وهو ا لله تعالى. أما من الوجهة الثانية فقد وجدنا الشيخ معمر في كتاباته الي أخذت طابعا فكريا إصلاحي، يسعى لتوحيد كلمة المذاهب الإسلامية، أو على الأقل التقريب من شقة الخلاف بينها» كما حاول النظر إلى هذا الاختلاف نظرة بنائية وتكاملية وتنوّعية} لا نظرة عداء وتصادم وصراع. ( = )1من المصادر العقدية اليي تعرضت إلى الموضوع بنوع من التفصيل :المشارق :للسالميك البعد الحضاري :للجعبيري. الإبانة :للأشعري-. كتاب التوحيد :للماتوريدي-. الإحياء :للغزالي. -الكشاف :للزخشري-. شرح الأصول الخمسة :للقاضي عبد الجبار-. الرسائل الكبرى :لابن تيمية-. شرح الطحاوية :لابن أبي العز.. ( - )2هذه الكتب هي :موسوعته التاريخية الفكرية :الإباضية في موكب التاريخ. بحلقاته الأربعة- 1 : نشأة المذهب الإباضي -2الإباضية في ليبيا-3، الإباضية في تونس-4، الإباضية في الجزائر. وكتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية، الذي أطل الشيخ من خلاله بفكره النير وقلبه المتسع؛ في اقتزاح الحلول لمشاكل المسلمين وخلافاتهم فيما بينهم} والدعوة إلى توحيد صفوفهم ونبذ صور الفرقة والتعصب©ؤ والسعي لأحل الوحدة والتسامح والتعاون.. - 181 - فحاول أن يبلور موقفا وسطا يقرب فيه بين الأطراف في القضية، فرأى أن فيه ثلاثة أطراف؛ طرفان متطرفان وطرف وسط معتدل وهو مكان الالتقاء بين المذاهب. أما الطرف المتطرف الأول فهو الذي أثبت الرؤية بكل حيثياتها ال تؤدي صراحة إل التشبيه والتمثيل والتحديد. والطرف المتطرف الثاني هو الذي نفى الرؤية إلى حد نفي حصول كمال العلم با لله تعالى. وبين الموقفين يوجد الطرف المعتدل الذي يلتقي فيه أصحابه لقاء متقاربا ويكاد يكون كاملا، وهو يتمثل فيما ذهب إليه بعض علماء أهل السنة من أن الرؤية تعني حصول كمال العلم با لله تعالى مع نفي كامل للصورة الي يتخيلها الإنسانض وما يستلزم ذلك من صفات النقص والتشبيه، وما ذهب إليه علماء الإباضية ( - )1يقصد بذلك الإمام أبا حامد الغزالي الذي يعتبر أن رؤية ا لله تعالى يوم القيامة هي نوع من الكشف والزيادة في العلم با له تعالى وصفاته. وهي نوع من الرؤية القلبية الي نَمَكْن الإنسان من مزيد العلم با لله تعالى ومعرفته(. الاقتصاد في الاعتقاد، دار الكتب العلمية، بيروت -لبنان، ص..)44-54ه3891 -م.33 كما أنه ينزه الله تعالى من أن يرى في اليوم الآخر بمواصفات الرؤية الإنسانية. وهذا ما يفهم من قوله ني كتابه إحياء علوم الدين« :أما وجه إجراء آية الرؤية على الظاهر فهو آنه غير مؤد إلى الحال فإن الرؤية نو ع كشف وعلم إلا أنه أتم وأوضح من العلم فإذا جاز تعلق العلم به وليس في جهة جاز تعلق الرؤية به وليس في جهة، وكما يجوز أن تيرى الله تعالى وليس في مقابلتهم جاز أن يراه الخلق من غير مقابلة. وكما جاز أن يعلم من غير كيفية وصورة حاز أن يرى كذلك» (إحياء علوم الدين، ج 1دار الثقافةش الجزائر 1141ه۔ 1991م، ص.)781 ( - )2هذا ما ذهب إليه مثلا الشيخ نور الدين السالمي في كتابه المشارق حيث يقول « :قلنا :أراد ذلك البعض بالعلم با لله زيادة العلم بصفاته حيث انكشف لهم من أمور الآخرة ما يعدهم بها وكما قيل ليس الخير كالمعاينة» (المشارق :ص..)681 ومما ييدو أن الشيخ أحمد الشماخي قد اقتنع بتفسير الغزالي للرؤية في اعتبارها زيادة في العلم با لله وصفاته! هذا ما جعله يقول أن الخلاف لفظي بين الفريقين في مثل هذه الصورة(. الرد على - 281 - الذين لم يمنعوا أن يحصل يوم القيامة نوع من كمال العلم دون ارتباط ذلك ولوازمه( 0والمشاهدةبالصورة هذا عن المسألة الأولى المتعلقة برؤية ا لله تعالى فماذا عن مسألة خلق القرآن؟ مسألة خلق القرآن:٭ +ثانيا: لمسلك الشيخ معمر نفس الطريق الذي سلكه في معاة مسألة الرؤيةء حيث يول اهتماما بعرض الأدلة المنبتة لرأي مذهبه ورأيه» حيث لم نقف له ولو على دليل واحد يؤيد به ما ذهب إليه؛ بل اهتم بالقضية من حيث أصلها ومرجعها، ثم درس كيفية الجمع بين أقوال المدارس الإسلامية حولها، أو على الأقل تقريب هوة الخلاف بين وجهات النظر. فهو يرى كذلك أن المدارس الإسلامية انقسمت حوفها إلى موقفين متطرفين وموقف معتدل وسط بينهما: فالملوقف المتطرف الأول تطرف حتى زعم أن المصاحف والحروف قديمة والموقف المتطرف الثاني تطرف حتى نفى صفة الكلام الكمالية عن ا لله تعالى. صولة الغدامسي(مخطوط) :ص. 81نقلا عن البعد الحضاري :جا، صر..)703 فنجد الشيخ السالمي يرد على هذا الموقف من أحد علماء مذهبه‘ معتبرا أن الخلاف ليس لفظيا محضا؛ لأن كلام الغزالي دال على زيادة العلم في معرفة ذات الله تعالى وليس صفاته فقط، وهذا ما لم يقل به الإباضية، حيث يعتقدون أن حقيقة ذاته تعالى يستحيل أن يعلمها سواه٬‏ كما مر ذلك من قبل في مبحث الإيمان با لله تعالى(. المشارق.)781 : ويبدو أن الشيخ معمر قد سلك هذا الطريق في التقريب بين وجهات النظر في القضية وأغفل هذا التباين الدقيق بين العلم والرؤية. لكن أشار مع ذلك إلى أن الفريقين يلتقيان في المسألة التقاء متقاربا وليس كاملا.. ( - )1الإباضية بين الفرق :ص.382-482 ( - )2المصدر السابق :ص.282 - 381 - وبين هذا وذاك كان الموقف المعتدل الذي اجتمع فيه علماء من الإباضية والمعتزلة وأهل السنة ؛ فانتهوا فيه إلى معرفة وتحديد ما ينبغي أن يوصف بالقديم وما ينبغي أن يوصف بالحدث. فقالوا عن صفة الكلام الكمالية أنها قديمة وألبتوها لله تعالى، ومنهم من عبر عنها بالكلام النفسي فاعتبروها مثل بقية الصفات من سمع وبصر وعلم} وما عدا ذلك فهو حادث مخلوق، ثم خلصوا بعد ذلك إلى أن الخلاف ف المسألة لفظي(“. ويختم الشيخ كلامه في للرضوع عما يلي« :يكفي أن يلتقي المسلمون على وأن القرآنحقيقتين في هذا الموضوع هي أن ا لله تبارك وتعالى سميع بصير كل الكريم كلام ا لله عز وجل أنزله على رسوله ». هذا هو رأي الشيخ معمر في هاتين المسألتينں اللتين كثر فيهما الجدال والنقاش، إلى أن تجاوز الحدود المعقولة والآداب المحتزمة، حيث سجل لنا التاريخ اعتداءات على الأشخاص بسبب القول بالرأي أو بالرأي الآخر، وني حقيقة الأمر ما كان ينبغي للمسلمين أن يصلوا إلى هذا كله 3وأن يتفاعلوا مع الموضوع بتلك الصورة ال كشفت عن انتفاء صور التسامح والعفو واحترام الرأي الآخر في الساحة العلمية الإسلامية. ونحن نعيش في نهاية الألفية الثانية الميلادية ومنتصف الألفية الثانية الهجرية بعد نزول الرسالة المحمدية المباركة، حيث نشهد تطورا للعلوم في شتى الجالات‘ ودخول الإنسانية عصر الحوار وتبادل الآراء وتقبل الآخر مهما كانت أفكاره -( - )1ينظر :الخليلي :الحق الدامغ ص-. 79-081البوطي :كبرى اليقينيات،ث ص.421-031 الزمخشري: :الكشاف تح :محمد مرسي عامر ط، 2ج \1دار الصحف القاهرة7931. ه_- ص-. 1-8الغزالي :عقيدة المسلم". 19-297م ( - )2للاطلاع على تفاصيل القضية أكثر ومعرفة آراء المذاهب الإسلامية فيها ينظر :البعد الحضاري: ج[-. 443-693. كبرى اليقينيات.421-031 : ( - )3الإباضية بين الفرق :ص.282-382 - 481 - وانتماعاته» واعتبار ذلك من أبرز شعارات الحضارة والرقي الإنساني؛ ينبغي لنا كأمة فرض عليها دينها وشريعتها أن تحمى عصرها وتقدم دينها على أصفى صورة وعلى طبق من ذهب لعالم يراقب كل تحركاتنا وسكناتنا ويسجل علينا كل خطلإ صغير وكبير. لذا فمن الواجب أن نعيد النظر في التعامل مع بعضنا البعض أثناء مناقشاتنا ودراساتنا لمل هاتين المسألتين الخلافيتين وغيرهما. حيث يلزمنا أن نتعلم احترام آراء كل مدرسة ما دامت تستمد أصولها من المصادر التشريعية المعتمدة، وأن القائلين بهذه الآراء علماء بلغوا مراتب في الاجتهاد، وشهد لهم أقوامهم بعلمهم وفضلهم وأخلاقهم، وكما يجب علينا أن ننزلهم منازلهم من الاحترام والتقدير بجهوداتهم في سبيل الإصلاح والدعوة ولا نقدح في أشخاصهم بسبب آرائهم. كما يجب علينا كأمة مسلمة أن نوجه انشغالاتنا إلى ما يحيط بنا من مستجدات عصرية حول قضايا الإسلام في كل بحالات الحياة؛ بإعمال عقولنا فيها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وإعانة الناس ليعيشوا إسلامهم قي عصرهم. ولعل ما قام به الشيخ معمر في هاتين المسألتين يعتبر جهدا مشكورا له& وهو من زاوية أخرى يعد إيمانا منه بهذه الأفكار، ومساهمة منه لخط هذا السبيل مع غيره من العلماء الذين آمنوا بما آمن به فرأيناه يتفادى عرض المسألة على أنها مشكل بين المسلمين، ويتغاضى تماما عن سرد الأدلة كما هي عادة من يكتب ق هذا الفن لإثبات رأي مذهبه أو نقض الرأي المخالف، بل رأيناه يتعدى ويتجاوز هذه المرحلة فيعالجح المسألة بالكثير من البساطة والاختصار. ثم بجده بعد ذلك يحاول معالجة الموضوع من زاوية الجمع والتقريب بين المدارس الإسلامية في الرؤية إلى المسألتين، رغم ما في هذا التقريب من تجاوز للأدلة وعدم أخذها بعين الاعتبار-أحيانا -بحيث لا يوافقه على هذا المنهج الكثير من العلماء؛ سواء من مذهبه أو من بقية المذاهب الإسلامية الأخرى. كما نجده خلال كل ذلك ينبذ التعصب والتشدد والتطرف ويدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والإخاء والوحدة. - 581 - ٭+تمهيل: لقد عرف الإنسان النبوة" منذ أقدم العهود حيث كان أول بشر ينزل على الأرض يحمل رسالة إلى بني جنسه، ومن ذلك الحين إلى عهد خاتم المرسلين سيدنا حمد قة تعاقب عدد هائل من الأنبياء والمرسلين على استخلاف الله في الأرض وتبليغ شريعته. بيي البشر عامة؛ولقد قام الأنبياء بدور الوسيط بين ا لله سبحانه وتعالى وبين يبلغون ما أمروا به وينظمون حياة الناس وفق التشريعات السماوية الى تتنزل عليهم قسبيل الخير والفلاح والصلاحالناس إلهو إرشادالنبوةوكانت الغاية الإلهية من من دار أخرىوترغيبهم وترهيبهم مما يستقبلهم بعل فنائهم من هذه الحياةدنياهم أبدية تحتوي على ثواب وعقاب؛ بحسب ما قدموه في الدار الأولى(“. وأثبت لنا التاريخ من جهة أخرى أن الإنسان بمفرده لم يستطع أن يسلك الطريق السليم والصالح به مفرده ى لذا شهدت الإنسانية نزاعات وحروبا كثيرة ورهيبة وعنيفة أظهرت الفساد في الأرض وقضت على أعداد هائلة من هذا الجنس نفسه. هذا ما جعل العلماء يطرحون تساؤلا جول حاجة الإنسان إلى النبوة؟ أو ما يعرف بتدخل العالم الخارجي في تنظيم حياة الإنسان ورسم الطريق له. كما أن النبوات المتعاقبة كانت تحمل في طياتها دعوة إلى روح واحدة رغم اختلاف الأزمان والأمكنة هذا ما تمثل فى إفراد ا لله تعالى بالتوحيد ونبذ ما سواه ( - )1استعمالنا لكلمة النبوة والرسالة هو استعمال ترادفي، للالالة على ما أوحي إلى الرسول أو النيء بصفة عامة وإن كان للكلمتين معنيان مختلفان عند بعض العلماء فتستعمل الأولى للدلالة على العلاقة بين ا لله تعالى ونبيه، وتستعمل الثانية للدلالة على العلاقة بين الرسول وسائل الناس الذين بعث إليهم(. البرطي :كبرى اليقينيات، الكونية. ص.)381 ص.05الروحي الحمديرشيد رضا:- ()2 - 881 - من أنواع الشرك والضلال. والدعوة إلى الإيمان بما ينتظر الإنسان من حياة بعد وجزاء بالحنة أو النار.فنائه؛ من بعث وحساب وقد أثبت القرآن الكريم هذه الدعوة المشتركة والموحدة بين جميع الأنبياء في قول ا لله تعالى :إشتر ع لكم شن الدين ما وَصّى' به نوحا والزي أحينا إليك وَمَا وَصينا به إنراهميمٌ وَمُوسى' وعيسى" أن أقيموا الين ولا تفرقوا فيييه [الشورى.]31/ مم م ,و م م‏١مه أما عن التشريعات وسن النظم والأحكام فقد اختلفت وتبدلت من نبي إلى آحر ومن أمة إلى أخرى حسب ما تمليه ظروف كل بيئة وزمان وحسب ما يكون لكون الغرض من ذلك هو التنظيم والعدل ودفع اجتمع إلعليه أقوام كل بي الخيرية فى الحياة"". لهذا رأينا تشديد الأحكام على بعض الأقوام وإرخائها مع أقوام أخرى© فا لله تعالى هو أدرى بما يصلح بكل أمة وهو القائل :ألا يعلم من خلق وَهُوَ اللطيف الخبيره [الملك.]41/ فقد بعث ا لله تعالى سيدنا موسى إلى ب إسرائيل وكان الحال يقضي التشديد عليهم وأخذهم بالعزائم، ولما أتى سيدنا عيسى من بعده بعد تغير الزمان وتبدل الأحوال؛ كان الأمر يقتضي التسهيل والتيسير وهذا ما سجله لنا القرآن الكريم في قول ا له تعال« :وَمُصَدَقا لمَا تن يدي من التوراة ولأحل لكم بغض الذي حرم عليكمئمه [آل عمران.]05 / هكذا أراد ا لله تعالى -من تمام فضله -أن يمنح هذه الإنسانية رسلا متعاقبين ليبينوا طريق الهداية والصلاح كلما رأى الحاجة لذلك. وسنحاول أن نقف في هذا الفصل مع آراء الشيخ علي معمر في بعض مسائل هذا اللوضو ع مع. ص.43-63( - )1البوطي :فقه السيرة النبوية٬‏ مطبعة النخلةث دار الفكر -الخحزائر 2 - 981 - المبحث. الأول محرفة الرسل والرسائل -1 +قيام الحجة على الإيمان بالرسالة: إذا كانت الحجة في الإيمان با لله تعالى تقوم عند الشيخ علي معمر أساسا وأول على العقل لأن التفكير في الكون طريق إلى معرفة ا لله تعالى وهو بمقدور أي عقل وعلى هذا الأساس فلا عذر لأي إنسان في جهل الإيمان با لله تعالى، فإن قيام الحجة على الإيمان بالرسالة" يختلف عن ذلك؛ فيرى الشيخ أن ذلك يتم عن طريق السماع. حيث يقول مشيرا إلى الرسالة المحمدية« :أما الإيمان برسالة محمد ثقه فالحجة عليها لا تقوم إلا بالسماع، فإذا بلفت دعوة الأنبياء لقوم ما أصبح الإيمان بها واجبا عليهم والحجة قد قامت عليهم. أما في حالة عدم وصول الدعوة إلى قوم» سواء كان سبب ذلك وجودهم في مناطق بعيدة عن الرسالة أو حالت ظروف دون معرفتهم لها أو تبليغها إليهم، فيرى الشيخ أنهم معذورون في جهلهم هذاك وأن الرسالة لا تحجب عليهم ويكفي أن يؤمنوا با لله تعالى ويعتقدوا بتوحيده، حيث يقول في هذا الصدد« :فإذا سمع المكلف بها وجب أن يؤمن أما إذا لم تبلغه الدعوة و لم يسمع بمحمد ورسالته فهو معذور»“. ( - )1نشير هنا أن حديث الشيخ علي معمر في موضوع النبوة كان موجها بالدرجة الأولى للرسالة المحمدية الخاتمة. وذلك لكونه يخاطب أبناءها في العصر الحالي وبذلك يتسنى لهم فهم ما يجب عليهم منها، وقد حاولنا تعميم رأي الشيخ على بقية النبوات، باعتقادنا أن كلامه في الرسالة الخاتمة يعتبر نموذجا، وأن بقية الرسالات لا تختلف عن أحكام هذه الرسالة. صر.74( - )2سمر أسرة: ( - )3المصدر السابق :ص.74 م يوضح لنا الشيخ ما يقصد من قوله "معنور"، هل إن ذلك ينجيه من عذاب يعبده طيلة حياته.ولوا لله تعالى© وبذلك ينال رضوانه بلا شك أن هناك آراء أخرى لعلماء الإسلام في مشل هؤلاء الناس الذين لم تصلهم دعوة الأنبياء وكيف يكون حكمهم في الآخرة. ثم نجد الشيخ يعلق على هذا الرأي الذي ذهب إليه مشيرا إلى الزمن المعاصر ومخاطبا الشباب الناشئع في البلاد الإسلامية. حيث يرى أن وجودهم في هذه الأقطار وعيشهم وسط أسر مسلمة أمر كاف لقيام الحجة عليهيم"‘، لأن الإمكانيات العلمية المعاصرة من وسائل الاتصال ونقل الأخبار وانتشار دور التربية والتعليم والثقافة رفعت الجهل أو عدم السماع عن كامل الناس٬لذا‏ أصبح من الواجب عليهم الإيمان بالرسالة منذ اللحظة الأولى من بلوغهم سن التكليف©ؤ ولا يجوز تأخير الإيمان بها عن الإيمان با لله تعال. يتضح من ذلك أن الشيخ قد نظر إلى الموضوع نظرة علمية نظرية وهي متمثلة ي قيام الحجة على الإيمان بالرسالة عن طريق السماع فهذا فقد عذر كل من لم تصله الدعوة. ثم نظر نظرة أخرى إلى الموضوع أضاف لها الجانب الواقعي المتمثل في التطور المشاهد للعصر الذي جعل الجهل بالرسالة أو عدم وصول الدعوة أمرا مستبعدا جدا وناذرا إن لم يكن منعدما، وبناء على هذا فالحجة قائمة على كل إنسان في لبلاد الإسلامية} ولا يعذر في جهله أو في تأخير الإيمان بها عن الإيمان با لله تعالى منذ وقت التكليف. ( ) 1المصدر السابق :ص.74 ( - )2المصدر السابق :صر.74 - 191 - ٭-+۔ ما يجب معرفته عن الرسل: إن أهمية الرسالة باعتبارها شريعة ا لله إلى بي البشر تقتضي معرفة دقيقة لحامليها ومبلغيها. كما يقتضي اتصافهم بأوصاف تؤهلهم لحمل هذه الأمانة وتبليغها كما تلقوها وكذا استحالة اتصافهم بصفات أخرى تقدح في صحة الرسالة وفى كيفية تبليغها. وترجمة لذلك نجد أن أتباع الرسالات قد اهتموا بتدوين تاريخ رسلهم فتركوا لنا كتبا وتصانيف مطولة تتحدث عن خصال رسوم والإشادة بأعماله فني سبيل الدعوة لتبليغ هذه الرسالة. ولعلماء الإسلام الريادة في ذلك؛ حيث ظهرت عبر تاريخ الأمة الإسلامية منذ وفاة رسوها إلى زماننا هذا دراسات كثيرة جدا عن سيرة الرسول الكريم محمد ا. تتبعت كل فترات حياته قبل البعثة وبعدها، وفصلت الحديث عن أعماله ومناقبه واستخلصت منها العبر والعظات الي ينبغي للمسلمين أن يقتدوا بها اقتفاء بسيرة رسولهم الكريم الذي جعله ا لله أسوة حسنة لهم كما كتب الشعراء قصائد مطولة في نفس الغرض. فماذا قال الشيخ علي معمر في الموضوع؟ يحدد الشيخ أوصافا عامة يشترك فيها جميع الرسل إذ يجب على المرء أن يعرفها ويعتقدها فيهم» حيث يقول« :نجب في حقهم الوصف مكارم الأخلاق ويستحيل في حقهم رذائل الأخلاق ويجوز في حقهم ما هو من طبع البشره" كما يجب أن يعتقد أنهم بلغوا ما أمروا به وقاموا بواجبهم كاملا تجاه أقوامهم من النصح والدعوة حتى أتاهم اليقين(“. المصدر السابق :ص.94(- )1 ( - )2المصدر السابق :ص.26 ثم يفصل ويشرح هذا بالتقسيم المعهود" لمعرفة الرسل بالواجب والحائز والمستحيل: الواجب :هو الصدق والأمانة والتبليغ. الجائز :مثل النوم والغلط والنسيان. المستحيل :مثل الكذب والغش والخيانة. من الملاحظ أن الشيخ قد أغفل الحديث عن مسائل عديدة متعلقة بصفاتهم حيث أشار إلى ذلك غيره من العلماء مثل :كونهم ذكورا، وعفتهم من المنفرات الخلقية. وعصمتهم من الذنوب، وكمال عقولهم. كما أن في كل هذه المسائل وغيرها كان للعلماء آراء متعددة تتفق أحيانا وتختلف أحيانا أخرى© ومن الواضح أن اقتصار الشيخ معمر على جملة منها فقط كان مراعاة للناشئة الي يوجه لها الخطاب بالدرجة الأولى، فاهتم وركز على الصفات الضرورية اللازمة اليي تحب معرفتها عن كل رسول وتجنب الخوض ف المسائل اليي أثيرت حول بعض الصفات ودار حولها نقاش علمي© كمسألة العصمة مثلا. -ما يجب معرفته عن الرسول محمد قة خاصة: أما تعلق نسبه: يرى الشيخ أن أقل ما ينبغي للمسلم أن يعرفه عن نسب رسوله الكريم أنه «محمد بن عبد ا لله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العربي... وأن يعرف أمه آمنة ( - )1مثل هذا التقسيم لصفات الأنبياء رأيناه في العديد من مصنفات الإباضية اليي تطرقت إلى الموضوع مثل :الخناوني :كتاب الوضع ص-. 23الساللي :المشارق" ص-. 912-722إبراهيم أبو اليقظان :سلم الاستقامةێ ج \3المطبعة العربية. الجزائر 8691م، ص. 8-9كما هو مستغمل من لدن المدارس الاسلامية الأاخرى، أنظر :البيجوري :تحفة المريد٬‏ ص.17-37 ( - )2سمر أسرة. ص.84.94 _ - 39141 بنت وهب ومرضعته حليمة السعدية»("‘. حيث من هذا التحديد يريد الشيخ أن يدعو الشباب المسلم للاطلاع على السيرة النبوية الشريفة وما تحمله من عظات ونصائح جمة تعود على الفتى المسلم والشاب بالنفع والصلاح في تقويم أخلاقه واقتفاء أثر رسوله الكريم ثقه. ب -م تعلق ببعثته وسا لنه: أن يعرف ويعتقد أن ا لله اختاره رسولا وبعثه إلى كافة الثقلين من الإنس والجن وأنزل عليه القرآن الكريم بطريقة الوحي، وأنه خاتم للأنبياء والمرسلين، ودينه آخر الأديان، كما ينبغي أن يعتقد أنه «بلغ ما أمر به ونصح لأمته وعبد ا لله حتى أتاه اليقين»“. وعن الفرق بينهما؟هذا عن معرفة الرسل فماذا عن تعريف الرسول والبي وبل ذلك ينبغي الوقوف على العنى اللغوي هما: ‏ - ٩تعريف النبي والرسول: البي لغة :لفظ مأخوذ من مادة "نبأ"، النببا :الخبر جمعه أنباء} والبيء المخبر عن الك وهو على وزن "قميل"۔ كنذير بمعنى منذر. كما أنه يجوز فيه تخفيف الهمز وتحقيقه فيقال :البيث البيءثث. واصطلاحا :يعرف الشيخ معمر بقوله« :هو الإنسان الذي اصطفاه ا لله وأنزل عليه الوحي و ل يأمره بالتبليغ إل الننس»(“. ( - )1المصدر السابق :صر.84 ( - )2المصدر السابق :صر.84 ( - )3ابن منظور :لسان العرب، مج 33ص.925-035 ( - )4سمر أسرة :ص[.6 - 491 - ويعرفه الشيخ اطفيش بقوله« :المشهور أن البي إنسان أنزل عليه شريعة بيان كيفية تعبده لله تعالى»ه''. ويرى الشيخ رشيد رضا أن البي في اللفة وصف من النبإء وهو الخبر المفيد لما له من شأن مهم» أما اصطلاحا فهو من أوحى إليه وحيا. وهو عند الشيخ البوطي من أوحي إليه بأمر من ا لله سواء كلف بتبليغه آم لف. من الملاحظ أن التعريفات كلها لم تبتعد عن بعضها البعض» وأنها تصدق على ما صدق واحد، حيث تنفق أن البي هو عبد اصطفاه ا لله بوَحيه له دون أمره بالتبليغ. الرسول لغة :مأخوذ من أصل الكلمة "رسل" وأرسل والرسل :القطيع. وأرسل الشيء :أطلقه وأهمله، خلى عنه‘ سلطه. والإرسال :التوجيه، والاسم: الرسالة والرسول والرَسييل“. واصطلاحا :يعرفه الشيخ معمر بقوله« :هو الإنسان الذي اختاره ا لله لإبلاغ رسالته إلى الناس فأنزل عليه الوحي وأمره بالتبليغ إلى الناس»“. وعرفه الشيخ اطفيّش بنفس تعريف البي وأضاف إليه« :فإن أمر بتبليفها (أي الشريعة) إلى الغير سمي رسولا. ويفعل الشيخ رشيد رضا نفس الشيء حيث يضيف لتعريفه السابق :فإن أمر بتبليغه كان رسولا وبذلك يكون كل رسول نبي وليس كل نبي رسول‘ ويستدل على هذا التباين بالآية الكريمة :طما كان مُحَمَذ 1 أَحَ من رَجَالِكُمْ ولكن رسول الله وَحَاتِمَ النبيخينمه [الأحزاب، ]04 /فدلت الآية ا على انقطاع النبوة والرسالة معا بعد رسولنا الكريم محمد ثة. ويضيف الشيخ ( - )1وينتن :آراء الشيخ اطفتّش العقدية. ص.522 2 ( - )3البوطي :كبرى اليقينيات الكونية. ص.481 ( - )4ابن منظور :لسان العرب، مج، ©1ص.5611-7611 ( - )5سمر أسرة6 :ص.1 ( - )6وينتن :آراء الشيخ اطفيّش العقدية. ص.522 ( - )7رشيد رضا :الوحي المحمدي ص.74-84 _- 591 - البوطي لتعريفه الرسول« :فإن كلف بتبليغه كأن أوحي إليه بشرع أو كتاب إلى عامة الناس فهو رسول وبذلك فالرسالة فرع من النبوة»«"‘. فمن الملاحظ أن التعاريف السابقة تصب كلها في حقل واحد حيث تجمع على أن صفة الرسول هي إضافة إلى صفة البي وذلك بالتكليف بالتبليغ إضافة إلى الوحي إليه. هذا عن تعريفهما ماذا عن الفرق بينهما؟ ٭ -الفرق بين النبي والرسول: وبلا شك أن التعاريف السابقة يتضح منها الفرق بينهما؛ فإن كليهما يشترك اصطفاء ا لله لهما وفي تلقيهما الوحي من الله تعالى، ثم يفتزقان في صفة التبليغ‘& فيكتفي الني بمعرفة شرع ا لله تعالى والالتزام به لنفسه وعبادة ا لله وفقه فقط، ويؤمر الرسول بإبلاغ ما كلف به وأوحي إليه إلى غيره من البشر، لذلك فيعتبر لفظ النبي أعم من لفظ الرسول. كما يوجد فرق آخر بين رسول ورسول وهو متمثل في كونه مأمورا بتبليغ رسالته إلى كافة العالمين، أم هو مأمور بتبليغها إلى قومه فقط دون غيرهم؟ فيذكر الشيخ الجيطالي مثلا أن كلا م ن آم القتل ونوح التلة :وإبراهيم القنكلانوموسى القتتله وعيسى التتلا :ومحمد القتل :أرسل إل الجن والإنس كافة. وبقيةالرسل أرسلوا إلى أقوامهم فقط(“. ( - )1البوطي :كبرى اليقينيات الكونية. ص٠.481‏ ( - )2سمر أسرة6 :ص.1 ( - )3يرى القاضي عبد الحبار أن لا فرق في المعنى الاصطلاحي بين الرسول والنيء، فهما مصطلحان لمعنى واحد، وقد رد على من استدل على اختلاف معناهما بقول الله تعالى« :وَمآ أرسلنا من قلبك من رسُول ولا نبيء» [الحج. ]25/فقال أن ا لله تعال فصل بين الفاكهة والنخل والرمان ني قوله تعالى :لهما فاكهة ونخل وَرَمُان[ 4الرحمن، ]76/وهذا لايدل على أن النخل والرمان ليسا من الفاكهة(. شرح الأصول الخمسة :ج. 2صر.)822 ( - )4الحيطالي :قواعد الإسلام! ص.42-52 - 691 - -عدد الأنبياء والرسل:‏٩ من الملاحظ أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يوليا بالغ أهمية لموضوع إحصاء الأنبياء والمرسلين وتحديد عددهم إذ لا فائدة ترجى من وراء ذلك، لكنه صب الاهتمام على ذكر أعمالهم وآثارهم وجهودهم المبذولة في الدعوة لتوحيد ا لله تعالى وصبرهم على الابتلاء في سبيل ذلك. فنجد في السنة النبوية حديثا لرسول ا لله ة تعرض فيه لذكر عدد الأنبياى وقد ورد عن طريق أبي ذر الغفاري ففثينه قال :قلت يا رسول ا لله هوقا :كم وفى عدة الأنبياء؟ قال :مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثة مائة وخمسة عشر جما غفيرا»('“. رغم هذا الحديث المحدد لعدد الأنبياء فإننا نجد الشيخ معمر لم يأخذ به، فهو لا يرى الحزم بمعرفة عددهم وتحديدهء حيث يقول« :لقد وردت بعض الأخبار فى عددهم ولكننا لا نجزم بذلك»“. وإن كان الشيخ لم يتعرض لسبب رده للحديث وعدم أخذه للعدد المذكور فيه؛ فربما يرجع ذلك لعدم معرفته لدرجة الحديث‘ أو لكونه حديثا آحادا فهو لا يفيد اليقين في العقائد -حسب نظر مذهبه أو لكونه لم يقف على تفاصيل المسألة وآراء العلماء حولها. بينما نجد غيره من العلماء قد أخذوا بالحديث وحددوا عددهم فالشيخ اطفيش مثلا :يرى أن عددهم مائة وأربعة وعشرون ألفا منهم ثلاثمائة وثلاثة وعشرون رسولا بل زاد خطوة أخرى إلى الأمام فحدد لنا قائمة طويلة بأسماء الرسل حتى أوصلها إلى العدد الذي ارتضاه. ( - )1أحمد :كتاب باقي مسند الأنصار :رقم.58712 : ( - )2سمر أسرة :ص.16-26 - 791 - وقد سجل الأستاذ مصطفى وينتن ملاحظات على شيخه في عمله هذا؛ معتبرا منبين يديهمما كانورأى أنه استقى ذلكولا دليل عليهما قام به لا مصدر التوراة والإنجيل، واعتبر هذا العمل من الإسرائيليات الي تسربت إلى فكر شيخه دون تمحيص وتنقيح منه(. الشيخ معمر ق عدم القولوقد ذهب الشيخ البوطي من المعاصرين مذهب بتحديد عدد الأنبياء. حيث يقول« :ولكن لا نرى كما قال جمهور العلماء دليلا من .أو سنة أو آثر صحيح متبع يحملنا على التزام تحديدهم بهذا العدد أو بغيره»كتاب ومن الغريب أن يغفل الأستاذ البوطي عن حديث أبي ذر ويعتبر أن لا دليل في لموضوعك وربما حكمه على الحديث كان وراء قوله هذا. كما يرى أن التأدب بالقرآن يلزمنا أن نؤمن بهم إجمالا لأنه لا يؤمن قي ذكر عددهم أن يدخل فيهم من ليس منهم أو يخرج منهم من هو فيهم. ولى القريب من هذا يشير الشيخ معمر حيث يرى أن صلب الموضوع هو أن يؤمن المسلم بكل أولائك الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم» ثم يحسن به أن ويحفظ أسماءمه(“.يعرف ولعل تركيز الشيخ معمر في عرضه للعقيدة على بعدها الإيماني العملي؛ الذي تتزكه في نفسية الإنسان جعله لا يولي أهمية بما قيل في عددهم و لم يلتفت كثيرا إللى ذلك، بل ركز على الإيمان بهم ومعرفة من ذكر في القرآن منهم. على تفاصيل قصصهم معضمنية للاطلاعأسمائهم دعوةوبدعوته ظ أقوامهم والتأمل في المواقف والدروس الي يتعظ بها المسلم لتزيده قوة في إيمانه وثباتا على دينه وعقيدته. ( - )1وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية٫‏ ص.622-722 .891( - )2البوطي :كبرى اليقينيات الكونية. ( - )3المصدر السابق :صر.891 ( - )4سمر أسرة :ص.26 - 891 - ‏ ٠ما يجب ق الإيمان بالرسل والرسائل: يرى الشيخ معمر أن إيمان المسلم لا يكتمل إلا بامانه بجميع الأنبياء والرسل «وأن يؤمن بجميع ما أنزل عليهم من الكتب'‘& كما يرى أنه يلزم على المسلم أن يعرف كلا من سيدنا محمد ة وسيدنا آدم اللثة معرفة تفصيلية خاصة} أما بقية الأنبياء والكتب المنزلة فيجب أن يؤمن بهم وبها إجمالا إن لم يتسن له معرفتهم واحدا واحدا. كما يلزم على المؤمن أن يخص ف إيمانه بالرسائل رسالة محمد ل المتمثلة في فيؤمن «بكل ما جاء فيه أنه حق من عند ا لله ومن أنكر شيئا منهالقرآن الكريم ولو حرفا واحدا أو شك فيه فهو مشرك»(. فالإيمان با لله تعالى والتصديق برسوله والإيمان بأن رسالته حق من عند ا لله تعالى هي الركائز الثلاثة اليي لا يتم الإيمان إلا بها بجتمعة مع بعضها البعض. وفي ما يجب الإيمان به حول الرسل يرى الشيخ الجيطالي أنه يلزم على المسلم عباده وجعلهم أمناءجملة من الأنبياء والرسل أرسلهم إلتعالللهأن يعرف أن على خلقه وأنزل عليهم كتبه وكلماته ليحكموا في بلاد. أما الشيخ اطفيش فقد فرق بين ما يجب الإيمان به في حق الرسل والرسائل على الحزم والفور وبين ما هو موسع فيه، أو غير مطلوب أصلا، ( - )1المصدر السابق :ص.16 ( - )2لم يعلل الشيخ سبب تخصيصه معرفة سيدنا آدم معرفة خاصة\ ولعل ذلك يرجع لكونه أآب البشر وأول رسول ييعث إلى الإنسانية ليبين لهم الغاية من خلقهم على هذه الأرض. وقد ذكر الشيخ الخيطالي هذا القول في قواعده؛ ومما ييدو أن الشيخ معمر قد نقل منه ذلك(. قواعد الإسلام :ص.)32 ( - )3سمر أسرة :ص. 681 ( - )4المصدر السابق :ص[.6 ( - )5المصدر السابق :صر.65 ( - )6الخيطالي :قواعد الإسلام ص.32 - 991 - وأن عموم ما عرف عن الرسل والرسل هو المطلوب الاعتقاد به دون التفصيل إلا في القليل النادر(". هذا ما تعلق بما يجب معرفته عن الرسل والرسائل فماذا عن طريق إيصال هذه الوحي.الرسائل إل الرسل؟ فهو يتمثل ق © ©: ( - )1امحمد اطفيش :شامل الأصل والفرع، ج1س المطبعة السلفية القاهرة 8431ه 3،ص.1[2 _002_ الثان:المبحث الوحح وطرق نذؤوله لقد أغفل الشيخ معمر الكلام عن المفهوم اللغوي والاصطلاحي للوحي، حيث اقتصر حديثه في هذه المسألة عن طرق نزوله على النبي فقط، وخص من ومن المفيد حتى يكون الأمر واضحا أن نورد تعريفالأنبياء سيدنا محمد ق الوحي لغة ونستعين بغيره من العلماء في تحديد معناه الاصطلاحي ثم نأتي إلى عرض طرق نزوله. الوحى:تعريف1 + منها:وتفيذ الكلمة معاني عديدةوحياأوحى،لغة :مأخوذ من مادة "وحى" أشار أوما. كتب إليه أمرهك أرسل إليهك بعثه. كلمه بكلام يخفى على غيره. ويفيد كذلك« :الإشارة والكتابة والمكتوب والرسالة والإلهام والكلام الخفي: وكل ما ألقيته إلى غيرك»“. وهو عند الشيخ رشيد رضا الإعلام الخفي السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفى على غيره. اصطلاحا :يعرفه الشيخ اطفيش بأنه «الإرسال فيقال أوحى الله إلى عبدك . القلبويعي أيضا الإلقاء ق.ممعنى أرسل إليه ملكا يكلمه ل ويكلفه بالنبوةش ويعرفه الشيخ محمد عبده بقوله« :عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأ نه من ( - )1المعجم الوسيط ج، 2صر.8101 ( - )2الفيروزبادي :القاموس المحيط ج، 4ص.104 ( - )3رشيد رضا :الوحي المحمدي، ص.44 ( - )4امحمد اطفيُش :تيسير التفسيرث ج 11©0ص.215 - 102 - عند ا لله بواسطة أو بغير واسطة". ويرى الشيخ رشيد رضا أن وحي الله إلى أنبيائه روعي فيه معنيان لغويان لكلمة الوحي هما الخفاء والسرعة(. كما وردت كلمة الوحي في القرآن الكريم عدة مرات\ و لم يقتصر استعمالها مع الأنبياء فقط؛ بل تعدى ذلك إلى بعض مخلوقات الله تعالى من غير الإنسان حيث يقول تعالى في استعمالها مع الرسل والأنبياء :فإنا أؤحَينا إلك كما أوحَينآ إى نوح واليخي ين توده النساء.]361/ إذ يوجي رَبسُك إلى الملكة أنيوفي استعمالها مع الملائكة يقول تعالى: مَعَكُم قَتبتوا الزين ءَامنواه [الأنفال، ]21/وهو ما يأمرهم بفعله. ‌مو وني استعمالها مع النحل يقول تعالى« :زوأؤحَى' رَبُك إى النخل أن اتخجذي من الجبال بيوتا ومن الضجر ومما يغرشوت&ه [النحل. ]86/وهو الإلهام الغريزي. وفي استعمالها مع السماوات يقول الله تعالى« :قَقَصَاهُنَ سَبْع سَمَاوَاتر في من وأوحى في كل سماء شرها [نصلت، ]21/أي وقضى وحكم. وي استعمالها مع الإنسان من غير الأنبياء يقول ا لله تعالى :لؤوحاَيْنآ إلى أم مُوسَى' أن أزضعيههه القصص }]7/وهو إلهام الخواطر بما يلقيه ا لله في روع الإنسان السليم الفطرة(". هذا عن تعريف الوحي فماذا عن طرق نزوله؟ ٭ -4طرف نزول الوحي: ما يلي:الشيخ معمر قيحددها ( - )1محمد عبده :رسالة التوحيد ص.301 ص.44الرحي الحمدي.رضا: رشيد-()2 ( - )3المصدر السابق :ص.44 - 202 - 1-يأتي به الملك جبريل التلة 0فيتمثل له في صورة رجل فيكلم الرسول محمد ث 2فيتلقى عنه ويحفظ ما يقول. مشل ما وقع في حديث رسول الله ة مع جبريل الكتلة عندما أتاه يسأله عن معنى الإيمان والإسلام. وقد ورد حديث رسول الله ! مشيرا إلى ذلك حيث يقول« :وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلم فأعي ما يقول". 2يأتي الوحي على شكل صوت مثل صلصلة الجرس» وحين ينفصل عنه يكون الرسول ثة قد وعى ما نزل عليه وحفظه وهي أشد حالات الوحي عليه. وأشار الرسول قله لذلك قائلا« :أحيانا يأتين مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي فينفصم عين وقد وعيت عنه ما قال»«““. 3يلقى الوحي في روح البي بطريق الرؤيا الصادقة» وهي أول مطالع الوحي في ‏ ١لل عنها قائلة« :أول ما بدئ به رسولوهذا ما روته السيدة عائشة 7حياته قت من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح»“.ا له ث كما أوحي إلى البي إبراهيم التلة بهذه الطريق عندما نزل عليه الأمر بذبح ابنه إسماعيل العتة وهذا ما خلده القرآن الكريم :لفلمًا بلغ مَعَ السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبَحُك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افقل ما تومَر سَتجدني إن شآء اللة من الصابرينئه [الصافات.]201 / يبلغ بهاوسائل أخرىالبي يما شاء ا لله منروح -4يلقى الوحي ق وحيه إلى أنبيائه. ( - )1البخاري :كتاب بدء الوحي :رقم. 2 ( - )2البخاري :كتاب يدء الوحي :رقم. 2 ( - )3البخاري :كتاب تفسير القرآن :رقم.764 1 ( - )4الغزالي :عقيدة المسلم؛ ص.281-381 ( - )5سمر أسرة :ص.06.16 - 302 - إلى جانب هذه الطرق هناك طرق أخرى لم يتطرق الشيخ إلى ذكرها وأغفل الحديث عنها، وهي تتمثل في: -نزول الملك جبريل التل على صورته، كما حدث للرسول الكتل :ني أول وحي نزل عليه بغار حيراءث أين نزل عليه قوله تعالى :اقرا باسم َبنّك الزي خلق خلق الإنسَات من عَلق...ئه [العلق}]2٬1/‏ وكذا ما حدث ليلة الإسراء والمعراج حيث رأى الرسول لذ جبريل التل على صورته الحقيقية، وفى هذا يقول الله ولقد رعاه زة اخرى' عند سدرة المُْتَهَى [ :النجم، ]41/وقال تعالىتعالى: ولقد رَ ا بالأفق المبينه [التكوير.]32/أيضا: -تكليم ا لله للبي مباشرة بدون واسطة 3وهو ما تشرف به موسى التتتلاةش وهذا ما تم ذكره في القرآن الكريم :لفلم أناهما نوي من شتاطئ الردي الأئْمَن في البقعة [القصصر. ]03/وهوالمباركة من الشجَرَةأن يامُوسرآ إني أنا الله رب العلمين ليلة عرج به إلى لسارات العليا قى رأي بعض العلماء الذين قالواما حدث لمحمد 7 إن الخطاب بين ا لله تعالى ورسوله الكريم التلة :كان مباشرا. ويرى العلماء أن هذا التكليم المباشر بين ا لله تعالى ونبيه لا يدرى كنه وطبيعته، وأنه مخالف للنحو الذي ألفناه ى لمخطاب من تكاشف ومشافهة'‘، وهذا ما أنت الآية الكريمة تقره :وما كان لتشتر آثان تكلمه اللة ,إلا وَحيا آومر" ورآء حكيمه [الشورى.]15/حجَابو أو يسيل رَسُولا؟ وجي ياذزه ما شآء ء إنةه ع -ومنهم من يزيد طرقا أخرى مثل :الكتابة على الأرض أو على شيء آخر داوود التلة وسيدنامثل سيدناعهد الأنبياء الآخرينق وهو مشهوركالألواح موسى التل(. ( - )1الغزالي :عقيدة المسلم ص.381-481 ( - )2وينتن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.912 وكذلك تأمل الأنبياء في الأحكام والاجتهاد يعتبر وحيا وكل ما يتلفظون به من أقوال حول الدين والشرع؛ وهذا ما يتمثل في الستة النبوية الشريفة، لقوله تعالى :زوما ينطق عن الْهَرَىآ إذ هو إلأ وحي يوحى [النجم.]3.4/ هذه هي طرق الوحي ال عدها الشيخ علي معمر والعلماء الآاخرون، الي بواسطتها يتم الاتصال بين ا لله تعالى وعباده لإبلاغهم شرعه وإنفاذه فيهم. ومن الملاحظ أن عد كل هذه الطرق ووصفها لا توقفنا على حقيقة الوحي في حد ذاته. حيث يبقى ذلك سرا بين البيء وخالقه، لا يتعدى معرفته إلى غيره، وكل ما في الأمر هو وصف الصورة الخارجية الي يتم بها إيصال الوحي، أما حقيقته فمما ينبغي أن يسلم المؤمن في الإيمان بها. ومن الواضح أن المبحث لم يكن فيه بحال واسع للاجتهاد؛ إذ العمدة فيه على ما ورد من نصوص شرعية وتمثشل دور العلماء قي فهم ومقارنة هذه النصوص بعضها مع بعض وفي الجمع بينها، وقي محاولتهم شرح طرق الوحي وتبسيط صورها وتقريبها إلى مدارك الناس. 2 - 502 - المبحث الأول الأسماع والأحكام ٭+تمهيكد: اللقصود بالأسماء هي تلك الألفاظ والمصطلحات الي تطلق على العبد لتبين علاقته بالدين فتدل على معان حسنة كلفظ مؤمن ومسلم وموحد وتدل على معان قبيحة كلفظ مشرك وكافر وعاص. أما الأحكام فهي ما يتزتب من إطلاق تلك المسميات على العبد؛ كالولاية والمحبة والدعاء بالخير وقبول الشهادة} والوعد بالثواب بالحنة لفاعل الخير كوالبراءة والبغض والقتل والسبي والوعيد بالعذاب بالنار لفاعل الشر. كما أن للأسماء علاقة وطيدة ومباشرة بالأحكام أي أن أسماء الموحدين أو المؤمنين يترتب عليها أخكام توافق تلك المسميات وكذا أسماء الكفار والملشركين؛ وعبر العلماء عن ذلك بقولهم" :الأسماء تابعة للأحكام"«"‘. وتكمن أهمية هذا الموضوع في توضيح جملة من المصطلحات العقدية الي تناولتها أقلام أكثر علماء الإسلام منذ العهود الأولى، وتعددت وجهة نظرهم حولها :،فاتفقت حينا واختلفت أحيانا أخرى‘ وقد شهدت الساحة العلمية الإسلامية جدالا واسعا وعميقا حولها، وقد بلغ أحيانا إلى حد الشتم والتكفير. كما وقع أخذ ورد حول مدلولاتها وبالتبع ما يتزتب عليها من الأحكام الشرعية. ( - )1الجناوني :كتاب الورضع، ص. 52سعدون جهلان :الفكر السياسي عند الإباضية ص.46-56 ( - )2الحجعبيري :البعد الحضاري ج، 2ص.884-094 - 802 - ولعل جزعا من الاختلافات المعروفة بين الفرق الإسلامية في المسائل الشرعية مصدرها عدم اتفاقهم على مدلولات المصطلحات الشرعية الي يتناولونها بالدراسة وبالتبع اختلاف نتائجهم في الأحكام الي ستصدر عنها؛ فتجد الواحد منهم يستعمل مصطلحا ما ويقصد به غير ما يقصد به الآخر(". ومن خلال هذا المبحث سنقف على أكثر هذه المصطلحات تداولا ونعرف آراء المدارس الكلامية حولها ورؤية الشيخ علي معمر إليها. من المناسب أن نشير هنا أن المدرسة الإباضية قد أولت عناية خاصا بهذه المسألة“ 3لإدراكها مدى أهميتها وخطورتها في ذات الوقت، هذا ما يتجلى ويمكن أن نلحظه من اعتبارها الأسماء والأحكام أصلا من أصولها العقدية. ويجدر بنا أن نورد تصور الإباضية للأسماء عامة قبل التطرق إلى تفصيل القضيةء حيث يقول الشيخ أبو القاسم البرادي(« :إعلم أن الأسماء على أصولنا تنقسم ثلاثة أقسام :أسماء دينية} أسماء شرعية، أسماء لغوية. فالأسماء الدينية تتعلق بها أحكام الدنيا والآخرة\ والأسماء الشرعية تتعلق بها التكاليف مثل الصحة والفساد والإجزاء وعدمه والإعادة والاحتياط والأسماء اللغوية هي المستعملة موضوعها من غير نقل إلى شيء. ( - )1الإباضية بين الفرق :ص.501 ( - )2يجدر بنا أن نشير أن المدارس الإسلامية الأخرى تكلمت ف الأسماء والأاحكام؛ فعند المعتزلة مثلا يقول القاضي عبد الحبار في تحليله لأصلهم الرابع المنزلة بين المنزلتين« :إعلم أن هذا الفصل كلام في الأسماء والأحكام ويقلب المنزلة بين المنزلتين. ومعنى قولنا :إنه كلام في الأسماء والأحكام هو أنه كلام في أن صاحب الكبيرة له اسم بين الاسمين وحكم بين الحكمين». الأصول الخمسة :ج. 2ص.)733(شرح ( - )3الحعبيري :المصدر السابق. عدون جهلان :الفكر السياسي عند الإباضيةث ص.46-56 ( - )4أيو الفضل أيو القاسم البرادي (النصف الأول من ق 9ه51/م) نشا في الجنوب التونسي تعلم بجبل نفوسة على الشيخ عامر الشماخي، تفرغ للتدريس في جزيرة جربة وعين عضوا في حلقتها للعزابة. من مؤلفاته :الجواهر المتقاةه رسالة الحقائق(. الجعبيري :البعد الحضاري، ج، 1ص.)421-521 - 902 -51 فالأسماء الدينية مثل الإيمان والكفر والشرك والإسلام والدين والبر والإحسان والنفاق والفسق والكبيرة والصغيرة، فهذه أسماء جعلت أساسا للشريعة، وعلق عليها الواب والعقاب\ والحدود والولاية والبراءة} لم تكن العرب تعرفها قبل ورود الشرع بها، ولا تتخاطب بها على هذه الصفة حتى أوقفهم الشرع عليها وخاطبهم بها... وجميع المعارف وأصول الديانات متعلقة بهذه الأسماء راجعة إليها«"". من كل هذه الأسماء الي تعرض لها الشيخ في نصه هذا يهمنا منها ما تعلق بالقسم الثالث، وهي الأسماء الدينية فى بحال العقيدة، ونحاول الآن استعراض المدلولات اللغوية والشرعية لها، ثم معرفة الأحكام الشرعية المتزتبة عنها في نظر الشيخ علي معمر. ٭ اولا :مفهوم الإيمان وعلاقته بالإسلام والدين -1منهوم الإممان: به قو.وضده الكذب فيقال :آمن به قوم وكذبلغة :يفيد التصديق وإلى هذا التعريف ذهب الشيخ معمرة يتضح إذن أن المعنى اللغوي للإبمان ينحصر في القلب ولا يتضمن أي اشتراك لعمل الخوارح فيه، سواء الإقرار باللسان أم العمل بالأ ركان. فماذا عن التعريف الاصطلاحي؟ تعددت آراء المدارس الكلامية حوله فانقسمت إلى سة كما يلي: ( - )1أبو القاسم البرادي :رسالة الحقائق. ص(. 44-54نقلا عن الجعبيري :البعد الحضاري، ج©2 0وعند المعتزلة تقسم الأسماء إلى ثلائة :أسماء عرفية أسماء شرعيةش أسماء لغوية(. شرح الأصول الخمسة :ج. 2صر.)743 ( - )2ابن منظور :لسان العرب، مجا، ص.701 ( - )3سمر أسرة :ص.961 - 012 - 1الإيمان يع المعرفة 2الإيمان يعي القول 3الإيمان يعێ التصديق القلي 4الإيمان يعي المعرفة بالقلب والإقرار باللسان 5الإيمان يعين التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالحوار ح( نسب الرأي الأول إلى جهم بن صفوان( وأتباعه وفرقة النجاريةء حيث رأوا أن الإيمان هو معرفة ا لله تعالى بالقلب فقط ولو أظهر صاحبه اليهودية أو النصرانية وسائر أنواع الكفر بلسانه وأعماله(. أما الرأي الثاني فنسب إلى محمد بن كرام السجستاني وأتباعه المعروفين بالكرامية» وهم يقصدون بذلك أن الإيمان با لله هو إقرار باللسان فقط وإن نطق الإنسان بالشهادة كاف ليكون مؤمنا ولو اعتقد الكفر في قلبه. واستدلوا على مذهبهم هذا بظاهر ما ورد في بعض الأحاديث النبوية؛ مثل ما رواه الصحابي أبو ذر الغفاري فنه ع الرسول ثق« :ما من عبد قال لا إلاه إلا ا لله نم مات على ذلك إلا دخل الحنة». الإيمان يع التصديق بالقلب© وأن الإيمان محله القلب© أما الإقرار والعمل فهما ( - )1للاطلاع بالتفصيل على وجهة نظر الإباضية إلى هذه الآراء ومناقشتها ينظر :الجعبيري :البعد الحضاري" ج.094-605. 2 ( - )2جهم بن صفوان السمرقندي (ت821ه547 /م) تنسب إليه فرقة الجهمية وينسب إليه القول بالجبر (. الزركلي :الأعلام، ج، 2ص. )141 ( = )3ابن حزم الأندلسي :الفصل ي الملل والنحل ج3ء، مطبعة التمدن، نشر دار الفكر 1231ه_- ص -. 1.981 88القاضي عبد الجبار :شرح الأصول الخمسة، ج. 2ص.6433م. ( - )4القاضي عبد الحبار :شرح الأصول الخمسة، ج.643. 2 ( - )5البخاري :كتاب اللباس :رقم.9845 : - 112 - وأن العمل شرط كمال فمن أتى بهشيئان زائدان عنه، لا يحتويهما معنى الإيمان( محجز على الكما ل.حصل له الكما ل ومن فوته على نفسه فهو مؤمن لكن وبذلك جعلوه مطابقا لمدلوله اللغوي(. ولكن قولواواستدلوا على ما ذهبوا إليه مجموعة أدلة؛ منها قول ا لله تعالى: أسلما وَلَمًا يذل الايماث في قلوبكُم&ه [الحجرات }]41/وقوله تعالى أيضا: ومآ أنت بمُومن لنا ونو كنا صتادقينمه [يوسف.]71/ ونسب الرأي الرابع إلى الإمام أبي حنيفة النعمان وإلى جماعة من الفقهاء حيث رأو ا أن معرفة الإنسان لربه بقلبه ثم إقراره بذلك بلسانه كاف على أن يكون تام الإيمان ولو لم يأت بالأعمال(“. ونسب الرأي الخامس إلى المدرسة الإباضية والسلفية والمعترلة حيث يعتبرون أن الإيمان هو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجخوارح‘. ويقول الشيخ أبو نصر المالوشائي في نونيته عن هذا المعنى: ( - )1الماتوريدي :كتاب التوحيد ص-. 373-573البيحجوري :حاشية تحفة المريد :ص.)72 ( - )2في هذا يقول صاحب حاشية تحفة المريد الشيخ البيجوري« :فمن أتى بالعمل نقد حصل الكمال ومن تركه فهو مؤمن لكنه فوت على نفسه الكمال إذا لم يكن مع ذلك استحلال أر تحفةعناد للشارع أو شك ف مشروعيته وإلا فهو كافر فيما علم من الدين بالضرورة»(. حاشية المريد :صر.)72 ( - )3وإن كان الشيخ البيجوري لا يرى أن المعتتين مطابقان بصفة كلية فهو يعرف الإيمان الشرعي بأنه التصديق يما جاءت به الرسالة إجمالا، فيما أتى بجملا، وتفصيلا فيما أتى التفصيل فيه. حيث أن الإيمان اللغوي هو مطلق التصديق (. حاشية تحفة المريد :صر.)72 ( - )4ابن حزم :الفصل ف الملل والنحل ص -. 881-981الحناوني :الوضع ص.41 ( - )5الخناوني :الورضعء ص-. 41-51الشماخي :شرح مقدمة التوحيد، ص-. 33ابن أبي العز: شرح الطحارية. ص-. 373محمد خليل هراس :شرح الواسطية لابن تيمية طك{ مطابع الخامعة الإسلاميةش المديئة، المملكة السعودية! دت، ص-. 84القاضي عبد الجبار :شرح الأصول ,الخمسة. ج. 2ص.543 ( - )6أبو نصر فتح بن نوح الملورشائي (عاش ف النصف الأول من ق 7ه31 /م) من قرية - 212 - و لم يوف بالأعمال خاب بذاومن ظن بالإيمان ينجيه راجيا يكبكب في فات السعير على النقنل'©ومن مات من غير الوفاء فإنة كما يرى الإباضية أن الإيمان مركب من هذه الأجزاء الثلاثة :التصديق والإقرار والعمل ولا ينفع الإتيان بجزء دون الخزء الآخر فهو يضيع كله بترك جزء منه، ويوضح الشيخ أبو نصر هذا المعنى كذلك قائلا: ففي بعضه مستمتع للموقتنألا كل شيء ذاهب منه بعضه 3مضى كله والبعض من فاك لا يغر.سوى الدين مهما زال منه أقله وقد استدل أصحاب هذا الرأي بأدلة كثيرة نذكر منها قول ا لله تعالى :لإنما المُوينون الين إذا ذكر الله وجلت فلونه وإذا تلت علنهم ,اياته زادتهُم, هم َتوَكُلون الذين يُقِيمُون الصلاة وَمِمًا رَزَقتَاهُم نون أوتيكمانا وَعَلّى هم م المُومنوث حقا [الأنفال، ]2-4/وقوله تعالى :وما كان الله تضيع ِمَانكم4ه [البقرة }]341/وهنا تشير الآية إلى الصلاة وهي من الأعمال. ثا أيضا« :الحياءوقول الرسول ة! « :لا إيمان لمن لا أمانة له{‘ 3وقوله وقوله متلا أيضا « :الإممان بضع وسبعون أو وستون شعبةشعبة من الإيمان » أفضلها قول لا إله إلا ا لله وأوضعها إماطة الأذى عن الطريق»“. " تملوشايت " من جبل نفوسة تعلم على يد خاله الشيخ أبي يحى زكرياء بن إبراهيم :له عدة قصائد أبرزها :قصيدة النونية نى أصول الدين(. الجعبيري :البعد الحضاري، ج، 1ص.)221 ( - )1أبو نصر المالوشائي :قصيدة النونية(، نقلا عن :عبد العزيز الثمين :النور(شرح قصيدة النونية)» المطبعة العربية1891. م ص.)303-703 ( - )2آبو نصر المالوشائي :قصيدة النونية. ص.533 ( - )3أحمد :باقي مسند المكثرين :رقم.75121 : ( - )4مسلم :كتاب الإيمان :رقم.53 : ( - )5النسائي :كتاب الإيمان وشرائعه :رقم.5005 : - 312 - هذه النصوص كلها تشير إلى أن العمل جزء من الإيمان، وأنه متضمن له لذا فلا مبرر لفصل العمل عن الإيمان. ونورد هنا رأي الشيخ اطفيّش الذي شرح فيه التعريف السابق في اشتراط الإعان للعمل- :بعد أن أشار إلى تلك الآيات الي تفيد أن الإيمان هو بجرد التصديق« -ولنما يفيد الإيمان... مع العمل الصالح واجتناب الكبائر كما ذكر في فليحمل المطلق على المقيد... بل كلمةيذكرمواضع من القرآن والسنة ‏ ٤وحينما الشهادة مضمونها وجوب اجتناب الذنوب»ه"". ويضيف الشيخ اطفيش أن مفهوم العمل هنا لا يعين القيام بالفرائلض فقط بل يتعدى إلى كل ما يصدر من جوارح الإنسان من أعمال حتى النفسية والقلبية منها؛ مثل الشك والحسد وإساءة الظن... الخ، حيث لا تخلو جارحة في الإنسان من لزوم العمل لها. كما تشبه العلاقة بين الإيمان والعمل بالعلاقة بين لفظي الفقير والملسكين، فإذا ذكرا معا كان تقيدا أو عطفا للخاص على العام أما إذا ذكر أحدهما لوحده تضمن الآ(. هذا غن رؤية المدارس الكلامية للموضوع‘ فماذا عن رؤية الشيخ معمر؟ مفهوم الإيمان عند الشيخ علي معمر: الشيخ معمر ‏ ١لإيمان اصطلاحا بقوله « :هو التصديق با لخالق ومعرفة توحيديعرف ا لله وعبادته والعمل بما يقتضيه ذلك التصديق“، ويقول أيضا مشيرا إلى رأي الإباضية: «الإيمان يتكون من ثلاثة أركان لايد منها وهي الاعتقاد والإقرار والعمل»“. ( - )1وينعن :آراء الشيخ اطفيّش العقدية. ص.282 ( - )2المصدر السابق :ص.282 ( - )3سمر أسرة :ص.981 ( - )4الإباضية دراسة مركزة5 :صر.7 - 412 - من التعريفين نعرف أن الشيخ تبنى رأي مذهبه في الإيمان، وعبر عنه بأسلوبه تعبيرا واضحا فاحتوى تعريفه الأول على أن الإيمان تصديق ومعرفة بالله قى توحيده وعبادته ثم إتيان هذه العبادة بالأعمال المقررة منه، وإن لم يشر إلى الإقرار لكنه يتضمنه؛ إذا اعتبرنا أن الإقرار قى حد ذاته جزء من العمل وأنه مما يقتضيه معرفة عبادة ا لله تعالى. وقد أتى التعريف الثاني -الذي يعتبر قي حقيقة الأمر تعبير عن رأي الإباضية- يذكر أركان الإبمان صراحة وهي الاعتقاد والإقرار والعمل. لكن مما يبدو أن الشيخ رغم تبنيه لما أتى عند مذهبه وتعبيره عنه فإنه لم يوافقهم فيما ذهبوا إليه بصفة كلية} حيث رأيناه يحاول الجمع بين رأي المذهب ورأيه فيقول« :الحقيقة أن الإعان الصحيح الذي هو تصديق با لله وعحمد ثة وما جاء به محمد قا أنه حق من عند الله وإن كان من أعمال القلب، إلا أنه يقتضي الاستسلام والانقياد والرضا بأحكام ا لله، والانقياد والرضا يقتضي الطاعة»"'. فمن كلامه هذا نفهم رأيه المتمثل في كون أصل الإيمان هو التصديق القلبي؛ وهو مذهب الأشاعرة -كما مر علينا من ذي قبل -لكن الشيخ لم يقف عند هذا الحد؛ بل رأيناه يستطرد في كلامه كأنه لا يريد مخالفة ما أتى عند مذهبه وما قال به علماءه 3فيحاول الربط بين رأيه وبين رأي مذهبه؛ فيعتبر أن الانقياد والاستسلام والطاعة من مقتضيات ومستلزمات هذا التصديق القلي. ولعل ما يدعم هذا التحليل ما نص عليه الشيخ بعد تعريفه هذا حيث يقول: «كما أن الاستسلام والانقياد والطاعة لا تكون إلا بعد التصديق والإيمان، فهذه المعاني وإن كانت من أعمال الخوارح إلا أنها ترتبط بعقيدة القلب أوثق رباط»“. ( - )1سمر أسرة :ص.071.171 ( - )2المصدر السابق :ص.171 - 512 - هنا نرى مذهب الشيخ واضحا فى فصله بين الإيمان والأعمال حيث اعتبر الأعمال مرتبة تأتي بعد الإيمان القلبي على الإنسان أن يتحلى بها. ثم بجده مرة أخرى يعود فيعقب على كلامه ويحاول أن يقتزب أكثر من رأي مذهبه ولا يخالفه فينص على أن أعمال الجوارح مرتبطة بعقيدة القلب ارتباطا وثيقا ومباشر( ا. في حقيقة الأمر لم نقف على أدلة الشيخ فيما ذهب إليه، باعتباره الإيمان يعي التصديق القلبي مع ارتباطه الوثيق بالأعمال، ولعل عرضه لآرائه العقدية الذي أتى بغرض تقديمها للناشئة كان دائما حائلا أمام التفصيل والتعمق في المسائل ال تناولها بالتحليل والنقاش، حيث كان يكتفي دائما بالإشارة إلى كليات الأمور أحياناء وبالإيحاءات السريعة والمختصرة أحيانا أخرى فيكشف لنا عن قناعاته دون استعراض للأدلة التفصيلية`. وني حقيقة الأمر أن ما ذهب إليه الشيخ قد سبقه إليه قطب الأمة الشيخ اطفيّش؛ فاتخذ رأيا مخالفا مذهبه يرى فيه «أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإذعان لله تعالى ولما يترتب عنه؛ فهو الإخلاص الحقيقي وهو في حقيقته تصديق بالقلب»“. إن هذا الموقف الذي اتخذه الشيخ لا ع أبدا استهاننه بركن الإقرار والعمل أو عدم اعتبارهما شرطين أساسيين، فإذا كان التعريف عنده يقتضي التصديق القبي فقط؛ فإنه في أكثر كتاباته عن أحوال المسنلمين وفي عرض واقعهم دعوة صريحة إلى كون العمل جزءا وشرطا أساسيا للإبمان، وأن المسلم لا يكون في الحقيقة مؤمنا إذا تخلى عن شرط العمل. فيقول مثلا قي معرض حديثه عن الراشي والمرتشي« :إن تقديم الرشوة في نفسه حرام إذا كان من مال حلال فما بالك إذا اجتمعت فيه الصفتان؛ أنه رشوة ( - )1المصدر السابق :ص.171 ( - )2وينعن :آراء الشيخ اطفتّش العقدية. ص.482 - 612 - وأنه من حرام فإذا زيد الوجه الثالث وهو تقديمه بغير حق؛ تضاعفت حرمته ثلاث مرات\ ولا يقوم على ذلك إنسان فيه ذرة من الإيمان وبقية من عزة الإسلام«". وقي موضع آخر نجده يرجع سبب بقاء المجتمع الإباضي على إسلامه النظيف في عقيدته وأعماله إلى تلك القواعد العقدية العملية ال اعتمد عليها في تشكيل وبناء نفسه& حيث يقول« :إن المجتمع الإباضي بناء على قواعد مذهبه كوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الولاية والبراءة للأفراد والجماعات، وعدم تمام الإيمان إلا بالعمل الصالح الذي يدعو إليه الإسلام... بناء على هذه القواعد كون صورة صحيحة للمجتمع المسلم النظيف»(“. هذا هو موقف الشيخ من الإيمان وهو موقف يظهر فيه اجتهاده تي بعض المسائل -وإن كانت قليلة ومخالفة لما هو متعارف عليه في مذهبه، وهذا دلالة على تحرره من القيود المذهبية حين يجد في نفسه القناعة الذاتية الكافية ليبدي رأيه. كما نستشف من طريقة عرضه لرأيه هذا عدم رغبته في الخلاف لأجل الخلاف أو عدم رغبته في اتخاذ آراء اجتهادية قي مسائل وقع عليها نوع من الإجماع بين علماء مذهبه في أزمنة متلاحقة، ربما كان ذلك تواضعا منه، واحتراما لعلماء مذهبه الكثيرين الذين يشعر أنهم يفوقونه علما ومعرفة وتمكنا من أصول المذهب وأدلته، فلاحظناه كيف يعرج على كلامه ويعقب عليه كأنه استشعر من نفسه هذه المخالفة ثم يحاول الربط بين ما ذهب إليه وبين رأي مذهبه. هكذا يمكن لنا تلخيص رأي الشيخ علي معمر في الإيمان كما يلي: الإيمان شرعا :يعن التصديق الذي محله القلب© ثم اعتبار أن إقرار اللسان وعمل الجوارح مرتبة بعد التصديق وهما من مستلزماته ومقتضياته وهما مرتبطان به ارتباطا وثيقا ومباشرا بحيث لا يمكن التخلي عنهما. ( - )1سمر أسرة :ص.29 ( - )2الاباضية في موكب التاريخ :حلا، ص.331 - 712 - هذا عن مفهوم الإيمان ؛ وقي كثير من ا لأحيان يرد استعمال مصطلحين آحرين هما الإسلام والدين للتعبير عن الإيمان» هذا ما يجعلنا نقف بعض الوقت لمعرفة المعاني الشرعية لهما ثم البحث عن العلاقة الكائنة بين هذه المصطلحات الثلاثة: -2مفهوم الإسلام : لم تتعدد آراء المدارس الكلامية في تحديدها لمعنى الإسلام كما تعددت في تحديد معنى الإعمان، كما أن الحديث لم يتنشعب حوله كما شاهدنا ذلك مع مصطلح الإيمان. لغة :فعله أسلم بمعنى انقاد وصار مسلماه‘، وأسلم بمعنى انقاد وأخلص الدين . وعرفه الشيخ معمر بقوله :أنى بهوالقبول 1له والإسلام إظهار الخضوع «الإسلام معناه الانقياد والخضو ع»«. أما عن مدلوله الاصطلاحي فيعرفه الشيخ معمر بقوله« :هو الخضوع والانقياد لأحكام ا لله والامتثال لأوامره، ولا يكون ذلك كاملا إلا إذا صدر من القلب واللسان والخوارح»(“. ويضيف معرفا الإنسان المسلم« :هو المصدق بجميع ما سبق من أمور التوحيد التعريفينمن نلاحظبدين ‏ ١لله»(.5الموالإسلامالعامل مما جاء قالمقر بذلك؟ كيف أن الشيخ جمع بين الجانب العقدي الإيماني للإسلام وبين الجانب العملي التطبيقي له بحيث لا يعتبر الإنسان مسلما حقا إذا أتى بالاعتقاد وضَيّع الإقرار والعمل، أو العكس فأتى بالإقرار أو العمل دون الاعتقاد» وهذا ما نستخلصه من ( - )1الفيروزبادي :القاموس المحيط مج. 1ص.701 ( - )2المعجم الوسيط :ج، 1صر.644 ( - )3سمر أسرة :ص‘.961 ( - )4المصدر السابق :ص.981.091 ( - )5المصدر السابق :ص.671 - 812 - قوله« :ولا يكون كاملا إلا إذا صدر من القلب واللسان والخوارح»، كما نفهم أن نظرته إلى الإسلام بأنه نظام شامل لكل مناحي الحياة، بحيث يصهر الإنسان فيه كل تصرفاته وتحركاته ويحكمها إليه. ثم نجد الشيخ بعد ذلك ينتهج نهج علماء الإباضية من قبله" في تحديدهم أربعة أسس وأربعة أركان للإسلام ينبت عليها وهي كالتالي: « -الأول :أن تعرف مالا يسعك جهله وأن تعرف مالا يسعك تركه وأن تعرف أنك مأمور بذلك ملزم به وأن تعرف أن لك ثوابا على ذلك. الشرطووجودالسبب‏ ١لثاني :أن تقوم بعمل جميع الفرالنض عند حضور وارتفاع المانع وأنت في ذلك ترجو ثوابه وتخاف من تركه عقابه. -الثالث :أن تقصد بعملك رضى ا لله وامتثال أمره. -الرابع :أن تكف عما لا يحل وتقف عندما لا تعرف وتترك جميع الشبه والمناهمي. الإسلام: أركان -الأول :الخضوع والانقياد إلى ما أمر ا لله تعال. -الثاني :سرور القلب بقضاء ا لله والعزم على امتثال ما حكم ا لله به. ( - )1انظر مثلا :عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد وشروحها -. 05-35الحناوني :كتاب الوضع ص. 82-92۔الجحيطالي :قواعد الإسلامش ج. 211-921، 1وقد لاحظنا أن الشيخ الجحيطالي قد توسع في الموضوع أكثر من غيره. حيث أفرد فصولا مستقلة لدراسة هذه الأركان رالأسس وساق جملة من الأدلة الشرعية المثبتة لها ثم شرح معانيها. - 912 - -الثالث :الثقة في ا لله والاعتماد عليه وإظهار العجز عنده والاحتياج إليه. -الرابع :رد مفاتيح الأمور كلها إلى ا لله تعالى»"". هذه هي أسس وأركان الإسلام كما نظر إليها وعرفها الشيخ علي معمر ومما لا شك فيه أنه قد استفاد كثيرا من تحاليل علماء الإباضية الذين سبقوه وعابلخوا هذا الملورضوع. وقد جمع هؤلاء بين الاقتصار والاكتفاء بذكر أسماء هذه الأسس والأركان: كالعلم والعمل والنية والورع بالنسبة للأسس؛ والاستسلام لأمر ا لله تعالى والرضا بقضائه والتوكل عليه وتفويض الأمر إليه بالنسبة للأركان؛ وهو ما رأيناه عند الشيخ أيي زكرياء الجناوني في كتابه الوضع!ً، وعند صاحب عقيدة التوحيد الشيخ أبي حفص عمرو بن جميع. وبين من فصل ف الموضوع وقام بشرح هذه الأسس وتبسيطها والاستدلال عليها؛ مثل ما رأينا ذلك عند شارحي عقيدة التوحيد الشيخين أحمد الشماخي وداود التلاتي 3وعند الشيخ الجحيطالي في قواعد الإسلام. والشيخ معمر عمل على إتمام هذا الجهد فأعاد شرحها وتبسيط معانيها بنو ع من الاختصار. وإن الناظر في هذا العمل يعرف أن الهدف الأول والأسمى منه هو محاولة هؤلاء العلماء تقديم تعريف أشمل وأوفى للإسلام خاصة عندما يوجه الخطاب إلى العامة من الناس وإلى الشباب منهم وإلى المبتدئين من طلبة العلم» حتى تعطى فهم المفاتيح السهلة لفهم حقيقة الإسلام. ( - )1سمر أسرة :ص.471.571 ( - )2الجنارني :كتاب الوضع‘ ص.82-92 ( - )3عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد وشروحهاء ص.05-35 ( - )4المصدر السابق :ص.05-35 ( - )5قواعد الإسلام :ص.211[1-921 - 022 - ولعل ما يؤيد هذا كون عقيدة التوحيد مثلا من المثون الێن كانت تحفظ عند سائر الناس في المجتمع الإباضي بالمغرب ومما كان يبدأ به التدريس في حلقات العلو". لهذا فقد تولى جمع من علماء الإباضية في مختلف حلقات التاريخ المتوالية شرح هذه العقيدة. كما نشير هنا أن تحديد أسس وأركان للإسلام بهذه الصورة هو مما انفردت علمنا واطلاعنانقف -حسببه المدرسة الإباضية دون غيرها؛ حيث للتواضعين -على من كتب في هذا الموضوع من غيرهم. ومما نسجله كذلك أن هذا الاجتهاد من علماء الإباضية لم ترد نصوص شرعية صريحة تثبته وتنص عليه؛ ولعله السبب المباشر لاختفاء هذا الموضوع عند بقية المدارس الإسلامية} فهو اجتهاد مبني على معاينة الواقع الاجتماعي الذي عادة ما يحتاج إل مثل هذا النو ع من التعريفات والتبسيط لمسائل الدين؛ خاصة العقدية منها حتى يسهل للناس إدراك أصول دينهم ويمكن أن نعتبر هذا من سمات ومميزات الفكر الإباضي في توسيعه لدائرة الاجتهاد وفي الأخذ والعمل بالمصالح المرسلة. بعد كل هذا نفهم أن الإسلام عند الشيخ معمر هو تعبير عن تفاعل الإنسان مع الحياة ني كل جوانبها ومع الواقع المعاش والامتثال قي كل ذلك إلى ما نص عليه الشرع الحنيف. هذا عن الإسلام فماذا عن الدين؟ ٭ -مفهوم الدين: لغة :يحمل عدة معان منها :الحزاء 3المكافأة} الطاعة} الحساب©ڵ ويوم الدين أي يوم الحراك ويعرفه الشيخ معمر بقوله« :الدين معناه الطاعة»“. ( -)1أيو إسحاق إبراهيم اطفيش :مقدمته في تحقيق :مقدمة التوحيد وشروحها، صر.7-8 ) - (2اين منظور :لسان العرب، مج، 1ص.4401 ( - )3سمر أسرة :ص.971 - 122 - أما ني الاصطلاح الشرعي فيعرفه بقوله« :الدين هو أن تعرف ما أوجب الله عليك وما نهاك عنه وأن تطيعه ق أمره ونهيه». ثم يرى أن جميع ما تعلق بالدين إما أن يكون عقائد في القلب أو أن يكون أقوالا باللسان أو يكون عملا أو اجتنابا . بالجحوار ح( أما فى تعريفه للرجل المتدين فيرى أنه الرجل المطيع لله؛ ولا يكون كذلك إلا إذا كان مصدقا به منقادا ل. نرى من هذه التعاريف أن الشيخ يشترط فيها المعرفة؛ الي هي الاعتقاد ثم الانقياد والطاعةش الي تتمثل في الأعمال. فمن خلال كل ما استعرضناه مع الشيخ فى ما يتعلق بمعرفة مدلول الإسلام والدين وما يتضمنانه يشير إلى أنهما يتكونان من ثلاثة أجزاء أساسية مهمة لا يخرج شيء عن نطاقها، وأنها ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا وهي :ما تعلق بمعرفة ا لله تعالى وعبادته} ثم الإقرار بما تشتمل عليه هذه المعرفة، ثم الإتيان بما توجبه هذه المعرفة من فرائض وواجبات. فيظهر أن هناك نقاط تلاق وتقاطع بين هذه المصطلحات الشرعية الثلانة. ففيما تكمن هذه النقاط وما حقيقة العلاقة الشرعية بينها؟ -العلاقة بين الإيمان والإسلام والدين:‏٩ استعمل القرآن الكريم لفظ الإيمان والإسلام والدين كل واحد على حدة في أكثر من موضع وأحيانا أخرى كان استعماله لها معا ني نفس الآية أو الموضوع، هذا ما جعل العلماء يتساءلون عن العلاقة بينها في المعنى، وهذه بعض الآيات الي تطرقت لذلك: ( - )1المصدر السابق :ص.091 ( - )2المصدر السابق :ص.341 ( - )3المصدر السابق :ص.961 «. يقول ا لله تعالى :وية حيت إل الْحَوَارنَ أن ۔امنوأ بي وَبرَسُولي قالو عامنا وَاشهَا بانا مُسْلِمُون 4المائدة 111 /وقوله أيضا :لوما رأى الْمُوينون الخراب قالوا هذا ما وَعَدَا الل وَرَسُوئة وصدق الله وَرَسُوله وما رَادَهُم ,إلآ قانا وَتَسْليمامه [الأحزاب، ]22/وقوله أيضا :فأخرجنا من كمان فيها ين الْمُومنينَ فما وجدا فيها عَيْرَ تيتو من المُسنلمينئه [الذاريات }]53:63/وقوله أيضا :إن الذين عند الله الاسلاميه [آل عمران }]91/وقوله أيضا :النو [اململائدتة.]3/لكم دينكم وانتن عليكم يفتي وحيت لكم ال] نه يرى الشيخ معمر أن هذه الألفاظ بصفة عامة فى مدلولاتها الاصطلاحية الشرعية تفيد معنى واحدا'‘، أو تنطبق على ما صدق واحد ذلك لأننا عندما نحدد تعريف الشخص المؤمن نجده ينطبق على ما صدق الشخص المسلم والشخص المتدين، وإذا حددنا كذلك ما صدق الشخص المتدين مثلا تحد تعريف الشخص الملسلم والشخص المؤمن ينطبق عليه والعكس صحيح كذلك. إن هذا التحليل هو ما يفهم من كلام الشيخ في بيان العلاقة بين هذه الألفاظ الثلاثة المتمثلة في علاقة التزادف، حيث يقول« :إذا قلنا هذا رجل مؤمن با لله فنعن أنه مصدق بوجود ا لله ووحدانيته واتصافه بجميع الكمالات، والتصديق بذلك يقتضي الخضوع والانقياد والطاعة... ألا ترى أن كلمة الإيمان تدل على جميع المعاني الي تدل عليها كلمات الإسلام والدين»“. ثم فعل الشيخ نفس الشيء في تعريف الرجل المسلم ثم الرجل المتدين، وينن أن كل لفظ يشتمل على نفس المعاني الي يشتمل عليها اللفظان الآخران. ( - )1المصدر السابق :ص.961 ( - )2المصدر السابق :ص.961 ( - )3المصدر السابق :ص.961 واستدل الشيخ على رأيه هذا بمجموعة من الآيات الي دلت على ترادف المعنى بين لفظين أو أكثر و هذه الآيات هي المذكورة آنفا. ولقد ذهب المعتزلة حيث أفرد القاضي عبد الجبار كلاما قالإباضيةإل جانبنفس النهب الاستدلال على أن المعنى الشرعي للإيمان والإسلام والدين معنى مترادف ومتطابق ورد ردا مختصرا على أدلة من رأى خلاف ذلك". ومما لا شك فيه أن الشيخ أغفل الحديث وغض الطرف عن الآيات الأخرى قالت الغراب عامناال يوحي ظاهرها بوجود من مختلفين. كقوله تعالى: 2. الامان ث في قلوبكم"توينوا ولكن قولوا أرسلمنا ولما ذلقل ل [الحجرات. ]41/ولعل هذا ما أراد الإشارة إليه وتسجيله قي نهاية حديثه عن هذه المسألة؛ فاعتبر أن هذه المصطلحات يمكن أن يلاحظ بينها فروق في المعنى في بعض للباحث الدقيقة من علم الكلام. وإن كان الشيخ لم يشر إلى هذه المباحث لكونه قي معرض تقديم العقيدة للناشئة ال لا دخل لها في مثل هذه المسائل الت عادة ما تتسم بالتعقيد والعمق، فإن الشيخ اطفيش تعرض للموضوع باكثر دقة وتفصيل ويحسن بنا أن نورد ملخصا عن رأيه حتى تتضح الصورة أكثر وتكتمل: فهو يرى أن المصطلحين الإيمان والإسلام عندما يردان معا في الموضع الواحد فإنهما يستعملان لمعان متعددة، فنتجري بينهما علاقات الترادف والاختلاف والتداخل والتباين، وأن السياق القرآني الذي وردا فيه هو الوحيد الذي يحدد أي علاقة تجمع بينهم. ويضرب الشيخ أمثلة على ذلك ويشرح هذه العلاقات ولا ( - )1القاضي عبد الجبار :شرح الأصول الخمسة، ج 25ص'. 443-543 ( - )2هذه الآية وغيرها مما استدل به الأشاعرة على أن الإسلام شيء مغاير للإبمان في مفهومه الشرعي، وهو رأيهم في الموضوع(. انظر :البيجوري :حاشية تحفة المريد٬‏ ص.)82-92 ( - )3سمر أسرة :ص.961 ( - )4وينعن :آراء الشيخ اطفتّش العقدية. ص.292-392 - 422 - والشيخوالعمل فقط. بالاعتقاد على الوفاءوالإسلام قصر الإيمانق مبررايرى اطفيش بذلك يتحرر من الرؤية المذهبية ليتخذ لنفسه قناعة خاصة. إذن نلاحظ على الشيخ معمر في معالجته لهذه المسألة أنه لم يخالف كثيرا علماء مذهبه 3بل تبنى رأيهم، ثم حاول تبسيط وضبط مدلولات هذه الألفاظ الثلائة ثم هذا التبسيط من صعوبة ق تذليل مفاهيمهاالجمع بين معانيها رغم ما اكتنف بعضها مع. بعض.ومقارنة فنسجل للشيخ ذلك الجهود الفكري الذي بذله وذلك الأسلوب الذي استعمله لإيصال الفكرة قي صورتها المبسطة إلى الناشئة لتعمل على إقناعهم بترادف معاني هذه المصطلحات الشرعية، واتضح ذلك في عرضه بخلاف العادة بجموعة طويلة من الآيات القرآنية في الموضوع المؤيدة لما ذهب إليه، وإغفاله عن الشطر الآخر من الايات الي يفهم منها خلاف ذلك. ثم في تلك الأمثلة الن أعطاها للرجل المؤمن ثم المسلم ثم المتدين، وفي كل مرة يين أن ما صدق كل منها ينطبق على الآخر وكان يكفيه أن يعطي مثالا لواحد منهم ويشير إلى أن المثال ينطبق على اللفظين الآخرين. بمنعه أن يسجلاللاستد لال برأي مذهبهالشيخ علىحرصعلى كل حا ل ملاحظته في الأخير في إمكانية اختلاف معاني المصطلحات الثلاثة في بض جزئيات علم الكلام. وهذا ما رأينا تفصيله عند الشيخ اطفيّش، ويمكن اعتبار كل ذلك من دقة أسلوب القرآن الكريم ومن دلائل الإعجاز البلاغي فيه، وهو ما ينبغي ‏١مراعاته في تفسير الآيات القرآنية وفي استنباط الأحكام الشرعية منه. ولعل البعد الاجتماعي في هذه المسألة يكمن في ما أشار إليه الشيخ معمر حين حديثه عن أسباب محافظة المجتمع الإباضي على نقاوته وصفائهء حيث أرجع ذلك إلى جملة أسس عقدية منها ربط مفهوم الإيمان بالعمل الصالح ثم اعتبار ذلك مما يدعو إليه الإسلام ويوكد ويلح عليه. - 522 -6. جعلوهذا دليل واضح على الر بط بين هذه المصطلحات لتحمل معنى واحدا من الإسلام والإيمان والدين شيئا مترادفا متكاملا يستطيع إقامة المجتمع الإسلامي سائر مناحي الحياة.الحريص على تطبيق دينه اعتقادا وقولا وعملا ق ولعل من المعروف أنوالدينهذا عن ‏ ١لإيمان وعلاقته مصطلحي ‏ ١لإسلام العلماء ناقشوا عدة مسائل أخرى لها علاقتها بالإيمان. من بين هذه المسائل الي أولى ها الشيخ علي معمر اهتماما خاصا مسألة الخوف والرجاء. فهذا رأينا أن نتوقف عندها وقفة خاصة نعرض فيه تصور الشيخ للموضوع: +ثانيا :الخوف والرجاء الخوف والرجاء حالتان من أحوال قلب الإنسان المؤمن تحاه مصيره الذي ينتظره بعد مفارقته هذا الحياة الدنيا» فهو من جهة يخاف عذاب ربه ويحذر احتمال عدم تقبل أعماله وهي حال الخوف» ومن جهة أخرى يرجو مغفرته وثوابه ونعيمه بالرضا عن الأعمال الي قدمها وبوفائه بدينه وهي حال الرجا". ( - )1نستطيع مقارنة هاتين الحالتين اللتين يكون عليهما قلب المسلم في الدنياء -والي دلت عليهما نصوص شرعية كما سنرى يما ذهب إليه الأستاذ مالك بن نبي في تفسيره لميلاد الحضارة الإسلامية ومعالم حركتها التاريخية؛ حيث يرى أن القرآن الكريم وضع ضمير الإنسان المسلم بين حدين هما الوعد والوعيد، فهو من جهة يأمل في ثواب الله تعالى ورجاء رحمته ورضائه؛ فيعمل ما بوسعه لبلوغ هذا المنال، ومن جهة أخرى هو يحذر ويخاف وعيد ا لله تعالى وعقابه، ويعمل ما بوسعه لتجنب ما يوصيل إليه، فيوَحُه جهده بين هذين الحدين؛ الرجاء في الوعد والخوف من -بوزريعة-۔الوعيد(. مالك بن ني :ميلاد بجتمع -شبكة العلاقات الاحتماعية مطبعة النخلة. الجزائر نشر دار الفكر۔ الجزائر ودار الفكر -سوريا2991، مء ص-. )42-52قاسم أحمد الشيخ بالحاج :نظرية الحضارة عند المفكر مالك بن ني، منشورات التبيين، الجاحظية -الحزائر ص.)42-728 -مالك بن نبي3791 -5091( :م) من مواليد قسنطينة، تلقى دراستة الأولى في تبسة وقسنطينة، سافر إلى فرنسا مواصلا مشواره العلمي، اهتم بتحليل الظواهر الاجتماعية للشعوب المستعمرة} وأنتج في هذا الحال سلسلة من الكتب منها :شروط النهضة، ميلاد بجتمع الظاهرة - 622 - لكن هذا وذاك يبقيان من المغيبات على الإنسان، مهما قدم من أعمال الخير و مهما اقترف من أعمال الشر لذلك ينبغي أن يبقى قلبه دائما بين الخوف والرجاء مادام على وجه هذه الدنيا. 1تعريف حالة الخوف وحالة الرجاء: أ -حالة الخوف: خوفا خيفةيخافلغة :الخوف يعي الفز ع©& وهو مشتق من لفظ "خاف" وعخافة"". ني الاصطلاح يعرفه الشيخ بأنه خوف قلب المؤمن من أن يكون عمله مردودا وبذلك يتولاه ‏ ١لله تعال بالقت والغضب والعذاب(“.عليه غير مقبول، ب -حالة الرجاء: يقال أرجأ الأمر إذا أخره وأجلهك ويقال أرجأتلغة :مشتق لفظ أرجأ وأرحيت بترك الهمزة، ومنها قول ا لله تعالى :لإتزجي ممن تشاء منهن وتؤوي إليك من تشآءُه(© [الأحزاب.]15 / في الاصطلاح :يعرفه الشيخ معمر بأنه امتلاء قلب المؤمن أملا في رحمة ا للك ومغفرة ذ نو به(. وطمعا ق قبول أعماله وفي 7 ص.)9-31القرآنية(. قاسم الشيخ بالحاج :نظرية الحضارة عند المفكر مالك بن ني ( - )1ابن منظور :لسان العرب مج، 1ص.129 ( - )2سمر أسرة :ص.751.851 ( - )3اين منظور :لسان العرب مج، 1ص.3211 ( - )4سمر أسرة :ص.751 ويبين الشيخ اطفيش البعد الإيماني والعملي لهما فيقول إن الخوف زاجر عن المعصية للعقاب عليها 5فهو ينشا من وجود الجخزاء بالعذاب فيرهبه المؤمن ويخاف أن يكون من أهله. والرجاء داع إلى الطاعة للثواب عليه، فيأمل المؤمن في الحصول على الشواب والنعيم ويكون ضمن الذين رضي الله عنهم فيعمل بأعمال الخير والصلاط'". مما سبق ندرك أن حالة الخوف وحالة الرجاء مظهران من مظاهر القلب المومن في علاقنه مع ربه، هو من جهة يأمل في تقبل أعماله ونيله ثواب ربه، ومن جهة ثانية يخاف ويحذر رد أعماله وإحباطها ونيل سخط ا لله وعذابه. ومن اللائق أن نشير هنا أن علماء الإباضية قبل الشيخ معمر قد تناولوا هذا الموضوع واهتموا به منذ القديم؛ فنجد الشيخ إسماعيل الجيطالي يعتبرهما فريضتين واجبتين على المكلف معا منذ البلو غ، ويلزمه أن يفهم معناهما ويعتدلا في قلبه دون الميل إللى أحدهما نم يورد جملة من الأدلة تنبت ما ذهب إليه“. وخد صاحب عقيدة التوحيد أبا حفص يعدهما مما يجب على المكلف معرفته فيقول« :ستة تجب على ابن آدم بستة... الخوف والرجاء»“. ويعتبرهما شارح العقيدة أبو العباس الشماخي شرطين يقومان المسلم في دينه؛ فالخوف زاجر رادع عن المعاصي والمناهي، والرجاء داع باعث إلى فعل الطاعات والمأمورات، وضدهما الأمن والإياس(“. ويظهر من كلامه كذلك استفادة علماء الإباضية بعضهم من بعض واللاحقين من السابقين؛ هذا ما نستشفه من الكلام السابق للشيخ اطفينش مقارنة مع ما أورده شارح العقيدة الشيخ الشماخي أبو العباس. وكذا ما ورد عند الشيخ معمر نفسه في هذا الموضوع. ( - )1امحمد اطفيش :الذهب الخالص ص.03-13 ( - )2الجحيطالي :قواعد الإسلام ص.34 ( - )3عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد ص.57-67 ( - )4أحمد الشماخي :مقدمة التوحيد وشروحها، ص.57-67 - 822 - -2قلب المؤمن بينحالتي الخوف والرجاء: إن هذه المسألة ذات علاقة وطيدة بإيمان المسلم؛ فهي تحدد له حالة قلبه مع ربه يين الخوف والرجاء. فيرى الشيخ معمر أن قلب المؤمن يجب أن يكون في موقف وسط بين حالي الخوف والرجاء ولا يميل إلى حالة على حساب الثانية، فهو يرجو في ا لله أن يشمله برحمته ومغفرته وقبول أعماله} وهو في ذات الوقت في خوف من أن يردها عليه وأن يحل عليه غضبه ومقته وعذابه. ويعلل الشيخ ذلك بكون إتيان المؤمن للأعمال مستوفاة حسب ما يعلم لا يمكن أن يضمن له القبول، لأن ذلك مما استأثر ا لله بعلمه لوحده لذا يجب أن يخاف من عدم قبولها وإحباطها بسبب من الأسباب، ومن جهة أخرى فإن المنافق أو العاصي المضيع للأعمال؛ مهما ارتكب من آثام يجب عليه أن يكون قلبه عامرا بالرجاء في ا له تعالى 3ولا يصاب بالقنوط واليأس من رحمته فعسى الله أن يتولاه بهداية منه وتوفيق ويغفر له ما قدم من آثام ومعاص‘ وذلك بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الطريق السوي(". ويحذر الشيخ من أن يميل قلب المؤمن إلى الرجاء؛ قانعا وراضيا بما قدمه من أعمال فيظن أنه قام بما أوحب الله عليه أحسن قيام} فإن هذه الحالة تجعل المؤمن يأمن مكر ا لله تعالى وعذابه ويفتح الباب للشيطان لأن يملأ قلبه غرورا ورياى وهذا من حبطات الأعمال(“. للوقف الوسطويورد الشيخ معمر جملة من ‏ ١لآيات وحديثا كأدلة على هذا الذي ينبغي للمؤمن أن يكون عليه بين الخوف والرجاء مشل قول ا لله تعالى: للأفأمنوا مَكْرَ الله فلا يامر مَكُر الله إلأ الْقوْهُ الحَاسِرون&4ه [الأعراف.]99/ ( - )1سمر أسرة :ص.851.951 ( - )2المصدر السابق :ص.851 - 922 - « عاي الذرين أسرفوا عَلَرآ أنفسهمم لا تقنطوا من رخمَةالله ن الله زغز الذنوب جَمِيعا انة هر الْفُور الرحيم» زالزمر(« }]35/ولاً تائسُوا من روح الله إنة ,لا اس من وح الله إل القوم الكَافروةه [يرسف78/ع. ما زادمميزان تريصالمسلم ورجاؤهخوف«لو وزن: :5الرسولوقول أحدهما على الآخر". هكذا فإن تغلب الرجاء يؤدي بالمسلم إلى الأمن من عذاب الله وتغلب الخوف يؤدي به إلى الياس والقنوط من رحمة ا لله تعالى، وكلاهما مرفوض على المسلم الاتصاف بهما. ويبين الشيخ معمر مخاطر ميل قلب المسلم إلى إحدى الحالتين على حساب الأخرى" فيرى أن هذا الميل هو منزلق يزل به كثير من الناس، وهي الأبواب الي يدخل بها إبليس إلى قلب ابن ادم حتى يفسده، فإن إبليس يوسوس للإنسان الحريص على طاعة ا لله بأن مثله يستحق رحمة ا لله وثوابه وهو لم يقترف المعاصي كغيره فيستمع لهذا الصوت ثم يتبعه فيظن أنه فعلا جدير بالثواب، وأن رجاءه عند ا لله تعالى لا يخيب© وهكذا ينزلق في الأمن من مكر ا لله تعالى. الإنسان مهما عملويستشهد الشيخ معمر بحديث رسول ا لله ::: من خير افهو لا ينال الجنة بعمله؛ لكن برحمة ا لله تعالى« :لن يدخل الحنة أحد إلا ا ولا أنت قال :ولا أنا إلا أن يتغمدني اللهبرحمة الله قلنا يا رسول الله فكيف بغيره من العباد(.برحمته» &)2فهذا رسول ا لله ث ( - )1المصدر السابق :ص.. 951.061 لم أحد الحديث في موسوعة الحديث الشريف، ويبدو أن الشيخ معمر نقله من كتاب قواعد الإسلام للحيطالي(. انظر :قواعد الإسلام، ج، 1ص.)34 ( - )2أحمد :باقي مسند المكثرين :رقم.49011: ( - )3سمر أسرة :ص.161 - 032 - هذه هي رؤية الشيخ معمر للموضوع ونحده هنا قد غفل عن بيان حالة قلب المؤمن وقت الاحتضار حيث أشار إلى ذلك غيره من العلماء الإباضية إذ يرون أنه يجوز للمسلم أثناء هذه الحالة أن يميل إلى الرجاء في ثواب الله تعالى على الخوف من عذابه؛ دون أن يتخلى عن الخوف كلية، حتى يكون ظنه با له ظنا حسنا واستدل الشيخ اطفيّش على ذهابه هذا المذهب فليظن بي مابالحديث القدسي الذي جاء فيه ما يلي« :أنا عند ظن عبدي، شاء وإذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه». إن لموقف المؤمن بين حالي الخوف والرجاء أثره في سلوكه وأعماله اليومية مع ربه ومع غيره من البشر حيث يجعله يراقب تصرفاته وأقواله وأعماله ويجعله يتذكر مصيره دائما ويعمل لنيل ثواب ربه والابتعاد عن عصيانه واجتناب غضبه ومقته، كما يكون له محفزا أكثر فى الزيادة من أعمال الخير ورادعا له على اقتراف أعمال الشر، هذا ما أشار إليه الشيخ معمر بقوله« :فإن الرجاء داع إلى الطاعة مرغب فيها وإن الخوف زاجر عن المعصية، رادع عنها منفر منها»“. هذا هو رأي الشيخ علي معمر في الخوف والرجاء‘ وكان واضحا أنه مما وجده عند علماء الإباضية من قبله خاصة منهم الشيخ إسماعيلاستفاد الجيطالي في قواعده، حيث اقتفى أثره في تحليله للموضوع واعتمد على نفس الأدلة الي أوردها في إثبات علاقة الموضوع بالإيمان وتمشل ما زاده الشيخ في تبسيط المفهومين، وفي تبيين مخاطر ميل قلب المؤمن إلى إحدى الحالتين على حساب الأخرى وما يترتب على ذلك من فتح الأبواب للشيطان للإغراء والإغواء. ( - )1امحمد اطفيش :الذهب الخالص ص. 13 ( )2حوينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.603 ( - )3سمر أسرة :ص.951 - 132 - +ثالثا :مفهوم الكفر وأقسامه: مهيد: احتوت آيات عديدة من القرآن الكريم على لفظ :كفر كافر كفرة وما اشتق منهاں ووردت في مواطن مختلفة، منها ما أتى في مخاطبة الفئة المؤمنة سواء من أمة محمد ثا أو من الأمم السابقة، ومنها ما أنى في مخاطبة غير المؤمنين أد غير المنقادين لرسلهم» مثل قول ا لله تعالى(« :هذا من طلل رب بلوني ءآشكز أه كفر [النحل. ]04/وقوله تعالى :و للهعَلى الناس حَع التێت ؛ ن استطاع إإنه راد )]7وقوله تعالى:المين زآلسبيلا وَقن كفر فإن ا لله غبي عن [المائدة.]44/ومن لم يحكم بيمَمآا أنوَل ا لله قأوننك هم الكافرون وكذا وردت أحاديث تعرضت لذكر مصطلح الكفر مثل قول الرسول خا: «ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة"". هذا ما جعل علماء الإسلام يجتهدون في معرفة مدلولات مصطلح الكفر الي حملتها هذه النصوص وقد أتت كل مدرسة كلامية مفاهيم منها ما حصل الاتفاق عليه بين مدرستين أو أكثر ومنها ما اختلف فيه من مدرسة إلى أخرى. ونظرا لما ينزتب على هذه المفاهيم من أحكام هامة وخطيرة في ذات الوقت، أصبح من الواجب تحديد مدلولاتها بصفة دقيقة واضحة. وإذا نظرنا إلى الموضوع من الناحية التاريخية فإننا نجد أن الاستعمالات الأولى -ظهرت في عهد الخليفة الأوللمصطلح الكفر بين المسلمين -بعد وفاة الرسول أيي بكر الصديق في محاربته لحركة الارتداد ال اجتاحت مناطق واسعة من الأراضي الإسلامية ي الحزيرة العربية حيث حكم عليهم بالكفر والخروج عن الاسلام. ( - )1مسلم :كتاب الإيمان، رقم.431 : ( - )2للتوسعة في معرفة أحكام الردة ينظر :الطيري :تاريخ الأمم والملوك-. ابن كثير :البداية الإمامة والسياسة. ابن قتيبة: - والنهاية. - 232 - وإن كان الحكم بالشرك على هذه الحركة وأصحابها كان واضحا ومتفقا عليه بين اللسلمين بخلاء موقف المرتدين من الإسلام بإنكارهم فرضا صريحا من فروض الإسلام ألا وهو الزكاة، فإن الظهور الثاني لمصطلح الكفر على الساحة الإسلامية حفه الكثير من غموض الرؤية والاختلاف في النظر والحكم عليه وحصل حوله الكثير من الأخذ والرد والمناقشات والجحدال، وهو متمثل فيما قام به الخوارج(" من أعمال ضد السلطة الأموية الحاكمة ومن سكت عليها من المسلمين، حيث حكموا على كل من لم يخرج معهم بالكفر، ولو أتى بكل الواجبات واعترل أعمال السلطة والحكمث. هذه هي الجذور التاريخية الأولى لاستعمال المصطلح أما عند الإباضية فإن الاستعمال الأول له كان مبكرا جدا، وذلك في الموقف الذي اتخذه إمامهم السياسي الأول لهم عبد ا لله بن إباضر“ تجاه نافع بن الأزرق وأتباعه في حكمهم بالخروج على المسلمين وتكفيرهم» واستحلال أموالهم وأعراضهم ودمائهم» حيث تبرأ منه وحكم عليه وعلى أتباعه بالكفر وأظهر له التمييز يين كفر الشرك وكفر النعم. ( - )1في حقيقة الأمر أن كل ما يرد من أخبار عن الخوارج ينبغي أخذه بحذر وتمحيص ودون القطع بصحته؛ وذلك لكونهم لم يتزكوا لنا مصادر ألفوها بانفسهم؛ تبين لنا تعبيرهم عن آرائهم بأقلامهم هذا من جهة ومن جهة أخرى ما أحاط تلك الأحداث من منازعات ومشاحنات جعلت كل فرقة تفتزي على الأخرى وتصفها بأشنع الأوصاف والأعمال. ( - )2بعض المصادر الي تحدثت عن الخوارج :مقالات الإسلاميين للأشعري، الملل والنحل للشهرستاني. الفرق بين الفرق للبغفدادي. ( - )3عبد ا لله بن إباض :أحد الأمة الملؤوسسين للمذهب الإباضي وينسب إليه، عاش في البصرة وعرف بمواقفه السياسية مع السلطة الأموية؛ منها رسالته إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن اصولمروان، وتوني في آحر أيامه أي حوالي 6ه(. بكير أعوشت :دراسات إسلامية ق الإباضية، ط[© مطبعة البعث‘ قسنطينة -الزائر2041. ه2891 -م3٥‏ ص.)22-62 (- )4نافع بن الأزرق : :احد رؤوس الخوارج تنسب إليه فرقة الأزارقة من الخوارج. ( - )5ينظر للتوسعة في معرفة هذه الأحداث :طبقات المشايخ بالمغرب الدرجحيين-. الجواهر المنتقاة لأبي القاسم البرادي-. دراسة في الفكر الإباضي لعمر با-. الظروف السياسية لنشأة الفرقة الإباضية لقاسم الشيخ بالحاج-. دراسات إسلامية في الأصول الإباضية لبكير أعوشت. - 332 - -1تعرف الكعر: كفراناكالكفر لغة :مأخوذ من مادة "كفر" ويشتق منها :يكفر كفرا كفورا والكفر مشتق من الستر والتغطية.. ويقال كفر نعمة ا لله :أي جحلها وسترها الكفر اصطلاحا :في حقيقة الأمر لم نقف على تعريف محدد ودقيق للشيخ الكلمة تطلق شرعا على الذينإلا أنه يرى أنمعمر لمعنى الكفر ق الاصطلاح ويرى الشيخ أجمد الشماخي أنه ورديجاهرون ا لله بالمعصية فيخالفونه عن أمره( في الشرع بمعنى الشرك وبمعنى النفاق(. ويضيف الشيخ اطفتّش إلى هذا التعريف تدقيقا وتحديدا آخر فيعتبر الكفر منزلة مقابلة لمنزلة الإيمان» وهذا يعين أن ما ليس يامان فهو كفر(. ويتضح من التحديد الذي وضعه الشيخ معمر للكفر أن كل من ضيع العمل باقترافه إحدى المعاصي فهو داخل في دائرة الكفر لا محالة} بل إن تحديده موجه إلى مضيع العمل بالدرجة الأولى قبل مضيع الاعتقاد. وهذا ما يجعلنا نتساءل :هل الكفر قسم واحد أم هو أقسام متعددة؟ 2أقسام الكفر: يجيب الشيخ معمر عن التساؤل قائلا« :إن كلمة الكفر تطلق على أحد معنيين فهي إما أن تكون بمعنى الشرك وإما بمعنى النفاق»“ ولتحديد على من تجب ك} ( - )1ابن منظور :لسان العرب مج، 3ص.372 ( - )2الإباضية في مركب التاريخ :حلا9، ص.3 ( - )3أحمد الشماخي :شرح مقدمة التوحيد، ص.721 ( - )4وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية ص.533 ص. 391( - (5سممر أسرة: - 432 - منهما يقول« :الإباضية عندما يطلقون كلمة الكفر على أحد من أهل التوحيد فهم يقصدون كفر النعمة وهو ما يطلق عليه غيرهم كلمة الفسوق والعصيان»«"“&وهذا الذي يحمل معنى النفاق، ويبقى النوع الثاني الذي يتمثل في كفر الشرك، ومن هذا نفهم أن المعنى الذي يطلق عليه الإباضية كفر النعمة ويطلق عليه المعتزلة الفسوق( ويطلق عليه الأشاعرة العصيان أو النفاق( ينطبق على ما صدق واحد وهو يتمثل ي مضيع الأعمال أو مرتكب الكبائر من المسلمين. إذن :مما سبق نستطيع تقسيم الكفر كما يلي: -كفر الشرك -كفر النفاق، وهو نفسه كفر النعمة} العصيان‘ الفسوق. فماذا يعن كل من هذين القسمين؟ أ -كفرالشرك: -تعريف كفر الشرك: الشرك اللغة :فعله أشرك شركة أي :مخالطة الشريكين واشتراكهما واشتركبه غيره فجعله شريكا له(.با لله أي أعدلوأشركشيومشاركتهما ق الأمر اخحتلط والتبسر«. أما في الاصطلاح فقسمه الشيخ معمر بدوره إلى قسمين :شرك جحود وشرك مساواة، ويعرف كلا منهما كما يلي: ( - )1الإباضية في موكب التاريخ :حل9، 1ص.3 الأصول الخمسة 3ص 23ص.843-253( - )2القاضي عبد الحبار :شرح ( - )3البيحوري :حاشية تحفة المريد ص.72-82 ( - )4ابن منظور :لسان العرب، مج 23صر.603 ( - )5المعجم الوسيط :ج، 1ص.084 - 532 - شرك الجحود« :هو إنكار وحدانيته سبحانه وتعالى. شرك المساواة :هو مساواة ا لله سبحانه وتعالى بخلقه في صفة أو فعل أو 1. ذات»"'". ويضيف تعريفا للمشركين فيعتبرهم الذين لم يعترفوا بكلمة الشهادة أو أنكروا الكتب أو آيات من الآيات“. كما يدخل في شرك الجحود إنكار ا لله تعالى رأسا“. من الواضح أن الكفر بهذا التعريف مقتصر على الخانب العقدي من الدين دون الأعمال، وهذا القدر هو ما اتفقت عليه المدارس الإسلامية في تعريف الكفر، ملة الكفر والشرك. وأصبح قمن ملة ا لإسلاموقع فيه فقد خرجومن ونحمد للشيخ معمر سيرا على نهج بعض علماء الإباضية من قبله لتوضيح¡ معاني الكفر أكثر وتشخيص السبل والأبواب المؤدية إليه يحدد أربعة أسس وأربعة: أركان للكفر من اتصف بها وقع في المحذور وهي كما يلي: -أسس الكفر : « -1جهل مالا يسع جهله من التوحيد والفرائض وغيره. -2المعصية أو حمية الجاهلية :وهي إعانة المبطل على باطله... وهي أيضا الأنفة من قبول الحق... أو ما أشبه ذلك من المعاني أو الأعمال ال تحمل الإنسان على عدم الانقياد للحق. ( - )1سمر أسرة ص.291 ( - )2المصدر السابق :صر.77 ( - )3الحعبيري :البعد الحضاري، ج 2.5صر.815 ( - )4التلاتي :شرح مقدمة التوحيد ص.821 ( - )5الجخناوني :الوضع، ص-. 03أبو حفص :مقدمة التوحيد وشروحها ص.45-75 وتسفيه الحقوالإهانةوالتسلط عليهم بالازدراءالناسوهو احتقار 3-الكبر: ممن قاله أو فعله. 4الحسد :وهو تم زوال النعمة عن الغير'“. الكفر فهي:أما عن أركان أو أن يعمل علىويعنع من غير حقالإنسان من غير حق« - 1أن يأخذ الحصول على ما لا يحل له. -2أن يخاف الإنسان من الفقر فيمنع حقوق ا لله...أو يصيبه الخوف فلا يعلن ججحاراة للناس ومسايرة لحم.كلمة الحق وحكمته 3الشهوة :وهي حركة النفس لطلب الملاذ والشهوة المحرمة أعظم ما ينكب به الإنسان... 4الغضب :وهو حركة النفس طلبا للانتقام.“»... إن الشيخ معمر في تعداده لأركان وأسس الكفر ييدو اعتماده على ما كتبه علماء الإباضية من قبله واضحا في التعريف أكثر بالكفر ورسم وحصر معالمه وطرقه المؤدية إليه، واتضح جهده كالعادة في إعادة شرح ما أتى فيها موجزا يقدم لها بجهوده هذاوتبسيط ما أتى منها صعبا للفهم حتى يمكن هذه الناشئة ال من إدراك المعاني الفكرية للعقيدة الإسلامية كما يضرب لهم الأمثلة القريية من مقاصدها.مداركهم ومعايشتهم ومشاهداتهم ليسهل عليهم فهمها وا ستيعاب حيث ورد في مقدمة التوحيد للشيخ أيي حفص عمرو بن جميع( ثم هذه الأسس ( - )1سمر أسرة :ص.771 ( - )2المصدر السابق :ص.971 ( - )3آبو حفص عمر بن جميع :صاحب عقيدة التوحيد الي كانت باليربرية ثم ترجمها إلى العربيةء كتابمن علماء النصف الثاني من ق7ه 51/م أحذ العلم عن الشيخ أحمد الدرجيني صاحب - 732 - وأتى عملبالشرحنم تعرض لما الشيخ التلاتي' ا( والشيخ الشمام ©وا لأركان الشيخ معمر في توضيح ذلك بأسلوب ميسر ومعاصر. إن وضع هذه الأركان والأسس بهذه الصورة في حقيقة الأمر لم يثبت بها دليل شرعي يحددها كما ذكرها علماء الإباضية أو كما نقلها الشيخ منمر، فنلاحظ أن الشيخ قد أغفل الحديث عن هذا الجانب و لم يشر إلى التأصيل الشرعي للمسألة لكن مما يبدو في مقابل ذلك أن الشيخ لم ير مانعا شرعيا في اعتبار ها أسسا وأركانا ينبني عليها الكفر" كما أن الغاية من تحديدها هو التحذير من الوقوع في الكفر وسد كل الطرق المؤدية إليه خاصة إذا علمنا أن المصادر الشرعية بصفة عامة كانت شحيحة في تعريفها للكفر وبيان جزئياته ودقائقهں ومن جهة أخرى فطبيعة اللورضوع جعلت العلماء يعالجونه باسلوب كلامي أو فلسفي متين وجاف لا يتسنى لأي شخص إدراك معانيه التفصيلية والحزئية، ولسد هذا الثغر خلص علماء الإباضية لتعريف الناس بالكفر بما يودي إليه من أعمال ظاهرة للإنسان وهو ما تمثل: ني مثل هذه الأسس والأركان. طبقات المشايخ بالمغرب توفي بجزيرة جربة ودفن بها(. أبو إسحاق إبراهيم اطفيش :مقدمته على كتاب مقدمة التوحيد للشيخ عمرو بن جميع، صر.)7-9 ( - )1أبو سليمان داود بن إبراهيم التلاتي :ر(ت 769ه0651/م) من جزيرة جربة بتونس، ودرس عند الشيخ آبي يوسف يعقوب بن صال التندمرتي في جبل نفوسة بليبيا ورحل إلى وادي ميزاب فتلقى العلم على الشيخ أبي مهدي عيسى بن إسماعيل. رجع إلى حربة وتفرغ للتدريس ق مسحد القصبيين‘ ترك مولفات عديدة منها :شرح عقيدة التوحيد للشيخ أبي حفص عمرر بن جميعث شرح معن الآحرومية في اللغة(. معحم أعلام الإباضية، مج. 33ص.)1[82-382 ( - )2أبو العباس أحمد الشماخي( :ت829ه2251 /م) من أعلام الإباضيةء سليل أسرة عريقة في العلم سكن مدينة "يقرن" بحبل نفوسة بليبيا ,أخذ العلم عن الشيخ أبي عفيف صالح بن نوحض سافر إلى تونس مواصلا طلب العلم؛ توي بجزيرة جربة وقبر بها. من أهم مؤلفاته :شرح عقيدة التوحيد سير المشايخ(. الحعبيري :البعد الحضاري، ج، 1ص.)621-721 - 832 - ومن جهة أخرى كذلك بحد المصادر الإياضية تعتبر الشرك مما لا يسع جهله، وذلك لعلاقته بمعرفة التوحيد لأن من لم يعلم الشرك لم يستطع معرفة حقيقة التوحيد، وفي هذا يقول الشيخ أحمد الشماخي في شرحه للعقيدة« :ولا يسع جهل الشرك 2لأن من جهله لم يعلم التوحيد ومن لم يعلم التوحيد فهو مشرك فيتتج :من جهل الشرك مشرك(". هكذا نرى كيف أن الإباضية حاولوا الربط بين التعريف الشرعي للشرك في شقيه وبين اسقاط هذين التعريفين على الواقع الاجتماعي للناس فحاولوا حصر الأعمال المؤدية إليه وحذروا من الأحوال الي يمكن أن يتصف بها المسلم وتكون سببا قي سقوطه في الشرك؛ حيث يكمن في هذا البعد الاجتماعي للمسألة. هذا عن النوع الأول من الكفر فماذا عن النو ع الثاني :كفر التعمة؟ لنعمة:ب -۔ كرا -مدخل تاريخي: اشتهر استعمال هذا المصطلح لدى المدرسة الإباضية منذ القديم وبقي تداوله على نفس الحال و لم يحدث له أي تغير أو تطور رغم ما راج حول استعماله من التباس وغموض وسوء فهم من الفرق الإسلامية الأخرى، خاصة مما عرف في التاريخ بكتاب المقالات. ولعل الاستعمالات الأولى له كانت جد مبكرة كذلك، حيث شوهد ذلك مع الإمام السياسي الأول للإباضية عبد ا لله بن إباض في رسالته إلى عبد الملك بن مروان( الخليفة الأموي، وكان مما أتى فيها أن ميز بين الكبائر الدالة على كفر الشرك والكبائر الدالة على كفر النعم. ( - )1أحمد الشماخي :شرح عقيدة التوحيد ص.031 ( - )2عبد الملك بن مروان :الخليفة الأموي الذي حكم ما بين سنة68 - 56 :ه. ( - )3عبد الله بن إباض :رسالة إلى عبد الملك بن مروان، ينظر للاطلاع عليها :البرادي :الجواهر ومما ييدو أن عدم تقبل أو تفهم أصحاب المدارس الإسلامية الأخرى لموقف الإباضية هذا كان هو كذلك مبكرا، وهذا ما نستدل عليه ويظهر جليا في الأحاديث الي احتوى عليها الجامع الصحيح في الموضوع لإمام الإباضية الثالث الربيع بن حبيبه" الذي عاش في النصف الثاني من القرن الأول والثلث الأول من القرن الثاني الهجري فجمعت تحت باب بعنوان" :الحجة على من قال أن أهل الكبائر ليسوا بكافرين" 3وأورد فيها أربعة وعشرين حديثا كلها تفيد على أن الكفر يستعمل بمعنى كفر النعمةة‘ 3وأن إطلاقه على أهل التوحيد كان مستعملا من الرسول ثا نفسه. ولعل هذه الأحاديث إلى جانب آيات أخرى كانت عمدة المدرسة الإباضية في ثباتها على موقفها ورؤيتها لهذا المصطلح رغم كل ما قيل عنها من المدارس الإسلامية الأخرى ورغم كل التهم الملصقة بها من جراء إطلاق كلمة كفر النعمة على الموحدين ككون الإباضية يكفرون غيرهم من أهل التوحيد دون الوقوف على مفهوم الكفر عندهم» أو غض الطرف عن توضيح ذلك رغم المعرفة بمعنى الملصطلح أو عدم الرغبة في المعرفة مع إمكانيتها بايسر طريق، وهذا مايمكن أن نصف به المعاصرين ممن أعاد تكرار ما وجده عند كتاب المقالات قديما دون التمحيص فيه رغم توفر السبل العلمية لذلك سواء بالاتصال بعلماء الإباضية أم ‏١بالرجوع إلى مصادرهم المعتمدة. .ه المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات‘ طبعة ححرية\ القاهرة2031. ه5881 -م. .ص.651-761 ( - )1الربيع بن حبيب الفراهدي أبو عمرو :من أعلام الإباضية الأولين وأمتهم، عاش ي النصف الثاني من القرن الثاني الهمحري‘ تولى رئاسة المذهب الإباضي بعد وفاة شيخه أبي عبيدة: مسلم بن أبي كريمة! صاحب الجامع الصحيح؛ المعتمد الأول للإباضية في الحديث(. الدرجحي: الطبقات ج، 2ص.)372 ( - )2الربيع بن حبيب :الجامع الصحيح" ص.. 891-102 كما يتضح كذلك أن أصحاب هذه الفرق لم تستطع عبر الزمن استيعاب أو تفهم وتقبل هذا التمر الاصطلاحي للكفر عند الإباضية، فبقي أصحاب المقالات يتداولون نفس العبارات ويستعملون نفس الأسلوب مع مرور الأزمنة رغم احتكاك والتقاء وتعرف البعض منهم على المذهب الإباضي عن قرب"". هذه هي النظرة التاريخية للمصطلح فماذا عن تصور الشيخ معمر للموضو ع؟ -1تعريف كقر النعمة: لم يهتم الشيخ معمر ببيان سبب تخصيص لفظ الكفر بلفظ النعمة إنما ذهب مباشرة بيين على من يطلق عليه ويورد الأدلة المثبتة لذلك، لهذا نرى من الأفيد والأنسب أن نتوقف بعض الوقت مع بيان هذا السبب مما وجدنا عند غيره من علماء الاباضية: فالشيخ اطفيش يوضح ذلك كما يلي: إن مرتكب الكبيرة من أهل التوحيد خالف ما صدق به من الإيمان باقترافه الكبائر واتباعه لهواه 3و لم يعبد ا لله كما طلب منه فهو بذلك كافر بنعمة ا لله عليه وبما من به عليه، ولما لم يشكر النعم كان كافرا. وإن ما يدعم به الإباضية موقفهم من هذه التسمية هو بعض الآيات القرآنية اليي أشارت إلى ذلك مشل قول ا لله تعالى :لإقكفرّت بانئم [ :1النحل. ]211/البلوني شكر أ أكفرگه [النحل ]04/فاستعمل الكفر هنا للدلالة على أنه معاكس لشكر النعم. وني تحديد كل من تطلق هذه الكلمة عليه يقول الشيخ معمر« :إن الإباضية يطلقون كلمة الكفر على عص الموحدين الذين ينتهكون حرمات الله»©} ( - )1لمزيد من معرفة التفاصيل عن كتاب المقالات واتهاماتهم للإباضية في هذه المسألة ينظر: الإباضية بين الفرق الإسلامية٬‏ ص.12-091 ( = )2وينتن :آزاء الشيخ اطفيش العقدية. ص.713 ( - )3الإباضية في موكب التاريخ :حل 10ص.98 - 142 -٩7 وبذلك فإن هذا المصطلح متعلق بالأعمال بينما تعلق مصطلح كفر الشرك بالاعتقاد كما مر من ذي قبل. كما يرى أن معنى كفر النعم الذي يطلقه الإباضية على مرتكب الكبيرة من الموحدين هو نفسه معنى كلمة المعصية أو الفسوق أو النفاق الن يطلقها أصحاب المدارس الإسلامية الأخرى على مرتكب الكبيرة" ويرجع سبب إطلاق الإباضية لهذا المصطلح على العصاة من الموحدين بدل كلمة النفاق أو الفسوق إلى أمرين: -1أن مصطلح كفر النعمة هو الكلمة الي أطلقها القرآن الكريم والسنة النبوية عليهم في كثير من المواضع والمناسبات. -2أن لكلمة النفاق مدلولا خاصا في التاريخ الإسلامي عرف به عدد من لناس في عهد رسول ا له فوا آمنوا ظاهرا لكن قلوبهم لم تطمئن للإمان، فأنزل القرآن فيهم آيات كثيرة تفضح صنيعهم وتتوعدهم بالعذاب حتى اشتهروا بهذا الاسم وعرفوا به وأصبح مصطلح النفاق عند إطلاقه ينصرف إليهم مباشرة وأصبحوا يتميزون به“، ومن الآيات الواردة فيهم قوله تعالى :طالمَافقون وَالْمَافقَات بعضهم ن غض يَامُرون بالسكر تهون عن الْمَغروف وتقبضشون أيديهم نسُوا اللة فنسِيَهُمُ ,ن الْمَُافقنَ هم م القَاسيقون»[ 4العوبة.]76/ ويرى الشيخ أن المصطلح قد أطلق شرعا في القرآن الكريم على المنافقين في زمن الرسول فا وعلى العصاة من الموحدين كما ورد بالمعنتين في السنة النبوية وهذا ما سيأتي قى عرض الأدلة. ( - )1الإباضية يين الفرق :ص-. 111الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص[-. 9البيحوري :حاشية تحفة للريدش ص. 72-82القاضي عبد الجبار :شرح الأصول الخمسة. ج 2ص.843-253 وقد أورد الأستاذ الجعبيري جملة من اللصوص لعلماء الإباضية دلت على.استعمالهم لمصطلح الفسوق والنفاق والعصيان كمرادفات لمصطلح كفر النعمة(. البعد الحضاري :ج.)015-115. 2 ( - )2الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.09-19 - 242 - 2الأدلة الشرعية على إطلاق مصطلح كفر النعمة على مرتكبي الكبائر: استدل الشيخ معمر على أن مصطلح كفر النعمة أطلق شرعا على مرتكبي الكبائر من أهل التوحيد بأدلة من القرآن الكريم وأخرى من السنة النبوية وهي كما يلي: -الأدلة القرآنية: قول ا لله تعالى 25 :لل 4ه على لناس حرَ مج البت د همن استطاع إإنه سبيلا ومن 1اكفهسلوتي 7]79[آل. ,ن ا لله غبي عن العالمين تر فترة منانكر لنضيه ومن كَمرَ قد ري غبي كريمه (النحل.]4٥/‏ مَن لم حكم بمآأنزل ا للهه قاويك ه م الْكَافرو» [المائدة« 04]3/يمحق ويربي الصدقات ؤ وَا لله لا يحجب كر كفار اليمه [البقرة.]672/‏ ١للا -الأدلة من السنة النبوية: قول الرسول مما« :سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"‘& «ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة»“} «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه يما يقول فقد كفر بما أنزل على حمد قاث« 0ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. فيرى الشيخ أن هذه النصوص :الواردة بهذه المعاني إن أمكن تأويل مفهوم الكفر ي بعضها بالشرك أو الردة فإن الجزء الآخر منها لا يمكن تأويله إلا على معنى كفر النعمة الذي يعي العصيان والفسوق أو ما يطلق عليه أهل الحديث "كفر دون كفر"، وأن الرسول ثا عندما يصف مصدق الكاهن والعراف والمتهاون في أداء الفريضة والمسلمين المتقاتلين بالكفر فهو بالطبع لم يحكم عليهم -باقترافهم لإحدى ( - )1مسلم :كتاب الإيمان :رقم.46 : ( - )2مسلم :كتاب الإيمان رقم.431 : ( - )3أحمد :باقي مسند المكثرين :رقم.2529 : ( = )4أحمد :مسند البصريين :رقم.63991 : - 342 - هذه الأعمال بالشرك أو الردة أو الخروج عن الملة لكن حكم عليهم بكفر النعم الذي يعي العصيان والفسوق. كما أنه لو صح اعتبار هذا النو ع من الكفر شركا في هذه الآيات والأحاديث ثم حكمنا على كل من اقتزف مثل تلك الأعمال بالشرك؛ فإ نا ستخرج من دائرة الإسلام عددا هائلا ممن ينتسب إليه، ولما بقي فيها إلا النزر القليل منه". هذا كل ما وجدناه عند الشيخ من أدلة في هذا الموضوع وقد كان واضحا عدم تعرضه لتبيين وجه الدلالة في هذه الآيات الي أوردها، بخلاف استدلاله بالأحاديث حيث بين وجهة نظره إليهاں وإن كان استدلاله بها كذلك كان بصفة بجملة. وفي مقابل ذلك بحد أن ما أثاره هذا المصطلح من غموض وعدم تفهم لاستعماله من أصحاب المدارس الإسلامية الأخرى جعل علماء الإباضية السابقين يولون اهتماما خاصا بالموضوع ويتوسعون في الاستدلال بالقرآن وبالسنة على صحة ما ذهبوا إليه ويردون ما قالته الفرق الإسلامية عنهم في هذه النقطة؛ وهذا ما نجده مثلا عند الشيخ أبي يعقوب الوارجلاني“ والشيخ أبي عمار عبد الكاي(“ في القديم والشيخ نور الدين السالمي حديث “. ( - )1الإباضية بين الفرق :ص-. 501-701الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.09.19 ( - )2أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني :من أعلام الإباضية بوارحلان (ت075ه/ 4مم) درس بهاء ارتحل إلى الأندلس فأقام بها مدة من الزمن، كما قام برحلة إلى أدغال إفريقيا. له عدة مؤلفات أشهرها :العدل والإنصاف ف أصول الفقه، الدليل والبرهان في أصول الدين(. الدرجيين :الطبقات" ج. 2ص.)194 ( - )3أبو عمار عبد الكان :من علماء الإباضية بوارحلان(، ت قبل075 :ه4711 /م) ولد بقرية تنازت بوارحلان، ارتحل إلى تونس لطلب العلم" استقر بمد رحوعه ف وارجحلان متفرغا للتدريس والتأليف والفتوى، له مؤلفات عديدة أهمها :الموحز في علم الكلام(. الدرجيين: ص.)584ج.2 الطبقات ( - )4الوارحلاني :الدليل والبرهان، ج، 2ص -. 73-44أبو عمار عبد الكان :الموجز، ج٥2‏ ص-. 001-301السالي :اللشارق‘ ص:. 593-304 _ 442_ 3موقفه من كتاب المقالات ف مسألة كفر النعم: ومن خلال ما كتب الشيخ ييدو تأثره الكبير وألمه الأكبر مما أطلقه أصحاب المقالات منذ القديم على الإباضية من شنائع وتهم من جراء تمسك الإباضية بهذا المصطلح واستعمالهم لهء ككونهم يكفرون أهل التوحيد أو يحكمون على المخالفين لهم في المذهب بالكفر، وييدو أن هذا الكلام أرّقه أكثر عندما شاهد ذلك عند كبار العلماء المعاصرين الذين يعتبرون مرجعا للعلم والاقتداء في عصره\ أمثال الشيخ أي زهرة الذي قام بنقل نفس النصوص القديعة دون تمحيص لها أو شرحها والتعليق عليها أو محاولة فهم مدلول المصطلح لدى المدرسة 3فمثلا يقول ۔ أي أبو زهرة ۔ في هذا الشأن« :إن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين ويسمونهم كفارا، ويقولون عنهم أنهم كفار نعمة لا كفار في الاعتقاد وذلك لأنهم لم يكفروا با لله، ولكنهم قصروا في جنب الله»“. ويعلق الشيخ معمر على هذا الكلام قائلا« :لقد بقيت هذه العبارة بحروفها وبتصرف قليل تنتقل بين كتاب المقالات عن الإباضية عشرة قرون كاملة»©. ويلوم الشيخ معمر على الشيخ أبي زهرة عدم توقفه مع هذا النص وقفة تأمل وتمحيص وتحقيق، حتى يبين الحق فيه ويزيل اللبس والشك جولهؤ بشرحه لموقف الإباضية بوضوح اعتمادا على ما هو موجود في مصادرهم أو بالاتصال بعلمائهم القريبين منه. وخاصة أن أبا زهرة عاش بجوار الإباضية، بل عرف بعض علمائه, في مصر حيث يتساءل الشيخ :ما ذنب الإباضية إذا استعملوا هذه الكلمة في الفكر العربي،( - )1محمد أبو زهرة :تاريخ المذاهب الإسلامية ج ) ص.15دت ( - )2المصدر السابق :ص.15 ( - )3الاباضية بين الفرق :ص.301 ( - )4المصدر السابق :ص.401 ( - )5الإشارة إلى الشيخ أبي إسحاق إبراهيم اطفيش الذي كمان يشتغل في دار الكتب المصرية. - 542 - وصف العصاة الذين يرتكبون تلك الموبقات أو ما يشبهها؟ وهم على يقين أن الرسول فوه حين وصف المرتشي والمرابي ومن معهما و لم يحكم عليهم بالشرك أو الردة أو الخروج عن الملة} كما أن استعمال الإباضية لكلمة الكفر كان في المواضيع الن استعملها رسول الله ها ثم عمموا الحكم والاستعمال على ما يشابهها من الحالات، وهم لم ييتدعوا شيئا جديدا، و لم يريدوا بذلك الحكم بالشرك أو الردة أو الخروج عن الإسلام لأصحابه(". ويشير الشيخ بعد ذلك إلى نقطة هامة غفل عنها كتاب المقالات في تشنيعهم على الإباضية لاستعمالهم هذا المصطلح في تكفير غيرهم" وذلك أن الإباضية في إطلاقهم كلمة كفر النعمة على من يستحقها من مرتكي الكبائر لم يفرقوا ني ذلك بين من وافقهم أو خالفهم في المذهبڵ فالمصطلح يحمل حقيقة شرعية محددة تصدق على كل من اتصف بها، ولا دخل ولا مجال للاعتبارات المذهبية في هذا& بل إن إطلاق هذا المصطلح على الفرد الإباضي المقتزف لما يوجب ذلك كان قبل غيره باعتباره عضوا منهم يلزمهم تنفيذ الأحكام فيه، وهذا ما لم تشر إليه كتب المقالات وأغفلت الحديث عنه. حيث يرى الشيخ أن كتاباتهم كانت للتشنيع على الإباضية ووصفهم بما يُنقر عنهم إخوانهم المسلمين من المذاهب الإسلامية الأخرى، ويحدث الخلاف والشقاق والنزاع بينهم وليس الغرض هو عرض آرائهم ومقالاتهم كما هي عندهم} ويرى أن عملهم لو كان فعلا بحثا عن الحق وعرضا للآراء الصحيحة لحاولوا الرجوع إلى كتب المذهب ومصادره المعتمدة} ثم لتناولوا أدلتهم وما استندوا عليه بالمناقشة والتحليل والنقد. يبدو واضحا من كلام الشيخ هذا تأثره ورد فعله في أسلوبه العنيف وفي نكران ما قدمه هؤلاء الكتاب -رغم ما وقعوا فيه من أخطاء وافتزاعات كبيرة من مادة ( - )1الإباضية بين الفرق :ص.601 ( - )2المصدر السابق :صر.501 علمية حول الفرق الإسلامية في تلك الفترات من التاريخ الإسلامي. لكن عندما نعرف حقا ما عاناه أتباع المذهب الإباضي في بعض المناطق من جراء هذه الكتابات وهذا الفهم الخاطع لآرائهم وهذه التهم الملصقة بهم -الي وصلت إلى إراقة الدماء أحيانا -نلتمس العذر للشيخ -إلى حد ما طبعا -فيما قاله عنهم ونتفهم موقفه وهو يتصفح ويتبع هذه الكنب الواحد تلو الآخر ليتعرف على ما قيل عن الإباضية فيجد ذلك البون الواسع والشاسع بين ما كتب وقيل عنهم وبين واقعهم وما هو موجود في مصادرهم المعتمدة لديهم. وهنا يحسن بنا أن نورد قوله مخاطبا هؤلاء الكتاب« :ولو رجع هؤلاء إلى كتاب ا لله وإلى سنة رسول الله مه... ثم اطلعوا على كتب المذهب وناقشوها من أدلتها ومستنداتها وعرضوها على الميزان الذي وضعه محمد قا وفهموا المعنى الذي يقصده الإباضية من كلمة الكفر حين تطلق على الموحدين؛ إنهم لو فعلوا ذلك لوفروا على أنفسهم وصمة الجهل، وعلموا أن هؤلاء الناس يحاسبون أنفسهم على كل دقيق وجليل قبل أن يحاسبهم الناس، وأنهم لا يقدمون على قول أو عمل إلا إذا انبنى على آية محكمة أو سنة متبعة»"". كما يرى أن الرؤية الخاطئة لكتاب المقالات ف تفسير موقف الإباضية فى هذه المسألة -أي الحكم بكفر النعمة على مرتكب الكبيرة -قد جنت على الإباضية عبر التاريخ بحصرهم في زمرة الخوارج بحجة أنهم يشتركون معهم في تكفير الموحدين أو المخالفين معهم في المذهب©، ثم بعد ذلك ينسبون لهم كل تلك الأعمال اليي قام بها الخوارج أو يشركونهم فيها كما يعتبرونهم بقايا لهؤلاء الصنف من الناس. والإباضية لم يقولوا يوما بذلك، و لم يخرجوا أهل التوحيد من الملة بعصيانهم كما فعل الخوارج بل خالفوهم في ذلك؛ كما يظهر جليا من التحليل السابق لمصطلح كفر النعمة. ( - )1الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.09 - 742 - ومن خلال ما مر من عرض نظرة كتاب المقالات لرأي الإباضية في هذه المسالة الذي اتضح فيها خطؤهم وقصورهم في فهمها تظهر أهمية معرفة الأسماء وتحديد المصطلحات الشرعية ومدلولاتها اللغوية بكل دقة حتى لا تقع المدارس الإسلامية قي وصف واتهام بعضها البعض بأحكام وأوصاف هي براء منها، بل ربما هي أبعد الناس عنها. وفي نهاية هذا للبحث نرى كيف بين الشيخ رأي مذهبه وراح يدافع عنه حتى أجهد نفسه‘ كما رأينا انفعاله أحيانا قي ذلك الأسلوب العنيف والشديد اللهجة الذي رد به على كتاب المقالات ورأينا كيف ناقش العالم الكبير الإمام أبا زهرة ولامه على موقفه الغامض من القضية. ونلحظ على الشيخ إجهاد نفسه في بيان موقف الإباضية الجلي يي المسألة ورد كل التهم الملصقة بهم من جراء تصورهم هذاك حيث تطرق للحديث عن المسألة في العديد من كتبه الي تناولت مواضيع العقائد وخصص فها في أحدها فصلا ليوضح رأيهم ويرفع عنه كل لثاء.مستقل ا به:بعل معرفتنا لمعاني الكفر نأتي لنتعرف على الأحكام المتزتبة على من اتصف +رابعا :الأحكام المترتبة على الأسماء بعد أن بينا مفهوم الشيخ علي معمر للإيمان وللكفر بنوعيه؛ كفر الشرك وكفر النعمة نأتي لمعرفة ما يتزتب من أحكام شرعية على من اتصف بأحد هذه الأسماء. ( - )1في كتابه :الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1خصص فصلا سماه :كفر النعمة، تناول المسألة بالتحليل وعرض الأدلة ورد التهم؛ ص.98.29 ( - )2يقرر الشيخ في نهاية مناقشته للمسألة أن الخلاف بين المدارس الإسلامية في الموضوع هو خلاف لفظي ويرجع كل النقاش إلى نقاش لغوي حول استعمال المصطلحات؛ لأن المعنى الذي يقصده الإباضية من كفر النعمة هو نفسه المعنى الذي يقصده غيرهم من كلمة الفسوق أو النفاق أر العصيان(. الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.)29.39 - 842 - وقد اعتنى الإباضية بتقسيم المسلمين إلى منازل بحسب موقفهم من الدين وبحسب نظرة الشرع إليهم؛ فنجد الشيخ أبا عمار عبد الكاني يقول في هذا الشأن: «فهذه أحكام ثلانة لأسماء ثلاثة، قال ا لله تعالى :لإنا عرضنا ‏ ١لأمانة عَلَى السماوات والارض والجبال قَأبين أن يُخملنهَا وشقق منها وَحَمَلَهَا الانسَاث إنه عمان لوما جَهُولاً لعب اللة الافقي وَالمافقات والمشركين والمُثنركات ويتوب اللة على المُومنين والْمُومات وكان اللة غفورا رَحِيمًا» [الأحزاب، ]27-37/فجعلهم ثلاث منازل معروفة غير بجهولة في كتاب الله تعالى»{"". وبذلك فإن الناس بالنظر إلى الشرع على ثلاث منازل: 1منزلة المؤمنين -2منزلة المنافقين 3منزلة المشركين وكذا يقول صاحب عقيدة التوحيد أبو حفص فيي تقسيمه للناس« :فرز الدين ثلاثة :المسلم الموفي بما أقر به، المنافق المقر الخائن بما أقر به، المشرك الجاحد»“. ونجد عند الشيخ اطفيش ,تقسيما آخر للناس؛ تحسب موقفهم من الدعوة وهو كما يلي : 1أمة الأتباع :وهم من آمن وعمل واتقى بالعمل والتركيوفأمة الإجابة :وهم من آمن و-2 الملشركين واليهود والنصارى -3أمة الدعوة :وهم من بلغه خبر اللعوة من وكفر و لم يستجب(“. نحاول الآن أن نقف على أحكام هذه المنازل الثلاثة ولنبدأ بمنزلة الإيمان: ( - )1أبو عمار عبد الكان :الموجز ج، 1ص..711-811 ( = )2عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد وشروحها، صر.66 ( - )3وينتن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.372-472 - 942 - - 1حكا م منزرلة الإما ن: من يتصف بالإيمان هم المؤمنون، وينزلون في المنزلة الأولى وهي منزلة الإيمان، وهي تعد أشرف المنازل حيث يتصف المسلم فيها بأخلاقه السامية ويانه الصحيح القوي الذي يترك الأثر الحميد في سلوكه اليومي مع غيره ويكون الفرد الصالح الذي به يبنى النموذج الصحيح والسليم للمجتمع المسلم. رأينا يي تعريفنا للإمان في الاصطلاح الشرعي أنه يفيد نفس معنى الإسلام والدين لهذا فإن أحكام المؤمن هي نفسها أحكام المسلم ونفس أحكام المتدين ونحن نعي به -كما مر الموفي بدينه اعتقادا وقولا وعملا. ولعل أول ما ينزتب على هذا الشخص هو امتثال أوامر ا لله تعالى والكف عن مناهيه بالإتيان بكل الواجبات من العبادات والمعاملات والتزام حدود ا لله تعالى وبذلك يصبح فردا ضمن اجتمع الإسلامي؛ هذا ما يجعله يربط علاقات جديدة تتمثل فى جملة حقوق وجملة واجبات تجاه إخوانه المسلمين('& وهو ما سيوضحه لنا الشيخ علي معمر: فهو يرى أن المرء بمجرد أن ينطق بالشهادة يعطى له الحكم الأول وهو أول حقوقه} فينضم إلى المخطط الحغراني للمسلمين ويصبح عضوا منهم ثم يكتسب الحق الثاني فيطلق عليه تسمية مسلمط} ثم بالتع سيكتسب الحقوق الأخرى اليي نص عليها الرسول ة قي حديثه«:أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا ا لله وأن محمدا رسول ا لله ويقوموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا ( - )1تنظر معالحة هذا الموضوع في أطروحة المستشرق.: عآ !:2! ل '1ل ع,م! 05 - 06. ( - )2الإباضية ني موكب التاريخ :حلا صر.77 - 052 - من دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام»ه 8ويستعمل الشيخ لفظ الحصانة للدلالة على هذه الحقوق المكتسبة والمحفوظة للمسلم بنطق الشهادة ويقول في هذا كذلك« :إن الإنسان إذا أقر بكلمة التوحيد حرم سفك دمه وأخذ ماله وسبي نسائه وأطفاله بما معه من التوحيد»(“. ييدو في كلام الشيخ هذا نوع من التناقض مع ما رأيناه سابقا من تعريفه للإبمان والإسلام والدين؛ باعتبارها معان تنطبق على ما صدق واحد؛ وهو الإنسان الموثي بالتصديق والقول والعمل، وهو قول الجمهور عند الإباضية. حيث رأيناه الآن يتراجع عن ذلك فيعتبر المسلم هو من أقر بالشهادة ولو لم يأت بالعمل ويحظى بالدخول في دائرة المسلمين ويطلق عليه تسمية المسلم ثم تحفظ له كل الحقوق من عصمة الدم والمال وحرمة السبي، وبصفة بحملة -بتعبير الشيخ معم,۔ يتحصل على الحصانة الإسلامية الكاملة. فيفهم من كلامه هذا تمييزه بين مصلحي المؤمن والمسلم -على عكس ما مر بنا سابقا -فهنا استعمل لفظ المسلم المعتقد المقر بدون اشتراط العمل، وفيما مضى رأينا رأيه الذي يعتقد فيه أن المؤمن والمسلم هو الموفي بالأركان الثلاثة. تعتبر هذه المسألة بالذات في الفكر العقدي عند الإباضية مما يتعامل فيها. بوجهين أو موقفين أو بنظرتين؛ فعندما يكون الحديث فيها حول التأصيل بالنظر إلى ما تمليه الأدلة وتحدده الأسماء بعيدا عن الواقع الذي عليه المسلمون وبدون مراعاة أحوالهم؛ فإن تعريف المسلم والمؤمن ينطبقان ويعنيان الموفي بدين ا لله تعالى اعتقادا وقولا وعملا. وعندما ينظر إليها باعتبار ما يتزتب من أحكام شرعية عليها تتغير النظرة فيحمل المسلم معنى أوسع من المؤمن» فيدل الأول على كل من نطق ( - )1البخاري :كتاب الإيمان :رقم.52 : ص.57۔ سمر أسرة: )2 ( - )3المصدر السابق :ص.64 -1 7 بالشهادة ويع الثاني الموني بالأعمال، لذا رأينا أن المسلم هنا تعطى له هذه الحقوق ويشترك فيها الموني وغير الموتي. وحسب راينا فإن هذا في حقيقته تناقض مع ما ذهب إليه أسلاف الإباضية في اعتبارهم أن الإسلام والإيمان مصطلحان لهما نفس المعنى. ونشير أن الشيخ اطفيش قد تنبه لذلك فاتخذ لنفسه رأيا مخالفا لجمهور مذهبه في تعريفهم للإبمان، وبالتع فقد خالفهم في شرط تسمية صاحب هذه المنزلةء حيث يقول إن الشروط الي وضعها الإباضية لتسمية صاحب منزلة الإيمان إنما تصلح شروطا للحكم على صاحبها بدخوله . الحنة. واستدل على مذهبه بجملة أدلة. وهو يرى كذلك أن الإيمان يقابل الكفر والشرك؛ فكل من ليس مشركا ولا كافرا جاز ني حقه أن يسمى مؤمنا ويكون من أصحاب هذه المنزلة. وأن أقل ما يطلب منه الإقرار بالشهادة". ونستطيع أن نقول إن موقف الشيخ معمر يوافق موقف الشيخ اطفيش موافقة شبه تامة، لهذا ترتب عنه ما أعطاه للمسلم من الحقوق والتسميات بمجرد إقراره بالشهادة. وحسب راينا فإن الشيخ معمر عبر عن هذه المسنألة برأيين؛ رأي وضح فيه موقف مذهبه الداعي إلى اشتراط العمل لصاحب منزلة الإيمان ورأيه الخاص الداعي إل التوسيع من رقعة المسلمين وتخفيف شروط الالتحاق بها فاشترط الإقرار بالشهادة فقط. هذا ما جعله يقع في نوع من التناقض مع ما ذهب إليه ونص عليه أثناء تحديده لمعنى الإيمان والإسلام في الاصطلاح الشرعي. . للى جانب هذا فقد أولى الشيخ معمر اهتماما كبيرا بما ألصقه كتاب المقالات بالمذهب الإباضي من تهم في هذه المسألة بصفة تناقلية أخذت طابع ( = )1وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.903-013 ( - )2كتاب المقالات الذين نعنيهم هم الذين تناولحمم الشيخ معمر بالدراسة والنقد لآرائهم ومقالاتهم حول المذهب الاباضي، وذلك في كتابه :الإباضية بين الفرق الإسلامية -عند كتاب المقالات في مقالاتكتابه: قأبو الحسن الأشعريهم:وهؤلاء.57- 1ص5القديم والحديث۔ الإسلامبين، عبد القاهر البغدادي في كتابه :الفرق بين الفرق، أبو حمد علي بن حزم في كتابه: - 252 - التوارث الفكري بينهم. ثم اتبعهم في ذلك بعض الكتاب والمفكرين المعاصرينل'© فقاموا بدورهم بنقل تلك المقالات والنصوص دون الاطلاع على ما لدى علماء الإباضية ودون الرجوع إلى كتبهم رغم إتاحة الفرص لذلك وتوفر وسائل الاتصال بينهم وسهولتها. ككونهم يطلقون تسمية الكفر على الموحدين، وتسمية المسلم على أصحابهم من أهل المذهب فقط. يوضح القضية ويقول« :إن الإباضية يرون أن جميع من نطق بكلمة التوحيد هو مسلم سواء وافقهم أو خالفهم وأنه بنطقه هذا يكتسب جميع الحقوق الي عند غيره من المسلمين»“. ومما يبدو أن الشيخ كان متأثرا جدا بما يصدر من أحكام عن مذهبه في ما يتعلق بهذه المسألة وبغيرها، ككونهم يستحلون دماء المسلمين وأموالهم سرا ويحرمونها علنا -كما قال بذلك كتاب المقالات قديما ونقله عنهم بعض العلماء المعاصرين -حيث يوضح المسألة قائلا« :إن الإباضية عملا بتشريع ا لله الذي بلغه الرسول قه يعلنون ولا يسرون في كتبهم ودروسهم وبحالسهم أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام بكلمة التوحيد، وأن أصداء خطبة البي قا في حجة الوداع لا تزال ترن قى جنبات صدر كل مسلم «ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم خرام« لقد أعلن البي قا هذا الحكم يوم الحج الأكبر لماذا الفصل في الملل والنحل أبو المظفر الاسفرايييي في كتابه :التبصير في الدين أبو الفقح محمد الشهرستاني في كتابه :الملل والنحل. ( - )1الكتاب المعاصرون الذين تناول الشيخ معمر دراستهم ونَقّد آراتهم حول الإباضية هم :علي مصطفى الغوابي في كتابه :تاريخ الفرق الإسلامية محمد أبو زهرة في كتابه :المذاهب الإسلامية. عبد القادر شيبة الحمد في كتابه :الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة يحيى هويدي في كتابه: فلسفة الإسلام في القارة الإفريقية(. الإباضية بين الفرقفث ص.)57-091 ( - )2الاباضية بين الفرق :ص.98 ( - )3أحمد :مسند الكوفيين :رقم.78481 : - 352 - سيه الإباضية في أنفسهم والإباضية في تاريخهم الطويل لم يخالفوه، وليس إسراره من مصلحتهم ولا من مصلحة أحد من الملسلمين»(. وليبين الشيخ مدى أهمية هنه المسألة حعل معرفة أحكام المؤمن داخلة في معرفة التوحيد ذاته، ويعلل ذلك بأن الإنسان عليه أن يعرف أن ا لله تعالى رفع من شأن المؤمن وأن كرامته وعزته كبيرة عند ربه، وبالمقابل فإن المشرك مذلول ومهان عند ا لله تعالى وبمعرفة هذا تتوثق الصلة أكثر بين المؤمن وخالقه(“. لل جانب هذه الأحكام في حق الإنسان المسلم فإن هنالك أحكاما أخرى المسلم ومحبتهمتعلقة بحكم الولاية والبراءة العامة والشخصية ئ وملخصها هي ولاية والاستغفار له ونصحه والدعاء بالخير له وقبول عدالته وشهادته. من الواضح أن كل ما مر من بيان أحكام المؤمن هي متعلقة بالحياة الدنيا، أما في الحياة الآخرة فإن الحكم على المؤمن هو الخلود الأبدي في الجنة والارتقاء في درجاتها إلى الفردوس الأعلى والنعيم في جناتها. كما نجد الشيخ معمر يهتم بالأحكام المزتبة على المسلم الذي ضيع العمل أو اعتدى على حرمات الله واقترف الكبائر وهذه الأحكام يمكن إدراجها في السياسة الشرعية الي تتولى الدولة تنفيذها، لكن مع ذلك فلها علاقة وطيدة بالموضوع يرى أن المسلم مهما قام بأعمال مخالفة للشرع دون الشركك فإن ماله وأبناءه لا يستحلان بعد الشهادة أبدا، أما المال فإنه لا يجوز أخذ شيء منه أبدا} إلا في حالة ما إذا كان سلاحا يخشى أن يتعدى به على المسلمين أو يقطع به طريقهم فإنه حينثذ يجوز أخذه وإتلامه لإيقاف البغي وقطع الضرة والعدوان على الناس. ( - )1الإباضية بين الفرق :ص.801 ص.67۔ سمر أسرة: )(2 وأما سفك الدم فقد يحل للأسباب الن حددها الشرع في حديث رسول الله « :أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا ا لله فإذا قالوها فقد حقنوا مي دماءهم وأموالهم إلا بحقها، قيل :ما حقها يا رسول ا لله ة&ه؟ قال :كفر بعد يمان وزنى بعد إحصان وقتل النفس ال حرم ا لله»"×. لاشك أن سفك الدماء بأحد هذه الأسباب هو عمل الدولة والسلطة الإسلامية عندما تكون قائمة. وليس من اختصاص الأفراد أو من تنفيذهم} ولو عاينوا وقو ع إحدى هذه الكبائر وإلا فسيكون ذلك فتنة وفسادا كبيرا على المجتمع والأفراد على حد سواء. كما أن تنفيذها في حال قيام الدولة المسلمة يراعى فيها أحوال المجتمع والأفراد وتدرس كل حادثة على حدة، وهذا كله من السياسة الشرعية ذات العلاقة المباشرة ممسائل العقيدة. هذه هي أحكام منزلة الإيمان فماذا عن أحكام منزلة الكفر؟ 2حكام منزرلة الكفر: تبعا لتعدد استعمال مصطلح الكفر لدى الإباضية وتقسيمه إلى قسمين رئيسبين تتعدد الأحكام المتزتبة عليه بحسب تلك الأقسام} وهي كما يلي: أ -أحكام منزلة كفر النعمة: مر في تحديد معنى مصطلح كفر النعمة أن الإباضية يطلقونه على المسلم الذي أتى بالاعتقاد و لم يوف بالعمل وهو ما يتعارف عليه باسم مرتكب الكبيرة، وهو نفسه معنى مصطلح منافق أو فاسق أو عاص لدى المدارس الإسلامية الأخرى. ( - ) 1النسائي :كتاب تحريم الدم :رقم. 9104 :بلفظ« :لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث رحل كفر بعد إسلامه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغير نفس». ( - )2سمر أسرة :ص.64 _ - 552 أما الأحكام المترتبة عليه فهي في جملتها نفس أحكام المسلم الموفي بالعمل في الحياة الدنياء من حصانة الدم والمال والعرض. أما التسمية الي تطلق عليه فيرى الشيخ أن مرتكب الكبيرة هو مسلم لما لديه من التوحيد، وأنه لا يخرج من الملة ولا يحكم عليه بالشركه" & لكن مع ذلك تطلق عليه تسميات أخرى؛ فهو مسلم منافق. أو مسلم كافر كفر نعمة أو مسلم عاص أو مسلم فاسق، وكل هذه الأسماء تصدق على مسمى واحد. وهذا ما نجده عند ممن سبقه من علماء الإباضية(. يرى الشيخ أن المدارس الكلامية متفقة على أن مرتكب الكبيرة الذي تطلق عليه كل مدرسة إحدى تلك التسميات الماضية إذا لم يتب يدخل النار» وأن معاملته في الدنيا لا تختلف عن غيره من المسلمين© وهي نقطة لقاء بينهم جميع. وفيما يخص معاملة المسلمين له يرى الشيخ أنه ينبغي أن تكون معاملة «العاصي المنتهمك الذي تحب محاولة إرشاده إلى وجوب الاستمساك بدين ا لله تعالى ورجوعه إلى أوامر ربه، وإقلاعه عن محاداة ا لله ورسوله حيث يتضح من كلامه هذا نظرة الإشفاق على العاصي في حكمه عليه؛ ففضل أن يجعل من التقرب إليه والأخذ بيده الطريق الأصوب والأصلح في معاملته وليس طريق التنفير منه وبحافاتهء وهي الخطوة الأولى في معاملة العاصي. ( - )1الاباضية في موكب التاريخ :حل، {1ص. \78 تعتبر هذه المسألة من الفروق الجوهرية اليي تميز الإباضية عن الخوارج حيث عرف ف التاريخ أن الخوارج استحلوا دماء المسلمين لكونهم حكموا على مرتكبي الكبائر بالشرك وبالخرو ج عن الملة. وهذا ما لم يفعله و لم يذهب إليه الإباضية، بل أصولهم منذ النشأة تخالف ذلك مخالفة شديدة. ( - )2الإباضية بين الفرق :ص.682 ( - )3وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.33 613-1 ( - )4يخرج من هذا الاتفاق المرجئة الي ينسب إليها القول بأن صاحب الكبيرة مؤمن وأنه يدخل ابنة بما لديه من الإيمان، كما يقولون :لا تضر مع الإيمان معصية(. الإباضية بين الفرق :ص.)214 ( - )5الإباضية بين الفرق :ص.682 ( - )6الإباضية في موكب التاريخ :حل9، 1ص.3 - 652 - ولعل هذا النهج في التعامل مع العاصي مما تميز به بعض العلماء المعاصرين كنلك؛ حيث رأيناهم يعرضون أصول الشريعة ومقوماتها على الناس ويدعونهم إلى جادة الطريق ويحاولون أن ينقدوا الضالين والمسرفين على أنفسهم بنظرة الإشفاق عليهم وبدعوتهم بالي هي أحسن وبترغيب قلوبهم لأعمال الخيرى بدل استصدار الأحكام القاسية عليهم من أول وهلة مما يجعلهم يزدادون بعدا ونفورا من الدين وتعاليمه الداعية للى التسامح والتوبة والإنابة وعدم القنوط من رحمة ا لله تعالى(. يستمر الشيخ في كلامه لينقلنا إلى الخطوة الثانية في التعامل مع العاصي وذلك حين يستنكف عن التوبة ويصر على ما هو عليه ويستكبر فيرى أن الذي أصر على المعصية واستكبر و لم ينته عن فعلته وكبيرته بعد النصح له‘ فإنه يجب أن يبرأ منه ومن عمله وأن يعامل بالحافاة من جميع المسلمين. ويعلل الشيخ سبب الحكم على مرتكب الكبيرة بالبراءة منه لكونه بجاهرا لله تعالى بممعصيته، وبذلك يكون قد عاداهء وما كان لمؤمن أن يتخذ من أعداء ا لله وليا» وكل مرتكب للكبيرة فهو في غضب الله إلى أن يتوب. كما يرى الشيخ معمر أن دم المسلم المرتكب للكبيرة قد يحل لتنفيذ حكم ا لله تعالى في العقوبات على بعض الخرائم الاجتماعية الي ورد النص الشرعي فيها، مثل جريمة القتل والزنا والردة كما أتى فى حديث رسول الله قه المذكور آنفا وهذا طبعا باشتراط شروطه من قيام دولة الإسلام وتوفر الظروف الموجبة أو المناسبة لتنفيذ مثل هذه الأحكاه“. يرى كذلك أن الحكم عليه يتفاوت بتفاوت فضاعة الكبيرة المرتكبة، لذا أنت عقوبة الكبائر متفاوتة حسب ما تلحقه من ضرر على الفرد أو المجتمع أو الدولة، شم ( - )1من هؤلاء مثلا :الإمام محمد الغزالي في كتابه :عقيدة الملسلم؛ ص.741-271 .ص621( )2۔ سمر أسرة: ( - )3الاباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.07 - 752 -91 يذهب الشيخ في استعراض حملة من عقوبات الكبائر وبيان أخطارها المحدقة بالجتمع مثل عقوبة القاتل والزاني والقاطع الطريق والمرايي وشارب الخمر(. ويين الشيخ المقصد من شرع هذه العقوبات وتنفينها بأنها أولا عقوبة للمجرم على ارتكاب الكبائر، وثانيا زجر للناس من بعده لتجنب ارتكاب مثل هذه الآثام! كما يرى أن العقوبة مقدرة بالضرورة ومبنية على الأسباب الداعية إليها وكما أن طريقة تنفيذها قد حددت دون إسراف أو مبالغة. وكما هو واضح فإن هذه الأحكام هي أقرب إلى الفقه وإلى السياسة الشرعية منها إلى العقيدة. هذا عن أحكام الدنيا أما ي الآخرة فإن حكم مرتكب الكبيرة عند الإباضية إن لم يتب ومات على كبيرته كان مصيره النار مع المشركين خالدا فيها أبدا. كما نشير هنا أن هذه المسألة كذلك قد أرّقت الشيخ كثيرا وقضت مضجعه حيث تعتبر من نقاط الاتهام في الرؤية إلى المدرسة الإباضية والتشنيع على أتباعها وذلك بقذفهم بتهمة تكفير مرتكب الكبيرة، وبالحكم على كل من خالفهم في المذهب بالكفر، كما فعل الخوارج، وهو ما توقفنا على بيانه فيما مضى. حيث بحد الشيخ لرده على هذا الاتهام الخطير يعود بالحديث إلى الجذور التاريخية للمسألة فييين أولا أن موقف الإباضية هو موقف الإمام الحسن البصري}ثء الذي حكم بالنفاق على مرتكب الكبيرة وليس بالشرك كما فعلت الخوارجث 3ويين ثانيا مواقف الأية الأولين للمنهب© مشل ما فعل الإمام عبدا لله بن إباض مع نافع بن الأزرق في الاجتماع الذي جمعه في أحد مساجد ( - )1سمر أسرة :ص.221-621 ( - )2الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.07 ( - )3الحسن البصري12-011( :ه246-827 /م)، فقيه تابعي عاش في البصرة وتفرغ لحلقات التعليم فيها (الزركلي :الأعلام؛ ج، 2ص.)242 ( - )4الإباضية بين الفرق :ص.904 _ 52 8- البصرة لصياغة موقف مشترك في الحكم والخروج على السلطة الحاكمة ومن سكت عنها، حيث رفض الامام ابن إباض ذلك وعارض ابن الأزرق وأتباعه فيما ذهبوا إليه، بل ذهب أكثر من ذلك حيث أعلن تكفيره لهم صراحة وخروجهم عن الإسلام بسبب الحكم بالشرك على مرتكب الكبائر". يقر الشيخ أن الإباضية مخالفين تماما للخوارج في نظرتهم وحكمهم على مرتكب الكبيرة فإذا كانوا يحكمون عليه بالشرك فالإباضية يرونه مسلما أخل بالعمل وهو بذلك لا يخرج عن الملة لكن يبرأ منه حتى يتوب(“، في هذا يحسن بنا أن ننقل كلامه الواضح والصريح ي المسألة حيث يقول« :فبينما يحكم الخوارج على مرتكب الكبيرة بأنه مشرك تنطبق عليه أحكام المشركين -وينفذون تلك الأحكام عليه -لا يرى الإباضية في مرتكب الكبيرة إلا أنه أخ لهم في الإسلام له جميع حقوق المسلمين وتنطبق عليه جميع أحكام المسلمين إلا أنه بارتكابه للمعصية يستحق منهم الخفاء والمخاشنة في المعاملة ولا يستحق منهم الاستغفار -وما إلى ذلك مما لا يكون أهلا له إلا الموني بدينه الحريص على إسلامه حتى يتوب»(“. ويخلص الشيخ أن موقف الإباضية من مرتكب الكبيرة كان وسطا بين آراء الفرق الإسلامية، فهو لم يتطرف فيذهب مذهب الخوارج في تكفيرهم، و لم ينهب مذهب المرجئة} الذين يرون أنه لا تضر مع الإيمان معصية} وهم بذلك فتحوا أمامه أبواب الحنة على مصراعيها كأنها فنادق يملكون هم مفاتيحها“. ( - )1يحسن بنا أن ننقل فقرة من رسالة ابن إباض إلى عبد الملك بن مروان يبين فيها موقفه من أعمال الخوارج؛ حيث يقول« :أنا براء إلى ا لله من ابن الأزرق وصنيعه وأتباعه لقد كان حين خرج على الإسلام فيما ظهر لنا ولكن أحدث وارتد وكفر بعد إسلامه فنبرأ إلى ا لله منه» (البرادي: الجواهر المنتقاة. ص.)561 ( - )2الإباضية بين الفرق :ص.272 ( = )3الإباضية لي موكب التاريخ :حل، 1ص.78 ( - )4الإباضية بين الفرق :ص.172.272 ( - )5المصدر السابق :ص.214 - 952 - هذا عن أحكام النوع الأول من الكفر فماذا عن النوع الثاني المتمثل في كفر ‏١الشرك؟ ب -أحكام منزلة كفر الشرك: لم يختلف المسلمون كثيرا في الأحكام المتزتبة على منزلة كفر الشرك، فهمي أدلتها والأعمال المؤدية إليها. واضحة بوضوح أما ي الدنيا فيطلق على صاحبها تسمية المشرك وإن حكم المشرك كما يقول الشيخ معمر« :حل قتاله وغنيمة أمواله وسبي نساثه وأطفاله»'‘& كما ينبغي للمسلم أن يعرف أن دماء المشركين حلال بكفرهم با لله وبصدهم عن سييله، ويعرج الشيخ على كلامه فيبين أن استحلال دم المشرك لا يعي قيام أي فرد بقتل المشركين أو نهب أموالهم فتحدث الفوضى وينعدم الأمن في المجتمع وإنما ذلك من الأحكام العامة الي يتولى تطبيقها أو إصدار الأحكام فيها إمام الدول“، وهذا ما يدخل في السياسة الشرعية. موارنته ومناكحتهكما يحكم عليه بالبراءة وما يترتب عليها من أحكام كعدم وقبول شهادته وجرح عدالته وببغضه وبعدم الاستغفار له والتزحم عليه. هذا عن أحكام الدنيا أما في الآخرة فإن مصيره النار خالدا فيها أبدا. ومما يتعلق بأحكام منزلة كفر الشرك أحكام ملل الكفر الي تنضوي كلها تحت هذه المنزلة، وقد ارتأينا إفرادها بنقطة مستقلة لبيان رؤية الشيخ معمر لما: ج -ملل الكفر وأحكامها : على الديانات والمللكثيرة تتحدثالكريم على آياتالقرآن 1احتوى الأخرى الي سبقت الإسلام، ولكون اجتمع الإسلامي يعيش بجوار هنه الملل. ص.64۔ سمر أسرة: ((1 ( - )2المصدر السلبق :ص.64-74 مختلفويعيش بعض أفراده ق وسطها ومحكم الكثير من المعاملات والتبادلات ق ميادين الحياة معهاك أصبح من الواجب على المسلمين تحديد العلاقة العقدية بينهم ويين غيرهم من أصحاب هذه الملل، ومعرفة الأحكام الشرعية الواجب اتباعها في التعامل معهم حتى يكون ذلك على بصيرة وهدى من شر ع ا لله تعالى. ولعل الآية الكريمة الي أنت جامعة هذه لل مع ملة الإسلام هي قول ا ل تعالى : « الذين عَامُوأ والزين هاوأ والصبي وَالْصَارى' والْمَجُوس والزين أشركُوا إ الل تفصيل نهم يم القيامة إن اللة على كل شيء شهيده [الحج. ]71/حيث الصابئون. الجوسالمسلمون. اليهود 1النصارىالملل ست:أصحابيتصح أن المشركون وبنزعنا لملة الإسلام تبقى ملل الكفر خمسة تعريفها كما يلي: اليهود :هم أهل التوراة ورسولهم موسى عليه السلام النصارى :هم أهل الإنجيل ورسولهم عيسى عليه السلام وهؤلاء هم المعبر عنهم بأهل الكتاب. انجوس :هم العابدون لأجرام سماوية مثل الشمس والقمر ومعروفون بتجويزهم نكاح ذوات المحارم 3ويزعمون أنهم على شريعة بسيدنا آدم عليه السلام. الصابئتون :اسمهم مشتق من فعل صبا يصبا بمعنى خرج، وهم الذين يميلون من دين إلى دين آخر وهم الذين اتخذوا دينا بين الأديان السماوية. الذين أشركوا :يدخل تحت اسمهم كل من اتخذ لله شريكا والوثنيون والملحدون. يمدنا بتعريفات لهذه الملل لكن يرى أن جيء الإسلام مبطظللوالشيخ معمر يصبح حا حتى اسم "ديانة" لما شهدته منحميع الديانات الي سبقته بل تحريف( «. لذا أصبح من الواجب على ‏ ١لأمة المسلمة أن تسعى لتبليغ دعوة ‏ ١لإسلام ( - )1المصدر السابق :ص.97 لغيرها من الأمم مهما كانت ملتهه". وعن موقف الإسلام منها يرى الشيخ أنهم ينقسمون ثلاثة أقسام كما يلي: -1إما أن يكونوا أصحاب كتاب. -2إما أن يكونوا مشركين. 3إما أن يكونوا مذبذبين بين أهل الكتاب والمشركين. أما أهل الكتاب فهم اليهود والنصارى والصابئون، وأما المذبذبون فهم ابجوس، وأما المشركون فهم الوثنيون والطبيعيون وكل من يكفر با لله أو يتخذ له شريك. ومن خلال ما مر معنا من تعريفات لمصطلح كفر الشرك يتضح أن الشيخ يقصد هنا بالشرك شرك الححود؛ الذي يعي إنكار ا لله تعالى، لكون أهل الكتاب مشركين كذلك لكن شركهم شرك مساواة. أما عن أحكامها فقد سبق في تحذيد أحكام الكفر بنوعيه ذكر جانب هام منها، وهذا جانب آخر خاص بأهل الكتاب، ولعل تعلقها بالسياسة الشرعية أكثر منها بالآراء العقدية} لكن هي ما ينبغي على المسلم معرفتها حتى يكون تعامله على بصيرة وعلم خاصة ونحن في زمان وفي عالم كثرت فيه الأسفار والتنقلات إلى دول أهل هذه الملل والعيش فيها والاختلاط بهم في شتى بحالات الحياة. وهذه بعض أحكامهم كما يحددها الشيخ معمر: -أحكام أهل الكتاب: يرى الشيخ معمر أن أهل الكتاب في حالة عيشهم في بلاد الإسلام ورضاهم بحكمه وخضوعهم لقوانينه وتشريعاته وإعطائهم الجزية للدولة المسلمة؛ فإن من ( - )1المصدر السابق :ص.491 ( - )2المصدر السابق :ص.491-591 - 262 - حقهم على المسلمين: -1أن لا يؤذوهم -2أن يسمحوا لهم بالقيام بطقوسهم الدينية، 3أن يعطوهم الحرية الكاملة في العمل من أجل الحياة نسائهمالتزو ج منبحل للمسلمينأن-4 5أن يحل الأكل من ذبائحهم شريطة أن تكون تحت رقابة المسلمين(". أما في الحالة الثانية حيث لا يكونوا تحت حكم المسلمين فيرى الشيخ أن حكمهم حكم المشركين. -أحكام المشركين: تتمثل عند الشيخ في ما يلي: 1لا يحل التزوج من نسائهم 2لا يحل أكل ذبائحهم 3لا يفتح لهم بحال الحياة الحرة في ديار المسلمين. ويبرر ذلكتحديد معاملة اللشركين؛وبدو واضحا صرامة الشيخ وقسوته ق يكونهم معارضين لدعوة ا لله تعالى، وكل من اعترض سبيل ا لله يجب أن يقف معه السلمون موقف الصرامة والشدة. وكنتيجة لموقف الشيخ هذا فقد اتخذ لنفسه رأيا فقهيا في مسألة الزواج من أفظعبعمله هذا قد اقفوأن صاحبه يكونذلك عير جائزفيرى أنالأوربيات جريمة في حق دينه ووطنه“. ( - )1المصدر السابق :صر.591 ( - )2المصدر السابق :ص.591 ( - )3المصدر السابق :ص.591 ( - )4المصدر السابق :صر.591 - 362 - وليس بالنا الحديث هنا عن هذا الرأي الذي ربما يكون الشيخ فيه قد خالف الكثير من علماء الإسلام، لكننا نستشف منه حرصه على المحافظة على اجتمع المسلم وتحذيره مما يمكن أن يلحقه من أخطار بمثل هذا الزواج؛ حيث يكون المسلم فيه -عادة -هو الخاسر والخاضع للغرب وأهل الكفر والشرك. إلى جانب ذلك يرى الشيخ أنه لا يجوز للمسلمين أن يقيموا مع المشركين أية علاقة فهم إما أن يقبلوا الإسلام ويدخلوا في دين ا لله تعالى وإما أن يعلن عليهم الحرب ويكونوا أعداء لله ورسوله والمسلمين". -أحكام المجوس: يختصرها الشيخ في ما يلي: دعوتهم إلى دين ا لله تعالى© فإن استجابوا أصبحوا اخوة لنا في الدين وفي حالة اقتناعهم ورضاهم بحكم الإسلام فلهم أن يعيشوا تحت نظام الدولة الإسلامية ومع ذلك لا ترتفع معاملتهم إلى معاملة أهل الكتاب، فلا يحل مناكحة نسائهم" ولا أكل ذباتحهم» وهم في ذلك في حكم وسط بين أهل الكتاب والمشركين. هذه هي أحكام صاحب منزلة الكفر بشقيه كفر النعمة وكفر الشرك وقد رأينا كيف أن الشيخ فصل الحديث في بيان هذه الأحكام، وإن لم نقف له في كامل هذا المبحث على آراء جديدة بارزة أو مخالفة صريحة لمذهبه، لكن قد برز بقوة فى الدفاع عنه وفي رد التهم الملصقة بأتباعه من جراء مصطلح كفر النعمة والحكم على مرتكب الكبيرة، ورأينا كيف أن الشيخ كان شديد التأثر والأسف على ما وقع فيه كاب المقالات قديما وأعاد ترديده وتكراره بعض العلماء المعاصرين دون تمحيص أو رجوع إلى المصادر الإباضية المعتمدة لمعرفة الحق فيه. هذا ما جعله يهاجمهم ( - )1المصدر السابق :ص.891 ( - )2المصدر السابق :صر.891 بلهجة شديدة ويصفهم بأوصاف ربما لا يرتضيها غيره وكل هذا كان تفاعلا من الشيخ مع الموضوع. ثم رأينا أحكام ملل الكفر الخمسة في نظر الشيخ معمر وقد أوردناها مختصرة دون التفصيل في مناقشتها ومقارنتها مع آراء بعض علماء الإسلام، الذين كتبوا في هذا الجال؛ وذلك لاعتقادنا أن الموضوع يخرج نوعا ما عن صميم الدراسات العقدية ليلتحق بالآراء السياسية للشيخ معمر وبآرائه الفقهية كذلك. ‏ 4٩خامسا :الأسماء المتعلقة بالكفر إلى جانب تلك المصطلحات الشرعية السابقة الي توسع البحث حولها وتشعب©، حدد الشيخ علي معمر مفاهيم شرعية لمصطلحات أخرى متداولة في المحال العقدي؛ لها علاقة خاصة. مصطلح الكفر وأقسامه. فرأينا أن نفرًدها مبحث مستقل نوضح فيه وجهة نظره فيها، كما ارتأينا أن نورد أحكامها مع تعريفنا لأسمائها، لتتضح معانيها أكثر؛ حيث لاحظنا عليها بعض التعقيد في التعبير عنها؛ رغم محاولة الشيخ تبسيطها وشرحها وضرب الأمثلة عليها. فما هي هذه المصطلحات؟ وما مدلولاتها الشرعية وأحكامها عند الشيخ علي معمر؟ -1تعرف انكر: لغة :فعله أنكر وأنكر الشيء :جهله وأنكر حقه :جحده، وأنكر على فلان فعله :أعابه ونها"". أما ني الاصطلاح فيعرفه الشيخ قائلا« :هو الذي نكرر خبرا أو حكما مقطوعا به عن طريق الشرع يرى الشيخ أن حكم من ينكر شيئا من الدين ( - )1المعحم الوسيط :ج ©1ص.159 ( - )2سمر أسرة :ص.131 - 562 - بالضرورة هو الشرك(" ويستدل على ذلك بكون المنكر مُكذب بما جاء به القرآن© وتكذيب كتاب الله تعالى شرك(. وهذا ما يتوافق مع تعريف كفر الشرك الذي سبقنا الحديث عنه‘ حيث رأينا أن مين شيرك الجحود إنكار جزء من القرآن الكريم. وفي حقيقة الأمر إن الشيخ أغفل الحديث عن إنكار ما هو مقطوع به عن طريق السنة النبوية فهو من الشرع كذلك، وأن المنكر لما ثبت وصح عن طريقها له نفس حكم المنكر لشيء من القرآن. ثم يفرق الشيخ بين المنكر لما أتى به الشرع وبين المنكر لما تحقق معرفته لدى الناس أو لما هو خارج عن نطاق الشرع :فيعطي مثالا توضيحيا بالمنكر لوجود مكة المكرمة والمنكر لوجود باريس» فيرى أن المنكر الأول يترتب عليه الحكم بالشرك لكونه أنكر شيئا تحقق ذكره في القرآن الكريم أما الثاني فلا إثم عليه لعدم إنكاره شيئا من الدين. ومن الواضح أن الاستعمال الأول للمتكر هو استعمال للمعنى الشرعي وأن الاستعمال الثاني هو استعمال للمعنى اللغوي. م م لغة :استحل الشيء :عده حلالا واستحل فلانا الشيء :سأله أن يحله له. مابقوله « :هو الذي يحلل ما حرم ‏ ١لله أو حرمويعرفه الشيخ معمر اصطلاحا حلل ا لله دون استناد إلى دليل شرعي ويزيد أمرا تفصيليا فيعتبر المستحل هو لشبهة تمسك بها أومذنبذلك الشخص الذي يفعل الذنب وهو يعتقد أنه غير لتقليده من تمسك بالشبهة، لذلك يكون الوقوع في الاستحلال يسبب: ( - )1الإباضية دراسة مركزة :ص.85 ( - )2سمر أسرة :صر.811 ( - )3سمر أسرة :صر.811 ( - )4المعحم الوسيط :جا ص.491 ر - )5سمر أسرة :ص.131 - 662 - 1المكابرة والعناد ى رد ما أتى به الشرع فعلا أو تركا. -2بالاستناد على الفهم الخاطرع لحجة من حجج الشر ع". يرى الشيخ أن الحكم على المستحل بالسبب الأول هو الشرك لتكذيبه وإنكاره ورده للحق وانتهاكه لما حرم ا لله أو تركه لما أوجب ديانة“. أما الملستحل بالسبب الثاني فالحكم عليه بالنفاق أي بكفر النعمة لفهمه الخاطئ لما هو معلوم من الدين بالضرورة. ويذهب الشيخ في تشخيص توبته فيرى أنه لا يجزيه أن يتوب توبة إجمالية بل يشدد عليه فيطلب منه أن يقر بجميع الآثام الي ارتكبها مستحلا بخطئه في الفهم لما هو معلوم محكم(. شرعية تثبت ما ذهبيستند فى رأيه هذا على أدلةمن الواضح أن الشيخ إليه؛ لكن يفهم أن هدفه من ذلك هو التشديد على أصحابها والتحذير من اقتراف هذا النوع من الأعمال الي تكون بسبب المكابرة والعناد أحيانا أو الجهل المطبق الذي يجعل من الإنسان يتكلم بغير علم ويعتقد الخطأ فيما هو معلوم مفصل لا خلاف فيه. لهذا فعندما يشترط التوباةلتفصيلية والتصريح بالآثام الي اقتزفها استحلالا فإنه ينبه ويرشد ويصحح الرؤية الخاطئة للمقتزرف ويفند أقواله الباطلة عن الدين والشرع. كما يرى الشيخ أن الحكم على المستحل بالشرك لم يترتب عليه باقتزافه للمعصية} لكن ترتب عليه باعتقاده للاستحلال، أي أنه من الممكن أن يستحل شخص مثلا :شرب الخمر أو الزنا، أو ينكر فريضة الزكاة بدون أن يقترف إحداها؛ فإنه بذلك يكون قد أشرك با لله لاعتقاده بالاستحلال‘“. ( - )1المصدر السابق :ص.231 ( - )2المصدر السابق :ص.39-49 ( - )3المصدر السابق :ص.231 ( - )4المصدر السابق :ص.39-49 - 762 - 3-تعرف المحرم: ِ لغة :أصل الفعل "حرم"، حَرّم، حرم حرمانه حرم فلانا الشيء :منعه إياه3 حرم الشيء عليه أو على غيره جعله حرام". ويعرفه الشيخ معمر اصطلاحا« :هو الذي يرتكب المعصية وهو يقر أن عمله ذلك حرام»“}ويرى الشيخ أن الحكم عليه هو الكفر بالنعمة أو النفاق، لأنه ارتكب معصية يعلم بأن ا لله نهى عنها ويقر بذلك، ولا يحكم عليه بالشرك لاعترافه باحكام الإسلام وإقراره أن عمله معصية. وواضح أن المحرم هو وجه آخر مرتكب الكبيرة} لهذا فإن ما يتزتب عليه من أحكام هي نفسها أحكام مرتكب الكبيرة المحكوم عليه بكفر النعم. و 4تعريف المصے: لغة :مشتق من فعل :صرً أصرًَ، إصرارا أصر على الأمر :ثبت عليه ولزمه، وأكثر ما يستعمل في الآثام؛ يقال :أصر على الذنب(“. م نقف على تعريف محدد للشيخ معمر للمصر لكننا وجدنا له تعريفا للإصرار لغة واصطلاحا: الإصرار في اللغة« :هو الإقامة على الشيء والثبات فيه، وأكثر ما يستعمل في الشرور والآثام»{. ( - )1المعجم الوسيط :ج، 1ص.961 ( - )2سمر أسرة :ص.231 ( - )3المصدر السابق :ص.39 ( - )4المعحم الوسيط :ج، 1ص.215 ر - )5سمر أسرة :ص.911 - 862 - أما الاصرار في الاصطلاح« :فهو الإقامة على الذنب ومعاودة ارتكاب المعصية والإعراض عن التوبة وعدم الإنابة إلى ا لله تعالى»ه. ولقد اهتم بهذا التعريف غيره من علماء الإباضية؛ وذلك لخطورته على مصير الإنسان المسلم إذا بقي على ذنبه ومات عليه، ولا تفرق المصادر في الإصرار على الكبيرة أو الصغيرة فكلاهما يلزمان الخلود في النار لصاحبها إن مات عليها و لم يتب. كما ترى كذلك أن الإصرار من أعظم الذنوب عند ا لله تعالى؛ وذلك لما فيه من عدم مبالاة صاحبه من سخط الله تعالى واستخفاف بأحكامه، وعدم الخوف من غضبه وعقاب(. كما يعتبر الإصرار كذلك من محبطات الأعمال وموجبات غضب الله تعالى؛ لأنه مما يؤدي إلى موت الإنسان بغير تو بة(. وقد أورد الشيخ بجموعة من الآيات استعمل فيها لفظ الإصرار بمعناه الشرعي واستدل بها على فضاعة الإصرار وإيجابه لمقت عناب ا لله تعالى، منها قوله تعالى :وا لزين إذا علو فاحشة أ ظَلَمُوااً نفسهم ذكروا ا لله وههمعَلى' ما علوا‏ ١لذنوبُ ‏١إلا ‏ ١لل وم يُصروالذنويهم ومن فقَاسَغقرُوا قفاك أثم يسمع ايات اللهاإونل كَغْلْمُونته [آل عمران51 / عليه ثم يصيدر مُسنتكبرًا كأن له َسنْمَعْهَا بشرة ببعذا دب اليمه [الجاثية78 / لتغف۔ لهم جَعَلوا أصابعَهُم في ءَاذانهم وَاسستَغشوادعوهعلر ثيابهم وًا صَرُوا وَاستَكبَرُوا اسنتكباراهه [نوح.]7/ مما سبق ومما تشير إليه هذه الآيات الكريمة يتضح لنا أن المصر :هو المدمن على لذا يرىالتوبة وعن الإنابة إل ‏ ١لله تعالىالمعصية والمعاود لارتكابها والمعرض عن الشيخ أن حالة المصرين تكاد تكون من أحوال المشركين، لأن العاصي المصر ولو لم ( - )1المصدر السابق :ص.911 ( - )2امحمد اطفيّش :شامل الأصل والفرع ج، 1ص.07 ( - )3الجعبيري :البعد الحضاري، ج. 2صر.675-875 ( - )4الشماخي :شرح مقدمة التوحيد ص[ك.5 - 962 - يستحل أحكام ا لله بقلبه وبلسانه، لكن جوارحه المقتزفة للمعاصي باستمرار تجعله في دركة قرية من المشركين، ولو لم يحكم عليه بالشرك ظاهرا. أما حكمه فهو الكفر بالنعمة وهو مع المشركين في النار يوم القيامة في حال عدم تو بته( (. هكذا يتضح لنا أن الإصرار على الصغيرة أو على الكبيرة يعد من الكبائر ويعد صاحبها كافرا كفر نعمة} ومن هنا أنى القول" :لا صغيرة مع الإصرار" حيث يعتبر من محبطات الأعمال لأن صاحبها معرض للموت بدون توبة} ومن هنا أتى تحذير العلماء من الوقوع فيه، ودعوا إلى المسارعة ال التوبة والإنابة. هذه هي الأسماء الأخرى الي أورد الشيخ معمر تعاريفها وأحكامها واهتم ببيان خطورتها على مصير الإنسان المسلم، ويمكن أن نلاحظ ونسجل علاقتها المباشرة مصطلح الكفر، وكونها تفريعات تنطوي تحته وأن مصطلح الكفر أعَمْ منها ومحتو لها جميعا كما بالإمكان إرجاع كل اسم إلى أحد أنواع الكفر سواء كفر الشرك أو كفر النعم. ولعلنا نستطيع أن نرجع سبب اهتمام الشيخ بها إلى ما يشاهده من أعمال الناس ي حياتهم اليومية} الني تدل على وقوعهم أو اقترابهم من إحدى تلك المحذورات، وهم في جهل أو في تجاهل أو غفلة و استهانة كلية بذلك، لذا فعمل الشيخ في حقيقة الأمر هو تنبيهي وتحذيري بالدرجة الأولى، خاصة ؤهو يقمدم العقيدة للناشئة من الأمة الإسلامية وإلى عامتها؛ الي كثيرا ما تقتف أعمالا فتستهين بها جهلها بحجكمها، لكن لا تعلم إنها بذلك قد وقعت في المحذور من الشرك أو كفر النعم أو النفاق. وعلى هذا الأساس أتت معالحة الشيخ لهما فيها محاولة للتبسيط رغم صعوبة فهم تعريفاتها نوعا ما بالنسبة لغير المختصين، وهذا ما دفعه لإيراد الأمثلة والتعاليق لتقريب المفاهيم قدر المستطاع. ( - )1سمر أسرة :ص.021 - 072 - +سادسا :المعا صي تقسيماتها وأنواعها تعددت أسماء المعاصي في مصادر التشريع الإسلامي، حيث أشار القرآن الكريم والسنة النبوية إليها بألفاظ كثيرة؛ مثل :الذنب الكبيرة -الصغيرة -الإثئم- كبائرزان تجيبوا‏ ١لله تعالى:قولالنصوصالمم.. ومن هذهالوزرالفاحشة- الزين يَجَْنبُون كبائر الانمعَنكم سَيتَايكم4ه [النساء.13 /ما تننههَون عنن نكف ] إلا اللْمَمَ إ ربك واسيغ الترك زال.نجم © ]23/لولا ;تزر ُ وازرةل وز أخرى« الأنمام »]461/بلى من كسب سة وأحاطت به حَطِيمفّة البقرة. ]18قأوننك أصحاب النار همم فيها خالذونگه هذا ما جعل علماء الإسلام يحثون في الموضوع قصد معرفة المدلولات وكذاالشرعية لكل لفظل على حدة ومعرفة علاقة هذه الألفاظ بعضها ببعض تحديد الأحكام الشرعية المترتبة عليها. كما قاموا بتقسيم المعاصي أقساماء سنحاول الوقوف على تقسيم الإباضية لها ثم معرفة رؤية الشيخ معمر للموضوع : عرف الإباضية تقسيمين للمعاصي هما: التقسيم الاول : كان بالنظر إلى علاقة الإنسان بربه، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان‘ ودليلهم الجامع الصحيح للربيع بن حبيبا:قالذي ورد‏ ١لله ن رسولحديثعلى هذا «الذنوب على وجهين ذنب بين العبد وربه وذنب بين العبد وصاحبه فالذنب الذي بين العبد وربه إذا تاب منه كان كمن لا ذنب له، أما الذنب الذي بينه وبين صاحبه فلا توبة له حتى يرد المظالم إلى أهلها»”". وزارة ومكتبتهاالمطبعة الشرقيةج.6حاشية الزتيب©٥‏ (أبو ستة): ‏ ١لله محمد بن عمر ) - ) 1أبو عبد الزاث القومي والثقافة. سلطنة عمانش 3041/3891©5ص.511 - 172 - التقسيم الثاني: كان بالنظر إلى عظم الذنب إلى ا لله تعالى، فأتى التقسيم تنازلياء كما دونهيورده الشيخ أبو يعقوب الوارجلاني« :الشرك أعظم الذنوب© والكبير وفوقه المعصية\ المعصية دون الكبير وفوق السيئة، والسيئة دون المعصية وفوق الخطيئة، والخطيئة دون السيئة وفوق الكراهة، والكراهة دون الخطيئة وفوق الإباحة»". من الواضح أن التقسيم الثاني للشيخ الوارجلاني لم يرد أثر شرعي يثبته ويحدده بهذه الصورة وإنما هو اجتهاد عالم حاول ترتيب الذنوب حسب ما يراه هو ومن الملاحظ كذلك أنه لم يستوف كل الألفاظ المتداولة حول المعصية في النصوص الشرعية، بل اكتفى بالمشهور منها أو الأكثر تداولا كما أنه لم بيين القاعدة الي اعتمدها في هذا التزتيب التنازلي، وفي تقديم لفظ عن لفظ آخر. -2تقسيم الشيخ على معمر للمعا صى: استعمل الشيخ معمر عدة تقسيمات للذنوب‘ وقد لاحظنا أن لفظ المعصية عنده هي الدالة على أصل الذنوب؛ وإن لم نقف له على تبرير لهذا، إلا أنه من الراجح أن الشيخ رأى أن لفظ المعصية والمعاصي هما الأكثر استعمالا وتداولا لدى الناس والأقرب إلى مداركهم للدلالة على المرتكب لا يخالف ما أتى به الشرع الإسلامي. وهذه التقسيمات هي كالتالي : أ -تقسيم المعاصي باعتبارها شركا وغير شرك: اتبع الشيخ قي تعريف نوعي العاصي بتحديد مفهومه للعصةة المشركين والعصاة قي مرتبة ما دون الشرك: ( - )1الوارحلاني :الدليل والبرهان، ج، 2ص.34 فالعصاة المشركون هم« :الذين لم يعترفوا بكلمة الشهادة أو أنكروا منها ما كان قطعيا». والعصاة ما دون الشرك هم :الذين يعترفون بكلمة الشهادة ولكنهم يخلون بالعمل فيعصون ا لله»<‘". وبالتالي فإن معصية الشرك :هي عدم الاعتراف بالشهادة أصلا أو إنكار ما كان منها قطعيا. والمعصية ما دون الشرك :هي الإخلال بأحد الأعمال الواجبة مع الاعتراف بالشهادة. ب -تقسيم المعاصي باعتبار فظاعتها وضررها: يرى الشيخ معمر أن المعاصي تتفاوت في فظاعتها وفحشهاء وبالتّبّع فإن النظر إليها والحكم عليها يتفاوت ويختلف بحسب ما ينجر عن تلك المعصية من آثام على الفرد نفسه المرتكب لا، أو على بحتمعه أو على دولته. يرى الشيخ أن من المعاصي ما يهدم ركنا من أركان الدين، ومنها ما يضر بصاحبها ومنها ما يضر بالجتمع، ومنها ما يضر بالدولة ومنها ما يضر بالأمة المسلمة جمعا. ولتوضيح أنواع الأضرار الي تلحقها المعاصي سواء بالفرد أو المجتمع أو الدولة أعطى الشيخ عدة أمثلة نورد منها ما يلي: -1يسافر إنسان مسلم إلى بلاد غير إسلامية فيدخل مطاعمها ويأكل من لحومها غير المذكاة ومن لحوم خنازيرها وهو يعرف أنها حرام} فهذه المعصية من النوع الذي يضر بصاحبها باقترافه لما نهى ا لله عنه. ( - )1سمر آسرة :ص.77 ( - )2المصدر السابق :ص٠.021-121‏ ( - )3المصدر السابق :ص.121 - 372 -91 2-يفتح إنسان مسلم متجرا ليبيع المواد الضرورية الي يحتاج إليها الناس يوميا3 فيتعامل معهم بالربا أو يحتكر السلع الضرورية منها لأوقات الغلاء فيستغل بذلك ضعف الفقراء واحتياجهم لينمي ثروته بالحرام} فهذا النو ع من المعصية يتسبب في الإضرار بأفراد المجتمع بالزيادة في احتياجهم ومنعهم من الضروريات ونهب أموالهم بالباطل إلى جانب الإضرار بصاحبه - 3يحمل إنسان مسلم السلاح فيخر ج ليقطع ويعترض طريق المسافرين، أو يهجم على أفراد وطنه يقتلهم وينهب أموالهم، ليستغي أو ليصل إلى الحكم فمشل هذا النوع من المعاصي يتسبب ف الإضرار بأمن الدولة. فيجعل الناس يعيشون في رعب وخوف دائمين أو يعطل من أعمالهم وحركاتهم وتنقلاتهم التجارية والاقتصادية وبذلك يسهم في إضعاف الاقتصاد العام للدولة} وهذا تترتب عليه بالتبع أضرار أخطر وأعظطل"". ج -تقسيم المعصية بالنظر إلى الدافع على اقترافها: يرى الشيخ معمر أن من الناس من يلم بارتكاب معصية ما لغلبة النفس ووسوسة شيطان من شياطين الإنس أو الجن، ولكن سرعان ما يستشعر مراقبة ا لله وحسابه وعقابه، فيأاسف على ما قدم ويندم على ما ارتكب، ثم يسارع إلى التوبة والاستغفار والإنابة} مع العزم على عدم التكرار والعودة إلى المعصية“، وفي حقه جاء القول المأثور« ::التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، كما نزلت فى حقه الآية الكرمة :فانما النوتة على الله للذين ملون السوء بجَهالة م يتوئون ين قريب فاويك يتوب الله علوم وكانن الله عَلِيمًا حَكِيمًا ولست ال بة لين يعملون حََصضَرََ أَحَدَهُمُ الموت قَالَ إني :تبت الأن ول لير يَمُوتوث‏ ١لسنا ت د حَتى' ‏١د وهم كفار أأوليك اعتدنا لهم عَذَابَا ايما [النساء.]71-81/ ( - )1المصدر السابق :ص.121-221 .1 ( - )2المصدر السابق :ص91 - 472 - فهذا صنف أما الصنف الثاني فيتمثل فيمن يرتكب المعصية ثم يبقى مصرا عليها ويعود إليها ني كل مرة، ويعرض عن التوبة والاستغفار والإنابة إلى ا لله تعال" 5وقد نزل في حق هؤلاء قول الله تعالى :طويل لكل أفاك آثيم يسمع الجاثية.]708/يسمعهاايات الله تتلى عَلَيه 4نص مُسنْتكبرَا كأن ل وإني كُلّمَا دَعَوْتَهُم لَغْفر لهم جَعَلّوا أصَابعَهُمْ في ءَاذانهموقوله تعالى: وَاسنتغشنوا لَِبَهمْ وأصَرُوا وَاسنتَكبَرزوا اسنيكبارامه [نوح.]7/ د -تقسيم المعاصي بالنظر إلى نو ع العصيان المرتكب: المعصية تنقسم بالنظر إلى نوعها إلى ثلائة: العصيان بالمقارفة، العصيان بالإهمال، العصيان بالخطإ فى التاوير (_. هذه هي تقسيمات الشيخ معمر للمعصيةش ومن الواضح أن بعضها منطو تحت بعض أو محتو بخز منه، وأن ما صدقها كثيرا ما يكون واحداءكما أنها تقسيمات باعتبارات خارجة عن المعصية في مفهومها، ولعل ما رأيناه في التقسيم الأول للإباضية باعتبار الذنب بين العبد وربه وبين العبد والعبد هي أوضح من تقسيمات الشيخ علي معمر وأدق، مع ذلك فإنه قد أضاف بتقسيماته إثراء جديدا ومفيدا للموضوع. دقيقنقف على تعريفتقسيم المعاصي فإننامع كل هذا التفصيل ق للشيخ لمعنى المعصية\ لذا نرى أنه من اللازم استدراك هذا النقص بالرجوع إلى مصادر الإياضية من قبله: ( - )1المصدر السابق :صر.911-021 ( - )2الإباضية بين الفرق :ص.111 - 572 - يقول الشيخ أبو القاسم البرادي في تعريفه المعصية ما يلي« :المعصية همي فعل ما نهى عنه فاعله»«_‘} ويورد الشيخ يوسف المصعبي تعريفا أكثر دقة ووضوحا فيقول« :المعصية كل ما قارنه النهي من شرك وغيره»«. هذا عن تقسيمات الشيخ معمر للمعصية كأصل للألفاظ الأخرى والآن ننتقل إلى بيان أنواعها وكما سبق الحديث فقد ذكر القرآن الكريم عدة ألفاظ دالة على المعصية و على الذنب؛ ولعل ما يأتي على رأس هذه القائمة لفظ الكبيرة، وقد نالت هذه الأخيرة قسطا وافرا من الاهتمام لدى المدارس الكلامية لما يترتب عليها من أحكام هامة أيضا، فما هي رؤية الشيخ معمر لا؟ -3تعر ش ا لكرة : يعرف الشيخ معمر الكبيرة بأنها «المعصية ال أوعد ا لله عليها النكال في الدنيا والعذاب في الآخرة»‘ 5ومن هذا التعريف نستطيع تحديد الكبيرة بشرطين: 1الوعيد بالنكال في الدنيا -2العذاب في الآخرة ولعل الشيخ لم يهتم بشرح هذا التعريف كثيرا لكونه في عرض للعقيدة بصفة برأي علماء الإباضية من قبله قومركزة للناشئة لكن يتضح أنه أخذموجزة ( - )1البرادي :رسالة الحقائق. ص.04 ( - )2أبو يعقوب يوسف بن محمد المصعبي (ت8811ه4771 /م) ولد بمدينة مليكة بوادي ميزاب، ارتحل إلى جزيرة حربة مع والده وهناك تلقى علومه على يد الشيخ سعيد بن يحيى الخادوي وعن الشيخ عمر السدويكشي، تولى رئاسة بجلس الحكم في جربة وتفرغ للتعليم والوعظ في مساجدها(. الجعبيري :البعد الحضاري، ج. 2ص.)241-341 ( - )3يوسف المصعي :حاشية على كتاب الديانات ص[ (. 1نقلا عن :الجعبيري :البعد الحضاري، .45ج. 2ص045-1 ( - )4سمر أسرة :ص.251 - 672 - الموضوع فيعرفها الشيخ البرادي بقوله« :حقيقة الكبيرة على أصولنا ما أوجب الله عليه حدا في الدنيا وعقابا في الآخحرة»ه". وهي عند الشيخ السالمي :ما وجب عليه الحد أو اتحه إليه وعيد ا لله تعالى حيث يقول« :الكبير من الذنوب هو ما ثبت فيه حد في الدنيا أو عذاب في الآخرة. وعند الشيخ اطفيش :الكبيرة هي كل ما ورد في شأنه الوعيد، سواء كانت معه كفارة أو حد أو خلت منهم“& لكن ما هو مشهور عند الإباضية هو القول الأول الذي حدد الكبيرة بالوعيد أو الحد. كما أن موضوع الكبيرة وتحديد الكبائر قد أخذ من علماء الإسلام جهدا معتبرا. ظهرت حوله آراء متعددة وحاولت كل مدرسة الاجتهاد في معرفتها وضبط مقاييسها، ولعل النصوص الشرعية المتعددة في هذا كانت وراء هذا التنو عض فنجد أحاديث للرسول قا تذكر كبائر وتغفل عن أخرى" ثم تذكر في موضع آخر بجموعة أخرى دون الأولى أو تشترك في البعض وتغفل عن البعض الآخر كما نجد آيات قرآنية تعتبر بعض المعاصي من الكبائر ومعاص أخرى لا تصفها يذلك، كل هذا كان وراء عدم اتفاق علماء الإسلام على تعريف واحد لمفهوم الكبيرة، كما نتيقن كذلك أن النصوص الشرعية لم تحتو على تحديد دقيق لها ولا على ضبط لعددهاء وبذلك فإن كل الآراء تبقى اجتهادات شخصية ومدرسية لا تلزم الاخر. «اجتنبوافمن أحاديث رسول الله ما الق تطرقت إلى ذكر الكبائر قوله ظ: السبع الموبقات :قالوا يا رسول الله :وما هن؟ قال :الشرك با لله والسحر وقتل النفس اليي حرم ا لله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف امحصنات المؤمنات الغافلات»“، ومنها قول الصحابي ابن عباس ث : ( - )1البرادي :رسالة الحقائقء ص83ا (نقلا عن الخعبيري :البعد الحضاري.)345، ( - )2السالمي :المشارقث ص.673 ( - )3وينتن :آراء الشيخ اطفيش الكلامية. ص.104 ( - )4البخاري :كتاب الحدود :رقم.5646 : - 772 - وتونوأ الى ‏ ١لله«الكبائر ما ذكره ا لله قي سورة النور من أولها إللى قوله تعالى: جَميعا أيها ممنون لعلكم تخونه [النور1/ة]». ولقد تنبه الشيخ معمر إلى هذا النقاش الكبير الذي حصل بين علماء الإسلام ني تحديد الكبائر مع عدم توصلهم إلى رأي متفق أو بجمع عليه، لذا فنجده يعلق على الحديث المذكور سابقا في تعداد السبع الموبقات فيقول أن الحديث لم يذكر كل المعاصي الي تعد كبائر و لم يقصد حصرها، لكن اكتفى بأكثرها فضاعة وإثما. وفي هذا يرى الشيخ كذلك أن بعض الأعمال تعد من الكبائر و لم يرد ذكرها إطلاقا ي النصوص الشرعية. أما عن سبيل معرفتها فيرى أن دراسة القرآن والسنة النبوية ومعرفة أحكامهما وتوجيهاتهما ومنهياتهما ومقاصدهما هو الطريق الموصل لذلك، وكذا بالرجوع إلى كتب أعلام الإسلام من العلماء والمفسرين عبر العصور«''. وييين الشيخ السالمي الحكمة الإلهية من عدم حصر عدد الكبائر وتعدادها فيرى أن العباد لو عرفوا ذلك لاقتحموا فعل الصغائر لمعرفتهم أن ا لله يغفرها موجب قوله تعالى :لإن تجيبوا كبائر ما تنهؤن عنة نكف عنكم ساتِكم ونذخلكم مَذحَلاً كريمامه [النساء }]13/وأخفى ا لله ذلك على عباده ليجتهدوا في اجتناب كل ما نهوا عنه مخافة أن يقعوا في الكبائر. ثم قرن هذا الإخفاء مع إخفاء ا لله تعالى لليلة القدر، ولساعة الإجابة، وللصلاة الوسطى حتى ييقى الاجتهاد دائما للظفر بها. كما يرى الشيخ أن السبيل الأمثل للمسلم لمعرفة الكبائر لتجنب اقترافها هو أن يعرف أن ا لله أمره بطاعته وأوجب على ذلك ثوابا عظيماء ونهاه عن معصيته مهما كان نوعها وإثمها، وأوجب على ذلك عقابا شديدا، وعندما يحرص المسلم على عدم اقتراف المعصية يكون بذلك قد عصم نفسه تلقائيا من الوقوع في الكبائر سواء ( - )1سمر أسرة :ص.451 ( - )2السالمي :المشارق، ص.573 - 872 - المعلومة منها أو الجهولة‘& لذا كان من آراء الشيخ أنه لم يوجب على المسلم أن يعرف جميع الكبائر يجزئياته“. لكن يبدو أن الشيخ حاول الاجتهاد بوضع بعض القواعد العامة للتعرف على الكبائر”& وذلك بتقسيمه لها كما يلي: -1تقسم بالنظر إلى ما يترتب عليها إلى كبائر أوجب الله عليها الحد :كالزنا والسرقة وشرب الخمر وما إلى ذلك، وكبائر لا حد عليها لكن وعيد ا لله تعالى أتى صريحا شديدا على مرتكبيها :كأكل أموال اليتامى ظلما والتعامل بالريا وشهادة الزور وغيرها. 2تقسم إلى كبائر شرك وكبائر نفاق، أما كبائر الشرك فيحصرها الشيخ في فهوهذه الأفعال« :من رد على ا لله عز وجل ق كتابه الكريم مواجهة بلا تأويل التكذيب بكل ما تحجب معرفته من أمورذلكويدخل قبهلله مشركمكذب التوحيد وكذلك الاستحلال لما حرمه ا لله تعالى استحلال ترك الفرائض الي أوجبها ا لله تعالى على الناس، وتحريم ما أحل ا لله نصا في كتابه الكريم»(“. أما كبائر النفاق فيرى الشيخ أنها على وجهين: الوجه الأول« :هو استحلال ما حرم ا لله بتأويل الخطإ من فاعله أو قائله»0١‏ زعمه.دليل حسبعلىخطئهقباستناده ( - )1سمر أسرة :ص.551 ( - )2المصدر السابق :ص.351 ( - )3حاول الشيخ آبو عمار عبد الكاني فعل الشيء نفسه‘، حيث حصر عددا كبيرا من الكبائر وأورد النصوص الشرعية الدالة على أنها من المعاصي الفظيعة؛ لذا يلزم تصنيفها ضمن الكبائر. (الموجز :ص.)072-082 ( - )4الإباضية بين الفرق :صر.75 ( - )5سمر أسرة :ص.351 ( - )6المصدر السابق :ص.351 - 972 - الوجه الثاني« :هو مقارفة معصية من المعاصي الق أوعد ‏ ١لله عليها اللكال ق الدنيا والعذاب في الآخرة أو عذب بسببها أمة من الأمم السابقة". ممن سبقهكثيراالتقاسيم للكبائر أن الشيخ قد استفادويبدو واضحا من هذه من علماء الإباضية، أمثال ما ورد عند الشيخين الشماخي والتلاتي في شرحهما قيدة التوحيد(. ويعتبر الشيخ أن التفريق بين كبائر الشرك وكبائر النفاق أمر واجب على للزمن معرفته؛ ويرجع ذلك إلى ما مكن أن يؤدي الخلط بينها من إصدار أحكام خطيرة على المسلمين ويعطي مثالا على ذلك بالخوارج الذين كفروا غيرهم من اللسلمين، فحكموا عليهم بالشرك وهم مقرون بالتوحيد وسبب ذلك خلطهم وعدم تفريقهم بين النوعين، واعتبارهم الكبائر كلها شرك. وهو قول الإباضية في الموضوع حيث عبر الشيخ عنه ويرد ذلك في كتب الإباضية بعنوان" :الفرز بين كبائر الشرك وكبائر النفاق" :حيث يقول مثلا صاحب عقيدة التوحيد« :وعلينا معرفة الكبائر وفرز ما بينهن اللواتي للشرك واللواتي للنفاق. وأضاف شارح العقيدة الشيخ الشماخي« :وأما فرز ما بين كبائر الشرك وكبائر النفاق فواجب علينا وإلى هذا أشار الشيخ الجيطالي كذلك(. هذا عن الكبيرة؛ وكل ما خرج من دائرة الكبائر دخل حتما في دائرة الصغائر، الشيخ علي معمر لها؟نظرةفما هي ( - )1المصدر السابق :ص.451 ( - )2عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد وشروحهاێ ص.741-151 ( - )3سمر أسرة :ص.251 ( - )4عمرو بن جميع :المصدر السابق" ص.741-841 ( - )5الشماخي :شرح مقدمة التوحيد :ص.841 ( - )6الجحيطالي :قواعد الإسلام ص.63 - 082: - 4-تعرف الصغيرة: يعرفها الشيخ معمر بقوله « :همي السيئة الي وعد ا لله أن يغفرها باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات»' 0ويورد دليلا على ذلك قول ا لله تعالى :دوام الصلاة طَرَقي النهار ولا من اليل إ الْحَسَنات يُذهنن السينات دلك ذِكرَى للذاكرين؛ آهود، ]411 /وقوله تعالى :لليجخزي الزين أسنَآءُوا بما عملوا ويجري الزين أحسنوا بالحُستتىر )13الذين يجيبون كبائر الاثم الَْوَاحش إال المم إنث رَبُكَ واسع المغفرة [النجم. ]13323/إذ نفهم من الآيتين ومن تعريف الشيخ ن الصغيرة تغتفر بترك الكبائر وبفعل الحسنات‘ وأنه لا يرتفع عنها إنسان مهما كانت درجة تقواه وتورعه واجتهاده في اجتناب المعاصي» لهذا تكفل ا لله تعالى بمغفرتها. هذا كل ما تناوله الشيخ معمر في موضوع المعصية} لكنه أغفل الحديث عن جوانب منها، حيث لم نقف له على تعريفات لبقية الألفاظ المستعملة للدلالة على المعصية“؛ كالسيئة والخطيئة والفاحشة واللمم والإثم، ولعله يرى أن المعصية تشمل كل هذه الألفاظ وأن كل شكل من المعصية يمكن أن يصدق على إحدى هذه الألفاظ الواردة في القرآن الكريم أو السنة النبوية، وأن التعريف الخامع لها هو كونها معصية اقتزفها الإنسان، وهي متفاوتة وفي هذا التفاوت يصدق عليها لفظ كبيرة أحيانا وأحيانا أحرى لفظ إثم وأحيانا لفظ خطيئة وأحيانا لفظ صغيرة وهكذا مع بقية الألفاظ. كما أنه ليس من المانع أن يصدق أحيانا على المعصية الواحدة أكثر من مصطلح فيقال عن معصية الزنا مثلا :كبيرة، انم خطيئة في ذات الوقت ( - )1سمر أسرة :ص.251 (- )2ينظر تعريف هذه الألفاظ عند الشيخ اطفيش :ويحن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.993-304 - 182 - والشيخ لم يول اهتماما بكل جوانب الموضوع ليبين لنا التعاريف الجزئية لكل لفظ، كما أننا لم نقف له على آراء جديدة خالف فيها مذهبه وتميز بها؛ حيث رأيناه ينقل ما أتى عند علماء مذهبه خاصة منهم علماء جبل نفوسه؛ بلده الأول. لكن ما امتاز به وما أضافه هو تلك التقسيمات للمعصيةة فنظر إلى اللورضوع من زوايا متعددة} ولعل في هذا يكمن البعد الاجتماعي العملي للموضوع؛ حيث حاول ضرب الأمثلة للمعاصي وللعصيان وبين حكم الشرع فيها، كما لاحظنا أسلو به الشديد في التنديد والتشنيع بالمقنزف للكبيرة وتوعده بما ينتظره من العذاب. هذا عن مبحث الأسماء والأحكام؛ ومن خلاله رأينا أهمية وضرورة تحديد الأسماء الشرعية بدقة ومعرفة مدلولاتها لإدراك ما يترتب عليها من الأحكام. ولكي لا تكون سببا في اتهام المسلمين بعضهم البعض والتنابز بالألقاب والتراشق بالعبارات الجارحة؛ الي لا تعود على الأمة الإسلامية إلا بالتفرقة والشقاق أكثر مما هي عليه. شكشكشقك - 282 - المبحث الثأاتح۔ التضاع والتدر ك:‏ ١تمهب القضاء والقدر أصل من الأصول العقدية الذي ثبت بموجب حديث رسول مع جبريل اللة... « :ويؤمن بالقدر خيره وشره، ‘'»...وأحاديثا لله ث أخرى منها :حديث رسول ا لله ملت مع عبادة بن الصامت« :إنك لن تحد ولن تبلغ حقيقة الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره أنه من ا لله تعالى، قال :يارسول ا لله: وكيف لي أن أعلم خير القدر وشره قال تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطثك وما وقولأخطأك لم يكن ليصيبك‘ فإن مت على غيرذلك دخلت النار»“، « :كتب ا لله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسينالرسول : ألف سنة وعرشه على الماء». كما أن القرآن الكريم احتوى على آيات كثيرة أخبرت بوجوب الإيمان بهذا إنا كل شيئ خءَلَقََاه بقدر [النجم. ]94/لوكانالأصل منها قول ا لله تعالى: ول َقولَرٌ لشيء إني فاعل ذلك غداأمر الله قَددَررا مُقدُورا» [الأحزاب.]83/ مآ أصاب من مُصيبةة في الازض ولا فيإل ان يشاء اللة [الكهف.]32.42/ قل ن نترأهآه [الحديد. ]22/إنا هَدَْناهُ السبيل إإماانكم إل في كتاب7 شاكرا وإكمَافورًائه [الإنسان.]3/ ( - )1البخاري :كتاب تفسير القرآن :رقم.9944 : ( - )2أحمد :باقي مسند الأنصار :رقم.79122 : ( - (3مسلم :كتاب القدر :رقم.3562 : - 382 - إن هذه النصوص الشرعية تضطر الإنسان ليتساءل ما حقيقة القدر وما علاقة ذلك بقدرة الإنسان على العمل والحرية فيه؟ هذا ما حدث فعلا في البيئة الإسلامية وجعل الموضوع يأخذ منحنى معينا في الحياة الفكرية فيهال حيث برزت مناقشات وكتابات ومواقف متعددة( في فهم هذه النصوص» كما ترتب على ذلك طرح إشكاليات كلها مرتبطة بالمسألة الأم؛ القضاء والقدر ولعل أبرزها مكن إجمالها في هذه التساؤلات: -1هل الإنسان مخير أم بحبر على أعماله؟ -2ماهي حرية وإرادة الإنسان داخل إرادة ا لله تعالى، وما العلاقة بين ‏ ١لإرادتين؟ بالقضاء والقدر؟التواب والعقابما علاقة-3 -4ماهي علاقة أفعال الإنسان بالثواب والعقاب؟ كما نشير أن هذه المسألة عرفت نفس المنحى لدى الأمم السابقة للإسلام المناقشات والجدالواليونان والفرس مشل هذهاليهود والنصارىحيث عرف الكلامي حول أطراف قضية القدر وارتبط ذلك بالبحث عن مصدر الخير والشر ي الكون؛ هذا ما ترجم في بعض الديانات إلى ظهور آلهة للخير وأخرى للشر. إن هذا يجعلنا نعتقد أن المسألة إنسانية بالدرجة الأولى، وأن الدافع لطرحها دافع فطري، يحمل الإنسان ليتساءل عن الله وعن الكون وعن سبب .7وعنوجوده ( - )1انظر :محمد أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلامى ص.641-351 ( - )2انظر :حسين مروه :النزاعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ط، 4ج \1دار الفارابي، بيرورت-۔ لبنانء 18918ص.555-495 ( - )3انظر :محمد أبو ريان :المصدر السابق. ص.76-98 وقبل أن نتعرض لكل ذلك ونتعرف على رؤية الشيخ علي معمر لها ينبغي أن نقف مع المعنى اللغوي وا لاصطلاحي للفظلي القضاء والقدر: ٭ +أولا :تعريف القضاء والقدر والإيمان بهما -1تعرف القضاء والقدم` : القضاء لغة' :الحكم والأداء، وأصل الكلمة من مادة "قضى" قَضيا، قَضَاءء قضية، وهو يفيد معاني كثيرة منها :حكم فصل فيقال : :قضى يبينن الخصمين أي حكم، وقضى الله أي أمر، ومنه قوله تعالى :لإوَقضتى' رَبُك ألا عبدوا إلا إياه وق نصتيينآآ إلى بي[الإسراء، ]32/وقضى إليه أي أنهى إليه أمره، ومنه قوله تعالى: إسرائيل في الكتابي [الإسراء، ]4/وقضى الصلاة أي أداها، وقضى الشيء أي قدره وصنعه} وقضى حاجته أي نالها، وقضى أجله أي بلغه. القدر لغة :مقدار الشيء وحالاته المقدرة له ومنه قول ا لله تعالى :فإنا كل شيء خَلَقَناة بقره [القمر 94]،5/والكلمة مشتقة من أصل الفعل :قدر، وله معان متعددة مثل :قدر عليه :تمكن منه، قدر الأمر :دبره وفكر في تسويته، قدر الشيء بالشيء :قاسه به وجعله على مقادره، قدر ا لله الأمر على فلان :جعله له وحكم به عليه، وقر الرزق عليه :ضتّقه{ ومنه قوله تعالى« :إوأمآ إذا مَا ابتلاه فقدَرَ عَليه .(3< : [الفجر.]61/رزقه" ( - )1يحدد الشيخ السالمي للقدر سبعة معان لغوية يوردها نظما في قوله. : حواها وهي خلق فيه يحلومعاني القدر سبع هاك نظما قضاء ثم تضييق رمشلوتقدير وتصوير وجود (المشارق :ص.)113 ( - )2المعجم الوسيط :ج، 2ص.247 ( - )3المصدر السابق :ج.817. 2 - 582 - القضاء اصطلاحا :يعرفه الشيخ معمر بأنه حكم ا لله على الخلق في الأزله'" التعريف توضيحا بإيراد تعريف الشيخ السالمي له وهو« :القضاء عبارة عن ويزيد وجود المكونات في اللوح جمالا». وهو عند الشيخ البوطي« :علم ا الله عز وجل فى الأزل بالأشياء كلها على ما تكون عليه في المستقبل»(“. القدر اصطلاحا :يعرف الشيخ معمر بأنه تنفيذ قضاء ا لله على المخلوقات في ما يزال، ويورد كذلك تعريف الشيخ السالمي« :القدر عبارة عن وجودها في المواد تفصيلا 6(8وعند الشيخ البوطي« :إيجاد تلك الأشياء بالفعل طبقا لعلمه الأزلي المتعلق بها»(. كما يقرر الشيخ معمر أن المعنى الاصطلاحي للفظين مختلف أي أن كلا منهما يدل على معنى غير معنى اللفظ الآخر‘، ولعل هذا هو عكس ما يذهب إليه بعض العلماء في كون المصطلحين لهما دلالة واحدة أي بالإمكان أن يدل أحدهما على الآخر أو يستعمل أحدهما مكان الآخحر”{‘، هذا ما استعمله الشيخ اطفيش، حيث عرف القدر في بعض المواضع تعريفا مطابقا ( - )1سمر أسرة :صر.601 ( - )2أورد الشيخ السالمي عدة تعريفات للقضاء والقدر والنص المضبوط للتعريف الذي نقله الشيخ معمر هو« :القضاء :هو الحكم الكلي الإجمالي على أعيان الموجودات بأحوالها من الأزل إلى الأبد مثل الحكم بأن كل نفس ذائقة الموت» (المشارق :ص.)3 1 1 ( - )3البوطي :كبرى اليقينيات، ص.061 ( - )4سمر أسرة :صر.601 ( - )5تعريف السالمي هو« :تفصيل هذا الحكم بتعيين الأسباب وتخصيص إيجاد الأعيان باوقات وأزمان بحسب قابلياتها واستعداداتها المقتضية للوقوع منها وتعليق كل حال من أحوالما بزمان معين وسبب مخصوص مثل الحكم يموت زيد ي اليوم الفلاني بالمرض الفلاني» (المشارق© ص!. )13 ( - )6البوطي :المصدر السابق ص.061 .( - )7سمر أسرة :ص.601 ( - )8البوطي، المصدر السابقث ص.061 - 682 - لمعنى القضاء، وهو ما يدل على أن هناك علاقة وطيدة وترابطا وثيقا بين المصطلحين من الصعب الفصل بينهما فصلا كليه". الممكن أن يفهممنالا أنهل يزودنا بأدلة عن قناعته هذهوإن كان الشيخ أنه لم يقصد التغاير اللغوي بقدر ما يريد من ذلك أن يسهل فهم المدلولين بالفصل التام بيهما، بحيث يجعل القضاء مقتصرا على العمل الأزلي، والقدر منصبا على العمل الدنيوي أو العمل قي ما يزال. كما نرى أن الشيخ استعمل فى تعريفه لفظ الأزل وما يزال، فما مدلولهما عنده؟ _-2النرل وما بنرإل: أماالمخلوقات»”&منغيرهولاشيء‏ ١لله موجودابأنه «كونالأزليعرف مايزال فهو «الزمن الذي ظهرت منه المخلوقات بإرادة ا لله على مسارح الكون في أوقاتها المختلفة»‘'. فبالإمكان أن نقول إن المصطلحين يمثلان ظروفا لتقريب فهم الإنسان لعمل القضاء، وعمل القدر مع أن عقل الإنسان ليس باستطاعته تصور ‏ ١للهالا أن الأزل هو وجوددلالة على زمن معينفالوجودزمنبدونوجود معه.تعال ولا شيء فيه القضاء والقدر بأكثر وضوحكما وقفنا مع تعريف آخر للشيخ. عرف اعتبر القضاء هووتبسيط لمدلولحما دون استعمال مصطلحي الأزل وما يزال حيث وغيرها والقدر هووأعراضجميع المخلوقات من أجسامذلك الحكم الإلهي ق ظهور الأشياء في أوقاتها وأزمنتها حسب حكمة ا لله وإرادته وهو كذلك تنفيذ إرادة ا لله بالخلو(. ( - )1ونتن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.843 ( - )2سمر أسرة :ص.601 .( - )3المصدر السابق :ص.601 ( - )4المصدر السابق :ص". 601 - 782 - ولإيصال هذا المفهوم لعقول الناشئة والعامة أورد الشيخ مثالا معاشا على لسان الابن قي حواره معه وملخصه أن ا لله تعالى قضى قبل خلق أي مخلوق أننا سنجتمع هذه الليلة على هذه الهيئة ونشرب كوب الشاي ونناقش هذا الموضوع فهذا ما يتمثل في القضاء أما القدر فهو تنفيذ هذا الحكم في هذا الزمان المقدر والمكان للقدر والميئة المقدرة في علم ا لله تعالى، وهذا هو معنى القدر(". ثم ينتقل الشيخ من هذا المثال الذي شرح فيه معنى القضاء والقدر على حادثة جزئية معينة ليعمم الحالة على كافة المخلوقات، فيفهم الابن في الحوار أن كل ما يقع في الكون من صغير وكبير هو يجري هذا المجرى“. بهذا المنهج يبلغ الشيخ أفكاره وخطابه إلى الناشئة والشباب من أبنائه حيث ييدأ بشرح المسألة شرحا علميا؛ بإيراد التعاريف وتبسيط معانيها 7ثم ضرب أمثلة عليها مما يشاهده ويدركه عامة الناس ثم يعمم هذا المفهوم المستخلص من المثال بقية الحالات. وقد رأينا كيف استعمل الشيخ هذا المنهج نفسه عندما كان يبين معاني التوحيد والصفات:. هذا عن التعريف فماذا يحب ف الإيمان بالقضاء والقدر؟ -3الإنيان بالقضاء والقدم: سبق الحديث من ذي قبل على أن هناك نصوصا شرعية كثيرة توكد أن الإيمان بالقضاء والقدر يعد أصلا من أصول العقيدة. يرى الشيخ معمر أن يمان المسلم لن يكتمل حتى يؤمن بأن القدر خيره وشره من ا لله تعالى({“ 0ويستدل بعدة آيات قرآنية منها قول ا لله تعالى(« :واللة خلَفَكُمْ وما تَعْمَلو [الصافات6/وع. ألا له الحلق ( - )1المصدر السابق :ص. 601-701 ( - )2المصدر السابق :صر.701 ( - )3الإباضية بين الفرق.:ص. 804الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1ص.06 - 882 - والمره [الأعراف« 45]5/إهل من خالق غير اليه [فاطر/قع" «اللة حَالق كل تة منها :حديثه مع عبادة من الصامت؛الزمر }]26/وأحاديث لرسول ‏ ١لشيء؟ الذي أوردناه سابقا« :إنك تحد ولن تبلغ حقيقة الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره أنه من ا لله تعالى &‘'»...والحديث الذي سئل فيه الرسول ة عن الإيمان فقال: «أن تؤمن با لله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره»(ف& والحديث الذي رواه الربيع بن حبيب في جامعه :عن جابر ين زيد قال :بلغني عن الرسول ثة قال« :كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيسر«“م{. ولعل كلام الشيخ وأدلته ليس فيها الجديد آكثر مما هو تعبير عن رأي الإباضية قي الموضوع حيث يرى الشيخ اطفيش مثلا أن الإيمان بالقضاء والقدر من الأصول الت لا يجوز مخالفتها أو التساهل فيها لأنه مما سيؤدي إلى وصف الله تعالى بما لا يجوز في حقه، كما سيؤدي إلى الفهم والاعتقاد الفاسد في توحيده} والشيء نفسه توصل إليه الأستاذ الجعبيري بعد عرضه لحملة من آراء علماء الإباضية في المسألة حيث رأى أن الأساس الجمع عليه هو وجوب الإيمان بالقضاء والقدر وأنه من ا لله تعالى(. اهتم الشيخ معمر بعد ذلك ببيان كيفية تعلق إرادة ا لله تعالى بأعمال الإنسان، ثم كون الإنسان مسؤولا ومحاسبا على أعماله وكل ما يصدر منه في ذات ( - )1أحمد :باقي مسند الأنصار :رقم.79122 : ( - )2أحمد :مسند العشرة المبشرين بالحنة :رقم..291 : ( - )3جابر بن زيد الأزدي العماني81-39( :ه) الإمام الأرل للمذهب الإباضي ومؤسسه، عاش في البصرة متعلما ثم متفرغا للتدريس والفتوى أخذ علومه على عدد كبير من الصحابة منهم عائشة أم المؤمنين وعبد ا لله بن عباس(. معجم أعلام الإباضية. مج }3ص.)512-912 ( - )4الربيع :باب في القدر والحذر والتطير :رقم.17 : ( - )5سمر أسرة. ص.1[11-211 ( - )6ونتن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.253-353 ( - )7الجعبيري :البعد الحضاري" ج. 2ص.324 - 982 -02 الرقت، وهو ما يعرف عند علماء الكلام بعلاقة الإرادة الإلهية بأفعال الإنسان، وهي جزء من الإيمان بالقضاء والقدر. فماذا كان له من أقوال في هذا؟ +ثانيا :قعل الإنسان و الإرادة الإلهية: -1علاقة الفعل الإنسانى نالامرادة الالية: من العادة أن يطرح علماء الكلام في حديثهم عن علاقة إرادة ا لله تعالى بإرادة الإنسان قضية مسؤولية الإنسان على أفعاله وفي ذات الوقت كون الله تعالى مريدا هها۔ هذا يقال على أعمال الخير كما يقال على أعمال الشر. والتساؤل الذي يطرح هو كمايلي: هل علم ا لله تعالى الأزلي بأفعال الإنسان يقتضي أنه أرادها؟ وهل هذه الإرادة الإلهية تقتضي سلب إرادة الإنسان من أفعاله؟ وكنتيجة للتساؤلين تثار وتناقش مسألتان: -1مسؤولية الإنسان على أفعاله وعلاقة ذلك بالثواب والعقاب. -2نسبة أفعال المعصية إلى الإرادة الإلهية أم إلى إرادة الإنسان. الإشكالاتحيث ظهرت ق الساحة العلمية الإسلامية عدة رؤى هذه الكلاميةس وقد حاولت كل مدرسة بلورة موقف يتناسب مع سياق منظومتها الكلامية في المسائل الأخرى من علم الكلام_'.0 وتي خحضم كل ما سجله لن التاريخ من مناقشات وجدال مرير وحاد حول هذه المسائل المتعلقة بأصل القضاء والقدر رأينا الشيخ علي معمر يتعرض للموضوع ( = )1لمعرفة التفاصيل عن آراء الفرق حول هذه الإشكاليات تراجع الكتب التالية.: ۔أحمد صبحي :في علم الكلام-. حسين مروه :النزعات المادية للفلسفة العربية الإسلامية-. الجعبيري :البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية -. البوطي :كيرى اليقينيات الكونية.. ببساطة غريية} ويتعد كليا عن الطرح الفلسفي لها، فقد عمل على تبسيط مسائلها بضرب أمثلة من مظاهر الحياة العامة ال يحياها ويفهمها كل إنسان مهما كان مستواه العلمي. وهذا ملخص عنها: إن كل إنسان في هذه الحياة يأمل أن يكسب مالا وفيرا أو علما غزيرا أو محبة الناس وما إلى ذلك مما يسعى الناس لاكتسابه} ثم إن الناس في مساعيهم هذه يتفاوتون في تحقيق طموحهم، فمنهم من ينجح بنسبة عالية، ومنهم من يوفق في البعض دون البعض» ومنهم من يخفق كلية. ثم يتساؤل الشيخ عن سبب هذا التفاورت؟ فيرجع بعض أسبابه إلى قدرات واستعداد كل فرد في طريق إنجازه لمبتفاهء لكن يتساءل مرة أخرى عن ذلك الصنف من الناس الذين تتوفر لهم كل الأسباب ويستعدون كل الاستعداد ثم يجتهدون كل الاجتهاد في نيل هدفهم، وفي آخر المطاف تظهر لهم عوائق لم تكن في حسبانهم فتبطظل كل المجهودات المبنولة، ويقع الإخفاق في كل الطموح والآمال، فهم لم يقصروا في الاستعداد ولا في المعرفة ولا في الحد. ويخلص الشيخ بعد هذا العرض إلى أن هناك أسبابا أحرى خارجية عن قدرات الإنسان هي الي أرادت لمشروعه أن يفشل ولأحلامه ألا تتحقق، هذا ما يتمثل في إرادة ا لله تعالى.. وفي الأخير يقرر الشيخ أن إرادة العبد معلقة بإرادة ا لله تعالى، وأن الإنسان لا يستطيع أن يعمل عملا لايريده ا للهس كما ليس باستطاعته أن يمتنع عن عمل قدره ا لل 3وهذا ما عبر عنه الرسول ققظا في حديثه... « :تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك.»... ( - )1سمر أسرة :صضص.401-501 ( - )2أحمد :باقي مسند الأنصار :رقم..79122 : - 192 - عبر الشيخ عن هذا الحديث بقوله« :فلو أن من في السموات والأرض اجتمعوا على شىء لايريده ا لله فإن ذلك الشىء لن يكون، ولو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على منع شي أراده ا لله لما كان لاجتماعهم أثر ». ثم يقرر أن معرفة كل ذلك واعتقاده في إرادة ا لله تعالى، وعلاقتها بعمل الإنسان من صميم أصول العقيدة، ويرى أن هذا المفهوم هو معنى القضاء والقدر الذي ينبغي أن يتفهمه ويعتقده كل فرد مسلم. كأن المعنى الظاهر من كلام الشيخ هو القول بالجبر دون الميل إلى الاختيار؛ حيث يقر أن هناك إرادة خارجية هي الق تتحكم في أعمال الإنسان قتوجهها وجهة معينة دون الوجهة الأخرى وأنها تنقض العزائم والنتائج اليي كان يتوقع الوصول إليها رغم تهيئة كل الظروف اللازمة والمناسبة لها. هذا مايفهم حقيقة من كلام الشيخ؛ لكن حسب رأينا إن الشيخ كان يهدف إلى تبليغ فكرة إلى الشباب الناشرع؛ مفادها أن يعتقد الإنسان أن إرادة ا لله تعالى محيطة ومراقبة لكل تصرفات الناس في هذه الدنيا، لذا لا ينبغى للمرء أن يركن إلى القنتوط من رحمة ا لله تعالى بما يمكن أن يكون قد وقع فيه من أعمال الفساد والشرك كما لا ينبغي أن يقنع أو يتفاخر بما قدم من أفعال الخير والصلاح لأن كل ذلك هو من توفيق ا لله تعالى وإرادته. وبذلك يريد الشيخ أن يجعل من الإنسان المسلم إنسانا متزن الشخصية؛ آملا في الزيادة من أعمال الخير وفي الفوز بالنعيم؛ وغير آيس من أعمال الشر ومن الإخفاق ونيل العقاب. ومما يؤخذ على الشيخ في هذه المسألة أنه أعطى مثالا لما تعلق بالحبر؛ فبين أن إرادة ا لله تعالى متحكمة ومحيطة بإرادة الإنسان؛ -ومن هنا يفهم أن كلامه دال ‏) - ) ١سممر آ سر ة :ص. 51 - 292 - على الخبر و لم يواصل شرح فكرته بإعطاء مثال آخر توضيحي يرجع المسألة إلى اتزانها ووسطيتها ونصابها؛ بأن يبين فيه من جهة أخرى قدرة الإنسان على السعي والجد والكسب والنجاح داخل إرادة ا لله تعالى، ودون أن تكون هذه الإرادة عائقا وما هووالقدرالقضاءو معاصرا لمسألةيقدم لنا الشيخ طر حا مبسطاهكذا المعنى المطلوب اعتقاده؛ دون أن يذهب بعيدا مع ما خاض فيه علماء الكلام والفلسفة خاصة عندما يوجه الخطاب للعامة والناشئة الذين لاتعتيهم تلك المناقشات والمباحث التفصيلية ق الموضوع من جهة، ومن جهة أخرى عدم مقدرة مدار كهم ومستوياتهم من تفهمها واستيعابها. حقيقةقتحليل المسألة وبهذه الصورةكما أن اكتفاء الشيخ بهذا القدر من سلكه علماءالذيللمنهجالمعاتبة والرفضيفهم على أنه نو ع منأنالأمر مكن الكلام والفلسفة في تحليلهم للموضوع وإيلاج العقل حيث يعجز عن التحليل وتكليفه ما ليس بو سعه. والفهم هذا عإنرادة ا لله تعالى وعلاقتها بأفعال العباد، فماذا عن حكم هذه الأفعال -الت يجازى عليها ثوابا أو عقابا -أمام هذه الإرادة المطلقة؟ - 2حكم افعال الانسان: أنارت هذه القضية جدلا فلسفيا كبيرا يين علماء الكلام» وعرفت فيها مواقف متباينة بين المدارس الإسلامية} ولعل أشهرها موقفان: [ -القائلون أن ا لله تعالى هوا الخالق لفعل الإنسان، وذلك لاستحالة حدوث شيء في الكون خارج عن إرادة ا لله تعالى أو مخلوق من غير الله تعالى، وليتوافق هذا مع العدل الإلهي الذي هو صفة كمال إلهية؛ ظهر مفهوم الكسب الذي يعن - 392 - أن ا لله خالق للفعل والعبد مكتسب له؛ وقد قالت بهذا الرأي المدرسة الأشعري“ والمدرسة الإباضية. 2القائلون بان أفعال العباد خلق لهم وذلك بسيرهم في خط إعمال العقل إلى أبعد الحدود، فحتى يترتب الثواب والعقاب يلزم أن يكون الإنسان مسؤولا عن أعماله، وليكون كذلك لابد أن يكون خالقا لها، وليكون ا لله عادلا يلزم أن يكون الإنسان مسؤولا عن أعماله وهذا يعي أنه خالق لها كما أن ا لله تعالى عن خلق الشرور والآثام ال يرتكبها بنو البشر‘ وهذا ماذهبت إليه المدرسة الإعتزالية. قائلا« :الإنسان حر قأما الشيخ معمر فنجده يحدد موقفه باختصار ووضوح اختياره مكتسب لعمله ليس بجبرا عليه ولا خالقا لفعله»( 3كما نحد الشيخ يتعرض للمسألة في موضع آخر فيطرحها على شكل تساؤل يصيغه كالآتي: ( - )1البوطي :كبرى اليقينيات الكونية. ص[-. 61-361احمد صبحي :في علم الكلام؛ ج2 صر.77-08 ( - )2الجعبيري :البعد الحضاري" ج 2.5ص -. 844-254أبو خزر يغلا بن زلتاف (083ه:)099 / كتاب الرد على جميع المخالفين٬‏ ص 74-35©0حيث خصص المؤلف بابا للرد على المعتزلة في مسألة خلق الأفعال.. وف هذا يقول القاضي« :اتفق أهل( - )3القاضي عبد الحبار :شرح الأصول الخمسة، ج، 2ص.35 العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم وقيامهم وقعودهم حادثة عن جهتهم، وأن ا لله عز وجل أقدرّهم على ذلك ولا فاعل ولا محدث سواهم. وأن من قال بأن ا لله سبحانه خالقها أو محدثها فقد عظم خطوه» (أحمد صبحي :في علم الكلام جا. ص.)941 ( - )4في حقيقة الأمر أن سلف الإباضية لم يعرفوا مصطلح الكسب و لم يستعملوه و لم يطرحوا المسألة طرحها الفلسفي الكلامي؛ كما عرف فيما بعد مع ظهور المدارس الكلامية، لكنهم آمنوا بالأصل العقدي وآثروا التسليم فيه، فآمنوا أن ا لله تعالى له إرادة مطلقة على كل الخلائق كما أنه عليم قادر على فعل كل شيء وأنه عادل في حكمها يتعالى على ظلم الخلائق، وفي ذات الوقت ومن جهة أخرى هم معتقدون بأن الإنسان له الحرية والاختيار الكاملين والمقدرة على فعل الخير. كما له نفس الإمكانيات على فعل الشر. وهذا ما كان عليه عامة المسلمين في عهد رسول الله وصحابته الكرام(. الجعبيري :البعد الحضاري" ج، 2ص.)844 ( - )5الإباضية دراسة مركزة :ص.85 - 492 - هل أعمال الإنسان مقدرة قبل أن يخلق؟ فأجاب عن التساؤل :بأن «جميع ما يقع في الكون قضي به قبل عملية الخلق ثم أزمنته بظروفه»١‏ «. قأوقاته ومنا سباته حسب علم ‏ ١لله وإرادته وأجرىقدر به ق إن موقف الشيخ الذي يفهم في الوهلة الأولى من إجابته عن هذا التساؤل هو القول بالجبر في فعل الإنسان، حيث أن إرادة ا لله تعالى هي المتحكمة فيه بصفة كلية} لكن الشيخ لم يقف في هذا الحد بل ذهب إلى تبيين كيف يكون للإنسان قدرة على العمل داخل إرادة ا لله تعالى ليلزم على عمله الثواب والعقاب. فيرى أن ا لله خلق الإنسان وأودع فيه قوى ليعمل ويفهم ويفكر ويكسب وسبل الضلالةوالفلاح،خلالحم سبل الرشادوبين منرسلهثم بعثويختار والغواية} فطالبه بالعمل الصالح وهو ميسر لما خلق له» فإن قدر له أن ينجح نجح وإن قدر له أن يخفق أخفق. إن هذا التحليل من الشيخ لحكم فعل الإنسان في حقيقة الأمر لم يحل من الملشكل الفلسفي المطروح شيئاں لكن هدف الشيخ كما اعتدناه هو أن يقدم العقيدة للناشئة في قالبها المعاصر وأن يضع بين يديهم تصورا واضحا جليا يتسنى لهم أن يدركوه ويقتنعوا به دون إثارة للمسألة من الناحية الفكرية الفلسفية كما اعتاد أن يعالجها علماء الكلام والفلسفة. 3تيسيرفعل الإنسان: وجدنا للشيخ اهتماما خاصا بمعنى التيسير؛ الذي هو مظهر من مظاهر القضاء لايطرحوالقدر وتفسير عملي له؛ أي تيسير ا لله تعال لفعل الإنسان، وهو كذلك المسألة من زاويتها الفلسفية المحضة لغرض الاقتناع الفكري فقط بقدر ما يطرحها ( - )1سمر أسرة :ص.701 ( - )2المصدر السابق :ص.801 - 592 - من زاويتها العقدية الإيمانية وغرض ذلك دائما تقديم تصورات عقلية مقربة للمفهوم الذي ينبغي للمسلم اعتقاده ولتوضيح ذلك يضرب لنا مثالا بعملية اكتشاف الذرة، فيقول أن علماء كثيرين بذلوا جهودا جبارة في معرفة واكتشاف هذا العالم الدقيق والمعقد لكن واحدا منهم فقط أو بجموعة صغيرة تمكنت بالسبق في الوصول إلى نتائج جديدة في بحنها، وربما يكون هذا الواحد قد بذل جهدا أقل مما بذله الآخرون كما أن قدراته أضعف من قدرات الآخرين، لكن ا لله تعالى قدر أن يكون الاكتشاف على يد هذا الشخص دون غيره فيسر الله له ذلك دون الآخرين۔ وهذا معنى التيسير شم يستشهد الشيخ على رأيه بحديث رسول ا لله« :إعملوا فكل ميسر لما خلق له» وهكذا فإن كل شخص سيصدر منه العمل الذي كان ميسرا له''. دائما بالنظر إلى أفعال العباد وعلاقتها بإرادة ا لله تعالى يطرح الشيخ معمر تساؤلا آخر يبين فيه فضل الناس على ما قدموه من أعمال مع كون ا لله تعالى هو الخالق لها وميسرهم إليها هو كما يلي: مما أن جميع ما يقع في الكون قد قضي به قبل خلق الإنسان فما فضله في ما يقوم به من أعمال، ثم لماذا تسند له هذه الأعمال ويُعترف بفضله؟ يجيب الشيخ عن التساؤل بأسلوب تربوي حجميل، فيقول إن المؤمن لاينبغي أن ينكر فضل الناس وما قدموه من خيروما تركوه من منافع ومن أعمال جليلة وعظيمة، ويضرب مثالا على ذلك بالرسل الذين اختارهم ا لله على بقية خلقه واصطفاهم؛ وهو فضل حصل هم من اختيار ا لله كي ينفذوا إرادته تعالى في تبليغ رسالته إلى الخلق هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن فضلهم لايمكن أن ينكر فيما بذلوه من مجهودات ف القيام بتلك الأعمال وصبرهم على متاعب الدعوة ومشاقها وتحملهم للمسؤوليات الثقيلة. ( - )1سمر أسرة :ص١901-01‏ !. ( - )2المصدر السابق :ص.801-011 - 692 - وفي هذا السياق يتعرض الشيخ لتوضيح العلاقة بين شكر الله تعالى وشكر الناس على ما قدموه من خير فيرى أن شكر ‏ ١لله على نعمه الظاهرة والباطنة من واجب المؤمن، ولكن شكرنا هذا لا يتعارض ولا يمنعنا من شكر فضل من أحسن إلينا بل لا يلزم لنا أن نتغاضى أو أن ننسى فضل من كان سببا لأعمال الخير والإصلاح والبناء. ويزيد توضيحا فهذه العلاقة بمال كعادته فيقول أنه لو أهدي إلى أحد كتاب من الواجب عليه أنالهدية يرىوأرسل إليه مع خادم أو طفل مثلا فإن صاحب يشكر من أوصلها إليه حينما يتسلمها، وهو يعلم يقينا أن الهدية لم تكن من عنده. وأن الموصل هو وساطة فقط ولو لم تأته من طريقه فإنه ستأتيه من طريق آخر حتى ولو علم أنه لن يؤجر على هذا الإيصال و لم يتكفل بذلك من أجله. وهكذا فإنه أوعندما نشكر أحدا من الناس على خير قام به فإنما نشكره على قيامه بدور الخادم الورسيط، وأي شرف -يضيف الشيخ -وأي كرامة أكبر من أن يختار الإنسان ليقوم بدور الخادم لله تعالى الموصل لرسالته ونعمته إلى الخلق«"‘. كما يرى الشيخ أن موقف الإباضية كان وسطا في مسألة الفضاء والقدر؛ فهو لم يتطرف فيذهب به القول إلى مذهب الخبرية الي تقول إن الإنسان جبر على أعماله وهو كالميت بين يدي الغاسل و لم يتطرف من الجهة الأخرى فترى رأي المعتزلة الت تقول بأن الإنسان خالق لأفعاله“. هكذا كان موقف الشيخ علي معمر من مسألة القضاء والقدر وهذه هي المسائل الت تطرق إليها قي هذا المبحث المتشعب© الذي أخذ في كثير من الأحيان منحى فلسفيا كلاميا محضا غابت فيه الرو ح الإيمانية؛ الي تبعث على الاطمئنان والرضى في قلب السلم وتحثه على التطبيق العملي لدين ا لله تعالى والمعايشة اليومية لتعاليمه. ( - )1سمر أسرة :ص.[111 ( - )2الإباضية بين الفرق :ص.214 - 792 - وقد رأينا كيف حاول الشيخ في مناقشاته فهذه المسائل الابتعاد عن الطرح الفلسفي واقتصر في الشرح والتحليل على القذر الذي يوصل المعنى والفهم بأسلوب ميسر وكذا بضرب الأمثلة المعاينة لدى كافة الناس حيث كان ذلك عمدته ق تبسيط ما رآه غامضا أو صعب المنال. كما رأيناه في الأخير كيف اهتم بأن يجعل المسلم في ظروف اعتقادية عملية مناسبة للاجتهاد والسعي وراء الخير، والكف عن الشر واجتنابه؛ حيث وضح العلاقة الكائنة يين إرادة ا لله تعالى المطلقة وعلمه المسبق بكل حركات وسكنات الإنسان؛ وفي ذات الوقت مقدرته على التحرك بكل حرية وإرادة وتيسير ا لله تعالى له لاكتساب أفعاله. )رن) - 892 - المبحث الثالث الولاية والبراعة ٭+تمهيد: الولاية والبراءة أصل من الأصول العقدية العملية عند المدرسة الإباضية وهو يختص بتحديد علاقات الأفراد في المجتمع الإسلامي بعضهم مع بعض وبعلاقات المجتمع الإسلامي مع غيره من المجتمعات الأخرى الي لاتدين بالإسلام؛ سواء كانت من أهل الكتاب أم من المشركين وذلك مراعاة لالتزاماتها بالأحكام الشرعية فى أعمالها. ولقد عنى علماء الإباضية منذ القديم بهذا الأصل وشوهدت له تطبيقات في الحياة العملية بجتمعاتهم. ولعل أول ما تسجله لنا مصادر التاريخ من استعمالهم لهذا الأصل هو ما حدث في عهد الإمام الثاني للمذهب الإباضي أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة(" حيث أعلن براءته من أحد أتباعه اللسمى حمزة الكوفي بسبب قوله بالقدر اتباعا منهب واصل بن عطا ,المعتزلي، وبعد جدال حاد ومناقشة بين الشيخ وصاحبه لم تجد لإرجاعه إلى الرأي الذي ارتضته الجماعة أعلن الإمام البراعة منه(. ( - )1أبو عبيدة مسلمة بن أبي كريمة( :ت حوالي 541ه)، ينتسب إلى قبيلة بي تميم بالولاء الإمام الثاني للإباضية بعد وفاة شيخه جابر بن زيد، عاش في البصرة، وأخذ العلم عن جابر بن زيد وجعفر السماك وصحار العبدي، اهتم بتكوين الطلبة الدعاة وبعثهم إلى أوطانهم ليشر الدعوة الإباضية(. أبو العباس أحمد الدرجحيي :طبقات المشايخ بالمغرب\ تح :إبراهيم طلاي، ج 2،8مطبعة البعث، قسنطينة الخزائر4791. م، ص.)832 ( - )2واصل بن عطاء08-131( :ه007-847 /مع) 5من تلاميذ الحسن البصري» اعتزل عنه خلافه معه حول مرتكب الكبيرة، مكونا بنلك البذرة الأولى لفرقة المعترلة. الزركلي :الأعلام ج، 9ص. )121 4ج 1صر.814-الجعبيري» البعد الحضار«( - )3الدرجي :طبقات المشايخ بالمغرب٥‏ ج.4. 2 بعد ذلك توالت تطبيقات هذا الأصل عند الإباضية ولعل ما يلفت الانتباه كذلك هو كون الموضوع متداولا في كتب العقيدة عند الإباضية منذ القديم! فتكلم عنه صاحب عقيدة التوحيد أبو حفص عمرو بن جميع وكذا الشيخ أبو يعقوب الوارجلاني في كتابه الدليل والبرهان و الشيخ أبو عمار عبد الكافي فني كتابه الموجز الشيخ أبو زكرياء الجناوني في كتابه الوضع والشيخ الجيطالي تي كتابه قواعد الإسلام والشيخ عبد العزير النميط" في كتابه معالم الدين والشيخ اطفيش في كتابه الذهب الخالص والشيخ السالمي في كتابه مشارق أنوار العقول. وكان كل عالم ييسط الحديث عن الموضوع في بيان مفهوم الولاية والبراءة وأدلة وجوبهما وشروطهما وكيفية ممارستهما وغيرها من النقاط. سنحاول الآن أن نقف على تعريف الشيخ معمر للأصل ومعرفة آرائه حوله: ٭ +أولا :تعريف الولاية والبراءة وأدلة وجوبها 1تعريف الولانة والبراءة: ا -تعريف الولاية لغة :القرابة، ويقال :القوم عليه ولاية :أي يد واحدة يجتمعون في الخير والشرك والفعل :ولى، يلي، وَليا، أي دنى منه وقرب وولى فلانا :نصره وأحبه‘ وولى تسلط عليه فهو وال(“.البلد: ( - )1ضياء الدين عبد العزيز بن إبراهيم الثمين 8081 -8171( :م) من مواليد بين يزقن بوادي ميزاب©ؤ تعلم بها على شيخه أبي زكرياء الأفضليء اعتزل الناس مدة ثمانية عشر عاما تفر غ فيها للتأليف بعد ذلك اسندت له رئاسة بجلس عمي سعيد. له عدة مؤلفات منها :النيل معا ل الدين، شرح نونية أبي نصر(. مقدمة الشيخ عبد الرحمن بكلي لكتاب النيل، ط، 2جا\ المطبعة العربية لدار الفكر الإسلاميك الخزائر 9831ه۔ 9691م، ص.)21-71 ( - )2المعجم الوسيط :ج. 2صر.7501-8501 - 003 - شرعا :هي حبة في ا لله للمسلمين الموفين بدين ا لله تعالى" وهي من حقوق المسلم الذي عرفت فيه صفات التقوى والالتزام بحدوده تعالى. وهي عند الشيخ قالحبمع للموفين لإسلامهم وطاعتهم والثناء عليهماطفيش «التز حم والاستغفار ()3ِ .القلب» كما أن هذه الولاية ال تع المحبة فى ا لله يجب أن تتوجه إلى جميع أولياء ا لله تعالى في جميع الأزمنة والأمكنة على الإجمال، وأن تتوجه بالتعيين لمن ثبتت ولايتهم بالاسم أو بالصفة في المصادر الشرعية ممن مضى© وأن تتوجه بالتعيين كذلك إلى الحاضرين ممن نعرفهم في هذا الزمان(". ب -تعريف البراءة: لغة :الإعذار والانذار، ومنها قول ا لله تعالى :طبرَآءَة مر الله وَرَسُولههه [التوبة، ]1/والفعل برئ برا بُرءًا :شفي وتخلص مما به ويقال :برئ من فلان براءة :تباعد وتخلى عنه، وبرئ من الدين والعيب والتهمة :خلص وخلا ويعرفها الشيخ لغة كذلك بأنها المنابذة والخلوصفهو بار ئ وجمعه براء وا لابتعاد. شرعا :يعرفها بأنها بغض لأعداء ا لله جميعا وعدم الركون إليهم ويعرفها في ارتكاب المعصية.‏ ١لله بسببقواخفاءموضع آخر بأنها البغض ( - )1الإباضية في موكب التاريخ :حلا صر. 801سمر أسرة :ص.191 ) - (2الإباضية في موكب التاريخ :حلا 0،صر.801 ( - )3امحمد اطفيّش :الذهب الخالص. ص.23 ( - )4الإباضية بين الفرق :ص.904-014 ( - )5المعجم الوسيط :ج، [1صر.64 ( - )6سمر أسرة :ص.191 ( - )7المصدر السابق :ص.1[91 ( - )8الإباضية بين الفرق :ص8ك -. الإباضية في موكب التاريخ :حل {1صر.801 - 103 - كما يرى الشيخ أنه من الوا جب على كل مومن أن يعلن براءته وبغخضه للعصاة والجرمين حتى يتوبوا إلى ا لله تعالى(" كما يجب عليه أن يبرأ من الكافرين جميع ‏ ١لأزمنة وا لأمكنة على ‏ ١إجمال ‘ وأن يقصد ببراءته من عرفوالعصاة ق ببراءته كذلكوأن يقصدسبقكالمصادر الشرعية منبالاسم أو بالصفة ف الحاضرين في زمانه ممن يعرفهم(. فما المقصود منها؟الولاية والبراءة توجد حالة ثالثة هي الرقوف؛وبين حال -2تعرف الوقوف: علىبعل مشي ئ وقفسكنلغة :الفعل وقف ‘ وقوفا ئ قام من جلوسك وقف: الشيء :عاينه، وقف ف المسألة :ارتاب فيها، وقف فلان الأمر على حضور فلان: علق الحكم فيه بحضوره. ين حالة الولاية والبراءة حالة ثالثة هي الوقوف\ الي تعي عدم ولاية الشخص وعدم البراءة منه وذلك بسبب جهل أحواله، ويعرفه الشيخ بقوله« :الوقوف أن لا يقدم الإنسان على شيء يجهل حكمه وأن لا ييادز إل حب أو بغض من لايعرفه»(“ 3كما أن الوقوف هي درجة يقف عليها الناس قبل الحكم عليهم إحدى الحالتين، ثم يكون الانتقال منها سواء إلى الولاية أم إلى البراءة(. كما يرى الشيخ أن من عرفهم المسلم في زمانه و لم يعرف أحوالهم من الطاعة أو المعصية فإنه يجب عليه أن يقف في حقهم فلا يتولاهم ولا يبرأ منهم حتى يعرف ( - )1الاباضية في موكب التاريخ :حل.801، 1 ( - )2الإباضية بين الفرق :ص. 014 ( - )3المعحم الوسيط :ج، 2ص[.501 ( - )4سمر أسرة :ص.191 ( - )5المصدر السابق :ص.18-28 ( - )6الإباضية بين الفرق :ص.014 وقد حاول الشيخ معمر قبل إيراد الأدلة الشرعية الي اعتمدها في الاستدلال على وجوب الولاية والبراءة أن يلقى لها أساسا عقليا ونفسانيا يرتاح إليه ويتقبله الفكر النير والإحساس السليم وهو كما يلي: إن الإنسان المؤمن حينما يتعرف على شخص ما فيرى حرصه على طاعة ا لله والوقوف عند حدود دينه ويحاسب نفسه على أعماله} فإنه سينزله في نفسه منزلة الحب والاحترام تلقائيا» وبالعكس من ذلك فإنه عندما يتعرف على شخص لايؤمن با لله تعالى أو يزعم أنه مؤمن لكنه عاص ومتهاون في أمر ا لله فلا يقف في أمور الدين ولا يحرص على أداء واجباته الشرعية ولا يتورع في ارتكاب الآثام والكبائر المختلفة} فإن المنزلة الي ينزله بها ي نفسه هي منزلة الاحتقار والكره، ويحصل ذلك تلقائيا كنلك(". وبذلك فإن الإنسان المؤمن يقر عقليا وينسجم نفسانيا مع مبدأ الولاية والبراءة ويتقبله. ويقسم الشيخ معمر على هذا الأساس الناس منذ خلق آدم القتلة :إلى قسمين كبيرين: 1قسم آمنوا با لله واتقوا واتبعوا دينه؛ من أي ديانة كانوا -طبعا قبل بجيء السلام -فكان جزاء ذلك رضنوان ا له عليهم واثاتهم على إحسانه وهؤلاء هم أولياء ا لله تعالى وأحباؤه، لذا يلزم ويجب علينا أن نتولاهم ونحبهم في ا لله منذ خلق آدم الثا :إل قيام الساع. 2القسم الثاني وهو يشتمل على نوعين من الناس: النوع الأول :هم المعرضون عن دين ا لله تعالى الذين لم يؤمنوا به إطلاقا أو أشركوا. ( - )1سمر أسرة :صر.77 ( - )2المصدر السابق :ص.87 - 303 - النو ع الغاني :هم الذين أقروا بكلمة التوحيد، لكن خالفوا ما أقروا به فغلبتهم شهواتهم فانتهكوا حرمات الله تعالى وضيعوا واجباتهم حتى ماتوا على هذه الحالة و لم يتوبوا إلى ا لله و لم يقلعوا عما ارتكبوه من كبائر. فهذان النوعان هما أعداء ا لله تعالى الذين يجب علينا البراعة منهم وبغضهم منذ خلق آدم التلنكلة :إلى قيام الساعة". 3الاستدلال على وجوب الولاية والبراءة: ل يفصل الشيخ معمر الحديث عن الأدلة الموجبة للولاية والبراءة، واكتفى دون التعرض إلى وجه الدلالة فيها ومن ذلك ما يلي:بإيراد بعضها يا أه الين ءَامنوا لاً تتخذوا الكافرين أولآ من ونقال ا لله تعالى: لمُومنين آتريذون أن تَجْعَلوا لله عيكم سلطانا مينا [النساء ] 44/ظترآ ء دنم ش المشركين زالتوبة }]1/لألأ تجد قَومًاش الله وَرَسُوله إلى الذين اولاوينون ببالله واليوم الأخر يو آدُون من حاداللة وَرَسُولهه [المحادلة.]22/ تقف ما ليس لك بهِ علم [الإسراء]63/س والقول المأثور عن عمر بن الخطاب: «من رأينا فيه خيرا وسمعنا عنه خيرا قلنا فيه خيرا وتوليناه ومن رأينا منه شرا وسمعنا وتبرأنا منه»”. 3قلنا فيه شراشرا عنه بينما اهتم علماء الإباضية بإيراد الأدلة لإثبات مبدا الولاية والبراءة. وهذه أمثلة عليها: وَللْمُومنينذنبكواستغفريستدل الشيخ الجيطالى بقول ا لله تعالى: والْمُومتات“ [محمد]1 9/۔. حيث يرى أن معنى الاستغفار فى الآية هو طلب ( - )1سمر أسرة :ص.97 ( - )2الإباضية في موكب التاريخ :حلا، صر-. 78سمر أسرة :ص.97 ( - )3امحمد اطفيش :الذهب الخالص صر.54 الغفران. ويستدل كذلك بقوله تعالى« :إوَالمُوينون وَالْمُومتات بعضهم ,أوتآء تخضع [التوبة(«، ]17/وَعاونوأ على البر والتقوى المائدة }]2/ويرى أن الأمة جمعة على ولاية بعضها بعضا ولا خلاف في ذلكه'‘. ومن السنة يستدل بقول البيء حقا « :أفضل الأعمال الحب ف الله والبغض ف ا لله»‘. أما الشيخ السالمي فيستدل بقوله تعالى :لق كانت لَكُم ,إِسُوة حَسََة في إنراهيمَ والذين مَعة; إذ قالوا قومهم ,إنا برَءآء منكم وَممًا تَقُذون من دون الله كفرا بكم وبدا بيا وبكم العداوة والغصتآء آبا حَتى' تومنوا بالله وَخذه&ه م م و يَرْجواكانلقد كان لَكم فيهم ,إسنوة حَسَنة لم[الممتحنة } ]4/مع قوله تعالى: 4 الة واليوم الخر وَمَن يول قَإت اللة هُو الغي الحميديه [الممتحنة 6]0/ووجه استدلاله بالآيتين أن ا لله تعالى دعا للتاسي بإبراهيم الكتلة وبالذين عءامنوا معه في براءتهم من قومهم بسبب كفرهم با لله تعالى لذا فبالأحرى على المؤمنين اتباع نبي ا لله قى عمله هذا. هذا عن الاستدلال على وجوب الولاية والبراءة فماذا عن أقسامهما؟ ٭ ثانيا :أقسام الولاية والبراءة وردت عند علماء الإباضية في مصنفاتهم العقدية تقسنيمات عديدة للولاية والبراءة، نقف مع ما أورد الشيخ معمر في الموضوع؛ ويعتبر صورة لمن سبقه: 1ولاية وبراعة الجملة من المسلمين. -2ولاية وبراعة بيضة المسلمين. الأشخاص.وبراءةولاية _-3 ( - )1الجيطالي :قواعد الإسلامث صر.54-64 ( - )2أبو داود :كتاب السنة :رقم.9954 : - 503 -12 -ولانة وبرإءة المجملة من المسلمين: هو أن يضفي المؤمن محبة على كل من آمن با لله واتقاه واتبع دينه وأن يتولاه منذ خلق آدم إلى قيام الساعة بصفة إجمالية. هؤلاء هم أولياء ا لله تعالى. كما يجب أن يتبرأ ويمقت كل أعداء ا لله تعالى، سواء من المشركين أم من العصاة الذين انتهكوا حرمات الله تعالى وزاغوا عن أمره، منذ خلق آدم التلكل :إلى قيام الساعة بصفة إجمالي". كما يرى لشيخ أن هذا النو ع من الولاية والبراءة يجب على المؤمن وجوبا فوريا واستمرارياا منذ سن البلوغ أو دخولهالإسلام إلى وفاته، والشيخ في رأيه هذا ذهب مذهب عا بلده الشيخ الجحيطالي حيثيقول في الصدد« :فالولاية والبراعة والشيخجبان معا على المكلف نفي حال البلوغ فهما سواء لاعذر لمن جهلهما»(“. أبو زكرياء الجناوني يقول« :الولاية والبراءة :فيقع وجوبهما مع أول البلوغ في حال التكليف»(“. -2ولانةوبرإءة بيضة المسلمين: يعرف الشيخ علي معمر بيضة المسلمين لغة :أي جماعتهم، ويقال كذلك بيضة البلد ويقصد به أكبر القوم فيهمض وأكبر القوم :في الدولة هو الإمام أو من يقوم مقامه أصلهالشيء:ببيضةالمعجم: ق. ووردالدولةعلى القيام بأعباءيساعدهومن وفلان بيضة البلد :إذاوبيضة القوم : :حوزتهم وحماهم وبيضة الدار :وسطها بالسياد©.عرف ( - )1الإباضية بين الفرق :ص-. 01[4-904سمر أسرة :ص.87-97 ( - )2سمر أسرة :ص.18 ( - )3الخيطالي :قواعد الإسلامث صر.64 ( - )4الجحنارني :كتاب الوضع، ص.23 ( - )5سمر أسرة :ص.59 ( - )6المعحم الوسيط :ج.97، 1 _ 3 60- واصطلاحا :فتطلق الكلمة عند الحديث عن الولاية والبراءة على إمام الدولة أو خليفتها أو. رئيسها وعلى من يساعده في القيام بشؤون المسلمين وتسيير مهام وأعباء دولتهم(". أما ولاية البيضة :فيقصد بها وجوب تولي السلطان أو الإمام ومن تحت رعايته إذا اشتهر بالعدل والوفاء بدين ا لله تعالى والحرص على تنفيذ أحكامه والوقوف عند حدوده واحترام محارمه في نفسه ورعيته. أما براءة البيضة :فيقصد بها وجوب البغض والبراءة من السلطان أو الإمام إذا اشتهر بالجخور وعدم الوفاء بدين ا لله تعالى والوقوف في حدوده وحرماته‘ وممن يساعده على ظلمه وجوره من عماله وحاشيته. ويقول صاحب عقيدة التوحيد في هذا« :ولاية البيضة فالسلطان العادل، فالواجب علينا ولايته وولاية كاتبه ووزيره وخازنه وجميع من كان تحت لوائه من المسلمين... وبراءة السلطان الحائر وبراءة كاتبه ووزيره وخازنه»©. -3ولاية ورا ء الأشخاص : يقسمها الشيخ معمر بدورها إل قسمين: أ -ولاية وبراءة المنصوص عليهم. ب -ولاية وبراءة المعروفين بشخصهم من المعاصرين. أ _ ولاية وبراء ة اللصوص عليهم : يقصد الشيخ بذلك ولاية كل من ذكر في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ة ممن ثبت وفاؤه لدين ا لله تعالى كالأنبياء والشهداء والصالحين، وكذا كل من عرف ص.59۔ سمر أسرة: )(1 ./( - )2المصدر السابق :ص.69 ( - )3عمرو بن جميع :مقدمة التوحيد وشروحها ص.69-101 في التاريخ والسير من أصحاب رسول الله وه الذين هاجروا معه ورفعوا راية الإسلام وثبت وفاؤهم ووفاتهم على دين ا لله تعالى، وكذلمك البراءة من كل من ثبت إعراضه عن دين ا لله تعالى والكفر بنعمته، سواء بالقرآن الكريم أو بالسنة النبوية أو عن طريق العدول من المسلمين كفرعون وهامان وقارون وأبي هبه". ب -ولاية وبراءة المعروفين بشخصهم من المعاصرين: لعل هذا القسم هو ما اختص به الإباضية دون غيرهم من المذاهب الإسلامية الأخرى وأولوا اهتماما كبيرا بتطبيقهم له في الحياة الاجتماعية. فيرون أنه من الواجب على المؤمن أن يتولى ويحب في الله كل من عرفه في محيطه وبحتمعه وكل من رأى منه الوفاء بدينه. وأن يعاشره بالحسنى ويربط معه صداقة الأخوة في ا لله. كما يجب عليه كذلك أن بيغض وأن يتبرأ من كل من عرفه ورأى منه الإعراض عن دين ا لله تعالى وأن يشعره بالك اهية والاحتقار، وأن يبتعد عنه وأن لايتعامل معه إلا بمقدار الضرورة. ويلقي الشيخ معمر مسؤولية تطبيق هذه القاعدة على المؤسسات الي ينبغي أن يتوفر عليها المجتمع المسلم، فيرى أنه ليس من العدل أن يساوى بين مؤمن تقي وعاص شقي في المعاملات الاجتماعية وفي الأحكام، بل يجب على المجتمع للسلم أن يعلن الحق وأن يتولى تهذيب أفراده الناشزين والمنحرفين عن شرع ا لله تعالى وأن يقوم أخلاقهم، وذلك باستعمال الوسائل الي شرعها الإسلام للنزبية الجماعية} مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالبراءة الشخصية منهم، اليي تعي الإعراض عنهم وزجرهم ومعاملتهم بشدة وعداوة وجفاء ماداموا على معاصيهم وانحرافهم عن طريق ا لله تعالى، حتى يقلعوا ويتوبواء ( - )1سمر أسرة :ص.97-08 يوسف اطفيش۔آراء الشيخ حمد بن الفكر السياسي عحند الإباضية من حلال جحهلان: -عدون )(2 نشر جمعية التراثڵ القرارة الحزائر٬‏ دت، ص.85 - 803 - كما أنه ليس من العدل والمنطق في شيء أن نساوي في معاملتهم ومحبتهم مع من يوفي دين الله تعالى ويلتزم حدوده في أعماله(. وفي توضيح هنا المعنى نورد كلام الشيخ حيث يقول« :وعندما يعلن حكم البراءة من شخص فإنه سرعان مايتبدل وجه الحياة لديه» فيفقد ماكان يجده من حسن المعاملة وإشراقة الحب في ا لله ويتجافى عنه الأصدقاء ويتجافى عنه الأهل والأقارب ويقطع الناس معاملته إلا بالمقدار الضروري جدا، فيجد نفسه معزولا عن المجتمع، لاحق له في الحياة الكريمة، ولذلك يضطر إلى التوبة والاستغفار والندم علنا في المسجد. وربما يأتي التساؤل هنا عن كيفية الجمع يين البراعة من الشخص المنحرف المرتكب للكبائر والآنام والي تعي بغضه والابتعاد عنه ومقاطعته -وبين مبدإ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ الذي يعتبر من الأصول الذي دعت إليه الشريعة الإسلامية، والذي يقتضي التقرب والخلوس إلى العاصي والمنجرف والأخذ بيده ودعوته بالحسنى والصبر على أذاه حتى يتسنى رجوعه بالتدريج إلى جادة الطريق السوي. ولعل الجمع بين الأصلين هو الذي ينبغي أن يكون؛ فمبدأ الولاية البراءة هو في حد ذاته سبيل من سبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-كما أشار الشيخ معمر إلى ذلك فعندما لايجدي النصح والإرشاد والدعوة بالين هي أحسن يصبح من الواجب على المجتمع أن يعامل المنتهك لحرماته بالشدة والقسوة ويستعمل معه أساليب أخرى ليردعه ويرده إلى الحق ولعل هذا ما يدعو إليه حديث رسول ا لله ما المبين لمراحل ودرجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يقول« :من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»“. ( - )1الإباضية في موكب التاريخ :حل.68-78 {1 ( - )2المصدر السابق :صر.901 ( - )3أحمد :باقي مسند المكثرين :رقم. 86011 : 4قيام الحجة على ولاية الأشخاص والبراءة منهم: دخول الإسلام مباشرة فإن ولاية وبراءة الأشخاص تحب بقيام الححة، فكيف ذلك في رأي الشيخ علي معمر؟ يرى أن الحجة يمكن أن تقوم على ولاية شخص أو البراءة منه بثلانة طرق هي: -الخبر الصادق. -شهادة العدول. -المعرفة الشخصية". ويرد هذا في المصادر الإباضية الأخرى بعنوان :الجهات الين تتم بها الولاية والبراءة ويشرح الشيخ الجخيطالي هذه الطرق قائلا« :الخبرة بصاحبها أنه موافق, للمسلمين في القول والعمل... والشهرة ال لا تدفع... فمن علمه لايعلم عنه إلا الخير... وشهادة العدلين ال تقوم بهما الولاية والبراعة وتنفذ بهما الأحكاء“. هذا عن الجهات ويضيف علماء الإباضية تحديد شروط وجوب الولاية وهي, أربعة :منظور العين مرضي مسموع الأذن مرضي» مقبول القلب مرضي الحال موافقة الشريعة(. كما يرى الشيخ أنه بالإمكان للمؤمن أن يتعرف على أناس لكن لم يتبين لله حالة دينهم وأعمالهم فبذلك جب عليه الوقوف في حقهم فلا يسبغ عليهم محبتله ص.18( (1۔ سمر أسرة: ( - )2الحيطالي :قواعد الإسلام؛ ص.76 ( - )3عدون جهلان :الفكر السياسي عند الإباضية ص.95 .- 013 - وولايته ولا يلقي عليهم بغضه والبراعة منهم؛ حتى تقوم الحجة لديه بصلاحهم أو فسادهط؛ وهذه هي حالة الوقوف. وبذلك تكون حالة الوقوف بالنسبة للمؤمن هي الدرجة الي يقف عليها الناس ومنها ينتقلون لديه إلى حكم الولاية أو إلى حكم البراءة وحين يثبت له حالة لولاية مثلا فإنه لايقل منها إل بقيام الحجة على البراعة منهك وبذلك لايتقل إلا إلى البراءة والعكس صحيح كذلك" أي من كان في البراءة فإنه لا ينتقل منها إلا بقيام الحجة على ولايته ولا ينتقل إلا إلى الولاية. وهذا يعني أن حككمم الوقوف يحدث. مرةة واحدة وذلك في بداية التعامل مع شخص بجهول، ومن انتقل من حكم الوقوف لا يعود إليه أبدا، فهو إما في الولاية أو فى البراءة. هذه هي آراء الشيخ علي معمر في أصل الولاية والبراءة، وفي حقيقة الأمر أن الشيخ عرض فيها تصور الإباضية فهذا الأصل العقدي والعملي في ذات الوقت© وعمل وفق منهجه الذي سار عليه على تبسيط ما أتى فيه غامضا من مصطلحات ‏١أو تعريفات. وتمثل الجديد الذي أضافه في إبراز البعد الاجتماعي لولاية وبراءة الأشحاص ال اعتنى بها الإباضية وجسدوها في أرض الواقع في المجتمعات الي تولوا تسيير شؤونها في فترة من فترات التاريخ، حيث رأيناه يتفاعل مع شرح هذه النقطة فرأى أن هذا الأصل بإمكانه أن يقوم الاعوجاج داخل الجتمع الإسلامي، كما رأيناه يدعو المؤسسات الاجتماعية ويحملها المسؤولية لتسهم في إصلاح الأفراد بتطبيق هذا المبدا للعمل على تقويم السلوك. ( - )1سمر أسرة :ص.08-18 ( - )2المصدر السابق :ص.18-28 - 113 - ٭+تمهبئل: قضايا الغيب تمثل جزعا هاما من مسائل العقيدة} والإهان بها يعتبر ركنا من أركانها الستة الواردة ني حديث جبريل اتتك مع رسول الله قا... « :قال أخبرني عن الإيمان :قال :أن تؤمن با لله وملائكته وكتبه رسله واليوم الآخحر."»... كما أن جزعا هاما من آيات القرآن الكريم أتى يخبر بجوانب من هذا العالم ويذكر بعض حقائقه، خاصة ما تعلق منها بقيام الساعة ويوم الحساب والخنة والنار ومصير الإنسان :مثل قول ا لله تعالى :إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتشرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور غيرت عَلِمَت نفس ما قَدَتت وآخرت» الانفطار(« ]1-5 /وترى' كر أمةجالية كُلغأأممةة ننعى" إلى كتابها اليم تنجزؤن 1موازيين:ة فهو ي عيشة رَاضيّةكننتمم تعملون [الجائية ]72/‏ ٤نان ن غلمَا وأما منخفت وازين هة قمه َاوية ومآأذراك مَا هية نار حَاميةمه [القارعة-6/ 7 11الزين شقوا قفي النار نَهُم فيها زفيز وَشهيقه«. وأما الزين سَعذوا قيي الجنة حَالدينَ فيها مما دامت السماوات والآر؛ضُ إلا ما شآء رَبُك“» [هود.]601-701/ واحتوت السنة النبوية بدورها على عدد هام من الأحاديث في نفيس الجال نذكر منها قول الرسول قققا« :أتدرون من المفلس؟ قالوا :المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال :إن المفلس من أمي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مبال هذا وسفك دم هذا وضزب هذاء فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار»“. ( - )1البخاري :كتاب الإيمان :رقم -. 05 :مسلم :كتاب الإيمان :رقم.8 : .9697رقم: أحمد :باقي مسند المكثرين:)(2 - 413 - \ وبالموازاة مع التعرض الواسع لمصدري التشريع لمسائل هذا المبحث، ولكون مصدر المعرفة فيه هو النقل بصفة كلية} فقد بقي دور العقل منحصرا في المقارنة بين النصوص الشرعية وي فهم مدلولاتها العلمية وي إرجاع بعض النصوص المتشابهة إل المحكمة منها، ثم تفسيرها وفقها، وفي تصحيح وتضعيف الأحاديث وعلاقة ذلك بدلالتها دلالة قطعية للمعنى أو دلالة ظنية وحجية أوعدم حجية أحاديث الآحاد في العقائد(". هذا ما دفع علماء الإسلام عبر كل القرون للحرص على تفسير وشرح هذه وتبسيط مفاهيمها للعامة من المسلمين بالكتابات والمواعظالنصوص الشرعية والدروس الملقاة في المساجد وفي المناسبات المختلفة باتباع أسلوب الترغيب في الثواب والترهيب من العقاب. وكانت الغاية من ذلك ربط الإنسان المسلم مصيره وجعله يفكر دائما بما سيؤول إليه وبما ينتظره بعد فنائه من هذه الدنيا؛ بذلك يكون لهم جافزا على الزيادة من أعمال الخير وزجرا من اقتراف أعمال الشر والعصيان. وقبل التعرض لآراء الشيخ علي معمر في مسائل هذا الفصل يجدر بنا أن نقف مع تعريف العلماء للغيب، حتى تكون الصورة واضحة للموضوع المدروس. 00002 ( - )1لمعرفة رأي الإباضية بالتفصيل حول حديث الآحاد ينظز :سعيد بن مبروك القنوبي :السيف 8141ه.الحاد قي الرد على من أخذ بحديث الآحاد قي مسائل الاعتقاد. ط {2سلطنة عمان - 513 - . ,المبحث. الأول :الغيب ومراحله +أولا :تعريف. القيب: وجمعه و:ياب وغيوب ©} 0وهو كل ماغاب عنك } وهو أيضا كل مالغة : :الشك غيباوهو مأخوذ من مادة غابالقلوبيحصلا فعن العيون وإن كاغاب وتغيب الرجل:وغياہ با وغيبة وغيبوبة.ة وغربا ومغاب با ومغيبا.. وتغيب أي بطن سافر أو بان(". ؟ ما غاب علمه على الناس (.. أيضا هوعرفه الشيخ رشيد رض( أما اصطلاحا :فإنه لم نقف على تعريف للشيخ معمر له؛ لذا فنسنورد تعريف العلماء: بعض عرفه الشيخ اطفيش بأنه «ما لايدركه الحس ولا يقتضيه بدلالة العقل»<{} ويرى أن عالم الغيب يسبتحيل معرفته من غير سمع ونقل. ( - )1ابن منظور :لسان العرب، مج، 4ص.3301 ( - )2محمد بن علي رشيد رضا5391,-5681( :م) أحد أقطاب المدرسة الإصلاحية في مصر تلميذ الشيخ محمد عبد ورفيقه في الإصلاح، صاحب بلة المنار من مؤلفاته :الوحي المحمدي. (الزركلي :الأعلام ج. 6ص.)621 ( - )3رشيد رضا :الرحي المحمدي المطبوعات الحميلة، الجحزائر؛ 8891م،ث ص.802 ( - )4امحمد اطفيش :هميان الزاد إلى دار الميعادء ط، 1ج، 2مطابع سجل العرب‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة. عمان0891، م، ص.902-012 ( - )5امحمد اطفيش :تيسير التفسير، ج 2مطبعة عيسى البابي الحلي، نشر وزارة التراث القومي والنقافة. سلطنة عمان6041، ه۔ "6891ص.66 - 613 - أما عند الشيخ رشيد رضا فالغيب على قسمين :حقيقي وإضاني ::فالفيب الحقيقى :لايعلمه إلا ا لله ويمكن أن يظهره ا لله على بعض من يشاء من رسله دون أن يكون للكسب فيه من يد. وأما الغيب الإضافي :فيعلمه بعض الخلق دون البعض "الآخر بقدر الاستعداد الفطري والعمل الكسبي لكل واحد منهم. وهو عند الشيخ البوطي« :كل ما لا سبيل إلى الإيمان به إلا عن طريق الخبر اليقين»، كما يرى أن المقصود بالغيب ف القرآن هو كل ما كان غائبا عن الحواس وبذلك فهو يدخل في معنى الغيب الإيمان بوجود ا لله تعالى والإيمان بالملائكة والإيمان بعالم اخر. هذا عن مفهوم الغيب وطريق البحث فيه ونأتي الآن إلى عرض آراء الشيخ علي معمر في مسائله: عالم الذيب:٭ +ثانيا :مراحل فى حقيقة الأمر إن المتتبع لما كتبه الشيخ معمر في هذا الحال يجده قد تخلى كثيرا عن الخوض ف القضايا المعقدة منه، وعرض الأدلة حولما، بل عالجخها كعادته بأسلوب بسيط حرص فيه على إيصال الرسالة للناشئة وإقناعهم بما سهل من الأدلة وقرب إلى مداركهم. وقد أطلق على المراحل الي يشتمل عليها عالم الغيب مصطلح "الحقائق المتزابطة"، وهو يعن بها :الموت والبعث والحساب والثواب والعقاب. ويرجع سبب تسميتها بهذا المصطلح لكون كل واحدة منها مرتبطة بالأخرى ومترتبة عليها، فالبعث مرتبط بالموت ومترتب عليه والحساب مرتبط بالبعث: ومترتب عليه والثواب والعقاب مرتبطان بالحساب ومتزتبان عليه. ( - )1رشيد رضا :الوحي المحمدي، صر.802 ( - )2البوطي :كبرى اليقينيات الكونية ص.103 ( - )3سمر أسرة :ص.681 - 713 - كما يربط الإيمان بعالم الغيب وحقائقه بالإيمان با له تعالى ورسوله فا وما اشتملت عليه رسالته حيث لا طائل من الإيمان با لله تعال ورسوله ثا دون الإيمان بعالم الغيب، وأن المنكر لإحدى هذه الحقائق الغيبية. يكون يعانه با لله فاسدا وغير مقبول لأن مسائل العقيدة الإلهية منها والغييية كلها متكاملة لايمكن الفصل بينها أو تجحزئتها في الإيمان بها. +.ثالثا :الإيمان بالموت والاستدلال على ثبوته: ‏ ٠لم يهتم الشيخ معمر بتعريف الموت وشرح ماهيت“& لكنه ركز على الإيمان بأن الموت حق» واكتفى في الاستدلال على ذلك « بكونها الحقيقة الظاهرة الي نشاهدها كل يوم»هث 3لذا فإنه يرى أن إمان الناس به شيء مسلم به، ولو لم يدع الأنبياء إلى ذلك، حيث أن دين ا لله تعالى لم يطلب من الناس إلا الإيمان بالحقائق(. ٭ رابعا :الإيمان بالبعث والاستدلال على ثبوته: لإثبات البعث اعتمد الشيخ معمر على أدلة عقلية بناها بناء فلسفيا على شكل مقدمات موصلة إلى نتيجة كما يلي: -الناس ينتهون إلى الموت طالت أعمارهم أو قصرتڵ دون أن ينالوا جزاء ماقدموه من خير أو شر. ( - )1سمر أسرة :ص.65 ( - )2يقول الشيخ محمد الغزالي متحدثا عن الموت« :يعلم الناس جميعا أن الموت نهاية حاسمة لكل حي، ومصير لابد أن ترده كل نفس. ولكن أكثرهم يأخذ عن الموت فكرة غامضة ويكون له صورة مغلوطة مشوهة... ربما كان الموت نومة طويلة كما أن النوم الذي نعرفه وفاة قصير... ولا يجوز أن نعد الموت إلا انتقالا من مكان إلى مكان لاينقص فيه إدراك المرء لحقائق الوجود. شيئا، ولايخفى إحساسه بها، بل قد يتضح ويزيد.ولو فهمنا تلك الحقيقة لما اكترثنا للموت، ولما تهيبنا الإقبال عليه، ولما شعرنا بالتوحس من بوادره ومواطنه»(. عقيدة المسلم :ص.)112-212 َ”( - (3سمر أسرة :ص.65 ( - )4المصدر السابق :ص.065 - 813 - -الناس لم يخلقوا سدى فكل عمل لابد أن يكون له جزاء يناسبه -ا لله لا يجازي الناس على أعماليم كل الخزاء في الحياة الدنيا» حيث يوحد كثير من الأشرار والظلمة يعيشون عيشة راضية لا يظهر عليها انتقام ا لله منهم. كثير من الصالحين والأخيار ييتلون بأنواع من البلايا دون أن يظهر حزاء ا لله لهم على أعمالهم الخيرة. -إذن فالنتيجة :أن هذه الحياة دار عمل فقط أما دار الجزاء فهي دار أخرى تكون بعد الموت‘ وفيها يجازى كل إنسان على قدر ما قدمه من أعمال الخير وأعمال الشر(". من الملاحظ أن الشيخ بنى مقدماته هذه على ملاحظاته لواقع الحياة الإنسانية وما تحمله من أشكال وأنماط معيشية وعلى تفاعل واختلاط )الإنسان بأخيه الإنسان. عدم مكافتته على عمله -ولاحظ الغاية من حلقه ثم لاحظفلاحظ فناء سواء خيرا أو شرا -في هذه الدنيا. كل هذه الملاحظات الي يمكن اعتبارها مقدمات بلغة الفسلفة و المنطق جعلته يتوصل إلى نتيجة منطقية بناء على ما سبق، أي أنه من الضروري وجود حياة أخرى يحكم فيها بالعدل والقسط على أفعال الإنسان في الأولى؛ إن كان خيرا فخيرا وإن كان شرا فشرا. ( - )1سمر أسرة :ص.75 ( - )2أطلقنا على ملاحظات الشيخ هذه مصطلخ "مقدمات" ثم ما توصل إليه مصطلح "نتيحة" - بلغة الفلسفة والمنطق -تجحوّزا فقط، إذ من المعلوم أن المقدمات والنتائج لما شروطها وصيغها وأشكالها(. يراحع في هذا الموضوع :محمود يعقموبي :المدخل إلى المقالة الفلسفية، ط5891، 3م٥‏ ص-. 61-72محمد علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ف الإسلام! ص.)282-682 - 913 - +خامسا :الرد على منكري البعث: لعل مسألة إنكار البعث كانت في الأمم السابقة منذ القديم رغم إثبات الأنبياء لها في كل مرة، حيث نجد القرآن الكريم يتعرض للمنكرين ويرد على دعواهم بدليل عقلي في قول ا لله تعالى :لإقال ممن يخي لعظام وهي رميم ة يحييها الزي أنشاها أول مَرَةٍ وَهْوَ بكُل خلق عَلِيمْه [يس.]87:97/ فبما أن ا لله تعالى قدر على إنشاء الإنسان لأول مرة من العدم، فكذلك بمقدرته أن يعيد تركيبه من جديد ويعيد خلقه ثم بعثه مرة أخرى ويعتبر هذا من الأعمال السهلة لمن يخلق الشيء من العدم لأول مرة. كما أن المرحلة المكية من تبليغ الرسالة المحمدية الشريفة شهدت جدالا ونقاشا حادا بين المشركين وبين الرسول فقه حول مسألة البعثه'‘ وقد سجل لنا القرآن مشاهد منها في تلك الأسئلة الي كان يحاجج بها هولاء المشركون رسول ا لله قا 2حيث يقول ا لله تعالى :لإوقالوا أذا كنا عطَامًا وَرقانا اءنا لَمَبْعُوثُون حَلْقا جدريدامه [الإسراء. ]94/لإوقاوا ما هئ إلا حياتنا الأنا نموت ونحيا وما لكنا إلا الأهرهه [الجانية.]42/ فكان القرآن الكريم يجيب على هذه التساؤلات بأدلة عقلية ينبه فيها الإنسان إل إمكانية البعث بعد الفناء حيث يقول ا له تعال :فقل كونوا حجارة ؤ حَريدًا ؤ حَلقا مُمًا يكبر في صدوركم قَسَيقولون من يشميثنا قل الزي قَطَركم ,أول مرق [الإسراء. ]05315/لأول يروا ث اللة الذي خَلَقَ السُمَاوات والأرض ولم غي بخلقهن بقاير علىا أن ييخيي الموتى بنى إنة على كل شَيْء قرير م,> ه۔,و ش>‏ ٠وآك ,۔ م ۔ه آ ‏٩.٤]»“ ى.؟مه ه م [الأحقاف.]33/ ( - )1رؤرف شلي :منهج القرآن الكريم في إثبات العقيدة الإسلامية. ص-. 151-851الغزالي: عقيدة المسلم؛ ص.222-522 - 023 - وقد اتبع الشيخ معمر منهج القرآن نفسه في الاستدلال على إثبات البعث، حيث رأيناه يعيد صياغة الدليل القرآني على شكل تساؤل كما يلي« :ولكن كيف ينال الناس جزاءهم على أعمالهم وهم قد ماتوا؟. فيجيب :ا لله الذي خلقهم من العدم قادر أن ييعث فيهم الحياة من جديد»«' &0ليحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم. ثم يقرر بأن هذه الحقيقة هي ما تدعو إليها الأديان جميعها، وما اشتملت عليه الرسالة امحمدية، حيث يلزم على المسلم أن يعرف أن جميع المخلوقات سوف تفنى© وأن الحياة على الدنيا ستنتهي ثم يعيد ا لله تعالى بعث المخلوقات من جديد محاسبتهم على أعمالهم وجزائهم عليها. أما ما يتعلق بقيام الحجة على الإيمان بحقائق يوم القيامة فإن الشيخ معمر يرى أن الحجة تقوم فيها بطريق النقل ثم العقل، فالمنهج الذي سلكه في إثبات البعث وفي وجوب وجود دار أخرى يتلقى فيها الإنسان جزاء عمله كل هذا يعتبر حجة وما ورذ إلى الإنسان من أخبار عن يوم القيامة وعالم الغيب بصفة عامة عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية فيعتبر حجة نقلة سماعية. ٭ +سادسا :الثواب والعقاب: يرى الشيخ معمر أنه من الواجب على المسلم أن يعرف أن الله رتب على طاعته ثوابا ورتب غلى معصيته عقاب. ثم يذهب ف الاستدلال العقلى على عدالة مقابلة الطاعة بالثواب. 77 يعطي مثالا بالابالمعصية بالعقاب بما يعتاد عليه الناس ق هذه الحياة حيث ( - )1سمر أسرة :ص.75 ( - )2المصدر السابق :ص.85 ص.67( )3۔ سمر آسرة: - 123_: 2 والمدرس والحاكم؛ الذين يسرون ويكافتون من يطيع أوامرهم ويعمل بها ويستاؤون ممن يعصي أوامرهم ولا يشل لها، ثم يعاقبون على ذلك كلا على حسب قدرته والوسائل المتاحة له. وما أن هذا ما يقبله عقل الإنسان ويراه معقولا أن يعامل به في الدنيا ممن هو. مثله من بي البشر؛ فكيف لايكون ذلك ممكنا معقولا في معاملة رب المخلوقات لعباده في [ثابتهم على أعمالهم وعقابهم على عصيانهه"". +سابعا :الجنة والنار والمسائل المتعلقة بهما: العقيدة والكلام مثل: -مسألة وجود الحنة والنار منذ خلق الإنسان أو أنهما سيوجدان يوم القيامة. -مسألة مكان الحنة والنار لمن يقول بوجودهما منذ خلق الإنسان. دوامهما.والنار أوفناء الحنة _-مسألة وقد اقتصر كلامه حولهما باعتبارهما مترتبتين ومرتبطتين بعمل الإنسان مباشرة، وهما تنزجمان عمليا معنى الثواب والعقاب، حيث يقول« :إن ا لله جل ‏ ١لله بالحنة ومن عصاهجازاهامتثل لأمرهفمنمعصيتهوعلا أمر بطاعته ونهى عن عاقبه بالنار ». ولعل هذه المسائل الي أثيرت حول الحنة والنار تعتبر من الجزئيات ومن الفرو ع من الأدلة وبنظرته إل بعض كلياتيما ثبت لديهالعقدية؛ ال اجتهد كل عا ( - )1المصدر السابق :ص.67 ( - )2سمر أسرة :ص.77 _3 22- لكن كل المدارس الإسلامية متفقة في أصل الموضوع؛ وهو ما تمثل في التصديق الناروثوا با للمطيعين والموفين بدين ‏ ١لله وكونالحنة مأوىوكونبالحنة والنار© مأوى ومصيرا للمشركين وللعصاة وعقا با هم مخالفتهم أوامر ا لله تعال. ومن المناسب أن نورد تعريف العلماء للجنة والنار ثم نقف بإيجاز على آراء هذه المسائل:المدارس الكلامية حول -1تعريف الحنة والنار: الجنة لغة :الحديقة ذات الشجر والنخل وجمعها جنان، وهي من الأجنان :وهو الستر لتكاثلف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها"". النار لغة :مأخوذة من أصل للمادة "النور" بالضم أي الضوء أو الشعاع وتحمع على أنوار، نيران، ويشتق منها :نار، نورا، استنار، نوّر، تنوّر. والنار مفرد وتذكر جمعا أنوار ونيران(“.. جهنمفهي معنى القعر البعيد 0ويشتق منها الجهام } وسميتأما كلمة جهنم: لبعد قعرها 3وقيل أنها كلمة أعجمية وهي دالة على النار الي يعذب الله بها ني الآخرة، وبذلك فهي لا تعرف بالألف واللام ولا تؤنث بالتا. واصطلاحا :يعرفهما الشيخ اطفيّش بقوله« :داران إحداهما ثواب لأولياء ا لله تعالى بما فيها من قصور وأنهار وخيرات ونعيم وهي الحنة} والثانية وهي النار عقاب لأعداء ا للك نار وقودها الناس والحجارة»(. .815( = )1ابن منظور :لسان العرب، مج،1 ( - )2الفيروزبادي :القاموس المحيط ج، 2ص.551 ( - )3اين منظور :لسان العرب، مج، 1ص.525 ( - )4امحمد اطفيش :الذهب الخالص‘ ص.51 _ 2مسا له وحود الحنة وا نا ص أوعد مهما : يذهب جمع من العلماء من الإباضية والأشاعرة إلى أن الجنة والنار موجودتان بعضها :بجملة أدلة هذهعلى ذلكويستدلونالآن قول! ا لله تعالى« :سَارغوا ل مغفرة من ربكم وجنةة عرضها لسُمَاو ت وم والازض أعأت متنه آل ا عمران. 3 /قان :عو ولن تَفْعَلوا قاتقوا النار التي وقوفها الناس والحجارة أعمئت للكافرينكه [البقرة }]42/فكلمة أعدت ى الآيتين دالة على وجودهما الآن، ومما يدل على وجودهما كذلك ما رواه القرآن الكريم من قصة سيدنا آدم التنقل وحواء وعيشهما في الجنة قبل نزولهما إلى الأرض حيث يقول ا لله تعالى مخبرا بذلك :لإوقلنا يا ءادم اسكن اانت وَرَوْجُك الجنة [البقرة.]53/ ا عما رآه في ليلةومما يدل على ذلك من السنة النبوية حديث رسول الله الإسراء والمعراج واطلع عليه من مشاهد من الحنة والنار("‘. وقد ذهب بعض علماء المعتزلة إلى أن الحنة والنار غير موجودتين الآن وأن وجودهما يكون في الآخرة واستدلوا على ذلك بجملة من الأدلة منها قولهم: لوكانتا موجودتين لفنيتا بقيام الساعة مع :سائر المخلوقات، وردوا على دليل قصة آدم بكونه في الجنة قبل نزوله إلى الأرض فقالوا إن المقصود بالجنة بستان موجود على ربوة وأنزله ا لله تعالى إلى الأرض بعد عصيانه“. ( - )1السالمي :المشارق، صر-. 872-082الإيجي :المواقف في علم الكلام نشر عالم الكتبث، بيروت -لبنانء دت، ص-. 473-573إبراهيم البيحوري :حاشية تحفة المريد على متن حوهرة التورحيد، مطبعة مصطفى البابي الحلي! مصر7431، م، صر.801 ( - )2منهم :القاضي عبد الجبار وأبو هاشم. انظر :القاضي عبد الجبار :فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة. تح :فؤاد سيد، ط 2الدار التونسية للنشر بتونس والمؤسسة الوطنية للكتاب بالخزائر3 6ه6891 -م. ص-. 27البيحوري :حاشية تحفة المريد ص.801 ( - )3الجعبيري :البعد الحضاري ج. 2ص.896 - 423 - كما أن من علماء الإباضية من توقف في المسألة، منهم الشيخ خميس الرستاقي العماني؛ حيث يقول« :إن الحنة والنار حق ونؤمن بذلك، ونرد علم ذلك إلى ا لله «زوإلنه يرجع ‏ ١لاشهجميع حلقه(يقصد وجودهما أوعدمه) وهو العا كلفه [هود. »]321/ -3مسألة تحديد مكازالجنةوالنامر يرى الشيخ اطفيش أن الجنة والنار ييعدان عنا بعدا حسا ومعنويا ويوجدان في خارج العالم، أما دليله على ذلك فهو وصف القرآن للجنة بأن عرضها مثل عرض السماوات والأرض» كما يرى مع غيره من العلماء أن ونجد الشيخالجنة فوق السماوات السبع وأن النار تحت الأراضين السبع البيجوري يرى أن تفويض الأمر لعلم ا له تعالى هو القول الأسلم والحق في المسألة حيث يقول« :والحق تفويض علم ذلك إلى اللطيق الخبير، وإلى القريب من هذا ذهب الشيخ السالمي الذي يرى أن الخوض في هذه المسألة هو قول بلا دليل؛ فلا دليل منالكتاب أو السنة يحدد مكانهم(. وإن كان الشيخ البيجوري رفض تحديد مكانهما وفوّض ذلك إلى ا له تعالى؛ فإننا نجده في مقابل ذلك يقسم كلا من الحنة والنار إلى سبعة طبقات ثم يسمي كل طبقة باسمها ولأي صنف من الناس أعدت هم(. (- )1خميس بن سعيد الرستاقي :منهج الطالبين وبلاغ الراغبين، تح:سالم الحارثيس ج \1وزارةالتراث القومي والثقافة} المطابع العالمية ,روي -سلطنة عمان، الطبعة الثانية141 :. ه3991-مء ص.525 ( - )2امحمد اطفيّش :هميان الزاد إلى دار الميعاد ج. 3ص-. 272-483البيحوري :تحفة المريد. ص.801 ( - )3إبراهيم بن محمد البيحوري( :ت 0681م) عالم مصري شافعي المذهب‘ درس بالأزهر وتقلد حج 1ص.)622رئاسته فيما بعد سنة 7481م (الجعبيري :البعد الحضاري ( - )4البيحجوري :حاشية تحفة المريد ص.801 ( - )5السالمي :المشارق ص.972 ( - )6البيحوري :حاشية تحفة المريد ص.801 - 523 - -4مسألةفناء المحنة والنام أدووامهما: نستطيع أن نميز في المسألة رأيين: -1رأي يقول بفنائهما وينسب إلى فرقة الجهمية -2رأي يقول بعدم الفناء والدوام الأبدي غير المنقطع؛ وهو ماعليه جمهور المدارس الكلامية". ومن الواضح أن القول الأول شاد أما القول الثاني فقد استدل علبه أصحابه جملة من الأدلة هذا ملخحصها: الآيات الكثيرة في القرآن الكريم الدالة على خلود أهل الحنة في نعيمهم وخلود أهل النار فى عذابهم. مثل قول ا لله تعالى :لان اللزين كفروا همن أمل الكتاب والمشركين في تار جَهَسُمَ حَالدينفيهآ أويك هم شو البريئة !إن الين امنوا وَعَلوا الصالحات و ويك هم حَيْر البريئة جَزآؤهُم عند ربهم جنات عَان تجري من تَحيهَا النهار خالدين فيهآ بذا [البينة.]6-8/ ومن السنة استدلوا بقول الرسول قا« :إذا صار أهل الحنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار. جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنارى ثم يذبح ثم ينادي مناد :ياأهل الحنة لا موت فيزداد أهل الحنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم»(. من الواضح أن علماء الكلام قد ذهبوا شأوا بعيدا في البحث عما يتعلق بالجنة والنار؛ من حيث وجودهما ومكانهما، وخاضوا في أمور كان بامكانهم السكوت والكف عنها -إلا بالقدر اللازم، -واتسمت أدلتهم فيها ج. 2ص. 107( - )1الجعبيري :البعد الحضاري ( - )2البخاري :كتاب الرقاق :رقم. 2816 : - 623 - بعدم الصراحة والدقة؛ فكانت عبارة عن محاولة لفهم النصوص على وجوه معينة، وأحيانا تأويلها بما لا تحتمل. ولعل هذا أكبر دلالة على أن هذه المسائل ليس من أصول العقيدة الي يجب على المسلم أي يعتقد فيها برأي دون الرأي الآخر، كما أنها مما يجوز الاختلاف وتعدد الرؤى حوفا، وهذا مارأيناه فعلا بين علماء المدارس الإسلامية، بل ورأيناه داخل المدرسة الواحدة. ويمكن أن نعتبر عدم خوض الشيخ علي معمر في كل مادار من نقاش حولها نقطة إيجابية له، فكف قلمه عنها واكتفى بربط الحنة والنار بعمل الإنسان، وبكونهما جزاء لما عمل وقدم في الحياة الدنياء حيث يكمن في هذا البعد العملي لهذا الأصل ومن جهة أخرى لاننسى أن مخاطبته للناشئة لها حظها في توجيه مناقشته للمسائل العقدية وفق هذه الصورة بدل الصور الأخرى. ‏ 4٩ثامنا :مفهوم الصراط: تعددت آراء علماء الإسلام حول مسألة الصراط بين من يراه حسيا ماديا بمعنى وبين من يراه أمرا معنويا بمعنى اتباعالطريق أو المسلك كما يفيد معناه اللغوي( ا نهج ا لله القويم أو شريعة ا لله تعالى. والمدرسة الأشعري(“}وقد ذهب المذهب الأول كل من المدرسة السلفية وبعض علماء الإباضية(، حيث اعتبروا الصراط( جسرا ممدودا على جهنم» يعبر ( - )1ابن منظور :لسان العرب، مج 23ص.034 ) - (2ابن أبي العز شرح الطجارية. ص.964-074‏٠ ( - )3ابن باديس :العقائد الإسلامية. ص-. 79البوطي :كبرى اليقينيات الكونية. ص.353-453 ( - )4يذكر الشيخ السالمي أن هؤلاء العلماء من الإباضية جمعوا بين رأي مذهبهم وهنا المذهب وهم :الشيخ هود بن محكم الهمواري، أبو القاسم اليرادي، إسماعيل الخيطالي، امحمد اطفيش(. المشارق :صر.)782 ( - )5يعرف الشيخ البوطي الصراط قائلا« :هو الخجسر الذي ينصب على نار جهنم يوم القيامة - 723 - ودخل الجنة ومناعتبر ناجياعبورهالقيامة ( فمن استطاعيومفوقه كل الناس يستطع فإنه سيسقط ويهوي في جنهم. وقد استدلت المدرستان على ما احتوى عليه القرآن الكريم والسنة النبوية من آيات وأحاديث فى الموضوع. مثل قول ا لله تعالى :لوين منكم ,إلا وَارثقا كان ‏ ١لظا لمن فيها جشا؛هحَتَمًا فما ;ثم نجي ‏ ١لين ر اوزعَلَى' ربك [مريم. ]127 /لولو زشآء لَطَمَسْنا عَلَى" أععيينهم ستَبقو ‏ ١لصّرا ط قانا نصيرُوتمه [يس.]66/ ن :يمرومن السنة الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري «قال :قال الرسول الناس يميناوخطاطيف تختطفالناس على جسر جهنم وعليه حك وكلاليب وشمالا، وعلى جنبيه ملائكة يقولون :اللهم سلم اللهم سلم، فمن الناس من يمر مشل الرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس ابحري ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبو حبوا ومنهم من يزحف زحفا"). وإلى قريب من هذا الرأي ذهب القاضي عبد الجبار المعتزلي ؛ حيث اعتبره طريقا بين الحنة والنار يتسع لأهل الحنة ويضيق على أهل النار“. وذهب المذهب الثاني جمع من جمهور علماء المدرسة الإباضية وبعض علماء المعتزلة حيث رأوا أن الصراط يدل على الاستمساك بالدين واتباع شريعة ا للك فيجتاز عليه الناس مع اختلاف مذاهبهم وأضرابهم وتفارت درجاتهم»(. كبرى اليقينيات الكونية :ص.)353 ( - )1أحمد :باقي مسند المكثرين :رقم.61801 : ( - )2القاضي عبد الحبار :شرح الأاصول‘ :ج 25ص.963-073 ( - )3الجعبيري :البعد الحضاري" ج 23ص.907 ( - )4يذكر القاضي عبد الحبار ذلك قائلا« :وقد حكي في الكتاب عن كثير من مشايخنا أن الصراط إنما هو الأدلة الدالة على هذه الطاعات الي من تمسك بها نجا وأفضى إلى ربه. والأدلة الدالة على .3ص07ج.2الخمسة:النار » (. الأصولواستحق من ‏ ١لله تعالمن ركبها هلكالمعاصي الق - 823 - وذلك اعتمادا على مفهوم الصراط في القرآن الكريم، مثل قول ا لله تعالى« :اهدنا الصَرَا ط السنيه صرا ط الذين أمست عليهم [الفاتحة &]607/وكذا بتأويل الأحاديث الواردة في الموضوع بما يتناسب مع مفهومه م للصراط وذلك لكونها أحاديث أحادية لاتوجب الاعتقاد أما الشيخ السالمي فيرى أنه ينبغي إبقاء الأحاديث على أصلها من غير تعرض لردها، وتفويض الأمر إلى ا لله تعالى( كما يخرج الشيخ اطفيش المسألة من الأصول العقدية ويعتبرها مسألة فرعية} لذا فإن الخلاف في حقيقته لا يجيز تخطئة المخالف ولا تكفيره ولا الحكم عليه بالشرك. أما عن الشيخ علي معمر فإنه اتبع رأي جمهور مذهبه، فيرى أن الصراط «طريق الإسلام ودين ا لله الذي ارتضاه لعباده»(“‘} وأنه ليس بالطريق الحسي فوق جهنم وتبعا لرأيه قام بتأويل الحديث الوارد في الموضوع والواصف الصراط بكونه أدق من الشعرة وأحد من السيف© فرأى أنه يقصد بذلك صعوبة الاستمساك بالإسلام وعسر التقيد بنهج ا لله القويم وسط الشهوات المتلاطمة والرغبات المحاحة والفتن المتنوعة(. بحسيم الصراط حتى رسموا لهالشيخ من أمر من ذهب بعيدا فويستغرب صورة تكاد تكون هزلية، فاعتبروه جسرا فوق جهنم، يتسابق الناس عليه فمن فاز في عبوره د خل الحنة ومن أخفق كان مصيره إلى النار وهم ق ذلك بحسب أعمالهمض فيرى أن مثل هذا التصور ينبغي أن يزاح اليوه“. ومن الغريب أن يعتمد الشيخ في نفي هذا التصور على استعمال العقل والمسألة متعلقة بعالم الغيب، وهو الذي أقر من ذي قبل أن الحجة تقوم في الغيييات بالنقل ( - )1السامي :المشارق ص.482 ( - )2ونتن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.281 « - )3الاباضية دراسة مركزة :ص.85 ( - )4المصدر السابق :ص.85 ( - )5الاباضية بين الفرق :ص.482 - 923 - دون العقل» حيث كان اعتماد هؤلاء على ماورد في الموضوع من الأحاديث النبوية، كما أنه لم يتعرض إلى تأويل بقية الأحاديث الي أنت واصفة الصراط وكيفية مرور الناس عليه، و لم يين لنا موقفه منها، و لم يعمل على توضيح رأي مذهبه الذي رة الاستدلال بهذه الأحاديث لكونها آحادية لاتوجب الاعتقاد. والشيخ كذلك لم يبد لنا موقفه من الآيات الأخرى الي يفهم من ظاهرها أن الصراط شيء حسي مادي مثل قوله تعالى(« :قاستبقوا الصراط قنا تنصيروثهه [يس }]66/وهو مارآه أصحاب الموقف الأول دليلا على ماذهبوا إليه. ولعل من الأاصوب حسب راينا في التعامل مع هذه المسألة ما قاله وذهب إليه الشيخ اطفيش وغيره من اعتبار هذه المسألة من الفروع العقدية الي لا ينبغي لطرف أن يلزم الطرف الآخر أو يخطئه أو يحكم عليه بالكفر ما دامت الأدلة متجاذبة بين الطرفين. ٭ +تاسعا :مفهوم الميزان: من القضايا الغيبية العقدية الي تعددت حوها آراء المدارس الكلامية مفهوم الميزان الذي توزن به أعمال العباد يوم القيامة أثناء حساب الله لهم والذي به يحدد مصير الانسان إلى الحنة أم إلى النار؟. وكانت التساؤلات المطروحة كما يلي: -ما طبيعة هذا الميزان؟ أهو ميزان مادي حسي كما هو معهود عند البشر؟ أم هو شيء معنوي© يقصد به الدقة والعدل والانصاف؟ ثم إذا كان ماديا. فكيف توزن فيه الأعمال الي هي شيء معنوي؟ وهل من الممكن أن تنقلب هذه الأعمال إلى أشياء مادية هي كذلك؟ حتى يتمكن من وزنها وتقييمها. - 033 - هذا ما تطرق إليه علماء الكلام في مسائلهم ومناقشاتهم، ونشير أن الميزان في اللغة :مأخوذ من مادة "وزن" وزنا، وزنة، والميزان الآلة الي يوزن بها الأشياى .. إذا قدر الشيءوزنويقالومعنى الميزان العدلوجمعه موازين: ونستطيع أن نميز قى الموضوع ثلائة آراء بارزة : -1ما ذهبت إليه المدرسة السلفية إلى كونه جسما ماديا له كفتان كالميزان اللودروف لدى عامة الناس. واستدلوا على ذلك بالحديث الوارد في الموضوع والواصف له، حيث جاء فيه« :فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطالت السجلات وثقلت البطاقة». -2ماذهبت إليه المدرسة الأشعري والقاضي عبد الحبار من المعتزلة( معتبرين لا تحتمللآيات عديدة تخبر عنه وهيأن الميزان حق يجب الامان به مصداقا ضنطع الْمَوَازينَ القسط لم قيامة [الأنبياء74]3/التأويل مثل قول ا لله تعالى: للوزن تؤتيالحَق 4الاعراف/ه قمن قت توازناوتيف مم ‏٥ و مى جَهَنمفحَقت موازيمنهه قَأونيك ‏ ١لزين خسروا 1‏ ١لمُفلخُونن : خالذون4ه [المومنون.]201-301/ ( - )1ابن منظور :لسان العرب، مج. 3ص.029-129 ( - )2ابن أبي العز :شرح الطحاوية. ص.274 ( - )3ابن باديس :العقائد الإسلامية. ص-. 69البوطي كبرى اليقينيات‘ ص. 153-253وهو يرى كذلك أن الأعمال الي هي أمور اعتبارية تخلق على شكل أجسام لها ثقل وأبعاد حتى توزن، واستدل على رأيه بقول الله تعالى« :وَهُم يحملون أوزارهم عَلى' ظهورهم ,ألا سَآء ما روته [الأنعام.]13/ (- )4يرى القاضي عبد الحبار أن الآيات الواردة في الميزان ينبفي حملها على ظاهرهاء فالميزان حق كما تعارف عليه الناس، وليس المقصود منه العدل‘ لكن دون الخوض في تفاصيل المسألة. ورأيه هذا يوافق إلى حد بعيد ماذهب إليه الأشاعرة(. الأصول الخمسة: ج. 2ص.)763-863 -. 133 - لكن ينبغي الامساك عن تعيين نو ع هذا الميزان وجوهره وكيفيته وهل هو ميزان واحد للخلائق أم هو موازين متعددة} ويقال أنه كما أخبر به ا لله تعال(". 3ما ذهبت إليه المدرسة الإباضية( باعتبارهم الميزان شيئا معنويا وهو دلالة على حساب الناس بالقسط والعدل والدقة، وفق قوله تعالى :ظوتضع الْمَوَازين التسلط ليؤم القيامة قل نظم نفس شيمامه [الأنبياء }]74/ويرى الشيخ اطفيش أن الأعمال لا تنقلب أجساما فلا يمكن وزنها بمميزان مادي كما يرى أن المسألة ليست من الأصول العقدية ال يقطع فيها عذر المخالف أو يكفر بذلك“. وإلى موقف مذهبه ذهب الشيخ معمر، حيث يقول< :الميزان ليس حسيا، وإنما هو الفصل الحق بين أعمال الخلق»(‘. والشيخ أغفل الرد على الأدلة الي اعتمدها الطرف الآخر و لم نقف له على أدلة تفصيلية في المسألة، إلا أننا نجده يستغرب ممن ذهب بعيدا في الوصف التجسيمي هذا الميزان حتى جعل منه صورة هزلية أو بهلوانية فجعل له كقتين ولسانا، ثم ذهب في تحديد كيفية وقوع الوزن. ثم يرى أن مثل هذا التصور ينبغي أن يزاح عن الأذهان قي عصرنا هذاك ذلك أن العلم البشري استطاع أن يكشف أنواعا من الموازين لقياس الذكاء والعقل لم يبلغ إليها خيال الناس في تلك العصور الماضية فكيف توصف موازين ا لله تعالى بتلك البساط. ( - )1البوطي :كبرى اليقينيات الكونية. ص.153-253 ( - )2السالمي :المشارق" ص.382-482 ( - )3امحمد اطلفّش :هميان الزاد إلى دار المعاد. ج، 1ص.104-604 010 ( - )4الإباضية دراسة مركزة :ص.85 ( - )5الإباضية بين الفرق :ص.482-582 ( - )6المصدر السابق :ص.482 - 233 - ومن الغريب هنا كذلك أن يعتمد الشيخ معمر في الرد على الرأي الآخر على استدلال عقلي مب على ما وصل إليه علم الإنسان وهو ييحث مسائل عقدية غيبية لايستطيع المرء الإدلاء فيها برأي إلا بمقدار ما يجد بين يديه من نصوص شرعية مصدرها النقل وهو قد أقر من قبل أن مصدر المعرفة في الغيبيات هو النقل بالدرجة الأولى. وفي آخر كلامه عن المسألة وجدناه يحاول الجمع بين الآراء فهو يرى أن كلا من المدرسة الإباضية ومدرسة أهل السنة من الأشاعرة والسلفية متفقون على أن ا لله تعالى يوم القيامة سيفصل بين عباده بالحق وأن قوله هو الفصل وأن حكمه العدل، فيكفي هذا القدر من الاتفاق للقاء بين المسلمين في المسألة". هذا عن تعريف الغيب ومراحله الن كانت تدرس الأصل العقدي المعروف باليوم الآخر. ومن المعلوم أن هنالك مواضيع أحرى تدخل في الغيبيات لا يمكن لنا أن نغفل اعن دراستها، وهو ما يتمثل في الوعد والوعيد وف الملائكة. فسنفرد كلا منهما حث خاص ضمن هذا الفصل. : ( - )1المصدر السابق :ص.482-582 - 333 - المبحث الثان الرعد والوعيد ٭+تمهيد: الوعد والوعيد أصل من الأصول العقدية عند الإباضية وهو أحد الأصول الخمسة عند المعتزلة. كما أن المسائل الي نوقشت فيه تعد من القضايا الأساسية عند كل الفرق الإسلامية الأخرى وذلك لتعلقها بمصير الإنسان. كما شهدت الساحة العلمية الإسلامية مناقشات حول مسائل" منذ الوهلة الأولى بعد وفاة الرسول ثم بدأت الآراء تتبلور مع مرور الزمن واتخذت المدارس الإسلامية مواقف تحاه كل ما أثير حولا. وقد كان الكلام منصبا بالدرجة الأولى على ماينتظر الإنسان من الثواب والعقاب في الآخرة جزاء على ما قدمه من أعمال في هذه الدنيا؛ إن خيرا فخيرا وطرحت ي هذا عدة تساؤلات نستطيع إجمالها ق ما يلي :وإن شرا فشرا قهل هو صادقوبصيغة أخرى:بوعده ووعيده6 -هل ‏ ١له تعال موف إنفاذ وعيده كما هو صادق في إنفاذ وعده؟ وكنتيجة لهذا التساؤل يطرح التساؤل الثاني : مع الكافرين ق -هل صاحب الكبيرة مخلد ق النارك وهل هو مع المومنين أم أحكام الدنيا والآخرة، أم هو في منزلة غير هاتين المنزلتين؟ ( - )1إشارة إلى مادار من نقاش حول مسألة مرتكب الكبيرة والحكم عليه ني بجلس الحسن البصري وتلميذه واصل بمن عطاء. وقبل ذلك حكم الخوارج على مرتكب الكبيرة. وما ترتب عليه من المسلمين. دماء واستحلالخروجهم على السلطة الأموية. - 433 - وقبل معرفة كل هذا ينبغي بنا أن نقف على التعاريف اللغوية والاصطلاحية للوعد والوعيد: تعريف الوعد والوعيد:‏ ٠أولا: الوعد لغة :مأخوذ من مادة "وعد" ويشتق منها :وعد موعد موعدةء موعود، موعودة، وهو من المصادر اليي جاءت على وزن مفعول ومفعولة، كما أن له عدة معان مثل :العهد كما في قول الله تعالى :لفا خلَفتم موعدي قالو م أخلَفَا معمدك بمَلكِنام [طه، ]68-78/والفرس الواعد :الي تعدك جريا بعد جري وأرض واعدة :الي تعد بالنبات وسحاب واعد :الذي يعد بالمطر". ويعرفه الشيخ معمر بأنه إجراء الخير. وني الاصطلاح :يعرفه بقوله« :الوعد في الدنيا معناه تقرير الثواب وفي الآخرة هو تحقيقه»<. أما ا لوعيد لغة :التوعد والتهدد © ويقال :أوعده وتوعده، وهو مشتق من نفس يقالوعندما يستعمل للشر يصبح أوعد باضافة الألف والباء؛ كأنالمادة "وعد" أوعد بالسجن(. ويعزفه الشيخ بأنه إجراء العقوبة. وني الاصطلاح« :الوعيد في الدنيا هو تقرير العقاب وفي الآخرة هو تنفيذه» (.60 ( - (1اين منظور :لسان العرب ج، 3ص.059-159 ( - )2سمر أسرة :ص.291 ( - )3المصدر السابق :ص.291 ( - )4ابن منظور :لسان العرب، ج 35ص.159 ( - )5سمر أسرة :ص.291 ( - )6المصدر السابق :ص.291 _ - 533 ويعرفهما صاحب قاموس الشريعة الشيخ جميل السعدي العماني" يقوله: الوعيد :هو ماالأخرة وهوحق.«الوعد :هو ماوعد ‏ ١لله أهل طاعته من الثواب ق الآخرة وهو حق».أوعد ‏ ١لله أهل الكفر والمعاصي من العقاب ق نرى أن تعريف الشيخ معمر احتوى على شطر دنيوي وآخر أخروي، حيث يكون تقرير الخير والشر في الدنيا بإعلام ا لله تعالى به عباده، أما إنفاذ وتطبيق ما أعلم به -وذلك بالجازاة ثوابا أو عقابا -فهو أمر أخروي. و ل نقف للشيخ على توضيح أو شرح لتعريفه؛ حيث اكتفى بهذا القدر من ببيان أثرهما العملي في الآخرة؛ المتمثل في إنفاذ وعد المتقين بإثابتهم بالجنة والنعيم ويإنفاذ وعيد المشركين والعصاة بعقابهم بالنار والجحيم. لكن المدارس الإسلامية كان أمرها مع هذه المسألة مختلفا تماماء حيث نال الموضوع اهتماما خاصا في الدراسات الكلامية} فنجد المدرسة الاعتزالية مثلا تعتبره اللورضوع بأكثر دقة وتعمق وتناولت كلوقد. عابجتأحد أصولا الخمسة( ف المسائل المثارة والمطروحة فيه. والشيء نفسه نلحظه في المدرسة الإباضي في تفصيلهم الحديث عن القضية وفي توضيح آرائهم وقناعتهم حولها وني ردهم على الآراء المخالفة هم، والشيء نفسه يقال عن المدرسة الأشعرية. نحاول أن نقف الآن بعض الشيء مع النقطتين اللتين أثارتا النقاش وتعددت وهما :حولهما الرؤى لننظر آراء المدارس الكلامية حولا ( - )1حميل بن خميس السعدي :من علماء الإباضية بعمان في ق31ه91 -م. مقدمة كتابه :قاموس ‏٠:الشريعة٬‏ ج ©1صك. ) - (2جميل بن حميس السعدي :قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة، ج، 6مطابع دار جريدة عمان للصحافة ولنشر، سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة 38910 ,صك. ( - )3القاضي عبد الحبار :شرح الأصول الخمسة، ج، 2ص.562-333 ( - )4كذلك تعتمر المدرسة الإباضية الوعد والوعيد أحد أصولها التسعة. كما هي مذكورة مثلا في كتاب أصول الدين للشيخ تبغورين بن عيسى الملشوطي، و غيره من المصادر. - 633 - 1-مسألة إنفاذ الوعد والوعيد أو عدمه. النار أو عدمه.قالكبيرةمرتكبمسألة حلود-2 ‏ 4٩ثانيا :مسالة إنفاذ الوعد والوعيد: ذهب كل من الإباضية والمعترلة" إلى أن ا لله تعال صادق في وعده كما هو صادق في وعيده، واستدلوا على رأيهم بجملة من الأدلة. وذهب الأشاعرة إلى أن ا لله تعالى ينفذ وعده ويمكن أن يخلف وعيده“ واستدلوا هم كذلك بجملة من الأدلة. أما عن رأي الشيخ معمر فإن من تعريفه للوعد والوعيد يتضح أنه لم ير غير رأي مذهبه، قي أن ا لله منفذ وعده ووعيده، وذلك يفهم من قوله أن الؤعد في الآخرة هو تحقيقه، وأن الوعيد في الأخرة معناه تنفيذه. وقد أتى بتعريف موجز من دون أن يورد أدلة على رأيه ولا أن يرد على القائلين بخلاف ذلك أو يناقش أدلتهم، ولعل تطرقه للمسألة في معرض يحاطب فيه الناشئة والشباب جعله يغض الطرف عن هذا الجانب؛ لكونه عثل نقاشا بين العلماء وأهل التخصص دون غيرهم من عامة الناس. ومن الضروري حتى تنتضح رؤيته أن نورد بعض أدلة القائلين بإنفاذ الوعيد: من القرآن الكريم قول ا لله تعالى :لما يتدل القول ليئ»ه [ق« ]92/فل نحَذتم عند ا لعلَههْدًا قل يخلف ا لله َهْدة البقرة }]08/ربا إنك جَامغ [آل عمران © ]9/فدلت الآيةلناس وم ل رب فيه ن اللة لاً يخلف معاة لأول على أن الحكم عام على كل قول من الله تعالى ولا دلمل على تخصيصه ( - )1أبو عمار :الموجز، ج -. 401-501 2الجنارني :كتاب الوضع ص -. 32الجعبيري :البعد الحضاري، ج. 2صر-. 725-835القاضي عبد الجبار :شرح الأصول الخمسة. ج. 2ص-562 -. 3احمد صبحي :في علم الكلام (المعتزلة)ء ج، 1ص.751-851 -الإيجي :المواقف، ص..673 - 733 -32 وتقبيده. ودلت الآية الثانية على أن خلف الوعد عند ا لله تعالى محال؛ لتضمن الآية أداة النفي "لن". ودلت الآية الثالثة اليي هي دعاء الراسخين في العلم على أن الوفاء بالوعد والوعيد وعدم خلفهما من صفات الألوهية". وقد اهتم المعتزلة بالاستدلال العقلي على القضية فظهر عندهم مصطلح "الاستحقاق والأعواض" حيث يرى المعتزلة أن اليوم الآخر يحكمه العدل الإلهي المطلق، فإذا كانت الموازين مختلفة في الدنيا بالشرور والمحن والظلم، فإن يوم القيامة سيستقيم بحكم العدل الإلهي ليوفى كل ذي حق حقه؛ مصداقا لقول ا لله تعالى: لزوتضَع الموازين القسط ليؤم القيامة قل نظلم نفسن شيا وإن كان نقال حة .من عقل تينا بها وكفى بنا امينه زلأنياءاتم. لهذا فبموجب الاستحقاق فإن الإنسان سيجازى على عمل الخير بالثواب وعلى عمل الشر بالعقاب ولا يجوز العفو عن العاصي دون التوبة الخالصة، لأن العفو إغراء على فعل المعصية} وكذا تسوية جاحدة وجاحفة بين المطيع والعاصي؛ وهذا ما يتنافى مع العدل الإلهي. ويتحدث الشيخ اطفيش عن بيان الحكمة من الوعيد -كدليل آخر على إنفاذه -فيعتبر ذلك تربية للنفس الإنسانية وزجرا لها عن اقتراف المعاصي، فإذا زال هذا الزاجر بالقول بخلف الوعيد لم ييق في الإنسان دافع إلى الطاعة، وهو ميال بطبعه إلى الكسل والركون إلى الشهوات وهوى النفس وهو تشجيع له على ترك لواجبات، وعدم الإتيان بالفرائض وكل مافيه جزاء بالثواب(. هذا عن مسألة إنفاذ الوعد والوعيد، فماذا عن المسألة الثانية المتمثلة فى خلود صاحب الكبيرة في النار أو عدمه؟ وما هو رأي الشيخ معمر فيها؟ ( - )1امحمد اطفيش :هميان الزاد إلى دار الميعاد. ج، 2ص. 831ج، 4ص.42-52 1ا.061-علم الكلام (المعتزلة)، جا < صر 75 ق صبحي: ) - (2أحمد ( - )3وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.293 - 833 - مسالة الخلود ف النار:٭ +ثالثا: إذا كانت جل المدارس الكلامية متفقة على أن المؤمن الداخل في الحنة سيكون خالدا فيها أبدا وأن المشرك الداخل في النار سيكون خالدا فيها أبدا كذلك فإن الحكم على مرتكب الكبيرة لم يحصل حوله إجماع من جمهور العلماء؛ حيث يمكن أن نميز موقفين بارزين في المسألة: [ -القائلون بخلود أهل الكبائر في النار. وهو رأي الإباضية والمعتزلة. -2القائلون بعدم خلؤدهم. وهو رأي الأشاعرة(". ويذهب الشيخ معمر إلى رأي مذهبه حيث يرى أن من سعد في الآخرة لا يشقى أبدا ومن شقي لايسعد أبدا وأن السعادة والشقاوة لن تجحتمعا في الآخرة أبدا. كما يرى أن هذا ما تدعو إليه كلمة الشهادة عندما ينطق بها الإنسان، حيث عليه أن يعلم أنه بعد موت وبعث الناس فإن ا لله سيحاسبهم على أعمالهم ف الدنيا فيجازي المؤمنين بالخلود في الجنة، ويجازي المشركين والكافرين بالخلود في جهنم. اكتفى الشيخ بهذا القدر من الكلام في حديثه عن المسألةء حيث أورد رأيه بصورة تقريرية دون عرضه للأدلة ولا مناقشة لأدلة الآخرين، ونرى من المناسب أن نورد بعض التفصيل عن المسألة حتى تتضح الصورة حوفها: ( - )1هناك مواقف أخرئ ف المسألة ولكن نعتبرها شاذة؛ وقد تعرض الشيخ السالمي لذكرها رمي كما يلي -1 :أهل النار مشركهم وفاسقهم غير مخلدين فيها. وينسب إلى طائفة خرحت من الإسلام -2. أهل الكبائر غير معذبين مطلقا، والعذاب لأهل الشرك فقط، وينسب إلى بعض المفسرين -3. الحنة والنار فانيتان بعد دخول أهل كل فريق فيها، وينسب إلى حهم بن صقوان(. المشارق :ص.)192-492 ( - )2الإباضية دراسة مركزة :ص'. 2 ( - )3سمر أسرة :ص.85 - 933 - استدل القائلون بخلود أهل الكبائر من المسلمين في النار بأدلة كثيرة نذكر منها ما يلي: :مسا لناز إلاأياما غدووةة قل اتخذتم عنة ا للهقول ا لله تعالى2 : تبس من َبلى كمُون عهدا قلخنلف الة عهدة ,أم تقولون على ا لله ما لا َعْل ارئين أصحاب النار هم فيها حَالدون؛هسَينةوأحَاطّت به م /[البقرة1 ]08-18/ ووجه الاستدلال بهذه الآية أن هذه العقيدة الي تعتقد الخروج من النار يهودية الأصل وقد نزلت الآية تندد بها وتشهد بضلالها وبطلانها، كما تخبر أن أصحابها ل يستندوا في مذهبهم هذا إل عهد من ا لله تعال. وإنما هو تقول منهم بغير علم، وافتراء على ا لله تعالى. وتضمنت الآية من جهة أخرى بيانا صريحا وإجابة واضحة لهم بأن من ارتكب سيئة وأحاطت به خطيئاته لعدم توبته منها فهو خالد في النار أبد(. 7هَنمُ قتل مُومنا مُنَعَمّدًا فجَرَآؤه 7جَواستدلوا ,كذلك بقول ا لله تعالى :ون خالدًا يها و ضب الله علبه ولعنة وأعد لعهذابا عَظيمَائمه [النساء7. ]39/ غص اللة 7قن لتهار جَهَنم خالدين فيهآ أبداه زالجن.32/ كما استدلوا بأحاديث لرسول ا لله منها« :من قتل نفسه حديدة فحديدته في يده يتوجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا أبدا» ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا» ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا» فهذه الآيات وهذا الحديث وغيرهما وردت متوعدة بالخلود في النار لفاعل الكبيرة حيث تعرضت إلى ذكر بعض الكبائر وتسمي بعض المعاصي وتتوعد ( - )1أحمد الخليلي :الحق الدامغ» ص.202 - 043 - صاحبها بدخوله جهنم والخلود الدائم فيها أحيانا أو بالخلود مطلقا دون وصف الأبدية أحيانا أخرى(". هذه بعض الأدلة على ماذهب إليه المثبتون لخلود أهل الكبائر في النار وما لاشك فيه أن في المسألة أدلة أخرى كثيرة تزيد للموضوع استدلالا ووضوجا. كما لاحظنا على الشيخ معمر في هذه المسألة أن نفسه لم تسمح له أن يرى المسلمين يفترقون افتراقا كليا وتتعاكس آراؤهم في الحكم على مرتكب الكبيرة في الآخرة؛ هذا ماجعل منه ييحث عن طريق آخر لمحاولة للتقريب بين الفريقين، فنجده يستشهد بقول الشيخ محمد طفيش حيث يعتبر أن المسألة ليست من الأصول العقدية} ولا يفسق المعتقد لأحد الرأيين" كما نجده كذلك يذكر رأي الإمام أبي حامد الغزالي الذي يقترب من رأي القائلين بالخلود» فيرى أن هذا وذاك لقاء متقارب بين الفريقين رغم اختلافهما “. هذه هي جملة آراء الشيخ معمر في مسائل الوعد والوعيد، وقد رأينا كيف اتسمت -بصفة عامة بالاقتصار على أصول المسائل دون الدخول في تفريعاتها ودون الدخول في المناقشات العميقة الي شاهدناها عند غيره من علماء الإسلام من مختلف المدارس. 5 6 8 ( = )1وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.54-954 1 ( - )2الإباضية بين الفرق :ص.682 - 143 - المبحث. الثالث الإيمان بالملائكة يمثل الإيمان بالملائكة ركنا من أركان الإيمان الستة ال ورد ذكرها ني حديث با لله وملامكته وكتبهب... « :فأخبرني عن ‏ ١لإممان؟ قال :أن تومنجبريل التلة عنهم وتدعوورسله. ! »«... ولقد وردت ق القرآن الكريم عدة آيات تتحدث للإيمان بهم وتذكر بعض الحقائق في معرفتهم مثل قوله تعالى :لإجماعمل المَلانكة رسلا أولي أجيحَة منقى' وثلث وزتاع 4زفاطرا »1لأمن الرسول بمَآ أنزل نه ين ربه والمُومنون كال امن با له وَقلآنكته وكتبه وَرسُليمه [البقرة]582/ء إ الزين عنة ربك لا يسنتكبزون عن عبادته وسَبّحُونة وله يسْجُدون» [الأعراف..]6 / ونحاول أن نقف الآن مع تعريف الشيخ علي معمر هاء وعلى المسائل الي ناقشها فيها: ‏ - 4٩تعريف الملائكة: ا لغة :أصل الكلمة " :ثلة "وخحففت بحذف الهمزة لتصبح "ملك" وهو مفرد الملاتكة} وهو على وزن " مَفعل" وقيل أن أصلها" مَألَكت " بتقديم الهمزة على اللام من اللوك وهي الر سالةك ثم قلبت فقدمت اللام فأصبحت ملأك نم الهمزة أو بقيتوفي الجمع ردتفقيل ملك‘تركت همزته بكثرة ‏ ١لاستعمال فقيل: ملامكة وملاثك{. ( - )1البخاري :كتاب الإيمان :رقم-. 05 :مسلم :كتاب الإيمان.8 : ( - )2لسان العرب :مج. 38ص.925-035 - 243 - اصطلاحا :عرفها الشيخ معمر بقوله« :الملائكة عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ونمعلون ما يومرون، لا ينالهم التعب\ ولا يثقل عليهم عمل يكلفون به من ‏ ١لله عز وجل»(". من الواضح أن تعريف الشيخ احتوى على ذكر بعض صفات الملاتككة جنسهم ؟ وبكونهم مخالفين لطبيعة الإنسو ل يول اهتماما بتحديدوأعمالحم والجن، لكن الصفات الآتية الي حددها تعطي تعريفا أكثر وضوحا لهم: ٭ -+صفات الملائكة ووظائفهم: يقول الشيخ معمر عنه« :هم أجسام نورانية محجوبة عن رؤية الناس لايوصفون بالذكورية ولا بالأنوثية ولا بالجنون ولا بالطفولية، ولايما يتكون به الجسم البشري .من لحم ودم وعظم... وأن ‏ ١لله وصفهم بأنهم أولو أجنحة مثنى وثلاث ورباع» الشيخ اطفيش بعض مميزاتهم نقال إن خلقهم يتم بالتفاوت، أيوأضاف يخلقوا مرة واحدة بل يخلق بعضهم بعد بعضك ويستمر ذلك إل يوم القيامةء كما يوردلكنوذكر الشيخ ميزات أخرى؛أنهم سيموتون كلهم عند قيام الساعة. أدلة أو آثارا تثبت ما ذهب إليه. وتعتبر الأوصاف الي حددها الشيخ معمر للملائكة أوصافا سلبية} أي بمعنى نقي الصفة عنهم. وليس إثبات الصفة لهم غير إثبات صفة النورانية لأجسامهم الملامكة من نور(‏ ١لله « :5خلقترسولبنص حديثفقد ثبت ذلك وكونهم ذو أجنحة مثنى وثلاث ورباع هو ما ثبت بالنص القرآني 0أما بقية ( - )1سمر أسرة :ص.36 ( - )2سمر أسرة :ص.36 ( - )3امحمد اطفيش :الذهب الخالصث ص.61 الزهد والرقائق :رقم.6 : كتاب _-مسلم: )(4 - 343 - الصفات فهي معهودة عند الإنسان، ولكون جنسهم مخالف لخنس الإنسان، فهي ولعل الهدف الذي كان يرمي إليه الشيخ. من ذكر هذه الصفات السلبية للملامكة هو ليثبت ويؤكد نفيها عنهم محاربا بذلك بعض ما هو شائع لدى العامة من الناس في كون الملائكة إناثا أو كونهم أطفالا} أو لمحاربة ادعاءات بعض المشعوذين يرؤيتهم للملائكة وملاقاتهم وجلوسهم معهم فهذا مما يستحيل لكونهم محجوبين عن رؤية الناس، ولكونهم أحساما بلا لحم ودم وعظم. وقد أولى الشيخ البوطي اهتماما خاصا بالموضوع مما جعله يقف على جملة من الصفات والوظائف الخاصة بالملائكة استنتجها مما ورد في القرآن الكريم من آيات في الموضوع فأرى من المناسب أن أورد ملخصا عنها حتى تتضح الصورة أكثر: صفاتهم: 1العبودية لله تعالى© فهم ليسوا أولادا ولا أندادا له تعالى. -2تقيدهم بأوامر ا لله تعالى؛ فلا يعصونه في أمر ولا ينحرفون إلى ارتكاب منهي دأبهم التسبيح بحمده تعالى. 3إن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع دون معرفة تفصيلية بهذه الأجنحة. 4مع كونهم مخلوقين من نور فهم غير مرئيين بالعين، وقد منحهم الله التشكل والظهور بمظهر الأجسام الكثيفة. وظا ثفهم : 1إبلاغ كلام ا لله وحكمه إلى المرسلين -2. حمل عرش الرحمن. 3رعاية الحنة وأهلها» وأطلق القرآن على القائمين بهذه الوظيفة "الخزنة". والقيام بشؤون النار وأهلها، وسماهم القرآن "الزبانية". - 443 - 4مراقبة أعمال المكلفين وسماهم القرآن "رقيب وعتيد". 5حفظ الإنسان في الحياة وسماهم القرآن " المعقبة والحفظة". 6قبض أرواح بي البشر(". فعلا فإن ماقام به الشيخ البوطي يعتبر جهدا مشكورا، حيث تقيد بالقرآن الكريم قي معرفة أوصاف الملائكة وتحديد وظائفهم» دون التوسع في هذا الموضوع مما ترويه بعض الاسرائيليات أو الأحاديث الضعيفة الي تعطي الفرصة للعامة ولمن في قلبه مرض لاشاعة بعض الأفكار والاعتقادات الباطلة والفاسدة. ‏ 3٩نهنقي الذكورية والأنوئية عن الملائكة: أولى الشيخ معمر اهتماما بالغا بنفي الذكورية والأنوثية عن الملائكة، مما يجعلنا نتوقع أن في محيطه الذي يعيش فيه بقايا الاعتقاد القديم حول الملائكة كما أشارت الْمَلاَئِكَة الزين همزدإلى ذلك الآيات قرآة الكريمة مثل قول ا لله تعالى: عنة الرَخمَان إنانا ا.شهذوا حَلقفم سنكتب شهادتهم ونسألونهه [الرخرف. ]91/نطرح ذلك على شكل تساؤل كما 7 «الملائكة لايوصفون بالذكورية ولا بالأنوثية فما معنى ذلك؟»“. يجيب :بأنه لايجوز أن يقال بأن الملائكة ذكور ولايقال بأنهم إناث" لأن هذين ‏١الوصفين هما من طبائع المخلوقات الي تتكاثر بالتراوج والتناسل. أما طبيعة الملائكة فيرى أنها غير معروفة لدينا» وكل ما في الأمر أن ا لله تعالى وصفها في القرآن الكريم بجملة من الصفات\ علينا أن نؤمن بها كما هي دون زيادة أمور تفصيلية فيها لم يقم دليل عليهث. ( = )1البوطي :كبرى اليقينيات الكونية ص.572-772 ( - )2سمر أسرة :ص.46 ( - )3المصدر السابق :ص.46 - 543 - وينهب الشيخ في الحكم على القائلين بأنوثية الملاكة بالشرك با لله تعاله‘©& ويستدل على ذلك بالآيات الكرمة الالية :ط«(إث الذين لا يوينون بالاًخرَة لَيسَمُون الملائكة تسمية الأيه رالنجم.72/ ولعل الآية لم تكن صريحة ومباشرة في الحكم بالشرك على القائلين بذلكث لكن الشيخ استنتج ذلك بطريقة غير مباشرة؛ فبما أن حكم الذين لايومنون بالآخرة هو الشرك، وبما أنهم يسمون الملامكة تسمية الأنثى إذن كل من قال بقولهم فهو مشرك مثله“. ثم نجد الشيخ يذهب خطوة أبعد في المسألة فيطرح تساؤلا جديدا: بصيغةيكونأن أن الحديث عنهم جبجيب:نتحدث عنهم؟»(_.«كيف الملذكر، ولا يجوز الحديث عنهم بصيغة المؤنث ووصفهم بالذكرانية، لأن ذلك من طبيعة البشر فقط(. لعله من الغريب أن يحرم الشيخ الحديث عنهم بصيغة المونث، ويوجب الحديث عنهم بصيغة المذكر، خاصة أن اللغة تعلمنا أن لفظ الملائكة لفظ مؤنث وليس مذكرا، وقبل ذلك بحد القرآن الكريم يستعمل الملائكة بلفظ التأنيث كما يستعمله بلفظ التذكير؛ مثل قول ا له تعالى :فتل الملاكة والروح فيها بإذن ربهم [القدر }]4/وقول الرسول قا« :خلقت الملاكة من نور فكيف يذهب الشيخ هذا المذهب المبالغ فيه» ولايمكن بأي حال أن يكون أحرص من القرآن الكريم في نفي صفة الأنوثة عن الملائكة. ( - )1المصدر السابق :ص.46 ( = )2وقد قال بهذا الحكم بعض علماء الإباضية ممن سبقه. وييدو أن الشيخ قد نقل منهم ذلك. ينظر :الحيطالي :قواعد الإسلام، ج، 1ص-. 12السالمي :المشارق" ص.822 ( - )3سمر أسرة :ص.46 ( - )4المصدر السابق :ص.46 ( - )5مسلم :كتاب الزهد والرقائق :رقم.6992 : فمن الواضح أن الشيخ أبدى حساسية مفرطة في اتخاذه لهذه الآراء هذا ما يجعلنا نحمل هذا الموقف على ما يكون الشيخ قد رآه أو عايشه مع أفراد بجتمعه أو وطنه - أو قي أوساط أخرى من بعض البدع والعقائد الفاسدة المبنية على الإسرائيليات حول أنوثة الملامكة وما يوحي هذا المعنى من:معاني أخرى قبيحة وشنيعة. هذا ما جعل منه يقطع الطريق من أوله أمام هؤلاء ويغلق مم الأبواب المؤدية إل هذا المعتقد الفاسد؛ ليتمكن استتصاله من جنوره. ‏ 4 ٠أقسام الملائكة: راعى الشيخ معمر في تقسيم الملاكة الوظيفة المنوطة بهم، فقسمهم إلى قسمين: -قسم وظيفته العبادة فهم يسبحون الله لا يفتزون -قسم وظيفته تنفيذ إرادة ا لله في الخلق وإبلاغ رسالته للأنبيا«"". لعل من الواضح أن تقسيم الشيخ كان موجزا جداء دون التفصيل والتطظرق لذكر أسماء الملائكة كما يذهب إلى ذلك العلماء في هذا المبحث. فيقسمهم الشيخ الجيطالي مثلا إلى ملائكة كروبيين وملاكة روحانيين: فالكروبيون :مأخوذ من كلمة كرب أي قرب© وهم الملائكة المخلوقون ..« ملا ل‏ ١لليل وا لنهاريسبحونحقهم قوله تعال :وورد فذكر وتسبيحللعبادة ؟؛ من فترون؛ه [الأنبياء.]02/ أما الروحانيون فنسبة إلى الروح وهم الذين خلقوا لامتشال أوامر ا لله تعالى وتسجيل أعمال البشر وما إل ذلك من أعمال 0ومنهممن تبليغ الوحي إل الرسل جبريل القليعة. 2 ( - )1سمر أسرة :ص.46 ( - )2الجيطالي :قوأعد الإسلام ج، 1ص -. 02امحمد اطفيش :الذهب الخالص، ص.51 - 743 - ونجد الشيخ معمر ينفي أن ييعث الله تعالى ملكا رسولا إلى البشر بدين أو شريعة} وأرجع ذلك لكون طبيعتهم تختلف عن طبيعة البشر؛ فهم لا يستطيعون تحمل دورهبل يكمنولا يمكن أن ينقادوا له ‘ لمخالفة قدراته لقدراتهمالملكرؤية صورة في الوساطة بين ا لله تعالى وبين الرسل القتل 5حيث يقومون بتبليغ الرسالة إليه<. ‏ - ٩ما يجب ق الإيمان بالملائكة: تطرق مبحث الملائكة إل مسائل تفصيلية عنهم فيما تعلق بتحديد تعريفهم ومعرفة صفاتهم وطبيعتهم ووظائفهم نم أقسامهم وأسمائهم وليس من المعقول أن يكلف كل مسلم بأن يعرف كل هذه المعلومات التفصيلية عنهم إذن :على ماذا )يشتمل الإيمان بهم؟ يرى الشيخ معمر أن الذي يجب على المسلم في حق الملائكة هو معرفتهم ثم الإيمان بهم جملة، ثم يخص في معرفتهم معرفة الملك جبريل القتلة ث وأنه المكلف بإنزال الرحي على رسول ا لله. ولعل كون الشيخ في معرض تقديم العقيدة للناشئة هو الذي جعله يختصر اللورضوع ويقي على أصله فقط وهو الإيمان بهم جملة ثم خصص الملك جبريل اللا دون غيره لعلاقته المباشرة بمعرفة الرسالة المحمدية ومعرفة الأحداث النبوية.السيرة منالتاريخية وفي مقابل هذا بحد العلماء قد توسعوا في تحديد ما يجب الإيمان به فى حق الملائكة} فذكروا أمورا أخرى مثل التصديق بوجودهم والعلم بكونهم مخلوقات الله ( - )1سمر أسرة :ص.26-36 ( - )2يظهر واضحا من تحديد الشيخ معمر لما يجب الإيمان به ني حق الملانكةء ونفي تخصيص جبريل العيكلة :بالمعرفة تأثره الكبير واعتماده على عالم بلده الشيخ الجيطالي في آرائه هذه(. ينظر: ص.)02-12الجيطالي :قواعد الإسلام، جا ( - )3سمر أسرة :ص.46 تعالى ومعرفة صفاتهم وتميز جنسهم عن الن والإنس، وكونهم معصومين من مخلوقين للطاعة لايحتاجون إل ما يحتاج إليه البشر من ا لأكل والشربالخط الحياة(".وملذات كما يزاد في الإيمان بهم الجانب الاعتقادي العملي المتمثل في ولاية الملائكة لكونهم من جملة المعصومين وهي لا تعي ما يستلزم عليها الولاية العامة من الاستغفار والدعاء لهم، لكن تعين حبهم وحب ما يوافق طباعهم من صفات الخير لله تعالى.والتعبد المستمر هكذا رأينا الشيخ علي معمر -في هذا المبحث -كيف اهتم بنفي صفة الأنوتة عن الملائكة إلى حد المغالاة في ذلك‘ وتوقعنا أن الواقع الاجتماعي الذي عايشه كان له دورا في اتخاذ هذا الموقبف. وكذا رأينا كيف حصر الشيخ ما يجب على المسلم معرفته عن الملائكة؛ في الإيمان بهم جملة ومعرفة الملك جبريل بالتعيين أنه المسؤول على إيصال الوحي. وهذا لعلاقته المباشرة بالرسالة المحمدية وبمعرفة السيرة النبوية. /). )اه( ) ( ( - )1ابن باديس :العقائد :الإسلامية :صل-. 97السالي :المشارق ص2ر-. 72البورطي :كبرى -وينتن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.002اليقينيات ص.372-872 ( - )2وينعن :آراء الشيخ اطفيش العقدية. ص.002 _ - 943 الخاتم: هكذا بعد توقفنا مع الشيخ علي يحيى معمر في مراحل حياته وجهوده الاحتماعية والعلمية، ثم مع فكره العقدي" ومع منهجه في تناول قضايا العقيدة} نستطيع أن نستخلص جملة نتائج من كل ما سبق وأن نجيب عن الإشكالية المطروحة ونؤيد وجهة نظر إحدى الفرضيات أو آكثر الي اقنزحناها في مقدمة البحث. وهي كما يلي: ٭ +أولا :ما يخص شخصيته: 1أن بداية التكوين العلمي للشيخ علي معمر كان في ليبيا وتونس» ثم صقل معارفه فى معهد الحياة بالجزائر. -2أن لمعهد الحياة دورا هاما في تكوين شخصيته في جانبها الشرعي والأدبي للنشاطالمعهد من حيط علمي خصبوذلك لما وجد قوا لاجتماعي منميزابولما وجد عليه الواقع الاجتماعي للقرارة وواديوالمنافسة والإبداع. حماسة الإصلاح والتغيير والتجديد. 3أن للشيخ بيوض دورا هاما جدا في تكوين شخصيته، في جانبها الشرعي والاجتماعي بوجه أخص» وذلك للرعاية ال وجدها منه، والاحتكاك المباشر به وملازمته فى سائر الأوقات فقد تأثر به كشيرا، وظهرت بصمات شيخه بقوة في شخصه وف أعماله وإصلاحاته ببلده ليبيا. أن الشيخ علي معمر حافظ على علاقة التلمذة والأبوة مع مشايخه؛ الشيخ4 بوادي ميزاب بعد مغادرته له وكان يعد مشايخه مرجعه الأول في استشاراته فيما ينوي القيام به من أعمال وإصلاحات اجتماعية وإنتاج علمي. - 353 -42 5أصبح الشيخ علي معمر بمرور الزمن» وبالأعمال الي قام بها ني بلده وبإنتاجخه العلمي؛ مُمَثل الإباضية في جبل نفوسة بليبيا حيث يرجع إليه الأمر في كل مسألة متعلقة بهم. وأصبح في وادي ميزاب، وفي القرارة بوجه أحص؛ المرجع الأول فيما يتعلق بجبل نفوسة. - 6أن الشيخ علي معمر سعى للقيام بعدة مشاريع إصلاحية في بلده، منها إعادة بعث نظام العزابة لكن وقفت في وجهه عدة صعوبات، عرقلت أعماله، و لم تمكنه من تحقيق آماله. نذكر منها خاصة :المتابعات السياسية ال كانت تطارده دائما وتراقب نشاطه وتضيق عليه، وعدم التفهم والمؤازرة ال لاقاها من بيي جلدته في الفترة الأولى من قدومه إلى ليبيا. فترك آثاره -7من مميزات شخصية الشيخ علي معمر أنه عمل على عدة أصعدةة فى الحال الاجتماعي والدعوي والتعليمي والسياسي والعلمي. هذا عن شخصيته، فماذا عن فكره العقدي ؟ ‏ ٩ثانيا :ما يخص فكره العقدي: -1أن الشيخ علي معمر اهتم بالحال العقدي فألف فيه كتبا مستقلة! كما أنه حاول إبراز الجانب العقدي والبعد العملي للعقيدة في أغلب مؤلفاته الأخرى. -2أن الشيخ علي معمر اهتم في دراساته العقدية بإعادة عرض مسائلها بأسلوب معاصر ومُيسمر، غرضه من ذلك تقديم هذه العقيدة للناشئة ولغير أهل التخصص؛ للاطلاع عليها وفهمها واستيعابها بأيسر السبل. -3أن الشيخ علي معمر لم يخرج في الإطار العام من آراء مذهبه -الإباضي -في العقيدة، حيث وافقه في أغلب المسائل، مع اجتهادات قليلة؛ كرأيه في الإمان، ورأيه في مسألة الرؤية وخلق القرآن، وطريقة عرضه لموضوع الميزان والصراط. - 453 - - 4أن الشيخ علي معمر تناول قضايا العقيدة بمنهجين؛ المنهج الأول انَسّم بجملة خصائص؛ أهمها التبسيط في الأسلوب والاختصار في الأدلة والاكتفاء بأصول المسائل العقدية، دون التعرض إلى مسائل الخلاف إلا نادرا. هذا ما تميز به كتابه سمر أسرة مسلمة، الذي ألفه للناشئة على وجه الخصوص. والمنهج الثاني تسم كذلك بجملة خحصائص؛ أهمها التعمق في تحليل القضايا العقدية ومناقشة العلماء في آرائهم، والتعبير عن رأي مذهبه وعرضه، والتطرق إلى المسائل الخلافية، وإبداء وجهة نظره فيها. هذا ما تميزت به كتبه الأخرى خاصة منها :الإباضية بين الفرق الإسلامية. 5أن دور الشيخ علي معمر -في عرضه مسائل العقيدة -تمشل بالدرجة الأولى في التعبير عن آراء مذهبه قي صورة واضحة\ وفي رة التهم الملصقة به من كتاب المقالات -في القديم والحديث وي تبيين مواطن الخطا في كتاباتهم عن الإباضية. وأنه استعمل في رده ومناقشته هذه أسلوبا اتسم -في غالب الأحيان- بالهدوء والرزانة واحترام العلماء واتسم -أحيانا -بالشدة والتوتر والمبالغة. - 6أن مصادر الشيخ علي معمر الأساسية الي اعتمد عليها في كتابة العقيدة هي تراث علماء الإباضية بجبل نفوسة ببلده ليبيا خاصة منهم الشيخ إسماعيل الخيطالي في كتابه قواعد الإسلام، والشيخ أبي حفص عمرو بن جميع في كتابه مقدمة التوحيد والشيخين الثلاثي والشماخي، الشارحين لمقدمة التوحيد والشيخ الجناوني في كتابه الوضع. فكان أحيانا ينقل نصوصا منها، واتضح بالمقارنة أن بعض الآراء ال ذهب إليها مستقاة من أحد هؤلاء العلماء. فنفهم من هذا مدى تشيُث الشيخ بتراث بلده واعتزازه به، ثم توسع في اعتماد مصادر الاياضية بالمغرب عامة\} واستفاد -أحيانا -من مصادر _ - 553 الملشرق؛ ككتب الشيخ السالمي. ثم توسّع في الاستفادة من تراث الفكر الإسلامي عامة، دون أي تمييز بين مذهب وآخر. -7أن الشيخ علي معمر -من خلال كتاباته العقدية دعا إلى أفكار إسلامية كثيرة} واقنزح حلولا لبعض المشاكل الي يعاني منها الملسلمون؛ كالدعوة إلى وحدة المسلمين، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، واعتبار الاختلاف بينها اختلاف تنوع وثراء وليس اختلاف تضاد وصراع ونبذ التعصب والخلاف والنفرق، وتبيين دور المؤسسات الاجتماعية في العمل على إصلاح الفرد والمجتمع وتحسيد الإسلام في الحياة اليومية للناس. -8أن الشيخ علي معمر اعتمد في الاستدلال على المسائل العقدية الي عرضها على القرآن الكريم والسنة النبوية والعقل وأخذ بمنهج مذهبه في التأويل. - 9أن الشيخ علي معمر في استدلاله على المسائل العقدية الي عرضها لم يلتزم منهجا واحدا، فكان -أحيانا -يورد الأدلة من القرآن ومن السنة، ثم يورد وجهات اجتهادية مبنية على العقل، وكان -أحيانا أخرى-۔ يكتفي بالاستدلال النقلي فقط-، وفي أحيان أخرى كان يتغاظى عن الأدلة النقلية تماما ويين رأيه على أدلة عقلية محضة -وفي أحيان أخرى -كان يورد رأيه خاليا من أي استدلال؛ نقلي كان أو عقلي. هذه أهم النتائج الي توصل إليها هذا البحث. وفي الختام أرجو أن أكون بهذا العمل قد أسهمت في فتح الباب لدراسة شخصية الشيخ علي يحيى معمر في جوانبها الأخرى، فهي -كما مر -متعددة الاهتمامات ومما أتقدم به كتوصيات ومقترحات في هذا الحال: - 1أن يولى الاهتمام بدراسة الجانب التربوي لمنهج الشيخ علي يحيى معمر في عرض العقيدة. - 653 - - 2أن يولى الاهتمام بدراسة آرائه ونظرياته في الإصلاح الفكري من أوضاع الأمة الإسلامية وجمع شتاتها والدعوة إلى وحدتها. واستنباطالإسلاميةالفرقتناول موضوعبدراسة منهجه ق - 3أن يولى الاهتمام أحداثه. التاريخ الإسلامي وعرضقواعد وأخلاقيات تدوين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين - 753 - - 359 -ن +كة } : ,‏1٢72عب ,كسب ‏٤٣٥ 5دد د :2‏)٧7ئعو( دح « مجر مج ‏و:,:٥عم _ - 361 /٠7.‏١,,ه. / للم753.آ:0غآآ/,. مج ۔!2 ِجرح بح ‏٧2 ‏ 7٠ءء٭ ¡¡ هج 7مجح ¡ :دد حص 9:ج 2 1 ٦4) : ٩. ‎مء۔يج :: . ٠ 77. ٦‎س2. . 2‎ىسم .‎ممح3 .‎دم2٢2 0:٠7 .2م¡.2 ,بم. 2‏٣دجلا 2معنم م 2حهمعم 22) /7-- 777د. « 2ممح. م ہ. 2 ِ:_ لأ هما 2\ ي ممم٧ِ5‏.- 362 - هينرهداجدرس ‏2 « ٨٣٦ ‏.. ٠هيو " 3حات ;:.2. 73,به 2لمسر مجح كب .2 +:س;م ‏٩ ةبس اج ك ء 2 2.7‏٧0مسحدمج 2هرصم.. 2م رم‏٧مدجتج ج2 ..ل 2/ 2ج 02يرجح _-4ج [( وح كي 9ح.‏۔`٣٢وبويج ‏4 : ٦ےتي ,سود مخ دكممه 2 :بغ » 2‏٦ م ك¡:جك(7. ؟ +ت :ج,كي -ي)يت 2 11 ر موقع ولاية غرداية‏١ (رحيث يقع وادي_ ميزاب) في خريطة [ ¡أ الجزائر| .‎مس<_..۔=_٠.۔د۔ -. نحدودا لولا نے'عص۔ بحدود. الراحة.. _.. .حوود البلدب۔_. رج را .نسحهك الملحق : 3خريطة موضحة لقرى وادي ميزاب ١‏- 363 - المصادر والمراجه [ -إبراهيم أبو اليقظان :سلم الاستقامة، المطبعة العربية لدار الفكر الإسلامي، الجزائر 8731ه_6791 /م. دت.ملحق السير (سخطوط)، - 2المولف نفسه: - 3إبراهيم البيجوري :حاشية تحفة المريد على متن جوهرة التوحيد مطبعة م.7مصرمصطفى البابي الحلي - 4إبراهيم بن عمر بيوض :أعمالي ف الثورة 3الزيتونة للإعلام والنشر نشر جمعية الزاثڵ القرارة -غرداية 0991م. - 6المؤلف نفسه :فتاوى الإمام الشيخ بيوض ترتيب وتقديم وتخريج :بكير محمد الشيخ بالحاج المطبعة العربية، غرداية 8891م. - 6أبو القاسم البرادي :الجواهر المنتقاة ي إتمام ما أخل به كتاب الطبقات طبعة حجرية القاهرة2031، ه5881 -م. المؤسسة الوطنية للفنونالإصلاح في العصر الحديث - 7أحمد أمين :زعماء المطبعية الراية -الحزائر 0991م. - 8أحمد ابن تيمية :مجموعة الرسائل الكبرى ط ‘2دار إحياء التراث القومي 2791م.والثقافة العربي© بيروت -لبنان 2ه-۔ - 9أحمد بن حمد الخليلي :الحق الدامغ، مسقط سلطنة عمان7041، ه. اللشايخ بالمغرب تح :إبراهيم طلايأحمد أبو العباس الدرجيێ :طبقات0 مطبعة البعث، قسنطينة الحزائرس 4791م. - 763 - - 1أحمد أبو العباس الشماخي :سير المشايخ، طبعة حجرية} 1031ه. - 2أحمد محمد فرصوص :الشيخ أبو اليقظان إبراهيم كما عرفته{ مطابع دار البعث، قسنطينة -الخزائر» 1991م. 3أحمد محمود صبحي :في علم الكلام، طك\ دار النهضة العربية للطباعة والنشر 5041ه۔ 5891م. 4إسماعيل بن موسى الجحيطالي :قواعد الإسلام؛ تص وتع :عبد الرحمن بكلي. ط 1المطبعة العربية، غرداية الحزائرث 6791م. - 5أمانة الإعلام والثقافة :دليل المؤلفين العرب الليييين، طرابلس ليبيا 7ه7791 -م. - 6بكير أعوشت :الإمام إبراهيم بيوض وجهاده الإسلامي في الجزائر، المطبعة العربية، غرداية7891، م. - 7المؤلف نفسه :دراسات إسلامية في أصول الإباضية ط، 1مطبعة البعث، قسنطينة الخزائر» 2041ه2891 -م. - 8المؤلف نفسه :قطب الأيمة العلامة محمد بن يوسف اطفيش حياته.آثاره الفكرية.جهاده المطبعة العربية، غرداية9891، م. - 9جميل بن حميس السعدي :قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة، مطابع دار جريدة عمان للصحافة والنشر، سلطنة عمان وزارة التراث القومي والثقافة 3891م. حسين مروه :النزاعات المادية ني الفلسفة العربية الإسلامية ط \4دار0 الفارايي، بيروت -لبنانك 1891م. - 12حمو عيسى النوري :نبذة من حياة الميزابيين الدينية والسياسية والعلمية قديما وحديثا من سنة 5051إلى 26910دار الكروان باريس 4891م. - 863 - - 2حمو فخار :نص الكلمة التي ألقاها بمناسبة زيارة الشيخ علي معمر إلى القرارة (رصخطوط)} سنة 5491م. - 3حميس بن سعيد الرستاقي :منهج الطالبين وبلاغ الراغبين{ تح :سال الحارئي، وزارة التزاث القومي والثقافة} المطابع العالمية. روي -سلطنة عمان الطبعة الثانية 3141ه3991-م.. - 4الربيع بن خبيب :الجامع الصحيح المطبعة العربية، غرداية5891، م. - 5رؤوف شلي :منهج القرآن الكريم في إلبات العقيدة الإسلامية. ط.2 منشورات المكتبة العصرية، صيدا -بيروت -لبنان، دت. - 6سعيد شريفي :معهد الحياة نشأته وتطوره ط \1المطبعة العربيةة غرداية9891، م. - 7سعيد بن مبروك القنوبي :السيف الحاد في الرد على من أخذ بحديث الآحاد في مسائل الاعتقاد ط، 2سلطنة عمان 8141ه. - 8سليمان عون الله :صفحات مخطوطة في ترجمة حياة الشيخ علي يحى معمر (مخطوط)1991، م. - 9صالح بن عمر :خلاصة مراقي العوام على مجموعة متون، دت. - 0الطاهر أحمد الزاوي :تاريخ الفتح العربي في ليييا، ط 2دار اللعارف© القاهرة3691، م. - 13عبد الجبار القاضي :شرح الأصول الخمسة\ المؤسسة الوطنية للففون المطبعية} الرغاية -ابخزائر» 0991م. - 2المؤلف نفسه :فضل الاعترال وطبقات المعتزلة تح :فواد سيد ط ‘2الدار التونسية للنشر بتونس والمؤسسة الوطنية للكتاب بالجحزائرش 6041ه6891 -م. - 3عبد الحميد بن باديس :العقائد الإسلامية في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مكتبة الشركة الحزائريةى 1041ه۔ 1891م. عبد الرحمن بكلي :مقدمته في كتاب النيل، ط )2المطبعة العربية لدار الفكر4 الإسلامي الجخزائر 9831ه9691 -م. - 5عبد العزيز الثمين :معالم الدين، مطابع سجل العربڵ وزارة التراث القومي والثقافة. سلطنة عمان7041، ه7891/م. - 6عبد العليم عبد الرحمن خضر :المنهج الإيماني للدراسات الكونية لي القرآن الكريم ديوان المطبوعات الجامعية الجخزائر، الدار السعودية للنشر م.8والتوزيع. - 7عبد الغ عيود :ا لله والإنسان المعاصر، ط، 1مطبعة الاستقلال الكبرى© دار الفكر العريي7791، م. - 8عبد الكافي أبو عمار :الموجز تح :عمار طالبي الشركة الوطنية للنشر 8791م. ه-والتوزيع الخزائرك 8 - 9عدون جهلان :الفكر السياسي عند الإباضية من خلال آراء الشيخ حمد بن يوسف اطفيْش. نشر جمعية التراثڵ القرارة -الخزائر» دت. - 0عزة محمد عبد المنعم زايد :رؤية ا لله تعالى بين المثبتين والنافين رسالة ماجستير في العقيدة والفلسفة الإسلامية، ط، 1نشر مكتبة الاستقامة سلطنة عمان 0891م. - 1العضد الإيجي :المواقف في علم الكلام 3نشر عالم الكتب، بيروت -لبنانى دت. - 2علي ابن حزم الأندلسي :الفصل في الملل والنحل مطبعة التمدن، نشر دار الفكرث 1231ه3091 /م. - 073 - - 3علي يحى معمر :الإباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديث المطبعة العربية، غرداية الزائر 7891م. - 4المؤلف نفسه :الإباضية في موكب التاريخ :حل، 1نشأة المذهب الإباضي ط 1مطابع دار الكتاب العربي، مكتبة وهبة} القاهرة -مصرك 4ه4691 /م. - 5المؤلف نفسه :الإباضية في موكب التاريخ :حل2۔ الإباضية في لييا، مطبعة الاستقلال الكبرى© مصر نشر مكتبة وهبة بالقاهرةش 4691م. - 6المؤلف نفسة :الإباضية في موكب التاريخ، حلق. الإباضية في تونس مطبعة سميا، بيروت -لبنان نشر وتوزيع :دار الثقافة ببيروت‘ 6691م. - 7المؤلف نفسه :الإباضية في موكب التاريخ. حله الإباضية في الجزائر 581م.المطبعة العربية، غرداية الخزائرك - 8المؤلف نفسه :الأقانيم النلاثة أو آلهة من الحلوى ط[1أ دار الفتح، 2ه 2791 /م. - 9المؤلف نفسه :سمر أسرة مسلمة} تح وتق :محمد بن موسى بباعمي، المطبعة العربية، غرداية الحزائر، أطلس للنشر وجمعية التراث القرارة 2991م. - 0المؤلف نفسه :صلاة الجمعة، نشر وزارة العدل والأوقاف والشوون الإسلامية، سلطنة عمان0141، ه. - 1المؤلف نفسه :الفتاة الليبية ومشاكل الحياة ط \1دار الفتح للطباعة والنشر بيروت -لبنان 0م. - 2المؤلف نفسه :مسلم ولكنه يدخن إخراج وتعليق :أحمد كروم، نشر :جمعية عمي سنعيد-۔ قسم التزاث، غرداية، مطبعة تيهرت، غرداية0991، م. - 173 - - 3عمرو بن جميع أبو حفص :مقدمة التوحيد وشروحها، تص وتع :إبراهيم اطفيّش القاهرة -مصر 3531ه. - 4فتح بن نوح المالورشائي :قصيدة النونية(، نقلا عن :عبد العزيز الثمين: النور(شرح قصيدة النونية)} المطبعة العربية1891، م. - 5فرحات الجعبيري :البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية المطبعة العربيةة غرداية، نشر جمعية التراث بالقرارة1991، م. - 6فوزي بن يونس بن حديد :الشيخ علي يحيى معمر ونهجه الدعوي، بحث بضشلطنة عمان ‘ السنةالتخرج من معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد الدراسية8141 :ه7991 -م. - 7قاسم أحمد الشيخ بالحاج :الشيخ السالمي واستعماله لدليل التمانع بجث مخطوط 1991م. - 8المؤلف نفسه :الظروف السياسية لنشأة الفرقة الإباضية. المطبعة العربية، غرداية، نشر الجمعية الثقافية :نجم الأدب الإسلامي الخزائر 8ه8991 --م. - 9المؤلف نفسه :نظرية الحضارة عند المفكر مالك بن نبي، منشورات التبيينض الجاحظية -الحزائر 8991م. النخلة - 0مالك بن ني :ميلاد نجتمع شبكة العلاقات الاجتماعية مطبعة -يوزريعة -الحزائرك نشر دار الفكر الحزائر ودار الفكر -سوريا2991، م. - 16بحمع اللغة العربية :المعجم الوسيط، ط '2تولى إخراج الطبعة :د. إبراهيم أنيس عطية الصوالحي -عبد الحليم منتصر -محمد خلف الله أحمد أشرف مطابع دار المعارف، مصر 3931ه3791 /م. - 273 - - 2بجموعة من الباحثين :معجم أعلام الإباضية جزء المغرب نشر جمعية التزاثڵ القرارة -غرداية5141، ه5991-م. - 3بجموعة من المؤلفين :رواية "ذي قار" (مخطوط)، دت (حوالى سنة 4491م). - 4محمد بن إبراهيم الكندي :بيان الشرع وزارة التراث القومي والثقافة. عمان.5041/5891، يوسفالأب رتشروتح:التمهيك -ححمد أبو بكر الباقلاني :كتاب5 جامعةالمكتبة الشرقية، بيروتڵ لبنان، منشوراتمكارثي اليسوعيك الحكمة في بغداد 7591م. - 6محمد أبو حامد الغزالي :إحياء علوم الدين دار الثقافة الجزائر، 11ه1991 --م. بيروت۔ لبنان،دار الكتب العلمية -المولف نفسه :الاقتصاد في الاعمافد7 3891م.3ه- - 8محمد أبو زهرة :تاريخ المذاهب الإسلاميةش (في السياسة والعقائد)} دار الفكر دت.العربي - 9محمد بن عمر أبو ستة :حاشية الترتيب المطبعة الشرقية ومكتبتها ح وزارة التزاث القومي والثقافة، سلطنة عمان.3041-3891، تح :فتح ‏ ١لله خليقكط2التوحيدالماتوريدي :كتاب -ححمد أبو منصور0 المطبعة الكاتوليكيةش بيروت۔لبنان 2 3م. محمد بن أبي العز :شرح الطحاوية، المكتب الإسلامي، بيروت -لبنان» 9931ه.1 - 2محمد اطفيش :تيسير التفسير مطبعة عيسى البابي الحلبي، نشر وزارة التراث م.606هھهھ-سلطنة عمانالقومي والثقافة، - 373 - - 3المؤلف نفسه :النهب الخالص ط، 2مطبعة البعث قسنطينةش 0041ه0891 /م. - 4المولف نفسه :شامل الأصل والفرع المطبعة السلفية القاهرة8431، ه. نشرالعربمطابع سجلالزاد إلى دار المعادث ط©1 -المولف نفسه :هميان5 01م.وزارة التراث القومي والثقافة 5عمان شرح الواسطية لابن تيمية، طا مطابع الجامعة - 6محمد خليل هراس: الإسلامية المدينة، المملكة السعودية‘ دت. - 7محمد رشيد رضا :الوحي المحمدي المطبوعات الجحميلة، الحزائرں 8891م. -8محمد سعيد رمضان البوطي :فقه السيرة النبوية، مطبعة النخلة، دار الفكر - الجزائرك. 2م. دمشق- -المؤلف نفسه :كبرى اليقينيات الكونية طا. دار الفكر9 سوريا 2891م. - 0محمد عبدك رسالة التوحيد ط \4دار إحياء العلوم، بيروت-۔لبنان، .20412891 - 1محمد علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام ط 2دار النهضة العربية بيروت -لبنان 3م. - 2محمد علي دبوز :أعلام الإصلاح في الجزائر ط، 1مطبعة البعث، قسنطينة- الجزائر 8931ه 8791-م. المطبعة العربية - 3المؤلف نفسه :نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركةش ط،)1 الجزائر 9831ه9691 -م. - 4محمد الغزالي :عقيدة المسلم دار الشهاب للطباعة والنشر باتنة- الجخزائر» 5891م. - 473 - - 5محمد بن مسعود :تاريخ ليبيا الحديث من مجيء العثمانيين إلى الوقت الحاضر مطبعة ماجي طرابلس-ليبيا» دت. - 6محمد بن مكرم ابن منظور، لسان العرب المحيط‘ إعداد وتصنيف :يوسف خياط دار لسان العرب بيروت -لبنان8041، ه8891 /م. - 7محمد ناصر :الشيخ إبراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية} الرغاية-الحزائرك نشر جمعية التراث بالقرارة. - 8المؤلف نفسه :المؤرخ الأديب علي يحى معمر (خطوط)، دت. - 9محمد ناصر بوحجام (جمع وتعليق) :أبو اليقظان في الدوريات العربية. المطبعة العربية، غرداية5891، م. - 0المؤلف نفسه :الشيخ بيوض والعمل السياسي ط ]1المطبعة العربية، غرداية. 2ه2991 -م. - 1المؤلف نفسه :مقدمة كتاب الإباضية دراسة مركزة، للشيخ علي يحيى معمر :المطبعة العربية-غرداية5891، م. - 2محمد بن يعقوب الفيروزبادي :القاموس المحيط المؤسسة العربية للطباعة والنشر بيروت -لبنان2591، م. - 3محمود أبو القاسم الزمخشري :الكشاف تح :محمد مرسي عامر، ط، 2ج©1 دار المصحف القاهرة7931، ه7791 -م. - 4محمود يعقوبي :المدخل إلى المقالة الفلسفية، ط5891، 3م. - 5مسعود مزهودي :الإباضية في المغرب الأوسط المطبعة العربيةك غرداية ,نشر جمعية التراث بالقرارة7141، ه6991 -م. - 6مصطفى وينتن :آراء الشيخ احمد بن يوسف اطفيش العقدية ,المطبعة العربية، غرداية ابخزائرك نشر جمعية التراثڵ القرارة 8991م. - 573 - - 7موسوعة الحديث الشريف، شركة صخر لبرامج الحاسب (إحدى شركات بجموعة العالمية)» 6991م. أجمد الخليلي، ط.2تع وتص: -نور الدين السالمي :مشارق أنوار العقول8 مطابع العقيدة. سلطنة عمان8931، ه8791/م. - 9المؤلف نفسه :منظومة أنوار العقول في الأصول (رضمن كتاب مشارق أنوار المشارق.العقول)، - 0الهادي سعيد صالح :كلمة تابينية للشخ علي معمر (خطوط)0891. م. -يبى بن أبي الخير الجناوني :كتاب الوضع تح :أبو إسحاق إبراهيم1 اطفيشك مطبعة الفجالة الجديدة القاهرة مصر دت. - 2يغلا بن زلتاف أبو خزر :كتاب الرد على جميع المخالفين دت. - 3يوسف أبو يعقوب الوارجلاني :الدليل والبرهان تح :سالم بن حمد الحارثي، وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان3041، ه3891 /م. الحاج سعيل :تاريخ بني مزرابك دراسة اجتماعية واتتصاديةيوسف- 4 وسياسية المطبعة العربيةك غرداية2991، م. +المصادر والمراجع باللغة الفرنسية 501 -ن:ع!ظ حآ , , 1,. 601 -ط: عح. 701 -ع!:ه مآغعع ن' ,,, 4891. 801 -ح:عآم ,1, سك!2!,, 5591. - 673 - ا+لنشريات - 1بحلة الإنقاذ :الصادرة في شيكاغو أمريكا -عد }54بتاريخ شعبان 5141ه/ يناير 5991م. -عد )72بتاريخ رمضان 4041ه/جانفي 4891م. - 2جريدة الشباب :الصادرة بمعهد الحياة بالقرارة. -عد 29203 :بتاريخ جانفي 9391م. عد 3923 :بتاريخ فيفري 9391م. -عد 4720 :بتاريخ مارس 8391م. -عد 472 :بتاريخ مارس 8391م. -عد 7720 :بتاريخ جوان 8391م. -عد 372 :بتاريخ مارس 8391م. -عد )882:بتاريخ ديسمبر. 8391 - 3بحلة المسلمون الصادرة في جنيف بسويسرا في تاريخ ربيع الثاني 3831ه/ سبتمبر 3691م. - 4بحلة العصر :الصادرة من وزارة الشؤون الدينية بالجزائر عد 710بتاريخ الجمعة 4محرم 8141ه 10 /ماي 8991م. عد4:ليبيانالوت۔ اللعوة،دارمنشوراتعنالصادرةالمسجد _-رسالة 5 9ه0791--م. - 771 - +المراسلات -1إبراهيم أبو اليقظان :رسالة بعثها إلى الشيخ علي يحيى معمر مؤرخة في: 8/90/4691م. د -أحمد بن حمد الخليلي :رسالة بعثها إلى الباحث، مؤرخة في 51 :جمادى الثانية 7ھ 82 /أكتوبر 7991م. مؤرخة ق :حمد ناصر بوحجامرسالة بعثها إل الأستاذسا ل بن يعقوب:-3 1م. 4سليمان الشيباني :رسالة بعثها إلى الباحث مؤرخة في 61:فيفري 7991م. 5علي يحيى معمر :رسالة بعثها إلى الشيخ أبي اليقظان، مؤرخة في: م..7 6علي يحيى معمر :رسالة بعثها إلى الشيخ أبي اليقظان‘ مؤرخة في: 611/2691م. علي يحيى معمر :رسالة بعثها إلى الشيخ أبي اليقظان، مؤرخة ف:7 م.52 8علي يحيى معمر :رسالة بعثها إلى الشيخ أبي اليقظان، مؤرخة في: 1 1/6/669م. 9علي يحى معمر :رسالة بعثها إلى الشيخ بيوض مؤرخة في4491 /91/1 :م. -0علي يحى معمر :رسالة بعثها إلى الشيخ بيوض مؤرخة في2/4491/ 22 :م). - 873 - +المقابلات مقابلة شخصية مع الشيخ إبراهيم آداود، غرداية، أوت 6991م.1 -2مقابلة شخصية مع الشيخ بكير أرشوم :بريان أوت 6991م. 3مقابلة شخصية مع الشيخ حمو فخار :أجنة غرداية} أوت 6991م. 4مقابلة شخصية مع الشيخ سعيد الشيخ دحمان :الزائر العاصمة، أفريل 8991م. 5مقابلة شخصية مع الشيخ سليمان بومريقة :غرداية 5أوت 6991م. -6مقابلة شخصية مع الشيخ صالح بزملال :بي يزقن، أوت 7991م. -7مقابلة شخصية مع الشيخ عدون شريفي :القرارة، جويلية 5991م. مقابلة شخصية ثانية مع الشيخ عدون شريفي :القرارة، جويلية 6991م.8 مقابلة شخصية مع الشيخ عمر لقمان سليمان بوعصبانة :الخحزائر العاصمة.-9 جويلية 7991م. -0مقابلة شخصية مع السيد عيسى الشيباني } الجحزائر العاصمة} 20/20/7991م. -11مقابلة شخصية مع الشيخ فرحات الجعبيري :تونس مارس.7991 سبتمبر-2مقابلة شخصية مع الشيخ محمد بن بابا الشيخ بالحاج :خنشلة 7م). -3مقابلة شخصية مع الدكتور مسعود مزهودي :باتنة؛ 60جوان 8991م. -4مقابلة شخصية مع الشيخ ناصر مرموري :غرداية} أوت 7991م. -5مقابلة الطالب مصطفى ابن ادريسو مع الشيخ أحمد أوراغ :بريان» سبتمبر .3م. - 973 - -6مقابلة الطالبين ابن ادريسو مصطفى وكوم ياسين مع الشيخ عدون شريفي: القرارة، سبتمبر 3991م. -7مقابلة الأستاذ محمد ناصر بوحجام مع الشيخ ناصر مرموري :القرارة 1891م. - 083 - فهرس الأيات القرآنية الصفحاتالآبةرثم ‏ ١لفا حةسورة 923| اهدنا الصراط المقيم صراط الذين أنعَسْت علنهم»| 67 سورة ‏ ١ليشرة فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار اليي وقودها الناس | 42342 والحارة أت لِلْكافرير» 423وقلنا يا عادم اسكن انت وروحك الحنة5 | 018وقالوا ن تمَسَنا النار إلآ أياما مُعْئُودَة قالتخذت عنة الله أ 043 7335 172 عَهْدا قلن يخيف ال عهده ,أم تقولون على الأ مالا زهأئصحراب الناارتىهمكفيسهاب حَساةلئوهمهائة ‏١به 312أوما كان ال ضيع لانكم3 يَمُحَى ا لله الربا وتربي الصدقات وَا لله لايحب كل كفار | 342672 7 ةَ‏١مِ‏٥آ۔ و‏٥م » »م 4 ۔۔۔739. 7_.,۔۔ ه- | ام الرسول بمَآ أنزل إله من ربه وَالمُوينوة كل امن | 243 ور.2۔۔ا } 5 با لله وملائكته وكتبه ورسله م 031 | :ورينا لا تواحيذنآ إن تسيتا و خطانا6 أ733طرَبَآ إنك جَامِغ النلس لوم لا ريب فيه إد الل لخلف9 322رة الدي عند ا لله الاسلام19 - 183 - مم و"مو 189التوراة ورلأحِر ز لكم ;عض م الذيمصدق لما س يدي مم50 عنكمح رم. 3422ء 5لله على الندي حَجالنت د مَن استطاع إللسهبيلا وَمَن97 كر فن ا لله غ عَن لل 423فسارع لل مَغْفِرَة من ربكم وَحَنة عَرْضهَا السُمَاوَات133 والأرض أيئت لمين والذين إإذا افعلوا فاحشة ا ظلمُوا أنفسهم مذكروا الله 962 7٣ مح‎ 77 135 استغفروا ذنوبي ومن عفر الذنوب إلا ا لله ونم يصيروا ‏ ٥م م ه 7مم0 عر ' مَ عو وَهُمُ يَعْلَمُونهه 341والنهاراللواخيلافروالارضالسمَاوّاتخلقان ق ) لآيات د ألي الألبا دب اللي يذكرون الل قياما وَقَعُودًا على191 ماراوالأرضخلق السُمَاواتَفَكَرُون فحُنويهم خلقت هذا اطلاً سبحَانَ ثكقَنا عَذَابَة النار ممر ه۔2 سورة ا لنسا ء 472انما التوبة عَلى الل ه لين عمون السوء بحَهَلة ثم يتويُون18-7 من قريبر قاري يتوب لله عليهم وكان ل ةعليما حَكيما ويست التوبة ذس يعملون السيماترحتى" إذا حَضَرَ أحَتَمُمُ الموت قَالَ إني :ث الآن ولا الذين يمُوتّوت وَهُم كفار انيك أدا له عذابا اليمه 872 172لإن تجتشوا كبائر ما تنهَون عنه نكفر عنكم سَيماتكُم31 سك ذ » 043تل توي مت تحرة تهتمعليها تعرب93 الله عليهوعنه وأعد له عذذاابابا عَظيمًا 403ل تتخينوا الكافرين أولياء ين فونلياأينها الزين -144 | ‏ ٢م م ىو سلطانا مبيناپ "المُومننَ أنريُون أن تجعلوا لله2 202لإن أرحت يك كما أوحينآ إلى :نوح والتبين من" غدوه163 - 283 - ‏ 0 ١ند ةسورة 305وتَعَاونوأ على لبر والقوى فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عَلنكُمْ نعمتي وَرَضيتممرو لكم الاسلام ديناه 243 :232ومن لم يحكم بما أنزل ا له فأونيك هم الكافرة 177لول يداه تسُوطتان» 223 لوزة احيت إل الحَوَارنيي أن ۔اينوا يي وَبرَسُولي قالوا عمنا وانه بأتما مُنِْمُونه الانعا ممسورة 271 ولا تر وازرة وزر أخرَى» سور ةالآعرإاف 331والوزن يَؤمينر الحى 130اليس اتخذوا دينهم لها ولمبا وَعَرَنهُمْ الحياة الدنيا فاليوم م 7..هم..ه.ه۔۔۔4ه. ه۔ ,م]: بئاياتنايوممهم هذا وما كانواننساهم كما نسوا لقا يَحْحَئوتئه 289ألا له الحلى والأسره 229طوأفأينوا مَكرَ الله فلا يام مَكرَ الله إلا القوم الخاسيرزونگه8 342فد اليس عن رَبّكَ لا يسنتكبرُوت عَن عياده ويسبْحُونة وله206 سورة النال 213نما المُوينون الي إذا ذكر الله وجلت فلونه وإذا تهت4-2 عنهم ,ياه زاتنهم ,تنا وعى بنهم كلون الذي يسونو۔۔2ے ,ه ه8-22 ,6 الصلاة ويما رَزقناهم ينفقون أوليك هُم المُوينو حقامه .7‌وهو.,.7 - 383 - 202ملكةع آنيكم فتوا الذي سترهإذ نوحي رَمك إلى الم التوبةسورة 3041 7 لب 1رآعَ7ة س 2ال6له و۔۔رس هوله إ1لى النز.ين۔َ,ع۔َ.اهمدفتم س ,الم‏ُ٨شهشركِين ” للالمُنافقون والمُايقات بعضهم من تمض يَامُرُون بالسكر موم 242067 م وينه عَن الْمَعْرُوفو وتقبضوت أيديهم نسوا اللة فيهم ,إن ‏٥م لم۔ ه. مه ه,2۔ همه.,۔‏٥ المنافقين هم الفاسيقونه4 305 4 «رلترينرة التويناث بنضهم آرتاة بش71 سورة هود 139وما من دابة في الازض إلا على ا له رزقهَا وعلم مستقرا وَمُستَودَعَهَا ك في كابر مبينه 74طن اريد إلا الاصلاح مَا اسَطَعُتُ وما توفيقئ إلا بالله عله88 توكل ولله أنبه. م م -م فاما الريس قوا ففي النار لم فِبهَا زفير وَشهيقه 0وأما 7 314 الزين سوا قفي الحمة خالدين فيها ما دامر السَُمَارَات107 والارض إلا ما شاء رَبك» 281وأتم الصلاة طرفي النهار وَزلفا مس الل إن الحَسَنات114 ن السُيمَات ليك ذكرى للذاكريرن» 325ارت رح لار كلة123 وسفسورة 212طو۔۔۔م أن‏.٤ت ۔ بم‏ُ٨ومن إلا ولو. كنا -صَ۔ا ۔»17 230لولا تانئسُوا ين روح الله إنه ,لا يائس ين رح الله إلا القوم الكاؤروة» سورة ‏ ١لرعد 177 ماسوى عى النر» سورة النحل 243 :241. 2لنا ين فضلي ري لوي اشكر أاكفر ومن شكر كما يشكر لتضيهومن كمر فإنربي عنيكريمه ونا ومين 202| ].رَبُكَ إلى النحل أن اكَخزي من الجبالو68 السحرويا َنرمُوة» 241 (نكترتبانت للي112 4الإسرإسورة 285تي إسرائيل في الكتابهاآ ى سيوض 7ق 285رَبُلف ألا تَعْبُدُوا إل إياه723 304.لولا تةتقف مَا ليس لك ببه‏ ٬جه36 320قالوا! أهذا كتًا عظامًا روَرفاتا اهنا لمَبْعُوثونَ خلقا جَديداگه49 320قل كونوا حِجَارة :.حَدريدا أو خلقا مما يكبر في510 صُشُوركُمْ سيقولون مَن يدا قل الذي فَطَرَكُم ,أول مَره4 ]٥۔‎4 سومرةا نكفت_ 24-3لولا تةقول لشيء إني فايل ذالك عدا إل أن شاء الله 7 283 130ر بك !إذا ;نت»ِ24 13061 130ل تواتيذني ببما شنسييت ولا ترهقني م أري عسنراه373 سورة مردم 328| ٤فين منكم إلا وَارْما كان عَلى' ربكحتما مَقَضبا :72-71 نحي 7قوا ونذرالظالمين فيها جما سورة طه 177طالرَحْمَنَ على العرش استوى »ه - 583 - 26 671لإولتصلنع على عينيه .۔هاة4. 39 ہ۔-بح× | ر 533لإفِأح7لفتم موعدي قالوا مَآ أخلفنا مَوعمدك يمَلكنا؛ه87-6 لقال رب لم حَشرتني أغمَى' وذ كدت بصييرًا قال كتلك | ‏13٥-5 أتتك تاياتنا قسمها وكذلك اليوم تنسى ه126 الأنا 4سورة 743ُسْحُون الل والنهَارَ لا تفتروة»20 251طلو كان فيهما عَالمَة إلا ا لله لفسَدنامه 7چسرےہ۔_,7 7ّ7‏٦77۔"۔.7۔ ‏٢او۔۔ طرلَنضَعٌ الموازين القسط ليوم القامة فلا تظلم نفس شيئا وإن | 233 }133 833347 كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى ينا حَاسبين؛ه ممُ‏١7مم.ه٥9-٥‏= الححسومره٥‏ لإن الين عانوا والين ممائوأ وَالصابين وَالَصَارَى' | 16217 وَالمَجُوسَ والذين أشركوا ية ا لل تفصيل تهم يو القيامة ين هه ۔ ‏٠ ٦٠‏٠۔1‏٥[..۔ك.,.۔‏ِ١ ا له على كل شيء نتهي ه۔۔ هے,٭ا‏ ٠ح المؤ منونسورة َ77" 133_۔ومن خوفمن ثقلت موازينه فأونيك هم المففحون-2 موازين قأوآيك الذي سيروا أنفسهم في جهنم حَلسر» ممو‏٥ممممد, 103 [872وتوبوا لل ا له حَميعًا أبها المُومنون لعلكم تفلحُوهه1 ‏ ١لفرقا نسورة تبارك الذي حَعَلَ في السماء برو جا وَحَمَلَ فيها سيرَاجًا | 83162 /77727 وَقمَرَا ميورا وَهُوَ الذي حَعَلَ الل والنهار خيلفة لمَنَ أراد أن تُذكرَ أو آرا شكورا ومزق - 386 - ‏ ١لمصصسورة ح ‏٥آمهومآ -سه‘“كه 202وأوْحَينآ ى ام مُوسَى أن ارضيعيه لمآ أنامما نوي ين شاطئ الواوي الئْمَن في البقة م م ےم 20430 المباركة من السحرة أن يَامُوسى' إتي أن ا لة رب لعَلَم» 176كل شئ هالك إرلاَحْهَهه88 سورة الأحنزرإ ب ولما رأى المُوينوت الخراب قالوا هذا مَا وَعَدَنا الله وَرَسُولهُ وَصَدَق ا له وَرَسُلَه وما راهم ,يلا يقانا ومسنييما» 283:38 195 ,7ف ولكن رسُول الله َ٥ لما كان مُحَمد آبآ أحَد مُن رجال40 وَحَام » 227ترجي مَن شتاء ين وتري إيك من تضئ51 249 إنا عَرَضنا الأمانة على السماوات والأرض وَالجبَال فأن أن732 حيلها وأشقََ بنها وَحَملَهَا الانسان إنئة كمات ظلوا حولا لعذب الله المايقين والمتايقات والمشركين المُشركاتر وَيُوب ا له على المُوينين ولْمُوينّات وكا اله وا رحيما سورة سا 167طعَللمُ العبو لا يعرب عنه يثقال ذرة في السَمَاَات ول في الرض ول أصر ين قلك ولا أكبر يلا في كتاب شبين ذ طرسورة 342لحال الملاكة رسلا أولي أحيحة متى وثلث تاغ 289لهل من خالق غر اللي - 783 - 169إإلا يلبي;تضعانقر ' ولا ممنوَمَا تخيل11 139طان اللة يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولين زالتآ إإن41 »م,ممممَ ه حليما عَفورًائه.بعده إنه كانل مرمن 1‏١ سورة سر 138عة لم الل نسخ من ُ التَهَارَ فإذا هم مُظلِمُون وَالشَسُرُ40-7 تري ستمر لدهَاالكفَ تقدر لعزيز عليم والْقَمَرُ قدرنا منازل حتو عَاة كَالْعُرْجُون لقَريم ل ة الشد نبي لَهَآ أن نشرة القمر ولا الل سابق المار وكل ف لو َستَحُو» 3308لولو نغتآء لْطْمَسُنا ع" أعينهم فاسُستببَققوواا الصراط قَأنو' ننصرونه يُحيهًَا الذ يأنشأهالقال من يحي ايظا وهي رميم قل مه ه0ممم م‏٥ ‏ ٥٠دم 32079-8 أول مَرة وَهُوَ بكل خلق علمه سورة الصافات 288طواله خلقكم ومَا تعملون 203طلمًا بل مععه السي 1يابني إني أرى في المام أني102 ذبحك فانظر مَادَا تمرى' قال يا أبت افعل مَا توم سَتجثُني إإن شآء الله ن الصابري سورةص 177لخلق يدي7 سورة السر 230ل تقنطوا من رحمة :ياعَاوي الين أسرفوا عَلى ل53 و‏٠م لعفو ر الرحيمهالله يغفر الذنوب حَمِيًا انه هلالله 289حان حز62 - 388 - نصلتسورة ّوا.&َه۔.۔۔,ه۔ه۔ 202لفقإض۔َا,هن 2سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء12 ٥0م‎ رماه 143 ‏٢ يتبين لهم , ١سه:م‏٠7 سَنريهم ,عاياتنا في الافاق وفي ‏ ١نفسيهم حتى م..-‏.٠ِ2و72 53 أنَهُ الحَقكهه سورة الشورى 0170081620ليس كيله شيء وَهُوَ السميع التيير»ه11 971ا471 ©71 ‏۔إ١]‏ ٥٤۔٦ ٥_. ,.ث,د!۔ ة,.نك< ۔۔۔ ۔ ح 981 شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والزي أحينا بلك13 حمم‌ 1آمم‏١ممم‏ ٥0ء7ُم م وعيسى أن اقيمُوا الدين ولاوما وَصينا به إبراهيم 77 تتفرقوا فيه 7و, ‏٠٧[. 7-۔۔ در۔۔ ان يكلمه الله ,إلا رح او من ورآء حجابوَمَا كان [بشر 2۔۔0 40251 سيل رسولا كوجي بإذنه ماياء رنه عل حكيمه ١٠ ٠هه ا زخرفسورة 543طوَحَعَلوا المَليكة الذين هُم عنة الرحمان إناثا ا.شهثوا19 حلمهم سحب شَهَادنَهُمْ وثسنالونه سوبرةالمحاثية 5729.وتل لكل أفا أثيم يسمع تبات اله تى عه نم يصير87 شُتتكبرا كأن لم سمعها قبضه بعَذابر آليمئه 023فقالوا ما هي إلآ حيتا الثا تموت وتحيا وما ولكنا إلآ24 لنز 41327 - 389 - ل٨حفا‏ فنسورة [ } 3أولم يرَرَا ث اللة الزي خلق السماوات وَالازضَ ونم يشي | 023 آر ح بحَلتِهن بقاير على أذ الْئمَوقى بنى إنه على كُل شيء ديره فنامحمدسورة 403واستغفر ذنبك وَللمُومنينوَالمُومناتگه| 91 771 حةر و س طلواث الزين يَُايعُونكَ إإنمَا ايغون ا لله ي الله فوق أيديهم01 سورة محجرإِت 422. 2وَلَمَاَامَنا قل لم تومنوا ولكن ققولوا أسلماقالت الأغراب| 14 أخل الامان في قلريكم» ‏٢سورة 733الما يدل القول ندئهو _باتا لذ اسو ال | 3 5-63لإفأخرَجْنا من كان فيها تيتو ص الُنلميره ‏ ١لطورسومرة | 563لأم خلقوا 7غ 7ء أم هاملخالقون أم خلقوا السَّمَاوَات | 731 والأرض تل لا وقنوة» ا لنحمسورة‏١ 5024| لوما ينطق عن الْهَوَى' إن هشُوَ إل 77| 34 - 390 - ولقد رعاه نزلة اخرى عنة سيثرة الْمُمَهَى'»4 -م و 20414 المَلآئكة رتسئميّة | 643الين لا وينو بالاخرة كسمُونط27 لأَى» 182ري الذين أحسنواللري الزين أسَآئُوا يمَا عَيلوا32-31 إل اللْمَمَ !اآو الاثم والفواحبالحى الذري يجيبون رَبَّكَد واسح المَعْفرَةه 77 382إنا ك شيء خلقناه بقره49 سورة القمر 671لإتخري بأننا 582فإنا كل شيء خلقنا يقدر سورةالرحمن 671قى وجنة رَبكَ ذو الحلل والاكرام سورة الحد دد 382لما اصاب من مصيبة ة في الأزض ولا في ‏١أنفسكم ,,إإللاا كابو من قبل أن نبرأهمآ ٠له‏5 ١سورة ‏٥ ۔ 4ور مر۔ ر 403اللهللا ;تجدد قوما يومنون بباللهه واليوم الأخر يوا دوں من حَآة درسة لمممتحنة‏١السورة حََسسننةة ؤي إبراهيم والذين. معه ,إذ 503سلوةلقد كانت لكم, ون اللهه كَمَناء م كم‏ ٠وَمِما ةتعلو منالوا قومهم ,نا ٠ تومنوا باللهاالعَلَاوَة والبغضاء 1م وبدا ننا ونك وَخْتة» - 193 - أ .۔۔س٬۔۔×‏سي لقد كان لك فيهم ,إسوة حَسَنة لكن كان يرجوا اللة و ‏٥ ۔ ۔ 305 واليوم الآخر ومن يول فن له هُوَر الغني الحَميذ» ا ملكسورة 189لالا يعلم مَن خلق وَهَ اللطيف الخبيز| 4: سورة نو 275. 269 » ي كلما وهم ر لهُمْ حلوا أصَابعَهُمْ في عاذانهم ‏٣0 م٥ 2 ه‎ ٠كبار 1 سومرةا از | 32 ‏٥٥٥ ہ۔ و م م 340فيهآَهَنمَ خالديننارله رمن يعص اللة وَرَسُوله فت أ أبنا سورةالإنسان 283 | :إنا هَدَيناةُ السبيل إما شاكرا وَإِمًا كفوراه 176ط(انمَا نطمكم لوه الله 204ولقد رََاهُ بالاق المبينه سومرة الانفطار 314إذا السّمَآءُ انفطرَت وإذا الكواكب اغرت وذا البحار فجرت وإذا المور بعثرت عَلِمَت تفسر ما قنعت وَأحَرَرب سورة الغاشية 137 أرففلعات ي ونظرلوىن اإللىحبااللإبلككيف خلقت وإلى السّمَآء كييف7-02 صيت ولى الازض كيفف سُلحَت4 - 293 - 582لإوأمًآ إذذا مَا الَلاَهُ فقفَقدَدرَ علبه75| 16 سوبرةالعلق 402اقرا باسم رَبّكَ الذي خلق خلقَ الانسان من علق4... | 1-2 ‏ ١لعد 27 سورة 643[| } 4ل تنول الملاكة والروح فيما ياذن ربهم ن الزين كفروا ممن أهمل -د لتري :في نار حَهَنم 6236-8 شرر البرية إإن الذين امنوا 7علو ‏١خالدي فيهآ أوتي 7 7ممر م ه الصَالحَات أوي هم خي رر الرية حَراؤُهُه عند ربهم جنات عان تجري من تَخيها النهار حَالدسَ فيهآ أبدا :مَن ثقلت موازين ففهو في عيشة رَاضِيَة وأما مَن خفت | 413116 زينة قام هاوية ومآ أذرَاة ما هية نارحَامَة سورة الإخلاص قل هُوَ ا لله أحد الله الصّمَدُ لم تل ونم يولد ونم يكن لة | ,‏174 }15٥41 كفوا احَذه ل ت2ت سل ك ه!ك - 393 - 4. فهرس الأحاديث النبوية أتدرون من المفلس؟ قالوا :المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع 7.اجتنبوا السبع الموبقات؛ قالوا يا رسول الله وما هن 3....أحيانا يأتين مثل صلصلة الخرس وهو أشد علي 3....أحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلم فاعي ما يقول 623.. إذا صار أهل الحنة إلى الجنة وأهل النار إلى النارى جيء بالموت 6.اعملوا فكل ميسر لما خلق له 2.أفضل الأعمال الحب ف ا لله والبغض ف ا لله 3.ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام 342.. ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض 5.0.أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا ا لله 71.إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل 13.. أنا عند ظن عبدي" فليظن بي ما يشاء 9. 38.إنك لن تجد ولن تبلغ حقيقة الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره 3.أول ما بدئ به رسول اللقا من الوحي الرؤيا الصادقة 3.الإيمان بضع وسبعون أو وستون شعبة 1....تعلم أن ما أصابك لم يكن لخطئك وما أخطأك لميكن ليصيبك 3.الحياء شعبة من الإيمان 6. 33.خلفت الملائكة من نور 17.الذنوب على وجهين ذنب بين العبد وربه. 3.سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 133....فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطالت السجلات با لله وملائكته وكتبه رسله واليومالإيمان :قال :أن تؤمن...قا ل أخبرني عن 92ع 413ء. 243الآخر قلت يا رسول الله :كم وفى عدة الأنبياء؟ قال :مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا كتب الله مقادير الخلاق قبل أن يخلق السماوات والأرض - 493 - 9.كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس 3.لا إعان لمن لا أمانة لهں ولا يعان لمن لا صلاة له 0.لو وزن خوف المسلم ورجاؤه بميزان تريص ما زاد أحدهما على الآخر 342. 22.ليس يين العيد والكفر إلا تركه الصلاة 3.ما كنت تقولون؟ قالوا :نتذاكر في الشمس وفي براها 112.ما من عبد قال لا إلاه إلا ا لله ثم مات على ذلك إلا دخل الحنة 3.من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فيما قال 9.من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه 0.من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده 91.نظرت في ذنوب أمي فلم أر ذنبا أعظم من ناسي القرآن 031.وضع عن أمي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه 3....يؤمن بالقدر خيره وشره 8.يمر الناس على جسر جهنم وعليه حك وكلاليب وخطاطيف شمكقشكشك - 593 - هرس الأعلام أبو ستة.53 }03 :آداود، إبراهيم.88 : أبو سعيد الخدري.823 :آدارد» عمر بن صالح.3 : أبو سهل.51 :آدم التل. 162 8225، 991 6910 : أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة.992 }901 :.423 6030 4033 أبو علي القالي.53 :آمنة بنت وهب.391 : أبو عمار عبد الكافي.003 {942 4423 :إبراهيم العلم. 503 3025 6910 : أبو هب.803 : الابريكي إبراهيم بن عيسى.85 : أبو نصر الملوشائي.312، 212 :إبليس/الشيطان1320 0325 9225 5 : أحمد بن عمر.79 : .47 أرشوم، بكير.88 :ابن تيمية.901 : إسماعيل الكتكل¡. 302 :ابن حجر العسقلاني.53 }©03 : الأشعري.901 :ابن حزم.901 : اطفّش» أبو إسحاق إبراهيم780 }85 :ابن عقيل.53 225 : .31أبو الربيع سليمان بن هارون.51 : اطفتّش، امحمد بن يوسف066 535 {92 :أبو اليقظان، إبراهيم166 065 }84 433 : 99107910591326104.253 101، 19 3 .522 {422 6123 412312أبو يكر الصديق.232 : 9422014203432313282أبو حفص عمرو بن جميع0225 8010 : .1030033 9823 772322.453 0032 9420 73282 .23339233523332356أبو حنيفة النعمان.212 : .343. 143 8أبو ذر الغفاري.112 : أفلح. 38 :أبو زكرياء يحى بن سفيان.51 : أوراغ، أحمد.63 :أبو زهرة» محمد.842 {542 : - 693 - الجناوني، أبو زكرياء يحى80165 690 {27 :الباررني، أبو الرييع سليمان.35 : .453 6030 {003، 0227الباررني، سليمان.16 110 : جهم بن صفوان.112 :الباررني، عيسى بن يحمى.65 ©12 : الجيطالي، إسماعيل2210 1210 8010 760 :الباقلاني، أبو بكر.911 : . 8220220 9910 6917البخاري.411 5305 {03 : . 013. 6033 4033. 003.0بلخحوجة، عثمان.52 : .453 7بوحجام، محمد ناصر.6 : الحاج الناصر محمد.83 ©73 :البوطي محمد سعيد رمضان5910، 931 : الحسن البصري.852 :.4437130682389106 حليمة السعدية.491 :.54 حمزة الكوني.992 :بومريقة، سليمان.04 : الحنفي، محمد بن يوسف.52 : بومعقل، عمر بن داود.68 : الخليلي أحمد.19 :البيجوري إبراهيم.523 : دارود اللتالة. 402 :بيوض إبراهيم130 030، 92 &82 720 : دبوز» محمد علي.15. 83 7 :64:1340142630530.433 الرانعي، مصطفى صادق.79 83.5 :166006©8 95308504594.8 الريع بن حبيب9010 8010، 53، 03 :253. 1010 6983 49. 38. 7 .982، 172 0424بيوض بكير بن عمر.34 : الرستاقي، ميس.633، 523 :تربح، يوسف.48 : رشيد رضا.713 ©613 2020 1028 591 :التلاني، أبو سليمان داود0220 {801 : الزيات، أحمد حسن.84 }&83 :082۔. 4538 زينب اللالوتية.51 :عبد العزيز.003 :المي بن يعقوب186 87&0 370 350 20 :سا.85محمد بن صالح5 :اللمي .28جابر بن زيد.982 ©901 : السالمي نور الدين3510 7210 }901 :جبريل الكتكل¡ 4135 3820، 402. 302 : .003 68238 {872. 772.44.8432 .453. 923 523 5الجعبيري، فرحات.982 ©151 : - 793 - العقاد.79 7305 :السجستاني محمد بن كرام.112 : عمر المختار.11 :سليمان عون الله686 }97 }96، 55 65 : عمر بن الخطاب.403 :.78 عيسى الكلم. 162 6910 :السودي» عبد القادر بن محمد.79 : غالب بن علي.68 :سيد قطب.211 8010 : الغزالي، أبو حامد.901 :الشافعي.901 : فخار حمو.101 ©001 590 380 24 14 :الشارش علي.18 : فرعون.803 :146 930 730 530 13شريفيك عدون: فوزي بن يونس بن حديد.16 :.253 &38 163 قارون.803 :الشماخيك أبو العباس أحمد8010 ©41 : القاضي عبد الجبار.8230 42205 8115 :9320832084323822.0 القرادي، إبراهيم.001 :.453. 0 الكباري" عبد ا لله بن مسعود الباروني:الشماخي، عامر.27 : .65. 0الشيباني، خليفة.18 : لعلي، صالح.651 :الشيخ دحمان، سعيد بن عبد ا لله.34 : لقمان، عمر.68 :صالح المعدي.75 : رمضان بن يحى520 425 32©8 22©0 :الليصالح بن باعلي.85 : .754الطار بن عاشور.52 : الماتوريدي، أبو نصر.251 :طباخ بنوح.001 : محمد عبده.911 530 :طه حسين.83 : الملرموري، ناصر646 {54 44 340 }&04 :عبادة بن الصامت.982 : .78 68&0 08 770 670 57عبد ا لله بن إباض.852 ©932 }332 9010 : مسلم.411 :عبد ا لله بن عباس.772 : المصري خليل.89 :عبد ا لله بن عبد المطلب. 391 : المصعبي يوسف.672 :عبد ا لله عقيل.78 : معمر حسن بن علي.6 :عبد الملك بن مروان.932 : معمرڵ خالد بن علي.61 :العطفاوري© محمد بن يوسف.85 : - 893 - نافع بن الأزرق.852 33205 :معمر، سعاد بنت علي.6 : النامي عمر خليفة.27 :معمر، سلمى بنت علي.61 : النخليك محمد.52 :معمر، عبد ا لله بعنلي.61 : نوح الكتكل. 691 :معمر علي محيى :أغلب صفحات هامان.803 :البحث. الوارجلاني، أبو يعقوب2720 {422، 311 :معمر، عيسى بن علي.61 : .00معمر، فريد بعنلي.61 : واصل بن عطاء.992 :معمر، محمد بن علي.71 610 : وهبة.29 190 09©0 780 :معمر يحى بن علي.02 }61 : وينتن، مصطفى.891 :المليكي، عمر بن يحمى8 92©0 :ک.06 5©5 موسى الَتت¡. 162 40203، 691 : فهرس الأماكن والبلدان .352 090 88 085 83آجيم.75 :4 : تيهرت.49 :الأردن.97 : جادو.88 080 670 570، 86 760 :الأزهر.17 : جامع ابن عباس.42 :أمريكا.55 : جامع الباي.28 :إيطاليا /الاستعمار الإيطالي025 815، 11 : جامع الزيتونة1 24&5 ©14 52©5 425 :ك45©5،. 96 460 6509 .96 863 060 853 7536باتنة.06 : جامع الشيخ.18 :باريس.662 : الجامع الكبير.18 :بريان.88 : جامع ليمس.42 :بريطانيا /إنحلتزا /الاستعمار البريطاني115 : جبل العباد.58 :.56. 4 جبل نفوسة}47 270 860 510 310، 7 :البصرة.952 780 : 7210 8010 0980 48 08 6705بغداد.78 : .453. 2532عالبقاع المقدسة.68 : الجزائر 930 {92 823، 62 4 :ا1ک255، بنغازي.49 ©11 : قا 161 953 853 753 653 53.بني يزقن.06 858 750 : 580480 2801970 0708بيروت.59 3905، 19 : 5954903390290 19.09.88تقرت.58 : 253. 1010 99. 7.تكويت.65 510، 31 : الجخزيرة العربية.232 :مزين.08 670 570 : جزيرة جربة جربة52.5 4205 328 228 :تونس0505 430 230 920 520 420 22©8 &4 : .1875&0&6545ث144306755 650 550© 350 250ا .58. 228.0، 18،97، 77 ‘86 ‘068 القاهرة.79 29{5 198 098 170 :.89جنيف: القدس.97 :جيطال.99 : ‏5036 033 5{29 528 27{ 826 ٤6القرارة:الحجاز.97 : 050اكء249 248‘472439حومة السوق.18 : 3950ا883 60}06850442الداخلية.74 : .253 0010 7986دار البعثة الميزابية.52 : القيروان.55 450 :دار العلوم.92 : كباو.08 675 570 :دار القرآن.92 : الكويت.78 }{08 }97 :دار بئر الأحجار.15 : لبنان.39 &97 :دار عشيرة آل بومعقل.68 : ليييا435 925 525 810 710 11 7 4 :زوارة.59 570 : ا4ء 555 450 050 942 3429سدراتة.58 : 77027 17 86&0 568 4606سوريا.78 970 : 4950 090. 88 380ا089سوق البلاط.25 : 353 253 801 89ء&. 4535سويسرا.89 : مدرسة الحياة.74 :6705، 57، 117 860 810، 71، 11طرابلس: مدرسة الهنتاتي.35 :.88 083 8707 مسجد الفتح.67 }57 ©71 :العراق.78 68©0 080 970 : مسجد الهنتاتي.88 35. 2 :العطف.58 : المشرق.453 3610 2610 9010 {68 :عمان.59 }49 390 }29 {09. 6 : مصر7 :ک© 97©0‏98. 096 092 090 ٤87غار أبجماج.18 : مصراتة.11 :غرداية.59 490 {39 290 190 880 : معهد ابن خلدون.15 :غريان.88 08©0 670 86}0 : معهد الحاج إبراهيم بن عيسى الإبريكي:غوث الشعال.87 770 : .85فرنسا، الاستعمار الفرنسي930 820، 11 : معهد الحاج عمر بن يحى المليكي.06 85 :.06 950 15059 معهد الحياة2305 130 825 723 628، 6 :فلسطين.101 : 72 مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب.18 :41. 39} 037 3.36 35. 34. 3. ‏١منطقة الحشان.18 : 053 94 843 34 2اک.85، نالوت655 320 220 710 610، 41 31©0 :الا. 88 48 770 070 ‘8 268 9665860760 660568.467.253 1010 990 79.0 98 .49 880 080 670 570 372معهد القطب الشيخ اطفيش755 9205 : وادي ذي قار.001 :.06 وادي سوف.58 :المغرب الأقصى.69 : وادي ميزاب‘ ميزاب720 620 910 7 :للغرب3610 9010 }801 970 270 060 : 341 &14. 93. 33، 13. 92 8.453 1220 ، 84 743 6ا. 95 855 {45|مقبرة الجامع الكبير.18 : . 253 }001 885 583، 27 16 06مقبرة الشيخ أيي ستة.18 : وارجلان.68 585 {48 :مقبرة سيدي منذر.81 : وَرسييغن.18 :مكة.662 : يفرن.08 57&0 :المكتبة البارونية.18 : مكتبة الحياة.93 : ‎تنگنگنگزگ٢: فهرس الفرق والأديان والقبائل والأقوام البعثة الميزايية.23 52&5 :إباضية الزائر.45 : البلاكفة.571 :إياضية المشرق.361 : بنو إسرائيل.981 :إباضية المغرب.361 : بنو زكرياء.61 :إباضية تونس.45 : التجار الميزاييون.45 :الإباضية /الذب الإباضي :أغلب الخبرية.792 :صفحات البحث. الجهمية.623 :الإسلام /الإسلامي /الإسلامية :أغلب الحركة الإصلاحية935 3305 130 825 {72 :صفحات البحث. .45 843 64 34أشباه المجسمة.771 : الحركة الوطنية الحزائرية.95 825 :الأشعرية، الأشاعرة5710 {071 {961 : الخوارج95205 8523 7425 }332 }{901 :.4234920 53205ات112 .0.933 }.733. 133. 7 الزيدية.871 :أهل الإنجيل.162 : السلفية.133 7230 2120، 471 9610 :أهل التوراة.162 : الشيعة.901 :أهل السنة.481 2815 : الصابئون.262 1625 :أهل الكبائر.143 04303 {933 : الطلبة الإباضية الحربيون التونسيون255 :أهل الكتاب.462 26205 {162 6310 : .373.99 العرب.001 :أهل نالوت.22 : العزابة.41 :أولاد إبراهيم.41 : العساكرة.41 :أولاد الدير.41 : الغرب.462 :أولاد عون الله.41 : الفرض.482 :البعثة البيوضية[ 05©5 :ك©. 45 - 304 - 0226932648263٤8262261الفقهاء.212 : .306302993273327220الفلاسفة.371 ©541 9310 : .339. 3الكافرون /أهل الكفر /الكفرة /الكفار: المعتزلة\ المدرسة الاعتزالية©911 9010 :.20346203542380225 8710}571ا،7107132.4 . 49225320342202124الكرَامية.112 : 7330163338233.423.7المؤمنون.433 05205 9425 5425 {802 : .93383الماتوريدية.112 9010 : المقادمة.61 410 :ن /علماء الكلام54165 9310 :الم الملاحدة} الملحدون.162 ©541 :47103710!،7196135 المنافقون.942 2425 :.97 اللوحدون، أهل التوحيد532&5 }{802 5410 :المجسمة.771 : 7422034232423142}©0)3الججوس.462 2625 1625 : .3المذاهب الإلحادية.531 : الميزابيون، بنو ميزاب©14 635 2303 {52 :المذبذبون.262 : .48 0605 4532مذهب التفويض.471 : التجارية.112 :اللرتدون.332 : النصارى.482 }©262 1620 9420 :المرجئة.952 : النصرانية.112 :المستشرقون.601 : الوثنيون.162 :اللسلمون /المسلم :أغلب صفحات اليهود.48208 26208 1620 942©0 :البحث. اليهودية.112 : اللششركون\ المشرك63235. 802 }{541 : اليونان.482 :062.95238520942035 فيرس مواضيح البحث الاهداء ا هل جَراءُ الاخسان إلا الإخسَان » أالرموز المستعملة تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام ممدمه النصل الأول حياة الشيخ علي يحيى معمر 01تمهيد 31المبحث الأل حيانه اجتماعية 31 - 1مولده ونشأته 61 - 2زواجه وأسرته 71 - 3المضايقات و المتابعات 81 - 4مرضه ووفاته 02المبحث. الثانكج۔ حياته الحلمية 02دراسته بليبياالمرحلة الأولى: 32المرحلة الثانية :دراسته بتونس 32ا -في جزيرة جر بة 42 2في جامع الز يتونة 62المرحلة الثالثة :دراسته بالجزائر رمعهد الحياة بالقرارة) 62مهيد - 504 - 72 1الواقع الاجتماعي لوادي ميزا ب والقرارة 82 - 2التعريف بمعهد الحياة 23علي يحى معمر طالب في معهد الحياة 23¡ -كيفية التحاقه بالمعهد 33 - 2دخوله المعهد 43 - 3دراسته.بالمعهد 63 - 4إقامته فى القرارة 73 - 5أنشطته العلمية بالمعهد 73أ -مشاركته فى جريدة الشباب 04ب -مشاركته ني جمعيات الشباب 14ج -نشاطه ي إدارة المعهد 24د -تدريسه ف المعهد 64 - 6نشاطاته خارج المعهد 05العودة إلى بلده ليبيا 05 - 1طريق الرحلة 15 - 2إقامته بتونس 35 - 3نشاطه بتونس 55مشايخه الفصل الثاني نماذح من جهوده الإصلاحية ورحلاته وآثاره المبحث الأول نماذج من جهوده الإصلاحية أولا -في المجال السياسي ثانيا -في المجال الاجتماعي النا -في المجال التعليمي 86رابعا -في المجال الثقافي والصحفي. 96¡ -بحلة اليراع 07د -مشاركاته فى نشر يات أخرى 17 - 3اهتمامه بتحقيق التراث الإسلامي مشاركته قي رسالة المسجد-4 37وي عجال د ال ل -في اسا خام 47 - 1فكرة إنشاء نظام العزابة 57 -2جهاده فى مسجد الفتح بطرابلس 97المبحث. الثان رحلاته 97_مهيد 08أولا -رحلاته داخل بلده ليبيا 18ثانيا -رحلاته إلى خارج بلده 18 - 1إلى جزيرة جر بة بتونس د -إلى وادي ميزاب بالزائر 58 - 3إلى وارجلان بالخزائر 68إلى البقاع المقدسة-4 68 - 6إلى البلدان الإسلامية الأخرى 88أرهالمبحث. الثالث آثذ 88 -1تلاميذه 98 -2إنتاجها لعلمي 98أ -الكتب ب -البحوث 59جال-رسائل يد -التعاليق که -المقالات - 704 - 001:.ر -الروايات 001المراسلاتح- 101ط -الأعمال المفقودة الفصل الثالث منهج عرض العقيدة عند الشيخ علي يحيى معمر والمعرفة الشرعية الضرورية المبحث الأول منهج عرض الفقيدة عند الشيخ عل 401يحيگ۔ ممر 401أولا = مكانة العقيدة في مؤلفاته.... 801ثانيا -المصادر المعتمدة في عرضه للعقيدة 011النا -منهجه في عرض مسائل العقيدة 411رابعا -منهجه في الاستدلال على العقائد 811المبحث. الثانكح۔ المغرفة الشرعية الضرورية 811تمهيد 911أولا :العلم الشرعي الضروري 911ا -تعر يف العلم الضروري 021 - 2أقسام العلم المتعلق بالدين. 821ثانيا :نسيان العلم الضروري وأحكامه 821ا -تعر يف النسيان 921كد -أقسام النسيان - 804 - الفصل الرابع 431المبحث الأول وجود ا لله تخالكث. 431تمهيد 631أدلة وجود ا لله تعال 631أ -دليل الخلق والإيجاد 731ب -دليل الإبداع والدقة والنظام 831ج -دليل العناية 141المبحث. الثانك۔ منهج مغرفة ا لله تغاله... 141ا -منهج الاستدلال على وجود ا لله تعالى 241 -2منهج معرفة ‏ ١لله تعال 641 3قيام الحجة على الإيمان با لله تعالى 941المبحث الثالث :توحيد ا لله تاله 941 -1تعريف التوحيد 251 - 2الاستدلال على الوحدانية 451 3الواجب والجائز والمستحيل في حق الله تعالى 751 - 4تعريف كلمة التوحيد 851ك -الإيمان بجملة التوحيد 161المبحث الرابغ الصفات وأقتسامها 161تمهيد 161ا -تعريف الصفة 261 2أقسام الصفات - 904 - 461 - 3إثبات صفات الكمال 761 4الصفات الواجبة والجائزة والمستحيلة 961 5علاقة الذات الإلهية بالصفات 471_ 6الصفات الخبرية 871منهجه في عرض الصفات 081..المبحث الخامس مسائل متغلقة بالصفات 081أولا :مسالة الرؤية 381ثانيا :مسألة خلق القرآن الفصل الخامس الشنبات 881تمهيا.......... 091المبحث الأول مغرفة الرسل 'والرسائل.. 091 1قيام الحجة على الإيمان بالرسالة 291 2ما يجب معرفته عن الرسل 391 3ما يجب معرفته عن الرسول محمد و خاصة 491 4تعريف البي والرسول 691 5الفرق بين البي والرسول 71 - 6عدد الأنبياء والرسل 991 7ما يجب في الإيمان بالرسل والرسائل 102.المبحث الثاني :الوححہ۔ وطرق نزوله 102|' 1تعريف الوحي 202/ 2طرق نزول الوحي - 014 - الفصل السادس ‏ ١ة تس س۔۔۔۔۔۔ا نيا ت 802المبحث. الأول الأسماع والكا, 802تمهيد 012أولا :مفهوم الإيمان وعلاقته بالإسلام والدين 012 -1مفهوم الإيمان 812 -2مفهوم الإسلام 122 3مفهوم الدين - 4العلاقة بين الإيمان والإسلام والدين 622ثانيا :الخوف والرجاء 722! -تعريف حالة الخوف. وحالة الرجاء 922د -قلب المؤمن بين حال الخوف والرجاء 232النا :مفهوم الكفر وأقسامه 232تمهيد 432ا -تعريف الكفر 432 2أقسام. الكفر 532أ -كفرالشرك 932ب -كفر النعمة 932مدخل تاريخي 142 -1تعريف كفر النعمة 342الأدلة الشرعية على إطلاق مصطلح كفر النعمة على مرتكي الكبائر......... 2 542 3موقفه من كتاب المقالات في مسألة كفر النعم 842رابعا :الأحكام المنزتبة على الأسماء :....052 - 1أحكام منزلة الإيمان :5 - 2أحكام منزلة الكفر - 114 - 552أ -أحكام منزلة كفر النعمة 062ب -أحكام منزلة كفر الشرك 062ج -ملل الكفر وأحكامها 262 -أحكام أهل الكتاب 362 -أحكام المشركين 462 -أحكام المجوس 562خامسا :الأسماء المتعلقة بالكفر 562 م 1تعر يف انكر و 662 862 862 172 سادسا :المعاصي تقسيماتها وأنواعها 172 -1تقسيم الإباضية للمعاصي 172التقسيم الأول 2.التقسيم الثاني 272 - 2تقسيم الشيخ علي معمر للمعاصي 672 - 3تعر يف الكبيرة 182الصغيرة - 4تعر يف 382المبحث. الثانح۔ التضاع والقدر هيد 382 582أولا :تعريف القضاء والقدر والإيمان بهما 582 - 1تعريف القضاء والقدر 782 2الأزل وما يزال 882 3الإيمان بالقضاء والقدر 092ثانيا :فعل الإنسان و الإرادة الإلهية - 214 - 092 1-علاقة الفعل الإنساني بالإرادة الإلهية 392د -حكم أفعال الإنسان 592 - 3تيسير فعل الإنسان 992المبحث. الثالث الولاية والبراءة 992تمهيد 003أولا :تعريف الولاية والبراءة وأدلة وجوبها 003ا -تعريف الولاية والبراعة 203= - 2تعر يف الوقوف 403 - 3الاستدلال على وجوب الولاية والبراءة 503ثانيا :أقسام الولاية والبراءة 603ا -ولاية وبراءة الجملة من المسلمين 603 -2ولاية وبراءة بيضة المسلمين 703 3ولاية وبراءة الأشخاص 703أ -ولاية وبراءة النصوص عليهم 803ب -ولاية وبراعة المعروفين بشخصهم من المعاصرين 013 - 4قيام الحجة على ولاية الأشخاص والبراءة منهم الفصل السابع 413تمهيد 613المبحث الأول الغيب ومراحله 613أولا :تعريف الغيب 713عالم الذيبثانيا :مراحل 813النا :الإيمان بالموت والاستدلال على ثبوته - 314 - 813رابعا :الإيمان بالبعث والاستدلال على ثبوته 023خامسا :الرد على منكري البعث 123سادسا :الثواب والعقاب 223سابعا :الجنة واللا والمسائل المتعلقة بهما 323ا -تعر يف الحنة والنار 423 -2مسألة وجود الحنة والنار أو عدمهما 523 3مسألة تحديد مكان الحنة والنار 623....... 4مسألة فناء الحنة والنار أو دوامهما 723|ثامنا :مفهوم الصراط 033|تاسعا :مفهوم الميزان 433المبحث الثان الوعد والرث يد 433. تمهيد 533أولا :تعريف الوعد والوعيد 733ثانيا :مسألة إنفاد الوعد والوعيد 933ثالثا :مسألة الخلود في النار 243المبحث الثالث الإيمان بالملائكة 243 -1تعريف الملائكة 343| 2صفات الملائكة ووظائفهم 543........:. 3نفي الذكورية والأنوثية عن الملانكة 743 4أقسام الملانكة 843ما يجب في الإيمان بالملائكة 353الخاتم: - 414 - الملاصق 163الملحق :خريطة جبل نفوسة 263الملحق :2خريطة جزيرة جربة 33المللحق :3خريطة وادي ميزاب الفخبار س 763المصادر والمراجع 673المصادر والمراجع باللغة الفرنسية 773النشريات 8المراسلات 973المقابلات 183فهرس الآيات القرآنية 493فهرس الأحا ديث النبوية 693فهرس الأعلام 004فهرس الأماكن والبلدان 304 فهرس الفرق والأديان والقبائل والأقوام 504فهرس مواضيع البحث _ -.. 514