‫‪/‬‬ ‫‪٩`٨‬‬ ‫\‪,‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫\‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪/‬‬ ‫س‪‎/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫م‪‎/‬‬ ‫‪١١٦١,‬‬ ‫‪٨٦١٦١7٨١١١‬‬ ‫‪.١7‬‬ ‫ا‪‎‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫‪/١١‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪///‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١٨‬‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫‪٨٨١٦‬‬ ‫خر‪‎‬‬ ‫‪١١٦١‬‬ ‫‪`١‬‬ ‫`؛`‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٨١‬‬ ‫`\‪/‬‬ ‫`‬ ‫‪٦١٦٦‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫‪٨٩٦‬‬ ‫‪,١١‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪١7٨٨١‬‬ ‫ر‪‎‬‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫`‬ ‫‪<×‎‬؛‪١‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫\`‬ ‫‪//‬‬ ‫`‬ ‫‪/‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫‪,\ :‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫`‬ ‫`‬ ‫‪٩2‬‬ ‫`‬ ‫`‬ ‫`‬ ‫\`‬ ‫```‬ ‫<؛؛‪‎‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪١//١١‬‬ ‫\‪٨‬‬ ‫‪٦١١‬‬ ‫\‬ ‫‪١‬‬ ‫‪‎7‬‬‫رر‬ ‫مجر‬ ‫‪72‬‬ ‫‪٨7‬‬ ‫`‬ ‫\ ‪//‬‬ ‫‪٩٦/72/22٦١‬‬ ‫‪٦٧7‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪/‬‬ ‫رحم‬ ‫ر‬ ‫>‬ ‫ك‬ ‫‏‪2٦‬‬ ‫‪٠١ /‬‬ ‫كر‪‎‬‬ ‫‏‪12٨‬‬ ‫‏‪٨7‬‬ ‫‪/‬‬ ‫\ ‪ /‬ر‬ ‫‪/‬‬‫\جذر‬ ‫‪ ,‬ذ‏‪٨‬‬ ‫`‬ ‫رمرهاك)‪‎::‬‬ ‫س‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫جحرر'‪‎‬‬ ‫‪٦١٨٦‬‬ ‫‪٦722٦‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪١,٨٦٢‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ر‪‎‬‬ ‫\‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ ٦‬رر‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫‪7‬‬ ‫رر‬ ‫‪7‬‬ ‫كج‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72١١٦١7١‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫‪,/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪//‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫<‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ج‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫`‬ ‫‪77‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫؛‪‎‬‬ ‫‪2١7٨2‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪ 2‬ج"‬ ‫‪7 2‬‬ ‫`‬ ‫‪2:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ر‬ ‫حرح‬ ‫ج س‬ ‫`‬ ‫<‬ ‫روح‬ ‫۔‬ ‫كيج‬ ‫اللمحة الخالخة‬ ‫‏‪ ٢٠٠١‬مے‬ ‫ه_ ‪-‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫جميع الحتوق محفوظة‬ ‫مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‬ ‫‏‪١٢١‬‬ ‫ص‪.‬ب‪-!٢ :‬۔‏ الرمز البريدي‪:‬‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫‪-_-‬‬ ‫السيب‬ ‫َلانكتًً ر سرو ۔ء م ر ع‪.‬يه‬ ‫ر م ‪ 7‬مم‬ ‫‪ 2‬۔ حوو ےر‬ ‫أشد ‪4‬؛ع‬ ‫رسول أنللهوا لَينَ مًمعه‬ ‫ررحماءُء بينهم‬ ‫حمد‬ ‫ترهم زتَكَماسَُدَايَتُودَتَضلامراتوويشرناسصمماهمم‬ ‫رسله‬ ‫تشيزكيك لف‬ ‫ست تره‬ ‫الازل‬ ‫‪ .--‬اع لميل‪ .‬مالكُتَارْرعَدَامهالب‬ ‫َامَتواوَعَمِلُوأألصَنلحْتمتهمة واعنا‪ .‬يما‬ ‫‌ ا ص م‬ ‫مم‬ ‫سورة الفتح ‏‪٢٩‬‬ ‫اديني دين الإسلام‪ .‬سيزيد الله‬ ‫‏)‪٢‬‬ ‫هل عمان خصبا وصيداً‪ .‬فطوبى من‬ ‫آمن بي ورآيؤ وطوبی لمن آمن بيول‬ ‫برنيؤ وطوبى ثم طوبى لمن آمن بيول‬ ‫يرني؛ ولم بر من رآني‪ .‬وإن الله سيزيد‬ ‫أهل غيان إإسلام ا‪..‬‬ ‫زفامتلايز‬ ‫الحمد لله‪ ،‬والصلاة وا لسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫ومن والاه‪ .‬وبعد‪..‬‬ ‫فإن الإسلام دين الله القويم ‪ .‬وحبله المتين وهو دين الفطرة‬ ‫عليها‪ ،‬لاتبديل لخلق الله ذلك‬ ‫الإنسانية فطرة الله التي فنظر ل‬ ‫الدين القتم» ‪.‬وبعث به نبيه محمدا تيز؛ فاسمع ببه الآذان ونتح به‬ ‫القلوب© وأيقظ به الهمم‪ .‬فالف بين القلوب المتنافرة‪ 6‬وقارب بين‬ ‫والأحقاد‪ 5‬فوادد بين القلوب‬ ‫النفوس المتباعدة وأذهب السخائم‬ ‫المتباغضةء فصار به الناس قلبا واحداً‪ ،‬وجسداً واحداً‪ ،‬وحمة واحدة‪.‬‬ ‫يقول الله عز وجل واعتصموا بحبل ا له جميعا ولا تفرقوا‪ ،‬واذكروا‬ ‫نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء نتف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته‬ ‫إخوانا‪ .‬وكنتم على شفا حفرة من الناء فانقذكم منهاگه‪.‬‬ ‫وأصبحوا كا وصفهم الرسول الكريم صلوات النه وسلامه عليه‬ ‫بقوله ‪" :‬ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا‬ ‫اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؛‪.‬‬ ‫واستجاب لأمر الإسلام عدد من الناس اختصهم الله لصحبة‬ ‫نبيه يلة وشرفهم بحمل الرسالة الإسلامية فانطلقوا بها شرقاً وغرباً‬ ‫في ربوع المعمورة وأرجاء الأرض حاملين للناس الهدايةوالخير‬ ‫‪. ٥‬‬ ‫چو۔‪‎‬‬ ‫والعدل والرحمةش وملأوا الدنيا عليا وفضلا‪ .‬فما عرفت الدنيا فانا‬ ‫أعدل وأرحم منهم‪.‬‬ ‫وكان من بين أولنلك الشرفاء العظام والقادة الكرام الصحابي‬ ‫مازن بن غضوبة ة السعدي الطائي العماني رضي الله عنه‪ .‬على‬ ‫الجليل‪/‬‬ ‫عن إسلام أهل غيان'‬ ‫هو الحديث‬ ‫أن الحديث عن مازن بن غضوبة‬ ‫فهو الذي بذر البذرة الأولى للإسلام ف هذا القطر العريق‪ .‬ورضع‬ ‫لبنة بناء صرح ‏‪ ١‬لإسلام فيه ‪ .‬فتنعحمت عيان نبالإسلام د يناً ودولة ‏‪ ٠‬عدلا‬ ‫وأمناً‪ .‬قوةة وعظمة‪.‬‬ ‫بيد أن المادة المتعلقة بحياة هذا الصحابي الجليل قليلة جدا‬ ‫نهى لاتتجاوز الصفحات القليلة من الصفحتين إلى الثلاث‬ ‫المصادر التي تحدثت عنه ‪ 6‬وهى وان وجدت ف مصادر‬ ‫صفحات ف‬ ‫عديدة إلا أنها متكررة وكلها تدور حول قصة إسلامه‪.‬‬ ‫على أنني قد بذلت الوسع في إعداد هذا الموضوع بجمع شتات‬ ‫مادته القليلةا متناثرة ومحاولة الربط بينها واستنتاج ما جعل حياة‬ ‫هذا الصحابي الجليل واضحة المعالم إلى حد ما‪.‬‬ ‫وإذا كان البحث عن حياة الأشخاص تكتنفه الكثير من‬ ‫الصعوبات فإن البحث عن حياة الأشخاص الميانيين" يكون أشد‬ ‫صعوبة نظرا إلى قلة المادة العلمية‪ ،‬وندرة المصادر التى تعين‬ ‫الباحث إلى إبراز الصفحات المشرقة عن حياة آولثك الأشخاص‬ ‫‪-‬‬ ‫الذين أسهموا ف بناء الحضارة الإسلامية بجميع جوانبها ف هذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫وعلى أي حال‘ فقد اجتهدت قدر المستطاع في إعداد هذا‬ ‫الكتاب الذي هو بعنوان "الصحابي الجليل مازن بن غضوبة ۔رضي‬ ‫الله عنه! فحاء مكونا من الفصول و لمواضيع التالية‪:‬‬ ‫٭ الفصل الأول۔الجذور القبلية مازن ‪:‬‬ ‫ذكرنا نسب مازن في المصادر التميانية وغير المانية وتسلسل‬ ‫نسبه إلى طيء‪ ،‬كيا ذكرنا البطون والأفخاذ التي ينحدر منهاء والتي‬ ‫ترجع إلى طيء الذي هو الأب الأكبر لقبائل طيء كلها‬ ‫٭ الفصل الثاني ۔البينة التي عاشها مازن‪:‬‬ ‫وقد تطرقنا إلى ذكر المكان الذي عاش فيه وهي مدينة سيائل‪،‬‬ ‫والحالة الإجتياعية التي كان عليها في حياته ومدى تأثيرها عليه ي‬ ‫حياته وسلوكه ني جاهليته‪ .‬كيا تطرقنا في هذا الفصل إلى الديانة‬ ‫السائدة عند العرب بصفة عامة وعند مازن وقومه بصفة خاصة‪.‬‬ ‫٭ الفصل الثالث۔إسلام مازن بن غضوبة ‪:‬‬ ‫سبب إسلامه والدافع إليه ورحلته‬ ‫وقد ذكرنا في هذاا لفصل‪.‬‬ ‫إل النبي ية وصحبته للبي والرواية عنه وأثر دعائه عليه الصلا‪:‬‬ ‫والسلام مازن ولأهل غيان‪ ،‬والبداية ة الأولى لانتشار ا لإسلام في غيانا‬ ‫والمفاهيم الإسلامية ني شعر مازن‪.‬‬ ‫‪ +‬الفصل الرابع۔إسلام أهل عُمان ‪:‬‬ ‫ونعني به إسلام ملكي عيان ودخول أهل عيان كافة في الإسلام‬ ‫وذلك لما بين إسلام مازن وإسلام أهل عيان من ترابط‪ .‬وتحدثنالي‬ ‫هذا الفصل عن مجيء عمرو بن العاص{ وعن كتاب النبي يَ‪ 9‬وعز‬ ‫الدور الذي قام به رسول رسول ا له ية في عيان ثم رجوعه إلى المدينة بعد‬ ‫وفاة البي عليه أفضل الصلاة والسلام‪ 6‬ومعه وفد ياني رج‬ ‫المستوى برئاسة عبد بن الجلندى أحد ملكي عيان اللذين كتب‬ ‫إليهما الرسول يَيةة‪ .‬وعللنا تعليلاً مناسبا إن شاء الله إختفاء دور مازن‬ ‫بن غضوبة في المشاركة في ذلك الحدث التاريخي الهام وهو إسلام‬ ‫عبد وجيفر ابني الجلندى وإسلام أهل غيان‪ ،‬ومسيرهم مع عمرو بن‬ ‫العاص لتقديم البيعة للخليفة الأول‪.‬‬ ‫ه الفصل الخامس‪ .‬أسرة مازن ف الإسلام ‪:‬‬ ‫وقد رأينا أن نتطرق بالذكر إل أولاد مازن وأحفاده ‪ 6‬وما كان‬ ‫يتصف به بعضهم من علم وأدب وفضل‪.‬‬ ‫وذكرنا في خاتمة بحثنا ما توصلنا إليه من خلال المقارنة‬ ‫والتحليل من نتائج وأفكار‪ .‬وفي آخر الكتاب‪ ،‬أثبتنا بعض الملاحق‪.‬‬ ‫نقلناها من أهم المصادر التى تحدثت عن مازن وعن إسلامه زيادة‬ ‫في التوثيق؛ وتقريبا لفهم القارىء‪.‬‬ ‫والله نسأله التوفيق والسداد في القول والعمل‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪..‬‬ ‫أحمد بن سعودا لسيابي‬ ‫الفصل الأول‬ ‫الجذور القبلية مازن‬ ‫نسب مازن بن غضوبة‬ ‫تتفق المصادر المانية في سلسلة نسب مازن بن غضوبة‪.‬‬ ‫فالعوتبي ينسبه‪ ،‬بأنه مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شياسة بن حيان‬ ‫ابن بشر بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الفوث بن طيء" ويتفق‬ ‫مع العوتبي‪ ،‬فقد أوصلا نسب مازن إلى طيء‪.‬‬ ‫الأزكوي”"' والسا لى‬ ‫ولا غرو في ذلك فالعوتبي هو نسابة عيان الأول" ومؤرخها السابق‪.‬‬ ‫أما المصادر الأخرى غير التمهانية فيوجد بينها وبين المصادر‬ ‫التميانية شيء من الإختلاف في سلسلة نسب مازن‪.‬‬ ‫فابن حجر العسقلاني ينسبه بأنه مازن بن الفضوبة بن عزاب‬ ‫ابن بشر بن خطامة بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن أسود بن‬ ‫نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيء‘‘‪.‬‬ ‫وينسبه ابن الكلبي فيقول‪ :‬مازن بن الفضوبة بن سبعة بن‬ ‫شياسة بن حيان بن مر بن حي(‪ .‬وقال ابن عبدالبر‪ :‬مازن بن‬ ‫(‪ )١‬سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري‪ .‬الانساب ج‪( ١‬وزاراةلتراث القومي والثقافة) ص‪.٢٥٥ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سرحان بن معيد الازكوي" تاريخ عيان المقتبس منكشف الغمة (تحقيق عبدالمجيد‪‎‬‬ ‫حسيب القيسي)۔‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬زنور االد بن‪ :‬السا لي تحفة الاعيان‪ :‬ج‪ 6١ ‎‬ص‪.٥٩٢ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٤‬شهاب الدين ابن حجر العسقلاني" الإصابة في تمييز الصحابة‪( .‬دار الكتب العلمية}‬ ‫بيروت)‪ ،‬ج ‏‪ 5٦‬ص ‏‪.١٥‬‬ ‫معد اليمن !الكبر (تحقيق الاكتور ناجي‬ ‫‏(‪ (٥‬بو ‏‪ ١‬منذر هشام بن محمد الكلبي‪ .‬نسب‬ ‫‏‪ ١‬‏‪١١٦٢.‬ص‬ ‫حسن) ‪٤‬ج‬ ‫‪١٣‬‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الفضوبةء ويقال الغضوب الخطامى فخذ من طىء‬ ‫كيا يذكر ابن حجر أن أمه زينب بنت عبدالله"'‪.‬‬ ‫ونرى من المناسب أن نتطرق بالذكر عن تلك القبائل والأفخا‬ ‫وجذور النسب التي ينتمي إليها مازن ويتصل نسبه بها‪ .‬فيرجع نب‬ ‫إلى طيء الذي هو جماع قبائل طيء كلها‪ ،‬وهو الأب الأكبر لها‪.‬‬ ‫واسم طيء‪ ،‬جلهمة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب‬ ‫ابن يعرب بن قحطان وإنيا طيء لقبه لأنه أول من طوى المراحل ار‬ ‫المناهل كا قيل"'‪ .‬وتذكر كتب النسب بعض القصص الظريف‬ ‫الشيقة عن رحيله من مكان باليمن اسمه طريف إلى جبلي اجا‬ ‫وسلمى (جبلي طيء) واستقراره هنالك مع بنيه ثم انتشرت مز‬ ‫هناك قبائل طيء إلى غيرهما من البلدان("‪.‬‬ ‫على أن قبائل طيء منتشرة أيضاً في مناطق من يان‪ .‬ويوجد‬ ‫بعمان وادي الطائيين وهو واد خصيب عليه المديد من القرى‬ ‫والبلدان‪ .‬ولايزال معظم سكانه إلى يومنا هذا من قبائل طيء ولعل‬ ‫من الطريف أن بعض اسياء الأماكن التي مر بها طيء في رحلته مز‬ ‫‏(‪ )١‬الاستيعاب في معرفة الاصحاب أبو عمر بن عبدالبر على هامش الإصابة‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬الإصابة‪ .‬ج‪ .٦‬ص‪.١١ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٣‬الانساب للعوتبي‪ ،‬ج‪0١‬‏ ص ‪٢٤٦‬۔‏ وانظر الاشتقاق لاي بكر ابن دريد‪ .‬تحقبن‬ ‫‏‪.٣٨٠‬‬ ‫وشرح عبدالسلام محمد هارون‪ .‬ص‬ ‫‪.٢٥١‬‬ ‫‪ .١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤‬العوتبي‘ج‪‎‬‬ ‫}‬ ‫‪١٤‬‬ ‫اليمن إل جبلي أجا وسلمى ( أي من جنوب الجزيرة العربية إلى‬ ‫شيالها) حسب ما تذكر كتب النسب هي موجودة ف وادي الطائين‪،‬‬ ‫مثل أحلا وضيقة( ‪ 0‬وغيرهما ‪.‬‬ ‫تسلسل النسب من طيء‬ ‫ولد طيء _ الأب الأكبر رجلين هما‪ :‬الفوث بن طيء‪ .‬وفطرة‬ ‫بن طيء‪ .‬أما الغوث بن طيء فولد عمرو بن الغوث الذي صار له‬ ‫من الولد نبهان وثعل وجرم وبولان‪ ،‬ومنهم تفرقت أكثر قبائل طيء‪.‬‬ ‫وصار العدد في بني عمرو بن الفوث‪ ،‬ومن ولد عمرو بن الفوث‪،‬‬ ‫نبهان بن عمرو وهو أسودان وربي أن أسودان لقب له‪.‬‬ ‫ومن ولد سعد بن نبهان ولد لسعد خطامة بن سعدأ"‘‪ .‬يقول‬ ‫العوتبي‪ :‬اومنهم بنو خطامة بن سعد بن نبهان وهم بثئميان‪ 6‬كان‬ ‫منهم مازن بن غضوبة‪ ..‬الخ»‪.'"٨‬‏‬ ‫فلذلك يقال لمازن بن غضوبة الخطامي السعدي النبهاني‬ ‫الطظائي‪ ،‬باعتبار إنحدار نسبه من هؤلاء الرجال الذين صارت‬ ‫تنتسب إليهم بطون وأفخاذ‪ ،‬من قبيلة طيء الكبرى‪.‬‬ ‫(‪ )١‬نفس المصدر ص‪.٢٤٨ ‎‬‬ ‫)( العوتبي"ج‪ 0١ ‎‬ص‪‎ ٢٥٢ ‎‬۔‪.٢٥٥‬‬ ‫(‪ )٣‬نفس المصدر ص‪.٢٥٥ ‎‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫لابد من التعرف على البيئة التي عاشها وعاش فيها مازن بن‬ ‫غضوبة‪ ،‬وما كان لها من أثر على حياته وفكره وسلوكه حيث أن‬ ‫للبيت تأثبراً ني توجيه حياة الإنسان وتكوين فكره‪ .‬وأنماط سلوكه‪ ،‬فيا‬ ‫هو المكان الذى عاش فيه؟ وما هى الأفكار والديانة التى كانت‬ ‫سائدة في ذلك المكان وتأثر بها مازن في حياته؟ كل هذه التساؤلات‬ ‫سوف نعرض لها في هذا الفصل بالإجابة إن شاء الله‪.‬‬ ‫نل‬ ‫سما‬ ‫تقع سيائل على الطريق المؤدي إلى داخلية عيان‪ .‬متحكمة على‬ ‫ذلك الطريق ولذلك سياها شاعر العرب أبو مسلم البهلاني‬ ‫احلقوم الملكا‪ ،‬حيث يقول تي نونيته المشهورة‪:‬‬ ‫سائل فهي للسلطان سلطانأ'‬ ‫وأبن حلقوم ذاك الملك معصمه‬ ‫وينجمع في سيائل حاليا العديد من القبائل‪ ،‬وهي ذات طبيعة‬ ‫خلابة بيا فيها من البساتين والأشجار تتخللها الجداول (الأفلاج)‬ ‫مكؤنة حدائق ذات بهجة تجري من تحتها الأخهار؛ وقد تغنى الشعراء‬ ‫بجالها الخلآب وطبيعتها الساحرة‪ .‬بيا لا مزيد عليه وقد وصفها‬ ‫الشيخ سالم بن حمود السيابي بقوله‪:‬‬ ‫دهي حلقوم غان الداخلية بإجماع أهل هذا القطر وواسطة‬ ‫‏(‪ )١‬ديران أي مسلم البهلاني" النونية ‪.‬‬ ‫‏‪١٩‬‬ ‫ي‬ ‫عقده‪ .‬هى الفيحاء الوارفة الظل‪ ،‬البهجة الرياض الحسنة النط‬ ‫الجميلة الهيئة[ لها شأن سجله الدهر بعلماء أفاضل وزعياء عباهل‬ ‫وأمراء أكابر وأعيان لم ينس الدهر فضلهم" وأخيار مازالت الابا‬ ‫تتلو شرفهم وجدهم‪ .‬هي بالنسبة إلى البلاد القهانية جنتها الوحيد‪:‬‬ ‫أو دوحتها الفريدة‪ .‬وتاجها الموقر أنهارها جارية‪ ،‬وأثيارها دانية‬ ‫وأشجارها وارفة‪ .‬ومياهها متدفقة‪ .‬ورياضها غتاء مورفة‪ ،‬وبها قبائل‬ ‫مهمةش وتقع بين جبال مكنظة بها تحيط بها سورا منيعا("‪.‬‬ ‫وقد تخزج منها العديد من العلياء والأدباء والشعراء‪ ،‬ولها وجر‬ ‫وذكر في الشعر العياني" وكانت قبيل ظهور الإسلام تسكنها قبيلاز‬ ‫من ققبائل طيء هما‪ :‬بنو خطامة وبنو الصامت وإليها أشار مازن‬ ‫ف شعره بعدما أسلم‪:‬‬ ‫إني لمن قال ربي باجر قل‬ ‫يا راكباً بلفن عمروا وإخواتها‬ ‫قال العوتبي‪« :‬قوله بلفن عمروا يعني يريد بني الصامت إسمه‬ ‫عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن‬ ‫جطايهءل"ي"ة"ا‪.‬العوملرعالن<‘ه‪.‬ناك أيضاً قبائل أخرى كانت تقطن سائل نهي‬ ‫‪.٧٠‬‬ ‫بن حمود السيا‪ ٠ ‎‬العنوان‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫)‪7 (١‬‬ ‫‪.٥٧‬‬ ‫)‪ (٢‬العربي ا ص‪‎‬‬ ‫‪.٧٢‬‬ ‫)‪ (٣‬العنوان ئ ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫وقد نشأ مازن فيها وعاش بين ربوعها واكتسب من عادات‬ ‫أهلهاء وتفاعل أخذا وعطاء مع كل شيء في سيائل حتى توفي بهاء‬ ‫وقره معروف بمكان يطلق عليه الدقدقين‪.‬‬ ‫الحالة الإجتماعية‬ ‫ينحدر مازن من أسرة عريقة النسب كريمة المحتد كيا عرفنا‬ ‫ذلك فيما تقدم من نسبه‪ ،‬ويبدو أنه كان يحتل المكانة الرفيعة المنزلة‬ ‫الشامخة في قومه‪ ،‬والدليل على ذلك جرأته وقوته على تحطيم الصنم‬ ‫الذي كانوا يعبدونه} فلو لم يكن مترأساً عليهم" عالي المنزلة فيهم لما‬ ‫استطاع أن يقوم بيا قام به من تحطيم الصنم‪ .‬ومن المعلوم أن العرب‬ ‫ما استنكفوا عن الإسلام وقاتلوا ضده وحاربوه‪ ،‬إلا لكونه جاء‬ ‫قاضيا على عبادة الأصنام والأوثان‪.‬‬ ‫ولذلك؛ فإنه من غبر ا مألوف أن يعدو أي إنسان على صنم أو‬ ‫أي معبود آخر دون أن تثور ثائرة القوم الذين يعبدونه ويقدسونه‪ .‬إلا‬ ‫إذا كان ذلك الرجل مسموع الكلمة فيهم‪ .‬مطاع الرأي عندهم‪.‬‬ ‫وهكذا شأن مازن ومنزلته في قبيلته وقومه‪ ،‬فمن هنالك عمد إلى‬ ‫الصنم فكسره جذاذاً‪.‬‬ ‫إنه مهيا تكن للشخص من منزلة؛ ومهيا تكن له من مكانةء‬ ‫فإنه لابد له من معارضة وهذا هو ما حدث لمازن‪ 6‬فقد أنبه بعض‬ ‫‪٢١‬‬ ‫يو‪_ ‎‬‬ ‫قومه وشتموه؛ وتحاملوا عليه‪ ،‬وأخذ شاعرهم ف هجائه‪ .‬الأمر الذي‬ ‫ألجأه إلى الإنتقال إلى مكان آخر وبنى فيه مسجدا‪ .‬فقد نقل البيهقي‬ ‫من حديث أبي جعفر الذي هو من أحفاد مازن بسنده إلى هشام بز‬ ‫محمد الكلبي ني قصة إسلام مازن‪« :‬قال مازن‪ :‬فلما رجعت إلى قومي‬ ‫أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني‪ .‬فقلت إن هجوتهم فإنا‬ ‫أهجو نفسي‪ .‬فتركتهم وأنشأت أقول'‪:‬‬ ‫وشتمناعندكم ياقومناشز‬ ‫وشتمكم عندنامُر مذاقة‬ ‫وكلكم أبنا في عيبنافطن‬ ‫لا ينشب الدهر أن ينثببتت معايبكم‬ ‫في حربنا يبلغ في شتمنا لسن‬ ‫فشعرنا مفحم عنكم وشاعركم‬ ‫وني صدوركم البفضاء والإحز('‬ ‫ما ني الصدور عليكم فاعلموا وغر‬ ‫وفي قوله‪« :‬نقلت إن همجوتهم فإنما أهجو نفسي! دليل على‬ ‫مكانته في قومه‪ .‬وأنه منظور فيهم‪.‬‬ ‫ولايبعد أن يكون المكان الذي إنتقل إليه نتيجة مضايقة تومه‬ ‫هاولمضار كيا أنه لايبعد أن يكون المسجدا لذي بناه هو مسجد‬ ‫المضارا لمعروف‪ .‬نقد جاء اعن البيهقي‪" :‬أن مازناً لما تنحى عن قومه‬ ‫أتى موضعاً فآبتتى مسجدا يتعبد فيهه("‪.‬‬ ‫‪.٢٥٧‬‬ ‫(‪ (١‬أحمد بن الحسين البيهقيؤ دلائل النبوة‪ ،‬ج‪( ٢ ‎‬دار الكتب اللعلمية‪ ٨‬بيروت) ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬دلائل النبوة ج‪ ٨٦ ‎‬ص‪.٢٥٨ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫ولكونه ذا مكانة إجتماعية في قومه؛ وكان القائم فيهم‪ 6‬ندموا‬ ‫على شتمهم إياه وهجائهم له‘ وندموا على ما صنعوا به‪ 6‬فأقبلوا ليه‬ ‫يسألونه الصفح والعودة إلى المسئولية‪ .‬قال مازن‪« :‬ثم أن القوم ندموا‬ ‫وكنت القيم بأمورهم‪ .‬فقالوا ما عسانا أن نصنع به‪ .‬فجاءني أرنلة‬ ‫عظيمة فقالوا ‪:‬يابن عم؛ ؛عبناعليك أمراً فنهيناك عنه فإذا أبيت‬ ‫فنحن تاركوك أررجع معناه‪.‬‬ ‫وإذا عرفنا أن مازناً كان من رؤساء قومه ووجهاء عشبرته؛‬ ‫مرموقا فيهم فإنه كان على جانب كبير من الترف والمجون‪ ،‬كيا هو‬ ‫شأن الأمراء والزعماء لاسييا في الجاهلية فقد كانوا يشربون الخمر‬ ‫وتعزف عليهم القيان‪ ،‬ويعمرون مجالس اللهو والطرب‪.‬‬ ‫ويصور لنا الشاعر الجاهلي امرؤ القيسء وهو أحد أبناء‬ ‫الأمراء‪ ،‬تلك الحياة الجاهلية الماجنة اللاهية عندما بلغه نعى مقتل‬ ‫أبيه‪« :‬اليوم خمر وغدا أمزه"'‪.‬‬ ‫كيا وصف تلك الحياة في معلقته‪:‬‬ ‫ولا سيا يوم بدارة جلجل‬ ‫الارب يوم لك منهن صالح‬ ‫نفيا عكجبوايهمناالمنحمل‬ ‫ذارى مطيتي‬ ‫ل ععقرت‬ ‫لوم‬‫وي‬ ‫وشحم كهداب الدمقس المف‬ ‫فظل العذارى يرتمين بلحمها‬ ‫(‪ )١‬المصدر السابق" ص‪.٢٥٨ ‎‬‬ ‫‏) ‪ (٢‬مرؤ ا لقيس بن حجر ‏‪ ١‬لكندي ‏‪ ٠‬الديوان ‪.‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫ع‪‎‬‬ ‫نقالت لك الويلات إنك مرجل‬ ‫ويوم دخلت الخدر خدر عنيرة‬ ‫عقرت بعيري يا امرء القيس فانزل‬ ‫تقول وقد مال الغبيط بنا معاً‬ ‫ولاتبعديني من جناك المعلل‬ ‫نقلت لها سيري وارخي عنانه‬ ‫نالمينهبا عن ذي تمائم محول‬ ‫فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع‬ ‫تمتعت من فو بها غير معجل"‬ ‫وبيضة خدر لا يرام خباؤها‬ ‫وها هو ذا طرفة بن العبد يعلنها حياة ماجنة لاهية‪:‬‬ ‫وإن تلتمسني في الحوانيت تصطد‬ ‫فإن تبغني في حلقة القوم تلقني‬ ‫إلى ذروة البيت الشريف المصمد‬ ‫وإن ين المي الجميع نلاتي‬ ‫تروح علينا بين برد ومجسد‬ ‫نداماي بيض كالنجوم وقينة‬ ‫وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلاي‬ ‫ومازال تشراي الخمور ولذتي‬ ‫وجدك لم أحفل متى قام عودي‬ ‫ولولااللاث هن من عيشة الفتى‬ ‫كميت متى ما تعل بالماء تزبد‬ ‫نمنهن سبقي الماذلات بشربة‬ ‫كسيد الفضا نبهته المتورد‬ ‫وكري إذا نادى الاف حبنا‬ ‫ببهكنة تحت الخباء المعد‬ ‫وتقصير يوم الدجن والدجن معجب‬ ‫وتتعدد صور تلك الحياة الماجنة ف الجاهلية ومن المؤسف أنها‬ ‫حتى في الإسلام وجدت سبيلها إلى أهل الترف والقصور وقد‬ ‫(‪ (١‬امرؤ القيس؛‪ ١ ‎6‬معلقة‪. ‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫ويكفي ‪7‬نقول‬ ‫الحياة فلو سقنا الأمثلة عل ذلك لطال بنا ‏‪ ١‬لو‬ ‫أن كتب الأد بب والتاريخ تكاد تجمع على ذلك‪.‬‬ ‫وهكذا كان مازن ف جاهليته‪ .‬شارباً للخمر مدمناً لا‪ .‬مولعاً‬ ‫بالطرب وجالس اللهو والمجون" لجوجا بالنساء‪ .‬كل ذلك كان‬ ‫نتيجة لوضعه الإإجتياعي المكين‪.‬‬ ‫وقد ذكر ذلك للنبي يلة عندما خالط الاسلام بشاشة تلبه‪،‬‬ ‫وعرف فساد ما كان عليه‪ ،‬وصحة ما صار إليه بفضل الإسلام ۔فقد‬ ‫قال للرسول يلة ‪« :‬يا رسول ا له‪ :‬إني مولع بالطرب وبشرب الخمر‬ ‫لجوج بالنساء‪ 5‬وقد نفد أكثر مالي في هذاة‪ .‬كيا عبر عن هذه الحالة‬ ‫الاجتماعية في شعره بقوله‪:‬‬ ‫شبابي إلى أآنذن الجسم بالنهج"_'‬ ‫وكنت امرا باللهو والخمر مولعا‬ ‫هذه هي حالة مازن بن غضوبة ة الإجتماعية ف جاهليته‪ .‬رئاسة‬ ‫ف قومه‪ .‬مولعا بالطرب واللهو و لمحون‪ ،‬شارباً للخمر مدمناً عليها‪.‬‬ ‫جوجا ولوعاً بالنساء؛ حتى أبدله الله بالإسلام حياة أخرى هي حياة‬ ‫الحد والعفة والاإحصان وحياة العبادة لله تعال وحده لا شريك له‬ ‫والجهاد ني سبيل الله‪ .‬يقول مازن‪:‬‬ ‫‪.٥٥‬‬ ‫تحفة الأعيان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (١‬أنساب العوتبيؤ ج‪١ ‎‬‬ ‫سفن)‪ ‎(٢‬المصدر‪‎‬‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫ج۔‬ ‫وبالعهر إحصاناً فحصًّن لي فرجي‬ ‫فبتلني بالخمر أمنا وعقة‬ ‫وبله ما حجي ‏‪(١‬‬ ‫فالله ما صومي‬ ‫فأصبح همي ف الجهاد ونيتي‬ ‫الديانة‬ ‫كان أهل عيان كغيرهم من العرب عبدة أصنام وأوثان‪ ،‬وكانت‬ ‫الوثنية ضاربة بجرانها في العرب قاطبة حيث انتشرت الوثنية لي‬ ‫جزيرة العرب‪ ،‬وصار الشرك هو السائد في المجتمع العربية وشاع‬ ‫اتخاذ الأصنام لدى كل قبيلة ولدى كل بطن من بطون العرب‪ ،‬حتى‬ ‫أن بعض الاشخاص من يتخذ لنفسه صناً كيا أن هناك بعض‬ ‫العرب من يعبد النجوم والكواكب والجن‪ .‬فقد كانت بنو مليح من‬ ‫خزاعة يعبدون الجن‪ ،‬وحمير تعبد الشمس‪ .‬وكنانة القمر وتميم‬ ‫الدبران‪ .‬ولخم وجذام المشتري" وطيء سهيلا وقيس الشعرى وأسد‬ ‫عطارداً‪.‬‬ ‫يقول أبو الحسن الندوي في كتابه القيم (ماذا خسر العالم‬ ‫بانحطاط المسلمين)‪« :‬كان الشرك هو دين العرب العام والعقيدة‬ ‫السائدة‪ ،‬كانوا يعتقدون في الله أنه إته أعظمض خالق الأكوان‪ .‬ومدبر‬ ‫السماوات والأرض بيده ملكوت كل شيء' فلئن سيو من خالق‬ ‫السياوات والأرض ليقولنَ خلقهنَ العزيز العليم"‪« .‬ولئن سألتهم‬ ‫(‪ )١‬تحفة الأعيان‪ 6‬ج‪١٦٩٥. .١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪.--‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫خزلقهم ليقولن اللهم‪ .‬ولكن ما كانت حوصلة فكرهم تسع‬ ‫توحبد الأنبياء في خلوصه وصفائه وسموه‪ .‬وما كانت أذهانهم‬ ‫البعيدة العهد بالرسالة والنبوة والمفاهيم الدينية‪ ،‬تصيغ أن دعاء أحد‬ ‫من البشر يتطرف إلى السياوات التملى ويحظى عند النه بالقبول مباشرة‬ ‫بذر واسطة وشفاعة قياساً على هذا العالم القاصر وعاداته وأوضاع‬ ‫اللوكية الفاسدة ومجاري الأمور فيها‪ ،‬فبحثوا لهم عن وسطاء توسلوا‬ ‫م إلى الله وأشركوهم في الدعاء وقاموا نحوهم ببعض العبادات‬ ‫ورسخت ي أذهانهم فكرة الشفاعة حتى تحولت إلى عقيدة «قدرة‬ ‫الشفعاءعلى النفع والضررا‪ ،‬ثم ترقوا في الشرك فاتخذوا من دون الله‬ ‫آلهة‪ .‬واعتقدوا أن لهم مماثلة ومشاركة في تدبير الكون وقدرة ذاتيةعلى‬ ‫النفع والضرر والخير والشر والإعطاء والمنع‪3.‬فإذا كان الأولون‬ ‫بنون للبهالألوهية والربوبية الكبرى‪ ،‬ويكتفون بالشفعاء‬ ‫والأولياء‪ .‬كان الآخرون يشركون آلهتهم مع النه ويعتقدون فيهم قدرة‬ ‫ذاتية على الخبر والشر والنفع والضر والإيجباد والإنناء؛ مع معنى غير‬ ‫واضح عن الله كإله أعظم ورب الأرباب" إلى أن قال‪...‬‬ ‫«ومكذا انغمست الأمة في الوثنية وعبادة الأصنام بأبشع‬ ‫أشكالهاء فكان لكل قبيلة أو ناحية أو مدينة صنم خاص بل كان‬ ‫لكل بيت صنم خصوصي‪ .‬قال الكلبي‪ :‬كان لأهل كل دار منمكة‬ ‫صنم ني دارهم يعبدونه؛ فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع‬ ‫لي منزله أن يتمسح به‪ ،‬وإذا قدم من سفر كان أول ما يصنع إذا دخل‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫ر‪‎‬‬ ‫منزله أن يتمسح به أيضا‪ .‬واستهترت المرب في عبادة الأصنام‬ ‫فمنهم من اتخذ بيتا‪ .‬ومنهم من اتخذ صنماً ومن لم يقدر عليه ولا على‬ ‫بناء بيت نصب حجرا ا أمام الحرم وأمام غيره ما استحسن دثم طاف به‬ ‫كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب‪ .‬وكان في جوف الكعبة البيت‬ ‫الذي بةبتي لعبادة الله وحده وفي فنائها ثلاثيائة وستون صنأ‬ ‫وتدزجوا ني عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة جنس الحجارة»('‪.‬‬ ‫و تكن غيان ولا أهلها بمعزل من هذه الوثنية‪ ،‬فقد انغمس‬ ‫أهل غيان في الوثنية كغيرهم من العرب ونالوا مانلشرك كسائر‬ ‫العربؤ واتخذوا الأصنام بعبدونها من دون الله فاتخذ بنو خطامة وبنر‬ ‫الصامت وهما قبيلتان من طيء صنيافي سيائل من عيان وسمو‪.‬‬ ‫«ناجراء على أن المصادر اختلفت في إيراد اسمه فقيل أنه "«ناجرا ر‬ ‫«باحرا بالجيم المهملة‪ .‬وقيل «باجرا بالباء الموحدة والجيم‪ .‬وبل‬ ‫«ناجر' بالنون والجيم("‪.‬‬ ‫وقد ورد في المصادر العيانية بأن اسمه «ناجرا بالنون والجيم‪.‬‬ ‫ولعله تصحيف من النساخ‪ .‬فإن ابن الكلبي الذي استقى العوتبي‬ ‫مادته في خبر إسلام مازن بن غضوبة من كتبه ذكره بلفظ «باجرا‬ ‫بالباء الموحدة والجيم في كتابه (الأصنام)‪ ،‬وكذلك ابن دريىد في‬ ‫(‪ )١‬أبو الحسن الندوي ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؛ ص‪.٥٤ ١ ٥٢ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٢‬شاكر محمود عبدالمنعم؛ الصحابي مازن بن غضوبة الطاتي وإسلام أهل عيان (بحث‬ ‫مقدم لكتاب غيان فبى التاريخ)‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫(الجمهرة) أورده بلفظ «باجرا قال‪ :‬وهو بفتح الجيم وربيا قالوا‬ ‫(باجرا بكسر الجيم( ( ‪.‬‬ ‫ومها يكن من اختلاف ي حقحقييققةة اسمه فإنه كان صناً تعبده‬ ‫وقد جاء ذلك في قول مازن عندما‬ ‫طيء وكان يعبده مازن ويسدنه‪.‬‬ ‫۔_ذات يوم عتبرة ‪-‬‬ ‫لصنم‬ ‫فال ني خبر إسلامه‪« :‬فعترنا عنده أي عند ا‬ ‫صوتاً من الصنم""»‪.‬‬ ‫يعني الذبيحة ۔فسمعت‬ ‫الأزد ومن جا ورهم من‬ ‫» هو صنم كان‬ ‫غير أن ابن دريد يقول‪:‬‬ ‫طيء وقضاعة كانوا يعبدونه("‘»‪ ،‬ولعل هذه القبابائل التي ذكرها ابن‬ ‫دريد كانت تسكن سيائل‪ ،‬وأنه كان صناً معبوداً منجانب هذه‬ ‫القبائل لكونها ي سيائل‪ .‬بيد أن في شعر مازن بعد إسلامه ما يشير إلى‬ ‫اختصاص قبيلتي طيء ۔بني خطامة وبني الصامت۔ بالصنم بقوله‪:‬‬ ‫إني لمن قال ري باجر قالي‬ ‫يا راكبا بلفن عمروا وإخواتها‬ ‫وعلى أي حال فان الصنم كان في سيائل‪ ،‬فقد ذكر العوتبي في‬ ‫أنسابه قائل‪« :‬وكان أي ماززن ۔من قصتة وخبر إسلامه وقدومه على‬ ‫البي ية أنه كان يسدن صناً في الجاهلية بأرض ميان بقريةسيائل‬ ‫يقال له «ناجر تعظمه بنو خطامة وبنو الصامت من منطي»_'‪.‬‬ ‫(‪ )١‬أبر بكر ابن دريد ‪ ،‬جمهرة اللغة ‪ .‬ص‪. ٢٠٩ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫ا)‪ ‎(٢‬لعوتبى‪ ٠ ‎‬ج‪ . ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٢‬أنساب العوتبي» وتحفة الأعيان للسالمي‪.‬‬ ‫‏‪.٩‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏)‪ (٤‬جمهرة اللغة ‘ج‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫پ‪‎‬‬ ‫ومن المشهور على ألسن الناس في غيان وفي سيائل بصفة‬ ‫خاصة؛ أن الصنم كان في موضع يطلق عليه «الدقدقين! وهو‬ ‫موضع معروف ني سيائل‪ ،‬يقع في الجهة الشيالية من حصن سيائل‪.‬‬ ‫وهو في الضفة الشيالية للوادي الذي يمر في وسطهاء كيا أنه يقع بين‬ ‫علاية سائل وسفالتها‪ ،‬وهذا المكان يحتوي على ضواح (بساتين) من‬ ‫النخيل؛ وفيه بعض السكنى‪ .‬ويوجد به قبر مازن ومو معروف عند‬ ‫أهل البلد ومشهور‪.‬‬ ‫وبعد أن استعرضنا ديانة العرب وأهل عيان وما كانوا عليه من‬ ‫وثنية وشرك‪ .‬وما كانت عليه حياة مازن بن غضوبة من انغياس في‬ ‫أوحاليا‪ ،‬نرى من المناسب نقل ما قاله سير وليم في كتابه (حياة‬ ‫محمد) مصوراً حالة العرب قبل البعثة المحمدية حيث قال‪:‬‬ ‫"«وكانت أوضاع العرب قبل البعثة المحمدية بعيدة عن كل‬ ‫تغيير ديني‪ ،‬كيا كانت بعيدة كل البعد عن وحدة الصفوف واجتماع‬ ‫الشمل وكان د ينهم يقوم على أساس وثنية سخيفة تعمقت جذورها‬ ‫واصطدمت بصخرتها محاولات نصارى مصر والشام للإصلاح؛‬ ‫ءبتالفشله'‪.‬‬ ‫‏‪ .٥‬نقلا عن كتاب حياة محمد لسير وليم ميور‪.‬‬ ‫‏)‪ (١‬أبر الجن الندوي؛ السيرة النبوية‪ 5‬ص‬ ‫س‬ ‫‏‪٣٠‬‬ ‫برجع إسلام مازن بن غضوبة وتركه عبادة الأصنام والأوثان إلى سببين‪:‬‬ ‫٭ السبب الأول ‪:‬‬ ‫ما سمعه من الصنم «باجر»ِ عندما كان يقدم إإليه ذبيحة فقد سمع‬ ‫صوتا ينبعث من الصنم يخاطبه ويخبره بظهور النبي الجديد وهو محمد وا‬ ‫ويدعوه إلى الإيمان به؛ وبا جاء به} وترك عبادة الصنم وما يقربه إليه‪.‬‬ ‫يقول مازن وهو يتحدث عن هذه الحادثة‪« :‬فعترنا عنده۔ أي عنذ‬ ‫الصنم باجر ذات يوم عتبرة۔ أي ذبيحة فسمعت صوتاً من الصنم يقول‪:‬‬ ‫ظهرخيزوبطّن شر‬ ‫يبامازن اسمع سر‬ ‫بدين اللهالاكب‬ ‫بث نبي من مضر‬ ‫تسلممن حر سقر‬ ‫ندع نحيتاً من حجر‬ ‫وبطبيعة الحال أن يكون فهذا الصوت وما يعبر عنه من كلام‬ ‫وقع مفزع في نفس سامعه‪ .‬فمثل هذا الكلام غير معهود أن ينطلق‬ ‫من الأحجار ثم أنه يتحدث عن أمور دينية؛ فلذلك فزع مازن من‬ ‫هذا الصوت الذي لم يعهده ولم يألفه من الصنم‪ .‬قال مازن «ففزعت‬ ‫لذلك'‪ .‬وشاء الله أن تتكرر هذه الحادثة وهو الصوت المنبعث من‬ ‫الصنم عندما كان يسدن مازن صنمه ويقدم إليه ذبيحة أخرى ويقوم‬ ‫‏(‪ )١‬انظر أنساب العوتبي ‪ ،‬وكشف الغمة ‪ .‬وتحفة الأعيان ‪ 9‬ودلائل النبوة ‪.‬‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫عنده بالطقوس الوثنية المعتادة‪ .‬وكأن مازن لم يعتبر بالحادثة الأولى؛‬ ‫وإنيا أصابه فزع ورعب فقط‪ .‬ولعله اعتبر ذلك أمرا لا يحمل ف‬ ‫طياته سرا لذلك عاود إلى سدانة الصنم مرة ة أخرى مقدماأله‬ ‫الذبيحة ليقوم عنده بأداء الطقوس المعتادة‪ .‬ولكنه سمع الصوت مرة‬ ‫ثانيةيخاطبه بشدة وبقوة ووضوح بأن يسمع أمراً ما كاان لأي !إنسان‬ ‫أن يجهله ويغفل عنه‪ ،‬ويخبره عن النبي المرسل وما جاء به من حق‬ ‫من عند ربه ويأمره بأن يؤمن به لكي ينجو من حر نار مشتعلة‪ .‬وهذا‬ ‫مازن حدثنا عن ذلك مرة ثانية بقوله‪:‬‬ ‫ثم عترنا بعد أيام عتبرة أخرى‪ ،‬فسمعت صوتاً من ا لصنم يقول‪:‬‬ ‫تسمع مالايبجهر‬ ‫أبلإلياأبل‬ ‫جاءبحجق منال‬ ‫همذابو؛ئرسل‬ ‫من حرنارتشعل‬ ‫تبن بهكيتمدلا‬ ‫وقودهمابالجخدل«'‬ ‫هنا يفطن للأمر ويعرف أنه ليس كلاما عابرا وإنيا يتضمن أمراً‬ ‫خطبراً‪ .‬له ما بعده من العواتب وأدرك ما في ذلك الصوت وما يدعو‬ ‫إليه من خبر‪ .‬قال مازن‪« :‬فقلت إن هذا لعجب وانه لخير يُراد ي"‬ ‫كيف لا وقد اختص مازن بهذه الخصوصية وهي توجيه النداء إليه‬ ‫بالدعوة إلى الإسلام‪ .‬ولم يوجه إلى أحد غيره‪ ،‬بيد أن مازناً ظل مع‬ ‫‏(‪ ١‬و ‏‪ )٢‬انظر المصادر الآنفة الذكر‪.‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫‏‪٣٤‬‬ ‫نفه حيران لايدري ما يفعل! وكيف يصنع؟ فهو بين مصدق‬ ‫لمضمون ذلك الصوت© وبين مكب له۔ يدل على ذلك قوله‪« :‬فبينا‬ ‫فبيني نحن‬ ‫نحن كذلك إذ قدم رجل من أهل الحجازك‪ ،‬نقوله‬ ‫كذلك۔أي في حيرة من الأمر حتى قدم الرجل الحجازي فاخبر‬ ‫بظهور النبي عليه الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫٭ السبب الثاني‪:‬‬ ‫قدوم رجل من الحجاز وكان قاصدا دام المدينة المشهورة بئميان‬ ‫أو كان قاصداً «دما» السيب حالياً وقد مر على سيائل‪ ،‬ولعل الرجل‬ ‫الحجازي كان ذهابه إلى أم أو «دما» بهدف التجارة؛ فإنها من الحواضر‬ ‫المانية المعروفة لاسيما وأنها تتربع ني الصحراء اليا نية‪ .‬وكذلك «دما!‬ ‫نهيتقع على بحر عيان وهي من الحواضر التاريخية أيضاء عل أنه إذا‬ ‫كانت وجهته «أدم» فمعنى ذلك أنه كان قادماً من جهة الباطنة أما إذا‬ ‫كانت وجهنه إلى «دما! وهذا هو الراجح‪ .‬فمعنى ذلك أنه كان قد جاء‬ ‫من جهة الظاهرة وعند مروره على سيائل شاء الله أن يتم اللقاء بينه وببين‬ ‫مازن‪ ،‬ولاشك أنه التقى بعدد كبير من الناس ف سيائل وغيرها وأخبر‬ ‫الرجل الحجازي وتحدث بحديث الساعة عند العرب في جزيرتهم وهو‬ ‫ظهور النبي محمد تلة وما يدعو إليه من توحيد الله تعالى ونفي الشريك‬ ‫عنه ويدعو إلى ترك عبادة الأوثان‪ ،‬ويبشر المؤمنين بجنة عرضها‬ ‫السماوات والأرض ويحر من نار تتلظى‪.‬‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫‪--‬‬ ‫يقول مازن‪« :‬فبينما نحن كذلك ؤ إذ ورد علينا بأرض سيائل‬ ‫رجل من أهل الحجاز يريد أن ينزل «دماا قال‪ :‬فقلت ماالخر‬ ‫وراءك؟ قال‪ :‬ظهر رجل يقال له محمد بن عبدالله بنعبدالمطلب بن‬ ‫هاشم بن عبد منافؤ يقول لمن أتاه أجيبوا داعي اللف فلست بمتكم‬ ‫ولا جبار ولاختال أدعوكم إلى الله وترك عبادة الأوثان‪ .‬وأبشركه‬ ‫بجنةعرضها السياوات والأرض وأستنقذكم من نار تلظى لا يطفا‬ ‫لهيبها ولا ينعم ساكنها‪ .‬قلت‪ :‬هذا والله نبأ ما سمعته من الصنمه('‪.‬‬ ‫فهنا أدرك مازن سر ذلك الصوت الذي كان يسمعه من الصنم‬ ‫عندما كان يقدم له الذبائح لقوله‪ :‬هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم‪.‬‬ ‫تحطيم الصنم‬ ‫إنه لممما يندهش له المرء عجبا سرعة تأثر مازن بهذه الدعوة إلى‬ ‫الإسلام وتأثير هذه المفاهيم الإسلامية الني نقلها ذلك الرجل في‬ ‫كليا ته ولا نستبعد أن يكون ذلك الرجل الحجازي مسلما مؤمناً بلف‬ ‫ورسوله‪ .‬فإن إتقانه لما كان يدعو إليه النبي عليه الصلاة ة والسلام‬ ‫لدليل واضح على إسلامه‪ .‬كيا لا نستبعد أيضاً أن يكون إجتهد ني‬ ‫إقناع مازن بترك عبادة الأصنام‪ .‬ووأن يعبد الله وحده لا شريك له‪ .‬وان‬ ‫يرحل إلى النبي ية ولعل مازناً أخبره بيا سمعه من الصنم فأحس‬ ‫الرجل برغبةمازن ف الدخول ف الإسلام فقام بإقناعه إلى ذلك‪ .‬كا‬ ‫‏(‪ (١‬نفس المصادر ف قصة إسلام مازن بن غضوبة‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫أنهه ا اجتمع مازن صحةا لخبر وصدق هذاا لأمر لما سمعه من صوت‬ ‫الصنم أول وما أخبره به ذلك الرجل الحجازي‪ .‬فتيقن صحة الأمر‬ ‫فقام إلى الصنم فحطمه تحطيياً وكره جذاذا‪ .‬قال مازن «هذا والله نبا‬ ‫ما سمعته من الصنم؛ فوثبت إليه ‪-‬أي إلى الصنم ۔فكسرته جذاذآه('‪.‬‬ ‫الرحلة إلى النبي يلة‬ ‫() الرحلة الأولى ‪:‬‬ ‫بعد أن تيقن مازن من صحة ة الخبر بمبعث النبي محمد تلة عمد‬ ‫إل الصنم «باجر؛ فكسره جذاذاً وامتطى راحلته ميمياً وجهته إلى‬ ‫البي عليه أفضل الصلاة والسلام لكي يسأله عن الدين الذي جاء‬ ‫به؛ وليكون على بينة من أمره فإن النقلة من عقيدة إلى أخرى‬ ‫مناقضة لها أو من دين إلى دين آخر مضاد ليس بالأمر الهبن‪ ،‬فلابد‬ ‫من التأكد ومعرفةالأمر على حقيقته‪ .‬ولا أحد أقدر على إعطاء هذه‬ ‫الحقيقة وتوضيحها من صاحب الدعوة وهو النبي يلة‪ .‬لذلك قام‬ ‫مازن إلى راحلته وسافر لكي يرى النبي عليه الصلاة والسلام‪ ،‬وربا‬ ‫يدور تساؤل! أين كان قدوم مازن على النبي يَلة؟ هل في مكة أو ني‬ ‫المدينة؟ نقد ذكر في قصيدته التي قالها عن رحلته بأن مطيته ختت‬ ‫من يان إلى العرج‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬نفس المصادر‪.‬‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫ي‪_ ‎‬‬ ‫تجوب الفيافي من عيان إلى العرج‬ ‫إليك رسول الله ختت مطيتي‬ ‫والعرج يطلق على مكانين في الحجاز أحدهما‪ :‬يقع في الطائف‬ ‫وهو واد ي نواحي الطائف فعلى هذا يكون قدوم مازن على النبي ل‬ ‫في مكة‪ .‬وثانيهما‪ :‬مكان يقع بين مكة والمدينة(‘‪ ،‬وهو إلى المدينه‬ ‫أقرب‪ .‬فعلى هذا يكون قدومه على النبي لا في المدينة‪ .‬وهذاهر‬ ‫الراجح فإن النبي يية دعا له بأن يبدله الله بالحمر رياً لائم فيه""‪.‬‬ ‫وقد أشار إلى ذلك في شعره بقوله‪:‬‬ ‫وبالتمهر إحصاناً فحصّن لي فرجي‬ ‫نبتلني بالخمر أمنا وخشية‬ ‫والخمر لم تحزم إلافي المدينة‪.‬‬ ‫ويتحدث مازن بنعمة الله عليه بأن الله قد من عليه بنعمة‬ ‫الإسلام‪ .‬بعد أن حطم الصنم «فركبت راحلتي حتى قدمت على ‪.‬‬ ‫رسول الله تلا‪ :‬فسألته عيا بعت به‪ . .‬فشرح ل ‏‪ ١‬لإسلام ونور الله قلبي |‬ ‫‪,‬‬ ‫الإسلام‬ ‫ف‬ ‫الله أن يدخل مازن‬ ‫وهكذا شاء‬ ‫نأسلمت ‪.‬‬ ‫للهدى‬ ‫وأن يشرح الله صدره للإسلام الحنيفؤ وينور قلبه بالإيمان العظيم‪,‬‬ ‫|‬ ‫بعدل أن كان مظلما بالجاهلية ووثنيتها‪.‬‬ ‫وقد أخذت مازناًالأريحية وتنفس الصعداء بالإسلامش وجادت‬ ‫ا‬ ‫‏‪.٩٨‬‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ )١‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ث ج ‏‪.٤‬‬ ‫|‬ ‫‪ ، ١‬ص‪. ٥٥ ‎‬‬ ‫‪ . ٧‬تحفة الاعيان‪6‬ج‪‎‬‬ ‫)‪ (٢‬العوتيي ج‪ ١ ‎‬ا ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬نفس المصدر‪‎.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫فريحته بأبيات شعرية ذاكراً نعمة النه عليه‪ ،‬ناعياً على قومه على ما هم‬ ‫عليه من كفر ووثنية حيث قال‪:‬‬ ‫ببا نطيف به ضلا بتضلال‬ ‫كسرت باجراً جذاذاً وكان لنا‬ ‫ولم يكن دينه مني على بال‬ ‫بالهاشمي هدانا من ضلالتنا‬ ‫إني لمن قال ري باجر قالي(‬ ‫با راكبأ بلفن عمروا وإخوتها‬ ‫وقد تقدم معنى قوله‪ ،‬بلغن عمروا‪ ،‬يعني بني الصامت واسمه‬ ‫عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن‬ ‫طيء‪ ،‬وإخواتها يريد بني خطامة بن سعد بن نبهان بن عمرو بن‬ ‫الغوث بن طيء‪.‬‬ ‫ولم يفت مازن أن ينتهز الفرصة السانحة له في ذلك الموقف‬ ‫العظيم" وهو بين يدي رسول الله يلة‪ .‬نسأله الدعاء لعيان وأهل‬ ‫يان ثم لنفسه خاصة وها هو ذا يقص علينا القصة‪.‬‬ ‫قال مازن‪« :‬فقلت يارسول الله‪ :‬أدع ا له تعالى لأهل عيان‪ .‬قال‪:‬‬ ‫اللهم إهدهم وأثبهم‪ .‬نقلت‪ :‬زدني يارسول الله‪ .‬فقال‪ :‬اللهم أرزتهم‬ ‫العفاف والكفاف والرضا بيا قدرت هم‪ .‬قلت‪ :‬يارسول الله؛ البحر‬ ‫ينضح بجانبناء فادع الله تعالى في ميرتنا وخفنا وظلفنا‪ .‬قال‪ :‬اللهم‬ ‫وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم‪ .‬قلت‪ :‬زدني‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬راجع أنساب العوتبي‪ ،‬وتحفة الأعيان‪ ،‬وكشف الغمة‪ ،‬ودلائل النبوة في سبب إسلام‬ ‫مازن بن غضوبة‪.‬‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫يو‪‎‬‬ ‫» آآمين )‪ . .‬فإن‬ ‫يا مازن‬ ‫عليهم عدوا من غيرهم‪ . .‬ث‬ ‫اللهم لا تسلط‬ ‫آمين يستجاب عنده الدعاء‪ .‬قال‪ :‬قلت آمين»«'‪.‬‬ ‫ويظهر حبه الصادق‬ ‫وهنا تتجلى الوطنية الحقة عند مازن‬ ‫لوطنه وقومه‪ ،‬فهو لم يدع فرصة لقائه بالنبي الكريم تمر سُدئ من غر‬ ‫أن يسأله لأنه عرف بركة دعائه عليه الصلاة والسلام ‏‪ ٠‬وعرف مقا‬ ‫النبوةة العظيم‪ ،‬ومكانة النبي الكريم عند ربه العظيم‪ .‬وتد بدا أ أولا‬ ‫بطلب الدعاء لوطنه وقومه؛ الأمر الذي يستوجب بسببه الشكر‬ ‫والثناء‪ .‬وأن المرء ليتملكه العجب من ترفعه عن الأنانية وحب‬ ‫الذات‪ ،‬حيث لم يذهب به النسيان عن طلب الدعاء لبلده وأهله‬ ‫وقومه؛ وما تعانيه عيان من قساوة الطبيعة والشظف الاقتصادي‪.‬‬ ‫إضافة إلى السلوكيات الجاهلية المنحرفة التي يعيشها قومه{ وليت كل‬ ‫واحد يتأسى بهذا الصحابي في تقديم المصلحة العامة على المصلحة‬ ‫الفردية الخاصة‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك أخذ يسأل رسول الله أن يدعو له ليذهب الله عنه‬ ‫حياة الجاهلية وما فيها من تعاسة وشقاء وانحرافؤ وأن يهسىء له‬ ‫حياة إسلامية سعيدة هانئة مستقرة يواكبها استقرار اجتماعى‬ ‫واقتصادي‪ .‬يقول‪« :‬قلت يا رسول الله إني مولع بالطظرب وبشرب‬ ‫الخمر لجوج ؛بالنساء‪ ،‬وقد نفد أكثر مالي ف هذاك وليس ل ولدك فادع‬ ‫الله أن يذهب عني ما أجد ويهب ل ولداً تقر ‪,‬به عيني ويأتينا بالحيا‪.‬‬ ‫‪.٦‬‬ ‫‪ ٥٦٥٧‬وتحفة الأعيانؤ ج‪ ١ ‎‬؛ءم ص‪‎‬‬ ‫العوتبي‪٤‬ج ‪ .١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬أنساب‪‎‬‬ ‫٭‬ ‫‪.‬‬ ‫نقال الني لار‪ :‬اللهم أبدله بالطظرب قراءة القرآن‪ .‬وبالحرام الحلال‪.‬‬ ‫له‬ ‫و‪ :‬تهم بالحياء وهب‬ ‫ة الفرج‪ .‬وبالخمر ربا لا ل م فيه‬ ‫وبالعمهر عف ة‬ ‫ولداً تقر ‪,‬به عينه»(“ ؛‪.‬‬ ‫(ب) الرحلة الثانية ‪:‬‬ ‫أخذ الشوق مازناً وذهب به كل مذهب فلم يعد يصبر‪ .‬عن‬ ‫به والاستزادة من تعاليم السلام‬ ‫واللقاء‬ ‫رؤية النبي الكريم م‬ ‫لذلك شد على راحلته مره ة ثانية ‪ 8‬العام الثاني وذهب إل الحجاز‬ ‫وأتى له أن يتأخر عن ذلك؟ وقد ذاق حلاوة ا لإسلام وقرر عينا ببركة‬ ‫ينه‪.‬‬ ‫دعاء النبي‬ ‫‏‪ ٢‬دمه ولحمه واستول على فكره وسلوكه وتد‬ ‫وقد سرى ‏‪ ١‬لإسلام‬ ‫أعد أبيا تا من الشعر عبر فيها عن فهمه الدقيق لتعاليم الإسلام‬ ‫ومفاهيمه وما ينبغي أن يكون عليه المسلم والأبيات تتضمن‬ ‫الخطوط العامة للسلوك الإسلامى السامى‪ .‬ولا ريب أنه ألقاها بين‬ ‫بدي رسول الله يلة وأنشدها في حضرته‪:‬‬ ‫تجوب الفياني من يان إلى العرج‬ ‫إليك رسول الله خت مطيتي‬ ‫فيغقر لي ري فارجع بالفلج‬ ‫لنشفع لي ياخير من وطيء الحصى‬ ‫فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي‬ ‫إل معشر جانبت في الله دينهم‬ ‫‏(‪ )١‬العوتبي» تحفة الأعيان‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫شبابي إلى أن آذن الجسم بالني‬ ‫وكنت امرا باللهو والخمر مولعاً‬ ‫وبالعهر إحصاناً فحص لي فرجم‬ ‫فبتلني بالحمر أمنا وخشية‬ ‫فلله ما صومي ولله ما حجي"‬ ‫فأصبحت همي في الجهاد ونيتي‬ ‫ويتحدث الصحاي الجليل عيا دار بينه وبين الرسول يَلأ ذي‬ ‫الرحلة الثانية حيث قال‪« :‬فليا كان في العام القابل الذي وفدت نب‬ ‫على رسول الله عيةوآله‪ .‬فقلت يا المبارك ابن المباركين‪ ،‬الطيبابن‬ ‫الطيببن؛ قد هدى الله قوما من أهل غيان ومر عليهم بدينك؛ وقد‬ ‫أخصبت غيان خصباً هنيئا وكثرت الأرباح والصيد بها‪ .‬نقال عليه‬ ‫السلام‪ :‬ديني دين ا لإسلام سيزيد الله أهل عيان خصبا وصيدا‬ ‫فطوبى لمن آمن بي ورآني‪٥‬‏ وطوبى لمن آمن بيولم يسرني‪ ،‬وطوبى ثم‬ ‫طوبى لن آمن بيولم ير من رآني‪ .‬وإن الله سيزيد أهل غان‬ ‫إسلاماه‪.‬‬ ‫فقد أخبر الرسول الكريم عن بركة دعائه واستجابة الله تعال‬ ‫دعاء نبيه‪ .‬وما صارت إليه غيان؛ وما صار إليه هو من الإيمان والأمز‬ ‫والإستقرار وقد سر النبي يلة غاية السرور بنجاح دعوته ودعائه‪.‬‬ ‫ودعا ليان وأهلها بمزيد الخبر والإسلام‪ .‬والحمد لله على ذلك‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬انظر أنسابالوعتبي‪ ،‬وكشف الغمة‪ .‬وتحفة الأعيان‪ ،‬والإصابة‪ .‬ودلائل النبوة في خر‬ ‫‏‪١‬إسلام مازن‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬العوتبيا ج ‏‪ 0 ١‬ص ‏‪ . ٢٥٧‬تحفة الأعيان ‏‪٥‬ج ‏‪ ١‬ث ص ‏‪.٥٦‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪+‬صحبة مازن‪:‬‬ ‫نتيجة لرحلة مازن إلى رسول اله والتقائه به؛ أسلم على يديه‬ ‫وآمن بالله رباً وبمحمد نبيا ورسولا‪ .‬صار أحد الذين شرفهم الله‬ ‫بصحبة نبيه محمد عليه الصلاة والسلامض ومنزلة الصحبة منزلة عالية‬ ‫وفضلها عظيم وشرفها رفيع‪.‬‬ ‫وقد أختلف العلياء في تعريف الصحابي" قال العلامة نور الدين‬ ‫السامي‪« :‬الصحابي هو من لقي النبي بعد البعثة مؤمنا به‪ .‬وقيل من‬ ‫من أطال الصحبة‪ .‬وقيل مع الرواية‪ .‬فمن لقيه يلة قبل البعثة أو لقيه‬ ‫بعدها غير مؤمن به فليس بصحابي إتفاقاً‪.‬والخلاف فيمن لقيه بعد‬ ‫البعثة وهو مؤمن به إذا ل تطل صحبته أو طالت ول يروه('‪.‬‬ ‫على أنه أصح هذه الأقوال وأرجحها هو أن الصحابي من رأى‬ ‫النبئ مؤمناً به‪ .‬قال العلامة ابن حجر العسقلاني‪« :‬وأصح ما وقفت‬ ‫عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي ير مؤمنا به ومات على‬ ‫الإسلام! فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت" ومن‬ ‫ررى عنه أو لم يرو ومن غزا معه أو لم يغز ومن رآه رؤية ولو لم‬ ‫جالسه‪ .‬ومن لم يره لعارض كالعمى۔ ويخرج بقيد الإيمان من لقيه‬ ‫كافراً ولو أسلم ببعد ذلك إذ ل يحبتمع به مرةة أخرى! ‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١ ٢‬‬ ‫‪ ٠‬ص‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫حج‪‎‬‬ ‫السالمي‪ ٠ ‎‬طلعة الشمس‬ ‫(‪ ( ١‬نور الدين‬ ‫(‪ )٢‬شهاب الدين ابن حجر العسقلاني‪ .‬الإصابة ‪ 7‬ص‪. ٤ ‎‬‬ ‫‪٣‬؛‏‬ ‫ي‬ ‫وقد أكدت العديد من المصادر صحبة مازن ووفوده على الني‬ ‫ي! قال العوتبي‪« :‬مازن بن غضوبة‪ ..‬قدم على رسول الله از عند‬ ‫أول ا لإسلام بيان" وأسلم ودعا له النبي ل ولاهل غهان بيخس‪'٨‬‏ ‪.‬‬ ‫وقال ابن حيان‪« :‬مازن بن الغضوبة يقال أن له صحبةا‪ .‬ونقل ابن‬ ‫حجر عن غير واحد «أن له صحبةه"‘‪ .‬وقال ابن عبد البر «لل‬ ‫صحبة وخبره عجيب خمرج في أعلام النبوةه(""‪ .‬وذكر ابن الأثير عن‬ ‫قدومه على النبي وساق خبر إسلامه"‪ .‬كيا ذكر السمعاني وفوده على‬ ‫النبي يي‪ .‬ونقل البيهقي قصة إسلامه(‪.‬‬ ‫وقد شارك مازن في الرواية عن النبي يَي؛ فقد روى عنه الدعاء‬ ‫بالخبر له ولأهل عيان في خبر قصة إسلامه في رحلته الأولى ولقائه‬ ‫الأول بالرسول الكريم ية‪ .‬ثم روى عنه في رحلته الثانية وفي لقائه‬ ‫الثا به عليه افضل الصلاة قوله‪« :‬ديني دين الإسلام‪ .‬سيزيد الله‬ ‫أهل عيان خصباً وصيداً نطوبى لمن آمن ي ورآنيؤ وطوبى لمن آمن ي‬ ‫ولم يرني‪ ،‬وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني ولم ير من رآني‪ .‬وإن اله‬ ‫سيزيد أهل عيان إسلاماه_'‪.‬‬ ‫(‪ )١‬انساب العرتي ‪ ،‬ج‪٦٥٢. ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٦‬‬ ‫‪ (٢‬الإصابة ‪.‬ج‪ ٦ ‎‬ث ص‪‎‬‬ ‫‏)‪ (٣‬أبو عمر بن عبدالبر الاستيعاب ني معرفة ة الاصحاب‪ .‬على معرفةالإصابة‪.‬‬ ‫‏‪ .٥‬‏‪١٦.‬ص‬ ‫‏(‪ )٤‬عز الدين ب نن الأثير © أسد الغابة ج‬ ‫‪.٢٥٥‬‬ ‫‪ .٦‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٥‬دلائل النبوة ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٦‬أنساب العوتبي ‪ .‬وتحفة الاعيان‪. ‎‬‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫وقد نقل ابن حجر في الإصابة ما أخرجه ابن السكن ومحمد بن‬ ‫خلف المعروف بوكيع في نوادر الأخبار وابن منده وأبو نعيم عن‬ ‫طريق الحسن بن كثير عن يجى عن بن آبي كثير عن أبيه يقول‪:‬‬ ‫سمعت مازن بن غضوبة يقول‪ :‬سمعت رسول اله يلة يقول‪:‬‬ ‫عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة"‪ .‬قال ابن منده غريب لا‬ ‫بعرف إلا بهذا الإسناد("‪ .‬ومن المقرر أن وجه الغرابة لا يقتضي عدم‬ ‫الصحة‪ .‬فإن الحديث الصحيح يسمى غريبا("‘ إذا تفرد بروايته واحد‬ ‫لقة‪ .‬وبينه وبين الحديث القرد رابط مشترك وهو مفهوم التفرد وإذا‬ ‫رواه إثنان أو ثلاثة عن الشيخ سسمي عزيراًء ‪:‬ثم يأخذ في القوة والرقي‬ ‫ذا إزداد رواته كيا هو معلوم عند أهل هذا الفن""‪.‬‬ ‫وهكذا نحد أن ما زنا توفرت له جميع شروط الصحبة من اللقاء‬ ‫بالبي يلة والإيمان به وبيا جاء به‪ ،‬والرواية عنه وطول المجالسة‪.‬‬ ‫أذر دعاء النبى يلة‬ ‫وقد تحقق دعاؤه عليه الصلاة والسلام وظهرت بركته لعان‬ ‫يا ن في‬ ‫وأهلها بصفة عامة ومازن بصورة خاصة‪ .‬فقد عم الخصب‬ ‫وكثرت ا لخيرات وانتشرت‬ ‫تلك السنة وما بعدها من ا لسنوا ت‬ ‫‏(‪ )١‬الإصابة‪ .‬ج‪٦‬‏ ‪ .‬ص ‏‪.١٦١‬‬ ‫)‪ (٢‬د‪ .‬صبحي الصالح‪ .‬علوم الحديث ومصطلحاته ى ص‪.١٥١١ ‎‬‬ ‫سفن)‪ ‎(٣‬المصدر ى‪ ‎‬ص‪٦‬؟‪. ٢٢٩٨0٢٢‬‬ ‫‪٥‬؛‏‬ ‫۔‬ ‫الأرزاق‪ ،‬حيث نمت الماشية عند الناس من الإبل والغنم وهما عم‬ ‫الاتتصاد المعيشى عند الرجل العربي" كيا كثرت الأسياك في البحر‬ ‫وازدهر الإقتصاد الهاني إلى حد كبير فقد نشطت التجارة نتيجةما‬ ‫كانت تدره من أرباح‪ ،‬كل ذلك ببركة دعاء سيد البشر محمد يأ‪.‬‬ ‫وقد واكب ظهور تلك الخيرات والبركات أن آمن عدد من أهل‬ ‫عيان بالإسلام ومن الله عليهم بدين الإسلام العظيم" وها هوذا‬ ‫الصحابي الجليل يحدثنا بقوله‪« :‬وأخصبت غيان في تلك السنة وما‬ ‫بعدها وأقبل عليهم الخف والظلف‘ وكثر صيد البحر وظهرت‬ ‫انه‪.3‬‬ ‫الأرباح ني التجارات وآمن عدد من أهل‬ ‫وقد نقل مازن البشرى إلى رسول الله ية بتحقيق دعائه عندما‬ ‫قابله ني السنة الثانية وفي رحلته الثانية قائلا له‪« :‬يا المبارك ابن‬ ‫المباركينں الطيب ابن الطيبين" قد هدى الله قوما من أهل عيان ومن‬ ‫بدينك وقد أخصبت غيان ن خصبا هنتاً وكثرت الأرباح‬ ‫لصيد بهاه("'‪ .‬كيا أن مازناً كان مسرورا وهو يرى بلده وتومه وقد‬ ‫نعم الله عليهم بالإسلام وبالخيرات وصنوف الأرزاق" فهو الذي‬ ‫من الرسول أن يدعو فهم عندما قال له‪« :‬آدع النه لأهل غيانا‬ ‫‪.‬‬ ‫ندعا هم بالهداية والتوفيق والثواب‪ ،‬ثم قال له‪ :‬إن البحر ينضح‬ ‫بجانبنا؛ فآدع الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا‪ ،‬فدعا هم يلة قائلا‪ :‬اللهم‬ ‫‏(‪ )١‬أنساب العوتبي ‪ ،‬وتحفة الأعيان‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬نفس المصدر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪_ ٤٦‬‬ ‫رع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم‪ .‬لذلك كان حرياً‬ ‫بإزن أن ينقل إلى الرسول الكريم ما صارت إليه عيان من الخصب‬ ‫الإستقرار وإقبال أهلها إلى الإسلام ودخولهم فيه‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى مازن نفسه فقد استجاب اله تعالى دعاء نبيه له‪5‬‬ ‫نأذهب الله عنه ما كان عليه من الرغبة في استماع اللهو والطرب‬ ‫لأصوات القيان ونغيات الأوتار وما كان يشعر به من لذة ونشاط إلى‬ ‫حباة المجون كاستياع الفناء وشرب الخمر ووفقه الله بأن حج إلى‬ ‫بيت الله الحرا م حححا متعددة‪ .‬ولا ندري كم مررة أدى شعيرةة الحج‪.‬‬ ‫غبر أن قوله يشير إلى أنه حج بضع حجج‪ .‬ثم اجتهد في حفظ كتاب‬ ‫لله نحفظ شطراً من القرآن‪ ،‬لأنه دستور الإسلام الخالد؛ فلابد من‬ ‫انقانه وحفظه أو حقظ أجزاء وسور منه‪ ،‬كا هو كان شأن الصحابة‬ ‫الكرام رضوان الله علبيم وقد تهيأت هذه الأسباب للصحاب الجليل‬ ‫[ثر دعاء النبي له بقوله ‪«:‬اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن" وبالحرام‬ ‫الحلال‪ ،‬وبالعهر عقةة الفرج وبالخمر رتاً لا إثم فيه»(‪.‬‬ ‫واستقرت حياته الإجتياعية؛ فبعد أن كان لجوجاً بالنساء‬ ‫والمهر أبدله الله عقة الفرج عن الزناء والحلال عن الحرام‪ .‬فتزؤج‬ ‫اربع‪ :‬نساء من كرا ئم العرب‪ ،‬ورزقالولد منهن نقد جاءه ولد ساه‬ ‫دعا له قائلاً‪« :‬وهب له ولداً تقر به عينها بعد أن‬ ‫حبانا لأن ل‬ ‫سأله مازن أن يدعو له بقوله‪« :‬ويهب لي ولداً تقر به عيني'‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬نفس المصار الآنفة الذكر‪.‬‬ ‫‏‪٤٧‬‬ ‫ي‬ ‫وتد تحدث عيا وهبه الله من النعم الظاهرة والباطنة كنعما‬ ‫الإسلام ونعمة العيش ورخاء الحياةش حيث قال‪« :‬فأذهب الله تعا‬ ‫عني ما كنت أجد من الطرب والنشاط لتلك الأسباب© وحججت‬ ‫حججاً وحفظت شطراً من القرآن‪ .‬وتزوجت أربع عقائل من‬ ‫العرب‪ ،‬ورزقت ولدا سمينه حيان بن مازن»(‪.٠‬‏‬ ‫وقد ضمن ذلك في شعره‪:‬‬ ‫شبابي إلى أن آذن الجسم بالنهج‬ ‫وكنت امرا باللهو والخمر مولعاً‬ ‫وبالعهر إحصاناً فحص لي فرجي‬ ‫فبتلني بالخمر أمناً وخشية‬ ‫فلله ما صومي وبله ما حجو"‬ ‫فأصبحت همي ف الجهاد ونيتي‬ ‫بداية انتشار الإسلام ‪ 3‬غمان‬ ‫الإسلام هو دين الله الذي جعله منسجاً ماعلفطرة التي فطر‬ ‫ط‪ :‬الله التي نطر‬ ‫الله الناس عليها‪ ،‬ومتناسقاً مع هذه الفطرة‬ ‫الناس عليهاء لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القتم“‪.‬‬ ‫ودين هذا شأنه من البداهة أن يقبل الناس عليه وتتقبله عقوهم‪.‬‬ ‫وعندما سار مازن إلى الرسول يلة وشرح له الرسول معالم الدين‬ ‫وشرائع الإسلام‪ .‬انشرح صدره إلى الإسلام فأسلم‪ .‬ومن الطبيعي از‬ ‫‏(‪ )١‬المصادر الآنفة الذكر‪.‬‬ ‫‏) ‪ ( ٢‬نفس ‏‪ ١‬مما در‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫بكون مازن قد حفظ شيئا من القرآن وعرف أمور العبادة} وعندما‬ ‫عاد إل بلده‪٧‬‏ أخذ ينشر ذلك في أوساط مجتمعه إمتثالاً لقول الرسول‬ ‫بةلغوا عني وآلوية'‪ ،‬وفهم لقوله تعالى «فلولا نفر من كل فرقة‬ ‫نهم طائفةليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم‬ ‫بجذرونگه فاستجاب عدد من قومه لدعوة الإسلام فآمنوا به‪٨‬‏ فكان‬ ‫ذلك تحقيقا لدعوة النبي ودعائه‪ ،‬فقد دعا لأهل عيان بقوله‪ :‬اللهم‬ ‫أهدهم وأثبهم» وبقوله "وإن الله سيزيد أهل عيان إسلاماً»‪.‬‬ ‫ونستطيع القول أن مازناً هو أول من أسلم من أهل عيان"‬ ‫وبعودته إلى عيان بدأ الإسلام ينتشر فيها‪ ،‬نتيجة جهوده الدعوة‬ ‫بإييان عدد لا بأس به وهو ما أشار إليه بقول‪« :‬وآمن عدد من أهل‬ ‫ياناء كيا أخبر بهذه الحقيقة النبي عندما التقى به في العام التالي‪.‬‬ ‫يقول مازن‪« :‬فلما كان في العام القابل الذي وفدت فيه على رسول الله‬ ‫وةآله‪ ،‬فقلت يا المبارك ابن المباركين‪ ،‬االطليبط ايبنبين‪ ،‬قد‬ ‫هدى الله قوماً من أهل عيان ومر ن عليهم بدينك‪ ،‬فقال عليه السلام‪:‬‬ ‫ادبني دين الإسلام‪ .‬سيزيد الله أهل عيان خصباً وصيداً فطوبى لمن‬ ‫آمن بي ورآني‪ ،‬وطو بى لمن آمن بيولم يرني‪ .‬وطوبى ثم طوبى لمن آمن‬ ‫يولم يرني ولم ير من رآني‪ .‬وإن الله سيزيد أهل يان إسلاماًا‪ 5‬وتد‬ ‫أشار أيضاً إلى إسلام قومه بعد أن ندموا على انتقاله عنهم وتركه هم‬ ‫وطالبوه بالعودة وأسلموا كلهم»('‪.‬‬ ‫‪) -‬دلائل البرة‪ .‬ج‪ ٢‬‏‪ ٤‬ص ‏‪.٢٥٨‬‬ ‫‏؛‪٩‬‬ ‫_‬ ‫وبإسلام الصحابي الجليل وقيامه بالدعوة إلى الإسلام في غهز‬ ‫وضعت اللبنة الأولى للبناء الإسلامي وإقامة صرح الإسلام الشامغ‬ ‫في هذا البلد العزيز‬ ‫وقد قام مازن بن غضوبة بإنشاء مسجد في مدينة سيائل‪ .‬لأداء‬ ‫العبادة وتعليم الناس أمور دينهم اقتداء بالنبي ية‪ .‬فإنه عندما‬ ‫هاجر من مكةالمكرمة إلى المدينة المنورة أول ما شرع فيه أن أفا‬ ‫مسجده الشريف في طيبة حرسها الله ليجتمع فيه المسلمون لأداء‬ ‫الصلاة وتعليم أمور الدين والحياة‪ ،‬فالمسجد هو أساس الحضار‪:‬‬ ‫العمرانية في الإمسلامإ والمسجد الذي قام ببنائه مازن يقع في محله‬ ‫المضار على الطريق الجائز ي منطقة السفالة من مدينة سيائل‪.‬‬ ‫ويعرف بمسجد االمضيارا نسبة إلى المحلة الكائن فيها المسجد كإ‬ ‫يعرف أيضا بمسجد مازن بن غضوبة‪ .‬وسمي أيضا «مبرصاً لال‬ ‫من كان به مرض البرص فيدعو فيه فإنه يعانىأ''‪ .‬ولعله كان يسكز‬ ‫في المكان الذي أقيم نيه المسجد‪ .‬فإنه من المتبادر إلى الفهم أنهلا‬ ‫يمكن أن يجعل المسجد بعيدا عن منزله‪ .‬وقد عرف المسجد المذكور‬ ‫عند أهل يهان بسر إستجابة الدعاء فيه‪ ،‬فقد ورد أن مازنا لما تنحى‬ ‫عن قومه أتى موضعاً فابتى مسجدا يتعبد فيه فهو لايأتيه مظلوم‬ ‫له""‬ ‫تاجيب‬ ‫س إل‬ ‫امه‬‫من ظل‬ ‫يتعبد فيه ثلاثا ثم يدعو محقاً‬ ‫وليس الأمر بغريب فهو أول مسجد اسس على التقوى في هذا البلا |‬ ‫‪:‬‬ ‫‏(‪ )٦٢‬نفس المصدر‬ ‫‏(‪ )١‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫رند وطأ ته أاقدام الصالحين ولامست أرضه جباههم منذ الصحابي‬ ‫الجلبل مازن بن غضوبة رضي النه عنه‪ .‬والله قد اختص كثيراً من‬ ‫لأماكن والبقاع بخصائص مختلفة لحكمة يعلمها‪ .‬بيد أننا لاندري‬ ‫الراحل التاريخية التي مر عليها هذا المسجد من الترميم والتجديد في‬ ‫لبناء؛ حتى تم تبديد بنائه بشكل أثري رائع جميل على نفقة جلالة‬ ‫السلطان قابوس بن سعيد «سلطان عيان"‪.‬‬ ‫ويتكون مسجد المضار أو مسجد مازن من صحن داخلي وصحن‬ ‫خارجي وهو الصرح بالإضافة إلى المرافق والبئر الموجودة به‪.‬‬ ‫مفاهيم إسلامية قى شعر مازن‬ ‫وبعد أن منَ الله على مازن باعتناق دين الإسلام‪ .‬وهيأ الله رب‬ ‫العزة له أسباب الدخول في رحاب دينه العظيم‪ ،‬فقد تسنى لمازن أن‬ ‫بفرأ القرآن الكريم" كيا تسنى له أن يسمع من نبي الإسلام ية‬ ‫احادبله الشريفة التي تشرح الإسلام وتبين مفاهيمه{ نتكونت لديه‬ ‫جاء مها القرآن والتي سمعها مازن‬ ‫التي‬ ‫تلك ا لمفاهيم الاسلامية‬ ‫ونهمها من أحاد يث ا لمصطفى يلو‪ .‬وتمثلها وتصورها جيداً‪ .‬فنحاءات‬ ‫متمثلة في شعره في الأبيات أو القطعة الشعرية التي ألقاها أمام‬ ‫الرسول العظيم ية وبين يديه الكريمتين‪:‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫_‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫تجوب الفياي من يان إلى الع;‬ ‫إليك رسول الله ختت مطيني‬ ‫فيغفر لي ري فأرجع بالفلم‬ ‫لتشفع لي ياخير من وطيء الحصى‬ ‫نبت‬ ‫جم‬ ‫اعشر‬ ‫إلى‬ ‫في الله دينهم فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرج‬ ‫شبابي إلى أن آذن الجسم بالنهج‬ ‫وكنت امرا باللهو والخمر مولعاً‬ ‫وبالعهر إحصاناً فحصًّن لي فرجي‬ ‫نبتلني بالخمر أمنا وخشية‬ ‫وامي ولله ماحجي‬ ‫فأصبحت همي في الجهاد ونيتي فللصه م‬ ‫»‬ ‫فإننا نجد في هذه الأبيات الشعرية الجميلة الرقيقة عدة مفاهيم‬ ‫إسلامية تكون في مجموعها عشرة مفاهيم‪ 6‬وهي شفاعة النبي ينز‬ ‫للمؤمنين‪ .‬وطلب المغفرة من الله تعالى‪ .‬والبراءة من الكفار؛ وحرمة‬ ‫اللهو وحرمة الحمر وحرمة الزنا‪ ،‬والجهاد في سبيل الله تعال‪.‬‬ ‫وإخلاص النية لله تعالى وإخلاص العبادة لله تعال كالصوم‬ ‫والحج‪ .‬وهذه المفاهيم التي وردت في شعر مازن‪ ،‬لولا إسلامه ما كان‬ ‫له أن يتصورها؛ فضلا من أن يصوغها ف قالب شعري‪.‬‬ ‫وكيف لا يطلب مازن شفاعة النبي العظيم" وهو يدرك أهميتها‬ ‫وجلالها ني ذلك الموقف المهول‪ ،‬ألا وهو يوم القيامة‪ ،‬يوم الحساب‪.‬‬ ‫يوم يفر المر من أخيه وأمه وابيه‪ ،‬وصاحبته وبنيه‪ ،‬لكل امرىء منهم‬ ‫يومئذ شأن يغنيه‪ ،‬إن ذلكم المشهد الرهيب والموقف العظيم لابد نبه‬ ‫‪٥ ٧٢‬‬ ‫"‬ ‫للمؤمن من الاستتناس بشفاعة سيد الأنبياء والرسل الذي خاطبه‬ ‫ربه بقوله عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودأگه‪ . .‬ومو المقام الذي‬ ‫جمده فيه الأولون والآخرون حيث لم يجدوا مثله شافعاً‪ .‬ويؤكد النبي‬ ‫ذلك بقوله ‪(:‬ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا بعمل صالح وبرحمة‬ ‫الله وشفاعتى)' ‪.‬‬ ‫وماذا بعد شفاعة المصطفى محمد تمنة إلا مغفرة الله تعالى‬ ‫ورضوانه‪ .‬وبالاستغفار والمغقفرة‪ ،‬أي الاستغفار من العبد والغفران من‬ ‫لله تعالى ينجو المسلم من عذاب انه وسخطه إلى نعيمه ورحمته‪ :‬ومن‬ ‫بعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر انثه يجد الله غفورا رحيما»"'‪.‬‬ ‫بيد أن هذه القناعات اليقينية لدى المؤمن بحاجة إلى سياج‬ ‫اجنياعي يتحرك في إطاره وهنذا السياج هو الحب في ا له والبغض في‬ ‫الله ‪.‬فالحب في اله هو الولاية للمؤمنين‪ ،‬والبفض في الله هو البراءة‬ ‫من الكفار‪ :‬لا تبد قوما يؤمنون بانه واليوم ا لآخر يوادون من حاد‬ ‫الل ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشبرتهم‪.‬‬ ‫ولتلك كتب في قلوبهم الإيمان وأدهم بروح منه‪ ،‬وبخلهم جنات‬ ‫تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الثه عنهم ورضوا عنه‬ ‫أولنلك حزب الله ألا إن حزب الله هم ‏‪ ١‬لمفلحون «»"‪.‬‬ ‫(‪ )١‬مسند الإمام الربيع ‪ ،‬الجزء الرابع ‪ ،‬الحديث‪١٠٠٢ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة النساء الآية‪. ١١٠١ ‎:‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة المجادلة ‪ :‬الآية‪. ٢٢ ‎‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫__‬ ‫يو‪‎‬‬ ‫على أن مازناً قد ذاق من قومه الأمين نتيجةإعراضهم عز‬ ‫دعوة ة الاسلام ومضا يقتهم له بعد أن عاد إليهم مسلاً مؤمنا‪ .‬فكان‬ ‫لابد له من أن يعلن براءته من قومه الذين لم يتبعوه وبقوا على شركهم‬ ‫وكقرهم ‪ .‬ولا ريب أن الولاية والبراءة من الأطر العقدية ذات الشأن‬ ‫والأهمية ني الإسلام لتمييز المسلم من الكافر‪.‬‬ ‫والإسلام دين العمل والجد والاجتهاد‪ ،‬داعياً لى عظائم الأمور‬ ‫وحاثاً على المعالي والأمجاد‪ .‬وبيا أن اللهو في معظمه شاغل عن ذكر‬ ‫الله‪ ،‬وعن العبادة وعن تلكم العظائم" فهو محرم ني الإسلام‪ :‬ومن‬ ‫الناس من يشتري فهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها‬ ‫هزوا أولنك لهم عذاب مهينله('‪.‬‬ ‫على أنه إذا كان اللهو على هذه الكيفية وعلى هذه الصورة محرم‪.‬‬ ‫فإن الخمر من أعظم ‏‪ ١‬لملهتات عن ذكر الله وعن عبادته وهي جماع‬ ‫كل أثم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام‬ ‫رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون‪ ،‬إنما يريد الشيطان‬ ‫أن يوقع بينكم العداوة والبفضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر‬ ‫لله وعن الصلاةس فهل أنتم منتهون»""'‪.‬‬ ‫ولقد شدد الإسلام في الخمر أييا تشديد‪ .‬لكونها أم المصائب‬ ‫وجماع ‏‪ ١‬لآنام ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة لقهان ‪ 6‬الآية ‏‪. ٦١‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة المائدة‪ .‬الآية ‏‪. ٩١١٩٠‬‬ ‫&‬ ‫‪0٤‬‬ ‫والإسلام في دعوته إلى الفضيلة وكريم الخلق وحسن السلوك‪.‬‬ ‫شذد جداً وغلظ في الزنا ووصفه بالفحش وبأنه فاحشة وساء سبيلك‬ ‫بهو وصف فيه ما فيه من التنفير عن هذه الرذيلة‪ ،‬على أن الزنا فيه‬ ‫من الأسى الإجتياعية الشىء الكثير‪« :‬ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة‬ ‫‪1‬‬ ‫رساء سنيلائه('‪.‬‬ ‫ولكي تسود مفاهيم الإسلام وتتشكل ظاهرة إجتماعية تتفرع‬ ‫عنها معالم الإسلام السلوكية فهي بحاجة إلى قوة تحافظ عليها وتنافح‬ ‫ني سبيل وجودها واستقرارها وتدافع الذي يعتدي عليها بقصد‬ ‫القضاء عليها أو الوقوف في وجه انتشارها وذلك بالقضاء على‬ ‫لإسلام والصد عن سبيلهء تلك القوة تكون متمثلة في الجهاد في‬ ‫سبيل الله الذي يعتبر سنام الإسلام‪.‬‬ ‫لأن ببالجهاد تكون‬ ‫وللحهاد ف سبيل الله منزلة رفيعة ي ‏‪ ١‬لإسلام‬ ‫‏‪ ١‬لإسلامية مكا ن‬ ‫وحمار بها لحوزة‬ ‫وحمار بة أ لمجتمع ‏‪ ١‬لإسلامي‬ ‫حا يةه الدين‬ ‫وفكراً‪.‬‬ ‫وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا‬ ‫عدوان إلا على الظالمين ه("‪.‬‬ ‫فقاتل ي سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى‬ ‫(‪ )١‬سورة الإسراء ‪ ،‬الآية‪. ٣٢ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬البقرة " الآية‪.١٩٢ ‎‬‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلامه«'‪.‬‬ ‫على أن الإسلام بجميع مفاهيمه عبادة ومعاملة{ عقيدة وعملا‬ ‫قولا وفعلا‪ ،‬فكرا وسلوكاء لابد في ذلك كله من إخلاص النية ف‬ ‫تعالى‪ ،‬فالنية هي أساس الدين‪ .‬والإخلاص هو لب العمل وجوهره‪.‬‬ ‫«وما أمروا إلا ليعبدوا ا له مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا‬ ‫الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القّمةه”"‘‪.‬‬ ‫والحديث المشهور الذي ورد في النتّة اعتبره العلماء قاعدة من‬ ‫قواعد العلم وقالوا ان فيه ثلث العلم‪ .‬وذلك لما للنية من أهمية عظمى‬ ‫في المفهوم الإسلامي‪« :‬إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوىه"'‪.‬‬ ‫ونلاحظ أن مازناً رضي الله عنه ذكر في إخلاص العبادة الصوم‬ ‫والحج‪ .‬وذلك لأنها عملان ظاهران وان الانسان بحاجة إلى‬ ‫إخلاص النية ني أدائهما‪ .‬حتى لا يتسرب الرياء إلى قلبه‪ ،‬فان الرياء‬ ‫محبط للعمل‪ .‬وهو الشرك الأصغر ويدب في قلب الإنسان دبيب‬ ‫النمل‪ .‬وأيضا فان في الصوم والحج من المشقة الشيء الكثير من دون‬ ‫سائر العبادات‘ ومكابرة النفس عن الرياء للخلاص النية والعبادة‬ ‫أمر لا يستهان به‪ ،‬بل هو أمر عظيم لا يستطيعه إلا من وفقه الله إلي‬ ‫وسهله عليه‪ ،‬ويسره له‪.‬‬ ‫(‪ )١‬النساء ‪ ،‬الآية‪. ٨٤ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬البينة ‪ .‬الآية‪. ٥ ‎‬‬ ‫)‪ (٣‬الربيع بن حبيبا "‪ 6‬الجامع الصحيح‪. ‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‌‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‪ 2‬؟‬ ‫الفصل الرابع ‪:6‬‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫٭‪ +‬تهد يم ‪:‬‬ ‫وإذا كنا قد تحدثنا عن الصحابي الجليل «مازن بن غضوبة»‬ ‫وعن إسلامه‪ .‬فإنه من المناسب أن نتحدث عن‬ ‫‪-‬رضي الله عنه‬ ‫إسلام أهل مهان نظرا لارتباط الموضوعين بعضها البعض ‪ [ 71‬نهيا‬ ‫يكونان موضوعا واحدا‪ .‬ألا وهو إسلام أهل يان" وهو ما سنتحدث‬ ‫عنه ني هذا الفصل‪.‬‬ ‫مجيء عمرو بن العاص‬ ‫تختلف كتب السيرة النبوية في تحديد السنة التي بعث فيها رسول‬ ‫لله ية رسله ورسائله إلى الملوك والأمراء من العرب وغيرهم‪ .‬وتشير‬ ‫الروايات أن ذلك كان قبل فتح مكة المكرمة‪ .‬ولعله كان في مطلع العام‬ ‫للامن للهجرة أو في أواخر العام السابع منها‪ ،‬فقد جاء في حوار هرقل‬ ‫عظبم الروم مع أي سفيان ما يدل على أنه كان قبل فتح مكة في حين‬ ‫لايزال أبو سفيان على شركه‪ .‬وذلك أن النبي عليه السلام بعث دحية بن‬ ‫خليفة الكلبي بخطاب إلى هرقل عظيم الروم‪٧‬‏ وصادف وصول الخطاب‬ ‫رجود أي سفيان وجماعة من قريش في الشام فأراد هرقل أن يتثبت من‬ ‫صحة أمر النبى لية فدعا بأي سفيان وكان فيما سأله عنه «فهل يغدر؟'‬ ‫ناجابه أبو سفيان لاه ونحن منه ني مدة لا ندري ما هو فاعل فيها؟("‪.‬‬ ‫(‪ )١‬أبو الحسن الندوي ‪ ،‬السيرة النبوية ى ص‪. ٢٤٦١ ‎‬‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫_‬ ‫يو‪‎‬‬ ‫ويقصد أبو سفيان بالمدة هي هدنة صلح الحديبية‪ .‬وفي ذلك دليل عل‬ ‫أن ذلك كان قبل الفتح الأعظم‪.‬‬ ‫غير أن في كلام عمرو بن الماص ما يدل على أن مجيئه إلى غماز‬ ‫‪ 22.‬فقد جاء ل‬ ‫كان بعد فتح مكة بعدما دخلت قريش ف ‏‪١‬‬ ‫حوار جيفر بن الجلندى مع عمرو بن العاص‪« :‬ألا تخبرني عن‬ ‫قريش كيف صنعت؟ فقلت تبعوه إما راغب في الدين وإما راهب‬ ‫واختاروه على غيره وعرفوا بعقولحم مع هدى اه إياهم كانوا ني ضلال‬ ‫مبين‪ ،‬فيا أعلم أحدا بقي غيره في هذه الخرجة('‪.‬‬ ‫ففي هذا الحوار الجميل بين جيفر بن الجلندى_ ملك يان‪,‬‬ ‫ورسول رسول الله يلة ما هو إلا دليل على أن دعوة النبي ملكي غيان‬ ‫إل الإسلام كانت بعد فتح مكة‪.‬‬ ‫والذي يظهر ليا أن النبى يلة بعث رسله وخطاباته إلى ملوا‬ ‫‏‪ ١‬لأعاجم قبل الفتح ‏‪ ١‬لأعظم وبعث إلى ملوك وأمراء الصرب بعد‬ ‫ذلك وتلك حكمة عظيمة منه عليه الصلاة والسلام ؤ فإن العرب‬ ‫فيها شيء من ‏‪ ١‬لتقدير‬ ‫ينظرون إل مكة وإل قريش نظرة خاصة‬ ‫والجلال" أما ملوك العجم فلا توجد عندهم هذه المزية لا لمكة ولا‬ ‫لقريش" وعلى أية حال فقد أرسل النبي يلة عمرو بن العاص بن‬ ‫(‪ )١‬علي بن برهان الحلبي " السيرة الحلبية ‪ .‬ج‪ 0 ٢ ‎‬ص‪. ٣٠٣ ‎‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫ال السهمي القرشي إلى ملكي يان جيفر وعبد ابني الجلندى بن‬ ‫المستكبر ونستنتج من هذا ما كان ليان أرضاً ودولة من أهمية في‬ ‫الخريطة السياسية والجغرافية آنذاك‪ .‬وبأننها وحدة إقليمية ها‬ ‫استقلالها في اتخاذ القرار الأمر الذي يجعلها ني مستوى المالك‬ ‫الأخرى المعروفة‪ .‬ويجعل ملوكها في مستوى الملوك الآخرين الذين‬ ‫كنب إليهم الرسول ية وذكر البلاذري أن النبي يلة أرسل أيضا أبا‬ ‫زيد الأنصاري ‪ -‬وهو ثابت بن زيد أحد حفظة القران بمعية عمرو‬ ‫ابن العاص ليكون على الصلاة أي ليصلي بالمسلمين ويعلمهم الصلاة‬ ‫وأحكام الدين‪ .‬فقد قال عليه الصلاة والسلام‪" :‬إن أجاب القوم إلى‬ ‫شهادة الحق وأطاعوا النه ورسوله فعمرو الأمير وأبو زيد على الصلاة('‬ ‫ويقال أن أبا زيد الأنصاري عاد إلى المدينة بعد أن أدى مهمته"‘‬ ‫وبقي عمرو بن العاص ف عيان حتى كانت وفاة المصطفى كلر‪.‬‬ ‫٭ كتاب ا لنبي حل ‪:‬‬ ‫أرسل النبي ية مع عمرو بن العاص كتابا إلى جيفر وعبد ابني‬ ‫الجلندى يدعوهما إللى الإسلام جاء فيه‪:‬‬ ‫"بسم ا له الرحمن الرحيم؛ من محمد رسول ا له إلى جيفر وعبد‬ ‫ابني الجلندى‪ ،‬السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك‬ ‫‪.٨٧‬‬ ‫لبلادزي‪ ٠ ‎‬فتوح البلدان ب ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬أحمد ‪7‬‬ ‫)‪ (٢‬نفس الملصد ر‪‎.‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بدعاية الإسلام‪ ،‬إسليا تسليا فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من‬ ‫كان حيا ويحق القول على الكافرين وإنكيا إذا أقررتما بالإسلام‬ ‫وليتكيا و إن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككيا زائل عنكيا وخيلي نطا‬ ‫ساحتكيا وتظهر نبوي على ملككيا»(_'‪.‬‬ ‫وكان كتابه عليه الصلاة والسلام صحيفة أقل من الشبر ويقال‬ ‫أن الكاتب هذا الكتاب المبارك هو الصحابي الجليل ابي بن كعب‬ ‫بإملائه عليه السلام وختمه بخاتمه المبارك الذي يحمل كلمة التوحبد‬ ‫« لا إله إلا الله محمد رسول اللهه«"'‪.‬‬ ‫وتتفق معظم المصادر التي أوردت كتابه يلة إلى ملكي عيان‬ ‫على صيغة هذا الكتاب© وما كان بينهما من اختلاف طفيف لا يعدو‬ ‫أن يكون تحريفاً وتصحيفاً من النساخ والرواة كيا هو المعهود غالبا أد‬ ‫أحيانا ما عدا ابن سلام فقد أورد في كتابه ) الأموا لؤ‘) نصا مختلفا‬ ‫حيث جاء فيه‪«" :‬من محمد رسول الله لعباد الله الألسيديبن ملوك عيان‬ ‫وأسد عيان ممن كان منهم بالبحرين إنهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة‬ ‫وأدوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وأعطوا حق النبى ية ونسكوا‬ ‫نسك المؤمنين فإنهم امنون وأن هم ما أسلموا عليه!‪.‬‬ ‫ومن الملاحظ أن نص الرسالة التي أوردها ابن سلام تختلف عن‬ ‫النص الذي أوردته المصادر الأخرىء كيا أهيا يختلفان من حيث قوة‬ ‫‏‪.٥٨٨٥٧‬‬ ‫‏(‪ )١‬تحفة الأعيان ج ‏‪5 ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫المعنى ومتانة الاسلوب‪ .‬فالرسالة الأولى أقرب إلى اللفظ النبوي‬ ‫الشريف‪ ،‬وأيضا فإنها تتفق في كثير من كلياتها مع الرسائل التي‬ ‫أرسلت إلى هرقل وكسرى والنجاشي والمقوقس‪ ،‬وهذا يجعلنا نرجح‬ ‫نسبةالرسالة الأولى إلى النبي تة التي وجهها إلى ملكي عيان‪.‬‬ ‫ولعل الرسالة التي أوردها ابن سلام كان الرسول عليه الصلاة‬ ‫والسلام أرسلها إلى بعض المناطق في البحرين يقطنها ازد من عيان‪،‬‬ ‫نقد ورد أن عبد عز بن معولة وهو من أجداد جيفر وعبد ابني‬ ‫الجلندى اشتد ملكه وقوي سلطانه وبلغ ملكه إلى اليمامة والبحرين‬ ‫وما والاما وكان له على أهل اليمامة والبحرين إتاوة وكان رسوله ني‬ ‫نبضها من أهل اليمامة باقل بن شاري بن اليحمد('‪.‬‬ ‫وربيا أنه بقيت منذ ذلك الوقت بقايا من الأزد ومن أولاد ملوكهم‬ ‫لي بعض مناطق البحرين التي كانت تسكنها قبائل محتلفة ي عهد‬ ‫النبي ية‪ .‬نكتب إليهم النبي كتابا يدعوهم فيه إلى الاسلام‪ .‬لمعرفته‬ ‫عليه السلام بأحوا ل المرب©‪٨‬‏ من عدم خضوع بعضهم لبعض وقد‬ ‫رأينا بهذا أن نجمع بين الرسالتين ونسبته إلى النبي ية‪ ,‬والجدير‬ ‫بالذكر أنه تم العثور على وثيقة تتضمن خطاب النبي يلة إلى جيفر‬ ‫وعبد ابني الجلندى ملكي غميان‪ ،‬وتد كتبت هذه بخط شبيه بالخط‬ ‫السائد ني عصر النبوة" ‏‪ ٦‬غ‪.‬ير أن بعض الباحثين المعاصرين يثير‬ ‫شكوكا حول صحة هذه الوثيقة‪ .‬متعياً حدوث تزوير ني كثير من‬ ‫‪.0١١‬‬ ‫(‪ )٢‬انظر الملحق رقم‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬تحفة الاعيان‪٠ ‎‬ج‪ ١ ‎‬ث ص‪.٥١ ‎‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫الوثائق القديمة‪ ،‬ومنها رسائل النبي ييأة إلى الملوك والأمراء«'‪.‬‬ ‫وعلى أي حال مهيا يكن من صحة تلك الو ثيققةة أو عدم صلاحبنها‬ ‫فلا خلاف في أنه ع تينة وجه كتاباً إلى ملكي عيانك وقد تناقلت ا لمصادر‬ ‫ذلك الكتاب الشريف‪.‬‬ ‫٭ عمرو بن العاص ق عمان ‪:‬‬ ‫قدم عمرو بن العاص إل هانك فكانت صحار أول مكان ينزله‬ ‫منها‪ ،‬ولا ندري الطرق التي سلكها في رحلته‪ .‬والظاهر آنه وصل إلى‬ ‫صحار عن طريق البحر ولعله خرج من الحجاز عن طريق البر إلى‬ ‫البحرين (المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية) ومنها ركب‬ ‫البحر إلى صحار ونزل في منطقة «دستجردا وهي على ما يقال مدينة‬ ‫بنتها العجم لأنهم كانوا موجودين فيها قبل ظهور الإسلام«"‪.‬‬ ‫وكان مقر ملكي غيان جيفر وعبد والحكومة التمهانية في منطقة‬ ‫توام (البريمي حالياً) فالتقى عمرو بعد بن الجلندى۔ ولا يعلم هل‬ ‫كان لقاؤهما في صحار أم في توام‪ .‬أم في منطقة غيرهماء وإذا كان‬ ‫ذلك في صحار نهل صادف وجود عبد هنالك أم بعث إليه‬ ‫بوصوله۔ والذي يظهر لي أن اللقاء كان في اتوام» ولعل عمرو عندما‬ ‫‪٧١‬‬ ‫التاريخ (رسالة النبي الكريم ص‪‎‬‬ ‫هان ف‬ ‫(‪ )١‬د ‪ .‬سهيلة الجبوري‪ .‬بحثث أعد لكتاب‬ ‫إلى ملكي غيان)‪.‬‬ ‫‏‪.٥٨‬‬ ‫‏(‪ )٢‬تحفة الاعيان ‪.‬ج ‏‪ 6 ١‬ص‬ ‫‪.--‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫يصل إلى صحار بعث إلى جيفر وعبد يخبرهما بوصوله ثم سار من‬ ‫صحار إلى توام وهناك التقى أولاً بعبد بن الجلندى فأخبره بمهمته‬ ‫نرحب به وأوصله إلى أخيه جيقفر وسلمه كتاب ا لنبي ل فقرأه ثم‬ ‫دفعه إلى أخيه عبد نقرأه ‏‪١‬أيضا ‏‪ (١‬وهنا لابد من الوقوف أمام ه‬ ‫الظاهرة الحضارية وهي معرفةالقراءة والكتابة من جانب ملكي عيان‪.‬‬ ‫حيث أنه من المعلوم أن العرب قبيل ظهور الإسلام كانوا أمة‬ ‫أمة لايدرون ما الكتاب ولا الإيمان" وكان الذين يعرفون القراءة‬ ‫والكتابة قليلين جداء وكان قلة من أولئك بمكة } فجعل الرسول يا‬ ‫فدية الأسير من المشركين أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين في المدينة‬ ‫وذلك عقب معركة بدر الكرى("‪.‬‬ ‫لذلك فإن إجادة جيفر وعبد للقراءة والكتابة تعتبر ظاهرة‬ ‫حضارية لئميان‪.‬‬ ‫©‬ ‫وبعد أن انتهيا من قراءة كتاب النبي عليه السلام دار بينها‬ ‫حوار ممتعؤ عرض فيه عمرو بن العاص الإسلام وشرح معالمه فاعلنا‬ ‫إسلامهم ودخلا في دين الله‪ .‬طيبة نفوسهم‪ .‬راضية قلوبهمإ ثم أسلم‬ ‫قومهما أهل غميان‪ ،‬وعم الإسلام أرجاء عيان ودخل أهلها في دين الله‬ ‫(‪ )١‬المصدر السابق‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬أبو الحسن الندوي ‪ ،‬السيرة النبوية ى ص‪. ١٧٩١٩‎‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫‪--‬‬ ‫طواعية عن طيب خاطر فيا ورد رسول جيقر على أحد إلا وأسلم‬ ‫وأجاب دعوته‪ .‬وقد حفظ هم الإسلام هذا السلوك العظيم في تقبل‬ ‫الإسلام‪ .‬نقد جاء عن النبي يتلينةة أنه بعث رجلا إل قوم نسبر‬ ‫وضربوه فقال لو أهل يان أتيت ما سبوك ولا ضربوك'"‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫«إني لأعلم أرضا يقال ها يان لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا‬ ‫حجره("‪ .‬وهذا ما أشار إليه خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي‬ ‫الله عنه في كلمته الترحيبية بعبد بن الجلندى ومن معه من وجوه‬ ‫وأعيان عيان بقوله‪« :‬ثم بعث إليكم عمرو بن الماص بلا جيش ولا‬ ‫سلاح فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم وأطعتموه إذ أمركم على‬ ‫كثرة عددكم وعدتكم‪ 6 .‬ناي فضل أبر من فضلكم؛ واي فعل أشرف‬ ‫من فعلكم؟ كفاكم قول رسول الله يلة شرفاً إلى يوم المعاد ذم أقام‬ ‫فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إإذ رحل مسلما وقد مَنَ لف‬ ‫عليكم بإسلام عبد وجيفر ابتي الجلندى وأعزكم الله به وأعزه بكم ا‪.‬‬ ‫‪ +‬عمرو بن العاص يتحدث عن رحلته إلى عمان‪:‬‬ ‫وها هو ذا الصحا بي الجليل رسول رسول ‪ 1‬كلا يتحدث‬ ‫ويقص علينا خبر مجيئه إل يان وما دار بينه وبين جيفر وعبد من‬ ‫حوار‬ ‫ونجاح مهمته بإسلام ملكي عيان وأهل عيان فلنستمع الى‬ ‫برز ة الاسلمي‪.‬‬ ‫أي‬ ‫طر يق‬ ‫‏) ‪ ( ١‬أخرجه مسلم من‬ ‫‏(‪ (٦٢‬أخرجه أحد من طريق ابي لبيد‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫حديثه فإن فيه فوائد متعددة ومعلومات مهمة فقد قال‪ :‬خرجت‬ ‫حنى انتهيت إلى عيان فعمدت إلى عبد وكان أحلم الرجلين وأسهلها‬ ‫لفا فقلت‪ :‬اني رسول رسول الله تعيتو إليك وإلى أخيك نقال‪:‬‬ ‫أخىب المقدم عل بالسن وا الكث وأنا أوصلك به حيث يقرأ كتابك دنم‬ ‫ال‪ :‬وما تدعو إليه؟ قلت‪ :‬أدعوك إلى الله وحده‪ ،‬وتخلع ما عبد من‬ ‫دونه! وتشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬يا عمرو إنك ابن سيد‬ ‫قومه فكيف صنع أبوك؟ يعني العاص بن وائل‪ ،‬فإن لنا فيه قدوة‪.‬‬ ‫نلت‪ :‬مات ولم يؤمن بمحمد تَةة ووددت له لو كان امن وصدق به‪.‬‬ ‫وقد كنت قبل على مثل رآيه حتى هداني الله للإسلام‪ .‬قال‪ :‬متى‬ ‫نبعته؟ قلت‪ :‬قريبا فسألني أين كان إسلامي؟ فقلت‪ :‬عند‬ ‫النجاشي‪ .‬وأخبرته أن النجاشي قد أسلم ‪3‬قال‪ :‬فكيف صنع قومه‬ ‫بملكه‪ 5‬قلت‪ :‬أقروه واتبعوه‪ ،‬قال‪ :‬والأساقفة؟ أي رؤساء النصرانية‬ ‫والرهبان‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال انظر يا عمرو ما تقول‪ 6‬إنه ليس من‬ ‫خصلة في رجل أفضح له۔ أي أكثر فضيحة ۔من كذب ؤ قلت‪ :‬وما‬ ‫كذبت وما نستحله ‪ 1‬ديننا‪ ،‬قم قال‪ :‬ما أرى هرقل علم النجاشي‪.‬‬ ‫نقلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬بأي شيء علمت ذلك يا عمرو؟ قلت‪ :‬كان النجاشي‬ ‫رضي الله عنه يخرج له خراجاً فلا أسلم النجاشي وصدق بمحمد‬ ‫ز قال‪ :‬لا والله لسوألني درهما واحداً ما أعطيته‘ ‪3‬فبلغ هرقل قوله‬ ‫نقال له أخوه‪ :‬أتدع عبدك لا يخرج لك خراجاً ويدين دينا محدثا؟‬ ‫نقال هرقل‪ :‬رجل رغب في دين واختاره لنفسه ما أصنع به؟ والله لولا‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫_‬ ‫الظن بملكي لصنعت كا صنع‪. .‬قال‪ :‬انظر ما تقول يا عمرو قلت‪:‬‬ ‫والله صدقتك‪ .‬قال عبد‪ :‬فأخبرني ما الذي يأمر به وينهي عنه؟ قلت‪:‬‬ ‫يأمر بطاعة الله عز وجل‪ ،‬وينهي عن معصيته‪ ،‬ويأمر بالبر وصلة‬ ‫الرحم وينهي عن الظلم والعدوان وعن الزنا وشرب الخمر وعن‬ ‫عبادة الحجر والوثن والصليبؤ فقال ما أحسن هذا الذي يدعو إل‬ ‫لو كان أخي يتابعنتي لركبنا حتى نؤمن بمحمد تلا ونصدق ؛به‬ ‫ولكن أخي أضن بملكه من أن يدعه ويصير ذنبا أي تابعا قلت‪ :‬إنه‬ ‫إن أسلم ملكه رسول الله يمنة علي قومه‪ .‬فأخذ الصدقة من غنبهم‬ ‫فردها على فقع قال إن هذا لخلق حسن‪ .‬وما الصدقة؟! ! فأخبرته‬ ‫بما فرض رسول الله يتتيلةة من الصدقات ف الأموا ل ولما ذكرت ا مواشي‬ ‫قال‪ :‬يا عمرو ويؤخذ من سوائم مواشينا التي ترعى في الشجر وترد‬ ‫المياه؟ فقلت نعم‪ .‬نقال‪ :‬والله ما أرى قومي ف بعد دارهم وكثرة‬ ‫عددهم يطيعون بهذا‪ .‬قتال عمرو‪ :‬فذمكثت أ ياماً بباب جيفر وتد‬ ‫أوصل إليه أخوه خبري؛ ثم أنه دعاني فدخلت عليه فأخذ أعوانه‬ ‫بضبعي‪ ،‬قال‪ :‬دعوه؛ فأرسلت‘ فذهبت لالجلس فأبوا أن يدعوني‬ ‫أجلس فنظرت إليه‪ .‬فقال‪ :‬تكلم بحاجتك" فدفعت إليه كتابا توما‬ ‫نفض ختامه فقرأه حتى انتهى إلى آخره ثم دفعه إلى أخيه فقرأ ثم‬ ‫قال‪ :‬ألا تخبرني عن قريش كيف صنعت؟ فقلت‪ :‬دتيموه؛ إما راه "‬ ‫ي الدين‪ ،‬وإما راهب مقهور بالسيف قال‪ :‬ومن معه ‪4‬؟ قلت‪ :‬الناس‬ ‫قد رغبوا في الإسلام واختاروه على غيرهؤ وعرفوا بعقولهم مع هدى الذ‬ ‫‪--‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫باهم أنهم كانوا في ضلال مبين في أعلم أحداً بقي غيرك في هذه‬ ‫الخرجة‪ ،‬وأنتإن لم تسلم اليوم وتتبعه تطؤك الخيل وتبيد خضراءك‬ ‫أسلم تسلم ويستعملك على قومك ولا تدخل عليك الخيل والرجال‪.‬‬ ‫نال‪ :‬دعني يومي هذا وارجع إل غدا‪ .‬فلما كان الفد أتيت إليه فأبى‬ ‫أن بأذن ل فرجعت إل أخيه فأخبرته إإزني ل أصل إليه فاوصلني‬ ‫إليه نقال‪ :‬إني فكرت فييداعوتني إليه؛ فإذا أنا أضعب العرب إن‬ ‫ملكت رجلا ما في يدي وهو لا تبلغ خيله هاهناؤ وإن بلفت ألفت‬ ‫ننالأ ليس كقتال من لاقى‪ ،‬قلت وأنا خارج غداء فلما أيقن بمخرجي‬ ‫خل به أخوه‪ ،‬فأصبح فأرسل إ فأجاب إلى الإسلام هو وأخوها‬ ‫رصدقا وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فييا بينهم‪ ،‬وكانا لي‬ ‫عون على من خالفني»‪.‬‬ ‫رجوع عمرو بن العاص‪:‬‬ ‫أقام عمرو بن الماص في عيان مكرما‪ .‬يأخذ الصدقة من‬ ‫الأغنياء ويدفعها إلى الفقراء‪ ،‬ويبين للناس أحكام الإسلام ومقاصد‬ ‫القرآن‪ .‬حتى فجعم المسلمون بوفاة خير البشرية وسيد الثقلين محمد‬ ‫تي‪.‬‬ ‫وبلغ خبر وفاته يلة إلى يان فسمع به عمرو وغبره‪ ،‬فعزم على‬ ‫العودة‪ .‬ليكون على مقربة من الأوضاع بعد النبي يَل؛ ومن الصحابة‬ ‫الكرام‪ .‬وفي رحلة العودة من عيان إلى المدينة المنورة‪ .‬صحبه وفد رفيع‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المستوى يرأسه عبد بن الجلندى أحد ملكي يان ومعه سبعون رجلا‬ ‫من أكابر أهل عيان ووجهائهم وأعيانهم؛ ؛ منهم حمامي جدابز‬ ‫دريد قال ابن دريد‪« :‬كان أول من أسلم من آبا ئحيمامي وهو مز‬ ‫السبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو بن الماص من غيان إل‬ ‫المدينة المنورة لما بلغهم وفاة الرسول يلة حتى أدوه»'‪.‬‬ ‫كيا كان في الوفد جيفر بن جشم العتكي‪ .‬وأبو صفرة بز‬ ‫سارف بن ظال("‘‪ 3‬ومن الملاحظ اختفاء دور الصحابي الجليل مازن‬ ‫ابن غضوبة في هذه الفترة‪ .‬بل في قصة إسلام جيقر وعبد وسائر أهل‬ ‫يان‪ 5‬فلم نجد له ذكرًفي ذلك ولامع السبعين راكبا الذين صحبرا‬ ‫عمرو بنالماص مع عبد بن الجلندى‪ 6‬ولعل عبداً اختار الوفد من‬ ‫قومه الأزد باعتبار أن مازناً كان من طيء‪ .‬ويبدو أنه كذلك؛ فعندما‬ ‫ا الصحابة على أهل عيان بمجلس الخليفة قالوا‪( :‬كفاكم معاشر‬ ‫الازد قول رسول الله يلة وثناؤه عليكم‪ ،‬وقام عمرو بن العاص فلم‬ ‫يدع شيئاً من المدح والثناء إلا قاله ني الأزد""'‪.‬‬ ‫ولعل أيضا السبب في عدم مشاركة مازن في ذلك الحدث هو‬ ‫مده عن جيفر وعبد اللذين كانا في إقليم «توام» ومازن كان في‬ ‫سيائل‪ ،‬وبين «توام' و «سيائل' مسافة مع صعوبة الاتصال في ذلك‬ ‫‏(‪ )١‬الاشتقاق لابن دريد ‪ .‬تقديم عبدالسلام هارون ‪ .‬ص ‏‪. ٣‬‬ ‫‪. ٦٢‬‬ ‫(‪ )٢‬تحفة الاعيان ج‪ ١ ‎‬ث ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬المصدر السابق‪‎.‬‬ ‫ه‪| ‎‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫لرنت‪ .‬ولعل اختيار عبد للرد ليكونوا بصحبته راجع إلى التوزبع‬ ‫السكاني‪ ،‬فإن من يلاحظ التركيبة السكانية ليان من حيث التوزيع‬ ‫ن ذلك الوقت يجد أن قبائل الأزد مستوطنة أقاليم «توام‪ .‬والرستاق‪،‬‬ ‫رصحار‪ ..‬لى دبا"‪ .‬أما بقية أقاليم عيان من الظاهرة وإلى صور ومهرة‬ ‫تسكنها قبائل من نزار وطيء وقضاعة‪ .‬أو لعل مازن كان قد ذهب‬ ‫ل أداء مناسك الحج في عام حجة الوداع‪ .‬ولم يتمكن من المودة ني‬ ‫حبنها نظراً لبعد المسافة وصعوبة التنقل‪ .‬وهذا السبب قوي الظهور‪.‬‬ ‫واضيف إب هذه الأسباب في عدم ماركة مازن سب آخر ف ي‬ ‫بظهر لي وهو أن مازناً قد كر وضعف وأخذ به العمر فلم يعد قادراً‬ ‫على المشاركة التى تستدعى الانتقال والتحركك وإن كان قد ذكر أنه‬ ‫ند حج حججا‪ .‬فإن الحج يتلف عن المشاركة ني الوفود‪ ..‬والله أعلم‪.‬‬ ‫على أن مسير ذلك الوفد العياني الرفيع المستوى الذي كان‬ ‫برأسه عبد بن الجلندى‪ ،‬في رأينا لم يكن هدفه خفارة عمرو بن‬ ‫وإنيا كان هدفه إعطاء البيعة للخليفة الأول لرسول الله‬ ‫الماص نقط‬ ‫بة‪ .‬وتبديد الولاء والطاعة والمشاركة في بناء دولة الخلافة الراشدة‪.‬‬ ‫لو كان الهدف من مسير ذلك الوفد الخفارة نقط لكان بإمكان‬ ‫اللكبن جيفر وعبد إرسال ركب مكون من مئات الأشخاص؛ فكان‬ ‫رجود عبد بن الجلندى في المدينة وجودا فتمالاً وإيجابياً حيث شارك في‬ ‫الفتوحات الإسلامية‪.‬‬ ‫‪٧١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الفصل الخامس‬ ‫أسرة مازن بن غضوبة فى الإسلام‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫|‬ ‫‏‪2‬‬ ‫أسرة مازن بن غضوبة ى الإسلام‬ ‫حيان بن مازن ‪:‬‬ ‫مبنا أن الصحابي الجليل ما زن بن غضوبة عندما أسلم سأل‬ ‫الرسول تة أن يدعو النه أن يرزقه ولدا ‪ .‬لكي تقر به عينه فدعا له‬ ‫الرسول أن يهبه الله ولداً فرزق ولدا ا أسيا ه حيان بن مازن ول نقف‬ ‫لحيان بنمازن على ترجمةمستقلة؛ ؛ وإنيا ورد ذكره ئي حديث أ بيه ني‬ ‫خر إسلامه( ‏‪. ١‬‬ ‫‪ +‬علي بن حيان ‪:‬‬ ‫هو علي بن حيان بن مازن بن غضوبة‪ .‬وليست له ترجمة؛ وإنيا‬ ‫ججاءا فكر في ترجمة حفيديه على بن حربؤ وأبي جعفر محمد بن يجى‬ ‫(‪٢ ٢‬‬ ‫بعنمر‪‎‬‬ ‫‪ +‬محمد بن علي‪: ‎‬‬ ‫هو محمد بن علي بن حيا ن بن ما زن بن غضوبة ‪ .‬يرد ذكره ف‪‎‬‬ ‫نرجمة حفيده على بن حرب")‪‎‬‬ ‫‏(‪ )١‬انظر أنساب العوتبي‪ ،‬ودلائل النبوة ‪ 5‬وتحفة الاعيان وكشف الغمة في خبر إسلام مازن‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٤‬‬ ‫‏‪ .٧‬ص‬ ‫‏)‪ (٢‬تهذيب التهمذيب©‪٥‬‏ لابن حجرؤج‬ ‫‏‪.٤١٨‬‬ ‫‏‪ 6 ١١‬ص‬ ‫‪ .‬وتاريخ بغداد ‏‪ ٠‬ج‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ ٧‬ء ص‬ ‫‏)‪ (٣‬تهذيب التهذيب ‏‪ ٠‬ج‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫_‬ ‫بن محمد ‪:‬‬ ‫٭ حرب‬ ‫وهو حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن غضوبة‪.‬‬ ‫وقد ذكراابين حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب أنه روى عنه ان‬ ‫حرب_'‪.‬‬ ‫عل ابن‬ ‫له كانت له رحلة في طلب الحديث مع ابنه على فقد تال‬ ‫الخطيب البفدادي‪ :‬كتب إل أبو الفرج محمد ين إدريس بن محمد‬ ‫الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمد الطوسي؛ حدئهم قال‪:‬‬ ‫احبدنثنامحمأدبو رزحكلريامعيزأيبديه بفنسممعحمد بن محمد بن إياس الأزدي قال‪ :‬على‬ ‫٭ علي بن حرببا ‪:‬‬ ‫هو علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن‬ ‫غضوبة الطائى‪ .‬ؤلد بأذربيجان سنة ‏‪ ١٧٥‬هجريةة أحد عليإء‬ ‫الحديث؛ وأحد من رحل في طلبه إلى الحجاز وبغداد والكونة‬ ‫والبصرة"‪. .‬وروى عن أبيه وابن عيينه والقاسم بن زيد الجرمي‬ ‫وعبدالله بن إدر يس وعبدا لرحمن بن محمد‬ ‫ابن غباث‬ ‫وحفص‬ ‫ا محاري وعن أناس آخرين كثيرين‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٩٥٩‬‬ ‫‏‪ .٧‬ص‬ ‫() تهذيب التهذيب ‪.‬ج‬ ‫(‪ )٢‬الخطيب البغدادي ‪ ،‬تاريخ بغداد" ج‪ ٥ ١١ ‎‬ص‪. ٤١٩١ ‎‬‬ ‫‪.٤١٨‬‬ ‫‪ .١‬ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬تاريخ بغداد اج‪‎‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫وروى عنه النسائي ومستمليه أحمد بن الحسين الجرادي وأبو‬ ‫صدلي‪ ،‬وحفيد ابنه أبو جعفر محمد بن يحى بن‬ ‫و فه‬‫لرسمبن‬ ‫ار ع‬ ‫جاب‬ ‫عمر وابن أ ي حاتم وابن أبي الدنيا‪ ،‬والبغفوي‪ ،‬وخلق آخرون( ‪.‬‬ ‫ركان عالما بأخبار العرب وأنسابها وأيامها؛ أديبا شاعرا؛ وفد على‬ ‫العنز سنة ‏‪ ٢٥٤‬هجرية فكتب المعتز عنه بخطه وأتطعه ضياعا‪.‬‬ ‫رند نوفي في شوال سنة ‏‪ ٢٦٥‬هجرية في الموصل بالعراق<_"'‪.‬‬ ‫أحمد بن حرب ‪:‬‬ ‫هو أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن‬ ‫وكان عا ‪ 1‬ف‬ ‫وقد ورد ذكره ف ترجم ةه أخيه علي بن حرب‬ ‫غضوبة‬ ‫البفدادي بعد أن ذكر عل بن حرب‪« : :‬قلت‬ ‫الحديث قال الخطيب‬ ‫ركان له أخوان أحدهما أحمد وا لآخر معاويةوحدثا جيعاً»"‪.‬‬ ‫معاوية بن حرب ‪:‬‬ ‫هو معاوية بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن‬ ‫غضوبة‪ .‬وقد جاء ذكره‪ :‬مع أخيه المحدث" على بن حرب©‪ 6‬وقد تقدم‬ ‫تول الخطيب البغدادي بأن له أخوين أحدهما معاوية بن حربثؤ‬ ‫وبانا حدثا جميعا وهو يدل على أن معاوية من أهل العلم بالحديث‬ ‫‏‪. ٥‬‬ ‫‏(‪ )١‬تهذيب التهذيب تج ‏‪ ٧‬ص‬ ‫‏(‪ )٣‬تاريخ بغداد ‪ ،‬ج ‏‪. ١١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٤٩‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫‏(‪ )٢‬تاريخ بغداد ج‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وهو ا لذي صلى على أخيه علي بن حربآؤ قال الخطيب البغدادي‬ ‫عند ذكره لعلى بن حرب‪« :‬وصلى عليه أخوه معاوية بن حربه‪.'٨‬‏‬ ‫٭ أبو جعفر بن يحيى ‪:‬‬ ‫هو أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي ين حرب بز‬ ‫ححمدابن علي بن حيان بن مازن بن غضوبة ولد سنة ‏‪ ٦٢٥٣‬هف‬ ‫روى عن أبيه علي بن حرب وعن جده عمر بن علي وعن أحمدبن‬ ‫إسحاق الخشاب ا لموصبلي‪ .‬وتد قام بالتحديث ف جامع بغداد سنة‬ ‫‪٣٣٨‬ه_‪(٢‬‏ وروى عنه حماعةا{ وقد أورد البيهقي خير إسلام مازن‬ ‫وقصته على أبيه الحسين بن محمد بن الحسين القطان عن أبي جعفر‬ ‫محمد بن يجى عن أبي جده علي بن حرب عن ابن الكلبي‪ .‬وقال‬ ‫القطان أن أبا جعفر حدثه بذلك في سنة ثيان وثلاثين وثيانهائة"‪.‬‬ ‫وتوفي أبو جعفر سنة ‏‪ ٤٠‬‏‪("'.‬ه‪٣‬‬ ‫‪.٤١٧٩‬‬ ‫‪ .١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (١‬تاريخ بغداد ‪.‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٤٣٢‬‬ ‫‪ ٢٣‬ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٢‬نفس‪ ١ ‎‬لمصدر ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬دلائل النبوة‪ .‬ج‪ ٦ ٢ ‎‬ص‪. ٢٥٢ ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬تاريخ بغداد‪ .‬ج‪ .٢ ‎‬ص‪. ٤٣٢ ‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫خاتمة‬ ‫من خلال هذا البحث الذي استعرضنا فيه حياة الصحابي‬ ‫مازن بن غضوبة الطائي وإسلام أهل يان" اتضح لنا أن أهل يان‬ ‫اسلموا على عهد رسول اله يلة‪ .‬وأنهم دخلوا في الإسلام رغبة‬ ‫طواعية‪ .‬وأكرموا رسول النبي ي و نوا صادقين فيإسلامهم؛‬ ‫لأمر الذي استحقوا عليه ثناء النبي عليه الصلاة والسلام‪ .‬كيا أثنى‬ ‫علبهم أيضاً الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه‪.‬‬ ‫ويعتبر مازن بن غضوبة هو أول من أسلم من أهل عيان على‬ ‫لبراجح‪ ،‬حيث قام بتحطيم الصنم باجر وركب راحلته موجها‬ ‫وجهته نحو ‏‪ ١‬لنبي يي ليعلن إسلامه وكا نت له رحلة أخرى‪ .‬وقد قام‬ ‫سازن بنشر الإسلام في عيان حيث أسلم على يديه عدد من أهل‬ ‫يانا وقام ببناء مسحد ف سيائل وهو المعروف حالباً بمسحد‬ ‫الضار وأثبتنا أن مازناً قد استكمل شروط الصحبة وهي الإسلام‬ ‫رجالسة النبى والرواية عنه{ وهذه الشروط هى التى اتفق عليها‬ ‫‪.‬‬ ‫الملاء في إثبات الصحبة الشريفة‪.‬‬ ‫وحول إسلام أهل عيان استنتجنا عدة أمور منها وجود ظاهرة‬ ‫لفراءة والكتابة عند أهل عيان لاسيما عند الملكين جيفر وعبد وكون‬ ‫يان بلدا له أهميته ودولة لها استقلالها في اتخاذ القرار وبأنها ني‬ ‫سنوى المالك الأخرى‪.‬‬ ‫‏‪٧٩‬‬ ‫ب‬ ‫أما عن إرسال النبي رسله وكتبه إلى الملوك والأمراء فقد تبين لا‬ ‫من خلال المقارنة والجمع بين الروايات أنه تة بعث إلى ملوا‬ ‫الأعاجم بذلك قبل فتح مكة‪ .‬وأما إلى الملوك والأمراء العرب فقد‬ ‫كان بعد فتح مكة؛ وقد وضحنا الأسباب والحكمة من ذلك‪.‬‬ ‫كيا رأينا الجمع بين صيغتي كتاب النبي يلة إلى ملكي غان‬ ‫تلك الصيغة الواردة في كتاب الأموال لابن سلام والصيغة الأخرى‬ ‫التي جاءت بالمصادر الاخرى‪.‬‬ ‫وأخيرا ل نهمل دور أسرة مازن في خدمة العلم ى فقد ذكرنا عددأ‬ ‫من ذريته كانت لهم جهود طيبة ‪ 6‬حدمة العلم‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫ملحق رقم (()‬ ‫سم النه الرحص ازرحنع‬ ‫لوحمر‪ 9‬ععتانجاليلر‬ ‫وستھ عد ص ‏\‪ ١‬‏ردبر‪(١‬حس‬ ‫امانعة ما ے اد عو كماند‬ ‫عامه ‏‪ ١‬كا يسلام ‪..١‬لما‏ سيلفان!‬ ‫ارده الم الاسر‬ ‫د‬ ‫عي المو ل علو الكا مس‬ ‫فار دإشلجيتاد تاسعا‬ ‫زو ح‬ ‫و سصمرسو‬ ‫ح => ‪2‬ا\ ب‬ ‫سا‬ ‫عل‬ ‫وعلو علحكه روي‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫‪-:‬‬ ‫ملحق رقم ‏(‪)٢‬‬ ‫ومنهم بنو خطامة بن سعد بن نبهان۔وهم بئميان۔ كان منهم‬ ‫مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شياسة بن حيان بن بشر بن سعد بن‬ ‫نبهان بن عمرو بن الفوث بن طيء۔ وكان من أهل سيائل‪ ،‬قدم على‬ ‫رسول الله يلة عند أول السلام بئمهان‪ ،‬وأسلم ودعاله النبي مز‬ ‫لأهل يان بخير وكان من قصته وخبر إسلامه وقدومه على النبي‬ ‫يان بقريةس| ئل‬ ‫تيز‪ .‬أنه كان يسدن صناً له في الجاهلية بأرض‬ ‫بقال له (باجر)؛ تعظمه بنو خطامة وبنو الصامت من طيءؤ تال‬ ‫سازن‪ :‬فعترنا عنده ذات يوم عتيرة يعني الذبيحة فسمعت صوتاً من‬ ‫الصنم يقول‪:‬‬ ‫ظهرخبزروبضَّن شر‬ ‫بامازناسمع تسر‬ ‫بدين الللهالاكب‬ ‫بث نبي من مضر‬ ‫تسلممنحرسقر‬ ‫ندعنحيتاآمن حجر‬ ‫قال مازن" ففزعت من ذلك فزعاً شديدا أرعبني وأذهلني‬ ‫وقلت‪ :‬إن هذا لعجب©ؤ ثم عترنا بعد ذلك عتبرة ة أخرى‪ 6‬فسمعت‬ ‫صوتاً من الصنم يقول‪:‬‬ ‫تسمعىلالابجهبل‬ ‫أبلإلمأتبل‬ ‫‏‪6: ٤‬‬ ‫جاءبحجتقن رزل‬ ‫ترسل‬ ‫‪+‬ع‬ ‫هذا‪:‬‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫عن حرنارتشعل‬ ‫آمن به كي تعدل‬ ‫وتودهابالحجندل‬ ‫قال مازن إن هذا لعجبؤ وإنه لخير يراد بي‪ ،‬بينيا نحن كذلك‬ ‫ورد علينا بعد ذلك بأرض سيائل رجل من أهل الحجاز يريد أن ينزل‬ ‫أدماً‪ .‬قال‪ :‬نقلت ما الخبر وراءك‪ .‬قال‪ :‬ظهر رجل يقال له محمد بن‬ ‫عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف؛ يقول لمن أتاه‪" :‬‬ ‫أدعوكم إل‬ ‫داعي الله" فلست بمتكبر ولا جبار ولا مختال ولا ‪77‬‬ ‫النه وترك عبادة الأوثان‪ 6‬ابشركم‪ .‬بجنةعرضها السياوات الارض‪,‬‬ ‫وأستنقذكم من نار تلظى‪ ،‬لا يطفاً لهيبها‪ .‬ولا ينعم ساكنها‪ .‬قلت‬ ‫هذا والله نبأ ماسمعته من الصنم‪ .‬فذوثبت إليه وكسرته جذاذاً‬ ‫وركبت راحلتي حتى قدمت على رسول اله ية! فسألته عيا بعث‬ ‫به" فشرح لي ا لإسلام؛ ونور الله قلبي للهدى؛ فأسلمت وقلت‪:‬‬ ‫ربا نطيف به ضلا بتضلال‬ ‫كسرت باجراً جذاذاً وكان لنا‬ ‫ولم يكن دينه مني على بال‬ ‫بالهاشمي هدانا من ضلالتنا‬ ‫إني لمن قال ربي باجر قلي‬ ‫يا راكبا بلغن عمرواً وإخوتها‬ ‫قوله بلغن عمروا‪ :‬يعني يريد بني الصامت واسمه عمرو بن‬ ‫غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الفوث بن طىء‬ ‫وإخوتها‪ ،‬يريد بني خطامة بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن‬ ‫طيء ‪.‬‬ ‫«‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫وآلك‪٥‬‏‬ ‫قال مازن‪ :‬فقلت يا رسول الله؛ صلى الله عليك "‬ ‫‪ .‬فقلت‪ :‬زدني‬ ‫ادع الله تعالى لاهل مهان فقال‪ :‬اللهم أمدهم وأ‬ ‫بارسول الله‪ :‬فقال‪ :‬اللهم أرزتهم العفاف والكفاف والرضى بيا‬ ‫ندرت هم قلت‪ :‬يارسول الله{ البحر ينضح بجانبنا فادع الله في‬ ‫ببرننا وخفنا وظلفنا‪ .‬قال‪ :‬اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خرهم‬ ‫من بجرهم‪ ،‬قلت‪ :‬زدني‪ :‬قتال‪ :‬اللهم لا تسلط عليهم عدواً من‬ ‫غرهم قل۔يا مازن ۔آمين‪ . .‬فإن آمين يستجاب عنده الدعاء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قلت يا رسول الله إنيمولع بالطظرب وبشرب الخمر لجوج‬ ‫بالنساء} وقد نفذ أكثر مالي ق هذا‪ ،‬وليس لي ولد‪ ،‬فادع الله أن يذهب‬ ‫ي ما أجد ويهب لي ولدا تقر به عيني ويأتينا بالحيا‪ ،‬فقال النبي‬ ‫ت‪ :‬اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن‪ .‬وبالحرام الخلال" وبالعهر‬ ‫بالحياء وهب له ولداً تقر به‬ ‫عفةة الفرج‪ .‬وبالخمر رب لا إثم فيه‪7 .‬‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫قال مازن‪ :‬فأذهب الله عني ما كنت أجد من الطرب والنشاط‬ ‫لتلك الأسبابث وحححت حججاً وحفظت شطر القرآن‬ ‫رتزوجت بأربع عقائل من العرب‪ ،‬ورزقت ولدا ا أسميته حيان بن‬ ‫مازن‪ 5‬وأخصبت عيان في تلك السنة وما بعدها! وأقبل عليهم الخف‬ ‫واللف وكثر صيد البحرك وظهرت الأرباح في التجارات‪ ،‬وآمن عدد‬ ‫من أهل عيان‪ .‬ومازن في ذلك شعر حيث يقول‪:‬‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫تجوب الفيافي من عيان إلى العرج‬ ‫إليك رسول الله ختت مطيتي‬ ‫فيغفر لي ري فأرجع بالفلج‬ ‫لتشفع لي ياخير من وطيء الحصى‬ ‫فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي‬ ‫إلى معشر جانبت في الله دينهم‬ ‫شبابي إلى أن آذن الجسم بالنهج‬ ‫وكنت امرة باللهو والخمر مولع‬ ‫وبالمهر إحصاناً فحصن لي فرجي‬ ‫فيتلني بالخمر أمنا وخشية‬ ‫فلله ما صومي ولله ما حجي‬ ‫فأصبحت همي في الجهاد ونيتي‬ ‫قال فلما كان في العام القابل الذي وفدت فيه على رسول اله‬ ‫يلة‪ .‬فقلت يا المبارك ابن المباركين‪ ،‬الطيب ابن الطيبين‪ ،‬قد هدى الذ‬ ‫قوما من أهل يان ومن عليهم بدينك‪ ،‬وقد أخصبت يان خصباً‬ ‫هنيا وكثرت الأرباح والصيد بها نقال عليه ك السلام‪: :‬اديني دين‬ ‫الاسلام سيزيد الله أهل عيان خصبا وصيدا فطوبى لمن آمن ب‬ ‫ورآني‪ 9‬وطوبي لمن آمن بي ولم يرنيؤ وطوبى ثم طوبى لهن آمن بيول‬ ‫يرني ولم ير من رآني" وإن الله سيزيد أهل عيان سلاما‪.‬‬ ‫الأنساب للعوتبي ‘ ج ‏‪ 0١‬ص ‏‪!٥٨٧٨٠٢٥٦‬‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫ملحق رقم ‏)‪٣‬‬ ‫أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن حمد بن الفضل القطان‬ ‫يفداد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا آبو جعفر حمد بن يحى بن عمر بن علي بن‬ ‫حرب الطائي سنة ثيان وثلاثين وثلاثيائة‪ .‬قال‪ :‬حدثنا جدي أبو على‬ ‫ابن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن؛ الوافد على رسول الله‬ ‫ية قال‪ :‬لقيت أبا المنذر هشام بن محمد الكلبي فقال لي‪ :‬ممن‬ ‫الرجل‪ ،‬فقلت‪ :‬من طيء\ ثم قال لي‪ :‬ثم ممن؟ قلت‪ :‬من ولد نبهان‪.‬‬ ‫فال‪ :‬ثم ممن؟ قلت من ولد خطامةة فقال لي‪ :‬لعلك من ولد السادن‪.‬‬ ‫نلت‪ :‬نعم؛ فأكرمني وأدناني وقزبني‪ .‬ثم قال لي‪ :‬كنت لقيت شيوخاً‬ ‫من شيوخ طيء المتقدمين فسألتهم عن قصة مازن؟ وسبب إسلامه؟‬ ‫ررفوده على رسول الله ية وإقطاعه أرض غيان‪ ،‬وذلك بمن الله‬ ‫رنضله‪ ،‬فكان مازن بأرض عيان بقرية تدعى «سيائل‪ ،‬وكان يسدن‬ ‫الأصنام لأهله‪ ،‬وكان له صنم يقال له «باجرا قال مازن‪ :‬فعترزت ذات‬ ‫بوم عتيرة وهي الذبيحة{ فنسمعصت صوتاً من الصنم يقول‪ :‬يا مازن‬ ‫أنبل إل أقبل‪. .‬تسمع مالا يجهل‪ ..‬هذانبي مرسل‪ ..‬جاء بحق‬ ‫منزل‪ ..‬فآمن به كي تعدل‪ ..‬عن حر نار تشعل‪ ..‬وقودها بالجخدل‪.‬‬ ‫قال مازن‪ :‬فقلت إن هذا والله لعجب© ثم عترت بعد أيام عتبرة‬ ‫أخرى‪ 6‬فسمعت صوتا أبين من الأول وهو يقول‪ :‬يا مازن اسمع‬ ‫نسر‪ ..‬ظهر خير وبطن شر‪ ..‬بعث نبي من مضر‪ ..‬بدين ا له الأكبر‪.‬‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫فدع نحيتاً من حجر‪ ..‬تسلم من حر سقر‪ .‬قال مازن‪ :‬إن هذا ه‬ ‫وإنه لخير يراد ي‪ .‬وقدم علينا رجل من أهل الححاز نقلنا‬ ‫لمجبت©‬ ‫ما الخبر وراءك؟ قال‪ :‬خرج رجل بتهامة يقول لمن أتاه‪ :‬أجيبوا داعي‬ ‫النه ۔ عز وجل ۔ يقال له أحمد‪ .‬قال‪ :‬نقلت هذا والله نبأ ما سمعت‪.‬‬ ‫راحلتى ورحلت حتى‬ ‫‪1‬فكرته أجذ اذا وشددت‬ ‫إل ‏‪١‬‬ ‫فرت‬ ‫ببا نطيف به ضلا بتضلال‬ ‫كسرت باجراً جذاذاآ وكان لنا‬ ‫ولم يكن دينه منى على بال‬ ‫بالهاشمى هدانا من ضلالتنا‬ ‫إني لمن قال ربي باجر تالي‬ ‫يا راكبا بلفن عمرواً وإخوتها‬ ‫يعني بعمروا وإخوته‪ :‬بني خطامة‪ .‬قال مازن‪ :‬فقلت يارسول‬ ‫الله ‪ :‬إ ني امرؤ مولع بالطظرب وشرب الخمر والهلوك من النساء؛ وألحت‬ ‫علينا السنون فأذهبن الأموال وأهزلن الذراري والرجال" وليس لي‬ ‫ولد؛ فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتيني بالحياا ويهب ل ولدا‪.‬‬ ‫فقال النبي ية‪ :‬اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن‪ ،‬وبالحرام الحلال‪٬‬‏‬ ‫و ته بالحياا وهب له ولدا‪.‬‬ ‫نقال مازن‪ :‬نأذهب الله عني كل ما كنت أجد‪ .‬وأخصبت‬ ‫حيان بن مازن وأنشأت‬ ‫الله ل‬ ‫عيان وتزوجت أربع حرا ثر ووهب‬ ‫أقول‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫تبوب الفياني من عيان إلى العرج‬ ‫ليك رسول الله ختت مطيتي‬ ‫فيغقر لي ري فارجع بالفلج‬ ‫لشفع لي ياخير من وطيء الحصى‬ ‫نلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجى‬ ‫إل معشر جانبت في الله دينهم‬ ‫شبابي إلى أن آذن الجم بالنهج‬ ‫ركنت امرا باللهو والخمر مولعاً‬ ‫وبالعهر إحصاناً فحصًّن لي فرجى‬ ‫نبتلني بالحمر أمنا وخشية‬ ‫نلله ما صومي وبله ما حجي‬ ‫أصبحت همي ف الجهاد ونيتي‬ ‫قال مازن‪ :‬فلما رجعت إلى قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم‬ ‫نهجاني‪ ،‬فقلت‪ :‬إن همجوتهم فإنما أهجو نفسي فتركتهم وأنشأت‬ ‫أفول‪:‬‬ ‫وشتمناعنكمياقومنالئن‬ ‫يمكم عندنا مر مذاقه‬ ‫وكلكم أبدا ف عييبنا فطن‬ ‫‏‪ ١‬ينشب الذ هر أن يبثثست معا يبكم‬ ‫قال أ بو جعفر‪ :‬إل هنا حفظت وأخذته من أصل جدي كأنه‬ ‫بريد الباقي‪:‬‬ ‫في حربنا مبلغ في شتمنالسن‬ ‫شعرنا مفحكم عنكم وشاعركم‬ ‫وفي صدوركم البفضاء والإحن‬ ‫ماني الصدور عليكم فاعلموا وغر‬ ‫يان عن سلفهم‪ 6 .‬أن ما زنا ‪ 1‬تنحى عن‬ ‫فحدثنا موادنا من ‏‪١‬أهل‬ ‫نومه أتى موضعاً فابتنى مسجدا يتعبد نيه فهو لا يأتيه مظلوم بيتعبل‬ ‫‪٩١‬‬ ‫‪-:‬‬ ‫فيه ثلاثا ثم يدعو محقاً من ظلمه يعني إلا استجيب‪ .‬وفي أصل‬ ‫السماع فيكاد أن يعانى من البرص فالمسجد يدعى مبرصا إلى البوم‪.‬‬ ‫قال أبو المنذر‪ :‬قال مازن‪ :‬ثم أن القوم ندموا؛ وكنت القتم‬ ‫بأمورهم فقالوا ما عسانا أن نصنع به‪ ،‬فجاءني منهم أرفذلة عظيمة‬ ‫فقالوا‪ :‬يا ابن عم‪ ..‬عبنا عليك فنهيناك عنه‪ .‬فإذ أبيت فنحن‬ ‫تاركوك‪ ،‬أرجع معنا‪ ،‬فرجعت معهم فأسلموا بعد كلهم‪.‬‬ ‫هكذا أخبرنا عنه غالبا‪ .‬وذكره شيخنا أبو عبدالله الحافظ ۔رحه‬ ‫الله ۔ عن أبي أحمد بن الحسن عن عبدالرحمن بن محمد الحنظلي‪ .‬عن‬ ‫علي بن حربؤ عن أبي المنذر بن هشام بن محمدا عن أبيه عن‬ ‫عبدالله العياني" عن مازن بن الغضوبة قال‪ :‬كنت أسدن صني بسيائل‬ ‫قرية بغميانا‪ ،‬فعترنا ذات يوم عنده عتيرة‪ .‬وهي الذبيحة‪ .‬فذكر‬ ‫الحديث بمعنى ما روينا وزاد بيتا بمد قوله‪ :‬وكنت امرءَا نقال‪:‬‬ ‫فبدلني بالخمر خوفاً وخشية‪ ..‬وبالعهر إحصاناً فحصّن لي فرجي‪.‬‬ ‫‏‪.6٥٨٧٠٢٢٥‬‬ ‫دلائل النبوة للبيهقي‪ :‬ج ؟‪ 0‬ص‬ ‫_‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫ملحق رقم ‏(‪)٤‬‬ ‫مازن بن الفضوبة بن غراب بن بشر بن خطامة بن سعد بن‬ ‫ثعلبة بن نصر بن سعد بن أسود بن نبهان بن عمرو بن الفوث بن‬ ‫طيء الطائي‪ ،‬ثم النبهاني‪ ،‬ثم الخطامي‪ .‬أمه زينب بنت عبدالله‪ .‬ذكره‬ ‫ابن السكن وغيره في الصحابة‪ .‬وقال ابن حيان‪ :‬يقال أن له صحبة‬ ‫وأخرج الطبراني والفاكهي في كشاب مكة‪ .‬والبيهقي في الدلائل‪ .‬وابن‬ ‫السكن وابن قانع كلهم من طريق هشام الكلبي‪ .‬عن أبيه قال‪:‬‬ ‫حدثنى عبدالله الهاني قال‪ :‬قال مازن بن الفضوبة‪ ،‬فذكر حدبثا‬ ‫طوبلا فيه‪ ،‬فكسرت الأصنام وقدمت على رسول ا له ية نأسلمت‪.‬‬ ‫وفيه أن النبي يلة دعا له فأذهب الله عنه كل ما يجد‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫يحججت حججاء وحفظت شطر القرآن‪ ،‬وتزوجت بأربع حرائر‬ ‫ووهب لي حيان بن مازن" وفيه أنشد لرسول الله يي‪:‬‬ ‫تجوب الفياني من يان إلى العرج‬ ‫ليك رسول ا له ختت مطيتي‬ ‫فيغفر لي ري فارجع بالفلج‬ ‫شفع لي ياخير من وطيء الحصى‬ ‫وذكره الرشاطى في الخطامى في الخاء المعجمة{ وله حديث آخر‪.‬‬ ‫أخرجه ابن السكن ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في نوادر الآبار‬ ‫وابن مندة وأبو نعيم من طريق الحسن بن كثير عن يجى ابن أبي كثير‬ ‫عن أبيه‪ :‬سمعت مازن بن الغضوبة يقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫الله عليه وعلى آله وسلم يقول‪:‬‬ ‫«عليكم بالصدق؛ فإنه يهدي إلى الجتَّةا‪ ..‬قال ابن منده‬ ‫|‬ ‫غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد‪.‬‬ ‫الإصابة لابن حجر‪ .‬ج ‏‪ 0 ٦‬ص ‏‪١٦١٥‬‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫ملحق رقم ‏(‪)٥‬‬ ‫ا مازن بن الفضوبة‪ ،‬ويقال الفضوب الخطامي‪ .‬فخذ من طيء‬ ‫ئايلتمياني‪ ،‬له صحبة وهو جد أحمد بن حرب وعلي بن حرب‬ ‫وخبره عحيب"‪٥‬‏ محرج ف أعلام النبوة من أخبار الكهان وفي‬ ‫‪7‬‬ ‫خبه قلت‪ :‬يا رسول الله" إني امرء من خُطامة طيء‪ ،‬وإني مؤلع‬ ‫بالطرب© وأحب الخمر والنساء‪ ،‬فيذهب مالي‪ .‬ولا أحمد حالي‪ .‬فادع‬ ‫له أن يذهب عني ذلك‘ وليس لي ولد فادع الله أن يهب لي ولداً‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ندعا لي‪ .‬نأذهب الله عني ماكنت أجد‪ .‬وتزوجت أربع حرائر‬ ‫حجحاً‪.‬‬ ‫نرزقنت ولدا أً وحفظت شطر ا لقرآ ن‘ وحححت‬ ‫تجوب الفياني من عيان إلى العرج‬ ‫إليك رسول النه ختت مطيتي‬ ‫فيغقر لي ري فارجع بالفلج‬ ‫شفع لي ياخير من وطيء الحصى‬ ‫فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي‬ ‫إل معشر جانبت في النه دينهم‬ ‫شبابي إلى أآنذن الجسم بالنهج‬ ‫وكنت امرا باللهو والخمر مولعا‬ ‫وبالعهر إحصاناً فحصّن لي فرجي‬ ‫نبتلني بالخمر أمنا وخشية‬ ‫فلله ما صومي وله ماحجي‬ ‫ناصبحت همي في الجهاد ونيتي‬ ‫وحديثه في أعلام النبوة من حديث ابن الكلبي عن أبيه‪.‬‬ ‫الإستيعاب لابن عبدالبر‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫المصادر والمراجغ عز ‪1‬‬ ‫أولآ‪ :‬المصادر‬ ‫‏‪ ١‬ابن الأثير عز الدين‪ .‬أسد الغابة ني معرفة الصحابة‪.‬‬ ‫‪٢‬۔ابن‏ حيان محمد بن حيان البستنى‪ .‬كتاب الثقات‪.‬‬ ‫‪٣‬۔ابن‏ ححر أحد بن علي العسقلاني‪ .‬الإصابة في تمييز الصحابة‪.‬‬ ‫‪٤‬۔ابن‏ حجر تهذيب التهذيب‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬ابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن الإشتقاق‪.‬‬ ‫‪٦‬۔ابن‏ دريد حمهرة اللغة‪.‬‬ ‫‪٧‬۔ابن‏ سلام أبو القاسم بن سلام الأموال‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬ابن عبدالبر أبو عمرو الإستيعاب في معرفة الأصحاب‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬الأازكوي© سرحان بن سعيد كشف الغمّة‪.‬‬ ‫‏‪ -٠‬البغدادي أجمد بن علي الخطيب‘ تاريخ بغداد‪.‬‬ ‫‪١‬۔البهلاني‪،‬‏ ناصر بن سالم} ديوان أي مسلم البهلاني‪.‬‬ ‫‏‪- ٢‬البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين دلائل النبوة‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬الحلبى‪ ،‬على بن برهان الدين‪ .‬السيرة الحلبية‪.‬‬ ‫‪١٤‬۔‏ الحموي‪ 6‬ياقوت معجم البلدان‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬الزوزني" الحسين بن أحمد شرح المعلقات السبع‪.‬‬ ‫‪-٦‬۔السالمى‪،‬‏ نورالدين عبدالله بن حميد‪ .‬تحفة الأعيان‪.‬‬ ‫‏‪ ١٧‬السامى طلعة الشمس‪.‬‬ ‫‏‪ ١٨‬السمعاني‪ .‬عبدالكريم‪ .‬الأنساب‪.‬‬ ‫‪-٩‬السياي‪،‬‏ سالم بن حمود العنوان‪.‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ - ٢٠‬الصالح‪ .‬صبحي‪ .‬علوم الحديث ومصطلحه‪.‬‬ ‫‏‪- ١‬العوتبي‪ ،‬سلمة بن مسلم الأنساب‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الفراهيدي" الربيع بن حبيبا الجامع الصحيح‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬الكلبي هشام بن محمد{ نسب معد واليمن الكبير‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬الكندي‪ .‬امرؤ القيس‪ .‬ديوان امرىء القيس‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬الندوي‪ .‬آبو الحسن علي الحسني‪ ،‬السيرة النبوية‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬الندوي‪ .‬أبو الحسن ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مراجع‬ ‫‏‪ ١‬سهيلة الجبوري‪ 6‬رسالة النبي الكريم يلة إلى ملكي غيان (بحث اعد‬ ‫و‬ ‫سا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لكتاب عيان في التاريخ)۔‬ ‫‪٢‬۔‏ شاكر محمود عبدالمنعم الصحابي مازن بن غضوبة وإسلام أهل‬ ‫غيان© (بيحث أعده لكتاب عيان ف التاريخ) ‪.‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪١ ٠٠‬‬ ‫مقدمة‬ ‫الفصل الأول ‪ :‬الجذور القبلية مازن‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬البيئة التي عاشها مازن‬ ‫‪٣١‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬إسلام مازن بن غضوبة‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬إسلام أهل عمان‬ ‫‪٧٢٣‬‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬أسرة مازن في الإسلام‬ ‫‪٨١‬‬ ‫اللاحق‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫‪١٠٣‬‬