‫من عيون التراث العماني‬ ‫ا‬ ‫همه‬ ‫ر‬ ‫]‬ ‫‪ .‬اأة‬ ‫انة‬ ‫تأليف‬ ‫حميد بن محمد بن رزيق بن بخيت النخلي العماني‬ ‫(‪١٢٩١-١١٩٨‬ه_‪١٨٧٤-١٧٨٣/‬م)‏‬ ‫تحقيق وتقديم‬ ‫د‪ .‬محمود بن مبارك السليمي‬ ‫أ ‪ .‬د‪ .‬محمد حبيب صالح‬ ‫الجز ع‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬علأل الصديق الغاز ي‬ ‫الخامس‬ ‫الطبعة الأولى‬ ‫‏‪ ١٣ .‬ه‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪ ٢٠٠٩‬م‬ ‫نه ظلة‬ ‫توق الط‬ ‫لوزارة التراث والثقافة‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫ص‬ ‫‪.‬ب‪٦٦٨:‬‏ الرمز البريدي‪ :‬‏‪ ١ ١٣‬مسحتخط‬ ‫رقم الايداع‪‎:‬‬ ‫‪| ]. .٩ /١٠‬‬ ‫[سالم بن غسان بن محمد الخروصي ]‪:‬‬ ‫وأما شعراء العمانية اليمنيين الذين اتصل بهم علمي» وأحاط بهم فهمي فمن‬ ‫مشاهير هم الشيخ‬ ‫الأذيب الأريب الفصيح سالم بن غسان بن محمد بن راشد بن‬ ‫محمد بن أبي غسان (بن غسان) الملوحي الخروصي الشنوي الأزدي العماني‬ ‫الإباضي‪.‬قال الشيخ الثقة الزاهد خميس بن الشيخ العالم العامل الرئيس أبي نبهان‬ ‫جاعد بن خميس الخروصي" رحمه الله‪ :‬سمعت والدي شفاها [يقول]‪ ،‬كفى أهل‬ ‫عمان فخرا بالشعراء‪ ،‬حيث منهم الستالي‪ ،‬وابن غسان سالم قال‪:‬وفي التقى‬ ‫والورع اشتهر سالم بن غسان“فمن شعره من الفصل الثاني رسالة لليلي الشريفة‬ ‫منوطة برسالة خير الأنام محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام قوله من السيرة‪:‬‬ ‫تطوي بنا مهرق الهجل التتائف لا‬ ‫فتنتج الحرم والحزم المخاريقا‬ ‫تألوا كما طوت الأيدي المهاريق(')‬ ‫مهالكا ما بها تلقى العسيس ولا‬ ‫أجلا وسربا ولا غدقا مناعيقا‬ ‫تخالها وهي بالحرباء عاكفة‬ ‫تظن‬ ‫أقوازهافيهيامعاليقت ا‬ ‫والشهب منها وفيها لا يزال بها‬ ‫ليل التمام مغاريبأ مشاريقا‬ ‫والريح خافقة والصوت مخفوقا‬ ‫من السراب تثق الأل تشثقيقا‬ ‫تظنها في لعاب الشمس سابحة‬ ‫راد الضحى فوق قاموس حداريقا‬ ‫تبين طورا وتخفى تارة فكما‬ ‫في جدول تغسل الأيدي الأباريقا‬ ‫تسوق أرجلها بالوخد أيديها‬ ‫وشوق ليلى لليلى حثحث الشوقا‬ ‫متى بنا العيس ينكحن السماليقا‬ ‫بهماء تسمع فيها الجن عازفة‬ ‫والعيس مثل نبات الماء فيى لجج‬ ‫لها حنين إلى ليلى هوى وجوى‬ ‫تظنه ا كلما حنت مفاريتا‬ ‫والركب من ناعس في كورها لعبا‬ ‫ومن مهينم فوق الكور تأريقتا‬ ‫حرضا‬ ‫ما وردت‬ ‫ومن‬ ‫أو بالجغفان‬ ‫ومن حنابى و مران وبئر سخى‬ ‫وأنشجوها فمن ذي ركية بركا‬ ‫مو‬ ‫ارد‬ ‫كمن ت‬ ‫أمو ‏‪ ١‬ههيا وسنت‬ ‫جو الضبيعة أسّوه ا الجوانيتا‬ ‫وأصربحوها قبا شعراء تغبيقا‬ ‫قد صفقتها رياح الصيف تصفيقا‬ ‫فتحسب الماء تحت الأرض عيوقا‬ ‫نو ح في‬ ‫أجائها وبقي حيران زهليقتا‬ ‫قامنتنه‬ ‫من خوفها وتخال الظن تحقيقا‬ ‫قالوا وباتوا عليها فوق أرجلها‬ ‫مثل البرود بأكوار سباريقا‬ ‫انتبهوا‬ ‫ما كان في الشعر محزومأ ومفروقا‬ ‫ولو يو ارد ها‬ ‫و ا‬ ‫ذ‬ ‫تناشدوا‬ ‫‪.‬‬ ‫بقت!‬ ‫شعر‬ ‫الظلئبار‬ ‫‪ 4‬ترسيم‬ ‫ليلى كلما‬ ‫والعيس قلقلت الربداء تفليقا‬ ‫‏[‪]٧٤٨‬‬ ‫لاحت شوارع ليلى والمنابر والا‬ ‫علام تحسبها سفن مطاليقا‬ ‫فهلل الركب تكبيرًا ومن فرح‬ ‫بكت ويبكي أخو الأفراح تشويقا‬ ‫ألقت عصاها بها فيى صحن أبطحها‬ ‫وأزرضمت في الوصامات الجواليقا‬ ‫وأقبلت تنتحي باب السلام ومذ‬ ‫ليلى بدت لهم ضجوامواليقتا‬ ‫وأقبلو ولعمري قبلوا حجرا‬ ‫وبع طافوا سبوعا كلما وصلوا‬ ‫في الركن بالعنبر العاق مغبوقا‬ ‫أركانها عاننقوه ثم تعنيقا‬ ‫وأتبعوا العل من مازمزم وعلى‬ ‫ألباجهم ما بقي ألقوه مهروقا‬ ‫ونحو باب‬ ‫وفي‬ ‫الصفا لحو ا له‬ ‫منى ليلهم باتوا‬ ‫و‬ ‫حد‬ ‫وسعو ‏‪١‬‬ ‫ث‬ ‫ل‬ ‫دت‬ ‫بالمروتين دراريقا دراريقا‬ ‫شمس الضحى في رؤوس الشم تشريقا‬ ‫رقوا على عرفات‬ ‫ابتهلوا‬ ‫ثمت‬ ‫وبالغزوب إلى جمع فقد نزلوا‬ ‫بالمشعرالصبح هم صلوا وقد قصدوا‬ ‫وبعد ما حللوا إجرامهم قصروا‬ ‫نادى مناديهم زوروا نبيكم‬ ‫وساعلوا الله إخلالصاأاوتوفيةا‬ ‫ليجمعوا يزمعا للرمي مفروقا‬ ‫رمي الجمار قبيل الدم ماريقا‬ ‫بعض الشعور وبعضا صار محلوقا‬ ‫فأزمعوا وحدى حاديهم النوقا‬ ‫مذ شارفوا طيبة المختار ما فانتخجوا‬ ‫ويمموا الباب للتسليم مطلوقا‬ ‫وبعد حيوا أبا بكر وفاروقا‬ ‫صلى الإله عليه من نبي هدى‬ ‫وأقرب الخلق للخلاق مخلوقا‬ ‫حيوا نبيهم تلقاء كوكبة‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫المصطفى‬ ‫المبعوث من مضر‬ ‫محمد زينة الكونين سيدها‬ ‫يا أيها المصطفى والمرتضى خلقا‬ ‫يا محسن‬ ‫لمسيء‬ ‫جاء‬ ‫معتذرا‬ ‫لعل نظرة لطف من شفاعتكم‬ ‫بك اتقت أرجيًَ فضل عائدة‬ ‫ذذنبى‬ ‫تملككيرقأولى‬ ‫ألل‬ ‫صلى عليك الذي أعطاك موثقة‬ ‫‏) ‪ (١‬الخنزوصي ّ‬ ‫سالم بن‬ ‫غسان‬ ‫اللواح ‪:‬‬ ‫ديوان‬ ‫ممزق الشرك بالإسلام تمزيقا‬ ‫أزكى الننيبن مصداقا وتصديقا‬ ‫طبعأ من‬ ‫الله لا كسبا وتخليقتا‬ ‫وطالب الخير لما صار مملوقا‬ ‫يغدو بها الذنب يا مولاي مرهوقا‬ ‫وفك أسري لسا صرت موثوقا‬ ‫من‬ ‫الشفاعة أغخدو منه معتوقا‬ ‫أخلصت منها له منك‬ ‫اللو اح‪.‬‬ ‫وز ار ة‬ ‫التر اث‬ ‫القومي و الثقافة‬ ‫المواثيق"‬ ‫سلطنةعمان ‪6‬‬ ‫مسقط الطبعة الأولى ‪١٩٨٩‬م‪،‬‏ ج‪،١‬‏ ص‪.١٦٨+-١٦٥‬‏ مع اختلاف في كثير من مفردات أبيات القصيدة‪.‬‬ ‫وله أيضا رسالة لليلى الشريفة ومدحا لنبيه صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ومتوسلا به شعرا‪:‬‬ ‫طيف لليلى على شحط النوى طرقا‬ ‫ليلا وطرفي بأمواج الكرى غرقا‬ ‫أنى اهتدى والدجى وحف غياهبه‬ ‫يشقه ويجوب المهمه العرقا‬ ‫حتى أتاني فحيَاني بها ولها‬ ‫نشر على الأفق من أنفاسها عبقا[‪]٧٤٩‬‏‬ ‫ألقيت وضواضها عني وحلتها‬ ‫وبت منها مكان العقد معتنقا‬ ‫حتى تهجّد عصفور على علم‬ ‫مبشرًا أن وجه الصبح قد شرقا‬ ‫الخذ‪٦‬‏ منحدر‬ ‫أجر ذيلي على وجه الثرى ولقا‬ ‫فضت ألثم ختيها وألزمها‬ ‫فقمت والدمع فوق‬ ‫وأرشف الشنب المعسول مغتبقا‬ ‫فما قبضت من الطيف الملم بها‬ ‫الأكمن قبضت أكفافه الأفقا‬ ‫ما أكذب الطيف لولا طيب زورته‬ ‫لمن يحب ولا طيف به صققا‬ ‫متى متى العيس ينكحن الهجول بنا‬ ‫وتمسح المعج والايغال والعنقا‬ ‫رأعيأ لليلى ويا ستيا لأبطحها‬ ‫وتخبط الأل بالأخفاف تحسبها‬ ‫تخفى وتظهر تارات فتحسبها‬ ‫لن هجرت روحت أو أصتلت بكرت‬ ‫وعصبة هاجروا أوطانهم وإلى‬ ‫باتوا وقالوا على أكوارهم فهم‬ ‫وتارة في‬ ‫بطون‬ ‫العائمات لها‬ ‫لا روح فيها ولافيهيا جرى نفس‬ ‫ويا سقى الله خيف الحي والبرقا‬ ‫بنت ماء الغوادي تخبط الغدقا‬ ‫أهلة في السحاب انضم وافترقا‬ ‫وتوضح الليل بالإرقال مذ غسقا‬ ‫ليلى أجدَوا السى واستعنبوا الأرقا‬ ‫مثل البزاة على أوكارها سبقا‬ ‫زة من وراها تحكم العنقا‬ ‫لا تشتكي لغبأ في السير أو تعبا‬ ‫ولا بها الحس حتى تشتكي الثبقا‬ ‫لها في اليم قأائلذة‬ ‫وساقها سايق الحدواء مصطققا‬ ‫شرابها الصل إن تظمأ وإن سغبت‬ ‫ريح القبول‬ ‫تشق‬ ‫بهم‬ ‫اليم‬ ‫عباب‬ ‫قاصد‬ ‫فالقار تطعم‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫لا القيصوم والسنًمقا‬ ‫ليلى وقد جعلت شهب السما طرقا‬ ‫لا يرقدون سرورا من محبتها‬ ‫ما كان في الشعر مقبوضأآ ومنطلقا‬ ‫حتى أضاء منار الصبح مؤتلقا‬ ‫فقربوا اليعملات النط العنقا‬ ‫الرجاء بها‬ ‫يحدو بهم أخمش الساقين مخترقا‬ ‫تناشدوا الشعر في‬ ‫لما أتو‬ ‫(جُدَة)‬ ‫من‬ ‫ليلى بمجلسها‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫راحوا لليلى على حسب‬ ‫و عندما‬ ‫شارفو ‏‪ ١‬ليلى وقد‬ ‫حرموا‬ ‫نظلرو‬ ‫‏‪١‬‬ ‫بكوا ويبكي أخو الأفراح مشتققا‬ ‫فهلل الركب تكبيرا ومن فرح‬ ‫وبعد‬ ‫دخلو ‏‪ ١‬باب‬ ‫ما‬ ‫السلام‬ ‫تلك المنائر في حافاتها السمقا‬ ‫بها‬ ‫طافوا سبوع وما جّفوا بها عرقا‬ ‫حتى أتوا زمزما من مائها شربوا‬ ‫وما بقي فعلى اثباجهم شرقا‬ ‫ونحو باب الصفا قد أقبلوا ولقد‬ ‫بالمروتين سعوا في سعيهم دفقا‬ ‫وفي‬ ‫منى‬ ‫باتو ‏‪ ١‬ومذ‬ ‫ليلهم‬ ‫طلجمت‬ ‫يا فوز عبد بذاك اليوم قد غتقا‬ ‫ليجمعوا اليز مع المجموع مفترقا[‪]٧٥.‬‏‬ ‫دعوا به الله عتقأً من ذنوبهم‬ ‫وبالغزوب إلى جمع فقد نزلوا‬ ‫بالمشعر‬ ‫الصبح‬ ‫وقد قصدو‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وبعدما‬ ‫حللو ‏‪ ١‬احر امهم قصدو‬ ‫‏‪١‬‬ ‫مذ‬ ‫هم‬ ‫صلو ‏‪١‬‬ ‫ذكا على عرفات كلهم فرقا‬ ‫رمي الجمار قبيل الشعر ما حلقا‬ ‫قبر النبي فجاإبوا السملق الصلقا‬ ‫شارفو ‏‪ ١‬طيبة المختار‬ ‫كلهم‬ ‫بدمعة‬ ‫السلام‬ ‫نحو ‏‪١‬‬ ‫لقبر‏‪ ٥‬رفقا في‬ ‫وحيثما‬ ‫دخلو |‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫رسبس‬ ‫الشوق‬ ‫قد‬ ‫السير‬ ‫شرقا‬ ‫ل‪`١‬‏ رفقا‬ ‫قاموا على الكوكب الأرضي كلهم‬ ‫قد زك من عبرات الشوق مختنقا‬ ‫عليه مذ سلموا منه فقد طلبوا‬ ‫شفاعة أصدقت آمال من صا‬ ‫وصاحبيه عليهم سلموا فيم‬ ‫من بعده خير مخلوق به لحقا‬ ‫عبداك هذا سعيد والشريف علي‬ ‫هما فقد بغضا الأوطان مذ عثقا‬ ‫ان أهل تقا‬ ‫لقاك فوز امرئ بالوصل قد عثقا‬ ‫ومذ شغلت فقد أرسلت عندهما‬ ‫لك السلام بمحض‬ ‫عبقا‬ ‫أنا العماني واسمي سالم وأبي‬ ‫غسأن والأزدهم لي أصبحوا عمقا‬ ‫وأنت حسبي ومولاي ومعتمدي‬ ‫متققا‬ ‫زائلرك العماني‬ ‫الحب قد‬ ‫بعد الإلله بكم ما زلت‬ ‫يا خاتم الأنبيا والرسل أولها‬ ‫في الفضل أشرف عند الله من خلقا‬ ‫يا خيرة الك في سر وفي علن‬ ‫يا طاهر الخيم يا زاكي الورى خلقا‬ ‫يا من أدلته في الخلق قد شرقت‬ ‫كالنور حتَا وميتأ منه قد شرقا‬ ‫يا من به نظر الأعمى وقد فصحت‬ ‫قالت بعثنا هتيات إليك ف‪١‬ا‏‬ ‫نوق اليماني له لسا لهارمقا‬ ‫والشاة قد‬ ‫حذرته‬ ‫سم‬ ‫تسمع مقال أبي جهل وقد حمقا‬ ‫من بعد ما غودرت فوق‬ ‫ذابحها‬ ‫مدارج الفضل معراجأً سما ورقا‬ ‫وانشق في كمه البدر المنير وفي‬ ‫ونار فارس قد ماتت لمولده‬ ‫ومنه إيوان كسرى انه‏‪ ٥‬وانفلقا‬ ‫لسًا من الطائف الأعلى رأى الحنقا‬ ‫وفي نخيلة وفد الجن وافقه‬ ‫‪4‬‬ ‫في شعبة الجن حتى الأبطح اعتنقا‬ ‫الوفد صاحبه‬ ‫وقد رأى من شروط الجن ما زهقا‬ ‫وواعدوه فوافوه لليلة‬ ‫كان‬ ‫ابن‬ ‫مسعود‬ ‫يوم‬ ‫الطعام لقا‬ ‫وفي حرا زاره جبريل أول ما‬ ‫وافاد حتى لمن‬ ‫كقاب قوسين ذاك اليوم كان له‬ ‫ألنى وكان له ممايخاف وقا‬ ‫أسرى به الله ليلا والملاثئك إجلا‬ ‫خوف‬ ‫فقد صعقا‬ ‫حتى أتى المسجد الأقصى وفاء إلى‬ ‫ليلى بليلة ه والصبح ما انفلقا‬ ‫حليمة برهان يؤيده‬ ‫مذ أرضعته فسال الدر مند‪١‬ققا‏‬ ‫له‬ ‫بطنا فقد س منه اللحم والعلقا‬ ‫دلالات به وضحت‬ ‫وضوح نور جبين الشمس إذ شرقا[‪]٧٥١‬‏‬ ‫الل قال له في ( نون ) أنت على‬ ‫خلق‬ ‫عظيم نشا أكرم به خلقا‬ ‫وقدم العفو من قبل العذاب له‬ ‫براءة أيها في حاله‬ ‫وفي‬ ‫ويوم مال به جبريل‬ ‫وكم له من‬ ‫شق‬ ‫ماذا أقول مديحا والمديح له‬ ‫لكن وجدت طريق المدح متسعا‬ ‫وإنني بمديحي طالب صلة‬ ‫نطقا‬ ‫في الذكر قد جاء مجموعا ومفترقا‬ ‫فيه وحتي له محضا فقد سبقا‬ ‫شفاعة توسع‬ ‫الغفران والخلقا‬ ‫مولاي مولى جميع الخلق كلهم‬ ‫هبني بحبك في الكونين معتلقا‬ ‫فاقبل مديحي وعذري لو نأت بلدي‬ ‫حبي لكم خالص لم يمزج الملقا‬ ‫ولكن لام ر أحدث العوق ا‬ ‫ولا تركت زياراتي لكم جنفا‬ ‫وإن بقيت فمالي عن زيارتكم‬ ‫لو كنت من جلد خدي أحتذي لكم‬ ‫حتى بقبرك أذري الدمع معتفرا‬ ‫لعل مولاي من بعد الإياب له‬ ‫صلى عليك إله العرش ما نفس‬ ‫عذر إذا وق الباري وطال بقا‬ ‫نعلا وأجعل شسع المقلة الحدقا‬ ‫بتربة فعسى أن أطفيء الحرقا‬ ‫يقول صفحا عن العبد الذي أبقا‬ ‫جرى‬ ‫وما الطرف‬ ‫من‬ ‫أجفانه رمقا‬ ‫وصاحبيك ضجيعيك اللذين هما‬ ‫لك الحياة وبعد الموت قد صدقا‬ ‫وله من الفصل الثالث‪ ،‬في مدح سيد المرسلين محمد خاتم النبيين‪ ،‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬شعر متغزًلا بليلى الشريفة من بحر البسيط‪:‬‬ ‫ك‬ ‫صب صبته إلى ليلى صبببته‬ ‫واستعذبت قلبه الصابي إصابته‬ ‫أسيان إن رجع الحادي بكى ولها‬ ‫وفي صدوح حمام الأيك آفته‬ ‫حتى كأن ولدت في ثوب مولده‬ ‫كأب‬ ‫كأبته‬ ‫نعى بوادي الحمى من قبل رؤيته‬ ‫ومذ‬ ‫قالوا هوى الصب يؤذيه فقلت لهم‬ ‫وذو الصبابة إن كنت الجهول به‬ ‫فكل قلب خفى سرا الهوى فله‬ ‫دعني فإن عذاب الحب يعذب لي‬ ‫مطال كل حبيب في مواعده‬ ‫يا ليت طرفي الذي يجني علي غدت‬ ‫ه قلبه‬ ‫الصابى‬ ‫رأه به‬ ‫زادت نعابت ه‬ ‫دوام ذا الحب مادامت إذايته‬ ‫في‬ ‫دمعه حين تلحاه علامته‬ ‫دمع يفتش ما سررت حشاشته‬ ‫طعما و في مذهبي عز مهابته‬ ‫وفا و عندي هي الحسنى إساءته‬ ‫إلآ عليه قذى الباقي جنايته‬ ‫ما استحسن الطرف إلا صار معشقة‬ ‫فالقلب عسكرة والحب‬ ‫إن الهوى في لقى ليلى ورؤيتها‬ ‫قد أثملتتني وفي البطحا مدامته‬ ‫يا عاللي في هوى ليلى فدع عدلي‬ ‫عنها ففيها الهوى حلو مرارته‬ ‫هيهات ما لست بالناهي بذي ألن‬ ‫(‪ )١‬المراجع نفسه‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪- ١٥٥‬‬ ‫لامته‬ ‫فالشنوق والحب لم تدرك نهايته‬ ‫‪ .١٥٩‬مع اختلاف في كثير من مفردات‬ ‫أبيت القصيدة‪. ‎‬‬ ‫يا قلب إن أثيل المجد غايته‬ ‫حب النبي الذي في الوحي آيته‬ ‫المبعوث من مضر‬ ‫الكونين طاعته‬ ‫محمد المصطفى‬ ‫من كان يطلب في الدارين راحته‬ ‫هذا النبي الذي نصت فضائله‬ ‫من طاعة الله في‬ ‫تلقى العصي به في ذاك راحته‬ ‫وعمت الخلق بالجدوى سماحته ‏‪]٧٥٢‬‬ ‫وخاتم الرسل وهو الصدر أولها‬ ‫في الفضل ما أدركت في المجد غايته‬ ‫توراة موسى على التفضيل شاهدة‬ ‫له وإنجيل عيسى وهو ناعته‬ ‫وفي يغوث ونسر بل يعوق وقد‬ ‫وبصبص الأسد الضاري لهيبته‬ ‫وبعض برهانه المشهور حيث أتت‬ ‫تقطعت قطعأ قامت دلالته‬ ‫و أفكلت حيَة الوادي مهابته‬ ‫وشكا لتزرضعه في الحي دايته‬ ‫وكان قد أيبس الجدب الشطور ومُذ‬ ‫هم أرزضعوه جرى بالرسل مايته‬ ‫يوم مولده‬ ‫ونار فارس أطفتها ولادته‬ ‫وبير ساوة كانت أي معجزة‬ ‫والبدرثششق له والكم هالته‬ ‫وانه إيوان كسرى‬ ‫ويوم ما عطش‬ ‫الأ قوام وابتدرت‬ ‫جاء البعير فحيَّاه وكلمه‬ ‫وظللته و شمس الصيف سففرة‬ ‫وثاني اثنين في الغار المنيف وقد‬ ‫وفارس الخيل حيث الخيل محجمة‬ ‫وكم وكم أبلست في يوم ذي جذل‬ ‫للموت سالت بعذب الماء راحته‬ ‫ظبي العرار شفاها لا يخافته‬ ‫تشوي الوجوه ولا غيم غمامته‬ ‫طاف العدو فما شالت نعامته‬ ‫وتكشف الخائف الخافي فراسته‬ ‫أهل الفصاحة من بهش وضاحته‬ ‫سبحانه جل من أسرى به شرفا‬ ‫ليلا إلى موقف فيه سعادته‬ ‫رسل‬ ‫من قبله فحوت مجدا رقايته‬ ‫لم ترقهيا‬ ‫أرقاه في در ج‬ ‫ففاز بالنرف الأعلى وقد محضت‬ ‫وأبا خت‬ ‫ياليللة باته الله مقترب ا‬ ‫وللملائً‬ ‫ى‬ ‫سبيح‬ ‫‏‪٦١‬‬ ‫‏‪ ٤ ٥‬ر‬ ‫بح‬ ‫‪4‬‬ ‫وكم رأى من عجيبات الأمور بها‬ ‫وقد‬ ‫تحقق‬ ‫أن الله نصره‬ ‫فأصبحت شيب الإسلام طالعة‬ ‫والكفر أصبح ممحو أ مقلبه‬ ‫وبلغ‬ ‫الثقل‬ ‫برا ( الكلأ‬ ‫فويل كل غوي‬ ‫كل‬ ‫ذي روح رسالته‬ ‫كتاب قوسين‬ ‫أو أننى شفاعته‬ ‫والنور قد ملا القطرين باهته‬ ‫وكم أفادته من فضل‬ ‫بالسيف أرغم شانيه وباهقه‬ ‫مرفوعة في لواء المجد رايته‬ ‫عن حالها لأولى الإسلام باحته‬ ‫( شرعته‬ ‫وأنقنذتهم من الأه وا هدايته‬ ‫غوايته‬ ‫وويح من كان عن غي سلامته‬ ‫في‬ ‫ما مات الا وفحل الدين قد خرست‬ ‫ق‬ ‫عنه شقا شة‬ ‫صلى الإله عليه ما جرى نفس‬ ‫وأذ نفثته إلى صدر‬ ‫وجملة الأنبيا والتابعين له‬ ‫و‬ ‫هاك‬ ‫مصونة‬ ‫مني رسول‬ ‫ما بها‬ ‫عرب‬ ‫ألله محمدة‬ ‫و لا ب‬ ‫يسعى بها لك من بعد أب شفيق‬ ‫أزكى السلام من الباري عليك وقد‬ ‫النالصريك‬ ‫مذ كنت‬ ‫وسيف‬ ‫الجور‬ ‫من صلت‬ ‫حبا هما للدين سبف‬ ‫() المرجع نفسه ص‬ ‫عنايته‬ ‫هدى‬ ‫أفحال‬ ‫تنصالته‬ ‫محارته‬ ‫والأل والصحب من عسّت ولايته‬ ‫بحيث أنت لمحض الحمد غايته‬ ‫والشيء لم يوقه إلأ صيانته[‪]٧٥٣‬‏‬ ‫لاخيبت نيل ممدوح شفاعته؟‬ ‫عمت‬ ‫حتى‬ ‫ضجيعيك‬ ‫بالحسنى‬ ‫سعادته‬ ‫استقرت بإسلام سلللته‬ ‫حتى إذا رفعت للدين رايتها‬ ‫‏‪ .٢٤٦ - ٢٤٣‬مع اختلاف في كثير من مفرادات أبيات القصيدة ‪.‬‬ ‫وقال‬ ‫صلى‬ ‫مدحه‬ ‫ألله عليه و‬ ‫سلم‬ ‫‪:‬‬ ‫عذاب الهوى في قلب من رامه عذب‬ ‫للعشاق‬ ‫لامك‬ ‫م»‬ ‫فلا تسأل العشاق‬ ‫جور‬ ‫عما‬ ‫وضلة‬ ‫فمن‬ ‫ل ام‬ ‫فكل له داء ومت‪١٠‬لهطے‏‬ ‫بلوا به‬ ‫فبا لجسم مني شاهد أثبت الهوى‬ ‫مني‬ ‫وجور حبيب النفس يستره الحب‬ ‫سلو ‏‪ ٥‬تننج‬ ‫الهوى‬ ‫وفي قلبي العمود‬ ‫من‬ ‫طبه طب‬ ‫ألا إن برا إذ بها أورق اللب‬ ‫انكر على مظي لذا انتابني الهوى‬ ‫فكم فتنت قبلي بحكم الهوى الصب‬ ‫فإنه‬ ‫يلذ لديه في بلوغ الهوى الصعب‬ ‫إذا كان في شرع الهوى تأسر الظبى‬ ‫الصب‬ ‫فلا ساعد‬ ‫فان‬ ‫صدق‬ ‫الله المحب‬ ‫العذر ي‬ ‫فالعذر‬ ‫و ضح‬ ‫فرعي لليلات قضينا بها الصبى‬ ‫سمرنا‬ ‫بها و الطبف حشو‬ ‫دعاك إلى ما يكره العذل الحب‬ ‫أسود‬ ‫وما قالت العذال لو صَقوا كذب‬ ‫ونحن بذات الشعب بين الهوى شعب‬ ‫يراقب منا زورة زورها غب‬ ‫ثبابنا‬ ‫يوسّدنا أيدي المطايا حنينها‬ ‫إذا سحت في وصلنا النهد العرب‬ ‫ويعرب عن لفظ لهوى كل أخرس‬ ‫وكم دلنا للحتف والليل أليل‬ ‫وظبية إنس صيب‬ ‫ترقرق‬ ‫ما ء‬ ‫العين وردها‬ ‫الحسن‬ ‫في‬ ‫وجناتها‬ ‫الشر ى حتى‬ ‫متى‬ ‫يرعوي‬ ‫عبير يحيينا‬ ‫وقد‬ ‫غطغفط‬ ‫الركب‬ ‫ومسرحها من حيث ترعى به القلب‬ ‫كما رقرقت دمعًا به‬ ‫سحر اللب‬ ‫مخضبة الأطراف من فيض دمعها‬ ‫بحيث جرى بيني و ما بينها العتب‬ ‫تريناجبين الشمس من شرق وجهها‬ ‫على مرطها الغرب‬ ‫كما‬ ‫‪١١‬‬ ‫أنه يبدو‬ ‫شكى‬ ‫ردفها نحف‬ ‫الوشاح‬ ‫كما‬ ‫شكى‬ ‫نوى العقد منها واشتكى ضيقه‬ ‫القلب‬ ‫وجرد لي منها و قد نظرت عضب‬ ‫تطظطاعنني من قتها سمهرية‬ ‫رحيبة حجل الساق ليلا طرقتها‬ ‫وصدري على وقع القنا واسع رحب‬ ‫وأنى فتى ملي يقال له الضرب‬ ‫أنا الرجل الضرب المهذب قلبه‬ ‫فلي لفظ سحبان وقدر أسامة‬ ‫وشيمة جساس إذا بعبد الركب‬ ‫ورب قواف بين مدح ممجَد‬ ‫وبين نسيب عنده يقلب القلب‬ ‫نوادر من سحر الكلام غرائلب‬ ‫حوى الشرق منها ما حوى مثلها الغرب‬ ‫عرائس قد رقت فراقت حليلها‬ ‫أنيق معانيها وألفاظها الأب‬ ‫يود بلال لو تكون شعاره‬ ‫ويختار‬ ‫القضب‬ ‫ولكنها عززت بتعظيم ربها‬ ‫على أن مرقاها على المجتدى صعب‬ ‫قواف فلا إقوى وإكفا يشينها‬ ‫وليس بها لحن وإحن ولاظب‬ ‫لديه الكلام الحر والمنطق الذربُ‬ ‫أخير زمان وهو في الفضل أول‬ ‫ويعقوب سُمي حيثما أنه عقب‬ ‫نتائج طب بالقوافي لناظم‬ ‫فحسبك أني من أناس تقدموا‬ ‫ما كانت‬ ‫حفيظته‬ ‫إذا ذكرت أحسابهم فهم الحسب‬ ‫بقية ذخر بالخزانات كامن‬ ‫فقل في فتى باق وقد رحل الركب‬ ‫فيه شكوتهم‬ ‫وحلية سيفي اثر عينهم الحقب‬ ‫فآها لدهر عشت‬ ‫كأني بقايا عصبة الكهف كلما‬ ‫طلعت على قوم بهم نزل الرعب"‬ ‫غبراء فيما تقولوا‬ ‫علي فقبلي أل هارون قد سبوا‬ ‫وقد بان فضلي عند ألفاظ حاسدي‬ ‫الرأطظلب‬ ‫عذرت بني‬ ‫كما بان عند‬ ‫وإن كان سيفي كلما سُل جارح‬ ‫الجمرة المندل‬ ‫فكل كهام من سيوف‬ ‫‪١٦‬‬ ‫العدى‬ ‫عضب‬ ‫وليست بداري لو حللت بها لهم‬ ‫ولكن لعمري ما علي‬ ‫أهل يسع الليث الهصور وأرعنا‬ ‫أما‬ ‫أو‬ ‫ولكن حوى الغار النبي و صهره‬ ‫وما كان إلا العنكبوت لهم حزب‬ ‫تعاطت أيادييا قريش لقتله‬ ‫فلو أنها كانت كليلى هجرتها‬ ‫ولو أنني في المال يحي بن خالد‬ ‫فقد هجر المختار قبلي مكة‬ ‫بلاد أبت إلا يداوى الذي بها‬ ‫ألا انه واد به‬ ‫الحق منكر‬ ‫وبحرا‬ ‫وضمهم‬ ‫زاخر"‬ ‫بيت‬ ‫بذا عتب‬ ‫ا‬ ‫ثشثبث‬ ‫لىستوره يعب وا‬ ‫فلم تبك لي عين ولا رق لي قلب‬ ‫ولو أن أعمامي المغيرة أو حرب‬ ‫وليس لها إلاأنلاأهلهانن ب‬ ‫من الحمق إلا الحشر من قبله الشحب‬ ‫مشايخه ة‬ ‫صبى‪.‬وشبانه تصبو‬ ‫أله وادي الذباب وإنني‬ ‫وإني بحبل المصطفى متمسك‬ ‫عميت ولم توضح لنا دونه الدرب‬ ‫فحاشا رسول الله أن يقع الجدب‬ ‫لمدحي رسول الله في كل مشهد‬ ‫وأرجو في شفاعته الحب‬ ‫عسى‬ ‫دعاني‬ ‫فلله دري حيث تقبل مدنحتي‬ ‫آ ‏‪ ١‬ل‬ ‫ولله دري يوم آتيهزائلرا‬ ‫على كور حرف وخدة الرفع والنصب‬ ‫‪4‬‬ ‫و‬ ‫ح‪١‬‏‬ ‫ى‬ ‫رذ‬ ‫سخ‬ ‫أأ‬ ‫ذنب‬ ‫والعتب‬ ‫ولله دري يوم أبكي بقبره‬ ‫وألشم ترب القبر حبَاوأنكب‬ ‫عندها‬ ‫ألب ختي فوق تربة قبره‬ ‫إلى كوكب آض إلى رأسه أحبوا‬ ‫وقد ساعداني الدمع فانهلَ والقلب‬ ‫ولم يشفني من غلتي على غير وقفتي‬ ‫عليه و يبريني من تربي الترب‬ ‫أقول وقلبي طار خوفأ ورغبة‬ ‫ودمعي كمهراق الغروبة ينصب‬ ‫ألا يا رسول الله جاهك باسط‬ ‫وعفوك مأمول ونورك لا يخبو‬ ‫فيا حسنها من ساعة صرت‬ ‫‪١٣‬‬ ‫ل‬ ‫‏[‪]٧٥٤‬‬ ‫فهبنيىي وهب لي رحمة إثر رحمة‬ ‫وقل يا أسير الذنب قد مُحيَ الذنب‬ ‫وقابل ثنائي بالقبول وأجزني‬ ‫جزى ابن زهير إذا أتى بالشا كعب‬ ‫بمدحك أرجو حجتي وهو حجتي‬ ‫يت بها الرب‬ ‫صلاة من الباري وأزكى سلامه‬ ‫وعمت ضجيعيك ابن عثمان ذا الوفا‬ ‫وله من‬ ‫غدا يرتضيها إن رض‬ ‫عليك مدى‬ ‫هدب‬ ‫وفاروق بل عمت بألطافها الصحب"")‬ ‫الفصل الر ابع في المسائل الشر عية و فيها و عظ‬ ‫الصبر من كرم‬ ‫تففه هدب‬ ‫و حكمة صن‬ ‫ط‬ ‫البحر البس ‪:‬‬ ‫يا نفس لو كان طعم الصبر كالصبر‬ ‫الأخلاق فاصطبر‬ ‫على المكاره إرغام قضى_ القدر‬ ‫من ليس يرضى على الأقدار أرغمه‬ ‫من لم يعظ نفسه من عقله عبر‬ ‫أسى وأصبح كالأغراض للعبر‬ ‫من لم يدبره فكر مثمر ونهى‬ ‫أسى ولا ورق عودا بلاشر‬ ‫من لم يقس بالمواضي النازلات به‬ ‫لقي الخطوب على غيب من النظر‬ ‫من ليس هاديه عقل كامل صبت‬ ‫عليه طرق النجا واحتار للم يحر‬ ‫عليه أسْهنَ بالإذلال واللصغر‬ ‫من لا يرى غائبات الدهر حاضرة‬ ‫يقذه للورد المستوعر الصدر‬ ‫من ملك الحرص مهما عاش مقوده‬ ‫من لا تزود خيرا زاد عاقبة‬ ‫رأى الهوان وشر الهون في السفر‬ ‫من لم يكن عالما بالموت أجهله‬ ‫العين كالخبر‬ ‫(‪ (١‬المرجع نفسه ص‬ ‫طرق النجاة وليس‬ ‫‪٢٠٤-٢٠١‬۔ مع اختلاف في كثير من مفردات أبيات القصيدة‪. ‎‬‬ ‫‪١ ٤‬‬ ‫يا أيها الجاهل المغرور في زمن‬ ‫يريك طول البكا والحزن في الكبر‬ ‫ما تؤمله‬ ‫هيهات لا ينظر المبصور ذو عور‬ ‫تسهو وتلهو وترجوا‬ ‫تجمع المال بالاصار مؤتشبا‬ ‫لزوج زوجتك القاليك في البشر‬ ‫ك يا‬ ‫قر‬ ‫وزوج ابنك أو زوج بنت‬ ‫لو كنت‬ ‫أو كت‬ ‫أو كنت‬ ‫ذا فطنة‬ ‫ترجو النجأة‬ ‫وتد عي‬ ‫ذ ا بصر‬ ‫معتبرأ بالسالفين لبا‬ ‫أر اك درن__ ك ترضى‬ ‫وتسأل‬ ‫غر وهم لك كالحيّات في اله‬ ‫رضيت‬ ‫لكن‬ ‫ذلك‬ ‫غير معتبر‬ ‫طرتيه بها‬ ‫ولم تسلك طريقتها‬ ‫ألله أن تحظ‬ ‫الحب‬ ‫‪.‬‬ ‫ب<ذ'‪١‬‏‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫للبار ي‬ ‫لو كان قولك صدقا ما‬ ‫ے‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫و أنلت‬ ‫أطعت‬ ‫و أنت تعمل‬ ‫يبدنبك من‬ ‫ما‬ ‫سقر‬ ‫أعدى أعاديه بالعصيان والختر‬ ‫له‬ ‫هوى‬ ‫إبليس والنفس في الدنيا اولي الغرر‬ ‫‏‪.‬‬ ‫أخلصت دينك للمغرور متقة ا‬ ‫به‬ ‫‪.٠‬‬ ‫وترجو‬ ‫م‬ ‫رجا ع القادةالغرر‬ ‫من النجوم فغار الكف في الدبر‬ ‫ويل لمن‬ ‫عنذه‬ ‫طابت‬ ‫فعاش فيها وعنها غير معتبر‬ ‫صنائع ه‬ ‫ليس العمى بعمى العينين أي عمى‬ ‫عمى‬ ‫نياطه ظلمة الآصار لم يَنر‬ ‫فالعقل صور من نور فإن لبست‬ ‫ما نحن في هذه الدنيا نرود بها‬ ‫زيادة العين برقأ صاق النظر‬ ‫ونحن كالبهم ترعى أنجم الزهر‬ ‫وإنما هذه الدنيا رياض منى‬ ‫و الموت كالحابل‬ ‫القناص توة‪.‬‬ ‫القلوب‬ ‫عن‬ ‫المعقول‬ ‫و النذر‬ ‫نا‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫موت الوعول وموت‬ ‫و الحادثات‬ ‫الأسد خادرة‬ ‫إلأكموت ظباء الرملة العفر‬ ‫موقعها‬ ‫حتى على الني رين الشمس والقمر‬ ‫عموم حكم‬ ‫إلى ما نحن تمادينا بدار هوى‬ ‫فالحب قائدنا والموت‬ ‫عن المتاب بحب الجامع الن‪َ٥‬ر‏‬ ‫سايق نا‬ ‫عمن نحب من الأهلين والأثر‬ ‫تجمعه‬ ‫عنها‪.‬مُنعنا ولو قلامة الظفر‬ ‫فما جمعناه لا‬ ‫ذندا‬ ‫ترق‬ ‫وما عمرناه فيها غير معتمر‬ ‫والمرء ما عاش‬ ‫أسر الحادثالت به‬ ‫وإن ثوى صار رهن الطين والحجر‬ ‫ى سقر‬ ‫أجنة مع مليك جدا مقتدر‬ ‫فسوف‬ ‫نتركها‬ ‫هما‬ ‫وكل عاقبة إم‬ ‫ذمة‬ ‫ا ا‬ ‫با سامعاً دعوات الآبيين ‪_١‬ه‏‬ ‫إليك أبت فهبني الحط ما من وزري‬ ‫نظرات اللطف تمحضني‬ ‫مما بها في غد يقوى سنا نظريا‬ ‫لعل من‬ ‫وله أأضا‪:‬‬ ‫لايدرك المجد من لم يجعل‬ ‫ولا ينام قرير‬ ‫جرد المذاكى وسمر‬ ‫الستببا‬ ‫الخط والقضبا‬ ‫اذا رأى مركبا من‬ ‫العين غير فتى‬ ‫من لايروي عليل القلب من ضغن‬ ‫ويشرب‬ ‫ال‪٦٥‬م‏ من‬ ‫كايد ركبا‬ ‫أعداله شربا‬ ‫الكف من ندم‬ ‫وفاته سابقا إدراك ما طلبا‬ ‫من أوزم النفس إكراها على خطر‬ ‫غلبا‬ ‫من لا يرى الحزم عض‬ ‫من كا في مبلغ العلياء مهج‬ ‫وحكم الله فيما يقتضي‬ ‫عزت فلم يخش إذلالأو لا نصبا" ا[ ‪]٢٥‬‏‬ ‫ته‬ ‫أ المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪ .٣٣١-٣٢٩‬مع اختلاف في كثير من مفردات أبيات القصيدة ‪.‬‬ ‫‏(‪ (٢‬المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪ .٢٦٩‬مع اختلاف في كثير من مفردات أبيات القصيدة ‪.‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫وقال أيضا في مدح الشيخ العالم أحمد بن مداد بن عبدالله بن مداد محمد بن مداد‬ ‫النا عبي ‏‪ ١‬لأز دي‪:‬‬ ‫الرزء أفجع لو أطلت بكائي‬ ‫والخطب أوجع لو شقةققت حشائي‬ ‫من لائمي في لوعتي وتفجعي‬ ‫وتوجعي وترجعي وأسائي‬ ‫بصري وسمعي والفؤاد ومهجتي‬ ‫هذا هو النبأ الجليل الفرد في‬ ‫ذهب الجميع وقد سلبت عزائلي‬ ‫الثقلين والغبراء والخضراء‬ ‫فيها ناعب وقبيلاله‬ ‫دون أدوا جملة‬ ‫الحمراء‬ ‫هد‬ ‫كل سماء‬ ‫ما خص‬ ‫من‬ ‫فالأزض ترجف والعشار تعطلت‬ ‫وكأن إسرافيل قام مب‬ ‫لا قلب الا في لظ‬ ‫ا‪٥ ‎‬‬ ‫فيه وتطلوى مذ‬ ‫نرا‬ ‫ه‪٩ ‎‬‬ ‫‪1‬‬ ‫للصور ينفخ في فنا الأحياء‬ ‫‪=-‬‬ ‫وكأن أملاك السموات العلى‬ ‫عت‬ ‫قلمة‬ ‫و ث‬ ‫يا‬ ‫ولا جر له‬ ‫به في محشد‬ ‫العزاء‬ ‫قات‬ ‫كتجبرالأحمضاء‬ ‫ا‬ ‫من سره أن المكارم والتقى‬ ‫بالأعضاء‬ ‫والعلم يذهب عن أذى الدنياء‪.‬‬ ‫فلينعمراً فهكذا إذهاب_ ه‬ ‫عجبأ لطول ثلاثة من‬ ‫لا مقلة إلابكت ب‬ ‫دماء‬ ‫تحت الثرى عن دولة وثراء‬ ‫أذرع‬ ‫قبرا وعرض الشبر في الحصباء‬ ‫وسع التقى والعلم طرأ والحجى‬ ‫والمكرمات وجوهر العلياء‬ ‫يا بقعة ضمت فضئئل أحمد‬ ‫في أحمد عن سئئر الثقعاء‬ ‫فلك الفخار عي البقاع كمله‬ ‫في العجم والعرب الذرى العرباء‬ ‫أمسى‬ ‫و أصبح‬ ‫في‬ ‫الضريح‬ ‫وما‬ ‫ما حل في صبح بنا ومساء‪.‬‬ ‫در ى‬ ‫‪١ ٧‬‬ ‫هو بيضة الإسلام بل هو حية‬ ‫الوادي وقطب جماهر العلماء‬ ‫أصبحت‬ ‫الظلماء‬ ‫كان الهدى بعمان ثسّت‬ ‫بعده في‬ ‫من‬ ‫حندس‬ ‫وبه لقد كانت على رغم العدا‬ ‫مياسة كالغفادة الغيداء‬ ‫سلابة بجماله اوخلللها‬ ‫تختال في برد من العصراء‬ ‫مذ كان ساتر بشرها بردا النهي‬ ‫حتى قضى نحبأ فهاهي أصبحت‬ ‫وجمالها بجلاله ا الحسناء‬ ‫كالحيزبون الشوهة الغبراء‬ ‫تبكي وتعلن بالصراخ لفقده‬ ‫وتقول يا ويلاه بيح حمئئي‬ ‫ل‪`١‬‏ مانع‬ ‫عني‬ ‫و ل‪`١‬‏ ذو حشمه‬ ‫‪-_-‬‬ ‫من‬ ‫بعد‬ ‫أحمد ساتر"‬ ‫عور‬ ‫ائي ‏(‪(١‬‬ ‫وهي قصيدة طويلة فوق ما قلته ستون بيتا منها‪.‬‬ ‫وقال أيضا‪ ،‬يرثي السلطان أبا العرب بن أبي العرب بن صلت من بحر الطويل‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫هو‬ ‫الرز ء حتى‬ ‫خص‬ ‫ريش‬ ‫وأفقأ عين المجد حتى‬ ‫وخص‬ ‫القو ادم‬ ‫الخو افي من‬ ‫جنا ح‬ ‫المكارم‬ ‫تغوَرت‬ ‫وأعمى قلوب الواجبات اللوازم‬ ‫وهدم بيت السؤدد البدر والعلى‬ ‫وحكم‬ ‫المنايا هادم أي هادم‬ ‫و أثر في شهب السماء وفي الحصا‬ ‫وفي الأرض تأثير الرياح الصتيارم‬ ‫بننسي ميت غير متّت وإن غدا‬ ‫السواجم‬ ‫‏(‪ (١‬الخروصي‬ ‫سالم بن غسان‬ ‫اللو اح‪:‬‬ ‫سيلا بتوكيف الدموع‬ ‫المرجع نفسه ج‪٢‬‏ ‘ صل‬ ‫‪١٨‬‬ ‫‏‪-٩٧‬‬ ‫‪. ٩٨‬مع‬ ‫اختلاف في الألفاظ‪.‬‬ ‫فما مقلة شحّت عليه بندمعها‬ ‫و لا عاش‬ ‫قلب‬ ‫لسى‬ ‫غير لازم‬ ‫حريقا بأبيار الحشا والحيازم‬ ‫كوى حزنه الأكباد كيا ظم يزل‬ ‫وما الفقد في كل الملوك كفق ده‬ ‫أبا مالك من للمعالي يشيدها‬ ‫ففي الفقد هم منه كفق د‬ ‫البهائم‬ ‫خلافك م ذ أثبتها بالدعائم‬ ‫ولا لسواك الحمد عند المواسم)‬ ‫فما فقدت مذ كنت أملاك حمير‬ ‫وهي قصيدة طويلة‪ ،‬جملتها أربعون بيتا‪ ،‬تركتها طلبا للاختصار‪.‬‬ ‫وقال يرثي الشيخ أبا الخرصين درويش بن سالم بن غسان‪:‬‬ ‫حرائق حزن في فؤادي تجدد‬ ‫وواكف دمع في الخدود يختذ‬ ‫ولي زفرة في إثر أخرى تصَعدت‬ ‫ولي مقلة شكرى وجسم‬ ‫تكاد بروحي للخياشيم تصعذ‬ ‫كذاك فؤادي من لظى الحزن مفأد‬ ‫معذب‬ ‫وكادت ضلوعي أن تق ‏‪ ٦‬بزفرتي‬ ‫وطرفي بأطراف النجوم مسهّد‬ ‫لأبكي فتى الخرصين لا أتفّد‬ ‫للن بكت الورقا هديلأ فإنني‬ ‫فما بعد درويش الأديب بن سالم‬ ‫الا بعد درويش‬ ‫() المرجع نفسه‪ ،‬ص‬ ‫فشربي‬ ‫سلو ولاعنه عرزأًوتجلًد‬ ‫وصبري كطعم الصبر والعيش أنكد‬ ‫مكدر‬ ‫‏‪ .٢٣٩‬مع اختلاف في كثير من مفردات أبيات القصيدة ‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫ولولا تقى الرحمن ساعة دفنه‬ ‫بدمعي‬ ‫عليه من‬ ‫حفاظ‬ ‫غسلته‬ ‫تمنيت‬ ‫أني وهو‬ ‫اللحد‬ ‫في‬ ‫‏‪٨٩‬‬ ‫نلذ‬ ‫نعت نعاتُ الحي والليل أكهيل‬ ‫فيا لبت قلبي قبره ليس يبعد‬ ‫فحا ذرت أنعى فيه والصبح أمرد‬ ‫ومن لائمي فيه إذا بحت بالأسى‬ ‫وراح جميل الصبر عنه يشرد‬ ‫وما حرقة إلا ويبرد حرها‬ ‫وحرقة قلبي بعده ليس تبرد‬ ‫بقبره‬ ‫فإني بأحزاني عليه لأوحد‬ ‫لئن صار مدفونا وحيدا‬ ‫وينظره قلبي وتبكيه أعيني‬ ‫وينحل جسمي ذكره والتوجد‬ ‫تحملت حزنأ فوق ما هو فوقه‬ ‫عليه تراب قد أهيل وجلمد ‏[‪]٧٥٦‬‬ ‫لقد عرف التوحيد وهو ابن ثديه‬ ‫رضاعا وهل أمثال شيخي يوجد‬ ‫ويسند أخبارأ صحاح وأين من‬ ‫نباهته كانت بعيسى بن مريم‬ ‫عندي‬ ‫لئن بقيت‬ ‫المصيبة بعده‬ ‫خلقنا وأوعدنا الفنى بعد‬ ‫خلقنا‬ ‫كأمثاله في‬ ‫سنه‬ ‫يسند‬ ‫وهو‬ ‫وقد قال هزي الجذع ساعة يولد‬ ‫هو الفرط المدحور تبديه لي غد"‬ ‫ونلقى على العقبى الذي نحن نوعد‬ ‫بنيا دنية‬ ‫يحل بهامالايحل وبعقد‬ ‫فيا قلب صبرا إن أصلك قد مضى‬ ‫وفرعك‬ ‫‏‪١‬‬ ‫فلو عاش في الدنيا عليها معمر‬ ‫عليه صلاة الله ما الركب أيغظلت‬ ‫لعاش بها‬ ‫فياشرً مغرور‬ ‫اا في الديوان‪:‬‬ ‫لئن بقيت عندي المصيبة بعده‬ ‫سأطلب‬ ‫فيه‬ ‫‏‪ ١‬للأجر و الصبر‬ ‫)‪ (٢‬المرجع نفسك ص‪‎‬‬ ‫بعذه‬ ‫قدأودى‬ ‫الطهر‬ ‫أألت مذا‬ ‫النبي محمد‬ ‫لليلى وما ناح الحمام المغرَ"(")‬ ‫فإني بهياللهم‬ ‫هو‬ ‫و ل ي‬ ‫أل‬ ‫الفرط المدحور تبديه لي‬ ‫‪ . ١٣٨١-١٣١٧‬مع اختلاف فى كثير من مفردات‬ ‫أبيات القصيدة‪. ‎‬‬ ‫مذ‬ ‫غد‬ ‫وله أيضا رسالة لأهل نفوسه وجربة‪ ،‬وما وليهما من البلدان والقرى‪ :‬بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد لله المتفرد بالدوام الأبدي والوحدانية‪ ،‬المنزه عن الحركات‬ ‫والسكون‪ ،‬والآلات الجسمانية‪ .‬المعبود باختلاف لغات المخلوقات العربية واليونانية‬ ‫وسائر لغات الهوام والبهائم الحيوانية خلق العباد من أصل أدمة ترابية أدمانيةة‪،‬‬ ‫وقر لها الأقوات والأوقات المقدرة الأنانية وفطر الأرض والسماء من أصل‬ ‫النجارة الدخانية ‪ 4‬وأجرى البحار من فيض هاتيك الزبدة الطوفانية ووطد الأطواد‬ ‫من مثار خيالة تلك اللؤلؤة المرجانية والأمواه على الغيم على الهواء بالقدرة‬ ‫الربانية واستوت الأرض على الثور‪ .‬والثور على الصخرة المرجانية‪ ،‬والأمواه‬ ‫على الغيم بالقدرة الرحمانية سبحانه العظيم المتفرد بعظمات السبحانية‪ ،‬المحيط‬ ‫علما بما كان‪ ،‬وبما يكون من التصاريف الإراديةش أحمده وهو جدير أن يحمد‬ ‫سريرة وعلانية‪ ،‬وأنزهه عن الضد والشكل والعوائية‪ ،‬و أومن به إيمان مخلص‬ ‫بالعقيدة الترجمانية‪ ،‬وأشكره بما شكرته أمته المطهرة العمرانية وأصلي على محمد‬ ‫المصطفى من أطهر بيوت سروات العدنانية مفخر فخر مفاخر الهاشمية‬ ‫والقحطانية‪ ،‬اللهم صلى عليه وعلى أله وعلى صحبه البررة الربانية‪.‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فإنا نخدم بالتحية العاطرة الريحانية مطالعة المشايخ النفوسية الوهبانيةة‬ ‫وأهل البنادر والثغور والجبال العلوانية ومن سائر بلدانهم الدانيّة والقصوانيّة من‬ ‫الراسبية الوهبية الظبهانية ‪ ،‬تحية إخوانهم المحبوبية العمانية وشيع هذا النثر لهم‬ ‫بنظم‪ .‬ومطلع القصيدة‪:‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫ما رورضة بات ساريها يباركرها‬ ‫منه‬ ‫لعامل‬ ‫المزن‬ ‫ماء‬ ‫وراح فيها مراح الشول ماطرها‬ ‫فالبرق نافرها والرعد زاجرها‬ ‫ر اك ضة‬ ‫فللرزعود زجير غير منفصل‬ ‫وللبروق مخاريق تشاطرها‬ ‫النسيم لها‬ ‫فراح يوري زناد البرق زائرها‬ ‫إذا البروق خبت‬ ‫أو‬ ‫الر عود‬ ‫ونت‬ ‫هب‬ ‫عن‬ ‫الجنوب‬ ‫تزال تملا عبريها هوادرها‬ ‫فلن‬ ‫كأنما البرق في حافاتها رجفت‬ ‫عبس فصلت بنبيان بواترها‬ ‫كأنما الرعد في أحضانها رزمت‬ ‫شول لعدس وقد زمت مناخرها‬ ‫فستت الأفق طرفيه طوارفها‬ ‫وحجرت محجر الجربا مجامرها‬ ‫ا‬ ‫كأنما الغيث للننيا قطائرها‬ ‫كان منثورها الهامي نفائسيها‬ ‫من عقدها ويمين‬ ‫الرعد ناثرها‬ ‫كأنما الروضة الغراء حالية‬ ‫والم املات معاطيفأآ دوائرها‬ ‫حتى إذا ما كساها الغيث خلعتها‬ ‫ذالت بن الرضا منها وزائرها‬ ‫فانحلً م ‪:‬‬ ‫نعقد‬ ‫القطرين‬ ‫مند ج‬ ‫سا‬ ‫نماشج النبت فيها فهي رائقة‬ ‫بالحسن تصبي حواشسها أزاهرها‬ ‫أو أخضر نضر‬ ‫غدايرها‬ ‫من أبيض عبق‬ ‫وأحمر‬ ‫قانع سود‬ ‫وظل يخطر كالنشنوان ناظرها ‏[‪]٧٥٧‬‬ ‫ينافح الدوح وجه الأرض مائدها‬ ‫والشيح يرفعه عنا ضنابرها‬ ‫فالرن_د منتصب والخض منخفض‬ ‫وممتنع‬ ‫والغدر تجمع حيث الجمع كاسرها‬ ‫والظل يسرق فوق الظل خطوته‬ ‫الأبصار ساحرها‬ ‫و الماء منصرف‬ ‫منه‬ ‫كمش ما سرق‬ ‫كم ما نظر الخدراء غايرها‬ ‫والورق صادحة بخ حناجرها‬ ‫والشمس تنظر من شطري حدائقها‬ ‫والسحب ساففحة والغدر طافحة‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫وللنيم شذى م‬ ‫‪٩‬‬ ‫ت‪‎‬‬ ‫ح زهرتها‬ ‫‪٥ ١‬‬ ‫ار ة فك‬ ‫ك‬ ‫عنها‬ ‫الختم تاجر ها‬ ‫وقد أذاع بناها المحض ناشرها‬ ‫وهم قو اعدها أسا عوامرها‬ ‫تحت‬ ‫الباسطين التي أحوت حفائرها‬ ‫فأحمد‬ ‫الصبي‬ ‫‪ 3‬عصبة‬ ‫بل‬ ‫بمقام‬ ‫عبد‬ ‫و‬ ‫حو اير ها‬ ‫الغائبين التي تحو ي‬ ‫سليل أحمد زاكي النفس قاهرها‬ ‫خالقه‬ ‫النوخ‬ ‫الثرى وتر اب الله ساتر ها‬ ‫بنو علي بنوه هُم نجائرها‬ ‫حلتها‬ ‫وابنه أحمد‬ ‫سليل يحي وعبد الرب سيدنا‬ ‫ا‬ ‫سد امي ونادر ها‬ ‫إمامنا أحمد المهدي فتى عمر‬ ‫وصد‬ ‫والمقتدى صالح سلمان أحمده‬ ‫فقيهها وهو مفتيها وطاهرها‬ ‫غيان فإني الآن ذاكرها‬ ‫والحبر داودنأا اله وار نسبته‬ ‫بالعلم والحلم أهل الأرض هابرها‬ ‫بيخلف يحي ثم قدوتنا‬ ‫عيسى وعمرو رفيع الصيت عامرها‬ ‫قلوع فاض د يرعى الله ساكنها‬ ‫من كان حيا ومن ضمت مقابرها‬ ‫وفي نفوسة قد هاج الجوى جبل‬ ‫د زائلرها‬ ‫واخصص‬ ‫لا لوت تيغيت‬ ‫‪/‬‬ ‫ديرب‬ ‫ل‬ ‫‪-‬‬ ‫أه‬ ‫‪,‬‬ ‫أل‬ ‫ندد‬ ‫أ‬ ‫به‬ ‫ًّ‬ ‫لباب‬ ‫‪8‬‬ ‫دارتبنا أبو مرداس عقوتها‬ ‫ل‬ ‫<؛‬ ‫سقيا لبغداد ورير و تيرت بل‬ ‫وجايز‬ ‫اشراوس حب‬ ‫\‪1‬‬ ‫ولد‬ ‫قلبي و ألى لي تزاورها‬ ‫ومبد‬ ‫‪7‬‬ ‫كابو ‏‪ ٥‬و اذكر فرش‬ ‫تلك المنازل أشياخي بها نزلوا‬ ‫ذا ر آ‬ ‫‪-‬‬ ‫ديار‬ ‫ت‬ ‫يبا‬ ‫‏‪١‬‬ ‫أى‬ ‫عد‬ ‫وفي مسفار‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫ا عد‬ ‫م‬ ‫اللين‬ ‫ألله مسعود‬ ‫قد‬ ‫نصت‬ ‫شا عر ها‬ ‫ذ اكر ها‬ ‫‏‪ ١‬يجاور ها‬ ‫سفائرها‬ ‫و اربع بتقالة‬ ‫‏‪ ١ 39‬عطف‬ ‫العليا‬ ‫بتقالة‬ ‫المحل‬ ‫السفلى‬ ‫نوح بن برهام هاديها وناصرها‬ ‫بها‬ ‫ور اجي‬ ‫بجن فطرس عبدالله ناذلرها‬ ‫أو‬ ‫ومر ساون مسين و مسرح وقد‬ ‫من عوده مرد إذ عز زاغرها‬ ‫وفات مع تندباس يالها جللا‬ ‫دت‬ ‫داود بج‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ح‬ ‫أحة‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫نأت‬ ‫حلت بقلبي وأحوالي مذاكرها‬ ‫ذ ‏‪٤‬‬ ‫ذ كر و الد‬ ‫|‬ ‫مشايخ لم يخفها قط ناظرها‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫أيوب بلقاس‬ ‫و حين بالقاسم الزاكي يجود بها‬ ‫لم اننن طرمة‬ ‫م المثذ‬ ‫ي زاخرها‬ ‫برهام أرجان ما يسطو تناظرها‬ ‫به ومهري فأنبتت مرائر ه‬ ‫الطرمين حيث سمت‬ ‫واد به جنة و الماء غامرها‬ ‫و بين زاجي و مرسان قيل لنا‬ ‫ومسجد عندها كانت به إمرأة‬ ‫تعبدت وصفت حبا ضمايرها‬ ‫قد شاقنى حبها في الله حيث زكت‬ ‫منها وقد خلصت فيه سرايرها‬ ‫ودار يفرن إيراهيم نجد تها‬ ‫عيسى وماهرها‬ ‫وأحمد بن‬ ‫وابن جلدين بل‬ ‫خ هم‬ ‫إبراهيم أحمد شما‬ ‫هي الديار فكم فيها ثوى علم‬ ‫تفوست حذاها عاشر با‬ ‫القادة الزهرابوادرها‬ ‫زواخر العلم للم تنضب‬ ‫‏‪١٦‬‬ ‫زواخرها‬ ‫بساكنيهاجميل الصنع عاصرها‬ ‫دار المواريث تلك القلعة انقلعت‬ ‫عين المعادين عنها لا سكورها‬ ‫ير والده‬ ‫لاب ادت معايرها‬ ‫محمد‬ ‫زكريا‬ ‫الخ‬ ‫إن الوارين‬ ‫و يوسف ثم أيوب بن خالدة‬ ‫داود أحمد و ادجلان زائرها‬ ‫تحيته طلعت‬ ‫شمس أعيسى لها سعد مناظرها‬ ‫نوان‬ ‫أحمد من‬ ‫أهل العفاف فلا أقوت منابرها‬ ‫واذكر بني نور با بكر بن صللحة‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫مليكة المرتضى‬ ‫الو ‏‪ ١‬صح‬ ‫‏‪ ١‬لنو ر‬ ‫عيسى‬ ‫المقر له‬ ‫و البر هان‬ ‫محمه‬ ‫‏‪١‬‬ ‫د‬ ‫ز ‪( .‬‬ ‫ندد‬ ‫غرد ارة ‏‪١‬لمصعبى (‬ ‫بفضله الجم باديهيا وحاضرها‬ ‫تعرفه‬ ‫ء‬ ‫‪ 1‬آ‬ ‫في صنعة العلم محبوب‬ ‫‏‪ ١‬و‬ ‫| حم‬ ‫ابر ‏‪ ١‬هيم‬ ‫وجابرها‬ ‫عبد العزيز بنو يسجن مغاورها‬ ‫دا‬ ‫عاضده‬ ‫ابن‬ ‫محد‬ ‫منصور‬ ‫مناظر ها‬ ‫بالقاسم المرتضى يحى أبوه و قل‬ ‫فتلك حد اج بي ت الله أربعة‬ ‫أهل المحار مثوبات جمايرها‬ ‫سقيا و رعيأ لهاتيك الديار ومن‬ ‫فيها ومن لي بها قربى يقاصرها‬ ‫لا لذة في البقى مالم أحل بها‬ ‫احلاليها [ هلها ل‪`١‬‏ من‬ ‫هي المحاريب عليين ثم ومن‬ ‫فيها‬ ‫لا يفخرون بأموال متل دة‬ ‫مالم يكن‬ ‫بالراسبي بن وهب نص‬ ‫مذهبهم‬ ‫عن‬ ‫نبيهم‬ ‫اللشهدا والله ناظر ها‬ ‫برضى‬ ‫لن ک‬ ‫أر‬ ‫الحأ‬ ‫البار ي مفاخر ها‬ ‫فت مأثر ها‬ ‫هي المأثز لا أح‬ ‫دين الإباضي أضحى أبيضا بهم‬ ‫أذيانبمحملوها‬ ‫هم‬ ‫يز اور ها‬ ‫ة البلرب_ضا ح كادر ها‬ ‫عن جبرائيل عن الباري أوامرها‬ ‫شرائعأ عذبت طعمامواردها‬ ‫وقد حمدن‬ ‫على‬ ‫العقبى مصادرها‬ ‫أولها‬ ‫مقدس الاسم والأفعال أخرها[‪]/٥٨‬‏‬ ‫لم يطلب الربح في الدنيا بها أبدا‬ ‫غير الرضا بقضاء الله تاجرها‬ ‫تلك النفوس التي لذت مطالبها‬ ‫في طاعة الله جافا النوم أعينها‬ ‫في جمعها العلم فاحلوللت مرايرها‬ ‫وعسكرت في مراضيه عساكرها‬ ‫للرستميين كم من وقعة وقعت‬ ‫عاش الوحوش بها ما اعتاش طايرها‬ ‫ها دعوة الله فيهم مثل‬ ‫و أحمد و أبي‬ ‫الذنطظلاب‬ ‫نم‬ ‫أبي‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫وهم من البصرة الفيحاء قد حملو‬ ‫أبو عبيدة عنه‬ ‫جل‬ ‫علمهم حملوا‬ ‫وكان في الظل خوف‬ ‫القتل ساترها‬ ‫مسئئلا يبلس الداري تشاجرها‬ ‫و عند إزماعهم للغرب أودعهم‬ ‫وأودعتهم ثلاشا في‬ ‫العلوم تهديها بصايرها‬ ‫وهي‬ ‫موادعها‬ ‫واستقبلوا الغرب لا تشى أعنتهم‬ ‫الثلاث عفيفات مازرها‬ ‫ولا يبالون فيم‬ ‫‪9‬‬ ‫ال ساخرها‬ ‫استقر بجناون أمرهم‬ ‫وما يليها ومنها سار سئئرها‬ ‫فقابل الأمر بالإخلاص مؤمنها‬ ‫وطلاوع الأسر باإلاذعان كافرها‬ ‫حتى‬ ‫حتى مضوا رحمة الرحمن تنعشهم‬ ‫ودعوة الله فيهم قام ناصرها‬ ‫فالأمر منهم وفيهم لاتغّره‬ ‫داث تعاورها‬ ‫القيام‬ ‫حتى‬ ‫م‬ ‫‪4‬‬ ‫ء‬ ‫|>‬ ‫وهم إلى الآن لاذلت عصناتها‬ ‫ولا حبتها على رغم جبابرها‬ ‫ولا استطابت على كسب شهاوتها‬ ‫وغير طامعة فيها نهابره ا‬ ‫سيان عاذلها في دين خالقها‬ ‫وذاك حسن الرجا فيه و عانذنرها‬ ‫الله لا زلتم بطاعته‬ ‫مقد سين وهاأنتم سريرها‬ ‫يا عصبة الله عين الله تكلؤكم‬ ‫لا غرتكم من الننيا غوائرها‬ ‫المحللين للم تكلد نواظرها‬ ‫يا‬ ‫غيبة‬ ‫حيث‬ ‫ولا استغرتكم فيها غرايره ا‬ ‫أنتم إلى الدعوة الغرًَا نواصرها‬ ‫‏‪١‬‬ ‫لا أمرقتكم صروف للنائبات عن‬ ‫الطاعات أو بدلت عنكم دهائرها‬ ‫ولاده نكم على‬ ‫حلل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫>‬ ‫‪٢‬‬ ‫لنذ‬ ‫مت فوق كيوان منايرها‬ ‫ولا هدتكم‬ ‫دهايتها‬ ‫إلى الشحنا جرايرها‬ ‫ولا محنتم من الأسواء محنتتنا‬ ‫ولا با‬ ‫علومنا يالها والعاملون بها‬ ‫تضمنتها فأبلتهاحفائره ا‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫لك‬ ‫‪1‬‬ ‫د‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‬ ‫راط مقادره ا‬ ‫لم تبق فينالهم‬ ‫عليكم بعد باريذ‬ ‫ولاتبل مأ‬ ‫‪7‬‬ ‫إلا دفاترها‬ ‫أ تعمد‬ ‫ومن‬ ‫لم تنتهك حرمة أنتم سواترها‬ ‫ا‬ ‫أو تفتقر عصبة أنتم ذخائرها‬ ‫ة أنتم عواملها‬ ‫عليكم تحيات‬ ‫أقلامهيابالة‬ ‫مرادفة‬ ‫أو الغزالة لم ت‬ ‫به بلد‬ ‫قد صاغها سالم اللواح والده‬ ‫يرجوابهافيكم‬ ‫غسان من‬ ‫له ذنوب لقد زادت صغائرها‬ ‫على هضاب حرى أنى كبايرها‬ ‫ليغففر الزلة العظماء غافرها‬ ‫لعلها دعوة منكم تجاب له‬ ‫أزجوا لحرمتكم إنقاذ دعوتكم‬ ‫سيان واردها عنكم وصادرها‬ ‫إن سامر الليلة الليلاء سامرها‬ ‫لا تحرمونا دعاء الليل بينكم‬ ‫ليفع الله أشياء نحانذزره ا‬ ‫عبانتكم‬ ‫في جنبه فهو مجزيكم و شاكرها‬ ‫وليهنكم مارضي الباري هنا معكم‬ ‫وخاطر ابن غريب ثم إخوته‬ ‫فإنذ‬ ‫ا لك‬ ‫م إذن لأم‬ ‫شنوة والأزد شاعرها‬ ‫من العباد غدا خوفا مشافرها‬ ‫إذاقلصت‬ ‫وإثر كل صلاة من‬ ‫ا‪‎‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫ي محابرها‬ ‫بالشرق والغرب لم يفقد مسافرها‬ ‫بألا فق يعبق والغبراء عاطرها‬ ‫كأنها النضر ما خصت‬ ‫بقايا هم‬ ‫إلا ظواهرها‬ ‫الستموألى بكم طابت خواطرها‬ ‫ركم‬ ‫أجل وعبدالاله الخير قدوتنا‬ ‫و أد ‪1‬‬ ‫‪ 4‬أس‬ ‫حمن‬ ‫هما يخصَّان من منكم يقابلها‬ ‫`‬ ‫الاواه حاضرها‬ ‫للقبول وما منكم يناظر هاا‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه القصيدة غبر موجودة في ديوان اللواح‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫وما أحلى القصيدة التي ذكر فيها أئمة الأزد الخفروصيين‪ .‬وافتخر فيها بالدين‬ ‫والأئمة الإباضية ومطلعها‪:‬‬ ‫ولا تَلما نها لهموى دعاها)‬ ‫دعاها كيف ما صنعت دعاها‬ ‫وفيها يقول‪:‬‬ ‫من القوم الكرام بني خروص‬ ‫وأزد شنؤة وهم ذراها‬ ‫لنا البيت‪.‬المقتس في زهير‬ ‫إذا ما شاع في قوم حناها‬ ‫ملوك الجاهلية أو لونا‬ ‫وفي الإسلام مفخرنا تناه")‬ ‫وفيها يقو ل‪:‬‬ ‫ونحن حمى عمان من قديم‬ ‫فاوارث والصلت متا‬ ‫فسل هل‬ ‫وما الخالدان توارثاه ا‬ ‫وين تميم عزان ومنا‬ ‫وغيرهم فلا أحصي عددا‬ ‫محمدبن غسان ضياها‬ ‫سناالننيا هم وهم غناها‬ ‫لنا آل الرحيل هم قضاة‬ ‫لكل سرية حملوالواها‬ ‫ونبهان بن عثمان فقاض‬ ‫لنابعمان سياد علاها"‬ ‫وهي‬ ‫قصيدة‬ ‫طويلة‬ ‫أجاد‬ ‫فيها وأحسن‬ ‫۔ فلله‬ ‫دره‬ ‫من‬ ‫غيرنا أحد حماها‬ ‫شاعر‬ ‫بفهمه باهر ‏[‪.]٧٥٩‬‬ ‫(‪ ()١‬الخروصي‬ ‫سالم بن‬ ‫غسان‬ ‫اللو اح‪:‬‬ ‫المرجع نفسه ‪/‬‬ ‫"ا المرجع نفسه ص‪.٨٧ ‎‬‬ ‫"ا المرجع نفسه ص ‏‪.٨٧‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫ج‪ “ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪.٨٥‬‬ ‫ماهر ۔ وحبر‬ ‫عالم‪،‬‬ ‫قال الشيخ الثقة الزاهد الرئيس خميس بن الشيخ العالم العلامة المجتهد أبي نبهان‬ ‫جاعد بن خميس رحمه الله‪ :‬وقد سمعت والدي رحمه الله شفاها يقول‪ :‬كفى أهل‬ ‫عمان فخرا أبالشعراء‪ ،‬حيث منهم الستالي وابن غسان سالم‪ ،‬قال‪ :‬وأما في التقى‬ ‫والورع سالم بن غسان أشهر‬ ‫انتهى مقاله هنا‪ ،‬قلت‪ .‬وأما الشيخ أبو بكر أحمد بن‬ ‫سعيد الستالي العماني‪ ،‬فلم يبن له نسبه الصريح أنه هو خروصي النسبس أو هو‬ ‫من سائر القحطانية‪ ،‬أو هو من العدنانيةش فما أحببت أن أترجمه إذا بهم نسبة‬ ‫الصريح علي ‪ ،‬وقد سألت جملة من المشائخ الخروصيين وغيرهم عن نسبه‪ ،‬وكان‬ ‫جوابهم إل على حدة أنهم ما وقفوا على تاريخ نسبة له‪ ،‬وإنما قيل له الستالي نسبة‬ ‫إلى بلدةه وهى ستال‪ ،‬قرية من قرى بني خروص أهل وادي العليا وقد نشأ منها‬ ‫جماعة من المشائخ والنبلاء الأفاضل الكرام‪ ،‬والشيخ أبو بكر أحمد بن سعيد الستالي‪ ،‬قد‬ ‫نشأ في زمن بني نبهان بعمان‪ ،‬ومدح جملة من ملوكهم وأكابر هم‪ ،‬منهم أبو عبدالله‬ ‫محمد('أ‪ ،‬وأبو الحسن أحمد"أ‪ ،‬وأبو محمد نبهان""أ‪ ،‬وأبو عمر معمر( “أ‪ ،‬وأبو القاسم‬ ‫علي""أ‪ ،‬وأبو الحسن ذهل""أ۔ وأبو العرب يعرب بن ذهل‪"٬‬أ‪،‬‏ وديوانه موجود بعمان‪.‬‬ ‫وهو معدود من الشعراء البلغاءءولو قلت‪ :‬إنه هو أشعر من شعراء عمان المتقدمين‬ ‫والمتاخرين‪ ،‬إلى هذه الغاية سنة ‪١٢٤٠‬ه‏ لم تبعد مقالتي التي أظن‪ ،‬وانله أم بالصواب‪.‬‬ ‫أ أبو عبدالله محمد‪ :‬ملك من ملوك النباهنة‪ ،‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫("ا أبو الحسن أحمد‪ :‬ملك من ملوك النباهنة ‪ ،‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫"ا أبو محمد نبهان‪ :‬ملك من ملوك النباهنة‪ ،‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫اا أبو عمر معمر‪ :‬ملك من ملوك النباهنة‪ ،‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫") أبو القاسم علي‪ :‬ملك من ملوك النباهنة‪ ،‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫"ا أبو الحسن ذهل‪ :‬ملك من ملوك النباهنةظ لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫(" أبو العرب يعرب بن ذهل‪ :‬ملك من ملوك النباهنةة لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫الشيخ الأذيب الفصيح سعيد بن محمد بن راشد بن معمر بن بشير‬ ‫المعروف بالغشري الخروصي اليحمدي لأزدي الشاعر المشهور‪:‬‬ ‫فمن شعره على قافية الراءءوقد سلسل بالحديث من تعبد إبليس الأول النحيس في‬ ‫السماء إلى بيعة الإمام بلعرب بن حمير بن سلطان اليعربي"'أ‪ ،‬أيام حرب العجم‬ ‫بمسقط‬ ‫و هي‬ ‫طويلة‬ ‫قصيدة‬ ‫منها يقول‬ ‫شعر ‪:‬‬ ‫ولقد أتت لبني خروص دولة‬ ‫فزمانهم عيد الزمان وعرسه‬ ‫حتى‬ ‫نبوية‬ ‫الدار‬ ‫االستنار‬ ‫بل وجهه والسمع والأبصار‪٬‬‏‬ ‫نسخ الزمان ضياء عدلهم إذا‬ ‫وبدا على وجه الأنام نضار‪٬‬‏‬ ‫ساسوا الخلايق دهرهم فخلايق‬ ‫مرضية طابت فطاب نجار‬ ‫ولقد سما فوق السماك فخارهم‬ ‫كادت‬ ‫ولهم على كل الأنام فخار‪٬‬‏‬ ‫بعدلهم تقوم شهادة‬ ‫وابن ابنه وهو الخليل أحبة‬ ‫بين الورى الأحجار والأشجار‬ ‫دانت له أمصارها وظفارُ‬ ‫من عدله العبدان والأحرار‬ ‫مقسط أبدا ولا‬ ‫فيى حكمهم بين لبرية جاروا‬ ‫واتى بن نور قايدا لجيوشه‬ ‫قتل إلامام المرتضى عزاننا‬ ‫لم تبق أثار ولا أليار‬ ‫ولرأسه قد كوفر الكفار‬ ‫صلت بن مالك الأمام المرتضى‬ ‫لبني خروص‬ ‫فثلاث عشرة بيعة مشهورة‬ ‫مافيهم من‬ ‫‪.‬‬ ‫الآثار‬ ‫جات‬ ‫‏(‪ )١‬الإمام بلعرب بن حمير‪ :‬الإمام بلعرب بن حمير بن سلطان‪ .‬اليعربي‪ ،‬بويع بالإمامة سنة‬ ‫‏‪ ١٧٣٨‬م “ لعد‬ ‫حربه‬ ‫وفاة‬ ‫للعجم ‘ وبعد‬ ‫سلا‬ ‫وفاة‬ ‫بن‬ ‫الإمام‬ ‫مرشد‬ ‫سيف‬ ‫اليعربي في‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫صحار‬ ‫متأثر ‏‪ ١‬بجر احه التي‬ ‫الثاني ذفي‬ ‫فطلب منه الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي بعدما طرد ‪1‬‬ ‫‏‪ ١‬لأمر ‪ ،‬لكنه‬ ‫عدد‬ ‫كبير من‬ ‫رفض‬ ‫‏‪ ٠‬ووقعت‬ ‫جيشه “ و عقد‬ ‫بينهما معركة‬ ‫العلامة‬ ‫ضارية‬ ‫الشيخ حبيب‬ ‫الحزم “ والتف أنصاره‬ ‫حوله‬ ‫زو ءى‬ ‫في‬ ‫من السواحل العمانية التخلي عن‬ ‫في بلدة فرق‬ ‫بن سالم بن‬ ‫أصيب‬ ‫بها أناء‬ ‫قرب‬ ‫سعرد‬ ‫نزوى‪،‬‬ ‫آمبوسعيد ي‬ ‫فقتل بلعرب‬ ‫‏‪ ١‬لإمامة‬ ‫ومعه‬ ‫للإمام‬ ‫ابن سعيد آلبوسعيدي‪ .‬وبذلك يكون بلعرب بن حمير آخر أئمة اليعاربة وكان مقتله سنة‬ ‫أحمد‬ ‫‏‪١٧٤١‬‬ ‫م‪ .‬انظر‪ :‬ابن رزيق‪ ،‬حميد بن محمد‪ :‬الفتح المبين في سيرة السادة ألبوسعيدبين وزراة التراث‬ ‫القومي والثقافة سلطنة عمان‪ ،‬مسقط‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪١٩٩٤‬مێ‏ ص‬ ‫‏‪.٢٨٨ - ٢٨٧‬‬ ‫بالقائد الستفاك ثم شنار[‪]٧٦٠‬‏‬ ‫وببركة إلاسلام حلت نقمة‬ ‫هد حين‬ ‫أكلته نار‬ ‫بكتب‬ ‫لم تحمه الفرسان والأوتار‪٬‬‏‬ ‫طرسه‬ ‫وكذا المهنا عادل بين الورى‬ ‫ذو هيد‬ ‫ة للمع‪٦‬‏‬ ‫دي قَ_ارُ(ا)‬ ‫وقد تباريا‪ ،‬هو والشيخ القطب الرباني الرئيس أبو نبهان جاعد بن خميس‪،‬‬ ‫فالمصراع الأول من هذه القصيدة روايته هنا لأبي نبهان‪ ،‬والثاني للشيخ الأديب‬ ‫سعيد بن محمد الغشري‪ ،‬المذكور أنفا‪.‬‬ ‫ألمتتنا لهم كل‬ ‫وإن لهم على الناس الطوائلل‬ ‫الفضئئل‬ ‫وقد كانوا جبالأ في الزلازل‬ ‫وكل الناس كان لهم قديما‬ ‫فمن لي مثل وارث بن كعب‬ ‫وص‬ ‫ك‬ ‫لت‬ ‫‏‪ ٦‬آ ] ى‬ ‫ل مالك والمينا‬ ‫<‬ ‫ذ ج‬ ‫إبام عادل بطل خلاحل‬ ‫لقد نشروا من‬ ‫حمى دين الإله عن الأرانل‬ ‫ل شذذان خليل‬ ‫وصلت نجل قاسم فهو عدل‬ ‫إبام للم يخف في اللله عاذل‬ ‫غداة الروع من بطل مناضل‬ ‫وابن تميم عزان فحسبي‬ ‫إبام‬ ‫في الفرايض والرسائل‬ ‫فلا تنساه من كرم الشمائل‬ ‫إبام زاهد زاكي‬ ‫فعامر نجل راشد ذو الأيادي‬ ‫الخصائل‬ ‫مصابيح الدياجر في المحافل‬ ‫وغيرهم فلا يحصي نظامي‬ ‫هم‬ ‫العدل‬ ‫العلائثل‬ ‫الأبطللل والأبدال كانوا‬ ‫فما تركوا من‬ ‫هم للمكومات وللىعللي‬ ‫الفحشاء باطل‬ ‫وهم وضحوا براهين الدلائل‬ ‫هم الراقون أعلى كل مجد‬ ‫ترى فوق‬ ‫النجوم لهم منازل‬ ‫) ) انظر نص القصيدة كاملة في ديوان الغشري‪ ،‬وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان‪،‬‬ ‫مسقط ‪ .‬صل‪‎‬‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.١٥٢٣‬‬ ‫‪٣١‬‬ ‫هم حصن البرايا في‬ ‫هم‬ ‫وهم‬ ‫الزرايا‬ ‫السادات حسك‬ ‫غرث‬ ‫هم الز اكون‬ ‫الأنام‬ ‫أخلاة‬ ‫إذا ظلم الأيامى والأراسل‬ ‫للبرايبا‬ ‫وهم‬ ‫معاقل فى‬ ‫إذا اعتقلوا الصو ارم والذوابل‬ ‫لذا في الغي قد جمع الأساف ل‬ ‫أسود‬ ‫‪ 1‬وديذ‬ ‫الشدايد والنوازل‬ ‫‪1‬‬ ‫فليس البحر تشبهه الوشئئل‬ ‫فهل في الناس مثهم فخارا‬ ‫فلا في العالمين لهم مماثل‬ ‫فإن أبصرت مثلهم فقل لي‬ ‫فحاشا ما الثواقتب كالجنادل‬ ‫المناقب والمعلالي والفضائل‬ ‫رعايا بع‬ ‫دنا الجحافل‬ ‫فلا معشار عشرهم ترى في‬ ‫فصتيرنا‬ ‫الزمان ولاعتاب‬ ‫ذمه ا‬ ‫فصبراً ثم حمداًثم شكرا‬ ‫‪3‬‬ ‫على زمن أتانابالغوالل‬ ‫شنيع للأواخر والأوائلل')[‪.]٧٦١‬‏‬ ‫على المختار خير الخلق طرا‬ ‫وقال الشيخ سعيد بن محمد العشري أيضا في ا لأيام وأحداثها وتضاربها‪ ،‬شعرا ‪:‬‬ ‫جزى اله أيامي بخير لأنها‬ ‫وصرت‬ ‫بصيرا‬ ‫أتي على تكراره العجايبا‬ ‫لكثرة إتياني بهن التجاربا‬ ‫حليما ولا أيامه صرت نادبا‬ ‫بعدما كنت جاهلا‬ ‫فليس عل الشيب الشباب مفضلا‬ ‫تقاصر عن بون الرجال مذاهبا‬ ‫تفاضلت الأشياء لكن بونها‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث و التدقيق تبين لنا أن هذه‬ ‫خمبس‬ ‫القصيدة غير موجودة بين‬ ‫الخروصي التي ما تز ال مخطو طة‪.‬‬ ‫ح حفظها لنا ابن رزيق‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫أشعار العلامة الشيخ جاعد بن‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫خلا‬ ‫ومن‬ ‫قد‬ ‫فعلم‬ ‫وزهد‬ ‫من‬ ‫ستة‬ ‫فيو‬ ‫شجاعة‬ ‫وا ل ‪/‬‬ ‫حيأ أو يكن كاس‬ ‫خامل‬ ‫يبا‬ ‫ومال جزيل في الشبيبة كاسبا‬ ‫عميم على العافين قد صار سابا‬ ‫فتى‬ ‫وهيبة سلطان قوي وناسك‬ ‫فدونك آلات الوجاهة من يرى‬ ‫وما كلتقى من‬ ‫المنية شربا‬ ‫قعود على كور الوجاهة راكبا‬ ‫بدنياه والأخرى فلا يألو راغبا‬ ‫يبتغي لوجا هة‬ ‫ألا فاطرح مدح الأنام وذمهّم‬ ‫سيدا‬ ‫وكن للذي يرضي إلهك طالبا‬ ‫مطاعأ وساميت النجوم الثواقبا‬ ‫خله‬ ‫وأصحابه والغانيات الكواعبا‬ ‫وكن حازماأذامة متيقتظلا‬ ‫وأنشب إلى العلياء منك مخالبا‬ ‫فلن كنت يوما هكذا صرت‬ ‫[ ل‪`١‬‏ فاصحب‬ ‫عسى‬ ‫دونك‬ ‫‏‪ ١‬لأكياس و الكأس‬ ‫الجوز ‏‪ ١‬تكون‬ ‫وللزآمن الغدار تقهر غالبأ(')‬ ‫حفرظلة‬ ‫وله أيضا حكمة رائقةش وعظة فائقة لمن كان به قلب وآله في سمع‪:‬‬ ‫كفى عظمة للموقنين بسايق‬ ‫يسوق الورى حثا إللى يوم موعد‬ ‫كذلك بالقرآن للميت دي هدى‬ ‫هو الموت ما عنه محيص وملجأ‬ ‫بززجر‬ ‫للسادة أملاك كرام وأعبد‬ ‫فكم رشقت سم المنية يافعأً‬ ‫كذلك أريضا‬ ‫عند شيخ و أرد‬ ‫من الكاعبات‬ ‫النهد العين خرد‬ ‫وكم وسدت تحت الثرى باختطافها‬ ‫فلا تأمن البوت طرفة ناظر‬ ‫(‪ (١‬ديوان الغشري‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫عظيم‬ ‫راد ع وتهدد‬ ‫ولا تقطع البيدا بغير تزود‬ ‫‪ .٤٨‬مع اختلاف في كثير من مفردات أبيات القصيدة‪. ‎‬‬ ‫‪٣٢٣‬‬ ‫أمولاي فارحم ضعف حيلي وقوتي‬ ‫عصيتك كالمقهور حين يقودني‬ ‫فلا حجة هدي لديك وليس لي‬ ‫ولا تأخذني بالذ ي كسبت يدي‬ ‫هوى النفس والشيطان خلع مشردي ‏[‪]٧٦٢‬‬ ‫فيا عجبا من ليس يدري قراره‬ ‫سوى باعترافي أنت ذو الطول واليد‬ ‫جنان العلي أو في عذاب مخلد‬ ‫يكون غدا أنى تقر عيونه‬ ‫وينعم عيشا أو يقر بمرق د‬ ‫ولو لم يكن لم يهن نوم لعاقل‬ ‫ولم يحلو عيش مع شراب مبرد‬ ‫ولكن فالآثال فضل و نعمة‬ ‫فطوبى لعبد راقب الله دهره‬ ‫وبالسادة الغرالميامين مقت دا‬ ‫وقال أيضا يمدح النبي محمد‪ ،‬صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫خطرت تميس تبخترا وتلا‬ ‫تجر‬ ‫جات‬ ‫فضحت بذاك الخطر بانا أملدا‬ ‫والنشر مسك حين وافاه النذا‬ ‫ما الرأي في نشر علا وتبدا‬ ‫‏‪ ١‬لأتحمي وراءها‬ ‫خوف الرقيب تجردت من حليها‬ ‫هيفاء ناعمة‬ ‫حور اء قد‬ ‫سحرت‬ ‫وتريك وجها‬ ‫ريا الخلالخل ذات فتك واعتدا‬ ‫رد ‏‪ ١‬ح كا عب‬ ‫بطرف‬ ‫كم أوردت من عاشق حتف‬ ‫أحور‬ ‫وأثيث فرع كالعثاكل أجعدا‬ ‫كالغزالة مشرقا‬ ‫فرأيت ياقوتا ودرا قد بدا‬ ‫بانت تحنشني فتبسم تارة‬ ‫وقد اجتمعنا‬ ‫ماا حتو ‪5‬‬ ‫ة‬ ‫ء‬ ‫الردى‬ ‫حجر وحل كل ما تحت الر تدا‬ ‫زارها‬ ‫َ‬ ‫قد بت أجني ما ألذ واشتهي‬ ‫ياليت هذا الليل ليلا سرمدا‬ ‫) بعد البحث والتدقيق تبين لنا أن هذه القصيدة غير موجودة في ديوان الغشري حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫ولذيذ‬ ‫نحل‬ ‫أو نمير برد‬ ‫وحديثها يشفي العليل الأرمدا‬ ‫أترابها وأتت تزور العدا‬ ‫وتقول خنت وما وفيت‬ ‫المو عدا‬ ‫فألنت قولي ثم قلت لها اسمعي‬ ‫ما مال قلبي عنكم وترددا‬ ‫إن كنت خنتك في المحبة طرفة‬ ‫فهيجوت خير‬ ‫العالمين محمدا‬ ‫وجحدته التوحيد في أفضاله‬ ‫وزعمت أن له شريكا في الندا‬ ‫العالمين بواحد‬ ‫شرفا وعلياءً تطول وسوؤددا‬ ‫وقرنته في‬ ‫طرأ وفي الذكر الحكيم ممجدا‬ ‫من كان في كتب الإله مديحة‬ ‫هل ناطق بفم يطيق صفاته‬ ‫أو عشر معشار يكون مُمّددا‬ ‫وطأ البسيطة والسماء ألابعدا‬ ‫كلا وحاشا وهو أفضل مرسل‬ ‫لولاه مادنياولا‬ ‫أخرى‬ ‫وضح الصراط ليقتديه من اقتدا ‏[‪]٧٦٣‬‬ ‫و لا‬ ‫لولاه ما سمك السماء ولا بها‬ ‫جعل النجوم بهن ليلا يهتدا‬ ‫ولها لقد أرسى الجبال الجلمدا‬ ‫لولاه ما بسط البسيطة ربنا‬ ‫كلا ولاش مس ولاقمر بدا‬ ‫لولاه ما الأفلاك دارت لم تزل‬ ‫لولاه ما صبح منير لائلح‬ ‫متلأليء نسخ الظلام الأسودا‬ ‫لولاه ما اختلف الرياح لواقحا‬ ‫ونشا السحاب بسرعة فتبددا‬ ‫بماله‬ ‫غدقأ ولابرق ورعد أرعدا‬ ‫لولاه ما‬ ‫جاد‬ ‫السحاب‬ ‫لولاه ما البحر العظيم ترانفت‬ ‫أمواجه تترى وأصبح مزبدا‬ ‫لولاه ما أضحى المطيع بجنة‬ ‫والمشرك العاصي بنار خلدا‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫لولاه ما إلا سلام صار بعزة‬ ‫لو لاه ماللتو اب بعد‬ ‫مترفعا َ و الكفر صار‬ ‫عماله‬ ‫وضالظه نال‬ ‫لولاه ما أم الحجيج ليشرب‬ ‫وبأثر ‏‪ ٥‬حادي‬ ‫طابت بطيب الهاشمي وخيم المعر‬ ‫وف في‬ ‫مشرد‬ ‫النعيم‬ ‫المطايا‬ ‫السَرمد ‏‪١‬‬ ‫قد‬ ‫حدا‬ ‫ساحاتها وتبه دا‬ ‫قد راودته الشم من ذهب فما‬ ‫تاقت‬ ‫هو صفوة الرحمن بل هو حجة‬ ‫لله وهو على البرية أشهدا‬ ‫اليها نفسه‬ ‫وتزهُْدا‬ ‫فاختار فقرأ زاللا متكر}سا‬ ‫واعتم سربال القناعة وارتدا‬ ‫وهو المجاهد في الإله بنفسه‬ ‫والله ألسله بنور رحمة‬ ‫وبحجة حسم الضلال ضياؤها‬ ‫وهو الذي بيت المفاخر شيدا‬ ‫للعالمين بها الأنام تغتً‬ ‫دا‬ ‫فغدا الشقي بريبه مترددا‬ ‫يوم الحساب وراق ذاك الموعدا‬ ‫لا ذوا به إذ عاينوا أبرأ بدا‬ ‫وهو الشفيع لمن حواه محشر‬ ‫فالأنبيا والرسل ثم ملايبك‬ ‫حسب النبي بما حباه إلا فة‬ ‫مجدا وتشريع يتوق الفرق دا‬ ‫وبداه قبل عتابه بالعفو هل‬ ‫أحد بعفو ما سواهيبتدا‬ ‫لم يدعه في الذكر يوما باسمه‬ ‫كدعائله للمرسلين مع الندا‬ ‫صلى عليه الله مع أصحابه‬ ‫تمسك واقتدا‬ ‫بعداد ما يبرى وما‬ ‫هو‬ ‫والتابعين ومن‬ ‫لا تنقضي موصولة عدا الم‬ ‫خاللق‬ ‫() انظر القصيدة في ديوان الغشري‪ ،‬ص‬ ‫دا‬ ‫‏‪ .١٣١-١٢٩‬مع اختلاف كثير في مفردات القصيدة ‪.‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وله ألأضا في‬ ‫عمان‬ ‫و عظم ل ائها ؤ و عدم‬ ‫عمان‬ ‫تفشى د او ها‬ ‫مد اويها ‪:‬‬ ‫فأين طبيب القوم يبري الحبوكرا‬ ‫وتطور ‏‪١‬‬ ‫وأين الفتى النطيس يرجابه الشفا‬ ‫لداء دفين في‬ ‫أيرجى شفاء والرجال تقاعسوا‬ ‫وحربان صاروا في لمدائن والقرى[‪]٧٤٦‬‏‬ ‫فاما ظل و م للنلساد‬ ‫فيا شهداء‬ ‫و أم‬ ‫مشمر‬ ‫الله في ا لأرض‬ ‫ويتلو ‏‪ ٥‬في‬ ‫‪٦‬ح‬ ‫و ا ‏‪١‬‬ ‫وقت‬ ‫هذه‬ ‫وهذي‬ ‫و الضحى‬ ‫قويم‬ ‫ودينكم دن‬ ‫وما‬ ‫بله‬ ‫هلاك‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫تو اليتم‬ ‫وليس‬ ‫على‬ ‫و هاكم‬ ‫وصلى‬ ‫الساعي‬ ‫لار‬ ‫على‬ ‫يكون‬ ‫‏‪> ٠‬‬ ‫تمو‬ ‫وما طاف‬ ‫موفقا‬ ‫(‪ )١‬المرجع نفسف‪©،‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫ت‬ ‫بها الحة‬ ‫هما‬ ‫‏‪١‬‬ ‫بالقلب‬ ‫أبصر ‏‪١‬‬ ‫فعلها صار ع الورا‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ي ء‬ ‫ت‬ ‫ًَ‬ ‫سترا‬ ‫المجه و د يوما‬ ‫عل‬ ‫ببدو‬ ‫( الخلق‬ ‫ساطعا‬ ‫تعذر ‏‪١‬‬ ‫ا ا‬ ‫تح سر ر‬ ‫سُطرا ا‬ ‫قد تفجر‪1‬‬ ‫صيب‬ ‫وقت‬ ‫المشي‬ ‫صبا‬ ‫وقت‬ ‫السُحير مبشر ‏‪١‬‬ ‫وهب‬ ‫و أطر ‏‪١‬‬ ‫وحي على داع إلا له وكبرأاا‬ ‫طلائف‬ ‫‪ . ٢٠٦_٢.٥‬مع‬ ‫للحق‬ ‫للرشاد‬ ‫تنور‬ ‫أأعاديكم بغيظ‬ ‫ولله تقدير‬ ‫وما رنحت بان الغوير شمائل‬ ‫حول‬ ‫دو‬ ‫ومر ن بذل‬ ‫لاي كلما‬ ‫البرت لله‬ ‫والدين‬ ‫وإن دخل الملح الفساد فما ثرا‬ ‫ات لكل مهذب‬ ‫المختار مو‬ ‫من‬ ‫وشؤم‬ ‫ولله لد‬ ‫وليس عليكم فوق مبذول جهدكم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫سترا‬ ‫فلا يتحرى وهو للجور قد صرا‬ ‫فما طمعو ثم التداهن بينكم‬ ‫‪.٠‬‬ ‫ف‬ ‫اعوجا ج كمن‬ ‫خصلتين فإنها‬ ‫در‬ ‫سيو‬ ‫ا لهند‬ ‫بكم بهتد ي‬ ‫وما الحق إلاأكامل بتمامه‬ ‫وحذركم من‬ ‫بالنمول‬ ‫به الحق وضاح لمن قد تذثرا‬ ‫دالله ملح بلاده‬ ‫بحم‬ ‫\ لبد‬ ‫تدثر‬ ‫|‬ ‫محجة ربي تستبين لمن درى‬ ‫فيا حيرة هذا الكتاب أمامكم‬ ‫العشيات‬ ‫ت‬ ‫القلوب تسرسرا‬ ‫اختلاف كثير في‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫مفردات القصيدة‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال‬ ‫ألضا وعظا وحكمة‪:‬‬ ‫وقفت على الأطلال من بعد أهلها‬ ‫وساعلتها عنهم فظم تستمع ركزا‬ ‫مذلة‬ ‫وقد طال ما اعتموا بأيامهم عزا‬ ‫أجابت صموتا شرد القوم حتفيم‬ ‫وألبسهم ذفي الرب‬ ‫ثوب‬ ‫وهزّعليهم صارمات الردى هزا‬ ‫وقد جرردوا سيف المظالم في الورى‬ ‫وازوا بسوط الجور كل الورى أزا‬ ‫فأين هم صاروا وأين جيادهم‬ ‫تفز بهيم في كل حادثة فزاًا‬ ‫وأين غوانيهم فعهدي كأنيا‬ ‫وولدانهم مثل‬ ‫البدور تبادروا‬ ‫فماتوا ولم يبق لهم غير وزرهم‬ ‫ألا فافتتي إن كنت أ صر تاجر‬ ‫فربح بضاعات‬ ‫القيامة‬ ‫جسًة‬ ‫ولا تك ثرثاراً ضحوكا مشقشة_أً‬ ‫وكن خاشعا بين الورى متواضعأً‬ ‫لعلك في‬ ‫الجنات تحظى بحورها‬ ‫شموس تجر الأتحمَة والخزا‬ ‫وقد حوا الإبريز واشتملوا قز‬ ‫كأن لم يكونوا أسهم للحمى عزا‬ ‫بضائع من تقوى و جنا الهوى جزا‬ ‫ولا تقتني يومأ عقارأ ولابز‪-‬ا‬ ‫ولا تتعوّدن النميمة والغمزا ‏[‪]٧٦٥‬‬ ‫تعافى ولا تخخشى مطالا ولا وكزا‬ ‫ولم تخش في النيران كيأ ولاكز‪(-‬ا‬ ‫وقال يمدح السادة الملوك من بني خروص‪:‬‬ ‫شمس‬ ‫تر اءت لنا‬ ‫م نور‬ ‫مقباس‬ ‫أم ظبية الإنس في أترابها برزت‬ ‫رجراجه الرف لفاء إذا خطرت‬ ‫)‪ (١‬المرجع نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪ . ٢١١‬مع‬ ‫م بدر‬ ‫من‬ ‫نصبي‬ ‫تم بدا‬ ‫كل‬ ‫ميقات‬ ‫عذينين‬ ‫فتانةا ل ب‬ ‫الحليم‬ ‫اختلالف كثير في مفردات القصيدة‪‎‬‬ ‫أغخلاس‬ ‫‪.‬‬ ‫برنات‬ ‫ماس‬ ‫ووسو‬ ‫اس‬ ‫تريك درا ومرجانا إذا ابتسمت‬ ‫نشر‬ ‫بها اصفرار بياض من تضمًخها‬ ‫بالزعفران ومرورد وأوراس‬ ‫تجرً أذيال مرط في التراب على‬ ‫أمثذنال مقباس‬ ‫هيفا كعوب لعوب‬ ‫لباتهي‬ ‫‪.‬‬ ‫القرنفل يبدو‬ ‫ا عسجة‬ ‫بين‬ ‫أضر اس‬ ‫غادة فتنت‬ ‫لطيفة القة‪٥‬‏ لا طول ولاقصر"‬ ‫صقيلة الخة لعسا ذات إيناس‬ ‫بلابله‬ ‫ومن هموم ومن بؤس ومن باس‬ ‫تسلي فؤاد ضجيع من‬ ‫كم قانت ناسك لما تلسّحها‬ ‫قادته للهو تكلينا بأمر اس‬ ‫الثواء به‬ ‫وصار في حذ‪٦‬‏ إتلاف وإبلاس‬ ‫قل للمريض‬ ‫الذي طال‬ ‫من شف ريقتها ترياق علته‬ ‫بذاك قال الطبيب الحاذق الأسي‬ ‫يا حبذا زمن ربع الشباب به‬ ‫وتاج رونقه يبدو على راسي‬ ‫ب بيا‬ ‫زارت على رغم نام وجساس‪.‬‬ ‫دهر تذكرت وصل الغانيات به‬ ‫وحد‬ ‫ذ ا لبأ‬ ‫ا‬ ‫]‬ ‫ر الحد‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‪- ٠‬‬ ‫تصاعدت عند ذكر الوصل أنفاسي‬ ‫غازلتها سَمسَرأ باتت تحد‪١‬ثنى‏‬ ‫وتنثر الدر لم تخش لحراس‬ ‫ثم اندرجنا بتذكار الملوك هُ‬ ‫أتكاس‬ ‫بنوخروص ملوك غير‬ ‫وغيثها في الطوى بل طودها الراسي‬ ‫كانوا شموس عمان في حنادسها‬ ‫أم كلهم أودعوا أطباق أرماس‬ ‫هل من ملوكهم نسل بقي لهم‬ ‫وهمة سمكت في ساعة الباس‬ ‫قالت نعم ولهم سيما بأوجههم‬ ‫عرق الكرام لهم قد دس مكرمة‬ ‫والعرق إن مرا دهرا أيأسّتاس‬ ‫مافي نواديهم لغو ولا هزل‬ ‫إلا التلاوة من صدر وكراس‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫ما ضعضع الدهر هسّات لهم أبدأ‬ ‫الزاهمدون ملوك لوترى لهم‬ ‫يرجا الشفاء وإن طال الزمان بهم‬ ‫ما ضر من عثر الدهر الخؤون به‬ ‫وبعد حمد‬ ‫إلهي فالصلاة على‬ ‫و لا‬ ‫الس‬ ‫كانو ‏‪ ١‬لفكان‬ ‫بمال فقر‬ ‫ند ذ‬ ‫وطهماس‬ ‫فلاتنظر‬ ‫للتاس‬ ‫الس‬ ‫وخناس‬ ‫الد‬ ‫عو ة وسو‬ ‫لبا تو‬ ‫باد‬ ‫ار ى‬ ‫اب‬ ‫و أجناس‬ ‫نبتا المرتقي عن كل أدناس"‬ ‫وقال يمدح السابقين منهم‪ ،‬من الأئمة والسلاطين شعرا‪ :‬‏[‪]٧٦٦‬‬ ‫تزيني صدودا َ مالذي قد‬ ‫أزاعك مبيض‬ ‫بدالك‬ ‫المشيب بمفرقي‬ ‫ألم تريا أن الجديدين إن لم يزل‬ ‫أيبقى شباب يا ابنة القوم لامرئ‬ ‫فعهنك قبل اليوم لست بفارك‬ ‫فول عما كان عهدي بحالك‬ ‫يتيض يوما كل أسود حالك‬ ‫سليل ملوك صار مثل الصعالك‬ ‫إذا عظمت نفس الفتى في مرادها‬ ‫فما الجسم إلا واقع في المهالك‬ ‫ملوك خروص حين ينشر ذكرهم‬ ‫غدت كل أملاك الورى كالصعالك‬ ‫دعيني وتذكار الملوك الذين هم‬ ‫فغيث الورى كانوا وكانوا غياثهم‬ ‫وتعجب من فرسانهم يوم عوتب‬ ‫فما لعبت بين العزاوي جيادهم‬ ‫فلا ينسى أهل الفضل سابق مجدهم‬ ‫لهم سرير ‏‪ ٥‬مشهور‬ ‫() المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪ ٥‬نبوية‬ ‫رقوا منزلا فوق النجوم السئوامك‬ ‫وكانوا شموسأً في الليالي الحوالك‬ ‫وأفعالهم عند القنا المتشابك‬ ‫ولكنها لتابة في المعارك‬ ‫فما لهم في مجدهم من مشارك‬ ‫بها كل ظلم عابس غير ضاحك‬ ‫‏‪ .٢١٧١-٣٢١٦‬مع اختلاف في كثير من مفردات القصيدة ‪.‬‬ ‫خشوعأ فما من مالك غير ناسك‬ ‫فأملاكهم زي المساكين زيهم‬ ‫هم السالكون النهج خير المسالك‬ ‫هم الزاهدون المالكون نفوسهم‬ ‫هم عصمة الدنيا وأفلاك أهلها‬ ‫فمن كان يوما للروعة‬ ‫يصع لنسول‬ ‫وقال‬ ‫هم الوفد للرحمن‬ ‫حافظا‬ ‫وللأدب الأسنا يرى غير تارك‬ ‫وما وّطدوا أهل النهى غير هاتك""'ا‬ ‫القوم باللين جانبا‬ ‫الرضي اللوذ عي‬ ‫أبضا يرثي الشيخ‬ ‫يوم‬ ‫الضنائك‬ ‫الوفي خميس‬ ‫بن‬ ‫مبارك‬ ‫بن‬ ‫يحي‬ ‫‪ ١‬لخر و صي‪: (٢ ) ‎‬‬ ‫حقيرأ وجادت مقلة العين بالدم‬ ‫هو الخطب حتى صار كل معظم‬ ‫لطود ثوى من آل أزد به احتست‬ ‫قبائل شتى من نزار وجرهم‬ ‫خميس فنفس واحد غير أنه‬ ‫به قد غنينا عن خميس عرمرم‬ ‫كفى قأ‬ ‫لذا شهرت أعداؤه السمر والقنا‬ ‫م منه بخطمنمنم‬ ‫شانون ألفاً من شجاع مقدم‬ ‫له سيف رأي لا تطيق لقاءه‬ ‫لقد نال سلطان ولكنه اكتسى‬ ‫وخول أمرأ نافذأ غير أنه‬ ‫تسربل بالحلم الرزين المخيم‬ ‫فمات وما ماتت أياديه في الورى‬ ‫يشّددها الراوون في كل مجثم‬ ‫مصيبته‬ ‫ما‬ ‫خصت‬ ‫(`( المرجع نفسهكك‪ ،‬ص‬ ‫ا لأزد‬ ‫‏‪٢٨٥‬‬ ‫‪.‬مع‬ ‫التواضع حتى‬ ‫ولكنها عمت على كل مسلم‬ ‫وحد ها‬ ‫اختلالف‬ ‫كالفقير العدم‬ ‫في كثير من‬ ‫مفردات القصيدة‬ ‫)‪ (٢‬خميس بن مبارك بن يحي الخروصي‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪٤ ١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫هي الأري جاعتنا بأم حبوكر‬ ‫مفتتة الأكباد مع كل صلام‬ ‫إلهنا‬ ‫على كل صعلوك وشيخ مكرم‬ ‫ولكنه حتم قضاء‬ ‫رضينا بحكم الله فينا وعدله‬ ‫ألاييبا بني‬ ‫ا[__‪١‬‏‬ ‫ند ا فانا‬ ‫و ‪:‬‬ ‫تعالى إلهي من كريم ومنعم‬ ‫سكارى حيارى في غرورمُ‪٦٥‬هُم‏‬ ‫تم‬ ‫على غير شيء كالخيال المسلم‬ ‫تكالتا فيها غرور" وباطل‬ ‫ألا كلنا داء الجنون برأسه‬ ‫سوى السادة الزهاد من‬ ‫ألا كل جمع زائل ومفرق‬ ‫ألا إن من آمالنا قد تعج‬ ‫وهل كل‬ ‫ت‬ ‫كل‬ ‫أشهم‬ ‫حي للثرى بسلم‪.‬‬ ‫وأزرت بها آجالنا حين ترتبي‬ ‫وما نبذ الأخرى فتى ذو تفهم‪.‬‬ ‫على المصطفى الهادي النبي المكرم("‬ ‫فما طلب الدنيا فتى غير جاهل‬ ‫وصلى إله العرش ما عسعس الدجى‬ ‫وقال‬ ‫‏[‪]٧٦٧‬‬ ‫ألضا في رسالة لجماعته و عمومته وفي وصف‬ ‫ديار هم ‪:‬‬ ‫ألاقل لبنى شاري من الأزد يشكروا‬ ‫البا على دار تعج نهورها‬ ‫بها جنتان عن يمين ويسرة‬ ‫بها اختلفت أشجارها وخمورها‬ ‫بها سور صخر سامك الطود باذخ‬ ‫لذا بعمان ليل خوف تسعست‬ ‫لا اكرم بدار مخ التم سورها‬ ‫حناد سها لما توارت بدورها‬ ‫وفي أهلها نار الحروب توق دت‬ ‫إذا ورياح الجور هبت دبورها‬ ‫‏(‪ )١‬انظر‬ ‫أقص سيدة في ديوان‬ ‫ا( لغشر ي‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪. ٣٦١٣٦‬مع‬ ‫القصبد ة ‪.‬‬ ‫‪٤ ٢‬‬ ‫اختلاف‬ ‫في كثيرز‬ ‫من‬ ‫مفر‬ ‫دات‬ ‫تطلع فجر العدل في عرصاتكم‬ ‫وهب نسيم الأمن ثم سرورها‬ ‫سقى الله غاب الأسد من وابل السما‬ ‫ملخا متى دارت عشى وبكورها‬ ‫ستالا وعلياها وبلدان بينها‬ ‫كذلكم سونى وطاب هجيرها‬ ‫فم عمان فهي شخص‬ ‫فواديكم وجه وعلي‬ ‫وسيد دنيانا إذا وأميره ا‬ ‫مكرم‬ ‫‪ ١‬ح‪‎‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫وظل عريش الحيل منها بصيرها‬ ‫‪4‬‬ ‫ولم أر ما العقبى يعود مصيرها‬ ‫فهذا بعصري و الخطوب شريعة‬ ‫ألا يالقومي نعمة الله قوّدوا‬ ‫بإجسانكم إن الزوال كفورها‬ ‫فأسلافكم كانوا ملوكأ على الورى‬ ‫بإجسانهم سادوا ولسًا يخالفوا‬ ‫بإجسانهم و العدل للقوم نورها‬ ‫ودان لهم سهل‬ ‫فكن محسنا قولأ وفعلا لتقتتني‬ ‫عريسك‬ ‫وصلي على المختار مولاي كلما‬ ‫القرى ووعورها‬ ‫والأيام وشكا‬ ‫فرورها‬ ‫هما صيّب وانهل منها نمره(‬ ‫وله خطبة في المأكو لات والمشارب وهي‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله على جزيل نعمه التي لا تحصى‪ ،‬وليس لها غاية ولا أقصى‪ ،‬حمداً جزيلا‬ ‫عدد ما خلق وبرى‪ ،‬وما يخلق في المستعد إلى يوم الطأمة الكبرى‪ ،‬الذي رزقنا‬ ‫رطبا جنيأ وخبزأ مطويأً‪ ،‬ولحمأ مشويا ومن بجامعة الألباب على الأنام ‏[‪]٧٦٨‬‬ ‫وجعلها من طيب المأكولات والطعام وأحل من فضله لحوم الأنعام‪ ،‬نعمة جليلة‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين لنا أن هذه القصيدة غير موجودة في ديوان الغشري حفظها‬ ‫رزيق‬ ‫في‬ ‫مخطوطته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫‪٤ ٣‬‬ ‫لنا ابن‬ ‫تعرفها الأفهام‪ ،‬صنعة الأبازير‪ ،‬من شواء وضعيف وقدير‪ ،‬وجعل لنا الأرز من‬ ‫مكان سحيق نعمة جليلة بتحقيق‪ ،‬فكيف إذا أضيف الأرز باللحوم وكشط السمن‬ ‫والأبازير والشحوم‪ ،‬وأنضج بنار لينه‪ ،‬وأترك ساعة هينه‪ ،‬ونقل من القدور إلى‬ ‫الصحون‪ ،‬وتحقق للأكل المظنون فرمقت إليه الأحداق‪ ،‬وامتدت إليه الأعناق‪،‬‬ ‫وترفقت على الصحون الرفاق‪ ،‬فحينئذ تسمع للحناجر وجيبا‪ ،‬وللأسنان صلصلة‬ ‫وقشيبا‪ ،‬فأنبرت عساكر الجوع مهزومة‪ ،‬حين رأت فرسان الشبع مزمومة‪ ،‬فيالها‬ ‫من وقعة يذهب منها البؤس‪ .‬وتطيب منها الخواطر والنفوس ومعركة ما بها من‬ ‫جريح ولا قتيل ولا صياح ولا عويل‪ ،‬ثم جيء بالشنجال والحلاوات ألوان‪ ،‬وفواكه‬ ‫مختلفة ورمًان‪ ،‬فاستجرت رماح الأكل تارة‪.‬حتى وضع الحرب أو زاره‪ ،‬وردف‬ ‫بالأبلوج وملال الصين وصب عليه من ماء معين‪ ،‬فيالها من نعمة إن اعلتها‬ ‫السسكر‪ ،‬ويالها استدراجات‪ ،‬إن من قرنها الكفر وصلى الله على محمد عليه الصلاة‬ ‫والسلام‪.‬‬ ‫وقد صنع أبو محمد بن سعيد المذكور مقامات عدة على منوال مقامات الحريري‪،‬‬ ‫فمن هذه المقامة المسماة مقامة السُونيةظ فقال‪ :‬روى اليافث بن تمام‪ ،‬قال‪ :‬أجدبت‬ ‫ألزضنا ذات سنة حتى منع الطوى من السئنة‪ ،‬وأقوت من الأقوات الربوع و‬ ‫المرابع فلذا تجافينا من الجفا عن المضاجع‪ .‬وأمسكت السماء عن الرجع‪ ،‬والأزض‬ ‫عن الصتدع‪ ،‬ولم يبق وسنان يغط‪ ،‬ولا بعين يأط‪ ،‬وطالما استسقينا‪ ،‬فلم نسق ديمه‪.‬‬ ‫فحينئذ أزمعت الترحال إلى سوني القديمة‪ ،‬فلم أزل أنجد وأغور‪ ،‬وأقطع الدمث‬ ‫والوعور‪ ،‬والصحاري والصخور إلى أن وافيت جنابها الرحيب‪ ،‬وروضها العشيب‪،‬‬ ‫وزهرها القشيب‪ ،‬فما لبث إلا لمحة ناظر‪ ،‬أو كخطفة طائر‪ ،‬حتى رأيت الجماعة‬ ‫‪٤ ٤‬‬ ‫ينقضتون‪ ،‬ولا انقضاض الشهب ويوفضون‪ ،‬ولا الوفوض على النصب فبادرت‬ ‫مع الزمر‪ ،‬لا أعلم ما الخبر‪ ،‬فإذا بناد رحيب‪ ،‬قد حوى الأحمق واللبيب وأهل‬ ‫العرف‬ ‫متكى ح‬ ‫والمعرفات ۔ واجتمعوا‪ ،‬ولا‬ ‫على عصى‬ ‫أعو ج ۔ قد‬ ‫الجمع بعرفات‪،‬‬ ‫اكتسب‬ ‫خلة‬ ‫فاذا بوسط الننست كهل‬ ‫و عليه سيما‬ ‫الزهادةظ‬ ‫العبادة‬ ‫أعر ج‪.‬‬ ‫وقد تلم‬ ‫بطرته‪ ،‬وأظهر بعض غررته‪ ،‬وهو ينادي بلسان سلق‪ ،‬وصوت صهصلق‪:‬‬ ‫‏[‪]٧٦٩‬‬ ‫أيها الناس‪ :‬ذهب الوفاء وغاض‪ ،‬وتفجر الغدر وفاض‪ ،‬وضترس الدهر بأنيابه على‬ ‫الكرام فعضأ‪ ،‬وأناخ عليهم بجرانه فزذضأآً‪ ،‬وقطع ريش جناحه فيض‪ ،‬وبت منه‬ ‫الخوافي فحض‪ .‬وعصفت‬ ‫عواصف‬ ‫البخل فهّت‪ ،‬وغمضت‬ ‫عيون البذل فما هبت‪،‬‬ ‫وتوقدت نار الباطل فشبّت وتقاعست فتية الحق فما شبت‪ .‬وأنفذ الحيا فذهبتة‬ ‫وحصن الر غيف‬ ‫ولا تحصين‬ ‫عنه الخدود ولا تصعير‬ ‫الذهب‬ ‫المخيف‬ ‫ورفض‬ ‫الفقير‪ ،‬ولا رفض‬ ‫فهل من حر مغيث‬ ‫الدهر لقا‪ ،‬بعدالمملكة والارتقاێ والحجبة والحجب‬ ‫الكنيف۔‪ ،‬وصعرت‬ ‫لأعر ج مستغيث‪.‬‬ ‫قد غادره‬ ‫والكتايب والكتب ي والكنوز‬ ‫والبزّة‪ ،‬والجوائز والعزًة‪ ،‬والصوارم والصواهل‪ ،‬والذوابل والذلايل‪ ،‬والعلم‬ ‫والأقلام‪ ،‬والقلع والأعلام‪ ،‬واليعملات والعمال‪ .‬والحمول والأحمال‪ .‬والملح‬ ‫والملاحة ‪ ،‬والصبوح والصتباحة‪ ،‬والحلايل والحلل‪ ،‬والخلاخل والخول‪ ،‬والراحة‬ ‫و الرا ح‪ .‬وا لأسرة والسما ح‪ .‬والحبور والمحابر‪ ،‬والصبرق‬ ‫والصنابر‪ ،‬وكان جميع‬ ‫ذلك في هجعة‪ ،‬أو كسراب بقيعة‪ ،‬قال اليافث بن تمام‪ :‬فرق الجماعة لذلته بعد‬ ‫عزآّته‪ ،‬وحبوّه لبلاغته ورثقبزته‪ ،‬فجعل يحمدل شكرا‪ ،‬ويشيد للجماعة ذكرا‪ ،‬وأسرع‬ ‫يتعار ج ولا عرج‪ ،‬ويتراوغ ليجهل منه المخرج‪ ،‬فقفوت أثره متواريا‪ .‬حتى أحر‬ ‫الرقيب الساعيا‪ ،‬ثم أجفل إجفال حماره‪ ،‬وانساب مسرعا إلى غاره‪ ،‬فتماايت في‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫السعي إلي حتى ولجت سربة عليه‪ ،‬فإذا عنده شادن أقمر‪ ،‬وبيده كأس أنور‪،‬‬ ‫وحياله شطرنج ومرمر‪ ،‬وحوله صحائف وصحافت ومن الأطعمة أصناف‪ ،‬وهو‬ ‫طورا ينقش العود‪ ،‬وطورأ يتناول بنت العنقود‪ ،‬ويغرّد بتلاحين‪ ،‬و يرقص و لا‬ ‫رقص المجانين‪ ،‬وينشد بصوت رخيم‪ ،‬ولفظ مستقيم‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫باكر صبوحك‬ ‫فللراح فيه‬ ‫بالصباح‬ ‫واردف براحْك في‬ ‫الرواح‬ ‫اراحة‬ ‫تجلو القلوب من‬ ‫التراح‬ ‫رشنف الثغور مع القدا()‬ ‫ببض للنعيم وكله‬ ‫فقلت له‪ :‬أخزاك الله‪ .‬أنسيت مولاك؟ ومن نعمه أولاك‪ ،‬ولم تراقب رقيبك‪ ،‬حتى‬ ‫نسيت من الله نصيبك‪ ،‬فقال‪ :‬ذرني أتقلب في النعمة وربك الغفور ذو الرحمةة‬ ‫وأجن الثمر‪ .‬وأستفد ودع العود ولا ضرم‘ وواسي نفسك ولا تبخل لخيرك‪ ،‬ولا‬ ‫يضرك عبسة غيرك‪ ،‬ثم صمت موجماش وأنشد مترنما شعرا‪:‬‬ ‫‏[‪] ٧٧٠‬‬ ‫و لما رأيت المكر في الناس باديا‬ ‫تماكرت حتى قيل أني مارا‬ ‫وأنشبت أظفاري لأظنفر بالذي‬ ‫أن تحتويه الأكابر‪٬‬‏‬ ‫و عرجت حتى إن‬ ‫رقيت‬ ‫فكم بنفيس بلغتي‬ ‫وكم فرس ذللتها بفر اس‬ ‫تعاظم من‬ ‫تعالت‬ ‫مر اقيا‬ ‫وعدت‬ ‫بلاغتي‬ ‫تي‬ ‫سمو ‏‪ ١‬دونه ن‬ ‫فلم تخفى‬ ‫المنابر‬ ‫علي‬ ‫الَخاير‬ ‫وجادت فلم تبخل علئ العشإير“(")‬ ‫(" بعد البحث و التدقيق تبين لنا أن هذه القصيدة غير موجودة في ديوان الغشري حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في‬ ‫مخطوطته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫‏)‪ (٢‬بعد البحث و التدقيق تبين لنا أن هذه القصيدة غير موجودة في ديوان الغثشنري حفظها‬ ‫رزيق‬ ‫في‬ ‫مخطوطته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫لنا ابن‬ ‫ثم قال‪ :‬كن كأهل زمانك‪ ،‬وعلى أسلوب إخوانك فإنه زمن لهو ولعب‪ .‬ومجون‬ ‫«‬ ‫مضطرب‬ ‫وكذب‬ ‫وهزل‬ ‫“۔ وخد ع‬ ‫و الجاهل و الفقيه “ و العاقل و السفيك‪،‬‬ ‫فإنما اللبيب‬ ‫محروم‘‬ ‫ونفاق‬ ‫ومكر ‘‬ ‫فتغكف‬ ‫وغدر ‪3 6‬د‬ ‫وتقلب ‪.‬‬ ‫و الزنديق مكروم ‘ ثم أمسك‬ ‫استوى‬ ‫فره النبيه والبليكف‬ ‫وتماكر لتباكر ‘ وتزندق‬ ‫عن‬ ‫الكلام ‘ وقال‬ ‫لتصدق ‪.‬‬ ‫دونك النظام ‪:‬‬ ‫ألا واترك الشوم للعاقل‬ ‫ألا فذاخلط الحق بالباطل ل‬ ‫وكن اخملا مع فتى خامل‬ ‫وكن صارم الحة‪٦‬‏ مع باسل‬ ‫وأرض الجليس بماي شتهي‬ ‫وكن في المحاريب مفتيهم‬ ‫الجد أو خامل‬ ‫من‬ ‫وارقص لدى الملعب الحافل |‬ ‫وخل الفضول مع الفاضل‬ ‫وأبدي المجون لأهل المجون‬ ‫خذ‬ ‫الحاضر‬ ‫ساهر‬ ‫النزر لا لغه‬ ‫ولا تشتري السلم بالحاصل‬ ‫ستر مطلوبه‬ ‫ودع ماتع‬ ‫ولو نلت من باقل بقلة‬ ‫فأخرً بسحبان عن باقل‬ ‫وخاد‬ ‫ع‬ ‫ومككر‬ ‫تشارك بني‬ ‫وقدم‬ ‫مت‬ ‫ابك‬ ‫مقل الملڵلوم والعال‬ ‫ويحبوك ب الحظ والنالل‬ ‫و ل‪`١‬‏ تستمع‬ ‫الدهر في‬ ‫عند‬ ‫فإن السلامة في الساحل‬ ‫أأفن‬ ‫ملهم‬ ‫ى‬ ‫لكي تجتني الخير في الآجل(')‬ ‫___ ا‬ ‫فقلت‪ :‬ما أحسن بنيتك‪ ،‬وأقبح نيّتك‪ ،‬وأفصح لسانك‪ ،‬وأخف جنانك‪ ،‬وأكذنب طعنك‬ ‫المازل‪ ،‬وأبطل سيفك الباطل‪ ،‬تعمل عمل الأشقياء‘ وترجو رجاء الأتقياء‪ ،‬أيمهلك‬ ‫الحمام إذا قدم‪ ،‬كلا بل فيحل بك الويل والندم‪ ،‬فقلت لشادنه‪ :‬عليك بالله من هذا الذي‬ ‫بمكره خدع‪ ،‬وبوعظه صدع فما هو إلا يوسفي الجمال‪ ،‬وهاماني الأفعال‪،‬‬ ‫وسحباني الفصاحة وساساني الوقاحة فقال‪ :‬هل يجهل أبو عبيد الفلوجي الذي هو‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث و التدقيق تبين لنا أن هذه‬ ‫رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫القصيدة‬ ‫غير‬ ‫‪٤ ٧‬‬ ‫موجودة‬ ‫في ديو ان‬ ‫الغثشىر ي‬ ‫حفظها‬ ‫لنا ابن‬ ‫أزرى على الشروجي‪ ،‬فحينئذ طمعت برجوعه إلى المحجّة‪ ،‬حين لم ينسبه ‏[‪]٧٧١‬‬ ‫إلى الملل المعوجة ‪ ،‬فقلت له‪ :‬هل لك أن تقلع إلى المتاب ؟ وترغب في المآب إلى‬ ‫التواب‪ ،‬وتجمع بين حسنك وحسناتك‪ ،‬و تدارك غوايتك قبل وفاتك ؟ فقال‪ :‬أتيت‬ ‫لتشرب البحر‪ ،‬أو ليكن الهجر‪ .‬هيهات هيهات والمرجع‪ ،‬حتى اسنودع البلقعذ‬ ‫فعلمت أنه مصرً‪ ،‬وهذا إصرار إبليس‪ ،‬وإنه للضالين قائد ورئيس» فحينئذ أيست له‬ ‫من الرشاد‪ ،‬وقرأت ومن يضلل الله فماله من هاد“‪'(4‬أ‪ ،‬فأيمنت بالحسنات‪ ،‬وأشأمت‬ ‫بالىيئلت‪ ،‬وأخبرت الجماعة بما رأيت من عجابه‪ ،‬وغيّه وإعجابه‪ ،‬فعضوا أناملهم‬ ‫عليه لهفوته‪ ،‬وكادوا أن يتميزوا من الغيظ لحبوته‪:‬‬ ‫الشيخ الممجّد ناصر بن محمد الخروصي‪:‬‬ ‫الشيخ اللبيب الأديب الأريب الممجّد‪ :‬ناصر بن محمد بن سليمان الخروصي‪.‬‬ ‫السمائلي الشاعر الماهر‪ ،‬كان واحد زمانه وفريد عصره وأوانه في علم الأدب‬ ‫وصياغة الشعر‪ ،‬وقد استعمل في غالب زمانه‪ ،‬الصمت‪ ،‬ورفض هدر الكلام‪ ،‬وإذا‬ ‫نطق أتي بحكمة تجلها جها بذة العلماء الأعلام‪ ،‬و إذا سامره ‪ ،‬أديب حاذق‪ ،‬انبعث‬ ‫إليه منه نثر رائق‪ ،0‬ونظم فائق‪ ،‬واقتنص منه حكما واصلية‪ ،‬وبراعات بلاغات‬ ‫غزالية فهو يذود الكرى عن أعين السمار بفواكه النظم والأشعار‪ ،‬وطالما سامرته‬ ‫أيام اخضرار عود الصبى و سجسج ريح أريحيته النايبة عن الصتبا‪ ،‬وجالسته في‬ ‫ضياء نهار‪ ،‬و هو في الذوق السليم ألذ وأعذب من مياه الأنهار‪ ،‬فلم أرمنه إلآ ما‬ ‫تقربه العين‪ ،‬وينشرح به الصتر‪ ،‬ويستر الحشاشة والقلب‪ ،‬فسقى الله تلك الليالي‬ ‫والأيام بوابل رحمته‪ ،‬ودفع عنها ثرة إسخاطه ونقمته‪ ،‬وما نظم الشيخ ناصر بن‬ ‫محمد‬ ‫المذكور‬ ‫(‪ (١‬سورة‬ ‫قصيدة‬ ‫غافر ‪ ،‬الآبة‪‎‬‬ ‫الأ وكان‬ ‫كل ببت منها بيت قصيد ‘ وفرند فريد ذ ولما صنع‬ ‫‪.٣٣‬‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫الشيخ الفاضل القاضي الأريحي الأديب أبو الأحوال سالم بن محمد الدرمكي‬ ‫القصيدة التي مدح فيها السيد المعظم الممجد حمد بن سعيد بن‬ ‫ا للأمام أحمد‬ ‫ومطلعها شعر ‪:‬‬ ‫سوق تباع بها القلوب بلا ثمن()‬ ‫ما بين بابي عين سعنة واليمن‬ ‫تصدوا لمناضلته ومناظرته عدة شعراء وسموا بميسم الأدب‪ ،‬فحرنت بهم سلاهبهم‬ ‫في أول الميدان‪ ،‬ورأوا في آخره العنى لكل طيار العنان‪ ،‬ولما أجرى الشيخ الممجد‬ ‫ناصر بن محمد طرفه‬ ‫في ذلك المضمار قالوا‪ :‬له قصب‬ ‫السبق‪ .‬وقصيدته هي‬ ‫شعر الأشعار‪ ،‬ولله در درايته وأدبه حين قال في منظومته المحضرة الذكر شعرا‪:‬‬ ‫أنا بلبل الشعراء إلا قائل‬ ‫(ما بين بابي عين سعنه واليمن)(")‪.‬‬ ‫فانظر إلى أدب هذا الشيخ الفاضل واحتشامه الكامل‪ ،‬مع علمه أنه هو السابق‪ ،‬لم‬ ‫يرض أن يقول هو إلا لاحق ‪ ،‬فاستعمل لاء النفي عن الإثبات وتلا للشيخ‬ ‫اللرمكي‬ ‫(أيات ثناء بيّنات)‪ .‬وهكذا ينبغي لكل أديب و حاذق أريب لبيب‪ .‬وسمعت‬ ‫عن الشيخ العالم العلامة ‏[‪ ]٢٧٢‬الحبر الفهّامة قطب عمان وشمسها وبدرها الفاضل‬ ‫‏(‪ )١‬انظر القصيدة كاملة في‪ :‬الدرمكي‪ .‬سالم بن محمد بن سالم بن محمد‪ :‬ديوان الدرمكي‪ ،‬مكتب‬ ‫المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية سلطنة عمان‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫الطبعة‬ ‫الأولي ‏‪ ٢٠٠٠‬م‪ ،‬ص ‏‪.٣١٠-٣٠٨‬‬ ‫"( لهذا البيت روايتان ذكرهما ابن رزيق ‪ ،‬هذه أولاهما ‪ ،‬و انظر الثانية في آخر القصيدة ‪.‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫الكامل المجتهد أبي نبهان الرئيس جاعد بن خميس‪ .‬كان يفضل قصيدة الشيخ‬ ‫الخروصي ناصر بن محمد المذكور على قصيدة الشيخ الفصيح سالم بن محمد‬ ‫اللرمكي‪ ،‬وهي التي مدح فيها السيد المعظم المسّجد حمد بن سعيد بن الإمام أحمد‬ ‫وحسب من شهد له أبو نبهان بهذا الشأن‪ .‬وقصيدة الشيخ ناصر بن محمد‬ ‫الخروصي التي وازن بها قصيدة الشيخ سالم بن محمد الدرمكي هي هذه شعرا ‪:‬‬ ‫إن الهنا وافاك يا هذا الزمن‬ ‫أنعم به ما الليل فيك لنا سكن‬ ‫والبس برود الفخر حتى يوم ما‬ ‫بالفوز يقضى بين أهلك والغبن‬ ‫لما أتى فيك الذي‬ ‫عن‬ ‫وصغه‬ ‫تتقاصر الأوهام في الفعل الحسن‬ ‫الهنا‬ ‫أهلوك فيك ولا استقرابهم وطن‬ ‫فهو الذي لولاه ما عرف‬ ‫كلا ولامنك استنذل لراكب‬ ‫صعب ولا قيد الشموس بلا رسن‬ ‫رب المحامد و الندى مولى الورى‬ ‫نجل الإمام السيد المولى سعيد‬ ‫ابن الإمام القرم أحمد ذي المنن‬ ‫ذو‬ ‫الفضا‬ ‫البورس‬ ‫تنتسب‬ ‫عيد ي‬ ‫الفضائل و العلى‬ ‫الكعمي ومن‬ ‫له‬ ‫إذ‬ ‫به ومنه قد شدن‬ ‫ينميه من قبل الخؤلةتتع‬ ‫لو‬ ‫أله‬ ‫القضاء أزمة‬ ‫للرب( ) يمسي‬ ‫منه ولك‬ ‫إليه إذ بسواهلن‬ ‫خضعت نزار وقد أطاعته اليمن‬ ‫العارف المعروف بالمعروف‬ ‫ألتى له صرف‬ ‫حمة إذا لي قيل تعني أنت من؟‬ ‫نأ ‪7‬‬ ‫في الناس شب‬ ‫في الناس فخر فهو ذو فخر ومن‬ ‫التدبير في ذا الخلق وهو المؤتمن‬ ‫عن أن يكون لما ألهم ولا دجن‬ ‫لم تأته حى تراهلهاأنن‬ ‫والشمس في إشراقها في شرقيا‬ ‫فكسا‬ ‫لسني‬ ‫اللو الي و المعاد ي‬ ‫له‬ ‫بالبدر‬ ‫اسما‬ ‫نفع وضّر للسلامة والكفن‬ ‫حلي‪:‬‬ ‫لذ قد‬ ‫ارضي‬ ‫ترك اللعين وكلما يرضى‬ ‫علا فوق النجوم وقد قلن‬ ‫ولربه أرضي وللتقوى ركن‬ ‫به‬ ‫ثم انجلى عنا بها ليل المحن‬ ‫وصفا‬ ‫من‬ ‫الكدر‬ ‫الزمان‬ ‫وأصطحت الأيام من مرض الفتن[‪]٧٧٣‬‏‬ ‫بنوره‬ ‫واخضئرت الغبراء لما أصبحت‬ ‫ملكأ له والكل من فيها سكن‬ ‫والبر ثم البحر خلد أو عدن‬ ‫حتى كأن سهولها ووعورها‬ ‫كم‬ ‫ة‬ ‫مشكل وقيل أمرمعضل‬ ‫_` `‬ ‫ل‬ ‫‪٦‬آ‏‬ ‫ك عقله وله وزن‬ ‫ولكم على أمواله وعداته‬ ‫لتشتت من‬ ‫ولكم على السل الطوال مثال من‬ ‫مهج العدى لسا بهم فيهم طعن‬ ‫و متے ( تفارق‬ ‫يمحو‬ ‫سضّه‬ ‫بد‬ ‫حلت مفارقهم وواصلت الوجن‬ ‫أغمار ها‬ ‫من صدره حقد لهم فيه كمن‬ ‫كتئئبهم بهن وينمحي‬ ‫و متے ( ‪1‬بلين‬ ‫قلالہ م‬ ‫غارة شعواء شن‬ ‫بلغت أسافلهم بلا شرخ وسن‬ ‫فتخاله ا‬ ‫يجدون أنو اع الثقاء إذا استوى‬ ‫فوق الأشق وباللجام له أعن‬ ‫يتزلزل_ون ونازل عنه يرى‬ ‫خوفا فكيف إذا به لهم صفن‬ ‫لم تلق هام فوق جسم إن مضى‬ ‫لله من قلب به عشق‬ ‫سيفا ولاروحا تراها في بدن‬ ‫فتراه إن ماآن حن له وأن‬ ‫الوغى‬ ‫ولنفسه جَسع المعالي قد خزن‬ ‫أفنت مواهبه خزاين ماله‬ ‫‪٥١‬‬ ‫أحد بوزن مئئين أو آلاف من‬ ‫و اذ ‏‪ ١‬بأرض‬ ‫فترى خميس الجدب عنها قد ظعن‬ ‫حل عسكر جوده‬ ‫و على فر اق كنوز‬ ‫ما للحوادث من سبيل‬ ‫يا ثالث العمرين عش‬ ‫ه يوم‬ ‫لعيونها من حولها أصوات زن‬ ‫العطا‬ ‫على‬ ‫عنها بحضن‬ ‫الذي‬ ‫غيثا لنا‬ ‫إن شع بالغيث الستما بخلا وظن‬ ‫وابقا أميرأً لا يرام غلاك ما‬ ‫نقضي بما في‬ ‫أمانه وبه احتضن‬ ‫قلب المؤمل منك بالجود اطمأن‬ ‫فزذض الإله و ما له المختار سن‬ ‫الشر ع مشروعا و ما‬ ‫ذا الشعر عني فيكم نعم الحسن‬ ‫قد كان‬ ‫تخفى‬ ‫حد‬ ‫سمع‬ ‫طحنت‬ ‫عنى‬ ‫قبل‬ ‫مدحك‬ ‫ظلو ‏‪ ١‬شهر ه علي وحين‬ ‫ت‬ ‫بكل‬ ‫أت‬ ‫ى‬ ‫الزمان‬ ‫به‬ ‫رحى‬ ‫ا أ‬ ‫درة‬ ‫فيى معزل متوطن وطن الشطن‬ ‫ما‬ ‫منه ما بطن‬ ‫أنست مدحك شمت‬ ‫هوت النجوم تشوقأ والببر حن ‏[‪]٢٧٤‬‬ ‫سم احه‬ ‫فجاء‬ ‫بين الورى وملوكهم منه بفن‬ ‫مغنيا‬ ‫فهمي جواهره‬ ‫حُباً وودك‬ ‫لكم‬ ‫مله حتى عجن‬ ‫ساواه في قدر الذي ماقد‬ ‫لو أن من ذر يكون الدهر ما‬ ‫فاليوم باع نفيسة لك نفسه‬ ‫أكن‬ ‫فاشروا إن قيو لكم خير اللثمن‬ ‫وللعد ى‬ ‫والحاسدين البؤس منه والظعن‬ ‫تعنوا له الشعراء إلأ قائلا‬ ‫ما بين بابي عين سعنة واليمن‬ ‫فليعلم المتشاعرون بأنهم‬ ‫من وبله وشل‬ ‫لي شعر ‏‪ ٥‬ولك‬ ‫المديح‬ ‫هُم لما‬ ‫هتنا"ا‬ ‫( بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات غير موجودة في أعمال الشاعر ناصر بن محمد‬ ‫الخروصي‬ ‫ح دفظها لنا ابن‬ ‫رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫وللشيخ الفصيح ناصر بن محمد الخروصي عدة قصائد‪ ،‬وما رضي أن يدونها أيام‬ ‫حياته فذهب أكثرها بعد وفاته‪ ،‬وما بقي منها إل يسير عند ولد الشيخ الناسك محمد‬ ‫ابن ناصر وقد زرته في سنة ست وخمسين ومائتين وألف في بلدة سمائل‪ ،‬فأخر ج‬ ‫لي بعض‬ ‫المس ود ات من‬ ‫شعر‬ ‫أبيه الشيخ‬ ‫ناصر ۔ فلما قر أتهن ‪ 4‬ر أت‬ ‫نور ‏‪١‬‬ ‫فيهن‬ ‫ولؤلؤأ منثورا‪ .‬وقد رثيت الشيخ ناصر المذكور بعد وفاته بقصيدتين‪ ،‬الأولى عددها‬ ‫ثلاثون بيتا وهي‪:‬‬ ‫دقق الفكر فالمصاب عظيم‬ ‫وذر العين بالدموع تعوم‬ ‫وارفض الصبر إن لحاك ملوم‬ ‫فاستماع الملام منه‬ ‫أترى تستطيع كل اصطبار‬ ‫كا‬ ‫وحشاياك كلهن‬ ‫ا‬ ‫قد فشى الغم فالخصوص من الهم‬ ‫يالها من رزية جهل الحلم‬ ‫وأرى من عظيمها كل عظم‬ ‫ى كل‬ ‫يمُ‬ ‫أ‬ ‫وم‬ ‫ذي وداد عموم‬ ‫ببر يحها اللبيب الحليم‬ ‫قبل مصح‬ ‫الجسوم وهو رميم‬ ‫وأرى الأفق مظلما لم ترفيه‬ ‫بدوره ولاتضيء نجوم‬ ‫وأرى الشمس في حداد كسوف‬ ‫يفجع الطرف لونه ا اليحموم‬ ‫مخبري بالنعي إذ عرض الرز‬ ‫هل أر اد استبهام شان شهدنا‬ ‫صببحنا فيه وهو ليل بهيم‬ ‫وألقى التصريح منه الحكيم‬ ‫حسبه شؤسة الذي كل شهم‬ ‫همه منه في الزمان الهموهُ‬ ‫قضى ناصر الأجل الكريم ‏"[‪]٧٧٥‬‬ ‫وفهمنا إذ قال أودى فتى الجود‬ ‫نجل طود‬ ‫العلى محمد‬ ‫ساكب الدمع إن صوت‬ ‫والحمد‬ ‫آ‬ ‫المحبين‬ ‫‪4‬‬ ‫و ال ‏‪١‬‬ ‫رعود‬ ‫‪٥٢٣‬‬ ‫‪<.‬‬ ‫أأ‬ ‫`‬ ‫وإن جففن‬ ‫\ ر‬ ‫>‬ ‫ث‬ ‫‪9‬‬ ‫ًّ‬ ‫) يم‬ ‫ي غيوم‬ ‫‪.‬‬ ‫فاحتسبها رزية يتح‬ ‫سى‬ ‫بحميم منهيا السحر الحميم‬ ‫صاح إن القراح أضحى أجاجأ‬ ‫في‬ ‫ومصاب الشهم الخروصي صاب‬ ‫القرى‬ ‫لمر‬ ‫حسبه الفخر إنه عيلم العلم‬ ‫إنما النثر فهمنا منه والخط‬ ‫ومذ‬ ‫‏‪ ٨‬أذ‬ ‫ومنه‬ ‫والذي من عيوننا احمر وابيض‬ ‫حصل‬ ‫وعلى صيغة القياس هو الرو‬ ‫نر‬ ‫ح‬ ‫‪4‬‬ ‫الرشد‬ ‫أه لنا‬ ‫كبير الة‬ ‫قد قضى مذ قضى القرى ومن الثكل‬ ‫وانتعاش الورى انتقاض إذا فا‬ ‫رض ں‬ ‫القريض‬ ‫مذ‬ ‫م‬ ‫صحيح‬ ‫\ ت‬ ‫لنا‬ ‫علد‬ ‫وإذا جلس للفقيه فهيم‬ ‫و الصبا‬ ‫ء عقله‬ ‫النسيم‬ ‫سموم‬ ‫سعم‬ ‫أأ ‪] 2‬‬ ‫‪ 9‬م‬ ‫النظيم‬ ‫عقيق‬ ‫وبوم‬ ‫منه‬ ‫و التعليم‬ ‫ونح‬ ‫ن الجسوم‬ ‫رى صفير يتيم‬ ‫ض عليهم في الدهر عيش ذميم‬ ‫قل لمن يطلب العلوم ولا يشيه‬ ‫‪2٦‬‬ ‫ّّ‬ ‫ا صباحه‬ ‫وال صريمُ‬ ‫شيخها والذي لة التفخيم‬ ‫من لكتب البيان إذ بان عنها‬ ‫من إلى النثر من إلى صيغة النظم‬ ‫ومن نذاله‬ ‫فالإيباس الإياس يا أيها النا‬ ‫وتموت الديار من غير جدب‬ ‫وبه تحبى وهي واهية الحال‬ ‫رسوم ممصوحة وطسوم‬ ‫ومصاب‬ ‫صاحبي‬ ‫قل‬ ‫بهاللتحكيم‬ ‫س فلن الربوع طرأ رسوم‬ ‫والذي يلزم الحليم إذاما‬ ‫النبي يسلي‬ ‫و‬ ‫ت حليم من‬ ‫المصابين‬ ‫ح‬ ‫لابنه لا عدمنا‬ ‫د‬ ‫‪4‬‬ ‫ص ‪ /‬اة‬ ‫ا‬ ‫ه و ل‪`١‬‏ فأئا‬ ‫ان مرات هلى بغير مراء‬ ‫و الم حد‬ ‫‪٥‬‬ ‫رزئه‬ ‫أ س‬ ‫ين‬ ‫جن‬ ‫التحليم‬ ‫‪ 9‬الل __سليم‬ ‫ذ ه‬ ‫‪4‬‬ ‫الو سيم‬ ‫وذ ‪2‬‬ ‫يم‬ ‫كيف لا وهو في الذي نطق الحمد‬ ‫فعليه بالصبر إذ ما خلاالله‬ ‫علي هله صراط قويم‬ ‫من المستحيل حي يدوم‬ ‫وثنانا على أبيه وإن بان‬ ‫ولنا ذكره هو الروض والأز‬ ‫بين أففي الزمان مقيم‬ ‫هار والقطر والشذا والنسيمُ‬ ‫فسقى قبره الغمام وحيا‬ ‫مه‪٨‬بإكرامه‏ الرؤوف الرحي')‬ ‫والثانية مرثيتي إليه أربعة وأربعون بيتا من بحر الكامل مطلعها‪:‬‬ ‫درم‬ ‫‪ 1‬تحتر‬ ‫دمعك‬ ‫الله أكبر‬ ‫اللسجوم‬ ‫أو ما تزى والأمر ليس بمبهم‬ ‫و أخبرني بعض‬ ‫المحبين‬ ‫أن الشيخ‬ ‫فالمصاب‬ ‫عظيم‬ ‫إن الصباح أجا بذاك بهيم "' ‏[‪]٧٧٦‬‬ ‫أر اد شر ‏‪ ١‬ء خنجر‬ ‫ابن محمد في أيام صباه‬ ‫له من‬ ‫بعض الناس» فنهاه والده محمد عن ذلك فبعث لوالده هذه الأبيات شعرا‪:‬‬ ‫فمالي إذا ما رمت أمرا نهيتتني‬ ‫وأثنيتني عن بغيتي وزجر تني‬ ‫فدى لك روحي مع تليدي وطارفي‬ ‫خنجرا ما أمرتتي""ا‬ ‫وظني لسا أن أردت شرائه‬ ‫تعالجني كي ما لما شئت تأتنى‬ ‫فكيف بلبسي‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين لنا أن هذه القصيدة غير موجودة في أعمال ابن رزيق الأدبية‬ ‫والتاريخية المخطوطة منها والمطبوعة‪ ،‬حفظها لنا فى مخطوطته هذه ‪.‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق تبين أن هذين البيتين غير موجودين في أعمال ابن رزيق الأدبية‬ ‫والتاريخية حفظهما لنا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات من شعر ناصر بن محمد الخروصي‪ .‬حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫و أورد له أإضا هذه ا لأبيات ۔ بعثها لبعض‬ ‫سماره‪ ،‬فقال شعر‬ ‫وصلت إلى المغنى فماذا الذي أغنى‬ ‫عن الوصل يا خلي وذخري إلى معنا‬ ‫فيا ليت إذ وافيت ألفيت من يرى‬ ‫برؤياك كل البشر عن ذلك المغغا‬ ‫سروري من الدنيا لقاك فليتتني‬ ‫إليك كقاب القوس في القرب أو أدن()‬ ‫وأورد له أيضا هذا البيت‪:‬‬ ‫باباي‪ً٧٨‬‏ من زمني به قد زانا")‬ ‫بشراك يا بلدي ويا بشرانا‬ ‫وأورد له أيضا في الغزل‪:‬‬ ‫و الفوز في الوصل أيا من ببعضي حبه وهو في كلي‬ ‫نصلك‬ ‫ملي و‬ ‫أما‬ ‫لني‬ ‫سنت م‬ ‫ُباي‬ ‫يى و‬ ‫ألذ من السلو‬ ‫أأسلوك لسا صار ذكرك في فمي ‪/‬‬ ‫أمالك يامن مال بالصد عن قتلي"‬ ‫قتلت سبأ بالصدود وبالجفا‬ ‫وكان للشيخ ناصر بن محمد نوادر كثيرة ومحاسن شهيرة‪ ،‬وكانت وفاته في بلدة‬ ‫سمائل‪.‬‬ ‫‏)‪ (١‬بعد الد حدث ؤ و التدقيق تبين‬ ‫رزيق‬ ‫في‬ ‫مخطو‬ ‫‏(‪ (٢‬بعد ‏‪: ١‬لبحث‬ ‫رزيق‬ ‫في‬ ‫طته‬ ‫أن‬ ‫هذه‬ ‫و التدقيق تبين أن‬ ‫مخطوطته‬ ‫هذه‬ ‫ا لأبيات للشاعر ناصر‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الخروصي ‘‬ ‫هذه‬ ‫أ لأبيات للشاعر ناصر بن‬ ‫محمد‬ ‫الخروصي ‘ حفظها لنا ابن‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫("ا بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات للشاعر ناصر بن محمد الخروصي‬ ‫رزيق‬ ‫حفظها‬ ‫لنا ابن‬ ‫في مخطوطته هذه۔‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫حفظها لنا ابن‬ ‫الشيخ الثقة الأديب الفصيح البليغ أبو الأحول سالم بن محمد بن سالم‬ ‫اللرمكي الأزدي الشاعر المشهور‪:‬‬ ‫كان يقال له عراقي عمان في براعة الشعر وانسجامات معانيه الدالة على بلاغته‪،‬‬ ‫ولما سمع به السيد حمد بن سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬بعدما خلع الملك عليه‬ ‫والده سعيد بن الإمام أحمد‪ ،‬أنفذ إليه كتابأ يدعوه بالشخوص إليه‪ ،‬وكان السيد حمد‬ ‫المذكور يومئذ ببركة‪ ،‬والشيخ سالم بازكي‪ ،‬فلسا وصله‪ ،‬رفع محله وأكرم مثواه‪،‬‬ ‫وفوّض إليه القضاء والحكم الشرعي والمكاتبة في البيوع والحقوق بين الناس‪ ،‬فلما‬ ‫حكم وكاتب‪ ،‬شاعت ثقته بين الخاص والعام‪ ،‬فما مضت على ذلك إلا أياما قلائلا إذ‬ ‫أمر حمد أن يبنى له بيت شرقي الحصن من الحلة الداخلة من السور‪ ،‬فلما كمل‬ ‫البنيان‪ ،‬أضاف إليه الفرش الشريفة والوسائل الطريفة‪ ،‬والقدور والجفان‪ ،‬والخواني‬ ‫الخطيرة‪ ،‬فلما انعوعم البيت بالآلة الكاملة كتب حمد إلى أهله يخبرهم بإنتقالهم إلى‬ ‫بركا‪ ،‬وبعث إليهم بنياق وأجمال ورجال يحموهم من الأعراب والحضر القاطعين‬ ‫السبيل المفسدين في الأرض» فلما وصل أهله الرجال والكتاب والركاب‪ ،‬لم يلبثوا‬ ‫أن أودعوا أثقالهم وأمتعتهم ظهور الركائب“ فلما وصلوا بركا‪ ،‬أناخوا الركاب في‬ ‫بطن ذلك البيت الذي صنعه لهم حمد‬ ‫وبهذا كله لم يدر الشيخ سالم بن محمد‪ .‬فلمَا‬ ‫أخبر حمد بوصول أهل الشيخ ومقرهم بالبيت‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٢٧٧‬بعث إلى سالم رسولا أن‬ ‫يأتيه في غرفة الحصن‪ ،‬فلما أتاه‪ ،‬قال له‪ :‬إمضي معي۔ فإن نفسي تاقت لملاحظة‬ ‫البلد‪ ،‬فمضى حمد‪ ،‬ومضى سالم معه‪ ،‬ومضت معهم عدة من الأكابر والمشائخ‬ ‫والعساكر والخدم فلما أتوا البيت الذى أقر حمد أهل سالم فيه قال‪ :‬يا سالم‪ ،‬ادخل‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫البيت فإنه لك‪ ،‬ولك كل ما فيه‪ ،‬فلما دخله رأى فيه أولاده وأهله وعياله تحير‬ ‫تحبّرا شديدا ‪ 4‬لاسيما لما رأى فيه من الصناديق والفرش والقدور والخواني وسائر‬ ‫الأواني والأقوات الكثيرة‪ ،‬فكاد الشيخ أن يطير فرحا‪ ،‬واشتمل أهله على سرور‬ ‫عظيم ل رجع حمد الى الحصن بعث لسالم أيضا بدارهم وأرز وسكر وأباريز‬ ‫وحبوب شيئا كثيرأ‪ ،‬فلما وصل المذكور إلى سالم‪ ،‬تناول في الحال القلم والقرطاس‪،‬‬ ‫ونصب بين يده الدواة‪ ،‬ومدح حَمَدا بهذه القصيدة الغراء التي شاعت في البلدان‪،‬‬ ‫وتغنت بها الحداة والركبان ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ما بين بابي عين سعنة واليمن‬ ‫سوق تباع بها القلوب بلا شن‬ ‫تجروا من إحتكروا به وتحكموا‬ ‫فجواب من يستام منهم لا وللن‬ ‫المسك من أبدانهم والعود من‬ ‫أرد انهم و الز عفر الن‬ ‫وشذا القرنفل هاج من أنفاسهم‬ ‫من الوجن‬ ‫سحرا وماء الورد من عرق البدن‬ ‫ومورد الوجنات سن للي الجفا‬ ‫الوسن‬ ‫حازوا جمالا لا يقال له كما‬ ‫شاكى السلاح فكم بسيف لحاظه‬ ‫جن الحليم له وقد سفر الذكا‬ ‫صنم عليه الق‬ ‫أنوا كلهم‬ ‫منه فحرام مقلتي طيب‬ ‫ضرب الحشا وبرمح قامته طعن‬ ‫من وجهه والفرع منه الليل جن‬ ‫لولا التقى لعبدت ذلكم الوثن‬ ‫ا أذن الغداة ولا أذن‬ ‫كم رمت أمنه الربة فدعوته‬ ‫ر غد‬ ‫ولو أنني عانقته وهنأ فمن‬ ‫شرهي ومن شوق إليه القلب حن‬ ‫ولو أنه أمسى يمنيني بما‬ ‫الفؤاد ولا هدن‬ ‫ا فه‬ ‫أهوى لما أهدى‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫ولون أن روحي في الدنو بروحه‬ ‫مزج الوداد لما به القلب اطمأن‬ ‫يا شقوة القلب الذي بالطّل لا‬ ‫يروي ولا بالوبل جاحمه سكن‬ ‫لا زلت مقتصر ا عليه كما غدى‬ ‫مولاي مقتصرأ على الفعل الحسن‬ ‫خلاله‬ ‫به للخلق أخلاق الزمن‬ ‫حمد الذي حمدت‬ ‫جميع‬ ‫ذو منزل من زاره سلاه عن‬ ‫فلت‬ ‫ذكر المعاهد والحنين إلى الوطن‬ ‫يسخو ولم يفتح له راج فما‬ ‫ثراء لم يك كالي عتاولا‬ ‫إن جاد كال لنا نداه ولا وزن‬ ‫للناس ظاهره وباطنه صفا‬ ‫وأطاع فايلستر الإله وفي العلن‬ ‫ومطهر الأثواب إلآ أله‬ ‫وإذا به لاذ إمرؤ من حادث‬ ‫ويرى إذا هو ما سخا جودأ كمن‬ ‫قد صار ذا العرض النقي من‬ ‫‏[‪]٧٧٨‬‬ ‫الرن‬ ‫فمن المحال بأن يضام ويمتهن‬ ‫وكسا الزمان بحلمه وببأسه‬ ‫أنبأ فلم تعلو الوهاد على القنن‬ ‫فتتة‬ ‫سكنت وإن حركنه الفتن اطمأن‬ ‫وسديد رأي لا حرك‬ ‫ما سل صارمه على ضد سوى‬ ‫وقرى السباع بباسه أشلاءهم‬ ‫بالجد قد بلغ المعالي ناشئا‬ ‫كم قد شرى مثلي بمحض وداده‬ ‫ولكم له منن علي عجزت عن‬ ‫فترى الثرا منه لدى ملازمأ‬ ‫يوم الوغى إذ مالها أحد دفن‬ ‫ما قبلهد قد‬ ‫شب‬ ‫غصن‬ ‫فاهتجن‬ ‫لننوهمنه فلم يلق البن‬ ‫شكر لأعرضه‬ ‫على تلك‬ ‫المنن‬ ‫والعسر عن كفي وعن داري ظعن‬ ‫أنا بلبل الشعراء لسا لي حنا‬ ‫عود الندى غرت في تلك الفنن‬ ‫وموؤنن لنواله للناس كي‬ ‫من أمره تقضى الفرائض والسنن‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫أصلا وفرعاآً لا لخضراء ال‪٥‬من‏‬ ‫فأتيت فيه قصئئدأً تزكوا به‬ ‫أكسوه من أثوابها حللا بها‬ ‫‪:‬خجلا تكاد‬ ‫يربو على الغيد الخرائلد حسنها‬ ‫فخذ‬ ‫بفضلها‬ ‫رُ لها القصائد‬ ‫للذقن‬ ‫بكرأ لها كم زاهد طب ركن‬ ‫فاستجلها بعد الهنيدة تلقها‬ ‫زفت لدى الأصل المنقى أصله‬ ‫فليسع حيث‬ ‫دت‬ ‫‪ً٦١‬ذ‏‬ ‫تخفى‬ ‫عدن‬ ‫فر عا ح مافي‬ ‫أراد أن زمانه‬ ‫سلس‬ ‫القياد‬ ‫له‬ ‫ومن شعره في النفر و أحواله و أهواله ‪:‬‬ ‫عني ل‬ ‫لات د‬ ‫الجوع فيه‬ ‫ضلَّ‪١‬‏‬ ‫و أأ‬ ‫يكفي‬ ‫و‬ ‫و ‏‪٨‬‬ ‫لولا‬ ‫(‪ ()١‬انظر نص‬ ‫رأه‬ ‫اأف‪٦‬‏‬ ‫‪4‬‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ببيع‬ ‫فر‬ ‫و الأوام‬ ‫اأك ل‬ ‫‪4‬‬ ‫بأ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لد‬ ‫ؤ‬ ‫ن‬ ‫الرجوع والإياب‬ ‫القصيدة‬ ‫"ا المرجع نفسه ص‬ ‫كأملة في ديوان‬ ‫‏‪.٣٠٦‬‬ ‫وفي بده‬ ‫الرسن‬ ‫ما بين بابى عين سعنة واليمن(ا‬ ‫وليبق محروسا ويملؤ للي ندى‬ ‫ى له‬ ‫أضلها‬ ‫أح د‬ ‫طعن‬ ‫الدلرمكي‪،‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٣٢١٠-٣٣٠٨‬‬ ‫وله في مدح الصالحين‪:‬‬ ‫لي نفس تهوى أناسا كراما‬ ‫نشروا من‬ ‫علومهم أعلالما‬ ‫جلسوا في مجالس جعلوا اللغو‬ ‫منهم‬ ‫عليهم حراما‬ ‫يدرسون‬ ‫حسنت‬ ‫العلوم صبحا‬ ‫سوت‬ ‫تلكم الد‬ ‫وباللرل‬ ‫وزانت‬ ‫ماترى فيهم فتى قط إلا‬ ‫أنا أهواهم وكل‬ ‫امرء يقليهم‬ ‫لقد ابيضت الليالي بهم حتى‬ ‫ألا أهوى لهؤلاءلقاء‬ ‫فسيجزون غرفة في غد يلقو‬ ‫بها‬ ‫يبيتون سُجاأوقياهم ا‬ ‫مستقرا لمثهم ومقاما ‏[‪]٧٧٩‬‬ ‫وهو‬ ‫في‬ ‫>‬ ‫بدعى‬ ‫للمتقين إماما‬ ‫الأنام يلة أثاما‬ ‫سبنا ليلاتن‬ ‫ا‬ ‫ا أيام‬ ‫اسا‬ ‫‏‪٣7‬‬ ‫وقطعت الأيام عاما فعاما‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫فر‬ ‫‪2‬‬ ‫ا‬ ‫تحب‬ ‫‪4‬‬ ‫وسد‬ ‫لاما‬ ‫(‬ ‫ولما تولى السيد بدر بن سيف بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي بركا‪ ،‬فوض‬ ‫القضاء والحكم الشرعي إلى القاضي الأديب سالم بن محمد فأتاه في بعض الأيام‬ ‫رجلان أعرابيان‪ ،‬فشكا أحدهما من صاحبه‪ .‬وادعى أنه سلبه عصاه فاستفهم‬ ‫القاضي سالم المذكور المّّعى عليه‪ ،‬فأقر بسلب العصى والاغتصاب‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫سلمها له‪ ،‬فأبى وتصلب وتغلب‪ ،‬فكتب الشيخ إلى بدر بالقضية فبعث خادمين من‬ ‫خدامه للأعرابيين‪ ،‬فلما وصلاه‪ ،‬قال للستالب‪ :‬سلم العصى لصاحبك ففزع‬ ‫الأعرابي‪ ،‬وسلم العصى لصاحبه فأمر بدر خادما من خدامه أن يضربه بها‪ ،‬ففعل‬ ‫حتى كسر العصى في ظهر ذلك الغاصب فبعث بدر إليه ببقايا العصا المكسور في‬ ‫() المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪.٢٤٢‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫ظهر‬ ‫على‬ ‫‏‪ ١‬لأعر ابي الغاصب ‪ 4‬و أخبر ‏‪ ٥‬حاملها بما جرى‬ ‫من‬ ‫الغاصب‬ ‫بدر ‪ ،‬فنظم‬ ‫سالم هذه الأبيات في الحال وبعثها إلى بدر ‪:‬‬ ‫أبناء الناس عند ضرب‬ ‫الجرادي‬ ‫بصريح‬ ‫الإنصاف بين‬ ‫حتر الضرب منك في الظهر منه‬ ‫ألات خط‬ ‫قد عصى بالعصى لدي وقد‬ ‫سلمها في‬ ‫فيه كسر العصى‬ ‫إن جبر‬ ‫ت‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العباد‬ ‫‏؛‪١‬؛ م‬ ‫م‬ ‫ذدأد‬ ‫يديك بالانقياد‬ ‫الحق بكسر العصى بأهل الفساد(ا)‬ ‫وقد شهد القاضي الأديب سالم بدر بن سيف بن الإمام في بعض الأيام خلاف ما‬ ‫كان منه من البشاشة والطلاقة والترحيب س فبعث إليه بهذه الأبيات‪:‬‬ ‫أيام‬ ‫أيها السيد الذي حاز خلقا‬ ‫وبها منك لم يكن لي كلام‬ ‫خجلت منه في الكؤوس المدام‬ ‫لم يسامرك في الزمان أديب‬ ‫ل الا‬ ‫عند ذاك المنام‬ ‫‪:‬‬ ‫نال فوق الذي تتال الكرام‬ ‫أنا من قد أعي فجاء مجيبا‬ ‫ك أي هذا الهمام‬ ‫بعد يومين قد مضت‬ ‫لا ولا زارك المؤم‬ ‫إن تكن حاجة إلي فقل لي‬ ‫وسأله الشيخ‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫حماد‬ ‫بن‬ ‫و ]‬ ‫‏‪] 4٨‬‬ ‫ا‬ ‫د | عد‬ ‫ذ‬ ‫مذ‬ ‫حا‬ ‫أو فقل لي سرا آمنا والسلاّ")‬ ‫خلفان ‏)‪ (٣‬ذات‬ ‫يوم‬ ‫“۔ وهو‬ ‫يومئذ‬ ‫قاض‬ ‫بمسقط‬ ‫أن‬ ‫يقترح له أبياتأ بشعره عن محب زار حبيبه في أول الليل‪ ،‬فباتا يتذاكران عذوبة‬ ‫)‪ (٣‬الشيخ سعيد بن حماد بن خلفان ‪ :‬لم نعثر على ترجمة له في كتب‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫الر اجم العمانية‪. ‎‬‬ ‫اللقاء۔ فما شعرا إلا والصبح قد أسفر‪ ،‬فافترقا‪ ،‬ولم يقضيا من شأنهما‪ ،‬فقال في‬ ‫الحال شعرا‪:‬‬ ‫ياليل في قصر أراك مفرتطظلا‬ ‫حتى كأنك بعض إبهام القطا‬ ‫أحرمتتي عيشا لذيذأً طمصه‬ ‫عندي ولم يك دونه عني غطا‬ ‫لي إربة فيمن أحب فلم يكن‬ ‫لكن على الصبح المنير ملامتي‬ ‫وافاك يركض لا عدمتك مسرعا‬ ‫والله لي لا أخذفيك ولاعطا‬ ‫لما عليك بحة صارمه سطا ‏[‪]٧٨٠‬‬ ‫يا حبذا لو‬ ‫أنه قصر الخطا‬ ‫ء‬ ‫إني‬ ‫وله‬ ‫لأهو ى‬ ‫لو‬ ‫بقيت ومقلتي‬ ‫د‬ ‫دا‬ ‫‪5‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ا)(‬ ‫ر ‏‪ ٥ ١‬مكفنا ومحنطظل )‬ ‫ألضا ‪:‬‬ ‫يقضي عليك ولو بالجور قد حكما‬ ‫سالم زمانك إن ناواك وارض بما‬ ‫قرنا إذا نطحت طودأ به انهدما")‬ ‫ولا تهايج صروف الدهر إن لها‬ ‫ومر بمدرسة بإزكي‪ ،‬وقد أحضر للمعلم والمتعلمين معه سُكرا مفرآتضا‪ ،‬فمصَ‬ ‫المعلم السكر سريعاً‪ ،‬ولم يترك للصبيان إلا قليل فقال‪:‬‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات غير موجودة في ديوان الدرمكي‪ ،‬حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫("ا ديوان الدلرمكي‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٢٥٤‬‬ ‫‪٦٢٣‬‬ ‫معلم الصبيان‬ ‫قد‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ناب‬ ‫و‬ ‫عن‬ ‫عض‬ ‫أله‬ ‫على‬ ‫كأسا‬ ‫عشر ‏‪٥‬‬ ‫صلد‬ ‫الحصى‬ ‫كسترَ ‏‪٥‬‬ ‫أنبابه‬ ‫غ‬ ‫ُ ) ‏‪( ١‬‬ ‫} ‏‪٥‬‬ ‫وله أزضا ‪:‬‬ ‫تب‬ ‫وأوا__‬ ‫وا‬ ‫ج‬ ‫دار أهلا‬ ‫)‬ ‫ى‬ ‫الذ ‪4‬‬ ‫بورما‬ ‫ح‬ ‫الن‬ ‫مروا‬ ‫اذا‬ ‫‪,‬‬ ‫`<‬ ‫ساسة‬ ‫بت‬ ‫ايزون‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫امزون")‬ ‫و قال يهجو بعض الناس‪:‬‬ ‫يا بن الذ ي غشي‬ ‫عنها بطعنة دسته في‬ ‫الرضيعة فانثشى‬ ‫يا بن الذي قاد البعول أسسه‬ ‫كشحه‬ ‫وأبوه طينته طحينة سلحه"ا‬ ‫‪3‬‬ ‫وله أيضا‪:‬‬ ‫ويكرم إرغاما لأحبابه العدى‬ ‫إذا ملك أ ضحى يمل صديقه‬ ‫وناداهما أن لايجيباله ندى‬ ‫وذاك لبغض منه والكل ما اعتدى"ا‬ ‫فيوشك مهما احتاج يومأ لنلصر‬ ‫فذاك لضغن قد تسرسر في الحشى‬ ‫وقال يومأ‪ ،‬وقد جلس مع الشيخ القطب العالم العلامة أبي نبهان ببلدة العليا‪:‬‬ ‫)‪ (١‬انظر ديوان‬ ‫الدلرمكي‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪.٢٤٧‬‬ ‫‏(‪ )٢‬بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات غير موجودة في ديوان اللرمكي ‪ .‬حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫‏)‪ (٣‬بعد‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫البحث و التدقيق تبين‬ ‫في‬ ‫مخطوطته‬ ‫أن‬ ‫هذه‬ ‫الأبيات‬ ‫غير‬ ‫موجودة‬ ‫في‬ ‫ديو ان‬ ‫الدرمكي ‏‪ ٠‬حفظها‬ ‫لنا‬ ‫ابن‬ ‫هذه ‪.‬‬ ‫ا بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات غير موجودة في ديوان الدرمكي‪ ،‬حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫كنت‬ ‫و الشيخ و الج البر ج كالصّد‬ ‫أحمد الله إذا غخدوت كأني‬ ‫يق‬ ‫مبتهجا‬ ‫مع‬ ‫المختار ِ‬ ‫شاني اثتين إذ هما في الغار(')‬ ‫وقال أإضا يمدحه من قصيدة‪:‬‬ ‫قالوا إلى أين تسعى القوم‬ ‫قلت لهم‬ ‫أظنيم للعلم زوار‬ ‫إي‬ ‫قالوا وأين مقر العلم معرفة‬ ‫قلت انظروا فعلى العلياء أنوار‬ ‫فقيل ما ذاك خبرنا فقلت لهم‬ ‫ف أسرار‬ ‫شخص تجلت له‬ ‫حتى حسبتهم فوق الهوى‬ ‫فعندما‬ ‫وصلو ا ضاعت‬ ‫لأعينهم‬ ‫طاروا‬ ‫أشجارها والحصى والنخل أقمارُ")‬ ‫وعاش الشيخ الدرمكي الأديب أيام دولة حمد بن سعيد في عيشة رضيّة‪ ،‬ورفاهية‬ ‫هنية يقضي ويكاتب بين الناس ببركه‪ ،‬فلما توفي حمد في سنة ستين ومائتين وألف‬ ‫ملك عمان السيد سلطان بن أحمد بن سعيد بن أحمد الإمام ؤ فأقعد الشيخ الدرمكي‬ ‫بمسقط‪ ،‬وأحسن إليه غاية الإحسان‪ ،‬وقد رثى الشيخ الدرمكي الأديب حمد بن سعيد‬ ‫بمرثيتين‪ ،‬الأولى رائية ومطلعها شعرا‪:‬‬ ‫لسا ثوى حمد لم تبكه البشر‬ ‫حتى بكاه الحصى والنخل و الشجر("ا‬ ‫والميمية مطلعها‪:‬‬ ‫(‪ (١‬انظر ديوان‬ ‫اللررمكي‪،‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫("ا انظر ديوان الدلرمكي‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬انظر نص‬ ‫‪.٩‬‬ ‫‪.٢٣١‬‬ ‫القصيدة كاملة في ديو ان‬ ‫الدرمكي “۔ ص‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪.٣٠..‬‬ ‫شم الجبال الراسيات تهدما‬ ‫فأمطر عليه من مدامعك الدما(')‬ ‫وزعم بعض الناس أنه عرض بالشيخ القاضي فضل بن سيف اليحمدي الأزدي‪،‬‬ ‫وهو يومئذ قاض بمسقط‬ ‫‏[‪ ،]٧٨١‬أقعده قبله السيد سلطان بن الإمام‪ ،‬والأبياات التي‬ ‫زعم بعض الناس أنه عرض بهن فضل بن سيف المذكور‪:‬‬ ‫قل‬ ‫للقضاة‬ ‫بمسقط لن شئتمو ‏‪١‬‬ ‫وكلو | الرشا ح وللقكو ي‬ ‫جمع الثر ‪ 5‬بها بجور‬ ‫ومن‬ ‫فحللو ‏‪١‬‬ ‫فإذا أبيتم ما أقول إليكم‬ ‫‏‪ ١‬لأنام‬ ‫ضعيفهم‬ ‫فاحكمو ‏‪١‬‬ ‫ل‪`١‬‏‬ ‫تلرحمو|‬ ‫أخشى عليكم درهما أن تعدمو‪"١‬ا‏‬ ‫فقال له فضل بن سيف‪ :‬ما حملك على ما قلت‪ ،‬وإني أظنك تعرض بي‪ ،‬فحلف له‬ ‫بالله أنه لم يعرّض به‘ وامتز ج به امتزاج كليف وأظهر المحبة له وسأله أن يسأل‬ ‫له السيد سلطان بن الإمام نوالا‪ ،‬فأتاه بكتاب منه إلى وكيله بتخليص أربعة وعشرين‬ ‫قرشأ فضة فوضع الكتاب في عمامته‪ ،‬فسقط منها‪ ،‬وأحاط بها حكم الذهاب‪ ،‬فصنع‬ ‫هذه الأبيات ودفعها للقلضي فضل بن سيف“ وهي شعره‪:‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬بعد‬ ‫الد‬ ‫و التذ قرة‬ ‫تبين أن‬ ‫هذه‬ ‫الأبيات‬ ‫غير موجودة‬ ‫رزيق في مخطوطته‪.‬‬ ‫في‬ ‫ديوان‬ ‫اللرمكي ‪6‬‬ ‫حفظها لنا‬ ‫ابن‬ ‫(") بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه الأبيات غير موجودة في ديوان الدرمكي‪ ،‬حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫إذا كان حظ المرء أقتم أسودا‬ ‫فأنجمه هيهات تطلع أسعدا‬ ‫وتجلب لي من رقة ملء علتي‬ ‫فيكفئها صرف الزمان الذي اعتد()‬ ‫تنافس لي يا فضل في بل غلتي‬ ‫لك الفضل والأيام تمنحني العدا‬ ‫فلما بلغته الأبيات‪ ،‬مضى إلى السيد سلطان‪ ،‬فأخبره عما جرى على الحظ الذي بعثه‬ ‫إلى الدرمكي‪ ،‬وأراه الأبيات المنكورةة فبعث له بأربعين قرشأً وثيابأ فاخرة ولم‬ ‫يزل الشيخ الأديب الدرمكي في ذلك الراتب والمنصب أيام دولة سلطان فلما قتل‪،‬‬ ‫رثاه بقصيدة بائية مطلعها شعر أ‪:‬‬ ‫أسد الأسود سطت عليه كلاُ(")‬ ‫عجب جرى في ذا الزمان عجاب‬ ‫وهي قصيدة طويلة نيف وأربعون بيتا ‪ .‬وقد نقض عليه بعض الأدبا ء في بيت منها‬ ‫وهو قوله‪:‬‬ ‫سلطان سلط ذو الجلال عليه من‬ ‫‏(‪ )١‬بعد الد حث‬ ‫و التدقيق تبين أن هذه‬ ‫قوس لمرهش ضارع نشاب("ا‬ ‫ا لأبيات غير‬ ‫موجودة‬ ‫في ديو ان الدرمكي ‘ حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫ا"ا بعد البحث والتدقيق تبين أن البيتين غير موجودين في ديوان الدرمكي حفظهما لنا ابن رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق تبين أن هذا البيت غير موجود في ديوان الدرمكي‪ ،‬حفظه لنا ابن رزيق‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫فقالوا إن هذا البيت غير مستقيم في الإعراب‪ ،‬إذ هو يقتضي النصب‪ ،‬وهو قد بنى‬ ‫قصيدته على الرفع‪ ،‬ثم إنه قد دعا على الملك بقوله سلطان سلط ذو الجلال عليه‬ ‫إلى تمام البيت‪ ،‬قلت‪ :‬ولا أعلم كيف وقع له هذا الغلط في الإعراب والمعنى‬ ‫فالكمال لله المتعال‪ .‬وللشيخ الدرمكي الأديب ديوان شعر‪ .‬يدخل في مجلدين‪ ،‬رأيته‬ ‫بيد الشيخ سعيد بن جاد‪(٬‬أ‏ أيام مقر الشيخ في القضاء بمسقط‪ ،‬وهو غير مرتب‬ ‫وبعث به الشيخ الدرمكي الأديب إلى إزكي‪ ،‬عمان لما قتل سلطانة و أفضى الملك‬ ‫لولده سعيد بن سلطان‪ ،‬وأقر السيد سعيد أيضا الدرمكي في القضاء والمكاتبة بين‬ ‫الناس بمسقط ولما دخلت الوهابية حجرة اليمن من إزكي نهبوا ما وجدوا فيها من‬ ‫المال‪ ،‬وأخرجوا الكتبس فجعلوها أكداسأً‪ ،‬وشُبوا عليهن النار‪ ،‬فاحترقت‪ ،‬واحترق‬ ‫ديوان الشيخ في جملة تلك الكتب التى حرقوها‪ ،‬وذلك بعدما توفي الشيخ سالم بن‬ ‫محمد‪ ،‬ولم يبق من شعره إلآ يسير من المستودات في أيدي الناس‪ ،‬وكانت وفاة‬ ‫الشيخ سالم بقرية سداب من أعمال مسقط وقبره مشهور ومزار‪ .‬وأخال موته في‬ ‫سنة أربع وعشرين ومائتين وألف‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫الشيخ الأضم سيف بن ناصر بن سليمان المعولي المسلماتي الشاعر الغيب‪:‬‬ ‫كان جيد الألفاظ في النظم والنثر‪ ،‬وصياغته للشعر أحكم من صياغته للنثرى وهو‬ ‫في زي الفقراء في التواضع للناس ‏[‪ ،]٢٨٢‬صفر اليدين من المال‪ ،‬ولم يحظ شعره‬ ‫على نائل من الناس مع كثرة إلهاجة بنظم الشعر وبعثه إلى الأكابر به‪ ،‬وحسنت‬ ‫بيني وبينة الصحبة‪ ،‬فهو إذا جاء إلى مسقط زارني‪ ،‬وامتزج بي امتزاجأ كليأ‪ ،‬وإذا‬ ‫أنا وصلت إلى نخل‪ ،‬امتزجت به امتزاجأ كليأ‪ ،‬وجعل زيارتي إليه إرسالا وقد‬ ‫( الشيخ سعيد بن جاد‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫أسمعني كثيرا من نظمه‪ ،‬وأسمعته ببعض شعري‪ ،‬وبتلك الأيام‪ ،‬طالت بيننا‬ ‫الصحبة‪ ،‬وكثرت بنا الرغبة‪ ،‬وقد أغراه بعض رجال المعاول بهجاء الشيخ علي بن‬ ‫ثابت الساساني الشاعر("أ‪ ،‬وعلي يومئذ مقيم ببلدة أفي في ذرى الشيخ الفاضل مهنا‬ ‫بن بلعرب المعولي ‪ ،‬فصنع سيف فيه أبياتا يهجوه بها‪ ،‬ما أحببت أن أرقمها‪ ،‬لبا‬ ‫فيها من الكلام الذي هو غير ملائم لسيف ولا لعلي متلائم‪ ،‬فلما بلغت الأبيات عليا‬ ‫ارتحل في الحال من أفي قاصدأ الشيخ الفاضل محمد بن ناصر الجبري‪)"(٬‬‏ وهو‬ ‫يومئذ حاكم بلدة سمائل‪ ،‬فلما وصل إلى الطو‪ ،‬نظم أبياتأ هجائية في سيف خاصة‪.‬‬ ‫وفي سائر المعاول عموماً‪ ،‬فأنا كذلك ما أحببت أن أرقمهنَ وأذكرهن‪ ،‬لما فيهن من‬ ‫الجو والب المتجاوز الغايةش لكنهن شائعات من أفواه الناس المولعين بسماع‬ ‫الهجاء واللب‪ ،‬وعلى كثرة ما نظمه الشيخ سيف بن ناصر من الشعر لم يدونة ولا‬ ‫أحد من بعده دونه‪ ،‬وبقيت مسوداته بعد موته في يد بعض الناس الساكنين بلدة‬ ‫مسلمات‪ ،‬ثم تمزقت وذهبت“ وما بقي لها أثر‪ ،‬وقد شهدت أيام حياته كتابأ بخط يده‬ ‫فيه حكايات وأشعار وقصص وقد رقم فيه نبذة من شعره‪ ،‬وسمعت أن هذا الكتاب‬ ‫صار في أيدي عتوب البحرين‪ ،‬وأظن أن أحدأ قد سرقه‪ ،‬فباعه عليهم‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫وقد توفى الشيخ سيف المذكور في مسلمات بالداء الوبائي الذي عم عمان وسائر‬ ‫البلدان‪ ،‬وذلك سنه ست وثلاثين ومائتين وألف‪ .‬ومن شعره من قصيدة طويلة‪ ،‬يمدح‬ ‫بها حمير بن حمد‪:‬‬ ‫() الشيخ علي بن ثابت الساساني‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‏)‪ (٢‬محمد‬ ‫بن‬ ‫ناصر الجبري ‪ :‬لم نعثر على ترجمة له۔‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫قوض الصب يوم جه الفريق‬ ‫مستمدأ و بان عي الرفيق‬ ‫لعمري أنا المتيم والصتب‬ ‫للمُعّتاخلتمالاأطيق‬ ‫يمموا أدلجوا استعدوا وشدوا‬ ‫كربات لا تنجلي وهموم‬ ‫وشجى لو تخلته الرواسي‬ ‫أحث النياق بالصتب رفقا‬ ‫لم يزل‬ ‫كيما‬ ‫ينبع الهو اد ح‬ ‫‪-‬‬ ‫وتداعى بهم حدةتسوق‬ ‫غااذئئلات ومد معمهر بق‬ ‫مابقى من ذرى علاهن نيق‬ ‫فله في لنياق قلب عليق‬ ‫يهتدي‬ ‫إن‬ ‫ضلت‬ ‫علر‬ ‫‪4‬‬ ‫الطريق(‬ ‫‏‪(١‬‬ ‫ومن شعره من قصيدة طويلة‪:‬‬ ‫هو الربع قد طالت عليه الأفائلك‬ ‫عفت‬ ‫منه‬ ‫وفيها يقول‪:‬‬ ‫أعلام و غارت‬ ‫منا هل‬ ‫فلم يثنى عنها تجمل سلوة‬ ‫تحالفن فيه الرامسات الحواش ك‬ ‫و أوت‬ ‫معالي للغو اني بو اركا ‏‪(٢‬‬ ‫سوى مالكي رقا هو الندر مالك"ا‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث والتدقيق في الأعمال الأدبية العمانية تبين أن هذه الأبيات للشيخ سيف بن ناصر‬ ‫غير موجودة فيها‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق في الأعمال الأدبية العمانية تبين أن البيتين للشيخ سيف بن ناصر غير‬ ‫موجودين فيها‪ ،‬حفظهما لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق في الأعمال الأدبية العمانية تبين أن هذا البيت للشيخ سيف بن ناصر غير‬ ‫موجود فيها‪ ،‬حفظه لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫وقد رثيت الشيخ سيف بن ناصر بن سليمان بن مبارك بن مرشد المعولي لما توفي‬ ‫بهذه القصيدة‪:‬‬ ‫علامة الشعراء المصقع اللسن‬ ‫أودى محل العويص الحاذق الفطن‬ ‫فاذنرف دموعك ياشادي القريض دما‬ ‫وفراق القلب بللتبريح والحزن‬ ‫وقل بندبك لاأشراف من يمن‬ ‫اليوم مات أجل سيف بن ذي يزن‬ ‫ع‬ ‫ويلاه من‬ ‫مخدش‬ ‫حادث‬ ‫الوجن‬ ‫عن الجيوب بثق‬ ‫يتضي بفادلحة‬ ‫استزريت‬ ‫تجل عن خش‬ ‫مترحة‬ ‫و أس‬ ‫رأس البلاغة أنف المجد مقليه‬ ‫قاف‬ ‫القو افي محبط النظم‬ ‫أم"‪١ 4 ‎‬‬ ‫القلب والبدن‬ ‫الألباب والوجن‬ ‫ذ الأق_دارللكفن‬ ‫قلب المروة روح العصر والزمن‬ ‫مزري السماحة صوب العارض الهتن‬ ‫‪ 95‬اخر ‏‪٥‬‬ ‫قوم نظائره في العصر لم يكن‬ ‫ذو غاية تبهر الألباب لو طلبت‬ ‫في كل ناد تناجي الصحف فاتحها‬ ‫عن نظمه اللؤلؤ الفائق الحسن‬ ‫في غاربيها إذ انقادت بلالردسن‬ ‫حتى انثى كل منطيق نباحثة؛‬ ‫بأسره العيً كالمسدود في قرن‬ ‫ليس البكاء على الأطلال والتَمن‬ ‫إن البلاغة أعطته‬ ‫أزسَها‬ ‫لمثله الشهم فليذر الدموع دما‬ ‫إنى امرء كدت أن أعطي الحمام يدا‬ ‫ن ناخ في أصل والراد في غصن‬ ‫والجسم في نصب والعظم في وهن‬ ‫قد مزق الفقد قلبي بالأسى شذرا‬ ‫وفرق الوجذ‪٥‬‏ بين الجفن والوسن‬ ‫قاطضة‬ ‫و السرُ فاش بسفح الدمع كللعلن‬ ‫أسر‬ ‫قلبي عن‬ ‫‏‪ ١‬لأحد‬ ‫اع‬ ‫‪٧١‬‬ ‫رزية لم تذر قلبأ لمغترب‬ ‫وكلما ساقط‬ ‫نادك‬ ‫يحن مدكرأ شوقا إللى وطن‬ ‫لنايقول به قنما حشا ألن‬ ‫الدمع امرء درر‬ ‫هل فيك إلا‬ ‫الله يا قبرا تضمنه‬ ‫علومه بأزاضني الله والتين والقنن‬ ‫ألا وهل فيك الا عيلم طفحت‬ ‫لو كنت يا قبره تروي الحديث لنا‬ ‫جاب له‬ ‫حنت‬ ‫ارىلولا‬ ‫بتوا‬ ‫لقد‬ ‫رويت عن محكم الايات والسنن‬ ‫ببطن لحتك شمس المجد والفظن‬ ‫صبرا فلبا الصبر منهل المركب الخشن‬ ‫يا آل شمس وإن جلت رزيته‬ ‫لقد دففنتم كريما فاضلا لبتا‬ ‫وفخره و ثناه غير مندفن‬ ‫إن ابن ناصر لا يخلو بفرقته‬ ‫قد كان ذا لهجة تدنيه من‬ ‫أسا‬ ‫الدو اوبن‬ ‫للأخبار‬ ‫قلب امرء قلبي‪ :‬وهو من شجن‬ ‫كرم‬ ‫ناشر‬ ‫ئ محض لسُراتهن‬ ‫للرشد تثنييه عن لهو وعن ددن‬ ‫قريضة الترفي الأمصار والسُ‪٥‬ن‏‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫يحدي به من مزون الركب في زخر‬ ‫لى العراق إلى نجد إلى اليمن[‪]٧٨٤‬‏‬ ‫ندى‬ ‫الباع للسكن‬ ‫نعى سيف نعم قد كان غيث‬ ‫وكان غوثا طويل‬ ‫سقى المهيمن قبرا ضم أعظمه‬ ‫دمع الحيا ما تباكى الورق في فنن""ا‬ ‫‏)‪ 0١‬بعد البحث و التنقيق في أعمال ابن رزيق الأ دبية و التاريخية تبين لنا أنها غير موجودة‪ ،‬حفظها لنا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫الباب الثامن‬ ‫في ذكر الأمة اليمنية العمانية وملوكهم السلاطين الأساطين القحطانية‬ ‫وما كان في أيامهم من الكوائن المشايعة في القرى والمدائن‪:‬‬ ‫قال المصنف لهذا الكتاب‪ .‬الراجي الثواب من ربه التواب‪ :‬قد اتفقت روايات الثقات‬ ‫الأخباريين أئمة الأزد العمانيين‪ ،‬والسلاطين الأساطين القحطانيين‪ ،‬ودخل كل منهم‬ ‫بعضه في بعض بالإبرام والنقض‪ ،‬فاختلفوا لفظأً واتفقوا معنأ وحفظاش على أن‬ ‫الشأن الذي حمل الأزد العمانيين على نصب الإمامة وسل‬ ‫السيف على المخالفين‬ ‫لأهل مذهب الإستقامة‪ ،‬وذلك لما صار الملك إلى عبد الملك بن مروان‪ ،‬واستعمل‬ ‫على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬لهج الحجاج بحرب عمان‪ .‬وبها الأميران‬ ‫يومئذ سعيد وسليمان ابني عباد بن عبد الأزديان الجلنديان‪ ،‬فلم يزل الحجاج بن‬ ‫يوسف يغزوهما بجيوش متواترة ويفضان جموعه وعساكره‪ ،‬وكلما بعث الحجاج‬ ‫إليهما جيشا هزماه‪ ،‬واستوليا على سواده‪ ،‬إلى أن أخرج إليهما القاسم بن شعوة‬ ‫المزني( في جيش عرمرم‪ ،‬فدلف به إلى عمان في سفن كثيرة العدد والمددض‪،‬‬ ‫فارقاها في قرية حطاط‪ ،‬وهي التي تسمى يتى‪ ،‬وقيل هي التي تسمى القرم‪ ،‬فدلف‬ ‫لهم سليمان بن عباد بن عبد الأزدي بقومه الأزد‪ ،‬فاقتتلوا قتالاً شديدا‪ ،‬فكانت بينهم‬ ‫ملحمة عظيمة فانكشف جند الحجاجح وقتل قائده القاسم بن شعوة ومعه خلق كثير‪،‬‬ ‫واستولى سليمان على سوادهم‪ ،‬فبلغ ذلك الحجاجح فهاله الأمر واضطرب اضطرابا‬ ‫‏(‪ (١‬القاسم بن‬ ‫شعوة‬ ‫المزني ‪ :‬قائد‬ ‫أمو ي‬ ‫كلفه‬ ‫الحجا ج بن‬ ‫يوسف‬ ‫الثقفي بقيادة‬ ‫حملة عسكرية‬ ‫لاخضاع عمان للسيطرة الأموية لكن حملته فشلت‪ ،‬وقتل في إحدى المعارك مع العمانيين‪.‬‬ ‫‪٧٢٣‬‬ ‫كثيرأ‪ ،‬وزلزله الغيظ زلزالا شديداً‪ ،‬فما لبث أن استدعى بمجاعة بن شعوه"ا أخ‬ ‫القاسم المذكور‪ ،‬وأمره أن يندب الناس ويستصرخهم‪ ،‬وينادي في قبائل نزار حيثما‬ ‫كانوا‪ ،‬لأخذ الثأر‪ ،‬فلما فعل ذلك أتوه زرافات ووحدانا ومشاة وركابا‪ ،‬وأظهر‬ ‫الحجاج الغضب والحميّة والعجرفة الأبية وكتب إلى عبد الملك عما أصاب قومه‬ ‫من أزد عمان‪ ،‬وأقعد وجوه أزد البصرة عن النصرة لسليمان بن عبادة فأجابوا‬ ‫بلإعان وانقياد‪ ،‬ورفض الإبائه والعناد‪ ،‬فانبعثت الروايات‪ .‬إن الجموع التى أخرجها‬ ‫الحجاج لعمان كانت أربعين ألفا فأخرج من جانب البحر عشرين ألفا ومن جانب‬ ‫البر مظهم في العدد والمدد وجعل الأمير على الكل مجاعة بن شعوة المزني‪ ،‬فلما‬ ‫علم سليمان بن عباد بدلفتهم‪،‬۔ مضى إليهم بفرسان الأزد‪ ،‬فكانوا ثلاثة آلاف‪،‬‬ ‫وأصحاب النياق ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل‪ ،‬فصادفهم دون الماء الذي بالبلقعة‬ ‫بخمس مراحل‪ .‬وقيل بثلالث‪ ،‬وهو الماء الذي بالقرب من بوشر ويقال له اليوم‬ ‫البلقعين فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كلت السواعد‪ ،‬وتكسر أكبر السيوف‪ ،‬وتحطمت‬ ‫الرماح‪ ،‬وعظم القتل والجراح‪ .‬فعند ذلك انهزم أصحاب الحجاج‪ .‬فأمعن سليمان في‬ ‫طلبهم‪ ،‬وهولم يشعر بعسكر الحجاج العائمة بهم السفن في البحر‪ ،‬فبلغ عسكر البحر‬ ‫رجل من المضريةة فاخبرهم بخروج سليمان بسائر عسكره الذين أقبلوا من جانب‬ ‫البر وأن الباقين مع أخيه سعيد بن عباد شرذمة قليلون‪ ،‬فحث مجاعة السير‪ ،‬حتى‬ ‫وصل بركة‪ ،‬فبادر هم سعيد‪ ،‬فقاتلهم قتالا شديدأ‪ ،‬حتى حجز بينهم الليل‪ ،‬فلما علم‬ ‫ا مجاعة بن شعوة المزني‪ :‬قائد أموي‪ ،‬كلفه الحجاج بقيادة الجيش الأموي لاخضاع عمان‪ ،‬بعد‬ ‫فشل الحملة الأولى التي قادها أخوه القاسم بن شفوة‪ ،‬والتي انتهت بمقتله وفشلت حملته أيضا في‬ ‫المرة الأولى‪ ،‬لكنه تمكن من السيطرة على عمان‪ ،‬بعدما وصلته قوات داعمة من الشام‪.‬‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫سعيد أنه لا طاقة ‏[‪ ]٧٨٥‬له وقومه لمناجزة قوم مجاعة‪ ،‬لقلة قومه وكثرة قوم‬ ‫مجاعة‪ ،‬وقد كثر في قوم سعيد القتل‪ ،‬وفشى فيهم الجراح‪ ،‬فمضى عنهم‪ ،‬وعمد إلى‬ ‫ذراريه وذراري أخيه‪ ،‬فاعتزل إلى الجبل الأكبر‪ ،‬وهو جبل بني ريام‪ ،‬ويقال له‬ ‫الجبل الأخضر‪ ،‬ويقال له أيضا رأضوا‪ ،‬بضم الراء‪ ،‬ولحقه القومى فحضروا حتى‬ ‫وافا أخوه سليمان‪ ،‬وقد كان مجاعة أرسى سفنه ببلدة مسقط‬ ‫وعددها ثلاثمائلة‬ ‫سفينة فمضى إليها سليمان‪ ،‬فأحرق منها نيفا وثلاثين سفينه‪ ،‬وانفلت الباقون في‬ ‫لجج البحر‪ ،‬ثم مضى يريد عسكر مجاعة‪ ،‬فتصور لمجاعة أن لا طاقة له بجرب‬ ‫سليمان‪ ،‬فخرج يريد البحر فالتقى هو وسليمان بن عباد بقرية سمائل‪ ،‬فوقعت بينهم‬ ‫ملحمة شديدة‪ ،‬فانهزم مجاعة ولحق بسفنه‪ ،‬فركبها ومضى إلى جلفار الصّير‪ ،‬وكان‬ ‫الحجاج بن يوسف قد أخرج على طريق البر أيضا عبدالرحمن بن سعيد‬ ‫المضري"') في خمسة آلاف فارس من بادية الشام وغيرهم‪ ،‬وفيهم رجل من الأزد‬ ‫يسى ملاحة بن خالد‪ ،‬والقوم لا يعلمون به من الأزد‪ ،‬فهرب في الليل‪ ،‬حتى قدم‬ ‫على سليمان وسعيد‪ ،‬فأخبرهما بدلفتهما إليهم فتقاعسا وأقعدهما العجز عن ملاحمة‬ ‫قوم الحجاج‪ ،‬فحملا ذراريهما وسوادهما‪ ،‬وخرج معهما خلق كثير من الأزد‪ ،‬ولحقا‬ ‫ببلاد الزنج وهي التي تسمى أرض بته‪ ،‬ودخل مجاعة وعبد الرحمن بالعسكر‬ ‫عمان‪ ،‬ففعلا فيها غير الجميل‪ ،‬ونهباها نهبا شنيع‪ .‬وصنعا بها صنيعاً فظيعاً‪ ،‬نعوذ‬ ‫بالله من البغي والعدوان‪ .‬فلما اصطلما عمان‪ .‬وأدانوا زعماء شيوخها والشبان كتبا‬ ‫() عبد الرحمن بن سعيد المضري‪ :‬قائد أموي‪ ،‬ترأس الحملة التي أرسلها الأمويون‪ ،‬لتقديم الدعم‬ ‫والمساندة لحملة مجاعة بن شعوة المزني‪ ،‬وقد ساهم عبد الرحمن بن سعيد مع قوات مجاعة في‬ ‫إخضاع عمان للسيطرة الأموية سنة‬ ‫‏‪ ٨١‬ه‪.‬‬ ‫إالى الحجاج عما كان منهما من الشأن بعمان‪ ،‬واستعملا على عمان بعدما رجعا إليه‬ ‫الخيار بن سبرة المجاشعي(") فلما مات عبدالملك وولي من بعده الوليد بن‬ ‫عبدالملك‪ ،‬ومات الحجاج استعمل الوليد على العراق يزيد بن أبي مسلم" وبعث‬ ‫يزيد سيف بن الهاني الهمداني(") عاملا على عمان‪ ،‬واستعمل عليها صالح بن عبد‬ ‫الرحمن الليثي‪“١‬أ‪،‬‏ ثم رأى أن يكون عمال عمان على ما كانوا عليه‪ ،‬فرّهم‪ ،‬وجعل‬ ‫صالح بن عبدالرحمن مشرفا عليهم‪ ،‬ثم ولي يزيد بن المهلب العراق وخراسان‪،‬‬ ‫فاستعمل يزيد أخاه زيادأ على عمان‪ ،‬فلم يزل عاملا عليها محسنا إلى أهلها‪ .‬حتى‬ ‫مات سليمان بن عبدالملك‪ ،‬وولي عمر بن عبد العزيز‪ ،‬واستعمل بن عبدالعزيز‬ ‫عدي بن أرطأه الفزاري(ا على العراق‪ ،‬فاستعمل عدي بن أرطأة عمالأ مضريةة‬ ‫فأساؤوا السيرة فيها‪ ،‬وفعلوا غير الجائز في الشرع الشريف فكتب أهل عمان إلى‬ ‫عمر بن عبدالعزيز مما كان من صنيعهم‪ ،‬فاستعمل عليهم عمر بن عبدالله بن‬ ‫() الخيار بن سبرة المجاشعي‪ :‬قائد أموي استخدمة الحجاج بن يوسف الثقفي عاملا له على‬ ‫عمان‪ ،‬بعد إخضاعها سنة ‪٨١٧١‬ه‏ وبقي يحكمها حتى سنة‬ ‫‏‪ ٩٥‬ه‬ ‫ا"ا يزيد بن أبي مسلم‪ :‬قائد أموي‪ ،‬عينه الوليد بن عبدالملك واليا على العراق بعد وفاة الحجاج‬ ‫ابن يوسف الثقفي‪.‬‬ ‫"ا يزيد بن سيف بن الهاني الهمذائي‪ :‬قائد أموي استخدمه يزيد بن أبي سلم والي الأمويين على‬ ‫العراق‪ ،‬على ولاية عمان‬ ‫( صالح بن عبدالرحمن الليثي‪ :‬قائد أموي عينة يزيد بن أبي سلم واليا على عمان بعدما عزل‬ ‫يزيد بن سيف الهمذاني‪.‬‬ ‫( عدي بن أرطأة الفزاري‪ :‬قائد أموي‪ ،‬استخدمه عمر بن عبد العزيز واليا على العراق بعد‬ ‫عزل يزيد بن أبي سلم‪.‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫صبيحة الأنصاري () فأحسن السيرة فيهم‪ ،‬فلم يزل واليأ مكومأا على عمان‪،‬‬ ‫يستوفي الصدقات منهم بطيبة أنفسهم‪ ،‬حتى مات عمر بن عبد العزيز‪ ،‬فقال عمر‬ ‫ابن عبدالله لزياد بن المهلب‪ :‬هذه البلاد بلاد قومك فشأنك بها‪ ،‬وخرج عمر بن‬ ‫عبدالله من عمان‪ .‬وأقام زياد بن المهلب في عمان‪ .‬حتى ظهر أبو العباس السفاح‬ ‫وصار ملك بني أمية إليه‪ .‬وولى أبا جعفر المنصور على العراق‪ ،‬فاستعمل أبو‬ ‫جعفر على عمان جناح بن عبادة بن قيس بن عمر الهنائي!"أ‪ ،‬وهو صاحب المسجد‬ ‫المعروف بمسجد جناح‪ .‬ثم عزله‪ .‬وولى ابنه محمد بن جناح‪٬‬فداهن‏ جناح بن عبادة‬ ‫الإباضية حتى صارت ولاية عمان لهم‪ ،‬فعند ذلك عقدوا الإمامة للجلندى بن‬ ‫مسعود‪.‬‬ ‫الجلندى بن مسعود بن عباد الجلندى الأزدي اليمني الهنائي‪:‬‬ ‫العبد الصالح‪ ،‬فكان سبباً لقوة مذهب الإستقامة عدلا مرضياً‪ ،‬ورفض حب‬ ‫الصفراء والبيضاء‪ ،‬وسلك نهج الزاهدين الصالحين وكان ل من الشاكرين [ ‏‪]٧٨٦‬‬ ‫الحامدين الذاكرين‪ ،‬وكانت البيعة له من المسلمين بالإمامة القائبة على ساق‬ ‫الإستقامة في يوم التاسع من شهر الحج سنه ثلاثين ومائة‪ ،‬وبينه وبين بيعة أمل‬ ‫العراق للستفاح أبي العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدان بن العباس بن‬ ‫عبدالمطلب سنتين‪ ،‬إذ المتفاح المذكور بويع ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من‬ ‫() عمر بن عبدالله بن صبيحة الأنصاري‪ :‬عالم فقيه‪ ،‬عينه الخليفة عمر بن عبد العزيز حاكما‬ ‫على عمان بدلا من زيادة علي الغزاري‪ ،‬وقد أيده العمانيون لعدله ونزاهته في الحكم‪ .‬انظر دليل‬ ‫اعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.١٢٠‬‬ ‫‏(‪ (٢‬جناح بن عبادة بن قيس بن عمر الهنائي‪ :‬وال عاش في القرن الثاني الهجري‪ ،‬وللي على‬ ‫عمان من قبل أبي جعفر المنصور‪ ،‬تعاطف مع العمانين‪ ،‬واعتنق المذهب الإباضي‪ ،‬ثم عزله‬ ‫وعين نجله محمد خلفا له‪ .‬انظر دليل أعلام عمان ص ‏‪.٤٦‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫شهر ربيع الأخر سنة إثنين وثلاثين ومائة بالكوفةش وقيل‪ :‬إنه بويع يوم الأربعاء‬ ‫لإحدى عشرة ليلة من شهر ربيع الاخر سنة إثنين وثلاثين ومائةظ‪ ،‬وكان الستفاح قد‬ ‫غضب على شيبان بن عبد الله اليشكري"'أ‪ ،‬فأمعن في طلبه‪ ،‬ففر شيبان منه‪ ،‬ومعه‬ ‫من عسكره وأتباعه خلق كثير‪ ،‬وأغرته أصحابه بحرب عمان‪ ،‬و اصطلامها من‬ ‫أهلها‪ ،‬فدلف إليها بعسكره وأتباعه‪ ،‬فلما بلغ خبره إلى الإمام الجلندى بن مسعود‪،‬‬ ‫أخرج إليه هلال بن عطية الخراساني"أ ويحيى بن نجيح الأزدي‪"/‬أ‪ ،‬وجماعة من‬ ‫المسلمين‪ ،‬وكان يحي بن نجيح فضله شائع بين المسلمين‪ ،‬وزهده لائح لأهل الدينض‬ ‫فلما تراعت الفئتان‪ ،‬دعى يحي ربه بدعوة التنصر والظفر بين الفريقين‪ ،‬فقال جهرا‪:‬‬ ‫اللهم إن كنت تعلم أننا على الدين الذي ترضاه‪ ،‬والحق الذي تحب‪ ،‬أن نؤتى بهة‬ ‫فاجعلني أول قتيل من أصحابي‪ .‬ثم اجعل شيبان أول قتيل من أصحابه‪ ،‬واجعل‬ ‫الدائرة على أصحابه‪ ،‬والنصر والظفر لأصحابي‪ ،‬وإن كنت تعلم أن شيبان‬ ‫وأصحابه على الدين الذي ترضاه‪ ،‬والحق الذي تحبي أن نؤتى به‪ ،‬فاجعل شيبان‬ ‫أول قتيل‪ .‬ثم زحف القوم بعضهم على بعض» فكان أول قتيل من المسلمين نجيح‬ ‫وأول قتيل من أصحاب شيبان ‪ ،‬شيبان‪ ،‬وانكشف جنده‪ ،‬وأخذهم السيف من كل‬ ‫مكان‬ ‫فما سلم منهم ال قليلا وتفرقوا في السباسب‪ ،‬أيادي سبا‪ ،‬فما كان بعد لك‬ ‫() شيبان بن عبد العزيز اليشكري‪ :‬زعيم الخوارج الصفرية‪ ،‬جاء إلى عمان بجيش هاربأ من‬ ‫قوات أبي العباس السفاح‪ ،‬فأخرج إليه الإمام الجلندي بن مسعود قائديه هلال بن عطية الخرساني‪،‬‬ ‫ويحي‬ ‫بن نجيح وجماعة من‬ ‫المسلمين ْ قاتلوه‪6‬‬ ‫وانتصروا‬ ‫عليك‬ ‫وقتلوه‪ 6‬وكان‬ ‫ه‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ :‬نور الدين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‏‪.٩٢‬‬ ‫ذلك‬ ‫سنة‬ ‫‏‪١٣٤‬‬ ‫ا" هلال بن عطية الخرساني‪ :‬وزير‪ .‬قائد‪ ،‬عالم‪ ،‬داع‪ ،‬عاش في القرن الثاني البجري‪ ،‬كان‬ ‫وزيرأ للإمام الجلندى بن مسعود‪ ،‬أرسله هو ويحي بن نجيح على رأس جيش إلى شيبان‪ ،‬فدارت‬ ‫رحى الحرب بينهم‪ ،‬وانتهيت بانتصار هلال ومقتل شيبان‪ ،‬ولقد قاتل هلال مع الإمام في مواقع‬ ‫كثيرة‪ ،‬حتى قتل معه سنة ‪١٣٤‬ه‪.‬‏ انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٦٦‬‬ ‫‏)‪ (٣‬يحي بن نجيح الأزدي ‪ :‬أحد قادة الإمام الجلندذي بن مسعود المشهورين كلفة الإمام بقيادة الجيش الذي‬ ‫أزسله إلى جلفار لملاقاة جيش شيبان بن عبد العزيز اليشكري الخارجي الصفري‪ ،‬حيث تمكن من الانتصار‬ ‫عليه وقتله‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ ،‬نور الدين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫‏‪.٩٢‬‬ ‫الملحمة إلا أياما قلائلاًش إذ أقبل خازم بن خزيمة(') إلى عمان‪ ،‬ومعه عَدَة من‬ ‫الشجعان والفرسان‪ ،‬فلما بلغ إلى توام"أ‪ ،‬أخبر ما جرى على شيبان وأصحابه من‬ ‫أهل عمان‪ ،‬وكان فرار شيبان من السّفااح خيفة من القتل‪ ،‬إذ كان هو‪ .‬قبل أن يؤول‬ ‫إلى السفاح الملك والسلطان‪ ،‬سيفا وكف لبني مروان‪ ،‬فترك خازم بن خزيمة قومه‬ ‫بتوام‪ ،‬وأقبل هو ومن معه من أصحابه عشرة رجال“ إلى الإمام الجلندي بن‬ ‫مسعود‪ .‬وكان الجلندى يومئذ ببلدة صحار فلما وصل إليه‪ ،‬قال للجلندى بعد شاء‬ ‫جزيل‪ :‬إنا كنا نطلب هؤلاء القوم‪ ،‬يعني شيبان وأصحابه وقد كفانا قتالهم على‬ ‫أيديكم‪ ،‬فالآن أربي ورغبي‪ ،‬أن أخرج من عندك بكتاب إلى الخليفة‪ ،‬أخبره أنك له‬ ‫سامع مطيع‪ ،‬فشاور الجلندى المسلمين في ذلك‪ ،‬فلم يروا له ذلك‪ ،‬وفي رواية أخرى‬ ‫أن خازم بن خزيمة سأل الجلندى أن يعطيه سيف شيبان‪ ،‬أو خاتمه‪ ،‬فأبى الجلندىض‬ ‫ورجع خازم إلى قومه الذين تركهم بتوام‪ ،‬ثم سعى بهم حتى دخل جلفار الصثير‪،‬‬ ‫فشن على عمان الغارات‪ ،‬فتعبأ الجلندى بمن حصل معه من الناس فلما بلغ جلفار‪8‬‬ ‫زحف إليهم خازم بمن معه من القوم‪ ،‬فوقع بينهم القتال‪ ،‬فقتل جميع أصحاب‬ ‫الجلندى‪ ،‬ولم يبق إلا هو وهلال بن عطية الخراساني‪ ،‬فقال الجلندى لهلال‪ :‬ما‬ ‫رأيك؟ فقد قتلت القوم‪ ،‬وما بقي منهم إلا أنا وأنت‪ ،‬فقال له هلال‪ :‬لا سبيل إلى‬ ‫أ خازم بن خزيمة‪ :‬قائد عباسي‪ ،‬عينه أبو العباس السفاح على رأس جيش أرسله لمقاتلة‬ ‫الخوارج الصفرية بقيادة شيبان بن عبد العزيز اليشكري في جزيرة ابن كاوان‪ ،‬لكن شيبان فر‬ ‫بقواته إلى عمان‪ ،‬وقتل على يد قوات الإمام الجلندي بن مسعود‪ ،‬عندها طلب خازم من الإمام‬ ‫الجلندى التبعية للدولة العباسية لكنه رفض‪ ،‬وجرت معركة بين الطرفين‪ ،‬انتصر فيها خازم‪،‬‬ ‫واشتشهد الإمام الجلندى‪ ،‬ودخل خازم عمان‪ .‬و أخضعها للسيطرة العباسية‪.‬‬ ‫") تؤام‪ :‬بالضم‪ ،‬ثم فتح الهزة‪ :‬اسم قصبة عمان مما يلي الساحل‪ ،‬وبها قرى كثيرة وقال نصر‪:‬‬ ‫تؤام قرية بعمان‪ ،‬بها منبر بني سامة‪ .‬انظر‪ :‬الحموي‪ ،‬ياقوت بن عبدالله‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج ‏‪،٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٥٤‬‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫المفر‪ ،‬إذ هو من أفحش العار‪ ،‬فما أمره وما أحلا الشهادة‪ ،‬أنت إمامي‪ ،‬فكن‬ ‫أمامي‪ ،‬ولك علي أن لا أبقى بعدك‪ ،‬وقوم خازم تسمع هذا الكلام‪ ،‬فتقدم الجلندى‪،‬‬ ‫فقال‬ ‫حتى قتل ‪ 4‬رحمه‬ ‫اللف‬ ‫شهيد ا‪ .‬ثم تقدم‬ ‫هلال بن‬ ‫عطيه “ و عليه لامة‬ ‫حربك‪.‬‬ ‫فاعطى السيف حقه‪ ،‬فكان أصحاب خازم يتعجبون من سطوته وشجاعته وثقافته‪ ،‬ثم‬ ‫ازدحموا‬ ‫عليه‪ ،‬فاحتووه حتى قتلوه‪ ،‬رحمه‬ ‫ما اتفق أهل العلم بالسير سنتين وشهر‬ ‫اله خازم‬ ‫بن خزيمة‬ ‫اله عمان على يديك‬ ‫وروي‬ ‫عن‬ ‫الله وغفر له‪ .‬وكانت‬ ‫إمامته‬ ‫‏[‪ ]٧٨١٧‬على‬ ‫قيل‪ :‬إن الذي قتل الإمام الجلندى‪ ،‬رحمه‬ ‫خازم “۔ لما حضرته‬ ‫الوفاه قيل له‪:‬‬ ‫أبشر ۔ فقد فتح‬ ‫فقال‪ :‬عزيتموني في الحياة‪ ،‬وتعزّوني عند الوفاة‪ ،‬هيهات‬ ‫هيهات‪ .‬فكيف لي بقتل العماني‪ .‬وفي رواية أخرى أن رجلا من أهل عمان خرج‬ ‫إلى الحج‪ ،‬وفي صحبته رجل من أهل البصرة۔ لا يهدأ الليل ولا ينام‪ ،‬فسأله‬ ‫العماني عن حالته‪ ،‬وكان البصري لا يعرفه أنه من أهل عمان‪ .‬فقال له‪ :‬إني‬ ‫خرجت مع خازم بن خزيمة إلى عمان‪ ،‬فقاتلنا قوما‪ ،‬لم أر مثلهم قط في الشجاعة‬ ‫والتقوى‪ ،‬فأنا من ذاك اليوم على هذه الحالة‪ ،‬لا يأخذني النوم‪ ،‬فقال الرجل العماني‬ ‫في نفسه‪ :‬أنت الجدير بذلك‪ ،‬إن كنت ممَّن قاتلهم(')‪.‬‬ ‫ولما قتل الجلندى‪ ،‬رحمه الله وغفر له‪ ،‬استولت الجبابرة على عمان‪ ،‬فأفسدوا فيها‪.‬‬ ‫وكانوا أهل ظلم وجور وطغيان‪ ،‬فمن هؤلاء الجبابرة محمد بن زائدة وراشد بن‬ ‫شاذان بن النظر الجلنديان‪ ،‬وفي زمنهما هجم غسان الهنائي(" على نزوى‘‪ ،‬فنهبها۔‬ ‫() الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة مخطوط‪ ،‬ص‬ ‫‏(‪ (٢‬غسان الهنائي ‪ :‬قائد‪ ،‬من بني محارب‬ ‫‏‪.٤٤١-٤٣٩‬‬ ‫عاش في القرن الثاني الهجري‪ ،‬قام بنهب نزوى‪،‬‬ ‫وهزم بني نافع وبني هميم بعدما قتل منهم خلقا كثيرأ‪ ،‬وذلك في شهر شعبان سنة ‏‪ ١٤٥‬ه‬ ‫وأجمع بنو الحارث رأيهم على الثأر منهم‪ ،‬وقتلوه في موضع يقال له الخور‪ .‬انظر دليل أعلام‬ ‫عمان۔‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٢٥‬‬ ‫وهزم بني نافع وبني هميم‪ ،‬بعد أن قتل خلقا كثيرأ۔ ووقوع هذه الكائنة في شهر‬ ‫شعبان سنة خمس وأربعين ومائة سنة‪ ،‬ثم إن بني الحارث‪ .‬أهل إير ا(" غخضبوا‬ ‫على غسان الهنائي وحزبه‪ ،‬وسأءهم ما صنعوا ببني نافع وبني هميم‪ ،‬وكان في‬ ‫بني الحارث رجل من بكرة‪ .‬يقال له زياد بن سعيد البكري‪ ،‬حليف بني الحارث‬ ‫فاجتمع رأيهم أن يمضوا إلى بني العتيك ليقتلوا غسان الهنائي‪ ،‬فكمنوا ليل بين داره‬ ‫ودار جناح بن سعيد‪ ،‬بموضع يقال له الخور‪ ،‬فألقوه راجعا من عيادة رجل مريض‬ ‫من بني هناءة‪ ،‬وهو لم يشعر بمكانهم‪ ،‬فلما انتهى إليهم ضربوه بسيوفهم حتى‬ ‫قتلوه‪ ،‬فغضب لذلك منازل بن خنبش الهنائي("أ‪ ،‬وكان مسكنه بنبا‪ .‬وعاملا لمحمد‬ ‫بن زائدة وراشد بن شاذان الجلنديين‪ ،‬فسار منازل بن خنبش‪ ،‬ومحمد بن زائدة‬ ‫وراشد بن شاذان الجلنديين‪ ،‬ومن معهم من الجند على حين غفلة من بني الحارث‪،‬‬ ‫فلما وصلوا إلى إيرا‪ ،‬برزت لهم رجال بني الحارث‪ ،‬فتضاربوا بالسيوف‪،‬‬ ‫وتطاعنوا بالرماح‪ ،‬فقتل من الفريقين أربعون رجلا وكانت الحرب بينهم سجال‪ ،‬ثم‬ ‫دخل أهل إبرا بلدهم‪ ،‬ورجع منازل و محمد بن زائدة وراشد بن شاذان ومن معهم‬ ‫واشتدت بينهم الإحن‪ ،‬وعصفت بينهم المحن زماناً‪ ،‬ثم من الله سبحانه وتعالى على‬ ‫أهل عمان بالإلفة على الحق‪ .‬فخرجت عصابة من المسلمين‪ ،‬فقاموا بحق اللله رب‬ ‫العالمين‪ ،‬و أزالوا ملك تلك الجبابرة‪ ،‬واتفقت الروايات أن المشائخ العلماء من أهل‬ ‫عمان اجتمعوا في نزوى‪ ،‬وكان رئيسهم وعميدهم الشيخ العالم موسى بن أبي‬ ‫ااا إبرا‪ :‬بلدة تقع في المنطقة الشرقية من عمان‪.‬‬ ‫ا" منازل بن خنبش الهنائي‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫جابر(أ‪ ،‬فأرادوا عقد الإمامة لمحمد بن أبي عفأن"'‪ ،‬وفي النادي الذي اجتمع فيه‬ ‫رؤساء لا يوفون على الدولة‪ ،‬فخاف الشيخ موسى أن لا يكون للمسلمين يدة وأن‬ ‫تقع فتنة لا يقدرون على دفعها‪ ،‬فقال‪ :‬قد ولينا بن أبي عفان نزوى وقرى الجوف‪،‬‬ ‫حتى تضع الحرب أوزارها فقال الشيخ النزوي أبو المنذر بشير بن المنذر"‪ :‬قد‬ ‫كنا نرجوا منهم ما نحب فالآن رأينا ما نكره‪ ،‬والحمد لله رب العالمين‪ .‬فقال له‬ ‫الشنيخ موسى‪ :‬إنا فعلنا ما تحب‪ .‬وأعلمه إنما أراد أن يفرقهم لئلا تقع الفتنة فلما‬ ‫خرج ألئك الرؤساء‪ ،‬ومضى كل واحد منهم إلى البلد التي وليها‪ ،‬كتب الشيخ موسى‬ ‫بعزلهم‪ ،‬وبعث ولاة ثقات إلى تلك البلدان‪ ،‬وفي رواية أنهم عُزلوا قبل وصولهم‬ ‫() موسى بن أبي جابر ( ‪-١٨١-٨٧‬ه‏ ‪ /‬‏‪ ٧١٩٧-١٧٠٥‬م ) أحد حملة العلم إلى عمان‪ ،‬في القرن‬ ‫الثاني الهمجري“ كان يلقب بشيخ الإسلام‪ ،‬وكان له دور رئيسي في إدارة شؤون البلاد في عهد‬ ‫الإمام الوارث بن كعب الخروصي‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص ‏‪.١٥٥‬‬ ‫‏(‪ (٢‬محمد بن أبي عفان‪ :‬محمد بن عبدالله بن أبي عفان‪ ،‬عاش في القرن الثاني الهجري عقدت له‬ ‫الإمامة بعد الإمام الجلندي‪ ،‬فلم يحسن معاملة المسلمين‪ ،‬فأنكروا عليه جفوته ورده للنصائح‪ ،‬ولم‬ ‫يرضوا بسيرته‪ ،‬فدبروا له حيلة‪ ،‬وأخرجوه من عسكر نزوى‪ ،‬ثم اجتمعوا وعزلوه‪ ،‬واختاروا‬ ‫الوارث بن كعب الخروصي اليحمدي الشاري إماما لعمان‪ ،‬وبذلك زالت إمامة محمد بن عبدالله‬ ‫ابن أبي عفان‪ ،‬وكانت مدتها سنتان وشهر واحد‪ .‬انظر دليل أعلام عمان ص‬ ‫‏‪.١٤٨‬‬ ‫"ا أبو المنذر بشير‪ :‬شيخ عالم‪ ،‬عاش في القرن الثاني الهجري‪ ،‬من بني سامة بن لؤي بن‬ ‫غالب‪ .‬ينسب‬ ‫اليه بنو نافع ‪ ،‬وهم من أشر اف‬ ‫أهل العقر ‪ 4‬خرج مع محمد بن أبي القاسم إلى‬ ‫البحرين‪ ،‬حيث كان محمد بن نور عاملا عليها من قبل المعتضد العباسي‪ ،‬وطلبا منه العون‬ ‫للقضاء‬ ‫ببغداد‪،‬‬ ‫كثيرة‪،‬‬ ‫وكتاب‬ ‫على الفتن الواقعة في عمان على يد غسان الهنائي‪ ،‬فأشار‬ ‫فذهب إليه محمد بن أبي القاسم‪ ،‬وقعد بشير بن المنذر مع‬ ‫منها‪ :‬كتاب "المحاربة" وكتاب "الخزانة" في سبعين مجلدا‪،‬‬ ‫"الوصف" في التوحيد وكتاب "حدوث العالم"‪ .‬انظر‪ :‬دليل‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫عليهما بالذهاب‬ ‫محمد بن نور‪.‬‬ ‫وكتاب "البستان"‬ ‫أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫إلى المعتضد‬ ‫له مؤلفات‬ ‫في الأصول‬ ‫‏‪.٣٤‬‬ ‫ليها‪ ،‬وبقي محمد بن أبي عفأن في العسكر‪ .‬فظهرت منه أحداث للمسلمين لم‬ ‫تعجبهم‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الذي أنكر عليه ‏[‪ ]٢٨٨‬جفوته للمسلمين ورده للنصائح والله‬ ‫أعلم۔ ولما مقتوا سيرته‪ ،‬عملوا الحيلة في إخراجه‪ ،‬فأخرجوه من عسكر نزوى‬ ‫وعزلوه‪ ،‬واجتمعوا‪ ،‬فاختاروا لهم الوارث بن كعب إمامأ‪ ،‬وكانت إمامة محمد بن‬ ‫أبي عفان إلى أن عزل سنتين وشهرا‪ ،‬وفي الإمامة إقامة الجلندى إلى قتله سنتين‬ ‫وسته أشهر‪ ،‬والله أعلم()‪.‬‬ ‫اإمام الوارث بن كعب الأزدي الشاري الخروصي الأباضي رحمه الله‬ ‫وغفر له‪:‬‬ ‫وللعامة في الوارث روايات ما وجدتها في التواريخ وهذا الخبر شائع عنه من‬ ‫العامة وهو قبل حصول البيعة له بالإمامة كانت له أسرار ظاهرة العيان‪ ،‬مسفرة‬ ‫بشموس البرهان ومنها أنه كان يخرج إلى عبادة الله تعالى‪ ،‬حيث لا تراه أعين‬ ‫الناس‪ ،‬فمضى ذات يوم إلى المكان الذي يختلي به عن الناس‪ ،‬وبيده سكين‪ ،‬نصابه‬ ‫حطبة جافةظ فسمع هاتفا يقول له‪ ،‬ولم ير شخصه‪ :‬يا وارث أقم العدل‪ ،‬ولا تخشى‬ ‫في الله لومة لائم‪ ،‬فرفع الوارث طرفه نحو الصوت فلم ير أحدأ‪ ،‬فرجع إلى منزله‬ ‫يصوغ الفكر ويكسره من قبل الهاتف ولما مضى إلى ذلك المكان في اليوم الثاني‪،‬‬ ‫ووصل إليه‪ ،‬سمع الهاتف يقول له كما قال له في اليوم الأول‪ ،‬فرجع إلى منزله‪.‬‬ ‫وسعى إلى ذلك المكان في اليوم الثالث‪ ،‬فلما وافاه سمع الهاتف يقول له كما قال له‬ ‫() الازكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه ص‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫‏‪٤٤١‬‬ ‫‪.٤٤٢‬‬ ‫في اليومين الماضيين فقال الوارث‪ :‬اللهم إن كان حقا ما يقول لي هذا الهاتف‬ ‫فلتخضر هذه‬ ‫الحطبة‬ ‫التي هي نصاب‬ ‫المكين ‘ ثم تورق‬ ‫في‬ ‫الحال‬ ‫عن‬ ‫وثنبي ح‬ ‫إسم‬ ‫شجرتها بأغصانها وأوراقها‪ ،‬فلما غرسها اخضّرت‪ ،‬وأورقت في الحال‪ ،‬فكانت هي‬ ‫شجرة الليمون‪ ،‬فلما مسكها واقتلعها‪ .‬صارت كما كانت حطبة جافة نصابا لسّكين‪،‬‬ ‫فمضى حينئذ إلى بلدة الرستاق‪ ،‬وكان بها يومئذ ملك جبار عنيد‪ ،‬فرأى الوارث‬ ‫رجلا مصلوبأعلى جذع نخلة‪ ،‬وقد أوهنته الحبال‪ ،‬وهو ينادي فلا يجاب‪ ،‬ويستغيث‬ ‫أراد منه الملك بعض الدراهم‪ ،‬فأبى بدفعها إليه‪ ،‬ثم أتى الوارث إلى الجبار‪ ،‬وسأله‬ ‫عن الرجل‪ ،‬فقال له كما قيل له أولا فعند ذلك وثب إلى ذلك الرجل‪ ،‬فقطع عنه‬ ‫الحبال بذلك السكين‪ ،‬ومضيا إلى ناحية الجبل المقتزرب من الحصن‪ ،‬فقيل للجبار‪:‬‬ ‫إن رجلا لا نعرفه وثب إلى الرجل المصلوب‪ ،‬فقطع بسكينه عنه الحبال‪ ،‬ومضيا‬ ‫إلى ناحية الجبل‪ ،‬فأمر الجبار على عشرة من رجاله الجورة الطاغين أن يأتوا‬ ‫بالرجل وصاحبه إليه‪ ،‬فلما مضوا إليهما‪ ،‬عرفوا الوارث ومعه الرجل المصلوب‬ ‫وحولهما عشرون رجلا شاكين السلاح‪ ،‬فرجعوا عنهما‪ ،‬وأخبروا الجبار الخبر ة‬ ‫فأمر على مائة رجل من الجبابرة أن يأتوا بهم جميعا إليه فلما وصلوا إليهم‬ ‫وجدوهم جيشا كثيرا‪ ،‬فرجعوا إلى الجبار‪ ،‬وأخبروه الخبر‪ .‬فقال‪ :‬خلوا سبيلهم‪ ،‬فإن‬ ‫لهم شأنا عظيماً۔ قالوا‪ :‬ورجع الوارث‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬والرجل الذي أنقذه الوارث من‬ ‫الصلب‬ ‫الى و ادي‬ ‫بني خروص‬ ‫©“ؤ و‬ ‫نما خبر ه للخاصة‬ ‫على بيعته با لإمامة ‘ فبويع سنة سبع وسبعين‬ ‫و العامة‬ ‫فاجتمعت‬ ‫المسلمون‬ ‫ومائة سنة بنزو ى‪ ،‬والشاهد‬ ‫على‬ ‫تقرير كون الخبر الذي أوردناه عن العامة أن المكان الذي غرس فيه الوارث‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫نصاب ذلك السكين‪ .‬به شجر الليمون إلى هذه الغاية‪.‬‬ ‫ومائتين‪،‬‬ ‫وهي سنه ثمان وستين‬ ‫‏[‪ ]٢٨٩‬وليمونه لم يبن وكلما يبس غصن من أغصانه طلع آخر مكانه‪.‬‬ ‫مخضرة أوراقه‪ ،‬والمسجد الذي بناه في وادي بني خروص إلى هذه الغاية التي‬ ‫ذكرناها أولأ‪ ،‬لم تخر دعائمه‪ ،‬ولم ينهد سقفه‪ ،‬ثم إن قبره الشريف بنزوى إلى هذه‬ ‫الغاية لم يصل إليه ماء الوادي كما كان مرور ماء الوادي على ذلك المكان الذي‬ ‫فيه قبره الشريف ولهذا الوادي‪ ،‬قوة شديدة‪ ،‬ويسيل سيلانا عظيماأ‪ ،‬شة ما جرى‬ ‫حمل بيوتا ضخمة‪ ،‬وحمل سكانها‪ ،‬فلا رى لهم أثر‪ ،‬وقبره الشريف هو بين العقر‬ ‫وسُعال من نزوى مزارأ‪ .‬وعن أخبار الإمام الوارث تحدث الشيوخ والشبان‪،‬‬ ‫وأسراره سرت في كل مكان ولما بويع له بالإمامةف وطيء أثر السلف الصالح من‬ ‫المسلمين‪ ،‬وسار بالحق‪ .‬وأظهر دعوة المسلمين وعز الحق وأهله‪ ،‬وأخمد الكفر‪،‬‬ ‫وشرم أنف النفاق‪ ،‬وأرغم الله الجبابرة‪ .‬وفي زمنه بعث هارون الرشيد عيسى بن‬ ‫جعفر بن أبي المنصور في ألف فارس وخمسة آلاف راجل إلى عمان‪ ،‬فكتب داود‬ ‫المهلبي("‬ ‫إلى الإمام الوارث‪ ،‬يخبره أن عيسى قادم بعسكره على عمان‪ ،‬فلما بلغ‬ ‫كتابه إلى الوارث‪ ،‬وكان داود يومئذ بالعراق‪ ،‬أخرج الإمام الوارث إلى عيسى‬ ‫() داود بن يزيد المهلبي‪ :‬شخصية عمانية عاش في القرن الثاني الهجري بالبصرة‪ ،‬كتب إلى‬ ‫والي صحار يخبره أن هارون الرشيد أرسل جيشا بقيادة عيسى بن جعفر ليخصع عمان له‪ ،‬فكتب‬ ‫و الي صحار‬ ‫ثلاثة آلاف‬ ‫للإمام‬ ‫مقاتل‬ ‫الو ارث‬ ‫فتلقاه‬ ‫بن‬ ‫كعب “ الذ ي‬ ‫الو الي مقارش‬ ‫كتب‬ ‫بشمال‬ ‫إلى و اليه مقارش‬ ‫صحار‬ ‫فد ارت‬ ‫تمزق قوته‪ ،‬وأسر الكثير من جيشه‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫بن‬ ‫الحرب‬ ‫‏‪.٦٣‬‬ ‫محمد‬ ‫الرحمد ي‪،‬‬ ‫بينهم ؤ و هزم‬ ‫وبعث اليه‬ ‫عيسى‬ ‫بعد‬ ‫مقارش بن محمد الأزدي(أ‪ ،‬وأضاف إليه جندأ كثير أمن الأزد‪ ،‬فالتقوا بحتى‪،‬‬ ‫وقامت الحرب بين الفريقين على ساق الشقاق‪ ،‬فانكشنف جند عيسى‪ .‬وقتل منهم‬ ‫خلق كثير‪ ،‬وانفلت عيسى هزيمأ‪ ،‬حتى وافى سفنه‪ ،‬فارتقاها‪ ،‬وأغربت به في البحر‪،‬‬ ‫فاتبعه أبو حميد بن فلج الحداني السلوتي!"أ‪ ،‬ومعه عمرو بن عمر" في ثلاثة‬ ‫مراكب‪ ،‬فوقع الحرب بينهم في البحر‪ ،‬فنصر الله حزب الإمام الوارث‪ ،‬فأسر أبو‬ ‫حميد عيسى بن جعفر فانطلق به إلى صحار‪ ،‬فحبسه في حصنها‪ ،‬وكتب أبو حميد‬ ‫إلى الإمام الوارث عن الواقعة‪ ،‬وأن عيسى صار مقيدأ مسجونأ بحصن صحار‬ ‫فحمد الوارث ربه‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬بما خوله من النصر والظفر وشاور الإمام‬ ‫الوارث الشيخ القاضي علي بن عزرةا“) في قتل عيسى وتركه عن القتل‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫) مقالرش بن محمد اليحمدي‪ :‬والي صحار من قبل الوارث بن كعب الخروصي‪ .‬تولى قيادة‬ ‫القوات التي نازلت القوات العباسية بقيادة عيسى بن جعفر في موقعة حيي على مقربة من صحار‬ ‫والحق بها هزيمة منكرة‪ .‬انظر‪ .‬انظر أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.٦٣‬‬ ‫"ا أبو حميد بن فلج الحداني السلوتي‪ :‬قائد الإمام الوارث بن كعب الخروصي‪ ،‬عاش في القرن‬ ‫الثاني الهجري‪ ،‬خرج إلى عيسى بن جعفر بثلاثة مراكب من مراكب الإمام الوارث بن كعب‬ ‫الخروصي" فأسره‪ ،‬وقتل من معه‪ .‬وأخذ سيفه‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‘ ص‬ ‫‏‪.٢٦‬‬ ‫اا عمرو بن عمر‪ :‬محارب قائد عاش في القرن الثاني الهجري‪ ،‬كان أحد رجال الإمام الوارث بن كعب‬ ‫الخزوصي‪ ،‬أرسله الإمام مع أبي حميد بن حميد بن ظج السلوتي في ثلاثة مراكب لمؤازرة جيشه في حربه‬ ‫مع عيسى بن جعفر‪ ،‬عامل هارون الرشيد على عمان‪ ،‬فكان النصر حليف جيش الوارث‪ .‬انظر دليل أعلام‬ ‫عمان‪ ،‬صن‬ ‫‏‪.١٢١‬‬ ‫)( علي بن عزرة‪ :‬من مشاهير علماء زمانه‪ ،‬في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري‪ ،‬كان‬ ‫في أيام الوارث بن كعب‪ ،‬وهو من جملة العلماء الذين استفتاهم‪ ،‬أو شاورهم الإمام في قتل عيسى‬ ‫بن جعفر المنصور‪ .‬لا يعرف تاريخ وفاته‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬إتحاف‬ ‫الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‏‪.٥٣٠-٥٢٩‬‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫إن قتلته وإن تركته فكله واسع لك فأمسك الإمام عن قتله وأمر بتركه في السجن‬ ‫فمضت إلى عيسى رجال من المسلمين‪ ،‬وفيهم يحيى بن عبدا رحمه الل من‬ ‫نزوى إلى صحار ولم يعرف بهم الإمام‪ ،‬فلما أتوا إلى صحار‪ ،‬تتوروا السجن‪،‬‬ ‫فقتلوا عيسى‪ .‬وانصرفوا من ليلتهم إلى نزوى‪ ،‬فلما علم هارون الرشيد بكشف جنده‬ ‫وأسر عيسى وقتله‪ ،‬عزم على إنفاد جيش عرمرم إلى عمان‪ .‬وقبل أن يجتمع‬ ‫جنوده‪ ،‬أهلكه الله‪ ،‬وكفى الله أهل عمان شرَه‪ ،‬وكان يحيى بن عبدان من أفاضل‬ ‫المسلمين‪ ،‬ولم يتقدم في الفضل عليه أحد من أهل زمانه‪ ،‬حتى قيل كانت شهرته‬ ‫بعمان كشهرة عبد العزيز بن سليمانس') وكفى عن الشيخ بشير بن المنذر كان‬ ‫يقول‪ :‬قاتل عيسى بن جعفر لم يشم النار‪.‬‬ ‫ولم يزل الوارث إمامأ حسن السيرة‪ ،‬قائما بالعدل‪ ،‬حتى اختار الله ما لديه وكان‬ ‫سببب موته أنه غرق في سيل الوادي النجدية وهو وادي كلبوه بنزوى‪ ،‬فغرق هو‬ ‫ومعه من أصحابه سبعون رجلا‪ ،‬وسبب ذلك كان حبس المسلمين عند سوقم مايل‬ ‫من نزوى‪ ،‬وكان الوارث قد حبس أناسأ‪ ،‬فسال الوادي جارفأ‪ ،‬فقيل للإمام‪ :‬إن‬ ‫الوادي سيصل إلى المحبوسين‪ .‬فأمر باطلاقهم‪ ،‬فلم يحسن أحد أن يمضي إليهم‬ ‫خوفا من الوادي‪ ،‬فقال الإمام‪ :‬إني لأمضي إليهم ‏[‪ ]٩٠‬إذ هم أمانتي‪ ،‬فمن‬ ‫يعصمني من ذنبهم يوم القيامة فمضى إليهم‪ ،‬واتبعه من أصحابه سبعون رجلا‪.‬‬ ‫فعليهم الوادي‪ ،‬فحملهم مع المسجونين‪ ،‬فماتوا جميعا وقبرالإمام من بعد أن يبس‬ ‫الوادي بين العقر وسعال‪ ،‬وقبره مشهور مزار‪ .‬وأما أصحابه والمسجونون لم بُرَ‬ ‫منهم أحد‪ ،‬وقد تواترت الأخبار عن الإمام الوارث لما حمله الوادي ووجد بين‬ ‫عبد العزيز بن سليمان‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫فرعي سدرة جسيمة‪ ،‬فقبر حيثما وجد‪ ،‬وكانت مدة إمامته إلى أن توفي اثنتي عشرة‬ ‫سنة وستة أشهر إلا أياما والله أعلم‪)'(.‬‬ ‫ااإماءه غسان بن عبدالله الأزدي‪:‬‬ ‫الإمام العادل الأديب الأريب غسان بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن‬ ‫أحمد الفححي اليحمدي الأزدي‪ ،‬بويع بالإمامة بعد وفاة الإمام الوارث بن كعب‪،‬‬ ‫وفي تاريخ مبايعته اتفقت الرواة وأهل العلم بالسير أنه لسا مات الإمام الوارث بن‬ ‫كعبي اجتمع المسلمون الاستقاميون لنصب الإمامة فاختاروا غسان بن‬ ‫عبدالله‬ ‫المذكور‪ .‬ولما بايعوه وطيء آثار المسلمين‪ ،‬وأعز الحق وأهله‪ ،‬وأخمد الكفرة‬ ‫وشقق شقشقة أهل النفاق‪ ،‬وكانت في زمانه تأتي البوارح في سفن فتقع على عمان‪،‬‬ ‫وتفسد في سواحلها‪ ،‬فصنع غسان لمحاربتهم هذه الشذاوة‪ ،‬وهو أول من اتخذها‬ ‫وغزا فيها‪ ،‬فانقطعت البوارح عن عمان وفي زمنه قتل الصقر بن محمد بن زائدة‪.‬‬ ‫وكان ممن بايع المسلمين على حرب راشد بن النظر الجلنداني‪ ،‬وأعانهم بالمال‬ ‫والسلاح‪ ،‬وسبب قتل الصقر أنه خرج على المسلمين رجل من أهل الشرق ومعه‬ ‫بنو هناءة وغيرهم باغيأ على المسلمين‪ ،‬إن أخ الصقر التأم بالبغاة وصار معهم‬ ‫فذكروا للصقر فقال‪ :‬هذا كلام باطل بعيد من الحق‪ ،‬فإن أخي مريض ومعي في‬ ‫الدار‪ ،‬فلما هزم الله البغاة تحقق أن أخا الصقر معهم‪ ،‬فاتهموه بالمداهنة لما سترمن‬ ‫أمر أخيه وكان الصقر يومئذ بسمائل‪ ،‬فبعث الإمام إليه وبسمائل يومئذ أبو الوضاح‬ ‫الصقر بن محمد والإمام غسان يومئذ بنزوى‪ ،‬فمضى الوالي أبو الوضاح بالصقر‬ ‫بن محمد بن زائدة مع الشراة خوفا عليه أن يقتلوه‪ ،‬وبعث الإمام سرية أخرى‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪:‬‬ ‫المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫‪.٤٤٣ - ٤٤٢‬‬ ‫والأمير عليهم الشيخ العالم موسى بن علي‪ ،‬فالتقوا بنجد السحاماة‪ ،‬فبينما هم في‬ ‫مسيرهم إذ اعترض الصقر بعض الشراة‪ ،‬فقتلوه‪ ،‬ولم تكن لأبي الوضاح ولا‬ ‫لموسى ابن علي قدرة على منع قتاله‪ ،‬وروي أن موسى بن علي خاف على نفسه‬ ‫القتل لما كف كفه عن المدافعة وربما لو كان منه ذلك لقتل معه‪ ،‬ولم يكن من‬ ‫الإمام غسان إنكاره على قتال الصقر‪ .‬وكان في تلك الأيام صدر الدولة وقوتها‬ ‫وجمًّة عدد العلماء‪ ،‬فهذا كان سبب قتل الصقرعلى ما اتفقت الرواة عنه والله أعلم‬ ‫‏[‪ .]٧٩١‬ومن أحكام الإمام غسان أنه كانت دار لبني الجلندى بسمد نزوى ولعلها‬ ‫حدا المال المسمى العقوديّة‪ ،‬وكانت لهذه الدار عقود على الطريق الجايز‪ ،‬وعليها‬ ‫غرف عالية وكانت تلك العقود مظلمة يعقد فيها الفستاق وأهل الريبة فنذكر أن‬ ‫امرأة عفيفة مرنت على تلك العقود ‪ ،‬فبلغ ذلك الإمام غسان‪ ،‬فحكم على أهل الدار‬ ‫أن يهدموا تلك العقود‪ ،‬أو يسرجوها بالليل‪ ،‬حتى ينظر المار عليها من فيها من أهل‬ ‫الريبة فذكر أن أهل تلك الدار أخرجوا طريقأ من أموالهم للناس» فكان الناس‬ ‫يسون عليها حتى انهدمت الدار‪ ،‬فرجع أهل الدار إلى الطريق التي أخرجوها‬ ‫فأدخلوها في دارهم‪ ،‬ورجع الناس يمرون على الطريق الأولى‪ ،‬ولهذه العقود آثار‬ ‫ورسوم جدر سهيلي المسجد الجامع من سمد نزوى‪ ،‬ولم يزل الإمام غسان قائما‬ ‫بالحق والعدل‪ ،‬حتى مرض يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة سبع ومائتن‬ ‫سنة ومات من مرضه هذا بعد سبعة أيام‪ ،‬وكانت إمامته خمس عشرة سنة‪ ،‬وسبعة‬ ‫أشهر وسبعة أيام على الإتفاق‪ ،‬والله أعلم‪)'(.‬‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٤٣‬‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫الإمام عبد الملك بن حميد الأزدي‪:‬‬ ‫الإمام عبد الملك بن حميد بن سليمان بن علي بن حميد بن عبدالله من بني سوده‬ ‫ابن علي بن عمرو بن عامر ماء السماء الأزدي‪ ،‬قال صاحب كتاب كشف الغمة‬ ‫في افتراق الأمة وغيره‪ ،‬إنه لسا مات الإمام غسان‪ ،‬اجتمع المسلمون لنصب‬ ‫الإمامة فاختاروا من بعده عبد الملك بن حميد المذكور‪ .‬ولما خلصت‬ ‫إليه البيعةة‪،‬‬ ‫سار سيرة الحق والعدل‪ ،‬واتبع أثر السلف الصالح‪ ،‬فصارت عمان يومئذ خير دار‪،‬‬ ‫وكانت البيعة له يوم الإثنين لثماني ليال بقين من شهر شوال‪ ،‬سنة ثماني ومائتين‪،‬‬ ‫فلم يزل مقيم العدل‪ ،‬آمرأً بالمعروف‪ ،‬ناهيأ عن المنكر‪ ،‬سالكأ طريق الصالحين‬ ‫مقتديا بالكتاب وسنة النبي الأمين‪ ،‬حتى كبر وضعف“ وزمن‪ ،‬وضعف عن القيام‬ ‫وكانت تقع الأحداث في عسكره‪ ،‬فشاور المسلمون الشيخ العالم موسى بن علي في‬ ‫عزله فأشار عليهم أن يحضروا العسكر‪ .‬ويقوموا بالدولةش فأحضر الشيخ موسى‬ ‫العسكر وأقام الدولة ومنع الباطل وشد عسكر من المسلمين‪ ،‬وبقي الإمام‬ ‫عبدالملك في بيته‪ ،‬فلم يعزلوه‪ ،‬ولم يزيلوه حتى ماتش رحمة الله وهو إبام لهم‪.‬‬ ‫وكانت ولايته ثماني عشرة سنة‪ ،‬إلى أن توفي‪ ،‬غفر الله له ورحمه‪ ،‬هكذا مدة‬ ‫ولايته على الإتفاق‪ ،‬والله أعله('أ‪.‬‬ ‫الإمام المهنا بن جيفر اليحمدي‪:‬‬ ‫الإمام المهنا بن جيفر الفححي اليحمدي الخروصي الأزدي‪ ،‬عقد له بالإمامة يوم‬ ‫الجمعة من شهر رجب سنة ست وعشرين ومائتين سنة‪ ،‬فوطىء أثار أهل مذهب‬ ‫الاستقامة وسار بسيرتهم الرضتية‪ ،‬ودمر الباطل‪ .‬وأظهر الحق والعدل‪ ،‬وكان له‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٤٣‬‬ ‫ضبط وحزم» لا يتكلم أحد في مجلسه‪ ،‬ولا يعين خصمأً على خصم‪ ،‬ولا يقوم أحد‬ ‫من أعوانه ما دام قاعدأ۔ ولا بدخل أح ممن تجري عليه الثقة من‬ ‫‏[‪ ]٢٩٢‬العسكر‬ ‫إلا بالسلاح‪ ،‬وبلغ في الهيبة ما لم يبلغه أحد قبله من الأئمة وكان له ناب أعضل‪،‬‬ ‫إذا أبرزه لإنسان عند الغضب يموت ذلك الإنسان في الحال‪ ،‬فلذلك يقول ابن النظر‬ ‫في لاميته (يفترز عن ناب زبون أعضل) ‪ .‬وقد ولى على الصدقة رجلا يقال له عبد‬ ‫الله بن سليمان الضبي من بني ضبة أهل منح‪ ،‬وكان يرسله إلى الماشية‪ ،‬فدخل‬ ‫أزض مهرة‪ ،‬ووصل إلى رجل منهم يقال له وسيم بن جعفر‪ ،‬وقد وجبت عليه‬ ‫فريضتان‪ ،‬فامتنع أن يعطي إلا فريضة واحدة‪ ،‬وأغلظ وسيم الكلام على عبد الله‪،‬‬ ‫حتى قال له‪ :‬إن شئت تأخذ فريضةة وإلأ فانظر إلى قبور أصحابكم‪ ،‬فسكت عنه‬ ‫ورجع‪ ،‬وكان عند عبدالله رجل جمال‪ .‬فلما وصلا إلى عزاً‪ ،‬تأخر عبدالله في عن‬ ‫وكان منزله بها‪ ،‬وأرسل الجمال إلى الإمام المهنا‪ ،‬فقدم الجمال على الإمام‘ وهو‬ ‫في مجلس الحكم‪ ،‬فلما ارتفع من مجلسه‪ .‬دعا بالجّمال‪ ،‬فسأله عن عبدالك‪ ،‬وكيف‬ ‫كان في سفره‪ ،‬فأخبره بما كان من وسيم فقال الإمام للجمال‪ :‬لا تخبر أحدا ببا‬ ‫أخبرتني به‪ ،‬واكتم ذلك‪ .‬وأكد عليه في الكتمان‪ ،‬فلما وصل عبدالله بن سليمان‪ ،‬سأله‬ ‫الإمام عن خبر وسيم‪ ،‬فأخبره بم ما أخبره الجمَّال‪ ،‬فكتب الإمام في وقته ذلك إلى‬ ‫والي أدم‪ ،‬ووالي سناو‪ ،‬ووالي جعلان‪ :‬إذا ظفرتم بوسيم بن جعفر المهري‬ ‫فاستوثقوا منه‪ ،‬وأعلموني‪ ،‬فكتب له والي أدم‪ :‬إني قد استوثقت منه‪ ،‬وإنه قد حصل‬ ‫ما نفذ الإمام إليه يحيى اليحمدي‪ ،‬المعروف بأبي المقارش‪ ،‬مع جماعة من أصحاب‬ ‫الخيل‪ ،‬ثم أنفذ كتيبة أخرى‪ ،‬فلقوهم بالمنايف‪ ،‬ثم أنفذ كتيبة أخرى‪ ،‬فلقوهم في قرية‬ ‫عز ثم أنفذ كتيبة أخرى‪ ،‬فلقوهم في قرية منحض فلم تزل الكتائب تتراسل والرماح‬ ‫‪٩١‬‬ ‫تحتملهه حتى وصلوا به إلى نزوى‪ ،‬فأمر الإمام بحبسه‪ ،‬فمكث سنة لا يقدر أحد أن‬ ‫يذكره فيه ولا يسأل عن أمره‪ ،‬حتى وصل جماعة من المهرة‪ ،‬فاستغاثوا على‬ ‫المهنا بوجوه اليحمد‪ ،‬فأجابهم إلى إطلاقه وشرط عليهم ثلاث خصال‪ :‬إما أن‬ ‫يرتحلوا عن عمان‪ .‬وإما أن يؤذنوا بالحرب‪ .‬وإما أن يحضروا الماشية كل حول‬ ‫إلى عسكر نزوى‪ ،‬ويشهد على حضورها العدل‪ ،‬أنتهه ام يتخلف منها شيء‪ ،‬ويدل‬ ‫الشهود المعدل بلام‪ ،‬فقالوا‪ :‬أما الارتحال فلا يمكننا‪ ،‬وأما الحرب‪ ،‬فلسنا نحارب‬ ‫الإمام ؤ و أما الإبل‪ ،‬لنحضرها‪ ،‬فعند ذلك عل ا لاما‪ .‬الشنهود‪ ،‬وكانوا يحضرون إبلهم‬ ‫في كل سنة تدور وقيل‪ :‬إن هذه الاسطوانة التي تسميها العامة باللغة الاصطلاحية‬ ‫النقصية التي ببلد فرق‪ ،‬بنيت في زمن المهنا‪ ،‬علامة لبني مهرة‪ ،‬ليحضروا إبلهم‬ ‫عندها‪ ،‬والله أعلم بالصواب‪.‬وخرج المغيرة بن روسن الجلندانيى ومن معه من بني‬ ‫جلندى‪ ،‬وغيرهم من أهل الفتنة بغاة على المسلمين فوصلوا إلى توام وكان أبو‬ ‫الوضاح واليا فيها للإمام المهنا‪ ،‬فقتلوا أبا الوضاح‪ ،‬فلما بلغ ذلك المسلمين‪ ،‬مضى‬ ‫ليه أبو مروان‪ ،‬رحمه اله‪ ،‬وكان يومئذ واليا على صحار من قبل الإمام المهنا‬ ‫بمن معه من الرجال‪ ،‬واشتمل عليه المطار والهندي ومن معه من الهند‪ .‬فلما‬ ‫وصلوا توام‪ ،‬وهزم الله بني الجلندى الباغين‪ ،‬وقتل من قتل منهم‪ ،‬وهرب من‬ ‫هرب‪ .‬عمد المطار الهندي ومن معه من سفهاء الجيش إلى دور بني الجلندى‪،‬‬ ‫فأحرقوها بالنار‪ .‬وكان في الدور الدواب من بقر وغيرها مربوطة‬ ‫‏[‪ ،]٧٩٣‬فخكي‬ ‫أرنجلا من السرية‪ ،‬كان ياقي نفسه في الفلج‪ ،‬حتى يبتل بدنه وثيابه‪ ،‬ثم يمضي في‬ ‫النار‪ .‬حتى يقطع للدواب حبالها ‘‪ ،‬فتتنجي أنفسها من النيران‪ ،‬وقد احترقت سبعون‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫غرفة‪ ،‬وقيل خمسون غرفةأ'أ‪ ،‬وحكي أيضا‪ :‬إن نسوة من بني الجلندى خرجن على‬ ‫وجو ههن‬ ‫الى اللصحر اء‬ ‫هاربات ۔ ومعهن‬ ‫مة ‘ فمكثن‬ ‫ما شاء‬ ‫الله في‬ ‫اللصحر اء‘‬ ‫فاحتجن إلى الطعام والشراب‪ ،‬فانطلقت الأمة إلى القرية ليلا تلتمس لين الطعام‬ ‫والشراب‪ ،‬فلما وصلت إلى القريةف وجدت شيئا من السويق‪ ،‬وسقاء من أسقية اللبن‬ ‫وكسر إنا ء ۔ فعمدت‬ ‫الى الفلج ‪ .‬فحملت‬ ‫فبصر بها رجل من‬ ‫في سقائها ماء‬ ‫السرية ‘‬ ‫وقد توجهت نحو النسوة بالماء والسويق ‪ .‬فأدركها رجل في بعض الطرق ة فأخذ‬ ‫منها السويق ذ فألقاه في ‏‪ ١‬لأرض‬ ‫و أخذ‬ ‫الماء فأر اقك‬ ‫ثم انصرف‬ ‫عنها ؤ و اتفة ت‬ ‫الروايات أن أبا مروان لم يأمر بهذا‪ ،‬وأنه قد نهى عنه‪ ،‬فلم يقبل قوله وصح عن‬ ‫الإمام‪ ،‬أنه بعث رجلين إلى القوم الذين أحرقت منازلهم‪ ،‬فدفعهما إلى الإنصاف‬ ‫و أن يعطو هم ما وجب‬ ‫لهم من‬ ‫الحق‬ ‫واتفقت‬ ‫الرو ايات‬ ‫أن الذين اجتمعوا مع أبي‬ ‫مروان‪ ،‬اثنا عشر ألفا وأن الإمام قد جمع خلقا كثيرأ۔ فلما أتاه كتاب أبيى مروان‬ ‫بالنصر على بني الجلندى‪ ،‬أمسك عن الخروج والمسير‪ ،‬ورجعت عساكره إلى‬ ‫مواطنها‪ .‬وسمعت الشيخ أحمد العبيداني يقول‪ :‬قد وقفت على كتاب تاريخ‬ ‫للسعودي ۔ غير كتاب‬ ‫التاريخ الذي سماه مرو ج الذهب‪ .‬ولعل‬ ‫هذا الكتاب‬ ‫الذي‬ ‫ذكره الشيخ أحمد كتاب الوسيط الذي ذكره المسعودي في مروج الذهب أنه من‬ ‫تواريخه‪ ،‬قال‪ :‬وفيه يقول المسعودي بعد كلام طويل‪ :‬ونزلنا ببلدة مسقط‪ ،‬وشربنا‬ ‫من مياهها العذبة‪ ،‬وسألنا عن الإمام القائم بعمان‪ ،‬فقيل لنا الإمام المهنا بن جيفر‪،‬‬ ‫وقد اجتمع تحت‬ ‫رايته أربعون‬ ‫ألفا بين راكب‬ ‫ور اجل شاكيّن‬ ‫السلا ح ۔ فلعل جمع‬ ‫الإمام لهذه العساكر لحرب بني الجلندى‪ ،‬أو لحرب غيرهم والله أعلم باللصواب‪.‬‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٤٤‬‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫وبلغني أن الإمام المهنا أنه رأى ذات يوم حجَامأ يحجم رجلا حذا تصر الإمام‪.‬‬ ‫فزجر الحجام ونهاه عن تنبيع الدم حذا قصر الإمارةة وللإمام المهنا سير حسان‬ ‫وأخبار له فيها شان من سطوته وهيبته‪ ،‬وكانت وفاته بنزوى يوم السادس عشر من‬ ‫ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ومائتين‪ ،‬ومكثه في الإمامة إلى أن مات عشر سنين‬ ‫وأشهرا وأيامأغ ومات والمسلمون عنه راضون‬ ‫وله موالون ومؤازرون‪ .‬وفي‬ ‫سيرة الشيخ أبي قحطان خالد بن قحطان( ‏‪ (١‬رحمه الله يقول فيها‪ :‬إن الشيخ محمد‬ ‫ابن محبوب""ا وبشير أطلعاني على حديث من المهنا‪ ،‬تزول به إمامته‪ ،‬وإنما كانا‬ ‫يبر آن منه سريرة‪ ،‬والله أعلم بالصو اب""ا‪.‬‬ ‫الإمام الصلت بن مالك‪:‬‬ ‫الإمام الصلت بن مالك بن عبدالله بن مالك الشاري الخروصي الأزدي اليمني‬ ‫الناسك‪ ،‬العادل‪ ،‬المشهور‪ ،‬بويع له بالإمامة في اليوم الذي مات فيه المهنابن جيفر‪8‬‬ ‫وكان يومئذ بقايا من المسلمين‪ ،‬ورئيسهم وإمامهم في العلم محمد بن محبوب‪،‬‬ ‫فبايعوا الصلت بن مالك على ما بويع عليه الأئمة العدل من قبله‪ ،‬فسار بالحق‬ ‫() الشيخ أبو قحطان بن خالد بن قحطان‪ :‬من أهل هجار الواقعة بوادي بني خروص‪ ،‬من‬ ‫مشاهير‬ ‫علماء الطبقة الرابعة‪ ،‬له سيرة مشهورة وكتاب جامع يعرف ب‬ ‫أنظر دليل أعلام عمان۔‪ ،‬ص‬ ‫"كتاب أبي قحطان"‪.‬‬ ‫‏‪.٢٦‬‬ ‫ا" محمد بن محبوب‪ :‬محمد بن محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرةظ يتصل نسبه إلى لؤي بن‬ ‫غالب القرشي من أكابر علماء عمان في عصره‪ .‬تولى رئاسة العلم والعلماء أيام الصلت بن‬ ‫مالك الخروصي في العقد الأول من القرن الثالث الهجري‪ ،‬عرف بأبي عبدالله‪ ،‬وابنه عبدالله هو‬ ‫جا الإمام الرضي سعيد بن عبدالله بن محمد بن محبوب‪ .‬لقد كانت هذه السلسلة الذهبية تعرف‬ ‫بآل الرحيل‪ ،‬فجميعهم كانوا منارات علم وهدي سكنوا صحار وللشيخ محمد بن محبوب أجوبة‬ ‫فقهية‪ ،‬امتلأت بها كتب الفقه الإسلامي بعمان۔ انظر دليل أعلام‪ .‬ص‬ ‫"ا لأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه ص‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫‏‪.٤٤٥ - ٤٤٤‬‬ ‫‏‪.١٥٠‬‬ ‫والعدل ما شاء الله حتى فني من أشياخ المسلمين جملة من الذين بايعوه‪ ،‬ولا ذكر‬ ‫أن أحدا فارقه وعمر في الإمامة مالم يعمر أحد قبله۔ حتى كبر وأسن‪.‬‬ ‫‏[‪]٧٩٤‬‬ ‫وضعف عن القيام وإنما‪ .‬كان ضعفه من قبل الرجلين‪ ،‬وأما العقل والسمع‬ ‫والبصر‪ ،‬ما أحد سمع يتكلم فيهم بضعف© فلما بلغ الكتاب أجله‪ ،‬وأراد الله أن يختبر‬ ‫أهل عمان‪ ،‬كما اختبر الذين من قبلهم‪ ،‬فسار إليهم موسى بن موسى('أ‪ .‬ثم اتبعه‬ ‫حتى نزل فرق‪ .‬فتخاذلت الرعية عن الصلت‪ ،‬وضعف عن الإمامة‪ ،‬واعتزل عن‬ ‫بيت الإمامةف فعقد موسى بن موسى الإمامة لراشد بن النظر وكان ذلك يوم‬ ‫الخميس لثلاث ليال خلت من شهر الحج سنة ثلاث وسبعين ومائتين‪ ،‬وكانت إمامة‬ ‫الصلت خمسا وثلاثين سنة وسبعة أشهر وثمانية أيام‪ .‬وكانت وفاته ليلة الجمعة‬ ‫لللصف من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين‪ ،‬وفي أيامه توفي العالم العلمة‬ ‫إمام العلماء۔ محمد بن محبوب رحمه الله‪ ،‬ببلدة صحار‬ ‫ثم وقعت الفتنة في عمان‪،‬‬ ‫وكبرت المحنة والأحنة‪ ،‬واشتتت العداوات‪ ،‬وكثرت بينهم الستير والأقوال‪ ،‬واختلفوا‬ ‫في دينهم‪ ،‬وتفرق رأيهم‪ ،‬ووقعت بينهم البزات‪ ،‬وعظم بينهم القيل والقال‪ ،‬واشتد‬ ‫) موسى بن موسى‪ :‬وزير‪ ،‬قائد قاض عاش في القرن الثالث الهجري‪ ،‬هو ابن إمام العلماء‬ ‫موسى بن علي ‪ 4‬كان وزيرا للصلت بن مالك الأزدي الخروصي‪ .‬وممن بايعوا راشد بن النضر‬ ‫بدلا من الإمام الصلت‪ ،‬ثم حضر بيعة عزان بن تميم الخروصي‪ ،‬بعد الإمام راشد‪ ،‬فأثبته عزان‬ ‫على القضاء‪ ،‬ثم وقعت بينهما العداوة والبغضاء والإحن‪ ،‬فعزله الإمام عزان عن القضاء‬ ‫وتخوف منه‪ ،‬وأطلق الإمام كافة المسجونين‪ ،‬فساروا إلى إزكي لمقاتلة موسى بن موسى‪ ،‬وقتل‪.‬‬ ‫انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٥٦‬‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫بينهم القتال‪ ،‬ثم إن موسى برىء من راشد‪ ،‬وفىستقه‪ ،‬وضلله‪ ،‬وسار إليه وعزله‬ ‫والبحث في هذا يطول('ا‪.‬‬ ‫الإمام عزان بن تميم‪:‬‬ ‫الإمام عزان بن تميم بن أحمد بن صالح بن‬ ‫أحمد‬ ‫الخروصي‬ ‫ا لأزدي ‪ ،‬وداره‬ ‫المسفاة‪ ،‬وهي قرية في وادي بني خروص» بويع له بالإمامة يوم الثلاثاء لثلاث ليال‬ ‫خلون من شهر صفر سنة سبع وسبعين ومائتين سنة‪ ،‬وممن حضر البيعة من‬ ‫المشائخ الثقات عمر بن محمد القاضي( "أ‪ ،‬ومحمد بن موسى بن علي"ا‪ ،‬وعزًان بن‬ ‫الهزبر'“أ‪ ،‬وأزهر بن محمد بن سليمان"أ‪ ،‬فلبث موسى وعزان ولي ين لبعضهما‬ ‫بعض ما شاء الله من الزمان‪ ،‬حتى وقعت بينهما الإجن‪ ،‬فعزل عزان موسى عن‬ ‫القضاء‪ ،‬وتخوف عزان من موسى‪ ،‬فعاجل عزان موسى بجيش‪ .‬أطلق فيه كافة‬ ‫المسجونين‪ ،‬فساروا إلى إزكي‪ ،‬فدخلوا حجرة النزار‪ ،‬ووضعوا على أفل ازكي‬ ‫القل والأسر‪ .‬والسلب‪ .‬والنهب“ وأضرموا فيها النيران‪ ،‬فأحرقوا أناسا وهم أحياء۔‬ ‫وقتل موسى بن موسى مع حصيات الردة التي عند مسجد الحجر من حلة الجنور‪8‬‬ ‫وفعلوا في أهل إزكي مالم يفعله أحد قبلهم‪ ،‬فاشتدت الفتن‪ ،‬وعظمت الضغائن‬ ‫() الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٤٤٦ - ٤٤٥‬‬ ‫‏(‪ )٢‬عمر بن محمد القاضي‪ :‬عالم‪ ،‬فقيه عاش في القرن الثالث الهجري“ كان من العلماء الذين لم‬ ‫يرضوا بإمامة الصلت بن مالك‪ ،‬ورغبوا في إمامة راشد بن النظر اليحمدي‪ .‬انظر دليل أعلام‬ ‫عمان‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪.١٠‬‬ ‫‏‪ (٣‬محمد بن موسى‪ :‬محمد بن موسى بن علي بن عزرة۔‪ ،‬أخو موسى ابن موسى‪ ،‬عالم كبير‪،‬‬ ‫شارك أخاه في مبايعة عزان بن تميم خلفا لراشد بن النظر‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص ‏‪.١٥٠‬‬ ‫‏)‪ (٤‬عزان بن الهزبر‪ :‬فقيه‪ ،‬عالم‪ ،‬عاش في القرن الثالث الهجري كان من جملة العلماء الذين‬ ‫عقدوا الإمامة للصلت بن مالك بعد وفاة الإمام عبد الملك بن حميد‪ .‬انظر أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.١١٧‬‬ ‫اا أزهر بن محمد بن سليمان‪ :‬الأزهر بن محمد بن سليمان البسيوي‪ ،‬من علماء النصف الثاني‬ ‫من القرن الثالث‪ ،‬كان من جملة العلماء الذين بايعوا الإمام عزان بن تميم‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف‬ ‫ابن حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان‪،‬‬ ‫ج ‏‪ .١‬ص‬ ‫‏‪.٥٢٣‬‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫والإحن‪ ،‬وتفاقمت المحن‪ ،‬وجعل كل فريق يطلب إساءة صاحبه بما قدر‬ ‫عز الن المحدثين‬ ‫من‬ ‫عليهم النفقات‬ ‫أصحابه ؤ و أجر ى‬ ‫ة وطر ح نفقة من‬ ‫وآوى‬ ‫تخلف عن‬ ‫المسير إلى إزكي‪ ،‬وكانت الوقعة هذه يوم الأحد لليلة بقيت من شعبان سنة شان‬ ‫وسبعين ومائتين ۔ فمن أجل هذه الوقعة‪ ،‬خرج الفضل بن الحواري القرشي‬ ‫النزاري("ا ثائرا بمن قتل من أهل إزكي‪ ،‬وطابقته على ذلك المضرية والحدان‪،‬‬ ‫وأناس من بني الحارث‪ ،‬من أهل الباطنة‪ ،‬ولحق به عبدالله الحداني")‪ ،‬ورجال‬ ‫الحان “۔ وخرج‬ ‫اللضل الى تو ام الجو‪ ،‬ثم رجع الى الحد ان‪ ،‬فخر ج معه الحو اري بن‬ ‫عبدالله السلوتي"أ‪ ،‬ومضوا إلى صحار‬ ‫النىنة‬ ‫المذكورة‬ ‫ودخلو ‏‪ ١‬صحار‬ ‫] ‏‪ [٧ ٩٥‬صلاة‬ ‫الجمعه “۔ وحضرت‬ ‫يوم‬ ‫وذلك يوم السادس عشر من شوال من هذه‬ ‫الثالث و العشرين من‬ ‫الجمعة‬ ‫هذا‬ ‫الشهر «‬ ‫وذلك‬ ‫يوم‬ ‫فصلى بالناس زيد بن سليمان( ‏‪ ‘ (٤‬وخطب‬ ‫ودعا للحوار ي بن عبدالله السلوتي على المنبر‪ ،‬واقاموا فيها بقية الجمعة ‪ 4‬ويوم‬ ‫النىببت‪ ،‬وخرجوا‬ ‫عشية‬ ‫الأحد ‪ ،‬لمحاربة‬ ‫ا لأهيف بن حمحام‬ ‫الهنائي “۔ ومن معه من‬ ‫أصحاب عزان بن تميم‪ ،‬وذلك أن عزان بن تميم‪ ،‬لسا سمع بخروجهم‪ ،‬وجَّه إليهم‬ ‫‏‪ ١‬لأهبف بن حمحام ُ رئيس بني هناءة‬ ‫في جما عة من‬ ‫الحمد ‘ وفيهم‬ ‫فهم بن‬ ‫‏(‪ )١‬الفضل بن الحواري‪ :‬الفضل بن الحواري السامي‪ ،‬عالم فقيه عاش في القرن الثالث الهجري‪،‬‬ ‫خرج إلى ناحية السر‪ .‬ليعة جيشا من هناك‪ ،‬وذلك حين قتل موسى ومن معه من قومه‪ .‬انظر‬ ‫دليل اعلام عمان ن ص‬ ‫‏‪.١٢٩‬‬ ‫"( عبدالله الحداني‪ :‬عبدالله بن محمد الحداني المكنى بأبي سعيد القرمطي‪ ،‬عاش في القرن الثالث‬ ‫المجري‪ ،‬تولى الإمامة على الشراة بعد الشيخ محمد بن الحسن الأزدي الخروصي‪ .‬ثم عزل‪.‬‬ ‫انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١١٥ - ١١٤‬‬ ‫"( الحواري بن عبدالله السلوتي‪ :‬قائد عاش في القرن الثالث الهجرية كان أحد الزعماء‬ ‫المشهورين أيام الإمام راشد بن النظرة وكان أحد قادة جيشه الذي لاقي شاذان بن الصلت في‬ ‫نزوى‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص ‏‪.٥٣‬‬ ‫اا زيد بن سليمان‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫وارث(‬ ‫فساروا حتى بلغوا مجزأ من الباطنة‪ ،‬وأرسلوا إلى صلت بن نظرة‬ ‫فخرج إليهم في جماعه من الخيل والرجال‪ ،‬ووصل إليهم الفضل بن الحواري‬ ‫والحواري بن عبدالله‪ ،‬فأشرعوا فيهم القتل‪ ،‬فقتل من المضرية يومئذ خلق كثيرة‬ ‫ووقعت الهزيمة عليهم‪ ،‬وكانت هذه الوقعة يوم الإثنين لأربع ليال بقين من شهر‬ ‫تتراكم بين أهل عمان وتزيد بينهم‬ ‫‪3‬‬ ‫الإحن‪ ،‬وصار أمر الإمامة بينهم لعبا ولهوأ۔ لم يقتفوا كتاب الله‪ ،‬ولا آثار السلف‬ ‫الصالح من آبائهم وأجدادهم حتى أنهم عقدوا في عام واحد ست عشرة بيعة‪ ،‬للم‬ ‫يفيؤوا بواحدة حتى بلغ الكتاب أجله‪ ،‬خرج إليهم محمد بن القاسم("أ۔ وبشير بن‬ ‫المنذر‪ ،‬من بني سامة بن لؤي بن غالب‪٬‬وقصدوا‏ إلى البحرين‪ ،‬وكان بها يومئذ‬ ‫محمد بن نور القرمطي عاملا للمعتضد‪ ،‬وهو أبو العباس أحمد بن طلحة المعتضد‬ ‫ابن المهتدي محمد بن هارون الواثق‪ ،‬وكان بالبحرين يومئذ محمد بن نور القؤمطي‬ ‫عاملا للمعتضد‪ ،‬فلما قدما عليه‪ ،‬شكيا إليه ما أصابهم من الفرقة الحميرية‪ .‬وسألاه‬ ‫الخروج معهما إلى عمان وأطمعاه في أشياء كثيرة فأجابهما إلى ذلك‪ .‬وأشار‬ ‫إليهما أن يذهبا إلى الخليفة المعتضد ببغداد‪ ،‬ويذكرا إليه أمرهما‪ ،‬وأنهما قدما يريدان‬ ‫نصرته‪ .‬فسار محمد بن أبي القاسم إلى بغداد‪ ،‬وقعد بشير مع محمد بن نور‬ ‫بالبحرين ‪ ،‬فلما قدم محمد إلى الخليفة ذكر له الأمر‪ ،‬واستخرج منه لمحمد بن نور‬ ‫عهدا على عمان‪ ،‬ورجع إلى البحرين‪ ،‬فلما قدم على محمد بن نور‪ ،‬أخذ محمد بن‬ ‫نور في جمع العساكر من سائر القبائل‪ ،‬وخاصة نزار‪ ،‬وحصل معه أناس من الشام‬ ‫من طيء‪ ،‬فخرج يريد عمان في خمسة وعشرين ألفا‪ ،‬ومعه من الفرسان ثلاثة‬ ‫‪-‬‬ ‫() فهم بن وارث‪ :‬فهم بن وارث الكلبي‪ ،‬عاش في القرن الثالث الهجري من اليحمد‪ ،‬أحد زعماء‬ ‫القوم في عمان‪ ،‬الذين بايعوا موسى بن موسى بن علي في مبايعة راشد بن النظر‪ ،‬بدلأً من الإمام‬ ‫الصلت بن مالك‪ .‬انظر دليل أعلام عمان۔‪ ،‬ص‬ ‫‏(‪ (٢‬محمد بن القاسم‪ :‬محمد بن القاسم بن المسبح‬ ‫‏‪.١٢٩‬‬ ‫عالم عاش في القرن الثالث الهجرية ينسب إلى‬ ‫قرية ( هيل ) قرب سمائل ‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫‏‪.١٤٩‬‬ ‫آلاف وخمسمائة فارس عليهم الدروع والجواشن‪ ،‬وعندهم الأمتعة الجزيلة وفي‬ ‫ذلك يقول محمد بن نور شعر((')‪:‬‬ ‫رب‬ ‫أمن مبلغ عتَأأ عمان وأهلها‬ ‫مقالأتنقاهحكيممخكًَ‬ ‫بصير بأسباب لتصرف قلبه‬ ‫يظن لك الظن الذي ليس يكذب‬ ‫يرى في وجوه القوم ما في قلوبهم‬ ‫ويعرف ما قالوا وهم عنه غيب‬ ‫ألا فكلوا يا قوم من طيباتكم‬ ‫ومن أعذب الماء المبرد فاشربوا‬ ‫واقضوا لبانات النفوس فإنني‬ ‫أرى نعمه أسبابها تتقضتلك‬ ‫فوارس من أبناء عدنان كلها‬ ‫لملك فتى العباس ترضى وتغضب" ‏[‪]٧٩٦‬‬ ‫كأني بأهل الدين قد ندبوا لكم‬ ‫فوارس لا زالت لدى الرحل تطلب"‬ ‫ثم اتصل خبره بعمان‪ ،‬فاضطربت» ووقع بين أهلها الخلف والعصبية وتفوقت‬ ‫آراؤهم‪ ،‬وتشتت قلوبهم‪ ،‬فمنهم من خرج من عمان بأهله وماله‪ ،‬ومنهم من أسلم‬ ‫نفسه للهوان بقلة احتيالهه فخرج سليمان بن عبدالملك بن بلال الستليمي")‪ ،‬ومن‬ ‫‏‪.٤٤٧ - ٤٤٦‬‬ ‫)( الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫("ا المصدر نفسه ص ‏‪.٤٤٨‬‬ ‫" سليمان بن عبد الملك بن بلال السليمي‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الثالث الهجري‪ ،‬كان أحد قواد‬ ‫جيش الإمام عزان بن تميم في حربه ض الحواري بن عبد الله الحداني‪ ،‬والفضل بن الحواري‪،‬‬ ‫بعد قتل موسى بن موسى بن علي الأزكوي» التقى الجيشان بالخيام من ظهر عوتب بموضع‬ ‫يسمى القاع‪ ،‬وأبلى بلاءا حسنا‪ ،‬وانتصر في المعركة‪ ،‬وذهب فيما بعد إلى هرمز‪ ،‬وأقام بها‪.‬‬ ‫واتخذ بها دارا وأموالا‪ ،‬يأسا من العودة إلى عمان‪ ،‬وهو الذي قصده أبن دريد في لاميته‪ .‬حيث‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫يا سليمان جرد العزم قدما‬ ‫انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪٨٣‬‬ ‫تدرك الوتر منجدا وهو نول‬ ‫‪.٨٤‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫اتبعه إلى هرموز"أ‪ ،‬وخرج أهل صحار بأموالهم وأهليهم إلى شيراز ") والبصرة‪.‬‬ ‫وقدم محمد بن نور بجنوده وعساكره۔ فافتتح جلفار‪.‬ووصل إلى توام‪ ،‬يوم الأربعاء‬ ‫لست ليال خلون من شهر المحرم سنة ثمانين ومائتين‪ ،‬بعد حروب كانت بالرحا‪،‬‬ ‫واستولى على السر ونواحيها‪ ،‬وقصد نزوى وتخاذلت الناس عن عزان بن تميم‪،‬‬ ‫فخرج عن نزوى ثم مضى إلى سمد الشان‪ ،‬ووصل محمد بن نور إلى نزوى‪،‬‬ ‫وسلمت له نزوى‪ ،‬ثم مضى قاصدا إلى سمد الشان‪ ،‬فلحق عزان بن تميم‪ ،‬فوقع‬ ‫بينهم الحرب والقتال‪ ،‬واشتد الطعن والضرب والنزال‪ ،‬وذلك يوم الأربعاء لخمس‬ ‫ليال بقين من صفر من هذه السنة‪ ،‬فكانت الهزيمة على أهل عمان‪ ،‬وقتل عزان بن‬ ‫تميم‪ ،‬وخرجت عمان من يد أهلها‪ ،‬ولم يغير الله ما بهم‪ ،‬بل غيروا ما بأنفسهم‪.‬‬ ‫وكان قتالهم وحربهم بينهم طلبا للملك‪ ،‬ورغبة في الرئاسة‪ ،‬وكل واحد يو‪٥‬‏ أن يكون‬ ‫الملك بيده‪ ،‬أو بيد من مال إليه بوه‪ ،‬فسلط الله عليهم وأفسدوا دينهم‪ ،‬فنزع الله‬ ‫عنهم دولتهم‪ ،‬وسلط عليهم عدوّهم‪ ،‬وكانت دولة الإباضية مذ ملكوها إلى أن‬ ‫خرجت من أيديهم مائة سنة وثلاث وستين سنة إلا شهرأ واثني عشر يوماء والله‬ ‫أعلم‪ .‬وبعث محمد بن نور برأس عزان بن تميم إلى الخليفة ببغداد‪ ،‬ورجع محمد‬ ‫ابن نور إلى نزوى‪ ،‬وأقام بها‪ .‬ثم إن الأهيف بن حمحام الهنائي كاتب مشائخ عمان‬ ‫وقبائلها من كل مكان‪ ،‬يدعوهم إلى محاربة محمد بن نور‪ ،‬وإخراجه من عمان‪،‬‬ ‫() هرموز‪ :‬مدينة في البحر‪ ،‬تبحر إليها المراكب وتنقل أمتعه الهند إلى كرمان وسجستان‬ ‫وخرسان‪ ،‬ومن الناس من يسميها هرمز‪ .‬انظر الحموي۔ يا قوت بن عبدالله‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪،٥‬‏‬ ‫ص‪٤٠٢‬۔‏‬ ‫ا" شيراز‪ :‬قصبة من بلاد فارس وقيل‪ :‬سميت بشيراز نسبة إلى شيراز بن طهمورث‪ .‬عذبة‬ ‫الماء‘۔ صحيحة الهواء‪ ،‬كثيرة الخيرات‪ .‬وإليها ينسب عدد كبير من العلماء‪.‬‬ ‫انظر الحموي‪.‬ياقوت بن عبدالله‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص‬ ‫‏‪.٣٨٠‬‬ ‫ويحثهم على ذلك‪ ،‬فأجابوه‪ ،‬وأقبلوا إلي فسار بسكر ضخم وخميس جرار‪ ،‬يريد‬ ‫محمد بن نور‪ ،‬فدخل الرعب في قلبه‪ ،‬فخرج هاربا‪ ،‬فاتبعه الأهيف بعساكره‪ ،‬وكان‬ ‫الرأي الصائب أن لا يلحقوه‪ ،‬بل يسيرون خلفه رويدأ رويدا‪ .‬حتى يخرج من عمان‪،‬‬ ‫فيرجعوا عنه‪ ،‬لكن ليقضي الله أمرأ كان مفعولأ‪ ،‬فساروا سريعا حتى لحقوه‬ ‫بدما('أ‪ ،‬فاقتلوا قتالا شديدا‪ ،‬حتى كثر القتل والجراح في الفريقين‪ ،‬وكادت أن تكون‬ ‫اليزيمة على محمد بن نور وجنده‪ ،‬فألجؤوه على ساحل البحر ببلدة السيب""أ‪ ،‬فبينما‬ ‫هم كذلك إذ طلع عليهم ركب من أهل قدمه‪ ،‬وعليهم من المضرية رجال على كل‬ ‫جمل رجلان‪ ،‬وهم من قبل أبي عبيدة بن محمد الشاميض مددأ لمحمد بن نور‪ ،‬على‬ ‫الأهيف وأصحابه‪ ،‬فلما كانوا قريبأ من العسكرين‪ ،‬نزلوا من رواحلهم‪ ،‬وأخذوا‬ ‫أسلحتهم‪ ،‬وحملوا مع محمد بن نور على الأهيف و أصحابه ة فوقع بينهم القتال‬ ‫وكادت تكون الهزيمة على محمد بن نور‪ ،‬فوقعت الهزيمة على أهل عمان‪ ،‬وقتل‬ ‫الأهيف بن حمحام وخلق كثير من عشائره وغيرهم ولم يسلم من أهل عمان إلا‬ ‫من تأخر أجله‪ ،‬‏[‪ ]٧٩٧‬ورجع محمد بن نور إلى نزوى‪ ،‬واستولى على كافة عمان‪،‬‬ ‫وفرق أهلها‪ ،‬وعاث في البلاد وأهلك ببغيه الحرث والأولاد‪ ،‬وفي ذلك يقول محمد‬ ‫ابن دريد الأزدي شعر ()‪:‬‬ ‫( دَمَا‪ :‬بفتح أوله وتخفيف ثانيةظ بلدة من نواحي عمان‪ ،‬وقيل‪ :‬تذكر مع دبا‪ ،‬كانت من أسواق‬ ‫العرب المشهورة‪ ،‬منها أبو شداد‪ ،‬قال‪ :‬جاعنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬في قطعة من‬ ‫أديم إلى عمان‪ .‬انظر‪ :‬الحموي ياقوت بن عبد الله معجم البلدان‪ ،‬ج‪،٢‬‏ ص‬ ‫"ا السيب‪ :‬مدينة السيب الحالية هي مدينة دما أو دبا سابقا ‪.‬‬ ‫"ا الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ ::‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‏‪.٤٤٩ - ٤٤٨‬‬ ‫‏‪.٤٦١‬‬ ‫الموت منحدرا‬ ‫لا يفوت‬ ‫مفرع الأكثئاف ذو لبد‬ ‫لن ده‬ ‫ى‬ ‫را خأ‬ ‫دهم‬ ‫<‬ ‫ما بكائهم إن فم قتلوا‬ ‫إن أسد‬ ‫الحرب بان لنا‬ ‫نلهم من‬ ‫أعد‬ ‫‏‪٤٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فرز‬ ‫به‬ ‫ص‬ ‫د ة‬ ‫لايحصله‬ ‫نْ تصادر‬ ‫أو ‏‪ ١‬أير‬ ‫ب‬ ‫‪-‬‬ ‫”‬ ‫شيخ ث‬ ‫قو_ل و المةً د‬ ‫مبرص الأوصال مجدول‬ ‫حده‬ ‫لاب‬ ‫صبرهم‬ ‫نللهم‬ ‫ول‬ ‫للقتل نضيل‬ ‫أر البل‬ ‫في كرام القوم تحصيل‬ ‫هم‬ ‫ده‬ ‫طردا‬ ‫ه‬ ‫كً مفل‬ ‫قوم‬ ‫و همة‬ ‫الط ودم‬ ‫ار بحرس‬ ‫أبتاه الغاب والغ ل‬ ‫أذا‬ ‫فذ‪‎‬‬ ‫مافِه‬ ‫صت‬ ‫<‬ ‫‪5‬‬ ‫وم تنابي ل‬ ‫‪١ 3‬‬ ‫‪٨ ٣‬‬ ‫مذ‬ ‫‪4‬‬ ‫تميل‬ ‫أأ‬ ‫رج مبا‬ ‫سراويل‬ ‫ولاا‬ ‫فلما استولى محمد بن نور على عمان‪ ،‬وجعل أعزَة أهلها أذللةة وقطع الأبدي‬ ‫والأرجل والآذان‪ ،‬وسمل الأعين‪ ،‬وأحل على أهلها النكال والهوان‪ ،‬ودفن الأنهار‪8‬‬ ‫وأحرق الكتب‪ .‬وذهبت عمان من أيدي أهلها‪ .‬ثم إنه أراد الرجوع إلى البحرين‪،‬‬ ‫فجعل عاملا على عمان‪ .‬رجلا يقال له أحمد بن هلال‪ ،‬ورجع هو إلى البحرين‪،‬‬ ‫وجعل أحمد عمالاً على سائر عمان‪ .‬وكانت إقامته ببهلا("أ۔ وجعل على نزوى‬ ‫عاملا رجلا يقال له بحيرة ويكنى أبا أحمد‪ ،‬فقيل له ذات يوم‪ :‬إن أبا الحواري‬ ‫(‪ (١‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٤٩‬‬ ‫"ا بهلا‪ :‬مدينة في المنطقة الداخلية‪ ،‬وتعد من أقدم مناطق عمان‪ ،‬وكانت عاصمة عمان في‬ ‫فترات التاريخ القديم‪ ،‬وتشتهر بسورها التاريخي‪ .‬وقلعتها القديمة‪ .‬انظر‪ :‬بهلا عبر التاريخظ‬ ‫الطبعة الأولى ‏‪ ٢٠٠٤‬م‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٩‬‬ ‫ومن معه من الأصحاب يبرؤون من موسى بن موسى‪ ،‬فأرسل إلى أبي الحواري‬ ‫جنديًا‪ ،‬فوصل إليه الجندي‪ ،‬وهو قاعد على محراب سعيد المعروف بأبي القستام‪،‬‬ ‫وهو مسجد الشجبي‪ ،‬بعد صلاة الفجر يقرأ القران‪ ،‬فقال‪ :‬إن أبا أحمد يقول لك‪:‬‬ ‫سر إليه‪ ،‬فقال أبو الحواري‪ :‬ليس لي به حاجة وأخذ في القراءة‪ ،‬فبقي الجندي‬ ‫متحيرأ‪ ،‬لا يدري كيف يفعل به‪ ،‬حتى جاءه رسول البحيرة فقال له‪ :‬لا تحدث في‬ ‫أبي الحواري حدثا‪ ،‬وذلك ببركة القرآن العظيم‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الجندي قال‪ :‬إنما دعوته‬ ‫ليقوم‪ ،‬لئلا يطشَ دمه في المحراب‪ ،‬ولم يزل البحيرة عاملا على نزوى حتى قتلوه‪6‬‬ ‫وسحبوه وقبره معروف عندهم أسفل من باب موثر قليلاً في لجي هنالك‪ ،‬على‬ ‫الطريق الجائز‪ ،‬التي تمر أعلى فرق‪ .‬يطرحون عليه السماد والجذوع۔ والله أعلمأ‪.‬‬ ‫ثم بايعوا محمد بن الحسن الخروصي الأزدي اليحمدي على الشراع‪ ،‬ثم اعتزل‪ ،‬ثم‬ ‫بايعوا الصلت بن القاسم الخروصي‪ .‬ثم عزلوه‪ ،‬ثم بايعوا عزان بن الهزبر المالكي‬ ‫من كلب اليحمد‪ ،‬ثم عزلوه‪ ،‬ثم عقدوا لعبدالله بن محمد الحداني‪ ،‬المعروف بأبي‬ ‫سعيد القرمطي‪ ،‬ثم عزلوه‪ ،‬ثم عقدوا للصلت بن القاسم ثانية ومات في الإمامة‪ ،‬ثم‬ ‫‏[‪ ]٢٩٨‬ومات‪ ،‬ثم عقدوا للحواري‬ ‫بايعوا الحسن بن السحتني‪ ،‬فلبث أقل من شهر‪.‬‬ ‫ابن مطرف الحداني على المدافعة‪ ،‬فكان آخذأ على يد الفستاق والسفهاء من أهل‬ ‫عمان أخذا شديدا‪ ،‬إلا أنه إذا جاء السلطان إلى عمان يجبي أهلها‪ ،‬اعتزل عن بيت‬ ‫الإمامة إلى بيته‪ ،‬ولم يمنعه من الظلم والبغي‪ ،‬وإذا خرج السلطان‪ ،‬رجع هو إلى‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسهك‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪٤٥٠‬‬ ‫بيت الإمامة ووضع تاج الإمامة على رأسه‪ ،‬وقال لمن حوله‪ :‬لا حكم إلا لل‪ ،‬ولا‬ ‫طاعة لمن عصى اله('أ‪.‬‬ ‫وكانوا القائمين بالأمرعند السلطان أناس من بني سامة‪ ،‬إلى أن مات‪ ،‬وهذا السلطان‬ ‫هو سلطان بغداد‪ .‬قال المصنف‪ :‬أظن هذا السلطان هو الخليفة علي بن أحمد‬ ‫المعتضد‬ ‫فإنه بويع في اليوم الذي مات فيه أبوه المعتضد بمدينة السلام بغداد‪ .‬وهو‬ ‫يوم الاثنين لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنه تسع وثمانين ومائتين‪ ،‬وأخذ له‬ ‫البيعة القاسم بن عبداللها"أ‪ ،‬والمكتفي يومئذ بالرقة‪ ".‬وللمكتفي يومئذ نيف وعشرون‬ ‫سنة‪ ،‬ويكنى بأبي محمد وكان وصول المكتفي إلى مدينة السلام يوم الاثنين لسبع‬ ‫ليال بقين من جمادي الأولى سنة تسع وثمانين ومائتين وكان دخوله في الملا‬ ‫ونزل قصر الحسنى على دجلة‪ ،‬وكانت وفاته يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من‬ ‫ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين‪ ،‬وهو يومئذ ابن إحدى وثلاثين سنه وثلاثة‬ ‫أشهر‪ ،‬وكانت خلافته ست سنين وسبعة أشهر واثنين وعشرين يومأ‪ ،‬وقيل ست‬ ‫سنين وستة أشهر وستة عشرة يومأ على تباين الناس في تواريخهم‪ ،‬والله أعلم‬ ‫بالصواب‪ ،‬انتهى قول المصنف‪ .‬قال صاحب كتاب شف الغمة في افتراق الأمة‪ :‬ثم‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٥٠‬‬ ‫("ا القاسم بن عبد الله‪ :‬القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي الوزير‪ ،‬ولي‬ ‫الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير الكبير عبدالله في سنة ثمان وثمانين ومائتين كان ظلوما‬ ‫عاتياً‪ ،‬سفاكاً للدماء‪ ،‬أباد جماعة‪ ،‬ولما مات شمت الناس بموته‪ .‬انظر‪ :‬الذهبي‪ ،‬شمس الدين محمد‬ ‫ابن أحمد بن عثمان‪ :‬سير أعلام النبلاء ج‪،١٤‬‏ ص‬ ‫‏‪.١٩-١٨‬‬ ‫"ا الرقة‪ :‬مدينة مشهورة على الفرات في بلاد الجزيرة على جانب الفرات الشرقي‪ .‬انظر‬ ‫الحموي يا قوت بن عبد الله‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص‬ ‫‏‪.٥٩-٥٨‬‬ ‫عقدوا لابن أخيه عمر بن محمد بن مطرق("أ‪ ،‬فمضى على سبيل عمها إذ جاء‬ ‫عسكر السلطان‪ .‬اعتزل وإذا رجع عسكر السلطان رجع إلى بيت الإمامة‪ .‬ثم‬ ‫جاعت القرامطة إلى عمان‪ ،‬فاعتزل عن بيت الإمامة ورجعت القرامطة إلى‬ ‫البحرين‪ ،‬فلم يرجع عمر إلى بيت الإمامة‪ ،‬وكانت هذه القرامطة قد غلبت على‬ ‫سائر البلدان‪ ،‬ومكة والشام‪ ،‬و أطاعهم أكثرالقبائل‪ ،‬وهم بنو أبي سعيد الحسن بن‬ ‫بهرام بن بهرست الجنابي( "أ‪ ،‬وقد أبطلوا الصلوات والصوم والحج والزكاة‬ ‫وزخرف عليهم وموه على الضعفاء المملقين من العلم والدين حتى أنهم يتألهوه من‬ ‫دون الله تعالى‪ ،‬وكان سبب زوال ملكه على يد عبدالله بن علي‪ ،‬وكان قيامه عليه‬ ‫بأربعمائة رجل‪ ،‬وكانوا في عسكر جمة وجنود كثيرةظ فلبث في محاربتهم سبع‬ ‫سنين‪ ،‬حتى انتزع الدولة منهم‪ ،‬وفي ذلك يقول جمال الدين بن عبدالله بن علي بن‬ ‫مقرب‪.)٣( ‎‬‬ ‫() عمر بن محمد بن مطرف‪ :‬عقد له بالإمامة بعد وفاة عمه الإبام الحواري بن مطرف‬ ‫الحداني‪ ،‬كان على نحو سبيل عمه‪ .‬إذا جاء السلطان‪ ،‬اعتزل من بيت الإمامة‪ ،‬ثم جاعت القرامطة‬ ‫إلى عمان ورجعت‪ ،‬فلم يعد إلى بيت الإمامة‪ ،‬بويع من بعده محمد بن يزيد الكندي على الدفاع‪.‬‬ ‫انظر السالمي‪ ،‬نور الدين عبد الله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‬ ‫ص‬ ‫‏‪.٢٦٧‬‬ ‫)" الحسن بن بهرام بن بهرست الجنابي‪ :‬الحسن بن أحمد بن أبي سعيد حسن بن بهران الجنابي‬ ‫القرمطي" الملقب بالأعصم‪ .‬استولى على الشام سنة ‏‪ ٣٥٧‬ه‪ .‬وتوفي بالرملة سنة ‏‪ ٣٦٦‬ه‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬الذهبي‪ ،‬شمي الدين أحمد بن محمد بن عثمان‪ :‬سير أعلام النبلاء‘ ج‪،١٦‬‏ ص‬ ‫)‪ (٣‬الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪- ٤٥٠‬‬ ‫‪.٤٥١‬‬ ‫‏‪.٢٧٥‬‬ ‫جماجمهم‬ ‫فلقا وغادرهم بعد العلى خنما‬ ‫من بعد أن جل بالبحرين شأنهم‬ ‫وأرجفوا الشام بالغارات والحرما‬ ‫سل القر امط من شظى‬ ‫ولم تزل خيلهم تخشى سنابكها‬ ‫ألزض العراق وتغشى تارة أنما‬ ‫وحرقوا عبد قيس في منازلها‬ ‫وأبطلوا الصلوات الخمس وانتهكوا‬ ‫وصيّروا العز من ساداتها حمما‬ ‫شهر الصيام ونصتَوا منهم صنما‬ ‫وما بنو مسجدا لله نعرفه‬ ‫بل كلما أدركوه قائىمأ هُسنما‬ ‫حتى حمينا إلى الإبجلام وانت دبت‬ ‫وطالبتتا بنوا الأعمام عادتنا‬ ‫منا فوارس تجلو الكرب والظلما‬ ‫فلم تجد بكمأ فينا ولا صمما‬ ‫وقلدوا الأسر منا ماجدأ نجد‬ ‫يشفي ويكفي‬ ‫ماضي العزيمة ميمون نقيبته‬ ‫أعلا نزارأ إلى غاياتها همما‬ ‫غطارفة‬ ‫وسار تتبعه غر‬ ‫إذا ما حادث دهما‬ ‫‏[‪]٧٩٩‬‬ ‫لو زاحمت سة ذي القرنين لانم(')‬ ‫من قصيدة طويلة‪ .‬قال المصنف‪ :‬وصح أن الشيخ جمال الدين عبدالله بن علي بن‬ ‫مقرب قد ارتفع عن الحسا(" بعدما صنع ببغاتها ما صنع‪ ،‬وسكن بعدما فارق الحسا‬ ‫بلدة طيوي("أ‪ ،‬ومات بها بعد أن بني حصنا بالحجر في الجبل المشرف على الماء‬ ‫الجم‪ ،‬وهو المسمى الشط الشرقي إذ بطيوي شطان‪ :‬شط شرقي‪ ،‬وشط غربي‬ ‫والشط الشرقي أغزر ماء من الشط الغربي‪ ،‬وقد مضيت إلى طيوي مرتين‪ :‬المرَة‬ ‫() المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‏(‪ (٢‬الحسا‪:‬‬ ‫نجد‪.‬‬ ‫بكسر أولك‬ ‫انظر ‪ :‬الحموي‪،‬‬ ‫‏)‪ (٣‬طيو ي‪ : :‬منطقة‬ ‫‏‪.٤٥١‬‬ ‫وما‬ ‫آخرى‬ ‫ياقوت‬ ‫بن‬ ‫جمع‬ ‫عبد‬ ‫حسي‬ ‫ألله‪: :‬‬ ‫وهي‬ ‫المنطقة التي تلتقي بها طئ و أسد بأرض‬ ‫معجم البلدان‪،‬‬ ‫صغير ة د اخل مدين ةه مسقط حاليا‪.‬‬ ‫ج‪٢‬‏ ‪ 4‬ص‬ ‫‏‪.٢٥٧‬‬ ‫الأولى سنة سبع وخمسين ومائتين وألف سنة‪ ،‬والمرة الأخرى سنة سبع وستين‬ ‫ومائتين وألف‪ ،‬فرأيت الحصن الذي بناه الشيخ جمال الدين عبدالله بن علي بن‬ ‫مقرب‪ ،‬وهو حصن مبني بالحجارة فوق جبل شاهق‪ ،‬في أول مدخل البلدى وتحت‬ ‫هذا الجبل الشط المذكور‪ ،‬وماؤه ينساب إلى البحر عذبا سائغا شرابه‪ ،‬وأراني أهلها‬ ‫النمر الذي أحدثه الشيخ جمال الدين المذكور‪ ،‬وسماه النهر اليدوي‪ ،‬وبقي عليه‬ ‫الإسم إلى هذه الغاية‪ ،‬وأراني أهلها موضع قبره‪ ،‬وهو في جبل شاهق‪ .‬ينساب على‬ ‫ذلك الجبل الشط المذكور‪ ،‬وقد نبت الحشيش على الشط‪ ،‬وإنما هذا الجبل هو الذي‬ ‫قبر فيه الشيخ جمال الدين‪ ،‬ولا حيلة لمن أراد أن يرتقيه إلى وصول القبر‪ ،‬إذ القدم‬ ‫تنزلق فيه‪ ،‬ولا تقدر على الخطو عليه لصلادته وفرط ملسته‪ .‬وأما الجانب الثاني‬ ‫من هذا الجبل‪ ،‬فلا تصل إلى رأسه الرعيان وغيرهم‪ ،‬بل لا يقدرون كذلك إلى‬ ‫وصولهم للقبر منه‪ ،‬ومن الجانب الآخر الذي ينساب على أسفله هذا الشط حتى يبلغ‬ ‫إلى البحر الأجاج‪ ،‬يرى موضع القبر‪ ،‬وهو في كهف من كهوف هذا الجبل‪ ،‬تستره‬ ‫أعشاب وأشجار تمنع النظر عن الرؤية إليه وأراني أهل البلد أيضأ موضع حصن‬ ‫على صخرة صماء عالية وما بقيت من هذا الحصن إلا رسومه والطريق الجائز‪8‬‬ ‫تمر عليه إلى الحلة المسماة الحصن‪ ،‬وإلى سيما('أ‪ ،‬وميبام("أ‪ ،‬ووادي بني خالد"أء‬ ‫وهذا الحصن المذكور‪ ،‬مبني على هذه الصخرة في خلف الوادي‪ ،‬لو قال صاحب‬ ‫هذا الحصن للمار عليه من الجانب الأسفل أو الأعلى‪ :‬قف لما قدر على المرور‪،‬‬ ‫‏) ‪ (١‬سيما‪:‬‬ ‫‏(‪ (٢‬ميبام‪:‬‬ ‫قرية في‬ ‫عمان‬ ‫‪.‬‬ ‫قرية في عمان ‪.‬‬ ‫‏(‪ (٣‬وادي بني خالد‪ :‬أحد الأودية المشهورة في المنطقة الشريقية في عمان‪.‬‬ ‫فضلا أن يرميه بحجر‪ ،‬أو بغيرها‪ ،‬ولا انثنى المار على خلفه خوف الهلاك وأهل‬ ‫البلد يزعمون أن هذا الحصن كان لامرأة من الجبابرةة يقال لها نينوه‪ ،‬وهي التي‬ ‫وازرت ابن مقرب“ وأعانته بالمال والرجال‪ ،‬ويزعم أهل طيوي‪ ،‬أن الرماد الذي‬ ‫خلف شط الشأب“ هو أثر من نار هذه المرأة التي أوقدتها للقوم الآتين من الحسا‬ ‫لى حرب محمد بن عبدالله بن علي بن مقرب‪ ،‬وأنها لسَاً سمعت بهم وقد وصلوا‬ ‫إلى قريات(أ۔ جمعت حطبا كثيرأ‪ ،‬ووضعته على الطريق الذي يفضي إلى وادي‬ ‫الشاب وشطه‪ .‬فلما قيل لها‪ :‬قد وصلوا إلى فنس‪ ،‬وضعت النار في ذلك الحطب‪،‬‬ ‫فاتقد‪ ،‬واتقد الحصى الذي حوله‪ ،‬حتى صار الكل جمرا يتلّب‪ ،‬فلما رأوا ذلك‪،‬‬ ‫تقهقروا عن المرور‪ ،‬ووقع عليهم الصريخ من أهل البلد‪ ،‬فارتقى بهم أهل البلد‬ ‫الجبل المشرف على هذا الموضع فجعلوا يرموهم بالتفق‪ ،‬فانهزم من سلم منهم‪،‬‬ ‫وقتل أكثرهم‪ ،‬وكان هذا الطريق مع هذا الحريق في مضيق في الجانب السفلي بحر‬ ‫غرير‪ .‬وبالجانب السهيلي جبال شاهقة‪ ،‬وأنا قد مررت بالجيئة الأولى على ذلك‬ ‫المكان‪ ،‬وشهدت ذلك الرماد‪ ،‬وهو رماد جم تنخمص فيه القدم‪ ،‬وهذا من أعجب‬ ‫العجاب‪ .‬إذ هذا الرماد لا يفنى من ذلك الزمان إلى هذا الزمان‪ ،‬فأين هذه الرياح‬ ‫والأمطار منه‪ ،‬وما بعد نظر التحقيق غير التصديق‪ .‬انتهى‪ .‬ثم كانت في عمان‬ ‫سنون فترة من عقد الإمامة حتى عقدوها لمحمد بن يزيد الكندي‪.‬‬ ‫اإماء‪٫‬‏ محمد بن يزيد الكندي‪:‬‬ ‫الإمام محمد بن يزيد بن عبدالله بن محمد بن يزيد بن سليمان الكندي النزوى‬ ‫السمدي‪ ،‬‏[‪ ]٨٠٠‬بويع على الدفاع لسا اعتَل عن بيعه الشراء بزعمه أن عليه ديون‪.‬‬ ‫() قريات‪ :‬بلدة على ساحل عمان‪.‬‬ ‫ثم تغلب السلطان على عمان‪ .‬قال المصنف‪ :‬أظن هذا السلطان هو الراضي بالله‬ ‫محمد بن جعفر المقتدر‪ ،‬ويكنى أبا العباس‪ ،‬وقد بويع يوم الخميس لست خلون من‬ ‫جمادي الأولى سنه إثنين وعشرين وثلاثمائة ومات حتف انفه بمدينة السلام‬ ‫وكانت خلافته ست سنين وأحد عشر شهرا وثلاثة أيام‪ ،‬وأمه أم ولد‪ ،‬يقال لها‬ ‫ظلوم‪ ،‬انتهى‪ .‬ثم تغلب هذا السلطان على عمان‪ ،‬فحاصره محمد بن يزيد الكندي‬ ‫الإمام بسكرين عسكر بالسرو وعسكر بالعتيك‪ ،‬ولما تفاقمت الحرب بينهماى هرب محمد بن‬ ‫يزيد من عمان إلى هرموز فعقدوا الإمامة للحكم بمن الملاء البحري السعالي النزوي‪ ،‬ولمَا‬ ‫أفضت ليه البيعة أظهر الجبن والارتياع من الحرب‪ ،‬حتى قالت جملة الرواة عنه‪ :‬ظم نعلم‬ ‫أن إماما من أهل القبلة مسلما أو مجرمأ‪ ،‬كان في الضعف والوهنة كمثل الحكم بن الملاء‪،‬‬ ‫ثم إنه اعتزل عن الإمامةة وأقام السلطان العراقي عسكرأ بنزوى‪ ،‬والله أعلم(")‪.‬‬ ‫وقال بعض الرواةظ وأظن هؤلاء الأئمة المذكورين بعد الصلت لم تدن لهم جميع‬ ‫عمان‪ ،‬ولم يجر سلطانهم فيها‪ ،‬وإنما كانوا في بعض من البلدان دون بعض‪ .‬وعلى‬ ‫أحد من القبائل دون أحد‪ ،‬ولم تتألف كلمة أهل عمان في ذلك الزمان ولا اجتمعوا‬ ‫على إمام من بعد الفتن التي وقعت بينهم‪ ،‬وذلك بما بدلوا نعمه الله عليهم‪ ،‬فتشتت‬ ‫قلوبهم‪ ،‬والله يقول‪ :‬وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)""أ‪ .‬قال المصنف‪:‬‬ ‫وقد ذكره الشيخ أبو سعيد رحمه الله في ذكر اختلاف أهل الدعوة في ولاية الحدث‬ ‫الواقع بعمان في زمن الصلت بن مالك فلا يحتاج إلى ذكره ثانية‪ ،‬وإني لم أترجم‬ ‫الإمام سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيره‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسك ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬سورة‬ ‫النحل‪،‬‬ ‫الابرة‪‎‬‬ ‫‪.٣٣‬‬ ‫‪. ٤٥١‬‬ ‫القرشي فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ورضي الله عنه‪ ،‬سعيد بن عبدالله‬ ‫ا هو معدي النسب وسلسلة نسبة متصلة إلى عدنان‪ ،‬إذ هو للم يكن من بني‬ ‫قحطان وقد ذكرته في السفر الأول في أئمة بني عدنان‪ ،‬ليعلم الواقف على هذا‬ ‫الشأن' )‪.‬‬ ‫الإمام راشد بن الوليد‪:‬‬ ‫الإمام راشد بن الوليد بويع له بالإمامة بعد الإمام سعيد بن عبدالله بن محمد بن‬ ‫محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيره القرشية فارس رسول اللله صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وذلك لما أنه اجتمع الشيخ أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر""أ‪ ،‬وأبو‬ ‫مسعود النعمان بن عبد الحميده("ا وأبو محمد بن عبدالله بن محمد بن شنحهأأ‪.‬‬ ‫() الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٤٦٢‬‬ ‫‏(‪ (٢‬عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر‪ :‬من علماء القرن الرابع الهجري‪ ،‬كان في مقدمة العلماء الذين‬ ‫بايعوا الإمام سعيد بن عبدالك‪ ،‬ثم الإمام راشد بن الوليد‪ ،‬كانت إمامته في النصف الأول من القرن‬ ‫الرابع‪ ،‬ومات هذا الشيخ مقتولا في فتنة وقعت بالغشب من الرستاق‪ .‬انظر البطاشي‪ ،‬سيف ابن‬ ‫حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص ‏‪.٥٢٩‬‬ ‫"( النعمان بن عبدالحميد‪ :‬النعمان بن عبد الحميدة أبو مسعود‪ ،‬من علماء النصف الأول من‬ ‫القرن الرابع‪ ،‬كان في عصر الإمامين الرضيين العادلين سعيد بن عبدالله وراشد بن الوليد‪ ،‬ومن جملة‬ ‫العلماء المبايعين للإمام راشد‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان‪ ،‬ج ‏‪ ،١‬ص‬ ‫‏‪.٥٤٣‬‬ ‫‏)‪ (٤‬أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي شيخة‪ :‬كان أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي شيخة أحد‬ ‫العلماء اللذين اجتمعوا في منزل راشد بن الوليد‪ ،‬وكان المقدم فيهم أبو محمد عبد‪ .‬الله بن محمد بن‬ ‫أبي المؤثر‪ .‬فاجتمعوا على أن الواقف عن موسى وراشد والمتبريء منهما جميعا في الولاية‬ ‫وأنهما جميعا مؤتمنان على دينهما في ذلك‪ .‬ثم بايعوا الإمام راشد بن الوليد على طاعة الله‬ ‫ورسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى الجهاد في سبيل الله وعلى سبيل الدفاع‬ ‫وعلى سبيل اتباع أئمة العدل قسطا وعدلا‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ ،‬نور الدين عبداك بن حميد تحفة‬ ‫الأعيان‪ ،‬ج ‏‪ ،١‬ص ‏‪.٢٨٢ - ٢٨١‬‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫وكان ممن حضر بيعته أبو عثمان رمشقي بن راشد'أ‪ ،‬وأبو محمد عبدالله بن محمد‬ ‫بن صالح" "أ‪ ،‬وأبو المنذر بن أتي بن محمد بن روح"أ‪ ،‬وكان هؤلاء في تلك‬ ‫الجماعة التي حضرت البيعة للإمام سعيد بن عبدالله في زمانهم وأيامهم‪ ،‬لا ينكر‬ ‫أهل المعرفة بهم فضلهم‪ ،‬ولا يجهلون عدلهم‪ ،‬ولا يجبرون في حضرتهم من أهل‬ ‫نحلتهم ملهمش ولكل زمان رجال‪ .‬ولكل مقام مقال‪ ،‬وكل أهل طرف في زمن من‬ ‫الأزمنة مؤتمنون على جميع دينهم‪ ،‬بذلك جاء الأثر‪ ،‬فالحجة لمن حضر قائمة على‬ ‫من غاب أو شهد‪ ،‬وليس للشاهد أن يغير ولا للغاثئب أن يذكر‪ .‬ولا للداخل أن‬ ‫يخرج ولا للقايل أن يرجع ‪ .‬و قد كانت تلك الجماعة قد عرفوا من بعضهم‬ ‫لبعض وعلى بعضهم لبعض تفاسخا وتعاتبا في أمر موسى بن موسى وراشد بن‬ ‫النظر‪ ،‬فيما عزموا على عقد الإمامة لراشد بن الوليد‪ ،‬تداعوا على الاجتماع على‬ ‫ااا أبو عثمان رمشقي بن راشد‪ :‬من علماء النصف الأول من القرن الرابع الهجري‪ ،‬ومن العلماء‬ ‫الذين نصبوا راشد بن الوليد‪ ،‬وبايعوه إمامأ‪ ،‬وهو أيضا من أشياخ العلامةالشيخ أبي سعيد‬ ‫الكومي‪ ،‬هو من علماء إزكي‪ ،‬وقد ذكره العلامة الرقيشي في قصيدته التي قالها في علماء ازكي‬ ‫(يا رعى الله أربعا بالنزار)‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان ‪ 4‬ج‪،١‬‏‬ ‫ص‬ ‫‏‪.٥٢٢‬‬ ‫‏)‪ (٢‬أبو محمد عبدالله بن محمد صالح‪ :‬كان أبو محمد عبدالله بن محمد بن صالح من‬ ‫المبايعين‬ ‫لراشد بن الوليد على الدفاع‪ ،‬حيث بويع على طاعة الله ورسوله‪ ،‬والأمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ ،‬نور الدين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‏‪.٢٨٢ - ٢٨١‬‬ ‫‏(‪ (٣‬أبو المنذر بن أبي محمد بن روح‪ :‬والصحيح المنذر بن أبي محمد بن روح الكندي السمدي‬ ‫النزوي‪ ،‬حضر بيعة الإمام راشد بن الوليد‪ ،‬وأحد المجتمعين على الوقوف عن الخوض في‬ ‫الولاية والبراءة من موسى بن موسى وراشد بن النظر‪ ،‬جمعا للكلمة ومنعا للتفرقة‪ .‬انظر‪ :‬نزوى‬ ‫عبر الأيام‪ ،‬معالم وأعلامێ ص ‏‪.٩٧‬‬ ‫سبب يعرفونه من الموافقة في أمر موسى بن موسى وراشد بن النظر‪ ،‬فاجتمع من‬ ‫شاء الله من أهل النحلة والدعوةة‬ ‫‏[‪ ]٨٠١‬وكان في الجماعة من ذكرنا أنه حضر‬ ‫العقدة لراشد بن الوليد إلا أبا مسعود النعمان بن عبد الحميد‪ ،‬فإنه لم يحضر ذلك‪،‬‬ ‫فاجتمعوا في بيت كان ينزل فيه راشد بن الوليد بنزوى وكان المقدم فيهم أبو محمد‬ ‫عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر‪ ،‬فاجتمعوا جميعا على الوقف عن موسى بن موسى‬ ‫وراشد بن النظر‪ ،‬والتبري منهما جميعا في الولايةف وأنهما جميعا مؤتمنان على‬ ‫دينهما على ذلك‪ ،‬ولم نعلم من أحد منهم أنه يرى بغير حق‪ .‬ووقف بغير حق‪،‬‬ ‫وجرت الأمور بينهم على هذا النحو‪ ،‬إلأ ما زاد من اللفظ أو نقص‪ ،‬إلا أن المعنى‬ ‫هو هذا‪ ،‬وأجمعوا على ذلك ثم من بعد ذلك بايعوا الإمام راشد بن الوليد إماما‬ ‫على طاعة الله وطاعة رسوله محمد‪ ،‬صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وعلى الأمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر‪ .‬وعلى الجهاد في سبيل الله على سبيل الدفاع‪ ،‬وعلى إتباع سبيل‬ ‫الأئمة العدل قبله قسطأً وعدلاً‪ ،‬وعلى هذا بايعه أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي‬ ‫المؤثر في المنزل الذي كان ينزل فيه من نزوى ومن سائر القرى‪ ،‬ثم بايعه بعده‬ ‫أبو مسعود على نحو ما بايعه أبو محمد‪ ،‬وبايعت الجماعة على نحو من ذلك‪ ،‬وقبل‬ ‫منهم البيعة وخرجوا إلى الناس بالبطحاء من نزوى‪ ،‬في جماعة من أهل عمان من‬ ‫نزوى ومن سائر القرى من شرق عمان وغربها من أهل العفاف منهم والفضل‬ ‫والجاه منهم والرئاسة مستمعون له من شرق عمان وغربها‪ ،‬مطيعون‪ ،‬لا يظهر‬ ‫أحد منهم كراهية ولا نكيرأ۔ ثم قام أبو محمد عبدالله بن محمد بن شيحة خطيبا على‬ ‫رأسه بين الجماعة فخطب له بالإمامة وأخبر الناس أن الجماعة قد بايعت له على‬ ‫الإقامة وأمر الناس بالبيعة له‪ ،‬فبايع الناس له شاهرأ ظاهرأ‪ ،‬لا ينكر ذلك من‬ ‫الناس منكر‪ ،‬ولا يغير ذلك منهم مغتر‪ ،‬وكان ممن بايع له في ذلك الوقت بحضرته‬ ‫عبدالله بن محمد بن أبي الؤثر‪ ،‬وعبدالله بن محمد بن شيحة يبايع ناحيته وقيل‪ :‬إن‬ ‫أبا مسعود كان يبايع له ناحيته‪ .‬وغيرهم من الناس‪ ،‬ودخل الناس في بيعته أنى‬ ‫جاء‪ ،‬ووفد عليه على ذلك أفرادأ وأزواجأ‪ ،‬وأخذ عليهم المواثيق والعهود‪ ،‬وأظهر‬ ‫كل منهم من أهل المضرية الرضى فبين من يبايعه على ذلك‪ ،‬وبين من يخطب له‬ ‫عند قدومه عليه بالإمامةف وبين من يظهر التسليم بالرضى الظاهر‪ .‬وليس يحكم‬ ‫على الناس ولا فيهم بحكم السرائر‪ .‬وبعث الولاة والعمال في القرى والبلدان‪ ،‬فلم‬ ‫يعترض‬ ‫عليهم أحد من أهل المصر بتغيير‪ .‬ولا ظهر من أحد من أهل‬ ‫كراهية‪ ،‬ولا نكير“ فصلى بنزوى الجمعات‪ ،‬وقبض هو وعماله الصدقات‪،‬‬ ‫الجيوش‪ ،‬وعقد الرايات‪ ،‬وأنفذ الأحكام۔ وجرت له في ما شاء الله من‬ ‫الأقسام‪ ،‬ولم يبق بلدة من بلدان عمان لم يغلب عليها السلطان‪ ،‬أو ناء عنه‬ ‫الأيام وذلك الزمان‪ ،‬إلا جرت فيه‪ ،‬وثبتت عليهم أقسامه‪ ،‬وأقر في ظاهر‬ ‫المصر‬ ‫وجهز‬ ‫المصر‬ ‫في تلك‬ ‫الأمر أنه‬ ‫امامه من غير أن يظهر منه في شيء من سريرته أو علانيته‪ ،‬ولا سريرته شدة‬ ‫ولا غلظه‪ ،‬يخاف بها وتبقى‪ ،‬ولا هوادة‪ ،‬ولا ميل يطمح فيه بذلك و يرتجى‪،‬‬ ‫فيصانع عن تقيه أو مخدو ع بطمع أو رجيّة‪ ،‬بل كان‪ ،‬رحمة الله‪ ،‬لرعيته هينا‪ .‬رفيقا‬ ‫بأمرهم‪ ،‬شفيقأ ‏[‪ ]٨٠٢‬غضيضا عن عوراتهم‪ .‬مقيلاً لعثراتهم‪ ،‬بعيد الغضب عن‬ ‫مسيئهم‪ ،‬قريب الرضى عن محسنهم‪ ،‬مساويا في الحق بين شريفهم ‪ 0‬وأينهم‪،‬‬ ‫وفقير هم وغنيّهم‪ ،‬وبعيدهم وعشيرهم‪ ،‬منزلا ليم منازلهم‪ ،‬متفقدا لأمورهم‬ ‫وأحوالهم‪ ،‬مشاورأ منهم لمن هو دونهم‪ ،‬قابلأ من مشاورتهم ما يأمرونه‪ ،‬فلم يزل‪،‬‬ ‫رحمة الل على ذلك يتجشم من رعيته الصبر على الكروب‪ ،‬ومفارقة السيرور‬ ‫والمحبوب‪ ،‬وبصبر منه على الشتم والأذى ويسمع منهم الخنا والقذا‪ .‬وهو يأتي في‬ ‫ذلك الأمور‪ ،‬ويرجو من الله الدائرة أن تدور‪ ،‬وكثير من أهل مملكته ومصره‬ ‫يتربص به الدوائر ويسر له أقبح السرائر‪ ،‬ويعرف في وجوه الذين كفروا المنكرة‬ ‫وما تخفي صدورهم من الغل والحسد أعظم وأكبر ‪ ،‬قد استحوذ عليهم الشيطان‬ ‫وغلبت عليهم الدائرة والشأن ومنهم من تربص به الدائرة‪ ،‬وأظهر له المودة في‬ ‫الأمور الظاهرةة فإن فتح الله عليه فتحا‪ ،‬أظهر السرور والبشرى‪ ،‬وإن كان للعدو‬ ‫نصيب‪ ،‬ظهرت منه أمور قبيحة أخرى‪ ،‬لا يقدر من عدوانه أن يعين على طاعته‬ ‫بلسانه ولا بجاهة ومكانه‪ ،‬لو يرجوا أن يقبل منه الخذلان لخذل‪ ،‬ولو كان به طاقة‬ ‫على قتال أهل الحق لقائل‪ ،‬ومنهم من يعين بلسانه في الظاهر‪،‬ويخذل في السرائر‪،‬‬ ‫ومنهم من يعين بطلب النيا والسمع فيها والرياء‪ ،‬فإن أصابه خير‪ ،‬اطمأن به‪ ،‬وإن‬ ‫أصابته فتنه‪ ،‬انقلب على وجهه‬ ‫و أعدادهم وصنوفهم في السر لا تحصى‬ ‫الا قليلا‬ ‫من الضعفاء ممن يعجز عن النصرة له بالوفاء‪ ،‬ولا يرجى به بلوغ إلى شعار ولا‬ ‫عنايه به في الأمور‪ ،‬ولا مكتفي‪ ،‬حتى ألت به الأور‪ ،‬وجرى عليه من الله‬ ‫المقدور‪ .‬أن ظهر من عامّة رعيته التخلف عنه والخذلان‪ ،‬وظهرت من عامة‬ ‫خواصه المعاندة والعصيان والمداهنة عليه للسلطان‪ ،‬والمباشرة له في ذلك بالقول‬ ‫واللسان‪ ،‬وخرجوا إلى السلطان مظاهرين‪ ،‬وتألبوا إلى ذلك متناصرين‪ ،‬فمنعهم عن‬ ‫ذلك جبرأ‪ ،‬وقسرهم على التخلف عنه عن ذلك قسرا ؤ فوقع بينهم وبين عامتهم‬ ‫العداوة والشحناء‪ ،‬وفارقوه على ذلك من قرية بهلاء متعصبين‪ ،‬معاندين له على‬ ‫ذلك‪ ،‬ومحاربين متوّحدين عليه في ذلك متعنتين‪ ،‬وقد صار السلطان بالسير مقبلا‬ ‫وهو في نفر من الضعاف أقلاء‪ ،‬قد انقضت جماعتهم وصحّت معه عداوتهم‪ ،‬وإنما‬ ‫خرج من نزوى في ردهم عن خروجهم ذلك في حرب العدو المقبل إليه‪ ،‬فلما رأى‬ ‫ما نزل به من الخذلان‪ ،‬وبان له من العداوة والعصيان‪ ،‬واستضعف نفسه ومن معه‬ ‫عن لقاء السلطان‪ ،‬وخاف أن يدهموه على المكان‪ ،‬فتحيّز بمن معه من بهلاء إللى‬ ‫كدم‪ ،‬ورجا أن يكون قد استوثق لنفسه في ذلك وحزم‬ ‫فلم يزل بكدم‪ ،‬إلى أن صح‬ ‫معه أنهم قد دخلوا الجوف فانحازوا إلى هناك“ إلى وادي النخر‪ .‬ودعا إلى حرب‬ ‫اللىلطان من حضره واستنصر عليه من قدر عليه ونصره‪ ،‬واجتهد في ذلك‬ ‫وصبر‪ ،‬ودعا إلى ذلك واستتصر‪ ،‬وراح في ذلك وبكرً‪ ،‬وأقبل في ذلك وأدبر‪ ،‬فأمده‬ ‫الله بمن أمده‪ ،‬فأبلى بهم طاقته وجهده فجيّش إليهم أنصاره وأعوانه‪ .‬إلا من لا‬ ‫عناية له عنه من خاصته وإخوانه‪ ،‬وقعد لهم في مكانه‪ ،‬وكان السلطان بنزوى‬ ‫نازلين وكان تخلفه عن الحرب برأي من بحضرته وإخوانه وأهل شفقته‪ ،‬ورجا أن‬ ‫يكون في تخلفه عز للإسلام ‏[‪ ]٨٠٣‬وأهله‪ ،‬وقوة لنصره وعدله‪ ،‬وكان تخلفه عن‬ ‫الجيش إلى بعثه إلى السلطان الجائر بنزوى قريبأ من المحارة على عقبة منح‪ ،‬لم‬ ‫يكن عنهم ببعيد‪ ،‬فأتى الله بالمقدور‪ ،‬وما قد علم الله تبارك وتعالى أن تصير إليه‬ ‫تلك الأمور‪ ،‬فهزم أنصاره وغلبوا‪ ،‬وولوا عنه‪ ،‬وأدبروا مع ذلك‪ ،‬وهربوا‪ ،‬فانفضت‬ ‫هناك جماعتهم‪ ،‬وزالت هناك رايتهم‪ ،‬وخرج مخذولاً مغلوباً خائفا يترقب مظلوما‪.‬‬ ‫وكان ذلك ضحوة النهار‪ ،‬فلم يكن عشيا من يومه ذلك حتى انفض عنه جميع من‬ ‫كان معه‪٬‬ووقعت‏ الغلبه والباس‪ ،‬وأيس مع ذلك نصر الناس‪ ،‬فاستولى السلطان‬ ‫الجائر على جميع عمان من جميع النواحي والبلدان‪ ،‬وأقبل الناس في المصانعاتض‬ ‫وأقبل إليهم السلطان الجائر بالسخرياء والمداهنات‪ ،‬حتى دانت له جميع النواحي‪،‬‬ ‫وهو خائف في رؤوس الجبال والمسافي‪ ،‬مشفق من السلطان والرعية‪ ،‬يترقب في‬ ‫كل موضع نزول المنية وأن تدهمه في مرقده ومنامه ببليه‪ ،‬وأصبح خائفا على‬ ‫نفسه وماله‪ ،‬هاربأ من داره وعياله وأصبح جميع أهل المصر قد أمنوا واطمأنوا‬ ‫في منازلهم‪ ،‬وكفوا‪ ،‬وصانعوا سلطانهم‪ ،‬وداهنوا‪ ،‬فلم يكن له من الاستسلام بت۔ إذ‬ ‫لم يكن له إلى غيره سبيل ولا جهد‪ ،‬فطالع في أمره واستشار‪ .‬واست شير له ذوو‬ ‫الأبصار وانتقى في أمره في ما ظهر منه حكمة الأبرار‪ ،‬وأخذ بالرضتية من قول‬ ‫الأخيار‪ ،‬ومما لا نعلم أن فيه اختلاف‪ ،‬أن الإمام المدافع تَسَعَه التقية إذا خذلته‬ ‫الرعية‪ ،‬ولم يكن معنا أصح من ذلك الخذلان ولا أبين من تلك العداوة وذلك‬ ‫العصيان لله ‘ وهو الرؤوف بعباده المنان‪ ،‬وما جعل الله على عباده في الدين من‬ ‫حرج بل الصحيح معنا أنه قد جعل لكل مدخل في دينه باب مخرج‪ ،‬والكل عاجز‬ ‫عن فرض من فرائضه عذرأ وباب فرج‪ ،‬ولا فرق بين الإمام والرعيةض وكل‬ ‫منهم جار‬ ‫عليه حكم القضية‪ ،‬فألقى بيده إلى منزله‪ ،‬واستسلم رجاء أن يستتر فيه‪6‬‬ ‫وأن يسلم‪ ،‬فوصل إليه رسول السلطان إلى مكانه يعطيه الميثاق‪ ،‬فبلغنا أنه أعطاه‬ ‫ذلك بلسانه‪ ،‬ولم يبلغنا عرض اليمين‪ ،‬ولا كان إلى باب السلطان من الوافدين‪ ،‬ولا‬ ‫من القادمين إليه والواصلين‪ ،‬وإنما السلطان الذي وصل إليه واضطره إلى ذلك‪،‬‬ ‫وجبره عليه فزالت معنا بذلك إمامته‪ ،‬وثبتت للغدر الواضح له ولايته‪ ،‬ولا نعلم في‬ ‫الأحكام‪ ،‬ولا فيما اختلف فيه من أمرالإمام أن راشد بن الوليد‪ .‬رحمه الله‪ ،‬يلحقه‬ ‫القائل في إمامته مقال‪ ،‬ولا طعن‪ ،‬ولا عيب‪ ،‬في حال من الحال‪ ،‬فلبث بعد ذلك قليلا‬ ‫محمودأً‪ ،‬ومات عن قريب من ذلك مفقودأ‪ ،‬وكان راشد ابن الوليد في أيامه وزمانه‬ ‫وموضعه ومكانه‪ ،‬ومع أنصاره وأعوانه‪ ،‬والعاقدين له من أصحابه وإخوانه في‬ ‫عامة أموره غريبا معدوما ‪،‬۔ ولم يكن عند أحد من أهل الخيرة في أموره ملوما و لا‬ ‫مذمومأ۔ فجزاه الله عن الإسلام وأهله‪ .‬لما قام فيه من حقه وعدلك‪ ،‬وعنا وعن جميع‬ ‫من عرف فضله ما جزّى إماما عن رعيته وأخا تصع أخوته‪ ،‬وقال صاحب كتاب‬ ‫كشف الغمة ‏[‪ ]٨٠ ٤‬فى افتراق الأمة‪ ،‬وهو كتاب شريف‬ ‫كرر ما قد ذكرت من‬ ‫مقاله المخبر عن كماله فقال‪ :‬وإنما ذكرنا من أمور راشد بن الوليد ما قد ظهر‪ ،‬وما‬ ‫نرجو أنه لن يدفع‪ ،‬ولن ينكر‪ ،‬وإلا ففضائله كانت معنا أكثر من هذا وأكبر‪ ،‬وكان‬ ‫أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي المؤثر قد قتل في وقعة الغشب من الرستاق‪،‬‬ ‫في سيرة الإمام راشد بن الوليد وطاعته‪ ،‬وكان في زوال أمرراشد بن الوليد إللى‬ ‫وقعة نزوى‪ ،‬وعنها زالت رايته‪ ،‬وانفضّت جماعته‪ ،‬وبان خذلان رعيته له‪ ،‬ولزمته‬ ‫التقية وخاف هناك من السلطان والرعية أن يقصدوه بالقتل رضا للسلطان‪ ،‬ولم‬ ‫يبرح مستقرأ في موضع من عمان من حد جلفار إلى حد رغوان‪ ،‬ولافي جبال‬ ‫عطالة‪ ،‬و لا في ألزض الحان والرستاق‬ ‫“فأدهى إليه و أقروا عدى عليه من كل‬ ‫عدو ‪ ،‬و اشتروا الله تبارك وتعالى أولى بالعذر من البشر‪ ،‬وكل من عذره الله في‬ ‫دينه فواجب أن يعذر‪ ،‬وأن يُعان في ذات الله فيما قد نزل به‪ ،‬ويُنصَر"‪ ،‬وكان راشد‬ ‫بن الوليد رحمه الله فيما ظهر لنا من أمره طاهرأ الإيمان ظاهرأ‪ ،‬عليه شواهد‬ ‫لفضل والإحسان هنا من السر والبهتان‪ ،‬صادق الفعال واللسان‪ ،‬ورعا عن المحارم‬ ‫مجتنباً عن المأثم پ عاملا بما علم‪ ،‬سائلاً عما نزل به ولزم متواضعاً لمن هو‬ ‫قه‪ ،‬متعطفا على من هو دونه كاظماً للغيظ‪ ،‬بعيد الغضب‪ .‬سريع‬ ‫الزلضى‪،‬‬ ‫محتملا للأئمة حريصاً على إصلاح المسلمين‪ ،‬رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين‪ ،‬متوشحاأً‬ ‫بكريم الأخلاق‪ ،‬صبورأ عند مضائق الخناق‪ ،‬مستقيما على الحقيقة قاصدأ قصد‬ ‫الطريقة تضرب به الأمثال‪ ،‬وتعجز عنه الواصفون عن وصفه بالمقال‪ ،‬فرحم الله‬ ‫تلك المهجة وتلك الأوصال‪ ،‬وتفضل علينا وعليه بالمن منه والأفضال‪ ،‬وعرف بيننا‬ ‫وبينه في مستقر رحمته‪ ،‬وجمعنا وإياه على جزيل من ثوابه وكرامته‪ ،‬وفعل ذلك‬ ‫بكل مؤمن ومؤمنه من عباده‪ ،‬إنه أرحم الراحمين وصلى الله على عبده ورسوله‬ ‫خاتم النبيين محمد‪ ،‬صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما(')‪.‬‬ ‫() الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٤٦٧ - ٤٦٣‬‬ ‫الإمام الخليل بن شاذ ان الخروصي‪:‬‬ ‫قال صاحب كتاب كشف الغمة وغيره‪ :‬ومن الأئمة المعقود لهم بعمان‪ ،‬نعني بذلك‬ ‫المنتسبين إلى قحطان‬ ‫ا لإمام الخليل بن شاذ ان بن الصلت بن مالك‬ ‫الخروصي‬ ‫الأزدي البهلوي‪ ،‬وكان إماما عادلا مقتديا بكتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬ومتبعا لآثار العلماء والأئمة الصالحين أهل الاستقامة في الدين‪ ،‬وكانت دولة‬ ‫الخليل بن شاذان‪ ،‬رحمة الله في بضع وأربعمائة سنة وما وقفت على تاريخ وفاته‬ ‫في أي سنه‪ ،‬وكانت وفاته ببلدة نزوى‪ ،‬عن غير واحد من أهل العله('أ‪.‬‬ ‫الإمام راشد بن سعيد‪:‬‬ ‫ولما توفي الإمام الخليل بن شاذان‪ ،‬بويع في اليوم الذي مات فيها بالإمامة راشد بن‬ ‫سعيد بن عبدالله بن راشد بن سعيد بن محمد الأزدي‪ ،‬فوطىعء أثر السلف الصالح‬ ‫واقتدى بالكتاب والسنة ولم أقف على تاريخ وفاته وبلغني أنه توفي ببلدة نزوى‪،‬‬ ‫والله أعلم‪ “ ،‬ثم وجدت كتابا فيه نبذة من تواريخ العلماء المشاهير بعمان‪ ،‬أن راشد بن‬ ‫سعيد مات في شهر محرم سنه خمس وأربعين و أربعمائة وحكى لي بعض المشائخ‬ ‫أنه توفي بنزوى‪ ،‬كما قد ذكرت أولاش وأنه كان عادلاأش ومنذ غقد له بالإمامة إلى أن‬ ‫توفي‪ ،‬ما خرج عليه أحد من البغاة العراقيين ولا العمانيين(")‪.‬‬ ‫الإما‪٫‬ب‏ حفص بن راشد بن سعيد‪:‬‬ ‫ولما توفي الإمام راشد بن سعيد‪ ،‬بويع ولده حفص بن راشد بن سعيد بن محمد‬ ‫الأزدي فاقتفى أثر السلف الصالح‪ ،‬فلبث في الإمامة ثمان سنين‪ ،‬ثم توفي‪ ،‬وقبر‬ ‫في بلدة نزوى»‪ ،‬ولم أعلم أن أحدا أنكر عليه‪ ،‬أو نكل فيه بعيب‬ ‫والحكم بالظاهر‪ .‬ولله ما ظهر وما بطن"")‪.‬‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٦٧‬‬ ‫(‪ (٢‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٧‬‬ ‫)‪ (٣‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٧‬؛‪.‬‬ ‫‏[‪ ]٨٠٥‬أو بريب‪،‬‬ ‫الإمام راشد بن علي‪:‬‬ ‫ولما توفي الإمام حفص بن راشد بن سعيد‪ ،‬بويع على الدفاع راشد بن على بن‬ ‫الأزدي‪ ،‬فلبث ما شاء الله أن يلبث في الإمامة‪ ،‬ومات يوم الأحد‬ ‫سليمان بن راشد‬ ‫للنصف من ذي القعدة في سنة ست وسبعين وأربعمائة وقيل‪ :‬سنة ثلاث عشرة‬ ‫سنة وخمسمائة والله أعلم أيهما كانت وفاته وما علمت أن أحدا تكلم فيه إلا بثاء‬ ‫عليه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه كان عبد صالحأ محمود الخلال‪ ،‬جميل الأفعال‪ ،‬ومنذ بويع له‬ ‫بالإمامة إلى أن مات لم يخرج عليه باغ من أهل العراق و لا من سائر الثغور‬ ‫والقرى(أ‪.‬‬ ‫الإمام موسى بن أبي جابر‪:‬‬ ‫ولما توفي [الإمام راشد بن علي]‪ ،‬بويع من بعده أبو المعالي موسى بن أبي جابر‬ ‫ابن موسى بن نجاد الأزدي‪ ،‬سنة تسع وأربعين وخمسمائةظ فلبث ما شآء الله أن‬ ‫يلبث بالإمامة والوقوف على سراط الإستقامة‪ ،‬وما بلغني عن أعيان ذلك الزمان‪،‬‬ ‫من أهل عمان‪ ،‬إلا يثشي على الإمام موسى بن أبي جابر أبو المعالي بن موسى بن‬ ‫نجاد المذكور ولا أعلم أن أحدا خرج عليه من البغاة أو عاندة أحد من الطغاة("أ‪.‬‬ ‫‏) ‪ (١‬المصدر‬ ‫)‪ (٢‬المصدر‬ ‫نفسه “‪ 4‬ص‬ ‫نفسهك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‏‪.٦٧‬‬ ‫‪.٤٦٧‬‬ ‫الإمام‪ ,‬خنبش بن محمد‪:‬‬ ‫ولما توفي [الإمام موسى بن أبي جابر ] بويع خنبش بن محمد بن هشام الأزدي‪.‬‬ ‫قال صاحب كشف الغمة في افتراق الأمة ‪ :‬ومن كتاب عثمان بن موسى بن محمد‬ ‫ابن عفان‪ .‬الساكن في محله الجرمة‪ ،‬من عقر نزوى" كتبه بيده‪ :‬وكتبت هذا من‬ ‫خطه‪.‬‬ ‫فلما كان يوم اللىببت‪ ،‬لعشر من جماد ي‬ ‫‏‪ ١‬لأولى ‘ توفي ‏‪ ١‬لإمام خنبش‬ ‫بن محمد‬ ‫بن هشام‪ ،‬فجرى على الناس بموته مصيبه عظيمة‪ ،‬وكان رجل من أهل الصلاح‬ ‫بنشد عند قبر ه شعر أ()‪:‬‬ ‫وليس من الرزية فقد تيس‬ ‫ولكن الرزبة‬ ‫موت‬ ‫ولاشاة تموت ولابعير‬ ‫تموت‬ ‫نفس‬ ‫بموتها خ‬ ‫لق‬ ‫كا ل‬ ‫ر‬ ‫الإما‪٫‬‏ محمد بن خنبش‪:‬‬ ‫وعقدوا الإمامة في اليوم الذي مات فيه خنبش‪ .‬لولده محمد بن خنبش بن محمد بن‬ ‫هشام الأزدي والعاقد إليه بالإمامة الشيخ العالم نجاد بن موسى("أ۔ وكان نجاد‬ ‫قاضيا لخنبش‪ ،‬وخطب للإمام محمد بن خنبش‪ ،‬أبو بكر أحمد بن محمد المعلم“)‪.‬‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٦٧‬‬ ‫دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٦١‬‬ ‫("ا المصدر نفسه ص ‏‪.٤٦٨‬‬ ‫‏)‪ (٣‬الشيخ نجاد بن موسى بن‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫فقية قاض» عاش في القرن السادس الهجري‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫ا أبو بكر بن أحمد بن محمد المعلم‪ :‬من سمد نزوى‪ ،‬من فقهاء النصف الأول من القرن‬ ‫السادس‪ ،‬حضر بيعة الإمام محمد بن خنبش‪ ،‬وخطب له بعد البيعة‪ .‬انظر البطاشي‪ ،‬سيف بن‬ ‫حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان‪،‬‬ ‫ج‏‪ 0١‬ص‬ ‫‏‪.٥١٥‬‬ ‫‪١٢٠‬‬ ‫وكان ذلك سنة عشر سنين وخمسمائة وقبر الإمام بن خنبش لما مات عند مقبرة‬ ‫القلضي أبي بكر أحمد بن عمرأ"أ‪ ،‬وولده أبي جابر‪ ،‬وهناك أيضا القاضي أبو‬ ‫عبدالله محمد بن عيسى""أ‪ ،‬وكان رجلا معروفا بالفسق وشراب المسكر‪ ،‬أوصى أن‬ ‫يقبر عندهم ‪ 4‬فقبر هناك‪ ،‬وكان ذلك اليوم يومأ شديدا على المسلمين‪ ،‬فقيل لبعض‬ ‫الصالحين‪ ،‬إن فلانا أوصى أن يقبر عند مقابر الصالحين لينفعه ذلك‪ ،‬وقد كان كذا‬ ‫وكذا‪ ،‬فقال له‪ :‬إنه ينبغي أن يتقرب من الصاحين في الحياة‪ ،‬وبعد الممات للرحمة‬ ‫التى تنزل‪ ،‬فقبر الرجل هناك‪ ،‬واشتد ذلك على الناس‪ ،‬وهذا الموضع الذي فيه هذه‬ ‫المقبرة‪ ،‬مقبرة الإمام خنبش‪ ،‬وهؤلاء المذكورين‪ ،‬وهو موضع نعشي الطريق‬ ‫الجائز الذي ينفذ من عند فلج الغنئق‪ ،‬عند مساجد العباد بنزوى‪ ،‬وعند الجبل الأسود‬ ‫الصغير‪ .‬الذي يقال له ذو جيود‪ ،‬وله كهوف بائنة من الصخور‪ .‬من أعراضه‪ .‬لا‬ ‫من أعاليه‪ ،‬ومات محمد بن خنبش سنه سبع وخمسين وخمسمائه سنة‪ ،‬وقبر أعلى‬ ‫فلج الغنتق‪ ،‬عند جبل ذي الجيود‪ ،‬خلف قبر أبيه خنبش‪ ،‬وأصيب أهل عمان بموته‬ ‫ما لم يصابوا بأحد من قبله(")‪.‬‬ ‫('ا أبو بكر أحمد بن عمر‪ :‬قاض‪ ،‬دفن إلى جانبه الإمام خنبش وابنه محمد بن جنبش في نزوى‬ ‫عند مساجد العباد‪ ،‬عند الجبل الأسود الصغير‪ .‬وهو من الطائفة الرستاقية‪ .‬انظر السالمي‪ ،‬نور‬ ‫الدين عبد الله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪١‬‏ ص‬ ‫‏‪.٣٥٤‬‬ ‫"( أبو عبدالله محمد بن عيسى‪ :‬قاض دفن إلى جانبه الإمام خنبش وابنه محمد بن جنبش‪ ،‬وكذلك‬ ‫القاضي أبو بكر أحمد بن عمر وابنه أبي جابر‪ ،‬في نزوى عند مساجد العباد‪ ،‬عند الجبل الأسود‬ ‫الصغير‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ ،‬نور الدين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‏)‪ (٣‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسك ص‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫‏‪.٤٦٨‬‬ ‫‏‪.٣٥٥ ٣٥٤‬‬ ‫[ الإمام مالك بن الحواري]‪:‬‬ ‫قال صاحب كتاب كشف الغمة في افتراق الأمة‪ :‬ثم عقد للإمام مالك بن الحواري‪،‬‬ ‫سنة تسع وثمانمائة ومات سنة إثنين وثلاثين سنة وثمانمائة سنة قلت‪ :‬إن الإمام‬ ‫مالك بن الحواري هو عدناني النسب‪ ،‬لا قحطاني النسب“ وكان إماماً عادلا ورعاة‬ ‫زكيا‪ ،‬تقيأ‪ .‬سلك مسلك السلف الصالح۔ فأثنت عليه العباد وزهرت به البلاد وما‬ ‫خرج عليه أيام دولته أحد من أهل العناد‪.‬‬ ‫قال صاحب‬ ‫‏[‪ ]٨٠٦‬كتاب كشف الغمة في افتراق الأمة‪ :‬فهذه مئتان سنة وبضعغ لم‬ ‫أجد بينهن تاريخا لأحد من الأئمة فالله أعلم أنها كانت سنين فترة من عقد الإمامةة‬ ‫أو غاب معرفة أسمائهم عنا‪ ،‬إلأ أني وجدت تاريخ خروج أهل شيراز على عمان‬ ‫ورئيسهم فخر الدين أحمد بن الداية(" وشهاب الدين"أ‪ ،‬وهم خمسمائة فارس وأربعة‬ ‫آلاف فارس‪ ،‬وجرى على الناس منهم أذى كثيرأ لا غاية لهف وأخرجوا أهل العقر‬ ‫من نزوى خاصة من بيوتهم‪ ،‬وأقاموا على ذلك أربعة أشهر في عمان‪ ،‬وحاصروا‬ ‫بهلا‪ ،‬ولم يقدروا عليها‪ ،‬ومات ابن الداية وكسر الله شوكتهم‪ ،‬وأصاب الناس غلاء‬ ‫ا فخر الدين أحمد بن الداية‪ :‬قائد فارسي كان يحكم شيراز من بلاد فارس‪ .‬خرج لغزو عمان‬ ‫سنة‬ ‫‏‪ ٦٧٤‬ه في عهد عمر بن نبهان‪ ،‬ومعه خمسة آلاف جندي‪ ،‬وساعده في ذلك شهاب الدين‬ ‫ليلى حاكم هرمز‪ ،‬حيث تمكن من دخول نزوى لكن الله كسر شوكتهم‪ ،‬وانسحبوا من عمان‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬السالمي ‪ ،‬نور الدين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص ‏‪.٣٥٩‬‬ ‫"أ شهاب الدين ليلى‪:‬خكم هرمز من بلاد فارس ‘ تحالف مع فخر الدين أحمد بن الداية لغزو‬ ‫عمان في عهد الملك عمر بن نبهان‪ ،‬حيث تمكنت قواتهم من السيطرة على عمان لبضعة أشهره‬ ‫ثم انسحبت منها‪ .‬انظر السالمي نور الدين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫‏‪.٣٥٩‬‬ ‫كثير‪ ،‬وذلك في دوله السلطان عمر بن نبهان(" سنة أربع وسبعين وستمائة قال‪:‬‬ ‫ووجدت أيضا تاريخا أخر‪ ،‬خرج أمير من أمراء هرموز‪ ،‬يسمى محمود بن أحمد‬ ‫الكوشي۔‪ )".‬فوصل إلى قرية قلهات‪ ،‬وكان المتولي يومئذ على عمان والمالك لها أبو‬ ‫المعالي كهلان بن نبهان("أ‪ ،‬فلما وصل محمود بقلهات‪ ،‬طلب وصول أبي المعالي‬ ‫إلي فلما حضره‪ ،‬طلب منه المنافع من أهل عمان‪ ،‬وخراج أهلها فاعتذر أبو‬ ‫المعالي إليه وقال‪ :‬إني لا أملك من عمان إلأ بلدة واحدة‪ ،‬فقال محمود‪ :‬خذ من‬ ‫عساكري ما شئت‪ .‬وأقصد به من خالفك من أهل عمان۔ فقال أبو المعالي‪ :‬إن أهل‬ ‫عمان ضعفاء‪ ،‬لا يقدرون على تسليم الخراج‪ ،‬كل ذلك حمية منه على أهل عمان‪،‬‬ ‫فحقد عليه محمود‪ .‬وأضمر له المكيدة‪ ،‬واستدعى بامراء البدو من أهل عمان فلما‬ ‫أتوه‪ ،‬كساهم وأعطاهم‪ ،‬فوعدوه بالنصر على أهل عمان‪ ،‬والخروج معه عليهم‪ ،‬ثم‬ ‫ارتحل إلى ظفار‪ ،‬وركب البحر‪ ،‬فلما وصلها‪ ،‬قتل من أهلها خلق كثيرأ‪ ،‬وسلب مالا‬ ‫() عمر بن نبهان‪ :‬ملك من ملوك النباهنة‪ ،‬غزا الفرس عمان في عهده‪ .‬انظر‪ :‬السالمي نور‬ ‫اللين عبدالله بن حميد‪ :‬تحفة الأعيان‪ ،‬ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‏‪.٢٥٩‬‬ ‫"ا محمود بن أحمد بن الكوشي‪ :‬فارس أمير من أمراء هرمز‪ .‬غزا عمان سنة ‏‪ ٦٦٠‬ه عن‬ ‫طريق قلهات‪ .‬واتجه إلى ظفار عن طريق البحر ثم أراد غزو مناطق عمان الداخلية عن طريق‬ ‫ظفار‪ ،‬فمات وجيشه جوعا وعطشاأ‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ :‬نور الدين عبدالله بن حميد‪ ،‬تحفة الأعيان‪،‬‬ ‫ج‪،١‬‏ ص‬ ‫‏‪.٣٥٩ - ٣٥٨‬‬ ‫"( أبو المعالي كهلان بن نبهان‪ :‬هو كهلان بن عمر بن نبهان‪ ،‬ملكش عاش في القرن السابع‬ ‫الهجري‪ ،‬تولى حكم عمان بعد أبيه عمر بن نبهان‪ ،‬وفي عهده خرج أولاد الرئيس إلى عمان‪،‬‬ ‫فخرج كهلان لملاقاتهم بالصحراء‪ ،‬ومعه جملة من أهل العقر‪ ،‬فانتصر عليهم‪ .‬انظر دليل أعلام‬ ‫عمان۔‪ ،‬صل‬ ‫‏‪.١٣٧‬‬ ‫‪١٢٣‬‬ ‫جزيلا‪ .‬ورجع قاصدا إلى عمان‪ ،‬وأخذ على طريق البر‪ ،‬وحمل ثقله في المراكب‬ ‫في البحر‪ ،‬فلما صار في طريق الرش نقص عليه الزاد‪ ،‬وأصابهم جوع شديد حتى‬ ‫بلغ عندهم من اللحم بدينار‪ ،‬وأصابهم عطش كثير‪ .‬لقلة الماء في تلك الطريق التي‬ ‫سلكوها‪ ،‬فقيل‪ :‬إنه مات من عسكره خمسة آلاف“ وقتل أكثر منذ ذلك‪ ،‬وكان هذا في‬ ‫سنة ستين وستمائة(" أ‪.‬‬ ‫قال المصنف‪ :‬لما وصل محمود ظفار ونهب أموال أهلها‪ ،‬وقتل من أهلها خلقأً‬ ‫كثيرا وأراد أن يرجع على طريق البر لعمان‪ ،‬ولم يكن له دليل إليبها‪ ،‬استدعى‬ ‫بأعراب القرى‪ ،‬وكان لهم جبل شاهق بظفار‪ ،‬ليدلوه على الطريق‪ ،‬فاتوه عشرة‬ ‫رجال منهم‪ ،‬وفرق جيشه برأ وبحرأ‪ ،‬وقال لجيش البحر‪ :‬ارجعوا إلى قلهات‪،‬‬ ‫وأقيموا بها إلى أن أتيكم‪ ،‬ومضى هو بجيش البر‪ .‬وأدلتهم القرى الذين ذكرناهم‬ ‫العشرة فأخذوا بهم على طريق لا يهتدي بها التليل‪ ،‬ولا يعرف دياميها إلا من‬ ‫القرى قليل‪ ،‬فلما توسطوا بهم البر‪ ،‬هربوا عنهم ليل فأصبحوا حائرين‪ ،‬يترددون‬ ‫في رمال عاليةش وفيافي خاليةش فعدم الماء عليهم‪ ،‬ونفذ الزاد‪ ،‬فأهلكهم الله جميعا‪ ،‬إلا‬ ‫رجلا بقي يتردد‪ ،‬إلى أن أتى عمان‪ ،‬فأخبر عن أمره وأصحابه وما جرى عليهم‪،‬‬ ‫فما أحب أهل عمان قتله۔ ومضى على طريق البر‪ ،‬حتى وأفى جلفار‪ ،‬فعبر على‬ ‫سفينة إلى هرموز‪ .‬أما الذين قصدوا طريق البحر فلما وصلوا قلهات‪ .‬أرقوا‬ ‫سفنهم‪ ،‬ودلفوا إلى طيوي۔ فلما اقتربوا منها‘ صرخت عليهم رجالها‪ ،‬وبادروهم‬ ‫بالسيف والرمح والتفق‪ ،‬وأحالوا بينهم وبين سفهم‪ ،‬فقتلوهم جميعأ۔ وفي طيوي‬ ‫قبورهم مشهورة‪ ،‬وهي حذا الجبل الذي بناحية قبر ‏[‪ ]٨٠٧‬عبدالله بن علي بن‬ ‫(‪ )١‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٦٢٤‬‬ ‫‪.٤٦٩ - ٤٦٨‬‬ ‫مقرب‪ ،‬وهو على ساحل البحر‪ .‬فالى هذه الغاية يسمونها قبور الترك‪ ،‬ويزعم أهل‬ ‫طيوي أن في كل قبر من قبور الترك الأربعة والخمسة الرجال‪ ،‬وقد أخذوا سفنهم‬ ‫أيض جميعأش ولا أعلم أن أحدا منهم رجع إلى هرموز سالما من الهلاك إلا الرجل‬ ‫الذي نجا من أهل البث ومضى إلى عمان‪ ،‬حتى انتهى إلى ظفار‪ ،‬وفر منها إللى‬ ‫سفينة لأهل جلفار إلى هرموز‪.‬‬ ‫قال صاحب كشف الغمة في افتراق الأمة‪:‬ووجدت أيضأ تاريخا آخر‪ ،‬فيه خرج‬ ‫أولاد الريس على عمان‪ ،‬و كان خروجهم في شهر شوال سنة خمس و سبعين بعد‬ ‫ستمائة ‘ وكان المالك لعمان السيد كهلان بن عمر بن نبهان‪ ،‬فخرج إليهم ليلقاهم‬ ‫بالصحراء‪ ،‬وخرج معه جمله أهل العقر من نزوى‪ ،‬فسبقت أولاد الريس على‬ ‫العقر‪ ،‬فدخلوها‪ ،‬وأحرقوا سوقها ‪ ،‬وأخذوا جميع ما فيها‪ ،‬وسبوا نساءها‪ ،‬وأحرقوا‬ ‫مخازن المسجد الجامع المتصلة به‪ ،‬وأحرقوا الكتب‪ ،‬وكان ذلك كله في نصف يوم‪،‬‬ ‫ثم رجع كهلان بعساكره‪ ،‬واجتمعوا بالىتراة فزحفت عليهم أولاد الرّس‪ ،‬ومن‬ ‫معهم من الحدان‪ ،‬وقتل في هذه الوقعة من الفرقين ثلاثمائة رجل فلعلها كانت هذه‬ ‫السنون التي بين محمد بن خنبش» ومالك بن الحواري‪ .‬سنين ملك النباهنة بعمان‬ ‫والله أعلم‪ .‬ولعل ملكهم كان يزيد على خمسمائه سنة‪ ،‬إلا أنه كان فيما بعد هذه‬ ‫السنين‪ ،‬يعقدون للأئمة والنباهنة ملوك في شيء من البلدان‪ ،‬والأئمة في بلدان‬ ‫أخرى۔ والله أعلم‪.‬‬ ‫قال المصنف‪ :‬والصحيح أنه بعد الإمام الخليل بن شاذان الخروصي ‪ ،‬لم تكن للأئمة‬ ‫الواقعة لهم البيعة قوة باهرةش ويد قاهرة على النباهنةش وكانت النباهفة في ذلك‬ ‫الوقت مصطلمة أكثر حصون عمان‪ .‬وعلى كل حصن من الحصون التي ملكوها‬ ‫أمير‪ ،‬لا يكترثون بمن نصب إماماً‪ ،‬ولا يخافون صوله إمام عليهم‪ ،‬لكثره عددهم‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫وعديدهم‪ ،‬وميل كثر الاذلناس إليهم‪ ،‬فطال عليهم الزمان وهم في ذلك الشان‪ ،‬وبقيت‬ ‫الأئمة المنصوبه في بعض الحصون وفي طاعتهم بعض الرجال لا قدرة لهم على‬ ‫خروج النباهنة من الحصون‬ ‫وأكثر البيعة لهم دفاعا ۔ وكانت النباهنه قد تحالفت‬ ‫على كل من قصد أوحاربهم أحد بحرب‪ .‬ويحاول أن يخرجهم من حصونهم‬ ‫ليكونوا مع صاحبهم الذي يقصد بحرب‬ ‫ويحاول الذي يحاربه إخراج ما ملك من‬ ‫الحصون فلأجل هذا قويت شوكتهم‪ ،‬واشتدت قوتهم‪ ،‬في ذلك الزمان(')‬ ‫ووجدت نبذة تاريخ‪ ،‬وهو فيه‪ ،‬وفي سنه ثلاث وعشرين بعد الألف‪ :‬أخذ عمير ابن‬ ‫حمير العميري""ا من الإفرنج صحار يوم الاثنين‪ ،‬واثنين وعشرين من شهر ربيع‬ ‫الآخر‪ .‬سنة ثلاث وعشرين بعد الآلف‪ ،‬وأخذها في اليوم الثاني الإفرنج من يد‬ ‫عمير بن حمير‪ .‬وهو يوم الثلاثاء‪ ،‬ثلاث وعشرين من شهر ربيع الآخر‪ ،‬سنة ثلاث‬ ‫وعشرين من بعد الألف‪ ،‬وحملوا معهم محمد بن جفير("أ‪ ،‬والله أعلم بالصو اب‪.‬‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٦٩‬‬ ‫"ا عمير بن حمير‪ :‬عمير بن حمير النبهاني أمير سمائل‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫الهمجري‪ ،‬وكان ذا خلق وحب للخير‪ .‬وقعت العداوة بينه وبين سليمان بن مظفر‪ ،‬ودارت بينهما‬ ‫حروب‪ ،‬انتصر فيها عمير‪ .‬وأخرج سليمان من بهلا إلى القرية‪ ،‬ثم عاد سليمان إليها مرة أخرى‪،‬‬ ‫واستقر الأمر إلى أن تولى أمر بهلا سيف بن محمد الهنائي‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص ‏‪.١٢١‬‬ ‫ا" محمد بن جيفر‪ :‬محمد بن جيفر بن جبر الجبري‪ ،‬كان واليا على إبرا‪ ،‬عاش في القرن الحادي‬ ‫عشر الهجري‪ ،‬حارب مع أهل نزوى بجيش عظيم ض الملك سليمان بن مظفر‪ .‬ودانت له سائر‬ ‫الشرقية ما خلا صور وقريات‪ ،‬فإنهما كانتا بأيدي البرتغالين‪ ،‬وكانت بينه وبين الإمام ناصر بن‬ ‫مرشد معارك متعددة‪ ،‬انتهت بهزيمة محمد بن جيفر وقتله‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‪١٦‬‬ ‫‏‪.١٤٤‬‬ ‫وكتبت للشيخ الثقة خميس بن أبي نبهان الشيخ العالم العلامة الرئيس جاعد بن‬ ‫خميس سنة سبع وستين ومائتين وألف يسرد لي أسماء أئمة بني خروص وعلمائهم‪،‬‬ ‫فكان جوابه لي بعد ثناء جميل علي جزاه الله خيرا‪ ،‬بيان في أئمة بني خروص‬ ‫نقلا من قصائد الشيخ سالم بن غسان‪ ،‬وسعيد بن محمد بن سعيد‪ ،‬وأبو نبهان جاعد‬ ‫ابن خميس» فأولهم الوارث بن كعب الهجاري‪ ،‬والمهنا بن جيفر الفححي‪ ،‬والصلت‬ ‫ابن‬ ‫مالك الستالي الخروصي‬ ‫تميم « ومسكنه المسفاة‪،‬‬ ‫‏‪ [٨ ٠ ٨‬و عزان بن‬ ‫من‬ ‫و ادي‬ ‫بني خروص» والخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك البهلوية والصلت ابن القاسم‪،‬‬ ‫و عامر بن‬ ‫ر اشد “۔ ومحمد‬ ‫بن‬ ‫شعو ‏‪ 6٥‬و أبو على‬ ‫غسان ُ وخالد بن‬ ‫الهجار ي‪.‬‬ ‫لعلها‬ ‫هجار بني خالدة ولا أدري اسمه‪ .‬و خالد الثاني اللذين ذكرهما الشيخ سالم بن‬ ‫غسان‬ ‫حيث قال‪:‬‬ ‫ومنا الخالدان توارثاها(')‬ ‫فمنا وارث والصلت منا‬ ‫فهؤلاء اثني عشر اماما ظ وقد أشار الشيخ سعيد بن محمد في قصيدته الرائية أن لهم‬ ‫ثلاث عشرة بيعة لا أدري الثالث عشر من هو إسمه والله أعلم‪ ،‬قلت لعله الإمام‬ ‫عمر بن الخطاب بن محمد بن أحمد بن شاذان بن الصلت “ ثم قال في كتابه بيان في‬ ‫علمائهم ممن‬ ‫له قصبات‬ ‫السبق في العلم و الور ع‬ ‫و الحلم و الفقه ‪ 4‬و الز هد‬ ‫و القنااحة‬ ‫والحماسة والكرامه‪ ،‬والمجد الأسنى‪ ،‬والمقام الأعلى‪ ،‬وصاروا حجة الله في أرضه‬ ‫على عباده فأولهم الو ارث‬ ‫و أبو المؤثر‬ ‫الصلت‬ ‫و المهنا بن جيفر‪ ،‬و الصلت بن مالك “۔ وعزان‬ ‫بن خميس‬ ‫ا لأعمى البهلو ي ۔ وولد ه محمد بن‬ ‫بن تميم ذ‬ ‫أبي المؤثر ؤ و أبو‬ ‫نبهان جاعد بن خميس العلياني‪ ،‬وولده ناصر بن أبي نبهان العلياني ومنصور بن‬ ‫‏(‪ )١‬انظر البيت في ديوان اللواح الخروصي ج‪٢‬‏ ص‬ ‫‏‪ ٨٧‬ويقصد بالخالدين خالد بن شعوة‬ ‫الخروصي وخالد بن عبدالله الخروصي وهما إمامان مشهوران بالعدل‪.‬‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫محمد بن ناصر بن خميس الستالي‪ ،‬وعبدالله بن ناصر بن محمد بن‬ ‫بشير الخروصي وسعيد بن محمد بن راشد السوني ولكل من هؤلاء مقام معلوم في‬ ‫العلم‪ ،‬وأما أبو نبهان كالشمس مع القمر والكواكب‪ ،‬فذلك إياضي حقأ‪ ،‬وأما ولده‬ ‫ناصر كالبدر مع الشهاب‪ ،‬وأبو المؤثر كأنه نار على علم‪ ،‬والله يؤتي الحكمة من‬ ‫يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرأ۔ نفعنا الله وإياهم بالعلوم النافعة‪ ،‬وأن‬ ‫يتداركنا برحمته إنه أرحم الراحمين‪ ،‬وأما فضيلة الشيخ عبدالله بن ناصر فقد‬ ‫سمعت والدي أبا نبهان يقول‪ :‬لو اجتمع أهل عمان على بيعة رجل‪ ،‬لكنت أول من‬ ‫بايع عبدالله بن ناصر لأن خصال الإمامة فيه كاملة‪ .‬أنظر يا أخي‪ ،‬هل بقي من‬ ‫شرف الدنيا والدين‪ ،‬إلا هو داخل فيه وعليه محتو‪ ،‬فيحتاج إلى بيانه على التفصيل‬ ‫إلى مجلد‪ ،‬وهذا محل الاختصار وذكر الشيخ خميس في كتابه هذا أن الشيخ‬ ‫درويش السوني('أ‪ ،‬عروضي عالم بليغ في علم الفلك‪ ،‬وعلم الحروف“ والأوفاق‪ ،‬و‬ ‫فاق أهل زمانه في مصره ومكانه‪ ،‬ثم قال فيه‪ ،‬وقد شهد أبي أبو نبهان لولده ناصر‬ ‫بالعلم والبلاغة وقد توغلا في فنون شتى من العلوم‪ ،‬وصار عالم زمانه‪ ،‬وأما‬ ‫الشيخ منصور فذلك صوفي‪ .‬لأنه تناهى في الزهد والورع والعفاف والقناعة مع‬ ‫كثرة علمه‪ ،‬وبلاغة فهمه‪ ،‬فذكره بالمحامد في المحافل ينشد‪ ،‬والركبان بفضائله‬ ‫تحدو وتغرد‪ ،‬فمذ بلغ الحلم حتى مات‪ ،‬لم نعلم منه هفوة واحدة‪ ،‬وأما أبو المؤثز‪،‬‬ ‫وولده محمد‪ ،‬ففضائلهما في كتب الفقه مذكورة‪ ،‬ومحاسنهم مشهورة‪ .‬انتهى كلام‬ ‫الشيخ خميس بن العالم العلامة أبي نبهان‪.‬‬ ‫() الشيخ درويش السوني‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪.‬‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫[الإمام أبوالحسن بن خميس بن عامر]‪:‬‬ ‫قال صاحب كتاب كشف الغمة في افتراق الأمة‪ :‬ثم عقد من بعد موت مالك بن‬ ‫الحواري بتسع سنين لأبي الحسن بن خميس بن عامر‪ .‬ولم يذكر نسبه‪ ،‬وهو من‬ ‫رجال‬ ‫سن‬ ‫بني العتيك ؤ يوم‬ ‫ومات‬ ‫سنه‬ ‫ست‬ ‫الخميس في‬ ‫و أربعين‬ ‫شهر رمضان ۔ سنة‬ ‫بعد ثمانمائة ‪ 4‬يوم‬ ‫تسع وثلاثين سنه‬ ‫السبت ؤ وو احد و عشرين‬ ‫وثمانمائة‬ ‫من‬ ‫ذي‬ ‫القعدة('أ‪.‬‬ ‫] الإمام عمر بن الخطاب ]‪:‬‬ ‫ثم عقدوا الإمامة لعمر بن الخطاب بن محمد بن حمد بن شاذان بن الصلت‪ ،‬سنة‬ ‫خمس وثمانين وثمانمائة سنة‪ ،‬وهو الذي حاز أموال بني نبهان‪ ،‬وأطلقها لمن عنده‬ ‫من الشراه‪ ،‬وكان ذا يد فيها‪ ،‬وأمر فيها بأوامره‪ ،‬وذلك بأجتماع من المسلمين‪ ،‬لسَا‬ ‫اجتمعوا‪ ،‬فنظروا في [الدماء] التي سفكها آل نبهان والأموال التي أخذوها‬ ‫وأغتصبوها بغير حق‪ .‬فوجدوها أكثر من قيمة أموالهم‪ ،‬وكان يومئذ القاضي أبا عبد‬ ‫الك محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج ‪ .‬وكيلا لمن ظلمه آل نبهان من المسلمين‪،‬‬ ‫من أهل عمان‪ ،‬وأقام أحمد بن عمر بن أحمد بن مفرج"أ‪ ،‬وكيلا لملوك بني نبهان‪،‬‬ ‫() الأزكوي سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٦٩‬‬ ‫)" أحمد بن عمر بن أحمد بن مفرج‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن التاسع الهجري‪ ،‬كان وكيلا على‬ ‫أموال ملوك عمان من آل نبهان من ألض ونخيل وبيوت وأسلحة وآنية‪ ،‬وغلة‪ ،‬فقضى قضاءأ‬ ‫واجبأ تامأى فصارت الأموال بالقضاء الكائن الصحيح للمظلومين‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٢٨‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫فقضى أحمد بن صالح بن محمد بن عمر"أ‪ ،‬أن جميع مال آل نبهان الذين بعمان‪،‬‬ ‫‏‪ ٠‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫من أموال‪ ،‬وأزوض»‬ ‫كائنا ما كان ‏[‪،]٨٠٩‬‬ ‫عمان‪ ،‬من غاب منهم‬ ‫فصارت هذه الأموال‬ ‫ونخيل‪ ،‬وأسلحه‪ ،‬وآنيق وغلل‪ ،‬وتمر‪ ،‬وسكر‪ ،‬وجميع مالهم‬ ‫من ماعء‪ ،‬وبيوت‪ ،‬ودورة واطوى‪ .‬وأثاث للمظلومين من أهل‬ ‫أو حضر وكبر منهم أو صغر‪ ،‬الذكور منهم والإناث‪،‬‬ ‫بالقضاء الكائن الصحيح للمظلومين‪ ،‬وقد جهلوا معرفتهم‬ ‫ومعرفة حقوقهم‪ ،‬ولم يحيطوا له علمأ‪ ،‬ولم يدركوا له قسمأ‪ ،‬فصار كل مال لا‬ ‫يعوف‪ ،‬مجهولون أربابه راجعا إلى الفقراء وكل مال راجع إلى الفقراء‪ ،‬فالإمام‬ ‫العادل عند وجوده أولى بقبضة‪ ،‬ويصرفة في إعزاز دولة المسلمين والقيام بها۔‬ ‫وكل من أصح حقه وأثبته‪ ،‬فهو له من أموالهم‪ ،‬ويحاسب بالتحرية بما يصح له‬ ‫بقسطه‪.‬إن أدرك ذلك‪ ،‬وإن لم يدرك التحرية ولم يحط بها‪ ،‬فذلك النصيب نصيب‬ ‫غير معلوم‪ ،‬وهو مجهول للفقراء‪ ،‬والإمام يقبض الأموال المغيبة‪ ،‬وأموال الفقراء‪،‬‬ ‫وما لا رب له‪ ،‬ويجعله في إعزاز دوله المسلمين‪ .‬فقد صح هذا القضاء والحكم فيه‪،‬‬ ‫فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه‪ ،‬إن الله سميع عليم‪ .‬وكان هذا‬ ‫الحكم عشية الأربعاء‪ ،‬لسبع ليال خلون من شهر جمادي الأخرى من سنه سبع‬ ‫وثمانين وثمانمائة سنة وكان هذا في عقده الثاني‪ ،‬فإنه لسا نصب أولا‪ ،‬أقام سنة‬ ‫وخرج عليه سليمان بن سليمان النبهاني("أ‪ ،‬فانكسر عمر وعسكره بجحمت من‬ ‫وادي سمايل‪ ،‬ثم نصب ثانيه ومكث في الإمامة إلى أن مات"‪.‬‬ ‫() أحمد بن صالح بن محمد بن عمران‪ :‬قاض‬ ‫عالم‪ ،‬عاش في القرن التاسع الهجري ۔ كان أحد‬ ‫القضاة المفوضين للفصل في قضية أموال ملوك بني نبهان الشهيرة‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٢٨‬‬ ‫)" سليمان بن سليمان النبهاني‪ :‬شاعر عاش في القرن العاشر الهجري‪ .‬وتولى الملك في عصر‬ ‫النباهنة‪ ،‬اشتهر في الشعر باقتفائه أثر الملك الضليل امرئ القيس ومعارضته له في شعره‪ ،‬كذلك‬ ‫أولع بشعرطرفة بن العبد‪ ،‬وعارض أبا العلاء المعري في بعض القصائده‪ ،‬وكان شعره بين شعر‬ ‫الشعراء العمانيين في القرن العاشر الهجري أشبه بشعر أبي تمام بين الشعراء العباسين‪ ،‬له ديوان‬ ‫مطبوع‪.‬‬ ‫انظر دليل علام عمان‪ ،‬ص‬ ‫)‪ (٣‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫‏‪.٨٣‬‬ ‫سرحان ‪ :‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫‪.٤٧٠٩‬‬ ‫قال المصنف‪ :‬ولما ذكرت أسماء الكتب التي صنفها الشيخ العالم أبو محمد ناصر‬ ‫ابن الشيخ العالم العلامة أبي نبهان على الملأ‪ ،‬وانتهى مما روي من أسماء أئمتهم‬ ‫وعلمائهم‪ .‬حتى كمل‬ ‫انتعش في الخاطر أن أنظم فيهم قصيدة‪ ،‬تحتوي على ذكر‬ ‫أئمتهم وعلمائهم‪ ،‬وأعيان رجالهم‪ ،‬وما حماني على ذلك إلأ الصحبة التي كانت‬ ‫بيني وبين الشيخ أبي محمد ناصر بن أبي نبهان‪ .‬إذ ينبغي للحر أن يذكر صاحبه‬ ‫الذي هو جدير بالثناء عليه ولعمري إنهم جميعا لجديرون بالثناء‪ .‬وقد سميت هذه‬ ‫القصيدة‬ ‫الدر المرصوص‬ ‫في مد ح‬ ‫جهابذة بني خروص»‬ ‫و هي شعر ا‪:‬‬ ‫لله قوم أحالوا الأرض أفق سما‬ ‫ومجدهم ناشر أعلى السئُها علما‬ ‫هم البدور إذا ما الليل جنهم‬ ‫هُم الشموس إذا ضوء النهار نما‬ ‫حصكىغيرهم حلمأ كبير هم‬ ‫فالوشياخلطفل منهم حلمه عظما‬ ‫وإن بحثت قديما عن إمامتهم‬ ‫إليك قيل هم سادوا الورى القدما‬ ‫غيرهم‬ ‫يحط حيث سعت أقدامهم قدما‬ ‫يعطر الصخر والألواح والعلما‬ ‫ته‬ ‫حذكر‬ ‫فهم‬ ‫نغر ل‬ ‫بكل ث‬ ‫في‬ ‫ومنهم كل ذي جود حوى الكرما‬ ‫فما خبت لهم للضيف نار قرى‬ ‫ياصاح عندك مثلي صع أنهم‬ ‫س‬ ‫يفضل‬ ‫لراتب‬ ‫لهم م‬ ‫لكل حرب عوان قعقعوا اللجما‬ ‫أو باسل أو إبام قد غدا أمما‬ ‫فلم يكن منهم إلأ حليف ندئ‬ ‫يرضى إذا نشر الألفاظ أو نظمل(")‬ ‫أو عالم علم في الفقه أو لبق‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه القصيدة غير موجودة في أعمال ابن رزيق الأدبية والتاريخية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا فى مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١ ٣١‬‬ ‫ذكر أمتهم ‪:‬‬ ‫ومن يحاكي المهنا في العلا همما‬ ‫برأي عزان والصمصام من ظلما‬ ‫فمات ذاك شهيدا بعدما قطرت‬ ‫سيوفه من رؤوس المعتدين دما‬ ‫فيالها وقعة حزب العراق قلى‬ ‫من بأس عزان فيها خرمة ودما‬ ‫تكفن الم إذعنه الذي رتقت‬ ‫به قرونته عن نصره انهزما‬ ‫شاذذان‬ ‫الخليل فما‬ ‫له شكى السيف لسا بايعوه ظما‬ ‫ونجل قاسمه الصلت‬ ‫الأخير له‬ ‫عزايم لو رما طوداً بها انهدما‬ ‫ومنهم نجل‬ ‫ونجل ر اشد‬ ‫ونجل غسان‬ ‫ثم‬ ‫عامر‬ ‫له إلامامة تاج العز منتظما‬ ‫دفعت‬ ‫و الرسم الشريف‬ ‫محمد بصريح‬ ‫له‬ ‫العدل قد‬ ‫حكما‬ ‫صيت به كل صيت للعدى ظلما‬ ‫ومنهم بن علي قد حوى‬ ‫إثنان مع‬ ‫مثل الهجاري فحازاه وما اقتسما‬ ‫شرفا‬ ‫عشر ة عدا أئمتهم‬ ‫بمجدهم يبهرون العرب والعجما‬ ‫تجنبوا الظلم في الحكم الذي اتبعوا‬ ‫به الكتاب فصاروا للورى نعما‬ ‫أعطوا السيوف من الباغين بغيتها‬ ‫وكل أفق كسته خيلهم قتما‬ ‫فنوا و مجدهم باق تفوه به‬ ‫أفواه حزب وكتب ما حوين فما‬ ‫وكان‬ ‫أولهم في‬ ‫والصلت مثل المهتا بالعلوم طما‬ ‫العلم و ارثهم‬ ‫وما اشتكى منه عزان الشهيد صدى‬ ‫ولا أبو الموثر استسقى فتى ديما‬ ‫وحسبهم بأبي نبهان جاعدهم‬ ‫وحسبنا إذ يسمى عيلم العلما‬ ‫‪١ ٣٢‬‬ ‫بحر إذا مادنا أوشط سئئله‬ ‫أتاه منه الجواب الجم منتظما‬ ‫تجني جواهره أهل العلوم فكم‬ ‫فوج إليهم عليه بالنا ازدحما‬ ‫فمن رأى بعض ما في العلم صنفه‬ ‫رأى الكثير الذي من غيره لمما‬ ‫به علم ما تضرب الأمثال كل فتى‬ ‫بغيره وبه بالسبق قد علما‬ ‫وكل من زعم المجد الشريف له‬ ‫لا غيره فهو أضحى فوق ما زعما‬ ‫ل لأ قصب السبق اغتدى فاذإذا‬ ‫لغيره قال قال مان أووهما‬ ‫يدا‬ ‫وكل ما شاءه منه بها اصطلما‬ ‫وابنه ناصر‬ ‫للعلم مة‬ ‫قد أودع الر من‬ ‫فراقم الناس بالأنوار ما رقما‬ ‫تصنيفه كتبا‬ ‫لم يبق مستغربا إلا وأبرزه‬ ‫فيها فما تركت أنواره ظلما‬ ‫كأنما العلم طرا صار في يده‬ ‫أو أله كل علم ثغره التقما‬ ‫‏[‪]٨١١‬‬ ‫ذو هيبة سيفه أضحى بها قلم‬ ‫فكم به ح سيف حاسم حسما‬ ‫ما ناقل الصخرة الصما سواه فمن‬ ‫إذن بما قلت فيها تدعي صمما‬ ‫وكم شهدت له سرا أكتبه‬ ‫فلا أذيع له السر الذي كتما‬ ‫سقى الحيا قبره إذ لست أذكره‬ ‫إلا ودمعي كوبل في الصعيد‬ ‫هما‬ ‫ومنهم الحبر منصور تشد له‬ ‫ذاك الرحال فيجدي الوفد مبتسما‬ ‫ولايماطل من وافا بمسألة‬ ‫له الجواب وهذا مذهب الكرما‬ ‫قد كان منصور حيا فاغتدى‬ ‫عنما‬ ‫ولم يكن فخره لسا مضى عما‬ ‫عبدالله بحر‬ ‫ندى‬ ‫له يد العلم في آفاقها خيما‬ ‫ونجل ناصر‬ ‫تلاطم العلم مذ‬ ‫فمن عليه به تسدى نفى الس‬ ‫ه فهو عيلمه‬ ‫‪١ ٣٢٣‬‬ ‫دما‬ ‫إذا نكرت سعيدا في العلوم فتى‬ ‫سليل جاعد من ترجى له الرأحما‬ ‫وقد شهدت خميس زاهدا ورعا‬ ‫ويكرم الضيف مهما زاره لقرى‬ ‫ويصدق العزم إعجالا إذا عزما‬ ‫وسالم والفتى الغشري يروق لنا‬ ‫فشاعران أديبان هما انتسبا‬ ‫إلى خروص وما ما ناولا وهما‬ ‫وفي سمايل أشياخ جهابذة‬ ‫نعما‬ ‫لذا هما نثرا لفظأ ومانظما‬ ‫منهم لنا نغم صحب‬ ‫عدذهم‬ ‫في النظم سائغة تذري بماء لما‬ ‫تكلم الحكما كانوا هُم الحكما‬ ‫فمنهم ناصر كانت مشار بُُة‬ ‫والكل منهم حوى كل الشا وإذا‬ ‫بني خروص لكم فخر به افتخرت‬ ‫وللنا أنتم أهل فأيَّفتى‬ ‫'إلاأبحمدكم لا زال ملتزما‬ ‫مدحي لكم قد حوته قبل ذا كتب‬ ‫ولم أكن فيكم ما قلت متهما‬ ‫وذي إليكم صريح لا يمازجه‬ ‫ضد الصريح يرى أريا إذا طعما‬ ‫صحيحة اللفظ لا تشكو لكم سقما‬ ‫ومن بيان معانيها مرصعها‬ ‫وما أبوها عليكم مهرها احتكما‬ ‫ألا خذوها بلا مهر فتاة له‪-‬‬ ‫قولوا قبولا فإن المهر ذاك لها‬ ‫وبالسلام عليكم قوله ختمال")‬ ‫رجعنا إلى ذكر الأئمة‪ ،‬ثم نصب بعد ما مات‪ ،‬عمر بن الخطاب بن محمد بن أحمد‬ ‫ابن شيذان بن صلت هذا‪ ،‬وهو الذي أظنه ثالث عشر أئمة بني خروص‪ ،‬إذ عددهم‬ ‫( ) سواد تعذرت قراءته‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق تبين أن هذه القصيدة غير موجودة في أعمال ابن رزيق الأدبية والتاريخية‬ ‫الأخرى‪ .‬حفظها لنا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٣٤‬‬ ‫على الأغلب ثلاثة عشر‪ .‬وهكذا ذكر الغشري في قصيدته التي ذكر فيها أئمة بني‬ ‫خروص وجها بذتهم‪ ،‬وذكر أسماء أهل الفضيلة‪ ،‬وقال مع الجملة‪ :‬إنهم ثلاثة عشرة‬ ‫ولم يذكر إمامهم ‏[‪ ]٨١٢‬الثالث عشر منهم‪ ،‬أو ذكره ‪ ،‬فنسيه الناسخون مع رقم‬ ‫التاريخ‪ ،‬وأنا سمعت من بعض الناس» أن الإمام عمر بن الخطاب بن محمد بن‬ ‫أحمد خروصي النسبي قال‪ :‬وقول المؤرخين‪ :‬أحمد بن شيذان بن صلت غلط‬ ‫والصحيح أنه أحمد بن شاذان بن صلت‬ ‫فوقع خلطهم في شاذان فأثبتوه شيذان‪ ،‬إن‬ ‫هذا كلامه‪ ،‬والله اعلم بالصواب‪ .‬ثم نصب من بعده القاضي محمد بن سليمان بن‬ ‫أحمد بن مفرج الأزدي‪ ،‬في سنة أربع وتسعين بعد ثمانمائة سنة من الهجرة النبوية‬ ‫فلبث في الإمامة سبع سنين وما أحد تكلم في سيرته بعيب ولا بريب‪.‬‬ ‫ثم نصبو ‏‪ ١‬من‬ ‫بعده‬ ‫عمر‬ ‫الشنربف ؤ و أقام في ‏‪ ١‬لإمامة سنة‬ ‫فلم يرض عمة‬ ‫فخلعوه ‘‬ ‫ومضى هو بعد ما خلعوه إلى بهلاء‪ ،‬واتفق أهل نزوى على محمد بن سليمان ثانيةة‬ ‫فبايعوه‪ ،‬فلبث في الإمامة مدة وخلعوه وعقدوا من بعده للإمام أحمد بن عمر ‪)'(.‬‬ ‫[الإمام أحمد بن عمر]‪:‬‬ ‫وعقدوا من بعده لأحمد بن عمر بن محمد الربخي‪ ،‬وكأن مسكنه ضنك‬ ‫من‬ ‫الظاهرة‪ ،‬والرباخ هؤلاء يمنيو النسب قليلو العدد ومنهم الرباخ أهل إقليم طيوي‪.‬‬ ‫(`(‬ ‫الأزكوي‪،‬‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫سرحان‬ ‫‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‬ ‫‪١٣٥‬‬ ‫‏‪.٤٧٠‬‬ ‫[ الإمام أبو الحسن محمد بن عبد السلام ]‪:‬‬ ‫ولما مات‬ ‫[أحمد بن‬ ‫عمر ‏‪< ١‬‬ ‫عقدو |‬ ‫لأبي‬ ‫الحسن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫عبد‬ ‫السلام “ و أقام‬ ‫دون‬ ‫سنة‪ ،‬وخرج عليه سليمان بن سليمان النبهاني‪ ،‬فقعد محمد عن حربه‪ .‬فخلعوه‪،‬‬ ‫ونصبوا مكانه محمد سليمان ثالثة‪ ،‬وأقام أياما فلم يرضهم‪ ،‬فخلعوه‪.‬‬ ‫[ الإما‪٫‬‏ محمد بن إسماعيل اإسماعيلي]‪:‬‬ ‫وعقدوا لمحمد بن إسماعيل بن محمد بن عمران بن أحمد الإسماعيلي‪ ،‬واختلف في‬ ‫نسبه‪ ،‬فمنهم من زعم أنه يمني النسب ومنهم من زعم أنه نزاري النس‪ ،‬متخصل‬ ‫نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل‪ ،‬وأن بني إسماعيل العمانيين يمنيين وغير هم‬ ‫هم بنو إسماعيل بن إبراهيم الخليل‪ ،‬عليهما السلام‪ ،‬وعندي هذا هو الأصح والله‬ ‫أعلم‪ .‬ولم أذكره في كتاب المؤتمن مع العدنانية لأجل هذا الإختلاف وكان مسكن‬ ‫محمد بن إسماعيل المذكور بحجرة الوادي من بلدة نزوى‪ ،‬من سكة باب مزار‪،‬‬ ‫والسبب الذي أوقعه في الإمامة أن سليمان بن سليمان النبهاني هجم على إمراة من‬ ‫أهل نزوى تغتسل بالغنتق‪ ،‬فخرجت من الفلج هاربة عنه‪ ،‬عريانه‪ ،‬فظل يعدو في‬ ‫أثزها‪ ،‬حتى وصل حجرة الوادي‪ .‬فرآهما محمد بن إسماعيل‪ ،‬فخرج إليه‪ ،‬وقبضة‬ ‫وصرعه على الأرض حتى مضت المرأة‪ ،‬ودخلت العقر‪ ،‬فخلى سبيله‪ ،‬فعند ذلك‬ ‫فرح المسلمون لما رأوا من قوته في الأمر بالمعروف والنهي عن النكر‪ ،‬فنصبوه‬ ‫إماما سنة ست وتسعمائة سنةظ ومات يوم الخميس» لتسع ليال بقين من شوال سنة‬ ‫إثنين وأربعين وتسعمائة( أ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫‪.٤٧٠‬‬ ‫قال المصنف‪ :‬أخبرني الشيخ القاضي مبارك بن عبدالله النزويا') وغيره عن‬ ‫السبب الذي أوقع محمد بن إسماعيل في الإمامة أن بني نبهان في ذلك الزمان‪ ،‬كان‬ ‫أعظمهم شأنا سليمان بن سليمان‪ ،‬وكان هو المالك في ذلك الأوان لحصن بهلا‪.‬‬ ‫فتخلى ذات يوم عن الناس‪ ،‬فخرج من سور البلد‪ ،‬وقعد في ظل شجرة‪ ،‬يفكر في‬ ‫نفسه‪ ،‬في استنكاف أكثر رجال عمان عنه‪ ،‬فجعل يصوغ الحيلة على طاعتهم إليه‬ ‫قسرا فسمع هاتفا‪ .‬ولم ير شخصه وهو يقول‪ :‬تمتع يا فتى بني نبهان‪ ،‬فمالك في‬ ‫دولتك نصيبي إلأ سبعة أيام‪ ،‬فتطير سليمان من ذلك‪ ،‬فرجع إلى حصنه وصوت‬ ‫الهاتف يتبعه‪ ،‬وكلما نظر يمينا أو شمالا أو أعلى أو أسفل‪ ،‬لم يَّرَ شخصا لصاحب‬ ‫الصوت‪ ،‬فلما دخل حصنه قعد مهمومأ مغموما‪ ،‬فقال له بعض وزرائه الجبابرة‪:‬‬ ‫ماذا جرى عليك ؟ فإني أراك مهموماً مغموما‪ ،‬فأخبره بما سمعه‪ ،‬فقال له وزيره‪:‬‬ ‫ما ذاك إلاً من بعض خيالات الشيطان‪ ،‬ووساوس النفس‪ ،‬فلا تحزن‪ ،‬فإنك أنت ملك‬ ‫عمان‪ ،‬على رغم أنف حاسدك‪ ،‬وجعل يسليه‪ ،‬فما قدر على سلوانه‪ .‬ثم إن سليمان‬ ‫بعد سته أيام ركب ناقته يريد نزوى‪ ،‬وكان له فيها بيت الإمارة فلما أناخ نا قته‪.‬‬ ‫ووضع ما حمله عليها في بيت الإمارة‪ ،‬أخذ عصاه‪ ،‬وخرج إلى الغنتق يريد أن‬ ‫يفجر بمن يصادفه من النساء في الغنتق‪ ،‬فرأى إمرأة ذات حسن وجمال ‏[‪]٦١٣‬‬ ‫وهي متجردة‪ ،‬تغتسل في الغنتق‪ ،‬فهجم عليها‪ ،‬فهربت منه‪ ،‬فتبعها حتى بلغا إلى‬ ‫('أ الشيخ مبارك بن عبدالله النزوي‪ :‬من العلماء العاملين‪ ،‬الذين قامت عليهم دولة الإمام أحمد بن‬ ‫سعيد‬ ‫البوسعيدي ّ تولى القضاء‬ ‫في نزوى‬ ‫وعرف‬ ‫بشدته‬ ‫في الحق‪،‬‬ ‫كان‬ ‫على خلاف مع العلامة‬ ‫سعيد بن أحمد الكندي حول تجنيد الإمام أحمد للرعية لمحاربة الخارجين على طاعته‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫الفارس <‬ ‫ناصر بن‬ ‫منصور‬ ‫‪ :‬نزو ى‬ ‫عبر‬ ‫‏‪ ١‬لأيام معالم و أعلام ‪ 6‬ص‬ ‫‪١ ٣٧‬‬ ‫‏‪.١٥‬‬ ‫حجرة الوادي‪ ،‬فصاحت المرأة واغوثاه‪ ،‬فجرّد محمد بن إسماعيل سيفه‪ ،‬فضرب به‬ ‫عنق سليمان بن سليمان‪ .‬فأبانه عن جسده‪ ،‬وأخبر أهل الحجرة بما صنعه بسليمان‬ ‫ابن سليمان‪ .‬فأسرعوا في دفنه‪ ،‬واجتمعت رجال نزوى‪ ،‬فشكروا محمد بن‬ ‫إسماعيل‪ ،‬واتفقوا على نصبه فنصبوه إمامأ‪ ،‬وذلك في سنة ست وتسعمائة‪ ،‬كما‬ ‫ذكرنا أولا والله أعلم بالصواب‪.‬‬ ‫[الإمام بركات بن محمد]‪:‬‬ ‫ونصب ولده بركات بن محمد بن إسماعيل الإسماعيلي في‬ ‫اليوم الذي مات فيه‬ ‫أبوه محمد‪ ،‬ثم لما كان يوم السبت‪ ،‬لعشر ليال من المحَّرم‘ سنة خمس وستين‬ ‫وتسعمائة‪ ،‬أخرج جبر بن محمد بن جفير بن علي بن هلال الجبري‪ ،‬بركات بن‬ ‫محمد بن إسماعيل من حصن بهلا‪ ،‬وذلك بعد أن دخل السلطان الأعظم‪ ،‬سلطان بن‬ ‫الحسن بن سليمان بن سليمان بن نبهان نزوى‪ ،‬وملكها‪ ،‬سنه أربع وستين بعد‬ ‫تسعمائةك وثبت حصن بهلا في يد محمد بن جفير‪ ،‬إلى أن اشتراه منه آل عمير‬ ‫بثلاثمائة لك‪ ،‬ودخل آل عمير الحصن لتسع ليال بقين من شهر جمادي الأخرى‬ ‫سنة سبع وستين بعد تسعمائة ولعل كان الإمام الفضيلي(")أ۔ وهو عمر بن قاسم‬ ‫الفضيلي‪ ،‬في أيام بركات بن محمد بن إسماعيل‪ ،‬والله أعلم(")‪.‬‬ ‫() عمر بن قاسم الفضيلي‪ :‬إمام عاش في القرن العاشر الهجري‪ ،‬تولى حكم عمان عندما سخط‬ ‫أهلها على الإمام بركات بن محمد بن اسماعيل‪ ،‬فرضي الشيخ الفقيه أحمد بن مداد ومعه كثير من‬ ‫أ عمان بإمامته‪ ،‬وبايعوه‪ ،‬دخل مدينة منح‪ ،‬ثم حصن بهلا سنة ‏‪ ٩٦١٧‬ه ولم يبق وقتا طويلا‪ ،‬لذ نقب‬ ‫عليه أظ عمان وبايعوا عبدالله بن محمد القرن إماما لهم‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص ‏‪.١٢١٠‬‬ ‫(‪ (٢‬الأزكويظ سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٧١١-٤١٧٠‬‬ ‫‪١٣٨‬‬ ‫[ الإمام عبدالته بن محمد القرن ]‪:‬‬ ‫ثم نصب‬ ‫ا لإمام عبدالله بن محمد‬ ‫من شهر رجب‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫في منح يوم‬ ‫سنه سبع وستين وتسعمائة‪ ،‬ونسب‬ ‫الجمعة لخمسة‬ ‫عشر يوما خلت‬ ‫عبدالله بن محمد‬ ‫القرن هذا‪ ‘،‬من‬ ‫آل أو يس القرني الزاهد المشهور" يمني النسب‪ .‬ودخل عبدالله بن محمد القرني‬ ‫حصن‬ ‫بهلا يوم‬ ‫‏‪ ١‬لاثنين‬ ‫لليلتين بقيتا من‬ ‫ا لأربعا ء۔ لثلالث ليال بقين من‬ ‫شهر‬ ‫هذا‬ ‫رمضان‬ ‫الشهر “۔ من‬ ‫هذه‬ ‫السنة‬ ‫ثم لما كان‬ ‫“‘ سنه ثماني وستين بعد تسعمائة‬ ‫لبلة‬ ‫سنك‬ ‫دخل بركات بن محمد بن إسماعيل حصن بهلا‪ ،‬وأخرجوا منه عبدالله بن محمد‬ ‫القون‪ ،‬وكان الشيخ الفقيه أحمد بن مداد(" يبرأ من محمد بن إسماعيل وولده بركات‬ ‫ابن محمد‬ ‫اسما عيل‪،‬‬ ‫فقال فى سيرته‪ :‬فمن ديننا الذ ي ندين به لله‪ ،‬البر اءة من‬ ‫بجبايته الزكاة من رعيته بالجبر من غير حماية لهم‪ ،‬ومنع من الجور والظلم‪ ،‬لأنه‬ ‫جاء في أثار المسلمين المشهورة عنهم الصحيحة‪ ،‬ومن دين المسلمين أن لا يجبوا‬ ‫‏(‪ )١‬أويس القرني ‪ :‬القدوة الز اهد‬ ‫أبو عمرو ‪ ،‬أويس بن‬ ‫سيّد التابعين في زمانك‬ ‫عامر بن جزء‬ ‫بن‬ ‫مالك القرني المرادي اليماني‪ .‬وفد على عمر‪ ،‬وروى قليلا عنه وعن علي‪ .‬روى عنه يسير بن‬ ‫عمرو‪ ،‬وعبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬وأبو عبد رب الدمشقي وغيرهم‪ ،‬حكايات يسيرة‪ ،‬ما روى‬ ‫شيئا مسندا‪ ،‬ولا تهيأ أن يحكم عليه بلين‪ ،‬وقد كان من أولياء الله المتقين‪ ،‬ومن عباده المخلصين‪.‬‬ ‫انظر الترجمة الكاملة في ‪ :‬الذ هبي ‘ شمس‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫بن‬ ‫الدين محمد‬ ‫أحمد بن‬ ‫عثمان ‪ :‬سير‬ ‫أعلام النبلا ء“‬ ‫ج‬ ‫‏‪.٣٤-١٩‬‬ ‫‏)‪ (٢‬الشيخ أحمد بن مداد‪ :‬العلامة الفقيه‪ ،‬العارف النحرير أحمد بن مداد بن محمد الناعبي العقري‬ ‫النزوي‪ ،‬أحد أقطاب العلم والعمل بنزوى‪ ،‬من ذرية آل مداد‪ ،‬الذين طبق الأرض صيتهم‪،‬‬ ‫و اشتهرو ‏‪ ١‬بالعلم و الفضل‬ ‫فكانو ا قادة للمسلمين ‘ وحماة‬ ‫للدين ‘ وسعاة‬ ‫لمرضاة‬ ‫رب‬ ‫العالمين ‪.‬‬ ‫وللشيخ أحمد ر أي في إمامة بركات بن محمد بن اسماعيل‪ ،‬فهو ومن معه من الفقهاء يبر أون من‬ ‫بركات بحجة أنه لم يحم الديار‪ ،‬وعلى هذا ليس له أخذ الصدقة من الناس‪ .‬انظر‪ :‬الفارسي‪ ،‬ناصر‬ ‫ابن‬ ‫منصور‬ ‫‪ :‬نزوى‬ ‫عبر‬ ‫الأيام۔‬ ‫معالم‬ ‫و أعلام‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‪١٩‬‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.١٤٦‬‬ ‫جزية ولا صدقة حتى يكونوا على الناس حكاما ويمنعوا من جبوا من الظلم‬ ‫والعدوان‪ ،‬ومن دين المسلمين‪ .‬أن لا يجبوا أرضا لم يحموها ولا يمنعوها‪ ،‬وقال‬ ‫محمد بن محبوب‪ :‬إنه ليس لإمام أن يجبي قوما ولا يأخذ صدقاتهم‪ ،‬وهو لا يمنعهم‬ ‫من أن يُجار عليهم‪ ،‬فإذا فعل ذلك‪ ،‬فقد جار عليهم‪ ،‬ولا فرق بينه وبين أهل الجور‬ ‫الذين يأخذون منهم‪ ،‬وليس للإمام أن يأخذ من هؤلاء شيئا ‪ ،‬ولا يعقد عليهم لوال‬ ‫ولاية بلا حماية لهم‪ ،‬ويمنع ومن دين المسلمين‪ .‬أن لا يجتمع خراج و زكاة في‬ ‫رعيه واحدة‪ ،‬وندين لله عزوجل بالبراءة من محمد بن إسماعيل‪ ،‬بجبره الرعية‬ ‫‏[‪ ]٨١٤‬على شراء الزكاة من ثمرة النخيل‪ ،‬بما يقومه عماله من الدنانير‪ ،‬وأخذه‬ ‫لتلك القيمة بالجبر منهم‪ ،‬لأن الجبر من الإمام على شراء الزكاه من الحب والتمر‪،‬‬ ‫قبل قبضها‪ ،‬وبعد قبضها‪ ،‬لايجوز في دين المسلمين‪ ،‬إذ الجبر على الشراء في‬ ‫الأملاك‪ ،‬لا يجوز بالكتاب والسنة‪ ،‬وإجماع الأمة‪ ،‬وكذلك لا يجوز البيع‪ ،‬إلآ في‬ ‫حال الحكرة والضرر والإمتناع من البائع عن تسليم حق واجب عليه تسليمه‬ ‫لغيره‪ ،‬وليس في هذا اختلاف بالرأي‪ ،‬وندين الله عز وجل بالبراءة من محمد بن‬ ‫إسماعيل‪ .‬بجبايته المعاشير غير الزكاة‪ ،‬دنانير بقيمة ثمرة النخل‪ ،‬من أموال رعيته‪.‬‬ ‫بما يقومها أعوانه وعماله بالدنانير‪ ،‬بالجبر من رعيته اليتامى والبالغين‪ ،‬والأرامل‪،‬‬ ‫وغيرهم لنفسه وأعوانه ولخطاره‪ ،‬وأضيافه‪ ،‬وأهله هدرا وفرضأ بالبينة لأن الله‬ ‫قد حرم في كتابه أخذ أموال الناس وأكلها بالباطل‪ ،‬وحرمها رسوله‪ ،‬صلى الله‬ ‫عليه‪ ،‬وسلم في سنته‪ ،‬إلاً بحقها‪ .‬وقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد البسيوي(')‬ ‫أ الشيخ أبو الحسن علي بن محمد البسيوي‪ :‬الفقيه العلامةة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن‬ ‫محمد بن الحسن البسيوي الأزدي اليحمدي‪ .‬من شيوخه العلامة أبو محمد بن بركة البهلوي‪ ،‬والعلامة محمد‬ ‫ابن أبي الحسن النزوي‪ .‬له مؤلفات كثيرة منها‪ :‬كتاب "الجامع" المسمى "جامع أبي الحسن‪ ،‬مطبوع في ثلاثة‬ ‫أجزاء وكتاب "المختصر" المعروف ب "مختصر البسيوي" مطبوع أيضا‪ .‬انظر الترجمة الكاملة في‬ ‫البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان‪ ،‬ج‬ ‫‪١ ٤ .٠‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪.٣١٩ -٣٠.٠.‬‬ ‫لذا سئل عن الأموال ما يحل منها وما يحَرم‪ ،‬فقال‪ :‬إن الأرض لله يورثها من يشاء‬ ‫من عباده‪ ،‬وقد جعل الله الأموال مقسمة على خلقه‪ ،‬وملك من ذلك ما شاء‪ ،‬وحرم‬ ‫على عباده منها ما شاع‪ ،‬وقد قال الله في كتابه «إلا تظلمون ولا تظلمون“("أ۔ فحرم‬ ‫الظم كله والأموال كلها‪ ،‬إلا من وجه مااتفق عليه أنه حلال من أموال المسلمين‪.‬‬ ‫وندين لله عز وجل بالبراءة من محمد بن إسماعيل بجبايته للخراج والكره للجبارين‬ ‫من أموال رعيته على الخوف وخشيته الظلم على دولته ونفسه ورعيته‪ ،‬لأن ذلك‬ ‫الخراج والكسرة‪ ،‬هو إثم وعدوان‪ ،‬وقد حرم الله التعاون على الإثم والعدوان‪ .‬وقال‬ ‫الله تعالى‪ :‬وتعاونوا على البر والتقوى‪ ،‬ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»""أ۔‬ ‫وحرام الركون إلى الظلم‪ ،‬وطاعة الإثم والكافر‪ .‬وقد نهى رسول الله‪ ،‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬عن معونه الظلمَة‪ ،‬و أوعدهم النار‪ ،‬فقال‪ :‬يحشر الظلمة وأعوانهم ومن‬ ‫أعانهم ببري قلم أو مده مداد‪ ،‬فمأواه النار والله لا يحب الظالمين‪ .‬وقال‪ :‬لا طاعة‬ ‫لمخلوق في معصية الخالق‪ .‬وقد أجمعت الأمة أن الذي يطلبه الجبار وأهل البغي‬ ‫وغيرهم من الناس بالجبر على الخوف منهم على نفسه وماله وعلى الخوف على‬ ‫اللس‪ ،‬وعلى أموالهم‪ ،‬من إمام أو غيره‪ ،‬فقد أعان على الإثم والعدوان‪ .‬وأطلاع‬ ‫الإثم على إثمه‪ ،‬والكافر على كفره‪ ،‬وقد عصى الله ورسوله بفعله هذا‪ ،‬وقد استحق‬ ‫الخلع والبراءة في دين المسلمين‪ ،‬وقد جاء في الآثار الصحيحة عن المسلمين‪ :‬إذا‬ ‫دخل الظالم البلد وخاف أهلها اغتصابه وظلمه فغير جائز أن يأخذ من مال اليتيم‬ ‫والغائب والحاضر ويدفع به الظالم‪ ،‬قبل وقوع ظلمه لأن الله قادر أن يدفع ذلك‬ ‫بأسرع من طرفة العين‪ ،‬ويمنع من وصول الظالم‪ ،‬وقد أجتمع الخراج للجبابرةة‬ ‫والزكاة في رعية واحدة‪ ،‬عند محمد بن إسماعيل‪ ،‬وقد ضل وكفر محمد بن‬ ‫إسماعيل بأخذه أموال الناس‬ ‫() سورة البقرة الآية ‏‪.٢٧٩‬‬ ‫‏(‪ (٢‬سورة‬ ‫المائدةة‪،‬‬ ‫الآبة ‪19‬‬ ‫‏[‪ ]٨١٥‬واليتامى والأرامل والمساجد لنفسه وأعوانه‬ ‫وعياله وخطاره وأضيافة‪ ،‬وللجبابره على الخوف‪ ،‬وخشية الظلم‪ ،‬وخالف بأفعاله‬ ‫هذه كتاب الله وسنة رسوله ودين المسلمين وصاربأفعاله هذه فاسقاً ظالماً منافقأً‬ ‫ضالا مبتدعاً كافرأ كفر نعمة‪ ،‬لأنه قد حكم بغير ما أنزل اله وقال في سيرته‬ ‫أيضا‪ :‬وندين لله بالبراءة من ولده بركات بن محمد بن إسماعيل لجبايته الزكاة‬ ‫لأبيه محمد بن إسماعيل من الناس بالجبر‪ ،‬ودخوله في طاعته وتصويبه إياه على‬ ‫بدعته هذه وضلالته‪ ،‬فصار بركات بن محمد بن إسماعيل‪ ،‬بولايته لأبيه وتصويبه‬ ‫إياه في أخذه أموال الناس بالباطل والعدوان»لأن من تولى فاسقا‪ ،‬فهو فاسق مبتدع‬ ‫مثله‪ ،‬وكذلك ندين لله تعالى بالبراءة من بركات بن محمد بن إسماعيل‪ .‬بولايته‬ ‫لأبيه وتصويبه إياه في أخذ أموال الناس بالباطل والعدوان‪ ،‬لأن من تولى فاسقا‪.‬‬ ‫فهو مبتدع مثله‪ ،‬وكذلك ندين لله تعالى بالبراءة من عبدالله بن عمر بن زيادأ"أ۔‬ ‫ومحمد بن أحمد بن غسان""أ۔ لولايتهما لمحمد بن إسماعيل‪ ،‬و ولده بركات بن‬ ‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬وتصويبهما إياهما لبدعتهما وضلالتهما۔ ودخولهما في طاعته‬ ‫على فسقه وظلمه وبدعته وضلالته‪ ،‬التي ذكرتهما في هذه السيرة من غير توبة‬ ‫تصح منه معهما‪ ،‬ندين لله تعالى بالبراءة من بركات بن محمد بن إسماعيل بتسميته‬ ‫الإمامة وبإدعائه أن إمامته ثابته على الناس‪ ،‬وأن له الطاعة على الناس‪ ،‬وبجبايته‬ ‫الزكاة بالجبر من الناس‪ ،‬لأن بركات بن محمد بن إسماعيل ليس بولي عدل‬ ‫‏(‪ (١‬عبد الله بن عمربن زياد‪ :‬عبد الله بن عمر بن زياد بن أحمد الشنقصي البهلوي‪ ،‬شيخ‪ ،‬فقيه‬ ‫شاعر‪ ،‬من أهل بهلا‪ ،‬عاش في القرن الثامن الهجري‪ ،‬وعاصر الإمام محمد بن اسماعيل‪ ،‬كان‬ ‫و اسع المعرفة ‘ طليق اللىسان “ من‬ ‫شعر ه قصيدة مخمسة في سيرة‬ ‫الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم‬ ‫والخلفاء أهل الإستقامة وعلماء عمان‪ ،‬وقصيدة في أحكام الطرق والتحريم‪ ،‬وله رثاء في عمار‬ ‫ابن ياسر والمرداس بن حدير‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص ‏‪.١١٤‬‬ ‫‏)‪ (٢‬محمد‬ ‫بن‬ ‫أحمد بن‬ ‫غسان ‪ :‬عالم [ فقره « شيخ‬ ‫جليل « عاش‬ ‫في القرن‬ ‫العاشر الهجر ي‪.‬‬ ‫كبار العلماء في عهد الإمام محمد بن اسماعيل‪ ،‬وفي عهد ابنه بركات بن محمد بن‬ ‫انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.١٤٤‬‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫اسماعيل‪.‬‬ ‫عندالمسلمين‪ ،‬بل هو منافق فاسق ضال ظالم مبتدع‪ ،‬كافر كفر نعمة‪ ،‬متخذ دين‬ ‫الضلال» لا تجور له الإمامة‪ ،‬وإمامته فاسدة من أصلها وفرعها بالكتاب والستنك‬ ‫وإجماع الأمة من أهل الإستقامةظ ثم إن بركات بن محمد بن إسماعيل لم يقنع بفساد‬ ‫إمامته وازداد فسقا فوق فسقة وظلما فوق ظلمه وكفرا فوق كفره‪ ،‬باأستحلال ما‬ ‫حرم الله في كتابه ورسوله في سنته‪ ،‬ودين أهل الإستقامه من أمته‪ ،‬لأنه أخذ أموال‬ ‫رعيته البالغين واليتامى والأرامل والمساجد‪ ،‬وجباها أعشارا هدرا وقرضا بالنيّه‬ ‫بالجبر والإكراه‪ ،‬زيادة فوق الزكاة لنفسه وعياله وأعوانه وللجبابرة على خوف‬ ‫وخشية الظلم‪ ،‬واقتدى بفعل أبيه محمد بن إسماعيل‪ ،‬وقلده وقلد من أفتى أباه من‬ ‫العلماء المتأخرين‪ ،‬قياس ونظرأ منهم على الصلاح وعلى نظر منهم على الصلاح‬ ‫وعلى قياس السفينة‪ ،‬إذا ضربها النخر في البحر‪ .‬فخالف هو ومن أفتى باجازة ذلك‬ ‫كتاب الله وسنه رسوله ودين المسلمين من أهل الإستقامه‪ ،‬وقاس هو ومن أفتى‬ ‫بذلك من العلماء المتأخرين في موضع النص والدين‪ ،‬كما قاس إبليس‪ ،‬لعنه الله‬ ‫عند وجود النص والدين‪ ،‬فخالف بقوله هذا حكم كتاب الله وسنه رسوله‪ ،‬بفعله ذلك‬ ‫بالكفر والفسق والظلم‪ ،‬لقوله عزوجل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأوللك هم‬ ‫الفاسقون(')‪ .‬الكافرون والظالمون كذلك محمد بن إسماعيل وولده بركات‪ .‬قلدا في‬ ‫دينهما‪ ،‬من أفتى بإجازة أخذ أموال الناس التي حرمها الله في كتابه‪ .‬وفي سنه‬ ‫رسوله‪ ،‬وفي دين أهل الإستقامة من أمته فضلا وأضلا من اتبعهما وصوَبهما على‬ ‫ذلك وتولأهما بالدين‪ ،‬لأن التقليد في الدين حرام لا يجوز ‏[‪ ]٨١٦‬في دين الله ومن‬ ‫ديننا البراءة من بركات بن محمد بن إسماعيل‪ .‬بزيادته جنائر في‬ ‫رعيتهێ‬ ‫أواد أفلاج‬ ‫وقعده لتلك الجنائر المزادة بالجبر‪ ،‬وإنفاقه من ذلك على أعوانه وللجبابرة‬ ‫من أهل البغي‪ ،‬كما صالحهم على خوفه منهم على نفسه ودولته‪ .‬وعلى رعيته‬ ‫() سورة المائدة الآية‬ ‫‏‪.٤٧‬‬ ‫وأموالهم باقتدائه بأفعال أبيه المذكورة في هذه السيرة وتقليده إياه ومن أفتاه باجازة‬ ‫ذلك‪ ،‬لأن ذلك كله محرم لا يجوز بالكتاب والسنه وإجماع الأمة‪ ،‬وأفعال محمد بن‬ ‫إسماعيل وبركات بن محمد بن إسماعيل وأحداثهما التي ذكرتها في هذه السيرة‬ ‫شاهرة ظاهرة‪ ،‬لا ينكرها فاعلها بركات ووالده ولا غيرهما من رعيتهما‬ ‫وأعوانهما‪ ،‬يشهد بذلك الخاص والعام والبدو والحضر من أهل عمان‪ .‬وربما شهر‬ ‫ذلك في بعض الأمصار من غير عمان و ربما شهر ذلك عند مخالفينا و قومنا‬ ‫فتعجبوا من هذه الأفعال التي فعلها بركات بن محمد‪ ،‬وطعنوا في المذهب الإباضي‬ ‫من أفعاله هذه على ما ظهر عندنا وبلغنا وفاعل هذه الأفعال يستحق الطعن‬ ‫والإنكار‪ ،‬إذ هي مخالفة لدين الملك الجبار ولا يفعلها ويعتقدها صوابأ‪ ،‬إلا مفسد‬ ‫في الأرض جبارة وقد دان المسلمون من أهل الإستقامة بتخطئة من عمل بها من‬ ‫إمام أو عالم‬ ‫أو فاجر ختار‪ .‬وأقاموا على ذلك الحجج من الكتاب والسنة‪ ،‬وإجماع‬ ‫العلماء الأبرار‪ ،‬وبركات بن محمد بن إسماعيل ووالده يكفيهما من الضلال والبدع‬ ‫بدعة واحدة‪ ،‬فأول بدعهما الخرص في ثمرة النخل وحكمها بما يقومه الخراص‬ ‫بالجبر على رعيتهما بعشر ذلك الخرص‪ ،‬ولو ذهبت تلك الثمار بريح‪ .‬أو مطر أو‬ ‫جراد‪ .‬البدعه الثانية‪ :‬منهما تقويمهم ذلك الخرص بدنانير بمبا يقومه عمالهما‬ ‫وأعوانهما وحكمهما بالجبر على الرعية بتسليم تلك القيمة على سبيل بيع الزكاه قبل‬ ‫قبضهما بالجبر والإكراه على الشراء من البيع‪ .‬البدعة الثالثة‪ :‬أخذهما عشر الحبوب‬ ‫فيها الزكاه من الزجر والنهر غير الزكاة بالحب من عند الأيتام والأرامل ومن كره‬ ‫من البالغين هدراً لا قرضاً‪ ،‬وأخذهما عشر الحبوب التي يباح فيها نصاب الزكاة‬ ‫من الفلج والزجر‪ ،‬ولو مكوك حب‪ .‬فخالفا بذلك سنه الرسول عليه السلام‪ ،‬وإجماع‬ ‫الأمة من أهل الإستقامة‪ ،‬لقول النبي‪ ،‬صلى الله عليه وسلم‪( :‬ليس في مادون خمسة‬ ‫أسق صدقة)‪ ،‬والوسق‪ :‬ستون صاعاأًء فذلك ثلاثمائة صاع‪ :‬البدعة الرابعة‪ :‬أخذهما‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫من أموال الرعية عشر القت والقصب وجميع الخضرة بالجبر والإكراه‪ ،‬فخالفا‬ ‫بذلك إجماع الأمة‪ .‬البدعة الخامسة‪ :‬أخذهما قيمة أموال الرعية‪ ،‬وأكثرها دنانير‪ ،‬بما‬ ‫يقومة عمالهما وأعوانهما‪ .‬البدعة السادسة‪ :‬اجتماع الخراج للجبابرة‪ ،‬وأخذ الزكاة‬ ‫منهما من أموال رعيتهما ‪ ،‬فإن حكم كتاب الله و سنة رسوله و دين المسلمين بالحق‬ ‫و الهدى لنا وباجازة الإمامة للإمام العدل الولي عمر بن قاسم الفضيلي‪ ،‬أيده الله‬ ‫‏[‪ ،]٨١١‬فنحن راضون بحكم الله واتبعوا في الحكم بيننا وبين بركات كتاب الله‬ ‫وسنه رسوله ودين المسلمين ولا تقلدونا‪ ،‬ولا تقلدوا بركات بن محمد بن إسماعيل‬ ‫و لا أحدا من المسلمين من العلماء الأولين والاخرين في الدين‪ ،‬لأن التقليد في الدين‬ ‫حرام‪ ،‬لا يجوز في دين الله ودين المسلمين‬ ‫قال صاحب كتاب كشف الغمة‪ :‬فهذا ما‬ ‫اختصرته من سيرة الشيخ أحمد بن ‪.‬مداد‪ ،‬يدل أن إمامة عمر بن قاسم الفضيلي‪،‬‬ ‫وقعت على إمامة بركات بن محمد بن إسماعيل‪ ،‬والله أعلم وبه التوفيق(أ‪.‬‬ ‫ذكر الملوك المتأخرين من النباهنه وغيرهم إلى ظهور الإمام العادل‬ ‫ناصر بن مرشد ‪ ،‬رحمه الله‪:‬‬ ‫إعلم أن قوة ملك بني نبهان العمانيين الأولين بعمان كانت في السنة الخمسمائة من‬ ‫المجرة النبوية‪ ،‬ولم أجد لهم تاريخا يشتمل على كوائنهم البسيطة ‪ ،‬لإغفال علماء‬ ‫السير والمؤرخين من أهل عمان الأبرار كوائنهم ومجرياتهم‪ ،‬وإهمالهم لكوائنهم و‬ ‫مجرياتهم في أيام دولتهم من الخلط مرتبة سامكة من مراتبهم السامكة‪ ،‬لأن سفور‬ ‫الكوائن في التواريخ‪ ،‬تظهر محاسن المناقب وتراقم بأنوارها وجوه المناسب‬ ‫والمناصب‪.‬‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سعيد بن سرحان‪ :‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٧٤ - ٤٧١‬‬ ‫وأما ملوك بني نبهان الآخرين العمانيين‪ ،‬فقد أبرزت سيرهم وكوائنهم أهل العلم‬ ‫بالسير‪ ،‬من أهل عمان‪ ،‬وكان ابتداء شأن دولتهم في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة‬ ‫من الهجرة النبوية وكان شاعرهم الشيخ الأديب موسى بن حمين المحلياي‪،‬‬ ‫ومحليا‪ :‬هي بلدة صغيرة في وادي عندام من عمان وعلى الإطلاق إن الشيخ‬ ‫الأديب أبو بكر أحمد بن سعيد الستالي‪ ،‬أشعر من الشيخ موسى بن حسين‪ ،‬ويده في‬ ‫الشعر أطول من يد الشيخ موسى بن حسين فإن الشيخ أحمد بن سعيد الستالي كان‬ ‫فريد عصره‪ ،‬وقطب مصره وغير مصره في الشعر‪ ،‬ولا أعلم أن شاعرا كان‬ ‫أشعر منه بعمان‪ ،‬إلى هذه الغاية‪ ،‬وأما الشيخ موسى بن حسين مشربه في الشعر‪،‬‬ ‫مشرب الشيخ الأديب علي بن هتيمل في الرقة وحسن صيغة الكلام‪ ،‬وديوانه‬ ‫وديوان الشيخ أبي بكر أحمد بن سعيد الستالي موجودان بعمان وغيرها من البلدان‪،‬‬ ‫واختلفوا(" فايلشيخ أبي بكر أحمد بن سعيد الستالي أهل عمان‪ ،‬فمنهم من زعم أنه‬ ‫خروصي النسب وبلدته ستال وهي بلدة من بلدان بني خروص» أهل وادي العليا‪.‬‬ ‫ويحكى عنه أنه قبل أن ينظم القصيدة التي مدح بها السلطان المعظم‪ ،‬أبا العرب‬ ‫يعرب بن عمر‪ ،‬وهي القصيدة البائية التي هنأه بها بعيد الأضحى سنة أربعمائلة‬ ‫وتسعين سنة من الهجرة‪ ،‬لقد بعث السلطان المعظم أبو العرب إلى الشيخ أحمد بن‬ ‫سعيد الستالي ألف دينار‪ ،‬وثيابأ فاخرة له ولأهل بيته‪ ،‬ففصل من تلك الثياب قميصا‬ ‫لابنة الشاعر أحمد المذكور‪ ،‬فلما كان يوم العيد‪ ،‬مضت إلى بيت الإمارة لتعيّد على‬ ‫السلطان‪ ،‬وجلست حذا ابنته‪ ،‬بعدما سلمت عليها وكانت نسما بنت الشيخ أحمد‬ ‫تسمى ابنة الشاعر حسنا‪ ،‬فلما خرجتا إلى المصلى لاستماع الخطبة‪ ،‬مسكت ذيل‬ ‫قميص ابنة الشاعر شجرة صغيرة ذات شوك عظيم فجذبت القميص جذبأ مفزطأش‬ ‫اا وهذه لغة تتكرر عند المؤلف في عدد من المواضع‬ ‫حتى انشق أكثر القميص من تلك الجذبة۔ فالتفتت إليها ابنة السلطان‪ ،‬فقالت لها لمَا‬ ‫نظرت انشقاق ذيل قميصها‪ :‬لو كان أبوك اشترى هذا القميص لما صنعتي به هذا‬ ‫الصنع‪ ،‬‏[‪ ]٨١٨‬فأخجلتها بذلك الكلام‪ ،‬ولم تحر ابنة الشاعر لها جوابأ‪ ،‬فلما انقضت‬ ‫الصلاة والخطبة‪ ،‬ورجعتا‪ ،‬سبقتها ابنة الشاعر إلى بيت الإمارة‪ .‬ورجعت هي إلى‬ ‫بيت أبيها‪ ،‬وقعدت بين يدي أبيها مطرقة رأسها إلى الأرض فقال لها أبوها‪ :‬ما‬ ‫ورائك يا بنيّة ؟ فأخبرته الخبر‪ ،‬فقال لها‪ :‬ارجعي إليها‪ ،‬وقولي لها إن أباك كسانا‬ ‫خلة تبلى‪ ،‬وكسوناه خللاً لا تبلى‪ ،‬فالفضل لنا عليكم‪ ،‬فرجعت“ وقالت لها مش ما‬ ‫قال أبوها‪ ،‬ورجعت مسرعة إلى بيت أبيها‪ ،‬فدخلت ابنة السلطان على أبيها مغضبةة‬ ‫وأخبرته بما قالت ابنة الشاعر لها‪ ،‬فقال لها‪ :‬لقد صدقت في كلامها هذا يا بنية فإن‬ ‫الفضل لهم علينا‪ ،‬لقد كسانا أبوها خللألا تبلى‪ ،‬وكسوناه خلة تبلى‪ ،‬فليتك ما قلت لها‬ ‫ما قلت‪ ،‬ولكن ليقضي الله أمرأ كان مفعولا‪ .‬ويحكى أن رجلا من أهل العراق وفد‬ ‫على السلطان أبي العرب يعرب بن عمر هذا وأهدى إليه فرسأ رائعأ‪ ،‬جميل‬ ‫الصورة‪ ،‬سريع الركض» وزعم أنه قاد إليه فرسا غيره‪ ،‬وهو مثله في الصورة‬ ‫وسرعة الركض» فمات في الطريقة و أعطاه عن الفرس الذي وافاه به عشرين‬ ‫ألف دينار‪ ،‬و أعطاه عن الفرس الذي زعم أنه مات في الطريق عشرين ألف دينار‪،‬‬ ‫وبعث له بحلل خطيرة سنية‪ ،‬وكان يعرب هذا رجلا جوادأ مشهورا بالكرم‬ ‫والشجاعة محبا لأهل الشعر يجيز من وافاه بالمدح إجازة جميلة‪ ،‬مكرمأ للضيف‪،‬‬ ‫ولمن يعطي مثله حق السيف يوم الطعن بالرمح والضرب بالسيف منجزأ للوعد‪،‬‬ ‫صادق القول‪ .‬والقصيدة التي مدحه بها أبو بكر الشيخ أحمد بن سعيد الستالي‬ ‫مطلعها‪:‬‬ ‫حتى كأني لم أكبر ولم أشب('ا‬ ‫كبرت والبيض واللذات من أربي‬ ‫وفيها يقول‪:‬‬ ‫يهنيك يعرب أخبار مؤثرة‬ ‫فهن‬ ‫أحسن‬ ‫مذكور‬ ‫ومستمع‬ ‫محفوظة لك في الألباب والكتب‬ ‫بين‬ ‫المشا هد من‬ ‫شعر ومن خط ب ‏(‪(٢‬‬ ‫وقد مدح الشيخ أبو بكر أحمد بن سعيد المذكور السلطان المعظم أبا محمد نبهان بن‬ ‫ذهل بن عمر بن نبهان بن عثمان النبهاني بقصيدة همزية‪ ،‬وهنأه بها بتزويج ابنة‬ ‫السلطان أبي العرب بلعرب بن عمر بن نبهان وقد مهرها بأربعة آلاف دينار‪،‬‬ ‫فضلا عن الثياب الخطيرة والذهب الثمين‪ ،‬ومطلع هذه القصيدة‪:‬‬ ‫هل أنجزت لك وعد الوصل أسماء‬ ‫أم شان موعودها مطل وإنساء()‬ ‫فحكي عنه أنه أجازه أبو محمد نبهان بن ذهل عنها بثلاثة آلاف درهم‪ ،‬وقد مدح‬ ‫أيضأالسلطان المعظم ذهل بن عمر‪ ،‬وهنأه بعيد الفطر فيهاێ ومطلع هذه القصيدة‪:‬‬ ‫زمن الصبى وملاعب الخلطاء‬ ‫بعثا قديم صبابتي وبكائي(‪)٠‬‏‬ ‫فحكي عنه أنه قد أجازه منها بثلاثة آلاف درهم‪ ،‬وحكي عنه أنه لما مدح السلطان‬ ‫المعظم أبا القاسم علي بن عمر بن محمد بن عمر النبهاني بهذه القصيدة‪ ،‬ومطلعها‬ ‫شعر ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬انظر‪ :‬ديوان الستالي‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫)( المصدر نفسه ص‬ ‫‪.٣١‬‬ ‫‪. ١‬‬ ‫‏‪.٦‬‬ ‫‪.٢٦‬‬ ‫وخاطبت نياهاً لقد عظم الخطب""ا‬ ‫تحّيرتُ في تقليب أمرك يا قلب‬ ‫قال له‪ :‬إن شاء الله لا يعظم خطبك‪ ،‬ووصله بمال جزيل‪ .‬ولشتا مدح السلطان‬ ‫يعرب بن عمر بن نبهان بهذه القصيدة‪:‬‬ ‫يا مجلس الأنس واللذلت والطرب‬ ‫لا زلت في العز مغمورأ مدا الحقب"ا‬ ‫بعث إليه بمال جزيل‪ ،‬وثيابأ فاخرة‪ ،‬وركوبأ رائعا ‪ 4‬وكان أخص مما مدح به الشيخ‬ ‫الأديب‬ ‫‏[‪ ]٨١٩‬أبو بكر أحمد بن سعيد الستالي من بني نبهان أبا عبدالله محمد‪ .‬و أبا‬ ‫الحسين أحمد‪ ،‬وأبا محمد نبهان‪ ،‬وأبا عمر معمر وأبا القاسم علي ذهل وأبا‬ ‫العرب يعرب وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي المعمرعمر بن محمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫ومن أو لادهم أبا عبدالله محمد بن عمر أبا المعالي كهلان بن محمد‪ ،‬وأبا عبدالله‬ ‫محمد بن أحمد بن عمر‪ .‬وأبا محمد بن نبهان بن ذهل‪ ،‬وأخذ جوائزهم السنية‪ ،‬ونفق‬ ‫شعره في سوق كرمهم المشهورة ولما مدح السلطان أبا عبداللك محمد ابن عمر‪،‬‬ ‫وعزًاه في والدته سعادة‪ ،‬وذلك في سنه ست وخمسمائة‪ ،‬بعث إليه بثلاثة ألاف‬ ‫درهم‪ ،‬وركوب رائع‪ ،‬ومطلع هذه القصيدة‪:‬‬ ‫ألم تعلم بمن تقع الخطوب‬ ‫وهل تدري النوايب من تنوب‬ ‫بلى وكأنما الأحداث تغشى‬ ‫أخلنا وأفضللنا تصوب‬ ‫خطوب في الصعاب أشة نكرا‬ ‫وفي الأشراف موقعها غريب‬ ‫(‪ (١‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.١١‬‬ ‫)‪ (٢‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٢٢٣‬‬ ‫‪5‬‬ ‫وفوت المعجبات هو العجيب")‬ ‫وفقدان العزيز أشد خطبا‬ ‫وهي قصيدة طويلة‪ ،‬أجاد فيها وأحسن ‪ .‬ولما مدح السلطان المعظم محمد بن عبدالله‬ ‫الرس‪ ،‬سخط عليه السلطان المعظم نبهان بن عمر بن محمد بن نبهان النبهاني‪،‬‬ ‫فقال له‪ :‬لم تصرف المدح إلى غيرنا؟ ألم نكافئك عليه؟ ألم نعطيك ما يكفيك؟ فطلب‬ ‫الشيخ أحمد منه الإقالة والمسامحةء فأقاله وسامحه‪ .‬ومطلع القصيدة التي مدح بها‬ ‫محمد بن عبدالله الريس شعرا‪:‬‬ ‫بواكف القطر منهل الشأبيب")‬ ‫يا مزنة الصيف من ر الحيا صوبي‬ ‫ومضيت ذات يوم من الأيام في سنة إثنين وخمسين ومائتين وألف‪ ،‬إلى مجلس من‬ ‫مجالس أهل الأدب بمسقط حرسها الله‪ ،‬فلما وافيت رحبت بي أهله‪ ،‬وكان فيهم شيخا‬ ‫أديباأ قد أحنى الدهر صعدته‪ ،‬وأبدى من الكبر عدته‪ ،‬فقال له بعض أولئك الأدباء‪:‬‬ ‫أيها الشيخض إن هذا أديبا من أدباء أهل عمان‪ ،‬ينظم الأشعار‪ ،‬ويحب الأدباء الأخيار‪،‬‬ ‫فقال له‪ :‬لعله ابن رزيق ؟ فقال له‪ :‬أجل‪ ،‬فأقبل علي باحتشام وابتسام‪ ،‬وقال لي‪:‬‬ ‫أيها الأديب‪ .‬أسمعني شيئا من شعرك فقلت له‪ :‬أيها الشيخ‪ ،‬تسمع بالمعيدي خيرأ‬ ‫من أن ترا‪،٥‬‏ فقال‪ :‬لا والله ما أنت الذي يقال فيه هذا‪ ،‬فأنشدته أبيات نظمتها سابقا‬ ‫في وصف حمامة مغرردة على فنن شعرا‪:‬‬ ‫أ تلرز}‬ ‫ى‬ ‫بخل‬ ‫ت‬ ‫تبك‬ ‫ي‬ ‫با‬ ‫(‪ (١‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫(‪ (٢‬المصدر‬ ‫نفسك‪‎‬‬ ‫ح‬ ‫له خ‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫ى‬ ‫و التب‬ ‫ذ‬ ‫أذأ‬ ‫نذن ِ‬ ‫علد ‪4‬‬ ‫ريح‬ ‫‪.٣٧‬‬ ‫ص‪. ٤ ٧‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫بط‬ ‫شه‬ ‫ا د‬ ‫ضه‬ ‫ث‬ ‫الغز ام س‬ ‫حطا‬ ‫_ ___‬ ‫طا‬ ‫سألوها‬ ‫عن‬ ‫ان جهلتم ح تها الوسطا‬ ‫قحىتيتها‬ ‫قاتل الله الغرام اما‬ ‫تخط‬ ‫كلف الأطيار والتك__ل‪,‬ف‬ ‫فغدت‬ ‫تبكى‬ ‫على‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫الأطر‬ ‫قير‬ ‫ار‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫]‬ ‫ط‬ ‫‏‪١‬‬ ‫شجن‬ ‫واستقلت فوق مورقة‬ ‫عودها لبكائها انبسطا‬ ‫‏[‪]٨٢٠‬‬ ‫والجوى يبنزهافرطا‬ ‫لو تراها وهي نايحة‬ ‫لقلت الذائل‬ ‫‏‪ ١‬العا`‬ ‫ُ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫دين لها‬ ‫ألد‪ 1‬من‬ ‫وجد‬ ‫ها‬ ‫س‬ ‫خطا ‏(‪)١‬‬ ‫فقال لي‪ :‬يا نظير ابن هاني‪ ،‬زدني من مقاطيع مشربك العماني‪ ،‬فأنشدته في وصف‬ ‫سحابة ذارفة مدامعها الوسمية‪:‬‬ ‫هل شمت سارية والريح تبسطها‬ ‫نعم لقد ألبست خضراء سندسة‬ ‫إلى طلول بشرق السقط مسقطها‬ ‫فلا تزال إلى سقيا قرى قبضت‬ ‫فالبرق من ضوئه وهنأ يسمطها‬ ‫وللحياة ي د الأقدار تبسطها‬ ‫حتى إذا لحظت قفراء مهملة‬ ‫وقد تأيت دموع المزن تنقها‬ ‫جادت عليها بدمع من محاجرها‬ ‫لبا رأت أن شح‬ ‫الدمع يسخطها‬ ‫فأصبحت وهي منها روضة أنف‬ ‫وقد زذهت بسطة منها بسايطها‬ ‫والعيش للناس بالأيناس في وسط‬ ‫وإنبا أحسن الأشياء أو سطها"ا‬ ‫فقال‪ :‬هل قلت شيئا في الرعد والبرق والمطر؟ قلت‪ :‬أجل‪ .‬فقال‪ :‬أنشدني‪ ،‬فأنشدته‪:‬‬ ‫() ابن رزيق حميد بن محمد‪ :‬سبائك اللجين‪ ،‬مخطوط في مكتبة وزارة التراث والثقافة‪.‬ص‪.٣٨٢‬‏‬ ‫)‪ (٢‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٣٨٠‬‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫ألا هل بجدب الأرض ذا الجو يسخط‬ ‫وإن كان منها بالمظلة ي_شحط‬ ‫فما باله تنقض منه رواعد‬ ‫بزمجرة كادت على الأرض تسقط‬ ‫يظل لخصب الأرض يقري صحايفأ‬ ‫علانية في نصته ليس يغلط‬ ‫رضاً لسقي الأرض يتلوا رياضه‬ ‫بها انجلبت سود الغمايم خشية‬ ‫بساط الدجى يطوى إليها ويبسط‬ ‫فمدمعها صحف البسيطة ينقط‬ ‫ألك تهاطيل ترى أم عزايم‬ ‫سبها تنتشي السحب الثقال وتنشط‬ ‫إذا أفرط الجدب البذيء انبرى له‬ ‫بزمجرة من هولها الخصب يفرط‬ ‫نما بره برا وبحرا ولم يزل‬ ‫على الجدب فهو الأريحيُ المسلط‬ ‫كل مشثر ومترب‬ ‫الله ربةق نطا (‬ ‫و لا ز ال يجدي‬ ‫وكل فتى من‬ ‫ر حمة‬ ‫فقال لي‪ :‬لا غرو هذا منكم يا أهل عمان‪ ،‬إذ منكم الشيخ أبو بكر أحمد بن سعيد‬ ‫الستالي»‪ ،‬لا يختلف في ذلك إثنان‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا شيخ أين دارك التي ضربت فيها‬ ‫خيامك‪ ،‬وأطلت بها مقامك فقال‪ :‬الحسا‪ ،‬فإن كنت لم ترها فعسى۔ فقلت له أعندكم‬ ‫شيء من نظم الستالي ؟ فقال‪ :‬أجل‪ ،‬وإنه في نظم القريض لذو معالي‪ ،‬وعندنا من‬ ‫أشعارك كثير‪ ،‬و لا ينبيك مثل خبير‪ ،‬ثم ودعت الشيخ ومن معه من الأدباء‬ ‫الأفلضل‪ ،‬ورجعت إلى منزلي بوافر السرور الكامل‪ ،‬وبالجملة‪ .‬إن الشيخ أبا بكر‬ ‫الستالي الأديب طبقة والمدح من الناس إليه شن وطبقة‪ ،‬وإن بني نبهان‪ .‬أهل ذلك‬ ‫الزمان‪ ،‬لهم في الكرم انسجام‪ ،‬لا تناظرهم فيه الغمام‪.‬‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٣٨١‬‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫بني نبهان الأخرين ‪ .‬فمن‬ ‫وأما ملوك‬ ‫البذل‬ ‫دونهم في‬ ‫و القوة‬ ‫و إن‬ ‫وصفهم‬ ‫الوصف‬ ‫في السخاء والمرؤة‪ ،‬ولكل زمان رجال‪ .‬وبغير مريةة‪ ،‬إن الشيخ موسى بن حسين‪،‬‬ ‫لقد‬ ‫جو ائلز هم ‪ .‬وركز‬ ‫أخذ‬ ‫أعلام مر امه في مر اكز هم ‪ .‬قال صاحب‬ ‫في افتراق الأمة وغيره‪ :‬إنه لسا مات السلطان‬ ‫الغمة‬ ‫كتاب كشف‬ ‫‏[‪ ]٨٢١‬سلطان بن المحسن النبهاني‪،‬‬ ‫وكان موته ليلة الإثنين لا ثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الاخر‪ .‬سنة ثلاث‬ ‫وسبعين وتسعمائة سنة ترك ثلاثة أو لاد وهم‪ :‬طهميا و قيل ‪ :‬طياقز بن سلطانة‬ ‫وسلطان‬ ‫وكان‬ ‫ابن‬ ‫سلطان ‪ .‬ومظفر بن‬ ‫موته ليلة البت من‬ ‫سلطان ‘‬ ‫وكان‬ ‫شهر محرم ‪ .‬سنة‬ ‫المظفر هو المتقدم‬ ‫ست‬ ‫عليهم في الملك‪،‬‬ ‫وتسعين سنة وتسعمائة سنة‬ ‫وترك ولده سليمان صغيرا‪ ،‬لا يقوم برئاسة الملك‪ ،‬وكان أبوه فلاح بن محسن""ا‬ ‫مالكأ فى حصن مقنيات‪ ،‬فلما علم بموت مظفر جاء إلى بهلا‪ ،‬وأقام مكانه وعدل‬ ‫فى ملكه("ا‪.‬‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫وكان‬ ‫الفلا ح‬ ‫بن‬ ‫المحسن‬ ‫هذا‬ ‫رجلا‬ ‫كريما ّ وملكا مهببأ مشهور‬ ‫‏‪ ١‬بالهيبة‬ ‫وأريحية الكرم‪ ،‬فوفد عليه ذات يوم رجل من أهل العراق راكبا على فرس رائعغ‪،‬‬ ‫وكان الفلاح يومئذ بحصن مقنيات من الظاهرة‪ ،‬وهو الحصن المسمى‬ ‫كان‬ ‫بمر أى منك‬ ‫ربط فرسه‬ ‫الفلاح‪،‬‬ ‫و أقبل على‬ ‫وهو‬ ‫بارز‬ ‫الأسود‪ .‬فلما‬ ‫نحو الحصن‬ ‫۔‪ .‬وقد‬ ‫أحاطت به قومه يميناً وشمالا فقال الرجل للفلاح بعدما سلم وأنى عليه‪ :‬يامولانا‪.‬‬ ‫‏(‪ (١‬فلاح بن محسن‪ :‬ملك من بني نبهان‪ ،‬عاش‬ ‫في القرن العاشر المجري‬ ‫كان‬ ‫مسكنه‬ ‫في‬ ‫مقنياات من أرض السر بنى فيها حصن سماه الأسود ‪ .‬وهو حصن منيع‪ ،‬وهو الذي غرس شجرة‬ ‫لأمبا بمقنياات‪ ،‬فكثرت في عمان» ولما ذكر أنها شجرة طيبة‪ .‬غرس في مقنيات منها شجرا‬ ‫كثيرا‪ ،‬ولما توفي الفلاح‪ ،‬تولى الحكم ولده عرار بن الفلاح بن المحسن فحذا حذو أبيه في الكرم‬ ‫وحسن الخلق‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص ‏‪.١٢٩‬‬ ‫‏)‪ (٢‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫المصدر نفسك‬ ‫ص‬ ‫‪١٥٢٣‬‬ ‫‏‪.٤٧2٥‬‬ ‫أريد خيلا لقتي‪ ،‬بل أريد قت لخيلي‪ ،‬فتلجلج لسانه من الهيبةظ فقال الفلاح‪ :‬يعطى‬ ‫فرسا وقتا ‪ .4‬ويعطى‬ ‫قتا لفرسه‪ ،‬فلما انصرف الفلاح إلى حصنه وانقضت برزته‪،‬‬ ‫قال رجل من أصحابه للرجل العراقي‪ :‬أين فصاحتكم يا أهل العراق؟ فإنك قلت‬ ‫للملك أريد فرسا وقتا‪ ،‬لا بل أريد قتا لخيلي‪ ،‬فقال له الرجل العراقي‪ :‬ياهذا إن برزة‬ ‫الفلاح بن المحسن تخرس فيها الألسن‪ ،‬فلو برزت أنت أو برزت أمك وعمتك لما‬ ‫تلجلج لساني‪ ،‬ولا وقع على مش هذا الغلط‪ .‬فبينما هما كذلك إذ أقبل خادم من خدم‬ ‫الفلاح‪ ،‬يقود للرجل فرسأ‪ ،‬ويحمل صرتان من القت‪ ،‬فقال للرجل العراقي‪ :‬يسلم‬ ‫عليك الفلاح‪ ،‬ويقول لك تفضل بالقبول‪ ،‬فإن الفرس لك والقت لك‪ .‬فشكر الرجل‬ ‫الفلاح وانصرف عنه جذيلا بالحبوة‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬إن الفلاح هذا هو الذي غرس شجر الأمبا ببلدة مقنياات‪ ،‬وكان غير موجود‬ ‫بعمان‪ ،‬وذلك فيما حكي عنه» أنه تزوج امرأة أبوها من ملوك أهل الهندى فأسكنها‬ ‫حصن بلدة مقنيات‪ ،‬فلما استقرت قالت له‪ :‬إن هذه الدار خير دارة لكن لا أرى فيها‬ ‫شجرة صفتها كذا‪ ،‬وثمرتها كذا‪ ،‬ولم يحك لذة ثمرتها ثمرة شجرةة‪ ،‬فبعث الفلاح في‬ ‫الحال رجالأ من أصحابه‪ ،‬وجهز لهم مركبا إلى الهند‪ ،‬فوافوه لما رجعوا من الهند‬ ‫بشجر كثير من الأمبا‪ ،‬فأمر بغوسه في مقنيات‪ ،‬وتتابعت الناس بغرس الأمبا في‬ ‫عمان‪ ،‬حتى كثر‪ .‬وملك الفلاح بن المحسن سبع سنين‪ ،‬وعدل في الرعيّة‪ ،‬ومدحته‬ ‫الأدباء منهم موسى بن حسين‪ .‬فلما مات ملك من بعده سليمان بن مظفر‪ ،‬وهو ابن‬ ‫اثنتي عشرة سنة‪ ،‬واستولى على الأمر في عمان ونواحيها‪ ،‬وأخذ خراج أهلها من‬ ‫الطائع والعاصي والداني والقاصي‪ ،‬وحاربه أهل نزوى‪ ،‬وكان معهم رجل جبري‬ ‫يقال له محمد بن جفير‪ ،‬وعنده جيش عظيم فطلع إليه سليمان بن مظفر وعرار‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫ابن فلاح‪ ،‬وعندهما ناصر بن قطن("‬ ‫ومن معهم من العساكر‪ ،‬فلما التقواهم ومحمد‬ ‫ابن جفير استقام بينهم الحرب والقتل‪ ،‬فقتل محمد بن جفير‪ ،‬وانكسر قومه وكان‬ ‫ناصر بن قطن منتظرأ الأمر بينهم‪ ،‬فنادى بالكف بين القوم عن زيادة القتل‪ ،‬وكان‬ ‫لمحمد بن جفير ولد صغير واسمه محمد بن محمد‪ ،‬وأمه بنت عمير بن عامرة‬ ‫فتزوجها سليمان بن مظفر بعدما قتل زوجها‪ ،‬فركن إليها بالبانايق فكان بالشتاء‬ ‫ينزل ببادية الشمال ويترك ابن عمه عرار بن فلاح ببهلا‪ ،‬وإذا جاء الصيف رجع‬ ‫إلى بهلاش وكان مهنا بن محمد الهديفي(" مالكا بلد صحار‪ ،‬فسمع أن العجم متأهبون‬ ‫إليه فأرسل إلى سليمان ‏[‪ ]٨٢٢‬بن مظفر لينصره عليهم‪ ،‬فلّى دعوته وأطاع‬ ‫كلمته‪ ،‬فخرج إليه بمن عنده من العسكر وتكاملت القوم بصحار‪ ،‬ووصلت إليهم‬ ‫العجم من البحر‪ ،‬فاستقام بينهم القتال وعظم النزال‪ ،‬وارتفع العجاج‪ ،‬وأظلم الفجاجظ‪،‬‬ ‫فانكسر العجم‪ ،‬وقتل منهم من شاء الله ورجع سليمان بن مظفر إلى داره بهلا‬ ‫وعنده بنو عمه و هم عشرة عرار و نبهان‪ ،‬ومخزوم‪ ،‬وبعضهم من أولاد فلاح بن‬ ‫المحسن وكان المقدم عليهم عرار‪ ،‬وأما أخوه نبهان‪ ،‬فلا يملك رأيا دون رأي‬ ‫() ناصر بن قطن‪ :‬ناصر بن ناصر بن قطن‪ ،‬أحد زعماء آل قطن‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫الموجري‪ ،‬كان أحد قادة الجيش الذي توجه لمحاربة نبهان فلاح في ينقل‪ ،‬وإخراجه منها‪ ،‬تغلب‬ ‫على ينقل‪ ،‬وتحصن فيها ضد الإمام ناصر بن مرشد‪ .‬فتوجه له الإمام على رأس جيش وانتصر‬ ‫عليه وأخرجه من ينقل‪ ،‬وظل على ظلمه وبغيه‪ ،‬ينهيب‪ ،‬ويسلب‪ ،‬ويقطع الطريق‪ ،‬حتى سير له‬ ‫الإمام جيشأ في شمال عمان‪ ،‬هزمه شر هزيمه‪ ،‬فهرب‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٦١‬‬ ‫"( مهنا بن محمد الهديفي‪ :‬كان واليا على صحار‪ ،‬استنجد بسليمان بن مظفر‪ ،‬عندما علم بقدوم‬ ‫العجم إلى صحار فلبى سليمان نداءه بجيش جرار فنشبت الحرب بين الفريقين‪ ،‬ودارت الدائرة‬ ‫على الفرس‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان ص‬ ‫‏‪.١٥٥‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫أخيه وكان لعرار بن فلاح ملك الظاهرةة وأعطى سليمان بن مظفر مخزوما ينقل‪،‬‬ ‫فبقوا عنده تسعة‪ ،‬أحدهم حمير بن حافظ بن حمير بعد رجوعهم إلى بهلا بسنه‬ ‫وبقي معه من بني عمير اثنان من العشرة‪ ،‬أحدهما مهنا بن محمد بن حافظ‪ ،‬وعلى‬ ‫بن ذهل بن محمد بن حافظ وهم علي يدي سليمان بن مظفر‬ ‫وكان لسليمان وزراء‬ ‫في القرية وفي النزار من قرية إزكي‪ ،‬وفي سمد الشأن‪ ،‬وكانت سمد الشان لقبيلة‬ ‫الجهاضم‪ ،‬وكان جائرا وزيره عليهم‪ ،‬ففروا من شدة جوره وبطشه‪ ،‬وتفرقوا في‬ ‫البلدان مدة ثلاثين سنة‪ ،‬وهم يحتالون في دخولها والتوصل إليها‪ .‬وكان بنوهناءة من‬ ‫أقرب الناس إلى سليمان بن مظفر‪ ،‬وكانوا أكثرهم عددا وعدة وبأسأ وشدة‪ ،‬وكان‬ ‫فيهما رجلان يليان أمرهما وهما خلف بن أبي سعيد وسيف بن محمد بن أبي‬ ‫سعيد‪ ،‬وكان عندهم قدوة أهل زمانهم وكان سبب الفرقة بينهم أن قبيلتين من أهل‬ ‫سيفم‪ ،‬أحدهما بنو معن والأخرى بنو النير‪ ،‬وسبب ذلك أن امرا‪ :‬من بني معن‬ ‫دخلت زرعأ لبني النير تحش منهك فمرت عليها أمة رجل من بني النير فقالت‬ ‫لها‪ :‬اخرجي من زرع سيدي» فأبت‪ ،‬فوقع بينهما الجدال‪ ،‬فضربت الأمة المرأة‬ ‫الحرة فأفقألت عينيها‪ .‬وخرج ذات يوم جمل لبني النير ودخل زرعأ لبني معن‪،‬‬ ‫فقطعت أذنه‪ ،‬فوقعت الفتنه بينهماێ وهذا من عمل الشيطان» إنه عدو مضل مبينة‬ ‫وأصل الفتنة كالنار اليسيرة تحرق الأشياء الكثيرة فافترق عند ذلك القوم فرقتين‪:‬‬ ‫أما بنو معن و بنو شكيل‪ ،‬فهم مع سليمان بن مظفر وبنو النير مع بني هناعءة‪ ،‬فعند‬ ‫ذلك سار خلف بن أبي سعيد إلى داره دارسيت‪ ،‬وعنده بنو عمه‪ ،‬وكان سليمان بن‬ ‫مظفر يومئذ بالبادية فعلم بذلك‬ ‫فأرسل الى وزيره محمد بن خنجر أن قل لخلف‬ ‫يترك شأن القوم‪ ،‬فأرسل إليه بالكف عن ذلك لغلب القوم على ذلك يريد الإصلاح‬ ‫‪١٥٦‬‬ ‫بين بني معن و بين بني النير‪ ،‬فأرسل الوزير إلى مولاه سليمان أن خلفا غلب على‬ ‫التكفية فندب سليمان بن مظفر إلى الوزير من كدم‪ ،‬وكانت تلك الأموال للشيخ‬ ‫خلف بن أبي سعيد‪ ،‬فوقعت العداوه والبغضاء بينهما فأمر عند ذلك الشيخ حلف بن‬ ‫أبي سعيد بني عمرأن اغزوا بهلا فغزوها‪ ،‬فقتلوا من قتلوا فيها [ ‏‪ ]٨٢٣‬فكتب‬ ‫الوزير محمد بن جنجر إلى سليمان بن مظفر‪ .‬ما جرى في بهلا‪ ،‬فلما علم سليمان‬ ‫ذلك‪ ،‬قفل من الشمال إلى بهلاش وأراد الصلح بينه وبين بني هناءه‪ ،‬فلم يقع بينه‬ ‫وبينهم صلح‪ .‬وهيا كل واحد منهما الحرب لصاحبه‪ .‬فجمع السلطان سليمان ما عنده‬ ‫من العسكر ليقاتل بني هناعءة‪ ،‬فعلم بذ لك الشيخ خلفت فأرسل إلى الأميرعمير بن‬ ‫حمير ملك سمائل ينتصر به على سليمان بن مظفر‪ ،‬فأجابه إلى ذلك‪ ،‬وجاء بمن‬ ‫عنده من القوم من سمائل فعلم بذلك سليمان بن مظفر‪ .‬فسار بعسكره إلى غبرة‬ ‫بهلا‪ ،‬فالتقوا هو والأميرعمير بن حمير‪ ،‬فاستقام الحرب بينهما ساعة من النهار‪،‬‬ ‫وكانت الحرب بينهما سجالأش ثم رجع سليمان إلى بهلا ‪ ،‬و رجع الأمير عمير إلى‬ ‫سمائل ‪.‬و ترك بعض قومه في دار سيت ة وكان الأمير عمير ذا خلق حسن واسع‪،‬‬ ‫فلما وصل إلى سمائل‪ ،‬أرسل إلى بني جهضم‪ ،‬وهم متفرقون في قرى وبلدان شتئ‪.‬‬ ‫فأقبلوا إليه فوقعت بينهم الإلفة وإثبات الصحبةة ثم أرسل إلى سلطان الرستاق‪،‬‬ ‫وهو مالك بن أبي العرب ليصله إلى سمائل‪ ،‬فسار كذلك بن أبي العرب‪ ،‬وصحبة‬ ‫أبو الحسن علي بن قطن فلما وصلا إلى سمائل‪ ،‬ساروا مع بني جهضم إلى سمد‬ ‫الشأن‪ ،‬وبنوا لهم بنيانأ حول دارهم‪ ،‬وترك عندهم الأمير البعض من قومه‪ ،‬وترك‬ ‫لهم كل ما يحتاجون إليه من الطعام‪ ،‬أو الشراب‪٠‬‏ وآلة الحرب‪ ،‬ورجع إلى سمائل‪.‬‬ ‫وأما بنو هناءة وسليمان بن مظفر‪ ،‬فإنهم لم تنقطع بينهم الغفزوات‪ ،‬ثم إن‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫الأميرعمير بن حمير والسلطان مالك بن أبي العرب“ ساروا إلى نزوى‪ ،‬وهما‬ ‫ينتظران الأمر‪ ،‬وكان لمالك بن أبي العرب وزير في عيني من الرستاق‪ ،‬فدخل‬ ‫عليه أهل الدار وأخرجوه منها‪ ،‬وجاء رجل من أهل عيني إلى سليمان بن مظفر‪،‬‬ ‫يطلب منه النصر على الخصم‪ .‬فأعانه ببعض قومه‪ ،‬وأرسل معه عرار بن فلاحظ‬ ‫فجاء الخبر إلى السلطان مالك بن أبي العرب“ بما جرى في داره‪ ،‬فأراد المسير إلى‬ ‫داره‪ ،‬فقال له الأميرعمير بن حمير‪ :‬قف معنا ولا تخف فهذا من علامات‬ ‫السرور‪ ،‬فقال‪ :‬كيف ذلك والعد وفي داري؟ فقال الأميرعمير‪ :‬ذ لك عندي‪ ،‬وأنا‬ ‫إن شاء الله من الغالبين‪ .‬قال الل تعالى‪ :‬فإن مع العسر يسرا إن مع العسر‬ ‫يسرا('أ‪ ،‬وكما قال شعر أ‪)"(:‬‬ ‫لذا الحادثات بلغن المدى‬ ‫وكادت تذوب لهن المهج‬ ‫وحل البلاء وقل العزاء‬ ‫فعند التناهي يكون الفر ج(")‬ ‫ثم إن بني هناءة أرسلوا إلى الأميرعمير بن حمير أن إقبل إلينا بمن معك من القوم‪،‬‬ ‫لندخل بهم بهلا فسار هو ومن معه إلى بعض الطرق‪ ،‬فنظر إلى قومه‪ .‬فاستقل‬ ‫عددهم‪ ،‬فرجع إلى نزوى‪ ،‬وكان بنو هناءة ينتظرونه في ليلة كانت بينهم للدخول‪،‬‬ ‫فلم يصل إليهم‪ ،‬فسار إلى الشيخ سيف بن محمد من دارسيت إلى نزوى‪ ،‬وجرى‬ ‫بينهم جدال كثير من باب العتاب» فقال الأمير عمير بن حمير‪ :‬خذ من القوم‬ ‫(‪ (١‬سورة‬ ‫الشرح‪،‬‬ ‫الآبة‪‎‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪.٦‬‬ ‫(‪ (٢‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسك ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٧٧‬‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫‪.٤٧٧ - ٤٧٥‬‬ ‫‏[‪ ]٨٦٢٤‬ما شئت‪ ،‬فأخذ من عنده قوما كثيرا‪ ،‬وسار إلى دارسيت‪ ،‬والأمير عمير‬ ‫ينتظر الأمر بنزوى‪ ،‬فجاء الخبر إلى سليمان بن مظفر‪ ،‬أن القوم طلعوا من نزوى‬ ‫الى دارسيت فمنهم من يقول‪ :‬إنهم قاصدون القرية‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬قاصدون‬ ‫سيفم‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬قاصدون بهلا‪ ،‬فقسم سليمان قومه‪ ،‬فجعل بعضا منهم فذي‬ ‫القرية وبعضا في سيفم‪ ،‬وبنى بيتا في رأس فلج الجزيين‪ ،‬مخافه أن يضربه القوم‪،‬‬ ‫وترك فيه قومأ۔ وقسم بقية القوم في بهلا‪ ،‬وترك في الخضراء جماعة من قومه‪،‬‬ ‫وكذلك ترك في حلة الغاف أحدا‪ ،‬وترك في الجامع من البلاد حمير بن حافظ ومن‬ ‫عنده من القوم‪ ،‬وقسم بقية قومه في العقر‪ ،‬وكان ابن عمه عرار بن فلاح ومن معه‬ ‫من القوم في عيني من الرستاق‪ ،‬فسار سيف بن محمد بقومه من دارسيت ليدخل‬ ‫بهم بهلا‪ ،‬وكان أول دخوله من جانب الغرب‪ ،‬فتسوروا السور‪ .‬ودخلوا البلاد‪،‬‬ ‫وكان منهم ضربة لازب‪ ،‬ولم يشعر بهم أحد‪ ،‬فقسم سيف قومه ثلاث فرق‪ :‬فرقة‬ ‫باليمين‪ .‬وفرقة بالشمال‪ ،‬وفرقة بالوجه‪ ،‬وهي التي تلي الجامع من البلاد‪ ،‬وأحكم‬ ‫أمره في الأماكن المختارة للقتال كمسجد الجامع ومسجد أبي عمر‪ ،‬وجميع أبواب‬ ‫العقر‪ ،‬فما بقي لسليمان بن مظفر شيء غير الحصن والخضراء‪ ،‬بعدما قتل من قتل‬ ‫من سادات قومه وفرسانه تلك الليلة ونادى سيف بن محمد بالأمان في البلاد‪ ،‬وكان‬ ‫بعض أهل البلاد معه‪ ،‬وجاء الخبر إلى الأمير عمير بن حمير وهو في نزوى‪ ،‬إن‬ ‫قومك دخلوا بهلا‪ ،‬فركب عند ذلك هو والأمير سلطان بن محمد والسلطان مالك‬ ‫بن أبي العرب“ والمنصور بن قطن‪ .‬وأهل نزوى‪ ،‬وركب خلف بن أبي سعيد‬ ‫الهنائي بمن معه من دارسيت من القوم ينظرون أصحابهم‪ ،‬وكان دخولهم ليلا‪.‬‬ ‫ونزل الأميرعمير بحلة الغاف‪ ،‬وكانت الخضراء في ملك السلطان سليمان وفيها‬ ‫‪١٩‬‬ ‫علي بن ذهل‪ ،‬وعنده قوم كثير‪ ،‬فأرسل إليهم الأمير عمير‪ .‬ليخرجوا بما معهم من‬ ‫الزانة فورد علي بن ذهل على قومه يحرضهم على القتال‪ ،‬فلم يجبه أحد‪ ،‬وعندوا‬ ‫على الخروج‪ ،‬ووصل الخبر إلى عرار بن فلاح‪ ،‬وهو في عيني من الرستاق‪ ،‬أن‬ ‫القوم دخلوا بهلا‪ ،‬فنيض من عيني بمن معه‪ ،‬ودخل القرية‪ ،‬وكانت القرية في‬ ‫ملكهم‪ ،‬وكان عمير وسيف لم يشاركهما أحد في البلاد‪ ،‬إلا الحصن‪ .‬وهم به‬ ‫محدقون‪ ،‬وصنعوا في شجرة الصبار التي في السوق برجأ من خشب في أعلى‬ ‫رأسها بالليل‪ ،‬وقعد فيه رجل من الجهاضم يقال له جمعة بن محمد المرهوب‪،‬‬ ‫فضرب رجلا من الحصن كان خارجا في القصبة إلى بيت الوزير‪ .‬وعمل قوم‬ ‫الأمير عمير برجا في الجامع‪ ،‬فضرب صاحب البرج رجلا من الحصن من مبرز‬ ‫الغرفة من عسكر سليمان‪ .‬ثمإن القوم قشعوا سور الحصن بالليل‪ ،‬فلما انهدم‬ ‫الجدار‪ ،‬علم بهم عسكر سليمان‪ ،‬فمنعوهم من الدخول‪ ،‬ثم إن العسكر طلبوا من‬ ‫سليمان الخروج من الحصن مخافة القتل‪ ،‬فأقاموا في الحصار ثلاثة عشر ليلة ثم‬ ‫أذن لهم‪ ،‬فطلبوا من الأمير عمير أن يسيرهم‪ ،‬فسيرهم بما عندهم من الزانةش وسير‬ ‫معهم وزيره‪ ،‬ثم طلع سليمان بن مظفر هو وبنوعمه وعسكره مسيرين من بهلا إلى‬ ‫القرية فخرج هو وعرار من القرية إلى الظاهرةة فأمر بعد ذلك الأمير عمير بن‬ ‫حمير بهدم الحصن فهدم‪ ،‬ولم يبق عمار ولا جدار‪ ،‬فهذه قدرة الله تعالى‪ :‬ثيوتي‬ ‫ملكه من يشاع‪ ،‬والله واسع عليم (')](")‬ ‫() سورة البقرة‪ ،‬الآية ‏‪.٢٤٧‬‬ ‫‏(‪ (٢‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫‏‪.٤٧٩٩-٤٧٧٧‬‬ ‫وجعل عمير بن خلف بن أبي سعيد مأمونه في بهلا‪ ،‬ورجع إلى سمائل‪ ،‬فأقام خلف‬ ‫ابن أبي سعيد ‏[‪ ]٨٢٥‬في بهلا أربعة أشهر‪ ،‬ثم خرج عليه سليمان بن مظفر‪ ،‬وابن‬ ‫عمه عرار بن فلاح‪ ،‬فدخلوا الخضراع‪ ،‬وهو في العقر‪ ،‬وكانت هذه الدخلة ليلة رابع‬ ‫من شهر ربيع الأول‪ ،‬سنة ست عشرة سنه بعد الألف‪ .‬وكان سيف بن محمد هو‬ ‫وبعض قومه في السر فأرسل سليمان بن مظفر لخلف بن أبي سعيد‪ ،‬ليسيره ببا‬ ‫عنده من الزانةه فخرج خلف مسيرأ‪ ،‬وأخذ الأمان على أهل البلد‪ ،‬فمنهم من أقام‬ ‫مكانك ومنهم من خر ج خوف السلطان‬ ‫فلما علم سيف بن محمد هذا الخبر جاء من‬ ‫السر‪ ،‬وعلم به الأمير عمير بن حمير‪ ،‬أقبل من سمائل إلى نزوى‪ ،‬ومضى إلى‬ ‫القرية فأخذها‪ .‬ووهبها لسيف بن محمد‪ ،‬فكان مأمونه فيها۔ ورجع إلى نزوى‬ ‫ينتظر الأمر مدةة أيام فمات سليمان بن مظفر‪ .‬وكان له ولد صغير السن فملك من‬ ‫بعده عرار بن فلاح‪ ،‬ثم طلع سيف بن محمد إلى نزوى‪ ،‬وأخذ من الأميرعمير قوما‬ ‫كثيراً‪ ،‬فسار بهم إلى القرية فمكثوا بها سبعة أيام‪ ،‬ثم سار بهم و دخل بهم حلة من‬ ‫نزوى اسمها حارة أبي مان ‪ ،‬فأحدق بهم عرار بن فلاح مدة أيام ثم إنه سيرهم بما‬ ‫عندهم من الزانة‪ ،‬وثبت له حصن‬ ‫القرية‪ ،‬وتجديد الخدمة مدة سنة‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه‬ ‫الدخلة ليلة سادس من شهر صفر سنة أربع وعشرين سنة بعد الألف‪)'(.‬‬ ‫وملك من بعده مخزوم بن فلاح مدة شهرين من الزمن‪ ،‬فخرج عليه نبهان وسيف‬ ‫ابن محمد‪ .‬ليخرجاه من الحصن فطلب التسيار‪ ،‬فسيره بلا زانه ولا سلاح‪ ،‬وكان‬ ‫خروجه إلى ينقل من الظاهرة‪ ،‬فتولى الأمر على أصحابها مدة من الزمان‪ ،‬وأقام‬ ‫بها بعده نبهان بن فلاح وجعل ابن عمه علي بن ذهل مأمونة في بهلا‪ ،‬وعلى أثره‬ ‫(‪ (١‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٩‬‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫سيف بن محمد فسار نبهان بن فلاح إلى داره مقنيات‪ ،‬وساق ابن عمه سلطان بن‬ ‫حمير من بهلا إلى صحار فتولى مكانه ذلك الأمر سيف بن محمد مده سنه‪ .‬والله‬ ‫أعلم‪ .‬ثم طلع بعد ذلك الأمير عمير بن حمير بما عنده من القوم إلى بهلا‪ ،‬فمنعه‬ ‫سيف بن محمد من الدخول‪ ،‬فرجع هو وقومه إلى نزوى منتظر أ الأمر‪ .‬ثم بعد أيام‪،‬‬ ‫رجع عمير وقومه إلى بهلا‪ ،‬ودخل العقر‪ ،‬وكان سيف بن محمد في دارسيت‪ .‬فعلم‬ ‫بذلك الأمر‪ ،‬فنيض من دارسيت بمن عنده من القوم‪ ،‬ودخل الحصن بقومه‪ ،‬فلم‬ ‫يمنعه أحد‪ ،‬ثم أرسل إلى نبهان بن فلاح أن القوم دخلوا الدار‪ ،‬فأقبل بمن عندك من‬ ‫العسكر‪ ،‬فأقام مده أيام يجمع عساكره وكان الأمير‪ ،‬عمير بن حمير قد أحكم‬ ‫مقابض البلد من أولها إلى آخرها‪ ،‬وأقام سيف بن محمد في الحصن مهده أيام‪،‬‬ ‫ينتظر نبهان وقومه۔ فلم يصل إليه‪ ،‬وأرسل عمير بن حمير ليسيره‪ ،‬فأبى سيف لأنه‬ ‫يرجو وصول نبهان إليه‪ ،‬ثم طلب سيف التسيار من الأمير عمير‪ ،‬فسيره بما عنده‬ ‫من الزأنه‪ ،‬وقصد القرية‪ ،‬وأقام عمير بن حمير في بهلا مده أيام ثم ألسل إلى‬ ‫سيف بن محمد‪ ،‬فوقعت بينهما يمين على الصحبة‪ .‬فأقام سيف في ولاية الرعية‪.‬‬ ‫وعدل فيها‪ ،‬فكان متولي الأمرعلى بني عمه وهم له ناصحون‪ ،‬ولما استوى الأمر‬ ‫لسيف بن محمد‪ ،‬وكان سلطان بن حمير‪ ،‬ومهنا بن محمد بن حافظ‪ ،‬وعلي بن ذهل‬ ‫ابن محمد بن حافظ مسكنهم يومئذ صحار‪ .‬مع محمد بن مهنا الهديفي‪ ،‬وكان محمد‬ ‫ابن مهنا أراد ليدخل بهم على ابن عمهم نبهان بن فلاح في مقنيات‪ ،‬ليصلح بينهم‪،‬‬ ‫وكان مخزوم في حصن ينقل‪ ،‬فلم يقع [ ‏‪ ]٨٢٦‬بينهم صلح‪ ،‬فطلع بعد ذلك سلطان‬ ‫ابن حمير‪ .‬وعلي بن ذهل بما عندهما من العسكر‪ .‬فجاء الخبر إلى عمير بن حمير‬ ‫وهو في سمائل‪ .‬أن سلطان بن حمير سار بقومه من الظاهرة ليدخل بهم بهلا‪ ،‬فطلع‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫هو وقومه من سمائل إلى بهلا‪ ،‬ينتظر الأمر‪ ،‬ودخل سلطان بن حمير النبهانيظ‬ ‫حارة بني صلت من بهلا‪ ،‬ليلة التاسع من شهر صفر سنة أربع وعشرين سنه بعد‬ ‫الألف‪ ،‬فجاء الأمير عمير بن حمير بقومه‪ ،‬وعلى أثره سيف بن محمد‪ ،‬فوقع بينهم‬ ‫القتال‪ ،‬وبنوا لهم بنيانأ حول الحارة من أولها إلى أخرها‪ ،‬وأرسل الأمير عمير بن‬ ‫حمير إلى أصحابه من جميع القرى فطلع إليه الشيخ ماجد بن ربيعه بن أحمد بن‬ ‫سليمان الكندي('أ۔ وعمر بنن سليمان العفيفي("أ‪ ،‬والشيخ سعيد بن أحمد بن أبي سعيد‬ ‫الناعبي"أ‪ ،‬مع سادات أهل نزوى ومنج‪ ،‬وأقام سلطان بن حمير هو وقومه‬ ‫محصورين مه ما شاء الله تعالى‪ ،‬لم يخرج منهم أحد‪ ،‬ولا يدخل إليهم أحدى فطلب‬ ‫عند ذلك سلطان بن حمير بن الأمير عمير بن حمير التستيار والخروج‪ ،‬فسيّره ومن‬ ‫معه بما عندهم من الزًَانه إلى الظاهرة‪ ،‬و أقام سلطان بن حمير‪ .‬وكهلان بن حمير‬ ‫وعلي بن ذهل‪ ،‬ومهنا بن محمد بن حافظ في مقنيات مده أيامه وحبس نبهان منهم‬ ‫‏(‪ )١‬ماجد بن ربيعة‪ :‬ماجد بن ربيعة بن أحمد بن سليمان الكندي‪ ،‬أحد زعماء سمد نزوى‬ ‫عاش‬ ‫فايلقرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬استعان به عمير بن حمير في محاربة سلطان بن حمير‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫دليل أعلام عمان۔‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.١٤١‬‬ ‫"( عمر بن سليمان العفيفي‪ :‬أحد الزعماء فايلقرن الحادي عشر الهجري‪ .‬أصله من نزوى‬ ‫وكان من أصحاب الرأي المسموع‪ .‬استعان به عمير بن حمير في حربه ضد سلطان بن حمير‬ ‫في بهلا‪ :‬انظر أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٢٠‬‬ ‫‏)‪ (٣‬سعيد بن أحمد بن أبي سعيد الناعبي‪ :‬زعيم‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬من أهل‬ ‫الحل والعقد بنزوى‪ ،‬خرج على رأس قومه إلى بهلا‪ ،‬لمساندة الأمير عمير بن حمير في حربه مع‬ ‫أبناء عمه سلطان بن حمير‪ ،‬وعلي بن ذهل من النباهنة‪ ،‬فالتقى الفريقان في حارة ببني الصلت‬ ‫ود ارت رحى‬ ‫الحرب‬ ‫بينهماێ و أحاطو ‏‪ ١‬بسلطان‬ ‫مستسلما۔ انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫بن حمير ۔ وضيقوا‬ ‫‏‪.٧٨‬‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫الحصار‬ ‫عليه ‪ .‬حتى‬ ‫خر ج‬ ‫خيفة أن يخرجوه من مقنيات‪ ،‬فأخرجه م;منها‪ ،‬ومضوا إلى صحار‪ ،‬عند اله ديفي‬ ‫محمد بن مهنا‪ ،‬وأقاموا معه سنه زمانأ‪ ،‬والله أعلم۔ ثم إن سلطان بن حمير‪ ،‬أشار‬ ‫على محمد بن مهنا أن يغزي دير عمير بن حمير‪ ،‬وهو في باطنه السيب‪ ،‬وكان في‬ ‫الدير الأمير سنان بن سلطان‪ .‬والأميران علي بن حمير‪ ،‬وسعيد بن حمير‪ ،‬فركب‬ ‫محمد بن مهنا‪ ،‬وسلطان بن حمير‪ ،‬وقومهما من صحار فجاء الخبر الى الأمراء‬ ‫سنان بن سلطان وعلي بن حمير وسعيد بن حمير أن القوم طلعوا من صحار فما‬ ‫كان إلا بقدر مايخلع الرجل نعليه‪ ،‬أو يغسل رجليه‪ ،‬حتى أقبلت العساكر‪ .‬وسلت‬ ‫البواتر‪ ،‬من البر والبحر‪ .‬والسهل والوعر‪ .‬فوقع القتال وعظم النزال حتى بلغت‬ ‫القلوب الحناجر‪ ،‬وقتل عند ذلك الأمير علي بن حمير‪ .‬وانفصل القتال‪ ،‬ورجع محمد‬ ‫بن مهنا‪ ،‬فعلم بعد ذلك الأمير عمير بن حمير بما جرى على إخوته وبني عمه‪.‬‬ ‫وهو يومئذ ببهلا‪ ،‬فاعتقد عقيدة الحزم‪ ،‬وتسربل سربال العزم‪ ،‬أن لا يرجع عن‬ ‫صحار حتى يحصدهم بالسيف أو يحرقهم بالنار‪ ،‬أو يبدد شملهم بكل دار‪ ،‬فأخذ في‬ ‫جمع العساكر من الر والبحر‪ ،‬فاجتمع معه قوم كثير‪ ،‬وركب إلى مسقط‪ ،‬ليجمع‬ ‫قومأ من البحر‪ ،‬وأرسل إلى ملك هرموز‪ ،‬لينتصر به‪ ،‬فنصره بعدة من المراكب‬ ‫مملوءة من المال والرجال وآله الحرب‘ وكان قد وصل مركب من الهند بسكر‬ ‫كثير‪ ،‬وفيه آلة الحرب“ فردته الريح إلى مسقط فأخذه الأمير عمير بن حمير‬ ‫وسار هو و من معه من النصارى و غيرهم ‪ .‬و أقام عمير بقومه في باطنة السيب‬ ‫سبع ليال ‪ ،‬فعلم بذلك محمد بن جفير‪ ،‬فتوجه بقومه لينصر محمد بن مهنا‪ .‬فدخل‬ ‫محمد بن جفير وقومه صحار ففرح به محمد بن مهنا‪ ،‬فأدخله الحصن‪ .‬وكان‬ ‫بينهما بعض المقاصيد ساعة من النهار‪ ،‬فأمر محمد بن جفير عبده ليقبض محمد بن‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫مهنا‪ ،‬فرمى نفسه من سور الحصن وندب قومه‪ ،‬وكان بعض قومه في برج داخل‬ ‫الحصن ‘ فوقع القتال بينهم ساعة من النهار ‘ و طلع محمد بن جفير بقومه من‬ ‫صحار فبلغ هذا الخبر إلى الأمير عمير بن حمير‪ .‬فتوجه إلى صحار بمن معه من‬ ‫الجنود من بر وبحر‪ ،‬ودخل صحار نهار التاسع عشر‬ ‫‏[‪ ]٨٢٧‬من ربيع الآخرة‬ ‫فاستقام بينهما القتال من أول النهار إلى الليل‪ ،‬وانفصل القتال‪ ،‬ثم بعد ذلك بيوم أو‬ ‫بيومين هبطت النصارى من المراكب بما عندهم من آلة الحرب“ وكانوا يجرون‬ ‫قطع القطن قدامهم۔ ليتلقوا بها البنادق‪ ،‬وكان معهم مدافع تسير على أعجال من‬ ‫الخشب في البر‪ .‬وعليها ستور من الخشب“ وكان في جانب الدار برج لمحمد بن‬ ‫مهنا‪ ،‬فيه عسكر كثير‪ ،‬فجرب عليه النصارى قطع القطن‪ .‬وضربوه بمدفع حتى‬ ‫انهدم منه البعض وخر ج القوم منه‪ ،‬فدخلته النصارى فعلم محمد بن مهنا بذلكة‬ ‫فندب قومه‪ ،‬فوقع بينهم القتال على البرج بالليل‪ ،‬فقتل عند ذلك علي بن ذهل بن‬ ‫محمد بن حافظ‪ ،‬وقتل محمد بن مهنا الهديفي ليلة واحد وعشرين من ربيع الاخر‬ ‫سنة خمس وعشرين بعد الألف“ وأقام بعد ذلك سلطان بن حمير بن محمد بن حافظ‬ ‫النبهاني‪ ،‬وأخوه كهلان بن حمير‪ ،‬وابن عمه مهنا بن محمد بن حافظ‪ ،‬وعسكر هم‬ ‫في الحصن بعدما قتل محمد بن مهنا الهديفي‪ ،‬فلما علم الأمير عمير بن حمير أن‬ ‫سيد القوم قتل‪ ،‬ندب قومه للقتال‪ ،‬فكان القتال بينهم في النخل‪ ،‬ثم طلع عمير بمن‬ ‫معه من تلقاء جامع البلد‪ ،‬فلم يمنعه أحد‪ ،‬فقتل عند ذلك سلطان بن حمير فانكسر‬ ‫القوم‪ ،‬فصاروا أشتاتاً متفرقين‪ ،‬فمنهم من قتل‪ ،‬ومنهم من حرق‪ ،‬ومنهم من أسره‬ ‫ومنهم من جرح‪ ،‬ومنهم‪ ،‬من خرج ذاهبا على وجهه۔ لا يدري أين يتوجه ولا أين‬ ‫يذهب‪ ،‬وعلى هذا جميع أهل البلده وأحرقت البلد باجمعها من أولها الى آخرها‪.‬‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫وأقام النصارى في حصن صحار ورجع الأمير عمير إلى بلدة سمائل جذلا‬ ‫مسرورا‪ .‬وكان مخزوم بن فلاح متوليا في حصن ينقل‪ ،‬فقبض منهم رجلين‪ ،‬فأمر‬ ‫عبده ليقتل واحدا منهم‪ ،‬فسل عليه السيف ليضربه‪ ،‬فاستجار به‪ ،‬فلم يجره‪ ،‬وضربه‬ ‫ضربة ثانية فاستجار به‪ ،‬فلم يجره‪ ،‬فلما أراد أن يضربه الثالثة استجار بالله‬ ‫فاهوى إليه ليمسك فاه‪ ،‬والعبد قد أهوى بالسيف‪ ،‬فضرب يد مخزوم‪ ،‬وأقام سبعة‬ ‫أيام بجراحه‪ ،‬ومات منه وأما الرجل‪ ،‬فإنه سحبه العبد‪ ،‬ويظنه ميتأ‪ ،‬وبه رمق من‬ ‫الحياه فمر به رجل من أهل البلد فقال‪ :‬من يعينني على مواراة هذا الرجل‪ ،‬فنطق‬ ‫الجريح‪ :‬إنني حي‪ ،‬فحمله على كتفه‪ ،‬وأدخله البلده فعوفي من جراحه‪ ،‬وعاش بعد‬ ‫ذلك زمنا‪ ،‬والله على كل شيء قدير‪ .‬وكان هذا بعد دخلة صحار بثلاثة أشهر‪ ،‬فلما‬ ‫علم نبهان بموت أخيه ركب من مقنيات إلى ينقل‪ ،‬وجعل فيها وزيرأء ورجع إللى‬ ‫مقنيات‪ ،‬وأقام في الملك بعد خروجه من بهلا إلى الظاهرة ثلاثين شهرا‪ .‬ثم إن‬ ‫نبهان بن فلاح خرج من مقنيات إلى ينقل‪ ،‬وترك بعض عسكره في حصن مقنيات‪،‬‬ ‫وكانوا قد ملوه من كثره جوره وبغيه‪ ،‬فعزموا على إخراجه من مقنيات‪ ،‬فتوجه‬ ‫رجل إلى الأمير عمير بن حمير وإلى سيف بن محمد‪ ،‬ليستنصر بهما‪ ،‬فسار الأمير‬ ‫عمير بن سيف بمن معهما من القوم‪ ،‬ودخلوا حصن مقنيات بلا منع ولا قتال‬ ‫وأقاموا مده أيام‪ ،‬ثم ركبا ببعض قومهما إلى ينقل‪ ،‬فعلم بذلك نبهان بن فلاح‪ ،‬فخاف‬ ‫نبهان على نفسه‪ ،‬فركب هو وأربعة من عسكره بلا زانه‪ ،‬وقصد إلى دار أخواله‬ ‫الرياسية وذلك لا ثني عشر يومأ خلت من شهر صفر‪ ،‬سنة ست وعشرين‬ ‫‏[‪]٨٢٨‬‬ ‫بعد الألف‪ ،‬وأقام الأمير عمير بن حمير‪ ،‬وسيف بن محمد في ينقل أيامأ‪ ،‬ثم إن‬ ‫الأمير عمير بن حمير وهب البلاد لأهلها‪ ،‬يأكلونها هنيئأ مريأ‪ .‬ورجع إلى مقنيات‪،‬‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫ثم أرسل إلى أهل البلد فسألهم عما كان يأخذ عليهم نبهان‪ ،‬فقيل‪ :‬إنه كان يأخذ‬ ‫نصف غله النخل‪ ،‬وربع الزرع‪ ،‬فاقتصر الأمير عمير عليهم بعشر الزرع‪ ،‬وأبا‬ ‫أموال السلطان لمن أقام في الحصن‪ ،‬وجعل في الحصن عمر بن محمد بن أبي‬ ‫سعيد‪ ،‬ورجع الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد إلى بهلا( أ‪.‬‬ ‫ثم إن نبهان بن فلاح أخذ جنودا من أخواله آل الريّس‪ ،‬ووصل بهم إلى الظاهرةظ‬ ‫ودخل فدا‪ ،‬وأقام فيها مه أيام‪ ،‬ثم جاءه أحد مسّن كان له مصاحبا‪ ،‬من قبل من أهل‬ ‫ينقل‪ ،‬فقال له‪ :‬نحن ندخلك البلد‪ ،‬ونثبت قدمك‪ ،‬ونش عضدك‪ ،‬وننصرك على القوم‪،‬‬ ‫ونستفتح لك الحصن فسار بقومه‪ ،‬ودخل ينقل ليلة النصف من ربيع الاخر‘ سنه‬ ‫ست وعشرين بعد الألف‪ ،‬وحكم مقابض البلاد من أولها إلى آخرها‪ ،‬إلأ الحصن‬ ‫وكان فيه قبيلة من بني علي‪ ،‬فتحصنوا فيه‪ ،‬وأحدق بهم نبهان‪ ،‬واستقام بينهم القتال‪،‬‬ ‫فخرج رجل من أهل الحصن ومضى إلى الأمير قطن بن قطن‪ ،‬وكان الأمير يومئذ‬ ‫ناصر بن ناصر فركب معه محمد بن محمد بن محمد بن جفير‪ ،‬وعلي بن قطن بن‬ ‫قطن بن قطن بن علي بن هلال بما عندهم من القوم‪ ،‬وكان مسكنهم ببادية الشمال‪،‬‬ ‫فساروا‪ ،‬حتى دخلوا ينقل‪ ،‬فاستقام بينهم وبين نبهان بن فلاح القتال‪ ،‬واشتد بينهم‬ ‫الطعن والنزال‪ ،‬وارتفع العجاج‪ ،‬وارتجت الفجاج‪ ،‬فانكسر عسكر السلطان نبهان بن‬ ‫فلاح فمنهم من قتل‪ ،‬ومنهم من طلب التستيار‪ ،‬فسير“ ومنهم من مضى على وجهه‪.‬‬ ‫وبلغ الخبر إلى الشيخ سيف بن محمد الهنائي‪ ،‬أن نبهان بن فلاح دخل ينقل‪ ،‬فخر ج‬ ‫بعساكره ليقاتل نبهان‪ ،‬فلما كان ببعض الطريق بلغه ما وقع على السلطان نبهان‬ ‫بن فلاح من الأمر الكائن‪ ،‬والقدره الغالب فرجع بعكسره إلى بهلا‪ ،‬وأما الأمير‬ ‫(( الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه ص‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫‏‪- ٤٧٩‬‬ ‫‪.٤٨١‬‬ ‫عمير بن حمير‪ ،‬فإنه كان يومئذ يجمع الجموع‪ ،‬لينصر بهم السلطان مالك بن أبي‬ ‫العرب اليعربي‪ ،‬على بني لمك‪ ،‬فأمه بعساكر جمَّه۔ فكانت الدائره على بني لمكة‬ ‫ولبث سيف بن محمد الهنائي في بهلا‪ ،‬وآل عمير في سمائل ومالك بن أبي العرب‬ ‫في الرستاق‪ ،‬والجبور في الظاهرة‪ ،‬إلى أن ظهر الإمام الأشد و الهمام الأمجد‪ ،‬إمام‬ ‫المسلمين ناصر بن مرشدة فاستفتح جميع عمان‪ ،‬ودانت له منها جميع‬ ‫البلدان‪،‬‬ ‫فطهرها من البغي والعدوان والكفر والطغيان‪ .‬وأظهر فيها العدل والأمان‪ ،‬وسار‬ ‫في أهلها بالحق والإحسان‪ ،‬إلى أن توفاه الله إلى دار الرضوان‪ ،‬إنه كريم رحيم‬ ‫منان()‪.‬‬ ‫ظهور الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وذكر الفمة من بعده‪:‬‬ ‫قال صاحب كتاب كشف الغمة في افتراق الأمة‪ :‬ولما أراد الله أن يس على أهل‬ ‫عمان‪ ،‬ويكف عنهم الجور والعدوان‪ ،‬ويقصم أهل البغي والطغيان‪ ،‬من بعد أن‬ ‫ابتلاهم بما وقع عليهم من الفتنه والامتحان‪ ،‬صار أمر أهل عمان إلى الخمول‪،‬‬ ‫وزالت تلك المخاصمات‬ ‫ودرست الضغائن والحنات‪ ،‬وخلف خلف بعد اللسلفت‪،‬‬ ‫وبقيت عمان مقفرة بعد تلك الرؤساء المتضادين والخصماء المتّحادين‪ ،‬ولم يبق إلا‬ ‫ذكر أخبارهم‪ ،‬وما ذكروه في سيرهم وآثارهم‪ ،‬وآل العلم والعلماء إلى النقصان‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٨٢٩‬والحفظ الى النسيان‪ ،‬وحصل بينهم التواصل والتر اسل‪ ،‬وطفئت بينهم تلك‬ ‫الإحن من القلوب‪ ،‬وخمدت مسعرات تلك الحروب وصارت كلمتهم واحدة‪ ،‬يحملها‬ ‫عليهم أي زمان يقل فيه العلم وأهله حتى قيل‪ :‬إنه احتاج في بعض الأزمان ملك‬ ‫من ملوك اليعاربة من أهل وبل من الرستاق إلى قاض ‪ ،‬فلم يجد قاضيأ من أهل‬ ‫() المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٤٨٣-٤٨٢‬‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫الدعوةة فاتخذ قاضيا من أهل الخلاف‪ ،‬فلا أعلم من أي المذاهب‪ ،‬فهم أن يقلب‬ ‫المذهب ويغيره إلى مذهبه‪ ،‬فسمع به أهل عمان‪ ،‬فأرسلوا إلى ذلك الملك بعزله‬ ‫فعزله‪ ،‬وأرسلوا له قاضياً من أهل الدعوةة فتعلم منه العلم أناس من أهل الرستاق‪،‬‬ ‫وتمسكوا بمذهبهم زمان‪ .‬وأكثر ملوك عمان أهل جور وفساد وظلم وعناد‪،‬‬ ‫وعضدهم على ذلك رؤساء القبائل والظلمة من البدو والأراذل‪ ،‬وساموا أهل عمان‬ ‫سوء العذاب‪ ،‬وساسوهم شر مصاب وعمَوا بالظلم الكهول والشباب‪ ،‬وأكثروا فيهم‬ ‫القتل والضرب والإغتصاب والإذلال والأسر والإنتهاب‪ ،‬ثم أوقع الله بينهم العداوة‬ ‫والبغضاء‪ ،‬وهكذا طبع أهل عمان‪ .‬وأرجوا أنه لا يزول عنهم‪ ،‬لهم الهمم العالية‬ ‫والنفوس الأبية‪ ،‬لا ينقادون لسلطان‪ ،‬ولا يقرون على هوان‪ ،‬ولا يستسلمون لغالب‪،‬‬ ‫ومع ذلك لا يتركون المطالب‪ .‬همة الضعيف منهم‪ ،‬كهمة الأمير من غيرهم۔ كل‬ ‫واحد منهم يريد أن يكون الأمر بيده‪ ،‬أو بيد من مال إليه بوده‪ ،‬والناس أتباع له‬ ‫والآخر كذلك وإن لم يكونوا أهلالذلك‪ ،‬إلا من شاء الله من أهل الورع والصلاح‬ ‫والعفة و الفلاح‪ .‬فإنهم لا تميل بهم الأهواء‪ ،‬ولا تأخذهم الحمية الجاهلية إلى أن‬ ‫صار الأمر منهم إلى الوحشة من بعضهم بعض فتضادوا‪ ،‬وتحاربوا‪ ،‬وتناهبوا۔‬ ‫وتسالبوا‪ ،‬ولم يقصر كل فريق منهم عن إساءة قدر عليها في خصمه‪ .‬ولم يبق أحد‬ ‫مأنهل المدر والوبر‪ ،‬من البادية والحضر ولو كان في شواهق الجبال‪ ،‬أو في‬ ‫أودية الرمال‪ ،‬الأ وقد تجرع غصص‬ ‫المخاوف“ وصار الدين والأموال والأنفس‬ ‫إلى أش المتالف االا من هون الله عليه المحنة‬ ‫ونجأه من‬ ‫الفتنه‪ .‬ومن عليه‬ ‫بالعصمةة فلم يزالوا كذلك منهمكين في موبقات المهالك‪ ،‬سالكين شر المسالك‪ .‬إلى‬ ‫أن من الله عليهم بظهور عبده الأرشد إمام المسلمين ناصر بن مرشدة وذلك أنه‬ ‫اختلفت أراء أهل الرستاق ووقعت بينهم المحنة والشقاق‪ ،‬وسلطانهم يومئذ مالك بن‬ ‫أبي العرب‪ ،‬المقتّم ذكره‪ ،‬فاستشار العلماء المسلمين أهل الاستقامة في الدين أن‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫ينصبوا لهم إمامأ‪ ،‬يأمرهم بالمعروف‪ ،‬وينهاهم عن المنكر‪ .‬فأمضوا نظرهم‪.‬‬ ‫وأجالوا فكرهم‪ ،‬من يكون أهلا لذلك‪ ،‬والقدوة يومئذ خميس بن سعيد الشقصي"'ا)‪.‬‬ ‫فاجتمعت آراؤهم أن ينصبوا السيد الأجل ناصر بن مرشد فمضوا إليه وطلبوا منه‬ ‫ذلك‪ ،‬ورغبوه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬فأجابهم إلى ذلك‪ ،‬فعقدوا له‬ ‫في عام أربع وثلاثين بعد الألف‪ ،‬وكان مسكنه بقصرى‪ ،‬من بلد الرستاق"")‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وقد وقفت على تواريخ عده لأصحابنا أهل عمان في السبب الباعث‪ ،‬لنصب‬ ‫الإمامة لقطب أهل مذهب الاستقامة‪ ،‬الممجّد ناصر بن مرشدة فمنهم من اختصر‪،‬‬ ‫ومنهم من طول الكلام‪ ،‬وقد فلت من اختصر ومن طول منهم كثير۔ من إبراز‬ ‫مناقبه الجليّه‪ ،‬وسيرته الصالحة الرضتية‪ ،‬فأشار علي بعض الإخوان في دين الله‬ ‫المنان أن أنظم سيرته في سلك الحقيقة لأهل مثلى الطريقة‪ ،‬‏[‪ ]٨٣٠‬فلما رأيته في‬ ‫ذلك‪ ،‬لا يقبل ولا يسوغ له‪ ،‬إلا ذلك القيل‪ ،‬أجبته عما وضح به الدليل‪ ،‬شجت سيرته‬ ‫الرضيّة فنشت غصونها بأشعار جلبّة‪ ،‬وسميتها كتاب سراج المسترشد الهادي إلى‬ ‫مناقب سيرة الإمام الممجد ناصر بن مرشد بن مالك بن ناصر بن محمد بن يعرب‬ ‫بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن بلعرب بن مالك بن يعرب بن مالك‬ ‫‏(‪ (١‬خميس بن سعيد الشقصي‪ :‬هو الشيخ العالم العلامة الفقيه خميس بن سعيد بن علي بن مسعود‬ ‫ابن عبدالله بن زياد الشقصي الرستاقي‪ .‬والشقصي‪ :‬نسبة إلى أبي الشقص جد لهم‪ .‬ويع من‬ ‫مشهوري‬ ‫علماء عمان في القرن الحادي عشر‬ ‫الهجري“ ومن المؤلفين والمتصدرين في الفتيا‪،‬‬ ‫من مؤلفاته‪ :‬منهج الطالبين'وكتاب"منهج المريدين"‪ ،‬اختصر فيه كتاب منهج الطالبين‪ .‬والشيخ‬ ‫خميس هو الذي أشار على إخوانه من العلماء والأكابر البيعة للإمام ناصر بن مرشد اليعربي‬ ‫(رحمه‬ ‫وقاضيه‬ ‫الله) لما عرف‬ ‫عنه‬ ‫وقائد جيشه لحرب‬ ‫من‬ ‫الخضل والزهد و الور ع‬ ‫البرتغالين في مسقط‪.‬‬ ‫حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص‬ ‫‪ (٢‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعدذد ‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫وصار‬ ‫الشيخ‬ ‫انظر الترجمة الكاملة في البطظطاشي ۔ سيف بن‬ ‫‏‪.١٥٩ - ١٤٩‬‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١٧ ٠4‬‬ ‫خميس‬ ‫من‬ ‫اركان دولته‬ ‫‪.٤٨٤٤-٤٨٢٣‬‬ ‫اليعربي العربي‪ ،‬وهذه خطبة سيرته‪ :‬بسم الله الرحمنالرحيم‬ ‫الحمد لله ناصر أئمة‬ ‫العدل على من طغى من العباد في البلاد‪ ،‬مرشدهم بسلطان الاجتهاد إلى طرائلق‬ ‫وحقائق الجهاد‪ ،‬مالك عزة عزائمهم الصادعة‪ ،‬ببلعربهم عزه عزائمهم أهل العناد‬ ‫بحد المشرفية الحداد‪ ،‬المؤيد منهم كل عادل ناسك‪ ،‬بسلطانه السامك‪ ،‬فأصبح منهم‬ ‫كل مالك محظوظا بمرًي المراد‪ ،‬الذي أبا العرب السالكين مذهب الاستقامة إلا نيل‬ ‫عزة وإمامة‪ ،‬ترغم ألوف أهل الإحن والأحقاد ببيض حداد‪ ،‬وسمر صعاد‪ ،‬فلله‬ ‫درهم‪ ،‬لقد نالوا محض‬ ‫الحمد المحم ‪ ،.‬فأصبح لسانهم يعرب الشكر للصمد الموّحد‪،‬‬ ‫ويثني على محمد‪ ،‬ويعرب له التفخيم عن النفس البسيطة والعقل المجرد في‬ ‫الأصايل والأراد‪ ،‬أولئك الذين تسربلوا بسلطان حمير‪ ،‬فشرفهم مزاحم بلعرب‬ ‫المرتضى محمد مناكب مناقب الفضلاء الأمجاد‪ ،‬فلا غرو أن فاقت العرب بالشاء‬ ‫المتدارك على يعرب بن مالك“ وليعرب بن مالك شرف يزهى على الزهر بالاتقاد‪،‬‬ ‫والصلاة والسلام على خير من جاهد في الله حق الجهاد‪ ،‬سيدنا محمد خير العباد‪،‬‬ ‫وعلى آله وأصحابه أهل العدل غيوث البلاد‪ ،‬ليوث الجلاد‪.‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬لقد أشار علي من أردت نصحه وأرى أنوار الأر اد صبح‬ ‫صلحه‪.‬‬ ‫أن‬ ‫أنظم درر عهد سيرة الإمام الأرشد ناصر بن مرشد اليعربي العربي‪ ،‬رحمه الله‬ ‫على الجملة والأاحاد ‪ 4‬فاشتغلته بعدم المواد‪ ،‬وسلب الستائغ الشائع بمرًي واجبه‬ ‫المراد‪ ،‬واعتذرت إليه من أمور كدت بها أمور‪ ،‬وأحوال كدت بها أحور‪ ،‬وأللاق‬ ‫بعرفه منكرة ومعرفة‪ ،‬فلما رأيته لا يقيل‪ ،‬ولا يسوغ له من المعذرة المقيل‪ ،‬لبيته‬ ‫سميعاءو أجبته مطيعأً‪ ،‬وقلت شعر ا‪:‬‬ ‫تهون لدى مفارقة الرفيق‬ ‫مفارقة المرافق يايميني‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫ذذا أضحى يصد عن الصديق"ا‬ ‫وكل فتى يصد الصدق عنه‬ ‫ولما نبهت الفكرة من سنتها هتت‪ ،‬و أصبت القلوب صباها حين هبت‪ ،‬وحين نفح‬ ‫الأنوف بنفسجها‪ ،‬وحركت القلوب سجسجها‪ ،‬قلت لها ويك ناظري سجع حمائئم‬ ‫الأيك‪ ،‬وفوهي عن شانك بسائغ لسانك‪ ،‬حتى يقول الناقض والمبرم‪ :‬ناهيك ناهيك‪،‬‬ ‫إنه للفظ مُحكم‪ ،‬فإن الإمام اليمام الأرشد ناصر بن مرشد بغير شك بهيم‪ ،‬لجدير‬ ‫بالتفقخيم ۔ شعر ا‪:‬‬ ‫شأنه‬ ‫شئئع‬ ‫دک‬ ‫ل‬ ‫‪7‬‬ ‫وثذ‬ ‫ان‬ ‫ا ه دد‬ ‫نا ل ك‬ ‫ل‬ ‫‏‪١‬‬ ‫د ان‬ ‫شانا يشع بالشعشعان")‬ ‫مايقول الشاني إذا شان أيعكس‬ ‫أيا من حوى من المعرفة العباب‪ ،‬لقد سميت هذا الكتاب المستطاب "سراج المسترشد‬ ‫الهادي إلى مناقب سيرة الإمام ناصر بن مرشد"‪ ،‬فلله دره من إمام عادلة‬ ‫‏[‪] ٨٣١‬‬ ‫و ندب نابه فاضل‪ .‬أما في سمو النسب فقد كاد أن يكون محله مع السبعة الشهب‪،‬‬ ‫وأما في صفة الجمال فقد حاز غاية الكمال‪ ،‬وأما في الورع والخشوع المشهود‬ ‫لواجب الوجود‪ ،‬فهو ممن سيماهم في وجوههم من أثر السجود‪ ،‬وأما في الحكم فهو‬ ‫) بعد البحث والتدقيق في الأعمال الأدبية والتاريخية التي وضعها ابن رزيق تبين أن هذه‬ ‫الأبيات غير موجودة فيها‪ ،‬وحفظها لنا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫(") بعد البحث والتدقيق في الأعمال الأدبية والتاريخية التي وضعها ابن رزيق تبين أن هذه‬ ‫الأبيات غير موجودة فيها‪ ،‬وحفظها لنا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫العلم الباهر‪ ،‬وأما في العلم‪ ،‬فهو العيلم الزاخر‪ ،‬وأما في ذلاقة اللسان‪ ،‬فهو النذ‬ ‫لسحبان‪ ،‬وأما في طريقة الحقيقة فقد فاق بصفة صوفيته الأنيقة‪ ،‬وأما في البسالة‬ ‫والجلاد فهو أسد الآساد‪ ،‬وأما في الصبر على محن الزمان‪ ،‬فهو أقسى في باب‬ ‫القياس من كهلان‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫حوى الفضل فهو للفاضل‬ ‫فقل فيه مما تشتهي ولك‬ ‫الكامل العدل‬ ‫زكى فعله والمرء لم يحومرية‬ ‫الفضل‬ ‫ذا ما زكى في الصالحات له الفعل‬ ‫بغير مراء يشهد العقل والنقلأ)‬ ‫له الل من ندب ولي بنسكه‬ ‫وبالجملة‪ ،‬إن مناقبة لا تحصى وفضائله لا تستقصى‪ ،‬ولكن سأشرح بعضها‪ ،‬ولا‬ ‫يستطيع المعارض نقضها‪ ،‬وبالبعض الكفايةش لمن له دراية فمن ذلك عسا روت‬ ‫عنه بعض الرواة ‪ ،‬المصدق قولهم كل أواه‪ :‬إن رجلا قام ذات ليلة في مسجد‬ ‫قصرى من الرستاق‪ .‬فرأى كأن في زاوية من زوايا ذلك المسجد سراجأً أو بارقاً لا‬ ‫يفتر بائتلاق‪ ،‬وقد استوعبت كُرَة ذلك المسجد المعمور‪ ،‬و تماذج ذلك النور‪ ،‬فلما‬ ‫انتبه من المنام‪ ،‬لم ير فيه مضطجعأ غير الإمام("أ‪ ،‬فاعترف بشانه وفضله وبرهانه‬ ‫شعر ا‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬بعد‬ ‫الد حث‬ ‫و التدقيق في ‏‪ ١‬لأعمال الأدبية و التاريخية التي وضعها‬ ‫الأبيات غير موجودة فيها‪ ،‬وحفظها لنا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏)‪ (٢‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعبد ‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسهفة‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‪١٧٣‬‬ ‫‏‪.٧٣‬‬ ‫ابن رزيق‬ ‫تبين‬ ‫أن هذه‬ ‫فاهلها بهم لم يبهم النفق‬ ‫سر الولاية بالأ نوار يأتلق‬ ‫عنهم كما يبدي عن برق الحيا الأفق‬ ‫لق‬ ‫تي كل‬ ‫ؤتبد‬ ‫ماجد‬ ‫إن المس‬ ‫ونوره فيالكرى عنه انتوى الفسق‬ ‫رأى بمسجد قصرا ناصرأ رجل‬ ‫فقال هيت بالنور الجلي أيا‬ ‫هذا الولي فمنك الصلح متسق‬ ‫ففي النهار وجنح الليل ما برحت‬ ‫أنوار وجهك بالإيماض تستبق‬ ‫إذا حضرت وإن غبت الكرام فعن‬ ‫ليماض صلحك يا نور الهدى نطقوا‬ ‫يقول كل لبيب للرواة إذا‬ ‫تحدثوا بضياء عنك قد صدقوا‬ ‫إن نم عن نورك المحراب لا عجبا‬ ‫إن الولي به المحراب يأ لق‬ ‫تألقت لك من أنواره الطرق‬ ‫يا ناصر ناصر للدين أنت وقد‬ ‫من يصحب النور لا بالنار يحترقً(ا‬ ‫أنت الإمام الذي أنواره اقدت‬ ‫ومن فضائله وبراهينه‪ ،‬رضي الله عنه‪ ،‬أنه كانت له أم تحت‬ ‫‏[‪ ]٨٣٢‬زوج بعد‬ ‫أبيه وكان يأمرها أن تؤخر صنع طعام زوجها‪ ،‬وتقدم صنع طعامه‪ .‬لئلا تبقى بقية‬ ‫من طعامهم‪ ،‬فيدخل في طعامه وذلك من نسكه واحتشامه‪ ،‬فخالفت ذات يوم‬ ‫المقال‪ ،‬أو نسيت ما قال‪ ،‬فأدخلت بسبب غسل الإناء في طحينة من طحينهم بعض‬ ‫الإضافة فلما خبرته بلطافة‪ ،‬التصقت يدها بالطوبج المحتدم‪ ،‬فلما أقبل إليها ولدها‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٧٤‬‬ ‫الإمام وهي واهية من الألم نزع يدها ببنانه‪ ،‬وخلصها من الطوبج الدالع شرر‬ ‫لسانه‪ .‬ورضي‬ ‫عنها عما اقترفتها أ وحمدت شأنه لما عرفته شعرا ‪:‬‬ ‫قل بما شئت هكذا الأولياء‬ ‫سرهم يسري في سناه الضياء‬ ‫انشا قولهم رى منه تاثير‪:‬‬ ‫فعنه لا يُ_ستطاب الإباء‬ ‫نسيت قول ابنها الناسك الطهر‬ ‫وتنسى مثل الرجال النسا‬ ‫إذا مابخثت وهو الصتلاء‬ ‫إن مسا جرى على حرة الجيب‬ ‫دونه في‬ ‫دونها الناس كانت في كل صلح‬ ‫التيانة الأتقياء‬ ‫سلمت كفها من الخر بالكف‬ ‫للتي نوره اله أنواءُ‬ ‫إنباناصر إمام ولي‬ ‫فله تشيد الورى الكرماء‬ ‫فعليه اكماعليهالشآاءُ‬ ‫وعفافهي عفة وهو عَف‬ ‫ألف الزهد فهو عن كل مثقال‬ ‫من الحوب كنه بيضاءُ‬ ‫الله عنه فهو منيب‬ ‫الفضلا۔"ا‬ ‫رضي‬ ‫فاضل‬ ‫دون فضله‬ ‫ومن فضائله وبراهينهه رضي الله عنه‪ ،‬أنه بعدما عقد له بالإمامة وصار معلوما‬ ‫بها مع الخاصته والعامة‪ ،‬اجتمع أناس من أهل الرستاق‪ ،‬منسوبون إلى النفاق‪،‬‬ ‫يسبونه بكلام قبيح‪ ،‬في بيت رجل منهم غير مليح فنهتهم زوجة صاحب ذلك‬ ‫() الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٤٩١‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق في الأعمال الأدبية والتاريخية التي وضعها ابن رزيق تبين أن هذه‬ ‫القصيدة غير موجودة فيهاێ وحفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫البيت ؤ و هم بعر بدوں‬ ‫خرجت‬ ‫بالسب‬ ‫عربد ة‏‪ ٥‬شارب‬ ‫عنهم ‘ فخر عليهم سقف‬ ‫ك‬ ‫ذل ك‬ ‫البيت(‬ ‫الكميت‬ ‫فلما لم تر‬ ‫‏‪ ، (١‬فماتو ‏‪ ١‬جميعا ‘‬ ‫منهم‬ ‫مطبعا۔‬ ‫شعر ‪:‬‬ ‫من ستب أهل التقى بَشرُ بالتلف‬ ‫وعزه بانقضاض البيت و السقف‬ ‫أضحى لهم جدثا من بعدما اعترفت‬ ‫له المعارج والأركان بالغرف‬ ‫لما أبوا قول ذات العقد والشنف‬ ‫أفل النفاق عليهم دك بينهم‬ ‫سوا الإمام وقد ذاقوا الحمام فلا‬ ‫يد‬ ‫عفي‬ ‫صجمع‬ ‫لبعد‬ ‫اوا‬ ‫تفرق‬ ‫بكتهم مقلة بالم دمع الذرف‬ ‫مر‬ ‫أ ذا‬ ‫لُجز‬ ‫اا ي‬ ‫و كذ‬ ‫يفعل‬ ‫ومن‬ ‫ما ضر ناصر من أهل النفاق فم‬ ‫غير خفي‬ ‫إذا تكلم منسوب إلى الجيف‬ ‫وصله نبر يُسَتفَ في الصحف‬ ‫أوداهم إفكهم فاست صحبوا سقرأ‬ ‫إن ابن مرشد لا زالت محامده‬ ‫ما فوفت روضة في ثغر كل وفي‬ ‫لله من ناسك أضحت محاتده‬ ‫لها مناسك فضل نير الشرف‬ ‫والنثر الجلي لله‬ ‫الصدقت"ا‬ ‫لا زال فايلنظم‬ ‫ومن‬ ‫من‬ ‫فضائله وبر ‏‪ ١‬هينه‬ ‫زر ع‬ ‫‏‪ ١‬لإمام ‘‬ ‫الله عنف‬ ‫رضى‬ ‫ببت المال “۔ فتحرشت‬ ‫وثبت‬ ‫اليه ‘ ووضعت‬ ‫مدح يقصرعنه‬ ‫أن مطية لبعض‬ ‫تحرشا ۔ كاد‬ ‫بفضي‬ ‫أن‬ ‫رقبتها عليه ۔ وححيين‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسهك‪ ‘،‬ص‪‎‬‬ ‫الرجال ‪ .‬أكلت مع ‏‪ ١‬لإغفال ‘‬ ‫بها الى الزو ال‪ ،‬فلما‬ ‫أتى صاحبها ‘ سأله‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫ر لت‬ ‫عنها‬ ‫‪.٤٩١‬‬ ‫(‪ )٢‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪‎.‬‬ ‫لؤلؤ‬ ‫ا لأدبية والتاريخية العمانية‪‎‬‬ ‫فأخبره عما كان منها‪ ،‬فسامحه وأحله وإليه أدنابها‪ ،‬ومسح بيده على رقبتها فزال‬ ‫عنها عناها(‪ .‬شعرا‪:‬‬ ‫من إليه كناصر الطهر شان‬ ‫أطعام لها انبرى أم طعان‬ ‫هكذا العدل هكذا البرهان‬ ‫قد أصاب الشملال داء فقالوا‬ ‫أكلت والإمام لم يدر حتى‬ ‫خيل سنانها أتاه السنان‬ ‫وهوت من تحرش اسقط الوبر‬ ‫منهافعاثث فيهاالهوان‬ ‫نظرت حتفها يعوم فلا نت‬ ‫بإمام منهيرجَى الأمان‬ ‫وضعت رقبة إليها عليه‬ ‫فشنتها باللمس منه البنان‬ ‫نال منه الإحسان فهو كريم‬ ‫من‬ ‫وأتى خاضعأ له من حواها‬ ‫فانثنى بالستًرور يشي‬ ‫فحوى مايحب منه الجنارث‬ ‫عليه‬ ‫وبحمد‬ ‫إنما ناصر بن مرشد ندب‬ ‫رضي الله عنه فهو ولي‬ ‫ومن فضائله وبر اهينه ‪ 04‬رضي‬ ‫أياما‪ .‬ومشظڵ‬ ‫ذلك قورة‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫‏)‪ (٢‬بعد‬ ‫بن‬ ‫أن جر اب تمر أشبع أيام دولته مائة رجل‬ ‫برهانا و إكراماً(") شعرا ‪:‬‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫أن‬ ‫القصيدة‬ ‫غير موجودة‬ ‫أ د ح‪ 0 -‬و التدقيق تبين‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٩٢-٤٩١‬‬ ‫في‬ ‫المصادر‬ ‫اأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫)‪ (٣‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعدد ‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫لهيفوه اللسان‬ ‫ناسك فاضل سري هجان‬ ‫فبه طاب للأنامزماإ")‬ ‫الله عنف‬ ‫أرز ‘ فحسبه‬ ‫أتاهله أتى الاحسان‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١ ٧٧‬‬ ‫‪.٤٩٢‬‬ ‫‏‪ ١‬لأدبية و التاررخية العمانية‬ ‫إن بالعدل تتزل البركات‬ ‫وتتنأى الورى به المسغبات‬ ‫لقوم نمت به الساعات‬ ‫لا عجاب إذا جراب من التمر‬ ‫أو بأزز يقتل في الكيل أياما‬ ‫طوالا إلى الورى أقوات‬ ‫هكذا العدل صنعه إنما نا‬ ‫صر برهانه له آيات‬ ‫في البرايا سرت له الحسنات‬ ‫فاضل ناسك إمام تقي‬ ‫م‬ ‫فعل الطيبات والخير تنميه‬ ‫إذا‬ ‫كيف تسري مجاعة للبرايا‬ ‫وأياابه للورى ثراات‬ ‫ففاق‬ ‫وجد المترب الضَّريك به التبر‬ ‫ابث‬ ‫تم الطيبات‬ ‫ت بعدله الفاقغ ات‬ ‫إن بالعدل يكثر الرزق للنا‬ ‫س وتحلوا بعذبه الحالات‬ ‫لم يزل سعيه مدى الدهر مشكورا‬ ‫فرمان ناصر غايات(‬ ‫ومن فضائله وبراهينهه رضى الله عنه‪ ،‬أنه كان نائما ذات ليلة في سطح بيته‬ ‫بقصرى‪ ،‬فارتقى إليه رجل من أهل النفاق‪ ،‬يريد أن يقتله قسرا‪ ،‬‏[‪ ]٨٣٤‬فلما سل‬ ‫عليه الخنجر‪ ،‬مسكت يده‪ ،‬وتحيّر‪ ،‬وحين انتبه الإمام من رقاده سأله عن مراده‬ ‫فقال‪ :‬ما يسعني غير حلمك وعفوك‪ .‬فإني عزمت على قتلك فهذا ما جرى‪ ،‬كما‬ ‫ترى‬ ‫من‬ ‫فعفى عنه‬ ‫الإمام‬ ‫اللبخغاة ولي‬ ‫ومضصى۔‬ ‫وبده‬ ‫صحيحة‬ ‫ل‪`١‬‏ بها تقلص‬ ‫و لا آلام‪)"(.‬‬ ‫شعرا‪:‬‬ ‫ومن مبادرة الإيحاش مأنوس‬ ‫الله محروس‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‬ ‫ح ‪:‬فظها لنا‬ ‫(‪ )٢‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫رزيق‬ ‫ابن‬ ‫بن‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫في مخطوطته‬ ‫المصدر‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫نفسك‪،‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫‪.٤٩٧٢‬‬ ‫سنان نصل‬ ‫إذا غوي على المرء الولي نضا‬ ‫أتاه الأسر معكوس‬ ‫خناجر البغي لا يغرين خنجره‬ ‫لها إلى الله تسبيح وتقديس‬ ‫من عنده الله نال السعد قاطبة‬ ‫منه فما حظه‬ ‫يأ المنافق لا نصرا لها وجدت‬ ‫أما درت ناصر ا ينوه ناموس‬ ‫لانهرة بظلام فيهممكنة‬ ‫وفي صباح فما تغني الحناديس‬ ‫فكم يد مسكت نصلا وقد مسكت‬ ‫عن الولي فما أسى لها بؤس‬ ‫عز المنافق إيليسأ فقال له‬ ‫هب‬ ‫الإمام بلا‬ ‫فقال‬ ‫ذعر‬ ‫لا نافع لك في المجروس إبليس‬ ‫ما بال نصلك لا في الغمد مدسوس‬ ‫له‬ ‫فقال ما نافعي إلا الصواب فقد‬ ‫فقال كفك هل كت‬ ‫المسعود منحوس‬ ‫أردت قتلك منك العفو ملموس‬ ‫ققال أجل‬ ‫تقلصت إذا دهت قلبي الوساويس‬ ‫فقال لا بأس حركها فقال له‬ ‫تخلصت كل من ناواك مرموس‬ ‫أسرار ناصر تسري والبلاد فلم‬ ‫تجهل بهن الكرام السادة السوس‬ ‫القياس به‬ ‫اذا وجدتم لعدل غاية قيسوا‬ ‫إمام عدل أليا أهل‬ ‫فحمده‬ ‫كل‬ ‫حين‬ ‫في‬ ‫ومن فضائله وبراهينك‪،‬‬ ‫لها به فتية التدريس تدريسُا‬ ‫مدارسها‬ ‫رحمه‬ ‫اللف ورصي الله عنك‬ ‫أن بدويا ضلت له ناقة‬ ‫فتجشهَ‬ ‫في طلبها وعرا وسهولا‪ ،‬ورأى أثر قدم استظهرها عرضا وطولا‪ ،‬فانتهى به قص‬ ‫‏‪ ١‬لأثر الى خميلة منحشر ة الشجر ‘ مخضلة الز هر و الثمر ‘ فسمع صوتا‬ ‫من‬ ‫باطن‬ ‫( بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫كرة تلك الشجر الداني يقول‪ :‬أبشر بالتهاني فإن ناقتك في المكان الفلاني‪ ،‬وقل‬ ‫للإمام الأرشد ناصر بن مرشد أن يلزم هذه السيرة فإنها سيرة خيرالأنام محمد عليه‬ ‫أفضل الصلاة والسلام‪ ،‬فرجع البدوي مذعورأ‪ ،‬تمسك صدره المضطرب الرواجب‪،‬‬ ‫و رأى ناقته في المكان الذي وصفه له ذلك المخاطب ‪ ،‬فركبها و مضى بنجح‬ ‫المرام إلى الإمام‪ ،‬فأخبره في محفل من الورى‪ ،‬عما قيل له ورأى‪ ،‬واتفق أن الإمام‬ ‫رأى في المنام بدويأ يبشره أنه على سيرة خير الأنام محمد‪ ،‬عليه أفضل الصلاة‬ ‫والسلام‪ ،‬فأخبر بذلك الكلام بعض الكرام‪ ،‬قبل أن يأتي إليه البدوي الذي ضلت‬ ‫ناقته‪ ،‬فوجدها‪ ،‬وأخبره عن صاحب الصوت من كرة الشجر المخضرة قبل أن‬ ‫يحرز مقودها‪ ،‬وما قال له‪ :‬قل للإمام‪ ،‬كما ذكرنا إلى تمام الكلام‪ "(.‬شعرا‪:‬‬ ‫المورقات الهواتف‬ ‫ألا من له عرف‬ ‫يغفخمه من لا يرى كالذي يرى‬ ‫عليه‬ ‫به هتفت في‬ ‫ويشي‬ ‫لقد صدق الراوي الذي ذهبت له‬ ‫اذا ننرت تطوى لديها المطارف ‏[‪]٨٣٥‬‬ ‫به‬ ‫وجد‬ ‫لها أرج فيها إليه مواقف‬ ‫عن صدوق في ظلال خمائل‬ ‫الحرف‬ ‫التي‬ ‫ذهبت‬ ‫له سيرة يرضى‬ ‫بها‬ ‫الله ذو‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫إلفهو المخالف‬ ‫ذلول فلاحت حين لاح الطرائف‬ ‫فحاك من القول الطريف مطارفا‬ ‫روى‬ ‫به فهو‬ ‫عارف‬ ‫ومن‬ ‫دلالته الرصف‬ ‫العلى‬ ‫سلامي فذاك الطهر للدين آلف‬ ‫وأحصمد فليحمده راج وخائف‬ ‫سعيد ‪ :‬المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫‪.٤٩٢‬‬ ‫الذي هو‬ ‫واصف‬ ‫أضاعت أقاليم القرى والتتايف‬ ‫عليه بها فهو الذي ببهائه‬ ‫حكى للإمام العدل عما حكى له‬ ‫فكان كما في النوم قيل مقاله‬ ‫بنيه عن الأسرار بالكشف كاشف‬ ‫إليه ومنه طاف ما منه طايف‬ ‫ألا ن محمود الستجية ناصراً‬ ‫على الدين والإيمان والبر عاكف‬ ‫عليه من الرحمن إيماض رحمة‬ ‫ببا تستهل الساريات الذوارفّ)‬ ‫ومن فضائله وبراهينهه رضي الله عنه‪ ،‬أنه كان يعطي نفقة من بيت المال‪ ،‬ولم يكن‬ ‫له قدر يطبخ لهم فيها طعام‪ ،‬فكانت زوجته تنقص من النفقة قليل قليلاًش فلما مضت‬ ‫على ذلك أيام باعتها واشترت منها قدرأ من صفر فلما رآها الإمام‪ ،‬سألها سؤال‬ ‫الحاذق الذمر‪ ،‬وحين أخبرته عن الطي والنشر‪ ،‬قال‪ :‬استعمليها‪ ،‬وارفقي بها مع‬ ‫الإستعمال‪ ،‬فإنها لبيت المال‪ ،‬وأمر وكيل الغلة أن ينقص من نفقتهم ما كانت تنقصه‬ ‫زوجته("أ۔ فانظر لما حوى من صالح الأعمال شعرا‪:‬‬ ‫منال‬ ‫لر م‬ ‫ارلمنزهد لاامث‬ ‫مث‬ ‫الزب كالترب عند الأولياء فلا‬ ‫من أكثر الزهد لم يحفل باإقلال‬ ‫ميل إليهم إلى مال بآمال‬ ‫إذا حوى قدر صفر كان قولهم‬ ‫له الهنى ناصر بالعدل فهو له‬ ‫قلى الدنانير بالدين المنير ولم‬ ‫لها فأنت لبيت المال في الحال‬ ‫مع الإمامة أضحى أصلح أبدال‬ ‫يكن إلى سحتها يوما بأكأل‬ ‫‏(‪ (`١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر‬ ‫الأخرى حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫ا" الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫‏‪.٤٩٢‬‬ ‫ا لأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫وذ رأي فضلة أفضت نفقته‬ ‫والقدر قال لبيت المال مرجعها‬ ‫كذا كذا يفعل الزهد الصريح كذا‬ ‫بنقصيا أمر المعطي بإعجال‬ ‫فإنما مال بيت المال لا مالي‬ ‫فليصنع الصتالح السامي بأفعال‬ ‫ما كل من يسمو في مجد إليه رضئً‬ ‫أسمال‬ ‫بمطعم يرضى أوثوب‬ ‫لقد تسربل زهدا ناصر و أرى‬ ‫لليه ما لاح برق خير سربال‬ ‫حاز الإمامة والزهد الصريح فلا‬ ‫يزهى بملل ولا فل ولا آل("‬ ‫ومن فضائله وبراهينه‪ ،‬رضى الله عنه‪ ،‬أن قاضيه محمد بن عمره" دخل عليه‬ ‫ذات يوم من الأيام‪ ،‬فرأه متغير الحال من الإهتمام‪ ،‬فسأله عن الأجاج والقراح۔‬ ‫فسكت عن الإيضاح‪ .‬ثم أخبره بعد الإلحاح أنه لم يكن له من الطارف والتليد ما‬ ‫ينفقه على أهل بيته لستنة العيد‪ ،‬فذكر القاضي إلى الوالي عبدالله بن محمد أن يدفع‬ ‫إلى الإمام شيئأ من دراهم بيت المال‪ ،‬فدفع إليه عشرة دراهم"'‪ ،‬فانظر إلى ما‬ ‫حوى من صالح الأعمال شعرا‪:‬‬ ‫( بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏(‪ (٢‬محمد بن عمر‪ :‬هو الفقيه العلامة الزاهد العالم العامل‪ ،‬قاضي المسلمين‪ ،‬محمد بن عمر بن‬ ‫أحمد بن مداد بن عبدالله بن مداد بن محمد بن مداد بن عبدالله بن مداد بن محمد بن فضللة‬ ‫المدادي الناعبي‪ ،‬من علماء النصف الأول من القرن الحادي عشرة وأول العلماء المداديين في‬ ‫القرن المذكور‪ .‬والشيخ محمد من القضاة وله أجوبة كثيرة في مسائل الأديان والأحكام۔ انظر‬ ‫الترجمة الكاملة في‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان‪ ،‬ج ‏‪ ،٣‬‏‪٠٧٤٥٧٤.‬ص‬ ‫(‪ (٣‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن سعيد‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫‪.٤٩٢‬‬ ‫ألا تل هكذا فعل الحمبد‬ ‫ومن في قلبه خوف‬ ‫يد بيضاء من بيض وصفر‬ ‫إلى ملك خلت‬ ‫الإبام غنيزهد‬ ‫ألا إن‬ ‫إليه‬ ‫ألى عيد‬ ‫‏[‪]٨٣٦‬‬ ‫الوعيد‬ ‫أيام ع‬ ‫فقير من طريف والتلرب‬ ‫من‬ ‫ولا إليه‬ ‫د‬ ‫دذ‪١‬‏‬ ‫الأتلاد كفوء للوليد‪.‬‬ ‫أراك اليوم في همَعتيد‪.‬‬ ‫فقال إليه قاضيه بلطف‬ ‫فوافا‬ ‫يد للعب‬ ‫إليه النزر من كنز مديد‬ ‫كذا شأن الإمامة إن حواها‬ ‫ولي‬ ‫لا ين اق بالسجود‪.‬‬ ‫حوى الرشد بن مرشد فهو عدل‬ ‫اليه‬ ‫فكان النشر منه بعد طي‬ ‫واليه‬ ‫فناجا عنه‬ ‫د‬ ‫عليه ألسئن النساك تشي‬ ‫الز ه‬ ‫مأ‬ ‫ل‬ ‫د أ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪- ٣‬‬ ‫ذ‬ ‫الدأه‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ك بالزهد‬ ‫وتتلو الحمد في بيض وسود‬ ‫(‪(١‬‬ ‫ومن فضائله وبراهينه‪ ،‬رضي الله عنه‪ ،‬أنه منذ سكن عقر نزوى ‪ ،‬بعد البيعة كما‬ ‫يروى لم يمت من بشرها كبير ولا صغير والخبر شهير شعرا‪:‬‬ ‫يطول العمر بالعدل الطويل‬ ‫ومن جم‬ ‫وكثر العدل إقلال العويل‬ ‫ألزى كثر العويل بنزر عدل‬ ‫وك‬ ‫ل‬ ‫محا‬ ‫‪4‬‬ ‫اص‬ ‫حت‬ ‫محد‬ ‫التى جم‬ ‫الجميل‬ ‫لللاصر ربعها غير المحيل‬ ‫‏‪١‬‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٨٣‬‬ ‫إبام فاضل‬ ‫مافاه‬ ‫فتى حاوي‬ ‫عنه‬ ‫تطول بعدله الأعمار حتى‬ ‫الفضائل‬ ‫بالفضول‬ ‫كأن الموت عنها في رحيل‬ ‫يحل النير حيث يحل طرأ‬ ‫ففاللشر فيه من سبيل‬ ‫يقوم إذا أقام بكل أرض‬ ‫مقام السحب طرا والسيول‬ ‫وللأغصان بالأنواء نور‬ ‫و للأطيار أنواع الديل‬ ‫إله العرش والهادي الرسول‬ ‫إليه سيرة غرأء تزضي‬ ‫به الأعمار طالت أي طول("‬ ‫لقد حاز الثناء المحض حتى‬ ‫ومن فضائله وبراهينه‪ ،‬رضي الله عنه‪ .‬أنه لم يفترس في أيام دولته ذئب شاة‬ ‫بألض‬ ‫عمان ‘ حتى مات‪.‬‬ ‫تغمده‬ ‫الله بالمغفرة و الرلضو الن ‘ شعرا ‪:‬‬ ‫بالعدل لا أطلس للشاة يفترس‬ ‫إن الإمام الولي العدل ناصر ذو‬ ‫إذ نوره العدل منه يهرب الغلس‬ ‫نصر به لا يصول العابث الشكس‬ ‫أسانه جنة للناس فهو به‬ ‫من العو اء أصاب الأطلس الخرس‬ ‫إذا رأى الذيب شاة راغ مندهشا‬ ‫عنها وقل له من رعبه النفس‬ ‫وكل باغ تشكى وخز هيبته‬ ‫كأنما خطه من رمحه الورس‬ ‫أمانه للورى شمسا غدا ولهم‬ ‫يدرحلمفل به القبس‬ ‫أمسى هو الب‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٨٤‬‬ ‫به الهدى رائق الإيراق وهو به‬ ‫حمى الضلال وربع البغي مندرس‬ ‫يحاذر الليث والسرحان هيبته‬ ‫فعن سطى الذيب أهل الكفر قد نعسوا‬ ‫مطهر بسيوف‬ ‫العدل كل‬ ‫حمى‬ ‫يحله‬ ‫بخس‬ ‫أو كافر‬ ‫بخس‬ ‫‏[‪]٨٣٧‬‬ ‫وكل من سلك الخشصاف منزله‬ ‫ينيره العدل لا بالجور يخظس‪:‬‬ ‫به الهدى رائق الإيراق وهو به‬ ‫لا زال بالنصر مشهورا وهيبته‬ ‫حمى العدى بالمواضي أرسم درس‬ ‫بها الهزبر إذا ما ضامه نكسرُ')‬ ‫فيا أيها الباحث عن السبب الباعث إلى إمامته وإظهار براهينه وكرامته‪ ،‬وهو السيد‬ ‫الفاضل الأرشد ۔ ذو الورع الناسك ناصر بن مرشد بن سلطان بن مالك بن‬ ‫أبي‬ ‫العرب اليعربي العربي نسبأ‪ ،‬وقصرى الرستاق مسكنأ‪ ،‬والإباضي مذهبا لقد جرى‬ ‫بعمان من الجور والطغيان‪ ،‬قبل أن يلي الإمامة‪ ،‬ويعم عدله الخاصة والعامة ما‬ ‫يتعذر حصره على العلماء الأعلام‪ ،‬بجموع الصحف والأقلام مع كثرة الليالي‬ ‫والأيام‪ ،‬وتفاقمَ الظلم واندرسَ العلم بعمان‪ ،‬فصار أهلها في هوان وتناهي امتهان‬ ‫من أهل البغي والطغيان‪ ،‬أعراضهم وأموالهم منهوكة مهتوكه‪ ،‬ودمائهم‪ ،‬مسفوحة‬ ‫مسفوكةة لا دائد لهم مجير‪ ،‬ولا قائد خفير‪ ،‬ولا نابه يفوهُ بإصابة الصواب‪ ،‬ولا عالم‬ ‫عيلم له يد في المسألة والجواب‪ ،‬حتى بلغنا أن ملكأ من ملوك اليعاربة من أهل وبل‬ ‫الرستاق‪ ،‬لما كثر الجهل من الفسأق‪ ،‬واضمَّحل العلم وأهله من عمان على الإطلاق‬ ‫لم يحصل إليه قاض من أهل الاستقامة يقضي بين الخاصة والعامة فأتي له بقاض‬ ‫‏(‪ (`١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫من أهل الخلاف‪ ،‬الحائدين عن الانصاف فلما تولى الحكم‪ ،‬استعمل فيه الظلم‪ ،‬حتى‬ ‫أراد أن يدرس به مذهب الاستقامة وأن يذهب المتمسكون به إلى مذهبه المضي‬ ‫لضة السلامة فسحقأً له من حائد لم يسلك الرشاد‪ ،‬ولم يبلغ السداد‪ ،‬ومن الناس من‬ ‫يعجبك قوله في الحياة الدنيا‪ ،‬أو يشهد اله على ما في قلبه‪ ،‬وهو أل الخصام فلإوذا‬ ‫تولى سعى في الأرض ليفسد فيها‪ ،‬ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد“(أ۔‬ ‫لإومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون!" يريدون أن يظفئوا نور الله‬ ‫بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون»("أ فهو كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫قاض‬ ‫بميل عن‬ ‫و اللى اللضاطط‬ ‫الهدى‬ ‫فاذا قضى فقضاؤه‬ ‫لم يصطحبه دليل‬ ‫فهو الصحيح مع الكذا‬ ‫فلما سمع خيار‬ ‫أهل عمان‬ ‫بسوء‬ ‫صنيعه‬ ‫بميل‬ ‫ب مع الصواب عليل‬ ‫وتشنيعه‪،‬‬ ‫بعثوا كتبهم بعزله الى الذ ي‬ ‫أمر ‏‪٥‬‬ ‫بالحكم‪ ،‬فعزله وأراح الله العباد من الظلم‪ ،‬في ذلك الزمان بالعدل‪ ،‬إذ لم يبق أحد‬ ‫من‬ ‫أهل المدن‬ ‫و القر ى‬ ‫من‬ ‫أهل عمان‬ ‫الا وتجر ع‬ ‫غصص‬ ‫المخاوف ‘ وصار‬ ‫في‬ ‫قبضته الهوان والامتهان والمتالف إلا قليلاً‪ ،‬والقليل من روادف الر‪.‬واجف صار‬ ‫() سورة البقرة‪ ,‬الآية ‏‪.٢٠٥‬‬ ‫‏)‪ (٢‬سورة‬ ‫المائدة‬ ‫الآية‬ ‫‏‪.٤٥‬‬ ‫"( سورة الصف‪ ،‬الآية ‏‪.٨‬‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫عليل ضئيلاًش فلما تفاقم الظلم بعمان‪ ،‬عم الجور والنفاق‪ ،‬ووقع طائرالشقاق بين أهل‬ ‫الرستاق‬ ‫غدو ا لما د ارت‬ ‫قومت‬ ‫الدو أئلز ۔ كما‬ ‫تمم البغ‬ ‫قال الشا عر ‪:‬‬ ‫إ لى الفضطايع بالصتفاح‬ ‫اة‬ ‫وتقول إن جتت‬ ‫ببخي‬ ‫ألوالهم وهي الأجاج‬ ‫إليهم مثل‬ ‫ودمائهم وهي‬ ‫الحرام‬ ‫عليهم مثل‬ ‫وإل يهم شري‬ ‫الكرام‬ ‫ومق‬ ‫الهم عذ‬ ‫د الجذ‬ ‫ض الم‬ ‫إن ذا بع‬ ‫ألذ من‬ ‫وح‬ ‫ا‬ ‫ى الم‬ ‫زاح‬ ‫القراح‬ ‫المباح‬ ‫أرى وراح[‪]٨٣٨‬‏‬ ‫اتم لا جناح‬ ‫وكان يومئذ ملك الرستاق مالك بن أبي العرب على الإطلاق‪ ،‬وملك نخل بلا ريب‬ ‫سلطان بن أبي العرب('أ‪ ،‬وملك سمائل مع الجمهور مانع بن سنان العميري‬ ‫المشهور‪ .‬وملك حصن سمد العالي علي بن قطن الهلالي ‪ 0‬وملك إبرا عن أهل‬ ‫الراية والخير محمد بن جفير‪ ،‬وإزكي على الشهرة بيد بني عزرة‪ ،‬ونزوى بيد‬ ‫أهل العقر كما يروى‪ ،‬ومنح عما روت أهل الأمثال السائرة بيد الأغابرة‪ ،‬ومع‬ ‫السامع والرائلى حصن بهلا‪ ،‬وحصن بلادسيت بيد سيف بن محمد الهنائي۔ وحصن‬ ‫مقنيات وبات على المشهور بيد الجبور‪ ،‬وحصن ينقل في ذلك الزمن بيد الهلالي‬ ‫ناصر بن قطن‪ .‬وحصون جوً توام عن كل مفضال بيد بني هلال‪ ،‬وحصن لوى بيد‬ ‫‏(‪ (١‬سلطان بن أبي العرب‪ :‬والس عاش في القرن الحادي عشر الهجري ‪ ،‬تولى الزعامة على نخل‬ ‫قبيل قيام دولة ابن أخيه الإمام ناصر بن مرشد اليعربي‪ ،‬الذي حاربه‪ ،‬وانتزع منه نخل‪ .‬انظر‬ ‫دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.٨١‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫المنبوب لهم اللوى لبحير سيف بن محمد بن جفير‪ ،‬وحصن جلفار الصنير بيد‬ ‫العجمي ناصر الدين عن الجماهير‪ ،‬وأما صحار ومسقط وقريات وصور فبيد‬ ‫النصارى على ما روى الجمهور‪ .‬فاجتمعت أراء المسلمين الذين لا تأخذهم في الله‬ ‫ملامة والمتمسكين بمذهب الاستقامة أن ينصبوا لهم إمامأ يأمرهم بالمعرورف‪8‬‬ ‫وينهاهم عن المنكر المأنوف‪ ،‬فاجتمعت مع ذلك المرام من جهابذة العلماء الأعلام‬ ‫سبعون رجلا لا يطوون عزائمهم‪ ،‬إذا نشروا إلى الحرب علم الأعلام شم‬ ‫الأنوف‪ ،‬يتوثبون إلى الصتفوف كأساد الشرى‪ ،‬شراة يرون من باع نفسه في سبيل‬ ‫الله بها حياته اشترى‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫الجهاد‬ ‫دلفات الق ساور الأآساد‬ ‫استقاميّة لهم في‬ ‫قاليهم فيه أمر المنأيا‬ ‫لا يشك المنيب أمر المراد‬ ‫لم تذر بي ضم عنيدأ ولا سمرا‬ ‫وبيضا إلى أهيل العناد‬ ‫لم يرعهم ضرب الرقاب ولا طعن‬ ‫صدور‬ ‫بالذابلات الصتعاد‬ ‫إنما الضرب عندهم ضرب والطعن‬ ‫فند يوم الوغى والجلاد(')‬ ‫فغدا حدهم له بالحداد‬ ‫مقتوا كل مايل لضلال‬ ‫وكان القدوة لأولئك الأعيان في ذلك الزمان المجأ في المراقي و النظر الشيخ‬ ‫التقي‪ ،‬الجهبذة الناسك‪ ،‬خميس بن سعيد الشقصي الرستاقي‪ ،‬فلما أمعنوا النظر‬ ‫بمركزه في الإمامة وصاحبها المتسربل بأثواب الثواب والكرامة‪ ،‬كلمهم قال في‬ ‫‏(‪ )١‬انظر الأبيات في‪ :‬ابن رزيق“‪ ،‬حميد بن محمد‪ :‬الفتح المبين في سيرة السادة آل بوسعيديين‪،‬‬ ‫ص‪.٢٣٠ ‎‬‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫المجال‪ :‬ليس لها غير الفاضل الممجّد ناصر بن مرشد‪ ،‬فلما مضوا إليه‪ ،‬وأخبروه‬ ‫بما عولوا عليه‪ ،‬أجابهم إلى ذلك بعد عذر بسيط متدارك‪ ،‬فعقدوا له الإمامة جهرا‬ ‫في مسجد قصرى‪ ،‬في يوم الجمعة‪ ،‬السادس من شهر الحج‪ ،‬بغير خلف‪ ،‬عام أربع‬ ‫وثلاثين بعد الألف‪ ،‬وكان مسكن الإمام المذكور على المشهور في قصرى الرستاق‬ ‫على الإطلاق‪ ،‬فلما بايعته المسلمون‪ ،‬وعلم ببيعته الشرائية الأذنون والشاسعون‪،‬‬ ‫لانت بذيول رايته آساد النزال وأيتته‪ ،‬لا سيما رجال اليحمد بالأنفس والأموال‪،‬‬ ‫وقال مالك بن أبي العرب المالك لقلعة الرستاق استهزاءأ بين أهل الشقاق‪ ،‬افتحوا‬ ‫أبواب القلعة لناصر ومن معه‪ .‬لإزالة البدعة‪ ،‬فطفقوا في استهزائهم يقهقهون‪ ،‬الله‬ ‫يستهزء بهم‪ ،‬ويمدهم في طغيانهم يعمهون‪ .‬فلما دلف إليه رجال‬ ‫‏[‪ ]٨٣٩‬الإستقامة‪.‬‬ ‫أخرجه ومن معه يعض الكف من الندامة فظل مالك يخاطب بلسان حاله عند‬ ‫زياله من كان له صديقا جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا»()‬ ‫شعر أ ‪:‬‬ ‫ما أشرق الرستاق بعد ظلامها‬ ‫وأتتهانورأ بنور إمامها‬ ‫إن ابن مرشد للبريّة مرشد‬ ‫نالت به الأفراح في أيامها‬ ‫ها‬ ‫مشمس‬ ‫افهو‬ ‫لمسا‬ ‫ظلت ش‬ ‫إن ق‬ ‫أو قت بدرأ فهو بدر تمامها‬ ‫حة‪٦‬‏ حسامها‬ ‫متسربل درع الإمامة ضارب‬ ‫جيد العدى بوميض‬ ‫لم يبق جورأ عدله لمعاند‬ ‫همم العداة أذل من أقدامها‬ ‫إن الضلال به انتوى وبه خلت ‪ /‬كرة البسيطة من دجى إظلامها‬ ‫() سورة الإسراء۔ الآية ‏‪.٨١‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫أمن ندب إمام‬ ‫عادل‬ ‫أو ما يرى الرستاق خالية من‬ ‫لا زال شمسا للعباد ولم تزل‬ ‫نصر الإله على الأعادي ناصرأ‬ ‫للمسلمين غدا سنام سلامها‬ ‫لف ساق حالية بعقد نظامها‬ ‫ميها‬ ‫ات ف‬ ‫ظشئ‬ ‫عما‬ ‫إفقل‬ ‫فكأ‬ ‫وأذاقها بظباه كأس حمامهيذ(")‬ ‫فلما صارت إليه قلعة الرستاق‪ ،‬وانشقت شقشقة أهل الشقاق‪ ،‬رحل إلى نخلة‬ ‫مستصحباً جيشا لهاما فاصطلم حصنها من ابن عمه سلطان بن أبي العرب" بعد أن‬ ‫حاصره أيامأ‪ ،‬ثم إن سلطان بن أبي العرب نقض إبرام العهد والميثاق‪ ،‬قبل أن‬ ‫يرجع الإمام إلى الرستاق‪ ،‬فحصره الإمام في حصنها المشيد‪ ،‬ومع سلطان فئة من‬ ‫أهل نخل مناكيدش وقد أتت نصرة إلى الإمام رجال اليحمد وغيرهم من الأنام‪ ،‬فبذد‬ ‫بهم شمل الأعداء بعد الإلتأ‪,‬۔ وحين خلصت إلى الإمام بلدة نخل‪ ،‬وصارت إليه‬ ‫البيعة من أهلها على الآحاد والجُمل‪ ،‬رجع بحسن الوفاق‪ ،‬إلى الرستاق‪:‬‬ ‫نخل نما بسليل ناصر نورها‬ ‫أضحت به وضأحة فكأنما‬ ‫وسرى إلى سر القلوب سرورها‬ ‫شمس الضحى منها يلوح سفورها‬ ‫وكأنما من لؤلؤ و حصاتها‪:‬‬ ‫وصعيدها جريالها وعبيره ا‬ ‫إن الإمام الندب ناصر ناصر‬ ‫ألزلجا عمان وأهلها ونصيرها‬ ‫كانت ترى نخل دجئ فأنارها‬ ‫إذ شم سها هو حسبها ومنيرها‬ ‫بلد به أضحت تروق جنانها‬ ‫وتلوح بالنور الجلي قصورها‬ ‫من كان يقصر عن زيارتها الخطا‬ ‫في كل حين بالسرور يزروها‬ ‫( بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫أضحت‬ ‫غصونها‬ ‫تمبس‬ ‫يصبي‬ ‫وحمامها‬ ‫هديلها وهدير ها‬ ‫الثلوب‬ ‫أضحت بناصر في أتم سرورها‬ ‫معذونب لفم الأنام نميرها‬ ‫رضي المهيمن عنه فهو من الورى‬ ‫تثني عليه صدورها وسطورهاا‬ ‫ثم إن الإمام بعد أن لبث في الرستاق بعض الأيام على الإتفاق‪ ،‬وفد إليه الشيخ أحمد‬ ‫ابن سليمان العبسي برجال من قومه‪ ،‬كرام الشمائل‪ ،‬ورجال من قبل مانع بن‬ ‫سليمان العميري‪ ،‬يدعونه إلى الإستيلاء على حصن سمائل‪ ،‬فأجابهم إلى المقال‪،‬‬ ‫ووثب إليها بمصاليت أبطال من اليحمد وغيرهم ‏[‪ ]٨٤٠‬المشهورين بزلازل النزال‪،‬‬ ‫فلما وصلها‪ .‬أخذ البيعة من أهلها جميعا ‪ .‬وترك مانع في حصنه‪ .‬لما رآه له سميعا‬ ‫الإمام بجيشه الهمام إلى إزكي ومعه الشيخ الثقة خميس بن سعيد‪،‬‬ ‫مطيعا ‪ 0‬ثم مضى‬ ‫كما ذكر المحكي۔ ‪4‬فلما وصلها‪ ،‬حمل رجالها‪ ،‬إذ سلمت إليه أنفسها ومالهاێ شعرا‪:‬‬ ‫زك‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫زك‬ ‫ذ‬ ‫فشر‬ ‫فها‬ ‫بضيائه‬ ‫نعم إن ابن مرشد‬ ‫أفق‬ ‫شمس‬ ‫بعدل‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫أشم‬ ‫فقالت‬ ‫و بدر‬ ‫عدل‬ ‫حوت إزكي به أنواع نور‬ ‫مذ‬ ‫‪4‬‬ ‫بن ج‬ ‫س‬ ‫اب‬ ‫أنت‬ ‫إن تفاخرت‬ ‫ت‬ ‫الللام‬ ‫بدر‬ ‫تمام‬ ‫الكرام‬ ‫وأنواء تجول بهاالغمام‬ ‫فقل لعمان إنك في أمان‬ ‫تقيل مع المتباع به الستوامْ‬ ‫لقد أفنى العدى بوميض بيض‬ ‫يطير بهما للأعداء هله‬ ‫به يبكي ويبتسم الحسام‬ ‫أتيح لناصر نصر وفتح‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‬ ‫ح ؤفظها لنا ابن رزيق في مخطو طته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫معاد‪_ ,‬‬ ‫ه‬ ‫سعته‬ ‫رأ‬ ‫سد‬ ‫مو الد‬ ‫أرد‬ ‫حم‬ ‫يمن على أعاديه مراد‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪1 ٣‬‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫‪ ٨‬أأ‬ ‫‪,‬‬ ‫سم‬ ‫ويحلو للمحب به المرلهً‬ ‫برضوان يسرمده الدول)‬ ‫عليه رحمة الرحمن تسري‬ ‫ثم مضى بجيشه إلى نزوى‪ ،‬فالتقته أهلها بالترحيب وأقام بعقرها‪ ،‬فصدع الباظضل‬ ‫بعدله المهيب‪ .‬فلبث فيها بعض الشهور عل المشهور‪ ،‬ثم إن بعض أهل المكر من‬ ‫أهل العقر ‘‬ ‫الخاصة‬ ‫أر اد أن بخرجه‬ ‫بذلك‬ ‫محض‬ ‫من‬ ‫الخسرة‬ ‫كرة‬ ‫وطوو ‏‪ ١‬النشر عن‬ ‫الحجر ة‬ ‫و الحسر ة‪ ،‬فلما كان‬ ‫إلى المسجد الجامع ‪ .‬وحوله من‬ ‫يوم‬ ‫حاولو ‏‪ ١‬البغي ‪ ،‬يمشون‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫الجمعة “۔ خر ج‬ ‫فنالت‬ ‫‏‪ ١‬لإمام للصلاة‬ ‫مشية الخاضع الخاشع ۔ فلما‬ ‫قضيت الصلاةة‪ ،‬أخبر الإمام بعض الأنام عن شأنهم‪ ،‬فلما شاعت إليه أشياء شنانهم‪،‬‬ ‫أمر بإجلائهم من‬ ‫البلاد ۔ ونهى‬ ‫عن قتلهم ؤ و البطظلش بهم‪ ،‬مع‬ ‫القرب‬ ‫وا لإبتعاد ‘‬ ‫فتفرقوا أيادي سبا في البلدان‪ ،‬ولج جمهورهم إلى سيف بن محمد الهنائي" ببهلاذ‬ ‫و الى العميري‬ ‫مانع بن‬ ‫فشايعهم على الضلالة‬ ‫سنان ‘‬ ‫وقبد كان‬ ‫مانع قد‬ ‫وفتق الرق ۔ وضد‬ ‫عاهد‬ ‫ا لإمام‬ ‫الصدق ّ وقد زهى‬ ‫على‬ ‫سيف‬ ‫اتبا ع‬ ‫بن‬ ‫الحق ّ‬ ‫محمد‬ ‫) بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫ا" سيف بن محمد الهنائي‪ :‬قائد ‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري سار بقومه من بلاد‬ ‫سيت إلى بهلا مناصرا للأمير عمير بن حمير فتولى الحكم بها‪ ،‬بعد أن أصبح كل جزء من‬ ‫ليه الإمام جيشا بقيادة عبداللك بن غسان‪ ،‬فلما نزل الجيش بلاد سيت‪ ،‬هرب الهنائي من‬ ‫الحصن ‘ فأمر الو الى بهدم حصنك‬ ‫فهدم ّ ثم أتى الهنائي الى ‏‪ ١‬لإمام يطلب منه العفو و الغفران‬ ‫ودانت بذلك للإمام جميع قبائل عمان‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫‏‪.٨٧‬‬ ‫الهنائي المتولي حصن بهلا بمشايعة الفئة الناكثة‪ ،‬وتخيلت إليه بواعث من نفسه‬ ‫العابثة‪ ،‬فلم يزل الإمام يغازيه‪ ،‬ويفل شوكة عازيه‪ ،‬وقد أشاد الإمام بشورى كل‬ ‫ناسك الحصن القديم الذي بناه بالعقر الإمام الصلت بن مالك» فلما أكمل بنيانه‪.‬‬ ‫واستملح عيانه‪ ،‬أتته رجال أهل منح لإقامة العدل فيهم‪ .‬وكف كف من يبغي‬ ‫يوافيهم‪ ،‬فوفد عليهم برجال ضياغم كماة أكارم‪ ،‬فاستأصل الحصن والبلاد‪ ،‬وأنال‬ ‫العباد من عدله وإحسانه المراد‪ ،‬شعرا ‪:‬‬ ‫لقد حوت منحاً لم أحصها منح‬ ‫وعسّهابالإمام العادل الفرع‬ ‫ألقى لها ناصر نصرا به انشرحت‬ ‫وكل صدر بنصر منه منشرخ‬ ‫لها بهاء به الإبهاج متضنح‬ ‫لها به حصل الإبهاج فهي به‬ ‫‏[‪]١٤١‬‬ ‫تهنى الأنام به فهو الإمام لهم‬ ‫بعدله الناس بالإيناس في دعة‬ ‫ومنه أفراحهم ما ابتزها الترع‬ ‫بأمنه العفر والسيدان تصطلخ‬ ‫بابن مرشد نال الناس رشدهم‬ ‫فعنهم ما يُعني النفس منتزحُ‬ ‫بعدله دسّر البغي البهيم فما‬ ‫بنوره ظلمات‬ ‫لله من عادل ندب فلا عرض‬ ‫به يُحَسأُإلى باغ ولاشبح‬ ‫يشي‬ ‫من‬ ‫فلما‬ ‫عليه ويتلو حمد‬ ‫الصدور‬ ‫خلصت‬ ‫سطور‬ ‫له‬ ‫منح‬ ‫صن‬ ‫بالعدل‬ ‫سورته‬ ‫محامده‬ ‫وحصلت لها من‬ ‫مغتبىق‬ ‫فكم لنا الشارحون‬ ‫عدله المنح‪،‬‬ ‫البغي تتش‬ ‫سار‬ ‫الحمد‬ ‫رجع إلى نزوى ‪،‬‬ ‫ومصطبح‬ ‫قد‬ ‫شرحو ‏‪)١( ١‬‬ ‫عما يروى‪،‬‬ ‫أتته رجال أهل سمد الشأن بخضوع ولذعان‪ ،‬وكان يومئذ ملك حصنها العالي علي بن قطن‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٩٣‬‬ ‫الهلالي ‪ ،‬فيعث اليها ‏‪ ١‬لإمام جيشا يعب بالشجعان‬ ‫أميره الشيخ الفقيه مسعود بن رمضان‬ ‫‏(‪‘ )١‬‬ ‫فلما وصلها‪ ،‬استأصلها‪ ،‬واستعذبت الكرام زلالها‪ ،‬حين نزلها‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫سمد الشأن حزت بالعدل شازننا‬ ‫وانتوى عنك كلما قيل شانا‬ ‫صرت خير المكان والعدل لا زا‬ ‫ل بأنواره يزين المكان ا‬ ‫نلت عدلا من ناصر وبه نال‬ ‫ما أحيلا به عمان لقد أضحت‬ ‫من الله ذي العلى الرضوانا‬ ‫عمان بهتجرالأمانا‬ ‫را وطابقتت بالقصور الجنانا‬ ‫أنت إن لحت لحت للعين أنها‬ ‫مزرق البغي وانتوى الخوف عنها‬ ‫في تغري أمانه إعلانا‬ ‫حاز فضلا ً ينيره منه برها‬ ‫ن فأضفى الأفضال والبرهانا‬ ‫إلييا من كان شهمااً لسانا‬ ‫إلنلحال ألسنا يخفض السمع‬ ‫إل الجمان والمرجان _ ا‬ ‫شمس عدل وبحر علم فلا يلفظ‬ ‫ونال العدو منه الستنانا(")‬ ‫نال منه محبة سنن الفضل‬ ‫‏(‪ (١‬مسعود بن رمضان‪ :‬الشيخ العلامة الفقيه مسعود بن رمضان بن سعيد بن محمد بن أحمد بن‬ ‫عمر بن نبهان بن مظفر بن نبهان بن ذهل بن محمد بن عمر بن نبهان بن عثمان النبهاني‬ ‫النزوي العقري‪ ،‬كان مسكنه سمد نزوى‪ ،‬وكان من قضاة الإمام وولاته‪ ،‬وهو الذي افتتح سمد‬ ‫الشأن للإمام ناصر وللشيخ مسعود فتاوى كثيرلاة‪ ،‬توفي في أيام الإمام ناصر بن مرشد اليعربي‪.‬‬ ‫انظر الترجمة الكاملة في البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص ‏‪.٤٩١ - ٤٨٩‬‬ ‫"ا بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫فلما صارت إلى الإمام سمد الشأن‪ ،‬وفدت عليه رجال إيرى بإذعان‪ ،‬وكان ملكها‬ ‫يومئذ عن كل نابه وحبر محمد بن جفير بن جبر‪ .‬فدلف إليها الإمام وحصل لها إذ‬ ‫خلصت له الكرام‪ ،‬ودانت إليه جعلان وسائر الشرقية‪ ،‬ففازت أهلهن بعيشة رضيةة‬ ‫شعر ا‪:‬‬ ‫قل لإبرا وس ئئر الشرقية‬ ‫جاعكن الهنى أرى بالسويه‬ ‫ن فضل الإبام فاض عليكن‬ ‫البريه‬ ‫ببعد طعن الصدور بالسمهريَه‬ ‫ولجعلان قد أت ك أمان‬ ‫على‬ ‫أبر‬ ‫أنه‬ ‫ناسك سار سيرة الناسك الصة‬ ‫يق أو سار سيرة عمرته‬ ‫استقاميا أبيض الوجه والفعل‬ ‫نقي التقى رضئُ السجيّة‬ ‫حبه الين لا الدراهم و الذ ‏‪١‬‬ ‫ذة لاجمم‬ ‫بذل النفس للجهاد وقال الشر‬ ‫ف المحض في ظبى المشرفيّة[‪]٨٤٢‬‏‬ ‫أمان‬ ‫فهي غراء بالفعال الرضيّة‬ ‫انما ناصر بن مرشد مفضا‬ ‫ل إمام زاكي الفعال الجلة‬ ‫منه نالت عمان محض‬ ‫الله عنه فهو ولي‬ ‫رضي‬ ‫صرة‬ ‫ع_سجنيّة‬ ‫يتولاه ذو المساعي الزكي ة"ا)‬ ‫ثم إن الإمام رجع إلى نزوى مؤيدا بالنلاموس‪ ،‬وبقيت صور وقريات ومسقط‬ ‫وصحار‬ ‫‏)‪ (١‬بعد ا‬ ‫الأخرى‬ ‫ببرد النصار ى‬ ‫‪+‬‬ ‫و التا قية‬ ‫الطموس <‬ ‫تبين‬ ‫ح ‪:‬فظها لنا ابن رزيق‬ ‫أن‬ ‫القصيدة‬ ‫وقد‬ ‫أنفذ‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫غير موجودة‬ ‫في مخطو طته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫‪١٩٥‬‬ ‫جيشا‬ ‫الى بهلا ‘ فرجع‬ ‫في المصادر‬ ‫أمير ه من‬ ‫‏‪ ١‬لأدبية و التاريخية العمانية‬ ‫قاع المرخ لرأي رآه من المناجزة الأولى‪ ،‬ثم جمع جيشأ جرارأ‪ ،‬وضم إليه رؤساء‬ ‫أخيارا‪ ،‬ومضى به إلى الظاهرة بعزيمة قاهرة‪ ،‬وحين وصلها‪ ،‬نصرته رجال‬ ‫الغيالين على القالين‪ ،‬ففتح وادي فدا على رغم العدى‪ ،‬وأقام أركان حصنها القديم‬ ‫فأجره على الله الكريم‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫بنى الإمام العدل حمنا‬ ‫فجاء إليه راكبهم ذا‬ ‫يلا‬ ‫على رغم العدى كهلا وناشي‬ ‫‪2‬‬ ‫يعثره الجوى في زي ماشي‬ ‫يقول للصحبه و العيس تحدي‬ ‫به و بهم أرى ذا الذل فاشي‬ ‫ألا إن الإبم إليه جيش‬ ‫على أعداله ينمو بجاش‬ ‫فليس لنا سوى الإذعان شيء‬ ‫أتيح لناصر نصر وفتح‬ ‫فإني خاشع نكس وخاش‬ ‫لهفي كل حاشيه حواش‬ ‫إذا غشي العداة بجر جيش‬ ‫فلاتبقى لهم منه غواش‬ ‫فبات عدوه يذري دموعا‬ ‫ويفت رش‬ ‫إبام قد أمات الخهل طرا‬ ‫وأضحى العدل منه في انتعاش‬ ‫به أضحى المحب حليف بشر‬ ‫الكابة في الفراش‬ ‫وقاليه بلسع وانتهاش"‬ ‫فلما قضى الإمام وطره من فدى‪ ،‬ورجع مسرورا إلى نزوى بفل شوكة العدى‬ ‫مضصى الى سمد‬ ‫الشأن ‪ .‬فلم ير من‬ ‫أ هلها غير الطاعة‬ ‫و ‏‪ ١‬لاذ عان ‪ .‬ثم مضصى بجيشه‬ ‫الدفاق إلى الرستاق‪ ،‬برجال كرام من بني ريام‪ ،‬فلما وصلها‪ ،‬أتاه صارخ عن نخل‪،‬‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫إن محمد بن جفير بقومه دخلها‪ ،‬فاستحلها‪ ،‬فوثب إليه الإمام بجيش همام فيه من‬ ‫المعاول وغيرهم رجال كالأعلام‪ ،‬فلما سمع محمد بن جفير بجيش الإمام فر فرار‬ ‫الفرار من الإضرام‪ ،‬فلبث الإمام في نخل يومين‪ ،‬ثم رجع إلى الرستاق بنصر الله‬ ‫الخلاق‪ ،‬قرير العين شعرا‪:‬‬ ‫ألم تر إن سار السرور يسايره‬ ‫فما في النضير النسك ندب يناظره(')‬ ‫زكت بالهدى أعراضه وجواهره‬ ‫يؤيده إيمانه فهو طاهر‬ ‫فلما كان مقامه بالرستاق بعض الأيام‪ ،‬وفد عليه الشيخ خميس بن رويشد‬ ‫الضنكي‪)"(٬‬‏ بمعاشر فاخرة يستحثه على حروب الظاهرةة وفل شوكة من فيها من‬ ‫الجبابرة ‏[‪ ]٨٤٣‬فدفق الإمام جيشأ أرعنا عليها‪ ،‬وخيم بالصخبري‪ ،‬حين دلف إليها‪.‬‬ ‫وقد نصرته أهل الشرق الضحاحكة بأموال ورجال متداركة‪ ،‬فلما مضى إلى الغبي‬ ‫أ بعد البحث والتدقيق تبين أن البيت غير موجود في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظه لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫"ا خميس بن رويشد الضنكي‪ :‬الشيخ العالم الفقيه خميس بن رويشد بن خميس المجرفي‬ ‫الضنكي ۔ من‬ ‫علما ء‬ ‫القرن‬ ‫الحاد ي‬ ‫عشر‬ ‫الهجر ي ‘‬ ‫ايام‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫ناصر بن‬ ‫مرشد‬ ‫اليعربي‬ ‫(رحمه‬ ‫ال)‪ .‬وعندما توجه الإمام ناصر إلى الظاهرة‪ ،‬وافتتح وادي فدى وأمر ببناء حصنها‪ ،‬ناصره‬ ‫أهل العلاية من ضنك وكان في مقدمتهم الشيخ خميس بن رويشد‪ ،‬ورجال الفيالين‪ .‬وهو من‬ ‫ولاته وقواد‬ ‫جيشه‬ ‫ولما تحركت الظاهر ة بعد فتحها‬ ‫أقبل الشيخ خميس‬ ‫يستنصر‬ ‫‏‪ ١‬لإمام “‘ فجهز‬ ‫الإمام جيشا‪ ،‬ساربه بنفسه وفتح عبري وحصن الغبي‪ ،‬وولي الشيخ خميس على حصن الغبي‪.‬‬ ‫وللشيخ خميس ارجوزة في الفقه تبلغ مئات الأبيات‪ ،‬أولها‪:‬‬ ‫الحمد لله الذي ليس له‬ ‫قبل ولا ولا عدله‬ ‫توفي الشيخ خميس بن رويشد الضنكي أيام الإمام ناصر بن مرشد‪ .‬انظر الترجمة ونص القصيدة‬ ‫في‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫‏‪.١٤٩ - ١٤٤‬‬ ‫بالرجال ۔ صك‬ ‫بهم دونها جمهور‬ ‫أل‬ ‫فكانت‬ ‫هلال‪،‬‬ ‫بينهم وقعة تطلايرت‬ ‫بها‬ ‫الجماجم‪ ،‬وتصرمت الآجال والصوارم‪ ،‬فقتل من مصاليت الإمام الأشد أخوه جاعد‬ ‫ابن مرشدا ا‬ ‫ومن ساير قومه يسير ‪ ‘،‬ومن‬ ‫فئة الأعداء‬ ‫كثير ‘ والخبر شهير < شعرا‪:‬‬ ‫فنال أجرأ جزيلا غير منخذم‬ ‫الى الجهاد‬ ‫مضى‬ ‫عليه كل‬ ‫مصى حتى قضى فبكى‬ ‫ثياب‬ ‫حميدا شهيدا في‬ ‫كسي‬ ‫ناسك‬ ‫بدم‬ ‫فباء قاتله بالسخط والندم‬ ‫دم‬ ‫إذا ألى جحفل الأعداء بالعلم‬ ‫ل‪`١‬‏ غرو‬ ‫ألصاره‬ ‫لن صاريا‬ ‫أجر العز اء لقد خص‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫من باع لله نفسا في‬ ‫فكل حي سوى‬ ‫عنما‬ ‫الرحمن للعدم‬ ‫وعم أهل النهى والمجد والهيمم‬ ‫به‬ ‫الجهاد له‬ ‫منه الرضى وجزيل العفو والكرم‬ ‫أنواع أنواره في اللوح والققم‬ ‫لن الشهيد له أجر له ز ج‬ ‫بغيرهن وغير‬ ‫الله للم يدم‬ ‫تفنى النفوس ويبقى الفعل مصطحباً‬ ‫يوم المعاد وجوه النور والظلم‬ ‫ياللرجال قضى خير الرجال ففي‬ ‫أفلواهكم حمده تفضيله ونفي‬ ‫بمهجته‬ ‫رب العباد فلا يرتاب كل كمي‬ ‫فيها الجهاد لقد‬ ‫أرضى‬ ‫نار الوغى داسها بالنعل والقدم‬ ‫ولايقول مع الأغوال واندمي‬ ‫وجه هو البدر لا يرتاب في الحمم‬ ‫إذا رأى شهب الأرماح لاح لله‬ ‫لفيلق الخصم فلاق إلى القمم‬ ‫أعطى الظبا حقها بالضرب فهو فتى‬ ‫‏(‪ )١‬جاعد بن مرشد‪ :‬قائد‪ .‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري } وهو أخو الإمام ناصر بن‬ ‫مرشد و احد رجال دولته‬ ‫قتل في حصن‬ ‫انظر ‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫الغبي في الحروب‬ ‫‏‪.٤٥‬‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫التي دارت‬ ‫بين‬ ‫الإمام ناصر مناوئيه ‪.‬‬ ‫إن الحسام لقد ينبوا بلا سئم‬ ‫لاغرو إن ثلمته البيض يوم وغى‬ ‫مضى حميدا فلا نما إليه ترى‬ ‫أهل الحفاظ وأهل الصدق والكرم‬ ‫أضحى الثناء عليه بالسنا سورا‬ ‫منصرم‬ ‫كسعيه من‬ ‫سفك‬ ‫أراد الحمد‬ ‫فمحمده في اتصال‬ ‫غير‬ ‫يسعى فلا خيم للمقصور في الخيم()‬ ‫يصحبه‬ ‫تتصنت الفئة الباغية عن الإمام في صياصيها‪ ،‬دلف إلى عبري‪ ،‬فافتتحها بعد‬ ‫دم عاصيها۔‬ ‫ثم رجع الى الصّخبر ي‬ ‫مهلل وملبي ّ وفتح بالمحاصرة حصن‬ ‫الغبي فجعل واليه فيه خميس بن رويشد الضنكي شعرا‪:‬‬ ‫لقد دانت الغبي بعد عنادها‬ ‫ولان بحد البيض صعب‬ ‫تصعد أرواح العدى في صعادها[‪ ٤‬‏‪]٨٤‬‬ ‫رماها إمام المسلمين بفتية‬ ‫ه للنا سكين‬ ‫حپل‪7‬ا<‬ ‫نصر‬ ‫حوت‬ ‫فئة الأعداء‬ ‫شجوا‬ ‫بهد عصبة الأعداء غير مرادها‬ ‫فجر عوا‬ ‫قلوبهم في جمرها واتقاداها‬ ‫فلم تزل‬ ‫حسامأ رأت كل الهنى في جهادها‬ ‫ألم يعلموا أن الشراة إذا انتتضت‬ ‫محبتهم‬ ‫في‬ ‫الدين‬ ‫كفى ناصرا نصر‬ ‫ل‪`١‬‏ في‬ ‫انقيادها‬ ‫يلوح اتقاد الحسن عند انتقادها‬ ‫دراهم‬ ‫الإله فانه‬ ‫به أحرم الأعداء طيب رقادها‬ ‫هو الباسل الندب الذي ترك العدى‬ ‫ترى جمعها من وحشة في انفرادها‬ ‫رماهم ببيض الهند والسمر فاغتدت‬ ‫رؤوسهم تدلى بينع حصانها‬ ‫أر‪١‬‏ في سبيل الله ما عن من‬ ‫له فهو أعطى البيض حق جلادها‬ ‫عنئ‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫لقد‬ ‫نأل‬ ‫رضصو‬ ‫ثم إن ‏‪ ١‬لإمام ۔ مضى‬ ‫الرستاقي محمد‬ ‫بن‬ ‫ألن‬ ‫لها سنن‬ ‫‏‪ ١‬لإله بسير ة‬ ‫إلى بات‬ ‫في‬ ‫قصدها وسد ادها(')‬ ‫ففتح حصنها بالعزم وا لإثبات ‪ .‬وجعل‬ ‫أحمد ‪ 4‬ومعه محمد‬ ‫بن سيف‬ ‫اليه فره الشيخ‬ ‫الحوقانى' ‏‪ (٢‬الممجد ‘ شعر ا‪:‬‬ ‫حوت بات أشتات الهنى بابن مرشد‬ ‫رأت كل صلح نير حين صالحت‬ ‫فأصبح غاويها رشيدأ بمرشد‬ ‫إماما حوى إخلاص نسك وسؤدد‬ ‫إمامته بالعدل يضفو فرندها‬ ‫بأنواع أنوار على كل مهتد‬ ‫رنا كل من يبغي الهدى بموذة‬ ‫رما كل من يأبى الهدى بمهند‬ ‫تجرد بالنسك الصريح فلم يزل‬ ‫يؤيده شرعأ بعضب مجرد‬ ‫يصول على الأعداء في كل معقل‬ ‫ويقتلهم في كل بيد وفدفد‪.‬‬ ‫إليه وداد في جهاد ولم يكن‬ ‫إليه وداد في لجين وع سجد‬ ‫له سيرة يرضى بها الله ذو العلى‬ ‫على أنه طهر إمام مهذب‬ ‫وخير‬ ‫العباد الهاشمي محمد‬ ‫عليه الثناء المحض في كل مشهد‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏(‪ (٢‬محمد بن سيف الحوقاني‪ :‬قائد‪ ،‬وال‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ .‬أحد رجال الإمام‬ ‫ناصر بن مرشد اليعربي (رحمه الله)‪ .‬قام بدور مهم في أيامه لإقامة معالم الإسلام في ربوع‬ ‫عمان‪ ،‬ولاه الإمام ناصر قرية باتش ومعه وال من أهل الرستاق‪ ،‬وعهد إليه بالتعاون مع والي‬ ‫الرستاق‪ ،‬ثّت دعائم الدولة اليعربية في منطقة الظاهرة‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٤٧‬‬ ‫حمى الدين بالسيف الصقيل وقد سقت‬ ‫وعند رجوع الإمام من بات إلى نزوى‬ ‫بواتره كأس الردى كل معتد"ا‬ ‫أمر محمد بن أحمد ومحمد بن سيف بسل‬ ‫الليف على أهل الشقاق والعدوان‪ ،‬وبفتح ما بقي من قرى الظاهرة بيد الجبابرة‬ ‫فلما أزمع الإمام للترحال‪ ،‬ترادفت المغازي عليها من بني هلال‪.‬وهم يومئذ بناحية‬ ‫الأفلاج من ضنك و أقاصي الشمال‪ ،‬فدلف إليهم الواليان الولّان بجيش كثيرة‬ ‫فصادف جمعهما بالثير‪ ،‬فتمزق جيش البغاة بسيوف جيش الشراة تمزيق الثوب‬ ‫البقير‪ ،‬وقد أخذ الواليان الوليّان إبل قطن بن قطن الهلالي ليستنصرا بها على كل‬ ‫مستنكف قالي‪ ،‬وقد حصر أركان حصنه الشهير بالمشاهير‪ ،‬فلما يئس من النصر‬ ‫ركب إلى الإمام‪ ،,‬فصالحه على تسليم حصنه برة الإبل والعير‪ ،‬فكتب الإمام برد‬ ‫إبله وعيره عليه حين صار حصنه إليه‪ ،‬فكان الوالي فيه من قبل الإمامێ محمد ابن‬ ‫سعيد بن عبدالسلام‪ ".‬ثم دلف الولاة إلى حصن مقنيات‪ ،‬فحصروه‪ ،‬وبه وزير من‬ ‫قبل الجبور فقهروه‪ ،‬واجتمع للجبور‪ ،‬من بني الريس وبني هلال جيش لا يحصيه‬ ‫غير العليم المتعال‪ ،‬فخاف جيش الشراة إدلاف جيش البغاة إلى باتش [ ‏‪ ]٨٤٥‬فلما‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏)‪ (٢‬محمد بن سعيد بن عبد السلام‪ :‬هو الشيخ الفقيه محمد بن سعيد بن عبد السلام‪ ،‬من بلدة نخل‪،‬‬ ‫له مؤلفات عديدة منها‪ :‬كتاب "سر الأحكام‪ ،‬ورحمة الحكام" في الفقه‪ ،‬وكتاب "منهاج الأبرار في‬ ‫بيع الخيار"‪ .‬وكلاهما في مكتبة وزارة التراث‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬حمود بن حامد‪ :‬اتحاف الأعيان‬ ‫۔‪٣‬ج‪ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٤٤‬‬ ‫مضوا إليها بالعزم والإثبات‪ ،‬صادفوا بمري جيش الجبابرة‪ ،‬فزاحموه بالعزائم‬ ‫لباهرةش فوقع بينهم ضرب وطعن شديد‪ ،‬تثلم منه الحديد‪ ،‬فانكشف جيش البغاة إلى‬ ‫مقنيات‪ ،‬وتبعه جيش الشراة بعزائم أريحيات‪ ،‬فوقع القتال الثاني بينهم دون الدار‬ ‫من صلاة الفجر إلى نصف النهار‪ ،‬فكان القتل والجراح في المسلمين‪ .‬وأكثره في‬ ‫المستنكفين‪ ،‬حتى عجزوا عن دفن أصحابهم باليسار واليمين‪ ،‬فلما تحصنت البغاة‬ ‫في حصنهم الأسود‪ ،‬من مقنيات رجعت المسلمون بالخط الأبيض إلى بات‪ ،‬وأما‬ ‫الإمام‪ ,‬رضي عنه الله‪ ،‬العلآم‪ ،‬جمع جيشا يموج كاللج‪ ،‬فدخل به ليلة العاشر من‬ ‫الحج‪ ،‬فلما حصرها بجيشه اللهام شهرين إلأ ثلاثة أيام‪ ،‬دلف من الظاهرة جيش‬ ‫الجبور نصرة إلى سيف بن محمد الهنائي المتوقل في الطماح المشهور‪ ،‬فالتقى فيلقهم‬ ‫ظيق الإمام بمصاليت كرام فتبدد شمل جيش الطغاة الطغام في لبيد والأودية والأكام ؤ وقد‬ ‫قتل من جرثومة الجبور الدهمشي القاسم بن مذكور(" وما خلاه من قومه كثير‪،‬‬ ‫والخبر شهير‪ ،‬ظلما طال على الهنائي الحصار وعدم الانتصار سلم الحصن إلى الإمام‪.‬‬ ‫ومضى إلى بلاد‬ ‫سيت‪ ،‬سليما من السنان والحسام‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫ألا إن بهلا عمها الخير والهنا‬ ‫عتت ثم دانت للإمام الذي غدت‬ ‫لمت‬ ‫امن‬ ‫سع‬ ‫إسذلها‬ ‫ولي‬ ‫محبته في الدين لا في‬ ‫هوى‬ ‫عنا‬ ‫الثنا‬ ‫حوى ناصر نصرا من الله فاتحا‬ ‫إذا ما سعى يبغي الجهاد وقد رأى‬ ‫به كل باب قفله البيض والققتا‬ ‫أمراة المنايا فيه فهو له المنا‬ ‫إبام حباه الله عزأ وصولة‬ ‫بيها إذتفانى الصتبر لا يختشي الفنا‬ ‫( قاسم بن مذكور الدهمشي‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬أحد قادة جيوش‬ ‫الجبور في مقنيات‪ ،‬والتي حوصرت من قبل الإمام ناصر بن مرشد على يد الهنائي لمدة شهرين۔‬ ‫وقد قتل في هذه الحروب‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٣٣‬‬ ‫مهيب يروع المعتدين بهيبة‬ ‫يطاول أفلاك الدراري سنانه‬ ‫معاديه في رأس الأسنة رأسه‬ ‫ألم ر بهلا قد غدت بعد ظلمة‬ ‫ألا رضي‬ ‫الرحمن عنه فاتنه‬ ‫إذا ما نأى عنهم له الله أودنا‬ ‫ويبهرها‬ ‫إن لحن‬ ‫بالضوء‬ ‫والستنا‬ ‫وكف مواليه لها الغنم والغغا‬ ‫إليها يرى نور الغزالة من رنا‬ ‫لقد كان شهم صالح الفعل مُحسنا()‬ ‫فلما صار حصن بهلا إليه‪ .‬رجع إلى نزوى وألسنة الناس تثني عليه‪ ،‬فما لبث فيها‬ ‫غير أيام قلائل حتى جمع جيشأش فدلف به إلى سمائل‪ ،‬فلما وصلهاى عاهده مانع‬ ‫على اتباع الحق‪ ،‬وعفا عنه‪ ،‬لما رآه راتقأ للفتق‪ ،‬ثم إن الإمام أمر ببنييان حصن‬ ‫سمائل القديم‪ ،‬فلما تم‪ ،‬ولى فيه الشيخ محمد بن إبراهيم شعرا‪:‬‬ ‫شرفت سمائل بالإمام العادل‬ ‫وسمت بشم مناقب وش مائل‬ ‫وجدت بناصر نصرها فتتناظرت‬ ‫أزجاؤذها ببسيط بُشر كامل‪.‬‬ ‫فغدا بها غيث الرفاهة سائلا‬ ‫دار‬ ‫غدت‬ ‫دارين‬ ‫في‬ ‫نفحاتها‬ ‫قد أشرقت فضياؤها من جوهر‬ ‫لا غرو إن أضحت به مخضترة‬ ‫لسيوفه في كل باغ رنة‬ ‫وغدت بذاك و سئئلاأ للسائل‬ ‫لأ فضلها بإبام فضل‬ ‫عادل‪.‬‬ ‫يمحو به ظلم لبييم الحال‬ ‫لما حماها بالوشيح الذابل ‏[‪]٨٤٦‬‬ ‫وكا الصوارم بابتسام الباسل‬ ‫‏(‪ )١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫اأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫لله من‬ ‫ندب‬ ‫إمام‬ ‫يهوى‬ ‫عادل‬ ‫الجهاد‬ ‫ولم‬ ‫للعاذل‬ ‫يصخ‬ ‫فاليه أشهى ما تمتى فيلق‬ ‫متآلف بذوابل ومناص ل‬ ‫فعليه رحمة ره ما غردت‬ ‫ورق الحمام في اخضرار خمائل(ا)‬ ‫فلما قضى‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫وطر ه من‬ ‫الى نزوى‪،‬‬ ‫سمائل ‪ 0‬رجع‬ ‫يشتمل الشمائل‬ ‫فلما وصلها ‘‬ ‫لبث فيها بعض الأيام‪ ،‬ثم مضى إلى مقنيات بجيش لهام‪ ،‬فلما وصلها وقع بينه وبين‬ ‫الفئة الباغية طعان‪ ،‬رعفت منه الحراب‪ ،‬وضراب تلم منه القضاب‪ ،‬وقد خلص له‬ ‫حصنها بعد أن حصر ه ثلاثة أشهر ۔ هكذا‬ ‫الخبر على ‏‪ ١‬لأشهر‬ ‫شعر ‪: 1‬‬ ‫دانت مقنات بالهندية القضب‬ ‫وبالقنا الأصفر المنسوب للعرب‬ ‫وسلمت لإمام العدل حين رأت‬ ‫يرى الضتراب له أحلا من الضرب‬ ‫رمى العدى ببروق من بوارقه‬ ‫هب‬ ‫و من قناه رمى الأعداء بالش‬ ‫و بالكتاثلب وافاهم فغادرهم‬ ‫لله من عادل ريق الحسام يَرَى‬ ‫في ألسن الناس أخبارأ وفي الكتب‬ ‫أحلا له من رأضاب الخرتد اللثرب‬ ‫عبست‬ ‫طرب‬ ‫له مقَننّات دانت بعدما‬ ‫بوجهها فغدت‬ ‫بالبشر في‬ ‫تمزقت بسيوف الدين وانتثرت‬ ‫بغاتها في الحمى والبلقع الخرب‬ ‫ونال من مال للتقوى هنى وغنى‬ ‫إن الهدى لثراء المترب الترب‬ ‫من نال من ناصر نصر أ أتيح له‬ ‫بأس" يناظر بأس الحرب والحرب‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة فى المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‬ ‫ح ‪:‬فظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطو طته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫أعلا محلته رب السماء فما‬ ‫زالت مراتبه تعلو على الرتثب""'ا‬ ‫فلما صار بيد الإمام حصنها المشيد‪ ،‬جعل واليه فيه الشيخ محمد بن علي بن محمد‬ ‫الممجد‪ ،‬ثم إن سعيد بن سيف الخيالي وجماعته‪ ،‬جزاهم ا له شرأ‪ ،‬جعلوا يكاتبون‬ ‫الجبور لحرب ولاة الإمام سترا‪ ،‬فدلفوا إلى الصخبري بطغاة لئام‪ ،‬فقتلوا رجلا من‬ ‫الضحاحكةة وأناسأ من شراة الإمام‪ ،‬فدلف إليهم محمد بن سيف والي الإمام العادل‬ ‫بقبائل وقنابل وكان بينهم من البؤس نظير حرب البسوس ومن الهياط والمياط عام‬ ‫ابن همام بدمياط‪ ،‬أمأ ملحمتهم بالعجفيه غير مخفيّة‪ ،‬ووقائع بملاحم متوالية بالغالية‬ ‫ووقعة بالمطهرة غيرمنسيا۔ووقعة بالزيادة ربت بالزريادة‪ ،‬ووقايع شتى كاد أن‬ ‫يتزعزع بهّن ركن الإسلام أو حتى‪ ،‬فلما تكاثزت على محمد بن سيف مدد الأعداء‬ ‫جمهورأ جمهورأء ألبر عنه أكثر قومه‪ ،‬فبقي في حصن الغبي محصورا۔ فلما علم‬ ‫محمد بن علي بمصابه‪ ،‬وتجّرع صابه وأوصابه استصرخ رجاله ودعى أبطاله‬ ‫‏[‪ ]٨٤١‬فسار بهم إلى الغى سرأ‪ ،‬ووضع السيف على الأعداء‪ ،‬لسا وصلها جهرأ‪.‬‬ ‫فصدعهم بالبيض والزجاج صدع الزجاج‪ ،‬وتركهم بالمدى والخناجر رؤوسا بلا‬ ‫حناجر‪ ،‬فلجأ من نجا منهم إلى ينقل‪ ،‬والى كل منزل إلى الأعداء ومعقل‪ ،‬وأيد الله‬ ‫المسلمين بالنصر والفتح المبين‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫بالنصر حزب‬ ‫(`( بعد‬ ‫ا للإستقامة أجدر‬ ‫البحث و التدقيق تبين‬ ‫أن‬ ‫حزب‬ ‫اللبغا ة و لن‬ ‫القصيدة غير موجودة في المصادر‬ ‫الأخرى حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫نما‬ ‫لا يظفر‬ ‫‏‪ ١‬لأدبية و التاريخية العمانية‬ ‫ضحكت سيوف فتى علي في العدى‬ ‫وبكت‬ ‫هز الصوارم والزجاج فأصبحوا‬ ‫مثل الزجاج لدى الوغى تتكستر‬ ‫لله من ليث هزبر زائر‬ ‫ل‪`١‬‏ أأ٭‬ ‫يهوى الوغى فإليه حر نزالها‬ ‫ففدمعيا نجي ع‬ ‫ذ أنة‬ ‫أ‪١‬‏ ل‬ ‫‪4‬‬ ‫لد‬ ‫ث‬ ‫أحمر‬ ‫ب‬ ‫‏_‪١‬زأر‬ ‫‪.‬‬ ‫يوم الهياج هو‬ ‫فإذا تأخرت الرتجال عن الوغى‬ ‫الزلال الكوثر‬ ‫يومأ سعى فيها ولايت أخر‬ ‫كثرت علي أعدائه دلفاتنه‬ ‫فبه لقد يروى الوشيخ الستمهر‬ ‫ويرى إذا البيض الحداد تألقت‬ ‫بيضا تألق لاذها المتعصفرا‬ ‫ترك العدى يوم العريكة سجدا‬ ‫والسيف للباري الجليل يكر‬ ‫فكأنبا أضحى خطيبا سيفه‬ ‫والهام من فئة الأعادي منبر‬ ‫لا زال ناصر ناصر أ إذ ناصر‬ ‫ندب لأهل الإستقامة ينصرُ('ا‬ ‫ثم إن مانع بن سنان طفق يكاتب سيف بن محمد الهنائي ذي الشنان‪ ،‬وبعض رجال‬ ‫عقر نزوى‪ ،‬لنكث عهد الإمام بالكتمان‪ ،‬فلما أجابوه على المكر‪ ،‬دخل بقومه حلة‬ ‫العقر‪ ،‬فما تركوا إلى الإمام ذماما منشورا‪ ،‬بل لجوا عتوأ ونفورأ‪ ،‬وتركوه ومن معه‬ ‫في الحصن محصور اء فلما علمت فئة الإسلام بما جرى على الإمام‪ ،‬أتته رجال‬ ‫النصرة من إزكي وبهلا وجبل بني ريام‪ ،‬فأخرج به الفئة الباغية من العقر‪ ،‬وصرع‬ ‫من صرع منهم بالردينية والبتز‪ ،‬فخوطبوا بلسان الحال‪ ،‬ماعلانحلال من مال لى‬ ‫الضلال رأس أفعاله خبيث فعله (ولا يحيق المكر السئ إلآ بأهله) أيا من تمشى‬ ‫تيهأى من حفر لأخيه حفرة أوقعه الله فيها‪ ،‬ومن أراد محض الغدر بأهل الشكر‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫‏‪ ١‬لأخر ى‪.‬‬ ‫حفظها لنا ابن‬ ‫رزيق‬ ‫في مخطوطته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫عذره لا ينفعه‪ ،‬ومن كان مع الله كان الله معه‪ ،‬يحظى كل ناسك حليم من الكريم‬ ‫الكرامة ويحظى كل باغ مرتاب من شديد العقاب بضد السلامة‪ ،‬أيا من راغ ويا‬ ‫من رعا لمقال ذي الجلال سمعا ‪ ،‬وإن ليس للإنسان إلأ ما سعى‪ ،‬فلما صفا كدر‬ ‫نزوى إلى الإمام۔ وعذب مشربها للكنام‪ ،‬مع الري والأوام‪ ،‬وجب تفخيمها بالنثر‬ ‫والنظام‪٬‬لا‏ سيما إذ هي تدعى بيضة الإسلام‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫حوت نزوى لها البشرى ضياء‬ ‫وحازت بالستنا الضافي الضياء‬ ‫نور‬ ‫وقد شفت ببهجتها ضياء‬ ‫ر ات‬ ‫تقول‬ ‫من‬ ‫نصر‬ ‫ناصر كل‬ ‫ال" الرون‬ ‫أألت ألضي‬ ‫أيا نزوى فصرت لنا سماء‬ ‫‏[‪]٨٤٨‬‬ ‫حبك النور صنع إمام عدل‬ ‫فمحض النور منك لنا تراء‬ ‫فحسبك بالإمام العدل فخرا‬ ‫فأنت بهلقد حنت الثاء‬ ‫ابتهاج‬ ‫الضياء لهلواء‬ ‫به الإبلام أصبح في‬ ‫يهز من‬ ‫رمى الأعداء بالبيض التوامي‬ ‫فتثفق في ربوعهم الشماء‬ ‫يرى ضرب الطلى ضربا إذا ما‬ ‫رأت راياته الأعداء تسري‬ ‫عن الدين العدى ركبوا الإباء‬ ‫بنصر فتحه منه أضاء‬ ‫فلما صارت بيد الإمام۔ مضى إلى سمائل بجيش كامل‪ ،‬فهدم على رغم أهل العدوان‬ ‫حصن‬ ‫مانع بن‬ ‫سنان ‪.‬وقد غرب‬ ‫مانع قبل وصول‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫الى فنجا ‘ ثم مسقط ] مع‬ ‫النصارى بالمنجا‪ ،‬ثم رحل إلى لوى‪ ،‬فلاذ بمحمد بن جبير والتوى‪ ،‬فلما رجع‬ ‫الإمام‪ ،‬بحظو الغاية القصوى إلى نزوى‪ ،‬جمع جيشا يموج كالتيار بالإكثار‪ ،‬أميره‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫عبدالله بن محمد‪‘،‬‬ ‫صاحب‬ ‫كتاب خزانه‬ ‫ا لأخيار في بيع الخيار ‪ ،‬فقصد به عن‬ ‫أمره‬ ‫بلالدسيت‪ ،‬فلما وصلها ترك تربة حصنها بالهدم دارسيت ‘ وقد فر واليها سيف بن‬ ‫محمد‬ ‫ببعض‬ ‫ا لأنام الى ‏‪ ١‬لإلمام ‪ 4‬فلما‬ ‫وصله ‘ وطلب منه العفو مع ا لإمام ّ‬ ‫عفى عنه‬ ‫وصار معه من الأمان‪ ،‬و الذمام وفي عزازة واحتشام‪ ،‬فلما دانت قبائل عمان بلا‬ ‫إيهام‪ .‬وحصل له منها مري المرام‪ ،‬زهت به فخرا‪ ،‬وأثنت عليه شكرا‪ ،‬وفاه لسان‬ ‫حالها بتفخيمه شعرا‪:‬‬ ‫بنضرته عمان‬ ‫ولاح لهابنصرته الأمان‬ ‫فما برحت به تصفو بهاء‬ ‫له في أوجه البشرى عيان‬ ‫نهارا‬ ‫به ولها من الأنوار شان‬ ‫من الأمن المحاني والرعان‬ ‫كانت خرابا‬ ‫نست فيها المساجد والأذارة‬ ‫صفى‬ ‫لقد‬ ‫فصفت‬ ‫كانت‬ ‫دج‬ ‫أ فغدت‬ ‫تلف العفر والسبدان فيها‬ ‫وكل محلك‬ ‫اذ س‬ ‫ن‬ ‫الرة‬ ‫‏‪ ٩‬البغي‬ ‫فهيا‬ ‫تثنى في رؤوسهم السنان‬ ‫فحسب عمان حازت محض نصر‬ ‫بناصر فهي بالبشرى جنان‬ ‫نما الإيمان فيها فهي تزهو‬ ‫عليه الناس بالإيناس تثني‬ ‫بأمن يستضيئ به الزمان‬ ‫شاء في معانيه بيان‬ ‫تسربل بالإمامة نور عدل‬ ‫المكين به المكان‬ ‫جزاه‬ ‫الله خيرا فهو‬ ‫ندب‬ ‫فأضحى في‬ ‫إبام في الطغاة له طعار')‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫ث‬ ‫بجيش لهام ۔‪ .‬ومعه‬ ‫لن ‏‪ ١‬لإمام ‪ 4‬مضى‬ ‫بن سعيد‬ ‫الشيخ خميس‬ ‫المام ‘ فحضر‬ ‫بحصن ينقل ناصر بن علي الهلالي‪ ،‬ومن معه من الأنام‪ ،‬فلما استيقن ناصر أنه‬ ‫ل‬ ‫مغلوب ومن الحصن على طول الحصرمسلوب“ سلم الحصن إلى الإمام وسلم من‬ ‫اللتنان والحسام‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫ألى خاضعا دونه الخاشع‬ ‫فتى قطن ناصر لم يجد‬ ‫أتاه بجن د الهدى ناصر‬ ‫فألقى الستنان وحاز الأمان‬ ‫حو‬ ‫‏‪٥ ١‬‬ ‫م‬ ‫أم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫و‬ ‫م حبد‬ ‫‏‪4٨‬‬ ‫أأ‬ ‫ذين‬ ‫أ‬ ‫يس‬ ‫له ناصرأ عزمهناصع‬ ‫وذ‬ ‫‪ :‬ا‬ ‫إلى اللغو لم تصغ أذانه‬ ‫وخ‬ ‫‏‪) ٥6‬‬ ‫ل أ‬ ‫ذم ة‬ ‫‪7‬‬ ‫الحصن‬ ‫ذ‬ ‫|‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪ ٨‬اأ‬ ‫اأف"‬ ‫اطع‬ ‫و اللع‬ ‫ى‬ ‫ساجد‬ ‫ا‬ ‫شاجع‬ ‫الر أكع‬ ‫ولل_صلح فهو الفتى السامع‬ ‫به‬ ‫فراياته كل عين تراها‬ ‫عليه القاء إليه سنا‬ ‫ي >‬ ‫وفارق ه‬ ‫رة‬ ‫‪ 4‬صولة‬ ‫أأ‬ ‫وأنى لهلوعتا منع‬ ‫‏[‪]٦٤٩‬‬ ‫بقت د ي‬ ‫الناسك‬ ‫الطلائع‬ ‫ا نصرا اللالد ع‬ ‫يرفزفه‬ ‫تألق هللورى شئئسا‬ ‫_‬ ‫فلما صار حصن ينقل للإمام‪ ،‬جعل وإليه فيه العبري بجاد بن حمحام‪ ،‬وحين رجع‬ ‫الإمام المؤيد بنصر الخلاق إلى الرستاق‪ ،‬جهز جيشا يموج بجأش قوي‪ ،‬أميره‬ ‫الشيخ عبدالله بن محمد بن غسان النزوي‪ ،‬وأمره أن يقصد بذلك الجيش اللهام بلدة‬ ‫أ بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫الجو المعروفة بتوام‪ ،‬فلما مضى عبدالله إليها بالجيش المجري‪ ،‬صحبه الشيخ خميس‬ ‫بن رويشد‬ ‫الضنكي ّ وحافظ بن جمعة‬ ‫ومن معهم من‬ ‫ا لأنام “ فافتتحو ها بالجيش‬ ‫بن سيف‪.‬‬ ‫الينوي ۔ ومحمد‬ ‫اللهام “ بعد طعن‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫الىىنان وضرب‬ ‫علي ش‬ ‫السام‬ ‫‪٥‬‬ ‫سعر ‪:‬‬ ‫دانت الجو للإمام الرتضي‬ ‫ورأت لا علوه‬ ‫ا درعا‬ ‫بعد جز‬ ‫‪7‬‬ ‫الرقاب بالمشرفيَ‬ ‫هو مجدي لها مع السمهري‬ ‫فترأى لها خميساأً خميسا‬ ‫ورأت هوني امعلهنوي‬ ‫ورآهافتى علي ضربا‬ ‫ما‬ ‫علي‬ ‫ورأت من سليل سيف من ال‬ ‫سيف رى من جهاده العمري‬ ‫ألستقامية لقد نصروا‬ ‫نصر‬ ‫ک‬ ‫فكاننوايد الإمام الوليئة‬ ‫الدين‬ ‫ووفاهم صديقهم و هو أعلا‬ ‫الله نصرا‬ ‫اه اضراب‬ ‫ر‪١١ ‎‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نأس‬ ‫أى‬ ‫‪ّ-‬‬ ‫فهو ندب‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫‪'١‬؛ح‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ذك‬ ‫د ربهم والنبي‬ ‫ره‪٥‬‏ بك‬ ‫ل‬ ‫‏ً‪٢‬‬ ‫‪ ١‬ي‬ ‫مزق البغي بالقواضب والسمر‬ ‫إنبا حته التقي ليس هواه‬ ‫في وسيم‬ ‫اللجين‬ ‫و العسجد ي‬ ‫برضى الخالق العليم العلإة')‬ ‫رضي الله عنه فهو جدير‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫فلما صار حصن توام إلى الإمام‪ ،‬ولى على أهلها الشائع بالشرف أحمد بن خلفس(')‬ ‫وقد وقع حم شقاق منشور وتفاقم نفور بين الجبور‪ ،‬لم قتل محمد بن جفير‬ ‫المشهور فأقوى بذلك قوى بني هلال‪ ،‬وأشرف نظام عقدهم إلى الانحلال‪ ،‬وقال‬ ‫لسان الحال مع الزيال انقرضت دولة أهل البغي والشماس‪« .‬وتلك الأيام نداولها‬ ‫بين الناس""'‪ .‬وكان المالك يومئذ لحصن لوى المشيد سيف بن محمد بن جفير‬ ‫النجيد‪ ،‬فكتب محمد بن علي إلى الإمام الولي بما جرى بين أهل الشنئآن من الشأن‪،‬‬ ‫فأمر بجمع جيش‪ ،‬ونشر لوى لحرب لوى فجمع ونشر‪ ،‬ودلف إلى لوى كما أمر‪،‬‬ ‫فلما أحاط بها لم يترك لسيف بن محمد بن جفير نصيرأ‪ ،‬بل تركه في حصنه‬ ‫محصورا‪ ،‬وأما إخوته ووزاؤه لعدم الانتصار ‏[‪ ]٨٥٠‬لجأوا إلى النصارى بصحار‪،‬‬ ‫فكانوا هم ومانع بن سنان ومن معهم من أهل العصيان يغزون أصحاب الإمام‬ ‫الحاصرين حصن لوى بجيشهم اللهام‪ ،‬وطفق أبناء محمد بن جفير يسعون في‬ ‫الصلح غدرأ‪ ،‬ويّون شيعتهم المحصورين بالطعام وآلة الحرب سرأ‪ ،‬فلما شاع‬ ‫إلى والي الولى محمد بن علي‪ ،‬ما كان منهم من الغدر‪ ،‬بعث جواسيسه‪ ،‬فوجدوهم‬ ‫مجتمعين بالمنقل‪ ،‬مما يلي جنوب الحصن على ساحل البحر‪ ،‬فلما أخبروا محمد بن‬ ‫علي عن شأنهم‪ ،‬وما سمعوه من لسانهم‪ ،‬دلف إليهم برجال الجلادو ضياغم العناد‬ ‫غناجزهم بالبيض والسمر الصتعاد‪ ،‬فلما شرد محمد بن علي أهل الضلالة رجع‬ ‫) أحمد بن خلف‪ :‬هو الشيخ أحمد بن خلف بن أحمد الرقيشي‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫‏‪ ١‬لهجر ي‪.‬‬ ‫و لاه ا لإمام ناصر بن مرشد ‪ .‬ناصر ‏‪ ٥‬الو لاة في وجه‬ ‫أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٢٧‬‬ ‫"( سورة آل عمران الآية‬ ‫‏‪.١٤٠‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫هجوم‬ ‫ناصر بن‬ ‫قطن ‪ .‬انظر دليل‬ ‫إلى الحصار‪ ،‬فأحاط بالحصن إحاطة الهالة‪ ،‬وقد التف مع الوالي المذكور قبل‬ ‫اصطلامه للحصن المشهور ناصر بن قطن ورجال المعمور‪ .‬فلما طال على سيف‬ ‫بن محمد الحصار‪ ،‬وله تعذر الانتصار سلم الحصن على الإرغام لوالي الإمام‬ ‫شعرا ‪:‬‬ ‫نشرت لوى ليد الإمام لواها‬ ‫فتألق‬ ‫نفضت غلو بغاتها ومن الهدى‬ ‫أضحى يباري النّرات علاها‬ ‫أضحى إمام المسلمين مليكهيا‬ ‫وبه تألق للعيون هدها‬ ‫فهو الذي أنأى الضلال بعدله‬ ‫وهو الذي عنها العدى أنباها‬ ‫يغشى الحروب ولم يخف أسادها‬ ‫مهما أتت بزئيرها وظباها‬ ‫يهوى الجهاد فلا يزال مجالدا‬ ‫سل السيوف الآكلات عداته‬ ‫بالعدل يحكم فهو منشور له‬ ‫ار‬ ‫فانصله‬ ‫دانت عم‬ ‫له حمى‬ ‫ت ب_سمائها وسنها‬ ‫فئة يفي ء إلى الضلال هواها‬ ‫ومن للنجيع قناته رواها‬ ‫علبمهفئةالضلال طواها‬ ‫ها‬ ‫هحين‬ ‫اهتك‬ ‫م ال‬ ‫حتباح‬ ‫لا يس‬ ‫عنب الغصون المورقات صباها')‬ ‫فعليه رحمة ربة ما حركت‬ ‫فلما نشر محمد بن سيف بحصن لوى لوى المرام‪ ،‬ترك في الحصن خيار‬ ‫أصحابه ومضى هو حتى وفد على الإمام‪ ،‬فلما أخبره عمأ كان‪ ،‬وشرح له المكين‬ ‫والمكان‪ ،‬جهز الإمام جيشا يموج بجأش الشجعان أميره الشيخ الناسك مسعود بن‬ ‫‏(‪ )١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫رمضان وأمره أن يقصد به مسقط لمحاربه النصارى وهم يومئذ من صولة الإمام‬ ‫و شراته حيارى‪ ،‬يرون من الخيال والأهوال أنواع القتال‪ ،‬شعرا ‪:‬‬ ‫صليل ضراب سيف المسلمينا‬ ‫يبث صواعقاً في المشركين‬ ‫جزى الله الإمام العدل خيرا‬ ‫لقد أحيا بموت الشرك دينا‬ ‫إليه تهيبت طرف الأعادي‬ ‫رأى منها الصواعق والمنونا‬ ‫ض‬ ‫و الحصونا‬ ‫يلوح إذا أضاء البرق منه‬ ‫مو أكب ه تسير‬ ‫بكل أ‬ ‫فيخطف بالوميض الكافرينا‬ ‫فتصطلم‬ ‫مصلليت إذا شهدوا كفاحا‬ ‫لهم‬ ‫ر عا‬ ‫من‬ ‫سر‬ ‫الله بن‬ ‫ناصر‬ ‫جيش‬ ‫‏‪ ١‬أعاد ي‬ ‫إليهم حره أضحى معينا‬ ‫د‬ ‫نصر‬ ‫مرشد فهو ندب‬ ‫‪4‬‬ ‫ة‬ ‫ولي‬ ‫"__‬ ‫د‬ ‫شاد‬ ‫ا هدو ا‬ ‫عر‬ ‫فتّ`‬ ‫ا مبين‬ ‫ا‬ ‫المؤمنينا ] ‏‪[٨ ٥١‬‬ ‫للشراة ال‬ ‫طللحينا‬ ‫أباد المشركين وكل حزب‬ ‫عدو‪,‬‬ ‫علا بفخارة والفخر يعلو‬ ‫بنسك يرضي رب العالمين أ()‬ ‫فلما مضى ابن رمضان بالعزم ا لأوضح ‪ ،‬وأباد بالجيش كل بيد و أبطح ‪ 3‬أقام بطوي‬ ‫الرولة من بلدة المطرح‪ ،‬فنازل بالموّحدين فئة المشركين نزالأً استطار به شرر‬ ‫المشرفيّة‪ ،‬واتقد به ثبال السمهرية‪ ،‬وكان شعار أهل الفرقان يوم التقى الجمعان الله‬ ‫أكبر‪ ،‬خسئت فئة المدامة وربحت فئة الإستقامة‪ ،‬فلله در المسلمين لقد فلوا شوكة‬ ‫المشركين‪ ،‬فهدموا من مسقط لأهل الفرنجة بروجاً باذخة ومبان شامخة‪ .‬وقتلوا من‬ ‫(( بعد‬ ‫البحث‬ ‫والتدقيق‬ ‫تبين‬ ‫أن‬ ‫القصيدة‬ ‫غير‬ ‫موجودة‬ ‫اأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٢١٢٣‬‬ ‫في المصادر‬ ‫ا لأدبية والتاريخية‬ ‫العمانية‬ ‫فئة المشركين رجالا عجزت عن دفنهم أهلهم باليسار واليمين‪ ،‬ثم إن المشركين‬ ‫صالحت المسلمين بعد الملحمة الذريعة على فك ما بأيديهم فيى صحار من أموال‬ ‫العمور والشيعة‪ ،‬فلما وفوا بالعهيود رجع مسعود إلى الإمام بالسعود‪ ،‬ولم يزل مانع‬ ‫ابن سنان كامنا إلى الإمام بالعدوان‪ ،‬فلما تفاقم منه الفساد في دوله الإستقامة‪ ،‬و‬ ‫تأججت مظالمه بالضترامة‪ ،‬استأذن مداد بن هلوان("أ الإمام في قظه‪ ،‬فأذن له إذ كان‬ ‫ذلك بذلك هو الجدير بفعله‪ ،‬فلم يزل مداد ينفذ كتبه إليه من لوى إلى دبا‪ ،‬وعليه‬ ‫بالثناء والحمد ما أبى‪ ،‬ولم يزل بذلك الشان مانع بن سنان يكسر أراءه ويصوغ‪.‬‬ ‫ويقبل تارة الى القول ويرو غ ظ تأنسه أفكاره تارة بأخذ شامخ‬ ‫‏‪ ١‬لأركان‬ ‫۔ وتوحشه‬ ‫أطوارا بضرب الحسام ووخز السنان‪ ،‬فهو كما قال الشاعر في هذا الشان شعرا‪:‬‬ ‫ولو أحسنت آنسك الجميل‬ ‫أسأت إلي فاستوحشت مني‬ ‫فلما تواترت إليه كتب مداد‪ ،‬وأطمعه الظن بالبياض والسواد‪ ،‬فركب ناقته‪ ،‬فانساب‬ ‫في القفار حتى أناخها بألض صحار‬ ‫فلما علم مداد أنه بصحار‬ ‫التوى بعد النوىض‬ ‫بعث كتابأ يعده فيه بملكه حصن لوى عند وصاله بأكارم العمومة في ليلة معلومة‬ ‫وكان الوالي يومئذ بحصن لوى شاجع الشجعان حافظ بن سنان‪ ،‬فأخبر مداد الوالي‪،‬‬ ‫بما جرى بينه وبين الإمام‪ ،‬في مانع من الكلام‪ ،‬وأشعره عن التحصيل بالكامل‬ ‫( مداد بن هلوان‪ :‬أحد رجال الإمام ناصر بن مرشد اليعربي‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫الهمجري‪ ،‬كلفه الإمام باعداد حيلة للقبض على مانع بن سنان‪ ،‬الذي تأمر عليه فنفذها مداد‬ ‫بالتعاون مع حافظ بن سيف والي لوى۔‪ ،‬وتم القبض على مانع وقتله‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪.١٥٢٣٢١٥١‬‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫والبسيط الطويل على التفضيل وقد بعث الوالي ليلة الميعاد آساد الجلاد‪ ،‬لاحاطة‬ ‫البلاد وأمرهم بأسر ابن سنان‪ ،‬وقتل من يمانع عنه بالسيف والسنان‪ ،‬فلما أكمنوا‬ ‫ووافى بالرجال والجمال انسابوا اليه كالصلال‪ ،‬و أحاطوا به عن يمين وشمال‪ ،‬فأخذ‬ ‫حينئذ مانع إلى الوالي قهرأً۔ فأمر به فقتل صبرأ‪ ،‬وقتل من قومه مع الاضطراب‬ ‫من وقف للطعن والضراب‪ ،‬وسلم منهم من فر على ظهر الركاب‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫كذا كذا‬ ‫البغي في الدنيا‬ ‫وصاحب‬ ‫عواقبه‬ ‫قد ظن مانع بالطغيان ممتتنعا‬ ‫غدا‬ ‫أسير ‏‪ ١‬وسبف العدل‬ ‫ففي لو ى‬ ‫ظن‬ ‫أن‬ ‫يصحى‬ ‫ولا يلين لحد‬ ‫يرفعه‬ ‫اللو اء‬ ‫الخسر‬ ‫يوم الحشر صاحيه‬ ‫بوقع ضرب‬ ‫وخاطب‬ ‫له‬ ‫النصر‬ ‫السيف جانبه‬ ‫به‬ ‫فرت‬ ‫مناكبه‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لأعو اد‬ ‫خاطبه‬ ‫وما درى البغي يطوي ما تبشره‬ ‫ظنونه وبه تقوى مراتبُْة[‪]٨٥٢‬‏‬ ‫من الحسام رأى كأس الحمام وما‬ ‫كأس الحمام له تحلوا مشارئيْة‬ ‫قد كان مانع ذا غدر تؤيده‬ ‫أقاربه‬ ‫به الأباعذ‪٥‬‏ من خير‬ ‫قبضىعضب فلا يبكي عليه فتى‬ ‫تيب‬ ‫رح ف‬ ‫تلو‬ ‫تبسم م الهر لا مات من فرح‬ ‫وكل من كان يقلي الدين نادبُْة‬ ‫فالحمد لله لا همأ ولا حزنا‬ ‫التقوى مناقبُة“‬ ‫عليه فليبكه من لايجانث‪"٥‬ا‏‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخر ى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫ثم إن الوالي‪ ،‬بعث إلى الإمام أساطير كتابه‪ ،‬شارحا فيها إليه عما جرى على مانع‬ ‫ابن سنان وأصحابه‪ ،‬فلما وصلته‪ ،‬وفهم ما فيها من خطاب‪ ،‬دخل عليه السرور من‬ ‫كل باب‪ ،‬فما لبث غير يسير‪ ،‬حتى جمع جيشا لحرب الصتير‪ ،‬أميره علي بن أحمد‪،‬‬ ‫ومعه عدة من بني يعرب مشاهير‪ .‬وكان ملك جلفار الصتير يومئذ من الأمم ناصر‬ ‫العجمي‪ ،‬ومعه عدة من عساكر العجم‪ ،‬فلما وفد عليهم علي بن أحمد بالأجناد‪،‬‬ ‫جالدهم بالبيض الحداد‪ ،‬وطاعنهم بالتمر الصتعاد‪ ،‬وتفاقم بينهم حرا اللضراب‬ ‫والطعان‪ ،‬حتى تركوا الأرجاء بسفك الدماء كالأرجوان‪ ،‬ثم إن أهل الفئة الباغية‬ ‫عجزوا عن الخروج‪ .‬فمكثوا في الحصن وسائر البرو ج‪ ،‬وكان لحصن الصير بر ج‬ ‫خارجة جدره من جدره العليّة‪ ،‬وبه فئة تقائل بعزيمة ربويّة‪ ،‬وللنصارى سفن تدافع‬ ‫بمدافعها المسلمين‪ .‬وتذودهم برصاصها‬ ‫الحديدي عن الحصن الحصين فلما كانت‬ ‫ذات ليلة حالكة الجلباب‪ ،‬ركض المسلمون على البرج‪ ،‬فاقتحموه بالمشرفية‬ ‫والحراب‪ ،‬ثم مالوا بجبال الحديد إلى الحصن المشيدَ‪ ،‬فاصطلموه بنصر الله الحميد‪8‬‬ ‫شعر ‪:‬‬ ‫سلمت‬ ‫باللشفار‬ ‫جلغفار‬ ‫لذا أتتها عساكر‬ ‫قهر ‪1‬‬ ‫ماءأ ويترك الماء جمرا‬ ‫وس‪٥‬‏ الآفاق بيضاأ وسمرا‬ ‫خفضت جاشها لجيش يحيل الجمر‬ ‫بهي‬ ‫ظ‬ ‫بالبيض‬ ‫المعتدين‬ ‫إن جلفار قد‬ ‫الين تترا‬ ‫و السمر‬ ‫أتتهيارجال‬ ‫كل سُرً يرونه هو أمرا‬ ‫نالت الرشد بابن مرشد محضا‬ ‫فاستنارت بناصر الدين نصرا‬ ‫اال إمام ولي‬ ‫نشر الدين بالصوارم نشرا‬ ‫أد ن‬ ‫حته‬ ‫]ى‬ ‫ح‬ ‫الين‬ ‫ر إن أشرقت لجين‬ ‫لا الدراهم والدينا‬ ‫جيشه في مشارق الأرض والغفر‬ ‫نال منه التقي عذلأوعزأ‬ ‫نال‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫منه‬ ‫‏‪ ١‬لغو ي‬ ‫سمر‬ ‫‪2‬‬ ‫ا و ت‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ود بترز‬ ‫ر‬ ‫‏‪١‬‬ ‫|‬ ‫‏‪١‬‬ ‫رصي‬ ‫الله عنه‬ ‫فهو‬ ‫ولي‬ ‫في محافل الشم‬ ‫حمذه‪٥‬‏‬ ‫قر ‏‪)١( ١‬‬ ‫فلما صار حصن جلفار إلى الإمام المؤيد‪ ،‬جعل الشيخ علي بن محمد واليا للإبام‬ ‫فره العنبور ي‬ ‫عبدالله بن محمد‬ ‫البحر ّ متقلصة به أهله‬ ‫وكان‬ ‫لجلفار حصن‬ ‫خشية ‏‪ ١‬لأسر ة و القهر ۔ وقد‬ ‫ثاني للنصار ى‬ ‫أقبل خميس‬ ‫على ساحل‬ ‫بن مخزوم‬ ‫ببعض‬ ‫الأنام من الدهامشة الكرام‪ ،‬نجدة لأصحاب الإمام‪ ،‬فلما سر بقدومه قلب الوالي‪،‬‬ ‫الموالي‪ [ ،‬‏‪ ]٨٥٣‬وساء قلب القالي‪ ،‬أمر محمد بن علي الوالي ببناء حصن مقابل‬ ‫حصنهم العالي ۔ فلما تم‬ ‫علئ ‘ وسلمو ‏‪ ١‬من‬ ‫جنحت‬ ‫النصار ى‬ ‫السنان و القلضم ‘ فترك‬ ‫الى السلم ‘ فسلمو ‏‪ ١‬حصنهم العالي الى‬ ‫فيه بعص‬ ‫الو الي المذكور‬ ‫رجاله‬ ‫ومضصى‬ ‫إلى نزوى‪ ،‬فشكر الإمام صلح أفعاله ثم إن الإمام كتب إلى حافظ بن سنان‪ ،‬والي‬ ‫لوى‪ ،‬بجمع عسكر وبشر لوى‪ .‬وأن يسير بالجيش الجرار إلى صحار‬ ‫حصنا شديدا ذ لير غم به من كان‬ ‫طاغيا عنيدأ۔ فلما وصله‬ ‫كتاب‬ ‫ويبني بها‬ ‫الإمام ‪ .‬شر ع في‬ ‫جمع جيش لهام‪ ،‬واشتملت عليه من بني خالد والعمور وبني لام كثير من الأنام‪،‬‬ ‫وكان رجال جمّه من أهل صحار‬ ‫يكاتبون الإمام بالانتصار‪ .‬فلما مضى بالجيش‬ ‫إليهم حافظ وقال له‪ :‬قربت العمق لحظها إلأ حظ بات بالعمق‪ ،‬ودلف ضحى إلى‬ ‫صحار من الغرب والشرق‪ ،‬وقد كان ذلك بغير خلف‪ ،‬آخر المحرم‪ ،‬سنة ثلاث‬ ‫وأربعين بعد الألف فكان مقامه منها بالبدعة عما حكت غير أهل البدعة‪ ،‬فاشتدت‬ ‫الرب‬ ‫حينئذ‬ ‫بين‬ ‫المسلمين‬ ‫و المشركين ‘‬ ‫وتو ارت‬ ‫بينهم‬ ‫الحملات من‬ ‫اليسار‬ ‫واليمين‪ ،‬حتى تفرقت المرافق بالبوارق‪ ،‬وتخرقت الصدور بالعواسل والبنادق‪،‬‬ ‫فجعل المشركون يضربون المسلمين من الحصن برصاص المدافع‪ ،‬حتى تأخروا‬ ‫من المكان الذي أقامو ا به إلى مكان ثان غير شاسع‪ ،‬وجاءت رصاصة من مدفع‬ ‫حصنهم‬ ‫بشهابها الوقاد ّ فأصابت الشيخ‬ ‫الثقة ر اشد‬ ‫بن‬ ‫عباد‪،‬‬ ‫فمات‬ ‫شهيد ‏‪ ّ ١‬فأجر ‏‪٥‬‬ ‫أ بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢١٧‬‬ ‫على رب العباد بالجهاد‪ ،‬ثم إن الشيخ حافظ بن سنان شرع في بنيان الحصن‪ ،‬حتى‬ ‫تس بمحكم البنيان‪ ،‬ولم يزل يزلزل النصارى بوقائعه‪ ،‬ويقطع أصولهم‪ ،‬وفروعهم‬ ‫بقواطعه‪ ،‬وقد بعث إمام المسلمين الشيخ خميس بن سعيد برجال موحدين إلى من‬ ‫بمسقط من النصارى المشركين‪ ،‬فلما سار إليهم بالعديد الأكثر‪ .‬وأقام ببوشر‪ ،‬أتته‬ ‫رسل نصارى مسقط تريد منه محض الإصلاح والأمان لرقابهم من ضرب‬ ‫الصفاح فأتحفهم بالأمان الأوضح‪ ،‬وسار بمن معه‪ ،‬حتى أناخ بأرض المطر ح۔ فلمَا‬ ‫انتشرت فيها ألويته المنصورة‪ ،‬أتته أكابر نصارى مسقط و أيديهم بالإذعان بعد المد‬ ‫مقصورة‪ ،‬فصالحهم على فك ما قبضت يدهم من مسقط والمطر ح من‬ ‫المعاقل‬ ‫وعلى رفع السيف عنهم من فئة الإمام العاد ل‪ ،‬وعلى الستياق لسوقهم ما يشتهونه‬ ‫تخيرا من الأمتعة المحللة للشرى‪ ،‬فلما تم بينهم العقد على ذلك‪ ،‬رجع إلى الإمام‬ ‫فحمد سعيه بذلك‪ ،‬ثم إن الإمام أنفذ لهام جيش منصور إلى بلدة صور‪ .‬فحصرها‬ ‫أيامأ‪ ،‬ثم افتتحها إرغاما‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫لوى ناصر المنصور قد رف في صور‬ ‫فطسّ ناموس النصارى الشناظير‬ ‫إبام فما يخشى الجموع إذا أتلت‬ ‫فمفرده في‬ ‫رما صور بالجمهور فابتزذ حصنها‬ ‫فألضحى له العاصي نسيب العصافير ‏[‪]٨٥ ٤‬‬ ‫أصضار نصاراها لوك مآتسا‬ ‫يقولون هاك‬ ‫الحصن والدار إننا‬ ‫ألا في سبيل الله سعى‬ ‫ابن مرشد‬ ‫لقد نصر الدين القويم فلم يذر‬ ‫محامده ترضي‬ ‫الصدور وفخذره‬ ‫صنَبُوً إلى ما تنقش البيض من نم‬ ‫ألا رص‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫رحمن‬ ‫عنه‬ ‫فإنه‬ ‫الروع جم الجماهير‬ ‫وتذري دماها بالدوائر في‬ ‫خذلنا فما‬ ‫جند‬ ‫الينا‬ ‫الدور‬ ‫بمنصور‬ ‫إليه جبان في الوغى غير مذعور‬ ‫له علما في موضع غير منشور‬ ‫إليه بهاء باهر في الأساطير‬ ‫بجند الأعادي لا لنقش الدنانير‬ ‫إمام‬ ‫ولي‬ ‫ل‪١‬‏ يميل لحضور‬ ‫)( بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢١٨‬‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫و لسا اصطلم صور بالعزم والإثبات‪ ،‬دلف إلى قريات‪ ،‬وكان بها حصن للنصارى‬ ‫فبنى أمير جيش الإمام حصنا حوله‪ ،‬فتركهم بالحصر في حصنهم حيارى‪ ،‬فلما‬ ‫تجرعوا مر المرام‪ ،‬سلموا الحصن إلى أمير جيش الإمام‪ ،‬فحينئذ صارت أقاليم‬ ‫عمان إلى الإمام جملةش واستعنب من النصر المعين والفتح المبين العلة والنهلةة‬ ‫شعرا ‪:‬‬ ‫عمان أصابت بالإمام أمانها‬ ‫وقد حمدت عين السرور عيانها‬ ‫فلالحت مع البشرى قصورأ علة‬ ‫مجرورة أنهارها وجنانها‬ ‫حوت كل نصر مستبين بنلصر‬ ‫فوشى بشان النصر والفتح شأنها‬ ‫بقاضب‬ ‫تفارق كف الخصم منها بنانها‬ ‫رئيس العدى أضحى برأس قناته‬ ‫يناظر مع دلع اللسان لسانها‬ ‫رمى من غدا للدين خصما‬ ‫عى بهن عنانها‬ ‫أسار قصور الخصم للخيل حلبة بجر‬ ‫دتى‬ ‫تم‬ ‫على ناصر يشي الجهاد فانه به حمدت أهل الجلاد زمانها‬ ‫فلا زال يسعى حيثما كانت الصدى إلى أن رأت شر لمكان مكانها‬ ‫لقد نال رضوان الإله بسعي‬ ‫فإن به أهل الجهاد أعانهيا‬ ‫فدانت للإمام جميع الديار‪ .‬ماخلا مسقط بصحة الأخبار‪ ،‬ظل ناصر بن قطن يغزوا‬ ‫أقاليم عمان‪ ،‬ويدلف من الحسا إليها بالركبان‪ ،‬يسلب من بواديها كرائم العميس‪،‬‬ ‫ويقتل مع الأقتدار من صادف من مشاهيرها كل رئيس ثم يرجع إلى الحسا ببغيه‬ ‫يتحستا‪ ،‬فلما تواترت منه الغارات‪ ،‬وتفاقمت بدلفاته الآفات‪ ،‬كتب الإمام إلى محمد‬ ‫بن سيف الحوقاني بالتجسس عن ذلك الشاني‪ ،‬فإذا علم بقدومه إلى عمان‪ ،‬فليسعى‬ ‫له دونها بالأبطال والشجعان‪ ،‬فلما وصله كتاب الإمام‪ ،‬بعث إلى تجسيسه كرام‬ ‫الأنام۔ وحين ناجت ثغور الجواسيس‪ ،‬أذن الوالي بقدوم ناصر بن قطن الهلالي‬ ‫أ بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى۔ حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٩‬‬ ‫سار إليه بجيش جرار من بدوي وحضري كرًار‪ ،‬فلما علم ناصر بجيش القهر‬ ‫رجع‪ ،‬فانحصر في حصن الظفرة وقد حمته رجال بني ياس‪ .‬وهو مع تلك‬ ‫الحماسة من الحياة في ياس‪ ،‬ثم إن ناصر بن قطن‪ .‬بعث رسله إلى الوالي يطلب‬ ‫منه محضة الأمان‪ ،‬وليرجع ما أخذه من عمان لأهلها‪ ،‬إذا رصل إلي أراضيه‬ ‫والأوطان‪ ،‬فصالحه محمد بن سيف على ذلك لعدم الزَاد‪ ،‬وابتعاد البلاد‪ ،‬فلما رجع‬ ‫الوالي إلى نزوى‪ ،‬وأخبر الإمام عما كان بينه وبين ناصر بن قطن من الشرى‬ ‫والسئلوى‪ ،‬تواترت عنه صحائح الأخبار من الديار‪ ،‬على أنه قد جمع رجال الظفر‬ ‫ليصطلم حصن الجو بهم بالقسر‪ .‬وكان والي الحصن المذكور أحمد بن خلف‬ ‫المشهور‪ ،‬ولما دلف إلى الجو بالأقوام‪ ،‬أعانته بغاة توام على والي الإمام‪ ،‬فأطاعوا‬ ‫شيطانهم المريد‪ ،‬وأعانوا ناصر بن قطن العنيد‪ ،‬‏[‪ ]٨٥٥‬فحصروا الوالي بالعدد‬ ‫والعديد في القصر المشيّد‪ ،‬شعر ا‪:‬‬ ‫على الضتلال أعانوه فتى قطن‬ ‫لا در در بغاة الجو إنهم‬ ‫أتوا إليه فأضحى قدوةلهم‬ ‫وكان بالبغي أخلاهم من الفطن‬ ‫توهم الدين أضحى في أسنته‬ ‫فظل خصما لدين الله والسنن‬ ‫بجنده خادعته أذنه بوغى‬ ‫ما آفة القلب غير العين وا لأذن‬ ‫حتى رأى ظنه محض الضنون فلم‬ ‫ينل بها غير طعم الصتاب و الحبن‬ ‫من شأنه الغدر لا ينفك في محن‬ ‫تزفه لدواهي القبر والكفن‬ ‫فليت ناصر إذ كانت سرائره‬ ‫شرأعليهلحاهاهدلم يكن‬ ‫أفنى الزمان هموماً والزمان بها‬ ‫مععمرأ وهو من جم الهموم فني‬ ‫شر تجرع منه حنظل المحن‬ ‫قد فاته الخير لكن لم يفته غدا‬ ‫أضحى فتى قطن بالبغي مترعاً‬ ‫‏)‪ (١‬بعد الد حث‬ ‫و التدقيق تبين أن القصيدة‬ ‫غير‬ ‫وللردى شام عضبأ منه في الذقن(")‬ ‫موجودة‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٢ .‬‬ ‫في المصادر‬ ‫‏‪ ١‬لأدبية و التا[ريرخية العمانية‬ ‫فلما أحاط ناصر بن قطن وشيعته بحصن توام‪ ،‬وثبت عليه من الباطنة والظاهرة‬ ‫جنود الإمام‪ ،‬ولسّا ركض بهم أحمد بن خلف عليه وهزمه‪ ،‬وما ترك عصبة إليه‪ ،‬ثم‬ ‫أقبل من نزوى إلى توام والي الإمام عبدالله بن محمد بجيش لام ‪ 3‬فلما فاته جلاد‬ ‫جيش الناكثين‪ ،‬هدم حصون الجو ما خلا حصن إمام المسلمين‪ ،‬وقد كان عبدالله‬ ‫نجل محمد المذكور كبير ولاة الإمام على المشهور‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫كبير ولاة الأرليحي بن مرشد‬ ‫ألا إن عبدالل نجل محمد‬ ‫له الق في يوم الفخار بنسكه‬ ‫على كل وال للإمام ممجَد‬ ‫ولكن فضله‬ ‫تفوه به الأفواه في كل مشهد‬ ‫يضيء إذا سل الظبا موقف الوغى‬ ‫يضيء إذا صلى معأ كل مسجد‬ ‫وكل له فضل‬ ‫سبه ويرضي حت المشرفي المهد‬ ‫غدا نسكه يرضي الإله وبأسه‬ ‫أضاعت أراضي الجو كالجو إذ أنى‬ ‫فأضحى لها كالكوكب المتوقد‬ ‫فهتم بنيان الغواة ولم يذر‬ ‫سوى معقل الندب الإمام المؤيد‬ ‫ولم يبق أنفأً شامخا لمعاند‬ ‫ولا مرفقا منهم رفيقا إلى يد‬ ‫غدا سيف نصر للإمام مجردا‬ ‫قيطكل‬ ‫اه ف‬ ‫مهز‬ ‫إذا‬ ‫ألاافي سبيل الل إباض سعيه‬ ‫معتد‬ ‫لقد كان وسمي الندى وسنا الندي(")‬ ‫ولما نأت فيه الطعاة عن توام‪ ،‬ورجع عبدالله مؤيدا بنصر الله إلى الإمام‪ ،‬تفرقت‬ ‫شيع ناصر بن قطن في البلاد‪ ،‬فلجأ مع النصارى بصحار جرثومتهم عمير بن‬ ‫محمد ذو الأحقاد وذهبت طائفة منهم بالفرار إلى عقبة جلفار‪ ،‬فكانوا يقطعون‬ ‫السبيل‪ ،‬ويصلون العدوان الطويل فطفق يغازيهم الوالي محمد بن خلف‪ ،‬ويسقيهم‬ ‫بغاراته كأس المكاره والتلف‪ ،‬فعقر عليهم عدة من‬ ‫‏[‪ ]٨٥٦‬الصلندحات‪ .‬وأبكى‬ ‫‏(‪ (١‬بعد ا‬ ‫لبحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫اأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٢١‬‬ ‫عليهم جمَّة من النائحات‪ ،‬وقد غزا ناصر بن قطن الباطنة بأقوام‪ ،‬فأخذ عدة من إيل‬ ‫بني خالد‪ ،‬وبني لام وسلب ما على النساء من الحلي والكساء‪ ،‬ثم رجع بإلمامه إلى‬ ‫الحسا‪ ،‬ثم دلف ثانية إلى عمان‪ ،‬فقصد أرض باطنتها للغارة بالعدوان‪ ،‬فلسا شاع‬ ‫خبره إلى الإمام‪ ،‬أنفذ جيشأ أميره العبري علي بن أحمد القمقام(')أ‪ ،‬ومعه أحمد بن‬ ‫بلحسن البوشري""أ۔ ذو الإقدام‪ ،‬ومحمد بن الصلت""أ‪ .‬جرثومة بني ريام»ومراد بن‬ ‫راشد بن حساءم(‪٠‬أ‪،‬‏ وأخاير الشراة الكرام" فصادف جيشهم جيشه بأرض لوى‬ ‫فكشفوه‪ ،‬وطووا إليه لنشر اللوى‪ ،‬ثم مال بجيشه إلى مجيس‪ ،‬فكشفه علي بن أحمد‬ ‫العبري بكل رئيس» فلما تقصد جيشه من اليمين والشمال‪ ،‬قصد ببقيته أرض‬ ‫الخروس من الشمال فلحقه أحمد بن بلحسن‪ ،‬ومراد بن راشد برجلل النزال‪،‬‬ ‫فقاتلوه قتالاً فجيعاً‪ .‬حتى قتلوهم‪ ،‬رحمة الله عليهم جميعاً‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫() علي بن أحمد العبري‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬أحد قادة جيوش الإمام ناصر‬ ‫ابن مرشد اليعربي‪ ،‬أرسله على رأس جيش به بنو عمه آل يعرب“ وأمره باسترداد قرية جلفار‪-‬‬ ‫الصير ‪-‬من يد ناصر الدين العجمي ومن معه من الفرس‪ .‬فحاصر الجيش حصن الصير‪ .‬ودارت‬ ‫الحرب‪ ،‬ولما كان العجم يمتلكون سفن حربية مجهزة بالمدافع‪ ،‬فقد صعب ذلك على العمانين‬ ‫الوصول إلى الحصن‪ ،‬فظلوا يحاصرونه حتى فتحوه ليلا على غرَة‪ ،‬ثم سار إلى جلفار‪ ،‬ففتحها‬ ‫بعد هزيمة أهلها‪ ،‬وطلبهم للصلح‪ ،‬فصالحهم‪ ،‬وولى عليها واليه وعاد إلى نزوى‪ .‬انظر‪ :‬دليل‬ ‫أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.١١٧‬‬ ‫"ا أحمد بن بلحسن البوشري‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ .‬أحد رجال دولة‬ ‫الإمام ناصر بن مرشد اليعربية استعان به الإمام مع غيره من الرجال على تثبيت دعائم دولته‪،،‬‬ ‫ثم قتل في إحدى المعارك التي خاضها ضد ناصر بن قطن‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏)‪ (٣‬محمد بن الصلت‪ :‬محمد بن صلت‬ ‫‏‪.٢٧‬‬ ‫النبهاني‪ ‘،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري ۔ كان أحد‬ ‫قادة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‏‪.١٤٧‬‬ ‫)( مراد بن راشد بن حسام‪ :‬قائد بطل‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬خاض الحروب‬ ‫من أجل تثبيت دعائم دولة ناصر بن مرشدة وقتل في إحداها‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٥٢‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫مثل هذا فلت منع النجباء‬ ‫معشر‬ ‫جاهدوا البغاة وقللوا‬ ‫شهد‬ ‫الله أليم شهداء‬ ‫ليس يلوى لوائها الأوليياءُ‬ ‫ن من مات في جهاد من الله‬ ‫ال ‏‪١‬‬ ‫إن نيل البيض الحسان وعدن‬ ‫بظلبا بيض‬ ‫في سبيل الإله ماتوا كراما‬ ‫‪7.0‬‬ ‫ر الجزاء‬ ‫الجز ا‬ ‫دون نها‬ ‫السمر اع‬ ‫فعليهم تبكي الورى الكرماء‬ ‫قد أراقوا دم العداة فأشرقن‬ ‫عليهم‬ ‫أصبحوا كالشموس يوم كسوف‬ ‫لاضياء بهيم لهاأورجاءُ‬ ‫استقاسّية إليهم من الصلاح‬ ‫تلاد‬ ‫وكرام لا يبخلون إلى الحرب‬ ‫ل‬ ‫فوقفوا الزهد بالجلاد فماتوا‬ ‫كرما‬ ‫فعلى‬ ‫الله أجرهم إذ هم شوس‬ ‫ولما ساير جيش لإام‬ ‫ل ا‬ ‫أصيبو ا ادما‬ ‫يعوم‬ ‫ذ ‏‪ ٥‬س‬ ‫إن‬ ‫ء‬ ‫‏‪٣7‬‬ ‫بهم‬ ‫فيه‬ ‫حت‬ ‫الل‬ ‫ح‬ ‫ضيا ح‬ ‫ا‬ ‫‪ :‬خ اا ح‬ ‫يع‬ ‫عي‬ ‫يش‬ ‫س‬ ‫الوفاء ع‬ ‫كرام أفاضل أتقي اء(‬ ‫إلى أرض الخروس‪ ،‬ورأوا أجسام أصحابهم‪ ،‬رحمهم الله‬ ‫بلا رؤوس» وقد فاتهم ناصر بن قطن وأصحابهم الطلاغون‪ ،‬قالوا كما يقول‬ ‫المصابون الصابرون‪ :‬إنا لله وإنا إليه راجعون‪ ،‬فلما واروا أصحابهم في الصعيد‪8‬‬ ‫رجعوا بعدما قبروهم إلى أوطانهم بالصبر الحميد‪ .‬ثم إن محمد بن حميد بن عثمان‬ ‫غزا أرض السرو ولم يدلف إلى عمان‪ .‬والوالي بحصن الغبي في ذلك الزمان‬ ‫محمد بن سيف الحوقاني‪ ،‬ومن الخاصة معه سعيد بن خلفان‪ ،‬فأنفذ إليه باستعجال‬ ‫رجال النزال‪ ،‬مع الشيخ سعيد النجيد المفضال» فلما صادفوه‪ ،‬أحاطوا به عن يمين‬ ‫وشمال‪ ،‬فأسروه وأتوا به إلى الشيخ محمد بن سعيد المقتدي بالشريعة‪ ،‬فلما أسلموه‬ ‫إليه بمسجد الشريعة سأله أن ير عليه ما كسب ونهبة فأبى وتغلب‪ ،‬فأمر عليه‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٢٣‬‬ ‫بالأسر والقيد بعد التأبي‪ ،‬فأسرَ وقي بحصن الغتي‪ ،‬ومضى محمد بن سيف إلى‬ ‫الإمام بحسن الوفاق فوافاه ببلدة الرستاق‪ ،‬فلما أخبره عن الموضوع والمجمول‪،‬‬ ‫والفروع والأصول‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٨٥٧‬من قبل محمد بن عثمان المكبول‪ ،‬أمر بإلمامه إليهة‬ ‫فلما حضر لديه‪ ،‬أمر بحبسه في سسججنن الرستاق الأوفى‪ ،‬فلبث فيه شهرا وتوفي‪ ،‬ثم‬ ‫إن الإمام المتسربل بالبرهان جهز جيشأ يموج بالشجعان‪ ،‬أميره سعيد بن خلفان‬ ‫وعضده بعمير بن محمد بن جفير‪ .‬المشهور بالضرًاب والطعان‪ ،‬فمضى الجيش‬ ‫تحت ظل العوالي‪ ،‬لأخذ إيل ناصر بن قطن الهلالي‪ ،‬فألتقته بنو ياس برجال كثيرة‬ ‫في موضع يسمى الشعب قريب من الظفرة‪ ،‬فت صافحوا بالصفاح‪ ،‬وتخاطبوا‬ ‫بالرماح‪ ،‬فسجدت حينئذ الجباه بالمشرفية‪ ،‬وخرًت الأذقان بالسمهرية‪ ،‬وكان لبني‬ ‫ياس يومئذ رئيسا‪ ،‬سقير بن عيسى فنصر الله أهل الاستقامة على أهل الظلامةة‬ ‫فقتل سقير المريد‪ ،‬وأخوه محمد بن عيسى العنيد‪ ،‬ومن قومهما جم يتلاشى به‬ ‫العديده وطلب من بقي منهم محض الأمان‪ ،‬من أمير جيش الإمام المؤيد بالبرهان‪.‬‬ ‫سعيد بن خلفان فمة عليهم بذلك منة الأجواد‪ ،‬ورجعوا إلى الظفرة من الظفر بسلب‬ ‫المراد ‪ ،‬وقد رجع بالجيش إلى الأوطان‪ ،‬والي الإمام سعيد بن خلفان‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫أر ادوا الرد ى للمسلمين‬ ‫فبادو ا ورسبف‬ ‫ببعيهم‬ ‫غدوا قوت غربان وسيد وق شعم‬ ‫البغي للمر ح بقتل‬ ‫ولم يهنهم من فضلة الزاد مأكل‬ ‫أتيح إليهم كل عضب له أذا‬ ‫تخارج عنه الغمد في النفن مدخل‬ ‫بقتل شقير ذي الأذى وشقيقه‬ ‫لقد عاش في أفراحه المول‬ ‫لى البيض عل بعد نهل من العدى‬ ‫رمته ببيص‬ ‫الهند و السمر‬ ‫غدا ولها في جانب الحة منهل‬ ‫لها‬ ‫عصبة‬ ‫غدا في الثزى مُثر ويا بؤس صحبه‬ ‫يقول لسان‬ ‫حنظل‬ ‫الميجاء‬ ‫وكلهم في‬ ‫به هكذا من‬ ‫الحال عند زيالهم‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫أر ي‬ ‫رأسه ‪7‬‬ ‫يفعل‬ ‫و‬ ‫سلسل‬ ‫مصل‬ ‫البغي يفعل‬ ‫جزى اللله جيش المسلمين بسعيه‬ ‫وشرف بالفضل الجزيل إمامهم‬ ‫سرورا به الجنات والحور تحصل‬ ‫فتى مرشد إذ فضله المحض أفضل‬ ‫ألارضي الرحمن عنه فإنه‬ ‫إمام هدى ما نسكه المحض يُجهل()‬ ‫ثم إن الإمام المؤيّد بالبرهان‪ ،‬أمر سعيد بن خلفان أن يمضي برجاله عل كل‬ ‫عرندس» لأخذ إيل ناصر بن قطن الهلالي من المورد المعروف بدعفس‪ ،‬فلما‬ ‫مضى سعيد إليه بالشجعان‪ ،‬أخذها سائمة من ذلك المكان‪ ،‬فتركها عند عمير بن‬ ‫محمد بن جفير أمانة وحذره الخيانة فلما رجع سعيد بن خلفان إلى الأوطان‪ ،‬ترك‬ ‫عمير الإبل‪ ،‬النى استأمنها عند أخيه علي بن محمد‪ ،‬فمضى بها لسا خان‪ ،‬إلى‬ ‫ناصر بن قطن المتمرّد‪ ،‬فما زال ناصر يغزوا أطراف الباطنة بإلمامه‪ ،‬ويسلب‬ ‫كرائم سوائمها بلئامه‪ ،‬حتى أخاف بدوها وحضرها بدلفاته‪ ،‬‏[‪ ]٨٥٨‬وأوحشها بآفاته‪.‬‬ ‫فألجاً بشروره‪ ،‬والطغيان أكثر أهل البادية إلى البلدان‪ ،‬ثم دلف دلفة أخرى‪ ،‬فأقام‬ ‫بقليب دعفس وأنفذ الغارات إلى الظاهرة في زاد وأصيل وحندس» فلما شاع خبره‬ ‫إلى الإمام الناسك‪ ،‬أرسل جيشأً عليه أميره اليعربي سيف بن مالك“‪ ،‬ومعه من‬ ‫مشاهير جماهير العرب أكرم القمقام۔ وسيف بن أبي الضرب‬ ‫فلما مضى الجيش‬ ‫ليه هجم أول الرؤساء حزام عليه‪ ،‬فتفلقت بالضراب من أحزاب بن قطن الجماجم‪،‬‬ ‫وتخرقت بالطعان منهم الرقاب والغلاصم‪ ،‬فنصر الله أحزاب المسلمين على‬ ‫الباغين‪ ،‬فقتلوا ناصر بن قطن ومن معه أجمعين‪ ،‬شعرا‪:‬‬ ‫مضى جيش الإمام إلى الجهاد‬ ‫فصر اع بالظبا فئة الأعادي‬ ‫بيض‬ ‫ووخز أسنة السمر الصعاد‬ ‫له وقطلن‬ ‫المجاهر بالعناد‬ ‫فألضحو ا في الصعيد بضرب‬ ‫فها كفن‬ ‫أصيب‬ ‫فتى قطن‬ ‫إلى دار الخلود بغير زاد‬ ‫تزول بغي ه فمضى بحتف‬ ‫() بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخر ى‬ ‫حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٢٥‬‬ ‫وكان لغيره أمر المراد‬ ‫فاسلمه الغلو إلى نفاد‬ ‫وشيعته بضراب‬ ‫لناصر‬ ‫ظطبأً حداد‬ ‫ذي المحات_د والأياد‬ ‫ألا علم الإمام له ارتياح‬ ‫وو للجه‬ ‫وصلح راغم أهل الفساد‬ ‫إذا ألد الوغى دلفت إليه‬ ‫اللتاد‬ ‫كسليل‬ ‫ومن‬ ‫مرشد في رشاد‬ ‫إمام بائتلالف العدل‬ ‫إذا الاح‬ ‫سرت‬ ‫لقد‬ ‫لاح )‬ ‫أضحت‬ ‫د به‬ ‫أامأه‬ ‫اء‬ ‫رب‬ ‫البح ا‬ ‫قي‬ ‫للد ‏‪٨‬‬ ‫دو‬ ‫ل‬ ‫لنز‬ ‫‪ 4‬ب‬ ‫ة كد‬ ‫أجر‬ ‫‏‪ ٩٦‬رذ‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٠‬م‬ ‫<‬ ‫م‬ ‫ور‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏ةّ‪َ٦‬تس‬ ‫يراقم ضوءه‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫وجد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وفي يوم الجلاد وكل ناد‬ ‫إلى أهل الدراية والرشاد‬ ‫ولي كللولي له انسجام‬ ‫ألبال دم العداة بكل ربع‬ ‫و مهمه ة موحشة‬ ‫حلت‬ ‫و أض‬ ‫‏‪١‬‬ ‫>‬ ‫ج‬ ‫‏‪ ٥٥‬ذ‬ ‫له الرحمن من‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫عمان‬ ‫ل‬ ‫ندب‬ ‫البلاد‬ ‫ولم يرع الرعية بالرقاد‬ ‫إذا شهد‬ ‫بأمانه وسمت‬ ‫أتقاد‬ ‫فزفت في الحواضر والبوادي‬ ‫أعلامه شرقا وغربا‬ ‫هجر الرتاد‬ ‫ك‬ ‫غدت‬ ‫بفرارهامثل‬ ‫يوم‬ ‫إمام‬ ‫الأعادي كالعهاد‬ ‫ووادي‬ ‫فأخلا الخصم منهابالجهاد‬ ‫على رغم الأعادي في ازدياد‬ ‫بنور العدل أهل الدين هاد‬ ‫من الرحمن في يوم التتاد('ا ‏[‪]٨٥٩‬‬ ‫‏(‪ (١‬بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫فلما قتل ناصر بن قطن‪ ،‬ورجعت أحزاب المسلمين إلى الوطن‪ ،‬نما السرور و‬ ‫انطفأت من البغاة النائلرة والشرور‪ ،‬ولبست أرض عمان وشائع الأمان‪ ،‬بعد الإمام‬ ‫المؤبد بالبرهان‪ ،‬فغدت أهل المساعي الحميدة تسعى إليه‪ ،‬وألسنتهم بالشكر له تثني‬ ‫عليه وقد خلص له حصن صحار من يد النصارى بالحصار‪ ،‬ولم يبق بعمان لأهل‬ ‫الضلالة أفياء ظلال‪ ،‬ولا لأخذ يمينيهم والشمال‪ .‬أرقال مشمعلة شملال‪ ،‬حتى قال‬ ‫النكور لما عَم عمان من أمان الإمام النور بلدة طيبة و رب غفور‪ ،‬ولم يبق من‬ ‫المقطبين بوجه عبوس‪ ،‬المستنكفين عن طاعة الإمام المؤيد بالناموس‪ ،‬غير‬ ‫المتحصنين بقلع مسقط والمطر ح من النصارى الطموس» فإنهم ما برحوا بالحصرة‬ ‫في حسرة‪ ،‬وبالفكرة في فترة‪ ،‬يلوكون ضريع النكال بأسنان كلال‪ ،‬ويرتشفون سم‬ ‫صلال الزيال بالغدو والآصال‪ ،‬وكل واحد منهم بسم حيات الحياة تكاد نفسه تغيظك‬ ‫ويأتيه الموت من كل مكان‪ ،‬ومن ورائه عذاب غليظ‪ ،‬يلقون السمع إلى الذعر‬ ‫الدالف إليهم يحسبون كل صيحة عليهم‪ ،‬يخاطبهم لسان الحال في الغدوً والآصال‪،‬‬ ‫إذا تعللوا بالعديد والآلات المعددة‪ ،‬أينما تكونوا يدرككم الموت‪ ،‬ولو كنتم في بروج‬ ‫مشيّدة‪ ،‬ألا إنما الشرك شرك لا يرى الكافر له به النجاة والمغفرة‪ ،‬قتل الإنسان ما‬ ‫أكفره‪ ،‬فهم إذا نظروا راد أوأصيلا‪ ،‬لم يروه إلآ ظلام مستحيلا‪ ،‬يقول لسان حالهم‪،‬‬ ‫إذا أخذت أضواء أعينهم طامورة الهم التي بظلماتها تمور‪ ،‬ومن لم يجعل الله له‬ ‫نورأ فماله من نور‪ ،‬فهم إذا اضطجعوا على الديباجض استحال شوك للقتاد‪ ،‬فأنى لهم بالرقاد‪8‬‬ ‫ولذا قضموا سكر الأهواز‪ ،‬استحلا هبيد حنظل الأقواد‪ .‬فأنى لهم بمريّ المراد‪ ،‬وبالجملة لو‬ ‫دبت على أحدهم رجل نملة على اليسار أو اليمين‪ ،‬توهمها من الذعر كركدن الصين‪.‬‬ ‫وأما عمان بأمان الإمام المؤيّد ناصر بن مرشدة تجر وشائعها الشائعة بالأنوار‪،‬‬ ‫وتسري دقائق أسرارها بأنواع أنوارها إلى الانية والشاسعة من القرى والأمصار‪،‬‬ ‫يقول لسان حالها والحديث شجون» إذا نظرت لنضرة ناصرها الناظرون‪ ،‬لمش هذا‬ ‫فليعمل العاملون فلله دره من إمام عادل ناسك‪ ،‬له في ملاحب الفضل مشاعر‬ ‫ومناسك‪ ،‬وناهيك من ولي قد أحيا الهدى بصئلح الأعمال‪ .‬وأمات بعدله جرثومة‬ ‫البغي والضلال‪ ،‬يقول الناسك إذا نأى أو دنى منه رضي الله عنه وكفى عَما في‬ ‫الصدور من حمده في السطور كيف لا وفخره بعد وفاته كفخره أيام حياته شعرا‪:‬‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫لك الله نورهم والمسات‬ ‫إنما الأولياء يشرق في المحيا‬ ‫عمرو‬ ‫‏‪ ١‬الشرق‬ ‫و المغارب‬ ‫ل فأضنوا البلاد بالبركات‬ ‫بالعد‬ ‫ثنا ح في موته‬ ‫في‬ ‫سطور‬ ‫وفي‬ ‫صذور‬ ‫له‬ ‫و الحيات‬ ‫ألارت به ثغور الثقات""ا‬ ‫حمد‬ ‫فلله در فتئَ‪ ،‬عاش نقبَّأ‪ ،‬ومات ولبًا‪ ،‬فعنه أهل الإستقامة راضون‪ .‬وله موالون‬ ‫متولون‪ ،‬وكانت وفاته بنزوى من غير خلفت يوم الجمعة‪ ،‬لعشر خلون من ربيع‬ ‫الآخر‪ .‬سنة تسع وخمسين بعد الألف‪ ،‬وأما مدة أيام دولته عما أنطق الصواب به‬ ‫‏‪ ١‬لألسنة ] ‏‪٠‬‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ست‬ ‫و عشرون‬ ‫سن‬ ‫وقد‬ ‫رثته شعر ‏‪ ١‬ء‬ ‫عصره‬ ‫بقصائد‬ ‫فائكات‬ ‫مطوَلات ومختصر ات‪ .‬ورثيته أنا بهذه القصيدة الدالية المشرقة اللؤلوئيةة‪ ،‬فقلت‬ ‫شعرا‪:‬‬ ‫خلا وله لم يخلو حمد بمشهد‬ ‫حوى محض ومض النور قبر بن مرشد‬ ‫فلله من ندب تألق سعيه‬ ‫بنور هدى يسعى به كل مهتد‬ ‫إبام لله يعزى لواء ولاية‬ ‫فمن نشره نشر الألوًَة يجتد‬ ‫فكم قائلل مي ألا هل سمعتم‬ ‫ثوى قبل أن يودى خضم بملحد‬ ‫وهل قبله شاهدتم أيها الورى‬ ‫بشمس توارت تحت ترب وجلمد‬ ‫لك‬ ‫ش قل فليبكه كل‬ ‫فاضل‬ ‫بكى النصر لما مات ناصر والهدى‬ ‫بدمع الحيا في كل ربع ومعهد‬ ‫وأضحى يباكي الغفمد كل مهند‬ ‫وقال لسان السر هل كف طاعن‬ ‫يسل بها من بعده قلب معتد‬ ‫جهاد بعده لمؤێّد‬ ‫لقد مات حر الضرب والطعن بعده‬ ‫ألا من‬ ‫على ناصر يبكي دمأ كل منبر‬ ‫على ناصر يبكي جو ئ كل مسجد‬ ‫لهاشمن ندب ولييجل‪ُ4‬‬ ‫ويشي عليه كل عقل مجرد‬ ‫لقد كان عدلا ناصر الدين بالا‬ ‫ولم يصطحبه كل ذي صارم صد‬ ‫‏(‪ (١‬بعد‬ ‫اأ بحث‬ ‫و التدقيق تبين‬ ‫أن القصيدة غير موجودة‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٢٨‬‬ ‫في المصادر‬ ‫‏‪ ١‬لأدبية و التاربخية العمانية‬ ‫للكفاح بعزمه‬ ‫أشارت به أهل البسالة بالبد‬ ‫لقد باع في سوق الجهاد حشاشة‬ ‫ولم يك مقصورا بقصر مشيد‬ ‫إذا ما تجلئ‬ ‫ولي عن‬ ‫الأعداء لم يلو عزمه‬ ‫عن هامهم غير‬ ‫فصمصامه‬ ‫قلى صرة التنيار إذ لاجنانه‬ ‫إليه وداد في‬ ‫له ومض نور في ندي ومسجد‬ ‫فسل كرَة المحراب عنه‬ ‫براهينه تروى‬ ‫فسل‬ ‫كل‬ ‫ناطق‬ ‫ففي وجهه الوضاح للنور مبزغ‬ ‫يكاد عليه الغصن يثني إذا انثى‬ ‫أزليب وسل‬ ‫مغمد‬ ‫لجين وعسجد‬ ‫أو الندي‬ ‫عنهن كل‬ ‫مجلد‬ ‫فإن (الغيينا) من وجهه المتوقد‬ ‫ويلو إليه الحمد كل مغرد‬ ‫مقل من الدنيار مثر من الهدى‬ ‫بشاشة‬ ‫يبيد الأعادي في ربوع وفدفد‬ ‫لها في العدى وخز بنجر و أكبد‬ ‫سُّيّ‬ ‫فما سيد يحكيه في فخر سؤدد‬ ‫مهيب له بين اصحاب‬ ‫لذ‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ار دونه‬ ‫( ‪-٥‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫كل‬ ‫يرى عسلا طعن العواسل في الوغى‬ ‫إذا ذكرت يومأ إمامته انبرى‬ ‫لقد فاق‬ ‫في‬ ‫حلم‬ ‫وعلم وهيبة‬ ‫لقد كان في التقوى وفي الين قدوة‬ ‫لذا فادحات الدهر هة‬ ‫ت بنكبة‬ ‫وريق الحسام العضب ريقة خرد‬ ‫لى ذكرها نور كثير التوقد ‏[‪]٨٦١‬‬ ‫وج‬ ‫‏‪ ٥‬لمجد سامك متفرد‬ ‫به كل من يرضى به الين يقتدي‬ ‫تماسك‬ ‫عن‬ ‫نيل وللم يتأود‬ ‫أل‪١‬‏ إن رضوى‬ ‫في‬ ‫الشدائد دونه‬ ‫ويخشاه إن جاس الوغى كل مزبد‬ ‫فلم يبق فخرأ‬ ‫ذفى‬ ‫الثواب لناسك‬ ‫ولم يبق مجدأ في العلى لمجد‬ ‫غدا اللين طلقا باسماً في حياته‬ ‫ولم يمش بالأنصاب مشي المقيد‬ ‫لقد فقدته الناس والباس والوغى‬ ‫عليه وجدهلم يُصرد‬ ‫وقالوا عليه رحمة الله اته‬ ‫به تورق البيداء وهو سميدع‬ ‫وكل‬ ‫لقد كان‬ ‫طهرا قدوة المتعّد‬ ‫إذا غرد الهندي لالمغفرد‬ ‫('أ بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في المصادر الأدبية والتاريخية العمانية‬ ‫الأخرى‪ ،‬حفظها لنا ابن رزيق في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٢٦٩‬‬ ‫له‬ ‫الحمد‬ ‫من‬ ‫ثغر اللور ى‬ ‫فمحمد‬ ‫بسيرته‬ ‫يرضى‬ ‫ورب‬ ‫محمد‏(‪)١‬‬ ‫وكان قبره بنزوى مع مساجد العْبّاد‪ ،‬عليه رحمة رب العباد‪ ،‬فهذا ما لاح لي من‬ ‫سنا سيره‪ ،‬وشائع خبر خبره‪ ،‬لمجرد الرواية عن أهل الدراية‪ ،‬وأنا أستغفر الله مما‬ ‫خالفت فيه الصواب‪ .‬وأسأله المغفرة التي لا ينالها غير التائب الأواب‪ ،‬وما توفيقي‬ ‫إلا باك وكان الفراغ من نظم سلك هذه السيرة الرائقة للناظمين والناثرين من‬ ‫هجرة سيدنا محمد الأمين عليه صلوات رب العالمين‪ ،‬سنة ألف ومائين وواحد‬ ‫وستين‪ ،‬وناظم سلكها السائل ربه عنه وعن المسلمين دفع كل ضيق‪ .‬سليل ابن‬ ‫رزيق‪]٨٦٢[.‬‏‬ ‫الإمام سلطان بن سيف ‪:‬‬ ‫الإمام سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن سلطان بن مالك بن‬ ‫بلعرب اليعربي ‪ ،‬بويع له بالإمامة في اليوم الذي مات فيه ابن عمه الإمام ناصر‬ ‫ابن مرشد رحمه الله ‪ ،‬و هو يوم الجمعة لعشر ليال خلون من شهر ربيع الاخر‬ ‫سنة ست و خمسين سنة و ألف سنة من الهجرة النبوية ‪ ،‬فقام بالعدل ‪ ،‬و شمر في‬ ‫ذات الله ‘ و نصب الحرب لمن بقي من النصارى في مسقط و المطرح ‪ ،‬و سار‬ ‫إليهم حتى نصره الله ‘ و فتح مسقط و المطرح ة و ابتزهما من النصارى ‪ ،‬و سبب‬ ‫فتوحه لهما أنه لما مات الإمام ناصر بن مرشد ‪ 0‬رحمه الله ‪ ،‬و أفضت إليه البيعة ‪،‬‬ ‫لم يمكث بنزوى إلا أيامأ قلائلة حتى دلف إلى النصارى ‪ ،‬فأقام بالمطرح نحو بئر‬ ‫الرولا بمن معه من الجند ث و كان حد معسكره منها إلى أقصى سيح الحرمل و‬ ‫أقصى دار سيت بكمال عدة و عديد ‪ ،‬فكان كل ما طلعت الشمس أمر قومه بالدلفة‬ ‫إالى حصن مطرح و سائر بروجها ‪ ،‬فيركضون عليها كما أمر ‪ ،‬فيرامون النصارى‬ ‫بالتفق ‪ ،‬و النصارى يرامونهم من الحصن و سائر البروج بالتفق و المدافع إلى‬ ‫آخر صلاة العصر ‘ فيرجع عسكره إلى المعسكر ة و كذلك صنيعه بمسقط في كل‬ ‫يوم ‪.‬‬ ‫‪٢٢٣٠‬‬ ‫أخبرني غير واحد ممن شهد أبوه وصحب أبيه ذلك العصر‬ ‫منهم الشيخ معروف‬ ‫ابن سالم الصايغي‪ ،‬وحميد بن سالم‪ ،‬وخاطر بن حميد البداعي('أ‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وقد‬ ‫دخل كل منهم بعضه في بعض بالصحة الكائنة مع المعاينة‪ ،‬أن النصارى المالكين‬ ‫بلدة مسقط والمطر حض كانت لهم أربعة مراكب عظام‪ ،‬وفيهن من الرجال وآلة‬ ‫الحرب شيء كثير‪ ،‬فصرفوا إلى المطرح مركبين نصرة لأصحابهم القابضين‬ ‫الحصن وسائر البروج‪ ،‬يرمون بالمدافع أصحاب الإمام سلطان بن سيف‪ ،‬ورمي‬ ‫أصحاب المركبين أصحاب الإمام بالمدافع متصل غير منفصل‪ .‬حتى تراجع‬ ‫المسلمون أصحاب الإمام إلى معسكرهم‬ ‫قالوا ‪ :‬وقد مد النصارى المالكون مسقط‬ ‫وسائر بروجها سلسلة طويلة من حديد‪ .‬أولها في البرج الذي أعلا بيت أبي محمد‬ ‫ابن رزيق‪ ،‬وآخرها في البرج الذي يقابله في الجبل المشرف على قلعة الرآوايةة‬ ‫التي بناها السيد سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي‪ ،‬ولم يكن في ذلك‬ ‫الزمان في الجبل الذي هو أعلاه بيت أبي برج‪ ،‬ولا في الجبل الذي يقابله برج‪ ،‬بل‬ ‫كان في كل واحد منها بومه عظيمه‪ ،‬والبرجان المذكوران والقلعة‪ ،‬قد أحدثهن السيد‬ ‫سلطان بن الإمام‪ ،‬قالوا ‪ :‬وجعل في أول تلك السلسلة إلى آخرها سُررأ من حديدة‬ ‫في كل سرير خمسين رجلا‪ ،‬وارتفاع السلسلة هذه خمسون ذراعا عن الأرض فإذا‬ ‫دلف إليهم المسلمون رموهم برصاص التفق‪ ،‬فيمنعوهم عن الوصول إليهم‪ ،‬فضلا‬ ‫أن يصلوا إلى السور‪ ،‬وقد حفروا دون السور خندق عظيما وأجروا عليه الماء من‬ ‫البحر‪ ،‬فكان عرض ماء الخندق عشرين ذراعا‪ ،‬فما زال الأمر بينهم كذلك إلى ستة‬ ‫أشهر‪ .‬ولم يجد المسلمون لدخول سور مسقط ولا لاستيصال حصن المطر ح من‬ ‫اللصارى سبيلا‪ ،‬لشدة حذرهم‪ ،‬وقوة بأسهم‪ ،‬وتفاقم حربهم‪ ،‬وصبر هم على القتال‪،‬‬ ‫واسم هؤلاء النصارى البرتكيس»‪ ،‬وولايتهم أعني بلدهم الكبيرة جوه‪ ،‬ولهم غيرها‬ ‫‏(‪ (١‬خاطر بن حميد‬ ‫البد اعي ‪ :‬شيخ۔‬ ‫مؤر خ‬ ‫عاش‬ ‫في القرن‬ ‫الحادي‬ ‫عشر‬ ‫اليجري ذ عاصر‬ ‫الأحداث التي واكبت دخول مسقط‪ ،‬تحت إمرة أحمد سعيد آلبوسعيدي‪ ،‬فكان ممن أرخوا لهذه‬ ‫الفترة‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٥٧‬‬ ‫‪٢٣١‬‬ ‫بلدان كثيرة‪ ،‬وكانوا في ذلك الزمان هم أشد من سائر النصارى قوة وبأساً ومالا‪.‬‬ ‫وحكي لي الشيخ محسن القصاب"'أ‪ ،‬وقد عاش مائتي سنة‪ ،‬قال ‪ :‬وكنت أنا أيام‬ ‫تصنع البرتكيس عقبة الخيل في بلدة شيراز‪ ،‬فسمعت غير واحد أن البرتكيس تصنع‬ ‫عقبة من المطرح المشرفة على المطرح وريام‪ ،‬ومراكبهم متواترة على بعضها‬ ‫بعضا ‪ .‬تطرح الأحجار التي تحملها من بلدانها على ريام‪ ،‬وبه كان ترصيفهم لهذه‬ ‫العقبة وما احتاجوا من أحجار مسقط ولا المطرح إلى حجرة واحدةة إلى هكذا‬ ‫بلغت قوتهم في المال والرجال‪ .‬انتهى كلامه‪.‬‬ ‫وكان أمير النصارى الذين بمسقط والمطرح رجل يسمى فريرة‪ ،‬وله وكيل بمسقط‬ ‫من الكفرة يسمى سكبيلة‪ ،‬مذهبه مذهب البانيان‪ ،‬يعبد البحر والبقر‪ .‬وله ابنة جميلة‬ ‫الصورة صغيرة السن لم يبن نهاد لها‪ ،‬فخطبها منه النصراني فريرة‪ ،‬وبذل له في‬ ‫تنزويجها مالا كثيرأ‪ ،‬فلم يرض سكبيلة أن يزوجه بها‪ ،‬واعتذر إليه بسبب خلاف‬ ‫المذهب بينهم‪ ،‬لأن النصارى يأكلون لحوم البقر وغيرها‪ ،‬ويشربون الخمر‪ ،‬وسكبيلة‬ ‫وأهل مذهبه لا يشربون الخمر‪ .‬ولا يأكلون اللحوم‪ ،‬‏[‪ ]٨٦٣‬وعندهم كل من يأكل‬ ‫اللحوم ويشرب الخمر لا يجوز أن يزوّجوه ببناتهم‪ ،‬ولو يبذل لهم ملء الأرض‬ ‫ذهبا فلما يئس رئيس النصارى من التزويج‪ ،‬وصح معه أن سكبيلة لا يزوجه بابنته‬ ‫رض‪ .‬تهدده‪ ،‬وقال له‪ :‬إن لم تزوجني بابنتلك رض وإلا أخذتها منك كرها‪.‬‬ ‫وأغلظ عليه الكلام‪ ،‬فلسا خشي منه الاغتصاب والعذاب“ قال له‪ :‬سمعا وطاعة‪.‬‬ ‫لأزوجك بها‪ ،‬ولكن أمهلني إلى سنة زمانا‪ ،‬كي أصوغ لها مما تحتاجه العروس من‬ ‫الحلي‪ ،‬وفي بلدك مسقط ما أحد يعرف صنعه الحلي الذي تلبسه نساؤنا‪ ،‬فإني‬ ‫لأرسل أحداً من قبلي إلى بلدة نانجةش وهي بلدة بالهند مقتربة من مدي المعروفة‬ ‫بكتش‪ ،‬وصوَاغ نانجة هذه مشهورون بصياغة الحلي المحكمة‪ ،‬لا يناظر هم أحد في‬ ‫‏(‪ (١‬محسن‬ ‫‏‪ ١‬لهجر ي‬ ‫القصاب ‪ :‬محسن‬ ‫أرخ‬ ‫القصاب‬ ‫للأحداث التي جرت‬ ‫انظر دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫العجمي « شيخ “۔ مؤر خ ‪ .‬عاش‬ ‫في عصره‬ ‫و أخذ‬ ‫‏‪.١٤٣‬‬ ‫‏‪٢٣٢‬‬ ‫المؤرخ‬ ‫ابن‬ ‫في‬ ‫القرن‬ ‫رزيق عنه‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫وعن‬ ‫عشر‬ ‫أبيه ألبضا ‪.‬‬ ‫الصياغة المحكمة‪ ،‬لاسيما في حلي الذهب لانة لهم فيها‪ ،‬وقد أضمر سكبيلة الغدر‬ ‫لللنصارى‪ ،‬لما أكرهوه على التزويج‪ .‬فلما أجابه رئيس النصارى على ذلك‪ ،‬جعل‬ ‫يكاتب الإمام سلطان بن سيف سرأ‪ ،‬ويعده بفتح مسقط والمطرح على يده‪ ،‬وأخبره‬ ‫في كتبه التي بعثها له عما جرى بينه وبين النصارى من قبل التزويج‪ ،‬ونفوره‬ ‫عنهم بسبب ذلك ثم أرسل إليه رسولا فقال له‪ :‬أيها الإمام‪ ،‬إن سكبيلة يقول لك‬ ‫تماسك في معسكرك‪ ،‬حتى يأتيك كتابه بركوبكم على مسقط‪ ،‬ولا تذر أحدا من‬ ‫قومك‪ ،‬يمضي إلى مسقط ومعاقل المطرح بحرب فإذا أتاك كتابه بالورشة على‬ ‫مسقط فلا تتواني ساعة واحدة في المعسكر‪ .‬وأخبره بما سيصنعه في النصارى من‬ ‫الحيلة‪ .‬فتماسك الإمام مع ذلك عن الدلفة والركضةة‪ ،‬وأمر قومه أن لا أحد يفضي‬ ‫إلى مسقط ولا إلى المطر ح۔ فأجابوه إلى ذلك‪ ،‬فقال سكبيلة لرئيس النصارى الذي‬ ‫أراد منه التزويج ‪ :‬أيها السلطان‪ ،‬لقد طال الحصار علينا من الإمام سلطان بن‬ ‫سيف‪ ،‬وما هو براحل عنا ؤ وقد بلغني أن المدد يأتيه في كل يوم من عمان برجال‬ ‫وألة الحرب“ وبارود الحصنين قد قدمێ وضعفت قوته‪ .‬والبرك اللواتي فيهما قد قدم‬ ‫ماؤهن‪ ،‬وكثر فيه الدود‪ ،‬فمن شرب منه لا يسلم من علة قاتلة والرأي السديد أن‬ ‫نصب ماء هذه البرك في البحر‪ ،‬ونطيّر البرك بماء جديد‪ ،‬ونملأهن بماء جديد‪ ،‬فإذا‬ ‫طال بيننا وبينه الحصار لم نخش من شرب مائهن آفة‪ .‬ثم إن البارود لنخرجه من‬ ‫الحصنين‪ ،‬فندقه ثانية‪ ،‬فيعود بعد الفساد كما كان‪ ،‬فأجابه رئيس النصارى على ذلك‪،‬‬ ‫وكره أن يخالفه‪ ،‬لأجل إذ عانه له بالتزويج‪ ،‬وشغفه بابنته‪ ،‬وإفراط إشباقه فيها‪ ،‬فلما‬ ‫أخرج سكبيلة الماء والبارود من الحصنين ة و بقيت البرك ما فيهن قطرة من الماء‬ ‫‪ 4‬و لا ذرة من البارود ف أرسل رسولا إلى الإمام سلطان بن سيف‪ ،‬وقال له‪ :‬يقول‬ ‫لك سكبيلة ‪ :‬إذا كان من يوم الأحد أول بزوغ الشمس‪ .‬أركض إلى مسقط بمن‬ ‫معك من القوم‪ ،‬ولا تترك أحدا في المعسكر من قومك فإن في يوم الأحد لم يكن‬ ‫للنصارى فيها إلأ شرب الخمر‪ ،‬ووضع السلاح‪ ،‬فإذا وصلتم إلى السور‪ ،‬انصبوا‬ ‫عليهما السلالم‪ ،‬فإذا ملكتم أبوابه‪ ،‬اتركوا بعض القوم فيهن‪ .‬واركضوا على‬ ‫‪٢٢٣٢٣‬‬ ‫الحصنين ببقية العسكر‪ .‬وانصبوا عليها السلالم‪ ،‬فإنه قد صنع كذا‬ ‫‏[‪ ]٨٦٤‬وكذا‬ ‫بالنصارى‪ ،‬فلما كان يوم الأحد‪ .‬ركض الإمام بمن معه من القوم على مسقط وقد‬ ‫غلب السكر على النصارى» فما رمى رام منهم قوم الإمام ببندقية فوضعوا على‬ ‫السور السلالم‪ ،‬وملكوا أبوابه‪ ،‬وقتلوا من رأوا فيهن‪ ،‬وركضوا على الحصنين‪،‬‬ ‫ونصبوا عليهما السلالم‪ ،‬فدخلوهما‪ ،‬وقتلوا فيهما من النصارى رجالا كثيرة‪ ،‬وقتلوا‬ ‫من فريرا معهم‪ ،‬ولم يسلم أحد من النصارى من سيوف المسلمين ورماح الموحدين‬ ‫إلا قليلاى وخضعت للإمام معاقل مسط كافة‪ ،‬ولم يبق من النصارى محارب‬ ‫للمسلمين‪ ،‬إلا رجل منهم يسمى كبريته‪ ،‬وهو شجاع من شجعانهم‪ ،‬وبرجه هو الذي‬ ‫يسمى برج كبريته إلى هذه الغاية فطفق كبريته يحارب المسلمين‪ ،‬ويركض عليهم‬ ‫في كل صباح إلى نصف النهار‪ .‬فإذا انتصف النهار رجع هو ومن معه إلى‬ ‫برجه‪ ،‬وكان عدة أصحابه أربعمائة رجل شاكين السلاح يقاتلون المسلمين بالسيف‬ ‫والتفق‪ ،‬وما قدر المسلمون على استئصال البرج منهم‪ ،‬ولا طلبوا من الإمام الأمان‬ ‫لهم‪ ،‬ثم إن كبريته وقومه‪ ،‬خرجوا ذات يوم على المسلمين‪ ،‬فتواثبوا عليه وعلى‬ ‫قومه كالأسود الضواري» وكان شعار المسلمين يومئذ‪ :‬الله أكبر خاب من جعل مع‬ ‫لله إلهأ آخر‪ .‬فلما كبرت المسلمون عليهم‪ ،‬انكشف أصحاب كبريته عن كبريته‪.‬‬ ‫وفروا فرار الأغنام من الليث الضرغام‪ ،‬وبقي كبريته يجالد المسلمين بنفسه‪.‬‬ ‫فأشرعوا فيه السيوف‪ ،‬حتى ألقوه على الأرض صريعا‪ ،‬ومزقت أوصاله السيوف‬ ‫كل ممزّق‪ ،‬وكانت هذه الوقعة التي قتل فيها كبريته في سوق البز في مسقط‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد من المشائخ المسنين‪ ،‬أن الإمام سلطان بن سيف‪ ،‬لما استأصل‬ ‫مسقط من النصارى سلم القابض منهم حصن المطرح له حصن المطر ح وسائر‬ ‫بروجها‪ ،‬ونهى الإمام عن قتله‪ ،‬وقتل أصحابه‪ .‬لمًا طلب منه الأمان‪ ،‬فجهز لهم‬ ‫مركبا وزودهم‪ ،‬وعبروا من مسقط إلى بلدهم‪ ،‬وهي جوه‪ ،‬وبقيت الأربع المراكب‬ ‫التي للنصارى ترمى رقعة مسقط والمطر ح برصاص حديد المدافع من المدافع فلما‬ ‫كثر أذاهم في المسلمين‪ ،‬جهز الإمام عليهم الرجال‪ ،‬فسعوا إلى بحرهم على سفن‬ ‫‪٢٢٣٤‬‬ ‫صغار‪ ،‬وهي التي تسميها العامة بلغة الاصطلاحيّة المواشي فتجمعوا على الأربعة‬ ‫المراكب المذكورة‪ ،‬ولم يهم عنهن رصاص‬ ‫التفق والمدفع‪ ،‬حتى ملكو هن‪ .‬وقتلوا‬ ‫من فيهن من النصارى كافة‪.‬‬ ‫وأخبرني غير واحد من الشيوخ المسنة‪ ،‬أن رجلا من المسلمين‪ ،‬في يوم الوقعة التي‬ ‫قتل فيها كبريتهه صادف رجلا من النصارى شاك في السلاح‪ ،‬فوثب المسلم عليه‪.‬‬ ‫ففر النصراني منه‪ ،‬فتبعه‪ ،‬فلاذ بعجز مدفع من الحديدة قد نصبته النصارى على‬ ‫عجل من خشب أمام الجزيرة فضربه المسلم بسيفه‪ ،‬فقطع فخذية وذنب ذلك المدفع‬ ‫بضربة واحدة‪ ،‬فجعل ذلك النصراني يقول لمن يمر عليه من المسلمين‪ ،‬والله ضربة‬ ‫واحدة‪ ،‬والله ضربة واحدة‪ ،‬حتى مات وقيل ‪ :‬إن الرجل الذي ضربه وقطع فخذيه‬ ‫وذنب المدفع‪ ،‬هو الإمام سلطان بن سيفت‬ ‫‏[‪ ]٨٦٥‬والله أعلم‪ ،‬ولسّا شحن‬ ‫الإمام‬ ‫مسقط والمطرح بالرجال وآلة الحرب‪ ،‬وولى عليهما رجل ثقة من المسلمين‪ ،‬يقال‬ ‫له سليمان بن عبدالله بن صالح بن سليمان‪ ،‬من بني سليمان‪ ،‬من أهل عقر نزوى‪،‬‬ ‫ورجع بسائر قومه إلى نزوى وأمر وإليه سليمان‪ ،‬قبل أن يرتفع إلى نزوى‬ ‫بالإحسان إلى سكبيلة وصحبه‪ ،‬ورفع الجزية عنهم‪ ،‬عوض إعانتهم لدولة المسلمينض‬ ‫فبلغني إلى أيام دولة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي لا تؤخذ على أهل بيت‬ ‫سكبيلة جزية‪ .‬ولما وصل الإمام سلطان بن سيف إلى نزوى‪ ،‬لم يلبث إلأ أياما‬ ‫قلائل‪ ،‬إلى أن بعث جيشأ كثير العدد إلى حرب الهند‪ ،‬وكتب إلى وإليه سليمان بن‬ ‫عبدالله أن يجهزهم بأكمل جهاز إلى الهند‪ ،‬فامتثل أمره‪ ،‬وأركبهم في مراكب صغار‬ ‫وكبار بأتم زاد‪ ،‬وأكمل آلة حرب‪ ،‬فدلفوا إلى دمن الهند‪ ،‬فاستأصلوها‪ ،‬وإلى الديو‬ ‫وناجنةش فاصطلموها من الكفار‪ ،‬وقتلوا من الكفار خلق كثيرأ‪ ،‬وغنموا مغانماً جمَة‬ ‫واتفقت الروايات أن القلعة التي بناها الإمام سلطان بن سيف بنزوى من غنيمة‬ ‫الديو‪ ،‬وثبت بنيانها‪ ،‬إلى أن تم اثنتي عشرة سنة‪ ،‬وأحدث فلج البركةش الذي هو بين‬ ‫إزكي ونزوى‪ ،‬وإلى إزكي أنه أقرب مسافة‪ .‬وكثر مع الإمام المال من الغنائم‪،‬‬ ‫وربما تكلم متكلم في إمامته‪ ،‬فزعم أنه التفت إلى التجارات‪ ،‬وكثر ماله من البيع‬ ‫‏‪٢٣٥‬‬ ‫والشراء‪ ،‬وإنما المتكلم عنه بهذا ما أصاب الصواب“ وكأنه يزعمه هذا فصل‬ ‫الخطاب‪ ،‬والصحيح إن شاء الله‪ ،‬مما حكى لي عنه غير واحد من الشيوخ المسته‪.‬‬ ‫أن الإمام سلطان بن سيف‪ ،‬رحمه الله قد بعث جملة رجال إلى البلدان الشهيرة‬ ‫بالتحف الخطيرةة ليشتروا منها ما تقوى به الدولة الغراء من سيوف ودروع وخيل‪،‬‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬مما يحصل به عز المسلمين‪ .‬قالوا ‪ :‬وقد بعث الإمام رجلا من قبله‬ ‫إلى صنعاء اليمن‪ ،‬ليشتري ما يجد فيها من الأشياء الخطيرة‪ ،‬التي تقوى بها دولة‬ ‫المسلمين‪ ،‬فوجد ذلك الرجل بسوق صنعاء دلألاً يسوم عنان فرس‪ ،‬وذلك العنان‬ ‫مرصتع بالجواهر الثمينة‪ ،‬فأقام عليه الزبون فلما بلغ من الثمن مائة ألف خاف‬ ‫صاحب الإمام لا ئمه الإمام في شرائه له ذلك العنان‪ ،‬وقال في نفسه‪ ،‬إنه قد بلغ‬ ‫الحد في ثمنه‪ ،‬فتماسك عن شرائه‪ ،‬فلما رجع إلى الإمام‪ ،‬وأخبره بذلكم‪ ،‬قال له ‪:‬‬ ‫إرجع بالحال‪ ،‬وأشتري ذلك العنان من الذي اشتراه‪ ،‬بما يكون من الثمن‪ ،‬ولا تذر‬ ‫ملك صنعاء وقومه يتهكمون بنا‪ ،‬فرجع الرجل من يومه‪ ،‬فلما وصل إلى صنعاء۔‬ ‫سأل عن الرجل الذي اشترى ذلك العنان‪ ،‬فلما أخْبرَ به قصده فقال له لما أتاه‪ :‬أنت‬ ‫الذي اشتريت العنان بلك؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال ‪ :‬بعني إياه‪ ،‬فقال‪ :‬بلكين‪ ،‬فقال‪ :‬قد‬ ‫اشتريته‪ ،‬فلما سلم إليه اللكين‪ ،‬قبضه منه‪ ،‬ورجع به إلى الإمام‪ ،‬فلما علم ملك‬ ‫صنعاء بذلك وجل قلبه‪ ،‬فقال لوزرائه‪ :‬إن إمام عمان سلطان بن سيف لملك كثير‬ ‫المال‪ ،‬كثير الرجال‪ ،‬وإننا لعلى خطر منه إذا لم نسالمه‪ ،‬فجعل يكاتب الإمام‬ ‫ويهاديه بالتحف الخطيرةة ويظهر إليه الإذعان والانقياد في مكاتبته له‪.‬‬ ‫وفي زمن الإمام سلطان بن سيف كثرت العلماء ودور العلم بعمان‪ ،‬وذهب عنها‬ ‫الظلم من أهل العدوان‪ ،‬واعتمرت عمان‪ ،‬وحصل لها‬ ‫‏[‪ ]٨٦٦‬به الأمان‪ ،‬واستراحت‬ ‫الرعيّةش وشكرته سرائرهم والعلانيةق ورخصت الأسعار‪ ،‬وكثرت الأمطار‪.‬‬ ‫وصلحت الأثمار‪ ،‬وكان هو متواضعا لله القهَار‪ ،‬لين الجانب للرعية‪ ،‬لم يحتجب‬ ‫عنهم في قضية‪ ،‬ويخرج في الطريق بغير عسكر‪ .‬ويجلس مع الفقراء والأغنياء‬ ‫ويحثهم بسلاسة‪ ،‬ويسلم على صغيرهم وكبيرهم ببشاشة وطلاقة وجه‪ ،‬ولم يزل‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫قائما مشمراً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬حتى مات‪ ،‬رحمه ال ضحى‬ ‫يوم الجمعة من العاشر من شهر القعدة سنة تسعين وألف سنة‪ ،‬وقبر لسا مات‬ ‫بنزوى‪ ،‬حيث قبر الإمام ناصر بن مرشد‪ ،‬رضي الله عنه‪ ،‬ورحمهما الله جميعا‪.‬‬ ‫وكانت مدة دولته من اليوم الذي نصب فيه للإمامة إلى اليوم الذي مات فيه سنة‬ ‫وأربعين‬ ‫سنة‬ ‫و الله أعلم‪.‬‬ ‫الإمام بلعرب بن سلطان‪:‬‬ ‫الإمام بلعرب بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن سلطان بن‬ ‫مالك بن أبي العرب بن محمد بن يترب بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب‬ ‫ابن محمد بن مالك اليعربي‪ ،‬عقد له بالإمامة في اليوم الذي مات أبوه فيه وقيل‪ :‬بل‬ ‫عقد له بعد موت أبيه بشهرة والله أعلم بالصواب‪.‬‬ ‫فلما بويع له بالإمامةة أظهر‬ ‫العدل والإحسان‪ .‬فشكرته الرعيّة‪ ،‬وأشت عليه‪ ،‬وأذاعوا بالحمد إليه وقصته‬ ‫الوفود‪ ،‬فأطالوا المكث لديه وكان بلعرب هذا رجلا جوادأ كريمأ‪ ،‬وبالرعيّة رؤوفا‬ ‫رحيما‪ ،‬وبنى الحصن المشهور بالقوة والارتفاع والعزازة والامتتاع بيبرين')‬ ‫[جبرين] وانتقل من نزوى إليه‪ ،‬ووفدت الركبان عليه‪ ،‬وأقام بحصن يبرين مدرسة‬ ‫شريفة للعلماء ولطلبة العلم‪ ،‬فدرست العلماء فيها الطلبة و أفاض على العلماء‬ ‫والمتعلمين بديم الكرامات‪ ،‬والتفت بالبشاشة إليهم بكل الالتفات‪ ،‬فألضحت إليهم‬ ‫أوقاته طريفة‪ ،‬و أيامهم به شريفة فما خلا من تلك المدرسة اللطيفة عالم فقيهة‬ ‫ومتعلم نبيه‪ ،‬وأديب له في النظم براعةة ولسبله في النثر بلاغة‪ ،‬فمن المتعلمين في‬ ‫تلك المدرسة الشريفة وصاروا بعد ذلك علماء جهابذة الشيخ سعيد بن محمد بن‬ ‫‏(‪ (١‬حصن‬ ‫سيف‬ ‫بن‬ ‫يبرين‪:‬‬ ‫سلطان‬ ‫أو حصن‬ ‫‏‪ ١‬لأول‬ ‫جبرين ؤ بناه الإمام بلعرب‬ ‫ناز عه أخوه سيف‬ ‫‪. ٢‬م‪ .‬انظر‪ :‬عمان في التاريخ ص‪‎‬‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫‪.٢٧١-٢٧ ٠‬‬ ‫‪٢٣٧‬‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫في حياة والده ا لإمام سلطان‬ ‫(قيد ‏‪ ١‬لأرض ( عليك‬ ‫وتوفي ودفن‬ ‫بن‬ ‫فيه سنة‬ ‫عبيدان الشيخ الغافري خلف بن سنان(" وغيرهما‪ ،‬ومن اللهجين بعلم الشعر‪،‬‬ ‫وصاروا بعد التأديب والتهذيب أدباء‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ الحبسي الرئيس راشد بن‬ ‫جمعه بن خميس‪ ،‬حتى قال في حقه الشيخ العالم سليمان بن بلعرب بن عامر بن‬ ‫عبدالله بن بلعرب بن عبدالله بن بلعرب""أ الذي هو من بني محمد بن سليمان‬ ‫العقري النزوي العماني ‪ :‬ولد الحبسي بالقرية المسماة تين بني صار خ‪ .‬من‬ ‫قرى‬ ‫الظاهرة من عمان في سنة تسع وثمانين بعد الألف من الهجرة المحمدية‪ ،‬على‬ ‫صاحبها أفضل الصلاة والسلام‪ ،‬فرمد وهو ابن ستة أشهر ثم انتقل منها‪ ،‬وهو ابن‬ ‫سبع سنين‪ ،‬قد مات أبوه ونزل بقرية يبرين‪ ،‬في سكن الإمام بلعورب بن سلطان بن‬ ‫سيف بن مالك بن بلعرب اليعربي العماني‪ .‬فرباه بها‪ ،‬وأحسن إليه ‏[‪ ]٨٦٧‬غاية‬ ‫الإحسان‪ ،‬فتعلم في ظله القرآن والنحو والصرف واللغة وما شاء الله من العلوم‬ ‫المفيدة وخرّج شاعرا مجيدأ‪ ،‬أريبا حاذق أديبا فلما مات هذا الإمام‪ ،‬انتقل منها إلى‬ ‫ألزض الحزم من ناحية الرستاق من عمان‪ ،‬مسكن أخيه السيد اليمام سيف بن‬ ‫سلطان‬ ‫المالك بعده‪ ،‬وأقام بها معه في أجمل حال‪ ،‬إلى أن مات‪ ،‬فلما مات ارتحل‬ ‫إلى نزوى عمان‪ ،‬واتخذها موطن دون الأوطان انتهى كلامه‪ .‬قلت‪ :‬وقد مدح‬ ‫الشيخ راشد بن جمعه بن خميس الحبسي هذا السيد الإمام بلعرب بن سلطان بن‬ ‫سيف المذكور بقصيدته النونية‪ ،‬التى مطلعها شعر ا‪:‬‬ ‫() خلف بن سنان الغافري‪ :‬الشيخ الفقيه‪ ،‬العالم الناظم البليغ خلف بن سنان بن عثيم الغافري‪،‬‬ ‫من علماء القرن الحادي عشر‪ ،‬كان واليأ وقاضيا للإمام سلطان بن سيف الأول‪ ،‬وله ديوان شعر‬ ‫كبير‪ ،‬وله أشعار وقصائد أخرى لا توجد في الديوان‪ ،‬وله أجوبة كثيرة في الأثر‪ ،‬منها‪" :‬كتاب‬ ‫البيان" انظر البطاشي‪ ،‬حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان‪ ،‬ج ‏‪ ،٣‬ص‬ ‫‏‪.١٢٦-١٢٥‬‬ ‫"ا الشيخ سليمان بن بلعرب بن عامر‪ :‬عالم‪ ،‬مؤرخ كان أحد المؤرخين الذين لهم دور بارز في‬ ‫تدوين تاريخ عمان‪ ،‬كما كان شاعرا‪ ،‬أخذ الشعر عن استاذه المعروف الشاعر الحبسي‪ ،‬له كتاب‬ ‫المؤتمن في ذكر مناقب نزار واليمن"‪ .‬انظر دليل أعلام عمان ص‬ ‫‏‪٢٣٨‬‬ ‫‏‪.٨٢‬‬ ‫ولهانة هاجها الماضي من الزمن‬ ‫دعها تحر إلى الأوطان والسكن‬ ‫وأثنى عليه فيها ثناء جميلا حتى قال في آخرها شعرا‪:‬‬ ‫ومن يفضل عليه غيره ينا‬ ‫لأنه خير من تعنو الرقاب له‬ ‫اليمين في اللغة‪ :‬الكذنب‪ ،‬وأصله من مان يمين‪ ،‬أي كذب يكذب‬ ‫وهي قصيدة‬ ‫طريفة‪ ،‬عددها تسعة وثلاثون بيتا‬ ‫وأخبرني غير واحد من الثقات‪ ،‬أن الإمام بلعرب هذا‪ ،‬قد جعل للعلماء والمتعلمين‬ ‫في المدرسة الشريفة بيبرين أشرف المأكل من الحلوى‪ ،‬وغير ذلك من الفواكه‪.‬‬ ‫فقيل له ذات يوم‪ :‬إن الشيخ ابن عبيدان سريع الحفظ مقبلأ على العلم بكليّة الإقبال‪،‬‬ ‫وأنه رجل أكول ؤ فينبغي لك إفراد مأكله عن سائر المتعلمين‪ ،‬فلا يخالطه أحد فيه‬ ‫فأمر له كل يوم بطبخ مورة أرز زين‪ ،‬وبذبح تيس سمين‪ ،‬فيأكل ما يقدر عليه من‬ ‫الأكل‪ ،‬فجعل ذلك إليه أيام إقباله إلى العلم۔ حتى انفصل من يبرين إلى نزوى‪ ،‬وهو‬ ‫عالم بليغ‪ ،‬لا يسوف السائل في الجواب‪.‬‬ ‫وأخبرني شخص۔ فقال ‪ :‬إن ابن عبيدان‬ ‫المذكور‪ .‬أتى إلى الإمام زائرأ ذات يوم من الأيام فأخذ بيده الإمام إلى غرفته التى‬ ‫يسكنها بيبرين‪ ،‬وكان الشيخ ابن عبيدان هذا رجلا أعمى‪ ،‬فجعل الإمام يسأله‪ ،‬وهو‬ ‫يجيبه بأحسن جواب‪ ،‬فلما قدمت إليه خواني المأكل وفرغ من الأكل‪ ،‬جعل يجس‬ ‫بيده بساط تلك الغرفة‪ ،‬وهو بساط عبقري ثمين‪ .‬وهو يقول له ‪ :‬يا مولانا‪ ،‬كم قيمة‬ ‫هذا البساط العبقري؟ فقال له‪ :‬ما شريته حتى أخبرك بثمنه‪ ،‬وإنما قد أهداه إلى ملك‬ ‫العجم‪ ،‬فلما أراد ابن عبيدان الانصراف عن الإمام إلى نزوى" أمر الإمام بطي ذلك‬ ‫(‪ (١‬انظر نص‬ ‫(‪ (٢‬المصدر‬ ‫القصيدة في ديوان الحبسي‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٣٧‬‬ ‫‪.٤٠‬‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫البساط ويحمل إليه إلى بيته قبل وصوله إليه‪ ،‬فلما دخل ابن عبيدان بيته بنزوى‬ ‫وجد ذلك البساط مفروشأ في غرفته‪ ،‬فكاد أن يصرعه البهرة وأخبره أهله أن خدام‬ ‫الإمام قد حملوه من يبرين إلى نزوى‪ ،‬وأمرهم أن يفرشوه في غرفتك هذه‪ ،‬وقالوا‬ ‫له‪ :‬إن الإمام يسلم عليك‪ ،‬ويقول لك‪ :‬تفضتل بقبول اليسير‪ ،‬وكن لمحبك ساترا‪.‬‬ ‫وقال أيضا أحد المشايخ المسنين‪ :‬إن ابن عبيدان قد زار الإمام ذات يوم بيبرين‪،‬‬ ‫فأكرمه وأحسن إليه‪ ،‬فلما أراد الرجوع إلى نزوى‪ ،‬قال له‪ :‬يا مولانا إني قد أكلت‬ ‫من المآكل الطيبات جملةة وإلى هذه الغاية ما أكلت تمر نخلة الباطنة فقال له‪:‬‬ ‫الإمام‪ :‬طب نفسا‪ ،‬وقر عينا‪ ،‬فإني لأبعث كذلك ببعض تمر نخل الباطنة عن قريب‪،‬‬ ‫إن شاء الله‪ ،‬فلما انفصل الشيخ ابن عبيدان عنه‪ ،‬كتب إلى عامله بالذيل‪ ،‬أن يبعث‬ ‫ألفي جراب تمر من أحسن تمر نخيل الديل إلى الشيخ ابن عبيدان‪ ،‬ففعل عامله كما‬ ‫أمره‪ ،‬وبعث بالتمر إليه وسلم أكبرا‪ ،‬فلما أنيخت الركاب حذا باب بيت ابن عبيدان‬ ‫وقريء عليه خط عامل الإمام بما أمره الإمام به‪ ،‬قال لأهله‪ :‬إني ما دمت في قيد‬ ‫الحياة لا أسأل هذا الإمام عن شيء يؤكل ويفرش» فقد بهظني بعطاياه‪ ،‬فهو كما‬ ‫قال الشاعر المعري ‪:‬‬ ‫والعذب يهجر للإخراط بالخصر‬ ‫لو اختصرتم من الإحسان زرتكم‬ ‫وأخبرني أيضا غير واحد من الثقات‪ ،‬أن هذا الإمام الكريم وفد عليه رجل من أهل‬ ‫البصرة ‏[‪ ]٨٦٨‬وقد أخنى عليه الآهر‪ ،‬فأصاره فقيرأ بعد الغنى‪ ،‬كثير الدين‪ ،‬سهير‬ ‫العين‪ ،‬حليف متربة بعد ملكة يده للبيضاء والصفراع‪ ،‬ففرا إليه بجناح الذل من‬ ‫البصرة إلى يبرين‪ ،‬فلما وصل إليه‪ ،‬ورأى إفراطه في الكرم‪ ،‬وازدحام الناس عليه‪،‬‬ ‫أخذه الحياء‪ ،‬وأخفى أمره عنه‪ ،‬فما لبث بيبرين إلا يومين‪ ،‬إلى إن انفصل عنه ة‬ ‫فلما وصل مسقط ‪ ،‬رأى سفينة قاصدة إلى البصرة ‪ ،‬فركبها ‘ فلما وصل إلى‬ ‫البصرة بقي في بيته محزوناً‪ ،‬تذرف عيناه بالدموع فلما قيل للإبام‪ :‬إن الرجل‬ ‫‪٢٤4‬‬ ‫الغريب‪ ،‬الذي وفد عليك‪ ،‬ارتحل من يبرين‪ ،‬ولا ندري إلى أين توجه‪ ،‬فبعث بطلبه‬ ‫الركبان إلى كل البلدان المعزوة إلى عمان‪ ،‬فما وقفوا له على أثر‪ ،‬حتى أخبر الإمام‬ ‫بعض الأنام‪ ،‬أن الرجل هو من أصحاب البصرة‪ ،‬وكان من خبره كذا وكذا‪ ،‬وهو‬ ‫لسا انفصل عنك‪ .‬هبط إلى مسقط فصادف سفينة قاصدة إلى البصرة‪ ،‬فركبها‪ ،‬فلما‬ ‫تحقق مع الإمام أن شأن ذلك الرجل كما أخبره من أخبره عنه بذلك‪ ،‬بعث إليه‬ ‫رسولا من قبله على طريق البحر‪ ،‬وأنفذ إليه مائة ألف دينار‪ ،‬وكتب إليه كتابا‬ ‫جميلا يعتذر فيه إليه بانشغاله عنه أيام قدومه إليه بيبرين۔ وقال لذلك الرسول‪ :‬إذا‬ ‫وجدت ذلك الرجل ميتا‪ ،‬فادفع الكتاب والدنانير إلى ورثته‪ .‬فلما وفد على البصرة‬ ‫رسول الإمام‪ ،‬سأل عن الرجل‪ ،‬فأخبروه عنه‪ ،‬فقصده‪ ،‬فوجده في بيته حليف‬ ‫اكتثاب‪ ،‬وقد دخل الهم عليه من كل باب“ فلما طارحه رسول الإمام بالسّلامى قال‬ ‫له‪ :‬ما عذرك في الرجوع إلى البصرة بغير إذن من الإمام‪ ،‬وأنت قد أتيته زائرا‬ ‫لسؤال ومرام ؟ فقال له ‪ :‬يا هذا‪ ،‬إني لما رأيت افراط كرمه للناس‪ ،‬استولى علي‬ ‫الخجل‪ ،‬فرجعت عنه‪ ،‬وأنا عنه راض» إذ كان كرمه في غياهب الهموم كالمقباس‪.‬‬ ‫فقال له رسول الإمام‪ :‬لا بأس عليك ل فقد حصل لك الايناس‪ ،‬فلما دفع إليه الكتاب‬ ‫والدنانيى‪ ،‬كاد الرجل من السرور والفرح أن يطير‪ .‬ولما رجع رسول الإمام إللى‬ ‫الإمام‪ ،‬وأخبره بثناء الرجل عليه مع الإلمام‪ ،‬وأنه قد صار في سرور بعد الإهتمام‪،‬‬ ‫قال له الإمام‪ :‬إن الفضل له علينا بزيارته إلينا‪ .‬فجزاه الله عنا خيرأ كثيرأ۔ لما قبل‬ ‫متا نوالأا يسير‪ .‬وأخبار الإمام بلعرب في الكرم لا تحصى وبوجود جوده وإحسانه‬ ‫للناس قد أشرقت عمان‪ ،‬وعمها منه محض الأمان حتى وقعت بينه وبين أخيه‬ ‫سيف الإحن والفتن والحروب المتفاقمة والمحن‪ ،‬فأصاب من شأنهما كثيرأ من‬ ‫الفقهاء والمشايخ أهل الورع والزهد وغيرهم عقوبات‪ .‬أتت إلى تلف نفوسهم من‬ ‫إتباع السفهاء واقتفائهما أرائهم وقبول كلمتهم‪ ،‬ثم خرج الإمام بلعرب من نزوى‬ ‫ويبرين إلى ناحية الشمال‪ ،‬ثم رجع إلى نزوى‪ ،‬فمنعه أهل نزوى دخولها‪ ،‬فسار إلى‬ ‫يبرين‪ .‬وقال من كان له محبا‪ :‬إن بلعرب قد صار بلى العرب‪ .‬واجتمع أكابر أهل‬ ‫‪٢ ٤١‬‬ ‫نزوى‪ ،‬فعقدوا الإمامة لأخيه سيف بن سلطان‪ ،‬وكثير من القوم قد دخل في الأمر‬ ‫تقية وبعض قد عوقب بتركه الدخول للعقد‪ ،‬فخرج سيف على أخيه‪ ،‬وأخذ كافة‬ ‫حصون عمان‪ ،‬وكافة الحصون التي هي على ساحل عمان ولم يبق مع بلعرب إلا‬ ‫حصن يبرين‪ ،‬فسار سيف إليك وحاصره‪ ،‬فوقع بينهما حرب طويل‪ .‬يطول فيه‬ ‫النرح‪ ،‬حتى مات بلعرب في الحصار‪ ،‬فطلب أصحابه الأمان ليخرجوا من‬ ‫الحصن‪ ،‬فأمنهم سيف‪ ،‬فخرجوا من الحصن‪.‬‬ ‫وسمعت غير واحد يقول‪ :‬إن بعضا من أهل العلم لم يزالوا متمسكين بإمامة بلعرب‬ ‫حتى مات‪ ،‬ويرون أن أخاه سيفا باغ عليه‪ ،‬وكان وفاة الإمام بلعرب في حصن‬ ‫يبرين‪ ،‬وقبر فيها يوم الاثنين‪ ،‬من شهر المحرم سنة مائة سنة وألف سنة‪ ،‬وحكي‬ ‫عنه لما اشتةً عليه الحصار‪ ،‬وتعذر إليه الانتصار‪ ،‬توضى‪ ،‬وصلى لله تعالى‬ ‫ركعتين‪ ،‬وسأل ربه عز وجل أن يميته‪ ،‬ويريح الله المسلمين ‏[‪ ]٨٦٩‬من الحروب‬ ‫والفتن المتفاقمة بينه وبين أخيه سيف‪ ،‬فاستجاب الله دعاءه‪ ،‬فأماته في الحال‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد من الذين شهدوا عصاه ونعليه والبساط الذي فرشه للسجود فيه‪،‬‬ ‫فقالوا‪ :‬إنا قد شهدنا عصاه ونعليه وبساطه الذي فرشه للسجود فيه في حصن يبرين‪،‬‬ ‫والكل غير بال إلى هذه الغاية سنة أربعين ومائتين وألف‪.‬‬ ‫الإمام سيف بن سلطان‪:‬‬ ‫الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن سلطان بن مالك‬ ‫ابن أبي العرب بن محمد بن يعرب بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن‬ ‫محمد بن يعرب بن مالك اليعربي‪ .‬الملقب بقيد الأرض‬ ‫وأبوه سلطان بن سيف‪،‬‬ ‫كان يلقب صاحب الكاف واختلفوا في لقب أبيه بصاحب الكاف فمنهم من زعم أنه‬ ‫صاحب الكيمياء‪ ،‬وليس الأمر ذلك‪ ،‬إذ هو غير مشهور بصناعة الكيمياء‪ ،‬والصحيح‬ ‫أنه لقب صاحب الكاف إذ جعل سمة إيله على خدودها كافا‪ .‬فقيل له صاحب‬ ‫‪٢ ٤ ٢‬‬ ‫الكاف‪ ،‬وأما ولده سيف هذا لقب قيد الأرض لهيبته التي قيد بها بغاة عمان من‬ ‫البدو والحضر‬ ‫فما سعى منهم أحد لسلب‪ ،‬ولا لقتل‪ ،‬ونهب‪ ،‬ولا هم لفساد‪ .‬وبويع‬ ‫له بالإمامة أيام حروبه لأخيه بلعرب‪ .‬وكان الإمام سيف هذا رجلا مهيبأ منصفا‬ ‫في رعيته راةا قويهم عن ضعيفهم‪ ،‬وهابته القبائل من عمان‪ ،‬وغيرها من‬ ‫الأمصار وسائر الديار الدانية والشاسعة‪ ،‬وحارب النصارى في أقطارهم‪ ،‬وأخر ج‬ ‫عتاتهم من ديارهم‪ ،‬وابتزآهم من قرارهم‪ ،‬ومزآقهم بسيوف هيبته كل ممزق‪ ،‬وأخذ‬ ‫منهم ممباسة والجزيرة الخضراء وكلوه وبت‪ ،‬وغيرها من البلدان الغاتيةش وسالمته‬ ‫نصارى ممباسة‪ ،‬وبنى بها قلعة شاهقة‪ ،‬وجعل فيها رجالا من قبلة يأخذون من‬ ‫النصارى كل سنة على ما اتفقوا عليه من الآداء والخراج والجزية‪ ،‬وعمر مكانات‬ ‫كثيرة من عمان‪ ،‬وأجرى فيها الأنهار‪ ،‬وغرس فيها النخيل والأشجار‪ ،‬وجمع مالا‬ ‫جما‪ ،‬وملك ماء وعبيدأ‪ ،‬يتعذر عددهم عن الحصر وكان شديد الرص على‬ ‫المال‪ ،‬فحكي عنه أنه وفدت عليه ذات يوم أعراب أكابر الشمال فسألوه نوالا‪،‬‬ ‫وذكروا له إكرام أخيه بلعرب لهم أيام دولته فقال لهم‪ :‬أما أخي بلعرب‪ ،‬فهو يقال‬ ‫له أبا العرب“ فلا غرو أن أعطاكم‪ ،‬وأما أنا فاسمي سيف فليس يجود السيف إلا‬ ‫بالضرب فسكتوا عنه‪ ،‬وخافوا۔ ومضوا عنه‪ .‬وحكي أنه أمر أن تلقى في السحاماة‬ ‫مورة فلفل‪ ،‬لينظر من يمد إليها يدهف فضلا أن يأخذها‪ ،‬فبقيت على حالها‪ ،‬ملقاة على‬ ‫قارعة الطريق ثلاث سنين‪ ،‬وكل من يمر عليها‪ ،‬فر رعبا ورهبا‪ ،‬ويقول‪ :‬والله إنها‬ ‫الفتنة نصبها الإمام إلى الأنام‪ ،‬فالويل كل الويل لمن يتعرض لها حتى سمع بها‬ ‫رجل من الأعراب‪ ،‬فركب ناقته لينظرها‪ ،‬فلما دنا منها‪ ،‬نزل من ظهر ناقته‬ ‫فبادرها‪ ،‬فأدخل إصبعه فيها‪ ،‬فخرقها‪ ،‬فلسا كان منه ذلك‪ ،‬استولى عليه الخوف‬ ‫والندمه وخشي أن يخبر عنه الإمام أحد من الأعراب أوالحضر‪ ،‬فمضى هو إلى‬ ‫الإمام‪ ،‬وهو يومئذ ببلدة الرستاق‪ ،‬فأخبره عن صنيعه بتلك المورة الفلفليّة‪ 8‬فقال له‬ ‫الإمام‪ :‬أمدد لي أصبعك التي خرقت بها المورة‪ ،‬فلما مدها إليه قطعها بسكين كان‬ ‫معه‪ ،‬وقال‪ :‬تأسّب يا إعرابي‪ ،‬فإنك إن فعلت ‏[‪ ]٨٧٠‬بها ثانية كفعلتك الأولى‪ ،‬أمرت‬ ‫‪٢٤٣‬‬ ‫بقطع عنقك‪ ،‬فلما علمت الأعراب والحضر ما فعل الإمام بذلك الأعرابي‪ ،‬خافوه‬ ‫خوفا شديدأ‪ ،‬وبقيت تلك المورة ملقاة في السحاماه‪ ،‬حتى مات الإمام‪.‬‬ ‫وحكى لي بعض المشائخ‪ ،‬أن رجلا تاجرا من أهل اليمن‪ ،‬كان يأتي إلى عمان‪ ،‬في‬ ‫كل سنة مرة واحدة فيقصد بلدة الرستاق خاصة من عمان‪ .‬ومعه جملة أكياس من‬ ‫الورس» فيقيم بالرستاق‪ ،‬حتى يبيع ما جلب إليها من الورس وغيره فإذا قبض ثمن‬ ‫ما باعه‪ .‬رجع إلى مسقط ثم يعبر منها إلى اليمن على سفينة‪ ،‬وهكذا كان شأنه‪.‬‬ ‫أيام دولة الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬فأتى إلى الرستاق ذات سنة‪ ،‬وباع ما حمل إليها‬ ‫من‬ ‫وغيره ۔ فلمًّا قبض‬ ‫الورس‬ ‫شعاب‬ ‫المر خ‬ ‫ل أسك‬ ‫وكان‬ ‫الظاهرةظ‬ ‫مالك‬ ‫الثمن ۔ مضى‬ ‫وجَر"ً عليه الليل‪ ،‬نام ں‪ 4‬ووضع‬ ‫عند‬ ‫انفصاله‬ ‫عن‬ ‫يريد‬ ‫مسقط على غير‬ ‫الكيس الذي ترك فيه الدرا هم تنحت‬ ‫الرستاق قد شهده‬ ‫اعر ابي زفيتي ‪ /‬من‬ ‫والكيس الذي وضع فره الدر اهم قد حمله‬ ‫فمضى خلفك‬ ‫الى أن ر أه نائما في شعاب‬ ‫و أتاه يسعى حبوا “ فلما قرب‬ ‫ر احلة‬ ‫فلمًا بلغ‬ ‫على‬ ‫المر خ‬ ‫منه‪ ،‬و علم أنه نائم ؤ أخذ‬ ‫ظهره‪6‬‬ ‫وجده‪6‬‬ ‫أعر اب‬ ‫فطمع الأعرابي في‬ ‫فأناخ ناقته بعيدا منك‬ ‫الكيس من تحت‬ ‫رأسه‬ ‫وركب‬ ‫ناقته فاحتثها۔ حتى وصل إلى أفلاج عرعر من الرستاق‪ ،‬وكان بعردعر رجل‬ ‫إعرابي‪ ،‬يقص الأثر‪ ،‬وقد جعل له الإمام فريضة من بيت المال لقص الأثر‪ .‬فأيقظه‬ ‫الأعرابي الذي سرق الكيس‪ ،‬وشاطره بالمال وقال له‪ :‬إذا أتي الرجل مع الإمام‪،‬‬ ‫وشكى مما جرى عليه إليه وقال لك الإمام قص بأثر السارق‪ ،‬موه له الكلام‪ ،‬ولا‬ ‫تخبره بي‪ ،‬فإني ما شاطرتك بهذه الدراهم إلأ لأجل ذلك‪ ،‬فأجابه إلى ذللك“ فلما‬ ‫أصبح الرجل اليمني ‘ ولم ير‬ ‫الكيس الذ ي‬ ‫فره در اهم‬ ‫جعل يلطم خده‬ ‫ويصيح‪.‬‬ ‫حتى قدم على الإمام بالرستاق‪ ،‬فأخبره بما جرى عليه فعند ذلك غخضب الإمام‬ ‫غضباً شديدأ‪ ،‬وبعث إلى الأعرابي الذي جعل له الفريضة لقص الأثر‪ .‬فلما وافاه‪،‬‬ ‫قال له‪ :‬لئن لم تأتيني باللىارق‪ 0‬و ال أّبتك أدبا ما سمعت مظه‘ فقال له‪ :‬أيها الإمام‪،‬‬ ‫على الاجتهاد‪ ،‬وما توفيقي إلا باللك‪ ،‬فلما انفصل عن الإمام ذلك القاصآَ‪ ،‬جعل‬ ‫يضرب ناقته‪ ،‬ويذرع بها البيد طولا وعرضااثم رجع إلى الإمام بعد يومين ‘ فقال‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫له ‪ :‬أيها الإمام ‪ ،‬إنى ذرعت بناقتي البيد طولأ و عرضا ‪ ،‬فوجدت الأقدام وقع‬ ‫بعضها على بعض» فتلاشى علي أثر قدم السارق‪ ،‬فاعفني عن هذا‪ ،‬فقال له الإمام‪:‬‬ ‫يا كذاب لا ينفعك هذا الخطاب‪ ،‬وفي نفسي من قبلك شي»‪ ،‬ثم أمر بصلبه‪ ،‬وأب ر‬ ‫أن لا أحد يسقيه‪ ،‬ما دام في الصلب فلما أحس ذلك بالهلاك صاح وقال‪ :‬فكني أيها‬ ‫الإمام من القيد والصلب“ وأمهلني أياما قلائل‪ ،‬عسى أن أجد هذا السارق‪ ،‬فآتيك به‪.‬‬ ‫فأجابه الإمام على ذلك‪ ،‬وأمر بفكه من القيد والصلب‪ ،‬فركب ناقته‪ ،‬وجعل يقص‬ ‫بأ صاحبه الذي شاطره الدراهم‪ ،‬حتى بلغ إلى ودام من الباطنةظ فسأل عنه‪ ،‬فقيل‬ ‫له‪ :‬قد ركب منذ يومين سفينة إلى مكران‪ ،‬وقد باع ناقته‪ ،‬فاشتراها فلان منه بكذا‬ ‫وكذا‪ ،‬ولو علمنا أنه لص لمسكناه‪ ،‬وأتينا به إلى الإمام‪ ،‬فقال لهم‪ :‬استأجروا للي‬ ‫سفينة إلى مكران‪ ،‬فاستكروا له سفينه في الحال‪ ،‬وقصد بها مكران‪ ،‬ورخص لأهل‬ ‫السفينة بالرجوع‪ ،‬بعدما وصل مكران‪ ،‬وأعطاهم الكرى‪ ،‬فجعل يقص أثر ذلك‬ ‫‏[‪ ]٨٧١‬الرجل حتى رأه بعد يومين نائماً في ظل شجرة عظيمة‪ ،‬قاصداً في سفره‬ ‫ذلك إلى أرض السند‪ ،‬فأيقظه من منامه‪ ،‬وأخذ منه الكيس» فوجد فيه الدراهم على‬ ‫حالها‪ ،‬لا ناقص منها شيعة وقال له‪ :‬أقصد أرض السند‪ ،‬وأسكنها‪ ،‬وإياك الرجو ع‬ ‫إلى عمان ما دام الإمام سيف بن سلطان في قيد الحياة فمضى ذلك إلى السند‪،‬‬ ‫ورجع القاص إلى عمان‪ ،‬فلما بلغ بلدة ودام‪ ،‬قال لأكابرها‪ :‬امضوا معي إلى الإمام‪،‬‬ ‫وقودوا معكم ناقة السارق‪ .‬التي اشتراها صاحبكم منه‪ ،‬وأخبروه بمجيئه إلى ودام‪،‬‬ ‫وبيعه الناقة وركوبه البحر من ودام إلى مكران‪ ،‬وبوصولي إليكم‪ ،‬وعبرتي إللى‬ ‫مكران‪ ،‬ورجوعي إلى ودام بالكيس‪ ،‬فإن لم تفعلوا كذا‪ ،‬فأنتم وأنا على خطر عظيم‬ ‫منه‪ ،‬فأجابوه على ذلك‪ ،‬ومضوا معه بالناقةظ فلما بلغ إلى عرعر‪ .‬انصرف عنهم‬ ‫إلى بيته وأضاف الدراهم التي شاطر بها السارق في الكيس الذي فيه الدراهم‪ ،‬فلما‬ ‫وصلوا إلى الإمام‪ ،‬وأخبروه الخبر كله‪ ،‬قال القاص‪ :‬إني وجدته قاصدا أزض‬ ‫السند‪ ،‬فلما رآني‪ ،‬رمى الكيس من يده‪ ،‬وجفل مني جفول النعام‪ ،‬فما أحببت أن‬ ‫اتبعه بعدما ظفرت بالكيس‪ .‬خوفي أن تطول المدة مني إليك‪ ،‬فقال الإمام‪ :‬أما ناقته‪،‬‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫فلا سبيل لأخذها‪ ،‬وبعث إلى الرجل اليمني‪ ،‬ودفع إليه بالكيس‪ ،‬وقال له‪ :‬أحصي‬ ‫الدراهم‪ ،‬فوجدها تماما‪ ،‬لا ناقص منها شيء‪ .‬ثم إن الإمام زودةظ وأمر القاص أن‬ ‫يصحبه إلى مسقط وقال للقاص‪ :‬إذا رجعت من مسقط‪ ،‬فأتني بالحال‪ ،‬فأجابه على‬ ‫ذلك‪ .‬فانصرف الرجل اليمني إلى مسقط ومعه الرجل القاصَ‪ ،‬وانصرفوا أهل ودام‬ ‫إلى ودام بالناقة التي اشتراها صاحبهم من الأعرابي اللص الزفيتي‪ ،‬ولسّا رجع إليه‬ ‫القاصَ‪ ،‬أمر بتقييده فيى حصن الرستاق فلبث في القيد سنة ثم أطلقه وصرف‬ ‫فريضته إلى رجل قاص غيره‪.‬‬ ‫وحكي أيضا عن الإمام سيف بن سلطان هذا‪ ،‬أنه مضى ذات يوم إلى الققص‪ ،‬ومعه‬ ‫عبد من عبيده‪ ،‬يسمى أبو سعدين‪ ،‬فلما بلغا إلى رهاس السلامين‪ ،‬رأيا رجلا إعرابيا‬ ‫راكبا على ناقة‪ ،‬قد حمل عليها جرابين تمر فرض من فروض الظاهرةة ليبيعها في‬ ‫سوق‬ ‫الرستاق‪ ،‬فقال الإمام للخادم‪ :‬انتنزح عنية فإذا سمعت بيني وبين الإعرابي‬ ‫طال الكلام‪ ،‬أسرع إلئ‪ ،‬وكان ذلك الإعرابي زفيتي النسب يسكن بلدة تنعم‪ ،‬فقصده‬ ‫الإمام‪ ،‬وقد تأبط قربة ملأها ماء فلما دنى الأعرابي منه‪ ،‬قال‪ :‬يا حضري‪ ،‬اسقني‬ ‫ماء فإنى عطشان‪ ،‬وهو لا يعلم أنه الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬فقال له‪ :‬إذا لم أسقكظ‬ ‫ما أنت صانع بي؟ وجعل الإمام يغلظ عليه الكلام ليختبره‪ ،‬هل هو في نفسه خيفة‬ ‫من العدل‪ ،‬أم لا؟ فلما طال الكلام من الإمام للأعرابي‪ ،‬أقبل العبد يركض‪ .‬وهو‬ ‫يهز رمحه۔ فلما حاذاهما‪ ،‬قال‪ :‬يا إعرابي‪ ،‬أراك تجرأت على الإمام‪ ،‬فمن أي‬ ‫العرب أنت‪ ،‬فلما سمع الأعرابي كلامه‪ ،‬أخذه الذل والفزع‪ ،‬فقطع الحبال التي شة‬ ‫بهن الجرابين‪ ،‬وجعل يضرب ناقته يمينا وشمالاأأ والإمام يقول له‪ :‬إرجع إرجع لا‬ ‫بأس عليك‪ ،‬إليك الأمان فلم يلتفت الإعرابي إلى خلفه‪ ،‬قيل والله أعلم‪ :‬إنه قصد‬ ‫بسيره ذلك لسّا وصل إلى الظاهرة أرض بني مهرة‪ ،‬وما رجع إلى عمان‪ ،‬حتى‬ ‫مات الإمام‪ ،‬وسأل الإمام عن أهله‪ ،‬فقيل له بتنعم من الظاهرة‪ ،‬فبعث بالجرابين‬ ‫إليهم‪ ،‬‏[‪ ]٨٧٢‬ولما سألوهم من حمل لهم الجرابين عن صاحبهم قالوا‪ :‬والله لا علم‬ ‫لنا به بعد أن رحل‬ ‫عنا‪.‬‬ ‫‪٢٤٦‬‬ ‫ويروى عن سيف بن سلطان أخبار كثيرة في الهيبة والعدل والإنصاف وقد مدحه‬ ‫الحبسي “۔ بجملة قصائد‬ ‫الشيخ ر الشد بن جمعة بن خميس‬ ‫منها‬ ‫القصبد ة التى ذكر فيها‬ ‫عدد خيله‪ ،‬وهي قصيدة رائعة مطلعها‪:‬‬ ‫يدي وقد كان توديع سلامهه(')‬ ‫حئً الأحبة بالتسليم فاستلموا‬ ‫وفيها يقول‪:‬‬ ‫ن تسألني عن الخيل التي ملكت‬ ‫يداه سلني فإني عارف فهيم‬ ‫كرائمها‬ ‫غير الرماك فما في قولنا وهم‬ ‫فالكمت منهن والشقر الكرام ومنها‬ ‫الشهب والبلق والغربيبة الهم‬ ‫تسعون ألف حصان‬ ‫كريمة‬ ‫عودت‬ ‫أر‬ ‫من‬ ‫الحروب‬ ‫سنذكر البعض منها في‬ ‫فما‬ ‫يعي ى عليهن‬ ‫قصيدتا‬ ‫إلا اللنظلق و الكلم‬ ‫يا قوم فاستمعوا للقول تغتتنموا‬ ‫ففي غز يلان والصتناب مبتدأ‬ ‫لنا وبالكاملين المدح يخت تة‬ ‫وفتح خير صباح الخير جوهرها‬ ‫الميمون والفهد والمنصور جيشهم‬ ‫و النجم‬ ‫و الباز‬ ‫وفي د هام‬ ‫و الحاجز الجيد‬ ‫ومن‬ ‫و العفربت‬ ‫إن‬ ‫وفي صبحان‬ ‫في‬ ‫المعروف‬ ‫لحقت‬ ‫بلالحق الخير وافاها سرورهم‬ ‫فائلد ‏‪٥‬‬ ‫لا عسرة عندها يخشى ولا عدم‬ ‫عند‬ ‫الخير الكريم فئلكم للمدى نقم‬ ‫مسا‬ ‫وعن عبيان أصحاب الضلال عموا‬ ‫هديبان أنوار لنا وهدئَ‬ ‫وعند زائد خير‬ ‫في‬ ‫تجارتتا‬ ‫ربح‬ ‫وعند‬ ‫أبي الغار ات‬ ‫قد‬ ‫غنمو‬ ‫((")‬ ‫وبالجملة‪ ،‬إن مناقب الإمام سيف شهيرة ومآثره كبيرة‪ ،‬وقد ملك من أصول عمان‬ ‫ث جملتها‪ ،‬وأحدث سبعة عشر فلجا‪ ،‬وأجراهنً جريأ قويا ‪ 4‬منهن البزيلي‪ ،‬ومنهن‬ ‫(‪ (١‬انظر هذا البيت في ديوان الحبسي‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪.٨٥‬‬ ‫"ا انظر نص القصيدة كاملة في المصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٨٩-٨٥‬‬ ‫الكوثز‪ ،‬ومنهن البرزمان‪ ،‬وأفلاج المسفاة‪ ،‬وغيرهن‪.‬‬ ‫وملك ثمانية وعشرين سفينة‬ ‫وكعب رأس‪ ،‬منهن‪ :‬الفلك‪ ،‬والملك والرحماني‪ ،‬والصالحي‪ ،‬وفيرزمَان‪ ،‬والباز‪،‬‬ ‫وكل مركب من هذه المراكب غاية في العظم‪ ،‬وكان في المركب الفلك ثمانون‬ ‫مدفعا غلظ‪ ،‬أصل كل مدفع ثلاثة أشبار‪ ،‬وفسل في نعمان بركة ثلاثين ألف مبسلي‬ ‫وستة آلاف نار جيلةش غير الذي غرسه ببير النساوة والراصة والمنذرية‪ ،‬واشترى‬ ‫أموال بني لمك وبني عدي من وادي الىستحتن‪ ،‬فلما ما ت‪ ،‬ورثه ولده سلطان‪ ،‬الذي‬ ‫بنى الحصن المنيع بالجص في الحزم‪ ،‬وورئته ابنته أم الإمام سلطان بن مرشد‬ ‫وأخوته من أمه وهما ‪ :‬سلطان‪ ،‬وسيف‪،‬‬ ‫ابنا الإمام المهنا بن سلطان ثم مات‬ ‫سلطان‪ ،‬وورثاه ولداه سيف وبلعرب‪ ،‬وأخوه معهما منه‪ ،‬ولما ماتت بنت سيف بن‬ ‫سلطان‪ ،‬وورثها أولادها وزوجها المهنا‪ .‬طلب ما فسل بنعمان المعاول وغيرهم‪،‬‬ ‫فأضحى يأخذ ثلاثمائة فسله أو أكثر‪ ،‬بأقل ثمن‪ ،‬حتى كثر في وادي المعاول‬ ‫المبسلي من ذلك الفسل‪ ،‬وأخذت وادي السحتن رجال بني عدي بلا شراع‪ ،‬وأسكنهم‬ ‫فيه الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬لما أفضت إليه الإمامة وبقية أموال سيف بن سلطان‬ ‫اقتسمته أولاده‪ ،‬فأما نصف سيف بن سلطان الأخير “ حكم به بلعرب بن حمير بن‬ ‫سلطان لبيت المال‪ ،‬بسبب ظلمه وتعتيه‪ ،‬وإتيانه العجم إلى عمان‪ ،‬وما وقع منهم‬ ‫بعمان من قتل وسبي‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٨٧٣‬واتفقت الروايات أن الإمام سيف بن سلطان قد ملك‬ ‫سبعة عشر مائة عبد‪ ،‬وكان وفاته بالرستاق‪ .‬ليلة الجمعة‪ ،‬وثالث يوم شهر رمضان‬ ‫سنة ثلاث وعشرين سنة ومائة وألف سنة وقبره مزار مشهور‪.‬‬ ‫‪ ١‬لإمام سلطان‬ ‫بن سبف‪: ‎‬‬ ‫الإمام سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن‪‎‬‬ ‫سلطان بن مالك بن أبي العرب بن محمد بن يعرب بن سلطان بن حمير بن مزاحم‪‎‬‬ ‫ابن يعرب‬ ‫بن محمد‬ ‫بن يعرب‬ ‫بن مالك اليعربي » رحمه‬ ‫‪٢٤٨‬‬ ‫الله ‪ .‬بويع له با لإمامة “۔ بعد‬ ‫موت أبيه الإمام سيف بن سلطان بعشرة أيام‪ ،‬في بلدة الرستاق‪ ،‬فقام بالعدل‬ ‫والإنصاف وجاهد الأعداء في الر والبحر‪ ،‬وحارب العجم في مواضع شتى‪،‬‬ ‫وأخرجهم من بلدانهم‪ ،‬ودمّرهم في أوطانهم‪ ،‬وبعث إلى حرب البحرين عشرين‬ ‫مركبا كبارأ‪ ،‬ومن السفن الصغار سبعمائة سفينة فكان عدد القوم الذين بعثهم الإمام‬ ‫إلى حرب جزيرة البحرين أربعين ألفأ‪ ،‬أميرهم من قبله حمير بن سيف بن ماجد‬ ‫اليعربي»(') ومعه من الكبراء الأعيان راشد بن عزيز العزيزي""أ۔ ومبارك بن‬ ‫غريب الغافري"أ‪ ،‬ومحمد بن سليمان الحضرمي “أ‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬فنزلوا‪ ،‬لما قدموا‬ ‫على جزيرة البحرين بستره‪ ،‬وهي حلة منهل جزيرة البحرين‪ ،‬وكانت جزيرة‬ ‫البحرين يومئذ في حكم العجم‪ ،‬مشحونة بالرجال والخيل‪ ،‬فلما زحف المسلمون قوم‬ ‫الإمام من معسكرهم إلى محرق‪ .‬ركضت عليهم العجم ومن معهم من العرب‪،‬‬ ‫فوقعت بينهم ملحمة عظيمةة فقتل من المسلمين مائة رجل‪ ،‬وفيهم الأمير حمير بن‬ ‫سيف بن ماجد اليعربي‪ ،‬وقتل من العجم خلق كثير‪ ،‬وانكشف العجم عنهم‪ ‘،‬ورجع‬ ‫كل منهم إلى معسكره‪ ،‬ثم استقام على جيش الإمام سلطان بن سيف“ لما قتل حمير‬ ‫) حمير بن سيف بن ماجد اليعربي‪ :‬شيخ۔ قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري قاد‬ ‫الجيش الذي جهزه الإمام سلطان بن سيف لحرب الفرس فزحف على البحرين‪ ،‬والتقي بالفرس‪،‬‬ ‫وسحقهم‪ ،‬وقد استشهد حميد بن سيف في هذه الواقعة‪ .‬انظر ‪ :‬دليل أعلام عمان۔‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٥٣‬‬ ‫"ا راشد بن عزيز العزيزي‪ :‬قاد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري" شارك في الحملة التي جهزها‬ ‫سيف ‪ ،‬لمقاتلة الفزس في البحرين ‘ وقد قتل في هذه الحرب ‪ .‬انظر ‪ :‬دليل أعلام عمان “ ص‪.٦٨‬‏‬ ‫‏‪ ١‬لإمام سلطان بن‬ ‫") مبارك بن غريب الغافري‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬كان أحد أركان‬ ‫الجيش‬ ‫العماني الذ ي خاض‬ ‫الحرب مع الفرس في البحرين‪ ،‬فزحف‬ ‫الجيش على البحرين‪ ،‬ودارت‬ ‫رحى الحرب بين الفريقين‪ ،‬وفر الفرس من البحرين‪ .‬ثم إن الإمام سلطان بن سيف حارب‬ ‫الفزس‪ ،‬فأخرجهم من البحرين‪ ،‬واستولى على القسم ولارك وهرمز إلا أن مبارك قتل في هذه‬ ‫الحرب‪ .‬انظر دليل أعلام عمان ص ‏‪.١٤٣١ ٤٢‬‬ ‫)( محمد بن سليمان بن العضد الحضرمي‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الثاني عشر هجري أحد رجال‬ ‫الإمام سلطان بن سيفت أرسله الإمام مع جيش عماني كبير‪ .‬لتخليص البحرين من أيدي الفرس‪،‬‬ ‫الذين‬ ‫استولوا‬ ‫عليها بعد‬ ‫و استشهد محمد ۔‬ ‫البرتغالين ‪ ،‬فدارت‬ ‫انظر دليل أعلام عمان “ ص‬ ‫رحي الحرب‬ ‫‏‪.١٤٨‬‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫بين الطرفين “۔ فانتصر‬ ‫العمانيون‬ ‫ابن سيف بن ماجد اليعربي‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬الشيخ راشد بن عزيز العزيزي فلما‬ ‫أفضى إليه لواء الحرب‪ ،‬ركض بمن معه على العجم‪ ،‬فدلفوا إليهم‪ ،‬فوقعت بينهم‬ ‫ملحمة عظيمةة فقتل من العجم ثمانمائة رجل‪ ،‬وقتل من قوم الإمام سلطان بن سيف‬ ‫مائة وثلاثون رجلاذ وفيهم الأمير راشد بن عزيز العزيزي‪ ،‬ورجع كل منهم إلى‬ ‫معسكره‪ ،‬فاستقام مكان الشيخ عزيز بن راشد العزيزي الشيخ مبارك بن غريب‬ ‫الغافري‪ ،‬فلما أفضى إليه لواء الحرب هزَه‪ ،‬وركض بمن معه على العجم‪ ،‬فواقعوا‬ ‫دون محرآّق‪ ،‬فكانت بينهم وقعة عظيمة‪ ،‬من أول النهار إلى زوال الشمس‪ ،‬فقتل من‬ ‫العجم خلق كثير‪ .‬وقتل من المسلمين مائتي رجل“ وقتل معهم الشيخ مبارك بن‬ ‫غريب الغافري‪ ،‬ورجع كل منهم إلى معسكره‪ ،‬ثم استقام مكان الشيخ مبارك بن‬ ‫غريب الغافري الشيخ محمد بن سليمان الحضرميخ فلما أفضى إليه لواء الصرب‪.‬‬ ‫شمر عن ساق‪ ،‬فركض على فئة العجم‪ ،‬فكانت بينهم ملحمة عظيمة‪ .‬والدئرة على‬ ‫العجم‪ ،‬فقتلوا منهم خلقأ كثيرأ۔ وقتل من جيش الإمام أربعمائة رجل‪ ،‬ومعهم الشيخ‬ ‫محمد بن سليمان الحضرمي‪ .‬فاستقام مكانه الشيخ سعيد بن راشد الغافري‪ ،‬فأخمد‬ ‫نار العجم‪ ،‬واصطلم منهم البحرين‪ ،‬وبنى فيها للإمام سلطان بن سيف قلعة سماها‬ ‫قلعة عراد‪ ،‬فهي إلى هذه الغاية‪ ،‬يقال لها قلعة عراد‪ ،‬ويقال لها أيضأ قلعة سلطان‬ ‫ابن سيف فلسا كتب سعيد بن راشد للإمام بما جرى بينهم وبين العجم من القتل‬ ‫والاستئصال والبناء۔ وفصل جملة من قتل من المسلمين‪ ،‬شكر الإمام سعيه وسعي‬ ‫أصحابه‪ ،‬فبعث الإمام الشيخ ناصر بن محمد بن ناصر بن عامر بن رمته‬ ‫الغافري') واليأ من قبله على جزيرة البحرين‪ ،‬وأمره بالإنخصاف والعدل بين‬ ‫() ناصر بن محمد بن ناصر الغافري‪ :‬هو ابن الإمام محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬ويع‪٥‬‏ داهية‬ ‫زمانك‬ ‫ولاه أئمة اليعاربة امارة البحرين ‪ .‬وظل فيها ردحا من‬ ‫الزمن ‪ .‬وازدهرت‬ ‫في زمانك‬ ‫ثم‬ ‫رجع إلى عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي‪ ،‬وتزعم في عهده الظاهرة‪ ،‬فكان له‬ ‫فيها نفوذ الحاكم المطلق‪ ،‬مطاعا في قبائلها‪ ،‬وبنى إذ ذاك حصن "العينين" الشهير‪ ،‬الأسر الذي‬ ‫دعاه أن يقود حملة تمر ضد الإمام‪ ،‬لكن كان له بالمرصاد‪ ،‬فوقعت بين الرجلين صدامات عنيفة‪.‬‬ ‫كانت حادثة منطقة "سيح الطيب" أعنفها۔ حيث خسرت الحكومة خلالها الكثير من رجالها‪ ،‬ولكن‬ ‫لم تطل المدة حتى انهزمت فلول المتمردين‪ ،‬وقتل ناصر‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص ‏‪.١٦٠‬‬ ‫‏‪٢٥ 4‬‬ ‫الرعية‬ ‫‏[‪ ]٨٧٤‬وأن تطرح على بحر جزيرة البحرين من مراكبه الكبار اثني عشر‬ ‫مركبا‪ ،‬ومن سفنه الصغار ثلاثمائة سفينة وأن لا تنقطع مادة الأخبار بينه وبينه‪.‬‬ ‫فامتل الشيخ ناصر بن محمد بن عامر للأمر‪ .‬فلما وصل إلى البحرين‪ ،‬نزل‬ ‫بعراد‪ ،‬وواجهته رعيّة البحرين كافة‪ ،‬وأذعنوا للإمام وله بالطاعة والانقياد‪ ،‬وأجلس‬ ‫معه من القوم الذين بعثهم الإمام لحرب البحرين‪ ،‬وسلموا من القتل والجراح عشرة‬ ‫آلاف رجل‪ ،‬ومن السفن في البحر‪ ،‬كما أمره به الإمام‪ ،‬وقد مدح الإمام سلطان بن‬ ‫سيف الشيخ راشد بن جمعه بن خميس بقصيدة رائية‪ ،‬ذكر فيها فتوحه لجزيرة‬ ‫البحرين وما وقع على العجم‪ ،‬ورثى فيها ولاته الأمراء الذين ذكرناهم‪ ،‬وهذه‬ ‫القصيدة مطلعها شعر ‪:‬‬ ‫أل‪١‬‏‬ ‫فانظرو ‏‪ ١‬كيف‬ ‫‏‪ ١‬لأعاجم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫صارو‬ ‫طغوا وبغوا في الأرض حتى أصابهم‬ ‫غدوا شجرات مللهنً قرارا‬ ‫عقاب أليم مهلك وتبارا‬ ‫فحلت بهم من مالك الأمر نقمة‬ ‫وسوء‬ ‫وقد ضربت أعناقهم بمنا صل‬ ‫كما خربت دور لهم وديار‪٬‬‏‬ ‫عذاب دائم ودمار‬ ‫فصاروا بها رغم الأنوف كأنهم‬ ‫سماحج وحش عاقهن عثارا‬ ‫وقد شربوا كأسا من الحتف والردى‬ ‫فخرًوا على الأنقان وهي بدار‬ ‫وجُرًو ‏‪ ١‬على‬ ‫بعدما‬ ‫أنقانهم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫جرو‬ ‫بخيل وقد جروا الذيول وجاروا‬ ‫وقد حملتهم بعدما عاينوا الظبا‬ ‫مطايا المنايا للبوار فباروا‬ ‫ليعلم ملك العجم أن جيوشه‬ ‫إلى الموت قد تسري بهم ويسار‬ ‫شرفية فيلق‬ ‫عظيم لديه المعظمات صغار‬ ‫ق‬ ‫فدوَخهم بال‬ ‫وقد أسو‬ ‫‏‪ ١‬من‬ ‫بعد‬ ‫ذلك‬ ‫نسو ة‬ ‫عراهن مع سوء الحياة صغار‬ ‫تباكى عليهم بالنهار وبالدجى‬ ‫وأدمعهيا عند البكاء غزارُ‬ ‫كأنهم لم يعلموا أن باعنا‬ ‫طويل وأعمار العداة قصار‬ ‫دمائهم هدر‬ ‫ولكن‬ ‫لأعناقهم يوم النزال جبار‬ ‫ضربنا‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫وما ذاك إلآ من خساسة طبعهم‬ ‫يقولون أضغاث الرجال قمار‬ ‫وليلة سعد مزق السيف ثوبها‬ ‫تزاحمت الأبطللل فيها كأنما‬ ‫كأن دجاها بالسيوف نهارا‬ ‫بها القوم سفن والدماء بحار‬ ‫ويوم أثار النقع فيه سحابا‬ ‫من الحرب حمرأ حشوهنَ غبار'‬ ‫كأن يحاميهم العجاجة عارض‬ ‫تلالمع فيه كالبروق شفار‬ ‫فما زالت الهيجاء حتى تفرقوا‬ ‫ولكن عرتهم نلة وفرا‬ ‫سيد‬ ‫كريم زكا فرع له ونجار‬ ‫وقد صارت‬ ‫البحرين في‬ ‫ملك‬ ‫سلالة سيف نجل سلطان الذي‬ ‫لنا أمنت سوح به وقفارُ‬ ‫هنيأ إمام المسلمين ببلدة‬ ‫‏[‪]٨٧٥‬‬ ‫بكم طاب فيها مفخر وفخار‬ ‫لقد كان فيياللأعاجم غبطة‬ ‫فزمّوا مطايا البين منها وساروا‬ ‫نعم وسقوا من منهل الحتف شربة‬ ‫بها من عقار الموبقات عقار‬ ‫فولوكم أدبارهم وتبلدوا‬ ‫وقد وقفوا دون المحيص وحاروا‬ ‫وكنانوابها أسدا فلسا غزوتهم‬ ‫غدوا بقراً عوناً لهن خوار'‬ ‫رأوا منكم مالارأى بخت نصر‬ ‫وما لايراة مصدع وقدار‬ ‫م يبق إلآأمن تراه مجالا‬ ‫قتيلا ومن بين الرجال مجار'‬ ‫فلم يحمهم من أسيف الأسد قلعة‬ ‫ولا يصنهم معقل وجدار‬ ‫وما ضرنا من غير موت كرامنا‬ ‫لأنزيم عدل بهاوخيارا‬ ‫كحميري الزاكي بن سيف بن ماجد‬ ‫فتى بعده النوم اللذيذ مطار‬ ‫ونجل عزيز راشد ومبارك‬ ‫سليل غريب هم هديت ذمار‬ ‫ولم أنس ذاك الحضرمي محمدا‬ ‫فموتته للمسلمين خسار‬ ‫شجاغ كفاح للم يقاورمه ضيغم‬ ‫وعضب وغئً ما بت منه غرار‪٬‬‏‬ ‫ولكن صبرا فالسنون حوامل‬ ‫وفيها الليالي وذ وعشار‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫الدو‬ ‫وللفل ك‬ ‫عُظلمُ‬ ‫ار‬ ‫وفي د هرنا لللذ‪٥‬‏‬ ‫عجائب‬ ‫أئلر ات‬ ‫مذ‬ ‫ارُ‬ ‫طوال الليالي لا نبت بك دار“()‬ ‫ودم يا إمام المسلمين مظفرأ‬ ‫وقد مدح الحبسي أيضا الإمام سلطان بن سيف بقصيدة لامية وسبب نظمه لهذه‬ ‫القصيدة‪ :‬أر سائلا سأله عن نسبه ومن أين هو‬ ‫فأراد أن يبين له ذلك‪ ،‬فنظم هذه‬ ‫القصيدة‪ ،‬وسماها الفهّامبّة‪:‬‬ ‫الغر بالدين ليس الفخر بالال‬ ‫وقد مدحه‬ ‫أإبضا بقصيدة‬ ‫قدومكم سر‬ ‫قدوم‬ ‫ومدحه‬ ‫غيث‬ ‫بحر‬ ‫السريع ة ويذكر قدومه من‬ ‫جميعالعباد‬ ‫ا لأرض‬ ‫بعد‬ ‫د الرة ‪ 4‬من‬ ‫فكل شيء سوى الإيمان كالآل()‬ ‫جدب‬ ‫و أنصب‬ ‫ممتلنلأً من‬ ‫غدا‬ ‫مكان ‘ ومطلعها ‪:‬‬ ‫و أحي البلاد‬ ‫خيره‬ ‫كل‬ ‫و اد ‏(‪)٣‬‬ ‫أأضاً بقصيد ه ر ائية ‘ مطلعها شعر ا ‪:‬‬ ‫صبحك‬ ‫ت ياأعلاالورى قرا‬ ‫الله ومستاك بللخيرا‬ ‫نعم ويا أعلاهم رتبة‬ ‫‪( /‬ا)نظر القصيدةفي ديوان الحبسي‪ ،‬ص‬ ‫"ا المصدر‬ ‫نفسه‬ ‫ص‬ ‫‏‪.٦٣‬‬ ‫‏‪ (٣‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‬ ‫‏‪.٦٧‬‬ ‫)‪ (٤‬المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٧٠‬‬ ‫أجل ويا أشرفهم نجر( ‏‪)٤‬‬ ‫‏‪.٦٣-٦٠‬‬ ‫‪٢٥٢٣‬‬ ‫ومدحه أيضا بقصيدة رائيةش من بحر الكامل‪ ،‬من النوع الآخر‪ ،‬وذكر فيها قدومه‬ ‫من مكان مطلعها‪:‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪ ١‬ا‬ ‫د لاد‪3 ‎‬‬ ‫وة‬ ‫‪ ١‬ومكم فرحا‬ ‫يا نجل سيف أنت بحر‬ ‫د‬ ‫مل‬ ‫ت‬ ‫سى‬ ‫رور‪١ ‎‬‬ ‫لن يغيب ولن يغورا("'ا‪]٨٧٦[ ‎‬‬ ‫وكان من جملة ما مدحه بها الشيخ راشد بن جمعه بن خميس الحبسي من القصائد‪،‬‬ ‫وحفظتهن عنه‪ ،‬اثنتين وأربعين قصيدة مطوّلات ومختصرات ومقاطيع‪ ،‬ولولا‬ ‫خوفي الإطالةش لرمتهن جميعأ في هذه الترجمة‪ ،‬وكفى بما أثبته الآن عنه في هذه‬ ‫الترجمة‪ .‬ولما نمت قوة الإمام سلطان بن سيف“ وخافته ملوك العرب والعجم‪،‬‬ ‫وسرى صيت هيبته لكل مكان‪ ،‬شرع في بنيانه لحصن الحزم‪ ،‬فجعل عرض كل‬ ‫جدار منه اثني عشر ذراعأ۔ وطول سطحه في الارتفاع اثنان وسبعون ذراعا‪ ،‬وهو‬ ‫يشبه القب لا خشب إليه‪ ،‬بل جعل عوض الخشب جصا مرتكمأ بعضه على بعض‪،‬‬ ‫وأمر أن يؤتى إليه الجص من الدبيشي‪ ،‬إذ كان ترابها المحرق لا له نظير في‬ ‫القوة‪ .‬وأنفق الإمام سيف لبناء هذا الحصن ما ورثه من أبيه سيف بن سلطان من‬ ‫المال الذهب والفضة كافة‪ ،‬واقترض بعد ذلك من أموال المساجد والوقوفات لكوكا‪،‬‬ ‫فلسا أتسّه وسكنه‪ ،‬بعث إلى حرب المخا من قبله عبدان بن محمد بن خلف‬ ‫العنبوري‪ ،‬ومعه من القوم ثلاثون ألفأ‪ ،‬أحرار وعبيد‪ .‬ومن المراكب الكبار‬ ‫عشرين مركبا ومن السفن التي دونها في العظم سبعمائة سفينة ومن آلة الرب‬ ‫والزاد شيئ كثيرأ‪ ،‬فلما وصلها‪ ،‬حصرها برأ وبحرأ‪ ،‬وكان كل عسكره منها عند‬ ‫البيت المسمى إلى هذه الغاية بيت الأمانة وإنما سمي بيت الأمانة لنزول أصحاب‬ ‫والده الإمام سيف ابن سلطان فيه‪ ،‬وهم الذين بعثهم لشراء التحف من أرض اليمن‪،‬‬ ‫فمكث عبدالله بن محمد في محاصرته للمخا شهرين۔ ثم أتاه النعيى ببوت الإمام‬ ‫() البمصدر نفسه ص‬ ‫‏‪.٧١‬‬ ‫‏‪٢٥٤‬‬ ‫سلطان بن سيف‬ ‫فارتفع عنها ورجع بمن معه من الرجال وألة الحرب والسفن‬ ‫إلى مسقط وإلى هذه الغاية أيضا تسمى النخل التي غرسها خدام الإمام سلطان بن‬ ‫سيف وعبيده‪ ،‬نخل العبيد وهن من نوى التمر الذي أكلوه أيام إقامتهم لحصار بلدة‬ ‫المخا‪ ،‬وكانت مدة دولته في الإمامة إلى أن مات‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬لم تتحرك عليه حركة‬ ‫حرب من أهل عمان‪ ،‬ولا من غيرهم‪ ،‬وتوفي في شهر جمادي الأخرى يوم‬ ‫الأربعاء‪ ،‬لخمس ليال خلون منه‪ ،‬في سنة إحدى وثلاثين سنة وألف سنة للهوجرةة‬ ‫وقبر في حصن الحزم‪.‬‬ ‫ولما مات الإمام سلطان بن سيفت“ ووقع الاختلاف بين اليعاربة‪ ،‬وعلم ملك العجم‬ ‫بما جرى بينهم من الاختلاف‪ ،‬بعث إلى حرب جزيرة البحرين ألوفاً كثيرة من‬ ‫العجم‪ ،‬فركبوا السفن من بندر عباس إلى البحرين‪ ،‬فلسا وصولها‪ ،‬أحاطوا بالشيخ‬ ‫ناصر بن محمد بن ناصر بن عامر بن رمثه الغافري‪ ،‬والي الإمام سلطان بن سيف‬ ‫على البحرين‪ ،‬فوقع بينهم حرب شديدة وقد أيس الشيخ ناصر بن محمد بن ناصر‬ ‫ابن عامر من الانتصار‪ ،‬لأجل الخلف الذي وقع بين اليعاربة بعمان‪ ،‬فجعل العجم‬ ‫يركضون عليه‪ ،‬وهو يقاتلهم تجلدأ‪ ،‬ثم بذلوا له مالا كثيرا لإنصرافه عن البحرين‪،‬‬ ‫فصالحهم على ذلك‪ ،‬وقبض منهم أموالا كثيرة من الذهب والفضة والسلاح‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬ومن جملة المال الذي أخذه منهم المخشا الذهب‪ ،‬له عناقيد من ذهب كعناقي_د‬ ‫العنب‪ ،‬فلما صار إليه كل ما طلبه منهم‪ ،‬انصرف من البحرين على سفن إلى خور‬ ‫فكان‪ ،‬ثم ارتفع منه إلى أرض السر من الظاهرةة ولما تفاقم الاختلاف بين اليعاربة‬ ‫وتشعّبت القبائل الذين في قلوبهم الحميّة‪ ،‬أراد غير أهل العلم أن يكون مكانه ولده‬ ‫سيف‪ ،‬وهو يومئذ صغيرة ولم يراهق‪ ،‬وأراد أهل العلم وبنت الإمام سيف أن تكون‬ ‫الإمامة لأخيه الكبير المهنا بن سلطان إذ رأوه أهلا لها‪ ،‬وأنه لذو قوة وشجاعة‬ ‫ولم يعرفوا ما يخرجه من الولاية ‏[‪ ]٨٧٧‬وعرفوا أن إمامة الصبي لا تجوز على‬ ‫حال‪ ،‬إذ إمامته لا تجوز في الصلاة‪ ،‬فكيف يكون إمام مصر‬ ‫يتولى الأحكام‪ ،‬ويلي‬ ‫الأموال والدماء والفروج‪ ،‬ولا يجوز أن يقبض ماله‪ ،‬فكيف يجوز أن يقبض مال الله‬ ‫‪٢٥٥‬‬ ‫ومال الأيتام والأغياب‪ ،‬ومن لا يملك أمره‪ .‬فلما رأى الشيخ عدي بن سليمان‬ ‫الذهلي() ميل الناس إلى ولد الإمام‪ ،‬ولم يجد الإمام ولا الرخصة ليتابعهم بهاء‪.‬‬ ‫وخاف أن تقع الفتنة لاجتماع الناس بالسلاح‪ ،‬وربما شهر مع ذلك السلاح‪ ،‬ووقع‬ ‫بينهم الجراح‪ ،‬فقال لهم مع ذلك‪ :‬أمامكم سيف بن سلطان‪ ،‬بفتح الألف“ والميم‬ ‫الثانية يعني قَدامكم‪ ،‬فعند ذلك نادوه بالإمامةش وضربت المدافع إظهاراً وإشهارأ‪.‬‬ ‫وانتشر الخبر في عمان‬ ‫أن الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬فلسا سكتت الحركات‪ ،‬وهدأت‬ ‫الناس‪ ،‬أدخلوا الشيخ مهنا الحصن خفية‪ ،‬وعقدوا له الإمامة في هذا الشهر الذي‬ ‫مات فيه سلطان بن سيف من هذه السنة‪.‬‬ ‫‪ ١‬لإمام‬ ‫مهنا بن سلطان‪: ‎‬‬ ‫الإمام مهنا بن سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب‬ ‫ابن سلطان بن مالك بن أبي العرب بن محمد بن يعرب بن سلطان بن حمير بن‬ ‫واشتهر بها مع الخاصة والعامة قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪،‬‬ ‫‏)‪ (١‬الشنيخ عدى بن سليمان الذهلي‪ :‬هو الشيخ العالم الفقيه القاضي‪ .‬عدي بن سليمان بن راشد بن‬ ‫حسن بن بغسان بن سعيد بن ربيعة بن سعيد بن كهلان بن راشد بن محمد بن صلت بن ربيعة‬ ‫الذهلي‪ .‬من علماء القرن الثاني عشر الهجري‪ ،‬ومن قضاة أئمة اليعاربة الآخرين‪ .‬أيام الإمام‬ ‫سلطان بن سيف الثاني‪ ،‬ثم الإمام مهنا بن سلطان ‪ ،‬وكان هو العاقد عليه الإمامة‪ ،‬وذلك بعد وفاة‬ ‫الإمام سلطان بن سيف الثاني‪ .‬لكن اليعاربة أرادوا البيعة لسيف بن سلطان الثاني‪ ،‬ولم يبلغ الحلم‪،‬‬ ‫فقال الشيخ عدي بعدم جواز ذلك‪ ،‬ووقع الخلاف بين اليعاربة و رؤساء القبائل من جهة‪ ،‬وأهل‬ ‫الحل والعقد والإمام مهنا بن سلطان من جهة أخرى‪ .‬وأضمروا العداوة لهم‪ ،‬وألقوا القبض على‬ ‫الشيخ عدي‬ ‫وقيدوه‪ ،‬وقتلوه سنة‬ ‫الأعيان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص‬ ‫‏‪.٣٨٨‬‬ ‫‏‪١٧٢١‬‬ ‫انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪:‬‬ ‫‏‪٢٥٦‬‬ ‫إتحاف‬ ‫واستراحت الرعيّة بعدله وإنصافه‪ ،‬وحط عنهم العقودات بمسقط‪ ،‬ولم يجعل بها‬ ‫وكيلا من قبله وربحت الرعيّة في متجرها۔ ورخصت الأسعار‪ ،‬وبورك في‬ ‫الثمار‪ ،‬ولم ينكر عليه أحد من العلماء‪ ،‬وهو مع ذلك قليل العلم‪ ،‬بل لا يقدم على‬ ‫شيء لا يسأل عنه العلماء‪ ،‬فلبث على ذلك سنة‪ ،‬حتى قتل‪ ،‬رحمه الله تعالى‪ ،‬وسبب‬ ‫الفتنة وما آلت إليه أمور أهل عمان‪ .‬أنهم لمَا عقدوا له بالإمامة‪٬‬لم‏ تزل اليعاربة‬ ‫وأهل الرستاق مسرآين العداوة له‪ ،‬وللقاضي الشيخ عدي بن سليمان الذهلي‪ ،‬ولم‬ ‫يزالوا بيعرب بن بلعرب“ يحضونه على القيام والخروج عليه حتى خرج يعرب‬ ‫ابن بلعرب عليه‪ ،‬فقهر عليه مسقط‪ ،‬ولم يدخلها بجيش‪ ،‬وعسى أهلها لم يعدم من‬ ‫خيانة للإمام مهنا بن سلطان‪ .‬وكان الوالي فيها يومئذ مسعود بن محمد الصباري‬ ‫الريامي‪ ،‬وكان الإمام مهنا يومئذ خارجا إلى فلج البزيلي من ناحية الجوة فبلغخه‬ ‫الخبر‪ ،‬فرجع إلى الرستاق‪ ،‬فقام وشمر وطلب من أهل عمان النصر على من‬ ‫اعتدى عليه‪ ،‬فلم ينصروه‪ ،‬وخذلته الرعيّة‪ ،‬وتنغخصت عليه عمان‪ ،‬وحصره أهل‬ ‫الرساق في قلعتها‪ ،‬وحاربوه‪ ،‬ووفد يعرب من مسقط على الرستاق‪ ،‬وسأل مهنا بن‬ ‫سلطان النزول من القلعة‪ ،‬وأعطاه يعرب ومن معه الأمان على نفسه وماله ومن‬ ‫معه من الناس فنزل من القلعة‪ ،‬فزالت بذلك إمامته فأخذوه‪ ،‬وقيّدوه‪ ،‬وخشبوه‪ ،‬هو‬ ‫وأحد من أصحابه ثم جاء إليهم من جاء من الخدم فذبحوا مهنا‪ ،‬واستقام الأسر‬ ‫ليعرب بن بلعرب‪ ،‬ولم يكن يدعي الإمامة له‪ ،‬بل يةعيها لابن عمه سيف بن‬ ‫سلطان‪ ،‬وهو القائم له بالأمر‪ ،‬إذ كان سيف صغير السن لا يقوم بأمر الدولة‬ ‫وسلمت له جميع حصون عمان وقبائلها‪ .‬وكان هذا الشأن سنة ثلاث وثلاثين ومائة‬ ‫وألف‪ ،‬فلبث على ذلك حولاأش ثم إن القاضي عدي بن سليمان الذهلي استتاب يعرب‬ ‫من جميع أفعاله‪ ،‬وتعديه على المسلمين‪ ،‬وبغية على مهنا بن سلطان‪ ،‬واغتصابه‬ ‫لدولة المسلمين‪ ،‬وأن يعربأ كان مستحلاأً خروجه هذاك فلم يلزمه ضمان ما ألفت‬ ‫لأن المستحل لما ركبه ليس عليه ضمان إذا تاب‪ ،‬ورجع فتاب مع ذلك ورجعغ فعند‬ ‫ذلك عقد له ‏[‪ ]٨٧٨‬بالإمامة‪.‬‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫الإمام يعرب بن بلعرب ‪:‬‬ ‫الإمام يعرب بن بلعرب بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن‬ ‫سلطان بن مالك بن أبي العرب بن سلطان بن مالك بن أبي العرب بن محمد بن‬ ‫يعرب بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن مالك اليعربي‪ .‬عقد له بالإمامة‬ ‫سنة أربع وثلاثين ومائة وألف سنةة فاستقام له الأمر‪ ،‬وأظهر العدل في الرعيّةة‬ ‫فحمدوا صنيعه‪ ،‬وشكروا سعيه‪ ،‬وسلمت له حصون عمان‪ ،‬فلبث أيامأ قلاثلل في‬ ‫الرستاق‪ ،‬ثم ارتفع إلى نزوى‪ ،‬فدخلها يوم تسعة وعشرين من شعبان من هذه السنة‬ ‫فلم يرض أهل الرستاق أن يكون يعرب إمامأ‪ ،‬فأظهروا العصبية لسيف بن سلطان‪،‬‬ ‫فما برحوا يكاتبون بلعرب بن ناصر‪ .‬خال سيف بن سلطان‪ ،‬وهو مقيم بنزوى مع‬ ‫الإمام يعرب“ ويحضوانه على القيام حتى خرج من نزوى‪ ،‬ليلة ست مضت من‬ ‫شوال من هذه السنة وقصد بلاد سيت‪ ،‬فحالف بني هناءة على القيام معه‪ ،‬على أن‬ ‫يطلق لهم ما حجره عليهم الإمام ناصر بن مرشدة رحمه الله من البناء وحمل‬ ‫فصحبوه إلى الرستاق‪ ،‬فاستقام الحرب‬ ‫السلاح" وغير ذلك‪ ،‬وأعطاهم عطايا جزيلةش‬ ‫فايلرستاق‪ ،‬حتى أخرجوا الوالي منها‪ ،‬وذلك ه أحرقوا باب الحصن‪ .‬فاحترق‬ ‫مقّم الحصن جميعا ؤ وأحرقت ناس كثيرة من بني هناءة۔ ومات كثير من رؤسائهم‪،‬‬ ‫ورؤساء بني عدي من ذلك الحريق‬ ‫فاتفقتالروايات أنه احترق مائة وخمسون‬ ‫رجلا واحترقت كتب كثيرةة مثل بيان الشرع والمصنفت وكتاب الإستقامة‬ ‫ومجليات الطلسمات‪ ،‬قدر أربعين مجلدأ‪ ،‬وغير ذلك من الكتب كثير‪ ،‬لم يكن لهن‬ ‫نظير بعمان‪ .‬وظهر مع هذا الحريق كنز عظيم به أموال جزيلة‪ .‬فبلغ الخبر الإمام‬ ‫يعرب بما صنع أهل الرستاق‪ ،‬فسرى سرية وأمر عليها الشيخ صالح بن محمد بن‬ ‫خلف السليمي‪ ،‬وأمره بالمسير إلى الرستاق‪ ،‬فسار‪ ،‬حتى وصل العوابي‪ ،‬فلم يكن‬ ‫لهم قدرة على دخول الرستاق‪ ،‬فرجعوا مسرعين‪ .‬ثم إن بلعرب بن ناصر كتب إلى‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫والي مسقط أن يخلصها لهم‪ ،‬وكان الوالي فيها يومئذ حمير بن منير بن سليمان بن‬ ‫أحمد الريامي('أ‪ ،‬فخلصها لهم وخلصت لهم قرية نخل بغير حرب‪ ،‬ثم أخرجوا‬ ‫سريّة عليها مالك بن سيف اليعربي‪ ،‬فوصل إلى سمائل‪ ،‬وافتتحها بغير حربا‬ ‫وأخرج الوالي منها‪ ،‬وذلك في شهر القعدة من هذه السنة‪ ،‬وصحبه بنو رواحة‪.‬‬ ‫فجاء إلى إزكي‪ ،‬فافتتحها بغير حرب‪ ،‬ثم إن يعربا خرج بمن معه من أهل نزوى‬ ‫وبني ريام‪ ،‬والقاضي عدي بن سليمان الذهلي‪ ،‬ووصل إلى ازكي‬ ‫فخرج إليه‬ ‫مشائخ إزكي بالضيفة والطعام‪ ،‬وقالوا له‪ :‬نحن معك‪ .‬فمكث يكاتب مالك بن‬ ‫سيف""أ‪ ،‬ليخرج من الحصن يومين فلم يخرج‪ ،‬فنصب بلعرب له الحرب‪ ،‬فضربه‬ ‫ضربتي مدفع‪ ،‬ثم وصلت إلى يعرب عساكر بني هناءة‪ ،‬يقمهم صاحب العنبور من‬ ‫أهل الرستاق‪ ،‬فتفرقت عساكر يعرب‪ ،‬فبقي مخذولأ‪ ،‬فرجع إلى نزوى وأما‬ ‫القاضي عدي بن سليمان‪ ،‬فإنه قصد إلى الرستاق‪ ،‬فلما وصل إليهم‪ ،‬أخذوه‬ ‫وصلبوه‪ ،‬هو وسليمان بن خلفان‪ ،‬وجاءهما من حاكمهما من أعوان بلعرب بن‬ ‫ناصر‪ ،‬فقتلهما مصلوبين‪ ،‬وسحبهما أهل الرستاق‪ ،‬وذلك يوم الحج الأكبر من هذه‬ ‫السنة‪ .‬ثم مضى صاحب العنبور إلى نزوى‪ ،‬وجعل يكاتب يعرب ليخرج من قلعة‬ ‫‏(‪ (١‬حمير بن منير بن سليمان بن أحمد الريامي‪ :‬وال‪ ،‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬وكان والي مسقط كتب إليه أن يسلم مسقط للسرية التي أرسلها‪ ،‬وخلصت لهم قرية‬ ‫نخل بغير حرب‪ .‬ثم عين واليا على مسقط في عهد الإمام يعرب بن بلعرب“ قام حمير بن منير‬ ‫على رأس قومه ومعه أهل سمائل‬ ‫بمقاتلة الفرس‪ ،‬الذين استقدمهم سيف بن سلطان لمناصرته‬ ‫على ابن عمه بلعرب بن حمير‪ ،‬ثم سار منير بمن معه من العسكر وأهل إزكي‪ ،‬وبنو ريام إلى‬ ‫بهلا‪ ،‬وحرروها من الفرس‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٥٣‬‬ ‫"ا مالك بن سيف‪ :‬مالك بن سيف بن ماجد اليعربي‪ ،‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الثاني عشر الهجري‪،‬‬ ‫أحد قواد الإمام بلعرب بن ناصر في حروبه ض يعرب بن بلعرب“ أرسله بلعرب على رأس‬ ‫سرية عسكرية إلى سمائل‪ ،‬فافتتحها بغير حرب‪ ،‬وصحبه بنو رواحة إلى إزكي‪ ،‬فافتتحها أيضا‬ ‫بغيد حرب ثم خرج يعرب بن بلعرب ومن معه من أهل نزوى قاصدا إزكي‪ ،‬فأرسل إلى مالك‬ ‫كي يخرج منها‪ ،‬فرفض وقامت الحرب بينهما‪ ،‬إلى أن انتهت بانتصار مالك‪ ،‬فرجع يعرب إلى‬ ‫نزوى مخذولاأ‪ .‬انظر دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٤٢‬‬ ‫‏‪٢٥٩‬‬ ‫نزوى‪ ،‬ودخل على يعرب ناس من أهل ‏[‪ ]٨٧٩‬نزوى وسألوه الخروج منها‪ ،‬لأجل‬ ‫حقن الدماء‪ ،‬فلم يزالوا به حتى أجابهم على ذلك‪،‬‬ ‫واشترط عليهم أن يتركوه في‬ ‫حصن يبرين‪ ،‬ولا يعرض له بشيء من السوع‪ ،‬فأعطوه العهد على ذلك‪ ،‬ففرح‬ ‫يومئذ من نزوى‪ ،‬فزالت إمامته ومضى إلى يبرين‪ ،‬ودخل صاحب العنبور قلعة‬ ‫نزوى‪ ،‬وضرب جميع مدافعها‪ ،‬ونادى بالإمامة لسيف بن سلطان‪ ،‬وخلصت له‬ ‫جميع حصون‬ ‫عمان ‏(‪.)١‬‬ ‫‏‪٫‬ءامإلا سيف بن سلطان‪:‬‬ ‫الإماءه سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن سلطان بن مالك‬ ‫ابن أبي العرب بن محمد بن يعرب بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن‬ ‫محمد بن يعرب بن مالك اليعربي‪ .‬اتفقتالروايات أنه لسا خلصت له جميع حصون‬ ‫عمان‪ ،‬وسلمت له كافة القبائل والبلدان‪ ،‬استقام أمرهم على ذلك‪ .‬قال صاحب كشف‬ ‫الغمة في افتراق الأمة وغيره‪ :‬فلما كان بعد شهرين إلا ثلاثة أيام بعده‪ ،‬نادى‬ ‫صاحب العنبور له بالإمامة‪ ،‬وقع التنافر بين أهل عمان من قبله ويعرب بن بلعرب‪،‬‬ ‫حتى أراد الله ظهور ما سبق في علمه أنه سيكون على أهل عمان‪ .‬بما غيروا‬ ‫وتكبروا‪ ،‬لأن الله لا يغير ما بقوم‪ ،‬حتى يغيروا ما بأنفسهم‪ ،‬وفي ذلك الامتحان‪،‬‬ ‫ليظهر المثبت في دينه‪ ،‬المخلص في سريرته‪ ،‬ممن زلق في دينه‪ ،‬وخالفت علانيته‬ ‫سريرته في علم الله‪ ،‬قال الله جل وعلا‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم طإآلم أحسب الناس‬ ‫أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتتون ولقد فتتا الذين من قبلهم فليعلمنَ الله الذين‬ ‫صدقوا وليعلمن الكانذبين»("أ‪ .‬وعلم الله ها هنا ظهور سابق في علمه من القدر‬ ‫المحتوم‪ ،‬فيظهر من كل ذي فعل فعله‪ ،‬فيعاقب بما صنع‪ ،‬ويثاب ما أطاع ليجزذي‬ ‫)‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬كشف الغمة ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة‬ ‫العنكبوت‪،‬‬ ‫الآية‪‎‬‬ ‫[‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪.٣‬‬ ‫‪٢٦ ٠‬‬ ‫‪.٤٩٧-٤٩٦‬‬ ‫الذين أساؤوا بما عملوا‪ ،‬ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى‪ .‬والفتنة ها هنا الاختبار‪،‬‬ ‫كما يختبر الذهب الإبريز بالنار‪ ،‬وقيل ‪ :‬عند الامتحان يكرم الرجل أو يهان(")‪.‬‬ ‫فلما استقر الأمر ليعرب بن ناصر‬ ‫على أنه هو القائم بالدولة وعلى أن الإمام‬ ‫سيف بن سلطان‪ ،‬ووفدت إليهم القبائل ورؤساء البلدان يهنوهم بذلك‪ ،‬وقع من‬ ‫بلعرب تهد على بعض القبائل وخاصة على بني غافر وأهل بهلا‪ ،‬فقيل‪ :‬إنه قدم‬ ‫محمد بن ناصر بن عامر الغافري في جماعة من قومه‪ ،‬فوقع عليهم تهدد من‬ ‫بلعرب بن ناصر‪ ،‬فرجع محمد بن ناصر بمن معه مغضباً ‪ ،‬و جعل يكاتب يعرب‬ ‫بن بلعرب و أهل بهلا ليقدموا بالحرب ‪ 0‬وركب هو قاصدا إلى البدو من الظفرا من‬ ‫بني نعيم وبني قتب وغيرهم‪ ،‬وأما بلعرب بن ناصر‪ ،‬أرسل إلى رؤساء نزوى‪،‬‬ ‫ليصلوا إليه فاجتمع كثير من رؤسائهم‪ ،‬ومضوا إليه‪ ،‬فرأوا منه محلا وكرامةة‬ ‫وأمرهم بالبيعة لسيف بن سلطان‪ ،‬ثم إنه سرى سررية‪ ،‬وأمر عليها أخاه سليمان بن‬ ‫ناصرا"أ‪ ،‬وأمر بالمسير إلى نزوى على طرف وادي سمائل إلى يعرب ليأتي به‬ ‫إلى الرستاق‪ ،‬وأمر على أهل نزوى أن يصحبوا تلك السريةة فلم يزالوا يتشفعون‬ ‫برؤساء الرستاق إليه ليعذرهم من ذلك‪ ،‬فعذرهم‪ ،‬ومضت السرية‪ ،‬حتى وصلت‬ ‫فرق‪ ،‬وباتت فيها‪ ،‬فبعث أهل نزوى بطعام لهم ولدوابهم‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ سمعوا‬ ‫ضرب المدافع في قلعة نزوى‪ ،‬فسألوا عن الخبر‪ .‬فقيل لهم‪ :‬إن يعرب بن بلعرب‬ ‫دخل قلعة نزوى‪ ،‬فعند ذلك رجعوا إلى إزكي‪ ،‬فأشار من أشار على سليمان بن‬ ‫ناصر بقبض حصن إزكي ففعل ذلك‪ ،‬ومكث في إزكي“‪ ،‬وكان بلعرب بن ناصر قد‬ ‫سرى سرية أخرى لحرب يعرب» وبعثهم من جانب الظاهرة‪ ،‬فلما وصلوا بهلاض‬ ‫قبضهم ‏[‪ ]٨٨٠‬أهل بهلاء‪ ،‬وقيدوا أكثرهم بها‪ .‬وبعث سرية أخرى لحرب بني‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪.٤٩٨‬‬ ‫ا" سليمان بن ناصر اليعربي‪ :‬قائد‪ .‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري وهو شقيق يعرب بن‬ ‫ناصرة أرسله أخوه على رأس سرية‪ ،‬وأمره بالمسير من جانب وادي سمائل ليقبض على يعرب‬ ‫ابن بلعرب الملك المخلوعض ويأتي به إلى الرستاق‪ ،‬ومضت السرية إلى أن وصلت إلى فرق‪،‬‬ ‫فسمعوا صوت المدافع في قلعة نزوى‪ ،‬فعرفوا أن يعرب دخل القلعة‪ ،‬فرجعوا إلى إزكيظ‪،‬‬ ‫واستولوا على حصنها‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪٢٦١‬‬ ‫‏‪.٨٥‬‬ ‫غافر‪ ،‬أهل وادي الرستاق‪ ،‬فانكسرت السرية ورجعت إلى الرستاق‪ .‬وأما يعرب‪.‬‬ ‫فإنه بعث سرية إلى إزكي‪ ،‬تسحب مدفعين من نزوى‪ ،‬فلسا وصلوا إلى إزذكي‪،‬‬ ‫ركضوا على الحصن‪ ،‬فانكسروا‪ ،‬وقتل منهم ناس قليل‪ ،‬فرجعوا إلى نزوى ثم‬ ‫سرّى سرية ثانية‪ ،‬فأقاموا بالجني الغربيّات‪ ،‬ثم أصبحوا من الليل راجعين‪ ،‬ولم يكن‬ ‫منهم حرب ثم سرى سرية ثالثة وصلوا إلى إزكي‪ ،‬ومكثوا يضربون الحصن‬ ‫بمدفع‪ ،‬فمكثوا على ذلك عشرة أيام‪ ،‬ثم وصل مالك بن ناصر من الرستاق إلى‬ ‫إزكي‪ ،‬فخرج هو وأهل الحصن على قوم يعرب‪ ،‬فانكسر مالك ومن معه‪ ،‬فأغارت‬ ‫البدو من قوم يعرب على سندي وحارة الرحى من إزكي‪ ،‬فنهبوا من طرفيهما ما‬ ‫نهبوا وأحرقوا‪ ،‬فقام حمير بن منير‪ ،‬وكان هو خارجأ من حارة الرحى‪ ،‬ثم ركض‬ ‫ولاة سرية يعرب على أهل اليمن‪ ،‬فانكسروا‪ ،‬وقتل والي السرية محمد بن سعيد بن‬ ‫زياد البهلوي‪ ،‬وقيل لمالك بن ناصر‪ :‬إن أهل النزار خرجوا مع سرية يعرب‪ ،‬حتى‬ ‫ركضوا على اليمن‪ ،‬فأرسل إلى مشائخ النزار‪ ،‬وقيّدهم بالجامع من إزكي‪ ،‬ثمأرسل‬ ‫إلى أهل الشرقية فجاءت منها عساكر كثيرة‪ .‬وجاء بنو هناءة بخلق كثيرة‬ ‫فاجتمعت العساكر بإزكي‪ ،‬فركضوا على سرية يعرب‪ .‬وأخرجوا أهل الطبول‬ ‫وأناس قليل من جانب المنزليّةى وخرجت العساكر من جانب العتب يوم الجمعةة‬ ‫عند زوال الشمس فكانت بينهم وقعة عظيمة‪ ،‬سمع فيها ضرب التفق كالرعد‬ ‫القلصفت وبرق السيوف كالبرق المتراسل الخاطفت“ فانكسرت سرية يعرب‪ ،‬ووقع‬ ‫بينهم قتل كثير‪ ،‬وقتل من الفريقين ثلاثمائة رجلأ‪.‬‬ ‫ثم إن مالك بن ناصر ارتفع بمن معه من العساكر‪ .‬وقصد قرية منح وأغارت‬ ‫شرذمة من قومه على فلج وادي الحجر‪ .‬فقتلوا منه أناساً ‪ 4‬ونهبوا ما فيه‪ ،‬وأحرقوا‬ ‫بيوتا من زكيت‪ ،‬ومانلمحيول‪ ،‬وحتى وصلوا منح‪ ،‬فنهبوا حجرة معد‪ ،‬وأحرقوا‬ ‫بيوتها‪ ،‬وقتلوا من قتلوا‪ ،‬وتفرق أهلها‪ ،‬ثم ساروا إلى نزوى‪ ،‬ووصلوا إلى مسجد‬ ‫المخلص من فرقة فضربوا هناك معسكرهم وأقاموا محاصرين نزوى‪ ،‬وأفسدوا‬ ‫الزروع‪ ،‬وأحرقوا سكاكر كثيرة من الحيلي والخضراءع‪ ،‬وأحرقوا مقامات من فرق۔‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسه صل‪‎‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫‪٥٠ ٠-٤٩٨‬‬ ‫وعاثوا في البلاد‪ ،‬ثم خرج إليهم أهل نزوى ومن معهم من عساكر يعرب‪ ،‬فوقع‬ ‫بينهم الحرب‪ .‬ثم رجع كل فريق إلى مكانه فكان الحر ب والقتل بينهم كل يوم‪،‬‬ ‫واشتد على أهل نزوى البلاء‪ ،‬ثم وقعت بينهم وقعة عظيمة‪ ،‬وكادت تكون الهزيمة‬ ‫على قوم مالك إلا أنهم لم يجدوا سبيلا للهرب إذ قد أحاطت بهم الرجال كحلقة‬ ‫الخاتم بعدما انهزم منهم أكثر من النصف‬ ‫وبقي من بقي‪ .‬فظنوا أن لا ملجأ لهم من‬ ‫القتل‪ ،‬فتجلدوا على القتال‪ .‬وأما أهل نزوى فظنوا أنهم غالبون‪ ،‬فانشغل أكثرهم‬ ‫بالنهب والسلب‪ .‬واتكل بعضهم على بعض» فعطف عليهم القوم بعزم ثابت‪ ،‬وجدوا‬ ‫في الاجتهاد‪ ،‬فولوا منهزمين‪ ،‬فكثر فيهم القتل والجراح‘ وأتبعهم القوم يقتلون‬ ‫ويسلبون إلى الموضع المعروف بجنور الخوصة قريبا من جناة العقر‪ ،‬فقتل في ذلك‬ ‫اليوم من أهل نزوى رجال عة‪ ،‬ورجع بلعرب إلى معسكرهم‪ ،‬ولم تزل الحرب‬ ‫بينهم قائمة على ساق‪ ،‬ثم إن مالك خر ج بكافة أصحابه | الا قليلا تركهم في‬ ‫المعسكر‪ ،‬حتى وصل قريبا من جناة العقر‪ ،‬فأراد أن يحاصرها من بستان شويخظ‬ ‫وليثقب جدرها لمرامي التفق‪ ،‬فخرج إليهم أهل نزوى فدارت رحى الحرب بينهم‬ ‫ساعة من النهار‪ .‬ثم قتل مالك بن ناصر فانكسر قومه‪ ،‬ورجعوا إلى معسكرهم‪،‬‬ ‫وأقاموا هنالك‪ ،‬وقد ضعفت قوتهم ‏[‪ ]٨٨١‬بموت مالك‪ ،‬ولم تزل الحرب بينهم وبين‬ ‫أهل نزوى‪ ،‬حتى وصل محمد بن ناصر الغافري بجيشه من الغربية‪ ،‬بعد حروب‬ ‫كانت منه لها وقعات عظيمة منها بوادي الصقل‪ .‬ومنها بالجو وضنك‪ .‬ومنها‬ ‫بالغبي‪ ،‬وغير ذلك مما يطول الشرح‪ ،‬وحين وصل محمد‪ .‬أمر بالركضة على من‬ ‫بالمخلاض‪ ،‬فركضوا عليهم‪ ،‬وأحاطوا بهم‪ ،‬ووقع الحرب والرمي بالتفق من الصبح‬ ‫إلى الليل‪ ،‬فلما جنهم الليل‪ ،‬أمر محمد أن يفسحوا لهم من الجانب الأسفل من‬ ‫الوادي‪ ،‬ففسحوا لهم‪ ،‬فأصبح مكانهم من الليل خلاء ليس فيه أحد “۔ وتفرقوا شتى‬ ‫ورجع محمد بن ناصر إلى نزوى‪ ،‬وكان يعرب بن بلعرب يومئذ مريضأ بيبرين‪،‬‬ ‫فأقام محمد بنزوى أياما قلائل‪ ،‬وكان الحصار لنزوى قبل قدوم محمد بشهرين‪ ،‬ثم‬ ‫ن محمد أمر بالمسير إلى الرستاق‪ ،‬فسار إليهم بجيش كبيرة فدخلها‪ ،‬ونزل بفلج‬ ‫‪٢٦٢٣‬‬ ‫الشراة منها‪ ،‬وأراد أصحابه أن يركضوا على البومة التي فيها علي بن محمد‬ ‫العنبوري‪ ،‬فنهاهم عن الركضة إلى أن ركض صاحب العنبور‪ ،‬وكانت هذه البومة‬ ‫تسمى بومة العنبور‪ ،‬وأكثر ما يقول العامة لعلي بن محمد العنبوري علي بن محمد‬ ‫العنبوري‪ ،‬فقتل صاحب العنبور‪ ،‬وقتل من قتل من قومه‪ ،‬وانكسر الباقون‪ ،‬ورجع‬ ‫محمد بن ناصر إلى فلج الشراة‪ ،‬ودخل في اليوم الثانى في فلج المدري» فالتقاه‬ ‫بلعرب بن ناصر مسالمأ‪ ،‬فصالحه على تسليم قلعة الرستاق‪ ،‬وجميع الحصون التي‬ ‫بيده‪ ،‬ومضوا جميعا إلى قلعة الرستاق‪ ،‬فأراد بلعرب أن يخدع محمد بن ناصر‪،‬‬ ‫وكان محمد رجلا فطناً حذرا ى فأبى أن يدخل‪ ،‬الأ أن يدخل هو وجميع القوم الذين‬ ‫صحبوه إلى الحصن" فلمًا دخل كافة من معه من القوم‪ ،‬وقع من القوم في البلد‬ ‫السلب والنهب والسبي في الذراري‪ ،‬حتى أنها بيعت وحملت إلى غير عمان‪ ،‬وذلك‬ ‫بما كسبت أيديهم جزاءا بما كان يعملون‪ .‬وبما فعلوا في قاضي المسلمين عدي بن‬ ‫سليمان‪ ،‬لذلك بأن الله لم يك يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‬ ‫والله سميع عليم»ا'أ‪ .‬ومات يعرب بن بلعرب ومحمد بن ناصر يومئذ بالرستاق‪،‬‬ ‫لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادي الأخرى سنة خمس وثلاثين سنة وألف سنة‬ ‫وكتم أهل نزوى موته خيفة أن يقوي عليهم عدوهم ‪ .‬ونحوأ من خمسين يومأ أخبروا‬ ‫بموته‪ ،‬ثم إن محمد بن ناصر أمر‪ .‬فقيّد بلعرب بن ناصر بعد ما أمر بلعرب‬ ‫بتخليص الحصون التي بيده‪ ،‬ولم يبق إلأ مسقط وبركة في يد بني هناءة‪ ،‬وأقام‬ ‫محمد بن ناصر بالرستاق‪ ،‬وأشهر أن الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬وتفرق أصحاب‬ ‫الرستاق في الجبال والأودية حتى قيل ‪ :‬إنه وجد بكهيف من جانب حلاه المهاليل‬ ‫مائة نفس من صبيان ونساء ميتين من العطش» خافوا أن يرجعوا إلى الرستاق‪،‬‬ ‫فيحملونهم أصحاب محمد‪ ،‬ويبيعونهم بيع العبيد‪ ،‬وجاءت ثيبة لمحمد بن ناصر بعد‬ ‫أن أخذ الرستاق بثلاثة أيام قدر ألف ونصف من بني قليب وبني نعب أصحاب تفق‬ ‫(‪ (١‬سورة‬ ‫الأنفال‪،‬‬ ‫الآية‪‎‬‬ ‫‪.٥٣‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫ووصل محمد‬ ‫ورما ح‪.‬‬ ‫مطر بن‬ ‫بن‬ ‫رحمة الهولي بدر‬ ‫ألاف‬ ‫خمسة‬ ‫بدو‬ ‫من‬ ‫وحضر وفيهم من لا يعرف العربية‪ ،‬ولا يعرف الصديق من العدو وكان خلف بن‬ ‫مبارك المعروف بالقصير الهنائى من أهل الغشب من الرستاق وقت الحرب فقهر‬ ‫حصن‬ ‫بركة وفي مسقط و المطر ح ۔ ومعه‬ ‫ابن محمد الخروصي‬ ‫بنو‬ ‫هناءة‪،‬‬ ‫فأرسل محمد‬ ‫ناصر ‘ علي‬ ‫بن‬ ‫‏[‪ ] ٨٨٢‬واليا لحصن بركةة فقئل‪ ،‬ورجع أصحابه إلى‬ ‫الرستاق مع محمد بن ناصر فأمر الجيش بالمسير إلى بركة‪ ،‬فسار رحمة بن مطر‬ ‫وحمزة‬ ‫الهولي بقومه‪،‬‬ ‫كعب ‘ وبالعسكر الذ ي‬ ‫حماد‬ ‫بن‬ ‫خر ج من‬ ‫القليبي' ( بقومه‪،‬ش‬ ‫بن‬ ‫عند محمد‬ ‫علي‬ ‫و أحمد بن‬ ‫الغافر ي‬ ‫بن‬ ‫ناصر لهم “۔ ومحمد‬ ‫ببني‬ ‫عدي‬ ‫بن‬ ‫سليمان الذهلي بالقوم لذين جاء بهم من جانب الصيّر‪ ،‬ومحمد بن ناصر الحر اصي‬ ‫فسار‬ ‫بقومك‬ ‫كلل وال‬ ‫هؤ لاء ‘ ك‬ ‫الدلرمكي ۔ ومن‬ ‫و اصلون‬ ‫وقدم‬ ‫اليك‬ ‫بني هناءةظ‬ ‫على معنى‬ ‫أصحابه‬ ‫عيونا من‬ ‫على قومك‬ ‫الى رحمه‬ ‫حتى نزلوا‬ ‫مصنعا ‘ ثم ورد‬ ‫بن مطر الهولي ‘ انك‬ ‫معناه‬ ‫التهدد ۔ فلما قر أه “۔ وعرف‬ ‫إلى بركة ‪ .‬فوجدو ‏‪ ١‬قر ع و أصحابه‬ ‫كتاب‬ ‫صن‬ ‫قر ع‬ ‫لا تصل الينا ‪ .‬فنحن‬ ‫أمر بالمسير الى بركة ‪.‬‬ ‫قاصدين‬ ‫إلى رحمة ‪.‬‬ ‫فرجعت العيون‪ ،‬و أعلموه أنهم وجدوا قرع وأصحابه مقبلين إليه‪ ،‬فالتقاهم رحمة‬ ‫بمكان يسمى القاسم‪ ،‬فوثب عليهم قضيب الهولي على فرس‪ .‬والقوم على أثره‪،‬‬ ‫فقتل منهم قضيب‬ ‫قضيب‬ ‫جرحا‬ ‫عشرة‬ ‫هينا‬ ‫للجبور “ يستريحو ‪3‬‬ ‫وسار‬ ‫رجال ّ ثم انكسر‬ ‫أصحاب‬ ‫قر ع ۔ بعدما قتل قر ع‬ ‫ابن ل رحمة مش رًعا بالقوم حتى نزل‬ ‫ويأكلو ‪ 3‬ثم إنه بعث‬ ‫عيونا ّ فوجدو ا خلف‬ ‫وجرح‬ ‫بالحفر ش التي‬ ‫بن‬ ‫مبارك‬ ‫هي‬ ‫القصير قد‬ ‫طلع بقومه بر ‏‪ ١‬وبحر ‏‪ ١‬۔ بجيش كثير العدد‪ ،‬وكان عدد القوم الذين هم أصحاب محمد‬ ‫‏(‪ (١‬حمزة بن حماد‬ ‫القليبي ‪ :‬محارب ۔ كان‬ ‫أحد رجالات وقادة محمد‬ ‫بن ناصر‬ ‫في حروبه مع خلف‬ ‫ابن مبارك القصير وحلفائه من بني هناءة‪ .‬أرسله الإمام على رأس قومه‪ ،‬لمحاربة خلف الذي‬ ‫استولى على حصن‬ ‫ثم ساروا‪،‬‬ ‫و التقوا‬ ‫بركاء‪ ،‬وقتل واليه‪ ،‬فنزل حمزة بقومه بلدة المصنعة‬ ‫غربي بركاء “۔ فوقعت‬ ‫بالفرار‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫بينهم معركة عظيمة‬ ‫‏‪.٥٢‬‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫على ساحل‬ ‫انتهيت بانتصار‬ ‫إقليم الباطنة‬ ‫حمزة‪٤‬و‏‬ ‫ولي خلف‬ ‫ابن ناصر خمسة عشر ألفا من بدو وحضر‬ ‫من سائر القبائل‪ ،‬والتقوا غربي بركةة‬ ‫فوقعت بينهم صكة عظيمة‪ ،‬وكانت عند أصحاب رحمة مدافع‪ ،‬يجرًونها على عجلة‬ ‫في البرى فضربوا الخشب التي في البحر‪ ،‬فأغرزت الخشب بحرأ‪ ،‬وانكسر خلف بن‬ ‫مبارك القصير وأصحابه وركب ناقته‪ ،‬واتبعهم أصحاب محمد بن ناصر يقتلون‬ ‫ويأسرون‪ ،‬فلم يجدو ملجأ من القتل‪ ،‬وكانوا يدخلون البحر ليتحصلوا في المراكب"‬ ‫فاغرزت بحراء ولم ينالوها‪ ،‬والقوم تضربهم بالتفق‪ ،‬فهلكوا‬ ‫سلاح وغيره۔ فلفظهم البحر‪ .‬فوجد جميع القتلى من عساك‬ ‫جميعأ‪ ،‬وأخذوا سلبهم‬ ‫خلف ألفأأ وانشا‬ ‫عشر رجلاش ولم يزالوا يتبعونهم‪ ،‬حتى دخلوا هديمهم حصن بركة‪ ،‬ثم نزل محم د‬ ‫ابن ناصر الغافري بجانب الحيل من بركة‪ ،‬فحاصر الحصن فأقاموا أربعة أيام‪ ،‬ثم‬ ‫إن أهل الحصن تحصتلوا في المراكب‪ ،‬ومضوا إلى مسقط ولم يبق به إل قليلاك‬ ‫وليس في البلد أحد‪ ،‬ثم إن محمد وأصحابه رجعوا إلى الرستاق‪ ،‬ورجع ابن رحمة‬ ‫إلى بلده‪ ،‬وفسح محمد لسائر القوم ؤ فأصابه جدري شديد‪ ،‬حتى خيف‬ ‫عليه‪ .‬ثم‬ ‫عوفي ثأممر بالمسير إلى ينقل‪ ،‬وجعل بالرستاق محمد بن ناصر الحرًاصي واليا‬ ‫من قبله بالرستاق‪ ،‬وعنده أهل بهلا‪ ،‬وسنان بن محمد بن سنان المخدور الغافري‬ ‫قائمأ على قلعة الرستاق وسار هو وسيف بن سلطان‪ ،‬وحمل معه كافة اليعاربة‬ ‫وترك بلعرب بن ناصر مقيدأ بحصن الرستاق‪ ،‬حتى نزل مقنيات‪،‬‬ ‫فلما نزل‬ ‫بمقنياات‪ ،‬أرسل إلى قبائل الظاهرة وعمان يستمدهم‪ ،‬وبني ياس ونعيم‪ ،‬فجاءت إليه‬ ‫القوم‪ ،‬واجتمع معه عساكر كثيرة‪ ،‬قيل‪ :‬إنهم إثنا عشر ألفى وقيل بل أكثر من‬ ‫ذلك('أ‪.‬‬ ‫فلما مضى بهم‪ ،‬نزلوا بفلج المناذرة من طرف ينقل‪ ،‬فأرسل إلى أهل البلد أن‬ ‫يسلموا له الحصن‪ ،‬فأبوا‪ ،‬ولم يردوا له جوابأ‪ ،‬فارتفع وقت الصبح يريد الانتقال‬ ‫منها إلى الجانب الأعلى على شريعة فلج المحيدث من البطحا‪ ،‬‏[‪ ]٨٨٣‬فالتقاه بنو‬ ‫(‪ (١‬الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعدذد ‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٢٦٦‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫‪.٥٠٣‬‬ ‫علي بمن معهم من أهل ينقل‪ ،‬فوقعت بينهم وقعة شديدة‪ ،‬وقتل من بني علي قوم‬ ‫كثير‪ ،‬بينهم ابن شيخهم سليمان بن سالم ومن أصحاب محمد بن ناصر‪ .‬سالم بن‬ ‫زياد الغافري‪ ،‬وسيف بن ناصر الشكيلي'أ‪ ،‬واحد من الجرحى‪ ،‬ثم نزل بشريعة‬ ‫المحيدث من الجانب الأعلى‪ ،‬وأقام۔ فحاصر هم‪ ،‬وهو يضربهم بالتفق والمدفع‪ ،‬ثم‬ ‫وقعت بينهم صكة ثانيةش فقتل منهم خلقا كثيرأ‪ ،‬وقتل من أصحابه الوالي محمد بن‬ ‫خلف القيوضي"أ‪ ،‬وأحد بني عمَه‪ ،‬ثم انكسروا عن الماء‪ ،‬فلم يبق معهم ماء‪ ،‬فعند‬ ‫ذلك صالحوا على تسليم الحصن‪ ،‬ووصل الخبر إلى محمد بن ناصرة أن سعيد بن‬ ‫جويد مع الصواوفة من بني هناء لقومه ة فأمر القوم بالمسير إلى السليف‪ ،‬فلما‬ ‫وصلها‪ ،‬أرسل إلى سعيد بن جويد وأهل السليف أن يؤدوا له الطاعة‪ ،‬فأبوا۔ ووصل‬ ‫إليه الصتواوفة من أهل تنعم مؤئين الطاعة ثم إنه أمر بالركضة على حصن‬ ‫المراشيد من السليف‪ ،‬فركضوا عليه وهدموه على من فيه من الرجال والنساء‬ ‫والأولاد‪ ،‬ثم إن سعيد بن جويد‪ ،‬طلب من محمد التسيار إلى بدره‪ ،‬هو وأصحابه‬ ‫فسيّره محمد بن ناصر وزوّده‪ ،‬وبقي بالسليف حصن الصواوفة‪ ،‬وحصن المناذرةة‬ ‫فأما حصن المناذرة لما رأوا ما أصاب المراشيد صالحوا‪ ،‬و أةوا الطاعة لمحمد بن‬ ‫ناصر فسلموا‪ ،‬ولم يصبهم بأس‪ .‬وأقرهم مكانهم‪ ،‬وأما اللصواوفة‪ ،‬فلم يؤتوا‬ ‫الطاعةة فأقام محاصرهم‪ ،‬يقطع نخلهم والقتل فيهم كل يوم وفسح للبدو من‬ ‫أصحابه‪ ،‬إلا بني ياس‪ ،‬وقبائل الحضر‪ ،‬وكان الحصار فوق شهرين‪ ،‬ثم إنهم‬ ‫صالحوا على هدم حصنهم بأيديهم‪ ،‬فهدموه‪ ،‬وكان خلف بن مبارك القصير‬ ‫لسَا‬ ‫() سيف بن ناصر الشكيلي‪ :‬قائد‪ ،‬خال الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬أرسله الإمام إلى مسقط واستولى عليها‪ ،‬وهو من أصحاب محمد ناصر قتل في‬ ‫المعركة التي دارت بين محمد بن ناصر وبني علي‪ .‬انظر دليل أعلام عمان۔‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٨٧‬‬ ‫‏(‪ (٢‬محمد بن خلف القيوضي‪ :‬وال‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬وهو أحد ولاة محمد‬ ‫ابن ناصر الغافري‪ ،‬شارك في الحرب التي دارت بينه وبين بني علي‪ ،‬وقتل في المعركة التي‬ ‫دارت بينهما في منطقة شريعة المحيدث‪ .‬انظر دليل أعلام ص‬ ‫‪٢٦٧‬‬ ‫‏‪.١٤٥‬‬ ‫رأى محمد بن ناصر مشتغلا بحر السئليف‪ ،‬حاصر الرستاق‪ ،‬وكان سباع العموري‬ ‫قد أخذ حصن صحار‬ ‫فلمًا قتل سنان بن محمد المحذور الغافري‪ ،‬القائم بالقلعةة‬ ‫خرج محمد بن ناصر الحرًاصي وأصحابه من حصن الرستاق‪ ،‬ودخله خلف بن‬ ‫مبارك‪ ،‬وخلصت له الرستاق ‘ فلما بلغ ذلك محمد بن ناصر كره الرجوع عن‬ ‫الليف فمضى إلى الرستاق وصحار‪ .‬فيقوي عليه خصمه‪ .‬ثم إن خلف بن مبارك‬ ‫القصير سار إلى حصن الحزم‪ ،‬وكان الوالي فيه من قبل محمد بن ناصر‪ .‬عمر بن‬ ‫صالح بن مسعود الغافري‪ ،‬فحاصره خلفت ور‪٦‬‏ الفلج عنه‪ ،‬وأرسل إليه خلف أن‬ ‫يخرج من الحصن هو وأصحابه بأمان‪ ،‬فأبى‪ ،‬وكتب عمر إلى محمد بن ناصر‬ ‫يخبره الخبر‪ ،‬وأنهم لم يبق معهم ماء‪ ،‬إلا بركة قليلة فسار محمد بن ناصر إلى‬ ‫الحزم‪ ،‬بعد ما صالح أهل الستليف‪ ،‬وهدم حصنهم بجيش عظيم‪ ،‬فلما وصل إلى‬ ‫الحزم۔ ركض على أصحاب خلفت فقتل من قتل منهم‪ ،‬وولوًا هاربين‪ ،‬وتركوا آله‬ ‫حربهم كافة ورجع محمد بن ناصر من الحزم إلى الظاهرة‪ ،‬ولم يمر على‬ ‫الرستاق‪ ،‬لأنه كان قصده بلاد سيت‪ ،‬وحشد من البدو والحضر‪ ،‬واجتمع معه عسكر‬ ‫كثير‪ ،‬وسار من الظاهرة إلى ‏[‪ ]٨٨٤‬بلاد سيت‪ ،‬فلما وصلها‪ ،‬أرسل إليهم‪ ،‬ليؤتوا‬ ‫له الطاعة‪ ،‬فأبوا‪ ،‬فحاصرهم‪ ،‬وأمر القوم الذين معه بالهجوم عليهم‪ ،‬فهجموا عليهم‪،‬‬ ‫وقتلوا خلقا كثيرأ‪ ،‬ثم ركضوا على العارض» وهي بلاد لبني عدي‪ ،‬فأخذوها‬ ‫وأخذوا غمر‪ ،‬وخلصت بلدان بني هناءة من العلو‪ ،‬ولم يبق فيها أحد منهم‪ ،‬فالذي‬ ‫قتل قتل‪ ،‬والذي طلب التسيار‪ ،‬فسيّره بأمان‪ ،‬وقتل من أصحاب محمد بن ناصر عند‬ ‫الركضة على باب حصن بلاد سيت عشرة رجال‪ ،‬وجرح ناس من قومها‪.‬‬ ‫ثم أمر بالمسير إلى نزوى فسار إليها فأقام فيها ستة أشهر‪ .‬وأرسل إلى أهل البلاد‬ ‫من منح ليؤدوا له الطاعة‪ ،‬فأبوا‪ ،‬فجهز لهم جيشا‪ ،‬فحاصرهم به‪ ،‬فطفق جيشه‬ ‫يقطع نخلهم من فلج الفيقين وجرعا‪ ،‬إلى أن أتوا الطاعة‪ ،‬بعد ما ذهبت أموالهم‪،‬‬ ‫(‪ (١‬الأزكويظ سرحان بن سعيد المصدر نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫‪-٥٠٣‬‬ ‫‪٥٠٤‬‬ ‫‪.٥٠٥-‬‬ ‫وأمر بالمسير إلى الظاهرة‪ ،‬ونزل الغبي من السرً‪ ،‬وأخذ في جمع القوم‪ ،‬حتى‬ ‫اجتمع معه خلق كثيرمن البدو والحضر‪ ،‬وأمر على أهل الظاهرة أن يسيروا التمر‬ ‫إلى الحزم‪ ،‬وصحبهم أهل وادي بني غافر ومن ذويهم‪ ،‬وسار هو وجميع من معه‬ ‫يريد بلدان العوامر من الشرقية‪ ،‬فالتقوا هو والعوامر وأل وهيبة وبنو هناءة‪ ،‬فوقع‬ ‫بينهم حرب شديد‪ ،‬حتى كاد أن تكون الهزيمة على أصحاب محمد بن ناصر‪ ،‬ثم‬ ‫إنهم ثابوا وثبتوا‪ ،‬فوقعت الهزيمة على بني هناءة ومن معهم‪ ،‬وقتل منهم خلق كثير‪،‬‬ ‫واتبعوهم‪ ،‬حتى دخلوا حجرة العاقل‪ ،‬فرجع محمد ومن معه غالبأ مظفرأ‪ ،‬وكان في‬ ‫صحبته سيف بن سلطان اليعربي إلى يبرين‪ ،‬ثم مضى إلى الظاهرة‪ ،‬ليجمع قومأ‪،‬‬ ‫فاجتمع معه خلق كثير‪ ،‬فمضى بهم إلى نزوى‪ ،‬وجمع أهل نزوى وإزكي وبهلا‬ ‫وبني ريام‪ ،‬وسار بهم إلى سيفم‪ ،‬وأرسل إلى سعيد بن جويد الهنائي ومن معه من‬ ‫أصحاب العقر والغافات بالمواجهة‪ ،‬فأبوا۔ فحاصر هم‪ ،‬ثم خرج سعيد بن جويدة‬ ‫ومر على الظاهرة‪ .‬ومضى إلى صحار‪ ،‬فجمع قومأ من صحار وينقل‪ ،‬لأن ينقل‬ ‫نكثت الصلح فاجتمع معه خلق كثير‪ ،‬ورجع‪ ،‬وجاء إلى عملا‪ ،‬فضمهم إليه‪ ،‬وجمع‬ ‫جملة بني هناءة ومن ذويهم من وادي الغلى وجميع بلدانهم‪ ،‬فلسا وصل فلج العيشي۔‬ ‫وأراد أن يركض على محمد بن ناصر الغافري وأصحابه‪ ،‬وكان مدة غيبة سعيد بن‬ ‫جويد سبعة أشهر وأيام‘ ومحمد بن ناصر قد فرق العيون في الأماكن‪ .‬خيفة أن‬ ‫يهجم عليهم على غفلة‪ ،‬فأخبرته العيون‪ ،‬أن سعيد بن جويد قد أقبل بجمع كثيرة‬ ‫فأمر أن يلتقوهم دون البلاد فالتقوا في صدر الغافات‪ ،‬فوقع بينهم حرب عظيمة‪.‬‬ ‫وقتل سعيد بن جويد الهنائي‪ ،‬وقتل من أصحابه غصن العلوي‪ ،‬صاحب ينقل‬ ‫وجملة من قتل من أصحابه مائتين‪ ،‬وانكسر الباقون‪ ،‬وأمر محمد بالغزوة في كل بلد‬ ‫بهلا ونزوى وبلدان الظاهرة‪ ،‬لإظهار الناموس‪ ،‬وسحب أصحاب محمد بن ناصر‬ ‫سعيد بن جويد بعد أن قتل إلى حصن الغافات‪ ،‬وفيها عياله وأولاده وقومه حتى‬ ‫ينظروا إليه ليؤتوا الطاعة‪ ،‬فأبواى فحاصرهم شهرين وفرغ ما عندهم من الطعام‪،‬‬ ‫حتى أكلوا ما عندهم من الأنعام‪ ،‬والقائد لأصحاب محمد بن ناصر مبارك بن سعيد‬ ‫‪٢٦٩‬‬ ‫ابن بدر ‏[‪ ]٨٨٥‬الغافري('أ۔ فلبوًا الطاعة لمحمد بن ناصر وسلموا حصنهم‪ ،‬ولم‬ ‫يبق لهم شيع۔ فلما كتب إلى ناصر بن مبارك بذك‪ ،‬وما كان منه في أهل حصن‬ ‫الغافالت‪ ،‬وحصن‬ ‫الغافات من الهدم‪ ،‬فكتب إليه يعزله وجعل مكانه راشد بن سعيد‬ ‫الغافذي‪ ،‬وأقام محاصر ا حصن العقير‪ ،‬ومعه من أهل بهلا‪ ،‬وإزكي‪ ،‬ونزوى‪،‬‬ ‫والظاهرة‪ ،‬وبنو غافر‪ ،‬وبنو ريام‪ ،‬فأحاطوا به‪ ،‬وما تركوا أحدا يخرج منهم۔ ولا‬ ‫يدخل‪ ،‬حتى فرغ ما عندهم من الطعام‪ ،‬فطلبوا الصلح‪ ،‬فصالحهم على هدم الحصن‬ ‫فهدموه بيدهم‪ ،‬بعد ما تلفت أموالهم‪ ،‬ولم تبق لهم نخلة ولا فلج‪ ،‬وقد أكلوا جميع‬ ‫أنعامهم ومواشيهم‪ ،‬فعند ذلك صالحوا‪ ،‬وأعطوهم الأمان‪ ،‬ووصلوهم‪ ،‬ورجع القوم‬ ‫كل بلده‪ ،‬ثم إن محمد بن ناصر جهز جيشا من البدو والحضر‪ ،‬فقصد به بلدان‬ ‫الحبوس من الشرقية المضيبي و الروضة و التقى بجيش خلف بن مبارك القصير‬ ‫و الحبوس ‪ .‬و غيرهم من بني هناءة بالمضيبي ‪ ،‬فوقع بينهم حرب شديد‪ ،‬فانكسر‬ ‫خلف بن مبارك ومن معه‪ ،‬وتحصن في حجرة المضيبي هاربا‪ ،‬فاتبعه محمد بن‬ ‫ناصر بجيشه‪ ،‬حتى وصل إبرا‪ ،‬ودخل خلف إبرا‪ ،‬ولم يظن أن محمد بن ناصر‬ ‫يتبعه إلى إبرا‪ ،‬فأقام مع الحرث“ فأرسل إليهم محمد بن ناصر أن يؤدوا الطاعةة‬ ‫ويخرجوا خلفا من عندهم‪ ،‬فأبوا۔ فأقام عليهم الحرب فكان كل يوم يقطع نخيلهم‪،‬‬ ‫ويدمر أنهارهم‪ ،‬ويقطع أشجارهم‪ ،‬فلما علموا لا طاقة لهم بحرب محمد بن ناصر‬ ‫أخرجوا خلفأ من عندهم خفية وكان خلف بن مبارك رئيس بني هناءة كافة‪.‬‬ ‫() مبارك بن سعيد بن بدر الغافري‪ :‬وال‪ ،‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬كان أحد‬ ‫أصحاب محمد بن ناصر وكان هو القائد بعد أن رجع محمد بن ناصر إلى حصن جبرين‪ ،‬وذلك‬ ‫في الحرب التي قتل فيها سعيد بن جويد‪ ،‬والتي دارت في صدر الغافات‪ ،‬وكان محمد بن ناصر‪،‬‬ ‫بعد قتل ابن جويد‪ ،‬وهزيمة قومه‪ ،‬عهد بالأمر إلى مبارك بن سعيد والي جبرين‪ ،‬ثم عزله‪ ،‬وجعل‬ ‫مكانه راشد بن سعيد بن راشد الغافري‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‪٢٧ .‬‬ ‫‏‪.١٤٢‬‬ ‫ومضى إلى مسقط‪ ،‬ثم إنهم صالحوه بعد خروج خلف‪ ،‬وأعطاهم الأمسان‪ ،‬ورجع‬ ‫عنهم‪ ،‬وخلصت له جميع الشرقية‪ ،‬وأقام بيبرين‪ ،‬وكان أكثر إقامته بها('أ‪.‬‬ ‫ثم إنه سار إلى الظاهرة‪ ،‬وجمع منها خلقا كثيرأ‪ ،‬وغرب بهم‪ ،‬ولم يعلم من قومه‬ ‫أحد أين يريد‪ ،‬فمر ببلدان بني نعيم‪ ،‬وجمع بني ياس وبني نعيم وقتب وغيرهم‪،‬‬ ‫وسار بهم‪ ،‬ومر بهم على نجد الجزية ومر على بلدان بني قليب‪ ،‬وصحبته رجال‬ ‫جمَّة منهم‪ ،‬ومر على خط الباطنةف حتى خاف منه أهل صحار‪ ،‬فلم يغخشهم‪ ،‬ثم‬ ‫شرّق‪ ،‬فخاف منه أهل فلج الحواسنة أن يدمّر واديهم‪ ،‬وأصحابه يأخذوا كلسًا وجدو‬ ‫من إبل وغنم‪ ،‬وفيهم من لا يعرف الصديق من العدو‪ ،‬وعلم به خلف بن مبارك‬ ‫القصير‪ ،‬فالتقاه عند أفلاج عرعر‪ ،‬فوقعت بينهم وقعة عظيمة‪ ،‬فولى أصحاب خلف‬ ‫هاربين‪ ،‬وحصر خلف في بيت“ واتبعه محمد وقومه‪ ،‬ولم يعلموا أنه في ذلك البيت‬ ‫وظن خلف أن محمد تركه بعد القدرة عليه فدخل محمد بن ناصر ومن معه‬ ‫الرستاق‪ ،‬وجعل يدمر أنهارها‪ ،‬ويكاتبهم أن يؤدوا الطاعة‪ ،‬فأبوا‪ ،‬ودمر فلج الميسرة‬ ‫وفلج أبي تغلب والحّمام‪ ،‬وقطع شيئأ من النخيل‪ ،‬ولم يكن لأهل الرستاق قدرة على‬ ‫الخروج لحربه ومنعه‪ ،‬حتى أنهم أرادوا‪ ،‬وهموا أن يؤدوا له الطاعة فجاء إلى‬ ‫محمد بن ناصر خبر أن راشد بن سعيد الغافري أخذ حصن مقنيات‪ ،‬والوالي فيه‬ ‫مبارك بن سعيد بن بدر الشكيلي‪ ،‬وذلك حسد منه لمبارك لتقدمه عند محمد بن‬ ‫ناصر فأمر بالنهوض عن الرستاق‪ ،‬وتركها بعد ما دمر أنهارها‪ ،‬ثم إن علي بن‬ ‫ناصر بن أحمد الكلباني‪ ،‬مضى إلى راشد بن سعيد‪ ،‬وناصحه‪ ،‬وخلص له الحصن‪،‬‬ ‫وضمن له أن لا تصيبه عقوبة من محمد بن ناصر‪ ،‬فقبض علي بن ناصر الحصن‪،‬‬ ‫إلى أن وصله محمد بن ناصر‪ ،‬فترك فيه مبارك ‏[‪ ]٨٨٦‬واليا‪ .‬وترك معه الحواتم‪،‬‬ ‫وسار قاصدا إلى يبرين‪ ،‬فمكث بها ما شاء الك‪ ،‬ثم مضى بمن معه إلى نزوى‪ ،‬فلم‬ ‫وصلها‪ ،‬أرسل إلى رؤساء القبائل وأهل العلم من غرب عمان وشرقها‪ ،‬فاجتبدعت‬ ‫)‪ (١‬الأزكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد‪ :‬المصدر نفسك ص‪‎‬‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫‪.٥٠٦ - ٥٠٥‬‬ ‫إليه جموع كثيرة فطلب منهم أن يبراؤا من الإقامة بالحرب وبأمور المسلمين‪ ،‬وأن‬ ‫يقيموا من أرادوا مع سيف بن سلطان‪ ،‬واعتذر إليهم كل الاعتذار‪ .‬فلم يعذره‬ ‫القلضي ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد('أ‪ ،‬والوالي بحصن نزوى عبدالله بن‬ ‫محمد بن بشير بن مادا" ومن حضر من المشائخ من رؤساء القبائل‪ ،‬ولم يزالوا‬ ‫في معالجة هذا الأمر‪ ،‬وغلقت أبواب العقر‪ ،‬وأبواب حصن نزوى فلا يدخل أحد‬ ‫ولا يخرج يومهم ذلك وليلتهم۔ حتى قريب الفجر‪ ،‬فعقدوا الإمامة له تقية وضربت‬ ‫مدافع القلعة‪ ،‬ونادى المنادي بالإمامة له‪ ،‬والعز والأمان لكل قبيلة تدخل نزوى‬ ‫وتريد المواجهة من يمن ونزار‪ ،‬من بدو وحضر وكان هذا ليلة السبت‪ ،‬لسبع ليال‬ ‫خلون من شهر المحرم‪ ،‬سنة سبع وثلاثين ومائة وألف سنة‪ ،‬فمكث بنزوى‪ ،‬حتى‬ ‫صلى الجمعة‪ ،‬وارتفع بمن معه إلى يبرين‪ ،‬وفسح للقوم‪ ،‬وأقام بها قليلا وبلغه أن‬ ‫مانع بن خميس العزيزي‬ ‫هجم على الغتي‪ ،‬وقهر حصنها‪ ،‬ونهب سوقها‪ ،‬وأفسد‬ ‫فيها فسار إليه فتسوّر عليهم الحصن ومعه ستة رجال فلم يشعروا به إلا وهو في‬ ‫أعلى الحصن‪ .‬فخرجوا من الحصن هاربين خوفا ورعبأ منه‪ ،‬وقتل خادم لمانع بن‬ ‫خميس‪ ،‬فأخذ الحصن‪ ،‬وجعل فيه واليا من قبله علي بن ناصر الكلباني‪ ،‬ورجع إلى‬ ‫يبرين‪ ،‬وأغار مهنا بن عدي اليعربي""أ‪ ،‬وعامر بن سليمان‪ ،‬وبلعرب الريامي‪،‬‬ ‫() ناصر بن سليمان المدادي‪ :‬قاض عاش في القرن الحادي عشر الهجري ‪ ،‬أقام بنزوى‪ ،‬أو فده‬ ‫أهل نخل إلى الإمام سيف بن سلطان كي يطلب منه استرجاع نخل من أيدي بني هناءة‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.١٦٠‬‬ ‫‏(‪ (٢‬عبدالله بن محمد بن بشير بن مداد‪ :‬هو الشيخ الفقيه الوالى عبدالله بن محمد بن بشير بن محمد‬ ‫ابن عمر بن أحمد بن مداد المدادي الناعبي العقري النزوي‪ ،‬من فقهاء النصف الأول من القرن‬ ‫الثاني عشر الهجري ولا يعرف تاريخ وفاته إلا أنه كان على قيد الحياة سنة‬ ‫‪.٣٧٤‬‬ ‫البطاشي‪ ،‬سيف بن حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان‪ ،‬ج‪،٣‬‏ ص ‏‪٣٧٣‬‬ ‫‏‪ ١٧٢٦‬م‪ .‬انظر‬ ‫"ا مهنا بن عدي اليعربي‪ :‬قائد‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجري‪ .‬كان أحد الأمراء‬ ‫الخارجين على الإمام محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬لما تقرر عقد البيعة له بالإمامة ولما علم أعداء‬ ‫الإمام محمد بن ناصر ما صار إليه من الغز والشرف وما رقي إليه من المجد‪ ،‬فقاموا يعيثوا في‬ ‫الألزض فسادا‪ ،‬ومنهم مهنا بن عدي الذي اشترك في الإغاره على " غالة البركة " وأخذ ما فيها۔‬ ‫معاديا بذلك الإمام محمد بن ناصر الغافري‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫‏‪.١٥٤‬‬ ‫وسليمان بن حمير بن علي اليعربي‪ ،‬على غالة البركة‪ ،‬فأخذوها‪ ،‬فعلم محمد بن‬ ‫ناصر الغافري بهم‪ ،‬فقصدهم‪ ،‬وأرسل إلى القاضي ناصر بن سليمان والوالي عبدالة‬ ‫بن محمد‪ ،‬ليلحقوا بالقوم من نزوى إلى البركة‪ ،‬ولم يغش هو نزوى‪ ،‬ولم يكن عنده‬ ‫إلا قليل من عسكره وخدامه‪ ،‬فهجم عليهم وقت الضحى فلم يرد قتالهم‪ ،‬وناصحهم‬ ‫على الرجوع ورة ما أخذوا من الغالة‪ ،‬فأبوا إلأ قتاله وحربه‪ ،‬فصنعوا بومة في‬ ‫مسجد الشريعة الأعلى من البركة‪ ،‬وقبضوا الجبل الشرقي‪ ،‬وكسروا الفلج‪ ،‬وصنع‬ ‫محمد بن ناصر بومة في مسجد الأسفل من شريعة البركة والجبل الأسفل‪ ،‬فكان‬ ‫بينهم ضرب بالتفق‪ ،‬وقتل رجل من عزاب ركاب محمد بن ناصر‪ .‬وخرج رجل‬ ‫من أصحابه فأمر حينئذ أصحابه بالركضة عليهم‪ ،‬فلما أيقنوا مع الركضة أنهم‬ ‫مغلوبون‪ ،‬ولوا منهزمين‪ ،‬فأسر من أصحابهم ناصر بن بلعرب الريامي وعلي بن‬ ‫صالح صاحب كمه‪ .‬وكان هذا قبل أن يصل أحد من المدد‪ ،‬وأمر بالتمر أن يحمل‬ ‫إلى يبرين‪ ،‬ورجع هو إلى نزوى‪ ،‬وأقام بمساجد الغنتق منها‪ ،‬وكان أراد حرب‬ ‫تنوف وخرابها‪ ،‬ثم أصلح الله شأنهم‪ ،‬وواجهوه‪ ،‬وأخذ منهم عهودأً أن لا يخونوه‬ ‫فطابت عليهم نفسه ثم أمر بالحشد على جميع من بطاعته من أهل عمان‬ ‫فاجتمعت إليه ‏[‪ ]٨٨١‬جموع كثيرةظ فسار بهم من نزوى‪ ،‬يريد ضنكا‪ ،‬ليرجع‬ ‫الوحاشا إلى بلدهم‪ ،‬وبنى لهم حصنهم بضنكي الذي دمره عليهم‪ ،‬حين كانوا في‬ ‫طاعة خلف بن مبارك فلم يرض أل عزيز برجوعهم إلى حصنهم وبنيانه‪ ،‬فجمعوا‬ ‫أحدا من البدو‪ ،‬ومّن يشتمل عليهم‪ ،‬وأردوا محاربته ومن معه من الوحاشا‪ ،‬فالتقوا‬ ‫بضنك‪ ،‬ووقعت الحرب بينهم‪ ،‬ثم انكسروا‪ ،‬وتبتدوا‪ ،‬لسا علموا أنهم ليسوا لهم قوة‬ ‫على حربه("‪.‬‬ ‫وقصد مانع بن خميس إلى السنينة مع بني نعيم‪ ،‬فمضى محمد في طلبه مع ناس‬ ‫قليلة من أصحاب الخيل والركاب ‪ ،‬فلم يشعروا به إلا وهو معهم‪ ،‬فأسر مانع بن‬ ‫(`( الأزكوي‪،‬‬ ‫سرحان‬ ‫بن‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفسك‬ ‫ص‬ ‫‏‪٢٧٢٣‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‪.٥٠٧‬‬ ‫خميس‪ ،‬ورجع إلى ضنك‪ ،‬فلما رجع يريد الغبئ‪.‬مر على أفلاجي بدو آل عزيز ة‬ ‫اللين نهبوا سوق الغي ‪ ،‬فدمرها و رجع إلى الغبي ة وأقام بها ما شاء الكف حتى‬ ‫حشد من قبائل الظاهرة من شاء من القوم‪ ،‬وقصد يبرين فأقام بها أياما قلاثل‪،‬‬ ‫وجاء إلى نزوى‪ ،‬فنزل بيت المزرعض حتى يجمع قومأ منها‪ ،‬ثم مضى إلى سمائل‪،‬‬ ‫فلم يزل يناصح البكريين وأهل الحيلي وقوم عكاشة فأما أهل الحيلي وأصحاب‬ ‫عكاشة صالحوه{۔ وأدوا له الطاعة‪ ،‬فأرسلهم إلى البكريين ليناصحوهم۔ فلم يقدروا‬ ‫عليهم‪ ،‬فأمر بالركضة عليهم في ليلة شاتية مظلمة مطيرة‪ ،‬ذات برق ورعد‪ ،‬فلم‬ ‫يشعروا به‪ ،‬إلأ وهو في أعلى السئور‪ ،‬مع الحارس» يقوا للحارس‪ :‬عمن تحرس؟‬ ‫فقال مخافة أن يهجم علينا محمد بن ناصر فقال‪ :‬هذا محمد بن ناصر عندك فخذل‬ ‫أهل الحجرة وخرج الأكثر منها بأمان منه‪ ،‬ولم يبق إلأ برج‪ ،‬وبقي من الغرق فيه‬ ‫بكر وأولاده وبنوعمّه‪ ،‬فكانوا يضربون بالتفق حتى قتلوا عن آخرهم‪ ،‬وقتل من‬ ‫أصحاب محمد بن ناصر أربعة رجال‪ .‬أحدهم يقال له بخيت النوًبي‪ ،‬مملوك لمحمد‬ ‫بن ناصرة كان قتمه على سائر العبيد‪ ،‬ضرب بتفق‪ ،‬وهدمت الحجرة عن أخرهاا‪،‬‬ ‫وسلمت سمائل له زكاة ثلاث سنين وكان قبل قد أفسد فيها آل عمير‪ .‬وحازوا‬ ‫أموال الأغياب‪ ،‬فرد محمد بن ناصر كل مال إلى أهله‪ ،‬وقيّد أولاد سعد أبو علي‬ ‫وهدم حجرتهم‪ ،‬ثم إنه أمر بالمسير إلى الحيل‪ ،‬ليقطع من الباطنة لخلف بن مبارك‬ ‫القصير حين نهوضة من مسقط إلى الرستاق‪ ،‬وكان محمد يصل هو ومملوك له‬ ‫إلى غبرة بوشر‪ ،‬ثم علم خلف بن مبارك‪ ،‬أن محمدا قاطع له‪ ،‬فلم يخرج من مسقطف‬ ‫وجعل الحرس على الطريق والأسوار‪ ،‬وجعل خلف على حلق المطرح سورأ من‬ ‫الأحجار‪ ،‬وهو الذي يسمى إلى هذه الغاية سور بني هناءة‪ ،‬ولم تكن لخلف قدرة‬ ‫على ملاقاة محمد بن ناصر‬ ‫وأقام محمد بالحيل نصف شهر‪ ،‬وصالحة المعاول‪ ،‬ثم‬ ‫نكثوا‪ ،‬ثم رجع إلى سمائل‪ ،‬ثمهبط يريد البدو من عامر ربيعة وآل سعلي‪ ،‬و‬ ‫يشتمل عليهم من سكان الباطنة فمر على خط البحر‪ ،‬وعقر عليهم إبلا كثيرة فكان‬ ‫راكبا على فرس له‪ ،‬وبيده كتارة ورمح‪ ،‬يضرب به‪ ،‬ويطعن يمينا وشمالا‪ ،‬ويقطع‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫أعناق ركابهم‪ ،‬ويعرقب‬ ‫‏[‪ ]٨٨٨‬أرجلها‪ ،‬ولم يرض لأحد أن يأخذ منها‪ ،‬ووصل إلى‬ ‫طريق من فرقانهم‪ ،‬فقتل رجالهم‪ ،‬فصاحت نساؤهم‪ :‬الأمان يا خلف بن مبارك‪ ،‬إنا‬ ‫في طاعتك‪ ،‬إنا في طاعتك‪ ،‬يظنونه خلف بن مبارك القصير‪ ،‬فأكثر في قتلهم‪ ،‬وهو‬ ‫أمام القوم‪ ،‬ولم يلحقه إلا أصحاب الخيل والإبل الكرام‪ ،‬وسيف بن سلطان معه لا‬ ‫يفارقه في جميع حروبه وغزواته‪ ،‬ثم رجع إلى الحزم‪ ،‬فأقام بها أياما قلائل‪ ،‬ثم‬ ‫ارتفع إلى سني من وادي بني غافر وبني شكيل‪ ،‬وأقام بها أياما‪ .‬وفسح لجميع القوم‬ ‫إل العسكر والعبيد‪ ،‬ثم قصد الغبي وأقام بها أياماى ورجع إلى يبرين‪ ،‬وكان أكثر‬ ‫إقامته بها‪ ،‬وكان البدو قد أفسدوا جميع الطرق من عمان‪ ،‬ينهبون‪ ،‬ويقتلون‪ ،‬فلا‬ ‫يقدر أحد أن يسافر إلى مكان إلأ في حماية كثيرة وخاصة آل وهيبة هم الذين‬ ‫أفسىدوا الطرق‪ ،‬وكان لهم رئيس يسمونه بو خرق‪ ،‬فحشرهم بجميع أهلهم وإبلهيم‬ ‫وغنمهم‪ ،‬ولم يقدروا على مخالفته‪ ،‬وأمرهم بالنزول حوالي يبرين‪ ،‬وذلك قهرأً منه‬ ‫لهم‪ ،‬حتى ماتت إبلهم وغنمهم‪ ،‬ولم يقدروا على مخالفته‪ ،‬فلما كان ليلة أحد عشر‬ ‫من شهر الحج‪ ،‬خرج بمن معه من القوم قاصد آل وهيبة‪ ،‬فدمر بلدهم المتديرةة‬ ‫وقتل من فيها منهم‪ ،‬فكانوا يهربون إلى الرمل من أسافل عمان‪ ،‬وخرابها ليس فيه‬ ‫ماء‪ ،‬يظنون أنه لا يتوصل إليهم هناك‪ ،‬وقتل منهم ستة وثلاثين رجلا من أكابرهم۔‬ ‫وأسر خمسة وتسعين رجلاذ وذبح إبلهم وأغنامهم‪ ،‬وحمل الأسرى إلى يبرين‪،‬‬ ‫مربوطين في الحبال‪ ،‬وأما أبو خرق‪ ،‬فإنه قصد مسقط‪ ،‬ودخل مع بني هناءة‪ .‬وقيد‬ ‫الأسرى بيبرين‪ ،‬حتى مات عامتهم‪ ،‬وأقام بيبرين شهرا ‪ 4‬وأرسل أبو خرق‬ ‫محمد بن ناصر أنه لا ليضرَ أحد ‪ 4‬ولا ليفسد بعدما مضى‬ ‫إلى‬ ‫ثم أمر محمد بالحشد‬ ‫على جميع من أطاعه من عمان من غربها وشرقيها‪ ،‬فاجتمعت إليه بيبرين جموع‬ ‫كثيرة‪ ،‬وأرسل إلى بلدان بني هناءة من وادي العلا والحيل‪ ،‬وضم وعملا‪ ،‬فأطاعته‬ ‫جميع بني هناءة‪ ،‬ولم يعصه أحد منهم‪ ،‬وسار قاصدا إلى ينقل‪ ،‬ونزل في أعلى‬ ‫البلد‪ ،‬وأرسل إليهم ليخلصوا له الحصن فأبوا‪ ،‬وشدوا للحرب‪ ،‬فخرج ذات ليلة‬ ‫رجل من أهل ينقل‪ ،‬يقال له عصام‪ ،‬فصالح محمد بن ناصر‪ ،‬إلا أن البلد ليس بيده‪،‬‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫فقال له محمد‪ :‬ناصح جماعتك لأجل حقن الدم‪ ،‬فلم يتبعوه‪ ،‬وأقاموا الحرب‪ ،‬وكان‬ ‫بيت عصام على السور‪ .‬وله باب صغير‪ ،‬فأدخل محمد ومن معه البلده فقتل من‬ ‫أهل البلد رجلين‪ ،‬ثم طلبوا الأمان‪ ،‬فأمنهم‪ ،‬وقيّد أشياخهم‪ ،‬وحملوا إلى يبرين‪ ،‬وترك‬ ‫فيها واليا وأتت له الطاعة ومضى قاصدأ بمن معه إلى صحار‪ ،‬وقدم ربيعة بن‬ ‫حمد الوحشي ليناصح بني عسّه حتى يهبطوا من حصن صحار فلما وصلهم‪ ،‬قال‬ ‫لهم ‪ :‬شبوا نار الحرب‬ ‫بينهم الحرب‪،‬‬ ‫فلما دخل محمد بن ناصر صحار‬ ‫التقته بنو هناءة‪ ،‬فوقعت‬ ‫‏[‪ ]٨٨٩‬وقتل من قتل منهم‪ ،‬وجرح ربيعة بن حمد الوحشي‪ ،‬وأخذ‬ ‫أسيرا وانكسرت بنو هناءة‪ ،‬ورجعوا إلى الحصن ونزل القوم بالجامع‪ ،‬ونزل‬ ‫محمد بن ناصر في بيت ابن محمود‪ ،‬وشاور محمد بن ناصر ربيعة بن حمد‬ ‫الورحشي‪ ،‬فقال له ‪ :‬إن أردت أن تقيم معنا فعليك الأمان‪ ،‬وإن أردت أن تسير إلى‬ ‫أصحابك بالحصن‬ ‫سيرناك بأمان‪ .‬فقيل‪ :‬أنه أراد المسير إلى الحصن فسيّره‬ ‫محمد إليه‪ ،‬وقيل أنه أراد الرجوع إلى بلدة ضنك‬ ‫فسيره محمد إليها‪ ،‬وأمر على‬ ‫ضنك ورجعت الفرسان أصحاب محمد إليه‪ ،‬وهذا‬ ‫الأضحا )‪.‬‬ ‫بعض أهل الخيل أن تصاحبه‪ ،‬حتى يبلغ ضنكا‪ ،‬فمضى معهم‪ ،‬حتى وصل إلى‬ ‫أخبرني غير واحد عن المشائخ الذين شهدوا وقعة صحار‬ ‫الكائنة بين محمد بن‬ ‫ناصر وخلف بن مبارك‪ ،‬وكان مع محمد بن ناصر إثنا عشر فرسأش جعلها عيونا‬ ‫تطالع فوارس المشرق‪ .‬لأنه بلغه أن خلف بن مبارك جمع بني هناءة من الرستاق‬ ‫ومسقط وإنه نزل بحصن صحم وكان محمد قد خلصت له جميع صحار‬ ‫ورعاياها‪ ،‬وآسّن أهل البلد من جميع الطوائف ‪ ،‬فلم يؤخذ على أحد منهم شيع وما‬ ‫شذ عليه إلآ الحصن‪ ،‬وكان عنده من البدو ومن بني ياس وبني نعيم‪ ،‬ومن اشتمل‬ ‫عليهم والحضر‪ .‬فأصبحت ليلة من الليالي‪ ،‬قد خرب زرع دخن من طوي من البلد‪5‬‬ ‫فجاء صاحبها إلى محمد شاكيا‪ ،‬فسأله من خرب مزرعنك؟ فقال بنو ياس ونعيم‬ ‫(‪ (١‬المصدر‬ ‫نفسهكك‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪.٥٠٧٦‬‬ ‫‪٢٧٦‬‬ ‫والبدو الذين معك‪ ،‬فقال‪ :‬كم غرامة زرعك ؟ خذ مائتي محمديّة‪ ،‬فأبى‪ ،‬فقال‪ :‬خذ‬ ‫أربعمائة محمَديّة فأبى‪ ،‬فقال خذ خمسمائة محمية فأبى‪ ،‬فقال‪ :‬لا أرضى إلا أن‬ ‫تتصف منهم‪ ،‬فأرسل إلى أشياخهم‪ ،‬فحضروا عنده‪ ،‬فأمر بهم‪ ،‬فصلبهم‪ ،‬وما كانت‬ ‫نصفته إلا الجلد وكانت هذه حيلة من خلف بن مبارك وبني هناءة ليتفردوا بالبدو‬ ‫عنه‪ ،‬وخرجوا من عند محمد إلى بلدانهم راجعين ساخطين عليه‪ ،‬فلما علم خلف بن‬ ‫مبارك بخروجهم‪ ،‬زحف بمن معه من القوم على محمد بن ناصر‪ ،‬وهجموا عليه‬ ‫على حين غفلة‪ ،‬بعد أن طلعت الشمس قليلا‪ ،‬فجاء من جاء إلى محمد بن ناصر أن‬ ‫خلفأ وصل بمن معه من بني هناءةة‪ ،‬فقيل ‪ :‬إنه قال ‪ :‬هذه ساعة ليست لنا ولا لهم‪،‬‬ ‫إل ما شاء الل ثم ركب فرسه‪ ،‬وركب أصحاب الخيل معه‪ .‬والتقوا خلفأ ومن معه‬ ‫مع باب حصن صحار فوقع بينهم القتال‪ ،‬فقتل خلفت فانكسرت بنو هناءة‪ ،‬ومحمد‬ ‫ابن ناصر يتبعهم‪ ،‬حتى وصل جدار الحصن‪ .‬فضرب محمد بن ناصر من فوق‬ ‫الحصن‬ ‫ضربته رصاصة تفق‪ ،‬وأخذه أصحابه‪ ،‬ومات وقتل من أصحابه خمسة‬ ‫عشر رجلا ورجع أهل مسقط إلى مسقط‪ ،‬وأهل الرستاق إلى الرستاق‪ ،‬وأقاموا‬ ‫بعدما دفنوه ثلاثة أيام‪ ،‬لم يعلموا بموته إلأ الخاصة‪ ،‬وقد كاد أصحاب الحصن أن‬ ‫يسلموا‪ ،‬ثم أنهم رجعوا بسيف بن سلطان إلى نزوى‪ ،‬فأقامه القاضي إماما للمسلمين‬ ‫يوم ‏[‪ ]٨٩٠‬الجمعة‪ ،‬بعد زوال الشمس‪ ،‬في شهر شعبان‪ ،‬سنة أربعين ومائة بعد‬ ‫الألف فلبث ما شاء الله‪ ،‬ثم عُزل‪ ،‬وأقام المسلمون بلعرب‪.‬‬ ‫الإمام بلعرب بن حمير‪:‬‬ ‫الإمام بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن‬ ‫سلطان بن مالك بن أبي العرب بن سلطان بن مالك بن أبي العرب بن محمد بن‬ ‫سيف بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن يعرب بن مالك‬ ‫اليعربي ‪ .‬اتفقت الروايات‬ ‫بهلا‬ ‫ونزو ىؤ‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫أنه لمًا بويع تبعته فرقة من‬ ‫و إزكي ‘ وسمائل “۔ وحصون‬ ‫‏‪٢٧٧‬‬ ‫الظاهرةظ‬ ‫أهل عمان‪ ،‬وخلصت‬ ‫وبقية حصون‬ ‫الباطنة‪،‬‬ ‫له‬ ‫وأبا‬ ‫مسقط والمطر ح والرستاق ففي يد سيف بن سلطان‪ ،‬فجهز الإمام بلعرب بن حمير‬ ‫جيشا إلى وادي بني رواحة وكانوا مخالفين له‪ ،‬وبعث سيف بن سلطان أخاه‬ ‫بلعرب بن سلطان جيشأ نصرة لبني رواحة‪ ،‬فوقعت الحرب بينهم‪ ،‬فانكسر بلعرب‬ ‫ابن سلطان وقومه‪ .‬وأما بنو رواحة فقد هرب أكثرهم‪ ،‬وتحصن بعضهم في حجرة‬ ‫وبال‪ ،‬فحاصرهم الإمام بلعرب بن حمير أياماً‪ ،‬فأمر بقطع نخيلهم وشجرهم‪ ،‬ففعل‬ ‫بها كما أمر إلى أن سالموه وأطاعوه‪ ،‬فصرف الجيش عنهم‪ ،‬وأمنهم‪ ،‬ومضى عنهم‬ ‫بعدما هدم بروجهم ومعاقلهم‪ ،‬ثم سار إلى بلاد سيت‪ ،‬فحاصرهم أياما‪ ،‬ثم افتتحها‪.‬‬ ‫وهدم بنيانها‪ .‬وقطع نخلها‪ ،‬ودمر أنهارها‪ ،‬ثم سار إلى يبرين‪ ،‬فحاصر حصنها‪ ،‬وبه‬ ‫يومئذ بنو هناءة قد تركهم سيف بن سلطان‪ ،‬فحاصرهم إلى أن أطاعوه‪ ،‬فخرجوا‬ ‫من الحصن بأمانة ما بأيديهم من السلاح وآلة الحرب‪ ،‬فذهبوا إلى بلدانهم‪ ،‬وأما‬ ‫سيف بن سلطان فقد بعث رسولا إلى مكران‪ ،‬فجاء بقوم من البلوش أصحاب التفق‪،‬‬ ‫وأضاف إليهم من تبعه من رعيته وأصحابه وأمرهم بالمسير إلى الجو فساروا‪.‬‬ ‫فالتقاهم الإمام بلعرب بن حمير‪ ،‬بقومه فاقتتلوا قتالا شديدأ‪ ،‬وكادت أن تكون‬ ‫المزيمة على قوم الإمام بلعرب بن حمير‪ ،‬إلأ أنهم صبروا‪ ،‬وثبتوا للحرب فوقعت‬ ‫المزيمة على قوم سلطان بن سيف“ ووقع فيهم قتل عظيم‪ ،‬فما زالوا يأسرون‬ ‫ويقتلون في الطرق والأودية ومات أكثرهم عطشا ‪ 4‬وما بقي من البلوش إلأ يسيرا۔‬ ‫فجعل يكاتب العجم‪ ،‬لينصروه إلى عمان‪ ،‬فأجابوه على خرابها‪ ،‬وبعث إليه شاه‬ ‫العجم حصانا شديد الركض‪ .‬لا يقدر أحد يثبت على ظهره من الفرسان‪ ،‬وقد قتل‬ ‫جملة من الفرسان العجم‪ ،‬وقال لرسوله‪ ،‬الذي بعث الحصان على يده‪ :‬قل للإمام‬ ‫سيف ابن سلطان‪ ،‬يقول لك ملك العجم‪ ،‬إذا قدرت أن تثبت على ظهر هذا الحصان‬ ‫عند ركضه‘ فينجدك بما شئت من قومه وإذا ما قدرت فلا ترتجي نجدة منه إليك‪،‬‬ ‫مع كلام كثير‪ ،‬وإنما أراد شاه العجم بذلك‪ ،‬ليختبر سيف بن سلطان‪ ،‬هل هو ملك‬ ‫شجاع فارس؟ أم رجل جبان لا فارس ممارس؟ إذ لم تعنه كتبه بالنجدة والشكوى‬ ‫من أهل عمان‪ ،‬فلما وصله رسول العجم والحصان‪ .‬وهو يومئذ بمسقط نظر في‬ ‫وجه الحصان‪ ،‬فعرف أنه حصان قد عجزت عن ركوبه فرسان العجم ‏[‪ ،6]٨٩١‬وأنه‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫أراد اختباره به هل هو شجاع فارس؟ أم هو جبان غير فارس؟ فأمر من يقوده له‪.‬‬ ‫وخرج هو‪ ،‬وخرج معه عالم كثير‪ ،‬حتى بلغوا به إلى أول العقبة من وادي‬ ‫الكبيى‪ ،‬من مسقط وأمر أن لا أحد يقف على شفير الوادي‪ ،‬ولا يمشي في الوادي‪،‬‬ ‫إلى أن يركضه ثلاثة أشواط ففعل الناس بما أمر‪ ،‬وما بقي أحد على شفير الوادي‪،‬‬ ‫ولا أحد يمشي عليه‪ ،‬فلما استوى على ظهره ضرب رقبته بجلد ضخم ثلاث‬ ‫ضربات ففر به الحصان راكضاأً‪ ،‬وهو يضربه ضربا عنيفأ‪ ،‬فلما بلغ به إلى طوي‬ ‫الرولة‪ ،‬وأراد أن يوقفه‪ ،‬وما قدر عليه صاح بأعلى صوته‪ :‬أعقروا الحصان‬ ‫أعقروا الحصان‪ .‬ثلاث مرات‪ ،‬فما قدر أحد أن يقف على شفير الوادي من الأحجار‬ ‫التى تقذفها رجله‪ ،‬فلما بلغ به إلى الجبل الذي على سور باب المثاعيب‪ ،‬ولم ير‬ ‫الحصان ميدانأ إلى ركضه باعتراض الجبل إليه‪ ،‬اقتحم به السور‪ ،‬وهو على ظهره‬ ‫فلما كان على رأس الستور‪ ،‬مع قحمته به نزل سيف بن سلطان من ظهره‪ ،‬فوقع‬ ‫على رأس السور‪ .‬ووقع الحصان في الوادي المنصوب عليه السور‪ .‬فتك سرت‬ ‫أرجله‪ ،‬واندقت عنقه‪ ،‬فمات من ساعته‪ ،‬فتعجب رسول العجم من فراسة سيف بن‬ ‫سلطان‪ ،‬وتعجب سائر الناس كذلك منه‪ ،‬وتأسف سيف بن سلطان على موت‬ ‫الحصان‪ .‬فلما رجع رسول ملك العجم إلى أرض العجم‪ ،‬وأخبر ملكه عن سيف بن‬ ‫سلطان الخبر كله‪ ،‬بعث إليه قومه نصرة له على كل من يحاربه من ملوك عمان‪،‬‬ ‫من هم رعيّة لملوك عمان‪ ،‬كافة و لم يرضوا به‪ ،‬واستنكفوا عن طاعته‪ ،‬فلما بلاغ‬ ‫جيش العجم بندر عباس‪ ،‬عبروا منه إلى خور فكان فكان عددهم ستين ألفأ‪ ،‬وأسَا‬ ‫الخشب التي عبروا عليها‪ ،‬لا يحصي عددها‪ ،‬إلا الله تعالى‪ ،‬وكان نزولهم بخور‬ ‫فكان آخر ليلة الخميس‪ ،‬لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة‪ ،‬سنة ألف ومائة‬ ‫وتسع وأربعين بعد الألف‪ ،‬فلسا علم أهل عمان بوصول العجم خور فكان‪ ،‬استولى‬ ‫عليهم الخوف‪ ،‬وزلزل الذعر عمان زلزالا شديداى وكتب بعض أكابر عمان لسيف‬ ‫ابن سلطان‪ ،‬وسيف يومئذ بمسقط ولم يذكر هذا الكاتب اسمه لسيف بن سلطان‪،‬‬ ‫وهذا كتابه له‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬فإنها لا تعمى الأبصار‪ ،‬ولكن تعمى القلوب التي في الصدور تحيّة وافرة‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫ونعمة هنيّة‪ ،‬غير نازره ‘ ورحمة واسعة باطنة و ظاهرة۔ إلى السيد الهمام القمقام‬ ‫الإمام الضرغام سيف بن سلطان اليعربي العربي» أما بعد‪ .‬لقد صدرت أحاديث‬ ‫باسناد عن أصحابنا بناحية الشمال فشق على المسلمين إظهارها‪ ،‬وعليكم من يمين‬ ‫وشمال‪ ،‬فقلوبهم لأجلها وجلة‪ ،‬وأنفسهم فيها عليكم ‏[‪ ]٨٩٢‬معولة‪ ،‬بأن بعض العجم‬ ‫ومن معهم وتابعهم‪ ،‬من سفهاء قومهم‪ ،‬وصلوا إلى خور فكان‪ ،‬لحرب عمان‪،‬‬ ‫فاستحوذ عليهم الشيطان‪ ،‬وزين لهم أعمالهم‪ ،‬حتى همَوا بما لم ينالوا‪ ،‬ولعل بعضهم‬ ‫وصل إلى عمان راكبين مطا مطايا مناياهم‪ ،‬فزهوا بإفراط الطغيان‪ ،‬لما دلفوا بكثرة‬ ‫رجالهم وخيلهم وسائر الحيوان وعلى ما تصفون فربنا الرحمن المستعان‪ ،‬فهذه‬ ‫مصيبة عليكم ما أعظمها‪ ،‬ورزيّة ما أشأمها‪ ،‬فإن ظفروا عليكم‪ ،‬طغوا‪ ،‬وتجبرواا‬ ‫أعوذ باك من كل متكبر متجبرً‪ ،‬لا يؤمن بيوم الحساب‪ ،‬فكيف إذا تكاثروا عليكم‬ ‫يسومونكم سوء العذاب‪ ،‬يذبحون أبناءكم‪ ،‬ويستحيون نساعكم‪ ،‬وفي المش كل امرء‬ ‫أوعزت صدره لا تأمن مكره وكيده وغدره‪ ،‬فسبحان الله‪ ،‬أنت نايم أم يقظان؟ أ‬ ‫مجنون۔ أم غلطام‪ ،‬أم استحوذ على قلبك الشيطان؟ أم لك على المسلمين حجَة‬ ‫وسلطان؟ كيف أنت تتولى قوما غضب‬ ‫الله عليهم؟ وتبعث كتبك رس‬ ‫ل إليهم؟‬ ‫وتدعوهم إلى حضرتك ؟وترجوهم لنصرتك؟ فإنها لاحدى الكبر لمن اعتبر ‪ ،‬الله‬ ‫أكبر ‪ ،‬الله أكبر‪ ،‬أجهلت أم ذهلت بما حل بهم منكم في جزيرة البحرين من قتل‬ ‫رجالهم‪ ،‬وأخذ سفنهم قسرا قهرأ جهرأ؟ وتمزيق سيوفكم لكبيرهم وأميرهم سلطان‬ ‫محراب ومن معه من عجم وكناجين وزعَاب ومن سائر الأعراب الأغراب‬ ‫وبالشيخ محمد ابن عبدالله البحرانية إذ هو عزهم وناموسهم بغير ارتياب‪ ،‬وكم‬ ‫غيرهم وغيرهم تركتموه‪ ،‬يضرب برجله خد التراب‪ ،‬فأنتم كما زعمنا تزعمون فما‬ ‫لكم كيف تحكمون‪ ،‬فبئس الرأي‪ ،‬الذي رأيتم‪ ،‬والأمر الذي حاولتم‪ ،‬وعليه عولتم‪ ،‬فو‬ ‫الله لو كانت القلوب لها أبواب وفتحت لشهدتم نيران العداوة الظاهرة تخرج من‬ ‫خياشمهم‪ ،‬وتلفح وجوهكم من الحقد والغضب عليكم‪ .‬فتعاونوا على البر والتقوى‪،‬‬ ‫وهذا ما عندنا من محض‬ ‫الوداد والنصح والله بصير بالعباد‪ ،‬فمن نكث فإنما ينكث‬ ‫على نفسه‪ ،‬ومن أوفى بما عاهد عليه اله فأصلح‪ ،‬فأجره على الله‪ ،‬والسلام انتهى‪.‬‬ ‫‪٢٨٠‬‬ ‫ثم قصدوا العجم الصّير‪ ،‬فخر ج سيف بن سلطان إليهم من مسقط فلما علم ذلك‬ ‫الإمام بلعرب بن حمير‪ ،‬حشد قومه‪ ،‬ومضى لحربهم‪ ،‬فخرج عليهم من نزوى‪ ،‬أول‬ ‫شهر المحرم‪ ،‬فالتقى الجمعان بموضع يسمى السمينى‪ ،‬وفي جيش العجم سيف بن‬ ‫سلطان‪ ،‬وفي جيش العرب بلعرب‪ ،‬فاقتتلوا قتالا شديدا “ فانكسر جيش‬ ‫الإمام‬ ‫بلعرب‪ ،‬واعتصم أصحابه بالجبال‪ ،‬وقتلوا من قومه أناسا قليلة وربما أخذهم ضل‬ ‫الطريقة وقتل بعضهم بعضا ولم يرجع أحد منهم إلى وطنه بدابة ولا سلاح‪ ،‬ولا‬ ‫شيء من الزاد‪ ،‬إلا قليل‪ ،‬وقد نهب بعضهم بعضأ في الطريق‪ ،‬فاستولى سيف بن‬ ‫سلطان على الجو وضنك والغبيَ‪ ،‬ودانت له قبائل الظاهرة‪ ،‬وأدت الخراج للعجم‪،‬‬ ‫ودخلت العجم حجرة عبري‪ ،‬ووقع في أهلها قتل عظيم‪ ،‬وسئلب كل ما فيها‪ ،‬وقتلت‬ ‫أطفالهم‪ ،‬وأصابهم الذل ‏[‪ ]٨٩٣‬والهوان‪ ،‬وحملت نسائهم إلى شيراز‪ .‬وبيعت فيها‬ ‫بيع العبيد‪ .‬ورجعت العجم إلى الصير‪ .‬أما سيف بن سلطان‪ .‬مر على بهلا فحاز ها۔‬ ‫فدانت له‪ ،‬فولى على أهلها سالم بن خميس العبري('أ۔ ومضى هو إلى طيمساء‬ ‫اتفقت الروايات أن أكثر القائمين بحصن نزوى هربوا منه‪ ،‬حتى كاد الإمام بلعرب‬ ‫بن حمير أن يهرب من نزوى‪ ،‬خوفأ من سيف بن سلطان‪ ،‬من قلة الناصر له‪ .‬إلا‬ ‫أن سيف بن سلطان لم يقصد إلى نزوى‪ ،‬فمضى إلى منح‪ ،‬ومر على إزكي‪ ،‬وهبط‬ ‫إلى سمائل‪ ،‬فأناخ بالعة‪ ،‬وكاتب قبائل وادي سمائل لتصل إليه‪ ،‬فتأهبوا إلى‬ ‫مواجهته‪ ،‬لسّا وصلهم كتابه فسار‪ ،‬ولم يلبث إلى أن يصلوه محثاً سيره إلى مسقط‬ ‫ولم يتعرض للحصون التي بوادي سمائل‪ .‬ثموقع الخلف بين الوالي الذي تركه‬ ‫() سالم بن خميس العبري‪ :‬الشيخ العالم الفقيه سالم بن خميس بن عمر العبري من فقهاء القرون‬ ‫الثاني عشر الهجرية كان من ولاة بعض أئمة اليعاربة‪ ،‬حيث ولاة الإمام سيف بن سلطان الثاني‬ ‫على بهلا أيام حروب العجم في عمان‪ .‬وله أجوبة في الفقه من مؤلفاته كتاب " فواكه البستان "‬ ‫وله أجوبة في الأثر‪ ،‬وله منثورة تحتوى على مسائل كثيرة في الفقه‪ ،‬أكثرها من جوابات الشيخ‬ ‫الصبحي‪ .‬والشيخ ناصر بن خميس الحمراشدي والشيخ الزاملي‪ ،‬وغيرهم‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪،‬‬ ‫سيف بن حمود بن حامد‪ :‬إتحاف الأعيان ‪ 4‬ج‪٣‬۔‏ ص‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫‏‪.٢٠٦ - ٢٠٥‬‬ ‫سيف بن سلطان بالغتّي‪ ،‬وبين بني غافر‪ .‬فتحاربوا‪ ،‬واستولىا بنو غافر على‬ ‫الفتى‪ ،‬ووقعت المخادعة من أهل بهلا‪ ،‬فأدخلوا الإمام بلعرب بن حمير‪ ،‬فاستولى‬ ‫على بهلا وجاعت زيادة قوم للعجم من شيراز مع صاحبهم بالصيّر‪ ،‬فقصدوا بهم‬ ‫عمان فلما وصلوا الظاهرة‪ ،‬صالحتهم قبائلها‪ ،‬وقد دخلوا بهلا‪ .‬يوم الثالث‬ ‫والعشرين من ذي القعدة فاستولوا على جميع ما فيها‪ ،‬بعدما هرب من هرب من‬ ‫أصحابها‪ ،‬وتركوا في الحصن فئة منهم‪ ،‬ومضوا إلى نزوى‪ ،‬أول شهر الحج‪.‬‬ ‫فهرب بلعرب بن حمير منها إلى وادي بني غافر‪ ،‬وثبت بنو حرًاص في قلعة‬ ‫نزوى‪ ،‬وصالح أهل نزوى العجم‪ ،‬فلما تمكنت العجم منها‪ ،‬وضعوا عليهم الخراجظ‬ ‫وعذبوهم بأنواع العذاب“ وقتلوا الرجال والنساء‪ ،‬والكبار والصغار‪ ،‬وحملوا من‬ ‫أرادوا من النساء والأطفال‪ ،‬ولم يسلم من أهلها إلآ من قدر على الهربس وأسَا‬ ‫قلعتها‪ ،‬فما قدروا عليها‪ ،‬وكذلك حصنها‪ ،‬وخرجوا من نزوى يوم السادس عشر من‬ ‫صفر فمروا على إزكي‪ ،‬فصالحوهم‪ ،‬وأوا لهم الخراج‪ ،‬وأقاموا يوما وليلة‪.‬‬ ‫ومضوا قاصدين إلى الباطنة‪ ،‬وبلغت غاراتهم إلى مسلمات من وادي المعاول‪،‬‬ ‫فخرج لهم المعاول يضربونهم بالتفق‪ ،‬فهزموهم‪ ،‬ثم انعطفوا إلى مسقط يوم الرابع‬ ‫والعشرين من شهر صفر فلما بلغوا إلى سيح الحرمل‪ ،‬ركض عليهم سيف بن‬ ‫حمير بن مهنا اليعربي بمن معه من أهل مسقط والمطر ح‪ ،‬وكان سيف بن حمير بن‬ ‫مهنا هذا قابضأ حصن المطرح لسيف بن سلطان وفي مسقط بلعرب بن سلطان‪،‬‬ ‫أخو سيف بن سلطان وقد تعاهدوا على حرب العجم‪ ،‬فلما واقع سيف بن حمير‬ ‫العجم بمن معه‪ ،‬كسرهم‪ ،‬حتى انتهوا إلى روي‪ ،‬وقد قتل منهم فرسانأ كثيرة‪ ،‬ثم‬ ‫دلفوا إلى المطرح في اليوم الثاني‪ ،‬فقاتلهم سيف بن حمير‪ .‬و معه أناس قليلون‪،‬‬ ‫فتكاثروا عليه‪ ،‬فقتلوه‪ ،‬هو ومن معه كافة‪ ،‬بعدما قتل من العجم فرسانا كثيرةظ‬ ‫وكانت هذه الوقعة بينهم في الربوة التي بسيح الحرمل‪ ،‬وعليها جعلوا أصحاب‬ ‫بلعرب بن سلطان حصيات بيضاء‪ ،‬علامة لمصارع تلك الشهداء‘ بعدما خرج‬ ‫العجم من مسقط ومضت من العجم على خيل طائفة إلى قريات‪ .‬‏[‪ ]٨٩٤‬فقتلوا منها‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫خلقا كثيرأ‪ ،‬وأخذوا أموال من هربوا إليها من مسقط كافة‪ ،‬وحملوا منها نساء‬ ‫وأطفالا إلى شيراز وغيرها من بلدان العجم‪ ،‬ومن جملة أخيذهم من الصبيان منها‬ ‫ولدان لجي رزيق بن بخيت‪ .‬وهما إخوان أبي محمد بن رزيق من الأب لا من‬ ‫الأم‪ ،‬وسلم أبي واخته عمتي الخالصة من الأخيذ‪ ،‬إذ سبح بهما جي رزيق من‬ ‫الرش إلى الصير الأولى‪ ،‬البعيدة من الرش التي أول مرور الخشب عليها‪ ،‬الآتية من‬ ‫مسقط فلما تركهما فيها۔ ورجع إلى البر‪ ،‬لم ير ولدية المذكورين‪ ،‬فقال له بض‬ ‫من سلم من أخيذ العجم‪ ،‬وقد أخنتهما العجم‪ ،‬وأما العجم الذين قتلوا سيف بن حمير‬ ‫بن مهنا‪ ،‬دخلوا مسقط يوم الرابع والعشرين من شهر الحج‪ ،‬فأقاموا لها محاصرين‬ ‫إلى يوم الخامس من شهر صفر‬ ‫سنة إحدى وخمسين ومائة ألف‪ ،‬ثم خرجوا من‬ ‫مسقط‪ ،‬ومضوا إلى بركا وصحار‪ ،‬وأما سيف بن سلطان فإنه ركب مراكبه هاربا‬ ‫من العجم فنزل منها إلى بركة‪ ،‬وقصد بلدة الطوة فتلقادُ أهلها بالبشاشة والكرامةة‬ ‫وصحبوه إلى نخل‪ .‬ثم سار إلى الظاهرةة فالتقيا هو وبلعرب بن حمير بوادي بني‬ ‫غافر‪ .‬وآل نظر بني غافر أن يستعفوا بلعرب بن حمير من الإمامة‪ ،‬ويرجعوها‬ ‫لسيف بن سلطان حذر الفرقة و إطفاء النائرة ‪ ،‬ليجتمعا على أعدائهما العجم ة‬ ‫فجعلوا الإمامة لسيف بن سلطان ة وأما العجم الذين قعدوا في بهلا‪ ،‬فإنهم لسا‬ ‫أبطأت عليهم أخبار أصحابهم بعثوا منهم مائة فارس ليأتوا لهم خبر أصحابهم‪،‬‬ ‫فمرًوا على سمائل أول نهار يوم الثامن من شهر صفر فالتقاهم أهلها‪ ،‬وعندهم‬ ‫حمير بن منير ومن معه بالحصن فهجموا على العجم‪ ،‬فقتلوا أكثرهم ثم سار‬ ‫الشيخ حمير بن منير بمن معه من العسكر‪ .‬وعنده أهل إزكي‪ ،‬وبنو ريام إلى بهلاذ‬ ‫يوم التاسع من شهر صفر من هذه السنة‪ ،‬فدخلوها يوم الحادي والعشرين منه‬ ‫واستولوا عليها‪ ،‬وتحصن العجم بحصنها‪ ،‬فحاصروهم‪ ،‬فخرج من العجم قوم لقتال‬ ‫العرب‪ ،‬فقتل أكثرهم‪ ،‬وبقي منهم القليل في الحصن حتى جاء سيف بن سلطان‬ ‫ومن معه إلى بهلا‪ ،‬فأخرجهم من الحصن بسلاحهم‪ ،‬وأمتعتهم ودوابهم‪ ،‬وأعطاهم‬ ‫على ما بأيديهم الأمان‪ ،‬وأمر أن يصاحبهم مبارك بن سعيد الغافري إلى صحار‬ ‫‪٢٨٢٣‬‬ ‫فمضوا في صحبته‪ .‬حتى وصلوا صحار‪ ،‬فحبسهم أحمد بن سعيد السعيدي في‬ ‫حصن صحار حتى مات أكثرهم‪ ،‬وأما العجم الذين انكسروا من مسقط‪ ،‬ومروا‬ ‫على بركا وصحار‪ ،‬ساروا إلى الصتير‪ ،‬وذلك بعدما سار إليهم سيف بن سلطان‬ ‫بجيش عظيم من البر وسيّر عليهم مراكبأ في البحر‪ ،‬فلسا وصل إلى بلدة خت‬ ‫وهي بالقرب من الصتير‪ ،‬جاءه خبر أن مركبه المسمى الفلك قد احترق‪ ،‬وغرق من‬ ‫فيه‪ ،‬يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شوال‪ ،‬سنة إحدى وخمسين ومائة‬ ‫وألف‪ ،‬فعزم على الرجوع فرجع إلى عمان‪ ،‬وبقي العجم في الصتيرس ودانت له‬ ‫حصون عمان‪ .‬‏[‪ ]٨٩٥‬وأدت له الرعية الطاعة‪ ،‬وحط عنها الخراج‪ ،‬ثم اجتمع من‬ ‫شاء الله من مشائخ العلم‪ ،‬من أهل بهلا‪ ،‬ونزوى‪،‬‬ ‫وإزكي‪ ،‬ورؤساء بني غافر‪،‬‬ ‫وغيرهم من أهل الظاهرة‪ ،‬ووادي سمائل ومشائخ المعاول‪ ،‬على عقد الإمامة‬ ‫لسلطان بن مرشد بن عدي اليعربي‪.‬‬ ‫الإمام سلطان بن مرشد اليعربي‪:‬‬ ‫الإمام سلطان بن مرشد بن عدي بن حامد بن مرشد بن مالك بن بلعرب بن محمد‬ ‫ابن يعرب بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن يعرب بن مالك‬ ‫اليعربي‪ .‬عقد له بالإمامة بجامع بلدة نخل‪ ،‬في يوم الجمعة‪ ،‬سنة إحدى وخمسين‬ ‫ومائة وألف‪ ،‬فاستقام على طريق الاستقامة والعدل والإنصاف‬ ‫وخلصت له‬ ‫الحصون من نخل وسمائل وإزكي ونزوى وبهلا والشرقية وسالمته القبالل من‬ ‫الفريقين‪ ،‬وسار بنفسه في جيش إلى الرستاق‪ ،‬وهي يومئذ في حكم سيف بن‬ ‫سلطان فلما سمع به سيف‪ ،‬جمع قومأ كثيرة‪ ،‬من الرستاق وغيرها‪ ،‬وكمن عند‬ ‫ثقاب فلج الميسر‪ ،‬يترقب الإمام سلطان بن مرشدة ليحاربه‪ ،‬فلما رأى أن لا طاقة له‬ ‫بحربه‪ ،‬انهزم ليلأ عن أصحابه‪ ،‬وتركه بغير آلة الحرب من تمر وغيره معهم‪ ،‬فلما‬ ‫وصل الإمام سلطان بن مرشد صباح يوم الجمعة من شهر شعبان من هذه السنة‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫إلى الرستاق‪ ،‬لم يجد بها سيف بن سلطان‪ .‬وقد التقته أهل الرستاق بالبشاشة‬ ‫والطاعة‪ ،‬ورأوه أهلا للإمامة فوازروه وأطاعوه‪ ،‬ولم يبق إلا الحصن شاذا عن‬ ‫طاعته‪ ،‬فلبث يحاصره سبعين يوما ‪ 4‬ثم فتحه‪ ،‬وكان سيف بن سلطان قد ترك فيه‬ ‫عبيده ووالدته وبعض‬ ‫عيالك وسار هو إلى مسقط ى فجمع قوما من مسقط‬ ‫و‬ ‫المطرح‪ ،‬والسيب‪ ،‬وبركةة فأقام بجمعه في بركة‪ .‬فبعث إليه الإمام سلطان ‪/‬بن‬ ‫مرشد قوماً لقتاله وعلى الجيش سيف بن مهنا أميرأ‪ ،‬فالتقاهم سيف بن سلطان بقومه‬ ‫دون بركة فوقع بينهما القتال‪ ،‬فانهزم أصحاب سيف بن سلطان‬ ‫وأخذهم بالسيف‪،‬‬ ‫فلم ينج منهم الا من طلب الأمان‪ ،‬وهرب في السباسب‪.‬‬ ‫وأما سيف بن سلطان فقد انهزم إلى مسقط‪ ،‬ورجع سيف بن مهنا إلى الرستاق ‪ ،‬ثم‬ ‫جاعت لسيف بن سلطان نجدة من بدو الظاهرة‪ ،‬خمسمائة رجل فلما وصلوا ل‬ ‫خرج سيف من مسقط فجمع بعض الرجال من الباطنة‪ ،‬وجاعءته رجال بني عامر‬ ‫ربيعة‪ ،‬يريدون نصرته‪ ،‬فكان من قضاء الله وقدره‪ ،‬أن الذين اجتمعوا لنصرته‬ ‫وقعت بينهم فتنة‪ ،‬وقتل بعضهم بعضا‪ .‬وهو يومئذ بالحزم‪ ،‬ثم تفرقوا‪ .‬أيدي سبا‬ ‫وبقي معه من القوم الذين أتوه من الظاهرة في الحزم ظ وأراد أن يهجم بهم على‬ ‫الرستاق‪ ،‬فلم يجد لذلك سبيلا‪ ،‬لسلب القوة والقدرة فارتفعت عنه أقوام الظاهرة إلى‬ ‫بلدانهم‪ ،‬ورجع هو إلى مسقط لما يئس من النصرة‪.‬‬ ‫وأما الإمام سلطان بن مرشد‪ ،‬‏[‪ ]٨٩٦‬فقد ترك بحصن الرستاق سيف بن مهنا والياء‬ ‫ومعه عسكر من جنابه‪ .‬وحشد هو قومأ من عرب الرستاق‪ ،‬ومر على نخل‪ ،‬فحشد‬ ‫منها ومن رعاياها رجالا‪.‬‬ ‫فسار بهم إلى بدبد‪ ،‬فحشد من وادي سمائل ومن إزكي‬ ‫ورعاياها‪ ،‬وسار بالجيش جملة إلى مسقط يوم الخميس ثاني أيام شهر الحج من‬ ‫هذه السنة‪ ،‬وقد اجتمع معه خلق كثير‪ .‬ولما وصل بالجيش إلى روي‪ ،‬من هذا‬ ‫الشهر‪ ،‬نزل فيها بعض القوم‪ ،‬وسار بأكثرهم ليل إللى مسقط‪ ،‬فركض على‬ ‫القابضين في جبالها‪ ،‬فأحدرهم منها‪ ،‬ومن سائر جميع المقابض‪ ،‬ففتح جميع معاقل‬ ‫مسقط‪ ،‬وقت الضحى‬ ‫يوم الجمعة ثالث أيام شهر الحج‪ ،‬ثم بعث للقوم الذين تركهم‬ ‫‏‪٢٨٥‬‬ ‫بروي‪ ،‬وأمرهم أن يركضوا على المطرح وحصنها فركضوا‪ ،‬وفتحوا حصنها‬ ‫قهرأ۔ وأيده الله نصرا وفتحا قريبا‪ .‬و أسَا سيف بن سلطان‪ ،‬فإنه هرب على مركبه‬ ‫يريد العجم‪ ،‬وبعث الإمام سلطان بن مرشد مراكبا في أثره‪ ،‬وأمير هن من قبله بجاد‬ ‫بن سالم‪ ،‬وعسكرأ من قومه‪ ،‬فأصابها الطوفان‪ ،‬فرجعت إلى مسقط‪ ،‬وأما مركب‬ ‫سيف بن سلطان‪ .‬الذي هرب عليه انكسرت بعض دقالته‪ ،‬فدخل خور فكان‪ ،‬فنزل‬ ‫هو ومعه ثلائمائة رجل‪ ،‬فكتب إلى العجم الذين هم بالصتير أن يأتوه‪ ،‬فأته منهم‬ ‫فرسان على خيل سباق‪ ،‬فمضوا به وبأصحابه إلى الصتير‪ ،‬وبقي مركبه في فكان‪،‬‬ ‫فلسا علم به أحمد بن سعيد مضى إليه‪ ،‬فأخذه‪ ،‬وأمن فيه من قبل سيف بن سلطان‪،‬‬ ‫فلسا بلغ سيف بن سلطان أن أحمد بن سعيد قد أخذ مركبه‪ ،‬قال للعجم؛ إنما الر أي‬ ‫السديد أن ذنمضي إلى صحار‬ ‫لأخذ حصنها من أحمد بن سعيد‪ ،‬فإن خلص‬ ‫لنا‬ ‫حصنها‪ ،‬فهو مني لكم هبة لا رجعة فيها‪ .‬فخرج العجم بذلك‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنك لنعم‬ ‫الصاحب والمحب الخالص لنا‪ ،‬لقد وفيت بعهدك لنا‪ ،‬لا عدمناك‪ ،‬فمضى‪ .‬ومضوا‬ ‫معا إلى صحار فلما أتوها‪ ،‬أحاطوا بها برأ وبحرأ‪ ،‬وحصروا أهلي حصرأ شديدا‪.‬‬ ‫وقطعوا عنها المدد‪ ،‬وبعثوا قومأ منهم إلى مسقط‪ ،‬لحرب‬ ‫حصنيها‪ ،‬ورجوعهما من‬ ‫الإمام سلطان ابن مرشد‪ ،‬إلى سيف بن سلطان فلمفَاا وصلوهاك ‪/ 3‬نصبوا السلالم على‬ ‫الحصن الشرقي‪ ،‬وحصن الغربي‪ ،‬فجعل أهل الحصنين يضربوهم بالتفاق والمدافعض‬ ‫فتكىتزت السلالم‪ ،‬وانكسروا هم بعد كسر السلالم‪ ،‬فعسكر من بقي منهم في الحلل‬ ‫الخارجة من الستور‪ .‬وأتتهم زيادة قوم من أصحابهم المحاصرين صحار فاجتمعوا‬ ‫بهم‪ ،‬فأحاطوا بمسقط والمطر ح‪ ،‬فصار عددهم لم يحصه غير الله تعالى‪ ،‬ثم ركضوا‬ ‫ثانية على الحصن الغربي‪ ،‬وحصن الشرقي‪ ،‬فأخذوهما قهرأ‪ ،‬ثم ركضوا على‬ ‫حصن المطرح ففتحوه‪ ،‬ومضى بعضهم إلى بركة‪ ،‬وكان حصنها يومئذ في حكم‬ ‫سيف بن سلطان‪ ،‬وقد ترك فيه أحدا من عياله وخدامه‪ ،‬ومعهم رجال من المعاول‪،‬‬ ‫فلما علم أحمد بن سعيد بأخذ العجم مقابض مسقط‪ ،‬مضى من صحار إلى بركة‬ ‫بأربعة آلاف رجل من قومه‪ ،‬ولم تشعر العجم ‏[‪ ]٨٩٧‬الذين بصحار به أنه وصل‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫إلى بركة‪ ،‬فقبض على حصن بركةة فكانت السفن التي تأتي سابقأ من الهند‬ ‫وغيرها‪ ،‬تأتي إلى بركة‪ ،‬فنصبت فيها القبابين التي توزن البضائع‪ ،‬فكثرت فيها‬ ‫التجار ونما فيها البيع والشراء‪ ،‬فكانت رعايا بركة‪ ،‬ومن انضاف إليهم من أهل‬ ‫مسقط والمطر ح‪ ،‬ورجال المعاول الذين تركهم سيف بن سلطان في الحصن‪ .‬بعد‬ ‫أخذه أحمد بن سعيد منهم‪ ،‬يقتلون كل من أتى من العجم إلى بركة‪ ،‬فصار العجم‬ ‫الذين هم بمسقط لا أحد يجلب لهم سلعة من عمان‪ ،‬ولا من الهند‪ .‬وما برح‬ ‫أصحابهم المحاصرون صحار‪ ،‬يمتونهم من صحار على خشبهم بآلة الحرب‬ ‫والطعام‪ .‬وأما أحمد بن سعيد‪ ،‬لسا أخذ حصن بركة‪ ،‬رجع إلى صحار‪ ،‬وولى على‬ ‫بركة خلفان بن محمد المعروف بالمحلا البوسعيدي‪ ،‬وقد بلغ معسكر جيش العجم‬ ‫الذين أحاطوا بصحار من جانب الغرب إلى شناص‪ ،‬ومن جانب الشرق إلى دون‬ ‫صحم‪ ،‬وفي كل شهر تأتيهم زيادة قوم‪ ،‬وزاد و آلة حرب من شيراز ونواحيها‪.‬‬ ‫وسائر بلدان العجم‪ ،‬وقد انضاف إليهم سيف بن سلطان‬ ‫لسا أخذت العجم‬ ‫المحاصرين بمسقط وساءه أخذ حصن بركةة وسراه تقهقر الإمام سلطان بن مرشد‬ ‫عن مسقط فجعل يحرض العجم المحاصرين لصحار لحرب سلطان بن مرشدة‬ ‫وأحمد بن سعيد‪ ،‬وقد جمع الإمام سلطان بن مرشد من الرستاق والظاهرة ووادي‬ ‫بني غافر أقوامأ كثيرة‪ ،‬فلما وصلوه‪ ،‬مضى بهم يريد صحار‪ ،‬فلما بلغ بهم إلى‬ ‫الخابورة‪ ،‬انفض جمعه عنه‪ ،‬وما بقي من جمعه معه‪ ،‬إلا مائتي رجل‪ ،‬وفيهم من‬ ‫جماعته اليعاربة ثلاثون رجلاش والقطب منهم بعده مهنا بن سلطان اليعربي‪ ،‬فكره‬ ‫الإمام سلطان بن مرشد أن يرجع بهم عن صحار‬ ‫فلما كانوا بالقزب من صحار‬ ‫أردفوا كتيبة من العجم على خيل سباقة فوقع الحرب بينهم‪ ،‬فانكسرت العجم‪.‬‬ ‫فاتبعهم الإمام سلطان بن مرشد ومن معه من الرجال‪ ،‬حتى ألجأهم إلى أصحابهم‬ ‫المحيطين بحصن صحار فركض بأصحابه لرد العجم‪ ،‬فوقع بينهم القتال واشتة‬ ‫النزال‪ ،‬فقتل من العجم قائد عسكر خيلهم المسّى كلب علي‪ ،‬ومعه مائة رجل من‬ ‫أبطال العجم‪ ،‬وقتل من أصحاب الإمام مهنا بن سلطان ومعه كافة اليعاربة ومن‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫سائر قومه خمسون رجلاش وتفرق صحبه عنه‪ ،‬ودخل هو حصن صحار‪ .‬وبه‬ ‫جراحات“ فلبث في الحصن ثلاثة أيام‪ ،‬ثم توفي رحمه الله وقبر في حصن‬ ‫صحار‪ .‬فلما بلغ سيف بن سلطان موته وقتل جماعته‪ ،‬انفصل عن العجم إلى‬ ‫حصن الحزم‪ ،‬فما ثبت إلا أيامأ قلائل إلى أن استرسل عليه البطن فمات‪ ،‬وقبر في‬ ‫الحزم‪ ،‬ولم تزل الحرب قائمة على ساق‪ ،‬بين أحمد بن سعيد والعجم وهو يخرج‬ ‫بمن معه عليهم في كل صباح‪ ،‬وقد عجب العجم من شتته وصبره على الحرب‪ ،‬مع‬ ‫ثرة عددهم‪ ،‬وقلة عدد‬ ‫أصحابه‬ ‫وهو لم يكترث بهم ‪ .‬فكان حصار‬ ‫العجم لصحار‬ ‫تسعة ‏[‪ ]٨٩٨‬أشهر على اتفاق الروايات‪.‬‬ ‫أخبرني والدي محمد‪ ،‬عن أبيه جدي رزيق‪ ،‬والشيخ معروف بن سالم الصتايغي‪،‬‬ ‫وخاطر بن حميد البةاعي‪ ،‬ومحسن القصَّاب‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وقد دخل كل منهم بعضه‬ ‫في بعض‪ ،‬قالوا‪ :‬إن مة حصار‬ ‫العجم لمدينة صحار تسعة أشهر ‪ .‬وإن للعجم‬ ‫ثلاثمائة مركب كبار ‏‪ ١‬وصغار ا ‪ .‬وعددهم ستون ألفا ۔ غير أصحابهم الذين بمسقط‬ ‫وفي كل يوم يرمون حصن صحار بألف وسبعمائة رصاصة مدفع من البر‬ ‫والبحر‪ ،‬وأما رصاص‬ ‫التفق‪ ،‬فهو متراسل كالسيل‪ ،‬لا يحصي عدده إلا الله تعالى‪،‬‬ ‫وكانوا يجتمعون في كل يوم وعشية في معسكر هم‪ ،‬فيصيرون كأنهم كرة واحدة‬ ‫فيصيحون صيحة واحدة‪ ،‬ثم يرمون بعدها السور و الحلة والحصن بالمد افع و التفاق‬ ‫رميا متراسلاذ فأوجلوا بهذا الشأن أهل السور و الحلة والحصن و جلا شديدا “۔ فلما‬ ‫تفاقم ذلك منهم ‪ 3‬أمر أحمد بن سعيد أن تنصب مقابل كرتهم التى نتةقودها سبعة مدافع‬ ‫من الحصن والسور فإذا صاحوا‪ ،‬وصاروا كرَةً واحدة أن يضربوها بتلك السبعة‬ ‫مدافع‪ ،‬فاجتمعوا ذات مرة كعادتهم الأولى‪ ،‬وصاروا كرة واحدة‪ ،‬وصاحوا صيحة‬ ‫واحدة‪ ،‬فأمر أحمد بن سعيد أن يضربوهم بتلك المدافع السبعة فضربوهم‪ ،‬وكانت‬ ‫كرتهم كهضيم محتضر‪ ،‬فما اجتمعوا بعد ذلك إلى كرةظ‪ ،‬ولا صدرت عنهم صيحة‬ ‫فاستولى عليهم الخوف والذل‪ ،‬وقد أضر بأهل السور والحلة والمصن الحصار‪،‬‬ ‫ووقع فيهم الجدري وسائر الأمراض‪ ،‬فصبروا صبرأً جميلا‪ ،‬وبلغ مع ذلك الحصار‬ ‫‏‪٢٨٨‬‬ ‫الثلاث الضحيات التي تسميها العامة التاسع بعشرة فلوس‪ .‬وقد أهمل الحرس أهل‬ ‫السور ذات ليلة من شدة السهر‪ ،‬فلما خفت أصواتهم‪ .‬وركضت عليهم العجم‪،‬‬ ‫فنصبوا عليهم السلالم۔ ووضعوا السيف في العربي فلما كثر الصياح‪ ،‬ثاب إليهم‬ ‫أهل الحلة والحصن‪ ،‬فوضعوا في العجم السيف والخناجر‪ .‬ولبث الضرب والطعن‬ ‫بينهم في تلك الليلة إلى لصباح‪ .‬فانكسرت العجم عنهم‪ ،‬وقتلوا منهم خلقا كثيرأ‪.‬‬ ‫وقتل من العرب مائتا رجل‪ ،‬فلما رأت العجم تجل العرب على الحرب‪ .‬جعل‬ ‫أميرهم الخان يكاتب أحمد بن سعيد سرأً‪ ،‬وفتر الحرب عن العرب‪ ،‬ثمأتى إلى‬ ‫أحمد بن سعيد‪ ،‬ومعه عشرة رجال من أصحابه فأدخلهم أحمد بن سعيد الحصن‬ ‫فقدم لهم الطعام فلما أكلوا وشربوا‪ ،‬عاهد خانهم أحمد بن سعيد على ارتحاله من‬ ‫صحار وسائر عمان‪ ،‬وطلب منه سلامة أصحابة الذين بمسقط‪ ،‬وأن يعترهم إلى‬ ‫بندر عباس‪ ،‬فقال له أحمد بن سعيد‪ :‬إن شاء الله ولم يزيد على ذلك كلمة وفي‬ ‫قلبه عليهم خلاف ما طلبوا منه‪ ،‬ثم خرج الخلن وصحبه من الحصن" فلم يمكث هو‬ ‫وقومه بصحار‪ :‬إلأ يومين‪ ،‬فركبوا سفنهم‪ ،‬ومضوا إلى بندر العباس‪ ،‬وبعدما رحل‬ ‫العجم عن صحار‪ ،‬مضى أحمد بن سعيد إلى بركةً فأقام بها‪ ،‬وكان قد أخذ كتابا‬ ‫من الخان إلى صحبه القابضين معاقل مسقط والمطر ح بخروجهم من المعاقل‪.‬‬ ‫ووصولهم إلى أحمد بن سعيد‪ ،‬ليعرهم إلى دارهم على سفائن‪ ،‬فأنفذ كتاب خانهم‬ ‫إلى خميس بن سالم البوسعيدي‪ ،‬وبعثه إلى مسقط‪ ،‬فلما وصل القابضين لها من‬ ‫العجم‪ ،‬أبوا أن يقبضوه المعاقل‪ ،‬فرجع عنهم خميس بن سالم إلى أحمد بن سعيد‪8‬‬ ‫وأخبره بإبائه العجم‪ ،‬وقد بعث العجم القابضون معاقل مسقط والمطرح رسولا إلى‬ ‫الحزم‪ ،‬لسا علموا بموت سيف بن سلطان‪ .‬وارتحال أصحابهم عن صحار‪.‬‬ ‫أن‬ ‫يبعثوا لهم رجلا من أقرب الناس نسبا ‏[‪ ]٨٩٩‬لسيف بن سلطان‪ ،‬فأنفذوا لهم ماجد‬ ‫بن مهنا اليعربي‪ ،‬فلسا وصلهم‪ ،‬أشاروا عليه أن يمضي بكتاب منهم إلى شاههم‬ ‫بقبض ما بأيديهم من المعاقل له‪ ،‬إن كان يمكن منه ذلك‪ ،‬وأن يخبروه في كتابهم‬ ‫عن موت سيف بن سلطان‪ ،‬وأن الواصل إليه بكتابهم هو أقرب الناس نسبا لسيف‪،‬‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫فأجابهم ماجد على ذلك‪ ،‬ومضى بكتابهم إلى شاههم على سفينة‪ ،‬ذ فلنا وصل إلى‬ ‫بندر العباس‪ ،‬ارتفع إلى شيراز فلما وصلها ألقى الكتاب إلى الشاه فلما رآه قال‬ ‫له‪ :‬أأنت ماجد بن مهنا اليعربي الأقرب نسبا إلى سيف بن سلطان؟ فقال له‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫فقال له الشاه‪ :‬أصحيح أن سيف بن سلطان قد مات؟ فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬فكتب الشاه إلى‬ ‫أصحابه القابضين معاقل مسقط بإخلائهن إليه فلما رجع ماجد بن مهنا إلى مسقط‬ ‫أصابه في البحر طوفان‪ ،‬فنزل في صحار‪ .‬ومضى إلى الحصن عند أحمد بن‬ ‫سعيد‪ ،‬وأخبره الخبر كله‪ ،‬فأمر أحمد بن سعيد بحبسه وأخذ كتاب شاه العجم منه‬ ‫وأمر على خميس بن سالم‪ ،‬أن يمضي به إلى مسقط‪ ،‬لقبض المعاقل التي بيد العجم‪،‬‬ ‫فلما وصلهم ظنوا أنه من أصحاب ماجد بن مهنا‪ ،‬فقبضوه معاقل مسقط والمطر ح‬ ‫وكان خميس بن سالم لما وَفذ على العجم القابضين معاقل مسقط والمطر ح أربعمائة‬ ‫رجل‪ ،‬ورجال أحمد بن سعيد‪ ،‬فلما قبض خميس المعاقل من العجم‪ ،‬بعث رسولا‬ ‫إلى أحمد بن سعيد يخبره بقبضه المعاقل من العجم‪ ،‬فلما وصله الكتاب‪ ،‬مضى من‬ ‫ساعته من صحار إلى بركة‪ ،‬وكتب لخميس بن سالم أن يأتيه بالعجم إلى بركة‪.‬‬ ‫ليعترهم إلى ديارهم‪ ،‬فلما وصله الكتاب مضى بهم جميعا إلى بركة‪.‬‬ ‫أخبرني والدي محمد‪ ،‬عن أبيه جي رزيق‪ ،‬وأخبرنيالشيخ معروف بن سالم‬ ‫الصّايغي‪ ،‬والشيخ خاطر بن حميد الباعي‪ ،‬والشيخ محسن القصاب وغيرهم‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬لسا رجع العجم القابضون لمعاقل مسقط والمطرح إلى بركة‪ ،‬بصحبة خميس‬ ‫بن سالم البوسعيدي‪ ،‬وضربوا خيامهم ببركة فلا يمر إنسان على حلة من حلل‬ ‫بركة إلا يرى قدورأ تفور بالضيافة من أحمد بن سعيد إلى العجم‪ ،‬ولا حلاوا‬ ‫بسوق بركة‪ ،‬إلا يصنع الحلوى للعجم‪ ،‬بأمر أحمد بن سعيد‪ ،‬ولا زرَاعأً‪ ،‬إلاً يجز ما‬ ‫زرعه لخيل العجم‪ ،‬وما مات أحد وله فلس على أحمد بن سعيد قالوا‪ :‬وكلام الناس‬ ‫على حده والله إن العجم لا يستحقون إلا ضرب أعناقهم بالسيف‪ .‬قالوا‪ :‬وبعده ختم‬ ‫العجم ببركة ثلاثة أيا‪»٫‬‏ خرجت من الحصن خيام العجم خوان كثيرة طافحة‬ ‫بالطعام‪ ،‬وفواكة كثيرة ودخل أكابر العجم الحصن بأمر أحمد بن سعيد‪ ،‬وعدد من‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫دخل الحصن منهم خمسون رجلاش فما كان إلأ قدر ساعة‪ ،‬أن ضرب طبل في‬ ‫الحصن والمنادي خلفه ينادي‪ :‬من له وتر ودم على العجم‪ ،‬فليأخذه منهم‪ ،‬قالوا‪ :‬فما‬ ‫استتم كلامه‪ ،‬إلاً والسيف يعمل بأرقاب العجم من رعية بركة ومن إنضاف إليهم۔‬ ‫فما بقي من العجم‪ ،‬الا قليلا‪ .‬وهم يصيحون‬ ‫الأمان‪ ،‬الأمان‪ ،‬يا أحمد‪ ،‬فأمر برفع‬ ‫الليف عمن بقي منهم‪ ،‬وأما أصحابهم الذين دخلوا الحصن‬ ‫قتلوا كافة ثم أمر‬ ‫أحمد بن سعيد على أهل الخشب أن يعبروا من بقي منهم إلى بندر العباس‪ ،‬فلسا‬ ‫عتروهم أهل السفن‪ ،‬خرفوا حذا فحل الستواري‪ ،‬فغرق العجم كلهم‪ ،‬وسبح أهل‬ ‫السفن إلى البر‪ ،‬فلم يمت منهم أحد‪ ،‬قالوا‪ :‬ولما هلك العجم‪ ،‬أمر أحمد بن سعيد أن‬ ‫يمضي كل أهل بلد إلى بلدهم‪ ،‬ولما رجع أهل مسقط والمطرح إليهما‪ ،‬لم يعرفوا‬ ‫حدود بيوتهم ‏[‪ ]٩٠٠‬من الخراب بمرابط خيل العجم‪ ،‬وكثرة روثها‪ ،‬وكثر قبور‬ ‫أصحابهم الميّتين‪ ،‬الذين دفنوهم في حللهم‪ ،‬فوقعت بينهم فتنة عظيمة‪ ،‬وقتل أهل‬ ‫الحلل الخارجة من السور بعضهم بعضة فكان عدد القتلى ستين رجلاً‪ ،‬ثم إن‬ ‫الوالي خميس ين سالم البوسعيدي‪ ،‬قستم المكانات التي اشتجروا فيها وبارا بينهم فى‬ ‫الكم‪.‬‬ ‫أخبرني الشيخ معروف بن سالم الصايغي النخلي‪ ،‬والشيخ خاطر بن حميد البداعي‬ ‫النخلي‪ ،‬والشيخ محسن القصاب‪ .‬وغيرهم ممن شهدوا ذلك العصر‬ ‫أنه لسا صارت‬ ‫مسقط والمطرح وبركة وصحار إلى أحمد بن سعيد السعيدي‪ .‬أتته قبائل عمان من‬ ‫كل بلد‪ .‬وأوا له الطاعة‪ ،‬وشكروا سعيه في الإنصاف واجتمع معه من أهل عمان‬ ‫عالم كثير‪ ،‬ثم مضى ومضوا إلى بلدة الرستاق‪ ،‬فخلص له حصنها‪ ،‬بعد حرب‬ ‫يسير‪ ،‬ثم مضى إلى سمائل‪ ،‬فاستخلصها بغير حرب‪ ،‬ومضى إلى ازكي‪ ،‬فخلصت‬ ‫له بغير نزاع‪ ،‬ثم مضى إلى نزوى‪ ،‬فخلصت له بغير نزاع‪ ،‬وأتاه يومئذ بنزوى‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫محمد بن سليمان بن عدي اليعربي(') من سمد‪ ،‬وكان محمد بن سليمان واليا للإمام‬ ‫الشهيد سلطان بن مرشدة فسلم حصنها لأحمد بن سعيده فقال له بعدما قبض منه‬ ‫حصن سمد‪ :‬إمض إلى نخل‪ ،‬فقد جعلت حصنها إليك‪ .‬إذا صار إليك‪ ،‬وتعاهدا على‬ ‫أن لا يخون أحدهما صاحبه ما داما في قيد الحياة فمضى إليه محمد بن سليمان‬ ‫اليعربي فقبضها فلسا خلصت لأحمد بن سعيد عمان قاطبة‪ ،‬عقدت له الإمامة أكابر‬ ‫الرستاق‪.‬‬ ‫الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي‪:‬‬ ‫الإمام أحمد بن سعيد بن محمد البوسعيدي ‪ ،‬أخبرني غير واحد من المشائخ المسنة‬ ‫الذين شهدوا ذلك العصر‬ ‫عن الأسرار التي سرت إليه‪ ،‬قبل أن ينتهي الأمر إليه‬ ‫وتقول الناس عليه‪ :‬إنه قد مضى ذات يوم من أدم إلى الغبي من أرض السر‪.‬‬ ‫فوافاها يوم عيد‪ ،‬وقد تناظر أعرابها وحضرها بعد الصلاة والخطبة في الاستباق‬ ‫بكرائم الإبل السب» فلما أراد أن يركض ناقته‪ ،‬ويجريها في الميدان الذي أجروا‬ ‫يلهم فيه مسكت زمام ناقته إعرابية من أعراب الظاهرة‪ ،‬وقالت له‪ :‬يا إمام عمان‪،‬‬ ‫لا يجمل بك أن تراكض بناقتك إبل هؤلاء القوم‪ ،‬فإنهم رعاياك‪ ،‬وأنت إمامهم‬ ‫وإمام أهل عمان قاطبة‪ ،‬فنزل من ظهر ناقته إلى الأرض فقال لها‪ :‬أخبريني أيتها‬ ‫الأعرابية ممن أنت من العرب؟ فقالت له‪ :‬زفيتيّة‪ ،‬فقال لها‪ :‬كأنك تتهكمين بي‬ ‫بقولك إني إمام أهل عمان‪ .‬فقالت له‪ :‬لا والله وإن هذا الشأن الذي ذكرته لك‪،‬‬ ‫لصائر إليك عما قريب على رغم أنف كل حاسد‪ .‬فقال لها‪ :‬وما اسمك‬ ‫وأين‬ ‫دارك؟ فقال له‪ :‬أما اسمي فمبشر‪ ،‬وأما داري فتنعم‪ ،‬وأنا زفيتيّة النسب‪ .‬فأمسك عن‬ ‫الإستباق‪ ،‬وكتم كلامها عن الخاصة والعامة‪ ،‬فلما رجع أدم‪ ،‬رأى الشمس ذات ليلة‬ ‫قد طلعت‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫من‬ ‫بن‬ ‫كم قمرصه‬ ‫سليمان‬ ‫بن‬ ‫عدي‬ ‫فكتم ما ر ص‬ ‫ولم يسره‬ ‫اليعربي ‪ :‬و ال ‏‪٠‬‬ ‫عاش‬ ‫في‬ ‫لأحد ‪ 4‬ومضصى‬ ‫القرن‬ ‫الحادي عشر‬ ‫ذات‬ ‫يوم من‬ ‫المجري ؤ و لاه‬ ‫أحمد بن سعيد بلدة نخل‪ ،‬وتعاهدا ألا يخذل أحدهما صاحبه‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪٢٩٢‬‬ ‫أدم‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫‏‪.١٤٧‬‬ ‫إالى منح‪ ،‬فسمع صوتا‪ ،‬ولم ير شخصه‪ .‬وهو يقول أهلا بإمام عمان‪ ،‬فكتم ما سمع‬ ‫منه‪ ،‬ولم يخبر به أحدا‪ ،‬وقد سرى صيته إلى الإمام سيف بن سلطان صة‬ ‫إمامته وحسن أخلاقه ومحض مروَته‪ ،‬‏[‪ ]٩٠١‬وثبوته في ظهور الإبل والخيل‪،‬‬ ‫وقوة شجاعته في الحرب فقال الإمام سيف بن سلطان لبعض خاصته‪ :‬فعلى ما‬ ‫ذكر لي من سجايا هذا الإنسان‪ ،‬متعذر نظيره في هذا الزمان‪ ،‬فإنه لو أتاني‬ ‫لأكرمته‪ ،‬ورفعت محله‪ ،‬فإن محبته قد وقعت في قلبي‪ ،‬لأجل هذه الخصال التي‬ ‫حواها‪ ،‬فكان من التوفيق المقرر للتصديق‪ .‬أن الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬قد أزمع‬ ‫للمسير من مسقط إلى الرستاق‪ ،‬فلما صار في روي صادفه مقبلا من عمان راكبا‬ ‫على ناقة شريفة وكان الإمام لم يره قبل ذلك اليوم‪ ،‬فقال له بعض قومه إن أحمد‬ ‫بن سعيد الذي تسمع به هو هذا‪ ،‬فنزل سيف بن سلطان من‬ ‫صهوة خيله إلى‬ ‫الأزض» ونزل قومه معه ونزل أحمد بن سعيد من ظهر ناقته الى الأزض‪،‬‬ ‫فتصافحا باليدين مصافحة المحب للحبيب‪ .‬فأخذ سيف بن سلطان بيد أحمد بن سعيد‪،‬‬ ‫فجلسا ناحية عن القوم‪ ،‬وقال له‪ :‬إلى أين تريد يا أحمد‪ ،‬فقال له‪ :‬إلى بلدك المطر حض‬ ‫لأقضي منها بعض الوطر فقال له‪ :‬امض إليها‪ ،‬وإذا سمعت برجوعي من سفري‬ ‫هذا إلى مسقط فأتتني في مسقط فقال له أحمد بن سعيد‪ :‬سمعا وطاعةة فلا رجع‬ ‫الإمام إلى مسقط‪ ،‬وسمع أحمد أنه قد رجع إليها‪ ،‬مضى إليه‪ :‬فاكرم محله‪ ،‬ثم بعثه‬ ‫إلى أرض الحسا‪ ،‬لقضا ء بعض الوطر‪ ،‬فمضى إليها‪ ،‬وأتاه بكل ما أراده منهاأ‬ ‫فشكر صنيعه‪ ،‬فما زال يترقى معه من مرتبة إلى مرتبة‪ ،‬فلما رآه أهلا للولاية‪.‬‬ ‫ولآه مدينة صحار وأعمالها‪ ،‬فأظهر الأنصاف بين الرعية‪ ،‬وفشى إحسانه وكرمه‬ ‫إليهم‪ ،‬فأحبوه حبا شديدا وأتته قبائل الشمال والظاهرة أفواجأ أفواجأ‪ ،‬وفرادى‬ ‫وأزواجا‪ ،‬فأكرمهم وأحسن إليهم‪ ،‬وألان الجانب للغني والفقير‪ .‬والبصير والضرير‪،‬‬ ‫وأظهر بشاشة للكبير والصغير وبالغ في إكرامهم وإنعامهم‪ ،‬وقصدته شيوخ الجبور‬ ‫من الحفري والحرادي وحي عاصم فرفع منزلتهم‪ ،‬وأحسن إليهم‪ ،‬وسرى صيته في‬ ‫البلاد‪ ،‬وأذعنت له الناس بالانقياد‪ ،‬وأظهر العدل فأثبتت عليه الألسنة‪ ،‬فلما بلغ‬ ‫‪٢٩٣‬‬ ‫صنيعه ذلك للإمام سيف بن سلطان‪ .‬قال لبعض خاصته‪ :‬والله ما فعل أحمد بن‬ ‫سعيد هذا۔ إلا لينفر الناس عني‪ ،‬ليجلبهم إليه وإنه يحاول بهذا الشأن‪ ،‬ليصير ما‬ ‫صار إلي إليه‪ ،‬فإن لم أعز له من ولاية صحار‪ ،‬ليسقني كؤوس الأكدار‪ ،‬ويذرني‬ ‫بسلب ما ملكت يدي عبرة لأولي الأبصار‪ ،‬ثم بعث إليه كتابأ‪ ،‬يدعوه فيه بقدومه‬ ‫عليه سريعأ‪ ،‬فلما بلغه الكتاب‪ ،‬وعرف ما فيه من الخطاب‪ ،‬ركب ناقته إليه ولم‬ ‫يصحبه من أصحابه‪ ،‬إلأ رجل واحد من مواليه اسمه مسعد‪ ،‬وكان الإمام سيف بن‬ ‫سلطان يومئذ بمسقط وقد أمر الخاصة من عبيده‪ ،‬إذا أتى إلى مسقط أحمد بن‬ ‫سعيد‪ ،‬أن يمسكوه‪ ،‬ويحبسوه في الكوت الشرقي‪ ،‬وكان بيت الإمام‪ ،‬البيت الذي‬ ‫صار بعده لداود بن خليل المارديني ‪ .‬فلما وصل‬ ‫أحمد بن سعيد وخادمه مسعد بلدة‬ ‫روي“ سلكا طريق عقبة وادي الكبير‪ ،‬فانحدرا من الوادي‪ ،‬حتى بلغا إللى طوي‬ ‫الزبادية من مسقط فأناخا ناقتيهماێ وحمل أحمد بن سعيد سيفه‪ ،‬وقال لمسعد‪ :‬كن‬ ‫أنت مع الناقتين‪ ،‬حتى أرجع إليك‪ ،‬فمضى عنه‪ ،‬حتى إذا بلغ أحمد حذا بيت جدي‬ ‫رزيق بن بخيت‪ ،‬وكان جدي قد خرج من بيته‪ ،‬يريد أن يمضي إلى السوق‪ ،‬وقد‬ ‫أسر إليه الإمام سيف ابن سلطان ‏[‪ ]٩٠٢‬عما في قلبه من قبل أحمد بن سعيدة‬ ‫وكان جدي يومئذ عاملا لسيف بن سلطان على القلم الحسابي‪ ،‬في فرضة مسقطف‬ ‫وبينه وبين أحمد بن سعيد مكاتبات ومراسلات‪ ،‬فلمًا تصافحا هو وأحمد بن سعيدظ‬ ‫قال له جدي‪ :‬إلى أين تريد؟ قال‪ :‬إلى الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬لقد وصلني منه‬ ‫كتاب‪ ،‬يدعوني فيه بالمسير إليه‪ ،‬والقدوم عليه سريعا‪ ،‬فلا أدري بمراده هذا‪ ،‬فقال‬ ‫له جدي‪ :‬إرجع سريعا إلى صحار قبل أن يعلم بوصولك إلى مسقط‪ ،‬أو يراك أحد‬ ‫من عبيده‪ ،‬فإنهم قد أمرهم بقبضكت وحبسك في الكوت الشرقي۔ فلمّا سمع أحمد بن‬ ‫سعيد منه ذلك‪ ،‬قال‪ :‬لعله يريد أن يعزلني عن ولاية صحار قال له جدي‪ :‬أجل‪،‬‬ ‫يريد أيضا قتلك‪ ،‬فأرجع إلى صحار فإني لك من الناصحين‪ ،‬فإن النفس تأبى‬ ‫العطب وتقلي الشجبي فهذا ما عندي لك من قبل سيف بن سلطان والسلام‪ .‬فلسا‬ ‫سمع أحمد منه ذلك‪ ،‬رجع مسرعا إلى الزباديةه وركب هو ومسعد ناقتيهما‪ ،‬وسلكا‬ ‫‪٢٩٤‬‬ ‫بهما طريق الوادي‪ ،‬فلما انحدرا من رأس عقبة الوادي‪ ،‬ضربا ناقتيهما بالسياط‬ ‫فمرتا كريح البساط‪ ،‬فبلغني عنهما أنهما قد وصلا مدينة صحار في اليوم الثاني‪،‬‬ ‫عند طلوع الشمس‪ ،‬من اليوم الثاني‪ .‬وقد أخبر بعض الأنام الإمام سيف بن سلطان‬ ‫بوصول أحمد بن سعيد إلى مسقط في ذلك اليوم الذي رجع فيه إلى صحار‪ ،‬فبعث‬ ‫إلى عبيده الذين أمرهم بقبضه‪ .‬فلما أتوه‪ ،‬سألهم عنه‪ .‬فقالوا له‪ :‬يا مولانا ما رأيناه‬ ‫ولا علمنا أنه وصل إلى مسقط‪ ،‬إلأ من كلامك هذا۔ فقال لهم‪ :‬انسابوا إليه‪ ،‬وأتوني‬ ‫به فتغرّق عبيده في البلد شرقا وغربأ‪ ،‬فلم يروه‪ ،‬فرجعوا إلى مولاهم سيف بن‬ ‫سلطان‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما وجدناه‪ ،‬ولا نعلم إلى أين توجه‪ ،‬فأمر بصلبهم‪ ،‬وجلدهم‪ ،‬فصلبوا۔‬ ‫وجلدوا‪ .،‬حتى أخبره بعض الناس الذين رأوه هو وجدي رزيق يتحادثان في الواديظ‬ ‫فبعث في طلبه الركاب والخيل‪ ،‬فما وقفوا له على أثر‪ ،‬فلما رجعت إليه البواعث‪،‬‬ ‫وقالوا له‪ :‬لقد فاتنا۔ فما وجدناه‪ ،‬أرسل إلى جدي رزيق‪ ،‬فلما أتاه قال له‪ :‬ما حملك‬ ‫على الذي فعلت‪ .‬فإنك أنت الذي نفرت أحمد بن سعيد بنجواك إليه‪ ،‬وأين هو توجَه‪،‬‬ ‫بعد ما ناجيته‪ ،‬وماذا قلت له‪ ،‬وقال لك‪ ،‬لما تناجيتما ؟ فقد صَحً معي أنك رأيته‬ ‫وناجيته ونفرته‪ ،‬فإني قد أسررت إليك عما في قلبي إليه فأذعت سرًي‪ ،‬وعصيت‬ ‫أمري‪ ،‬فجعل جدي يعتذر إليه‪ ،‬ويكثر في قوله إليه لديه‪ :‬ما رأيته ولا ناجيته۔ ولا‬ ‫فشيت لك سرا‪ .‬ولا عصيت لك أمرأ‪ ،‬فإن من رفع هذا الخبر عني إليك ليس‬ ‫بصادق‪ ،‬سكن غضبك‪ ،‬وارجع عن سورتك‪ ،‬فإنك منسوب إلى الحلم لا إلى الظلم‪،‬‬ ‫فقال له‪ :‬ليس مما تقوله بصحيح وأغلظ عليه الكلام‪ ،‬ثم أمر عليه بالحبس والقتل‪،‬‬ ‫فحُبس‪ ،‬ءقيد‪ ،‬ومكث جدي في الحبس والقيد ثلاثة أشهر‪ ،‬ثم أطلقه وقد بعث الإمام‬ ‫كتابا إلى أحمد بن سعيد يدعوه فيه بالوصول إليه سريعأ‪ ،‬فأتاه جوابه يعتذر فيه‬ ‫عن الوصول إليه‪ ،‬لعلل عائقة ذكرها في كتابه إليه‪ ،‬فأيقن سيف بن سلطان بنفوره‬ ‫واستنكافه عنه‪ ،‬فكتب له كتابا يتهدده فيه ومن جملة‬ ‫‏[‪ ]٩٠٣‬ما تهدده فيه‪ :‬إن للم‬ ‫تصلنا‪ ،‬فنحن نصل إليك‪ ،‬ثم أمر بتجهيز أربعة مراكب من مراكبه الكبار‪ ،‬وشحنهن‬ ‫بالرجال وآلة الحرب‪ ،‬فلس طرحت أناجرهنَ على بحر صحار باقتراب من الر‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫الذي عليه الحصن‪ ،‬أرسل إلى أحمد بن سعيد بوصوله إليه فلسا بلغه رسوله‬ ‫وكتابه ركب أحمد في قارب صغير سريع السيرش وكان الإمام سيف بن سلطان قد‬ ‫أوقف عبيده على جنبات المركب الذي هو فيه‪ ،‬وأمرهم بقبض أحمد بن سعيد‪ ،‬إذا‬ ‫وصل إليه‪ ،‬فلما اقترب قاربه من المركب‪ ،‬أشارت الخام إليه بالرجوع‪ ،‬فرجع‬ ‫بقاربه سريعا إلى البز وصاحت العبيد لسا رجع‪ :‬قد رجع يا مولانا أحمد بن سعيد‬ ‫لى البر‪ ،‬فقال‪ :‬لعله قد نسي شيئا يريد أن يأتتي به‪ ،‬قفوا مكانكم‪ ،‬فه ليرجعظ‬ ‫فوقفوا‪ ،‬ومكث يرتقبه في ذلك اليوم‪ ،‬من أول طلوع الشمس إلى غروبها‪ ،‬فما رجع‬ ‫إليه‪ ،‬ومكث بعد ذلك يرتقبه حتى مضت على ذلك أيام‪ ،‬وكلما بعث إليه كتابا‬ ‫بالوصول إليه لا يرد إليه جوابأ‪ ،‬فلما علم أكابر الجبور الذين هم بالحفري‬ ‫والحرادي وحي عاصم من بركة بمسير الإمام سيف بن سلطان لصحار‪ ،‬وطرح‬ ‫مراكبه على بحرها‪ ،‬ركبوا سفائنهم إليه فلما وصلوه{‪ .‬قالوا له‪ :‬أيها الإبام‪ ،‬ما‬ ‫مرادك بواليك أحمد بن سعيد؟ فقال لهم‪ :‬لا شيء‪ ،‬إلأ وصوله إلي فقالوا له‪ :‬كيف‬ ‫يصل إليك وقد أوحشته بكتبك ومراكبك‪ ،‬فلا ينبغي منك هذا له‪ ،‬إذ هو قد صار‬ ‫واليك‪ ،‬الناصح لك في كل الأمور‪ ،‬ولو لم يكن لك ناصحا ومطيعا‪ ،‬لما وصلك إلى‬ ‫مسقط لما كتبت إليه بالوصول إليك‪ ،‬ولو لم يوحشه أحد عنك‪ ،‬لما رجع في اليوم‬ ‫الذي وصل فيه إلى مسقط بقلب مذعور إلى صحار‬ ‫ولو لم يكن لك ناصحا‬ ‫ومطيعا‪ ،‬لما أتى في قاربه إليك‪ ،‬ولو لم يوحشه أحد من أصحابك ما رجع بقاربه‬ ‫إلى البر وأنت بحمد الله رجل حليم‪ ،‬وتعلم أن النفس قد تأبى العطب“ وإنما الرأي‬ ‫السديد أن تمضي إليه‪ ،‬وتخبره عنك‪ ،‬لنستمع منه الجواب" فإن رأيناه متوحشأ منك‬ ‫بوصوله إليك‪ ،‬أتيناك منه بما يؤنس قلبك‪ ،‬فأجابهم إلى ذلك‪ ،‬فلما وصلوه‪ ،‬وعاتبوه‬ ‫من قبل الإمام سيف بن سلطان‪ ،‬قال لهم‪ :‬إني لست بمستنكف عن طاعته‪ ،‬ولكن‬ ‫النفس تأبى العطب‬ ‫ولو أنه يمكن أن أفشني أسرار الذين أخبروني عن الشأن الذي‬ ‫عزم عليه من قبلي‪ ،‬لأخبرتكم عنه‪ ،‬ولكن ذلك شيء لا يمكن إذاعته‪ ،‬ولا يحسن‬ ‫إلآ كتمه‪ ،‬وما برح أكابر الجبور يسعون بالصلح بينهما حتى اتفق بينهما على يدهم‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫الصلح ‘ أن ببعث أحمد بن سعيد ولده هلال بن أحمد بن سعيد‪،‬‬ ‫سلطان‬ ‫حيث يمكث‬ ‫ويمكث معه‬ ‫ويصحبه‬ ‫الى حبث قصد‬ ‫الى ‏‪ ١‬لإمام سرف‬ ‫بن‬ ‫لكي يطمأن قلب سيف‬ ‫بن سلطان من قبل أحمد بن سعيد‪ ،‬فأتوا بهلال إلى المركب‪ .‬وأحسن إليه الإمام‬ ‫سيفك‬ ‫وطابت نفسه على أحمد بن سعيد‪،‬‬ ‫هلال بن‬ ‫أحمد معه يمكث‬ ‫حيث‬ ‫فرجعت‬ ‫يمكث ‪ 0‬ويمضي‬ ‫وما برح‬ ‫مر اكبه الى مسقط‬ ‫حبث يمضي “۔ وسكنت‬ ‫الحركات‬ ‫بين سيف بن سلطان وأحمد بن سعيد‪ .‬حتى جرى ما جرى بين اليعاربة من‬ ‫الخلاف‬ ‫ومقتت‬ ‫أهل عمان‪ ،‬سيف بن سلطان‬ ‫وبذاءة السيرة‪ ،‬وإتيانه العجم إلى خراب‬ ‫على ما ظهر منه من‬ ‫الصنيع القبيح ش‬ ‫‏[‪ ]٩٠٤‬عمان وقتل من فيها من الشيوخ‬ ‫والصبيان‪ ،‬وسلب أموالهم‪ ،‬وسبي الصبيان والنسوان‪ ،‬كما ذكرنا في كتابنا هذا أولأغ‬ ‫وأوضحنا فيه من البيان‪.‬‬ ‫فلما آل‬ ‫شأن‬ ‫عمان‬ ‫كله لأحمد بن‬ ‫سعيدشؤ‬ ‫و انقرضت دولة اليعاربة ‪ .‬عقد‬ ‫أكابر‬ ‫الرستاق وغيرهم الإمامة لأحمد بن سعيد‪ ،‬فاظهر العدل والأنصافت وولى على‬ ‫مسقط خلفان‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الىىعبد ي‪،‬‬ ‫لقبض‬ ‫العشور‬ ‫و الخر ‏‪ ١‬ج‘‬ ‫و انفاذ حكم قلمك‬ ‫لقبض‬ ‫الدراهم من الوكلاء الذين أقعدهم الإمام على الفرضةة وولى أيضا خميس بن سالم‬ ‫السعيدي على عساكر مسقط والمطرح‪ ،‬وولى حسن الصرهنج') على مراكب‬ ‫اللىلطنة‪،‬‬ ‫وجعل القلضي بمسقط ‘ الشيخ محمد‬ ‫بن‬ ‫عامر بن‬ ‫عريق‬ ‫‏‪ (٢‬ؤ و أجلس جذي‬ ‫رزيق بن بخيت في الفرضة لقلم الحساب ورتب قواعد السلطنة بأحسن ترتيب‪،‬‬ ‫و اشتر ى‬ ‫ألف عبد زنجي ؤ و ألف عبد نوبي ّ فأسكنهم في حصن‬ ‫العسكر الأحرار ألف رجل‬ ‫الرستاق “۔ ومعهم‬ ‫من‬ ‫فكل واحد من هؤلاء الأحرار والعبيد‪ ،‬اشترى له دابة‬ ‫) حسن الصرهنج‪ :‬قائد بحري‪ ،‬عاش في القرن الثاني عشر الهجري‪ ،‬ولاه الإمام أحمد بن سعيد‬ ‫آلبورسعيدي على سفن عمان‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان _ ص‬ ‫‏‪.٥١‬‬ ‫)" محمد بن عامر بن عريق المعولي‪ :‬قاض‪ ،‬عاش في القرن الحادي عشر الهجرية من أهالي‬ ‫حلة المطلع في (أفي)‪ .‬ولاه الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي على القضاء في مسقط له مؤلفات‬ ‫عديدة طبع كتاب "المهذب وعبن الآدب" ‪ .‬انظر دليل أعلام عمان۔‘ ص‬ ‫‪٢٩٧‬‬ ‫‏‪.١٤٧‬‬ ‫من الخيل والركاب‪ ،‬يسعى إليها حيث ما سعى إلى عمان‪ ،‬وكان إذا مضى من‬ ‫مكان إلى مكان من عمان‪ ،‬تنشر في مواكبه أربعة أعلام‪ ،‬منها علمان رأسهما من‬ ‫ذهب‪ ،‬وعلمان رأسهما من فضةة ولا يمضي‪ ،‬إلأ ومعه من القضاة وأهل العلم‬ ‫رجال مشاهير بالزهد والتقوى‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد من المشائخ الذين شهدوا عصره وداست أقدامهم مصرد۔ أنه قد‬ ‫ترك رجلا من آل أبي سعيد‪ ،‬نسيت اسمه أميراً على عسكر حصن الرستاق‪ ،‬وقد‬ ‫غضب ذات يوم ذلك الأمير على قصاب من أهل الرستاق‪ ،‬فسحب اللحم الذي تركه‬ ‫في الوضم على التراب‪ ،‬ثم مرّغه في رماد هرّاس‪ ،‬وكان السبب الباعث لذلك أنه‬ ‫كان ذلك الأمير يصبر ذلك القصاب في أداء ثمن اللحم الذي يأخذه منه إلى يومين‬ ‫أو ثلاثة أيام ثم يسلم له ثمن ما أخذ من اللحم‪ ،‬فأخلف العادة التى جرت بينه وبينه‪،‬‬ ‫وجعل يماطله بدفع الدراهم‪ ،‬التي صارت عليه لذلك القصاب ‪ ،‬وقد أخذ منه لحما‬ ‫كثيرأ‪ ،‬فبلغ ثمنه خمسمائة محمديّة‪ ،‬فلما كان منه ذلك‪ ،‬جعل القصاب يرد رسله‬ ‫الذين يأتونه لأخذ اللحم منه فغضب عليه‪ ،‬وصنع بلحمه كما ذكرنا‪ ،‬فلمَأ صنع به‬ ‫ذلك مضى القصاب إلى مولاه الشيخ سليمان بن علي الشقصي‪ .‬فشكي إليه ما‬ ‫جرى عليه منه‪ ،‬فقال له‪ :‬كم صارت لك معه من الدراهم؟ فقال‪ :‬خمسمائة محمديّةة‬ ‫فأنفذهنَ إليه وقال له‪ :‬امض إلى بيتك‪ ،‬واصنع ما كنت تصنع من القصابة‪ ،‬فإذا‬ ‫أتتك رسله لا تردهم‪ ،‬واطو الخبر عن الخاصة والعامَّة‪ ،‬ففعل ذلك القصاب بما‬ ‫أمره مولاه‪ ،‬وكان الشيخ سليمان بن علي الشقصي‪ ،.‬هو الكبير يومئذ على أهل‬ ‫الرستاق كافة يغضبون إذا غضب‪ ،‬ويرضون إذا رضي» ويمشون كافة خلفه إلى‬ ‫مسجد البياضة يوم الجمعة‪ ،‬لصلاة الجمعة‪ ،‬فلما كان يوم الجمعة تماسك‬ ‫عن‬ ‫المسير للصلاة‪ ،‬وتماسك أهل الرستاق‪ 0‬بتماسكه‪ ،‬فلما حان وقت الصلاة‪ ،‬هبط‬ ‫الإمام أحمد بن سعيد من الحصن إلى المسجد‪ ،‬فلم ير‪ ،‬إلآ عسكره من أهل‬ ‫الرستاق‪ .‬فسألهم عن الشيخ سليمان بن علي‪ ،‬وسائر أهل الرستاق فقالوا‪ :‬لا وصل‬ ‫منهم اليوم أحد إلى المسجد‪ .‬فلما صلى الإمام بمن معه من العسكر وأهل الستوق‪،‬‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫أمر بالشة على الركاب والخيل فشتت‪ ،‬وسار بهم‪ ،‬حتى وصل إلى الشيخ فلما‬ ‫تصافحا باليدين‪ ،‬أخذ الإمام بيد الشيخ فجلسا ناحية عن القوم‪ ،‬فقال الإمام‪ :‬لقد‬ ‫أوحشتنا أيها الشيخ‪ ،‬بتخلفك عن الصلاة‪ ،‬فما عندك من الشأن‪ ،‬فأخبره بصنيع أمير‬ ‫عسكر حصنه بالقصتاب‪ ،‬فقال له‪ :‬وهل عندك شيء غير هذا؟ قال‪ :‬لاش وإن هذا‬ ‫معي لشيئأ عظيما‪ ،‬فما عذرك بهذا الإهمال عن رعيتك؟ وهل يسعنا أن نصلي خلف‬ ‫إمام‪ ،‬قد أهمل حق رعيته‪ ،‬فصاروا يظلمون‪ ،‬ومن يظلمهم ويهضمهم‪ ،‬هو أمير‬ ‫على عسكر حصنه‪ .‬فقال له الإمام‪ :‬ما علمت بهذا الشأن إلا الآن‪ ،‬فقال له‪ :‬لو‬ ‫كنت متفقداً لأمور رعينك لما جرى عليهم مثل هذا‪ ،‬فقال له الإمام‪ :‬طب نفسأش وقرَ‬ ‫عينا‪ ،‬غداً إن شاء الله‪ ،‬ليأتيك من الخبر على ما تقر به عينك‪ ،‬وتطيب به نفسك‪ ،‬ثم‬ ‫مضى الإمام عنه إلى الحصن‬ ‫وانصرف الشيخ إلى بيته‪ ،‬فلما كان اليوم الثانيض‬ ‫بعث الإمام إلى أمير عسكر الحصن فلما أتاه‪ ،‬أظهر له الغضب‪ ،‬وقطب عليه‬ ‫حاجبه‪ ،‬وقال له‪ :‬يا خبيث ماذا فعلت بالرجل القصتاب؟ فتلجلج لسانه‪ ،‬وكاد أن‬ ‫يموت من الفزعظ فأمر عليه بالقيد والخشبةة فقية وخشب ‪ .‬وألزمه بتسليم الدراهم‪،‬‬ ‫فبعث إلى أهله بتسليمهنًش فلسا حضرت الدراهم بين يدي الإمام‪ ،‬بعث للقصاب‪ ،‬فلما‬ ‫أتاه قال له‪ :‬كم لك مع الذي صنع بلحمك ما صنع فقال‪ :‬خمسمائة محمديّة‪ ،‬فقال‬ ‫له الإمام‪ :‬هاكهن‪ ،‬وقد وضعه الإمام في خرقة‪ ،‬فلما أخذهن‪ ،‬أثنى القصاب على‬ ‫الإمام‪ ،‬وشكر سعيه‪ ،‬ثم انصرف عن الإمام‪ ،‬ومضى من ساعته إلى مولاه فلما‬ ‫وافاه أخبره عما جرى على أمير عسكر الحصن» ودفع الدراهم إلى مولاه‪ ،‬إذ كان‬ ‫أقورضه إياهن۔‪ ،‬لما أتاه شاكيأا من أمير عسكر الحصن‪ ،‬فلما كان يوم الجمعة الثانية‬ ‫مضى الشيخ إلى الإمام‪ ،‬لصلاة الجمعة‪ ،‬ومضى أهل الرستاق معه‪ ،‬فلما قضيت‬ ‫الصلاة والخطبةة قال الشيخ للإمام‪ :‬الآن قد طابت نفسي على أمير عسكر حصنك‬ ‫فحسبه ما أتاه فتفضل بإطلاقه من القيد والحبس‪ ،‬فقال له الإمام‪ :‬هيهات أن أطلعه‬ ‫من القيد‪ ،‬وأخرجه من الحبس‪ ،‬حتى تمضي عليه سنة من يومنا هذا‪ ،‬فمكث في ذلك‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫الحبس سنة ثم أطلقه الإمام وعزله عن الإمارة والتقديمة على العسكر‪ .‬وبقي في‬ ‫الرستاق‪ ،‬حاله كحال الذين لا يكترث بهم‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد بصحة هذا الخبر ومن حسن كرم أخلاق هذا الإمام أنه إذا‬ ‫أراد أن يمضي من الرستاق إلى مسقط أمر أن تخدم له حلوى كثيرة‪ ،‬فتجعل في‬ ‫غلافات كثيرة‪ ،‬فتحمل على جملين‪ ،‬فإذا وصل إلى نعمان بركة‪ ،‬أتته صبيان الفقراء‬ ‫والمساكين من حد حي عاصم إلى الحفري‪ ،‬فيأمر أن يعطى كل واحد من أولئك‬ ‫الصبيان غلافة حلوى‪ ،‬فإذا أخذوا ما على الجملين من غلافات الحلوى خ ‏[‪]٩٠٦‬‬ ‫قال‪ :‬انصرفوا إلى منازلكم‪ ،‬بارك الله فيكم‪ ،‬ثم يقيم في نعمان يومين‪ ،‬فتأتيه الرعبّة‬ ‫لتسلم عليه من حد السيب‪ ،‬إلى المصنعةة فيقبل عليهم ببشاشة وطلاقة وجه‪.‬‬ ‫ويسألهم عن حوائجهم‪ ،‬فيقضيها‪ ،‬وينصف من ظالمهم‪ ،‬ثم يمضي إلى مسقط‪ ،‬فإذا‬ ‫بلغ روي‪ ،‬مكث فيها‪ ،‬فلا يمضي إلى المطرح‪ ،‬إلأ عند طلوع الشمس» إذا لم يكن‬ ‫بروي عند طلوع الشمس‪ ،‬فإذا مضى منها إلى المطرح‪ ،‬اصطفت الرعيّة الفقراء‬ ‫والمساكين‪ ،‬من أول سيح الحرمل‪ ،‬إلى أول جبال المطرح‪ ،‬ويأمر عسكره برفق‬ ‫المسير حتى تسلم عليه الرعيّة‪ ،‬ويرة عليهم السلام‪ ،‬فإذا وصل إلى المطرح‪ ،‬مكث‬ ‫في بيت التكة‪ ،‬فيأتيه أول ما يأتيه من أعيان الرعية أهل المطرح بنو حسن‪ .‬ثم‬ ‫تتبعهم اللواتيا‪ ،‬ثم تتبعهم بنو زراف‪ ،‬فإذا سلمت عليه رعيّة المطرح قاطبة مضى‬ ‫إلى مسقط على مواشي‪ .‬والرايات منشورة عليه‪ ،‬فإذا وصل إلى مسقط دخل‬ ‫الجزيرة فتضرب الصيرتان مدافعهما والكوتان كذلك ثم تتبعهما المراكب ‪.‬‬ ‫فيتراسل حينئذ ضرب المدافع من مقابض مسقط ‪ .‬ثم يبرز للناس في أعلى‬ ‫الجزيرة فتأتيه الرعيّة أفواج أفواجا على ترتيب‪ ،‬فيسلمون عليه‪ ،‬فيرد عليهم‬ ‫بالسلام‪ ،‬ويسألهم عن حوائجهم‪ ،‬فيقضيها‪ ،‬ثم يدخل بيته بالجزيرة ويبعث بعد‬ ‫يومين إلى الواليين خلفان بن محمد وخميس بن سالم و وكلاء الفرضةة فيقول لهم‬ ‫هذه السنة لنا أم علينا من المدخول بعد المخروج‪ ،‬فيخبروه عن ذلك‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد ممن شهد ذلك العصر ظ أن‬ ‫الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬لا يمكث في‬ ‫مسقط‪ ،‬إلى أن يمضي عنها‪ ،‬إلا اثني عشر يوما فإذا مضت عليه عشرة أيام مضى‬ ‫إلى الكوت الغربي‪ ،‬فيتفقة ما فيه من آلة الحرب والماء والطعام‪ ،‬ثم يمضي إلى‬ ‫الكوت الشرقي‪ ،‬فيمر على الفرضة فإذا بلغ إلى الباب الشرقي‪ .‬منها نادى مناديه‪:‬‬ ‫أيها التجار‪ ،‬كل ما هو لكم من المتاع في الفرضة اليوم‪ ،‬فما عليه عشور‪ ،‬فيرفع‬ ‫عنهم العشور في ذلك اليوم‪ ،‬ولو أنهم طرحوا من المتاع في الفضة ما يبلغ‬ ‫عشوره لكوكا‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد بهذا‪ ،‬وسألت والدي محمد بن رزيق عن هذا الخبر‪ ،‬فقال للي‪:‬‬ ‫نعم‪ ،‬وهكذا كانت عادة الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬إلى أن مات‪ ،‬وسألت والدي أيضا عن‬ ‫مدخول فرضة مسقط أيام الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬فقال لي‪ :‬من الخمسة إلى الثلاثة‬ ‫لكوك في السنة‪ ،‬خالصات من جميع المخروج‪ ،‬وسألته كم كان مكثه بمسقط‪ ،‬حتى‬ ‫يمضي عنها؟ فقال اثني عشر يوما‪ ،‬وسألته عن جملة عساكرها الذين بمقابضها‬ ‫كافة‪ ،‬فقال لي ‪ :‬ألفان وسألته عن جملة عساكره الذين بالرستاق‪ ،‬فقال لي‪ :‬ثلاثة‬ ‫آلاف‪ ،‬وسألته عن جملة عساكره بصحار‬ ‫فقال لي‪ :‬ثلاثة آلاف‪ ،‬وسألته هل كان‬ ‫يأخذ الجزية على أهل الذمة بمسقط وصحار وغيرها؟ فقال لي‪ :‬نعم‪ ،‬إل على أهل‬ ‫بيت سكبيلة ونروتم‪.‬‬ ‫وسألت الشيخ معروف بن سالم الصايغي النخلي والشيخ‬ ‫خاطر بن حميد البداعي النخلي‪ ،‬عن سبب الواقعة الكائنة بين الإمام أحمد بن سعيد‬ ‫وبين بلعرب بفرق‪ .‬لما قتل بلعرب بن حمير فيها‪ ،‬فقالا ‏[‪ :]٩٠+٨‬إن السبب الباعث‬ ‫لذنلك‪ ،‬لما قتل مهنا بن سلطان ومن معه من اليعاربة بادر العجم المحاصرين‬ ‫صحار‬ ‫ومات الإمام سلطان بن مرشد‬ ‫من الجراحات التي أصابته من سيوف‬ ‫العجم بحصن صحار‪ .‬ومات سيف بن سلطان بالحزم‪ ،‬وانقرضت دولة اليعاربةة‬ ‫فصار الأمر بعدهم للإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬لم يبق من شجعان اليعاربة‪ ،‬إلا بلبرب‬ ‫ابن حمير‪ ،‬وكان مسكنه بالبزيلي من الظاهرة‪ ،‬أتته أكابر اليعاقيب‪ ،‬أهل عبري‬ ‫وبنو نعيم‪ ،‬وساير بني غافر‪ .‬أهل الظاهرة‪ ،‬فقالوا له‪ :‬لم تركت هذا الأمر لغيركم‪،‬‬ ‫‪٣٠١‬‬ ‫وهو لكم ؟ فإنك قد جالدت عليه سيف بن سلطان والإمام سلطان بن مرشد‪ ،‬وما‬ ‫أغمدت السيف عنهما؟ وحيت بأسك أهل عمان‪ ،‬وانقادوا إليك بإذعان‪ ،‬فلم أصبحت‬ ‫اليوم بعد العزازة ذليلاف وأكثروا في هذا الإبرام عليه الكلام‪ ،‬فقال لهم‪ :‬والله ما‬ ‫تماسكت عن القيام لهذا المرام‪ ،‬إلا لقلة المال والتاصر‪ ،‬فقالت له اليعاقيب‪ :‬قم لهذا‬ ‫الشأن‪ ،‬وعلينا لك الرجال وآلة الحرب‪ ،‬حتى يصير إليكم ما ذهب عنكم‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫امهلوني في القيام إلى بعض الأيام‪ ،‬فما برحوا يترددون إليه وهو يماطلهمء حتى‬ ‫وقعت بين الإمام أحمد بن سعيد وأهل الصتير الملحمة العظيمة التي بالبثته‪ ،‬وذلك‬ ‫أن أهل الصتير أجمعوا على حرب الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬فحشدوا خلقأ كثيرا‪.‬‬ ‫أرادوا أن يهجموا على صحار‬ ‫فالتقاهم الإمام بمن معه من القوم بالبشة‪ ،‬فكانت‬ ‫بينهم ملحمة عظيمة‪ ،‬وقتل من الفريقين خلق كثير‪ ،‬ورجع أهل الصير‪ ،‬ورجع‬ ‫عسكر الإمام إلى صحار‪ ،‬ففارقهم الإمام ليلا فأحثً ناقته‪ ،‬فلما بلغ أطراف ينقل‬ ‫نزل عن ظهر ناقته‪ ،‬فرأى امرأة مسنة من أهل ينقل‪ ،‬فاستكتمها عنه الناس‪ ،‬وقال‬ ‫لها‪ :‬لا تذيعي خبري إلى أحد‪ .‬وأنفذ إليها بعض الدراهم‪ ،‬فاختفى في بيتها‪ .‬وكانت‬ ‫تلك المرأة قد مات عنها أهلها كافة‪ ،‬فقيرة لا يدخل عليها أحد من الناس‪ ،‬ولها بيت‬ ‫حقير في أطراف البلد‪ ،‬فلما اختفى الإمام في بيتها‪ ،‬سرح ناقته ببا عليها من‬ ‫الفراش‪ ،‬ولم يأخذ الا سلاحه ومن خرجه الا الدر اهم‪ ،‬فلما رأها أهل ينقل‪ ،‬عرفوها‬ ‫أنها للإمام أحمد بن سعيدة فهالهم الأمر‪ .‬ومضت أكابرهم إلى صحار‪ .‬وسألوا‬ ‫رعية صحار‬ ‫وأهل الحصن عنه‪ .‬فقالوا‪ :‬لا علم لنا به وفشي الخبر بعمان‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫إن الإمام قتل بالبثنة‪ ،‬وزلزلت عمان بالخوف زلزلاأ شديدأ‪ ،‬ونجم نفاق أعدائه حتى‬ ‫استوى على سوقه‪ .‬فعند ذلك مضت اليعاقيب وأكابر بني غافر وبنو نعيم إلى‬ ‫بلعوب ابن حمير‪ .‬وقالوا له‪ :‬اغتنم الفصة فإن الإمام أحمد بن سعيد قد قتل‬ ‫بالبقةش فانهيض مشمراً لهذا الشأن الذي ذكرناه لك أولا فنحن من خلفك وأمامك‬ ‫بالمال والرجال‪ ،‬فأجابهم بلعرب بن حمير على ذلك‪ ،‬فادعى الإمامة له واجتبع‬ ‫معه خلق كثير‪ ،‬فبلغنا أن الذين اجتمعوا معه عشرون ألفأ‪ ،‬وأنفذ كتبه إلى كافة‬ ‫‪٣٠٢‬‬ ‫النزارية‪ ،‬وحلفائهم من أهل عمان‪ ،‬ومضى‬ ‫هو ومن معه من الظاهرة إلى عمان‬ ‫فعسكر بهم بفرق‪ ،‬وكتب إلى نزارية سمائل‪ ،‬أن يحيطوا بحصن سمائل‪،‬‬ ‫ويحصروه‪ ،‬وبعث إليهم بآلة الحرب والطعام‪ ،‬فزلزلت عمان‪ ،‬وتضاعف ذعرها‬ ‫بالخفقان‪ ،‬وكان الإمام أحمد بن سعيد مراده بذلك الاختفاء انتظارأ إلى من تسموا‬ ‫همته إلى الشأن‪ ،‬الذي صار إليه أهل عمان‬ ‫‏[‪ ،]٩٠٨‬وتلك المرأة تخبره بما تسمعه‬ ‫من أهل ينقل من الكلام‪ ،‬في كل يوم وليلة‪ ،‬فأتته ذات يوم‪ ،‬وقالت له‪ :‬سمعت أهل‬ ‫ينقل يقولون‪ :‬إن بلعرب بن حمير اليعربي قد اةعى الإمامة له‪ ،‬فتابعته النزارية‬ ‫كافة ومضى بقومه إلى عمان‪ .‬فعند ذلك مضى‬ ‫الإمام إلى صحار‪ .‬فدخل الحصن‬ ‫ليلك وكتب بالحال إلى أهل ينقل والظواهر أن يأتوه بمحامل السلاح‪ ،‬وبعث كتبه‬ ‫إلى عبدالله بن محمد السعيدي‪ ،‬وهو يومئذ على سمد الشأن‪ ،‬أن يحشد الهنائية من‬ ‫الشرقية قاطبة إلى جعلان‪ ،‬ويأتيه بهم إلى فرق‪ ،‬ووقت له الوقت الذي يريد أن‬ ‫يوافيه فيه‪ ،‬فلما وصلته رجال ينقل والظواهر‪ .‬سار بهم‪ ،‬يريد وادي سمائل‪ ،‬وحشد‬ ‫من أعراب الباطنة خلقا كثيرأ‪ ،‬فلما وصل إلى أطراف بدبد‪ ،‬وجد السيابيين ومن‬ ‫اشتمل عليهم‪ ،‬قد سوا عليه الطريق‪ ،‬فركض عليهم‪ ،‬فهزمهم‪ ،‬وقتل منهم رجالا‬ ‫كثيراً۔ فلما بلغ إلى مضمار سمائل‪ ،‬وجد قوماً من النزارية قد كمنوا له بالمضمار‪،‬‬ ‫فركض عليهم‪ ،‬فانكسروا‪ ،‬وقتل منهم رجال‪ ،‬فلسا دخل وادي بني رواحة‪ ،‬حشدهم‪،‬‬ ‫فمضوا معه إلى فرق‪ ،‬فالتقى هو وعبدالله بن محمد السعيدي‪ ،‬ومعه من أهل‬ ‫الشرقية وجعلان خلق كثير‪ ،‬وكان يومئذ بلعرب بن حمير معسكرا بفرق‪ ،‬فوقع‬ ‫بينهم القتال‪ ،‬فأنكسر قوم بلعرب بن حمير‪ ،‬وقتل هو وأكابر اليعاقيب كافة‪ ،‬وما سلم‬ ‫من قوم بلعرب‪ ،‬إلا قليل‪ ،‬وأد الله الإمام أحمد بن سعيد بالنصر والظفر‪ ،‬فما بقي له‬ ‫عدو ومحارب وعاقب من خرج عليه‪ ،‬ثم عفى عنهم‪.‬‬ ‫وسألت الشيخ معروف بن سالم الصايغي النخلي‪ ،‬والشيخ خاطر بن حميد البداعي‬ ‫النخلي‪ ،‬والشيخ سيف بن سالم‪ ،‬عن السبب الباعث لحرب الإمام أحمد بن سعيد‪8‬‬ ‫للشيخ ناصر بن محمد بن ناصر بن عامر بن رمثة الغافري‪ ،‬وما جرى بينهما من‬ ‫‪٣٠٢٣‬‬ ‫الشقاق والمنافرة بعد الاتفاق‪ ،‬إلى أن جرى بينهما ما جرى من القتل في سيح‬ ‫الطيب‪ ،‬من أرض السرً‪ ،‬وكم بين وقعة فرق‪ ،‬ووقعة سيح الطيب من المدة؟ فقالوا ‪:‬‬ ‫وقد دخل كلامهم بعضه في بعض» على الاتفاق‪ ،‬على أن الإمام أحمد بن سعيد قد‬ ‫خطب إبنة ناصر بن محمد‪ ،‬لولده سعيد بن أحمد‪ ،‬فزوجه ناصر بها‪ ،‬فأولدها أحمد‬ ‫ابن سعيد بن أحمد الإمام‪ ،‬وخطب الإمام أحمد بن سعيد ابنة سيف بن ناصر بن‬ ‫محمد له‪ ،‬فزوجه بها‪ ،‬فما أنجبت منه ذكرأ۔ ولا أنثى‪ ،‬وقد نال ناصر بن محمد من‬ ‫الإمام أحمد بن سعيد حظوة عظيمةة ولم يخالفه الإمام فيى شيء يريده لبني غافر‪،‬‬ ‫زان أو شأن‪ ،‬فعبروا على ذلك زمانأء وكان يومئذ بالظاهرة رجال من بني غافر‪،‬‬ ‫لا ينقادورن في جل الأمور لناصر بن محمد‪ ،‬وكل واحد يقول في عتوه وزهوه‬ ‫لصاحبه‪ :‬أنا‪ ،‬أنا‪ ،‬فطلب ناصر بن محمد منهم رخصةً ليبني بطيبة أنفسهم‪ ،‬لا على‬ ‫الكراهية بيتأ في العينين‪ ،‬على منابع أفلاج الظاهرة الدانية من العينين‪ ،‬فأبواك‬ ‫وقالوا‪ :‬لا نرضى بهذا‪ ،‬فأسرّها محمد في نفسه‪ ،‬وأضمر‬ ‫ابن محمد‬ ‫لهم المكيدة‪ ،‬وكان ناصر‬ ‫‏[‪ ]٩٠٩‬رجلا داهية من دهاة العرب‪ ،‬فلما رأى من‬ ‫بني غافر له‬ ‫الاستنكاف‪ ،‬وضد الطاعة في جل الأمور‪ ،‬مضى إلى الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬وقال‬ ‫له‪ :‬إن بالظاهرة رجالا عنك مستنكفين‪ ،‬ولك غير طائعين‪ ،‬ومنهم أطغى الطاغين‪،‬‬ ‫وقد مقتوني بمصاهرتي لك‪ .‬فأردت أن أبني بيتا في العينين‪ ،‬فمنعوني‪ ،‬وتهددوني‪،‬‬ ‫فإذا وصلك منهم فلان وفلان‪ ،‬أحبسهم‪ ،‬وقيدهم‪ ،‬وخشبهم‪ ،‬واتركهم في الحبس‬ ‫والقيد‪ .‬حتى يموتوا‪ .‬فكان إذا وصله أحد من القوم الذين يعتدهم له‪ ،‬يأمر به إللى‬ ‫الحبس والقيد‪ ،‬ويتركه في الحبس‪ ،‬حتى يموت‬ ‫فلما أهلك الإمام من أراد له ناصر‬ ‫الهلاك‪ ،‬وانفلّت شوكة أضداده عنه من رجال الظاهرة‪ ،‬ولم يبق مستنكفاً عنه إلا‬ ‫الشيخ سليمان بن مسعود بن سليمان الغافري‪ ،‬صاحب الدريز أتوا إللى ناصر‬ ‫مذعنين‪ ،‬وإليه مطيعين‪ ،‬فشرع حينئذ في بناء حصن العينين‪ ،‬فلما أتسّه سكنه‪ ،‬فكان‬ ‫كل من يخالفه منهم في شي ء يعاقبه‪ ،‬ولا يقدر أحد من أكابرهم أن يخالفه‪ ،‬خوفا أن‬ ‫يكسر الأفلاج عليهم إذ منابعهنَ مقتربات من حصن العينين‪ ،‬وبقي حصن الغبي‬ ‫‪٣.٤‬‬ ‫ليس في يده‪ ،‬ورجا أن يسلموه له بغير سؤال منه‪ ،‬فما سلموه له‪ ،‬فأضمر لهم‬ ‫لمكيدة من قبله‪ ،‬فسعى إلى الإمام أحمد بن سعيد إلى الرستاق‪ ،‬وكان الإمام أكثر‬ ‫مقامه فيها‪ ،‬فلسا وصله قال له‪ :‬لم لا تقبض حصن الغبئّ من بني غافر‪ ،‬ألست أنت‬ ‫الإمام‪ ،‬وهم الرعية؟ وهل سمعت برعيّة تقبض حصن عن الإمام‪ ،‬ولا تسلم له‬ ‫بالأمر‪ .‬وهو قادر عليهم‪ ،‬ابعث أحدا من قبلك بكتاب إليهم‪ ،‬بتخليص الحصن لمن‬ ‫شئت من ولاتك“ فبعث لهم الإمام كتابأ وواليأ‪ ،‬فلما أتاهم الكتاب والوالي‪ ،‬أبوا أن‬ ‫يسلموا الحصن إليه‪ ،‬ولم يرتوا على الإمام جوابأ‪ ،‬وقالوا للوالي وأصحابه‪ :‬ما معنا‬ ‫لكم إلا السيف‪ ،‬فرجع الوالي إلى الإمام‪ ،‬فلما أخبره عن استنكافهم عنه وض‪٥‬‏‬ ‫طاعتهم إليه وما قالوا له من التهدد‪ ،‬جهز الإمام جيشأ من الرستاق على حرب دفع‬ ‫الأودية وأهل الحصن القرطي‪ ،‬فمضى الجيش والأمير عليه هلال بن الإمام أحمد‬ ‫ابن سعيده ومعه مسلم بن عمير السعيدي‪ ،‬ومعهما من اليعاربة محمد ببن حمير‬ ‫اليعربي‪ ،‬وزهران بن سيف فلما دلفوا لدفع الأودية‪ .‬هدموا بروجهم ومعاقلهم‬ ‫جميعأ‪ ،‬فلما بلغوا إلى حصن القرطي‪ ،‬استنكف أهله عن الطاعة‪ ،‬فجعلوا يضربون‬ ‫الجيش بالتفق‪ ،‬فأرسل إليهم هلال بن الإمام أحمد‪ ،‬محمد بن حمير‪ ،‬وزهران بن‬ ‫سيف“ ليناصحوهم‪ ،‬ويهبطوا من الحصن على يدهما بأمان‪ ،‬وأنه لا يريد منهم مع‬ ‫المواجهة‪ ،‬إلا هدم الحصن فمضيا إليهم‪ ،‬وجعلا يناصحوهم حتى رضوا‪ ،‬فأتيا بهم‬ ‫إلى هلال‪ ،‬فلما كانوا بالقرب من هلال‪ ،‬ركض عليهما قومه‪ ،‬فقتلوهم جميعا‪.‬‬ ‫وكانت جملة من قتل منهم اثني عشر رجلا‪ ،‬ثم ركض القوم على حصن القرطي‪،‬‬ ‫فهزموا جميعأ‪ ،‬ورجع الجيش إلى الرستاق‪ ،‬ثم إن هلال دخل الوادي ثانية بجيش‬ ‫كثير‪ ،‬فخاضه إلى أن انحدر من عقبة الحويل‪ ،‬فلم يعارضه معارض‬ ‫‏[‪ ]٩١٠‬من‬ ‫بني غافر‪ ،‬وقصد بالجيش إلى الظاهرة‪ ,‬فلما بلغ إلى العراقي‪ ،‬قدم ناصر بن محمد‬ ‫عليه ومعه بعض الناس من رجاله‪ ،‬وقد هال بني غافر الأمر‪ ،‬بما وقع على أهل‬ ‫دفع الأودية وحصن القرطي‪ ،‬فأتوا إلى هلال وسلموا له حصن الغبئَ‪ ،‬فترك فيه‬ ‫مسلم بن عمير والياء من قبل أبيه الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬ورجع هلال ومعه ناصر‬ ‫‪٣.٥‬‬ ‫ابن محمد إلى الرستاق‪ ،‬فشكر الإمام سعي ولده هلال‪ ،‬وأحب ناصر بن محمد حبا‬ ‫شديدا لأجل صفوته إليه ومعوله عليه وكان ناصر قد صحبته رجال من بني غافر‪،‬‬ ‫الذين كانوا بحصن الغبي‪ ،‬وهم أكابر بني غافر‪ ،‬فناجى ناصر الإمام أحمد بن‬ ‫سعيد فقال له‪ :‬لقد أتيتك بأفلاذ أكباد الظاهرة‪ ،‬أهل الإحن الباطنة والظاهرة‪.‬‬ ‫فقنّذهم‪ ،‬واحبسهم‪ ،‬ولا تخرجهم من حبسك‪ ،‬إلأ إلى القبور‪ ،‬ففعل لهم الإمام كما قال‬ ‫له ناصر‪ .‬وما لبثوا في قيد الحياة‪ ،‬إلى خمسة أيام‪ ،‬إذ قطع عنهم الماء والزًاد‪ ،‬ولمَا‬ ‫انفصل ناصر بن محمد عن الإمام ووصل إلى دفع الأوديةظ أظهر التحستر والكآبة‬ ‫على بني غافر الذين صحبوه‪ ،‬وأخبرهم بما جرى عليهم من الإمام‪ ،‬ثم جعل يعنفهم‬ ‫على الجبن والذل والاستكانة للإمام‪ ،‬وأمرهم ببناء ما هم عليهم من البروج‬ ‫إلى الظاهرة‪ ،‬عاهدته بنو‬ ‫والمعاقل‪ ،‬والمجاهرة بالحرب على الإمام‪ ،‬فلسا وصل‬ ‫غافر‪ ،‬وسائر النزارية كلها وأحلافهم إلى أطراف مساكن بني نعيم‪ ،‬وأنفذ كتبه إلى‬ ‫ابن رحمة بالصير‪ ،‬وأخبره فيها بما جرى من الإمام على بني غافر‪ ،‬فأضحى‬ ‫ناصر بن محمد هو الرئيس على كافة نزارية الظاهرة‪ ،‬لا أحد يخالفه في الحل‬ ‫والعقد‪ ،‬فلما علم الإمام ما كان من ناصر بن محمد‬ ‫واستنكافه عنه‪ ،‬وضة طاعته‬ ‫إليه وحصره لحصن الغي واجتماع قبائل الظاهرة معه‪ ،‬وانفاذه بكتبه إلى ابن‬ ‫رحمة بالصير‪ ،‬يدعوه بالمعاونة له على حرب الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬بعث كتبه إلى‬ ‫عمان‪ ،‬والشرقية وجعلان‪ ،‬ووادي سمائل‪ ،‬ونخل‪ ،‬ورجال المعاول‪ ،‬وكتب إلى‬ ‫عبدالله بن محمد السعيدي‪ ،‬وهو يومئذ وال من قبله بحصن سمد الشأن‪ ،‬أن يأتيه من‬ ‫الحضر والبدو بحامل السلاح فاجتمع القوم مع الإمام بالرستاق ومضى بهم‪ ،‬فسلك‬ ‫طريق خط الباطنة وحشد أعرابها‪ ،‬فلما بلغ إلى صحار‬ ‫أمر بعة القوم الذين‬ ‫اجتمعوا معه‪ ،‬فقيل له‪ :‬خمسون ألفا أو يزيدون‪ ،‬ثم نهيض بالجيش إلى الظاهرةة فلم‬ ‫بلغ إلى السليف‪ ،‬أشار عليه من أشار‪ .‬أن يريح القوم إلى يوم أو يومين لأجل‬ ‫التعب‪ ،‬فأبى‪ ،‬فقصد بالجيش إلى الغتي‪ ،‬ولم يكن بها يومئذ عند ناصر بن محمد‪ ،‬إلأ‬ ‫من أصحاب ابن رحمة ألفان‪ ،‬ومن بني نعيم أربعمائة رجل‪ ،‬ومن بني غافر‬ ‫‪٣.٦‬‬ ‫أربعمائة رجل‪ ،‬فلما بلغ جيش الإمام إلى أطراف الغّي‪ ،‬ركضت على جيش الإمام‬ ‫بنو غافر أهل التفق‪ ،‬فضربوا القوم بالتفق‪ ،‬وركضت عليهم سائر أقوام ناصر بن‬ ‫محمد‪ ،‬فانكشف جيش الإمام‪ ،‬ووقعت الملحمة بسيح الطيب‪ .‬فولت عساكر الإمام‬ ‫الأدبار‪ ،‬والإمام يصيح عليهم‪ :‬ويلكم‪ ،‬أقبلوا إلى القوم‪ ،‬وجالدوهم‪ ،‬وثبتوا أقدامكم‬ ‫على الجرب‪ ،‬فلم يصغوا إلى كلامه‪ ،‬فلمًا رأى منهم ذلك‪ ،‬ركب ناقته وسلك بها‬ ‫نجد الحديد‪ ،‬فما انتصف ليل ذلك النهار‪ ،‬إلا هو في نزوى‪ ،‬وما ثبت لمجالدة القوم‬ ‫من عسكر الإمام ‏[‪ ]٢١١‬إلا الزدجال‪ ،‬وبنو وهيبة‪ ،‬فقتلوا جميعا وكان عدد من‬ ‫قتل من قوم الإمام اثني عشر ألفا ‪ 3‬و أكثرهم مات عطشا لحيدهم عن الطريق‪ ،‬وأما‬ ‫الذي دخل منهم الغتي‪ ،‬أمر ناصر بن محمد عنه برافع السيف والطعام‪ ،‬وبالدواء‬ ‫لمن أصابه جراح‪ ،‬ثم زوَّدهم‪ ،‬وأمر من يوصلهم إلى وادي الحواسنة‪ ،‬ففعل بهم‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد رجع الإمام من نزوى إلى الرستاق‪.‬‬ ‫وقد سمعت هذه الرواية‪ ،‬التي سمعتها من المشائخ المقّم ذكرهم‪ ،‬من لسان جملة‬ ‫من الناس‪ ،‬ومضيت في سنة أربع وعشرين ومائتين وألف إلى الظاهرة‪ ،‬فلما‬ ‫رجعت منها‪ ،‬وأتيت إلى سني وهي بليدة صغيرة من وادي بني غافر‪ .‬المقتزب من‬ ‫الرستاق‪ ،‬فرأيت مكتوبأ في جدار مسجدها‪ ،‬الذي هو على المحراب‪ ،‬أن عدد قتلى‬ ‫قوم الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬يوم وقعة الطيب اثنا عشر ألفا‪ ،‬هذا ما رأيته مكتوبا فى‬ ‫جدار ذلك المسجد‪ ،‬والله أعلم بالصو اب‪.‬‬ ‫ثم إن الإمام أحمد بن سعيد وناصر بن محمد‪ .‬بعد هذه الواقعة تصالحا‪ ،‬وتعاهدا‬ ‫على أن لا يخون أحدهما صاحبه‪ ،‬ولا يحاربه‪ ،‬ما دام في قيد الحياة وثبت ذلك‬ ‫الصلح بينهما‪ ،‬إلى أن مات ناصر بن محمد‪ ،‬وثبت الصلح بين الإمام۔ وسيف بن‬ ‫ناصر بن محمد‪ ،‬صهر الإمام‪ ،‬وأخ ناصر بن محمد‪ ،‬إلى أن مات الإمام أحمد بن‬ ‫ذ ‪.‬‬ ‫سعل‬ ‫‪-_-‬‬ ‫وسألت الشيخ معروف بن سالم الصايغي النخلي والشيخ خاطر بن حميد البدّاعي‬ ‫النخلي وغيرهم ممن شهد ذلك العصر عن السبب الباعث لحرب الإمام أحمد بن‬ ‫سعيد‪ ،‬لمحمد بن سليمان بن محمد بن عدي اليعربي‪ ،‬والي نخل‪ ،‬بعد أن تعاهدا‪ ،‬لن‬ ‫يخون أحدهما صاحبه‪ .‬قالا ‪ :‬إنما السبب الباعث لذلك‬ ‫أن محمد بن سليمان‬ ‫اليعربي‪ ،‬قد جعل سيف بن سلطان اليعربي‪ ،‬صاحب العقرية‪ ،‬الذي هو من أولاد‬ ‫مرشد نائبأ عنه‪ ،‬إذا مضى من نخل إلى وادي بني خروص‬ ‫أو إلى جبل بني ريام۔‬ ‫لبعض الأرب“ وكان ولدا الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬سيف‪ ،‬وسلطان‪ ،‬مستنكفين عن‬ ‫طاعة والدهما الإمام أحمد بن سعيدة يحاولان انقياد الرعيّة إليهما‪ ،‬فأرادا أن يقبضا‬ ‫عليه حصن بركة‪ ،‬فمكثا في حصن نعمان بركة‪ ،‬وبعثا إلى سيف بن سلطان نايب‬ ‫محمد بن سليمان‪ ،‬وكان يومئذ محمد بن سليمان بوادي بني خروص‬ ‫أن يبعث‬ ‫ليهما مائة رجل من أهل نخل‪ ،‬فلسًا وصله كتابهما عن ذلك‪ ،‬لم يشاور سيف بن‬ ‫سلطان محمد بن سليمان في ذلك فبعث إليهما مائة رجل‪ ،‬كما أرادا من أهل نخل‪،‬‬ ‫فلما أتوهما‪ ،‬تسوّرا ليلا على حصن بركة‪ ،‬فخلص لهما‪ ،‬ورفعا السيف عن واليه‬ ‫والعسكر الذي تركهم فيه الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬وكان الإمام يومئذ بالرستاق‪ ،‬فلما‬ ‫بلغه الخبر هبط عليهما من الرستاق‪ ،‬ومعه جمع كثير‪ .‬فأحاط بالحصن‪ ،‬وجعل‬ ‫يضربه بالمدافع‪ ،‬حتى تركه دكاش فأقاما هما ومن معه في ذلك التك‪ ،‬وما قدر أحد‬ ‫من قوم الإمام أن يصلهما بشر‪ ،‬إذ كان ضربهم بالتفق متراسلا لا يفتر ‏[‪]٩١٢‬‬ ‫ساعة واحدة‪ .‬ثم سعت قضاة الرستاق‪ ،‬بين الإمام وولديه سيف‪ ،‬وسلطان بالصلح‬ ‫فاصطلحوا على خروجهم من الحصن المدكوك‪ ،‬فخرجا‪ ،‬وخرج أهل نخل معهما‪.‬‬ ‫فمضيا هما إلى أبيهما الإمام‘ ومضت أهل نخل إلى نخل‪ ،‬وطلباهما الإقالة من‬ ‫أبيهما مسا جرى منهما لأبيهما الإمام‪ ،‬فأقالهما‪ ،‬وأعفى عنهما‪ ،‬وأضمر الإمام‬ ‫الحرب لمحمد بن سليمان‪ ،‬لظنه أنه نكث العهد الذي بينه وبينه فأنجد سيف و‬ ‫سلطان برجاله أهل نخل‪ ،‬فهجما بهم على حصن بركا‪ ،‬ومحمد بن سليمان غير‬ ‫راض بهذا الشأن‪ ،‬وغير حاضر بنخل‪ ،‬لسا بعث سيف و سلطان‪ ،‬رعية نخل‪ ،‬ولمَا‬ ‫‪٣٠٨‬‬ ‫علم بخروج أهل نخل إلى سيف بن سلطان‪ ،‬رجع إلى نخل‪ ،‬فظل يعنف سيف بن‬ ‫سلطان ويلومه‪ ،‬وخشي أن يمضي إلى بركة‪ ،‬وفيها الإمام‪ ،‬فيعتذر إليه والصرب‬ ‫بينهم قائمة على ساق» بينه وبين ولديه ببركة‪ ،‬ولما رجع الإمام إلى الرستاق‪ ،‬جعل‬ ‫يكاتبه‪ ،‬ويعتذر إليه‪ ،‬فما قبل الإمام اعتذاره وبعث الإمام كتبه إلى السند‪ ،‬فأتته‬ ‫حملة من رجال الزدجال‪ ،‬وحشد من الرستاق‪ ،‬ومن سائر عمان‪ ،‬فاجتبعت معه‬ ‫أقوام كثيرة‪ ،‬فمضى بالجيش إلى نخل‪ ،‬فدخلها‪ .‬وجعل يضرب الحصن بالمدافع۔‬ ‫فكان معسكر الزدجال ببيت الشريجه‪ ،‬ومعسكر سائر القوم من السرير إلى حضين‬ ‫وكان الشيخ عبدالله بن صالح الرواحي‪ .‬وشيوخ ورجال المعاول‪ ‘،‬غير راضين‬ ‫بحرب الإمام لنخل‪ ،‬إذ عندهم يقين أن محمد بن سليمان ما أحدث حدثا‪ ،‬يجلب عليه‬ ‫الحرب به‪ ،‬فلما طال الحصار‬ ‫خر ج الشيخ عبدالله بن صالح بجماعته بني رواحة‬ ‫إلى بلده‪4‬ه وخرجت رجال المعاول إلى بلدانهم‪ ،‬بغير إذن من الإمام‪ ،‬وكان الإمام‬ ‫يومئذ بالرستاق‪ ،‬وما بقي من قومه بنخل‪ ،‬إلأ الزدجال‪ ،‬وقليل من سائر الناس‪،‬‬ ‫فأنت رجال بني غافر‪ ،‬وأحد من أهل الحزم‪ ،‬لنجدة محمد بن سليمان‪ ،‬فلما وصلوا‬ ‫نخل‪ ،‬ركض بهم محمد بن سليمان اليعربي على قوم الإمام‪ ،‬فأخرجوهم من نخل‪،‬‬ ‫وأحاطوا بالزدجال‪ ،‬فطلبوا من محمد بن سليمان الأمان‪ .‬ليخرجوا من بيت‬ ‫الشريجه‪ ،‬بما في أيديهم من السلاح وآلة الحرب فأمنهم‪ ،‬وخرجوا من نخل‪ ،‬فلسا‬ ‫وصلوا إلى مسقط عبروا منها إلى بلدانهم‪ ،‬ثم وقع الصلح بين الإمام‪ ,‬ومحمد بن‬ ‫سليمان اليعربي وتعاهدا ثانية أن لا يخون أحدهما صاحبه‪ ،‬فثبت بينهما الصلح‪.‬‬ ‫ونزلت العجم بالبصرة‪ ،‬وحصروها حصرا شديدا‪ .‬وهزموا أهلها‪ ،‬فبلغ هزيمهم إلى‬ ‫بغداد‪ ،‬ونصب العجم سلسلة عظيمة على الشط فجعل من سالم العجم من أهل‬ ‫البصرة يكاتب الإمام بالنجدة‪ ،‬فجهز الإمام عشرة مراكب كبار‪ .‬ومن الخشب‬ ‫الصغار كثيرأ‪ ،‬والأمير على القوم ناصر بن سعيد العنبوري‪ ،‬ومعه من القوم عشرة‬ ‫آلاف‪ ،‬فلما بلغوا إلى الشط ور أوا السلسلة الحديدية منصوبة عليه‪ ،‬دفعوا المركب‬ ‫الرحماني عليها‪ ،‬فنطح السلسلة‪ ،‬فقطعها‪ ،‬وهبطت العرب من المراكب على العجم‪،‬‬ ‫‪٣٠٩‬‬ ‫فوضعوا فيهم السيف‪ ،‬فكشفوا العجم‪ ،‬وأذادوهم من البصرةة‪ ،‬واستقرت أهل البصرة‬ ‫بالبصرة ‪ 4‬ورجعت‬ ‫قوم‬ ‫‏‪ ١‬لإمام وخشبه إلى مسقط‬ ‫فلما‬ ‫علم ملك الروم بصنيع ا لإمام‬ ‫أحمد بن سعيد‪ ،‬وتعصبه لرعيته أهل البصرة‪ ،‬أمر والي البصرة أن يدفع للإمام من‬ ‫خر ‏‪ ١‬ج‬ ‫‏‪ ٩١ ٣‬ا البصر ة اثني عشر ألف قرش‬ ‫فثبت‬ ‫أد اح البصرة لحكام مسقط وعمان‬ ‫في كل سنة كما ذكرنا‪ ،‬إلى زمن السيد سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعبد‪.‬‬ ‫ووفدا سيف وسلطان‪ .‬إبنا الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬على مسقط بغير أذن من أبيهما۔‬ ‫فطلع سيف الكوت الشرقي‪ ،‬وطلع سلطان الكوت الغربي‪ ،‬فاحتويا عليهما‪ ،‬ومعهما‬ ‫الشيخ جبر بن محمد الجبري‪ ،‬وبعض الرجال‪ ،‬فواجهتهما التجار وأكابر مسقط‬ ‫فلسا علم بصنيعهما أبوهما الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬هبط عليهما من الرستاق‪ ،‬ومعه‬ ‫جمع كثير‪ ،‬فلسا دخل مسقط وأراد أن يضربهما بالمدافع‪ ،‬دخلت قضاة الرستاق‬ ‫بينهم بالصلح فاتفق الصلح بينهما‪ ،‬بمواجهتهما لأبيهما الإمام‪ ،‬وإذعانهما إليه‪.‬‬ ‫وليمكث سيف مع أبيه الإمام حيثما يمكث‪ ،‬ويسير معه حيثما يسير‪ .‬والكوتين هما‬ ‫القابضان‪ ،‬فتم الصلح بينهم على ذلك‪ ،‬فلسا مضت على ذلك العهد بينهما سنةة‬ ‫مضى الإمام إلى نزوى‪ ،‬ومضى ولده سيف معه‪ ،‬فلما رجع‪ ،‬ووصل إلى بدبد‪ ،‬قيد‬ ‫سيف‪ ،‬وحمله معه إلى مسقط فلما هم الإمام بحرب الكوتين‪ ،‬دخل أكابر الرستاق‬ ‫وأكابر تجار مسقط بينهم بالصلح‪ ،‬على أن يسلما لأبيهما الكوت الغزبي» ويبقي‬ ‫الكوت الشرقي عندهما‪ ،‬وعلى أن يطلق الإمام ولده سيف من القيد‪ ،‬ولا يمضي إلى‬ ‫أبيه الإمام‪ ،‬إلا إذا شاء أن يمضي إليه‪ ،‬فتم الصلح بينهم على ذلك‪ ،‬فقبض الإمام‬ ‫الكوت الغربي‪ ،‬وبقي الكوت الشرقي معهما‪ ،‬فرجع الإمام إلى الرستاق‪ ،‬ورجعا هما‬ ‫إلى نعمان بركة‪ ،‬وكان أكثر مقامهما فيى حصن نعمان‪ ،‬ثم بعد سنة من ذلك الصلح‬ ‫الذي تم بينهما‪ ،‬وبين أبيهما الإمام‪ ،‬مضى أخوهما سعيد بن أحمد إلى بلدة حبراا‬ ‫وكان له فيها نخل كثير فلما علم به أخواه سيف وسلطان‪ ،‬مضيا إليه فمكثا معه‬ ‫يومين فلما أرادا الإنصراف عنه إلى نعمان‪ ،‬طلبا منه الصحبه إلى نعمان للضيافة‬ ‫فصحبهما۔ فلما أتوا نعمان‪ ،‬قيداه‪ ،‬وحملاه معهما في سفينة إلى مسقط فتحصنا‬ ‫بالكوت الشرقي‪ ،‬فلما علم الإمام بذلك‪ ،‬حشد من الرستاق‪ ،‬وغيرها خلقا كثيرا۔ فلما‬ ‫دخل مسقط قعد في الجزيرة‪ ،‬وجعل يكاتبهما باطلاق أخيهما سعيد‪ ،‬فأبيا‪ ،‬فأقام‬ ‫‏‪٣١٠4‬‬ ‫الحرب عليهما‪ ،‬فأمر على عسكره الذين في الكوت الغربي أن يضربوا الكوت‬ ‫الشرقي‪ ،‬بالمدافع‪ ،‬ونصب عليه البوم‪ ،‬وأمر على المراكب أن تضربه من الجانب‬ ‫الشرقي‪ .‬فتراسل الضرب على الكوت الشرقي من الكوت الغربي والبوم والمر اكب‪،‬‬ ‫وجعلاهما يضربان الكوت الغربي والمراكب“ واشتد الحرب بينهم‪ ،‬وما انقطعت‬ ‫المدد عن سيف وسلطان من طيوي وصور فأتى خشبهم إليهما بالتمور والأغنام‬ ‫وأثمار ا لأشجار ؤ فلسا طالت الحرب بينهم‪ ،‬هرب أكثر أهل مسقط إلى يتي وقريات‬ ‫وغيرهما‪ ،‬خوفا من رصاص المدافعة وانهدم الجانب الغربي من الكوت الشرقي‬ ‫بضرب‬ ‫المدافع‪ ،‬فركضت بعض قوم الإمام عليه۔ فلسا ‏[‪ ]٩١ ٤‬وصلوا إلى أول در ج‬ ‫الكوتش ضربوا بالتفق‪ ،‬فانكسروا‪ ،‬وقتل منهم بعض الرجال‪ ،‬ومضى جبر بن محمد‬ ‫الجبري إلى الصير‪ ،‬فحشد منها لسيف وسلطان خلقا كثيرأء أميرهم ابن رحمة‬ ‫الموتي‪ ،‬فلما دلفوا إلى الرستاق‪ ،‬أحاطوا بها‪ ،‬وزلزلوها زلزلا شديدا‪ ،‬وكان من‬ ‫أولاد منح خادم للإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬قد تحصن مع سيف وسلطان بالكوت‬ ‫الشرقي ووكلاه سيف وسلطان بالحرس على أخيهما سعيد‪ ،‬فأتاه ذات ليلة مظلمة‬ ‫مغسّة مطيرة‪ ،‬فقال له‪ :‬هل لك أن أحملك إلى أبيك الإمام؟ فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬فعقد ابن‬ ‫منح حبلا طويلاً على مدفع من مدافع الكوت وحمله على ظهره‪ ،‬وهبط به‪ ،‬فلما‬ ‫كان بينهما وبين البر أربعة أذرع‪ ،‬نبد الحبل‪ ،‬فوقعا على الأرض‪ ،‬مضى به إللى‬ ‫أبيك فقر ع باب الجزيرة وأخبر البوًاب أنه قد أتي بسعيد إلى أبيه فمضى البواب‬ ‫إلى بيت الإمام‪ ،‬وقرع عليه حلقة باب الغرفة‪ ،‬وأخبره الخبر‪ ،‬فأسرع الإمام إليهما۔‬ ‫فحتثه ولده سعيد بصنيع ابن منح‪ ،‬فشكر له سعيه‪ ،‬وخلع عليه‪ ،‬فلسا لاح الصباح‪.‬‬ ‫افتقد سيف وسلطان أخاهما سعيد‪ ،‬فرأيا الحبل معقودا على المدفع۔ فقالا‪ :‬لا شك أن‬ ‫ابن منح قد هرب به إلى أبينا‪ ،‬وما رقت عزيمتهما بخروج أخيهما ومصيره إلى‬ ‫أبيهما‪ ،‬فشتدا الحرب فأرسل إليهما أبوهما أن يخرجا من الكوت بأمان‪ ،‬فأبيا‪ /‬حتى‬ ‫جاءهما من جاع‪ ،‬فأخبرهما أن ابن رحمة هجم على الرستاق‪ ،‬فأحاط بها‪ ،‬ومعه من‬ ‫القوم ثلاثون ألفا‪ .‬وقد اجتمع معه من أعراب الشمال وتوام خلق كثير‪ ،‬فخشيا مع‬ ‫ذلك قوة العدو عليهم‪ .‬وانتزاع الملك عنهم إلى عدوّهم‪ ،‬فركنا إلى الصلح بينهيما‪،‬‬ ‫وبين أبيهما الإمام‪ ،‬فأرسلا إليه بالصلح فأجابهما على ذلك‪ ،‬فخرجا من الكوت بمن‬ ‫‪٣١١‬‬ ‫معهما من الرجال‪ ،‬وواجها أباهما في الجزيرة‪ ،‬فخلع عليهما‪ ،‬وأحسن إلى من‬ ‫تحصن معهما في الكوت‪ ،‬فلما بلغ إلى ابن رحمة صلح الإمام وولديه سيف‬ ‫وسلطان‪ ،‬وأنهما قد صارا معه‪ ،‬ارتفع من الرستاق بمن معه من القوم‪ ،‬ومضي إلى‬ ‫الصّير‪ ،‬ومضى الإمام إلى الرستاق‪.‬‬ ‫وللإمام أحمد بن سعيد نوادر شريفة‪ ،‬وأخبار رائقة غير هذه تركتهناءً طلب‬ ‫الاختصار وقد وفدت عليه شعراء عصره‪ ،‬فمدحوه‪ ،‬وأخذوا جوائزهم منه‪ ،‬وكان‬ ‫أشعرهم وأبرعهم وأبلغهم في صيغة الشعر‪ .‬الشيخ الفصيح راشد بن سعيد بن‬ ‫بلحسن الرواحي العبسي الأعمى( ل فمن مدحه له شعرا ‪:‬‬ ‫متى جن بي ليل وبان شروق ‪/‬‬ ‫لذكوي من عايشته الليل أسودا‬ ‫لغانية تحكي الغصون نثنياً‬ ‫عرفنا بها دين الصبابة كله‬ ‫أجد سكر حُبً لست منه أفيق‬ ‫ووجها يحاكي البدر ثم يفوق‬ ‫وتخجل نشر المسك وهو سحيق‬ ‫وبان لنا معناه وهو دقيق ‏[‪]٩١٥‬‬ ‫أوب إذا أدخلت جات وصلها‬ ‫حذار فراق للعذاب يذيق‬ ‫ولي بنواها في الوساع مضيق‬ ‫فلي بلقاها في المضيق وساعة‬ ‫وألج في نار الصندود ترجيا‬ ‫فيا جيرني ذم‬ ‫القرب‬ ‫لوصل يسلي القلب فهو مشوق‬ ‫و النوى‬ ‫كعذل عذولي في الحبيب يسوعني‬ ‫ومدحهما منها علي‬ ‫بضيق‬ ‫ولي منه تذكار الحبيب يروق‬ ‫‪-‬‬ ‫ونكرانه بالمنعمين عقوق‬ ‫فشكر عذولي للمسيء تشكر‬ ‫ل‬ ‫‏(‪ (١‬راشد بن سعيد بن بلحسن الرواحي‪ :‬شاعر‪ ،‬ضرير‬ ‫جيد الشعر‪ .‬حاذق ماهر‪ .‬ذكره المؤرخ‬ ‫ابن رزيق في كتابه الفتح المبين‪ ،‬وإنه مدح الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي بعدة قصائد‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫الخصيبي “۔ محمد‬ ‫بن‬ ‫ر اشد بن‬ ‫عزيز‪:‬‬ ‫شقائق النعمان‬ ‫‪٣١٢‬‬ ‫على سموط‬ ‫الجمان ‪ 4‬ج ‏‪ “ ١‬ص‬ ‫‏‪.١١٣‬‬ ‫ولي من أحبائي فريقان إن أتى‬ ‫فريق مضى من حين ذاك فريق‬ ‫وكل فريق سافروا ففق دتهم‬ ‫عيوني وقلبي للنزيق رفيق‬ ‫ولا البين عن خل ألم يليق‬ ‫وما ترك تشييع الحبيب موةّعا‬ ‫يصير إذا ما بان وهو حريق‬ ‫ولست لسلوان الحبيب أطيق‬ ‫وكل رحيق من حبيب رشنته‬ ‫ولست على هذا الغرام بقادر‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ال |‬ ‫ء‬ ‫ح‬ ‫‏‪٩٦‬‬ ‫ء‬ ‫‪١‬‬ ‫‪-‬ذ‬ ‫لد‬ ‫ترا للهداية والتقى‬ ‫فما لهما غير الإمام طريق‬ ‫يقود بفتياه الماة إلى الهدى‬ ‫وسحب المنايا للعداة يسوق‬ ‫وليس لذي ملك إليه لموق‬ ‫لأعداء الإلهوإنه‬ ‫للإله صديق‬ ‫فتى يلحق الأملاك ما هو طالب‬ ‫عدو‬ ‫دع الناس وامدحه بما شئت‬ ‫فمن‬ ‫لكل‬ ‫إنه‬ ‫مطيع‬ ‫من الناس طرا‬ ‫بالمديح خليق‬ ‫يدين بما جاء النبي شفيق‬ ‫مثله بالمعدمين وبالذي‬ ‫له برج عز يبصر النجم تحته‬ ‫وألواب حلم نسجهن صفيق‬ ‫أيا من زكى أصلا وفرع ومن له‬ ‫لطيب المعالي كلهن عبوق‬ ‫وفي الحرب عدلا للواء يريق‬ ‫ودوحة مجد في سما المجد فرعها‬ ‫هنيئا لذ‬ ‫ا والدهر‬ ‫إن عداتتنا‬ ‫رأوا فيه ما لا يشتهى ويروق‬ ‫هم الجن لا يهوون ينجوا من الردى‬ ‫فتى لسليمان النبي شقيق‬ ‫ولا تخشى من كيد العداة ومكرهم‬ ‫وم في أمان لا تشاب بخيفة‬ ‫و هاك نظاماً إن فتحت ختامه‬ ‫عنه سحيق‬ ‫فقل لهم يا جن إني لم أبت‬ ‫فللعين أنوار وللا‪:‬‬ ‫مىعے‪‎‬‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ألا فالبثوا في ذا العذاب وذوقوا‬ ‫فما مكرواإلابهيم سيحيق‬ ‫وعزا مكان‬ ‫الذل‬ ‫بليل بهيم بان فيه شروق‬ ‫و مسك وفي ثغر المحب رحيق‬ ‫ظي منك من بعد الصبوح غبوق ‏[‪]٩١٦‬‬ ‫‪١‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫سقى الله أرضا أنت فيها من الحيا‬ ‫‪٣١٣‬‬ ‫ومالي بد‬ ‫ا فضل‬ ‫و ‏‪ ١‬زلت بحر ‏‪ ١‬فره‬ ‫عليك مد ايح‬ ‫يسبح‬ ‫ومالي‬ ‫مجده‬ ‫بذ‬ ‫سو‬ ‫‏‪ ١‬ع‪,‬‬ ‫الك وثوق‬ ‫مطبعك نا ج و العصي‬ ‫‏‪(١‬‬ ‫غريق‬ ‫و قال ألضا مدحه‪:‬‬ ‫يا أحمد الناس إسما‬ ‫اس عة‬ ‫وأكبر الذ‬ ‫خد‬ ‫يهذ‬ ‫يكم ب‬ ‫وأعدل الناس حكما‬ ‫لا‬ ‫وألسع الناس جودا‬ ‫ياأحمد بن سعي‬ ‫ر الأئم‬ ‫‪.‬‬ ‫ة ط‬ ‫وم ش‬ ‫ر‬ ‫وأك‬ ‫اس‬ ‫الذ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫حله‬ ‫وأغخزر الناس فهما‬ ‫ذو‬ ‫رً‬ ‫ذ‬ ‫ذد‪٥‬‏ المج‬ ‫ذو صار‬ ‫هر‬ ‫خير‬ ‫‏‪٦٩‬‬ ‫للجود‬ ‫الشهور‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫خصما‬ ‫يسما )"(‬ ‫وقال أيضا يمدحه‪:‬‬ ‫ليالينا بوصل الحي عودي‬ ‫وبا‬ ‫الخلاذ‬ ‫ذات‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫فإن بوصلهم يخضرُ عودي‬ ‫زمان الوصل من زمن الصدود‬ ‫لبن \‬ ‫إذا والصلتني يوما و أحيا‬ ‫الحيا روضات أربعنا بجود‬ ‫غصون‬ ‫وتجني العين وردا من خدود‬ ‫فتجني ‏‪ ١‬لأر_د ي‬ ‫ورد ‏‪ ١‬من‬ ‫وشئتي قتلنا من‬ ‫ص ‏َ‪ ٦٥‬غيد‬ ‫وجود أبي الفضائل في الوجود‬ ‫فقالت من‬ ‫فقاا‬ ‫طويل نداه من‬ ‫فقلت لها جواد‬ ‫ن فقلت‬ ‫‏‪١‬‬ ‫لها‬ ‫ملب‬ ‫ك‬ ‫أخو عزا وذو بأس شديد‬ ‫ألخذنو عدل‬ ‫فقا!_‪-1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فةلث‬ ‫بحر مديد‬ ‫وذو رأي سديد‬ ‫ة‪٬‬‏‬ ‫)( نظر بعض ليت لقصيدة في‪:‬بن رزيق‪ ،‬حميد بن محمد‪:‬لفتح المبين في سيرة لسدة ألبوسعيديينێ ص‪.٣٢٣‬‏‬ ‫"ا انظر الأبينت في الخصيبي‪ ،‬محمد راشد بن عزيز‪ :‬شقائق النعمان على سموط الجمان‪،‬ج‪،١‬‏ ص‪ ٤‬‏‪.١١‬‬ ‫‏‪٣١٤‬‬ ‫إبام عادل‬ ‫زاكي الجدود‬ ‫أشاد المجد بالسنسُر‬ ‫ويأخ‬ ‫ذ أذ __ ‏‪ ٦‬مقتدر‬ ‫العوالي‬ ‫عزيز‬ ‫له فضل على الأملاك طرا‬ ‫حسام‬ ‫صارم‬ ‫ماضي الحدود‬ ‫وزان الدهر بالذكر‬ ‫الحميد‬ ‫ويعفو عفو غفار ودود‬ ‫كفضل المالكين عى العبي دأ')‬ ‫وقال أيضأً يمدحه‪:‬‬ ‫لنا برضاكم نضرة وسرور‬ ‫وطول بق اكم جثة وحريرا‬ ‫مزخرفة من حسنكم وجمالكم‬ ‫وكوثز ها للغانيات ثغور‬ ‫ورضو انها تخميشكم وخلودها‬ ‫صلونا فطيب العيش والبشر والهنا‬ ‫فلم نر شمسا قبلكم في غياهب‬ ‫ولا ظبي رمل في الخيام مبرقعا‬ ‫نزلتم بقلبي ثم غبتم به جوى‬ ‫‏[‪]٩١٧‬‬ ‫بقاكم ورغم الحاسدين قصور‬ ‫يواص لنا من وصلكم ويزور‬ ‫ولابدر تم في‬ ‫النهار ينور‬ ‫ولا غصن بان ينشي ويسير‬ ‫فأنتم وقلبي غيب وحضور‬ ‫تحلون فيه والجوى فيه لا عج‬ ‫فها هو منكم جنة وسعر‬ ‫يؤسشل مني أن ألنل عذابكم‬ ‫جهول بأديان الغرام كفور'‬ ‫وكيف سلوي عن هواكم وحبكم‬ ‫يهيج أحزاني إذا مالبعدكم‬ ‫غدوة وبكور‬ ‫لنا فاح منكم عنبر وعبير‬ ‫الصبابة مطلق‬ ‫وقلبي في قيد الغرام أسيرا‬ ‫و لي ظبية تبدي النفار لناظري‬ ‫وفي خاطري سفح لها وبرير‬ ‫لها شفة تحكي العقيق ومالها‬ ‫نظير وورد الوجنتين نضير‬ ‫أسير ودمعي في‬ ‫تجده لي‬ ‫مناطقها تنفي الهموم كأنها‬ ‫مناطق داود بهن‬ ‫يجور علينا قدها وهو عادل‬ ‫فوا عجبي من عادل ويجور‬ ‫زب ورا‬ ‫() انظر البيت الأول فقط في المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪١١٤‬۔‏ و احتفظ لنا ابن رزيق بالقصيدة كاملة‬ ‫في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ويا أسفا إن جاد يوم بوصلها‬ ‫ولكنني إن شف ج‬ ‫بجفا ها‬ ‫بجد‬ ‫ود هور‬ ‫أشهر‬ ‫فإني على ريب الزمان صبور‬ ‫سم فراقها‬ ‫و إن جادت الأيام لي بوصالها‬ ‫فإني لمولاي الإبام شكور‬ ‫هو ابن سعيد البوسعيدي أحمد‬ ‫مغيث الورى غوث الصريخ مجير‬ ‫صغير لدى الإسلام وهو كبيره‬ ‫صفوح عن الجاني وهو قدير‬ ‫جواد إذا ضن‪ً٤‬‏ الغمام بماله‬ ‫إمام له في العدل حسن وسيرة‬ ‫حليم‬ ‫بها مات كفر كان قبل وجور‬ ‫وسيف لهامات الرجال مُفلَق‬ ‫وكف‬ ‫فمن علمه يهدي الأنام وحلمه‬ ‫خ‬ ‫به تختفي الأملاك ذلاً وهيبة‬ ‫أ‬ ‫لزلاأت السيء‬ ‫غفور‬ ‫وكوف‬ ‫آ‪١ ٦١‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫للعفاة مطير‬ ‫ه يذبل وثبيرا‬ ‫وبالشمس تخفى أنجم وبدور‪٬‬‏‬ ‫سنته يوم الكفاح بوارق‬ ‫و انمأ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يوم السماح بحور‬ ‫تسير الرواسي والسماء تمور‬ ‫فمن عزمه يوم القتال وبأسه‬ ‫غدا وله ما في البحار نظير‪٬‬‏‬ ‫ومن لطفه يوم النوال وجوده‬ ‫فتى هو محبوب الهدى و هو مخبر‬ ‫رواة حديث‬ ‫تصرف فعل الخير منه ففن مضى‬ ‫ذا ارتفعت سحب الندى فهو فاعل‬ ‫به سار والاتي به ليسير‬ ‫يعود إذا ش‬ ‫الفضل‬ ‫حت‬ ‫أأ‬ ‫‪7-‬‬ ‫‏[‪]٩١٨‬‬ ‫ه ضمير‬ ‫أيا ابن الكرام السابقين إلى العلى‬ ‫ومن‬ ‫فلا تخش من كيد العداة ومكرهم‬ ‫فسعدك في سبع الطباق يدور‬ ‫وسيفك جراح وأنت مظفر‪٬‬‏‬ ‫وهاك من‬ ‫النظم‬ ‫لها بصدور العارفين خدور‬ ‫ّ‬ ‫د لري‬ ‫فحم |‬ ‫اذ بر أذ‬ ‫ي‬ ‫الأنام كبير‬ ‫ووجهك وضاح وأنت منير‬ ‫البديع قصيدة‬ ‫ل مذ‬ ‫فضله بين‬ ‫عنه تشير‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٣١٦‬‬ ‫وهاك من العبد الأقل تحية‬ ‫و أح‪.‬‬ ‫ر"‬ ‫حالي‬ ‫أند‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ك‬ ‫خ‬ ‫ادم‬ ‫ودم وابق محروس الجناب موفقا‬ ‫يطول لديها العمر وهو قصير‬ ‫صغير وحظي من لدنك كبيرا‬ ‫لك الله في كل الأمور نصير' (‪(١‬‬ ‫وقال أيضاً يمدح ابنه هلال‪:‬‬ ‫طلاب المعالى تحت ظل الصوارم‬ ‫وإن مثال المجد في الناس والندى‬ ‫وما العزا إلأ أن تبث لهيبه‬ ‫وما المال إلا ما ية‬ ‫يك مذمَّة‬ ‫وفوق كعوب الرمح نيل المكارم‬ ‫بضرب سيوف وابتذال الدراهم‬ ‫بأفئدة الأعدا وكل‬ ‫مخاصم‬ ‫ويكسوك من أثواب عز نواعم‬ ‫و ما مفخر الإنسان إن كنت فاخرا‬ ‫سوى بالتقى لا بالعظام الرمائم‬ ‫وما يدرك العلياء إلأمهذب‬ ‫له كرم يزري بجود الغمائم‬ ‫ولا يرتقي في الناس من درج العلى‬ ‫ولا يستحق المدح منهم سوى امري ء‬ ‫عفيف مصون العرض ماضي العزايم‬ ‫وأولى الورى بالملك مالك أمره‬ ‫يصم ويعمسى عن ملام اللوائم‬ ‫له سيرة غراء فاضحة السنا‬ ‫كسيرة مولانا هلال الذي سما‬ ‫سوى رجل عار من‬ ‫بها ينمحي داجي‬ ‫العيب سالم‬ ‫العمى والمظالم‬ ‫به الدين والإسلام فوق‬ ‫النعائم‬ ‫سليل الإمام البورسعيدي أحمد‬ ‫مليك سما في فرعه والجراثم‬ ‫طوى الجور عدلا بعد ما نشر الهدى‬ ‫فتئ خص بالتأييد في كل محفل‬ ‫وأوضح للحق المنير المعالم‬ ‫من الله والتوفيق بين العوالم‬ ‫() انظر البيت الأول فقط في المصدر نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‪١١٤‬۔‏ و احتفظ لنا ابن رزيق بالقصيدة كاملة‬ ‫في مخطو طته‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫‪٣١٧‬‬ ‫وأعطاه مالم يعطه الله لامرىء‬ ‫وجازاه من بعد‬ ‫فيا أيها الناس استضيئوا برأبه‬ ‫ففي ر ألله إانجا ح مطلب‬ ‫ويا أيها الباغي فإن إمامنا‬ ‫فإن أباه قاتل كل معت ‏‪١‬‬ ‫بأسيافه أضحى طعام القشاعم‬ ‫بالمغانم‬ ‫الرضى‬ ‫ر الم‬ ‫‏[‪]٩١٩‬‬ ‫فسل عنه وديان السعادي وقفرها‬ ‫بما‬ ‫وسل بعدها ساحات فرق وطيمسا‬ ‫وكرشى ونزوى من طلى وجماجم‬ ‫فيهم‬ ‫وقائع تغلب‬ ‫كما شاع ذكراها بأقصى الأقالم‬ ‫عنها غاففر وريامها‬ ‫هولها والعظئئم‬ ‫وقائع ما شاعت‬ ‫تحث‬ ‫فعلت‬ ‫شفار‬ ‫الصو ارم‬ ‫وجابر ها من‬ ‫أهالت لقوم خالفوا الحق وانثثوا‬ ‫إلى خيبة قد أقرعوا سَّن نادم‬ ‫يتيهيون في البيداء منهيزموهم‬ ‫فلا يهتدوا كلا مثال البهائم‬ ‫وجرحاهم تنساب في كل مهمه‬ ‫فذلك نصرعزه خذل العدى‬ ‫بقيتم بعون الله للناس رحمة‬ ‫لهم من تأنيهم نقيق البغائم‬ ‫وفتح يحل المربحات المباهم‬ ‫و فيشا‬ ‫لمستجد ي‬ ‫الملحم‬ ‫وليث‬ ‫غصة‬ ‫فما تهتني في العيش طيب المطاعم‬ ‫وهاكم من المملوك نظماً تضاءلت‬ ‫لديه عقود النظم من كل ناظم‬ ‫يفوح عبيرا في الأنوف أريجه‬ ‫وكالشهد في الأفواه من كل طاعم‬ ‫وما برحت‬ ‫أعداؤكم نهب‬ ‫تخال معانيه نجومأً برقة‬ ‫بل الروض في غب الحيا المتساجم‬ ‫وألفاظله تحكي النسيم لطافةً‬ ‫وهن‬ ‫شفاء لمن والاه من كل علة‬ ‫ولكن‬ ‫ودم لا عداك النصر في كل‬ ‫غزوة‬ ‫على‬ ‫ذي‬ ‫الحقد‬ ‫للأحدا‬ ‫لفحة‬ ‫جاحم‬ ‫صدا ع الجماجم‬ ‫يخف بك التوفيق عند‬ ‫التصادم ‏(‪)١‬‬ ‫() بعد المراجعة والتدقيق تبين لنا أن القصيدة غير موجودة في مصادر الأدب العماني الآخري‬ ‫المطبوعة منها والمخطوطة‪ .‬وبذلك يكون ابن رزيق قد حافظ على العمل الأدبي لهذا الشاعر‬ ‫و ‏‪ ١‬لأديب ؤ و أوصله‬ ‫الينا في مخطوطته‬ ‫هذه ‏‪.٠‬‬ ‫‪٣١٨‬‬ ‫وقال‬ ‫أزضا بمد ح‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫سعيد‬ ‫أحمد بن‬ ‫شعر ‪: 1‬‬ ‫سفرت في ليلة وسط شير‬ ‫فتحاكا بدر السما والجبين‬ ‫فبدا بال‬ ‫‪ 7.٠1‬ا ح‪‎‬‬ ‫وكستنا‬ ‫ثوب الجهالة لما‬ ‫أشركتها والبدر منها العيون‬ ‫فتولت وأظهرت لي من خو‬ ‫المغببون‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ى‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‪١ ٦ 4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وبدا بالفتاة وجه حسين‬ ‫حم‪‎‬‬ ‫ف أتاها مايظهر‬ ‫ثم جاعت بكامل الحسن ليلا‬ ‫قد عرا البدر فيه نقص مبين‬ ‫قرعت باب أذنه ياسين‬ ‫ر منى هو الخطأ المبين‬ ‫فألت آيةيصتقها من‬ ‫فتبينت أن تشبيهها با لبد‬ ‫كيف شنهت نخلة ذات قنوا‬ ‫ن بشيء كأنه عرجون‬ ‫ثم كلمتها اعتذارا ورما قلت‬ ‫متى الوصل منك لي سيكون‬ ‫شم قالت إني لراضية عنك‬ ‫فم‬ ‫قلت أهوى أن تسعفيني بوصل‬ ‫منك يشفي فؤادي‬ ‫ثم قالت هل غير ذا قلت نيل‬ ‫من‬ ‫فيعادي خصاصتي النيل منه‬ ‫ثم قالت أبشر بوصلي إذا جا‬ ‫ه جنانا‬ ‫فإذام‬ ‫أأ‬ ‫دردخلت‬ ‫ذذا بقل _‬ ‫ك المكذ‬ ‫المفتون‬ ‫إمام يوليه كف‬ ‫ون‬ ‫‏[‪]٩٢٠‬‬ ‫هتون‬ ‫وضناي سريرك الموضون‬ ‫دك من أحمد سحاب هتون‬ ‫فأنا في الجنان حور عين‬ ‫م"‬ ‫فتولت وخاطري في لقاها‬ ‫وندذاه معلق‬ ‫مرهون‬ ‫الخير فيمن فيه تصيب الظنون‬ ‫واستوى وعدنا كذا وظننت‬ ‫أيها العادل الإمام المرجى‬ ‫الفاضل الكامل العزيز الأمين‬ ‫عش على نعمة عزيزأ فما من‬ ‫حركات إلألهن سكون‬ ‫و اهنَ بالنصر إذ تولى ضعيف الرأ‬ ‫ي والبغي وهو خاز حزين‬ ‫‪٣١9٩‬‬ ‫فهم العاجزون عن نيل ملك‬ ‫وعن الوطىء يعجز‬ ‫العنين(')‬ ‫وقال أأضا يمدحه‪:‬‬ ‫بالديار البالبات مسائلا‬ ‫عمن بها قد كان قسما أهلا‬ ‫دسن بها جررت ذيل شيبتي‬ ‫وغدوت فيها للغفزال مغازلا‬ ‫أنت جوف العير أو حش منزل‬ ‫وعفت ربوعأ بعدهم ومنازلا‬ ‫قف‬ ‫ولقد وقفت فكنت جسما ناحلاً‬ ‫ما بين أربعهم وقلبأ ذا هلا‬ ‫الوداع لهم غداة رحيلهم‬ ‫فوجدت حزني عن وداعي شاغلا‬ ‫رمت‬ ‫فألفته وفة‬ ‫‏‪ ١١‬ت‬ ‫ضد‬ ‫برا حاميأً‬ ‫فعدمته وصحبت‬ ‫شجوا قاتلا‬ ‫مطللا‬ ‫لذا أصبحت تلك البدور أوافلا‬ ‫غيد يرين الشمس في غسق الدجى‬ ‫وغصون رمل في النهار موائلا‬ ‫كيف الخلاص إذا برزن بزينة‬ ‫الحليم عواطلا‬ ‫ذفغدوت‬ ‫فے ( لر } ( اللصدود‬ ‫إذ هن‬ ‫يصيين‬ ‫ويمسن ميس الغصن في كثب النقا‬ ‫ويقعن في فود الرجال ذوابلا‬ ‫الهدى‬ ‫في وجار القَ‪٥‬منهيا‏ علا‬ ‫الحسان بحسنها‬ ‫وأتى إلى الإحسان يسعى واصلا‬ ‫قد قلت إذ عدل‬ ‫لا غرو‬ ‫الزمان عن‬ ‫إن ذهب‬ ‫من عند رب الحمد رب المجد سيف الهند‬ ‫البورسعيدي الإمام بن‬ ‫زاكي‬ ‫وكا الغمام غداة يسخوا ساجلا‬ ‫الهمام‬ ‫تاج الإمامة ذي الكراسة أحمد‬ ‫لد‬ ‫` ي‬ ‫‏‪ ٩‬كد‬ ‫‪` ١‬‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ولي التلابلا‬ ‫ذو للورى بالرزق أضحى كافلا‬ ‫ر حين يلقى ظالىا‬ ‫ويري التصغر حين يلقى العائلا‬ ‫يهدي مضيئا ثم يخصب هاطلا ‏[‪]٩٢١‬‬ ‫كالبدر بل كالغيث في أوصافه‬ ‫لو جاد بالدنيا لأظلهير عذره‬ ‫ولقال ذلك ليس يكفي سائلا‬ ‫وتراه يوم الجود غيثأ وابلا‬ ‫وتراه يوم الرب ليثأ باسلا‬ ‫‏(‪ (١‬بعد المراجعة والتدقيق تبين لنا أن القصيدة غير موجودة في مصادر الأذنب العماني ‏‪ ١‬لأخر ي‬ ‫المطبوعة منها والمخطوطةة وبنلك يكون ابن رزيق قد حافظ على العمل الأدبي لهذا الشاعر‬ ‫و ‏‪ ١‬لأديب ؤ و أوصله الينا في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٣٢٠‬‬ ‫فيع ده الإسلام سيفأ ماضيا‬ ‫يرد الوغى جدلان لا يخشى العدى‬ ‫يقضي لديهم في الرماح فرائضأ‬ ‫وتعدةه الفقراء سيلا سائلا‬ ‫كأخى‬ ‫الغرام رأى حبيبا قئئلا‬ ‫ويزيد منهم بالسيوف نوافلا‬ ‫لو كان منه البحر أصبح ماؤه‬ ‫عذبأ يطيب لدى الظماة مناهلا‬ ‫أنواره‬ ‫ما كان ينقص حين يمسي كاملا‬ ‫أو كان غيث السحب من راحاته‬ ‫ما كان يقلع عن مكان راحلا‬ ‫إني لجأت إليك ملتمس الذرى‬ ‫لا تشمتر“ بي‬ ‫أو كان بدر الأفق من‬ ‫وكذاك ضوء الشمس لو من عدله‬ ‫يا أيها الملك المتوج والذي‬ ‫ولقد علمت بما أردت فجد به‬ ‫مطر تذ‬ ‫ى ا‬ ‫رندا‬ ‫خ‬ ‫دأة‬ ‫ور ده‬ ‫لم يألت ليل وهو يمشي زائلا‬ ‫يمسي ويصبح للمكارم فاعلا‬ ‫العدو الصلائلا‬ ‫لأكون من بين البرية قئئلا‬ ‫عرفاً وأولاني علا وفضائلا("‬ ‫وبالجملةش إن سيرة الإمام أحمد بن سعيد وشيمته وسيمه ‪ ،‬وأخلاقه كريمة‪ ،‬وهمته‬ ‫عظيمة‪ .‬وكانت وفاته في حصن الرستاق‪ ،‬سنة ثمان وثمانين سنة ومائة سنة بعد‬ ‫الألف‪ .‬وترك من الأولاد‬ ‫‏‪٢7‬بعة‪ :‬هلال‪ ،‬وسعيد‪ ،‬وقيس۔ وسيف‪ .‬وسلطان‬ ‫س‬ ‫وطالب‪ ،‬ومحمد‪ ،‬ومانلإناث ثلاث‪،‬ما وددت نكرهن‪ ،‬للزوم الأدب‪ .‬ودفن غربي‬ ‫حصن الرستاق‪ ،‬وبنى على قبره ولده سعيد بن أحمد قبة محكمة البناء‘ وقبره مزار‬ ‫إلى هذه الغاية سنة تسع وستين ومائتين وألف‪ ،‬ولما مات الإمام أحمد بن سعيد‪،‬‬ ‫اجتمع أكابر أهل الرستاق وغيرهم من أهل عمان۔ فعقدوا الإمامة على ولده سعيد‬ ‫ابن أحمده وكان مرادهم أن يعقدوا على ابنه هلال لكنه قد استولى على عينيه‬ ‫الماع‪،‬‬ ‫فذهب‬ ‫بصره‪6٥‬‏‬ ‫ةفقممضصىى إلى أرض السند‪ ،‬فمكث أياما قلائل بأرض‬ ‫ديول‪ ،‬ثم‬ ‫مات فيها‪ ،‬وقبره مشهور بديول‪ ،‬وعليه قبة محكمة البناء‪.‬‬ ‫( انظر‬ ‫الأبيات الخمسة الأولى من القصيدة في‪ :‬ابن رزيق‪ ،‬حميد بن محمد‪ :‬الفتح المبين خي‬ ‫سيرة السادة آلبوسعيديين‪ ،‬ص ‏‪ 0٣٢ ٤٣٤٣‬في حين احتفظ لنا ببقية أبياتها كاملة في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‏‪٣٢١‬‬ ‫الإمام‪ ,‬سعيد بن أحمد‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لإمام سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد البورسعيدي‪.‬‬ ‫كان الإمام سعيد هذا‬ ‫شجاعاً شهيراً‪ ،‬فصيح اللسان‪ ،‬ناظماً للشعر‪ .‬عارفا بمعناه وبيانه مميزا بين الشعر‬ ‫البذي‪ ،‬والشعر الحسن وإذا تحث‬ ‫لا صل حديثه‪ ،‬إذ أكثره حكم‬ ‫وخلصت له بعد‬ ‫بيه أحمد حصون عمان قاطبة‪ ،‬إلآ حصن صحار‪ ،‬فإنه صار في يد أخيه قيس‪.‬‬ ‫وحصن نخل‪ ،‬إذ هو من زمن أبيه الإمام أحمد في يد محمد بن سليمان اليعربية‬ ‫كما ذكرنا أولا‪ .‬وقد غزا الإمام سعيد‪ ،‬لما بويع له بالإمامة أرض السر مرارا‪.‬‬ ‫فقتل عة رجال من بني غافر‪ ،‬وقتل شيخ العبريين بالحمرا‪ ،‬وهابته أهل عمان هيبة‬ ‫عظيمة‪ ،‬ومضى ذات سنة إلى نزوى‪ ،‬فمكث فيها أياما يسيرة‪ ،‬وذلك أنه بلغه‬ ‫‏[‪ ]٩٢٢‬عن أهل نزوى أنهم يكاتبون الشيخ العالم أبا نبيان جاعد بن خميس‬ ‫الخروصي‪ .‬ليعقدوا عليه الإمامة‪ ،‬وإنهم قد كرهوا سيرته‪ ،‬وتحتثوا عنه بأحاديث‬ ‫غير صالحة وكان ذلك منهم صحيح‪ ،‬وتحدث سائر أهل عمان كذلك‪ ،‬بذلك الحديث‬ ‫عامة‪ .‬فمضى الشيخ جاعد بن خميس إلى نزوى‪ ،‬ومعه ناس قليلون‪ ،‬ليأخذ صحَة‬ ‫ما عولوا عليه من الأمر‪ ،‬من ألسنتهم‪ ،‬فأدخلوا الشيخ جاعد حجرة العقر ليلاذ‬ ‫والإمام سعيد في قلعة نزوى» لم يشعر بدخول الشيخ جاعد الحجرة ثم انفلَّت‬ ‫عزيمة أهل نزوى‪ ،‬بعدما أدخلوا الشيخ جاعد الحجرة ولام بعضهم بعضأ‪ ،‬وكثر‬ ‫نجواهم‪ ،‬وقال بعضهم لبعض ‪ :‬إنما الرأي الصائب أن نخرج الشيخ جاعد من‬ ‫الحجرة‪ ،‬قبل أن يعلم به الإمام أنه في الحجرةة فأتت الشيخ جاعد امرأة عجوز من‬ ‫بني عبيدان‪ ،‬فأخبرته عما عزموا عليه من قبله أهل نزوى وأشارت إليه بالخروج‬ ‫من الحجرة۔ قبل أن ييثشعر لإام‬ ‫سعيد به‪ ،‬وقالت له‪ :‬أخشى عليك منه‪ ،‬إذ أنت لا‬ ‫عندك كثرة رجال‪ ،‬وصرت بالحجرةة كالأسير‪ ،‬وأهل نزوى بعدما كانوا إليك‬ ‫صاروا عليك‪ .‬وكان الشيخ جاعد قد استراب من أهل العقر كثرة نجواهم ببعضهم‬ ‫بعض‪ ،‬وتمويههم له بالحديث‪ ،‬وسعى رجل من أهل حجرة العقر إلى الإمام سعيدض‬ ‫وهو نائم في تلك الليلة بالقلعة فأخبره بدخول الشيخ جاعد الحجرةة‪ ،‬وأن أهل نزوى‬ ‫قد انقلبوا عنك إلى الشيخ جاعد بن خميس» فلمًا سمع منه هذا‪ ،‬هبط من القلعة إلى‬ ‫الأزض بحبل‪ ،‬وركب ناقته‪ ،‬ولم يخبر بشأنه أحد‪ ،‬فمضى إلى الشرقية فجمع خلقا‬ ‫‪٣٢٢‬‬ ‫كثيرا من الأعراب والحضر‪ .‬وأما الشيخ جاعد‪ ،‬لما ترادف عليه الأرتياب من أهل‬ ‫حجرة العقر‪ ،‬خرج من ليلته‪ ،‬وقصد داره العليا‪ .‬وأتي الإمام سعيد إللى نزوى‬ ‫بجيشه‪ ،‬فأخبروه بدخول الشيخ الحجرة بغير أذن منهم فأخرجوه منها كرها‪.‬‬ ‫واعتذروا بذلك إليه وكان الإمام قد غلب عليه الغضب‪ .‬فركض بجيشه على سمد‬ ‫الكنود‪ ،‬فهزم أهلها‪ ،‬وأخذ جيشه ما وجده في حجرات سمد من المال‪ ،‬فما تركوا‬ ‫شيئا فيها من آنية وسلاح وتمر‪ ،‬وسكر‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬إلأ أخذوه‪ ،‬وبلغ هزيم أهلها‬ ‫إلى الجبل الأخضر ثم إن أهل سمد الكنود أتوا إلى الإمام سعيد‪ ،‬واعتذروا إليه‬ ‫وقالوا‪ :‬ما علمنا بدخول الشيخ جاعد حجرة العقر‪ ،‬إلا بعدما أخرجوه أهلها منها‪.‬‬ ‫وأوا له الطاعة‪ ،‬وأذعنوا له انقيادأى فضي عنهم‪ ،‬وسامحهم عما مضى فرجعوا‬ ‫إلى حللهم ومكاناتهم‪ ،‬ثم إن الإمام سعيد‪ ،‬قد أحدث أحداثأ ظاهرة غير صالحة‪ ،‬من‬ ‫إهماله الرعيّة‪ ،‬وغير ذلك من الأمور البذيئة الفاسدة‪ ،‬فمقتته أهل عمان كافة‪.‬‬ ‫وتشاور أكابر أهل عمان في عقد الإمامة لقيس بن أحمد بن سعيد‪ ،‬واتفقوا على‬ ‫ذلك‪ ،‬فاجتمعوا بالمصنعة‪ ،‬ومعهم قيس بن الإمام‪ ،‬وأخوته‪ :‬سيف وسلطان‪،‬‬ ‫وطالب‪ ،‬ومحمد‪ .‬أولاد الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬ثم ارتفعوا إلى الرستاق‪ ،‬فعسكروا‬ ‫بقصرى‪ ،‬وبعثوا إلى سعيد بن أحمد أن يصل إليهم‪ ،‬فأبى عن الوصول‪ ،‬وبعث إليهم‬ ‫بالضيافة‪ ،‬فلسا رفعت عنهم الخواني‪ ،‬جعل يضربهم بالمدافع من الحصن‪ .‬فخرجوا‬ ‫من الرستاق‪ ،‬وتفرق ذلك الجمع‪ ،‬وكل قد رجع إلى بلاده‪ ،‬ثم إنهم في السنة الثانية‬ ‫اجتمعوا ثانية‪ ،‬لعقد الإمامة لقيس بن الإمام أحمد‪ ،‬فمضوا إلى نخل‪ ،‬وبها الوالي‬ ‫يومئذش مهنا بن محمد بن سليمان اليعربي('أ‪ ،‬فبعث بالطعام لهم ولدواتهم‪ ،‬ولما‬ ‫‏[‪ ]٩٢٣‬طلبوا منه المواجه‪ ،‬أبى فخرجوا من نخل‪ ،‬ورجع كل واحد إلى بلاده‬ ‫ووقع حرب ببلدة إزكي بين اليمن والنزار‪ ،‬فلسا طال الحرب بينهم۔ مضى سعيد بن‬ ‫‏‪ (١‬مهنا بن محمد بن سليمان اليعربي‪ :‬وال‪ ،‬عاش في أواخر القرن الثاني عشر وأوئل القرن‬ ‫الثالث عشر الهجريين‪٬‬ولأه‏ الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي على نخل‪ ،‬وكان ممن كاتبهم السيد‬ ‫سلطان للتشاور في الأمر‪ ،‬بعد مقتل أصحابه في حروبه‪ ،‬وأشار مهنا على سلطان أن يكتب إلى‬ ‫أهل عمان من حد جعلان إلى صحار لأخذ المشورة‪ ،‬فرجع هو ومهنا على بركاء‪ ،‬وكتب سلطان‬ ‫إلى أكابر عمان كافة‪ ،‬وإلى أكابر بني سعيد خاصة‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪٣٢٣‬‬ ‫‏‪.١٥٥ - ١٥٤‬‬ ‫أحمد من الرستاق إليهم‪ ،‬ومعه ولداه حمد وأحمد‪ .‬فلما بلغوا إلى السحاماه‪ ،‬مضى‬ ‫إلى الشرقية فجمع منها خلقا كثيرأ‪ ،‬من الأعراب والحضر وأكثر القوم من‬ ‫الأعراب فلما دلف بهم إلى إزكي‪ ،‬ركضت النزار على قومه‪ ،‬فوقعت بينهم ملحمة‬ ‫شديدة‪ ،‬وكانت الدائرة على النزار‪ ،‬فقتل منهم خلق كثير‪ .‬ثم بعد ذلك‪ ،‬وقع الصلح‬ ‫بينهمه وصالح سعيد أيضا بين أهل اليمن والنزار‪ ،‬فلما أراد سعيد الانصراف من‬ ‫إزكي إلى الرستاق قال له ولده حمد‪ :‬يا أبتي‪ ،‬لقد علمنا بشأن إزكي‪ ،‬وما وقع‬ ‫فيها‪ ،‬فما خبر مسقط فإنك تزعم قد وليت عليها محمد بن خلفان بن محمد الوكيل‪،‬‬ ‫فبلغفي أن محمد بن خلفان قد أخر ج العسكر الذين تركتهم في الحصن‬ ‫الشرقية‬ ‫وحصن الغربي‪ ،‬وحصن المطرح‪ ،‬وترك بدلهم عساكرأ من عساكره فإن كنت‬ ‫تظن أنه وال لك‪ ،‬فالأمر بخلاف ذلك‪ ،‬فقال له‪ :‬ما أظن محمد لما أخرج العسكر‬ ‫الأولين‪ ،‬وأدخل الآخرين إلا لأمر فيه لنا الصلاحض وبما يراه الحاضر‬ ‫الغائب‪ ،‬و إنى لا أشك فيه بشيء‬ ‫لا يراه‬ ‫سؤنا قط‪ ،‬وما هو في الحقيقة‪ .‬إلأ عامل من‬ ‫عمالنا‪ ،‬فقال له ولده حمد ‪ :‬وإذا كان كما ذكرت الأمر منه‪ ،‬فابعث إليه رسولا‬ ‫بكتاب هو بخط يدك‪ ،‬أن يرسل إليك ألف مورة أرز وألف قرش‪ ،‬واذكر له أنك‬ ‫تريد بما ذكرته في كتابك له للعسكر الذين معنا‪ ،‬فإن أرسل إليك كما عرفته‪ ،‬فأعلم‬ ‫أنه واليك وصاحبك الأمين وإن أبى‪ ،‬فأعلم أنه ليس لك بوال‪ ،‬ولا عامل‪ ،‬ولا‬ ‫أمين‪ ،‬وإنما هو كما ذكرته لك‪ ،‬فأجابه والده سعيد الحل ذلك‪ ،‬وكتب حمد‪ ،‬لمحمد بن‬ ‫خلفان في غير حضرة أبيه وبعث رسولا إليه‪ ،‬قبل أن يبعث أبوه إليه رسوله فكان‬ ‫معنى ما كتبه حمد‪ ،‬لمحمد بن خلف©‪ ،‬لا ترسل لأبي شيئا من الأرز والدراهم‪ ،‬فإنه‬ ‫لسا بلغ مطلوبة من إزكي ما فسح لقومه‪ .‬إذ يريد أن يهجم عليك ليخفرجك عما‬ ‫كنت فيه‪ ،‬فإن الناس قد أوحشوه عنك‪ ،‬لما بتلت بالعساكر‪ ،‬وشريت جملة من العبيد‪5‬‬ ‫وأكثرت إحسانك لصبيح الضوياني» الذي تركته في الحصن الشرقي‪ ،‬وأمرته إذا‬ ‫أراد أن يأتي إليك‪ ،‬أو يمضي في سكك مسقط فليكن على صهوة حصان‬ ‫وأمامه‬ ‫وخلفه العسكر‪ .‬يمشون مشية الأسود الضواري‪ .‬ثم أكثرت إحسانك إلى مسعود‬ ‫البارحي‪ ،‬لما تركته في الحصن الغربي‪ ،‬فأضحى لا يتعمّم إلأ بالشالات الكشميريةة‬ ‫فلا شك إذا بعثت إليه بما أراده منك‪ ،‬أن يصلك بخيله ورجله‪ ،‬فيعزلك‪ ،‬وإذا سلمت‬ ‫‪٣٢٤‬‬ ‫من القتل‪ .‬وكانت تلك مكيدة من حمد‪ ،‬وحيلة يريد بها أن يصير الأمر إليه‪ ،‬لا إلى‬ ‫محمد ولا إلى أبيه‪ ،‬فبلغ رسوله كتابه إلى محمد‪ .‬قبل أن يبلغه رسول أبيه وكتابه‪،‬‬ ‫قال للرسول‪ :‬ارجع إلى سعيد‪ ،‬وقل له‪ :‬يقول لك محمد بن خلفان‪ ،‬ما معه لك أرزة‬ ‫ولا دراهم‪ ،‬فهذا جواب خطه مني‪ ،‬فلما رجع الرسول إلى سعيد وأخبره بما قال له‬ ‫به محمد تفصيلا وجملة‪ ،‬أخذ بيد ولده حمد‪ ،‬فناجاه ناحية عن الناس‪ ،‬فقال له‪ :‬لقد‬ ‫صدقت يا ولدي فيما نطقت‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٩٢٤‬من قبل محمد بن خلفان‪ ،‬فإنه أبى بإرسال ما‬ ‫أردته منه وذكر له ما قاله لرسوله فقال له حمد‪ :‬يا أبتي ‪ ،‬ما قلت لك من قبله لا‬ ‫حقا ‪ 3‬فلن لي بمسقط رجالا يكاتبوني عن صنيعه كافة‪ ،‬فأنت قد صرفت همتك إلى‬ ‫إزكي‪ ،‬وصرفتها عن مسقط فلا تظن أن مسقط إليك‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ولدي‪ ،‬ما الرأي‬ ‫الصائب من قبل محمد بن خلفان‪ ،‬فقال ‪:‬أرسل إليه ولدك‪ ،‬أخي أحمد ليناصحه‪.‬‬ ‫ويعرف حقيقة شأنه‪ ،‬ويطلع على أخباره الخفية علينا‪ ،‬ثم يرجع إلينا بالجواب منه‬ ‫لنا‪ .،‬ولسنا بمنصرفين من إزكي إلى الرستاق‪ ،‬ولا لغيرها‪ ،‬حتى يرجع إلينا ولدك‬ ‫أخي أحمد‪ .‬فلما أراد سعيد أن يبعث ولده أحمد إلى محمد بن خلفان‪ ،‬كتب حمد إليه‬ ‫من غير حضرة أحد‪ ،‬ومعنى كتابه إليه‪ ،‬إذا أتاك أخي أحمد‪ ،‬احبسه‪ ،‬وقيّده‪ ،‬قبل أن‬ ‫يحبسك‪ ،‬ويقيّدك‪ ،‬فإن أبي سعيد قد أمره بحبسك وقيدك‪ ،‬فإذا فعلت به ذلك‪ ،‬قطعت‬ ‫طمعه فيك‪ ،‬وطمعه في مسقط‪ .‬و أنفذ كتابه على يد أحد خاصته فوصل إلى محمد‪،‬‬ ‫قبل أن يصل إليه أحمد فلما وصله أحمد‪ ،‬حبسه وقيّده في غرفة الجزيرة وهرب‬ ‫أصحابه إلى إزكي‪ ،‬فلما أتوها‪ ،‬أخبروا سعيد بما جرى على ولده أحمد‪ ،‬فتغير‬ ‫وجهه‪ ،‬وقال لولده حمد هذه عاقبة رأيك‪ ،‬الذي زعمت أنه هو الرأي المصيب‪ ،‬فإن‬ ‫أخاك أحمد‪ ،‬قد حبسه وقئّده محمد في غرفة الجزيرةة فما هذه إلا رزيّة عظيمة‪.‬‬ ‫فقال له حمد‪ :‬يا أبتي‪ ،‬الرأي أن نمضي إلى مسقط ومعنا مائة رجل لا زيادة‬ ‫فنمكث في روي‬ ‫ثم أنا لأسلضي إلى محمد بن خلفان‪ ،‬فأخلص أخي من‬ ‫حبسف‬ ‫وأتيك به‪ ،‬إن شاء الله فقال له‪ :‬يا حمد‪ ،‬أما تكفي الأولى عن الأخرى فإن أخاك قد‬ ‫صار في الشبك تريد أنت أن تصير في ذلك الشبك الذي صار فيه أخوك فقال له‪:‬‬ ‫ذر الوسواس وطاوعني في هذا الأمر‪ ،‬وجعل يكثر إلى أبيه من نظائر هذا الكلام‪،‬‬ ‫‪٣٢٥‬‬ ‫فأجابه على ذلك‪ ،‬فبعث حمد رسولا بكتاب إلى محمد بن خلفان(أ‪ ،‬يقول فيه‪ :‬إذا‬ ‫وصلك كتابي‪ ،‬أحشد أهل مسقط والمطرح وعسكرك وخدامك‪ ،‬وعسكر بهم في سيح‬ ‫الحرمل‪ ،‬فإذا بلغك عنا أننا قد وصلنا إلى روي‪ ،‬ابعث إلينا رسولا ومعه كتاب منك‬ ‫لوالدي ؤ إن كنت تريد إطلاق ولدك أحمد‪ ،‬فليأتتني ولدك حمدة وامكث أنت بمن معك‬ ‫في روي فإن قدمت علينا‪ ،‬فترى قدمنا عليك بخيلنا ورجلناێ والسلام‪ .‬فلما بلغ‬ ‫محمد رسول حمد وكتابه‪ ،‬حشد أهل مسقط والمطرح وسائر عساكره وعبيده‬ ‫فعسكر بهم في سيح الحرمل‪ ،‬فاجتمعت معه رجال كثيرة‪ ،‬ومن الخيل أربعون‬ ‫فرسأ‪ ،‬ولسًا وصل سعيد وحمد إلى روي‪ ،‬بمن معهما‪ ،‬أخبرهم العوامر الساكنون‬ ‫روي عن كثرة الرجال الذين حشدهم محمد من مسقط والمطرح‪ ،‬وأنه معسكر بهم‬ ‫في سيح الحرمل‪ ،‬ومعه من الخيل أربعون فرسأ‪ ،‬عليها فرسان كرام‪ ،‬فمكث سعيد‬ ‫ومن معه بروي‪ ،‬ومضى حمد إلى محمد بن خلفان‪ ،‬فلما أتاهس تصافحا‪ ،‬وأظهر‬ ‫محمد لحمد البشاشة وطلاقة الوجه وقال له‪ :‬لا عدمتك يا حمد‪ .‬فإن أباك قد عزم‬ ‫على الأمر الذي ذكرته لي في كتبك فقال له‪ :‬ما أخبرتك عنه إل بصواب‪ ،‬فالآن‬ ‫تفضل بإطلاق أخي۔ فإنا لنرجع به إلى الرستاق بعد وصوله إلينا‪ ،‬وكن أنت مكانكض‬ ‫لا تنازع فيه‪ ،‬وأنني لأتيك بعد وصولنا إلى الرستاق ‏[‪ ]٩٢٥‬عن قريب‪ ،‬لإطفاء‬ ‫النائرة‪ ،‬وصلح الحال بينك وبين أبي‪ ،‬فأجابه محمد على ذلك‪ ،‬وفسح لأحمد من‬ ‫الحبس‪ ،‬فلمًا وصلا إلى أبيهما۔ رجعوا إلى الرستاق ورجع محمد بن خلفان إللى‬ ‫مسقط وقد يئس سعيد بن الإمام من مسقط وما شك أنها صارت إلى محمد‪ ،‬فلسا‬ ‫مضت بعض الأيام‪ ،‬قال حمد لأبيه سعيد‪ :‬يا أبت ألك حيلة في إخراج محمد بن‬ ‫خلفان من الولاية وفي قبض معاقل مسقط لنا منه بغير حرب ؟ فقال ‪ :‬لا وكيف‬ ‫يكون ذلك؟ وقد صارت لمحمد همم عالية وأضحى معه المال والرجال فالاحتيال‬ ‫كما أرى عليه متعذر‪ ،‬فقال حمد‪ :‬أرأيت إذا عملت فيه الحيلة‪ ،‬وبلغت بها المطلوب‬ ‫منه‪ .‬وصار مما في يده في يدي‪ ،‬أتعاهدني أن تتركه لي‪ ،‬وتضيف إلي ما ملكت‬ ‫() محمد بن خلفان بن محمد الوكيل‪ :‬وال‪ ،‬عرف بالوكيل‪ ،‬عاش في أواخر القرن الحادي عشر‬ ‫وأوائل القرن الثاني عشر الهجريين‪ ،‬ولي مسقط من قبل الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد‬ ‫ألبورسعيدي ‪ .‬انظر دليل أعلام عمان ‪ 4‬ص‬ ‫‏‪.١٥‬‬ ‫‏‪٣٢٦‬‬ ‫يمينك من حصون عمان كافة‪ ،‬إلا الرستاق‪ ،‬ولك مني الطاعةة وامتثال الأمر فيما‬ ‫يرضاه الله تعالى؟ فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬وكيف لا أعاهدك على ذلك وكل الذي يصير إليك‬ ‫صائر إليمً؟ فقال له‪ :‬إني لأمضي إلى مسقط فإذا أتاك كتابي مع الرسول الذي‬ ‫أبعثة إليك‪ ،‬فأسرع بالوثبة إلى مسقط ممن معك من العسكر‪ ،‬فقال له أبوه‪ :‬لله‬ ‫درك سمعا وطاعة لك‪ ،‬فانفصل حمد عنه إلى مسقط‪ ،‬ومعه مائة رجل‪ ،‬وأخذ من‬ ‫أبيه ألفي دينار‪ ،‬فلما وصل إلى مسقط‪ ،‬أجلس أصحابه حذى الجزيرة‪ ،‬ومضى هو‬ ‫بنفسه إلى بيت الوكيل خلفان بن محمد‪ ،‬وكان محمد مسكنه في ذلك البيت‪ ،‬فلما كان‬ ‫بالغرفة التي يجلس فيها محمد للناس‪ ،‬خرجا إليه خلفان وأبنه محمد‪ ،‬فت صافحواا‬ ‫وقم له الطعام‪ ،‬فلما فرغ من الأكل‪ ،‬قال حمد لخلفان بن محمد‪ :‬أيها الوالد الحليم‪،‬‬ ‫لقد أتيت إليكما لصلح الشأن وإطفاء النائرة بين والدي وولدك محمد‬ ‫فليدفع محمد‬ ‫إلى أبي في كل سنة كذا وكذا من المال‪ ،‬وخفف في الدفع‪ ،‬ولمحمد ما قبضت يده‬ ‫من المعاقل‪ ،‬لا ينازعه فيها أبي‪ ،‬فقالا له‪ :‬له ذلك‪ ،‬وطلب منهما رخصة المقام له‬ ‫في مسقط ثلاثة أيام‪ ،‬فقالا له‪ :‬إن البلاد بلادك فأقم بها ما شئت‪ ،‬وطلب منهما أن‬ ‫يخليا له ومن معه البيت المسمى بيت النوًاب فقالا له‪ :‬سمعا وطاعة‪ ،‬فأخليا له‬ ‫ومن معه بيت النواب‪ ،‬وسيقت له ولقومه الفرش الخطيرة‪ ،‬فجلس هو ومن معه في‬ ‫بيت النواب‘ فلما عسعس ليل ذلك النهار الذي وصل فيه حمل‬ ‫معه خمسمائة‬ ‫دينار‪ ،‬ومضى إلى الحصن الشرقي‪ ،‬ومعه من أصحابه خمسون رجلاً‪ ،‬فلما بلغوا‬ ‫إلى بابه الأول‪ ،‬نادى حمد صبيح الضوياني‪ ،‬أمير عسكر الحصن فأتاه‪ ،‬وأدخله هو‬ ‫ومن معه الحصن‪ ،‬فقال حمد‪ :‬يا صبيح‪ ،‬إنك كفرت بالنعمة التي خولك بها أبي أيام‬ ‫مقامك معه في الرستاق‪ ،‬فصرت لنا‪ ،‬بعدما أنعمنا عليك‪ ،‬عدوا أزرق‪ ،‬ما حملك‬ ‫على هذا يا صبيح؟ فقال‪ :‬أبي يقرعك السلام الجزيل‪ ،‬وأعطاني هذه الدنانير إليك‪،‬‬ ‫وأمرني أن أقعد معك في الحصن حتى يأتي هو ومن معه إلى مسقط‪ ،‬وأمرني أن‬ ‫تعصي محمد بن خلفان‪ ،‬ولا تطيعه في كل شأن‪ ،‬فإذا أتى إلى الحصن‪ ،‬أو أتي أحد‬ ‫من قبله‪ ،‬أمنعه من الدخول‪ ،‬فإن عزم ‏[‪ ]٩٢٦‬أن يدخل عليك قسرا‪ ،‬أضربه بالتفق‬ ‫والمدفع‪.‬‬ ‫فأجابه صبيح إلى ذلك‪ ،‬فلما علم حمد أر صبيح قد مال إليه كل الميل‪،‬‬ ‫ومال عن محمد بن خلفان بكل الميل‪ ،‬هبط هو بنفسه من الحصن وترك أصحابه‬ ‫‪٣٢٧‬‬ ‫اللين دخلوا معه في الحصن‬ ‫فأتى إلى أصحابه الباقين بالبيت‪ ،‬فقال لهم‪ :‬قوموا‪،‬‬ ‫فقاموا معه‪ ،‬فمضى بهم إلى الحصن الغربية وكان القابض فيه من قبل محمد بن‬ ‫خلفان‪ ،‬مسعود بن أحمد البارحي‪ ،‬وبينه وبين حمد‪ ،‬قبل أن يصل حمد إلى مسقط‬ ‫مكاتبات وبواعث‪ ،‬فقال حمد للبواب‪ :‬افتح الباب فإنني أنا حمد بن الإمام سعيد بن‬ ‫أحمد بن سعيد‪ ،‬فمضى البواب إلى مسعود‬ ‫وأخبره الخبر‪ .‬فقال‪ :‬افتح له الباب‪،‬ؤ‬ ‫ودعه يدخل الحصن‪ .‬هو وأصحابه‪ ،‬فإن الحصن حصنه‪ ،‬ونحن رعايا لأبيه وله‬ ‫ففتح لهم البواب الباب فلما كان حمد وأصحابه بكبد الحصن قال حمد لمسعود‪ :‬إن‬ ‫أبي يقرؤك السلام الجزيل‪ ،‬وأعطاني هذه الدنانير لك‪ ،‬وأمرني بقعود من معي من‬ ‫الرجال معك‪ ،‬وبمنعك لمحمد من دخول الحصن‬ ‫وبترك مسيرك إليه فإن هو‬ ‫أتاك‪ .‬أو أتاك أحد من قبله‪ ،‬اضربهم بالتفق والمدفع‪ ،‬فقال له مسعود‪ :‬سمعأ وطاعةظ‬ ‫وتعاهدا على ذلك فلما رأي حمد أن مسعود‬ ‫صار اليه۔ ولمحمد‬ ‫عليه ترك‬ ‫أصحابه معه‪ ،‬وخر ج هو بنفسه‪ ،‬يريد الحصن الشرقي‪ ،‬وإنما هذا الشأن كله‪ ،‬تم في‬ ‫ليلة ذلك النهار الذي وصل فيه إلى مسقط وكتب لما رجع إلى الحصن الشرقي إلى‬ ‫أبيه أن يأتيه متى وصله كتابه سريعا إلى مسقط‪ ،‬بمن معه من الرجال‪ .‬وأخبره في‬ ‫كتابه الخبر كله وكان ماجد بن خلفان بن محمد في تلك الليلة التي قبض فيها حمد‬ ‫على الحصنين‪ ،‬قد خر ج من بيته إلى ناحية الجزيرة يريد أن يمضي إلى بيت والده‬ ‫أى حمدا حذا الكار خانة قد أقبل‬ ‫خلفان‪ ،‬ليحذر أخاه محمد بن خلفان من حمد فر‬ ‫من الكوت الغربي‪ ،‬واضعا رداءة على رأسه كي لا يعرفه أحد ‪ 4‬وهو‬ ‫يمشي‬ ‫سريعاش فأخذه الشك فيه فتارة يقول في نفسه هذا حمد‪ ،‬وتارة يقول غيره‪ ،‬فاتبعه‬ ‫حتى دخل الكوت الشرقي‪ .‬فلما دخله‪ ،‬أيقن أنه حمد‪ ،‬فرجع وأسرع في مشيه‪ ،‬حتى‬ ‫أتى إلى بيت أبيه خلفان‪ ،‬فقرع الباب‪ ،‬فخرج إليه أبوه خلفان وأخوه محمد‬ ‫فأخبرهما بما شهد‪ ،‬وقال لهما‪ :‬لا شك أن الرجل هو حمد بن سعيد‪ .‬فقال له أخوه‬ ‫محمد‪ :‬دع عنك هذا الكلام‪ ،‬فإن حمدا صاحبي‬ ‫وأسراره معي‪ ،‬وهو لي صديق‬ ‫صادق‪ ،‬ثلج قلبك‪ ،‬وخالف الوسواس فقال له ماجد‪ :‬يا أخي‪ ،‬إن كنت في شك من‬ ‫قوليس ‪4‬امض معي إلى بيت النواب‪ .‬فإن رأيناه هو ومن معه في البيت‪ ،‬فوقوع الغلط‬ ‫مني‪ ،‬وإن لم نجده‪ ،‬ولم نجد أصحابه في بيت النواب‪ ،‬فأعلم إني لمصيب في قولي‬ ‫‪٣٢٨‬‬ ‫هذا‪ ،‬فأجابه أخوه محمد على ذلك‪ ،‬فسارا ومعهما مائة عبد وخر فلم وصلوا إللى‬ ‫بيت النوًاب» لم يروا فيه غير الفرش والخواني‪ ،‬فعند ذلك أيقن محمد أنه قد خدعه‬ ‫حمدة وأن مقدماته إليه كلها حيل‪ ،‬وقد بلغ بحيلته ما أراد فيه‪ ،‬فلما طلعت الشمس‪،‬‬ ‫جمع محمد عبيده ومن معه من العسكر‪ .‬فمضى بهم إلى الكوت الشرقي خ فلما قربوا‬ ‫منه‪ ،‬راسل عليهم ‏[‪ ]٩٢٧‬ضرب التفق من الكوت‪ .‬فرجعوا إلى الحصن الغربية‬ ‫فلما كانوا بالقرب منه‪ ،‬جعل أصحاب حمد ومسعود يضربونهم بالتفق‪ ،‬فرجعوا‬ ‫وأيس محمد من مسقط ومقابضها‪ ،‬فقعد في بيته‪.‬‬ ‫ولما بلغ رسول حمد إلى أبيه سعيد بن أحمد‪ .‬وقرأ الكتاب الذي بعثه إليه ولده حمد‪،‬‬ ‫حشد من الرستاق وغيرها رجالا كثيرة‪ ،‬وأسرع الوثبة إلى مسقط فلما دخلها‪ ،‬أقام‬ ‫بالجزيرة‪ ،‬وأرسل إلى ولده حمد ليأتي إليه‪ ،‬فلسا بلغه الرسول‪ ،‬أمر حمد بضرب‬ ‫مدافع الكوت كافة‪ ،‬وبنشر الرايات من الحصنين والصيرتين والخشب» فلما وصل‬ ‫حمد إلى أبيه تصافحا‪ ،‬وأخبره الخبر كافة‪ .‬وواجهتهما التجار وأكابر مسقط كافةة‬ ‫وأتى خلفان بن محمد وولداه محمد وماجد‪ ،‬فلما استقر بهم الجلوس‬ ‫قال حمد‬ ‫لمحمد‪ :‬إنا قد عزلناك عن الولاية وسامحناك على ما سبق منك من‬ ‫والاجتراء علينا‪ ،‬فلك الأمان منا۔ ثم تعاهدا على أن لا يخون‬ ‫الإساءة‬ ‫أحدهما صاحبه‬ ‫فمضى محمد إلى بيته وبعث حمد إلى سليمان بن خلفان فولاه على مسقط‪ ،‬مكان‬ ‫أخيه محمد‪ ،‬ومكث سعيد بن أحمد بعد ذلك ثلاثة أيام ‪ 4‬ثم مضى‬ ‫إلى الرستاق‪.‬‬ ‫واتخذ حمد مسقط منزلا ومقام لهف فكان أكثر مقامه فيها‪ ،‬فإذا مضى إلى عمان‬ ‫وغيرها‪ ،‬قضى وطره‪ ،‬فرجع إليها۔ وكان بيده الحل والعقد بعمان‪ ،‬وهابته قبائلها‬ ‫هيبة شديدة‪ ،‬ورزقه الله النصر فحيث ما توجه‪ .‬فتح الله إليه‪ ،‬ولما نبت هيبته‪.‬‬ ‫وعظمت سطوته‪ ،‬استوحش منه سيف بن الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬وأوجس منه خيفة‬ ‫شديدة فمضى سيف إلى الأموه‪ ،‬فتتبعه حمد‪ ،‬فلما بلغ إلى الأموه وجده ميتش فرجع‬ ‫إلى عمان‪ ،‬ثم مضى إلى وادي السحتن‪ ،‬فهزم عداه‪ ،‬وهدم بروجهم‪ ،‬ورجع إلى‬ ‫‪٣٢٩‬‬ ‫مسقط‪ ،‬ثم جمع قومأ‪ ،‬فمضى بهم إلى بهلاش وكان يومئذ حصنها بيد راشد بن مالك‬ ‫العبري‪ ،‬ففتح حصن بهلا في يوم واحد‪.‬‬ ‫أخبرني غير واحد من الناس‪ ،‬أن حمد بن سعيد قد جمع قوما كثيرة من النزارية‬ ‫خاصة‪ ،‬ومن اليمنية بعض الرجال‪ ،‬فلما أتي إلى نزوى‪ ،‬لم يمكث فيها بعدما أكل‬ ‫قومه ودوابهم الطعام‪ ،‬وكلما سئل عن قصده بأولئك القوم سكت ولم يرد الجواب‪،‬‬ ‫ثم مضى بالجيش إلى بهلا‪ ،‬وقابض حصنها يومئذ راشد بن مالك العبري‪ .‬ولم‬ ‫يشعر راشد بحمد أنه قد جمع جيشأ‪ ،‬ومراده به بهلا‪ ،‬إذ كل يقول‪ :‬إنه لا يريد بذلك‬ ‫الجيش حرب بلدة بل يريد به الهيبة لا غير‪ ،‬فدخل بجيشه بهلا على غرة‪ ،‬بعد‬ ‫صلاة الفجر فلما قيل لراشد بن مالك‪ :‬إن حمد بن سعيد بن الإمام أحمد قد دخل‬ ‫البد فعسكر في أعاليها وأسافلها بجيش عظيم" سل سيفه‪ ،‬ولم يكن معه في الحصن‬ ‫إلا سبعة رجال‪ ،‬فجعل يركض بهم على القوم‪ ،‬ويجالدهم بهم‪ ،‬وكلما ركض على‬ ‫معسكر بتده‪ ،‬حتى كاد حمد بن سعيد أن يخرج من بهلا بدلفات راشد وحملاته‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٩٢٨‬فلم يزل يجالد القوم في يومه ذلك إلى وقت العصر ثم ضرب بتفق‪ ،‬فقتل‪،‬‬ ‫وقتل معه ثلاثة رجال‪ ،‬واحد يقال له الشمار‪ .‬وهو شجاع نجيد‪ ،‬وبطل شديد‪ ،‬فلسا‬ ‫قتل راشد والثلاثة معه‪ ،‬أتى من أتى حمد من أهل بهلا‪ ،‬وقال له ‪ :‬ليس بالحصن‬ ‫أحد‪ ،‬فمضى إليه بمن معه فرأه خاليأ من الناس‪ ،‬فقبضه‪ ،‬ومكث في بهلا ثلاثة‬ ‫أيام‪ ،,‬ثم رجع إلى مسقط‪ ،‬ولم يمكث بنزوى‪ ،‬فلسا كان بالبركةف جعل قابض برجها‬ ‫الذي هو على الشريعة يضرب القوم بالتفق‪ ،‬ولم يكن معه أحد من الناس فقتل‬ ‫كثيرأ۔ وجرح كثيرأ۔ ولم يقدر أحد يدنوا منه‪ ،‬فقال حمد لقومه‪ :‬أعطوه الأمان‪ ،‬حتى‬ ‫بخروجه من البرج‪ ،‬فصاح القوم عليه‪ :‬اخرج من البرج ولك الأمان‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬لا‬ ‫أريد الأمان‪ ،‬ولم يزل على ذلك‪ ،‬حتى نفذ الرصاص عليه فظل يقطع سلاسل‬ ‫خنجره بسكينه ويضرب الناس‪ .‬فلما نفذت سلاسل خنجره وسكينه‪ ،‬هبط من البر جظ‬ ‫فكر عليه رجل من القوم‪ ،‬فطعنه بخنجره‪ ،‬فقتله بتلك الطعنة‪ ،‬فتواثب الجيش عليه‬ ‫‪٣٣٠4‬‬ ‫فقتلوه‪ ،‬فقيل‪ :‬إن الذين قتلهم ذلك الرجل بضرب التفق ثمانين رجلأش والذين جرحهم‬ ‫بالرصاص مائة رجل‪ ،‬فلما قتل‪ ،‬أمر حمد بهدم ذلك البرج‪ ،‬فهدم‪.‬‬ ‫فلسا رجع حمد إلى مسقط أمر بالمعروف ونهي المنكر‪ ،‬وقرب أهل العلم‪ ،‬وأبعد‬ ‫أهل الظلم وفشى عدله بعمان‪ ،‬وكل مكان سمع بأخبار علمه‪ ،‬وزادت هيبته‪ .‬وصلح‬ ‫بين المعاول وأهل نخل‪ ،‬وكانت الحرب قائمة بينهم على ساق‪ .‬ثلاث سنين‪ ،‬وكان‬ ‫حمد يقول مع شدة هيبته إذا خلا بأهل خاصته‪ :‬إني لا أخشى رجلأ من الناس‪ ،‬إلا‬ ‫سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬وسلطان يقول مع خاصته‪:‬‬ ‫لا‪١‬‏ أتقي‬ ‫أحدا من‬ ‫الناس ال حمد‪.‬‬ ‫أخبرني الشيخ سعيد بن أحمد بن سعيد اليحمدي‪ ،‬قال‪ :‬مضيت ذات يوم إلى بيت‬ ‫الشنيخ فضل بن سيف ببركة‪ ،‬فلما سلمت عليه‪ ،‬نهيض‪ ،‬فمشى فاتبعته۔ حتى دخل‬ ‫حصن بركةش ودخلت معه‪ .‬فلما بلغنا إلى الغرفة التي تسمى غرفة الصلاة‪ ،‬لم نر‬ ‫فيها‪ ،‬إلا حمد بن سعيد‪ ،‬فلمَا وافيناه‪ ،‬سلمنا عليه‪ ،‬فرد علينا السلام‪ ،‬ثم أطرق رأسه‪.‬‬ ‫ثم رفعه ثم أطرقه‪ ،‬ثم رفعه‪ ،‬وجعل يرد أنفاسه‪ ،‬فقال له الشيخ فضل بن سيف‪ :‬يا‬ ‫مولانا‪ .،‬على أي شيء هذا الإطراق» وترديد الأنفاس؟ فقال له‪ :‬على ثلاثة أحوال‪،‬‬ ‫فقال له فضل‪ :‬وما الأول؟ وما الثاني؟ وما الثالث؟ فقال‪ :‬الأول‪ :‬أريد أن أحارب‬ ‫أهل ممباسة‪ .‬فلم أدر كيف أصنع بحربهم لمناعة حصنهم» وقوة المزاريع‪ ،‬مع كثرة‬ ‫عدد من يتبعهم من أهل الزنج‪ .‬والثاني‪ :‬اتفكر في حرب بلدة تمبى‪ ،‬فكيف أصنع‬ ‫بحربها مع قوة الأفرنج‪ .‬والثالث‪ :‬الفكر في سلطان فلا أدري كيف أصنع به‪ .‬فقال‬ ‫له فضل‪ :‬يا مولانا‪ ،‬إن سلطان لا مال له‪ ،‬ولا كثرة رجال معه‪ .‬وأكثر مقامه‬ ‫بحصن نعمان‪ ،‬وما معه‪ .‬إلا الأثشي عشر رجالاش فقال‪ :‬يا فضل‬ ‫إن شأن سلطان‬ ‫عندي لأعظم ‏[‪ ]٩٢٩‬من شأن ممباسة وتمبى‪ ،‬فإن سلطان شجاع۔ لا يقدر أحد على‬ ‫حربه‪ ،‬قال‪ :‬فتعجبت من كلامه ذلك‪ ،‬وتعجّب فضل مثلي من كلامه‪ ،‬قال‪ :‬فلما‬ ‫صلى الشيخ فضل صلاة الضحى» أمر حمد على أصحاب الخيل والركاب‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫إنى لأمضي إلى سلطان فأسلم عليه‪ ،‬قال سعيد‪ :‬فمضينا معه‪ ،‬فكان عددنا به مائة‬ ‫‪٣٣١‬‬ ‫رجل أما الراكبون منهم على الخيل به عشرون فارس فلما بلغنا إلى النارجيل‬ ‫الصغار‪ .‬رأينا سلطان مقبلا علينا‪ .‬ومعه إثنا عشر رجلاًش فلما قرب منا‪ ،‬هبط من‬ ‫ظهر ناقته إلى الأرض وجعل يقود ناقته بخطامها‪ ،‬فلما دنا من حمدة سلم كل واحد‬ ‫منهما على صاحبه‪ .‬فقال له حمد‪ :‬إنا أتيناك لتمضي معنا للحصن ضيافةظ فقال‬ ‫سلطان‪ :‬أنا أحق بها‪ ،‬لما بلغتم إلى هذا المكان‪ ،‬فطاوعه حمد على ذلك‪ ،‬فجعل‬ ‫سلطان يحادث حمد وهو يمشي وحمد يحادثه‪ ،‬ولم ينزل من ظهر فرسه‪ .‬فلما‬ ‫وصلنا إلى حصن نعمان‪ .‬أخرج لنا سلطان الخواني المملؤة باللحم والأرز‪ ،‬فلما‬ ‫فرغنا من الأكل‪ ،‬أقلنا معه‪ ،‬فلما انصرفنا عنه‪ ،‬وأراد سلطان أن يشيّع حمد‪ ،‬فأقسم‬ ‫حمد أن لا يشيعه‪ ،‬قال‪ :‬فلما رجعنا مع حمد للحصن ودخل حمد الحصن‪ ،‬فدخلت‬ ‫أنا والشيخ فضل معه‪ .‬فلمَا جلسنا معه في الغرفة قال له الشيخ فضل‪ :‬يا مولاناأ‬ ‫كيف لم تهبط من صهوة حصانك إلى مصافحة عمك سلطان لسا هبط من ظهر‬ ‫ناقته إليك؟ أفيحسن هذا عندك؟ فقال‪ :‬يا فضل" والله لا أقدر أن أنزل من ظهر‬ ‫فرسي إلى عسي سلطان خيفة منه‪ ،‬فإنه لو أراد بي سوءأً‪ ،‬لما سلمت منهك وأنا على‬ ‫ظهر فرسي‪ ،‬فضلا من أن أكون في الأرض معه قال‪ :‬فتعجّبنا من كلامه‪ ،‬مع شدة‬ ‫هيبته‪ ،‬وهو شديد الخشية من سلطان‪ ،‬ولما رجع حمد إلى مسقط زاد في الزهد‬ ‫والقيام بالعدل ونمت قوته‪ ،‬وكان إذا برز للناس‪ ،‬لم يكثر الكلام في برزته۔ وإذا‬ ‫حثه أحد‪ ،‬أطرق له إطراق الأفعوان۔ فإذا تسّم كلامه‪ ،‬أجابه بكلمة واحدة‪.‬‬ ‫أخبرني والدي محمد بن رزيق قال ‪ :‬رأيت من السيد حمد أيام قدومه من بركة‬ ‫إلى مسقط في سنة أربع ومائتين وألف خلاف ما كنت أرى سلفأ من البشاشةة‪.‬‬ ‫فمضيت إليه ذات يوم‪ .‬لأسأله عن السبب فوافيتهه ومجلس برزته غاص بالناس‪،‬‬ ‫وهم سكوت‪ ،‬ولا أحد من الحضور معه ينطق بكلمة فجلست بين يديه‪ ،‬بعدما‬ ‫سلمت عليه ورة علي الجواب فقلت له‪ :‬يا مولانا‪ ،‬على أي شيء إعدامك البشاشة‬ ‫التي كنت أجدها منك؟ قال‪ :‬فسكت طويلا ثم قال‪ :‬إن بعض الناس تزعم أنكم‬ ‫تأكلون مال بيت المال‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬لقد صدق الذي أخبرك عنا بهذا‪ ،‬ولكن أكلنا‬ ‫‪٣٢٣٢‬‬ ‫أكل أدب‪ ،‬إذا أكلنا ما أكلنا في زمن جدك الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬وأكلنا ما أكلنا عند‬ ‫أبيك ‏‪ ١‬لإمام سعيد‬ ‫بن‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫أحمد بن سعيد‬ ‫فأكلنا معك أكل شبع ۔ لا أكلنا معك‬ ‫‏[‪ ]٩٣٠‬أكل منهوم سيئ الأدب‪ ،‬قال‪ :‬فلما قلت له ذلك‪ ،‬تبسم‪ ،‬ثقمال‪ :‬هنيا مريا‪ ،‬لا‬ ‫يكون بقلبك من قبلي‪ ،‬إلأ ما تقر به عيناك‪ ،‬ويظج به قلبك‪ .‬قال‪ :‬فلما قال لي ذلك‬ ‫مضيت‬ ‫فكان‬ ‫عنه‬ ‫اذا أتبته بعد ذلك‬ ‫يغلبه ا لابتسام ّ ويظهر لي البشاشة وطلاقة‬ ‫كثير من‬ ‫و أعر ابا‪ ،‬وزادا ‪ 4‬وخدمهما‪6‬‬ ‫الوجه‪ ،‬وقد رفع منزلتي فوق المنزلة الأولى‪.‬‬ ‫وقد‬ ‫أمر حمد بجمع‬ ‫عسكر‬ ‫عمان۔‪ ،‬حضراء‬ ‫تكون عليه ببركةش وهو يومئذ بمقسط سنة ست ومائتين وألف‪ ،‬فلما قيل له إن بعض‬ ‫القوم قد وصلوا بركةة فإلى أين يرتد بهذا الجمع العظيم؟ أمسك عن الجواب‪ ،‬فخر ج‬ ‫من مسقط يريد بركة‪ ،‬ومعه خلق كثير‪ ،‬على خيل وركاب‬ ‫الحرمل ّ اشتكى الحمى ‘ فلم يقدر‬ ‫الحمى ‘ وظهر ره جدري‬ ‫كثير ‘‬ ‫فلما كان بسيح‬ ‫على المسير ‘ فرجع إلى مسقط‬ ‫وقد احترق‬ ‫مركبه‬ ‫فأثشتدت‬ ‫عليه‬ ‫الرحماني ليلا ‪ .‬قبل أن يموت‬ ‫بثلاثة أيام‪ ،‬فلما قيل له‪ :‬قد احترق المركب لرحماني ‪ 3‬قال‪ :‬إني لأعلم بمن أحرقه‬ ‫فلذا شفاني الله من هذا الجدري‪ .‬لتسمعوا بصنيعي بالذي أحرقه‪ ،‬فعاش بعد ذلك‬ ‫ثلاثة أيام‪ ،‬ثم توفي في الجزيرةة ليلة الجمعة ثامن يوم من شهر رجب سنة ست‬ ‫ومائتين‬ ‫و ألف ۔ وقد‬ ‫رثته شعر ‏‪ ١‬ء عصره‬ ‫بمر اث‬ ‫كثير ة‪ .‬فكان‬ ‫مطلع قصيدة‬ ‫الشيخ‬ ‫الفصيح سالم بن محمد بن سالم الدرمكي شعرا‪:‬‬ ‫جبل الجبال الراسيات تهدّما‬ ‫فأمطر عليه من مدامعك الدما(')‬ ‫لسا قضى حمد لم تبكه البشر‬ ‫حتى بكته الحصى والنخل و الشجرُ(")‬ ‫ورثاه بقصيدة أخرى‪ ،‬على حرف الراء‪ ،‬وهي قصيدة طويلة‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬ ‫) بعد البحث والتدقيق تبين أن القصيدة غير موجودة في ديوان الدرمكي‪ .‬انظر البيت في‪ :‬ابن‬ ‫رزيق‪0‬‬ ‫حميد‬ ‫بن‬ ‫محمد‪:‬‬ ‫الفتح المببيين في سيرة‬ ‫السادة‬ ‫ألبوسعيديين “‘ ص‬ ‫‏‪.٣٦٥‬‬ ‫)"( بعد البحث‬ ‫والتدقيق تبين أانلةالقصيدة غير موجودة في ديوان الدرمكي‪ .‬حفظ لنا ابن رزيق‬ ‫البيت الأول في مخطوطته هذه‪.‬‬ ‫‪٣٢٣٣‬‬ ‫ورثاه الشيخ سليمان بن أحمد المفضلي النزواني بقصيدة حائية‪ ،‬مطلعها‪:‬‬ ‫ونأى اللىرور‬ ‫سطت الهموم وصالت ‏‪ ١‬لأتر ‏‪ ١‬ح‬ ‫وشطت ‏‪ ١‬لأفر ا ح ‏‪(١‬‬ ‫وقد رأيت نعش حمد بن سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬لما حمل إلى القبر‪ ،‬وكنت‬ ‫يومئذ صغير السن‪ ،‬لا أشيع في نعش الأموات‪ ،‬وقد مشت خلف نعشه عالم كثيرة‬ ‫من مسلم وذسّي‪ ،‬فإلى هذه الغاية سنة تسع وستين ومائتين وألف‪ ،‬ما شهدت نعشاأً‬ ‫مشت خلفه الناس‪ ،‬كما مشت خلف ذلك النعش‪.‬‬ ‫السلطان سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد‪:‬‬ ‫سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد البورسعيدي‪ ،‬كان سلطان طويل‬ ‫القامةة‬ ‫جميل الصورة شجاعا نجيدًا‪ ،‬تلوح الشجاعة بين عينيه فمن لا رأه ورأه يشهد لله‬ ‫بالسطوة والشجاعة‪ .‬لا يعبأ بكثرة أعدائه‪ ،‬إذا كان هو في قليل من أهل خاصة‪.‬‬ ‫ينصف للمظلوم من الظالم وإذا صاحبه بغى‪ ،‬عاقبه بما يستحق‪ ،‬من قتل‪ ،‬أو‬ ‫ضرب عصاء أو قيد‪ ،‬أو حبس‪ ،‬سواء عليه إذا كان الباغي شريفا‪ ،‬أو غير شريف‪،‬‬ ‫وقد جرت بينه وبين حمد بن أخيه سعيد بن أحمد منافرة‪ ،‬أيام دولة حمد فكثر‬ ‫بينهما التنافي‪ ،‬فخالف السلطان النزارية أهل سمائل‪ ،‬فعاهده على حرب كل عدو‬ ‫له فركضوا بأمره على حصن سمائل‪ ،‬وهو يومئذ في حكم حمد‪ .‬فدخلوه من جانب‬ ‫السوق‪،‬‬ ‫‏[‪ ]٩٣١‬فلما توسطوه‪ ،‬جعل يضربهم البرج المربع منه والجانب الشرقي‬ ‫بالتفق‪ ،‬فخرجوا منه‪ .‬وركض سرحان بن سليمان الجابري على حجرة عوامر‬ ‫سيجا‪ ،‬والعوامر هؤلاء‪ ،‬يدعون أنهم فرقة من بني راوحة‪ ،‬ومعه بعض الرجال من‬ ‫جماعته بني جابر‪ ،‬فهجموا عليهم فشردوهم من الحجرةة‪ ،‬وقتل من العوامر ع‪٥‬ة‏‬ ‫رجال‪ ،‬وهدموا الحجرة‪ ،‬فما تركوا لها أساسّا‪ ،‬فغضب حمد على بني جابر‪ ،‬وحشد‬ ‫(‪ (١‬نظر البيت في‪ :‬ابن رزيق‪ ،‬حميد بن محمد‪ :‬الفتح المبين في سيرة السادة آلبوسعيديين‪ ‘،‬ص‪‎‬‬ ‫‪٣٢٣٤‬‬ ‫‪.٣٦٥‬‬ ‫جيشا كبيرًا‪ ،‬فلما وصل بجيشه إلى سمائل‪ ،‬ثتطته الناس عمن حرب سيجا‬ ‫إذ منبع‬ ‫فلجها مع الحجرة‪ ،‬فإذا كسروا الفلج‪ ،‬لم يجد محاربهم قطرة ماء لهم‪ ،‬ثم إن أ ضها‬ ‫إذا أرسلوا الفلج عليها‪ ،‬لا تمرر أحدا يمشي عليها‪ .‬إلا من الأنخماصخ فإذا وصلت‬ ‫الأقدام عليها غاصت فلا تقدر على نزع القدم‪ ،‬وأكثروا عليه من تطاير هذا الكلام‪،‬‬ ‫ففسح الجيش‪ ،‬ورجع هو إلى مسقط فأقام بها أيامًا قلائل‪ ،‬ثامرتفع إلى الرستاق‪،‬‬ ‫فلما علم السلطان بذلك‪ .‬غزا المطرح ببني جابر‪ .‬وسائر نزارية وادي سمائل‪،‬‬ ‫فدخلوا سوقها وبيوتها فنهبوا ما وجدوه من مال‪ ،‬وحملوا ما قدروا عليه‪ ،‬فأقالوا‬ ‫بدارسيت فلما بلغ الصريخ إلى مسقط‪ ،‬جمع سليمان بن خلفان بن محمد عساكر‬ ‫مسقط ورعيتها‪ ،‬وكان يومئذ هو الوالي على مسقط‪ ،‬من قبل حمد‪ ،‬فأجتمع مع‬ ‫سليمان بن خلفان خلق كثير‪ ،‬فلما بلغ بهم إلى آخر العقبة المشرفة على دار سيت‬ ‫والفلج‪ ،‬ركض عليهم سلطان‪ ،‬بمن معه من أهل سمائل‪ ،‬فانكسرت عساكر مسقط‬ ‫ووقع فيهم قتل وجراح كثير‪ .‬فاتبعهم سلطان ومن معه إلى جبروه‪ ،‬ثم رجعغ فأقام‬ ‫بدر اسيت والفلج يومين‪ ،‬فلم يقدر سليمان بن خلفان على حربه‪ ،‬ثم ارتفع سلطان‬ ‫بمن معه إلى سمائل‪ ،‬وضاق حمد بسلطان ذرعا‪ ،‬فلم يقدر على حربه‪ ،‬وجعل محمد‬ ‫بن خلفان يكاتب سلطان بالوثبة إلى مسقط ويقول له في كتابه‪ :‬عليك بالرجال‪،‬‬ ‫وعلي المال‪ ،‬حتى تبلغ مطلوبك من مسقط وغيرها‪ ،‬وجعل سلطان يماطله في‬ ‫الوثبه إلى مسقط‪ ،‬فلما مات حمد جعل سعيد بن الإمام أحمد ولده أحمد بن سعيد‬ ‫مكان ولده حمد‪ ،‬وجعل على بركة علي بن هلال بن الإمام أحمد ثم إن سلطان‬ ‫وفد على علي بن هلال ببركة‪ .‬فلما تواجها‪ ،‬قال سلطان لعلي بن هلال‪ :‬يا علي‪.‬‬ ‫اصلح الشان بيني وبين أخي سعيد فإن الإحن الماضية بيننا كانت من قبل ولده‬ ‫حمد فالان قد توفي حمد‬ ‫وأريد إطفاء النائلرة بيني وبين أخي سعيد‪ ،‬وأن يجعلني‬ ‫أخي سعيد سيفا لدولته فأحارب كل من عصاه من أهل عمان‪ ،‬حتى يستكين‪ ،‬وله‬ ‫يدين من كان لاله يستكين‪ ،‬ولا له يدين‪ ،‬من أهل عمان‪ ،‬وأن يجعل لي نصيبًا يسير‬ ‫من مسقط فامض أنت إليه منذ اليوم‪ ،‬واصلح الشان‪ ،‬فأنا منذ الساعة راجع إلى‬ ‫‪٣٣٥‬‬ ‫سمائل‪ ،‬وإذا وصلت أنت من الرستاق إلى بركة‪ ،‬أرسل لي رسولا‪ ،‬كي أتيك‪ ،‬لتمام‬ ‫الصلح والعهد على يديك‪ .‬فأجابه على ذلك‪ ،‬واستحسن قوله‪ ،‬فمضى سلطان‪ ،‬فلا‬ ‫بلغ إلى الرسيل‪ ،‬مكث بها وكان قد جعل عيونا على علي بن هلال وقال لهم‪ ،‬إذا‬ ‫ارتفع على بير النصف إلى الرستاق‪ ،‬اسرعوا أنتم إلي إلى الرستاق‪ ،‬فلما أتته‬ ‫العيون‪ ،‬واخبروه بارتفاعه بير النصف ‏[‪ ]٢٩٣٢‬إلى الرستاق‪ ،‬ركب هو وصحبه‬ ‫نياقهم‪ ،‬فما هبط من ظهر ناقته إلى الأرض إلا أمام باب حصن بركة‪ ،‬فكان من‬ ‫محض حظه أن خرج رجل من أصحاب الحصن يريد أن يمضي إلى السوق ة‬ ‫فألقاه سلطان إلى صحبه‪ ،‬ودخل هو من الباب فأراد البواب أن يدافعه‪ ،‬فضربه‬ ‫بالخنجر‪ ،‬فقتله‪ ،‬فدخل الباب‪ ،‬ودخل صحبه معه‪ ،‬وهم أثنا عشر رجلا‪ ،‬فركض بهم‬ ‫على العسكر القابضين بروج الحصن‪ ،‬فطلبوا منه الأمان‪ ،‬فأمنهم‘ وأخرجهم من‬ ‫الحصن‪ ،‬فاستولى عليه وبعث رسولا إلى أهل الطو‪ ،‬فاتته منهم مائه رجل‪ ،‬وبقيت‬ ‫قلعة الحصن بيد بني رواحه‪ ،‬فأرسل إليهم أن يهبطوا منها‪ ،‬فأبوا فبعث إلى الشيخ‬ ‫ربيعة بن أحمد الرواحي‪ ،‬وكان مسكنه ببيت الجنينة من بركةة فلما أتاه قال له‪:‬‬ ‫ناصح جماعاتك بني رواحة‪ ،‬وقل لهم يخرجوا من القلعة بأمان‪ ،‬ويحملوا منها ما‬ ‫قدروا على حمله من البارود والرصاص والزاد‪ ،‬فمضى إليهم‪ ،‬فأبوا‪ ،‬ثم أطاعواا‬ ‫فنزلوا من القلعة وحملوا منها ما قدر على حمله‪ ،‬وأتته الجبور‪ ،‬فأعانته بالتمر‬ ‫والأرز‪ ،‬وواجهته الأعراب والحضر‬ ‫وسائر رعيه بركة من حد السيب إلى التله‪0‬‬ ‫وبعث كتبه إلى رجال المعاول‪ ،‬وأهل نخل‪ ،‬ووادي سمائل‪ ،‬وذكر لهم فيها أن‬ ‫الميعاد بيني وبينكم بالقرم‪ ،‬فأسرعوا إلى" بالوثبة ومضي هو وصحبه يريد مسقط‬ ‫ومسيره بهم وئيدأ‪ .‬فما بلغ إلى القرم‪ ،‬إلا ومعه خلق كثير من المعاول‪ ،‬وأهل نخل‪،‬‬ ‫ووادي سمائل‪ ،‬وفسح للأعراب الذين أتوه بغير إراده منه‪ ،‬وأماً علي بن هلال‪ ،‬لمَا‬ ‫وصل إلى الرستاق‪ ،‬وأخبر سعيد بن أحمد من المصنعة فأخبره أن سلطان‪ ،‬قد‬ ‫هجم على حصن بركةة فاستولى عليه‪ ،‬وأنه مضي برجال كثيرة‪ ،‬يريد مسقط‪ ،‬فلام‬ ‫سعيد علي بن هلال بوفدته عليه‪ ،‬وتركه لحصن بركةة ثم قال له‪ :‬إبض من‬ ‫‪٣٣٦‬‬ ‫ساعتك على طريق المصنعة‪ ،‬واركب منها سفينه إلى مسقط‪ ،‬وكن مساعدا لولدي‬ ‫أحمد وشبا نار الحرب على سلطان ومن حاربكما‪ ،‬وإياكما والجبن‪ ،‬فإنه لا من‬ ‫سجايا الكرام‪ ،‬وأكثر عليه بنظائر هذا الكلام‪ ،‬فامتظ أمره‪ ،‬ومضى إلى المصنعه‬ ‫فلما أتاها‪ .‬ركب سفينه منها إلى مسقط‪ ،‬فوصلها في اليوم الذي وصل سلطان فيه‬ ‫إلى القرم‪ ،‬فكتب سلطان إلى تجار مسقط وأكابرها بالمكث فيها‪ ،‬ولهم الأمان من‬ ‫قبله على أنفسهم‪ ،‬وما ملكت أيديهم كافة وبعث مع جملة تلك الكتب" كتابا إلى أبي‬ ‫محمد بن رزيق‪ ،‬ورسوله بالكتاب رجل من بني رواحة اسمه سعيد بن مصبح‪.‬‬ ‫وفحوى كلامه في كتابه لأبي‪ :‬إذا وصلك كتابي هذا‪ ،‬أخبر كافة أهل مسقط بالأمان‬ ‫مني على أنفسهم و أموالهم‪ ،‬فإني ما قدمت على مسقط لأنهب أموال الرعية ولكن‬ ‫قدومي عليها لأمر لا يخفاكم يعني حصنيها وسائر معاقلها‪ ،‬فلما أبي قرأ الكتاب‪،‬‬ ‫مضى به إلى أحمد وعلي بن هلال‪ ،‬وهما بارزان بالجزيرة‪ ،‬فأراهما إياه ثم قال‬ ‫لهما‪ :‬ما عندكما من الأري؟ فقالا‪ :‬إن سلطان ‏[‪ ]٢٩٣٣‬لا يقدر أن يصل إلى مسقط‬ ‫فدونها سيوف وتقاق ومدافع‪ ،‬ولسنا ممن يخاف توعده‪ ،‬فنحن إنشاء الله‪ ،‬إذا وفد‬ ‫على مسقط لنجالده بالسيف دون عقبه وادي الكبير‪ ،‬جلاد يسمع به الداني‬ ‫والقلصي‪ ،‬وأكثر بنظائر هذا الكلام‪ ،‬فرجع أبي عنهما‪ ،‬ومضى إلى التجار وأكابر‬ ‫مسقط فأخبرهم عما كتبه له سلطان من قبلهم‪ ،‬وما قالا له أحمد وعلي بن هلال‪،‬‬ ‫فقالوا‪ :‬كذلك قد وصلنا كتب من سلطان‬ ‫يذكر فيها كما ذكرته لنا عنه وفي غالب‬ ‫ظننا‪ ،‬أن سلطان ليدخل مسقط‪ ،‬ويبلغ مراده منها‪ ،‬وإن أحمد وعلى بن هلال لا‬ ‫ليمنعاه عنا‪ ،‬إذ لا نرى معهما عساكر لمدافعته عن مسقط‪ ،‬فكلام أحمد وابن هلال‬ ‫هراء لا معنى له وكان جواب أكابر مسقط لأبي مثا ما قالت التجار له ‪ ،‬فلما كان‬ ‫ليل ذلك النهار اجتمع أكابر مسقط لأبي‪ ،‬فأشار أبي إليهم أن يرفعوا أصواتهم‬ ‫ويصيحون القوم القوم صيحة واحدة ‪ ،‬ليعلم الحقيقة من أحمد وابن هلال‪ ،‬وقال لهم‪:‬‬ ‫إذا خرجا بمن معهما من العسكر مع الصيحةة فاعلموا أنهم ليجالدون‪ ،‬وإن مكثا‬ ‫بالسور بمن معهما‪ ،‬ولم يكن منهم إلأ ضرب التفق على أهل الحلل الخارجة من‬ ‫‪٣٢٣٧‬‬ ‫السور‪ ،‬فاعلموا أن لا قدرة لهما على الخروج والمجالدة عنه‪ ،‬فلما فعلوا ما أسرهم‬ ‫به أبي تراسل ضرب التفق من السور على الحلل الخارجة عنه‪ ،‬فأيقنت الرعية‬ ‫حينذ بجبنهما‪ ،‬فما مضت بعد تلك الساعة الا بقدر ساعةة إلا وسلطان ومن معه من‬ ‫القوم مقبلون من الوادي‪ ،‬وسيوفهم مسلولة‪ ،‬وسلطان يمشي أمامهم‪ ،‬وشعارهم هذه‬ ‫آلاية الشريفة هجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا“»('أ فلما كانوا‬ ‫بنواحي بيت أبي‪ ،‬خرج أبي إلى سلطان‪ ،‬فصافحه وأخبره أنه قد قرأ كتابه على‬ ‫التجار وأكابر مسقط فقرت عيونهم بأمانه‪ .‬وثلجت صدورهم باحتفاله بهم‪ ،‬فسر‬ ‫سلطان ذلك‪ .‬ثم قال لأبي‪ :‬أما أحد من أهل مسقط اخر تمر‪ ،‬فيبايعنا بما يسند‬ ‫مخصصه‬ ‫القوم؟ فانه قد أ نربهم الجو عظ فأخرج لهم أبي من بيته خمسين جرابأ‬ ‫فلما أكلوا‪ ،‬واستراحوا قليلا‪ ،‬أمر سلطان عليهم بالركضة على باب الكبيره فلما‬ ‫ركضوا عليه‪ .‬جعل أصحاب أحمد وعلي بن هلال يضربونهم بالتفق من أعلى‬ ‫السور‪ ،‬فانكسروا عنهم‪ ،‬وقتل منهم سته رجال ثم ركضوا‪ ،‬عليهم ثانية فانكسروا‬ ‫عنهم‪ ،‬وقتل منهم ثلاثة رجال‪ ،‬فلما لاح الفجر الصادق‪ ،‬أتى علي بن عبدالله شيخ‬ ‫بني وهيب“ إلى سلطان‪ ،‬وكان هو القابض يومئذ بالباب الصغير من قبل أحمد بن‬ ‫سعيد بن أحمد إلامام‪ ،‬فقال لسلطان‪ ،‬بعد ما سلم عليه‪ :‬لم لا أتيت أنت ومن معك‬ ‫من القوم على الباب الصغير ‪ ،‬فأدخلكم منه؟ فمضى معه سلطان ومن معه من‬ ‫القوم فسلك بهم عقبة مابين‪ ،‬وانحدر بهم من أسفل عقبة سداب‪ ،‬وسلك بهم الطريق‬ ‫المفضي إلى باب الصغير‪ ،‬فلما بلغوا الباب‪ ،‬أمر أصحابه بفتح الباب ففتحوه‪ ،‬فلما‬ ‫دخل سلطان ومن معه شتم سلطان علي بن عبدالله ‪ ،‬وقال له ‪ :‬قبحك الله يا خائن‪،‬‬ ‫اغرب عني فما أنا بتاركك بالباب فلما طرده هو وأصحابه‪ .‬أجلس بالباب مكانه‬ ‫سرحان‬ ‫‏[‪ ]٩٣٤‬بن سليمان الجابري‪ ،‬ومع سرحان مائة رجل من جماعته‪ ،‬ومضى‬ ‫هو ببقية القوم‪ ،‬يريد دخول الجزيرة‪ ،‬فدخلها من الجانب الشرقي المقابل دكان محمد‬ ‫(‪ (١‬سورة‬ ‫الإسراء‪،‬‬ ‫الآية‪‎‬‬ ‫‪.٨١‬‬ ‫‪٣٣٨‬‬ ‫بن حبيب الرمحي الصائغ ‪ ،‬وكان بالجزيرة باب صغير من الجانب الشرقي‬ ‫المذكور‪ ،‬فهزم من فيها‪ ،‬وجعل أصحابه يضربون الكوت الغربي بالتفق‪ ،‬والكوت‬ ‫يضربهم بالمدفع والتفق‪ ،‬وركض محمد بن خلفان بمن معه على عقبة ريام‬ ‫وكلبوه‪ ،‬فهزم من فيهما من عسكر أحمد وعلي بن هلال‪ ،‬وأجلس مكانهم أصحابه‪.‬‬ ‫وانهزم القابض عتبة سداب لما دخل سلطان الباب الصغير‪ .‬وهرب سائر العسكر‬ ‫القابضين بالسور والبرو جف وتحصن علي بن هلال بالكوت الغربي وتحصن أحمد‬ ‫بن سعيد بالكوت الشرقي‪ .‬وواجهت التجار وأكابر مسقط سلطان في الجزيرة‬ ‫ومضى أبي إلى سداب» فاشترى بأمر سلطان للعسكر ألف جراب من تمر الباطنة‬ ‫وجلس بالفزضة‪ ،‬تمضي العسكر بأمر السلطان بالأرز والتمر والبارود‬ ‫والرصاص وانهزم أكثر أهل مسقط إلى يتي وقريات خوفا من ضرب المدافع من‬ ‫الكوتين‪ ،‬وتراسل ضرب المدافع من الكوتين‪ ،‬في الحله الداخله والخارجه‪ ،‬وخلصت‬ ‫المراكب لسلطان‪ ،‬وكان محمد بن خلفان الوكيل يومئذ لسلطان عضدأ وكتأ‪ ،‬فأعانه‬ ‫بالمال‪ ،‬ومن معه من الرجال‪ ،‬وكتب سلطان إلى أخيه قيس بن الإمام‪ :‬إني قد دخلت‬ ‫مسقط لأخلصها لك‪ ،‬فإذا أتاك كتابي‪ ،‬إمض بمن معك من القوم‪ ،‬وعسكر بهم‪ ،‬في‬ ‫القاسم‪ ،‬وأشغل أخي وأخاك سعيد بن أحمد عن الوثبة لمسقط فلما بلغه الكتاب‪،‬‬ ‫حشد أقواما كثيره‪ ،‬فمضى بهم إلى القاسم ‪ ،‬فعسكر بهم هناك‪ ،‬وكتب لأخيه سعيد‪:‬‬ ‫إن سلطان ما دخل مسقط إلا بأمري‪ ،‬فكن أنت مكانك بالرستاق‪ ،‬وأترك سلطان‬ ‫وولدك أحمد في شأنهما‪ ،‬فإنك إذا مضيت إلى مسقط‪ ،‬مضيت أنا إلى الرستاق‪ ،‬ومن‬ ‫أنذر فقد أعذر والسلام‪ .‬فلما بلغ كتابه إلى سعيد‪ ،‬تماسك بالرستاق‪ ،‬ومكث قيس‬ ‫معسكرا بالقاسم‪ ،‬وركض محمد بن سليمان العدوي‪ ،‬وكان يومئذ هو القابض الكوت‬ ‫الشرقي‪ .‬بأمر سعيد بن الإمام على بيت أولاد بيمةظ لينهب ما فيه من المال‪ ،‬فلما‬ ‫بلغ الصريخ إلى سلطان‪ ،‬وهو يومئذ بالجزيرة وثب سريعأً بمن معه‪ ،‬فلما رأته‬ ‫أصحاب محمد بن سليمان مقبلا عليهم‪ ،‬هربوا‪ .‬وهرب معهم محمد بن سليمان‪ ،‬فما‬ ‫ظفر سلطان‪ .‬إلا برجلين من قوم محمد بن سليمان‪ ،‬فقتلهما۔ وجعل سلطان يتبع‬ ‫‪٣٣٩‬‬ ‫محمد بن سليمان‪ ،‬إلى أن لاذ بالكوت الشرقي‪ ،‬وقد طعن محمد بن سليمان مع‬ ‫انهيزامه مسعود بن محمد بن سعيد العبيداني برمح‪ ،‬فأوقع سانه في ألف مسعود‬ ‫فأخرجه من آخر عنقه‪ .‬وضرب رجل ظاهر من أصحاب سلطان بتفق من الكوتش‬ ‫فوقعت الرصاصه في فخذه فخرجت من الجانب الثاني‪ ،‬فأما الظاهري۔ مات ليلة‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬وأما إين عبيدان‪ ،‬عاش بعد ذلك زمنا طويلا‪ ،‬فما أضعفت قواه تلك‬ ‫الطعنه‪ ،‬ثم وقع الصلح بين سلطان بن الإمام ؤ وأحمد بن سعيد بن إلامام أحمد‪ ،‬على‬ ‫أن الحصن الشرقي لسعيد بن الإمام‪ ،‬والحصن الغربي ليقبضه محمد بن خلفان‬ ‫بينهما‪ ،‬فإن نكث أحدهما الصلح‪ ،‬ليقبض الحصن ‏[‪ ]٦٩٣٥‬المنكوث عليه‪ ،‬ولقيس بن‬ ‫إلامامب حصن المطر ح وسائر برجها‪ ،‬ومدخول مسقط بيد سلطان‪ ،‬يصرفه للعساكر‪،‬‬ ‫وبما يحتاج إلية الكوت الشرقي من الاله‪ ،‬وما تحتاج إلية المراكب“ والوالي محمد‬ ‫بن خلفان‪ ،‬فتم الصلح بينهم على ذلك‪ ،‬ومضى على ذلك الصلح بعض الزمان‪،‬‬ ‫فخرج أحمد بن سعيد من الكوت الشرقي‪ ،‬وخرج علي بن هلال من الكوت الغربيض‬ ‫فقبض الكوت الغربي محمد بن خلفان‪ ،‬وترك أحمد بالكوت الشرقي رجلا شقصيا‪.‬‬ ‫من أهل الرستاق‪ ،‬وقبض قيس حصن المطرح فترك فيه الحان‪ ،‬فلما استقرت‬ ‫الناس‪ ،‬وأطمأنت‪ ،‬وهدأت الفتن‪ ،‬أقبل سلطان من بركة إلى مسقط لعاداته الأوائلل‪،‬‬ ‫فلسا واجهه بالجزيرة الشقصي‪ ،‬القابض للحصن الشرقي‪ .‬وأراد الإنصراف عنه إلى‬ ‫الكوت‪ ،‬قال له سلطان‪ :‬إذا أردت حياتك سلم لي الكوت‪ ،‬وأظهر له الغضب فقال‬ ‫له ‪:‬دعني أنلضي اليه لأخر ج أصحابي منه‪ ،‬فقال له ‪ :‬هيهات هيهات‬ ‫ثم أبر أن‬ ‫يكتف‪ ،‬فكتف‪ ،‬وقال له‪ :‬إمبضي معي فمضى معه‪ .‬فلما بلغوا إلى بيت محمد بن‬ ‫غلوم‪ ،‬أوقفوه‪ ،‬فجعل ينادي أصحابه بالخروج من الكوت فخرجوا‪ ،‬وقبضه سلطان‪،‬‬ ‫فترك فيه خدام الجبور‪ ،‬وعليهم الأمير محيسن‪ ،‬وكتب سلطان إلى أخيه قيس‪ :‬إني‬ ‫أخذت لك الكوت الشرقي‪ ،‬وأخرجت أصحاب سعيد منه‪ ،‬ففرح قيس بذلك‪ ،‬وبقي‬ ‫محمد بن خلفان في ظاهر الأمر واليأ لسلطان‪ ،‬وفي الباطن غير ذلك» وكلاهما‬ ‫نصب لصاحبة شرك الاغتيال‪ ،‬ليصير إلية مما في يد صاحبة بالاحتيال فجعل‬ ‫‪٣٤٠‬‬ ‫محمد يشيد الكوت الغربي‪ ،‬ويضاعف له المدافع‪ ،‬ويزيده من البارود والرصاص ‪،‬‬ ‫وسائر ذخائر الحرب‪ ،‬وبعث إلى خصيف بن مطر الهنائي‪ ،‬فأتاه بمائه رجل‪ ،‬فخلع‬ ‫عليه وعلى أصحابه‪ ،‬وأحسن إليهم‪ ،‬فأقرهم بالكوت‪ .‬وأشترى من العبيد والزنوج‬ ‫والنوبان جمله۔ فألبسهم الملابس الفاخرة وأعطاهم السيوف والخناجر الثمينةة‬ ‫فاستراب سلطان منه بذلك الشأن‪ ،‬وأسره في نفسه ولم يظهر له ما يوحشه منهة‬ ‫فمضى سلطان إلى بركة‪ .‬وأقام فيها أياما قلائل‪ ،‬ومعه من آل وهيبة مائة رجل‬ ‫أميرهم حمد بن محمد الوهيبي فلما أراد أن يمضي إلى مسقط‪ ،‬ومعه بدر بن‬ ‫سيف وآل وهيبة المذكورن‪ ،‬فدخل الكوت الشرقية من الباب الصغير‪ .‬المشرف‬ ‫على الساحل‪ .‬وأظهر أنه مريض» وبه أول سوابق الجدري‪ ،‬فلما بلغ الخبر إلى‬ ‫خلفان بن محمد‪ ،‬وولده محمد‪ ،‬مضى إليه خلفان بن محمد‪ ،‬وولده محمد و مضى‬ ‫معهما علي بن خلفان‪ ،‬فلما كانوا حذاء الجزيرة بادرهم ماجد بن خلفان فأخذ بيد‬ ‫أخيه محمد‪ ،‬وناجاه ناجيةش وناصحه عن المسير إلى سلطان‪ .‬وقال له‪ :‬يا محمد‬ ‫أطعني فما بسلطان جدري‪ ،‬ولا به سقم‪ ،‬وإنما هي حيله وغيله صنعها لك‪ ،‬يريد بها‬ ‫أخذ الكوت منك‪ ،‬فلم يصغ له محمد فلما دخلوا الكوت الشرقي‪ ،‬وجدوا سلطانا قد‬ ‫برز بمن معه من البدو والعبيد‪ ،‬وهو صحيح الجسم‪ .‬فأوجس محمد منه خيفة‪ ،‬فلما‬ ‫أرادوا الخروج‪ .‬‏[‪ ]٢٩٣٦‬قال لهم سلطان‪ :‬أما أنت أيها الوالد خلفان‪ ،‬فمر خص في‬ ‫الرجوع‪ ،‬وأما ولداك محمد وعلي لا رخصة لهما ‪ ،‬فقال له خلفان بن محمد‪ :‬وما‬ ‫تبغي بذلك؟ فقال‪ :‬الكوت الغربي‪ ،‬ثم أشار إلى محمد بن مطر المحار فقبض يد‬ ‫محمد‪ ،‬ومضي به إلى الحبس فهبط خلفان بن محمد‪ ،‬مذعورأ يقول لمن صادفه‪:‬‬ ‫قبض محمد‪ ،‬قبض محمد‪ ،‬وبقي على بن خلفان طلقا غير محبوس‪ ،‬ثم طابت نفسه‬ ‫عليه‪ ،‬ففسح له‪ ،‬فهبط من الكوتش ومضى إلى بيته‪ ،‬ولما سمع ماجد بن خلفان‬ ‫بحبس أخيه ركض هو وخصيف بن مطر الهنائي على سوق مسكد‪ ،‬فحملوا منه‬ ‫الحل والسمن والبرك ففضعوه في الكوت‪ ،‬ونشرا علم الحرب‪ ،‬فتزلازللت حينئذ‪.‬‬ ‫مسقط بالخوف‪ ،‬وستت التجار أبواب تجارتها۔ ووضعوا عليها الأقفال‪ ،‬وبلغت‬ ‫‪٣٤١‬‬ ‫القلوب الحناجر بالخوف‪ ،‬وبعث سلطان لوالدي رسولا‪ .‬فلما أتاه قال له‪ :‬أمر‬ ‫بأمري على الأساتيد البنأتين‪ ،‬أن يهدموا بخاخير محمد بن خلفان كافة وعلى أهل‬ ‫المراكب أن يضربوا الكوت الغربي‪ ،‬حتى يهدموه‪ ،‬وهو مع ذلك قد غلت عليه‬ ‫الغضب فهبط أبي‪ ،‬وجعل على بخاخير محمد بن خلفان أقفالأ فوق أقفالهم‪ ،‬ثم‬ ‫رجع إلى الكوت الشرقي‪ ،‬فقال له‪ :‬يا مولانا‪ ،‬إحلم‪ ،‬فإنك سيد حليم‪ ،‬إني إلتمست إلى‬ ‫أن أجد لمحمد بن خلفان بخاخير‪ ،‬فما وجدت له بخاخير‪ .‬إذ البخاخير التي كانت‬ ‫بيده‪ ،‬هي بخاخيرك‪ ،‬فما هو إلا وال من ولاتك‪ ،‬مما ملكت يدك‪ ،‬فهو لك‪ ،‬أتريدني‬ ‫أن أخرب بيوتك‪ ،‬فتكون كمن قال الله فيهم‪ :‬يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي‬ ‫المؤمنين فأعتبروا يا أولى الأبصار ‪١(4‬أ‪،‬‏ وأما حرب المراكب للكوت الغربي‪ ،‬فهو‬ ‫شيء لا فائدة فيه‪ ،‬إذ الكوت أعلى‪ ،‬والمراكب أسفل منه‪ ،‬فإذا رميته بمدافعها لا‬ ‫تعمل فيه شيئا وإذا رماهن بمدافعه‪ ،‬جعلها قطعا‪ ،‬فاستحسن سلطان كلامه‪ ،‬وقال‬ ‫له‪ :‬صحيح ما تقول‪ ،‬فقال له أبي‪ :‬هذه مفاتيح البخاخير التي تزعم أنها لمحمد بن‬ ‫خلفان‪ ،‬وهي لك‪ ،‬فقال له‪ :‬دعها معك‬ ‫وأنت مرخص‬ ‫إذا أردت الهبوط من الكوت‬ ‫‪ .‬فقال له والدي‪ :‬دعني أدخل على محمد في حبسه لأناصحه في تخليص الكوت‬ ‫لك‪ ،‬فلعل أن يكن منه ذلك فقال‪ :‬امضي إليه وناصحه‪ ،‬فمضى والدي إليه فر أه‬ ‫في الحبس طلقاً غير مقيّد‪ ،‬فجعل يناصحه في تخليص الكوت لسلطان‪ ،‬فقال له‪ :‬ما‬ ‫عندي له كوت‪ ،‬وليصنع فيَ ما شاء‪ ،‬فقال له‪ :‬لا فائدة لك في هذا الكلام‬ ‫وإخراجك من الحبس بغير تخليص الكوت محال‪ ،‬ثم أجابه على ذلك‪ ،‬وكان أبي قد‬ ‫حمل دواة وأقلاماً وقرطاسأً۔ فقال له‪ :‬إكتب إلى خصيف بتخليص الكوت‪ ،‬فكتبت‬ ‫ثم ودعه أبي‪ ،‬وأرى سلطان الكتاب‪ ،‬ثم دفعه إلى أبي‪ ،‬وقال له‪ :‬أمض إلى خصيف‪،‬‬ ‫وأعطه الكتاب‪ ،‬وناصحه في الخروج من الكوت فلما مضى أبي إليه ‪ ،‬و أذن لله‬ ‫بالدخوال معه ‪ ،‬ألقى أبي إليه الكتاب ‪ ،‬و جعل يناصحه بالخروج من الكوت ة‬ ‫(‪ )١‬سورة‬ ‫الحشر ‘ الآبة‪‎‬‬ ‫‪.٧٢‬‬ ‫‪٣٤ ٢‬‬ ‫فأبى‪ ،‬وقال‪ :‬إن الحصون لاتخلص بمداد وقرطاس» فلما رأى أبي منه العتو‬ ‫والإباءةه خرج من عنده إلى خلفان بن محمد‪ ،‬وأخبره الخبر كله فمضى خلفان إلى‬ ‫الكوت‪ ،‬فأخرج منه ولده ماجد‪ ،‬وأغلظ على ‏[‪ ]٩٣٧‬خصيف بن مطر الكلام‬ ‫وخصيف يقول‪ :‬إذا أراد حصنه‬ ‫فليأًتي بنفسه‪ ،‬وقبل أن يأتينى۔ فخروجي‬ ‫منه‬ ‫متعذر‪ .‬فخرج عنه خلفان بن محمد‪ ،‬وطال المقال في هذا المجال‪ ،‬ثم أتفق الصلح‬ ‫على أن يأخذ خصيف بن مطر من الحصن ما أراد من البارود والرصاص والتمر‬ ‫والأرز‪ ،‬ثم يخرج منه بعد ذلك‪ ،‬فلبث خصيف بعد الذي أخذ من الحصن ما أخذة‬ ‫وبعث بما أخذه إلى داره سبعة أيام‪ ،‬ثم خرج هو وأصحابه منه‪ ،‬فقبضه سلطان‪،‬‬ ‫وأطلق محمد من الحبس‪ ،‬فمضى محمد إلى بيت الفلج‪ ،‬ومكث فيه‪ ،‬وترك خصيف‬ ‫بن مطر ومعه خمسون رجلا من بني عمَّه وأصحابه الخاصّة‪ ،‬وولى سلطان خلفان‬ ‫بن ناصر آلبوسعيدي» فأمر علية‪ ،‬ليله اليوم الذي خلص له فيه الكوت الشرقي‪،‬‬ ‫بحرب كوت المطر ح‪ ،‬فمضى إلية خلفان بن ناصر‪ ،‬ونصب له البوم والأرصاد من‬ ‫سور اللواتيا‪ ،‬إلى سوق الحلوى‪ ،‬وجعل في الضيت‪ ،‬الذي هو خلف المطرح الثانية‬ ‫بومة وأرصاد‪ ،‬فما انتصف الليل‪ ،‬إلا وحنين المدافع كحنين الرعد‪ ،‬وكان قيس قد‬ ‫جعل في حصن المطرح الحان كان ضرب المدافع متواتراً على الكوت نهارا و‬ ‫ليلا ‪ ،‬ثم خرج الحان منه بعد إثني عشر يومأ۔ فقبضة سلطان ثم أر سلطان‬ ‫خلفان بن ناصر بحرب بيت الفلج‪ ،‬فنصب له بوما من الجبال الصغار المقابلالت‬ ‫للبيت وجعل يضربه بالمدافع‪ ،‬فلم يعمل المدفع شيئاً‪ ،‬تارة يرتفع عنه الرصاصة‬ ‫وتارة ينخفض عنه‪ ،‬فلا يبلغه منه شيع۔‪ ،‬ثم أتفق الصلح على أن يدفع محمد بن‬ ‫خلفان لسلطان‪ ،‬ما على بروج البيت من المدافع‪ ،‬فسحبت إلى المطرح ‪ ،‬ثم أمر‬ ‫سلطان خلفان بن ناصر ببنيان قلعة على طوى الراوية ‪ .‬وعلى رأس الجبل الغربي‬ ‫المقابل‪ ،‬لكل لوية برجا مربعاً ‪ ،‬وعلى رأس الجبل‪ ،‬الذي هو أعلا بيت أبي" أن‬ ‫يبني برجأً غير مربّع‪ ،‬فكمل بنيان الثلاثة معاقل في ستة أشهر‪ ،‬ثم جعل محمد بن‬ ‫خلفان يكاتب قيس بن الإمام مترا بالوثبة إلى مسقط‪ ،‬فتعاهد قيس‪ ،‬ومحمد بن‬ ‫‪٣٤٣‬‬ ‫خلفان‪ ،‬وسعيد بن الإمام‪ ،‬على حرب سلطان‪ ،‬فجمع قيس من الظاهرة والباطنة خلقا‬ ‫كثيرأ‪ ،‬وفيهم قوم يسمون العفار‪ ،‬يأكلون الجيف‪ ،‬كما يأكل غيرهم التمر‪ ،‬فسمعت‬ ‫غير واحد أن القوم الذين جمعهم قيسة كان عددهم ستين ألفا‪ .‬و الله أعلم۔ وأنضاف‬ ‫سعيد بن الإمام إليه بمن معه من العسكر فلسا سمع سلطان بجمعهم‪ ،‬بعث كتبه‬ ‫إلى أهل جعلان وعمان أن يأتوه بحامل السلاح‪ ،‬فلم يصله من جعلان والشرقية‬ ‫وعمان‪ ،‬إلأمن إيرا الشيخ ماجد بن سعيد الحارثي‪ ،‬ومعه مائة رجل‪ ،‬فعظم الأمر‬ ‫على سلطان فلما سارا قيس وسعيد بجنودهماش أقاما بالقرم‪ ،‬وأمر سلطان بأن تكون‬ ‫مشاعل النار في رؤوس الجبال‪ ،‬من أول جبال روي إلى آخر جبال دارسيت‪ ،‬وأقام‬ ‫هو ومعه الشيخ ماجد بن سعيد البرواني ومن معه من الرجال بروي‪ ،‬فظن قوم‬ ‫قيس‪ ،‬أن مع سلطان جيشأً عظيماً‪ ،‬وهو لم يكن معه‪ ،‬إلا بما ذكرنا‪ ،‬وما عند‬ ‫المشاعل‪ ،‬إلا من يضع عليها السليط والقطن‪ ،‬ثم بعث سلطان ‏[‪ ]٩٣٨‬إلى قيس‬ ‫كتابا يقول له فيه‪ :‬إذا وصلك كتابي‪ ،‬إمض بمن معك من القوم إلى بدبد‪ ،‬وأقم بيم‬ ‫فيها‪ ،‬حتى آتيك‪ ،‬فأخلص لك حصن بدبد وسمائل‪ ،‬ونذر حرب مسقط‪ ،‬فلما وصله‬ ‫الكتاب‪ ،‬وقرأه‪ ،‬أستبرر من سلطان القول‪ ،‬فأرتفع بالقوم إلى بدبد‪ ،‬ومضى سلطان‬ ‫على طريق وادي حطاط إلى سمائل‪ ،‬فلسا وصلها‪ ،‬أمر على أهل وادي سمائل وبني‬ ‫جابر وأهل بعد والعّق وسرور ونفعا‪ ،‬أن يشبوا نار الحرب على قيس‪ ،‬فاجتبعت‬ ‫النزارية كلها على حرب قيس‪ ،‬وجعل حصن بدبد يضرب قوم قيس بالمدافع‪ ،‬وقد‬ ‫نفد الزاد على قوم قيس و أيقن قيس أنه لا يصل إليه من سلطان شيع‘ فانحدر من‬ ‫بدبد بقومه‪ ،‬ومضى إلى صحار‪ .‬ورجع أخوه سعيد إلى الرستاق‪ ،‬ورجعت الأقوام‬ ‫اللين حشدهم قيس على منازلهم‪ ،‬وسكنت الحركات وبقيت الإحن في الصدور‪.‬‬ ‫وواجهت سلطان أهل الشرقية وعمان وجعلان‪ ،‬وعفى عنهم‪ ،‬ولم يعاقبهم بتماسكهم‬ ‫عنه أيام مقام قيس في القرم وبدبده وجعل على اليمنية قاطبة‪ ،‬الشيخ ماجد بن سعيد‬ ‫البرواني‪ ،‬لأمور الحرب والسلم‪ ،‬وعلى النزارية كلها‪ ،‬مهنا بن محمد بن سليمان‬ ‫اليعربي‪ ،‬والي نخل‪ ،‬وواخا بينهما‪ ،‬فامتزجا امتزاج حسنأ۔ ومضى سلطان إلى‬ ‫‪٣٤٤‬‬ ‫عمان‪ ،‬وأمر على سويلم بن سالمين‪ ،‬واحد من بني هناءة المشاققين خصيف بن‬ ‫مطر أن يكمنوا له في المطر ح۔ فإذا هبط إليها من الفلج‪ ،‬أن يقبضوه‪ .‬ويقيدَوه‪0‬‬ ‫ويحسبوه فايلكوت‬ ‫الغربي“ ويقطعوا علية الماء‪ ،‬والزاد‪ ،‬فإذا مات يضعوه في‬ ‫قارب ثم يلقوه فايلبحر المبتعد مسافة من الصيرتين‪ ،‬فامتثلوا الأسرة فهبط‬ ‫خصيف ذات يوم إلى المطرح‪ ،‬ومعه أصحابة إثنا عشر رجلا ليتضي بعض‬ ‫الوطر في المطرح‪ ،‬فلما كان بسوق المطرح‪ ،‬نهضوا إلية‪ ،‬فقبضوه‪ ،‬وكتفوه‪،‬‬ ‫وقيّدوه‪ ،‬وانهزم أصحابه عنه‪ ،‬وأتوا به إلى مسقط‪ ،‬فحملوه إلى الكوت الغربي‬ ‫فحبسوه فيه‪ ،‬وقطعوا عليه الماء والزاد‪ ،‬فعاش خمسة أيام‪ ،‬ثم ماتت فألقوه في‬ ‫قالرب‪ ،‬فقذفوا القارب بمقاذيفة‪ ،‬فلما ابتعدوا من الصتيرتين ألقو هه ذفي البحر‪ .‬فلما رجع‬ ‫سلطان إلى مسقط أخبروه الخبر كله‪٬‬فسرَه‏ ذلك‪ ،‬ثم اصطلح هو ومحمد بن خلفان‪،‬‬ ‫وغزا سلطان شهبار مكران‪ ،‬ففتحها‪ .‬ثم غزا القسم(" بعدها فخلصت له ثم غزا‬ ‫بعدها البندرا") وهرموز‪ ،‬فملكها‪ ،‬ثم مضى إلى ميناب""أ‪ ،‬فاستخلصها‪ ،‬فقويت‬ ‫شوكته‪ ،‬وزادت هيبته‪ ،‬ثم غزا جزيرة البحرين‪ ،‬ففتحها‪ ،‬وولى على أهلها سيف بن‬ ‫علي بن محمد البوسعيدي‪٤/‬أ‪،‬‏ ثم عزل سيفا‪ ،‬فترك مكانه ولده سالم بن سلطانأ)۔‬ ‫‏(‪ (١‬القشح‪:‬‬ ‫القشم أيضا ‘ أسم جزيرة‬ ‫‏)‪ (٢‬البندر‪ :‬هي‬ ‫صغيرة‬ ‫في مدخل الخليج‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫مدينة بندر عباس التي بناها الشاه عباس الأول ‪ 4‬بعد هدم مدينة هرمز‪ .‬بعد طرد‬ ‫البرتغاليين منها سنة ‏‪ ١٦٢٢‬م‪.‬‬ ‫(" ميناب‪:‬اسم مدينة فارسية‪ ،‬تطل على شواطئ الخليج العربية كان لها دور كبير في الحياة‬ ‫الاقتصادية طيلة عصر‬ ‫مملكة هرمز التجارية‪ ،‬منذ القرن الحادي عشر الميلادي وحتى قدوم‬ ‫البرتغاليين إلى الخليج العربي عام ‏‪ ١٥٠٨‬م‪.‬‬ ‫‏)‪ (٤‬سيف بن علي بن محمد آلبوسعيدي‪ :‬وال‪ ،‬عاش في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن‬ ‫الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر الهجُريين‪ ،‬عندما زحف سلطان بن الإمام أحمد على‬ ‫البحرين‪ ،‬واحتلها دون قتال‪ ،‬عينه واليأ عليها‪ ،‬ثم عزله‪ ،‬وولى عليها ابنه الأمير سالم بن سلطان‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٨٦‬‬ ‫( سالم بن سلطان بن أحمد آلبوسعيدي‪ :‬وال‪ ،‬ولاه أبوه على البحرين‪ ،‬فتجمع عليه أهلها‪ ،‬وأعيد‬ ‫الى مسقط‬ ‫ولما مات‬ ‫أبوه « تولى بدر‬ ‫بن‬ ‫سرف الوصاية‬ ‫عليه هو‬ ‫و أخوه‬ ‫سعبدد ء فو لاه بدر‬ ‫على‬ ‫بلدة "المصنعة" ليباعد بينه وبين أخيه‪ ،‬ولما طمع بدر في الانفراد في الحكم دبر له سالم وسعيد مؤامرة وقتلاه‬ ‫ولستواليا معا علي الحكم‪ ،‬وبعد ذلك أصبح السيد سعيد هو الحاكم الفعلي لعمان‪ ،‬استمر هذا لوضع حتى توفي‬ ‫السيد سالم مصابا بالشلل في مسقط سنة ‏‪ ١٨٢١‬م‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ‘،‬ص ‏‪.٧٦‬‬ ‫‪٣٤٥‬‬ ‫ومعه سويلم‪ ،‬والشيخ محمد بن خلف الشيعي۔ فلما أغاظ العتوب قعود محمد بن‬ ‫خلف الشيعي‪ ،‬وحكمه عليهم‪ ،‬نبذوا العهد‪ ،‬ورفضوا الميثاق والعقد‪ ،‬وأحاطوا بسالم‬ ‫ومن معه‪ ،‬وأحتشدوا عليهم من كل ناحية وضيقوا عليهم بالحصر‬ ‫ولم يكن مع‬ ‫سالم يومئذ بالبحرين إلأبعض العسكر‪ ،‬ثم وقع الصلح بينهم على خروج سالم ومن‬ ‫معه‪ ،‬وعلى ما بأيديهم من السلاح وغيره‪ ،‬فرجع سالم ومن معه إلى مسقط وقتلوا‬ ‫العتوب من البحارنه أهل البحرين‪ ،‬بعدما خرج ‏[‪ ]٩٣٩‬منها سالم خلقا كثيرأ‪.‬‬ ‫وحازوا أموال البحارنه‪ ،‬فتفرق أكثرهم إلى البلدان النائية عنها‪ ،‬وعذبوا من بقي‬ ‫منهم فيها بالنكال والضرب‬ ‫وفعلوا فيهم غير الجائز‪ ،‬ودلفت بنو نعيم إلى صحار‪،‬‬ ‫فعسكروا بالعوهي‪ ،‬وقتلوا منها خلق كثيرأ‪ ،‬كبيرا وصغيرأً۔‪ ،‬فكتب قيس إلى سلطان‬ ‫بالنجدةظ وسرعة الوصول إليه فحشد سلطان من جعلان والشرقية وعمان‪ ،‬فاجتمع‬ ‫معه خلق كثير‪ ،‬وانضافا إليه أخوه سعيد وسيف‪ ،‬وعلي وغيرهم‪ ،‬فلما وصل‬ ‫سلطان بالجيش إلى صحار جعل قيس يكاتب بني نعيم بالرجوع إلى منازلهم‪،‬‬ ‫ويعدهم بعد رجوعهم بشيء من المال‪ ،‬فأبواى وكان قيس قد جمع جيشا عظيما ۔‬ ‫وفيه من رجال الظواهر خمسمائة رجل‪ ،‬فتعاهد قيس وسلطان بالركضة على بني‬ ‫نعيم وجعلا على أهل الخيل سيف بن علي أميرأ‪ ،‬فمضوا بجيشهم إلى بني نعيم‪،‬‬ ‫فكانت الملحمة بينهم بالدباغ‪ ،‬والدائرة على بني نعيم‪ ،‬فقتل منهم خلق كثيرة المكثر‬ ‫يقول‪ :‬من قتل من بني نعيم يوم الدباغ خمسمائة رجل‪ ،‬والمقلل يقول‪ :‬بل قتل منهم‬ ‫يومئذ ثلاثمائه رجل‪ ،‬وقتل من قوم السادة مائة رجل‪ ،‬فلما بلغ هزيم بني نعيم إلى‬ ‫وادي الجزي‪ ،‬مكثوا فيه‪ ،‬يرتقبون الظواهر الذين قاتلوهم في عسكر السادة‪ ،‬وظنت‬ ‫الظواهر أن لا أحد سلم من بني نعيم في تلك المعركةة فلما ارتفعوا من صحار‪،‬‬ ‫يريدون الجوً‪ ،‬وبلغوا إلى وادي الجزية ركضت عليهم بنو نعيم‪ ،‬فقتلوهم»و ما بقي‬ ‫من الظواهر احد‪ ،‬فكان عدد من قتل من الظواهر ثلاثمائة رجل وأخذ بنو نعيم‬ ‫ركاب الظواهر بما عليها كافة‪ ،‬فلما رجع بنو نعيم إلى منازلهم‪ .‬وقعت الحرب‬ ‫بينهم وبين الظواهر زماناً‪ ،‬ثم اصطلحوا‪ ،‬وشرع سلطان في بناء حصن الفلج‪ ،‬فلما‬ ‫‪٣٤٦‬‬ ‫أتسَّةه أسكن فيه بعض حرمه‪ .‬فكانت أكثر إقامته فيه وولى على مسقط خلفان بن‬ ‫ناصر البوسعيدي‪ ،‬فلما مات‪ ،‬ولى مكانه سيف بن مسعود البوسعيدي'أ‪ ،‬ثم عزله‪،‬‬ ‫فاشخصه إلى بهلا‪ ،‬وجعله واليأ عليها‪ .‬وولى على مسقط سيف بن حنظل" ثم‬ ‫عزله فولى مكانه سليمان بن سيف بن سعيد الزاملي‪،‬۔ ثم عزلة‪٬‬فجعل‏ مكانه‬ ‫خصيف بن خميس الوهيبي صاحب بركة ‪ ،‬ثم عزله ‘ فجعل مكانه خلوف مولى‬ ‫بني هناءة ثم عزله ‪ ،‬فجعل مكانه درة بن جمعة البلوشي ‘ ثم عزله ‪ ،‬فترك مكانه‬ ‫ماجد بن خلف ‘ ثم عزله‪ ،‬فبعثه إلى صور‬ ‫فكان هاولوالي عليها‪ ،‬وعلى جعلان‬ ‫قاطبة‪ ،‬وولى على مسقط سيف بن محمد ألبوسعيدي‪ ،‬وبعث عبد العزيز النجدي‬ ‫الوهابي الحريق‪ ،‬وهو خادم نوبي من خدامه‪ ،‬لحرب عمان‪ ،‬ومعه ممًَا زعم كثير‬ ‫من الناس سبعمائة فرس‪ .‬فطفق يحارب بني ياس طويلا ظ ‏ث‪١‬أمداأدنهم۔ وجعل يحارب‬ ‫بني نعيم زمانأ‪ ،‬ثم أطاعوه‪ ،‬وأطاعته الظواهر والشوامس‪ ،‬وسائر أهل الظاهرة‬ ‫أعربأ وحضرأ۔ فأخذ زكواتهم‪ ،‬وما شاء من أموالهم‪ ،‬وأقام بالبريمي‪ ،‬وجعل يغازي‬ ‫الباطنة‪ ،‬وحالفت العتوب عبد العزيز النجدي‪ ،‬ودخلوا في مذهب التوب وخوفوا‬ ‫البحر‪ ،‬فجعلوا يأخذون كل سفينة قدروا عليها غصبأ‪ ،‬ووقعت المناقرة بين ‏[‪]٩٤٠‬‬ ‫حميد بن ناصر بن محمد الغافري‪ ،‬وبين سلطان بانلإمام‪ ،‬وسببها أن سلطان قد‬ ‫تزوج بابنة ناصر‪ ،‬أخت حميد بن ناصر الغافري‪ ،‬فأسكنها الفليج فماتت معه في‬ ‫الفليج‪ ،‬فطلب من أخيها حميد أن يدفع إليه نصف ماتركت من المال‪ ،‬وأرسل إليه‬ ‫مهنا بن محمد اليعربي بذلك‪ ،‬فلما وصله‪ ،‬قال له ما قاله له سلطان‪ ،‬قال حميد‪ :‬إننا‬ ‫بنو رمثه من عهد أجدادنا وآبائنا مالنا وقف مؤبد‪ ،‬فكل من صار متا شيخأى صار‬ ‫المال بيده ولإخوته الذكور‪ .‬وإلاناث الكسوة والطعام منه لا غير فلما أكثر عليه‬ ‫مهنا الكلام‪ ،‬دفع له بعض حليها الذهب فلما أتى به إلى سلطان لم يرضه‪ ،‬فطلب‬ ‫‏(‪ (١‬سيف بن مسعود آلبوسعيدي‪ :‬وال‪ ،‬عاش في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني‬ ‫عشر الهجري‪ ،‬كان واليا على مسقط من قبل سلطان بن الإمام أحمد‪ ،‬ثم عزله عنها‪ ،‬وولاه بهلاذ‬ ‫انظر " دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٨٧‬‬ ‫‏‪٣٤٧‬‬ ‫من حميد المواجهة‪ ،‬فأبى‪ ،‬فأضمر له سلطان الحرب‪ ،‬فجعل يبحث عن يبرين‪ ،‬فقيل‬ ‫له‪ :‬إن حصنها شديد القوة‪ ،‬لا يأكله رصاص المدافع‪ ،‬وأخبروه أن أمام الحصن‬ ‫مدفع‬ ‫صفر من صفته وصفته‬ ‫فأمر سلطان علي بن أحمد بن يوسف الصحاري‬ ‫الصتفار‪ ،‬أن يعمل الحيله في كسر ذلك المدفع‪ ،‬فمضى أحمد إلى نزوى‪ ،‬فأقام بها۔‬ ‫يعمل قدور الصفر‪ ،‬ومراجل الشكر‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فلما سمع حميد به‪ ،‬كتب إلى علي بن‬ ‫طالب والي نزوى" أن يبعث الصتفار إليه‪ ،‬ليصنع له مرجل صفر‪ ،‬لطبخ لعاب‬ ‫الشكر‪ ،‬وأخرج إليه من الحصن قطعا من الصفر‪ ،‬فقال له‪ :‬هذا صفر ضعيف غير‬ ‫نافع لمرادك‪ ،‬فقال له حميد‪ :‬أقم أنت بيبرين‪ ،‬حتى أرجع إليك من العينين‪ ،‬فآتيك‬ ‫بقطع صفر طيبة‪ ،‬فقال له‪ :‬سمعأ وطاعة فمضى حميد إلى الظاهرةظ ومكث‬ ‫الصتفار في يبيرين‪ ،‬وجعل يعمل الحيلة في كسر ذلك المدفع‪ ،‬وينتظر الفرصة فيه‪،‬‬ ‫فكان من التوفيق أن صرخ صارخ بيبرين‪ ،‬فقال‪ :‬امضوا إلى جماعتكم بني شكيل‪،‬‬ ‫فقد وقع حرب بينهم وبين بني هناءة‪ .‬فمضى من كان في يبرين كافةة إلا من في‬ ‫الحصن من أصحاب حميدة فوجد أحمد الصفار حينئذ الفصة لكسر المدفع‪ ،‬فأكبّه‬ ‫من عجلة وأوقد عليه النار‪ ،‬فكسر رقبته‪ ،‬فترك آلته وهرب هو وتلامذته إلى‬ ‫نزوى‪ ،‬ثم رجع إلى مسقط‪ ،‬فأكرمه سلطان‪ ،‬وأعطاه فوق مراده‪ ،‬فلما رجع حميد‬ ‫إلى يبرين‪ ،‬أخبره من بها بما صنع الصفار بالمدفع‪ ،‬وترك آلته وهربه إلى نزوى‬ ‫فوقع الحرب بين حميد بن ناصر‪ .‬وأهل بهلا ونزوى» وكان الوالي يومئذ ببهلا‪،‬‬ ‫سيف بن مسعود البوسعيدي‪ ،‬ووالي نزوى‪ ،‬علي بن طالب‪ .‬وكثرت الغزوات بينهم‪،‬‬ ‫وكثر القتل‪ ،‬ومالت النزارية أهل الحمرا وسيفم والظاهرة إلى حميد بن ناصر‬ ‫ومضى سيف بن مسعود يومأ بأهل بهلا على حين غرة‪ ،‬ليكسر فلج يبرين‪ ،‬فوقع‬ ‫بيبنه وبين أهل يبرين ضرب تفق‪ ،‬فأصابته رصاصه‪ .‬فرجع بمن معه إلى بهلا‪،‬‬ ‫فعاش ثلاثة أيام‪ ،‬ثم توفي‪ ،‬وعزم سلطان على الحج‪ ،‬فمضى معه أكابر عمان‬ ‫جملةش منهم مهنا بن محمد اليعربي‪ ،‬والشيخ محمد ابن مطر الشرقي‪ .‬‏[‪]٦٩٤١‬‬ ‫والشيخ ربيعة بن أحمد الرواحي ‪ 4‬ونظائرهم‪ ،‬فلما مضت على مسيرهم أيامى سرى‬ ‫‪٣٤٨‬‬ ‫بدر بن سيف بن الامام( ومعه بعض الرجال‪ ،‬من حبرا إلى مسقط سرأ‪ ،‬فدخلها‬ ‫ليلاه فتعاهدا هو وماجد بن خلفان بن محمد الوكيل على أخذ الكوت الشرقي‪ ،‬وكان‬ ‫سلطان قد ترك فيه كومبو‪ ،‬خادم أخيه سيف بن الإمام‪ ،‬فأختفى بدر في تلك الليلةة‬ ‫ببيت ماجد بن خلفان‪ ،‬فلما كان الليلة الثانية مضى إلى الكوت الشرقى‪ ،‬ومعه براكا‬ ‫المترطةة خادم أبيه سيف بن إلامام‪ ،‬وخمسة رجال من أصحابة وحمل معه كيسا‬ ‫فيه سبعمائة قرش» فلما وصلوا إلى باب الكوت‪ ،‬دعوا كومبو‪ ،‬فأشرف عليهم من‬ ‫الكوّة المشرفة على الباب فقال‪ :‬من أنتم؟ فقال له بدر‪ :‬أنا بدر بن مولاك سيف بن‬ ‫الإمام‪ ،‬أدخلني الكوت‪ ،‬ولك مني أن أتركك فيه مكانك وخذ الآن مني القليل‪ :‬فقال‬ ‫له‪ :‬وما هو؟ فقال كيس فيه سبعمائه قرش‪ ،‬فأدلى كومبو إليه قفيرأى ووضع بدر فيه‬ ‫الكيس‪ ،‬فجعل كومبوا يجذبه بحبل إليه فلما ملك الكيس قال لبدر‪ :‬إرجع إلى حيث‬ ‫أتيت‪ ،‬فإن لم ترجع‪ ،‬ضربتك‪ ،‬وضربت من معك بالتفق‪ ،‬وجعل يرجمهم بالحجارةة‬ ‫فرجعوا‪ ،‬وأخبر بدر ماجد بما جرى عليه من كومبوا‪ ،‬فقال له ماجد‪ :‬إياك والمبيت‬ ‫في مسقط‪ ،‬فرجعوا من ليلتهم إلى حبرا‪ ،‬فلم يمكث بدر فيها‪ ،‬إلا أيامأ قلائل‪ ،‬إلى أن‬ ‫مضى‬ ‫يريد أرض نجدت فلما وصل إلى عجمان‪ ،‬أرض راشد بن حميد النعيمي‪،‬‬ ‫أقام بها وأحسن إليه راشد‪ ،‬ولم يكن مع بدره إلأ ثلاثة رجال‪ ،‬فلما مضت عليه‬ ‫بعض الأيام ارتفع من عجمان إلى الدرعيه‪ ،‬فحالف عبدالعزيز النجدي الوهابي‪.‬‬ ‫ولما كان صبح تلك الليلة التي وفد فيها بدر على الكوت ومنعه عن الدخول فيها‬ ‫( بدر بن سيف بن الإمام‪ :‬هو بدر بن سيف بن الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي‪ ،‬والف شارك‬ ‫مع عمه سلطان بن أحمد باخماد التمرد الذي قام به محمد بن خلفان للاستقلال بمسقط كما تولى‬ ‫الوصاية خلفا لمحمد بن ناصر الجبري على سعيد وسالم وحمد بن سلطان بعد موت أبيهم‪ ،‬ولما‬ ‫استولى قيس بن الإمام أحمد على البلاد التي كان يحكمها أخوه‪ ،‬وقف بدر ضده‪ ،‬واستطاع القضاء‬ ‫عليه بمساعدة النجديين‪ ،‬وبعد نلك طمع في الانفراد بالحكم فولى سالم بن سلطان على بلدة المصنعة‪ ،‬وأخوه‬ ‫سعيد على ميناء بركاء‪ ،‬حتى يتباعدا‪ ،‬ولكن السيدة موزة أخت سلطان أدركت مقصده‪ ،‬فنبرت له مؤامرة مع‬ ‫ابن أخيها سعيده انتهت بمقتله‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪ ،‬ص‬ ‫‏‪٣٤٩‬‬ ‫‏‪.٣٣‬‬ ‫كومبو‪ ،‬مضى كومبو إلى الوالي سيف بن حنظل('أ‪ ،‬وكان قد تركه سلطان واليا‬ ‫على مسقط لما قصد الحج‪ .‬فأخبر كومبو سيف بن حنظل الخبركله‪ ،‬وأعطاه‬ ‫الكيس فقال له سيف‪ :‬أما الكيس‪ ،‬اتركه معك حتى يرجع مولاك سلطان من‬ ‫سفره‪ ،‬واكتم الخبر عن الخاصة والعامّه‪ ،‬وارجع إلى الكوت‪ ،‬و أقم به فلما أنصرف‬ ‫عنه‪ ،‬بعث سيف إلى براكا الصرملة‪ ،‬فلما أتاه قيّده‪ ،‬وأمر أن يحمل إللى‬ ‫الكوت‬ ‫الغزبي‪ ،‬فحمل‪ ،‬وحبس فيه‪ ،‬وقطع عنه الماء والزاد‪ ،‬فلما مات‪ ،‬أمر سيف أن يقذف‬ ‫في البحر‪ ،‬ففعل به كما أمر‪ ،‬وبقي ماجد في خوف شديد من سلطان‪ ،‬فلما رجع‬ ‫سلطان من الحج ‪ 8‬وأخبر الخبر كله‪ ،‬قيّد ماجد ثم أطلقه بعد ثلاثة أيامى وسأل عن‬ ‫أخيه بدرس فقيل له‪ :‬مضى إلى الدرعية‪ ،‬فقال سلطان‪ :‬لومكث في حبرا‪ ،‬لعفوت‬ ‫عنه‪ ،‬فإن مسيره إلى الدرعية هو لنا الرزية من قبل أهل الغرب‪ .‬وأغارت بعض‬ ‫أعراب الظاهرة وحضرها على أطراف السويق‪ ،‬فلما بلغ الصريخ إلى سلطان‪ ،‬أمر‬ ‫علي محمد بن أحمد الوهيبي‪ ،‬ومن معه من بني عمه أن يتبعوهم“غمضى محمد و‬ ‫من معه من بني عمه و أهل البلد و بعض الرجال من بني قرين ‪ ،‬فأتبعوا القوم ‪.‬‬ ‫فلما قيل لهم دخلوا وادي الحميلي‪ ،‬دخلوه ولم يشعروا بالقوم‪ ،‬أنهم قبضوا عليهم‬ ‫حلق الوادي‪ ،‬وقبضوا رؤوس جباله عليهم‪ ،‬فلما توسط محمد بن حمد الوادي ومن‬ ‫معه [ ‏‪ ]٩٤٢‬من الرجال‪ ،‬جعل أهل الظاهرة يضربوهم بالتفق من رؤوس الجبال‪،‬‬ ‫وركض كمينهم الذي ببطن الوادي عليهم‪ ،‬فقتل محمد بن حمد‪ ،‬ومعه من جماعته‬ ‫وأصحابه سبعون رجلا وما سلم منهم إلا قليل من القتل‪ ،‬فلما وافى الخبر سلطان‪،‬‬ ‫اشنتمل عليه الحزن والضيق‪ ،‬وارتفع من بركة إلى الفليج‪ ،‬وأرسل إلى مهنا بن‬ ‫محمد اليعربي و إلى نخل‪ ،‬أن يأتي إليه‪ ،‬فلما أتاه الخبر كله‪ ،‬وأظهر الكآبة من قتل‬ ‫‏(‪ )١‬سيف بن حنظل آلبوسعيدي‪ :‬وال‪ ،‬عاش في أواخر القرن الحادي‬ ‫عشر الهجري وأوائل القن‬ ‫الثاني عشر الهجري وولاه السلطان سلطان بن الإمام أحمد بن على مسقط بعد موت واليها خلفان‬ ‫ابن ناصر آلبوسعيدي‪ ،‬ثم ولاه بهلا‪ ،‬ثم ولاه مسقط مرة أخرى‪ .‬انظر‪ :‬دليل أعلام عمان‪،‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪.٨٥‬‬ ‫‪٣٥ .4‬‬ ‫محمد بن حمد وأصحابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬إعلم يا مهنا بأن الجبال التي أقاتل بها الرجال‬ ‫اندكت‪ ،‬و ما بقى معي أحد ممن يثق به قلبي‪ ،‬وهذه الحرب متفاقمة علينا من كل‬ ‫جانب‪ ،‬وسمعت أن الحريق قد أقبل من الدرعيه إلى عمانخ والآن هو مقيم‬ ‫بالبريمي‪ ،‬ولا بد له من دلفة إلى صحار‪ .‬أو غيرها من البلدان‪ ،‬فما رأيك بهذا‬ ‫الشأن الذي شأن‪ ،‬فقال له منها لا تضق ذرعا‪ ،‬فإن بالشرقيه وجعلان وعمان‬ ‫مصاليتا أبطا ل أشد قوة من الذين فقدت‪ ،‬ولو كان عمان بها سبعون شجاعا فقط ما‬ ‫سكناها‪ ،‬ولا استوطناها‪ ،‬والرأي أن تكتب إلى السادة جماعتك آل أبي سعيدة وتكلم‬ ‫شئت عندهم في هذا الشأن‪ ،‬واعرف المائل إليك منهم‪ ،‬والمائل عنك“ وأما أناا‬ ‫فصاحبك الثابت على عهدك وطاعتك لا عوض لي عنك‪ ،‬أحارب من تحاربه‪.‬‬ ‫وأصالح من تصالحه‪ ،‬فاستحسن سلطان كلامه‪ ،‬وكتب إلى أكابر آل أبي سعيد كافة‬ ‫فأتى إليه محمد بن خلفان بن محمد الوكيل‪ ،‬وأحمد بن سعيد بن أحمد الإمام‪ ،‬وأخواه‬ ‫طالب ومحمد ابنا الإمام‪ ،‬وسيف بن علي‪ ،‬وعلى بن طالب‪ ،‬وعزان بن قيس‪،‬‬ ‫وسائر أكابر آل أبي سعيد‪ ،‬فلما وفدوا عليه في بركة‪ ،‬أرسل إلى مهنا بن محمد‬ ‫والي نخل‪ ،‬فاجتمع بهم" فأحضرهم سلطان في الغرفه العاليه من حصن بركة‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أيتها الجماعة لقد علمتم بقتل أصحابي بوادي الحميلي‪ ،‬فبقيت بعدهم ككف‬ ‫بلا أصابع‪ ،‬وهذه الحرب متفاقمة علينا من كل مكان‪ ،‬وصار الصديق لنا عدوأأ‪.‬‬ ‫والمحب غير نافع لنا في هذه الشدائد‪ ،‬وبلغت القلوب الحناجر من الضيق‪ ،‬فما‬ ‫رأيكم في هذا الشأن‪ ،‬فسكتوا‪ ،‬ثم عاد عليهم الكلام ثانيةش فسكتوا‪ ،‬فتكلم سيف بن‬ ‫علي بن محمد‪ :‬إن كنت تزعم أن لا بقي أحد من أهل عمان له شده على مقاتله‬ ‫الأعداء‪ ،‬بعد قتل محمد بن حمد الوهيبي وأصحابه‪ ،‬فما زعمنا كزعمك‪ ،‬إذ لانشك‬ ‫بعمان ممن هم أشد منهم قوة على الحرب فما نحن بجازعين من الوهابية وغيرهم‬ ‫فلن قلوبنا التي نمضي بها الخصم مكانها‪ ،‬والسيوف التي نضرب بها الأعداء على‬ ‫أكتافنا‪ ،‬وما طعم الحرب لنا‪ ،‬إلا كالمنَ والسلوى‪ ،‬ولاخير في مقال‪ ،‬لايزكيه الفعل‪،‬‬ ‫وليعلم الوهابيون‪ ،‬والاضداد المجاهرون أي منقلب ينقلبون‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬فتكلم بعده‬ ‫‪٣٥١‬‬ ‫البورسعيديون‪ ،‬وقالوا‪ :‬كلامنا في هذا الشأن‪ ،‬كلام سيف بن علي‪ ،‬فبينما هم في مجال‬ ‫هذا المقال‪ ،‬أتي رسول قيس بن الإمام إلى سلطان‪ ،‬فأنفذ له كتابا مختوماً‪ ،‬فلما‬ ‫قبضة سلطان‪ ،‬وقرأه‪ ،‬قال لهم‪ :‬إن قيس ذكر في كتابه بدلفة الحريق إلى صحار‪،‬‬ ‫وأنه قد عسكر بقومه في العوهي‪ ،‬وقيس يسألني النجده‪ ،‬ويستحثني إليه بالوه‪.‬‬ ‫فليرجع كل واحد منكم إلى وطنه‪ ،‬ويأتيني بما عنده من الرجال‪ ،‬‏[‪ ]٢٤٣‬والموعد‬ ‫بيني وبينكم بالخابورة‪ ،‬فبعث سلطان كتبه إلى أهل الشرقية وجعلان وعمان" أن‬ ‫يأتوا إلية بحامل السلاح‪ ،‬وكتب إلى أخيه سعيد بن أحمد‪ ،‬أن يبعث له ما حصل من‬ ‫قومه‪ ،‬وأمر على مهنا أن يأتيه إلى الخابورة بمن معه من الرجال‪ ،‬ومضى سلطان‬ ‫إلى مسقط‪ ،‬وجهز مركبه الفلك‪ ،‬ووضع فيه من آله الحرب والتمر والأرز شيئا‬ ‫كثيرأه وحمل معه على طريق البر عشرين ألف قرش‪ ،‬فوافاه المركب الفلك‪ ،‬وهو‬ ‫يومئذ بالخابورة في بحر الخابورة‪ ،‬وأجتمعت مع سلطان أقوام كثيرة‪ ،‬فزعم بعض‬ ‫الناس أن عدد أولئك القوم ثلاثون ألفأ‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫وجمع قيس عسكر ‪ 4‬وكان عددهم مما زعم بعض الناس أثني عشر ألف والحريق‬ ‫الوهابي يومئذ معسكر بالعوهي‪ ،‬ولم يشعر أن قيسأ وسلطان قد جمعوا لدلفته جنودا‬ ‫كثيرة ولا قليلة وكانت كتب قيس لاتغيّب سلطان عن أخبار الحريق فلما عزم‬ ‫سلطان على النقله إلى صحار أتاه رسول قيس بكتابه‪ ،‬إن الحريق لسًَا أخبر‬ ‫بجموعنا‪ ،‬انهزم ليلا من العوهي‪ ،‬وأحرق خيامه‪ ،‬ورجع إلى البريمي‪ ،‬فلسا وصلها‬ ‫لم يمكث فيها إلا قليل‪ ،‬إلى أن رجع إلى نجد‪ ،‬ولما علمت القوم برجوع الحريق إلى‬ ‫نجد‪ ،‬وبقوة سلطان‪ .‬تركوا التوهّبت ومالوا عن عبد العزيز‪ .‬وصالحوا سلطان‪،‬‬ ‫وأصطلح حميد بن ناصر وسلطان‪ .‬وخمدت الفتن‪ .‬وذهبت الإحن‪ ،‬وفي سنة تسع‬ ‫عشرة ومائتين وألف‪ ،‬عزم سلطان المسير إلى البصرة بنفسه لأخذ القانون الجاري‬ ‫من أهل البصرة إلى حاكم عمان من عهد الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬فجعل الوالي على‬ ‫مسقط سيف بن محمد البوسعيدي‪ .‬وقال لمهنا بن محمد اليعربي‪ ،‬والي نخل‪ :‬كن‬ ‫عني عينا ويدأ وسيفأ حتى أرجع من البصرةظ فمضى على مركبة المسمى جن‬ ‫‪٣٥٢‬‬ ‫جاور‪ ،‬فلما وصل إلى البصرةة واجهته أكابر هاش وألقوا إليه زمام الطاعة والإذعان‪،‬‬ ‫وسلموا له القانون فمكث في البصرة بعد ذلك أياما قلائل‪ ،‬ثم رجع بمركبة‪ ،‬يريد‬ ‫مسقط‪ ،‬فلما بلغ دون لنجة(" هبط من المركب إلى سفينة صغيرة‪ ،‬تسمى البدري‪،‬‬ ‫يريد أن يمضي خورته لنجدته هبط من المركب إلى سفينة صغيرة تسمى البدري‬ ‫يريد أن يمضي خورته إلى البنر وهرموز‪ ،‬وأمر على أهل مركبة أن يمكثوا فيه‬ ‫حذى القسم‪ ،‬حتى يرجع فيهبط من البدري‪ ،‬فيطلع في المركبة فصادف بعدما‬ ‫فارق المركب ثلاثة سفن للشويهين‪ ،‬وهم طائفة من الهولة أهل جلفار‪ ،‬وكان‬ ‫مصادفته لهم للا مضى نصفه وقد ضاقت سفنهم بكثرة عددهم‪ ،‬ولم تكن مع‬ ‫سلطان في سفينته البدري‪ ،‬إلأ بعض عبيده وسائر الأحرار‪ ،‬فصاح الشويهيون على‬ ‫أهل البدري ‪ :‬لمن السفينه ؟ فقال لهم سلطان بنفسه‪ :‬لسلطان بن الإمام فقالوا ‪:‬‬ ‫نحن طلبه‪ ،‬سلطان‪ .‬فقال ‪ :‬ارخوا اشرعتكم‪ ،‬والحرب بيني وبينكم بعد صلاة الفجر‪،‬‬ ‫فألرخوا أشرع سفائنهم‪ ،‬وأمر على بحارة البدري أن يرخوا شراعها‪ ،‬فبات الكل‬ ‫يرتقب الفجر‪ .‬وأشار إلى سلطان بعض أصحابة أن يهبط إلى ما شوة البدري‪،‬‬ ‫فيقنفون به إلى المركب‪ ،‬وقالوا له‪ :‬هو غير بعيد منا‪ ،‬ونخال إذا لاح الفجر وصولنا‬ ‫إلى المركب فقال له‪ :‬يأبى الله أن أفر ‏[‪ ]٩٤٤‬من الرجال‪ ،‬ومن القتال‪ ،‬فلسا لاح‬ ‫الفجر‪ ،‬وصلى وفرغ من الدعاء‪ ،‬قال ‪ :‬قربوا السفينة إلى سفنهم‪ ،‬فلما كانوا بالقزرب‬ ‫منه وقع الحرب بينهم‪ ،‬فجعلوا يرسلون إليه الرماح‪ ،‬وهو يقتها بالسيف‪ ،‬ويز أر‬ ‫عليهم زئير الأسد‪ ،‬وهم على وتيرة‪ ،‬بإرسال الرماح إلية وهو يقدها بالسيف‪ ،‬حتى‬ ‫عزموا على الفرار منه‪ ،‬فرماه بعضهم‪ ،‬وهو أقذر من قذار‪ ،‬برصاصه تفق‪،‬‬ ‫فأصابتة بالفم‪ ،‬فمات من ساعته فلما سمع الشويهيون بكاء أصحابه عليه‪ ،‬أحاطوا‬ ‫بالبدري‪ ،‬وهجموا على أصحابه‪ .‬فلما رأوا و رأوا سلطانا قد مات‪ ،‬نهبوا ما أرادوا‬ ‫من السفينة ورفعوا السيف عن أصحابه‪ ،‬فرجعوا إلى بلدانهم ومضوا على البدري‬ ‫() لنجة‪ :‬أو بلنجة‪ ،‬جزيرة على مدخل الخليج العربي‪.‬‬ ‫‏‪٣٥٢٣‬‬ ‫أصحاب سلطان إلى لنجةظ وأهبطو إلى البر‪ ،‬فلما أخبروا أهل لنجة بالواقعة‪ ،‬ساءهم‬ ‫الأمر‪ ،‬واستولى عليهم الكدر‪ ،‬ثم حنطوه‪ ،‬وكفنوه‪ ،‬وصلوا عليه‪ ،‬وقبروه‪ ،‬وأخبروا‬ ‫أهل القسم أهل المراكب بقتل سلطان‪ ،‬فكادوا أن يتميزًوا من الغيظ والضيق‪،‬‬ ‫فرجعوا إلى مسقط فسبقتهم البدري‪ ،‬فلما وصل أهل البدري إلى بركه‪ .‬أهبطوا‬ ‫خادما نوبيأ من خدام سلطان إلى البر‪ ،‬وقالوا له‪ :‬إمض إلى الفليج‪ ،‬وأخبر بنت‬ ‫الإمام والسيد سعيد بن سلطان بالرزيّة‪ ،‬ولاتخبر أحدأ‪ ،‬قبل أن تخبرهما‪ ،‬وكانت‬ ‫بنت الإمام والسيد سعيد يومئذ بالفليج‪ ،‬فوصلهما الخادم بعد صلاة العشاء‪ ،‬فلسا‬ ‫أخبرهم كفوا البكاء۔ وركبوا خيلهم وركابهم‪ ،‬ومضوا إلى مسقط‪ ،‬فصلوا الفجر في‬ ‫روي‪ ،‬ووصلوا المطرح قبل طلوع الشمس فلما أتوا إلى مسقط‪ ،‬تحصنوا في‬ ‫الكوت الغربي‪ ،‬وكان سيف بن محمد قد توفي‪ ،‬قبل أن يأتي نعي سلطان بأيام‬ ‫قلائل‪ ،‬فعقد مكانه الشيخ دره البلوشي‪ ،‬وزلزلت مسقط يومئذ بالخوف والذعر‪،‬‬ ‫زلزالا شديدً‪ ،‬وغلقت أبواب السور‪ .‬ثم فتحت‪ ،‬فكانت دولة أيام سلطان وإقامته في‬ ‫الملك إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة‪ ،‬إذ هو احتوى على الملك في السنة التي مات‬ ‫فيها حمد بن سعيد الإمام‪ ،‬وهي سنة ست