‫العلامة أبو نبهان الخروصى'‬ ‫الة‬ ‫ب‬ ‫‪ 99‬ن‬ ‫|‬ ‫‏‪١ ٠١‬‬ ‫د‪ .‬مبارك بن عبد الله الراشدى‬ ‫‪ ٦٧ ٥٥ ١ ٥‬م‬ ‫‏‪١ 8٧ ١‬‬ ‫العلامة أبو نبهان الخروصة‬ ‫ومنجهجه الفقه‬ ‫مبارك بق ميط الله الارلشصة‬ ‫الهلامة أبو نبجمان الخروصض‬ ‫ومنهجه الققجهؤ‬ ‫مبارك بخ مب الله الراشصة‬ ‫الطبعة الاولى‬ ‫اه ۔‪-١‬آم‏‬ ‫يسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫المتقدمة‬ ‫الحمد لله الذى علم الإنسان ما لم يعلم‪ ،‬وجعل له البيان نبراس‬ ‫إلى العلم؛ ورفع مكانة العلم والعلماء‪ ،‬لسلوكهم سبيل الانبياء‪.‬‬ ‫والصلاة والسلام على اشرف الرسل وسيد الخلق على الإطلاق محمد‬ ‫الهادى الامين‪ ،‬وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬اما‬ ‫بعد‪:‬‬ ‫فهذا بحث صغير عن فقه أبى نبهان الشيخ ه جاعد ين خميس ۔‬ ‫بن مبارك الخروصى» علامة عصره ووحيد دهره© سميته‪ :‬ه الشيخ أبو‬ ‫نبهان الخروصى ومنهجه الفقهي »‪.‬‬ ‫ورحم الله امرء عرف قدر نفسه\ وإننى اعرف اننى لم استطع‬ ‫ذكر حياة ابى نبهان بكاملها‪ ،‬ولامنهجه بالتفصيل‪ ،‬ولكن اكتفى بما‬ ‫سمح القدر من الله به؛ فإنه لا يصف ابا نبهان إلا من كان مثله‪،‬‬ ‫ولكنى وضعت بهذا البحث المفتاح على القفل كى يواصل طلاب‬ ‫العلم مسيرة البحث وانا متاكند انهم سيأتون باكثر مما اتيت‪.‬‬ ‫ومن المعلوم عند الجميع ان مؤلفات ه أبى نبهان» ما زالت‬ ‫مخطوطة لا تساعد على القراءة والاطلاع الكافى ‪ .‬ونظرا لكشرتها‬ ‫وحاجتها إلى فترة كافية من الزمن وبما ان الوقت قصير& ولا يكفى‬ ‫للإجابة عليها كلها‪ ،‬فقد التزمت بقطعة الاحكام من كتاب الجوابات‪،‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫وبكتاب حياة المهج‪ ،‬وبسيرة ابى نبهان‪ ،‬مع ما وجدته من تفسير‬ ‫الفاتحة المسمى‪ :‬ه مقاليد التنزيل»‪ ،‬وتركت الباقى؛ لغزارة المادة وكثرة‬ ‫ابواب الاحكام‪ ،‬وقد حاولت ان اختزل العبادات وما يتعلق بهاء‬ ‫ولكن وجدت ان ابواب الاحكام كشيرة جدا؛ لانها تدخل فيها‬ ‫الاحكام المدنية والجنائية والشخصية والسياسة الشرعية وكل من‬ ‫هذه الأربعة بحر غزير يحتاج إلى رسالة‪ ،‬ثم رايت أن أبين بادىء‬ ‫الامر « منهج ابى نبهان فى الاحكام»‪ ،‬والحق انه صعب ايضاء ولكن‬ ‫حاولت الاختصار قدر الإمكان؛ وذلك لأن معرفة المنهج مدخل لمعزفة‬ ‫الاحكام» وهذا عمل جديد فى حد ذاته يخدم الباحث فى فقه أبى‬ ‫نبهان‪.‬‬ ‫ولعل وعسى ان يقوم الباحشون بدراسة فقه ابى نبهان كله‬ ‫فى المستقبل ولا يفرتنى أن أشير إلى أن آثار « أبى نبهان»‬ ‫متداخلة حسبما رايت فيما وقع فى يدى منها‪ ،‬وهناك مسميات‬ ‫كثيرة لآثار غير معروفة ولعل بعض هذه المؤلفات فقد‪ ،‬وبعضها‬ ‫تداخل مع غيره‪ .‬واقترح لذلك ان يعتنى بها فئجمع وتصنف‬ ‫وتلقب باسم‪ :‬ه موسوعة آثار ابى نبهان»‪ .‬ولا تضير هذه التسمية‬ ‫جانب أصول الدين شيغا؛ وذلك لانها تدخل ضمن فقهه‬ ‫وآثاره‪.‬‬ ‫وعند بداية العمل قسمته إلى فصلين كما يرى القارىء ‪.:‬‬ ‫فالفصل الأول‪ :‬يتحدث عن شخصية هذا العالم الجليل‪،‬‬ ‫ويتضمن سبعة مباحث‪.‬‬ ‫أما الفصل الثانى ‪ :‬فيتعلق بمنهج ابى نبهان فى الفقه‪ ،‬ويتضمن‬ ‫تسعة مباحث\ ولو ان الملبحثين الثامن والتاسع خارجان عن المنهج‬ ‫ولكن دخلا ضمن الفصل بحكم الاغلب‪ .‬ثم الخاتمة‪.‬‬ ‫وليعذرنى قارئ هذا البحث عندما يلاحظ النقل او التكرار؛ فإنما‬ ‫هى ضرورة اقتضاها العمل نفسه‘ وكما قلت سابقا إنه عمل‬ ‫متواضع سريع‪ ..‬ولكنها مساهمة وبداية لعمل اكثر جدية ومتانة‪.‬‬ ‫والله من وراء القصد والهادى إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫د‪ .‬مبارك بن عبد الله الراشدى‬ ‫‪ .‬الفضل الاول‬ ‫شخصية الشيخ ابى نبمان‬ ‫يشتمل هذا الفصل على عدة مباحث‪:‬‬ ‫٭ للبحث الاول ‪ :‬نشاة الشيخ ابى نبهان‪.‬‬ ‫٭ المبحث الثانى ‪ :‬دراسته وشيوخه‪.‬‬ ‫٭ المبحث الثالث ‪ :‬اخلاقه وصفاته‪.‬‬ ‫» المبحث الرابع ‪ :‬تصوفه‪.‬‬ ‫» المبحث الخامس ‪ :‬مكانته الفقهية‪.‬‬ ‫٭ المبحث السادس ‪ :‬آثاره العلمية‪.‬‬ ‫٭ المبحث السابع ‪ :‬موقفه من العلم والفتوى‪.‬‬ ‫المبحث الاول‪ :‬نشاة الشيخ ابى تبمان ‪:‬‬ ‫اولا‪ :‬نسبه ‪:‬‬ ‫ايخع«د بن خخنميس بن مبارك بن يحيى الخليلى ‏»‪٨‬‬ ‫هوجالش‬ ‫نسبة إلى « ورد ان الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن‬ ‫الإمام الخليل بن شاذان الخروصى » نسبة إلى « خروص بن شارى بن‬ ‫اليحمد من الازد اليمنية )} ويلتقى هو والشيخ العلامة المحقق « سعيد‬ ‫بن خلفان الخليلى » فى الإمام «الخليل بن شاذان\‘‪.‬‬ ‫‏( ‪ )١‬ابن رزيق ‪ -‬الفتح للبين فى سيرة السادة البرسعيديين‪ ( ،‬مخطوطة ) ص‪١٦٦‬۔‏ انظر‪= :‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫وكان مولده فى عام ‏‪ ٦١١٤٧‬ه ‪١٧٣٥ /‬م‏ فى قرية العليا من‬ ‫وادى « بنى خروص×'‘‪ .‬وهذه القرية تقع على سفح الجبل‬ ‫الاخضر فىآخر الوادى بمكان مرتفع فهى اولى بلدان الوادى من‬ ‫جهة الجبل وآخرها إذا دخلت الوادى من جهة العوابى‪ .‬فهناك‬ ‫شب وترعرع فى احضان ابويه الكريمين‪ ،‬بين الجبال الشاهقة‪:‬‬ ‫والياه التدفقة‪ ،‬وخضرة النخيل الباسقمة‪ ،‬فكان مرهف الحس واسع‬ ‫الخيال‪ ،‬ولم يكن مولعا بالتعلم من صغره‪ ،‬بل كان رجل صيد‬ ‫ورفاهية حال كما سياتى‪ ،‬وقد لقب الشيخ جاعد بالرئيس‪ ،‬وكنى‬ ‫بابى نبهان‪ ،‬ولا يوجد احد من علماء عمان بهذه الكنية إلا هو كما‬ ‫سيأتى ‪.‬‬ ‫وعندما يقال الخليلى فهو نسبة إلى الإمام الخليل‪ ،‬والخروصى‬ ‫نسبة إلى خروص بن شارىڵ فالاولى نسبة إلى الفرع والثانية وهى اكثر‬ ‫شيوعا نسبة إلى الاصل ولا شك انه فى النهاية يتصل نسبه بالنبى‬ ‫هرد عليه السلام«" ‪'.‬‬ ‫ويظهر للباحث ان نسبة آل خليل إلى الإمام الخليل بن عبد الل‬ ‫= الشيخ عبد آلله الخليلى‪ -‬الحقيقة ( مخطوط )‪ 0‬السيابى سالم بن حمود إسعاف الاعيان‬ ‫فى انساب أهل عمان ‏‪ ١١١‬بمكتبة الجامعة ‪ /‬قسم عمان‪.‬‬ ‫(‪ ) ١‬محمد بن راشد الخصيبى ‪ -‬شقائق النعمان‪. ١٢٩/ ١ ‎:‬‬ ‫‏‪. ٢٢٢‬‬ ‫‪ 5‬انظر السامى ‪ -‬محمد بن عبد الله‪ :‬نهضة الاعيان‪:‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫كما هو ظاهر من نسبه الشيخ المحقق الخليلى ‪ -‬لا إلى الإمام الخليل بن‬ ‫شاذان‪ ،‬وذلك لان الشيخ جاد من اولاد ورد بن الإمام الخليل بن‬ ‫عبد الله والشيخ سعيد من اولاد اخيه محمد بن الإمام الخليل بن‬ ‫عبد الله والدليل على هذا الانتراض من جهة اخرى هر ما ذكره‬ ‫الشيخ محمد بن عبد الله السالى فى كتابه ( نهضة الاعيان ) نقلاً عن‬ ‫الشيخ خميس بن جاعد من‪.‬خط الشيخ خلفان بن عثمان حفيد‬ ‫الشيخ خميس حيث قال ما نصه فى نسب الشيخ سعيد بن خلفان‬ ‫الخليلى ‪ ( :‬من نسل الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن‬ ‫الإمام الخليل بن العلامة شاذان)«‪.'١‬‏‬ ‫فإذا عرفت هذا تبين ان نسبة آل خليل إلى الإمام الخليل الثانى لا‬ ‫إلى الاول فيكون ذلك أصبح نسبته إلى الاول لما ذكرنا‪.‬‬ ‫وأمه هى ابنة للشيخ عبد الله بن ميارك بن عبد الله بن ناصر بن‬ ‫محمد فهى ابنة عم الشيخ جاعد ولم اعثر على اسمه("‪.‬‬ ‫وللشيخ جاعد ستة إخوة ذكور وبنت واحدة‪ ،‬وعدد اولاده‬ ‫ويظهر من ذلك أنه كان‬ ‫الذكور والإناث ثلاثة عشر من عدة زوجات‬ ‫ميسور الحال ذا اسرة كبيرة عاش مستهل عمره قرير العين‪ ،‬ولا ننسى‬ ‫‏(‪ )١‬انظر بحث المؤلف عن الشيخ سعمد بن خلفان ضمن « قراءات فى فكر الحذيلى؛‬ ‫ص‪ -١١١‬‏‪ ١١١‬ط ‏‪ ١‬نشر وزارة التراث القومى والثقافة ( للنتدى الادبى )‪.‬‬ ‫‏( ‪ ) ٢‬أخذا من مذكرة نسب الالششمبخ جاعد التى أعدها اللثشيخ مهنا بن خلفان الخحررصى ‪.‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫أنه عاش حقبة طويلة من الزمن‪ ،‬فقد كان يناهز التسعين عاماً عندما‬ ‫وافته المنية رضى الله عنه وارضا_‘‪.‬‬ ‫وبنى بيتاً كبيرا بالعوابى‪ ،‬وهو الذى يسمى الآن ( حصن‬ ‫العوابى )‪ .‬وكان وطن آبائه مدينة بهلا ثم انتقل جده مبارك إلى‬ ‫إزكي‪ ،‬ثم إلى الجبل الاخضر محدرا منه يلى قرية العليا التى ولد فيها‬ ‫الشيخ ومن قبله والده خميس‪.‬‬ ‫النخيل‬ ‫من عمل يديه فنى الزراعة & وخاصة‬ ‫وكا ن كسبه‬ ‫والليمون والبرسيم والحبوب } وكان له أموال ولم يأمر اولاده بالعمل‬ ‫فيها كل يوم‪ ،‬وقد‪ .‬حكى ذلك عنه ولده ناصر بن أبى نبهان‪ .‬وما‬ ‫زالت المزارع التى كان يقوم بها باقية لذريته حتى الآن فى آخر بلدة‬ ‫الصغير هناك ولايزا ل المسجد‬ ‫العليا مما يلى الجبل } وبنى مسجده‬ ‫باقياً كذلك وعاش فى مستهل ايامه فى أمن وامان بين بنى قومه فى‬ ‫على سيرة العلماء العاملين والفقهاء‬ ‫وا دى بنتى خروصك ومضى‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬لمصلحين‪.‬‬ ‫المبحث الثانى‪ :‬دراسته وشيوخه‪:‬‬ ‫لم يكن الشيخ ابو نبهان مولعاً بالعلم منذ صغره‪ ،‬بل كان يحب‬ ‫‏( ‪ )١‬انظر بحث للؤلف عن الشيخ جاعد للقدم فى الندوة العلمية للتراث ۔ لم ينشر‬ ‫رويرجد مكتية جامعة اللطان قابرس ‪.‬‬ ‫‪١.‬‬ ‫البادية والصعود فى الجبال لتتبع الصيد البرى كما هى عادة كثير من‬ ‫الناس يومئذ ‪ ،‬وكانت عنده بندقية ضعيفة للصيد وكثيرا ما تخطى‬ ‫ولكن إرادة الله غالبة‪ ،‬ونهرض الحظ له لم يقف أمامه عائق© فقد سبق‬ ‫فى علمه ان يكون الشيخ عالم زمانه‪.‬‬ ‫وهناك روايتان فى سبب دراسة الشيخ؛ الاولى ‪ :‬انه فى يوم من‬ ‫الايام ‪ -‬حسب رواية الشيخ عبد الله الخليلى ‪ -‬أتى الشيخ جاعد إلى‬ ‫الشيخ العالم سعيد بن احمد الكندى" فى بلدة الهجار من نفس‬ ‫الوادى ليكتب له شيعاً من آيات الله البيّنات؛ لتعينه على جلب‬ ‫الصيد بحيث يضع ما يكتبه‪,‬له الشيخ على بندقيته كى لا يخطىء‬ ‫الهدف ولكن الشيخ الكندى لمح من الشيخ جاعد قوة الالمعية وحدة‬ ‫الذكاء‪ ،‬فكان يحدثه ويسائله عن اخباره‪ ،‬فلما أفصح له عن طلبه‬ ‫قال له الشيخ الكندى ‪ -‬فى جواب الرجل الحكيم ‪ :-‬يا هذا‪ ،‬إن لى‬ ‫بندقية لاتخطىعء الهدف ولا تعدو الثغرة‪ ،‬ترب المرمى أو بعد ‪ .‬فكان‬ ‫لهذا القول أثر فى نفس أيى نبهان‪ ،‬فقال له‪ :‬ارنى هذه البندقية التى‬ ‫تذكرها‪ .‬فذهب الشيخ الكندى مسرعا فجاءه بكتاب ضخم‬ ‫فوضعه بين يديه‪ ،‬وقال له‪ :‬هذه بندقيتى‪ ،‬فإن كنت ترغب فى‬ ‫الإصابة وان لا تخطىء هدفا ما حييت فتعال اعلمك الرماية بها‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬هيه‪ .‬فالقى بندقيته الحسية واخذ البندقية المعنوية ‪ ،‬وخرج من‬ ‫‏(‪ )١‬سياتى ذكره‪.‬‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫صبغة البدو إلى صبغة الحضر والتدير والتفكير‪ ،‬واكب على طلب‬ ‫العلم‪ ،‬وواظب على الدروس ليل نهارى حتى فتح الله عليه كنوز العلم‬ ‫والمعرفة"‪.‬‬ ‫وفى رواية اخرى عن شيوخنا‪ :‬ان الشيخ جاعدًا خرج ذات يوم‬ ‫للصيد كالعادة‪ ،‬فلما رجع إلى المنزل وجد والدته قد أخرجت كتب‬ ‫آبائه المخطوطة‪ ،‬ووضعتها فى الشمس؛ لتذهب عنها الرطوبة والارضةض‬ ‫فلما رجع سالها عن سبب تخريج الكتب فى الشمس» فاجابته على‬ ‫سبيل التهكم به‪ .‬لماذا لا اخرجها فى الشمس واهلك لم يتركوا لها‬ ‫احدا يقراها إلاأنت وامثالك؟‪١‬‏‬ ‫فتاثر الشيخ بتلك المقالة‪ ،‬فترك الصيد وواظب على الدرس‬ ‫والقراءة‪ .‬ولا شك انه قرا على الشيخ الكندى وقد تكون القصتان‬ ‫واقعتين} وعلى أى حال فإن احد السببين كاف فى التحول عن مسار‬ ‫اللهو إلى مسار الجد والعمل الصالح‪.‬‬ ‫ولازم الشيخ « جاعد » الشيخ سعيد بن احمد بن سعيد بن‬ ‫أحمد بن سعيد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكندى النزوى‬ ‫من اهل الردة وقد خرج من نزوى إلى وادى بنى خروص؛ لظروف‬ ‫‏(‪ )١‬الشيخ عبد الله الخليلى ‪ -‬الحقيقة‪ :‬‏‪ ١١‬مخطرطڵ ابن رزيق ‪ -‬الفتح للبين‪ :‬‏‪ ١٤٦‬نشر‬ ‫وزارة التراث القومى والثقافة طا‪.‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫كرت عليه صفو عيشه وتوفى بنخل‪ ،‬ولا تزال ذريته باقية إلى‬ ‫اليوم بها‪.‬‬ ‫فاخذ عنه الشيخ جاعد فنون العريية كالنحو والصرف والبيان‬ ‫الدين والتفسير والحديث والفقه‬ ‫وفنون العلوم الإسلامية كاصرل‬ ‫والسير والتاريخ وغيرها‪ ،‬ورحل بعد ذلك إلى نزوى؛ فاخذ عن الشيخ‬ ‫العدوى النزوى ©} وعن الشيخ‬ ‫العالم هلال بن عبد الله بن مسعرود‬ ‫النزوى ‘ وأظنه من أهل فرق ‘‬ ‫بن سالم الامبوسعيدى‬ ‫العالم حبيب‬ ‫وقصد ته الوفود بالمسائل من‬ ‫وقد قال فيه ابن رزيق‪ ( :‬اعلم لهل زمانه‬ ‫كل بلد من بلدان عمان(‪.‬‬ ‫وعاصر الشيخ أبو نبهان الشيخ محمد بن خميس بن سالم‬ ‫البرسعيدى‪ ،‬وكان بينهما تبادل آراء فى الاحكام«"‘‪.‬‬ ‫ولكن الشيخ أبا نبهان فاق شيوخه وأقرانه بعدما تبحر فى العلم‪،‬‬ ‫وفتح الله عليه من كنوز المعارف ما شهد به الركبان‪.‬‬ ‫كثيرا‪ ،‬وخاصة آثار الشيخ أبى سعيد الكدمى فكثيرا ما يثنى عليه‬ ‫ويقلد ه‪ 6‬ويحتج بقوله فنى مواضع كثيرة من جواباته‪ ،‬وذلك بعدما بلغ‬ ‫الشبخ ر حياته‬ ‫وانظر مذ كرة الشيخ مهنا فى نب‬ ‫‏(‪ ) ١‬ابن رزيق ‪ -‬الفتح للبين ‪٦:‬ا‪٠0١٤‬‏‬ ‫‏‪.٨٦‬‬ ‫(‪)٦٢‬السيد‏ حمد بن صيف البرسعيدى ‪ -‬الملورجز للفيد‪:‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫درجة الاجتهاد من العلم؛ ولقد تعلق بآثاره ايما تعلق‪ ،‬وشغف‬ ‫بها اشد الشغف ‪ -‬وهذه بعض النصوص التى قالها فى ابى سعيد ‪:‬‬ ‫قال‪ ( :‬فانظروا فيه وفيما ذكرته إما مفصلا فإن الرجوع إلى‬ ‫صحيح الاثر اولى من تكلف النظر بلا علم ولا يصر خصوصا آثار‬ ‫هذا الشيخ الكدمى؛ لان له اليد الطولى والمنزلة الاعلى والبصيرة‬ ‫النافذة} فهو من الجهابذة على ما ظهر له فى الدار‪ ،‬فشهر فى الفن‬ ‫الفقهى‪ ،‬فلله دره من عالم بليغ رتانى!‪ .‬ما أغزر واقوى فهمه ا واصفى‬ ‫نظره ! وأصح أثره! إنه فى العالمين لنور يستضىعء به لدينه فى دنياه نمن‬ ‫الله هداه )«‪.‬‬ ‫وقال‪ ( :‬بل ربما كان الواحد أقوى نظراً فى العلم من الجمهور؛‬ ‫يدرك بنور غريزته ما قد غابت عن الجمهور رؤيته© وكلت بصائرهم‬ ‫عن دركه‪ :‬الا وإن هذا لهو الغألب على العلماء من الناس؛ لانهم وإن‬ ‫كانوا علماء وإليهم ينسب العلم} فإنه لبينهم البون الشديد والفرق‬ ‫البعيد والمستبصرون الذين صقت غرائزهم‪ ،‬واستنارت بنور العلم‬ ‫الفريزى قلوبهم‪ ،‬ونظروا الصحيح بعين البصيرة} وباشروا أسرار العلم‬ ‫الدينية بصحيح المعزفة‪ ،‬حيث بلغ بهم العلم إلى درجة الربانيين من‬ ‫الاحبار‪ ..‬كالشيخ ابى سعيد ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬ترجمان المذهب الحق‬ ‫على الصحيح وريان الجوارى من الدين المنشآت فى بحر الحقيقة على‬ ‫‏‪.١٢١٣‬‬ ‫ات‪:‬‬ ‫بعد{‬ ‫ا جا‬ ‫وبهان‬ ‫جو ن‬ ‫‏(‪ )١‬اب‬ ‫‪١٤‬‬ ‫الصواب _ قليل ‪ .‬الا ترى أنه يقصر الذين وجد نا آثارهم من مشايخ‬ ‫المسلمين عن البلوغ إلى درجة هذا الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪-‬؟! فسبحان‬ ‫من جعله رحمة\ إلا من عصى واستحب العمى على الهدى ‏)‪.١‬‬ ‫وقال ‪ ):‬وكفى ) بابى سعيدا حجة ودليلا‪ .‬لمن أراد أن يتخذ‬ ‫لنفسه الحق سبيلا؛ لانه اعلم من تعلم من الاحبارك وآثاره أصح‬ ‫الآثار‪ ,‬لاعلى سبيل محض العصبية؛ ولكن لظهور أنوار الحق فى‬ ‫‪.‬‬ ‫اقواله المرضية"‪.‬‬ ‫وعد ‏‪ ٠‬فى موضع آخر من جهابذة العلماء اللستبصرين بانوار‬ ‫البصائر فى علوم الشريعة" وصحح كلامه فى غير موضع من‬ ‫‪:‬جواباتث‪.‬‬ ‫وبالجملة فقد اعتنى الشيخ بآثار الشيخ الكدمى ودرسها دراسة‬ ‫واعية مع ما اثر عن السلف فيكاد يكون هذا الشيخ استاذه الاول‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اخلاقه وصفاته‪:‬‬ ‫رحب الخلق ‪ 6‬لا يضيق صدره‬ ‫الشيخ ) جاعد ا [ واسع الصدر‬ ‫كان‬ ‫‏‪. ٤٣٦‬‬ ‫‏( ‪ ) ١‬أبو نبهان جاعد‪ ،‬جوابات‪:‬‬ ‫‪. ٤٧٤‬‬ ‫جوابات‪‎:‬‬ ‫(‪ ) ٢‬ابو نبهان جاعد‬ ‫‪. ٤٢٧‬‬ ‫(‪ ) ٢‬ابر نبهان جاعد{ جوابات‪‎:‬‬ ‫‪06١٣٣١٣١ 0١٦٢٢ 0١١٩ ،١١٦ 0١١٤ ٣٨‬‬ ‫( ‪ ) ٤‬انظر آبا نبهان جاععد ‪ -‬الجوابات ص‪‎:‬‬ ‫`‬ ‫‪..٥١٠. ٤٣٩٣٣٩٤٢٠٨ .١٤٨٧٣٦٣٨‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫بسائل بل يتلقى كل طالب علمء ويظهر ذلك من اجوبته‪ ..‬فهو‬ ‫لطيف فى جوابه واسع الاطلاع‪ ،‬كثير النصائح لطلاب العلم‬ ‫وللسائلين كلما واتته الفرصة للنتصيحة‘ فكتبه المشحونة بجواباته‬ ‫مدرسة تعلم القارىء والمطالع‪.‬‬ ‫لا يفارق المسجد بعد طلوع القجر حتى يصلى الضحى‪ . .‬حدث‬ ‫بذلك ابنه الشيخ ناصر ين أبى نبهان"‪.‬‬ ‫كان الشيخ يقف عند الحق۔ ولا يخاف فى الله لومة لائم‪ .‬ولو‬ ‫كان عند أقرب الناس إليه‪ ..‬حدث ولده ناصر بانه هو وإخوته ربما‬ ‫تفوتهم سنة الفجر؛ فيصلون القرض جماعة معه وذلك فى وقت‬ ‫صباهم ‪ -‬ويختفون عنه ويبدلونها بعد الفرضع فينهاهم الشيخ فلا‬ ‫يستمعون إلى نهيه‪ ،‬فما زالوا كذلك؛ لأنهم _ كما يقول‪-‬‬ ‫يشتغلون بخدمة الاموال فى الصباح الباكر‪ ،‬ويقعد هو فى الملسجد‬ ‫حتى يؤدى صلاة الضحى فينسون اداءها حتى تفوتهم‪ ،‬حيث‬ ‫يقول‪ ( :‬كان والدى ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬يمنعنا أن نصلى سنة‬ ‫الصبح لذا فاتتنا بصلأة الفقرض» جماعة معه بعد القرض ونحن نختفى‬ ‫عنه ونبدلها بعد صلاة الفرض» ولم نزل كذلك ولم نستمع إلى نهيه؛‬ ‫لانه كان يقعد فى المسجد إلى صلاة الضحى ويشغلنا هو بخدمة‬ ‫(‪ )١‬انظر السعدى ‪ -‬قامرس الشريعة‪.١٣١/ ٢ ‎:‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫امراله‪ ،‬فنذهب إلخىدمة الاموال‪ ،‬وننسى بدل السنة‪ ،‬هكذا فى‬ ‫غالب الاوقات إذا فات وقتها‪ ،‬وكان ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬يشتد غضبه‬ ‫علينا ونختفى عنه‪ ،‬ويقول‪ :‬من اجاز لكم هذا؟! وهو يعلم منى أنى‬ ‫وجدت كلام الشيخ ابى سعيد ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬فى ذلك)\'‪.‬‬ ‫وحدث ايضا عنه الشيخ باصر‪ ..‬بان نبهان كان يقرا للشيخ من‬ ‫مصنف للشيعة ءوقد كتب فى ذلك الكتاب « علئ» عليه السلام‬ ‫وعندما كان نبهان يقرا يقول‪ :‬مكتوب ه على »۔ عليه السلام ‪ -‬اى‬ ‫بزيادة كلمة ( مكتوب )‪ 0‬فاخذ الشيخ الكتاب\ ونظر هذه الكلمة‬ ‫فلم يجدها فغضب على نبهان‪ ،‬ونهره‪ ،‬قائلاً‪ ( :‬اترك كلمة مكتوب‬ ‫واقرأه كما صنفه صاحبه «علئ» ‪-‬عليه السلام ؛ لان هذا كلام‬ ‫غيرك\ وإن زدته اوهمت السامع ان مصنف الكاتب صنفه‬ ‫كذلك"‪.‬‬ ‫كان يحارب الابتداع فى الدين‪ ،‬فلا يرضى بتشريك اهل القبلة‬ ‫ولو كان ما كان ويحذر من ذلك‪ .‬وفى جواب له لمن ساله عن ذلك‬ ‫نهى عن الدخول فى اعتقاد تشريك المتولين لليهود والنصارى‪ ،‬فلا‬ ‫يحكم عليهم بحكم المشركين" ولكن يحكم عليهم بكفر النعمة‬ ‫وبإطلاق الفسق والنفاق عليهم وان ماواهم النار وبعس المصيرك‬ ‫‏(‪ )١‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‏‪.٢٧٨ -٢٧٧‬‬ ‫‏( ‪ ) ٦‬نفس المصدر ‪ -‬ص‬ ‫‪\٧‬‬ ‫بدليل قوله تعالى‪ :‬إ الله جامع المَُافقَ الكافرين في جَهنْم‬ ‫جميعا ‏‪ "١‬إلى قوله تعالى‪ :‬ف إث المَافقين في اللأزك السنقل من الثار‬ ‫وتن تجدهم تعبيرا ه‪.‬‬ ‫وخذ مثالا مما كتبه جوابا من ساله عما يقوله النجدية والأزارقة‬ ‫ويدعون إليه فى رسالة طويلة‪ ،‬ونقتطف منها هذه الاسطر‪ ( :‬ويا من‬ ‫صبا من العمانية إليها ليت شعرى ما الذى جملكم عليها؟ اهر شدة‬ ‫رهبة فيكم من أهلها؛ فيعذر من اتقى أن اظهر ما جاز له فى إعلان‪،‬‬ ‫فاسر فى قلبه ما قد أضمره من الإيمان‪ ،‬ولم يات ما ليس له ان يفعله‬ ‫بالاركان‪ ،‬ويجوز الفضل من امتنع منها ظاهراً فابدى لله كبرها‪ ،‬ولم‬ ‫يرض بها قليلها ولاكشيرها} أو كان هذا منكم لرغبة فيها عن جهل‬ ‫باوامهاں أو علم بحرامها افلا تسالون اهل الذكر عنها قبل مرامها؛‬ ‫فإنهم القادة لمن القى إليهم قيادة} فلا تقبلوا من غيرهم قولا ولا عملا‬ ‫فى عموم ولاخصوص» إلاما عرفتموه عدلا؛ فجاز لكم او لزمكم أن‬ ‫تقولوه‪ ،‬أو تعملوا يه حينا‪ ...‬وقد نزل بكم من هذه الفتنة العمياء‬ ‫والداهية الدهياء ما قد يان ضرره فيمن دنا منه ب فأصابه شرره‪ ،‬فلم‬ ‫أسرعتم الوثبة إليه ‪ ،‬زهدا فى الذى كنتم عليه‪ ،‬وبه النجاة ولا شك؛‬ ‫لانه العروة الوثقى والحبل للتين من ريكم‪ .‬فإن تكونوا فى ريبة من‬ ‫إفك من يقول على الله كذبا فدان فى أهل الإقرار بالشرك فاقراوا‬ ‫‪.١٤١0‬‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫) ‪)١‎‬الناء‪:‬‬ ‫‪١٨‬‬ ‫رسالة « المهنا بن جيفر» ما دوّته « خلف بن زياد» فى سيرته‪ ،‬وانظروا‬ ‫إلى ما ارسل به « محبوب بن الرحيل » إلى عمان فى امر « هارون بن‬ ‫اليمان©‪ ،‬حين زل وابى ان يرجع فضل وما لغيرهم من السير مثل‬ ‫اثبتوه‬ ‫وأبى المؤثر ‪ 7‬لعسى ان تجدوا ماقد‬ ‫) أبى الحوارى وابى قحطان‬ ‫واثروه على الاولين‪ .‬هذا يتم من فى زمانهم ولمن ياتى من بعدهم فى‬ ‫الآخرين)‪ ..‬إلى آخر ما قال(‪.‬‬ ‫وقد جاء نى هذه السيرة الشىء الكثير من الرد والبيان والحجة‬ ‫والبرهان والنصيحة الراضحة عن الانزلاق فى هذه الفتنة العمياء ‪.‬‬ ‫كماأن الشيخ يجيز هد م ما بناه البغاة وقطاع الطرق من مراصد‬ ‫ضد المسلمين("‪.‬‬ ‫ويشتد غضبه على من يعاون الجبابرة على الظلم ‘ أو يجبى لهم‬ ‫الصدقات والخراج ‪ 0‬أو يد لهم على فعل ما هر غير جائز فى دماء‬ ‫املسلمين‪ ،‬واعراضهم ‘ واموالهم ‪ .‬واطال النصيحة لمن ساله عن مثل‬ ‫وهمى كثيرة نى جواباته ونى كتابه « الدقاق لاأعناق اهل‬ ‫هذه المسائل‬ ‫الإطالة لا‪٦‬‏ تيت ببعض النصوص المتعلقة‬ ‫النفاق » وغيرها‪ .‬ولولا خرف‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪. (٣‬‬ ‫بذلك(‬ ‫ابى نبهان ص‪.٥‬‏‬ ‫‏) ‪ ( ١‬ابر نبهان جاعحد ۔ صيرة‬ ‫‏‪. ١٠٥‬‬ ‫) ابو نبهان جاعد ‪ -‬جوابات‪:‬‬ ‫(‬ ‫‪0٥٢١٦0٦٢٠٦ 0٢٠٠0٦٢٣‬‬ ‫‪٤١٩!٢ 0١٨٠‬‬ ‫‪،١٢٣٨ }١٠٥‬‬ ‫(‪ (٣‬ابر نبهان جاعد ‪ -‬جرابات‪‎:‬‬ ‫‪. ٩٥٦٧0٠٦٩‬‬ ‫‪.٥٣٦٢ ٤٤٢١‬‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫‪٠٩‬‬ ‫وكان فا يفين بالله وثقته به على كل حال‪ ،‬حين توفى احد‬ ‫اولاده‪ ،‬وكان فى تلك الحال وهو يجيب سائلاً؛ فذكر له ما اصابه من‬ ‫موت ولد له وجعه فحمد الله‪ ،‬واسترجع» وسال الله المغقرة له‬ ‫ولولده'‪.‬‬ ‫ولم يتزلف الشيخ إلى أمراء عصره‘ ولم يتقرب منهم» بل كان‬ ‫يقام لهم النصائح ويامرفم بالعروف‪ ،‬وينهاهم عن المنكر‪.‬‬ ‫ولايخانهم ‪ 7‬ولا يرهبهم ؛ شانه فى ذلك شان علماء الآخرة"" ولولا‬ ‫خوف الإطالة؛ لاتيت ينص تلك الرسالة ‪.‬‬ ‫المبحث الرابح‪ :‬تصوفسه‪:‬‬ ‫بلغ «ابر نبهان» فى هذا الجانب مبلغا عظيماء لا يدانيه فيه اهل‬ ‫زمانه فقد بلغ فى علم السلؤك ما جعله وحيد زمانه‪ .‬ومن يقرا‬ ‫قصيدة حياة الهمج وشرحهاء يعرف مبلغ ذلك العالم التحرير‬ ‫والزاهد العارف البصير بربه؛ فإن فيها ما لا يكاد يُدرّك‪ ،‬فقد غاص‬ ‫فى علم السلوك‪ ،‬وعرف مداخل ومخارج هذا العلم» وما يؤدى إليه‪،‬‬ ‫وما ينتج عنه وسوف انقل لك نصا من كلامه على مصطلحات‬ ‫مسميات النفس عند الصوفيةء ونصاً آخر فى تجلى صفات الذات‬ ‫للسالك‪.‬‬ ‫‪. ١٤‬‬ ‫(‪ ) ١‬أبو نبهان جاعد ‪ -‬جوابات‪‎:‬‬ ‫(‪ ) ٢‬ابر نبهان جاعد ‪ -‬أنظر الرسالة من جوابات‪ ‎:‬ص‪. ٥٨٨ ، ٥٨٣‬‬ ‫‪٢.‬‬ ‫النص الاول فى صفات الننس قال ؛‬ ‫‪ ..‬والمراد ان هذه الصفات على عددها كل واحدة منها فى‬ ‫النفس تقتضى كون ضدها‪ ،‬فى حالة الطرد والعكس» فيكرن فى‬ ‫موتها كون حياتها‪ ،‬وعلى المكس فى حياتها كون مرتها‪ .‬وفى ذلها‬ ‫كون عزها وعلى العمكس» ففى عزها كرن ذلها‪ .‬وفى غيبتها كون‬ ‫حضرتها‪ ،‬وعلى العكس ففى حضرتها كرن غيبتها‪ ،‬وهذا صحيح‪.‬‬ ‫ولكن فيه لاهل الضعف فى الافهام نوع غموض وإيهام فيحتاج فى‬ ‫حقهم لإقامة البرهان إلى مزيد بيانس حتى يتضح لهم المعنى بحال‬ ‫فيرتفع الإشكال ومن البيان له ان يعرف اولا المراد بهذه الصفات فى‬ ‫هذا الموضع فإن الموت عبارة يطلق فى هذه النفس الدنية فى مصطلح‬ ‫الصوفية بوجه اختيارى‪ ،‬على الحمية لها من شهواتها الردية‪ ،‬ومنعها‬ ‫عن مواضع رداها المخالفة هواها‪ ،‬ومن مساويها ورد دعاويها‪ ،‬والتهمة‬ ‫فى جميع مراداتها‪ ،‬والانفة من مجاراتها‪ ،‬والتبرى من حولها وقرتها‬ ‫وطولهاء والرجوع إلى الله فى جميع الامور والاستسلام لامره فى‬ ‫التزام الطريقة بأنوار الشريعة واسرار الحقيقة والخروج منها بالفناء‬ ‫عنها حتى تحمد فتنسلخ من رذائل صفاتها‪ ،‬وتنفسخ من غوائل‬ ‫آفاتها‪ ،‬وتطلع فى سويداها انوار العرفان فتنسخ ظلماتهاء وتنشر‬ ‫آثارها بالإحسان فى جميع الاركان‪ ،‬فتحيا لصفاء الاحوال برو ح اسرار‬ ‫‪٢١‬‬ ‫العارف والاحرال‪ ،‬وهذه هى الحياة الامدية الملرجبة للحياة‬ ‫الابدية‪.١() ‎‬‬ ‫والنص الثانى من شرح البيت ‪:‬‬ ‫إلى طوره فاندك من نورها شهبا‬ ‫تجلى ظهورا بالصفات لذاته‬ ‫قال‪ ( :‬وذاته عبارة عن نفسه التى هو همى لاغيرها‪ ،‬وهى هو لا‬ ‫غيره لا إله إلا هو الحى القيّزم‪ ،‬لا تاخذه سنة ولا نوم‪ ،‬له الاسماء‬ ‫الحسنى والصفات العلياء ليس كمثله شىء فى ذاته} ولا فى شىء‬ ‫من صفاته‪ ،‬تسبح له السماوات والارض تعالى عن الطول والعرض‬ ‫وعن درك الافهام؛ وتصور الاوهام؛ وجل عن الكيف والاين© وعن أن‬ ‫يرى فى الآخرة والاولى بالعين» وتقدس عن أن يكون له لون‪ ،‬أو‬ ‫يحوى نفسه كون او تعتريه حركة أو سكون‪ ،‬أو يلحقه شىء مما‬ ‫يلحقه الخلق؛ لانه املك الحق مقدس النقس عن كل نقص ورجسك؛‬ ‫وقد آن إلى من هنا فى هذا ان أقول‪ :‬إنه مقام الذهول‪ ،‬وحيرة العقول؛‬ ‫لانه منقطع الإشارة لعجز العبارة عن حقيقة ذاته القدسية} من حيث‬ ‫إنه ليس للخلق سبيل يصلون به إلى معرفته إلا بالذى جعله لهم من‬ ‫الادلة عليها ولم يجعل لهم علماً يدلهم على حقيقة ذاته‪ ،‬وإنما دلهم‬ ‫على معرفته بأسمائه وصفاته } ونصب لهم من جوده أعلام شهوده‬ ‫‏(‪ )١‬شرح حياة للهج‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫ادلة على وجوب وجوده‪ ،‬فب؛ عرفوه‪ ،‬ولولاه ماعرفوه بصفاته ولا‬ ‫سمره بشىء من اسماء افعاله ولا اسماء ذاته)‪.'١‬‏‬ ‫وكفى بهذين النصين دلالة على مقام هذا الشيخ العظيم فى‬ ‫معرفته بربه‪ ،‬وتجرده من اغيار النفس الدنية } واتصافه بصفات المعرفة‬ ‫للذات العلية‪.‬‬ ‫الميحث الخامس‪ :‬مكانته النقمية ‪:‬‬ ‫بلغ الشيخ ه أبو نبهان» مبلغا من العلم بز فيه اقرانه» وصار من‬ ‫الشهرة والمكانة الرفيعة فيه بحيث يشار إليه بالبنان‪ ،‬قال عنه الشيخ‬ ‫العلامة « سعيد بن خلفان الخليلى » عندما ذكر الشيخ ناصر بن أبى‬ ‫نبهان ووالده‪ ( :‬وهم كانوا اكثر منا علماً‪ ،‬واصح نظرا وإنا لهم فى‬ ‫الحق تبع ان شاء الله )‪ . .‬إلخ‪ ،‬ثم تمثل بقول القائل‪:‬‬ ‫لم يستطع صولة البزل القناعيس("©‬ ‫وابن اللبون إذا مالذ فى قرن‬ ‫وقال عنه نور الدين السالمي ‪( :‬إن أبا نبهان كان التقدم على اهل‬ ‫زمانه بالعلم والفضل والشرف‪،‬ڵ واتخذه الناس قدوة فى مراشد دينهم‬ ‫ومصالح دنياهم وقلده الافاضل امرهم لما علموا من علمه‬ ‫‏(‪ )١‬شرح حياة للهج‪.‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬الخليلى‪ ..‬صعيد بن خلفان ‪ -‬تمهيد قواعد الإيمان‪ :‬ج‪ ١٣‬‏‪ ٢٥٦٢/‬نشر وزارة التراث‬ ‫القومى والثقافة بسلطنة عمان ط‪١‬‏ ‪.‬‬ ‫‏‪٢٢‬‬ ‫وورعه'‘‪ ،‬وكفى بشهادة هذرين العالمين للشيخ بهذا المقام الذى لا‬ ‫يقرلونه إلا لمن كان مشهورا بذلك؛ ولكونه بالغا درجة كبرى فى‬ ‫العارف الإنسانية‪.‬‬ ‫وقال عنه الخصيبى ‪:‬‬ ‫من خروص ومن ذوى للماثرات‬ ‫واخو الفضل جاعد بن خميس‬ ‫وشهاب مُردلكل الطغاة‬ ‫شمر علم وكنز سروكهف‬ ‫قال فى الشرح‪ ( :‬كان عين جهابذة العلماء فى ذلك الزمان‪،‬‬ ‫والحبر الربانى المشار إليه بالبنان} وكان الفرد الوحيد فى علم الا سرار‬ ‫فعنده ملكة قرية"‪.‬‬ ‫واشتهر علم الشيخ « جاحد » وتخريجاته الفقهية بين الخاص‬ ‫والعام! وعرف بالعالم الربانى وبالشيخ الرئيس ومدحه شعراء عصره‬ ‫بقصائد طويلة‪ ،‬ومما قاله فيه ه الدرمكى» من قصيدة طويلة ‪:‬‬ ‫تنبه عنه منه بيض الفعائل‬ ‫وإن ابانبهان للنابه الذى‬ ‫ويفصح مهما قال سحبان وائل‬ ‫فيفضح مهما جاد هملان وابل‬ ‫ونصب اعلامأمن لعلم عاملا ‏‪ ٠‬وانى رايتم عال غير صامل‬ ‫‏(‪ )١‬السالمى‪ ..‬عبد الله بن حميد ‪ -‬تحفة الاعيان بسيرة اهل عمان ج‪ ٢‬‏‪ ١٨١/‬نشر وزارة‬ ‫التراث القرمى والثقافة ‏‪.١٩١٨١‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬الخحصيبى‪ ..‬محمد بن راشد بن عيزيز‪ -‬شقائق النعمان‪ :‬‏‪ ١٣٩/ ١‬نشر ويرارة التراث‬ ‫القومى والثقافة ط‪ ٢‬‏‪.١٩٨٩/‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫ويسطوا بسيف للمعادين قاتل‬ ‫ويسخر بجود للموالين نانع‬ ‫ولم تر إلا صالياً نار صائل‬ ‫فلم نر إلا راضعاً در عارض‬ ‫واخلاقه تتلو كتاب الشمائل(\‪0‬‬ ‫فيتلو علينا سورة الشمس وجهه‬ ‫ويقول الشاعر « راشد بن سعيد بن بلحسن العبسى » ايضا فى‬ ‫مدحه من قصيدة على الحروف‪ ,‬الهجائية فى بداية كل بيت بحرف‪:‬‬ ‫بصوابه لم يحصه إحصاء‬ ‫صنع الخروصى الصلاح ووصفه‬ ‫عرض الفضاء وبعضهن ضياء‬ ‫ضخمت فضائله فضاق ببعضها‬ ‫للطائعين وطاعة وعطاء‬ ‫طم الفطانة والطلباع تعطفا‬ ‫ظعن الظما والظلم والظلماء«"‬ ‫ظان بوعظ الواعظين بلفظه‬ ‫ومن الذين مدحوه فى حياته‪ ..‬الشيخ العالم منصور بن ناصر‬ ‫الخروصى الستالى‪ ،‬والشيخ الفقيه ناصر بن محمد بن سليمان‬ ‫الخروصى الجحاجرى السمائلى‪ ،‬والشيخ سيف بن ناصر الفشرى‘‬ ‫والشيخ سعيد ين حسن بن درويش الخروصى‪ ،‬والشاعر حميد بن‬ ‫محمد بن رزيق النخلى‪ ،‬والشاعر على بن خميس بن عامر الحراصى‬ ‫الجبرى وغيرهم كثير‪ .‬وقد جمعت قصائد مديحه فى ديوان كامل‬ ‫اطلق عليه لقب (قائد المرجان فى مدح أبى نبهان"‪.‬‬ ‫‏‪.١٥٠١‬‬ ‫‏( ‪ ) ١‬الخصيبى‪ ،‬للصدر السابق ص‬ ‫‏( ‪ ) ٢‬للصدر نفسه ص‪.١٠١‬‏‬ ‫‏‪.١٤٨‬‬ ‫‏) ‪ ( ٢‬الصدر نفسه ص‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫وكان الشيخ جاعد من العلماء العاملين‪ ،‬والفقهاء امجتهدينء‬ ‫وإلى مرضاة ربهم من السالكين الذين مدحهم الله فى كتابه عز من‬ ‫قائل‪ :‬ل«كائرافي لامن الليل ما نَهْجَمُون ‪9‬ح وبالأسْحَار هم‬ ‫فروه وي أَمْرَالهم حق للسائل والْمَحْرُوم ‏‪.0١١‬‬ ‫فكان عابداً لله متبتلاً إبيه} لا يفارق مسجده إلا لحاجة عياله‬ ‫وماكله ونومه‪ ،‬عاش طالبا للعلم مطلوبا فيه‪ ،‬يرد إليه السائل من كل‬ ‫أنحاء عمان فى امر الدين والدنياء ويزدحم إليه طلبة العلم‪ ،‬وكان‬ ‫شديد الغيرة فى دين الله» لا يخاف فيه لومة لائم‪ ،‬وقد قام بواجب‬ ‫الامر بالعروف والنهى عن المنكر حسب استطاعته فى زمانه} وله فى‬ ‫ذلك مراقف مشهورة وصحائف ماثورة‪ ،‬ذكر بعضها «نور الدين»‬ ‫فى تحفت"‘‪ ،‬والشيخ «عبد الله الخليلى » فى رسالته ( الحقيقة «"‘‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫وانظر ما قاله الشيخ « عامر بن على العبادى» فى جواب له‪ ( :‬وقد‬ ‫كفانى دليلا ومنهجاً وسبيلاً من سلك بحالى دار السلامة ومقام‬ ‫الكرامة الباقى إلى يومنا هذا فى مصرنا وعصرنا وهو الشيخ ه أبو نبهان‬ ‫جاعد بن خميس الخروصى العليانى » ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬وهو‬ ‫الإمام لاهل العدل من ملة الإسلام فى هذه الدولة وهذه الايام وهو `‬ ‫‏(‪ )١‬الذاريات ‪ -‬الآيات مز‪ .‬‏‪,٠١١-١٧‬‬ ‫‏(‪ ()٢‬الخليلى ‪ ..‬عبدالله بن على ‪ 0‬رسالة الحقبقمة صس‪١٥‬‏ وما بعدها‪.‬‬ ‫‏(‪) ٣٢‬آية ‏‪ ١٤٩‬سورة الانعام‪.‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫القدوة لمن جاء بعده من الاعلام ‪ 0‬وهو الأامة© والقائد من اقتدى بآثاره‬ ‫من بعثه فى هذه الامة نى آخر الزمان‬ ‫الصحيحة إلى الجنة } فسبحان‬ ‫بشيرا للمؤمنين ونذيرا للمجرمين ‘ وداعيا للغافلين إلى الله بإذنه إلى‬ ‫وسراجاً للمهتدين منيمراً فى هذه الليالى‬ ‫سبيل مرضاته بالتزام طاعته‬ ‫للكفهرات‪ ،‬يقول تعالى ‪:‬ظ فل فلله الْحُجْة البالغة فنر شاء نهداكم‬ ‫أجمعين ه(" والحمد لله الذى جعل لكل قوم هاد إلى يوم للعاد‪5‬‬ ‫جزى الله « ابا نبهان» افضل ما جزاه"' به إماما اقام له بقسطه نى‬ ‫بريته‪ ،‬وجاهد وشمر وذاد عن محارم رعيته على ما أوضحه للعالمين‬ ‫من البرهان وبينه باوضح بيان)‪ ..‬فهذا كلام رجل معاصر للشيخ‬ ‫) أبى نبهانا©‪ 0‬وهو عالم به وممن فى زمانه‪ ،‬وقد نص على أنه كان إمام‬ ‫زمانه ز وأنه قام بواجب الدفاع عن الدين ورد البدع‪ ،‬وأوضح دين الله‬ ‫للناس من حلال وحرام } ودعا إلى الله على بصيرة وأقام الحجة على‬ ‫المعاندين ‪.‬‬ ‫« سعيد بن‬ ‫وأضضيف ‪ -‬إلى ما كتبته هنا ‪ -‬عبارة قالها ل الششيخ‬ ‫ناصر الكندى»ء وهو عالم مشهور فى زمان الشيخ «ابى نمهان»‪ ،‬بل‬ ‫هر من شيوخه فى رده له حين سأله عن كلام الشيخ ) أبى محمد ! فى‬ ‫تعارض اقوال المجتهدين فى المسالة الواحدة حيث قال‪ ( :‬إن الحق فى‬ ‫‏(‪ (١‬لعله جزى به‪.‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬السعدى‪ ..‬جميل بن خميس ‪ -‬قاموس الشريعةؤ ‏‪ ٢١١/ ١٩‬نشر وزارة التراث القومى‬ ‫رالثقافة ‏‪.١٩٨٨‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫واحد والباقى خطا عند الله)‪ .‬فلم يصوب الشيخ ه الكندى » الشيخ‬ ‫«ابامحمد» فى ذلك‪ .‬ثعملى أثر جوابه قال‪( :‬وفى حسابى إنه لا‬ ‫يغيب عليك امثال هذا)‪ ،‬ثم قال‪ ( :‬وانظر ما كتبته لك ولا تقبل‬ ‫منه إلا ما وافق الحق('‪.‬‬ ‫وقد عجز علماء عصره عن مجاراته فى الاجتهاد وفى سؤال‬ ‫وجه لابنه الشيخ ه ناصر بن ابى نبهان» حول الاجتهاد‪ ،‬قال السائل‪:‬‬ ‫(وقد اتفق العلماء فى بعض الأمصار على تحريم القهوة‪ ،‬ثم أتى من‬ ‫بعدهم والدك ‪ -‬قداس الله سره ونور فكره ‪ -‬وراى ان تحليلهاهو‬ ‫الاعدلء واظهر الحجج على ما رأى‪ ،‬حتى ظهر نوره فى عقول ذوى‬ ‫العقول من الورى إنه هو الراى الاكمل «"' ‪.‬‬ ‫وفى جواب الشيخ ناصر لمن ساله فتعرض لذكر والده فى الجواب؛‬ ‫ثم قال‪( :‬ولا يشك احد فى علو درجته فى‪:‬الفهم» وفضيلة منصبه‬ ‫فى العلم)‪ .‬وقال فى مواضع آجر‪ ( :‬وحيث لم يرد الله الملك الخلاق‪،‬‬ ‫ان يكونوا على هذا الاتفاق» كشفه الله على من الهمه بجنانه‪3‬‬ ‫فاجراه على لسانه‪ ،‬فاستعمله فى بلدانه‪ ،‬ولم انفرد فيه بنفسى بل‬ ‫اعاننى عليه بتصحيحه والدى ه ابو نبهان»‪ ،‬لمن اتخذته عوناً عليهم‬ ‫من الإخوان "‪.0‬‬ ‫‏(‪ )١‬السعدى‪ -‬نفس للصدر السابز صر‪٩٨‬‏ ‪ -‬‏‪ - ٩٩‬جوابات‪.‬‬ ‫(‪ ) ٢‬العدى ‪ -‬الصدر السابق‪.٢٦٢/٢ ‎:‬‬ ‫‪.٢٦٥‬‬ ‫سفن)‪ ‎(٢‬للصدر ص‪‎‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫هذا كلام هؤلاء العلماء الجهابذة فى علو مقام الشيخ ابى نبهان‬ ‫ورسوخ قدمه فى العلم‪ ،‬ولا شك انه كان فى زمانه وبعد وفاته صار‬ ‫مشهرر المكانة بين الخاص والعام" فإذا كان هذا موقف الخاص منهء‬ ‫فكيف بمواقف العامة؟ ولله فى خلقه شؤون" يختص برحمته من‬ ‫يشاء‪ ،‬كما يجعل الحكمة فى قلب من يشاء‪.‬‬ ‫ولا ادل على ذلك من كلام الشيخ ه أبى نبهان» نفسه فى‬ ‫مراسلاته وجواباته‪ ،‬فقد جاء فيها ما يغنى طالب العلم عن البحث‬ ‫عن شهادات المشهود واقوال العلماء فيه‪ ،‬وسانقل لك نصين؛ ليتبين‬ ‫موقفه من الدفاع عن الإسلام وإظهار معاله‪.‬‬ ‫النص الاول‪ ..‬من رسالة له‪ ( :‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬يا من‬ ‫وصلنى كتابه فلم أدر من هو جزاه الله خيرا‪ ،‬هذا عنى جوابه‪ . .‬إن‬ ‫عمان لا يخفى على من بها ما قد ظهر على الغالب من أهلها فشهد‬ ‫من الفساد والطغيان وهذه نازلة اخرى زيادة على ما هم به من البغى‬ ‫والعدوان‪ ،‬وكانها من اختها اكبر واقبح واضرا؛ لانها داعية فى دين‬ ‫الله إلى إطفاء نوره واخماده‪ ،‬وإظهار ما لا شك فى فساده؛ لعدم‬ ‫صوابه بدليل ما قد أنزل الله به على رسوله فى كتابه وخوفى أن تعم‬ ‫البلدان‪ ،‬فتمحو خير الاديان أو تبقى به فى كتمان‪ .‬الا فاتقوا الله‬ ‫باداء ما امره‪ ،‬والانتهاء عمًا عنه زجر ولا تركنوا يلى من دعاكم إلى‬ ‫متالف الردى تاركين لما كان عليه ائمة الهدى‪ ،‬فإنهم اقرا للتنزيل‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫واعلم بالتاويل‪ ،‬ودل بالطريقةللثلى إلى منازل العلى‪ ،‬وقد ضربوا فى‬ ‫منارها الصرى{ فبصروا من العمى» وامروا يالتقوى‪ ،‬ونهوا عن متابعة‬ ‫الهرى‪ ،‬واوضحوا لكم فى دين الله ما لا مزيد عليه من الهدى‬ ‫ودلركم على الحجة البيضاء التى كان عليها سيد الانبياء‪ ،‬فعرفوكم ما‬ ‫تاتونه فرضا ونقلا وما تذرونه نية وقولاً وفعلاً} وبينوا لكم من زاغ‬ ‫عنها من اهل الجهالة‪ .‬فجادلوا اهل الزيغ بالتى هى احسن لا بها من‬ ‫دلالة على صحة ما هم به وعليه وفساد ما عداه حتى ظهر الحى‪.‬‬ ‫وبطل ما خالفه من دعرى العماة ) الخ(‪.‬‬ ‫النص الثانى‪ ..‬جواب لمن ساله عن رجل يدعى عمير بن محمد‬ ‫الفلابى» ولا ادرى اعمانى هو ام لا؟ حيث ادعى النبوّة‪ ،‬وصار يدعو‬ ‫الناس إلى تصديقه‪ .‬ومما جاء فى جواب الشيخ ه ابى نبهان‪ ( :‬فإن‬ ‫كان ما قد ظهر على لسانه من دعوى نزول جبرائيل بالوحى على‬ ‫جنانه أو يكلمه به‪ ،‬فينبغئ لكم من طريق الواجب فى تصديقه‬ ‫والعمل به ان تنظروا فيه نظر من أجهد نفسه فى جواز تحقيقه قبل‬ ‫سلوك طريقه‪٬‬‏ فإنى لاادرى لما ادعاه فاىلحق وجها يجيز لبعده من‬ ‫الصدق وإن صح ان له قريبا من الجنة يأمره أن يصدع به فى الناس‬ ‫فيظهره‪ ،‬فليس هو إلا من خشديعطانه فاضله‪ ،‬وأعمى قلبه عن طريق‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪ ) ١‬ابر نبهان جاعد ‪ -‬سيرة ابى نبهان ‪ -‬مكتبة الفطرطات بوزارة التراث القومى والثقافة‬ ‫ص‪.١‬‏‬ ‫رشده فازله‪ ،‬الم يبلغ إليه قول الله تعالى ‪ « :‬ما كان مُحَمد أنا أحد من‬ ‫رَجَالكُمْ ولكن رسول الله وَحَاتَم التيه(" او ليس فيه ما دل إنه لا‬ ‫نبى بعده‪ &،‬بلى ومن اصدق من الله قيلا‪ ،‬كلا وإنه اصدق القائلين‪. .‬‬ ‫إلى ان قال‪ :‬فاحذروا امثالها وإياكم وتصديق من قالها‪ ،‬فإنها للسالك‬ ‫لهن اضيق المسالك لقوله تعال‪ :‬ظ ومن أظلم ممن افتر على الله كذبا أو‬ ‫قال أوحي إي وتم وح إله شيء ومن فال سنن مفن ا أزل الفه‪.0"١‬‏‬ ‫الا فاتقوا الله وذروا ما لا وسع فيه من تقوله وغروره لما به من الإفك‬ ‫المؤدى باهله إلى النفاق أو ما توقه من الشرك‪ ،‬ومن لواجب على من‬ ‫قدر ان يقابله بنكيره؛ لان الوحى قد ارتفع لموته تفلانقطلع عن‬ ‫الارض إلاما يكون من إلهام أو رؤيا فى منام) الخ("‪.‬‬ ‫وقد افاض الشيخ فى الاستدلال على كذبه‪ .‬وهناك رسالة اخرى‬ ‫فى هذا امجال‪ ،‬ومقطع من رسالة ثالثة فى الموضوع‪.‬‬ ‫ومن هنا يتبين أن الشيخ كانت ترسل إليه عويصات المسائل‬ ‫ويطلب منه حلا مختلف المشكلات؛ لانه عالم زمانه بل مرجع‬ ‫العلماء فى عصره كما سبق وان بينت ذلك فى هذا اللبحث\ ولا‬ ‫(‪ ) ١‬الاحزاب آية‪. ٤٠ ‎‬‬ ‫(‪ ) ٢‬الانعام آية‪.٩٢ ‎‬‬ ‫(‪ ) ٢‬ابو نبهان جاعد ‪ -‬سيرة أبى نبهان‪ ‎:‬صس‪.٨‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫احب الإطالة فى الموضوع وإذا كان الامر كذلك‘ فلا شك ان للشيخ‬ ‫آثارا نى هذا الميدان سواء الحمول فى الصدور او المنقول فى‬ ‫‪.‬‬ ‫سطور‬ ‫المبحث السادس‪ :‬آثاره العلمية‪:‬‬ ‫اولا‪ :‬من حمل عنه العلم ولا شك أنهم تلاميذه الذين لازموه‬ ‫فى الدرس والتحصيل إذ لا يد للعالم من ان يؤثر فى مجتمعه‬ ‫وخاصة فيمن حوله ويتاثر بهم فكيف بمن خالطهم وخالطوه‪ ،‬فالعإلم‬ ‫كعبة لطالبى العلم اينما يكون} فهر كالغيث اينما وقع نفع‪ .‬وطلاب‬ ‫العلم لدى العلماء هم الكقيلون بنقل موروثاته الفكرية إلى الناس‪،‬‬ ‫وهل نقل سنة النبى ته باقسامها إلا اصحابه وهكذا‪.‬‬ ‫والشيخ « ابر نبهان» كان من جملة الغلماء الذين بذلوا العلم‬ ‫لطالبيه» فكان مسجده الموجود يبلدة العليا هر مدرسته التى يتزاحم‬ ‫فيها الطلاب يالركب\ وهذا المسجد ما زال موجودا يبلدة العليا على‬ ‫سفح الجبل‪ ،‬فنهل الطلاب من علمه الغزير وقصده السائلون والعلماء‬ ‫فى ذلك المكان النير وكما قيل‪ :‬بجيرانها تغلو الديار وترخص‪ .‬أو‬ ‫كما قيل‪:‬‬ ‫اقبل ذا الجدار وذا الجدارا‬ ‫مررت على الديار ديار سلمئ‬ ‫ولكن حب من سكن الديارا‬ ‫وما حب الديار شغةن قلبى‬ ‫واول من حسل عنه العلم اولاده الكرام [ واول من نبغ منهم فى‬ ‫‪11‬‬ ‫العلم وتاثر بطلريقته الشيخ ) ناصر ببن أبى نبهان ( فهر اغزرهم علماً ‘‬ ‫واعمقهم نهماً فيما بلغنا وله مؤلفات عده ة وعاش أكثر عمره فى‬ ‫العليا } ثم انتقل إلى نزوى ‪ 1‬ثم غادرها إلى زنجبار ‪ 0‬وتوفى بها عام‬ ‫‏‪ ٦٢‬اها( ‪ .‬والشيخ ‪7‬خميس بن ابى نبهان » قد دفن بجوار أبيه نى‬ ‫والشيخ « نبهان بن أبى نبهان» كنى به والد ه‪ -‬ولعله‬ ‫بلدة العليا ‪3‬‬ ‫اكبر أولاده _ وتونى ‪ -‬رحمه الله‪ -‬فى بلدة العليا على رواية‬ ‫أحفاده عام ‪١٢٢٣٦‬ه‏ أى قبل وفاة والده بسنة("‘ وكذلك بقية‬ ‫إخوتهم ‏‪ ٦‬فاتصقوا بالعلم والورع والمعرفة والخصال الحميدة ‪.‬‬ ‫وأما من كان من غير أولاده فكثير ومنهم‪:‬‬ ‫وهو ابن أخ الشيخ جاعا۔ ©‬ ‫الشيخ منصور بن ناصر بن خميس‬ ‫بن‬ ‫وقد شرح لامية ابن النضر( ‏‪ .٤‬والشيخ سعيد بن محمد‬ ‫راشد الخروصى المعروف بالغفشرى ( صاحب الديوان‪ ،‬وهو ممن‬ ‫الخليلى وفكره ضمن قراءات نى فكر‬ ‫‏(‪ ) ١‬انظر بحث للؤلف الشيخ سميد بن خلفان‬ ‫الخليلى ‪ -‬تشر للنتدى الادنى‬ ‫‏(‪ ) ٢‬اراد للللمون فى زمان الشبخ سعيد بن خلفان الخلميلى ان ينصبوا الشيخ خميسىص إمام‬ ‫‪.٢١٩١/‬‬‫لهم بالرستاق؛ لعلمه وأهليته فابى‪ ،‬انظر السامى ‪ -‬تحفة الاعيان‪ :‬‏‪٢‬‬ ‫زوى فى نفس العام! انظر ج‪ ٢‬‏‪ ٢٦٩/‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬وذكر نور الدين فى التحفة أنبهنقتل‬ ‫‏(‪ ) ٤‬من لسان احفاده‪.‬‬ ‫( ٭ ) يبدو لى ان الشيخ القشرى ليس منتلاميذ الشيخ ابى نبهان حيث إن الفشرى من‬ ‫مواليد العقد الثانى من القرن ‪١٦‬ه‏ بدليل انه‪ :‬‏‪ ١١٢٣٧‬قد رثى أمه‪ .‬‏‪ ١١٣٧‬ارخ لبناء‬ ‫مسجد الشدوابة‪ .‬‏‪ ١١٤٤‬أرخ لبناء منزله‪ .‬‏‪ ١١٤٦‬أرخ لهطول الامطار والبول التى‬ ‫أفسدت الزرع‪.‬‬ ‫وهذه التواريخ كلها قبل مولد الشيخ جاعد (ت ‏‪ ) ١١٤٧‬ولايمكن ان يتمكن من‬ ‫الشعر إلا إذا بلغ ‏‪ ١٨‬وزيادة؛ ولهذا مانلمكن ان يكون ممنواليد عام ‏‪ ١١١٩‬ار =‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫رثى والد الشيخ جاعد‘ وتوجد له فى ذلك عدة قصائد ضمن‬ ‫الديوان‪.‬‬ ‫وابر محمد عبد الله بن مجمد بين ناصر الخروصى من أهل‬ ‫العوابى » الذى قال فيه الشيخ أبو نبها ن‪ ( :‬لو اجتمع عليه العلماء‬ ‫[مامً لكنت أول من يبايعه ا لكما ل شروط الإمامة فيه‪ ©،‬والشيخ حسن‬ ‫بن درويش بن سعيد الخروصى من العوابى أيضا وولده سعيد بن‬ ‫وقد كان شاعرا نابغاً وفقيهاً بارعاً ‘ والشيخ راشد بن سعيد بن‬ ‫حسن‬ ‫أبى نبهان وهو ولد ولد الشيخ وكانت له معرفة بالادب ‪ ..‬وغير هؤلاء‬ ‫ث نيا ‪ :‬مؤ لفاته ا لفقمية ‪:‬‬ ‫كان أكثرها فى الفقه‬ ‫ترك لنا الشيخ « ابو نبهان _) عدة مؤلفات‬ ‫بجانب ماله من مؤلفات فنى السلوك وعلوم اللغة العربية وأشعار‬ ‫ولكن ما يهمنا هر‬ ‫وغير ذلك مما ذكر عنه!ك ولم نعثر عليه‪.‬‬ ‫لمؤلفات الققهية‪ ،‬وبها تظهر مكانة الشيخ فى هذا الميدان‪ ،‬وإليك‬ ‫بيانها‪:‬‬ ‫= قبلها ربالتالى يكون عمره حينما ولد أبر جاعد نحو ‏‪ ٣٠‬صنة{ وحين بلغ جاعد ‏‪ ٢٠‬سنة‬ ‫يكرن عمر الفشرى خمسين سنة ران المجمالسة التى تمت بين الفشرى وابى نبهان لايمكن‬ ‫آن تنم إلا حينما يبلغ الاخير ‏‪ ٣٠‬سنة على أقل احتمال‪ ،‬وفى هذه ال۔الة يكون الشيخ‬ ‫الفشرى تمارز ‏‪ ٦٠‬سنة فكيف يكون من تلاميذه؟! واعتقد العكى ان أبا نبهان كان‬ ‫تلميذا للفشرى‪ .‬والله اعلم‪.‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫‏‪ « ١‬الدقاق لاعناق أهل النفاق )‪ ..‬وهو فى السياسة الشرعية©‬ ‫واحكام اموال الجبابرة والتعاون معهم‪ ..‬وتوجد منه عدة نسخ بمكتبة‬ ‫وزارة التراث القومى والشقافة} واخترت واحدة منها تحت رقم ‏‪٢٣١٢٣‬‬ ‫عام و‪ ٠‬‏‪ ١١‬ب خاص وتحتوى على مائتى صفحة من خط الناسخ‬ ‫سالم بن شامس بن سنان المنذرى‘ وتوجد منه نسخ اخرى بمكتبة‬ ‫الخطروطات تحت ارقام اخرى‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬ه احكام المساجد والمذارس وما اشبهها»‪ ..‬وقد ذكر انه جزء‬ ‫من كتاب المستطابڵ وهو الثانى© وتوجد منه عدة نسخ بوزارة التراث‬ ‫القومى والشقافة} وقد اخترت نسخة تحت رقم ‏‪ ١٦٠٤‬عام و ‏‪ ١١١‬ب‬ ‫‏‪ ٢٣١‬ورقة‪.‬‬ ‫خاص وتحتوى على‬ ‫‏‪« ٣‬إيضاح البيان فيما يحل ويحرم من الحيوان»‪ ..‬وتوجد منه‬ ‫عدة نسخ فى وزارة التراث القومى والثقافة‪ ،‬وقد سجلت منها نسخة‬ ‫تحت رقم ‏‪ ١٠٩٧‬عام و ‏‪ ١٠٨‬ب خاص ويحتوى على مائة وتسع‬ ‫وثلاثين ورقة بخط الناسخ مسيعيد بن سويعد بن مسعود السعدى‪.‬‬ ‫‏‪« ٤‬الصيام »‪ ...‬وهو مجموعة مسائل وتوجد نسخة منه‬ ‫بمكتبة وزارة التراث القومى والثقافة بعنوان ( مسائل فى الصيام )‬ ‫للشيخ الفقيه العالم العلامة أبى نبهان جاعد بن خميس الخروصى‬ ‫بدون ذكر الناسخ وليس فيه ترقيم‪.‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫‏‪ « ٥‬جوابات ابى نبهان)‪ ،‬وهو فى سبعة اجزاء وتوجد بوزارة‬ ‫التراث القومى والثقافة‪ ،‬وقد صنفت كالتالى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٠٢‬ب‬ ‫اه الطهارات والورضوء»‪ ..‬تحت رقم ‏‪ ١١٩١‬عام‬ ‫خاص ءوتوجد منه نسخ أخرى تحت أرقام أخرى وعدد اوراق هذا‬ ‫المجلد ‏‪ ٢٦٥‬ورقة بخط الناسخ سالم بن سعيد بن محمد الغيشى‪،‬‬ ‫وتوجد منه نسخ متعددة بمكتبة الوزارة‪.‬‬ ‫ب هالاعتكاف والنذور»» وه الكفارات وما اشبهها»‪ ..‬تحت‬ ‫رقم ‏‪ ١١٩٥‬عام و ‏‪ ١٠٦١‬ب خاص وعدد اوراق هذا الجزء ‏‪٢٤١‬‬ ‫ورفة بدون ذكر الناسخ وتوجد منه نسخ اخرى مرقمة أيضا‪.‬‬ ‫ج الميراث »‪ ..‬تحت رقم ‏‪ ١١٩٦‬عام‪ ،‬‏‪ ١٠٧‬ب خاصڵ وعدد‬ ‫أوراقهں ‏‪ ٢١٢‬ورقة ولا يوجد فيه ذكر للناسخ ‪.‬‬ ‫‏‪ ١١٩٤‬عام!‬ ‫د النكاح والرهن والمضاربة وغيرها‪ ..‬تحت رقم‬ ‫‏‪ ٦‬ب خاص وعدد اوراقه ‏‪ 0١١٠‬ورقات وهذا الجزء ناقص من‬ ‫نهايته؛ ولذلك لم نعرف الناسخ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٠٤‬ب‬ ‫ه « الطلاق واحكامه)»‪ ..‬تحت رقم ‏‪ ١١٩٢‬عام‬ ‫خاص وعدد اوراقه ‏‪ ٢٠٨‬ورقات‪ ،‬ولم نعرف الناسخ ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٠١‬ب خاصض‬ ‫و‪ (-‬الاحكام »‪ . .‬وهو تحت رقم ‏‪ ٠‬عامي‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫وعدد اوراقه ‏‪ ٢٣٤‬ورقة بخط الناسخ سالم بن سعيد بن احمد‬ ‫الرواحى ‪.‬‬ ‫ز‪ -‬ه مسائل متفرقة»‪ ..‬تحت رقم ‏‪ ١١٩١‬عام‪ ،‬‏‪ ١٠٣‬ب خاصؤ‬ ‫وهذا الجزء ناقص من اوله وآخره؛ ولهذا لم نعرف الناسخ‪.‬‬ ‫‏‪ -٦‬ه احكام الزكاة»‪ ..‬وسجل هذا المجلد تحت رقم ‏‪ ١١٩٨‬عام‬ ‫ب خاصڵ وعدد اوراقه ‏‪ ٢٠٤‬ورقات بخط الناسخ محمد بن‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫على الفدانى ‪.‬‬ ‫‪ 7‬ه كتاب الحج»‪ ..‬وقد تم نشره مصورا عن طريق مكتبة معالى‬ ‫السيد المستشار محمد بن احمد البوسعنيدى بالسيبڵ وتداولة‬ ‫الناس‪ ،‬فهو فى حكم المطبوع ولكنه غير محقق‪.‬‬ ‫ويظهر لى ‪ -‬والله اعلم ‪ -‬ن هذه المؤلفات موسوعة واحدة‬ ‫متكاملة} وتضم بين جنباتها جوابات الشيخ أبى نبهان‪ ،‬ما عدا كتاب‬ ‫الحج الذى يشعر من لفظه أنه الفه بنفسه‪ :‬والذى يرجح هذا الظن‬ ‫خلو هذه المجلدات المسمةة بالجوابات من احكام الصلاة والصيام‬ ‫والزكاة والحج والجهاد؛ ولهذا يمكن ان تكون كتب الصيام والزكاة‬ ‫والحج والمساجد من جملة الجوابات التى رتبها الشيخ محمد بن‬ ‫خميس السيفى من أهل نزوى‘ عاش فى القرن الثالث عشر‬ ‫الهجرى‪.‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫ولكن الشيخ «مهنا بن خلفان الخروصى»‪ .‬وهو من احفاد الشيخ‬ ‫جاعد ‪ -‬يقول فى مذكرة كتبها عنه‪ :‬ان له موسوعة خاصة فى فقه‬ ‫العبادات فى خمسة اجزاء من الطهارة إلى الحج‪ ،‬ولعله يشير إلى هذه‬ ‫المجلدات التى أشرت إليها فتكرن جواباته فى العبادات داخله ضمن‬ ‫اجزاء العبادات المشار إليها؛ ولكن لا بد أن يخرج منها جزء‬ ‫الطظهارات‪ ،‬ويحل محله جزء الملساجد؛ لأن الظاهر فيه إنه سؤال‬ ‫وجواب مخلوط مع غيره من اجوبة المشايخ المعاصرين للشيخ أو قبله‬ ‫كبقية الجرابات‪ ..‬والله اعلم بذلك ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬ه كتاب المغانم فى الخلاص من المظالم‪ . .‬ولم أعثر عليه إلا‬ ‫أنى وجدت الشيخ مهنا ذكره فى مذكرته} ولعله كتاب الدقاق المشار‬ ‫إليه آنفا نفسه‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬ه القضايا فى حل عويص الوصايا‪ . .‬ولم أعثر عليه‪ ،‬بل‬ ‫ذكره الشيخ المذكور& ولعله داخل فيما رمزت إليه فى ( ‏‪ : ٥‬ب )إ فإنه‬ ‫‪:‬‬ ‫يحتوى على الوصايا ايضا‪.‬‬ ‫‏‪ -٠‬ه المسائل المنثورة فى احكام الفقه» ذكرها الشيخ المذكور‬ ‫أيضا\ ولعلها داخلة فيما سبق‪.‬‬ ‫‪-١‬هالعدد‏ واحكامها»‪ ..‬ذكرها الشيخ المذكور ولم أعثر‬ ‫عليها‪ ،‬ولعلها داخلة فيما سبق والله أعلم بهاء وهذه الاربعة ذكرها‬ ‫الشيخ مهنا ولم يزدها‪ .‬فالله اعلم بها‪.‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫‏‪ « ١٢‬مناسك الحج»‪ ..‬ؤهى رسالة صغيرة غير الكتاب السابق‪.‬‬ ‫وقد نشرتها وزارة التراث القومى والثقافة ضمن سلسلة تراثنا‪.‬‬ ‫وهناك مؤلفات اخرى غير فقهية كما يلى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬ه المستطاب»‪ ..‬الجزء الاول منه فى احكام الولاية والبراءة‬ ‫وقراءة القرآن والتعبد وغير ذللل‪ ،‬ويوجد بمكتبة وزارة التراث القومى‬ ‫والثقافة تحت رقم ‏‪ ١٦ ٠٢٣‬عام‪ ،‬‏‪ ١١١‬ب خاص ويحتوى على ‏‪٢٣٢‬‬ ‫ورقة‪ ،‬ولم يذكر ناسخه‪ .‬اما الجزء الثانى منه فهو الذى فى احكام‬ ‫المساجد هكذا فى فهرس مكتبة الوزارة‪ .‬ولكن ليس فى الكتاب‬ ‫}‬ ‫نفسه ما يدل على ذلك‪.‬‬ ‫‪ {-٢‬مرسوعة اصول الدين فى الخلاف والرد على الخالفين؛‪. ‎.‬‬ ‫هكذا ذكر الشيخ مهنا ولكنى اميل إلى ان هذه الموسوعة هى الجزء‪‎‬‬ ‫المعنون له بمقاليد التنزيل لإدراك حقائق التاويل؛ لانه لا يحتوى إلا‪‎‬‬ ‫على تفسير سورة الفاتحة فى اثنتى عشرة صفحة من صفحات‪‎‬‬ ‫الكتاب اما الباقى فهو فى هذا الموضوع نقسه‘ وهو جزء كبير فى‪‎‬‬ ‫‪ ٩‬صفحة من القطع الكبير‪‎.‬‬ ‫‏‪ -٢‬ه مقاليد التنزيل فى تفسير سورة الفاتحمةء‪ ..‬وقد ذكر الشيخ‬ ‫انه كان عازما على تفسير القرآن الكريم كله‪ ،‬ولكنه توقف‪ ،‬ولم يذكر‬ ‫الناسخ السبب\ بل استمر فى‪٠‬ذكر‏ مسائل فى اصول الدين‪ ،‬ويوجد‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫بمكتبة وزارة التراث القومى والثقافة ضمن المصورات من غير ترقيم‪،‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وهر المشار إليه أعلاه‬ ‫‏‪ -« ٤‬شرح قصيدة حياة المهج فى معرفة الله وثوابه للمؤمنين»‪..‬‬ ‫وتمين فيها مكانة الشيخ نى هذا الانبا‪ .‬فعلمه ليس منشورأ‬ ‫فحسب بل هو معلق برب العزة صاحب الملك والملكوت والعز‬ ‫والجبروت وقد رقم تحت ‏‪ ٢٤٦٢٨‬عام بمكتبة المخطوطات من وزارة‬ ‫التراث القومى والشقافة} وله عدة نسخ من عدة ناسخين أما التى بين‬ ‫ايدينا فناسخها سعيد بن سليمان بن محمد السعدىڵ وأول هذه‬ ‫القصيدة قوله‪:‬‬ ‫تبين اخى فى الله قولى فإنى على النصح فى ذات الإله مع العتبى‬ ‫اما الشرح فقد بين ايضا مكانة الشيخ فى العربية‪ ،‬وانه عالم بليغ‬ ‫فيها بلا جدال فكلامه فيه خير دليل ومثال ‪..‬‬ ‫‏‪ «-٥‬شرح كتاب الجهالات» ‪ -‬للشيخ أبى عمار عبد الكافى‬ ‫الوارجلانى الجزائرى فى اصول الدين‪ ..‬ولم عشر عليه‪ ،‬ولكنى‬ ‫وجدت ذكره فى مذكرة الشيخ مهنا؛ ولعله موجود عنده‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬له عدة سير ومكاتبات ونصائح إلى ملوك زمانه وإلى العلماء‬ ‫والامراء» تشتمل على كثير من الإرشاد والتوجيه والنصائح الدينية‬ ‫والدنيوية فى السياسة الشرعية الموصلة إلى إعزاز الإسلام وطلب‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫العلم ‪ -‬والمحافظة عليه‪ ،‬والاستقامة فى الدين‪ ،‬أو رسالة تسمى « حرز‬ ‫الشجرة»‪ ..‬كلها دعاء فقط‪ ،‬وإنما ذكرت بعض المؤلفات او الآثار من‬ ‫باب الاستطراد» وإلا فإما يهمنى فى دور البحث المختصر انتاجه‬ ‫الفقهى؛ لمعرفة جهود الشيخ فى ذلك ولعل هذا الاستطراد يفيد‬ ‫‪:‬‬ ‫الباحثين فى شىء‪.‬‬ ‫ويذكر الشيخ مهنا ان الشيخ أبا نبهان الف فى علم السلوك‬ ‫والتصوف وعلم اخلاق النفس والصنعة الكيميائية بطرق التكليس‬ ‫والتقطير وله فى ذلك عدة رسائل كثيرة‪ .‬والف فى الفلك والاجرام‬ ‫السماوية‪ ،‬وأسرار الخروف والآيات القرآنية وأنواع رياضاتها وما يتصل‬ ‫بها‪ ،‬ولم نعثر على شىء من ذلك‪ ،‬ولكنه غير مستبعد‪ ،‬فهر مشهور‬ ‫بذلك‪ ،‬ومما يدل عليه ان تلميذه الشيخ الفشرى قد نظم قصيدة فى‬ ‫علم الفصول السنوية والكواكب التى تتعاقب عليها وغير ذلك وهى‬ ‫موجودة بديوانه الملطبوع‪ ،‬كما ان الشيخ ناصر كانت له يد طولى فى‬ ‫علم الاسرار والف فيها عدة رسائلك ولا شك انه اخذ هذا العلم عن‬ ‫والده ‪ -‬رحمهم الله جميعا رحمة واسعة ‪.-‬‬ ‫ويجانب ما ذكرنا‪ ..‬فإن فقه الشيخ ه جاعد » قد انصهر فى‬ ‫مؤلفات من جاءوا بعده‪ ،‬فقد اخذوا كثيرا عنه‪ ،‬ومنهم العلامة‬ ‫ه جميل بن خميس السعدى» فى القاموس والعلامة ه موسى بن‬ ‫عيسى البشرى» فى الخزائن ومكنون الخزائن‪ ،‬والعلامة ه السيد مهنا‬ ‫‏‪٤١‬‬ ‫ابن خلفان البورسعيدى! والعلامة « سعيد ين خلقان الخليلى » فى‬ ‫التمهيد والعلامة « نور الدين السامى » فى المعارج وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫المبحث السابع‪ :‬موقفه من العلم والفتوى ‪:‬‬ ‫وإذا كان الشيخ «ابو نبهان » قد بلغ هذه المرتبة من العلم؛‬ ‫فينبغى للباحث ان يذكر مكانة العلم عنده وموقفه من الفتوى‬ ‫والتقليد لإبراز اهمية هذا الجانب فى فكر العلامة ه ابى نبهانں؛‬ ‫ويتضح ذلك فيما يلى ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اولا‪ :‬مكانة ا لعدم ‪:‬‬ ‫ا‪ -‬يرى الشيخ أن كنز الكنوز هو العلم النافع الذى يستضىء‬ ‫صاحبه بنور الله اللستمد من معرفته ‪ -‬تعالى ‪ 2-‬فالعلماء العاملون‬ ‫هم القدوة} ولا يؤخذ علم الدين إلامن الشقات‪ ،‬وأما غير الثقات فلا‬ ‫يحسن ان يؤخذ منهم علم الشريعة وأصولهاء اللهم إلا ما تقوم به‬ ‫الحجة من اى معبر‪ ،‬وخاصة ما لا يسع جهله من اصول الدين«(‪'١‬‏ ‪.‬‬ ‫ويري الشيخ ان يتعلم الإنسان جميع فنون العلم» فياخذ‬ ‫للتعلم من كل شىء بما تسنح له الفرصة؛ لينبذ الجهل عن نقفسه؛‬ ‫فالعلم كله شرف ونور‪ ،‬وفنونه كشيرة لا تححعصى» ولكن حسب‬ ‫الاستطاعة‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬السعدى‪ -‬قاموس‪ :‬‏‪.٥٣/١‬‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫ويحث الشيخ على طلب العلم لله تعالى دون غيره‪ ،‬لا للمراء‬ ‫والسمعة\ ويقول فى هذا الصدد‪ ( :‬الا فتعلموا العلم لله تعالى‬ ‫وكونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين‬ ‫والاقربين‪ 5‬ولا تركنوا إلى الذين ظلموا نتمسكم النار وإياكم والرياء‬ ‫والمجادلة والمناضلة والمراءات فى الدين‪ ،‬فإنها من آفات العلماء‬ ‫وعلامات العلماء السوء\ الذين ليس لهم فى الآخرة من المغفرة‬ ‫واللواب من عند الله حظ ولا نصيب‪ ،‬وفى الرواية عن النبى تله ‪:‬‬ ‫« من تعلم العلم ليرائى به الناس فهو نى النار } وقال عليه السلام‪:‬‬ ‫« دع المراءات وإن كنت محقاً‪ ،‬فإن من ترك المراءات بنى الله له قصراً‬ ‫فى الجنة»‪ ،‬وفى الاثر الصحيح عن اهل العلم‪( :‬إن من التواضع ترك‬ ‫الجدل ولو كنت محقاً‪.9\«٨‬‏‬ ‫ب ويرى الشيخ ان نور العلم يشع فى القلب{ ولكن بعد‬ ‫استعمال الاسباب المؤدية لذلك‪ ،‬كى يستطيع التمييز بين الصحيح‬ ‫والسقيم‪ ،‬والحق من الباطل فى فنون العلم وشتى الاعمال{ فاسمع ما‬ ‫يقول فى ذلك‪ ( :‬ومهما شعت ذلك فاعلم ان مبدا الطريق فى تحصيل‬ ‫ذلك إنما هو بطريق الرياضة فى إقامة الظواهر وتصفية السراير علماً‬ ‫وعملا ان ساعد القضاء على ما يحب الله ويرضى‪ ،‬وبعد صفاء‬ ‫الاحوال‪ ،‬ونصب فخ علم المادة والاعمال فى مقامات الإخلاص‬ ‫(‪ )١‬نفس للصدر‪.٩١/ ١ ‎:‬‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫والانس والرضى والمحبة والذكر وملازمة الفكر ربما يقع الاقتناص‬ ‫للحقائق فى القلب بواسطة الكشف لامر خفى يتجاوز به املك‬ ‫إلى لللكوت‪٬‬‏ فيحترق فى سيره الجبُ‪ ،‬ويصل بمن الله للطلب‬ ‫وتحصل البغية بعد الرؤية لذلك بعين اليقين للعيان؛ لاستنارة القلب‬ ‫بدور الإيمان‪ ،‬ونور السنة ونور العزائم من هنالك ينبع من بينهما‪...‬‬ ‫أمور عجيبة واقوال غريبة‪ ،‬يحار فيها الباب أولى الابصار وأرباب‬ ‫المادة والاستبصار؛ لان فوق كل ذى علم عليم‪ ،‬فنافس فى مثل هذا‬ ‫يا اخىء وابذل فيه مجهودك‪ .‬وانظر فى كل حادثة محتملة للنظر؛‬ ‫و واقعة اختلف فيها اهل العلم والبصر إن كان لك قلب تقدر به‬ ‫على تجريد الصفو من الكدر وإلا فيمن تقدر به عليه‪ ،‬فإن لم يكن‬ ‫فعلى ما تقدر عليه‪ ،‬وخذ من ذلك باحسنه لله تعالى مخلصا له‬ ‫الدين‪ ،‬تكن من امحسنينء وتدخل فى غمار الداخلين حتى المدحة‬ ‫التى اقتضتهالآية‪ (« :‬أوآنك الذين هداهم الله وأوتتك هم أورا‬ ‫الأذناب ‏‪ 0١‬وما التبس عليك من شىء قكنت فيه على ظلمة‬ ‫الإشكال عن رؤية الصواب‪ ،‬اقتبس من أنوار علماء الآخرة نورأ؛‬ ‫تستضىع به فى ذلك‪ ،‬وإياك والاستشارة فى ذلك لعالم اسكره حب‬ ‫الدنياء فيقطعك عن محبة الله‪ ،‬ولعلك قطاع الطريق على عباد الله‬ ‫اللريدين×"'‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫(‪ )١‬الآية‪ ١٨ ‎‬صورة الزمر‪‎.‬‬ ‫‪. ٤٥٦٢ - ٤٥١‬‬ ‫‪ ٤٢٢ - ٤٣١‬رانظر س‪‎‬‬ ‫(‪ ) ٢‬ابر نبهان جاعد ‪ -‬جرابات‪‎:‬‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫هذا نص كلمه ‪ :‬وهو دليل واضح على موقفه من العلم وطلبه‬ ‫والعلماء وتقسيمهم ئ ولا يحتاج الامر إلى زيادة بيان } وتوجد‬ ‫نصرص أخرى فى صقات علماء الدنيا والتحذير منهم‪ ،‬فراجعه«‪.©١‬‏‬ ‫ج‪ -‬كما ان الشيخ يوجب على العلماء إظهار علمهم عند ظهور‬ ‫البدع وتحريف قواعد الدين‪ ،‬ذبا عن الدين وتادية لواجب الدفاع‬ ‫عن الإسلام والسلمين حيث يقول‪ ( :‬وإنه لحق على كل ذى علم‬ ‫بالحق مع الطاقة له عمى إظهاره إذا ظهرت البدع والضلالات والشنع‬ ‫ان ينشر علمه؛ لتنجلى الظلمة‪ ،‬وتنكشف الغفمة‪ ،‬فتكون كلمة‬ ‫الذين كقروا السفلى‪ ،‬وكلمة الله هى العليا‪ ،‬وإن لم يفعل ذلك‬ ‫فيدفع ويرفع فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمع" ولا يقبل منه‬ ‫صرف ولا عدل إلا أن يكرن على تقية فى الاصل او وجه يرجب له‬ ‫فى الحق عذرا يوما ما؛ لان عليه حال وجود القدرة له مع الإقامة على‬ ‫سبيل الاستقامة الذب عن الدين عن تأويل الجاهلين‪ ،‬وتحريف الغالين‪،‬‬ ‫وانت حال المبطلين فى احكام دين المسلمين وكلاية الشرعة عن‬ ‫تشويش المبتدعة مع خوف التزلزل بالبدعة وانواع الضلالة لإقدام‬ ‫العامة الذين كلت ابصارهم عن رؤية الحقْفى ذلك‪ ،‬ولم يكن لهم‬ ‫قدم راسخ فى قواعد الإسلام‪ ،‬ولا اصل ثابت فى معرفة الاديان‬ ‫"‘‪.‬‬ ‫والاحكام‬ ‫‪ .٤٢٦٢ - ٤٢١‬وانظر‪ ‎‬ص‪٥٤٢٦ { ٤٢٥‬‬ ‫(‪ )١‬راجع هذا النص بكامله فى للرجع السابق‪‎:‬‬ ‫‪.٠٦٩‬‬ ‫‪. ٤٣٠‬‬ ‫!( ) ابو نبهان جاعد ‪ -‬جوابات‪‎:‬‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫وقد قام الشيخ فى هذا الجانب بواجيه الشرعى‪ ،‬فاجتهد‬ ‫واصاب» وذب عن الدين وامات البدع وجاء بالحق‪ ،‬ولم يخش عذل‬ ‫العاذلين‪ ،‬ولا لوم اللائمين‪ ،‬فلا يترك الفرصة حين يراها عن تقديم‬ ‫اللشورة والنصيحة والحث على طلب العلم والبعد عن الجهل‬ ‫والتقليد وتحذير الناس من البدع ‪ -‬رحمه الله ورضى عنه ‪ -‬ولا‬ ‫يتعفف عن سؤال أى احد عن العلم( ‏‪.١‬‬ ‫وقد اخذ الشيخ من فثون العلم ما شء الله من المنطق("‘}‬ ‫والمساب ‪ 3‬واللغة العربية نحواً وصرفاً وبلاغة وشعراً _ إذ هو شاعر‬ ‫ونقهاً ئ وحاز‬ ‫‪.‬وعلوم الشريعة تفسيرا وحد ‪3‬‬ ‫بليغ وناطق أديب _(‬ ‫نى علم السلوك مرتبة كبرى‪ ،‬إذ يكا د الرحيد بين من كان قبله ومن‬ ‫جاء بعده‪.‘٠٤‬‏‬ ‫ثانيا‪ :‬موقفه من الفتوى‪:‬‬ ‫ا لا يحب الشيخ ان يتصدر للفتوى إلا من بلغ رتبة الاجة‬ ‫ولم يعجب برايه ولا يأنف من قبول الحق ممن جاء به‘ ولانصب‬ ‫الراى دينا والعكس فقال فى معرض رده على بعض من ضيق على‬ ‫(‪ )١‬كان يسال حتى غير الإباضية‪ :‬ابر نبهان حاعد ‪ -‬جوابات‪. ٤٢٢ ‎:‬‬ ‫(‪ ) ٢‬للصدر نفسه‪.٤٨٨ 1.٤٨ ‎:‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬له قصائد عديدة‪ .‬انظر حياة للهج رشرحها‪.‬‬ ‫‏( ‪ ) ٤‬انظر شرح حياة للهج‪.‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫الناس الجائز بجهل منه ما نصه‪ ( :‬وإنما العيب على من خالف الاصول؛‬ ‫وصدف عن ملة الرسول‪ ،‬أو نصبب الراى دينً} أو تكلم ميناء وتكلف‬ ‫القول فى العلم جهالة‪ ،‬وعاش فى الناس على ضلالة‪ ،‬وعاب على‬ ‫الناس سلوك سبيل الجائز‪ ،‬وضيق فى الراى عليهم الراسع‪ ،‬وحملهم‬ ‫على رايه فى الراى‪ ،‬أو رأى من راى رايه من الرأى© فى غير موضع‬ ‫الاحكام وفصل القضاء بين الانام‪ ،‬ولقد قيل فى الصحيح‪ ( :‬ليس‬ ‫العالم من حمل الناس على ورعه إنما العالم من افتاهم بما يسعهم من‬ ‫الحق)‪ .‬ولقد قال الشيخ ه ابو سعيد»‪ -‬رحمه الله‪ -‬فى حق السائل‬ ‫على المسؤول عن المسالة التى لها وجهان‪ :‬إن يخبره بين الرجهين‬ ‫جميعا فى التعارف والحكم‪ ،‬ليدخل عليه الفرح من وجهه؛ والضيق‬ ‫من وجهه؛ ليطلب الآخر لنفسه السلامة انتهى‪ .‬وكذلك كان الشيخ‬ ‫« محمد بن محبوب » ‪ -‬رحمه الله إذا سثل عن شىء فيضيق فيه‬ ‫ليامر السائل له ان يسال القاضى لعله أن يرى غير ما رأى فيوسع ما‬ ‫ضيق فى ذلك‪ ،‬فيدخل الفرح على الناس‪ ،‬ويطلب كل مريد منهم‬ ‫باب الخرج إلى السلامة لنفسه\ وهذا لمن اوضح دليل فى أوصافه على‬ ‫تجرده من العجب برايه لإنصافه فى ذلك من نقسه‘ وإنصافه دال على‬ ‫صفاء باله وحسن احواله ‪ ،‬وكذلك لكل من اراد الله تعالى والدار‬ ‫الآخرة بعلمه‪ ،‬ينبغى فى هذا له أن يكون لكنه قد اخذ الاكثر من‬ ‫الناس فى الانعكاس فى هذا والانتكاس على ام الراى‪ ،‬الا ترى انك‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫برأيه ‪ ..‬يقول ‪ :‬أنا‬ ‫الفجب‬ ‫تلقى الراحد من التسمين بالعلم فتجده‬ ‫أنا‪ ..‬وليس هو من ذلك فى شىء! والعجب لايكاد ينجع فيه العلاج‬ ‫فيبر ؟ لعظيم الداء وعزة الدواء ‘ إلا أن يتداركه الله فى أمره بلطف‬ ‫خفى"‪.‬‬ ‫ب والشيخ ليس ممن يعجب برايه‪ ،‬بل يظهر القول بالضيق‬ ‫والقول بالسعة ويفصل فى الجواب فى كثير من الاحيان إلى حد‬ ‫الإسهاب ولكن ذلك الإسهاب فيه مزيد علم ويحث ومحيص‬ ‫واستدلال‪ ،‬وليس ثرثرة كلام‪ ،‬وذلك عند الحاجة إليه‪ .‬وانظر ما قاله‬ ‫فى هذا الموضوع‪ ( :‬وقد آل بنا الشرح إلى الإسهاب فى القول على‬ ‫هذه المسالة حرصا منا على هذا للبتلى من ظلم ظلمه‪ ،‬وفكه من‬ ‫اسرما دخل فيه على جهله بجهله عسى أن يكون لنا فى إعانته على‬ ‫ما رامه من هدايته موضع قربه} فإن للضعيف بجوابه فى قربه من ربه‬ ‫شدة أربه‪ ،‬وقد ابدى له فى قوله ما لا يكاد يخفى فى هذا عليه أمره‬ ‫معه‪ ،‬تارة بالضيق واخرى بالضعة\ ومراده بذلك أن يكون فيهما ناظرا‬ ‫لنفسه)‪.‬‬ ‫وقال‪ ( :‬فانظر فى هذا كله من جوابى فإن فيه زيادة} أهديناكها‬ ‫على وجه التطوع إليك سؤالا وجوابً)‪ .‬وقوله‪ ( :‬ونما زدناه من عندناء‬ ‫‏( ‪ ) ١‬جوابات ابى نبهان جاعد‪ ،‬‏‪ ٤٣٠ - ٤٦٢٩‬وانظر ص‪.١٨٠‬‏‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫وذكرنا رضى البالغ وإن لم نذكره لتمام الفائدة} فإن البلية بمثل هذا‬ ‫غير قليلة فى اهل زمانك )‪ .‬وقوله‪ ( :‬فانظر كيف فرقنا سؤالك فى‬ ‫إصلاحه ليكون مع كل شىء جوابه‪ ،‬فجعلناه مثال مع كل شىء‬ ‫جوابه‪ ،‬فجعلناه مثالا لعسى إن اتخذته فيما بعد سؤالا زدنا ذيه ما لم‬ ‫تسال عنه كذلكا‘‪ ،‬بل يامر السائل ان ينظر فى الجراب بعين‬ ‫البصيرة‪ ،‬ويشاور فيه اهل البصر ولا ياخذ منه إلا ما وافق الحق‬ ‫والصواب‪ ،‬وأن يرده إن ظهر أنه باطل فلا يجوز القول بغير الحق‪ .‬مثل‬ ‫قوله‪ ( :‬فانظر فى ذلك ولاتاخذ به ولا بشىء منه إلا ما وافق الحز("}‪5‬‬ ‫فانظر فى هذا كله ثم لا تعمل إلا بصوابه‪ ،‬فإن غير الحق لا يجوز‬ ‫قطعا"‪ .‬وقوله‪ ( :‬فاقبل مبا وافق الحق ودع ما سواهב'‪ .‬وقوله‪:‬‬ ‫( فانظر فى هذا كله ولا تقبل منه إلا العدل©' ‪ .‬وقوله‪ ( :‬فخذ ما‬ ‫وافق الحق ودع ما سواهه`‪.0‬‬ ‫‏( ‪ ) ١‬أبو نبهان جاعد ‪ -‬الجرابات ‪ -‬‏‪. ٧١٧ ، ١١٥‬‬ ‫‪٢٧٦, 6٥٦٧ 6٥٣٠٩0٦٧٢٣ ٤٤١٦ ٤٦٢٢ ٣٩٧٤٢٧٢١‬‬ ‫‪0١٩٦٢ ١٩٠‬‬ ‫(‪ )٦٢‬نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫‪.١٨٠‬‬ ‫(‪ )٢‬نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫‪.١٨٧١‬‬ ‫(‪ ) ٤‬نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫‪.١٨٦‬‬ ‫( ‪ ) ٥‬نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫(‪ ) ٦‬نفس للصدر‪.١٩١٢ ‎:‬‬ ‫٭ ورفع عنه الشيخ ناصر بن أبى نبهان قوله‪ :‬ت(عرف قرة العالم فى علمه بكثرة الشررط فى‬ ‫الجوابؤ فإنه يدل على ان ينظر وجوها لا تدخل فى ذلك اللفظ ) هقامرس الشريعة ‪:‬‬ ‫‏‪.٩٤١‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫وغير هذا الكثير‪ ..‬وإنما أتينا ببعض الامغلة؛ لنعرف طريقة‬ ‫الشيخ فى اتهام نفسه دائماً فى إصابة الحق‪ ،‬وهذه طريقة علماء الآخرة‬ ‫الذين لا يلزمون الناس بقولهم‪ ،‬ويدعون الحق فى مقمالهم» بل يتركون‬ ‫للناس الخيار‪ ،‬ومن اراد الاحوط نظر لنفسه الاخذ بالاشد خروجا من‬ ‫الخلاف(‪.‬‬ ‫ج وعندما تحين الفرصة'لتذ كير السائل بالله وبالآخرة؛ لاجل‬ ‫الخروج من مازق الضلال والاوبة إلى المولى ‪ -‬ذى الجلال ‪ -‬يغتنمها‬ ‫الشيخ ابو نبهان فيطيل فى موعظة السائل إلى درجة كبيرة فلا‬ ‫تكا د إلا كانك تقرا خطبة بليغة لصلاة العيد أو يوم عرفة وقد تكرر‬ ‫ذلك فى كثير من جواباته وخاصة فى مسائل التوبة من المظالم؛ لاجل‬ ‫التنفير من ذلك المازق‪ ،‬والرجوع إلى المولى ‪ -‬عز وجل ‪ -‬عن التعامل‬ ‫مع الجبابرة فى الأموال‪.٨‬‏‬ ‫د كان الشيخ يكتب إجاباته بيده برغم كثرة اشغاله ومطالعاته‪،‬‬ ‫ولا يرد السائل‪ ،‬ولو كان به اشد الاحوال وقد وققت على قصة وفاة‬ ‫ولد له‪ ،‬يذكر ذلك فى جوابه للسائل ولكن خوف القطيعة والهجران‬ ‫للسائل اجابه رغم تلك الحال التى فيها وهو يذكر ان الحزن والالم‬ ‫‪‎‬ا‪0١٦1٦ 0١٤٨ 0١٤٦٢0٩٨ 0٩٦ ٬٨٤1‬‬ ‫ص‪،٧٧ \٥٩٦٩‬‬ ‫(‪ )١‬أبو نبهان جاعد ‪ -‬الجوابات‪‎:‬‬ ‫‪‘‎ ٣٠١٤0٥١١‬ث‪‎ . ١٠١‬ا‪٧٧١‬‬ ‫‪‎ ٣٢١‬ن‪٢٢ ١:‬‬ ‫‪٨٥١‬‬ ‫‪ ٧٨١‬ن‪٦٨١ ‎‬‬ ‫‪٣٧٢‬‬ ‫‪٩١٣‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫‪.. ٥٩١٠ .٥٧٦١‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫(‪ )٢‬نفس للصدر‪. ٥٥١ ‘٥٤٨ 0٣٢٢ ٬ ٣٢٩ 0٢٧١ {!٢٠٣ ٤١٩ ‎:‬‬ ‫‪٥.‬‬ ‫قطع كبده على فراق ولده يكاد ينفطر به قلبه ولكنه يسلى نفسه‬ ‫باليقين بالله‪ ،‬وإن كل إنسان يصير إلى ذلك المصير وينقلب إلى‬ ‫ذلك المنقلب‪ ،‬ولكن رغم ذلك يكتب تلك الاجوبة الطرال بخط‬ ‫يده‪ ،‬مما يدل على قوة جلده وسعة صدره‘ وكثرة تحمله فى سبيل‬ ‫العلم‪ ،‬برغم صغر السؤال‪ ،‬ونكن الجواب عليه صفحات عديدة‪ ،‬يكاد‬ ‫مها القارىء وهو يكتبهابيده ‪ 3‬فلله دره من عالم فرغ نفسه‬ ‫‏‪. ١‬‬ ‫للعلم‬ ‫ه كانت ترد للشيخ اسئلة من الآفاق‪ ،‬بجانب كرنه مفتياً عاماً‬ ‫لعمان مما يدل على شهرته وذيرع صيته فقد وقفت على جراب منه‬ ‫لاحد المغاربة» ولكن لم يوضج اسمه\ ولا ادرى اهو من ليبيا ام من‬ ‫الجزائر ام من تونس ولكن ذكر انه من المغرب\ الذى يطلق عليه اليوم‬ ‫( شمال افريقيا "‪ 0‬وهذه عادة اتبعها علماؤنا سواء من المشرق أم‬ ‫من المغرب إلى يوم الناس هذا‪ .‬كما وقفت على جواب طريل منه‬ ‫لبعض الامراء النجديين يسمى محمد بن مقرن النجدى عن سؤال‬ ‫يدعو فيه الشيخ إلى الدخول فى مذهب الوهابيين} ويظهر من فحوى‬ ‫الجواب أن السائل يذكر له‪ ..‬ان كثيرا من العمانيين قد اعتنق هذا‬ ‫المذهب ‪.‬فرد الشيخ على المبادىء التى ذكرها‪ ،‬ولم يتعرض للإطالة فى‬ ‫(‪ )١‬نفس للصدر‪ ‎:‬صع‪. ٤٥٦٢ ٦٤٢٢٤١١٦ ٤١١٥ ٤٧١ ٤‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪ ١٦٧‬وما بعد ها‪‎.‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬نفس الصد ر ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫الوضوع الآخر ويوجد عنه جواب طريل رد فيه على من ساله على‬ ‫مذهب محمد بن عبد الوهاب حين وجة كتاباً يلى الشيخ ولم يذكر‬ ‫اسمه فى الكتاب‪ .‬فرد الشيخ مفنداً مبادىء صاحب هذا المذهب‬ ‫وبين عوارهاء وطلب منه الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وعمل‬ ‫الصحابة فى حروب الجمل وصفين وغيرها وإلى آثار السلف الصالح‬ ‫من اهل الاستقامة فى الدين‪ ،‬والا يكونوا كابن الأزرق واصحابه حين‬ ‫استحلوا الدماء والأموال والفروج بتشريكهم اهل القبلة المقربين‬ ‫بالترحيدك ثم وجَه نصيحة له بالا يسمع جهال الإباضية وعوامهم‬ ‫فيما يفترونه على الإباضية والا يغروهم بالدخول فى بدعتهم» ثم‬ ‫وجة نصيحة لاهل عمان عن مثل هذه الفتن والأهواء التى جاءت فى‬ ‫هذه الرسالة وامثالها(''‪.‬‬ ‫و ‪ -‬الشيخ فى جواباته يحث على اتباع السلف ما أمكن‪ .‬والا‬ ‫يحيد عنه المتعلم وخاصة غير القادر على الاجتهاد بل يحث على‬ ‫اتباع جهابذة المشايخ العمانيين أمثال محمد بن محبوب وأبى سعيد‬ ‫الكدمى وابى على موسى بن على وابى المؤثر وابى قحطان وغيرهم‬ ‫من كبار العلماء"‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬توجد هذه الرسائل فى مكتبة الخطرطات بوزارة التراث القومى والثقافة تحت مم‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫صيرة ابى نبهان‪.‬‬ ‫‏‪ ٦٠٠‬رغيرها ‪.‬‬ ‫(! ) ابو نبهان جاعد ‪ -‬جوابات ‪ :‬‏‪ ٥٩٨ 6٤٤٥١ ٤٢٤ ٢٧١ ٩‬ك‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫ز ‪ -‬يتحرج الشيخ كثيرا ثى امر الفتوى والإقدام إليها بغير علم‬ ‫فى مسائل الفروج وكأنى به يذهب مذهب الإمام ابى عبيدة فى‬ ‫ذلك‘ وقد اثرت عنه مقالة عندما قيل له إن أهل عمان يفترن بالرأى ‪.‬‬ ‫( ما سلموا منالدماء والفروج ‪ 0‬فهنا يقول الشيخ « أبر نبهان»‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫عندما تكلم على مسألة زواج الصبية ان الاكثر من الاقدمين يذهبون‬ ‫إلى أن لها الخيار‪ ،‬وفصل هذه المسالة وترسع فيها‪ .‬وبعد ذلك قال‪:‬‬ ‫أموره بالرثيقة ما قدر لا سيما فى الفروج ‪ 0‬وأن يتبع نى ذلك بالحلال‬ ‫الصرف العارى من الاختلافڵ وان توسّع فى ذلك بغير ذلك من‬ ‫يخرج من صحيح آراء المسلمين لم نشرع إاليه‬ ‫الجائزات ‏‪ ٠‬و‬ ‫بالتخطثة ( ‪3‬تعنيفا‪ .‬والقول نى تفريع نصرل اصرل جمل هذه المسألة‬ ‫يتسع‪ .‬وأرجو أن فى هذا ما ياتى على جميع مسألتك‪ ،‬فلا تسالنى‬ ‫أن أفتح هذا الباب‬ ‫فإنى لا أجيبك بعدها‪ 3‬لانى لا احب‬ ‫عن شىء‬ ‫على نفسى ما وجدت إلى ذلك سبيلاً إلا ان يشاء الله ربى وسع‬ ‫ربى كل شىء علماء لانى ضعيف العلم قليل الفهم‪ ،‬وفى المناظرات‬ ‫إذ لا يسلم‬ ‫دقائق آفات موبقات © قل ان يسلم منها سائل أو مجيب©‪،‬‬ ‫منها إلا اولو الالباب‪ ،‬وقليل ما هم)'‪.‬‬ ‫‪.٤٩١١ ٥٤٢٥1٤٢١‬‬ ‫سفن)‪ ‎(١‬المصدر‪‎:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ى۔ التقليد بغير دليل‪:‬‬ ‫لا يرى الشيخ « أبو نبهان» التقليد للعلماء من العلماء‬ ‫المجتهدين بل يشجع على الاجتهاد‪ .‬فليس هو ممن يقول بغلق باب‬ ‫الاجتهاد‪ ،‬وإليك ايضا مما قاله فى هذا الموضوع‪:‬‬ ‫( فانظر يا اخى فى هذا وخذ بالحق فى كل حال‪ ،‬وجانب كل‬ ‫والحذر الحذر‬ ‫راى قال‪ :‬وإياك والنظر إلى من قال ولكن إلى ماقال‬ ‫كل الحذر من التقليد فى الدين لاحد من البشر كائنا ما كان وكائن‬ ‫ممن كان من اهل العلم من المسلمين‪ ،‬ولو كان فى الفضل والكمال‬ ‫‪ :-‬رضى الله عنهما _ أو كان فى العلم‬ ‫كابى بكر وعمر بن الخطاب‬ ‫كابن عباس وجابر بن زيد ‪ -‬رحمهما الله ‪ -‬وبلغ فى ضروب علم‬ ‫الشريعة بلاغة الشيخ ابى ‪ -‬سعيد رحمه الله ‪.-‬‬ ‫وقال‪( :‬ولم يكن فى الدين تقليد فى الحق لغير نبى‪ ،‬او لكتاب‬ ‫نزل على نبى لم ينسخ" ‪ .‬فالشيخ لا يحب التقليد للمجتهد بل‬ ‫‏‪.٢‬‬ ‫يأمره بالنظر والاجتها د وقد حث على ذلك فى أكثر من موضع‬ ‫هذا ويعدما اشرنا إشارات عابرة على حياة الشيخ ومكانته‬ ‫العلمية} فمن الجدير بالقول بيان المنهج الذى اتبعه الشيخ فى مسائل‬ ‫(‪)١‬نفس‏ للصدر‪ :‬‏‪`.٤٣٩‬‬ ‫(‪ )٢‬نفس الصدر‪.٤٣٦ ‎:‬‬ ‫‪.٤٢٦٩٤٢٨٤٢٣‬‬ ‫‪.٤٢٠‬‬ ‫‪:!٧١!1 :٨٧‬‬ ‫‪! ٠٦١٨٠‬ا]‪‎‬‬ ‫(‪) ٢‬نفس للصدر‪‎:‬‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫الفقه ‪ 0‬ومدى أخذه باصرول التشريع‪ ،‬لان ذلك يعطى القارىء نبذة‬ ‫عن موقف الشيخ منها‪ ،‬ومدى التمسك بها‪ ،‬وساجعل ذلك فى فنصل‬ ‫مستقل كما يلى ‪.‬‬ ‫٭ ٭ و‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫الفصل الثانى‬ ‫منهج الشيخ ابى نبهان الفتمى‬ ‫هذا القنصل يشتمل على تسعة مباحث وخاممة‪:‬‬ ‫للبحث الاول‪ :‬تعامله مع الكتاب العزيز‪.‬‬ ‫البحث الثانى‪ :‬تعامله مع السنة‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تعامله مع الإجماع ‪.‬‬ ‫للبحث الرابع‪ :‬موقفه مانلقياس‪.‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬رأيه فى الاجتهاد‪.‬‬ ‫البحث السادس‪ :‬اخذه بالادلة الاخرى‪.‬‬ ‫الليحث السابع‪ :‬أخذه بالقواعد الفقهية‪.‬‬ ‫‪ .‬الاخذ بالرخصة عند ابى نبهان‬ ‫مصطلحات فقهية فى الجوابات‪.‬‬ ‫المبحث الثامن‪ :‬إسهاماته الادبية‪.‬‬ ‫المبحث التاسع‪ :‬وفاته ورثاؤه‪.‬‬ ‫الميحث الاول‪ :‬تعامله مج الكتاب العزيز ‪:‬‬ ‫اولا‪ :‬احتجاجه به‪:‬‬ ‫لا يختلف مرقف ه ابى نبهان! عن موقف غيره من العلماء‬ ‫‏‪٥٧‬‬ ‫العاملين بكتاب الله من جهابذة العلماء فى شان الاستدلال بكتاب‬ ‫الله العزيز فهو يرى التمسك بما جاء فيه‪ ،‬ويعتبره الاصل الاول‬ ‫للتشريع الإسلامى فهو يقول بما معناه‪( :‬إن الله عز وجل انزل القرآن‬ ‫على عبده بواسطة الملك الأمين جبريل مصدق لما بين يديه من التوراة‬ ‫والإنجيل مبشراً ونذيرا‪3‬؛ولهداية البشر إلى سواء السبيلك وإن الله انزله‬ ‫فاخرجه من عالم الغيب للى عالم الشهادة‪ ،‬ولم يصرح بانه مخلوق ام‬ ‫لا» ولكن ظاهر كلامه يدل على ذلك وقرر ان القرآن كامل لا ياتى‬ ‫عليه النقص والخلل ولا يعترى قارئه السآمة والملل‪ ،‬فهو معجز‬ ‫باسلوبه والفاظه ومعانيه وغوامض مبانيه‪ ..‬ثم يقول‪( :‬على أنه فى‬ ‫تاليف كلامه وعجيب نظامه لغرابة تراكيب الفاظه العجيبة‪ ،‬وعدم‬ ‫تنامى معانيه الغريبة مع شدة إيجازه ‪ ...‬فتحدى لذلك جميع‬ ‫العالمين أن يأتوا بمثله او سورة فى صورة شكله واعلن عن عجزهم ولو‬ ‫كان بعضهم لبعض ظهيرا)‪.'\٨‬‏‬ ‫كما قال فى موضع آخر‪ :‬وكلام ذى الطول محكم القول لفظاً‬ ‫ومعنى‪ ،‬عار من التناقض والتضاد ( ليس فيه خلل فى شىء ولا‬ ‫‪٨'0.‬للز‪‎‬‬ ‫‪5٥١٠‬‬ ‫! ابو نبهان جاعدك جوابات‪‎:‬‬ ‫(‪) ١‬أبو نبهان جاعد‪ :‬مقدمة مررة الفاتحة ص‬ ‫‪.٥٦١‬‬ ‫‪./‬‬ ‫( ‪ ) ٢‬أبو نبهان جاعد\ الجوابات‪ :‬ص‪ ،٤٥‬وأنظر العدى قاموس‪١ ‎‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫‪ .‬كما ال الشيخ على ان الصواب ما وافق الكتاب العزيز قولا وعملا‬ ‫ونية وقال ‪ ):‬واعلم أنهلايصاب العدل فى الراى ولا فى شى‬ ‫بالدين على مخالفة الثابت من حكم الكتاب او السنة او‬ ‫\‪ ،0‬وان الاخذ بالحكم واجب والإيمان بامحكم والمنشابه‬ ‫الإجماع‬ ‫واجبؤ والاخذ بالناسخ واجب ايضاء والإيمان به واللنسوخ واجب©‬ ‫وان الكتاب ينسخ بعضه بعضأاً)‪.'"٨‬‏ والقرآن عند ه ابى نبهان» ناسخ‬ ‫للكتب السابقة‪ ،‬فهو المصدق لها‪ ،‬والمهيمن عليهاء وما فيه من‬ ‫الاحكام يجب الاخذ به‪ .‬ولنسمع إلى ما قاله نى هذا الملرضوع ‪ ):‬إذ‬ ‫قد جعله الناسخ لجميع ما تقدمه من الشرائع التى فى الكتب المنزلة‬ ‫فلا يحتاج إلى شىء منها‬ ‫على الانبياء المرسلة‪ ،‬وبه الكفاية عنها‬ ‫فهو المصدق لها‪ ،‬والداعى إلى الإيمان بها""‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الناظفه وكتابته‪:‬‬ ‫وكتابة القرآن عند « أبى نبهان» بغير العربية لا تجوز‪ .‬حيث‬ ‫يقول‪ ( :‬والقرآن بغيرها لا يجوز لان الشارع قد خصهمها'‘ بالفاظ لا‬ ‫يجوز لاحد أن يعدل عنها إلى غيرها ‪ /‬‏‪.٤‬‬ ‫‏‪. ٨٤٢٧‬‬ ‫الجوابات‪ :‬ص‬ ‫‏( ‪ ) ١‬أبو نيهان جاعدا{‬ ‫‪)١٢(‎‬الملصدرلابق‪١٤:‬ء ‪‎ .٤٢٦٠١1٦٧0٣ ٢٦٤0٢٠٦)2!٢٠٠ 04٩٦٢0٩١8٠‬ا{‪‘{٤٧‬‬ ‫‪.٥٩١‬‬ ‫‪.٥٩٠٠١٠٥٠٩٤‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪.٥٠‬‬ ‫( ) نفس المصدر السابق ص‬ ‫‏(‪ ) ٤‬أى الصلاة والقرآن‪.‬‬ ‫‏( ‪ ) ٥‬نفس للصدر‪ :‬ص‪.٤٥‬‏‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫ولكنه جؤز ان يفسر القرآن بلفات اخرى وذلك لان الفهم‬ ‫للتنزيل قدر مشترك بين الا م ‘ فكل قوم ‪ 1‬درى بمممانى لفتهم ‪.‬حيث‬ ‫يقول‪( :‬ولا خلاف فى الترجمة؛ لانها مجزية'“ فى كلمة\ وإن‬ ‫كانت بلغة اخرى ؟ فنهى به احرى لانها له ا درى فيما به يؤمر أو ينهى‬ ‫وجميع ما إليه بالقول ينهى‪ ،‬حتى فيما لا يفهمه من التنزيل؛ لانها‬ ‫من صحيح التاويل‪ ،‬من متفق عليه او مختلف فيه باى لغة عبّر عنه‬ ‫المعنى الذى به فسَر«"‪. 0‬‬ ‫وسئل الشيخ « ابو نبهان » عن اشتقاق اسم القرآن‪ ،‬فاجاب‪( :‬قد‬ ‫قيل لافتراق حروفه وآياته وسوره‪ .‬وقال‪ :‬سالت رجلا من قومنا عن‬ ‫اشتقاق اسم القرآن فقال‪ :‬لاجتماعه وائتلافه‪ ،‬وسمى تجمع الدم فى‬ ‫رحم المراة فرق"‘ لتجمعه من الحيضة إلى الحيضة«‘‪.'٨‬‏‬ ‫ويرغب الشيخ « أبر نبهان» فى تلاوته بالتجويد فر حيث إن‬ ‫التلاوة به متروكة فهر يقول ‪ ):‬وقراءة القرآن على ما يقرأه أهمل هذا‬ ‫الزمان من المعربين المجتهدين غندى جائز؛ لان قراءة التجويد متروكة‬ ‫‏(‪ )١‬يعنى ترجمة للمانى لدلالة ما بعد ذلك عليه ۔‬ ‫‏(‪ )٢‬نفس للصدر‪ :‬ص‪٤٧‬‏ لكن جاء فى موضع آخر موافقته للشيخين سعيد بن بشير‬ ‫الصبحى رناصر بن خميس الحمراشدى حيث قالا بجواز ترجمة القرآن بغير العربية ‪..‬‬ ‫حيث قال‪ ( :‬وبه اقرل وإذا جاز به الفم العربى جاز بغيره من كل قلم ) انظر نفس‬ ‫للصدر‪ :‬ص!‪.٦٢‬‏‬ ‫(‪ ) ٢‬لعل الصواب‪.٥ ‎:‬‬ ‫(‪ ) ٤‬للدىدر نفسه‪ :‬ص‪.٤٢٢ ‎‬‬ ‫من عهد طويل‪ ..‬وعلى كل ان يجتهد فى تجريد القرآن وتحسين‬ ‫القراءة لها‪.‬‬ ‫ويقسم الشيخ الآيات التى يقرا بها القرآن عند التلاوة إلى ‪:‬‬ ‫صواب لفظ او احكام قراءة} وبيان حروف‪ ..‬حيث قال ما نصه‪:‬‬ ‫( فاما القسم المتعلق باللفظ نحو‪ . .‬الإعراب والوقف والتغليظ والترقيق‬ ‫والإظهار والإدغام والإمالة والموصول والمفصولك والفرق بين الحروف‬ ‫الجهورة والمهموسة\ والحلقية ؤالفمية\ والشفهية والهوائية المتصلة‬ ‫بالفم‪ ،‬وإخراج كل حرف من الحروف من مخرجه‪٬‬‏ وما اختلف او‬ ‫التلف فيه القراء السبعة فى القراءات‪ ،‬وهذا النمط منوط بالقرآن‬ ‫والقرآن به اخص"‪.‬‬ ‫وعند الشيخ ابى نبهان ان دراسة العلم النافع للامة افضل من‬ ‫حفظ القرآن‪ ،‬وهو يؤول الوعيد الوارد فى الحديث ‪ 6‬لمن تعلم القرآن‬ ‫ثم نسيه على من نسى القرآن كله حتى لم يبق معه ما يؤدى به‬ ‫الصلاة يحكى عنه ذلك ابنه الشيخ ناصر بن أبى نبهان‪ ..‬حيث‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫( وقد تعلمت القرآن كله حفظا بالتلاوة له فى شهرا ولا اتحعفظ‬ ‫فيه فى كل يوم إلا منذ اصلى الصبح وحتى طلوع الشمس» فلما مم‬ ‫‏(‪ )١‬المصدر نفسه‪ :‬ص‪.٢١٤‬‏‬ ‫‏( ‪ ) ٢‬الشيخ جميل السعدى ‪ -‬قامرس الشريعة‪ :‬‏‪.٧٢/١‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫وذهبت مع والدى لم استطع ان أقرأه سرا؛ لانى لم اتمكن من‬ ‫حفظهء ولايرضى لى بالجهر لثلا اشغله عن التفكر فيما يفكر فيه‪٥‬‏‬ ‫واظهر لى فى وجهه الكراهية باشتغالى بقراءات القرآن عن التحفظ‬ ‫يما قراه من الاثر‪ ،‬فتابعته على ما تهواه نفسه لى فنسيته جميعاًء‬ ‫وأظن أنى أخبرته يذلك‘ فذكر لى كما ذكرته فى التاويلين لما روى‬ ‫ويالله‬ ‫تين } واستحسن فى ذلك الذى استح سنتعه‬ ‫عنه‬ ‫الترفيق'‪.‬‬ ‫ثالنا۔ تفصيل معاننه ‪:‬‬ ‫أما بيان معانى ما جاء فى الكتاب العزيز من حيث تراكيب‬ ‫لفظه‪ ،‬فقد بينه « ابو نبهان» فيما نقله عنه صاحب القاموس وذلك‬ ‫يان القرآن مشتمل على امور أخبار وامثال‪ ،‬وامر ونهى‪ ،‬وما يسع من‬ ‫الاحكام وما لا يسعض وخاص وعام؛ ومجمل ومفصل ومبين‬ ‫ومجمل ونص وظاهر‪ ،‬ومطلق ومقيّد‪ ،‬وحقيقة ومجاز وظاهر‬ ‫وباطن ومحكم ومتشابه؛ وناسخ ومنسوخ وما أشبه به ذلك من‬ ‫المعانى التى يستنبطها اولو العلم الراسخون فيه""‪.‬‬ ‫وعلى هذا فالاصل الاول عنده هو القرآن العظيم الذى لا يأتيه‬ ‫الباطل من بين يديه ولامن خلفه؛ تنزيل من حكيم حميد\ وهو‬ ‫‏(‪ )١‬السعدى ‪ -‬قاموس الشريعة‪ :‬‏‪.٣٠٥/ ٢‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬المصدر نفسه‪ :‬ج ‏‪.٧٣ -٧٢/١‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫الواجب الاتباع‪ ،‬فمن تمسنّك به سلك الطريق السوى‘ ومن أتى شيفا‬ ‫وكل ما ياتيه الإنسان‬ ‫الجادة وهرى إلى أردى السبل‬ ‫يخالفه تنكب‬ ‫وما يذره فلابد من عرضه اولا على ما جاء فى اصول الشرع؛ لئلا يزيغ‬ ‫عن الطريق المستقيم » فما نص عليه نى هذه الاصرل أتاه أو ترافق مع‬ ‫هديها العام اخذ به‘© وإلا فلا‪.‬‬ ‫واما مرقفه من السنة المطهرة نسرف أوجزه فيما يلى ‪:‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬تعامله مح السنة ‪:‬‬ ‫اول"‪ :‬الاحتجاج بالسنة ‪:‬‬ ‫الاصل الثانى‪ :‬من اصول التشريع عند ه ابى نبهان» هو السنة‬ ‫المطهرة على صاحبها افضل الضلاة والسلام‘_‘‪ ،‬الذى يقول فيه ه ابو‬ ‫أنه النبى والرسول الامى هادى الامة ونمى الرحمة [‬ ‫نبهان » بما معناه‪:‬‬ ‫الذى أدار الله بجوده هالة هلالى وجرده فى قبة سماء بهجة الدين من‬ ‫حيث إنه جعله فى الناس قمراً وسراجاً منير( آ‪.‬‬ ‫وقال ‪ ):‬واعلم أنه لا يصباب المدل فنى الرأى ولا فى شىء من‬ ‫الدين على مخالفة الثابت من الكتاب او السنة او الاجماع «"‘‪.‬‬ ‫ص‪ 0٣٦٢٦ 0١٩١٤ 0١٦٨ 0٩٦! ٤٩١ .٥١‬؛‪‎٧٩٣‬‬ ‫(‪ )١‬ابر نبهان جاعد ۔ نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫‪٩١‎ ٠‬ا‪٤‬۔‬ ‫(‪ ) ٢‬ابر نيهان‪ -‬مقدمة تفسير سورة الفاتحة‪ ‎‬س‪.١‬‬ ‫(‪ )٢٣‬جوابات‪" ...٤٢٧ ‎:‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫وقال‪ :‬ودليله فى قول ربكم وسنة نبيكم وكفى بهما هاديا لمن‬ ‫اتبعهما فى سلوكه إلى ريه بعد المعرفة منه لتاويلهما‘‘‪ ،‬فلا تسع‬ ‫مخالفة الكتاب والسنة أيا كان من الناس إذا ورد فى تلك الحادثة نص‬ ‫على صاحبه ‏‪ ٠‬فهر فى‬ ‫التلاثة ‏‪ ٠‬فكل أمر مخالف لها مردود‬ ‫من الاصول‬ ‫ذلك يقول مستدلا على بطال تزويج المطلقة ثلاثا من صبى او محرم‬ ‫أو غيرهما‪ .‬هل يحللها للأول ام لا؟ فقال‪ :‬رولا خلاف فى أنه كل‬ ‫ما خالف الكتاب أو السنة او الإجماع من تاسيس ذلك التزويج بها‬ ‫على من لا يسعه فى الحق تزويجهاك ولا يحل لها يالتنص نكاحه؛‬ ‫الحق‬ ‫أو أنها محرمة عليه‪ ..‬على خلاف‬ ‫لكرنه ذا محرم نى الاصل‬ ‫بجمعه‪ ...‬لانه واقع فى الاصبل على غير اساس راسخ فى الحق‪...‬‬ ‫وإذا فسد الأساس تلاشى فرعه المبنى عليه«'"' ‪.‬‬ ‫وفى موضع آخر يقول‪ ( :‬وإما العيب على من خالف الاصول‬ ‫وصدف عن ملة الرسول"‪ .‬وقال‪ ( :‬لان الدين ما جاء فى السنة أو‬ ‫الكتاب أو الاجماع حكمه\ والرأى ما كان فرعاً لهذه القواعد الثلاث‬ ‫من الدين فإنها الاصول‪ :‬وما اشبه الاصول فهو مثلها ‏«‘‪. ٨‬‬ ‫وقال ‪ ):‬والحق فنى الحقيقة فى الباطن هر الحق الذى أظهره فى‬ ‫‏(‪ )١‬أبو نبهان ‪ -‬رسالته إلى النجدى ص‪٢‬‏ ‪.‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬نفس المصدر ‪ -‬جوابات‪ :‬‏‪ ٣٩٨ - ٣٩٧‬وانظر ‏‪.٤٢٢ - ٤٦٢١‬‬ ‫‏(‪ )٣‬نفس للصدر‪ :‬ص‪.٤٢٩‬‏‬ ‫‏(‪) ٤‬نفس للصدر‪ :‬ص‪٤٧٥‬‏ ‪.‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫الظاهر لعباده على لسان نبيه فى كتابه وسنة رسوله ‪ -‬عليه السلام ‪-‬‬ ‫واجماع الامة لغيره لا يختلف بإجماع ولو كثر الاختلاف‬ ‫والنزاع ‏‪.0١‬‬ ‫وعندما تحدث عن العدل بين الناس ذكر انه هو ان يسير الجاكم‬ ‫على ما يوافق الكتاب والسنة ‪.‬والاجماع والصواب من الراى‪'"١‬ءوما‏‬ ‫كان منه غير ذلك فليس بعدل فترى ان اتباع السنة عنده هر العدل‬ ‫الذى لا مرية فيه‪ ،‬لان سنة النبى تله هى المصباح الذى تهتدى به‬ ‫هذه الامة\ إذ لا ينطق عن الهوى‘ فكل ما يأتيه وما يذره إنما هو‬ ‫مطابق لكتاب الله العزيز‪ ،‬الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من‬ ‫خلفه‪ ،‬وهى الترجمان للقرآن قال تعالى‪ :‬ه ونزلنا إيك الذكر كين‬ ‫لناس ما ن إنهم وتعلهْم تفكرو ‏‪.0١‬‬ ‫وينبغى ان تعرض الاعمال على مقتضى كتاب الله وسنة‬ ‫رسوله تله والإجماع؛ لئلا يقع الإنسان فى محجور حتى انه يحث‬ ‫السائل على عرض اجوبته فى لمسائل الفقهية على هذه الاصول‪.‬‬ ‫خوفا من مخالفة الحق‪ ،‬فقد جاء فى بعض جراباته ما نصه‪:‬‬ ‫‏( ‪ ) ١‬ابو نبهان‪ -‬جوابات‪ :‬‏‪.٤٩٥ - ٤٩١٤‬‬ ‫‏(‪) ٢‬ابو نيهان‪ -‬نقى للصدر‪ :‬‏‪٠. .٥٦١‬‬ ‫ةيآ)‪ (٣‬‏‪ ٤٤‬سورة النحل ‪ -‬وانظر نفس للصدر الجرابات‪ :‬‏‪. ٤٠‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫(وما اشكل عليه فيه من شىء فقف عنه‪ ،‬والتمس عدله إن‬ ‫اضطررت إليه وأردت العمل به من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع‬ ‫الامة او راى اهل المدل من الفرقة الحقة لعلك ان تصيب القصد؛‬ ‫وتهدى فيه إلى الرشد‪ ،‬ويرتفع منك عن بصيرتك الحجابڵ فتراه على‬ ‫ما هو عليه من خطا او صواب ‏)‪.‘١‬‬ ‫ثانيآ‪ :‬اما من حيث مكانتها ‪:‬‬ ‫فإن السنة عند « ابى نبهان» يستحيل فيها ثلاثة امور‪ ..‬الاول‪:‬‬ ‫الفلط فيها؛ لانها صادرة من المعصوم تل("'‪ ،‬واما النسيان فيظرا‬ ‫عليه لانه تله بشر{ ولكنه مع ذلك يعتقد ايو نبهان ان صاحب‬ ‫الرسالة المحمدية فى كمال بشرى لا يساويه فيه احد{ ولنسمع إلى‬ ‫ماقاله فى ذلك‪ ( :‬بدليل ما فى الحديث‪ ،‬يروى عن النبى تله إنه فى‬ ‫صلاة الظهر سها حتى زاد فيها ركعة{ ومرة صلى باصحابه فقام عن‬ ‫ركعتين ولم يقعد لهما! وإذا كان هذا مما يجرى عليه من كماله‬ ‫فيكون منه فى نوادر احواله» فكيف بغيره؛ أيظن أحد ان يلحق به فى‬ ‫حضوره\ وان صفى باطنه لإشراق نوره؟ كلا‪ . .‬إنه لفى غاية البعد أن‬ ‫(‪)١‬ابو‏ نبهان‪ -‬نفس للصدر‪:‬ص ‏‪٠‬‬ ‫‏۔ىدعسلا)‪ (٢‬قاموس لشيعة ‏‪ ٧٢/١‬زرفعل النبى ‪ -‬عليه الصلاة واللام عند ابى‬ ‫نبهان يقتضى الإباحة باستغراق الجى فى الكل من الامة عموما إذ لم تثبت معه قرينة‬ ‫التخصيص فى ذلك له للوجبة لإفراذه به ار لاحقة ار مقدمة{ والامة داخلة معه فيما لم‬ ‫‏‪. ٤٢٤‬‬ ‫يصح انه مخصرص به ) ‪-‬جوابات‪:‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫يكون مثله عبد فإن جميع ما عداه لابد وان يكرن فى كل أمر واه‪،‬‬ ‫فضلا ان يساويه‪ ،‬فانى بتقدمه فيتعدام«\'‪.‬‬ ‫الثانى ‪ :‬الغلط فى احكامها؛ لانها وحى رسالة} وقد اوضح ه ابو‬ ‫نبهان» لمن ساله ان الرحى ثلاثة أقسام‪ .‬الاول‪ :‬وحى رسالة وهو‬ ‫للأنبياء فقط‪ .‬والثانى‪ :‬وحى إلهام وهو لمن يشاء الله من الاولياء‪.‬‬ ‫والثالث ‪ :‬الإيحاء وهو للخلق كلهم يعنى الإشارة‪ ،‬فالنبى وإن سها‬ ‫لكنه يرجع إلى الصحيح فورا مثل ماوقع له فى الصلاة؛ لان‬ ‫النبى تله قد حرس بالوحى فى امره فايد بالتنزيل وعضد بجبريل("'‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬تسويغ إباحة النمل على خلانها او الحكم بخلافهاء‬ ‫فهذا مما لايجوز شرع"'؛ لانها توحى من الله‪ .‬فالله ‪ -‬عز وجل ۔‬ ‫نقول عن نبيه الكريم تله‪ :‬ل وما بنطق غ لهن ( إن هو إلا وخ‬ ‫موحى "‪ .‬وقال‪ « :‬ما آزسقا ين ولع إذن الچ؛"‪ .0‬د‬ ‫يجوز إن يحكم احد\ أو يفتى يغير ما جاء فى كتاب الله وسنة رسوله‬ ‫وإجماع المهتدين من هذه الامة‪.‬‬ ‫فعلى المسلم فى نظر ه ابى نبهان» ان يمتثل للامر والنهى الثابتين‬ ‫‏‪.١٦٦‬‬ ‫‏(‪ )١‬جوابات‪:‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬انظر جوابات‪ :‬‏‪ ،\١٦١‬وانظر جوابات‪ :‬‏‪. ٤٦٢٢‬‬ ‫‏(‪ ) ٢‬قاموس الشريعة‪ :‬‏‪.٧٢٣/١‬‬ ‫‏) ‪ ) ٤‬الآيتان ‪ :‬‏‪ ٢‬ر ‏‪ ٤‬من سورة النجم‪.‬‬ ‫‏(‪) ٥‬الآية ‏‪ ٦٤‬سورة النساء‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫من السنة النبوية" ‪ ،‬فالله ‪ -‬عز وجل‪ -‬يقول‪ ( :‬وما آاكُم السول‬ ‫حذره َمَا َهَاكُم عنه فانتهُرا ه""‪ .‬وقال‪ (« :‬وأطيعُوا الله وأطيغُوا‬ ‫"‪.0‬‬ ‫الرسول‬ ‫ومعانى السنة النبوية مختلفة‪ ،‬فبجانب ما فيها من الاوامر‬ ‫والنوامى يشتمل على المندوب إليه‪ ،‬واجبر فيه‪ ،‬والمباح‪ ،‬وما يسعه‬ ‫جهله وما لا يسع من الاحكام» وفيها الخاص والعام‪ ،‬واجمل‬ ‫والمفصل والمبيّن ومحتمل والنص والظاهر والمطلق والمقيد بالكتاب‬ ‫والإضمار والحقيقة وامجاز‪ ،‬والظاهر والباطن والناسخ والمنسو خ«'‪.‘٨‬‏‬ ‫‪.‬‬ ‫ثالنأ ‪ :‬الرواية‪:‬‬ ‫وكثير ما يرد فى كلام الشيخ الثابت من السنة أو السنة الثابتة}‬ ‫أو ما ثبت من السنة\ أو الحديث الصحيح أو السنة الصحيحة؛‬ ‫وذلك دليل واضح على ان الشيخ « ابا نبهنان» لا ياخذ إلا بالسنة‬ ‫الثابتة بالرواية الصحيحة باقسامهاء وهى الواردة برواية الثقات‬ ‫وينبىء ذلك ان السنة المروية من طرق ضعيفة لا يعتد بها‪ .‬وقد جاء‬ ‫فى معرض نصيحة له ما نصه‪ ( :‬ودلوكم على الحجة البيضاء التى‬ ‫‪/.‬‬ ‫() السعدى‪ -‬قامرس ‏‪١‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الآية ‏‪ ٧‬من سورة الحشر‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الآية ‏‪ ٩٦‬من سورة للائدة‪.‬‬ ‫‏(‪ ) ٤‬قامرس الشريعة‪ :‬‏‪.٧٢٣/ ١‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫كان عليها سيد الانبياء‪ ،‬فعرفوكم ما تأتونه فرض ونقلا وما تذرونه‬ ‫نية وقولاً وفعلاً‪ ...‬اولعك هم اولو الالباب؛ الذين هداهم الله لدينه‬ ‫الذى ارتضاه الله لعباده من فضلها فلم يقيروه عن أصله بل ابتغوا‬ ‫فيه اثر النبى ‪ -‬عليه السلام ومن بعده ابو بكر وعمر وغيرهما من‬ ‫الصحابة والتابعين بدعوة الانام)‪.'١‬‏‬ ‫وبجانب الاصلين السابقين الكتاب والسنة يتمسك الشيخ ه ابر‬ ‫وقد ذكره فى عدة مواضع من جوابه‪.‬‬ ‫نبهان!‪ ،‬بالإجماع أما تسمك‬ ‫وسوف اشير إليه فيما يلى إن شاء الله‪:‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تعامله مج الإجماع ‪:‬‬ ‫الإجماع هو الاصل الثالث من أصول الشريعة الإسلامية التى لا‬ ‫تجوز مخالفتها عند « ابى نبهان "ولابد لرواية الإجماع من المسلمين‬ ‫من سند صحيح؛ لان ثبوت الاصل من جهة الرواية شرط لصحة‬ ‫العمل به"'‪ 0‬ولا تجوز مخالفة الإجماع اصلا عند الشيخ « ابى‬ ‫نبهان»‪ .‬ومما قاله فى ذلك‪ ( :‬واعلم أنه لا يصاب العدل فى الراى ولا‬ ‫(‪ ) ١‬من رسالته إلى من قال بنشريك آهل القبلة ص‪.١ ‎‬‬ ‫(‪ ) ٢‬انظر العدى ‪ -‬قاموس الشريعة‪ . ٧٢/ ١ ‎:‬جوابات ‪ -‬ابى نبهان‪0١٣٧ ،٩٦ 6٥٠ ‎:‬‬ ‫‪.٣٢٢٦٥٩٠٣٢٢‬‬ ‫‪.٣٠٨٠٦‬‬ ‫(‪ ) ٢‬العدى ‪ -‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.٩١١ .٥٧ ‎‬‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫فى شىء من الدين على مخالفة الثابت من الكتاب أو السنة أو‬ ‫‏‪. (١‬‬ ‫الاجماع ×‬ ‫وقال فى موضع آخر ما نصه‪ ( :‬وما ثبت وصح خروجه من ذلك‬ ‫على معنى الإجماع فلا يجوز فيه الاختلاف ("'‪.‬‬ ‫والمسالة المختلف فيها بين الفقهاء ولا يوجد فيها اجماع من قبل‬ ‫لا يتم فيها الإجماع عند ه ابى نبهان» ‪ -‬إذ يقول‪ ( :‬ولو اجمع على‬ ‫الممل بقول من الاقاويل الجأرية فى تلك النازلة امل عصر من كل‬ ‫قرية او مصر او من جميع الاقطار والقرى والأمصار ما كان ذلك‬ ‫بمزيل لما ثبت‪ ،‬وصح فيه من الخلاف إجماعا بلا خلاف «"‪.‬‬ ‫وقال فى مسالة اخرى عند حديثه عن الرأى فى غير الاصول‬ ‫الشلاثة ما نصه‪ ( :‬والحق فى الحميمة فى الباطن هو الحق الذى أظهره‬ ‫فى الظاهر لعباده على لسان نبيه فى كتابه وسنة رسوله ‪ -‬عليه‬ ‫السلام‪ -‬وإجماع الامة لاغير لا يختلف بإجماع ولو كثر فيه‬ ‫الاختلاف والنزاع؛ لانه واحد والقول فيه واحد من اصاب ملك ومن‬ ‫اخطاه هلك والعياذ بالله‪'٠‬‏ ‪.‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪.٦٠: .٥٦١ .٨٣٤٧٥‬‬ ‫ص‪.٤٢ ٩١ {٤٢٧‬‬ ‫ىدعلا)‪ - ‎(١‬نفس للصدر‪‎:‬‬ ‫(‪ )٢‬نفس للصدر‪١٢٤. ‎:‬س‬ ‫(‪ ) ٢‬اللعدى‪ -‬نفس الصدر‪ ‎:‬ص‪.١٥٩١‬‬ ‫‪.٤٩١٥‬‬ ‫(‪) ٤‬نفس للصدر‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫وقال‪ ( :‬كفى بإجماع اهل الحق على ذلك حجة فى ذلك لانهم‬ ‫الامة} والله لا يجمع امة محمد تله{ على ضلال ولا خطاء وما خرج‬ ‫عن الضلالة بالحق فلا يكون إلاحقاً‪ ،‬كما لا يكرن ما خرج عن الحق‬ ‫إلا ضلالاً‪ ،‬إذ ليس بينهما منزلة ثالنة)(‪.'١‬‏‬ ‫والاتفاق نوعان‪ ..‬احدهما الإجماع‪ .‬والثانى ما حصل التوافق‬ ‫على التواطىء فى القول عليه من غير الإجماع من القائلين له ولا‬ ‫يكون ذلك ‪ -‬وإن لم يشبه الإجماع ‪ -‬على حال كالإجماع وما اشبه‬ ‫الإجماع فى حكمه وإن كان بعينه لم يجمع عليه فهر مثله"'‪.‬‬ ‫وفى معرض كلام له آخر قال‪ ( :‬والله لا يجمع امة محمد تلة‬ ‫على ضلال ولا خطا"‪.‬‬ ‫وبالجملة فالإجماع اصل من اصول التشريع فى الإسلام! فلا‬ ‫يجوز لاحد مخالفته‪ ،‬وكثيرا ما يؤيد الشيخ كلامه باحد الاصرل‬ ‫الللاثة التى قام عليها الإسلام ‪ 4‬ولا يجوز الراى والنظر فى الأمور التى‬ ‫ورد بها نص من الاصول الثلاثة‪ .‬والقرل الذى لا يرجع إلى دليل شا‬ ‫عند الشيخ لا يعمل بهث‪ .‬اما قياس ما ليس فيه نص على ما ورد فيه‬ ‫فلا باس به وهو الذى سنبحثه فيما يلى ‪.‬‬ ‫(‪ ) ١‬أبو نبهان جاعد ‪ -‬الجرابات‪ :‬ص‪. ٤٧٨ ‎‬‬ ‫‪.٤٧٣‬‬ ‫)( نفسه‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ) ٢‬اللعدى‪ -‬نفى للصدر‪ :‬ص‪.٠٠١ ‎‬‬ ‫‏( ‪ ) ٤‬ابر نبهان جاعد ‪ -‬للصدر السابق‪ :‬ص ‏‪.٥٠٠٩١‬‬ ‫‪٧١‬‬ ‫المبحث الرابج ‪ :‬موقفه مبن القياس‪:‬‬ ‫القياس‪ :‬هو قياس فرع على الاصل لعلة جامعة بينهما‪ .‬والشيخ‬ ‫« ابو نبهان! ممن يثبت القياس ويقول له ويشنع على من منعه‪ ،‬إذ لا‬ ‫يمكن ان تنص الاصول الثلاثة على كل ما يحدث فى الدنيا‪ ،‬بل جعل‬ ‫الله معرفة ذلك إلى الراسخين في العلم الذين بلغوا درجة الاجتهاد‪.‬‬ ‫والعلة اللرجودة فى الاصل إذا كانت موجودة فى امر آخر لا يوجد‬ ‫فيه نص» فإنه يقاس على الاصل ويطلق عليه حكمه؛ إذا لم يكن‬ ‫هناك مانع فى جريان العلة وتشبيه الاصل بالفرع(‪.‬‬ ‫ومثال ذلك عند ه ابى نبهان» ما نصه‪ ( :‬ويذلك فيما يروى‬ ‫حكم النبى ته فى بريرة لما اخئارت نفسها‪ ،‬وكانهما فى القياس من‬ ‫كل وجه بالعلة الجامعة بينهما فى كل حال لعلى سواء فى هذا"‪.‬‬ ‫ويعجبنى ان انقل نصاً متكاملا عن ه ابى نبهان » فى معرض‬ ‫جوابه لمن ساله عقنول الشيخ ابى محمد بن بركة البهلوى‪:‬‬ ‫( والقياس لا يصح إلا على اصل متفق عليه )‪ .‬وعن قول من زعم فى‬ ‫اختلاف الرأى‪ ( :‬وإن صح فخرج على ظاهر العدل فالحق لا يكون إلا‬ ‫فى واحد وما سواه خطا عند الله تعالى )‪ ..‬فقال‪ ( :‬ما حمل من‬ ‫هح‬ ‫( )ابو نبهان جاعد ‪ -‬جوابات‪ :‬‏‪, ٠٤٠‬‬ ‫‏سفن)‪ (٢‬المصدر‪ :‬‏‪.٤٢٤‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫الفروع فى القياس على اصل صحيح ثابت جيح‪ ،‬من الكتاب او السنة‬ ‫او الإجماع لعلة جامعة بينهما فيه معنى حكمه وكان بمعناه} فإن‬ ‫اشبه اصلين متنافيين فى الحكم فالذى هو اقرب إليه شبهاً كأنه اولى‬ ‫به ان يخرج حكمه فيه‪ :‬وإن كان من الآخر البتة ل يتعرى{ وإن لم‬ ‫يترجح إلى احد الجانبين صح فيه على التساوى حكم المعنيين جميعاً‬ ‫وكان القياس فيه بهما من كل منهما على اصل صحيح متفق فى‬ ‫‏‪ ١‬لإجماع عليه‪.‬‬ ‫وكذلك مما وقع الاختلاف فيه على هذا بين القايسين إذا كان قد‬ ‫تعلق كل منهم باصل له التعلق به منهماں والقياس على ما فيس فرع‬ ‫لفرع الاصل المقايس له من متفق فيما دون الإجماع ذلك الفرع عليهء‬ ‫او مختلف بالرأى فيه‪ ،‬لانه بالنسبة عن التتبع راجع إليه\'‪.‬‬ ‫وقال فى موضع آخر‪:‬‬ ‫( إن القياس فى الاصل عبارة عن مقمايسة بين معلومين‪ ،‬والمراد به‬ ‫فى النوع الفقهى استخراج حكم المجهول بالمعلرم وهكذا حكم‬ ‫القياس القلسفى فى النوع المنطقى يؤلفونه من مقدمتين او اكثر؛‬ ‫لتخرج من بينهما النتاج بعد الازدواج" فيظهر ولا شك عند اولى‬ ‫الالباب فى نتاجه أنها حق‪ ،‬والعمل بها كذلك مهما احكم وحرس‬ ‫‏‪.٢٧٦٢/١‬‬ ‫‏‪ . ٤٧٢٣‬السعدى‪-‬۔ قامرس الشريعة‪:‬‬ ‫‏) ‪ )١‬نفس للصدر‪:‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫فى الوزن من الخطا‪ ،‬فسلم لكونه فى المثال كالميزان صحيح البرهان‬ ‫يطلع به على باطن خفى» عن ظاهر جلى© وخروج حكم المعلوم‬ ‫النصوب للقياس فى المجهول ألذى به يقاس كيفما كان‘ وعلى اى‬ ‫حال كانك فيكونان على سواء للعلة الجامعة لهماء الموجب حكم‬ ‫الاشتراك فى الحكم بينهما فى جميع ما اشتبها فيه من شىء ما لم‬ ‫يمنع من جريانها فيه مانع‪ ،‬لانه معلول لعلته‪ ،‬والقياس بالشبه على‬ ‫وجوه عدة} وكله على تجرده من الملة كذلك غير جائز‪.‬‬ ‫والعلة انواع والملستنبطة انواع منها‪ ،‬وهى فى الجملة على ضرنين‬ ‫متفق عليه ومختلف فيه۔ والمعلومات النظرية المستخرجة بالرأى‬ ‫كذلك‪ ،‬وقد اجمع اهل العدل على الراى والقول بالراى‪ ،‬والعمل‬ ‫على الرأى فى مواضع الرأى فوقع الاتفاق على اشياء نعمة‬ ‫والاختلاف فى الاخرى نعمة ‏)‪.0١‬‬ ‫ويكفى ما جاء فى هذا النص عن التعليق‪ ،‬وذلك لان فيه‬ ‫التصريح باستعمال الشيخ أبى نبهان للقياس والعمل به‪ ،‬ولا شك انه‬ ‫ضليع فيه بل فارس فرسان ميدانه؛ لقوة علمه وصفاء جنانه وفنصيح‬ ‫لسانه‪.‬‬ ‫وقال فى معرض رده على الشيخ ابى محمد حيث منع القياس إلا‬ ‫هص_‬ ‫‪ ٤٨٧‬رما بعدها ‪ -‬وانظر العدى ‪ -‬القامرس‪ ‎‬۔‪1!٩!-‬ا‪:‬‬ ‫(‪ (١‬أبر نبهان جاععد ‪ -‬جوابات ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.٥‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫على اصل متفق عليه ما نصه‪( :‬ولا نعلم ان احدا من اهل العلم‬ ‫والتقى والحلم انكر فى الدين على قائله‪ ،‬ولا حكم فى الدين بالخطا‬ ‫على فاعله‪ ،‬من لدن الصحابة إلى زماننا هذا‪ ،‬والحمد لله حمدا يرافى‬ ‫نعمه على كل حال ولولا انه حق وصراب لما اجتمعت الأمة عليه‬ ‫قرلاً وفعلاً‪ ،‬امرا وحكماً عملا وعلماء وعلى ذلك الكتاب والسنة‬ ‫دالان‪ ،‬فهما فيه إذن برهانان‪ ،‬وإذا كان الأمر فيهما كذلك‪ ،‬وكان‬ ‫القول بالرأى فى الحوادث؛ يصح ويجوز فى مواضع الراى‪ ،‬ويلزم نى‬ ‫مواضع لزومه على من قدر ياتى فيه قولا براى عن احد ذى راى او‬ ‫اقاويل او لم يات فيها شىء فكله سواء‪ ،‬فكيف يمنع القياس به ا‬ ‫أشبهه من شىع‪ ،‬لان يجرى حكمه فيما اشبهه فساواه فيه؟ وإن كان‬ ‫فى الظاهر على العدل‘ فكانى لا ارى هذا ولا اعلمه‪ ،‬ولا يبين لى إلا‬ ‫جوازه‪ ،‬ولزومه فى مواضع فرضه‘ وخروج حكمه فيما اشبهه كالمتفق‬ ‫عليه فى الحقك أو اختلف فيه فلا فرق‪ ،‬وكله سواء فى رجيح المعقول‬ ‫وصحيح المنقول بان ما اشبه الشىء فهو مثله‪ ،‬وقد دلت النصوص؟‬ ‫فى الآثار عن المسلمين الاخيار فى مواضع شتى‪ ،‬واماكن يكاد ان‬ ‫‪2‬‬ ‫احد نعلمه بالمنع منه فى مواضع الاختلاف\ إلا ابا محمد هذا{ والله‬ ‫اعلم يحقيقة مراده _‪ .‬هذا نص كلامه‪ ،‬وهو دليل على ان الشيخ‬ ‫(‪ ) ١‬أبو النبهان جاعد ‪ -‬جوابات‪.٤٨٨ ‎:‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫يشنع على من ينكر القياس على الفروع اختلف فيها! فكيف‬ ‫بالاصول المتفق عليها؟! ‪.‬‬ ‫وقد نقل الشيخ البشرى قوله فى القياس ايضا بما نصه ‪ ( :‬والقول‬ ‫فى القياس فيما يجوز فيه القياس شائع بثبوته عند من أبصر الحق‬ ‫الحقيقى‪ ،‬فركب على الواح سقن المعرفة لجج بحار العلوم» فى طلب‬ ‫استخراج جواهر المعانى من انفاس أصداف غوامض اسرارها‪ ،‬وسبر‬ ‫دقائق حقائق مسالك سبل حقيقة الحقيقة عن صافى غماض قفار‬ ‫بحار افكارها اخرج درر الملعانى‪ ،‬فاتى بما لم يؤت فى‬ ‫أشطارها)(‪.'١‬‏‬ ‫فى هذا النص ان القياس ليس فى كل شىء كما اسلفناء ولا من‬ ‫كل احدا بل هناك شروط فى التطبيق‪ ،‬وفى النقاش حتى يصبح‬ ‫القياس كما هو مقرر فى علم أصول الفقه ‪.‬‬ ‫وهذا يدلنا بل يرجب علينا ان نبسط القول قليلاً فى موضوع‬ ‫الاجتهاد؛ للحاجة إلى ذلك‪ ،‬وقد عقدت المبحث التالى لهذا الموضوع‬ ‫‏‪١‬‬ ‫فاقول‪:‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬رايه فى الاجتماد ‪:‬‬ ‫الاجتهاد‪ ..‬وهو يذل الطاقة من التفكير من عالم قادر على‬ ‫الاجتهاد فى استخراج حكم مسالة نازلة لم يات فيها نص لا من‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫(‪ ) ١‬موصى بن عيسى البشرى ‪ -‬مكنرن الخزائن‪.٧٥/ ١ ‎:‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع‪ .‬ولذلك قالوا (لا اجتهاد مع‬ ‫نص)‪ ،‬والاجتهاد يكون بمسائل الراى لا بمسائل الدين التى يدان لله‬ ‫فيها بالاعتقاد بمعنى أن مسائل الاعتقاد لا يجوز فيها الراى؛ لانها‬ ‫مسائل معروفة محددة! وقد ثبتت بالادلة القطعية من الكتاب والسنة‬ ‫والإجماع‪ ( .‬والدين جاء فى كتاب الله او سنة رسول او إجماع الامة‬ ‫فى كل دهر وزمان وفى كل بقعة ومكان) وما دل بعدم التنزيه للبارىء‬ ‫من متشابه الآيات فيرد على محكم القرآن‪ ،‬ولا يؤخذ احكام المقائد‬ ‫من الاحاديث الاحادية بالنسبة للذات والصفاتڵ واما بالنسبة‬ ‫للسمعيات فقد أجاز العلماء الرأى فيها كعذاب القبر والصراط‬ ‫ووجود الجنة والنار وامثالها‪ ،‬بل ورد الخلاف فيها مصرحا به‪.‬‬ ‫أما رأى ه ابى نبهان» فى الاجتهاد‪ ..‬فقد اطال فيه القول فى كثير‬ ‫من جواباته التى بين يدئ‪ ،‬ولكنى اختار فى هذه العجالة ان اضع عدة‬ ‫واجيب عليها من نص كلام ابى نبهان نفسه؛ لان‬ ‫اسئلة من عندى‬ ‫كلامه منسبك‘ وقد لا يعسر على البعض فهمه‪ ..‬فمن الاسهل ان‬ ‫يوضع كما ذكرت‪ .‬ونسرق بعض الامثلة‪.‬‬ ‫س‪ -‬من الذى يباح له الاجتهاد والنظر فى استخراج الاحكام؟‬ ‫ج‪ -‬ليس لكل إنسان نور قلب يقدر به على النظر‪ ،‬ولا التمييز‬ ‫لاصح ما جاء فى الاثر‪ ،‬وإنما ذلك لاهل العلم والبصر(‪ .‬وفى مرضع‬ ‫آخر قال‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬ابو نبهان جاعد ‪ -‬جابات‪ :‬‏‪,٠٤٢٨‬‬ ‫‏‪٧٧‬‬ ‫( وفى آراء اللسلمين والحمد لله متسع لمن عرفها وابصر نحدلهاء‬ ‫وقدر على استخراج ما يدل عليه بمعانيهاء إلا انه ربما أنكر اهل‬ ‫الضعف والعمي عن درك أنوار الهدى كثيرا مما يستخرجه اهل الفهم‬ ‫والقوة فى العلم بالدليل عليه من معانى أقوال الاولين اهل الاستقامة‬ ‫فى الدين(‪ .‬وفى موضع آخر قال‪ ( :‬وليس كل من نظر كان له النظر‪،‬‬ ‫حتى يجتمع له الفقه والبصر فيما يجوز فيه النظر ) ‪.‬‬ ‫س‪ -‬إذن فما رايكم أيها الشيخ فيمن قصر عن هذه المرتبة من‬ ‫الناس؟ ومن الذى يقلده؟‬ ‫ج أما من كان من اهل الضعف عن هذه المرتبة فقصاراه‬ ‫المشاورة لاهل العلم والورع‪ ،‬والاستدلال بهم على الاصح والمذهب‬ ‫الارجح ومهما عليه اختلف اهل العلم فى ذلك أعتمد على قول‬ ‫وليّه‪ ،‬فإن كانوا له أولياء اخذ بقول الاعلم فيما قيل("‪.‬‬ ‫س‪ -‬ماذا ترون ايها الشيخ فيمن لم يجد من يقلده وليس له‬ ‫)‬ ‫بصيرة بالترجيح؟‬ ‫ج إن عزت المناظرة عليه لمن يرجو أن يدرك بغيته منه خرج‬ ‫فى حقه ما قد قيل إن له ان ياخذ بما اراد من راى الفقهاء‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه‬ ‫لابد له من ان ينظر فى ذلك بجهده! ويتحرى الاغدل يقصده!‬ ‫‪.١١٤:‬‬ ‫(‪ )١‬تنفس الصدر‪‎‬‬ ‫للحد‪[ ‎‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬نفس‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫ويعمل على ما يغلب على ظنه انه اعدل‪ ،‬ويكرن عليه حتى يلقى‬ ‫من يدله‪ ،‬على اعدل ذلك من اهل العلم والبصيرة المامونين على ما‬ ‫حملوه من العلم} وقيل عليه؟ن يعرف الاعدل من الاقاويل ويكرن‬ ‫فيها كابن عباس وإلا هلك‘‪.‬‬ ‫س‪ -‬هل هذا الراى صحيح عندكم؟‬ ‫ج لا يبين لى فى هذا الرأى إمكانه؛ لانه نى موضع ما يمكنه‬ ‫الوقوف عليه من ذاته ى او من فور الاستدلال عليه بغيره‪ ،‬وإلا فيحال‬ ‫عدم العبارة والعجز عن المعرفة له من بين ما قيل فى نفس الشىء من‬ ‫الاختلاف فى الراى("‘‪.‬‬ ‫س‪ -‬ما هو الانسب عندكم من هذه الاقوال الثلاثة اللنقدمة؟‬ ‫وهل الاصح عند عالم ما بالضرورة يكون فى النظر صحيحا عند‬ ‫غيره؟‬ ‫ج الاوسط كانه فى هذا الموضع اقسط؛ لان إلزام الرقورف‬ ‫على الاصح مع عدم القدرة له عليه نيه تكليف شطط‘‬ ‫والإهمال عن التحرى للاصرب قصور عن استفراغ الجهد المطالب‬ ‫به فى اصل التعبد وليس الاصح ‪ -‬على الصحيح ‪ -‬موقوفاأ على‬ ‫‏(‪ )١‬نفس المصدر‪ :‬‏‪.٤٢٨‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬نقفس المصدر‪. ‎‬‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫نظر معين فى حق ارباب البصائر يل ربما يقع فيما بينهم فيه التباين‬ ‫فى الراىس كما وقع فى نفس الآراء يوم الاجتهاد فى استنباط‬ ‫العلة‪.‬‬ ‫س هل لمن أراد العمل بقرل من جملة أقوال أن ينظر الاعدل؟‬ ‫وهل يعنف إن عمل بقول منها؟‬ ‫ج لا بد له على الاصح من التحرى عند العمل لاعدلهاء وذلك‬ ‫وجه السلامة له عن الهلكة؛ لانه على هذا ما لم يخرج من الحق إلى‬ ‫الباطل فلا يصيب إثماً ولا هلاكاً ‪ -‬إن شاء الله تعالى‪ -‬ولا نعلم فى‬ ‫فلك اختلافاء وإذا كان فى هذا هكذا ‪ 2‬لم يجز أن يُخلَقَ فى ذلك‬ ‫بالميب على احد اتبع فيه رايا احتمل له فى وجه الحق‪ ،‬وكان له‬ ‫متعلق فى النظر بالرأى أو بشئء سبق فى الرأى من أراد من أهل العلم‬ ‫من للسلمين‪ ،‬ولما الميب على من خالف الاصول وصدف عن ملة‬ ‫الرسول أو نصب الراى دينا او تكلم مينا‪ . .‬إلخ‪."« .‬‬ ‫كما ان الشيخ ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬يامر بالنظر فى الاعدل من‬ ‫الاقوال فى اغلب جواباته» وعلى سبيل المثال جاء فى بعض جواباته ‪:‬‬ ‫( فانظر فيه وتدبر معانيه» ولا تعتمد إلا على ما تراه إلى النجاة سبيلا‬ ‫وعلى منهاج السلامة دليلاً‪ ،‬ولا يغرنك حسن الاتكال على من قال‪،‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬نفس المحمدر‪٠‬‏‬ ‫() نفس المصدر‪ :‬‏‪.٤٢٩‬‬ ‫ولكن انظر فيما قال© فما وافق الحق فخذ به‪ ،‬وما خالف الحق إلى غيره‬ ‫من الباطل فاطرحه عن نفسك له رفضا! وما اشكل عليك فيه من‬ ‫شىء فقف عنه‘ والتمس عدله إن اضطررت إليه من كتاب الله وسنة‬ ‫رسوله او إجماع الامة او رأى اهل العدل من الفرقة المحقة‪ ،‬لعلك أن‬ ‫تصيب القصد وتهدى فيه إلى الرشد ويرتفع عن بصيرتك الحجاب‬ ‫إوصواب"‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ط من‬ ‫خعليه‬ ‫فتراه على ما هو‬ ‫هذا كلام الشيخ‪ ..‬فتراه يامر بالنظر والراى‪ ،‬وينهى عن ضده؛‬ ‫ويشترط لذلك الاعتماد على الكتاب او السنة أو الإجماع؛ لثلا‬ ‫يخالف الناظر النصوص القطعية فيصطدم مع النص‪.‬‬ ‫ولا ياخذ الشيخ برأى من ليس من اهل الرأى‪ ،‬ولا يتكل على‬ ‫رأى مثل ذلك المفتى‪ ،‬بل ينظر ينفسه فى المسالة} فما وافق الحق اخذ‬ ‫به‪ .‬ومما جاء عنه فى هذا الموضوع ما نصه‪ ( :‬وإن كان فى حفظى عمن‬ ‫أدركته ممن ادعى جوازه من المتاخرين فلا اقرى عليه ولا العمل به‪،‬‬ ‫ولا اقول أنه ممن تؤخذ عنه القتيا بالراى‪ ،‬إذ لا اقول فيه إن له قوة علم‬ ‫ولا ادرى انه من رايه‪ ،‬ولا انه اخذه بالتلقى له من غيره‬ ‫تظهر له معى‬ ‫من له يصيرة نافذة فى العلم‪ ،‬إذ لم افنحصه عنه ولا بان لى صوابه‪،‬‬ ‫وفى نفسى منه جرح"‪.‬‬ ‫‪.١١٤ ٤١٠٤ 1٨٤ ٤1٥٦1٦٠٠‬‬ ‫(‪) ١‬نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫‪.٤٢١ {٣٨٠ ٢٠٤ ،١٨٦, 1١٨٥0١٨٠‬‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫!( ) نفس للصدر‪‎:‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫وقال ايضا ‪ ( :‬ولقد وجدنا فيهم قولا لبعض المتاخرين من اهل‬ ‫زماننا ولااقدر على رفعه إليك لما فيه من مخالفة آثار الماضين مثل‬ ‫محمد بن محبوب وابى سعيد وغيرهما من فقهاء المسلمين‪ .‬وكلاماً‬ ‫اعرضنا عنه؛ لصدوره عمّن هو اقل فقها من اللتقدمين؛ ولانه ‪-‬على‬ ‫إطلاق يقتضى المنع فى مواضع مباحة دل عليها صريح الاثر وصحيح‬ ‫‪.‬‬ ‫النظر‪.‬‬ ‫وهذا لان الشيخ من اهل الاجتهاد واستنباط الاحكام! إذ لا‬ ‫يجوز للعالم الذى بلغ هذه الدرجة إلا أن ينظر فى العدل من‬ ‫الاقوال‪ ،‬كما انه لا ينبغى له أن ياخذ بشواذ الاقرالں ولا ضعيفها‬ ‫كما ذكر نفسه سابقا‪.‬‬ ‫ومع هذا فإن من اخذ بقول من أقوال المسلمين من ضعفاء الناس‬ ‫إن شاء الله ‪ -‬فى نظر الشيخ‬ ‫الذين لم يتاهلوا للاجتهاد فهو سالم‬ ‫ه أبى نبهان‪ .‬وهذا نص كلامه فى ذلك‪ ( :‬وإن توسع فى ذلك بغير‬ ‫ذلك من الجائزات‪ ،‬ولم يخرج من صحيح آراء المسلمين لم نشرع إليه‬ ‫بالتخطعة تعنيفا("‪.0‬‬ ‫ولكن الشيخ « ابا نبهان» يحب الاحتياط للمسلم وان لا يتبع‬ ‫المؤمن الرخص كما سلف© بل يتحرى لنفسه الخروج من الخلاف ما‬ ‫‏‪..١٨٩:‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬نفس الصدر‬ ‫‏‪.٤٦٢١‬‬ ‫)( نفس المصدر‪:‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫امكن ‪ .‬قمن ذلك قوله‪ ( :‬ونحب لمن استنصحنا واحب ان يناصح‬ ‫نفسه ان ياخذ فى جميع اموره بالرثيقة ما قدر‪ ،‬لا سيما فى الفروج‪.‬‬ ‫وان يتبع فى ذلك بالحلال الصرف العارى من الاختلاف(«\'‪.‬‬ ‫وبجانب هذا‪ ..‬فإن الشبخ يعيب على من يمنع الضعفاء من‬ ‫الاخذ باى قول من اقوال المسلمين‪ ،‬إذا كانوا لم يبلغوا درجة‬ ‫الاجتهاد اما المجتهد فعليه ان يتحرى اعدل الاقوال‪ ،‬وبهذا جاء الاثر‬ ‫عن السلف‪ .‬وفى ذلك يقول معيباأ على المانع‪( :‬روعلى الحاكم ان‬ ‫يحكم بينهما يما يراه من الرأى انه على اجتهاد منه أنه أاصروبك‪،‬‬ ‫كذلك على كل عامل ان يعمل بما يراه من الراى إلى الحق اقرب؛‬ ‫وليس عليه فيما عليه ان يعبدل عنه إلى غيره من الآراء ميلا إلى‬ ‫الرخصة‪ :‬ولا يميل غيره إليه‪ :‬إلا ان يراه الاهدى والاصح والاقرى‬ ‫والارجح‪ ،‬خلافا لما قاله هذا القائل إنه لا يجوز للناس ان يتعلق كل‬ ‫واحد منهم بقول‪ ،‬وما ابعده عن الصحيح واحراه بالإبعاد والطرح؛‬ ‫لانه فى غاية البعد عبمًا قال به فى هذا اهل العلم والبصر{ إذ لم نكن‬ ‫نرى له اشباهاً يقاس بها فى الاثر كلا‪ ..‬ولا ينساغ هذا فى حكم‬ ‫النظر«"“‪.‬‬ ‫وأما القول بغير حجة‪ ..‬فيبطله الشيخك إذ لابد لكل قرل من‬ ‫‏) ‪ ( ١‬نقس الملحدر‪.‬‬ ‫‏‪.٤٢٧ {٤٢٦‬‬ ‫‏(‪ )٦‬نفس للصدر‪:‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫مستند يستند إليه قائله‪ ،‬او علة سوّغت قياس الحكم على أمر بالحكم‬ ‫على أمر آخر سابق له‪ ،‬وعلى هذا فما كان غير مستند إلى دليل‪ ،‬فهر‬ ‫باطل عنده ولا يصوبه' ‪.‬‬ ‫واحيانأ‪ ..‬يتوقف فيما لم تظهر له فيه الحجة او فيه شبهة من‬ ‫الفهم اكوان من امر الغيب‪ .‬فهو يقول‪( :‬ونحن‪ ..‬فليس لنا ان‬ ‫نتعاطى ما لم يؤذن لنا به‪ ،‬ولا علينا ان نتكلف علم شىء مما غاب عنا‬ ‫علمه مما لا دليل عليه ولا سبيل إليه لمعنى الإحاطة به‪ . .‬‏‪.٢‬‬ ‫اما القول بالدين فى موضع الراى ضلال والعكس كذلك» فلا‬ ‫يجوز ان يفتى ولا أن يحكم فى موضع كل واحد منهمابحكم‬ ‫الآخر وقد الح الشيخ « ابو تبهان» على ذلك كثيرا فى كثير من‬ ‫نصوص كلامه‪ ،‬وكرر كثيراً وجوب التفريق بينهما‪ .‬وقال‪( :‬إن الدين‬ ‫هو ما جاء منصرصاً به فى الاصول الثلاثة} وما عداه فيسع فيه الرأى‪،‬‬ ‫ولا يجوز ان يحجر فيه على الناس النظر والاجتهاد )(" ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اتباع السلف ماامكن‪:‬‬ ‫ومع مكانة الشيخ العلمية العالية‪ ،‬وقدرته الفائقة على الاجتهاد‪،‬‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫)( نفس للصدر‪.١٩١٧ ٤٠١٤٥ 0١٠٣ .٩١ .٦٢ ‎:‬‬ ‫سقن)‪ ‎(٢‬الدر‪.١٩١٧ ‎:‬‬ ‫‪.٤١٨ ٣٠٤ }٢٠٠،٧٠١ ٤١٦٩٧0١٦١٨ ٤.١٥٩ ...٢٣٤٧٦٤٥٤‬‬ ‫سفن)‪ ‎(٢‬للصدر‪‎:‬‬ ‫‪. ٥0٩١ .٤٩٠٤٧٤٤٦‬‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫واستخراج الاحكامإ إلاانه كثيرا ما يتعلق باتباع السلف من مشايخ‬ ‫أهل الاستقامة فى الدين‪ ،‬الذين شهد لهم التاريخ بالمرتبة الكبرى فى‬ ‫العلم والورع‪ ،‬ولا يحب مخالفتهم ما وجد إلى ذلك سبيله"‪.‬‬ ‫اللهم إلا إذا راى ما يوجب مخالفة من تنقدمه؛ لحجة ظاهرة‪.‬‬ ‫لايستطيع الحياد عنها‪ ،‬فإنه‪ ,‬مع الدليل مهما يكون؛ ولا يميل عن‬ ‫الاعدل إلى ما هو اضعف منه حجة ولو قال به السلف{ وقد ورد ذلك‬ ‫(‪.. ٢‬‬ ‫فى مواطن عديدة من جواباته‬ ‫وعند استحسانه لقول من اقوال الفقهاء كثيرأما يستعمل كلمة‬ ‫(اميل×"‘‪ ،‬وهذه عادة كثير من الفقهاء إذ يجعلرنها بديلأمن‬ ‫لفظة الاستحسان الحكم بالظن فى راى الشيخ ابى نبهان‪.‬‬ ‫ولا يجيز الشيخ ايو نبهان الحكم بالظن‪ ،‬مثال ذلك‪ ..‬المفقود‬ ‫حتى تنقضى مدة فقده التى حددها الفقهاء‪ ..‬وننقل من ذلك نصا‬ ‫من جوابه لمن ساله عن مثل هذه الحادثة‪( :‬ولا يجوز أن يحكم بموته‬ ‫على الظن انه لو كان حياً لرجع إلى اهله او اتى خبر حياته» رجماً‬ ‫بالفيب‪ ،‬كما قد فعل ذلك فى هذه الحادثة بغير الحق" وقضى به فى‬ ‫الناس على غير وجه العدل الثابت على الصراط المستقيم‪ ،‬وفى ذلكم‬ ‫‪.٦٠٠ 6٥٥٠٩٨1٤٥١ 0٤٦٢٤ ٢٧٤١٠‬‬ ‫سفت)‪ ‎(١‬للصدر‪‎:‬‬ ‫‪.١٨٠١٦١0١٥٩ ٤٠١٥٢٣٤١٤٥ 0٦٢“٦١ ،٥٦ ،٤٤ .٤١‬‬ ‫) ‪) ٢‬نفى للصدر‪‎:‬‬ ‫‪.٥٥٧٤0٤١٨ 0١٧٧١١٧٤ ٤١٧٣٤١٦٥ ٤.١٦٤ ،١١٣ ٤٩٣ ،٢٣٢‬‬ ‫(‪ ) ٣‬نفس للصدر‪‎:‬‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫بلاء من ربكم عظيم» حيث إنها حيزت الاموال ظلماً‪ ،‬وانتنهكت‬ ‫الفروج حراما وعطلت الواجبات لهم وعليهم ما لم ينقض اجلهم‬ ‫لفقدهم‪ ،‬او غيبتهم‪ ،‬او يصح موتهم او قتلهم بغير حجة ولا بيان!‬ ‫ولا دليل ولا برهان؛ إلا اتباع الظن جهلا او ما تهواه الانفس باطلا‬ ‫فاين هم والآثار‪ ،‬ومقال اولى الابصار ‪.‬‬ ‫هذا ‪ ..‬وقد ياخذ الشيخ « ابر نبهان » ببعض الادلة الشرعية‬ ‫الاخرى من ذلك‪..‬‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬اخذه بالادلة الاخرى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ياخذ الشيخ أبو نبهان بالاستحسان ‪ ..‬وقد اشار إلى ذلك‬ ‫فى مسالة من اقترض من مال اليتيم كان تحت يده بلامقرض حيث‬ ‫كان ذلك من النقود أو مما يكال أو يوزن فله الربح وعليه الضمان‬ ‫الله ‪-‬‬ ‫ماله وهذا من قول أبى سعيد الكد مى ‪ -‬رحمه‬ ‫عرض‬ ‫ولليتم‬ ‫فاستحسته الشيخ واحتج له بقوله علل ‪(:‬ما رآه المسلمون حسنا فهر‬ ‫عند الله حسن ‪. 3 7‬‬ ‫كما استحسن قول من أجاز للوكيل استعمال الخائن على سقى‬ ‫(‪)١‬نفس‏ المصدر‪ :‬‏‪:٤٢٠ ،٤٣٩ 0١٦٨٧‬‬ ‫‏‪.٩‬‬ ‫الصد ر‪ :‬ص‬ ‫‏) ‪ ( ٢‬نفس‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫اموال اليتيم ‪ 2‬والوقف لاجل الضرورة» خوفا من ذهابها عطشاً حتى‬ ‫يجد الامين نظرا للصلاحح إذ سثل عن ذلك فقال‪( :‬الله اعلم‬ ‫بسلامته ‪ . .‬وإنى لا اقطع ثم يهلكنه؛ لانى لا اعلم كون المنع عند ذلك‬ ‫حجراً له من صريح كتاب ولا من صحيح سنة ولا من صحيح إجماع‪.‬‬ ‫إلا ما جاء به الاثر قولا بالنع نجملا لاخلاف فيه عن احد نعلمهء‬ ‫ولهذا فإنى ارى هذه الثلاثة الاصول تقوية بالعنى لهذا النظر فى‬ ‫الحكم يرى ذلك فيعرف تاويلها الفطن إذا تاملها وامعن النظر فيهاء‬ ‫إلا أنى لو قال قائل عند هذا بانه لا يبعد تجويزه من الإجازة فى الجائز‬ ‫نظراً؟ لانه الاصلح عند مقابلة الاقبح‪ ،‬صرفا لحاضر المضرة{ حتى يفرج‬ ‫الله بوجود المامونين على ذلك‪ ،‬وفعل كل ذلك برأى منه‪ ،‬لدفع الواقع‬ ‫مع خوف المتوقع‪ ،‬نظرا فى الصلاح لغلا تتلف الاموال عطشا لم اقل إنه‬ ‫اخطا وجه الرأى دينا‪ ،‬وان كنت لا اقوى عليه لضعف منه ولا آمر به‪،‬‬ ‫لدقة علم ما لم يخرج من الصلاح راساً فى نظر اهل النظر)'"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أما المصلحة المرسلة‪ ..‬فإن الشيخ ياخذ بها وينطبق عليها‬ ‫المثال السابق وذلك لان ما لم يرد اعتباره ولا إلغاؤه فالعمل به من‬ ‫المصالح المرسلة للقائم بالامر‪ ،‬وذلك مثل الامور العامة التى تحتاج إلى‬ ‫تنظيم ونظر الاصلح بشانها‪ ،‬وللقائم بالامر إذا رأى مصلحة فى منع‬ ‫‏‪.٣٦٦‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬نفس الملحدر‪ :‬ص‬ ‫‏‪٨٧‬‬ ‫شىء او إياحته ما لم يرد فيه نص قاطع بالإباحة او المنع بحيث لا تجوز‬ ‫مخالفته} فله ان ينظر الاصلح للامة ‪.‬‬ ‫ج أما صد الذرائع‪ .‬فكثيرا ما يحبذه الشيخ‪ ،‬وخاصة فيما‬ ‫يؤدى إلى التهور وفتح باب إلى الفساد‪ ،‬مع الاخذ بكتابة الثقات فى‬ ‫الوصايا وغيرها من غير شهادة الشهود\ هذا إذا كان ثقة‪ .‬فكيف‬ ‫فيمن كان غير ثقة؛ للا يؤدى ذلك إلى فتح الباب إلى نهب اموال‬ ‫الناس من بالغ او يتيم‪.‬‬ ‫وليست من نصوص بعينها من كلام الشيخ أبى نبهان فى هذه‬ ‫الادلة ولكن من تتبع فقهه يجد انه لا يحب فتح مظان الشبهات‬ ‫سدا لذرائع الفساد فى المجتمع‪.‬‬ ‫د ‪ -‬ولكن الشيخ مع هذا كغيره من فقهاء المسلمين ياخذ‬ ‫بالراسع والاطمئنان فى الامور التى لا يؤدى الاخذ بقول من أقوال‬ ‫اللسلمين فيها إلى فتح باب الفساد‪ ،‬أو يرد حكم يمنع من الاخذ بما‬ ‫تطمئن إليه النفس ويسكن إليه القلب‪ ،‬وقد رد مثل ذلك فى كثير‬ ‫من جواباته‪ ،‬ولا ارى ما يدعو إلى الإتيان بامثلة من ذلك("‪ .‬ولكن‬ ‫إذا تعارض الحكم والاطمئنان فلابد من الاخذ بالحكم‪.‬‬ ‫ويقيد الشيخ الاخذ بالالمثنان برجوب أن يكون من نظر اهل‬ ‫‪.٢٠٧ :١٧٧ ،١٧٦ 0١٧٣ ١٣٥ ،١٢٣٢٣‬‬ ‫(‪ )١‬نفس المصدر‪ :‬ص‪٦٨ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬نفس الصدر‪.٢٠٩١ ‎:‬‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫العقول الاتقياء‪ ،‬وليس ما تطمئن إليه قلوب الفسنّاقف‪ ،‬ويحسن ان‬ ‫انقل نص كلامه فى هذا الموضوع‪ .‬فهر يقول‪( :‬وقد تختلف‬ ‫الاطمعنانات من المطمئنين لموضع بصيرة قلوبهم» او عمى قلوبهم؛‬ ‫لانه قد يجرى التصديق من اعمى القلب لموضع هراه وموضع‬ ‫تصديقه واشكاله ونظرائه وامثاله‪ ،‬ولا يصح قولهم بالاطمئنانة نى‬ ‫قيمة خردلة مع من يبصر الاطمئنانة من اهل البصائر فيها وهذا ما‬ ‫لا يخفى على اهل العدل‪ ،‬وكل شىء اخذ من طريق العقل فليس ل‬ ‫غاية إلا صحة العلم فى العقل‪ ،‬وكل شىء اخذ بالحكم فقطع حجته‬ ‫صحة الحكم وكل شىء كان صحته من طريق فلا يكرن صحت إلا‬ ‫من عقل متبصر للحجة\ والقول فى مثل هذا يتسع لاختلاف الناس‬ ‫واختلاف معانيهم‪ ،‬ولكل ثقة ثقة ولكل احد شكل ولا يكرن ثقته‬ ‫إلا باشكالهء فليس كل الاشكال ولا كل الناس يبصرون احكام‬ ‫العقل‪ ،‬وإنما ذلك إلى المبصرين‪ .‬بلخ"‪.‬‬ ‫المبحث السايح ‪ :‬اخذه بالقواعد الفقهية ‪:‬‬ ‫اما اخذ الشيخ بالقواعد الفقهية‪ ..‬فإنه ياخذ بهذه القواعد‬ ‫وخاصة أربع قواعد منها © وهى‪:‬‬ ‫الاولى ‪ :‬الاعمال بالنيات ولكل امرىء ما نرى‪.‬‬ ‫الثاني‪.‬ة‪ :‬اليقين لا يزال بالشك‪.‬‬ ‫‪.٢٠٩‬‬ ‫(‪ )١‬نفس المصدر‪‎:‬‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫الثالنة ‪ :‬لا ضرر ولا ضرار فى الإسلام ‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬الاصل فى الاشياء الإباحة حتى تثبت الحرمة‪.‬‬ ‫فتراه يستدل بهذه القواعد فى كثير من جواباته‪ ،‬ولم يذكره‬ ‫بصفة مستقلة شانه فى ذلك شبان اكثر الفقهاء العمانيين‪ ،‬ولكن لكل‬ ‫واحدة منها موضع فى واقع الاستدلال بها عند اللزوم'“‪ ..‬ولا يتسع‬ ‫لمقام لذكر الاسئلة نقلا من النصوص المتوفرة فى ذلك© خوفا من‬ ‫|‬ ‫لتطويل‪.‬‬ ‫وبعد هذا التطواف فى الاخذ بالادلة والتمسك بهاء فهل ياخذ‬ ‫الشيخ بالرخصة ام لا؟ هذا ما نجيب عليه فى الفقرة التالية‪. .‬‬ ‫الاخذ بالرخصة ‪:‬‬ ‫ياخذ الشيخ ابو نبهان بالرخصة عند الحاجة فقط وقد حكى‬ ‫عنه ابنه الشيخ ناصر أنه يبذل الرخصة للتائب الراغب فى طاعة الل‬ ‫تعالى ‘ ولكنه يشدد على المستفتى الطالب للحيلك الذى يبتغى‬ ‫بذلك اتباع الهوى واللعصية "‪ 6‬اما فى غير ذلك فلا يحبذ الاخذ‬ ‫يالرخص» بل يؤكد على الاخذ بالحذر‪ .‬والراى الاسلم التمسّك‬ ‫بالاعدل والخروج من الخلاف("‘‪.‬‬ ‫‪٢.٩١{٩٠‬ه{‪‘٣٢٣ ٣٢٢٣٠٨0١٣٨ 0١٣١ 6\0٣٠‘١٠.١‬‬ ‫سفن)‪ ‎(١‬الصدر‪‎:‬‬ ‫‪. ٣٨٧ .٣٨٢٣ .٣٥٨‬‬ ‫عدى ‪ -‬قامرس الشريعة‪ . ١٣٥/١ ‎:‬و‬ ‫نانظ‬ ‫بر ا‬ ‫ا‬ ‫(‪)٢‬ا‬ ‫لنظر‬ ‫هباان جاعد ‪-‬الجوابأت‪.٩١٢ ‎:‬‬ ‫(‪) ٢‬أبر نبهان جاعد ‪ -‬نفس للصدر‪. ٤٣٥ ٦{ ٤٢٣٢٣ {ً‘٢٠ ٦٤٢٧0٤٦٦ ‎:‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫بعض المصطلحات التى وردت فى جوابات ابى نبهان‪,‬‬ ‫المنزلى‪ :‬اى بالارقام الحسابية لابالحروف الهجائية‪.‬‬ ‫الفيلة ‪ :‬الطين إذا هيىء للبناء به‪.‬‬ ‫التبن‪ :‬قشور البر والشعير وما شابههماء والاطراف الصغيرة من‬ ‫السنابل‪.‬‬ ‫الخطوط‪ :‬الرسائل وواحدها خط‪ ،‬وليس بمعنى الخط المستقيم‪.‬‬ ‫الطروس‪ :‬الشىء المكتوب سواء رسالة او غيرها‪.‬‬ ‫‪ :‬اى وقف مؤبد إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫حشرى‬ ‫القواصر الربط ‪ :‬هى الظروف او الاوانى من سعف النخيل التى‬ ‫يكنز فيها التمر وهى دون الجراب‪.‬‬ ‫غلافة‪ :‬الغلاف الذى تجعل فيه الرسالة‪.‬‬ ‫الجيرة ‪ :‬الجملة‪ ..‬وهو خاص بما يشترى جملة‪ .‬يقال اشتريته‬ ‫بالجملة ‪.‬‬ ‫اى‬ ‫بالجبرة‬ ‫ساعد الفلج ‪ :‬إحدى القنوات أو السراقى المرجودة تحت الارض‬ ‫التى تغذى الفلج ‪.‬‬ ‫المنزف‪ :‬البمر المتروكة للسقى‪ .‬وهذا المصطلح خاص بالبثر قريبة‬ ‫الماء ‪.‬‬ ‫الميزاب ‪ :‬هو الذى يصب منه الماء من سطرح المنازل‪.‬‬ ‫‪٩١‬‬ ‫الراسع‪ :‬الاخذ بالجائز‪ ..‬وهو التوسع فى الاخذ بما يسع وليس‬ ‫فيه إثم‪.‬‬ ‫صيغة‪ :‬حلئ المرأة‪ ..‬وهو مصطلح علمى عند العمانيين‪.‬‬ ‫الرحى‪ :‬طاحونة من الحجر يطحن بها البر؛ كى يصير دقيقا‬ ‫وهمى خاصة بذلك‪.‬‬ ‫للخبز‬ ‫المبحث الثامن ‪ :‬اسهاماته الادبية ‪:‬‬ ‫ما وصلنا من شعر الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬أقل مما كنا نتوقعنه؛‬ ‫وكان الشيخ اشتغل بالعلم الشرعى فى التاليف اكثر‪ ،‬ولكن الذى بين‬ ‫أيدينا قدر لا باس به وقد ذكر لنا الشيخ محمد الخصيبى مجمرعة‬ ‫من القصائد» بالإضافة إلى قصيدته الكبيرة المسماة « حياة الهج!‪،‬‬ ‫وقد شرحها الشيخ نقسه‌فى مجلد متوسط ‪ .‬وشرحها آخرون غيره‬ ‫منهم اينه الشيخ ناصر بن أبى نبهان‪ ،‬ومعظم هذه الشروح ترجد بدار‬ ‫والوثائق فنى وزارة للتراث القومى والثقافة ‪.‬‬ ‫الخطرطات‬ ‫وكان‬ ‫ويحق لنا أن نطلق على الشيخ أبى نبهان وصف الشاعر‬ ‫شعره فى كثير من الاغراض منها علم السلوك وهو الاكثر الغالب‬ ‫ومنها ما كان جواباً على أسئلة فقهية} ومنها فى الاذكار ‪ .‬وله قصيدة‬ ‫فى الرد على من انكر علم الاسرار‪.‬‬ ‫ومن قصائده نى السلوك هذه القصيدة‪:‬‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫وإليه منه يدين من قد دانا‬ ‫سبحان من كل يسبحه به‬ ‫ما كان او سيكرن كرونا كانا‬ ‫سبحان من للكرن كان مكرنا‬ ‫وورجرده سبحانه سبحانا‬ ‫سبحان من شهد الوجود بجوده‬ ‫قد كان فردا دالمأمنانا‬ ‫سبحان من هو اول بل آخر‬ ‫بل باطن نى وصفه مولانا‬ ‫سبحان من هو ظاهر فى فعله‬ ‫قد كان قدمأمالكاأ ديانا‬ ‫سبحان من هو واحد فى ملكه‬ ‫والملك والملكرت والاكوانا‬ ‫سبحانه الملك الذى ملك الورى‬ ‫صمداً حكيمأعالأرحمانا‬ ‫سبحان من قد كان فى اوصاف‬ ‫إلى ان قال‪:‬‬ ‫تحرى الطبائع أربعا اخدانا‬ ‫سبحان من جعل الجسوم هياكلا‬ ‫للنفس والعقل الرفيع مكانا‬ ‫سبحان ملنلروح قدرها كذا‬ ‫والنفس انفاس الهوى ميذانا‬ ‫سبحان من جعل النفوس نفيسة‬ ‫إذ كان بالسر المصون مصانا‬ ‫سبحان من فى القلب اكمن نوره‬ ‫يجلو من النفس الصدى عجلانا‬ ‫سبحان من بالصدر صرن صيقلا‬ ‫وعن الهوى ينهى النهى فنهانا‬ ‫سبحان من جعل الهوى يهرى البذا‬ ‫وهى قصيدة طويلة فى تسعة وستبن بيتا("‪.‬‬ ‫ومن قصيدة له فى السلوك ايضاً ما يلى ‪:‬‬ ‫ىبيصحخلا)‪ - ‎(١‬شقائق النعمان‪.١٤١ -١٤٠/١ ‎:‬‬ ‫وقعد الفتى وصل الحبيب هو الداخل‬ ‫ارى العدل عن لوم المذول هو العذل‬ ‫تحلى به عن خلة اللوم والذل‬ ‫وحق الهرى ما صادق فى الهرى فتى‬ ‫صدودا على هجر وفى صدره ثقل‬ ‫ويصغى إلى قول الوشاة فينشنى‬ ‫قديمأ على عهد قديملهاحذل‬ ‫وينسى على حفظ حفاظا تقدمت‬ ‫ويحلو له حال وقد غاله دغل‬ ‫ويسلر على الهجران من بعد زلفة‬ ‫ويهنا نشرب او يلذ له اكل‬ ‫ولا كل من قد رام فى الحب شركة‬ ‫لازوى به وجلا وزاد به الجدل‬ ‫ولو كان عن قلب برىء عن الاذى‬ ‫أوار الهوى امسى وفى جسمه تحل‬ ‫ولو ان نور الحب اورى بقلبه‬ ‫لمارده بذل ولاصدهعكل‬ ‫وخمر الهوى لو خامر القلب بالجوى‬ ‫لا ولا مسه كل‬ ‫لما رام غيرا‬ ‫ولو انه صب شجرمنالهرى‬ ‫وإن لج امل العذل به الذهمل‬ ‫وماراع عن نهج الحبيب بمنهج‬ ‫على انه حزن وليس له به سهل‬ ‫هو الحب سهلًفى اللسان ادعازه‬ ‫بلرغ النى انى ومن حوله سبل‬ ‫منيع الحمى لا بالهوينا ولا النى‬ ‫إلى آخر ما قال‪ ...‬وهى طويلة قرية المبانى غريبة المعانى ‪.‬‬ ‫ومن قصائده فى السلوك ايضا قصيدته المسماة « حياة المهج»‪..‬‬ ‫وهذ ‏‪ ١‬اولها ‪:‬‬ ‫على النصح فى ذات الإله مع العتبى‬ ‫تبين اخى فى الله قولى فإننى‬ ‫من عہ۔۔رم اولى القربى‬ ‫كذا فى خصرص‬ ‫أولى النهى‬ ‫واهد به صرفا فنى عمرم‬ ‫فنفسى بهاحرى نديا وإن تابى‬ ‫وأدنى قريب كان ذاتى حقيقتى‬ ‫ومن ساءها تسعى مسعى الردى دابا‬ ‫أراها على قبح الصفات ذميمة‬ ‫إلى ورطة عن فرطة منهم جذبا‬ ‫ارى الجهل أمرا كالهرى يجذب الررى‬ ‫به تاهت الدهماء نى عَمَّمنهبا‬ ‫هو المهمة البهماء والجهل الذى‬ ‫فضلرا على تيهاء قيعان الجدبا‬ ‫كليل دجوجى على اهله سيمحا‬ ‫نعم ربمالاتقفبلن نازه الرابا‬ ‫تبين فإن الجهل بالجهل معمضل‬ ‫هو الهرة الاهياء يازسهالهبا‬ ‫هو الخزى والداء القبيح لاهله‬ ‫وكن فى خلاص النفس منتدبا ندبا‬ ‫تنبه فإنالامرليس بهين‬ ‫وهى قصيدة طريلة لا نستطيع الإتجان بها كاملة فى هذه العجالة‪.‬‬ ‫ومن أشعاره فى السلوك ايضا‪:‬‬ ‫ومن حب غير الله هن فرارغ‬ ‫شموس قلوب المارفين سوازغ‬ ‫وفى غرب اعيان العميان مبازغ‬ ‫لها فى خقيات الخفئ مطالع‬ ‫لآفاق ارناق النفاق دوامغ‬ ‫وفى سر إشراق النفوس مشارق‬ ‫اسرار ابحار العلوم منابغ‬ ‫وانوار أبصار البصائر كرنها‬ ‫وهى قصيدة طويلة ايضا‪.‬‬ ‫ومنها قوله ‪ -‬وهو يبتدىء كل بيت بحرف القاف ‪:-‬‬ ‫الباب كل العارفين وتعشق‬ ‫قترحت زناداً يستضىء بنرزه‬ ‫تمحو من البال الخيال وتمحق‬ ‫لنارآنست انرارها‬ ‫قرشت‬ ‫نودوا الاهذى الحقائق تنطق‬ ‫قحمت لهم وادى المقدس بالهدى‬ ‫تجلر صدى للاهواء لما تزهق‬ ‫قطنت باسرار لهافى سرهم‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫ومن غريب قصائده القصيدة المقصورة التى يتكرر فيها الحرف‬ ‫الواحد وهى ثمانية وعشرون بيتا‪ .‬ومنها قوله‪:‬‬ ‫وإن لنفس الانس نفس الاسى اسى‬ ‫الاإننى انسى الاسى من اساءنى‬ ‫وهن البلايا من لنفس البلى بلى‬ ‫بليت بنفس والهوى ثم بالدنا‬ ‫لكل جهول جاهل بالجوى جوى‬ ‫جوامع جهل جامعات بجهلها‬ ‫وباطنه من جهله كالدجى دجى‬ ‫دجت من دياجى الجهل بالجهل نفسه‬ ‫بمهواه هونا فى مهارى الهوى هوى‬ ‫هواء هوى فى هوة هان هونه‬ ‫غتل وسيط وزة كالوزى وزى‬ ‫وأى فى مآرى الويغ وغل مزند‬ ‫وله فى طلب الرزق أبيات ستة يتلوها الإنسان بتكرار بعد صلاة‬ ‫ركعتين بوضوء جديد وقلب مفرغ‪.‬‬ ‫وله قصيدة يذكر فيها احوال اهل زمانه‪ ،‬ويمدح العزلة عنهم‪٨‬‏‬ ‫وهى على قافية العين‪ ،‬وله اجوبة نظمية واشعار غيرها‪ .‬يمول عنها‬ ‫« الحصيبى؛‪ ( :‬ولهذا الشيخ العلامة الرئيس الربانى عدة مناظيم‬ ‫متنوعة\ لا يسع المقام ذكر شىء منها فوق ما أوردنا خشية‬ ‫الإطالة‪.‬‬ ‫وبما أوردنا كفاية للاطلاع‪ ،‬ومن أراد المزيد فليراجع هذه الاشعار‬ ‫من مظانها فى مكتبات الخطرطات ‪.‬‬ ‫(‪)١‬الخصيبى‏ ‪ -‬شقائق‪ :‬‏‪ ١٤ ٠/١‬رما بعدها‪.‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫وفيما يلى بيان عن وفاة الشيخ وما قيل فيه من رثاء؛ لمزيد‬ ‫الفائدة ‪..‬‬ ‫المبحث التاسج ‪ :‬وفاة ابى نبهان ورثازه ‪:‬‬ ‫ابتلى الشيخ فى آخر عمره بالعمى‪ ،‬ولكن الله قد احيا بصيرته‬ ‫بنور العلم‪ ،‬ومتعه بجميع قواه البدنية والعقلية فواصل الليل بالنهار‬ ‫فى العلم والعمل‪ ،‬وفرغ نفسه فى إحياء الشريعة{ ونشر الرعى الدينى‬ ‫بين ابناء هذا البلد الذى طالما انجب فطاحل العلماء» مثل ابى نبهان!‬ ‫حتى توفى ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬مجمود السيرة‪ ،‬صافى السريرة‪ ،‬رفيع‬ ‫الشان والقدر فى يوم الخميس ثالث شهر الحج عند نصف النهار من‬ ‫عام سبعة وثلاثين ومائتين والف هجرية‪ .‬وعاش تسعين سنة‬ ‫قمرية{ ودفن على راس فلج الجيل من بلدة العليا‪ ،‬اعلى مسجد‬ ‫العقيبة على سفح الجبل بمكان مرتفع جدا‪ ،‬وقد كتب تاريخ وفاته‬ ‫على لوح حجرى اعلى قبره‘ تغمده الله برحمته! واسكنه فسيح‬ ‫جناته‪.‬‬ ‫أما رثاؤه‪ ..‬فقد رثاه أناس كثيرون‪ ،‬منهم الشاعر المؤرخ‬ ‫« ابن رزيق»ء حميد بن محمد بن رزيق بعدة قصائد كما رثاه‬ ‫الشيخ ه ثنيان بن ناصر بن خلف الزاملى » بهذه القصيدة؛ حيث‬ ‫قال‪:‬‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫واعترى بدرها السنئ الخسوف‬ ‫غال شمس العلوم جهرا كسوف‬ ‫وجميع الانام خطب مخوف‬ ‫ودهى الدين والتقى والمعالى‬ ‫عاق قلب الزمان منه رجيف‬ ‫ودجى ليل شجيات مصاب‬ ‫رض وولى الصلاح والمعروف‬ ‫حين اودى خليفة الله فى إلا‬ ‫ابد الدهر من علوم يضيف‬ ‫كل سفر بمالاديه شهيد‬ ‫وإرث المصطفى الرحيم الرؤوف‬ ‫منتهى الجود جاعد بن خميس‬ ‫العلم‪ ،‬والارض والسماء المنيف‬ ‫مابكته الميون حتى بكاه‬ ‫والكعب والقنا والسيوف‬ ‫والديانات واابر والإسلام‬ ‫موته فهر للنفاق حليف‬ ‫كل من لم يهله حزنا وجيعاً‬ ‫خيرة الله أريحى عفيف‬ ‫لاء وهو للجنان منال‬ ‫كيف‬ ‫إنه الفاضل الكريم الظريف‬ ‫شهد العامون طرأ جميعا‬ ‫فاين الخليفة المرصوف‬ ‫يا حبيب القلوب عنا توليت‬ ‫معضلات يحار فيها الضعيف‬ ‫ومن الغوث إن دمت مشكلات‬ ‫الدين إذا ما ازدهاه عنه النكورف‬ ‫من لدحض احتجاج من خاصم‬ ‫فمن الكاشف المصيب الحنيف‬ ‫وإذا لس العم اة علينا‬ ‫وضياء وعادلألاتحيف‬ ‫كنت تهدى بامر ربك نورا‬ ‫كنت انت الثقيل وهو الخفيف‬ ‫لو برضوى وزنت علماً وحلما‬ ‫بمصاب منه عواد صروف‬ ‫لارعى الله فيك دهرا دهتنا‬ ‫فيه سم الحمام غدرا يديف‬ ‫ماسقاناشهد المسرة للا‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫بالمرارات والرزابا مزؤرف‬ ‫كل حلر وكل صفو لذيذ‬ ‫والمنايا متئهاإلينارجيف‬ ‫كيف نلتذ مطعما وشربا‬ ‫خلد المصطفى النبى الظريف‬ ‫لو على الدهر من خلود لحئ‬ ‫موفن ان تعيش فيه الموف‬ ‫فى مصاب منه الزمان دنيف‬ ‫فانظرونا يا اولى النهى باعتبار‬ ‫ترزقوا الاجر فالرزاياصنرف‬ ‫وتغزو مسترجعين عسى ان‬ ‫بالحق والحق مستنير رصيف‬ ‫واستعينوا بالصبر واستمسكوا‬ ‫العلم ويعمى عن الرشاد المسدوف‬ ‫واطلبوا العلم قبل ان يرفع‬ ‫يحترى اهلها الثرى والسقوف‬ ‫فارتفاع العلوم عن ذى الدنا ان‬ ‫مرجه العلم ماله قط سيف‬ ‫يا ضريحاً حويت شمسا وبحراً‬ ‫للصسطفى إنك النزيه النظيف‬ ‫أنت خير القبور من بعد قبر‬ ‫مسك اخلاقه الحسان تسرف‬ ‫ما برحنا وإن قضى ما حيينا‬ ‫حكما قد زهت بهن الحروف‬ ‫ولما اودع الدفناترنتلو‬ ‫واصطفى نفسه الغفور الرؤوف‬ ‫فسقى الله قبره سحب عفر‬ ‫ذللت من جناالجنان قطظرف‬ ‫وعليه فى ظل برد مديد‬ ‫وها هناوقف القلم عن الجولان بانتهاء كتابة هذه القصيدة‬ ‫الغراء ولا شك أن فيه مراثى اخرى لا مجال لذكرها فى هذا البحث‬ ‫الحصر‪ . .‬فبهذ ه القصيدة نختتم البحث وإليك الخلاصة‪. .‬‬ ‫الخامسه‬ ‫لقد تبين لنا من هذا البحث ان الشيخ ه ابا نبهان» كان شخصية‬ ‫فذة فى اخلاقه وصفاته‪ ،‬وفى تقراه وسلركه‪ ،‬وزهده وورعه؛ وان‬ ‫للشيخ مكانة علمية بارزة يجهلها كثير من الناشئة‪ .‬فهر عالم بلغ‬ ‫درجة الاجتهاد وصار ممن يشار إليه بالبنان نى شتى صنرف المعرفة‬ ‫تفسيرا وحديثا وبيان وادب فلسفة وتصوفاً وغير ذلك من العلوم‬ ‫النافعة‪ ،‬وإن هذا الشيخ كان من علماء الآخرة‪ ،‬فكان يمقت علماء‬ ‫السوء الذين ياكلون بعلمهم ‪ 2‬ويتظاهرون بالمعرفة والعلم وهم بعيدون‬ ‫من ذلك‪.‬‬ ‫وقد تصدى الشيخ للتعليم والفترى‪ ،‬فصار يقصده الطلاب‬ ‫والسائلون من كل حدب وصرب من عمان وغيرها باسئلتهم‬ ‫وبكتبهم للدراسة‪ ،‬وكان يعيب على اهل زمانه قلة العلم والتهرر فى‬ ‫الفتوى بالرأى ونصب الراى دينا والتضييق على الناس فى امور جعل‬ ‫الله لهم فيها سعة‪.‬‬ ‫وكان فى منهجه التشريعى ياخذ باصول التشريع الثلاثة‬ ‫ويالقياس والمصلحة المرسلة والاستحسان وسد الذرائع بعض الادلة‬ ‫الاخرى كالقواعد الفقهية ‪ .‬وكان يذم التقليد ويمغته‪ ،‬بل ينادى بفتح‬ ‫‪١.١‬‬ ‫باب الاجتهاد بشروطه‘ وقد رويت مقالته‪ ( :‬إن الرأى فى الاصول‬ ‫أضيق من سم الخياط على جثة الجمل‪ ،‬والرأى فى الفروع أوسع من‬ ‫الدهناء لراعى الإبل‪ ..)،‬فظهر انه عالم مجتهد مجدد له آثاره‬ ‫العلمية والإسهامات الادبية والاسلوب الرصين والرد المتين للبدع‬ ‫والشطط فى الراى‪ ،‬مما يرجب على الدارسين والباحثين ان يتتبعوا‬ ‫آثاره‪ ،‬وان ينفضوا الغبار عن مؤلفاته؛ كى تظلهر للدارسين والباحثين‬ ‫والقراء عسى أن يقيض الله منن الشباب من يشمر عن ساعد الجد‬ ‫فيخرجوا كنوز التراث من رفوفها‪ ،‬ويقدموها لطالبيها فى افضل شكل‬ ‫وابهى صورة‪ .‬والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل ‪.‬‬ ‫وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لله وب العالمين‪.‬‬ ‫٭‪% ٧ ‎‬‬ ‫‪١.٢‬‬ ‫مرا جع البحث‬ ‫‪ ١‬القران الكريم‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬أيو نبهان جاعد بن خميس‪‎:‬‬ ‫‪ -‬جوابات ابى نبهان « قطعة الاحكام»‪‎.‬‬ ‫مخطوطة بدار المخطوطات والوثائق فى وزارة النراث القومى‪‎‬‬ ‫والثقافة‪‎.‬‬ ‫_ حياة المهج ‪ -‬مخطرطة‪‎.‬‬ ‫سيرة أبى نبهان ‪ -‬مخطوطة‪‎.‬‬ ‫مقاليد التنزيل ‪ -‬مخطرطة ايضاً فى شرح سورة الفاتحة‪‎.‬‬ ‫‪ ٢‬الخصيبىك محمد بن راشد‪ :‬شقائق النعمان ج‪ ١ ‎‬طبعة‪‎‬‬ ‫وزارة التراث القومى والثقافة‪ ١٩٨٩ ‎‬ط‪.١ ‎‬‬ ‫‪ ٤‬البشرى‘ موسى بن عيسى‪ :‬مكنون الخزائن ج‪ ١ ‎‬ط وزارة‪‎‬‬ ‫التراث القومى والثقافة‪‎.‬‬ ‫‪ ٥‬السعدى جميّل بن خميس‪ :‬قاموس الشريعة‪ ٣/ ١ ‎:‬طبعة‪‎‬‬ ‫التراث القومى والثقافة‪ ١٩٨٢ ‎‬ط‪.١ ‎‬‬ ‫‪ ٦‬الراشدى‪ ،‬مبارك‪ :‬بحث عام التراث ابو نبهان وفكره‪‎‬‬ ‫مخطوط ‪ .‬ضمن ه قراءات فى الخليلى‪.» ‎‬‬ ‫‪ - ٧‬الخروصىع‪ ،‬مهنا بن خلفان‪ :‬مذكرة فى نسب الشيخ وشىء‪‎‬‬ ‫عن سيرته ‪ -‬مخطرطة‪‎.‬‬ ‫‪١.٢‬‬ ‫‪ -‬الليلى }) سعيد بن خلفان‪ :‬تمهيد قراعد الإيمان ط وزارة‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫التراث القومى والثقافة‪.‬‬ ‫‏‪ - ٩‬البوسعيدى مهنا بن خلفان‪ :‬لباب الآثار طبعة وزارة‬ ‫التراث القومى والثقافة ‪.‬‬ ‫‏‪ -٠‬الخليلى‪ ،‬عبد الله بن على‪ :‬رسالة الحقيقة ‪ -‬مخطوطة‪.‬‬ ‫'‬ ‫‪ -١‬السامى محمد بن عبد الله‪ :‬نهضة الاعيان‪‎.‬‬ ‫‪ :‬الفتح المبين طبعة وزارة التراث‬ ‫بن محمد‬ ‫‏‪ -١ ٢‬ابن رزيق حميد‬ ‫القومى والثقافة العمانية‪.‬‬ ‫‏‪ -٢٣‬السالمى‪ ،‬عبد الله بن حميد‪ :‬تحفة الاعيان طبعة وزارة‬ ‫التراث القومى والثقافة جوهر النظام طبعة مكتبة الاستقامة ‪.‬‬ ‫‏‪ -٤‬السيد حمد بن سيف البورسعيدى‪ :‬الموجز المفيد فى تاريخ‬ ‫البورسعيد ‪.‬‬ ‫٭ ٭ ‪%‬‬ ‫‪١.٤‬‬ ‫الخرس‬ ‫الصفحة‬ ‫الشوع‬ ‫المقدمة‬ ‫‪٥٥ -٧‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬شخصية الشيخ أبى نبهان‬ ‫‪ -‬المبحث الاول‪ :‬نشاة الشيخ ابى نبهان‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪ -‬المبحث الثانى ‪ :‬دراسته وشيرخه‬ ‫‪١٥‬‬ ‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬اخلافه وصفاته‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬تصوفه‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫‪ -‬المبحث الخامس‪ :‬مكانته الفقهية‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫‪ -‬المبحث السادس ‪ :‬آثاره العلمية‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪ -‬المبحث السابع موقفه من العلم والفتوى‬ ‫‪١٠٢ ٥٧‬‬ ‫الفصل الثانى‪ :‬منهج الشيخ أبى نبهان الفقهى‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫‪ -‬المبحث الأول‪ :‬تجامله مع الكتاب العزيز‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫المبحث الثانى‪ :‬تعامله مع السنة‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تعامله مع الإجماع‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫‪ -‬المبحث الرابع‪ :‬موقفه من القياس‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬رايه فى الاجتهاد‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪٨٦‬‬ ‫_ المبحث السادس؛ اخذه بالادلة الاخرى‬ ‫‏‪٨٩‬‬ ‫المبحث السابع‪ :‬اخذ بالقواعد الاخرى‬ ‫‏‪٩٢‬‬ ‫‪ -‬المبحث الثامن‪ :‬اخذ بالقراعد الفقهية‬ ‫‏‪٩٧‬‬ ‫‪ -‬المبحث التاسع‪ :‬وفاته ورثاؤه‬ ‫‏‪١٠١١‬‬ ‫_ الخاتمة‬ ‫‏‪١٠٢٣‬‬ ‫‪ -‬مراجع البحث‬ ‫‏‪} ٠٥‬‬ ‫‪ -‬الفهرس‬ ‫‪١.٦‬‬