‫قابوس‬ ‫‏‪١‬‬ ‫كت‬ ‫ر إ _‪7‬‬ ‫ااا‬ ‫سے )]‬ ‫معه‬ ‫مسقط‬ ‫وجامعة‬ ‫خش‬ ‫‪ 6‬و س‬ ‫تهتز‬ ‫‪.‬ه‬ ‫) ر‪. ,‬‬ ‫اركلازتك]‬ ‫تتعتعتَلتام‬ ‫بجامعة ا اح‬ ‫۔‬ ‫‪١‬‬ ‫‪‎‬ال‪٦‬ح ‪.٦١٦‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الااخ‪‎‬نكا ‪‎٢‬‬ ‫‪:-‬‬ ‫‪٧٦٦٢1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫[‪٢‬‬ ‫‪`.‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫‏‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪, 7 1 . ,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‪ " :‬اجللالإكاجاا‪:‬ب‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫‪4‬‬ ‫حتب(‬ ‫"ان"‬ ‫‏‪١٦١٦٢‬‬ ‫‏‪.٦7‬‬ ‫زاز زال‬ ‫‪7‬‬ ‫زار‪١ ‎‬‬ ‫ا‪.-‬‬ ‫اق‬ ‫اها الانهكاتحجمدةنقننكنا‪] .‬‬ ‫مرزتد‪,,‬۔‪.‬۔‬ ‫اتم‬ ‫‪١‬٭‪.-٠.٠‬ت‏‬ ‫ء‬ ‫‪...‬‬ ‫‪772‬‬ ‫؟‪_ .‬؛‪٠٦‬لرورسد‏‬ ‫اتمن‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫تاللاجلاللتتننللاتلاز‬ ‫ل‬ ‫منن ظهروا كذومالبرتخالكين‬ ‫تاليف‬ ‫رك‬ ‫أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد‬ ‫بجامعة القاهرة وجامعة السلطان قابوس‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫مستط‬ ‫‏‪ ٢٠٩١٠‬م‬ ‫‪/‬‬ ‫‏‪ ١٤١‬هه‬ ‫مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان‬ ‫لشون الدينية والتاريخية‬ ‫والحمد لله رب العالمبن ء والصلاة والسلام على‬ ‫محمد بن عبدالله خير الانبياء والموسلبين‬ ‫الى وم الدين ‪.‬‬ ‫تقديم‬ ‫في هذا التقديم الموجز ‪ .‬لا اعرف بالدكتور رجب مدمد عبد الحليم ى فهو‬ ‫غني عن التعريف ث ولكني اعرف بكنابه ه العمانيون والعملاحة والتجارة ونشر‬ ‫الاسلام منذ ظهوره الى قدوم البرتغاليين » ‪ .‬اعرف به لا لأن الدكتور قد وفق‬ ‫لاننا‬ ‫ايضا‬ ‫في تاليف هذا الكتاب واخرجه على هذا النحو فقط ة‪ .‬ولكن‬ ‫كحصديقين كنا نتبادل الرامي والمشورة حول اهداف الكتاب وسواسيه ‪ .‬وسا ان‬ ‫تم تاليفه واطلعت عليه إلا ووجدت ان كل فحل من فصوله ‪ .‬بل وكل فقرة من‬ ‫فقراته قد وضعت بعناية ‪ .‬وكل فكرة من افكاره قد اصابت مرماها وحققت‬ ‫فريدة في فنه واسلوبه ي و مرجعا‬ ‫هدفها ‪ .‬ومن ثم جا۔ هذا الكناب جوهرة‬ ‫ة وفيما تعرض له من قضايا ‪ 0‬وهو بذلك يملا‬ ‫اصيلا فيما ناقش من احداث‬ ‫فراغا في المكتبة العمانية ‪ .‬ويسد ثلمة في التاريخ الحضاري لعمان في عصور‬ ‫الاسلام الاولى ‪ .‬وليس لنا إلا ان ندعو الله سبحانه وتعالى ان يعين هذا الباحث‬ ‫الامين واسثاله سن الباحثين الجادين على مداوصة البحث في تاريخ عماننا‬ ‫الحبيب ء إنه سميع قريب مجيب ‪.‬‬ ‫محمد بن احمد بن سعود‬ ‫ا‬ ‫البو‬ ‫‪‎‬اللرم‪٥‬د‬ ‫انه كتاب وضعناه بحول الله وقوته وعونه لالقاء ضوء على‬ ‫جهود شعب عريق & ذلك هو الشعب العماني الذي يقبع في الجزء‬ ‫الجنوبي الشرقي من بلاد العرب & يحرس المدخل للامة العربية من‬ ‫هذه الناحية ‪ 0‬ويطل لها على عالم بعيد وقريب وغريب ‪ ...‬بعيد‬ ‫لأن المسافة بينه وبين عمان واسعة وكبيرة تقدر بآلاف الأميال ‪3‬‬ ‫وقريب لأنه على يد العمانيين صار كثير منه في قبضة الاسلام ‪8‬‬ ‫وصار كله تحت رحمة التجار العمانيين خاصة & وتجار العرب‬ ‫والمسلمين عامة ‪ 3‬وغريب لان له طابعه الخاص ‪ 0‬وحضاراته التي‬ ‫تختلف في قليل أو كثير من جوانبها عن حضارة الاسلام © كا أنها‬ ‫في نفس الوقت كانت حضارة عميقة الغور ‪ 9‬راسخة الجذور |‬ ‫ضاربة في أعماق التاريخ ‪ ...‬ومع ذلك فإن العمانيين كان لهم فضل‬ ‫السبق في الاتصال بهذا العالم البعيد الغريب ‪ ،‬وفضل العمل على‬ ‫نشر الاسلام والثقافة والحضارة الاسلامية بين كثير من شعوبه‬ ‫وأمه ‪ 3‬مدعومين في ذلك بجهود الشعوب العربية والاسلامية بصفة‬ ‫عامة ‪ .‬وخاصة تلك التي تطل بلدانها على مياه المحيط الهندي‬ ‫كحضرموت وبلاد اليمن وفارس والصومال ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فانني في هذا الكتاب لست أؤر خ لتاريخ الاسلام‬ ‫في البلدان التي اتصل بها العمانيون والتي تقع على شواطيء المحيط‬ ‫المندي } أقصد شرقي إفريقيا وجنوب شرقي اسيا } وبلدان الشرق‬ ‫الأقصى كبلاد الصين والفليبين ‪ 0‬ولست كذلك أكتب تاريخا‬ ‫مفصلا لجهود العمانيين في ميدان التجارة والملاحة التي كانت مطية‬ ‫الاسلام للعبور الى هذه البلدان ‪ ،‬وانما هدفي من وراء ذلك كله‬ ‫هو إبراز جهود العمانيين التي ظلت نسيا منسيا في ميدان الدعوة‬ ‫الى الاسلام ونشره في هذه البلدان النائية ‪ 0‬وهو ميدان أحق بالكتابة‬ ‫وبذل الجهد فيما أرى ‪ ،‬أولا ‪ ،‬لأنه جهد لم يتحدث عنه أحد ©‬ ‫وثانيا ‪ 0‬لانه جهد شعب من شعوب الامة العربية والاسلامية في‬ ‫مجال من أهم مجالات الدين والحضارة الاسلامية ‪ .‬وهو نشر‬ ‫الاسلام والثقافة العربية الاسلامية } اذ لاحضارة إلا بتوافر هذين‬ ‫الجانبين الهامين أولا من جوانب الحياة الاسلامية } وثالثا لأنه جهد‬ ‫شعب ظل لعصور طويلة لا يذكر إلا على هامش التاريخ الاسلامي‬ ‫وظلت أعماله وجهوده غير محتفى بها عند معظم الكتاب والمؤرخين‬ ‫في العصور الوسطى ‪ ،‬لا لشيء إلا لانه اختار حياة الحرية‬ ‫بني أمية وبني العباس ‪ .‬فكان‬ ‫والاستقلال بعيدا عن تحكم خلفاء‬ ‫شعبه ظلما وعدوانا بصفة المروق والعصيان ‪.‬‬ ‫جزاؤه ان يوصف‬ ‫ومن ثم أعرض المؤرخون القدامى إعراضا عن ذكر أخبار‬ ‫عمان ‪ ،‬وإن ذكروها ففي سطر أو أسطر قليلة } لا تفي بالمطلوب‬ ‫ولا تشفى غلة الظمان © وهم قد اهتموا بالتاريخ لدولة الخلافة‬ ‫لما‬ ‫وقد أبت الخضو ع فلا حق‬ ‫وللدول الخاضعة لا ‪ ،‬أما وعمان‬ ‫عندهم في النظر أو التدوين ‪ 3‬خاصة وأنها كانت دولة من دول‬ ‫الأطراف البعيدة عن قلب دول الخلافة ‪ ،‬أموية كانت أو عباسية‬ ‫‪٥‬‬ ‫أو فاطمية ‪ 0‬حيث كانت الحياة في هذه الدول تموج موجا بالتيارات‬ ‫السياسية والدينية والحضارية والثقافية " ومن ثم كانت النتيجة هي‬ ‫كا قلنا سطورا وفقرات قليلة تحدثوا فيها عن عمان © وليت هذا‬ ‫الحديث القليل كان خاليا من الظنة والتهمة ‪ ،‬أو كان يتوخى الحق‬ ‫والحقيقة ث ولكنه جاء ممن نظر الى عمان بأعين الحكام والفقهاء‬ ‫والمؤرخين الذين لم يحسنوا الظن بعمان وأهلها ‪ 7‬ومن ثم كان‬ ‫الإهمال المتعمد أو الإعراض المقصود ‪.‬‬ ‫ولكن هذا الاهمال لم يكن للأسف قاصرا على هذا الفريق‬ ‫من المؤرخين والكتاب البعيدين عن عمان } ولكنه جاء أيضا من‬ ‫أهل عمان أنفسهم © ذلك أنهم لم يتركوا لنا في الفترة التي حددناها‬ ‫لهذا الكتاب ما يعين الباحث في عمله & فليس هناك في القرون‬ ‫الخمسة الأولى للهجرة إلا كتاب لسلمة بن مسلم العوتبي‬ ‫الصحاري ‪ ،‬وهو كتاب في الأنساب وليس في صمم التاريخ ‪ ،‬فهو‬ ‫لا يتحدث الا عن أنساب عرب الجنوب وخاصة أزد عمان وعن‬ ‫استقرارهم في عمان ودورهم في تطور الامامة فيها ث ويشد من أزر‬ ‫كتاب الانساب هذا ‪ 3‬بعض السير والتراجم العمانية التي كتبت‬ ‫في تلك الفترة مثل سيرة شبيب بن عطية العماني الذي عاش في‬ ‫النصف الأول من القرن الثاني للهجرة © وكان من أئمة الأباضية‬ ‫بعد سقوط الامامة الأباضية الأولى عام ‪١٣٤‬ه‪,/‬‏ ‪٧٥١‬م‏ على يد‬ ‫العباسيين ث ومثل سيرة أبي المؤثر الصلت بن خميس الذي عاصر‬ ‫المهنا بن جيفر (ت ‪٢٣٧‬ه‪/‬‏ ‪٨٥١‬م)‏ ‪ ،‬وشهد بيعة الصلت بن‬ ‫‏)م‪ ، ٦٨٨‬ومثل سيرة أبي‬ ‫مالك ‏(‪٢٧٢٣ _ ٢٣٧‬ه‪٨٥١ /‬‬ ‫الحسن بن محمد البسيوي الذي عاش في القرن الثالث الهجري أيضا‬ ‫‪_ ٦‬‬ ‫وشهد سقوط الامامة الأباضية الثانية عام ‪٢٨٠‬ه‪/‬‏ ‪٨٩٣‬م‏ ‪ ،‬وألف‬ ‫في ذلك سيرة سماها الحجة على من أبطل السؤال في الحدث الواقع‬ ‫بعمان © هذا وإن كانت هذه السير والتراجم مفيدة بالنسبة لتاريخ‬ ‫عمان إلا أنها قليلة ولا تغطي إلا جانبا محدودا جدا في هذا التاريخ ©‬ ‫الطبقات‬ ‫كا أنها لا تفيدنا في موضوعنا © اذ أنها ‪:‬تهتم مثل كتب‬ ‫الأحداث‬ ‫وعن‬ ‫عمان‬ ‫في‬ ‫الامامة‬ ‫عن‬ ‫فقط‬ ‫بالحديث‬ ‫الأباضية‬ ‫الداخلية المتعلقة بها ‪ 0‬ولا تلقى بالا للجوانب الحضارية والتطور‬ ‫عمان ‪.‬‬ ‫الحضاري لشعب‬ ‫كا أنه في القرون الخمسة التالية والتي تبدأ من السادس‬ ‫وتنتهي بنهاية العاشر للهجرة & لم يترك العمانيون القدامى شيئا تقريبا‬ ‫في مجال التاريخ & وليس لدينا عن تلك الفترة الا كتابات اخوانهم‬ ‫سير الأئمة وأخبارهم‬ ‫من الأباضية في شمال افريقيا ‘۔ مثل كتاب‬ ‫ه‪ /‬‏‪٨‬‏)م‪١‬ا‪ } ٨٧٠‬وكتاب‬ ‫الروف بتار مخ أي زكريا (رت‬ ‫السيرة وأخبار الأئمة للورجلاني (رت ‪٥٠٧٠‬ه‪/‬‏ ‪١١١٤‬م)‏ وطبقات‬ ‫الأباضية للدرجيني (ت حوالي ‪٦٧٠‬ه‪/‬‏ ‪١٢٧١‬م)‏ وكتاب الجواهر‬ ‫المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات للبرادي (قرن ‪٨‬ه)‏ ‪8‬‬ ‫وكتاب السير للشماخي (ت ‪٩٢٨‬ه‪/‬‏ ‪١٥٦٢١‬م)‏ ‪ .‬وهي كتب كا‬ ‫ترى تترجم لرجال المذهب الاباضي في البصرة وفي شمال افريقيا ©‬ ‫وبعضها يتحدث باسهاب عن صراع الاباضية مع الامويين‬ ‫والعباسيين ‪ 3‬وهي لاتهتم كثيرا بتاريخ عمان ولاتذكر الا ماهو‬ ‫خاص ببعض علمائها وأئمتها ‪ .‬وكان الأولى بالعمانيين القدامى أن‬ ‫يكتبوا لنا بالتفصيل عن تاريخ بلدهم وتاريخ حكامهم وحضارتهم ‪3‬‬ ‫ودكنهم لم يفعلوا ‪ 3‬ويفسر لنا الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله‬ ‫‪_ ٧‬‬ ‫هذا الأمر في نحنته في عبارات مقتضبة وإن كانت واضحة ومفيدة‬ ‫فيما نذهب اليه ‪ .‬فقد أشار الى أن ‏‪' ١‬التارح‪ .‬لم يكن من شغل‬ ‫بل كان اشتغالهم باقامة العدل وتأثير العلوم الدينية }‬ ‫الأصحاب‬ ‫وبيان ما لا بد من بيانه للناس ل أخذا بالأهم فالأهم ‪ 0‬فلذلك لا‬ ‫تجد لهم سيرة مجتمعة } ولا تاريخا شاملا‘“ () ‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن كتاب عمان القدامى اهتموا أثناء حكم‬ ‫الائمة بالتدوين في علوم الدين والفقه © ولذلك تركوا لنا تراثا كبيرا‬ ‫وغزيرا في هذا المجال ‪.‬وفي غير هذه الجوانب } لم يتركوا لنا الكثير‬ ‫كا سبق القول & وكانت قلة كتاباتهم التاريخية تعود الى عامل اخر ©‬ ‫هو أن حكم الأئمة لم يكن مستمرا ومتصلا & فقد كانت القوى‬ ‫الداخلية الأخرى أو الخارجية تسيطر على الحكم وتقيم دولا حاكمة‬ ‫في عمان } حينئذ كان الأئمة ومؤيدوهم يعتبرون هؤلاء الحكام‬ ‫حكاما جبابرة غير عدول & ولذلك لم يكتبوا تاريخا لعمان يذكر‬ ‫هذه العصور أو يتناول حكم هؤلاء الحكام ‪ 3‬وما ذلك الا لأن‬ ‫هؤلاء الحكام في نظرهم أحقر من ذلك وأهون عليهم من أن‬ ‫يعتنوا بذكرهم في الكتب‘“ ") & وربما استغرق حكم الدولة‬ ‫الواحدة قرونا عديدة ولكن كتاب عمان القدامى لم يعطونا شيئا‬ ‫مفيدا عنها أو عن تاريخها ‪ ،‬والمثال على ذلك دولة بني نبهان التي‬ ‫حكمت عمان حوالي الخمسة قرون من الزمان © ورغم ذلك لم‬ ‫أشار الى‬ ‫يتصد لذكرهم الا شاعرهم الستالي في ديوانه ‏‪ ٠‬حيث‬ ‫بعض أسمائهم وبعض أعمالهم () ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان آ مسقط سنة ‪١٩٨١‬م‪،‬‏ ج ‏‪ ١‬ص ‏‪. ٤‬‬ ‫‪. ٢٩٤‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬المرجع السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٣٥٠٦٢‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬المرجع السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫وعلى ذلك فان العمانيين القدامى لم يدونوا تاريخ الأئمة‬ ‫تدوينا يذكر أخبارهم بالتفصيل ‪ ،‬ويعطينا سلسلة متصلة الحلقات‬ ‫لحكم هؤلاء الأئمة و لم يعطونا تاريخا حضاريا لعمان في تلك الفترة‬ ‫من التاريخ الاسلامي الوسيط ‪ 0‬كا أنهم لم يفعلوا نفس الشيء‬ ‫بالنسبة لغير الحكام من الائمة ‪ 0‬لاسيما وقد اعتبروهم جبابرة مثل‬ ‫النبهانيين وغيرهم ممن حكموا عمان في تلك العصور الغابرة (ئ) }‬ ‫وربما يكون العمانيون في العصور الاسلامية التي نقصدها بالحديث‬ ‫قد كتبوا ‪ 3‬ولكن هذه الكتابات لم تصل الينا ‪ 0‬ولا إلى من تصدى‬ ‫لكتابة تاريخ عمان كابن رزيق وصاحب كشف الغمة © والسالمي ‪8‬‬ ‫والسيابي وغيرهم في العصر الحديث “} ولاشك أن أحداث الزمان‬ ‫وقيام الفتن الداخلية والحروب المحلية ث والهجمات الخارجية التي‬ ‫ذلك كله‬ ‫تعرضت لها عمان في كثير من الاحيان & وما صحب‬ ‫من تخريب ودمار وقتل واحراق هو السبب المسئول عن ضياع هذه‬ ‫الكتابات ‪ ،‬ويكفي ماتشير اليه بعض الروايات من أن حريقا شب‬ ‫في مدينة الرستاق فالتهم تسعة الاف كتاب ‏({©‪. )٥‬‬ ‫وقد نتج عن ذلك كله ندرة في المصادر والمراجع التاريخية‬ ‫القديمة التي اعتنت بتاريخ عمان وحضارتها ‪ .0‬وكانت هذه الندرة‬ ‫سببا واضحا في ذلك القصور الذي نراه في الكتابات التاريخية التي‬ ‫كتبت على يد العمانيين في العصر الحديث ‪ }،‬وأقصد بالقصور هنا‬ ‫أمرين ‪ :‬الأول هو عدم وجود تاريخ متصل لحكام عمان سواء كانوا‬ ‫أئمة أم سلاطين منذ ظهور الاسلام وحتى قدوم البرتغاليين ‪ ،‬والثاني‬ ‫‪. ٢٥٢٣‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫المر جع السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪(٤‬‬ ‫‪٩٨٧‬ا‪١‬م‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫مسقط‬ ‫‪٠‬‬ ‫الاسلامية‪‎‬‬ ‫والحضارة‬ ‫عمان‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفات‬ ‫عوض‬ ‫‪٤.3‬‬ ‫عاشور‪‎‬‬ ‫سعيد‬ ‫(‪(٥‬‬ ‫‪. ٢٢٨‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٩١‬‬ ‫عدم تدوين التاريخ الحضاري لعمان تدوينا شاملا بحيث يغطي كافة‬ ‫من‬ ‫لا بد‬ ‫التي كان‬ ‫الجوانب‬ ‫الختلفة ى تلك‬ ‫الحضارية‬ ‫الجوانب‬ ‫‪.‬‬ ‫و مفيدا‬ ‫و واضحا‬ ‫وكان لزاما على الأجيال المعاصرة أن تهتم بالكتابة عن هذا‬ ‫التاريخ وعن تلك الحضارة وجوانبها المختلفة ‪ 5‬وبدأ كتاب عمانيون‬ ‫وغير عمانيين جديرون بالاعتبار يسيرون في هذا الاتجاه ‪ .‬وكان‬ ‫أن أدليت بدلوى معهم ‪ ،‬واخترت جانبا سبق أن تحدثت عن‬ ‫أهميته ‪ 7‬وهو جهود العمانيين ودورهم في نشر الاسلام في شرقي‬ ‫افريقيا وشرقي اسيا وجنوبها منذ ظهور الاسلام وحتى قدوم‬ ‫البرتغاليين ‪ 3‬وهم قد قاموا بهذا الدور الرائد متخذين من التجارة‬ ‫والملاحة والدعوة والهجرة وسائل للوصول الى تحقيق هذه الغاية‬ ‫النبيلة ‪ .‬ولما كان الأمر كذلك فقد فصلنا القول في هذه الوسائل‬ ‫بما يخدم موضوع البحث معتمدين في ذلك على عدد لابأس به‬ ‫من المصادر العربية القديمة والمراجع العربية الحدينة وبعض المراجع‬ ‫الأجنبية التي تراها قائمة في ثبت المصادر والمراجع في نهاية هذا‬ ‫الكتاب ‪.‬‬ ‫وكان علينا أن نبين أولا كيف أسلم أهل عمان كمدخل‬ ‫لهذا الموضوع ‪ ،‬وفي ذلك تحدثنا عن وصول الدعوة الى عمان ‪8‬‬ ‫وكيف ان كثيرا منهم اسلم قبل صلح الحديبية (ر‪٦‬ه)‏ } وأنهم كانوا‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫كٹيز‬ ‫من‬ ‫لما‬ ‫والاستجابة‬ ‫الدعوة‬ ‫تلقي‬ ‫ف‬ ‫اسبق‬ ‫الاخرين ‪ 3‬وكانت مواقفهم الاسلامية رائعة في عهد الخلافة‬ ‫‪_ ١٠‬‬ ‫ما تحدثنا‬ ‫‪ 0‬وهذا‬ ‫الأرض‬ ‫الراشدة ‪ ،‬مما هيأهم تماما لنشر دين الله ف‬ ‫عنه في الفصل الأول من هذا الكتاب ‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني © فقد تناولنا فيه جهود العمانيين في نشر‬ ‫الاسلام في شرقي آسيا وجنوبها ‪ ،‬في بلاد الهند وما يحيط بها من‬ ‫جزر ‪ ،‬ثم في بلاد الملايو وجزر الهند الشرقية ثم في الفليبين وبلاد‬ ‫هذه‬ ‫بشعوب‬ ‫في الاتصال‬ ‫لنشاطهم الحضاري‬ ‫الصين ©{‪ ،‬وتصدينا‬ ‫والمراكز‬ ‫المستوطنات‬ ‫واقامة‬ ‫والتجارة‬ ‫الملاحة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫البلدان‬ ‫التجارية وخاصة في المدن الساحلية © واقامة العلاقات مع أهلها ‪.‬‬ ‫حتى انهم في النهاية تمكنوا من نشر الاسلام وحضارته بين هذه‬ ‫الشعوب فأسلم معظم أهلها في بلدان مثل جزر المالديف‬ ‫واندونيسيا والملايو وبروني ‪ 0‬واسلم بعض اهلها في بلدان اخرى‬ ‫دين أقلية فيها ‪.‬‬ ‫يصبح‬ ‫البلدان جعلته‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫صعوبات ومعوقات‬ ‫العمانيين في‬ ‫و الأخير تحدثنا عن جهود‬ ‫وفي الفصل الثالث‬ ‫نشر الاسلام في شرقي افريقيا ساحلا وداخلا وجزرا ‪ ،‬وأبرزنا‬ ‫جهودهم في هذا المجال وخاصة بعد أن تحولت هجراتهم الفردية‬ ‫اى هجرات جماعية أنشات المدن والامارات والسلطنات ونشرت‬ ‫الاسلام ‪ 0‬مما طبع الحياة في شرقي افريقيا بطابع الاسلام ث هذا‬ ‫الطابع الذي لاتزال هذه البلاد تتصف به حتى الان ‪ 6‬رغم الجهود‬ ‫التنصيرية المسعورة التي بدأت مع قدوم البرتغاليين الى هذه المنطقة‬ ‫في نهاية القرن الخامس عشر للميلاد ‪ 0‬واتسع لها المجال منذ قدوم‬ ‫اخوانهم من الأوربيين الآخرين المستعمرين في القرون التالية ‪.‬‬ ‫‏‪ ١١‬س‬ ‫مما أثار عقبات حالت دون انتشار الاسلام بين جميع سكان شرقي‬ ‫افريقيا وهي عقبات تحدثنا عنها وعن غيرها من العقبات الاخرى‬ ‫في نهاية هذا الكتاب } ثم جعلنا له خاتمة أوجزنا فيها ما فصلناه ‪3‬‬ ‫وأوضحنا فيها ما توصلنا اليه من نتائج ‪ ،‬وما ناقشناه من قضايا ‪.‬‬ ‫هذا ولا نبغي في ذلك الا وجه الله الذي نسعى الى رضاه ©‬ ‫‪.‬‬ ‫واليه أنيب‬ ‫أه كل‬ ‫‪ .‬فعليه‬ ‫سواه‬ ‫من‬ ‫العون‬ ‫ولا نطلب‬ ‫مسقط‬ ‫‪١٩٨٩/١٢/٨‬هم‏‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫افصرلإلاوآل‬ ‫إسلام أهمل غغمان‬ ‫ظهر الاسلام أول ما ظهر في بلاد الحجاز } ثم تسرب منه‬ ‫وانتشر في سائر أنحاء جزيرة العرب في فترات متفاوتة على عهد‬ ‫النبي (عَية) ء وكان لصلح الحديبية (ذو القعدة ‪٦‬ه‪/‬‏ ابريل‬ ‫‪٦٢٨‬م)‏ أثر فعال في تحول عدد كبير من العرب الى الاسلام } اذ‬ ‫أسلم بعد هذا الصلح عدد يزيد أضعافا مضاعفة على من أسلم منهم‬ ‫بعد فتح مكة‬ ‫قبله } ش بدأ الاسلام يغزو بقية العرب وينتشر م‬ ‫(رمضان ‪٨‬ه‪/‬‏ يناير ‪٦٢٣٠‬م)‏ ‪.‬وكان النبي () قد أرسل عقب‬ ‫صلح الحديبية وفوده وكتبه الى مشايخ العرب وملوكهم وكذلك‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫الى سائر ملوك البلاد المحيطة ببلاد العرب يدعوهم فيها الى الاسلام‬ ‫مكة أرسل العرب في عامي ‏‪ 0 ٩‬‏ه‪ ٠١‬وفودهم الى‬ ‫وعقب ف‬ ‫النبي عقد ) تبايعه على الاسلام ‪.‬وبذلك عم الاسلام بلاد العرب‬ ‫النبي (عَية) ‪.‬فأين عمان من ذلك كله هل تأخر‬ ‫جميعها قبيل وفاة‬ ‫ما بعد فتح مكة كا حدث بالنسبة لمعظم نواحى‬ ‫إسلام أهلها إلى‬ ‫أم أن الاسلام كان قد وصلها قبل ذلك ‪...‬؟ واذا‬ ‫بلاد العرب ‪...‬؟‬ ‫‪ ،‬فما هي الدلائل على سبق أهل عمان في اعتناق‬ ‫كان الأمر كذلك‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬ ‫الصحبة‬ ‫من‬ ‫عمان‬ ‫نصيب‬ ‫وما‬ ‫الاسلام ‪...‬؟‬ ‫اسلام أهلها ‪...‬؟‬ ‫ر للند ) ‪...‬؟ ‪ .‬وما هي الأدلة على حسن‬ ‫النتائج التي ترتبت على ذلك ‪...‬؟ ‪.‬‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫أسئلة حيرى تحتاج اى جواب ڵ والى بحث وتنقيب ‪ ،‬وأول‬ ‫مانجيب به هو أن نرى الى أي حد كانت عمان سباقة في استقبال‬ ‫الدعوة وفي نشرها بين أهلها منذ السنوات الأولى للهجرة } قبل‬ ‫‪.‬كة & بل و ‪.‬قبل صلح الحديبي‪2‬ة ث و ‪.‬اقبل آ‪4‬ن يرسل ال‪.‬نبي (عصلَايبتتهة)‬ ‫_ح م‬ ‫فت‬ ‫ابني الجلندى يدعوهما الى الاسلام ‏‪ ٤‬وكي‬ ‫الى ملكيها جيفر وعبد‬ ‫الأدلة التي‬ ‫ترى معي ذلك كله فلابد أن نلقي الضوء على بعض‬ ‫في‬ ‫سبقها‬ ‫وفي‬ ‫فيى عمان‬ ‫الاسلام‬ ‫تؤيدنا فيما ذهبنا اليه من قدم‬ ‫اعتناقه وقبوله ‪.‬‬ ‫وصول الدعوة الى عمان قبل صلح الحديبية‪: ‎‬‬ ‫‪_ ١‬‬ ‫وأول هذه الأدلة ما يحكيه لنا ابن عبد البر والسمعاني‬ ‫وغيرهما من أن عمانيا يدعى مازن بن غضر ي الطاني وفد على النبي‬ ‫بالخير‬ ‫للند ) ولأهل ‪.‬‬ ‫للند ) واعتنق الاسلام ‪ 0‬ودعا له النبي‬ ‫للند ) من‬ ‫بظهور النبي‬ ‫والبركة ‏(‪ & )١‬وكان مازن هذا قد عرف‬ ‫رجل من أهل الحجاز كان قد أقبل الى عمان ربما بقصد التجارة }‬ ‫مازن الرحال‬ ‫‪ .‬وعلى الفور شد‬ ‫ر ل)‬ ‫و أخبر مازنا بخبر النبي‬ ‫وذهب الى النبي (عَة) وأعلن اسلامه } وكان أول من أسلم من‬ ‫أهل عمان ‪ ،‬و لم يلبث أن عاد الى بلده ‪ .‬وأسلم كثير من أهلها‬ ‫‏(‪. )٢‬‬ ‫في هذا الدين الجديد‬ ‫متاثرين به وبدعوته لهم للدخول‬ ‫‏(‪ )١‬ابن عبد البر ‪:‬الاستيعاب في معرفة الأصحاب ‏‪ ١‬تحقيق علي محمد البجاوي إ مكتبة نهضة مصر ‪ ،‬بدون‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الجنان‬ ‫‏‪ ٦‬دار‬ ‫وتعليق عبدالله محمد البارودي‬ ‫‪ :‬الأنساب ‏‪ ٠‬تقديم‬ ‫‪ ٠5‬المعاني‬ ‫‏‪١٣٤٤‬‬ ‫‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‪ 4‬ح‬ ‫تار خ‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏ه‪١‬ا ب ج‬ ‫م‬ ‫‏‪٩٨٨‬‬ ‫الأولى سنة‬ ‫ؤ الطبعة‬ ‫ببروت‬ ‫العوتبي ‪:‬الأنساب ‪ .‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث | الطبعة الثانية سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ‪ .‬ج ‏‪ ١‬ص ‏‪٢٥٦‬‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫‪ 63‬الأز كري ‪ :‬تارخ عمان المقتبس من كشف الغمة ‏‪ ٤‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث } الطبعة الثانية‬ ‫‪. ٣٢‬‬ ‫‪٢ .‬‬ ‫‪ 6‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٩٨٦‬م‬ ‫سنة‬ ‫‪١٤‬‬ ‫وتذكر بعض الروايات التاريخية القديمة والحديثة أن مازن بن‬ ‫سمائل © وأنه بنتى فيها‬ ‫من أهل مدينة عمانية تسمى‬ ‫كان‬ ‫غضوبة‬ ‫مسجدا (عام ‪٦‬ه‪/‬‏ ‪٣٢٧‬م)‏ يسمى الآن باسم مسجد المضمار”©)&‬ ‫والمعروف أن صلح الحديبية كان في ذي القعدة من نفس هذا‬ ‫العام ‪ 2‬وليس من المعقول أن يذهب مازن الى المدينة ويسلم على‬ ‫للند ) ويعود الى عمان ‪ ،‬ثم يبني فيها مسجدا فيما بقي‬ ‫يدي النبي‬ ‫اعتبارنا‬ ‫ف‬ ‫ما أخذنا‬ ‫إذا‬ ‫جدا‬ ‫قصيرة‬ ‫مدة‬ ‫‪ .‬وهي‬ ‫‪٦‬ه‏‬ ‫عام‬ ‫من‬ ‫ظروف السفر وطول المسافة ومشقة البناء في تلك العصور © وعلى‬ ‫ذلك فاننا نرجح أن مازن بن غضوبة ذهب الى المدينة وقابل النبي‬ ‫وعاد الى عمان قبل صلح الحديبية بعام على الأقل‬ ‫() وأسلم‬ ‫الاسلام ‪ ،‬فأسلم على يديه أهل سمائل ‪ 9‬وعدد كبير‬ ‫وأخذ ينشر فيها‬ ‫الآخرين ‏(‪ & )٤‬ومن ثم فان إسلام هؤلاء العمانيين‬ ‫من أهل عمان‬ ‫صلح الحديبية بفترة ليست بالقصيرة‬ ‫كان سابقا على‬ ‫بن‬ ‫كعب‬ ‫يدعى‬ ‫عماني‬ ‫بشخص‬ ‫أما الدليل الثاني فيتعلق‬ ‫الحجاز‬ ‫الى بلاد‬ ‫ذهب‬ ‫قذ‬ ‫ال ر جل‬ ‫هذا‬ ‫‏(‪ ©} )٥‬وكان‬ ‫الطا‬ ‫بر شة‬ ‫ورأي النبي رند ) وأسلم وعاد الى عمان يخبر بصدق نبوته ‏(‪& )٦‬‬ ‫‪ ،‬وزارة التراث‪© ‎‬‬ ‫الأباضي ‪ .‬مسقط‬ ‫المذهب‬ ‫المعهد الرياضي في حلقات‬ ‫سا ل السيابي ‪ :‬طلقات‬ ‫(‪)٢‬‬ ‫السائل ال معرفة الأوائل ‪ .‬مسقط “{ وزارة‪‎‬‬ ‫البطاشي ‪ : :‬ارشاد‬ ‫‪ |} ١٦١‬سيف‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪١٩٨٠‬ما{‪٤‬‬ ‫سنة‬ ‫‪. ١٢٥ _ ١٣٢٤‬‬ ‫التراث ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٨‬م‪،‬ث‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫المذهب‬ ‫الرياضي في حلقات‬ ‫المعهد‬ ‫‪ ، ١٩١‬طلقات‬ ‫_‬ ‫‏‪١٦١‬‬ ‫المرجع ‪ .‬ص‬ ‫سا ل السيابي ‪ :‬نفس‬ ‫‏(‪(٤‬‬ ‫‏‪. ١٩‬‬ ‫الاباضى ‪ .‬ص‬ ‫بن برسه‬ ‫باسم كعب‬ ‫جرت في عمان‬ ‫وأخبار‬ ‫قصص‬ ‫بن برشة الطاحي عند صاحب‬ ‫يسمى كعب‬ ‫‏(‪(٥‬‬ ‫‏‪ )٢٩٩‬باسم كعب بن برشة العودي ‪.‬‬ ‫‏‪ } ) ٤٠‬وعند صاحب الصحيفة القحطانية رص‬ ‫الفو دي (ص‬ ‫‏‪ ٢‬ص ‪٥٩‬؟‪)٢‬‏ باسم كعب بن برشة الطاحي { وهو الصحيح لأن‬ ‫وعند العوتبي في أنسابه رج‬ ‫العوتبي أقدم المؤلفين الثلاثة ‪.‬‬ ‫‪. ٢٦٠‬‬ ‫‪_ ٢٥٩‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫العوتبي ‪ :‬نفس المصدر‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫(‪)٦‬‬ ‫_‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ولما أرساللنبي قل) عمرو بن العاص وأبا زيد الانصاري الى‬ ‫جيفر وعبد ابني الجندى ملكي عمان يدعوهما الى الاسلام فيعام‬ ‫‪٨‬ه‪/‬‏ ‪٦٢٩‬م‏ ‪ ،‬لم يقبلا الدعوة الا بعد أن استحضر جيفر جماعة‬ ‫الأزد وبعثوا الى كعب بن برشة وسألوه عن أمر النبي (علكة) فقال‬ ‫العرب‬ ‫على‬ ‫سيظهر‬ ‫صفته ‪ 3‬وانه‬ ‫عرف‬ ‫انه نبي & وانه‬ ‫لهم‬ ‫والعجم ‏(‪ 3 )٢‬فاستجاب الملكان الى الاسلام على الفور © مما‬ ‫يفيد بان كعبا هذا كان قد ذهب الى المدينة قبل عام ‪٨‬ه‏ ربما في‬ ‫عام الحديبية أو قبله وأنه أسلم وعاد الى عمان وأخذ ينشر فيها‬ ‫الاسلام ‪ 0‬حتى وصلت أخباره الى ملكي عمان اللذين أرسلا اليه‬ ‫للتأكد مما جاء به عمرو بن العاص وزميله ابي زيد الأنصاري ‏(‪. )٨‬‬ ‫والدليل الثالث ما روي عن صحابي يدعى ضماد بن ثعلبة‬ ‫الأزدي ‪ ،‬قال عنه ابن عباس انه من أزد شنوءة ‪ .‬وكان هؤلاء الأزد‬ ‫قد هاجروا الى عمان في القرن الخامس أو السادس للميلاد ث وكان‬ ‫منهم البيت الحا ك عند ظهور الاسلام () ‪ .‬ومعنى ذلك أن ضمادا‬ ‫هذا من عمان © وكان هذا الرجل يحترف الرقية فيرقي الناس التماسا‬ ‫للشفاء من مرض أو قضاء على سحر ‪ ،‬وكان قد قدم الى مكة وسمع‬ ‫‏(‪ )٧‬مجهول ‪ :‬قصص وأخبار جرت في عمان آ مسقط © وزارة التراث ‪ ،‬الطبعة الثانية سنة‬ ‫‏‪٤.٠‬‬ ‫‏‪ ٩٨٢‬ام ‪ .‬ص‬ ‫‏(‪ )٨‬الصحيفة القحطانية _ مخطوط بمكتبة معالي السيد محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدي ©‬ ‫‏‪ | ٥٨ _ ٥٦‬أحمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته لكتاب‬ ‫‏‪ ٢٩٩‬آ السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان ‪ .‬ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫ص‬ ‫‏‪. ١١٦١‬‬ ‫كشف الغمة ‏‪ ٠‬ص‬ ‫الأزهرية‪‘ ‎‬‬ ‫ابن حجر ‪:‬الاصابة في تمييز الصحابة } تحقيق د ‪.‬طه محمد الزيني‪ 4 ,‬مكتبة الكليات‬ ‫(‪)٩‬‬ ‫موقع عمان‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫محمد‬ ‫أبو العلا‬ ‫} محمد‬ ‫‪٩١٦‬‬ ‫‪ ٥‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٩٦٨‬م‪ 4 ‎١‬ج‪‎‬‬ ‫الأولى سنة‪‎‬‬ ‫‪ ٠‬الطبعة‬ ‫القاهرة‪‎‬‬ ‫‏‪. ١٧ _ ١٦١‬‬ ‫الجغراني وعلاقاتها المكانية ‪ 0‬دار النهضة العربية } القاهرة سنة ‪١٩٨٥‬م‏ ث ص‬ ‫‪. .,‬ل ‪,‬‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫‪ 0‬ها‬ ‫لا‬ ‫م ه‬ ‫( ‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫‪ 0‬ه‬ ‫اا‬ ‫ع ‪, . 5.‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪,‬ال‬ ‫‪,‬‬ ‫‪041.‬‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫أهلها يتحدثون عن الرسول ويتهمونه بالجنون ‪ ،‬فما كان من ضماد‬ ‫الا أن أقبل على النبي (عللة) وقال له انه رجل يرقي الناس ويداويهم‬ ‫وانه أحب أن يداويه مما به من جنون ‪ ،‬فقال له النبي رتله)‬ ‫الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه © ونعوذ بالله‬ ‫من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا © من يهد الله فلا مضل له ©‬ ‫ومن يضلل فلا هادي له ‪ 9،‬وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا‬ ‫عبده ورسوله‘‘ ‪.‬ولما سمع ضماد حديث رسولءالله طلب منه أن‬ ‫يعيد على مسامعه ماسمعه منه } فأعاده النبي (ًلة) ‪ ،‬فقال ضماد‬ ‫‪ ,‬والله لقد سمعت قول الكهنة والسحرة والشعراء والبلغاء ‪ 0‬فما‬ ‫سمعت مثل هذا الكلام قط ‪ 3‬هات يدك أبايعك‘‘ } فبايعه على‬ ‫الرواية الهامة لاتدل‬ ‫‏(‪ 3 )١٠‬وهذه‬ ‫قومه‬ ‫وعلى‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫الاسلام‬ ‫تدل أيضا على قدم‬ ‫العماني ©‪©،‬بل‬ ‫فقد على اسلام هذا الصحابي‬ ‫اتصال أهل عمان بالرسالة والرسول (عقلة) وذلك قبل أن يرحل‬ ‫الرسول (عللة) من مكة مهاجرا الى المدينة } إذن فهو اتصال سابق‬ ‫على الهجرة ذاتها ‪.‬‬ ‫أما الدليل الرابع فيمكن أن يستقى أو يفهم من بعض‬ ‫الروايات التي تحدثت عن قدوم بعض العمانيين على النبي ‪:3‬‬ ‫وسألوه عما يعبد وما يدعو اليه } وأن النبي (عللة) عرض عليهم‬ ‫الاسلام فا سلموا ‪ .‬فلو كان هؤلاء العمانيون مسلمين بدعوة عمرو‬ ‫ابن العاص وأبي زيد الانصاري اللذين وصلا الى عمان بعد فتح‬ ‫مكة عام ‪٨‬ه‏ ‪ ،‬لما سألوا النبي (عَقية) عما يعبد ‪ .‬وعما يدعو‬ ‫‏(‪ )١٠‬منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ‪ ،‬بهامش مسند الامام أحمد بن حنبل ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬القاهرة }‬ ‫‪. ١٩٣٢‬‬ ‫‏‪١٩٦‬‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫‏‪ |\ ٢٠٤‬ابن حجر ‪ :‬نفس المصدر ب ج‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫الطبعة الثانية سنة ‪١٩٧٨‬م‏ ‪ .‬ج‬ ‫‪١٧‬‬ ‫اليه } ولما عرض النبي (َية) عليهم الاسلام ‪ .‬والمثال على ذلك‬ ‫ما حكاه لنا ابن سعد في طبقاته من أن عمانيا يسمى سلمة بن‬ ‫` "في ناس من قومه } وسا أل‬ ‫عياذ الأزدي ‪ .‬قدم الى النبي رقد‬ ‫عما يعبد وما يدعو اليه ل فأً خبره رسول الله ©‬ ‫رسول اللده رند‬ ‫فقال سلمة للنبي ‪:‬ادع الله أن يجمع كلمتنا وألفتنا } فدعا لهم‬ ‫وفد‬ ‫من‬ ‫حدث‬ ‫الشيء‬ ‫‪ .‬ونفس‬ ‫وأسلم سلمة ومن معه‘‘ ()‬ ‫مهرة الذي أقبل الى النبي (تلكة) وعلى رأسه مهرى بن الأبيض ©‬ ‫فعرض النبي (عْة) عليهم الاسلام فأسلموا ووصلهم ‪ 9‬وكتب‬ ‫لهم كتابا ‪ 2‬كما وصل رجلا اخر أقبل من مهرة يقال له زهير بن‬ ‫قرضم من قضاعة من الشحر ‪ ،‬فأسلم ‪ 3‬وكان رسول الله يدنيه‬ ‫في‬ ‫له كتابا كان لايزال عندهم‬ ‫ويكرمه لبعد مسافته ‪ .‬وكتب‬ ‫(!‪٦‬ا‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫ابن سعد‬ ‫عصر‬ ‫الأزدي العماني ومهرى‬ ‫وهكذا ترى أن سلمة بن عياذ‬ ‫اين الأبيض وقومهما كانوا على الوثنية بدليل أن النبي (تلة)‬ ‫عرض عليهم الاسلام فأسلموا ‪ ،‬وبدليل أن جيفرا وعبدا ملكي‬ ‫عمان بعد أن اعتنقا الاسلام على يدي عمرو بن العاص وأبي زيد‬ ‫الأنصاري عام ‪٨‬ه‏ كانا قد دعيا أهل عمان الى الاسلام ‪ ،‬وبعثا‬ ‫الى أقصى نواحي عمان ‪ ،‬الى مهرة والشحر ونواحيها والى دبا‬ ‫ومايليها الى اخر عمان يدعوان أهلها الى الاسلام ‪ .‬فما ورد‬ ‫رسوله _ أي رسول جيفر وكان المقدم على أخيه فيالملك‬ ‫على أحد الا أسلم وأجاب دعوته الا الفرس الذين كانوا‬ ‫‏‪. ٨١‬‬ ‫‏(‪ )١١‬طبقات ابن سعد ‪ ،‬دار التحرير ‪ ،‬القاهرة ث سنة ‪١٩٦٨‬م‪،‬‏ ج ‏‪ ١‬قسم ‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‏‪. ٨٢‬‬ ‫ابن سعد ‪ :‬الطباقات الكبرى ‪ ،‬ج ‏‪ ١‬قسم ‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‏(‪)١٦١‬‬ ‫‏‪ ١٨‬۔‬ ‫بعمان‘ث ‏({"‪ )١‬و‪.‬على ذلك فليس من المعقول أن يكون قوم سلمة‬ ‫وقوم مهرة مسلمين بدعوة جيفر لهم على هذا النحو ‪،‬ثم يرسلون‬ ‫وفودهم بعد ذلك الى النبي (عَلْة) ويسلمون على يديه © كا أنه‬ ‫ليس من المعقول أن يسلم الملكان جيفر وعبد ويسلم معهما سائر‬ ‫أهل عمان } وتبقى قبيلة أو جماعة أو قرية أو مدينة دون اسلام ‪،‬‬ ‫وقوم‬ ‫لأن الناس على دين ملوكهم ‘ والمعقول إذن أانن قوم سلمة‬ ‫من مازن أو‬ ‫مهرة كانوا وثنيين { ولما سمعوا بخبر النبي ()‬ ‫غيره ‪ 3‬سارعوا بارسال وفديهم الى المدينة ‪ .‬وذلك قبل وصول‬ ‫الوفدين وعادوا الى‬ ‫عمرو بن العاص الى عمان ‏‪ ١‬وأسلم أصحاب‬ ‫الاسلام ‪.‬‬ ‫يبثون فيها دعوة‬ ‫بلادهم‬ ‫والدليل الخامس والأخير على قدم ظهور الاسلام في عمان‬ ‫وأنه كان سابقا على صلح الحديبية وقبل فتح مكة ماتشير اليه بعض‬ ‫الروايات التاريخية الموثقة من أن أبا زيد الأنصاري وصل الل عمان‬ ‫بكتاب من النبي تله ذفي سنة ست للهجرة ‪ ،‬وأن عمرو ين‬ ‫العاص وصلها موجها من النبي ل) في عام نمان للهجرة ‪.‬‬ ‫لعمان للمرة الثانية مصاحبا ‪.‬‬ ‫تفيد رواية ثانية بأن أبا زيد أ‬ ‫اب العاص فيعام ‪٨‬ه‏ قبل فتح مكة أو بعد فتحها بقليل ‏(‪&} )١٤‬‬ ‫ورواية ثالثة تقول بأ ن جيفرا وأخاه عبدا أسلما بعد فتح خيبر }‬ ‫‪ :‬نفس‬ ‫‏‪ ٨ ٢٩٨٦٢‬الازكوي‬ ‫‏‪ . ٤١‬الصحيفة القحطانية ‪ .‬ص‬ ‫وأخبار جرت في عمان ض ص‬ ‫قصص‬ ‫‏(‪(١٣‬‬ ‫الصدر ‪ .‬ص ‏‪. ٣٣ _ ٣٢‬‬ ‫‏(‪ )١٤‬ابن حبيب ‪ :‬المخبر ‪ ،‬دار الآفاق الجديدة ‪ .‬بيروت ‪ ،‬بدون تارخ ث ص ‏‪ ٢٧‬البلاذري ‪ :‬فتوح‬ ‫البلدان } تحقيق رضوان محمد رضوان ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ 3‬بيروت سنة ‪١٩٨٢‬م‏ ‪ 0‬ص ‏‪٨٧‬‬ ‫‏‪ . ٨‬الطبري ‪:‬تاريخه } تحقيق محمد أبو‪ .‬الفضل ‪ .‬دار المعازرف ى القاهرة } الطبعة الرابعة سنة‬ ‫‏‪ ٢٩‬ڵ ابن الأثير ‪ :‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬دار صادر }‬ ‫‏‪ ٣‬ص‬ ‫‏‪ ، ٦٤٥‬ج‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫ج‬ ‫‏‪ ٩‬عم ‪.‬‬ ‫‪. ٢٧٢‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٢٣٢‬‬ ‫‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪ ٩٨٢‬ام ‪ :‬ج‬ ‫سنة‬ ‫بيروت‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫أي قبل فتح مكة ‏({©‪. )2١‬‬ ‫وكا ترى فان هناك دعوة للاسلام وصلت من النبي (تلة)‬ ‫ال عمان فيالعام السادس أو قبل العام السابع للهجرة كا يقول‬ ‫ان هناك من يقول ان هذه الدعوة وصلت‬ ‫ابن الأثير ‏(‪} )١٦‬بل‬ ‫قبل ذلك الى الجلندى بنالمستكبر المعولي والد جيفر وعبد نفسه ©‬ ‫ولكنه مات قبل أن يعيعتتنةنق الاسلام ‏‪ 0١‬و‪.‬هناك رواية أخرى‬ ‫تأخذ طابع المبالغة عندنا تقول بأن أهل عمان أسلموا كافة بعد‬ ‫رجوع مازن بن غضوبة الى عمان الا أهل صحار الذين أسلموا‬ ‫النبي‬ ‫عمرو بن العاص الى هذه المدينة حاملا كتاب‬ ‫بعد وصول‬ ‫اليهم ‏(“‪ & )١٠‬أو بالأحرى الى ملكي عمان جيفر وعبد‬ ‫ل)‬ ‫اللذين كانا يقيمان في صحار ويتخذانها عاصمة لبلادهم ‪.‬‬ ‫أيا كان الأمر فان ما سقناه من أدلة وبراهين حتى الآن ©‬ ‫لا بد وأن يفضى الى نتيجة واحدة © وهي أن عمان من أقدم بلاد‬ ‫العرب اسلاما ‪ ،‬وأن كثيرا مأنهلها وصلوا الى بلاد الحجاز لتلقي‬ ‫يدعوهم الى الاسلام } و لم‬ ‫الدعوة قبل أن يرسل لهم النبي رن)‬ ‫يفعلوا كا فعل غيرهم بأن ظلوا قابعين في ديارهم منتظرين حتى‬ ‫ينحسم أمر الصراع بين النبي وقومه } أو حتى يرسل لهم النبي‬ ‫رسله أو كتبه ‪ ،‬وعندما أرسل لهم النبي رسله وكتبه لم يرفضوا‬ ‫هذه الكتب } ولم يهددوا الرسل أو يقتلوهم كا فعل غيرهم‬ ‫‪. ٢٧٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫المصدر ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫ابن عبد البر ‪ :‬نفس‬ ‫(‪)١٥‬‬ ‫‪. ٢٧٢ ، ٢٣٢‬‬ ‫الكامل في التاريخ ‪ .‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)١٦‬‬ ‫‏‪. ١٣٢‬‬ ‫ص‬ ‫البطاشي ‪ ::‬نفس المرجع‬ ‫سيف‬ ‫‏)‪١‬ا‪(٧‬‬ ‫حميد بن رزيق ‪ :‬الشعاع الشائع باللمعان ‪ 0‬تحقيق عبدالمنعم عامر ‪ 3‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث‪© ‎‬‬ ‫(‪)١٨‬‬ ‫‪. ١١٥‬‬ ‫الغمة‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ . ٦‬أحمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته لآاتاب كشف‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫من العرب ‏(‪ } )١٩‬وعندما أسلموا لم يرتدوا كا فعل غيرهم من‬ ‫العرب و لم يتمردوا أو يتنبأ ملوكهم كما فعل غيرهم & بل ان جيفر‬ ‫وعبد ابني الجلندى تمسكا بالاسلام أشد تمسك ودعيا اليه بهمة‬ ‫واخلاص وعندما شعرا بقيام تمرد قام به أحد أفراد البيت المالك‬ ‫السابق ‪ 2‬وهو ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي الذي كان يطمع‬ ‫في استرداد ملك الاباء والاجداد والذي ؛؛كان يسامي بني الجلندي‬ ‫في الجاهلية على حد قول الطبري ‏‪ © 0٢٠‬قاوما هذا التمرد بكل‬ ‫قوة ‪ 9‬وأعانا قوات الخلافة التي أرسلها أبو بكر الصديق بقيادة‬ ‫صحابي عماني هو حذيفة بن محصن الغلفاني البارقي الازدي في‬ ‫القضاء على لقيط وأتباعه © بل وفي القضاء على نظيره في بلاد مهرة‬ ‫ل يكن ضد‬ ‫هذا التمرد الذي قام به لقيط‬ ‫‪ ،‬وحتى‬ ‫وحضرموت‬ ‫الاسلام ‪ 0‬أو ضد دولة الخلافة ث بل كان ضد حكومة عبد وجيفر‬ ‫‏(‪. )٢١‬‬ ‫طمعا منه في الملك والسلطان‬ ‫اذن تفتحت قلوب كثير من أهل عمان للاسلام قبل غيرهم‬ ‫من سكان جزيرة العرب © واكتملت الحركة الاسلامية وغمر‬ ‫الاسلام بلاد عمان بمجرد أن أرسل النبي رسله وكتبه الى ملكيها ‪.‬‬ ‫وتذكر الروايات التاريخية أن عبدا وهو أصغر الأخوين أو الملكين‬ ‫أما جيفر فقد تردد قليلا }‬ ‫في اعتناق الاسلام‬ ‫يتردد لحظة‬ ‫‏(‪ )١٩‬انظر ما فعله شرحبيل بن عمرو الغساني للحارث بن عمير الأزدي مبعوث النبي الى صاحب‬ ‫بصرى ‪ ،‬فقد اعترض طريقه وأوثقه وضرب عنقه صبرا ‪ ،‬مما كان سببا في ارسال النبي بعثا الى‬ ‫‏‪. ٢٩٨ _ ٢٩٧‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫انظر ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب ‪ .‬ج‬ ‫مؤتة ‪.‬‬ ‫‪. ٣١٤‬‬ ‫‪ ٢٣‬ص‪‎‬‬ ‫تاريخ الرسل والملوك‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫(‪(٢٠‬‬ ‫‪ ٣١٦ _ ٣١٥ & ٢٨١‬ء ابن عبد البر ‪ :‬نفس المصدر ‪ ،‬ج‪١ ‎‬‬ ‫المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪ ٢٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٢١‬‬ ‫‪ ، ٣٣٦‬وراجع ما ذكرناه في كتابنا ''الردة في ضوء مفهوم جديد‘‘ عن تمرد بعض العرب‪‎‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫ضد حكومة أبي بكر وعما حدث في عمان بخصوص ذلك‪. ‎‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫و لم يستغرق هذا التردد الا يوما واحدا وليلة ‪ 5‬أعلن بعدها الأخوان‬ ‫قبولهما للاسلام وفوضا عمرا في كل شيء حتى في استلام الصدقة‬ ‫‏(‪ 3 )٢٢‬واستقر عندهما عمرو‬ ‫وكانا له عونا وسندا على من خالفه‬ ‫وأبو زيد } فكان أبو زيد يصلي بالناس ويعلمهم القران والسنن &‬ ‫بينها كان عمرو يقوم بجمع الصدقات (الزكاة) من المسلمين والجحزية‬ ‫من المجوس الموجودين بعمان وقتذاك ‪ ،‬أما الصدقات فكان ياخذها‬ ‫من الأغنياء ويردها على الفقراء ‏("‪ ، )٢‬وأما الجزية فكان يرسلها‬ ‫بطبيعة الحال الى الرسول في المدينة ‪.‬‬ ‫أراد ملكاها‬ ‫وبعد أن تم اسلام أهل عمان على هذا النحو‬ ‫الفرس الذين‬ ‫أن ينظفا أرضها من دنس الشرك والمجوسية ‪ ،‬فطلبا من‬ ‫الاسلام أو‬ ‫كانوا لا يزالون مقيمين في بعض سواحلها اعتناق‬ ‫الفرس هذه‬ ‫الخروج من عمان ‪ ،‬أو الاستعداد للحرب ڵ ولما رفض‬ ‫وقالوا ‪:‬‬ ‫طرهم من بلادهم بالقوة‬ ‫على‬ ‫صمم العمانيون‬ ‫الدعوة‬ ‫الايباورنا العجم بعد اليوم‘ث ‪ 9‬واندلع القتال بين الفريقين ©‬ ‫وانتهى بخروج الفرس من عمان بعد أن تركوا أموالهم غنيمة‬ ‫للعمانيين (‪٢٤‬؟)‏ ©‪ .‬وتطهرت ارض عمان من دنس الشرك والمجوسية‬ ‫وأصبحت أرضا اسلامية خالصة للاسلام ‏‪ ٤‬وأصبح جيفر وعبد ابنا‬ ‫الجلندى عاملى رسول الله رمؤيقة) عليها ‏‪. )٢٥‬‬ ‫ابن طولون الدمشقي ‪ :‬اعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين ‪ ،‬مكتبة القدس { دمشق { سنة ‪١٢٣٤٨‬ه‏ ؤ‬ ‫‏(‪)٢٢‬‬ ‫ص ‏‪ ، ٢٢ _ ٢٦‬انظر الملحق رقم ‏(‪. )١‬‬ ‫‏‪ \ ٨٢‬الطبري ‪ :‬نفس المصدر ‪ ،‬ج ‏‪ ٣‬ص ‏‪ ٩٥ } ٢٩٢٩‬أ ابن الأثير ‪ :‬نفس‬ ‫البلاذي ‪ :‬نفس المصدر ‪ ،‬ص‬ ‫‏(‪(٢٣‬‬ ‫‏‪. ٢٧٢٢ ، ٢٢٣٢‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫المصدر ؛ ج‬ ‫‪ 8 ٢٦٢ _ ٢٦١‬الصحيفة القحطانية ‪ .‬ص‪. ٢٩٩ ‎‬‬ ‫العوتبي ‪:‬ا نلفسمصدر‪ ٤ ‎‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٢٤‬‬ ‫اليعقوبي ‪:‬تاريخه ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ج ‏‪ ٢‬ص ‏‪ 0 ١٢٢‬الحميري ‪:‬الروض المعطار ني‬ ‫‏(‪)٢٥‬‬ ‫‪.‬احسان عباس } مكتبة لبنان } بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪١٩٨٤‬م‏ © ص ‏‪. ٤١٣‬‬ ‫خبر الأفطار } تحقيق د‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وفود عمان الى الرسول بعد صلح الحديبية‪‎‬‬ ‫‪_ ٢‬‬ ‫ولكننا نفاجأ بأن بعض القبائل العمانية ترسل وفودها لمقابلة‬ ‫النبي ومبايعته على الاسلام & ومعنى ذلك أن هناك وفودا أنت من‬ ‫عمان قبل صلح الحديبية لتلقى الاسلام والتعرف على هذا الدين‬ ‫وأرجعنا بسببه قدم ظهور الاسلام في‬ ‫الجديد ‪ 3‬وهو ما ذكرناه‬ ‫أخرى أتت بعد فتح مكة بعد أن ذاع‬ ‫عمان ‪ ،‬وأن هناك وفودا‬ ‫كثير من قبائل العرب ‪ ،‬وبعد أن أسلم‬ ‫خبر الاسلام وانتشر بين‬ ‫أن هذه القبائل التي أرسلت وفودها من‬ ‫ملكا عمان ذاتها ‪.‬ويبدو‬ ‫عمان بعد فتح مكة فيما يعرف بعام الوفود (‪٩‬ه)‏ انما فعلت ذلك‬ ‫لسببين ‪:‬إما لأن جيفرا وعبدا لم تكن لهما سلطة ونفوذ على هذه‬ ‫القبائل فأقبلت وفودها تعلن اسلامها الذي قبلته واعتنقته على أرض‬ ‫عمان } وانها ما جاءت الا لتطلب من النبي أن يرسل معهم مصدقا‬ ‫أو رجلا يقم أمرهم في هذا الدين الجديد الذي كانوا لا يعرفونه‬ ‫حق المعرفة ‪ ،‬أو تطلب كتابا من النبي يبين لهم فيه مايجب عليهم‬ ‫من صدقة ‪ ،‬وما يلتزمون به من فرائض اخرى يفرضها هذا الدين ‪.‬‬ ‫من ذلك ما كان من أمر عبد الله الثمالي ومسلية ‏(‪ )"٦‬بن‬ ‫هذان الحداني اللذين وفدا في رهط من قومهما _ ثمالة والحدان _‬ ‫على رسول الله بعد فتح مكة ‪ ،‬فأسلموا وبايعوا رسول الله على‬ ‫قومهم وكتب فم ثابت بن قيس كتابا بأمر رسول الله بين لحم‬ ‫فيه مافرضه الله عليهم من الصدقة فيأموالهم ‏(‪} )"٨١‬كا أرسل‬ ‫‏‪. ٧٩١‬‬ ‫مسلمة عند اليعقوبي ‪ ،‬تاريخه ‪ .‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪)٢٦‬‬ ‫جأ‪ ١ ‎‬قسم‪ !٢ ‎‬ص‪. ٨٢ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٧‬ابن سعد ‪ :‬نفس المصدر‬ ‫‪٢٢٣‬‬ ‫الأزد ففي دبا وفدا الى رسول الله مقرين بالاسلام ) فبعث فيهم‬ ‫مصدقا منهم يقال له حذيفة بن محصن الغلفاني الأزدي ‪" .‬وكتب‬ ‫له كتابا بين له فيه فرائض صدقات أموالهم } ورسم له أن ياخذ‬ ‫هذه الصدقات من الاغنياء ويردها على الفقراء ‪ .‬ففعل حذيفة ما‬ ‫طلبه النبي منه وأرسل بفائض أموال الصدقات الى النبي اذ لم يجد‬ ‫لها موضعا‘‘ ‏(‪ . )"٨‬كما وفد على النبي وفد عماني ثالث على رأسه‬ ‫يبرح بن أسد الطاحي & وقد لقي هذا الوفد رسول الله وسالوه‬ ‫أن يبعث معهم رجلا يقيم أمرهم فقال مخربة العبدي واسمه مدرك‬ ‫ين خوط للنبي ("ابعثني اليهم فان لهم علي منة ‪ ،‬أسروني يوم جنوب‬ ‫فمنوا علي‘ث ‪ 0‬فوجهه النبي معهم الى عمان } فوصل اليها وظل‬ ‫ينشر الاسلام فيها حتى توفي النبي & فهاجر الى المدينة ولقيه عمر‬ ‫ابن الخطاب وأخذ بيده وأدخله على أبي بكر الصديق ‪ ©،‬فذكر‬ ‫الصديق ما كان قد سمعه من النبي من مدي لعمان وأهلها (؟!؟) ‪.‬‬ ‫بهعذدا فعتنح ماكلةسبب} أماالأواللس فبيب قادلوثامني بفعهوض أنوفودهذه منالقعبامئالن الاتليى‬ ‫المدينة‬ ‫أرسلت هذه الوفود ما فعلت ذلك الا حفاظا على ما كانت تمارسه‬ ‫فى الجاهلية من حرية اتخاذ القرار } وأنه لابد للقبيلة من أن تعلن‬ ‫بنفسها عن موقفها من الأحداث التي تحيط بها أو تمسها فقيليل‬ ‫ابن سعد ‪ :‬نفس المصدر ‪ ،‬ج‪ ٧ ‎‬قسم‪ ١ ‎‬ص‪ ٧٢ ‎‬آ الطبري ‪ :‬نفس المصدر ‪ ،‬ج‪ ٢٣ ‎‬ص‪٨5 ٢٨١ ‎‬‬ ‫(‪)٢٨‬‬ ‫‪ ، ٣١٦ - ٥‬ابن عبد البر ‪ :‬نفس المصدر‪ .‬ج‪ ١ ‎‬ص‪ ، ٢٣٦ ‎‬ياقوت ‪ :‬معجم البلدان‪‎‬‬ ‫‪ ٤٣٥‬إ الحميري ‪ :‬نفس المصدر‪} ‎‬‬ ‫دار احياء التراث العربي ‪ 4‬بعروت سنة ‪١٩٧٩‬م ‪ ،‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩‬ابن سعد ‪ :‬نفس المصدر ‪ ،‬ج‪ ١ ‎‬قسم‪ ٦٢ ‎‬ص‪ ، ٨١ ‎‬مسند أحمد بن حنبل ي ج‪ ١ ‎‬ص‪٥ ٤٤ ‎‬‬ ‫‪. ١٨٩‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ |، ٣٧٢٢‬ابن عبد البر ‪ :‬نفس المصدر‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٥‬ص‪‎‬‬ ‫منتخب كنز العمال ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫أو كثير ‪ .‬ويبدو أن ملكي عمان كانا قد اكتفيا بالاقرار بالاسلام‬ ‫لعمرو وأبي زيد ‪ ،‬وبرهنا على ذلك بنشاطهما في ارسال الرسل‬ ‫لدعوة الناس الى الاسلام في أنحاء عمان أو بمعنى أصح في الجهات‬ ‫التي تدين لهم بالطاعة © وتركا الحرية للقبائل أو لبعضها من التي‬ ‫تود أن ترسل وفودها لمقابلة النبي للاقرار له شخصيا بالاسلام ‪.‬‬ ‫‪ _ ٣‬صحابة رسول الله من أهل عمان‪: ‎‬‬ ‫ومهما كان الأمر فقد أرسلت عمان أكثر من وفد للاقرار‬ ‫بالاسلام والبيعة للنبي على عادة العرب في ذلك الحين © فكان‬ ‫لأفراد ورجال هذه الوفود شرف الصحبة لرسول الله رعييقه) ‪.‬‬ ‫ونظرا لتعدد الوفود التى أقبلت من عمان وقابلت النبي على نحو‬ ‫ما ذكرنا ‪ 3‬فقد أصبح نصيب عمان من صحبة رسول الله عظيما ©‬ ‫ومن أسف أن كتب التاريخ غير العمانية لم تشر الى الصحابة‬ ‫العمانيين كثيرا } و لم يشر اليهم مؤرخو عمان الا نادرا ‪ 0‬حتى اننا‬ ‫نرى الشيخ سالم السيابي المؤرخ العماني المعاصر ‪ ،‬يظهر الحسرة‬ ‫والالم لذلك في كتاباته ‪ 0‬وعندما تصدى هذا الموضوع نراه يقدر‬ ‫عدد الصحابة من أهل عمان بخمسة فقط ‏(<‪ } )٢٠‬وقد أسهب‬ ‫اخرون مثل ابن رزيق صاحب الفتح المبين في ذكر السادة‬ ‫البوسعيديين في ذكر الصحابة مانلأوس والخزرج وغيرهم على‬ ‫اعتبار أنهم من الازد ‪ ،‬و لم يذكر أحدا من أهل عمان ممن كانوا‬ ‫من صحابة رسول الله ث ولذلك وجدنا أنفسنا مطالبين بابراز هذا‬ ‫(‪ )٢٠‬طلقات العهد الرياضي في حلقات المذهب الأباضي ‪ ،‬ص‪. ١٢ © ١٠ ، ٥ ‎‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫_‬ ‫الجانب من الحياة الاسلامية في عمان ‪ 0‬نظرا لأن هؤلاء الصحابة‬ ‫العمانيين هم الذين تولوا نشر الاسلام في عمان بعد أن عادوا الى‬ ‫الصحبة‬ ‫وشرف‬ ‫الايمان واليقين‬ ‫بقوة‬ ‫في ذلك‬ ‫بلادهم مدفوعين‬ ‫لرسول الله © ومنهم من كرر اللقاء برسول الله مثل مازن بن غغضوبة‬ ‫وغيره ممن لم تذكرهم كتب التاريخ ‪.‬‬ ‫ومن أوائل الصحابة العمانيين الذين أشارت‪ .‬اليهم بعض‬ ‫كتب التار يخ والطبقات مازن بن غضوبة ة السعدي الطافي المائل ‘‪,‬‬ ‫وكعب بن برشة الطاحي وسلمة بن عياذ الأزدي ‪ 9‬ومهرى بن‬ ‫بن‬ ‫الحداني ‪ 0‬ريرح‬ ‫بن هزان‬ ‫الله الثالي ‪7 .‬‬ ‫الأبيض ‪ 0‬وعبد‬ ‫أسد الطاحي ‪ .‬وقد ورد ذكر هؤلاء الصحابة العمانيين فيما سبق‬ ‫من حديث ‏(‪ . )٢٢‬أما الذين لم نذكرهم بعد فهم كثير ‪ ،‬منهم‬ ‫صحار بن عباس العبدي ‪ ،‬نسبة الى عبد القيس من عمان ‏(‪© )٢٢‬‬ ‫وأبو شداد بن أوس الدمائي أو الذماري العماني ‏(‪)٢٢‬‬ ‫‪. ٢٤ _ ١٤‬‬ ‫انظر الصفحات‪‎‬‬ ‫(‪)٣١‬‬ ‫‏(‪ )٣٢‬وفد صحار العبدي على النبي وأسلم وكان من أخطب الناس ‪ ،‬وكان فاضلا خيرا عابدا روى‬ ‫عن النبي ثلاثة أحاديث } اشترك في فتح مكران وغيرها وجاء ببشارة فتحها وأخماسها الى عمر‬ ‫بن الخطاب رضي الله عنه ‪ .‬وكان من خاصة أبي الشعثاء جابر بن زيد ‪ ،‬ومن شيوخ أي عبيدة‬ ‫مسلم بأنبي كريمة اتميمي ‪ ،‬انظر ‪ ،‬ابن حبيب ‪ :‬الحبر ى ص ‏‪ ، ٢٩٤‬مسند أحمد بن حنبل ج ‏‪٣‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‪ 0 ١٨٢‬السمعاني ‪ :‬ج‬ ‫‏‪}{ ١٦٧ ، ٧٤‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪ ٣١‬آ الطبري ‪ :‬ج‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫‏‪ . ٤٨٢٣‬ج‬ ‫ص‬ ‫‏‪ 8 ١٣٨‬المباركبوي ‪ :‬رجال السند والهند ‪ :‬دار الأنصار { القاهرة ‪ .‬الطبعة الأولى سنة‬ ‫ص‬ ‫‏‪. ٢٢٣‬‬ ‫‏‪ ٥8 ٢٢٣٥‬سالم السيابي ‪ :‬طلقات المعهد الرياضي ‪ .‬ص‬ ‫ص‬ ‫‏‪ ٣٩٨‬ه‬ ‫‏(‪ )٣٣‬أدرك أبو شداد الدمان أو الذماري النبي وقرأ كتابه عليه ‪ ،‬وعاش مائة وعشرين عاما ‪ .‬وسكن‬ ‫عمان ‏‪ ٨5‬وذكر انه أناهم كتاب النبي في قطعة من أدم (من محمد رسول الله الى أهل عمان ‪:‬‬ ‫سلام ‪ ،‬أما بعد © فأقروا شهادة أن لا اله الا الله ‪ .‬وأني رسول الله ‪ .‬وأدوا الزكاة ‪ .0‬وخطوا‬ ‫المساجد وكذا وكذا والا غزوتكم) ‪،‬فلم يجدوا أحدا يقرأ ذلك الكتاب حتى وجدوا غلاما‬ ‫فقرأه عليهم ‪ .‬أما كلمة ذماري فيقول أبو عمر انها الدماري ‪ 9‬وصاحب الاستيعاب انها دمافي ©‬ ‫نسبة الى دماء ‪ 0‬وهي قرية من قوى عمان } وربما كان هذا الصحابي يأتي ذمارا بابمن للتجارة =‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫ظا ل‬ ‫< وأبو صفرة‬ ‫‏(‪(٣٤‬‬ ‫العماني‬ ‫الأزدي‬ ‫البارقي‬ ‫محصن‬ ‫و حذيفة بن‬ ‫‏(©‪ & )٢‬والخريت‬ ‫ا ابن سراق العتكي على اختلاف في الروايات‬ ‫أ لغيرها فقالوا فيه العماني الذماري ‪.‬ولاغرابة في ذلك فقد كان الاتصال بين عمان والعن مفتوح‬ ‫الأبواب وما أزد عمان وغيرهم من قبائل عمان الا مهاجرين أصلا من المن & فعمان يمانية حسا‬ ‫‪© ١٦١٨٨‬‬ ‫‏‪١٦١٨٧‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫ومعنى منذ التاريخ القديم } انظر ‪ ،‬ابن عبد البر ‪ .‬الاستيعاب ج‬ ‫‏‪ 0 ١٩٩‬سالم السيابي ‪ :‬طلقات المعهد‬ ‫‏‪ ١١‬ص‬ ‫ابن حجر ‪ :‬الاصابة في تمييز الصحابة ‏‪ ٠‬ج‬ ‫‏‪. ٢٧‬‬ ‫ص‬ ‫الرياضي‬ ‫‏‪ )٦٤‬بين حذيفة بن محصن الأزدي وبين حذيفة بن‬ ‫‏‪ ٢‬قسم ‏‪ ٢‬ص‬ ‫بخلط ابن سعدلي طبقاته (ج‬ ‫‏(‪٣٤‬‬ ‫البمان ‪ 0‬ويقول ان النبي استعمل الأخير على أزد دبا لأنه منهم ‪ .‬وهذا ليس بصحيح } لأن حذيفة‬ ‫ابن المان من عبس ‪ .‬ركان مقيما بالمدينة وخليفا لبني عبد الأشهل من الأنصار ‪ .‬ولذلك اعتبر حذيفة‬ ‫هذا وأبوه مانلأنصار ‪ ،‬وآخى النبي بينه وبين عمار بن ياسر © وقتل أبوه فيأحد ‪ ،‬وأرسل النبي‬ ‫عمر بن الخطاب‬ ‫حذيفة هذا ليندس بين الأحزاب ليتعرف أخبارهم أثناء حصارهم للمدينة } وقد ل‬ ‫المدائن عام ‪١٦‬ه‏ واشترك في فتح فارس لي موقعة نهاوند عام ‪٢١‬ه‏ وفي فتح غيرها من المدن }‬ ‫وتولى عام ‪٣٦‬ه‏ حكم المدائن ث فهو أنصاري ليس له علاقة بعمان ولا باهل عمان ‪.‬‬ ‫‪ ٢٣٢‬ى الطبري‪: ‎‬‬ ‫‪، ٢٣١‬‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪٠٦‬ه‪ ،‘٠‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ١‬ص‬ ‫انظر ‪ ،‬ابن هشام ج‪‎‬‬ ‫‪٥ ١٢٦٠‬‬ ‫‪ ١١٩‬ث‪‎‬‬ ‫‪{ ١١٦‬‬ ‫‪} ١١١‬‬ ‫‪} ٢٢٣‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ } ٥٨٨‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ } ٥٦٨‬ج‪‎‬‬ ‫‪٥٢٠‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫‪ ٧‬وما يليها‪. ‎‬‬ ‫أما حذيفة بن محصن الذي نقصده فهو حذيفة بن محصن البارتي الأزدي العماني الذي‬ ‫سماه صاحب الاستيعاب باسم حذيفة القلعاني ‪ 5‬والطبري باسم حذيفة بن محصن الغلفاني & وربما‬ ‫تكون كلمة الغلفاني أو القلعاني تحريف لكلمة القلهاي نسبة الى قلهات احدى مدن عمان ©‬ ‫وحذيفة بن محصن هذا وفد على الرسول من عمان وكان من صحابته ‪ .‬وهو الذي أرسله الرسول‬ ‫الى أهل دبا لأنه منهم وكتب له كتابا بذلك ‪ .‬وييدو أن حذيفة أتى مرة أخرى ضمن الوفد‬ ‫الذي أقبل مع عمرو بن العاص من عمان الى المدينة عقب وفاة الرسول ‪ ،‬وبقي فيها حتى أرسله‬ ‫أبو بكر الصديق لقتال أهل دبا بعد أن تمرد كبيرهم لقيط بن مالك الأزدي } فقضى على لقيط‬ ‫وقتله بمساعدة قوات أخرى أرسلها أبو بكر & وبقي حذيفة في عمان حاكما لها } ثم خرج مع‬ ‫استمرت ولايته عليها‬ ‫بعض أهل عمان للاشتراك في الفتوحات مع بقاء منصبه في عمان حيث‬ ‫الل عام ‪١٧‬ه‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ، ١٣١‬الطبري‬ ‫‏‪ | ٧٢‬اليعقوبي ‪ :‬تاريخه ‪ ،‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫انظر ابن سعد ‪ :‬ج ‏‪ ٧‬قسم ‏‪ ١‬ص‬ ‫‪.٨١‬‬ ‫‏‪{.!٩١‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪ .٦٢٣ .٥٢١‬ج‬ ‫‪.٥٠١٨ .٣١٦‬‬ ‫‏‪.٢٣١٥ .٦٢٨١‬‬ ‫ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏‪. ٣٣٦‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ ٩٤ { ٨٤ _ ٨٢‬ابن عبد البر ‪ :‬ج‬ ‫‏(‪ )٣٥‬أبو صفرة ظالم بن سراق أو ابن سارق العتكي الأزدي العماني والد المهلب ‪ ،‬قيل ان اسلامه‬ ‫=‬ ‫ى‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫خلاف‬ ‫عل‬ ‫الصحابة‬ ‫في‬ ‫حجر‬ ‫بن‬ ‫الحافظ‬ ‫ولذلك عده‬ ‫النبي ‘‬ ‫يدل‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫ابن أطمع‬ ‫بن اصمع او‬ ‫‏(‪ . )٢٦‬وخالد بن سدوس‬ ‫ابن راشد الناجي‬ ‫بن‬ ‫سدوس‬ ‫بن‬ ‫جابر‬ ‫بن‬ ‫وزيد‬ ‫‏(‪. (٣٧‬‬ ‫الطائي‬ ‫السعدي‬ ‫وذكر عن ابن السكن أن أبا صفرة قدم على النبي كي ييايعه وعليه حلة صفراء يسحبها خلفه‬ ‫ذراعين } وله طول وجثة وجمال وفصاحة لسان ‪ ،‬فلما رآه النبي أعجبه ما رأي من جماله ‪،‬‬ ‫فقال له من أنت ‪..‬؟ قال أنا قاطع بن سارق بن ظالم ‪ ..‬أنا الملك بن الملك ‪ ..‬فقال له النبي ‪:‬‬ ‫أنت أبو صفرة } دع عنك سارقا وظالما } فقال ‪ :‬أشهد أن لا اله الا الله وأنك عبده ورسوله ‪،‬‬ ‫حقا حقا يارسول الله ان لي ثمانية عشر ولدا ورزقت بنتا سميتها صفرة } فقال له النبي ‪:‬‬ ‫فأنت أبو صفرة ‪ .‬وذكر ابن حجر حديثا رواه أبو صفرة عن النبي أخرجه الطبراني ‪ .‬غير‬ ‫أن عبد البر في الاستيعاب ذكر اسلامه في عهد النبي وأنه أدى اليه الصدقات ولكنه لم يره‬ ‫و لم يفد عليه © ووفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪ ،‬بينها يذكره ابن سعد لي طبقاته‬ ‫على انه من الطبقة الأولى من التابعين } ونظرا لأنه من أهل دبا بعمان فقد وفد على أبي بكر‬ ‫الصديق للشفاعة في بعض أهل دبا الذين أسروا أثناء تمرد لقيط ابن مالك ‪ ،‬لوما عفا الصديق‬ ‫عنهم عاد بعضهم الى عمان وتوجه آخرون الى البصرة وأقاموا فيها } وكان معهم أبو صفرة‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ، ١٦٩٣ ، ١٦٩٢‬ابن حجر‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫والد المهلب ‪ .‬انظر ‪ :‬ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب } ج‬ ‫‏‪ 0 ٧٢‬سيف البطاشي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ ٧‬قسم‬ ‫‏‪ ، ٢٦٠‬ابن سعد الطباقات ج‬ ‫‏‪ . ٥‬ص‬ ‫الاصابة ج‬ ‫‏‪. ١٨ ،{ ١٧‬‬ ‫تاريخ المهلب ‏‪ ٤‬ص‬ ‫(‪ (٣٦‬الخريت بن راشد الناجي © السامي © من بني ناجية من عمان & وفد على النبي ولقيه بين‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫ال‬ ‫‪ .‬فاستمع اليهم وأشار‬ ‫بن لؤي‬ ‫وفد بني سامة‬ ‫والمدينة ف‬ ‫مكة‬ ‫هؤلاء قومكم فانزلوا عليهم } وبعد وفاة النبي اشترك الخريت في قتال لقيط بن مالك في‬ ‫دبا بعمان عندما تمرد لقيط وأتباعه ‪ .‬وتصدت لهم قوات جيفر وعبد ملكي عمان بمساعدة‬ ‫قوات أرسلها أبو بكر الصديق للقضاء على هذا اتمرد } وكاد لقيط ينتصر لولا المساعدة والمدد‬ ‫مع‬ ‫العبدي‬ ‫صرحان‬ ‫بن‬ ‫بني ناجية ‏‪ ٠‬وسيحان‬ ‫قومه من‬ ‫مم‬ ‫راشد‬ ‫به الحريت بن‬ ‫جاء‬ ‫الذي‬ ‫قومه من عبد القيس العمانيين ‪ ،‬مما أدى الى هزيمة لقيط وأتباعه ‪ 0‬وانصرفت قوات أبي بكر‬ ‫الى مهرة وحضرموت للقضاء على تمرد ظهر فيهما وسار عدد كبير من ناجية والازد وعبد‬ ‫التمرد الجديد ‏‪٠‬‬ ‫على هذا‬ ‫مع قوات الخلافة للقضاء‬ ‫القيس وراسب وسعد من بنتي تمم من عمان‬ ‫وفي عهد عمر وعنهان اشترك الخريت في الفتوحات الاسلامية وتولى ولاية فارس عام ‪٦٢٩‬ه‏‬ ‫بعد هزيمة أهل اصطخر ‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٦٦‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪ .٣١٦‬ج‬ ‫‏‪. ٣٢١٥‬‬ ‫‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫انظر ‪ ،‬الطبري ‪ :‬تاريخه ‏‪ ٤‬ج‬ ‫(‪ (٣٧‬خالد بن سدوس من بني أصمع من ولد سعد بن نبهان من بني سرح من بني خطامة من‬ ‫طيء ‪ 3‬وبنو سرح بعمان كا يقول ابين رزيق وهم اهل صباء ‪ 0‬وهي قرية بوادي حطاط ©‬ ‫ويقول أن خالدا هذا وفد على النبي وأسلم ‪.‬‬ ‫‪. ٢٥‬‬ ‫‏‪٢٢٣‬‬ ‫انظر ‪ :‬ابن رزيق ‪ :‬الفتح المبين ص‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫عحبد‬ ‫بن‬ ‫‏(‪ & )٢٨٩‬وجابر‬ ‫الراسبي‬ ‫وهب‬ ‫الله بن‬ ‫‏(‪ & )٢٨‬وعبد‬ ‫أطمع‬ ‫بن‬ ‫‏(‪ & )٤١‬وكدن‬ ‫الجهضمي‬ ‫بن دحى‬ ‫الله الراسبي ‏(‪ » (٤٠‬وعبيد‬ ‫الصريمية إ ‏(‪.} )٤٣‬‬ ‫معاوية‬ ‫بنت‬ ‫حسىنأء‬ ‫‏(‪ } )٤٦٢‬وعم‬ ‫السي‬ ‫عبد‬ ‫الأعرج‬ ‫ظبيان‬ ‫وأبو‬ ‫<‬ ‫‏(‪(٤ ٤‬‬ ‫المهري‬ ‫حواب‬ ‫بن‬ ‫ونبيه‬ ‫زيد بن جابر بن سدوس بن أطمع ‪ ،‬من بني سدوس من بني نبهان من طيء وهم بعمان وقد وفد‬ ‫(‪(٣٨‬‬ ‫زيد هذا على النبي واعلن اسلامه ني تاريخ لابحدده العوتبي الصحاري {} ولعل هذا الصحابي وقريه‬ ‫الصحابي السابق وفدا الى المدينة أثر وفادة قريهما الثالث مازن بن غضوبة السعدي } والسعدي نسبة‬ ‫ال سعد بن نبهان من طيء بعمان ‪ ،‬كا يشير صاحب الاستيعاب الى صحابي اخر من الطائيين يسمى‬ ‫بن طريف بن عصر الثعلي الطاني‬ ‫كيحعبنب‬ ‫عمرو بانلمسبح أو المس‬ ‫‏‪. ١٦٠١‬‬ ‫‏‪ \ ٢٥٩‬ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب جص‏‪٢٣‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫انظر ‪ :‬العوتبي ‪ :‬الانساب ج‬ ‫عبد الله بن وهب الراسبي صحابي وفد على النبي من عمان وأسلم وكان معروفا بالزهد كثير العبادة‬ ‫(‪)٣٩‬‬ ‫حتى لقب بذي الثفنات } قاتل ابن الهرمزان عام ‪١٦‬ه‏ وشهد فتوح العراق مع سعد بنأبي وقاص ‪،‬‬ ‫وقتل في معركة النهروان عام ‏‪. ٣٧‬‬ ‫‏‪ ، ٢٧‬ج ‏‪ ٥‬ص ه‪٢‬‏ ‪ ،.‬‏‪ ، ٨٧‬سالم السيابي ‪ :‬طلقات المعهد‬ ‫ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫ي ‪،‬خه‬ ‫ربري‬ ‫االط‬ ‫تر }‬ ‫انظ‬ ‫‏‪. ٢١‬‬ ‫الرياضي ‪ ،‬ص‬ ‫جابر بن عبد الله الراسبي ؤ وبنو راسب من أزد عمان ‪ ،‬روي عنه أبو شداد الأزدي الذي قدم هو‬ ‫(‪(٤٠‬‬ ‫وأخوه من سروات الأزد على رأس مائة من قومه ‪ ،‬فقابلوا النبي وأسلموا جميعا وكتب لهم النبي كتابا‬ ‫ال جميع الأزد ‪ 9‬وأجلسه الى جانبه وأكرمه غاية الاكرام } اذ كساه رداءه { وأعطاه حذاءه وعصاته ‪.‬‬ ‫‏‪ ، ٢٢١‬منتخب كنز العمال بهامش مسند الامام‬ ‫انظر } ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫حدنبنبل ى ج ‏‪ ٥‬ص‏‪. ٢١٧١ _ ٢١٦١‬‬ ‫احم‬ ‫عبيد بن دحى الجهضمي إ والجهاضم من عمان ‪ ،‬سكن هذا الصحابي البصرة بعد أن رحل من عمان ‪،‬‬ ‫(‪(٤١‬‬ ‫وروى عن النبي حديثا واحدا ‪.‬‬ ‫‏‪. ١٠١٦١‬‬ ‫انظر } ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب ‪ .‬ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫كدن بن عبد العتكي ‪ ،‬والعتيك مأنزد عمان { قدم هذا الصحابي علاىلنبي وأسلم وروي عنه ابنه‬ ‫(‪(٤٦‬‬ ‫‏‪. ١٣٣٢‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫انظر ‪ ،‬ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب ؛ ج‬ ‫لفاف بن كدن ‪.‬‬ ‫عم حسناء بنت معاوية الصريمية ‪ .‬صحابي ذكره ابن سعد في طبقاته ولكنه لم يذكر لنا اسمه وذكر انه‬ ‫)‪(٤٣‬‬ ‫روي لابنة أخيه حسناء حديثا عن رسول الله ذكره ابن سعد ‪.‬‬ ‫‏‪. ٥٩‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ ٧‬ق‬ ‫انظر ابن سعد ‪ :‬الطبقات الكبرى © ج‬ ‫نبيه بن حواب المهري ‪ ،‬صحابي وفدعلى النبي من أهل مهرة وأسلم ومات بالمدينة فطلب النبي أن يجدوا‬ ‫(‪(٤٤‬‬ ‫له وارثا فبحثوا فوجدوا عبد الله بن أنيس من قضاعة من بني البرك بن وبرة أخى كلب بن وبرة ©‬ ‫وكان حليفا لبني سلمة من الأنصار ‪.‬‬ ‫‏‪. ١٩! { ١٩١‬‬ ‫انظر ‪ ،‬ابن سعد ‪ :‬الطبقات الكبرى ‪ .‬ج ‏‪ ٢‬قسم ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫من غامد‬ ‫بن كثير بن مازن‬ ‫‘ واسمه عبد شمس بن الحارث‬ ‫الغامدي‬ ‫من الازد ‏(©‪ 3 )٤‬ومالك بن الخشخاش التميمي ‏(‪. )٤٦‬‬ ‫وهناك عدد آخر من الصحابة تذكرهم كتب الأنساب‬ ‫‏(‪} )٤٧‬‬ ‫والتاريخ‬ ‫والسيرة‬ ‫الطبقات‬ ‫كتب‬ ‫وبعض‬ ‫القديمة‬ ‫العمانية‬ ‫القسملي في كتابه عند‬ ‫كان أحد فرسان العرب المشهورين {} ذكره‬ ‫أبو ظبيان الأعرج ‪ .‬صحابي‬ ‫(‪(٤٥‬‬ ‫ذكر فرسان العرب الثلاثة } وكان فارسا شاعرا ‪ 2‬وفد على النبي وكتب له كتابا » وكان هذا‬ ‫راية غامد‬ ‫الصحابي في ألفين وخمسمائة من العطاء ‪ 0‬اشترك لي فتوحات العراق وكان صاحب‬ ‫‪,‬‬ ‫يوم القادسية ‪.‬‬ ‫‏‪. ٧‬‬ ‫‏‪ ، ١٧٣‬ابن رزيق ‪ :‬الفتح المبين ص‬ ‫انظر ‪ ،‬العوتبي ‪:‬الانساب ى ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫(‪ (٤٦‬مالك بن الحشخاش {‪ ،‬من بني تمم © من أحفاده أبو الحر التميمي من الأباضية الذين كانوا موجودين‬ ‫ني مكة أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية © وانضم الى جيش أبي حمزة الشاري العماني‬ ‫‏‪ ٦‬مم ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢٩‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫الذي زحف على بلاد الحجاز من المن وحضرموت‬ ‫‏‪ ، ٢٦٢٣ ، ٢٦٢‬سالم بن حمد بسنليمان الحارثي ‪:‬‬ ‫انظر ‪ ،‬الدرجيني ‪ :‬الطبقات ج ‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‏‪. ١٧٥‬‬ ‫العقود الفضية ‏‪ ٠‬ص‬ ‫من هؤلاء الصحابة أبو حوالة عبد الله بن حوالة الأزدي ررى عن النبي ثلانة أحاديث ‪( 0‬مسند‬ ‫(‪(٤٧‬‬ ‫‏‪٠ )١ ٦١٦٠‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‪ . ١٠٩‬السمعاني ج‬ ‫‏‪} ١٠٥‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪ « ٢٨٨ ، ٣٣‬ج‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫أحمد بن حنبل ‪ ،‬ج‬ ‫‏‪8 )٩٧‬‬ ‫‏‪ } ١٩٤‬ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫وجنادة الأزدي (ابن سعد ج ‏‪ ٧‬قسم ‏‪ ٢‬ص‬ ‫والحجن بن المرفع من غامد من الأزد (العوتبيي ج ‏‪ ٦٢‬ص ‏‪ ، )١٧٤‬وأبو فاطمة الأزدي الدرسي‬ ‫روى عن البي حديثين (مند أحمد بن حنبل ج ‏‪ ٣‬ص ‏‪ ، ٤٢٨‬ابن سعد ج ‏‪ ٧‬قسم ‏‪٢‬‬ ‫الأزدي‬ ‫‏‪ ، )١ ٧٢٧‬ومنيب بن مدرك‬ ‫‏‪ ٧٦‬س‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫ج‬ ‫‏‪ ، ١٩٨‬ابن عبد البر ‪:‬الاستيعاب‬ ‫ص‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫البر ‪ :‬ج‬ ‫النبي ‪( 0‬ابن عبد‬ ‫أسلم وصحب‬ ‫في الجاهلية غ‬ ‫انه رأي الرسول‬ ‫الذي يذكر‬ ‫‪ ، )٥٨٦‬ووبر بن يحنس الأزدي الذي‬ ‫‏‪، ٥٨٥‬‬ ‫‏‪ ١١‬ص‬ ‫‏‪ 0 ١٤٨٦‬ذيل المذيل للطبري ج‬ ‫ص‬ ‫‏‪ ، ٢٣٦ ، ٢٣١ ، ١٨٧ ، ١٥٨‬ابن الأثير ‪:‬‬ ‫قدم بكتاب النبي الى الأبناء بابمن (الطبري ج ‏‪ ٣‬ص‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ، )٢٣٨‬والطفيل بن عمرو الدوسي وهو من ذرية مالك بن فهم (اب نن هشام ج‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫ج‬ ‫فاطمة الدوسي‬ ‫‏‪ . )٢٢٦ _ ٢٢٥‬ومعيقب بنأي‬ ‫‪ } ٨٥‬العوتبي ‪ :‬ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪_ ٢٨٢‬‬ ‫ص‬ ‫الذي كان حليفا لآل سعيد بن العاص ولذلك سكن مكة وأسلم وهاجر الى الحبشة في الهجرة‬ ‫الثانية ‪ 5‬وقدم على البي وهو بخيبر عام ‪٧‬اه‏ وروي عن النبي حديثين ‪ ،‬توني عام ‏‪٠‬‏ه‪( ٤‬ابن هشام‬ ‫‏‪ ، ٤٢٥‬ابن‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫‏‪ . ٤٢٦‬ج‬ ‫‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‪ & ٢٦١‬مسند احمد بن حنبل ج‬ ‫_‬ ‫‏‪٣٢٥٠٩‬‬ ‫‏‪ !٢‬ص‬ ‫ج‬ ‫‏‪ )٢٣٦‬ؤ والحارث بن عمير الأزدي‬ ‫العوتبي ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪١٤٧٩ { ١٤٧٨‬‬ ‫عبد الير ‪ :‬ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫الذي أرسله النبي الى صاحب بصرى وقتله شرحبيل بن عمرو الفساني (ابن عبد الر ج ‏‪١‬‬ ‫ص ‏‪ ٢٩٧‬ء ‏‪ 8 ٢٩٨‬ابن الأثير أسد الغاية ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ & )٤٠٨‬وعروة ببن أبي الجعد البارقي الأزدي ‏‪٤‬‬ ‫روي عن النبي حديثين ‪ 30‬وذهب الى بلاد العراق بعد وفاة النبي واشترك في الفتوحات (مسند‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏‪ & ٢١‬الطبري ‪ :‬ج‬ ‫‏‪ ٦‬ص‬ ‫‪ ، ٣٧٦‬ابن سعد ‪ :‬ج‬ ‫‏‪}{ ٣٧٥‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫احمد بن حنبل ج‬ ‫‏‪. )٢٧٩‬‬ ‫ص‬ ‫‪٢٣٠‬‬ ‫ولكنها‪ .‬لاتعطينا توضيحا كافيا يدل على أن هؤلاء الصحابة من‬ ‫عمان ‪ 0‬وتكتفي بالاشارة الى أنهم من الأزد ‪ .‬والأزد كا هو‬ ‫معروف تفرقوا في البلدان بعد انهيار سد مأرب في عام ‪١٣٠‬م‏ }‬ ‫من‬ ‫أنحاء أخرى‬ ‫{ الا أن بعضهم سكن‬ ‫معظمهم ال عمان‬ ‫وهاجر‬ ‫بلاد العرب () ث ولذلك اكتفينا بمن أوردنا من الصحابة الذين‬ ‫كانوا من أهل عمان فعلا ‪ ،‬سواء عاشوا على أرضها أو رحلوا عنها‬ ‫فيما بعد الى غيرها ‪.‬من الأمصار الاسلامية ض يدل على ذلك تلك‬ ‫النهايات التي تنتهي بها أسماؤهم & مما يدل على أ‪ :‬نجهماعوا من قبائل‬ ‫عمانية كانت ولازالت تعيش في عمان حتى الآن } أو من مدن‬ ‫وقرى عمانية لازالت موجودة في عمان حتى اليوم ‪ .‬مثال ذلك ‪:‬‬ ‫والثالي ‘‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والعودي‬ ‫}‬ ‫والجهضمي‬ ‫والعبدي }‬ ‫العتكي ‪3‬‬ ‫والأزدي ا والمهري } واتميمي والراسبي } والحداني © والناجي ©‬ ‫والسدوسي ‪ ،‬والطاني ‪.‬وعلى ذلك فقضية انتسابهم الى عمان أمر‬ ‫غير مشكوك فيه على أي حال من الأحوال ‪.‬‬ ‫كبير من‬ ‫الذين تبعهم حدد‬ ‫الصحابة‬ ‫الوفير من‬ ‫العدد‬ ‫وهذا‬ ‫التابعين (‪٩‬ئ)‏ ‪ 3‬ان دل على شيء فانما يدل على حسن اسلام أهل‬ ‫‏(‪ )٤٨‬مايلز ‪ :‬الخليج } بلدانه وقبائله ‪ ،‬ترجمة محمد أمين عبدالله ‪ .‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ‪ ،‬الطبعة الثالثة‬ ‫سنة ‪١٩٨٦‬م ‏‪ ٤‬ص ‏‪. ٣٨٢ _ ٣٧‬‬ ‫‏(‪ )٤٩‬من هؤلاء التابعين العمانيين على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ‪ :‬كعب بن سور الأزدي‬ ‫الذي كان أول من قدم من عمان الى البصرة بعد تمصيرها عام ‪١٤‬ه‏ وقتل أثناء معركة الجمل‬ ‫عام ‪٢٣٦‬ه‏ ‪ ،‬وزيد بن صوحان العبدي الذي اشترك في الفتوحات وقطعت يده يوم نهاوند عام‬ ‫‏‪ ١‬ه وقتل يوم الجمل ؤ وأبو الشعثاء جابر بن زيد اليحمدي الذي رحل من عمان الى البصرة‬ ‫وأنشأ المذهب الأباضي وتوني عام ‪٩٦‬ه‏ ؤ وأبو الحلال زرارة بن ربيعة العتكي الذي روي عن‬ ‫عثهان بن عفان ‪ ،‬والمهلب بن أبي صفرة العتكي الذي رحل الى البصرة وساد بها حتى سميت بصرة‬ ‫المهلب وتولى حكم خراسان وقضى على الخوارجالأزارقة ومات على ‪٨٣‬ه‏ ‪ ،‬وسالم بن عبد الله‬ ‫العتكي ‪،‬سمع من أنس بن مالك © وجيفر بن جشم العتكي ‪ ،‬وغيلان بن جرير العتكي } وكان =‬ ‫‪٣١‬‬ ‫عمان وعلى اخلاصهم لهذا الدين ‪ .‬وقد لاحظ النبي (لة) هذه‬ ‫الروح الطيبة منذ اللحظات الأولى التي التقى فيها ببعض العمانيين ©‬ ‫نقال فيهم وفي الأزد وغيرهم من أهل عمان كثيرا من أقوال المديح ‘‬ ‫ثقة وله أحاديث {} وربيعة بن أبي الحلال العتكي } وأبو رو ح تبرح ومازن ابنا كنان الراسبي ‏|‪٢‬‬ ‫وكاناعابدين زاهدين ‪ ،‬عاشا في النصف الثاني من القرن الأول الهجري { وعقبة بن صهبان‬ ‫الراسبي ‪ .‬كان ثقة وتوني عام ‪٧٦‬ه‏ ‪ ،‬وأبو الوازع جابر بن عمرو الراسبي ‪ ،‬وأبو سلمة غالب‬ ‫ابن خطاف الراسبي ‪ ،‬وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي توني عام ‪١٦٥‬ه‏ ‪ ،‬وأبو شيخ خيوان‬ ‫ابن خالد المنافي ‪ .‬كان ثقة وله أحاديث » مات قبل عام ‪٥١‬ه‏ !} وضمام بن السائب الندني‬ ‫الأزدي ‪ ،‬كان أحد رواة جابر بن زيد والربيع بن حبيب ‪ ،‬ولمازة بن زياد الجهضمي الأزدي ‪8‬‬ ‫كان ثقة وسمع من علي بن أبي طالب ‪ ،‬وأبو بكر يزيد بن حازم الجهضمي } كان ثقة ومات عام‬ ‫‏‪ ٤٧‬‏ه‪ ، ١‬وأبو النضر جرير بن حازم بن يزيد الجهضمي ‪0‬كان ثقة وتوفي عام ‪١٧٠‬ه‏ ‪ ،‬وأبو‬ ‫نهار عقبة بن عبد الغافر العوذي الأزدي ‪ 9‬كان ثقةوقتل عام ‪٨٢‬ه‏ ‪ ،‬وأبو واسع معمر بن واسع‬ ‫العوذي ‪ ،‬أدرك انس بن مالك © وأبو عمرو بشر ين حرب الندي الأزدي ‪ .‬روي عن رافع بن‬ ‫خديج وأبي سعيد الخدري ث وكهمس بن طلق الصريمي الذي كان من الثائرين على حكم بنبيني‬ ‫أمية عقب خروج أني بلال مرداس بن حدير اتميمي في عهد يزيد بن معاوية ‪.‬وهذا قليل من‬ ‫كثير ممن ذكرتهم كتب الطبقات والسير والانساب ‪ }،‬ولعلك تلاحظ أسماء القبائل التي تنتهي بها‬ ‫اسماؤهم والتي تدل على أنهم من أهل عمان ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٧١‬قسم‬ ‫‪ } ١٥٤‬ج‬ ‫‪} ٨٥‬‬ ‫‏‪، ٨٤‬‬ ‫‏‪ ٦‬ص‬ ‫انظر ‪ :‬ابن سعد ‪ :‬الطبقات الكبرى ‪ 4‬ج‬ ‫‪٠ ١٦٢‬‬ ‫‪.- ١٥٠٥‬‬ ‫‪.١٣١‬‬ ‫‪.١٣٠‬‬ ‫‪.١١٣‬‬ ‫!آ‪،١١‬‬ ‫‪.١٠٨‬‬ ‫‪١٠٦‬‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫‏‪٦٥‬‬ ‫ص‬ ‫‪ ، ٤٥ 0 ٣٦‬ابن قتيبة ‪ :‬الأوائل ‪،‬‬ ‫‏‪ ٦٤.‬ء ج ‏‪ ٧‬قسم ‏‪ ٢‬ص ‏‪٣٢ ٤٢٠ ٤.١٩ ٤ ٩ ٤٧ } ٤‬‬ ‫‏‪٠ ١٦١٩٢‬‬ ‫‏‪ ، ١٣١٩ ، ١٣١٨‬ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪ ٢٠ ، ٦٩‬آ ابن عبد البر ‪ :‬الاستيعاب ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫ص‬ ‫الشماخي ‪:‬السير ى ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ ٧٢٦ ، ٦٦١‬آ السمعاني ‪:‬الأنساب ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص ‏‪8 ٢٥٠٦ ،{ ١٨٤‬‬ ‫‏‪. ٠ ٠٤‬‬ ‫‏‪ ١‬قسم ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪ . ٢٥٧ ، ١٠٥٥‬البخاري ‪ :‬التاريخ الكبير ‪ 7‬ج‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪ . ٢٥‬ج‬ ‫ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪، ٤٨٠ ، ٤٧٩‬سالم‬ ‫‏‪ ٥٠١‬ڵ ابن الأثير ‪:‬ا ألسدغابة ‪ :‬ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫ابن دريد ‪:‬الاشتقاق ث ص‬ ‫ابن حمد الحارني ‪:‬العقود الفضية ث ص ‏‪ ١ ١٠٥ _ ٩٢‬سالم السيابي ‪:‬طلقات المعهد الرياضي ‪ ،‬ص ‏‪. ٢٠‬‬ ‫ومن تابعى التابعين ‪ 3‬نذكر الجلندى بن مسعود بن جيفر بن الجلندى الذي قامت على يديه‬ ‫اول امامة اباضية في عمان عام ‪١٣٢‬ه‪/‬‏ ‪٧٤٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ } ١٥٥‬الشماخي ‪ :‬السير‪ .‬ج ‏‪١‬‬ ‫انظر ‪ :‬أبو زكريا الأزدي ‪ :‬تارخ الموصل ث ص‬ ‫‏‪٨ ٤٩‬‬ ‫‏‪ {، ٥٢‬قصص وأخبار جرت في عمان ؤ ص‬ ‫‏‪ ١٠١‬سالم الحارفي ‪ :‬العقود الفضية ‏‪ ٤‬ص‬ ‫ص‬ ‫والربيع بن حبيب الفراهيدي الأزدي العماني الذي تولى رياسة الدعوة الاباضية في البصرة والمشرق‬ ‫بعد وفاة امامها الثانى أي عبيدة مسلم بن أبي كريمة اتميمي عام ‪١٤٥‬ه‪/‬‏ ‪٧٦٢‬م‏ وهو صاحب‬ ‫أقدم كتاب دون في السنة ‪ ،‬وهو الذي ال حملة العلم الخمسة الى عمان والذين يعتبرون أيضا من =‬ ‫‪٢٣٢‬‬ ‫ودعا لهم بالخير والبركة ‏(‘‪ 9 )٠‬كما أقر () عبدا وجيفرا في‬ ‫حكم بلادهم وكذلك فعل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ‪ ،‬جزءا‬ ‫لهما على اخلاصهما في نشر الاسلام في عمان ‏(‪ 5 )©١‬وقد كال‬ ‫عمرو بن العاص بعد أن عاد من عمان عقب وفاة الرسول المديح‬ ‫والثناء لجيفر وعبد ابني الجلندى © فقال عنهما انهما "صدقا‬ ‫كبار تابعي التابعين وهم بشير بن المنذر النزواني © ومحبوب بن الرحيل ث وموسى بن جابر‬ ‫الازكوي ‪ ،‬ومحمد بن المعلى الفشحي الكندي ‪ ،‬ومنير بن النير الريامي الجعلاني ‪ 9‬وكلهم من عمان‬ ‫عدا محبوب بن الرحيل الذي أتي اليها وصار من أهلها ‪.‬‬ ‫‏‪ ، ١٥٠٦١ ،.١٤٩ _ ١٣٩‬سالم السيابي ‪:‬‬ ‫انظر ‪ :‬سالم الحارثي ‪ :‬العقود الفضية ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪ \ ٥١‬احمد مهني صالح ‪ :‬هذه مبادئنا }‬ ‫‏‪} ٤٩ } ٤٧ ‘ ٤٥ ، ٤٢‬‬ ‫ص‬ ‫طلقات المعهد الرياضي‬ ‫‏‪. ١٢٣٥‬‬ ‫‏‪ ١٩٨٧‬م ‏‪ ٤.3‬ص‬ ‫سنة‬ ‫عمان‬ ‫(‪ (٥٠‬من المديح الذي ورد عن النبي رَله) في عمان وأهلها مارواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ‏‪١‬‬ ‫‏‪)١٨٩‬‬ ‫( ص‬ ‫‏‪ )٣٧٢‬بسنده ‪ ،‬وابن عبد البر في استيعابه (ج‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫‏‪ & ٥٤‬كنز العمال ج‬ ‫ص‬ ‫من أن النبي ل) قال ‪(:‬اني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح البحر بناحيتها ‪7‬بها حي من‬ ‫الرب لو أتاهم رسولي مارموه بسهم ولا حجر) ‪.‬كا امتدح الرسول () عبد القيس من‬ ‫سكان عمان والبحرين فقال صلوات الله وسلامه عليه ‪(:‬أسلمت عبد القيس طوعا وأسلم د‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫كرها ‪ }،‬فبارك الله في عبد القيس) ‪( }،‬انظر ؤ كنز العمال بهامش مسند احمد بن حنبل ج‬ ‫قال الكثير ف مدح الأزد وني الاشادة بشجاعتهم وأمانتهم ‪ .‬من ذلك‬ ‫‏‪. )٣٠٨ } ٣٠٧‬ا‬ ‫ص‬ ‫الأزد تقبل عليه ‪( :‬أتتكم الأزد أحسن الناس و جوها ‪ .‬وأعذبهم‬ ‫ماقاله لأصحابه عندما رأي وفود‬ ‫‏‪. ٠٢‬كا قال ان (الأمانة ف الأزد‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫العمال ‪ 4‬ج‬ ‫أفواها ‏‪ ٠‬وأصدقهم لقاء) ‪ ،‬انظر ‪:‬كنز‬ ‫والحياء في قريش) ودعا لهم قائلا ‪(:‬اللهم اجير كسيرهم وآو طريدهم وارض بريهم ‪ ،‬ولاترد منهم‬ ‫‏‪ { ٣٠٢‬كا قال انه سوف (يكثر رواد حوضه (عملة)‬ ‫سائلا) ‪ 3‬انظر كنز العمال ‪ .‬ج ‏‪ ٥‬ص‬ ‫‏‪ 5©} ٢٥٠٨‬الشماخي ‪ 4‬السير ©‬ ‫من أهل عمان) انظر ‪ :‬الربيع بن حبيب ‪ :‬الجامع الصحيح » ص‬ ‫ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ . ١٠٦‬كأاشار الى وفرة الخير في عمان فروي عنه أحمد والترمذي والنسانفي كل بسنده‬ ‫عن النبي انه قال ‪( :‬من أعيته المكاسب فليأات عمان فان خيرها كثير وبرها وفير) ‪ ،‬انظر ‪ :‬السيد‬ ‫عابدلحافظ عبد ربه ‪ :‬الاباضية مذهب وسلوك ث ص ‏‪ ٣١٧‬و‪.‬في نفس المعنى جاء في الأثر أن‬ ‫النبي قال ‪( :‬من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان) انظر ‪:‬القزويني ‪:‬آثار البلاد وأخبار العباد &‬ ‫‏‪. ٩٦‬‬ ‫ص‬ ‫(‪ (٥١‬القلقشندي ‪ :‬صبح الأعشي في صناعة الانشا ‪ 2‬وزارة الثقافة ‪ .‬مصر سنة ‪١٩٨٥‬م‏ ‪ 3‬ج ‏‪٦‬‬ ‫‏‪ ، ٣٨٠‬قصص وأخبار جرت في عمان ‪ ،‬مجهول ث ص ‏‪ ، ٢٤‬محمد عبد الله السالي وناجي‬ ‫ص‬ ‫‏‪. ١٠١ ، ١٠٠‬‬ ‫عساف ‪ :‬عمان تاريخ يتكلم } المطبعة العمومية } دمشق ‪ ،‬سنة ‪١٩٦٢‬م‏ ‪ ،‬ص‬ ‫‪٢٣٢٣‬‬ ‫الحكم فيما بينهم ز‬ ‫بيني وبين الصدقة وبين‬ ‫‪ .‬وخليا‬ ‫بالنبي رن)‬ ‫اغنيائهم‬ ‫من‬ ‫الصدقة‬ ‫خالفني » فاخذت‬ ‫عونا على من‬ ‫وكانا ل‬ ‫‏(‪. )٥٦٢‬‬ ‫في فقرائهم“‘‬ ‫فرددتها‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ _ ٤‬مواقف أهل عمان الاسلامية في عصر الخلافة الراشدة‪‎‬‬ ‫وقد برهن العمانيون على حسن اسلامهم وعلى الاخصهم‬ ‫ووفائهم لدولة الاسلام ولخلافة أبي بكر الصديق منذ اللحظة الأولى‬ ‫التي سمعوا فيها بوفاة النبي ‪ 0‬وعلموا فيها أن عمرو بن العاص عائد‬ ‫الى المدينة ‪ .‬فسارعوا بارسال وفد كبير يسير في صحبته ‪ 0‬وكان‬ ‫هذا الوفد يتكون من سبعين رجلا من الأزد وعبد القيس { وعلى‬ ‫رأسه رجال مشهورون ‪ ،‬منهم عبد بن الجلندى ‪ ،‬وجيفر بن جشم‬ ‫العتكي ‪ ،‬وأبو صفرة سارف بن ظالم ‪ ،‬أو سارق بن ظالم العتكي ©‬ ‫ورجل يسمى حمامي بن جرو بن واسع بن وهب ‪ ،‬من ولد مالك‬ ‫ابن فهم ‪ ،‬من نسله ابن دريد ‪ ،‬ورجل يسمى سعيد بن غزال ه‬ ‫من بني عمرو بن مالك بن فهم ‏("‪. )٨‬‬ ‫ولما وصل هذا الوفد الى المدينة وقابل أبا بكر الصديق { قام‬ ‫أبو صفرة وقال ("ياخليفة رسول الله ويامعشر قريش & هذه أمانة‬ ‫كانت في أيدينا وفي ذمتنا ووديعة لرسول الله عليه السلام قد برئنا‬ ‫اليكم عنها ‪ .‬فقال أبو بكر ‪ :‬جزاكم الله خيراث“ ث وكتب الصديق‬ ‫سيد المرسلين ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سنة‪ ‎‬ه‪© ٨٤٣١‬‬ ‫الدمشقي ‪ :‬اعلام السائلين عن كتب‬ ‫(‪ )٥٦٢‬ابن طولون‬ ‫ص‪ ، ٢٩ ‎‬سيدة الكاشف ‪ :‬عمان في فجر الاسلام ‪ 0‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث & الطبعة الثانية سنة‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٩٨٢‬ام‬ ‫‪. ٦١٢‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٥٠١‬ڵ نورالدين السالمي ‪ :‬تحفة الاعيان ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٥٢‬ابن دريد ‪ :‬الاشتقاق ء ص‪‎‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫الى أهل عمان كتابا يشكرهم ويثني عليهم ‪ ،‬وأقر جيفرا وأخاه عبدا‬ ‫على ملكهما ‪ 3‬وجعل لهما أخذ الصدقات من أهل عمان وحملها‬ ‫اليه (ُ©) ‪ 3‬وزاد في تشريف الوفد العماني الكبير بأن كلف زعيمه‬ ‫عبد بن الجلندى بالارتحال الى بني جفنة في جنوب الشام لتأديبهم‬ ‫والقضاء على تمردهم ‪ .‬فقام عبد بمهمته التي كلف بها خير قيام }‬ ‫وسافر على رأس جيش كان فيه بعض الصحابة } مثل حسان بن‬ ‫ثابت وغيره ‪ 0‬وانتصر على بني جفنة وعاد الى المدينة ظافرا }‬ ‫فشكره أبو بكر وأثنى عليه ثناء جما ‏‪. ٥‬‬ ‫ل يكتف العمانيون بالتدليل على حسن اسلامهم واخلاصهم‬ ‫بالحياة‬ ‫انفعلوا‬ ‫فقط © بل إنهم‬ ‫النحو‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫الجديد‬ ‫للدين‬ ‫سارعوا بالمشاركة في القضاء على‬ ‫الاسلامية انفعالا قويا حتى ‪2‬‬ ‫حركة التمرد التي كانت في شمال عمان في منطقة دبا } فأعانوا‬ ‫جيوش أبي بكر الصديق في التصدي لذه الحركة التي قادها ذو‬ ‫التاج لقيط بن مالك الأزدي وقضوا عليها ‪ ،‬ثم انطلقوا مع جيش‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫ش‬ ‫ا لشحر‬ ‫أو بلاد‬ ‫منطقة مهرة‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫جهل‬ ‫بن أي‬ ‫عكرمة‬ ‫‏(‪ © )©٦‬ولما‬ ‫مماثلة‬ ‫للقضاء على ماظهر فيها من حركات‬ ‫حضرموت‬ ‫بدأت حركة الفتوحات واستولى المسلمون على بلاد العراق وأخذوا‬ ‫يزدجرد‬ ‫الثالث آخر أكاسرة الفرس ث حاول‬ ‫في مطاردة يزدجرد‬ ‫هذا أن يحول أنظار المسلمين الى ميدان آخر حتى لا يستمروا في‬ ‫‏(‪ )٥٤‬ابن خلكان ‪ :‬وفيات الأعيان ‪ ،‬تحقيق د ‪ .‬احسان عباس ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تارخ ‪،‬‬ ‫‏‪ ، ٣٢٩‬مجهول ‪ :‬قصص وأخبار جرت في عمان ‏‪ ٤‬ص ‏‪ ، ٤٤ ، ٤٢‬محمد السالي‬ ‫ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪. ١٠١.، ١٠٠‬‬ ‫وناجي عساف ‪ :‬نفس المرجع ث ص‬ ‫‪. ٦٤‬‬ ‫‪٦٢٣‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫الأعيان «‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٥٥‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة‬ ‫‪. ٣١٦‬‬ ‫‪٣١٥‬‬ ‫(‪ )٥٦‬الطبري ‪ :‬ج‪ ٢٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫التي‬ ‫ويشغل جيوشهم‬ ‫مطاردته ‪ 0‬إ انه أراد أن يبدد جهودهم‬ ‫كانت تطارده ‪ 3‬فأرسل بعض القوات الفارسية لاحتلال جزيرة ابن‬ ‫كاوان ('©) } والقفر منها الى عمان وباقي منطقة الساحل الشرقي‬ ‫لبلاد العرب ‪ ،‬ولكن عثان بن أبي العاص الثقفي والي عمر بن‬ ‫الخطاب على هذه المنطقة تمكن من دحر القوات الفارسية وقتل‬ ‫قائدها بفضل قواته العمانية التي قادها بنجاح لصد هذا الهجوم ©‬ ‫كا قضي على حملة أخرى أرسلها يزدجرد لاحتلال جزيرة القسم‬ ‫وقطع الطريق على المسلمين الموجودين في جزيرة ابن كاوان ‏(‪©} )٨٨‬‬ ‫وانطلق عثمان بعد ذلك من عمان والبحرين وعبر الخليج ومعه ثلاثة‬ ‫آلاف من أهل عمان ‪ ،‬قاتل بهم شهرك ‪ ،‬ذلك القائد الفارسي الذي‬ ‫كان يزدجرد قد أرسله لقتال العرب ودفعهم عن فارس { فهزمه‬ ‫عثمان وقتله عام ‪٢٢٣‬ه ‏(‪. )٨٠١‬‬ ‫وانطلق العمانيون أيضا تحت قيادة والي عمان حذيفة بن‬ ‫محصن الغلفاني الى بلاد العراق للاشتراك في القتال الدائر مع الفرس‬ ‫في الجبهة الشمالية ‪ .‬وهاجر عدد كبير منهم الى مدينة البصرة منذ‬ ‫ان مصرت على يد عتبة بن غزوان عام ‏‪ ٥‬‏ه‪ ، ١‬واختطوا بها منازلهم‬ ‫واستمرت هجراتهم اليها حتى صاروا أغلبية سكانها وصاروا عدة‬ ‫للولاة والقواد العرب الذين انطلقوا من هذا المصر وفتحوا أقالم‬ ‫ايران اقليما بعد اقليم سواء في عهد عمر بن الخطاب أم في‬ ‫(‪ )٥٧‬جزيرة ابن كاوان تسمى أيضا جزيرة أوال وهي دولة البحرين اليوم ‪ 5‬انظر ‪ :‬أنور عبد العليم‪: ‎‬‬ ‫‪. ٧٨‬‬ ‫_ ص‪‎‬‬ ‫عند العرب‬ ‫البحار‬ ‫وعلوم‬ ‫الملاحة‬ ‫(‪ )٥٨‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان ‪ .‬ج‪ ١ ‎‬ص‪. ٦١٨٢ ‎‬‬ ‫‪. ١٧٧‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪ | ٥٣٠‬الطبري‬ ‫(‪ )٥٩‬ابن دريد ‪ :‬الاشتقاق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‏({‪. )٦٠‬‬ ‫عهد عثمان بن عفان‬ ‫وبعد أن هدأت حركة الفتوحات شارك كثير من العمانيين‬ ‫والقئاية‬ ‫والادارية‬ ‫السياسية‬ ‫المناصب‬ ‫كبير ففيي تولي‬ ‫بنصيب‬ ‫والعسكرية ف دولة بني أمية وفي دولة بني العباس ث وساعدوا‬ ‫الدولة الاسلامية في القضاء على خصومها في الداخل مثل الخوارج‬ ‫الأزارققةاةلذين قضي عليهم المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني‬ ‫ابن‬ ‫الذين هزموا جيوش‬ ‫‏(‪ )٦١‬أو الخوارج النجدات‬ ‫عام ‪٧‬ا‪٧‬ه‬ ‫الزبير واحتلوا عمان فتصدى لهم العمانيون وقاتلوهم وأجلوهم عن‬ ‫بلادهم في عام ‪٦٧‬ه‏ لا‪)٦٦‬‏ } او الخوارج الصفرية الذين هرب‬ ‫زعيمهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري من العراق الى عمان‬ ‫‏‪ ٤‬‏_ه‪ ١‬‏)ا‪. (٣٦‬‬ ‫في عام‬ ‫في جلفار وقتلوه‬ ‫له العمانيون‬ ‫فتصدى‬ ‫ه _ تيؤ أهل عمان للدعوة لنشر الاسلام ‪.:‬‬ ‫الكبير الذي قام به‬ ‫وانطلاقا من هذا النشاط الاسلامي‬ ‫العمانيون سواء على أرض عمان أو في الولايات الاسلامية الأخرى‬ ‫برزت عمان في مجال اخر كدليل واضح على حسن اسلامها‬ ‫‏‪ ، ٨٤ _ ٨٣ ، ٢٩‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة‬ ‫‏‪ ، ٥٢١ ، ٥١٨‬ج ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏(‪ )٦٠‬الطبري ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫الأعيان ج ‏‪ ١‬ص ‏‪. ٦٩‬‬ ‫‏‪ ، ٦١٨‬ابن أعثم الكوفي ‪ :‬الفتوح ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪ 0‬بيروت } الطبعة‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫‪:‬ج‬ ‫‏(‪ )٦١‬الطبري‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ٨ ٢٠‬النويري‬ ‫‏‪، ١٩١‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪ ‘“{ ٤٦٢٢‬ج‬ ‫‪٦٢١٦‬‬ ‫‏‪. ٢١٥١‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫ج‬ ‫‏‪ ١٩٨٦‬م‬ ‫الارل سنة‬ ‫‪. ١٩٥١٧ -‬‬ ‫‏‪١٤٩‬‬ ‫‏‪ ٢١‬ص‬ ‫‪ .٠٥٢٦٥‬ج‬ ‫‏‪. ٥٢٦٤‬‬ ‫‏‪ ٢.٠‬ص‬ ‫ج‬ ‫(‪ )٦٢‬ابن الأثير ‪ :‬ج‪ ٤ ‎‬ص‪ ، ٢٠٣ ‎‬النويري ‪ :‬ج‪ ٢١ ‎‬ص‪. ٥٦ ‎‬‬ ‫وأخبار‬ ‫‏‪ { ٥٦٢‬قصص‬ ‫‏‪ ٢١‬ص‬ ‫‏‪ & ١٠٥٥‬النويري ‪ :‬ج‬ ‫‪ :‬تاريخ الموصل ‪ ،‬ص‬ ‫‏(‪ (٦٣‬أبو زكريا الأزدي‬ ‫عمر ‪ :‬الخليج المربي في العصور الاسلامية ©‬ ‫‏‪ ، ٤٩‬فاروق‬ ‫في عمان لمؤلف مجهول ‪ .‬ص‬ ‫جرت‬ ‫‪. ١٧٨‬‬ ‫دار القلم ‪ ،‬دبي ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٢‬م ‏‪ ٤‬ص ‏‪١٧٧‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫وانفعاها ‪,‬بالحياة الاسلامية ‪ .‬هذا الميدان هو ميدان العلم والفكر‬ ‫عمان‬ ‫أصبحت‬ ‫نحو وشعر ونثر وبلاغة ‘‬ ‫من‬ ‫والأدب‬ ‫اللغة‬ ‫وعلوم‬ ‫بلدا يرتحل اليه الطلاب لتلقي العلم والمعرفة ‪ .‬مثال ذلك مايحكيه‬ ‫لنا ابن النديم وابن خلكان من أن أبا سعيد الحسن بن عبد الله بن‬ ‫بلده‬ ‫من‬ ‫خرج‬ ‫بالقاضي ئ‬ ‫المعروف‬ ‫النحوي‬ ‫السيرافي‬ ‫المرزبان‬ ‫فيها‬ ‫وطلب‬ ‫الى عمان‬ ‫ضى‬‫ومص‬ ‫»‬ ‫العشرين‬ ‫قبل بلوغه سن‬ ‫سيراف‬ ‫الى مدينة (عسكر‬ ‫ومضى‬ ‫عاد الى سيراف‬ ‫العلم وتفقه بها } ش‬ ‫مكرم) فاقام بها فترة ثم رحل الى بغداد وسكنها وتولى القضاء بها ©‬ ‫وكان من أعلم الناس بنحو البصريين ‪ ،‬كا انه شرح كتاب سيبويه‬ ‫شرحا جيدا وألف عددا من الكتب & منها كتاب ("ألفات الرصل‬ ‫البصريين‘‘ ‪ .3‬وكتاب‬ ‫النحويين‬ ‫("أخبار‬ ‫‪ .‬وكتاب‬ ‫والقطع‬ ‫وشرح‬ ‫والبلاغة‘‘‬ ‫الشعر‬ ‫صفة‬ ‫وكتاب‬ ‫<‬ ‫والابتدا‘‘‬ ‫"الوقف‬ ‫مقصورة ابن دريد ‪ ،‬وتوفي عام ‪٢٣٦٨‬ه‏ عن عمر ناهز الاربعة‬ ‫‏(‪. )٦٤‬‬ ‫والثغانين عاما‬ ‫وبمرور الايام أصبحت عمان بفضل علمائها وفقهائها‬ ‫وأدبائها مركزا هاما من مراكز الحركة العلمية والدينية في الدولة‬ ‫الاسلامية ‪ 3‬وقد أدى قيام عمان بدور المعارضة السياسية لدولة بني‬ ‫أمية ودولة بني العباس الى محاصرة نشاطها العلمي الى حد كبير }‬ ‫مع‬ ‫عمان‬ ‫علاقات‬ ‫عبر‬ ‫الا‬ ‫بالظهور‬ ‫النشاط‬ ‫لهذا‬ ‫يسمح‬ ‫و لم‬ ‫والبصرة ‪ 0‬وفي‬ ‫تعيش في خراسان‬ ‫الأباضية التي كانت‬ ‫الجماعات‬ ‫بن الفجاءة ‪ 0‬قطر © الطبعة‬ ‫‏(‪ )٦٤‬ابن النديم ‪ :‬الفهرست © تحقيق د ‪ .‬ناهد عباس عثهان ‪ ،‬دار قطر ى‬ ‫‏‪. ٧٩١ {. ٧٨‬‬ ‫‏‪ ، ١٦٦‬ابن خلكان ‪ ،‬نفس المصدر ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫الاولى سنة ‪١٩٨٧‬م‏ ث ص‬ ‫‪٢٣٨‬‬ ‫شمال وشرق افريقيا ‏‪ ٠‬حيث تبودلت الكتب & وارتحل العلماء‬ ‫والطبة من عمان الى هذه البلدان ‪ 2‬ومن هذه البلدان الى‬ ‫الانتاج‬ ‫من‬ ‫غزير‬ ‫سيل‬ ‫عمان‬ ‫على أرض‬ ‫‏(©‪ ،0 )٦‬وانهمر‬ ‫عمان‬ ‫العلمي في محال الدراسات الفقهية واللغوية والأدبية والدينية ‪.‬‬ ‫يشهد بذلك ما أصدرته وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة‬ ‫عمان من كتب في التراث ‪ ،‬بلغ عدد مجلدات احداها أكثر من‬ ‫التسعين مجلدا ‪.‬‬ ‫كا أن العمانيين الذين تركوا عمان وأقاموا في الأمصار‬ ‫الاسلامية الأخرى ثم عادوا الى عمان وأقاموا فيها أو تركوها مرة‬ ‫أخرى ‪ 0‬شاركوا كا أشرنا في كافة الانشطة الحضارية ومنها النشاط‬ ‫العلمي والثقافي والفكري © وبرز منهم علماء وأدباء وفقهاء‬ ‫ومحدثون بارزون ‪ ،‬نذكر منهم على سبيل المثال وليس على سبيل‬ ‫‏)ه‪ ٦٩٨‬والربيع بن حبيب (ت‬ ‫الحصر ‪ ،‬جابر بن زيد ‏(‪١٨‬‬ ‫‪١٠‬ه)‏ ‪ ،‬أولهما من علماء وفقهاء القرن الأول للهجرة البارزين‬ ‫ومن كبار التابعين ء وهو صاحب الديوان ومؤسس المذهب‬ ‫الأباضي وواضع قواعده وأسسه ‪ ،‬وثانيهما من علماء القرن الثاني‬ ‫الهجري وصاحب الجامع الصحيح الذي يعتبر أول كتاب مدون‬ ‫‏`‪. )٦‬‬ ‫النبوي الشريف‬ ‫في الحديث‬ ‫وكذلك عبقرية عمان والعرب والمسلمين جميعا الخليل بن‬ ‫‏(‪ )٦٥‬أبو سعيد الكدمي ‪ :‬الاستقامة } تحقيق محمد أبو الحسن ‪ ،‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث سنة ‪١٩٨٥‬م‏ ‪،‬‬ ‫ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ ، ٥‬الدرجيني ‪:‬طبقات المشائخ بالمغرب } تحقيق ابراهيم طلاي آ الجزائر سنة ‪١٩٧٤‬م‏ ‪5‬‬ ‫‏‪٨8٢٠٣ _ ٢٠١‬‬ ‫‏‪ ١٠٩‬ج ‏!‪ ٢‬ص‬ ‫ج ‏‪ ٦٢‬ص ‏‪ ٢٩٢ ، ٢٧٨‬آ الشماخي ‪:‬السير ج ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫البرادي ‪:‬الجواهر ‪ ،‬مخطوط ‪ ،‬ص ‏‪. ٢١٩١ _ ٢١٨‬‬ ‫‏(‪ )٦٦‬أنظر الحاشية ‏(‪ )٥٠٠‬ص ‏‪. ٣٣ _ ٣١‬‬ ‫‪٢٣٩‬‬ ‫أحمد الفراهيدي الأزدي اليحمدي ‏(‪ _ ١٠٠‬‏)ه‪ ٠٧١‬الذي نشأ‬ ‫في ودام الساحل بالمصينعة بساحل الباطنة بعمان ث وغلبت عليه‬ ‫الأباضية كا قال ابن عبد ربه ث ورحل الى البصرة وأصبح نجمها‬ ‫المتؤلق © فابتكر علم العروض ‘ ومعجم العين ‪ ،‬والميزان الصرفي ©‬ ‫الى غير ذلك مما ابتكره وبرز فيه ‏({‪ } )٦‬مما لا مجال للحديث عنه‬ ‫الآن ‪.‬‬ ‫وكذلك أبو العباس المبرد ‏(‪ _ ٢١٠‬‏)ه‪ ٦٨٢‬الذي نشأ‬ ‫الباطنة‬ ‫بساحل‬ ‫والخابورة‬ ‫التي تقع بين صحم‬ ‫في بلدة مقاعس‬ ‫كتاب‬ ‫اماما في النحو واللغة © وهو صاحب‬ ‫بعمان © والذي كان‬ ‫الكامل في الأدب ‪ ،‬وكتاب الروضة ‪ ،‬وكتاب المقتضب وغير ذلك‬ ‫مما بز فيه أقرانه ‏(‪ . )©٨‬وكذلك شاعر عمان المشهور أبو بكر‬ ‫محمد بن الحسن بن دريد ‏(‪ _ ٢٢٢‬‏)هھ‪ ١٢٣‬ى الذي نشا بعمان‬ ‫أعلم الناس فزيمانه‬ ‫وبغداد ‪ .‬وكان‬ ‫وفارس‬ ‫بين البصرة‬ ‫وتنقل‬ ‫باللغة والشعر وأيام العرب وأنسابها } وانتهى في اللغة الى مقام‬ ‫الخليل بن أحمد فيها ث وأورد فيها أشياء لم توجد في كتب‬ ‫المتقدمين & وكان يقال انه أعلم الشعراء وأشعر العلماء } ولما مات‬ ‫قيل مات علم اللغة © ومع انه عاش معظم أيام حياته في العراق‬ ‫‏(‪. )٦٩‬‬ ‫‪ .‬ينس أن يصفه ب نه عماني‬ ‫فنيه © الا أن المسعودي‬ ‫ومات‬ ‫‏(‪ )٦٧‬ابن عبد ربه ‪ :‬العقد الفريد } بيروت الطبعة الأولى سنة ‪١٩٨٦‬م‏ ى ص ‏‪ ، ١٠‬الزبيدي ‪ :‬طبقات النحويين‬ ‫واللغويين إ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ‪ 0‬مكتبة الخانجي ‪ .‬مصر ‪ ،‬الطبعة الأولى سنة ‪١٩٥٤‬م‏ ز‬ ‫‏‪ } ٢٥٧‬ابن‬ ‫‏‪ ٤٤‬ص‬ ‫‏‪ ٣٦٦‬المعاني ‪ :‬ج‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪ ٥8 ٤٧‬المسعودي ‪ : :‬مروج النقب ‪ 4‬ج‬ ‫‏‪٤٣‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪. ٢٤٨ _ ٢٤٤‬‬ ‫خلكان ‪ :‬ج ! ص‬ ‫(‪ )٦٨‬الزبيدي ‪ :‬ص‪ . ١٢٠ _ ١٠٨ ‎‬ابن حزم ‪ :‬جمهرة أنساب العرب } تحقيق عبد السلام هارون دار‪ .‬المعارف‪© ‎‬‬ ‫الطبعة الخامسة (بدون تاريخ)‪ ٤ ‎‬ص‪ ، ٣٧٢ ‎‬ابن خلكان ‪ :‬ج‪ ٤ ‎‬ص‪. ٢٢٠ _ ٢١٣ ‎‬‬ ‫(‪ )٦٩‬الزيدي ‪ :‬ص‪ ، ٢٠١ ‎‬المسعودي ‪ :‬مروج الذهب ش ج‪ ٤ ‎‬ص‪ ، ٣٦٢ { ٣٦٠ ‎‬السمعاني ‪ :‬ج‪٢ ‎‬‬ ‫ص‪ ، ٤٧٢٣ ‎‬ابن خلكان ‪ :‬ج‪ ٤ ‎‬ص‪. ٣٢٨ _ ٢٢٢ ‎‬‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫وما سقناه عن عمان ونشاطها الفكري ليس الا اشارات‬ ‫خاطفة للتدليل على بروزها في هذا المجال الذي لانود الاسترسال‬ ‫قد برزت‬ ‫عمان‬ ‫كانت‬ ‫دراستنا ‪.‬واذا‬ ‫عن نطاق‬ ‫فيه لأزه خارج‬ ‫على هذا النحو في ميدان النشاط العلمي والأدبي والديني © وبقدر‬ ‫ما أتاحته لها ظروفها السياسية ‪ 3‬فقد برزت أيضا في مجالات الحياة‬ ‫الأخرى ى اذ أخذ عدد سكانها يتزايد » والحرف الصناعية تنتشر‬ ‫تقريبا تشجع أبناءها على‬ ‫فايلبلاد ‪ .‬وأخذت كل أسرة ففي عمان‬ ‫‪ .‬وأخذ سيل من الثروة‬ ‫الانخراط في الأعمال الملاحية والتجارية‬ ‫لحياة الازدهار والغنى ©‬ ‫يتدفق على عمان ويفسح أمامها الطريق‬ ‫العائلي ‪ 3‬وأخذت القرى‬ ‫كا تدعم التعاون الاجتاعي والاستقرار‬ ‫بقعة من البلاد ‪ 0‬واتسعت‬ ‫كل‬ ‫والأحياء المزدهرة تبرز وتنمو في‬ ‫قعة الأرض الزراعية ‪ 0‬واتسعت دائرة النشاط التجاري والملاحي ‘‬ ‫وساد البلاد نموذج من الحياة المتحضرة بعد أن كانت قبل وقت‬ ‫قصير غارقة في جهالة الوثنية والجمود والصراعات القبلية ‏(‪. )٢١٠‬‬ ‫وهكذا كان اسلام أهل عمان ‪ 8‬وهكذا كان أثر الاسلام‬ ‫فأيهل عمان © هذا الأثر الذي جعلها مهيأة تماما لأن تقوم بدور‬ ‫هام وبارز في نشر هذا الدين الجديد وتثبيت أقدامه في كل مكان‬ ‫حل به طلاب العلم ودعاة الاسلام من أهل عمان ‪ ،‬وفي كل مكان‬ ‫وصل اليه التجار العمانيون ى وفي مكة حيثا يلتقي الحجاج في بيت‬ ‫‏(‪ & )٧٢١‬يتبادلون الرأي والمشورة‬ ‫الله الحرام باخوانهم من أهل عمان‬ ‫والنصيحة في بث عقيدة الاسلام وفي مقاومة الكفر والوثنية ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢٠‬ما يلز ‪ :‬الخليج بلدانه وقبائله ‪ ،‬ترجمة محمد أمين عبدالله ‪ .‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث } الطبعة الثالثة‬ ‫‏‪. ٦١٤‬‬ ‫سنة ‪١٩٨٦‬م‪،‬‏ ص‬ ‫‏(‪ )٧١‬د ‪ .‬سيدة الكاشف ‪ :‬عمان في فجر الاسلام ‏‪ ٤‬مسقط } وزارة التراث ‪ ،‬الطبعة الثانية سنة‬ ‫‏‪. ٢٧‬‬ ‫‏‪ ٩٨٢‬ام ‪ .‬ص‬ ‫‪٤١‬‬ ‫الفصلاثان‬ ‫العمانيون والملاحة والتجارة‬ ‫ونشر الاسلام في جنوب شرق آسيا‬ ‫تهياً العمانيون كا أشرنا في ختام الفصل السابق لحمل أمانة‬ ‫الدعوة الى الاسلام ونشره في كل مكان يمكن أن يصل اليه تجارهم‬ ‫أو دعاتهم } والدعوة الى الاسلام كا هو معروف أمر واجب على‬ ‫كل مسلم وخاصة اذا كان هذا المسلم مؤهلا أو مهيأ لذلك ‪ .‬وقد‬ ‫قام أهل عمان بهذا الواجب خير قيام خاصة وأن الأباضيين الذين‬ ‫واجبا‬ ‫الى الاسلام‬ ‫اعتبروا أمر الدعوة‬ ‫عمان‬ ‫أغلبية سكان‬ ‫يشكلون‬ ‫دينيا يقتضيه المذهب الأباضي الذي يعتنقونه ‪ 5‬يؤيد ذلك ما جاء‬ ‫في مخطوط السير والجوابات من أن "واجب الأباضية الدعوة خار ج‬ ‫ويؤيده‬ ‫دين الزه‘‘‬ ‫ف‬ ‫الدخول‬ ‫الى‬ ‫عمان‬ ‫خار ج‬ ‫اي‬ ‫المصر _‬ ‫أيضا ما جاء في سيرة الشيخ أبي المؤثر الصلت بن خميس ‪ ،‬من‬ ‫أن الاباضية لو استطاعوا أن يتعدوا مصرهم الى غيرهم لوجب ذلك‬ ‫عليهم حتى يتمكنوا من دعوة الناس ؛للدخول في دين الله والتسليم‬ ‫للعدل““ ‏((‪. )١‬‬ ‫فالدعوة الى الاسلام عند أهل عمان واجب اسلامي عام &‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عليه‬ ‫مذهبهم وحث‬ ‫يقتضيه‬ ‫انه امر‬ ‫اي‬ ‫‪6‬‬ ‫خاص‬ ‫مذهبي‬ ‫وواجب‬ ‫‏(‪ )١‬خطوط السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان ‪ ،‬لمؤلف مجهول ‪ ،‬تحقيق د ‪ .‬سيدة الكاشف ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‏‪.٢‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ ١٩٨٦‬م ‪ 4‬ج‬ ‫سنة‬ ‫التراث ‪.‬‬ ‫© وزارة‬ ‫مسقط‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫ولهذا فقد قاموا بدور مشكور وفعال في نشر الاسلام في كثير من‬ ‫على ذلك طبيعتهم وطبيعة بلادهم‬ ‫و أفريقيا ‪ .‬ساعدهم‬ ‫أنحاء اسيا‬ ‫وموقعها الهام ‪ .‬واذا كان الانسان ابن البيئة ‪ 2‬فان العمانيين لم‬ ‫يخرجوا على هذه القاعدة } فبلادهم فرضت عليهم نموذجا معينا من‬ ‫الحياة ‪ .‬وهي حياة البحر والملاحة والتجارة ‪ ...‬الاتجاه الى البحر‬ ‫فيه الى غيره من‬ ‫وملاحة‬ ‫من صيد‬ ‫‏(‪ [ )!٢‬التماسا للرزق‬ ‫دائما‬ ‫والغرب ©}‬ ‫الشرق‬ ‫بلدان‬ ‫ونقل ‪ .‬السلع بين‬ ‫للمتاجرة‬ ‫البلدان ‪0‬‬ ‫ساعدهم على ذلك أنهم نشأوا في بيئة بحرية مثالية في جنوب الجزيرة‬ ‫‏((‪. )٨‬‬ ‫العربية وفي بلاد ظه ها طارد‬ ‫العوامل التي أدت الى توجه العمانيين الى البحر‪_ : ‎‬‬ ‫‪_ ١‬‬ ‫أما أنهم نشأوا في بيئة بحرية مثالية فذلك لعدة أمور منها موقع‬ ‫بلادهم ‪ 3‬وما تتمتع به من امتلاكها لسواحل طويلة ث وموانيء‬ ‫صالحة لرسو السفن ‪.‬ومعروف أن عمان تتمتع بموقع جغرافي‬ ‫ممتاز ‪ 5‬اذ أنها تقع فايلركن الجنوبي الشرقي من جزيرة العرب‬ ‫الأهمية‬ ‫ذي‬ ‫هرمز‬ ‫مضيق‬ ‫عند‬ ‫الخليج‬ ‫وتتحكم فيفي مدخل‬ ‫الاستراتيجية البالغة سواء في الزمن القديم أو الوسيط وحتى الآن ©‬ ‫والخليج كا هو معروف كان معبرا هاما للتجارة بين الشرق والغرب‬ ‫منذ فجر التاريخ & وبذلك اكتسب أهمية جغرافية وتاريخية وسياسية‬ ‫‏(‪ )٢‬احمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته لكتاب كشف الغمة } دلمون للنشر ‪ ،‬نيقوسيا ‪ ،‬قبرص سنة ‏‪} ١٩٨٥‬‬ ‫‏(‪} )٢١‬‬ ‫‏‪ & ١٠٦‬هامش‬ ‫ص‬ ‫& س‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫ع ‪ 0‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. 6‬م ‪, 1691,‬‬ ‫شوقي الجمل ‪ :‬تاريخ كشف افريقيا واستعمارها } مكتبة الأنجلو المصرية‪ ٠ ‎‬القاهرة ۔ الطبعة الثانية‪} ‎‬‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫‪. ٤٧٢‬‬ ‫‪١٩٨٠‬م ‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫‪٤٢٣‬‬ ‫له نفس‬ ‫أنه ل يكد يوجد بحر داخلي في العا‬ ‫عظيمة }لدرجة‬ ‫هذه الأهمية وقد انعكست أهمية هذا الخليج على عمان فصارت‬ ‫بموقعها المتحكم في مدخله من ناحية الجنوب لها نفس أهمية الخليج‬ ‫‏(‪. )٤‬‬ ‫ل تزد‬ ‫ان‬ ‫ذلك أن اسمها في القديم كان يطلق على المنطقة الممتدة من‬ ‫القديمة التي‬ ‫وكانت تتداخل مع منطقة البحرين‬ ‫قطر ئ‬ ‫حتى‬ ‫ظفار‬ ‫كانت تسمى جزيرة ابن كاوان والتي كان اهلها شراة (آباضية) مثل‬ ‫كانت‬ ‫التداخل بين البلدين ‪ .‬وبذلك‬ ‫على مدى‬ ‫‪ 0‬مما يدل‬ ‫عمان‬ ‫عمان دولة كبيرة المساحة واسعة النفوذ (©) & اذ سيطرت على‬ ‫أكثر من نصف الساحل الغرني للخليج العربي وعلى أكثر من نصف‬ ‫الساحل الجنوبي لبلاد العرب © وهذا الموقع بهذا الشكل وهذا‬ ‫الامتداد سواء في الخليج العربي آو في بحر العرب جعلها مكانا وسطا‬ ‫بين منطقة القرن الافريقي وساحل شرقي افريقيا من ناحية ‪ 0‬وبلاد‬ ‫الهند وما خلفها من ناحية ثانية ث وبذلك أصبحت مركزا للتبادل‬ ‫التجاري بين هاتين المنطقتين ‪ 0‬وكان العمانيون يحملون سلع كل‬ ‫الخليج العربي وعلى‬ ‫في‬ ‫الامتداد‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫& ك‬ ‫(`)‬ ‫الأخرى‬ ‫منهما الى‬ ‫تطل‬ ‫طويلة‬ ‫بسواحل‬ ‫التمتع‬ ‫وهي‬ ‫أخرى‬ ‫ميزة‬ ‫أعطاها‬ ‫العرب‬ ‫بحر‬ ‫عليها (") ‪ .‬وهي سواحل مهياة بطبيعتها لقيام الموانيء البحرية }‬ ‫‏(‪ )٤‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬موقع عمان الجغراني وعلاقاتها المكانية } دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ 0‬سنة‬ ‫‪. ٢٢‬‬ ‫_‬ ‫‪٢١‬‬ ‫‪.{ ١٧‬‬ ‫‏‪، ٩‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪ ٩٨٥‬ام‘‬ ‫‏‪ & ٦٢‬أحمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته لكتاب كشف الغمة ‪8‬‬ ‫‏(‪ )٥‬ابن خرداذبة ‪ :‬المسالك والممالك ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏(‪. )٢‬‬ ‫‏‪ ، ١٠٦‬هامش‬ ‫ص‬ ‫جيان ‪ :‬وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن افريقيا الشرقية ‪ 0‬ترجمة يوسف كإل ‪ ،‬القاهرة } الطبعة‬ ‫‏(‪)٦‬‬ ‫الأولى سنة ‪١٩٦٧‬م‏ ‪ ،‬ص ‏‪. ٢٦١‬‬ ‫‏(‪ )١‬تمتد سواحل عمان المطلة على بحر العرب وخليج عمان وحدها لمسافة ‏‪ ١٨٠٠‬كم { انظر ‪ ،‬محمد‬ ‫‏‪. ٩‬‬ ‫‏‪ ٠١‬نفس المرجع ) ص‬ ‫أبو العلا محمد‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫اذ أنها سواحل صخرية ورملية ‪ 0‬كثيرة التعاريج } تحف بها جبال‬ ‫خليج عمان يزيد على ألف قدم } ولذلك قامت على هذه السواحل‬ ‫موانيء محمية طبيعيا منذ القدم ‏(‪. )٨‬‬ ‫وقد أشارت أقدم المصادر والمراجع فعلا الى وجود مواني‬ ‫عمانية قديمة مثل ميناء أوفير الذي اختلف حول مكانه الحقيقي‬ ‫بعضهم انه هو ظفار عند ميناء مرباط آ وأن هذا‬ ‫الباحثون ورجح‬ ‫الميناء كان مركزا لتبادل السلع في الشرق الفسيح منذ أقدم‬ ‫باسم‬ ‫التكوين‬ ‫في سفر‬ ‫اليه التوراة‬ ‫العصور ث اذ أشارت‬ ‫سفار () ‪ ،‬وقد أشار مؤلف دليل الملاحة في القرن الأول للميلاد‬ ‫بليني الأكبر‬ ‫أشار‬ ‫‪ .‬ك‬ ‫“ا`ا)‬ ‫‏‪٥0‬‬ ‫يسمى عمانه‬ ‫ميناء‬ ‫الى وجود‬ ‫‏(‪ _ ٢٣‬‏)م‪ ١٩٧‬الى مدينة تسمى أكيلا وانه بالقرب من رأس‬ ‫‏(‪ . )١١‬وقد‬ ‫الهند‬ ‫على أنها ميناء كانت السفن تبحر منها إل‬ ‫مسندم‬ ‫أفاض الرحالة والجغرافيون المسلمون القدامى في ذكر مواني عمان‬ ‫الاخرى مثل صحار ومسقط ومرباط وصور وقلهات وسمهرم‬ ‫الأولى للميلاد ‏‪ 30٠٦١‬حتى قال الاصطخري الذي توفي قبل‬ ‫‏‪ } ٢٢‬عبدالرحمن العاني ‪ :‬دور العمانيين في الملاحة‬ ‫‏(‪ )٨‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬نفس المرجع ‪ .‬ص‬ ‫‏‪. ٦١‬‬ ‫والتجارة الاسلامية حتى القرن الرابع الهجري } مسقط سنة ‪١٩٨١‬م‏ ‪ ،‬ص‬ ‫)( حوراني ‪ :‬العرب والملاحة في المحيط الهندي ‪ ،‬ترجمة د ‪ .‬يعقوب بكر } مكتبة الأنجلو المصرية ‪،‬‬ ‫‏‪. ١٢٩‬‬ ‫(بدون تاريخ) ‏‪ ٠٤‬ص‬ ‫‪. ٩١‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫(‪ (١٠‬المرجع السابق‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١١‬المرجع السابق © ص‪. ٥٢ ‎‬‬ ‫‪١٩٨٠‬م ‪،‬‬ ‫(‪ )١٦‬عبد المنعم عامر ‪ :‬عمان في أمجادها البحرية‪ ٤ ‎‬مسقط } وزارة التراث ‪ ،‬يونية آ سنة‪‎‬‬ ‫ص‪. ١٤ - ١! ‎‬‬ ‫‪_ ٤٥‬‬ ‫عام ‪٣٥٠‬ه‪/‬‏ ‪٩٦١‬م‏ عن ميناء مثل صحار انه (”لاتكاد تعرف على‬ ‫شاطيء بحر فارس _ ويقصد به البحر المتصل من الصين حتى‬ ‫القلزم _ بجميع بلاد الاسلام مدينة أكثر عمارة ومالا من‬ ‫‪٣٩٠‬ه‪/‬‏‬ ‫‏(‪ 3 )١٨‬وقال عنها المقدسي الذي توفي عام‬ ‫صحار“‬ ‫‪. .‬م انه ليس على برالصين اليوم بلد أجمل منه‘ وأنها أي‬ ‫ومغوثة‬ ‫والعراق‬ ‫الشرق‬ ‫وخزانة‬ ‫الصين‬ ‫"دهليز‬ ‫صحار‬ ‫بعمان‬ ‫مدينة‬ ‫اعمر‬ ‫الميناء وصار‬ ‫هذا‬ ‫‏(‪ } )١٤‬ولذلك ازدهر‬ ‫المرن ‘‘‬ ‫وأكثرها مالا وخيرات وتجبارات ويسار وغنى ‏“©‪. )١‬‬ ‫وقد نتج عن هذه المميزات كلها أن أصبحت عمان المركز‬ ‫الرئيسي للتجارة على الساحل الغرني من الخليج ‏«‪ 9 )١‬كما أنها‬ ‫أصبحت بموقعها الهام وبسواحلها الطويلة وبموانيها العديدة مكانا‬ ‫والسند‬ ‫الهند‬ ‫بلاد‬ ‫من‬ ‫القادمة‬ ‫التجارية‬ ‫السفن‬ ‫لرسو‬ ‫صالحا‬ ‫والصين } أو من شرقي الخليج حيث سيراف ذات الشهرة العظيمة‬ ‫كمركز تجاري هام ‪ 2‬أو من جنوب الجزيرة العربية الغرفي حيث‬ ‫عدن بموقعها الهام المتحكم في مدخل البحر الأحمر مانلجنوب ‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي توافر لعمان كل هذه المميزات البحرية من‬ ‫موقع جغرافي ممتاز ‪ 2‬ومن سواحل طويلة ء ومن مواني صالحة‬ ‫لاهلها تجاه البحر ك‬ ‫السفن واستقبالها » كان ظهيرها طارد‬ ‫لرسول‬ ‫أشرنا في السابق ‪ ،‬ذلك أن معظم أراضي عمان إما صحراء أو جبال‬ ‫الربع‬ ‫رمال‬ ‫الغرب‬ ‫الخلف أو‬ ‫بها من‬ ‫تحيط‬ ‫|}‬ ‫خصبة‬ ‫غير‬ ‫جرداء‬ ‫‪. ٢٥‬‬ ‫(‪ )١٣‬مسالك الممالك ‪ 0،‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٩٢‬‬ ‫التقاسم ) ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤‬أحسن‬ ‫(‪ )١٥‬المصدرين السابقين ونفس الصفحات‪. ‎‬‬ ‫‪. ٦١‬‬ ‫(‪ )١٦‬عبد الرحمن العاني ‪ :‬نفس المرجع ث ص‪‎‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫الخالي الفسيحة } تلك الرمال التي تكاد تعزل عمان عن باقي أجزاء‬ ‫العربية وتدفعها دفعا للاتجاه الى البحر الذي يحيط بها من‬ ‫الجزيرة‬ ‫الشرقي والشرق والجنوب ‏((‪ 0 )١٢‬ولذلك كان طبيعيا أن‬ ‫الشمال‬ ‫العمانيون بالملاحة والتجارة البحرية وأن يتسللوا الى المياه‬ ‫يشتغل‬ ‫في مختلف البلدان المحيطة بالمحيط الهندي © ومعنى ذلك آن‬ ‫والمواني‬ ‫دورهم لم يكن قاصرا على استقبال السفن التجارية في موانيهم ‪.‬‬ ‫بل انهم شاركوا في هذه التجارة العالمية بنصيب كبير كتجار‬ ‫وملاحين ‪.‬‬ ‫‪ _ ٢‬الأسطول العمالي والاشتغال بالملاحة والتجارة‪: ‎‬‬ ‫فقد وصل العمانيون الى بلاد الهند كا يقول اجارتا سيدس‬ ‫تحدث فيه عن‬ ‫الذي عاش في مصر وأخرج كتابا عام ‪١٢٠‬ق‏ ‪.‬م‬ ‫البحر الأحمر والمنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية ث وبوصول‬ ‫العمانيين الى الهند أصبحوا سادة التجارة الشرقية على الاطلاق بعد‬ ‫أن صنعوا السفن وأصبح لهم أسطولهم البحري الكبير ى ذلك‬ ‫الأسطول الذي قام بنشاط كبير فيما بين الهند ومنطقة الخليج‬ ‫العرني ‪ 0‬وكان بلا ريب هو الوسيلة الوحيدة لنقل حضارة بابل‬ ‫وسوسة ومينا الى الهند ‏({‪. )١٨‬‬ ‫ومما يؤكد وجود هذا الأسطول العماني ويدل على قدم‬ ‫منذ العصور القديمة ماتشير اليه احدى‬ ‫صناعة السفن في عمان‬ ‫!‪. ١٦‬‬ ‫‪،“ ٩‬‬ ‫المرجع ‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٧‬محمد أبو العلا محمد ‪:‬نفس‬ ‫نهر‪‎‬‬ ‫مدينة كانت على أحد فروع‬ ‫هنا هي‬ ‫بسوسة‬ ‫والمقصود‬ ‫‪& ٠‬‬ ‫&‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫المرجع ‪،‬‬ ‫‪ :‬نفس‬ ‫ما يلز‬ ‫(‪(١٨‬‬ ‫الفرات وكانت هي وبابل محطة تجارية لكثير من الأقطار ‪.‬انظر ‪:‬أرنولد ويلسون ‪:‬الخليج ث ص‪. ٢٦ ‎‬‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫اللوحات السومرية والتي يرجع تاريخها الى عهد الملك أرو _ دنجي‬ ‫‏(‪ ©&} )١٩‬ولعل‬ ‫صناعة السفن في ماجان‬ ‫‪ .‬م( من وجود‬ ‫‏(‪ ١٤٥٠‬ق‬ ‫اسم ماجان نفسه دليل على هذا النشاط البحري للعمانيين } فهو‬ ‫يدل على أن أهل ماجان أو عمان كانوا أناسا يركبون البحر‬ ‫ويصنعون السفن (©!) ‪ .‬ومما يدل أيضا على قدم صناعة السفن في‬ ‫دورة‬ ‫باسم‬ ‫دليل الملاحة المعروف‬ ‫ما يرويه لنا صاحب‬ ‫عمان‬ ‫حول بحر أريتريا‪“٨‬‏ والذي ألف في القرن الأول للميلاد وترجم الى‬ ‫من أن عمان‬ ‫‪ 0‬ص‬ ‫اللغة الانجليزية باسم ‪ 5‬م‬ ‫كانت تستورد دعائم وألواح السفن من (بريجازا) كما أنها صدرت‬ ‫؟) ‪.‬‬ ‫السفن المحلية الخيطة الى المن في زمن ظهور ذلك الكتاب‬ ‫وظلت صناعة السفن في عمان تتطور وتتقدم حتى ازدهرت في‬ ‫القرن الأول للهجرة‪ /‬السابع للميلاد ازدهارا عاصر الرواج البحري‬ ‫لعمان في ذلك القرن ‪.‬‬ ‫وقد ظهر أثر هذا الازدهار في بناء السفن في عمان أثناء‬ ‫الحملات البحرية التي وجهتها الدولة الاسلامية في عهد الخلافة‬ ‫الراشدة الى بلاد فارس عبر الخليج } فمما لاشك فيه أن عثمان بن‬ ‫أي العاص الثقفي كان لا يستطيع الاقلاع من ساحل عمان الى‬ ‫جزيرة ابن كاوان وجزيرة القسم لمقاتلة الفرس في عهد عمر بن‬ ‫الخطاب ‏("‪ ، )٢‬الا على متن سفن لابد أنها كانت سفنا عمانية }‬ ‫لم يقاتلا جيوش الحجاج‬ ‫أن ملكي عمان سعيدا وسليمان‬ ‫(‪ )١٩‬أرنولد ويلسون ‪ :‬الخليج ى ص‪. ٢٤ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٠‬سعيد عاشور ‪ ،‬عوض خليفات ‪ :‬نفس المرجع ث ص‪. ٢٥٨ ‎‬‬ ‫(‪ )٢١‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬نفس المرجع ث ص‪. ٢٣ ‎‬‬ ‫‪. ٦٨‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الاعيان‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫ابن يوسف الثقفي التي أرسلها عن طريق البحر الا بواسطة سفن‬ ‫بحرية ومقاتلين ركبوا متن هذه السفن العمانية وتمكنوا من هزيمة‬ ‫‏(‪. )!٢‬‬ ‫هذه الجيوش في عدة مواقع‬ ‫بأسطول‬ ‫والتجاري‬ ‫البحري‬ ‫أسطولا‬ ‫عمان‬ ‫وقد دعمت‬ ‫حربي قبيل نهاية القرن الثاني للهجرة في محاولة منها للقضاء على‬ ‫قراصنة الهند الذين كانوا يتعرضون للسفن العمانية أثناء رحلاتها‬ ‫بين الهند والصين وبين عمان © فتشير بعض المصادر والمراجع الى‬ ‫‏‪/‬ه‪٧٠٢‬‬ ‫أن امام عمان غسان بن عبد الله اليحمدي ‏(‪١٩٢‬‬ ‫‏‪ _ ٨٠٧‬‏)م‪ ٢٢٨‬أنشأ أسطولا بحريا مسلحا لحماية الشواطيء‬ ‫العمانية وتجارتها البحرية من هجمات القراصنة الهنود (اآ) اذ‬ ‫!اتخذ الشاذوات _ وهي نوع من السفن _ للغزو وهو أول من‬ ‫اتخذها بعمان وغزا فيها البوارج الهندية من هذه الشطوط‘‘ ‏(‪3 )٢٥‬‬ ‫عمان ‪.‬‬ ‫وسواحل‬ ‫اي شطوط‬ ‫وقد ازداد الأسطول العماني البحري قوة في عهد من خلفه‬ ‫من حكام عمان وخاصة في عهد الامام المهنا بن جيفر اليحمدي‬ ‫‏(‪٢٣٧ _ ٢٦٦‬ه‪ _ ٨٤٠ /‬‏)م‪ ١٥٨‬حيث وصلت في عهده‬ ‫قوات عمان البحرية درجة عظيمة من القوة والاستعداد ‪ 0‬اذ كان‬ ‫له أسطول ضخم يتكون من ثلاثمائة بارجة حربية مسلحة بالسلاح‬ ‫‏(‪ )٢٢‬تمكن سليمان بن عباد بن عبد بن الجلندى حاكم عمان حوالي عام ‪٦٧‬ه‏ من انزل هزيمة ساحقة‬ ‫بأسطول الحجاج بن يوسف الثقفي أمام ميناء مسقط بعد أن حطم خمسين من سفنه الثلائمائة‬ ‫‏‪ ، ٦٨‬نور الدين السالمي ‪:‬‬ ‫ص‬ ‫بينا فرت باقي السفن الى عرض البحر ‪ .‬انظر ‪ :‬مايلز ‪ :‬الخليج‬ ‫‏‪. ٧٥٩‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫الأعيان ‪ 4‬ج‬ ‫تحفة‬ ‫!‪. ٨٢‬‬ ‫(‪ )٢٤‬مايلز ‪ :‬الخليج ‘{ ص‪‎‬‬ ‫‪. ٥٨‬‬ ‫‪١٩٨٤‬م ‪ ٤8‬ص‪‎‬‬ ‫& وزارة التراث } يونية سنة‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥‬ابن مداد ‪ :‬سيرته ‪ .‬مسقط‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫العصري المعروف وقتذاك ‏(‪ . )"٦‬وقد مكن هذا الأسطول حكام‬ ‫عمان من فرض سيطرتهم ونفوذهم على بعض البلاد سواء في الخليج‬ ‫العربي أو خارجه ‪ ،‬مثال ذلك الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‏(‪٢٧٣ _ ٢٣٧‬ه‪ _ ٨٥١ /‬‏)م‪ ٦٦٨‬الذي أرسل أسطوله الى‬ ‫جزيرة سقطرى فاستولى عليها وحررها من نفوذ النصاري الذين‬ ‫كانوا قد سيطروا عليها ‏‪ . )٢٨‬وقد أتي بعد ذلك في القرن الرابع‬ ‫المراكب‬ ‫الخليج وقاد‬ ‫وأبحر ف‬ ‫بن وجيه‬ ‫يوسف‬ ‫عمان‬ ‫حاك‬ ‫الهجري‬ ‫والشذوات العمانية عام ‪٣٣١‬ه‪ /‬‏‪ ٤٦٢‬‏م‪ ٩‬وتغلب على الابلة وهرب‬ ‫عليها‬ ‫البصرة وكاد يستولى‬ ‫صاحبها ابن شيرزاد ‪ 0‬وتقدم لاحتلال‬ ‫لولا حيلة قام بها أحد الملاحين البصريين جعلته يتمكن من اشعال‬ ‫النيران في الاسطول العماني ‏(‪. )٢٨‬‬ ‫‏‪ ٠‬يستفاد‬ ‫السرعة‬ ‫اخر على وجه‬ ‫أسطولا‬ ‫بني العمانيون‬ ‫وقد‬ ‫مركبا‬ ‫ونمانين‬ ‫تسعهة‬ ‫لعمان‬ ‫انه كان‬ ‫الأثير من‬ ‫اليه ابن‬ ‫ما أشار‬ ‫ذلك‬ ‫للأسطول العماني قوته حتى‬ ‫‪٩ ٦٦‬م (‪ } )٢٩‬وعادت‬ ‫‏‪٣٥ ٥‬ه ‪/‬‬ ‫عام‬ ‫انه تمكن من احتلال البصرة فيالقرن التالي ‪ .‬ففي عام ‪٤٣١‬ه‪/‬‏‬ ‫البحر ‪,‬‬ ‫‏ف‪١‬يى‬ ‫عمان‬ ‫العسا كر من‬ ‫سارت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠٩‬ام‏‬ ‫الظهير _‬ ‫حاكمها‬ ‫وأخذ‬ ‫من احتلالها‬ ‫تمكنوا‬ ‫حتى‬ ‫البصرة‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫بن‬ ‫أبو الحسن‬ ‫عمان‬ ‫حاك‬ ‫كا‬ ‫‪.‬‬ ‫أسيرا‬ ‫القاسم‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫(‪ )٢٦‬سالم السيابي ‪ :‬عمان عبر التاريخ ش مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٢‬م‪ ،‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٥٠١‬‬ ‫نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الاعيان‪ ٠ ‎‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٧‬نور الدين السالي ‪:‬تحفة الأعيان ى ج‪ ١ ‎‬ص‪. ١٦١٨ { ١٦٦ ‎‬‬ ‫‪ | ٣٤٠‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة‬ ‫‏‪_ ٣٢٣٩‬‬ ‫‏‪ ،١١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٨‬الحمداني ‪:‬تكملة تاريخ الطبري ‪ .‬ج‬ ‫‏‪. ٢٩١ _ ٢٩٠‬‬ ‫الأعيان ‪ .‬ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‪. ٩٦٨‬‬ ‫‪ ٨‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩‬الكامل ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫القاسم بن مكرم هو الذين أرسل هذه الحملة البحرية على البصرة‬ ‫بينه وبين حاكمها الذي كان‬ ‫بسبب النزاع الذي كان قد نشب‬ ‫قد تعرض لأموال وممتلكات كانت لحاكم عمان في هذه المدينة ‪.‬‬ ‫فكاتب ملك عمان السلطان البويهي أبا كاليجار واتفق معه على‬ ‫أن يدفع له في ضمان البصرة ثلاثين ألف دينار زيادة عما كان يدفعه‬ ‫حاكمها في كل عام & فوافق الملك البويهي على ذلك وأطبق على‬ ‫العماني من‬ ‫المدينة بجنوده من البر ك وأطبق عليها الأسطول‬ ‫البحر ‏(‪. )٢٠‬‬ ‫واستمر تفوق عمان البحري مدة طويلة من الزمن ولم ينل‬ ‫منه الا عاملان ‪ 3‬أحدهما هو ماقام به سلاطين هرمز من انشاء‬ ‫أسطول كبير غزوا به عمان في العصور الاسلامية المتأخرة عدة‬ ‫أمير هرمز‬ ‫قام‬ ‫‪ ٢‬‏م‪ ٥٢١‬عندما‬ ‫‏‪`٦ ٥٠‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫© احداها‬ ‫مرات‬ ‫المعروف بمحمود بن أحمد الكوسي وغزا ظفار ومنها اتجه الى قلهات‬ ‫متجها الى الشمال للقاء حكام عمان من بني نبهان ‪ ،‬ولكن الحملة‬ ‫‏(‪© )٢١‬‬ ‫وعطشا‬ ‫جوعا‬ ‫الصحراء‬ ‫معظم جنودها في‬ ‫ومات‬ ‫فشلت‬ ‫والمرة الثانية كانت بعد ذلك في عام ‪٦٧٤‬ه‪ /‬‏‪ ٢٧٥‬‏م‪ ١‬عندما تمكن‬ ‫الأمير الشيرازي فخر الدين الملقب بابن الداية من دخول نزوى‬ ‫على رأس جنوده الفرس أثناء حكم السيد عمر بن نبهان مستغلا‬ ‫اختلاف أهل عمان وتنازعهم ‪ ،‬وأقام في نزوى ثلاثة أشهر عاد‬ ‫أميرهم ‏(‪. )٢٢‬‬ ‫بعد أن مات‬ ‫بعدها جند الفرس‬ ‫‏‪. ٢٨٧‬‬ ‫‏(‪ )٢٠‬محمد خليفة النبهاني ‪ :‬التحفة النبهانية ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪. ٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٣١‬ابن مداد‬ ‫‪. ٦٧‬‬ ‫(‪ (٣٦٢‬الصدر السابق ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫ويبدو أن سيطرة سلاطين هرمز عادت الى عمان مرة ثالثة‬ ‫في القرن التالي } اذ يشير ابن بطوطة أثناء زيارته لعمان حوالي‬ ‫عام ‪٧٣٢‬ه‏ الى أن كثيرا من البلاد الساحلية مثل قلهات وقريات‬ ‫وشبا وكلبا وخورفكان وصحار كانت تحت طاعة ملك هرمز‬ ‫السلطان قطب الدين تمهتن بن طوران شاه ‏(‪ . )"٢‬أما المرة الرابعة‬ ‫فقد حدثت بعد ذلك بحوالي قرنين من الزمان عندما تمكن سلطان‬ ‫هرمز من أن يتقدم بأسطوله الكبير وغزا عمان وسواحل جنوب‬ ‫جزيرة العرب عام ‪٨٦٦‬ه‪/‬‏ ‪١٤٦١‬م‏ على رأس جيش مكون من‬ ‫عشرين ألف راجل وأكثر من ألف فارس ‪ 0‬وهرب سلطان عمان‬ ‫السيد سليمان بن مظفر بن سليمان بن مظفر النبهاني الى‬ ‫الحسا ‏(‪ } )٢٤‬وأقام سلطان هرمز فترة من الزمان في عمان واتخذ‬ ‫(بهلا) مقرا له شم عين فيها من يأتمر بأمره ‏(©‪ ، )٢‬و لم يلبث أن عاد‬ ‫الى بلاده بعد أن ‏‪" ١‬أضر بالمسافرين والتجار © و ل يترك لاحد مالا }‬ ‫وأضعف البلاد وانقطع السفر من عمان ‪ ،‬وعاد الى عدن‘“ ‏(‪. )٨٦‬‬ ‫هذا عن العامل الأول الذي أضعف التفوق البحري لعمان ‪8‬‬ ‫أما العامل الثاني فهو التواجد البرتغالي على سواحل عمان وفي المحيط‬ ‫الهندي منذ بداية القرن السادس عشر للميلاد هذا التواجد الذي‬ ‫أدى الى تحطيم الأسطول العماني وضياع السيادة البحرية العمانية‬ ‫البحري‬ ‫التفوق‬ ‫بعدها‬ ‫ك عاد‬ ‫ونصف‬ ‫من قرن‬ ‫الى فترة تقرب‬ ‫‪. ٢٩٧٢‬‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫(‪ )٢٢‬رحلة ابن بطوطة ‪ .‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٣٤‬الحسا لعلها الأحساء ‪ 9‬أو هي مدينة هجر بمنطقة الأحساء كا قال ابن بطوطة ‪ ،‬انظر ث رحلته‬ ‫‏‪. ٢٠٥‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫ج‬ ‫‪. ٦٨‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥‬الحميري‬ ‫‪. ٢٥٥‬‬ ‫(‪ )٢٦‬المصدر السابق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫العماني الى سابق قوته وعظمته "") ‪ .‬وقبل ظهور هؤلاء‬ ‫البرتغاليين ورغم هجمات سلاطين هرمز وشيراز على سواحل عمان‬ ‫في بعض فترات العصور الوسطى المتاخرة ث فقد ظل لعمان في‬ ‫الفترات الأخرى التي سبقت هذه الهجمات ر أنت بعدها تفوقها‬ ‫البحري واستطاعت مع اليعمنييينين التحكم فايلتجارة البحرية‬ ‫للشرق &‪ ،‬وظل الأمر على ذلك حتى قدوم البرتغاليين ‏(‪. )٢٨‬‬ ‫سفنهم التجارية‬ ‫الوسطى‬ ‫في العصور‬ ‫للعمانيين‬ ‫واذا كان‬ ‫المسعودي‬ ‫مارواه‬ ‫على ذلك‬ ‫ئ يدل‬ ‫وربابنة عظام‬ ‫مهرة‬ ‫ملاحين‬ ‫كانوا‬ ‫من ان نواخذة ‏(‪ )٢٩‬بحر الصين والهند والسند والزج والبمن والقلزم‬ ‫والحبشة كانوا من السيرافيين والعمانيين ‏(`‪ ، )٤‬كما أشار الى أن‬ ‫أهل المراكب من العمانيين _ و لم يذكر غيرهم _ يقطعون خليج‬ ‫قنبلو‬ ‫المندب ال جزيرة‬ ‫والصومال أمام باب‬ ‫بر برة الممتد بين الحبشة‬ ‫(مدغشقر) من بحر الزم ‪ ،‬وأكد مرة ثانية على صفة هؤلاء البحارة‬ ‫‏(‪ )٢٧‬أرنولد ويلسون ‪ :‬الخليج ى ص ‏‪. ٦١٩١ _ ٦٦١‬‬ ‫‏‪. ٦٤‬‬ ‫‏(‪ (٣٨‬المرجع السابق ‪ 4‬ص‬ ‫‏(‪ )٣٩‬النواخذة ‪ :‬الفظ فارسي ‪ ،‬مفرده ناخذاه أو النواخذاه أو ناخوذه ‪ 0‬وجمعها نواخيذ أو نواخذه ‪،‬‬ ‫وهم أصحاب السفن أي ملاكها أو وكلاؤهم عليها ‪ .‬والمشهور أن الناخوذه هو المتصرف ني‬ ‫السفينة والمتولي لأمرها سواء كان يملكها أو كان أجيرا على النظر فيها وتسييرها وقيادتها ‪ .‬وكلمة‬ ‫‪.‬‬ ‫معربة‬ ‫كلمة فارسية‬ ‫‏‪ ٠‬وهي‬ ‫سيد‬ ‫=‬ ‫سفينة ‪ .3‬وخدا‬ ‫من ناو =‬ ‫ناخذاه‬ ‫‏‪ |، ٢٨‬عبد الرحمن العاني ‪:‬‬ ‫انظر } انور عبد العليم ‪ :‬الملاحة وعلوم البحار عند العرب » ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العمانيين‬ ‫دور‬ ‫‏(‪ )٤٠‬مروج الذهب ومعادن الجوهر ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ 0‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الأولى سنة ‪١٩٨٦‬م‏‬ ‫‏‪. ١٣١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫ج‬ ‫‪٥٢٣‬‬ ‫عرب من الأزد‘“ () وأن مراكبهم تصل الى (أسفالة وهي‬ ‫أقاصي بلاد الزنج وهي غاية مقاصدهم في أسافل بحر‬ ‫الزنمج‘“ (‪٦‬ئ)‏ ‪ .‬وقد أبحر المسعودي نفسه من صحار الى ساحل‬ ‫شرتي افريقيا ‪ 7‬كا أبحر في عام ‏‪ ٤‬‏‪/‬ه‪ ٠٣‬‏م‪ ٦١٩‬من جزيرة قنبلو‬ ‫الى عمان مستعملا هذا الخط الملاحي المعروف الذي يربط عمان‬ ‫بساحل شرقي افريقية ‏("‪. )٤‬‬ ‫والملاحين‬ ‫النواخذة‬ ‫كبير من‬ ‫عدد‬ ‫أسماء‬ ‫المصادر‬ ‫وقد ذكرت‬ ‫العمانيين © نذكر منهم على سبيل المخال أبا عبيدة عبد الله بن القاسم‬ ‫العماني الذي ابحر الى بلاد الصين ووصل الى ميناء كانتون حوالي‬ ‫الى‬ ‫العرب‬ ‫رحلات‬ ‫أقدم‬ ‫من‬ ‫‪.7‬‬ ‫وتعتبر‬ ‫‪6‬‬ ‫‏م‪٧‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬ه‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عام‬ ‫بلاد الصين وتكاد تسبق رحلة سليمان السيرافي الى هذه البلاد بقرن‬ ‫كامل أو يزيد (ث‪)٤‬‏ ‪ .‬وقد أشار الشماخي الى رحلة أبي عبيدة الى‬ ‫بلاد الصين ‪ ،‬كا أشار الى رحلة غيره من تجار عمان وعلمائها مثل‬ ‫النظر بن ميمون وقال إنهم كانوا من خيار التجار الى بلاد الصين‬ ‫‏(‪ 3 )٤‬كا أشار غيره من المؤرخين الى غير هؤلاء من التجار‬ ‫بن‬ ‫ابراهيم‬ ‫اسمعيلويه بن‬ ‫مثل الناخذاه‬ ‫العمانيين‬ ‫والنواخذة‬ ‫والملاحين‬ ‫مرداس الذي خرج في عام ‪٣٠٠‬ه‪/‬‏ ‪٦٩١٢‬م‏ في سفينة من عمان‬ ‫مضي في‬ ‫الذي كان‬ ‫بن حرام‬ ‫بن بابشاد‬ ‫قنبلو » ومحمد‬ ‫جزيرة‬ ‫ال‬ ‫‏‪. ١٠٧ _ ١٠٦١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٤١‬المصدر السابق ‪ .‬ج‬ ‫‏‪. ٩‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫المصدر السابق » ج‬ ‫‏(‪()٤٦‬‬ ‫‏‪. ١٠٧‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٤٣‬المصدر السابق ‏‪ ٤‬ج‬ ‫‏(‪ )٤٤‬تشانغ زون يان ‪ :‬الاتصالات الودية المتبادلة بين الصين وعمان عبر التاريخ ث مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ز‬ ‫يولية سنة ‪١٩٨١‬م ‏‪ ٤،‬ص ‏‪ ، ٩ ، ٨‬عبد المنعم عامر ‪ :‬عمان في أمجادها البحرية ء ص ‏‪. ٢٢‬‬ ‫‪. ١٠٣٩٤‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٩٨٧١‬م‪ ‘ ‎١‬ج‪‎‬‬ ‫وزارة التراث سنة‪‎‬‬ ‫(‪ ()٤٥‬السير‪ ٠ ‎‬تحقيق أحمد بن سعود السيابي ‪7‬‬ ‫_‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫مركبه من فنصور في جزيرة سومطرة الى عمان عبر بحر هركند‬ ‫(خليج البنغال) وبحر الهند حيث ينتهي به المطاف الى ميناء ريسوت‬ ‫ففي مركبه مع عدة‬ ‫الأعرج الذي خرج‬ ‫بعمان © والربان عمران‬ ‫مراكب أخرى الى جدة عام ‪٣٢٥‬ه‪/‬‏ ‪٦٩٣٦‬م‏ ؤ ومردانشاة أحد‬ ‫نواخذة بلاد الفلفل © واسحاق الذي قدم من الصين عام ‏‪ ٠‬‏‪/‬ه‪٠٣٢‬‬ ‫‏‪ ٢‬م على ظهر مركب يملكه وحمولته ‪ ،‬وكاوان الذي وصل عمان‬ ‫عام ‪٣١٧‬ه‪/‬‏ ‪٦٩٢٩‬م‏ في مركبه قادما من سرنديب (سيلان) ‪،‬‬ ‫وجيفر بن راشد المعروف بابن لاكيس ‪ ،‬وجهود كبوتاه الذي كان‬ ‫يتاجر مع بلاد الزامحج (جزيرة سومطرة) وله حادث طريف مع‬ ‫ملكها ‪ 3‬ومحمد العماني ‏(‪. )٤٦‬‬ ‫وغير هؤلاء مانلنواخذة العمانيين ‪ ،‬هناك أيضا المعلم‬ ‫يسافر ففيي عام‬ ‫الازكي الذي كان‬ ‫بن صلاح‬ ‫بن يوسف‬ ‫خواشير‬ ‫المعاصر‬ ‫الهندي © والناخذاه‬ ‫دبو كره‬ ‫مركب‬ ‫‪٠١٠‬ام‏ فيفى‬ ‫‏‪ ٤ ..‬ه‪/‬‬ ‫له والمعروف باسم أحمد بن محمد ابن عبد الرحمن بن أني الفضل‬ ‫ابن أبي المغيرى ‏('‪ . )٤‬ومن أكثر الربابنة العمانيين شهرة في أواخر‬ ‫العصور الوسطى الربان الشهير أحمد بن ماجد الذي ترك أثرا في‬ ‫الملاحة سوف يظل مذكورا أبد الدهر ‪ ،‬ويعتبر كتابه الفوائد في‬ ‫أصول علم البحر والقواعد‘“ أهم وثيقة وصلتنا في الجغرافيا الملاحية‬ ‫من العصور الوسطى على الاطلاق ‪ 0‬وتعتبر كتاباته من أحسن‬ ‫‪٥8١٠٧ {\ ٩٥ _ ٩٢٣ { ٩٠ }| ٥٤ _ ٥١‬‬ ‫(‪ )٤٦‬بزرك ‪ :‬عجائب الهند } ليدن سنة ‪١٨٨٢‬م ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪-٩‎‬۔ ‪. ١٧٦ . ١٥٤ .: ٥٠ .١٣٣‬‬ ‫‏(‪ )٤٧‬ابن ماجد ‪ :‬ثلاث ازهار في معرفة البحار } تحقيق ونشر تيودور شوموفسكي ‪ .‬ترجمة وتعليق‬ ‫‏‪ ، ٩٦١ _ ٩٥‬أنور عبد‬ ‫د ‪ .‬محمد منير مرمي ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ 7‬سنة ‪١٩٦٩‬م‏ ث ص‬ ‫‏‪. ١٤٠‬‬ ‫ص‬ ‫المرجع‬ ‫العلم ‪ :‬نفس‬ ‫_‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫_‬ ‫ماكتب في هذا المجال طوال تلك العصور © ولذلك لقب برئيس‬ ‫علم البحر وأستاذه ‪ 0‬كا لقب بالمعلم } والمعلم العربي ‪ ،‬وناظم‬ ‫القبلتين "مكة وبيت المقدس‘‘ ‪ 0‬وشهاب الدين والدنيا ‪ 0‬وأسد‬ ‫البحار ‪ 2‬وليث الليوث ‪ ،‬ورابع لانة من المعالة المشهورين في‬ ‫بن‬ ‫أبان ‪ .‬وليث‬ ‫بن‬ ‫شاذان ‪ .3‬وسهل‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫البحر ‪ .‬وهم‬ ‫كهلان (“ئ) ‪ .‬وقد عاصر أحمد بن ماجد ملاح عماني اخر من‬ ‫‏(‪ )٤٨‬من أفضال ابن ماجد على الملاحة البحرية‪.‬أنه أول من طور البوصلة الملاحية بالمفهوم الحديث ‪ ،‬وكانت‬ ‫في أيامه تسمى (الحقة) ‪ .‬وكلمة البوصلة كلمة ايطالية وتعني الصندوق أو الحق } وهي ترجمة حرفية‬ ‫لكلمة (الحقة) العربية ‪ .‬وكتابه (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) أقدم الوثائق الجيدة التي وصلتنا‬ ‫عن الملاحة في البحار الجنوبية بلغة من اللغات & كا أنه يلقي كثيرا من الضوء على مابلغه العرب من‬ ‫تقدم في فنون البحر والملاحة حتى القرن الخامس عشر للميلاد ‪ 5‬وعلى مدى تأثر البرتغال ومن ثم‬ ‫أوربا بالفكر العربي وبالتقاليد الملاحية العربية بشكل عام وفي المحيط الهندي بشكل خاص ‪ 0‬وكذلك‬ ‫تأثر صاحب الموسوعة البحرية التركية التي تسمى (امحيط) والتي ألفت في القرن السادس عشر بكتاب‬ ‫ابن ماجد الذي يحتوي على كثير من المصطلحات العلمية والفنية التي تعتبر في حد ذاتها ثروة كبري‬ ‫للغة العربية } كا ان هذا الكتاب مثال لما يمكن أن تحتوي عليه المرشدات الملاحية العالمية ‪ .‬ويستخلص‬ ‫منه ومن أعمال ابن ماجد الأخرى ما يفيد بأن العرب هاملذين وضعوا أساس دستور البحر والتقاليد‬ ‫أحد القواد الأتراك الذين أرسلهم السلطان‬ ‫الملاحية بمفهومها الحديث ‪ .‬ولذلك ليس غرييا أن ز‬ ‫العاني لصد الغزو؛ البرتغالي للبحار الجنوبية ولديار الاسلام } ان ابن ماجد ' أفضل ربابنة الساحل الهندي‬ ‫الغربي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر مقدرة ونزاهة تغمده الله برحمته‘" ‪ 0‬وليس غريبا أيضا‬ ‫أن تظل شهرة ابن ماجد كبحار عظيم شائعة طوال العصر الحديث ‪ ،‬اذ يقرر الرحالة الانجليزي ريتشارد‬ ‫بيرتون ‪0‬آ‪ 8‬ط‪٨٢‬احام‏ في كتابه (السبيل الى افريقيا واكتشاف هرر ‪ ،‬طبعة لندن سنة‬ ‫‏‪ ٦‬م" بأنه شاهد البحارة في عدن يقرأون الفاتحة "للشيخ ماجد مخترع البوصلة‘" ‪ ،‬كا يقرر‬ ‫عام ‪٩٢٨‬ا‪١‬م‏ انه في اوائل القرن الماضي كان ملاحو جزر المالديف يستعينون‬ ‫برنسبسص ؤ‬ ‫النظر‬ ‫ابن ماجد للبحر الأحمر بهبغض‬ ‫‪ 0‬ويقول فران إن وصف‬ ‫ماجد‘‘‬ ‫بمرشد ملاحي يسمونه كتاب‬ ‫عن بعض خطوط العرض الت تستوجب التصحيح ‪ }.‬لا تدانيه أبة ارشادات أوربية خاصة بالسفن‬ ‫الشراعية ‪ 0‬ولاغرو في ذلك فابوه كان ربانا يلقب بربان البحرين (بر العرب وبر العجم) ‪ 0‬وقد دون‬ ‫هو الأرجوزة الحجازية التي تضم أكثر من ألف بيت |©‬ ‫ضخم‬ ‫هذا الربان تجاربه الملاحية ني مصنف‬ ‫كان جده أيضا ملاحا مشهورا { و لم يؤثر عنه أية مؤلفات ز أما حفيده أحمد بن ماجد فقد عذً‬ ‫الاشارة اليها في‬ ‫أخرى مفقودة وردت‬ ‫له الباحثون ما يزيد على خمسة وعشرين مؤلفا غبر مؤلفات‬ ‫كتاب الفرائد ‪.‬‬ ‫انظر ‪ ،‬ابن ماجد ‪ :‬ثلاث أزهار ى ص ‏‪ ، ١٠٠ ، ٩٨ ، ٩٥ _ ٩٢٣‬أنور عبد العليم ‪ :‬نفس‬ ‫‪ 0 ١٨٨‬حوراني ‪:‬‬ ‫‪} ١٤٥ - ١٤٤‬‬ ‫‪، ١٤:‬‬ ‫‏‪_ ١٧٣٩ \ ٥٣ _ ٥٦٢ ،|“١٢‬‬ ‫!آ‪١٧‬‏ ‪-‬‬ ‫المرجع “ ص‬ ‫‏‪. ٢٨٢٣‬‬ ‫نفس الرجع ‪ 4‬ص‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫مهرة يدعى سليمان المهري ‪ ،‬كان ربانا قديرا من عرب الشحر }‬ ‫وله خمسة مصنفات في الملاحة أهمها المصنف الذي يسمى العمدة‬ ‫المهرية في ضبط العلوم البحرية‘ث ويرجع تأليفه الى عام ‪٩١٧‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ ٥١١‬‏م‪ . ١‬وله أيضا الملصنف الذي يسمى "المنهاج الفاخر في علم‬ ‫البحر الزاخر‘“ ‏(‪ ، )٤‬مما يدل دلالة قاطعة على شهرة العمانيين في‬ ‫الملاحة وركوب البحر طوال العصور الوسطى ‏({‪. )٨٠‬‬ ‫ولم تكن هذه المصنفات الملاحية التي ألفها ابن ماجد‬ ‫الأولى من نوعها في هذا الميدان ‪ ،‬فقد أشار‬ ‫وسليمان المهري هي‬ ‫خمسة‬ ‫بحوالي‬ ‫الرابع للهجرة © أي قبل ذلك‬ ‫القدسي فيفايلقرن‬ ‫قرون ‪ ،‬الى أنه رأي مع البحارة الذين كانوا يعملون وقتها في البحار‬ ‫الواصلة ما بين الصين وعمان وعدن والقلزم (السويس) & وغالبيتهم‬ ‫يقول انه رأي معهم دفاتر في وصف هذه البحار‬ ‫كانوا عمانيين‬ ‫وما فيها من جزائر ‪ 0‬وما يهب عليها من رياح وما تتعرض له من‬ ‫ظروف مناخية أخرى ك وأنهم كانوا (يتدارسونها ويعولون عليها‬ ‫ويعملون بما فيها‘‘ } و أنه أخذ من هذه الدفاتر واستفاد بما فيها في‬ ‫‏(‪. )١١‬‬ ‫تأليف كتابه‬ ‫واذا كان العمانيون على هذا النحو من المقدرة والشهرة في‬ ‫ركوب البحر فلا غرابة اذا قال بعض الباحثين من أن الطريق‬ ‫البحري الى الشرق الأقصى كاد أن يكون حكرا على رجال البحر‬ ‫‪. ١٤٧‬‬ ‫‏‪١٤٦‬‬ ‫‏(‪ )٤٩‬أنور عبد العلم ‪ :‬نفس المرجع ‏‘‪ ٤‬ص‬ ‫(‪ )٥٠‬ابن قتيبة ‪ :‬عيون الأخبار } دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت _ الطبعة الأولى ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٦‬م ‪ ،‬ج‪٢ ‎‬‬ ‫‪. ٢٢٠‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫المجلد الاول‬ ‫‪. ١١ © ١٠‬‬ ‫(‪ )٥١‬أحسن التقاسيم ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫العمانيين دون غيرهم ‪ ،‬وأن التجارات أصبحت في أيديهم حتى عام‬ ‫‪٦٤‬ه‪/‬‏ ‪٨٧٨‬م‏ حينا نهب المتمردون الصينيون مدينة كانتون‬ ‫وقضوا على الجاليات الأجنبية فيها ("ث) ‪ 3‬وأن ملاحي عمان‬ ‫وتجارها كانوا هم العناصر المؤثرة في ازدهار النشاط العربي الملاحي‬ ‫في المحيط الهندي ‪ .‬فمن صحار ومسقط والمواني العمانية الاخرى‬ ‫برز عدد كبير من الملاحين العمانيين الأكفاء الذين أوردنا أسماء‬ ‫بعضهم والذين سيطروا على التجارة البحرية مع الشرق الأقصى‬ ‫وافريقية الشرقية ("©) ‪ 3‬وكانوا أكثر مهارة من السيرافيين بل‬ ‫وكانوا يتفوقون عليهم ويسيطرون على معظم الطرق التجارية‬ ‫البحرية ل‪ .‬نهم كانوا ‪ :‬أمهر المسلمين عامة في فنون البحار في‬ ‫العصور لو _ ط ‪ :‬‏(‪. )٥٤‬‬ ‫وقد نتج عن ذلك كله أن أصبحت عمان بلدا بحريا من‬ ‫الطراز الاول في العصور الوسطى ‪ ،‬ففيها كانت تلتقي طرق التجارة‬ ‫العالمية © واليها كانت مراكب الصين والهند وغيرها تأتي محملة‬ ‫بأنواع التجارة (ث) } ومنها كانت تمر السفن القادمة من الخليج‬ ‫ومن عدن وشرقي افريقيا ‏(‪ & )٠٦‬واليها كان ياتي التجار اليهود‬ ‫القادمون من أوربا عن طريق انطاكية ثم نهر الفرات الى الأبلة ثم‬ ‫الى عدن والهند والصين ‪ ،‬وكان يقال هؤلاء اليهود الرهدانية أو‬ ‫‏‪. ٢٣‬‬ ‫‏‪ ، ١٤٠ _ ١٣٩‬عبد المنعم عامر ‪ :‬نافسلمرجع ص‬ ‫‏(‪ )٥٦٢‬المسعودي ‪ ::‬نفس المصدر ي ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‪. ٢٧‬‬ ‫(‪ )٥٢‬عبد المنعم عامر ‪ :‬نفس المرجع ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫‪ . ٦٤‬حسين مؤنص ‪ ::‬أطلس تاريخ الاسلام ‪ ،‬الزهراء للاعلام العربي‪© ‎‬‬ ‫(‪ (٥ ٤‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٩٥‬‬ ‫القاهرة } الطبععةة الأرل سنة ‪١٩٨٧‬م آ ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٤٢‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٥٥‬المسعودي ‪ :‬نفس المصدر‬ ‫‪. ١٠٧‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١٠٥‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()٥٦‬المصدر السابق « ج‪‎,‬‬ ‫_‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫الراذانية ى وذلك في القرن الثالث للهجرة‘“ ('ث) ‪ 0‬بل ان عمان‬ ‫كانت ملتقي لبعض التجار الذينكانوا يسلكون البر منحدرين من‬ ‫سمرقند فايسيا الى البصرة ومنها الى عمان ثم الى الصين © وذلك‬ ‫اذا ما كانت هناك اضطرابات سياسية تمنع هؤلاء التجار من التوجه‬ ‫من سمرقند رأسا الى الصين ‏(‪. )٢٨‬‬ ‫واذا كانت عمان قد أصبحت ملتقى لطرق التجارة العالمية‬ ‫على هذا النحو ‪ ،‬فان موانيها الهامة كانت المحطات الأمامية الرئيسية‬ ‫لهذه الطرق ‪ ،‬ولذلك ازدهرت هذه الموانيء وأصبحت من أهم‬ ‫المراكز التجارية طوال العصور الوسطى وخاصة في القرون الاربعة‬ ‫الأولى للهجرة ‪ ،‬نتيجة لما كانت تجنيه هذه الموانيء من أرباح وما‬ ‫كانت تحصله من مكوس وضرائب على التجارة الواردة اليها أو‬ ‫الصادرة منها ‪ 0‬فقد أخذ سلطان عمان عام ‪٣١٧‬ه‪/‬‏ ‪٩٢٩‬م‏‬ ‫مبلغ‬ ‫قدم بسفينته الى عمان‬ ‫حين‬ ‫من بزرك‬ ‫على سبيل المثال _‬ ‫ستائة ألف دينار كعشور على ما فيها مأنمتعة وسلع ‪ ،‬وترك لمن‬ ‫فيها من التجار عشورا تبلغ نحو مائة‪ 7‬دينار سامحهم فيها و لم‬ ‫بحصلها منهم "سوى ماسرق من العشور و لم يوقف عليه““({{‘‪)٨‬‏ }‬ ‫كا ورد في نفس العام ربان اخر من سرنديب الى عمان بلغ ما‬ ‫أخذ منه من عشور على بضاعته ستائة ألف دينار ‏(‪٦٠‬‬ ‫ونتج عن ذلك أن أصبحت عمان من أغنى بلدان العالم‬ ‫‏(‪ )٥٧‬ادم متز ‪ :‬الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري } تعريب د ‪ .‬محمد عبد الهادي أبو ريدة ‪،‬‬ ‫‏‪. ٣٧٢‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫دار الكتاب العري ‪ .‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬بدون تاريخ ‏‪ ٤‬ج‬ ‫‪. ١٤١‬‬ ‫(‪ )٥٨‬المسعودي ‪ :‬نفس المصدر ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٥٩‬بزرك ‪:‬نفس المصدر ث ص‪. ١٣٠ ‎‬‬ ‫‪. ١٣٣‬‬ ‫(‪ )٦٠‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫الاسلامي في العصور الوسطى ‪ ،‬يدل على ذلك ما كانت تدفعه‬ ‫من اتاوة لبغداد عام ‪٧‬ا‪٢٢٣‬ه‪/‬‏ ‪٨٥١‬م‏ & فقد دفعت لما في ذلك العام‬ ‫مبلغ ثلاثمائة ألف دينار ذهبا ‏(‪ © )٦١‬أو ما يعادل أربعة ملايين‬ ‫ونصف من الدارهم ‪ 4‬كا يدل عليه أيضا ما أهداه صاحب عمان‬ ‫الى الكعبة بعد عام ‏‪ ٤٢٠‬ه‪١٠٢٩ /‬م‏ فقد أهدى اليها محاريب‬ ‫زنة المحراب أزيد من قنطار فضة ‪ ،‬وقناديل فضية في نهاية الاحكام ‪3‬‬ ‫وسمرت المحاريب في جوف الكعبة مما يقابل بابها ‪ 0‬وذلك إثر أخذ‬ ‫أمير مكة أبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني لحلي الكعبة من‬ ‫المحاريب وغيرها‘“ (؟‪)٦‬‏ & مما يشير الى غنى عمان وإلى رواج‬ ‫حالتها المادية والاقتصادية & و لم يكن ذلك بطبيعة الحال الا نتيجة‬ ‫لنشاطها التجاري والبحري وسائر أنواع الأنشطة الاقتصادية‬ ‫سلع‬ ‫من‬ ‫نفسها‬ ‫عمان‬ ‫تنتجه‬ ‫لما كانت‬ ‫‏(‪ © )٦٣‬ونتيجة‬ ‫الاخرى‬ ‫هامة كانت تصدرها الى مختلف دول العالم في ذلك الحين ‪.‬‬ ‫فمن المعروف أن العالم القديم والوسيط كان بحاجة الى اللبان‬ ‫(البخور) لاستخدامه في المعابد والكنائس والقصور & وقد اشتهرت‬ ‫عمان بانتاج هذه السلعة منذ العصور القديمة وخاصة المنطقة‬ ‫الجنوبية التي كان لها أهمية بالغة في تلك الحقبة التي تلت عصر‬ ‫الاسكندر ‪ ،‬فقد أنشئ فيها ميناء سمهرم الذي أصبح ميناء تجاريا‬ ‫تؤمه السفن المسافرة الى الهند كا كان بها ميناء مرباط (في صلالة)‬ ‫‏(‪ )٦١‬ابن قدامة ‪ :‬الخراج ‪ 0‬ضمن كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة ‪ 0‬مكتبة المتنبي بغداد ‪ 3‬بدون‬ ‫‏‪. ٢٤٩‬‬ ‫تارخ ‪ 0‬ص‬ ‫‏(‪ )٦٢‬البكري ‪ :‬جزيرة العرب ‪ 0‬من كتابه أ'المسالك والممالك‘“ ث ذات السلاسل ‪ ،‬الكويت سنة‬ ‫‏‪. ٤١٣‬‬ ‫‏‪ ٣٨‬آ الحميري ‪ :‬نفس المصدر ‏‪ ٤3‬ص‬ ‫ص‬ ‫‪٧‬ا‪٩٧‬ام‏‬ ‫‏‪. ٨٥ _ ٨٤‬‬ ‫‏(‪ )٦٣‬ما يلز ‪ :‬نفس المرجع ث ص‬ ‫_‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫وهو من أوائل المواني العربية التي كانت تمر بها السفن القادمة رأسا‬ ‫من الصين والهند (ثث) ‪ ،‬ذلك أن سمهرم ومرباط كانا يصدر منهما‬ ‫البخور أو اللبان الذي تنتجه ظفار ‪ 0‬والذي كان يمثل عمود التجارة‬ ‫الأساسي في كل جنوب الجزيرة العربية منذ القدم ‪ 9‬والذي كانت‬ ‫‏(©‪©} )٦‬‬ ‫ظفار تعتبر الاولى في انتاجه في هذه المنطقة من بلاد العرب‬ ‫وتصدره الى دول العالم شرقا وغربا ‏({“‪. )٦‬‬ ‫واذا كانت عمان قد شاركت في التجارة العالمية على هذا‬ ‫لنحو كمصدرة لسلع هامة مثل البخور واثمور واللؤلؤ ‏{‪)٦‬‬ ‫‪ ،‬فانها كانت أيضا محط أنظار السفن التي كانت تاتيها حملة‬ ‫وغيرها‬ ‫والمسك والزعفران والعاج واللؤلؤ والديباج والياقوت‬ ‫بالعطور‬ ‫الأبنوس والنارجيل والصبر والحديد والرصاص والخيرزان‬ ‫وخشب‬ ‫والصندل والبلور والفلفل وغير ذلك مما كان يأتي من‬ ‫والخزف‬ ‫الصين والهند وشرقي افريقيا ‏‪. )٦٨‬‬ ‫تمارسها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫والوارد‬ ‫الصادر‬ ‫تجارة‬ ‫ال‬ ‫أشار‬ ‫وقد‬ ‫ان‬ ‫التاجر وغيره ‪:‬من الرحالة والجغرافيين ‪ .‬فقال‬ ‫{‪ ،‬سليمان‬ ‫عمان‬ ‫‪. ٢٢ © ١٠.‬‬ ‫(‪ )٦٤‬عبدالمنعم عامر ‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٦٥‬ابن عبد الحق ‪ :‬مراصد الامللاع على أسماء الأمكنة والبقاع ‪ ،‬تحقيق علي محمد البجاوي ‪ ،‬دار‬ ‫‏‪ ، ٩٠٤‬وندل فيلبس ‪ :‬رحلة الى‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫المعرفة ث بيروت } الطبعة الاولى ‪ ،‬سنة ‪١٩٥٤‬م‏ ش ج‬ ‫‏‪. ١٠٦١ ، ١٠١‬‬ ‫عمان } ترجمة حمد أمين عبد الله } وزارة التراث ‪ ،‬مسقط ‘‪ ،‬سنة ‪١٩٨١‬م‏ ى ص‬ ‫(‪ )٦٦‬الادريسي ‪ :‬نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ‪ 0‬نسخة بخط اليد ومصورة بمكتبة جامعة القاهرة‪& ‎‬‬ ‫‪. ١١‬‬ ‫‪ ٥‬ص‪‎‬‬ ‫الاعشى » ج‪‎‬‬ ‫‪ :‬صبح‬ ‫‪ ، ٣١‬القلقشندي‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‏‪ & ٣٢‬البكري ‪ :‬جزيرة‬ ‫‏‪ |\، ١٠١‬الاصطخري ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫ج‬ ‫‏(‪ )٦٧‬المسعودي ‪ :‬مروج الذهب‬ ‫‏‪. ٢٩٩‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‪ & ٣٦‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‬ ‫‏‪{ ٣٢٥‬‬ ‫العرب } ص‬ ‫(‪ )٦٨‬المقدسي ‪ :‬أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ‪ .‬ليدن } بريل ‪ 3‬الطبعة الثانية ى سنة‪١٩٦٧ ‎‬م ‪،‬‬ ‫‪. ٩٧‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٦١‬س‬ ‫معظم الأمتعة ومواد التجارة كانت تخرج من البصرة وعمان‬ ‫وغيرهما الى مدينة سيراف ؤ فتأً تي السفن الصينية منذ الزمنالقديم‬ ‫لتشحن البضائع من هذا الميناء ‪ 0‬ثم تعود مارة بساحل عمان‬ ‫ومسقط كي تتزود بالماء والمؤن استعدادا‬ ‫وتتوقف عند صحار‬ ‫للرحلة الطويلة الى بلاد الهند والصين ‏(<‪ 0 )٦“٩‬ولذلك كان يقال ان‬ ‫‏({‪. )٧٠‬‬ ‫لمسقط قدما فيالجزيرة العربية وقدما فيالهند‬ ‫وتعود هذه السفن وغيرها مرة أخرى الى عمان والى موانيها‬ ‫هذه‬ ‫ولذلك ازدحمت‬ ‫بالسلع والبضائع ‘‬ ‫محملة‬ ‫صحار‬ ‫وخاصة‬ ‫المدينة بالذات بالوافدين اليها من التجار الاجانب حتى قال ابن‬ ‫حوقل عنها انه كان بها من "التجار والتجارة ما لا يحصى‬ ‫‏(‪ 3 )٢١‬وقال عنها الحميري أيضا انه كان يجلب اليها جميع‬ ‫كثرة‘‬ ‫بضائع المهن & ومنها كان التجار يحملون سائر أنواع السلع لكل‬ ‫بلدة والى بلاد الهند والصين‘‘ ‪ 0‬ومنها كانت تسافر مراكب الصين‬ ‫في الزمن القديم ‏("‪ . )٢‬ولذلك لاغراية بعد أن رأينا هذا النشاط‬ ‫الملاحي والتجاري العظم { أن يقول المقدسي قولته المشهورة من‬ ‫أراد التجارة فعليه بعدن أو عمان أو مصر‘‘ ‏(‪ © )٢‬وأن يقول‬ ‫باربوسا البرتغالي الذي كان شاهد عيان على مدى ازدهار المواني‬ ‫العربية الجنوبية ان العالم كله لم يعرف حتى الآن تجارة أوسع‬ ‫‏‪ 0 ١٦١ _ ١٥‬حوراني { نفس‬ ‫‏‪ ١٨٤٥‬ث ص‬ ‫‏(‪ )٦٩‬سليمان التاجر ‪ :‬سلسلة التواريخ ‪ ،‬باريس سنة‬ ‫‏‪. ٢٠٨‬‬ ‫الرجع ء ص‬ ‫(‪ )٢٠‬وندل فيلبس ‪:‬انفلسمرجع ث ص‪. ١٤ ٨ ١٠ ‎‬‬ ‫‏‪ ١٩٧٩‬آ©‬ ‫ا سنة‬ ‫والممالك ‪ .‬مكتبة الحياة ‪ 0‬بيروت‬ ‫الأرض أو المسالك‬ ‫صورة‬ ‫ابن حوقل ‪ :‬كتاب‬ ‫‏(‪(٧١‬‬ ‫‏‪. ٤٥‬‬ ‫‏‪ ٤٤‬۔‬ ‫ص‬ ‫(‪ )٢٢‬الحميري ‪ :‬نفس المصدر ‪ .‬ص‪. ٢٥٥ _ ٢٥٤ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٢‬المقدسي ‪ :‬نفس المصدر ث ص‪. ٢٥ ‎‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫من تجارة هذا المكان أو أغنى‘“ (ئ‪)٢‬‏ } وأن يقول آدم متز في‬ ‫العصر الحديث ان عمان وسيراف وعدن أكبر مرافيء المملكة‬ ‫الاسلامية على المحيط الهندي ‪ ،‬وان البصرة والديبل وهرمز تليها في‬ ‫الأهمية ‏(‪. )٢٥‬‬ ‫وهكذا ترى معي كيف استفادت عمان من موقعها الجغرافي‬ ‫الهام على مدخل الخليج العربي الذي كان الشريان الرئيسي للتجارة‬ ‫العصور‬ ‫وطوال‬ ‫القديمة‬ ‫العصور‬ ‫منذ‬ ‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫الدولية بن‬ ‫الوسطى ‪ 9‬وكيف أنشأت عمان أسطولها التجاري البحري ‪8‬‬ ‫وكيف صار أهلها من أمهر الربابنة والنواخذة والتجار } ونبغ فيهم‬ ‫في‬ ‫عمان‬ ‫وكيف ساهمت‬ ‫}‬ ‫التاريخ أسماء بعضهم‬ ‫خلد‬ ‫كبير‬ ‫عدد‬ ‫[‬ ‫والنحاس‬ ‫واللبان‬ ‫من المر والبخور‬ ‫العالمية يما كانت تصدره‬ ‫التجارة‬ ‫وكيف ازدهرت الحياة على أرضها نتيجة للنشاط التجاري الكبير‬ ‫الذي مارسه أبناؤها سواء في استقبال السفن التجارية في موانيهم‬ ‫الهامة التي كانت من أعظم المراكز التجارية في العالم القديم وعالم‬ ‫العصور الوسطى ‪ .‬أو في الاشتغال بالملاحة البحرية والتجارة‬ ‫الشرق‬ ‫بلدان‬ ‫السلع من‬ ‫لاستيراد‬ ‫المعمورة‬ ‫والذهاب الى أقصى بلدان‬ ‫مما‬ ‫البحر المتوسط ‪.‬‬ ‫أوربا وحوصر‬ ‫بلدان‬ ‫ومبادلتها بسلع‬ ‫الأقصى‬ ‫اللى حد‬ ‫وأ نعش حيا تهم الاقتصادية‬ ‫الأموال‬ ‫من‬ ‫عليهم كثيرا‬ ‫در‬ ‫كبير ‪.‬‬ ‫واذا كان انتشار الاسلام مرتبطا بالتجارة كل الارتباط(‪)٧‬‏‬ ‫‏‪. ٢٧٤‬‬ ‫‏(‪ )٧٤‬دافدسون ‪ :‬نفس المرجع ث ص‬ ‫‪. ٤٣٢٧‬‬ ‫(‪ )٧٥‬الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري ض ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪, |.‬‬ ‫‪ : 7‬ح‪‎‬‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫اا‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪. .93 (٢٦1‬م ‪ 8691,‬م‬ ‫_‬ ‫‪٦٢٣‬‬ ‫واذا كان العمانيون كا رأينا من أنشط التجار والملاحين وأبرزهم‬ ‫في العصور القديمة والوسطى ‪ ،‬ونظرا لأنهم حملوا على أكتافهم أمانة‬ ‫الدعوة الى الاسلام في كل مكان وصلوا اليه ‪ ،‬سواء كانوا تجارا‬ ‫أو طلاب علم أو دعاة لمذهبهم خاصة وللاسلام عامة ث اذن‬ ‫لاعجب ان قلنا انهم ساهموا بنصيب الاسد في نشر هذا الدين الخاتم‬ ‫في كثير من انحاء المعمورة وخاصة في بلاد الهند وجنوب شرقي‬ ‫الل تفصيل كبير ‪.‬‬ ‫القول يحتاج‬ ‫افريقيا ‪ .‬وهذا‬ ‫شرقي‬ ‫اسيا ‪ 0‬وفي‬ ‫بلاد‬ ‫ف‬ ‫ونشرالاسلام‬ ‫والملاحة والتجارة‬ ‫_ العمانيون‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫المالديف ‪:‬‬ ‫وجزر‬ ‫اففد وسرنديب‬ ‫كان المدخل الى قيام العمانيين بنشر الاسلام في بلاد الهند‬ ‫وما جاورها من جزر هو النشاط الملاحي والتجاري ؤ ولذلك راينا‬ ‫أنه من المستحسن أن نبدأ بالحديث عن هذا النشاط ومظاهره‬ ‫وكيف أدى مع غيره من العوامل الأخرى الى نشر الاسلام ثم الى‬ ‫قيام سلطنات اسلامية في هذا البلاد ث ونشير من البداية الى أن‬ ‫عمان كان لها نشاط ملاحي وتجاري عظم مع كل الدول والبلدان‬ ‫التي تقع في طريق التجارة الذي يقع بين عمان والصين © وأولى‬ ‫البلدان هي بلاد الهند بطبيعة الحال ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫ما‬ ‫الهند الى‬ ‫مع‬ ‫والتجاري‬ ‫البحري‬ ‫العماني‬ ‫النشاط‬ ‫ويعود‬ ‫قبل الاسلام } بل الى ما قبل الميلاد ى ذلك أن سفن العمانيين‬ ‫وغيرهم من سكان جنوب جزيرة العرب كانت هي السفن الوحيدة‬ ‫التي تمخر عباب المحيط المندي & وكانت لهم بالهند جالية كبيرة على‬ ‫‪_ ٦٤‬‬ ‫سواحلها قرب نهر الهندوس ‪ ،‬وهي التي سماها الهنود عربيته أو‬ ‫عربتاك ‪ ،‬أي العرب ‪ ،‬ولما أرسل الاسكندر المقدوني قائد أسطوله‬ ‫نيارك لاستكشاف بحر الهند ‪ .‬وجد بسواحل جدروزيا (مكران‬ ‫والسند) آثارا دالة على وجود الملاحة العربية لذلك العهد © وعلى‬ ‫نفوذ العرب هناك في ذلك الحين ‪ .‬من ذلك أنه رأي أسماء عربية‬ ‫أطلقت على بعض المدن ‪ 0‬كما رأي سفنا عربية وربانا عربيا أرشده‬ ‫الى المسالك اللتىي تسلكه السفن في ذلك البحر ‪ ،‬كا سمع بكلمات‬ ‫عربية مثل كلمة جزيرة © واهتدى عند الساحل على مقربة من نهر‬ ‫الهندو س (السند) ال القوم الذين سبق أن أشرنا اليهم باسم عربتاك‬ ‫أو عربيته بما يفيد با ن الملاحة في البحر الهندي كانت با يدي العرب‬ ‫عرب‬ ‫وخاصة‬ ‫العرب‬ ‫سيطرة‬ ‫استمرت‬ ‫‏(‪ . )٢٢‬وقد‬ ‫قبل الميلاد‬ ‫الجنوب على الملاحة في بحر الهند حتى ظهور الاسلام وقيام الدولة‬ ‫نفوذها على كثير من أنحاء اسيا‬ ‫الاسلامية القوية التي بسطت‬ ‫وافريقيا وفتحت جزءا كبيرا من بلاد الهند ذاتها وهي بلاد السند‬ ‫جمهورية باكستان ‪ ،‬مما جعل الاتصال بين العرب‬ ‫فيما يعرف الآن‬ ‫والهنود أقوى وأشد تأثيرا ‪.‬‬ ‫والواقع أن بلاد الهند كانت في حاجة ماسة الى توطيد‬ ‫علاقاتها ببلاد العرب عامة وبعمان خاصة & اذ أن الهند كانت في‬ ‫حاجة شديدة الى اللبان (البخور) الذي كان يأتيها من عمان كا‬ ‫سبق القول ‪ ،‬كما أن حاجتها من العاج الافريقي كانت شديدة أيضا‬ ‫وكانت سفن عمان تنقل هذا العاج من ساحل شرقي افريقيا الى‬ ‫عمان نفسها أولا ومنها الى بلاد الهند ‪ .‬وكانت الهند تستهلك منه‬ ‫‪. ٤٠‬‬ ‫‪8 ٤٤٩‬‬ ‫‪} ٢٥‬‬ ‫اللرجع ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬نفس‬ ‫جيان‬ ‫(‪(٧٧‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٦١٥‬‬ ‫كميات كبيرة على الرغم مما فيها من أفيال ‪ 0‬ولكن الصناع النود‬ ‫كانوا يفضلون العاج الافريقي على عاج أفيالهم لأنه كان يمتاز بليونته‬ ‫التي كانت‬ ‫العروس‬ ‫منه أساور‬ ‫يصنعون‬ ‫تشكيله [ فكانوا‬ ‫وسهولة‬ ‫تحتم التقاليد أن تتحلى بالعاج من المعصم الى الكتف ‪ ،‬كا كانوا‬ ‫يصنعون منه أيضا مقابض السيوف والخناجر والخراب والشطرنج‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪)٧٨‬‬ ‫ذلك‬ ‫وغير‬ ‫وكانت الهند أيضا في حاجة الى الخيول العربية التي كانت‬ ‫كانت‬ ‫‏(‪ , )٩‬فقد‬ ‫على وجه الخصوص‬ ‫ومن ظفار‬ ‫تأتيها من عمان‬ ‫ظفار ولازالت تمتاز بكثرة مراعيها نظرا لسقوط الأمطار فيها لأكثر‬ ‫من ثلاثة أشهر في السنة ‪ ،‬مما جعلها مركزا لتربية وتجارة الخيول‬ ‫مع بلاد الهند ‏(‪ . )٨:‬وقد لاحظ ماركو بولو في القرن الثالث‬ ‫عشر للميلاد أهمية هذه التجارة ‪ 0‬وقال انها كانت أهم علاقة تجارية‬ ‫‏(‪. )٨١‬‬ ‫والهند‬ ‫بين عمان‬ ‫وكا كانت الهند تشتري من عمان اللبان والخيول والبلح ‪،‬‬ ‫فقد كانت تبيعها أقطان الهند الجيدة } والأقمشة والتوابل والعطور‬ ‫وخشب النارجيل جوز الهند‘“ اللازم لصناعة وبناء السفن ‪ .‬فقد‬ ‫كانت مراكب العمانيين تقصد ميناء الديبل بأمتعتها بوضائعها حيث‬ ‫تجد مراكب الصين والهند محملة بالثياب والأفاوه العطرية الهندية‬ ‫فيشترون ذلك جزافا لأنهم أهل يسار وأموالهم كثيرة‘“ ‏(‪. )٨٦‬‬ ‫(‪ )٧٨‬سليمان مالكي ‪ :‬سلطنة كلوة الاسلامية } دار النهضة العربية } القاهرة ث سنة ‪١٩٨٦‬م { ص‪. ٨٧ ، ٨٦ ‎‬‬ ‫‪. ٢٨٥‬‬ ‫‪ \، ١٠٦‬ابن بطوطة ‪ ،‬رحلته‪ ٤ ‎‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩‬ابن سعيد ‪ :‬كتاب الجغرافيا‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٧٠‬‬ ‫!‪{|.١‬‬ ‫‪١٩٨٤‬م ‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٨٠‬باولو كوستا ‪ :‬دراسة لمدينة ظفار ‪ 5‬وزارة التراث ‪ .‬مسقط ‪ ،‬سنة‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤٨‬‬ ‫(‪ )٨١‬ادم متز ‪ :‬نفس المرجع ث ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٥٠ }{“ ٢٤٩‬‬ ‫(‪ )٨٦٢‬الحميري ‪ :‬نفس المصدر‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٦٦‬س‬ ‫ذلك أن أهل صحار وقلهات وظفار كانوا يفضلون ارتداء الملابس‬ ‫المصنوعة من القطن المستورد من الهند ‪ 0‬كا كان غذاؤهم هو الارز‬ ‫‏(‪. )٨٢‬‬ ‫الهندي‬ ‫كانت السفن العمانية تقصد ساحل مالابار وهو الساحل‬ ‫الغربي لبلاد الهند حيث تعود الى عمان محملة بما أشرنا اليه من‬ ‫سلع } بجانب ما جلبته أيضا من شجر النارج والأترج المدور‬ ‫والنارجيل (جوز الهند) حيث قام العمانيون وزرعوا النوع الاول‬ ‫والثاني في بلادهم بعد الثلاثمائة للهجرة ‪ 0‬ثم نقلت زراعة النارنح‬ ‫من عمان الى البصرة والعراق والشام & يؤيد ذلك ما تذكره بعض‬ ‫‏‪/‬ه‪٢٢٣‬‬ ‫المراجع من أنه كان للخليفة العباسي القاهر ‏(‪٣٢٠‬‬ ‫‏‪ _ ٩٢‬‏)م‪ ٤٣٩‬بستان غرس فيه هذا الشجر الذي حمل اليه من‬ ‫البصرة وعمان مما حمل من أرض الهند (ئ‪)٨‬‏ ‪ .‬أما النوع الثاني وهو‬ ‫بلادهم‬ ‫ف‬ ‫الهند وزرعوه‬ ‫من‬ ‫العمانيون‬ ‫النارجيل فقد استورده‬ ‫شجر‬ ‫كا قلنا ورآه الرحالة ناصر خسرو في عمان في القرن الحادي عشر‬ ‫للميلاد (ث‪)٨‬‏ } كا ذكر ابن بطوطة بأن هذه الشجرة كانت تزرع‬ ‫‏`‪©} )٨‬‬ ‫‏‪ ١‬أي في القرن الرابع عشر للميلاد‬ ‫أيضا في ظفار في عصره‬ ‫كا ظهر في ظفار أيضا كثير من نباتات الهند الأخرى مثل الراح‬ ‫والتنبل ‏("‪. )٨‬‬ ‫ونظرا لهذه العلاقات التجارية الواسعة بين الهند وعمان ©‬ ‫‪. ٢٩٦‬‬ ‫‪،{ ٢٨٦‬‬ ‫‏‪. ٢٨٥‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٨٣‬ابن بطوطة ‪ :‬رحلته ‏‪ ٤‬ج‬ ‫‏‪. ٣٠٧ ، ٣٠٦‬‬ ‫‏(‪ )٨٤‬آدم متز ‪ :‬نفس المرجع‪ .‬ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪. ٢٤٦‬‬ ‫المرجع ‪ 4‬ص‬ ‫‏(‪ )٨٥‬حوراني ‪ :‬نفس‬ ‫‪. ٢٨٨‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٨٦‬ابن بطوطة ‪ :‬نفس المصدر‪ ..‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ١٦‬‬ ‫‪ ٥‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٨٧‬القلقشندي ‪ :‬نفس المصدر ! ج‪‎‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫فقد تكرر في المصادر ذكر وصول سفن عمان الى بلاد الهند }‬ ‫ووصول سفن الهند الى عمان ‪ .‬اذ يشير بزرك في أوائل القرن الرابع‬ ‫للهجرة‪ /‬العاشر للميلاد الى رحلات السفن بين سندبوار أو‬ ‫صيمور ‪( ،‬تشول ‪ ،‬جنوبي بمباي) وبين عمان ‪ .‬وكذلك من‬ ‫فنصور (في سومطرة) الى بلاد الهند ومنها الى ميناء ريسوت في‬ ‫عمان ‏(‪ 0 )٨٨‬كا يشير ياقوت الحموي الى أن أكثر سفن الهند‬ ‫ترسو بميناء قلهات العامر الآهل بالسكان الذي تمصر بعد الخمسائة‬ ‫للهجرة ‏(‪ 3 )٨٩‬كا يشير ابن بطوطة الى النشاط التجاري البحري‬ ‫المتبادل بين الهند وعمان فيقول إن السلطان بكويل سلطان مدينة‬ ‫جرفتن التي تقع على ساحل الملبار شمال قاليقوط والتي تسمى الآن‬ ‫كنانور ‪ 0‬له مراكب كثيرة تسافر الى عمان وفارس وامن ‏(©‪& )٠٠‬‬ ‫السفن‬ ‫وصول‬ ‫أشد الفرح عند‬ ‫كانوا يفرحون‬ ‫وأن أهل عمان‬ ‫القادمة من الهند الى بلادهم } لانهم ! أهل تجارة موعيشتهم مما يأ ت‬ ‫‏(‪. )٨{١‬‬ ‫اليهم في البحر الهندي““‬ ‫ويشير ابن بطوطة أيضا الى وصول السفن القادمة من‬ ‫قاليقوط الى ظفار ‪ 0‬ويقول إن حكام ظفار كانوا يبذلون غاية‬ ‫جهدهم في الترحيب بربابنة هذه السفن واكرامهم ومعاملتهم معاملة‬ ‫الأمراء ‪ .‬فقد كان الحاكم يرسل عبيده الى الساحل فيبحرون في‬ ‫صنبوق (قارب) الى السفينة القادمة "ومعهم الكسوة الكاملة‬ ‫لصاحب المركب أو وكيله وللربان وهو الرئيس ‪ ،‬وللكراني وهو‬ ‫‪. ١٤٤‬‬ ‫‪. ٩٠‬‬ ‫(‪ )٨٨‬عجائب الهند‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٩٢‬‬ ‫(‪ )٨٩‬معجم البلدان ‪ .‬ج‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦٤٢‬‬ ‫(‪ )٩٠‬رحلة ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٩٦‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٩١‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪‎‬‬ ‫‪٦١٨‬‬ ‫‏‪ ٠0‬وتضرب‬ ‫أفراس فيركبونها‬ ‫المركب ‪ .‬ويؤ تى اليهم بثلاث‬ ‫كاتب‬ ‫أمامهم الأطبال والأبواق من ساحل البحر الى دار السلطان ©‬ ‫فيسلمون على الوزير وأمير الجند ث وتبعث الضيافة لكل من‬ ‫بالمركب ثلاثا ‪ 0‬وبعد الثلاث يأكلون بدار السلطان ‪ 0‬وهم يفعلون‬ ‫‏(‪. )٠٨٢‬‬ ‫المراكب“‘‬ ‫ذلك استجلابا لاصحاب‬ ‫وبالمقابل كانت السفن العمانية ترسو بمواني الهند العديدة‬ ‫مثل ميناء تانه وفندرينا وكنباية وجرفتن & وكلها تقع على الساحل‬ ‫الغرني للهند المسمى بساحل ملبار ‏("‪ . )٢‬وكان العمانيون يأنون‬ ‫الى هذه الموانيء ببضائعهم أو بالبضائع الأحرى التي يوكلون في‬ ‫لأهل العراق © فينقلون‬ ‫وكلاء‬ ‫بعضهم يعملون‬ ‫بيعها ‪ 0‬إذ كان‬ ‫‏(‪. )١٩٤‬‬ ‫بسلع الهند الى العراق‬ ‫بضائعهم إلى الهند ويعودون‬ ‫ومما سهل عليهم هذا النشاط وجود بعض المنازل التي بناها‬ ‫العرب من عمانيين وغيرهم على الساحل الغربي لبلاد الهند ‪ 0‬وكان‬ ‫ميل } مما جعلها أشبه‬ ‫كل من هذه المنازل يبعد عن الآخر نصف‬ ‫بمحطات استراحة صغيرة } كان يؤمها التجار والرحالة العرب طلبا‬ ‫للراحة والتزود بالطعام والشراب وسائر ما يحتاجون اليه لرحلاتهم‬ ‫المقبلة مما سهل عليهم المرور بهذا الساحل الطويل (©ث‪)٢‬‏ } كا أدي‬ ‫الى زيادة نشاطهم التجاري بدرجة ملحوظة ‪.‬‬ ‫وقد أعانهم على زيادة هذا النشاط وعلى التواجد على أرض‬ ‫‪. ٢٨٦ { ٢٨٥‬‬ ‫(‪ )٩٦‬المصدر السابق ‪ 3‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٦٠‬‬ ‫&‬ ‫‪١٧٠٠١‬‬ ‫المصدر ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ، ٧٢٣‬ابن سعيد ‪ :‬نفس‬ ‫المصدر ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫)‪ (٩٣‬الادريسي ‪ :‬نفس‬ ‫(‪ )٩٤‬حسين المسري ‪ :‬تجارة العراق في العصر العباسي © مكتبة ذات السلاسل { العراق ‪ 9‬سنة‪١٩٨٦٢ ‎‬م ©‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦٣٩‬‬ ‫‪{ ٦٢٣٨‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٩٥‬ابن بطوطة ‪ :‬نفس المصدر‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫الهند ‪ .‬حب وتشجيع بعض حكام هذا الساحل للعرب على القدوم‬ ‫والعمل والسكن في بلادهم ‪ .‬فيذكر ابن بطوطة على سبيل المثال‬ ‫أن سلطان مدينة قاليقوط فتح بلاده لتجار العرب ‪ ،‬فكانت سفن‬ ‫أهل عمان والمن وفارس تأتي الى بلده التي كانت مجمعا هؤلاء‬ ‫التجار ولغيرهم من التجار القادمين من بلاد الصين وجاوة وسيلان‬ ‫والمهل (المالديف) ‪ ،‬كا أنه كان محبا للعرب فكان يستعين بهم في‬ ‫أعماله ودواوينه ‪ 5‬كا أنه أرسل أميرا عربيا يعرف بالسيد أبي الحسن‬ ‫باموال يستجلب بها من قدر عليه من العرب‘‘ لمحبته فهم ‏(`‪} )٢‬‬ ‫اذ كان نشاطهم بطبيعة الحال يعود عليه وعلى رعيته بالفوائد الجمة‬ ‫)‬ ‫والمال الوفير ‪.‬‬ ‫وقد تطور هذا الأمر أو هذا النشاط التجاري العماني المتزايد‬ ‫على أرض الهند ‪ ،‬الى استقرار كثير من التجار العمانيين في موانيء‬ ‫الهند وشاركوا الهندوس في سكني هذه المواني ‪ ،‬وبنوا فيها المنازل‬ ‫الجميلة ذات الأبواب الضخمة التي رآها ابن بطوطة وقال انها‬ ‫كأبواب مدينة © كا بنوا المساجد الرائعة وتنافسوا في ذلك منافسة‬ ‫‏(‪. )٩٧١‬‬ ‫المجاور ها‬ ‫لكل دار مسجدها‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫محمودة‬ ‫شديدة‬ ‫ونتج عن هذه الحركة النشطة في البناء والعمران التي تجلت على‬ ‫أيدي التجار العمانيين وغيرهم من تجار المسلمين } أن بدت هذه‬ ‫المدن متقنة البناء ‪ .‬حسنة المظهر ‪ 9‬واضحة العمارة ‏(‪ 9 )٢٨‬كا نتج‬ ‫عنها أمر جد خطير ‪ ،‬وهو أن هذه الدور تحولت بعد أن كثرت‬ ‫وتلاصقت الى مراكز تجارية كان يؤمها التجار العمانيون ويجعلون‬ ‫‏‪. ٦٥٢٠٠‬‬ ‫‏(‪ )٩٦‬المصدر السابق ! ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‪. ٦٢٠0‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٩٧‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ١٦٠‬‬ ‫‪، ١٠٥‬‬ ‫‪ \، ٧٣‬ابن سعيد ‪ :‬نفس المصدر ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٩٨‬الادريسي ‪ :‬نفس المصدر ‪ 3‬ص‪‎‬‬ ‫‪٧ ٠‬‬ ‫فيها الوكلاء ويتخذون فيها الخازن ({؟‪3)٠٢‬‏ ومن أشهر هذه‬ ‫وفندرينا ‪.‬‬ ‫المراكز ‪ :‬الديبل وصيمور‬ ‫أما ميناء الديبل التجاري الهام الذي يقع جنوب نهر السند ©‬ ‫فتذكر بعض المصادر والمراجع أن تجار عمان كانوا يقصدون هذا‬ ‫لميناء ء وتكاثروا فيه هم وغيرهم من المسلمين حتى أصبحوا‬ ‫يكونون جاليات عربية كبيرة العدد © وكان تجار عمان يشكلون‬ ‫أكبر عدد في هذه الجاليات } وكانوا هم التجار الرئيسيون الذين‬ ‫يعتمد عليهم أهل الديبل ‪ .‬ونظرا لكثرة وطول مدة بقائهم في هذا‬ ‫الميناء ‪ 0‬فقد انتشرت اللغة العربية بين كثير من أهلها حتى أصبح‬ ‫كلامهم سندي عربي“‘ ‏(‪ . )٠٠٠‬كا تواجد العمانيون أيضا في‬ ‫ميناء المنصورة ث وكان من بينهم أعلام كبار ومشهورون في عالم‬ ‫التجارة والرحلة والعلم © مثل الفضل بن جندب & وأني الحر على‬ ‫بن الحصين العنبري © وأبي عبيدة عبد الله بن القاسم الذين رحلوا‬ ‫منها الى مكة ‪ 0‬ورحل ثالثهم الى بلاد الصين ‏({‪. )١‬‬ ‫وجانب الديبل والمنصورة © فقد تواجد العمانيون في ميناء‬ ‫عام‬ ‫المسعودي‬ ‫شاهد‬ ‫كبيرة ‪ .‬وقد‬ ‫فيه مستوطنة‬ ‫وبنوا‬ ‫صيمور‬ ‫‪٣٠٤‬ه‪/‬‏ ‪٦٩١٦١‬م‏ هذه المستوطنة وقال انها كانت تضم الى جانب‬ ‫العمانيين نحوا من عشرة الاف من الوافدين الجدد الذين قدموا من‬ ‫عمان ذاتها ومن سيراف والبصرة وبغداد وغيرها ‪ ،‬بالاضافة الى‬ ‫(‪ )٩٩‬عبد الرحمن العاني ‪ :‬نفس المرجع ث ص‪. ٢٦ ، ٢٥ ‎‬‬ ‫‪٨5 ٤٧٩١‬‬ ‫ص‪ ، ٣٢٣ _ ٣٢٢٢ ‎‬المقدسي ‪ :‬نفس المصدر ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٠٠‬ابن حوقل ‪ :‬نفس المصدر‬ ‫الاصطخري ‪ :‬مسالك الممالك ص‪ . ١٧٥ ، ٢٥ ‎‬حسين المسري ‪ :‬ص‪. ٢٤٠ ‎‬‬ ‫‏(‪ )١٠١‬نور الدين السالمي ‪ :‬اللمعة المرضية من أشعة الأباضية ث مسقط ‪ ،‬وزارة التراث } الطبعة الثالثة‬ ‫‏‪. ١٦‬‬ ‫‏‪ ٩٨٢‬ام ‪ .‬ص‬ ‫سنة‬ ‫‪٧١١‬‬ ‫بعض التجار الذين ولدوا من نسب عربي في بلاد الهند ‏(‪. )١٠٢‬‬ ‫وكذلك كانت مدينة فندرينا التي تقع على ساحل ملبار بين كنانور‬ ‫وقاليقوط ‪ ،‬فقد كان بها ثلاث محلات أو مستوطنات اسلامية في‬ ‫كل منها مسجد بخلاف المسجد الجامع الرائع المقام على ساحل‬ ‫البحر © وقد ذكر ابن بطوطة أن بعض العمانيين استوطنوا هذه‬ ‫المدينة أو بالاحرى هذه المستوطنات التي كان قاضيها خوطيبها رجل‬ ‫من أهل عمان ‏("‘{‪. )١‬‬ ‫وقد زار ابن بطوطة المواني الأخرى الواقعة على ساحل ملبار‬ ‫في‬ ‫كو ل‬ ‫ميناء‬ ‫ال‬ ‫وينتهي‬ ‫الشمال‬ ‫ف‬ ‫صندابور‬ ‫ميناء‬ ‫عمتد من‬ ‫الذي‬ ‫الجنوب بطول مسيرة شهرين على ساحل البحر © وقد اشار الى‬ ‫أن صندابور كانت تتكون حين زيارته لها من مدينتين متميزتين ©‬ ‫احداهما قديمة بناها ويسكنها الهنود من غير المسلمين ‪ ،‬والأخرى‬ ‫فيها‬ ‫رأي‬ ‫وقد‬ ‫الذين فتحوها <‬ ‫المسلمون‬ ‫ويسكنها‬ ‫بناها‬ ‫حديثة‬ ‫غني يدعى‬ ‫بغداد } بناه تاجر‬ ‫جامعا كبيرا يشبه مساجد‬ ‫مسجدا‬ ‫رأى‬ ‫العمانيين ‪ .‬كا‬ ‫الملاحين‬ ‫‏(‪ } )٠٠٤‬لعله أحد‬ ‫حسن‬ ‫الناخوذة‬ ‫كثيرا من الجاليات العربية عند زيارته للمواني الهندية الأخرى مثل‬ ‫مدينة فاكنور التي كان بها جالية اسلامية يرأسها رجل يسمى‬ ‫حسين السلاط كان معينا من قبل حاكم المدينة الهندوسي الذي اتخذ‬ ‫أيضا رجلا مسلما يتول قيادة أسطوله المكون من ثلاثين‬ ‫سفينة ‏(©‪ . )١٠‬كا كانت توجد جالية أخرى مكونة من أكثر من‬ ‫‪. ٢١٦١‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٠٦١‬المسعودي ‪ :‬نفس المصدر ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦٤٤‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٠٣‬رحلة ابن بطوطة‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦٢٣‬‬ ‫‪٦٢٣٢‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٠٤‬المصدر السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦٤٠‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٠٥‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫أربعة آلاف مسلم يعيشون في ربض ماور لمدينة منجرور (ما‬ ‫نجالور) التي كان يفد اليها التجار من فارس واليمن & وكان سلطان‬ ‫المدينة الهندوسي يخشى هذه الحالية الكبيرة العدد ‪ .‬فكانت شبه‬ ‫بدر‬ ‫يدعى‬ ‫رجل‬ ‫قاضيها‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫قضاتها‬ ‫ولا‬ ‫حكامها‬ ‫لما‬ ‫مستقلة‬ ‫ئ‬ ‫العبري‬ ‫لكلمة‬ ‫تحريف‬ ‫المعبري‬ ‫‏(‪ & )١٠٦‬ولعل لقب‬ ‫الدين المعبري‬ ‫الآن ‪.‬‬ ‫حتى‬ ‫في عمان‬ ‫موجودة‬ ‫وهو اسم قبيلة ما زالت‬ ‫علاقات تجارية واسعة كما ترى قامت بين عمان والهند }‬ ‫قدوم‬ ‫عماني كبير قام نتيجة لهذه العلاقات وظهر واضحا ف‬ ‫ووجود‬ ‫ببضائعهم [‬ ‫التجار العمانيين‬ ‫بسفنهم [ وفي قدوم‬ ‫الملاحين العمانيين‬ ‫وفي بناء هؤلاء التجار للمنازل والمراكز التجارية ‪ 3‬وفي قيام‬ ‫أدى الى تقدم الحركة الاسلامية في هذه البلاد الى حد كبير &‬ ‫وخاصة أنه أتى مع هؤلاء التجار العمانيين والملاحين العمانيين‬ ‫وغيرهم أو في أعقابهم ‪ 0‬عدد كبير من العلماء والمدرسين والدعاة‬ ‫والصوفية الذين التقى ابن بطوطة بكثير منهم في أماكن مختلفة في‬ ‫بلاد الهند ‪ .‬حيث أقاموا المساجد والزوايا التي كانوا يتخذونها‬ ‫مركزا لنشر الاسلام بين الهنود & وموئلا لاستقبال المهاجرين من‬ ‫‪.‬‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫شجع المجرة‬ ‫‏(‪ )١٠٧‬ح مما‬ ‫المسلمين‬ ‫فقد وفدت اليها أعداد متتالية من المهاجرين من بلاد العرب‬ ‫التجار‬ ‫من‬ ‫الوافدين‬ ‫هؤلاء‬ ‫معظم‬ ‫وكان‬ ‫هناك‬ ‫واستقرت‬ ‫وفارس‬ ‫التجار والدعاة تقدم‬ ‫وجود‬ ‫‪ 0‬وعن‬ ‫المجرة‬ ‫هذه‬ ‫‪ .‬ونتج عن‬ ‫والدعاة‬ ‫‪. ١٤١‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٠٦‬المصدر‬ ‫‪. ٦٥٠٠ ،{ ٣٦٤‬‬ ‫(‪ )١٠٧‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٧٢٣‬‬ ‫الهند } بالاضافة‬ ‫هضبة الدكن ‪ ،‬وفي جنوب‬ ‫في انتشار الاسلام ف‬ ‫الى السواحل التي كان قد تحول معظم سكانها الى الاسلام قبل‬ ‫مجيء البرتغاليين ‪ .‬وقد لمس البرتغاليون بعد أن وضعوا أقدامهم في‬ ‫قاليقوط عام ‏‪٩ ٠ ٤‬ه‪ ٤٩٨ /‬‏م‪ ١‬ما كان للاسلام وللعرب المستقرين‬ ‫هناك من نفوذ قوي وفعالية كبيرة كان لها أثرها في تشجيع حاكم‬ ‫هذه المدينة على مقاومتهم بعد أن كان هذا الحاكم قد وعد فاسكو‬ ‫دي جاما بالمسالمة والمهادنة ‪ 0‬ولذلك وضعوا نصب أعينهم القضاء‬ ‫‏(‪. )١٠٨‬‬ ‫بكل و سيلة‬ ‫ومما ساعد أيضا على انتشار الاسلام ببدين الهنود أن سكان‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫التي أقامها العمانيون‬ ‫التجارية‬ ‫والمراكز‬ ‫المستوطنات‬ ‫العرب والمسلمين كانوا يستقرون فيها لمدد طويلة ‪ 0‬وكان بعضهم‬ ‫يستقرون فيها نهائيا ‪ 0‬ويصاهرون السكان المحليين ويتخذون لغتهم‬ ‫[ وبذلك‬ ‫مع الاسلام‬ ‫عاداتهم وتقاليدهم التي لا تتنافى‬ ‫من‬ ‫وكثيرا‬ ‫كانوا مؤهلين تماما كدعاة لنشر الاسلام في هذه البلاد ‪ 0‬وخاصة‬ ‫الوافدين المستقرين [ وأيضا‬ ‫من هؤلاء‬ ‫اللافي تروجن‬ ‫بين الهنديات‬ ‫بين الهنود الذين ارتبطوا معهم بعلاقات تبارية ‏(“‪ } )١٠‬أو عملوا‬ ‫لديهم في منازلهم أو حوانيتهم ‪ 0‬أو فنىيقل سلعهم من مكان الى‬ ‫ولاشك‬ ‫شحنها بالبضائع الهندية ‪.‬‬ ‫سفنهم أو‬ ‫آخر ‪ .‬أو فىي تفريغ‬ ‫انتشر كثيرا بين هذه الفئات من الهنود حتى أن الساحل‬ ‫أن الاسلام‬ ‫‪.‬‬ ‫كا أشرنا كان قد عمه الاسلام قبيل مجي ال‬ ‫‪. ٢٥٠١‬‬ ‫‪}{ ٢٥٠٥٠‬‬ ‫‪ :‬نفس المصدر “ ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٠٨‬جيان‬ ‫‏‪ ، ٤٤٥ 0 ٤٠٣‬ستو دارد ‪:‬حاضر العالم الاسلامي } ترجمة وتعليق‬ ‫‏(‪ )١٠٩‬أرنولد ‪ :‬نفس المرجع ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏‪. ٣٦١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ ٤‬ج‬ ‫أرسلان ‪ 0‬دار الفكر العربي © القاهرة ‪ 4‬سنة ‪١٩٣٣‬م‬ ‫واضافة شكيب‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫وقد ساعد على تقدم الحركة الاسلامية في الساحل والداخل‬ ‫والتي كان للعمانيين فيها القدح المعلي عوامل أخرى ترتبط بأحوال‬ ‫الهنود أنفسهم © منها سوء أحوالهم الاجتاعية الذي يرجع الى‬ ‫نظامهم الطبقي المقيت وسيطرة رجال الدين على الناس واستغلالهم‬ ‫مصلحتهم ‪ .‬والاهانات والاحتقار الذي تعرضت له الطبقات الدنيا‬ ‫على أيدي اخوانهم في الدين ‪ ،‬وكذلك العراقيل التي وقفت سدا‬ ‫منيعا ضد أي فريق من هذه الطبقات كان يرغب في تحسين حالته‬ ‫الاجتاعية ‪ .‬وقد سهلت هذه الأحوال عملية التحول الى الاسلام‬ ‫بين كثير من الهنود نظرا للمزايا العديدة التي كان يقدمها الاسلام‬ ‫لأمنال هذه الطبقات البائسة اليائسة ء وخاصة طبقتي "‬ ‫والشنار ‪5‬ه‪٦‬هرح‏ اللتين بقيتا في أحط دركات المجتمع‬ ‫‪50‬‬ ‫الهندو كي ‪ ،‬وكانتا في حالة من الذلة والاستعباد لا يوجد لها نظير ‪8‬‬ ‫ولذلك كان تغيير الدين عند هؤلاء الناس هو السبيل الوحيد الممهد‬ ‫لا يعترف‬ ‫الذي‬ ‫‏(‪ 3 )١١٠‬فرحبوا بديانة الاسلام‬ ‫أمامهم للخلاص‬ ‫بالطبقية والذي يقر مبدأ المساواة بين الناس جميعا } ولا يفرق بين‬ ‫انسان وآخر على أساس الجنس أو العنصر أو اللون أو الوضع‬ ‫الاجتاعي أو المالي ث ومن ثم انتشر الاسلام في كل مكان وصله‬ ‫تاجر أو داعية أو فقيه مسلم ‪ 0‬وخاصة فيسواحل الهند وهضبة‬ ‫الدكن وغيرها من أنحاء الهند وأقابمها العديدة ‪ 3‬مثل البنغال التي‬ ‫انتز ع الاسلام السواد الأعظم من سكانها وخاصة طبقة الفقراء‬ ‫والعشائر الذليلة التي قدم ها الاسلام مثلا أسمى للأخوة الانسانية‬ ‫‏(‪ & )١‬يعطيها حقها‬ ‫ومنفذا حرا تنفذ منه الى نظام اجتماعي جديد‬ ‫‏‪. ٣٢٧ ، ٣٢٣‬‬ ‫‏(‪ )١١٠‬أرنولد ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٢١٤‬‬ ‫‏(‪ )١١١‬المرجع السابق ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫في المساواة والحرية والكرامة الانسانية ‪.‬‬ ‫كل هذه الأحوال والعوامل أدت الى انتشار الاسلام بين‬ ‫عدد كبير من الهنود سواء في الساحل أم في الداخل ‪ .‬ففي مدينة‬ ‫هذه المدينة وغيرها من‬ ‫صيمور وفي مملكة البلهرا التي كانت تشمل‬ ‫مدن الساحل الغربي للهند مثل قامهل وكنباية وسوبارة وسندان‬ ‫وبسمد ‪ ،‬كانت الحركة الاسلامية دافقة } فكانت أحكام المسلمين‬ ‫فيها ظاهرة } ولا يحكمهم الا حاكم مسلم يعينه ملك بلهرا ‪ 0‬وكانت‬ ‫لهم مساجدهم الكثيرة التي كانت تجمع فيها الجمعات وتقام فيها‬ ‫الصلوات © وتنشر فيها الدعوة الى الاسلام ‏(!‪ )١١‬ث ساعد على‬ ‫ذلك علاقة الود والمحبة التي ربطت بين ملك هذه المملكة وأهلها‬ ‫وعبادها وزهادها من جانب ‪ ،‬وبين العرب من جانب اخر(‪)!١٢‬‏ ‪.‬‬ ‫ويذكر سليمان التاجر أنه لم يكن هناك من الملوك الهنود من هو‬ ‫أشد حبا للعرب من هذا الملك وأهل مملكته (ثا‪)١‬‏ الذين كانوا‬ ‫يعتقدون أن طول مدة حكم ملوكهم التي كانت تبلغ عند الواحد‬ ‫بفضل اكرامهم‬ ‫منهم الاربعين والخمسين عاما ‪ ،‬انما كانت‬ ‫‏(‪ & )١١‬ولذلك كان ملكهم يرحب بتجار المسلمين‬ ‫للمسلمين‬ ‫ويكرمهم غاية الاكرام ويعمل على حمايتهم والمحافظة عليهم وعلى‪,‬‬ ‫تجارتهم ‏(‪ } )٢١٦‬و لم يلبث هذا الملك أن اعتنق الاسلام وفتح بلاده‬ ‫‏(‪ } )١١‬وأصبحت الدراهم الطاهرية التي كان‬ ‫للتجار المسلمين‬ ‫‏‪. ١٧٦١ { ١٧٣ _ ١٧٢‬‬ ‫‏(‪ )١١٦‬الاصطخري ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ١٠٥٥١‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١١٣‬بزرك‬ ‫‏(‪ )١١٤‬سلسلة التواريخ ‏‪ ٤‬ص ‏‪ ، ٢٨ ،{ ٢٢٧‬وبلهرا لفظ يعني ملك ملوك المند ‪.‬‬ ‫‏‪. ٧١‬‬ ‫(‪ )١١٦‬الادريسي ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١١٥‬المسعودي ‪ :‬ج ‏‪ ١‬ص ‏‪. ١٧٥‬‬ ‫‏(‪ )١١٧‬محمد رشيد الفيل ‪ :‬أثر التجارة والرحلة في تطوير المعرفة الجغرافية عند العرب ‪ ،‬بحث في كتاب‬ ‫‏‪. ٥٦‬‬ ‫‏‪ ٤٦٦‬هامش‬ ‫بحوث المؤتمر الجغراني الاسلامي الاول ى ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫هي العملة التي يتعامل بها‬ ‫الدرهم الواحد منها يزن درهما ونصف‬ ‫يدفع منه رواتب الجنود‬ ‫بيت مال‬ ‫الناس في مملكته ‪ 9‬كا اتخذ‬ ‫وانتشرت المساجد التي‬ ‫‏(“‪© )١‬‬ ‫كفعل المسلمين بجنودهم‘ث‬ ‫وتقام الجمعات بالاذان‬ ‫والجمع‬ ‫اكانت تقام فيها الصلوات‬ ‫الاسلام بين هنود هذه‬ ‫على انتشار‬ ‫والاعلام‘ف ‏(“‪ & )١‬مما يدل‬ ‫المملكة بدرجة كبيرة ‪.‬‬ ‫وقد حظي الذين دخلوا في الاسلام من أهالي هذه البلاد‬ ‫بالاحترام والتقدير اللذين حظي التجار الغرباء بهما أيضا © مع أنهم‬ ‫كانوا قبل اسلامهم ينتمون الى أحط طبقة في المجتمع ‏(‘‪ )١٧٢٠‬ؤ مما‬ ‫دفع بالحركة الاسلامية دفعات كبيرة بين الهنود ملوكا ورعية }‬ ‫يسميه‬ ‫والذي‬ ‫قاليقوط‬ ‫حاك‬ ‫الساموري‬ ‫أو‬ ‫السامري‬ ‫أن‬ ‫لدرجة‬ ‫البرتغاليون باسم الزامورين } والذي كان أحد كبار أنصار المتاجرة‬ ‫مع العرب © شجع الناس على الدخول في الاسلام كا قيل بأنه أمر‬ ‫بان يكون في كل أسرة من صيادي السمك في بلاده فرد أو أكثر‬ ‫من الذكور ينشأون تنشئة اسلامية ‪ ،‬فازاد انتشار الاسلام أكثر من‬ ‫ذي قبل بين طوائف وجماعات عديدة من شعب الهند مثل جماعة‬ ‫الذين كانوا يسكنون ساحل الملبار ث والذين‬ ‫المابلا هه‬ ‫انتشر الاسلام بينهم منذ القرن الثامن للميلاد © والذي كانوا يؤلفون‬ ‫خمس سكان ساحل الملبار في مستهل القرن السادس عشر ‏«‪. )١{!١‬‬ ‫(‪ )١١٨‬المسعودي ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪. ١٧٥١ ‎‬‬ ‫‪. ٩٧‬‬ ‫‪ ٣٧٠ _ ٣٦٩‬آ القزويني ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١١٩‬المصدر السابق ج ج‪ ١ ‎‬ص‪ ، ١٧٥ ‎‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٩٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (١٦٠‬أرنولد‬ ‫‪. ٢٩٨‬‬ ‫‪{ ٢٩٦‬‬ ‫(‪ ()١٦١‬المرجع السابق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫ويحرص هؤلاء المابلا على تأكيد الروابط التي تجمعهم‬ ‫بالتجار العمانيين الذين كانوا سبب اسلامهم ‪ ،‬فيقولون انهم‬ ‫ينحدرون من أنجال هؤلاء التجار المسلمين الذين أقاموا في بلادهم‬ ‫منذ أزمنة بعيدة © ويدللون على ذلك بأن أحد ملوك الهندوكيين‬ ‫واسمه عبد الرحمن رحل الى ظفار في عام ‪٦٢١٦‬ه‪/‬‏ ‪٧٢٧‬م‏ ‪ ،‬وتوفي‬ ‫بها بعد ذلك بأربع سنوات ؤ ويقولون بأنه يوجد قبر له في‬ ‫ظفار منقوش عليه اسمه وتاريخ وفاته ‏(‪. )١٧٦٢٢‬‬ ‫همى‬ ‫وبجانب المابلا ‪ 3‬توجد أيضا جماعة الرفوتان‬ ‫في جنوب بلاد الهند ‪ 3‬وقد دخلت هذه الجماعة في الاسلام منذ‬ ‫وقت مبكر } ويعزون دخولهم في الاسلام الى تعالم الدعاة الذين‬ ‫ما زالوا يجدون قبورهم حتى الوقت الحاضر ‏(!{‪. )٨‬‬ ‫ومن السلطنات الهندوكية التي دخل سلطانها في الاسلام قبل‬ ‫عصر ابن بطوطة & سلطنة جرفتن (كنانور الآن) التي تقع شمال‬ ‫مدينة جرفتن عدة مدن أخرى‬ ‫قاليقوط والتي تضم بالاضافة الى‬ ‫ابن بطوطة هذه السلطنة وقال‬ ‫مثل ده فتن ‪ ،‬وبدفتن ‪ .‬وقد زار‬ ‫من أكبر سلاطين ساحل الملبار‬ ‫إن سلطانها يسمى بكويل ‪ ،‬وهو‬ ‫عمان وفارس واليمن (ا‪)١٧٢‬‏ }‬ ‫وله مراكب كثيرة تسافر الى‬ ‫جد والد هذا السلطان في قصة‬ ‫ويتحدث ابن بطوطة عن اسلام‬ ‫شجرة خضراء تسمى (درخت‬ ‫طريفة شبة أسطورية تدور حول‬ ‫الشهادة) ‪ .‬كانت موجودة أمام الباين الأعظم الذي يبدو من كلام‬ ‫‏‪. ٢٩٨ _ ٢٩٧‬‬ ‫‏(‪ )١٢٦‬المرجع السابق ‪ .‬ص‬ ‫‪. ٢٩٩‬‬ ‫(‪ )١٢٣‬المر جع السابق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٤٢‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٤‬رحلة ابن بطوطة‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫ابن بطوطة أنه بيت أو معبد صنمهم الكبير ‪ 0‬ويقول إنه في زمن‬ ‫الخريف من كل عام كانت تسقط ورقة واحدة من هذه الشجرة‬ ‫بعد أن يتحول لونها الى الصفرة ثم الى الحمرة ويكون مكتوب عليها‬ ‫بقلم القدرة ‪ 30‬لا اله الا الله محمد رسول اللهثث ‪.‬وكان يجلس‬ ‫تحت هذه الشجرة الثقات من المسلمين والكفار © فاذا سقطت هذه‬ ‫خزانة‬ ‫الآخر وأودع‬ ‫النصف‬ ‫وأخذ‬ ‫نصفها‬ ‫المسلمون‬ ‫الورقةقة أخذ‬ ‫سلطان المدينة الكافر } ولما كان هذا السلطان الكافر _ جد والد‬ ‫بكويل _ يقرأ الخط العربي ‪ ،‬فقد قرأها وفهم ما فيها فأسلم‬ ‫وحسن اسلامه وبني مسجدا فخما أمام هذه الشجرة بارزاء الباين‬ ‫الأعظم الذي يبدو أنه لم يهدمه بدليل رؤية ابن بطوطة له ‪ ،‬أو‬ ‫ربما هدمه ثم بناء أحد أولاده الذي كان قد ارتد عن الاسلام بعد‬ ‫وفاة أبيه لسبب لم يذكره لنا ابن بطوطة ‪ ،‬وقام باقتلاع الشجرة‬ ‫مأنصلها ‪ ،‬ولكنها لم تلبث أن نبتت من جديد وعادت كأحسن‬ ‫ما كانت وهلك هذا الكافر سريعا‘“ ‪ .‬ويقول ابن بطوطة ان قصة‬ ‫فقهائها‬ ‫المدينة وعن‬ ‫هذه‬ ‫متواترة عن سكان‬ ‫قصة‬ ‫هذه الشجرة‬ ‫وشيوخها (ث‪)١٢‬‏ ‪.‬‬ ‫الكافر‬ ‫هذا السلطان‬ ‫هلاك‬ ‫سرعة‬ ‫عن‬ ‫ويفهم من كلامه‬ ‫الذي اقتلعها أن من خلفه كان مسلما وخاصة بعد أن رأي بعينيه‬ ‫سرعة هلاك سلفه الكافر ث وكأن ذلك كان انتقاما من الله على‬ ‫ما فعل باقتلاع الشجرة ‪ ،‬أما بقاء الباين الأعظم ‪ ،‬فلأن أهل هذه‬ ‫السلطنة ‪ 7‬يكونوا كلهم على الاسلام } فبقاء هذا المعبد الوثني كان‬ ‫للهنود غير المسلمين الذين كانوا يمارسون فيه شعائرهم الدينية كا‬ ‫‪. ٦٤٣‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٥‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪٧٩١‬‬ ‫هي العادة في معظم السلطنات والبلدان الاسلامية الثنائية الدين ©‬ ‫والدليل على ذلك أن إحدى مدن هذه السلطنة ‪ .‬وهي مدينة‬ ‫مبني‬ ‫مسجد‬ ‫وجود‬ ‫رغم‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫بها ‏‪ ١‬حد‬ ‫يكن‬ ‫ل‬ ‫ئ‬ ‫بدفتن‬ ‫خارجها قرب ساحل البحر } كان الهدف من بنائه أن يكون موئلا‬ ‫للغرباء من المسلمين الذين يمرون بهذه المدينة سواء للتجارة أو‬ ‫غيرها ‏(“‪ & )١٢٦‬فالاسلام لم يعم هذه السلطنة كما هو الحال في‬ ‫معظم المدن والسلطنات الاسلامية الأخرى التي قامت على سواحل‬ ‫بلاد الهند ‪.‬‬ ‫اللبار‬ ‫التي قامت على ساحل‬ ‫ومن هذه السلطنات‬ ‫واصطبغت بالصبغة الاسلامية الخالصة } بمعنى أن سلطانها ومعظم‬ ‫أهلها كانوا مسلمين ‪ 9‬سلطنة هنور الاسلامية حيث يقول ابن‬ ‫بطوطة ان أهلها كانوا ؛”شافعية المذهب لهم صلاح ودين وجهاد‬ ‫في البحر وقوة‘“ (‪"٧‬آ‪)١‬‏ ‪ ،‬كا يخبرنا بان حاكمها عربي مسلم هو‬ ‫السلطان جمال الدين محمد ابن الناخوذة حسن ‪ ،‬وهو ذلك الملاح‬ ‫الغني الذي بني مسجدا كبيرا يشبه مساجد بغداد في مدينة‬ ‫صندابور كا سبق القول ‪ .‬ولما كان معاش أهل هنور من التجارة ©‬ ‫ولازرع لهم كما يقول ابن بطوطة ‏‪ 3 0١٦٨‬فمن المحتمل أن يكون‬ ‫الناخوذة حسن هذا هو أحد النواخيذ العمانيين الذين كانوا ياتون‬ ‫ال هذه البلاد بسفنهم أكثر من غيرهم من نواخيذ البلدان الاسلامية‬ ‫الاخرى ‪.‬‬ ‫‏‪. ٦١٤٣‬‬ ‫‏(‪ )١٢٦‬المصدر السابق ‏‪ ٤‬ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‪. ٦٢٤‬‬ ‫(‪ )١٢٧‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٢٥‬‬ ‫(‪ )١٢٨‬المصدر السابق ج ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٨٠١‬‬ ‫فسلطنة هنور سلطنة عربية _ أو بالأحرى عربية في بيتها‬ ‫الحاكم على الأقل } فسلطانها عربي امن أصل عماني على أرجح‬ ‫الاحتمالات ‪ .‬وقد وصف ابن بطوطة المظاهر الاسلامية التي راها‬ ‫في هذه السلطنة ‪ 0‬فقال عن السلطان جمال الدين محمد انه كان‬ ‫الصلاة في الجماعة ث وكان من عادته أن يأتي الى‬ ‫مواظبا على‬ ‫الصبح ‪ ،‬فيتلو في المصحف حتى يطلع الفجر فيصلي ©‬ ‫المسجد قبل‬ ‫المدينة ويعود منها الى المسجد مرة ثانية عند الضحى ©‬ ‫شم يخرج الى‬ ‫الضحى [©} ن يدخل قصره ‪ ،‬كإ انه كان يصوم‬ ‫فيصلي فيه صلاة‬ ‫الأيام البيض & أي الأيام المحصورة بين اليوم الثاني عشر والسادس‬ ‫عشر من الشهر القمري ‪ ،‬وهي الأيام التي يشتد فيها ضوء القمر ©‬ ‫بطبيعة‬ ‫رمضان‬ ‫لشهر‬ ‫صيامه‬ ‫بخلاف‬ ‫شهريا‬ ‫ذلك‬ ‫يفعل‬ ‫وكان‬ ‫الفقهاء والعلماء‬ ‫الحال ‪ 3‬كا انه كان لا يتناول طعامه الا بحضور‬ ‫والقاضي والخطيب © وكان يقص شعره ويلف على رأسه عمامة‬ ‫صغيرة واذا ركب لبس قباء والتحف بملحفتين فوقه } وتضرب بين‬ ‫يديه طبول وأبواق يحملها بعض الرجال <؟‪)١٠٢‬‏ ‪ 3‬وهي صورة لا‬ ‫تختلف كثيرا عن صورة سلاطين المسلمين في الممالك الاسلامية‬ ‫الأخرى سواء في بلاد العرب أم في البلاد الاسلامية في افريقيا‬ ‫وآسيا ‪.‬‬ ‫وقد انفعل هذا السلطان انفعالا قويا بالتقاليد الاسلامية حتى‬ ‫انه حمل لواء الجهاد ضد سلطنة صندابور الهندوكية } منتهزا فرصة‬ ‫بدوره‬ ‫بين سلطانها وبين ابنه الذي كتب‬ ‫خلاف كان قد نشب‬ ‫للسلطان جمال الدين بأن يتوجه لفتح صندابور } ووعده بالمساعدة‬ ‫‪. ٦١٢٦‬‬ ‫‪٦٢٥‬‬ ‫‪ ٦٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٩‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‏‪ ٨١‬س‬ ‫في هذا الفتح ‪ ،‬وأنه سيعلن إسلامه ‪ ،‬ويزوجه السلطان جمال الدين‬ ‫أخته ‪ 3‬وذلك حتى تزداد أواصر المودة بين هذا السلطان وبين ابن‬ ‫سلطان صندابور الخائن لأبيه ‪ .‬وقد استجاب السلطان جمال الدين‬ ‫معه‬ ‫حر ج‬ ‫الذي‬ ‫ابن بطو طة‬ ‫معه‬ ‫واصطحب‬ ‫©‬ ‫بنفسه‬ ‫السلطان‬ ‫واهل صندابور‬ ‫سلطان‬ ‫‪ .‬ورغم استعداد‬ ‫سبيل الله‬ ‫ف‬ ‫الجهاد‬ ‫بهدف‬ ‫للسفن الغازية بالمنجنيقات ى الا أن جمال الدين‬ ‫الهندو س وضربهم‬ ‫تمكن من احراز نصر كبير واقتحم المدينة في الثالث عشر من‬ ‫جمادي الاولى عام ‪٧٤٣‬ه‪ /‬‏‪ ١٥‬أكتوبر عام ‏‪ ٤٢‬‏م‪ ٣١‬ورمي النار‬ ‫بقصر السلطان ليخر ج من لجا اليه من الجنود الفارين من ميدان‬ ‫نساءهم‬ ‫عليهم‬ ‫ورد‬ ‫الامان‬ ‫اعطاهم‬ ‫خر جوا‬ ‫ولما‬ ‫المعركة ئ‬ ‫المدينة ئ‬ ‫بر بصضص‬ ‫وأسكنهم‬ ‫[‬ ‫نحو عشر ة آلاف‬ ‫و كانوا‬ ‫وأولادهم ئ‬ ‫واهل‬ ‫حندذه‪٥‬‏‬ ‫على‬ ‫الديار‬ ‫ووزع‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫سكنا‬ ‫له‬ ‫القصر‬ ‫واتخذ‬ ‫‏(‪. )١٣٠‬‬ ‫دولته‬ ‫ويبدو أن سلطان صندابور الذي كان قد هرب إثر اقتحام‬ ‫القوات الغازية لمدينته قد أعاد تنظيم قواته وانضم اليه الهندوس الذين‬ ‫فروا من صندابور بعد فتحها ‪ 3‬وفاجأوها بالهجوم وضربوا عليها‬ ‫الحصار ‪ ،‬منتهزين فرصة تفرق جنود السلطان جمال الدين في‬ ‫النواحي والقرى وانقطاعهم عن العاصمة صندابور © واشتد الأمر‬ ‫بالمسلمين المحاصرين في هذه المدينة ‪ 3‬وتركها ابن بطوطة وهي على‬ ‫هذه الحال ‏(‘`‪ . )١٨٢‬ويبدو أن سلطانها الهندوسي نجح في استردادها‬ ‫‪. ٦٩٦٢‬‬ ‫‪{“.٦٠٩١‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ (١٣٠‬المصدر‬ ‫‪. ٦١٥٩٢‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١!٣١‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫من جمال الدين بدليل ماذكره ابن بطوطة في مكان آخر من أن‬ ‫أهمل هنور ("أذلهم الزمان بعد فتحهم لسندابور‘“ ‪ 3‬وصار جمال‬ ‫الدين نفسه تحت حكم سلطان كافر يسمى هريب“‘ ‏(‪. )١!٢٢‬‬ ‫ومن الأشياء ذات الدلالة على انتشار الاسلام بين أهالي‬ ‫سلطنة هنور من الهنود غير ماذكرناه من مظاهر اسلامية ‪ ،‬أن كل‬ ‫نسائها كن يحفظن القران الكريم ‪ ،‬ورأي ابن بطوطة بنفسه ثلاثة‬ ‫عشر مكتبا لتعلم البنات وثلاثا وعشرين لتعلم الاولاد ‏(‪. )٨!٢٣‬‬ ‫فاذا كان تحفيظ القران منتشرا على هذا النحو ‪ ،‬واذا كان كل نساء‬ ‫مدينة هنور يحفظن القران بهذه الكيفية © فليس من شك في أن‬ ‫الجهود التي بذلها التجار العمانيون وغيرهم من تجار المسلمين قد‬ ‫أتت أكلها على أحسن ما يكون { وتركت شعبا مسلما ينفعل‬ ‫بالاسلام وتقاليده ويحافظ على شعائره وعقائده منذ ذلك الحين ‪.‬‬ ‫واذا كان الساحل الغربي قد انتشر فيه الاسلام على هذا‬ ‫النحو ‪ 3‬وقامت فيه سلطنات اسلامية على نحو ما رأينا ‪ 7‬فان‬ ‫الساحل الشرقي المسمى ساحل كروماندل شهد نفس التطور &‬ ‫وكان لابد لجهود التجار العمانيين وغيرهم من أن تؤتى ثمارها أيضا‬ ‫ف هذا الجانب من بلاد الهند ‪ .‬وقد شهد ابن بطوطة بنفسه بعض‬ ‫الاحداث المتعلقة بسلطنة هناك تسمى سلطنة مادورا الاسلامية }‬ ‫تلك السلطنة التي تقع في الجزء الجنوبي من ساحل كروماندل والتي‬ ‫كانت أصلا خاضعة للسلطان محمد سلطان دهلي إ ثم ثار بها أحد‬ ‫الأمراء واستقل بحكمها وارتقى عرشها وقت تواجد ابن بطوطة‬ ‫‪. ٦١٣٢٥‬‬ ‫‪| ٦1٢٤‬‬ ‫! ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٣١٢‬المصدر السابق ‪ 4‬ج‬ ‫‪. ٦٢٥ ٠ ٦٢٣٤‬‬ ‫(‪ )١٣٣‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٨٢٣‬‬ ‫في بلاد الهند وهو السلطان غياث الدين الدامغاني ‏‪. !١٢٤‬‬ ‫وقد شاهد ابن بطوطة في هذه السلطنة كثيرا من مظاهر‬ ‫الحياة الاسلامية ‪ 9‬مثل المساجد الجميلة ودور الصوفية الكثيرة‬ ‫العدد } وارتداء العمائم التي كانوا يخلعونها ويربطونها في أعناق‬ ‫الخيل علامة على طلب الموت والشهادة وقت الجهاد ‏(‪ . 0١٢ ٥‬واذا‬ ‫كانت سلطنة هنور قد انفعلت بالتقاليد الاسلامية وقامت بواجب‬ ‫الجهاد ضد صندابور كا تحدثنا ‪ 0‬فإن سلطنة مادورا لم تتخل عن‬ ‫القيام بهذا الواجب ضد الهندوس الذين كانوا كثيري الاغارة عليها ©‬ ‫وكانوا يطمعون في اسقاطها والاستيلاء عليها ‪.‬‬ ‫وقد حكي لنا ابن بطوطة ما شاهده بنفسه من هجوم‬ ‫سلطان كافر يسمى (بلال ديو) على مدن سلطنة مادورا بجنوده‬ ‫الذين كانوا يزيدون على مائة ألف ‪ .‬ورغم أن جنود السلطان غياث‬ ‫مع هؤلاء‬ ‫& الا أنه خرج‬ ‫عن ستة الاف‬ ‫الدين كانوا لا يزيدون‬ ‫الجنود القليلين لفك الحصار الذي ضربه هذا السلطان الهندوسي‬ ‫على مدينة كبان التي كانت قد أرسلت كتابا تستغيث فيه بغياث‬ ‫الدين ‪ .‬ولما قرأ السلطان كتابهم على الناس يوم الجمعة بكوا وقالوا‬ ‫نبيع أنفسنا من الله © فان الكافر إن أخذ تلك المدينة انتقل الى‬ ‫حصارنا ‪ ،‬فالموت تحت السيوف أولى بنا ‪ 3‬وتعاهد الجميع على‬ ‫الموت ©‪ ،‬وخرجوا من غدهم ‪ ،‬ونزعوا العمائم عن رعوسهم‬ ‫وربطوها في اعناق خيولهم & دليلا على الرغبة في طلب الشهادة ‪8‬‬ ‫وقسموا الجيش الى فرق & وكان على الميمنة ذلك الفقيه الورع‬ ‫‪. ٦٩٤ _ ٦٩٢٣ {. ٦٨٩‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٣٤‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٩٣‬‬ ‫‪٦٩٢‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ (١٣٥‬المصدر‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫الشجاع سيف الدين بهادور ‪ .‬وعلى الميسرة الملك محمد‬ ‫السلحدار © وفي القلب السلطان غياث الدين نفسه ‪ ،‬وعلى الساقة‬ ‫أسد الدين كيخرو الفارسي الأصل ‪ ،‬واتجه الجميع الى معسكر‬ ‫السلطان الهندوسي وأخذوهم على غرة وقت القيلولة ‪ .‬وهزموهم‬ ‫شر هزيمة ‪ ،‬وأسروا السلطان نفسه وأخذوا جميع أمواله } ثم ذبحوه‬ ‫وسلخوه وملئوا جلده بالتبن وعلقوه على سور مدينة (مترة) ‪3‬‬ ‫عاصمة السلطان غياث الدين ‏(«‪. )١!٢٦‬‬ ‫لم يكن واجب الجهاد هو آخر المظاهر الاسلامية التي راها‬ ‫ابن بطوطة في هذه السلطنة ‪ ،‬فقد أشار الى وجود نفس التقاليد‬ ‫التي كانت تحدث عادة في بلاد الاسلام الأخرى التي تقع في غير‬ ‫بلاد الهند ‪ .‬فاذا عين السلطان أو ارتقي عرش السلطنة ‪ 3‬مدحه‬ ‫دنانير‬ ‫ونترت‬ ‫للجميع (‬ ‫العطاء‬ ‫واجزل‬ ‫[‬ ‫المنشدون‬ ‫وغنى‬ ‫الشعراء‬ ‫الذهب ودراهم الفضة في أطباق الذهب والفضة على الخطيب يوم‬ ‫الجمعة عند دعائه وذكره اسم السلطان على المنبر لأول‬ ‫بقراءة‬ ‫يقومون‬ ‫الفقهاء‬ ‫كان‬ ‫السلطان‬ ‫وفاة‬ ‫وعند‬ ‫‏(‪3 )١٢٧‬‬ ‫مرة‬ ‫القران كله على قبره كل يوم & تم يؤتى بالطعام فياكل الناس‬ ‫في هذا‬ ‫قدره ومنزلته ‪ 3‬ويستمرون‬ ‫ويعطون الدراهم كل حسب‬ ‫العمل وبنفس النظام طوال أربعين يوما ‪ 9‬ثم يكررونه في يوم‬ ‫الذكرى السنوية لوفاة السلطان ‏(‪. )١٢٨‬‬ ‫ورغم انشغال سلاطين وحكام المسلمين في هذه السلطنات‬ ‫‪. ٦٩٢‬‬ ‫‏‪٢٩١‬‬ ‫‏‪ !٢‬ص‬ ‫السابق ‪ 4‬ج‬ ‫‏(‪ )١٣٦‬المصدر‬ ‫‪. ٦٩٤‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق » ج‪‎‬‬ ‫(‪ (١٣٧‬المصدر‬ ‫‪. ٦٩٤‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٣٨‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫الاسلامية التي كانت تقع على سواحل بلاد الهند بواجب الجهاد‬ ‫ضد سلاطين الهندوس الكفرة ‪ ،‬الا أنهم لم يغفلوا عن رعاية الجانب‬ ‫الديني والعلمي في بلادهم تدعيما للاسلام وتمكينا له في القلوب ‪.‬‬ ‫ومن الوسائل التي اتخذوها لتحقيق هذا الهدف كثرة بناء الكتاتيب‬ ‫والزوايا والمساجد التي كانت في الواقع مدارس أو جامعات صغيرة‬ ‫الاشارة الى‬ ‫تدرس فيها كافة علوم الفقه والدين ‪ .‬وقد سبقت‬ ‫مساجد كنباية العجيبة وتنافس التجار الغرباء في بنائها وعمارتها‬ ‫أشد المنافسة ‪ 3‬ورأى ابن بطوطة مساجد أثرية قديمة البناء في مدينة‬ ‫قوقة } نسبها الناس للخضر والياس عليهما السلام نظرا لايغالها في‬ ‫القدم ‪ 3‬وفي جزيرة تندابور أو صندابور رأي مسجدها الضخم‬ ‫بغداد © وهو المسجد الذي عمره‬ ‫الذي قال عنه انه يشبه مسجد‬ ‫وبناه الناخوذة حسن والد السلطان جمال الدين محمد النوري‬ ‫‏(‪. )!٢٩‬‬ ‫سلطان هنور‬ ‫وقد اشتهرت مدينة هيلي ‏(‘‪ 3 )١٠٤‬جامعها الكبير حتى‬ ‫صارت مدينة معظمة عند المسلمين والكفار بسبب هذا المسجد‬ ‫الجامع‘‘ وذلك لانه كان مسجدا عظم البركة مشرق النور‘“ }‬ ‫يتبرك به المسلمون والهندوس على السواء ‪ ،‬وينذر له الملاحون‬ ‫وركاب البحر من التجار النذور الكثيرة ‪ 7‬بخلاف ما كان مخصصا‬ ‫له من مورد مالي كبير } فكانت له خزانة مال عظيمة تصب فيها‬ ‫هذه النذور وهذه المخصصات التي كان يشرف عليها الخطيب وينفق‬ ‫منها على اطعام للوارد والصادر ولفقراء المسلمين ومساكينهم ©‬ ‫‏‪. ٦٢٣ . ٦٢٣٢ . ٦٣٠‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪ )١٣٩‬المصدر السابق ‪ .‬ج‬ ‫‏(‪ )١٤٠‬اندثرت مدينة هيلي ‪ .‬وكانت تقع بقرب موفع قرية نيلشوار الحديثة ‪ .‬انظر ث رحلة ابن بطوطة‬ ‫‏‪. ٦١‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪ ٢‬ها مش‬ ‫ج‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫مقابل ئ‬ ‫الجامع دون‬ ‫هذا‬ ‫العلم ف‬ ‫يتلقون‬ ‫الذين كانوا‬ ‫وعلى الطلاب‬ ‫هذا‬ ‫انتشر صيت‬ ‫المالية ‪ .‬وقد‬ ‫من خزانته‬ ‫مرتبات‬ ‫و كانوا يأخذون‬ ‫الجامع أو هذه المدرسة الجامعة وصارت ذات شهرة علمية كبيرة }‬ ‫‏‪ .٠‬فقد‬ ‫الهند‬ ‫بلاد‬ ‫خار ج‬ ‫من‬ ‫للتوافد عليها‬ ‫والطلاب‬ ‫بالعلماء‬ ‫دفع‬ ‫ما‬ ‫راي فيه ابن بطوطة على سبيل المثال فقيها تقيا وعالما من مقدشو‬ ‫مثلها‬ ‫واقام‬ ‫©‬ ‫مكة أر بعة عشر عاما‬ ‫ف‬ ‫أقام‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫يدعى سعيدا‬ ‫في المدينة المنورة ‪ 3‬وسافر أيضا الى بلاد الهند والصين واستقر به‬ ‫الجامع‬ ‫عن مسجدها‬ ‫المقام أخيرا في مدينة هيلي التي نتحدث‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)١٤١‬‬ ‫هذ‪| ‎‬‬ ‫ومما ساعد على انجذاب العلماء والفقهاء من بلدان العالم‬ ‫الاسلامي الى هذه السلطنات الاسلامية التي كانت على سواحل‬ ‫بلاد الهند ث ما كان يحظى به اخوانهم من العلماء فيها من مكانة‬ ‫عالية ووضع اجتاعي مرموق ‪ .‬فكان السلطان لا يتناول الطعام مع‬ ‫ضيوفه الا بحضور العلماء والفقهاء ورجال الدين من خطباء‬ ‫وقضاة ‪ ،‬كا انه كان لا يخرج عن رأيهم ومشورتهم ‪ ،‬بل كان يوليهم‬ ‫مناصب القيادة في الجيش اذا ماخرج للغزو ث وكان بعض الفقهاء‬ ‫والمشايخ يتولون أيضا المناصب السياسية الرفيعة ‪ ،‬فامير كنباية مقبل‬ ‫نائبا عنه في جميع‬ ‫التلنكي يجعل الشيخ زادة الأصبهاني‬ ‫حبه‬ ‫انتہى‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫المسمى‬ ‫بنغالة‬ ‫و سلطان‬ ‫‏(‪} )١٤٦١‬‬ ‫اموره‬ ‫بالفقراء والصوفية أن جعل أحدهم نائبا عنه في الملك بمدينة‬ ‫الشجاع‬ ‫الفقيه الور ع‬ ‫يجعل‬ ‫مادورا‬ ‫‏(‪ } )١٤٣‬وسلطان‬ ‫سدكاوان‬ ‫‪. ٦٤٢‬‬ ‫‪٦٤١‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤١‬المصدر‬ ‫‪. ٦٢٠‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٦‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بنجالاديش‪‎‬‬ ‫خجمهو رية‬ ‫شيتاكونلك‬ ‫الآن‬ ‫تسمى‬ ‫وسدكاوان‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٦ ٩ ٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫حج‪‎‬‬ ‫السابق ‪4‬‬ ‫الصدر‬ ‫)‪( ١ ٤ ٣‬‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫قائدا على ميمنة جيشه عند حربه للسلطان الهندوسي (بلال ديو)‬ ‫كا سبق القول ‪ ،‬وابن بطوطة نفسه ‪ ،‬وهو رحالة وفقيه وعالم ©‬ ‫البلاد الهندية التي زارها‬ ‫القضاء في بعض‬ ‫مناصب‬ ‫ارتقى‬ ‫واستقر فيها بضع سنوات أو شهور للاستفادة من فقهه وعلمه‬ ‫‏(‪. )١٤٤‬‬ ‫وفضله‬ ‫واذا كان للعمانيين هذا الأثر العظيم في نشر الاسلام في‬ ‫سواحل الهند نظرا لكونهم أكثر التجار المسلمين ورودا الى هذه‬ ‫البلاد ‪ 0‬وأكنرهم بقاء فيهم وأنشطهم في اقامة المستوطنات والمراكز‬ ‫التجارية ‪ ،‬فإنهم أيضا كان لهم نفس النشاط في الجزائر المحيطة ببلاد‬ ‫الهند أو القريبة منها ‪ .‬مثال ذلك جزيرة سرنديب التي تعرف بجزيرة‬ ‫سيلان والتي تسمى الآن باسم سريلانكا ‪ .‬والمعروف ان السفن‬ ‫التي كانت تقصد جنوب شرقي آسيا والصين كانت تمر بهذه‬ ‫الجزيرة © ومن ثم تهيأت الظروف لوصول العمانيين اليها وانتشار‬ ‫الاسلام في بعض ربوعها ‪.‬‬ ‫ويشير الحميري الى تواجد العمانيين وغيرهم من سكان بلاد‬ ‫ليمن في جزيرة سرنديب وغيرها من الجزر التي كانت تنمو فيها‬ ‫شجر النارجيل (جوز الهند) حيث كانوا يقطعونه ويصنعون من‬ ‫خشبه سفنا كا سبق القول ‪ ،‬وساعدهم على ذلك أن أهل سرنديب‬ ‫"كان هم نظر في زراعة النارجيل وكانوا يقومون بحفظه ويبيحونه‬ ‫للصادر والوارد ابتغاء الأجر وطلب المثوبةث“ ‏(‪ } )١٤٥‬كما كان تجار‬ ‫عمان يحرصون على قصد سرنديب نظرا لأنها كانت مقصد مراكب‬ ‫‏(‪ )١٤٤‬المصدر السابق ‪ .‬ج ‏‪ ٢‬ص ‏‪. ٦١٦٩١‬‬ ‫‪. ٢١٣‬‬ ‫(‪ )١٤٥‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪_ ٨٨‬‬ ‫أهل الصين وسائر البلاد المجاورة لها ث فكان العمانيون يأتون منها‬ ‫بالحرير والياقوت بجميع ألوانه كلها ‪ ،‬والبلور ‪ ،‬والماس والعطور‬ ‫‏(‪. )١٤٦‬‬ ‫المختلفة‬ ‫وعندما وصل البرتغاليون الى هذه الجزيرة في نهاية القرن‬ ‫الخامس عشر للميلاد ‪ 0‬وجدوا عربا يخفون بشدة عملهم كو سطاء‬ ‫في التجارة حتى لا يتعرضوا لنقمتهم ‪ ،‬و لم ينقطع التواجد العربي‬ ‫على أرض سرنديب ذات يوم ‪ 0‬حتى أن تجار الاحجار الكريمة في‬ ‫سريلانكا (سرنديب) الآن يعتقدون أنهم منحدرون من أصول‬ ‫عربية ‪ 3‬بل إن هناك من يشير الى أن أغلب المسلمين الموجودين‬ ‫في هذه الجزيرة من أصل عربي © وإن كان فيهم عدد غير قليل من‬ ‫أهل البلاد الاصليين الذين اعتنقوا الاسلام (‪٤‬ؤ‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫واذا كان للعمانيين وغيرهم هذا التواجد على أرض سرنديب‬ ‫نتيجة لوصول سفنهم اليها ‪ 0‬فان سلطان هذه الجزيرة كان بالمقابل‬ ‫له سفنه التي وصل عددها أثناء زيارة ابن بطوطة لها عام ‏‪ ٤٥‬‏‪/‬ه‪٧‬‬ ‫‏ما‪ ٤٤٣‬مائة سفينة ‪ 3‬كانت ثمانية وعشرون منها مجهزة للسفر الى‬ ‫شبه الجزيرة‬ ‫‏(‪ 3 )١٤٨‬وهو اسم كان يطلق على جنوب‬ ‫بلاد المن‬ ‫العربية بما فيه عمان في أغلب الاحيان ‪ 0‬ولذلك كان عرب الجنوب‬ ‫كلهم يعرفون عادة باسم المنية أو المانية أو القحطانية كا هو شائع‬ ‫في التاريخ الاسلامي ‪.‬‬ ‫‪ ، ٣٨٢‬ابن الوردي ‪ :‬خريدة العجائب وفريدة الغرائب ‪ 3‬القاهرة ‪ 5‬بدون تاريخ‪} ‎‬‬ ‫(‪ ()١٤٦‬الادريسي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٠٧‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٧‬تيم سفرن ‪ :‬رحلة السندباد } ترجمة د ‪ .‬سامي عزيز آ مسقط } وزارة التراث ث سنة‪ ‎‬م‪} ٥٨٩١‬‬ ‫‪. ١٢٧‬‬ ‫ؤ ص‪‎‬‬ ‫‪ 0 ١٨٧‬محمد كإال حسين‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٧٧‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٨‬ابن بطوطة‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫وأهل‬ ‫سرنديب‬ ‫ببن‬ ‫الوطيدة‬ ‫التجارية‬ ‫العلاقات‬ ‫؟‬ ‫و نظرا‬ ‫عمان } ونظرا للتواجد العماني العربي على أرض هذه الجزيرة ‪ ،‬فقد‬ ‫انتشر الاسلام في بعض نواحيها منذ وقت مبكر ‪ .‬يدل على ذلك‬ ‫أن المسلمين بها موزعون فيأنحاء الجزيرة جميعها الا أنهم يكثرون‬ ‫ف‬ ‫الاسلام‬ ‫انتشار‬ ‫على أن‬ ‫معينة ‪ 0‬مما يدل‬ ‫ساحلية‬ ‫جهات‬ ‫في‬ ‫يترددون‬ ‫الذين كانوا‬ ‫التجار المسلمين‬ ‫نتيجة لنشاط‬ ‫كان‬ ‫سرنديب‬ ‫باستمرار على هذه المناطق الساحلية ‪ .‬كما يدل أيضا على وصول‬ ‫القسم‬ ‫ف‬ ‫لمسلم‬ ‫ضر يح‬ ‫وجود‬ ‫الاولى‬ ‫عصوره‬ ‫اليها منذ‬ ‫الاسلام‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫الى‬ ‫تاريخه‬ ‫يعود‬ ‫الجزيرة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الشرقي‬ ‫الجنوبي‬ ‫بني على‬ ‫انه‬ ‫يقال‬ ‫متهہدم‬ ‫قديم‬ ‫أيضا مسجد‬ ‫يوجد‬ ‫ك‬ ‫ئ‬ ‫للميلاد‬ ‫وكان هذا الشخص أحد البحارة الثانية الذين أبلغوا رسالة النبي‬ ‫) الى هذه الجزيرة ‏"‪ . 2١٤‬ولا نعلم شيئا عن شخصية‬ ‫أو‬ ‫ئ‬ ‫عمان‬ ‫بحارة‬ ‫من‬ ‫كانوا‬ ‫ولعلهم‬ ‫‪6‬‬ ‫الملاحين‬ ‫أو‬ ‫البحارة‬ ‫هؤلا‬ ‫البحارة‬ ‫الاخر من‬ ‫و بعضهم‬ ‫سرنديب‬ ‫بحارة‬ ‫بعصهم من‬ ‫كان‬ ‫ضوءا آخر على كيفية وصول الاسلام الى‬ ‫وقد ألقى برر‬ ‫بلغتهم بعثة النبي‬ ‫عندما‬ ‫الجزيرة‬ ‫أهل هذه‬ ‫ان‬ ‫فقال‬ ‫سرنديب‬ ‫رن) ‪ ،‬أرسلوا رجلا منهم الى المدينة ليعرف أمر النبي ()‬ ‫هذا الرجل الى المدينة في خلافة عمر بن‬ ‫وما يدعو اليه ح فوصل‬ ‫له‬ ‫الخطاب رضي الله عنه © وسأله عن دعوة الاسلام فشرحها‬ ‫(‪ )١٤٩‬تم سفرن ‪ :‬ص‪. ١٨٨ _ ١٨٧١ ‎‬‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫الفاروق عمر ‪ ،‬فأسلم الرجل وأخذ في العودة الى بلاده © وفي‬ ‫جنوبي ايران ‘‬ ‫مكران‬ ‫بلاد‬ ‫بنو احي‬ ‫المنية‬ ‫عاجلته‬ ‫عودته‬ ‫طريق‬ ‫وواصل غلامه الهندي الرحلة الى سرنديب وشرح لأهلها الأمر وما‬ ‫كان عليه ابن الخطاب من تواضع "وأنه كان يلبس مرقعةإ ويبيت‬ ‫لأجل ما‬ ‫في المسجد & فتواضعهم _أي تواضع أهل سرنديب‬ ‫حكي لهم ذلك الغلام ولبسهم الثياب المرقعة _ في زمن بزرك أي‬ ‫فايلقرن الرابع للهجرة _ لما ذكره من لبس عمر رضي الله عنه‬ ‫المرقعة ‪ 3‬ومحبتهم للمسلمين وميلهم اليهم لما فقيلوبهم مما حكاه‬ ‫‏(‪. )١٠٠‬‬ ‫الله عنه‘“‬ ‫رضي‬ ‫ذلك الغلام عن عمر‬ ‫ومهما كان الأمر فقد انتشر الاسلام في كثير من أنحاء‬ ‫سرنديب حتى اضطر ملكها أن يعين أربعة وزراء مسلمين ضمن‬ ‫وزرائه الستة عشر © "ورتب لهم موضعا يجتمع فيه أهل ملتهم‬ ‫فيكتبون عنهم سيرة نبيهم وقصص ملوكهم في سالف الأزمان‬ ‫‏(‪ & )١٠‬ولولا التدخل‬ ‫مالا يعلمونه من أمر دينهم“‬ ‫ويعلمونهم‬ ‫البرتغالي لكانت هذه الجزيرة قد تحولت تماما الى الاسلام كا حدث‬ ‫وغيرهم منن تجار العرب‬ ‫فى جزر المالديف ‪ 4‬لأن التجار العمانيين‬ ‫والمسلمين وصلوا اليها في فترة مبكرة وتواجدوا في معظم موانيها ‪.‬‬ ‫وعندما زارها ابن بطوطة قرب منتصف القرن الثامن الهجري‪/‬‬ ‫منتصف القرن الرابع عشر للميلاد ‪ ،‬التقى فيها بعدد من المسلمين ©‬ ‫كما رأي في بعض مدنها بعض المساجد ‪ ،‬منها مسجد يسمى مسجد‬ ‫الشيخ عان الشيرازي خارج مدينة كنكار عاصمة الجزيرة(‪)١٥١‬‏ ‪.‬‬ ‫‏‪. ١٥١٧ _ ١٥٠٦‬‬ ‫‏(‪ )١٥٠‬عجائب الهند ‪ 3‬ص‬ ‫‪. ٢١٣‬‬ ‫‪ | ٢٧‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٥١‬الادريسي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٧٩‬‬ ‫‪٦٧٨‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٥٦١‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‏‪ ٩١‬س‬ ‫وقد زار ابن بطوطة أيضا بعض المغارات التي كانت تتخذ‬ ‫مكانا يتعبد فيه المسلمون أو رجال الصوفية ‪ 0‬مثل مغارة بابا طاهر‬ ‫الذي كان مانلصالحين } ومغارة الأسطا محمود اللوري ‪ ،‬ومغارة‬ ‫الأصفهاني التي كانت تؤدي فيما يزعمون الى جبل عليه أثر قدم‬ ‫ورد أحمر يز عم أهله أن اسم الله‬ ‫آدم عليه السلام © وبه أشجار‬ ‫أيضا قرية‬ ‫مكتوب على أوراقه ‪ ،‬وزار‬ ‫تعالى واسم رسوله ()‬ ‫من قرى الجزيرة بعد هبوطه من هذا الجبل كان يشتو بها الشيخ أبو‬ ‫عبد الله بن خفيف ‪ ،‬كا زار آيضا مدينة تسمى قالي حيث وجد‬ ‫بها رجلا من المسلمين يعرف بالناخوذة إبراهيم } لعله أحد نواخيذ‬ ‫عمان (”"٭‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫في أن هذه الاشارات التي وردت عند ابن‬ ‫وليس من شك‬ ‫بطوطة حوالي منتصف القرن الرابع عشر للميلاد تدل على أن‬ ‫الاسلام لم ينتشر بدرجة كافية في جزيرة سرنديب ‪ ،‬وانما كان أكثر‬ ‫من المسلمين } منهم‬ ‫و بعضهم كان‬ ‫اشار القزويني عحوس“&©}‬ ‫اهلها ك‬ ‫الى‬ ‫‏(‪ 3 )١٥٤‬والنسبة‬ ‫السرنديبي‬ ‫الدين‬ ‫سديد‬ ‫الظريف‬ ‫الشيخ‬ ‫سرنديب على هذا النحو تدل على توطن الاسلام في بعض نواحي‬ ‫هذه الجزيرة } والى أن بعض أهلها اعتنقوا الاسلام } منهم هذا‬ ‫اما جزر المالديف واللكاديف ‏({‪ ، )١٠‬فقد كانت تعرف‬ ‫‪. ٦٨٣‬‬ ‫‪_ ٦٨٠‬‬ ‫‪ ٦٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٥٣‬المصدر السابق ء ج‪‎‬‬ ‫‪. ٤٣‬‬ ‫(‪ )١٥٤‬آثار البلادث‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )١٥٥‬جزر المالديف واللكاديف أرخبيل مكون من ‏‪ ١٢٧١‬جزيرة منها ‏‪ ٢١٥‬جزيرة مسكونة ومساحة‬ ‫جميع الجزر ‏‪ ٢٨٠‬ك ‪ .‬م مربع & وعدد سكانها حوالي ‏‪ ١٥٠‬ألف نسمة الآن كلهم مسلمون ‪،‬‬ ‫الند ‪.‬‬ ‫غرب‬ ‫الان جمهورية اسلامية وتقع جنوب‬ ‫وهي‬ ‫‏‪ ٦٥‬م‬ ‫عام‬ ‫على استقلالا‬ ‫حصلت‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫فايلعصور الوسطى باسم جزر الدبيجات ‏«`“‪ © )١‬أو جزر ذيبة‬ ‫المهل © نسبة الى اسم أكبر جزيرة فيها ‏(“‪ )١٥‬و‪.‬كان الجغرافيون‬ ‫العرب يميزون بين اللكاديف والمالديف التي تقع جنوبها ‪ ،‬بأن‬ ‫الهند & بينها كانت‬ ‫تصنع فيها الحبال من قشر جوز‬ ‫الأرل كانت‬ ‫الأخرى تنتج أصدافا صفراء كانت تستخدم كعملة في جزر‬ ‫السفن‬ ‫كانت‬ ‫ولذلك‬ ‫افريقيا والهند ئ‬ ‫محتمعات‬ ‫المالديف وفي بعض‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫شحنات‬ ‫لتحمل‬ ‫الجزر‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫وغيرها تعرج‬ ‫العمانية‬ ‫التي كانت تزحف‬ ‫السلاحف‬ ‫للاتجار فيها وفي أصداف‬ ‫الأصداف‬ ‫‏(“©‪ . )١‬ولذلك يدين سكان‬ ‫الى الشاطيء بالآلاف لتضع بيضها‬ ‫الذين‬ ‫والفرس‬ ‫العرب‬ ‫تجار‬ ‫الى‬ ‫الاسلام‬ ‫ف‬ ‫بدخولهم‬ ‫الجزائر‬ ‫هذه‬ ‫استوطنوا هذه البلاد وتصاهروا مع الأهالي ومهدوا بذلك السبيل‬ ‫لنشر تعالم الاسلام فيها بنشاط وقوة وذلك منذ القرن الثالث‬ ‫للهجرة‪ /‬التاسع للميلاد على الاقل ‏(‪. 2)١٥٩‬‬ ‫وقد كثر ذكر وصول التجار العمانيين بالذات الى هذه الجزر‬ ‫منذ العصور الاسلامية الأولى ‪ ،‬يؤيد ذلك ماكتبه أبو زيد السيرافي‬ ‫في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة‪ /‬العاشر للميلاد ث من‬ ‫أن العمانيين كانوا يقصدون جزائر بحر الهند مثل جزر المالديف‬ ‫‏‪ ٦٥٤‬هامش ‏(‪ )١‬إ محمد كال حسين ‪ :‬انتشار الاسلام ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪5‬‬ ‫انظر ابن بطوطة ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪. ١٠٦١‬‬ ‫القاهرة سنة ‪١٩٧٦‬م ‏‪ ٤‬ص‬ ‫(‪ )١٥٦‬المسعودي ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪ ، ١٥٥ ‎‬وكلمة الدياجة كلمة مشتقة من اللغة السنسكريتية وتعني الجزيرة ‪ ،‬انظر‪، ‎‬‬ ‫‪. ١٠٤‬‬ ‫ابن سعيد المغربي ‪ :‬الجغرافيا ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦٥٩٤‬‬ ‫(‪ )١٥٧‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ { ٦٥٨‬تم سفرن‪: ‎‬‬ ‫‪ } ٢٦‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ٦٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ، ١٥٥‬الادريسي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٥٨‬المسعودي ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٤٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٠٢٣‬‬ ‫‪_- ٢٠٦‬‬ ‫أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪()١٥٩‬‬ ‫‪٩٢٣‬‬ ‫وغيرها ‪ .‬ومعهم الات النجارة ‪ 3‬فيقطعون من خشب النارجيل‬ ‫ما يحبون ‪ ،‬ثم اذا جف هذا الخشب كانوا يقطعونه ألواحا يصنعون‬ ‫منها سفينة ‪ 0‬وينسجون من سعف النارجيل شراعا } ثم يملئون هذه‬ ‫السفينة بخشب النارجيل وثئماره ويعودون الى عمان فيبيعونه هناك‬ ‫‏‪. 0١٦٠١‬‬ ‫لصناع السفن‬ ‫وقد أيد المسعودي المعاصر لأبي زيد السيرافي هذا القول‬ ‫فقال ان النواخذة العمانيين والسيرافيين بعمان وسيراف وغيرهم من‬ ‫التجار كانوا يختلفون الى هذه الجزائر التي كان يبلغ عددها ألفا‬ ‫وتسعمائة جزيرة ‏(‪ } )١٦١‬والتي كانت عامرة كلها بالناس ويوجد‬ ‫بالاضافة الى شجر‬ ‫الحجم‬ ‫العنبر الجيد الكبير‬ ‫ببحارها‬ ‫النارجيل (؟‪)١٦‬‏ ‪ .‬ويبدو أن كنرة وصول هؤلاء النواخذة والتجار‬ ‫قد أدى الى وجود عربي قوي تمكن فيه بعض العرب من إقامة مملكة‬ ‫هذه الجزر الوفيرة العدد © إذ يخبرنا المقدسي فى القرن‬ ‫فى إحدى‬ ‫الرابع للهجرة بأن الجزائر التي تقع بعد ميناء الديبل في بحر ل يدرك‬ ‫عمقه والتي جعل عددها ألفا سوبعمائة جزيرة ‪ ،‬وأشار الى أن أمرأة‬ ‫تملكها _ وهي أوصاف تدل على أنها جزائر المالديف بلا شك ‪8‬‬ ‫لأنها تتطابق مع ما جاء بعد ذلك في المصادر المتأخرة كابن‬ ‫من‬ ‫ملك‬ ‫الجزائر‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫يوجد‬ ‫انه‬ ‫يقول‬ ‫بطوطة‬ ‫العرب“‘ ‏(‪ & )١٨٦٣‬مما يدل على كثرة عدد العرب في بعض هذه‬ ‫‏‪. ١٢٣١ _ ١٣٠‬‬ ‫‏‪ ٦‬سلسلطة التواريخ ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪. ٩٦‬‬ ‫‪ ١٥٥‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ١٢٧١‬جزيرة ‪ ،‬انظر هامش رقم‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦١‬عدد جزر المالديف الحقيقي هو‪‎‬‬ ‫‪. ١٥٥ _ ١٥٤‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٦‬مروج الذهب ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٣‬أحسن التقاسيم‪ ٤ ‎‬ص‪. ١٢٣ ‎‬‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫الجزر والى قدم سكناهم وتوطنهم فيها حتى صار لهم ملك‬ ‫يحكمهم ‪.‬‬ ‫وقد أشار ابن سعيد المغربي الى هذا التوطن الذي لاحظه‬ ‫في بعض جزر المالديف في القرن السابع للهجرة‪ /‬الثالث عشر‬ ‫الديباجات‬ ‫جزر‬ ‫إحدى‬ ‫وهي‬ ‫دويبي‬ ‫انذ جزيرة‬ ‫للميلاد ‪ 0‬فقال‬ ‫الكبيرة ‪ 9‬أي المالديف ‪ ،‬كان أكثر سكانها مأنبناء العرب الذين‬ ‫قصب‬ ‫منهم‬ ‫ويبتاعون‬ ‫عندهم‬ ‫الى الهند ينزلون‬ ‫المسافرون‬ ‫كان‬ ‫السكر ‏(‪ . )١٨٦٤‬ويبدو أن جزيرة دويبي هذه هي التي عناها‬ ‫الادريسي وقال انها تقابل مدينة سمندر ‪ ،‬وأنه ياتيها التجار من كل‬ ‫الآفاق © وبينها وبين جزيرة سرنديب أربعة مجار بحرية ‏(©‪ )١٦‬وقد‬ ‫ابن‬ ‫‏(‪. )١٦٦‬أما‬ ‫الادريسي المجرى البحري بمائة وأربعة أميال‬ ‫قدر‬ ‫بطوطة فقد أشار هو الآخر حوالي منتصف القرن الثامن للهجرة‪/‬‬ ‫الرابع عشر للميلاد الى تواجد العمانيين من أهل ظفار في بعض‬ ‫جزر المالديف وقال انه تقابل مع رجل من ظفار في جزيرة‬ ‫كنلوس ‪ ،‬وهي إحدى هذه الجزر ‏({‪. 0٨٦‬‬ ‫فاذا جمعنا هذه الاشارات التي وردت عند أيي زيد السيرافي‬ ‫بطوطة ‪،‬‬ ‫وابن‬ ‫سعيد‬ ‫والمقدسي والادريسي وابن‬ ‫والمسعودي‬ ‫لأدركنا أن تواجد التجار والملاحين العمانيين في جزر المالديف كان‬ ‫مكثفا ولا يقل عن تواجد غيرهم من التجار المسلمين الآخرين ان‬ ‫‪. ١٠٥ _ ١٠٤‬‬ ‫(‪ )١٦٤‬الجغرافيا‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٧٤‬‬ ‫(‪ )١٦٥‬نزهة المشتاق ‪ .3‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦٢‬‬ ‫(‪ )١٦٦‬المصدر السابق‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦٦١٢ { ٦٥٤‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٧‬رحلة ابن بطوطة ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫_‬ ‫لم يزد ‪ .‬وقد شجع على هذا التواجد موقع هذه الجزر الهام بالنسبة‬ ‫للسفن التي كانت تقصد ساحل الهند الغربي ‪ ،‬اذ كانت هذه الجزر‬ ‫تقع مباشرة على الطريق الذي يصل بلاد العرب بهذا الساحل ©‬ ‫كا أنها كانت مكتظة بنخيل جوز الهند ذي الفائدة السابق الاشارة‬ ‫اليها بالنسبة لصناعة السفن والحبال عند العمانيين ‪ 0‬ولذلك كثر‬ ‫مرور سفنهم بها ‏(‪. )١٦‬‬ ‫وكا حملت هذه السفن التجار الى جزر المالديف فقد حملت‬ ‫اليها أيضا الدعاة العرب وغير العرب ‪ ،‬وما زال يوجد حتى الآن‬ ‫من‬ ‫الجزر باسم ممبا ملايكا‬ ‫هذه‬ ‫سكان‬ ‫عند‬ ‫قبر لداعية يعرف‬ ‫المحتمل أن يكون قد وصل اليها في القرن السادس الهجري‪ /‬الثاني‬ ‫عشر للميلاد ‏‪ . 0١٦٩‬ومن المفيد في هذا الشأن أن نذكر أن أهل‬ ‫جزر المالديف يقولون ان الاسلام وصلهم على يد أحد الأولياء‬ ‫المسلمين } كانت سفينته قد تحطمت على صخرة من صخور هذه‬ ‫الجزر ‏(‪ ، )١٧٧٠‬مما يدل على أنه كان تاجرا وداعية في نفس الوقت ‪.‬‬ ‫وقد كان تحول أهل هذه الجزر الى الاسلام تحولا جماعيا ‪.‬‬ ‫وقصة اسلام ملك هذه الجزر واسلام شعبه على هذا النحو قصة‬ ‫على‬ ‫‏(‪ 3 )١٧‬يدل‬ ‫بشكل أسطوري‬ ‫طريفة رواها لنا ابن بطوطة‬ ‫مدى اخلاص الدعاة وتضحياتهم في سبيل نشر الاسلام ‪ ،‬مما كان‬ ‫‏‪. ١٣٣ {© ١٣١‬‬ ‫‏‪ ، ٦٥٨‬تيم سفرن ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١٦٨‬المصدر السابق ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪. ٣٠٢‬‬ ‫‏(‪ )١٦٩‬أرنولد ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ١٣١‬‬ ‫‏(‪ )١٧٠‬تم سفرن ‪ :‬ص‬ ‫أهلها يقدمون‬ ‫‏‪ ٠‬وكان‬ ‫البحر كل شهر‬ ‫المالديف من‬ ‫يأتي جزر‬ ‫جنيا كان‬ ‫أن‬ ‫بطوطة‬ ‫ابن‬ ‫‏) ‪ ( ١٧١‬روي‬ ‫عليهم‬ ‫قدم‬ ‫© ولا‬ ‫يجدوها الصباح ميتة‬ ‫أن‬ ‫تلبث‬ ‫البحر ا‬ ‫ضفة‬ ‫على‬ ‫الأصنام‬ ‫بيت‬ ‫عند‬ ‫له فتاة‬ ‫أبو البركات المغربي وكان حافظا للقرآن الكريم وسمع بهذه القصة ‪،‬جعلهم يضعونه مكان الفتاة =‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫له أثره الكبير في قيام هذا الملك بتحطم الأصنام التي كان يعبدها }‬ ‫وأقبل على اعتناق الاسلام هو وأتباعه ‪ ،‬وأرسل رسله الى كافة الجزر‬ ‫التي يحكمها لدعوة أهلها للدخول في الاسلام وترك الوثنية وعبادة‬ ‫الأصنام ى ونجحت الدعوة وأسلم الناس جميعا ى وبني الملك‬ ‫مسجدا كبيرا خلد فيه هذا الحدث التاريخي الهام بان ثبت لوحة‬ ‫رآها ابن بطوطة ووجد مكتوبا‬ ‫خشبية في مقصورة هذا المسجد‬ ‫عليها " "أسلم السلطان أحمد شنورازة على يد أبي البركات البربري‬ ‫‏‪ ٤٨‬‏‪/‬ه‪٥‬‬ ‫لمغربي‘“ ‪ .‬وهناك ما يفيد بأن هذا الملك أسلم عام‬ ‫على يد أحد الدعاة‬ ‫الجزر‬ ‫هذه‬ ‫جميع سكان‬ ‫وأسلم معه‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١ ١٢‬م‬ ‫فعلا‬ ‫كلهم مسلمين‬ ‫الجزر‬ ‫هذه‬ ‫سكان‬ ‫‏(‪ . )٨١٢١٦‬وكان‬ ‫المسلمين‬ ‫عندما زارها ابن بطوطة ‪ ،‬وحسن اسلامهم حتى انه وصفهم بأنهم‬ ‫‏(‪. )١٧٢‬‬ ‫صحيح ونية صادقة‬ ‫وايمان‬ ‫ديانة وصلاح‬ ‫ذو‬ ‫وبمجرد انتشار الاسلام على هذا النحو في هذه الجزر أخذ‬ ‫الأهالي في انشاء المساجد التي كثرت حتى قال ابن بطوطة انه كان‬ ‫يوجد في كل جزيرة من جزائرهم المساجد الحسنة ‪ ،‬كما كانت تكثر‬ ‫الزوايا التي كان يتعبد فيها رجال الصوفية ‪ 3‬وكثر عدد الفقهاء‬ ‫الذين كانوا يقومون بارشاد الناس وتعليم طلبة العلم ‪ 3‬وغلب على‬ ‫الرجال ارتداء العمامة ‪ 0‬واذا لم يتمكنوا من ذلك كانوا يضعون‬ ‫التي جاءت بها القرعة ث وظل يقرأ القرآن طوال الليل بصوت مسموع ما جعل الجني يغوص‬ ‫في البحر ‪ .‬ولما سمع الملك شنورازة بذلك ‪ ،‬استدعى هذا المسلم الذي انتهز الفرصة وعرض عليه‬ ‫الاسلام ‪ 0‬وشرح الله صدر الملك فأسلم هو وأسرته وحاشيته وأهل مملكته ‪ .‬أنظر ‪ ،‬ابن بطوطة ‪5‬‬ ‫ج ‏‪ ٢‬ص ‏‪. ٦٦١. _ ٦٥٩‬‬ ‫‪. ٦١٦١٠‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٢٧١٢١‬رحلة ابن بطوطة ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ١٠٦‬‬ ‫‪ & ٦٥٥ _ ٦٥٤‬محمد كمال حسين ‪ :‬انتشار الاسلام ى ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٧٢‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫منديلا صغيرا على رعوسهم بدلا منها ‪ ،‬واذا لقي أحدهم القاضي‬ ‫أو الخطيب وضع ثوبه على كتفيه وكشف ظهره ‪ ،‬دليلا على‬ ‫عادتهم في ذلك ‪ ،‬اذ كان القاضي عندهم يتبوأ‬ ‫احترامه له حسب‬ ‫©‪ ©،‬لأن‬ ‫السلطان‬ ‫مكانة‬ ‫بعد‬ ‫أخرى‬ ‫مكانة‬ ‫لا تدانيها‬ ‫سامية‬ ‫مكانة‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫أعظم عندهم‬ ‫اليه ‪ .‬وهو‬ ‫راجعة‬ ‫!”أحكامهم كلها‬ ‫أجمعين } وأمره ممثل كأمر السلطان وأشد‘“ ‏(‪. )١٧٧٤‬‬ ‫وقد تولى ابن بطوطة ولاية القضاء في هذه الجزر واجتهد‬ ‫العادات السيئة ©كا‬ ‫على بعض‬ ‫الشر ع ‪ .‬وقضى‬ ‫في اقامة رسوم‬ ‫اشتد في اقامة الصلوات وعين رجالا يطوفون بالأزقة والأسواق‬ ‫لضرب كل من يتأخر عن صلاة الجمعة © كا ألزم الأئمة والمؤذنين‬ ‫بالمواظبة على أداء واجبات وظائفهم ‪ 9‬وحاول أن يجعل النساء‬ ‫يرتدين الملابس السابغة ويتركن الطريقة المألوفة هن من ارتداء فوطة‬ ‫واحدة تستر نصف الجسم الأسفل ‪ ،‬بينا يظل النصف العلوي‬ ‫مكشوفا وعريانا ‪ .‬ولكنه فشل في ذلك ‪ ،‬ربما بسبب الحر الشديد‬ ‫‏(‪. )١٧٠‬‬ ‫تحكم العادة عند أهل هذه الجزر‬ ‫وبسبب‬ ‫وهكذا نرى نتيجة الجهود العمانية وغير العمانية في نشر‬ ‫الاسلام والثقافة الاسلامية في بلاد الهند وسرنديب (سريلانكا)‬ ‫وجزر المالديف ‪ .‬فقد تحول شعب المالديف بأسره الى الاسلام قبل‬ ‫عصر ابن بطوطة ‪ 0‬وسلطنة اسلامية ثالثة على الساحل الشرقي شهد‬ ‫بعض أحداثها أثناء زيارته هذا الساحل كما قدمنا ‪ .‬وكذلك تحول‬ ‫بعض أهالي سرنديب الى الاسلام ‪ ،‬وانفعل سلاطين هذه السلطنات‬ ‫‪. ٦١٦١٢‬‬ ‫‪{|“٦1٠٥٦‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٧٤‬ابن بطوطة ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦٦٩‬‬ ‫‪{ ٦٥٨‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٧٥‬المصدر السابق‪ ٤{ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫وأهلها بالاسلام وتقاليده انفعالا كبيرا كا رأينا ‪ 7‬وظلوا محافظين‬ ‫على دينهم رغم ما تعرضوا له من هجوم شبه مستمر من ملوك‬ ‫الند ومهراجاتهم الذين مافتتوا يشنون الغارات على هذه‬ ‫السلطنات } مما فرض عليها حالة من التحفز المستمر ‪،‬لانها كانت‬ ‫فايلواقع تعيش في بحر من الهندوس غير المسلمين ‪.‬‬ ‫‪ _ ٤٤‬العقبات التي حدت من انتشار الاسلام بين الهنود‪: ‎‬‬ ‫الغربي لبلاد‬ ‫التي كانت تقع على الساحل‬ ‫هنور‬ ‫فسلطنة‬ ‫و فرضه الجزية على أهل بلاد‬ ‫سلطانها رغم قو ته البحرية‬ ‫الهند } كان‬ ‫‏(‪ & )١٧٢٦‬و لم‬ ‫الملبار } "تحت حكم سلطان كافر يسمى هريب‘‘‬ ‫نتيجة لصراعه الدام مع جيرانه من‬ ‫يكن ذلك الا لضعف فيقوته‬ ‫بحكم‬ ‫عليه‬ ‫مفروضا‬ ‫الصراع‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫الهندوس‬ ‫ملوك‬ ‫الصراع بين الدين الوافد وأديان الهند الراسخة في قلوب الناس منذ‬ ‫أمد بعيد ‪ .‬وقد سبقت الاشارة الى غزوه لملك صندابور الهندوسي‬ ‫عام ‪٧٤٢‬ه‪/‬‏ ‪١٣٤٦٢‬م‏ ‪ ،‬ورغم انتصاره عليه الا ان هذا الملك‬ ‫استعد‬ ‫أن‬ ‫بعل‬ ‫التالي‬ ‫العام‬ ‫في‬ ‫هنور‬ ‫هاجم‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫‪.‬‬ ‫الهندوسي‬ ‫هنور‬ ‫وحاصر‬ ‫}‬ ‫له‬ ‫المجاورون‬ ‫الهندوس‬ ‫الملوك‬ ‫وساعده‬ ‫}‬ ‫لقتاها‬ ‫واشتد بها الحصار حتى اضطر ابن بطوطة أن يخرج منها وتركها‬ ‫‏(‪. )١٧٧١‬‬ ‫‪.‬وهي محاصرة‬ ‫وبطبيعة الحال كانت النتيجة أن يخضع سلطان هنور وتصبح‬ ‫‪. ٦١٢٣٥‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٧٦‬الملصدر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٦٥٠٢‬‬ ‫_‬ ‫‪٦٥١‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫حج‪‎‬‬ ‫السابق (‬ ‫المصدر‬ ‫(‪(١ ٧٧‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫بلاده تابعة لملك هندوسي ‪ .‬وكان ملوك الهندوس بهذا الساحل في‬ ‫عصر ابن بطوطة اثنى عشر ملكا ‪ ،‬منهم القوي الذي كان عسكره‬ ‫يبلغ خمسين ألفا ‪ 0‬ومنهم الضعيف الذي كان عسكره لا يزيد عن‬ ‫‏(‪ } )١٧٨‬في حين أن جيش سلطنة هنور كان لا يزيد‬ ‫ثلاثة الاف‬ ‫عن ستة الاف بين فارس وراجل ‏('‪. )!٢‬‬ ‫ولذلك قلت فعالية هذه السلطنة في نشر الاسلام على‬ ‫الساحل الغربي لبلاد الهند & كا قلت فعالية أختها التي كانت تقع‬ ‫على الساحل الشرقي (ساحل كروماندل) الذي يعرفه ابن بطوطة‬ ‫باسم بلاد المعبر ‪ 2‬نتيجة للصراع على الحكم بين أمرائها من‬ ‫المسلمين الذين كانوا يثورون على ملوكها ويقتلونهم ‪ ،‬إما طمعا في‬ ‫الملك أو تخلصا منهم لسيرتهم السيئة في الرعية } ونتيجة ايضا‬ ‫لضعف قوتها العسكرية & فكان جيشها لا يزيد عن الستة الاف‬ ‫في في حين كان جيش الملك الهندوسي (بلال ديو) المجاور لها لا‬ ‫هذه‬ ‫تفلت‬ ‫عليها ©} و‬ ‫القضاء‬ ‫مائة الف ئ ولذلك طمع في‬ ‫يقل عن‬ ‫السلطنة من هذا المصير الا بأعجوبة ‏(‘‪. )١٨٠‬‬ ‫و لم تكن قلة فاعلية هذه السلطنات في نشر الاسلام نتيجة‬ ‫لهذه العوامل فحسب [‪ ،‬بل انها كانت أيضا نتيجة لعوامل أخرى ‪8‬‬ ‫منها طمع سلاطين هذه السلطنات كل في أراضي الاخر ‪ ،‬فكان‬ ‫بعضهم يطمع في ضم بلاد الا خر اليه ‪ 0‬و ل يكن هذا الضم لنشر‬ ‫(‬ ‫شخصية‬ ‫وأهداف‬ ‫تحقيقا لطموحات‬ ‫ولكنه كان‬ ‫والاسلام‬ ‫العقيدة‬ ‫‏‪. ٦١٢٩‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪ )١٧٨‬المصدر السابق ‪ .‬ج‬ ‫‪. ٦١٢٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٧٩‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦٩٢‬‬ ‫‪_ ٦٩١‬‬ ‫‪0{ ٦٨٩‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٠‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫سلطنة‬ ‫والمسلمين ‪ .‬فحكام‬ ‫الاسلام‬ ‫عن‬ ‫سيئة‬ ‫مما أعطى صورة‬ ‫مادورا أو سلطنة بلاد المعبر بعد أن ثاروا على سلطان دهلي‬ ‫وانفصلوا عنه ‪ 0‬طمعوا في سلطنة المالديف بعد أن علموا بضعفها‬ ‫وقلة حيلتها ‪ 0‬وأنه ليس لها جيش قوي يحميها ويمنعها ‪ ،‬اذ كان عدد‬ ‫جيشها لا يزيد عن ألف جندي بعضهم من الغرباء الوافدين ‪.‬‬ ‫وحاك سلطان بلاد المعبر مؤامرة دبرها ابن بطوطة الذي كان زوجا‬ ‫لأخت زوجة هذا السلطان ‪ ،‬على أساس أن يكون نائبا عنه في‬ ‫هذا‬ ‫المؤامرة وتمكن جيش‬ ‫حكم جزر المالديف اذا ما نجحت‬ ‫الجزر ‪ ،‬و لم يفعل ابن بطوطة ذلك الا‬ ‫السلطان من اقتحام هذه‬ ‫حيث أساء هذا الوزير لابن بطوطة حينا‬ ‫لنقمته على وزير سلطانتها‬ ‫قبل ‏(‪. ){!٨١‬‬ ‫كان زائرا لهذه الجزر من‬ ‫كان سلاطين السواحل الهندية وجزرها‬ ‫وفي الوقت الذي‬ ‫على هذا النحو من التفكك والانقسام ‪ .‬كان ملوك الممالك‬ ‫الهندوسية المجاورين لهم على نحو كبير وعظيم من الاتحاد‬ ‫والانسجام ‪ .‬ورغم تفاوت قوتهم من الناحية العسكرية إلا أنهم لم‬ ‫يطمعوا في بعضهم البعض ‪ ،‬فلم يطمع القوي في الضعيف & ولا‬ ‫كل منهم وبلاد جاره باب‬ ‫الكبير في الصغير ‪ 9‬وكان بين بلاد‬ ‫تبدأ عمالته أو مملكته من عند‬ ‫خشبي منقوش عليه اسم الملك الذي‬ ‫أمان فلان ‪ .‬ذلك انه اذا فر‬ ‫هذا الباب الذي كانوا يسمونه باب‬ ‫في بلاد أحدهم ووصل الى‬ ‫مسلم أو كافر بسبب جناية ارتكبها‬ ‫يبرؤ الملك الذي هرب هذا‬ ‫هذا الباب ‪ ،‬أمن على نفسه ‪ ،‬و لم‬ ‫القوي‬ ‫الهارب من بلاده على القبض عليه وان كان هو الملك‬ ‫‪. ٦٩٠‬‬ ‫‪[ ٦٧٢‬‬ ‫‪. ٦٧٠‬‬ ‫‪، ٦٦٢‬‬ ‫‪. ٦٥٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٨١‬المصدر السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫صاحب العدد والجيوش‘‘ ‏(‪. )٨٨‬‬ ‫ولذلك كان هؤلاء الملوك من الهندوس أصحاب الكلمة‬ ‫العليا في شئون الساحل الهندي رغم وجود هذه السلطنة الاسلامية‬ ‫الضعيفة التي تحدثنا عنها ء ورغم وجود المراكز التجارية العديدة‬ ‫التي أشرنا اليها في صدر حديثنا ‪ .‬ذلك أن هذه المراكز هي الاخرى‬ ‫كانت تقع ضمن مدن يحكمها في الغالب حكام هندوس أي غير‬ ‫مسلمين ‪ .‬مثال ذلك مدينة قاليقوط التي كانت مجمع التجار من‬ ‫أهل الصين وجاوة وسيلان والمهل وايمن وفارس وعمان ‪ ،‬فقد كان‬ ‫حاكمها هندوسي يعرف بالسامري ‏(‪ )!٨‬الذي حرفه البرتغاليون‬ ‫الى الزامورين عند قدومهم واستعمارهم لهذه البلاد ‪ .‬وكذلك‬ ‫مدينة كو لم التي كانت من أحسن بلاد الملبار وأسواقها عامرة وبها‬ ‫جماعة كبيرة من تجار المسلمين ‪ ،‬كان سلطانها هندوسي يدعى‬ ‫التيروري ‪ 0‬ولكنه كان يعظم المسلمين ويحترمهم وكانوا عنده أعزة‬ ‫محترمين (ث‪)١٨‬‏ ‪ .‬أما مدينة منجرور التي سبق الحديث عنها والتي‬ ‫كان بها جالية اسلامية بلغ عددها أربعة الاف ‪ ،‬كان حاكمها‬ ‫هندوسي يدعى (رام دو) } وكان أهلها الهندوس في حرب مع‬ ‫المسلمين الموجودين بها ‪ .‬وكان هذا الحاكم يقوم بالصلح بينهما‬ ‫‏(‪. )١٨٠‬‬ ‫لحاجته الى التجار‬ ‫يضاف الى العوامل ‪ .‬والعقبات التي حالت دون انتشار‬ ‫‪. ٦١٢٩‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٦‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٤٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٣‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٤٩‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٤‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦١٤١‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٥‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪١٠٢‬‬ ‫التي كانت‬ ‫الاسلام على نحو واسع بين الهنود ك ظاهرة التعصب‬ ‫توجد عند كثير من الهندوس على ساحل الملبار ‪.‬ذلك أنهم كانوا‬ ‫لا يسمحون للمسلمين بالأكل في أوانيهم © فان أكلوا فيها سوها‬ ‫أو أعطوها لهم ‪ ،‬واذا دخل مسلم مكانا ليس فيه دار للمسلمين‬ ‫يمكن أن يتناول فيه طعامه وطبخ له أحد الهندوس طعاما } فان‬ ‫مايتبقى منه بعد انتهائه من تناول الطعام كان يرمى للكلاب‬ ‫التداخل بين‬ ‫التسامح وعدم‬ ‫على عدم‬ ‫‏(‪ & )١٨٦‬مما يدل‬ ‫والطيور‬ ‫اللسلمين وبين هؤلاء الهندوس المتعصبين & مما كان يقف عقبة في‬ ‫سبيل انتشار الاسلام بينهم الى حد كبير ‪.‬‬ ‫ولاشك أن هذا التعصب كان بتحريض من رجال دينهم‬ ‫امنلبراهمة الذين كانوا يزكون فينفوسهم هذا التعصب حتى لا‬ ‫في بعض أجزاء الهند الأخرى ‏‪٤‬‬ ‫يكتسح الاسلام بلادهم كما حدث‬ ‫وبنجالاديش &}‪ ،‬وكشمير‬ ‫بباكستان‬ ‫الان‬ ‫يعرف‬ ‫فيما‬ ‫وخاصة‬ ‫والبنجاب وجزر المالديف ‪ .‬كا أن هذه الروح العدائية يمكن أن‬ ‫يكون سببها أيضا بعد بعض حكام المسلمين في السواحل الندية‬ ‫عن روح التسامح التي يأمر بها الاسلام ‪ .‬فقد كانوا يغالون في أحيان‬ ‫كثيرة في معاقبة أعدائهم وأسراهم ‪ ،‬وكان هذا الغلو وتلك القسوة‬ ‫سببا ألقى الهلع والخوف والرعب في نفوس كثير من الهنود مما حال‬ ‫بينهم وبين قبول دعوة الاسلام ‪ .‬وقد أشار ابن بطوطة الى ما كان‬ ‫يرتكبه سلطان بلاد المعبر من قسوة ووحشية في قتل أسراه من‬ ‫الهندو س نساء ورجالا وأطفالا ‪ ،‬بطريقة جعلت ابن بطوطة يستنكر‬ ‫هذه الأفعال في شدة قائلا ان ذلك أمر شنيع ما علمته لأحد‬ ‫‪. ٦٢٨‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٦‬المصدر السابق‪ ٤ ‎‬ج‪‎‬‬ ‫‪١٠٢٣‬‬ ‫من الملوك وأظهر تشفيه في موت هذا السلطان الجائر الذي‬ ‫هذه الأفعال التي لا يقرها‬ ‫بسبب‬ ‫الله حينه‬ ‫"عجل‬ ‫‏(‪. )١٨٧١‬‬ ‫الاسلام‬ ‫ولم تكن هذه القسوة قاصرة على الأسرى من الهندوس‬ ‫فقط ‪ 0‬بل كانت أيضا واقعة بالنسبة للمسلمين أنفسهم وخاصة‬ ‫في سلطنة دهلي التي كان سلطانها يفرض نفوذه على جميع المسلمين‬ ‫في بلاد الهند ‪ .‬فقد تحدث ابن بطوطة كثيرا عن ظلم هذا السلطان‬ ‫واراقته للدماء ‪ 3‬وانه كان لا يبقي على أحد حتى من أهل العلم‬ ‫والصلاح والشرف اذا ما خالفوا أوامره أدنى مخالفة ‪ ،‬أو اذا سمعوا‬ ‫كلاما قيل في حقه و لم يستنكروه } فكان يأمر بقتلهم أو بتعذيهم‬ ‫بطريقة تقشعر لها الأبدان وتجعلهم يفضلون الموت قتلا بالسيف على‬ ‫على هذا العذاب المهين (‪٨‬٭‪)١٨‬‏ ‪ .‬واذا كان هذا هو حال السلطان‬ ‫ني علاقته برعيته من المسلمين والهندوس & فقد كان أقسى وأفظع‬ ‫في معاملته لأعدائه من ملوك الهندوس ورعيتم لدرجة أنهم كانوا‬ ‫يمتنعون منه بالجبال والمناطق الوعرة حتى لا تطولهم يداه ‏(‪. )١٨٩‬‬ ‫ولاشك أن هذا الاستبداد بالرعية والقسوة في معاملة الأعداء‬ ‫والخصوم ‪ ،‬كان لهما أثرهما وانعكاساتهما على علاقات الهندوس‬ ‫بالسلطنات الاسلامية الصغيرة التي نشأت بالساحل ‪ ،‬مما أوجد‬ ‫حالة من عدم الثقة وعدم الرضا بين الفريقين ‪ ،‬مما قلل من فرصة‬ ‫انتشار الاسلام بين الهنود الوثنيين رغم الجهود التي بذلها التجار‬ ‫‏‪. ٦١٩١١‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪ )١٨٧‬المصدر السابق ‪ .‬ج‬ ‫‪. ٥٤٩‬‬ ‫_‬ ‫‪٥٤٠‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٨٨‬المصدر السابق ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٥٧٩١‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٩‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫والملاحون العمانيون وغير العمانيين ‪.‬‬ ‫ورغم ذلك كله ‪ ،‬فان تواصل قدوم التجار العمانيين‬ ‫وغيرهم من تجار المسلمين الى سواحل الهند وجزرها كان دائما‬ ‫يدفع دماء جديدة في شرايين الحركة الاسلامية في هذه السواحل ©‬ ‫وما أتينا بهذا الحديث عن المعوقات أو العوامل التي أعاقت هذه‬ ‫الحركة عن تحقيق مزيد من الانتصارات بكسب مزيد من الهنود‬ ‫الى الاسلام } الا لنقف على حقيقة الأوضاع في هذه البلدان ©‬ ‫ولندفع تهمة قد يقذف بها بعض الجاهلين قائلين بان هؤلاء التجار‬ ‫كان لا يهمهم الا أمر مصالحهم المادية ‪ .‬ذلك أنهم بذلوا كل‬ ‫جهدهم في نشر الاسلام على سواحل بلاد الهند وفي كثير من‬ ‫جزرها حتى تحول أهل هذه الجزر الى الاسلام قبل عصر ابن‬ ‫بطوطة ‪ ،‬مثل جزائر المالديف واللكاديف } وحتى ظهرت سلطنات‬ ‫اسلامية على سواحل بلاد الهند سبق الحديث عنها ى وكان من‬ ‫الممكن أن يستمر الزحف الاسلامي ويعم الاسلام هذه البلاد لولا‬ ‫العقبات التي أشرنا اليها والتي قللت من فرصة انتشاره ‪ ،‬ولولا‬ ‫الاستعمار البرتغالي ثم الانجليزي الذي عطل هذا الزحف وأوقف‬ ‫هذا الانتشار وحاول أن يقضي عليه تماما ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٥‬العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الإسلام في أرخبيل‬ ‫الملايو وأندونيسيا والفليبيين ‪:‬‬ ‫واذا تركنا الهند وجزيرة سرنديب وجزائر المالديف واتجهنا‬ ‫‏‪ ١٠٥‬۔‬ ‫شرقا وعبرنا خليج البنغال الذي كان النود والعرب يسمونه بحر‬ ‫هركند ‪ ،‬لوصلنا الى أرخبيل الملايو الذي يحتوي على شبه جزيرة‬ ‫الملايو التي كان العرب يسمونها (كله) أو (كله بار) ‪ 0‬ولوصلنا‬ ‫أيضا الى الاف الجزر التي كان من أشهرها جزيرة سومطرة وهي‬ ‫جزيرة رامني أو الزابج عند العرب ‪ ،‬وكذلك جزيرة جاوة ثم جزر‬ ‫لنجبالوس التي كان العرب يسمونها جزر نيكوبار ‪ ،‬ثم نصل الى‬ ‫جزائر أندمان والى جزيرة بورنيو ك وجزائر الفليبين التي تقع في‬ ‫شمال شرقي هذا الارخبيل (‪٠‬؟‪)١٦‬‏ ‪.‬‬ ‫أما أرخبيل الملايو فقد كانت سفن عمان وتجارها يأتون‬ ‫الى جزر هذا الأرخبيل بقصد التجارة وللمرور منها الى بلاد‬ ‫الصين © ويذكر أبو زيد الحسن السيرافي في القرن الرابع الهجري‪/‬‬ ‫أو كله بار ‪,‬ه‪-‬حع‬ ‫العاشر للميلاد ‪ 3‬أن ميناء كله هه‬ ‫الذي يقع على الساحل الغربي لشبه جزيرة الملايو في ولاية كدة‬ ‫الطريق بين‬ ‫(قويدة عند العرب) ‪ 3‬هو منتصف‬ ‫الحالية‬ ‫أراضي الصين وبلاد العرب © وأن ميناء (كله) هذا كان ؛”مجمع‬ ‫الأمتعة من الأعواد والكافور والصندل والعاج والرصاص القلعي‬ ‫والقصدير والأبنوس ‪ ،. .‬وغير ذلك مما يتسع ويطول شرحه &‬ ‫والجهاز من عمان في هذاذا الوقت اليها (أي الى ميناء كلة) ‪ ،‬ومنها‬ ‫‏(‪. )١٩١‬‬ ‫واقع‘‘‬ ‫الل عمان‬ ‫ويلاحظ من هذه الرواية الهامة أن التجار والملاحين‬ ‫العمانيين كانوا في ذلك الوقت أكثر من غيرهم نشاطا في نقل‬ ‫‏(‪ )١٩٠‬انظر الخريطة رقم ‏(‪. )١‬‬ ‫‪. ١١٠‬‬ ‫‪ ، ٤٧٨‬ابن الوردي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ، ٩٠‬ياقوت ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٩١‬سلسلة التواريخ‬ ‫‪١٠٦‬‬ ‫لمتاجر والسلع من ميناء كله بار الى عمان ‪ 3‬ومن عمان الى كله‬ ‫بار } لأن حديث أبي زيد السيرافي لم يتعداهم الى غيرهم & اذ قال‬ ‫ان الجهاز من عمان الى (كله بار) ‘ وممنن الأخيرة الى عمان قائم‬ ‫ومستمر في ذلك الحين ‪ .‬وقد ازداد هذا النشاط العماني في تلك‬ ‫الفترة بالذات في هذا الميناء لأنه أصبح مجمع التجار منذ الفتنة التي‬ ‫حدثت في جنوبي الصين عام ‪٦٢٦٤‬ه‪/‬‏ ‪٨٧٨‬م‏ (؟‪)٨٧٩‬‏ ‪ ،‬اذ امتنعت‬ ‫السفن من الذهاب الى مواني الصين منذ ذلك الحين ‪ ،‬وانتهت‬ ‫رحلاتها عند ميناء (كله بار) في الملايو © ومن ثم أصبح هذا الميناء‬ ‫هو المحطة الرئيسية التي كانت تحط فيها سفن الصين وسفن عمان‬ ‫وغيرها من السفن ‪.‬‬ ‫وقد أيد المسعودي المعاصر لأني زيد السيرافي ازدياد نشاط‬ ‫العمانيين بحديثه قائلا ان الملاحين‬ ‫العمانيين في هذا الميناء ‏‪ ٠‬فخص‬ ‫العمانيين كانوا يختلفون الى بلاد كله والزابج ‏("‪( &١٢‬سومطرة) ©‬ ‫وأتي بعده الحميري ببضع قرون ليؤيد هذه الحقيقة } فقال في القرن‬ ‫التاسع للهجرة‪ /‬الخامس عشر للميلاد أن التجار الصينيين والمسلمين‬ ‫كانوا يتلاقون في ميناء (كله بار) ‪ ،‬وأن هذا الميناء كان يتجهز‬ ‫إليه من عمان‘‘ ‪ ،‬وذكر السلع التي كانت ترد منه والتى سبق ان‬ ‫ذكرها السيرافى ‏(‪. )١٩٤‬‬ ‫ومعنى ذلك كله أن السفن التجارية العمانية أصبحت‬ ‫تشكل عصب النشاط التجاري في المحيط الهندي طوال تلك الفترة‬ ‫‪. ١٤٠ _- ١٣٩‬‬ ‫(‪ )١٩٢‬المسعودي ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٠٢٣‬‬ ‫(‪ )١٩٣‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٤٩٤‬‬ ‫المعطار ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٩٤‬الروض‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫التي تمتد من القرن العاشر حتى القرن الخامس عشر ‪ ،‬يؤيد ذلك‬ ‫كثرة الاشارات الواردة عن سفر السفن العمانية الى ميناء كله بار‬ ‫بالملايو عند بزرك وغيره من الكتاب الأوائل ‪ ،‬فنراه يذكر في أكثر‬ ‫من موضع أن اسماعيلويه بن ابراهيم بن مرداس الناخوذة العماني‬ ‫حدثه أنه أقلع من كله بار الى عمان عام ‪٧‬ا‪٣١‬ه‪/‬‏ ‪٦٢٩‬م‏ في إحدى‬ ‫‘ وأن سلطان‬ ‫وأربعين يوما أو ثمانية وأربعين يوما في مرة أخرى‬ ‫عمان أخذ ستائة ألف دينار عشورا على ما كان في سفينته وحده ‪،‬‬ ‫‏(©‪ )١٩‬كا‬ ‫وسامح بقية التجار الذين كانوا معه في مائة ألف دينار‬ ‫سبق القول ‪ ،‬مما يدل على عظم وكبر حجم وقيمة التجارة المتبادلة‬ ‫بين عمان وبين الملايو في ذلك الحين ‪.‬‬ ‫كا وردت اشارات أخرى تدل على وصول السفن العمانية‬ ‫الى صندابور ‏<`“‪ )٢‬لعلها سنغافورة الآن © ويستفاد مما ذكره‬ ‫بزرك أن تبار عمعان كانوا يستوطنون هذه الجهات أو يقيمون فيها‬ ‫فترات طويلة حتى أن بعضهم كانوا ينتسبون اليها © فيقال فلان‬ ‫ذلك ماذكره بزرك من أن بعض التجار حدثوه‬ ‫الصندابوري } ‪1‬‬ ‫أن موسى الصندابوري أخبرهم عن وصول مراكب عمان الى‬ ‫بعض هذه‬ ‫صندابور ‏(‪ . )١٩٧‬مما أدي الى انتشار اللغة العربية فيفي‬ ‫الأنحاء ‪ .‬فيذكر الحميري في القرن الخامس عشر للميلاد أن سكان‬ ‫زيهم عربي‬ ‫وهي إحدى جزر الأرخبيل‬ ‫جزيرة القطرية‬ ‫ويتكلمون العربية ويدعون أنهم عرب (ه‪)١٧٩‬‏ ‪.‬‬ ‫‪. ١٣٣ . ١٣٢ . ١٣٢٠‬‬ ‫‏‪. ١٦٢٩‬‬ ‫‏(‪ )١٩٥‬عجائب الهند ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏(‪ )١٩٦‬المصدر السابق ‪ .‬ص ‏‪. ١٠٨ _ ١٥٧‬‬ ‫(‪ )١٩٧‬المصدر السابق ‪ .‬ص‪. ١٠٧ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٤٦٥‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحميري‬ ‫(‪(١ ٩٨‬‬ ‫‏‪ ١٠٨‬۔‬ ‫وقد كان العرب منتشرينأيضا في جزائر ملوقة منذ زمن‬ ‫طويل ومحتكرين لتجارتها ‏(“‪ } )١٠٩‬وملوقة أو ملقا من أشهر‬ ‫المضايق التي تتحكم في مرور التجارة ‪ 0‬مثله في ذلك مثل مضيق‬ ‫هرمز في شمال عمان ومضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر‬ ‫الأقصى ‘‬ ‫شمال بلاد المغرب‬ ‫جبل طارق‬ ‫من الجنوب ©‪ ،‬ومضيق‬ ‫ومعنى ذلك أن عرب عمان كانوا يتحكمون في اثنين من هذه‬ ‫المضايق ‪ ،‬هما مضيق هرمز ومضيق ملقا الذي كانوا يطلقون عليه‬ ‫في‬ ‫البحر الخامس‬ ‫وهو‬ ‫‏‪ ٥٢‬هة‬ ‫‪]71‬طه[هك‬ ‫اسم بحر سلاهط‬ ‫سلسلة البحار بين عمان والصين & مما يدل على مدى قوة النفوذ‬ ‫الملاحي العماني فيالعصور الوسطى ‪.‬‬ ‫جاليات‬ ‫وقد نتج عن هذا النشاط العماني أن تكونت‬ ‫ومستوطنات ومراكز تجارية عمانية وعربية في بلاد الملايو ‏(‪)٢{٠‬‬ ‫وي غيرها من جزر الأرخبيل ‪ .‬فيذكر القلقشندي أن (كله) فيها‬ ‫‏(‪ & )"٠١‬والمقصود بطبيعة‬ ‫مدينة عامرة يسكنها المسلمون وغيرهم‬ ‫ل يعتنقوا‬ ‫الحال من كلمة غيرهم هم أهل البلاد الاصليين الذين‬ ‫الاسلام بعد مما يعني أن الاسلام لم يكن قد غمر كلهذه المجتمعات‬ ‫في ذلك الحين ‪.‬‬ ‫لكن متى بدأ دخول الاسلام في هذه البلاد ‪...‬؟ ‪ ،‬الحقيقة‬ ‫ان التاريخ الدقيق لدخول الاسلام في الملايو وأرخبيله أمر غير‬ ‫‏‪. ٢٦٢٠‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١٩٩‬جيان‬ ‫‏(‪ )٢٠٠‬محمد رشيد الفيل ‪ :‬أثر التجارة والرحلة في تطوير المعرفة الجغرافية عند العرب ‪ ،‬فصلة في كتاب‬ ‫‏‪. ٤٥٤‬‬ ‫بحوث المؤتمر الجغراني الاسلامي الأول ى ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏‪. ٧٩‬‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٠١‬القلقشندي ‪ :‬ج‬ ‫‪١٠٩١‬‬ ‫معروف على وجه التحقيق }ولكن من المحتمل أن تجار عمان الذين‬ ‫كانوا يقومون بمعظم النشاط الملاحي في تلك المناطق كا سبق القول‬ ‫حملوه هم وغيرهم من تجار العرب الى هذه البلاد في القرون الأولى‬ ‫للهجرة حيث كانوا يزاولون مع بلاد الشرق الأقصى تجارة واسعة‬ ‫النطاق منذ عصور مبكرة © فقد وصلت سفنهم ال الصين حوالي‬ ‫النلصف الأول من القرن الخامس الميلادي © أو فيالقرن السابع‬ ‫الميلادي على الأقل ‏(‪. )!©٦‬‬ ‫ففي مستهل القرن السابع للميلاد لقيت تجارتهم مع الصين‬ ‫رواجا عظيما ‪ ،‬وفي الفترة بين القرنين العاشر والخامس عشر‬ ‫للميلاد كان العرب سادة التجارة م الشرق دون منازع ‪ 3‬ولذلك‬ ‫يمكننا أن نقول في شيء من التأكيد المقبول انهم لابد وأسسوا‬ ‫مستوطناتهم ومراكزهم التجارية في بعض جزائر ارخبيل الملايو منذ‬ ‫وقت مبكر ‪ .‬ومما يؤيد ذلك أننا نجد في حوادث عام ‪٦٥‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ ٤‬م في الأخبار الصينية المدونة حسب السنين ‪ 3‬خبرا عن زعم‬ ‫عربي يظن من التعليقات المتأخرة أنه كان زعم مستعمرة عربية على‬ ‫ساحل سومطرة الغربي (؟‘{‪)٢‬‏ ‪.‬‬ ‫وقد أصبحت هذه المستوطنات مراكز للدعوة بجانب كونها‬ ‫مراكز للتجارة } فقد قدم اليها كثير من الدعاة والتجار منذ أواسط‬ ‫القرن الثاني عشر للميلاد سواء من عمان أو من غير عمان ‪.‬وقد‬ ‫تمكن هؤلاء الدعاة من نشر الاسلام في ملقا بالملايو بعد أن نجحوا‬ ‫داعية‬ ‫المراجع قصة‬ ‫بعض‬ ‫في تحويل ملكها الى الاسلام ‪ .‬وتذكر‬ ‫‪. ٢٢‬‬ ‫(‪ )٢٠٦‬أنور عبد العلم ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٤٠٢‬‬ ‫‪٤٠١‬‬ ‫(‪ )٢٠٣‬أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫عماني يدعى الشيخ عبد الله قدم الى مملكة قويدة في الملايو ©‬ ‫واستطاع قرب نهاية القرن الخامس عشر للميلاد أن يحول الراجا‬ ‫حاكم هذه المملكة الى الاسلام كا حول نساء القصر وعلمهن حقائق‬ ‫الاسلام ‪ 0‬وكان هذا الشيخ مهذبا لطيف المعشر ‪ ،‬كا كان جذابا‬ ‫رقيقا في لغته ‪ .‬حتى انه جذب اليه قلوب ساكني القصر جميعا ‪.‬‬ ‫و لم يلبث الراجا أن اتخذ اسما اسلاميا هو وأولاده وأرسل في طلب‬ ‫وزرائه فأعلنوا اسلامهم ‪ 0‬وعلمهم الشيخ عبد الله قواعد الدين‬ ‫قويدة جماعات جماعات فدخلوا في‬ ‫الجديد ‪ 3‬وأتى اليه شعب‬ ‫الاسلام ‪ ،‬وقام الشيخ بتحطم الأصنام التي كانوا يعبدونها ‪ .‬وأمر‬ ‫الراجا ببناء المساجد في البقاع الآهلة بالسكان وأمر بأن يلحق بكل‬ ‫مسجد أربعة وأربعين شخصا على الأقل من السكان لاقامة الشعائر‬ ‫وللعكوف على العبادة } لأن أي عدد أقل من ذلك _ في نظره _‬ ‫كان غير كاف لتأدية الواجبات الدينية ‪ .‬وظل الشيخ عبد الله يدعو‬ ‫للاسلام في هذه البلاد وأتاه الناس من جميع سواحل قويدة‬ ‫ومقاطعاتها وما جاورها ‪ 3‬وتعلموا على يديه عقائد الاسلام‬ ‫وشعائره } في الوقت الذي كان الراجا وزوجته ملازمين للشيخ‬ ‫‏(‪. )٢٠٤‬‬ ‫يتعلمان منه القران‬ ‫وربما كان الشيخ عبد الله هذا هو الشيخ عبد الله قاسم الذي‬ ‫تذكره بعض المراجع الأخرى من أنه تمكن من اقامة سلطنة اسلامية‬ ‫في ملقا التي تقع جنوب قويدة في شبه جزيرة الملايو } في النصف‬ ‫الثاني من القرن الخامس عشر للميلاد ‪ ،‬لأنه يلاحظ أن اسلام ملك‬ ‫قويدة على يد الشيخ عبد الله ‪ 0‬وقيام سلطنة ملقا على يد الشيخ‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫‪ ، ٤١٣ _ ٤١٦٢‬حسين مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٠٤‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١١١‬‬ ‫عبد الله قاسم العماني حدثان متزامنان } اذ أنهما وقعا في النصف‬ ‫الثاني من ذلك القرن © كا أن هذين الداعيين عمانيان © فلابد أنهما‬ ‫شخص واحد ‪ ،‬واذا كان الأمر كذلك فان اسلام ملك قويدة يعود‬ ‫الفضل فيه الى ذلك الملاح العماني الشهير الشيخ عبد الله قاسم‬ ‫الذي تمكن ايضا من اقامة سلطنة اسلامية في ملقا } واعتلى عرشها‬ ‫التحف‬ ‫حمل‬ ‫وأرسل وفدا‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ ١‬م‬ ‫‏‪٥ ٩‬‬ ‫عام‬ ‫الكبير‬ ‫شاه‬ ‫منصور‬ ‫باسم‬ ‫والهدايا الى امبراطور الصين ‪ .‬كا وسع ممتلكات ملقا في وسط جاوة‬ ‫الاسلام في هذه المناطق ‪.‬‬ ‫الشرقي وفي الار خبيل ‪ 0‬ونشر‬ ‫سواحلها‬ ‫وبفضله أصبحت ملقا قوة سياسية ضخمة ‪ ،‬اذ تمكنت من صد‬ ‫مملكة سيام البوذية التي أرادت أن تعيد مسلمي ملقا الى أديانهم‬ ‫ملقا في عهده اهم‬ ‫السالفة وان تستولى على بلادهم « ك اصبحت‬ ‫الموانيء التجارية في جميع أنحاء جنوب شرق اسيا } وجذب نفوذها‬ ‫التجاري ونشاطها الاسلامي سكان جزر الأرخبيل حتى ماننداو‬ ‫‏(‪ )٢٠٥‬إ‬ ‫الى الاسلام‬ ‫الفليبين‬ ‫جنوب‬ ‫في‬ ‫وبذلك أصبحت ملقا مركز الاشعار الاسلامي الأول في‬ ‫مسلم ف‬ ‫سلطان‬ ‫شرق آسيا ‪ .‬فكان أول‬ ‫هذه المنطقة من جنوب‬ ‫‏‪ ٤٧٥‬‏م‪ ١‬هو ابن سلطان ملقا ‪ 0‬وعلى قبره‬ ‫باهانج عام ‪٨٨٠‬ه‪/‬‬ ‫شاهد مكتوب باللغة العربية ما زال قائما حتى الآن ‪ .‬كا أن جاوة‬ ‫التجار اليها من ملقا ومن غيرها }‬ ‫انتشر فيها الاسلام منذ وصول‬ ‫وازداد انتشاره بتاثير من روح ذلك البحار العماني العظم عبد الله‬ ‫ابن قاسم وبطولاته البحرية وحصافته في إدارة شئون التجارة‬ ‫‏(‪ )٢٠٥‬الحضارة الاسلامية وانتشار الاسلام في آسيا ث مسقط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 9‬سنة ‏‪ _ ٨٤‬‏م‪ ٥٨٩١‬ؤ‬ ‫‏‪. ٢٦٥‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‪ | ٢٢١‬تم سفرن‬ ‫‏‪!٣٢٠‬‬ ‫ص‬ ‫‪١١٢١‬‬ ‫والملاحة © ولذلك قال المؤرخ كيرن عبارته الشهيرة القد تحولت‬ ‫‏(‪. )٢٠٦١‬‬ ‫ملقا‘“‬ ‫ف‬ ‫الى الاسلام‬ ‫جاوة‬ ‫ولاشك أن الاسلام وصل الى جاوة وسومطرة وباقي جزر‬ ‫اندونيسيا ‏("‪ )"٠‬في زمن أبعد من ذلك بكثير ‪ .‬وكان أول من قام‬ ‫بالمحاولة الاولى لادخال الاسلام الى جاوة رجل من أهالي هذه‬ ‫الجزيرة حوالي نهاية القرن الثاني عشر للميلاد ‪ 0‬وكان هذا الرجل‬ ‫فيما يبدو الابن الأكبر لمليكها } وقد أخذ هذا الابن يباشر التجارة‬ ‫بعد أن ترك أخاه الصغير ملكا على البلاد عام ‪٥٨٦‬ه‪/‬‏ ‪١١٩٠‬م‏ ‪.‬‬ ‫وفي أثناء تطواف ذلك الابن الأكبر واشتغاله بالتجارة ‪ 5‬لقي بعض‬ ‫اسم‬ ‫لنفسه‬ ‫واتخذ‬ ‫على أيديهم [‬ ‫الاسلام‬ ‫ف‬ ‫فدخل‬ ‫العرب‬ ‫تجار‬ ‫حاجي بروا ‪ 0‬وعاد الى وطنه وأراد بمعونة أحد دعاة العرب أن‬ ‫يدخل أخاه والأسرة المالكة في الاسلام ولكنه فشل ‏(‪. )!©٨‬‬ ‫وازاء ازدياد النشاط الملاحي والتجاري للعمانيين وغيرهم‬ ‫وتأسيسهم المستوطنات للتجارة والاقامة ‪ .‬بدا الاسلام ينتشر‬ ‫تدريجيا بين الأهالي نتيجة لما قام به أفراد من زعماء هذه الجاليات‬ ‫منذ‬ ‫ربما‬ ‫‪6‬‬ ‫بعيد‬ ‫زمن‬ ‫منذ‬ ‫للاسلام‬ ‫هناك‬ ‫الناس‬ ‫دعوة‬ ‫من‬ ‫الصغيرة‬ ‫القرن العاشر للميلاد ‪ ،‬ولا يبعد أن يكون تجار العرب والفرس قد‬ ‫أدخلوا دينهم الى المدن الساحلية منذ ذلك التاريخ ‏(‪ . )"{٨‬وفي فترة‬ ‫‏‪. ٢٣٣ _ ٢٢٣٢‬‬ ‫‏(‪ )٢٠٦‬الحضارة الاسلامية وانتشار الاسلام في آسيا ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٠٧‬تتكون كلمة اندونيسيا من مقطعين وهما اندو معناها ‪ :‬الهند ‪ 9‬ونيسيا ومعناها جزر ‪ ،‬أي أن‬ ‫اندونيسيا معناها جزر الهمند‘" ويبلغ عدد هذه الجزر نحو ثلاثة آلاف جزيرة ‪.‬‬ ‫‏‪. ١٠٦١‬‬ ‫ص‬ ‫الاسلام‬ ‫‪ :‬انتشار‬ ‫حسين‬ ‫كال‬ ‫انظر ‪ :‬حمد‬ ‫‏‪. ٤١٧ _ ٤١٦‬‬ ‫‏(‪ )٢٠٨‬أرنولد ‪ :‬ص‬ ‫‪١١١‬‬ ‫وجود أحمد بن ماجد ‪ 0‬أي في النصف الثاني من القرن الخامس‬ ‫طول‬ ‫في‬ ‫تحبارية‬ ‫شبكة‬ ‫اسسوا‬ ‫قد‬ ‫العرب‬ ‫للميلاد ‪ .3‬كان‬ ‫عشر‬ ‫سفن‬ ‫وكانت‬ ‫}‬ ‫اسيا‬ ‫شرقي‬ ‫جنوب‬ ‫في‬ ‫الأرخبيل المتسع وعرضه‬ ‫العمانيين وغيرهم من العرب تحمل التجارة الى سومطرة وجاوة‬ ‫هذه‬ ‫حجو ب‬ ‫السفن‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬ ‫سلبيس ئ‬ ‫وجزيرة‬ ‫بورنيو‬ ‫حتى‬ ‫جرر‬ ‫ال‬ ‫للوصول‬ ‫المو سمية‬ ‫بالرياح‬ ‫مستعينة‬ ‫باستمرار‬ ‫الانحاء‬ ‫اندونيسيا شم تدور حول الارخبيل مستخدمة هذه الرياح ‏(‪. )٢١٠‬‬ ‫ونتيجة لهذا النشاط التجاري الملاحي للعمانيين وغيرهم‬ ‫& وازدادت اقامة العرب بها حتى‬ ‫جاوة‬ ‫ازداد انتشار الاسلام ف‬ ‫انهم تمكنوا في القرن الثالث عشر للميلاد من اقامة سلطنة اسلامية‬ ‫في جاوة هي سلطنة داماك ‏(‪ } )٢١‬مما أدى الى دفع الحركة‬ ‫الاسلامية بقوة الى الامام في الجزر الاخرى ‪ ،‬والى فتح الباب أمام‬ ‫بقي‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫والهجرة‬ ‫التجارة‬ ‫وغيرهم لمزيد من‬ ‫العمانيين‬ ‫التجار‬ ‫أحفاد هؤلاء التجار مقيمين في جزر اندونيسيا حتى القرن الحالي ‪3‬‬ ‫فيذكر أحد الرحالة الذين زاروا هذه الجزر في بداية القرن الحالي‬ ‫انه وجد فيها حيا للعرب في مدينة سورابايا ‪ 7‬وأن عدد العرب في‬ ‫جاوة أثناء زيارته لها بلغ ثلاثمائة ألف نسمة ‪ 0‬كا رأي مقابر عليها‬ ‫ايات قرانية في كثير من الجودة والاتقان ‏(‪ . )٢"١٦٢‬كا أشار غيره الى‬ ‫‪. ٤١٥‬‬ ‫(‪ )٢٠٩‬المرجع السابق ث ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٦٤‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫سفرن‬ ‫(‪ )٢١٠‬تيم‬ ‫‪. ٢٥٠٠‬‬ ‫‪}{ ٢٤٥‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫درادوتسا)‪‎(١١٢‬‬ ‫‏‪ ٢٨٢‬أ‬ ‫‏(‪ )٢١٢‬الأمير محمد علي ‪ :‬رحلته الى جاوة آ مطبعة المعارف ‪ ،‬مصر سنة ‪١٩٣٠‬م‏ ث ص‬ ‫‪. ٩٥‬‬ ‫‏‪\. ٦٩‬‬ ‫_‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫‏(‪ & )٢١٢‬مما‬ ‫وجود مساجد أثرية قديمة كثيرة العدد بغير زخارف‬ ‫يدل على أنها من بناء التجار العمانيين } أو على الأقل متأثرة بالطابع‬ ‫العماني في بناء المساجد ‪ ،‬وهو طابع لا يعطي أهمية للزخارف‬ ‫الدول‬ ‫من‬ ‫في كثير‬ ‫بها المساجد‬ ‫تلى‬ ‫التي كانت‬ ‫والنقوش‬ ‫الاسلامية ‪ 3‬لان العمانيين كا هو معروف حريصون على اتباع سنة‬ ‫السلف الصالح حتى في بناء مساجدهم الأولى التي كانت بطبيعة‬ ‫الحال تخلو من هذه الزخارف ‪.‬‬ ‫وقد حرص الجاويون على التعلم والتفقه فايلدين ‪ 0‬فكثر‬ ‫ف‬ ‫لهم رواق‬ ‫أصبح‬ ‫قد‬ ‫انه‬ ‫حتى‬ ‫الغرض‬ ‫لهذا‬ ‫مصر‬ ‫ورودهم ال‬ ‫الجاويين ‪ 0‬كا أ‪ :‬نهم انفعلوا بتقاليد الاسلام‬ ‫رواق‬ ‫الأزهر يسمى‬ ‫انفعالا كبيرا حتى إننا نراهم يرفعون راية الجهاد ويقضون على أكبر‬ ‫‪٨٨٢‬ه‪/‬‏‬ ‫عام‬ ‫باهميت‬ ‫مملكة ماجا‬ ‫هي‬ ‫ئ‬ ‫الجزيرة‬ ‫مملكة وثنية في‬ ‫‏‪ ٤٨‬ام ‪ .‬وظلت الحركة الاسلامية تسير في طريقها الصاعد حتى‬ ‫انه في القرن السابع عشر للميلاد كان جميع أهل جاوة قد تحولوا‬ ‫‏(‪.. )٢١٤‬‬ ‫الاسلام‬ ‫ال‬ ‫ويبدو أن الاسلام كان أسبق في الوصول الى سومطرة بحكم‬ ‫موقعها وقربها من مضيق ملقا ومن الحركة الاسلامية النشطة في‬ ‫شبة جزيرة الملايو ‪ .‬وقد سبقت الاشارة الى أنه في عام ‪٦٥‬ه‪/‬‏‬ ‫المستوطنات العربية على‬ ‫‪٦٨٤‬م‏ كان هناك زعم عربي لاحدى‬ ‫‪. ٢٤٩‬‬ ‫‪ ، ١٠٧‬ستودارد ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٢‬محمد كال حسين ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٨ ٣٨١‬ستو دارد ‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫مؤ نس‬ ‫(‪ )٢١٤‬حسين‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١ ١٥‬‬ ‫ساحل سومطرة الغربي (©‪١٠‬؟)‏ ‪ .‬ولاشك أن هذا الزعم كان أحد‬ ‫التجار العرب الذين كانوا يترددون على موانيها العديدة مثل ميناء‬ ‫<‪٦‬ا"‪)٢‬‏ } إذ كان هؤلاء‬ ‫وميناء لامبري ]جط‪]٨‬‏‬ ‫باري آمه‬ ‫التجار يحرصون على القدوم الى هذه الجزيرة لغناها بالعنبر‬ ‫الى بلاد‬ ‫الجيد ‏(‪ )٢١٧٢‬والياقوت‪ ,‬الممتاز الوفير } ولأنها فىطيريقهم‬ ‫الصين ‪ ،‬ولذلك أنشأوا فيها مستوطنات ومراكز تجارية منذ زمن‬ ‫بعيد & مما أدى رواج التجارة في هذه الجزيرة ‪ 0‬وانتشر الصيارفة‬ ‫الذين كانوا يسهلون عمليات البيع والشراء ‪ .‬وقد ازداد عدد هؤلاء‬ ‫الموجودين منهم في سوق‬ ‫التجار عد‬ ‫حتى أن أحد‬ ‫الصيارفة‬ ‫في المدينة التي يسكنها ملك الجزيرة } فوجدهمِ مانمائة‬ ‫الصيارف‬ ‫المتفرقين في ا أسواق‬ ‫ما في البلد من الصيارف‬ ‫صيرفي ‪ .‬سوى‬ ‫‏(‪. )٢١٨‬‬ ‫الأخرى‬ ‫ونظرا لهذا النشاط التجاري الرائع الذي كان يقوم على أرض‬ ‫هذه الجزيرة ‪ 0‬تردد تجار عمان على موانيها ‪.‬وقد حكي لنا بزرك‬ ‫الذي كان موجودا في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة قصة‬ ‫الناخوذة العماني (جهود كبوتاه) مع ملك هذه الجزيرة الذي ن‬ ‫على غير دين الاسلام ‪ ،‬والذي كان لا يستطيع أحد من المسلمين‬ ‫والغرباء وسائر أهل مملكته أن يجلس أمامه الا مربعا } وتسمى هذه‬ ‫الجلسة عندهم بالبرسيلا & وقد احتال هذا الناخوذة العماني ومد‬ ‫قدما بعد أخرى بعد أن تعب من جلسة البرسيلا محتالا في ذلك‬ ‫‏‪. ٤٠٦٢‬‬ ‫(‪٥‬ه‪()٢١‬‏ أرنولد ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٣١٤‬‬ ‫(‪ )٢١٦‬محمد رشيد الفيل ‪ :‬ص‪ \، ٤٥٤ ‎‬آدم متز ‪ :‬ج ! ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٧‬الحميري ‪ :‬ص‪. ٢٦٤ ‎‬‬ ‫(‪ )٢١٨‬بزرك ‪ :‬ص‪. ١٢٣٧ ‎‬‬ ‫‪١١٦١‬‬ ‫بأن وصف طول سمكة الكنعد ‪ ،‬فقال ‪ :‬وعندنا بعمان سمك يقال‬ ‫له الكنعد تكون الواحدة كذا ‪ 3‬ومد رجله وقبض على نصف‬ ‫فخذه ‪ 3‬ومنه ما يكون مثل هذا © ومد الرجل الأخرى وقبض على‬ ‫حقوه‘“ ‪ .‬ولما بين الوزير للملك احتيال الرجل على هذا النحو لأنه‬ ‫رجل مسن ولا يستطيع جلوس البرسيلا مدة طويلة ‪ ،‬أمر هذا الملك‬ ‫أن يعفى التجار المسلمون الغرباء من هذا التقليد في الجلوس بين‬ ‫‏(‪. )!١٩‬‬ ‫يديه‬ ‫ومع طرافة هذه القصة } فانها تفيدنا في أن العمانيين كان‬ ‫لهم وجود ونشاط في جزيرة سومطرة ‪ .‬وقد تكاثئف هذا الوجود‬ ‫وازداد غلبة وتأثيرا لدرجة ان أهل هذه الجزيرة كانوا جميعا مسلمين‬ ‫عندما زارها ابن بطوطة بعد ذلك بأربعة قرون في عام ‪٧٤٦‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ ٤٥‬ام ‏(‪ . )"٢:‬وليس صحيحا ما يقوله السير توماس أرنولد من‬ ‫أن الهند كانت هي المنبع الذي استقى منه أهالي سومطرة معرفتهم‬ ‫بالاسلام مستندا في ذلك على أن المذهب الديني المنتشر هناك هو‬ ‫المذهب الشافعي والذي كان منتشرا في نفس الوقت على سواحل‬ ‫كروماندل ومليبار بالهند ‏(‪. ){٢١‬‬ ‫فلم يكن الهنود المسلمون هم الذين نشروا الاسلام في‬ ‫سومطرة اذا كان أرنولد يقصد بكلمة الهند المسلمين الهنود ‪ ،‬لأن‬ ‫المذهب الشافعي لم يكن منتشرا بسواحل الهند فقط بل كان منتشرا‬ ‫أيضا في جنوب جزيرة العرب بجانب المذهب الأباضي ‪ ،‬فمن‬ ‫‏‪. ١٥٥ _ ١٥٤‬‬ ‫‏(‪ )٢١٩‬عجائب الهند ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٢٦٨‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ستودارد ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪|\ ٧٠٦‬‬ ‫‪ ٢ + :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢٠‬ابن بطوطة‪‎‬‬ ‫‪. ٤٠٤‬‬ ‫(‪ )٢٢١‬الدعوة الى الاسلام‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫المحتمل أن يكون تجار عمان الشوافع هاملذين حملوا الاسلام الى‬ ‫هذه الجزيرة ‪ 0‬كا أن انتشار المذهب الشافعي هناك ليس دليلا على‬ ‫الجزيرة } لأن‬ ‫هذه‬ ‫الاسلام ف‬ ‫منتشرا منذ بداية دخول‬ ‫أنه كان‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫ينشروه‬ ‫اليه أن‬ ‫الداعين‬ ‫لاهم‬ ‫ماينتشر‬ ‫أول‬ ‫الاسلام‬ ‫معين ‪ 9‬يكفي أن يعرف الناس الداخلون في الاسلام قواعد الاسلام‬ ‫وعقائده الأساسية والرئيسية ‪ 3‬وهو ماتتفق فيه كافة المذاهب‬ ‫دينيا‬ ‫مذهبا‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫الناس‬ ‫لو اعتنق هؤلاء‬ ‫الاسلامية ‪ .‬وحتى‬ ‫معينا ‪ 0‬فإنه كثيرا ما كان يحدث أن يغيروا هذا المذهب لعوامل‬ ‫كثيرة ‪ 3‬منها أن يعتنق ملكهم أو حاكمهم مذهبا دينيا اخر فيعمل‬ ‫من‬ ‫‪ 0‬ولذلك‬ ‫وهكذا‬ ‫مذهبهم الاول ذ‬ ‫بينهم فيغيرون‬ ‫نشره‬ ‫على‬ ‫المحتمل أن يكون الناس هناك كان لهم مذهب كالمذهب الأباضي‬ ‫الشافعي لهذا‬ ‫وهو مذهب معظم العمانيين © ش غيروه الى المذهب‬ ‫السبب أو لاسباب أخرى ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬وقد‬ ‫سو مطر ة‬ ‫ف‬ ‫الاسلام‬ ‫نشروا‬ ‫هم الذين‬ ‫العرب‬ ‫المهم ان‬ ‫وفارس‬ ‫والعن‬ ‫الصين‬ ‫من‬ ‫القادمين‬ ‫التجار‬ ‫با ن‬ ‫أرنولد نفسه‬ ‫اعترف‬ ‫كانوا يترددون على سومطرة وغيرها من جزر أرخبيل الملايو ‪ ،‬وقال‬ ‫تجار‬ ‫قدوم‬ ‫ال‬ ‫الاشارة‬ ‫سبقت‬ ‫وقد‬ ‫‏(‪. )٢٢٢‬‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫تجار‬ ‫اهم‬ ‫عمان وغيرهم من التجار العرب الى هذه الجزيرة والى قيامهم بيناء‬ ‫المستوطنات والمراكز التجارية فيها ‪ .‬وحتى لو أخذنا بكلام أرنولد‬ ‫فلا يبعد أن يكون التجار العرب المقيمون بسواحل الهند ومراكزها‬ ‫التجارية هم الذين أقبلوا الى سومطرة ونشروا الاسلام فيها ‪.‬‬ ‫والدليل على ذلك ما يقوله أرنولد نفسه من أن أخبار الملايو‬ ‫‪. ٤٠٢‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ ١ )٢ ٢( ٢٢‬المرجع االلساستا‪‎‬بق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ١١٨‬س‬ ‫تنسب شرف أول دعوة في مدينة اتجيه طغ[‪7‬ه في شمال غربي‬ ‫سومطرة الى عربي يدعى عبد الله عارف ‪ ،‬قيل انه زار الجزيرة‬ ‫حوالى منتصف القرن الثاني عشر للميلاد © كا قيل بأن أحد تلاميذه‬ ‫اللسمى برهان الدين هو الذي حمل العقيدة الاسلامية الى الساحل‬ ‫‏(‪. )٢٢٣‬‬ ‫الغربي حتى بريامان ‪٨‬ه‪[٨‬جم‬ ‫واذا كان أرنولد يعود فينفيى صحة هذه الرواية التي ذكرها‬ ‫ما يؤيد وجهة‬ ‫يعود فيذكر‬ ‫هو نفسه “} الا اننا نراه مرة أخرى‬ ‫نظرنا } فيقول أن أخبار مؤرخي الملايو الخاصة تجعل عام ‏‪ ٠٢‬‏‪/‬ه‪٦‬‬ ‫‏‪ ٠٥‬مم تاريخا لأول سلطان أسس الأسرة الاسلامية في سومطرة ©‬ ‫وأن هذا السلطان لم يكن من أهل البلاد بل كان من الغرب ‪ ،‬أي‬ ‫كان عربيا أو فارسيا أو هنديا ‏(‪ } )"٦٤‬فلم يحصره في كونه هنديا‬ ‫الجزيرة‬ ‫هذه‬ ‫زار‬ ‫الذي‬ ‫بولو‬ ‫ماركو‬ ‫ذكر‬ ‫كذلك‬ ‫فقط ‪.‬‬ ‫عام ‪٦٩١‬ه‪/‬‏ ‪١٢٩٢‬م‏ انه كانت توجد في الزاوية الشمالية الشرقية‬ ‫فيها مملكة اسلامية هي مملكة بيرلاك الصغيرة ‪ 0‬وعلل سبب انتشار‬ ‫الاسلام في هذه المملكة بنشاط تجار العرب الذين بلغ من كثرة‬ ‫شريعة‬ ‫في‬ ‫الأهالى‬ ‫أدخلوا‬ ‫انهم‬ ‫المملكة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫ترددهم‬ ‫الاسلام (©ث‪)٢٦‬‏ ‪ .‬وقد زار ابن بط ط هذه السلطنة عام ‪٧٤٦‬ه‪/‬‏‬ ‫عن‬ ‫بالملك الظاهر وتحدث‬ ‫سلطانها المسمى‬ ‫عن‬ ‫وتحعدث‬ ‫‪١٣٤٥‬م‏‬ ‫‏(‪. )٢!٢٦‬‬ ‫وعن حبه للعلم والفقه والجهاد‬ ‫ملكه فسيومطرة‬ ‫اتساع‬ ‫فالعرب هاملذين نشروا الاسلام في سومطرة وغيرها من جزر‬ ‫‪. ٤٠٤‬‬ ‫(‪ )٢٢٣‬المرجع السابق ؛ ص‪‎‬‬ ‫‪. ٤٠٤‬‬ ‫(‪ )٢٢٤‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٨٠‬‬ ‫(‪ )٢٢٥‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪ ©، ٤.٠٥ ‎‬حسين مؤنس ‪ :‬أطلس تاريخ الاسلام‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٨٠‬‬ ‫‪ “|{ ٧٠٦‬حسين مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢٦‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١١٩١‬‬ ‫اندونيسيا ‪ .‬وبلغ من نشاطهم الدؤوب في هذا المضمار أن تحول‬ ‫أهل هذه الجزر جميعا الى الاسلام كما ذكر ماركو بولو قبل عصر‬ ‫ابن بطوطة الذي أورد هو الآخر هذه الحقيقة وأكدها عند زيارته‬ ‫لسومطرة عام ‪٧٤٦‬ه‪/‬‏ ‪١٣٤٥‬م‏ ‪ 0‬كا سبق القول ‪.‬‬ ‫وقد ساعد العرب على القيام بهذا العمل العظم أن كثيرا من‬ ‫أهالي هذه للجزر كانوا يضربون في فجاج البلاد الاسلامية المجاورة ©‬ ‫تبارا أو طلاب رزق ‪ ،‬وهناك يعتنقون الاسلام ثم يعودون الى‬ ‫& مما أدى‬ ‫أهلهم بدينهم الحديد ‏‪ ٤‬ويكونون خير دعاة لنشره وذيوعه‬ ‫ال انتشار الاسلام في معظم الجزر وانشاء المساجد فيها & والى قيام‬ ‫الأندو نيسيين أنفسهم بدور كبير في نشر الاسلام في البلاد‬ ‫‏‪. )٢٢٧(٧‬‬ ‫الجاورة‬ ‫على هذا النحو انتشر الاسلام واستقر فسيومطرة وظهرت‬ ‫فيها سلطنات وممالك اسلامية مثل سلطنة بيرلاك التي أشرنا اليها ‪.‬‬ ‫عبد الله‬ ‫وسلطنة أتجيه التي حمل الاسلام اليها داعية عربي يسمى‬ ‫عارف ‪ ،‬و لم تلبث أن قامت أسرة حاكمة في أتجيه على يد السلطان‬ ‫جيهان شاه (“؟؟) ‪ .‬وقد أرسل أحد سلاطينها رسالة الى سلطان‬ ‫سلطنة قويدة الاسلامية في الملايو بعد أن سمع بتحول سكان‬ ‫وسلطان هذه السلطنة الى الاسلام يقول له فيها ‪ :‬هذه الرسالة‬ ‫من سلطان أتجيه ونور الدين _ أحد الدعاة _ الى أخينا سلطان‬ ‫قويدة والشيخ عبد الله المني ‏(“‪ )"٢‬ا_لذي يقم الآن فيقويدة ‪.‬‬ ‫‪. ١٠٧‬‬ ‫(‪ )٢٢٧‬محمد كمال حسين ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪0 ٣٨‬‬ ‫(‪ )٢٢٨‬حسين مؤنص ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٢٢٩‬لعله يقصد بعبد الله المني عبدالله العماني ‪ 0‬حيث كان لفظ المني يطلق على كافة عرب جنوب‬ ‫‏‪ )٢٧٥‬ملك عمان =‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫بلاد العرب ‪ ،‬وللدليل على ذلك فقد ذكر صاحب الاستيعاب (ج‬ ‫‪١٢١٠‬‬ ‫أرسلنا لكم كتابين من كتب الدين حتى تتأكد دعائم العقيدة‬ ‫دينہم تعلما‬ ‫و شعائر‬ ‫واجباتهم‬ ‫الناس‬ ‫ويتعلم‬ ‫الاسلامية‬ ‫‏(‪. )٢٢٠‬‬ ‫كاملا‘“‬ ‫وهذه الرسالة إن دلت على شيوع فانما تدل على مدى انفعال‬ ‫أهل اندونيسيا بالاسلام وحفاظهم على تقاليده ‪ .‬وذلك من‬ ‫مؤازرتهم لسلطان قويدة على النحو الذي رأيناه ‪ .‬وقد ظهر هذا‬ ‫الانفعال واضحا في أمور أخرى منها أنهم أخذوا بالابجدية العربية‬ ‫عربية‬ ‫في كتابة لغاتهم » مما هيا الفرصة لانتشار مفردات وكلمات‬ ‫كثيرة في هذه اللغات ‪ .‬والمثال على ذلك اللغة الاتشهينيزية ‪ .‬وهي‬ ‫إحدى لغات سومطرة التي استعملت الأبجدية العربية أثناء تحولها‬ ‫من لغة شفوية الى لغة مكتوبة } كما أدخلت في بنيانها مفردات عربية‬ ‫عديدة متعلقة بالفقه والفلسفة والدين وألفاظا عامة ‪ .‬وبالاضافة الى‬ ‫ذلك فقد وجدت في القرن السابع عشر للميلاد مخطوطات قديمة‬ ‫كان معظمها مكتوبا بالعربية ‪ .‬وكثير منها احتوى على ترجمة بين‬ ‫السطور الى لغة من اللغات الاندونيسية ‏(‪. )٢٣١‬‬ ‫ونظرا لغلبة الاسلام على هذه الجزر ‪ 3‬فقد كان ملوكها‬ ‫وقال عنه إنه جيفر بن الجلندى الماني ‪ .‬كا ذكر معظم الرحالة والجغرافيين العرب القدامى أن‬ ‫بلاد العرب خمسة أقسام هي تهامة والحجاز ونجد والعروض (المامة والبحرين) ‪ ،‬واليمن } وجعلوا‬ ‫ايمن تشتمل على تهامة ونجد واليمن وعمان ومهرة وحضرموت واليمن المعروفة لنا الان ‪ .‬انظر ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٣٧‬أ الحميري ‪:‬‬ ‫‏‪ ، ١٤‬ياقوت ‪ :‬معجم البلدان ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫الاصطخري ‪ :‬مسالك الممالك ص‬ ‫‏‪ 0 ١٦٤‬وليس المقصود أن المن تشتمل على هذه البلاد من الناحية‬ ‫الروض المعطار ف ص‬ ‫السياسية ‪ .‬بل المقصود أن عرب الجنوب من القحطانية أو المنية سادوا هذه المنطقة وانتشروا فيها ‪.‬‬ ‫‪. ٤١٧٣‬‬ ‫(‪ )٢٣٠‬ارنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٣١‬شاخت وبوزورث ‪ :‬تراث الاسلام ‪ 3‬ترجمة محمد زهير ‪ ،‬وحسين مؤنس } واحسان صدقي العمد‪3 ‎‬‬ ‫‪. ٢٢٤ _ ٢٢٢‬‬ ‫سلسلة عالم المعرفة ‪ 5‬الكويت إ الطبعة الثانية سنة ‪١٩٨٨‬م ن ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٢١١‬‬ ‫يقو له‬ ‫ما‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫حد كبير‬ ‫الدين ال‬ ‫وعلماء‬ ‫الفقهاء‬ ‫محترمون‬ ‫ابن بطوطة من أنه عندما زار هذه البلاد كان سلطانها الملك الظاهر‬ ‫وقد‬ ‫[‬ ‫والمذاكرة‬ ‫محلسه للقراءة‬ ‫نجعلهم دائما ف‬ ‫وكان‬ ‫محبا للفقهاء‬ ‫كان هذا الملك لا يذهب الى صلاة الجمعة الا ماشيا ومرتديا ملابس‬ ‫الفقهاء ‪ 0‬وبعد انتهاء الصلاة كان يمكث في المسجد حتى صلاة‬ ‫‏‪ ٠‬وذلك لمذاكرة‬ ‫عمينه و شماله‬ ‫‏‪ ٠‬و الطلبة عن‬ ‫القاضي‬ ‫‪ 6‬وحوله‬ ‫العصر‬ ‫العصر دخل غر فته فخلع‬ ‫انتهت صلاة‬ ‫واذا‬ ‫ز‬ ‫و مدارسته معهم‬ ‫الفقه‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٢٣٢‬‬ ‫الملك‬ ‫ملابس‬ ‫وارتدى‬ ‫الفقهاء‬ ‫ملابس‬ ‫ولما كان الاسلام متمكنا من قلب هذا الملك على هذا‬ ‫الكفار‬ ‫من‬ ‫جاوره‬ ‫لمن‬ ‫والغزو‬ ‫الجهاد‬ ‫كثير‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫النحو‬ ‫فيغزون من جاورهم من الكفار الذين كانوا يغلبون ويطلبون الصلح‬ ‫ويدفعون الجزية ‏(‪ & )"٣‬مما يدل على مدى انفعال أهل اندونيسيا‬ ‫غيرهم‬ ‫عنه وفي مجاهدة‬ ‫الذو د‬ ‫واخلاصهم ف‬ ‫[‬ ‫وتقاليده‬ ‫بالاسلام‬ ‫والفضل‬ ‫‪.‬‬ ‫القديم‬ ‫دينه‬ ‫بقي على‬ ‫من‬ ‫بن‬ ‫وينتشر‬ ‫الاسلام‬ ‫يعر‬ ‫حتى‬ ‫في ذلك كله راجع الى هؤلاء التجار العمانيين وغيرهم ممن وصلوا‬ ‫الاسلامية‬ ‫منذ العصور‬ ‫الاسلام هناك‬ ‫بذرة‬ ‫الجزر ووضعوا‬ ‫الى هذه‬ ‫صارت‬ ‫حتى‬ ‫وترعرعت‬ ‫مت‬ ‫أن‬ ‫البذور‬ ‫تلبث هذه‬ ‫الأولى ؤ و ل‬ ‫سلطنات‬ ‫من‬ ‫فيما تحدثنا عنه‬ ‫راسخة الجذور‬ ‫الظلال‬ ‫وفيرة‬ ‫دوحة‬ ‫وممالك اسلامية ظهرت في هذه البلاد منذ وقت مبكر ‪.‬‬ ‫وقد تابع هؤلاء التجار نشاطهم في الجزر المجاورة وخاصة‬ ‫‪. ٧٠٨‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٣٢‬رحلة ابن بطوطة ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٧٠٦‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٣٣‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪١٢١٢‬‬ ‫جزيرة بورنيو (كليمنتان) التي تقع شمال جزيرة جاوة ج حيث‬ ‫مع سكانها وكانوا يحملون منها الكافور الى الصين والى‬ ‫تاجروا‬ ‫‏(‪ } )٢٢٤‬أي البلاد التي تقع غرب اندونيسيا ‪ .‬ومن ثم بدا‬ ‫الغرب‬ ‫يتسرب اليها في ركاب هؤلاء التجار وخاصة في سواحلها‬ ‫الاسلام‬ ‫الشمالية حيث يحط هؤلاء التجار ‪ .‬ولم يلبث ان عم‬ ‫الغربية‬ ‫الاسلام غربي الجزيرة كله ونشأت فيه ممالك اسلامية مثل مملكة‬ ‫بروناي } وقد وجد الأسبان في هذه المملكة ملكا مسلما على‬ ‫الساحل الشمالي الغربي من هذه الجزيرة عندما وصلوا اليها في عام‬ ‫‏‪ ٠١‬م ‪ .‬وبعد ذلك بقليل ‪ ،‬أي في عام ‪١٥٥٠‬م‏ دخل الاسلام‬ ‫لي مملكة سوكدنة ه‪٨٦‬ط‪٢‬عن‪5‬‏ التي تقع في الجانب الغربي‬ ‫للجزيرة على أيدي العرب الذين جاءوا من بالمابنج في سومطرة ©‬ ‫وأي الملك الحاكم لهذه المملكة أن يترك دين آبائه وأجداده ‪ .‬ولكن‬ ‫‏‪ ٩٩٨‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫كبيرا‬ ‫تقدما‬ ‫أحرز‬ ‫الجديد‬ ‫أن الدين‬ ‫يبدو‬ ‫‏‪ ٠‬مم ‪ ،‬اذ أصبح خليفة هذا الملك الذي اعتلى العرش في هذ‬ ‫السنة مسلما } وتزو ج ابنة أمير من أمراء جزيرة مجاورة كان الاسلام‬ ‫قد وطد فيها دعائمه بقوة منذ زمن طويل ‪ ،‬وأصبح الاسلام هو‬ ‫الدين الشائع فيكل جزيرة بورنيو وخاصة سواحلها ‏(‪ 0'"٥‬أ‪.‬ما‬ ‫المناطق الداخلية فقد أبطأ توغل الاسلام فيها نظرا لوعورة سطحها‬ ‫وانتشار القبائل البدائية الوثنية في أراضي الدواخل الجبلية التي تغطي‬ ‫معظمها الغابات الاستوائية ‏(‪. )٢!٢٦‬‬ ‫‪. ٤٥٤‬‬ ‫‪ | ٣١٤‬محمد رشيد الفيل ‪ :‬ج‪ 9٣٢٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٣٤‬ادم متز ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫‪ {، ٤٣٠‬حسين مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٣٥‬أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٣٢٦‬حسين مؤنس‬ ‫‪١٢٢٣‬‬ ‫ويلمح القاريء من الرواية السابقة أن اسلام مملكة سوكدنة‬ ‫لم يكن الا على أيدي العرب ‪ ،‬وأن هؤلاء العرب أتوا من‬ ‫سومطرة ‪ .‬ولما كان العمانيون يشكلون أغلبية العرب الذين كانوا‬ ‫يعملون بالملاحة والتجارة في هذه الجهات كا سبق القول ‪ ،‬فان‬ ‫المرجح أن التجار العمانيين هم الذين كان لهم فضل تحويل مملكة‬ ‫سوكدنة الى الاسلام حيث كانت هذه المملكة تقع في طريقهم الى‬ ‫بلاد الصين ‪ ،‬كا كان لهم الفضل أيضا في دخول الاسلام في جزائر‬ ‫ملوكس ‪ .‬فقد كان العرب يأتون اليها لشراء الفلفل الذي كان يجود‬ ‫في أراضيها } واستطاعوا أن يدخلوا ملوكها في دين الاسلام الذي‬ ‫أخذ يحرز تقدما في القرن الخامس عشر للميلاد ‪ 0‬وخاصة في جزيرة‬ ‫ترنات التي اعتنق أهلها الاسلام ‪ .‬وكان سلطان هذه الجزيرة كا‬ ‫بحكي البرتغاليون أول زعماء ملوكس دخولا في الاسلام ث وكان‬ ‫ذلك على يد أحد التجارة المسلمين ((‪٣٢‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫كا اعتنق ملك جزيرة أخرى وهي جزيرة تيدور الاسلام‬ ‫على يد داعية عربي يسمى الشيخ منصور ‪ ،‬وتحول كثير من رعايا‬ ‫هذه الجزيرة الى الاسلام عقب اسلام ملكهم ‪ 0‬وانتحل هذا الملك‬ ‫اسما اسلاميا هو جمال الدين ‪ ،‬كا سمى أكبر أبنائه منصورا على اسم‬ ‫معلمه العربي © ومنصور هذا هو الذي أكرم وفادة البعثة الأسبانية‬ ‫التي وصلت الى بلاده عام ‪٩٢٧‬ه‪/‬‏ ‪١٥٦٢١‬م‏ ‪ ،‬وقد سماه مؤرخ‬ ‫‘‬ ‫م‬ ‫‪7‬‬ ‫هذه البعثة باسم ريا سلطان موزور ‪0‬‬ ‫سنة } و أنه ل‬ ‫وقال عنه ان عمره كان يزيد على خمسة وخمسين‬ ‫يعض أكثر من خمسين عاما على قدوم المسلمين للاقامة في هذه‬ ‫‪. ٤٢٧ _ ٤٢٦‬‬ ‫(‪ )٢٣٧‬أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٢١٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٢٣٨‬‬ ‫الجزائر‬ ‫على‬ ‫القبيلتان اللتان تسيطران‬ ‫وفي جزيرة سليبيس دخلت‬ ‫الجزيرة في الاسلام } وهما ماكتبار والبوجي © شم لم تلبث قبيلة‬ ‫و جاءهم عدد‬ ‫أحرى [‬ ‫هي‬ ‫الفور التي تقطن الداخل أن أسلمت‬ ‫كبير من الدعاة من سلطنة أتجيه السومطرية الأندونيسية التي سبق‬ ‫الحديث عنها ‪ 0‬وواصلت الحركة الاسلامية في هذه الجزيرة سيرها‬ ‫الوئيد حتى عم الاسلام كل مجموعة جزر السليبيس في بداية القرن‬ ‫الاسلام‬ ‫للميلاد & وتبعتها جزيرة لومبوك ثم تسرب‬ ‫السابع عشر‬ ‫شرقا اى جزيرة غينيا الجديدة وخاصة قسمها الغربي الذي دخل‬ ‫‏(‪. )!٢٩‬‬ ‫ني الاسلام ويتبع اليوم جمهورية اندونيسيا ويسمى ايريان‬ ‫يتضح مما سبق ان عددا من الدعاة والتجار العرب عمانيين‬ ‫وغير عمانيين وصلوا الى هذه الجزائر ‪ 0‬كا يفهم أيضا أن بعضهم‬ ‫أقام فيها ‪ 0‬مما أدى الى رسوخ الاسلام وازدياد انتشاره بين الناس‬ ‫حتى أسلم الملك فا سلمت الرعية قرب نهاية العصور الوسطى ‪.‬‬ ‫وقد وصلت الدعوة الى الاسلام الى جزائر الفليبين ‏(‪)٢٤٠‬‬ ‫القرن‬ ‫ايضا على يد دعاة من تجار العرب © وذلك حوالي منتصف‬ ‫الرابع عشر للميلاد ء وخاصة في جزيرة لوزون © وهي الجزيرة‬ ‫الشمالية الكبيرة ‪ .‬في نفس الوقت الذي وصل فيه الاسلام الى‬ ‫أرخبيل سولو وجزيرة مندناو ث وهي الجزيرة الجنوبية الكبيرة(‪.)'٤١‬‏‬ ‫‪. ٤٢٧‬‬ ‫‪٤٦٢٦‬‬ ‫(‪ )٢٣٨‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫(‪ )٢٢٩‬حسين مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٢٤٠‬الفليبين اسم أطلقه الأسبان على الجزر المعروفة بهذا الاسلام نسبة الى مليكهم فيليب وذلك عندما‬ ‫‏‪. ١٦٨‬‬ ‫ص‬ ‫‪١٥٦٢١‬م‏ ‪ .‬انظر ‪ :‬محمد كال حسين‬ ‫احتلوها عام‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫(‪ )٢٤١‬أرنولد ‪ :‬ص‪ ، ٤٢٧ ‎‬حسين مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫وقد زار ابن بطوطة هذه البلاد قرب انتصاف ذلك القرن وقال‬ ‫ان أهلها كانوا عبدة أوثان ‪ ،‬مما يدل على أن الدعوة للاسلام كانت‬ ‫في بدايتها وأن الوثنية كانت غالبة ى ولكن‪ .‬ذلك لا يمنع القول بان‬ ‫هذه‬ ‫أنحاء‬ ‫كثير من‬ ‫ف‬ ‫والثقافة الاسلامية كانا موجودين‬ ‫الاسلام‬ ‫الجزر ‪ ،‬بدليل ماذكره ابن بطوطة نفسه من أن ملكتها المسماه‬ ‫أردوجا كانت تحسن الكتابة بالخط العربي ‪ ،‬وأنها كتبت أمامه‬ ‫البسملة (؟‪)٢٤‬‏ ‪ ،‬مما يدل على وصول الدعاة والتجار العرب الى‬ ‫هذه البلاد قبل زيارة ابن بطوطة لها بزمن ليس بالقليل ‪.‬‬ ‫صباح‬ ‫اقلم‬ ‫من‬ ‫الوافدين‬ ‫والتجار‬ ‫الدعاة‬ ‫هؤلاء‬ ‫طريق‬ ‫وعن‬ ‫بشمال جزيرة بورنيو ومن سلطنة جوهور الواقعة في الطرف‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫بسكان‬ ‫واختلاطهم‬ ‫الملايو ‪.‬‬ ‫جزيرة‬ ‫بشبه‬ ‫الجنوبي‬ ‫من تبادل ثقافي واجتماعي بين هؤلاء‬ ‫الجزر ‪ ،‬وما نتج عن ذلك‬ ‫السكان وبين التجار والدعاة الوافدين ‪ 3‬أخذ الاسلام ينتشر وئيدا‬ ‫بين مختلف هذه الجزر !) ‪.‬وقد ساعد على ذلك أن هؤلاء‬ ‫الدعاة صاهروا الأهالي واتخذوا لغتهم وكثيرا من عاداتهم ‪ ،‬واشتروا‬ ‫عبيدا كثيرا ليظهروا بمظهر الأبهة والفخامة فتسمو مكانتهم لدى‬ ‫المواطنين ‪.‬وبذلك تمكنوا فايلنهاية من أن يصبحوا ضمن زمرة‬ ‫مما‬ ‫<‬ ‫‏(‪(٢٤ ٤‬‬ ‫الدول‬ ‫في‬ ‫ان‬ ‫أرفع‬ ‫يتبوعءوں‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫الزعماء‬ ‫أدى ال ازدياد النفوذ الأدبي للاسلام والمسلمين في هذه الجزر }‬ ‫يسمى أبو بكر من تنظيم حكومة‬ ‫عربي‬ ‫داعية‬ ‫وا نتہى الأمر ب ن تمكن‬ ‫سولو وسن قوانينها على أسس اسلامية قويمة بقدر ما كانت تسمح‬ ‫‪. ٧١١٥ _ ٧١٤‬‬ ‫(‪ )٢٤٦‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫‪ {، ١٦٨‬حسين مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٤٣‬محمد كال حسين ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٤٤‬أرنولد ‪ :‬ص‪. ٤٢٧ ‎‬‬ ‫‏‪ ١٢١٦‬س‬ ‫به العادات المحلية } وتمكن من أن يرث عرش سولو بعد أن تزوج‬ ‫‏(‪. . )٢٤٥‬‬ ‫من ابنة ملكها السابق‬ ‫وقد صارت جزر الفليبين مملكة اسلامية كبيرة في عهد أبي‬ ‫بكر هذا ‏(‪٨٨٥ _ ٨٥ ٤‬ھ‪ ٤٦٥ _ ١٤٣٤ /‬‏)م‪١‬ا & وبرز طابعها‬ ‫الاسلامي من خلال أعماله ‪ .‬حيث أنه قام بانشاء بيت مال‬ ‫للأرامل‬ ‫نفقة‬ ‫وخصص‬ ‫)‬ ‫سنويا‬ ‫العطاء‬ ‫منه‬ ‫وأخرج‬ ‫للمسلمين‬ ‫والايتام والفقراء والمساكين © وبني مسجدا في صولو سماه "عنوان‬ ‫الاسلام‘“ ث وسن قانونا شرعيا ألزم حكام الأقاليم بتنفيذه } وقاوم‬ ‫سيطرة قراصنة البحر من الوثنيين والبوذيين ‪ ،‬فآمن الناس على‬ ‫أنفسهم وأموالهم ‪ ،‬ونشر الاسلام في الجزر المجاورة كجزيرة لوزون‬ ‫وبيساياس وسيلي وسيلبيس وسيلواس وفالاوان وشمالي بورنيو ‪3‬‬ ‫وازداد عدد المسلمين في عهده على عدد الوثنيين الذين كانوا يؤدون‬ ‫الجزية لبيت مال المسلمين ‪ ،‬شأنهم في ذلك شأن الذميين وأهل‬ ‫الكتاب في الشرق العربي الذين كانوا يدفعون الجزية لحكام المسلمين‬ ‫في مقابل حمايتهم ‪ .‬وقد خلف أبا بكر خلفاء ساروا على نهجه‪3 .‬‬ ‫ما دفع كثيرا من المسلمين سواء كانوا تجارا أو وافدين من بلاد‬ ‫العرب أو اندونيسيا أن يحلوا بالفليبين ويستقروا فيها بعد أن تزوجوا‬ ‫من نسائها (‪٤٦‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫وغير‬ ‫عمانيين‬ ‫العرب‬ ‫والدعاة‬ ‫التجار‬ ‫بفضل‬ ‫وهكذا‬ ‫عمانيين } وما بذلوه من جهد في الأخذ بيد السكان وارشادهم‬ ‫الى الدين الحنيف & أخذ الاسلام ينتشر في كثير من أنحاء الفليبين‬ ‫‏‪. ٤٤١ ،{ ٤٠٣‬‬ ‫‏(‪ )٢٤٥‬المرجع السابق ‏‪ ٤‬ص‬ ‫(‪ )٢٤٦‬محمد عبد القادر أحمد ‪ :‬المسلمون في الفليبين ‪ :‬القاهرة سنة ‪١٩٨٠‬م ‪ 9‬ص‪. ٢٤ ‎‬‬ ‫‪١٢١٧‬‬ ‫حتى تكونت هناك امارات وسلطنات اسلامية ظلت موجودة فترة‬ ‫طويلة من الزمان ‪ ،‬الى أن جاء الاستعمار الاسباني البغيض الذي‬ ‫‏(‪. )٢٤٧١‬‬ ‫الجزر‬ ‫لعم الاسلام كل هذه‬ ‫لولاه‬ ‫وهكذا رأينا كيف انتشر الاسلام في أرخبيل الملايو وفي‬ ‫والتجار‬ ‫الدعاة‬ ‫يل‬ ‫على‬ ‫الفليبين‬ ‫جزائر‬ ‫بورنيو وفي‬ ‫وفي‬ ‫اندونيسيا‬ ‫هؤلاء‬ ‫جمهرة‬ ‫يكونون‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫العمانيين‬ ‫وخاصة‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫للاسلام‬ ‫نشرهم‬ ‫فيي‬ ‫والتجار‬ ‫الدعاة‬ ‫هؤلاء‬ ‫نجاح‬ ‫ويعزي‬ ‫‪.‬‬ ‫العرب‬ ‫ة‬ ‫قة‬‫قي‪1‬‬ ‫خحلل‬ ‫بصفات‬ ‫‘ منها اتصافهم‬ ‫عوامل معينة‬ ‫كلها ال‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫فعل الأسبان‬ ‫ك‬ ‫كغزاة‬ ‫البلاد‬ ‫على هذه‬ ‫يفدوا‬ ‫ل‬ ‫أنهم‬ ‫‘ والى‬ ‫طيبة‬ ‫يستخدموا‬ ‫و ل‬ ‫&‬ ‫للميلاد‬ ‫عشر‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫ف‬ ‫والبرتغاليون‬ ‫السيف أو العنف أداة لتحويل الناس الى الاسلام ‪ ،‬و لم يدعوا أنهم‬ ‫من جنس أسمى لابد أن يتمتع بالغلبة والسيادة على السكان المحليين‬ ‫كي يسلبوا حقوقهم وينهبوا بلادهم كا فعل الاوربيون © بل قدموا‬ ‫ذكاء‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫يتميزون‬ ‫ما‬ ‫واستخدموا‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫المسالمعن‬ ‫التجار‬ ‫زي‬ ‫ف‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫الاسلام‬ ‫الى‬ ‫الناس‬ ‫لتحويل‬ ‫والحضارة‬ ‫العقلية‬ ‫في‬ ‫وتفوق‬ ‫فكسبوا‬ ‫<‬ ‫‏(‪(٢٤٨‬‬ ‫ثرواتهم‬ ‫لتنمية‬ ‫أو‬ ‫الشخصي‬ ‫نفوذهم‬ ‫لفرض‬ ‫أخلاقهم‬ ‫وانتحلوا‬ ‫لغاتهم‬ ‫تعلموا‬ ‫أن‬ ‫بعل‬ ‫وخاصة‬ ‫الأهالي‬ ‫قلوب‬ ‫شيئا فشيئا بعامة‬ ‫هم وامتزجوا‬ ‫وعاداتهم وصاهروهم ‪ .‬واختلطوا‬ ‫لا يميز فيه بين‬ ‫معهم مجتمعا مو حدا‬ ‫يكونون‬ ‫« وأصبحوا‬ ‫‏‪ ١‬لشعب‬ ‫وغير عربي © ولذلك استحقوا أن يصفهم بكل ح‬ ‫عر‬ ‫‏(‪. )٢٤٩‬‬ ‫والروية‬ ‫الحكمة‬ ‫من‬ ‫عظم‬ ‫جانب‬ ‫على‬ ‫نهم كانوا‬ ‫‪. ٣٨١‬‬ ‫‪ ::‬ص‪‎‬‬ ‫مونص‬ ‫(‪ )٢٤٧‬حسين‬ ‫‪. ٤٠٢‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢ ٤ ٨‬أرنولد‬ ‫(‪ )٢٤٩‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬ص‪. ٥١ _ ٥٠ ‎‬‬ ‫‪١٢١٨‬‬ ‫وقد نتج عن هذا التماذج مع السكان المحليين على هذا‬ ‫النحو ك وعن نشاطهم التجاري وعن فتح الأبواب للتجار العمانيين‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬أن انتشر الاسلام على النحو الذي أشرنا اليه ‪ .‬وقد مر‬ ‫هذا الانتشار مرحلتين ‪ :‬المرحلة الأولى بدأت في القرنين التاسع‬ ‫والعاشر للميلاد عقب توقف رحلات التجار المسلمين الى مواني‬ ‫هذه البلاد عام‬ ‫الثورة الدامية التي وقعت في جنوب‬ ‫الصين عقب‬ ‫من هؤلاء التجار }‬ ‫‪٢٦٤‬ه‪/‬‏ ‪٨٧٨‬م‏ وراح ضحيتها عدد مهول‬ ‫ونتج عن ذلك أن أصبحت مدينة كله بار ببلاد الملايو وكذلك‬ ‫اندونيسيا المركز الرئيسي للمسلمين في جنوب شرقي اسيا بالنسبة‬ ‫للنشاط التجاري & وبالنسبة للدعوة الى الاسلام في ان واحد ‪.‬‬ ‫وترجع البداية الحقيقية لانتشار الاسلام في بلاد الملابو واندونيسيا‬ ‫‏(‪. )٢٥٠‬‬ ‫اللى هذه الفترة‬ ‫والمرحلة الثانية شملت القرنين الرابع عشر والخامس عشر‬ ‫للميلاد ‪ .‬ذلك أن اقتراب عصر المغول من نهايته لم يجعل السواحل‬ ‫والمواني الصينية مهيأة تماما لاستقبال التجار } فعاد نشاط هؤلاء‬ ‫التجار الى منطقة جزر الأرخبيل وجزر أندونيسيا مرة أخرى ‪3‬‬ ‫وأصبحت هذه الجزر مركزا لالتقاء التجار الصينيين والتجار العرب‬ ‫وغيرهم & وخاصة بعد أن عم الاسلام هذه الجزر كما رأينا وظهرت‬ ‫فيها سلطنات وممالك اسلامية ‪ .‬رعت الاسلام ومكنت له وفتحت‬ ‫أبوابها لمزيد من الهجرات والنشاط التجاري القادم من عمان‬ ‫اقتصادية قوية بين ركني‬ ‫‪ 6‬مما أدى الى قيام علاقات‬ ‫وحضرموت‬ ‫جنوب اسيا ‪ ،‬الشرقي والغربي ‪ ،‬واكبتها علاقات حضارية بين‬ ‫‪. ٥١ _ ٥٠‬‬ ‫(‪ )٢٥٠‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٢١٩‬‬ ‫الأرض الأم في جنوبي الجزيرة العربية } وبين العالم الاسلامي النامي‬ ‫في جزر الهند الشرقية وأرخبيل الملايو استمرت حتى بعد تدهور‬ ‫تجارة الشرق الأقصى تحت حكم أسرات المنج الأواخر ‏(‪١٣٦٨‬‬ ‫‏(‪. )٢!١١‬‬ ‫‏)م‪ ٤٤٦١‬والمانشو في بلاد الصين‬ ‫وهكذا بعد أن طوفنا مع الاسلام وانتشاره ورأينا جهود‬ ‫العمانيين في هذا الانتشار ففايلبلدان التي سسهبق الحديث عنها حتى‬ ‫الآن ‪ 0‬نجد أنفسنا في شوق الى الحديث عن العمانيين والاسلام‬ ‫وبلاد الصين ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ونشر الاسلام‬ ‫والملاحة والتجارة‬ ‫_ العمانيون‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫ا لصين _‬ ‫بلا د‬ ‫وكالعادة وكا فعلنا فيما سبق من حديث |} فاننا نبدأ مع‬ ‫الصين بالحديث أولا عن نشاط العمانيين الملاحي والتجاري مع‬ ‫هذه البلاد & فهو المدخل الطبيعي لجهودهم في نشر الاسلام فيها ‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تذكر بعض المراجع أن الاتصال الملاحي والتجاري‬ ‫‪ .‬والدليل على‬ ‫ماقبل الاسلام‬ ‫يعود الى عصر‬ ‫والصين‬ ‫بين عمان‬ ‫ذلك ان اسم عمان ظهر في السجلات الصينية منذ القرن الأول‬ ‫للميلاد ‏("‪ 0 )٢٥‬كا أن هذه السجلات تذكر في القرن الرابع‬ ‫للميلاد كيف كان العرب يصنعون السفن وذلك بربط ألواح‬ ‫الخشب بحبال تصنع من لحاء شجر جوز الهند ‪ .‬ومعنى ذلك أن‬ ‫‏‪. ٥١‬‬ ‫‏(‪ )٢٥١‬المرجع السابق ث ص‬ ‫‪. ٥‬‬ ‫(‪ )٢٥٦‬تشانغ زون يان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫زمن‬ ‫البحرية منذ‬ ‫المواصلات‬ ‫حط‬ ‫وفتحوا‬ ‫السفن‬ ‫صنعوا‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫الصين‬ ‫وبن‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫الأحمر‬ ‫والبحر‬ ‫العربي‬ ‫الخليج‬ ‫بين‬ ‫بعيد‬ ‫معروف‬ ‫لأنه‬ ‫هنا هم العمانيون‬ ‫بالعرب‬ ‫‪ .‬والمقصود‬ ‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫صنع‬ ‫فن‬ ‫وفي‬ ‫مستوى‬ ‫وأرفع‬ ‫أمهر‬ ‫كانوا‬ ‫العمانيين‬ ‫أن‬ ‫للجميع‬ ‫السفن وفن ركوب البحار‘ث ‏(‪. )٢٥7‬‬ ‫ويمكن تلمس آثار الملاحين العمانيين وزملائهم من الأحساء‬ ‫والبحرين في التجارة مع الشرق منذ القرن الثالث والرابع للميلاد ©‪:‬‬ ‫الجاهلية ‪.‬‬ ‫حصر‬ ‫ل يصبح هاما الا ف‬ ‫التجارة‬ ‫هذه‬ ‫دورهم في‬ ‫الا ان‬ ‫أي في فترة ما قبل الاسلام بحوالي قرنين من الزمان (ث‪)٢٥‬‏ ‪ .‬وجما‬ ‫يدل على هذا الدور الهام ماتشير اليه بعض المراجع من أنه كانت‬ ‫ما‬ ‫عصر‬ ‫ف‬ ‫كانتون‬ ‫قرب‬ ‫الصين‬ ‫جنوبي‬ ‫عر بية ف‬ ‫مستعمرة‬ ‫توجد‬ ‫قبل الاسلام ‏(‪ & )٢©٥‬مما يعني وجودا عربيا ثابتا على أرض الصين‬ ‫له ‪ 0‬كثر‬ ‫العمانيين‬ ‫واعتناق‬ ‫الاسلام‬ ‫ظهور‬ ‫‪ .‬وبعد‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫ف‬ ‫تردد السفن العمانية على مواني الصين ‪ 0‬كما قدمت السفن الصينية‬ ‫التي كان يقودها في الغالب ربابنة مسلمون فرس أو عرب الى مواني‬ ‫عمان ومواني الخليج الأخرى (‪٢‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫ذلك أن الصينيين كانوا في حاجة ماسة الى البخور أو اللبان‬ ‫على‬ ‫أصبح أهم سلعة‬ ‫والذي‬ ‫ظفار‬ ‫تنتجه‬ ‫كانت‬ ‫العماني الذي‬ ‫الاطلاق يجري تصديرها من بلاد العرب الى الغرب والشرق ‪ 0‬وهو‬ ‫‪. ٣٩٥‬‬ ‫مؤنس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ } ٧ & ٥‬حسين‬ ‫(‪ (٢٥٢‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥٤‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬ص‪. ٤٤ ‎‬‬ ‫‏(‪ ()٢٥٥‬الدواليبي ‪ :‬دراسات تاريخية عن مهد العرب وحضارتهم الانسانية ‪ .‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ض سنة‬ ‫‪. ٢٣‬‬ ‫‏‪٢٢‬‬ ‫‏‪ ٩٨٢‬ام ‘ ص‬ ‫‪. ٤٤٣ { ٤٤٢‬‬ ‫‪ ٨٥‬ادم متز ‪ :‬ج ! ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥٦‬بزرك ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫الأمر الذي يمكن مقارنته بسلعة النفط في العصر الحديث (؛‪)٢٥‬‏ ‪.‬‬ ‫كا كان الصينيون في حاجة أيضا الى العاج الافريقي الذي كانت‬ ‫‏(‪ )"©٨‬كمإ كانوا في حاجة‬ ‫افريقيا‬ ‫تنقله اليهم سفن عمان من شرق‬ ‫للى تمور عمان وإلى اللاليء التي كانت تستخرج من مياهها ‏(‪)"٨٨‬‬ ‫وغير ذلك من السلع التي كانت تاتي الى عمان من دول الغرب‬ ‫والشرق وتقوم بتصديرها الى الصين ‪ 0‬مثل الكافور الذي كانت‬ ‫تحمله السفن من جزيرتي بورنيو وسومطرة الى هذه البلاد ‏(‪. ){٢٦٠‬‬ ‫وبالمقابل كانت عمان وبلاد العرب وأسواق العالم الأخرى‬ ‫في حاجة الى المسك والعود والسروج والسمور والدارصيني ©‬ ‫والحرير الصيني والخزف الصيني (البورسلين) ‏(‪ 3 )٢٦١‬وقد عثر‬ ‫رجال الآثار في صحار على بقايا مدفونة من البورسلين الصيني من‬ ‫العصور الوسطى ((‪٦٦‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫ونظرا لحاجة كل فريق الى الآخر على هذا النحو ‪ ،‬غامر‬ ‫البحارة العمانيون وغيرهم من العرب وخاصة منذ النصف الثاني‬ ‫من القرن الأول للهجرة‪ ,/‬السابع للميلاد ‪ .‬فوصلوا الى مواني‬ ‫الصين ‪ .‬وكان لمغامرات هؤلاء الملاحين وشجاعتهم تأثير فعال على‬ ‫الصينيين الذين كانوا معزولين عن العالم ‪ ،‬فأخذوا يبعثون السفن‬ ‫العابرة للمحيطات ويشحنونها ببضائعهم ويفرغونها في ميناء صحار‬ ‫‏(‪ )٢٥٧‬باولو كوستا ‪ :‬ص ‏‪. ١١‬‬ ‫‏‪. ٣٣٢‬‬ ‫‏(‪ )٢٥٨‬ادم متز ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٥٩‬المسعودي ‪ :‬ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ ١٥١‬ڵ الحميري ‪ :‬ص ‏‪ ، ٢١٣‬لستر ‪ :‬بلدان الخلافة الشرقية ‪ :‬تعريب‬ ‫بشير فرنسيس وكوركيس عواد ذ بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪١٩٨٥‬م‏ ء ص ‏‪. ٦١٧‬‬ ‫(‪ )٢٦٠‬ابن الوردي ‪ :‬ص‪ ، ١١١ ‎‬ادم متز ‪ :‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪. ٣١٤ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٦١‬المسعودي ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪ & ١٦٣ ‎‬ما يلز ‪ :‬الخليج ص‪. ٢٨٨ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٦٦‬تيم سفرن ‪ :‬ص‪. ٨٥ ‎‬‬ ‫‪١٣٢٢‬‬ ‫التي سميت دهليز الصين وخزانة الشرق ‪ 0‬وفي مواني مسقط‬ ‫وريسوت وسيراف والبصرة ‪ ،‬ثم يحملون من هذه المواني مايشترونه‬ ‫من سلع وبضائع ويعودون الى بلادهم بعد أن كانوا لا يغامرون‬ ‫بالابحار الى أبعد من سيلان التي كانت تتقابل عندها السفن العمانية‬ ‫والسفن الصينية التي كان ربابنتها من العرب والفرس كما سبق القول‬ ‫‏(‪ 3 )"٦‬ذلك لانهم كانوا يخشون قراصنة البحر الذين كانوا‬ ‫يختطفون سفنهم عند مرورها ببلاد الهند ‏(‪ . )"٦٤‬واستمر نشاط‬ ‫التجار الصينيين في البحار الغربية لاكثر من قرنين من الزمان بعد‬ ‫‏({‪. )!٦‬‬ ‫ظهور الاسلام‬ ‫أما العمانيون فقد استمرت رحلاتهم الى ميناء خانفو‬ ‫(كانتون) الصيني حيث كان لهم وكلاء عديدون في هذه المدينة‬ ‫وغيرها من مدن الصين التي فتحت أبوابها لتجارتهم ‪ .‬حيث كانوا‬ ‫هم الذين يقومون بمعظم النشاط التجاري مع بلاد الصين في تلك‬ ‫الفترة ‪ 0‬وخاصة في القرن الثالث الهجري‪ /‬التاسع للميلاد ‏“`‪. )٢٦‬‬ ‫و لم يقتصر وصول العمانيين على خانفو © بل وصلوا بمتاجرهم الى‬ ‫أقصى شمال الصين ‪ ،‬الى مدينة قانصو وبلاد الشيلا التي يعتقد أنها‬ ‫بلاد كوريا الآن أو اليابان ‏<{‪ . )"٦‬كا أنهم توغلوا في داخل البلاد‬ ‫حيث كانت بعض المواني الصينية لا تقع على الساحل الذي يطل‬ ‫‏‪ ، ٦٠‬ياقوت ‪:‬‬ ‫‏(‪ )٢٦٢‬سليمان التاجر ‪ :‬ص ‏‪ \، ١٥‬المسعودي ‪ :‬ج ‏‪ ١‬ص ‏‪ ، ١٤٢‬الادريسي ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٢٢١‬‬ ‫ج ‏‪ ٢٣‬ص ‏‪ ، ٣٩٤ . ٣٩٣‬الحميري ‪ :‬ص ‏‪ ، ٤١٣‬حوراني ‪ :‬ص ‏‪ ٢١٨‬۔‬ ‫‏‪. ١١‬‬ ‫‏(‪ )٢٦٤‬ابن الفقيه الحمداني ‪ :‬مختصر كتاب البلدان ‪ .‬طبع ليدن سنة ‪١٢٣٠٦٢‬ه‪،‬‏ ص‬ ‫‏(‪ )٢٦٥‬سليمان التاجر وأبو زيد الحسن السيراني ‪ :‬ص ‏‪ | ١٠٦ ، ٧٣ ، ٢٠ _ ١٥‬محمد أبو العلا ‪ :‬ص ‏‪. ٤٥‬‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫‏(‪ )٢٦٦٦‬المصادر السابقة ونفس الصفحات } بطرس البستاني ‪ :‬دائرة المعارف الاسلامية ‪ :‬ج‬ ‫‏‪. ٨٢ ، ٨١‬‬ ‫ص‬ ‫‪ :‬صصر‪ ,‬‏‪. ٤٥٤‬‬ ‫‏‪| ٧٢‬ڵ الفيل‪,‬‬ ‫‏‪ | ٢٧٠‬أنورنور عبد اعلم م ‪ ::‬صص‬ ‫‏(‪ )٢٦٧‬ابانبن خخررداذبه ‪ :‬صص‬ ‫‏‪)٦٧‬‬ ‫‪١٣٢٣١‬‬ ‫على بحر الصين أو المحيط الهادي مباشرة ث بل كانت تقع على‬ ‫ذلك مدينة كانتون التي‬ ‫سواحل بعض الأنهار ف الداخل ‪.‬م‪.‬ثال‬ ‫تقع على نهر كبير يصب فيبحر الصين ‪ ،‬وكان بين هذه‬ ‫وبين هذا البحر مسيرة ستة أيام أو سبعة ‪ ،‬وكانت السفن‬ ‫"‬ ‫‪ 0‬تدخل‬ ‫ومن الهند وجزائرها‬ ‫الواردة من عمان والبصرة وسيراف‬ ‫من بحر الصين في هذا النهر الذي تقع عليه هذه المدينة محملة بالأمتعة‬ ‫والسلع ء حيث توجد أسواق العرب والفرس على أحد‬ ‫‏(‪. )!٦‬‬ ‫جانبيه‬ ‫وكذلك كان تجار عمان والبصرة وسيراف يترددون‬ ‫بتجاراتهم على مدينة عاصور التي كانت من أكبر مدن الصين‬ ‫وتتصل ببحر الصين عن طريق نهر كبير ث وكانت سفن العرب‬ ‫تدخل في هذا النهر حتى تصل الى هذه المدينة ‏(‪ 0 )٢٦٨‬كا وصلت‬ ‫أيضا الى مدينة باجة } ويبدو أن المدينة الأخيرة هي مدينة بكين ©‬ ‫يؤيد ذلك ما قاله عنها الحميري م(ن"أنها مدينة البغبو غ ‪ ،‬والبغبوغ‬ ‫ملك الصين بأجمعه } والى مدينته ينتهي مسافرو العرب ‪ ،‬وقيل ان‬ ‫ينزلها‬ ‫التي‬ ‫العظمى‬ ‫الصين‬ ‫مدينة‬ ‫وهي‬ ‫جمدان‬ ‫هي‬ ‫باجة‬ ‫ملكهم‘“ ‏(‪. ){!!٠‬‬ ‫ومن أوائل التجار العمانيين الذين وصلوا الى بلاد الصين‬ ‫أبو عبيدة عبد الله بن القاسم الذي وصل الى ميناء قوانتشو (خانفو‬ ‫‪ ٠‬‏م‪ . ٥٧‬والذي يعتبره تيم‬ ‫‏‪١ ٣‬ه‪/‬‬ ‫= كانتون الحالية) حوالي عام‬ ‫‪. ٢١٠‬‬ ‫‪ ، ١٤٠ _- ١٣٩‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٦٨‬المسعودي ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤٧‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫المري‬ ‫(‪ )٢٦٩‬حسين‬ ‫‪. ١٧٣ .٧٠١‬‬ ‫(‪ )٢٧٠‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٢١٤‬‬ ‫سفرن أول انسان عماني وصل الى بلاد الصين ‏(‪ . )"٢١‬يؤيد ذلك‬ ‫ما ذكره أحد المؤرخين الصينيين من أن رحلة أي عبيدة تعتبر اقدم‬ ‫رحلة للعرب المسلمين الى بلاد الصين وتسبق رحلة سليمان التاجر‬ ‫الى هذه البلاد بقرن كامل ‪ .‬ومعروف أن سليمان قام برحلته‬ ‫وسجلها في كتاب له ألفه عام ‪٢٢٣٧‬ه‪/‬‏ ‪٨٥١‬م‏ (ا‪){!٧٦‬‏ ‪.‬‬ ‫وقد أشارت بعض المصادر الأباضية القديمة الى هذه‬ ‫الرحلة © فذكر الدرجيني ومن بعده الشماخي هذه الرحلة ۔ وقالا‬ ‫إن أبا عبيدة كان من علماء الأباضية المعاصرين لأي جعفر‬ ‫المنصور & وكان موجودا عند وفاته ربما بالبصرة أو ببغداد و لم يعط‬ ‫نفسي دون أن‬ ‫؛ تذهب‬ ‫البيعة لمن خلفه من بني العباس ‪ ،‬وقال‬ ‫أعطيهم هذه البيعة‘ث ‏(‪ )!٧٢‬ث‪.‬م نراه بعد ذلك يسكن مكة أو‬ ‫يجاور بها ويتزوج من احدى نسائها (ث‪)"٧‬‏ ‪.‬فهو تاجر وعالم‬ ‫طواف بالأماكن والبلدان } مما كان له أثره في نشر الاسلام على‬ ‫يديه وعلى يدي زملائه من التجار العمانيين الآخرينالذين قصدوا‬ ‫بلاد الصين © مثل النضر ابن ميمون الذي يقول عنه الشماخي انه‬ ‫كان من خيار المسلمين ومن تجار الصين (‘{‪٢‬؟)‏ ‪ .‬وهناك تاجر‬ ‫عماني اخر يقول عنه التنوخي انه كان شيخا من التجار بعمان‬ ‫وانه كان يرحل الى الأبلة والبصرة والصين ‪ .‬ويحكى عنه قصة‬ ‫طريفة لشحاذ رآه هذا التاجر العماني فايلأبلة بالعراق ثرمآه‬ ‫‪. ٢٩٥‬‬ ‫(‪ )٢٧١‬رحلة السندباد ى ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢‬‬ ‫في أمجادها البحرية ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ & ٩ { ٨‬عبدالمنعم عامر ‪:‬عمان‬ ‫(‪ )٢٧٢‬تشانغ زون يان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٨٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ 583 ٢٥٤‬الشماخي ‪:‬السير ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪٢٥٢٣‬‬ ‫‪ ٦٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢٧٣‬الدرجيني ط‪:‬بقاته ء ج‪‎‬‬ ‫‪. ٢٥٣‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢٧٤‬الدرجيني ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٠.٥‬حوراني‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫(‪ ()٢٧٥‬السير ‪:‬‬ ‫_‬ ‫‪١٣٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بعد ذلك بالصين يمارس الشحاذة فيها للمرة الرابعة © أي أنه أتى‬ ‫الصين قبل ذلك لنفس الغرض ثلاث مرات !!) ‪ ،‬مما يدل على‬ ‫أن السبيل الى هذه البلاد كان مطروقا ‪ 0‬وأن الوصول اليها كان‬ ‫أمرا ميسورا & وأن تجار عمان كانوا على صلة دائمة بهذه البلاد ‪.‬‬ ‫ويمكن ارجاع ازدهار العلاقات التجارية بين عمان والصين‬ ‫الى عاملين ‪ :‬أولهما هو تلك الثروة الوفيرة التي كان يحصل عليها‬ ‫التجار العمانيون من وراء تجارتهم واتصالهم ببلاد الصين ‪ .‬مثال‬ ‫ذلك ما يحكيه لنا بزرك بن شهريار الناخوذة الرامهرمزي الذي كان‬ ‫يعيش في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع للهجرة من أن تاجرا‬ ‫يهوديا يدعى اسحاق كان يتعامل مع الدلالين بعمان & فوقعت بينه‬ ‫وبين أحد هؤلاء الدلالين أو السماسرة اليهود خصومة هرب على‬ ‫أثرها من عمان وليس معه إلا مائتا دينار ‪ .0‬وغاب عن عمان ثلاثين‬ ‫عاما ثم عاد اليها عام ‪٣٠٠‬ه‪/‬‏ ‪٩٦٩١٢‬م‏ في سفينة كبيرة يمتلكها }‬ ‫وارتفاع القيمة ما‬ ‫عليها بضاعة كانت من الضخامة‬ ‫وقد شحن‬ ‫جعله يقاطع عليها أحمد بن هلال صاحب عمان وقتذاك ‪ 0‬حتى‬ ‫لا يحصي مافيها ويعشرها فيكون العشر كبيرا باهظا ‪ .‬وكانت‬ ‫المقاطعة هي أن يدفع هذا التاجر لهذا الحاكم مليون درهم ونيف ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك أخذ يبيع بضاعته للتجار ‪ 9‬فاشترى منه تاجر عماني‬ ‫يعرف بأحمد مروان مسكا جيدا بمائة ألف مثقال دفعة واحدة |‬ ‫وبرد بأربعين ألف دينار ‪ 3‬كا اشترى منه رجل آخر بعشرين ألف‬ ‫‏(‪. )!{!_٢١‬‬ ‫دينار‬ ‫‪١٩٧!٢‬م }‬ ‫وأخبار المذاكرة للتنوخي‪ ٠ ‎‬تحقيق ‪ :‬عبود الشالجي ‪ 4‬بيروت ‪ ،‬سنة‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٧٦‬نشوار المحاضرة‬ ‫‪. ٥٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫‪. ١٠٨ _ ١٠٧‬‬ ‫(‪ )٢٧٧‬عجائب الند ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫ولعلك تدرك معي ما أصابه هذا التاجر وأمثاله من الثراء‬ ‫والغنى نتيجة لعمله في التجارة في بلاد الصين & مما دفع بكثير من‬ ‫تجار عمان لركوب البحار والذهاب الى هذه البلاد ‪ 0‬وكان أحدهم‬ ‫يذهب اليها خالي الوفاض لا يملك الا روح المغامرة والخاطرة &‬ ‫ويعود ومعه الغنى الفاحش والثراء العريض ‪ .‬من ذلك ما يحكيه‬ ‫لنا بزرك من أن تاجرا عمانيا من هذا النو ع ذهب الى بلاد الصين‬ ‫وعاد منها بسفينة ضخمة محملة ببضائع وفيرة ‪ 0‬منها مسك قيمته‬ ‫مليون دينار ث وثياب من الحرير الصيني بنفس القيمة ‪ 0‬وجواهر‬ ‫وأحجار كريمة بنفس القيمة كذلك ©} وأن أحمد بن هلال حاك‬ ‫عمان أخذ منه أمتعة قيمتها خمسمائة ألف دينار ‏(“‪ } )٢٧٨‬وأهداه‬ ‫هذا التاجر الغني في يوم مهرجان انية صينية سوداء رأسها مطلي‬ ‫بالذهب & وفيها سمك مصنوع من الذهب الخالص وعيونه من‬ ‫الياقوت يتخلله المسك الجيد ‪ 3‬وهي أشياء قدرت قيمتها بخمسين‬ ‫دينار ({‪٧٩‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫ألف‬ ‫وقد طار صيت هذا التاجر العماني الى بغداد وأراد الخليفة‬ ‫‏)م‪ ٢٣٩‬أن يصل‬ ‫العباسي المقتدر ‏(‪٣٢٠ _ ٢٩٥‬ه‪٩٠٧ /‬‬ ‫اليه © ولكن حاكم عمان ضن به على الخليفة واحتال حتى يمنعه من‬ ‫الذهاب الى بغداد ‏‪ ٠‬وحرص التجار في عمان على أن يرفعوا‬ ‫الشكاوي لمنعه من الذهاب & لأن ذهابه يفتح باب الطمع فيهم وفي‬ ‫أموالهم اذا ماذهبوا الى بغداد ى حيث تكثر مصادرة التجار وأغنياء‬ ‫الناس على يد الأتراك الذين كانوا يسيطرون على الخلافة العباسية‬ ‫‏‪. ١٠٨‬‬ ‫‏(‪ )٢٧٨‬المصدر السابق ث‪ .‬ص‬ ‫‏‪. ١١١‬‬ ‫‏(‪ )٢٧٩‬المصدر السابق ث ص‬ ‫‪١٣٧‬‬ ‫في ذلك الجين & وقالوا انه لو حدث أن أجبر التجار على الذهاب‬ ‫السفن التجارية الى عمان‬ ‫الى بغداد بغير رغبتهم لانقطع وصول‬ ‫ولهرب التجار منها ‪ 3‬ولذلك هدد هؤلاء التجار بانهم لن يذهبوا‬ ‫الى مواني العراق ‪ ،‬وأعطوا رسول الخليفة بعض الاموال حتى يعود‬ ‫ويقنع الخليفة بصحة موقفهم ‏(‘‪. )!٨‬‬ ‫وقد أدى ثراء التجار العمانيين نتيجة لصلاتهم التجارية ببلاد‬ ‫الصين الى ثراء حكام عمان ثراء جما نتيجة لما كان يحصل عليه‬ ‫هؤلاء الحكام من عشور على البضائع الوفيرة التي كانت تصل مع‬ ‫هؤلاء التجار من بلاد الصين الى عمان © وقد ظهر هذا الثراء‬ ‫وفي هداياهم القيمة ‪ .‬فقد‬ ‫واضحا في حياتهم التي تميزت بالتر ف‬ ‫أهدى أحمد بن هلال حاكم عمان للخليفة المقتدر عام ‏‪ ٠٥‬‏‪/‬ه‪٣‬‬ ‫مفرداتها‬ ‫ذكروا‬ ‫‪2‬‬ ‫حتى‬ ‫المؤرخين‬ ‫هدية أثارت إعجاب‬ ‫‏‪ ٩١ ٧‬م‬ ‫بكل تفصيل ‪ ،‬فقالوا انها كانت تحتوي على عشرة أمناء ‏(‪ )!٨‬من‬ ‫كل من الكافور والعود القماري المرتفع القيمة ‪ ،‬والراوند الصيني ©‬ ‫كا كانت تحتوي على قطعة من العود طولها أحد عشر ذراعا ووزنها‬ ‫مائة وستين منا ‪ 0‬وعلى عشرة رماح من الرماح المتوزة ‪ ،‬أي التي‬ ‫لفت بلحاء شجر التوز أو الجوز ‪ ،‬وعلى ببغاء صيني وظبيين‬ ‫صينيين ‪ .‬وبلغ الخيال أو المبالغة بالملؤرخين حتى قالوا انه كان ضمن‬ ‫هذه الهدية المستوردة من بلاد الصين كا ترى © بط صيني أسود‬ ‫بعرفين يتكلم الهندية والفارسية ‪ !!...‬دليلا على ماحوته هذه‬ ‫‪. ١١١‬‬ ‫‏‪١٠٩١‬‬ ‫‏(‪ )٢٨٠‬المصدر السابق ‪ 5‬ص‬ ‫©‬ ‫أو ميزان ‪ 2‬انظر ‪ :‬المسعودي‪‎‬‬ ‫من } والمن مكيال‬ ‫(‪ (٢٨١‬الأمناء بفتح الألف وتسكين المم » جمع‬ ‫(‪. )١‬‬ ‫‪ ٦‬هامش‪‎‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫‪١٣٨‬‬ ‫الهدية من غرائب الصين وطرفها ‏("‪. )!٨‬‬ ‫هذا عن العامل الأول الذي جذب تجار عمان الى بلاد‬ ‫الصين ‪ .‬أما العامل الثاني الذي جذبهم أيضا الى هذه البلاد فهو‬ ‫الأمان الذي كانوا ينعمون به أثناء تواجدهم فيها ‪ .‬فقد كان في‬ ‫القصر الامبر اطوري قضاة يعاقبون با شد العقوبات كل من يتعرض‬ ‫للتجارة الخارجية وللتجار الغرباء بسوء ‪ ،‬إذ كانت التجارة الخارجية‬ ‫تدر أرباحا طائلة للدولة ‪ .‬وكان لابد من حمايتها بحماية هؤلاء‬ ‫‏(‪ . )٢٨٢‬وقد عبر ابن بطوطة عن هذه الحماية خير‬ ‫التجار الغرباء‬ ‫تعبير إذ قال ان "الانسان كان يسافر منفردا مسيرة تسعة أشهر‬ ‫وتكون معه الأموال الطائلة فلا يخاف عليهاثث (ئ“") ‪ 35‬وأن‬ ‫السلطات الصينية كانت تحرص الحرص كله على رعاية التجار‬ ‫الغرباء والمحافظة على سلامتهم وعلى أموالهم وتجارتهم ‪ ،‬اذ كانت‬ ‫تأمر حكام القرى والمدن التي ينزل فيها التجار أن يذهبوا الى‬ ‫الفنادق ويكتبوا أسماء هؤلاء التجار النازلين بها ‪ 0‬ولا يبرحونها حتى‬ ‫يقفلوا عليهم أبوابها } ثم يعودون في الصباح وينادون على التجار‬ ‫معهم رسولا يوصلهم ال البلد التي يريدون‬ ‫بالاسم ‘ شم يرسلون‬ ‫الذهاب اليه ‪ 0‬ويعود هذا الرسول بكتاب يفيد بانهم وصلوا في‬ ‫أمان ‪ 3‬وإلا طولب بهم وعوقب أشد عقاب ‪ .‬وهكذا كان العمل‬ ‫ئي كل منزل ينزله التجار في بلاد الصين ‏(‪ 3 )!٨‬مما شجع تجار‬ ‫عمان وغيرهم على الذهاب والتردد الكثير على هذه البلاد كا رأينا ‪.‬‬ ‫‪. ٣٨٠ _ ٢٧٩‬‬ ‫(‪ )٢٨٦‬حسين المري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٠٥‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٢‬دافدسون‬ ‫(‪ )٢٨٤‬رحلة ابن بطوطة ج‪ ٢ ‎‬ص‪. ٧٢١ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٥‬المصدر السابق ‪ .‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪. ٧٢١ ‎‬‬ ‫‪١٣٩١‬‬ ‫وإذا كان تجار عمان على هذا النحو من الحرص على الذهاب‬ ‫الى بلاد الصين تحقيقا للثراء الوفير ‪ 0‬وللأمان السابغ الذي كانوا‬ ‫ينعمون به هناك } فقد كان تجار الصين أيضا حريصون على توثيق‬ ‫الروابط والعلاقات مع بلاد عمان ‪ ،‬تحقيقا للثراء وجلبا للمنافع‬ ‫الوفيرة التي كانت بلادهم فيأمس الحاجة اليها ‪.‬ففي القرنين‬ ‫للميلاد }‬ ‫والثاني عشر‬ ‫للهجرة‪ /‬الحادي عشر‬ ‫الخامس والسادس‬ ‫فتحت السفن الشراعية الصينية خطا ملاحيا جديدا كان يربط بين‬ ‫الصين وسومطرة © ش من سومطرة الى منطقة ظفار مباشرة دون‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٢٨٦‬‬ ‫بالهند‬ ‫المرور‬ ‫وكان السبب في فتح هذا الخط بجانب خط الملاحة التقليدي‬ ‫الذي كان يبدأ من مواني جنوب الصين وينتهي الى الخليج العربي‬ ‫مارا بجنوب بلاد الهند } هو الشهرة الواسعة التي ظهرت فيتلك‬ ‫في بلاد‬ ‫الأرستقراطية‬ ‫بين أفراد الطبقة‬ ‫البخور‬ ‫لإحراق‬ ‫الآونة‬ ‫الصين © هذا بجانب الأرباح الوفيرة التي كانت تجنيها الحكومة‬ ‫الصينية من الضرائب التي كانت تفرضها على كميات البخور الهائلة‬ ‫التي تباع في بلادها ‪ 3‬لدرجة أن هذه الحكومة احتكرت بيع البخور‬ ‫العماني وأصدرت بيانا تحرم فيه تحريما قاطعا بيع هذا البخور‬ ‫للمواطنيين الصينيين مياشرة ‪ .‬واذا عرفنا أنه في عام ‪٤٧٠‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ .٧‬م استوردت كانتون من البخور العماني ماوزنه ‏‪٣٢٣٤٨٦٧٢‬‬ ‫جين ‪ ،‬والجين الصيني الواحد يساوي نصف كيلو جرام ‪ ،‬لأدركنا‬ ‫مدى أهمية منطقة ظفار التي كانت المصدر الرئيسي لانتاج وتوريد‬ ‫البخور الى بلاد الصين ‪ 0‬وقد وصلت هذه الاهمية لدرجة أن‬ ‫(‪ )٢!٨٦‬تشانغ زون يان ‪ :‬ص‪. ١٣ _ ١٦١ ‎‬‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫شاطيء ظفار أو شاطيء الشحر سمي باسم شاطيء البخور‘“ ©‬ ‫وهو يماثل طريق الحرير““ الذي كان يربط الشرق والغرب بريا‬ ‫عبر وسط آسيا في عهد أسرة هان الصينية ‏(‪. )٢٨٧‬‬ ‫ونظرا لهذه الأهمية التي أصبحت لعمان ومنتجاتها في تلك‬ ‫الفترة من العصور الوسطى أ وللثراء الجم الذي جناه العمانيون من‬ ‫المتاجرة مع الصين ‪ ،‬أخذ الجانبان في تبادل البعوث لتوطيد‬ ‫سجل‬ ‫العلاقات التجارية بينهما ‪ .‬ويشير الكتاب الصيني المسمى‬ ‫الدول الأجنبية‘“ الى أن حاكم ظفار أرسل في عام ‏‪ ٤‬‏‪/‬ه‪ ٦٨‬‏م‪١٢٤١‬‬ ‫مبعوثا محملا بالهدايا لامبراطور الصين ‪ 0‬فامر هذا الامبراطور‬ ‫الرحالة الصيني "تشين هاي‘‘ بأن يقوم بزيارة ظفار ‪ ،‬فأتي الى‬ ‫عمان يحمل الهدايا الكثيرة } فرد حاكم ظفار بارسال مبعوث اخر‬ ‫وصل الى بكين عام ‪٨٢٦‬ه‪ /‬‏‪ ٤٢٣‬‏م‪ ، ١‬وعاد تشين هاي بدوره‬ ‫لزيارة ظفار مرة أخرى ‪ ،‬وعاد الى بلاده صحبة مبعوث عماني‬ ‫أرسله حاكم ظفار على رأس أسطول تجاري عماني © وذلك عام‬ ‫‪٨٣٧‬ه‪ /‬‏‪ ٤٣٣‬‏م‪ . ١‬ومكث هذا المبعوث بالصين ثلاث سنوات‬ ‫عاد بعدها الى بلاده أن وطد العلاقات الودية والتجارية بين‬ ‫البلدين ‏(‪. )٢٨٨‬‬ ‫وقد لفتت هذه العلاقات التجارية والدبلوماسية الوطيدة بين‬ ‫في كتابه‬ ‫أنظار أحد مؤرخي الصين ث فتحدث‬ ‫والصين‬ ‫عمان‬ ‫(‪ )٢٨٧‬نفس المرجع ونفس الصفحات‪. ‎‬‬ ‫‏(‪ )٢٨٨‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‏‪ . ١١ _ ١٨‬قام تشين هاي بسبع رحلات بحرية لي المحيط الهندي ني‬ ‫الفترة من ‏‪ ١٤٠٥‬الى ‏‪ ٤٢٧‬ام زار فيها أكثر من ثلائين ميناء في جنوب آسيا وشرق افريقيا منها‬ ‫ظفار وعمان والأحساء وعدن ومكة المكرمة ‪ ،‬انظر ‪ ،‬المرجع نفسه ص ‏‪ ، ١٧‬دافدسون ‪:‬‬ ‫_ ‪. ٢٥٨‬‬ ‫‏‪٢٥٢‬‬ ‫ص‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫وصف الشعوب‘‘ والذي يعرف أيضا باسم أسجل الدول‬ ‫الاجنبية‘“ والذي سبقت الاشارة اليه ‏‪ ٠‬عن عمان في منتصف‬ ‫القرن الثالث عشر للميلاد ‪ .‬فوصف أرضها ومنتجاتها وملابس‬ ‫أهلها وسلاطينها وطعامهم وشرابهم ‪ ،‬كا ذكر أسماء مناطق مختلفة‬ ‫في عمان منها نوفا (ظفار) ‪ 0‬ومربا (مرباط) & ونمان (عمان) ©‬ ‫ووشيوان (صحار) ‪ ،‬وشيخا (الشحر) ‪ ،‬وماروابا (مهرة) ‪ ،‬مميادل‬ ‫على أن الصينيين تعرفوا انذاك على أحوال عمان وعلى حياة أهلها‬ ‫بدرجة تلفت النظر (‪٨٩‬؟_)‏ ‪.‬‬ ‫ويطيب لنا هنا أن نتساءل بعد ان استعرضنا مدى المساهمة‬ ‫الكبيرة لعمان وشعبها في مجال التجارة والملاحة مع بلاد الصين ©‬ ‫عن أهمية ذلك كله في مجال الدعوة لنشر الاسلام في هذه البلاد ‪.‬‬ ‫الحقيقة أن مفتاح الدعوة كا قلنا آنفا لنشر الاسلام كان في يد‬ ‫التجار & ولما كان تبار عمان على هذا النحو من النشاط & فقد نتج‬ ‫عن ذلك أن أصبح لهم وجود مؤثر في بلاد الصين ‪ 0‬وهذا الوجود‬ ‫هو الذي سوف يؤدي الى نشر الاسلام بين كثير من الصينيين ‪.‬‬ ‫ومظاهر هذا الوجود لم تكن قاصرة على الذهاب الى بلاد الصين‬ ‫والقيام بعمليات البيع والشراء أو تبادل السلع ثم العودة ‪ ،‬بل كانت‬ ‫تظهر أيضا في اقامة مستوطنات أو مراكز تجارية خاصة بهم في هذه‬ ‫البلاد على النحو الذي رأيناه في بلاد الهند وأرخبيل الملايو‬ ‫واندونيسيا وبورنيو والفليبين ‪.‬‬ ‫وقد ذكر المؤرخون أن التجار العرب من عمان وحضرموت‬ ‫وسيراف والبصرة أقاموا لهم مستعمرة أو مستوطنة في مدينة كانتون‬ ‫‪. ١٥‬‬ ‫‪}{ ١٤‬‬ ‫‪ ©}[:٢٨‬تشانغ زون يان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٩‬وندل فيلبس ‪ :‬تاريخ عمان‪ ٤.5 ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫‏‪١ ٤١‬ه‪٧٥٨ /‬م ({‪ . )٢٠‬وهناك مايشير الى تواجدهم في‬ ‫منذ عام‬ ‫هذه المدينة قبل ذلك ومنذ منتصف القرن السابع للميلاد ء حيث‬ ‫يقال انه يوجد بربض هذه المدينة ضريح لسعد ‪,‬بن أبي وقاص يعود‬ ‫الى هذا التاريخ ‏(‪ . )٢٩١‬فقد كان من الشائع يين مسلمي الصين‬ ‫أن أول من دعا الى الاسلام هناك أحد أخوال النبي ل) ‪.‬‬ ‫وكانوا يعظمون قبره المشهور فيكانتون ‪.‬وطبيعي أنه لا يوجد‬ ‫سند تاريخي لهذه الأسطورة ‪ ،‬إلا أنها تدل على أن المسلمين هناك‬ ‫يودون كغيرهم من مسلمي اسيا وافريقيا أن يربطوا تاريخ الدين‬ ‫ي بلادهم ما أمكنهم بعصر النبوة ‏({‪ 3 )!٢٦‬أو أن يرجعوا اسلامهم‬ ‫الى أحد الصحابة الكبار } أو الى أحد أفراد البيت النبوي ‪ ،‬تاصيلا‬ ‫وتدعيما وتمكينا لاسلامهم في النفوس ‪.‬‬ ‫وقد أشار ابن خرداذبة الى أن العرب والمسلمين ذهبوا في‬ ‫نبوالهم حتى مدينة قانصو في شمال بلاد الصين واستوطنوها‬ ‫لطيبهاث ‏(‪ 0 )٢"٢٦‬واندفعوا شمالا الى اليابان وكوريا التى وصفوها‬ ‫بكثرة الذهب ‘‪ ،‬واستقر بعضهم هناك وكونوا جالية‬ ‫‏(‪. )٢٩٤‬‬ ‫اسلامية‬ ‫ولاشك أن الثورة التي اندلعت في جنوبي بلاد الصين عام‬ ‫‏‪ ٢٦٤‬ه‪٨٧٧ /‬م‏ على يد ثائر صيني يدعى بابشوا أو يانشو © حيث‬ ‫قام هذا الثائر أو المتمرد ووضع السيف في رقاب أهل كانتون }‬ ‫‪. ٢٤٤‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩٠‬سترودارد‬ ‫‪. ٢٧٢٣‬‬ ‫‪ !٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩١‬الملزجع السابق ‪ .‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٣٣٣‬‬ ‫(‪ )٢٩٦‬أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٧٠‬‬ ‫(‪ )٢٩٢‬المسالك والممالك ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٤٥٤‬‬ ‫(‪ )٢٩٤‬الفيل ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١٤٢٣‬‬ ‫وقتل من التجار المسلمين واليهود والنصارى والمجوس الموجودين بها‬ ‫ألف حسب قول المسعودي ({‪٢‬؟)‏ & ليدل دلالة مؤكدة على مدى‬ ‫الثقل الكبير الذي كان للتجار المسلمين في هذه المدينة وحدها‬ ‫والذين كان أغلبهم كا أشار المؤرخون وكا ذكرنا من قبل من‬ ‫العمانيين ‪.‬‬ ‫العماني والعربي في‬ ‫الوجود‬ ‫المجزرة ‪ 0‬فقد استمر‬ ‫ورغم هذه‬ ‫ئ دليلنا على‬ ‫ومطاردا‬ ‫ضعيفا‬ ‫الو وجود‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫} وإن‬ ‫المدينة‬ ‫هذه‬ ‫ذلك ما يقوله أبو زيد السيرافي الذي كان معاصرا لهذه الفتنة‬ ‫العمياء ث من أن الثوار الصينيين امتدت أيديهم مع ذلك الى ظلم‬ ‫من قصدهم من التجار ‪ ،‬ولما حدث هذا فيهم التأم اليه ظهور الظلم‬ ‫ما‬ ‫التجار‬ ‫المراكب ‪ 0‬فا لزموا‬ ‫وارباب‬ ‫العرب‬ ‫نواخذة‬ ‫ف‬ ‫والتعدي‬ ‫لايجب عليهم وغلبوهم على أموالهم واستجازوا مالم يجر الرسم به‬ ‫منهم‬ ‫البركات‬ ‫ذكره‬ ‫جل‬ ‫الله‬ ‫فنز ع‬ ‫افعالهم «‬ ‫من‬ ‫شي‬ ‫ف‬ ‫قديما‬ ‫من المدبر‬ ‫بالمقدار الجاري‬ ‫ووقع الفناء‬ ‫جميعا ‪ 0‬ومنع البحر جانبه ‪.‬‬ ‫‏(‪. )٢٩٦‬‬ ‫وعمان‘‘‬ ‫بسيراف‬ ‫الر بابنة والادلاء‬ ‫اسمه ف‬ ‫تبارك‬ ‫و لم يطل أمر هذا الفتور في العلاقات بين الصين وعمان ©‬ ‫ولم يطل أمد انقطاع وصول التجار العمانيين وغيرهم الى بلاد‬ ‫الصين نتيجة لهذه الفتنة ‪ 0‬بل سرعان ما عادت الأمور الى نصابها‬ ‫البلاد ‪.‬‬ ‫في هذه‬ ‫وزنه‬ ‫الى سابق‬ ‫والعربي‬ ‫العماني‬ ‫الوجود‬ ‫وعاد‬ ‫الذهب للمسعودي‪: ‎‬‬ ‫‪ 0 ٦١٣‬مروج‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫التاجر ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢٩٥‬سلسلطة التواريخ للسيراني وسليمان‬ ‫‪. ٢١٠‬‬ ‫‪ | ١٤٠‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١٧٣٩‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫‪. ٦٧‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫(‪ )٢٩٦‬سلسلة التواريخ‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫وقد أشار بزرك الى ذهاب بعض التجار العمانيين الى بلاد الصين‬ ‫في القرن الرابع للهجرة‪ /‬العاشر للميلاد كا سبق القول ‏(‪ ، )٢٢٢‬كا‬ ‫أشارت الكتابات الصينية في القرن التالى الى تاجر صحاري يدعى‬ ‫الشيخ عبد الله ورد اسمه في كتاب صيني بعنوان "موجز تسجيل‬ ‫الأمور الهامة المختلفة في عهد أسرة سون“‘ ‏(“‪ ، )"٢‬على أنه جاء‬ ‫مبعوثا من دولة ووشيوان (صحار) التابعة لتاشي (العرب) لتقديم‬ ‫الهدايا للامبراطور الصيني ‪ ،‬فرحب به هذا الامبراطور وخلع عليه‬ ‫جنرال الاخلاق الطيبة‘‘ ‪ 0‬وسجل ذلك في مرسوم محفوظ‬ ‫لقب‬ ‫‪ .‬ودون باي هذا‬ ‫ضمن "مجموعة الشئون الخارجية لدون باي‬ ‫هو اسم الأديب الصيني السياسي المشهور الذي دون هذا اللقب‬ ‫وقصة هذا التاجر الصحاري في الكتاب المشار اليه (‪٩٩‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫وقد أشار هذا الأديب الى أن هذا التاجر سمت منزلته وتمتع‬ ‫باحترام كبير في مدينة كانتون حتى أصبح رئيسا ومسئولا عن‬ ‫العرب وغيرهم من الاجانب الذين كانوا يقيمون في هذه المدينة ‪.‬‬ ‫كا أشار أديب صيني آخر في كتابه المسمى "السجل المختصر‬ ‫لسهول التنين‘“ الى أن الشيخ عبد الله قضي في كانتون عشرات‬ ‫السنين وأصبح غنيا وافر الثراء ‪ 7‬وأصبحت له ممتلكات عظيمة‬ ‫بلفت قيمتها عدة ملايين من العملة الصينية التي كانت تعرف باسم‬ ‫الوقت ‪ 0‬وكا يقول هذا الاديب الذي يسمى‬ ‫(مين) في ذلك‬ ‫(سوزاي) فان دخل الحكومة الصينية السنوي من التجارة الخارجية‬ ‫(‪ )٢٩٧‬انظفرا‪ 9.‬ص‪. ١٣٨ - ١٣٦١ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٢٩٨‬حكمت أسرة سون أو سونغ بلاد الصين في الفترة ما بين عام ‏‪ ٩٦٠‬الى عام ‪١٢٧٩‬م‏ ‪ ،‬انظر ‪ ،‬بطرس‬ ‫‏‪. ١٠٣‬‬ ‫‏‪ ١١‬ص‬ ‫البستاني ‪ :‬دائرة المعارف الاسلامية ‪ 0‬دار المعرفة ‪ .‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ ‏‪ ٤‬ج‬ ‫‪. ١٧١ _ ١١‬‬ ‫(‪ )٢٩٩‬تشانغ زون يان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٤٥‬‬ ‫__‬ ‫كان لا يتجاوز مليونين (مين) ‪ .‬وهذا يعني أن ممتلكات الشيخ عبد‬ ‫الله الشخصية تجاوزت دخل التجارة الخارجية السنوي لحكومة‬ ‫أسرة سون ‪ ،‬وان كان في هذا القول مبالغة الا انه يدل على ثراء‬ ‫درجة هذا الثراء أن قدم‬ ‫هذا الشيخ العماني الوافر } و قد وصلت‬ ‫بأمواله أو‬ ‫للتبرع‬ ‫استعداد‬ ‫بأنه على‬ ‫الصينية‬ ‫اقتراحا للحكومة‬ ‫بمعظمها لترميم أسوار مدينة كانتون ‪ 3‬ولكن الحكومة لم توافق على‬ ‫اقتراحه لسبب لا نعرفه ‪ 3‬وعندما غادر هذا الشيخ مدينة كانتون‬ ‫عام ‪٤٦٥‬ه‪/‬‏ ‪١٠٧٢‬م‏ عائدا الى وطنه عمان ©‪ ،‬قدم له الامبراطور‬ ‫على المكانة العالية التي بلغها‬ ‫هدايا قيمة ‪ ،‬مما يدل‬ ‫الصيني‬ ‫الوجود‬ ‫عمق‬ ‫هذا الشيخ العماني في بلاد الصين © وعلى مدى‬ ‫العماني واستمراريته في هذه البلاد ‪.‬‬ ‫الأخبار الصينية عن الشيخ عبد الله و أنه كان‬ ‫وما ذكرته‬ ‫الأخرين فيى كانتون & تؤيده‬ ‫الأجانب‬ ‫من‬ ‫رئيسا للعروبغيرهم‬ ‫المصادر العربية والاسلامية القديمة ‪ 0‬فقد ذكر سليمان التاجر في‬ ‫‏‪ ١‬‏م‪ ٥٨‬أن خانفو (كانتون) التي‬ ‫‏‪ ٢٣٧‬ه‪/‬‬ ‫رحلته التي دونها عام‬ ‫الصين الحكم‬ ‫كانت مجتمعا للتجار ث رجلا مسلما يوليه صاحب‬ ‫بين المسلمين الذين كانوا يقصدون هذه المدينة أو يعيشون فيها ‪8‬‬ ‫وكان هذا الرجل يصلي بالمسلمين صلاة العيد ويخطب ويدعو‬ ‫لسلطان المسلمين وأن التجار العراقيين لا ينكرون من ولايته شيئا‬ ‫في أحكامه وعمله بالحق بما في كتاب الله عز وجل وأحكام‬ ‫‏(‪)٢٠٠‬‬ ‫الاسلام‘“‬ ‫وكون التجار العراقيين لا ينكرون من ولايته وأحكامه التي‬ ‫‪. ١٤‬‬ ‫(‪ )٢٠٠‬سلسلة التواريخ ‪ 3‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫كانت تتفق مع الكتاب وأحكام الاسلام ‪ 3‬يدل على أن هذا الرجل‬ ‫كان عمانيا وعلى مذهب الأباضية ‪ 3‬أي أنه كان يخالف التجار‬ ‫العراقيين المقيمين أو الموجودين في كانتون في المذهب ‪ ،‬والا لما كان‬ ‫هناك داع لورود هذه العبارة عند سليمان التاجر ‪ ،‬مما يدل على‬ ‫أن رياسة تجار عمان للعرب والمسلمين في كانتون كانت قديمة العهد‬ ‫وسابقة على ما جاء في الكتابات الصينية التي روت لنا قصة الشيخ‬ ‫عبد الله التاجر الصحاري العماني السابقةالذكر ‪.‬‬ ‫و لم تكن هذه الرياسة وهذا الوجود العماني الا نتيجة لما‬ ‫اتصف به لتجار العمانيون من حميد الصفات وجميل السجايا ‪.‬‬ ‫اذ يستفاد من قصة الشيخ عبد الله ومحاولته التبر ع بأمواله أو بجزء‬ ‫لم يكونوا‬ ‫كبير منها لترميم أسوار مدينة كانتون ‪ ،‬أن تجار عمان‬ ‫على أي درجة من الأنانية أو الجشع أو الحرص والشح ‪ ،‬كا تدل‬ ‫هذه القصة أيضا على أنهم كانوا يندمجون مع أهالي البلاد التي كانوا‬ ‫يتاجرون معها } ويحاولون بشتى الطرق كسب ودهم ومعاملتهم‬ ‫هم‬ ‫الصينيين‬ ‫الى اعجاب‬ ‫بلا شك‬ ‫معاملة طيبة & مما كان يؤدي‬ ‫بدرجة كبيرة ‪.‬‬ ‫وباأً خلاقهم التي كانت تتمثل في الأمانة والصدق‬ ‫ؤ‬ ‫الجشع والطمع‬ ‫وعدم‬ ‫الأمانة‬ ‫على هذه‬ ‫الآثار الدالة‬ ‫ومن‬ ‫عبد‬ ‫التاجر العماني أبا عبيدة‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫الأباضية‬ ‫ما ترو يه لنا المصادر‬ ‫الله بن القاسم الذي سبق الحديث عنه ‪ ،‬اشترك عندما كان بالصين‬ ‫مع تجار كانوا قد اشتروا كمية من العود ‪ ،‬ثعمادوا الى البائع‬ ‫اشتروا به مدعين أن ‪7‬‬ ‫وتحايلوا عليه كي يخفض لهم السعر الذي‬ ‫عيبا في العود الذي اشتروه منه } وظن أبو عبيدة أ‪ :‬نهم صادقون‬ ‫في زعمهم ‪ ،‬ولما غادروا محل البائع أقبلوا على بعضهم يمتدحون ما‬ ‫‪١٤٧‬‬ ‫قد نقدهم‬ ‫وكان‬ ‫عبيدة‬ ‫لهم أبو‬ ‫} نقال‬ ‫عود‬ ‫من‬ ‫منه‬ ‫اشتروه‬ ‫سبحان الله‬ ‫عشرين دينارا مشاركة منه في ثمن الشراء ‪:‬‬ ‫تعيبون عودا بلا عيب فيه ‪ ،‬ردوا على رأس مالي ولاحاجة لي‬ ‫في مشاركتك‘“ ‏(‪ 3. )٢٠١‬حرصا منه ألا يدخل جيبه مال فيه‬ ‫شبهة ‪ 0‬ودرسا منه لهؤلاء التجار بالالتزام بالقناعة والتحلي بالأمانة‬ ‫ولا شك أن هذه الأخلاق الطيبة التي كان يتحلى بها تجار‬ ‫لهم أبواب بلادهم فتكاثروا‬ ‫© ففتحوا‬ ‫الصينيين‬ ‫أنظار‬ ‫لفتت‬ ‫عمان‬ ‫لهم مع‬ ‫وصار‬ ‫ئ‬ ‫سبق القول‬ ‫تجارية ‪5‬‬ ‫فيها مستوطنات أو تجمعات‬ ‫مدينة أو حي كبير ينفردون بسكناه ‪ ،‬فيه المسجد والزاوية والسوق‬ ‫والائمة والخطباء والقضاة وشيخ للاسلام يحكم بين المسلمين‬ ‫وتكون أمورهم كلها راجعة اليه‘“ ‏(‪. )٢{٠٦‬‬ ‫النحو ‪ ،‬يقدمون المساعدة للتجار الوافدين عليهم من بلاد الاسلام‬ ‫ما يكفي‬ ‫الاموال‬ ‫من‬ ‫فتتجمع لديهم‬ ‫اموالهم ئ‬ ‫زكاة‬ ‫ويعطونهم‬ ‫لاستثهارها في المتاجرة التي سرعان ماتعود عليهم بالاموال الوفيرة }‬ ‫فيرتفع شأن هؤلاء التجار الجدد ‪ ،‬ويزداد ثراؤهم حتى أنهم كانوا‬ ‫يقتنون الجواري والخدم ‪ .‬وقد رأي ابن بطوطة بنفسه أحدهم في‬ ‫من‬ ‫ومثلهم‬ ‫غلاما‬ ‫لديه نحو خمسين‬ ‫قنجنفو ‏‪ ٤3‬وكان‬ ‫مدينة‬ ‫‏‪. ٨٧‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‪ “©} ٢٥٤‬الشماخي ‪ :‬ج‬ ‫‏‪٢٥٢٣‬‬ ‫‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏(‪ (٣٠١‬الدرجيني ‪ :‬ج‬ ‫‏‪. ٧٢٨ ، ٧٢٤ .٧٢٢ ، ٧١٨‬‬ ‫‏(‪ )٣٠٦‬ابن بطوطة ‪ :‬ج ‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫الجواري ‪ ،‬أهدى لابن بطوطة منهم غلامين وجاريتين بالاضافة الى‬ ‫‏(‪ . )٢٠‬كما أشار ابن بطوطة الى تاجر مصري‬ ‫تحف كثيرة‬ ‫استطاب الاقامة في مدينة الخنسا (هانك شو) وأورث عقبه بها الجاه‬ ‫ومسجدا‬ ‫العمارة‬ ‫حسىنة‬ ‫فيها زاوية‬ ‫انهم بنوا‬ ‫حتى‬ ‫‘‬ ‫العريض‬ ‫والثراء‬ ‫جامعا أوقفوا عليه وعلى الزاوية أوقافا عظيمة ‪ .‬وقد لفت نظر ابن‬ ‫بطوطة كثرة عدد المسلمين بهذه المدينة حتى انه كانت تصله كل‬ ‫‏(‪. )٢٠٤‬‬ ‫الطعام‬ ‫مختلف لتناول‬ ‫شخص‬ ‫من‬ ‫جديدة‬ ‫وليلة دعوة‬ ‫يوم‬ ‫وفي عاصمة الصين نفسها التي كانت تسمى خان بالق أو‬ ‫على ذلك ما‬ ‫بها ‪ .‬يدل‬ ‫وجود‬ ‫للمسلمين‬ ‫اليوم) كان‬ ‫خانفو (بكين‬ ‫أشار اليه ابن بطوطة من أنه عندما مات الامبراطور أو الخان الاعظم‬ ‫ل يتخلف عتنشيبع جثانه أحد من الرجال أو النساء سواء كانوا‬ ‫من المسلمين أو الكفار وقد لبسوا جميعا ثياب العزاء ‏‪ ٠‬وهي‬ ‫الطيالسة البيض للكفار ‪ 0‬يقصد الصينيين غير المسلمين & والثباب‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫المسلمون‬ ‫هؤلاء‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ‫‏(‪} )٢٠٥‬‬ ‫البيض للمسلمين‬ ‫البلاد أم من التجار المستوطنين كا هو الحال في معظم مدن الصين ‪.‬‬ ‫ولاشك أن استقرار التجار العمانيين وغيرهم من تجار العرب‬ ‫والمسلمين على هذا النحو واستيطانهم بلاد الصين ‪ 0‬جعل الاسلام‬ ‫يتسرب الى الصينيين عن طريق العلاقات التجارية التي كانت تربط‬ ‫بينهم وبين هؤلاء التجار ‪ 0‬وكذلك عن طريق المصاهرات التي تمت‬ ‫بين الفريقين ‪ .‬فقد كان كثير من التجار وكما رأينا يفضلون البقاء‬ ‫‏‪. ٧٢٧ ، ٧٢٢‬‬ ‫‏(‪ )٢٠٢‬المصدر السابق ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‪. ٧٢٩‬‬ ‫‪ ٧٨‬۔‪‎‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫السابق ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ (٣٠ ٤‬المصدر‬ ‫‪. ٧٢٦‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫السابق‬ ‫(‪ (٢ ٠٥‬الصدر‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫في الصين والزواج من صينيات لا يلبثن أن يدخلن فيالاسلام ‪.‬‬ ‫علاوة على أن أهل الصين كانوا لايرون عيبا في بيع أولادهم‪ ,‬وخاصة‬ ‫أثناء أزمات القحط والمجاعات التي كانت تحدث في بعض الأحيان ©‬ ‫وينشئونهم نشأة‬ ‫الأطفال‬ ‫هؤلاء‬ ‫يشترون‬ ‫التجار‬ ‫هؤلاء‬ ‫فكان‬ ‫اسلامية صحيحة ‪ ،‬ومن ثم ظهر بالتدريج عدد كبير من الصينيين‬ ‫لا" يعرفون إلا الاسلام عقيدة ودينا ‪ 7‬وكان لهذا أثره في نشر‬ ‫الاسلام على يد هؤلاء الصينيين المسلمين أنفسهم } وخاصة في‬ ‫‏(‪. )٢٠٦‬‬ ‫البلاد وغربها‬ ‫المناطق الداخلية في جنوب‬ ‫يضاف الى ذلك أن ارتفاع النفوذ الأدبي للاسلام والمسلمين‬ ‫بين الصينيين أدي الى تحول عدد كبير منهم الى الاسلام © ويعود‬ ‫هذا النفوذ الى عهود الاسلام الأولى عندما قامت ثورة عسكرية‬ ‫هذا‬ ‫‏م‪ . ٥٥٧‬فاضطر‬ ‫‏‪٣٧‬‏‪/‬ه‪٣١‬‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫الصين‬ ‫امبراطور‬ ‫ضد‬ ‫الامبراطور الى الاستنجاد بأبي جعفر المنصور الذي أرسل له حملة‬ ‫عسكرية قوامها خمسة آلاف جندي ساعدت الامبراطور في القضاء‬ ‫على هذه الثورة واعادة الأمور الى نصابها ‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ‬ ‫هذه‬ ‫‪ .‬وقد ازدادت‬ ‫العلاقات بين الصين ودولة الاسلام‬ ‫توثقت‬ ‫العلاقات قوة بمرور الأيام نتيجة للبعثات الدبلوماسية التى أرسلها‬ ‫‏‪0٠‬ل } الوىنتيهجذةه للالببعلثادات مانلتي جهأةرسلهااخرىح ‪8‬ا‬ ‫هارون الرشيد من جهة‬ ‫ظفار والتي أشرنا اليها من قب‬ ‫تلك البعثات التي كانت تستقبل بكل حفاوة وتقدير ‪ 0‬وكانت من‬ ‫‏‪. ٢٣٨ _ ٢٣٦‬‬ ‫‏‪ ، ٧٢١‬ستودارد ‪ :‬ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٠٦‬المصدر السابق ‪ :‬ج ‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‪٥‬‬ ‫ى الطبعة الثانية ء ج‪‎‬‬ ‫‪ :‬دائرة معارف القرن العشرين ‪ 4‬دار المعرفة ‪ 0‬بيروت‬ ‫(‪ )٢٠٧‬محمد فريد وجدي‬ ‫‪. ٦١٧‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٥٠‬‬ ‫__‬ ‫العوامل التي مهدت الطريق أمام ازدياد النشاط التجاري والبحري‬ ‫للعرب والمسلمين في بلاد الصين & مما أدي الى ارتفاع شا ن الاسلام‬ ‫والمسلمين عند الصينيين وفي بلاط الامبراطور الصيني نفسه ©‬ ‫لدرجة أنه اتخذ من العرب المقيمين في بلاده موظفين في أسمى‬ ‫وظائف الدولة فصار منهم الرؤساء والقواد والنواب وحكام‬ ‫الولايات ‪ .‬فقد عين الامبراطور قوبيلاي خان ‏(‪ _ ٦٥٨‬‏‪/‬ه‪٣٩٦‬‬ ‫‏‪ - ٦٠‬‏)م‪ ٤٩٦٢١‬الذي انتشر الاسلام في عهده في بلاد الصين‬ ‫انتشارا عظيما رجلا عربيا اتخذ اسما صينيا هو (شوقنغ) © مساعدا‬ ‫لرئيس وزرائه ‪ 3‬كما عين عربيا اخر قاضيا ‪ .‬وتتناثر في بطون الكتب‬ ‫أسماء عربية مثل عبد الرحمن الذي عين رئيسا لبيت المال وخول‬ ‫حق تقدير الضرائب المفروضة على الصينيين ‪ 0‬وقطب الدين (توتنغ)‬ ‫‏‪١ ٣٠٢‬م (“{‪. )٢‬‬ ‫الذي كان وزير للدولة عام ‪٧٠٦٢‬ه‪/‬‬ ‫وكان من مظاهر ارتفاع شأن الاسلام والمسلمين في بلاد‬ ‫الصين ما يرويه لنا ابن بطوطة وكذلك الشريف تاج الدين حسن‬ ‫في‬ ‫الذي كان قد تجول في بلاد الصين‬ ‫ابن الجلال السمرقندي‬ ‫النصف الأول من القرن الثامن الهجري‪ /‬الرابع عشر للميلاد ‘ من‬ ‫أنه رأي المسلمين يحظون بقدر كبير من الاحترام والتقدير لدرجة‬ ‫أنه اذا قتل وثني صيني مسلما ‪ ،‬كان الوثني يقتل هو وأهل بيته‬ ‫وتنهب أو تصادر أموالهم ‪ ،‬وان قتل مسلم وثنيا كان لا يقتل به ©‬ ‫بل يطالب بدفع ديته التي كانت لاتزيد عن تقديم حمار‬ ‫لورثته ‏‪. "٠٨‬‬ ‫‏(‪ )٣٠٨‬أرنولد ‪ :‬ص ‏‪ ، ٢٣٣٥‬فهمي هويدي ‪ :‬ص ‏‪ ، ٦٦ ٦٤‬محمد فريد وجدي ‪ :‬دائرة معارف‬ ‫‏‪. ٦٠٨‬‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫العشرين » ج‬ ‫القرن‬ ‫‏‪. ٧٠‬‬ ‫‏‪ } ٤٨٦‬فهمي هويدي ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ ٢١٨‬آ القلقشندي ‪ :‬ج ص‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٠٩‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫ولا أدل على ارتفاع شأن الاسلام والمسلمين في بلاد الصين‬ ‫من الاستقبال الحار الشعبي والرسمي الذي قوبل به ابن بطوطة‬ ‫عندما وصل الى مدينة قنجنفو في شهر صفر عام ‪٧٤٣‬ه‪/‬‏‬ ‫‪١٢٤٦‬م‏ ‪ .‬فقد خرج لاستقباله القاضي وشيخ الاسلام والتجار‬ ‫ومعهم الأعلام والطبول والأبواق والأنفار وأهل الطرب ‪ 0‬وكانت‬ ‫فرحتهم طاغية حين وصوله & فا أركبوه فرسا وركب القاضي وشيخ‬ ‫الاسلام فرسيهما ‪ 2‬وشق الثلاثة الجمع الحاشد من المستقبلين الذين‬ ‫ساروا بين أيديهم في موكب مهيب حتى تقابلوا مأعمير المدينة‬ ‫وحاشيته الذين كانوا قد خرجوا هم الآخرون لااله استقبالا‬ ‫رسميا لأنه ضيف الامبراطور ‪" ،‬وضيف الامبراطور معظم عندهم‬ ‫أشد التعظم‘“ ‏(‪. )٨١٠‬‬ ‫وارتفاع‬ ‫والمسلمين‬ ‫الاسلام‬ ‫ارتفاع شأن‬ ‫أن‬ ‫ولا شك‬ ‫نفوذهم الأدبي ‪ .‬وكثرة نشاطهم التجاري والملاحي مع بلاد الصين‬ ‫كان له أثره الكبير في نشر الاسلام بها ‪ .‬وقد وصلت موجة انتشار‬ ‫الاسلام ليس الى الأفراد العاديين من أهل الصين وحدهم ‪،‬بل الى‬ ‫الامبراطور نفسه & ولدينا في هذا الصدد رواية غير مؤكدة تشير‬ ‫الى أن أحد أباطرة الصين من المغول اعتنق الاسلام في النصف‬ ‫الأول من القرن الثامن الهجري‪ /‬الرابع عشر للميلاد ‪ .‬اذ يقول‬ ‫العمري الذي توفي عام ‪٤٧٩‬ه‪/‬‏ ‪١٣٤٨‬م‏ (أن صاحب الصين‬ ‫والخطا ووارث تخت جنكيز خان ‪..‬قد تواترت الآن الأخبار بأنه‬ ‫قد أسلم ودان بدين الاسلام ‪ 0‬ورقم كلمة التوحيد اعلى ذوائب‬ ‫الأعلام ‪ 4‬وان صح وهو المؤمل ‪ 3‬فقد ملأت الأمة المحمدية‬ ‫‪. ٧٢٦‬‬ ‫(‪ )٣١٠‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫بين ضفتي البحر‬ ‫والمغرب & وامتدت‬ ‫المشرق‬ ‫الخافقين ‪ .3‬وعمت‬ ‫‏(‪. )٢١١‬‬ ‫المى ز ‘‘‬ ‫ولدينا أيضا رواية ثانية ساقها لنا تاجر مسلم يدعى سيدعلي‬ ‫أكبر كان قد قضي سنوات قليلة في بكين في نهاية القرن التاسع‬ ‫وأوائل العاشر للهجرة‪ /‬نهاية القرن الخامس عشر وأوائل السادس‬ ‫عشر للميلاد } وتحدث بأن أحد أباطرة الصين من المغول قد تحول‬ ‫الى الاسلام ‪ 3‬وأن عدد المسلمين كان كبيرا في مدينة كنجنفو‬ ‫أسرة‬ ‫بثلاثين ألف‬ ‫التاجر عددهم‬ ‫هذا‬ ‫وقدر‬ ‫[‬ ‫مسلمة & تمتعت بعطف الامبراطور الذي منحهم الحرية الدينية‬ ‫وهبات من الأرض كثيرة ‪ ،‬وانتشرت المساجد حتى انه كان في‬ ‫العاصمة وحدها أربع مساجد كبرى ‪ ،‬وفي غيرها من المدن‬ ‫‏(‪. )٢١٦‬‬ ‫المسلم‬ ‫نفقة هذا الامبراطور‬ ‫في‬ ‫ا اسلام‬ ‫انتشار‬ ‫من‬ ‫ا لتي حدت‬ ‫_ العقبات‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫بلاد الصين ‪:‬‬ ‫الصين و لم يحل‬ ‫ورغم ذلك كله فلم يغلب الاسلام على بلاد‬ ‫يكن المسلمون‬ ‫محل أديانها الوثنية الضاربة في أعماق التاريخ ‪ ،‬و لم‬ ‫الصيني الوئني‬ ‫الصينيون الا أقلية كبيرة العدد اذا ماقورنت بالمحيط‬ ‫أن نشاط تجار‬ ‫الواسع الذي يضمها بين شاطمئيه } فلا يظن أحد‬ ‫‏‪. ٤٧ ، ٤٦‬‬ ‫‏(‪ )٢١١‬التعريف بفن المصطلح الشريف ‪ ،‬القاهرة سنة ‪١٩١٠‬م‏ ث ص‬ ‫(‪ )٣١٦‬أرنولد ‪ :‬ص‪. ٣٢٩ ‎‬‬ ‫‪١٥٣‬‬ ‫عمان وغير عمان من بلاد العرب والاسلام قد أتي على أديان الصين‬ ‫كلها أو حول الصينيين كلهم الى الاسلام } فذلك ما لم يكن ‪8‬‬ ‫لعوامل عديدة © منها أن التجار العمانيين وغيرهم من تجار المسلمين‬ ‫كانوا يركزون نشاطهم في المواني البحرية فقط ‪ ،‬وكان توغلهم في‬ ‫داخل البلاد بقدر محدود ‪ ،‬ولم يكن هذا التوغل توغلا عميقا‬ ‫لسببين ©‪ ،‬أولاهما أن التجارة الداخلية كانت في أيدي الصينيين‬ ‫لم يتوغل الاسلام داخل الصين وبقي محدودا في‬ ‫أنفسهم ‪ .‬ولهذا‬ ‫‏(‪& )٢١‬‬ ‫المراكز والمدن التجارية المتناثرة على ساحل بحر الصين‬ ‫وعلى سواحل بعض الأنهار لمسافة لاتزيد عن مسيرة ستة أو سبعة‬ ‫‏(‪. )٢١٤‬‬ ‫أيام كا سبق القول‬ ‫والسبب الثاني هو أنه في عهد أسرة سون (سنج أو سونغ)‬ ‫‏)م‪6 ٩٧٢١‬‬ ‫التي حكمت الصين أكثر من ثلاثة قرون ‏(‪٩٦٠‬‬ ‫ونتيجة لازدياد النشاط التجاري الذي كان يقوم به تجار عمان‬ ‫وغيرهم مع بلاد الصين ‪ 0‬ازدادت كميات النقد الصيني من‬ ‫الذهب التى كانت تدفع في شراء السلع التي كان يجلبها التجار الى‬ ‫من‬ ‫للذهب‬ ‫الأمر استنزافا‬ ‫في هذا‬ ‫الصينيون‬ ‫بلادهم ‪ .‬ورأي‬ ‫بلادهم } فعادوا الى نظام مبادلة السلع ببعضها كما كان الحال في‬ ‫الزمن القديم ‪ .‬ومنذ عام ‪٥٤٢‬ه‪/‬‏ ‪١١٤٧‬م‏ كانو يفتشون السفن‬ ‫التجارية قبل اقلاعها تفتيشا دقيقا وذلك لمنع تهريب العملة الصينية‬ ‫الذهبية الى خارج البلاد ‪ .‬وكان هناك عقاب رادع يصل الى الشنق‬ ‫اذا ماضبط نقد صيني مع أي تاجر من التجار المسافرين على متن‬ ‫‏‪. ٥٠‬‬ ‫‏(‪ )٢١٣‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ١٢٣٥ _ ١٣٢٣‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٣٢١٤‬انظر‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫خار ج الصين ©‬ ‫‪ .‬ورغم ذلك فقد تسربت عملة صينية‬ ‫هذه السفن‬ ‫وكتب وزراء الدولة عام ‪١٦١٦‬ه‪/‬‏ ‪١٢١٩‬م‏ يشكون للامبراطور‬ ‫قائلين له ‪"( :‬واحسرتاه ‪ !..‬مازال ذهب الدولة وفضتها‬ ‫يتسربان مع التجار لبلاد المتوحشين البعيدة ‪ 0‬ولن تنفعنا هذه‬ ‫القوانين وإن أحسنا تطبيقها ‪ 0‬لامفر من مراكز للتجارة لا يعدوها‬ ‫هؤلا الآتون من بعيد ‪ ،‬لنقم هذه المراكز على الحدود حيث‬ ‫نستبدل بضائعهم بحريرنا وبالبروكيد ‪ ،‬والنسيج الحريري المشجر‬ ‫والصيني ‪ ““...‬‏(‪. )٢١٥‬‬ ‫ورغم أن العودة الى أسلوب التبادل سلعة بسلعة لم يؤد الى‬ ‫النتيجة المطلوبة ‏(“`‪ } 2٨١‬إلا أن تركيز التجارة في مراكز معينة على‬ ‫الحدود أدى اللى قلة تأثير التجار العمانيين وغيرهم في نشر الاسلام‬ ‫بين الصينيين © نتيجة لعدم اختلاط هؤلاء التجار بالاهالي الصينيين‬ ‫ي مدن الصين العديدة ‪ .‬وقد زاد الطين بلة أن الامبراطور صار‬ ‫يحتكر التجارة مع هؤلاء التجار ولا يسمح ببيعها مباشرة للأهالي‬ ‫أو لتجار الصين حتى في المراكز التجارية التي أنشأها ‪ ،‬مما أوجد‬ ‫حاجزا جديدا بين التجار العمانيين وبين الصينيين ‪.‬‬ ‫وقد دعم الامبراطور هذا الاحتكار بالنسبة للتجارة الداخلية‬ ‫أيضا { فمنع الصينيين من أن يتعاملوا فيما بينهم بالنقود ى وكانت‬ ‫عمليات البيع والشراء تم بموجب أوراق مالية مصنوعة من‬ ‫الكاغد } الواحد منها بقدر الكف ومطبوعة بطابع الامبراطور }‬ ‫وتسمى الخمسة وعشرون قطعة منها باسم (بالشت) بمعنى الدينار‬ ‫‏‪. ٢٥٧ }{ ٦٢٥٦‬‬ ‫‏(‪ )٣٢١٥‬دافدسون ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٢٥٧‬‬ ‫(‪ ()٣١٦‬الزجع السابق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١٥٥‬‬ ‫_‬ ‫عندنا في بلاد الاسلام ‪ ،‬واذا تمزقت هذه الكواغيد حملها صاحبها‬ ‫الى دار كدار السكة وأخذ (بالشت) جديدة عوضا عنها دون‬ ‫مقابل ‪ ،‬فاذا ذهب إنسان صيني الى السوق ومعه دراهم أو دنانير‬ ‫من الذهب لا يمكنه أن يشتري بها أي شيء الا اذا استبدلها أولا‬ ‫ولذلك لم يستطيعوا أن يتعاملو مع التجار‬ ‫‪ .‬بالبالشت ‏«‪© )٢١٦‬‬ ‫من العمانيين أو غيرهم ‪ ،‬وأصدر الامبراطور‬ ‫الغرباء سواء كانوا‬ ‫هذا التعامل قانونا والا شوهت وجوههم‬ ‫للأهالي أوامر بمنع‬ ‫جزيرة نائية في البحر ‏(‪ ، )٢١٨‬مما اوجد صعوبة‬ ‫تشويها ‪ 3‬ونفوا الى‬ ‫كبيرة في مجال المعاملات التجارية بينهم وبين هؤلاء التجار الغرباء ‪.‬‬ ‫يضاف الى هذه العقبات التي قامت في طريق انتشار الاسلام‬ ‫في بلاد الصين } أن أباطرة أسرة سنغ فتحوا الطرق البرية للتجارة‬ ‫عبر تركستان © فقلت أهمية الطرق البحرية التى تربط الصين بعمان‬ ‫وبلاد العرب ث و لم يعد هذه الطرق ازدهارها الأول الا في عهد‬ ‫منج التي أعقبت الأسرة السابقة وحكمت الصين ف الفترة‬ ‫أسرة‬ ‫‏(‪ -_ ١٣٦٨‬‏)م‪. ٤٤٦١‬وقد قام ابن بطوطة برحلته الى بلاد الصين‬ ‫قرب منتصف القرن الرابع عشر ووصف لنا ماسبق أن ذكرناه من‬ ‫عناية حكام الصين بالتجارة والتجار وتوفير الأمن والأمان لهم‬ ‫ولأموالهم & مما عاد بالخير الوفير على الطرفين ‪.‬وفي القرن التالي‬ ‫استمر الاهتام بالتجارة البحرية ‪ 3‬وقام (شنح _ هو) برحلاته‬ ‫السبع المشهورة في تاريخ الصين في النصف الأول من ذلك القرن ‪6‬‬ ‫وبلغ في إحدى هذه الرحلات ساحل ظفار كا سبق القول({“‪)٢١٢‬‏ ©‬ ‫‪. ٧١٩‬‬ ‫(‪ )٢١٧‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٥٠٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٨‬دافدسون‬ ‫‪. ٢٥٨ _ ٢٥٧‬‬ ‫(‪ )٣١٩‬الملزجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٥١٦‬‬ ‫مما كان له أثره في فتح الباب أمام انتشار الاسلام من جديد ‪.‬‬ ‫ولكن هذا الازدهار التجاري الملاحي الصيني لم يستمر‬ ‫طويلا } اذ قام صراع فيفي القصور الملكية بين الأغوات من جهة‬ ‫ساعد‬ ‫لاشتداد‬ ‫أخرى ©\© نتيجة‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫وبين كبار الموظفين‬ ‫الأغوات بسبب رعايتهم لشئون البحر واتصالهم بالنشاط البحري‬ ‫والتجاري وتشجيعهم له ‪ 0‬مما أدى الى ضعف ساعد الموظفين أمام‬ ‫الأغوات التي كانت تزداد بمرور الوقت وتهدد سلطان‬ ‫قوة هؤلاء‬ ‫الموظفين الذي تعرض حينذاك للزوال ‪ .‬ومن م احتدم الصراع بين‬ ‫الفريقين © وكسب الموظفون الجولة بعد أن حرموا الأغوات من‬ ‫مصدر قوتهم ‪ .‬بأن اقنعوا الأباطرة بأن الرحلات البحرية ترف‬ ‫وسرف لاطائل من ورائه ‪ 0‬علاوة على أنه يربط الصين ذات‬ ‫الحضارة والثقافة بشعوب بربرية قليلة الشأن ‪ .‬فأدارت الصين‬ ‫ظهرها للملاحة والتجارة الخارجية منذ عام ‏‪ ٤٥٠‬‏م‪ ، ١‬وأغمضت‬ ‫عينيها عن ازدياد النشاط الملاحي الاوربي في هذه الاونة ‪ 0‬وقفلت ‘‬ ‫سفنها التي‬ ‫ملاحيها ء وحطمت‬ ‫مرافثها عام ‪١٥٠٠‬م‏ & وسرحت‬ ‫كانت تحمل أكثر من شراع تحطيما ‪ ،‬وأصبح جرما بناء أية سفينة‬ ‫تحمل أكثر من شراع ‪ ،‬وصدر قانون بحري عام ‪١٥٦٢٥‬م‏ يخول‬ ‫شرطة الميناء تحطم أي سفينة من هذا النوع والقبض على كل ملاح‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٢٢٠‬‬ ‫فيها‬ ‫وكانت سفن الصين قبل ذلك سفنا ضخمة تسير الواحدة‬ ‫منها أشرعة عديدة ‪ ،‬وكانت تحمل في بعض الأحيان بضائع تزن‬ ‫أكثر من سبعمائة طن تمخر بها العباب لا تغلبها ريح وإن عتت ‪8‬‬ ‫‪. ٢٦١‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫(‪ (٣٢ ٠‬اللزجع السابق ) ص‪‎‬‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫وذلك في القرن الثالث عشر للميلاد © بينها لم تكن أرمادا الأسبان‬ ‫سنة ‏‪ ٥٨٨‬‏م‪ ١‬تحمل أكثر من ‏‪ ٥٢٨‬طنا ‪ ،‬نظير ‏‪ ١٧٧‬طنا كانت‬ ‫تحملها السفن الانجليزية في العادة ‪ 0‬وذلك لصغر حجم السفن‬ ‫الأوربية بصفة عامة ‪ ،‬اذ أنها لم تعرف السفن الكبيرة ذات الأشرعة‬ ‫الثلاثة الا في عام ‏‪ ٤٥٠‬‏م‪ © ١‬ورغم ذلك فانها لم تصل الى قوة‬ ‫وحجم السفن الصينية التي صنعت في القرن الثالث عشر‬ ‫للميلاد (‪٢١‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال فقد انعكست آثار هذه الضربة القوية التى‬ ‫أصابت التجارة الصينية الخارجية والأسطول التجاري الصيني الذي‬ ‫كان يقود معظم سفنه ربابنة عرب وفرس ك‘‪ ،‬والذي كان يبحر الى‬ ‫الخليج وعمان ويعود منها محملا بالسلع والامتعة © بصحبة التجار‬ ‫العمانيين وغيرهم من أصحاب هذه السلع والبضائع التي كانت تجد‬ ‫سوقا رائجة في بلاد الصين في معظم عصور التاريخ ‪ ،‬باستثناء تلك‬ ‫الفترات التي قيد فيها بعض أباطرة الصين التجارة الداخلية‬ ‫واحتكروا التجارة الخارجية مما أشرنا اليه منذ قليل ‪ .‬نقول ان هذه‬ ‫الضربة التي أصابت التجارة الخارجية الصينية والأسطول التجاري‬ ‫الصيني انعكست اثارها على النشاط التجاري والملاحي للعمانيين‬ ‫وغيرهم من العرب والمسلمين فلم نعد نسمع عن نشاط م مع‬ ‫الصين في النصف الثاني من القرن الخامس عشر للميلاد ‪ 5‬وأتت‬ ‫الطامة الكبرى على يد البرتغاليين الذين تمكنوا من الطواف حول‬ ‫رأس الرجاء الصالح عند نهاية ذلك القرن ‪ ،‬واستولوا على المراكز‬ ‫‪.‬‬ ‫الصفحات‪‎‬‬ ‫(‪ (٣٢١‬المزجع السابق ‪ 6‬ونفس‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 0‬ن‪‎‬‬ ‫ح‬ ‫‪,‬نن‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,2791 .‬‬ ‫‪.232‬‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫التجارية التي تقع على ساحل شرقي افريقيا وعلى سواحل عمان‬ ‫والهند ‪ 0‬واحتكروا التجارة البحرية في المحيط الهندي & فتحطم نفوذ‬ ‫العمانيين التجاري في هذا المحيط تحطيما ‪ ،‬و لم يعد الى سابق قوته‬ ‫البرتغاليون وزال‬ ‫وجده الا فيما تلى ذلك من عصور بعد أن ضعف‬ ‫نفوذهم في المحيط الهندي على يد العمانيين أنفسهم فيما لامجال في‬ ‫‪.‬‬ ‫الحديث عنه الان ‪ .‬نظرا لخروجه عن موضوعنا وعن تخصصنا‬ ‫‪_ ١٥٩‬‬ ‫الفصلرإتالت‬ ‫الوجود العماني في شرقي‬ ‫افريقيا وأنره في نشر الاسلام‬ ‫كان الوجود العماني في شرقي أفريقيا أكبر كثافة وأكثر عمقا‬ ‫وتركيزا من وجودهم في جنوب شرقي آسيا © ولذلك كان تأثير‬ ‫العمانيين في هذه المنطقة من قارة افريقيا أشد وأقوى ‪ .‬ذلك أن‬ ‫وجودهم في جنوب شرقي آسيا كان يعتمد بالدرجة الأولى على‬ ‫النشاط الملاحي والتجاري } وكانت هجراتهم الى هذه البلاد‬ ‫هجرات فردية وغير دائمة في غالب الأحيان ‪ ،‬أما وجودهم في‬ ‫شرقي أفريقيا فلم يكن كذلك } لأنه اعتمد في الواقع على هذين‬ ‫العاملين معا وهما أولا ‪ ،‬النشاط الملاحي والتجاري } وثانيا ‪ 7‬هجرة‬ ‫العمانيين الى هذه البلاد هجرات فردية وجماعية متلاحقة ‪ .‬ولاشك‬ ‫أن هذين العاملين كانا حجر الزاوية في نشر الاسلام في هذه المنطقة‬ ‫الهامة من قارة أفريقيا ‪ 0‬ولذا كان من الواجب علينا أن نتتبعهما‬ ‫لنرى أثرهما في هذه الناحية الهامة من تاريخ الاسلام فى شرق هذه‬ ‫القارة ‪.‬‬ ‫الساحل‪: ‎‬‬ ‫ف‬ ‫الملاحي والتجاري‬ ‫العمانيين‬ ‫نشاط‬ ‫‪_ ١‬‬ ‫ومن البداية نستطيع أن نقول أن دور العمانيين في الملاحة‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫والنجارة ونشر الاسلام في شرقي افريقيا لايقل أهمية ان لم يزد عن‬ ‫المعلي }‬ ‫أيضا لهم القد‬ ‫كانوا‬ ‫العمانيين‬ ‫[ ولكن‬ ‫السابق‬ ‫الدور‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫تماما‬ ‫تأ دير غيرهم »‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫و تأ; نيرهم‬ ‫فاعليتهم أشد‬ ‫وكانت‬ ‫كانوا في شرق وجنوب شرقي آسيا ‪ 0‬وذلك لسبب رئيسي وهام ©‬ ‫وهو أن النشاط والوجود العماني التجاري والملاحي كان أشد‬ ‫وأقوى من أي وجود آخر على ساحل شرق افريقيا وما يقابله من‬ ‫الاسلام وحتى قدوم البرتغاليين الى هذه‬ ‫جزر © وذلك منذ ظهور‬ ‫المنطقة ‪.‬‬ ‫و لم يكن هذا التفوق العماني الملاحي والتجاري في شرقي‬ ‫افريقيا وما نتج عنه من آثار الا نتيجة لعوامل عديدة ‪ ،‬منها أن بلاد‬ ‫عمان من أقرب البلدان في شبه جزيرة العرب الى ساحل شرقي‬ ‫والثقافي مستمرا‬ ‫والبشري‬ ‫التجاري‬ ‫الاتصال‬ ‫افريقيا « ولذلك كان‬ ‫التاريخ ‪ .‬فكانت‬ ‫افريقيا على مدى‬ ‫شرقي‬ ‫وبين‬ ‫وممتدا بين عمان‬ ‫السفن العمانية تخرج من موانيها العديدة المطلة على بحر عمان وبحر‬ ‫رأسا‬ ‫وتتجه‬ ‫ومرباط‬ ‫وقلهات وصور‬ ‫ومسقط‬ ‫مثل صحار‬ ‫العرب‬ ‫الى مواني ساحل شرقي افريقيا ‪ .‬وقد ساعد على ذلك وأعان عليه‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫جنوب‬ ‫عرب‬ ‫اكتشاف‬ ‫هام وهو‬ ‫جغرافي‬ ‫عامل‬ ‫للرياح الموسمية الشتوية والصيفية } فقد أفادوا منها في القيام برحلتين‬ ‫منتظمتين سنويا من وإلى الساحل الافريقي ‪.‬ففي فصل الخريف‬ ‫تدفع الرياح الشمالية الشرقية السفن الشراعية من خليج عمان الى‬ ‫الافريقي وترسو‬ ‫الساحل‬ ‫محاذاة‬ ‫السفن‬ ‫تسير هذه‬ ‫ش‬ ‫المحيط الهندي‬ ‫‏‪ ١٦١١‬س‬ ‫في موانيه العديدة } وبعد أن يقضي العمانيون هناك شهورا عديدة‬ ‫يمارسون فيها نشاطهم التجاري يقومون برحلة العودة الى عمان في‬ ‫فصل الربيع © فتدفع الرياح الجنوبية الغربية سفنهم الشراعية من‬ ‫شرقي افريقيا الى قواعدها في عمان في ذلك الوقت من السنة ‪.‬‬ ‫وبمضي الزمن أصبح تجار عمان أصحاب خبرة تامة بمواقيت الرياح‬ ‫واتجاهاتها ‪ .‬وأصبحت رحلاتهم من عمان الى الساحل الافريقي‬ ‫ومدة استقرارهم بهذا الساحل © تنظم تنظيما دقيقا تبعا لمواسم‬ ‫الرياح المنتظمة التي أصبحت معروفة لهم تماما منذ أزمان بعيدة ©‬ ‫وقبل معرفة الاغريق والرومان لها بنحو مائتي سنة تقريبا ‪ 3‬وأصبح‬ ‫من المعتاد ارسال أسطول تجاري ضخم من السفن كل عام الى‬ ‫الساحل الشرقي لافريقيا ‪ 0‬وذلك منذ القرن الاول للميلاد () ‪.‬‬ ‫فاذا أضفنا الى ذلك ماسبق أن ذكرناه في بداية الفصل‬ ‫السابق من عوامل أدت الى توجيه العمانيين الى الاشتغال بالملاحة‬ ‫والتجارة والتوجه دائما الى البحر ‪ 0‬لكان أمرا طبيعيا أن يتجه‬ ‫العمانيون الى ساحل شرقي افريقيا نى مجموعات صغيرة انتشرت‬ ‫مثل مافيا هاه"‬ ‫الجزر الساحلية‬ ‫في البداية في بعض‬ ‫(‪ )١‬جيان‪ ٤ ‎‬ص‪ } ٢٤ ‎‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬ص‪ & ٣٦ { ٣٥ ‎‬شوقي الجمل ‪ :‬ص‪٨ ٤٧ _ ٤٦ ‎‬‬ ‫أحمد حمود المعمري ‪ :‬عمان وشرقي افريقيا ‪ ،‬ترجمة محمد أمين عبدالله ‪ 0‬مسقط وزارة التراث سنة‬ ‫‏‪ ٩٨٠‬ام ‘ ص ‏‪ ، ٤٤‬محمد عبد الله النقيرة ‪ :‬انتشار الاسلام في شرقي افريقيا ومناهضة الغرب‬ ‫& ه‬ ‫‏‪ ٣١‬ويقول ‪7‬‬ ‫له © دار المريخ للنشر } الرياض سنة ‪١٩٨٢‬م‏ ‪ 2‬ص‬ ‫ان هيبالوس ‪5‬اهم‪٢‬ا‪٣‬‏ البحار أو التاجر الروماني أبحر جنوبا في البحر الأحمر في عام ‪٤٥‬م‏‬ ‫فائدة الرياح الموسمية المنتظمة في المحيط الهندي ©} انظر ‪:‬‬ ‫واكتشف‬ ‫م‬ ‫م م‬ ‫ع ‪0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪1691, . 9.‬‬ ‫‏‪ "6507٥‬نفس الرأي في كتابه الخاص به وييني على ذلك أن تجار العرب والهنود‬ ‫ويقول‬ ‫عرفوا ساحل شرقي افريقيا حوالي عام ‪٦٠‬م‏ ‪ ،‬ووصلوا جنوبا حتى زنجبار ‪ ،‬انظر ‪:‬‬ ‫ح‬ ‫‪0 0‬‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪2691, . 8.‬‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫وزنجبار ي;هع[‪٨٧‬ح‏ وبمبا هسع & وفي المراكز الساحلية مثل‬ ‫سفالة ه]ه‪0‬ك ومالندي [طآ‪٨1‬‏ وكلوة ‪[٧٨‬ا]‏ وتمباسة‬ ‫‏‪ . ٦4‬واستطاعت هذه المجموعات أن تطبع مناطق‬ ‫واسعة من شرق القارة بلغتها وديانتها ى وأن تندمج مع السكان‬ ‫الوطنيين وتصبح حلقة اتصال بين الوطن الأم في عمان وبين سكان‬ ‫سواحل شرتي افريقيا والجهات الداخلية التي تقع وراء هذه‬ ‫السواحل ‏(‪. )٢‬‬ ‫وكان اتجاه العمانيين الى ساحل شرقي افريقيا لأنهم كانوا‬ ‫أدرى من غيرهم بما تحتويه هذه المنطقة من خيرات وفيرة تتمثل‬ ‫ي كميات العاج الهائلة ث والذهب النضار ‪ 0‬والرقيق ‪ 0‬والحديد‬ ‫الجيد ج وجلود المور ك والصندل ‪ ،‬والابنوس والعنبر الممتاز‬ ‫وأصداف السلاحف وزيت النخيل ‪ ،‬وجلود الحيوانات المتنوعة‬ ‫الختلفة الاشكال والألوان ‪ .‬ولذلك اندفع العمانيون للحصول على‬ ‫هذه السلع الغالية والنادرة ‪ .‬ساعدهم في ذلك ما كان عليه ساحل‬ ‫شرقي افريقيا من حالة بدائية وعدم انتظامه في وحدة سياسية ‪ ،‬إذ‬ ‫كان أهل هذا الساحل لا تجمعهم دول سياسية بالمعنى المعروف ©‬ ‫فكانوا يعيشون في شكل قبائل متفرقة ث لكل سوق أو مدينة أو‬ ‫قرية زعم أو شيخ مستقل عن الآخر تماما ى ولذلك كان جميع‬ ‫هؤلاء الزعماء والمشايخ يتبارون في تقديم الخدمات والتسهيلات‬ ‫للتجار العمانيين ‪ 2‬نظرا لانهم سوف يقومون بشراء المنتجات‬ ‫الافريقية وتصديرها للأسواق العالمية ‪ 0‬ويجلبون لاهل هذا الساحل‬ ‫ما كانوا في حاجة اليه من سلع ‪ ،‬سواء من عمان ذاتها أو من‬ ‫‏‪. ٤٨ }{ ٤٧‬‬ ‫شوقي الجمل ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫_‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫البلاد التي كانوا يتجرون معها ") ‪.‬‬ ‫ومن السلع التي كانت تجلب من عمان وكانت محببة لدى‬ ‫أفارقة الساحل الافريقي ‪ ،‬التمر العماني ‪.‬وقد وصلت محبة هذا‬ ‫المحصول في نفوس الأفارقة وتقديرهم له الى ‪ :‬نهم كانوا يسجدون‬ ‫لأي عربي يرونه عندهم فيبلادهم &} لا لشيء الا لان هذا العربي‬ ‫أتي من البلاد التي ينبت فيها شجر التمر أو النخيل () ‪ 3‬و لم يكن‬ ‫اتمر العماني هو المحصول الوحيد الذي كان يجد سوقا رائجة في‬ ‫شرقي افريقيا ‪ 0‬فقد أشار الادريسي الى أن أهل جزيرة أنفوجة‬ ‫ر(مدغشقر) كان أكثر عيشهم من الموز المتعدد الأنواع © ومنه الموز‬ ‫العماني الذي كان يتميز عن غيره بطيب طعمه وشدة حلاوته وبكبر‬ ‫حجمه وثقل وزنه } حتى أن الثمرة الواحدة منه كانت تزن اثنتي‬ ‫عشرة أوقية كا أخبرنا بذلك ابن بطوطة الذي أشار الى أن هذا‬ ‫النوع من الموز كان يوجد في ظفار ‪ ،‬كا أشار أيضا الى نوع الحر‬ ‫كان يوجد في قلهات وكان يعرف بالفارسية بالموز (المرواري) أي‬ ‫الجوهر } نظرا لصفاته الممتازة ‪ .‬وكانت هذا الموز العماني الممتاز‬ ‫يصل الى أهل جزيرة مدغشقر وهرمز وغيرهما من البلدان مع تجار‬ ‫عمان (©) ‪.‬‬ ‫وقد جلب هؤلاء التجار لأفارقاةلساحل وجزره سلعا‬ ‫‪ . ٣٥‬ا بن سعيد‪: ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪. ٢‬‬ ‫‪.٦‬أا لادريسي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ !٢‬ص‬ ‫‪ 4‬ج‪‎‬‬ ‫الذب‬ ‫‪ :‬مروج‬ ‫المسعو دي‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫‪ ، ٦١‬ابن عبد الحق ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ، ٥٤٤‬ابن الوردي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪، ٢٤٣‬‬ ‫‪‘ ٧٤‬‬ ‫‪ ، ٨٣‬الحميري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪|} ٢٤٢٣‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ . ٥٣‬دافدسون‬ ‫‪ ، ١٦٩٧‬جيان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫& ى‬ ‫‪ 8, 11 -‬م ‪9 :‬‬ ‫ل‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪" !,‬‬ ‫‪ 322, 722.‬م ‪2791,‬‬ ‫أبو زيد الحسن السيرافي ‪ :‬سلسلة التواريخ » ص‪. ١٢٢ ‎‬‬ ‫(‪)٤‬‬ ‫‪. ٢٩٦‬‬ ‫‪{ ٢٨٨‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪ & ٣٤‬ابن بطوطة‬ ‫نزهة المشتاق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٥‬‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫أخرى كانت تجد كثيرا من الاقبال والرواج ‪ ،‬ممل العقود والأنس‬ ‫والخناجر والفتوس وأنواع مختلفة مانلزجاج والتوابل ) ‪.‬‬ ‫كانوا يوردون هم الحرير والأواني البورسلين من أرخبيل الملايو ومن‬ ‫بلاد الصين } حيث كان أغنياء العرب والأفارقةيحبون الأكل فيها ‪.‬‬ ‫كا كانوا يجلبون لهم الرا المصنوعة من الزجاج من فارس وبلاد‬ ‫العرب وسوريا } والأقمشةةالملونة المصنوعة من القطن من بلاد‬ ‫الهند (') ‪ .‬وكذلك كانوا يوردون لهم القمح من أجل كسب‬ ‫صداقة المواطنين ث وذلك منذ القرن الاول للميلاد ‏(‪. )٨‬‬ ‫ونتيجة لحاجة العمانيين وسكان ساحل شرقي افريقيا كل الى‬ ‫الآخر على هذا النحو فقد لشأت بينهما علاقات تجارية منذ ما قبل‬ ‫الميلاد ‪ 0‬واستمرت هذه العلاقات حتى ظهر الاسلام حيث ازدادت‬ ‫قوة وعمقا بعد ظهوره ‪.‬‬ ‫أما قبل الميلاد ‪ 0‬فقد عرف أسلاف العمانيين الأوائل من‬ ‫العنيين وعرب الجنوب بصفة عامة ساحل شرقي افريقيا واكتشفوه‬ ‫قبل غيرهم من الناس ‪ ،‬ولم تصل باتي الأم الى هذه المنطقة الا‬ ‫بعدهم وبواسطتهم ‏(‪ 3 )٩‬وكان أحفادهم من العمانيين أقدم التجار‬ ‫الذين نزلوا هناك بغرض التجارة أحيانا والاستيطان أحيانا أخرى ©‬ ‫‪.‬ح‬ ‫طيه‬ ‫وذلك في المنطقة الممتدة من رأس جوردفوي‬ ‫"‬ ‫&‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,8 ,9 .10‬‬ ‫‏)‪(٦‬‬ ‫‏‪(٧‬‬ ‫& ن‬ ‫ع ‪8 :‬‬ ‫ح‬ ‫‪9‬‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ .12‬م ‪3791,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.223‬‬ ‫‏‪} ٢٤٤‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫دافذسون‬ ‫‏(‪(٨‬‬ ‫(‪ )٩‬جيان ‪ :‬ص‪، ٢٦ ‎‬مجهول ‪ :‬السلوة في أخبار كلوة } تحقيق ‪ :‬حمد علي الصليبي ‪ :‬وزارة التراث‪، ‎‬‬ ‫‪. ٦١‬‬ ‫‘{ ص‪‎‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م‬ ‫سنة‬ ‫مسقط‬ ‫‪_ ١٦١٥‬‬ ‫شمالا الى رأس دلجادو هطه‪61‬عظ ‪.‬ح جنوبا والتي أطلق عليها‬ ‫العرب ساحل الزنج أو بر الزنج ‪ ،‬وعرفها الفرس باسم‬ ‫‏(‪. )١٠‬‬ ‫زنجبار‬ ‫في هذه المنطقة ث أو في هذا الجزء من الساحل الشرقي‬ ‫لافريقيا أسس العرب قبل لولا رات القرون مراكز تجارية هامة‬ ‫بطول الشاطيء فيما يلي خليج عدن (ا‪)١‬‏ & وقد أسفرت بحوث‬ ‫‏‪ 0 ١٨٩٩‬‏م‪ ١٠٩١‬في المناطق الواقعة‬ ‫بيترزا التي قام بها بين عامي‬ ‫يين المجرى الأدنى لنهر الزمبيزي والمجرى الأسفل لنهر سابي أنه كانت‬ ‫تعيش في المنطقة الواقعة بين نهري الزمبيزي واللمبوبو جالية حميرية‬ ‫الثاني قبل الميلاد } وأن السبئيين كانوا أصحاب الكلمة‬ ‫منذز ال‬ ‫الوقت ‏‪ ١‬وأن استخراج الذهب كان قائما على‬ ‫ذلك‬ ‫والسيادة في‬ ‫قدم وساق في تلك المنطقة كلها } بالاضافة الى الأحجار الكريمة‬ ‫والنحاس والقصدير ‏«{‪ 3 )١‬وأن الحميريين هم أول من حفر مناجم‬ ‫الذهب القديمة في روديسيا (زيمباوي الان) وبنوا ما يتصل بها من‬ ‫قلاع لاتزال اثارها باقية حتى الان ‏"(‪. )١‬‬ ‫ويزيدنا بتيرزا معرفة بالوجود العربي في العصور القديمة‬ ‫والوسطى في شرقي افريقيا فيقول ان العرب في القرن التاسع للميلاد‬ ‫هم الذين أطلقوا اسم سفالة على هذه المنطقة الحميرية القديمة الاهلة‬ ‫بالمناجم } هذا الاسم الذي كان لايزال شائعا عندما جاء البرتغاليون‬ ‫الى هذه البلاد في القرن السادس عشر للميلاد ‪ 0‬والذي لايزال حتى‬ ‫‏‪. ٢٥‬‬ ‫‏(‪ )١٠‬محمد أبو الملا محمد ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٤٤‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١١‬جيان‬ ‫‪. ١٦٨‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦‬حوراني‬ ‫‪. ١٤١‬‬ ‫(‪ )١٣‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ١٦٦‬س‬ ‫الآ علما على أحد مواني الساحل (ةث‪)١‬‏ ‪ .‬كا أن البروفيسور‬ ‫‪ 111‬وهو الأثري المتخصص في آثار شبه جزيرة العرب قد‬ ‫أشار الى أن نهر سابي الذي لا يبعد كثيرا عن مدينة زمبابوي ©‬ ‫ماهو الا اسم محرف لكلمة سبأ ث وهو اسم الدولة العربية التي‬ ‫قامت في بلاد البمن قبل الميلاد بقرون عديدة ‪ 0‬وكانت لها علاقات‬ ‫تجارية مع أهالي زمبابوي منذ ذلك التاريخ ‏({©‪ ، )١‬مما يدل على قدم‬ ‫الوجود العربي واستمراره في تلك البقعة من القارة منذ ذلك‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫ومما يدل على ذلك أيضا أن جزءا من ساحل شرق افريقيا‬ ‫كان يسمى عزانيا أو أزانيا ه‪1‬ههه وهو اسم ذو أصل عربي آ‬ ‫إذ كان يطلق على جزء من هذا الساحل في المنطقة الواقعة بين رأس‬ ‫حفوني ورأس الشيل في بلاد الصومال ‪ ،‬اسم بر الخزائن ‪ .‬ويرى‬ ‫البعض أن كلمة أزانيا ماهي الا تحريف لكلمة خزائن العربية‬ ‫البحتة ‪ 3‬وقد امتد مدلول هذا الاسلام فصار يطلق على الساحل‬ ‫الذي تقع عليه اليوم أراضي الصومال وكينيا وتنزانيا في القرن الأول‬ ‫للميلاد ى فصار يعرف بساحل أزانيا ‏«‪. )١١‬‬ ‫ولعلك تلاحظ الشبه بين كلمة أزانيا وكلمة مزون التي‬ ‫كانت تعرف بها عمان قبل الاسلام بعشرات القرون } فضلا عن‬ ‫(‪ )١٤‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪. ١٢٨ ‎‬‬ ‫(‪ )١٥‬شوقي الجمل ‪ :‬حضارة زمبابوي & مجلة الدراسات الافريقية } العدد‪ 0 ٦ ‎‬سنة ‪١٩٧٧‬م ص‪. ٥ ‎‬‬ ‫‏‪ ، ٢٤١‬ويقول دافدسون أن هنتنقفورد هو الذي أطلق‬ ‫‏(‪ )١٦‬جيان ‪ :‬ص ‏‪ ، ٥٩ 8 ٥٢‬دافدسون ‪ :‬ص‬ ‫اسم الازانيين على سكان الساحل والمنطقة الداخلية التي تليه © اعادة لتسمية اغريقية قديمة كان‬ ‫قد طواها الزمن قبله ‪( .‬ص ‏‪ } )٢٠٧‬ويرى د ‪ .‬جمال زكريا قاسم هذا الرأي ‪ .‬انظر ‪ :‬استقرار‬ ‫‏‪ ١٠‬سنة‬ ‫شمس ‪ .‬عدد‬ ‫عين‬ ‫‪ .‬جامعة‬ ‫كلية الاداب‬ ‫افريقيا ‏‪ ٠‬حوليات‬ ‫في ساحل شرق‬ ‫العرب‬ ‫‏‪. ٢٨٠‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪ ٩٦٧‬‏م‪١‬‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫أنه كانت توجد مملكة باسم مملكة عزان في منطقة ما من جنوب‬ ‫سابقة على ظهور الاسلام ل تحدد تحديدا‬ ‫الجزيرة العربية ففيترة‬ ‫‏‪٦٠٠‬‬ ‫واضحا (‪٧١‬ا‪)١‬‏ } وإن كان هناك رأي يقول ب نها اندثرت عام‬ ‫ق ‪ .‬م ‪ 0‬وتلتها على الأثر دولة قتبان ثم سبا ثم حمير التي وثقت‬ ‫صلاتها بشرقي افريقيا كا رأينا ‏(‪. 0\٨‬‬ ‫المهم أن عرب الجنوب كانوا أول من اتصل بساحل شرقي‬ ‫افريقيا في هذه الازمنة البعيدة قبل الميلاد © وكانوا قوما على شيء‬ ‫أساطيلهم التجارية مياه‬ ‫كثير من الجرأة والشجاعة ‪ ،‬اذ مرت‬ ‫البحار وأتوا للساحل للتجارة وليس للنهب أو الاستعمار ‪ 5‬وكانوا‬ ‫يأتون في فترات معروفة محددة لا يغيبون عنها ‪ .‬ونتيجة لكثرة‬ ‫الاتصال التجاري ودوام المعاملة أحبوا الأهالي من الأفارقة ‪.‬‬ ‫وتعلموا لغات الساحل & وتزوجوا من نساء القبائل هناك ‪ ،‬وأقاموا‬ ‫مراكز للتجارة قبل عصر البطالمة ‪ 8‬يستفيد منها الأهالي وينتفعون‬ ‫هم بما ينتجون ‪ 0‬فازداد اختلاطهم بالأفارققةة الذين ألفوهم و نهلوا‬ ‫من ثقافتهم عبر عصور طويلة } حتى انه في منتصف الألف الأولى‬ ‫‏(‪} )١٩‬‬ ‫عربية‬ ‫ثقافة الشاطي‬ ‫قبل الميلاد أو قبلها بقليل اتخذت‬ ‫نتيجة لطول اقامة العرب بينهم وبنائهم الحصون لحماية متاجرهم ©‬ ‫بطول مدة هذه‬ ‫والمعابد لممارسة شعائرهم الدينية ‪ 0‬مما يوحي‬ ‫الاقامة واستمرارها ‏(‪. )!{٠‬‬ ‫‪. ٢٨٠‬‬ ‫(‪ )١٧١‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤١‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨‬دافدسرون‬ ‫‪ )٩١‬جيان ‪ :‬ص‪ ، ٤٤ ‎‬دفدسون ‪ :‬ص‪ & ٢٧٦ ، ٢٤٦ ‎‬شوقي الجمل ‪ :‬حضارة زمبابوي ص‪. ١١ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٠‬شوقي الجمل ‪ :‬حضارة زمبابوي ث ص‪. ١١ ‎‬‬ ‫‪١٦١٨‬‬ ‫وقد تطورت هذه العلاقات بين العرب الوافدين والأهالي‬ ‫الأصليين الى قيام حكم في بعض أجزاء الساحل يدين لهؤلاء العرب‬ ‫بالولاء ث وفي ذلك يقول صاحب كتاب الطواف حول بحر أريتريا‬ ‫الذي ألفه في القرن الأول للميلاد ث أن أمراء من العرب كانوا‬ ‫يحكمون في الصومال وماوراءه قبل الميلاد ‪ .0‬كا كانت زنجبار‬ ‫خاضعة لسلطان عربي (ا{‪)٢‬‏ ‪ 3‬وأن أمير معافر فايليمن كان يحكم‬ ‫العرب =‪،‬‬ ‫الجغرافيون‬ ‫كما سماها‬ ‫أو ربطة‬ ‫ه‬ ‫ميناءم رهابتا‬ ‫ث وتقع على‬ ‫والتي تعرف الآن باسم كويليمين هاج‬ ‫الفرع الشمالي من دلتا الزمبينزي قرب مصب نهر (أوفيجي) ©‬ ‫وتعتبر اخر محطة تجارية على ساحل أزانيا ‏(‪. )٢٢‬‬ ‫وكان هذا الأمير العربي يحكم هذا الميناء المتطرف في الجنوب‬ ‫عليه ئ وكان‬ ‫السيادة‬ ‫( هما العنية)‬ ‫قديم عجعل لمدينة موزا‬ ‫بمقتضى ح‬ ‫أهل موزا يحكمون هذا الميناء في القرن الاول للميلاد باسم هذا‬ ‫الامير العربي المعافري ‪ ،‬ويرسلون اليه بسفن تجارية يستخدمون في‬ ‫معظمها نواخيذ أو ربابنة ووكلاء من العرب يألفون أهل البلاد‬ ‫ويتزوجون منهم ‪ ،‬ويعرفون الساحل ويتكلمون لغاته "") ‪ .‬وقد‬ ‫تطورت هذه العلاقات بين العرب وبين ساحل شرقي افريقيا لدرجة‬ ‫كل‬ ‫وكان‬ ‫}‬ ‫عربي‬ ‫زعيم‬ ‫هناك‬ ‫مدينة‬ ‫أو‬ ‫سوق‬ ‫لكل‬ ‫ان أصبح‬ ‫‪. ٢٨‬‬ ‫(‪ )٢١‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢٦‬جيان ‪ :‬ص‪. ٦٢ ‎‬‬ ‫‪} ٢٤٦‬‬ ‫‪ ،} ١٣٤ ،{| ٨٥ _ ٨٤‬دافدسون ‪: :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ، ٤٧٣ ، ٥٣‬حوراني ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫ويلاحظ أن ترجمة جيان ليست دقيقةإذ يذكر أن موزا هي أسرة تسمى أسرة موسى بيها ذكرها‪‎‬‬ ‫حوراني ودافدسون على أنها مدينة وليست أسرة ‪ ،‬كا يشير حوراني في حواشيه الى الأصل العربي‪‎‬‬ ‫لكلمة ربطة‪. ‎‬‬ ‫‪١٦٩١‬‬ ‫من هؤلاء الزعماء مستقلا عن الآخر ‪ ،‬وكان بعضهم يدين بالطاعة‬ ‫والولاء لامراء حمير في جنوب جزيرة العرب (؛‪)٢‬‏ ‪.‬‬ ‫وقد نتج عن ذلك كله أن هذه المراكز التجارية التي أقامها‬ ‫العرب على ساحل شرقي افريقيا نمت وازدهرت بنمو التجارة‬ ‫وازدهارها ‪ 0‬وبازدياد الوافدين عليها للتجارة أو للاستيطان المؤقت‬ ‫أو شبه الدام ‪ 3‬وأيضا بزيادة تعاون القبائل الافريقية مع هؤلاء‬ ‫التجار العرب الوافدين الى بلادهم ‪ 0‬فكان رؤساء وزعماء هذه‬ ‫لقبائل يأتون الى هذه المراكز التجارية ومعهم الرقيق والعاج‬ ‫والذهب حيث يقايضون تجار العرب بما يحملونه فهم من سلع‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٢٥‬‬ ‫و بضائع‬ ‫ويبدو أن بعضا من هؤلاء التجار العرب الذين أتو الى هذه‬ ‫عمان ‪ .‬يدل على‬ ‫البلاد قبل الميلاد أو بعده بقليل كانوا من عرب‬ ‫هذا المعنى ذلك الوصف‪ ,‬الذي أورده جيفرسون ميرفي‬ ‫معن لهؤلاء التجار الذين سيطروا على تجارة‬ ‫أزانيا في هذه العصور المبكرة جدا } بأنهم قدموا من الجزء الجنوبي‬ ‫من بلاد العرب & و لم يشر الى مكان محدد في هذا الجنوب ‪ ،‬الا‬ ‫أنه قال بانهم كانوا مفصولين في بلادهم عن بقية العرب تقريبا‬ ‫بالصحاري } وأنهم كانوا يقاسون الحياة ‏(‪ 3 )"٦‬وهو وصف ينطبق‬ ‫على بلاد عمان دون غيرها من بلاد العرب ‪.‬‬ ‫الى‬ ‫الجنوب‬ ‫عرب‬ ‫وغيرهم من‬ ‫العمانيين‬ ‫وقد وصل نشاط‬ ‫‪. ٢٤٥ _ ٢٤٤‬‬ ‫(‪ )٢٤‬دافدسون ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٨٢٦‬‬ ‫‪ ١٦٥‬ڵ المسعودي ‪ :‬مروج الذهب ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥‬الطبري ‪ :‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪, :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪223.‬‬ ‫(‪()٢٦‬‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫مناطق بعيدة على الساحل الشرقي لافريقيا والى الجزر القريبة من‬ ‫ال‬ ‫[ ومافيا ئ وكذلك‬ ‫[ وبمبا [ وزنجبار‬ ‫هذا الساحل [ مثل كلوة‬ ‫الجزر البعيدة عنه مثل جزر القمر وجزيرة مدغشقر (مالاجاش‬ ‫العملات‬ ‫الاخيرة على عملة من‬ ‫الجزيرة‬ ‫ف‬ ‫‪ .‬إذ عثر المنقبون‬ ‫الان)‬ ‫التي استعملت على زمان قسطنطين الاول في مطلع القرن الرابع‬ ‫للميلاد “") ‪ 0‬كما عثروا أيضا في أرض الساحل على عملات‬ ‫أخرى فارسية ورومانية ويونانية وعربية وهندية وصينية بأعداد‬ ‫كبيرة تعود الى ما قبل عام ‪٥٠٠‬م‏ ‪ ،‬كا عثروا أيضا على أواني‬ ‫الصين والهند‬ ‫من‬ ‫مستوردة‬ ‫‪.‬‬ ‫الفترة‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫تعود‬ ‫وزجاجية‬ ‫فخارية‬ ‫وفارس وبلاد العرب ‪ ،‬مما يدل على نشاط تجاري كبير ه!) ‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫ماتيوز‬ ‫جارفس‬ ‫عليه‬ ‫عثر‬ ‫ما‬ ‫النشاط ‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫ويعزز‬ ‫‏‪ ٥٠‬م في الجزر الكثيرة التي نقب فيها قريبا من ساحل تنجانيقا‬ ‫الجنوبي ث وهو حجة في اثار شرقي افريقيا ‪ 0‬على اثار منازل في‬ ‫وهي‬ ‫[‬ ‫كلوة‬ ‫جزيرة‬ ‫التي تقع قرب‬ ‫سنجي ياكاتي الصغيرة‬ ‫جزيرة‬ ‫منازل صغيرة مستطيلة الشكل مبنية بالحجر المتقن الرصف {‪ ،‬حول‬ ‫قلعة مازالت جدرانها ترتفع ستة عشر قدما فوق الارض ‪ ،‬ويقول‬ ‫هذا العالم الاثري أن هذه المنازل هي أقدم مستوطنة تجارية عثر‬ ‫الجزيرة‬ ‫جنوب‬ ‫من‬ ‫ثقافتها مستمدة‬ ‫أن‬ ‫» ويرجح‬ ‫عليها حتى الآن‬ ‫‏(‪. )٢٩‬‬ ‫قبل الاسلام‬ ‫بعيدة‬ ‫عصور‬ ‫بها منذ‬ ‫وأنها اتصلت‬ ‫العربية ئ‬ ‫و لم يستمر النشاط العربي التجاري والبحري مع ساحل‬ ‫‏(‪ )٢٧‬دافدسون ‪ :‬ص‪ .‬‏‪ } ٢٤٤‬السلوة في أخبار كلوة ‪ .‬ص ‏‪9 ٦١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .223‬م ‪,‬‬ ‫‪,,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .228‬م ‪,‬‬ ‫‏(‪(٢٨‬‬ ‫‪. ٢٤٥‬‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()٢٩‬دافندذسون‬ ‫‪١٧١١‬‬ ‫شرقي افريقيا على قوته وازدهاره ‪ ،‬اذ تأثر هذا النشاط تأثرا كبيرا‬ ‫بالأحداث السياسية التي وقعت في جنوب بلاد العرب } حيث‬ ‫عمان‬ ‫‏(‪ 3 )٢٠‬كا تعرضت‬ ‫احتل الأحباش المن منذ عام ‪٥٢٥‬م‬ ‫ضعف أحفاد مالك بن فهم الذي كان قد‬ ‫للسيطرة الفارسية بعد‬ ‫من هذه السيطرة قبيل بداية القرن الثالث‬ ‫تمكن من تحرير بلاده‬ ‫هذه السيطرة من جديد بعد انتقال الحكم‬ ‫للميلاد ‪ 9‬فقد عادت‬ ‫أسرة الجلندى من بني المستكبر المعولي‬ ‫الى أسرة جديدة هي‬ ‫الأزدي © حتى أننا نرى حامية فارسية تحتل مواقع لها على ساحل‬ ‫عمان قبيل ظهور الاسلام } وظل الأمر كذلك حتى وصل الاسلام‬ ‫بلاد عمان وأعانها على تحرير أراضيها مرة أخرى من السيطرة‬ ‫‏(‪. )٢١‬‬ ‫الفارسية‬ ‫وفي ساحل شرقي افريقيا حدث تطور آخر ‪ ،‬اذ كان شعب‬ ‫البانتو قد بدأ في الظهور على الساحل منذ بداية القرن الثاني‬ ‫للميلاد ‪ ،‬لما كان يوفره هذا الساحل هم من فرص أفضل للحياة }‬ ‫فالمطر غزير بدرجة تكفي لزراعة جيدة © والاسماك وفيرة ‘ وفرص‬ ‫التجارة واسعة ‪ ،‬مما دفع بهذا الشعب القوي الى الزحف من المناطق‬ ‫الداخلية في موزمبيق والاتجاه شمالا بشرق حيث تلاقى مع أرض‬ ‫الساحل التي تمكنوا من غزوها بقسوة وشراسة ‪ .‬ذلك أن هؤلاء‬ ‫البانتو كانوا بدوا مسلحين وأشداء أكثر من سكان الساحل الذين‬ ‫استهوتهم حياة الرفاهية والترف نتيجة الثراء والاشتغال بالتجارة ‪.‬‬ ‫لم يتشجعوا‬ ‫ولما كان البانتوقساة متوحشين } فان التجار العرب‬ ‫‏(‪ )٢٠‬الطبري ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص ‏‪ ١٦١٥‬إ المسعودي ‪ :‬مروج الذهب ‪ :‬ج ‏‪ ٢‬ص ‏‪. ٨٢‬‬ ‫‪. ٢٥٩‬‬ ‫‪[{“ ٢٥٨‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ © ٩١‬العوتبي ‪ :‬الأنساب ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١‬المسعودي ‪ :‬مروج الذهب ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪١٧٢١‬‬ ‫كثيرا في المتاجرة مع أهل الساحل الافريقي في القرنين الخامس‬ ‫ظهور‬ ‫بعل‬ ‫الا‬ ‫ثانية‬ ‫مرة‬ ‫تنتعش التجارة‬ ‫‪ 06‬و ل‬ ‫للميلاد‬ ‫والسادس‬ ‫الاسلام ووصول عرب عمان الى هذا الساحل مرة أخرى ‪ ،‬سواء‬ ‫‏(‪. )٢٢‬‬ ‫ومقيمين‬ ‫مستوطنين‬ ‫أو‬ ‫ودعاة‬ ‫تحهارا‬ ‫كانوا‬ ‫وقد شجع هؤلاء التجار على المجيء أن هجرات البانتو من‬ ‫الساحل ومئات الجزر المواجهة لهذا الساحل كبيرها وصغيرها ‪.‬‬ ‫ورغم استمرار هذه الهجرات الى القرن التاسع للميلاد ‪ 0‬ورغم أنها‬ ‫غطت الساحل الافريقي الى جنوبي الصومال © الا أنها هدأت‬ ‫خلال‬ ‫(”") ‪ .3‬من‬ ‫مع المجتمع الجديد‬ ‫المهاجرون‬ ‫وتكيف هؤلاء‬ ‫[‬ ‫في مراكز التجارة‬ ‫مقيمين‬ ‫الذين كانوا‬ ‫مع العرب‬ ‫المعايشة المستمرة‬ ‫أو الذين قدموا بعد ذلك بعد ظهور الاسلام ‪.‬‬ ‫بعل قيام الدولة‬ ‫و كثافة‬ ‫ووفرة‬ ‫العماني قوة‬ ‫الوجود‬ ‫ازداد‬ ‫العربية الاسلامية ‪ 0‬وبعد أن اتسعت هذه الدولة وسيطرت على‬ ‫طرق التجارة العالمية المعروفة وقتذاك & وأصبحت تسيطر على مياه‬ ‫البحر المتوسط ومضيق جبل طارق © وعلى مياه البحر الاحمر‬ ‫ومضيق باب المندب ‪ ،‬وعلى الخليج العربي ومضيق هرمز ‪ ،‬وعلى‬ ‫مياه المحيط الهندي وبحر الرح ‪ .‬وبذلك أصبح المجال رحبا أمام تجار‬ ‫عمان كي يجوبوا البحار بفاعلية أكثر © وساندهم النفوذ الادبي‬ ‫والسياسي للاسلام ودولته في ذلك الحين في تبوء مكان الزعامة في‬ ‫مجال النشاط البحري والتجاري في المحيط الهندي كله © وأصبحت‬ ‫& س‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ,8‬م ‪,‬‬ ‫‪, ,.‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‏(‪(٣٢‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ ,225‬م‬ ‫‪.227‬‬ ‫‏)‪(٣٣‬‬ ‫‪١٧٢٣١‬‬ ‫التجارة العمانية هي عماد وأساس التجارة العربية تماما ‏(‪. )٢٤‬‬ ‫جانبه الآسيوي ‪ .‬وبالنسبة للبلدان التي تطل على ساحله الافريقي ©‬ ‫فقد ازداد نشاطهم مع أهل هذا الساحل خاصة وأنهم كا أشرنا‬ ‫كانوا على معرفة كاملة به وبحاصلاته © كا أنهم كانوا قد اقاموا قبل‬ ‫ظهور الاسلام وكا ذكرنا من قبل مراكز تجارية على طول هذا‬ ‫في موزمبيق‬ ‫جنوبه‬ ‫حتى‬ ‫الصومال‬ ‫بلاد‬ ‫في‬ ‫شماله‬ ‫من‬ ‫الساحل‬ ‫ومدغشقر ‪ .‬وقد أفادتهم هذه المراكز أيما فائدة بعد أن غشي‬ ‫الاسلام معظم البلدان الواقعة على سواحل المحيط الهندي فصارت‬ ‫التي كانت تخرج منها محملة بالسلع الى مواني ساحل شرقي افريقيا ‪3‬‬ ‫من‬ ‫يجدونه‬ ‫كانوا‬ ‫الذي‬ ‫والترحيب‬ ‫الامان‬ ‫{‬ ‫على ذلك‬ ‫شجعهم‬ ‫مشايخ وحكام المدن التي كانت قائمة على طول ذلك الساحل ‪.‬‬ ‫ويعطينا ابن بطوطة صورة جميلة عما كان التجار يجدونه من‬ ‫اكرام وترحيب عندما ينزلون بميناء مقديشو فيقول انه كان أمن‬ ‫عادة أهل هذه المدينة انه متى وصل مركب الى المرسى ‪ ،‬تصعد‬ ‫الصنابيق وهي القوارب الصغار اليه ‪ .‬ويكون في كل صنبوق جماعة‬ ‫من شبان أهلها ‪ 3‬فياتي كل واحد منهم بطبق مغطى بالطعام فيقدمه‬ ‫لتاجر من تجار المركب ‪ ،‬ويقول ‪ :‬هذا نزيلي ‪ ،‬وكذلك يفعل كل‬ ‫واحد منهم & ولا ينزل التاجر من المركب الا الى دار نزيله من‬ ‫هؤلا الشبان ‪ ،‬الا من كان كثير التردد الى البلد وحصلت له‬ ‫‪ :‬ا‬ ‫‪.227‬‬ ‫‏(‪(٣٤‬‬ ‫‪١٧٤‬‬ ‫معرفة أهله ‪ 3‬فانه ينزل حيث شاء } فاذا أنزل عند نزيله باع له‬ ‫ما عنده ‪ ،‬واشترى له ‪ ،‬ومن اشترى منه ببخس و باع منه بغير‬ ‫في‬ ‫منفعة‬ ‫ولم‬ ‫عندهم }‬ ‫البيع مردود‬ ‫نزيله ‪ 3‬فذلك‬ ‫حضور‬ ‫‏(‪. )٢٠‬‬ ‫ذلك‘“‬ ‫ولذلك كثر مجيء تبار وملاحي عمان الى هذا الساحل‬ ‫أي‬ ‫من أن نواخذة‬ ‫المسعودي‬ ‫ذلك مما ذكره‬ ‫الافريقي ‪ .‬يفهم‬ ‫رؤساء وربابنة السفن والاساطيل التجارية في بحر الصين والهند‬ ‫والسند والزج واليمن والقلزم والحبشة كانوا من العمانيين‬ ‫والسيرافيين ‏(‪ 3 )٢٦‬وقد أفرد المسعودي العمانيين بالذكر في القرن‬ ‫الرابع للهجرة‪ /‬العاشر للميلاد فقال إن المحيط الهندي له خليج‬ ‫متصل بأرض الحبشة يمتد الى ناحية بربري (بربرة الحالية في شمال‬ ‫الصومال) من بلاد الزنج والحبشة ويسمى الخليج البربري““ ‪ ،‬وإن‬ ‫"أهل المراكب من العمانيين يقطعون هذا الخليج الى جزيرة قنبلو‬ ‫(مدغشقر = ملاجاش الآن) من بحر الزنج ‏‪ } 2٢٢7‬وأكد قوله‬ ‫ذاك فأشار الى أن هؤلاء القوم الذين يركبون هذا البحر من أهل‬ ‫عمان عرب من الأزد‘“ (“") ‪ 9‬كما أشار الى أنهم وصلوا في‬ ‫إمحارهم جنوبا حتى سفالة في موزمبيق وإلى بلاد الواق الواق التي‬ ‫تقع في أقاصي بحر الزنج ‏(‪ ، )"٩‬أي أنهم وصلوا الى جنوبي سفالة ‪.‬‬ ‫وحتى النواخذة السيرافيون كانوا يترسممون خطا ملاحيا يسير بين‬ ‫‏‪. ١٦٩٧‬‬ ‫‏‪ ، ٢٧٩‬ابن عبد الحق ‪ :‬ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٥‬رحلة ابن بطوطة ‪ :‬ج‬ ‫‪. ١٥٩ } ١٥٤ ،|١٣١‬‬ ‫‏‪، ١١٦١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٦‬مروج الذهب ‪ :‬ج‬ ‫‏‪. ١٠٦١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٧‬المصدر السابق ‪ :‬ج‬ ‫(‪ )٢٨‬المصدر السابق ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪. ١٠٧ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ {.١٠٧‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ١ + :‬ص‪‎‬‬ ‫السابق‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩‬المصدر‬ ‫_‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫صحار في عمان وبين موانيء ساحل شرقي افريقيا ‪ ،‬بدليل ماذكره‬ ‫المسعودي من أنه ركب سفينة من صحار الى هذه الساحل ثم‬ ‫ركب في عام ‏‪ ٤‬‏‪/‬ه‪ ٠٣‬‏م‪ ١٦١٩‬سفينة كان صاحبها ناخوذة سيرافي‬ ‫وذلك من جزيرة قنبلو الى عمان أثناء حكم أحمد بن هلال ‏‪. )٤٠١‬‬ ‫ويؤكد رحالة معاصر للمسعودي وهو بزرك بن شهريار‬ ‫الرامهرمزي على نشاط العمانيين البحري في بحر الزم ‪ ،‬فيقول إن‬ ‫يزيد العماني ناخوذة الزنج ‪ ،‬حدثه من أنه رأي في نواحي بلاد الز ح‬ ‫جبلين عظيمين ‪ ...‬الح ‏(‪ } )٤١‬كما أن الناخوذة العماني اسمعيلويه‬ ‫ذكر له أنه خرج هو وجماعة من البحريين من عمان في مركبه‬ ‫‏‪ ٢ ٢‬‏م‪ ٩‬فعصمفمت ‪:‬هم الريح‬ ‫‏‪ ٣ ١ ٠‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫ف‬ ‫يريد قنبله (ملاجاش)‬ ‫وطرحت المركب الى سفالة الزنج ("ث) ‪ .‬ويشير ابن بطوطة الى‬ ‫رحلة تجارية بحرية من كلوة الى ظفار كان هو أحد أفرادها } وذلك‬ ‫حوالي عام ‪٧٣١‬ه‪/‬‏ ‪١٣٣٠‬م ‏("‪ & )٤‬كا يشير الحميري الذي عاش‬ ‫في القرن التاسع للهجرة‪ /‬الخامس عشر للميلاد الى نشاط السفن‬ ‫العمانية فيقول انه ""ليس للزج مراكب يسافرون بها ‪ ،‬انما تدخل‬ ‫اليهم المراكب من عمان وغيرها‘‘ } وتحمل متاعهم وسلعهم من‬ ‫مواني ممبسة ومالندي وتبيعها في جزائر الهند (‪٤‬ئ)‏ ‪ 0‬ويقول ابن‬ ‫الوردي أ'إن واق الواق ‪ ..‬ليس لهم مراكب بل تدخل اليهم‬ ‫المراكب من عمان‘“ ‏(©‪. )٤‬‬ ‫‪. ١٠٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤٠‬المصدر السابق ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ١٠٠١‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫الند‬ ‫(‪ )٤١‬عجائب‬ ‫‪. ٥١‬‬ ‫‪٠{ ٥٠٥‬‬ ‫(‪ )٤٦‬المصدر السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨٥‬‬ ‫(‪ )٤٣‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٧٤‬‬ ‫(‪ )٤٤‬الرورض المعطار ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦١‬‬ ‫(‪ )٤٥‬خريدة العجائب ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫وهذه النصوص كا ترى واضحة الدلالة على كثافة الوجود‬ ‫العماني البحري والتجاري في ساحل شرق افريقيا ‪ .‬وأن السفن‬ ‫العمانية والنواخذة العمانيين كانوا أكثر نشاطا من غيرهم ‪ ،‬وكانوا‬ ‫يقومون بنقل معظم السلع الافريقية في أساطيلهم التجارية التي بلغ‬ ‫عدد سفن واحد منها أبحر من بلاد الزج الى عمان عام ‪٣٣٢‬ه‪/‬‏‬ ‫سفينة (‪٦‬ؤ)‏ ‪.‬‬ ‫عشرة‬ ‫‏‪ ٤٢‬م ست‬ ‫‪ _ ٢‬توغل العمانيين والعرب في الداخل‪: ‎‬‬ ‫والجدير بالذكر أن هذا الوجود العماني لم يكن قاصرا على‬ ‫الساحل الشرقي لافريقيا فقط بل انما كان في الداخل أيضا ‪ ،‬بعكس‬ ‫ما قاله معظم المؤرخين المحدثين مسلمين وغير مسلمين من أن نشاط‬ ‫العرب بصفة عامة في العصور الوسطى ‪ ،‬كان قاصرا على الساحل‬ ‫فقط وعلى الجزر المواجهة له & و لم يتعد هاتين المنطقتين وينطلق‬ ‫الى الداخل إلا في القرن الثامن عشر (‪‘٧‬ئ)‏ ‪ .‬فهذا أمر غير‬ ‫صحيح ‪ ،‬والصحيح أن الساحل وما به من كثرة عربية عمانية وغير‬ ‫عمانية ‪ .‬كان في حاجة الى الداخل & وكان الداخل وما به من‬ ‫أغلبية افريقية في حاجة الى الساحل أيضا ‪.‬‬ ‫ذلك أن المناطق الساحلية كانت في حاجة الى الأيدي العاملة‬ ‫الرخيصة ‪ ،‬فكان الأفارقة سواء كانوا عبيدا أم أحرارا يأتون الى‬ ‫هذه المناطق للعمل والماس الرزق ‪ 0‬ولخدمة التجار والسادة العرب‬ ‫‪. ٦١٠‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ ()٤٦‬بزرك‬ ‫)‪٤‬ا‪ ‎(٧‬حسن ابراهيم حسن ‪ :‬انتشار الاسلام في القارة الافريقية‪ ٠ ‎‬مكتبة النهضة المصرية ‘ القاهرة ‪ .‬الطبعة‪‎‬‬ ‫‪. ١٨٧‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٩٨٤‬م‬ ‫الثالثة سنة‬ ‫‪١٧٧‬‬ ‫فميزارعهم وبيوتهم وحوانيتهم ومراكزهم التجارية ‪ ،‬وكان الرقيق‬ ‫يتلقون معاملة طيبة لأن الاسلام كا هو معروف يأ مر بحسن معاملة‬ ‫الرقيق ‏(‪ . )٤٨‬ولاشك أن هذه المعاملة الطيبة لابد أن تقود هؤلاء‬ ‫الناس الى الدخول في الاسلام حتى ينعمون بحياة أفضل ‪ .‬وكان‬ ‫الأفارة قة يأًتون أحيانا الى المراكز التجارية فيالساحل كي يشتروا‬ ‫مايحتاجونه من السلع اذا لم يتمكن التجار العرب من الوصول الى‬ ‫بلادهم فيالداخل ‪.‬فكان اختلافهم الى هذه المراكز التجارية يتيح‬ ‫ويدفعهم ال‬ ‫[‬ ‫قرب‬ ‫عن‬ ‫الاسلامية‬ ‫بالحياة‬ ‫الاحتكاك‬ ‫لهم فرصة‬ ‫ينشرو نه بينهم‬ ‫ذويهم كانوا‬ ‫ال‬ ‫يعودون‬ ‫وعندما‬ ‫[‬ ‫الاسلام‬ ‫اعتناق‬ ‫فى حماس كبير ‏(‪. )٤٩‬‬ ‫و لم يكن توافد الأفار قة من الداخل قاصرا على قدومهم‬ ‫جماعات كبيرة أو‬ ‫كافراد ‪ 0‬بل ا‪:‬نهم كانوا يأتون أحيانا فشيكل‬ ‫وتستقر على الساحل وتستو طنه بصوره ة دائمة‬ ‫باكملها [ تا ت‬ ‫قبائل‬ ‫أو شبه دائمة © وقد وجد أفراد وجاعات ‪,‬من أكثر من سبعين قبيلة‬ ‫الاسلامية القو ية اكغر من‬ ‫الى الحياة السواحيلية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏({‪. )٨٠‬‬ ‫انتمائهم ال قبائلهم الوثنية فايلداخل‬ ‫واذا كان أفارقة الداخل في حاجة ال الساحل على هذا‬ ‫الداخل‬ ‫الى‬ ‫الساحل كانوا بدورهم ففيى حاجة‬ ‫عرب‬ ‫النحو ئ فإن‬ ‫&‬ ‫‪9 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .9‬م‪, ‎‬‬ ‫(‪(٤٨‬‬ ‫‏(‪ )٤٩‬حسن محمود ‪ :‬الاسلام والثقافة العربية في افريقيا ‪ 0‬دار الفكر العربي ©} القاهرة ‪ 0‬الطبعة‬ ‫‏‪. ٢٩٢‬‬ ‫‏‪ ٤،‬ص‬ ‫‪١٩٨٦‬م‬ ‫الثالثة سنة‬ ‫(‪ )٥٠‬ترمنجهام ‪ :‬الاسلام في شرق افريقيا ‪ .‬ترجمة محمد عاطف النواوي إ الأنجلو المصرية‪8 ‎‬‬ ‫القاهرة } الطبعة الأولى سنة ‪١٩٧٣‬م ث ص‪. ٨٠ ‎‬‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫لا تقل عن حاجة الداخل اليهم ‪.‬كان هؤلاء العرب الذين كانت‬ ‫كثرتهم عمانية في أمس الحاجة الى منتجات المناطق الداخلية البعيدة‬ ‫والعاج والرقيق والحديد وغير ذلك ‪ ،‬فأ سرعوا وذللوا‬ ‫مانلذهب‬ ‫حتى‬ ‫والأشجار‬ ‫الفيافيق والقفار أو الغابات‬ ‫و اخترقوا‬ ‫المعان‬ ‫وصلوا الى أعماق بعيدة في قلب القارة وكثر ترددهم عليها بانتظام‬ ‫ليس بغرض الفتح والغزو ولكن للتجارة (‪١‬ث&‏ ‪ .‬وكانوا يستقرون‬ ‫من‬ ‫الحاجة فيى عدد‬ ‫حسب‬ ‫وقد تقصر‬ ‫هناك لفترات قد تطول‬ ‫الأماكن على طول الطرق التي كانت تربط الساحل بالداخل ‪ ،‬مما‬ ‫أدى الى وجود مراكز تجارية أو مستوطنات صغيرة منتشرة على‬ ‫طول هذه الطرق ‪ ،‬وإن كانت هذه المراكز لم تصل الى قوة مثيلاتها‬ ‫على الساحل نظرا لطبيعة التضاريس في الداخل ‏(‪ © )©٦‬ونظرا لبعد‬ ‫المسافة وقلة الوجود العربي بالقياس الى كثافته في الساحل والجزر ‪.‬‬ ‫الى‬ ‫ومع ذلك فقد كان العمانيون وغيرهم من العرب في حاجة‬ ‫إقامة مثل هذه المراكز أو المستوطنات الصغيرة لتكون همزة الوصل‬ ‫بين داخل القارة وبين ساحلها ‪ 0‬مما يسهل عملية التبادل التجاري‬ ‫ويساعد على نقل السلع الافريقية الى أسواق آسيا ث وحمل متاجر‬ ‫اسيا الى افريقيا ساحلها وداخلها ‏)‪(٥٢‬‬ ‫وقد شجعهم على التوغل في الداخل واقامة مثل هذه المراكز‬ ‫غاية‬ ‫التجارية أن ملوك ومشايخ القبائل الافريقية كانوا يبذلون‬ ‫جهدهم في الترحيب بهؤلاء التجار ل لأ‪ :‬نهم كانوا وسيلتهم الوحيدة‬ ‫للكسب والاثراء ‪ 0‬فقد كانوا يعملون على تسويق ما لدى هؤلاء‬ ‫& س‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪11,‬‬ ‫‪ .18‬م ‪,‬‬ ‫‏(‪(٥١‬‬ ‫"‬ ‫&‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.10‬‬ ‫‏‪:©} ٢٧‬‬ ‫‏(‪ )٥٢‬ترمنجهام ‪ :‬ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫محمود‬ ‫حصن‬ ‫)‪(٥٢‬‬ ‫‪١٧٩١‬‬ ‫الملوك والمشايخ من سلع ومنتجات بأسعار مجزية ‪ ،‬ويستوردون فهم‬ ‫في نفس الوقت ما كانوا فى حاجة اليه من أقمشة جميلة مزركشة‬ ‫وعطور وودع وخرز وسلع كانت محببة كثيرا الى قلوبهم‬ ‫ونفوسهم ‪.‬وكان وجود هؤلاء التجار في بلاط هؤلاء الملوك او‬ ‫بين المشايخ والزعماء مقدمة يأ ‏‪ ٢‬بعدها إن عاجلا أو اجلا دخول‬ ‫هؤلاء الملوك أو بعضهم على الأقل في الاسلام ‪ ،‬ثم ينشرونه بين‬ ‫ذويهم وأتباعهم وأهل بلادهم ‪ .‬حدث هذا كثيرا في منطقة القرن‬ ‫الافريقي في بلاد الحبشة والصومال وعند بعض قبائل البانتو ‏‪. 0٨‬‬ ‫في القرن السادس الهجري‪ /‬الثاني عشر للميلاد‬ ‫وقد حدث‬ ‫والقرون القليلة السابقةعليه أمر هام ساعد على توغل التجار في‬ ‫‪ .‬ذلك أنه في‬ ‫الداخل ‪ ،‬والى ازدياد الصلة بين الداخل والساحل‬ ‫هذه القرون تدفق اليانتو من تنجانيقا الى منطقة البحيرات العظمى ©‬ ‫وهي ما تعرف الآن باسم بحيرة تنجانيقا ‪ .‬ونياسا ء وكيفو ©‬ ‫وفيكتوريا وألبرت ‪ ،‬وادوارد ث وكيوجا ‪ ،‬واستقروا فيالأراضي‬ ‫المعروفة الآن باسم بوروندي ورواندا وغربي تنزانيا ‪ 7‬وغربي‬ ‫كينيا ‪ 0‬وجنوبي أوغندا ‪ 0‬حيث المطر غزير والتربة خصبة تماما في‬ ‫هذه المناطق التي كان فايمكانها استيعاب هؤلاء المهاجرين © لأنها‬ ‫كانت قليلة السكان (ث©) ‪ .‬وقد سبق الحديث عن هجرة اخوانهم‬ ‫من البانتو الذين هاجروا الى الساحل واستقروا فيه واختلطوا‬ ‫بالعرب ووضعوا أساس الحضارة السواحيلية وذلك قبل نهاية القرن‬ ‫(‪. )٥ ٦‬‬ ‫العاشر للميلاد‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫محمود‬ ‫حسن‬ ‫‪(٥‬‬ ‫(‪٤‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪238.‬‬ ‫(‪(٥٥‬‬ ‫‪ :‬ن‪‎‬‬ ‫‪.522‬‬ ‫(‪(٥٦‬‬ ‫_‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫أما وقد كانت هجرة هؤلاء البانتو الذين نتحدث عنهم الآن‬ ‫الى المناطق الداخلية في شرقي افريقيا وحول البحيرات العظمى ©‬ ‫فإنهم بذلك تركوا منطقة فراغ بين بانتو الساحل وبانتو الداخل ©‬ ‫وسط تنزانيا وكينيا كانت‬ ‫هذه المنطقة الوسطى التي تقع تقريبا في‬ ‫الأميال من الأراضي الوعرة غير الخصبة & حيث‬ ‫عبارة عن مئات‬ ‫تنمو الحشائش البرية وأشجار الغابات الحافة غير المثمرة فيما يعرف‬ ‫بالأخدود الافريقي الذي يفصل بين الساحل ومنطقة البحيرات ‪.‬‬ ‫ناحيتين ‪ :‬الناحية‬ ‫من‬ ‫لهذه المنطقة الوسطى‬ ‫اختراق‬ ‫وقد حدث‬ ‫الأولى نجمت عن تحرك جماعات صغيرة من فلاحي البانتو الى داخل‬ ‫هذه المنطقة منذ وقت مبكر يعود الى القرن العاشر أو الحادي عشر‬ ‫للميلاد ‪ .‬ورغم أنهم انتشروا ببطء إلا أن أعدادهم زادت‬ ‫بسرعة (‪٢‬ث)‏ ‪ 3‬وأصبحوا كجسر أو قنطرة عبر عليها بانتو الداخل‬ ‫ومهدوا لفتح طريق التجارة بين الساحل وهذا الداخل ‏(‪ & )٠٨‬مما‬ ‫افاد في تدفق التجار العمانيين وغيرهم عبر هذا الطريق مستخدمين‬ ‫الابل في رحلات تستغرق أشهرا داخل القارة ‪ ،‬و لم يكن الاتصال‬ ‫سهلا قبل ذلك بين الساحل والداخل بسبب ما أشرنا اليه من‬ ‫‏(‪. )٨٠٦٩٢‬‬ ‫وجافة‬ ‫وعرة‬ ‫أراض‬ ‫به من‬ ‫الافريقي وما‬ ‫الأخدود‬ ‫وجود‬ ‫أما العامل الثاني الذي ساعد على اختراق هذه المنطقة العازلة‬ ‫هو وجود جماعات من الحاميين النيليين الذين كانوا يسكنونها قبل‬ ‫هجرة جماعات البانتو اليها ‪ 2‬وكانوا يعملون بالصيد ومارسوا الرعي‬ ‫‪ :‬ا‬ ‫‪. ,238‬م‬ ‫‪.239‬‬ ‫‏(‪(٥٧‬‬ ‫(‪ )٥٨‬دولت صادق ‪ :‬شرقي افريقيا ‪ 0‬دراسة في جغرافية الاسلام ‪ ،‬المؤتمر الجغرافي الاسلامي الأول‪، ‎‬‬ ‫‪. ٢٤‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫الرياض ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٤‬م‪،‬‬ ‫‪. ٢٤‬‬ ‫‏‪| ٢٢٣‬‬ ‫‏‪ ٤‬ص‬ ‫المرجع البابق ‪ .‬ج‬ ‫(‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫وحماية‬ ‫بمساعدة‬ ‫تتعلق‬ ‫وعادات‬ ‫مثل‬ ‫لم‬ ‫والزراعة ‏‪ ٠‬وكانت‬ ‫القواف ‏(‘‪ 3 )٦‬مما أفادا كثيرا في تشجيع التجار العمانيين‬ ‫والمسلمين عامة على ارتياد الطرق التي فتحها البانتو الى منطقة‬ ‫البحيرات ‪ .‬وكانت هذه الطرق هي السبيل الوحيد الى وصول‬ ‫الاسلام الى هذه المناطق الداخلية النائية ‪.‬‬ ‫وقد أفادت بعض الأدلة الأثرية بوجود بعض هذه الطرق‬ ‫ي العصور الوسطى ‪ .‬فقد كتب ولسن في عام ‪١٩٣٢‬م‏ عن ثلاث‬ ‫مناطق بين تنجانيقا في الداخل وبين بحيرة نياسا ث وعثر على طريق‬ ‫يعتبر من أطول الطرق التي عثر عليها في هذه المنطقة (الأزانية) ©‬ ‫وهو الطريق الذي يرجح أن يكون قد ربط بين مدخل بحيرة نياسا‬ ‫صوب ابيركون في زيمبابوي مع أروشا ونيروبي في (مرتفعات‬ ‫البيض) في كينيا في وقتنا الراهن ‪ ،‬مما يعني انه كان طريقا طويلا‬ ‫يمتد الى ‏‪ ٥٠٠‬أو ‏‪ ٦٠٠‬ميل من الشمال للجنوب ‪ ،‬على بعد ‏‪٦٠٠‬‬ ‫أو ‏‪ ٣٠٠‬ميل من الساحل ‪ .‬وقد كتب غير ولسن عن طرق أخرى‬ ‫قديمة بين ارنقا ومدخل بحيرة نياسا ‪ 0‬ويمتد عرض واحد من هذه‬ ‫الطرق العديدة الى تسعة أقدام ‪ 3‬وتحده على الجانبين حجارة‬ ‫‏(‪. )٦١‬‬ ‫مرصوفة‬ ‫ولا شك أن هذه الطرق تشير الى وجود شبكة من‬ ‫المواصلات كانت تربط الشمال بالجنوب شرق البحيرات الكبرى ©‬ ‫كا أنها كانت تربط الساحل بالداخل عن طريق اتصالها بالساحل‬ ‫بطرق أخرى كانت تمتد من الغرب الى الشرق عبر كينيا‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪932.‬‬ ‫‏(‪ )٦٠‬المرجع السابق ‪ ،‬نفس الصفحات }‬ ‫‪. ٢٠٥‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (٦١‬دافندذسون‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫وتنجانيفا ‪ 0‬وتخترق جبالا عالية بما يشبه النفق في هذه الايام © وتعبر‬ ‫أيضا مناطق مائية وأودية تعين السالكين لها على مواصلة المسير ‪.‬‬ ‫وهذا الربط بين الساحل والداخل على هذا النحو يفسر لنا الشبه‬ ‫القوي بين نماذج الفخار التي وجدت في مالندي وكينيا ‪ 0‬وبين‬ ‫نماذجها القديمة التي وجدت في زمبابوي القديمة © ومابنقابوي في‬ ‫الداخل & تلك الماذج التي يرجع تاريخها بعد فحصها ودراستها الى‬ ‫القرن الرابع عشر للميلاد أو قبله ‪ 0‬مما يدل على أن الساحل‬ ‫التجاري كان يعتمد اعتادا على سلع الداخل ‏(‪ . »٦٦‬فكانت‬ ‫زمبابوي وجاراتها من الأقاليم القريبة منها في العصر الوسيط وثيقة‬ ‫الصلة بمدن الساحل ومرافته ‪ 0‬واستمرت هذه الصلة دون انقطاع‬ ‫فيما يرجح العلماء منذ القرن العاشر للميلاد على الاقل ‪ .‬ولعل هذه‬ ‫شهدته‬ ‫الذي‬ ‫الازدهار الحضاري‬ ‫هي المفتاح في تفسير‬ ‫الظاهرة‬ ‫زمبابوي & تلك الحضارة التي ارتقت بين القرنين الثاني عشر‬ ‫والخامس عشر للميلاد ‪ 3‬نتيجة لصلتها المستمرة بالساحل حيث‬ ‫كانت تبادله السلع والأفكار ‏‪. 0٦‬‬ ‫هذا الفخار القديم ووجود آثار للطرق‬ ‫واذا كان وجود‬ ‫التجارية القديمة دليلان ماديان لايرق اليهما الشك في نشاط التجار‬ ‫في داخل القارة } فان هناك أيضا دلائل أخرى تدل على هذا‬ ‫النشاط ‪ .‬من ذلك ماتركه لنا الرحالة العرب القدامى من وصف‬ ‫للثلوج التى كانت تتكون على قمة جبل كلمنجارو ‪ ،‬ولا يأتي هذا‬ ‫الوصف الا بالرؤية الشخصية أو بالسماع من التجار الذين كانوا‬ ‫‪٢٠٥ _ ٢٠٤ } ٢٣٠٦٢‬‬ ‫(‪ )٦٦‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٤٠٠ _ ٢٩٩ }{ ٢٨٥‬‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫(‪ )٦٢‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٨٣١‬‬ ‫يصلون الى هذه البقاع الداخلية البعيدة ‪ 0‬مما يدل على أن العرب‬ ‫عرفوا هذه المناطق قبل أن يعرفها الاوربيون الذين لم يصلوا اليها‬ ‫إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (غآ) ‪ .‬بل إن تجار‬ ‫العرب كان فهم وجود ملموس منذ القرن العاشر للميلاد في وسط‬ ‫وهي التي‬ ‫افريقيا في مملكة افريقية تسمى كارانجا ههه‬ ‫تسمى اليوم باسم زمبابوي (روديسيا سابقا) وكانت هناك مستوطنة‬ ‫عربية بها عدة الوف من العرب المستقرين في مدينة تسمى سينا‬ ‫على نهر الزمبيزي في أحد اقاليم كارانجا ‪ .‬وقد وجد‬ ‫ه‬ ‫البرتغاليون عندما قدموا الى هذا المكان هذه المستوطنة العربية‬ ‫فأزاحوها ‪ 3‬ورغم ذلك ظلت بقايا التأثير العربي في هذه المملكة‬ ‫‏(“‪. )٦‬‬ ‫القرن التاسع عشر‬ ‫حتى‬ ‫مملكة‬ ‫تسمى‬ ‫أخرى‬ ‫داخلية‬ ‫مملكة‬ ‫الى‬ ‫جيان‬ ‫أشار‬ ‫وقد‬ ‫مونوموتابا ‪ 0‬والى أن هذه المملكة كان بها مسلمون ‪ ،‬وكانت بطانة‬ ‫الملك من المسلمين ‏(‪ . )٦٦‬ذلك أن العرب والسواحيليين كانوا‬ ‫ياتون من الساحل ويصعدون عبر نهر سابي الى مملكة مونوموتابا ‪.‬‬ ‫ويبدو أنهم أسسوا فيها أسواقا منتظمة منذ زمن بعيد ‏(‪ . )٦٦‬وقد‬ ‫سبقت الاشارة الى وجودهم في هذه المملكة منذ القرون السابقة‬ ‫على ظهور الاسلام ‪ ،‬وإلى أنهم تركوا فيها من الآثار مايشهد بهذا‬ ‫الوجود & فلما ظهر الاسلام وأسلم سكان الساحل من البانتو &‬ ‫‏(‪ )٦٤‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬المصادر العربية لتاريخ شرق افريقيا ‪ 0‬مجلة الجمعية المصرية التاريخية &‬ ‫‏‪. ١٨٧‬‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫‏‪ ١٤‬لسنة ‪٧‬ا‪٦‬‏‬ ‫العدد‬ ‫‪ :‬ن‬ ‫م اا‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ .13‬م ‪, 0891,‬‬ ‫‏(‪(٦٥‬‬ ‫‏‪. ٢٧٤‬‬ ‫‏(‪ )٦٦‬وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية ‪ :‬ص‬ ‫ح‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‏(‪(٦٧‬‬ ‫‪١٨٤‬‬ ‫اشتد قدوم العرب ومسلمي الساحل الى هذه المملكة منذ القرن‬ ‫الغامن للميلاد } لاستخراج الذهب أو لشرائه وشراء الحديد والعاج‬ ‫الذي كان يأتي أيضا من هذه المملكة } ومن المناطق الداخلية في‬ ‫انتشار الاسلام في هذ‬ ‫موزمبيق وزامبيا وكاتنجا ‪ ،‬مما أدى الى‬ ‫وأصبح عدد كبير من‬ ‫البلدان وكذلك في مملكة مونوموتابا ‪7‬‬ ‫المسلمين كان لهم شان‬ ‫سكانها مسلمين ‏(‪ . )©٨‬ويبدو أن هؤلاء‬ ‫المملكة ‪ ،‬يدل على ذلك‬ ‫كبير ويمثلون قوة لا يستهان بها في هذه‬ ‫سلفيرا الذي ينتمي الى‬ ‫ما فعلوه عندما قام الأب جونسالف دي‬ ‫الحا ك على‬ ‫‏‪ ٥٦٠‬‏م‪ & ١‬بتنصير شخص‬ ‫طائفة الجزويت البرتغاليين عام‬ ‫مونوموتابا ووالدته وجم غفير من حاشيته ‪ 0‬إذ نصحه ندماؤه‬ ‫السلمون بخطر ذلك على عرشه ‪ ،‬فترك المسيحية وقتل من أغراه‬ ‫باعتناقها ‪ 0‬كا قتل خمسين ممن تنصروا ‏(‪. )٦‬‬ ‫صحيح أننا لا نعرف هل أسلم هذا الملك أم لا ء وصحيح‬ ‫أننا لا نعرف جنسية هؤلاء المسلمين الذين كان لهم هذا التاثير الذي‬ ‫استقرائنا‬ ‫من‬ ‫المملكة } ولكن‬ ‫وجودهم فيفى هذه‬ ‫يدل على قدم‬ ‫للأحداث نستطيع أن نقول ‪ :‬نهم كانوا من الأهالي الذين أسلموا‬ ‫أو من العرب ‪ ،‬بل من لعمان‪ "8 .‬لأننا وكما رأينا كان معظم التجار‬ ‫والنواخذة الذين ارتادوا هذه المنطقة من العمانيين بشهادة المسعودي‬ ‫والسيرافي وغيرهما من المؤرخين القدامى والمحدثين ‪.‬‬ ‫أدلة كثيرة كا ترى تدل على نشاط التجار العمانيين وغيرهم‬ ‫من تجار العرب والمسلمين في المناطق الداخلية في المنطقة الممتدة‬ ‫‪ 232.‬أ ‪»,‬طم‪٫‬ں‏‬ ‫‏‪ ٦٨‬ض‬ ‫‏(‪ )٦٨‬شوفي الجمل ‪ :‬حضارة زمبابوي ‪ :‬ص ‏‪ ، ١٣ ،‘ .١٦٢‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫(‪ )٦٩‬جيان ‪ :‬ص‪. ٢٧٢٤ ‎‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫من البحيرات الكبرى الى جنوب بحيرة نياسا ‪ ،‬الى أعالي نهر‬ ‫الزمبيزي في الجنوب ‪ ،‬بل الى بلاد الكانم في الشمال ‏(‘'‪ ، )٢‬وتدل‬ ‫ويسانده‬ ‫) يدعمه‬ ‫المناطق الداخلية البعيدة‬ ‫عماني في هذه‬ ‫على وجود‬ ‫وجود لهم مكثف وقوي على الساحل سبق الحديث عنه ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬أثر التجار والدعاة العمانيين في نشر الاسلام في‬ ‫الساحل والداخل ‪:‬‬ ‫وقد استغل التجار هذا الوجود لصالح الحركة التجارية‬ ‫ولصالح الحركة الاسلامية } ذلك أنهم أثناء تواجدهم في الساحل‬ ‫يؤثرون‬ ‫‘ وكانوا‬ ‫الناس ج تخالطونب‬ ‫الى‬ ‫يتوددون‬ ‫الداخل كانوا‬ ‫أو‬ ‫فيهم بنظافتهم وأمانتهم وسلوكهم القويم }بل ويصاهرونهم لقلة ما‬ ‫كان معهم من نساء عربيات & مما كان يؤدي في النهاية الى دخول‬ ‫كثير من الاهالي الافارقة في الاسلام ‏(‪ 0 )٢١‬ساعد على ذلك أن‬ ‫والتعليم }‬ ‫حرفتي التجارة‬ ‫بين‬ ‫يجمعون‬ ‫كانوا‬ ‫التجار‬ ‫هؤلاء‬ ‫من‬ ‫كثيرا‬ ‫فاذا ما استقر بهم لمقام فايلداخل أو على الساحل أنشئوا كتاتيب‬ ‫لتعلم القران الكريم ‪ 3‬أو بنوا مسجدا لأداء الشعائر الدينية ولتعلم‬ ‫© في نفس الوقت الذي‬ ‫الصحيحة‬ ‫و شعائره‬ ‫قواعد الاسلام‬ ‫الناس‬ ‫‏(‪. )٧٢‬‬ ‫كانوا يقومون فيه بنشاطهم التجاري‬ ‫وربما كان دكان التاجر نفسه ينقلب فيالليل الى مكتب أو‬ ‫‪. ٩٢‬‬ ‫(‪ )٧١٠‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٤٢ ،“ ٦٤‬‬ ‫‪ } :٥٥‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٧١‬حسن محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ (٧٦‬حسن‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫كتاب (بضم الكاف) صغير يستقبل فيه الأطفال والأولاد لتعليمهم‬ ‫مباديء القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم جلبا للثواب ونشرا‬ ‫للاسلام من جهة ‪ ،‬وتوطيدا لعلاقته بالاهالي } فيزداد الاقبال عليه‬ ‫وعلى حانوته وسلعه وبضائعه من جهة أخرى ‪ .‬وبذلك أصبحت‬ ‫كل أسرة تحتوي على بذرة اسلامية صغيرة تتمثل في هذا الطفل‬ ‫أو ذاك ‪ ،‬وبالتدريج يشب هؤلاء الأطفال على الاسلام وتظهر أسر‬ ‫اسلامية في ذلك المحيط الوثني الكبير ‪ .‬وشيئا فشيئا يزداد عدد هذه‬ ‫الأسر فيعم الاسلام ويزداد انتشاره بين القبائل الافريقية على أيدي‬ ‫هؤلاء الأفارقة أنفسهم & لأن هذه القبائل كانت تعيش على الرعي ©‬ ‫فكانت كثيرة التنقل والارتحال من مكان الى اخر ‪ ،‬ولذلك نشرت‬ ‫‏((‪. )٢٢‬‬ ‫الاسلام حيثما حلت‬ ‫وهكذا كان التجار العمانيون منذ القرن العاشر للميلاد هم‬ ‫أول من حمل الاسلام الى داخل القارة ‪ ..‬الى افريقيا الاستوائية‬ ‫وهياوا الارض لانتشار هذا الدين بقدر ما وسعهم الجهد وهيات‬ ‫لهم الظروف ‪ ،‬ورغم أننا لا نعرف الا القليل عن جهودهم في هذه‬ ‫المناطق النائية } الا أن بعض السكان هناك انجذبوا الى الاسلام‬ ‫متأثرين بما كانوا يرونه من الشعائر الدينية التي كان يقوم بها هؤلاء‬ ‫التجار ‪ ،‬وبما كانوا حسونه مانلقوة الرو حية العليا للاسلام ف "‬ ‫المرضى وني حمايتهم مأنخطار السحر فيالمناطق التي ينتشر‬ ‫‪77‬‬ ‫الاسلام ‪ .‬كا أن الحماية التي كان يسبغها رؤساء القبائل أو‬ ‫رفع‬ ‫ال‬ ‫الأفارقة على هؤلاء التجار ف تلك المناطق النائية ‪ 0‬أدت‬ ‫‏('‪3 )٧‬‬ ‫شأن دين هؤلاء التجار وشأن الثقافة التي كانوا يحملونها‬ ‫‪. ١٤٢‬‬ ‫(‪ )٧١٢‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ن‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ ;12‬م‬ ‫‪62 - .72‬‬ ‫(‪(٧٤‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫مما دفع بكثير من الأهالي الى اعتناق هذا الدين وتلك الثقافة ‪.‬‬ ‫والخلاصة أن التاجر العماني حمل اسلامه مع سلعته ‪ ،‬فكان‬ ‫تاجرا وداعية للاسلام في نفس الوقت ‪ .‬ولاينفي هذا القول وجود‬ ‫بعض الدعاة والمعلمين المتفرغين لهذا العمل النبيل ‪ ،‬والذين صحبوا‬ ‫" وتبعوهم الى أجزاء كثيرة مانلقارة سواء في الساحل أو‬ ‫في جهات افريقيا الشرقية الداخلية أو افريقيا الاستوائية © و لم يلبث‬ ‫أن تركهم التجار هناك في المستوطنات أو المراكز التجارية التي‬ ‫أنشئوها للقيام بعمليات تحويل الناس الى الاسلام ‪ .‬ولقد قام هؤلاء‬ ‫المعلمون والدعاة في أماكن وأزمنة متباعدة بتعلم الناس وادخالهم‬ ‫على نحو واسع ‪ 0‬نتيجة للبركة التي كانت تشاع عنهم‬ ‫فايلدين‬ ‫والتي كان الأفارقة يلتمسونها منهم كمصلحين فيالنواحي الدنيوية‬ ‫بالاضافة الى الشئون الدينية ‏(“‪. )٧٥‬‬ ‫وقد زاد تأثير هؤلاء الدعاة بعد أن تزوجوا من الافريقيات‬ ‫وصاروا جزءا مانلمجتمع الذي يعيشون فيه ‪ .‬وكانوا مطلوبين‬ ‫باستمرار لمباشرة الشعائر الدينية الاسلامية في أي مكان أنشأ فيه‬ ‫‪ .‬كا‬ ‫اسلامية جديدة‬ ‫التجار أو المهاجرون مستوطنات أو تجمعات‬ ‫أن الأفارقة الذين تحولوا الى الاسلام كانوا يلتمسون منهم النصح‬ ‫والارشاد وتعلم شعائر الدين وعقائده الصحيحة ‪ 0‬ولا يكتفون‬ ‫بمجرد العيش في مناخ ديني اسلامي ‪ ،‬وخاصة أن هؤلاء الدعاة‬ ‫كانوا يقدمون ارشادهم للناس في مجال العقيدة والحياة باللغة المحلية }‬ ‫تلك اللغة التي كانوا يشجعون كتابتها بالحروف العربية ‪ .‬وزيادة‬ ‫على ذلك فان مهام هؤلاء الدعاة بجانب تحفيظ القران والحديث }‬ ‫‪ 27 _ .29‬مم ‪ :‬ا‬ ‫‏(‪(٧٥‬‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫كانت تتسع للمساعدة في شفاء المرضى والتخفيف من المصائب‬ ‫والكوارث وتقديم الرقيات والتعاويذ الوقائية ‪ 0‬مما زاد من اقبال الناس‬ ‫عليهم وعلى اعتناق الاسلام ث وخاصة بعد أن يشفى هؤلاء الناس‬ ‫من أمراضهم أو تتحقق أمانيهم ‏(‪. )٧٢٦‬‬ ‫ولذلك كله كان هؤلاء الدعاة يحظون باحترام الأفارقة ومحبتهم‬ ‫لما بذلوه من جهد في سبيل ترقية حياتهم ‪ ،‬ولما لاقوه في سبيل ذلك‬ ‫من مشاقف ومصاعب وماسي بلغت حد التضحية بالنفس في سبيل‬ ‫الدعوة © يفهم ذلك من كثير من الروايات ‪ .‬منها ماقصه علينا‬ ‫الرحالة برتون وسبيك حينا قاما برحلتهما عام ‪١٨٥٦‬م‏ من الساحل‬ ‫الى الداخل حيث ركبا نهر بنجاني ‪ 0‬ولما توغلا فيه بلغا صخرة بيضاء‬ ‫قائمة في وسط النهر ‪ ،‬وبها أشجار قديمة يسميها الأهالي (بيراوسين) }‬ ‫ويروون أن هذه الصخرة كان يمر بها شيخ عري شريف الأصل و معه‬ ‫جماعة ا من المؤمنين جاءوا للدعوة } فهجم عليهم هناك البرابرة ث‘ أي‬ ‫الله‬ ‫الهزيمة ئ فاستجاب‬ ‫حيائه من‬ ‫وتبتلعه هو واخوانه لشدة‬ ‫الأرض‬ ‫فإن الأهالى هناك وحتى وقت رحلة بيرتون كانوا‬ ‫دعاءه ‪.‬ولذلك‬ ‫لا يسمحون بقطع شيء من هذه الأشجار ‪ 0‬وكانوا يذهبون الى هذا‬ ‫الملكان لزيارته ويطبخون عنده ويأكلون ولا يلمسون أصابعهم خوفا‬ ‫مانلأرواح الشريرة التي تطوف حوله } ولايمر حرس ملك زنجبار‬ ‫من هناك الا ويلقون في النهر شيئا من ورق الشجر والبارود‬ ‫والرصاص احتراما لذكرى هذا الشيخ الداعية وزملائه ‪ 9‬وعلامة على‬ ‫رسوخ الايمان في قلوبهم ‏(‪. )٧٧١‬‬ ‫‪ 27‬م ‪ :‬لا‬ ‫‪.29‬‬ ‫‏(‪)٧٦‬‬ ‫‏‪. ٦١٠ _- ٥٨‬‬ ‫‏(‪ )٧٧‬سليمان الشيباني ‪ :‬مملكة زنجبار ‪ .‬مسقط ‪ ،‬بدون تاريخ ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪١٨٩‬‬ ‫ونتيجة لجهود هؤلاء الدعاة وهؤلاء التجار في نشر الاسلام‬ ‫على هذا النحو & تحول كثير من أفارقة الداخل الى الاسلام } مثل‬ ‫أجداد قبيلة الياو على سبيل المثال ‪ ،‬هؤلاء الذين اعتنقوا الاسلام‬ ‫منذ زمن بعيد ‏(‪ . )"٨+‬وقد سبقت الاشارة الى وجود مسلمين في‬ ‫دولة مونوموتابا ‪ .‬وكانت بطانة الملك من المسلمين وكذلك في‬ ‫زمبابوي } وفي المناطق الداخلية الشمالية وخاصة تلك التي كانت‬ ‫تحيط بالطرق التجارية التي كان يسلكها التجار العمانيون وغيرهم‬ ‫الى الداخل ‪.‬‬ ‫وكان انتشار الاسلام بين أفارقة الساحل أكثر وأسرع نظرا‬ ‫لكثافة الوجود التجاري العماني والعربي أكثر من الداخل & فتحول‬ ‫معظم هؤلاء الأفارقة الى الاسلام ث وإن لم يأخذ هذا الساحل‬ ‫الصبغة العربية الخالصة ‪ 3‬لأن البانتو كانوا يشكلون غالبية‬ ‫السكان } ولغلبة العناصر البنتوية في الثقافة التي سادت هذا‬ ‫الساحل والتي تعرف بالثقافة السواحيلية والتي كان عمادها اللغة‬ ‫السواحيلية ‪ .‬ولامتصاص العناصر العربية والوافدة داخل‬ ‫المجتمع السواحيلي في خلال جيل أو جيلين ‪ ،‬فيصبحون‬ ‫سواحيليين (؛_‪)٢‬‏ ‪.‬‬ ‫وفي جنوب هذا الساحل أسلم أحد الملوك الأفارقة في بداية‬ ‫القرن الرابع للهجرة في منطقة سفالة (في موزمبيق) ‪ .‬ورغم أن‬ ‫اسلامه لم يكن على أيدي التجار العمانيين ‪ ،‬إلا أنه يعود الى ماقاموا‬ ‫به عندما وصلوا الى مملكته وأسروه عندما ارتقى سفنهم لتوديعهم‬ ‫‏‪. ٣٨٢٣‬‬ ‫‏(‪ )٢٨‬أرنولد ‪ :‬ص‬ ‫‪, : ,. ,225 ,227 ,230 .233‬م‬ ‫‏‪8 ٢٨٤‬‬ ‫‏(‪ )٧٩‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫ووصلوا به الى عمان ‪ ،‬ومنها الى بلاد العراق حيث اعتنق الاسلام‬ ‫بعد اجتيازه لصعوبات‬ ‫مرة أخرى‬ ‫وتمكن من العودة الى بلاده‬ ‫بالغة ‪.‬ورغم ذلك فقد فتح لهم ابواب بلاده وسمح لهم باستئناف‬ ‫نشاطهم التجاري في أمان وسلام ‪ 3‬لانهم كا قال لم بعد أن كانت‬ ‫الرياح قد ألقت بسفنهم الى بلاده وأيقنوا بالهلاك ‪ ،‬انهم كانوا‬ ‫السبب في صلاح دينه ودولته ‪ ،‬وأنه فرح مسرور لما من ال عليه‬ ‫والصيام‬ ‫الصلاة‬ ‫والاينان ومعرفة‬ ‫وعلى أهل دولته مانلاسلام‬ ‫والحج « ومعرفة الحلال والحرام © وأنه بلغ ما ل يبلغه أحد هفى بلاد‬ ‫الزنج" وأنه عفا عنهم ‪ 3‬وطلب منهم أن يشجعوا المسلمين الآخرين‬ ‫بأن يأتوا الى بلاده لأننا صرنا اخوانا لهم ث مسلمون‬ ‫مثلهم‘“ ‏(‪. )٨٠0‬‬ ‫وهكذا كانت جهود التجار والدعاة جهودا مشكورة في‬ ‫نشر الاسلام في شرقي افريقيا ‪ .‬ساحله وداخله ‪ .‬وان كانت‬ ‫المصادر لا تسعفنا كثيرا في بيان جهود هؤلاء التجار والدعاة في‬ ‫الدعوة الى الاسلام في هذه المنطقة من القارة } اذ كان هذا النشاط‬ ‫في العادة غير مسجل وغير محدد ‪ ،‬ولا يعلن صاحبه عن نفسه ولا‬ ‫عن عمله حتى لايصبح وكأنه يمن به أو يباهي به فيحبط عمله |‬ ‫ذلك أن الداعية أو التاجر يقوم بهذا العمل في الدعوة الى الاسلام‬ ‫له)‬ ‫قرى الى الله سبحانه وتعالى & وتطبيقا لقول نبيه المصطفى‬ ‫!لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم‘‘ أو‬ ‫خير لك من جبل أبي قبيس ذهبا (ه‪)٨‬‏ ‪ .‬ولذلك لم نقف الا‬ ‫‏‪. ٦١٠ _ ٥٠‬‬ ‫‏(‪ )٨٠‬بزرك ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ ١٥‬دار احياء التراث العري } بيروت ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ .‬بدون‬ ‫‪:‬ج‬ ‫النروي‬ ‫‏(‪ (٨١‬صحيح مسلم بشرح‬ ‫‏‪. ١٧٨‬‬ ‫ص‬ ‫تارخ‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫على نتف يسيرة وعبارات موجزة ونادرة تشير الى هذا النشاط في‬ ‫مجال الدعوة الى الاسلام } مما حدا بأحد الكتاب الأوربيين‬ ‫المتعصبين الكارهين للعرب والاسلام لأن يقول بأن العرب لم‬ ‫يكونوا هم ولا أحفادهم دعاة اسلام في شرقي افريقيا ‏(‪. )٨٦‬‬ ‫والحقيقة أن دور التجار والدعاة العمانيين وغيرهم في مجال‬ ‫الدعوة لنشر الاسلام كان قويا وفعالا ‪ .‬وقد ازداد هذا الدور فعالية‬ ‫وتأثيرا بعد أن تحولت المراكز التجارية التي أقاموها الى مدن كبيرة‬ ‫انتشرت على الساحل كحبات العقد ‪ ،‬وكثر عددها حتى بلغ سبعا‬ ‫وثلاثين مدينة ء من مقديشو في الشمال الى سفالة في الجنوب‬ ‫امارات والى‬ ‫هذه المدن الى‬ ‫بعض‬ ‫‏("‪ . )٨‬و لم تلبث أن تحولت‬ ‫دويلات عربية اسلامية كان لها وجود منذ عصور الاسلام الأولى ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ظهور‬ ‫عملية‬ ‫أقصد‬ ‫العملية _‬ ‫هذه‬ ‫وطبيعي أن‬ ‫والامارات والدويلات الاسلامية ‪ 0‬لن تتم الا على يد كثرة من‬ ‫الناس ‪ .‬وقد توافرت هذه الكثرة الكثيرة نتيجة للهجرة العمانية التى‬ ‫توافدت على الساحل منذ الربع الأخير من القرن الأول للهجرة‪/‬‬ ‫نهاية القرن السابع للميلاد ‪ .‬وقد كان لهؤلاء المهاجرين العمانيين‬ ‫دور يزيد في الأثر فى نشر الاسلام على‪ :‬دور إخوانهم من التجار‬ ‫العمانيين وغير العمانيين ض ذلك أن التاجر لا يرتبط في النهاية‬ ‫بالأرض ‪ ،‬وانما يجري وراء السلعة حيثا كان مصدرها ‪ ،‬ويلهث‬ ‫وراء الأسواق التجارية حيث توجد أو حيث تقام } فهو في حركة‬ ‫دائمة ‪ 3‬وفترات استقراره قليلة ‪ .‬ولا تكون الا حسيا تقتضي‬ ‫‪:‬‬ ‫في كتابه‪‎‬‬ ‫ع‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ . ٣٨٠‬نقلا عن‬ ‫‪ ::‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٨٦٢‬أرنولد‬ ‫س‪‎‬‬ ‫م‬ ‫اح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.178‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,21‬‬ ‫& م‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫(‪(٨٢٣‬‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫التى هاجر‬ ‫ئ أما المهاجر فا زه يرتبط بالأرض‬ ‫البيع والشراء‬ ‫عمليات‬ ‫أشد‬ ‫تأ تيره‬ ‫هنا كان‬ ‫الأعم ‪ 0‬ومن‬ ‫الغال بب‬ ‫ف‬ ‫تاما ونهائب‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ - ٤‬هجرات العمانيين الى شرق افريقيا وأنرها‬ ‫الاسلام ‪:‬‬ ‫ي نشر‬ ‫كانت هجرات العمانيين الى ساحل شرقي افريقيا أهم‬ ‫المجرات وأقدمها وأكثرها تأثيرا في نشر الاسلام في هذه المنطقة‬ ‫الحيوية من قارة افريقيا ‪ .‬فقد هاجروا اليها قبل غيرهم من عرب‬ ‫الجزيرة العربية ‪ 3‬وتتابعت هجراتهم أكثر من غيرهم ممن هاجر من‬ ‫الساحل‬ ‫في‬ ‫وجودهم‬ ‫سواء ‪ 3‬وكان‬ ‫على حد‬ ‫المسلمين والعرب‬ ‫والجزر والداخل أكثر من وجود غيرهم ‪ ،‬مما طبع هذه المنطقة‬ ‫بطابعهم ‪.‬‬ ‫وهذا الوجود وهذه الهجرات العمانية الى شرقي افريقيا تعود‬ ‫الى أسباب كثيرة منها ما يتصل بظروف الدولة الاسلامية ث ومنها‬ ‫ما يعود الى ظروف خاصة بعمان نفسها © ومنها ما يرجع الى‬ ‫ظروف خاصة بشرقي افريقيا ‪.‬أما الظروف المتعلقة بالدولة‬ ‫الاسلامية } فانها تر جع الى الصراع السياسي والديني الذي ظهر‬ ‫فيها منذ أن قام النزاع على الحكم أو على الخلافة بين الأمويين وبين‬ ‫الزبيريين © وبينهم وبين العلويين وشيعتهم ث وبينهم وبين الخوارج‬ ‫الذين ناصبوهم العداء } ثم أتى الصراع بين الأمويين الأواخر وبين‬ ‫الموالي ليشتد ويؤدي بجانب عوامل أخرى الى زوال الدولة الأموية‬ ‫‪١٩٣‬‬ ‫وقيام الدولة العباسية ‪ .‬وفي عصر هذه الدولة قام الصراع بين‬ ‫العباسيين بدورهم وبين خصومهم السياسيين من شيعة وخوارج ز‬ ‫مناهضة‬ ‫ودول‬ ‫ثورات‬ ‫عديدة وقامت‬ ‫وفرق‬ ‫جماعات‬ ‫وظهرت‬ ‫لحكم بني العباس ‪ ،‬مثل ثورة الزج في جنوبي العراق عام ‪٢٥٥‬ه‪/‬‏‬ ‫ومثل قيام دولة القرامطة في البحرين بعد ذلك بحوالي ثلاث‬ ‫‏‪٩‬م‬ ‫من الزمان ‪.‬‬ ‫عقود‬ ‫كل هذه التطورات والثورات والصراعات التي ظهرت بين‬ ‫المسلمين سواء في عهد بني أمية أو عهد بني العباس © كان لا بد‬ ‫أن تؤدي الى فرار الكثيرين من الخصوم والثوار المهزومين أو‬ ‫بعيدة عن دمشق او بغداد ‪ 0‬او الى ارض‬ ‫الملضطهدين الى اطراف‬ ‫لانخضع لسيطرة الخلافة كساحل شرقي افريقيا على سبيل المثال ‪.‬‬ ‫وقد انعكست هذه الأحوال على عمان فدخلت ضمن‬ ‫مناطق الصراع المحتدم بين الخلافة وبين خصومها أو معارضيها‬ ‫السياسيين ‪ 3‬يظهر ذلك في حملات أرسلها الحجاج بن يوسف‬ ‫النقفي الى عمان لقمع ثورة سعيد وسليمان ابني عباد بن عبد بن‬ ‫‏(‪} )٨:٤‬‬ ‫الجلندى © في بداية الربع الاخير من القرن الاول للهجرة‬ ‫ويظهر أيضا في حملة أرسلها أول خلفاء بني العباس الى عمان عام‬ ‫‪١٤‬ه‪/‬‏ ‪٧٥١‬م ‏({©‪ } )٨‬للقضاء على ما حاولته من استقلال ‪ ©،‬وفي‬ ‫‪١٨٩‬ه‪/‬‏‬ ‫حملة أرسلها هارون الرشيد الى عمان في عام‬ ‫‏‪ .٥‬هم () ‪ 3‬لنفس الغرض والهدف ‪.‬‬ ‫‪. ٦١٩‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫(‪ )٨٤‬مايلز ‪ :‬الخليج‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٨٥‬الطرلي ‪ :‬ج‪ ٧ ‎‬ص‪ 0 ٤٦٣ _ ٤٦٢ { ٣٥٣ ‘ ٣٥٦٢ ‎‬قصص وأخبار جرب في عمان ؛ لمؤلف‪‎‬‬ ‫‪. ٤٩‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫جهرل‪‎‬‬ ‫(‪ )٨٦‬الطبري ‪ :‬ج‪ ٨ ‎‬ص‪. ٣١٧ ‎‬‬ ‫‏‪ ١٩٤‬س‬ ‫و لم تكن هذه الحملات الا رغبة من الخلافة في مد سيطرتها‬ ‫على عمان التي كانت تعمل باستمرار على استقلالها عن الخلافة }‬ ‫والمحافظة على هذا الاستقلال مهما كلفها من ثمن ‏('‪ . )٨‬وعلى‬ ‫ذلك فقد أصبحت عمان منطقة صراع مرير مع الخلافة ‪ ،‬سواء‬ ‫كانت هذه الخلافة أموية أم عباسية ‪ ،‬وبطبيعة الحال لابد أن يؤدي‬ ‫هذا الصراع الى هجرة بعض أهل عمان الى خارجها كهجرة سعيد‬ ‫وسليمان } ولابد أن تكون هذه الهجرة الى مكان بعيد ‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت يكون مألوفا لدى هؤلاء المهاجرين ‪ ،‬و لم يكن هذا المكان‬ ‫الا ساحل شرقي افريقيا وما يقابله من جزر ‪.‬‬ ‫الى هذا المكان الظروف‬ ‫وقد دفع العمانيين للهجرة‬ ‫التي تتمثل في‬ ‫الظروف‬ ‫والأحوال الخاصة بعمان نفسها ‪0‬تلك‬ ‫طبيعة البلاد وطبيعة موقعها الذي أثر في طباع السكان ‪77‬‬ ‫وجعلهم لا يقبلون الخضو ع لأية قوة سياسية خارجية } فناضلوا‬ ‫ضد السيطرة الفارسية قبل ظهور الاسلام } وقاتلوا الخلفاء الأمويين‬ ‫والعباسيين حتى لم يعد لهؤلاء الخلفاء الا نفوذ اسمي على عمان في‬ ‫كثير من الأحيان ‏(‪ . )٨٨‬كا تمثلت هذه الظروف أيضا في‬ ‫الصراعات السياسية التي غطت أرض عمان في فترات كثيرة }‬ ‫بعض القبائل } أو بينها وبين‬ ‫وبين‬ ‫الامامة‬ ‫بين‬ ‫نتيجة للصراع‬ ‫السياسية المعارضة‬ ‫الاهداف‬ ‫القبلية ذات‬ ‫التكتلات والاحلاف‬ ‫للامامة أو الطامعة في تولي الحكم والسلطان ‪ .‬ولانريد أن نطيل‬ ‫ني هذا الحديث & وتكفي الاشارة الى ماقام من صراع بين الامام‬ ‫‏(‪ )٨٧١‬مايلز ‪:‬الخليج ‪ :‬ص ‏‪. ٦٥‬‬ ‫‏‪. ٥١‬‬ ‫‏(‪ )٨٨‬شوقي الجمل ‪:‬تاريخ كشف افريقيا واستعمارها ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪١٩٥‬‬ ‫الصلت بن مالك ‏(‪٢٧٢٣ _ ٢٢٣٧‬ه‪ _ ٨٥١ /‬‏)م‪ ، ٦٨٨‬وبين‬ ‫رستاقية‬ ‫الى‬ ‫اقالته‬ ‫بعد‬ ‫البلاد‬ ‫انقسام‬ ‫ثم‬ ‫}‬ ‫خصومه‬ ‫ونزوانية (؟ه) ثم الى نزارية ويمنية (‪0‬؟) ‪ ،‬وقيام الصراع بينهما ‪3‬‬ ‫الانقسام بن القبائل العمانية لدرجة أن بعضها كان يستنجد‬ ‫وتمشى‬ ‫بالحكام المجاورين لعمان مثل محمد بن نور حاكم البحرين من قبل‬ ‫‏‪8 0٨٢‬‬ ‫الخليفة العباسي المعتضد ‪ 0‬وذلك في عام ‪٢٨٠‬ه‪/‬‏ ‪٨٩٣‬م‬ ‫‏‪ ٥‬‏‪/‬ه‪٥٣‬‬ ‫وفي عام‬ ‫‪ ٩٩‬م‬ ‫‏‪٣١ ٧‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫و كالقرامطة في‬ ‫‏(‪. )٨٢‬‬ ‫‏‪ ٦٦‬م‬ ‫وقد أدت هذه الأحوال المضطربة الى هجرة بعض المشايخ‬ ‫والعائلات العمانية الى ساحل شرقي افريقياقبيل محيء محمد بن نور‬ ‫العمانيين الى‬ ‫بعض‬ ‫‏(‪ 0،)٠٢‬كما هرب‬ ‫‪٢٨٠‬ه‪/‬‏ ‪٨٩٣‬م‬ ‫فعيام‬ ‫زنجبار أو المن نتيجة للصراع الذي قام _ فيما بعد _ بين‬ ‫ازدادت‬ ‫‏(<‪ )٢٤‬و‪.‬قد‬ ‫عمان‬ ‫على‬ ‫للسيطرة‬ ‫والبويهيين‬ ‫القرامطة‬ ‫الهجرات العمانية نتيجة للصراع الذي قام فيما بعد بين سلاطين‬ ‫النباهنة وبين الأئمة اليحامدة والموالين لهم (ث‪)٢‬‏ © ومانتج عن ذلك‬ ‫كان أهلها يريدون عزل الامام راشد بن النظر الذي خلف الامام‬ ‫)‪32‬‬ ‫الصلت بن مالك ‪ 8‬ونزوانية نسبة الى مدينة نزوى التي كان أهلها يؤيدون هذا الامام ‪ .‬انظر ‪ :‬سالم السيابي ‪:‬‬ ‫‏‪. ٢٢٢ ، ٢٣١ ، ٢١٢‬‬ ‫‏‪ ، ٢٥٦‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الاعيان ء ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫العنوان ‪ :‬ص‬ ‫(‪ )٩٠‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ث ص‪. ٢٨٧٢ ، ٢٨٦ ‎‬‬ ‫‪ ، ٢٢٥‬الاصطخري ‪ :‬ص‪8 ٢٦١ ‎‬‬ ‫‪ ، ٣٣‬المسعودي ‪ :‬مروج الذهب ‪ ،‬ج‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٩١‬الطبري ‪ :‬ج‪ ١٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٩٦١ _ ٩٠‬‬ ‫مايلز ‪ :‬الخليج‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٩٦٢‬ابن الأثير ‪ :‬ج‪ ٨ ‎‬ص‪ ٥٦٨ _ ٥٦٥ ‎‬آ مايلز ‪ :‬الخليج ص‪. ١٠٤ ‎‬‬ ‫‪. ٩٥‬‬ ‫(‪ )٩٢٣‬مايلز ‪ :‬الخليج‪ ٤7 ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٩٤‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪. ١٠٥١ ‎‬‬ ‫‏‪ ©} ٣٨٩ _ ٢٧٢١‬ولكنسن ‪ :‬تراجم علماء عمان ‪ ،‬من كتاب‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )٩٥‬نورالدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان ‪ 4‬ج‬ ‫عمان تاريخا وعلماء } ترجمة محمد أمين عبدالله ‪ 0‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪١٩٨٠‬م‏ أ‬ ‫‏‪. ٢٠‬‬ ‫ص‬ ‫‪١٩٦‬‬ ‫من حروب وفتن ونصب أئمة وخلع آخرين ‪ 0‬وما حدث من قتال‬ ‫بين هؤلاء النباهنة وبين هؤلاء الائمة منذ بداية القرن السادس‬ ‫للهجرة‪ /‬الثاني عشر للميلاد ك وبينهم وبين بني جبر المعروفين أيضا‬ ‫بني هلال الذين كانوا يسيطرون على بعض أقالم عمان ‏‪. 2٢‬‬ ‫ويبدو أن هذا الصراع استمر فترة طويلة مانلزمن بدليل أن ابن‬ ‫بطوطة الذي زار عمان بعد ذلك باكثر من قرنين يصف أهل عمان‬ ‫‪ .‬بالكرم والنجدة والشجاعة ‪ ،‬ولكنه لاحظ الصراع القائم بينهم فقال‬ ‫إن الحرب قائمة فيما بينهم أبداث“ ('؟) & مما أدى الى طمع‬ ‫الممالك المجاورة فيهم ث مثل أمراء وسلاطين هرمز وشيراز }‬ ‫فهددوها وغزوها عدة مرات كا سبق القول ث وقضوا على‬ ‫اسطولها ‪ 0‬؛'فتشعب ملك عمان ولم يبق لعمان سلطان مهم ‪8‬‬ ‫فانتشرت الفوضى وتمحص الأمر‘ & حتى أتت دولة اليعاربة في‬ ‫عام ‏‪١ ٠٦٢٤‬ه‪١٦١٥ /‬م (‪. )٨٨‬‬ ‫ولاشك أن هذه الأحوال السياسية المضطربة لابد أن تؤدي‬ ‫الى هجرة الكثيرين خارج عمان & لاسيما وأن الظروف الطبيعية‬ ‫والمعيشية والبيئية كانت تساعد على هذه الهجرة وتدفع اليها دفعا‬ ‫كا أشرنا فيما سبق من قول ‪.‬‬ ‫وقد ساعدت ظروف شرقي افريقيا الخاصة على تشجيع هذه‬ ‫المجرة أيضا } ذلك أن هذه المنطقة مانلقارة لم تنعم بوجود‬ ‫وحدات سياسية كبيرة تستطيع منع المهاجرين من الدخول أو تقف‬ ‫‪. ٢٥٦ { ٢٥٥‬‬ ‫(‪ )٩٦‬سالم السيابي ‪ :‬العنوان‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٩٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٩٧‬رحلة ابن بطوطة‪.‬‬ ‫(‪ )٩٨‬سالم السيابي ‪ :‬العنوان‪ ٠ ‎‬ص‪. ٢٦٥ ،{ ٦٢٦٢٣ ‎‬‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫عقبة في طريقهم & وكل ماكان موجودا هناك هو قبائل متفرقة‬ ‫تعيش على الساحل في قرى صغيرة لايزيد عدد سكانها عن نحو‬ ‫ألف من السكان وترحب بالمهاجرين وتحسن استقبالهم © نظرا لما‬ ‫كانت تحصل عليه هذه القبائل من فوائد جمة من وراء هؤلاء‬ ‫المهاجرين ‪ .‬وكان هؤلاء المهاجرون وأسلافهم على معرفة كاملة‬ ‫بالمنطقة منذ أزمان بعيدة نتيجة للعلاقات التجارية التي كانت قائمة‬ ‫بينهما () ‪ ،‬والتي سبق الحديث عنها ثكا كانوا على معرفة أيضا‬ ‫خيراتها وما فيها من سلع ومحاصيل كانت مطلوبة فيالأسواق‬ ‫العالمية ء وعلى معرفة با ن هناك مراكز تجارية أو مستوطنات عربية‬ ‫فيها جماعات من العرب سبقوهم الى هناك منذ ازمنة بعيدة تقطن‬ ‫‏(‪ )١٠٠‬التي يمكنهم‬ ‫هذه المستوطنات أو المراكز التجارية الصغيرة‬ ‫اللجوء اليها والاقامة فيها حتى تتحسن أحوالهم } وحتى يستطيعوا‬ ‫التكيف مع هذا المجتمع الجديد ‪.‬‬ ‫كل هذه الأسباب والعوامل مجتمعة أدت الى قيام العمانيين‬ ‫بهجرات عديدة ومتوالية الى ساحل شرقي افريقيا ء حتى قيل بان‬ ‫عرب عمان هم الذين أسهموا بنصيب كبير في الاتصال بالشرق‬ ‫الافريقي عقب ظهور الاسلام‘“ ‏(‪ ، )٠٠١‬وأن "معظم المهاجرين‬ ‫كانوا من إقليم عمان؛” ‏("‪ 0 )٠٠‬وأنه في عام ‪٢٧٠‬ه‪/‬‏ ‪٨٨٣‬م‏ أو‬ ‫‪,‬ح‪, . ‎‬‬ ‫‪.522‬‬ ‫‪© ٦٨‬‬ ‫‪ & ٢٧٨‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫دافدسون ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٩٩‬‬ ‫‪ :‬ح‪‎‬‬ ‫ع ‪0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ .37‬م ‪4591,‬‬ ‫‪. ٢٩٩‬‬ ‫‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫العرب‬ ‫قاسم ‪ :‬استقرار‬ ‫زكريا‬ ‫(‪ )١٠٠‬جمال‬ ‫(‪ )١٠١‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪ ، ٢٨٦ ‎‬الأصول التاريخية للعلاقات العربية الافريقية ‪ ،‬لنفس المؤلف أ‪‎‬‬ ‫‪. ٥٨‬‬ ‫‪١٩٧٥‬م ث ص‪‎‬‬ ‫مجلة معهد البحوث والدراسات العربية ‪ .‬عدد‬ ‫‪. ٣٠٠‬‬ ‫(‪ )١٠٦‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ث ص‪‎‬‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫‏‪ ٢٥‬ه‪٨٨٨ /‬م‏ كان شرقي افريقيا في أيدي العمانيين ‏‪ © 0١٠‬وأنه‬ ‫بتتابع الهجرات أصبح العرب _ ومعظمهم عمانيون كا ترى‬ ‫كثرة كثيرة وأسسوا اماراتهم ‏‪ } 2٠٠٤‬بعد أن كانوا قد حولوا‬ ‫المراكز التجارية الصغيرة التى وجدوها واستقروا فيها الى مدن كبيرة‬ ‫بنوها ‪ .‬ونشطوا في ذلك كل النشاط حتى صار عددها لايقل عن‬ ‫‏‪ ٧‬مدينة ‪ 3‬انتشرت على الساحل من مقديشو في الشمال الى‬ ‫سفالة في الجنوب ‏‪ . 0١:٦١‬وقد وجد المنقبون تمانيا من هذه المدن‬ ‫حتى الان ‪ ،‬كلها تمثل مواقع تجارية صغيرة انتشرت على جزر تبعد‬ ‫قليلا عن الساحل ‪ ،‬وذلك حتى يسهل الدفاع عنها ضد أي غزو‬ ‫قد يأتيها من داخل القارة «آ‪)١٠‬‏ ‪ .‬أما الامارات التي أسستها‬ ‫الهجرات العمانية على ساحل شرقي افريقيا فعديدة ‪ 0‬وكانت امارة‬ ‫لامو هي البداية ‪.‬‬ ‫هجرة بني الجلندي وامارتهم في لامو وأنرها في‬ ‫أ‬ ‫وفدت‬ ‫عمانية كبيرة‬ ‫يل هجرة‬ ‫على‬ ‫الامارة‬ ‫هذه‬ ‫تاسست‬ ‫من عمان الى شرقي افريقيا حوالي عام ‪٨٢‬ه‪/‬‏ ‪٧٠٢‬م‏ ‪ ،‬وتعرف‬ ‫بن‬ ‫‘ وهما ابنا عباد‬ ‫وسليمان‬ ‫سعيد‬ ‫باسم هجرة‬ ‫عادة‬ ‫الهجرة‬ ‫هذه‬ ‫‏‪. ٨٥‬‬ ‫‏(‪ )١٠٢‬مايلز ‪ :‬الخليج ‪ .‬ص‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪73.‬‬ ‫(‪)١٠٤‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪21,‬‬ ‫& م‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫‪.‬‬ ‫(\`‘©)‬ ‫‪,‬‬ ‫‪3791,‬‬ ‫‪12.‬‬ ‫‪. ٢٧٨‬‬ ‫‪٧‬ا‪٧٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫(‪(١ ٠ ٦‬‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫عبد بن الجلندي ‪ ،‬ولذلك يمكن تسميتها بهجرة بني الجلندى ‪.‬‬ ‫وكان سعيد وسليمان قد قتل أبوهما ملك عمان على يد الخوارج‬ ‫على‬ ‫الخوارج‬ ‫هؤلاء‬ ‫سيطر‬ ‫عندما‬ ‫‪٦٨٦‬م‏‬ ‫‪٦٧‬ه‪/‬‏‬ ‫عام‬ ‫النجحدات‬ ‫عمان وعلى معظم الساحل الغربي للخليج العربي أثناء الصراع الذي‬ ‫كان قائما بين الأمويين والزبيريين في بلاد العراق ‪ .‬ولم يرضخ‬ ‫سعيد وسليمان لهذه السيطرة الخوارجية وقتلا الحاكم الذي عينه قائد‬ ‫الخوارج في حكم عمان عقب مغادرته لها ‏(‪ 0 )٠٠٧‬فنجت عمان‬ ‫بذلك من سيطرة الخوارج النجدات & وفي نفس الوقت لم يستطع‬ ‫الأمويون أن يتعرضوا لها بسؤ ‪ 3‬بسبب عدم انتهاء مشكلة الزبيريين‬ ‫بعد ‪ .‬وبعد القضاء على الزبيريين عام ‪٧٢٣‬ه‪/‬‏ ‪٦٩٢‬م‏ تفرغ‬ ‫الأمويون لإحكام قبضتهم على العراق وأقالم المشرق © فعينوا‬ ‫لحجاج بن يوسف الثقفي في حكمها وادارتها بما يرى ‪ ،‬وذلك‬ ‫(‪. )١٠٨‬‬ ‫‪٦٩٤‬م‬ ‫‏‪٧ ٥‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫ف‬ ‫وبتولي الحجاج حكم العراق والمشرق & دخل في نطاق‬ ‫الاحيان‬ ‫هذه المنطقة في أغلب‬ ‫ولايته منطقة الخليج ‪ 0‬إذ كانت‬ ‫واحد سواء في عهد الراشدين أم في عهد بني أمية ‘‬ ‫تخضع ‪71‬‬ ‫أو فيما بعد في عهد بني العباس ‏(“‪ . 0١٠‬ويورد خليفة بن خياط‬ ‫أسماء مانية من الولاية الذين ولاهم الحجاج على عمان واحدا إثر‬ ‫الاخر ى ولكن سعيدا وسليمان كانا يتعرضان لهؤلاء الولاة إما‬ ‫‏(‪ )١٠٧‬ابن الأثير ‪ :‬ج ‏‪ ٤‬ص ‏‪ & ٢٠٣‬أحمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته لكتاب كشف الغمة ء ص ‏‪. ١٦٣‬‬ ‫!‪. ٢٠٢ . ١٩‬‬ ‫(‪ )١٠٨‬الطبري ‪ :‬ج‪ ٦ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢ + :‬‬ ‫‪ ©{} ٤٦.‬ابن الأثير‪‎‬‬ ‫‪. ٤٥٩‬‬ ‫‪ ٧‬ص‪‎‬‬ ‫‪ } ٢١٧‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٥‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ‘ ٤٧٩‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ ()١٠٩‬الطبري‬ ‫‪. ١٠٩‬‬ ‫‪}{ ٩٤‬‬ ‫‪}{“ ٤٩‬‬ ‫‪ ٦‬ص‪‎‬‬ ‫‪ .٠٠٨‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٤٤٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫بالقتل أو بالطرد (‪٠‬ا‪)١‬‏ ‪ 3‬حفاظا على استقلالهم بشئون بلدهم ‪.‬‬ ‫ويبدو أن مصالحة قد مهد لها بين عبد الملك بن مروان وبين سعيد‬ ‫وسليمان ‪ 0‬حيث ذهبا الى دمشق وقابلا عبد الملك واتفقا معه على‬ ‫أن يعطياه مبلغا من المال على أن يتركهما وبلدهما ‪ 0‬ولكن الحجاج‬ ‫م يسمح لذه المصالحة أن تتم } فأخذ يكتب لعبد الملك ويوغر‬ ‫صدره عليهما } فاحتالا حتى تركا دمشق خفية ‪ 0‬ووصلا الى عمان‬ ‫وطردا عامل الحجاج عليها ‪ 0‬وغلبا على البلاد منتهزين فرصة انشغاله‬ ‫بفتنة ابن الأشعث الكندي ك©& التى كانت قد اندفعت عام ‪٨١‬ه‪/‬‏‬ ‫‪٠٠‬م‏ «ا‪)١١‬‏ وألقت بظلالها على عمان ‪.‬‬ ‫ذلك أن الحروب التي حدثت بين الحجاج وسعيد‬ ‫وسليمان ‪ ،‬ثم هجرة الأخيرين من عمان الى شرقي افريقيا لايمكن‬ ‫أن تفهم الا في ضوء الفتنة التي حدثت بين الحجاج وعبد الرحمن‬ ‫بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ‪ .‬فسليمان وسعيد لميكونا‬ ‫من طبقة العامة © ولم يكونا من التجار ‪ ،‬إنما كانا من الطبقة العليا‬ ‫لي عمان ‪ ،‬كانا ملكي عمان & فكيف بهما يخرجان من وطنهما‬ ‫وملكهما ويأتيان الى شرقي أفريقيا ؟! (؟‪)١١‬‏ ‪.‬‬ ‫لابد أن سببا قويا دفعهما الى ذلك دفعا ‪ ،‬وماذكرته المصادر‬ ‫وسفكه للدماء ©‬ ‫النقفي وعن شدته وبطشه‬ ‫عن الحجاج بن يوسف‬ ‫الخلافة أو يحاول أن يستقل‬ ‫ومحاربته لكل من يرفع رأسه ضد‬ ‫‏(‪ )١١٠‬الطبقات ‪ :‬برواية أفي عمران موسى بن زكريا التستري ‪ ،‬تحقيق د ‪ .‬ادم ضياء العمري ‪ ،‬دار‬ ‫‏‪ & ٣١٠‬أحمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته لكتاب كشف‬ ‫طيبة ‪ ،‬الرياض & الطبعة الثانية سنة ‪١٩٨٦‬م‏ ث ص‬ ‫‏‪. ١٢٤‬‬ ‫الغمة ‏‪ ٠‬ص‬ ‫(‪ )١١١‬ابن حبيب ‪ :‬المخبر‪ ٤ ‎‬ص‪ & ٤٨٤ ‎‬أحمد عبيدلي ‪ :‬ص‪. ١٦٦١ ، ١٦٥ ‎‬‬ ‫‪ :‬ح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .77‬م ‪,‬‬ ‫‏(‪)١١٦١‬‬ ‫‪٢٠١‬‬ ‫ببلده عنها } أو لايدفع له أو لها الاتاوة ‪ 3‬كل ذلك دفعه دفعا لأن‬ ‫عظيمة أيضا‬ ‫وبحكمة‬ ‫يحكم الأقالم الشرقية للخلافة بيد حديدية‬ ‫كا يقول رويش ‪ .‬وتخبرنا المصادر أن سليمانا وسعيدا هاجرا من‬ ‫عمان في أيامه ‪ 3‬وفي نفس الوقت تتحدث المصادر في شرتي افريقيا‬ ‫عن ثورة ابن الأشعث وتسميه أسد العراق © فلا يستبعد أن تكون‬ ‫هناك صلة ما أو تأثير متبادل بين ثورة سعيد وسليمان في عمان‬ ‫وبين ثورة ابن الأشعث في بلاد العراق ‪ ،‬تلك الثورة التي اضطرت‬ ‫ابن الاشعث الى القتال ضد الحجاج حيث زحف من سجستان‬ ‫الى بلاد العراق وهزم جيوش الحجاج عدة مرات } ثم مني اخيرا‬ ‫دير الجماجم بظاهر الكوفة } مم في معركة فاصلة‬ ‫بالهزيمة فمىوقعة‬ ‫‏‪ ٦‬‏م‪ & ٠٧‬وفر الى رتبيل ملك‬ ‫عند مسكن قرب المدائن عام ‪٨٢‬ه_‪/‬‬ ‫كابل حيث مات هناك منتحرا عام ‪٨٤‬ه‪/‬‏ ‪٧٠٣‬م‏ (اا‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫تماما لغورة‬ ‫ففيى خط مشابه‬ ‫وسعيد‬ ‫سليمان‬ ‫ثورة‬ ‫وقد سارت‬ ‫‘‬ ‫موقعة‬ ‫وفي اأكثر من‬ ‫مرات‬ ‫بالنصر عدة‬ ‫» فقد كللت‬ ‫الأشعث‬ ‫ابن‬ ‫في‬ ‫افريقيا ‪ .‬تشابه‬ ‫الى شرقي‬ ‫وبالفرار‬ ‫أخيرا ز‬ ‫بالهزيمة‬ ‫شم ‏‪ ١‬نتهت‬ ‫البواعث والظواهر والنتائج ‪ .‬يضاف الى ذلك أن ابن الأشعث من‬ ‫جنده‬ ‫ئ ولاشك أن‬ ‫الجنوب‬ ‫& فهو من عرب‬ ‫من حضرموت‬ ‫كندة‬ ‫معظمهم جنوبيين & إذ كانوا مؤلفين من جند العراق الذين‬ ‫كان‬ ‫ولذلك لاغرابة إذا‬ ‫والمن ‪.‬‬ ‫وحضرموت‬ ‫من عمان‬ ‫معظمهم‬ ‫كان‬ ‫‏(‪ )١١٣‬لمعرفة المزيد عن ثورة ابن الأشعث ‪ ،‬انظر ‪ :‬محمد جمال الدين سرور ‪ :‬الحياة السياسية في الدولة‬ ‫‏‪ |\، ١٥٨ _ ١٥٦‬عبد المنعم‬ ‫العربية الاسلامية ‪ ،‬دار الفكر العربي } القاهرة آ بدون تاريخ ث ص‬ ‫ماجد ‪ :‬التاريخ السياسي للدولة العربية ‪ :‬مكتبة الأنجلو المصرية } القاهرة } الطبعة السابعة‬ ‫‪©8 ١٦١٠‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١٩٤‬‬ ‫‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪ ٤‬ج‬ ‫‪٩٨٢‬ام‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪, 78.‬‬ ‫‪٢٠٢‬‬ ‫قيل أن عربا من عمان حاربوا مع ابن الأشعث ‪ .‬ويذكر رويش‬ ‫ذلك صراحة ويقول ‪" :‬حارب معه عرب عمانيون‬ ‫كثيرون‘“ ‏‪ . 0١٤‬ولاندرى هل أتي هؤلاء العمانيون من عمان‬ ‫رأسا } أم كانوا مانلعمانيين المقيمين فيالبصرة والكوفة ‪ ،‬واذا‬ ‫كنا نرجح الافتراض الثاني ‪ ،‬فان هؤلاء العمانيين وغيرهم من عرب‬ ‫الجنوب تعرضوا للاضطهاد والقتل والتشريد على يد الحجاج‬ ‫وعماله بعد هزيمة ابن الاشعث وفراره الى كابل ومقتله ‪ 0‬ومن ثم‬ ‫شمالا الى القوقاز }‬ ‫نبيلة أخرى‬ ‫فر كثير منهم كا فرت أسرات‬ ‫وجنوبا الى شرقي افريقيا حيث انضموا لاخوانهم الذين كانوا قد‬ ‫هاجروا من قبل من سوريا أو من غيرها ‪ 3‬وأسسو لهم امارة هناك‬ ‫في مدينة ديوني في خليج لامو ‏‪. 0١١١‬‬ ‫وقد أراد الحجاج أن يصب جام غضبه على عرب الجنوب‬ ‫في عقر دارهم ‪ ،‬فارسل حملاته كا ذكرنا الى عمان التي كان‬ ‫حاكاها سليمان وسعيد قد ثارا في نفس الوقت واستقلا ببلدهما‬ ‫في غمار فتنة ابن الأشعث التي كانت قد شغلت الحجاج & وربما‬ ‫قبل ذلك عقب ظهور حركات الخوارج التي اندلعت في العراق‬ ‫وفارس منذ عام ‪٦٥‬ه‪/‬‏ ‪٦٨٤‬م‏ ‪ ،‬ولكن الخوارج هزموا وتم تصفية‬ ‫حركاتهم في عام ‪٧٨‬ه‪/‬‏ ‪٦٩٧‬م‏ كا هزم ابن الأشعث وقتل على‬ ‫‏‪ ٢٠٢‬م ‪ 3‬مما جعل الحجاج يتفرغ لهؤلاء‬ ‫نحو ما رأينا عام ‪٨٤‬ه‪/‬‬ ‫الذين اشتركوا فثيورة ابن الأشعث وخاصة عرب الجنوب الذين‬ ‫كانوا قد فروا إما شمالا واما جنوبا الى عمان والى شرقي افريقيا ‪.‬‬ ‫ن‪, . ‎‬‬ ‫‪.87‬‬ ‫(‪ )١١٤‬ولكنسن ‪ :‬بنو الجلندى في عمان ‪ .‬ص‪. ١٧١ ‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .47‬ح‪, ‎‬‬ ‫‪} ٣٩٧‬‬ ‫محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١١٥‬حسن‬ ‫‪٢٠٢٣‬‬ ‫ولما كان سعيد وسليمان ملكين في عمان ‪ ،‬فإن كبرياءهما لم يسمح‬ ‫لهما أن ينحنيا أمام وال من الدهاء ‪ .‬فلم يكن الحجاج من بيت‬ ‫شرف أو نباهة أو وجاهة أو رياسة مثلهما } فلم يقبلا أن يركعا‬ ‫أمام هذا الرجل المتسلط الشديد البطش والصولة © فحارباه وانتصرا‬ ‫عدة مرات على قواته البرية والبحرية التي أغارت على عمان ‪.‬كا‬ ‫أنهما ربما كانا متأثرين بفكر المعارضين من القعدة أو جماعة المسلمين‬ ‫بعضهم قد وصل أو‬ ‫بالأباضية والذين كان‬ ‫الذين عرفوا فيما بعد‬ ‫لجأ الى عمان ونشروا آراءهم فيها ‪ .‬وكان هذا الفكر يأخذ على‬ ‫الأمويين وعلى الحجاج بالذات سفكهم للدماء دون حق & ولذلك‬ ‫فإنه من المحتمل أن يكون سعيد وسليمان ممن اعتنقوا هذا الفكر‬ ‫أو هذه الآراء } فثارا وأعلنا انفصالهما عن دولة بني أمية } وقاتلا‬ ‫‏ ‪. 2١‬‬ ‫قوات الحجاج كا رأينا‬ ‫وأيا كانت الأسباب فإنهما ثارا وقاتلا وانتصرا مرات‬ ‫عديدة © إلا أنهما أمام إصرار الحجاج على احراز النصر وتحويل‬ ‫الى ولاية تابعة للخلافة الأموية ‏‪ ٤‬وأمام ارساله مزيدا من‬ ‫عمان‬ ‫الحملات البحرية والبرية ث اضطرا فيالنهاية الى مغادرة عمان حقنا‬ ‫لدماء شعبها ‪ 0‬ومنعا لخراب بلدانها اذا ما استمرت المعارك على هذا‬ ‫النحو بينهما وبين قوات الحجاج ‪ ،‬وقررا أن يرحلا بأهلهما ومن‬ ‫تبعهما من الجند والناس الى ساحل شرقي افريقيا © فركبوا السفن‬ ‫جميعا وأبحروا الى هذا الساحل ونزلوا في لامو شمال ممبسة ! حيث‬ ‫وجدوا بها عددا من المستقرين العرب وعددا من الفارين من بطش‬ ‫الحجاج بعد هزيمة ابن الأشعث ‪ ،‬وحيث الأرض خصبة والطبيعة‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 87‬م‪, ‎‬‬ ‫‪.97‬‬ ‫(‪)١١٦‬‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫جميلة ‪ .‬حتى بدت هم المنطقة وكأنها الفردوس ‏<({{‪ . &١٨‬ويحتمل‬ ‫أن يكون سعيد وسليمان ومن معهما قد نزلوا على وجه التحديد‬ ‫في جزيرة بات في أرخبيل لامو حيث ذكر البعض من المؤرخين‬ ‫موقع مدينة حدبو‬ ‫‏‪٦ ٩‬ه‪٦٨ ٩ /‬م (‪ } )١١٨‬أو ف‬ ‫أنها تأسست عام‬ ‫التى أسسوها شمال مدينة ممبسة ‏«‪ . )١٩‬وأيا كان المكان الذي‬ ‫نزلوا فيه ‪ .‬فانه لايتعدى منطقة أرخبيل لامو ‪ ،‬المهم أن هذه‬ ‫الأرستقراطية العربية العمانية الوافدة كانت سببا في ظهور أول‬ ‫وأقدم امارة عربية اسلامية في هذا العصر المبكر من تاريخ الاسلام‬ ‫في مدينة لامو وفي أرخبيلها والمناطق المحيطة ‏({‪ )١٢‬بها حوالي عام‬ ‫‪٨٢‬ه‪/‬‏ ‪٧٠٢‬م‏ أو بعد ذلك بقليل ث وليس قبل ذلك كا ذكرت‬ ‫معظم المراجع ‏(‪. )١٦١‬‬ ‫ومما سهل على سعيد وسليمان اقامة امارتهم أنهم لم يجدوا‬ ‫ملكا أو حاكما يحكم منطقة الساحل أو الجزر التي كانت تكون‬ ‫أرخبيل لامو ‪ ،‬فنزلوها بسهولة ‪ 5‬وبدأوا أولا بتشييد قلعة قوية‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,75‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, .16‬‬ ‫‏‪} ٤٨٤‬‬ ‫‪ :‬الحبر ‏‪ ٤‬ص‬ ‫(‪٧‬ا‪)١١‬‏ ابن حبيب‬ ‫‏‪ ، ٣٩٧‬مجهول ‪ :‬تارخ أهل عمان ‪ ،‬تحقيق د ‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور ©‬ ‫حسن محمود ‪ :‬ص‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ، ٤٧‬سالم السيابي ‪ :‬عمان عبر التاريخ ‪ .‬ج‬ ‫سلطنة عمان ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٠‬م‪،‬‏ ص‬ ‫‏‪. ٢٧‬‬ ‫ص ‏‪ \ ١١٥ _ ٨‬محمد ابو العلا ‪ :‬ص‬ ‫(‪ )١١٨‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪ & ٨٥ ‎‬محمد أبو العلا ‪ :‬ص‪. ٢٧ ‎‬‬ ‫(‪ )١١٩‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪. ٣٧ ‎‬‬ ‫‪. ٤٤‬‬ ‫‪ . ٧‬أحمد حمود المعمري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ {} ٣٢٩٧‬محمد أبو العلا ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١]٠‬حسن‬ ‫‏(‪ )١٢١‬تأسيس امارة لامو عند النقيرة في عام ‪٦٥‬ه‪/‬‏ ‪٦٨٥‬م‏ (ص ‏‪ )٨٥‬إ أما عبدالرحمن زكي (الجغرافيون‬ ‫‪٦٩٦ /٥٨٥‬‬ ‫‏‪ ، )٣٦٠ ، ٣٥٩‬فقد جعلها بين عامي ‏‪٧٧‬‬ ‫والرحالة العرب ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‏م‪ ، ٤٠‬وعند سليمان المالكي (ص ‏‪ ، )١٤‬ومحمد أبو العلا ر(ص ‏‪ )٢٧‬حوالي عام ‪٨١‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ {.٧٠٠.‬‏م‪8 ٤٠٧‬‬ ‫‪٠‬م‏ ‘ وجعلها رويش بين عامي ‪٨١‬ه‪/‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪97.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫انظذآر‬ ‫‪_ ٢.٠٥‬‬ ‫__‬ ‫تحميهم من أي عدوان ‪ ،‬وقام أتباعهم المكونون من نحو ثلائمائة‬ ‫فرد ‪ ،‬ببناء قرية حول هذه القلعة ‪ .‬وكانوا في البداية يعيشون على‬ ‫القنص والصيد وبعض الزراعة ‪ 0‬وبعد ذلك بدأوا في المتاجرة‬ ‫وأصبحو أغنياء في وقت قصير ‪ .‬وبالتدريج انضم اليهم المستوطنون‬ ‫القدامى ‪ .‬ونمت القريةلتتحول الى بلدة أو الى مدينة لم تلبث أن‬ ‫تحولت الى مركز تجاري هام ‏(‪ 3 )١٠٦٦‬كان يعمل فيتجارة الحديد‬ ‫‏(‪. )١!٢‬‬ ‫والذهب والعاج المجلوب من داخل القارة‬ ‫وكان تعامل سعيد وسليمان مع الأفار قاةلقادمين من الداخل‬ ‫بهذه السلع وغيرها لابد أن يؤثر فيهم ‪ ،‬ولابد أنهم سوف يتأً;ثرون‬ ‫بما يشاهدونه من مظاهر الحياة الاسلامية في امارة سليمان وسعيد }‬ ‫ولابد أن بعضهم اعتنق الاسلام حتى تتوثق علاقتهم بحكام الساحل‬ ‫سواء كانوا سعيدا أو سليمانا أو غيرهما ‪ 0‬حتى تزداد تجارة الداخل‬ ‫ورودا الى الساحل وتجد سهولة في الوصول وثقة في عمليات البيع‬ ‫‏(‪ )١٦٤‬إ‬ ‫والشراء‬ ‫وقد عضد من عملية انتشار الاسلام في منطقة أرخبيل لامو‬ ‫ان عمليات الزواج المختلط انتشرت بين القادمين الجدد وبين النساء‬ ‫الافريقيات © نظرا لأن هؤلاء المهاجرين لم يكن معهم الا عدد‬ ‫بسرعة‬ ‫محدود من النساء العربيات © وبدا المجتمع الجديد ينمو‬ ‫لامو ‪.‬‬ ‫وتطورت الامارة التي أقاموها والتي كانت تسمى امارة‬ ‫المستمر‬ ‫نتيجة لحكمة سليمان وشجاعة سعيد ‪ .‬ومن خلال الزواج‬ ‫الدماء‬ ‫بالمواطنات الافريقيات بدأت الكتلة العربية تختفي وامتصتها‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. 57‬م‬ ‫‪67,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .6‬م ‪,‬‬ ‫‏(‪()١٦!٢‬‬ ‫‪. ١٦٨‬‬ ‫(‪ )١٦٤‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤٩‬‬ ‫(‪ )١٢٢‬دافدسون ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٠٦‬‬ ‫ء‬ ‫في‬ ‫سر‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫وقليل‬ ‫فقط‬ ‫و نجح البيت الحا ك‬ ‫بالتدريج ‪.‬‬ ‫المحلية‬ ‫نساء عربيات‬ ‫الاحتفاظ بنقائهم العنصري لبضعة أجيال }لأن‬ ‫باهظة‬ ‫بأ سعار‬ ‫يجلبن لهم على يد التجار‬ ‫كن‬ ‫غير افريقيات‬ ‫وبناث‬ ‫نظرا لجمالهن ‪ ،‬فقد دفع ابن سليمان مائة من ذكور الرقيق الأقوياء‬ ‫بدات‬ ‫الهجرة الحلندانية وبين الافريقيات ‪ .‬فان دماء هؤلاء العرب‬ ‫اصبحوا‬ ‫‪2‬‬ ‫أو لاهما‬ ‫‪:‬‬ ‫نتيجتان‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫ونتج‬ ‫وتضعف‬ ‫تنحل‬ ‫غير عمان‬ ‫أو من‬ ‫عمان‬ ‫من‬ ‫قادمة‬ ‫أخرى‬ ‫هجرة‬ ‫لأي‬ ‫سهلة‬ ‫فريسة‬ ‫للثروة‬ ‫نتيجة‬ ‫والترف‬ ‫الرفاهية‬ ‫بينهم حياة‬ ‫انتشرت‬ ‫بعل أن‬ ‫وخاصة‬ ‫الثانية‬ ‫والنتيجة‬ ‫‪6‬‬ ‫‏(‪)١٢٥‬‬ ‫بالتجارة‬ ‫اشتغالم‬ ‫وراء‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫المتدفقة‬ ‫هي ازدياد عمليات التحول الى الاسلام بين الأفارقة ‪ ،‬بعد أن صاروا‬ ‫‪.‬‬ ‫تجارية كبيرة‬ ‫‘ ومشاركين فهم في عمليات‬ ‫العرب‬ ‫لهؤلاء‬ ‫اصهارا‬ ‫ورغم ما أصاب هذه الامارة الجلندانية من ضعف فان‬ ‫قادمين جدد صبوا دماء جديدة في شرايين هذه الامارة ‪ .‬وان كان‬ ‫كان‬ ‫‏(‪ . )١٦٦‬ومهما‬ ‫كبيرا‬ ‫يكن‬ ‫الجدد‬ ‫القادمين‬ ‫هؤلاء‬ ‫عدد‬ ‫التاريخية البارزة‬ ‫و سعيد كانا من الشخصيات‬ ‫سليمان‬ ‫القول ‪ .‬فإن‬ ‫التي أحدثت تغييرا في تاريخ هذه المنطقة ‪ ،‬يتبين هذا بقوة من الاثار‬ ‫في بات ولامو حيث يستطيع المرء أن برى‬ ‫الصادقة التي وجدت‬ ‫كا تظهر عظمتهم من الخخطوطات وكتب التاريخ التي دونها آهل‬ ‫ومستقلة‬ ‫الاثار‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫أحدث‬ ‫وهي بطبيعة الحال‬ ‫}‬ ‫عمان‬ ‫‪ :‬ی‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. .76‬م ‪,‬‬ ‫‏(‪()١٢٥‬‬ ‫‪, . .67‬‬ ‫(‪()١٦٦‬‬ ‫‪٢٠٧‬‬ ‫‪‎‬عهباا(‪. )١‘١‬‬ ‫الحاج سعيد‬ ‫وقد استطاع حفيد لهؤلاء المؤسسين ويسمى‬ ‫أن يؤلف في بداية القرن الثامن للميلاد حكومة تقوم على أساس‬ ‫من الشورى ‪ ،‬ويذكر صاحب تاريخ لامو كيف أن المهاجرين‬ ‫الذين كانوا قد قدموا من قبل من الشام والهند وأقاموا بمدينة‬ ‫حدبو } وأهل مدينة ديوني الذين كان عددهم يزيد عن عشر الاف‬ ‫من المسلمين المهاجرين ‪ ،‬قد بايعوا سعيدا هذا بالزعامة عليهم |‬ ‫حيث رسم لهم أن تقسم المدينة الى أحياء صغرى “‪ ،‬لكل منها‬ ‫شيخها ‪ ،‬ويقوم مجلس استشاري يتكون من شيوخ هذه الأحياء‬ ‫يشاركه في تحمل المسئولية ‪ 3‬وكان للمواطنين جميعا الحق في ان‬ ‫يلجأ أي واحد منهم الى هذا المجلس طالبا الانصاف اذا مسه أحد‬ ‫‏(‪. )١٦٨‬‬ ‫بسوء‬ ‫الامارة‬ ‫هذه‬ ‫العمانية المتتالية توسعت‬ ‫للهجرات‬ ‫ونتيجة‬ ‫الجلندانية أو هذه الدولة التي أنشأها العمانيون نتيجة لهجرة سليمان‬ ‫وسعيد في أرخبيل لامو ث وتضخم عدد سكانها من العمانيين‬ ‫وغيرهم & وأصبحت 'منتدحا لأهل عمان ‪ 3‬وأصبح أهل عمان‬ ‫يتحملون الى زنجبار (أي ساحل شرق افريقيا) زرافات وجماعات‬ ‫في كل موسم في ذلك العهد ‪ ،‬لعل الله أراد أن يهدي بهما _ أي‬ ‫سليمان وسعيد _ قوما وينشر بهما الدين في تلك النواحي فتدخل‬ ‫‏(‪. )١٢١٩‬‬ ‫الاسلام‬ ‫في‬ ‫‪, . 77.‬‬ ‫(‪)١٦٧‬‬ ‫‏‪ } ٣٩٧‬محمد أبو العلا ‪ :‬ص ‏‪ |} ٣٧‬أحمد حمود المعمري ‪ :‬عمان وشرق‬ ‫‏(‪ )١٦٨‬حسن محمود ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٤٤‬‬ ‫افريقيا ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏‪. ١٦١ _ ١٥‬‬ ‫‏‪ ٦٢‬ص‬ ‫‏(‪ )١٦٩‬سالم السيابي ‪ :‬عمان عبر التاريخ ى ج‬ ‫‪٢٠٨‬‬ ‫وهذا هو ماحدث ك‪ ،‬فقد اعتنت هذه السلطنة أو هذه‬ ‫الامارة وغيرها من السلطنات والامارات الأخرى التي أقامها العرب‬ ‫أو الفرس بانشاء المدارس الدينية لتحفيظ القرآن وتعلم أصول الدين‬ ‫والشريعة واللغة العربية ‪ .‬وكان بها عدد لاباس به من القضاة‬ ‫والفقهاء والعلماء الذين كانوا من أبنائها أو من الذين كانوا يشدون‬ ‫اليها الرحال من سائر أنحاء العالم الاسلامي للدعوة الى الاسلام ©‬ ‫وكانت هذه الامارات نفسها ترسل الدعاة لنشر الاسلام بين‬ ‫الافارقة ‏(‪ )١٢٠‬الذين اعتنقوا الاسلام في هدوء وعلى مراحل زمنية‬ ‫طويلة ‪ 6‬لأن الدعوة الى الاسلام كانت دعوة سلمية كا هو شأنها‬ ‫في كل زمان ومكان ‪ ،‬وقد نجحت هذه الدعوة نجاحا كبيرا لأن‬ ‫هؤلاء الأفارقة وجدوا في الاسلام دينا يتلاءم مع كثير من عناصر‬ ‫حياتهم ‪ 3‬ويعطيهم الوحدة الدينية والاجتاعية ويرفع من شانهم ©‬ ‫ويعطيهم الشعور بالعزة والفخر } ويجعلهم أعضاء في جماعة اسلامية‬ ‫كبيرة وعالم اسلامي واسع ‏©«<{‪ . 0٨٢٢‬وبتوالي الهجرات توالت‬ ‫الانتصارات ‪.‬‬ ‫ب _ هجرة الحرث وسلطنتهم في مقداشو وأنرها في‬ ‫_‬ ‫الاسلام‬ ‫بشر‬ ‫الربعة‬ ‫الأخو ة‬ ‫( مثل هجرة‬ ‫الأخرى‬ ‫نتيج ةه لتوالي المجرات العمانة‬ ‫‪. ١٦٨‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫النقرة‬ ‫(‪ )١٢٠‬محمد‬ ‫‪ :‬س‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫حا‬ ‫‪0‬‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ .14‬م ‪8691,‬‬ ‫(‪()١٢١‬‬ ‫‪٢٠٩‬‬ ‫من قبيلة الحارث العربية العمانية الأصل من منطقة الأحساء الى‬ ‫شرقي افريقيا ‪ .‬ورغم أن هؤلاء الاخوة ومن تبعهم هاجروا من‬ ‫وعن‬ ‫عنهم‬ ‫نتحدث‬ ‫أن‬ ‫رأينا‬ ‫فاننا‬ ‫}‬ ‫عمان‬ ‫من‬ ‫وليس‬ ‫الاحساء‬ ‫هجرتهم ‪ .‬وقبل هذا الحديث لابد أن نحسم قضية هامة ‪ 3‬وهي‬ ‫هل هؤلاء الحرث عمانيون أصلا حتى نخصهم بحديث ‪..‬؟ أم أنهم‬ ‫كانوا من غير عمان فلا نلقي بالا اليهم & لان الحديث عنهم سوف‬ ‫يكون خروجا على الموضوع ‪..‬؟ واذا كانوا من عمان فكيف‬ ‫وصلوا الى الاحساء ‪...‬؟ومتى ‪..‬؟ وكيف تركوها الى ساحل شرقي‬ ‫مايستبين‬ ‫وأول‬ ‫‪.‬‬ ‫بيان‬ ‫ال‬ ‫نحتاج‬ ‫أسئلة‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ولماذا‬ ‫افريقيا ‪ ..‬؟‬ ‫امتدادا‬ ‫وأمم كانوا‬ ‫ث‏‪١5‬‬ ‫عمان‬ ‫فعلا من‬ ‫كانوا‬ ‫ل‬ ‫هؤلاء‬ ‫لنا هو أن‬ ‫ولاز الت‬ ‫أو بطنا من بطون قبيلة الحارث التي كانت تعيش في عمان‬ ‫إما‬ ‫(بضم الحاء(‬ ‫الحرث‬ ‫أو‬ ‫‪ .‬وبنو الحارث‬ ‫الآن‬ ‫فيها حتى‬ ‫موجوده‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫بني الحارث‬ ‫من‬ ‫الأزد ذففى عمان‬ ‫ال‬ ‫اغهم ينتمون‬ ‫من أزد‬ ‫بن اليحمد‬ ‫بن كعب‬ ‫‏(‪ } )١٧٢٦‬أو من بني الحارث‬ ‫فهم‬ ‫شنؤة الذين سكنوا المنطقة الشرقية بعمان ”“؟‪)٠‬‏ & وإما أنهم‬ ‫ينتمون الى قبائل نزارية من غير الازد سكنت عمان وخاصة في‬ ‫الجز الشمالي منها حيث تقع مواطن النزاريين وخاصة من بني‬ ‫ناجية من ولد سامة بن لؤي والذين كانوا يكونون أقوى القبائل‬ ‫من غير الأزد في عمان ‏(‪. )١٢٤‬‬ ‫والحقيقة أنه لايمكن التمييز بين حرث نزار وحرث الأزد‬ ‫‏‪. ٢٠٨‬‬ ‫‏‪ © ٢٢٠‬حميد بن رزيق ‪:‬الصحيفة القحطانية ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏(‪ )١٣٦٢‬خليفة بن خياط ‪:‬الطبقات ث ص‬ ‫‪. ١٤٦‬‬ ‫‪ | ١١٤‬العنوان‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٩٠‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫الأعيان‬ ‫(‪ )١٣٣‬سا غ السيابي ‪ :‬اسعاف‬ ‫‪ :‬ا‬ ‫ا ‪7‬‬ ‫ا ع ‪ 0‬ها‬ ‫م !‬ ‫‘ ن ‪.‬‬ ‫‏)‪\( ٣٤‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ن‬ ‫‪ 0‬مح‬ ‫ع ‘'‪,‬ن حا‬ ‫‪, \. 5, . 041.‬ل‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫ي عمان لتداخل بعض القبائل في بعضها ‪ 0‬وقد عد القلقشندي‬ ‫مانية وعشرين بطنا كلهم يسمون بني الحارث بعضهم ينتمي‬ ‫‘ وباقيهم ينتمي الى‬ ‫وعددهم خمسة عشر‬ ‫القحطانية‬ ‫الى‬ ‫الحارث وحدهم ‪8‬‬ ‫العدنانية ‏(‪. )١٢٥‬و لم يكن هذا التعدد فيبني‬ ‫بل وقع في غيرهم أيضا ‪ 3‬مثل بني فهم } فقد عد منهم القلقشندي‬ ‫ثلاثة بطون © هم بنو فهم & بطن من لخم من القحطانية ‪ ،‬وبنو‬ ‫فهم بطن من شنوعءة من الأزد من القحطانية أيضا ‪ ،‬وبنو فهم بطن‬ ‫من قيس عيلان من العدنانية أو النزارية ‏(‪ . 0١٢٦‬وكذلك بنو‬ ‫عوف بن سعد بن ذبيان بعمان ‪ ،‬فقد كانوا متداخلين في الأعواف‬ ‫عيلان ‪ 3‬وعوف‬ ‫قيس‬ ‫وائل ‏‪ ٤3‬وعوف‬ ‫عوف‬ ‫العمانية ‪ .‬فهناك‬ ‫الأزد ؤ ويعسر التفريق بينهم لدخول بعضهم في بعض ‏(‪. )١٢١‬‬ ‫ويشير مايلز ونور الدين السالمي الى أن بني الحارث كانوا‬ ‫يسكنون الباطنة وما بين صحار ودبا ‪ .‬وكانوا مؤيدين لزعماء‬ ‫النزاريين في صراعهم مع المنية في عمان ‏(‪ ، )١٢٨‬كا يشيران أيضا‬ ‫الى وجود الحرث في ابراء بالمنطقة الشرقية بعمان ‪ ،‬والى أن هؤلاء‬ ‫الحرث تعرضوا لهجوم من الجلنديين وذلك في اطار الصراع بين‬ ‫‏‪١ ٤٥‬ه‪٧٦٢ /‬م (‪} )١٦٩‬‬ ‫النزاريين وبين البمنيين في عمان في عام‬ ‫تعرض حرث الباطنة ومن معهم من النزاريين للهجوم من قبل‬ ‫قوات الامام عزان بن تميم في شوال من عام ‪٢٧٨‬ه‪/‬‏ ‪٨٩١‬م‏ في‬ ‫(‪ )١٢٥‬نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ث ص‪. ٥٨ _ ٥٤ ‎‬‬ ‫‪. ٢٥٤ _ ٢٥٢٣‬‬ ‫(‪ )١٣٢٦‬المصدر السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٩١‬‬ ‫الأعيان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٣٧‬سا ل السيابي ‪ :‬اسعاف‬ ‫‪. ٨٨ } ٧٦‬‬ ‫(‪ )١٣٨‬نورالدين السالمي ‪ :‬تحفة الاعيان ‪ .‬ج‪ ١ ‎‬ص‪ ، ١٠٨ _ ١٠٧ ‎‬مايلز ‪ :‬الخليج ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٢٩‬المصدرين السابقين ونفس الصفحات‪. ‎‬‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫اطار النزاع النااشب بينهم وبين زد عمان ‪ 3‬فحلت بهم هزيمة كبيرة‬ ‫ي ذلك العام في موقعة تسمى موقعة القاع (‪-‬ث') ‪ .‬ويشير مايلز‬ ‫الى أن النزاريين كانوا مرغمين الى الخروج من عمان قبل ذلك‬ ‫بخمس سنوات عقب موقعة وادي تنوف عقب عزل الامام الصلت‬ ‫بن مالك في عام ‪٢٧٢٣‬ه‪/‬‏ ‪٨٨٦‬م‏ (( ‏‪. 0١٤‬‬ ‫‪١٤٥‬ه‏ ‪ }8©“ .‬وعام‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫الذين هزموا‬ ‫الحرث‬ ‫كان‬ ‫وسواء‬ ‫‏‪ ٢‬ه ‘ وعام ‪٢٧٨‬ه‏ من الأزد أم من النزارية } فانه لايستبعد‬ ‫أمام هذه الهمزائمم المتكررة أن يرحل بعضهم الى الاطراف الشمالية‬ ‫الغربية من عمان وأن يستقروا في منطقة الاحساء بعيدا عن هذا‬ ‫الصراع الدامي ‪ ،‬وإن كنا لانعرف تاريخا لهذه الهجرة على وجه‬ ‫التحديد ‪ ،‬وإن كان نور الدين السالمي ومايلز يقولان إن أحداث‬ ‫عمان التي تطورت وأدت الى استقدام محمد بن نور عامل البحرين‬ ‫بقواته الى عمان عام ‪٢٨٠‬ه‪/‬‏ ‪٨٩٣‬م‏ ‪ 0‬قد أدت الى فرار بعض‬ ‫العائلات العمانية الثرية الى هرمز والبصرة وشيراز وشرقي‬ ‫افريقيا (‪٦‬ث‪)١‬‏ ‪ .‬ولعل هذه الهجرة سبقتها هجرات ‪ 0،‬ولعل بعض‬ ‫العائلات توقف في طريقه الى البصرة في منطقة الأحساء واستقر‬ ‫فيها ‪ .‬ولعل من بين هذه العائلات بعض الحرث & وإن كان وجود‬ ‫الحرث في هذه المنطقة _ أقصد منطقة الأحساء والمنطقة التي تقع‬ ‫شمالها حتى البصرة يرجع الى ماقبل ظهور الاسلام ‪ ،‬اذ يخبرنا ابن‬ ‫لبني الحارث وقعة مع بني تمم في الجاهلية في يوم‬ ‫دريد بانه كانت‬ ‫مايلز ‪ :‬الخليج ‪:‬‬ ‫‪،©.٦٢٥٣‬‬ ‫‏‪٢٥١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫ج‬ ‫‏(‪ )١٤٠‬نورالدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان‪:‬‬ ‫ص‪. ٨٩ _ ٨٨ ‎‬‬ ‫‪. ٨٦‬‬ ‫(‪ )١٤١‬الخليج ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٩٥‬‬ ‫‪ |، ٢٥٩‬مايلز ‪ :‬الخليج ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٦٢‬نورالدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫يعرف بيوم الكلاب الثاني ‪ 0‬والكلاب (بضم الكاف) موضع‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‏(‪(١٤٣‬‬ ‫والبصرة‬ ‫المامة‬ ‫بن‬ ‫بالدهناء‬ ‫والى جانب الصراع الداخلي بين النزارية والمنية الذي حدث‬ ‫ي عمان خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة وأدي اللى هجرة‬ ‫بعض الحرث الى منطقة الأحساء ‪ ،‬يبدو أن النواحي المذهبية كان‬ ‫لها أيضا دخل في هذه الهجرة ‪ .‬ذلك أن الحرث وحسب فهمنا‬ ‫لهذه الأحداث لم يكونوا على مذهب الغالبية العمانية ‪ ،‬وهو المذهب‬ ‫ضد‬ ‫الى النزاريين في صراعهم‬ ‫الاباضي ‪ 4‬ولعل انضمام الحرث‬ ‫لهنائيين والأزد عامة في عمان دليل على أنهم كانوا سنة ‪ ،‬فاذا كان‬ ‫الحرث من النزاريين أساسا } فهم سنة على وجه التاكيد لان معظم‬ ‫النزارية في عمان يتبنون هذا المذهب & وإن كانوا من الازد فان‬ ‫انضمامهم للنزاريين دليل على ان انتاءهم للمذهب الأباضي كان‬ ‫انهاء شكليا ‪ 5‬أو يدل على أنهم كانوا غير أباضية في الأساس ‪ 3‬اذ‬ ‫‪ .‬فبنو‬ ‫سنة‬ ‫النزارية‬ ‫كل‬ ‫اباضية ث كا أنه ليس‬ ‫الأزد‬ ‫ليس كل‬ ‫الجندى _ على سبيل المثال _ وهم من صمم الأزد ‪ ،‬لم يكونوا‬ ‫أباضية ‪ ،‬انما كانوا سُنة ‏(‪ . )١٤٤‬وعلى ذلك فان بني الحارث عندما‬ ‫هاجروا من شمال عمان الى منطقة الأحساء كانوا على مذهب السنة‬ ‫في الغالب ‪ ،‬أو كانوا على مذهب الأباضية ثم غيروا مذهبهم هذا‬ ‫نتيجة لظروف سياسية واجتاعية قابلتهم في موطنهم الجديد & وهو‬ ‫مايفسر عدم قيام هؤلاء الحرث بنشر المذهب الأباضي في منطقة‬ ‫شرقي افريقيا عندما هاجروا اليها وبعد استقرارهم فيها ‪.‬‬ ‫‪. ٢١‬‬ ‫(‪ )١٤٣‬الاشتقاق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٦٤‬‬ ‫(‪ )١٤٤‬مايلز ‪ :‬الخليج‪ ٤ ‎‬ص‪ ، ٨٤ ‎‬نورالدين السالمي ‪ :‬تحفية الأعيان ‪ .‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢١٢٣‬‬ ‫وقد ساعدهم لعى هجرتهم الى الأحساء قبل هجرتهم الى‬ ‫شرقي افريقيا أن حدود عمان كانت تمتد الى مشارف الأحساء‬ ‫والبحرين وقطر في ذلك الحين (ثغ‪)١‬‏ & بل إن هناك من يقول بأن‬ ‫"عمان والبحرين كانا مصرا واحدا فايلقديم ‪ ،‬والمراد بالبحرين‬ ‫عندالفقهاء فنبهوا عليه في اثارهم ‘ فقالوا‬ ‫الأحساء ‘ واشتهر ذلك‬ ‫بسمو طها عن البحرين ‪ .‬لأن‬ ‫يقضي‬ ‫صحار‬ ‫ؤي‬ ‫ان اقامة الجمعة‬ ‫فقد‬ ‫ذلك‬ ‫رأي راء غير‬ ‫المصر الواحد ‪ 0‬وإن‬ ‫لاتتعددد في‬ ‫الجمعة‬ ‫أخطأ } ولاعبرة بتجزئة هذه البلاد وبالدويلات الحالية والامارات‬ ‫الخليجية ‪ ...‬فذلك لا يغير من أصل وضع التاريخ الطبيعي ‪8‬‬ ‫والتاريخي نفسه شاهد على ذلك‘““ (‪٦‬ؤ‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫وحقيقة كانت عمان قبل ظهور الاسلام تمتد حدودها‬ ‫تتداخل مع حدود البحرين بمفهومها القديم الذي كان يشمل‬ ‫الاحساء ‪ 0‬وكان ملك عمان قبل الاسلام يمتد نفوده السياسي اأحيانا‬ ‫ليشمل البحرين ‏"‪ ١٤‬و‪.‬عند ظهور الاسلام أرسل النبي (عية)‬ ‫يقول فيه ؛” من محمد رسول‬ ‫الى أهل عمان منها كتاب‬ ‫عدة كتب‬ ‫الله لعباد الله الأسديين ملوك عمان وأسد (أزد) عمان ومن كان‬ ‫منهم بالبحرين ‪ .....‬الحث ‏(“‪ 3 )١٤‬وترد الاشارة أيضا الى وجود‬ ‫فايلبحرين عند النويري ‏(“‪ & )١٤‬مما يدل على أن أزد عمان‬ ‫"‬ ‫كان لهم وجود في البحرين القديمة كمهاجرين أو مقيمين أو تجار‬ ‫‪. ٦١٢٢‬‬ ‫‪ & ٣٨‬ابن خلدون ‪ :‬ج‪ ٢٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٥‬البكري ‪ :‬جزيرة العرب ‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٦‬سالم السيابي ‪ :‬العنوان ‪ :‬ص‪ ، ٩ { ٨ ‎‬محمد السالمي وناجي عساف ‪ :‬عمان تاريخ يتكلم‪3 ‎‬‬ ‫‪. ١٧‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٧‬العوتبي ‪ :‬الأنساب ‪ :‬ج‪ !٢ ‎‬ص‪. ٢٤٦ ‎‬‬ ‫(‪ )١٤٨‬القلقشندي ‪ :‬صبح الاعشي ‪ :‬ج‪ ٦ ‎‬ص‪. ٢٨٠ ‎‬‬ ‫‪. ٩٥٥‬‬ ‫‪ ٢١‬ص‪‎‬‬ ‫الارب ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )١٤٩‬نهاية‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫منذ عصر الرسول () وفيما تلى ذلك من عصور ‪ .‬ولذلك‬ ‫فان عمان كانت تدخل في عصر الخلافة الراشدة وفي عصر الدولتين‬ ‫الأموية والعباسية مع البحرين القديمة } ومع البمامة والبصرة ‪ ،‬تحت‬ ‫حكم وال واحد يعينه الخليفة ‏‪ . ١٢٠‬ولذلك فإن تحركات بعض‬ ‫بطون قبيلة الحارث من عمان الى منطقة الأحساء كان أمرا عاديا‬ ‫وطبيعيا جدا تحت ظل هذا الحكم المشترك & وفي ظل هذه الحدود‬ ‫تتصل‬ ‫بين عمان وهذه البلدان ‪ .‬اذ كانت عمان‬ ‫غير الفاصلة‬ ‫‪ ،‬وان‬ ‫خلفها بحريا وبريا دون عائق طبيعي أو جغرافي‬ ‫بالبحرين وما‬ ‫الرمال‬ ‫البحري كان هو الطريق المفضل بسبب غلبة‬ ‫كان الطريق‬ ‫هذا‬ ‫البري وبسبب تنازع القبائل المقيمة حول‬ ‫على الطريق‬ ‫‏(‪. )١١١‬‬ ‫الطريق‬ ‫يضاف الى ذلك أن منطقة الأحساء وعمان تعرضت في‬ ‫الفترة التي هاجر فيها الحرث من الأحساء الى شرتي افريقيا لظروف‬ ‫تاريخية واحدة أو على الاقل متشابهة ‪ .‬ففي الاحساء تعرض الحرث‬ ‫هناك لاضطهاد القرامطة } نظرا لأن الحرث كانوا في الغالب سنة‬ ‫وكان القرامطة شيعة متطرفين أو يدعون أنهم شيعة ‏("‪ . )'٨‬وفي‬ ‫عمان تعرض أهلها أيضا لاضطهاد وغزو القرامطة عدة مرات ©‬ ‫كانت أولاها قبيل نهاية القرن الثالث للهجرة © وهي الفترة التي‬ ‫هاجر فيها الحرث الى شرقي أفريقيا ‪ .‬ففي ذلك الوقت سيطر‬ ‫‏(‪ )١٥٠‬الطبري ‪ :‬ج ‏‪ ٤‬ص ‏‪ . ٤٧٩‬ج ‏‪ ٥‬ص ‏‪ .٦٢١٧‬ج ‏‪ ٧١‬ص ‏‪ . ٤٦٥ ، ٤٦٠ . ٤٥٩‬ج ‏‪٨‬‬ ‫ص‪ ، ١٦٦١ . ١٦٣ “. ١٥١ . ١٤٩ . ١٣٤ ‎‬ابن الاثير ‪ :‬ج‪ ٦٢ ‎‬ص‪ . ٥٠٠٨ { ٤٤٩ ‎‬ج‪٦١ ‎‬‬ ‫‪. ٤٦١‬‬ ‫‪{ ٤٥٠١٠‬‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫‪، ١٦١‬‬ ‫‪ ٥‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪ . ١٠٩‬ابن خلدون‬ ‫‪. ٩٤‬‬ ‫‪. ٤٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦١‬‬ ‫‪ |، ٤٦‬الادريسي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ، ٢٦‬البكري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٥١‬الاصطخري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪. .98‬م‪, ‎‬‬ ‫(‪()١٥٦‬‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫__‬ ‫فيما بعد‬ ‫‪ ،‬كا سيطروا على معظمها‬ ‫القرامطة على جزء من عمان‬ ‫‏(‪. )١٠٣‬‬ ‫الرابع للهجرة‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الاول‬ ‫فترات النصف‬ ‫بعض‬ ‫ف‬ ‫هم‬ ‫والحرث‬ ‫‪.‬‬ ‫‘ والمنطقة واحدة‬ ‫التاريخية واحدة‬ ‫فالظرو ف‬ ‫حرث عمان في الاصل ‪ ،‬و لم تكن هجرتهم الى شرقي افريقيا هي‬ ‫مما يعرف‬ ‫مرات‬ ‫المنطقة عدة‬ ‫هذه‬ ‫ال‬ ‫هاجروا‬ ‫)& فمد‬ ‫الوحيدة‬ ‫الهجرة‬ ‫الآن بسلطنة عمان © وذلك في العصور الوسطى والحديثة ‏‪. ١٥٤‬‬ ‫أما هجرتهم التى نقصدها بهذا الحديث الآن فقد وقعت بين عامي‬ ‫‪٢٩١‬ه‪/‬‏ ‪٩٠٣‬م‏ ‪٣٠١ ،‬ه‪/‬‏ ‪٩٦٩١٣‬م‏ بسبب اضطهاد القرامطة لهم‬ ‫الذين كانوا‬ ‫السود‬ ‫الزنو ج او الجنود‬ ‫من‬ ‫ما سمعوه‬ ‫قلنا ‪ 0‬وبسبب‬ ‫ك‬ ‫من خيرات‬ ‫الجديدة‬ ‫يو جد في الارض‬ ‫كان‬ ‫جيش القرامطة عما‬ ‫سعيد‬ ‫حققه‬ ‫عما‬ ‫مسامعهم بطبيعة الحال‬ ‫ال‬ ‫ولما وصل‬ ‫وتمار ئ‬ ‫الجلنديان في بلاد المح بعد هجر تهما اليها من نجاح ‪ 0‬مما‬ ‫وسليمان‬ ‫دولة‬ ‫او‬ ‫وطن‬ ‫اقامة‬ ‫بنية‬ ‫اليها‬ ‫البقعة للهجرة‬ ‫هذه‬ ‫يختارون‬ ‫جعلهم‬ ‫لهم هناك مقتفين أثر سعيد وسليمان (“٭‪)١٧‬‏ ‪.‬‬ ‫وتحقيقا لهذه الأهداف قام سبعة اخوة من الحرث على رأس‬ ‫والمهاجرين‬ ‫بالمحاربين‬ ‫ضخمة مليئة‬ ‫سمن‬ ‫ثلاثة‬ ‫ف‬ ‫عشيرتهم ئ واتوا‬ ‫الاخرين الذين تركوا الاحساء ونزلوا بعد رحلة بحرية طويلة على‬ ‫وقت قصير ‏‪٠‬‬ ‫الساحل خلال‬ ‫هذا‬ ‫‘ واحتلوا‬ ‫بالصومال‬ ‫ساحل بنادر‬ ‫واجهتهم مشكلة‬ ‫فقد‬ ‫سنة‬ ‫© ولما كانوا‬ ‫مبسة‬ ‫نفوذهم حتى‬ ‫ومدوا‬ ‫هجرة‬ ‫سابقة ‪ .‬هي‬ ‫السكان الموجودين الذين كانوا يمثلون هجرة‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. .89‬م ‪,‬‬ ‫‏‪6 ١٤٩‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ (١٥٢٣‬الأسطخري‬ ‫‏(‪ )١٥٤‬المغيري ‪ :‬ص ‏‪ 0 ١٩١‬كوليت جراند ميزون ‪ :‬هجرات الحرث الى أواسط القارة الافريقية‬ ‫‪. ١٤‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ ٩٨٤‬ام ‪ .‬ص‬ ‫} وزارة التراث { ثنة‬ ‫مسقط‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, . .90‬‬ ‫‏(‪(١٥٥‬‬ ‫‪٢١٦‬‬ ‫الشيعة الزيدية ‪ 3‬وقد قاوم هؤلاء الزيدية المهاجرين الجدد حسيا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫قلاعهم‬ ‫وهدموا‬ ‫عليهم‬ ‫تغلبوا‬ ‫الحرث‬ ‫ولكن‬ ‫المقاومة ئ‬ ‫و سعتهم‬ ‫واستولوا على مستوطناتهم } واجبروهم على التحرك الى داخل اودية‬ ‫على‬ ‫جديدة‬ ‫مدنا‬ ‫الحرث‬ ‫وبنى‬ ‫شبيلي ‪.‬‬ ‫والويبي‬ ‫جوبا‬ ‫نهري‬ ‫الساحل © وأسسوا دولتهم هناك ‏«`‪. 0١١‬‬ ‫وقد كانت مقدشو أول مدينة عربية بناها الحرث على ساحل‬ ‫عام‬ ‫حوالي‬ ‫براو ة‬ ‫مدينة‬ ‫} وتلتها‬ ‫(‪)١٠٧‬‬ ‫‪٩‬م‬ ‫‏‪. ٧‬‬ ‫‏‪ ٢ ٩٥‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫بنادر‬ ‫‏({“{‪ } )٠‬وبنوا أيضا مدينة ثالثة هي مركة &‬ ‫‪٣٦٥‬ه‪/‬‏ ‪٦٠٧٥‬م‬ ‫و النجا‬ ‫مثل قرفاو ة ئ‬ ‫اخرى‬ ‫الى مواضع ومدنا‬ ‫المصادر‬ ‫وتشير بعص‬ ‫دلتا‬ ‫‘ وشاكة قرب‬ ‫ماندا } وأعوزي‬ ‫جزيرة‬ ‫ف‬ ‫وبذونة ‪ 0‬وماندا‬ ‫نهر تانا ‪ 7‬كا ظهرت في عهدهم مدن جليب وكندر شيخ وجزيرة‬ ‫متفاوتة }‬ ‫في سنوات‬ ‫المدن‬ ‫هذه‬ ‫الحرث‬ ‫‏(‪ . )١٥٩‬بني‬ ‫دار شيخ‬ ‫فترات العصور الوسطى ‪ ،‬فكان حكام سلطنة مقدشو عند قدوم‬ ‫البرتغاليين من سلالة الحرث أي سلالة الاخوة السبعة الذين‬ ‫الى‬ ‫اسسوها ‪ 3‬بل إن فيها حتى اليوم سبع عشائر تعود باصوها‬ ‫الاخوة السبعة ‪ ،‬كما آن براوة كانت في القرن السادس عشر للميلاد‬ ‫يحكمها اثنا عشر شيخا يعودون باصولهم الى هؤلاء الاخوة السبعة‬ ‫أيضا ‏({‪. )١٦٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,6‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.85‬‬ ‫‪|} ٨٥‬‬ ‫‏‪[| ٨٤‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١٥٩٦‬جيان‬ ‫‏‪ ، ٤٣٦‬يجعل بناء مقدشو في عام ‪٢٩٦‬ه‏ ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٥٧‬جيان ‪ :‬ص ‏‪ |، ٩٤‬آدم متز ‪ :‬ج ‏‪ !٢‬ص‬ ‫‏‪. ٨٥‬‬ ‫‏(‪ )١٥٩٨‬جيان ‪ :‬ص‬ ‫‪. ١٨٤‬‬ ‫‪ } ٣٩٨‬جيان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٥٩‬حسن محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ح‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .58‬م ‪,‬‬ ‫‪} ٨٥‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٠‬جيان‬ ‫‪٢١٧‬‬ ‫وفي عهد هذه الأسرة الحاكمة صارت مقدشو سلطنة قوية‬ ‫ذات شوكة ونفوذ على عربان الساحل وعلى المدن التي تحيط بها }‬ ‫الاموال‬ ‫من‬ ‫عليهم كثيرا‬ ‫در‬ ‫‏(‪ } )١٦١‬مما‬ ‫منها الذهب‬ ‫جوا‬ ‫وا ستخر‬ ‫المشيدة‬ ‫المنازل‬ ‫‪ .‬فحلت‬ ‫مقدشو‬ ‫تطوير‬ ‫في‬ ‫منها‬ ‫التي استفادوا‬ ‫ومحل المساكن‬ ‫العربي محل المباني الخشبية [‬ ‫على الطراز‬ ‫بالاحجار‬ ‫من صناعة‬ ‫المتخذة من القش المغطى خجلود الحيوانات والتي كانت‬ ‫المهاجرين الاولين من الزيديين ‏(‪ . )١٦٦‬وقد تعددت الطوابق التي‬ ‫تكونت منها المنازل التي بناها الحرث حتى أصبحت أربعا أو خمس‬ ‫طوابق في عام ‪٨٣٧‬ه‪ /‬‏‪١ ٤٣٣‬م (‪ & )١٦‬كا نمت ثروة مقدشو في‬ ‫عهدهم نموا محسوسا حتى أصبحت هذه المدينة بمثابة عاصمة لجميع‬ ‫البلاد المجاورة ث ومركزا للأقاليم العربية الصغرى التي كانت تمتد‬ ‫وتنتشر على طول الشاطيء ‪ ،‬فكانت جموع الناس ترد على مقدشو‬ ‫الجامع‬ ‫مسجدها‬ ‫ف‬ ‫التي انشعت على الساحل فيجتمعون‬ ‫من المدن‬ ‫على اهمية مركز‬ ‫يدل‬ ‫‏(‪ {3 )١٦٤‬مما‬ ‫الجمعة‬ ‫صلاة‬ ‫يؤدون‬ ‫حيث‬ ‫مقدشو الديني والثقافي عند سكان السواحل جميعا ‪ 0‬حتى اعتبرت‬ ‫هذا‬ ‫عرب‬ ‫على كل‬ ‫وسيدة‬ ‫©‬ ‫كله‬ ‫الزم‬ ‫لساحل‬ ‫النقافية‬ ‫العاصمة‬ ‫‏(©‪ } )١٦‬ولما قامت‬ ‫اليه من قوة ونفوذ‬ ‫لما وصلت‬ ‫الساحل نتيجة‬ ‫المدينة‬ ‫هذه‬ ‫‪ .‬فقد كانت‬ ‫في نشر العروبة والاسلام‬ ‫هام‬ ‫دور‬ ‫به من‬ ‫‏(‪ )١٦١‬جيان ‪ :‬ص ‏‪ ، ٨٥‬أحمد شلبي ‪ :‬موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية } مكتبة النهضة‬ ‫‏‪. ٢٩٥‬‬ ‫‏‪ ٦١‬ص‬ ‫‏‪ ١٩٨٢٣‬م ‏‪ ٤3‬ج‬ ‫المصرية } الطبعة الرابعة سنة‬ ‫‪. ١٨٣‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٦٢‬جيان‬ ‫‪. ٢٥٨‬‬ ‫(‪ (١٦٣‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٨٥ _ ١٨٤‬‬ ‫(‪ )١٦٤‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫& م‪‎‬‬ ‫‪, .0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪©} ٢٧٨‬‬ ‫(‪ ()١٦٥‬أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢١٨‬‬ ‫ي الجنوب وزيلع الصومالية في الشمال أهم منفذين لتياري العروبة‬ ‫والاسلام اللذين اخترقا الصومال الى بقية منطقة القرن الافريقي ©‬ ‫حيث ساد الاسلام معظم هذه المنطقة منذ أمد بعيد ‏(‪. )١٧٦‬‬ ‫ظلت مقدشو منذ انشائها أقوى مدينة على الساحل ‪8‬‬ ‫وعندما وصل الشيرازيون المهاجرون بقيادة حسن بن علي الى هذا‬ ‫الساحل بعد حوالي سبعين عاما من بنائها ‪3‬لم يستطيعوا أن ينزلوا‬ ‫الى‬ ‫جنوبا‬ ‫‪ .‬فاتجهوا‬ ‫أن خطموها‬ ‫يستطيعوا‬ ‫فيبا ك ولم‬ ‫كلوة ‏“‪ 3 )١٦‬و لم يفعلوا ذلك لأن أهل مقدشو كانوا يختلفون‬ ‫عنهم في المذهب & فهم شافعية والوافدون الجدد الشيرازيون كانوا‬ ‫شيعة } بل لما كانت عليه هذه المدينة من قوة وتحصين جعلها صعبة‬ ‫المنال على هؤلاء الوافدين الجدد وعلى غيرهم من الذين أتوا بعدهم‬ ‫‏(‪. )١٦‬‬ ‫من البرتغاليين‬ ‫وبعد ازدهار سلطنة كلوة التي أقامها هؤلاء الشيرازيون في‬ ‫الجنوب والتي أطلق عليها الكتاب الأوربيون اسم امبراطورية الزج‬ ‫في مبالغة مقصودة ‪ ،‬احتفظت سلطنة مقدشو بقوتها ‪ 0‬فكانت هي‬ ‫وكلوة أهم مدينتين على الساحل من القرن العاشر الى الخامس عشر‬ ‫للميلاد ‏(‪ } )٠٦‬و لم تستطع كلوة فيأوج عظمتها أن تتسلط على‬ ‫مقدشو {© و ل يستطع سليمان أعظم حكم كلوة الذي مد سلطانه‬ ‫على كثير من بقاع الساحل أن يتسلط على مقدشو ‏(‘‪ ، )١٧‬بل‬ ‫‏‪ © ١٨٤‬رجب محمد عبدالحليم ‪ :‬العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع‬ ‫‏(‪ )١٦٦‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٧٧ -‬‬ ‫‏‪٦٧‬‬ ‫ونصارى الحبشة ف العصور الوسطى ‪ 3‬دار النهضة العربية ‪ 0‬سنة ‪٩٨٥‬ام‏ } ص‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, . 87.‬‬ ‫‪. ٣٧٩‬‬ ‫‪. ٣٧٨‬‬ ‫(‪ )١٦٧‬المرجع السابق ‪ ::‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٣٩٦‬‬ ‫(‪ )١٦٨‬أحمد شلبي ‪ :‬نفس المرجع ‪ :‬ج‪ ٦ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫& م‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0.‬‬ ‫‪, . 12,‬‬ ‫‪:‬ن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫(‪)١٦٩‬‬ ‫(‪ )١٧٠‬أحمد شلبي ‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ج‪ ٦ ‎‬ص‪. ٣٩٦١ ‎‬‬ ‫‪٢١٩١‬‬ ‫إنه لم توجد مدينة نافست كلوة في الغنى والقوة في منتصف القرن‬ ‫بقوتها بعد ذلك ‏‪١‬‬ ‫احتفظت‬ ‫الرابع عشر للميلاد الا مقدشوالتي‬ ‫بينا هوت كلوة سريعامنذ ذلك التاريخ ‪ ،‬و لم تستعد مركزها حتى‬ ‫قدوم البرتغاليين & في الوقت الذي كانت فيه مقدشو أكبر‬ ‫وأعظم مركز استقرار على الساحل في القرن الخامس عشر‬ ‫(‪٧٢١‬ا‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫للميلاد‬ ‫ورغم ماتعرضت له سلطنة مقدشو من سيطرة قبيلة الأمجل‬ ‫الصومالية قبل قدوم ابن بطوطة اليها حيث كان سلطانها عندما‬ ‫زارها ينتمي الى هذه القبيلة ‪ .‬ويسمى أبابكر بنالشيخ‬ ‫عمر ‏(‪ & )٧٧٢٢‬الا أنه يبدو أن سيطرة هذه الأسرة كان أمرا عارضا‬ ‫بدليل أن البرتغاليين عندما قدموا وجدوا حكامها من أسرة المظفر‬ ‫من بني الحارث الذين أسسوها كا سبق القول ‪.‬ونظرا لطول مدة‬ ‫حكم هذه الأسرة فقد بذلت جهدها في تعريب كثير من القبائل‬ ‫الصومالية وخاصة الساحلية التي دخلت في الاسلام على أيديهم‬ ‫ذلك أن هذه القبائل وخاصة قبيلة الأجران التي كانت مأنهم‬ ‫قبائل الهوية الصومالية والتي كانت تقم فيالأراضي الكائنة بين‬ ‫مجرى الجب الجنوبي والبلاد المعروفة الآن باسم شيلة ‪.‬كانت‬ ‫حسنة © نتيجة لما كانت‬ ‫المظفر الحارثية صلات‬ ‫بأسرة‬ ‫تبرطها‬ ‫تستفيده هذه القبيلة من اتساع نطاق تجارتها مع مقدشو التي كانت‬ ‫أسواقها مفتوحة لم © وكان الأجران هم العنصر الفعال فيى جلب‬ ‫البضائع الواردة على الأسواق العربية الساحلية ‪ ،‬اذ كانوا يمتلكون‬ ‫& م‬ ‫‪, 0.‬‬ ‫‪. ,19 .21‬م ‪,‬‬ ‫‏(‪)١٢١١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٨٠‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏(‪ )١٧٢‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫الجمال التي كانت تسهل فهم الانتقال وتقرب المسافات‬ ‫‏(‪. )١٧٣‬‬ ‫البعيدة‬ ‫ولاشك أن هذه العلاقات التجارية لابد أن تؤتى ثمارها في‬ ‫نشر الاسلام والعروبة بين هذه القبيلة‪:‬وغيرها من القبائل الصومالية‬ ‫التي اتصلت بسلطنة مقدشو الاسلامية التي أكغرت من انشاء‬ ‫المساجد والجوا مع التي بقي لنا منها مساجد عدة & منها مسجد عليه‬ ‫‏‪ ٢٩‬ام ‪ .‬أي قبل‬ ‫كتابة تبين تار يخ تأسيسه وهو سنة ‪٦٣٧‬ه‪/‬‬ ‫مزور ابن بطوطة بها بنحو قرن من الزمان (ث‪)١٢‬‏ ‪ .‬ولعل هذا‬ ‫اللسجد هو مسجد عبد العزيز الذي بني في مقدشو منذ حوالي‬ ‫سبعمائة عام كا أخبرني بذلك بعض أهالي مقدشو حينا زرتها‪ .‬في‬ ‫‪١٩٨٩/٦/٨‬م‏ للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي للدراسات‬ ‫الصومالية بدعوة من سفارة الصومال بالقاهرة تقديرا منها لما قمت‬ ‫به من تأليف كتاب عن الصومال والزيلع ‪ .‬والملفت للنظر أنه‬ ‫يوجد بجوار هذا المسجد بعض المقابر التي تعلوها شواهد مكتوب‬ ‫هذا قبر المرحوم حاج علي محمد شوله المخزومي ز‬ ‫على احداها ‪:‬‬ ‫الاولى ء يوم ربوع‬ ‫جمادي‬ ‫‏‪ ٩٠‬سنة ‪ 3‬كان وفاته شهر‬ ‫وعمره‬ ‫من هذه العبارة‬ ‫ويلاحظ‬ ‫موافق يوليه ‪١٩٦٩‬م‘‘‪..‬‏‬ ‫‏‪ ٩‬ه‬ ‫الحرص على ذكر أداء فريضة الحج والحرص على ذكر النسب العربي‬ ‫مما يدل على مدى تعلق الصوماليين دائما بالعروبة والاسلام ‪.‬‬ ‫وقد زار ابن بطوطة هذه ‪.‬البلاد وأعطانا صورة اسلامية رائعة‬ ‫لما كانت عليه الحياة فيها ‪ 2‬فقد أشار الى كثرة مساجدها والى كرم‬ ‫‏‪. ١٨٤ [| ١٨٣‬‬ ‫‏(‪ )١٧٢٣‬جيان ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ١٨٣‬‬ ‫‏‪ ، ١٨٦‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١٧٤‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫أهلها وحسن استقبالهم للتجار والمحافظة على أموالهم ‏”“‪ } ©١٨٢‬كا‬ ‫أشار الى أن عادة المقدشيين أن يلقبوا سلطانهم بلقب الشيخ © وأن‬ ‫هذا الشيخ يعرف اللسان العربي رغم كونه من الصوماليين المحليين‬ ‫الذين أسلموا ‪ ،‬مما يدل على انتشار اللغة العربية بين الأهالي }‬ ‫للطلبة‬ ‫دار‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫حيث‬ ‫ا‬ ‫الاسلامية‬ ‫الثقافة‬ ‫انتشار‬ ‫وكذلك‬ ‫الدين كثير من العلماء والمشايخ‬ ‫على تعليمهم علوم‬ ‫يقوم‬ ‫الذين كان‬ ‫الذين كانوا بحتلون أسمى مكان ففي سلطنة مقدشو ‏(‪ ، )١٧٦‬مما يدل‬ ‫رويش‬ ‫غزاة كا صورهم‬ ‫الحرث‬ ‫لم يكن‬ ‫وعلى ذلك‬ ‫بل كانوا دعاة حضارة وثقافة ‪ 0‬إذ‬ ‫أو ميرفي ×اطي‬ ‫ح‬ ‫أنهم سيطروا على الساحل من الناحية السياسية والثقافية ‪ 7‬وحولوا‬ ‫سكانه جميعا الى الاسلام ‪ ،‬مما يدل على مدى قوة تأثيرهم السياسي‬ ‫والثقافي والديني ‏(‪ . )١٢٧‬حتى أصبحت مقدشو في عهدهم قبلة‬ ‫أنظار المسلمين على الساحل كله ‪.‬‬ ‫واذا كان للهجرة الجلندانية ثم للهجرة الحارثية هذه الأهمية‬ ‫في تاريخ شرقي افريقيا ‪ 5‬وفي تاريخ انتشار الاسلام هناك ‪ ،‬فارن هناك‬ ‫النباهنة‬ ‫هجرة‬ ‫ل تزد » وهي‬ ‫إن‬ ‫لاتقل أهمية‬ ‫أخرى‬ ‫هجرة‬ ‫العمانيين ‪.‬‬ ‫‪. ٢٧٩‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٧٥‬رحلة ابن بطوطة ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨١‬‬ ‫‪}{“ ٦٢٨٠‬‬ ‫(‪ )١٧٦‬المصدر السابق ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ح‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,78‬‬ ‫‪, :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.822‬‬ ‫(‪()١٧٧‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫في‬ ‫وأثرها‬ ‫النباهفة رسلطنتهم ففيى بات‬ ‫هجرة‬ ‫ج _‬ ‫_‬ ‫‪:‬‬ ‫الاسلام‬ ‫يسر‬ ‫حدثت هذه الهجرة من عمان الى ساحل شرقي افريقيا في‬ ‫أوائل القرن السابع للهجرة‪ /‬الثالث عشر للميلاد حيث كونت‬ ‫سلطنة اسلامية جديدة تولت حكم شطر كبير من هذا الساحل‬ ‫وأفامت سلطنة نبهانية في بات ظلت موجودة حتى عام‬ ‫‏‪ ٦١‬م ‏({‪ . )١٢٨‬والنباهنة قوم من العتيك من الازد في عمان‬ ‫كانوا قد استولوا على مقاليد السلطة هناك بعد أن دبت الفوضى‬ ‫ني البلاد وانقسم العمانيون الى طائفتين متخاصمتين ث وحكم‬ ‫قامت دولتهم‬ ‫خمسمائة عام حيث‬ ‫النباهنة عمان مدة تبلغ حوالي‬ ‫‪ ١ ١ ٢‬‏م‪ ١‬ئ‬ ‫‏‪٥ ٠٦‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫أو‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪١ ٠٦‬‬ ‫‪ . .‬‏‪ ٥‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫هناك‬ ‫دولة‬ ‫قامت‬ ‫عندما‬ ‫للهجرة‬ ‫العاشر‬ ‫القرن‬ ‫نهاية‬ ‫حتى‬ ‫واستمرت‬ ‫اليعاربة في حكم عمان منذ عام ‪١٠٢٤‬ه‪/‬‏ ‪١٦١٥‬م ‏(‪. )١٧٩‬‬ ‫ويبدو أن الدولة النبهانية في عمان قد مرت بأطوار من القوة‬ ‫والضعف بسبب الصراع الداخلي على الحكم ‪ ،‬وكان الطور الأول‬ ‫يشمل مدة قرن من الزمان ‏(‘‪ )٨٨‬انتهي بهجرة أحد ملوك النباهنة }‬ ‫(‪ )١٧٨‬عبد الرحمن زكي ‪ :‬الجغرافيون والرحالة العرب ‪ ،‬بحث ضمن بحوث المؤتمر الجغرافي الاسلامي الأول‪© ‎‬‬ ‫الرياض ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٤‬م ‪ 0‬ج‪ ٣ ‎‬ص‪ ، ٣٦١ ‎‬عبد الله الفارسي ‪ :‬البوسعيديون حكام زنجبار } ترجمة محمد‪‎‬‬ ‫أمين عبدالله ‪ 0‬مسقط } وزاة التراث ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ١٩٨٦ 4 ‎‬ث ص‪. ١٢٤ _ ١٣٢١ ‎‬‬ ‫(‪ )١٧٩‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬الخليج العربي ‪ :‬دراسة لتاريخ الامارات العربية في عصر التوسع الأوربي الأول‪، ‎‬‬ ‫‪ .[ ١٦٦‬محمد السالي وناجي عساف ‪ :‬ص‪ ، ١٤٩ ‎‬سالم‪‎‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م ‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫دار الفكر المربي آ سنة‪‎‬‬ ‫‪. ٢٦٨ }© ٦٥٥‬‬ ‫السيابي ‪ :‬العنوان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٠‬سعيد المغيري ‪ :‬جهينة الأخبار ني تاريخ زنجبار } تحقيق عبدالمنعم عامر آ مصر سنة ‪١٩٧٩‬م & ص‪6 ٩٠ ‎‬‬ ‫‪. ٢٦٥‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫‪ ، ١٢٦‬سالم السيابي العنوان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫جمال زكريا قاسم ‪ :‬الخليج العربي‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٢٣‬‬ ‫وهو على أرجح الأقوال سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني الى‬ ‫ساحل شرقي افريقيا ‪ .‬ولاندري أكانت هذه المجرة فرارا أم‬ ‫اختيارا ‪ 5‬إذ يذكر الدكتور حسن محمود أن هذا الملك تزوج من‬ ‫أميرة سواحيلية هي ابنة اسحاق حاكم بتة (بات) ‪ ،‬ثم نقل بلاطه‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫النبهانية‬ ‫الأسرة‬ ‫وتأً سست‬ ‫افريقيا ‪،‬‬ ‫شرق‬ ‫الى‬ ‫بات ‏(‪ } )١٢٨‬بينا تذكر مراجع أخرى أنه فر من عمان ‏(‪. )١٨٢‬‬ ‫ويبدو أن هذا الفرار كان ناتجا عن صراع داخل الاسرة الحاكمة‬ ‫نفسها ‪ 3‬أو عن صدام بينها وبين القوى السياسية الاخرى التي‬ ‫كانت موجودة على الساحة في عمان أو خارج عمان ‪ .‬وقد استمر‬ ‫هذا الصدام طوال القرن السابع للهجرة فيما تحكيه لنا المراجع عن‬ ‫هجوم أمير هرمز على عمان عام ‏‪ ٠‬‏‪/‬ه‪ ٥٦‬‏م‪ © ٢٥٢١‬ثم هجوم‬ ‫حكام شيراز عليها أيضا ‪ ،‬ثم صدام أولاد الريس مع كهلان بن‬ ‫عمر بن نبهان عام ‪٦٧٥‬ه‪/‬‏ ‪١٢٧٦‬م‏ في موقعة العقر حيث انهزم‬ ‫‏(‪ } )١٨٣‬مما أدى الل هجرة بعض‬ ‫الجند وأحرقت الكتب والمكتبات‬ ‫أهل عمان الى خارجها ‪.‬‬ ‫وقد هاجر أحد ملوك عمان وهو سليمان بن سليمان بن‬ ‫مظفر النبهاني الى بات في أرخبيل لامو (في كينيا الآن) منذ وقت‬ ‫مبكر يعود الى عام ‏‪ ٦٠٠‬أو ‪٦٠١‬ه‪/‬‏ ‪١٢٠٣‬م‏ أو ‪١٢٠٤‬م{‘ه‪.)١٨‬‏‬ ‫(‪ )١٨١‬حسن محمود ‪ :‬ص‪. ٣٩٩ ‎‬‬ ‫(‪ )١٨٦‬عبدالله صالح الفارسي ‪ :‬البوسعيديون حكام زنجبار ء ص‪. ١٢٣٠ ‎‬‬ ‫‪. ١٥٠‬‬ ‫‪ ، ٣٨‬محمد السالمي وناجي عساف ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٣‬ابن مداد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٨٤‬حسن محمود ‪ :‬ص‪ ٣٩٩ ‎‬إ النقيرة ‪ :‬ص‪ 0 ١٠٢ ‎‬د ‪ .‬رأفت غنيمي الشيخ ‪ :‬افريقيا ني التاريخ المعاصر‪، ‎‬‬ ‫دار الثقافة } القاهرة سنة ‪١٩٨٦‬م ‪ ،‬ص‪ ، ٣٢٨ ‎‬عبدالرحمن علي السديس ‪ :‬تطور حركة انتشار الاسلام‪‎‬‬ ‫في شرق افريقيا في ظل دولة البوسعيدين ؛ رسالة ماجستير غير منشورة { الرياض ض ص‪. ١٠ ‎‬‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫فيما تذكر معظم المراجع ‪ ،‬بينا ذكرت مراجع أخرى أن هجرة‬ ‫سليمان لم تكن عام ‏‪ ٠ ٠‬‏ه‪ ٦‬وانما كانت بعد ذلك بقرون عديدة ‪3‬‬ ‫وتجعل ها تاريخا محددا وهو عام ‪٨٩٣‬ه‪ /‬‏‪ ٤٨٧‬‏م‪ ١‬أو عام ‪٨٩٥‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ ٤٩١‬ام & نتيجة لصراع داخلى على الحكم ‏<{‘‪ . )١٨‬غير أننا‬ ‫لانأخذ بالرأي الأخير لأن الهجرة النبهانية لو حدثت على هذا النحو‬ ‫وفي ذلك الوقت المتأخر ‪ ،‬لتعذر قيام سلطنة نبهانية تكلم عنها‬ ‫أصحاب الرأيين معا ث وكانت موجودة أيام قدوم البرتغاليين حيث‬ ‫رحبت بقدومهم ‪ ،‬بل كان لها سلطان يسمى أبا بكر حكمها في‬ ‫‪ ٤٥١‬‏م‪ . ١‬أي قبل‬ ‫‏‪٨ ٥٥‬ه‪/‬‬ ‫‏م‪ ١٦٢٤١‬الى‬ ‫‏‪ ٢٤‬‏‪_/‬ه‪٨‬‬ ‫الفترة من عام‬ ‫التاريخ الذي أشار اليه أصحاب الرأي الثاني الذي نفنده‬ ‫‏(‪.} )١٨٦‬‬ ‫الان‬ ‫ولذلك نرجح أن السلطنة النبهانية كان لها وجود فعلي‬ ‫وسلطان عظيم على ساحل شرقي افريقيا في فترات طويلة منذ قيامها‬ ‫في بداية القرن السابع للهجرة‪ /‬الثالث عشر للميلاد ‪ 3‬وحتى نهاية‬ ‫العصور الوسطى ‪ ،‬ولايعتد بما قاله صاحب جهينة الأخبار من أن‬ ‫كانوا من البتاويين & أي‬ ‫‪55‬‬ ‫‏‪ ٩٥‬‏‪/‬ه‪٨‬‬ ‫سلاطين بات قبل عام‬ ‫من أهل بتة نفسها وليسوا من المهاجرين النباهنة } وأنه وجد حجرا‬ ‫مكتوبا عليه أن سلطانا يدعى السلطان عمر بن السلطان محمد بن‬ ‫السلطان أبو بكر البتاوي مات يوم الاثنين ‏‪ ١٢‬شعبان سنة‬ ‫الان في إدارة الاثار بممبسة }‬ ‫} وأن هذا الحجر موجود‬ ‫‏‪ ٥٠٠٠‬ه‬ ‫‏‪ &0 ٦٠‬وكان الدكتور‪ /‬جمال‬ ‫‏‪ & ٥٥‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬الخليج العربي ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‏(‪ )١٨٥‬ابن مداد ‪ :‬ص‬ ‫زكريا يقول في بحوثه الأولى (استقرار العرب ص ‏‪ ، ٣١٢‬الأصول التاريخية ص ‏‪ )٦٢ ، ٦١‬أن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٦٠١‬ه‏‬ ‫عام‬ ‫المجرة النبهانية حدثت‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪, . .81‬‬ ‫(‪()١٨٦‬‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫وأنه ؤجد فليي بتة (بات) ‪ ،‬وذلك في رأيه دليل على أن سلاطين‬ ‫بتة كانوا من بتة نفسها ‏(‪. )١٨١‬‬ ‫ونحن لانأخذ بهذا الرأي لأن تاريخ وفاة هذا السلطان كان‬ ‫قبل قدوم هجرة بني نبهان في عام ‪٦٠٠‬ه‏ بحوالي قرن كامل من‬ ‫الزمان ‪ ،‬مما يدل على أن سلاطين بتة الذين أشار اليهم المغيري كانوا‬ ‫قد زال أمرهم أو انتهى سلطانهم عند قدوم النبهانيين في بداية القرن‬ ‫السابع للهجرة ‪ .‬كا أن هؤلاء السلاطين البتاويين الذين أشار المهم‬ ‫الجلندانيين‬ ‫وسليمان‬ ‫سعيد‬ ‫من سلالة‬ ‫المغيري لايعد أن يكونوا‬ ‫اللذين هاجرا فيما ذكرنا من قبل من عمان حوالي عام ‏‪ ٨٠‬أو‬ ‫‪٨٣‬ه‏ ‪ ،‬واستقرا في لامو وفي بات وأرخبيل الملايو بصفة عامة ‪.‬‬ ‫وقد أشار الى ذلك رويش الذي قال انه كان لبات بيتين حاكمين‬ ‫مختلفين ‪ :‬ألواهما بيت سليمان بن عباد الجلندي الذي حكم من‬ ‫‏‪ ١٧٠‬‏م‪ ١‬حينا عزله‬ ‫‏‪ ٥٦٥‬ه‪/‬‬ ‫‏‪٨ ٠‬ه‪ ٠ /‬‏م‪ ٠٧‬الى حوالي سنة‬ ‫سنة‬ ‫سليمان حسن الكبير سلطان كلوة } والبيت الثاني هو الذي أسسه‬ ‫النباهنة اعلى يد سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني » حيث أصبح‬ ‫هذا الأمير أول سلطان على بات عام ‏‪ ٩‬ه‪١٢٠٣ /‬م‏ ‪ 0‬وقد‬ ‫حكم من هذا البيت حوالي ثلاثين أو اثنين وثلاثين سلطانا حتى‬ ‫عام ‪٩١١‬ه‪/‬‏ ‪١٥٠٦‬م‏ عند قدوم البرتغاليين ‏(‪ 3 )١٨٨‬فضلا عن أن‬ ‫النسبة الى المكان شيء مألوف ومعروف فيالتاريخ ‪،‬فليس معنى‬ ‫أن السلطان الفلاني بتاوي أنه من أصل ملي وليس من المهاجرين‬ ‫العمانيين } لأن المهاجر ينتسب الى المكان الذي هاجر اليه بعد‬ ‫‪. ٩٠‬‬ ‫(‪ )١٨٧‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, . 149.‬‬ ‫(‪ )١٨٨‬أحمد على ‪ :‬كلوة ص‪© ١٣١ ‎‬‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫مرور فترات من الزمان قد تطول وقد تقصر كا هو المشاهد في كثير‬ ‫من البلدان الاسلامية ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فان بني نبهان حكموا بات منذ أوائل القرن السابع‬ ‫للهجرة‪ /‬الثالث عشر للميلاد ‪ 3‬وقامت فهم هناك سلطنة ‏‪& 2١٧٨٨‬‬ ‫ل تكن أولى السلطنات الاسلامية ‪ 0‬فقد سبقتها سلطنات أو امارات‬ ‫أخرى تحدثنا عنها من قبل ‪ .‬المهم أن النبهانيين حكموا جزءا كبيرا‬ ‫من الساحل متخذين من بات مقرا لسلطنتهم وحكمهم بعد ان‬ ‫استطاع أول سلطان لهم هناك ‪ ،‬وهو سليمان بن سليمان بن مظفر‬ ‫هاني ‪ .‬أن يتروج أمير سواحيلية { ليست فارسية © هي ابنة اسحاق‬ ‫حاكم بات في ذلك الحين © وعن طريق زوجته ورث الملك ‪ ،‬كا يقال‬ ‫أن والدها تنازل له عن الحكم فأصبح الحاكم الشرعي لبات ‪ ،‬ومن‬ ‫م نقل بلاطه من عمان الى شرق افريقيا ‏(‘‪ . 0١٢‬وفي بات ألقي‬ ‫به الاهالي الذين كان معظمهم من اقليم عمان‬ ‫رحب‬ ‫مراسيه حيث‬ ‫ولذلك قابلوه بكل حفاوة وتكريم ({{؟‪)١٧‬‏ ‪.‬‬ ‫‘‬ ‫أبنائه وأحفاده‬ ‫في عهد‬ ‫واتسعت‬ ‫السلطنة‬ ‫هذه‬ ‫وقد نمت‬ ‫‏‪/‬ه‪٢٣٧‬‬ ‫‏(‪٦٩٠‬‬ ‫ففي عهد السلطان محمد الثاني بن أحمد‬ ‫‏‪ _ ١‬‏)م‪ ١٣٢٣١‬توسعت شمالا حيث قام هذا السلطان بعدة‬ ‫حملات ناجحة أخضع فيها كل المدن الساحلية التي تقع شمالي بات‬ ‫حتى مقدشو وعين حاكا لكل منها ‏‪ ، 0١٠٩٦‬وإن كنا نعتقد أن‬ ‫‏‪. ٢٩‬‬ ‫‏‪ ، ٣٩٩‬وندل فيلبس ‪ :‬تاريخ عمان ى ص‬ ‫‏(‪ )١٨٩‬حسن محمود ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٢٩٩‬‬ ‫‏(‪ )١٩٠‬حسن محمود ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ ، ٣٢٨‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب‬ ‫‏‪ .١٠٣‬رأفت الشيخ ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١٩١‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٦١‬‬ ‫‏‪ | ٣١٢‬الاصول التاريخية ‏‪ ٠‬ص‬ ‫ص‬ ‫‪. ٤٦‬‬ ‫‪. ٤٥‬‬ ‫(‪ )١٩٦‬ترمنجهام ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫مقدشو لم تخضع لسلطانه لأن ابن بطوطة حينا زارها عام ‏‪ ٧٣١‬ه‪/‬‬ ‫‏‪ ١٣٣١‬م وجد فيها شيخا أو سلطانا مستقلا لايخضع لأحد ‪ ،‬وكان‬ ‫يدعى أبا بكر بن الشيخ عمر © ويقول ابن بطوطة انه كان في‬ ‫بالمقدشي ويعرف‬ ‫الأصل من البرابرة أي من الصوماليين وكلامه‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(١٩٣‬‬ ‫العربي‬ ‫اللسان‬ ‫كا توسعت السلطنة النبهانية جنوبا فى عهد ابنه السلطان عمر‬ ‫الأول (ر‪٧٣٢‬‏ _ ‪٧٦٠‬ه‪ /‬‏‪ _ ١٣٣١‬‏)م‪ ٨٥٣١‬حيث حارب‬ ‫المدن الساحلية بما فيها كلوة حتى وصل الى جزر كيرمبا‬ ‫المنطقة‬ ‫له كل هذه‬ ‫وخضعت‬ ‫دلجادو‬ ‫رأس‬ ‫جنوب‬ ‫آح‬ ‫ماعدا جزيرة زنجبار التي لم تكن في ذلك الوقت قطرا مهما بدرجة‬ ‫تجذب انتباهه اليها ‪ .‬كذلك فإن حكام مالندي أتوا الى بات ليعطوا‬ ‫الثلاثة ك©{}‬ ‫ماندا‬ ‫جزر‬ ‫السلطان‬ ‫هذا‬ ‫حارب‬ ‫لسلطانها ‪:71‬‬ ‫ولاهم‬ ‫وهي ماندا وتاكا وكيتاو } ودخلت أيضا مدينة ممبسة والمستوطنات‬ ‫القريبة منها ضمن منطقة نفوذه © وهكذا أصبح السلطان عمر بن‬ ‫أحمد في غاية القوة والنفوذ بعد أن أصبحت كل المدن الساحلية‬ ‫تحت سيطرته مثل أوزي ‏‪ ٥1‬ومالندي وممبسة وكيوايو ‏‪!٧٨٧‬‬ ‫وواتامو‬ ‫]‬ ‫ولندي‬ ‫ه‬ ‫وميا‬ ‫ح‬ ‫وكيتاءو‬ ‫دلجادو‬ ‫انغميني ورأس‬ ‫ورأس‬ ‫‏‪ ٧‬وكيرمبا ه[کآ‬ ‫وسلطنة كلوة الشيرازية التي كانت قد أصابها الضعف في ذلك‬ ‫‏(‪. )١٩٤‬‬ ‫الحين‬ ‫‏‪. ٢٨٠‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‪ :‬ج‬ ‫‏(‪ )١٩٣‬ابن بطوطة‬ ‫(‪ )١٩٤‬حسن محمود ‪ :‬ص‪ ، ٤٢٨ ‎‬ترمنجهام ‪ :‬ص‪ ٤٥ ‎‬ؤ‪ ، ٤٦ ‎‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪ ، ٨٩ ‎‬جمال زكريا قاسم‪: ‎‬‬ ‫‪ |، ٢٩٢‬احمد على احمد ‪ :‬كلوة تاريخها وحضارتها من القرن العاشر الى القرن الخامس‪‎‬‬ ‫استقرار العرب © ص‪‎‬‬ ‫القاهرة‪‎‬‬ ‫جامعة‬ ‫والدراسات الافريقية _‬ ‫البحوث‬ ‫‪ .‬معهد‬ ‫غير منشورة‬ ‫‪ ٠‬رسالة ماجستير‬ ‫عشر الليلادي‪‎‬‬ ‫‪. ١٢٣‬‬ ‫‪ } ١٣٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٩٨٢‬ام ‘ ص‪‎‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫وقد استمرت سيطرة النباهنة على هذه المدن وعلى كثيرا من‬ ‫أجزاء الساحل الشرقي لافريقيا بصفة عامة طوال القرنين الثالث‬ ‫عشر والرابع عشر للميلاد (“{؟‪)١‬‏ ‪ ،‬واستطاعت كلوة أن تحقق مثل‬ ‫هذا النفوذ في القرن الخامس عشر ‏(‪ ، )٢٢٦‬وإن كنا نرجح أن هذا‬ ‫النفوذ لم يكن الا بعد منتصف ذلك القرن & لان بات كان لازال‬ ‫ها سلطانها على النصف الجنوبي من الساحل بدليل أنه في الربع‬ ‫الأول من القرن المذكور ‪ ،‬كان الوزراء في كلوة ث قد استطاعوا‬ ‫أن يقبضوا على زمام السلطة فيها ‪ .‬وأصبحوا هم الذين يعينون‬ ‫سلاطينها ويعزلونهم ‪ ،‬بل إن بعض المالنديين ذهبوا الى كلوة وقاموا‬ ‫بتنحية سلطانها واستقروا في كيسيواني ‪ 3‬وعين السلطان الجديد‬ ‫أحدهم في وظيفة القاضي ‪ ،‬ولم يشعل حربا معهم حسيا يقول‬ ‫التراث السواحيلي ‏(‪. )١٩٧١‬‬ ‫ويبدو أن هذا النفوذ المالندي استمر بعد ذلك حيث كان‬ ‫وفد المفاوضات مع فاسكو دي جاما حينا وصل الى كلوة عام‬ ‫‏‪ ٤٨‬ام يتكون من المالنديين فيما عدا الأمير الذي لم يتقرر أصله ©‬ ‫والمؤلف نفسه ‪ ،‬أي مؤلف التاريخ العربي لكلوة ث كان من هذه‬ ‫العائلة المالندية من جهة والدته ‪ .‬ويشير بعض الكتاب والمؤرخين‬ ‫المحدثين الى أن هذه الوظائف التي أعطيت لأجانب من كلوة ‪ ،‬ربما‬ ‫ترجع _ طبقا للتراث السواحيلي _ الى ضغط من سلطنة بات على‬ ‫كلوة في تلك الفترة ‪ 5‬لأنه من النادر أن تعطى هذه الامتيازات‬ ‫‏‪ } ٦٢‬عبدالرحمن‬ ‫‏‪ ، ٤٢٨‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬الأصول التاريخية ء ص‬ ‫محمود ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )١٩٥‬حسن‬ ‫‏‪. ١١‬‬ ‫السديس ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٤٢٨‬‬ ‫(‪ )١٩٦‬حسن محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٩٥ _ ٩٤ 0 ٩٢‬‬ ‫‪ )٧‬أحمد على ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٩‬‬ ‫الى أجانب مالم يكن هناك ضغط خارجي ‪ .‬كا يشيرون أيضا الى‬ ‫أن هذه الغزوة أو هذه السيطرة التي فرضتها بات على مالندي‬ ‫وكلوة في ذلك الوقت كانت ابقى اثرا من غزوها الاولى التي تمت‬ ‫عام ‪ .‬‏‪ /٠٧٤‬‏م‪ ٩‬حينا غزت بات الساحل جنوبا الى ماوراء‬ ‫كلوة ‪ ،‬لان الغزوة الاخيرة مكنتها من جعل وظيفتي الامير والوزير‬ ‫في كلوة لمستوطنين من مالندي التي كانت تخضع لبات في ذلك‬ ‫الحين (‪٨‬؛‪)١‬‏ ‪.‬‬ ‫ويبدو أن مجموعات من سكان السواحل الشمالية التي‬ ‫كانت تخضع لسلطنة بات النبهانية قد بدأت هجرتها نحو الجنوب‬ ‫منذ وقت يعود الى عام ‏‪ ٤‬‏‪/‬ه‪ ٩٤‬‏م‪ ، ٠٠١١‬وتمكنت من السيطرة‬ ‫على المناطق الوسطى والجنوبية ‪ 3‬وقد دعم حكم النباهنة هذا التوسع‬ ‫نحو الجنوب وخاصة عندما صارت دولتهم في بات هي القوة‬ ‫‏(‪. )١٩٩‬‬ ‫للميلاد‬ ‫القرن الرابع عشر‬ ‫الكبري منذ منتصف‬ ‫نخلص من ذلك كله الى أن سلاطين بات النبهانيين استطاعوا‬ ‫أن يفرضوا سيطرتهم على معظم مدن الجزء الجنوبي من ساحل شرقي‬ ‫افريقيا ‪ 0‬وكان هم في كل مدينة خضعت هم عامل أو قاض يعرف‬ ‫أو للقصر‬ ‫لليمب‬ ‫بمعنى الخاضع‬ ‫[‬ ‫ماجومب‬ ‫باسم‬ ‫الملكي في بات ‏(‘‪ . )&!{٠:‬وكانت دار الشورى ططسن[ في بات‬ ‫مقرا للحكومة المركزية التي كانت تحكم كل البلاد التي خضعت‬ ‫لهؤلاء السلاطين الذين اتخذوا اللقب السواحيلي بوانا فومادي أو‬ ‫‏(‪ )١٩٨‬المرجع السابق ونفس الصفحات ‪.‬‬ ‫‪. ٤٥‬‬ ‫‪| ٤٣‬‬ ‫‪{ ٤٢‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )١٩٩‬ترمنجهام‬ ‫(‪ )٢٠٠‬حسن محمود ‪ :‬ص‪ ، ٤٢٧ ‎‬أحمد علي ‪ :‬نفس المرجع ث ص‪ ، ٢٣ ‎‬هامش‪ )٢( ‎‬ص‪. ١٣٣ ‎‬‬ ‫‪٢٢٣٠‬‬ ‫فومولوتي أو فوم لوط \‪ ،‬بمعنى ملك أو سلطان ‪ 0‬حيث نمت في‬ ‫عهدهم سلطنة بات نموا سياسيا واقتصاديا كبيرا ‏((‪. )٢{٠‬‬ ‫وتقاليد‬ ‫تتمتع بنظم ادارية‬ ‫السلطنة‬ ‫هذه‬ ‫أصبحت‬ ‫فقد‬ ‫سياسية واضحة } وانفردت بتقاليد جديدة في الملاءمة بين الضرائب‬ ‫وبين النشاط الاقتصادي للأهالي & اذ فرضت ضريبة انتاج لايتعدى‬ ‫مقدارها ‏‪ 3 ١٠‬ذلك أن الدولة كانت تتقاضى وسقين أو‬ ‫حملين من كل عشرين وسقا تنتجها كل جماعة من العبيد مشتغلة‬ ‫بالزراعة ‏<"‪ )"٠‬ء وهي الضريبة المعروفة بالعشور في الفقه‬ ‫الاسلامي ‪ .‬كا دخلت الزراعة في بقاع كثيرة من ساحل المح في‬ ‫فترة الحكم النبهاني ‪ 3‬وظهر كثير من النباتات التي زرعها العرب‬ ‫هناك مثل القرنفل وقصب السكر ‪ ،‬كما اهتم العرب بالرعي وتربية‬ ‫الماشية والأغنام كا أدخلوا تربية الابل في هذه المناطق ‏(‪. )٢!©٦‬‬ ‫الحركة التجارية في عهد ازدهار سلطنة بات‬ ‫وقد نشطت‬ ‫النبهانية الى حد كبير في الشرق الافريقي ‪ 0‬وتوافد على الساحل‬ ‫التجار العرب من عمان وغيرها ‪ 3‬وكذلك تجار الهند المسلمون ‪.‬‬ ‫وقد عمل هؤلاء التجار بنقل الحاصلات المتوافرة في شرق افريقيا‬ ‫الى البلدان المطلة على المحيط الهندي والى الأسواق العربية في مصر‬ ‫والشام والعراق ‏(‪ . )"{٠٤‬وينقل زو مارش طكم‪٨‬‏ ‪ 07‬عن‬ ‫الذى‬ ‫‏‪ 1٨٨‬عا‬ ‫كتاب [‪!8‬آ ‪0‬‬ ‫ستيجاند (‪[6٨٨‬آ‏ صاحب‬ ‫‏(‪ )٢٠١‬المرجعين السابقين ونفس الصفحات } سعيد المغيري ‪ :‬ص ‏‪ ، ٨٩‬عبداللة الفارسي ‪ :‬ص ‏‪. ١١٧‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٤٢٦٧‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ (٢ ٠٢‬حسن‬ ‫‪. ٢٢٩‬‬ ‫(‪ )٢٠٢‬رأفت غنيمي الشيخ ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٠٤‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ص‪ | ٣١٣ ‎‬الأصول التاريخية ء ص‪. ٦١٢ ‎‬‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫استند فيه الى سجلات بات القديمة ‪ 3‬أن أحد سلاطين بات الذي‬ ‫حكم بعد السلطان أبي بكر الذي مات عام ‪٨٥٥‬ه‪ /‬‏‪ ٤٥١‬‏م‪ ١‬كان‬ ‫عظم الثراء والغنى نتيجة لاشتغاله بالتجارة ‪ 0‬كما أصبحت الدولة‬ ‫وسكانها على جانب كبير أيضا من الثراء ‏({‪. )٢‬‬ ‫وقد نتج عن هذا الثراء تطور حضاري كبير © فقد أنشأ‬ ‫أهل بات منازل كبيرة واسعة ‪ .‬وضعوا فيها لمبات نحاسية جميلة }‬ ‫كا صنعوا سلالم أو درجات مزينة بالفضة يتسلقونها أو يصعدون‬ ‫عليها الى فرشهم أو سررهم ‪ ،‬كما صنعوا سلاسل فضية تزين بها‬ ‫الرقاب & وزينوا اعمدة المنازل بمسامير كبيرة من الفضة الخالصة ©‬ ‫وبمسامير من الذهب على قمتها ‏(‪ 3 )٢٠٦‬وقد تجلت مظاهر هذه‬ ‫الحضارة العربية أيضا في المباني المعمارية وتخطيط المدن وزخارف‬ ‫الأبواب والنوافذ ض كا أدخل العرب فن النقش والحفر والنحت‬ ‫وعقود البناء العالية والفسيفساء المتناسقة مع الرخام الملون ‏(“‪. )"{٠‬‬ ‫وفي مجال الثقافة واللغة والعلوم والفنون ظهر في تلك الفترة‬ ‫من القرون الوسطى ما يعرف باللغة السواحيلية حسا يقول‬ ‫رويش ‏(“©‪ & )"{٠‬وهي الفترة التي كانت فيها سلطنة بات النبهانية‬ ‫صاحبة السيطرة والنفوذ على كثير من أجزاء الساحل الشرقي‬ ‫لافريقيا كا سبق القول ‪ ،‬ما أدى الى وجود تأثير عماني عربي قوي‬ ‫على اللغة السواحيلية حتى في المناطق الجنوبية التي تقع في تنجانيقا‬ ‫‪ 81‬م ‪,‬ح‪, . ‎‬‬ ‫‪.91‬‬ ‫(‪(٢٠٥‬‬ ‫‪ 81‬م‪, ‎‬‬ ‫‪.91‬‬ ‫(‪(٢٠٦‬‬ ‫‪. ٣٣٠‬‬ ‫(‪ )٢٠٧‬رأفت الشيخ ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪216.‬‬ ‫‪٨5 ١٩٣‬‬ ‫(‪ (٢٠٨‬أحمد علي ‪ :‬كلوة‪ ٠4 ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٣٢‬‬ ‫‏‪. ٢٠‬‬ ‫وزنجبار ‪ .‬حيث ظهرت أنقى أنواع اللغة السواحيلية‬ ‫ونتيجة لذلك ظهرت نظرية تقول بأن الشعب السواحيلي‬ ‫ولغته نشأ كل منهما حول لامو حيث توجد بات آ وأن المهاجرين‬ ‫العرب الذين أقاموا فليامو وأنشأوا هذه الامارة وكان معظمهم‬ ‫من عمان كا سبق القول ‪ ،‬تزوجوا من نساء البانتو ‪ 0‬واضطروا‬ ‫البانتوية بحكم ممععيشتهم اليومية مع‬ ‫لاستخدام عدد من الكلمات‬ ‫‪‘ 2‬‬ ‫عرب ونصف‬ ‫زوجاتهم ‪ 3‬ونشأ أولاد مولدون أي نصف‬ ‫مزجوا بين اللغة العربية لغة آبائهم ‪ ،‬وبين لغة البانتو لغة أمهاتهم ‪8‬‬ ‫ومع استمرار التزاوج والاختلاط والمصاهرة تكون الشعب‬ ‫لغة‬ ‫‏(‪ )٢!٠‬التي أصبحت‬ ‫السواحيلية‬ ‫اللغة‬ ‫وظهرت‬ ‫السواحيلي‬ ‫التجارة واللغة الدارجة أو لغة الحياة اليومية ‪ .‬وسرعان ما انتشرت‬ ‫هذه اللغة في شرق ووسط افريقيا نظرا لغناها ومرونتها (‘{!؟) ‪.‬‬ ‫ولاشك أن انتشار اللغة السواحيلية بين السكان الأصليين ©‪8‬‬ ‫بجانب اللغة العربية التي كانت لغة الأرستقراطية العربية الحاكمة ©‬ ‫كان له أثره الكبير في نشر الاسلام والثقافة الاسلامية بين القبائل‬ ‫طرق‬ ‫الافريقية التي تقم على الساحل © وتلك التي تقيم حول‬ ‫القوافل الرئيسية الممتدة من الساحل الى بحيرة نياسا والى المدن أو‬ ‫القرى الداخلية الواقعة على بحيرة تنجانيقا أو التي تقع بعيدا في‬ ‫الداخل ‏(‪ 3 )٢"١‬وذلك لأسباب عديدة ‪ :‬أولاها أن هذه اللغة‬ ‫(‪ )٢٠٩‬سليمان المالكي ‪ :‬سلطنة كلوة ‪ .‬ص‪ ٧٤ ‎‬آ أحمد على ‪ :‬ص‪8 ٢٠٣ ‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪225.‬‬ ‫‪٨8 ٤٠‬‬ ‫‪ \ ٢٣١‬ترمنجهام ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ } ٢٠٥‬حسن‬ ‫(‪ (٢١٠‬أحمد علي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 9‬م‪‎‬‬ ‫م ‪',‬ن‘‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪812‬‬ ‫‘"'‪,‬‬ ‫ح‪. ‎‬‬ ‫‪.132‬‬ ‫‪© ٢٠٧‬‬ ‫(‪ )٢١١‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪, .‬حں‪‎‬‬ ‫‪ 322‬م ‪,‬‬ ‫‪.422‬‬ ‫(‪ )٢١٦‬أحمد علي ‪ :‬ص‪| ١٩٢٣ ‎‬‬ ‫‪٢٢٣٢٣‬‬ ‫ولدت ولادة اسلامية ‪ ،‬بمعنى أنها نتجت عن التحام قبائل البانتو‬ ‫بعد أن أسلمت “©\؟) بالعرب من سكان الساحل بسبب قدوم‬ ‫هذه القبائل الى الساحل واختلاطها بأهله من العرب وتزاوجهم‬ ‫معهم ‪ 3‬أي أنها نتيجة للتلاتي العربي الإفريقي ‪ :‬العربي ممثلا في‬ ‫العرب المسلمين الذين استقروا في الساحل واتخذوه لهم وطنا‬ ‫ومستقرا ‪ 0‬والافريقي ممثلا في قبائل البانتو التي زحفت الى الساحل‬ ‫واستقرت فيه حتى من قبل ظهور الاسلام ‪ ،‬أو هاجرت اليه في‬ ‫القرون التالية واعتنقت الاسلام (ث‪)٢١‬‏ ‪.‬‬ ‫وثانيا لأن هذه اللغة أصبحت عامل ربط بين الساحل‬ ‫انتشارا واسعا نتيجة لازدياد الحركة التجارية‬ ‫والداخل وانتشرت‬ ‫بازدياد قدوم التجار العرب عمانيين وغير عمانيين } وبظهور‬ ‫السلطنات العمانية التي رعت التجارة ودفعتها الى الداخل عبر طرق‬ ‫التجارة ‪ 7‬فحملت القوافل التجارية هذه اللغة الوليدة الى داخل‬ ‫القارة حيث كانت طرق القوافل تمتد الى البحيرات الاستوائية‬ ‫وحوض نهر الكونغو ‪ ،‬كا أنها أصبحت لغة التخاطب في المعاملات‬ ‫التجارية بين مجموعات السكان المتباينة الأصول والأجناس في شرقي‬ ‫افريقيا ‏(‪ . )"١‬ولما كانت هذه اللغة لغة التجار والتجارة ‪ 0‬وكان‬ ‫التجار من المسلمين ‪ ،‬فقد ساعدت كثيرا في انتشار الاسلام بين‬ ‫السكان المحليين حيث كان هؤلاء التجار قد أنشأوا مراكز تجارية‬ ‫لهم بالداخل واختلطوا بالأفارقة وصاهروهم ونشروا الاسلام‬ ‫(‪ )٢١٢‬أحمد علي ‪ :‬ص‪. ٢٠٥ ،“ ٦٢٠٤ ‎‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, - 217 - 218.‬‬ ‫‪© ٢٠٤‬‬ ‫(‪ )٢١٤‬المرجع السابق‪ ٤ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٨٧‬‬ ‫‪ ،| ١٦‬محمد النقيرة‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٥‬عبدالرحمن السديس ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٣٤‬‬ ‫(‪. )٢١٦‬‬ ‫وثالثا _ لأن هذه اللغة أصبحت عاملا قويا في توحيد‬ ‫السكان في هذه المنطقة من القارة على اختلاف ألوانهم وتباين لغاتهم‬ ‫وتعدد قبائلهم وشعوبهم وأجناسهم ‏“{‪ ، )"٠‬مما أدى الى ظهور‬ ‫ثقافة مشركة هي الثقافة السواحيلية ‪ .3‬وهي ثقافة غلبت عليها‬ ‫السمة العربية حيث كانت النغمة العربية للحياة أقوى من غيرها }‬ ‫لأن هذه النغمة تعود الى أزمنة قديمة قبل ظهور الاسلام بل وقبل‬ ‫الميلاد ‏(‪ . )"١٨‬ومن ثم فقد ساعد ذلك كثيرا على انتشار الاسلام‬ ‫بين السكان المحليين والى تطعم ثقافتهم بعناصر عربية كثيرة ‪.‬‬ ‫ورابعا _ لأن هذه اللغة كتبت بحروف عربية واستمرت‬ ‫كذلك حتى جاء الاستعمار الأوربي الحديث وحوفها الى الكتابة‬ ‫بالحروف اللاتينية بهدف ايجاد فاصل بين الثقافة العربية وبين الثقافة‬ ‫السواحيلية الحديثة ‪ .‬وقبل ذلك كانت الحروف العربية هي‬ ‫الملستعملة ‪ .‬وعندما كانت السواحيلية تكتب بحروف عربية تسرب‬ ‫اليها كثير من الألفاظ العربية ‪.‬وقد قدر عدد هذه الألفاظ بحوالي‬ ‫التخاطب ت“‪ }،‬وثلاثين في المائة في السواحيلية‬ ‫عشرين في المائة فليغة‬ ‫المكتوبة ‪ .‬وخمسين في المائة في لغة الشعر السواحيلي القديم <{؟{{‪)٢‬‏ ‪.‬‬ ‫الشعر‬ ‫الأدب وفنون‬ ‫حب‬ ‫في السواحيليين‬ ‫غرسوا‬ ‫‪ 1‬أن العرب‬ ‫وخرج منهم شعراء وخطباء مفوهون ‪ ،‬وأصبح لهم أدب يعتزون‬ ‫‪. .922‬م‪, ‎‬‬ ‫‪56 ١٨٨ }{ ١٧٨‬‬ ‫(‪ )٢١٦‬محمد النقرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨١‬‬ ‫‪}{“ ٢٧٦1‬‬ ‫‪. ٢٧٢٢٣‬‬ ‫‪ : :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٢١٨‬دافندسون‬ ‫العرب‬ ‫كتاب‬ ‫التاريخية للعلاقات العربية الافريقية (من‬ ‫فضل حسن ‪ :‬الجذور‬ ‫‏(‪ )٢١٩‬يوسف‬ ‫‪٢٢٣٥‬‬ ‫به ء وتكون تراث كبير من الشعر والنثر السواحيلي مكتوب‬ ‫بالحروف العربية يشتمل على أعمال دينية ودنيوية ‏(©‪ } )٢٢‬فعرفوا‬ ‫الشعر الغنائي (المشاري) منذ زمن بعيد يعود الى ماقبل‬ ‫‪ ٥٠٠‬‏م‪ . ١١‬ومازالوا ينظمونه & كا كتبوا شعر الملاحم‬ ‫‏‪٥ ٤٥‬ه_‪/‬‬ ‫عام‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪()٢٦٢١‬‬ ‫(التندي)‬ ‫ولقد اتسعت اللغة السواحيلية لكل هذه الفنون من القول‬ ‫نظرا لغناها بما أخذته من العربية من أساليب وألفاظ ‪ .‬ولانخطيء‬ ‫الباحث صدى اللغة العربية في أسلوبها حوروفها التي عدلت قليلا‬ ‫لتتسق وخارجها المميزة ‪ ،‬و لم يكن هذا التأثر بالعربية وتراثها إلا‬ ‫الجزيرة الحزيرة العربية نظرة‬ ‫لان الافريقي كان ينظر لحضارة‬ ‫استيحاء واستلهام ‪ .‬فقد كان ياخذ عنها وسائل الحضارة وياخذ‬ ‫منها السلع ‪ ،‬كما كان يقتبس الأشياء التي تتصل بالعقل والعاطفة‬ ‫ويهبضم هذا كله ويتمثله ويحوله في النهاية الى ثقافة افريقية (؟‪)٢٢٦‬‏ }‬ ‫اسلامية الطابع © عربية الشكل والصورة ‏(‪ & )٢٢٢‬مما ساعد كثيرا‬ ‫على انتشار الاسلام بين الأفارقة الذين تأثروا بهذه الثقافة وعاشوها‬ ‫سواء في الساحل أم في الداخل & في المدن أم في القرى ‪ ،‬وإن كان‬ ‫الاسلام قد أصبح هو الديانة السائدة في المدن واعتنقته أغلبية‬ ‫سكانها حيث كان استقرار العرب فيها بأعداد أكبر } إلا أنه كان‬ ‫أبطاً في الانتشار في المناطق الريفية ‪ .‬حيث كانت نسبة العرب فيها‬ ‫أقل & ومع ذلك فقد وصل الاسلام خلال فترة زمنية طويلة الى‬ ‫‏‪ . ,231 .233 } & ٢٠٦‬ح ‪.‬مت ‪,‬م‬ ‫‏‪ & ٧٦‬أحمد عى ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٢٠‬سليمان المالكي ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٢٨١‬‬ ‫‏(‪ )٢٢١‬دافدسون ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٢٨٢‬‬ ‫‪}{‘ ٢٨١‬‬ ‫(‪ (٢٢٦٢‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٧٩‬‬ ‫‪.{ ٢٧٢٣‬‬ ‫(‪ (٢٢٢٣‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫معظم شعوب الساحل ‪ ،‬حتى أننا نرى اليوم أكثر من نصف سكان‬ ‫تنزانيا مسلمين ‏(‪. )٢٢٤‬‬ ‫واذا كانت اللغة السواحيلية وثقافتها قد مهدت السبيل أمام‬ ‫السبيل ايضا امام‬ ‫النحو ‪ 0‬فانها مهدت‬ ‫على هذا‬ ‫الاسلام‬ ‫انتشار‬ ‫في تكوين‬ ‫‪ .‬وقد ساعد‬ ‫السواحبلي‪.‬‬ ‫هو الشعب‬ ‫جديد‬ ‫‪ .‬شعب‬ ‫ظهور‬ ‫سوط‬ ‫الطظمع ‪ .‬فان‬ ‫نقيصة‬ ‫من‬ ‫!‪,‬‬ ‫وحبهم للسكن‬ ‫والتجارة‬ ‫‪.‬‬ ‫التجارة‬ ‫بل على‬ ‫تقم على الفتح‬ ‫ل‬ ‫و سلطناتهم‬ ‫واماراتهم‬ ‫والوئام‬ ‫المودة‬ ‫عرى‬ ‫الطيبة توثقت‬ ‫العلاقات‬ ‫هذه‬ ‫الطيبة ‪ .‬ونتيجة‬ ‫بين العناصر المختلفة التي كانت تسكن الساحل فاتعدت وانديجت‬ ‫الاسلام‬ ‫انتشار‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫السواحيلي‬ ‫الشعب‬ ‫هو‬ ‫واحد‬ ‫شعب‬ ‫ف‬ ‫مأنهم البواعث أو العوامل التي ساعدت على هذا الاندماج ‪،‬كا‬ ‫أن أخلاق الافريقي و طباعه كانت قريبة من طباع العرفي الذي اعتاد‬ ‫الإثنين‬ ‫أو من‬ ‫امنين‬ ‫أو‬ ‫العمانيين‬ ‫من‬ ‫أحفاده‬ ‫ورؤية‬ ‫رؤيته‬ ‫الأفارقة‬ ‫والمحبة‬ ‫الاسلام‬ ‫وينشرون‬ ‫بالتجارة‬ ‫ويعملون‬ ‫البلاد‬ ‫فؤي‬ ‫معا يوغلون‬ ‫والوئام بينهم وبين الناس ‪ ،‬فظهر التآلف واتحدت الأهواء والميول‬ ‫‏(‪. )٢٢٥‬‬ ‫السواحيلي‬ ‫بالشعب‬ ‫مايعرف‬ ‫وظهر‬ ‫كثيرا من‬ ‫عقيدة الاسلام وتشرب‬ ‫وقد حمل هذا الشعب‬ ‫الذين هاجروا‬ ‫العمانيين‬ ‫‏(‪ } )٢٢٦‬واجتذب‬ ‫الحياة‬ ‫ف‬ ‫العرب‬ ‫اسلوب‬ ‫ويقول الدكتور محمد أحمد الحداد في كتابه حقائق تاريخية‬ ‫‪ .:‬مں‬ ‫‪,‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‏‪(٢٢٤‬‬ ‫‏‪ )١٠٩‬أن نسبة عدد المسلمين في تنزانيا ‏‪ ٧٥‬من عدد سكانها ‪.‬‬ ‫(ص‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.922‬‬ ‫‪ ٣٢٢٢٣ _ ٢٢٣٢‬؟©}‪‎‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٦٥‬جيان‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, . 9.‬‬ ‫(‪)٢٢٦‬‬ ‫‪٢٢٣٧‬‬ ‫فصاروا‬ ‫الى ساحل شرقي افريقيا وأدجهم في خلاياه‬ ‫على مر القرون‬ ‫الأسر‬ ‫من‬ ‫وقليل‬ ‫الحاكمة‬ ‫الأسرات‬ ‫عحد‬ ‫فيما‬ ‫=©&}‬ ‫نسيجه‬ ‫من‬ ‫جزءا‬ ‫تماما وانما‬ ‫عربي‬ ‫المحلي غير‬ ‫المسلم‬ ‫أصبح‬ ‫فقد‬ ‫‪ .‬وعلى ذلك‬ ‫العريقة‬ ‫مثلهم ف‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫الجدد‬ ‫على المستقرين‬ ‫وكان‬ ‫سواحيليا ئ‬ ‫أصبح‬ ‫الثقافة‬ ‫يعتنقوا‬ ‫الداخل [ أن‬ ‫من‬ ‫القادمين‬ ‫الأفارقة‬ ‫مثل كثير من‬ ‫ذلك‬ ‫المجتمع السواحيلي‬ ‫هذا‬ ‫ف‬ ‫أعضاء‬ ‫يصبحوا‬ ‫حتى‬ ‫السواحيلية‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪٧‬ا‪)٢٦٢‬‏‬ ‫الجديد‬ ‫الطابع‬ ‫ذات‬ ‫السواحيلية‬ ‫الثقافة‬ ‫هذه‬ ‫النباهنة‬ ‫دعم‬ ‫وقد‬ ‫الثاني عشر والخامس‬ ‫‏‪١‬بين القرنين‬ ‫وتاألقت‬ ‫الاسلامي والتي ازدهرت‬ ‫‏(“‪ 3 )"٦‬وذلك بالعمل على نشر التعلم الديني في‬ ‫عشر للميلاد‬ ‫المساجد والمدارس والكتاتيب التي وفد اليها كثير من الوطنيين‬ ‫الأفار قة ليحفظوا القران الكريم ويتعلموا الكتابة بالحروف العربية ©‬ ‫بل و يتعلموا اللغة العربية ذاتها ء حتى يتمكنوا من التعمق في نيم‬ ‫كثير منهم من‬ ‫وتراثه الديني واللغوي ‪ 0‬وقد أخذ‬ ‫الاسلام‬ ‫عقيدة‬ ‫ف‬ ‫للمشاركة‬ ‫قلنا ‪ .‬ونتيجة‬ ‫كا‬ ‫للتزاوج‬ ‫نتيجة‬ ‫كبير‬ ‫بحظ‬ ‫ذلك‬ ‫وملبس‬ ‫ومأكل‬ ‫مسكن‬ ‫من‬ ‫الاجتاعية‬ ‫والحياة‬ ‫والتقاليد‬ ‫العلاقات‬ ‫وعادات وأعياد ومناسبات وغير ذلك من مظاهر الحياة ‏(‪ ، )٢٢٩‬مما‬ ‫‪.‬‬ ‫واسعة‬ ‫دفع بالحركة الاسلامية الى الامام بخطوات‬ ‫وهكذا ترى أن سلطنة بات النبهانية قد تمكنت منذ القرن‬ ‫الرابع عشر للميلاد أن تفرض نفوذها على معظم أنحاء الساحل‬ ‫‪, .0‬‬ ‫‪, . .11‬‬ ‫‏(‪(٢٦٧‬‬ ‫‪. ٢٣‬‬ ‫المرجع ‪ 4‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬نفس‬ ‫حسن‬ ‫فضل‬ ‫(‪ )٢٢٨‬يوسف‬ ‫‪. ٣٣٠‬‬ ‫(‪ )٢٢٩‬رأفت الشيخ ‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫الشرتي لافريقيا ‪ 7‬وأن تصبح القوة الكبرى المهيمنة على ذلك‬ ‫الساحل منذ ذلك الوقت ‪ ،‬وأن تنشيء حضارة اسلامية تغلغلت‬ ‫جنوبا وحملها المهاجرون والتجار العمانيون معهم لا الى الساحل‬ ‫فقط ‪ ،‬بل الى الجزر المواجهة له مثل جزر كلوة وزنجبار وبمبا‬ ‫ومافيا »‪ .‬مكونة بذلك دولة كبيرة تعدد سلاطينها حتى بلغ عددهم‬ ‫ثنين وثلاثين سلطانا ‏({‪. )'٨٢‬‬ ‫ومعنى ذلك أيضا أن المدن التجارية الساحلية التي أنشاها‬ ‫العمانيون في النصف الشمالي من الساحل الشرقي لافريقيا مثل‬ ‫مقدشو وبراوة ولامو وبات نشأت فيها ثلاث سلطنات اسلامية‬ ‫هي سلطنة مقدشو الخارثية ‪ 0‬وسلطنة لامو الجلندية ث وسلطنة بات‬ ‫النبهانية ‪ .‬وهي سلطنات كان لكل منها نظامها الوراني في الحكم ©‬ ‫ولها عاداتها وتقاليدها في الحياة الاجتاعية والاقتصادية ‪ .0‬فعظمت‬ ‫ثرواتها وتنوعت مظاهر النشاط التجاري بها ‪ 0‬مما شجع المهاجرين‬ ‫من عمان وغير عمان على المجيء والاستقرار وكان لذلك أثره الكبير‬ ‫في النهاية في نشر الاسلام بين الشعوب الافريقية النازلة على الساحل‬ ‫الشرقي ‪ 3‬بل وفي الداخل أيضا (_{؟'‪. 0‬‬ ‫به هذه‬ ‫تمتعت‬ ‫الكبير الذي‬ ‫الاقتصادي‬ ‫فقد دفع النشاط‬ ‫السلطنات المشتغلين بالتجارة الى التوغل في داخل البلاد لجلب‬ ‫السلع منها الى الساحل ‪ ،‬ولما كانت الابل لاتستطيع أن تسلك هذه‬ ‫الطرق في مواسم الأمطار ‪ ،‬لذلك اعتاد التجار أن يتخذوا هم‬ ‫مأوى في المناطق الداخلية } فكانوا يقيمون فيها الشهر أو الشهور ©‬ ‫‪. ٤٣‬‬ ‫‏‪{“ ٤٢‬‬ ‫‏(‪ )٢٢٠‬ترمنجهام ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٤٢٦‬‬ ‫‪ )٢٢١‬حسن محمود‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢٣٩‬‬ ‫يتاجرون ثم يعودون ‪ 3‬وأدي هذا الأمر الى نشأة بعض المراكز‬ ‫فيى تلك‬ ‫الاسلام‬ ‫نشر‬ ‫على‬ ‫التي ساعدت‬ ‫الداخلية‬ ‫التجارية‬ ‫‏(‪. )!٢٢‬‬ ‫المناطق‬ ‫يضاف الى ذلك أيضا السلام والأمن الذي تمتعت به هذه‬ ‫السلطنات الثلاث ‪ 3‬هذا السلام الذي هيأ فرصة النجاح‬ ‫للمشروعات التجارية والاقتصادية والاسلامية ‪ ،‬اذ لم تتعرض هذه‬ ‫السلطنات الى ماتعرضت له الامارات والدول التي قامت في منطقة‬ ‫القرن الافريقي من عدوان صليبي قام به الاحباش منذ القرن الثالث‬ ‫عشر للميلاد (؟؟! ‪ 0‬ما أضعفها وشغلها عن نشر الاسلام فيما‬ ‫يحيط بها من بلاد ‪ 3‬أما سلطنات الساحل الشرقي الافريقي التي‬ ‫أشرنا اليها فلم تتعرض لهذا العدوان الصليبي الا عند نهاية القرن‬ ‫الخامس عشر للميلاد على يد البرتغاليين ‪ ،‬مما أعطى الفرصة للاسلام‬ ‫أن يمكن لنفسه قبل هذا العدوان على الساحل وفي الداخل ايضا ‪.‬‬ ‫ه _ الوجود العمالي في مدن الساحل الأخرى ‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫و قويا‬ ‫و ظاهرا‬ ‫واضحا‬ ‫العماني‬ ‫الوجود‬ ‫كان‬ ‫واذا‬ ‫السلطنات الثلاث التي تعرضنا لها بالحديث حتى الآن وكان له أثره‬ ‫ملموسا وفعالا‬ ‫كان‬ ‫الو جود‬ ‫هذا‬ ‫فيها ‪ .‬فان‬ ‫نشر الاسلام‬ ‫الكبير في‬ ‫ايضا في باقي المدن الساحلية ‪ 0‬وكذلك في الجزر القريبة من الساحل‬ ‫‏‪. ٤٣١ _ ٤٢٠‬‬ ‫‏(‪ )٢٣٢‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ » ٤٣١‬لمعرفة المزيد عن صليبية الأحباش ضد مسلمي القرن الافريقي ©‬ ‫‏(‪ )٢٣٣‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫انظر ‪ :‬رجب عبدالحليم ‪ :‬العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع ونصارى الحبشة في العصور‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م‏‬ ‫الوسطى ‪ .‬دارالنهضة العربية ‪ 0‬القاهرة سنة‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫وان كان هذا الوجود بنسبة أقل & وبفاعلية لاتدانى فاعليتهم في‬ ‫الحال ' (‬ ‫( ومقدشو بطبيعة‬ ‫التي أقاموها في لامو ( وبات‬ ‫السلطنات‬ ‫ففي غير هذه‬ ‫على وجودهم‬ ‫فقد آثرنا أن نلقي ضوءا‬ ‫ومع ذلك‬ ‫السلطنات ‪.‬‬ ‫وتخبرنا بعض المراجع أنه كان يوجد في ممبسة ‏(‪ )٢٢4‬عند‬ ‫قدوم البرتغاليين عرب من قبيلة المناذرة العمانية ‪ 0‬وعندما أرسل أهل‬ ‫هذه المدينة _ فيما بعد _ وفدا الى الامام العماني سيف بن سلطان‬ ‫اليعرني يستجيرون به من حكم البرتغاليين وعسفهم } كان على‬ ‫رأس هذا الوفد رجل يدعى تموت بن موترغو الكلينديني ‏(‪. )٢٢٥‬‬ ‫ولايبعد أن يكون حامل هذه الرسالة من سلالة سعيد وسليمان‬ ‫الجلنديين اللذين هاجرا من عمان الى شرقي افريقيا في الربع الأخير‬ ‫من القرن الأول للهجرة كا سبق القول © اذ أن لقبه يشير الى‬ ‫المدينة قبل قدوم‬ ‫هذه‬ ‫ذلك ‪ ،‬مما يدل على وجود بعض العمانيين في‬ ‫البرتغاليين اليها بزمن طويل تحولت فيه أسماؤهم العربية الى أسماء‬ ‫‏(‪ )٢٢٤‬كانت ممبسة تسمى في الزمن القديم باسم غنغويا ‪ .‬وهو اسم سواحيلي ‪3‬وكانت تسمى أيضا‬ ‫باسم أمفيتا ‪ .‬ومعناها حرب ‪ ،‬وربما سميت بهذا الاسم الأخير بسبب كثرة الحروب التي كانت‬ ‫تحدث في الأزمان الغابرة } وتعرف الآن باسم منبسي أو ممباسة أو ممبسة أو منفسة © وقيل ان‬ ‫الذي سماها بهذا الاسم هم البرتغاليون وذلك على اسم قائد من قوادهم يدعى ممباسة ‪.‬‬ ‫‏‪. ٨٤‬‬ ‫ص‬ ‫الأخبار‬ ‫انظر ‪ :‬سعيد المغيري ‪:‬جهينة‬ ‫ويقال أيضا ان علي بن حسن الشيرازي سلطان كلوة هاولذي بني ممبسة حينا نزل اليها‬ ‫العاشر للميلاد ‪ 3‬كا يقال أيضا ان هذه المدينة استمدت‬ ‫مع رجاله في الربع الأخير مانلقرن‬ ‫اسمها من اسم مدينة حملت هذا الاسم نفسه في عمان ‪.‬‬ ‫‏‪. ١٩٢‬‬ ‫انظر ‪ :‬أحمد علي أحمد ‪ :‬كلوة ‪ .‬ص‬ ‫وقد تحدث عنها الحميري في القرن التاسع للهجرة‪ /‬الخامس عشر للميلاد وقال ان أهلها‬ ‫كانوا يعملون باستخراج الحديد وكذلك بصيد المور ‪.‬‬ ‫‏‪. ٥٥٢‬‬ ‫انظر ‪ :‬الروض المعطار ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪. ١٠٥‬‬ ‫‪}{“٩٢٣‬‬ ‫(‪ )٢٢٣٥‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٤١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٢٢٦‬‬ ‫ال ر جل‬ ‫هذا‬ ‫اسم‬ ‫من‬ ‫واضح‬ ‫هو‬ ‫ك‬ ‫سواحيلية‬ ‫وقد كان لبني الجلندي العمانيين وجود أيضا في مدينة أخرى‬ ‫القدماء من قبيلة‬ ‫حكامها‬ ‫ميلا ‪ .‬وكان‬ ‫بحوالي اثنين وثلاثين‬ ‫الاشارة اليهم ‪.‬ويقول هؤلاء الحكام إنهم فعلا من نسل أحمد ومحمد‬ ‫المدينة‬ ‫هذه‬ ‫يشاركهم فيفي سكني‬ ‫وكان‬ ‫ز‬ ‫الكلنديين‬ ‫سعيد‬ ‫ابني‬ ‫عمانيون أتوا اليها منذ قرون عديدة ‪ 3‬وعمانيون أقبلوا اليها فاىلعصر‬ ‫القبائل‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫(و مانغة)‬ ‫باسم‬ ‫هناك‬ ‫الجميع‬ ‫و يعرف‬ ‫«‬ ‫الحديث‬ ‫العمانية القديمة الموجودة في تانغة قبل تواجد الاسرة البوسعيدية في‬ ‫قبيلة الريامى [ وقبيلة بني‬ ‫ومن‬ ‫قبيلة السعديين‬ ‫من‬ ‫ناس‬ ‫المنطقة‬ ‫هذه‬ ‫بحري من بني هناءة ‪ 3‬ثم الجنبة وغيرهم «“"') ‪ ،‬مما يدل على كثافة‬ ‫استمرار‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫ك‬ ‫‪3‬‬ ‫المدينة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫وانتشاره‬ ‫العماني‬ ‫التواجد‬ ‫هذا التواجد منذ أن وصلها بنو الجلندى حتى نهاية العصور‬ ‫الوسطى ‪.‬‬ ‫فى شمال‬ ‫}‬ ‫شوكة‬ ‫تسم‬ ‫أخرى‬ ‫النظر ‪:‬في مدينة‬ ‫و ما ريلفت‬ ‫الجزيرة‬ ‫باسم‬ ‫المعروفة‬ ‫‏(‪ (٢٢٨‬ئ‬ ‫بمبا‬ ‫جزيرة‬ ‫رسم‬ ‫وجود‬ ‫‪4‬‬ ‫الخضراء‬ ‫المدينة ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫في غابات‬ ‫مو جودا‬ ‫قديم كان‬ ‫مسحل‬ ‫حراب‬ ‫في‬ ‫خنجر‬ ‫‏(‪ )٢٣٦‬لمعرفة بعض الأسماء الأخرى التي تحولت الى أسماء سواحيلية عربية ‪ 9‬انظر ‪ :‬عبد الله بن صالح‬ ‫‏‪. ١٢٣٤ _ ١٣١ ، ١١٨ _ ١١٦١‬‬ ‫الفارسي ‪ :‬البوسعيديون في زنجبار ‏‪ ٠4‬ص‬ ‫‪. ٧٩‬‬ ‫‏‪٧٧ { ٧٤‬‬ ‫‏(‪ )٢٢٧‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‬ ‫هو الاسم الافريقي لهذه الجزيرة ‪ 0‬وهي تقع شمال جزيرة زنجبار بحوالي ‏‪ ٢٢‬ميلا ‪،‬‬ ‫‏(‪ )٢٣٨‬بمبا ه‬ ‫‏‪ ٤٦‬ميلا ‪ 0‬وعرضها من‬ ‫‏‪ ٣٨‬ميلا ‪ 9‬وطولها من أوسع نقطة فيها‬ ‫وتبعد عن البر الافريقي بمسافة‬ ‫‏‪ ٣٢٨٠‬ميلا ‪.‬‬ ‫اوسع نقطة فيها ‏‪ ١٤‬ميلا ‪ 0‬فتقدر مساحتها بحوالي‬ ‫‏‪. ٢٥‬‬ ‫انظر ‪ :‬سعيد المغيري ‪ :‬جهينة الاخبار ء ص‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫الوكالة‬ ‫دار‬ ‫الر سم ونقله ال‬ ‫بخلع هذا‬ ‫(ميجر بيس)‬ ‫المؤرخ‬ ‫وقد قام‬ ‫‏‪ ٤١٣‬‏م‪ ١‬‏‪٢)،‬آ٭( ومعنى ذلك ان هذا‬ ‫المحراب هو سنة ‪٨١٦‬ه‪/‬‬ ‫أن وجود‬ ‫البرتغاليين ©كا‬ ‫الى ماقبل ظهور‬ ‫الملسجد يعود فبينائه‬ ‫ولما كان‬ ‫يمني [‬ ‫عماني أو‬ ‫على وجود‬ ‫محرابه يدل‬ ‫رسم الخنجر ف‬ ‫العمانيون اغلبية في الساحل كا ذكرنا من قبل فان هذا الاثر يدل‬ ‫غيرهم ‪.‬‬ ‫دون‬ ‫عليهم‬ ‫وكما ظهر الوجود العماني في هذه المدن التي أشرنا اليها &‬ ‫فقد ظهر أيضا في جزيرة زنجبار ‏‪ 0٢٤٠١‬التي وصل اليها التجار‬ ‫ئ‬ ‫وبات‬ ‫لامو ئ‬ ‫في‬ ‫العمانية‬ ‫السلطنات‬ ‫ظهور‬ ‫قبل‬ ‫العمانيون‬ ‫ومقدشو ‪ .‬ذلك آن الاسلام وصلها منذ وقت مبكر يعود الى عام‬ ‫عام‬ ‫ف‬ ‫الجزيرة‬ ‫لهذه‬ ‫وصف‬ ‫ورد‬ ‫وقد‬ ‫(‪. )٢٤١‬‬ ‫‏‪٦٨ ٤‬م‬ ‫‏‪ ٦٥‬ه‪/‬‬ ‫‪٦٢٢‬ه‪/‬‏ ‪١٢٢٦‬م‏ على يد أحد التجار الصينيين الذي وصل الى‬ ‫هذه المنطقة في ذلك العام وقال إن سكانها من العرب ‏(‪ 0 )"٤٦‬كا‬ ‫قوية على‬ ‫سيطرة‬ ‫} وكانت م‬ ‫ايضا‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫أن حكامها كانوا‬ ‫شعب الجزيرة ‪ ،‬وأنهم جعلوها مركزا تجاريا هاما غير خاضع لاي‬ ‫‏‪. ٩٢ _ ٩١‬‬ ‫‏(‪ )٢٢٩‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٤٠‬زنجبار ‪ :‬كلمة عربية محرفة } أصلها بر الزمج ‪ 3‬ويقال لها باللغة السواحيلية (أنفوجاء) ‪ .‬وهي‬ ‫كلمة مركبة من كلمتين ‪( :‬أنفو) ومعناها بالعربية المنسف و (جاء) يمعنى امتلأ ‪ .‬وهي جزيرة‬ ‫تبعد عن البر الافريقي بمسافة خمسة وعشرين ميلا ‪ 3‬وجنوب الجزيرة الخضراء (مبا) بحوالي ‏‪٣٢‬‬ ‫‏‪ ٢٤‬ميل ‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٢٩‬ميلا } ويلغ طولها ‏‪ ٥٦٢٤‬ميل ‪ 0‬وعرضها‬ ‫‏‪ ٣٥‬ميلا {} وشمال دا ر السلام بمسافة‬ ‫ال‬ ‫ومساحتها ‏‪ ٦٤٠٠‬ميلا مربع ‪ ،‬وكانت تسمى في القرون الأولى للميلاد (منشونيا) أو منشونياسي &‬ ‫الاسم ‪.‬‬ ‫معنى هذا‬ ‫ولايعرف‬ ‫انظر ‪ :‬سعيد المغيري ‪ :‬جهينة الأخبار ‪ 4‬ص ‏‪. ١٦١ ، ١٥‬‬ ‫‏‪. ١٠٨‬‬ ‫‏(‪ )٢٤١‬محمد الحداد ‪ :‬ص‬ ‫ة‬ ‫‪,,‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫‪, . .21‬‬ ‫‏(‪)٢٤٦٢‬‬ ‫‪٢٤٢٣‬‬ ‫سيطرة خارجية ‪ ،‬ولذلك قاوموا السيطرة التي فرضتها كلوة على‬ ‫تجارة الذهب ‪ ،‬كا أكدوا الرو ح الاستقلالية بأن قاموا بسك عملتهم‬ ‫الخاصة بهم في القرن الخامس عشر للميلاد (ئ') ‪ ،‬كما أنهم اتسموا‬ ‫بالقوة والشجاعة وكانوا محاربين أشداء لايخافون الموت ولايرهبونه‬ ‫كما وصفهم بذلك ماركو بولو فيما كتبه عنهم عام ‏‪ ٠٥‬‏‪“٨!).‬م‪٢١‬‬ ‫وهكذا نرى وجودا عربيا على أرض هذه الجزيرة ‪ 0‬وهو في‬ ‫الغالب وجود عماني ‪ ،‬نظرا لظهور ثلاث سلطنات عربية عمانية‬ ‫على أرض الساحل وجزره ‪ ،‬وانتشار نفوذ هذه السلطنات في معظم‬ ‫هذا الساحل كا سبق القول © مما أدي الى تدعم الو جود‬ ‫مدن‬ ‫العماني في جزيرة زنجبار ‪ .‬يدل على ذلك أن عادات الزنجباريين‬ ‫في هذه الجزيرة في الزي والملابس لاتختلف عن عادات أهل سواحل‬ ‫عمان } فملابسهم كانت ولا تزال على الطراز العربي (القديم) ‪.‬‬ ‫فالرجال يلبسون ثوبا طويلا يسمونه (دشداشة) يشدون فوقه‬ ‫القفطان‬ ‫يلبس‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬ ‫الجبة ء‬ ‫ويلبسون‬ ‫ويتعممون‬ ‫نطاقا ‪.‬‬ ‫ء ويتقلدون السيوف والخناجر ويضعون النعال في‬ ‫والعباءة‬ ‫‪ 3‬وتلبس النساء السراويل والنعال وثوبا الى الركبتين‬ ‫أرجلهم‬ ‫فوقه نطاقا & ويتبرقعن © ويضعن على رؤوسهن‬ ‫يشددن‬ ‫كالكوفية فوقه حزام كعقال الرجال وكثيرا ما يلبسن‬ ‫منسوجا‬ ‫الحلي (ث‪ . )"6‬وهي بلاشك عادات معظمها مستقى من عادات‬ ‫ع‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عمان‬ ‫اهل‬ ‫& م‬ ‫‪, .0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.20‬‬ ‫‏(‪(٢٤٢‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬ح‬ ‫‪.26‬‬ ‫‏(‪()٢٤٤‬‬ ‫(‪ )٢٤٥‬سليمان الشيباني ‪ :‬ص‪. ١٩ { ١٨ ‎‬‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫كذلك كان الوجود العماني في كلوة ‏(‪ )٢٤٦‬ظاهرا ومؤثرا ‪.‬‬ ‫ويقول وايدنر أن كثيرا من الفرس فروا من بلادهم نتيجة‬ ‫للاضطرابات السياسية الى شرق افريقيا مستخدمين سفن‬ ‫العمانيين ‪ .‬وقد أمكن نقل هؤلاء الفرس الى ساحل شرقي افريقيا‬ ‫حيث ساعدهم تجار عمان في انشاء مهاجر أو مستوطنات‬ ‫دائمة ‪ .‬وأصبحت عمان هي التي تتولى حمايتهم والوصاية‬ ‫عليهم ‏(‪ . )"٤‬ومما يلفت النظر أن الشيرازبين الذين هاجروا الى‬ ‫كلوة عام ‪٣٦٥‬ه‪/‬‏ ‪٦٧٥‬م‏ بقيادة على بن الحسن بن علي الشيرازي‬ ‫وجدوا عندما نزلوا أرض كلوة بعض المسلمين الذين اجتذبتهم‬ ‫التجارة المزدهرة مع المواطنيين وبصفة خاصة أهالي المناطق‬ ‫الداخلية ‪ 3‬كما وجدوا مسجدا واحدا } ورجلا مسلما مع عائلته ‪3‬‬ ‫لايبعد أن يكون تاجرا عربيا من تجار عمان قام بمهمة الترجمة بين‬ ‫القادمين الجدد وبين ملك الجزيرة الافريقي ‪ ،‬مما يدل على أن‬ ‫الاسلام وصل الى كلوة قبل هجرة الشيرازبين اليها بوقت‬ ‫طويل ‏(‪ 3 )"٤٨‬ويدل أيضا على أن الوجود العربي كان فيها قبل‬ ‫وجود غيرهم من الناس ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢٤٦‬كلوة أو كلوة كيسيواني المدينة التاريخية تقع في جزيرة كلوة التي تبعد عن الساحل بحوالي أربعة‬ ‫كيلو مترات } وتقع جنوب دار السلام عاصمة تنزانيا الحالية بنحو ‏‪ ١٥٠‬ميل ويبلغ عرض جزيرة‬ ‫كلوة نحو ‏‪ ٤‬كم من الشرق الى الغرب ‪ ،‬وطولها من الشمال الى الجنوب نحو ‏‪ ٦‬كم ‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٥‬‬ ‫‏‪ } ٦٤‬أحمد علي أحمد ‪ :‬كلوة ‏‪ ٤‬ص‬ ‫انظر ‪ :‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‬ ‫أما دار السلام فقد كان اسمها قديما أفرزيما ‪ 0‬وقد سماها السيد ماجد بن سعيد البوسعيدي سلطان‬ ‫‏‪. ٨٣‬‬ ‫زنجبار باسم دار السلام } انظر ‪ :‬المغيري ‪ :‬ص‬ ‫(‪ )٢٤‬وايدنر ‪ :‬تاريخ افريقيا جنوب الصحراء } ترجمة علي أحمد فخري ‪ ،‬د ‪ .‬شوي عطا ا لة الجمل‪. ‎‬‬ ‫‪. ١٠٢‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫العر ب ك القاهرة سنة ‪١٩٧٦‬م ‪ ،‬ج‪‎‬‬ ‫سجل‬ ‫مؤسسة‬ ‫‏‪ ، ٤.٠‬محمد‬ ‫‏‪ & ٢٩‬أحمد علي أحمد ‪ :‬كلوة ‪ .‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٤٨‬مجهول ‪ :‬السلوة في أخبار كلوة ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏‪. ١٩٠‬‬ ‫النقيرة ‏‪ ٠‬ص‬ ‫_‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫وينتقد دي باروس الذي ينقل عن أقدم الروايات البرتغالية‬ ‫الاسلامية‬ ‫دولة كلوة‬ ‫بالأصل الفارسي لمؤسس‬ ‫التي تقول‬ ‫القصة‬ ‫معتمدا على ابن بطوطة الذي لم يوجد فيما قصه علينا مايفيد بأن‬ ‫زيارته لها عام‬ ‫وقت‬ ‫لكلوة‬ ‫حاكإا‬ ‫المظفر الذي كان‬ ‫أي‬ ‫السلطان‬ ‫‪١٣٣١‬م‏ كان من أصل فارسي ‪ ،‬أو أنه كان شيعي‬ ‫‏‪ ٣١‬ه‪/‬‬ ‫المذهب & رغم اهتام ابن بطوطة بإعطاء تفاصيل عن مثل هذا النوع‬ ‫من الأخبار التاريخية (‪٤٩‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫ويضاف الى ذلك أن بعض حكام كلوة قبل زيارة ابن‬ ‫بطوطة لها بزمن طويل كانوا عمانيين } اذ أنه بعد موت سلطانها‬ ‫الشيرازي داود بن علي ‏(‪٣٩٤ _ ٢٣٩٠‬ه‪ _ ٩٩٩ /‬‏)م‪6 ٣٠٠١‬‬ ‫وهو السلطان الخامس في سلسلة سلاطينها الشيرازيين ‪ ،‬تمكنت‬ ‫او‬ ‫البانتو‬ ‫من‬ ‫قبيلة‬ ‫لعلها‬ ‫[‬ ‫ماندلين‬ ‫مواتاتا‬ ‫تسمى‬ ‫كبيرة‬ ‫قبيلة‬ ‫الزولو ث من أن تهاجم كلوة وتنهبها وتقيم فيها حاكما يدعى خالد‬ ‫ي اذ كان والده عربي وأمه‬ ‫عربي‬ ‫ابن بكر ‪ .‬وكان خالد هذا نصف‬ ‫رويش‬ ‫رواه‬ ‫مما‬ ‫ويستفاد‬ ‫‏(‪, )٢٥٠‬‬ ‫القبيلة الغازية‬ ‫هذه‬ ‫تنتمي ال‬ ‫عكںعع أن خالدا هذا كان مقيما بمدينة كلوة } إذ أنه هو الذين‬ ‫فتح إحدى بواباتها للعدو أثناء ليلة ممطرة ‪ ،‬وقيل إنه كان في حراسة‬ ‫هذه البوابة وإنه اتفق مع المهاجمين على فتحها على أن يولوه حكم‬ ‫ابن‬ ‫الأعداء ‪ .‬وهو‬ ‫قائد‬ ‫من قبل قد أغرى‬ ‫وكان‬ ‫المدينة }‬ ‫بينه وبين‬ ‫كانت‬ ‫لضغينة‬ ‫كلوة » نظرا‬ ‫هاجم‬ ‫على أن‬ ‫}‬ ‫خاله‬ ‫‏(‪ )٢٥٩١‬إ‬ ‫سلطانها‬ ‫‪. ٢٦‬‬ ‫(‪ )٢٤٩‬سليمان المالكي ‪ :‬سلطنة كلوة الاسلامية‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪, . 113.‬‬ ‫(‪)٢٥٠‬‬ ‫‪. .331‬م‪, ‎‬‬ ‫(‪(٢٥١‬‬ ‫‪٢٤٦‬‬ ‫وقد تم تنفيذ المؤامرة وأصبح خالد حاكما لكلوة واستمر في‬ ‫‏‪/‬ه‪٦٩٣‬‬ ‫‏(‪٣٩٤‬‬ ‫حكمها حوالي عامين أو عامين ونصف‬ ‫‏‪ _ ٠٢‬‏)م‪ ٥..٠١‬حيث قامت ثورة ضده انتبتبطرده من‬ ‫المدينة نظرا لإثقاله كاهل الناس بالضرائب ‪ ،‬وأخرجوه الى‬ ‫بلاده ”“©") & مما يدل على أنه لم يكن أصلا من أهل كلوة ‪.‬‬ ‫ويأي حاكم منالبيت المالك الشيرازي لايستمر في حكم كلوة أكثر‬ ‫مانثني عشر عاما يعود بعدها الحكم الى حاكم عماني هو محمد‬ ‫بن الحسين المنذري الذي كان قريبا خالد بن بكر الذي كان قد‬ ‫مات في ذلك الوقت ‪ .‬وقد كان محمد بن الحسين المنذري هذا‬ ‫تاجرا عمانيا واسع الثراء قام بتجهيز جيش من أتباعه وجاء بهم‬ ‫الى كلوة متنكرين ‪ ،‬وتغلبوا على حراس المدينة ودخولها وحطموا‬ ‫جانبا من حصونها وأعملوا فيها القتل والسلب والنهب ‪ ،‬وأرغموا‬ ‫سلطانها حسن بن سليمان على الفرار لاجئا الى زنجبار ث واقاموا‬ ‫محمد بن الحسين المنذري حاكما لكلوة ‪ 3‬وذلك بمساعدة نفس القبيلة‬ ‫الافريقية التي ساعدت قريبه السابق خالد بن بكر في حكم كلوة ©‬ ‫لها دولة في الداخل في‬ ‫وهي قبيلة مواتاتا ماندلين التي كانت‬ ‫موزمبيق ‪ 3‬وتجارة رائجة مع كلوة وممبسة ومالندي ‏("‪. )٢‬‬ ‫وقد ظل محمد هذا يحكم كلوة مدة اثنى عشر عاما‬ ‫‏(‪٤٢٠. _ ٤٠٨‬ه‪ ٠٢٩ _ ١٠١٧ /‬‏)م‪ ١‬عاد بعدها الحكم للبيت‬ ‫نتيجة‬ ‫الملكي السابق (ئث") ‪ .‬و لم يستمر هذا البيت فيالحكم‬ ‫‪. ٥٦‬‬ ‫(‪ )٢٥٦‬أحمد علي أحد ‪ :‬كلوة‪ ٠ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥٢‬مجهول ‪ :‬السلوة في أخبار كلوة ى ص‪ ، ٣١ ‎‬عبدالمنعم عامر ‪ :‬عمان في أمجادها البحرية ى ص‪. ٣٦ ‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬م‪‎‬‬ ‫‪311‬‬ ‫_‬ ‫‪411‬‬ ‫_‬ ‫‪.431‬‬ ‫‪. ٥٩‬‬ ‫(‪ (٢٥٤‬أحمد علي أحمد ‪ :‬كلوة ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫للشقاق والاضطراب الذي كان كثيرا مايحدث بين أفراده طمعا في‬ ‫الحكم ‪ 0‬مما كان يؤدي الى انتقال الحكم الى غيرهم من العمانيين‬ ‫أو غير العمانيين ‪ .‬فيذكر المغيري أن البرتغاليين حينا وصلوا الى‬ ‫كلوة لم يكن سلطانها ينتسب الى الشيرازيين أو العجم {ث‪)"٠‬‏ } ك‬ ‫يخبرنا جيان بان كبرال عندما وصل الى مدينة كلوة عام ‪١٥٠١‬م‏‬ ‫كان حاكمها يسمى ابراهيم } وأن العرب تدخلوا في الأمر وأفهموا‬ ‫هذا السلطان أن البرتغاليين قوم ذوو حرص وطمع ‪ ،‬وأنهم يريدون‬ ‫الاستيلاء على البلاد ‪ ،‬فلم يتحالف معهم وتهيا للدفاع عن المدينة }‬ ‫فرحل البرتغاليون الى مالندي (`‪!١‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫ومما يدل على وجود العرب أيضا في كلوة ما أشار اليه جيان‬ ‫من أن كلوة خرج منها أكبر شطر من السكان العرب الذين‬ ‫استوطنوا القارة أو سكنوا الجزر المجاورة وبعض مواني جزيرة سان‬ ‫لوران أو مدغشقر ‏(‪ . )"٨١‬وبطبيعة الحال كان معظم هؤلاء‬ ‫العرب الذين أشار اليهم جيان من العمانيين ‪ ،‬نظرا لكثافة الوجود‬ ‫العماني في معظم أنحاء الساحل الشرقي لافريقيا نتيجة لوجود ثلاث‬ ‫سلطنات اسلامية أنشاها العمانيون على هذا الساحل ؤ ونتيجة‬ ‫مجيء نواخذة من عمان أكثر من غيرهم من المسلمين والعرب ‪.‬‬ ‫وقد قام هؤلاء التجار والمهاجرون العمانيون الذين سكنوا‬ ‫كلوة ببناء قلاع تشبه قلاع عمان ‪ ،‬من ذلك قلعة يعود بناؤها‬ ‫الى عام ‪٨٦١‬ه‪/‬‏ ‪١٤٥٦‬م‏ ‪ 0‬ومكتوب على بابها نصر من الله‬ ‫‪. ٩٢‬‬ ‫(‪ )٢٥٥‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢١٢‬‬ ‫(‪ )٢٥٦‬وثائق تاريخية وجغرافية ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢٤‬‬ ‫‪& ٢٢٢٣‬‬ ‫(‪ )٢٥٧‬المصدر السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٤٨‬‬ ‫وغيرها‬ ‫وفتح قريب‘ ‪٥٨( -‬؟)‏ ‪ .‬كا أن الأسوار الحجرية والأطلال‬ ‫من الاثار القديمة الموجودة في المنطقة الشرقية من الجزيرة تعود الى‬ ‫عصر أقدم من ذلك بكثير © اذ يقول بعض الأهالي انها تنسب الى‬ ‫عصر هارون الرشيد ‪ ،‬ما يدل على أن العرب والعمانيين منهم بوجه‬ ‫خاص كانوا أول من اتخذ الجزيرة عاصمة أو مهجرا لهم © وبنوا‬ ‫فيها القلاع والحصون والقصور منذ ذلك العهد البعيد ‪ 9‬كا بنوا‬ ‫فيها كثيرا من المساجد القديمة التي قدر عددها بنحو ثلاثمائة‬ ‫مسجد (؛‪"٠‬؟)‏ ‪ .‬ثم آتي الى هذه المدينة بعد ذلك بعض الشيرازيين‬ ‫الذين كانوا مجرد قادة لجند هارون الرشيد ‏<‘{‪ . )"٦‬وبطبيعة الحال‬ ‫كان هؤلاء القادة سنة وليسوا شيعة ‪ ،‬ولذلك لم نسمع عن انتشار‬ ‫المذهب الشيعي في كلوة ‪ ،‬و لم يحدثنا ابن بطوطة عن أي أثر للتشيع‬ ‫فيها وقال إن أهلها كانوا شافعية المذهب ‏«‘‪ ، )"٦‬مما يدل على أن‬ ‫الشيرازيين كانوا مجرد حكام وإنما كانت الهجرة الكبيرة اليها من‬ ‫العرب & من عمان وغير عمان ‪.‬‬ ‫ولذلك ليس غريبا أن يتحدث بعض الباحثين في العصر‬ ‫دون‬ ‫للعرب‬ ‫مقرا ومسكنا‬ ‫على أنها كانت‬ ‫عن كلوة‬ ‫الحديث‬ ‫الفرس ‪ ،‬فيقولون إن من نشروا المعرفة ودفعوا الاسلام بحماسة الى‬ ‫الداخل هم العرب وذلك في معرض حديثهم عن كلوة وسكانها }‬ ‫وأن هؤلاء السكان كانوا يتكلمون اللغة العربية بصفة أساسية‬ ‫‪. ٦٧‬‬ ‫(‪ )٢٥٨‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٧٤‬‬ ‫‪ & ٦٩ } ٦٨‬محمد الحداد ‪ :‬حقائق تاريخية ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥٩‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٦٩‬‬ ‫(‪ )٢٦٠‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨٤‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٦١‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪٢٤٩‬‬ ‫كلوة كتبت‬ ‫‏(‪ } )٢٦٢‬وأن سجلات‬ ‫خجانب عدد من لغات أخرى‬ ‫‏("‪ . )"٦‬فلم تكن كلوة فارسية كا‬ ‫باللغتين العربية والسواحيلية‬ ‫ذكر كثير من المؤرخين وخاصة الاجانب منهم ‪ ،‬وانما كانت مدينة‬ ‫عربية ‏(‪ 3 )٢٦٤‬ساعدت الهجرات العربية المتوالية على طمس معالمها‬ ‫الفارسية (ث‪)"٦‬‏ } فكان سكانها أو على الأقل معظمهم من العرب‬ ‫وكان لهم فضل كبير في نشر الاسلام بين‬ ‫والعمانيين خاصة©‪،‬‬ ‫سكانها الوثنيين ثم في نشره داخل القارة ‪ 3‬سبق القول ‪.‬‬ ‫ويقال نفس الشيء عن مدينة مالندي ‏(‪ . )٢٦٦‬حيث كان‬ ‫سكانها من العرب عمانيين وغير عمانيين ‪ .‬فقد تأسست في القرن‬ ‫الناي عشر للميلاد ‏(‪ 3 )"٦٢‬وهو عصر ازدهار سيطرة العمانيين‬ ‫أهلها‬ ‫اعتنق‬ ‫وقد‬ ‫<‬ ‫القارة‬ ‫من‬ ‫المنطقة‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫و سياسيا‬ ‫تباريا‬ ‫الأفارقةالاسلام مثلما فعل أمل ممبسة ومعظم مدن الساحل(“‪065"٦٨‬‏‬ ‫وعمل حكامها فيالتجارة وأثروا ثراء فاحشا حتى ارتدوا الثياب‬ ‫الحريرية و القطنية الدقيقة وحملوا السيوف والخناجر المكفتة } وتحلوا‬ ‫ابن‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫وادب‬ ‫ظرف‬ ‫ومحاسن الشيم من‬ ‫الأخلاق‬ ‫بمكارم‬ ‫‪. ٢٠٧ | ١٧٤‬‬ ‫(‪ )٢٦٢‬أحمد علي أحمد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨٢‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٦٢‬دافدسون‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪234,‬‬ ‫&‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ .7‬م‪‎‬‬ ‫(‪)٢٦٤‬‬ ‫‪. ١١‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫صادق‬ ‫(‪ )٢٦٥‬دولت‬ ‫‏(‪ )٢٦٦‬مالندي مدينة تقع في كينيا الآن وهي على ضفة البحر } وكان أهلها يعملون في العصور الوسطى‬ ‫بالصيد حرا وبرا ‪ 0‬وباستخراج معدن الحديد وتصديره } وكان كل مكسبهم وتجارتهم ‪ .‬انظر ‪:‬‬ ‫‏‪ & ٥٤٤‬ومن الأخبار التي تروى أن فاسكو دي جاما‬ ‫‏‪ | ٨٣‬الحميري ‪ :‬ص‬ ‫ابن سعيد ‪ :‬ص‬ ‫هو الذي سماها ملندي على اسم زوجته التي تسمى ملندا ‪.‬‬ ‫‏‪. ٨٧ © ٨٦‬‬ ‫انظر ‪ :‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‬ ‫&م‬ ‫‪, .0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.20‬‬ ‫‏‪“©} ٢٣٢٠‬‬ ‫‏(‪ )٢٦٧‬جيان ‪ :‬ص‬ ‫‪, - 02 - .12‬‬ ‫(‪()٢٦٨‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫__‬ ‫شيخ هذه المدينة يلبس جلبابا من الحرير المبطن بالاطلس الاخضر‬ ‫ومعا بعمامة فاخرة يحف به عشرون من العرب عندما قابل فاسكو‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪)٢٦٩‬‬ ‫جاما‬ ‫دي‬ ‫وكذلك كان الحال في مدينة موزمبيق } فقد كان يعيش بين‬ ‫سكانها الوثنيين عدد من العرب والمسلمين الذين كانت سفنهم‬ ‫مزودة بالات الاهتداء كالبوصلة وخرائط بحرية والات لاخذ‬ ‫ارتفاعات الشمس (‪!٢{:‬؟)‏ & مما يدل على أنهم كانوا ملاحين مهرة ‪3‬‬ ‫و لم يكن هناك أمهر من ملاحي عمان في ذلك الحين © وابن ماجد‬ ‫‪.‬‬ ‫خير دليل يمكن ان نضر به في هذا المجال‬ ‫وغيره من ملاحي عمان‬ ‫ولما جاء فاسكو دي جاما الى هذه المدينة عام ‏‪ ٤٩٨‬‏م‪ ، ١‬أثارت‬ ‫في نفسه ومن معه من البرتغاليين الدهشة والذهول ‪ ،‬لما كانت عليه‬ ‫متشحا بالثياب الحريرية‬ ‫من التقدم والرقي ئ ولما أبصر شيخها وجده‬ ‫متقلدا السيف والخنجر © وفي معيته أفواج من عشائر العرب في‬ ‫أفخر الثياب ‪ ،‬تتقدمهم الآلات الموسيقية صادحة بأنغامها ‏(‪. )٢٧١‬‬ ‫سنتي‬ ‫بين‬ ‫العرب‬ ‫استوطنها‬ ‫‏(‪ ©3 )٢٧١٢‬فقد‬ ‫سفالة‬ ‫أما مدينة‬ ‫للميلاد‬ ‫الثاني عشر‬ ‫القرن‬ ‫منذ‬ ‫الاسلام‬ ‫ودخلها‬ ‫‪ ١ ٢ ٢‬م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫و‬ ‫‪٥‬م‬ ‫‏‪١ ٠‬‬ ‫على أيدي التجار العرب وربما قبل ذلك بكثير ث وكان حاكمها‬ ‫عند قدوم البرتغاليين عربي يدعى يوسف ‪ ،‬وكان حراسها يلبسون‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. ,17‬م‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪} ٣٢٢١‬‬ ‫‏‪٣٢٢٠‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٦٩‬جيان‬ ‫‪. ٢١٩‬‬ ‫‏‪٢١٨‬‬ ‫(‪ )٢٧١‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٣٠٨‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫(‪٧٠‬ا‪)٢‬‏ جيان‬ ‫‏(‪ )٢٧٢‬تقع سفالة على الشاطيء الافريقي الشرقي جنوب نهر زمبيزي في مواجهة جزيرة مدغشقر } وهي‬ ‫الان احدى مدن دولة موزمبيق ‪ 9‬وقد تحدث عنها ابن سعيد والحميري وقالا ان أهلها كانوا‬ ‫لا يعيشون الا على ما يحصلون عليه من استخراج الذهب والحديد ‪ ،‬وان التجار العرب والمنود‬ ‫كانوا يأتون اليها لشراء هاتين السلعتين ‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٤٣‬‬ ‫‏‪ |، ٨٣‬الحميري ‪ :‬ص‬ ‫انظر ‪ :‬ابن سعيد ‪ :‬ص‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫العمائم ويحملون الخناجر العاجية المقابض {(‪٢!{7‬؟)‏ ‪ .‬مما يدل على أنهم‬ ‫عمانيون & وليس من قبيل الصدفة أن توجد في عمان مدينة تحمل‬ ‫نفس الاسم ‪ 0‬مما يدل على عمق الو شائج بين البلدين ‪ .‬وكا فعل‬ ‫عرب كلوة مع حاكمها وخوفوه من البرتغاليين & فعل عرب سفالة‬ ‫نفس الشيء مع حاكمها & فوقع الصدام بينه وبين البرتغاليين الذين‬ ‫تمكنوا من قتل يوسف واستولوا على سفالة ‏(‪ . )"٧‬وان دل هذا‬ ‫على شيء فانما يدل على الوجود العربي في سفالة وفي غيرها من‬ ‫مدن الساحل & كا يدل على أن العرب كانوا يحملون لواء المقاومة‬ ‫في كل مكان نزل فيه البرتغاليون ث وأن هؤلاء العرب كانوا في‬ ‫الغالب من العمانيين ث لأن العمانيين كانوا أصحاب السيطرة‬ ‫البحرية على المحيط الهندي ‪ ،‬وكان الوجود البرتغالي معناه القضاء‬ ‫المبرم على نفوذهم ومكاسبهم التجارية وتاريخهم البحري العريق ‪،‬‬ ‫ومن ش قاوموا البرتغاليين بقدر ماو سعتهم المقاومة ‪.‬‬ ‫وهكذا أدت التطورات التاريخية والتجارية التي شهدها‬ ‫الساحل الشرقي لافريقيا الى وجود مراكز تبارية وجاليات عربية‬ ‫على طول هذا الساحل & حيث تزاوج أفرادها مع الافريقيات ‪ ،‬ثم‬ ‫هاجر الى هذه المراكز عدد وفير من العمانيين على شكل هجرات‬ ‫جماعية كبيرة لم تلبث أن بنت المدن وأقامت الامارات والسلطنات‬ ‫في لامو ومقدشو وبات ‪ ،‬وظهر الى جانب ذلك عدد من المدن‬ ‫فيها عرب من أصل عماني خالص أو أصل مخلوط {!" ‪.‬‬ ‫‪. ١٠٥٨‬‬ ‫‪ ، ١٨٤‬محمد كال حسين ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ، ٢٢٦‬حسن ابراهيم حسن ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٧٣‬جيان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٦٢٧٤‬جيان ‪ :‬ص‪. ٢٢٧ _ ٢٢٦ ‎‬‬ ‫‏(‪ )٢٧٥‬أحمد عيضة سالم ‪ :‬الجاليات العربية في افريقيا (محث في كتاب العرب وافريقيا) بيروت ‪ ،‬الطبعة‬ ‫الأولى سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ث ص ‏‪. ١٨٦١‬‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫ومع نشاط قوافل التجارة في الداخل استقرت هناك جماعات عربية‬ ‫في عدد كبير من مدن وقرى مايعرف اليوم باسم كينيا وتنزانيا‬ ‫وأوغندا وزائير وبوروندي ورواندا ‏(<`‪ & )"٢‬مما أدى الى انتشار‬ ‫الاسلام بدرجات متفاوتة في نواح كثيرة من هذه البلدان ‪ ،‬أما‬ ‫الساحل فقد تحول أهله جميعا أو معظمهم على الأقل الى الاسلام ‘‬ ‫وقد شهد بذلك ابن بطوطة عندما زار هذا الساحل عام ‪٧٢٣١‬ه‪/‬‏‬ ‫م فقرر أن كل الناس الذين راهم في المدن التي زارها كانوا‬ ‫‏(‪ 0 )٢٢٢‬مما يشهد بالفضل للعرب عامة وللعمانيين خاصة‬ ‫مسلمين‬ ‫ني تحقيق هذا الانجاز الديني الكبير ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٦‬العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الإسلام في‬ ‫مدغشقر وجزر القمر ‪:‬‬ ‫واذا كان الاسلام قد انتشر في الساحل الشرقي الافريقي وفي‬ ‫نواح كثيرة مانلداخل نتيجة للهجرة والتجارة التي كان العمانيون‬ ‫أكثر من غيرهم يعملون بها في هذه الأماكن فانه قد انتشر أيضا‬ ‫فايلجزر الموجودة في بحارلزيج بفضل جهودهم ونشاطهم ونشاط‬ ‫‪.‬‬ ‫المسلمي‬ ‫غيرهم من العرب‬ ‫ففي جزيرة مدغشقر (مالاجاش الآن) كانت السفن العمانية‬ ‫تتردد على شواطيء هذه الجزيرة في الفترة من ديسمبر الى مايو من‬ ‫‏‪. ١٥٦١‬‬ ‫‏(‪ )٢٧٦‬اللزلجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪٥5 ٢٨٤‬‬ ‫‪!٧٩‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫ابن بطوطة‬ ‫(‪ )٢٧٢٧‬رحلة‬ ‫& م‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫‪,71 .12‬‬ ‫‪٢٥٢٣‬‬ ‫كل عام ‏(‪ . )"٢٨‬ويبدو أن وصول العرب الى هذه الجزيرة كان‬ ‫منذ وقت مبكر ‪ ،‬اذ تشير الدلائل الى أن نشاط العرب التجاري‬ ‫مع سكان ساحل شرقي افريقية قبل الاسلام وصل حتى شمالي‬ ‫مدغشقر ‪ 3‬اذ عثر المنقبون فيها على عملة من العملات التي‬ ‫استعملت في عصر قسطنطين الأول في مطلع القرن الرابع‬ ‫الميلادي ‪ 0‬وهو عصر الدولة الحميرية في بلاد المن ‪ 0‬مما يدل‬ ‫على أن الحميرين قد وصلوا الى هذه الجزيرة منذ ذلك الزمن‬ ‫القديم ‏(‪ )٢٧٩‬إ‬ ‫وبعد ظهور الاسلام كان الملاحون العمانيون من قبيلة الأزد‬ ‫قد انتشروا على ساحل شرقي افريقيا وتوغلوا جنوبا حتى مدغشقر‬ ‫ونزلوا على شواطئها الجنوبية الشرقية منذ القرنين الثاني والثالث‬ ‫كانوا يبيعون‬ ‫‏(‪ . )©!٨:‬حيث‬ ‫للهجرة‪ /‬الثامن والتاسع للميلاد‬ ‫ويشترون ويقيمون كالعادة مراكز تجارية يمارسون فيها نشاطهم‬ ‫التجاري } ولكنهم لم يتوغلوا في داخل الجزيرة بسبب وجود بعض‬ ‫الأرض ‘ ولأنهم كانوا يجدون‬ ‫القبائل المتوحشة والأوبئة ووعورة‬ ‫مايشترونه فايلمراكز والمناطق الساحلية ‪ ،‬الا أنهم كالعادة لابد أن‬ ‫الجز ة ‪ 0‬وقد بقي دليل‬ ‫يبحثوا لحم عن مراكز اقامة دائمة في تلك‬ ‫ملموس على تلك المراكز لايزال حيا وموجودا حتى الآن © وهو‬ ‫مدينة (سالالا) التي أنشأها العمانيون القادمون من صلالة للتجارة‬ ‫الان على‬ ‫واسموها على اسم مدينتهم صلالة العمانية ى فاصبحت‬ ‫‏‪: ١٢٥‬‬ ‫‏(‪ )٢٧٨‬ستودارد ‪ :‬ج ‏‪ ٢٣‬ص‬ ‫‪. ٢٤٤‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٧٩‬دافدسون‬ ‫‪. ١٣٩‬‬ ‫‪ ٢٣‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٠‬ستودارد‬ ‫‪٢٥٤‬‬ ‫_‬ ‫ألسنة أهل مدغشقر (سالالا) ‪ .‬وهي واقعة في شمال‬ ‫‏(‪. )٢٨١‬‬ ‫الجزيرة‬ ‫وبجانب ذلك ففي منطقة فورديفان التي تقع على الساحل‬ ‫الجنوبي الشرقي توجد طائفة من الناس يعتقدون بانهم من اصل‬ ‫عربي © وأن أوائلهم كانوا مسلمين ويحتفظون بمخطوطات عربية‬ ‫ويحتفلون بختان أولادهم ويفخرون باصلهم العربي ‏(‪. )٢٨‬‬ ‫وفي الشاطيء الشمالي الغربي للجزيرة كانت هناك أيضا‬ ‫مدينة تسمى ليرانة ذكرها ابن سعيد المغربي وقال ان ابن فاطمة‬ ‫الملاح العربي الذي دار حول افريقيا من الغرب الى الشرق ووصف‬ ‫سواحل السنغال وجزر القمر » دخل مدغشقر وقال انها‬ ‫للمسلمين كمقدشو & وان أهلها مجتمعون من الأقطار ‪ 0‬وهي‬ ‫بلد حط واقلاع‘ث ‏(‪ © )!٨٦‬أي أنها كانت مدينة بحرية تجارية &‬ ‫شتى‬ ‫من أقطار‬ ‫معظمهم وافدون‬ ‫يعمل سكانها بالتجارة } وأن‬ ‫للعمل بالتجارة ‪ .‬وقد تعرف كودين على هذه المدينة ‪ .0‬كا ذكرها‬ ‫الكاتب البرتغالي باربوسا وقال عنها انها كانت مأهولة بالعرب |‬ ‫وأن بيوتها مبنية بالحجارة والكلس ك وأنها المدينة الوحيدة التي‬ ‫وجدها البرتغاليون على الشواطيء الشمالية الغربية حينا نزلوا في‬ ‫مم ‪ .‬وقد استقي كودين معلوماته عن‬ ‫‏‪٠٦‬‬ ‫‏‪ ٩ ١ ٢‬ه‪/‬‬ ‫مدغشقر سنة‬ ‫هذه المدينة فيما قال من مخطوط وضع في القرن السابع عشر‬ ‫وحفوظ في أرشيف وزارة البحرية الفرنسية (‪٨٨‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫‪١٩٨١‬م‏ }‬ ‫بلاد المسلمين الضائعين ‪ 0‬الرياض سنة‬ ‫‏(‪ )٢٨١‬محمد ناصر العبودي ‪ :‬مدغشقر‬ ‫‏‪. ٢٥‬‬ ‫‏(‪ )٢٨٦‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٨٤‬‬ ‫(‪ )٢٨٢‬كتاب الجغرافيا لابن سعيد المغربي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢١‬‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫‪ ٦٢٥‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٤‬المصدر السابق ‪ :‬تعليق رقم‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٥0٥‬‬ ‫أيضا على عدة مخطوطات عربية‬ ‫وقد عثر فران همم‬ ‫قديمة في مدغشقر وأهداها الى المكتبة الأهلية بباريس ‪ .‬ويستدل‬ ‫من هذه المخطوطات على أن العرب اختلطوا باحدى القبائل في‬ ‫مدغشقر وتكون منهم قبيلة الأنتيميرونا التي تحتل جزءا من الساحل‬ ‫الجنوبي الشرقي والتي تخضع من الوجهة الدينية والتنظيمية الى قبيلة‬ ‫الأنكارا ‪ .‬وقد عرف أهل قبيلة الأنتيميرونا الكتابة العربية بعد‬ ‫خطية قديمة‬ ‫فران أنهم محتفظو ن بكتب‬ ‫اعتناقهم للاسلام ‪ .‬وذكر‬ ‫العهد مكتوبة بالحروف العربية ‪ 0‬يزعمون فيها انتسا۔ بهم الى عرب‬ ‫مكة ‪ 3‬وان كنت أعتقد أن هذا الزعم غير صحيح ‪8‬ا ل دعوى‬ ‫الانتساب الى مكة والبيت النبوي تكاد تكون ظاهرة متفشية في‬ ‫كثير من أنحاء افريقيا ‪ .‬المهم أن هذه القبيلة أسلمت & وإن كان‬ ‫هذا الاسلام قد تم في زمن لانستطيع تحديده تحديدا قاطعا ‪ .‬وربما‬ ‫يكون الاسلام قد دخل الجزيرة بصفة عامة بعد عام ‪١٣٣‬ه‪/‬‏‬ ‫المسلمين‬ ‫‏‪ ٥٠٠‬م & إذ هو التاريخ الذي حدده المسعودي لوصول‬ ‫لجزيرة قنبلو ‏(©‪. )٢٨‬‬ ‫ويبدو أن بعض المدن التي أنشاها العرب كونت مملكة أو‬ ‫امارة ‪ .‬اذ يذكر جيان أنه كانت توجذ مملكة عربية في جزيرة‬ ‫وأن‬ ‫مدغشقر قرب خليج بويني تسمى مسلج ته‬ ‫افريقيا‬ ‫مختلف عرب‬ ‫من‬ ‫عربية‬ ‫جالية‬ ‫من‬ ‫يتكونون‬ ‫أهلها كانوا‬ ‫الشرقية وبخاصة جزيرة بات ‏(‪ . )!٨‬وقد سبق القول أن هذه‬ ‫الجزيرة ح نقصد جزيرة بات & كان معظم سكانها من عرب‬ ‫‏‪، ٢٩٢‬‬ ‫‏‪ ١٨٦ _ ١٨٥‬آ استقرار العرب ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٨٥‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬المصادر العربية ‏‪ ٤‬ص‬ ‫‪. ٢٤٢‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫‏‪١٨٤‬‬ ‫ابراهيم حسن ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ } ٧٠ - ٧٤‬حسن‬ ‫الاصول التاريخية ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٩١٤‬‬ ‫‏(‪ )٢٨٦‬وثائق تاريخية وجغرافية ‪ :‬ص‬ ‫‪٢٥٦‬‬ ‫بنو‬ ‫ك©{©‬ ‫عمان‬ ‫عرب‬ ‫أقامهما‬ ‫لدولتين‬ ‫مقرا‬ ‫و أنها كانت‬ ‫‪7‬‬ ‫الجلندى أولا } ثم النباهنة ثانيا ‪ .‬وعلى ذلك فان مملكة مسلج يبدو‬ ‫من‬ ‫افريقيا ‪ .‬أو‬ ‫عمانية من عمانيي ساحل شرق‬ ‫أنها نتيجة هجرة‬ ‫ذاتها ‪ .‬فقد أشار المسعودي الى ورود السفن العمانية من‬ ‫عمان‬ ‫الى مدغشقر فقال إن أهل المراكب من العمانيين يقطعون‬ ‫عمان‬ ‫الخليج _ أي خليج بربرى _ الى جزيرة قنبلو من بحر‬ ‫هذا‬ ‫‏(‪ 3 )"٨٧‬وأنه هو نفسه ركب من عمان الى هذه الجزيرة }‬ ‫الزنج‬ ‫عاد الى عمان في عام ‪٣٠٤‬ه‪/‬‏ ‪٦٩١٦‬م‏ في مراكب بعض‬ ‫ومنها‬ ‫‏(‪. )٢٨٨‬‬ ‫السيرافيين‬ ‫ومعنى ذلك أن الصلة بين عمان وبين هذه الجزيرة التي يرى‬ ‫معظم الكتاب والمؤرخين أنها جزيرة مدغشقر ‏(‪ 3 )٢٨٩‬كانت صلة‬ ‫قوية © بدليل أن سفن العمانيين كانت تصل اليها وكذلك كانت‬ ‫سفن السيرافيين تصل اليها من عمان ‪ .‬وقد نتج عن ذلك قيام هذه‬ ‫الامارة العربية التي سميت باسم مسلج & وهو لفظ قريب من لفظ‬ ‫مسقط عاصمة سلطنة عمان الحالية ‪ .‬وقد حاول جيان أن يجد له‬ ‫أصلا عربيا مبنيا على تفسير لغوي ‪ ،‬فقال ان الكلمة عربية ى وهي‬ ‫مأخوذة من سلج الشراب واستلجه ‪ ،‬أي ألح في شربه ‪ ،‬كأنه ملأ‬ ‫به سلجانه (بكسر السين واللام المشددة) أي الحلقوم } فأطلق‬ ‫العرب حسيا يرى جيان ذلك الاسم على المكان الذي وجدوا فيه‬ ‫ما أطفاً عطشهم ‪ ،‬أو على المكان الذي وجدوا فيه أصدافا بحرية‬ ‫‏‪. ١٠٦١‬‬ ‫‏(‪ )٢٨٧‬مروج الذهب ‪ :‬ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‪. ١٠٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٨‬المصدر السابق ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٢٠٣‬‬ ‫قاسم ‪ :‬استقرار العرب ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٩‬جمال زكريا‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫اسمها السلج ‏(‪, )٢٩٠‬‬ ‫تؤكل‬ ‫ويبدو أن كثيرا من التجار العمانيين استقروا نهائيافي هذه‬ ‫الجزيرة واتخغذوها موطنا منذ أمد بعيد } بدليل ما يقوله أحد الكتاب‬ ‫الذين زاروها منذ نحو عشر سنوات من أن شعب السكلاف‬ ‫(السكالافا) الذي سكن سواحلها يوجد بينه قبيلة تعرف ببيت‬ ‫الملساركة ‪ 3‬سحنة أفرادها أشبه بسحنة العرب ‪ ،‬ويقال ان هذه‬ ‫مازالت‬ ‫قبيلة‬ ‫(ا‪)٢٩٢١‬‏ } والأخيرون‬ ‫المساكرة‬ ‫من‬ ‫محرفة‬ ‫الكلمة‬ ‫موجودة في عمان حتى الآن ‪ .‬وقد أشار كاتب آخر زارها قبل‬ ‫عقد من الزمان الى أنه سمع بعض الناس يتكلمون العربية بلهجة‬ ‫أقرب الى لهجة العمانيين ‪ 3‬كا أشار الى أنه لايزال يوجد في هذه‬ ‫الجزيرة بعض العمانيين حتى الان © منهم رجل سياسي ثري يدعى‬ ‫سالم بن عيسى ‪ ،‬مولود في مدغشقر ولكنه من أصل عماني كا‬ ‫ذكر الرجل نفسه & وقد وصل هذا الرجل الى منصب سياسي كبير‬ ‫غداة حصول الجزيرة على استقلالها عام ‪١٩٦٠‬م‏ وتزوج من أميرة‬ ‫قبيلة السكالافا التي تسكن في غربي البلاد والتي يقول عنها إن‬ ‫حوالي ‏‪ ٢٠‬من أفرادها مسلمون ‪ ،‬وأن ‏‪ ٥‬مسيحيون والباقي من‬ ‫سكانها وثنيون ‏({{‪. )٢‬‬ ‫واذا كانت للعمانيين كل هذا الوجود في جزيرة مدغشقر }‬ ‫واذا كان هذا الوجود قد أدى مع غيره الى نشر الاسلام في‬ ‫‪...‬؟‬ ‫الاسلام‬ ‫دخلها‬ ‫متى‬ ‫‪ .‬فمنذ‬ ‫الجزيرة‬ ‫نواحي هذه‬ ‫كثير من‬ ‫(‪ )٢٩٠‬وثائق تاريخية وجغرافية ‪ :‬ص‪. ٥١٤ ‎‬‬ ‫‪. ٣٠٤‬‬ ‫(‪ )٢٩١‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫ابراهيم حسن‬ ‫‪ }{٧٦‬حسن‬ ‫‪. ٧‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩٦٢‬محمد العبودي‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬؟‬ ‫وماهي مظاهره‬ ‫أما دخول الاسلام في جزيرة مدغشقر فيبدو أنه حدث على‬ ‫أيدي العمانيين وعلى أيدي دعاة من العرب الاخرين حوالي‬ ‫منتصف القرن الثاني للهجرة‪ /‬منتصف القرن الثامن للميلاد ‪ .‬اذ‬ ‫يقول المسعودي الذي زارها في بداية القرن الرابع للهجرة‪ ,/‬بداية‬ ‫العاشر للميلاد إنها جزيرة عامرة فيها قوم من المسلمين ‪ ،‬الا أن‬ ‫لغتهم زنجية غلبوا على هذه الجزيرة وسبوا من كان فيها من الزنج‬ ‫كغلبة المسلمين على جزيرة اقريطش (كريت) في البحر الرومي ©‬ ‫وذلك في مبدأ الدولة العباسية وتقضى الأمويةثث“ ؟) ‪.‬‬ ‫وهذا النص الهام يدل فعلا على قدم الاسلام في مدغشقر ‪8‬‬ ‫والدليل على ذلك أن لغة المسلمين الموجودين بها أيام المسعودي‬ ‫كانت زنجية ‪ .‬ومعنى ذلك أن العرب كانوا قد استوطنوا هذه‬ ‫الجزيرة واختلطوا بأهلها وتأثروا بلغتهم منذ زمن بعيد © وعلى مر‬ ‫السنين نسوا لغتهم الاصلية واصبح لديهم لغة تشبة لغة الزنوج لمن‬ ‫يسمعها ‪ 3‬لعلها هي اللغة السواحيلية التي ربما تكون قد وصلت‬ ‫اليهم من الساحل ‪ .‬كما أن تحديد زمن دخول المسلمين اليها بزمن‬ ‫قيام الدولة العباسية يدل على هذا القدم أيضا © فمن المعروف أن‬ ‫العباسيين أقاموا دولتهم عام ‪١٣٦‬ه‪/‬‏ ‪٧٥٠‬م‏ ‪ ،‬يؤكد ذلك ويؤيده‬ ‫أن العمانيين وصلوا الى هذه الجزيرة في ذلك الوقت تقريبا ‪ 0‬فقد‬ ‫سبق القول الى أنهم وصلوها منذ القرنين الثاني والثالث للهجرة‪/‬‬ ‫النامن والتاسع للميلاد (ة‪)٢٢‬‏ ‪.‬‬ ‫‪. ٩٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫الذهب‬ ‫(‪ (٢٩٢‬مرورج‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫ج‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (٢ ٩ ٤‬ستودارد‬ ‫‪٢٥٩‬‬ ‫وهذا يدل على أن الاسلام دخل مدغشقر منذ وقت مبكر ©‬ ‫وأنه وصل اليها عن طريق التجار والملاحين والمهاجرين العمانيين‬ ‫الذين أشار اليهم المسعودي ‪ .‬واذا كان المسعودي قد أشار الى قدوم‬ ‫التي قدر المسافة بينها وبين‬ ‫الجزيرة‬ ‫الأ؛ د الى هذه‬ ‫من‬ ‫العمانيين‬ ‫نحو من خمسمائة فرسخ على‬ ‫عمان دون غيرها فقال إنها‬ ‫التحصيل‬ ‫على طريق‬ ‫لا‬ ‫{}‬ ‫منهم لذلك‬ ‫حزرا‬ ‫البحريون‬ ‫مايقول‬ ‫والمساحة‘“ ‏(©‪ } )!٢‬فقد أشار الى انتشار الاسلام في كثير من أنحاء‬ ‫فيها‬ ‫الجزيرة‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫مدينة‬ ‫وجود‬ ‫عن‬ ‫تحدث‬ ‫أنه‬ ‫‪ .‬ذلك‬ ‫الجزيرة‬ ‫مسلمون بين الكفار من الزنوج““ ‏(‪ ، )!٨٦‬وأشار الى أن الجزيرة‬ ‫بصفة عامة "فيها خلائق من المسلمين ويتوارثها ملوك من‬ ‫اللسلمين“‘“ ‏(‪ } )"٠{١‬وأشار أيضا في كتاب اخر له الى "أن جزيرة‬ ‫قنبلو أهلها مسلمون‘“ (“‪!٨٩٨‬؟)‏ ‪.‬‬ ‫ولعل جزيرة قنبلو أو مدغشقر هي نفسها جزيرة الاقجية‬ ‫التي أشار اليها الادريسي الذي عاش في القرن السادس للهجرة‪/‬‬ ‫الثاني عشر للميلاد & وقال إن أهلها أخلاط وأن الاسلام غلب‬ ‫"بينها وبين مدينة البانس التي‬ ‫إن‬ ‫موقعها فقال‬ ‫عليها ‪ 0 .‬وحدد‬ ‫من ساحل بلاد الزنج مجرى واحد ‪ ،‬ودورها (لعله يقصد عحيطها)‬ ‫أربعمائة ميل وأكثر عيشهم من الموز } والموز عندهم خمسة ألوان &‬ ‫فمنه الموز المسمى القند والموز الغيلي ‪ ،‬والموز العماني والموز المورياني‬ ‫‏("‪ . )"٩‬وقد سبق أن حدد الادريسي موقع‬ ‫والموز السكري“‘‬ ‫‪. ٩٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩٥‬مروج الذنب‬ ‫‪. ١٠٦‬‬ ‫(‪ )٢٩٦‬المصدر السابق ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪. ١٨ { ١٧‬‬ ‫‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏)‪٩٢‬ا‪ (٧‬المصدر السابق ‪ :‬ج‬ ‫(‪ )٢٩٨‬التنبيه والاشراف & دار الهلال } بيروت سنة ‪١٩٨١‬م ث ص‪. ٦١٧ ‎‬‬ ‫‪. ٢٤‬‬ ‫(‪ )٢٩٩‬نزهة المشتاق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٦٠‬‬ ‫مدينة البانس أو البايس فقال إنها تقع على بر الزنج على بعد ستة‬ ‫أيام من مدينة منبسة بالطريق البري وبحرا على بعد مجرى ونصف“[‪}،‬‬ ‫سفالة‬ ‫وأن البانس هذه هي آخر عمالة الزنج ويتصل بها أرض‬ ‫الذهب ‏(‪ & )٢{٠٠:‬مما يدل على أنه كان يقصد بجزيرة الأقجية جزيرة‬ ‫مدغشقر فعلا بناء على تحديده لموقعها بالنسبة لمدينة البانس © وموقع‬ ‫الأخيرة بالنسبة لمدينة ممبسة © وأنها آخر عمالة الزنج ‪.‬‬ ‫واذا كان الأمر كذلك فارن معظم أهل جزيرة مدغشقر كانوا‬ ‫مسلمين في عصر الادريسي ‪ ،‬مما يؤكد ماسبق أن ذكره المسعودي‬ ‫الذي عاش قبله بحوالي قرنين من الزمان ‪ 3‬حيث أشار الى إسلام‬ ‫أهلها وإلى أن حاكمها مسلم ‪ .‬وربما يرى البعض في هذا القول‬ ‫مبالغة ى لأن سكان مدغشقر الآن يقدرون بحوالى سبعة ملايين‬ ‫نسمة ربعهم _ على أحسن تقدير _ من المسلمين ‪ ،‬وباقيهم على‬ ‫الوثنية ‪ 0‬وبعضهم اعتنق المسيحية على أيدي المستعمرين الفرنسيين‬ ‫والمنصرين الأوربيين ‏(‪ . )٢٠١‬غير أن مظاهر الحياة الاسلامية التي‬ ‫كانت تسود الجزيرة والتي لايزال بعضها باقيا حتى الآن مما سوف‬ ‫نسرده عما قليل ‪ 3‬تدل بلاشك على صحة ماذهب اليه المسعودي‬ ‫والادريسي وابن سعيد وغيرهم من الرحالة والمؤرخين والجغرافيين‬ ‫اللسلمين & وهو أن سكان هذه البلاد كانوا كلهم أو كان أكثرهم‬ ‫في عصور سالفة من المسلمين © غير أنهم لعزلتهم في ‪:‬جزيرة كبيرة‬ ‫عند‬ ‫المغامرة‬ ‫روح‬ ‫استمرار‬ ‫حولها } ولعدم‬ ‫بما فيها عما‬ ‫تستغنى‬ ‫‏‪. ٣٣‬‬ ‫‏(‪ )٢٠٠‬المصدر السابق ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ & ١٠٥٩‬ويقدر الاستاذ محمد العبودي عدد المسلمين في مدغشقر منذ‬ ‫‏(‪ )٢٠١‬محمد كال حسين ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ /١٥‬من عدد سكانها ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫حوالي عشر سنوات‬ ‫‏‪. ٢٧‬‬ ‫بلاد المسلمين الضائعين ‪ :‬ص‬ ‫انظر ‪ :‬مدغشقر‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫الأرري‬ ‫الاستعمار‬ ‫الفتح العثماني ‪ 0‬ثم بعد ظهور‬ ‫بعد‬ ‫العرب‬ ‫واحتلاله لاكثر بلادهم » انقطعت صلة المدغشقريين بالبلاد العربية‬ ‫‏(‪ 0 )"٠٢‬و أصبح‬ ‫والاسلامية } فنسوا اسلامهم ونسيهم المسلمون‬ ‫المسلمون أقلية في هذه الجزيرة التي كانت يوما من الأيام بلدا‬ ‫اسلاميا خالصا © ‪ .‬وكان للاسلام فيها مظاهر معينة ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن مظاهر الاسلام في هذه الجزيرة في العصور‬ ‫الوسطى كانت كثيرة ومتنوعة ‪ ،‬منها وجود المساجد الكثيرة التي‬ ‫‏(‪ & )٢٠٣‬ومنها قيام‬ ‫زادت عن الخمسين مسجدا في مدنها المختلفة‬ ‫أهلها بتأدية الشعائر والعبادات الاسلامية والحفاظ عليها كل‬ ‫كل أفرادها‬ ‫المحافظة ‪ .‬فقبيلة الساكلافا السابقة الذكر يصوم‬ ‫مسلمون ومسيحيون ووثنيون شهر رمضان ‪ ،‬على اعتبار ان الصيام‬ ‫من التقاليد الموروثة عندهم ‪ .‬وهم لايأكلون لحم الخنزير ‪.‬‬ ‫ولايأكلون شيئا لم يذبح من الحيوانات ‪ ،‬ولاتزال أسماء زعمائهم‬ ‫وملوكهم أسماء اسلامية مثل أحمد } و ابراهيم ‪ .‬وجميع المدغشقريين‬ ‫حتى الذين دخلوا المسيحية على أيدي الأوربيين اعتادوا أن يختنوا‬ ‫الوثنيون اعتادوا أن يفعلوا نفس الشيء ‪.‬‬ ‫أولادهم ‪ .‬وكذلك‬ ‫والغريب أن الطفل _ حتى في العاصمة تناناريف _ اذا مات قبل‬ ‫الختان فان أهله يختنونه قبل دفنه ‪ 0‬مما يدل على شدة تأصل العادات‬ ‫والتقاليد الاسلامية في شعب مدغشقر في الزمن القديم وحتى‬ ‫‏(‪ )٢٠٤‬إ‬ ‫الان‬ ‫‏‪١٠٠ _ ٩٩‬‬ ‫‏(‪ )٢٠٦‬محمد العبودي ‪ :‬ص‬ ‫‪. ١٥٩‬‬ ‫(‪ (٣٠٣‬الم جع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٩٩‬‬ ‫‪{ ٧٧‬‬ ‫‪٧٦١‬‬ ‫(‪ (٣٠٤‬اللزلجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫ومما يدل على ذلك أيضا انه لايزال حتى الآن بعض القادة‬ ‫من السياسيين المسيحيين في العاصمة تاناناريف يطلبون الدعاء من‬ ‫الملسلمين عند المرض أو الازمات أو الكوارث } لأن دعاءهم‬ ‫كا يقولون هم _ مستجاب عند الله أكثر من دعاء رجال الدين‬ ‫المسيحيين ‪ ،‬ولازال كثير من أهل العاصمة من غير المسلمين‬ ‫يعتقدون في التمائم والأحجبة لتي يبيعها لهم المسلمون هناك }لأنهم‬ ‫يعتقدون أن هؤلاء المسلمين أكثر قربا الى الله من أهل الجور د‬ ‫الآخرين ‪ 8‬ولايزالون حتى الآن يتلون عند الزواج آيات من القران‬ ‫الكريم على اعتبار أن ذلك من التقاليد الموروثة } وأنهم يتبركون‬ ‫بذلك ويعتقدون أنها تجلب الخير لمن يتلوها ‪ 0‬مما يدل على أن أهل‬ ‫مدغشقر لايزالون يكنون في قرارة أنفسهم احتراما كبيرا لدين‬ ‫الاسلام منذ أن كانو! كلهم أو أكثرهم مسلمين فيالعصور‬ ‫الغابرة ‏(©‪ ، )"٠‬كا يدل أيضا على توطن الاسلام فى هذه الجزيرة من‬ ‫قديم ‪ 0‬وعلى أن الوجود العربي فيها كان مؤثروافعالا منذ أمد بعيد ‪.‬‬ ‫ويقول المسيو غابريال فران الفرنسي وكان مقيما لفترة في‬ ‫مدغشقر ‪ ،‬إن ثغر ماجنقا به جالية عظيمة مانلمسلمين وجميعهم‬ ‫العربية‬ ‫يتكلمون‬ ‫العربية ‪ .‬وبعضهم‬ ‫لغتبم بالأحرف‬ ‫يكتبون‬ ‫جيدا ‏(‪ . )٢{٠٦‬والحقيقة أن أهل السواحل كانوا يكتبون بالحروف‬ ‫العربية ويعدون أيام الأسبوع كما يعدها العرب ‪ ،‬ويزعمون أنهم‬ ‫عرب ‪ ،‬وذلك قبل احتلال فرنسا لمدغشقر ‏(‪ . )٢{٨٢‬ولغة الجزيرة‬ ‫بصفة عامة وهي اللغة الملجاشية دخلتها كلمات ومصطلحات‬ ‫‏‪. ٧٩‬‬ ‫‏(‪ )٢٠٥‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ١٦١‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٠٦‬ستودارد‬ ‫‪. ٤٢‬‬ ‫‪ {} ٢٠٤‬محمد العبودي ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٠٧‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٦٢٣‬‬ ‫عربية كثيرة على أيدي التجار والمستوطنين العرب من العمانيين‬ ‫وغيرهم ‪ .‬وبعض الكلمات دخلت نتيجة التأثر باللغة السواحيلية‬ ‫التي يعود حوالي نصف مفرداتها في لغة الشعر السواحيلي‬ ‫القديم ‪ 2‬وحوالي خمس مفرداتها في لغة التخاطب الى أصل لغوي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٣٠٨‬‬ ‫عربي‬ ‫ا واذا كان للتجار والملاحين والمهاجرين العمانيين هذا الفضل‬ ‫في ز نشر الاسلام في كثير من أنحاء مدغشقر ‪ 8‬فقد كان لهم نفس‬ ‫الفضل في نشره بين الجزر القريبة منها والتي تسمى بجزر ‪,‬‬ ‫وجزر القمر الآن دولة اسلامية ‪ ،‬أهلها كلهم مسلمون ‪.‬‬ ‫كانت هذه الجزر أقرب الى المناطق والبلاد الاسلامية في ‪7‬‬ ‫افريقيا من جزيرة مدغشقر ‪ ،‬إذ أنها تقع تقريبا الى الشمال في‬ ‫منتصف المسافة بين كلوة ومدغشقر ‪ ،‬فلابد أن الاسلام كان أسرع‬ ‫في الوصول اليها ‪ ،‬إما عن طريق التجارة والملاحين العمانيين الذين‬ ‫كانوا يأتون اليها من عمان بقصد التجارة أو الاستيطان ‪ ،‬وإما من‬ ‫أهل ساحل شرقي افريقيا ‪ 7‬وكان معظمهم كا أشرنا من قبل من‬ ‫العمانيين ‪.‬وقد أشارت بعض المصادر والمراجع إلى أن إحدى جزر‬ ‫القمر الأربع وهي جزيرة أنجوان قد فتحت عام ‪٢٠٩‬ه‪/‬‏ ‪٨٢٤‬م‏‬ ‫أو عام ‪٢٥٠‬ه‪/‬‏ ‪٨١٤‬م‏ أو عام ‪٢٨٤‬ه‪/‬‏ ‪٨٩٧‬م‏ ‪،‬على اختلاف‬ ‫في الروايات © وذلك على أيدي الأزد العمانيين ‏(“‪. )٢٠‬‬ ‫والمعروف أن سكان جزر القمر الأربعة ‪ :‬نجازيجا (أنجزيجة)‬ ‫وأنجوان ومايوت وموهيلي ‪ ،‬مزيج من العرب والجاويين والشيرازيين‬ ‫‪. ٢‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التاريخية‬ ‫الجذور‬ ‫نفضل حسن ‪:‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٤ ١‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العبودي‬ ‫محمد‬ ‫(‪(٣ ٠ ٨‬‬ ‫‪. ١٠٩‬‬ ‫‪ \ ٢٠٢٣ ،‘ ٩١‬محمد كال حسين ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ |، ١٤٢‬المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٣٠٩‬ستودارد ‪ :‬ج‪ ٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫والأفارقة ‪ .‬وقد نزلها عرب المناذرة وغيرهم من قبائل عمان © مثل‬ ‫ئ‬ ‫عليها كل عام‬ ‫يترددون‬ ‫الذين كانوا‬ ‫العمانية‬ ‫صور‬ ‫مدينة‬ ‫عرب‬ ‫وكذلك نزلها عرب من حضرموت وايمن ‏(‘‪ . )"١‬والعلاقات بين‬ ‫عرب عمان وجزيرة أنجزيجة بالذات كانت متينة وقوية ‪ 0‬اذ كانت‬ ‫بينها وبين الجزيرة الخضراء (بمبا)‬ ‫سفنهم وتجارهم يرحلون‬ ‫باستمرار ‪ 3‬وذلك من أجل نقل البضائع والبيع والشراء ‏(‪. )٢١‬‬ ‫ويبدو أن العرب من العمانيين والحضارمة كانت لهم السيادة‬ ‫من‬ ‫المغيري‬ ‫ئ بدليل ماذكره‬ ‫البرتغاليين‬ ‫حتى قدوم‬ ‫الجزر‬ ‫على هذه‬ ‫البرتغاليين‬ ‫بعل سيادة‬ ‫عليها كانت‬ ‫كلوة‬ ‫حكام‬ ‫الشيرازيين‬ ‫أن سيادة‬ ‫عليها ‪ 3‬أي أن هؤلاء الشيرازيين لم يكن لهم عليها سلطان الا على‬ ‫يد البرتغاليين الذين عينوا في حكمها بعض الامراء الشيرازيين الذين‬ ‫على كلوة‬ ‫استولوا‬ ‫أيديهم بعل أن‬ ‫ألعو بة في‬ ‫هو معروف‬ ‫ك‬ ‫اصبحوا‬ ‫فعالية قوية ف‬ ‫ذات‬ ‫القبائل العربية كانت‬ ‫فان‬ ‫نفسها ‪ .‬ومع ذلك‬ ‫جزر القمر » حتى ‪ .‬ر يفاخرون بأنسابهم وأسرهم ‪ .‬وكان‬ ‫على ترك الاناء‬ ‫الشيرازي السلطان محمد بن ععييسسىى إل أن ‪7‬‬ ‫ينتج‬ ‫وما‬ ‫والتعصب‬ ‫المفاخرة‬ ‫ى على‬ ‫يقضي‬ ‫حتى‬ ‫‪6‬‬ ‫القبائل العربية‬ ‫الى‬ ‫القمرية‬ ‫الجزائر‬ ‫إل‬ ‫الناس‬ ‫انتاء‬ ‫وصار‬ ‫‪6‬‬ ‫و خصام‬ ‫شقاق‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫وليس إلى قبائلهم العربية ‪ .‬فصاروا يسمون بالقمري ‏(‪. )٢١٢‬‬ ‫ويذكر المسيو كارتي في كتابه المسمى ؛ جزر افريقية في بحر‬ ‫‪. ٢٠٥‬‬ ‫‪_ ٢٠٤‬‬ ‫المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٠‬سعيد‬ ‫‪. ٢٠٢٣‬‬ ‫اللزجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪١٣‬ا(‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١1‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪. ٣٠٣ ‎‬‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫الهندث“ الذي طبع في باريس سنة ‪١٩٨٥‬م‏ عن كاتب عربي اسمه‬ ‫الشيخ يوسف بن المعلم موسى أن "أسرة عربية أصلها من عمان‬ ‫أقامت في بلدة تشينغوني حاضرة جزيرة أنجوان القديمة ‪ .‬وكانت‬ ‫هذه الأسرة ذات ثروة طائلة بسبب اشتغالها بالتجارة ‪ 3‬وقد‬ ‫أحسنت استعمال هذه الثروة فى وجوه البر والخير ‪ ،‬فذاع صيتها‬ ‫واشتهر أمرها في جزر القمر الأخرى ‪ ،‬لدرجة أن سلطان جزيرة‬ ‫مايوت زوج ابنته من أحد أفراد هذه الأسرة & وهو صالح بن محمد‬ ‫بن بشير المنذري العماني ‪ .‬ولما مات هذا السلطان عام ‪١٧٩٠‬م‏‬ ‫خلفه صهره صالح هذا & ثم خلفه ولده على السلطنة ‏‪ & 2٢٠٦‬مما‬ ‫أنجوان‬ ‫القبائل العربية العمانية في جزيرة‬ ‫يدلل على استمرار توطن‬ ‫حتى العصر الحديث ‪.‬‬ ‫أما جزيرة نجازيجا (أنجزيجة) وهي كبرى جزر القمر والتي‬ ‫قادمون‬ ‫عر ب‬ ‫دخلها‬ ‫فقد‬ ‫&‬ ‫باسم ققمر الكبرى‬ ‫الأوربيون‬ ‫يسميها‬ ‫العاشر للميلاد‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫عمان‬ ‫نوا حي‬ ‫مسقط وغيرها من‬ ‫من‬ ‫القمر‬ ‫‪,‬‬ ‫كتابه‬ ‫ف‬ ‫بلانتيه‬ ‫دي‬ ‫نيقولا‬ ‫الدكتور‬ ‫قال‬ ‫حسبما‬ ‫الكبرى‘“ ‏(‪ . )"١٤‬وقد أشار أحد المؤرخين الحضارمة وهو الشيخ‬ ‫السيد محمد بن عبد الرحمن بن شهاب العلوي الذي كان يعيش‬ ‫في بات بشرقي افريقيا ‪ ،‬الى أنه كان يوجد ني (أنقريجة) _ وهو‬ ‫كثير من بني نبهان‬ ‫الاسم المشهور لهذه الجزيرة بين العرب هناك‬ ‫القراء ئ وكان‬ ‫ذوي‬ ‫من‬ ‫هناك‬ ‫©} و كانوا‬ ‫اهل عمان‬ ‫من‬ ‫وبني يعرب‬ ‫‏(‪. )٢١٥‬‬ ‫مويرا‬ ‫تسمى‬ ‫بلدة‬ ‫الجزيرة‬ ‫بهذه‬ ‫لبني نبهان‬ ‫‪. ٩٣‬‬ ‫‪ & ١٤٣ _ ١٤٢‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٣‬ستودارد ‪ :‬ج‪ ٢٣ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٤٤‬‬ ‫‪ ٣‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٤‬ستودارد‬ ‫‪. ١٨١‬‬ ‫‪ ٢٣‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٣١٥‬المرجع السابق ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‏‪ ٢٦٦‬س‬ ‫وقد أورد دي بلانتيه وصفا لأهالي جزر القمر بصفة عامة ©‬ ‫وهي أوصاف يتضح منها الأثر العماني } فقال إنهم يحملون في‬ ‫أوساطهم خناجر معقوفة وذات قبضات من ذهب وفضة ‪ ،‬أما‬ ‫ورءوسهن‬ ‫على أكتافهن‬ ‫ضافيا ‏‪ ٠‬ويجعلن‬ ‫النساء فيلبسن الحرير‬ ‫منديلا من الحرير ويرخين نقابا مزركشا مفتوحا عند العينين‬ ‫ولايخرجن الى الشوارع إلا وهن متنقبات ‏(“‪. )٨٠٦‬‬ ‫ويتحدث هؤلاء الكتاب وغيرهم عن حسن تمسك أهل هذه‬ ‫الجزر بالاسلام تمسكا شديدا وعن كثرة المساجد التي وصل عددها‬ ‫الى ‏‪ ٦٧٠‬مسجدا في المدن والقرى © والى انتشار الكتاتيب‬ ‫والمدارس التي تعلم الدين واللغة العربية بجانب اللغة السواحيلية‬ ‫واللغات المحلية الأخرى ‪ .‬واللغة العربية هناك هي لغة الدواوين‬ ‫والدين وبها تصدر الأوامر السلطانية وأحكام القضاة ‪ ،‬أما‬ ‫السواحيلية فهي لغة التجارة ‪ .‬وكذلك كانت عادات الاهالي في‬ ‫الزواج والختان والولادة والوفاة والطلاق ‪ ،‬وفي الاحتفال بالاعياد‬ ‫الاسلامية وبصوم شهر رمضان وبليلة القدر وبليلة الاسراء والمعراج‬ ‫وغيرها من المناسبات الاسلامية ‪ 3‬لاتبعد عن العادات والتقاليد التي‬ ‫يتبعها المسلمون في بلدان العالم الاسلامي الأخرى ‏(<‪ & )٢٠٢١‬مما يدل‬ ‫على مدى عمق العقيدة الاسلامية في نفوس الناس هناك ‪ ،‬وعلى‬ ‫مدى الجهد الكبير الذي بذله العمانيون وغيرهم من المسلمين في‬ ‫نشر الاسلام في هذه الجزر حتى أصبح كل أهلها يدينون بدين‬ ‫الاسلام ‪.‬‬ ‫‪. ١٥٠٣ _ ١٥٦٢ }{ .١٤٥ - ١٤٤‬‬ ‫(‪ )٢١٦‬المرجع السابق ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٠٩‬‬ ‫‪ |} ١٥٣ _ ١٥١ }{١٤٥‬محمد كال حسين ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢١٧‬المرجع السابق ‪ :‬ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٢٦٧‬س‬ ‫عند مسلمي‬ ‫موجودة‬ ‫هذه المظاهر تقريبا كانت‬ ‫ونفس‬ ‫الساحل الشرقي لافريقيا ‏‪ ٠‬وكثير منها كان موجودا في المناطق‬ ‫الداخلية التي توغل فيها العمانيون وغيرهم ‪ .‬وقد أعطت هذه‬ ‫المظاهر للاسلام والحياة الاسلامية طابعا خاصا بعد أن تواءمت مع‬ ‫التقاليد الافريقية المحلية التي لاتتعارض مع الشريعة الاسلامية &‬ ‫فصارت الحياة هناك لها قسماتها الافريقية البارزة داخل اطار‬ ‫اسلامي كبير } فما هي هذه القسمات ‪ &،‬وما هو هذا الاطار الذي‬ ‫أعطى للاسلام والحياة الاسلامية في افريقيا ساحلا وداخلا وجزرا‬ ‫طابعها الخاص ‪..‬؟ ‪.‬‬ ‫‪ _ ٧‬طابع الاسلام والحياة الاسلامية في شرقي افريقيا‪: ‎‬‬ ‫كان من الطبيعي بعد هذا الحديث عن جهود العمانيين في‬ ‫الملاحة والتجارة كسبيل هام من سبل نشر الاسلام في شرقي‬ ‫افريقيا ‪ 0‬وبعد الكلام عن الهجرات العمانية وما كان لها من أثر‬ ‫كبير في دعم الوجود العماني وفي دفع حركة انتشار الاسلام دفعا‬ ‫قويا حتى صار معظم أهل الساحل وجزر القمر مسلمين & وحتى‬ ‫نفذ الاسلام الى كثير من أرجاء افريقيا الداخلية ‪ .‬حول وجنوب‬ ‫البحيرات الاستوائية الى بحيرة نياسا ومنابع الزمبيزي ‪ ،‬نقول إنه كان‬ ‫من الطبيعي أن نلقي الضوء على طابع هذا الاسلام الذي انتشر ‪8‬‬ ‫وعن الصورة التي طبع بها الحياة في هذه المنطقة الهامة من القارة }‬ ‫سواء في ذلك الحياة السياسية أو الدينية والعلمية أم الحياة‬ ‫الاجتاعية ‪ 3‬وكذلك حالة العمران والمدنية ‪ 7‬وذلك كدليل هام‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫وناصع وقاطع على جهود العمانيين وغيرهم مانلعرب في‬ ‫الاسلام ففيي هذه البقعة من القارة ‪.‬‬ ‫ففي مجال الحياة السياسية يمكننا أن نتخذ من أقوال ابن‬ ‫بطوطة ووصفه للحياة الاسلامية في سلطنة مقدشو معيارا لهذه‬ ‫الحياة في شتى أنحاء شرق افريقيا ‪ 0‬فقد أشار ابن بطوطة الى نظم‬ ‫للحكم راقية } والى حياة اسلامية قوية لاتكاد تختلف عن غيرها‬ ‫أنها تعطينا الطابع الافريقي‬ ‫في البلاد الاسلامية الأخرى ‪ ،‬إلا في‬ ‫تحدث ابن بطوطة عن أن‬ ‫والصورة الافريقية للحياة الاسلامية ‪.‬‬ ‫بلقب الشيخ ‪ ،‬وأن الناس‬ ‫الحكم كان في يد سلطان كان يلقب‬ ‫اللقب ‏“‪ ، 0"١‬تواؤما مع‬ ‫هناك كان من عادتهم أن يلقبوه بهذا‬ ‫الحياة القبلية التي كانت تسود افريقيا في هذه المنطقة © فالحاكم هو‬ ‫زعم القبيلة أو شيخ القبيلة ‪ .‬وهو تقليد لايبعد كثيرا عن التقاليد‬ ‫العربية الأصيلة في بلاد العرب قبل الاسلام أو بعد الاسلام ‪.‬‬ ‫لهذا الشيخ أو لهذا السلطان وزراؤه وقضاته‬ ‫وكان‬ ‫وموظفوه ‪ 3‬وكانت له مواكبه الرائعة التي تجمع بين الشكل‬ ‫الاسلامي والطابع الافريقي ‪ .‬فقد كان يخرج للصلاة ة أيام الأعياد‬ ‫وأيام الجمعة في موكب مهيب & وقد رفعت فوق رأسه أربع قباب‬ ‫من الحرير الملون ‪ ،‬يعلو كلا منها طائر مصنوع من الذهب‬ ‫الخالص ‪،‬بينا تضرب الطبول والأبواق والأنفار جمع نفير‘“ بين‬ ‫يديه ‪ .‬ويتحلق حوله أمراء الأجناد والقواد والقاضي والفقهاء‬ ‫والشرفاء ‪ .‬ويسير الموكب على هذا النحو المنظم غاية التنظيم حتى‬ ‫ومن‬ ‫يخر ج السلطان‬ ‫الصلاة =©} ش‬ ‫فيؤدون‬ ‫يصل الجمع الى المسجد‬ ‫‪. ٢٨٠‬‬ ‫رحلة ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٣١٨‬‬ ‫‪٢٦٩‬‬ ‫معه على هذا النظام وتلك الهيئة ويسير حتى يدخل مشوره (دار‬ ‫الشورى) فيقعد الوزراء والأمراء ووجوه الأجناد من القواد في‬ ‫معه عليه غيره ‪،‬‬ ‫لايجلس‬ ‫للقاضي بساط‬ ‫سقيفة هناك © ويفرش‬ ‫والفقهاء والشرفاء معه ث ويظلون كذلك حتى صلاة العصر ©‬ ‫فيؤدونها مع الشيخ (السلطان) ‪ 3‬ثم يأتي الأجناد ويقفون صفوفا‬ ‫حسب مراتبهم ودرجاتهم العسكرية } ثم تضرب الطبول‬ ‫متراصة‬ ‫‪ ،‬ايذانا بخروج السلطان ‪ ،‬وعند ضربها لايتحرك أحد ولا‬ ‫والأبواق‬ ‫من مقامه ء حتى من كان ماشيا توقف عن المشي فلا‬ ‫يترحزح‬ ‫يتحرك لا إلى أمام ولا إلى خلف أ فاذا انتهي ضرب الطبلخانة‬ ‫السلطان الى‬ ‫سلم الجميع على السلطان وانصرفوا ‪ 0‬وانصرف‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٣١٩‬‬ ‫داره‬ ‫تلك كانت عادة السلطان كل يوم جمعة © أما يوم السبت‬ ‫فكان يوما مخصصا للفصل في المظالم أو الشكاوي أو الاتماسات‬ ‫التي يقدمها الأهالى ى الذين كانوا يا تون في هذا اليوم ويجلسون‬ ‫القاضي‬ ‫فهم خارج دار السلطان ©‪ .‬بينا كان‬ ‫سقائق مخصصة‬ ‫ف‬ ‫والفقهاء والشرفاء والصالحون والمشايخ والحجاج يجلسون في دار‬ ‫الثاني ‪ ،‬أما المشور الأول فقد كان السلطان‬ ‫أخرى تسمى المشور‬ ‫القاضي فيجلس عن يساره ‪ ،‬ويقعد كبار‬ ‫نجلس فيه ويبعث الى‬ ‫يدخل الوزراء والأمراء والاشراف فيسلمون‬ ‫الفقهاء بين يديه ‪ 0‬ثم‬ ‫ويأخذ كل منهم مكانه ‪ 0‬ويؤتى بالطعام ويأكل الجميع وينصرف‬ ‫السر و أر بعة‬ ‫الشيخ الى داره ‪ 0‬بينا يظل القاضي والوزراء وكاتب‬ ‫من كبار الأمراء في مجلسهم للفصل بين الناس ‪ 0‬فما كان متعلقا‬ ‫‪. ٢٨٢ _ ٢٨١‬‬ ‫المصدر السابق ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٢١٩‬‬ ‫‪٢٧٠‬‬ ‫الأحكام الشرعية حكم فيه القاضي & وما سوى ذلك من القضايا‬ ‫حكم فيأههل الشورى وهم الوزراء والأمزاء ‪ 0‬أما ما كان مفتقرا‬ ‫ال مشورة السلطان فكان يرفع اليه حيث يبدي رأيه ‪ ،‬ويعود الرد‬ ‫اليهم على ظهر البطاقة التي كانوا قد رفعوها اليه ‏(‪. )٢٢٠‬‬ ‫وهكذا ترى أن سلطنة مقدشو تمتعت بنظام سياسي قوى ©‬ ‫فهناك السلطان أو الشيخ ‪ .‬وهناك داران للشورى ‪ ،‬دار للشيخ‬ ‫ودار أخرى لأهل الشورى الذين كانوا يتكونون من الوزراء‬ ‫والأمراء وعلى رأسهم القاضي والفقهاء ‪ 3‬وهناك يوم مخصص للناس‬ ‫ياتون فيه الى دار الشورى للفصل في قضاياهم حسب الشريعة‬ ‫الاسلامية } أما مواكب السلطان في خروجه من داره الى المسجد‬ ‫أو عودته منه ‪ .‬فقد كانت كا ترى مواكب تعبر عن الفخامة‬ ‫والروعة © وتجمع بين التقاليد الاسلامية وبين التقاليد الافريقية »‬ ‫كا أنها تتششير إلى غنى الدولة وثرائها ‏‪ ٠0‬حتى أن السلطان كا رأينا‬ ‫اتخذ طيور الذهب فوق قبابه التي كانت ترفع فوق رأسه أثناء ذهابه‬ ‫الى المسجد لأداء الصلاة ‪ .‬وتشير هذه المواكب أيضا الى تنظم‬ ‫عسكرى وجيش قوي & وإلى اتخاذ علامات وشارات السلطنة من‬ ‫ضرب الطبول والأبواق ووقوف الجند والوزراء والأمراء ‪ 2‬وغير‬ ‫ذلك من المظاهر الأخرى التي كانت تتميز بها السلطنات في بلاد‬ ‫الأخرى ‪.‬‬ ‫الاسلام‬ ‫عليه النظام‬ ‫فيغفلب‬ ‫السلطنة‬ ‫الحكم في هذه‬ ‫أما نظام تولي‬ ‫الوراثي ‪.‬ذلك أن هؤلاء الشيوخ أو السلاطين الحرث حكموا‬ ‫سلطنة مقدشو طوال معظم فترات العصور الوسطى منذ نشأ ها‬ ‫‪. ٢٨٢٣ _ ٢٨٢‬‬ ‫المصدر السابق ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٣٢٠‬‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫حتى قدوم البرتغاليين عند نهاية القرن الخامس عشر للميلاد }‬ ‫بصرف النظر عن قبيلة الأجل الصومالية التي قفزت إلى حكمها‬ ‫في زمن لا نعرفه قبل زيارة ابن بطوطة لها عام ‪٧٣١‬ه‪/‬‏ ‪١٣٣١‬م‏ ‪8‬‬ ‫إذ يبدو أن حكم هذه الأسرة لمقدشو كان أمرا عارضا بدليل أن‬ ‫البرتغاليين عندما قدموا وجدوا حكامها من أسرة المظفر من بني‬ ‫الحارث العمانيين الذين أسسوها عندما قدموا الى هذه البلاد من‬ ‫‏(‪. )٢٢١‬‬ ‫الخليج العربي‬ ‫منطقة‬ ‫ويمكن أن يكون أسلوب الحكم ومظاهره ومواكب السلطان‬ ‫وحرصه على التقاليد الاسلامية التي رأيناها في مقدشو كانت‬ ‫موجودة في السلطنات والمدن الأخرى التي أقامها العمانيون‬ ‫المهاجرون ‪ .‬فسلطنة لامو كانت تطبق نظام الشورى في الحكم ‘‬ ‫إذ كان الأمير الجلندى يحكم بواسطة مجلس استشاري يتكون من‬ ‫أعيان المدينة وشيوخ أحيائها الذين كانوا يشاركونه تحمل‬ ‫المسئولية ‪ 3‬فلا يبرم أمرا الا بعد استشارتهم وأخذ رأيهم ‪ 9‬وكان‬ ‫من حق أي انسان أن يلجأ الى هذا المجلس طلبا للانصاف والعدالة‬ ‫اذا مسه ضر ‏(‪ 3 )٢٦٦‬وهي صورة كا ترى قريبة جدا من الصورة‬ ‫التي رأيناها في مقدشو ‪.‬‬ ‫وفي سلطنة بات النبهانية كان الحكم يسير على نظام الوراثة }‬ ‫فقد ظلت الاسرة النبهانية تحكم بات وما خضع لها من مدن منذ‬ ‫ظهورها هناك في بداية القرن السابع الهجري‪ ,/‬الثالث عشر للميلاد‬ ‫حتى انتهت العصور الوسطى ‪ .‬وقد سبقت الاشارة الى أن سلاطين‬ ‫‏‪. ٢٢١ - ٢١٧‬‬ ‫‏(‪ )٢٢١‬انظذلآر ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٢٠٨‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٢٦٢‬انظر‬ ‫_‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫النباهنة في بات وصل عددهم الى ثلاثين أو اثنين وثلاثين سلطانا‬ ‫‏(‪©&} )٢٢٢٣‬‬ ‫البرتغاليين‬ ‫قدوم‬ ‫‏‪ ٠٦‬ام عند‬ ‫‏‪ ٩١١‬ه‪/‬‬ ‫عام‬ ‫حتى‬ ‫ومنهم من حكم مدة طويلة ‪ .‬وتكفي الاشارة الى أن اثنين من‬ ‫هؤلاء السلاطين هما السلطان محمد الثاني بن أحمد ‏(‪_ ٦٩٠‬‬ ‫الأول‬ ‫عمر‬ ‫السلطان‬ ‫وابنه‬ ‫‪ ٣٣١‬‏(م‪١‬‬ ‫_‬ ‫‏‪١١٩١‬‬ ‫‏‪ ٧٣٢‬ه‪/‬‬ ‫‪ _ ١٣٣١‬‏)م‪ « ٨٥٣١‬حكما كا ترى مدة‬ ‫‪٧٦٠‬ه‪/‬‬ ‫‏(‪_ ٧٣٦‬‬ ‫تبلغ السبعة والستين عاما ؟) ‪ 9‬وهو أمر يدل على الاستقرار‬ ‫ه لسلطنة لتي استمرت في حكم‬ ‫ا‬ ‫اسي ير ي تعت‬ ‫السي الكب الذ تم به هذ ا‬ ‫البلاد بعد انتهاء العصور الوسطى وحتى القرن الماضي ‪.‬‬ ‫فنظم الحكم كانت تتقلب في هذه السلطنات بين الشورى‬ ‫والوراثة ‪ 7‬وذلك حسب الظروف التي تحيط بكل منها أو حسب‬ ‫الأصول الأولى التي قامت عليها هذه السلطنات أوحسب المعتقدات‬ ‫التي حملتها الاسرات الحاكمة من مواطنها الآولى في عمان ‪ .‬فبنو‬ ‫الجلندى ريما كانوا متأثرين بأفكار القعدة الذين عرفوا فيما بعد‬ ‫باسم الأباضية ‪ 5‬وهي أفكار تنادي بالشورى في الحكم ‪ .‬وبنو‬ ‫الحارث لم يكونوا ملوكا في مواطنهم الأولى في بلاد العرب ‪ ،‬وكانوا‬ ‫شيوخا لقبيلة الحارث آ فاتبعوا النظام السائد والمالوف وهو النظام‬ ‫الورائي واتخذ سلطانهم لقب الشيخ كا ذكرنا ‪ .‬أمابنو نبهان فقد‬ ‫كانوا سلاطينا في عمان & وكانوا يتولون مناصبهم هناك بالوراثة }‬ ‫ومن ثم نقلوا هذا النظام معهم الى شرقي افريقيا ‪.‬‬ ‫هذا عن الحياة السياسية ومواكب السلاطين وأسلوب‬ ‫‏‪. ٢٢٦١ _- ٢٢٥‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٢٢‬انظر‬ ‫‏‪. ٢٢٨ _- ٢٢٧‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٢٦٤‬انظفذر‬ ‫‪٢٧٢٣‬‬ ‫حكمهم ونظام حياتهم } أما الحياة الدينية والعلمية والتعليمية فقد‬ ‫كان لها أيضا طابعها ومظاهرها الاسلامية الواضحة في هذه‬ ‫السلطنات وفي شرقي افريقيا بصفة عامة ‪ ،‬فالمناسبات الدينية‬ ‫والأعياد الاسلامية كان يتم الاحتفال بها في هذه البلاد ‪ 5‬ولايزال‬ ‫الأمر كذلك ‪ 3‬وخاصة عيد الفطر أو العيد الصغير‬ ‫اح‪ . :‬ذلك العيد الذي كان يعتبر عندهم من أكبر‬ ‫م‬ ‫الاعياد ‪ .‬وكانت مظاهر الاحتفال به هناك لاتختلف فيى جوهرها‬ ‫عن الاحتفال به في مناطق العالم الاسلامي الأخرى ‪ .‬أما العيد‬ ‫[[ وهو عيد الأضحى فهو أقل أهمية عندهم من‬ ‫الكبير ه!‬ ‫العيد الصغير ‪ 3‬ذلك أن العيد الصغير هو بداية السنة السواحيلية‬ ‫التي تبدأ عندهم بشهر شوال ‏(‪. )٢٢٥‬‬ ‫كذلك كانوا يحتفلون بيوم ميلاد النبي () في الثاني عشر‬ ‫من ربيع الأول من كل عام حيث تزدان المساجد بالزينات ويتم‬ ‫انشاء الموالد وتبدأ الاحتفالات بموكب المولد الذي يمر عبر الشوار ع‬ ‫بعد صلاة العصر ويستمر في ذلك حتى صلاة المغرب ‪ .‬وفي المساء‬ ‫يأتي دور انشاد مولد البرزنجي حيث يجلس المنشدون على منصة‬ ‫عالية مظللة ويتجمع الأهالي حولهم بالآلاف ويأخذ المنشدون في‬ ‫انشاد مقاطع من المولد ويرد عليهم الحاضرون ‪ ،‬وفي باية الانشاد‬ ‫يلقي كبار الحاضرين الكلمات في مدح الرسول (عَقيفك) باللغة‬ ‫العربية والسواحيلية ‪ .‬وقد كان الاحتفال بالمولد فيفى لامو حيث‬ ‫السلطنة الجلندانية يجذب أناسا من جميع أنحاء شرقي افريقيا ‪ .‬وكان‬ ‫الاحتفال يتم على ضوء المصابيح الغازية ورائحة البخور وحركات‬ ‫‪. ١٦٨‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١٦٦‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ (٣٢٥‬ترمنجهام‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫الصبية وهم يرشون ماء الورد على الحاضرين ‪ ،‬وصفان من الرجال‬ ‫يقفون في زيهم الناصع البياض (الدشداشة) من المنشدين والمرددين‬ ‫(الكورس) يواجهون بعضهم البعض ويغنون بمصاحبة الالات‬ ‫‏(‪. )٢٢٦‬‬ ‫بصدورهم يمنة ويسرة‬ ‫وهم يهايلون‬ ‫الموسيقية‬ ‫وكان الأهالي يحتفلون أيضا بيوم الإسراء والمعراج ويعتبرونه‬ ‫يوم الابتهال والتضر ع ه‪1٨1٨‬‏ هنا[ لطلب المغفرة من الله ‪.‬‬ ‫وكان شهر رمضان من الشهور التي لها وضع خاص حتى عند‬ ‫الوثنيين } فقد كانوا يهجرون تعاطي الخمور اذا ماحل هذا الشهر‬ ‫لمبارك ‪ ،‬وكان المسلمون يكثرون فيه من الصدقات ويكثرون من‬ ‫التردد على المساجد لتأدية الصلوات المفروضة وصلاة التراويح‬ ‫‪ 0‬ويكثرون من حضور الدروس الدينية حيث‬ ‫ه هه‬ ‫ه‬ ‫يكون الموضوع المفضل هو دراسة تفسير القران الكريم والحديث‬ ‫النبوي الشريف ‪ .‬وفي ليلة القدر من شهر رمضان ‪ ،‬كانت المساجد‬ ‫تزدحم بالناس ازدحاما كبيرا حيث أن الصلاة والعبادة فيها تعادل‬ ‫عبادة ألف شهر كاملة ‪ .‬وكان لهذه الليلة أهميتها بالنسبة للذين‬ ‫يؤمنون بالأرواح حيث كانوا يعتقدون أن الأرواح المسجونة يفك‬ ‫أسارها في هذه الليلة ‏(‪. )٨٢٧‬‬ ‫واذا كان شهر رمضان له عندهم هذه المنزلة الكبيرة فان‬ ‫شهر ذي الحجة له منزلة سامية أيضا ‪ ،‬اذ كان يرتبط عندهم بموسم‬ ‫الحج الى بيت الله الحرام ‪ .‬ففي الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر‬ ‫‏‪ ٧٨‬‏س‪٧‬عحه ‪ .‬يقيم‬ ‫الحج ه[اط‬ ‫شهر‬ ‫الذي كانوا يسمونه‬ ‫‪. ١٧٠‬‬ ‫‏‪١٦٩‬‬ ‫‏(‪ )٢٢٦‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ١٧١١ _ ١٧٠‬‬ ‫(‪ )٢٢٧‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫_‬ ‫الكثيرون ولائم في ذكرى موتاهم ‪ ،‬ويؤدي الكثير منهم فريضة الحج‬ ‫بالذهاب الى بلاد الحجاز (!" ‪.‬ويعود الحجيج من الأفارقة وقد‬ ‫امتلئوا حماسة لنشر الاسلام بين من ظل على عقيدته الأول ‪ .‬خاصة‬ ‫مرموقة ‪ .‬فكان‬ ‫اجتاعية‬ ‫منزلة‬ ‫صاحبه‬ ‫يعطي‬ ‫كان‬ ‫الحج‬ ‫وأن‬ ‫مظاهر‬ ‫من‬ ‫وبما سلف‬ ‫بذلك‬ ‫متأ; ثرين‬ ‫الاسلام‬ ‫يعتنقون‬ ‫الكثيرون‬ ‫اسلامية كانت تمارس أثناء الاحتفالات والمناسبات الدينية التي أشرنا‬ ‫اليها ‪.‬‬ ‫ومن العوامل الأخرى أو الظواهر الأخرى الاسلامية التي‬ ‫كان لها فضل في نشر الاسلام وثقافته اهتام الاهالي في شرقي افريقيا‬ ‫ببناء وانشاء المساجد ‪ .‬فقد كثر بناؤها وانتشر في شرقي افريقيا‬ ‫لدرجة أنه أصبح لكل مجموعة سكنية مكونة من ستة منازل مسجد‬ ‫يؤدي فيه الناس الصلاة } حيث اعتاد الناس ألا يصلون في العراء ‪.‬‬ ‫فكان الواحد منهم لايصلي دون سقف يرتفع فوق رأسه ‪ ،‬أي أن‬ ‫الصلاة لاتتم الا داخل مسجد <؟‪)"٢‬‏ & مما أدى الى ازدياد عدد‬ ‫المساجد وانتشارها ‪ .‬وقد سبقت الاشارة الى ماذكره ابن بطوطة‬ ‫من كثرة عدد المساجد في مقدشو وإلى ماذكره جيان من أن سلطنة‬ ‫مقدشو أكترت من انشاء المساجد والجوامع التي بقي لنا مساجد‬ ‫عدة ‪ 0‬منها مسجد عليه كتابة تبين أن تار خ تا سيسه عام ‪٦٣٧‬ه‪/‬‏‬ ‫‏‪ ٦‬م ‪ ،‬أي قبل زيارة ابن بطوطة لمقدشو بما يقرب من‬ ‫قرن ‏(‪ . )٢٢٠‬وقد وجد المنقبون اثارا كثيرة تدل على وجود‬ ‫مساجد صغيرة مبنية بالحجارة انتشرت في المدن التي اندثرت والتي‬ ‫‏‪. ١٦١٨‬‬ ‫‏(‪ )٣٢٨‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ١٥٦١‬‬ ‫(‪ )٣٢٩‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢١‬‬ ‫‪_ ٢٢٠‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢٠‬انظر‬ ‫‏‪ ٢٧٦‬س‬ ‫عد منها باحث واحد فقط ستا وثلاثين مدينة على ساحل تنزانيا‬ ‫مساجد من الخشب والطين في معظم المدن‬ ‫وحدها ‪ 0‬كا وجدت‬ ‫‏(‪. )٢٣١‬‬ ‫الصغيرة والقرى المنتشرة في المناطق الداخلية‬ ‫وفي الداخل البعيد حيث توجد القبائل الافريقية كانت‬ ‫المساجد تقام بعيدا عن تجمعات المنازل وتكثر داخل القرى‬ ‫التي يعيش فيها زعماء هذه القبائل مثلما كان الحال في قبيلة‬ ‫لياو """‪ . 2‬وفي بعض البلدان كزنجبار وغيرها كانت المساجد‬ ‫قليلة الزخرفة والزينة نظرا لتأثير المذهب الأباضي الذي يدعو الى‬ ‫البساطة وعدم التكلف في كل شيء } وهي بساطة تعود بالمسلمين‬ ‫لها‬ ‫المساجديعين‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬ ‫الاولى ‪.‬‬ ‫الاسلام‬ ‫عصور‬ ‫اىل‬ ‫مقيموالشعائر ‪ 9‬كالامام والمؤذن الذي يقوم أيضا بجانب الأذان‬ ‫بتنظيف المسجد ومده بالماء ‪ .‬وكان هؤلاء الموظفون ياخذون‬ ‫رواتبهم من الأوقاف التي أوقفها الخيرون للصرف منها على‬ ‫‏(‪. )٢٣٣‬‬ ‫الدينية والتعليمية‬ ‫المؤسسات‬ ‫ذلك أن المساجد بجانب كونها مكانا تؤدى فيه الصلوات‬ ‫والعبادات والشعائر الاسلامية ‪ 3‬ومكانا تقام فيه الدعوة للاسلام ©‬ ‫كانت تستخدم أيضا كمدارس لتحفيظ القران الكريم للأطفال ©‬ ‫ولتعلم اللغة العربية وتفسير القرآن والفقه لعامة الناس على يد‬ ‫العلماء والمشايخ بعد صلاة المغرب ‪ 0‬حيث كانت تعقد حلقات‬ ‫لتحقيق هذا‬ ‫تلقى فيها محاضرات أو دروس تسمى ههه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪.332‬‬ ‫(‪(٢٣١‬‬ ‫‪. ١٩٧‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٣٣٦٢‬ترمنجهام‬ ‫‪. ١٥١٨‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٣٣٣‬اللزجع السابق‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫الغرض © وقد كانت هذه الحلقات تكثر خلال شهر رمضان‬ ‫ويتزايد عدد الحاضرين ها والمستفيدين منها ‏(‪. )٢٣٤‬‬ ‫المدارس‬ ‫هناك‬ ‫تعليمية كانت‬ ‫كمؤسسة‬ ‫المسجد‬ ‫وبجانب‬ ‫الصغيرة التي تتكون من غرفة واحدة والتي تسمى عادة باسم‬ ‫الكتاب أو المكتب ‪ .‬وقد كانت هذه الكتاتيب منتشرة على الساحل‬ ‫وي المدن الداخلية ويؤمها الأطفال الصغار ‪ .‬فقد كان الطفل عندما‬ ‫يبلغ السادسة أو السابعة من عمره يذهب الى الكتاب بعد أن يتفق‬ ‫والده مع المعلم أو الفقيه على التحاقه بكتابه لتحفيظه القران‬ ‫الكريم ‪ .‬وكان الوالد ينصح المعلم بأن يخلص في تعلم ابنه حتى‬ ‫وإن ضربه ضربا مبرحا بالعصا ولا ؛"يحافظ على شيء منه سوى‬ ‫عينيه" ‪ .‬وفي كل يوم من أيام الخميس كان الطفل يأتي للشيخ‬ ‫بمبلغ زهيد من المال متفق عليه ومعروف سلفا © وذلك بخلاف‬ ‫الهدايا التي كانت تعطى له بمناسبة الأعياد ‪ .‬وعندما ينتهي الطفل‬ ‫القران كان يمتحن فيه على يد مجموعة من المعلمين‬ ‫من حفظ‬ ‫والمشايخ } فان اجتاز الامتحان كوفيء المعلم أحسن مكافأة ‪.‬‬ ‫وعمت البهجة أهل الطفل بل والقرية كلها } وأقيمت الولائم ‪8‬‬ ‫وأنشدت الموالد احتفالا بهذا الحدث الهام في حياة الطفل وأسرته ©‬ ‫سواء كان ذكرا أم أنثى ‪ .‬فقد كانت الفتيات تتعلمن مع الفتيان‬ ‫في الكتاب حتى يبلغن سن البلو غ ‪ 0‬عندئذ يحجبن ‪ ،‬أما النساء فقد‬ ‫كانت هناك (شيخات“' أو معلمات تقمن بتدريس القران لهن في‬ ‫منازلهن ‏(‪ِ//)٣٣٥‬‬ ‫‏‪. ١٦١١ { ١٥٩‬‬ ‫‏(‪ )٢٢٤‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٢٢٣ _ ٢٢٠ 0 ١٦١١ _ ١٦٠‬‬ ‫(‪ )٢٢٥‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫وقد تمتع المعلمون والمشايخ والفقهاء الذين قاموا على تعلم‬ ‫التلاميذ والأهالي سواء في الكتاتيب أم فيالمساجد بمنزلة سامية في‬ ‫هذه السلطنات التي أقامها العمانيون في لامو ومقدشو وبات ‪ ،‬وفي‬ ‫ساحل افريقيا الشرقي بصفة عامة ‪ ،‬نظرا لدورهم الكبير في الدولة‬ ‫والمجتمع ‪.‬فبجانب قيامهم بمهنة التعليم كان البارزون منهم يتولون‬ ‫وظائف القضاء والمشورة للحكام ورؤساء القبائل ‪،‬لأنهم أدرى‬ ‫بالشريعة وأقدر على الافتاء أكثر من غيرهم ‏(«‪ . )٨٦٦‬وقد أيا في‬ ‫سلطنة مقدشو وكا حكي ابن بطوطة أن السلطان كان لايصلي الا‬ ‫معهم ولاينعقد مجلسه الا بحضورهم ‪ ،‬ولايحكم في أمر الا بعد‬ ‫استشارتهم } ولايتناول الطعام الا معهم ‪ 0‬وكان يقدمهم في الجلسة‬ ‫على الوزراء والقواد والأمراء وكبار رجال الدولة } فازدهرت الحياة‬ ‫الدينية والعلمية في هذه السلطنة وفي غيرها من السلطنات التي‬ ‫أقامها العمانيون في شرقي افريقيا ‏(‪. )٢٢١‬‬ ‫وبالنسبة للأهالي كان المعلمون والمشايخ والفقهاء ذوي فائدة‬ ‫كبرى } فبجانب تعلم أولادهم كانوا يقدمون لهم خدمات جليلة }‬ ‫مثل تدوين الوثائق الخاصة بعمليات البيع والشراء ى وكتابة‬ ‫الاحجبة والتمائم التي كان يكثر الطلب عليها في مناسبات‬ ‫‏(‪. )٢٣٨‬‬ ‫معينة‬ ‫وجانب المعلمين والفقهاء وماكان لهم من دور كبير في نشر‬ ‫رجال‬ ‫أيضا‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫الافارقة ‘‬ ‫بن‬ ‫الاسلامية‬ ‫والنقافة‬ ‫الاسلام‬ ‫‪. ٢٤٥‬‬ ‫(‪ (٣٣٦‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨٢٣ _ ٢٨١‬‬ ‫(‪ )٢٢٧‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤٥‬‬ ‫ام ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٢٨‬ترمنجه‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫الطرق الصوفية الذين ساهموا بقدر كبير في تحويل الناس الى‬ ‫الاسلام ‪ 0‬متضامين في ذلك مع التجار والدعاة العمانيين وغير‬ ‫العمانيين ‪ .‬فقد تسربت الى المجتمعات الاسلامية في الساحل‬ ‫والداخل في شرقي افريقيا بعض الطرق الصوفية وما اشتهرت به من‬ ‫إقامة حلقات الذكر ‪ .‬وطبيعي أن انتشار هذه الطرق الصوفية لم‬ ‫يأت عن طريق العمانيين سواء كانوا تجارا أم مهاجرين مقيمين ‏‪٨‬‬ ‫فالمذهب الأباضي يمنع ذلك تماما ‪ 3‬وانما أنت هذه الطرق مع بعض‬ ‫التجار الذين كانوا يأتون من دول اسلامية أخرى ‪ ،‬فكانت‬ ‫حلقات الذكر تعقد أسبوعيا إما في ليلة الجمعة أو بعد صلاة‬ ‫‏(‪. )٢٣٩‬‬ ‫الجمعة‬ ‫وقد عرفت في شرقي افريقيا طرق صوفية معينة مثل الشاذلية‬ ‫وبعض‬ ‫العرب‬ ‫الساحل من‬ ‫ف‬ ‫الطرق‬ ‫هذه‬ ‫والقادرية ‘ وكان أعضاء‬ ‫الأفارقة المخالطين لهم ‪ .‬أما في الداخل فقد كانوا من الأفارقة دون‬ ‫العرب أو السواحيلية ‪ .‬حيث كانت غالبية السكان هناك من‬ ‫الأفارقة دون هذين العنصرين ‏(‪ } )٢٤:‬مما أعطى فرصة واسعة‬ ‫لانتشار الاسلام في الداخل على أيدي هؤلاء الأفارقة الذي كانوا‬ ‫اتفاقهم‬ ‫في الاسلام بسبب‬ ‫بالدخول‬ ‫اقدر على اقناع بني جنسهم‬ ‫في اللغات والعادات والتقاليد أكثر من غيرهم من الدعاة أو التجار‬ ‫‏(‪. )٢٤١‬‬ ‫العمانيين والعرب‬ ‫تجمع الأفارقة حول رجال الطرق الصوفية بعد أن لقيت هذه‬ ‫‪. ١٧٦‬‬ ‫(‪ )٣٣٩‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٧٨‬‬ ‫(‪ )٢٤٠‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪(٣٤١‬‬ ‫‪ :‬س‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.101‬‬ ‫‪. ٢٨٠‬‬ ‫الطرق نجاحا عظيما في افريقيا الزنجية ‪ .‬وكثر المرابطون المثقفون‬ ‫من مشايخ الطرق الصوفية الذين زاولوا كتابة الرقي والتمائم والتعاويذ‬ ‫واظهار الكرامات } فنافسوا الكهنة الوثنيين في صناعتهم وحلوا‬ ‫محلهم وأصبحوا محل تقدير الأفارقة وإعجابهم ‏("‪ . )"٢‬ومن ثم أقبل‬ ‫الافارقة على الدخول في هذه الفرق حيث وجدوا في حلقات الذكر‬ ‫ما يذكرهم بحلقاتت أو حفلات الرقص ‏("‪ )٢٤‬الذي يحبونه حبا‬ ‫جما ‪ .‬ووجدوا في شيخ الطريقة ما يغنيهم عن الكاهن أو الساحر ‪.‬‬ ‫فنجح الصوفيون في جذب الناس اليهم وتجميعهم خلف زعاماتهم }‬ ‫‪ :‬بذلك عامل توحيد لهذه الفئات المتعددة العناصر والألوان‬ ‫والأجناس والأعراف والتقاليد ‪ ،‬مما أعطى للاسلام قوة دفع كبيرة‬ ‫على يد هؤلاء الصوفيين في هذه المنطقة من القارة ‪.‬‬ ‫ونظرا لانتشار الثقافة الدينية على هذا النحو بين الأفارقة }‬ ‫ونظرا لتزايد تأثير رجال الدين ورجال الطرق الصوفية عليهم ‪3‬‬ ‫ونظرا لاستمرار الخالطة والتزاوج بين العرب والأفارقة في‬ ‫السلطنات التي أقامها العمانيون على الساحل ‪ ،‬فقد كانت عادات‬ ‫الأفارقة المسلمين في الولادة والوفاة والزوا ج والطلاق مماثلة تقريبا‬ ‫لعادات المسلمين في البلدان الاسلامية الأخرى ى إذ كانوا يحتفلون‬ ‫بميلاد مولود جديد ‪ ،‬أو عند ختانه © أو عند الزواج ‪ ،‬باستدعاء‬ ‫الفقهاء لقراءة القران وإنشاد (المولد‘“ الذي يبدأ بوصف النور‬ ‫الرئيسية في حياة‬ ‫الأزل للخلق )© شم الأحداث‬ ‫الإلهي ج‪ 3‬شم المبدأ‬ ‫الرسول (َلة) مع التركيز الشديد على معجزاته وكراماته ‪.‬‬ ‫‪. ٥‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ (٣٤٦‬حسن‬ ‫‪. ٥٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٣٤٣‬حسن ابراهم حسن‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫وعندما يصل المنشدون الى اللحظة التي يستقبل فيها الرسول‬ ‫الحياة ‪ 7‬وهي أكثر أجزاء الانشاد قدسية ومهابة ‪ ،‬ويقولون ”"ولد‬ ‫صائحين ‪"« :‬يانبي ‪ ..‬السلام‬ ‫يقفون‬ ‫الجميع‬ ‫فان‬ ‫نبينا‬ ‫‏(‪. )٢٤٤‬‬ ‫عليكف‘‘‬ ‫والجدير بالذكر أن ممارسات الأفارقة الأخرى في الاحتفال‬ ‫بالزواج ومراحله وترتيباته ومظاهره لاتختلف كثيرا عنها في‬ ‫المجتمعات الاسلامية الأخرى © ونفس الشىء يمكن أن يقال بالنسبة‬ ‫ومايتبعه من مظاهر الحداد وما يقرأ فى هذه المناسبة من‬ ‫للموت‬ ‫قران فايليوم الثالث والسابع ويوم الأربعين للوفاة على يد مقرئي‬ ‫يستدعى لهذا الغرض ‪ ،‬وفي اليوم الأخير تنتهي فترة الحداد بعد أن‬ ‫يقرأ القرآن كله ويزار فيه قبر المتوفى ‏(‪. )٢٤٥‬‬ ‫يضاف الى ذلك أن الاسلام خلص الأفارقة من عادات سيئة‬ ‫بين معظم القبائل‬ ‫منتشرة‬ ‫كانت‬ ‫قديمة مثل عادة العريالتي‬ ‫الافريقية ‪ .‬فصاروا يتميزون على من سواهم مانلوثنيين بالملبس‬ ‫التي‬ ‫بملابس العرب‬ ‫‏(‪ } )٢٤٦‬متأثرين في ذلك‬ ‫والأنيق‬ ‫النظيف‬ ‫كانت تتكون من جلباب طويل (الدشداشة) ‪ ،‬وطاقية صغيرة‬ ‫(الكمة) » وملابس سابغة للنساء كانت تغطي الجسم كله من‬ ‫الرأس الى القدم ‪.‬ارتدى الأفارقة مانلبانتو هذه الملابس وتخلصوا‬ ‫مانلملابس التي كانوا يتخذونها من جلود الحيوانات أو الأعشاب ©‬ ‫والتي كانت لاتستر الا عوراتهم فقط ‏(‪ . )٢٤٧‬كا خلصهم الاسلام‬ ‫‪. ٢٢٢٣‬‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫‪}{١ ٧١٥‬‬ ‫‏‪١٧٤‬‬ ‫‪:‬ص‬ ‫‏(‪ (٣٤٤‬ترمنجهام‬ ‫‏(‪ )٢٤٥‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‏‪. ٢٤٣ _ ٢٢٣٣ ، ٢٠٦‬‬ ‫‪5 ٤١‬‬ ‫(‪ )٢٤٦‬سليمان المالكي ‪ :‬ص‪ ، ٦٨ ‎‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪, : .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. 032 - .132‬م‪‎‬‬ ‫(‪(٢٤٧‬‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫من أقبح الرذائل والعادات ‪ ،‬وخاصة أكل لحوم البشر ‪ ،‬وتقديم‬ ‫الانسان قربانا للآلهة } ودفن الجواري والخدم والزوجات مع الملك‬ ‫المتوفي © ووأد الأطفال أحياء ‏(‪. )٢٤٨‬‬ ‫ولدوا‬ ‫لأنهم‬ ‫إلا‬ ‫لشيء‬ ‫لا‬ ‫يوءدون‬ ‫الأطفال‬ ‫هؤلاء‬ ‫وكان‬ ‫‪ .‬فكانت‬ ‫عندهم‬ ‫أو لأن أسنانهم العليا ظهرت أولا } وهو فأل سي‬ ‫بعض القبائل تترك هؤلاء الاطفال في الغابة تخلصا منهم ‪ 3‬ولكن‬ ‫العادة بين المسلمين الافارقة } فاصبح الاطفال‬ ‫هذه‬ ‫الاسلام عدل‬ ‫الغير مرغوب فيهم لما سبق من أسباب ‪ ،‬يحملون إلى المساجد‬ ‫ويتركون فيها طيلة الليل باكمله ‪ ،‬فان طلع النهار وهم على قيد‬ ‫معنى‬ ‫لان‬ ‫مستبشرين‬ ‫هم اباؤهم الى دورهم فرحين‬ ‫الحياة ‪ .‬عاد‬ ‫بقائهم أحياء هو أن الله بارك وجودهم ‪ ،‬فلا خوف منهم باعتبارهم‬ ‫أطفالا (مبدولين) ‪ .‬وهكذا تم التوافق بين أصحاب هذه العادات‬ ‫القديمة وبين أصحاب العادات الجديدة على السواء ‏(‪. )٢٤٩‬‬ ‫زد على ذلك أن الاسلام علمهم النظافة ‪ .‬فقد بدا الأهالي‬ ‫انهم صاروا يكئرون من الاغتسال والنظافة © لان اقامة الشعائر‬ ‫الدينية الاسلامية لاتصح الا بطهارة البدن والملبس والمكان ‪ .‬كا‬ ‫ان اقام لهم الامارات والدول‬ ‫بعل‬ ‫والامن‬ ‫اعطاهم الامان‬ ‫ان الاسلام‬ ‫المسجد‬ ‫وأصبح‬ ‫على أملاكهم وأرواحهم ‪4‬‬ ‫الناس‬ ‫اطمئنان‬ ‫وازداد‬ ‫‏‪. ١٨٧‬‬ ‫المغيري ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ {، ٨٩‬سعيد‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫ابراهم حسن‬ ‫‏(‪ )٢٣٤٨‬حسن‬ ‫‪. ٢٢٠‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٤٩‬ترمنجهام‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫الجيد البناء النظيف بما فيه من أذان للصلاة خمس مرات في اليوم ©‬ ‫وقبلة تتجه الى مكة المكرمة ‪ ،‬وإمام وصلاة جمعة ‪ 3‬مركزا للقرية‬ ‫بدلا من دار عبادة الأوثان ذات المنظر البشع ‪ .‬كا ظهرت صناعات‬ ‫وتجارة لا كالتجارة الصامتة التي تقوم الاشارات فيها مقام اللغة في‬ ‫التفاهم » ولا كالمبادلة البدائية في الخامات & أو المقايضة بالودع‬ ‫وحبات الخرز أو الطباق أو الخمر ‪ ،‬ولكنها صناعات تنطوي على‬ ‫‏<‪ & )"٥:‬مما أدى الى‬ ‫مهارة فائقة ‪ 3‬وتجارة منظمة تنظيما محكما‬ ‫ازدهار الحضارة في المدن والامارات والسلطنات التي أقامها‬ ‫العمانيون في شرقي افريقيا ازدهارا كبيرا أدهش الرحالة المسلمين‬ ‫‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫وغير‬ ‫مظاهر التقدم الحضاري في شرقي افريقيا‪: ‎‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫ذلك أن هذه المدن والامارات والسلطنات لم تكن مجرد‬ ‫أسواق للتجارة ياتي اليها التجار من عمان وغير عمان يبيعون‬ ‫ويشترون ثم يرتحلون ‪ ،‬بل أصبحت كا قلنا موطنا دائما لكثير من‬ ‫التجار ‪ 0‬وموطنا هجرات عمانية عديدة أشرنا اليها وتحدثنا عنها ‪.‬‬ ‫هؤلاء المهاجرون على صلة دائما بوطنهم الأم عمان &‪ ،‬و ل‬ ‫وكان‬ ‫‪ .‬ذلك أن منهم من‬ ‫من الأوقات‬ ‫تنقطع هذه الصلات في أي وقت‬ ‫تزو ج بالافريقيات واعتبر موطنه الجديد في ساحل شرقي افريقيا‬ ‫وطنا دائما ‪ 0‬ومنهم من استوطن هذا الساحل بصورة شبه دائمة ‪،‬‬ ‫وهناك من كان يعتبر وجوده هناك أمرا مؤقتا ‪ 0‬إذ كان هدفه‬ ‫الأساسي هو طلب العيش ‪ ،‬أي تحسين حالته المادية والاقتصادية ‪.‬‬ ‫‪. ٨٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫ابراهيم حسن‬ ‫حسن‬ ‫‪(٢٥‬‬ ‫) ‪٠‬‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫ويعتبر عمان الوطن الحقيقي الذي سيعود اليه يوما من الأيام ‪.‬‬ ‫وجميع هذه الأقسام الثلاثةكانت تتابع أحداث الوطن الأم باهتا ‘‪.‬‬ ‫وتتأثر عاطفيا بكل ما يجري فيه بصورة خاصة ‪ ،‬وبما يجري‬ ‫الوطن العربي والاسلامي بصورة عامة ‏(‪ . )٢٠١‬وعلى ذلك فقد‬ ‫كانت الروابط والصلات قائمة ومستمرة ‪ ،‬بل ازدادت قوة واتساعا‬ ‫نتيجة لوجود عوائل عمانية كان بعض أفرادها يعيشون في الساحل‬ ‫الآخر ييعيش في عمان ‪.‬‬ ‫الافريقي الشرقي ‪ 0‬وبعضها‬ ‫افريقيا قاصرة على عمان‬ ‫مسلمي شرق‬ ‫ولم تكن صلات‬ ‫بل امتدت لتشمل دول العالم العربي والاسلامي‬ ‫وحدها‬ ‫كله ‏(‪ 3 )"٥٢‬ودول جنوب شرقي اسيا ث‪ .‬وقد تركت هذه‬ ‫العلاقات أثرا لازال واضحا في تركيبة السكان الاجتاعية وفي الحياة‬ ‫الثقافية والحضارية } لأن هذه العلاقات كانت في جوهرها علاقات‬ ‫تجارية نتج عنها ثراء الحكام والسكان في شرقي افريقيا ثراء يقرب‬ ‫حد الخيال ‪.‬‬ ‫وقد سبقت الاشارة الى الغراء الكبير الذي كانت تعيشه‬ ‫سلطنة مقدشو حتى اتخذ سلطانها قباب الحرير الملون القائم فوقها‬ ‫طيور مصنوعة من الذهب الخالص } واتخذ مظاهر السلاطين الكبار‬ ‫والخلفاء العظام من ضرب الطبول والأبواق ث ومشي الأجناد أمامه‬ ‫وخلفه عند خروجه الى المسجد للصلاة أو الى دار الشورى في‬ ‫مواكب فخمة © وهي صورة رائعة تدل على مدى العظمة والقوة ‪.‬‬ ‫و لم تكن هذه العظمة في هذا الشكل أو ذاك من الحياة السياسية ‪3‬‬ ‫‏‪. ١٥٧‬‬ ‫‏(‪ )٢٥١‬أحمد عيضة سالم ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٤٣٩‬‬ ‫(‪ )٢٥٦‬حسن محمود ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٨٥‬‬ ‫بل كانت أيضا في محال الحياة الدينية والثقافية كا رأينا ‪ 7‬وكانت‬ ‫أيضا في مجال العمران والمدنية ‏("‪. )٢٥‬‬ ‫فقد تألقت مقدشو حتى بدت مدينة جميلة كبيرة متناهية‬ ‫في الكبر مزدحمة بالأهالي الذين كانوا تجارا أقوياء وأصحاب ثروات‬ ‫طائلة من الجمال والأغنام الوفيرة الكثيرة العدد ث حتى انهم كانوا‬ ‫ينحرون منها المئات كل يوم من أجل طعامهم ‪ .‬كا وجدت بمقشو‬ ‫صناعة الثياب المنسوبة اليها والتي لانظير لها حتى انها كانت تحمل‬ ‫مدينة غنية مترفة ى أحاطت‬ ‫‪.‬فهي‬ ‫‏(‪)٢٥٤‬‬ ‫وغيرها‬ ‫الى ديار مصر‬ ‫السامقة ث وازدحم‬ ‫فيها المنازل والقصور‬ ‫بها الاسوار وارتفعت‬ ‫ميناؤها بالسفن التي لايحصيها العد ح هكذا وصفها فاسكو دي‬ ‫جاما عندما مر بها عند عودته من قاليقوط في رحلته الاولى ‪ .‬ولما‬ ‫جاء بعده (داكونها) لاخضاعها لم يتمكن من ذلك لأنه وجدها‬ ‫عن‬ ‫للعدول‬ ‫المنعة ‪ 3‬فاضطر‬ ‫شديدة‬ ‫متينة التحصين‬ ‫مدينة‬ ‫‏(©‪. )٢٥‬‬ ‫مهاجمتها‬ ‫ولانريد أن نسترسل في وصف التقدم الحضاري الكبير الذي‬ ‫وصلت اليه السلطنات والمدن التي أقامها العمانيون المهاجرون‬ ‫والتجار العمانيون الوافدون ©‪ ،‬ويكفينا في ذلك ثلاث شهادات‬ ‫جاءت على لسان غير العرب والمسلمين ‪ ،‬وصفت لنا الحياة في هذه‬ ‫السلطنات وفي الساحل بصفة عامة ‪ .‬وأول هذه الشهادات جاعءتنا‬ ‫من برتغالي عاصر هذه الحضارة ورأي ازدهارها وتفوقها وهو‬ ‫‪. ٢٨٤ _- ٢٦٩‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥٢‬انظر‬ ‫‪. ٢٧٩‬‬ ‫(‪ )٣٥٤‬ابن بطوطة ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢٢‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٥٥‬جيان‬ ‫‏‪ ٢٨٦‬۔‬ ‫لنا ماراه على‬ ‫‏‪ . ٨7‬فقد وصف‬ ‫هش‬ ‫دوارت باربو سا‬ ‫الساحل والجزر اجمالا عندما أتي للمرة الأولى عام ‪١٥٠٠‬م‏ وأخذ‬ ‫عن مذكرات فاسكو دي جاما الذي كان قد غزا الساحل قبل‬ ‫ذلك بعامين فقال ‪" :‬جاءت أربع سفن صغيرة في البدء يقودها‬ ‫فاسكو دي جاما وطوفت شرقا حول رأس الرجاء الصالح ‪ ...‬وما‬ ‫ان وصلت هذه المراكب الصغيرة خليج مدغشقر ‪ ،‬حتى عرفت‬ ‫أن أسوأ ماكان مقدرا لها أن تلقاه في المحيط المجهول قد انتهى أمره ‪3‬‬ ‫فقد فوجئت هذه السفن الصغيرة أكبر مفاجأة حين جاءت سفالة ©‬ ‫لقي البحارة‬ ‫وتوالت بعدها المفاجات واحدة تلو الأخرى ‪.‬فقد‬ ‫مالم يكن في حسبانهم حين خرجوا يضربون في البحر ‪ .‬لقد لقوا‬ ‫مرافيء تطن كخلايا النحل & ومدنا ساحلية عامرة بالناس ‪ ..‬واهلة‬ ‫بالسكان لاتقل عن مدنهم في البرتغال وسائر أقطار القارة الأوربية ‪.‬‬ ‫ورأوا تجارة بحرية نافقة في الذهب والحديد والعاج والخرز والنحاس‬ ‫وجلود السلحفاة © والاقمشة القطنية والرقيق وفخار الصين ‪.‬لقد‬ ‫عنروا دون أن يقصدوا على عالم تباري أوسع من عالمهم الذي‬ ‫الأوربية‘ ‪ 06‬‏(‪. )٢٥٦‬‬ ‫منه } وأكثر ثراء من بلادهم‬ ‫جاءوا‬ ‫"ذهل البحارة حين رأوا في زمانهم ذاك _ أخريات القرن‬ ‫الخامس عشر _ على ساحل افريقيا الشرقي حضارة لاتقل عن‬ ‫حضارة ساحل البرتغال الذين أتوا منه وتفوقها في معرفة العالم المحيط‬ ‫بها والبعيد عنها ‪ ..‬وذهل رفاق فاسكو دي جاما أكثر حين رأوا‬ ‫الأهلين على الساحل لايعبأون بهم ولايعتنون ‪ ..‬كانوا طغاما _‬ ‫يقصد البرتغاليين _ لاصقل فيهم ولا ثراء ولا حضارة ‪ ،‬أين لهم‬ ‫‪. ٢٦٤ _ ٢٦٢‬‬ ‫(‪ )٢٥٦‬جيان برواية دافدسون ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫هذه المرافي التي يدخلونها في سهولة ويسر ‪...‬؟ أين لهم هذه المدن‬ ‫العامرة التى يلجئون لها بما يكسبون من مال ومتاع ‪...‬؟ وقد جاء‬ ‫رجلان من أهل مرفأ زارته السفينة القائدة } أي سفينة دي جاما‬ ‫ع‪٨‬ه"[اآ‪٩‬‏‬ ‫انه ميناء قويلمين‬ ‫يقول‬ ‫في مذكراته‬ ‫الذي كتب‬ ‫وأنه زاره بعد يومين أو ثلاثة من وصوله الى هذا الميناء رجلان‬ ‫من أهله ث فما أعجبهم شيء رأوه ‪ ..‬كانت أنوفهم في السماء‬ ‫شامخة ء واحد منهم كان يلبس طاقية مطرزة الخوافي بالحرير‬ ‫الخالص ‪ ،‬والآخر كان يلبس طاقية كلها من الحرير الأخضر ©‬ ‫وكان في صحبتهم شاب لايقل زهوا عنهم © فهمنا من اشاراتهم‬ ‫بأيديهم أنه جاء من بلاد بعيدة } و أنه رأي فيها سفنا أكبر من سفننا‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٣٥٧‬‬ ‫نركبها‘‘‬ ‫التي‬ ‫لنا‬ ‫وصف‬ ‫حيث‬ ‫أما الشهادة الثانية فيحكيها لنا دافدسون‬ ‫مدن الساحل وصفا جميلا فقال ‪" :‬كانت هذه المدن على عهدها‬ ‫لها في أوربا‬ ‫المدن المعاصرة‬ ‫عن‬ ‫الزاهي جميلة مترفة ‪ .‬لاتختلف‬ ‫واسيا © كانت تطل على محيط تلتمع مياهه الزرق ‪ ،‬منازلها العالية‬ ‫كالقصور © ردهاتها تقود لحجرات فخمة طيبة الهواء ‪ 3‬تحيط بها‬ ‫أسوار عالية منيعة ‪ .‬تطل بدورها على شوارع عريضة طويلة ©‬ ‫تتوجها في نهاياتها حصون وقلاع تشرف على المدينة تحرسها‬ ‫ولاتنامك“ ‏(‪. )٢٥٨‬‬ ‫أما الشهادة الثالثة فتجيء هذه المرة على لسان بعض الكتاب‬ ‫الأفارقة المحدثين الذين يعيشون في شرق افريقيا حيث أعطونا‬ ‫‪, 0.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪532.‬‬ ‫‏(‪ )٢٥٧‬المرجع السابق ‪ :‬نفس الصفحات ©‬ ‫‏‪. ٢٦٢٨‬‬ ‫‏(‪ )٢٥٨‬دافدسون ‪ :‬ص‬ ‫‪٢٨٨‬‬ ‫صورة حية لازدهار حضارة هذه المنطقة من القارة لاتختلف كثيرا‬ ‫عن الشهادتين السابقتين ‪ .‬فقد أشاروا في شهادتهم الى أن الحضارة‬ ‫للميلاد‬ ‫منذ القرن الثالث عشر‬ ‫في الساحل‬ ‫الاسلامية ازدهرت‬ ‫واستمرت كذلك حتى نهاية القرن الخامس عشر ‪ ،‬فقد تألقت‬ ‫حياة السكان حيث بنوا منازل وقصورا ومساجد من الحجارة‬ ‫تقريبا على الطراز العربي والفارسي ‪ .‬وكانوا يؤثثونها بسجاد من‬ ‫فارس وأوان مزينة من البورسلين الصيني ‪ ،‬وزجاج وأعمدة من‬ ‫اراض بعيدة } بالاضافة الى اشياء افريقية كالخشب والجلود والعاج‬ ‫والذهب ‪ .‬وكان الناس الذين يعيشون في هذه المنازل يرتدون‬ ‫لملابس الحريرية والقطنية ويتزينون بمقادير كبيرة من الذهب‬ ‫والنحاس ‪ ..‬كا أنهم سكوا العملة في مقدشو وزنجبار وكلوة لحاجة‬ ‫‏(‪. )٢٥٩‬‬ ‫اليها‬ ‫التجارة‬ ‫ويستكمل الكاتب جيفرسون ميرفي هذه الشهادة فيقول إنه‬ ‫بعد زيارة ابن بطوطة ولمدة قرنين من الزمان ‪ ،‬تطورت الحضارة‬ ‫السواحيلية الى أعلى مستوى لها ‪ 0‬فظهرت عشرات البلدان والمدن‬ ‫ذات المنازل الجميلة المبنية من الحجارة وانتشرت على الساحل ‪8‬‬ ‫وكانت هذه المنازل ذات حدائق جميلة وبها نافورات وبرك للمياه ‪5‬‬ ‫وبعضها وكا تبين الخرائب والآثار _ كان مصمما لأكثر أنواع‬ ‫المعيشة رفاهية وفخامة وترفا ‪ ..‬وكانت مواني هذه المدن الرئيسية‬ ‫بها الأرصفة‬ ‫دائما مزدحمة بالسفن الواصلة أو المغادرة ‪ 0‬كا وجدت‬ ‫البحرية المبنية بالحجارة لتسهيل مهمة الشحن والتفريغ ‪ .‬أما‬ ‫الجبانات والمقابر الموجودة حول هذه المدن القديمة والتي دفن فيها‬ ‫& م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‏(‪(٣٥٩‬‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫التجار الأغنياء الكثيرون وموظفو البلاط والحكام } فقد كانت مبنية‬ ‫بالحجارة ومزينة وذات دعامات وتكوينات حجرية جميلة ‪ .‬وهناك‬ ‫آثار وأشياء في اثنتي عشرة مدينة أو نحوها من المراكز التجارية التي‬ ‫تعود الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر للميلاد ‪ .‬وقد سجل‬ ‫قائمة بستة وثلاثين‬ ‫‪ -‬هع‬ ‫باحث بريطاني هو آ‬ ‫مدينة قديمة وجدت آثارها على ساحل تنزانيا وحدها ‏({‪ & )"٦٠‬مما‬ ‫الساحل كله في‬ ‫يدل على عمران متواصل وحضارة زاهرة سادت‬ ‫العصور الوسطى ‪.‬‬ ‫هذا هو الاسلام ‪ .‬وذاك هو طابعه وتلك هي حضارته التي‬ ‫أدهشت الرحالة المسلمين والبرتغاليين ث ولكن هذه الحضارة لم‬ ‫تلبث أن تلقت ضربة عنيفة فانحدرت أحوال المدن التي أقامها‬ ‫قصير }‬ ‫في وقت‬ ‫اثارها‬ ‫العمانيون وغير العمانيين ‪ ،‬واندثرت‬ ‫ولانعرف عنها اليوم الا قليلا لايغني ‪ ،‬اذ لم يبق من معالمها الا بقايا‬ ‫ضئيلة يعثر عليها الباحثون أحيانا وهم يسيرون في أنحاء القارة‬ ‫يبحثون ويفتشون عما اذا كان هناك شيء ينير لهم افاق هذه‬ ‫‏(‪. )٢٦١‬‬ ‫زاهرة في يوم من الايام‬ ‫الحضارة الرحبة التي كانت‬ ‫فياترى أهناك عوامل وأسباب أدت الى هذه النتيجة وأدت فيما أدت‬ ‫الى عدم اتساع الحركة الاسلامية واطراد تقدمها في منطقة شرتي‬ ‫افريقيا ‪..‬؟ لابد أن هناك معوقات معينة أدت الى هذه النتيجة ‪8‬‬ ‫فياترى ماهي هذه المعوقات ‪..‬؟ ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬م‪‎‬‬ ‫‪,232‬‬ ‫‪.332‬‬ ‫(‪(٣٦٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫دافندذسون‬ ‫‪(٣٦‬‬ ‫) ‪١‬‬ ‫‏‪ ٢٩٠‬۔‬ ‫‏‪ _ ٩‬المعوقات التي حدت من انتشار الاسلام وحضارته في‬ ‫افريقيا ‪:‬‬ ‫شرق‬ ‫دخل الاسلام كا رأينا شرقي افريقيا على أيدي عرب أغلبهم‬ ‫البلدان‬ ‫بعض‬ ‫]©} و نجحت الحركة الاسلامية نجاحا باهرا ف‬ ‫من عمان‬ ‫الان باسم كينيا وتنزانيا وموزمبيق والجزر المواجهة لها مثل زنجبار‬ ‫وأمثالها ‪ .‬وفيما عدا ذلك فقد كان المسلمون في بقية أنحاء افريقيا‬ ‫الشرقية أقلية ى وإن كانت أقلية كبيرة العدد لها وزنها الخطير‬ ‫والمتنامي ‏(‪ . 2"٦٢‬ومعنى ذلك أن الاسلام لم يغمر كل المنطقة و لم‬ ‫الورسطى ‪.‬‬ ‫العصور‬ ‫ف‬ ‫البلاد‬ ‫يشمل كل الافارقة من اهالي هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫وأسباب‬ ‫عوامل‬ ‫ولابد لذلك من‬ ‫وأول مانشير اليه من هذه الأسباب هم البرتغاليون ‪ .‬ذلك‬ ‫‏‪ )٦٧ { ٦١‬أن‬ ‫‏(‪ )٢٦٢‬أورد الدكتور جودة حسنين جودة في كتابه (جغرافية الدول الاسلامية ء ص‬ ‫‏‪ ٦٠‬من عدد سكانها ‪3‬‬ ‫نسبة المسلمين في افريقيا في احصاء عام ‪١٩٨٠‬م‏ وصلت الى نحو من‬ ‫‏‪٢٤‬‬ ‫‏‪ ٤١٠‬‏ه‪ ١‬الموافق‬ ‫‏‪ ٢٥١‬في ‏‪ ٢٤‬من ربيع الثاني سنة‬ ‫كا ورد في جريدة المسلمون‘‘ العدد‬ ‫من نوفمبر سنة ‪١٩٨٩‬م‏ أن نسبة عدد المسلمين في شرقي افريقيا وصلت الآن الى ‪٣‬ر‪;/٦٦‬‏ من‬ ‫جملة عدد السكان الذين وصل تعدادهم الى ‏‪ ٩١‬مليون نسمة & منهم ‪٦٤٢‬ر‪٥٦‬‏ مليون مسلم ‪،‬‬ ‫مليون وثني ‪.‬‬ ‫مليون مسيحي ‪ .‬‏‪٠‬‬ ‫‪٢‬ر‪٢٤‬‏‬ ‫ولا شك أن زيادة عدد المسلمين على هذا النحو تعود الى ماكان للدولة العمانية اليعربية‬ ‫م البوسعيدية في شرقي افريقيا من نشاط تجاري واسلامي كبير بعد أن حرر اليعاربة والبوسعيديون‬ ‫هذه المنطقة من الاستعمار البرتغالي وضموها الى ممتلكاتهم في عمان ‪ ،‬وأيضا الى ماقام به الاستعمار‬ ‫الارري من تعبيد للطرق وازالة للغابات ومد للسكك الحديدية } فاستفاد الدعاة والتجار من‬ ‫هذه الوسائل العصرية في الوصول الى أماكن داخلية نائية حيث نشروا الاسلام فيها ‪.‬‬ ‫‏‪ | ٤٥٢ _ ٤٥٠ . ٤٢٥ _ ٤٣٤‬أحمد شلبي ‪ :‬ج ‏‪٦١‬‬ ‫انظر ‪ :‬حسن محمود ‪ :‬ص‬ ‫‪٧١٢ { ٦٧‬‬ ‫‏‪٦٥‬‬ ‫‪ .٤.٩‬أحمد حمود المعمري ‪ :‬عمان وشرقي افريقية ‪ :‬ص‬ ‫_‬ ‫‏‪٤.٨‬‬ ‫ص‬ ‫‪. ٣٤٤‬‬ ‫‪، ٢٤١‬‬ ‫‪_ ٢٢٣٩‬‬ ‫‪}{ ١٥٦‬‬ ‫‏‪١٥١١‬‬ ‫‪ \ ٩٥‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٤‬‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫أنهم وجدوا كا أشرنا اسلاما قويا يزداد انتشاره يوما بعد يوم ©‬ ‫كا وجدوا ثراء جما وتجارة نافقة ومدنا متلألئة وسلطنات زاهرة‬ ‫أدهشتهم وأخذت بعقولهم وأثارت اعجابهم الشديد ‪ 9‬ولكنهم‬ ‫تركوها على غير ماوجدوها ‪ .‬ذلك أن أغراضهم لم تكن أغراضا‬ ‫حضارية تتسم بالانسانية } وانما كانت أغراضا أنانية انتقامية صليبية‬ ‫ئ وطرد‬ ‫والهادي‬ ‫المحيط الهندي‬ ‫على تجارة‬ ‫السيطرة‬ ‫ف‬ ‫© تتمة‬ ‫فجة‬ ‫العرب والمسلمين من البحر } والقضاء على احتكارهم للتجارة بين‬ ‫الشرق والغرب ‪ ،‬ومحاربة الاسلام في كل مكان والقضاء عليه قضاء‬ ‫تاما ونهائيا ‪ .‬وكان ساحل شرق افريقيا هو اول من ذاق حقدهم‬ ‫عبثهم وانتقامهم ‘‬ ‫من‬ ‫الزاهرة‬ ‫مدنه‬ ‫من‬ ‫مدينة‬ ‫ئ فلم تنج‬ ‫الاسود‬ ‫منهم‬ ‫بقي‬ ‫ومن‬ ‫اهلها ‪-‬‬ ‫وقتلوا‬ ‫مرات‬ ‫ممبسة خمس‬ ‫احرقوا‬ ‫فقد‬ ‫من‬ ‫اهلها‬ ‫وطردوا‬ ‫[‬ ‫كلوة‬ ‫مدينة‬ ‫ف‬ ‫السيف‬ ‫واعملوا‬ ‫ز‬ ‫اسروه‬ ‫ديارهم & ودمروا مساجد لامو وبات وقتلوا الشيوخ وفرضوا‬ ‫قلائل بالسيف والتعذيب‬ ‫سنوات‬ ‫ف‬ ‫الباهظة ( واستطاعوا‬ ‫الغرامات‬ ‫واراقة الدماء أن يقضوا على المؤسسات التجارية التى أنشأها‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(٣٦ ٣‬‬ ‫العرب‬ ‫افقد كانت قسوتهم لاتقف عند حد مألوف ‪ 0‬وتعدت كل‬ ‫ماهو معروف & واستحالت هذه القسوة على يد فاسكو دي جاما ©‬ ‫والميدا ‪ 3‬والبوكيرك الى سياسة ينتهجونها لإشاعة الفزع في نفوس‬ ‫‏(‪. )٢٦٤‬‬ ‫شاء لهم السوط يخدمون‘‘‬ ‫يسيروا حيث‬ ‫الاهلين كي‬ ‫‪٥8 ٢٠٩‬‬ ‫النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ |} ٤٣٢٢‬محمد‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ (٣٦٣‬حسن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬م‪‎‬‬ ‫‪,432‬‬ ‫‪.532‬‬ ‫‪. ٢٦٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٦٤‬دافدسرون‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫كانوا كقوة حيوان كاسر لايأبه لما يأتي ومايدع © يعرف مايريد ‪3‬‬ ‫لايعنيه كيف يناله ‪ ،‬يسير نحوه ‪ ،‬لايزعه وازع © فيضان من المثل‬ ‫المنحطة والعادات الشريرة اكتسح الناس ‪ ......‬ال‘“ ‏(‪& )٢٦٥‬‬ ‫ويكفي للتدليل على ذلك مافعلوه ببعض المدن الساحلية بما أشرنا‬ ‫فهناك مدينة براوة الصومالية التي وصفها باربوسا بعد أن‬ ‫خربها البرتغاليون ك‪ .‬وكان قد رآها على هذه الحال ولقي الذين‬ ‫شاهدوا هجوم البرتغاليين عليها فقال ‪ :‬خربها البرتغاليون تخريبا }‬ ‫ذبحوا كثيرا من رجالها ث وحملوا لسفنهم ماعن لهم أن يحملوه من‬ ‫أسرى ‪ ،‬واستحيوا النساء ‪ 3‬وسلبوا ذهب المدينة وكان كثيرا &‬ ‫ونهبوا الفضة والنحاس وما جاء في طريقهم من سلع‘“ ‪ .‬ومافعلوه‬ ‫في ممبسة جاء ذكره في رسالة بعثها صاحبها الى صديقه حاك‬ ‫إن عرب ممبسة والسواحيليين عادوا الى‬ ‫مالندي يقول له فيها ‪:‬‬ ‫حيا فيها }‬ ‫فلم يجدوا‬ ‫حوائطها‬ ‫اسودت‬ ‫مدينتهم بعد الهجوم وقد‬ ‫م يجدوا رجلا ولا امرأة ولا ولدا ‪ .‬لم يجدوا شيخا ولا صبيا ولا‬ ‫عن النجاة‬ ‫سنه & ذبح الغزاة كل من عجز‬ ‫طفلا مهما صغرت‬ ‫بنفسه‘“ ‏(‪ } )٢٦٦‬وأخذوا معهم كميات كبيرة من الذهب والفضة‬ ‫مما كان في ممبسة ويخص أهلها ‪ 3‬كا أخذوا كميات كبيرة من‬ ‫النحاس ‪ ،‬وتركوا المدينة خرابا يبابا ‪ 0‬كما قال باربوسا المعاصر لهذه‬ ‫الأحداث البربرية التى حدثت على يد البوكيرك وغيره من قواد‬ ‫‪. ٦٧‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫اللزجع السابق ‪:‬‬ ‫(‪(٣٦٥‬‬ ‫‪٨8 ٢١٢‬‬ ‫‪ } ٢٦٩‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٦٦‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬م‪‎‬‬ ‫‪632‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.732‬‬ ‫‪_ ٢٩٢٣‬‬ ‫(‪. )٢٦٧‬‬ ‫‪ ١‬لبرتغفا ل‪‎‬‬ ‫قفدعل البرتغاليون بأهل الساحل هذه الأفعال الوحشية‬ ‫والهمجي ل‪ .‬نهم كانوا في نظرهم ونظر قوادهم مأنمثال فاسكو‬ ‫دي جاما من الكفرة ء حتى أنه نعتهم بأبشع الصفات وأخذ‬ ‫قوتها‬ ‫بعضهم من الذين كانوا قد اقتربوا من سفنه ليعرفوا مدى‬ ‫ووقعوا في يده وصب عليهم الزيت المغلي ليعترفوا بمهمتهم ©وشكر‬ ‫المسيح الذي لم يهيء فرص النجاح هؤلاء «أالكلاب الكفرة‘‘‬ ‫حسبما قال ذلك المسيحي الاستعماري الهمجي المتعصب الذي‬ ‫كان يرفع على سارية سفينته علما رسم عليه صليبا كبيرا‬ ‫للمسيح ‏(‪. )"٦٨‬‬ ‫ومما ساعد البرتغاليين على ارتكاب هذه الأفعال الفظيعة‬ ‫ماكان في يدهم من سلاح ‪ .‬فقد كانوا أكتر سلاحا واستعدادا‬ ‫للحرب من عرب السواحل والسواحيليين الذين كانوا يعيشون في‬ ‫سلام وأمان ولا يهتمون الا بالتجارة ‪.‬كانت مدنهم في الواقع ومن‬ ‫الناحية العملية لاتستطيع الدفاع عن نفسها ضد المدافع البرتغالية‬ ‫الحديثة } لأن هذه المدن لم تعرف الا حياة السلام } فلم يكن ها‬ ‫جيوش قائمة و لم تقم بحروب أو فتوحات ‪ ،‬ولم تقم بمحاولات‬ ‫‏(‪. )٢٦٩‬‬ ‫حربية‬ ‫ها أساطيل أو سفن‬ ‫لتوسيع الحدود ‪ ،‬و ل يكن‬ ‫ولذلك نجح البرتغاليون في غزوها وتدمير معظمها لا بشجاعتهم ‪8‬‬ ‫ولكن لما كانوا يحملونه من سلاح وحقد وصليبية ‪.‬‬ ‫ع‪: ‎‬‬ ‫خ ح‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫)‪(٣٦1‬‬ ‫ع‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,1691‬‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪,‬ط‬ ‫‪ ,14‬م‬ ‫‪.15‬‬ ‫‏‪. ٣٠٧‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫النقيرة‬ ‫‏(‪ )٢٦٨‬محمد‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. ,233‬م‬ ‫‪,234‬‬ ‫‪.237‬‬ ‫‏(‪(٣٦٩‬‬ ‫‏‪ ٢٩٤‬س‬ ‫ولاشك أن هذا الهجوم الوحشي وهذه البربرية البرتغالية‬ ‫كانت مسئولة عن تدمير المؤسسات الحضارية والمراكز التجارية التي‬ ‫أقامها العمانيون وغيرهم من العرب والمسلمين في منطقة الشرق‬ ‫الافريقي & ومسئولة عن التقهقر الذي حدث للحركة الاسلامية‬ ‫في هذه المنطقة والذي استمر مايقرب من القرنين © أي طوال فترة‬ ‫حكم البرتغاليين الذين احتكرواإ تحبارة شرقي افريقيا مع العالم‬ ‫وعزله‬ ‫الخارجي بعد أن قاموا بعملين ‪:‬الأول هو احتلالهم ل‬ ‫عن الداخل الذي كان يمده بسلعه التجارية التي كانت تصدر‬ ‫بدورها الى موانيالخليج العربي والهند والشرق الاقصى ل شم قيام‬ ‫سفنهم بنقل البضائع مباشرة مانلمحيط الهندي الى أوربا ‪.‬فبدأت‬ ‫تجارة الساحل الشرقي الافريقي مع الداخل ومع العالم الخارجي‬ ‫المواني مهجورة‬ ‫تتقهقر عاما بعد عام حتى اضمحلت “[}‪ }،‬وأصبحت‬ ‫‪ .‬ونتج عن ذلك أن تحطمت ثروات‬ ‫لتناقص ورود السفن ا‬ ‫الاسر المحلية ‪ 3‬واختفت ثروات التجار ‪ 0‬وهجرت القصور الفخمة‬ ‫بعد أن فقد أصحابها مصادر ثرواتهم وكسدت أحوالهم ©‬ ‫المدن الزاهرة مدنا خربة ‪ .‬وتحولت الى مجرد قرى غير‬ ‫وأصبحت‬ ‫خربة ‪.‬‬ ‫مجرد أطلال‬ ‫وأصبحت‬ ‫بعد ذلك‬ ‫درست‬ ‫نشيطة &شحم‬ ‫فاسكو دي‬ ‫وصول‬ ‫مائة عام من‬ ‫القول انه بعد حوالي‬ ‫وموجز‬ ‫جاما ‪ 3‬وألميدا } والقواد البرتغاليين الآخرين لأول مرة ‪ 5‬تحول‬ ‫شرقي افريقيا الى منطقة مهجورة وبلاد مقفرة موحشة ‏<{‪} )"٧‬‬ ‫بعد أن كان منطقة تتلألأ فيها أنوار الحضارة الاسلامية وتموج‬ ‫بالحركة وتزخر بالنشاط التجاري العظيم الذي قام على أيدي‬ ‫‏(‪(٣٧٠‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. ,237 .228‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫العمانيين وغيرهم من العرب والمسلمين والسواحيليين والأفارقة ‪.‬‬ ‫أما العامل الثاني الذي أدي الى هذه النتيجة ‪ 0‬هو اتجاه‬ ‫البرتغاليين الى اثارة الحروب والمنازعات الأسرية بين حكام‬ ‫الساحل ‪ ،‬حتى يضعف هؤلاء الحكام ‪ ،‬ويتمكن البرتغاليون من‬ ‫الأمر ‏(‪ 3 )٢٧١‬ساعدهم على‬ ‫فرض سيطرتهم عليهم جميعا فنيهاية‬ ‫ذلك أن بعض حكام الساحل ل كانوا قد رحبوا بالبرتغاليين كحلفاء‬ ‫منافسيهم من حكام المدن الأخرى ‪ 0‬وفتحوا لم أبواب‬ ‫ضد‬ ‫مدنهم ‪ .‬وللحقيقة فانه لم يفعل ذلك الا حاكم واحد فقط هو حاكم‬ ‫المنافسة التي كانت قائمة بينه وبين حاكم‬ ‫مالندي بسبب‬ ‫(‪. )٢٧٢٢‬‬ ‫منبسة‪‎‬‬ ‫ولاشك أن عزل الساحل عن الداخل ‪ ،‬واحتكار التجارة‬ ‫الافريقية © وايقاع الفتنة والحروب بين حكام الساحل © بجانب‬ ‫مافعله البرتغاليون من تدمير وتخريب وقتل وسفك دماء ‪ ،‬قد أدي‬ ‫الى القضاء على المؤسسات التجارية ‪ ،‬والى‪ .‬خراب المدن وتدمير‬ ‫الحضارة على نحو ما أشرنا ‪ .0‬كا أدى أيضا الى القضاء على تقدم‬ ‫الحركة الاسلامية } فتوقف انتشار الاسلام منذ ذلك الحين الى حد‬ ‫كبير إزاء هذا العدوان الصليبي السافر على يد البرتغاليين أولا ©‬ ‫م على يد اخوانهم من صليبي أوربا الآخرين الذين أتوا بعدهم‬ ‫وتقاسموا المنطقة فيما بينهم ‪.‬‬ ‫وقد انتهز كثير من الكتاب والمؤرخين الأوربيين وبعض‬ ‫الملسلمين وغيرهم هذه الفرصة ©‪ ،‬فرصة تقلص انتشار الاسلام‬ ‫‏‪. ١٠٥١‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ \ ٣١٨‬وايدنر ‪ :‬ج‬ ‫‏(‪ )٢٧١‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ‪ :‬ص‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪632.‬‬ ‫قققة‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫وحضارته في شرفي افريقيا ‪ .‬وحاولوا أن يشوهوا وجهه © ويهونوا‬ ‫من شأنه ‪ 5‬ويحقروا من شأن العرب ومن تأثير الحضارة الاسلامية‬ ‫‏‪ 1٧15‬ان الاسلام في شرقي افريقيا‬ ‫في هذه المنطقة ‪ 0‬فقال لويس‬ ‫على عكس المناطق الأخرى لايزال يحمل كثيرا من سمات الديانة‬ ‫الاجنبية ‏(‪ 3 )"٧٣‬وطالما أنه ديانة أجنبية _ في نظره _ فلابد أن‬ ‫تحدث مقاومة لهذا الدين الدخيل مما يقلل من فرصة انتشاره وعدم‬ ‫تقبله ‪ .‬كا اتهم أرنولد العرب بأنهم لم يكونوا هم ولا أحفادهم‬ ‫دعاة اسلام في هذه البلاد ‪ ،‬و لم تكن هناك بعثات تدعو اليه } وانما‬ ‫في رأيه _ بان يسير عبيدهم _ الى حد ما _‬ ‫قنع أهل مسقط‬ ‫وفق شعائر الدين © وتركوا قبائل افريقية الشرقية سادرة في جهلها‬ ‫المطبق ‪ 0‬وكان هذا الجهل فيما يظهر وكا يقول ‪ 0‬مصدر سعادة‬ ‫مازال‬ ‫والكلام‬ ‫لم يعملوا _‬ ‫الذين‬ ‫العمانيين‬ ‫هؤلا ء العرب‬ ‫لأرنولد _على ترقيتهم و لم يتركوا فيهم أقل أثر للصفات الراقية‬ ‫التي كان يتحلى بها جيرانهم طوال خمسة قرون اتصل فيهم أقل أثر‬ ‫قرون‬ ‫خمسة‬ ‫الراققيية التي كان يتحلى بها جيرانهم طوال‬ ‫للصفات‬ ‫اتصل فيها هؤلاء العرب بهم ‪ .‬ولذلك وفي رأيه لم تنبت و لم تزهر‬ ‫بذرة واحدة صالحة عندهم طوال هذه السنين ‏‪. 2٢٧٤‬‬ ‫وقد أضاف أرنولد الى هذه المفتريات أن العرب استسلموا‬ ‫في شرق افريقيا كل الاستسلام ‪.‬للأهداف المادية من سعي وراء‬ ‫الى فتور في ترقية شئون‬ ‫للرقيق ‪ 3‬مما أدى‬ ‫التجارة وصيد‬ ‫‪ :‬ن‬ ‫ا‬ ‫ئ ع‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫م( ‪.‬ساا‬ ‫‏)‪ (٣٣‬م ا‘‘‬ ‫اح‬ ‫‪''), . 11.‬‬ ‫‪. ٢٨١ _ ٣٨٠‬‬ ‫(‪ )٢٧٤‬الدعوة الى الاسلام ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٩٧‬‬ ‫دينهم ‏(“{‪ . )٢٧‬ذلك أنه لم يهمهم الا تسويق منتجاتهم التى كانوا‬ ‫وذهب‬ ‫عاج‬ ‫أو مبادلتها بالمنتجات الافريقية من‬ ‫يجلبو نها من الخارج‬ ‫وعنبر ‪ ،‬كا أنهم لم يتعمقوا في الولوج الى الداخل الا بقدر ماتحتاجه‬ ‫غرضهم‬ ‫يخدم‬ ‫الذي‬ ‫بالقدر‬ ‫وإلا‬ ‫التجارية }‬ ‫المبادلات‬ ‫عملية‬ ‫التجاري الذي كان يغلب على نشاطهم والذي كان الغرض الرئيسي‬ ‫& ولي‬ ‫من استقرارهم ‪ 0‬ولهذا كان استقرارهم على الساحل فحسب‬ ‫‏(‪. )٢٧٦‬‬ ‫نقط مختارة تخدم هذا الدافع التجاري‬ ‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر _ كما قال _ كان لغرض اخر‬ ‫الرقيق أن ينشروا‬ ‫جلاب‬ ‫مصلحة‬ ‫ف‬ ‫أنه ل يكن‬ ‫{} وهو‬ ‫مقصود‬ ‫الاسلام بين القبائل الوثنية التي كانوا ياخذون من بينها ضحاياهم‬ ‫التعيسة & اذ لو تحولت هذه القبائل الى الاسلام } لتاخت معهم‬ ‫‏(‪ . )٢٧٧١‬ولذلك‬ ‫عليهم واسترقاقهم‬ ‫في الدين ‏‪ ٤‬ولاستحالت الاغارة‬ ‫لم يظهر العرب رغبة في نشر الاسلام في الداخل ‪ ،‬و لم يظهروا‬ ‫رغبة في استكشاف أراضي القارة البعيدة التي تقع خلف الساحل ©‬ ‫وحتى اذا أرسلوا قوافل الى داخل القارة فلم يكن لها هدف اخر‬ ‫غير التجارة وجمع المال وقنص الرقيق على حد تعبير زميله مارش‬ ‫‏({‘‪ . )"١‬وشريكهما جورج شبرسون ‪6066‬‬ ‫هس‬ ‫الانسانية أو‬ ‫الدوافع الأخرى‬ ‫‏<‪ . )٢٢٩‬وكأن‬ ‫‏‪. ٣٨١‬‬ ‫‏(‪ (٣٧٥‬اللزجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٥٥‬‬ ‫‪{ ٤٩‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫افريقيا واستعمارها‬ ‫الجمل ‪ :‬تار يخ كشف‬ ‫(‪ (٧٦‬شوقي‬ ‫‪. ٢٨٣ _ ٣٨٢‬‬ ‫(‪ )٢٧٧‬أرنولد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪, 0.‬‬ ‫‪, . 9.‬‬ ‫(‪(٣٧٨‬‬ ‫‪ :‬ه‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‏)‪ (٣٩‬ا‬ ‫ن‬ ‫( ‪.‬‬ ‫م اا‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫‪), . 352.‬ن‬ ‫‪_ ٢٩٨‬‬ ‫الدينية أو الحضارية لم تحرك العرب والمسلمين مطلقا ‪ ،‬لأن هذه‬ ‫الدوافع _ في نظرهم _ وقف على الاوربيين وحدهم ! وهم‬ ‫‏(‪. )٢٨٠‬‬ ‫هو هدفهم الوحيد‬ ‫القرون‬ ‫وفي سبيل التهجم على العرب والتموين من شأنهم في شرقي‬ ‫افريقيا ‪ .‬ذكر اخرون ان هؤلاء العرب كانوا يفضلون المعيشة في‬ ‫الجزر لسهولة الدفاع عنها ث وبعد موقعها عن اعتداء الأهالي‬ ‫الساكنين في البر الافريقي الذين كان عليهم أن يخوضوا الماء الفاصل‬ ‫بين الساحل وهذه الجزر اذا ما أرادوا الهجوم على العرب ‪ ،‬مما كان‬ ‫يعطي الفرصة فهؤلاء العرب في ردهم على أعقابهم ‏(‪. )٢٨١‬‬ ‫كا أن العرب والمسلمين هناك كانوا يكونون مجتمعات‬ ‫منفصلة عن الأهالي وعن بعضها البعض & وأن الشعب السواحيلى‬ ‫كله كان شعبا طبقيا وشعبا غير متجانس & نتيجة لاختلاف السكان‬ ‫وتباين أجناسهم وتعدد عناصرهم & مما عاق انتشار الاسلام ‪ ،‬فلم‬ ‫ينتشر في الداخل حتى نهاية القرن التاسع عشر لذا السبب(‪)٢٨٢‬‏ }‬ ‫ولسبب اخر ‪ ،‬وهو أن المسلمين السواحيليين هناك كانوا يتجهون‬ ‫دائما بأنظارهم الى البحر والأراضي التي قدموا منها والتي تربطهم‬ ‫بها روابط عائلية وثقافية وتجارية } بحيث لم تقم بينهم وبين الداخل‬ ‫صلات مباشرة ‪ 0‬ولذلك لم يظهر من بينهم دعاة ينشرون الاسلام‬ ‫الا اثناء‬ ‫والداخل‬ ‫امتزاج بين الساحل‬ ‫بين البانتو ‪ .‬و ل يحدث‬ ‫‪. ٢٩٧٢‬‬ ‫(‪ )٢٨٠‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨١‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬الأصول التاريخية ‪ :‬ص‪. ٧٣ ‎‬‬ ‫‪ : 7‬ن‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. ,011 .11‬‬ ‫(‪ )٢٨٦‬محمد أبو العلا محمد ‪ :‬ص‪8 ٣٨ ‎‬‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫رحلة الثلاث قرون ونصف التي تلت القرن السادس عشر ‪ ،‬أي‬ ‫عصر الاستعمار الأوربي لهذه البلاد ‏(‪. )٢٨٣‬‬ ‫ويشير كتاب آخرون الى الصراع الذي قام بين حكام المدن‬ ‫الساحلية ‪ 3‬لأنه كلما ازدادت شوكتهم كانوا لايقنعون بلقب‬ ‫الشيخ ‪ ،‬بل يلقبون أنفسهم بالسلاطين © ويتنافسون في توسيع‬ ‫‏(‪ . )٢٨:‬ونظرا لقرب‬ ‫الساحل‬ ‫جهات‬ ‫سلطتهم على بعض‬ ‫نطاق‬ ‫المدن من بعضها ‪ ،‬ونظرا لتنافسها التجاري وازدياد ثراء‬ ‫بعض‬ ‫احداها عن الأخرى ‪ ،‬كانت الأخيرة تنظر الى الأولى بعين الحسد‬ ‫وتتمنى زوالها وتعمل على التحالف مع مدينة ثالثة لتحقيق هذا‬ ‫الهدف ‪ .‬مثلما حدث بين مالندي وممبسة ‪ ،‬اللتين ثارت بينهما‬ ‫حروب وكراهية استغلها البرتغاليون أحسن استغلال © فحالفوا‬ ‫‏(‪. )٢٨٠‬‬ ‫على الساحل‬ ‫وسيطرا‬ ‫مالندي ودمروا ممبسة عدة مرات‬ ‫ويؤصل البعض هذا الصراع ويرى أنه نقل مع العرب من‬ ‫هاجروا الى ساحل‬ ‫فنيظره _عندما‬ ‫بلادهم الأصلية ا لأنهم‬ ‫ومنازعاتهم ‪ ،‬ولذلك ظهر العداء‬ ‫شرقي افريقيا نقلوا معهم ‪7‬‬ ‫سافرا بين هذه المدن حتى أصبح من المستحيل قيام وحدة تجمع‬ ‫بينها طواعية ‪ .‬واذا حدث ذلك ‪ ،‬فانه كان نتيجة استخدام القوة‬ ‫والتوسع والسيطرة & كما فعلت ممبسة أو بات أو مقدشو أو‬ ‫كلوة ‏(‪ . )٢٨٦‬وطبيعي أن هذا الصراع لابد أن يعوق نمو الحضارة‬ ‫‪. ١٧٧ _ ١٧٦‬‬ ‫(‪ (٣٨٣‬أحمد علي أحمد ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤٦‬‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٨٤‬جيان‬ ‫‏(‪ )٢٨٥‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‏‪ | ٢١٧‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬الأصول التاريخية ‪ :‬ص ‏‪ ٧٢‬أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬م ‪,‬‬ ‫‪02.‬‬ ‫(‪ )٣٨٦‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬الأصول التاريخية ‪ :‬ص‪ |“& ٧٨٥ ©. ٧٢٣ ‎‬استقرار العرب ‪ :‬ص‪. ٢٩٢ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٢٣٠٠‬‬ ‫__‬ ‫وقد سبقت‬ ‫اليد ‪.‬‬ ‫متناول‬ ‫سهل وفي‬ ‫كله‬ ‫على ذلك‬ ‫والرد‬ ‫اشارات عديدة يمكن أن تحمل في محمل الرد على بعض هذه النقاط‬ ‫أو الاتهامات أو المزاعم ‪ .‬فما قيل من أن الاسلام له طابع الديانة‬ ‫الأجنبية ‪ 3‬وأن العرب بالتالي وهم الذين حملوا الاسلام الى هذا‬ ‫الجزء من القارة أجانب & وأنه لم يكن هدفهم الا التجارة ‪ .‬زعم‬ ‫باطل ‪ .‬ذلك أن قارة افريقيا تعتبر هي القارة الوحيدة التي يمكن‬ ‫أن توصف بأنها القارة المسلمة في العالم ‪ 3‬إذ أن أكثر من ‏‪٦٠‬‬ ‫من سكانها مسلمون ‏(‪ . )"٨٧‬فالاسلام ليس دينا أجنبيا في‬ ‫افريقيا ز انما دين الأقليبةة عل مستوى القارة هو الدين الاجي‬ ‫عر بية عل‬ ‫مستوطنات‬ ‫ئ وأنه كانت توجد‬ ‫الميلاد‬ ‫وقبل‬ ‫بل‬ ‫""‬ ‫سكان الساحل الأفارقة منذ القدم ث وأن الشعب السواحيلي لم‬ ‫لكك‬ ‫قبل ‪:‬ذل‬ ‫ظهر‬ ‫وانما‬ ‫ئ‬ ‫هناك‬ ‫وانتقاله ‪1‬‬ ‫الاسلام‬ ‫ظهور‬ ‫بعل‬ ‫يظهر‬ ‫هناك‬ ‫وغيرهم اى‬ ‫وانتقل العمانيون‬ ‫الاسلام‬ ‫‪.‬ولما جاء‬ ‫‏(‪(٣٨٨‬‬ ‫بكثير‬ ‫‪.‬‬ ‫الأفارقة‬ ‫بينهم وبن‬ ‫والمحبة‬ ‫الأخوة‬ ‫أواصر‬ ‫وتعمقت‬ ‫الاتصال‬ ‫ازداد‬ ‫السواحيلي ‪ }.‬لدرجة أن هؤلاء‬ ‫ونتج عن ذلك اطراد نمو الشعب‬ ‫من‬ ‫للزواج‬ ‫نتيجة‬ ‫الوانهم‬ ‫تغيرت‬ ‫السواحيليين‬ ‫العرب‬ ‫بلهجاتهم‬ ‫اسماؤهم حتى كتبوها او نطقوها‬ ‫الافريقيات & وتحرفت‬ ‫‏(‪. )٢٨٩‬‬ ‫السواحيلية‬ ‫‏‪. ٢٤٧‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ & ٢٣٧٤‬طه عبد العليم رضوان ‪ :‬في جغرافية العالم الاسلامي ج‬ ‫‏(‪ )٢٨٧‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫(‪ )٢٨٨‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ‪ :‬ص‪. ٢٩٩ ‎‬‬ ‫‪. ١٢٣٤ _ ١٣١ ، ١١٨‬‬ ‫(‪ )٢٨٩‬سعيد المغيري ‪ :‬ص‪ ، ٨٩ ‎‬عبدالله بصنالح الفارسي ‪ :‬ص‪١١٦١ ‎‬‬ ‫‪٢٠١‬‬ ‫أما اشتغالهم بالتجارة فليس في ذلك من شيء يعيبهم ‪ ،‬إنما‬ ‫لم يمارسوه ومارسه غيرهم من‬ ‫الذي يعيبهم هو الاستغلال الذي‬ ‫بعد أن قدموا الى هذه البلاد ‪ .‬فقد كان التجار العمانيون‬ ‫الأوربيين‬ ‫من العرب والمسلمين مثالا للصدق والأمانة واستقامة‬ ‫وغيرهم‬ ‫وحميد الصفات } فتنوا الأفارقة بجميل مسلكهم وبحسن‬ ‫الأخلاق‬ ‫© ونظافة ملبسهم وطهارة ونقاء أهدافهم ووسائلهم ‪0‬‬ ‫مظهرهم‬ ‫ودوامهم على وضوئهم وصلاتهم في أوقات منتظمة ‪،‬فلفتوا أنظار‬ ‫الناس اليهم ‪ ،‬فاً قبلوا عليهم واعتنقوا ديانتهم وزوجوهم من بناتهم‬ ‫‏(‪ & )٢٩٠‬فأصبح‬ ‫الخال‬ ‫ماجومبا أي‬ ‫لقب‬ ‫يحملون‬ ‫العرب‬ ‫وضار‬ ‫الوافد الغريب صهرا ونسيبا وقريبا ‪ .‬وهكذا صارت اللحمة (بضم‬ ‫واحدة ‪8‬‬ ‫والاهداف‬ ‫والامال‬ ‫واحدة‬ ‫واحدة © والمعيشة‬ ‫اللام)‬ ‫والديانة واحدة ‪ ،‬وذلك منذ القرن الآول للهجرة وماتلاه من‬ ‫قرون ‪ .‬ونتيجة لتعاون الفريقين في بناء مجتمع وحضارة متماسكة }‬ ‫توحدا كا رأينا ‪ 4‬وظهرت وحدتهما في ثقافتهم السواحيلية وفي‬ ‫عاداتهم وتقاليدهم الاجتاعية المشتركة } وفي نمط معيشتهم الذي‬ ‫لم يتغير حتى الان ‪ ،‬وفي ذلك الثراء والغنى الذي عم السكان جميعا‬ ‫أفارقة وعرب ‪ 0‬وظهر فيما ظهر في انشاء عشرات المدن © وفي‬ ‫تحويل السكان من حياة الأكواخ الى حياة مدنية راقية اندهش ها‬ ‫البرتغاليون أنفسهم ‪ .‬و لم يكن ذلك بطبيعة الحال الا بفضل التجارة‬ ‫والنشاط التجاري الذي مارسه العرب وكان نقطة تحول في حياة‬ ‫ذلك الجزء الهام من افريقيا ‪ .‬أما الاسلوب التجاري الذي مارسه‬ ‫البرتغاليون فقد أدى وكا رأينا الى خراب الحياة الاقتصادية © والى‬ ‫‪. ١٥٤‬‬ ‫(‪ )٢٩٠‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪ & ٦٤ ،. ٦٢ ‎‬أحمد عيضة سالم ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٣٠٢‬‬ ‫أفول نجم هذه المدن الزاهرة ‪ .‬والى تحول الساحل الى منطقة‬ ‫مهجورة موحشة خربة كا قال بعض الكتاب البرتغاليين وبعض‬ ‫الأوربيين المنصفين ‪.‬وهذا هاولفارق بين التجارة والحضارة عند‬ ‫العرب والمسلمين وعند غيرهم من الناس ‪ .‬فالتجارة عند العرب‬ ‫في شرق افريقيا وكا رأينا كانت وسيلة للحضارة ‪ 0‬ووسيلة لنشر‬ ‫الاسلام والقضاء على الوثنية ‪ .‬ولم تكن أبدا وسيلة للاحتكار‬ ‫على‬ ‫الاحقاد والقضاء‬ ‫الدماء ونشر‬ ‫والتدمير وسفك‬ ‫والتخريب‬ ‫مظاهر الحضارة والمدنية والعمران ‪.‬‬ ‫أما القول بأن العرب لم ينشروا الاسلام في الداخل بالذات‬ ‫حتى يحافظوا على مصدر تجارة الرقيق & فانه قول مجاف للحقيقة‬ ‫والواقع ‪ ،‬وفيه تجن على العرب والاسلام كبير ‪3‬لأنه يصور العرب‬ ‫وكأن عملهم الوحيد هو تجارة الرقيق ‪ ،‬أو أنهم _ وهو المقصود‬ ‫هنا _ كانوا جلابة للرقيق ‪ ،‬بمعنى أنهم هم الذين كانوا يقومون‬ ‫بقنص الرقيق وصيده من المناطق الداخلية ‪ .‬وهذا الأمر أو ذاك ليس‬ ‫حقيقيا بالمرة ‪ .‬وقد رد دافدسون على ذلك فقال ‪"( :‬إن تجارة‬ ‫الرقيق في حد ذاتها كانت تجارة ثانوية و لم تكن السلعة الرئيسية‬ ‫عند العرب كما كانت كذلك عند الاوربيين على الساحل الغربي‬ ‫للقارة ‪ ،‬و لم تكن الصلة الأساسية بين العرب والقارة كما كانت‬ ‫كذلك بينها وبين الأوربيين ‪ 0‬وما انصرف العرب للنخاسة الا في‬ ‫القرن التاسع عشر ‪ &،‬وأن الشرق لم يكن في حاجة للرقيق ‪8‬‬ ‫الافريقي في الحديد والعاج‬ ‫وانما كان يتعامل مع الساحل‬ ‫والذهب““ ‏(‪ . )٢٢١‬أما تهمة جلب الرقيق أو قنصه فالعرب أيضا‬ ‫‪. ٢٤٩‬‬ ‫(‪ )٣٩١‬افريقيا تحت أضواء جديدة ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٣٠٢٣‬‬ ‫منها براء ‪ 2‬لأن هذا الأمر كان من عمل غيرهم ‪ .‬ففي العصور‬ ‫الوسطى كان من عمل الأفارقة أنفسهم ‪ 3‬حيث كانوا يحاربون‬ ‫بعضهم بعضا © ومن يقع في الأسر منهم كانوا يبيعونه بيع الرقيق ‪.‬‬ ‫وفي العصر الحديث كان من عمل الأوربيين الذين مارسوه بانفسهم‬ ‫أو باعطاء السلاح لبعض الأفارقة ليصيدوا لهم ما يشاءون من‬ ‫رقيق ‪ .‬أما العرب فكانوا وسطاء تجاريين بين البائعين والمشترين ©‬ ‫ذلك لأن طبيعة تكوين مدنهم واماراتهم وسلطناتهم التي قامت‬ ‫بوسائل سلمية ودون غزو أو فتح ‪ ،‬كانت لاتمكنهم من الاغارة‬ ‫على المناطق الداخليةء وطبيعتهم كتجار وجلاية للسلع من الهند‬ ‫والشرق الاقصى الى هذه البلاد وتصدير سلعها الى هذه البلدان }‬ ‫كان يحتم عليهم أن يقيموا علاقات طيبة مع الأفارقة ‪ .‬سواء في‬ ‫الساحل أم في الداخل ‪ ،‬حتى لاتتعرض قوافلهم للعدوان ‪ 3‬وتجارتهم‬ ‫للبوار والخسران ‪.‬‬ ‫أما ان العرب لم يكونوا دعاة للاسلام في شرتي افريقيا ‪.‬‬ ‫فهو أمر صحيح بالمفهوم الغربي للدعوة ‪ 3‬ذلك المفهوم الذي‬ ‫لايعرف الا قيام الدعوة على يد مؤسسات وتنظيمات معينة تمدها‬ ‫الدولة بالمال والمعونة لتحقيق أهداف استعمارية ‪ 3‬متخذة من الدين‬ ‫مطية ‪ .‬أما العرب فلم يكونوا كذلك ‪ ،‬فالدعوة عمل مطلوب‬ ‫اذا كان هذا‬ ‫عنه كل فرد من أفراد المسلمين ‪ 0‬وخاصة‬ ‫ومسئول‬ ‫الفرد تاجرا ث لأن عمل التاجر يتطلب منه التنقل والترحال ‪8‬‬ ‫والاتصال بالأهالي ‪ 0‬وهذا الاتصال يسهل له مهمة الدعوة‪ ،:‬كا‬ ‫ان انتشار الاسلام يساعده على ترقية شئونه وروا ج تحبارته ل اذ أنه‬ ‫يأ من على ماله وتجارته اذا عاش بين مجتمع إسلامى أو دولة اسلامية‬ ‫‪٢٣٠٤‬‬ ‫فى أكثر من عيشه في مجتمع آخر ‪ ،‬أو بين قبائل لايعرف لها قيما‬ ‫ولا سلوكا معينا ‪ 5‬لأن ديانتها الوثنية البدائية تحركها أحيانا على غير‬ ‫مايهوى التجار & فقد تكون لها ممارسات تقف حائلا بينهم وبين‬ ‫مباشرتهم للتجارة } وربما تؤدي هذه الممارسات الى القضاء عليهم‬ ‫وعلى حياتهم ‪ 0‬كا حدث لكثير من التجار والرحالة في هذه البقاع‬ ‫المجهولة غيرل مونة تماما ‪ 7‬حيث لايسود نظام أو قانون } إلا قانون‬ ‫القبيلة ‪ 7‬وهو أمر غير معروف وغير مقنن ويختلف من قبيلة‬ ‫لاخرى ‪ .‬ولذلك كان التاجر حريصا على نشر الاسلام في كل‬ ‫مكان تصل اليه قدماه } قربي لله سبحانه وتعالى من جهة ‪ ،‬ورواجا‬ ‫لسلعته وتأمينا لنفسه وماله من جهة أخرى ‪.‬‬ ‫افريقيايا فصحيح أنهم‬ ‫بالأفارقة في شرقي‬ ‫العرب‬ ‫أما اتصال‬ ‫اتصلوا بهم أكثر من خمسة قرون ‪ ،‬ولكهنم لم يتركوهم كا بدأوهم‬ ‫أول مرة شعبا غير متحضر كا قيل © بل إنهم أقاموا بينهم واختلطوا‬ ‫وثلاثين‬ ‫بست‬ ‫البعض‬ ‫حياتهم وبنوا مدنا عدها‬ ‫و شار كوهم‬ ‫بهم‬ ‫مدينة على ساحل تنزانيا وحدها كا سبق القول & وكونوا سلطنات‬ ‫عديدة تحدثنا عن بعضها مما أقامه العمانيون ‪ .‬وهناك سلطنات أو‬ ‫مدن أخرى لم نتحدث عنها مما أقامه غير العمانيين وهو خارج عن‬ ‫نطاق حديثنا ‪ 0‬وفي هذه السلطنات والمدن جميعها كان الحكام ع‬ ‫أو فرسا أو أفارقة ى وكان معظم شعبها من الأفارقة الذين ار‬ ‫حياتهم وازدهرت حضارتهم حتى صارت مدنهم تتلألأ في سماء‬ ‫الساحل الافريقي ‪ ،‬وتلمع في ضوء الحضارة الاسلامية التي خطفت‬ ‫أبصار البرتغاليين القادمين من الغرب كا سبق القول ‪ ..‬فقد أثارتهم‬ ‫وبهرتهم المدن والملابس والثراء والنظم والتقاليد والسلاطين والبلاد‬ ‫‪٢.٠٥‬‬ ‫والطرقات وكل شيء ‪ ،‬كما سبق بيانه وتفصيله منقولا عن البرتغاليين‬ ‫أنفسهم ‏‪. 2٨٨٢١‬‬ ‫أما تفضيل العرب سكنى الجزر والساحل فقد كان ذلك‬ ‫في البداية } و لم يكن لشيء إلا لأن بعضا من قومهم كانوا هناك‬ ‫من قبل ‪ ،‬أي قبل ظهور الاسلام ‪ 0‬سبقوهم الى هناك منذ أزمنة‬ ‫بعيدة (""آ) ‪ 3‬ولكي يسهل الدفاع أيضا عن مراكزهم التجارية‬ ‫اذا هاجمها قبيل من قبائل الداخل غير المتحضرة في ذلك الحين ‪..‬‬ ‫كل ذلك صحيح ‪ ،‬ولكن غير الصحيح هو القول بأن العرب‬ ‫اقتصر تواجدهم على الساحل والجزر فقط ‪ ،‬و لم يتوغلوا في الداخل‬ ‫الا في القرن التاسع عشر & وأنهم لم يكتشفوا الداخل و لم يعرفوا‬ ‫عنه شيئا الا بعد أن أتي المكتشفون الأوربيون من أمثال ستانلي‬ ‫وليفنجستون وريتشارد بيرتون وسبيك وغيرهم ممن زعموا كذبا‬ ‫بانهم عفوا العالم لاول مرة بهذه البلاد وهؤلاء العباد ‪ !!..‬ذلك‬ ‫في‬ ‫منه مرتادا للعرب‬ ‫كثير‬ ‫الاوربيون كان‬ ‫هؤلاء‬ ‫ان ماكشفه‬ ‫بعد ذلك في العصر‬ ‫الوسطى & ومعظمه عرفه العرب‬ ‫العصور‬ ‫العمانيين وغيرهم من‬ ‫‪ .‬وقد سبق الحديث عن توغل‬ ‫الحديث‬ ‫‪ ،‬وأن البرتغاليين عند‬ ‫في الداخل في العصور الوسطى‬ ‫العرب‬ ‫الخامس عشر وجدوا‬ ‫الى هذه المنطقة في نهاية القرن‬ ‫قدومهم‬ ‫و تجبارهم ‏(‪ . )٢٩٤‬ولذلك‬ ‫من العرب‬ ‫داخلية تتكون‬ ‫مستوطنات‬ ‫فإن ماكشفه الأوربيون لم يكن في حقيقته كشفا ‪ ،‬إنما كان مجرد‬ ‫‏‪. ٢٩٠ _ ٢٨٤‬‬ ‫‏(‪ )٢٩٢‬انظر ماكتبناه عن حضارة العرب في ساحل شرقي افريقيا ‪ :‬ص‬ ‫‪ \!٧١ _ ١٦٥‬وكذلك أيضا د ‪ .‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬استقرار العرب ص‪. ٢٩٩ ‎‬‬ ‫(‪ )٢٩٢‬انظر ث ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٢٩٤‬انظر ‪ .‬ص‪. ١٨١ _ ١٧١٧ ‎‬‬ ‫‪٢٣٠٦‬‬ ‫تسجيل لمناطق كانت معروفة لدى العرب من قبل ‏(‪. )٢٢٥‬‬ ‫وقضية المجتمع السواحيلي وأنه كان مجتمعا مكونا من عناصر‬ ‫مختلفة في العصور الوسطى ‪ ،‬فهو أمر صحيح © وهل يوجد شعب‬ ‫في العالم مكون من عنصر واحد ‪..‬؟ كانت هناك فعلا عناصر‬ ‫بشرية مختلفة الأصول والأعراق تعيش على أرض الساحل الشرقي‬ ‫لافريقيا ولكنه اختلاف أثري وأغنى ف‪.‬التنو ع الذي نتج عن هذا‬ ‫التعدد العرقي‪ .‬والحضاري لم يكن تنوعا سلبيا بل كان تنوعا في‬ ‫المهارات والأنشطة والعمل والابداع ثفقوم عرفوا بالمهارة في‬ ‫‪ 0‬واخرون في تجارة سلعة معينة‬ ‫العمليات التجارية كالعرب والهنود‬ ‫حرف صناعية وغير صناعية ‪.‬‬ ‫وغيرهم في الزراعة ث وغيرهم في‬ ‫الى ظهور حضارة راقية بهرت‬ ‫وهكذا تكاملت الأنشطة وأدت‬ ‫أدت الى ظهور ثراء أثار لعاب‬ ‫البرتغاليين وأنارت دهشتهم ‪ ..‬كا‬ ‫الوقت الذي أدي فيه هذا الثراء‬ ‫بعض حكام المدن الساحلية } في‬ ‫الى ازدياد القوة السياسية والعسكرية ‪ ،‬مما نتج عنه أحيانا صدامات‬ ‫لاسبيل الى تجنب وقوعها ‪.‬و‪.‬ربما أدت هذه الصدامات الى توحيد‬ ‫بعض أجزاء الساحل أو توحيد معظمه فيفترات من العصور‬ ‫)‬ ‫الوسطى ‪.‬‬ ‫و لم تكن الوحدة الناتجة عن عمل عسكري بدعا في ذلك‬ ‫الحين من تلك الأزمنة البعيدة حتى تعاب على أهل الساحل وحدهم‬ ‫الأوربية‬ ‫إن كان في ذلك عيب & بل إن الوحدة في بعض البلدان‬ ‫فى القديم وحتى في الماضي القريب قامت نتيجة لعمل مشابه ‪ 7‬خذ‬ ‫ايطاليا على يد (غاريبالدي) أو‬ ‫مثلا الحركة العسكرية التي وحدت‬ ‫‪. ٢٩٧‬‬ ‫قاسم ‪ :‬استقرار العرب ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٣٩٥‬جمال زكريا‬ ‫_‬ ‫‪٢٣٠٧‬‬ ‫التي وحدت للمانيا على يد (بسمارك) ‪ ..‬وذلك فيالقرن الماضي‬ ‫فقط وليس فيالقرن الثاني عشر أو الثالث عشر ‪.‬‬ ‫وبالطبع فاننا لانحبذ الصراع أيا كان سواء بين المسلمين أو‬ ‫غيرهم & وانما نحبذ الصدق الذي يضع الأحداث فايطارها السلم‬ ‫ووزنها الصحيح ‪ ،‬ولايقيس الماضي بالحاضر فذلك تزوير للتارخ ‪.‬‬ ‫والذي نعيبه على هذا الصراع الذي حدث بين بعض مدن الساحل‬ ‫أحيانا ‪ 7‬هو أنه أعطى فرصة استفاد منها البرتغاليون في الايقاع‬ ‫ببعض المدن بالتحالف مع بعضها الاخر ‪ ،‬اذ ليس بمقدورنا أن‬ ‫نتصور حاكا مسلما يتحالف مع عدو بلده ودينه ضد أخيه المسلم‬ ‫مهما كانت الدوافع والاسباب } فتلك خيانة لايقدر انسان على‬ ‫تبريرها مهما كان ‪.‬‬ ‫ومع ذلك لم يكن الصراع الذي حدث بين بعض المدن أو‬ ‫الامارات يشكل ظاهرة سياسية أو تاريخية ‪ 3‬أولا }لأنه حدث‬ ‫مرات قليلةولم يأخذ صفة الدوام أو الاستمرار ‪ 5‬وكل مافي الأمر‬ ‫أن البرتغاليين حين قدموا صادفوا قيام خلاف بين مالندي ومنبسة ©‬ ‫فحالفوا الأولى ضد الثانية ‪ ،‬وثانيا ‪ 7‬لأن هذه المدن لم تكن تعرف‬ ‫حياة الصراعات والغزوات والفتوحات لأنها نشأت بطريقة‬ ‫قدم من وراء البحار‬ ‫سلمية & و ل تنشأ على يد ججيش أو أسطول‬ ‫وأقامها أو فرض وجودها ‪3‬بل هم التجار والمهاجرون العمانيون‬ ‫وغير العمانيين الذيين كثروا عاما بعد اخر ‪ ،‬وبنوا المدن وأقاموا‬ ‫السلطنات ‪ ،‬و لم يعملوا على انشاء جيوش أو أساطيل حربية ‪ ،‬بل‬ ‫كان همهم الاكبر هو انشاء الأساطيل التجارية وتنمية وسائل‬ ‫الحضارة ونشر الاسلام ‪ .‬ولذلك لم يكن هناك داع لتضخم‬ ‫‪٢٣٠٨‬‬ ‫ماحدث من صراعات أحيانا بين بعض هذه المدن أو هذه‬ ‫السلطنات © لأنها صراعات أو حروب صغيرة الوزن قام بها في‬ ‫لم يعرف المجتمع‬ ‫الغالب مئات قليلة من الرجال ‪ ،‬وفيما عدا ذلك‬ ‫السواحيلي حياة الحروب ‏‪. 2٢٨٦9‬‬ ‫وحتى هؤلاء الذين أظهروا تعاونا مع البرتغاليين حين‬ ‫ما اكتشفوا حقيقة‬ ‫قدومهم ‪ 0‬فإنهم كانوا قلة ‪ .3‬كا أنهم سرعان‬ ‫البرتغاليين وأدركوا أن هدفهم الرئيسي هو الاغتناء والاثراء وتدمير‬ ‫الحياة الاسلامية ث والسيطرة على المنطقة من الناحية السياسية ‪.‬‬ ‫ولذلك فقد ترددوا في الاستمرار في التعاون معهم © وبدأوا في‬ ‫اشعال نيران المقاومة السلبية والاجابية ضدهم ‪ .‬فعملوا أولا على‬ ‫منع وصول الذهب من زمبابوي في الداخل الى سفالة أو كلوة‬ ‫على الساحل ‪ ،‬وذلك بتقاعسهم عن اقامة صلح بين الممالك‬ ‫الداخلية التي كانت قائمة في هذه المنطقة وهي ممالك مونوموتابا‬ ‫وتشانجميري عمه ‪٨٦6‬اح‏ ‪ .‬وكان صراع قد نشب بين هاتين‬ ‫المملكتين أشار اليه أحد المسئولين البرتغاليين في رسالة بعث بها الى‬ ‫الى تعطيل العمل‬ ‫صراع أدى‬ ‫‏‪ ٥٠٦‬‏م‪.. ١‬وهو‬ ‫البرتغال عام‬ ‫ملك‬ ‫في المناجم ‪ ،‬وبالتالي الى عدم وصول الذهب الى الساحل ‪ .‬و لم‬ ‫يحرك حاكم سفالة أو كلوة ساكنا لإنهاء هذا الصراع حتى لايجد‬ ‫الذهب وكا يقول هذا المسئول البرتغالي طريقه الى هؤلاء المسيحيين‬ ‫البرتغاليين الذين انكشفت حقيقة نواياهم ‏(‪. )٢٨٧‬‬ ‫استخدم السواحيليون المسلمون عربا وأفارقة هذا السلاح‬ ‫‪, :‬‬ ‫‪,‬ح‪.0 ‎‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫‪332 -‬‬ ‫‪.432‬‬ ‫(‪(٣٩٦‬‬ ‫‪ :‬طا‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.732‬‬ ‫(‪(٣٩٧‬‬ ‫‪٢٣٠٩‬‬ ‫في مقاومة البرتغاليين لمنعهم من تحقيق الاستفادة الكاملة الناتجة عن‬ ‫سيطرتهم على الساحل واستعماره ‪ 0‬كا أنهم اشعلوا ضدهم نيران‬ ‫من المدن مرات" عديدة © ولهذا السبب‬ ‫وغيرها‬ ‫الثورة في منبسة‬ ‫وغيره ركز البرتغاليون معظم جهودهم تجاه الهند بعد أن كانوا قد‬ ‫خربوا الساحل ودمروا مدنه وقضوا على حضارته وتجارته ‏(‪. )٢٩٨‬‬ ‫وكان هذا الخراب وهذا الدمار هو السبب الرئيسي في توقف انتشار‬ ‫الاسلام في شرقي افريقيا ‪ .‬وخاصة بعد أن بذل البرتغاليون كل ما‬ ‫شديد‬ ‫يعملون ف فىي هممةة ونشاط‬ ‫© وأخذوا‬ ‫للقضاء عليه‬ ‫وسعهم‬ ‫ي‬ ‫أقدامهم أرض‬ ‫منذ أن وطثت‬ ‫على تنصيرر الأفارقة مسلمين ووثنيين‬ ‫هذه المنطقة ‏{‪ . 0"٢٩‬وعلى ذلك لم تكن الدعاوى التي أثارها بعض‬ ‫الكتاب ورددنا عليها هي السبب وراء توقف انتشار الاسلام بين‬ ‫أفارقة شرقي افريقيا ‪.‬‬ ‫ويورد بعض الكتاب والمؤرخين عوامل جغرافية وبشرية‬ ‫انتشار الاسلام بين كل الأفارقة‬ ‫ويرون أنه كان لها دور فيعدم‬ ‫في هذه المنطقة من شرقي افريقيا ‪ .‬فهناك من يقول بأن الهجرات‬ ‫القبلية اذا كانت تتطابق مع مسار انتشار الاسلام من خلال‬ ‫التجارة ‪ ،‬فان ذلك يزيد من انتشار الاسلام واتساع رقعته ‪ 3‬مثلما‬ ‫حدث بصورة عامة فيغربي افريقيا وشمالها وفي السودان الشرقي ‪.‬‬ ‫الهجرة تتجه الى الانتقال‬ ‫أما في شرقي افريقيا ‪ 0‬فقد كان حركة‬ ‫من داخل البلاد الى الساحل ‪ -‬ونتج عن ذلك أن كثر عدد البانتو‬ ‫المهاجرين الى هذا الساحل وأصبحوا غالبية السكان ‪ .‬ولما وقع‬ ‫‪ :‬ا‬ ‫‪. ,237‬م‬ ‫‪.238‬‬ ‫‏(‪(٣٩٨‬‬ ‫‏(‪ )٣٩٩‬لمعرفة الجهود الاستعمارية والتنصيرية للبرتغاليين وبقية الأوربيين في شرقي افريقيا } انظر ‪ :‬محمد‬ ‫‏‪. ٢٥‬‬ ‫زكريا قاسم ‪ :‬زنجبار ‪ 4‬ص‬ ‫العقاد »‪ .‬جمال‬ ‫‪ } ٢٦١٥‬صلاح‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٣٢٣٥‬‬ ‫النقيرة ‪ :‬ص‬ ‫‪_ ٢٣١٠‬‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫الساحل‬ ‫سكان‬ ‫وبين‬ ‫بينهم‬ ‫والاختلاط‬ ‫التزاو ج‬ ‫والسواحيليين الآخرين } غلبت الصفات البنتوية على شكل الناس‬ ‫الأمر مرات‬ ‫هذا‬ ‫ال‬ ‫بطوطة‬ ‫ابن‬ ‫وقد أشار‬ ‫<‬ ‫وألوانهم في الساحل‬ ‫عديدة ‪ ،‬فقال عن أهل كلوة على سبيل المغال إنهم كانوا من الزنوج‬ ‫الملستحكمي السواد ‏(‪. )٠٠٠‬‬ ‫النحو من‬ ‫البنتوية تتجه على هذا‬ ‫المجرة‬ ‫هذه‬ ‫ولما كانت‬ ‫الداخل الى الساحل بعكس الاتجاه الذي كان مفروضا أن يتخذه‬ ‫فيى المنطقة‬ ‫الى حصره‬ ‫نحو الداخل ‪ 0‬فقد أدت‬ ‫انتشاره‬ ‫ف‬ ‫الاسلام‬ ‫العناصر القبلية الداخلية © ونتج عن‬ ‫تجذب‬ ‫الساحلية التي أصبحت‬ ‫ذلك أن أصبح الاسلام دين مدن ودين فثات قبلية عديدة سكنت‬ ‫هذه المدن وذلك الساحل فقط © حتى سمى هذا الاسلام بالاسلام‬ ‫واللغوي‬ ‫الثقافي‬ ‫التركيب‬ ‫ذلك‬ ‫نشوء‬ ‫ال‬ ‫ذلك‬ ‫وادى‬ ‫‪6‬‬ ‫السواحيلي‬ ‫الفريد الذي يتمثل في اللغة السواحيلية ‪ 0‬تلك اللغة التي تتكون‬ ‫من عناصر بانتوية وعربية وفارسية ‏(‪. )٤٠‬‬ ‫العربية الاسلامية محصورة‬ ‫الدماء والحضارة‬ ‫ظلت‬ ‫وبذلك‬ ‫زنجبار‬ ‫سلطنة‬ ‫قيام‬ ‫حتى‬ ‫الداخل‬ ‫تمتد الى‬ ‫و ل‬ ‫وجرره‬ ‫الساحل‬ ‫على‬ ‫العمانية في العصر الحديث ‪ .‬وقد ساعد على ذلك أيضا تلك النزعة‬ ‫كثيرا‬ ‫القبائل الافريقية الداخلية التي كانت‬ ‫العدوانية لبعض‬ ‫بين‬ ‫وتقع الحرب‬ ‫وتصطدم بسكانه العرب‬ ‫ماتغير على الساحل‬ ‫الفريقين ‏(‪ ، )٤٠٦‬مما أشار اليه ابن بطوطة حين زيارته لكلوة في‬ ‫‏‪. ٢٨٢٣‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‪ :‬ج‬ ‫‏(‪ )٤٠٠‬رحلته‬ ‫(‪ )٤٠١‬شاخت وبوزورث ‪ :‬ج‪ ١ ‎‬ص‪. ١٧٠ _- ١٦١٩١ ‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النقيرة‬ ‫حمد‬ ‫‪6‬‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العرب‬ ‫‪ :‬استقرار‬ ‫قاسم‬ ‫زكريا‬ ‫جمال‬ ‫‪(٤٠‬‬ ‫(‪٢‬‬ ‫‪٢٣١١‬‬ ‫القرن الرابع عشر للميلاد ‪ ،‬إذ قال إن سلطانها وسكانها أهل‬ ‫جهاد لأنهم في بر واحد مع كفار الزنوج‘“ كا قال إن سلطانها‬ ‫كان "كثير الغزو الى أرض الزنوج يغير عليهم وياخذ‬ ‫الغنائے“‘‘ ‏(‪. )٤٠٣‬‬ ‫ومع اعترافنا بتأثير ذلك على حركة انتشار الاسلام في‬ ‫الداخل إلا أنه أفاد في انتشار الاسلام بين هؤلاء الذين هاجروا من‬ ‫الداخل الى الساحل من البانتو ‪ .‬كا أن هؤلاء البانتو لم تكن‬ ‫هجراتهم متجهة دائما من الداخل الى الساحل ‪ ،‬فقد كانت لهم‬ ‫تحركات أخرى سبقت الاشارة اليها ‪ .‬ذلك أنهم تدفقوا في القرن‬ ‫الثاني عشر للميلاد من تنجانيقا الى جنوب البحيرات للاشتغال‬ ‫بالزراعة ‪ ،‬وفي نفس الوقت فتحوا طريق التجارة بين الساحل‬ ‫‏‪ } ٤٠٤‬فتوغل العرب في الداخل كثيرا مستخدمين‬ ‫وداخل القارة‬ ‫هذا الطريق وغيره من الطرق الأخرى ؤ وهكذا حدث تسلل عربي‬ ‫أو هجرات عربية محدودة الى الداخل في شكل قوافل للتجارة }‬ ‫كانت تخترق الداخل وتتعمق فيه ‪ 3‬ولذلك فان هجرة البانتو من‬ ‫الداخل الى الساحل لم يكن لها تأثير كبير كعقبة تقف دون وصول‬ ‫الدعوة الى الداخل ‪ ،‬وان كانت عاملا لايمكن اغفاله ‪.‬‬ ‫كان ا أيضا تأثيرها‬ ‫أما العوامل الطبيعية والجغرافية ‪ 3‬فقد‬ ‫شرقي افريقيا وخاصة‬ ‫في الوقوف أمام انتشار الاسلام بين كل سكان‬ ‫كبير نسبيا من الجزر‬ ‫في المناطق الداخلية ‪ .‬ذلك أنه رغم وجود عدد‬ ‫سواحلها ‪ ،‬فان هذه‬ ‫أمام ساحل شرقي افريقيا اذا ماقورن بغيره من‬ ‫‪. ٢٨٤‬‬ ‫‏‪{ ٢٨٢٣‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫‪ :‬ج‬ ‫‏(‪ )٤٠٢‬رحلته‬ ‫‪. ٢٤‬‬ ‫‪ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪ . ٨٠‬دولت صادق‬ ‫‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤٠٤‬انظر‬ ‫‏‪ ٢١٢‬س‬ ‫الجزر كانت تبعد عن الساحل بمسافات تبلغ أحيانا أكثر من عشرين‬ ‫ميلا ‪ 0‬ولذلك كانت قيمتها كمحطات للاتصال بالداخل محدودة }‬ ‫ولم تلبث أن تحولت الى مجرد مخازن تتراكم فيها السلع (ث‪&٠٠‬‏ ‪ .‬كا‬ ‫أن الأنهار الموجودة في شرقي افريقيا قليلة الفائدة اذا مانظرنا اليها‬ ‫كشرايين تؤدي للداخل وتربطه بالساحل ‪ ،‬ذلك أنها أنهار قصيرة‬ ‫كثيرة الجنادل والمساقط المائية قرب مصباتها ‪ .‬ومن أهمها نهر‬ ‫الزمبيزي الذي تعترض نراه في الجزء الأوسط منه شلالات‬ ‫فيكتوريا ‪ 0‬وتسقط مياه النهر عندها من ارتفاع عظم ‪ ،‬كا أن النهر‬ ‫يسير من الغرب الى الشرق ‪ 0‬ولذلك لم يؤد خدمة كبيرة للراغبين‬ ‫في التوغل في داخل القارة ‏‪. 2٠٤٠‬‬ ‫فالاتصال بين الساحل والداخل جغرافيا كان محدودا نتيجة‬ ‫الافريقي الذي يعمل على وجود‬ ‫الأخدود‬ ‫لوجود‬ ‫ونتيجة‬ ‫لذلك‬ ‫فاصل كبير بين الساحل وبين منطقة البحيرات والذي يتمثل في‬ ‫وجود أراضي غير صالحة للزراعة متميزة بجفافها (‪‘٧‬ئ)‏ ‪ .‬كما أن‬ ‫سواحل افريقيا بصفة عامة لها ظهير فقير في أغلب الاحيان ‪ ،‬إذ‬ ‫أنها تؤدي لمناطق إما صحراوية أو شبه صحراوية ‪ ،‬أو إلى جبال‬ ‫أو غابات كثيفة يصعب اختراقها } بالاضافة الى عوائق أخرى‬ ‫تتمثل في التضاريس والمناخ والنبات التي لم تكن الى حد ما تشجع‬ ‫الناس على التوغل في الداخل لمسافات كبيرة ‏(‪. )٤٠٨‬‬ ‫ومن ذلك يتبين لنا أن هناك ظروفا جغرافية وطبيعية وبشرية‬ ‫‏(‪ )٤٠٥‬شوق الجمل ‪ :‬ص ‏‪. ١٩١٩‬‬ ‫‏‪. ١٥‬‬ ‫‏‪ & ٢٤ }. ١٩‬صلاح العقاد ‪ .‬زكريا قاسم ‪ :‬زنجبار ‪ :‬ص‬ ‫‏(‪ )٤٠٦‬المرجع السابق ‪ :‬ص‬ ‫‪. ٢٢٣‬‬ ‫‪ ٤ + :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ (٤٠٧‬دولت صادق‪‎‬‬ ‫‪. ٢٨٣‬‬ ‫‪ ، ٤٩ { ٢٧‬دافدسون ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤٠٨‬شوقي الجمل ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٣١٣‬‬ ‫من انتشار الاسلام في داخل القارة وحول هضبة البحيرات‬ ‫حدت‬ ‫وخلف الأخدود الافريقي ‪ ،‬وان كانت هذه الظروف لم تمنع كا‬ ‫أشرنا اليه سابقا من تحركات البانتو وتحركات العرب وتوغلهم في‬ ‫الداخل © ذلك التوغل الذي كان مستمرا طوال العصور الوسطى ©‬ ‫وكان لذلك حديث طويل فصلنا فيه القول تفصيلا (‪٠٩‬ٹ‪0‬‏ ‪ .‬ومع‬ ‫ذلك فان الوجود العربي في الداخل لم يكن بطبيعة الحال في كثافته‬ ‫على الساحل والجزر & ولهذا لم توجد بصمات عربية كثيرة على‬ ‫ظل داخل افريقيا لم تخالط حياته عروبة ة وان‬ ‫سكان الداخل ‪ ،‬إنما‬ ‫‪ .‬فتأثير النقافة‬ ‫‏(`‪)٤١٠‬‬ ‫الاسلامية‘“‬ ‫بالثقافة‬ ‫كثيرا‬ ‫ثقافته‬ ‫تأنرزت‬ ‫الاسلامية كان موجودا في الداخل وإن حد منه طبيعة مجتمعات‬ ‫البانتو الذين كانوا يعيشون في جماعات أو كفور عائلية قبلية‬ ‫متناثرة ‪ 5‬وليس في قرى بالمعنى المفهوم كما هو الحال في غربي‬ ‫‏(‪. )٤١١‬‬ ‫افريقيا‬ ‫والعامل الرئيسي الذي حد من هذا التأثير وضر به ضررا‬ ‫بالغا وحاول أن يقضي عليه القضاء المبرم ‪ 0‬هو الاستعمار البرتغالي‬ ‫افريقيا }‬ ‫شرقي‬ ‫الذي كادت تختفي في عهده الحضارة الاسلامية في‬ ‫وبالتالي أصيب الاسلام بضربة كبيرة ولحق به ضرر بالغ في الساحل‬ ‫على أيدي هؤلاء البرتغاليين (‪١٦‬ئ)‏ ‪ .‬ولما جاء الاستعمار الأوربي‬ ‫الحديث على أيدي الإنجليز والطليان والألمان قام هؤلاء المستعمرون‬ ‫الجدد باستكمال رسالة إخوانهم من البرتغاليين ‪ 3‬وذلك باضطهاد‬ ‫انظر ‪ :‬ص‪. ١٨٥١ _ ١٧٧ ‎‬‬ ‫(‪)٤٠٩‬‬ ‫دافدسون ‪ :‬ص‪. ٢٤٧ ‎‬‬ ‫(‪)٤١٤‬‬ ‫أحمد علي أحمد ‪ :‬ص‪. ١٧٦١ ‎‬‬ ‫(‪)٤١١‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪230.‬‬ ‫‪} ٣٨٠‬‬ ‫حسين مؤنس ‪ :‬اطلس تاريخ الاسلام ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪)٤١٦‬‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫الاسلام والتضييق عليه في الساحل والداخل معا } وباإعطاء حرية‬ ‫الحركة للجمعيات التنصيرية التي بدأ نشاطها هناك منذ عهد‬ ‫البرتغاليين & وبمنع المسلمين من التوغل في الداخل ووضع القيود‬ ‫بين‬ ‫اسلامي‬ ‫هناك تواصل‬ ‫الشديدة على تحر كاتهم حتى لا يكون‬ ‫الساحل والداخل ‏("‪ & )٤١‬وبذلك يتوقف انتشار الاسلام في هذه‬ ‫المنطقة من القارة ‪ .‬ومن ثم يستطيعون أن يحولوا كل القارة‬ ‫وبالتدريج من قارة مسلمة الى قارة أخرى لادين لها الا النصرانية }‬ ‫ولاثقافة لها الا الثقافة الاوربية ‪.‬‬ ‫تلك هي العقبات التي وقفت دون انتشار الاسلام بين جميع‬ ‫سكان شرقي افريقيا ‪ 0‬ولذلك فليس من العدالة أن نغمط العرب‬ ‫عامة والعمانيين خاصة حقهم } وأن نقلل من جهودهم الرائاعةلتي‬ ‫الداخل‬ ‫بذلوها في سبيل نشر الاسلام والثقافة الاسلامية سواء في‬ ‫القريبة والبعيدة المواجهة فهذا الساحل‬ ‫أو في الساحل أو فايلحزر‬ ‫منذ أن وطئت أقدامهم شرقي القارة منذ القرن الأول للهجرة وحتى‬ ‫قدوم البرتغاليين ‪.‬هذا الاسلام وتلك الثقافة التي ارتقت كثيرا بحياة‬ ‫الأفارقة ففيى هذه المنطقة من القارة ففيي النواحي الدينية والحضارية‬ ‫ما لاسبيل الى انكاره أو التقليل من شأنه لسبب بسيط ‪ ،‬وهو أن‬ ‫العرب في ذلك الحين كانوا حملة لواء الحضارة ‪ ،‬ومن ثم نشروها‬ ‫في كل مكان وصلوا اليه ‪ .‬وكان شعب عمان على رأس هذه‬ ‫الشعوب التي انطلقت من شبه جزيرة العرب لتحقيق هذا الهدف =©}‬ ‫ففاقوا غيرهم من الشعوب العربية والاسلامية في مجال النشاط‬ ‫البحري والتجاري في المحيط الهندي ‪ ،‬وقاموا بدورهم المشكور‬ ‫‪. ١٩ { ١٨ }{ ١٦١‬‬ ‫‪ } ٣٦٥ _ ٢٣٣٥‬كوليت ميزون ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤١٣‬محمد النقيرة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٣١٥‬‬ ‫اليه أقدامهم ‪ .‬سواء في‬ ‫في نشر الاسلام في كل مكان وصلت‬ ‫‪.‬‬ ‫جنوب شرقي اسيا ‪ 9‬أم في شرقي افريقيا ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٠‬العوامل التي أدت الى عدم انتشار اللغة العربية والمذهب‬ ‫الأباضي في شرق افريقيا وجوب شرق آسيا ‪-:‬‬ ‫والتجاري‬ ‫البحري‬ ‫النشاط‬ ‫هذا‬ ‫للعمانيين‬ ‫اذا كان‬ ‫ولكن‬ ‫افريقيا أو غيره من‬ ‫شري‬ ‫ساحل‬ ‫ل يتعرب‬ ‫والاسلامي ‪ .‬فلماذا‬ ‫سواحل آسيا ‪..‬و؟لماذا لم ينتشر المذهب الأباضي فاييلبلاد التي‬ ‫تواجد فيها العمانيون طالما كان هذا الوجود قويا و مؤثرا على نحو‬ ‫ما رأينا ‪..‬؟‬ ‫أما الاجابة على السؤال الأول } فقد سبقت الاشارة الى أن‬ ‫الوجود العماني في بلاد مثل ساحل شرقي افريقيا أو سواحل اسيا‬ ‫الغالبة من الأهالي‬ ‫وبلدانها ‪ .‬كان وجودا محدودا بالنسبة للكثرة‬ ‫والشعوب الآسيوية‬ ‫المحليين ‪ ،‬وهم البانتو الأفارقة في شرقي افريقيا‬ ‫المحيط الهندي وبحر‬ ‫على اختلاف أنواعها في البلدان المطلة على‬ ‫الأكثر فعالية وتأثيرا‬ ‫الصين } وانما نقصد بالوجود العماني الفعال أو‬ ‫هو بالنسبة لغيره من وجود الشعوب العربية والاسلامية الأخرى‬ ‫فيى هذه البلاد } فالمقارنة هنا بين الوجود العماني وبين الوجود‬ ‫الفارسي أو الحضرمي أو غيرهما ‪ .‬واذا كانت الكثرة غير عربية فقد‬ ‫ذاب كثير من العمانيين وغيرهم من العرب في النهاية في هذا المحيط‬ ‫الافريقي والآ سيوي الواسع و ل يصمد ويحتفظ بنقاء عنصره وهويته‬ ‫إلا عدد محدود من الأسر العمانية والعربية ‪ .‬وخاصة الأسرات‬ ‫‪٣١٦‬‬ ‫الحاكمة في السلطنات التي تحدثنا عنها ‪ 0‬وما يدور حول هذه‬ ‫الأسرات من أسر تسندها أو تعيش في كنفها وظلها ‪ ،‬أما الكثرة‬ ‫الغالبة من العمانيين وغيرهم من العرب فقد تزوجوا بانتويات‬ ‫(افريقيات) أو اسيويات ‪ ،‬وانصهروا مع الأهالي وذابوا في بحرهم‬ ‫الواسع ‪ .‬ورغم أن طابع الحياة ومظاهر العمران والبناء في ساحل‬ ‫شرقي افريقيا بالذات كان طابعا عربيا الا ان اللغة السواحيلية‬ ‫والثقافة الاسلامية السواحيلية أصبحت تسود كل مكان ‪ .‬صحيح‬ ‫العربية كانت موجودة ولكن في المعاملات الرسمية‬ ‫أن اللغة‬ ‫‪ .3‬أما الحياة العامة والتجارية فقد سادت فيها اللغة‬ ‫والديوانية‬ ‫‏‪ ٠‬ولذلك لم يتعرب سكان السواحل الافريقية‬ ‫السواحيلية‬ ‫التي تعامل معها العمانيون أو هاجروا اليها تعريبا كاملا‬ ‫والاسيوية‬ ‫حدث فيما يعرف الان بالبلدان العربية ‪.‬‬ ‫ونهائيا كا‬ ‫تبقى لدينا الاجابة عن السؤال الثاني ‪ 3‬وهو سؤال خاص‬ ‫بعدم انتشار المذهب الاباضي انتشارا ملحوظا في البلدان التي حل‬ ‫بها العمانيون أو تاجروا معها ‪ .‬ويحسن هنا أن نلخص الاجابة على‬ ‫هذا السؤال في نقاط معينة ‪ .‬النقطة الأولى هي أن العمانيين الذين‬ ‫أقاموا الامارات والسلطنات الاسلامية في شرقي افريقيا بالذات لم‬ ‫يكونوا أباضية } مثل بني الجلندى الذين أسسوا امارة لامو في شرقي‬ ‫افريقيا (ث‪١‬ئ)‏ ‪ .‬ذلك أنهم وكا سبق القول أتوا الى هذه المنطقة‬ ‫حوالي سنة ‪٨٣‬ه‪/‬‏ ‪٧٠٦٢‬م‏ ‪ ،‬أو قبلها أو بعدها بقليل ‪ .‬وفي هذه‬ ‫الفترة وحتى نهاية القرن الأول للهجرة لم تكن هناك مذاهب‬ ‫اسلامية معروفة كا هو الحال في القرن الثاني للهجرة وماتلاه‬ ‫‏‪. ٨٤‬‬ ‫‏(‪ )٤١٤‬مايلز ‪ :‬الخليج ‪ :‬ص‬ ‫_‬ ‫‪٢١٧‬‬ ‫من قرون ‪ ،‬وكان الناس وقتها لايعرفون مذهبا من المذاهب التي‬ ‫خلافهم‬ ‫ولكن‬ ‫<‬ ‫اختلفوا‬ ‫المسلمين‬ ‫أن‬ ‫‪ ..‬صحيح‬ ‫بعل‬ ‫فيما‬ ‫نشأ ت‬ ‫الناس‬ ‫ومن‪ ..‬أحق‬ ‫الخلافة‬ ‫منصب‬ ‫حول‬ ‫يتركز‬ ‫سياسيا‬ ‫خلافا‬ ‫كان‬ ‫به وكيفية توليه ‪ ،‬أما أمور الفقه والشريعة والعقيدة فلم يكن هناك‬ ‫اختلاف كثير فيها يدفعهم الى انشاء مذاهب دينية مميزة أو مختلفة‬ ‫عن بعضها البعض ‪.‬وعلى ذلك فان بني الجلندى أتوا الى ساحل‬ ‫كانوا‬ ‫و! ان‬ ‫<‬ ‫ومذهبا‬ ‫عقيدة‬ ‫الا الاسلام‬ ‫لايعرفون‬ ‫افريقيا وهم‬ ‫شرقي‬ ‫لبني أمية من الناحية السياسية ‪.‬‬ ‫معارضين‬ ‫ومنطقة الأحساء‬ ‫عمان‬ ‫شمال‬ ‫من‬ ‫الذين أقبلوا‬ ‫أما بنو الحارث‬ ‫الى ساحل بنادر ببلاد الصومال وأقاموا سلطنة مقدشو الاسلامية ‪8‬‬ ‫فإنهم كانوا سنة ‪ 3‬ولم يكونوا أباضية ‪ .‬وربما كانوا أباضية قبل‬ ‫استقروا‬ ‫حيث‬ ‫الأحساء‬ ‫منطقة‬ ‫ال‬ ‫ش‬ ‫شمالها‬ ‫‪1‬‬ ‫عمان‬ ‫من‬ ‫رحيلهم‬ ‫المذهبي‬ ‫واعتنقوا‬ ‫مذهبهم‬ ‫غيروا‬ ‫المنطقة‬ ‫هذه‬ ‫ال‬ ‫ولما وصلوا‬ ‫‪6‬‬ ‫هناك‬ ‫من‬ ‫هاجروا‬ ‫فلما‬ ‫‪.‬‬ ‫معينة‬ ‫سياسية‬ ‫أو‬ ‫اجتاعية‬ ‫لأسباب‬ ‫ربما‬ ‫السني‬ ‫‏(©‪. )٤١‬‬ ‫معهم مذهبهم الحديد‬ ‫افريقيا حملوا‬ ‫الى شرقي‬ ‫الأحساء‬ ‫أما بنو نبهان الذين رحلوا هم الآخرون من عمان وأقاموا‬ ‫سلطنة بات النبهانية على ساحل شرقي افريقيا ‪ 7‬فقد كانوا قبل‬ ‫هجرتهم حكاما لعمان وفي نزاع دائم مع الامامة الأباضية ‪ ،‬اذ كانوا‬ ‫دائما معارضين ها ‪ ،‬وكان الصراع بين الفريقين محتدما طوال عصر‬ ‫بشنيع‬ ‫النبهانيين‬ ‫وصفوا‬ ‫أن الاباضية‬ ‫حتى‬ ‫النبهانية ‪.‬‬ ‫السلطنة‬ ‫عنهم نور‬ ‫قال‬ ‫‪ .‬فقد‬ ‫الاسلام‬ ‫خرجو نهم عن‬ ‫=©} بل كادوا‬ ‫الصفات‬ ‫الدين السالمي أنهم أظهروا الفساد في البلاد ‪ 0‬وقهروا العباد بالعناد ‪.‬‬ ‫‪.٢٠١٤‬‬ ‫‏‪٢١١‬‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ )٤١٥‬انظر‪.‬‬ ‫‪٢٣١٨‬‬ ‫وجروا على ماتشتهي أنفسهم & وحكموا بخلاف ما أنزل الله ©‬ ‫وقتلوا مأننكر عليهم من العلماء ‏(‪ & )٤`١‬وقال عنهم سالم السيابي‬ ‫لا‬ ‫‏(‪ ،. )٤`٧‬وهي صفات‬ ‫انهم ‪" ,‬أهل جور وظلم وهوى وفساد‘‘‬ ‫تجعلهم من الأباضية ‪ 3‬وحتى لو كانوا على هذا المذهب فان هذه‬ ‫الصفات تبين أنهم كانوا _على الأقل _غير مخلصين له ‪.‬ولذلك‬ ‫فإن من هاجر منهم الى ساحل شرقي افريقيا واستقر هناك وأقام‬ ‫الأباضي‬ ‫على نشر المذهب‬ ‫= ©&}© ل نسمع انهم عملوا‬ ‫بات‬ ‫دولة فى‬ ‫في هذه البلاد ‪ .‬مما يرجح ماذهبنا اليه من أنهم كانوا على غير هذا‬ ‫المذهب او على الاقل كانوا غير مخلصين له ‪.‬‬ ‫والنقطة الثانية ‪ 0‬هي أن العمانيين الموجودين على أرض عمان‬ ‫ذاتها لم يكونوا كلهم أباضية } وبالتالي كان تجارهم كذلك ‪ .‬فمن‬ ‫المعروف أن المذهب الأباضي انتشر بين حوالي ‏‪ ;٦٠.‬من سكان‬ ‫من‬ ‫‏‪ 3 2٤٨‬وقليلهم‬ ‫السنة‬ ‫فغالبيتهم من‬ ‫عمان ‪ ،‬أما الباقون‬ ‫أدت الى عدم انتشار المذهب‬ ‫الشيعة ‪.‬وكان هذا من الأسباب ال‬ ‫الأباضي في البلاد التي رحل اليها العمانيون أو تاجروا معها ‪.‬إذ‬ ‫أن التجار العمانيين تركوا الناحية المذهبية وتفرغوا لتنمية تجاراتهم‬ ‫ومواردهم ‪ ،‬واتصلوا بالشعوب اتصالا تجاريا في المقام الاول ‪،‬‬ ‫وكان هذا الاتصال هو الوسيلة الأولى لنشر الاسلام بين أفراد هذه‬ ‫الشعوب ‪.‬‬ ‫والنقطة الثالثة هو أن الدعوة للاسلام لم تكن قاصرة على‬ ‫‏(‪ )٤١٦‬تحفة الأعيان ‪ :‬ج ‏‪ ١‬ص ‏‪. ٣٦٨‬‬ ‫‪. ٢٥٥‬‬ ‫(‪ )٤١٧‬العنوان عن تاريخ أهل عمان ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪. ٨٦‬‬ ‫الفمة ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫لكتاب كشف‬ ‫(‪ (٤١٨‬أحمد عبيدلي ‪ :‬مقدمته ودراسته‬ ‫‪٣١٩١‬‬ ‫العمانيين وحدهم ‪ ،‬ولم تكن التجارة أيضا في يد العمانيين‬ ‫وحدهم &‪ 0‬بل كان للشعوب العربية والاسلامية الاخرى من‬ ‫حضارمة وفرس نصيبها في هذين المجالين ‪ .‬وكانت هذه الشعوب‬ ‫تدين في غالبها بالمذهب السنى وقليلها بالمذهب الشيعي وذلك في‬ ‫العصور الوسطى ‪ .‬ولذلك انتشر المذهب السني وانتشر ايضا‬ ‫المذهب الشيعي بنسبة قليلة ‪ 0‬بجانب المذهب الاباضي في كثير من‬ ‫البلدان التي حل بها العرب والمسلمون عامة كتجار او مهاجرين‬ ‫او دعاة ‪.‬‬ ‫والنقطة الرابعة © هي أنه لم يكن من المعقول أن يلقن التاجر‬ ‫من المذاهب ‪ ،‬إذ كان‬ ‫أي داخل في الاسلام مبادئي أي مذهب‬ ‫يكتفي منه بنطق الشهادتين وأداء الفرائض والشعائر ‪ .‬وهي أشياء‬ ‫لايختلف فيها أي مذهب من المذاهب } ثم لايلبث هذا التاجر سواء‬ ‫كان عمانيا أو غير عماني أن يرحل بتجارته أو أمواله عائدا الى‬ ‫بلاده أو إلى بلد آخر يلتمس فيه سلعا جديدة أو يبيع فيه ماعنده‬ ‫من سلع ‪ ،‬ومن ثم لم تكن هناك فرصة كافية كي يقوم بنشر‬ ‫مذهبه ‪ .‬واذا استقر هذا التاجر العماني في مركز من المراكز‬ ‫التجارية أو في مستوطنة أو سلطنة من السلطنات الاسلامية التي‬ ‫أنشأها العمانيون أو غير العمانيين في بعض البلدان التي تحدثنا‬ ‫عنها ‪ 0‬فان غيره من التجار من غير العمانيين كانوا يشاركونه بالطبع‬ ‫في هذه الإقامة وفي هذه الأماكن والسلطنات ‪ ،‬وحتى لاتقوم‬ ‫منافسة بين هؤلاء التجار بعضهم البعض & فإنهم اتبعوا سياسة‬ ‫التسامح بالنسبة لنشر مذهبهم ‪ 0‬وتركوا الامر للأهالي يختارون أي‬ ‫مذهب يريدونه أو يسمعون عنه من اخوانهم الحجاج الأفارقة أو‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫الآسيويين العائدين من بلاد الحجاز ‪.‬وبلاد الحجاز كا هو معروف‬ ‫تتبع مذهب السنة ‪ 0‬ومن ثم انتشر المذهب السني أكثر من غيره‬ ‫‪.‬‬ ‫البلدان‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫الأخرى‬ ‫المذاهمب‬ ‫من‬ ‫الاباضي ‪.‬‬ ‫به المذهب‬ ‫و سمة التسامح والاعتدال أمر عرف‬ ‫الدخيلة‬ ‫الأراء‬ ‫ضد‬ ‫فيها وقفوا‬ ‫الأباضية‬ ‫أن‬ ‫ذاها يبن‬ ‫عمان‬ ‫وتاريخ‬ ‫قاتلوا‬ ‫والغلو ‪ 2‬فقد‬ ‫التطرف‬ ‫وضد‬ ‫البدع‬ ‫وضد‬ ‫الاسلام‬ ‫على‬ ‫‏‪ =&} 0٤١٩‬وقاتلوا الصفرية والأز ارقة و تبرعوا منهم ‏(‪} )٤٦٢٠‬‬ ‫القرامطة‬ ‫وكان من بينهم الأباضي والسني ومن يرى رأي القدرية أو‬ ‫المرجئة ‏(‪ . )٤"١‬فاذا كانت هذه هي سمة هذا المذهب & واذا كان‬ ‫العمانيون على هذا النحو في بلادهم } فأحرى بهم ألا يكرهوا أحدا‬ ‫بلادهم ‪.‬‬ ‫مذهبهم فى غير‬ ‫في‬ ‫على الدخول‬ ‫الى ذلك أن المذهب الأباضي كان مذهبا يشاع عنه‬ ‫يضاف‬ ‫في الماضي أنه أحد مذاهب الخوارج ‪ ،‬ولذلك فان التجار العمانيين‬ ‫تجنبوا الحديث عن المذاهب في هذه البلدان التي رحلوا اليها أو‬ ‫ترعاه‬ ‫له دولة كبيرة‬ ‫تكن‬ ‫ل‬ ‫مذهبهم‬ ‫معها [ وخاصة أن‬ ‫تاجروا‬ ‫في العصور التي نتحدث عنها وهي العصور الوسطى ©‪ ،‬وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫والفاطميين‬ ‫العباس‬ ‫وبني‬ ‫امية‬ ‫بنتي‬ ‫دولة‬ ‫مثل‬ ‫بدول‬ ‫بالمقارنة‬ ‫دولة بتي‬ ‫بني أمية ش‬ ‫دولة‬ ‫ترعاه وتنشره‬ ‫السنة كانت‬ ‫فمذهب‬ ‫معظم العالم‬ ‫العباس © وهما دولتان حكمتا _ على التوالي‬ ‫المذهب الشيعي فقد كانت‬ ‫‪ .‬وكذلك‬ ‫وقتذاك‬ ‫الاسلامي المعروف‬ ‫‏‪. ١١‬‬ ‫‏(‪ )٤١٩‬سيدة الكاشف ‪ :‬مقدمتها لكتاب السير والجوابات ‪ :‬ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‪8:٨٢‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ || ١٧٤‬نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪،. ١٦٢٧‬‬ ‫‪ ٦‬ص‪‎‬‬ ‫(‪ )٤٦٢٠‬الطبري ‪ :‬ج‪‎‬‬ ‫‪. ٩‬‬ ‫‪0 ٩٤‬‬ ‫‪. ١٣٨‬‬ ‫‪ ١ + :‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٩٦‬آ نور الدين السالمي ‪ :‬تحفة الأعيان‪‎‬‬ ‫(‪ ()٤٦٢١‬المقدسي ‪ :‬أحسن التقاسم ‪ :‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫الشام‬ ‫شمالي افريقيا ومصر وبلا‬ ‫الدولة الفاطمية التي حكمت‬ ‫البلدان عن طريق‬ ‫كافة‬ ‫والحجاز ‪ 0‬تشد أزره وتعمل على نشره في‬ ‫الدعاة الذين كانوا منتشرين فيها انتشارا واسعا ‏(‪ . )٤٢٢‬أما المذهب‬ ‫الأباضي فقد كانت عمان وهي معقله الرئيسي تعيش في معظم‬ ‫فترات العصور الوسطى حياة اضطرابات وفتن سياسية داخلية ‪.‬‬ ‫بالاضافة الى ماداهمها من غزوات خارجية وما أصابها من ضربات‬ ‫متوالية كالها بنو أمية مرة ‪ ،‬وبنو العباس مرات ‪ ،‬لأن عمان كا هو‬ ‫معروف كانت تقف من كل منهما موقف المعارضة السياسية‬ ‫والمذهبية ‪ .‬ولذلك انشغل العمانيون بالحفاظ على استقلال بلادهم‬ ‫وتوفير الامن والسلامة لهما في الداخل عن مهمة نشر المذهب‬ ‫الأباضي خارج بلادهم ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك لم يكن العمانيون دعاة مذهب آ وانما كانوا تجارا‬ ‫ودعاة اسلام & وبذلوا في ذلك جهودا مشرفة جديرة ان تدون‬ ‫وتسجل فيكتب التاريخ بكل فخار وتقديره فاذا كان الأمويون‬ ‫قد وصلوا بالاسلام شرقا الى وسط اسيا ‪ 3‬وغربا الى بلاد المغرب‬ ‫والأندلس بالفتو حات ڵ فان العمانيين وصلوا به شرقا الى شرقي اسيا‬ ‫وجنوبها ‪ 0‬وغربا الى شرقي افريقيا } بالتجارة والهجرات ‪ .‬وإحقاقا‬ ‫العربية والاسلامية الأخرى التي‬ ‫للحق فإننا لاننكر دور الشعوب‬ ‫شاركتهم في هذا المجال ‪ 0‬ولكننا نقول ان العمانيين ومن واقع‬ ‫الدراسة التي قمنا بها في هذا الكتاب كانوا أكثر من غيرهم حمية‬ ‫ونشاطا سواء في مجال النشاط البحري والتجاري } أم في مجال نشر‬ ‫الاسلام ‪.‬‬ ‫‪ ، ٦٤٦‬حسن !‪.‬راحم حس‪ . :‬طه‬ ‫‏‪٦٤١‬‬ ‫‏(‪ )٤٦٢٦٢‬ادريس عماد الدين ‪ :‬تار الخلفاء الفاطميين ‪ :‬ص‬ ‫‏‪. ٢٧٢‬‬ ‫أحمد شرف ‪ :‬المعز لدين الله ‪ :‬ص‬ ‫‏‪ ٢٢٢‬س‬ ‫وفي النهاية لايسعنا الا أن نلفت نظر القاريء الكريم الى‬ ‫النتائج التي نعتبرها هامة ‪ 3‬والتي سبق أن تحدثنا عنها‬ ‫بعض‬ ‫بتفصيل ‪.‬من هذه النتائج ‪ 9‬سبق عمان في اعتناق الاسلام قبل‬ ‫السبق مرتبطا‬ ‫هذا‬ ‫‪ .‬و ل يكن‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫نو احي شبه‬ ‫غيرها من‬ ‫بوصول كتاب النبي () بقبول الدعوة ‪ ،‬وانما كان سابقا على‬ ‫ذلك بكثير ‪ .‬وقد بينا أن بعض العمانيين وصلوا الى مكة قبل‬ ‫المجرة واعتنقوا الاسلام ‪ 3‬وبعضهم وصل الى المدينة قبل صلح‬ ‫الحديبية واعتنقوا الاسلام ث واخرون أسلموا عقب هذا الصلح‬ ‫ئ وعاد هؤلاء ججميعا الى عمان‬ ‫وقبل فتح مكة في العام النامن للهجرة‬ ‫ونشروا فيها الاسلام ‪.‬وعندما أتي عمرو بن العاص وآبو زيد‬ ‫الأنصاري الى عمان بكتاب النبي رعبلد) في العام السابع أو الثامن‬ ‫اعتناق‬ ‫وبمجرد‬ ‫‪.‬‬ ‫محرو ثة‬ ‫والأرض‬ ‫الأمر ممهدا‬ ‫وجدا‬ ‫[‬ ‫للهجرة‬ ‫ملكي عمان عبد وجيفر للاسلام اعتنقه من كان باقيا من العمانيين‬ ‫ينته عام ‪٧‬اه‏ أو ‪٨‬ه‏ على أكثر تقدير © إلا‬ ‫على دينه القديم ‪ 0‬و‬ ‫معظم‬ ‫بيها كان‬ ‫<‬ ‫الاسلام‬ ‫دين‬ ‫أبيهم على‬ ‫بكرة‬ ‫عن‬ ‫العمانيون‬ ‫وكان‬ ‫بعام‬ ‫عام يعرف‬ ‫العرب باقين على الوثنية و ل يعتنقوا الاسلام الا ف‬ ‫‪1‬‬ ‫مهم‬ ‫تخلف‬ ‫ثم أقبل من‬ ‫©‬ ‫التاسع للهجرة‬ ‫العام‬ ‫وهو‬ ‫<‬ ‫الوفود‬ ‫على الدخول في هذا‬ ‫المدينة فايلعام العاشر ‪ ،‬وبايعوا " ر‬ ‫الدين الجديد ‪.‬‬ ‫ودون‬ ‫يسر وسهولة ئ‬ ‫في‬ ‫العمانيين‬ ‫بين‬ ‫الاسلام‬ ‫وانتشار‬ ‫‪٢٢٢٣‬‬ ‫ارسال غزوات أو سرايا أو حملات عسكرية } أمر معروف بين‬ ‫المؤرخين قدامى ومحدثين ‪.‬ولذلك كان اسلام أهل عمان اسلاما‬ ‫خالصا مخلصا من كل شائبة أو دنية ‪.‬فلم يكونوا من الذين أسلموا‬ ‫رغبة فايلسيادة ‪ 5‬أو طلبا لمغنم ‪ 5‬أو حبا في أموال كان يتألف‬ ‫بها النبي رن) بعض الناس ‪ ،‬وانما أسلموا عن صدق ورغبة‬ ‫واقتناع تام ‪ .‬ولذلك كان مدح النبي (عَيك) لهم وافرا ‪ .‬وكان‬ ‫نصيبهم من صحبته عظيما ‪ ،‬وتلك هي النتيجة الثانية التي انتهينا‬ ‫اليها ‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد اتضح لنا أن عدد الصحابة العمانيين لم يكن‬ ‫خمسا كما ذكر المؤرخون العمانيون أنفسهم ‪،‬بل كان يفوق هذا‬ ‫العدد بكثير ‪.‬فقد عددنا منهم حوالي اثنين وعشرين صحابيا تأكد‬ ‫لدينا أنهم من عمان فعلا © هذا غير عدد من الصحابة الذين تنتهي‬ ‫فلم نذكر منهم الا القليل في معرض‬ ‫أسماؤهم بذكر قبيلة الأزد‬ ‫التنويه وفي غير المتن © وتحفظنا في التأكيد على جعلهم أو اعتبارهم‬ ‫من الصحابة العمانيين ث على اعتبار أن هناك بلادا أخرى غير عمان‬ ‫كان بها عدد من رجالات الأزد وقبائلها ‪ 9‬فربما كان هؤلاء من‬ ‫هذه البلاد ‪ .‬أما من ذكرناهم قبلا ‪ ،‬فا ن أسماء القبائل التي ينتمون‬ ‫اليها تدل دلالة واضحة على أنهم من عمان } لأن هذه القبائل كانت‬ ‫ولازالت تعيش في عمان حتى الآن ‪.‬‬ ‫ونظرا لما اتسم به العمانيون من قبول للدعوة واحتضان لها ‪.‬‬ ‫وإخلاص فياتباعها ونشرها بين قومهم ‪ ،‬ونظرا لما كان لهم من‬ ‫نصيب لابأس به من صحبة رسول ا له (تله) ؤ فلنهم تميزوا‬ ‫الراشدة ‪ .‬فعندما‬ ‫الخلافة‬ ‫عهد‬ ‫طوال‬ ‫المشرفة‬ ‫بمواقفهم السياسية‬ ‫‪٢٣٢٤‬‬ ‫ثارت حوادث الردة والتمرد الذي ظهر عقب وفاة الرسول الكريم‬ ‫ضد حكومة أي بكر الصديق رضي الله عنه ‪ ،‬لم يشارك العمانيون‬ ‫غيرهم في هذه الأمور ‪ .‬وعندما رفع أحدهم وهو لقيط بمنالك‬ ‫راية التمرد والعصيان } قام العمانيون بمساعدة اخوانهم الذين أرسلهم‬ ‫أبو بكر الصديق رضي الله عنه للقضاء على هذا التمرد فور ظهوره ‪.‬‬ ‫وعندما دعا الصديق الناس واستنفرهم لفتح البلدان المجاورة ليقضي‬ ‫الدعوة © وتمهيدا لنشر دين‬ ‫على العقبات التي تحول دون وصول‬ ‫الله في الارض بالحجة والموعظة الحسنة ‪ ،‬لبي العمانيون النداء &‬ ‫وخفوا سراعا الى ميادين الجهاد ‪ ،‬وانضموا لإخوانهم من عرب اليمن‬ ‫والحجاز ونجد واليمامة والبحرين وغيرهم من بقية العرب الآخرين ©‬ ‫وتقاطروا على البصرة وتكاثروا فيها حتى سميت _ فيما بعد‬ ‫باسم احد رجالاتهم ‪ 0‬وهو المهلب بن أبي صفرة العماني الذي كان‬ ‫قد رحل أبوه وكثير من قومه من عمان الى بلاد العراق وغير بلاد‬ ‫العراق للاشتراك في الفتوحات الاسلامية ‪ .‬وتلك هي النتيجة‬ ‫الثالثة ‪.‬‬ ‫أما النتيجة الرابعة ث فهي أن العمانيين بعد أن تهيأوا لنشر‬ ‫الاسلام على هذا النحو ء خرجوا يضربون في فجاج الارض‬ ‫وأعماق البحار والمحيطات & نواخذة وبحارة وتجارا ودعاة وطلاب‬ ‫علم ‪ .‬وفي هذه الناحية بنوا الاساطيل التجارية البحرية والاساطيل‬ ‫الحربية التي تعرضنا للحديث عنها بتفصيل & مما جعل عمان تحقق‬ ‫لنفسها السيادة البحرية في المحيط الهندي وبحر الصين وبحر الزنح ‪.‬‬ ‫وقد نتج عن ذلك نتائج عديدة & منها ذلك الغنى والثراء الذي تمتع‬ ‫به أهل عمان حكاما ) ومحكومين } ومنها اتساع روح المغامرة‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫والكشف عند العمانيين ‪ 0‬فوصلوا الى أقاصي البلدان كالصين في‬ ‫المشرق ‪ ،‬وسفالة وموزمبيق ومدغشقر في غرب المحيط الهندي ‪.‬‬ ‫وقد مهد هذا الأمر الفرصة أمام الدعوة لنشر الاسلام بين كل‬ ‫الشعوب التي اتصل بها العمانيون ‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تبين لنا أن الوجود العماني في بحر الصين‬ ‫وبحر الزج والمحيط الهندي & وما يطل على هذه البحار من بلدان }‬ ‫كان أكثر من غيره ‪ .‬وكما ذكر المسعودي وغيره من الرحالة‬ ‫والجغرافيين والمؤرخين ‪ ،‬كان العمانيون والسيرافيون والحضارمة هم‬ ‫أكثر شعوب الاسلام في مجال النشاط البحري والتجاري في هذه‬ ‫البلدان ث ولكن معظم هؤلاء الكتاب جعلوا العمانيين في مقدمة‬ ‫هذه الشعوب وخصوهم وحدهم بالذكر دون غيرهم في مجال‬ ‫الحديث عن هذا النشاط في معظم الأحيان ‪ .‬وقد لاحظنا ذلك‬ ‫عندما تحدثنا عن النواخذة والبحارة والتجار ‪ ،‬وعندما تحدثنا عن‬ ‫الهجرات وما أنشأته من مدن وامارات وسلطنات ومراكز تجارية ‪.‬‬ ‫فقد وجدنا أن الهجرات العمانية _ وكما ذكرت المصادر _ كانت‬ ‫أكثر من غيرها من هجرات الشعوب العربية والاسلامية عددا‬ ‫وتأثيرا وكثافة ‪ .‬ووجدنا نشاط العمانيين تجارا وبحارة وحكاما‬ ‫في مجال النشاط الحضاري وفي مجال الدعوة للاسلام‬ ‫ومستوطنين‬ ‫أكثر من نشاط غيرهم وأسبق ‪ .‬فعلى سبيل المثال كانت أول هجرة‬ ‫كبيرة وصلت الى شرق افريقيا هي هجرة سعيد وسليمان ملكي‬ ‫عمان في الربع الاخير من القرن الاول للهجرة } وتتابعت بعدها‬ ‫الهجرات جماعات وأفرادا ‪ .‬ولاشك أن هذا النشاط وهذه الهجرات‬ ‫كانا الوسيلة الرئيسية لنشر الاسلام في كل البلدان التي هاجروا اليها‬ ‫‪_ ٢٣٢٦‬‬ ‫أو تاجروا معها واتصلوا بها ‪ 0‬وهذه هي النتيجة الخامسة ‪.‬‬ ‫أما النتيجة السادسة فهي أن العمانيين بحكم كونهم أكثر‬ ‫العرب نشاطا وهجرة الى ساحل شرقي افريقيا ث توغلوا في داخل‬ ‫القارة وحتى البحيرات العظمى وحتى داخل زمبابوي في الجزء‬ ‫الجنوبي من القارة ‪ .‬و لم يكن هذا التوغل كا قال البعض قاصرا‬ ‫على العصر الحديث آ انما كان في العصور الوسطى أيضا وهو ما‬ ‫أثبتناه وإن نفاه كثير من المؤرخين والكتاب المحدثين وخاصة‬ ‫الأوربيين لغرض في نفس يعقوب ‪ ،‬وهو أنهم يريدون اقامة الدليل‬ ‫على عدم وجود أي أثر للاسلام والحضارة الاسلامية في داخل‬ ‫القارة يعود الى تلك العصور البعيدة } كا أنهم يريدون أن يقولوا‬ ‫إن هذه المناطق الداخلية كانت مجهولة للعالم كله ‪ ،‬وأنهم وحدهم‬ ‫أي الأوربيين هم أصحاب الفضل في اكتشافها وتعريف العالم بها‬ ‫وادخالها في عالم الحضارة والمدنية ‪ .‬ولكن الحقيقة أن العمانيين‬ ‫وغيرهم من العرب والمسلمين سبقوهم في هذا المضمار © ومعظم‬ ‫ما اكتشفه الاوربيون في العصر الحديث كان معروفا ومطروقا على‬ ‫يد العرب منذ العصور الوسطى ‪.‬‬ ‫وقد تحدثنا في مكانه من هذا الكتاب من أن البرتغاليين‬ ‫تجاريا‬ ‫نشاطا‬ ‫عربية في الداخل ‪ 3‬ووجدوا‬ ‫مستوطنات‬ ‫وجدوا‬ ‫متصلا بين الساحل والداخل ‪ ،‬ورأينا ان اتصال العرب بالساحل‬ ‫عديدة & وقد‬ ‫بقرون‬ ‫الاسلام‬ ‫قبل ظهور‬ ‫موجودا‬ ‫والداخل كان‬ ‫أيدت الحفريات التي أجريت في البلدان الداخلية كزمبابوي وغربي‬ ‫تنزانيا وفي منطقة البحيرات هذا الرأي ‪ ،‬وليس من المعقول أن يقطع‬ ‫قوة‬ ‫وزاده‬ ‫ودعمه‬ ‫قواه‬ ‫انه‬ ‫الاتصال ‪ .‬بل‬ ‫هذا‬ ‫الاسلام‬ ‫ظهور‬ ‫‏‪ ٢٢٧‬س‬ ‫بنزو ح التجار والمهاجرين الى هذه البلدان عاما بعد عام وقرنا إثر‬ ‫قرن ‪ .‬وكان هذا الاتصال وهذا التوغل في الداخل وراء ازدهار‬ ‫الحركة الاسلامية وانتشار الاسلام في الساحل وفي كثير من‬ ‫الداخل © وان كان الانتشار في الساحل بارزا وقويا ومؤثرا بسبب‬ ‫كثرة التجار والمهاجرينالعرب ‪ ،‬فغلب عليه الطابع العربي والثقافة‬ ‫الاسلامية © بينا كان الانتشار في الداخل أقل قوة وتأثيرا لقلة‬ ‫هناك هذه‬ ‫الوجود العربي وغلبة الثقافة البانتوية ‪ .‬ومن ثم سادت‬ ‫الثقافة مختلطة بمؤثرات اسلامية قوية وواضحة ‪.‬‬ ‫أما النتيجة السابعة فهي أن السلطنات التي تحدثنا عنها في‬ ‫مكانها من هذا الكتاب ‪ 0‬كان العمانيون أسبق من غيرهم في‬ ‫إقامتها ‪.‬ففي ساحل شرقي افريقيا أقاموا سلطنة لامو نتيجة للهجرة‬ ‫نهاية‬ ‫الجلندانية في الربع الأخير من القرن الأول للهجرة ‪.‬وقرب‬ ‫القرن الثالث الهجري أقاموا سلطنة ثانية هي سلطنة مقديشو نتيجة‬ ‫لهجرة الحرث ‪ .‬وفي مستهل القرن السابع للهجرة أقاموا سلطنة ثالثة‬ ‫وهي سلطنة بات نتيجة لهجرة بني نبهان ‪ .‬وبذلك قدم العممانيون‬ ‫ثلاث هجرات وأقاموا ثلاث سلطنات في النصف الشمالي من‬ ‫ساحل شرقي افريقيا وحده & بخلاف وجودهم النشط والمؤثر في‬ ‫والمسلمين فلم‬ ‫‪ .‬أما غيرهم مماننلعرب‬ ‫بقية مدن الساحل وجزره‬ ‫يقدموا إلا هجرتين & هجرة واحدة للشيعة تسمى بهجرة الزيدية &‬ ‫قام بها أتباع الامام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي‬ ‫بن أفي طالب كرم الله وجهه الى ساحل بنادر بالصومال في وقت‬ ‫مبكر يعود الى النصف الأول من القرن الثاني للهجرة ‪ 0‬وهجرة‬ ‫أخرى واحدة للفرس © وهي هجرة علي بن الحسن الشيرازي آ‬ ‫‪٢٣٢٨‬‬ ‫التي اتجهت الى النصف الجنوبي من ساحل شرقي افريقيا (الى كلوة‬ ‫وتوابعها) ‪ .‬وذلك قرب نهاية القرن الرابع للهجرة ‪.‬‬ ‫أما البلدان الآسيوية المطلة على المحيط الهندي وبحر الصين ©‬ ‫فقد كان العمانيون أسبق من غيرهم أيضا في النشاط البحري معها‬ ‫هنور‬ ‫سلطنة‬ ‫بها ‪ .‬مثال ذلك‬ ‫والامارات‬ ‫وفي إقامة السلطنات‬ ‫الاسلامية التي أقامها عربي في الغالب من عمان على ساحل ملبار‬ ‫ببلاد الهند ‪ .‬وهى سلطنة زارها ابن بطوطة وامتدح حاكمها‬ ‫ماكانت تزخر به من حياة وتقاليد اسلامية ‪ ،‬وسلطنة ملقا‬ ‫ووصف‬ ‫التي أقامها أحد الدعاة العمانيين © ويسمى الشيخ عبدالله قاسم في‬ ‫شبه جزيرة الملايو ‪ 3‬وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع‬ ‫للهجرة‪ /‬الخامس عشر للميلاد } بعد أن مكن هذا الداعية للاسلام‬ ‫من غالبية الناس هناك ونشره بينهم ‪ .‬هذا غير العديد من المراكز‬ ‫والفليبين‬ ‫الهند واندونيسيا‬ ‫على سواحل‬ ‫التجارية التي انتشرت‬ ‫والصين & وبرزت فيها أسماء عمانية لامعة تحدثنا عنها في ثنيا هذا‬ ‫الكتاب ‪.‬‬ ‫أما النتيجة الثامنة فتتصل بما نتج عن إقامة هذه الامارات‬ ‫والسلطنات والمراكز التجارية من ازدهار للحركة الاسلامية‬ ‫وانتشار للاسلام في هذه البلدان ‪ .‬فقد غمر الاسلام بلاد كثيرة }‬ ‫وأصبح دين الأغلبية فيها مثل جزر الهند الشرقية وخاصة جاوة‬ ‫وسومطرة وبورنيو وغيرها ‪ 0‬وشبه جزيرة الملايو ‪ ،‬وجزر المالديف‬ ‫واللكاديف حيث قامت في هذه البلدان دول اسلامية منذ وقت‬ ‫مبكر بعد أن عم الاسلام أراضيها واعتنق أهلها وملوكها الاسلام ‪.‬‬ ‫‪٢٣٢٩‬‬ ‫افريقيا » فقد غمر‬ ‫الشيء بالنسبة لشرقي‬ ‫نفس‬ ‫وحدث‬ ‫لاسلام مناطق بأسرها مثل بلاد الصومال وصار دين أهلها جميعا ‪.‬‬ ‫كا صار دين الأغلبية في المناطق الساحلية فيالبلدان التي تعرف‬ ‫الآن باسم كينيا وتنزانيا وموزمبيق } وكذلك في الجزر القريبة من‬ ‫الساحل والتي جعلها الكتاب العرب جزءا منه مثل منبسة وكلوة‬ ‫وموزمبيق ‪ ،‬وهي جزر لاتبعد أقصاها عن الساحل باكثر من أربعة‬ ‫كيلو مترات & وفي الجزر البعيدة عن هذا الساحل نسبيا والتي‬ ‫بمبا و مافيا‬ ‫ئ مثل جزر‬ ‫كيلو مترا‬ ‫ستين‬ ‫با كثر من‬ ‫لايزيد أبعدها عنه‬ ‫الأبعد من ذلك مثل جزر القمر‬ ‫وزنجبار ‪ .‬وكذلك فيالجزر‬ ‫البلاد والجزر كلها كانت‬ ‫‪ .‬وفي هذه‬ ‫مدغشقر (مالاجاش)‬ ‫و جزيره‬ ‫وبقية‬ ‫العمانيون‬ ‫وكان‬ ‫[‬ ‫الأفارقة‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫العظمى‬ ‫الأغلبية‬ ‫[ وإن‬ ‫بينهم كا قلية‬ ‫يعيشون‬ ‫المسلمين‬ ‫وغيرهم من‬ ‫والفرس‬ ‫العرب‬ ‫كانت أقلية حاكمة ومسيطرة في مجال الحياة السياسية والاقتصادية‬ ‫والثقافية منذ القرون الوسطى ‪ .‬وظل الأمر كذلك حتى جاء‬ ‫الاستعمار البرتغالي وأزال الحكم العماني والعربي بصفة عامة من‬ ‫ال‬ ‫للأسف‬ ‫حتى يمكن لنفسه فيها } ونجح في ذلك‬ ‫المناطق‬ ‫هذه‬ ‫حد بعيد ‪.‬‬ ‫هذه هي البلدان التي غمرها الاسلام وعم أراضيها ‪ ،‬أما بقية‬ ‫المناطق والبلدان الأخرى التي كان للعمانيين نشاط تجاري واسلامي‬ ‫الصين‬ ‫بلاد‬ ‫بشكل كبير ‪ .‬مثل‬ ‫الاسلام‬ ‫فيها‬ ‫فيها } فلم ينتشر‬ ‫الان‬ ‫مايعرف‬ ‫عدا‬ ‫الهند __‬ ‫وبلاد‬ ‫و سرنديب (سريلانكا)‬ ‫والفليبين‬ ‫الاسلامية ئ وكذلك‬ ‫باكستان‬ ‫بنجالاديش ‪ .‬وجمهورية‬ ‫جمهورية‬ ‫المناطق الداخلية في افريقيا الشرقية حول البحيرات العظمى وخلف‬ ‫‪_ ٢٢٣٠‬‬ ‫الأخدود الافريقي ‪ .‬ففي هذه المناطق والبلدان كان الاسلام دين‬ ‫أقلية } و لم يكن ذلك لتقصير من العمانيين وغيرهم من العرب‬ ‫معينة ‪.‬‬ ‫وعقبات‬ ‫والمسلمين ‪ 3‬بل لصعوبات‬ ‫أما هذه الصعوبات والعقبات _ وهي تمثل النتيجة التاسعة‬ ‫فيما وصلنا اليه من نتائج _ فانها تتعلق ببعض الظروف الجغرافية‬ ‫والطبيعية والبشرية التي كانت قائمة فيالمناطق الداخلية في شرقي‬ ‫افريقيا ‪ .‬وهي عقبات حالت دون التوغل الكبير والفعال في هذه‬ ‫المناطق ‪ ،‬ومن ثم قل انتشار الاسلام فيها ‪ .‬ثم أتي الاستعمار‬ ‫البرتغالي الى هذه المنطقة ووقف عقبة كاداء دون الدعوة ‪ 0‬وحطم‬ ‫ماوجد فيها من حضارة اسلامية زاهرة تحطيما ‪ 3‬منذ آن هل‬ ‫أوائلهم عند نهاية القرن الخامس عشر للميلاد } فأضاعوا ودمروا‬ ‫عامة في هذه المنطقة‬ ‫والمسلمون‬ ‫كل مابناه العمانيون والعرب‬ ‫طوال مدة لاتقل عن ثمانية قرون من الزمان أو تزيد ‪ .‬ويأتي‬ ‫الكتاب الأوربيون في العصر الحديث والمعاصر ويتحدثون عن أثر‬ ‫العرب والاسلام في شرقي افريقيا حديثا مبتورا ومجافيا للحقيقة‬ ‫لأنهم يتحدثون عن العرب وقد صار أمرهم هينا ‪ 0‬ويتحدثون عن‬ ‫وازدهار‬ ‫شموخه‬ ‫عنه إبان‬ ‫ضعفه ©{© و ل يتحدثوا‬ ‫إبان‬ ‫الاسلام‬ ‫به البرتغاليون‬ ‫© وهو ازدهار شهد‬ ‫في العصور الوسطى‬ ‫حضارته‬ ‫أنفسهم واندهشوا له كل الدهشة & ووصفوه في كتبهم وسجلوه‬ ‫في تقاريرهم ‪.‬‬ ‫وفي البلدان الآسيوية ‪ .‬كانت العقبات أيضا كثيرة‬ ‫ومتنوعة ‪ ،‬منها ما يتعلق بالصراع الداخلي في بلاد مثل الصين التي‬ ‫‪٢٢٣١‬‬ ‫فرضت قيودا صارمة في بعض فترات تاريخها على التجارة الداخلية‬ ‫والخارجية ‪ 0‬فمنعت وصول التأثير الاسلامي المستهدف من قدوم‬ ‫التجار العمانيين وغير العمانيين & علاوة على اضطراب الاحوال فيها‬ ‫أحيانا حيث تعرض التجار للقتل والاضطهاد مما أعاق حركة‬ ‫التوغل التجاري والاسلامي داخل هذه البلاد ‪.‬‬ ‫قويا تمثل‬ ‫هندوكيا‬ ‫الدعوة صمودا‬ ‫وفي بلاد الهند واجهت‬ ‫للسلطنات‬ ‫الهندوس‬ ‫والمهراجات‬ ‫البراهمة والراجات‬ ‫فى مقاومة‬ ‫والمراكز الاسلامية التجارية التي قامت على ساحل ملبار في غربي‬ ‫الهند أو ساحل كروماندل في شرقي الهند ‪ ،‬مما أنهك هذه السلطنات‬ ‫البلاد }‬ ‫عن نشر الدعوة بين كثير من النود في داخل‬ ‫وشغلها‬ ‫واقتصر الأمر على هنود الساحل الذين أسلم معظمهم ‪ .‬غير أن‬ ‫قدوم البرتغاليين أوقف نمو الحركة الاسلامية } ثم أتي الاستعمار‬ ‫للاسلام بالمرصاد هناك وفي كل بلد‬ ‫الانجليزي من بعده © فوقف‬ ‫حل به هذا الاستعمار أو غيره من ألوان الاستعمار الأوربي ‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذه الصعوبات لم ينتشر الاسلام انتشارا كاسحا في‬ ‫هذه البلدان التي أشرنا اليها والتي ظهرت فيها هذه العقبات أو تلك‬ ‫الصعوبات ؤ و لم يكن ذلك عن تقصير أو تهاون من قبل العمانيين‬ ‫أصحاب الدور الرائد في مجال النشاط البحري والتجاري والاسلام‬ ‫في البلدان المطلة على المحيط الهندي ‪ ،‬أو من قبل غيرهم من الشعوب‬ ‫الاسلامية التي تطل على هذا المحيط © فقد بذلوا ماوسعهم البذل ©‬ ‫وأعطوا ماوسعهم العطاء في هذا المجال مما يسجل لهم بكل فخر‬ ‫وتقدير ‪.‬‬ ‫‪٢٢٣٢‬‬ ‫تلاعتاكتتاب‬ ‫الى ملكي عمان جيفر وعبد‬ ‫‏‪ _ ١‬رسالة النبي ()‬ ‫‏‪)١‬‬ ‫ابتي الجلزندى‬ ‫أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد المزي } انا أبوالعباس أحمد‬ ‫بن عثمان الحنفي ‪ ،‬انا أبو الحسن محمد بن الحسن الفرسيسي ‪ ،‬انا‬ ‫أبو الفتح بن سيد الناس قال ‪:‬كتاب النبي (عإنق) الى جيفر وعبد‬ ‫ابني الجلندى الأزديين ملكي عمان مع عمرو بن العاص رضي الله‬ ‫محمد بن عبد الله الى جيفر‬ ‫عنه ‪« :‬بسم الله الرحمن الرحيم ‪.‬من‬ ‫وعبد ابني الجلندى ‪ .‬سلام على من اتبع الهدى ‪ .‬أما بعد‪ ،.‬فاني‬ ‫أدعوكا بدعاية الاسلام أسلما تسلما فاني رسول الله الى الناس كافة‬ ‫لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ‪ ،‬وانكما ان أقررتما‬ ‫بالاسلام وليتكما } وان أبيا أن تقرا بالاسلام فان ملككما زائل‬ ‫عنكما وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبني على ملككما» ‪.‬وكتب‬ ‫للند ) الكتاب‘‘‬ ‫الله‬ ‫وختم رسول‬ ‫أبي بن كعب‬ ‫حتى انتهيت الى عمان فلما قدمتها‬ ‫‏‪ .١‬ش خرجت‬ ‫قال عمرو‬ ‫عمدت الى عبد وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقا ‪ 0‬فقلت اني‬ ‫رسول رسول الله اليك والى أخيك } فقال أخي المقدم على بالسن‬ ‫والملك وأنا أوصلك اليه حتى يقرأ كتابك & ثم قال لي ‪ ،‬ومايدعو‬ ‫ابن طولون الدمشقي ‪ :‬إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين ! دمشق ‪ ،‬سنة ‪١٣٤٨‬ه ص‪. ٢٩ _ ٢٦ ‎‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‪٢٢٣٢٣‬‬ ‫اليه ‪ 0‬قلت أدعوك الى الله وحده لاشريك له وتخلع ماعبد من‬ ‫أنت‬ ‫انك‬ ‫<‬ ‫ياعمرو‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪0‬‬ ‫ورسوله‬ ‫عبده‬ ‫ححمدا‬ ‫وتشهد أن‬ ‫‪6‬‬ ‫دونه‬ ‫سيد قومك ‪ .‬فكيف صنع أبوك فان لنا فيه قدوة ‪ 0‬قلت ‪:‬مات‬ ‫به ©‬ ‫وصدق‬ ‫أسلم‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ 0‬ووددت‬ ‫رن)‬ ‫ممحمد‬ ‫يؤمن‬ ‫و ل‬ ‫حتى هداني الله للاسلام ‪ .‬قال فمتى‬ ‫وقد كنت أنا على مثل ر أيه‬ ‫عند‬ ‫فقلت‬ ‫اسلامي ‪3‬‬ ‫كان‬ ‫أين‬ ‫""‬ ‫قريبا }‬ ‫تبعته ‏‪ ٠‬قلت‬ ‫النجاشي © وأخبرته أن النجاشي قد أسلم ‪ .‬قال فكيف صنع قومه‬ ‫بملكه ‪ .‬قلت أقروه واتبعوه ‪ 0‬قال و الأساقفة والرهبان تبعوه ‪ 30‬قلت‬ ‫نعم ‪ 3‬قال انظر ياعمرو ماتقول ‪ ،‬انه ليس من خصلة في الرجل‬ ‫أفضح من الكذب ‪ .‬قلت ماكذبت وما نستحله في ديننا } ثم قال‬ ‫ما أرى هرقل علم باسلام النجاشي ‪ ،‬قلت بلى ‪ ،‬قال باي شيء‬ ‫علمت ذلك ‪ ،‬قلت كان النجاشي يخرج له خرجا & فلما أسلم‬ ‫بمحمد رند ) ‪ .‬قال لا و الله لو سألني درهما واحدا ما‬ ‫وصدق‬ ‫أعطيته & فبلغ هرقل قوله فقال له نياق أخوه ‪ 5‬اتدع عبدك لايخرج‬ ‫خرجا ويدين دينا محدثا ‪ ،‬قال هرقل رجل رغب في دين واختاره‬ ‫}‬ ‫كا صنع‬ ‫بملكي لصنعت‬ ‫ما ا صنع به ‪ 5‬والله لو لا ا لضن‬ ‫لنفسه‬ ‫قال ‪ ،‬انظر ماتقول ياعمرو ‪ ،‬قلت والله صدقتك {} قال عبد‬ ‫فأخبرني مالذي يأمر به وينهى عنه ‪ 3‬قلت يأمر بطاعة الله عز‬ ‫وجل ‪ ،‬وينهى عن معصيته ‪ 0‬ويامر بالبر وصلة الرحم وينهى عن‬ ‫والوثن‬ ‫الحجر‬ ‫الخمر وعبادة‬ ‫وشرب‬ ‫الزنا‬ ‫وعن‬ ‫‪6‬‬ ‫والعدوان‬ ‫الظلم‬ ‫اضن‬ ‫‏‪ ١‬خي‬ ‫ز‪ .‬و لكن‬ ‫به‬ ‫و نصدق‬ ‫بمحمد‬ ‫نؤ من‬ ‫حتى‬ ‫يتا بعني لركبنا‬ ‫ملكه‬ ‫أسلم‬ ‫ان‬ ‫انه‬ ‫قلت‬ ‫‪.‬‬ ‫دينا‬ ‫ويصير‬ ‫يدعه‬ ‫أن‬ ‫يملكه من‬ ‫‪٢٣٢٣٤‬‬ ‫رسول الله (عَقيقك) على قومه فأخذ الصدقة من غنيهم فردها على‬ ‫فقيرهم } فقال ان هذا لخلق حسن ‪ ،‬وما الصدقة © فأخبرته بما‬ ‫فرض رسول الله (علة) من الصدقات في الأموال حتى انتهيت‬ ‫الى الابل ‪ ،‬فقال ياعمرو يؤخذ من سوائم مواشينا التي ترعى الشجر‬ ‫وترد المياه ‪ .‬فقلت نعم ‪ ،‬فقال والله ما أرى قومي في بعد دارهم‬ ‫وكثرة عددهم يطيعون هذا ‪ 9‬قال فمكثت ببابه أياما وهو يعبر‬ ‫عليه فاخذ اعوانه‬ ‫فيخبره كل خبري |} ش انه دعاني يوما فدخلت‬ ‫بضبعي فقال دعوه } فأرسلت فذهبت لأجلس فأبوا أن يدعوني‬ ‫أجلس © فنظرت اليه فقال تكلم بحاجتك فدفعت اليه الكتاب‬ ‫مختوما ففض خاتمه فقرأه حتى انتهي الى اخره © ثم دفعه الى أخيه &‬ ‫فقرأه مثل قراءته الا أني رأيت أخاه أرق منه & ثم قال ألا تخبرني‬ ‫عن قريش كيف صنعت & فقلت اتبعوه إما راغب في الدين واما‬ ‫مقهور بالسيف |} قال ومن تبعه & قلت الناس قد رغبوا في الاسلام‬ ‫واختاروه على غيره وعرفوا بعقولهم مع هدى الله إياهم أنهم كانوا‬ ‫في ضلال & فما أعلم أحدا بقي غيرك في هذه الحرجة وأنت ان‬ ‫لم تسلم اليوم وتتبعه تطؤك الخيل وتبيد خضراءك © فأسلم تسلم‬ ‫ويستعملك على قومك ولا تدخل عليك الخيل والرجال ‪،‬قال‬ ‫الى أخيه ‪ 3‬فقال‬ ‫هذا و ارجع اى غدا ‪ 0‬فرجعت‬ ‫يومي‬ ‫دعني‬ ‫ياعمرو ‪ ،‬اني لأرجو أن يسلم ان لم يضن بملكه ‪ .‬حتى اذا كان‬ ‫الفد أتيت اليه فأي أن يأذن لى ‪ ،‬فانصرفت الى أخيه فأً خبرته أني‬ ‫لم أصل اليه © فأوصلني اليه ‪ 5‬فقال اني فكرت فيما ‪+‬عوتني اليه ©‬ ‫فاذا أنا أضعف العرب ان ملكت رجلا مافي ي۔ى وهو لا تبلغ‬ ‫خيله هاهنا ‪ 0‬وان بلفت خليه ألفت قتالا ليس كمتال مر لاقى ‪8‬‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫قلت وأنا خار ج غدا } فلما أيقن بمخرجي خلا به أخوه فقال مانحن‬ ‫فيما قد ظهر عليه وكل من أرسل اليه قد أجابه } فأً صبح فارسل‬ ‫الى فأجاب الى الاسلام وهو وأخوه جميعا ى وصدقا النبي (عَ)‬ ‫وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم © فكانا لي عونا‬ ‫على من خالفني ‪ .‬ونقله الزيلعي في اخر تخريجه نحو هذا" ‪.‬‬ ‫_ ‪_ ٣٢٣٦‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬الخرائط‬ ‫‏(‪)١‬‬ ‫خريطة رقم‬ ‫بحر الزنج‬ ‫‪. ):‬‬ ‫الحزيرة الخضراء ( ببا)‬ ‫عمان والطرق النجاربة بعد الإسلام‬ ‫طرق صاتية وسيرافية ۔ ‪ .‬۔‪ .‬۔‬ ‫‏‪٣١‬‬ ‫عمان وتاريخها البحري ‪:‬‬ ‫‪ :‬أحمد عبيدلي ‪ :‬محقق كتاب كشف‬ ‫المصدر‬ ‫‏‪١٢٨‬‬ ‫الغمة ‪ :‬ص‬ ‫_‬ ‫‪٢٣٢٣٧‬‬ ‫‏(‪)٢‬‬ ‫رقم‬ ‫خريطة‬ ‫السندباد‬ ‫‪ 83‬رحلة‬ ‫سفرن‬ ‫‪ :‬تيم‬ ‫المصدر‬ ‫‪_ ٢٢٨‬‬ ‫عمان وقبائلها‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫!‪2 5‬‬ ‫‪777‬‬ ‫ُ؛‬ ‫حرد‬ ‫حسم‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ماب‬ ‫رر‬ ‫‪.‬‬ ‫حر‬ ‫لح‬ ‫ح‪ .‬مه‬ ‫حمي‬ ‫‏‪ ١‬ض فب‬ ‫‪+‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫م‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫مر‬ ‫بمر ضر مت‬ ‫ر م‬ ‫جيد حد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ه‬ ‫‪...‬‬ ‫ه‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫مر‬ ‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫د‪.-‬‬ ‫ح؛‪٠‬‏‬ ‫‪1‬‬ ‫ر‪.‬‬ ‫مر‬ ‫مك‬ ‫ر‪-‬‬ ‫در‬ ‫ز‬ ‫هسة‬ ‫نمر‬ ‫(‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫تر وجم‬ ‫ء‪ ,‬ي ‪7‬‬ ‫س‬ ‫ص‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 1‬م‬ ‫م‬ ‫حضرة‬ ‫م‬ ‫مبرخ‬ ‫ء كبر‬ ‫حر‬ ‫‏‪١‬‬ ‫`ٍ‬ ‫سس‬ ‫ستر‬ ‫ضر‬ ‫ل‬ ‫دو‬ ‫مب سہ؛‪+‬‬ ‫جي‬ ‫ي‬ ‫=‬ ‫ر‪.‬‬ ‫ن‪.‬‬ ‫ه‬ ‫مر‬ ‫تم‬ ‫وم‬ ‫ه‬ ‫‪٦×,‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مه‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪2.٨‬‬ ‫مهد‬ ‫_‪.‬‬ ‫فم هر‬ ‫‪.‬‬ ‫مهه‬ ‫بز “‬ ‫م به‬ ‫«‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫همم‪.‬‬ ‫` ما‬ ‫`‬ ‫ه‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫م‪٫‬؛‬ ‫مر تردو‬ ‫;‬ ‫_‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪`١‬‬ ‫«عياسح غز عرى‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ب‬ ‫ر‪.‬‬ ‫م‬ ‫< بنو مدر رح دومة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ل‬ ‫‪.‬‬ ‫بنو علي‬ ‫ل‬ ‫ء }‬ ‫ديير ‪ +...‬مسه‬ ‫ث‬ ‫حب‬ ‫‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪/‬‬ ‫ا‬ ‫صد رر‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫ح هه‬ ‫هبر «‪٧‬؛حر‪,‬‏‬ ‫‪7‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪,‬ط هية‬ ‫ر‬ ‫جما سمه‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫صح صم‪.‬‬ ‫مے‬ ‫ة همد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏« ص‬ ‫الرس‬ ‫س‬ ‫عو‬ ‫لىر ممركة‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‬ ‫‪.,,‬‬ ‫‏‪٠١‬‬ ‫صوفره‬ ‫‪.‬‬ ‫جره س‪ .‬ما‬ ‫ج؟‬ ‫‪7‬‬ ‫ثم‬ ‫حد‬ ‫‪3‬‬ ‫مه‬ ‫حمور‬ ‫موي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫سور‬ ‫العصر الحديث‬ ‫ف‬ ‫عمان‬ ‫‏‪٢٣٢٣٩‬‬ ‫‪١ .‬‬ ‫الس‪.‬احل الشرقي ‪ .‬لأفريقيا في الع‪.‬صور الوسطى‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ :‬عبد الرحمن علي السديس ‪ :‬تطور حركة انتشار‪‎‬‬ ‫ِ‬ ‫لمصدر‬ ‫الاسلام في شرق افريقية في ظل دولة البوسعيدين ف ص‪. ٢٤٦ ‎‬‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫والمراجع‬ ‫المصادر‬ ‫‪-‬‬ ‫«‬ ‫المصادر العربية القديمة ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ابن الأثير رت ‪٦٢٣٠‬ه‪/‬‏ ‪١٣٣٨‬م)‏ ‪ :‬على بن أحمد بن أبي الكرم‬ ‫الكامل في التاريخ‪ ١٢ ‘ ‎‬مجلد ‪ ،‬دار صادر‪8 ‎‬‬ ‫‪_ ١‬‬ ‫‪١‎ ٩٨٦٢‬م ‪.‬‬ ‫بيروت © سنة‪‎‬‬ ‫‏‪ }©١‬مصر‬ ‫أسد الغابة في معرفة الصحابة ‪ .‬ج‬ ‫‏‪_ ٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ام‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫سنة‬ ‫‏‪ ٤٨١‬‏)م‪: ١‬‬ ‫ادريس عماد الدين (رت ‪٨٧٢‬ه‪/‬‬ ‫القسم‬ ‫بالمغرب ©{‪ ،‬وهو‬ ‫الفاطميين‬ ‫تار يخ الخلفاء‬ ‫_‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫الخاس بالفاطميين من كتابه المسمى عيون‬ ‫الأخبار‘“ تحقيق محمد اليعلاوي ‪ ،‬دار الغرب‬ ‫الاسلامي ‪ ،‬بيروت الطبعة الأولى سنة ‪١٩٨٥‬م‏ ‪.‬‬ ‫الادريسي (ت ‪٥٥٧‬ه‪/‬‏ ‪١١٦٦٢‬م)‏ ‪ :‬أبو عبد الله محمد بن عبد الله‬ ‫ابن ادريس الحسني ‪.‬‬ ‫نزهة المشتاق في اختراق الافاق ‪ 3‬نسخة مصورة‬ ‫‏‪_ .٤٤‬‬ ‫بجامعة القاهرة ۔ بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫الإزكوي (عاش في القرن ‪١٢‬ه‪,/‬‏ ‪١٨‬م)‏ ‪ :‬سرحان بن سعيد ‪.‬‬ ‫ه _ تاريخ عمان المقتبس من كتاب كشف الغمة‬ ‫الجامع لاخبار الامة } تحقيق عبد المجيد حسيب‬ ‫القيسي © مسقط ‪ ،‬وزارة التراث } الطبعة الثانية‬ ‫‪٢٤١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬م‬ ‫‏‪٩٨٥‬‬ ‫سنة‬ ‫الغمة & دلمون‬ ‫دراسة أحمد عبيدلي لكتاب كشف‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م‏‬ ‫للنشر ح نيقوسيا ‪ 3‬قبرص & سنة‬ ‫الاصطخري رتوفي قبل (‪٢٥٠‬ه‪/‬‏ ‪٩٦١‬م)‏ أبو اسحاق ابراهيم بن‬ ‫بالكر خي ‪.‬‬ ‫المعروف‬ ‫ححمد‬ ‫‏‪ ٩٦٧‬‏م‪. ١‬‬ ‫} سنة‬ ‫الممالك ©{} ليدن‬ ‫_ مسالك‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫ابن أعغم الكوفي (ت ‪٣١٤‬ه‪/‬‏ ‪٩٢٦‬م)‏ ‪ :‬أبو محمد أحمد ‪.‬‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫[‬ ‫أربع مجلدات‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ٨‬أجزاء‬ ‫«‬ ‫الفتو ح‬ ‫‏‪ ٨‬د ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٦‬م‏‬ ‫العلمية ‪ 0‬بيرو ت |} الطبعة الاولى سنة‬ ‫ابراهيم‬ ‫الله اسماعيل بن‬ ‫أبو عبد‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ٩‬‏(م‪٦٨‬‬ ‫‏‪ ٢ ٥٠٦‬ه‪/‬‬ ‫(ات‬ ‫البخاري‬ ‫‪ ١‬لحجعفي‪. ‎‬‬ ‫للتاريخ الكبير‪ ٨ ، ‎‬أجزاء ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪© ‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تار يخ‪‎‬‬ ‫بدون‬ ‫‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫البرادي (عاش في القرن ‪٨‬ه‪/‬‏ قرن ‏‪ ٤‬‏)م‪ : ١‬أبو القاسم بن ابراهيم‬ ‫البرادي النفوسي ‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫أخل به‬ ‫ما‬ ‫إتمام‬ ‫في‬ ‫المنتقاة‬ ‫الجواهر‬ ‫_‬ ‫‏‪٧٠‬‬ ‫الطبقات ‪.‬‬ ‫جامعة‬ ‫بمكتبة مسجد‬ ‫موجود‬ ‫مصور‬ ‫مخطوط‬ ‫السلطان قابوس ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫هرمزري‬ ‫الرام‬ ‫الناخذاه‬ ‫بين‬ ‫مادته‬ ‫جمع‬ ‫الهند‬ ‫عجائب‬ ‫كتا ب‬ ‫_‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫‏‪ ٩٢٣‬‏ه‪. ٢‬‬ ‫‏‪ ٢٨٨‬۔\}‬ ‫عامي‬ ‫‏م‪. ٦٨٨!١‬‬ ‫‏‪١٨٨٣‬‬ ‫ليدن ‪ ،‬ابريل » سنة‬ ‫ابن بطوطة (‪٧٧٩‬ه‪/‬‏ ‪١٣٧٧‬م)‏ ‪ :‬أبو عبدالله محمد بن عبدالله‬ ‫اللواتي الطنجي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١٢‬رحلته المسماه تحفة النظار في غرائب الأمصار‬ ‫وعجائب الأسفار ‪ .‬جزءان ‪ 9‬تحقيق د ‪ .‬علي‬ ‫الرسالة ث بيروت }‬ ‫المنتصر الكتاني ث مؤسسة‬ ‫‪١٩٨٥‬م‏ ‪.‬‬ ‫الطبعة الرابعة سنة‬ ‫‪ :‬أبو عبيد عبد الله بن عبدالعزيز ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٨٧‬ه‪٠٩٤ /‬ام)‏‬ ‫البكري (ت‬ ‫_ جزيرة العرب من كتابه (المسالك والممالك“‘‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫تحقيق ودراسة د ‪ .‬عبدالله يوسف الغنم ض ذات‬ ‫السلاسل } الكويت © الطبعة الأولى ش سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٧٧‬ام‬ ‫البلاذري (ت ‪٢٧٩‬ه‪/‬‏ ‪٨٩٢‬م)‏ ‪ :‬أبو الحسن أحمد بن يحيى بن‬ ‫‪.‬‬ ‫البغدادي‬ ‫جابر‬ ‫حمد‬ ‫رضوان‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫حقيق‬ ‫ئ‬ ‫البلدان‬ ‫فتوح‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١٤‬‬ ‫سنة‬ ‫<‬ ‫بيروت‬ ‫<‬ ‫العلمية‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫‪.‬‬ ‫رضوان‬ ‫‪٩٢‬ام‪. ‎‬‬ ‫التنوخي (ت‪٣٨٤ ‎‬ه‪) ٤ /‬م‪ : ‎٩٩‬القاضي أبو على الحسن بن علي‪. ‎‬‬ ‫‪ . ٥‬نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ‪ 7‬ج‪ & ٣ ‎‬تحقيق‪‎‬‬ ‫‪/٥١ ٣٩٢‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫الشالجي )‪ .‬بيروت ‪.‬‬ ‫عبو د‬ ‫‪٩٧٢‬ام‪. ‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٤٢٣‬‬ ‫‪ :‬أبو جعفر محمد بن‬ ‫‪٨٥٩‬م)‏‬ ‫‏‪ ٢ ٤٥‬ه‪/‬‬ ‫البغدادي (ت‬ ‫ابن حبيب‬ ‫حبيب بن أمية بن عمرو ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٦‬الحبر ‪ ،‬برواية أفي سعيد الحسن بن الحسين‬ ‫السكري & تصحيح د ‪ .‬إيلزة ليختن شتيتر ‪ ،‬دار‬ ‫تار يخ ‪.‬‬ ‫{© بدون‬ ‫‪ 0‬بيروت‬ ‫الحديدة‬ ‫الآفاق‬ ‫‏(‪٨٥٢ _ ٧٧٢‬ه‪ ٤٤٩ _ ١٣٧٤ /‬‏)م‪١‬ا ‪ :‬الحافظ بن‬ ‫ابن حجر‬ ‫حجر العسقلاني ‪.‬‬ ‫قيق‬ ‫‏‪ }{“ ٥‬ت‪١١‬ح &‬ ‫‪ 0‬ج‬ ‫ابة‬ ‫ص تم‬ ‫حييز‬ ‫لة في‬‫ااب‬‫_ الاص‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫د ‪ .‬طه محمد الزيني ‪ .‬مكتبة الكليات الأزهرية ‏‪٤‬‬ ‫‪١٣٨٨‬ه‪/‬‏‬ ‫سنة‬ ‫الأولى‬ ‫القاهرة ‪ .3‬الطبعة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٦٨‬ام‬ ‫‏(‪٤٥٦ _ ٣٨٤‬ه‪ _ ٩٩٤ /‬‏)م‪ : ٤٦٠١‬أبو محمد‬ ‫ابن حزم‬ ‫على بن احمد‬ ‫_ جمهرة أنساب العرب ‪ &،‬تحقيق عبد السلام محمد‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫هارون & دار المعارف } الطبعة الخامسة © بدون‬ ‫تاريخ ‪.‬‬ ‫‪٩‬ه_‪/‬‏ ‪٥‬م)‏ ‪ :‬محمد بن عبد المنعم الصنهاجي ‪.‬‬ ‫الحميري (قرن‬ ‫_ الروض المعطار في خبر الاقطار ث جمعه عام‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‪٦٦‬هھ‪ /‬‏‪ ٤٦٣‬‏م‪ ، ١‬تحقيق د ‪ .‬احسان عباس ‪8‬‬ ‫مكتبة لبنان ‪ 3‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ .‬سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٩٨٤‬ام‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫ابن حنبل ‏(‪٢٤١ _ ١٦٤‬ه‪ _ ٧٨٠ /‬‏)م‪ : ٥٥٨‬أحمد بن محمد‬ ‫‪.‬‬ ‫ابن حنبل الشيباني ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٠‬مسنده & وبهامشه كنز العمال في سنن الأقوال‬ ‫والأفعال ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬القاهرة الطبعة الثانية سنة‬ ‫‪١٩٨‬ه‪/‬‏ ‪١٩٧٨‬م‏ ‪.‬‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬أبو القاسم محمد‬ ‫‪٧‬ا‪٩٧‬م)‏‬ ‫‪٣٦٧‬ه‪/‬‏‬ ‫(ت‬ ‫ابن حوقل‬ ‫النصيبي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١‬صورة الأرض أو المسالك والممالك ‪ ،‬مكتبة‬ ‫الحياة ‪ .‬بيروت ‪ ،‬سنة ‪١٩٧٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫ابن خرداذبة رت حوالي عام ‪٣٠٠‬ه‪/‬‏ ‪٦٩١٢‬م)‏ ‪ :‬أبو القاسم عبيد‬ ‫الله بن عبدالله ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬المسالك والممالك ‪ ،‬ومعه نبذ من كتاب الخراج‬ ‫وصنعة الكتابة لأبي الفرج قدامة بن جعفر‬ ‫الكاتب البغدادي المتوفي عام ‏‪ ٠‬‏‪/‬ه‪ ٢٣‬‏م‪3 ٢٣٩‬‬ ‫مكتبة المثني ) بغداد ‪ 3‬بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫ابن خلكان ‏(‪٦٨١ _ ٦٠٨‬ه‪ _ ١٦١١ /‬‏)م‪ : ٢٨٦٢١‬أبو العباس‬ ‫شمس الدين أحمد بن محمد بنأبي بكر ‪.‬‬ ‫الأعيان وأنباء أبناء الزمان ء سبع‬ ‫‏‪ _ ٢‬وفيات‬ ‫دار‬ ‫عباس ك{ؤ‬ ‫احسان‬ ‫د ‪.‬‬ ‫تحقيق‬ ‫مجلدات ‪.3‬‬ ‫صادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫‏‪ ٤٠‬‏‪/‬ه‪ ٢‬‏)م‪ : ٤٥٨‬الامام المحدث أبو عمر‬ ‫خليفة بن خياط (ت‬ ‫خليفة بن خياط شياب العصفري ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٦٤‬كتاب الطبقات & برواية أبي عمران موسى بن‬ ‫زكريا التستري ‪ 3‬تحقيق د ‪ .‬اكرام ضياء‬ ‫العمري © دار طيبة © الرياض } الطبعة الثانية }‬ ‫سنة ‪١٤.٠٦٢‬ه‪/‬‏ ‪٩٨٢‬ا‪١‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫سعيذ‬ ‫بن‬ ‫أجمد‬ ‫العباس‬ ‫أبو‬ ‫‪:‬‬ ‫‏)ه‪٧٦‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫حوالي‬ ‫(ت‬ ‫الدرجيني‬ ‫‏‪ _ ٥‬كتاب طبقات المشائخ بالمغرب } تحقيق ابراهيم‬ ‫الجزائر ‪ 0‬سنة‬ ‫‪ ،‬مطبعة البعث © قسنطينة‬ ‫طلاي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٧٤‬ام‬ ‫ابن دريد الأزدي ‏(‪٣٢١ _ ٢٢٣‬ه‪ _ ٨٣٨ /‬‏)م‪ : ٣٣٩٦‬أبو بكر‬ ‫محمد بن الحسن ‪.‬‬ ‫_ الاشتقاق ‪ ،‬جزءان في مجلد ‪ ،‬تحقيق عبد السلام‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫محمد هارون © دار المسيرة بيروت ‪ ،‬الطبعة‬ ‫الثانية ‪ .‬سنة ‪١٣٩٩‬ه‪,/‬‏ ‪١٩٧٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫الربيع بن حبيب (عاش في القرن الثاني للهجرة) ‪ :‬الربيع بن حبيب‬ ‫ابن عمر الأزدي البصري ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٧‬الجامع الصحيح ‪ ،‬ترتيب أبي يعقوب يوسف بن‬ ‫ابراهم الورجلاني & دار الفتح للطباعة والنشر ©‬ ‫‏‪ ٣٨٨‬‏ه‪. ١‬‬ ‫بيروت © سنة‬ ‫‪٣٤٦‬‬ ‫الزبيدي (ت ‪٣٧٩‬ه‪/‬‏ ‪٦٨٩‬م)‏ ‪ :‬أبو بكر محمد بن الحسن ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٨‬طبقات النحويين واللغويين } تحقيق محمد أبو‬ ‫الفضل ابراهيم ‪ 3‬مكتبة الخانجي مصر ©& الطبعة‬ ‫الأولى سنة ‪١٣٧٣‬ه‪/‬‏ ‪٦٩٥٤‬ام‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٥‬‏)م‪ : ٩‬أبو زكريا يزيد بن محمد‬ ‫(رت ‪٣٢٣٤‬ه‪/‬‬ ‫الأزدي‬ ‫أبو زكريا‬ ‫ابن اياس بن القاسم الأزدي ‪.‬‬ ‫_ تاريخ الموصل ‪ ،‬تحقيق د ‪ .‬علي حبيبة ‪ ،‬لجنة إحياء‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫التراث الإسلامي © القاهرة سنة ‪١٣٨٧‬ه‪/‬‏‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٦٧‬ام‬ ‫بن‬ ‫‏‪ ٤٥‬‏)م‪ : ٨‬أبو عبدالله محمد بن سعد‬ ‫‏‪/٢٣٠‬‬ ‫ه‬ ‫ابن سعد (ت‬ ‫منيع الزهري ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٠‬الطبقات الكبري ك ثمانية أجزاء ث دار التحرير &‬ ‫القاهرة ‪ .3‬سنة ‪١٣٨٨‬ه‪/‬‏ ‪١٩٦٨‬م‏ ‪.‬‬ ‫ابن سعيد المغرني ‏(‪٦٧٣ _ ٦١٠‬ه‪ _ ١٦١٤ /‬‏)م‪ : ٥٧٢١‬أبو‬ ‫الحسن علي بن موسى ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ١‬كتاب الجغرافيا ‪ ،‬تحقيق اسماعيل العربي ‪ ،‬المكتبة‬ ‫التجارية ‪ .‬بيروت ‪ 0‬الطبعة الأولىي ء سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬م‬ ‫ا‬ ‫الاستقامة ‪ .‬ج‪ & ١ ‎‬تحقيق محمد أبو الحسن‪8 ‎‬‬ ‫‪_ ٣٢‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م ‪.‬‬ ‫التراث ‪ 0‬سنة‪‎‬‬ ‫} وزارة‬ ‫مسقط‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫سليمان التاجر وأبو زيد الحسن السيرافي ‪( :‬عاشا في القرن الثالث‬ ‫الههجري) ‪.‬‬ ‫ك©} باريس سنة‬ ‫مجلد‬ ‫ف‬ ‫التواريخ ‪ .‬جزءان‬ ‫سلسلة‬ ‫__‬ ‫‏‪٢٣‬‬ ‫‏‪ ٤٥‬‏م‪١‬ا‪. ٨‬‬ ‫‏(‪٥٦٢ _ ٥٠٦‬ه‪ _ ١١١٦١ /‬‏)م‪ : ٦٦١١‬الامام أبو‬ ‫السمعاني‬ ‫التميمي ‪.‬‬ ‫منصور‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫بن‬ ‫الكريم‬ ‫عبد‬ ‫سعد‬ ‫الله‬ ‫عحبد‬ ‫وتعليق‬ ‫‘ تقديم‬ ‫أجزاء‬ ‫خمسة‬ ‫الأنساب ]‬ ‫_‬ ‫‏‪٢٤‬‬ ‫‘‬ ‫بيروت‬ ‫العلمية‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫<‬ ‫البارودي‬ ‫عمر‬ ‫الطبعة الأولى ث سنة ‪١٤٠٨‬ه‪/‬‏ ‪١٩٨٨‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥٦٢٢‬‏(م‪: ١‬أحمد بن سعيد بن عبد الواحد‪.‬‬ ‫الشماخي (ت ‪٩٢٨‬ه‪/‬‬ ‫جزءان & تحقيق أحمد بن سعود‬ ‫‏‪ _ ٥‬كتاب السير‬ ‫سنة‬ ‫التراث ‪.3‬‬ ‫وزارة‬ ‫=[©‬ ‫مسقط‬ ‫السيابي ‏‪٤‬‬ ‫‪١‎ ٤٠٧‬ه‪ ٩٨٧ /‬م‪. ‎١‬‬ ‫الطبري ‏(‪٣١٠ _ ٢٢٤‬ه‪ _ ٨٣٨ /‬‏)م‪ : ٢٢٩٦‬أبو جعفر محمد‬ ‫ع‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫جرير‬ ‫ابن‬ ‫_ تاريخ الطبري (تاريخ الامم والملوك) عشرة اجزاء ‪3‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫تحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم © دار المعارف ‪8‬‬ ‫القاهرة } الطبعة الرابعة ء سنة ‪١٩٧٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫ابن طولون الدمشقي (ت ‪٩٥٣‬ه‪/‬‏ ‪١٥٤٦‬م)‏ ‪ :‬شمس الدين محمد‬ ‫ابن علي ابن طولون الدمشقي‬ ‫‏‪ _ ٧‬إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين © نشر‬ ‫مكتبة القدسي & دمشق & سنة ‪١٣٤٨‬ه‏ ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٣٤٨‬‬ ‫ابن عبد الحق (رت ‪٧٣٩‬ه‪/‬‏ ‪١٣٢٣٨‬م)‏ ‪ :‬صفي الدين عبد المؤمن‬ ‫ابن عبد الحق البغدادي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٩‬مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ©‬ ‫تحقيق علي محمد البجاوي & دار المعرفة بيروت ©‬ ‫الطبعة الأولى ‪ 9‬سنة ‪١٣٧٣‬ه‪/‬‏ ‪١٩٥٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫ابن عبد ربه (رت ‪٣٣٦‬ه‪/‬‏ ‪٩٤٨‬م)‏ ‪ :‬شهاب الدين أحمد ‪.‬‬ ‫العقد الفريد ‪ 0‬‏‪ ٧‬مجلدات & تقديم خليل شرف‬ ‫_‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الطبعة‬ ‫الدين ث دار ومكتبة الهلال ‪ 3‬بيروت‬ ‫الأولى ض سنة ‪١٣٧٣‬ه‪/‬‏ ‪١٩٥٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫ابن فضل الله العمري (رت ‪٧٤٩‬ه‪/‬‏ ‪١٣٤٨‬م)‏ ‪ :‬شهاب الدين أحمد‬ ‫‪.‬‬ ‫ابن حى‬ ‫) سنة‬ ‫بمن المصطلح الشريف ‘ القاهرة‬ ‫التعريف‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٤١‬‬ ‫ام ‪.‬‬ ‫‏‪١٠‬‬ ‫العوتبي الصحاري (عاش في القرن الخامس للهجرة) ‪ :‬سلمة بن‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫التراث‪} ‎‬‬ ‫© وزارة‬ ‫الأنساب ‪ .‬جزءان & مسقط‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫‪١٩٨٤‬م ‪.‬‬ ‫الطبعة الثالثة » سنة‪‎‬‬ ‫ابن الفقيه الهمداني (رت حوالي ‪٣٠٠‬ه‪/‬‏ ‪٩١٢‬م)‏ ‪ :‬أبو بكر أحمد‬ ‫‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫ابن‬ ‫‏‪ ٣٠٢‬‏ه‪. ١‬‬ ‫البلدان } ليدن © سنة‬ ‫مختصر كتاب‬ ‫_‬ ‫‏‪٤٢‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٤٩‬‬ ‫ابن قتيبة (‪٢٧٦‬ه‪/‬‏ ‪٨٨٩‬م)‏ أبو محمد عبدالله بن مسلم ‪.‬‬ ‫‏‪ ، ٢‬دار الكتب العلمية ©‬ ‫عيون الأخبار ‪ .‬ج‬ ‫_‬ ‫‏‪٤٤‬‬ ‫بيروت ‪ ،‬الطبعة الأولى ض سنة ‪١٩٨٦‬م‏ ‪.‬‬ ‫الأوائل ‪ 0‬تحقيق محمد بدر الدين القهو جي ‪ 0‬دار‬ ‫_‬ ‫‏‪٤٥‬‬ ‫ابن كثير للطباعة والنشر © بيروت © الطبعة‬ ‫الأولى سنة ‏‪ /٥١٤٠٧‬‏م‪. ١٧٨٩١‬‬ ‫القزويني (رت ‪٦٨٢‬ه‪/‬‏ ‪١٢٨٣‬م)‏ ‪ :‬زكريا بن محمد بن محمود‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫القزويني ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫اثار البلاد واخبار العباد ح دار صادر ‪ ،‬بيروت‬ ‫_‬ ‫‏‪٤٦‬‬ ‫بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫القلقشندي (رت ‪٨٢١‬ه‪ /‬‏‪ ٤١٨‬‏)م‪ : ١‬أبو العباس أحمد بن علي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٤٧‬صبح الاعشي في صناعة الإنشا ض ‏‪ ١٤‬جزء ‪8‬‬ ‫سنة‬ ‫القومي مصر ‪3‬‬ ‫والارشاد‬ ‫الثقافة‬ ‫وزارة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٨٥‬ام‬ ‫‏‪ ٥٠٤‬‏(م‪ : ١‬أحمد بن ماجد السعدي ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٠‬ه‪/‬‬ ‫ابن ماجد (ت حوالي‬ ‫_ ثلاث أزهار في معرفة البحار ‪ ،‬تحقيق تيودور‬ ‫‏‪٤٨‬‬ ‫شوموفسكي ©‪ ،‬ترجمة وتعليق د ‪ .‬محمد منير‬ ‫مرسى ‪ ،‬عالم الكتب \ القاهرة ‪ 3‬سنة ‪١٩٦٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫الله بن مداد‬ ‫بن عبد‬ ‫‪ ٥١١‬‏)م‪ : ١‬محمد‬ ‫‏‪٩ ١٧‬ه‪/‬‬ ‫(رت‬ ‫ابن مداد‬ ‫النزوي العقري ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٩‬سيرة بن مداد ‪ .‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ‪. ،‬سنة‬ ‫‏‪٩٨٤‬ام ‪.‬‬ ‫السعودي (ت ‪٣٤٦‬ه‪/‬‏ ‪٦٩٥٧‬م)‏ ‪ :‬أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٥٠‬مروج الذهب ومعادن الجوهر ‪ ،‬‏‪ ٤‬اجزاء ‪ ،‬تقديم‬ ‫د ‪ .‬مفيد محمد قميحة © دار الكتب العلمية ©‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٦‬م‏‬ ‫سنة‬ ‫الأولى‬ ‫بيروت & الطبعة‬ ‫التنبيه والاشراف ى دار ومكتبة الهلال © بيروت }‬ ‫_‬ ‫‏‪٥١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٨١‬ام‬ ‫سنة‬ ‫اللقدسى ‏(‪٣٩٠ _ ٣٢٣٥‬ه‪ _ ٩٤٦ /‬‏)م‪ : ٠٠٠١‬محمد بن أحمد‬ ‫‪.‬‬ ‫بالبشاري‬ ‫المقدسي المعروف‬ ‫الشامي‬ ‫بكر البناء‬ ‫ابن أي‬ ‫‏‪ _ ٥٢‬أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ‪ ،‬ليدن } الطبعة‬ ‫الثانية ‪ .‬سنة ‪١٩٦٧‬م‏ ‪.‬‬ ‫مسلم بن الحجاج القشيري (رت ‪٢٦١‬ه‪/‬‏ ‪٨٧٤‬م)‏ ‪.‬‬ ‫دار‬ ‫‏‪ ١١٥‬تك‬ ‫ج‬ ‫النووي‬ ‫مسلم بشرح‬ ‫صحيح‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫الثالنة }‬ ‫‪ .‬الطبعة‬ ‫العربي ‪ .‬بيروت‬ ‫التراث‬ ‫احياء‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تار يخ‬ ‫بدون‬ ‫‪:‬‬ ‫مجهول‬ ‫‏‪ _ ٥٤‬السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان ‪ ،‬ج ‏‪ ١‬تحقيق‬ ‫اسماعيل الكاشف {} مسقط }‬ ‫د ‪ .‬سيدة‬ ‫وشرح‬ ‫وزارة التراث ‪ ،‬سنة ‪١٤٠٦‬ه‪/‬‏ ‪١٩٨٦‬م‏ ‪.‬‬ ‫مجهول (رولد عام ‪٩٠٤‬ه‪/‬‏ ‪١٤٩٨‬م)‏ ‪:‬‬ ‫علي‬ ‫محمد‬ ‫تحقيق‬ ‫كلوة ‪.‬‬ ‫أخبار‬ ‫في‬ ‫السلوة‬ ‫_‬ ‫‏‪٥٠٥‬‬ ‫‘ وزارة التراث سنة‬ ‫الصليبي ث مسقط‬ ‫‏‪ ٤.٥‬‏‪/‬ه‪ ١‬‏م‪. ٥٨٩١‬‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫مجهول‬ ‫الفتا ح‬ ‫عبد‬ ‫} تحقيق د ‪ .‬سعيد‬ ‫تار يخ أهل عمان‬ ‫_‬ ‫‏‪٥٦‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١ ٩ ٨‬م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫سنة‬ ‫<‬ ‫مسقط‬ ‫<‬ ‫عا شور‬ ‫مجهول (عاش في القرن ‪١٢‬ه‪/‬‏ ‪١٨‬م)‏ ولعله أبو سليمان بن محمد‬ ‫ابن عامر بن راشد المعولي كا ذكر صاحب تحفة الأعيان ‪:‬‬ ‫في عمان ‪ ،‬تحقيق عبد‬ ‫وأخبار جرت‬ ‫‏‪ _ ٥٧‬قصص‬ ‫المنعم عامر ك مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ‪ ،‬الطبعة‬ ‫الثانية ‪ 0‬سنة ‏‪ ٤.٠٣‬‏‪/‬ه‪ ١‬‏م‪. ٣٨٩١‬‬ ‫ابن النديم (رت ‪٤٣٨‬ه‪/‬‏ ‪١٠٤٦‬م)‏ ‪ :‬محمد بن اسحاق المعروف‬ ‫بالوراق ‪.‬‬ ‫الفهرست ك} تحقيق د ‪ .‬ناهد عباس عثان ‪ ،‬دار‬ ‫_‬ ‫‏‪٥٨‬‬ ‫بن الفجاءة ‪ 0‬قطر © الطبعة الاولى ) سنة‬ ‫قطري‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٨٥‬ام‬ ‫النويري (ت ‪٧٧٣‬ه‪/‬‏ ‪١٣٧١‬م)‏ ‪ :‬شهاب الدين أحمد بن عبد‬ ‫الوهاب ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٩‬نهاية الأرب في فنون الأدب © ج ‏‪ & ٢٠‬تحقيق‬ ‫محمد رفعت فتح الله ‪ 0‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‏‪} ٢١‬‬ ‫ج‬ ‫للكتاب } القاهرة ص سنة ‪١٩٧٥‬م‪،‬‏‬ ‫تحقيق علي محمد البجاوي آ الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب } القاهرة ‪ .‬سنة ‪١٩٧٦‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪٢٣٢٥٢‬‬ ‫ابن هشام رت ‪٢١٨‬ه‪/‬‏ ‪٨٣٣‬م)‏ ‪ :‬أبو محمد عبد الملك بن هشام‬ ‫‪.‬‬ ‫الحميري‬ ‫مجلدين } تحقيق‬ ‫في‬ ‫‏‪ ٤‬أجزاء‬ ‫النبوية ‪.‬‬ ‫السيرة‬ ‫_‬ ‫‏‪٦٠‬‬ ‫مصطفى السقا وابراهيم الابياري وعبدالحفيظ‬ ‫}‬ ‫شلي ئ مكتبة مصطفى الباني ‏‪ ١‬لحلبي » القا هرة‬ ‫‏‪ ٩٥٥‬‏م‪. ١‬‬ ‫الطبعة الثانية سنة‬ ‫الهمداني (رت ‪٥٢١‬ه‪/‬‏ ‪١١٢٧‬م)‏ ‪ :‬محمد بن عبد الملك ‪.‬‬ ‫‏‪ & ١١‬تحقيق محمد أبو‬ ‫تكملة تار يخ الطبري ‪ ،‬ج‬ ‫‏‪٦١‬‬ ‫القاهرة © الطبعة‬ ‫الفضل ابراهيم ى دار المعارف [ك}‬ ‫الثانية ‪ .‬سنة ‪١٩٨٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫ابن الوردي (ت ‪٧٤٩‬ه‪/‬‏ ‪١٣٤٨‬م)‏ ‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمر ‪.‬‬ ‫شركة‬ ‫الغرائب ‪3‬‬ ‫وفريدة‬ ‫العجائب‬ ‫خريدة‬ ‫_‬ ‫‏‪٦٢‬‬ ‫تار يخ ‪.‬‬ ‫بدون‬ ‫الفنية الحديدة ‪ 0‬القاهرة‬ ‫الطباعة‬ ‫ياقوت الحموي (ت ‪٦٢٦‬ه‪/‬‏ ‪١٢٣٠‬م)‏ ‪ :‬الامام شهاب الدين أبو‬ ‫عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٦٢‬معجم البلدان ‪ ،‬خمسة أجزاء © دار احياء التراث‬ ‫العربي ‪ ،‬بيروت & سنة ‪١٣٩٩‬ه‪/‬‏ ‪١٩٧٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫بن جعفر‬ ‫يعقوب‬ ‫بن أل‬ ‫‪ :‬أحمد‬ ‫‏‪٥‬م(‬ ‫‏‪ ٢ ٧٢‬ه‪/‬‬ ‫اليعقوبي (رت‬ ‫ابن وهب ابن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي ‪.‬‬ ‫|‬ ‫‪ ،‬بيروت‬ ‫‪ ،‬دار صادر‬ ‫تار يخ اليعقوبي ‪ .‬جزءان‬ ‫‏‪ ٦٤‬س‬ ‫بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫للبلدان‬ ‫كتاب‬ ‫عن‬ ‫ماخوذ‬ ‫المغرب ‪.‬‬ ‫صفة‬ ‫_‬ ‫‏‪٦٥‬‬ ‫‏‪ ٥٠‬‏م‪. ٨١‬‬ ‫ليدن © سنة‬ ‫لليعقوبي‬ ‫‪٢٥٢٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫والمعربة‬ ‫المراجع العربية‬ ‫ب _‬ ‫‪:‬‬ ‫ادم متز‬ ‫‏‪ _ ٦٦‬الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري أو‬ ‫د ‪.‬‬ ‫تعريب‬ ‫عصر النهضة في الاسلام ‪ .‬جزءان‬ ‫حمد عبد الهادي أبو ريدة ‪ ،‬دار الكتاب العربي ©‬ ‫بيروت ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫أحمد حمود المعمري ‪:‬‬ ‫‏‪ _ ٦٧‬عمان وشرقي افريقية ‪ 0‬ترجمة محمد أمين عبدالله "‬ ‫مسقط } وزارة التراث سنة ‪١٩٨٠‬م‏ ‪.‬‬ ‫أحمد شلبي ‪( :‬دكتور)‬ ‫‏‪ _ ٦٨‬موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية ‪3‬‬ ‫‏‪ © ٦‬مكتبة النهضة المصرية الطبعة الرابعة }‬ ‫ج‬ ‫سنة ‪١٩٨٣‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أحمد علي أحمد‬ ‫‏‪ ٩‬ك_لوة ‪ ،‬تاريخها وحضارتها من القرن العاشر الى‬ ‫الميلادي ‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫القرن الخامس عشر‬ ‫غير منشورة } جامعة القاهرة ‪ .‬سنة ‪١٩٨٣‬م‏ ‪.‬‬ ‫سا لم ‪( :‬دكتور)‬ ‫أحمد غيضة‬ ‫‏‪ _ ٠‬الحاليات العربية في افريقيا ‏‪ ٠‬بحث في كتاب‬ ‫العرب وافريقيا ‪ ،‬بيروت } الطبعة الأولى © سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٤‬ام‬ ‫‪٢٥٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫واخرون‬ ‫مصلح‬ ‫مهني‬ ‫احمد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٧‬م‏‬ ‫‪ .‬سنة‬ ‫مبادئنا ‪ .‬عمان‬ ‫هذه‬ ‫__‬ ‫‏‪٧١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫توماس‬ ‫<‬ ‫أرنولذ‬ ‫ابراهيم‬ ‫الدعوة الى الاسلام ‪ ،‬ترجمة د ‪ .‬حسن‬ ‫_‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫اسماعيل‬ ‫عابدين ‪.3‬‬ ‫عبدالمجيد‬ ‫د ‪.‬‬ ‫حسن ‪3‬‬ ‫المصرية ‪ ،‬الطبعة‬ ‫النهضة‬ ‫مكتبة‬ ‫النحراوي ‪3‬‬ ‫ام ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الثالثة ‪ .‬سنة‬ ‫ارنولد ويلسون (لفتنانت كولونيل سير ارنولد ‪ .‬ويلسون) ‪:‬‬ ‫عبدالله‪. ‎‬‬ ‫أمين‬ ‫محمد‬ ‫تاريخ الخليج ‪ 3‬ترجمة‬ ‫‪_ ٢‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫الثانية ‪.‬‬ ‫الطبعة‬ ‫التراث ‪.‬‬ ‫©[© وزارة‬ ‫مسقط‬ ‫‪/ ٤.٥‬ه‪ ‎١‬م‪. ‎٥٨٩١‬‬ ‫أنور عبد العليم ‪:‬‬ ‫الملاحة وعلوم البحار عند العرب ©‪ &،‬سلسلة عالم‬ ‫_‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫المعرفة ‪ 0‬عدد المحرم سنة ‪١٣٩٩‬ه‪/‬‏ يناير سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٩‬ام‬ ‫كوستا ‪:‬‬ ‫باولو‬ ‫‪.‬‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫‪6‬‬ ‫مسقط‬ ‫‪6‬‬ ‫ظفار‬ ‫لمدينة‬ ‫دراسة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪\٥‬د‪٧‬ا‏‬ ‫سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫بطرس البستاني ‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‏‪ |} ١١‬دار المعرفة ‪ 0‬بيروت‬ ‫)ج‬ ‫دائرة المعارف‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٧٦‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تا ر خ‬ ‫بل و ن‬ ‫_‬ ‫‪٢٣٥٥‬‬ ‫_‬ ‫ترمنجهام ‪ 3‬سبنسر ‪:‬‬ ‫_ الاسلام في شرق افريقيا ‪ 0‬ترجمة محمد عاطف‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫النواوي © الأنجلو المصرية الطبعة الأولى ث سنة‬ ‫‏‪٩٢‬ام ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يان‬ ‫زون‬ ‫تشانغ‬ ‫الاتصالات الودية المتبادلة بين الصين وعمان عبر‬ ‫_‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫التار يخ ‪ 0‬مسقط } وزارة التراث ‪ ،‬سنة ‪١٩٨١‬م‏ ‪.‬‬ ‫عزيز‪|} ‎‬‬ ‫سامي‬ ‫د ‪.‬‬ ‫ترجمة‬ ‫)‬ ‫السندباد‬ ‫رحلة‬ ‫‪. ٩‬‬ ‫‪ ١ ٤ ٠.٥‬ه‪‎/‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫]‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫مسقط‪٠ ‎‬‬ ‫‪٩٨٥‬ام‪. ‎‬‬ ‫جمال زكريا قاسم ‪( :‬دكتور)‪. ‎‬‬ ‫الأصول ‪ .‬التاريخية للعلاقات العربية الافريقية‪} ‎‬‬ ‫‪_ ٠‬‬ ‫العربية » عدد‪‎‬‬ ‫والدراسات‬ ‫مجلة معهد البحوث‬ ‫‪.‬‬ ‫سنة‪ ‎‬م‪٥٧٩١‬‬ ‫‏‪ _ ١‬الخليج العربي دراسة لتاريخ الامارات العربية في‬ ‫عصر التوسع الأوربي الأول ‪ ،‬دار الفكر العربي ©‬ ‫القاهرة ‪ .‬سنة ‪١٩٨٥‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٦‬استقرار العرب في ساحل شرق افريقيا } حوليات‬ ‫‏‪8 ١٠‬‬ ‫كلية الآداب } جامعة عين شمس ‪ ،‬عدد‬ ‫سنة ‪١٩٦٧‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪٢٥٦‬‬ ‫المصادر العربية لتاريخ شرق افريقيا ‪ 0‬مجلة الجمعية‬ ‫_‬ ‫‏‪٨٢‬‬ ‫‏‪© ١٩٦٦‬‬ ‫‏‪ ©، ١٤‬سنة‬ ‫التاريخية ح العدد‬ ‫المصرية‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٧٧‬ام‬ ‫‪.‬‬ ‫‪( :‬دكتوران)‬ ‫} على أحمد هارون‬ ‫جودة‬ ‫حسنين‬ ‫جودة‬ ‫المعارف‬ ‫الاسلامية ‪ .‬منشأة‬ ‫الدول‬ ‫‏‪ _ ٨٤‬جغرافية‬ ‫بالاسكندرية ‪ 3‬سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سف ‪:‬ينة)‬ ‫(ربان‬ ‫‪:‬جيان‬ ‫وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن افريقيا‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪ .‬نقله الى العربية‬ ‫‪١٨٥٦‬م‏‬ ‫الشرقية ‪ .7‬كتبه عام‬ ‫ئ الطبعة الأولى ئ‬ ‫ئ القاهرة‬ ‫يوسف كال‬ ‫ملخصا‬ ‫سنة ‪١٣٤٥‬ه‪/‬‏ ‪١٩٢٧‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(دكتوران)‬ ‫‪:‬‬ ‫شرف‬ ‫أحمد‬ ‫طه‬ ‫ابراهيم حسن ‪.‬‬ ‫حسن‬ ‫‏‪ _ ٦‬المعز لدين الله الفاطمي ‪ ،‬دار النهضة المصرية ©‬ ‫‏‪ ١ ٩ ٦٣‬م ‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫(دكتور)‬ ‫‪:‬‬ ‫حمود‬ ‫احمد‬ ‫حمن‬ ‫‏‪ _ ٧‬انتشار الاسلام في القارة الافريقية ‪ 0‬مكتبة النهضة‬ ‫المصرية } الطبعة الثالثة ‪ .‬سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪( :‬دكتور)‬ ‫حسين مؤنس‬ ‫العربي ئ‬ ‫أطلس تار يخ الاسلام ‪ .‬الزهراء للاعلام‬ ‫‏‪٨٩‬‬ ‫‪١٤.٠٧‬ه‪/‬‏‬ ‫القاهرة ‪ 3‬الطبعة الأولى شء سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٨٧‬ام‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫حسين على المسري ‪( :‬دكتور)‬ ‫ذات‬ ‫العباسي }‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫العراق‬ ‫_ تجارة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫السلاسل } العراق ‪ ،‬سنة ‏‪ ٤٠٦٢‬‏‪/‬ه‪ ١‬‏م‪. ٢٨٩١‬‬ ‫حميد بن محمد بن رزيق ‪( :‬رت ‪١٢٩١‬ه‪/‬‏ ‪١٨٧٤‬م)‏‬ ‫‏‪ _ ٩١‬الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين © نحقيق‬ ‫عبدالله }‬ ‫مرسي‬ ‫المنعم عامر » د ‪ .‬محمد‬ ‫عبد‬ ‫مسقط ‪ 0‬وزارة التراث ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ .‬سنة‬ ‫‏‪٩٢٣‬ام ‪.‬‬ ‫الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان‪| ‎‬‬ ‫‪_ ٩٢‬‬ ‫وزارة التراث‪١ ‎‬‬ ‫تحقيق عبد المنعم عامر ‪ 3‬مسقط‬ ‫‪.‬‬ ‫سنة‪ ‎‬م‪٨٧٩١‬‬ ‫‏‪ _ ٩٢‬الصحيفة القحطانية } مخطوط بمكتبة معالي السيد‬ ‫محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدى وهو نسخة‬ ‫مصورة في ‪١٩٣٠/١/١٩‬م‪3‬ء‏ عن نسخة‬ ‫موجودة بمكتبة أكسفورد ‪.‬‬ ‫حوراني ‪ :‬جورج فاضلو ‪.‬‬ ‫العرب والملاحة في المحيط الهندي ‪ ،‬ترجمة د‪. ‎‬‬ ‫‪_ ٩٤‬‬ ‫يعقوب بكر & مكتبة الأنجلو المصرية ‪ 3‬بدون‪‎‬‬ ‫تارخ‪. ‎‬‬ ‫‪ &،‬بازل ‪:‬‬ ‫دافدسون‬ ‫‏‪ _ ٥‬افريقيا تحت أضواء جديدة } ترجمة جمال محمد‬ ‫أحمد ‪ 3‬دار الثقافة للتوزيع والنشر ‪ ،‬بيروت ©‬ ‫بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫‪( :‬دكتور)‬ ‫صادق‬ ‫دولت‬ ‫الاسلام » بحث‬ ‫_ شرقي افريقيا ‪ .‬دراسة في كغرافية‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫ضمن كتاب (بحوث المؤتمر الجغرافي الاسلامي الاول)‬ ‫ج ‏‪ } ٤‬الرياض } سنة ‪١٤٠٤‬ه‪/‬‏ ‪٩٨٤‬ا‪١‬م‏ ‪.‬‬ ‫رأفت غنيمي الشيخ ‪( :‬دكتور) ‪.‬‬ ‫= افريقيا في التاريخ المعاصر ‪ ،‬دار الثقافة للطبع‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫‏‪ ١ ٩٨٢‬م ‪.‬‬ ‫‪ .‬سنة‬ ‫والنشر ‘ القاهرة‬ ‫محمد عبد الحلم ‪( :‬دكتور)‬ ‫رجب‬ ‫النهضة‬ ‫دار‬ ‫©‬ ‫جديد‬ ‫مفهوم‬ ‫ضو ء‬ ‫ف‬ ‫الردة‬ ‫‏‪ ٨‬ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م‏‬ ‫العربية ‪ 0‬القاهرة ‪ .‬سنة‬ ‫_ العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع ونصاري‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م‏‬ ‫العربية ‪ 0‬القاهرة » سنة‬ ‫_ العقود الفضية في أصول الأباضية ث مسقط ‪8‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٩٨٣‬‏م‪. ١‬‬ ‫وزارة التراث © سنة‬ ‫السيابي ‪:‬‬ ‫حمود‬ ‫بن‬ ‫ل‬ ‫سا‬ ‫‪ ©} {]:‬وزارة‬ ‫مسقط‬ ‫_ عمان عير التاريخ ئ أر بعة أجزاء‬ ‫‏‪١٠١‬‬ ‫‏‪ ٩٨٦‬ام ‪.‬‬ ‫التراث © سنة‬ ‫_ العنوان عن تار يخ عمان © نشر على نفقة الشيخ‬ ‫‏‪١٠٢‬‬ ‫أحمد بن محمد بن عيسى الحارث العماني ‪ ،‬بدون‬ ‫دار نشر & وبدون تاري ‪.‬‬ ‫‪٢٥٩‬‬ ‫‪ _ ١٠٣‬طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الأباضي‪© ‎‬‬ ‫مسقط ‪ ،‬وزارة التراث ‪ ،‬سنة‪١٤٠٠ ‎‬ه‪٩٨٠‎ /‬ا‪١‬م ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ستودارد‪‎‬‬ ‫وتعليق‪‎‬‬ ‫‪ 0‬ترجمة‬ ‫حاضر العا ل الاسلامي ئ جزءان‬ ‫_‬ ‫‪١.٤‬‬ ‫واضافة شكيب أرسلان ‪ ،‬دار الفكر العربي‪© ‎‬‬ ‫مصر ‪ ،‬بدون تاريخ‪. ‎‬‬ ‫سعيد علي المغيري‪: ‎‬‬ ‫جهينة الاخبار في تاريخ زنجبار ‪ 0‬حقيق عبد المنعم‪‎‬‬ ‫‪_ ١٠٥‬‬ ‫‪١٩٧٩‬م ‪.‬‬ ‫© سنة‪‎‬‬ ‫عامر } طبع مصر‬ ‫خليفات ‪( :‬دكتوران)‪‎‬‬ ‫سعيد عبد الفتاح عاشور & عوض‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫مسقطا{‪3‬‬ ‫الاسلامية ‪.‬‬ ‫والحضارة‬ ‫عمان‬ ‫_‬ ‫‪٠٦‬‬ ‫‪٩٨٧‬ام‪. ‎‬‬ ‫سليمان بن عبد الله الشيباني‪: ‎‬‬ ‫وبدون‪‎‬‬ ‫نشر{©‬ ‫مكان‬ ‫زنجبار‪ ٠ ‎‬بدون‬ ‫‪ _ ١٠٧‬مملكة‬ ‫تاريخ‪. ‎‬‬ ‫سليمان عبد الغني مالكي ‪( :‬دكتور)‪‎‬‬ ‫سلطنة كلوة الاسلامية ‪ 3‬دار النهضة العربية‪} ‎‬‬ ‫‪_ ١٨‬‬ ‫‪١٤٠٦‬ه‪٩٨٦‎ /‬ا‪١‬م ‪.‬‬ ‫القاهرة "‪ .‬سنة‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الباروني‪: ‎‬‬ ‫سليمان‬ ‫الازهار الفضية في ائمة وملوك الاباضية } محمد‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫©‬ ‫& وزارة التراث‪‎‬‬ ‫‪ } ٢‬مسقط‬ ‫على الصليبي ‪ ،‬ج‪‎‬‬ ‫‪ ٩٨٧‬م‪١‬ا‪. ‎‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫‪٢٦٠‬‬ ‫عبد الحافظ عبد ربه ‪:‬‬ ‫السيد‬ ‫‏‪ _ ١٠٠4‬الأباضية مذهب وسلوك ‪ .3‬مكتبة الاستقامة }‬ ‫روي } سلطنة عمان & سنة ‪١٤٠٦‬ه‪/‬‏ ‪٩٨٦١‬ا‪١‬م‏ ‪.‬‬ ‫سيدة اسماعيل الكاشف ‪( :‬دكتور)‬ ‫‏‪ _ ١١١‬عمان في فجر الاسلام ى مسقط © وزارة‬ ‫التراث } الطبعة الثانية ش سنة ‪١٩٨٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البطاشي ‪:‬‬ ‫بن حمود بن حامد‬ ‫سيف‬ ‫‏‪ -_ ١١١‬ارشاد السائل الى معرفة الاوائل ‏‪ ٤‬مسقط ‪8‬‬ ‫وزارة التراث ‪ ،‬سنة ‪١٤٠٨‬ه‪/‬‏ ‪٩٨٨‬ا‪١‬م‏ ‪ ،‬تاريخ‬ ‫‪.‬‬ ‫} ‪٩٨٨‬ا‪١‬م‏‬ ‫المهلب ا{‪ 3‬مسقط‬ ‫وبوزورث ‪:‬‬ ‫شاخت‬ ‫‏‪ & ١‬ترجمة د ‪ .‬محمد زهير‬ ‫_‪ -‬تراث الاسلام ‏‪ ٤‬ج‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫مؤنس & د ‪ .‬احسان‬ ‫السمهوري ك{ د ‪ .‬حسين‬ ‫العمد ‪ 0‬الكويت ‪ .‬سلسلة عالم المعرفة }‬ ‫صدق‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ]©} ٨‬الطبعة الثانية » سنة ‪١٩٨٨‬م‏‬ ‫عدد‬ ‫شارل بللا ‪( :‬أستاذ في جامعة السوربون)‬ ‫_ الجاحظ في البصرة وبغداد وسامراء ‪ ،‬ترجمة د ‪.‬‬ ‫‏‪١٤‬‬ ‫ابراهيم الكيلاني ‪ ،‬دار الفكر دمشق ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‏‪ ٩٨٥‬‏م‪. ١‬‬ ‫الأولى ‪ .‬سنة ‪١٤٠٦‬ه‪/‬‬ ‫شوقي عطا الله الجمل ‪( :‬دكتور)‬ ‫ح تاريخ كشف افريقيا واستعمارها ‪ 5‬مكتبة الأنجلو‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪١٩٨٠‬م‏ ‪.‬‬ ‫المصرية } الطبعة الثانية سنة‬ ‫‪_ ٣٦١‬‬ ‫البحوث‬ ‫معهد‬ ‫مجلة‬ ‫‪.‬‬ ‫زمبابوي‬ ‫‪ .‬حضارة‬ ‫‏‪١١٦‬‬ ‫العدد‬ ‫القاهرة ‪0‬‬ ‫جامعة‬ ‫والدراسات الافريقية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٧٧١‬م‬ ‫سنة‬ ‫&‬ ‫السادس‬ ‫صلاح العقاد ‪ .‬جمال زكريا قاسم ‪( :‬دكتوران)‬ ‫زنجبار ‪ 0‬مكتبة الأنجلو المصرية ‪ 3‬سنة ‪١٩٥٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪١١٧‬‬ ‫طه عبد العلم رضوان ‪( :‬دكتور)‬ ‫‏‪ -_ ١٨‬في جغرافية العالم الاسلامي ى ج ‏‪ & ١‬مكتبة‬ ‫الانجلو المصرية © الطبعة الرابعة سنة ‪١٩٨٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫عبد الرحمن زكي ‪( :‬دكتور)‬ ‫‪ -‬الجغرافيون والرحالة العرب وما كتبوه عن الساحل‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫الوسطى © بحث‬ ‫العصور‬ ‫في‬ ‫الافريقي الشرقي‬ ‫الاسلامي الأول ‘‬ ‫المؤتمر الجغرافي‬ ‫بحوث‬ ‫ضمن‬ ‫ج ‏‪ |، ٣‬الرياض سنة ‪١٤٠٤‬ه‪/‬‏ ‪٩٨٤‬ا‪١‬م‏ ‪.‬‬ ‫عبد الله بن محمد بن صالح الفارسي ‪( :‬قاضي قضاة كينيا)‬ ‫‪ -‬البوسعيديون حكام زنجبار ‪ 3‬ترجمة محمد أمين‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عبدالله ‪ .‬مسقط “} وزارة التراث الطبعة الثانية }‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٢‬م‏‬ ‫سنة‬ ‫عبد الرحمن بن علي السديس ‪:‬‬ ‫_ تطور حركة انتشار الاسلام في شرق افريقية في ظل‬ ‫‏‪١٦١‬‬ ‫دولة البوسعيديين ‏(‪١٣٤٩ ١٢٤٨‬ه‪١٨٣٢ /‬‬ ‫‏)م‪ ، ٠‬رسالة ماجستير غير منشورة } كلية‬ ‫العلوم الاجتاعية ‪ 7‬جامعة الامام محمد ابن سعود‬ ‫الاسلامية } الرياض سنة ‪١٤.٠٧‬ه‪/‬‏ ‪١٩٨٧‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪٢٣٦٢‬‬ ‫عبد الرحمن عبد الكريم العاني ‪( :‬دكتور)‬ ‫_‪ -‬دور العمانيين في الملاحة والتجارة الاسلامية حتى‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫القرن الرابع الهجري ‪ ،‬مسقط وزارة التراث ‪،‬‬ ‫‪١٩٨١‬م‏ ‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫المنعم عامر ‪:‬‬ ‫عبد‬ ‫_ عمان في أمجادها البحرية ء مسقط ؤ وزارة‬ ‫‏‪٢٣‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٨٠‬م‏‬ ‫»‪ .‬سنة‬ ‫التراث‬ ‫‪:‬‬ ‫موسى‬ ‫الدين عمر‬ ‫عز‬ ‫العرب‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫بحث‬ ‫افريقيا ‏‪٠‬‬ ‫في‬ ‫‪ .‬الاسلام‬ ‫‏‪١١٦٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وافريقيا ‪ 0‬بيروت & الطبعة الأولى سنة ‪١٩٨٤‬م‏‬ ‫عبد المنعم ماجد ‪(:‬دكتور)‬ ‫الخلفاء‬ ‫(عصر‬ ‫العربية‬ ‫السياسي للدولة‬ ‫التاريخ‬ ‫‏‪١٦٥‬‬ ‫‏‪ ، ٢‬مكتبة الأنجلو المصرية ‪8‬‬ ‫الأمويين) ‪ .‬ج‬ ‫‪١٩٨٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫الطبعة السابعة‬ ‫عمر ‪( :‬دكتور)‬ ‫فاروق‬ ‫‪ .‬الخليج العربي في العصور الاسلامية © دار القلم ‘‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‏‪ ١٩٨٣‬م ‪.‬‬ ‫دبي & سنة‬ ‫‪:‬‬ ‫هو يد ي‬ ‫فهمي‬ ‫عا‪. ‎‬‬ ‫الصين‪ ٠ ‎‬الكويت »‪ .‬سلسلة‬ ‫في‬ ‫الاسلام‬ ‫ل‬ ‫‪٧‬‬ ‫هم‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫سنه‪‎‬‬ ‫رمضان‬ ‫‪6‬‬ ‫‪٤٢٣‬‬ ‫العدد‪‎‬‬ ‫<‬ ‫المعرفة‬ ‫‏‪ ١٩٨١‬م ‪.‬‬ ‫يو نيه سنة‬ ‫‪٢٣٦٢٣‬‬ ‫كوليت جراند ميزون ‪:‬‬ ‫_ هجرات الحرث الى أواسط القارة الافريقية }‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫مسقط © وزارة التراث © سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫| }‬ ‫لتر‪:‬‬ ‫‪ -‬بلدان الخلافة الشرقية ‪ ،‬تعريب بشير فرنسيس‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫وكوركيس عواد ‪ 3‬مؤسسة الرسالة بيروت ‪8‬‬ ‫‏‪١ ٤.٠٥‬ه‪ ٩٨٥ /‬‏م‪. ١‬‬ ‫الطبعة الثانية ‪ .‬سنة‬ ‫_ ‏)م‪١‬ا‪٤١٩‬‬ ‫‏(‪١٨٣٢٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫مايلز‬ ‫‏‪ - ٠‬الخليج بلدانه وقبائله ‪ .‬تزجمة محمد أمين عبد‬ ‫الله ‪ .‬مسقط ‪ ،‬وزارة التراث الطبعة الثالثة ‪ .‬سنة‬ ‫‏‪ ٤.٦‬‏‪/‬ه‪ ١‬‏م‪. ٦٨٩١‬‬ ‫لمباركبوري ‪:‬القاضي أبو المعالي أطهر ‪.‬‬ ‫رجال السند والهند الى القرن السابع © جزءان ؤف‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫الأنصار ‪ .‬القاهرة الطبعة الأولى ‏‪٤‬‬ ‫مجلد & دار‬ ‫‏‪ ٣٩٨‬‏ه‪. ١‬‬ ‫سنة‬ ‫محمد أبو العلا محمد ‪( :‬دكتور)‬ ‫‏‪ _ ١٣١‬موقع عمان الجغرافي وعلاقاتها المكانية } دار النهضة‬ ‫‪ ٩٨٥‬‏م‪. ١‬‬ ‫‏‪١ ٤٠٥‬ه‪/‬‬ ‫العربية ‪ 0‬القاهرة سنة‬ ‫محمد أحمد مشهور الحداد ‪( :‬دكتور)‬ ‫_ حقائق تاريخية عن العرب والاسلام ز ي افريتي‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫الشرقية ‏‪ ٤‬دار ا الفتح © الطبعة الأولى ©‬ ‫‏‪ ١٣‬ه‪١٩٧٣ /‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪٢٣٦٤‬‬ ‫جمال الدين سرور ‪( :‬دكتور)‬ ‫‏‪ _ ١٤‬الحياة السياسية في الدولة العربية الاسلامية خلال‬ ‫القرنين الأول والثاني بعد الهجرة ‪ ،‬دار الفكر‬ ‫تار يخ ‪.‬‬ ‫العربي ‪ .‬القاهرة ‪ .‬بدون‬ ‫خليفة النبهاني الطائي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٥‬ح التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ى دار‬ ‫)]ا سنة‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫بيروت‬ ‫العلوم ‪.‬‬ ‫إحياء‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٩٦‬ام‬ ‫الفيل ‪:‬‬ ‫رشيد‬ ‫‏‪ ٦‬ح أثر التجارة والرحلة في تطوير المعرفة الجغرافية‬ ‫المؤتمر‬ ‫بحوث‬ ‫في كتاب‬ ‫العرب © بحث‬ ‫عند‬ ‫الجغرافي الاسلامى الأول ث ج ‏‪ } ٣‬الرياض {‬ ‫سنة ‪١٤.٠٤‬ه‪/‬‏ ‪١٩٨٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الله السالمي وناجي عساف‬ ‫عبذ‬ ‫_ عمان تاريخ يتكلم ‪ ،‬المطبعة العمومية © دمشق‪} ‎‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪١٣٨٣‬ه‪١٩٦٣‎ /‬م ‪.‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫(دكتور)‬ ‫‪:‬‬ ‫الله النقيرة‬ ‫عحبد‬ ‫‪ -‬انتشار الاسلام في شرقي افريقيا ومناهضة الغرب‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫له © دار المريخ للنشر ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬سنة ‏‪ ٤٠٦‬‏‪/‬ه‪١‬‬ ‫‪ ٩٨٢‬ام‪. ‎‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫على ‪( :‬الامير)‬ ‫محمد‬ ‫‪ -‬رحلة الامير محمد على إلى جاوة (أغسطس سنة‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫) ‪ ،‬رتبها وبوبها محمود محمد فرغلي ©‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٩٣٠‬م‏‬ ‫© سنة‬ ‫مصر‬ ‫المعارف‬ ‫مطبعة‬ ‫‪:‬‬ ‫محمد فريد وجدي‬ ‫دار‬ ‫جہ‪٥‬‏ تف‬ ‫العشرين »‬ ‫القرن‬ ‫معارف‬ ‫_ دائرة‬ ‫‏‪١٠‬‬ ‫‏‪ ٩٧١‬ام ‪.‬‬ ‫‪ .‬الطبعة الثانية سنة‬ ‫المعرفة ‪ 0‬بيروت‬ ‫‪:‬‬ ‫حسين‬ ‫كال‬ ‫محمد‬ ‫المسلمين في‬ ‫انتشار الاسلام وأشهر مساجد‬ ‫‏‪=- ١١‬‬ ‫الطبعة‬ ‫العربي © القاهرة‬ ‫الفكر‬ ‫العالم ‪ 2‬دار‬ ‫‏‪ ٩٦‬مم ‪.‬‬ ‫الاولى ) سنة‬ ‫الدواليبي ‪( :‬دكتور)‬ ‫معروف‬ ‫حمد‬ ‫۔ الطبعة‬ ‫الانسانية ‪ 0‬دار الكتاب اللبناني ‪ 0‬بيروت‬ ‫الثانية ‪ .‬سنة ‪١٤٠٣‬ه‪/‬‏ ‪١٩٨٣‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العبودي‬ ‫ناصر‬ ‫حمد‬ ‫الضائعين } الرياض ©‬ ‫المسلمين‬ ‫بلاد‬ ‫_ مدغشقر‬ ‫‏‪١٢٣‬‬ ‫سنة ‪١٤٠١‬ه‪/‬‏ ‪١٩٨١‬م‏ ‪.‬‬ ‫نور الدين السالمي ‪( :‬رت ‪١٣٣٢‬ه‪/‬‏ ‪١٩١٣‬م)‏‬ ‫‏‪ _ ١٤‬تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ‪ ،‬جزءان ‪ ،‬مسقط‬ ‫سنة ‪١٤٠١‬ه‪١٩٨١/‬م‏ ‪.‬‬ ‫_ ‪_ ٣٦٦‬‬ ‫‪ _ ١ ٥‬اللمعة المرضية من أشعة الأباضية ‪ .3‬مسقط‪© ‎‬‬ ‫وزارة التراث } الطبعة الثالثة ح سنة‪١٩٨٣ ‎‬م ‪.‬‬ ‫وايدنر ‪ ،‬دونالد‪: ‎‬‬ ‫‪ -‬تاريخ افريقيا جنوب الصحراء ح ج‪ & ١ ‎‬ترجمة‪‎‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫علي أحمد فخري ‪ ،‬د ‪ .‬شوقي عطالله الجمل‪& ‎‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫القاهرة ء‬ ‫العرب ©‬ ‫سجل‬ ‫مؤسسة‬ ‫‪ ٩٦‬ام‪. ‎‬‬ ‫وزارة التربية والتعليم والشباب بمسقط‪.: ‎‬‬ ‫_ الحضارة الاسلامية وانتشار الاسلام في آسيا‪3 ‎‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪١٩٨٥‬م ‪.‬‬ ‫آ الطبعة الثانية ء سنة‪‎‬‬ ‫مسقط‬ ‫‪.‬‬ ‫ولكنسون ‪( ،‬ج ‪ .‬س)‪: ‎‬‬ ‫‪ _ ١٤٨‬تراجم علماء عمان & ترجمة محمد أمين عبد الله‪} ‎‬‬ ‫‪١٩٨٠‬م ‪.‬‬ ‫مسقط ‪ ،‬وزارة التراث سنة‪‎‬‬ ‫‪ -‬بنو الجلندى في عمان } مسقط } وزارة التراث‪، ‎‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫سنة‪١٩٨٢ ‎‬م ‪.‬‬ ‫وندل فيلبس‪: ‎‬‬ ‫‪ - ٠‬تاريخ عمان } ترجمة محمد أمين عبد الله ‪ 0‬مسقط أ‪‎‬‬ ‫وزارة التراث } الطبعة الثانية } سنة‪١٩٨٣ ‎‬م ‪.‬‬ ‫‪ _ ١١‬رحلة الى عمان ‪ ،‬ترجمة محمد أمين عبد الله‪، ‎‬‬ ‫‪١٤٠١‬ه‪/‬‬ ‫سنة‪‎‬‬ ‫التراث ض‬ ‫مسقط &‪ ،‬وزارة‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪‎١٨٩١‬‬ ‫‪_ ٢٦٧‬‬ ‫يوسف فضل حسن ‪( :‬دكتور)‬ ‫حث‬ ‫<‬ ‫الافريقية‬ ‫العربية‬ ‫التاريخية للعلاقات‬ ‫الجذور‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٥٢‬‬ ‫الطبعة‬ ‫‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫وافريقيا ©‬ ‫العرب‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫الأولى ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٤‬م‏ ‪.‬‬ ‫ج _ المراجع الأجبية‪:‬‬ ‫س‬ ‫‪ :‬علئ‬ ‫)‪351‬‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫حل(‬ ‫ح‬ ‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫‪),‬‬ ‫‪0 2691.‬‬ ‫& ل‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫)‪451‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ه ي‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م ‪0001‬‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪3791.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪551‬‬ ‫ح‬ ‫‪0 0‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪2691.‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪651‬‬ ‫[‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫ع ع‬ ‫‪0‬‬ ‫‪» .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0891.‬‬ ‫ح‬ ‫‪ :‬تن‬ ‫)‪751‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪9791.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫)‪851‬‬ ‫ع‬ ‫غ‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 1691.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫& ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪951‬‬ ‫آ م‬ ‫ع م‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 1691.‬‬ ‫‪٢٣٦٨‬‬ ‫‪»,‬‬ ‫]‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪061‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0‬‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫!‪,‬‬ ‫‪.1972‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬ل‬ ‫)‪161‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 4591.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬ع‬ ‫)‪2561‬‬ ‫‪] 0‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ن ا‬ ‫( ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0891).‬‬ ‫‪, ,‬‬ ‫‪:‬ي‬ ‫)‪361‬‬ ‫ع‬ ‫آ ‪ 0‬ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪8691.‬‬ ‫)‪461‬‬ ‫ل‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫[ ه‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫ا(‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫پ‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0891).‬‬ ‫‪!, ].‬‬ ‫‪:‬ح‬ ‫)‪561‬‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م ئ‬ ‫‪.‬‬ ‫‘‬ ‫‪0‬‬ ‫ح‬ ‫‪0‬‬ ‫ح‬ ‫‪, . 5,‬‬ ‫ط‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬للز‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٣٦٩‬‬ ‫اف‬ ‫الصفحة‬ ‫‏` ‪ ١‬لمو ضرع‬ ‫تقديم ‪ :‬بقلم معالي السيد محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدي‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫الدينية والتاريخية ‪.‬‬ ‫المستشار الخاص لجلالة السلطان للشئون‬ ‫؛‬ ‫‪.‬‬ ‫المقدمة‬ ‫الأرل‬ ‫الفل‬ ‫‏‪١٢‬‬ ‫أهمل غمصان‬ ‫إسلام‬ ‫‏‪١٤‬‬ ‫‏‪ _ ١‬وصول الدعوة الى عمان قبل صلح الحديبية ‪.‬‬ ‫‏‪٢٢‬‬ ‫بعل صلح الحديبية ‪.‬‬ ‫الى الرسول‬ ‫عمان‬ ‫_ وفود‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪٢ ٥‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬صحابة رسول الله من أهل عمان ‪.‬‬ ‫‏‪٣٤‬‬ ‫‏‪ _ ٤‬مواقف أهل عمان الاسلامية في عصر الخلافة الراشدة ‪.‬‬ ‫‏‪٣٧‬‬ ‫ه _ تهيؤ أهل عمان للدعوة لنشر الاسلام ‪.‬‬ ‫الففل الناني‬ ‫والملاحة والتجارة‬ ‫العمانيون‬ ‫‏‪٤٢‬‬ ‫ونشر الاسلام في جنوب شرق اسيا‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪ _ ١‬العوامل التي أدت الى توجه العمانيين الى البحر‪. ‎‬‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫‪ _ ٢‬الأسطول العماني والاشتغال بالملاحة والتجارة‪. ‎‬‬ ‫‪ _ ٢‬العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الاسلام في بلاد الهند‪‎‬‬ ‫‏‪ ٢٣٧٠‬۔‬ ‫الصحفة‬ ‫المرضوع‬ ‫‏‪٠٦٤‬‬ ‫وسرنديب وجزر المالديف ‪.‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫‪ _ ٤‬العقبات التي حدت من انتشار الاسلام بين الهنود‪. ‎‬‬ ‫‏‪ _ ٥‬العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الإسلام في أرخبيل‬ ‫‏‪١٠ ٥‬‬ ‫الملايو وأندونيسيا والفليبين ‪.‬‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫‪ _ ٦‬العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الاسلام ي بلاد الصين‪. ‎‬‬ ‫‪١٥٣‬‬ ‫‪ _ ٧‬العقبات التي حدت من انتشار الاسلام في بلاد الصين‪. ‎‬‬ ‫الفصل الغفالث‬ ‫الوجود العمالي في شرقي افريقيا‬ ‫‏‪١٦٠‬‬ ‫وأثره في نشر الاسلام‬ ‫‏‪١٦٠‬‬ ‫‏‪ _ ١‬نشاط العمانيين الملاحي والتجاري في الساحل ‪.‬‬ ‫‏‪١٧٧‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬توغل العمانيين والعرب في الداخل ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬أثر التجار والدعاة العمانيين في نشر الاسلام في الساحل‬ ‫‏‪١٨٦‬‬ ‫والداخل ‪.‬‬ ‫‪ _ ٤‬هجرات العمانيين الى شرقي افريقيا وأثرها في نشر الاسلام‪١٩٣ . ‎‬‬ ‫_ هجرة بني الجلندي وامارتهم في لامو وأثرها ف‬ ‫|‬ ‫‏‪١٩٩‬‬ ‫نشر الاسلام ‪.‬‬ ‫و سلطنتهم في مقدشو واثرها ف‬ ‫الحرث‬ ‫هجرة‬ ‫_‬ ‫ب‬ ‫نشر‬ ‫‏‪٢٠٩‬‬ ‫الاسلام ‪,‬‬ ‫‪ .‬‏‪٢٢٢٣‬‬ ‫ج _ هجرة النباهنة وسلطنتهم ف بات وأثرها ف نشر الاسلام‬ ‫الصفحة‬ ‫الرضوع‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫‪٥‬ه‏ _ الوجود العماني في مدن الساحل الأخرى ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٦‬العمانيون والملاحة والتجارة ونشر الإسلام في مدغشقر‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫وجزر القمر ‪.‬‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫‪ _ ٧‬طابع الاسلام والحياة الاسلامية في شرقي افريقيا‪. ‎‬‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫افريقيا ‪.‬‬ ‫شرقي‬ ‫ف‬ ‫التقدم الحضاري‬ ‫_ مظاهر‬ ‫المعوقات التي حدت من انتشار الاسلام وحضارته في‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫شرتي افريقيا ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٠‬العوامل التي أدت الى عدم انتشار اللغة العربية والمذهب‬ ‫‪٣١٦‬‬ ‫الاباضي في شرقي افريقيا وجنوب شرقي اسيا ‪.‬‬ ‫‪٣٢٢‬‬ ‫الخامة‬ ‫الكتاب‬ ‫ملاحق‬ ‫‏‪ _ ١‬رسالة النبي (له) الى ملكي عمان جيفر وعبد ابني‬ ‫‪٢٣٢‬‬ ‫الجندى ‪.‬‬ ‫‪٣٢٣٧‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬الخرائط‬ ‫‪٣٤١‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬المصادر والمراجع‬ ‫‪٣٤١‬‬ ‫أ _ المصادر العربية القديمة ‪.‬‬ ‫تك‪‎‬‬ ‫ب ‪ -‬المراجع العربية والمعربة ‪.‬‬ ‫‪٣٦٧‬‬ ‫ج _ المراجع الأجنبية ‪.‬‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫لفهرس‬ ‫‪٢٣٧٢‬‬ ‫‏‪ ٢٠١.٠/٦٢.‬ح‬ ‫رقم ‏‪ ١‬لإيد اع‬