‫اتنملات‬ ‫‪3‬‬ ‫‪--‬‬ ‫لفلاتلانء‪:‬۔‬ ‫‪.‬و‪ .‬د‬ ‫اهاتي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:727‬‬‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪١1‬‬ ‫توجعررر«رعد‪ :‬ترررم‪:‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ار سبر يتح‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اال‬ ‫‪ :7‬ب ل‬ ‫‪ -‬زخ‬ ‫تاصاب‬ ‫منصل اعگ؟دنمحتكمتصتك‬ ‫‪1‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٨-‬‬‫نحب‬ ‫[‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫نزرلو‬ ‫‪:‬ةلي‬ ‫‪.‬دحت‬ ‫رخ‬ ‫نتملا‬ ‫اانا‬ ‫ادا‬ ‫ننس‪77 ...‬‬ ‫>‪>2‬مم‪:-.‬ح»×‪2‬ح×"‬ ‫‪ :‬؟ ‪..-‬تايحتاتتاتراتتالتالااتتتإااتاتالالإ‬ ‫‪١‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‎‬ه‬ ‫ز‬ ‫‪١‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪١‬‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫فت‬ ‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫ي ‪11‬‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪١ 37:12‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.‎‬ر‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪ ٢.٦‬جہے‪‎‬‬ ‫ترد‪‎‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪7‬‬ ‫حستتحتتحتتد‪.--‬‬ ‫ع‬ ‫جحد بماء‪.‬‬ ‫)لي ويااي‬ ‫جححرود‬ ‫تأليف‬ ‫الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الفقيه القاضي أبي حمد‬ ‫امسسش‬ ‫‪.‬م س‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫‏‪١7‬‬ ‫السيابي العثمان‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح با عادة اصد ار هذا الكتاب‬ ‫أو تخزينه خ نطاق استعادة المعلومات أو نقله أو استنساخه‬ ‫بأي شكل من الأشكال دون أخذ إذن خطي من الناشر‪.‬‬ ‫الطبعة التانية‬ ‫ھ ‪ /‬ه‪٢٠١٥‬‏ م‬ ‫‪٦‬؛‏‬ ‫نشر وتوزيع‬ ‫مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‬ ‫‏‪٠.٠٩٦٨٩٦٤٤٤٦٦٩‬‬ ‫هاتف‪:‬‬ ‫‪.‬لن&لد‪..‬‬ ‫‏‪ ١‬لرمز ‏‪ ١‬لبريدي‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪ ١ ٢‬لسيب‬ ‫ب‪:‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪ ١٢١‬سلطنة عمان‬ ‫الحمد لله الذي شرفنا بالإسلامث وجعلنا من أهل عُمان‪ ©،‬والصلاة‬ ‫والسلام على خير الأنام وبدر التمام محمد يل‪.‬‬ ‫وبعد‪.‬‬ ‫يشرفني أن أقدم هذا الكتاب القيم العنوان عن تاريخ عمان للشيخ‬ ‫تاريخية‬ ‫قيمة‬ ‫ذا‬ ‫الله وهو كتاب‬ ‫رحمه‬ ‫السيابى‬ ‫حمود‬ ‫سالم بن‬ ‫المؤرخ‬ ‫العلامة‬ ‫لعمان والمنطقة العربية برمتها‪.‬‬ ‫وعليه فإن هذا الكتاب يعد من أهم الكتب التاريخية العّمانيةش نقدمه‬ ‫للقارئ ليعرف ويتعرف على المكانة العمانية قديما‪.‬‬ ‫والله الموفق لكل خير‪.‬‬ ‫المقدمة‬ ‫الحمد له الذي جعل عمان من أعظم الأقطار الإسلامية العامرة‪ ،‬وجعل‬ ‫أهلها من العروبة في صميم الأمم القحطانية والعدنانية الباهرة‪ ،‬والصلاة‬ ‫والسلام على الشاهد الصادق في العنصر البشري بآياته القاهرة‪ .‬سيدنا صفوة‬ ‫الله عز وجل‘ دعوته في الأولى وحجته في الآخرة‘ محمد المصطفى من‬ ‫الأصلاب العدنانية الطاهرة‪ ،‬وعلى آله أنجم الحق‪ ،‬وأصحابه هداة الحق©‬ ‫الدعاة إلى معارفه الزاهرة‪.‬‬ ‫أما بعد فهذه كلمة وجيزة‪ ،‬تعرب عن أحوال عمان العزيزة‪ .‬كنموذج‬ ‫لتاريخنا العام‪ ،‬وسيرتنا في قطرنا المشار إليه برؤوس الأقلام‪ .‬نقدمها عنوانا‬ ‫لمحبي الاطلاع على التاريخ في البيئة الحاضرة© مقدمة إلى أهل الذوق الذين‬ ‫يرومون الوقوف على حقائق التاريخ العماني‪.‬‬ ‫نسأل اله توفيقه لرضاه‪ ،‬وهدايته لتقواه‪ ،‬وعونه على كل شيء قصدناه ‪6‬‬ ‫مما يحبه النه ويرضاه‪.‬‬ ‫غيره من‬ ‫عمان © فى هذا العنوان © وفي‬ ‫وإني إذ أقول ما أقوله عن‬ ‫"‪7‬‬ ‫وإعلاماً للأمم‬ ‫البيانك أقوله تعبيرا ا بمن الحقائق ‪ 6‬وتحريرا ا للوثائق‪.‬‬ ‫وكشفاً لما في الزاوية الشرقية من الجزيرة‬ ‫التي طالما سمعنا بجهلها لعمان ‪6‬‬ ‫العربية‪ .‬من فخر للعرب عامة‪ ،‬ومن شرف للإسلام أيضا‪.‬‬ ‫حدود الوطن العرپي العامر‬ ‫قال القطب رحمه الله ‪ :‬حدود الوطن العربي ‪ .‬من خليج فارس وولاية‬ ‫ديار بكر شرقاً ‪ .‬حتى بحر الظلمات غرباً‪ ،‬ومن جبال طوروس شمالا حتى‬ ‫إفريقية الوسطى جنوبا‪.‬‬ ‫ويتكلمون بهاء‬ ‫الأقطار التي يتفاهم أهلها اللغة العربيةك‬ ‫وتشمل‬ ‫ويتلقون ثقافة عربية‪ ،‬وينشدون مثلاً أعلى مشتركأ‪ ،‬العراق‪ ،‬ونجد واليمن ©‬ ‫والحجاز‪ ،‬وسورية ولبنان‪ ،‬وشرقي الأردن‪ ،‬وفلسطين والكويت‪ ،‬والبحرين ©‬ ‫وعمان وقطر في آسيا‪.‬‬ ‫والبحر الأحمر‪ ،‬ثم دجلة‬ ‫يحيط بها بحر الهند‪ ،‬والبحر الأبيض‬ ‫‏(‪ )١‬لعل اقتصار المؤلف على الأقطار العربية في آسيا لكونه يخص بالحديث شبه جزيرة العرب‪،‬‬ ‫وإلا فيضاف إلى ذلك ما في أفريقية‪ :‬مصر والسودان‘ وليبيا‪،‬ء وتونس والجزائر‪،‬‬ ‫والمغرب‪ ،‬وموريتانيا‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫عمان اسم لمملكة متعددة اللإمارات‘ كثيرة الزعامات‘ في هذا الوقت‬ ‫المعالم‪.‬‬ ‫ظاهرة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫واسعة الأرجاء‬ ‫نحن فيه ‏‪٠‬‬ ‫الذي‬ ‫تقع في شرق الجزيرة العربية‪ ،‬فهي النافذة التي تطل على البحر الهندي‬ ‫والبحرين وما إليها من الجهة‬ ‫والإقليم الفارسي من الشرقف©‘ؤ‬ ‫من الجنوب‘“‬ ‫الشمالية‪.‬‬ ‫وكانت لها أسماء‬ ‫وعرفت به ‏‪٨‬‬ ‫عليها‬ ‫فغلب‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫قحطان‬ ‫بن‬ ‫بعمان‬ ‫سمت‬ ‫في عرف الأمم البايدة‪ ،‬لازالت تذكر في التاريخ القديم‪.‬‬ ‫غمان‬ ‫حدود‬ ‫من الجهة الجنوبية الحدود الظفارية‪ ،‬ومن الجهة الغربية رمل بينونة }‬ ‫ومن الجهة الشمالية حدود قطر‪ ،‬ومن الجهة الشرقية بحر الهند‪ .‬لا يمتري في‬ ‫هذا المؤرخون جاهلية وإسلاما‪ ،‬كما جاء في الخرائط الجغرافية‪.‬‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫بتجزئة‬ ‫عبرة‬ ‫ولا‬ ‫أخطأث‬ ‫فقد‬ ‫غير ذلك‬ ‫راء‬ ‫رأى‬ ‫وإن‬ ‫بالدويلات الحالية‪ .‬والإمارات الخليجية‪ ،‬إبان تفرق الممالك إلى ملوك‬ ‫وزعماء‪ ،‬فذلك لا يغير من أصل وضع التاريخ الطبيعي ‪ ،‬والتاريخ نفسه شاهد‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وقد عرف قديما أن عمان والبحرين مصر واحد‘ والمراد بالبحرين‬ ‫الأحساء‪ ،‬واشتهر عند الفقهاء ذلك‘ فنبهوا عليه في آثارهم أن إقامة الجمعة‬ ‫بصحار يقضي بسقوطها عن البحرين‪ ،‬على القول أن الجمعة لا تتعدد في‬ ‫المصر‪ .‬ومن كلام ابن مقرب العيوني يقول‪:‬‬ ‫وأصبحت عمانية واستسهلتها سواحله‬ ‫وجازت جزى البحرين عيسى‬ ‫قال الشارح‪ ،‬ويعني بالسواحل سواحل البحرين من عمان‪ .‬أي إن البحرين من‬ ‫عُمان‪ ،‬وسواحلها هي سواحل عمان ء وهذا من موضوع التأريخ العماني لا‬ ‫من عنوانه‪ .‬فهي في شرق الجزيرة العربية‪ .‬أي منتهى شبه الجزيرة من هذه‬ ‫الناحية لا تحتاج إلى تعريف‪ .‬كما تداول تعريفها المطلعون على ذلك من‬ ‫الإسلاميين وغيرهم‪ ،‬وبالخصوص الكتاب العصريون الذين يشيدون قصور‬ ‫التاريخ‪ ،‬وينظمون دول المعارف‘ في هذا القسم العربي المجيد © الذي مازال‬ ‫ولا يزال قطرا عربيا عريقا‪٫‬‏ ومسرحا حرا‪ ،‬في العهد المشرق بإمامته‬ ‫الشرعية‪ ،‬وأحكامه المرعية‪ ،‬ودوله الإسلامية‪ ،‬بملوك لم يزل التاريخ يذكر‬ ‫زعاماتهم‪ ،‬وينوه القرآن بهم في أجلى آياته‪ ،‬مشيرا إلى ما هم عليه من قوة‬ ‫السلطان© جاهلية وإسلاما‪.‬‬ ‫فليس لبلد عربي في شرق الجزيرة ما لعمان في جميع الأحوال‪ ،‬ففي‬ ‫عُمان كرم لا يقاس عليه‪ ،‬وأخلاق طيبة نزيهة‪ ،‬وعواطف صادقة شريفة‪ ،‬في‬ ‫مطلق العرب العماني‪ .‬ولقد امتازت عمان حتى في حيواناتها‪ ،‬فضلا عن بنى‬ ‫إنسانها‪ ،‬في عوامها وأعيانها‪ .‬ولا يخفى أن ا له خصها بهذا لدعوة رسول ا له‬ ‫ية لها‪ .‬حتى في خفها وظلفها وحافرها‪ ،‬وفي صيدها اللؤلؤي‪ ،‬وسمكها‬ ‫‪١ ١‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫البحري وغرسها النباتى‪ ،‬ومعادنها التى لها الشأن قديما" كالنحاس والذهب‬ ‫والفضة وغيرها‪.‬‬ ‫مساحة غغمان‬ ‫اعلم أن مساحة عمان يقدرها أهل الاطلاع من هذا الجيل‪،‬ؤ بمساحة‬ ‫بريطانيا أو تزيد عليها‪ .‬وباعتبار الفراسخ ستون فرسخاً من كل جهة‪ .‬وباعتبار‬ ‫الوضع‬ ‫قطع السيارات لها في ثلاثة أيام‪ .‬بأرض غير مضروربة حسب‬ ‫العصري‪.‬‬ ‫أو أكثر‬ ‫ولا يخفى أن قطر تبعد عن مسقط وصور وجعلان مثل ذلك‬ ‫منه‪ ،‬وكذلك الحدود العربية من الربع الخالي‪ .‬ومن رمل بينونة إلى الدقم© لا‬ ‫يقل عن اعتبارنا المذكور‪.‬‬ ‫وواقعها ما قرب البحر‪ ،‬سهول ورمال‪ .‬وما تباعد منه حزون وجبال‪.‬‬ ‫ذات ريف متسع ومناخ متضع© ومراع كافية وافية‪ ،‬وأنهار جارية‪.‬‬ ‫عدد أهل عمان‬ ‫ليس في عمان إحصاء رسمي سنوي يعتمد عليه‪ ،‬فنأخذ عنه تحقيق هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬وحسبنا حزر الزعيم الباروني رحمه الله أيام تجولاته بعمان فإنه‬ ‫يقدر في عمان من ظفار إلى قطر خمسة ملايين إذ قال‪ :‬وبعُمان مليون‬ ‫ونصف رجال مسلحون‪ .‬فبالنظر إلى غير المسلحين‪ ،‬وإلى الأطفال والنساء‬ ‫ونحوهم‪ ،‬لا يقلون عن هذا العدد‪.‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫[‬ ‫ا العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وقد مر على عمان عهد ومحلة واحدة من نزوى فقط تدعى سعال‘ بلغ‬ ‫سكانها أربعة عشر ألفا‪ .‬وعسكرها أي جيشها الخاص أيام الإمام المهنا بن‬ ‫جيفر‪ ،‬أربعون ألفاً أهل الخيل والإبل‪ .‬فليس بقعة من الساحل العماني أو‬ ‫الداخل© إلا وهي غاصة بأمة في ذلك العهد ‪ ،‬ولا يخفى على ذي الفكر الحي‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫في أيام اليعاربة بلغ جيش عمان فوق ذلك“‪ ،‬أي مائة ألف جندي أهل‬ ‫الخيل ‪ .‬فضلا عن غيرهم‪ .‬وهي أمة بادت بعدما أخذت عهوداً عديدة بحُمان ©‬ ‫كالسومريين‪ ،‬والكلدانيين‪ ،‬والعاديين © والفينيقيين© والآشوريين ‪ ،‬والبابليين ©‬ ‫ثم الفارسيين‪ ،‬ثم القحطانيين‪ ،‬ثم الفرس الأخيرة الكسروية‪ ،‬ثم العماليق‪ .‬كل‬ ‫هذه الأمم سكنت عمان عهودا حتى انتهى دورها‪.‬‬ ‫وتلك سنة الله في عباده‪ .‬وفي ذلك لأهل العقول معتبر‪ ،‬والتاريخ واعظ‬ ‫موثوق‪.‬‬ ‫صادق“‪٠‬‏ ومحدث‬ ‫فسبحان من له الأمر كله‪ ،‬يفعل ما يشاء‪ ،‬ويحكم ما يريد‪.‬‬ ‫ذكر أمم عمان‬ ‫اعلم أن عمان تبادلتها أمم متعددة} في أجيال واسعة‪ ،‬وهي أي أمم‬ ‫عمان أكثريتها الأصلية عرب كلهم خلصؤ إلا بعض الجاليات من أمم الهند‬ ‫كالهندوس المعروفين بالبانيان في هذه العهود الأخيرة‪ ،‬وكذلك بعض الشيعة‬ ‫الحيدر بادية والبحارنة الذين حدثوا بحُمان من عهد غير بعيد‪ ،‬وبعض الأمم‬ ‫البلوجستانية} التي كانت تستعملها الدول العمانية أو الغزاة لعُمان‪ ،‬ثم تبقى‬ ‫منهم بقايا في عمان كمواطنين عريقين© ويعرفون في عمان باسم البلوش‪.‬‬ ‫‪١٣‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫المقاطعات المانية‬ ‫المقاطعات العمانية معروفة عند الكاتبين عن عُمان©‪ ،‬وأهل العلم بها‬ ‫يعلمون معالمها‪ ،‬وإليكما على وجه الإجمال‪.‬‬ ‫جعلان‬ ‫جعلان في الجانب الشرقي من عمان‪ .‬واحة كبيرة‪ ،‬ومقاطعة واسعة‪،‬‬ ‫تحيط بها قبائل جامعة‪ ،‬كبني بو علي©ؤ والحبوس“‘ وبني راسب‘ والهشم‪،‬‬ ‫والجنبة‪ ،‬وطوائف أخرى‘ في أماكن واسعة‪ ،‬من الرويس حتى رأس الحد‬ ‫في الساحل الشرقي الجنوبي‪ ،‬وفي الداخل إلى حدود بدية‪ ،‬ووادي بنى‬ ‫‪.‬‬ ‫خالد‪ ،‬وصور‪.‬‬ ‫الشرقية حسب العرف الماني العام‬ ‫وإلى‬ ‫الطائيين‬ ‫واحة‬ ‫وإلى حدود‬ ‫الهة شمالا‪.‬‬ ‫عندام‬ ‫إلى وادي‬ ‫تغريب‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫ثلث‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يكاد‬ ‫عديدة©‪٨‬‏‬ ‫واسعة‬ ‫مهم يشتمل على واحات‬ ‫قسم‬ ‫تقريبا‪ .‬ولا شك أن عمان مقاطعات طويلة عريضة‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الجوف‬ ‫اسم يقع على بلدان العوامر تغريباً‪ .‬فيشمل أزكي وأعمالها‪ ،‬ونزوى‬ ‫وأعمالها‪ ،‬وبهلى وتوابعها‪ ،‬والحمرا وما إليها‪ ،‬إلى الجبل الأخضر شمالا‪،‬‬ ‫وجبل الكور غرباً‪.‬‬ ‫وتحده من الجهة الجنوبية أدم (بفتح الهمزة‪ ،‬والدال المهملة‪ ،‬بعد‬ ‫ميم) فالرمل الجنوبي على مناجم البترول إلى الفهود‪.‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫وضنك‬ ‫جنوبا‬ ‫الدروع‬ ‫وديار‬ ‫شرقا‪.‬‬ ‫هناءة‬ ‫بنى‬ ‫بديار‬ ‫محدودة‬ ‫وهى‬ ‫وينقل شمالا‪.‬‬ ‫غربا‪.‬‬ ‫والسليف ‏‪٦‬‬ ‫وعبرى‪8&،‬‬ ‫والغبي ‪.‬‬ ‫والعراقي [‬ ‫والعينين [‬ ‫الدريز ‏‪٦‬‬ ‫وتشمل‬ ‫الأعمال ‏‪ ٠‬إلى تنعم‪.‬‬ ‫وما إليها من‬ ‫البلوش ‪.‬‬ ‫وديار‬ ‫أرض الجو‬ ‫ويشملها الآن اسم البريمي‬ ‫البريمي وهي تشمل ما كان من ضنك تغريباً إلى حدود أبو ظبي غربا‪.‬‬ ‫ودبي شمالاً‪ ،‬وبلدان الحدان شرقا‪.‬‬ ‫وتحتوي على قرى كثيرة‪ ،‬وواحات متسعة‪ ،‬ومعالم عديدة‪ ،‬بمساحة‬ ‫يعرفها الآن كل أحد‪ .‬وتسميها الآن الحديقة الجنة الغناثء والروضة الزهرا‪،‬‬ ‫لأن حفيت أصبح من جبالها حين تنظر أعين بريطانيا إلى بتروله المخزون‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الموقر جناح الطائرة المصفق في الأفق الأعلى ؤ وتاج الشرف‬ ‫وذهبه الأسود‬ ‫العهود‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫للدول‬ ‫الباطنة‬ ‫هي قسم مهم من عمان فتمتد من الطية (بضم الواو‪ ،‬وفتح الطاء‬ ‫الحلقات‬ ‫متوا صلة‬ ‫شرقا ‪ .‬سلسلة‬ ‫ثغر ا لمطرح‬ ‫ا لتصغير)‬ ‫على صيغة‬ ‫المهملة‬ ‫سهيلاً‬ ‫الكبيرة‬ ‫الصخرية‬ ‫شمالا ‏‪ ٠‬والجبال‬ ‫الخيمة‬ ‫رأس‬ ‫حتى‬ ‫متصلة‬ ‫بعمارة‬ ‫لها‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬كسور‬ ‫الغربي‬ ‫إلى الشمال‬ ‫الشرق‬ ‫والبحر يسايرها من‬ ‫المجد فيها خمسة أيام‬ ‫لينة الوطيء & يسير الراكب‬ ‫متسع ‘ وأرض‬ ‫فضاء‬ ‫يوم‬ ‫في‬ ‫السيارة‬ ‫وتقطعها‬ ‫والمنازل‪.‬‬ ‫والبيوت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والغياض‬ ‫الرياض‬ ‫بين‬ ‫بلياليها ‏‘‪٠‬‬ ‫متواصلة ‏‪٠‬‬ ‫ومقامات‬ ‫ه‬ ‫مصطكة‬ ‫‏‪ ٠-‬وبيوت‬ ‫متصلة‬ ‫عمارة‬ ‫السير‪.‬‬ ‫د‬ ‫بج د‬ ‫كامل‬ ‫صالح للعمران ‪ .‬سهل هادئ ) خصب‬ ‫للارتفاق ©‬ ‫صالح كاف‬ ‫ريف‬ ‫يصحبها‬ ‫‪١٦‬‬ ‫جبال عمان‬ ‫وهو المعروف قديماً بجبل اليحمد‪ ،‬وحديثا‬ ‫أهمها الجبل الأخضر‬ ‫(بضم‬ ‫بجبل بني ريام ‪ .‬ويقال له أيضاً‪ :‬جبل الشراة" ويقال له أيضا‪ :‬رضوى‪.‬‬ ‫وسكون الضاد المعجمة)‪.‬‬ ‫الراء المهملة“‬ ‫ويقع في قلب عمان ككرسي لها‪ .‬وكحوض خزان لمائها‪ ،‬يرتفع عن‬ ‫الأرض بآلاف من الأقدام والأمتار‪ .‬وسنذكر أحواله في موضع غير هذا‪.‬‬ ‫وهو أخصب‬ ‫السير‪.‬‬ ‫من‬ ‫العوتبي وغيره‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫وأهله بنو ريام ‪.‬‬ ‫الجبال العمانية‪ .‬وأعلاها ارتفاعاً‪ ،‬وأشدها بردا‪.‬‬ ‫جبل الكور‬ ‫جبل عظيم الارتفاع‪ ،‬شديد البرد‪ ،‬كرسي الصحة ‪ ،‬عامر ببني هناءة من‬ ‫مالك بن فهم يحيطون به من جميع جهاته من قديم الزمان‪ ،‬لا تزال عمارته‬ ‫القديمة باقية الأثرث فهو كقطعة من الجبل الأخضر ولكنه يقصر دونه من‬ ‫جهة الاستعمار بمسافات‘ ويقرب منه بأشياء يذكرها المطلعون‪ ،‬سنذكر‬ ‫بعضا منها إن شاء الله‪ ،‬فهو أحد الحصون العمانية الراسية‪.‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قنه وادي السحتن‬ ‫جناح طويل من أجنحة الجبل الأخضر منفصل عنه‪ ،‬ممتاز بأشياء‬ ‫ذكرها الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري في سيرته «تبصرة المعتبرين في تاريخ‬ ‫العبريين‪ ،‬والشيخ الزعيم الباروني أيام زيارته له‪ ،‬فيما كتبه عن عمان ونشره‬ ‫في المجلات العالمية‪.‬‬ ‫جبال الحدان‬ ‫سلسلة جبال متشابكة فى الجانب الغربى من عمان‪ .‬عامرة بآل الحدان‬ ‫بن شمس متعددة الأحوال‪ ،‬متباينة الأعمال‪ ،‬أرسى الله بها ذلك الأفق‬ ‫لحكمة يعلمها هو‪ .‬فهي جبال متواصلة‪ ،‬آخرها في الجانب الغربي وادي‬ ‫القور‪.‬‬ ‫جبال الشحوح‬ ‫هي جبال متواصلة متكدسة في شمال عُمان© أشبه بسلسلة متواصلة‬ ‫الحلقات © مرتبطة بعضها ببعض‪.‬‬ ‫لها مسافة طويلة من قريب البريمي إلى الرأس المعروف برؤوس الجبال‪.‬‬ ‫‪١٨‬‬ ‫الحبال المعدنية بعمان‬ ‫بعد تفتيشهم لعّمان©‬ ‫تقرير الجيولوجيين في هذا الأوان‪،‬‬ ‫حسب‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫والعرض ؟©ؤ‬ ‫الطول‬ ‫في‬ ‫وطبقاتها‬ ‫الأرض‬ ‫طيات‬ ‫واختبارهم‬ ‫البارز بأعماله‪.‬‬ ‫ويقع في ناحية البريمي‪ .‬ويشاع عنه ما يبشر بمستقبل حسن لعمان وأهل‬ ‫عمان إن صدق‪.‬‬ ‫التاج الذي‬ ‫وعليه‬ ‫الجلالة ‘‬ ‫صاحب‬ ‫كما يقولون ‪ :‬أصبح هو‬ ‫البترول‬ ‫فإن‬ ‫وفى‬ ‫من إزالة الغطاء‬ ‫ولا بد للمغطى‬ ‫والمقبل كشاف‪0،‬‬ ‫له العظماء‪.‬‬ ‫تسجد‬ ‫الغيب عجائب‘ وه في خلقه أسرار‪ ،‬وفي مخلوقاته عظيم الاعتبار‪.‬‬ ‫جبل فهود‬ ‫الواو © بعدها دال مهملة) ‪ .‬ويقع في رمال‬ ‫وسكون‬ ‫(بضم الفاء والهاء ‪.‬‬ ‫الدروع‪ ،‬وفي حوزته بغير مدافع‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وقد شرع المنقبون في الذهب الأسود بالتنقيب فيه‪ ،‬ويقال عنه ما‬ ‫يقال‪ ،‬مما شاع في العالم الصحافي © وفعلا تحقق الآن‪.‬‬ ‫جبال حطاط‬ ‫(بكسر الحاء المهملة‪ ،‬والطائين المهملتين بينهما ألف)‪ .‬وجبال حطاط‬ ‫هي جبال متشابكة متواصلة أصولا وفروعا‪ ،‬ويقال‪ :‬إن بها أنواعاً معدنية‬ ‫مهمة‪.‬‬ ‫وأعظم هذه الجبال الحطاطية جبل «صيًا‪ ،6‬فهو جبل في نفسه بارد في‬ ‫هوائه جدا‪ ،‬لكنه لا عمران به لعدم المياه فيه‪ .‬ولو كان الماء موجودا به لكان‬ ‫أحسن شيء في فصل المصيفآ‪ ،‬أيام اشتداد الحر بعمان‪.‬‬ ‫ا ودية عما ن العا مرة‬ ‫سمانل‬ ‫وادي‬ ‫هو أشبه بواحة جامعة‪ ،‬ومقاطعة واسعة‪ .‬يشمل قبائل كثيرة‪ .‬أخصب‬ ‫بلاد عُمان‪ ،‬كثير المياه بينابيع معروفة‪ ،‬وأنهار جارية‪ ،‬في بساتين زاهرة‪،‬‬ ‫وريف طيب‪.‬‬ ‫بلدان ‏‪ ٠‬وأسماء‬ ‫على عدة‬ ‫تكون‬ ‫أعلام‬ ‫مؤرخي عمان‬ ‫في عبارة‬ ‫والأودية‬ ‫لقرى متعددة‪ ،‬يضعونها عليها عرفا عاما بينهم‪.‬‬ ‫المعاول‬ ‫وا دي‬ ‫عبارة عن قرى متعددة‪ ،‬يشملها هذا الاسم إجمالاً‪ ،‬أما على التفصيل‬ ‫الاول‬ ‫وأمة ‪ .‬فإن‬ ‫إلا أنه أقل عمارة‬ ‫في شؤونه‬ ‫الأول‬ ‫من‬ ‫قريب‬ ‫وهو‬ ‫فلا‪.‬‬ ‫وبه بلدان لا تقل عن عشرين قرية‪ .،‬أهمها‬ ‫تتخلله قبائل هامة متعددة‪،.‬‬ ‫سمائل‪ ،‬وهي أم الوادي‪ ،‬وهذا يشمل آل معولة وبلدة النعب‪ ،‬أي تضاف إليه‬ ‫كالطوية‪ .،‬وفي الراس نخل‪ .‬فهو علم على المقاطعة المعروفة من الجبل‬ ‫الأخضر إلى الساحل‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن اريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الرستاق‬ ‫واد ي‬ ‫واد متسع الأرجاء والنواحي‪ ،‬أشبه بالأاول‪ ،‬بل هذا أوسع منه في كل‬ ‫متسع‬ ‫واد‬ ‫فهو‬ ‫الأرزاق ‪.‬‬ ‫وادي‬ ‫أهل عمان‬ ‫بعض‬ ‫يسميه‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫معانيه ‪-‬‬ ‫العمارة‪ ،‬كثير الخيرات“‪ ،‬متواصل البلدان العامرة بالسكان‪ ،‬كثير البساتين‬ ‫والمزارع والنخل‪ ،‬وبه قبائل من أهم قبائل عمان‪.‬‬ ‫بني خالد‬ ‫وادي‬ ‫في شرق غمان‬ ‫جداً‬ ‫مهم‬ ‫معروفة ‘‬ ‫وقبائل عديدة‬ ‫متعددة ©‬ ‫وبلدان‬ ‫فيه قرى‬ ‫متسع‬ ‫واد‬ ‫فى وضعه‪.‬‬ ‫وادي الطانيين‬ ‫من أهم أودية عُمان في شرقها‪ ،‬وأكثرها سكاناً‪ ،‬فإنه يجمع قبائل ولفيفاً‬ ‫اليمن والأزد ‏‪ ٠‬وفريقا أيضا من العدنانيين‪.‬‬ ‫معروفا [ وأرهاطا من‬ ‫وادي السحتن‬ ‫واد به بلدان للعبريين‪ ،‬وأخرى لبني غافر ومن هم من لفيفهم‪،‬‬ ‫يعرفهم كل أحدا‘ فيه قرى متعددة‪ ،‬ومزارع معروفة‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وادي القريات‬ ‫اسمه‬ ‫فإن‬ ‫ريب‬ ‫ولا‬ ‫ريقه ‪.‬‬ ‫واتسع‬ ‫مزارعه ئ‬ ‫وكثرت‬ ‫قراه ئ‬ ‫تعددت‬ ‫وار‬ ‫دال على مسماه‪ ،‬واقع في قلب عمان الداخليةث ينحدر من ناحية وادي‬ ‫«سيفم'‪ ،‬مارا على بهلى‪ ،‬ثم على ما يليها جنوبا كما قلنا‪ ،‬حتى ينصب في‬ ‫الرمل الجنوبى من عمان‪ .‬تعددت قرياته ومزارعه‪.‬‬ ‫هذه هي أودية عمان المهمة‪ ،‬التي لم تدخل في اسم مقاطعة خاصة‪،‬‬ ‫بني‬ ‫كوادي‬ ‫لها أهميتها ‏‪٠‬‬ ‫أخرى‬ ‫أودية‬ ‫وبقيت‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫عليها علم‬ ‫ولا وضع‬ ‫وفتح الياء‬ ‫المهملة ©‬ ‫(بكسر الحاء‬ ‫الحيال ©‬ ‫ووادي‬ ‫الجهاور©‬ ‫غافر © ووادي‬ ‫(بفتح الجيم‪ ،‬وكسر الزاء‬ ‫بعدها ألف فلام)‪ .‬ووادي الجزي‘‬ ‫من تحت“‬ ‫القور‪.‬‬ ‫ساكنة) ‪ 8‬ووادي‬ ‫المعجمة ‘ بعدها ياء مثناة من تحت‬ ‫وكل هذه الأودية عامرة مأهولة ببلدانها وقراها ورجالها وأمرائها‪6‬‬ ‫وكلها أيضا في الجانب الغربي من عمان‪ .‬ولا يبعد عن هذه الأودية وادي‬ ‫عندام‪( ،‬بعين مهملة مكسورة‪ ،‬ونون ساكنة‪ ،‬ودال مهملة مفتوحة‪ ،‬بعدها‬ ‫ألف فميم)‪ ،‬في شرق عمان‪.‬‬ ‫فوادي بني خروص يشتمل على قرى مهمة واسعة ‪ ،‬كالأبيض والعوابي‬ ‫وبلدان بني خروص كالعليا وستال‪ ،‬فالأولى (بضم العين المهملة‪ .‬وسكون‬ ‫اللام‪ ،‬بعدها ياء فألف)‪ .‬والثانية (يكسر السين المهملة ث وفتح التاء المثناة من‬ ‫فوق‪ ،‬بعدها ألف فلام)‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫رمل عمان‬ ‫بعمان جبال من الرمل متواصلة متشابكة‪ ،‬ممتدة من رأس الحد شرقي‬ ‫إلى حد ظفار وحضرموت والمملكة العربية السعودية وقطر والباطنة‬ ‫صور‬ ‫أيضا لكنه منبسط هادئ لين سهل غير مرتفع‪.‬‬ ‫وكذلك رمل جعلان غالبه شبيه برمل الباطنة‪ .‬وأما رمل جنوب عُمان‪،‬‬ ‫فسلاسل متكدسة‪ ،‬ومعالم متواصلة‪.‬‬ ‫وكله مأهول بقبائل عديدة من الباديةش قد انتشرت فيه الماشية لكثرة‬ ‫أراضيه‪ ،‬واطمئنان أهله فيه‪ .‬وقد ظهرت به‬ ‫أعشابه ومراعيه في خصب‬ ‫مخازن البترول الآن‪.‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫و‬ ‫عمان‬ ‫بالنظر إلى المؤرخين القدماء‬ ‫يقول مؤلف الطواف حول البحر الأرتيري ‪ :‬بأن عمان كانت تدعى عند‬ ‫التي أشار إليها‬ ‫اللوحات‬ ‫بعض‬ ‫وقد وجدت‬ ‫ماجان‪،‬‬ ‫السومريين أرض‬ ‫السومريون بأنهم كانوا يحصلون على النحاس من أرض ماجان‪ ،‬وذلك‬ ‫لصناعة المزهريات وهذا قبل أربعة آلاف سنة أو يزيد إلى أن قال‪ :‬وهذا‬ ‫يدل على أن مناجم النحاس في عمان كانت هي مصادر النحاس الرئيسية عند‬ ‫السومريين‪.‬‬ ‫ويقول المؤرخ البريطاني برترام توماس‪ :‬إن مناجم النحاس هذه كانت‬ ‫موجودة في جبل حفيت‪.‬‬ ‫ويقول المؤرخ الكلاسيكي بليني الذي عاش من ‏‪ - ٢٣‬‏‪:‬م‪ ٩٧‬بأن‬ ‫الجنس الكلداني قد سكن تحت جبال إبليتا‪ ،‬في الجهة الغربية من رأس©‬ ‫مسندم‪ .‬وجاء الفرس وأطلقوا على عمان أرض مازون‪ ،‬فهذا يدل أن‬ ‫السومريين كانوا بعمان حيث سموها أرض ماجان‪ ،‬وهذا قبل أربعة آلاف‬ ‫سنة أي للميلاد‪ ،‬وأنهم كانوا يستخرجون النحاس من عمان في ذلك العهد‪.‬‬ ‫والمؤرخ البريطاني يقرر وجود النحاس في جبل حَفيت‪ ،‬ويدل أيضا أن‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الفرس جاءوا عُمان بعدهم‪ ،‬وأن الكلندانيين سكنوا عمان أيضاً‪.‬‬ ‫أما ابن خلدون المؤرخ العربي المغربي فيقول‪ :‬إن يعرب بن قحطان لما‬ ‫وانتزع اليمن منهم‪ ،‬ولى على عمان أخاه عمان بن قحطان‪.‬‬ ‫غلب على عاد‬ ‫فدل أن عُمان كان اسما لرجل‪ ،‬ثم غلب على القطر © كما أن للقطر قبل ذلك‬ ‫أسماء معروفة‪ ،‬فدل هذا على أن عمان كان بها قوم عاد‪ ،‬وهذا غير بعيد‬ ‫لأن رمل الأحقاف الذي كان يقطنه قوم عاد هو أحد حدود عمان في تلك‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫وقال مؤلف الطواف حول البحر الأرتيري‪ ،‬وهو أحد كتاب الإفرنج‬ ‫القدما‪ ،‬حوالي تاريخ ستين للميلاد‪ ،‬يقول‪ :‬وصلت إلى جزيرة أوجيريس ‪8‬‬ ‫وهي جزيرة أوسيرابيس‪ ،‬واسمها اليوم مصيرة‪ .‬ومصيرة هي من بلاد عمان‬ ‫على الساحل الجنوبي بينها وظفار‪ .‬قال‪ :‬وقد وجدت بها ثلاثة معابد يتعبد بها‬ ‫أكَلَة السمك‪ .‬والمعنى هم أهل مصيرة لأن عيشهم كان غالبا السمك‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ووجدت بها هيكلين على الطراز الكورنتي© وبعد عبور مضيق هرمز بمسيرة‬ ‫أيام توجد مدينة تسمى عُمان‪ ،‬قال‪ :‬وكان يصل إلى هذه المدينة الخشب ©‬ ‫وخصوصا خشب الصندل‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وتصدر عمان نوعاً من السفن تسمى‬ ‫قلت‪ :‬أشار إليها في مروج الذهب‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وهي سفن قوية محصنة‪،‬‬ ‫مدرعات‬ ‫قال‪ :‬كما كانت تصدر اللؤلؤ‪ .‬إلى أن قال‪ :‬وكميات كبيرة من التمر والذهب©‬ ‫والعبيد المستوردين من إفريقيا‪ .‬ثم استطرد يذكر عُمان‪ ،‬وخليجها المعروف‬ ‫بخليج القمرث وجبل القارةث وأن جبالها صخرية شديدة الارتفاعك وذكر‬ ‫ويذكر مسقط باسم مسكا{ وباسم مسكة‪.‬‬ ‫جماعة يسكنون الكهوف©‪،‬‬ ‫ويقول ياقوت الحموي ‪ :‬إن مسقط مدينة من نواحى عُمان© فى آخر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حدودها‪ ،‬على ساحل البحر‪.‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ غُمان‬ ‫)‬ ‫أما ابن المجاور فقد ذكر مسقط في كتابه تاريخ المستبصر يقول‪ :‬إن‬ ‫هذا الإسم ‪ -‬يعني مسقط ‪ -‬الأصل فيه مسكت“ قال‪ :‬وكانت هذه المدينة‬ ‫وأما مسقط فمحط تجارة‬ ‫أي أن العاصمة إذ ذاك صحار‬ ‫مرسى صحار‬ ‫صحار‪ .‬قال‪ :‬وهي هذه المدينة كانت ترسو فيها المراكب القادمة من الهند‬ ‫وزنجبار والشمال‪.‬‬ ‫أما بطليموس فيقول ‪ :‬تقع أرض قبيلة عماني ‪ -‬على قاعدة تعبيرهم ‪-‬‬ ‫في الداخل‪ ،‬وهو الشعب الذي ذكره بليني‪ ،‬ويقول بطليموس أيضاً‪ :‬عُمان‬ ‫مدينة تقع على ساحل كرمانيا‪.‬‬ ‫المدن التي‬ ‫المرسومات التاريخية أن صور إحدى‬ ‫وجاء في بعض‬ ‫استوطنها الفينيقيون بالخليج العربي‪ ،‬فما أن انتقل الفينيقيون من الخليج‪،‬‬ ‫وهاجروا إلى ساحل البحر المتوسط الشرقي‪ ،‬حتى أسسوا هناك مدينة سموها‬ ‫باسم صور وطنهم في عمان‪ .‬فدل هذا على أن الفينيقيين كانوا في عُمان‪،‬‬ ‫ولهم آثار فيها‪ .‬ومن آثارهم مدينة صور المذكورة‪.‬‬ ‫ولمحات‬ ‫وأذكار رمزية‪.‬‬ ‫في تواريخ الأقدمين ملاحظات‬ ‫ولمان‬ ‫تأريخية‪ ،‬لكن لما كان المؤرخون من الأجانب كلهم أو جلهم‪ ،‬ذكروا عُمان‬ ‫بهذه اللحظات التي تمر على القارئ وبعضهم يطوي عمان أو يصغرها جداً‬ ‫الذين‬ ‫بحيث لا يبقى لها ما يستحق الذكر وهذا موجود في الإفرنج وغيرهم‬ ‫تغلي في صدورهم مراجل الحسد والداء الدفين© الذي لازال يغطي الحقائق‬ ‫أو يشوهها‪ ،‬وكيف لا وعمان قلعة بين الهند وإيران والعراق‪ ،‬وبين معالم‬ ‫الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫قال بعض المؤرخين القدماء ‪ :‬أما الآشوريين فقد استولوا على عُمان ©‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫}‬ ‫وذلك زمن ملكهم تفلت فلاسر الآشوري‪ .‬وقال في موضع آخر‪ :‬وازداد مركز‬ ‫الخليج قوة وازدهارا‪ ،‬بالامبراطورية البابلية الثانية‪ ،‬التي ورثت الاشوريين‪.‬‬ ‫فدل هذا على أن الآشوريين تولوا عُمان‪ ،‬وأن البابليين أخرجوهم‬ ‫منها‪ ،‬وتولوا أمرها‪.‬‬ ‫قال هذا في القرن السابع قبل الميلاد© إلى أن قال‪ :‬وأطل قادم من‬ ‫جديد من الشرق‪ ،‬يكتسح الإمبراطورية البابليةء وهو كورش الفارسي ©‬ ‫واستطاع أن يحقق أحلامه في السيطرة على الخليج العربي ‪ ،‬وموانئه المزدهرة‬ ‫على ساحل عمان‪.‬‬ ‫وحل‬ ‫فدل هذا على أن كورش المذكور أزال البابليين من عمان‬ ‫محلهم الفرس‪ ،‬فترى تداول الأمم لعمان لا يزال منذ العهد البعيد‪ ،‬وتلك‬ ‫الأيام نداولها بين النالس‪ ،‬وفي الدهر عجائب‪.‬‬ ‫ا هل عما ن‬ ‫مذ هب‬ ‫اعلم أن مذهب أهل عمان يتركز على الكتاب والستة والإجماع‪ ،‬ويأخذ‬ ‫بالقياس والاستدلال‪ ،‬ويعتمد على القرآن‪ ،‬ثم على السنة النبوية‪ .‬ثم على‬ ‫إجماع الأمة‪ ،‬اعتمادا لا هوادة فيه‪.‬‬ ‫وأهل عمان منذ أسلموا على يد عمرو بن العاص رسول رسول الله يلة‬ ‫في السنة الثامنة للهجرة وتلقوا تعاليم الإسلام عن رسول الله ية‪ .‬بواسطة‬ ‫مندوبه إليهم‪ ،‬وأخذهم عنه دينهم‪ ،‬ملوكا وشعباؤ وثباتهم على ذلك منذ‬ ‫ذلك العهد‪ ،‬لم يبدلوا ولم يغيروا شيئا من قواعد الدين‪.‬‬ ‫وما كان لهم عبد الله بن إباض شيخا مدرسا‪ ،‬ولا أستاذا معلمأ‪ ،‬ولا‬ ‫وضع لهم تعاليم يتمسكون بها‪ ،‬وما كان من بني بلادهم‪ ،‬ولا وطئ أرضهم‪،‬‬ ‫ولا قام بإمامتهم في عمان ولا في غيرها من بلادهم الموضوع عليها علم ابن‬ ‫إباض‘ بل كانت فتاويهم يتلقونها عن خيار صحابة رسول الله يَلةش كابن‬ ‫عباس وابن مسعود وأنس بن مالك“‪ ،‬وأبي سعيد الخدري“‪ ،‬وأبي هريرة‬ ‫وعائشة أم المؤمنين‪ ،‬والخلفاء الراشدين© ومن بقية الصحابة‪ ،‬ينقلها لهم‬ ‫تابعوها طبقة بعد طبقة‪ ،‬وجيلاً بعد جيل‪ ،‬من لدن الإمام أبي الشعثاء جابر بن‬ ‫المسند‬ ‫را وي‬ ‫حبيب‬ ‫بن‬ ‫وا لربيع‬ ‫كريمة ‏‪٠‬‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫عبيدة‬ ‫وأبي‬ ‫زيد‬ ‫‪٣١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وأضرابهم‪ ،‬إلى محبوب بن الرحيل‪ ،‬ومن في طبقته من علماء المسلمين‬ ‫وأئمة العلم والدين‪ ،‬منذ ذلك العهد إلى اليوم بسلاسل متواصلة عن أئمة‬ ‫بل علماء المسلمين‬ ‫عادلةش لم يعرفوا عن ابن إباض مسألة واحدة‪،‬‬ ‫علماؤهم‪ ،‬وزعماء الهدى زعماؤهم‪ ،‬لا أثر لنسبتهم إلى ابن إباض إلا نسبة‬ ‫اصطلاحية كما ترى‪ ،‬وسببها أن ابن إباض كان من خيار المسلمين في أيام‬ ‫عبد الملك بن مروان‪ ،‬وكان أصله من تميم‪ ،‬كان همام مهماماًك وزعيماً‬ ‫مقدام‪ .‬يقول الحق ويحب أهله ويواليهم عليهؤ ويرد الباطل ويرفض أهله‬ ‫ويعاديهم عليه‪ ،‬شأن كل عامل لله‪ ،‬لا تأخذه في الله لومة لائم‪ ،‬ولا يعظم‬ ‫الجبابرة مهما كانت ولا يوالي الظلمة ولا يركن إليهم‪ ،‬اشتهر بذلك في‬ ‫مناقشاته لعبد الملك بن مروان الذي يسمونه أمير المؤمنين‪ ،‬فهو يسميه أمير‬ ‫الفاسقين © ويتبرأ منه ومن أتباعه في الدين‪.‬‬ ‫وبذلك عرف أهل عمان أيضاًؤ إذ كانوا أنصار الكتاب والسنة‪ ،‬أعداء‬ ‫الظلمة والجورة يرفضون المبطلين رفضا ويرضون بالحق ممن جاءهم به‬ ‫بغيضاً كان أو حبيباًؤ بعيدا كان أو قريباً‪ ،‬بذلك سموا إباضية‪.‬‬ ‫فإن كان في ذلك قدح فهم هم‪ ،‬وإن كان في ذلك مدح فهم أولى بما‬ ‫هنالك‘ لم يجنحوا إلى التمذهب التقليدي كما جنح إليه غيرهم‪ ،‬ولا ركنوا‬ ‫إلى التقليد الأعمى كما ركن إليه سواهم‪ ،‬وأصدق شاهد على ذلك نصبهم‬ ‫الأئمة المنتخبين من خيارهم‪ ،‬المختارين من صفوتهم‪ ،‬فيبايعونهم على طاعة‬ ‫الله‪ .‬وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬وعلى الأمر بالمعروف والنهي‬ ‫عن المنكر وعلى إقامة شعائر الدين‪ ،‬وعلى العمل بالكتاب والسنة‪ ،‬وعلى‬ ‫الصبر على ذلك في المكره والمنشط‪ .‬وإن رأوا منهم خلاف ذلك باينوهم‬ ‫وعارضوهم‪ 6،‬وخلعوا المبطل‘ وتوبوا الزالك‪ ،‬وأعانوا على الحق‪ ،‬وناصروا‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫|‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫المحق‪ .‬فهل يوجد هذا في أمة من أمم الإسلام غيرهم؟ فليقل من عنده عنه‬ ‫علم‪ ،‬لا وربك لا يوجد بعد الخلفاء الراشدين إلا في هذا الجيل الموسوم‬ ‫بالإباضية‪.‬‬ ‫بل الموجود في أمم الإسلام‪ ،‬الملك العضوض‪ ،‬والسلطنة الجبارة والزعامة‬ ‫الجايرة‪ ،‬القايمة بالوراثة‪ .‬وذلك أمر يأباه الإسلام‪ ،‬ويبرأ منه الدين‪ ،‬ويسخط‬ ‫ه‪[ :‬البقرة‪]١٦٢٤:‬‏‬ ‫منه رب العالمين © القائل‪ :‬ظلايتال عَهدى المم‬ ‫ويا أمة الحق أئمة الدين‪ ،‬إلى الذين‬ ‫انظروا يا معاشر المسلمين‪،‬‬ ‫تسمونهم بالإباضيين تجدوهم في عمان وفي اليمن وحضرموت وبلاد‬ ‫المغرب على نهج الخلفاء الراشدين‪ ،‬توليهم الأئمة الخلافة الإسلامية على‬ ‫نهج الانتخاب لا على وجه التسلط بالجبروت‪ .‬اللهم اهد أهل العلم للحق‬ ‫بإذنك‪ ،‬إنك تهدي من تشاء على صراط مستقيم‪.‬‬ ‫انظر أيها العاقل في هذه الحقائق‪ ،‬ولا تغامر نفسك فإن الحق بين©‬ ‫وإنك عبد مسؤول‘ والإتباع للحق هو الواجب على المسلم عقلا ونقلاً‪.‬‬ ‫والتجنب للباطل هو المكلف به العبادء وهو الذي جاءت به الشرايع‬ ‫السماوية‪ .‬وأرسلت به الرسل إلى الأمم‪ .‬أما اتباع الهموى‪ ،‬أو خلط العمل‬ ‫الصالح بالفاسد‪ ،‬والخبط في الأعمال ولا يبالي بما يأتي ويذر‪ ،‬فلا يرضى الله‬ ‫بذلك ولا العقل المتنور‪.‬‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫مشاهير علماء عمان‬ ‫في أول الإسلام‬ ‫اعلم أن أهل عمان في الإسلام هم قادة العلماءء ولهم الصدر الأعلى‬ ‫في مناصب العلماء‪ ،‬فهم في علم الحديث السادة الأجلاء‪.‬‬ ‫مثل الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي العُماني‪ ،‬من أهالي فرق‬ ‫كما هو من آل عمرو بن اليحمد“ الذي أجمعت الأمة كلها‬ ‫من أعمال نزوى‬ ‫على ثقته‪ ،‬وجلالة قدره‪.‬‬ ‫رواة‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‪،‬ث‬ ‫ومسلم‬ ‫كالبخاري‬ ‫الحديث“‪،‬‬ ‫عنه أئمة‬ ‫روى‬ ‫الأحاديث‪ .‬وشراح الصحاح محتجون بأقواله‪ .‬وتقلة السنة يعتمدون على ما‬ ‫رواه‪.‬‬ ‫ومات‬ ‫وقد أدرك من حياة عمر بن الخطاب رحمه الله سنتين ونصف‘‪،‬‬ ‫على رأس القرن الأول‪ ،‬أو أول الثاني‪.‬‬ ‫ومنهم الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي البصري‪ ،‬أصله من أهل‬ ‫ودام من الباطنة أزدي أيضا‪.‬‬ ‫من أجلة أهل العلم بالسنة النبوية‪ .‬وهو صاحب المسند الصحيح ‏‪٥‬‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الذي هو قذئ فى أعين أعداء الحق‪ ،‬وله روايات فى السنة معروفة يرويها عن‬ ‫في عصرنا‬ ‫ب «الجامع»‬ ‫فيغير المسند الصحيح [ المعروف‬ ‫بن السائب [‬ ‫ضمام‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫وهو علامة جليل ‪6‬‬ ‫الندابي من الأزد أيضا‬ ‫بن السائب‬ ‫ومنهم ضمام‬ ‫المذهب‪.‬‬ ‫أئمة فى‬ ‫عنه‬ ‫روى‬ ‫وغيرهما‬ ‫وتاريخاً‪.‬‬ ‫وصرفاً وبيان‬ ‫ونحواً‬ ‫لغة‬ ‫الأدب ‪.‬‬ ‫علمائهم فى‬ ‫ومن‬ ‫مما يشمله علم الأدب ‪ ،‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ،‬الذي استخرج علم‬ ‫على‬ ‫يجر‬ ‫ولم‬ ‫مثال ©‬ ‫على‬ ‫لم يبن‬ ‫طست‪©١،“5‬‏‬ ‫على‬ ‫وقع مطرقة‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لعروض‬ ‫منوال‪ .‬ولو لم يكن له إلا كتاب «العين» لكفى‪.‬‬ ‫وهو أستاذ سيبويه‪ ،‬وأحد الهداة‪ .‬وهو واضع إشكال الإعراب والنقط ©‬ ‫وكل رجال الإسلام في هذه الأحوال عيال عليه‪.‬‬ ‫ومناقبه لا تحصى©‘‬ ‫ومنهم الإمام الثاني في الأدب بجميع معانيه‪ ،‬أبو بكر بن دريد‪،‬‬ ‫المعروف عند الخاص والعامث أحد الأعلام الكمّل‪ ،‬وأجل الرجال‬ ‫الفطاحل‪ ،‬المعروفين في العالم الإسلامي‪ .‬وهو من الأزد من قدفع‪( ،‬بقاف‬ ‫فدال مهملة ففاء فعين مهملة)‪ ،‬من أعمال رأس الخيمة‪ .‬ولو لم يكن له إلا‬ ‫وهو صاحب‬ ‫وله عدة مؤلفات ‏‪ ٠‬في فنون عديدة‪.‬‬ ‫كتاب هالجمهرةا لكفى©‬ ‫المقصورة المشهورة‪ ،.‬وكتاب الملاحن‪.‬‬ ‫وفي معاني رجال الحرب والبأس من أهل عمان من يعجب بهم‬ ‫فهل‬ ‫كبلج بن عقبة الذي يعد عن ألف فارس©‪،‬‬ ‫القارئ‪ ،‬ويفخر بهم السامع‬ ‫يوجد في تاريخ المسلمين مثله؟ بلج الذي لألف قرن ينتمي في كلام‬ ‫الحضرمي الإمام أبي إسحاق وابن النظر‪ ،‬وقد شاع خبره وناهيك به في فتح‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الحرمين مع زميلهؤ فليأت الدهر في قوم آخرين بأمثالهش وإليه بشير بن دريد‬ ‫في مقصورته حيث يقول‪:‬‬ ‫وواحد كالآلف إن أمر عنا‬ ‫ومنهم المقدام الشهير أبو حمزة الشادي المختار بن عوف السليمي‬ ‫الأزدي‘ من أهالي مجز من أعمال صحار ‪ ،‬وممن أنجبته الباطنة‪ ،‬الذي عرف‬ ‫بحزمه وعزمهؤ وصبره في الحروب العربية‪ ،‬إذ خرج بالجيش اليماني لما‬ ‫وأخمد نيران الظلمة‪ .‬وأطفأً‬ ‫أفسد الملوك الجورَرَة‪ ،‬فدك صروح الباطل‬ ‫مصابيح السفه‪ ،‬ومزق شمل الظلم‪ ،‬حتى أقلق الدولة الأموية‪ ،‬الطاغية‪،‬‬ ‫فزحفت إليه جيوشها لتقاتله فقتل رحمه الته‪.‬‬ ‫وروى خطبه مالك بن أنس ثم تداولها أعداؤه معجبين بحججها‬ ‫وبلاغتها وبراهينها‪ ،‬فدونوها في كتبهم‪ ،‬ورسموها بأقلام الاحترام‪.‬‬ ‫وسرد مناقبه لا يسعه المقام‪ ،‬ولله أبو حمزة ولله يومه بين أيام الدهر‪.‬‬ ‫ومنهم في قيادة الجيوش أبطال تعترف بأعمالها الرجال“ مثل المهتب‬ ‫ابن أبي صفرة‪ ،‬وآل المهلب المعروفين© وقد استنقذ المهلب البصرة من‬ ‫براثن الأسدؤ وفعها بين الثريا والثرى‪ ،‬حتى شاع عليها بصرة المهّب‪،‬‬ ‫ومشى آل المهلب فيها مشية ازدهاء وإعجاب‪.‬‬ ‫ومنهم رجال في هذا الميدان‪ ،‬يضيق بهم العنوان‪ ،‬فلنعرض عن ذكرهم‬ ‫هنا‪ ،‬ولنتركه إلى محله‪.‬‬ ‫ومنهم في الفقه علماء المسلمين© وأئمة الشريعة في الدين‪.‬‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الواسع ‪،‬‬ ‫بالفقه‬ ‫المسلمين‬ ‫في سير‬ ‫المشهور‬ ‫بن كاتب“[‬ ‫حتات‬ ‫مثل‬ ‫ولعله من بني‬ ‫في سمد ‏"‪٨8‬‬ ‫منزله بنزوى‬ ‫أهل توام ‏‪ ٠‬وكان‬ ‫والعلم النافع ‏©‪ ٠‬من‬ ‫هميم ‪.‬‬ ‫ومنهم الشيخ العالم الوحيد حاجب بن مودود‘ من بني هلال بالولا‪،‬‬ ‫بن حاجب‪.‬‬ ‫وولد ولده حبيب بن حفص‬ ‫بن العبد الطاحي‪.‬‬ ‫ومنهم صحار‬ ‫في أيامه ‪.‬‬ ‫في عمان‬ ‫أجلة الفقهاء‬ ‫من‬ ‫عطية العماني ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫شبيب‬ ‫ومنهم‬ ‫ومنهم المعروف معهم بالشيخ الكبير أبو المنذر بشير بن المنذر‬ ‫بن غالب‪.‬‬ ‫من سامة ابن لؤي‬ ‫بني زياد‬ ‫بني نافع ‪ .‬جد‬ ‫وهو من‬ ‫النزوي‬ ‫ومنهم منير بن النير الجعلاني© من بني حضرمي بن يزام‪.‬‬ ‫ومنهم موسى ابن أبي جابر الازكاني‪ ،‬وهو من بني ضبة‪ ،‬وقيل‪ :‬من‬ ‫سامة بن لؤي بن غالب‪.‬‬ ‫مكسورة ‪ .‬وشين‬ ‫أهل شح (بفاء‬ ‫معلا الكندي © من‬ ‫بن‬ ‫ومنهم محمد‬ ‫وحاء مهملة) ‪ -‬من أعمال الحمرا الآن‪.‬‬ ‫مفتوحة‪،‬‬ ‫معجمه‬ ‫بن غيلان ‪،‬‬ ‫هاشم‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫وولده‬ ‫غيلان‪،‬‬ ‫الشيخ هاشم بن‬ ‫ومنهم‬ ‫مهملة‬ ‫(بسين‬ ‫أهل سيجاؤ‬ ‫بني هميم‬ ‫بن غيلان ‏‪ ٠‬من‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫وأخوه‬ ‫أعمال‬ ‫ألف) ‪ .‬من‬ ‫بعدها‬ ‫مفتوحة‪8‬‬ ‫وجيم‬ ‫وياء مثناة من تحت“‘{‬ ‫مفتوحة©‪،‬‬ ‫وذكرهم يعطر الصحايف‪.‬‬ ‫وذقضصلهم مشهو ر ‏‪٠‬‬ ‫وبها قبورهم معروفة ‏‪٠‬‬ ‫سمايل‪.‬‬ ‫من أهل‬ ‫ومنهم أبو عثمان سليمان بن عثمان‪ ،‬المعروف بالأصم‪،‬‬ ‫نزوى© ولم يكن أصمًا وإنما كان لتلقيبه بالأاصم سبب‪ .‬وكان من أهل العلم‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫والرشد في المؤمنين ‪.‬‬ ‫فى الدين ‪ .‬وأهل الفقه في المسلمين ‪ .‬وأهل الصلاح‬ ‫كان من أفضل علماء المسلمين دينا وإيمانا وعلماً وعملا وإخلاصا‪.‬‬ ‫ريب‬ ‫ولا‬ ‫الأول ‏‪ ٠‬أعني مشاهيرهم فقط ©‬ ‫في الصدر‬ ‫عمان‬ ‫علماء‬ ‫هؤلاء‬ ‫فهم كثير لا يأتي عليهم قلم الكاتب في مثل هذا الموجز‪ ،‬وحسبك «اللمعة‬ ‫المرضية من أشعة الإباضية‪ .‬لإمامنا السالمى رحمه الله‪ .‬وفى أهل عمان من‬ ‫أهل العلم كثيرون في كل جيل©ؤ وقد ذكرنا بعضاً منهم في كتابنا «أصدق‬ ‫المناهج في تمييز الإباضية من الخوارجا‪ ،‬وفي إزالة الوعثا عن أتباع أبي‬ ‫وفي «العرى الوثيقة شرح كشف الحقيقة‬ ‫الشعثا» رحمهم الله ورضي عنهم‪،‬‬ ‫النه‪.‬‬ ‫لامامنا السالمى رحمه‬ ‫وكان هذا الشرح رمزاً خالدا في الذهن من عهد الصبا‪ ،‬حتى أذن الله‬ ‫بطلوع شمسه النيرة الآن‪.‬‬ ‫مرتهن‬ ‫وكل شيء‬ ‫زمانا يظهر فيه ©‬ ‫لله الذي جعل لكل شيء‬ ‫والحمد‬ ‫بوقته‪ ،‬أسأل الله العون والتوفيق لأقوم طريقك إنه كريم رحيم‪.‬‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫الإمارات العمانية‬ ‫اعلم أن إمارات عمان تعددت في هذه العهود الأخيرةث وأصبحت‬ ‫متباينة متنافسة حسا ومعنى‘‪ ،‬ليس لها‬ ‫كحكومات متفرقة في قطر واحد‬ ‫حاكم عام تجري عليها أحكامه‪ ،.‬ويشملها نقضه وإبرامه‪ .‬وإليكها كإشارة‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫وقد دخل الآن المهم تحت راية السلطان سعيد بن تيمور‪ ،‬وعسى الله‬ ‫أن يجمع الكل تحت راية واحدة بهمة السلطان المؤيد والمليك المسدد‪.‬‬ ‫إمارة آل حمودة‬ ‫وهي‬ ‫إن إمارة آل حمودة بن سلطان زعماء بني بو علي في جعلان‪،‬‬ ‫إمارة عامة فى ذلك الجانب‪ ،‬تشكل هيئة كحكومة مستقلة بمعناها‪،‬ؤ فإنها تمتد‬ ‫أحيانا على أرجاء جعلان كلها‪ ،‬إلى وادي بني خالد وبلاد صور‪.‬‬ ‫ولها في الساحل الشرقي صفة نفوذ©ؤ وبسط معروف في هذه العصور‬ ‫عليها ‏‪٠‬‬ ‫لها السيادة‬ ‫أحيانا على الهشم وبني راسب ‏‪ ٠-‬وترى‬ ‫الأخيرة ‏‪ ٦‬فتنبسط‬ ‫شأن كل سلطة إذا قويت شوكتها‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬ ‫العنوإلن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫إمارة آل صالح بن علي‬ ‫في شرقية غمان‬ ‫إمارة آل صالح بن علي في قلب شرقية عُمان‪ ،‬وتمتد إلى بلدان العوامر‬ ‫إلا أن تلك أقوى‬ ‫وبني رواحة‪ ،‬وهي تعادل إمارة آل حمودة عددا وعدة‬ ‫نفوذا لريسها على مرؤوسيه‪ ،‬كما يعرف ذلك أهل عمان كلهم‪.‬‬ ‫وقد أسس هذه الإمارة الأمير عيسى بن صالح الأول‪ ،‬وهو الأب الثالث‬ ‫قبله كغيرها من المشيخات‬ ‫وكانت‬ ‫لصالح بن علي بن ناصر بن عيسى‘‪،‬‬ ‫العمانية في قبائلها‪ .‬ولكن ذلك الهمام الجليل في مقامه العلي‪ ،‬أقام أعمدة‬ ‫هذه العمارة‪ ،‬وأسس بنيانها‪ ،‬وشيد أركانها‪ .‬وأقام صرحها مشيدا بحد‬ ‫الفرض المعروف“ وفرض على ذي الفرض إرضاء فرضه وقد أرضاه ‪5‬‬ ‫حتى أفنى عمره لله وفي اللهك وذلك ما يتطلبه المرفق في هذه الحياة الدنياء‬ ‫والحمد لله ‪.‬‬ ‫إمارة آل نبهان‬ ‫وهي إمارة عريقةش تفرعت عن سلطنة قديمة بحُّمان‪ ،‬وتشتمل الجبل‬ ‫الاخضر وتوابعه‪.‬‬ ‫عميق © وأصل راسخ ‘ يخضع‬ ‫وحب‬ ‫بطاعة متأصلة‬ ‫ولهاذ نفوذ فعال©‬ ‫ويعترف‬ ‫ملموسا يعرفه أهل عُمان‪،‬‬ ‫لها تابعوها خضوعا‬ ‫لها بذلك ذوو‬ ‫الشأن‪.‬‬ ‫‪٤ ٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إمارة اليعاقيب‬ ‫في عبري‬ ‫اعلم أن إمارة اليعاقيب في عبري في هذه العهود الأخيرة لولا البداوة‬ ‫أنصار‬ ‫لها‬ ‫يوجد‬ ‫حيث‬ ‫المهمة ©‬ ‫الإمارات‬ ‫من‬ ‫لكانت‬ ‫بها‬ ‫تتلبس‬ ‫التي‬ ‫يؤيدونهاك‪ .‬ويمدون لها يد السيطرة على أهل ذلك الصقيع البهيج‪ ،‬الوارف‬ ‫الظل [ المتسع النواحي بين تلك البادية العربية‪.‬‬ ‫ولها عليها الطاعة‪،‬‬ ‫قبائل شتى تسيطر عليها عبري‪0،‬‬ ‫فهي تجمع‬ ‫‘‬ ‫السر كلها ‪6‬‬ ‫أرض‬ ‫سيدة‬ ‫فعبري‬ ‫المحسوس‪.‬‬ ‫والخضوع‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الملموس‬ ‫والانقياد‬ ‫وعهدة أمم الظاهرة مطلقا‪.‬‬ ‫إمارة آل صقر بن سلطان النعيمي‬ ‫تشمل هذه الإمارة مقاطعة البريمي وتوابعها‪ ،‬الداخل والساحل‘‪ ،‬بمن‬ ‫فيها من نعمي“‪ ،‬وكعبي‪ ،‬وشامسيك وقتبي‪ ،‬وظاهري‪ ،‬وأعلاقهم‪ .‬عدا بني‬ ‫ياسر ولفيفهم‪.‬‬ ‫وقد علم أمر هذه الإمارة‪ .‬ووقت تأسيسها‪ .‬ومدى صوتها‪ .‬وقد انحلت‬ ‫وله الأمر من قبل ومن بعد‪.‬‬ ‫في هذه الأيام‪ .‬وصارت اسما بلا مسمى‬ ‫القاسمي‬ ‫إمارة آل صقر بن سلطان‬ ‫بلدان في الساحل الغربي القاسمي ‘ إلى حدود‬ ‫الإمارة عدة‬ ‫وتشمل هذه‬ ‫دبي غربا‪ .‬ومملكة آل بوسعيد شرقاً في الساحل الشمالي‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫هذه الإمارة اسم‬ ‫وقد بلغت‬ ‫الخيمة‪.‬‬ ‫ورأس‬ ‫الشارقة‪.‬‬ ‫وعواصمها‬ ‫وكاد أن يتلقب زعيمها باسم السلطنة‪ ،‬لاحتوائه‬ ‫الزعامة الكبرى في الساحل‬ ‫على قسم متسع من المملكة العمانية الشمالية‪.‬‬ ‫ولا ينكر أمر القواسم في هذه المواقع الهامة‪ ،‬والحال شاهد المقال‬ ‫والتاريخ هو الحجة‪ .‬ولكل زمان رجال‪ ،‬ولكل بلاد أعمال‪ ،‬وأعمال القواسم‬ ‫معروفة في ساحل الشمال‪.‬‬ ‫إمارة آل حشر بن مكتوم‬ ‫في دبي‬ ‫شيئا‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬ ‫القديم ‏‪٠‬‬ ‫العمران‬ ‫من‬ ‫ودبي‬ ‫الكل‪.‬‬ ‫معروفة عند‬ ‫وهي‬ ‫هؤلاء‬ ‫نزلها‬ ‫حتى‬ ‫عهدها ‪.‬‬ ‫وسالف‬ ‫حالها‪.‬‬ ‫سابق‬ ‫من‬ ‫سلف‬ ‫مهماً فيما‬ ‫لأركانها ‏‪٠‬‬ ‫المذكورون [ أعني آل حشر ‪ }.‬فهم البانون لهذه الإمارة [ والمقيمون‬ ‫دبي الآن لبنان‬ ‫حتى أصبحت‬ ‫والواقفون على بنيانها‪ .5‬بأياد عربية حرة‪،‬‬ ‫الخليج أو باريسه‪ ،‬كما يقولون‪ .‬ومن المعلوم أن المكان بالمكين‪ ،‬والمنزل‬ ‫بالآهل‪ ،‬وفي الزوايا خبايا‪ .‬وفي العرب البقايا‪.‬‬ ‫ودبي الآن من أبهج بلاد عُمان‪ ،‬وإمارتها تبتهج بها ابتهاجاًإ وتلهج بها‬ ‫إلهاجاء إذ كانت لها ربيعاً ثجاجاً‪ 5‬وألبستها بتجارتها الشاهرة من الغنى تاجا‪.‬‬ ‫يقبض ويبسط & وبيده كل شىء‪.‬‬ ‫لله الذي‬ ‫فالحمد‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إمارة آل زايد بن خليفة‬ ‫أو آل نهيان في أبو ظبي‬ ‫هي الإمارة الوحيدة المعروفة بإمارة آل زايد‪ ،‬أو إمارة أبو ظبي©‪ ،‬أو‬ ‫أو آل نهيان© كما عرفها الناس عرباً وغيرهم‪.‬‬ ‫حكومة بني ياس‬ ‫وقد طال ما حج إليها قصاد العرب أيام زايدها الزايد‪ ،‬ذلك الشهم‬ ‫التاريخ عن كرمه وعزمه وحزمه‪،‬‬ ‫الذي حدث‬ ‫المفضال المبذال‪،‬‬ ‫الهمام‪،‬‬ ‫حتى بلغت أبو ظبي أيامه مبلغ الشهرة في الجزيرة“ وأشير إليها بالبنان في‬ ‫أحوالها العربية من عمان والبحرين والرياض‪ ،‬وخطب ودها جيرانها‪ ،‬شرقاً‬ ‫وغرباً‪.‬‬ ‫ثم علا صوتها الآن بالبترول الذي تسجد له جباه الدول‪ ،‬وتخضع‬ ‫لسلطانه الزعامات العربية وغيرها‪ .‬وزايدها الحالى الذي هو زايدها الثانى‪ ،‬قد‬ ‫طن لها في العالم صوت دا في مسامع الكل© وإذا بالناس إليها من كل‬ ‫حدب ينسلون‪.‬‬ ‫إمارة آل ثاني‬ ‫في قطر‬ ‫لا يخفى أن قطر في هذه العهود الأخيرة‪ ،‬يخالف حالها فيما سلف من‬ ‫فيه على‬ ‫تطل‬ ‫ومصباحها الذي‬ ‫الغربي ©‬ ‫عمان‬ ‫كما أنها هي باب‬ ‫الأيام‪.‬‬ ‫والحسا‪.‬‬ ‫الجزيرة العربية ‪ .‬نمحو المملكة العربية السعودية ‪ .‬والبحرين‪،‬‬ ‫برجالها‬ ‫وقد علم أمر هذه الإمارة بتاريخها العريق‪ ،‬وعصرها الأنيق‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫البواسل‪ ،‬وصناديدها الفطاحل‪ ،‬وكرامها الأجلاء‪ .‬ولقد حدث عنها التاريخ‬ ‫قديماً وحديثاًش منذ نزلها هؤلاء الرجال التميميون الدراميون‪ ،‬بأياديهم‬ ‫البيضاء‪ ،‬ومكارمهم العلياء‪ .‬ولقطر بهم ذكر يعطر أفق العروبة‪ ،‬في شرق شبه‬ ‫الجزيرة العربية‪ ،‬ويرفع من قدر العرب‪.‬‬ ‫وقد أفضى بها الحال الآن إلى قمة الشرف بمكارم حاكمها علي بن‬ ‫عبد الله‪ ،‬وإبنه الهمام الجليل أحمد‪ .‬أبقى الله للعرب مجدهم في جميع آفاق‬ ‫العروبة‪ ،‬وأعلا بهم صروح الإسلام‪ ،‬وأعاد لهم من شرفهم السالف أضعافا‬ ‫مضاعفة { إنه ولي كل شيء‪ ،‬وجعل حبهم آية الإيمان‪ ،‬وبغضهم آية النفاق‪.‬‬ ‫هذه هي الإمارات العمانية بوقتنا الحالي‪ ،‬ومنه يعلم شرف هذا القطر ©‬ ‫وحقيقة أمته ورئاساته‪ .‬ويستفيد المطلع أنباء قومه وبني جلدته في عُمان‪.‬‬ ‫ولا بد أن يعلم العالم الجاهل بعمان مدى هذا البلد المجيد©ؤ والوطن‬ ‫العزيزث من عهد بعيد «وإذا لم تر الهلال فسلم"‪ ،‬وأنت في واسع العذر‪.‬‬ ‫والحمد لله أن قطر يشتمل على إمارات تسع‪ ،‬كل إمارة كحكومة‬ ‫مستقلةش أو زعامة كاملة لكبيرؤ مع أنا لم نذكر سائر اللإمارات‪ ،‬التي هي‬ ‫مشيخات قبائلية ونحوها‪ ،‬وإن كان لها نفوذ وسلطان‘© تعتبره الحكومات‬ ‫ساحلياً وداخلياً‪.‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫السلطنة الماني‬ ‫اعلم أن السلطنة العُّمانية‪ ،‬منذ مائتين وأربعين سنة‪ ،‬ما زالت في آل‬ ‫أحمد بن سعيد ومقرها مسقط وما زالت مسقط عاصمة عمان منذ ذلك‬ ‫العهد‪ ،‬وما زال آل أحمد بن سعيد يتعاقبون على عرش عُمان‪ ،‬لم يتزعزعوا‬ ‫عنه ولا يوماً واحدا‪ ،‬منذ تولوا هذه السلطنة داخليا وساحليا‪ ،‬إلا أيام الإمام‬ ‫سالم بن راشد الخروصي‪ ،‬الذي قام في سنة ‪١٣٣١‬ه‘‏ واستقل بأمر داخلية‬ ‫عمان حتى مات‪.‬‬ ‫ثم خلفه الإمام الخليلي‪ ،‬من ذلك العنصر الخروصي الأزدي‪ .‬ثم بعده‬ ‫غالب بن علي‪ ،‬بولاية العهد من الإمام الخليلي وأعوانه‪ ،‬ثم انحل أمره‪.‬‬ ‫وعاد الأمر إلى السلطان سعيد بن تيمور‪ .‬والملك لله يؤتيه من يشاء‪،‬‬ ‫وله الملك الدائم الذي لا يتغير‪.‬‬ ‫فهي راجعة إلى العنصر البوسعيدي‪ ،‬بل‬ ‫أما إمامة الإمام عزان بن قيس‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫مؤسس‬ ‫سعيد‪،‬ث‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫أفق عمان ‘‬ ‫فى‬ ‫القائم‬ ‫إلى العمود‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫الإمامة العمانية‬ ‫الإمامة في عمان منذ ذلك العهد الأول‪ ،‬تجري بطريق الاختيار في‬ ‫عُمان‪ ،‬على نهج الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫فيختار خيار الأمة وأعيانها‪ .‬من يرضون دينه وخلقه‪ ،‬وعفته وأمانته"‬ ‫وثقته وعدالته‪ ،‬وتقواه وإيمانه‪ .‬الذي لا يرتابون في شيء من حركاته وسكناته‬ ‫بايعوه ووازروه‪،‬‬ ‫أنها لغير اللهك فإذا وجدوه على هذه الوتيرة المذكورة‪،‬‬ ‫وسمعوا له وأطاعوا‪ ،‬في المكره‪ .‬والمنشط‪ ،‬وفي الشدة والرخاء‪ ،‬فأعادوا به‬ ‫سنن الشريعة‪ ،‬وأقاموا به أعمدة الحق‪،‬ؤ ونصروا به المظلوم‪ ،‬وأعادوا به‬ ‫شعائر الدين‪ ،‬ونصبوا به معالم الإيمان‪.‬‬ ‫وحسبك في صفة الإمامة ما جاء فيها‪ ،‬وفي الإمام ما أوردناه في كتابنا‪.‬‬ ‫«إرشاد الآنام» والحمد لله‪.‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫عما ن‬ ‫و ‏‪ ١‬ر د‬ ‫يرد عمان فى هذا العهد‪ ،‬كل شىء من مستحدثات العصر ‪ ،‬ويمشى بها‬ ‫في نشاط‪ ،‬ويستفرغ حاصل غلاتها غالباً‪ ،‬لميل النفوس إلى كل مستحدث‪.‬‬ ‫ولا يقابل صادرها نصفه ولا ربعه‪.‬‬ ‫فتستورد عمان الضروريات ‘ والحاجيات“ والكماليات© على اختلاف‬ ‫أنواعها‪ ،‬من معايش وملابس وغيرها‪ ،‬ولكل جديد لذة طبعا‪ ،‬فإن جوالب‬ ‫العصر أصبحت تعشقها القلوب وتميل إليها الطباع© والإنسان خلق بطبعه‬ ‫ميال إلى كل رائق مبهج‪.‬‬ ‫ولا منع لأي جنس يرام إيراده إلى عُمان‪ ،‬لأن التجارة حرة حسب‬ ‫القوانين الوضعية ‪ 0‬إلا بعض أمور لا يقتضيها العصر‪.‬‬ ‫وبسبب الوارد المتنوع‪ ،‬مع سهولة اقتنائه وتيسير المراد منه‪ ،‬تأخرت‬ ‫الأعمال الصناعية بعمان وقد كانت بها مصانع بحسب حاجياتها الوقتية©‬ ‫وتعطل عاملوها‪.‬‬ ‫كان لباس أهل عمان من نسيج عمان ومعاشها من مزارعها‪ ،‬وبذلك‬ ‫صارت غنية عن بقية البلاد‘ منعزلة عن الأمم الآخرين‪ .‬ولما تركوا بذلك©‬ ‫وأصبحوا ينفضون أيديهم من أعمالهم ويقتنون الوارد إليهم مهما كان‪ ،‬وممن‬ ‫‪٥١‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لما‬ ‫المجلوب‪،‬‬ ‫أسارى‬ ‫أصبحوا‬ ‫ولا مكلفين ©‬ ‫غير مجبورين‬ ‫راغبين‬ ‫كان‪،‬‬ ‫أصبح هو المحبوب‪.‬‬ ‫بلة رخص‬ ‫غلاتها ‪ .‬ثم زاد الطين‬ ‫وأصبح الضيق يحيق حمان ‪ .‬ويستنفد‬ ‫غللها في هذا العهد‪ ،‬ولولا انتشار العمانيين في البلاد الأخرى سعيا للرزق©‬ ‫لتدهور الشعب العمانى ‪ ،‬والأمر لله‪.‬‬ ‫‪٥ ٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫صادر عمان‬ ‫تأخر صادر عمان في هذا العهد تأخراً ملموساً‪ ،‬ولقد أثر في عُمان‬ ‫ماديا أثرا سيئاؤ ولا يزال يأخذ بها إلى الوراء‪ ،‬إن لم يتداركها الله بشيء من‬ ‫فتح مغلقه‪.‬‬ ‫أوان‬ ‫وافراً ‏‪ ٠‬وهذا‬ ‫يشاع وجودها بها وجوداً‬ ‫العصر ‪ .‬كما‬ ‫مواد‬ ‫والأمور‬ ‫في الجسم العماني قليلا قليلا [‬ ‫العمل تدب‬ ‫روح‬ ‫وقد بدأت‬ ‫مرهونة بأوقاتها‪ .‬وإذا أراد الله أمرا كان‪ ،‬فإن أعمال البترول بعمان شارعة فى‬ ‫وقائمة بنشاط‪.‬‬ ‫صددهاك{‬ ‫وأدرك‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ملموسا‬ ‫وجودا‬ ‫بعمان‬ ‫الأسود‬ ‫الذهب‬ ‫هذا‬ ‫وجود‬ ‫شاع‬ ‫وقد‬ ‫إدراك محسوساً‪ ،‬ولا بد أن تنال منه عُمان ما نالته أخواتها من بلاد العرب‪.‬‬ ‫والأحاديث النبوية تخبر عن ذلك©‪©٥‬‏ وكأنى بما أخبرت به كائن لا محالة‪.‬‬ ‫في‬ ‫فاعلة‬ ‫وجل‬ ‫الله عر‬ ‫وحكمة‬ ‫بأوقاتها ‪.‬‬ ‫مرهونة‬ ‫الأشياء‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫غاية ينتهى إليها‪.‬‬ ‫وجل ‏‪ ٠‬ولكل شىء‬ ‫الله عر‬ ‫كما يشاء‬ ‫الكائنات‬ ‫وأما مصدراتها الحالية ‪ 0‬فالتمر بأنواعه المتعددة} والبسر المبسلى المعروف‬ ‫بأثمانه الوافرة سابقاً‪ ،‬والليمون بكميات قيمة‪ ،‬وأنواع من القماش‪ ،‬وأجزاء من‬ ‫من‬ ‫وأعداد‬ ‫اللؤلؤ بأنواعه الكبار والصغار‪.‬‬ ‫سابقا تصدر‬ ‫وكانت‬ ‫الجلود‪.‬‬ ‫المنسوجات اليدوية القطنية المعروفة بالخضرنج‪ .‬وأنواع من الأوزرة الملبوسة‬ ‫المزركشة‪ .‬وأنواع مما يسمونه العمايم والسباعيات‪ .‬وأنواع من المنسوجات‬ ‫البقري ‪.‬‬ ‫السمن‬ ‫من‬ ‫وكميات‬ ‫والشمل والمناسيل ونحوها ‪.‬‬ ‫الصوفية ‏‪ ٠‬كالخروج‬ ‫تصدره عمان إلى الخارج في البواخر‪ .‬بكميات كاد العقل أن لا يقبلها‪ .‬لولا أن‬ ‫العهد بها قريب‘ والمعتادون العمل فيها باقون‪ .‬وتلك من آيات النه الكونية }‬ ‫ومعجزاته الربانية‪ .‬سبحانه ما أعظم شأنه‪ ،‬له الأمر من قبل ومن بعد‪.‬‬ ‫‪٥٣‬‬ ‫البلاد الرئيسية لهذا القطر‬ ‫أهمها الآن منذ نزول البرتغاليين على البحر الهندي‪ ،‬وتسلطهم على‬ ‫الخليج العربي الفارسي‪.‬‬ ‫مسقط‬ ‫وتعلو على‬ ‫عواصم القطر سلطة وسلطانا ‪6‬‬ ‫وهي ما زالت ولا تزال تفوق‬ ‫القطر العمانى مقاما ومكانا‪ ،‬كما قلنا فى تاريخنا «العقد الجديد»‪.‬‬ ‫فهي الآن مقر السلطان وعاصمة عمان في هذا الأوان‪ ،‬ومنتدح الأمة‬ ‫في كل مكان‘ وميناء تجارة القطر العماني ث والخليج العربي بلا مدافع ولا‬ ‫منازع‪ .‬وهي الحجة على القطر كله‪.‬‬ ‫للدول‬ ‫الحالية‬ ‫الاوضاع‬ ‫حسب‬ ‫المسافرين ©‪.‬‬ ‫جوازات‬ ‫تخرج‬ ‫ومنها‬ ‫العصرية‪ ،‬من عمان إلى جميع البلاد بإذن السلطان‪ .‬ولها علاقات ودية‬ ‫بالدول الحالية‪ ،‬فى الشؤون الحيوية‪ ،‬ومقتضيات الأوان‪.‬‬ ‫وبها كرسي الملك‘ وإليها تنتهي الموارد والمصادر في عُمان‪ ،‬رغم كل‬ ‫إنسان‪ ،‬فهي عرش عمان الآن‪.‬‬ ‫وتقع بين جبال تحيط بها‪ .‬وإليها تساق تجارة الهند وغيرها‪ ،‬وتستورد‬ ‫‪٥ ٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أشياء أخر من بقيةالدول‪ ،‬ولعل أغلبها في الوقت الحالي من بريطانيا‪.‬‬ ‫وأغلب أهلها أخلاط‪ ،‬أهمها الجاليات الهندية‪ .‬من حيدر أبادية‪.‬‬ ‫وبانيانؤ وبلوش بلوجستانية‪ ،‬والأقلية للعرب من جميع النواحي‪ ،‬لولا أن‬ ‫ملوكها من تعرفون‪ .‬ولا يوجد بها يهود الآن وربما وجدوا قبل هذا الأوان‪.‬‬ ‫أما النصارى الإنجليز فهم موجودون الآن بعمان كلها‪ .‬كضباط وقواد‬ ‫للجيش‪ ،‬وأهل شراكة النفط‪ .‬وأما غيرهم فلا‪ ،‬إلا أن يكونوا رحلا أو زوار‪.‬‬ ‫أما الوطنيون الأصليون فهم العرب بقسميهم‪ ،‬القحطانيين والعدنانيين ©‬ ‫وبيدهم أزمة الأمور‪ .‬أما الذين ذكرناهم من الجاليات الهندية‪ .‬فهم تحت ظل‬ ‫السلطان‪ ،‬وتحت مراحمه ؤ ولا حرفة لهؤلاء إلا التجارة‪.‬‬ ‫وكان العرب يترفعون عن أعمال التجارة منذ عهد الجاهليةش لأن‬ ‫نفوسهم مطبوعة على حب الكرم‪ ،‬وذلك لا يتفق والتجارةك لأن التجارة‬ ‫تستدعي الحرص على الدرهم والدينار‪ .‬للتتجمع أرباحها‪ ،‬ويعظم استغلالها‪.‬‬ ‫ولقد حضهم عليها رسول الله مش‪ .‬فاحترفها القليل‪ ،‬وتركها الكثير‪ .‬فلهذا‬ ‫ترى الهنود آخذين بزمامها‪ ،‬لأنهم لا يعرفون الكرم ولا معناه‪.‬‬ ‫صحار‬ ‫هي الكورة الوحيدة‪ ،‬والبلدة القديمة‪ ،‬والعاصمة العظيمة ‪ .‬في العهد‬ ‫الاول قبل اللإسلام‪ .‬وقد أطنب الواصفون والمؤرخون في إطرائها وذكرها‪.‬‬ ‫وبشأنها يعترف الكاتبون عن الخليج العربي© ولا ينكر شأنها أحد من أهل‬ ‫الاطلاع والمؤرخين © في ذلك الجيل‪.‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫|‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهي خزانة الشرق في العهد القديم‪ .‬ومركز البلاد العُمانيةش ودولة‬ ‫البحر العربى الفارسى‪ .‬وإليها ترنوا الأعين© ونحوها تلتفت الأنظار‪.‬‬ ‫ولذلك‬ ‫والوفود‪.‬‬ ‫إذ ذاك‬ ‫الزعماء‬ ‫ومنتهمى‬ ‫والراغب &‬ ‫وهى مرجع الطالب‬ ‫جعل الخليفة الثاني‪ ،‬الفاروق ابن الخطاب رحمه الله‪ ،‬منبر الجمعة الذي لا‬ ‫طه ‪ .‬لأنه‬ ‫ذلك الصد الزعيم ‪ .‬عمر بن الخطاب‬ ‫يزال محفوظا بها ‪ .‬من عهد‬ ‫هو الذي عين منابر الجمعة في عواصم الأقطار اللإسلاميةث وتعهد عليها‬ ‫وكان لها من الشأن فيما خلا من الزمان‪ ،‬ما تضيق به مفردات‬ ‫المجلدات‪ ،‬وحسبنا كلمة الأندلسى الشريسى فيها‪ .‬ومن أراد المزيد فليطلبه‬ ‫وابن الأثير‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫من كتب الأوائل كمروج الذهب©‪،‬‬ ‫الكلمة الوحيدة ‘ برهانا على ما تسمع‪.‬‬ ‫وحسبنا الإشارة إليها بهذه‬ ‫وهي تقع في الجهة الشمالية من عُمان‪ ،‬في فضاء سهل‪ ،‬كثير المياه‬ ‫العذبة حتى على سيف البحر‪ .‬وهي قابلة للغراس والزراعات بأنواعها‪ .‬وبها‬ ‫وبها الليمون‬ ‫بالمانغا‪.‬‬ ‫المعروف‬ ‫المتنوع ‏‪٠‬‬ ‫بكثرة ‏‪٠‬‬ ‫الموجود‬ ‫الامبا الجميل ‘‬ ‫الغليظ الحسنك‪ ،‬وأحوالها كلها جميلة‪.‬‬ ‫إلا أن تأخر الزمان بها‪ ،‬كاد أن يلقيها في الحضيض الأسفل‪ ،‬إذ تعرت‬ ‫الآن من تلك الصفات الحميدة‪ ،‬لما تحول عنها عرش سلطان عمان‪ .‬ولله أمر‬ ‫هو بالغه‪.‬‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قلهات‬ ‫أولى العواصم في الجاهلية قبل غيرها لعُمان‪ ،‬فلي العهد الذي باد بأهله‬ ‫وفات‪( .‬وهي بقاف© بعدها لام ساكنة‪ ،‬فهاء‪ ،‬فألف فتاء مثناة من فوق)‪.‬‬ ‫وهي المعهد الملكي‪ ،‬والمركز السلطاني المهم‪ ،‬في شبه الجزيرة من‬ ‫الجانب الشرقي‪ .‬وقد علمت نزول الذي يأخذ كل سفينة غصبا بها‪ ،‬في قديم‬ ‫الزمان‪ ،‬فكانت الدولة المعروفة في الجاهلية الأولى لعمان وحسبك إشارة‬ ‫القرآن إليهاث وتنويهه بسلطانها العظيم‪ .‬ولكنها الآن اسم بلا مسمى‪ ،‬وأثر بعد‬ ‫عين‪ ،‬ولله الأمر‪.‬‬ ‫كانت قلهات عاصمة مالك بن فهم‪ ،‬عند نزوله عُمان©‪ ،‬ثم مازالت‬ ‫عرشه في الساحل‘‪ ،‬ومنهج قصره في الداخل‪ ،‬وصحار إذ ذاك بيد الفرس‬ ‫ثم انتقلت رياسة القطر إلى صحار بعد ذلك‪ ،‬حتى جاء الإسلام‪ ،‬وبها بنو‬ ‫الجلندى ملوك عمان ؤ وبعده انتقل عرش عمان إلى نزوى ثم الآن في هذه‬ ‫العهود الأخيرة إلى مسقط‪ .‬ومن المحال دوام الحال‘ والدهر من طبعه‬ ‫التقلب والتغير‪ .‬سبحان من دبره بحكمته‪.‬‬ ‫صور‬ ‫من أمهات القطر الماني‬ ‫لا يخفى أن صور من أمهات القطر العماني الآن وإن لم تجعل عرش‬ ‫دولة} فقد مر لها شان بمن استعمرها من العرب الذين عاشوا بها‪ ،‬وتطاولت‬ ‫بهم القرون حتى انتقلوا عنها إلى الشام‪ ،‬واختطوا فيها بلدهم بها‪ .‬فسموها‬ ‫باسم صورهم في عمان‪ .‬وهي في الجانب الشرقي عن قلهات‪.‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولقد أصبحت قلهات في هذا العهد‪ ،‬من أعمال صور التي نتكلم عنها‬ ‫الآن‪ .‬وهنا يتردد على ذاكرتنا قول القائل© تذكاراً واعتبارا‪:‬‬ ‫تشقى كما تشقى الرجال وتسعد‬ ‫وإذا نظرت إلى البقاع رأيتها‬ ‫وصور الآن أعمر بلاد الساحل الشرقي من عمان بغير مدافع‪ ،‬وتصلح‬ ‫بأن تكون مركزا سلطانياً لعمان الشرقية‪ ،‬لأحوال لا تخفى على من له نظرية‬ ‫في قطرنا العماني‪.‬‬ ‫رواد‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫ونكل‬ ‫المقام }‬ ‫يطول‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫التفصيل‬ ‫وعن‬ ‫البلاد‪ ،‬ومحبي الاطلاع على الكائنات‪ ،‬من سائر العباد‪ ،‬وإلى تاريخ عمان إن‬ ‫شاء الله‪.‬‬ ‫في كل فخذ رهط مستقل بزعيمه‪.‬‬ ‫وأهلها الجنيبيون وهم أربعة أفخاذ‬ ‫وعندهم غنى بالنسبة لأهل هذا القطر لا يستهان به‪ ،‬فهم من هذه الناحية ‪5‬‬ ‫كبني ياس في دبي وأبو ظبي‪ ،‬فهؤلاء في شرق الساحل‘ وأولئك في غربة‪.‬‬ ‫ولأهل صور مهارة في الأسفار البحرية‪ ،‬ولهم ولع به‪ ،‬في همم وعزائم‬ ‫حرة‪ ،‬وهم أهل علم بأحوال البحر‪.‬‬ ‫وصور هذه قسمان‪ :‬صور السكنى‪ ،‬على الساحل‪ ،‬خصوصاً في‬ ‫في الجانب الآعلى‪ ،‬ويقال لها بلاد صور‪.‬‬ ‫أوقات الشتاءء وصور المصيف©‪،‬‬ ‫وهنا المركز القابض على الموارد‪ ،‬لأنهم يطلقون البلاد على النخل© فهم‬ ‫يعنون نخل صور‘ وكذلك هذا العرف في جعلان كلها‪ ،‬مع أن المركز‬ ‫الحكومي في صور قابض على الوارد من داخلية عمان بكل معناه‪ .‬وبيده‬ ‫زمام هذه البلاد الفخمة الضخمة‪.‬‬ ‫‪0٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫دبي‬ ‫لبنان الخليج‬ ‫دبي ويسميها العصريون ‪ :‬لبنان الخليج‪ .‬أو عروس الخليج‪ .‬فهي الآن‬ ‫عاصمة كريمة‪ ،‬وبلدة فخيمة‪ ،‬قامت سوقها في العهد الجديد‪ ،‬وهو العهد‬ ‫الذي استعمرت فيه البرتغال مسقط‪ ،‬ولم تزل تنشط أسواقها" وتنمو أممها‪،‬‬ ‫ويتكاثر أهلها‪ ،‬وتزيد ثروتها‪ ،‬ويمتد ذكرها في هذا القطر‪.‬‬ ‫وعلى الإجمال هي من عواصم الإمارات العمانية‪ .‬ومن أبهج عمان‬ ‫وأوسعها عمراناك وهي حلقوم عمان في الجانب الغربي‪ ،‬وثغرها البسام‬ ‫العربي‪ .‬مدينة عامرة بآل ياس بن عامر‪ ،‬أهل الخير والخيل والخول‪ .‬لها‬ ‫أهميتها في هذه الآونة‪ ،‬وبها أمم من العرب والعجم والهنودك وأخلاط لا‬ ‫تزال تنمو فيها‪.‬‬ ‫ومهم أمرها إلى رئاستها في آل حشر بن مكتوم‪ .‬من آل أبو فلاسة‪.‬‬ ‫وسمعت الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري يقول‪ :‬إن آل أبو فلاسة أصلهم‬ ‫عبريون‪ .‬ولا أدري على أي مستند يقول بذلك‘ والمعروف أنهم من «أبو‬ ‫ظبي!\ انتقلوا إليها بعد فتن أهلية كانت بينهم‪ ،‬ولا معنى لما يقوله الشيخ‬ ‫العبري© وليس له كثرة اطلاع تأريخي‪.‬‬ ‫وخلاصة القول أن دبي التي قلنا عنها‪ :‬إنها عروس الخليج في بهجتها‪8‬‬ ‫وحللها الزاهية‪ ،‬وجمالها الوضيء‘ ها هي تسير إلى الأمام‪ .‬وكان بها اللؤلؤ‬ ‫سوق رائجة‪ ،‬وعمل قائم‪ ،‬حتى إذا تأخرت تلك السوق عن تقدمها قامت‬ ‫مقامها أسواق أخر‪ ،‬تنهض بدبي نهوض العاثر من كبوته‪ ،‬ناشطا بصحته‬ ‫وهوته‪.‬‬ ‫|‬ ‫العنون عن ناريخ عُمان‬ ‫)‬ ‫الشمالي‬ ‫وجه غمان‬ ‫اعلم أن أبو ظبي ‪ -‬واسمها هذا الجاري على نهج الحكاية ث رفعاً ونصباً‬ ‫وجراً‪ ،‬ومن شاء أعرب ‪ -‬تقع في الجانب الغربي من عُمان© فهي وجه عُمان‬ ‫الشمالي‪ ،‬وطالعها في الأفق العربي المنير‪ .‬على مسافة تبعد عن شرق عمان‬ ‫كما تداولها الجغرافيون وحرروا تقديرها بما لا مزيد عليه‪ ،‬فهي في صورتها‬ ‫بلدة أشبه بهلال في سماء‪.‬‬ ‫وقد كبر لها شأن وذكر لم يزل التاريخ يسجله في صفحاته العربية‪.‬‬ ‫وعزها‬ ‫جوها الحالي‪.‬‬ ‫ويرتله على ألواحه الحرة‪ .‬ولا داعي إلى وصف‬ ‫العرب ‏‪ ٦‬أيام زائدها الأول [‬ ‫إليها قصاد‬ ‫حج‬ ‫ما‬ ‫طال‬ ‫وقد‬ ‫المالى ‪.‬‬ ‫وسلطانها‬ ‫وأواق اللؤلؤ بها لا أسواق السمك‪.‬‬ ‫ورئاستها إلى آل زايد بن خليفة} المشار إليه في عنصر آل بو فلاح‪ ،‬من‬ ‫عامر صعصعة‪ .‬وأكبر أمير كان بها هو زايد المذكور كما نوه به التاريخ‬ ‫ورسم مكارمه على الصفحات الزهراء‪ ،‬أيام الإمام عزان بن قيس‪.‬‬ ‫وهي كرسي الرئاسة الفلاحية وكنانتها‪.‬‬ ‫ولابي ظبي معارف حميدة‪،‬‬ ‫ذات أهمية في الساحل المتصالح‪.‬‬ ‫رأسه‬ ‫إذا أخرج‬ ‫ولله دره‬ ‫ويرفع لها مقاما‪.‬‬ ‫يزيدها جمالا ‪.‬‬ ‫الآن‬ ‫والبترول‬ ‫سجدت له الجباه الدولية على الأذقان راغمة‪ ،‬وإذا مد يده تهافت الكل إلى‬ ‫يعلم أنه المطاع في كلامه‪.‬‬ ‫تقبيلها‪ .‬وهو باسم الثغر‘ ضاحك السن‬ ‫‪٦١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قطظر‬ ‫العاصمة الحرة‬ ‫اعلم أن قطر في القطر العماني مما يفتخر به قديماً وحديثا‪ .‬حيث هي‬ ‫بدر عمان في الغرب‘ ونجمها الزاهر العربي مازال يشق سماء الشرف‘ غير‬ ‫مستور بغيوم الأهواء‪ .‬وهي جاهلية العمران‪ ،‬مازال اسمها يتردد في التاريخ‬ ‫المجد [‬ ‫عليه طغرى‬ ‫الجزيرة‬ ‫رسمها في العالم العربي من‬ ‫محترما ‏‪ ٦‬وما برح‬ ‫المحامد‪.‬‬ ‫وعنوان‬ ‫كانت دون ما هي عليه الآن© حتى أفضى بها الحال الآن إلى ما يعرفه‬ ‫كل أحد‪ .‬وهي نهاية القطر العماني في الجانب الغربي بالوضع الطبيعي ©‬ ‫واتفاق المؤرخين القدماء على ذلك شاهد على ما قلنا‪.‬‬ ‫ورئاستها إلى آل ثاني في الوقت الحالي©‪ ،‬وقد رفعت رأسها بهم بين‬ ‫البلاد العربيةش وآل ثاني قوم من تميم‪ .‬ولنا فيهم ذكر عند الكلام على أنساب‬ ‫العرب العمانيين‪.‬‬ ‫وأميرها الحالي الشيخ علي بن عبد الله‪ ،‬الذي لا تتعقد الأقلام في‬ ‫إطرائه‪ ،‬ولا يجمد مدادها عند ذكره‪ ،‬لما له من محامد فى بلده هذا عديدة‪.‬‬ ‫وإليها الآن يشار بالبنان‪ ،‬ولها في هذا العهد أكبر شان‪ .‬وقد استعمرت‬ ‫عمرانا باهرا‪ .‬دعم بناءه الذهب الأسود‪ ،‬وأقام صروحه سيدها الأمجد‪.‬‬ ‫الهمام الكريم‪ ،‬علي بن عبد الله‪ ،‬الذي أكتب عنه هذه الكلمات“ ولم أره ولم‬ ‫أر أرضه ‪ -‬ولم يتقدم من فضله إلا ما وصلني همته ومنشورات عنايته من‬ ‫الكتب الثمينة‪ .‬ولكن ما أقرؤه عنه من المحامد يدعونى إلى إطرائه‪ ،‬وإلى‬ ‫الثناء عليه‪ .‬وبأفعاله يعرف الفاعل© وقد جاء فى بعض الكتب السماوية قوله‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫عز وجل‪« :‬من ثمارهم تعرفونهما‪ ،‬ولقد عرفت هذا الأمير من محامد‬ ‫في‬ ‫وأمته ‏‪ ٠‬وما أبداه‬ ‫بلاده‬ ‫القيام بحقوق‬ ‫عالية فى‬ ‫عنه مكارم‬ ‫وقرأت‬ ‫أفعاله ‏‪٠‬‬ ‫وصراحة فقهية‪.‬‬ ‫ونباهة دينية‪.‬‬ ‫بثقافة علمية ‪.‬‬ ‫الالتفات‬ ‫يتحلى هذا الزعيم بحلى الكملة من الرجال ويتزين بزينة الأخيار من‬ ‫زعماء العرب والدين‪ ،‬قبل كل شيء شرف ثابت الأركان‪ ،‬والفقه في الدين‬ ‫جمال العباقرة الأفذاذ من بنى الإنسان‪.‬‬ ‫وعلى كل حال إن الأمير سوق ما راج فيه جلب إليه‪ ،‬فإن عناية على بن‬ ‫يدلنا على نفس كريمة‬ ‫مواضعها ‘‬ ‫وتباين‬ ‫أوضاعها ‏‪٠‬‬ ‫على اختلاف‬ ‫عبد الله ©‬ ‫عن‬ ‫وتتباعد‬ ‫والأدب‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫الإجمال‬ ‫على‬ ‫تحب‬ ‫الله ©‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫في‬ ‫الرذايل© وتستند على المراضى الكاملة‪ .‬والأعمال الفاضلة‪.‬‬ ‫ولو كنت ممن يمدح الأمرا‪ ،‬لمدحته بقصايد تضرب إليها أكباد الإبل‬ ‫وهو‬ ‫يشاء &‬ ‫من‬ ‫ويذل‬ ‫يشاء ‏‪٠‬‬ ‫من‬ ‫والله يعز‬ ‫كفيلة بمدحهم‪.‬‬ ‫الكرام‬ ‫أفعال‬ ‫ولكن‬ ‫على كل شيء قدير‪.‬‬ ‫ولده الهمام‬ ‫وقد خلفه الآن على وتيرته الطيبةك وسيرته المحبوبةث‬ ‫ولا ريب قديماً قيل‪ :‬ومن يشابه أباه فما ظلم‪.‬‬ ‫المجيد‬ ‫ففي قطر مكاتب مهمة‪ ،‬لا زالت تسوق المؤلفات إلى أهل العلم‬ ‫والأدب‘ وعلى كل حال إن ذلك يدل على نفس كريمة تحب الخير‪ ،‬وتدعو‬ ‫إليه‪ .‬وتتباعد من الشر ‘ وتنفر منه‪ .‬وهكذا أخلاق المسلم الصالح‪.‬‬ ‫والحمد لله‬ ‫وإذا وفق الله الأمير لحب الخير‪ ،‬فطوبى للمأمور بذلك‬ ‫وأهل الخير لا يزالون دعاة إليهء وأهل الشر كذلك‘‬ ‫فإن الناس معادن‪،‬‬ ‫وبذلك يمتاز المسلم ى والسير إلى الله‪.‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫القسم الداخلي من عُمان‬ ‫بعدما ذكرنا العواصم الساحلية‪ .‬وجب أن نذكر العواصم الداخلية ‪،‬‬ ‫لأن القلب هو سلطان الجسد وهو الذي تقوم به الحياة‪ ،‬وإذا صلح القلب‬ ‫صلح الجسد كله‪.‬‬ ‫وأعز المراكز في عمان الداخلية نزوى‪ ،‬فها نحن نذكرها أولاً‪ ،‬ثم نلحق‬ ‫بها ذكر ما بعدها‪ ،‬مما له شأن بحُمان‪.‬‬ ‫نزوى‬ ‫قلب غغمان‬ ‫اعلم أن أعظم المراكز العمانية في الداخل نزوى‪ ،‬إذ هي تخت مملكة‬ ‫عُمان‪ ،‬وكرسي إمامتها من قديم الزمان‪.‬‬ ‫وذلك أنه لما اشتدت الغارات الأجنبية على مركز الزعامة المانية ‪8‬‬ ‫إمامة كانت أو سلطنة‪ ،‬وتوالت الغزوات بتوالى الغزاة وبقى عرش الزعامة‬ ‫في صحار مهددا دائما في قلق‪ ،‬جعلها العمانيون عرش مملكتهم‪ ،‬ومقر‬ ‫سلطانهم‪ ،‬ومأمن إمامتهم‪ ،‬ومنتدح مهماتهم‪ .‬وإذ ذاك أشندت فيها القصائد‬ ‫الشعرية ‪ ،‬والخطب النثرية‪.‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن اريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لها ذكر لم يزل‬ ‫قام‬ ‫حتى‬ ‫شيء ‪.‬‬ ‫اليها كل‬ ‫ويجلب‬ ‫تتقدم‬ ‫واستمرت‬ ‫التاريخ يتلوه على المسامع‪ ،‬ورَسَم ذكرياتها الأكابر ‪ 5‬أيام نقل المركز إليها من‬ ‫تزعزعه‬ ‫وطال‬ ‫بتوالى الغارات عليه ‪ -‬كما قلنا ‪ -‬برية وبحريةث‪.‬‬ ‫صحار‬ ‫بعواصف الأعداء‪ ،‬ولم يلبث إلا مُروعاً‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫قلب‬ ‫فى‬ ‫هى‬ ‫إد‬ ‫الأعداء ©‬ ‫غارات‬ ‫من‬ ‫مأمونة‬ ‫نزوى‬ ‫وكانت‬ ‫الداخلية‪ ،‬والحال لا طيارات ولا سيارات ونحوها‪ .‬فإذا نزل الغازي لعُمان©‬ ‫الثغور‬ ‫وسدت‬ ‫بعدها وعديدها ‪.‬‬ ‫عليه عمان‬ ‫قامت‬ ‫إلى نزوى ‪.‬‬ ‫وارتفع خبره‬ ‫فيقنع من‬ ‫وقل عدده‪،‬‬ ‫جنده‪6،‬‬ ‫وضعف‬ ‫فل حده‪3‬‬ ‫وطاردته حتى‬ ‫فى وجههك‪6‬‬ ‫الغنيمة بالإياب‪ ،‬ويبقي عرش الإمامة ثابت في مأمنه‪.‬‬ ‫وعلى هذا الأساس أمروا بصلاة الجمعة في نزوى أيام أئمتها‪ ،‬وأبقوها‬ ‫في صحار ثابتة الدعائم قائمة المباني‪ ،‬لم يروا تحويلها منها كليا‪ .‬وقد‬ ‫وضعها عمر بن الخطاب فيها‪ ،‬فهي بصحار من ذلك العهد إلى الآن‪.‬‬ ‫وتقع نزوى في سفح الجبل الأخضر من الجنوب‘ بين جبال هي‬ ‫أنهار‬ ‫ذات‬ ‫جهة‪3‬ث‬ ‫من كل‬ ‫غير مكتظة بالجبال‬ ‫صالح ‪.‬‬ ‫في فضاء‬ ‫سورهاك{‬ ‫جو مناسب‪.‬‬ ‫ونخل باسقة ‪ .‬فى‬ ‫وبساتين ‪.‬‬ ‫فكانت حضيرة العلماء‪ ،‬ودايرة الأئمة‪ .‬ومأوى الصالحين الأخيار‬ ‫والفضلاء الأحرار ‪ ،‬ومجتمع العلماء‪ .‬ومحط الأفاضل الأصفياء بغير نكران‪.‬‬ ‫في صحايفها‬ ‫وطوت‬ ‫غفيرا ‏‪٠‬‬ ‫المسلمين جما‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫لتربتها وما حوت‬ ‫ويا‬ ‫ناقد‪.‬‬ ‫وأصدق‬ ‫©‬ ‫أكبر شاهد‬ ‫والحال‬ ‫وفير‪.‬‬ ‫عددا‬ ‫الأتقياء‬ ‫من‬ ‫وهنائي ‪ .‬وعبري‪١‬‏‬ ‫من ريامي ‪.‬‬ ‫وقد تنازع رئاستها في الجديد قبائللث‬ ‫وأشهر من أن تذكر‪.‬‬ ‫وهي أعرف من أن تعرف‪6،‬‬ ‫وحلفائهم‪.‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ثم تطورت أحوالها‪ .‬وذكرها ياقوت‬ ‫وأصلها من العمران الجاهلي‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫ورآها‬ ‫ولم ير‪.‬‬ ‫فإنه سمع‬ ‫بعد "©‬ ‫عن‬ ‫ذك‬ ‫لكنه‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫بطوطة فى أيامها المظلمة‪ ،‬فذكر ما رأى‪.‬‬ ‫أنوار الأئمة‬ ‫ترى‬ ‫فبينما‬ ‫للمعتبرين©‪8‬‬ ‫بأهله عبرة‬ ‫الدهر‬ ‫وفي تقلب‬ ‫ء‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫واعلامه‬ ‫منشورة {}‬ ‫الشرع‬ ‫ومعالم‬ ‫بنزوى ‏‪٨١‬‬ ‫الاخيار‬ ‫وكبكبة‬ ‫العلما ©‬ ‫وهدي‬ ‫يرميها الدهر بعدل‬ ‫إذ‬ ‫مثيل له‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫ومجدها‬ ‫وشرفها‬ ‫عزها‬ ‫مرفوعة ‏‪ ٠‬في‬ ‫ذلك برمية تأتي على ذلك كله{ فتسحقه وتمحقه{ ويتسلط عليها من يسومها‬ ‫ويرميها من غطرسته ما تسيل به العيون دماء كأيام بني نبهان التي‬ ‫الخسف©‪،‬‬ ‫ذكرها الشاعر اللوامي وأمثالهم‪ ،‬من أهل الجور والظلم‪.‬‬ ‫كالجبري‬ ‫حذوهم ‏‪٠‬‬ ‫حذا‬ ‫ومن‬ ‫أواخر أيام اليعاربة ‪-‬‬ ‫وناهيك ما أصابها‬ ‫في أيامه‪ ،‬فإنه وقع على نزوى ما تذهل له الألباب‪ ،‬وتندهش منه القلوب‬ ‫تبوح به عوادي الدهر جهرا‬ ‫وفي طي القضاء بديع سر‬ ‫فإنه بعد الإمامة‬ ‫وآية لكل ذي فكر مزدهر‬ ‫وفي ذلك عبرة للمعتبر‪،‬‬ ‫الصالحة‪ ،‬حلت القضايا الفادحة‪ ،‬وبعد الأمن الباهر‪ ،‬نزل الخطر القاهره‬ ‫وبعد العز والشرف‘ؤ وقع سقوط الهدف‪ .‬لله الأمر كله ولا ريب‪ ،‬فكم‬ ‫أركان‬ ‫في‬ ‫الأصنام‬ ‫وضعت‬ ‫وكم‬ ‫والحطيم [‬ ‫زمزم‬ ‫بين‬ ‫النبيين‬ ‫سرر‬ ‫قطعت‬ ‫الكعبة الشريفة قبلة المؤمنين © ومأوى المرسلين‪ .‬وهكذا‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بهلى‬ ‫العاصمة الثانية في الداخل‬ ‫بعدها ألف‬ ‫اللام ‏‪٥‬‬ ‫وفتح‬ ‫الهاء ©‬ ‫وسكون‬ ‫وفتحهاك©‬ ‫الباء‬ ‫بضم‬ ‫(هي‬ ‫قصر)‪ .‬من أهم بلاد الداخلؤ وأعرقها في حسن الشمايل© مركز مهم‪ ،‬له‬ ‫فضل وشرف في الزمان الخالي‪.‬‬ ‫بأحبار نزلوها‬ ‫وبهلى ‪ -‬كما قلنا ‪ -‬إنها مدينة علم‪ ،‬وكورة ملك‬ ‫وأخيار نشأوا بهاء وأفاضل رتعوا في ظلها‪ ،‬ما زال التاريخ يفتخر بذكراهم‪،‬‬ ‫وما برح المجد يعرف عن شرفهم‪.‬‬ ‫وهي روضة‬ ‫في غالب أحوالها ‪ .‬وكامل صفاتها‪.‬‬ ‫هي أخت نزوى‪،‬‬ ‫والحقيقة‬ ‫شرفها‪.‬‬ ‫جلال‬ ‫يتجلى على وجهها‬ ‫حسنا‬ ‫وحضيرة‬ ‫غناء ‪ 0‬ومدينة زهرا“‬ ‫وتقع في الجهة الغربية من نزوى؛ على مرحلة واحدة منها‪ .‬ولقد حوت‬ ‫بهم‬ ‫يفتخر‬ ‫من‬ ‫والإيمانث‬ ‫الدين‬ ‫والتقوى © وأعلام‬ ‫أهل الفضل‬ ‫من‬ ‫بهلى‬ ‫بذكرهم العصر [ وتسيل الأقلام بالثناء عليهم نشيطة ‪ .‬كالأئمة‬ ‫الدهر ‏‪ ٠‬ويطرب‬ ‫الجهابذ‪ ،‬والقادة الأماجد © لا يسعنا إلا أن نشير إليهم فقط‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫ا‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫‏‪ ١‬لرستاق‬ ‫وما أدراك ما الرستاق‬ ‫(بضم الراء المهملة‪ ،‬وسين مهملة ساكنة‪ ،‬بعدها مثناة فوقية‪ ،‬فألف‪،‬‬ ‫فقاف)‪.‬‬ ‫عليه يستوي المسعود قسرا‬ ‫وما الرستاق إلا عرش ملك‬ ‫هي الوحيدة في بابها‪ ،‬والفذة في أترابها‪ ،‬بغير نكران‪ .‬مضى عليها حين‬ ‫من الدهر وهي وحدها دولة مستقلة بإمامتهاء وجيشها‪ ،‬وزعامتها‪ .‬إمارة‬ ‫منحازة عن الجمهورية العمانية‪ .‬ممتازة بأشياء معروفةش تقوم بحقوقها‪،‬‬ ‫وتقدم بجيوشها‪ ،‬وتنافس ملوك القطر وتشترك في النهي والأمر‪.‬‬ ‫ولها من الذكر ما لا يقوم به مقامنا هذا‪ .‬وبها من الأعلام من يشار إليه‬ ‫بالبنان‪ ،‬ويفرد بالذكر‪ .‬ولها عند العمانيين التاريخ الضخم والذكر الطايل ‪6‬‬ ‫في غابر الأيام‪ .‬وبها من الحدائق‪ ،‬والبساتين‪ ،‬والمزارع‪ ،‬ومحصول الثمر‬ ‫شيء مهم بالنسبة إلى حاصل البلاد العمانية‪ .‬كثيرة الخيرات‘ والبركات ©‬ ‫والمستغلات‪.‬‬ ‫تسيطر على إقليم واسع‪ ،‬من منتهى حوزة نخل في الشرق‪ ،‬إلى منتهى‬ ‫أودية بني غافر في الغرب‘ وفي الجانب الآخر إلى جَمًَا والمسفاة‪ ،‬ويكون‬ ‫مركز المزاحيط تحت سلطانها‪ ،‬وحصن الحوقين أيضاً رهن إشارتها‪.‬‬ ‫زعماء‬ ‫فيها‬ ‫ويتنازع الرئاسة‬ ‫الصقع }‬ ‫في هذا‬ ‫العقد‬ ‫واسطة‬ ‫وهي‬ ‫عديدون‪ .‬وخلاصة ما هنالك أن أهم أمرها إلى من بيده قلعتها الضخمة‬ ‫السامية فهو يتولى زمام ذلك الصقع‪ .‬وتحيط بها قبائل هامة‪ ،‬تضرها وتنفعها‬ ‫في شدائدها ورخائها‪.‬‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ مان‬ ‫)‬ ‫وآخر أيامها انتهت رئاستها إلى السادة من آل عزان بن قيس‪ ،‬وآخرهم‬ ‫السيد أحمد بن إبراهيم‪ ،‬ناظر الشؤون الداخلية الآن بمسقط‪ ،‬كان أخرجه‬ ‫منها الإمام سالم بن راشد الخروصي‪.‬‬ ‫وللرستاق شأن لا يجارى‪ .‬وسيأتي كلام على قلعتها في مقامه‪.‬‬ ‫وقد تولاها الآن السلطان سعيد بن تيمور‪ ،‬في الحرب التي وقعت بينه‬ ‫وبين العمانيين زعماء إمامة غالب بن علي الهنائي‪ ،‬وكان الوالي بها أخوه‬ ‫طالب‪ ،‬فخرج منها خائفاً يترقب‪ ،‬ولم تعد إليها إمارته المزعومة عليها‪.‬‬ ‫والملك لمن غلب‘ ولأم المخطئ الهبل‪.‬‬ ‫والرستاق مدينة هامة‪ ،‬من العمران الآول قبل العرب‘ ولعلها نشأت‬ ‫أيضاً قبل الفرس فيما أحسب‬ ‫تسقى كما تشقى الرجال وتسعد‬ ‫وإذا نظرت إلى البقاع رأيتها‬ ‫والعدل تزدان به البلادث وتسعد به العباد‪ ،‬وتنمو الأمة معه‪.‬‬ ‫والجور بخلاف ذلك‬ ‫بها تحيا الأنام وتستطيب‬ ‫وهل كالعدل في الدنيا حياة‬ ‫وعلى كل حال إن رأي الحاكم فيه الهلكة‪ 5.‬فإن فيه النجاة‪ .‬ولو فى‬ ‫أضيق الأحوال‘ فإنه سياسة سماوية لا تجاريها السياسة البشرية‪.‬‬ ‫من الجانب الشمالي‪ .‬وتبعد عن‬ ‫وتقع على سفح الجبل الأخضر‬ ‫مرحلة واحدة‪.‬‬ ‫الساحل بمسافة‬ ‫وكلاهما من وايل وآل‬ ‫وآل عوف‘ؤ‬ ‫من قبائلها الهامةف آل حراص‪،‬‬ ‫‪٧ ٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫غافر من سامة بن لؤي بن غالب‪ ،‬وآل عبرة بن زهران‪ .‬هذه هي القبائل‬ ‫المهمة التابعة للرستاق‪ .‬ولن ننسى آل سعد‘ فلهم بها اتصال قوي‪ .‬وقبائلها‬ ‫الأخرى كثيرة‪.‬‬ ‫ولآل صالح خصوصية في الحالة الرستاقية‪ ،‬في الأزمنة الأخيرة‪ .‬ومازال‬ ‫شيخنا الأمير عيسى بن صالح كأحد زعمائها يغار عليها‪ .‬وخصوصا بالنظر‬ ‫إلى الشخصيات العزانية‪ .‬والود موروث“‪ ،‬والعداوة موروثة"‪ .‬كما قال عليه‬ ‫الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫سمائل‬ ‫حلقوم غمان الداخلية‬ ‫هي حلقوم عمان الداخلية‪ ،‬بإجماع أهل هذا القطر‪ ،‬وواسطة عقده‪.‬‬ ‫الجميلة الهيئة‪.‬‬ ‫هي الفيحاء الوارفة الظل ‪ ،‬البهجة الرياض ‪ .‬الحسنة المنظر‬ ‫لها شأن سجله الدهر بعلماء أفاضل‪ ،‬وزعماء عباهل‪ ،‬وأمراء أكابر ‪3‬‬ ‫وأعيان لم ينس الدهر فضلهم‪ ،‬وأخيار ما زالت الأيام تتلو شرفهم ومجدهم‪.‬‬ ‫ودوحتها الفريدة‪،‬‬ ‫هي بالنسبة إلى البلاد العمانية جنتها الوحيدةث‬ ‫وتاجها الموقر‪ .‬أنهارها جارية‪ ،‬وأثمارها دانية‪ .‬وأشجارها وارفةش ومياهها‬ ‫غناء مورقة‪.‬‬ ‫ورياضها‬ ‫متدفقة‪.‬‬ ‫وبها قبائل مهمة‪ .‬وتقع بين جبال مكتظة بهاك تحيط بها سورا منيعا‪.‬‬ ‫عرينها ‪.‬‬ ‫تحمى حماها أسود‬ ‫‪٧١‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن اريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ورئاستها يتولى جانباً منها في هذا العهد آل الخليل‪ ،‬من رهط بني‬ ‫وهم ذراري الإمام العلامة الرباني سعيد بن خلفان بن‬ ‫الأقدمين‬ ‫خروص‬ ‫علماً وعملا ‏‪ ٦‬وفضلا ونبلاً ‏‪٦‬‬ ‫بيت في عمان‪.‬‬ ‫من أشرف‬ ‫أحمد بن صالح‪.‬‬ ‫وتقى ومجداً‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫ويمتطي ظهر القسم الآخر قوم من آل ذبيان‪ ،‬لا ينكر مقامهم‪،‬‬ ‫يضام نزيلهم ‪ .‬ولا يستباح حماهم‪ .‬ويشاركهم في رئاستها من جديد قوم من‬ ‫آل المسيب“ نزلوها ومدوا أيديهم بهاث وتملكوا من أزمتها ما لا ينكره‬ ‫وربعوا في ربوعها قاهرين‪ ،‬ورئاستهم بها صحيحة المعنى‪ ،‬ثابتة الدعائم‪.‬‬ ‫وتلك الأيام نداولها بين الناس‪.‬‬ ‫ولسمائل فضل على عمان بسبق الإسلام‪ ،‬فإن أول من أسلم من‬ ‫عُمان‪ ،‬مازن بن غضوبة السعدي الطائي‪ ،‬فإنه سار إلى النبي يلة بالمدينة‪.‬‬ ‫وأسلم وحسن إسلامه قبل أن يدعو النبي عليه الصلاة والسلام أهل عمان‬ ‫للإسلام‪ ،‬ويبعث إليها عمرو بن العاص‪ .‬واستدعى مازن رسول الله ية لأهل‬ ‫عُمان‪ ،‬وسأله أن يدعو الله لهم عموماً وخصوصا‪ .‬والقضية بين أهل العلم‬ ‫والسير والتاريخ غير خافية‪.‬‬ ‫ولا يزال بسمائل أدباء من أفصح العرب في كل جيل‘ وإليها يشار‬ ‫وحسبك بمثل الإمام ابن النظر‪ ،‬أشعر العلماءث وأعلم‬ ‫بالبنان في ذلك©‬ ‫الشعراء‪ ،‬والشيخ العلامة الجليل‪ ،‬الخليلي النبيل‪ ،‬سعيد بن خلفان‪ ،‬وابنه‬ ‫الشيخ الرئيس عبد الله‪ ،‬وهذا اليوم حفيده الشيخ عبد الله بن علي‪ ،‬أشعر من‬ ‫بها‪ .‬وقد جمع شعراءها كتابنا «زهر الخمائل في ذكر شعراء سمائل"‪ .‬وفيها من‬ ‫أهل الأدب آخرون‪.‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الازدهار ‘‬ ‫ورونق‬ ‫والشرف‬ ‫الحسن والجمال‬ ‫لصفات‬ ‫بلدة جامعة‬ ‫وهي‬ ‫ياد أثرا بها يعرفه أهلها ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫لدعوة‬ ‫وإن‬ ‫ومعنى‪.‬‬ ‫حسا‬ ‫فهي جاهلية العمران‪ ،‬تحيط بها جبال من جميع جهاتها كسور لها‪ ،‬لها‬ ‫بابان فقط لدخولها‪ .‬ويقع حصنها بالقلب منها‪ .‬ويشقها في وسطها مسيل‬ ‫في‬ ‫ولنا‬ ‫بهذا‪.‬‬ ‫قسمان‬ ‫وهي‬ ‫خلا‬ ‫فيما‬ ‫بها‬ ‫الصافنات‬ ‫ميدان‬ ‫وهو‬ ‫واديها‬ ‫ربوعها أيام الشباب قصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫فبت له في لوعة وبلابل‬ ‫أهاجك برق لاح أعلى سمائل‬ ‫أم الورق إذ غنى على الأيك صادحاً } أم الماء إذ يجري بتلك الجداول‬ ‫أم الدار أم من حسنها المتكامل‬ ‫أم الروض والأشجار باسمة به‬ ‫وهي كفيلة بالتعبير عن حقيقة سمائل‪.‬‬ ‫سمد الشان‬ ‫في شرقية غمان‬ ‫وناهيك بهاؤ فإنها العلم المرفوع في الجانب الشرقي من عمان‬ ‫والمركز المنظور إليه في ذلك المكان‪ ،‬والكرسي العريق بشرقية عمان‬ ‫حدث عنه التاريخ أحاديث سارت بها الركبان‪ ،‬وحسبك بذلك أيام ملوك بني‬ ‫نبهان‪.‬‬ ‫ومحطة‬ ‫مملكتهم ‏‪٠‬‬ ‫عروش‬ ‫رفيع من‬ ‫وعرشس‬ ‫قواعدهم ئ‬ ‫من‬ ‫فإنها قاعدة‬ ‫‪٧٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫كل‬ ‫تزال‬ ‫ولا‬ ‫‪-‬‬ ‫وهي‬ ‫زعامتهم‪.‬‬ ‫معاقل‬ ‫من‬ ‫منيع‬ ‫ومعقل‬ ‫رحالهم ‏‪٠‬‬ ‫محاط‬ ‫من‬ ‫العصور ‪ -‬كوكب الشرق بعُمان‪ 0‬وإن ضعفت الحال في بعض الآزمان‪ ،‬فإن‬ ‫الأيام دول‪ ،‬وتقلب الدهر يشهد به الواقع‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫جعلان‬ ‫حتى‬ ‫الشرقية‬ ‫النواحى‬ ‫على‬ ‫السيادة‬ ‫الشان‬ ‫لسمد‬ ‫وكان‬ ‫فيما خلا من الزمان ومن يستقرئ التاريخ يعرف ما نقول‪.‬‬ ‫صور‬ ‫وظائف‬ ‫من‬ ‫هى‬ ‫أخبار‬ ‫فى‬ ‫السير العمانية ‪.‬‬ ‫ذكر ذلك في بعض‬ ‫أحسب&‪٥،‬‏‬ ‫جعل‬ ‫فإنه‬ ‫‪1‬‬ ‫ذلك‬ ‫بسط‬ ‫سنة فى‬ ‫للعنوان‬ ‫وليس‬ ‫مباحثه الممتعة‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫التاريخ ‪3‬‬ ‫عنوان يشير إلى الحوادث من بعيد© وينص على المهم منها فقط‪ ،‬لأسباب‬ ‫تستدعي ذلك‪.‬‬ ‫وفي سمد الشان أخلاط من القبايل العمانية‪ .‬ورئاستها من قديم لآل‬ ‫جهضم بن عوف بن مالك بن فهم‪ ،‬وهم العريقون بها‪.‬‬ ‫وبها‬ ‫وهم ذوو اليد فيها قبل غيرهم‪،‬‬ ‫ومن قبائلها الآن آل حبس‪©،‬‬ ‫وقبائل‬ ‫من آل بوسعيد‪،‬‬ ‫وغيرهم‪،‬‬ ‫وحرث‘‬ ‫ومعاول‘‬ ‫وورود‪،‬‬ ‫زكاونة؛‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وإذا كانت سيطرتها على الشرقية فيما خلا إلى جعلان وصور فهي‬ ‫ولاية مهمة‪ 8‬حقيقة بالإطراءث خليقة بكل ذكرى‪ ،‬ولا ريب فلعلها لذلك‬ ‫الشان‪.‬‬ ‫سمد‬ ‫سميت‪:‬‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫مقنيات‬ ‫اعلم أن مقنيات ‪ -‬وضابط اسمها (بضم الميم وكسرها‪،‬ؤ وكسر القاف ‪6‬‬ ‫وسكون النون بعدها مثناة تحتية مفتوحة‪ ،‬فألف‪ ،‬فمثناة فوقية) ‪ -‬هي من‬ ‫غراس المملكة النبهانية‪ .‬تقع في الجانب الغربي من عمان الداخلي‪ ،‬من‬ ‫أعرق البلاد‪ ،‬وأطيب المناخات‪.‬‬ ‫كانت إحدى حواضر زعماء النباهنة‪،‬ء وبها غرس فلاح بن محسن‬ ‫النبهاني شجرة المانغا أول ما غرست في عُمان© وهي المعروفة الآن بالأنبا‪.‬‬ ‫وبعضهم يقلب الهمزة هاء‪ .‬وقد جعلها المذكور الحرم الذي يأمن فيه‬ ‫والمرتبع الذي تقر فيه عينهش ويطيب عيشه بأشودها الحصين وقصرها المكين‪.‬‬ ‫وهي في موقع منيع©‪ ،‬ذات أنهار وغراس وبهجة‪ ،‬تعشقها القلوبؤ‬ ‫وتميل إليها النفوس‪ ،‬لريفها وهوائها السجسج“‪ ،‬ومنظرها المبهج‪ ،‬وحصانة‬ ‫حصنها الذي لا يزال منيع الحمى بقوم من بني كلبان©‪ ،‬رهط من أرهاط وائل ©‬ ‫استولوا عليها من عهد غير بعيد‪ ،‬فعضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وأخذوا بزمامها بيد‬ ‫فلا تزال في أيديهم يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه‪.‬‬ ‫من حديدا‘‬ ‫ولقد مضى عهد على عمان الغربيةك متبعثرة الأساس©‪ ،‬متلاشية‬ ‫الأمور‪ ،‬تتلاعب بها الرؤوس وتسود فيها الفوضى‪ .‬ويدعي كل ما بيده من‬ ‫إرث أبيه‪ .‬وهي من هذا النوع إلى الآن‪ .‬وبعض المناطق كذلك‪ .‬فمتى يكون‬ ‫لحكومة عمان شأن يذكر وحالها هذا؟ ‪ ....‬إنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫مملكة أضاعها المالك فلا جرم إذا صغر الأمر‪ ،‬ووهنت القوة والحال‬ ‫هذا‪ ،‬ممالك متبعثرة‪ ،‬وبلدان متدثرة في حوزة متأخرة‪.‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهذا‬ ‫وإذا تقسم الملك ضعفت قوة المالك“© وهانت شكيمة الممالك©‬ ‫أمر قد ضرب في عمان أطنابه‪ .‬فهذه حصون عمان وممالكها‪ ،‬تفرقت في‬ ‫أيدي الرؤساء من قبائل عُمان‪ ،‬وكانت عمان جزءا لا يتجزأ من أبو ظبي إلى‬ ‫جعلان‪ ،‬ساحلياً وداخلياً‪ .‬حتى ظهر فيها الساحل المتصالح وغيره© سياسة‬ ‫اقتضت ذلك حتى تتلاشى بها الممالك‪ .‬إنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫عبري‬ ‫فياء‬ ‫مهملة ‪.‬‬ ‫راء‬ ‫بعدها‬ ‫الموحدة ‪.‬‬ ‫وسكون‬ ‫(هي بكسر العين المهملة ‪3‬‬ ‫ساكنة)‪.‬‬ ‫كرسي بلاد الظاهرة‪ ،‬وقاعدة ملكها‪ ،‬وحماها المنيع‪ .‬من أجمل بلاد‬ ‫وأنضرها‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫هواء‬ ‫وأطلقها‬ ‫وأفسحها مناخاً ‏‪٠‬‬ ‫مقاماً ‪3‬‬ ‫وأوسعها‬ ‫وأفخرها ‏‪٠‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫رياضاً‪.‬‬ ‫ولها يخضع كثير من قبائل ذلك الأفق‪ ،‬وبلاد السر هي عينها الباصرة©‬ ‫الغناء‪.‬‬ ‫وروضتها‬ ‫‪.‬‬ ‫الحسناء‬ ‫ودائرتها‬ ‫الظاهرة‪.‬‬ ‫عاصمة‬ ‫هي‬ ‫العالية‪.‬‬ ‫وهامتها‬ ‫واقعة في ترية صالحة © وأفق صحي‪ .‬قابلة للغراس على مختلف أنواعه‪.‬‬ ‫هي في هذا الأوان‪ ،‬إحدى الولايات الحكومية‪ ،‬وأهم مراكز السر في‬ ‫عمارة‪.‬‬ ‫هي النافذة التي تطل على عمان الداخل والباب الذي يمهد السبيل‬ ‫للواصل إلى عمان من الجهة الغربية‪ .‬وحيدة في الشرف الرئيسي‪ ،‬والمصباح‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الذي يدخل به رايد عمان بتلك الأجواء في حيطة عربية‪ .‬وزعامة يعقوبية‪.‬‬ ‫يشترك معها أنصارها مع شتى القبائل‪ ،‬وبالأخص قبائل البدو‪ ،‬كالدروع‪،‬‬ ‫وبني قتب‘ وبني كلبان‪ ،‬وغيرهم من أنصار رئاسة عبري‪.‬‬ ‫وآل خميس‬ ‫أما الزعامة في هذه الأوقات الأخيرة فهي إلى آل عبد الله بن راشد‬ ‫اليعقوبي© وعلى اسمهم تقوم‪ ،‬وفي صالحهم تسعى‪.‬‬ ‫وهى الآن تحت السيطرة السلطانية السعيدية‪ ،‬اسماً ومعنى©‪ ،‬بخلاف‬ ‫العينين‪. .‬‬ ‫كما‬ ‫مناهج ‪ .‬كما للرئاسات معارج ‪ .‬ولكل زمان سياسة‬ ‫وللسياسات‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫إلى علي‬ ‫والدريز هما‬ ‫فالعينين‬ ‫رياسة‪.‬‬ ‫وقت‬ ‫لكل‬ ‫سليمان الغافري حتى الآن ‪ .‬وهو خاضع لسلطان مسقط‪.‬‬ ‫توام أو البريمي‬ ‫اعلم أن البريمي هي التي كانت تدعى توام‪( ،‬بفتح المثناة الفوقية‪،‬‬ ‫بعدها واو مفتوحة‪ 8،‬بعدها ألف© فميم)‪ .‬والبريمي (بضم الباء الموحدة‪،‬‬ ‫فياء أيضاً) ‪.‬‬ ‫مثناة تحتية ساكنة © فميم مكسورة‪.‬‬ ‫بعدها‬ ‫وفتح الراء المهملة‪.‬‬ ‫ما ‏‪٠‬‬ ‫شيء‬ ‫مباشرتها‬ ‫لا يعرقله عن‬ ‫مطلق‬ ‫هواء‬ ‫مع‬ ‫مرتفع ‏‪٠‬‬ ‫وتقع في فضاء‬ ‫في أرض سهلة هادئة مكشوفة‪ .‬إليها تطول الأنظار وترتفع الأعناق‪ .‬مفتاح‬ ‫قفل عُمان من الجانب الغربي‪ ،‬ومصباح قصرها المشيد العربي‪.‬‬ ‫الجو [ وقبائلها الفذة في الحماس‬ ‫أرض‬ ‫في أنحاء‬ ‫المسلط‬ ‫ولها السلطان‬ ‫المادة المعنوية‪.‬‬ ‫ووفور‬ ‫وصراحة اللهجة ‪.‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وناهيك بها في القرن الثاني من الهجرة أيام بني الجلندى‪ 5،‬أو عهد‬ ‫الإمام المهنا بن جيفر‪ ،‬أجل أئمة عمان عظمة وشأنا‪ .‬فقد جعلها الجلندانيون‬ ‫كرسي مملكتهم‪ 0‬وعرش زعامتهم‪ ،‬وراموا بها الاستيلاء على عُمان‪ ،‬حتى‬ ‫محا ذلك الإمام ومزقه‪.‬‬ ‫والحقيقة هي رمز الصولة على عمان من هناك‪ ،‬ولها الحول والقوة على‬ ‫أرض الجو كلهاؤ ومنها تتوالى الأخطار‪ ،‬لأسباب هي من حقوق البحث‬ ‫التاريخي‪ .‬وكم ذكرها التاريخ منذ نزول العرب بعّمان‪ ،‬إلى هذا الأوان الذي‬ ‫الذي تتهالك عليه الدول القوية الرئيسية‪.‬‬ ‫نحن فيه‪ ،‬عصر الذهب الأسود‬ ‫حميد الذكر‪ .‬ويود كثير أن يكونوا من منابت‬ ‫وللبريمي في هذا العصر‬ ‫تربتها‪ ،‬والدهر يبدي للعقل العجائب‬ ‫للناظرين بعين العقل في الأمم‬ ‫وفي تقلب هذا الدهر معتبر‬ ‫واعلم أن موقع البريمي من عمان موقع رئيسي‘ لم يتزعزع من عهود‬ ‫منهجا‬ ‫أهلها في العاجل إلى الجانب الغربي‬ ‫ولقد نهج‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫وأزمنة‬ ‫عديدةك©{}‬ ‫تباعد منها عرش‬ ‫لما‬ ‫وأئمتها ‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫ملوك‬ ‫من‬ ‫له إلا الفرار‬ ‫أصل‬ ‫لا‬ ‫مدعى ‪.‬‬ ‫الإمامة إلى نزوى‪ ،‬أبدت تعلقاً بآل السعود فى العهود الأخيرة الاستبدادية‪.‬‬ ‫وتركها الأئمة والملوك العمانيون في الآونة الأخيرة استبقاء لها‪ .‬ورعاية‬ ‫تباعدها‬ ‫الأنظار‬ ‫تلك‬ ‫أثرت‬ ‫حتى‬ ‫لوححششتتههاا‪6‬‬ ‫لأمتها ‏‪ ٠‬ودفعاً لروعتها ‏‪ ٠‬وتسكيناً‬ ‫عن سلاطين عمان وأئمتها ‪ .‬والذئب يأكل القاصية من الغنم‪.‬‬ ‫ولقد مر على ملك عمان زمن طويل مضاعاً بأيدي المتنطعين‪ ،‬الذين لم‬ ‫يكونوا للملك بأهل‪ ،‬ولا للسلطان بأكفاء‪ ،‬يدعون الزعامة ادعاء فارغا لا‬ ‫مبرر له‪ ،‬ولا شاهد به‪ .‬ولا يخفى الحال في غضون الأيام التي تلاعب فيها‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الغوغاء المتنطعون بأهوائهم‪ ،‬كأيام الغزوات القرمطية©ؤ إلى الفتن الهنائية‬ ‫الغافرية‪ ،‬إلى الأحوال الجبرية‪ .‬لمطلقها ومديريها‪ ،‬وما إلى ذلك من أحوال‪.‬‬ ‫وفي هذه الآونة التى جاءت بابن عطيشان‘‪ ،‬وكان في تلك الظروف ما‬ ‫كان فامتدت الأنظار إلى البريمى‪ ،‬وأصبحت حديث السمر وأحدوثة أهل‬ ‫الفكرث وحل بها ماحل‪ .‬وإذا هي فريسة الطامعين‪ ،‬أصبحت بين أنيب تروم‬ ‫نهشها‪ ،‬وأشداق تحاول قضمها‪ .‬وللملك عبد العزيز إليها نوايا قوية‪ ،‬تعرقلت‬ ‫بقضاء الله وقدره‪.‬‬ ‫والحقيقة هو أحق بها‪.‬‬ ‫وللسلطان سعيد بن تيمور إليها التفات©‬ ‫والذهب الأسود يشف من وراء الستار فيها‪ ،‬ويوقد في الجوانح لهب النار‪.‬‬ ‫والمطامع الدولية تنادي بلسان غير متعقدة‪ ،‬وجنان غير متهيب‪.‬‬ ‫وإذا رجعت العقول إلى الإنصاف©ؤ فالبريمي عمانية طبعاً ووضعاً بل‬ ‫وفيها البلعوم‪ ،‬وإليها النظر في الصحة والفساد‪.‬‬ ‫هي الصدر من جسم عمان‬ ‫وداست القوى السلطانية واحة البريمي فعلقتها بين الثريا والثرى‪ ،‬حتى يقضي‬ ‫الله فيها ما يشاء‪ .‬فلله تلك الرياض الزاهرة الزاهية‪ .‬المحتوية على الجنان‬ ‫الخضر والرياض الزهر‪.‬‬ ‫ومن يعول على الحقائق يعلم أنها من أملاك عُمان‪ ،‬لا علاقة لها بغير‬ ‫عمان أبدآ‪ ،‬اللهم إلا إذا كانت الأمور تديرها القوة الفعالة‪ ،‬فللسيف حكم‬ ‫غير حكم القلم‪.‬‬ ‫ولسنا ممن يرضى بتباعد البريمي عن السلطان العماني مهما كان‬ ‫الحال© فليس لعبد العزيز ولا آله في البريمي حق‘ وإنما الحق فيها لعمان‬ ‫وأهل عمان‪.‬‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫والقائم بأمر عُمان الآن‪ ،‬السلطان سعيد بن تيمور‪ .‬ومن رام بعمان نهجا‬ ‫عنه فقد أخطأ خطأ فاحشاً‪ .‬والزمان قد استدار أو كاد في هذا الوقت‪ ،‬مؤذنا‬ ‫برجوع الحقوق إلى أهلها‪.‬‬ ‫وما تمركز الأجانب في البريمي‪ ،‬إلا تهييجاً لسلاطين عمان وأمرائها‪.‬‬ ‫ولن تترك عمان واحة البريمي لزعيم أجنبي أبدا‪ .‬ومن نافسها في البريمي‬ ‫عليها ‏‪ ٠‬معتدياً فى مرامه‪.‬‬ ‫فخارج‬ ‫وإذا أصبحت البريمي أجنبية عن عُمان‪ ،‬تبعتها عمان بغير نكران‪ ،‬ولن‬ ‫يكون ذلك وأيدي عمان تحمل السلاح‪ ،‬ورجال عمان ترومها بالصباح‬ ‫والرواح‪.‬‬ ‫عماني‬ ‫وأي‬ ‫لأي زعيم في البريمي ‪ .‬لغير الزعيم العماني‪.‬‬ ‫ولا حق‬ ‫يرضى أن تخرج البريمي عن المملكة العُمانية‪ ،‬إلا أن يكون غراً جاهلاً‪ ،‬أو‬ ‫مغلوباً عليه‪ ،‬مرغماً على ذلك‪ .‬وهيهات يرضى سلطان عمان أن يداس رأس‬ ‫مملكته لواطئ بقدمه الأجنبية‪ ،‬هذا ما لا يعقل‪.‬‬ ‫وأسباب ابتهاج البريمي بالدائرة السعودية معروفة‪ ،‬ونواياه مفتوحة‪،‬‬ ‫والسلطان غير غافل‪.‬‬ ‫المراكز الأخرى بعمان‬ ‫لا يخفى عليك أنا نعني بالمراكز البلاد الحكومية التي بها حصن فيه‬ ‫وال وقاض ونحوهما‪ ،‬من السلطات الحكومية ‪ ،‬التي لها النفوذ استقلالا أو‬ ‫مرؤوسة من قبل الرئيس الأعلى‪ ،‬إماما كان أو سلطانا‪.‬‬ ‫وإذ قد تكلمنا على مراكز عمان الرئيسية[ ساحلياً وداخلياً‪ ،‬فقد وجب‬ ‫أن نلفت الأنظار إلى المراكز الأخرى‪ ،‬التي لها أهميتها المعروفةث وشؤونها‬ ‫الموصوفة‪ .‬فنقول‪ :‬إن من المراكز الساحلية بعد‪ ،‬مما لم يمر عليك ذكرها‪.‬‬ ‫السيب‬ ‫الغر القريب للوطن الحبيب‬ ‫اعلم أن السيب هي ثغر مسقط في الجانب الغربي‪ ،‬وثغر وادي سمايل‬ ‫والشرقية‪ ،‬كما هي ثغر الأودية الأخرى‪ ،‬للقاصد إلى العاصمة مسقط‪.‬‬ ‫فهي محور هذه البلاد‪ ،‬وقطبها الذي تدور عليهؤ وإليها تنحط قبائل‬ ‫هذه الأودية التي ذكرناهاك وبالخصوص أهل وادي سمايل والشرقية ‪ 5‬بل‬ ‫وكل وارد إلى عاصمة عمان مسقط‪ ،‬من جميع الثغور العمانية ساحلياً‬ ‫وهي تعتبر باباً أولاً لمسقط من هذه الوجهة ‪ .‬وقد اتخذها أئمة عمان‬ ‫وداخلي‪.. .‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫القدماء رباطاً مهماً‪ ،‬وموقعه منها المعروف الآن بالخْرَيس‪( ،‬بضم الخاء‬ ‫اخرها‬ ‫والراء المهملة المفتوحة“{© والياء المثناة من تحت مشددة‪،‬‬ ‫المعجمة‬ ‫سين مهملة)‪ ،‬وهي التي تسمى دما سابقاًإ لا يدريها الآن إلا خواصهم‪.‬‬ ‫ببساتينها‪،‬‬ ‫الخليج©‬ ‫لبنان‬ ‫الآن‬ ‫وهي‬ ‫العجيب“‪،‬‬ ‫مقامها‬ ‫وللسيب‬ ‫وهوائها المطلق الفيّاض‪ ،‬النقي الندي ©‬ ‫ومياهها‪ .،‬ورياضها‪ ،‬وحياضها‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البارد طبيعيا‪ .‬تقع في سهل هادئ متسع‪.‬‬ ‫وقد أخنى الدهر على دما المذكورة ورمى بها في الحضيض الآسفل‪،‬‬ ‫وأبقاها بلا مسمى‪ ،‬فأصبحت ولا يعرف عنها شيء‪ ،‬بعدما كانت الرباط‬ ‫الكبيرث والمجمع الرفيع‪ .‬وبسكانها تعظم الديارث وبأهلها تبتهج البلاد‪،‬‬ ‫وتزدهي برجالها وأعمالها وحسن أفعالها‪.‬‬ ‫والسيب من أبهج البلاد في الباطنة‪ ،‬ومن أول الباطنة في الشرق‪ .‬ولو‬ ‫التفت إليها أولو الأمر وأعاروها آذن واعية‪ .‬لكانت روضة من أبهج الرياض‪.‬‬ ‫ولست أنسى كلمة فاء بها الزعيم الباروني المجيد‪ ،‬حين طاف على‬ ‫أنحاء الباطنة‪ ،‬لما تولى وزارة الداخلية لسلطنة مسقط { قائلا‪ :‬لو كانت عند‬ ‫دولة غير عمان لكانت تجري ذهبا‪ .‬ومعناه صلاحيتها للغراس‪ ،‬لكثرة مائها‬ ‫العذب‪ ،‬وسهولة أرضها للعمل‪ .‬فإذا أعيرت اهتماما دوليا‪ 5‬أصبحت جناناً‬ ‫وارفة‪ ،‬وبساتين زاهرة} وعاش الأهالي بها في أرغد عيش‪ ،‬وأسعد حياة‪.‬‬ ‫فإن بحرها الهادئ المملوء بالخير العميم© والفضل الجسيم© يستطيع‬ ‫خوضه القوى والضعيف‪ .‬وقد جعلا لله بفضله بحر عمان مخزن خير لأهل‬ ‫عمان ففيه من الأرزاق ما لا يخفى على العاقل‪ ،‬من السمك بأنواعه‘ وهو‬ ‫بحر الدر والجوهر‪.‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الخيمة‬ ‫رأس‬ ‫القديمة‬ ‫أو جلفار‬ ‫اعلم أن راس الخيمة أو جلفار القديمة ‪ -‬كانت رأس الخيمة تعرف‬ ‫_‬ ‫مهملة)‬ ‫فراء‬ ‫وفتح الفاء © بعدها ألف©‪٥‬‏‬ ‫اللام [‬ ‫(بضم الجيم ‏‪ ٠‬وسكون‬ ‫بجلفار‬ ‫من أهم القرى العمانية الساحليةش قديما وحديثا‪ .‬وناهيك بحديثها القديم‬ ‫والحديث ‪.‬‬ ‫وجيشه‬ ‫بن مسعود‬ ‫الجلندى‬ ‫قتل الإمام‬ ‫القديم ‪،‬‬ ‫حديثها‬ ‫من جملة‬ ‫كان‬ ‫هلال بن عطية‪ ،‬ومحو تلك الدولة ‏‪٨‬‬ ‫أجمع بهاك مع قاضيه العلامة المرضي‬ ‫وإدخال عمان تحت السلطة النائية‪.‬‬ ‫ومن حديثها الحديث‘ ما وقع بها أيام السلطان سعيد بن سلطان‪ ،‬إلى‬ ‫آخر أيامها‪ .‬ولا شك أن قتل ذلك الإمام المرضي فيها‪ ،‬ينذرها بشر ينزل بهاء‬ ‫ولو بعد حين‪.‬‬ ‫التميمى‬ ‫عليه خازم بن خزيمة‬ ‫بعمان ‪ .‬فخرج‬ ‫أول إمام‬ ‫كان الجلندى‬ ‫جاء يجر القوات العباسية الأثيمةش فكان من قدر الله ما ذكره‬ ‫الدارمي‪،‬‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫ولقد اتخذها أمراء فارس في العهد الأخير ‪ ،‬أيام غاراتهم لعُمان‪ ،‬قاعدة‬ ‫©‬ ‫الجانبين‬ ‫من‬ ‫النيران‬ ‫تتراءى‬ ‫إذ‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫فارس‬ ‫بلاد‬ ‫من‬ ‫البلاد‬ ‫لقرب‬ ‫‪3‬‬ ‫عسكرية‬ ‫ولذلك اختاروها لزعامتهم العسكرية‪ .‬وهي بلدة واسعة‪ ،‬وقرية جامعة‪ .‬بها‬ ‫الآن اختلاط من الأمم‪ ،‬وأنواع من الرحل والمواطنين‪.‬‬ ‫‪٨٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الأخير ‪ ،‬استنجد بالعجم‪ ،‬فجاء بجيش ضخم‪ ،‬وخميس جرار‪ ،‬أنزلهم براس‬ ‫الخيمة المذكورة‪ ،‬وكانت هي إذ ذاك تحت السلطة اليعربيةك فعسكروا بها‬ ‫سيف وجنوده العجم المذكورون‪ ،‬وضربوا للأمير خيمة كانت سرادق الأمير ©‬ ‫وكانوا يضعون عليها بالليل سراجاً‪ ،‬يعرف به مناخ الأمير الخاص‪ ،‬وتسير‬ ‫عليه سفنهم التي تجيء بالليل فيتراءون ذلك السراج فيقولون‪ :‬ذلك رأس‬ ‫الخيمة‪ .‬يعنون خيمة الأمير‪ .‬حتى شاع ذلك إشاعة عرفي حتى أطلق على‬ ‫البلد فغلب عليها‪ ،‬فقالوا راس الخيمة حتى اختفى اسمها الأصلي‪.‬‬ ‫ولا ذكر ولا شأن قبلها لأي إمارة عربية‪ ،‬في العهد الذي أشرنا إليه في‬ ‫الجهة الغربية الساحلية‪ ،‬وإنما حدث بعدها أم القيوين‪( ،‬بكسر القاف©‬ ‫وسكون الياء‪ ،‬وفتح الواو‪ ،‬بعدها مثناة تحتية أيضاً‪ ،‬ثم نون) وكذلك عجمان‬ ‫والحمرية‪ .‬بل السبق لراس الخيمة‪ ،‬قبل دبي© وأبو ظبي‪ ،‬والشارقة‪.‬‬ ‫فهما العريقتان في هذا المضمار‪ ،‬ولهما السبق‬ ‫وأما جلفار وصحار‬ ‫بين تلك الديار‪ .‬وقد ذكرت راس الخيمة باسم جلفار في الكتب القديمة‪.‬‬ ‫فسبحان الذي يغير ولا يتغير‪.‬‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫بعض المراكزالمهمة‬ ‫ومن المراكز المهمة التي ينبغي أن لا يفوت القارئ علمها في الداخلية ©‬ ‫وليعرف شيئاً من أحوالها جملة‪ ،‬فيعلم العربي عن بلاد قومه شيئاً كان يجهله‪.‬‬ ‫فإن الجهل قبيح‪ ،‬وعلمك بالشيء خير من جهلك به‪.‬‬ ‫وعمان جنة الجزيرة العربية في كل زمان‪ ،‬لاتصال عمرانها‪ ،‬وكثرة‬ ‫قراها وبساتينها ورياضها‪ ،‬بل حتى سيوحها بالنسبة إلى الفلوات النجدية وما‬ ‫إليها‪ .‬فعّمان غيطان‪ ،‬ورياض وأشجار ملتفة‪ ،‬في أكثر المقاطعات‪.‬‬ ‫ميدنة ازكي أو جرنان‬ ‫قبلها زاء‬ ‫الكاف‪،‬ؤ‬ ‫وكسر‬ ‫الهمزة وفتحهاثء‬ ‫(بكسر‬ ‫اعلم أن إزكي‬ ‫معجمة‪ .‬نم آخرها ياء)‪ ،‬أو جرنان (بفتح الجيم المعجمة ثم راء مهملة} ثم‬ ‫نون‪ ،‬فألف‪ ،‬فنون) يقال‪ :‬هو اسم صنم في الجاهلية‪.‬‬ ‫هذاا لأمر جرنان‬ ‫فإن عمدة‬ ‫وأين إزكى وطيس الحرب ما فعلت‬ ‫شأن‬ ‫ذات‬ ‫وسؤددا‪.‬‬ ‫مجدا‬ ‫العريقة‬ ‫العمارات‬ ‫من‬ ‫قديمة‪،‬‬ ‫هي مدينة‬ ‫وذكر حافل بمهام التاريخ‪ ،‬إذ قام بها أمراء بني سامة الأمجاد قديما‪ ،‬واشتهر‬ ‫بها من فحول العلم عباهل أطواد‪ .‬ولم نذكرها في سياق البلاد الرئيسية ©‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لكونها في قلب عمان الداخلية‪ ،‬فلم تكن قاعدة ملك‘ ولا ثغراً من الثغور‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ولكن‬ ‫هي خباياها‪.‬‬ ‫الاعيان‬ ‫برح‬ ‫ولم‬ ‫منها‬ ‫تحرج‬ ‫العلماء‬ ‫تزل‬ ‫ولم‬ ‫‏‪-‬‬ ‫زمانا [‬ ‫عروشها‬ ‫على‬ ‫وقعدوا‬ ‫في ربوعها عهدا ‏‪٠‬‬ ‫مرحوا‬ ‫الساميون‬ ‫الزعماء‬ ‫وأهل الحل والعقد من رجالهم بها‪ .‬ولولا أنها في قلب عمان الداخلية‪ ،‬لكان‬ ‫ذكرها حقيقا أن يسجل فى مصاف البلاد السلطانية ش التى ذكرناها سابقا‪.‬‬ ‫ولو ذهبنا نتكلم عن أحوالها القديمة لخرجنا عن الموضوع‪ ،‬لما لها من‬ ‫الشأن جاهلية وإسلاما‪ .‬وحتى الآن هي من البلاد المهمة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫وتخضع‬ ‫غالب‪.‬‬ ‫بن‬ ‫لؤي‬ ‫بن‬ ‫سامة‬ ‫بني‬ ‫رئاسة‬ ‫القديم‬ ‫في‬ ‫وبها‬ ‫العهود الأخيرة لزعامة آل نبهان‪ ،‬اسما دون معنى‪ ،‬إلا في بعض الأحيان‪.‬‬ ‫إلى زعامتها كل ذلك‬ ‫ويرجع‬ ‫به‪.‬‬ ‫بأس‬ ‫لا‬ ‫وفضاء‬ ‫متسع ‪.‬‬ ‫ريف‬ ‫وهي ذات‬ ‫الصقع“ من حدود وادي بني رواحة شمالا إلى مدينة منح جنوباً‪ ،‬وإلى‬ ‫غربا‪.‬‬ ‫ونزوى‬ ‫شرقا‪.‬‬ ‫الشان‬ ‫سمد‬ ‫أعمال‬ ‫ومن أشهر علمائها الشيخ الكبير موسى بن علي في القدماء‪ ،‬والشيخ‬ ‫محمد بن سالم بن زاهر الرقيشي‪ ،‬والشيخ أبو زيد عبد الله بن محمد في‬ ‫وأمثاله كثيرون‪.‬‬ ‫المتأخرين ‏‪ ٠‬وأبو الحوارى‬ ‫وأقول ‪ -‬والحق يقال ‪ -‬إن أكثر علماء عمان من هذه الثلاث العواصم‬ ‫عديدون ‏‪٨،‬‬ ‫علماء‬ ‫البلاد‬ ‫في غير هذه‬ ‫كان‬ ‫فإزكي وإن‬ ‫فبهلى‬ ‫نزوى‬ ‫الكبرى ‏‪٠‬‬ ‫فالأكثرية مقرها هنا قديما‪ .‬ولكل بلاد اختصاص‪.‬‬ ‫أما نزوى فعلماؤها منها ومن غيرها يساقون إليها لتقويم الإمامة‪ ،‬والقيام‬ ‫بشؤونها‪ .‬وأما ما عداها من البلاد فعلماؤها منها غالبا‪.‬‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وفي تربة عمان من أئمة العلم كثيرون‪ ،‬يعسر عدهم©‪ ،‬ويطول ذكرهم‪.‬‬ ‫وقد قالوا‪ :‬إن العلم باض بالمدينة‪ ،‬وفرخ بالعراق‪ ،‬ثم طار إلى عمان‪ .‬فانظر‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫شرحنا لكشف‬ ‫بديد‬ ‫التي لا بد منها‬ ‫فين الفتوح لها شامل‬ ‫وبدبد لا بد من ذكرها‬ ‫اعلم أن بدبد ‪ -‬بضم الموحدتين© بعدهما دالان مهملان ساكنان ‪،-‬‬ ‫هي الباب الأول للداخل على وادي سمايل© والموقف الثاني للنازل إلى‬ ‫سمايل وقفله ©‬ ‫الوادي ‏‪ ٦‬فهي مفتاح وادي‬ ‫من المراكز المهمة بهذا‬ ‫الساحل‪.‬‬ ‫ومن يكن المفتاح بيده ينفتح له القفل طبعاً‪.‬‬ ‫ولها مقام في النظر الرئيسي‪ .‬وهي ‪ -‬حقا أقول ‪ -‬مركز استراتيجي منيع‬ ‫لهذا الوادي‪ .‬ولمعقلها في أنظار أهل الزعامة شأن رفيع لا يستهان به مهما‬ ‫كان‪ .‬ثغر من ثغور عُمان© يسيطر على حوزة واسعة ذات شأن من بلدة‬ ‫آخر بلدة في بوادي سمايل من جهة الباطنة‪ ،‬إلى ديار الرحبيين من‬ ‫الخوض‬ ‫آل همدان‪.‬‬ ‫وتضم أهم بلاد السيابيين نفعاً وتوابعها‪ ،‬وقسماً من ديار آل ذبيان‪ ،‬في‬ ‫الجانب الغربى‪.‬‬ ‫وأهم شأنها كونها الثغر والبلعوم لعمان الشرقية‪ ،‬إلى عبري غرباك فهي‬ ‫متعددة‬ ‫مملوكة‬ ‫كانت‬ ‫كلها‪.‬‬ ‫الديار‬ ‫لهذه‬ ‫المواصلات‬ ‫طرق‬ ‫على‬ ‫تسيطر‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫القبائل© فأصيبت بالغرق المجتاح لها بجائح شديد أتى على معالمها كلها‪،‬‬ ‫فتركها ولا يعرف شيء عنها‪ ،‬ولم يبق أحد من أهلها‪ ،‬ولا يعرف مال زيد من‬ ‫مال عمرو وكان ذلك أيام الإمام الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي‬ ‫رحمه الله‪.‬‬ ‫ولا تزال الأودية طاغية عليها كل آن لانبساط مجرى السيل بها‪ ،‬فإذا‬ ‫تلاحقت الأودية بها ارتفعت إلى آموالها‪ ،‬فتسحقها وتمحقها وتتركها في حال‬ ‫يرثى لهاؤ لأنها تأكلها من جهاتها‪ ،‬وتجتاح شجرها ونخلها ومزارعها‪.‬‬ ‫وبسبب الغرق الذي أصابهاء صارت لا تميز ربوعهاك فجعلها أئمة‬ ‫عمان بيت مال كلها‪ ،‬طيلة أحد عشرة قرناك أي منذ اجتاحها ذلك السيل‬ ‫صارت مجهولة الأرباب فصارت بيد الإمامة كأمانة لأهلها‪ ،‬وأنى لها بأهل‬ ‫وهي على هذا الحال‪ .‬ولم يغير منها الأئمة شيئا ما‪ .‬حتى هذا العهد الذي‬ ‫نحن فيه‪.‬‬ ‫وأمر الإمام محمد بن عبد الله الخليلي‪ ،‬بالبيع من أموالها لمصالح‬ ‫واستشار العلماء فى ذلك فأجازوا له‬ ‫الدولة حين دعت الحال إلى ذلك©‪،‬‬ ‫نظراً لصلاح الدولة‪ ،‬فباع أكثر أموالها‪ ،‬كما باع الأكثر من غيرها‪ ،‬أو‬ ‫ذلك‬ ‫الكل من سواها‪.‬‬ ‫ولا يخفى عليك أن مقامها العسكري لا يزال محط أنظار الأئمة‬ ‫والسلاطين© ولا ريب فإن العين تعرف ما في العين ولله على أحوال كونه‬ ‫أسرار‪ .‬ومن بيده مفتاح قفل لا شك هو فاتحه‪ .‬وبقبضها يقبض على شرق‬ ‫عمان الداخلية والغربية أيضاً إلى عبري‪ .‬فإن قناة السويس أيسر من بحر‬ ‫المانش إلى الشرق‪.‬‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لأنهم جيرانها الأدنون‪ ،‬ولهم‬ ‫وألصق الناس ببدبد الآن آل المسيب©‪،‬‬ ‫ولهم تخشى‪ .‬ولا‬ ‫أكثرها ‪ .‬وتحيط بلدانهم بها من جهاتهاش ومنهم تخاف‬ ‫لأن سكانها غالباً أجراء عملها‪ ،‬أخلاط من الناس‬ ‫رئاسة لقبيلة خاصة بها‬ ‫غالباً ‪ .‬بعضهم لحصنها وبعضهم لأموالها‪.‬‬ ‫ولا يخفى فإن العرف العماني يجعل اسم الحصن خاصا بمقام ولي‬ ‫ء‬ ‫ء‪.‬‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ح‬ ‫مقام‬ ‫محل‬ ‫وهو‬ ‫ونحوهما ‏‪٠‬‬ ‫او قاض‬ ‫وال‬ ‫او‬ ‫امير‬ ‫او‬ ‫كحاكم‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫الامر‪.‬‬ ‫حاكم البلاد‪ ،‬سواء أكان الحاكم الأعلى أو غيرها كما قلنا‪.‬‬ ‫وحكم هذه الحصون راجعة إلى بيت المال‪ ،‬لأنها تبني غالباً باسم‬ ‫الدولة‪ ،‬سواء أكان الباني الحاكم الأعلى أو غيره‪ ،‬من بيت المال‪.‬‬ ‫نخا‬ ‫في الجانب النعشسي من الجبل الخخضر‬ ‫تقع مدينة نخل بالجانب النعشي من الجبل الأخضر إلى الشرق في‬ ‫الداخلية‪ .‬فهي مركز في قلب عمان ؤ ولها إشراف على تلك النواحي من بلاد‬ ‫وديار آل معولة بن شمسؤ إلى‬ ‫وادي مستل‪ ،‬حتى ديار آل ذبيان في الشرق‘‪،‬‬ ‫ديار بني صبح‘‪ ،‬حتى حوزة الغوالي في الجانب الغربي ولها إشراف ساحلي‬ ‫بناحية بركا‪ ،‬فهي مركز هذه البلاد قديماً‪.‬‬ ‫فهي تحتوي على واحة واسعة النطاق‪ ،‬وإليها يتوجه قسم من آل ذبيان ‪6‬‬ ‫وقوم من حراص وايل‪ ،‬وقسم من بني صبح‘‪ ،‬وآل المسيب‪ .‬هذا حالها‬ ‫الرئيسى السابق‪.‬‬ ‫لازال لهم ذكر في‬ ‫وهي من المدن العامرة بأخيار وأفاضل وعلماءث‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫عالم التاريخ‪ .‬وهي في ذاتها من أشرف بلاد عمان‪ .‬جبلية الوضع‪ .‬بها مياه‬ ‫ء‬ ‫‪٤‬‬ ‫َ‬ ‫‏َ‬ ‫نابعة من صميم الجبل الاخضر ‘‪ ،‬تحت صخره الاكبر‪.‬‬ ‫وأخلاط‬ ‫مالك ©‬ ‫وسليمة بن‬ ‫وريام‬ ‫وحراص‬ ‫كندة‬ ‫على قبائل من‬ ‫تحتوي‬ ‫وفي‬ ‫المسيب [‬ ‫وآل‬ ‫ذبيان ‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٠‬وآل‬ ‫حراص‬ ‫دعوتها آل‬ ‫ويجيب‬ ‫عديدة‪.‬‬ ‫أخرى‬ ‫المهمات الكبرى الريامي‪ .‬ولها في النبهاني حب شيعي‪.‬‬ ‫ونخل من غرر البلاد وفي أهلها طاعة وانقياد‪ .‬وهي (بفتح النون©‬ ‫لام)‪.‬‬ ‫المعجمة ‪ .‬بعدها‬ ‫وفتح الخاء‬ ‫وكانت رئاستها في هذا القرن الرابع عشر لأولاد ثنيان‪ ،‬حتى باد القوم‪،‬‬ ‫وقطع دابرهم‪.‬‬ ‫وانمحت رسومهم ‏‪٠‬‬ ‫كبني سباء تمزقوا من بابل‬ ‫حراص من نخل تمزق شملهم‬ ‫لا‬ ‫وأصبحت نخل ورئاستها إلى قلعتها‪ .‬تسجد لها راضية وكارهة‪،.‬‬ ‫حول لها ولا طول إلا بها‪ ،‬وإليها زمام البلاد جارت أم عدلت‪ .‬والأمر لله‬ ‫و حله‪.‬‬ ‫ينقل بني علي‬ ‫أو شبكة الفصون‬ ‫اعلم أن ينقل (هي بمثناة تحتية مفتوحة‪ ،‬ونون ساكنة‪ ،‬وقاف مكسورة‪،‬‬ ‫بعدها لام ساكنة) هي في حد ذاتها بلاد ظاهرية‪ ،‬عريقة الشأن‪ ،‬خالية الذكر ©‬ ‫مازالت الزعامة العلوية تتوالى عليها في الأيام الخالية‪ ،‬بل ما برحت مَصيَدة‬ ‫للغصون زعماء بني علي ورؤسائها‪ ،‬وهم رهط الإمام عبد الملك بن حميد ©‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ثاريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فهو من هذه العشيرة‪ .‬كان من أجلة أيمة عمان‪.‬‬ ‫وينقل مذبحة الغفصون‘ فهي السيف الصارم لأعناقهم‪ ،‬والسهم النافذ‬ ‫في أكبادهم‪ .‬منذ ترك أيمة عمان وملوكها بلاد الظاهرة‪ ،‬وممالكها المبعثرة‪،‬‬ ‫فهم يتولون أمرها‪ ،‬ويسيطرون عليها‪ .‬وهم رهط قحطاني أزدي عريق‪،‬‬ ‫ويختص بالزعامة فيه بطن يقال لهم‪ :‬الخصون‪.‬‬ ‫وهم الآن ولاة أمرها‪ ،‬وبيدهم زمامها‪ .‬وعامر بن سيف بن عامر ابن‬ ‫وإليه منتهى‬ ‫وأمير حصنها‪،‬‬ ‫قطب رحاهاك‪،‬‬ ‫بن سنان بن سليمان‪،‬‬ ‫غصن‬ ‫مسقط {©‬ ‫الوجهة العامة خاضع لسلطان‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫فى الوقت الحاضر‪.‬‬ ‫رئاستها‬ ‫وعينه ناظرة إليه‪.‬‬ ‫من‬ ‫نجد ‪-‬‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫فهم‬ ‫علي ‏‪٠‬‬ ‫بني‬ ‫نسب‬ ‫عمود‬ ‫من‬ ‫ليسوا‬ ‫والغفصون‬ ‫بغير هاء‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬سود‬ ‫سودة ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫بني علي‬ ‫على‬ ‫نزلوا‬ ‫بلذ الحوطة [‬ ‫خصوص‬ ‫والطول‪.‬‬ ‫العشيرة الحول‬ ‫لهم على هذه‬ ‫رئاستهم ‏‪ ٠‬فصار‬ ‫فيهم ‘ وتولوا‬ ‫فاندمجوا‬ ‫واعلم أن ملك عمان بعد اليعاربة لم يجتمع لإمام ولا سلطان‪ ،‬وبذلك‬ ‫تشعب ملك هذه الدولة العربية المجيدة‪ ،‬حتى أصبح من بيده أمر بلد كوال‬ ‫عليه غيره‪.‬‬ ‫عليه بالنواجذ ‏‪ ٠‬يدعيه لنفسه © وينافس‬ ‫وزعيم ‪ .‬عاضا‬ ‫وقاض‬ ‫رقيها‬ ‫إبان‬ ‫عمان [‬ ‫عليها‬ ‫احتوت‬ ‫التي‬ ‫الممالك‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫وكذلك‬ ‫بيعاربتها الآقيال© وأئمتها الأبطال‪ .‬وصار بعد ذلك من احتوى على بلد يلقب‬ ‫نفسه بأميرها أو ملكها أو سلطانها‪ ،‬كأن القايل يشير إليهم حيث يقول‪:‬‬ ‫ألقاب مملكة فى غير موضعها‬ ‫في طباعها [ إلا من شاء النه‪.‬‬ ‫ممزوج بالأنفس السيئة © ومغروس‬ ‫والاستبداد‬ ‫‪٩١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الدريز والعراقي‬ ‫جناحا العينين‬ ‫اعلم أن العينين لما استقر وجودها في ذلك الصقع‪ ،‬كانت عيني هذه‬ ‫البلادك كما يعرف عنها اسمها‪ ،‬فالدريز بالجانب الشرقي منها‪ ،‬والعراقي‬ ‫بالجانب الغربي الجنوبي عنها‪ .‬وهل يعيش عيشة كاملة في الكون حي بدون‬ ‫عينين؟‬ ‫وراء مهملة‬ ‫(بدال مهملة مفتوحة‪،‬‬ ‫أما الدريز ‪ -‬على وزن عزيز‪،‬‬ ‫بعدها زاي معجمة) ‪ -‬فبلدة تؤيد العينين ©‬ ‫مكسورة‪ ،‬وياء مثناة من تحت‘‬ ‫وتخضع لهاإ ولا أهمية لها من الوجهة الاستراتيجية‪ .‬وخصوصا في هذه‬ ‫العصور لتوالي الضعف عليها بكرات المحل الذي مزقهاك حتى أصبحت‬ ‫شيتاً دون الأشيا‪.‬‬ ‫وهي لا تزال مرؤوسة للعينين‪ ،‬ملك علي بن سعيد بن محمد بن‬ ‫سليمان الغافري© من بني سامة بن لؤي بن غالب‪ .‬فالدريز واقعة في فضاء‬ ‫طيب مطلق‘‪ ،‬صالحة للغراس وللزرع‪ ،‬واسعة الأراضي‘ مستوية الوضع‪ ،‬لا‬ ‫خفض ولا رفع‪.‬‬ ‫وأما العراقي فهي (بفتح العين المهملة‪ ،‬والراء المهملة أيضاً‪ ،‬بعدها‬ ‫واتساع‬ ‫فياء ساكنة) بلدة طيبة ببساتينها وجنانها ورياضها‪،‬‬ ‫فقاف‪،‬‬ ‫ألف‬ ‫فضائها‪ .‬لم يكن لها شأن رئيسي منيع‪.‬‬ ‫يتولى آمرها العبريون‪ ،‬فهم فيها الحمى المنيع‪ ،‬وإليهم نفوذها‪ .‬وهي‬ ‫الآن مضافة إلى ولاية عبري‪ ،‬ومن حقها أن تضاف إلى ولاية العينينث ولكن‬ ‫لما لا يخفى على الفطن اللبيب‪ ،‬أن الأوضاع الغافرية والهنائيةء غيرت من‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أحوال هذه البلاد الطبيعية فما أضيف إلى عبري إضافة معنوية‪ ،‬وبقيت العينين‬ ‫آخرون‪.‬‬ ‫عليه قوم‬ ‫وأعان‬ ‫الطوايا ‏‪٠‬‬ ‫سو ء‬ ‫‏‪ ٠‬أثاره‬ ‫وزميلتها الدريز فى تحزب‬ ‫والحقيقة أن الدريز والعراقي يمين العينين وشمالها‪ .‬وكلاهما من أبهج‬ ‫بلاد السر وأطيبها‪.‬‬ ‫ويحل في جانب من العراقي قوم من البلوش‪ ،‬ولا تاريخ لأصل‬ ‫وجودهم في هذه البلاد ‪ 0‬إلا ما يتحراه المتفكرون‪ ،‬من أنهم قوم كانت الدول‬ ‫العمانية تستعملهم كجنود وأنصار ‪ ،‬بدعوى أنههم من غير الجنسية العمانية‪.‬‬ ‫ولا المذهبية‪ ،‬فتسكن النفوس السلطانية إلى أمانتهم‪ ،‬وتركن إلى نصرتهم‪6‬‬ ‫ويطمئنون إلى ريفها الرائق ©‬ ‫فتمضي عليهم الأيام فيستوطنون البلادك‬ ‫فيخضعون لحكمها‪ ،‬ويدينون بطاعتها‪.‬‬ ‫وهذا الحال موجود في طباع البشرية أيا كانت‪ ،‬فلا يستغرب وجود‬ ‫هؤلاء البلوش بعُمان‪ ،‬على هذا الحال‪ .‬فتراهم جيلا واسعاً في عُمان©‬ ‫يشاركون في خيراتها‪ .‬ويمتصون ثمراتها‪ .‬وهم في قلب عمان وقالبها‪.‬‬ ‫كالعراقي ومازم وبدية وجعلان وصورك ففي هذه الأماكن منهم جنود تعد‬ ‫بالمئات“ بل إذا قيل بالآلاف فغير بعيد‪ .‬وحسبك بوجودهم في الباطنة ؤ البلد‬ ‫الخصيبآ والمعهد الرحيب‪.‬‬ ‫وقل أن يخلو بلد منهم‪ ،‬وخصوصا المدن الكبرى تجد فيها أكثرية لهم‬ ‫ملموسة‪ ،‬ومن حيث لا تجمعهم بالعُمانيين جنسية©‪ ،‬إذ هم أمم هندية‬ ‫بلوجستانية‪ ،‬ولا تلمهم بعمان مذهبية غالباً‪ ،‬إلا في هذه العصور الأخيرة التي‬ ‫انتشرت فيها بعمان المذاهب الأخرى© بمثل هذه الأحوال التي نذكرها هنا‪6‬‬ ‫ولا ريب فإن عمان قريبة من بلاد بلوجستان‪ ،‬كالهند ومكران وما إليهما‪.‬‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫[‬ ‫النون عن ناريخ عمان‬ ‫)(‬ ‫وكون العمانيين فتحوا هذه البلاد‪ ،‬وجاؤوا برجال منها أسارى ومستخدمين ‪6‬‬ ‫والشيء لا شك ينجذب إلى جنسه‪ ،‬ويسكن إلى نفسه‪ .‬ولا يخفى عليك أن‬ ‫جواذر بلاد بلوجستان©‪ ،‬وهي لا تزال تحت الراية العمانية‪ .‬من عهد بعيد‬ ‫حتى الآن‪ .‬وكان البلوش يفيضون على عمان موجات ضخمة‪ ،‬على هذه‬ ‫كتجار‬ ‫لا زالت مستمرة طيلة هذا العهد"‬ ‫الصفات وعلى أساليب أخرى‪،‬‬ ‫ولاجئين وأجناد ومعاملين ومنتجعين ريف عمان وخيرها في أمان واطمئنان‪.‬‬ ‫وقد أدركوا فيها ما لم يدركوا في غيرها‪ ،‬فترى فقيرهم يأتي في حالة لا مثيل‬ ‫لها‪ ،‬فيظل عهدا قريبا في عُمان‪ ،‬في أنعم عيشؤ وأطيب حالؤ فيستدعي‬ ‫ذلك آخرين من أبناء جنسه‪ ،‬فيأتون ولا مانع ولا معرقل‪ ،‬فيجدون عيشا‬ ‫قارا‪ .‬ورزقا دارا‪ 5‬ومقاماً آمنا‪ ،‬فينزلون دفعات على عمان‪.‬‬ ‫كمية وافرة كما‬ ‫ملوك مسقط‬ ‫منهم سعيد بن سلطان جد‬ ‫وقد جلب‬ ‫أي البانيانذ من كفار‬ ‫قوم من الهندوس‬ ‫غيرهم‪ .‬ولحقهم بعد ذلك‬ ‫جلب‬ ‫الهند‪ ،‬نزلوا عمان نظرا لاتصال أسلاك المعاش‪ ،‬وإدرار الخيرات على‬ ‫البلادث فاستوطنوها وانتشروا فيها‪ ،‬وبالأخص في سواحلها‪ ،‬حيث هي تحت‬ ‫راية سلطان مسقط“‪ ،‬وهو وتلك الدول بموجب الاتفاق بينه وهؤلاء كانوا‬ ‫رعاياها‪ ،‬فلذلك تراهم آمنين مطمئنين في ظله‘ محروسين بعدله‪.‬‬ ‫أما غير هؤلاء من الأجناس الأخرى‪ ،‬قل أن يوجد بعُمان‪ ،‬من نصارى‬ ‫أيا كانوا إنجليز أو برتغالاً أو فرنساويين ونحوهم‪ ،‬فلا إلا الذين جاؤوا الآن‬ ‫والضباط على الجيش الجديد بعمان‪.‬‬ ‫باسم الشراكة في الأعمال البترولية‬ ‫وأما العينين فهي عمدة هذه البلاد كلها‪ ،‬لان الروح بيدها‪ ،‬فهي تسيطر‬ ‫على الأفلاج التي تحت قدمها‪ ،‬وهي واطئة عليها وطأة الحازم العازم‪،‬‬ ‫وقابضة عليها قبضة الرئيس على المرؤوس‪.‬‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وكانت العينين من أملاك محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬ثم انتقل أمرها إلى‬ ‫آل محمد بن سليمان الغافري إلى الآن‪.‬‬ ‫وهي وليدة الدولة اليعربية‪ .‬وقصرها المنيع أقام أركانه ناصر بن محمد‬ ‫بن ناصر الغافري‪ .‬بأموال جلبها من خراج البحرين‪ ،‬لما كان واليا عليها‪،‬‬ ‫للدولة اليعربية في خبر بديع ذكره المؤرخون‪ .‬وقصر العينين مالك الأزمة‬ ‫للعراقي والغبي وعبري‘ كما يعرف ذلك كل المطلعين على الوضع‪.‬‬ ‫والعينين كاسمهما‪ ،‬عينان ناظرتان لذلك الجسد الضخم الذي لا حياة‬ ‫له إلا بامتثال أمرها عند التحزب القبائلي في تلك الأصقاع‪.‬‬ ‫}‬ ‫شذ‬ ‫في فخامتها وجمالها‬ ‫‪ -‬من‬ ‫بعدها كاف‬ ‫ونون ساكنة‘‪.‬‬ ‫بضاد مفتوحة‪8‬‬ ‫‪ -‬وهى‬ ‫اعلم أن ضنك‬ ‫أفخر البلاد وأوسعها في قاع خصب بين حزون جاثمة‪ ،‬روضة من الرياض‬ ‫بما يعود عليها نفعه العميم‪.‬‬ ‫وارفة الظل ۔ دانية القطوف ‪ .‬مغروسة‬ ‫الغناش‬ ‫ومقاصير‬ ‫متكاثفة }‬ ‫حدايق‬ ‫عمران‪.‬‬ ‫وأوسعها‬ ‫الجو ©‬ ‫بلاد‬ ‫أطيب‬ ‫من‬ ‫الأهل والجار ‏‪٠‬‬ ‫بعداوة‬ ‫البدو المتوحشين ‪ .‬واستهانت‬ ‫ابتليت بقوم من‬ ‫متوالية‪.‬‬ ‫القطر بأسره‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫وتاج‬ ‫الجو كله‬ ‫بلاد‬ ‫ولولا ذلك لكانت عين‬ ‫هي الآن خاضعة لسلطان مسقط‪ .‬ورياستها‪ ،‬تكثر الدعاوى فيها‪ ،‬كما‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫وليلى لا تقر لهم بذاكا‬ ‫وكل يدعي وصلا بليلىو‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫(‬ ‫في ضنك أخلاط من القبايل العديدة إذ هي من أمهات القرى‘© وفيها‬ ‫المحمود ‏‪٦‬‬ ‫المقام‬ ‫بها‬ ‫وللنعيم‬ ‫قبائلها‪.‬‬ ‫أعرق‬ ‫من‬ ‫وهم‬ ‫عزيزثء‬ ‫آل‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫والمشهد المعهود‪ ،‬وهم رؤساء علايتها‪ ،‬ولهم بها مقام لا ينكر‪ .‬وبقية القبايل‬ ‫لفيف فى أمثاله‪:‬‬ ‫وأين ضنك وأقيال النعيم بها‬ ‫وبها قوم من الصلوف وإلى النعيم يرجعون‪ .‬وبها الوحاشا‪ ،‬من رجالها‬ ‫الذين لهم فيها سهم لا يطيش‪.‬‬ ‫وفي ضنك من زعماء الرجال مقاديم‪ ،‬وفي مناهج الأحرار أمجاد ©‬ ‫وحسبك بالشيخ اليحيائي مثالا لأولتك في هذا العهد‪ ،‬وهو أي اليحيائي من‬ ‫العنصر الخروصي على الصحيح‪ ،‬وهو من الرجال المحسنين في الظاهرة ‪،‬‬ ‫مصلح حر معروف بخصال قل وجودها في غيره في هذه الأجيال‪ .‬وفي‬ ‫الرجال بقايا بلا جدال‪.‬‬ ‫وفي عمان أبطال ليس لها مثال‪ .‬إن من مارس رجال عُمان‪ ،‬وعلم من‬ ‫زعمائهم أخلاقهم‪ .‬علم أن لا وجود لأمثالهم في الأحياء العربية الآن في كل‬ ‫مكان اللهم إلا أن يكون في العراق‪ ،‬على ما يبلغنا‪.‬‬ ‫إبراء المساكرة وآل الحارث‬ ‫الجهة‬ ‫فى‬ ‫مهملة)‬ ‫بعدها راء‬ ‫الموحدة [‬ ‫وسكون‬ ‫(بكسر الهمزة ‏‪٠‬‬ ‫إبراء‬ ‫الشرقية من عُمان‪ ،‬وفي الجبهة الغربية من شرقية عُمان‪.‬‬ ‫الشرقية فى‬ ‫وهى إمارة‬ ‫وبها مزارع‪.‬‬ ‫واسعة بالنسبة إلى تلك البلاد ‏‪٠‬‬ ‫بلدة‬ ‫وبها‬ ‫مرجعها‪.‬‬ ‫أصبحت إبراء‬ ‫كثيرة ‪6‬‬ ‫قرى‬ ‫الآن‬ ‫بها‬ ‫وتتعلق‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫العهد‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الحاكم من طرف الحكومة شرعياً كان أو سياسياً‪.‬‬ ‫وآل‬ ‫بن اليحمد ‪.‬‬ ‫بن كعب‬ ‫الحارث‬ ‫من آل‬ ‫شأنها قوم‬ ‫فى‬ ‫ويتنافس‬ ‫الأسود بن ماء السما‪ ،‬والكل أزد‪ .‬وآل الأسود الآن يختصون باسم المساكرة‪.‬‬ ‫سفالتها‪.‬‬ ‫الحارث‬ ‫ولآل‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫والناهمون‬ ‫الآمرون‬ ‫وهم‬ ‫وإليهم آمر علايتها ‪.‬‬ ‫الشرقية‬ ‫في شيء ‏‪ ٠‬لدخولها في قلب‬ ‫الوجهة العسكرية‬ ‫وليست إبراء من‬ ‫من عمان‪ .‬وقد جعلها بعض الملوك القدماء مركز الشرقية حتى صور التي‬ ‫ولكل‬ ‫دولة ‏‪٠‬‬ ‫زمان‬ ‫ولكل‬ ‫ولاية إبراء‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫أمرها‬ ‫يرجع‬ ‫عليها ‏‪٠‬‬ ‫الكلام‬ ‫سبق‬ ‫دولة رجال© ولكل رجال سياسة‪.‬‬ ‫وزعامة آل الحارث ترجع إلى آل صالح بن علي في عمان‪ .‬وزعامة آل‬ ‫منهم الشيخ هائل بن راشد‪،‬‬ ‫الأسود إلى زعماء معروفين في المساكرة‪،‬‬ ‫إسماعيل بطن‬ ‫ومنهم أولاد‬ ‫المغيري ئ‬ ‫سعيد‬ ‫الشيخ جمعة بن‬ ‫ومنهم ذراري‬ ‫معروف‪ .‬وفي رعاية الأحساب تجد بيانا عنهم‪.‬‬ ‫القابل‬ ‫عرش آل صالح بن علي‬ ‫فاعل)‬ ‫وزن‬ ‫فلام ‪ .‬على‬ ‫فموحدة©‬ ‫ألف©‪٥‬‏‬ ‫بعدها‬ ‫القابل (بفتح القاف©‬ ‫عاصمة إمارته‪ .8‬ومقر‬ ‫بلدة اتخذها ذلك الشهم الهمام الصالح صالح بن علي‬ ‫زعامته‪ .‬فهي كرسي الشرقية أيام المذكور‪ ،‬ثم استمر بها الحال إلى الآن‪ .‬وهي‬ ‫هي في اسمها ومعناها‪ .‬وبآل صالح عظم شأنها ء وارتفع اسمها في عالم‬ ‫التاريخ العربي العماني‪.‬‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ مان‬ ‫)‬ ‫كما سوف‬ ‫وآل صالح قوم من بني سامة بن لؤي بن غالب القرشي‪،‬‬ ‫ترى نسبهم في محله من العنوان" إن شاء الله‪ ،‬وأوفى منه كتابنا المسمى‬ ‫رعاية الأحساب بحماية الأنساب ‪ ،‬فيه بسط واف عن هذه العائلة"‪ .‬فقد جعلها‬ ‫أي القابل ذلك العالم الجليل قاعدة الشرقية كلها‪ ،‬فكانت الجيوش منها‬ ‫والألوية بها تعقد‪ ،‬حتى عهد الأمير عيسى بن صالح‪ .‬ثم عضده بها‬ ‫تخرج‬ ‫ذلك العلامة المجيد أبو محمد عبد الله بن حميد السالمي رحمهما الله‪ .‬ولقد‬ ‫مر عليها زمان وهي مرجع الخايف‪ ،‬ومأوى اللاجئ وعون الرايد‪.‬‬ ‫فكان شخصية‬ ‫ولقد قام بها عيسى مقام صالح في أهل عمان عامة‪.‬‬ ‫عالية ‪ 5‬دينا وإيمانا‪ .‬وتقوى وصلاحاً‪ ،‬ولكل درجات مما عملوا‪.‬‬ ‫فالقابل بآل صالح في الشرقية‪ ،‬كعبة الوارد‪ ،‬وقبلة القاصد وعمدة‬ ‫الراجي‪ .‬ولله في خلقه ضناين‪ ،‬ولا ريب‪ ،‬فإن كل زعامة أساسها العلم© لا بد‬ ‫وأن تكون حجة عالية‪ ،‬وزعامة سامية‪ .‬فإن العلم أساس لحياة طيبة‪ ،‬ودعامة‬ ‫يرجع إليها كل متزعزع‪.‬‬ ‫والعلم وإن كان دنيويا‪ ،‬لا بد وأن يكون زماماً قوياً‪ ،‬لاقتياد المجد‬ ‫والشرف‘ فكيف به إذا كان دينيا‪ ،‬وكان الله عز وجل نصيره وظهيره© فإنه‬ ‫ينزل بالمملوك منازل الملوك‪.‬‬ ‫فقد تدرع صالح بن علي بالعلم‪ ،‬وتقلده سيفاً صارماً لا ينبوش فكان‬ ‫وزهده‬ ‫وعفتهشء‬ ‫بتقواه‬ ‫واشتهر‬ ‫مقامه‪&3‬‬ ‫عيسى‬ ‫وقام‬ ‫للفرض‪.‬‬ ‫العلم مددا‬ ‫وورعه‘‪ 6‬وكان الله عونه في مقصده‪ ،‬لأن مقاصده كانت كلها الله‪.‬‬ ‫فعاش محبوباً محترما موقراً من جانبي عمان معا‪ .‬والله الموفق لكل‬ ‫فيؤجر‬ ‫خير‪ .‬وإذا أحب الله عبداً جعل حوايج الناس على يديه‪ ،‬فيحسن إليهم‬ ‫عليه عند الله‪ .‬ولله المنة‪.‬‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫همم‬ ‫بديه‬ ‫مقاطعة آل الحجر‬ ‫من‬ ‫المثناة‬ ‫الياء‬ ‫وفتح‬ ‫المهملة ز‬ ‫الدال‬ ‫وكسر‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الموحدة‬ ‫بفتح‬ ‫_‬ ‫بدية‬ ‫البلدان‪.‬‬ ‫متعددة‬ ‫معروفة‪،‬ث‬ ‫لمقاطعة‬ ‫‪ -‬اسم‬ ‫هدية‬ ‫وزن‬ ‫على‬ ‫مشددة‪.‬‬ ‫تحت‬ ‫وفتح التاء المثناة من‬ ‫النون ©‬ ‫وسكون‬ ‫(بضم الميم ئ‬ ‫المنترب‬ ‫قاعدتها‬ ‫كانت‬ ‫بعدها راء مهملة ‪ .‬فمو حدة ساكنة)‪.‬‬ ‫فوق‪،‬‬ ‫فبدية اسم متناول لجميع بلدان هذه المقاطعة‪ .‬وقد صارت بدية مركزاً‬ ‫من عهد غير بعيد المدى في التاريخ‪ .‬ومن بلدانها‪ :‬الجاحس (بجيم‬ ‫حكوميا‬ ‫مهمله ( ‪.‬‬ ‫قبلها ألف ‏‪ ٠‬فسين‬ ‫فحاء‬ ‫مفتوحة ‪.‬‬ ‫معجمة‬ ‫فكاف)‪.‬‬ ‫(بشين معجمة ‪ .‬فألف ‪ .‬فحاء مهملة‪.8‬‬ ‫والشاحك‬ ‫مشددة‬ ‫فموحدة‬ ‫التعريف ‪.‬‬ ‫لام‬ ‫قبلها‬ ‫مفتوحة‬ ‫معجمة‬ ‫(بغين‬ ‫والغي‬ ‫بعدها ياء)‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مكسورة‬ ‫من‬ ‫الياء المثناة‬ ‫وتشديد‬ ‫الواو ©‬ ‫وكسر‬ ‫المهملة ‏‪٠‬‬ ‫الحاء‬ ‫(بضم‬ ‫والحوية‬ ‫التأنيث)‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬بعدها هاء‬ ‫تحت‬ ‫وفلج المطاوعة والظاهر © بلدة الإمام السالمي رحمه الله‪.‬‬ ‫وكل هذه البلدان رائقة زاهية فيحاء‪ ،‬تقع في مرتفع عن أرض جعلان‬ ‫تناسب للصحة‬ ‫في رمال سيالة متنقلة } طيبة الهواء ا نقية الروح ‪ .‬جافة بهجة©}‬ ‫تمام المناسبة الطبيعية بطقسها الصحى ‪.‬‬ ‫من جانب جعلان‪ .‬وأهلها‬ ‫وهي الباب للداخل على شرقية عُمان‪،‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫أعزاء‬ ‫أوفياء‬ ‫صلحاء‬ ‫ومنهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وشرف‬ ‫فضل‬ ‫ولهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الأزد‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫الحجريون‬ ‫ومركزها العسكري‬ ‫فيها ‏‪ ٠‬بل هم السادة بها‪.‬‬ ‫ولا زعامة لغير الحجريين‬ ‫ميامين‪.‬‬ ‫الحكومي غير قديم الوجدان‪ .‬والآن هي تابعة لسلطان مسقط ورياستها‪.‬‬ ‫جعلان‬ ‫أهم ثغور عمان‬ ‫فألف©‬ ‫لام‪.‬‬ ‫بعدها‬ ‫العين المهملة ‪.‬‬ ‫وسكون‬ ‫(بفتح الجيم ©‬ ‫جعلان‬ ‫لها‬ ‫قبايل‬ ‫على‬ ‫تشتمل‬ ‫الارجاء‪.‬‬ ‫عديدة‬ ‫وواحة‬ ‫واسعة ‏‪٠‬‬ ‫لمقاطعة‬ ‫اسم‬ ‫فنون)‬ ‫وواحة جعلان في عمان منقطعة النظير‪ ،‬تقع في سهل ممتد من جبل‬ ‫قهوان (بفتح القاف وسكون الهاء‪ ،‬وواو مفتوحة‪ ،‬بعدها ألف فنون) حتى‬ ‫الرويس (بضم الراء‪ ،‬تصغير راس) على الساحل © وحدود بدية في الداخل‪.‬‬ ‫كثيرة المياه‪١‬‏ خصبة رطبة©‬ ‫وأرض جعلان طيبة التربةش حسنة الغرس‬ ‫فى أرضها ‪ .‬فلذلك‬ ‫فسكنت‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫المياه من قلب عمان إليها ‪ .‬فانصبت‬ ‫نزحت‬ ‫شجر ملتف‬ ‫تراها خضرة المرابع‪ ،‬زاهية الفلوات‪،‬ك مخضرة الأرجاءء‬ ‫فى هواء رقيق بارد ‪،‬‬ ‫رائقة‪.‬‬ ‫ورياض‬ ‫متسعة‪،‬‬ ‫وفلوات‬ ‫متكاثفة“ء‬ ‫وغوطات‬ ‫وتزيد خصبا وحسن تربة [‬ ‫الباطنة اتساعا‬ ‫أرض‬ ‫تعادل‬ ‫هادئة وادعة‪.‬‬ ‫وأرض‬ ‫تتخللها الرمال‪ .‬لها أهميتها التاريخية‪ ،‬وشأنها الوحيد‪.‬‬ ‫وتطول‬ ‫عددهم ‪.‬‬ ‫يكثر‬ ‫اليمن‪،‬‬ ‫بو علي ‏‪ ١‬قوم من‬ ‫أعظم قبايلها بني‬ ‫عدتهم‪ 6‬ولهم في الباس أحوال سجلها التاريخ بين طياته‪ ،‬وتداوله الكاتبون‬ ‫من إفرنج وغيرهم‪ ،‬ومسلمين ومن إليهم‪ ،‬وبالخصوص في القرن الأخير ©‬ ‫‪١ ٠ ٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وفي المعارك مواقف مشهورة‬ ‫فإن لهم حروبا‪ ،‬ولهم في الحروب سطوات‘‪،‬‬ ‫وإليها‬ ‫يتناقلها الجيل بعد الجيل‪ .‬وبلادهم هي القسم الشرقي من جعلان‘‪،‬‬ ‫ومنها يقوم ‪ .‬وبها يطير‪ .‬ولأهل جعلان أخلاق‬ ‫ينتمي أمر هذه المقاطعات‘ؤ‬ ‫ساذجة‪ ،‬ولطيف لهجة حسنة‪.‬‬ ‫قوم من اليمن أيضا‪ .‬وأكثر‬ ‫ومن هذه المقاطعات بلاد بني بو بحسن‬ ‫وتربتها‬ ‫أهالي شرق عمان يمنيون‪ .‬وبلادهم من أحسن البلاد في جعلان‘©‬ ‫طيبة‪ .‬صالحة للغراس‪ ،‬صالحة للعمران‪ .‬وبصفة عامة جعلان كلها كذلك‪.‬‬ ‫والماء لا يزال يتخلل تربتها‪ ،‬ولا يزال خالدا في ثراها لنزول أرضها عن بقية‬ ‫عُمان الغربية‪ .‬ولقد توليت عليها من الإمام الخليلي رحمه الهك ونظرت‬ ‫أحوالها‪.‬‬ ‫وأرض جعلان من البقاع التي ينبغي أن يلتفت إليهاك ففيها متسع لأهل‬ ‫عمان‪ ،‬وبها غنى لهم عن كل مكان‪ ،‬فهي تكافي نصف الأمة العمانية لو‬ ‫نزلتها واستعمرتها‪ ،‬فهي أشبه بأرض عمان الداخلية‪ .‬فإنها إذا أزيل الرمل عن‬ ‫سطحها‪ ،‬برزت منها أرض جميلة التربية‪ ،‬ممزوجة بالثرى الذي يشف عن‬ ‫الماء‪.‬‬ ‫ولآل شمس في جعلان عزمات في الحروب‘ وصبر على الحوادث‪،‬‬ ‫وهمات عالية‪ .‬وهم بين قبائل عمان إذا وعدوا وفوا‪ ،‬وإذا غضبوا جفوا‪ ،‬وإذا‬ ‫قابلوا شفوا‪ ،‬بادية حرة كريمة‪ .‬فهم في قبايل جعلان السيف الذي لا ينبو‪،‬‬ ‫والجواد الذي لا يكبو‪.‬‬ ‫ولقد توليت أنا هذه البلاد المذكورة‪ ،‬من قبل الإمام الخليلي رحمه‬ ‫الله ى كما قلت آنفاً ‪ .‬فلم أر منهم غير الجميل غالباً ‪ .‬وإن كان الناس لا يخلون‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عُمان‬ ‫)‬ ‫فيهم‬ ‫وبقي سلاحي في أيديهم ‏‪ ٠‬فنفخ‬ ‫هذه‬ ‫جعلان‬ ‫ولقد خرجت من‬ ‫من طغام‪.‬‬ ‫ولما‬ ‫على سلاحي كغنيمة‪.‬‬ ‫إلى الإصرار‬ ‫دعتهم‬ ‫نفخة سوء‪،‬‬ ‫الشيخ النجدي‬ ‫رجع أمر عُمان إلى السلطان فأبلغته‪ .‬كان جوابه لي رد الأمر إلى الشيخ الشهم‬ ‫المطاع©‪ ،‬خليفة العبد الصالح‪ ،‬فأجابني هذا بما لا يوازن جناح بعوضة© وبقي‬ ‫سلاحي في أيديهم إلى أن ألقى الله تعالى‪ ،‬إذ لا منصف لي‪.‬‬ ‫قوم من الأزد لهم‬ ‫ومن بلاد جعلان بلد اسمه الوافي‪ .‬هو لبني راسب‘‬ ‫الذكر الخالد في التاريخ العربي‪ .‬ومنهم الإمام عبد الله بن وهب الراسي‬ ‫الإباضي©‪ ،‬إمام أهل النهروان‪ ،‬الذي سجل المؤرخون شرفه العريق‪ ،‬وحفظوا‬ ‫دعوته الصادقة‪.‬‬ ‫فى رسائلهم كلماته الثاقبة ‏‪ ٠‬وأيدوا‬ ‫وبلد الوافي كاسمه‪ .‬واقع أعلى جعلان‪ ،‬إلى الجانب النعشي‪ .‬روضة‬ ‫من الرياض وحديقة من الحدايق الزهراء الزاهية‪ .،‬أخذ من الجمال حظه{‬ ‫غياضه ‪.‬‬ ‫على‬ ‫يتدفق‬ ‫طيب ‏‪٠‬‬ ‫عليه نهر‬ ‫يطوف‬ ‫نصيبه‪.‬‬ ‫الحيوي‬ ‫الكمال‬ ‫ومن‬ ‫وينساب في رياضه‪ .‬وياللوافي بين البلاد العربية‪.‬‬ ‫ومن جعلان بلاد الكامل‪ .‬وهي بلدة طيبة وروضة حسنة‪ ،‬تشاطر‬ ‫الوافي في كمالها‪ ،‬ويم يد الإخاء إليها‪ .‬وبين الكامل والوافي كما بين اسميها‬ ‫من مناسبة معنوية‪.‬‬ ‫أرض‬ ‫من‬ ‫في الصدر‬ ‫الوافي‪،‬‬ ‫من‬ ‫النعشي‬ ‫بالجانب‬ ‫الكامل‬ ‫وتقع‬ ‫جعلان‘ بالنظر إلى مرتفع الأفق العماني‪ .‬وأهلها قوم من الهشم‪ ،‬من العنصر‬ ‫النزاري© الذين نزلوا عمان أيام مالك بن فهم‪ ،‬واستعمروا هذه البلاد‪.‬‬ ‫وبنو راسب استعمروا تلك من عهد غير بعيد المدى © ذلك لأن من نظر‬ ‫إلى أرض جعلان أحبها‪ ،‬ورغب إليها‪ ،‬ولم يزل يود الركون إليها‪ .‬وكان‬ ‫‪١ ٠ ٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫استعمارهم أرض جعلان في عهد الأيمة اليعربيين‪ ،‬وكذلك الوافي والكامل‪.‬‬ ‫وبين البلدين أخوة معنوية‪ .‬كأن أهلهما قبيلة واحدة لما بينهما من الاتحاد‬ ‫والارتباط‪.‬‬ ‫ولقد توليت أنا هذين البلدين أيضا من السلطان سعيد بن تيمور‪6‬‬ ‫ولاية لم يطل عهدها‪ ،‬كما لم يطل عهد ولايتي لجعلان بني بحسن لأحوال‬ ‫هناك اقتضاها الحال‪.‬‬ ‫له السيادة على بلده‪ .‬وزعامة بني راسب‬ ‫وكل من الهمشم وبني راسب‘‪،‬‬ ‫وفي آل ربيع‬ ‫ترجع إلى أولاد فارس‪ .‬وفيهم الآن ياسر بن علي بن صالح‪©،‬‬ ‫ناصر بن محمد بن خميس‪ .‬ومن أعيان أولاد فارس ولد راعي البادة‪.‬‬ ‫وزعامة الهشم منوطة بأولاد خادم‪ .‬ومنهم الشيخ حليس بن خادم بن‬ ‫خلفان بن حليس بن خادم بن محمد‪ .‬وفيهم بطون لها رشداء مسؤولون‪.‬‬ ‫فقد تصدق‬ ‫ويدعي الرئاسة على هاتين القبيلتين ‪ -‬رؤساء بني بو علي‪،‬‬ ‫هذه الدعوى في بعض الأحيان‪ ،‬بخلافها في بعضها‪ .‬والدهر ذو تقلب‪ ،‬والله‬ ‫يخفض ويرفع‪ ،‬والكل لحكمة‪.‬‬ ‫وبنو راسب والهشم وبنو بو علي في هذه العهود يد واحدة‪ ،‬ولسان‬ ‫واحد‪ .‬والأصل النسبي معروف‘ فإن بني بو علي‪ ،‬قد يكون لهم في بعض‬ ‫الأحيان التسلط على هذه الأنحاء ‪ 4‬إلى وادي بني خالد وصور وذلك غير‬ ‫مجهول في العصور الغابرة‪ ،‬ولا داعي إلى ذكر ذلك هناء فإن العنوان لا‬ ‫يحتمل البسط‘ والتاريخ العام لعمان هو المسؤول عن تفصيل هذه النقاط‬ ‫المشار إليها‪.‬‬ ‫‪١٠٣‬‬ ‫ا‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ء‪ .‬من‬ ‫الصلتي‬ ‫سلطان‬ ‫بن‬ ‫حمودة‬ ‫إلى أولاد‬ ‫ترجع‬ ‫علي‬ ‫بني بو‬ ‫ورئاسة‬ ‫أهل حلم ‪ -‬بوزن قلم ‪ -‬من أودية الطائيين‪ .‬وهم كذلك أي من الصلوت‬ ‫إلى جعلان‪.‬‬ ‫الذين كانوا بحلم ‏‪ ٠‬فنزحوا‬ ‫يرأسه‬ ‫مطاعني‬ ‫فهم‬ ‫القبيلة ‏‪٠‬‬ ‫قسمي‬ ‫إلى‬ ‫ترجع‬ ‫حسن‬ ‫بو‬ ‫بني‬ ‫ورئاسة‬ ‫على‪.‬‬ ‫راشد بن‬ ‫يرأسه أولاد‬ ‫وصواعى‬ ‫راشد ‏‪٠‬‬ ‫حميد بن‬ ‫أولاد‬ ‫فى‬ ‫البداوة‪.‬‬ ‫عليها‬ ‫تغلب‬ ‫وعشايرها‬ ‫طيبة ‪.‬‬ ‫بلاد‬ ‫جعلان‬ ‫عامة‬ ‫وبصفة‬ ‫أغلب الأحوال‪.‬‬ ‫لهم صور‬ ‫وتدعمه‬ ‫مشهود ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ومقام‬ ‫مسموع‬ ‫صوت‬ ‫وللجنبة في جعلان‬ ‫البلد المعلوم‪ .‬والكل محتاج إليها‪.‬‬ ‫ولقد التفت أيمة آل يعرب إلى جعلان© وشرعوا فى استعمارها‪ ،‬فكان‬ ‫من عملهم مدينة الوافي‪ ،‬وسوق الإمام‪ .‬الذي قضت الزعازع التعصبية عليه ‪6‬‬ ‫فسقط في أول ظهوره‪ .‬ولو أراد الله خيرا لأهل عُمان لأطال عمر تلك الدولة‬ ‫العلية‪ ،‬التي ما برحت ساعية في جلب كل خير‪ ،‬ودفع كل ضير‪ .‬وإذا أراد‬ ‫الله أمرا كان‪.‬‬ ‫فلما بعث الله اليعاربة لإحياء عُمان‪ ،‬وعمارتهاث وتأييدهاش وإعلاء‬ ‫رايتها‪ .‬وقوة شوكتها‪،‬ؤ ورفع علمها‪ ،‬ألفتوا أنظارهم إلى كل ما يعود إلى عُمان‬ ‫بالخير الجامع‪ ،‬والشرف الواسع‪ ،‬فعمروا فيها الأنهارك وأحيوا البراري‬ ‫فكلما‬ ‫ناحية ‪.‬‬ ‫العمل في كل‬ ‫أيدي‬ ‫وبسطوا‬ ‫والقفار ©‬ ‫من‬ ‫جئت إلى جانب‬ ‫وكلما نزلت على صقع ‌ أدركت لهم فيه عبرا‪.‬‬ ‫لهم فيه أثر‬ ‫عمان ‪ .‬وجدت‬ ‫وأخذوا في استعمار جعلان‪ ،‬كما أخذوا في غيره‪ ،‬فهم في قلب عمان‬ ‫للشجر‬ ‫وفي أراضيها‬ ‫أطرافها للعمارة مجدونؤ‬ ‫وفي‬ ‫بانون‪،‬ك‬ ‫للحصون‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهم للجيوش في الثغور‬ ‫وهم في الممالك الأخرى فاتحون‪،‬‬ ‫غارسون‪،‬‬ ‫الممالك ©‬ ‫اكتسحوا‬ ‫فقد‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫زائد‬ ‫الوقت بعمل‬ ‫ضاق‬ ‫ولكن‬ ‫مجندون‪٥،‬‏‬ ‫ولقد ألقيت نظرتي على جعلان أيام ولايتي لها‪ ،‬فأسفت على ضياعها‬ ‫أدراج الرياح‪ .‬وهي كما وصفتها لك أيها القارئ‪ .‬فعسى الله أن يقيض لها من‬ ‫يقوم بعمرانها‪ ،‬فيسعد بها أهلها وكل شيء يأتي في وقته‪.‬‬ ‫به‪ .‬والنفس مجبولة بحب العاجل‪.‬‬ ‫لها مما تعيش‬ ‫حاضرته ‪ .‬وبما يخرج‬ ‫بحلية المجد بعد البوس والحزن‬ ‫ولا بد للدهر يوما من تبدله‬ ‫الحد‬ ‫راس‬ ‫أو رأس غمان في الشرق‬ ‫وهو مركز استراتيجي في تلك‬ ‫الشرقي‬ ‫مهم ‏‪ ٥‬في الجانب‬ ‫فاصل بحري‬ ‫الجهة‪ .‬وهو الآن تابع لحكومة صور‪ .‬وهو خرطوم ممتد في البحر‪ ،‬ربما‬ ‫فتهلك بالاصطدام‬ ‫التي لا تحقق المجرى‬ ‫حوله [‬ ‫اصطدمت به السفن المارة‬ ‫رغم قوتها‪ .‬وربما ذهل عن خطه بعض المعتادين المرور به‪ ،‬فانصدعت صفاة‬ ‫قوتهم‪ .‬وأغلب أهله بدو يعتاشون من مثل هذا الحال الذي ذكرناه‪.‬‬ ‫وعليه العلم السلطاني الأحمر‪ ،‬لا يزال يخفق معبراً عن السلطنة‬ ‫العمانية بأنها عروته الوثقى‪ ،‬لا عن تابعيته للزعامة الصورية‪ ،‬صفا الدهر أو‬ ‫تكدر‪ .‬فإن شؤونه القبيلية لها وجهة أخرى‪.‬‬ ‫‪١ ٠٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وإلى الزعامة الهناوية منتهى أمره‪ .‬وإمارة آل صالح صالحة لكل صالح ‪6‬‬ ‫وهو غير مستقل عن هذه الزعامة المشار إليها‪.‬‬ ‫وقد يعلم الشرقيون الأحوال التي نتحدث عنها هنا‪ ،‬إلا عند من رأى‬ ‫اليوم‪ ،‬ولم ير أمس‪ .‬فراس الحد فاصل مهم في الجانب الشرقي‪،‬ؤ والمعالم‬ ‫البحرية ليست بأهون من المعالم البرية‪ .‬وأهله أكثرهم يمانون©‪ ،‬ويمنهم يعبر‬ ‫رأس الجبال‬ ‫أو رؤوس الجبال‬ ‫هذا هو الراس الثاني‪ ،‬يقابل الراس الأول الذي هو راس الحد‪ .‬فراس‬ ‫الجبال أو رؤوس الجبال المعروف في جهة الشمال خرطوم ممتد‪ ،‬متصل‬ ‫بسلسلة واحدة من جبال الحدان تغريباًك إلى أن سقط في البحر© فهو أشبه‬ ‫بهلال في أول ظهوره‪ ،‬معروف عند البحريين‪ ،‬فاصل للركن الشمالي‬ ‫الساحلي‪ .‬وهناك البحر أغزر ما يكون حول الجانب الشمالي من عمان‪.‬‬ ‫ورؤوس الجبال عامرة برجال من قبائل شتى‪ ،‬هم في ضميره قاطنون‪،‬‬ ‫‪ -‬وهم ذراري مالك بن فهم ‪ -‬ألزم بهذا‬ ‫والشحوح‬ ‫وعلى كاهله نازلون‪.‬‬ ‫وفيه أقوى وأقدر‪.‬‬ ‫الجانب‬ ‫والحقيقة أن السهل الساحلي ‪ -‬ويشمل الباطنة بمن فيها ‪ -‬أشبه بهلال‬ ‫رأسه الأول جبال مسقط ‪ ،‬ورأسه الثاني جبال الشحوح‪ .‬وهو تصوير متحقق ‪6‬‬ ‫وهو المعروف برؤوس الجبال ‪ ،‬المشار إليه‪.‬‬ ‫‪١٠٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنون عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وها مما يقوي عمان فإن جبالها هي حصونها عند ثورة العدو عليها‪.‬‬ ‫وأوديتها أبواب تلك الحصون‪ .‬وإذا سدت الأبواب امتنع الدخول إلا ما شاء‬ ‫‏‪ ٦1‬جَبَلِ يتَصىمنى ‪» ...‬‬ ‫وجل ‪ :‬٭ سَكَاوئ‬ ‫يشير إلى ذلك قوله عز‬ ‫كما‬ ‫الله‪.‬‬ ‫الآية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫والجبال عواصم طبعا‪ ،‬فإن الجبل الأخضر ما زال طيلة القرون الأولى‬ ‫حصنا منيعا لعُمان‪ ،‬من كل عدو يطرقه‪ .‬وما بلغنا أن حاكما احتله فى العهود‬ ‫القريبة‪ ،‬إلا الإمام عزان بن قيس‪ .‬ثم احتله الآن سلطان مسقط وعُمان‪ ،‬سعيد‬ ‫بن تيمور‪ ،‬وها هو في يده الآن‪ ،‬وتحت قدمه بلا نكران‪ ،‬وباحتلاله احتل‬ ‫عمان كلها‪ ،‬رغم أعدائه‪ .‬وما زال يتداوله الأولونث من شراة ويحمد وبنو‬ ‫ريام‪.‬‬ ‫لكنها‬ ‫عليها ‘‬ ‫مسيطرون‬ ‫بتلك الشما لية [‬ ‫متحصنون‬ ‫ا لشحوح‬ ‫وكذ لك‬ ‫خالية الأهمية بل عمان قلبها‪ .‬وروحها الجبل الأخضر وهو كرسيها الذي‬ ‫تستقر عليه حكومتها آمنة من العدو الأجنبى© مهما كان الدهر‪ .‬لأن أسباب‬ ‫ا لامتناع ‏‪ ٦‬وأين المصانع‬ ‫ذات‬ ‫فأين القلاع [ وأين الحصون‬ ‫التحصن كلها فيه‪.‬‬ ‫فيها البناة والصناع‪.‬‬ ‫التي تعب‬ ‫وستبدي لك الأيام عن هذا الجبل أسراراًء وستكون له فى المقبل‬ ‫أخبار‪ .‬وإذا طال الدهر سيكون جنة عمان فى مصيفها‪ ،‬كمصيف لبنان‪ .‬هواء‬ ‫وهو‬ ‫أهله ء‬ ‫وأمان‬ ‫عطرية ‪.‬‬ ‫ونفحات‬ ‫حلوة ‪.‬‬ ‫وفاكهة‬ ‫‪.‬‬ ‫سجسج‬ ‫ونسيم‬ ‫بارد ‏‪٠‬‬ ‫أعظمها‪.‬‬ ‫‪١ ٠٧‬‬ ‫المراكن الأخرى‬ ‫غير الني ذكرناها بعمان‬ ‫اعلم أن المراكز التي ذكرناها‪ .‬هي الأهم منها فالأهم‪ .‬ولقد بقيت‬ ‫مراكز أخرى‘ نذكرها هنا إلحاقاً لها بتلك حكما فنقول‪:‬‬ ‫إن المراكز التي أحدثها أيمة آل يعرب المعروفون عند الخاص والعام ©‬ ‫القوة الدولية [ والسعة المادية ‏‪٠‬‬ ‫ذاك من‬ ‫مبانيهم الدالة على ما هم عليه إذ‬ ‫ومن‬ ‫دالة على المؤثر‪.‬‬ ‫عظيم همهم ‏‪ ٠‬والآثار‬ ‫من‬ ‫وما يتجلى هناك‬ ‫فانظروا بعدنا إلى الآثار‬ ‫تلك آثارنا تدل علينا‬ ‫مدينة جبرين‬ ‫إن جبرين ‪ -‬وما أدراك ما جبرين ‪ -‬بلدة غير كبيرةث لكن رفع شأنها في‬ ‫عالم الحياة‪ .‬ذلك السيد المجيد بلعرب بن سلطان© سيد عمان في أيامه‪.‬‬ ‫فبنى فيها ذلك القصر العظيم‪ ،‬الذي أصبح أعجوبة الدهر‪ ،‬ومفخرة المصر‬ ‫في عمان‪.‬‬ ‫الملك ©‬ ‫اتسع نطاق‬ ‫حين‬ ‫واحة جبرين‪،‬‬ ‫بلعرب المذكور‬ ‫انتقى الإمام‬ ‫‪١٠٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أن تضيق بها‬ ‫الآمال ‪ .‬كادت‬ ‫الامامة مبسو طة الأعمال ‪ .‬غير محدودة‬ ‫وعادت‬ ‫بلادها‪ ،‬خيلاً ورجالاً وجنود! وأصبحت البيضاء والصفراء ملء الأيادي‬ ‫وأصبح العمانيون إذ ذاك كما يقول القايل‪:‬‬ ‫من تلق منهم تقل ‪ :‬لاقيت سيدهم‬ ‫لذاك رأى هذا الإمام في واحة جبرين له متسعاًؤ وفي صقعها له مرتبعاً‪.‬‬ ‫فى قاعة واسعة أحاطت بها الجبال كسور لها‪ ،‬غير مزدحمة عليهاش ولا‬ ‫من‬ ‫فكان‬ ‫المشيد ‪.‬‬ ‫قصره‬ ‫تشييد‬ ‫الوحيد فى‬ ‫الإمام‬ ‫هذا‬ ‫فاجتهد‬ ‫مكتظة بها‪.‬‬ ‫اختراع ‪.‬‬ ‫وعجيب‬ ‫التاريخ ‏‪ ٠‬وأكبر آياته ‪ 6‬في باهر صنعة‬ ‫عظمة‬ ‫جعله إمام المسلمين المذكور من المصانع التي تبهر أعين الرائي ©‬ ‫زعامته ‏‪٠‬‬ ‫ومقر‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الإمام‬ ‫هذا‬ ‫عاصمة‬ ‫فكان‬ ‫الدهر }‬ ‫التي يخلدها‬ ‫الحصون‬ ‫ومن‬ ‫به }‬ ‫الناس‬ ‫بالعلماء وإطرائه ‪ .‬وإعجاب‬ ‫حياته ‪ .‬وعمره‬ ‫سلطنته “‪ .‬وبهجة‬ ‫وعرش‬ ‫أكثر ما جاء عن أهل العلم والشعراء‪ ،‬فتفننوا في ذكره‪ ،‬وأطنبوا فيى مدحه‬ ‫قديماً وحديثا‪ .‬وما زال آية الإكبار والإعظام في التاريخ العماني‪.‬‬ ‫فى عباراتها‬ ‫وإليك هذه الطرفة الطريفة‪،‬ث أبيات عن نابغة مسقط‪،‬‬ ‫اللائقة‪ .‬ورموزها الفائقة‪ ،‬للأديب الذكى‪ ،‬شاعر دولة مسقط فى عصرنا‬ ‫هذاؤ هلال بن بدر بن سيف بن سليمان البوسعيدي يقول‪:‬‬ ‫أهدت لقلب ذكرى لست أنساها‬ ‫يا نسمة من ربى جبرين مسراها‬ ‫إلا عهود أناجيها وأرعاهما‬ ‫وأنعشستني وما بالقلب من وطر‬ ‫مأواها‬ ‫الشماء‬ ‫دوحتك‬ ‫وتحت‬ ‫مرتعها‬ ‫يا جبرين‬ ‫في ظل قصرك‬ ‫من لي بساحتها من لي براها‬ ‫من لي بجبرين أم من لي بدوحتها‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وفي ضميري أنى سرت أرعاها‬ ‫ملء الفؤاد وملء العين موقعها‬ ‫ساعاته ودقيق الفن أفناهما‬ ‫يومي بقصرك يا جيرين قد قصرت‬ ‫وأستعين خيالي في خباياها‬ ‫أقلب الطرف في أشكال هندسة‬ ‫وقد خبرتك مزهواوتناها‬ ‫يا قصر حدث وفي التاريخ مفخرة‬ ‫تفننت فيك واستوحت خفاياها‬ ‫قومي بنوك وليست كف عارية‬ ‫تكفل الدهر في إيضاح معناها‬ ‫ما أنت يا قصر إلاآية بهرت‬ ‫وفيه من أقوال الشعراء العمانيين وغيرهم شيء كثيرك ومن شعراء‬ ‫الدولة اليعربية أكثر‪ .‬ولقد أطنبت الشعراء فى وصف هذا القصر وبانيه‪ ،‬وكاد‬ ‫‪.‬‬ ‫أن لا يبلغ الوصف من صفاته إلا ظاهرها‪.‬‬ ‫وهو دليل على كثرة الغنى بعمان ‪ -‬وبسط الثروة لهم‪ ،‬إذ كان بناه من‬ ‫صلب ماله على ما قيل‪ .‬وكان تمام بنائه قبل أن يلي الإمامة بسنتين‪ .‬فانظر في‬ ‫الأموال التي أنفقها على بنائه‪ .‬وتصورها في نفسك‘ تجد شيئاً عظيماً‪ ،‬ما‬ ‫‪.‬‬ ‫خزنه بها لحوادث الدهر‪.‬‬ ‫ولم‬ ‫والمال روح الملك‘ وزعيم الإمارات وإليه الإشارة بقوله تعالى‪:‬‬ ‫بوت سَصة ترے الماليه‪ .‬لأن المال هو الحجة في الممالك‘ وبه تمهد‬ ‫المسالك‘ ويتعالى المالك ولا ملك إلا بمال‪ ،‬ولا مال إلا برجال‪.‬‬ ‫وإذا دخلت جيرين وسرحت الطرف في هيئة ذلك القصر العظيم‪6‬‬ ‫أخبرك الحال أن لعمان شأناً يتعالى عما يقوله أعداء عُمان‪ .‬وأهل عمان في‬ ‫زمان لم يكن الذهب الأسود فيه موجودا‪ ،‬وإنما هو خراج الأرض الحلال‪،‬‬ ‫وجباية المحاصيل الشرعية‪ .‬والأمر لنه‪.‬‬ ‫‪١١١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إن أمر هذا القصر لأشبه بمسجد بني أمية لما وقف عليه أمير المؤمنين‬ ‫عمر بن عبد العزيز‪ ،‬ورأى ما رأى مما هاله‪ .‬وأسف على ما أنفق عليه من‬ ‫المال‪ ،‬فقال فيه ما قال‪ .‬ثم زاره بعض ملوك الروم ورأى المسجد على تلك‬ ‫الحال‪ ،‬فقال مقالته المشهورة‪ ،‬فقال عمر‪ :‬اتركوا مسجدكم‪ ،‬فإني أراه غيظا‬ ‫لعدوكم‪ .‬فكذلك هذا القصر مما يغيظ أعداء عمان والله المستعان‪.‬‬ ‫الشهباء‬ ‫أو قلعة نزوى‬ ‫اعلم أن قلعة نزوى هي من القلاع العظيمة في العالم© يحتار العاقل في‬ ‫تصوير الهمة التي قامت ببنائهاش ويذهل ربيط الجأش في تمثيل العزمة التي‬ ‫دعت إليها‪ .‬والهيئة التي وضعتها عليها لا أقدر أن أمثلها‪.‬‬ ‫وبالجملة أقول‪ :‬هي قلعة عظيمة البناء‪ ،‬متينة الشكل© فخمة الهيئة‪ ،‬في‬ ‫بطنها سبعة أبواب لارتقائهاء على كل باب فتح يدخل الضوء منه‘ ويشرق‬ ‫إذ‬ ‫سبقت له معرفة بطريقها ‪.‬‬ ‫لدخولها إلا من‬ ‫ولا يتهادى‬ ‫عليه ‏‪ ٦‬كمرصد له‪.‬‬ ‫يجد نفسه في قبة مظلمة© أو صندوق مغلق‪ .‬يندهش من روعتها الرائي‪.‬‬ ‫وما قام به الإمام في‬ ‫والإنفاق عليهاث‬ ‫مدة بنائها‪.‬‬ ‫وإذا تصورت‬ ‫خدمتها‪ ،‬علمت ما لهذا الإمام من القيام بشرف عمان وإعلاء شأنها وإظهار‬ ‫القوة لها‪ .‬وحب التأييد للزعامة الإسلامية‪.‬‬ ‫عظمة‬ ‫وإظهار‬ ‫للأعداء‪.‬‬ ‫الاستعداد‬ ‫تحت‬ ‫داخل‬ ‫الحصون‬ ‫بناء‬ ‫فإن‬ ‫الإسلام من أعظم القربات عند الله‪« .‬وآمثوأ لَهُم تا أسَتَطعَشم ين فوَر ه‪.‬‬ ‫فكل من هؤلاء الأيمة أعد قوة خاصة وعامة‪ ،‬وسوف ترى عنهم ما تفتخر به ‪6‬‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بفعله‪.‬‬ ‫للاقتداء‬ ‫بعده ‪.‬‬ ‫جاء‬ ‫فإنه داع لمن‬ ‫ذهب‬ ‫قد‬ ‫وإن‬ ‫وباني هذه القلعة الإمام سلطان بن سيف بن مالك بن أبي العرب وهو‬ ‫لهذه‬ ‫وكانت‬ ‫ذكره‪.‬‬ ‫جبرين ‪ 6‬المقدم‬ ‫البانى لحصن‬ ‫بن سلطان‘‬ ‫بلعرب‬ ‫أبن‬ ‫القلعة في نظر بانيها نظرة عالية الشأن في رفع علم نزوى على أعلام عُمان ©‬ ‫إذ هى تحت عمان وكرسى مملكة العرب إذ ذاك فإنها عاصمة الامامة‬ ‫بعمان‪ .‬وفي ذلك أيضا تأييد لبيضة الإسلام‪ ،‬وإعلاء لشأن الدين والإيمان‪ .‬لم‬ ‫يبنها ليتحصن بها‪،‬ؤ وإنما بناها ليرفع بها من قدر عُمان‘ فيما يأتي من الزمان‪،‬‬ ‫وقد جعل أهل عمان نزوى فئتهم التي يتحيزون إليها‪ .‬وإليها يأرزون‬ ‫نزوى وطافت بها للمحد أركان‬ ‫فحط رحلك عنها إنها بلفت‬ ‫ولنزوى في عمان شرف برجالها الأتقياء وفضلائها الأوفياءث فإن‬ ‫رجال نزوى كل حر كريم يأتي إليها من بقايا عُمان‪ ،‬لأنها روضة العلماء‪.‬‬ ‫‌‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫وحضيرة الفقهاء‪ ،‬ومهد الايمة‪ ،‬ومرتبع الاخيار‪ ،‬من جميع الديار من عمان‪.‬‬ ‫حصن الحزم‬ ‫اعلم أن حصن الحزم قصر ملوكي عظيم‪ ،‬ومعقل إسلامي كريم‪ ،‬بناه‬ ‫الإمام العظيم الهمة © الطاير الصيت‪ ،‬المقدام الوحيد السيد المجيد‪ ،‬الذي‬ ‫طفحت أفواه السير بأخباره‪ ،‬واندهشت أفكار العظماء بآثاره‪ .6‬الذي حسنت‬ ‫نياته الحرة‪ .‬وصلحت مقاصده البرة‪ ،‬الذي وسع نطاق الملك ومد سلطان‬ ‫وعلما‬ ‫العروبة‬ ‫على آفاق‬ ‫مشرقة‬ ‫فلم يزل شمسا‬ ‫المسلمين في الخارج ‪.‬‬ ‫مرفوعا في سماء الرشد ‪ ،‬ونورا وقاداً على عالم الامامة العالية‪.‬‬ ‫‪١١٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫واختارت فكرته النيرة واحة الحزم مركزا يمتد ظله طيلة الدهر على‬ ‫الساحلى والداخلى‪ ،‬ومرجعاً للكل‪ ،‬تذهب إليه عظمة الرستاق©‬ ‫الخطين‬ ‫وترفع إليه هاماتها‪ .‬وتضرب إليه أكباد الإبل من جميع الآفاق‪ ،‬ويرجع إليه‬ ‫على نيته‪.‬‬ ‫أخرى ‪ .‬ويحشر المؤمن‬ ‫القطر [ وله فيه مآرب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫بالمهمات‬ ‫من عظمات‬ ‫وعظمة‬ ‫الحصن آية من آيات المصانع ‪.‬‬ ‫أي هذا‬ ‫وهو‬ ‫إعظام‬ ‫الذين يرون‬ ‫العدل©‬ ‫وسلاطين‬ ‫أئمة الحق [‬ ‫وقصر من قصور‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫هيئة الحق بكل معنى‪ ،‬وإظهار قوة المسلمين بأي وجه‪ ،‬وهو من العدة التي‬ ‫أمر الله بها أن تتخذ لإرهاب العدو‪ ،‬وصيانة البيضة الإسلامية رغم أعاديها‪،‬‬ ‫وملجأ يلجأ إليه الخائف من عوادي الدهر‪.‬‬ ‫باهر ‏‪ ١‬لأنر‬ ‫بعزم‬ ‫وحافظوهما‬ ‫شامخة‬ ‫العدل‬ ‫حصون‬ ‫فابنوا وشيدوا‬ ‫إن هذه الحصون الثلاثة في عمان أضحت مفخرة عُمان‪ ،‬ودليلاً على‬ ‫شأنهم في‬ ‫هذا الحصن العظيم ‪ ©.‬كما هو‬ ‫ولقد أطنب الشعراء في وصف‬ ‫وفي بانيه تاريخاً حافلا‬ ‫فخيم ‪ .‬حتى ألف فيه بعضهم‬ ‫إطراء كل مستحدث‬ ‫وحروبهك‪6‬‬ ‫الإمام ‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫سيرة‬ ‫شرحها‬ ‫في‬ ‫جمع‬ ‫ميمية ء‬ ‫بقصيدة‬ ‫مستقلا‬ ‫ومجملا من أعماله وأخلاقه وصفاته ومقاصده في الإسلام‪ ،‬التي لم تكن لمن‬ ‫الإمام‬ ‫التى يشير‬ ‫هى‬ ‫القصيدة‬ ‫وهذه‬ ‫بعده‪.‬‬ ‫ولا كانت لمن‬ ‫الأئمة [‬ ‫قبله من‬ ‫السالمي إليها في تحفة الأعيان‪ .‬وهذا مطلعها‪:‬‬ ‫قصر نشا في مقر العز بالحزم‬ ‫لقصر بكر العلى والمجد والكرم‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهي طويلة غراش جاءتنا بعظيم من صفات هذا القصر وعجائبه‪،‬‬ ‫وما دعته إليه نفسه الحرة‬ ‫وصفات بانيه الإمام المرضي وأخباره وهممه‪،‬‬ ‫الناشطة‪ ،‬لرفع علم الناطقين بالضاد‪ .‬ولقد أبقت تلك الهمة رنة داوية في أفق‬ ‫الشرق الأوسط ‘ كما قرر ذلك مؤرخو الأجانب‪.‬‬ ‫وحدث عن همم الرجال ومقاصدها‪ .‬ولآل يعرب في التاريخ الصحيفة‬ ‫البيضاء‪ ،‬والأسطر الزهراء‪ ،‬وليس لغيرهم من أئمة عمان ما لهم طول‬ ‫الأزمان‪ .‬فقل لباغي اللحاق بهم‪ :‬بعيرك ضالع© وعصاك مفقودة‪.‬‬ ‫إن هذه الحصون الثلاثة في عمان تاجها الذي تفتخر به‪ ،‬وروعتها التي‬ ‫تدهش الرائي©‪ ،‬وجمالها الذي يلبسها حلي الحق‪ ،‬ويضع عليها طغرى المجد‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫وإذا قرنت بين هذه الحصون الثلاثة‪ .‬وبين الأساطيل التى تمخر البحر‬ ‫العربي إلى ما وراءه‪ ،‬قضيت بالعجب لتلك الهمم‪ ،‬فإنهم كما بنوا الحصون‬ ‫بنوا الحصون الأخرى على بحر عمان‪ .‬وإذا جمعت بين ذلك‬ ‫فى ريف عمان‬ ‫كلهؤ وبين الخيل التي هي حصون العرب‘ وما اجتمع لهذه الدولة منها‪.‬‬ ‫رأيت أمرا هائلاً‪ ،‬لا تقف له الفكرة في حال‪ .‬فإن جيشا يتغلغل في آفاق‬ ‫فأعجب بذلك©‬ ‫الهند‪ .‬يحمله ستة آلاف إلى تسعين ألف عنان ذكور الخيل‬ ‫وقدر تلك الدولة قدرها‪.‬‬ ‫وإنا إذ نذكر هذه الأحوال‪ ،‬لن نذكرها افتخارا‪ 5‬وإنما نذكرها اعتبارا‪.‬‬ ‫وليعلم العرب في بلاد العرب أن في بلاد إخوانهم جبهة عربية رائعة‪،‬‬ ‫ولإرغام غير العرب الذي من شأنهم تصغير الأحوال العربية‪ .‬ووصفها بما‬ ‫يسمها بسمة الضعف والضآلة بين الأمم ‪ .‬وللذين ما زالت حرفتهم توهين‬ ‫الأمم العربية‪ ،‬في كل جيل وكل قطر‪.‬‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وسوف ترى في تاريخنا الموسوم بتاريخ عُمان‪ ،‬ما لآل يعرب من‬ ‫المآثر‪ ،‬وما خلدوا من المفاخر ‪ ،‬مما كتمه الإفرنج في تحصيلاتهم‪ ،‬وما ذكره‬ ‫والله يؤيد‬ ‫رمز ذلك‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫وتسمعه‬ ‫هنا‬ ‫وما تراه‬ ‫مسوداتهم‪.‬‬ ‫فى‬ ‫العرب‬ ‫كتاب‬ ‫بنصره من يشاء‪.‬‬ ‫أدم‬ ‫من بلاد غمان التي تستحق الذكر بين أعلام البلاد‬ ‫اعلم آن أدم ‪( -‬بفتح الهمزة‪ ،‬وفتح الدال المهملة‪ ،‬بعدها ميم) على‬ ‫وزن قلم ‪ -‬من النقط المهمة أيضاً‪ ،‬واقعة في حوزة تجاه الجنوب من منح©‬ ‫على مرحلة منها‪ .‬ومن هناك تتوجه طرق المواصلات إلى شرقية عُمان‪ ،‬وإلى‬ ‫ساحل الدقم ومحوت؛ وإلى مصيرة‪ ،‬وإلى غربية عُمان‪ ،‬وإلى مواقع البادية‬ ‫العمانية ‏‪ ٠‬من دروع ووهيبة وجنبة‪.‬‬ ‫مقرب‬ ‫ابن‬ ‫شعر‬ ‫فى‬ ‫التى جاءت‬ ‫وهي‬ ‫القديمة ‏‪٠‬‬ ‫البلاد‬ ‫من‬ ‫هذه‬ ‫وأدم‬ ‫حيث يقول في القرامطة وأفعالهم‪:‬‬ ‫أرض العراق وتغشى تارة أدما‬ ‫ولم تزل خيلهم تغش سنابكها‬ ‫بهجة ا لمنظر ‪ .‬جميلة ا لمخبر ‪ .‬تقع فى سهل من‬ ‫وأد م بلدة طيبة حسنة‪،‬‬ ‫الرمل‪ ،‬ويسايرها جناح مرتفع منه‪ .‬وهي من أطيب البلاد هواء‪ ،‬وأفسحها‬ ‫فضاء‪ ،‬وأمدها فلاةش وأنعشها صحة‪ .‬ولأهلها ولع بالأسفار إلى إفريقيا‬ ‫حرة‪.‬‬ ‫تحدوهم إليه همم‬ ‫وأهلها القدماء‪ ،‬المحاريق والجنبة‪ .‬والأولون من تميم‪ ،‬والآخرون من‬ ‫‪١١٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫مذحج‪ .‬وكانت الفتتان كما يقول عنهم المثل السائر في عمان‪ :‬القاتل جنبي‬ ‫والشاهد محروقي‪ .‬أي هم نفس القاتل والشاهد‪ ،‬أي عصبة واحدة‪.‬‬ ‫تيمور‪.‬‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫السلطان‬ ‫رهط‬ ‫سعيد ‪،‬‬ ‫بو‬ ‫من آل‬ ‫أيضاً قوم‬ ‫وفي أدم‬ ‫ومنها أصل نشأته ‪ .‬وفيها كان مقر آبائه‪ .‬كما يعلم ذلك أهل التاريخ في‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫وفي أدم هذه النقي الشيخ العلامة الفقيه‪ ،‬أكبر علماء دولة آل يعرب في‬ ‫زمانه‪ .‬صاحب الأسرار والكشفية‪ ،‬خلف بن سنان الغافري بأحمد بن سعيد ©‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫براس‬ ‫يمسح‬ ‫الشيخ‬ ‫فأخذ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ولعله يتيم أيضاً فيما أحسب‬ ‫صبى ‏‪٠‬‬ ‫وهو‬ ‫سعيد ويقول له‪ :‬اتق الله فى الرعية‪ .‬إشارة منه وبشارة لأحمد بن سعيد أنه‬ ‫سيملك أمر عمان‪.‬‬ ‫وهي قبل هذا العهد من المراكز المنظور إليها للاحتفاظ بعمان‬ ‫الداخلية‪ .‬آما الآن وصارت القوات تنقل على غير ما كانت عليه‪ ،‬فهى الآن‬ ‫كغيرها‪ .‬وهل عن نازل الجوسور مانع‪ ،‬إلا أن يكون رجال أبطال وأجناد‬ ‫جاء‬ ‫إذا‬ ‫للسلاح ‪.‬‬ ‫متعشقون‬ ‫بعزمهم [‬ ‫طامحون‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫للموت‬ ‫يستعدون‬ ‫أحرار‬ ‫الصريخ فهم فيه الصواريخ‪.‬‬ ‫ميادين أعراس لها الكل يطرب‬ ‫إذا ما رأوا حربا يقولون ‪ :‬إنها‬ ‫وإذا قامت الهيجا يتهافتون إليها تهافت الفراش على اللهب‪.‬‬ ‫نسأل الله أن يؤلف شمل زعماء المسلمين على الحق‪ ،‬ويبعث همم‬ ‫أولي الأمر للأخذ بالعدل“‪ ،‬وأن يسيروا بالأمة سير الأئمة الراشدين‪ .‬وإنه لقادر‬ ‫على كل شي۔‪.‬‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫سناو الشرقية‬ ‫أو البلدة الحدرية‬ ‫على‬ ‫فواو)‬ ‫بعدها ألف©‪©٥‬‏‬ ‫وفتح النون©&‬ ‫السين المهملة©‬ ‫سناو ‪( -‬بكسر‬ ‫وزن كتاب ‪ -‬بلدة طيبة جميلة أنيقة بهجة‪ ©،‬ذات رياض زاهرة‪ ،‬وأنهار جارية ‪3‬‬ ‫وحدائق غناء‪ ،‬جميلة الوضع‪ ،‬حسنة الشكلك تمتاز بأشياء لا تعرف لغيرها‪.‬‬ ‫مصابة‬ ‫أي سناو ‏‪٠‬‬ ‫ولكنها [‬ ‫وكرم [‬ ‫وسخاء‬ ‫أهل خير وفضل ‏‪٠‬‬ ‫وأهلها‬ ‫طيلة العهود الماضية‪ ،‬حتى أزال الله عنها ذلك حين‬ ‫بداء بدوي عميق‪،‬‬ ‫الطائرات ‌ ثم حلقت في جوها الملطخ بالغيوم ْ‬ ‫محاط‬ ‫على عمان‬ ‫وضعت‬ ‫وبذلك تبدلت الحال من السوء البدوي‪ ،‬إلى حضارة آمنة مطمئنة‪ .‬نسأل الله‬ ‫أن يمد سلطان عمان بيد العدل والإنصافؤ ويرفع عنها نير الظلم والاعتساف‪.‬‬ ‫كانت سناو مع حسنها وجمالها‪ ،‬يراها مواطنها في بعض الأحيان غصة‬ ‫وعاطفة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫النفوس‬ ‫يمتلك‬ ‫جذاب‬ ‫سر‬ ‫وهو‬ ‫=‬ ‫الورطن‬ ‫حبت‬ ‫الخصص ‏‪ ٠‬ولولا‬ ‫من‬ ‫عشيقة للنفوس المؤمنة ‪ ،-‬لما عاش فيها حر والحال ذلك‪.‬‬ ‫تقع في الجهة الجنوبية من شرقية عمان في جو صاح أنيق‪ ،‬وأفق صالح‬ ‫طليق©‪ ،‬أنهارها حسنة‪ ،‬وبساتينها فيحاء‪ .‬ورياضها نضرة‪ ،‬ومياهها طيبة‪،‬‬ ‫ومبانيها كذلك‪.‬‬ ‫وقد تعود أهلها الأسفار الإفريقيةث فألفوا التمدن الأجنبى الجذاب‪.‬‬ ‫وهي سوق البدو في ذلك الأفق© بعد المضيبي التي سوف يأتي ذكرها‪.‬‬ ‫معايشهم‪.‬‬ ‫بادية الشرقية ‏‪ ٦‬ومنها يرتادون‬ ‫رحال‬ ‫وكلاهما محط‬ ‫ومن أفاضلها الشيخ‬ ‫لها شأنها وأهميتها‪.‬‬ ‫عديدة©{©‬ ‫قبايل شتى‬ ‫وفي سناو‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫سالم بن حمد الأعمى‪ ،‬أحد العلماء الفضلاء الزهاد‪ ،‬والنجباء أولي الرشاد ©‬ ‫من قبيلة آل براشد‪ ،‬من أشهر قبايل هذه البلاد‪ ،‬كان أفضل رجل فيها‪،‬‬ ‫وأرشدهم علماً وعملا‪ .‬وزهداً وفضلا‪.‬‬ ‫ومن مشاهير الصواوفة أيضاً‪ ،‬أعيان يبغون الزعامة فيها‪ ،‬ولا يرضون‬ ‫بغير القسم الأوفى منها‪ .‬وكل في وطنه عزيز‪.‬‬ ‫ولا يخفى عليك أن قولهم‪ :‬سناو مثلا أو أدم من الديار الحدرية‪.‬‬ ‫يعنون بذلك مجرى السيل من الجهة العليا الشماليةش منحدرا إلى الفضاء‬ ‫الجنوبي© فهي حدرية بهذا المعنى عرفاً عاماً في عمان‪.‬‬ ‫المضيي‬ ‫اعلم أن المضي ‪( -‬وهي بضم الميم{ وفتح الضاد المعجمة‪ ،‬وسكون‬ ‫فياء) على صيغة التصغير ‏‪ ٠‬وهي كرسي بلاد‬ ‫بعدها موحدة“©‪8‬‬ ‫المثناة من تحت“"|©‬ ‫حبس ‪ -‬بلدة لها أهميتها المبهجة} وطلعتها الزاهية‪ ،‬في رياضها وغياضها‬ ‫وبساتينها‪ .‬مجمع آل حبس“ ودار ندوتهم“ وصرح مؤتمرهم‪.‬‬ ‫الرقعة‬ ‫هذه‬ ‫مرجع‬ ‫فهي‬ ‫بها ‏‪٠‬‬ ‫مركزه‬ ‫والأحكام‬ ‫بأمر الحكومة‬ ‫والقائم‬ ‫الحبسية‪ ،‬وبها السوق الكبيرة في أنحاء الشرقية‪ .‬وهي كما يقول الشاعر الفحل‬ ‫ابن شيخان ‏‪ ٨6‬في قصيدته السينية‪ .‬حيث جاء فيها‪:‬‬ ‫علا إلا كمَلك فوق كرسي‬ ‫وما دار المضيبي في قراها‬ ‫‪١١٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهي حقيقية في الصدف الشرقي© ودرة في الأفق الحبسي“ فإن قبيلة‬ ‫ولا مهم لها من الوجهة‬ ‫وأياديهم الطويلة فيها‪.‬‬ ‫الحبس هم سادتها‪5،‬‬ ‫العسكرية } لدخولها في البيئة الداخلية‪.‬‬ ‫وليست قديمة العمران‪ ،‬وإنما هي من الاستعمار الإسلامي‪ .‬وفي العهد‬ ‫اليعربي تجدد قصرهاء وانحل إصرها؛ وشدا بذكرها الشادي‪ .‬وتتنى في‬ ‫شرقية عُمان بزهوها الحادي‪ .‬وكلما طال عهد تجدد عمرانها‪ .‬ومشت في‬ ‫ترقيها‪ .‬حتى أصبحت عروس الشرقية جمالاً‪.‬‬ ‫وأهلها كثيرو الأسفار الإفريقيةث يتغلغلون في واحاتها ومعالمها‪ .‬ومن‬ ‫هنالك أكثر غناهم غالباأ من أسفارهم الإفريقية فغير بعيد لاسيما لما كانت‬ ‫إفريقيا الشرقية لأهل عُمان‪ ،‬فإنهم كانوا في تلك الأصقاع السادة الأعلام ©‬ ‫والقادة الكرام‪ ،‬لهم الحول والطول‪ ،‬وهم عمدة ذلك الأفق الزنجباري ‪ ،‬الدار‬ ‫بخيراته‪ ،‬ولم يزل أهل عُمان في آفاق إفريقيا سادة مخدومين© وقادة مطاعين©‬ ‫حتى إذا أذن الله بتقلص ظلهم‪ ،‬وسقوط عروشهم‪ ،‬سلط عليهم الدول‬ ‫النصرانية‪ ،‬كالإنجليز والجرمن وفرنسا‪ ،‬فرأت هذه الدول خيرا يتقلب فيه أهل‬ ‫عُمان‪ ،‬ورزقا مغموراً بالاطمئنان‪ ،‬لا ينبغي أن يتركوا فيه مهما كانوا حتى‬ ‫يقاسموا فيه‪ ،‬فسرت النار في الهشيم‪ ،‬وأكلت الجذر حتى أصبح كالرميم‪.‬‬ ‫وكان أهل عمان يدخلون منه على عمان عشرات الآلاف بل مئات‬ ‫الآلاف سنوياً‪ ،‬ويجلبون للعبيد إلى عُمان‪ ،‬تتبع الأموال‪ ،‬وتخدمهم في الحل‬ ‫والترحال حتى انتشر السم الزعاف‪ ،‬وسرى في الجسم بلا خلاف‪ ،‬فقطع‬ ‫النياط‪ ،‬وقص الرباط‪ ،‬وأطلق السراح‪ ،‬ونادى بالفلاح‪ ،‬وأعلن للنجاح‪.‬‬ ‫وكان آل حبس استعمروا بلادهم العمانية بموادهم الإفريقية‪.‬‬ ‫‪١٢٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫(‬ ‫وللشاعر بن شيخان وهو من العنصر النزاري‪ ،‬أي هو سالمي النسب‬ ‫ابن عم نور الدين عبد الله بن حميد السالمي © وقد تعاصرا في وقت واحد‬ ‫من‬ ‫له في ذكر المضيبي ما يكفي المتطلع إلى أحوالهاك‬ ‫وارتحلا كذلك‘‬ ‫قصيدته السينية التي يقول في مطلعها‪:‬‬ ‫ذكرت أسى وبعض الذكر يوسي‬ ‫وهي قصيدة طويلة فيحا‪ ،‬ذكر فيها المضيبي وحالها وحال أهلها‬ ‫ونهرها‪ ،‬وما صار بين قومها أيام الفتنية التي وقعت بينهم‪ .‬فإنهم اقتتلوا‬ ‫طويلا وتهارشوا كثيراً‪ ،‬حتى أدبوا أنفسهم بأنفسهم وكادوا أن يقضوا على‬ ‫وللشاعر الحبسي مادح الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي وابنا عمه من‬ ‫آل يعرب‘ ذكر لها وإطراء‪ .‬والناس لسان شاهد ورائد ناقد‪ ،‬وهم شهود الله‬ ‫في أرضه‪.‬‬ ‫وناهيك بالمضيبي أيام زهرتها‪ ،‬وإبان نضرتها‪ .،‬حتى بغى أهلها أن‬ ‫فتقاتلوا إلى أن لعب بهم الشيطان دورا واسعا‪ ،‬ثم‬ ‫أغناهم الله من فضله‬ ‫تراجعوا بعد ذلك التيهء وحفظوا كرامتهم وشرفهم‪.‬‬ ‫وهكذا العرب الجهلا‪ ،‬ينفخ الشيطان فيهم‪ ،‬ويثير أدمغتهم‪ ،‬فيهارش‬ ‫بينهم‪ ،‬فيتكالبون على البغي والعدوان على بعضهم بعضا ويعدون ذلك عزاً‬ ‫وشرفاً‪ .‬والجهل آفة الإنسان‪ .‬نسأل الله السلامة‪ .‬صدق رسول اله يلة حيث‬ ‫يقول‪« :‬اهلكت العرب بالعصبية‪ »...‬الحديث‪.‬‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫ذكر بقية المراكز‬ ‫الني عليها العلسر السلطاني في عمان‬ ‫اعلم أن مراكز عمان التي يرف عليها العلم السلطاني في عُمان‪ ،‬غير‬ ‫التي ذكرناها‪ .‬هي أولا بركا‬ ‫بركا‬ ‫البلاد‬ ‫مهام‬ ‫من‬ ‫وبركا‬ ‫إلى الساحل‪.‬‬ ‫ونخل ‪6‬‬ ‫المعاول‬ ‫وادي‬ ‫ثغر‬ ‫بركا‬ ‫العمانية‪ .‬وكانت سوق عمان أيام اضطراب عمان بجنود فارس في مسقط‪.‬‬ ‫وكان لبركا شأن لا ينكر‪ ،‬وزعامة لا تستنكر‪ .‬وهي قرية عظيمة في‬ ‫الباطنة‪ .‬وبلدة واسعة‪ .‬والثانية المصنعة‪.‬‬ ‫المصنعة‬ ‫المصنعة ثغر وادي الرستاق من جهة الساحل‪ .‬وهي مهمة جداً‪ ،‬يوجب‬ ‫موقعها الاستراتيجي إلى الوجه الرستاقي في عمان‪ .‬والثالثة السويق‪.‬‬ ‫‪١٢٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫السويق‬ ‫آل سعد‬ ‫خضراء‬ ‫والسويق هي البلد الطيب الذي يخرج نباته بإذن ربه‪ .‬مجمع آل سعد‬ ‫ومحط رجالهم‪ ،‬قلب الباطنة وكاهلها‪ ،‬بالنسبة إلى داخلية عُمان‪ ،‬يشير إلى‬ ‫الزعامات العمانية شرقاً وغرباً‪ ،‬ويتلقى وعيها داخلياً وساحلياً‪ .‬والرابعة الخابورة‪.‬‬ ‫الخابورة‬ ‫واسطة العقد‬ ‫الخابورة وهي البلد المهم الذي هو مرجع الحواسنةث وسوقهم الرابح‪.‬‬ ‫وفيها قبائل عديدة‪ .‬وهي ثغر الظاهرة‪.‬‬ ‫وناهيك بها مركزا استراتيجياً‪ ،‬بالنظر إلى مناهج القبايل الظاهرية‪ ،‬حلا‬ ‫وارتحالاً في الأيام التي نحن فيها‪ .‬يرف على هذه البلاد علم السلطنة‬ ‫البوسعيدية‪ .‬والخامسة صحم‪.‬‬ ‫صحم‬ ‫باب صحار الشرقي‬ ‫اعلم أن صحم (بفتح الصاد المهملة‪ ،‬بعدها حاء مهملة‪ ،‬بعدها ميم‬ ‫صحار‬ ‫إلى‬ ‫راجعة‬ ‫وهي‬ ‫لها ‏‪٠‬‬ ‫شرقي‬ ‫وباب‬ ‫{‪،‬۔‬ ‫صحار‬ ‫ثغور‬ ‫من‬ ‫ثغر‬ ‫ساكنة)‬ ‫ووليده‪.‬‬ ‫العلم الصحاري‬ ‫علمها ابن‬ ‫ولا يزال‬ ‫ولاية وعناية ‪3‬‬ ‫وهي من ثغور الظاهرة أيضا نحو الساحل‪ .‬وإليها تنصب القبائل‬ ‫لوي‪.‬‬ ‫والسادسة‬ ‫وأهل عصيتهم‪.‬‬ ‫وكلباني وأعوانهم‬ ‫علوي‬ ‫من‬ ‫الظاهرية ‏‪٠‬‬ ‫‪١٢٤‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لوى‬ ‫الباب القربي لصحار‬ ‫ويقال‬ ‫خوي)‬ ‫على وزن‬ ‫ياء }‬ ‫بعدها‬ ‫وفتح الواو ©‬ ‫(بكسر اللام ‏‪١‬‬ ‫لوي‬ ‫الإفرنج‪.‬‬ ‫في لسان‬ ‫وهذا‬ ‫ممدودة“©}‬ ‫بلام‬ ‫لها ‪ :‬لاوة‪.‬‬ ‫لعمان‪.‬‬ ‫الشمال‬ ‫أم‬ ‫أياديها ‪ .‬وصحار‬ ‫طوع‬ ‫وهي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صحار‬ ‫أعمال‬ ‫من‬ ‫ولوي‬ ‫ووالي صحار يكون واليا على تلك النواحي‪ .‬والسابعة شناص‪.‬‬ ‫شناص‬ ‫زمام الشميلية‬ ‫فصاد‬ ‫شناص (بكسر الشين المعجمة{ؤ وفتح النون‪ ،‬بعدها ألف©‬ ‫مهملة) المركز الغربي في حوزة الشميلية‪.‬‬ ‫خحطمة‬ ‫حتى‬ ‫صحا ر‪8‬ء‬ ‫حوزة‬ ‫عن‬ ‫خرج‬ ‫ما‬ ‫يقع على‬ ‫‏‪ ١‬سم‬ ‫وا لشميلية‬ ‫ملاحة‪ ،‬منتهى الحدود لحكومة سلطنة مسقط فى الجهة الشمالية‪.‬‬ ‫يشمله اسم الباطنة‪.‬‬ ‫إلى هنا‪.‬‬ ‫من مسقط‬ ‫وكل هذا الفضاء الذي ذكرناه‪٠‬‏‬ ‫منتهى‬ ‫وهو‬ ‫صلدح‪.‬‬ ‫وحجر‬ ‫أصيح }‬ ‫ورمل‬ ‫أفيح ‪.‬‬ ‫سيف‬ ‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫فتراه‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫خصب‬ ‫بلد الصخب والنصب‬ ‫اعلم أن خصب (بفتح الخاء المعجمة‪ ،‬والصاد المهملة المفتوحة©‬ ‫والباء الموحدة) بلدة واقعة بين أعمال الإمارة القاسميةء وهي مختصة‬ ‫اسم‬ ‫بالشحوح ‪ .‬خارجة عن حكم ما جاورها من البلاد © التي دخلت تحت‬ ‫الساحل المتصالح‪ ،‬كما يقولون‪.‬‬ ‫وخصب بلدة لا بأس بها بين أترابها‪ .‬وهي خاضعة لسلطان مسقط ولا‬ ‫يزال العلم الأحمر السلطاني يرفرف على جوها‪.‬‬ ‫الحاق بما سبق‬ ‫لا يغرب عن بالك أن مركز رأس الحد في الساحل الشرقي‪ ،‬هو من‬ ‫أعمال مسقط‪ ،‬وكذلك تلك الجزر الشرقية إلى مصيرة‪ ،‬التي تروم أن تصبح‬ ‫بعد أيام غير طويلة العدد‪ ،‬مدينة من المدن الزهراء‪،‬ء حتى تتصل بمرباط‬ ‫فظفار © في الجنوب الحّماني‪.‬‬ ‫إننا لم نذكر أحوال الجبل الأخضر‪ ،‬وما به من حقائق التاريخ‪ ،‬ولا ما‬ ‫ولا لقنه وادي السحتن © أي جبل العبريين ‪ .‬لأن ذكر ما هنالك‬ ‫لجبل الكور‬ ‫من حقائق التاريخ العماني‪ ،‬وهذا المختصر عنوان عنه© نسبته إلى التاريخ‬ ‫فاعرفه‪.‬‬ ‫نسبة العنوان إلى الكتاب فقط‪.‬‬ ‫العماني‬ ‫‪١٢٦‬‬ ‫مقام القبائل السمانية الكبرى‬ ‫اعلم أن قبايل عمان عديدة‪ ،‬لا يستطاع ذكرها قبيلة قبيلة على التفصيل‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫نذكر‬ ‫وإنما‬ ‫واسع‪.‬‬ ‫وفراغ‬ ‫طويل ‏‪٠‬‬ ‫عناء‬ ‫إلا بعل‬ ‫منها ‏‪٠‬‬ ‫تفرع‬ ‫إلى ما‬ ‫العنوان القبائل الرئيسية‪ ،‬ونعني بها القبايل الكبيرةث والتي لها الشأن في‬ ‫نواحيها‪ ،‬والصولة في أماكنها‪ ،‬وما هي عليه من القوة والمنعة‪ .‬فأعظم القبايل‬ ‫في عمان الداخلية بنو ريام‪.‬‬ ‫بنو ريام‬ ‫في عمان الداخلية‬ ‫اعلم أن بني ريام في قبايل عمان لهم الأكثرية الملموسة‪ ،‬وذلك لكثرة‬ ‫ما لهم من العدد‪ 6‬أفخاذاً وبطوناً‪ ،‬وما لهم من البلاد في قلب عُمان‪ ،‬وكونهم‬ ‫تحت راية واحدة‪ ،‬وتقودهم زعامة واحدة‪ .‬يخضعون لها بحب عميق‪ ،‬أشبه‬ ‫بحب الشيعة لعلي إن صدقوا‪ .‬وذلك لأنهم يقطنون الجبل الأخضر من‬ ‫عُمان‪ ،‬الذي هو أمنع بلاد عُمان‪ ،‬وأعز مكان بها من غير نكران‪ .‬أهله في‬ ‫رفاهة وأمان لا يخافون جور شيطان‘ ولا سطوة سلطان‪ ،‬أي فيما مضى من‬ ‫الزمان‪.‬‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ثم إن بلدان بني ريام‪ ،‬تحيط بالجبل الأخضر إحاطة الهالة بالقمر‪ .‬ولهم‬ ‫القرى الكبيرة التي لا تعرف للمحل وطأة‪ .‬ولا للعدو قهره‪ ،‬كإزكي وعلاية‬ ‫ووادي مستل ونخل وما إليها‪ .‬ولهم‬ ‫نزوى والبركة وكوادي بني خروص‬ ‫بمحض العلاقات الودية في بلدان أخرى‪.‬‬ ‫ويتولي رئاستهم بنو نبهان آل سيف بن سليمان‪ .‬والموجود الآن منهم‬ ‫الشيخ سليمان بن حمير بن ناصر بن سيف‪ .‬منهم أولاد راشد‪ ،‬ومنهم بنو‬ ‫ومنهم‬ ‫ومنهم أولاد ثاني‪.‬‬ ‫ومنهم أولاد عمرو‪،‬‬ ‫توبة‪ .‬ومنهم العمور‪،‬‬ ‫الشريقيون‪ ،‬ومنهم الجراميد‪ ،‬ومنهم بنو سليمة‪ ،‬ومنهم الفهود‪ ،‬ومنهم أولاد‬ ‫مفرج‪.‬‬ ‫وبنو ريام عبارة عن قبايل ملتفة‪ ،‬من أنساب مختلفة‪ ،‬يجمعها العلم‬ ‫الريامي‪ .‬هؤلاء أهم بطون بني ريام‪ ،‬وفي كل بطن مسؤول‪ ،‬كرشيد وزعيم‪،‬‬ ‫من قبل الرئيس الأكبر النبهاني‪.‬‬ ‫وأما نفس بني ريام ‪ 6‬أعني الجامعة التي يشملها الإسم الريامي‪ ،‬فمرجع‬ ‫رئاستها إلى المركز النبهاني‪ .‬كما قلنا عنه‪.‬‬ ‫وأما نسبهم‪ ،‬فنفس بني ريام‪ ،‬من ريام بن قمر بن الامرا بن مهرة بن‬ ‫جيدان‪ .‬وقيل ريام بن بيرح بن سطرى بن الامرا بن مهرة بن جيدان وسوف‬ ‫تجد نسبهم في الإسعاف© وفي رعاية الأحساب بحماية الأنساب‘ مستوفى‪.‬‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫ا‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫في هوازن‬ ‫بن منصور بن بكر بن‬ ‫آل سعد‬ ‫من أعظم القبايل في الباطنة من عمان‬ ‫هوازن‪ ،‬بعد بني ريام‪ ،‬وهؤلاء في الداخل وآل سعد في الساحل‪ ،‬من القبايل‬ ‫الرفيعة العمد ‪ 4‬الوجيدة في بابها‬ ‫الطويلة المدد‬ ‫الكثيرة العدد©‬ ‫المهمة‪،‬‬ ‫الفذة في أترابها‪ ،‬المنفردة في مضمارها‪ ،‬منعة وصولة وطولاً‪ ،‬وعددا وعدة‪.‬‬ ‫يحتلون من الباطنة قلبها‪ ،‬ويتولون رحبها‪ ،‬في قسم عظيم‪.‬‬ ‫حدها في الشرق بالباطنة‪ .‬من وادي القاسم من أعمال بركا في الشرق ©‬ ‫إلى الحجيرة في الغرب‪ .‬أي أقصى حدودهم في الغرب‘ فكان لهم قريب من‬ ‫ثلث الباطنة‪ .‬يسير الراكب في أحوازهم ثلاثة أيام‪.‬‬ ‫الخموس‪.‬‬ ‫لهم ‪:‬‬ ‫ويقال‬ ‫‪.‬‬ ‫مبارك‬ ‫ومنهم آل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الساعدة‬ ‫‪.‬‬ ‫عديدة‬ ‫وهم بطون‬ ‫وفيهم الرئاسة ‪ .‬وهم بيت‪ .‬ومنهم المصاخبة ‪ .‬ومنهم الجهول ‪ .‬ومنهم السهيلات“©{©‬ ‫ومنهم المغابشة ويقال لهم‪ :‬الغوابش‪ .‬ومنهم آل عبد الله‘ ومنهم الخناجرة‪،‬‬ ‫لا‬ ‫عديدة‬ ‫علي ‏‪ ٦‬ومنهم الملاوعة [ ومنهم المخارصة ‏‪ ٠‬ومنهم أفخاذ‬ ‫ومنهم آل‬ ‫آل‬ ‫ورئاستهم في‬ ‫‘‬ ‫الخموس‬ ‫بيت‬ ‫وهم‬ ‫‪.‬‬ ‫هلال‬ ‫آل‬ ‫ومنهم‬ ‫ذكرها‪.‬‬ ‫المقام‬ ‫يسع‬ ‫هلال بن حمد بن هلال بن حمد ابن سعيد بن علي بن كاسب‪.‬‬ ‫وهذه البطون والآأفخاذ التي ذكرناها أو أشرنا إليها‪ ،‬أكثرها ليست من‬ ‫لكنها قبائل ملتفة على العلم السعدي‪ ،‬منظمة تحته‪ .‬وهي‬ ‫عمود آل سعد‬ ‫قبائل بدوية‪ ،‬لا تبالي بتغيير أنسابها‪.‬‬ ‫لافي ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫خميس‬ ‫جميل بن‬ ‫‏‪ ١‬لجليل‬ ‫العلامة‬ ‫‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫ا لقبيلة‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ ‫صاحب قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة‪ .‬دائرة معارف فقهية وأدبية‬ ‫‪١٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أهالي بلدة‬ ‫من‬ ‫الفقه العمانى ‏‪ ١‬لأباصى ‪ .‬وكان‬ ‫عظيماً من‬ ‫أمرا‬ ‫جمع‬ ‫وتاريخية ‪.‬‬ ‫القرط وما زال آل يعرفون بأهل الخير وأهل الفضل والتقوى‪ .‬ولهم فيما مضى‬ ‫من الزمان موارد ومصادر لا ينكرها العقل العُمانى‪ ،‬ولا يأباها الشرف‬ ‫العربي‪ .‬ولهم نوايا مذهبية إباضية‪ .‬ومن هذه القبيلة أيضاً الغوارب‪ .‬ومنهم‬ ‫‪ ١‬لشيخ‪. ‎‬‬ ‫قبيلة بني بو علي‬ ‫في جعلان‬ ‫لعلك تقول‪ :‬كيف ذكر المؤلف قبيلة بني ريام‪ ،‬وهي في قلب عمان‬ ‫وهي في قلب الباطنة © نم ذكر قبيلة بني بو علي ‪ .‬وهي‬ ‫ثم ذكر قبيلة آل سعد‪8‬‬ ‫الوجهة؟‬ ‫القبايل مناسبة من هذه‬ ‫في جعلان © وليس بين هذه‬ ‫فأقول‪ :‬إن عمله هذا هو عين عمله فيما تقدم‪ ،‬من ذكر الأكبر فالأكبر‪6‬‬ ‫غير مراع لقرب‬ ‫وهكذا‬ ‫فواديا ‪.‬‬ ‫فواحة‪،‬‬ ‫فقبيلة ©‬ ‫بلدا‬ ‫فالآألزم ‪8‬‬ ‫الآلزم‬ ‫أو‬ ‫الجهة‪ ،‬بل يراعي لمناسبة الأحوال في الكثرة والعدد ونحو ذلك‪ ،‬ثم يأتي‬ ‫وهكذا‪.‬‬ ‫ذلك ‏‪٠‬‬ ‫بما دون‬ ‫المطاعة فى أطرافها‪،‬‬ ‫الكثيرة العدد‪،‬‬ ‫فمن القبائل الكبيرة الشان‪،‬‬ ‫العريقة في شرفها‪ ،‬المنيعة في إمارتها‪ ،‬آل تمام (على وزن كلام) أي بنو بو‬ ‫علي أهل جعلان في شرق عُمان‪ ،‬أعظم القبايل عدداً وعدة‪ ،‬وشرفاً ومنعة‪.‬‬ ‫وصولة وطولة‪ .‬لهم في التاريخ الذكر الواسع‪ ،‬والنبأ الجامع‪.‬‬ ‫ولا يعرف لقبيلة عمانية ما يعرف لهؤلاء من الصبر فى الحروب©‬ ‫وما برحوا أهل‬ ‫وجلد وصبر‬ ‫استماتة في الهيجا‪ ،‬أهل بسالة وشجاعةث‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫استماتة عربية‪ .‬حدث التاريخ عنها حيناً من الدهر وأبقى لهم في حديثه‬ ‫عاطر الذكر‪.‬‬ ‫وقد عرفت بلادهم }مما سبق‪ .‬فهم قوم إذا وضعوا في موازين القبايل‬ ‫ولدوا‬ ‫العربية لا يتضاءلون‪.‬‬ ‫إلى الزعامات‬ ‫العمانية لا يخفون ‪ .‬وإذا أضيفوا‬ ‫فلله درهم‪.‬‬ ‫المغار‪.‬‬ ‫وقت‬ ‫الخيل‬ ‫ظهور‬ ‫ومهودهم‬ ‫البتار ‏‪ ٠‬ونشؤوا‬ ‫وضجيعهم‬ ‫بن سعيد‬ ‫وزعيمهم خميس‬ ‫وأشهر بطونهم السندة©‬ ‫واسعة‪.‬‬ ‫بطون‬ ‫وهم‬ ‫ومنهم آل كاسب‪.‬‬ ‫ومنهم المزامة ۔ ومنهم آل ريا‬ ‫بن صالح‪.‬‬ ‫وبقية بطون القبيلة كثيرون‪.‬‬ ‫اعلم أن قبيلة بني ياس‪ ،‬أشبه بهذه القبايل المذكورة آنفا فى كل معانيها‪.‬‬ ‫فهي قبيلة يشهد التاريخ بمجدها‪ 6‬ويعترف الناظر والسامع بها بأن لها شرفاً لا‬ ‫يدانىؤ ومجداً لا يجارى‪ ،‬وعزا لا يضام‪.‬‬ ‫وهم بالنسبة لمن حولهم ممن الباي قادة أجلا‪ ،‬وسادة ة اعز ‪ .‬وحسبك‬ ‫ويصدق ذفي إطرائهم‬ ‫الرواحي ‪ .‬فإنه أتى ‪.‬عنهم بما يلة في حقهم‪،‬‬ ‫الساحل إمارتان ‪:‬‬ ‫ولهم فى‬ ‫على تلك الأطراف‪.‬‬ ‫وهم حكام‬ ‫الأولى أبو ظبي‪ ،‬وهي الآن مقر آل بو فلاح‪ ،‬والزعيم الحالي فيهم‬ ‫من آل زايد بن خليفة‪.‬‬ ‫زايد بن سلطان©‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫والثانية دبي© والزعيم الحالي فيها أي دبي راشد بن سعيد بن مكتوم‪.‬‬ ‫ودبي مقر آل بو فلاسة‪ .‬وهم على الشايع عند نسابة عُمان نزاريون‪ ،‬من‬ ‫رهط عامر بن صعصعة‪ .‬وهم أهل الخيل والإبل في العرب بعمان‪ .‬وناهيك‬ ‫بسكة الخيل من سوقهم المعروفة ميدان الصافنات الجياد‪.‬‬ ‫قبيلة آل وهيبة‬ ‫في بدو غمان‬ ‫من قبايل البدو بعمان آل وهيبة‪ .‬وهم والدروع متقاربون في جميع‬ ‫أحوالهم إلا أن آل وهيبة أكثر عدداً‪ ،‬وأنشط مددا‪ ،‬وأفسح معهدا‪ .‬وهم‬ ‫أهل نجدة وشجاعة‪ .‬عدد وافر‪ ،‬ورهط شاهر‪.‬‬ ‫وهم منتشرون في الجنوب الشرقي من عُمان‪ ،‬إلى محوت والدقم‬ ‫بالساحل‪ .‬ومن بلدانهم في عمان الداخلية السديرة (بضم السين المهملة‪ ،‬وذ‬ ‫الدال المهملة‪ .‬وسكون الياء المثناة من تحت‘ بعدها راء‪ ،‬على وزن تصغير‬ ‫سدرة) وهي عاصمة مصيفهم‪ .‬بلدة طيبة واسعة جميلة‪ .‬وبها نهر طيب‪.‬‬ ‫وهم أهل إبل من نجائب الإبل المعروفة‪ ،‬حسب العرف العربي فيها‪.‬‬ ‫وهم نزاريون نسبا‪ .‬وفيهم بطون يمانية يشملها اسم وهيبة‪.‬‬ ‫مطر ويقال لهم آل بو غفيلة‪ .‬وزعامتهم في‬ ‫ورياستهم في آل علي بن‬ ‫العربي‪ .‬وهم قوم من أوسع قبايل البدو في‬ ‫وهيبة مطاعة مسموعة بمعناها‬ ‫في العواقب ومعرفة بأحوال الناس‪ ،‬ولهم‬ ‫عمان‪ .‬ولآل علي بن مطر نظر‬ ‫عنها أحوالا‪.‬‬ ‫كهانة عقلية معروفة لهم‪ ،‬سمعنا‬ ‫‪:١٣٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قبيلة بني رواحة‬ ‫ومن القبايل المعدودة في الكثرة والبأس‘ والصبر على حوادث الدهر ©‬ ‫بنو رواحة‪ .‬وهم نزاريون‪ .‬ومنازلهم بالأودية المسماة وادي بني رواحة‪.‬‬ ‫ووادي عندام‪ .‬ويطلقون على‬ ‫ووادي محرم‪،‬‬ ‫بالوادي الغربي‪،‬‬ ‫ويخصونه‬ ‫وادي محرم الوادي الشرقي‪ .‬وهذا الوادي هو حصنهم المنيع‪ ،‬وغابهم‬ ‫الرفيع‪ ،‬ذلك لأن بلدانهم تحيط به‪ ،‬فهو عندهم الحرم المقدس‪ ،‬والمحل‬ ‫المجلل‪ .‬تحيط به الجبال‪ ،‬وتحف به من جميع جهاته الرجال‪.‬‬ ‫وهم الجمرة المعروفة قديماً في العرب‘ والرمح الأزرق في نضال‬ ‫الحرب‘‪ ،‬وهم عدد مهم مع شدة وصبر‪ ،‬بحكم موقع أمكنتهم الطبيعية‪.‬‬ ‫وقد وقع في كتابنا الإسعاف أن رئاسة بني رواحة ترجع إلى المشايخ‬ ‫أولاد علي بن عبد الله الخليلي‪ .‬ولا يخفى أن ابتداء العلاقات الودية بينهم ‪6‬‬ ‫كانت بالشيخ العالم الرباني‪ ،‬سعيد بن خلفان‪ .‬ولما وقع عليه ما وقع“ وبقى‬ ‫المشايخ عبد النه وأحمد عند جدهم سليمان بن ماجد‘ في سفالة سمايل‪،‬‬ ‫ولما كان سليمان المذكور لا يقدر على دفع من يعدو عليهم‪ ،‬خرج بهم بنو‬ ‫رواحة باحتيال إلى وادي محرم‪ ،‬وبقيت أموالهم في يد الحكومة‪ ،‬حتى قام‬ ‫الشيخ الصالح‪ ،‬صالح بن علي شأنها وبذل النفس والنفيس في استرجاعها‪.‬‬ ‫فرجعت بعد ثلاث سنين‪ .‬وبقي الشيخان عبد النه وأحمد بصفة لاجئين عند‬ ‫بني رواحة‪ ،‬واستمر بهم الحال على ذلك حتى رجعوا إلى سمايل‪ .‬ثم انشقت‬ ‫العصا بين الشيخ عبد الله بن سعيد‪ ،‬وأهل العلاية وأنصارهم من بني رواحة‪،‬‬ ‫كما حدثني عنه الشيخ محمد بن سيف بن عبد الله السعدي“‪ ،‬وراغمت العلاية‬ ‫‪١٣٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وارتحل منها تاركاً فيها كل شيء من أمرهاؤ وبقي بوادي‬ ‫الشيخ المذكور‬ ‫المعاول‪ .‬وصاهر الشيخ ناصر بن محمد المعولي‪ .‬ومضى له عهد هناك‪ ،‬حتى‬ ‫أن أمواله التي كانت له هناك‪ ،‬باعها ولده الإمام محمد بن عبد الله‪.‬‬ ‫وكان المشايخ أولاد محسن هم الذين يصحبون الشيخ المذكور في‬ ‫وادي سمايل‪ ،‬إلى حوزة المعاول‪ ،‬وكذلك يتلقونه عندما يأتي إلى سمايل‪ .‬إذ‬ ‫كانت الأمور القبائلية إذ ذاك تمشي على هذا الوضع‪ .‬أما رئاسة بالفعل على‬ ‫بني رواحة فلم نعلم عنها‪.‬‬ ‫ولا تخفى منزلة الشيخ سعيد بن خلفان العلمية‪ .‬وكذلك ولده الفاضل‬ ‫الشيخ العالم أحمد بن سعيد‪ .‬كما ذكرنا ترجمته في مقاصد الأبرار على مطالع‬ ‫الأنوار شرحنا لأرجوزته في الوصايا‪.‬‬ ‫ولما نصب الإمام محمد بن عبد الله الخليلي إماما للناس‪ ،‬لم يكن لبني‬ ‫رواحة رئيس خاص“‪ ،‬حتى هذه الآونة التي عشنا نحن فيها‪ .‬فإن أخاه الشيخ‬ ‫علي بن عبد الله كان منحازا في وادي بوشر واليا لحكومة مسقط‪ ،‬حتى‬ ‫‪.‬‬ ‫مات بها‪.‬‬ ‫قبيلة آل الحارث بن كعب‬ ‫من القبائل المشهورة بعمان شرفاً ومجداًء‪ 5‬ورئاسة عريقة‪ ،‬آل‬ ‫_‪-‬‬ ‫الحارث بن كعب بن اليحمد‪ .‬قوم من الأزد نازلون بشرقية عمان‪ .‬رهط‬ ‫الشيخ عيسى بن صالح بن علي بن ناصر بن عيسى بن صالح الحارثي ©‬ ‫وليس هو حارثي النسب‘ كما سوف تراه في أنساب أهل عمان‪ .‬وإنما دخل‬ ‫َ‬ ‫آباؤه في آل الحارث‘ فتولوا رئاستهم‪ ،‬وقاموا بزعامتهم‪.‬‬ ‫‪١٣٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وأهم ديارهم سفالة ابرا‪ ،‬وبلدة المضيرب (بضم الميم‪ ،‬وفتح الضاد‬ ‫بعدها محودة)‬ ‫وكسر الراء المهملة‪.‬‬ ‫المثناة من تحت‘“ؤ‬ ‫وسكون‬ ‫المعجمة‪3‬‬ ‫ومنها تصدر‬ ‫وإليها تساق مهماتهم‪،‬‬ ‫والقابل وهي عاصمة آل الحارث‘ؤ‬ ‫حركاتهم‪ ،‬ومنها تنزل نوازلهم‪ .‬وهي مركز شرقية عُمان‪ ،‬منذ ظهور صالح بن‬ ‫علي‪ ،‬ذلك الزعيم المعروف‪ .‬ومن ديارهم الدريز ‪ -‬على وزن عزيز ‪ -‬أيضا‬ ‫بالقرب من المضيرب“ على الجهة الغربية منهاش لا تبعد منها أكثر من ربع‬ ‫ساعة‪ .‬ولهم بلدان أخرى تتبع دعوتهم‪ ،‬وتجيب نداءهم‪ ©،‬وتخضع لرئاستهم‪.‬‬ ‫ولآل الحارث رئاسة على كثير من قبائل الشرقية بصفة خاصة‪ .‬ولهم في‬ ‫عمان ذكر حافل بحسن الشمايل‪ ،‬وفضل الجمايل‪ .‬وهم محترمون بين القبائل‬ ‫الشرقية‪ ،‬لأن صوت صالح بن علي‘ رفع منازلهم‪ ،‬وحفظ ذمارهم‪.‬‬ ‫والمقدم فيهم الآن الشيخ محمد بن عيسى© بعد وفاة والده العالم‬ ‫الجليل‪ .‬نم لم تطل أيام رئاسته حتى توفي© فقام بإمارتهم المشار إليها الشيخ‬ ‫على صغر سنه‪ ،‬لكنه كان وليد العلى‬ ‫الهمام‪ ،‬الأمير أحمد بن محمد‬ ‫ورضيع لبانها‪ .‬وفي حال انقلاب عمان من إمام إلى سلطان كان نقطة تلك‬ ‫الدايرة‪ ،‬وجبهتها الغرا‪ ،‬وكان عمودا قويا في تلك الظروف‘ وعينا باصرة لما‬ ‫عليه تلك الصفوف‘ وعمدة صالحة على النهج المعروف‪ .‬أثبت رجل في‬ ‫وجهته‪ .‬وأصدق أمير في معاملته‪ .‬وأوفى زعيم لحكومته‪ ،‬وأمثل مسؤول في‬ ‫بل‬ ‫قومه وعشيرته‪ .‬لا يداهن ولا ينافق ولا يخون‪ ،‬ولا يغدر ولا يمكر‬ ‫يصارح بما عنده والصراحة من الأخلاق الفاضلة‪ ،‬في الأنفس الكاملة‪ .‬لم‬ ‫يدخل مداخل السوء كغيره‪ ،‬ولا يطرق أبواب الذل‪ .‬في عزة وشرف وصدق‬ ‫وأمانة‪ .‬لأن منبته كان كريما ‪ .‬ومرماه ومقصده كان عظيما‪.‬‬ ‫‪١٣٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ مان‬ ‫)‬ ‫وعند قومه في المحل‬ ‫كان عند السلطان سعيد بن تيمور في المقدمة“‬ ‫الأرفع‪ .‬كان زعيما كيساً‪ ،‬وأمير بالحوادث متمرسا‪ .‬لا يرضى الهزل واللعب‬ ‫والخلاعة أن تنسب إليه‪ .‬وعلى صغر سنه كبير في شأنه وأخلاقه‪ ،‬كبير في‬ ‫مساعيه‪ .‬رفع من شان أصدقائه وأهل خاصته‪ .‬لو اجتمعت عليه الأعيان في‬ ‫مهمة‪ ،‬أتاهم فيها برأي يدرك الصخر ويفرق الجمع‪ .‬لو عاش جده لوقته‬ ‫لسره مرآه‪ ،‬وعظم بين يديه مثواه‪.‬‬ ‫ويلبون دعوته بلا‬ ‫فهو الأمير الذي يحجه قصتاد العرب من كل صوب‬ ‫ريب‪ .‬وكذلك كان آباؤه الكرام‪ ،‬وعلى وتيرتهم القعود منه والقيام‪ ،‬فلله دره‬ ‫من همام‪.‬‬ ‫قبيلة الحجريين‬ ‫في بدية‬ ‫من القبائل المهمة قبيلة آل الحجر في عمان وهم قوم من الحجر بن‬ ‫عمرو بن عامر ماء السماء‪ .‬ولهم أرض بدية من شرقية عمان‪ .‬وهي مقاطعة‬ ‫طيبة‪ ،‬تحيط بها جبال من الرمل‪ ،‬من الجهة الغربية‪ .‬والسهيلية إلى الشرق غير‬ ‫بعيدة منها‪ .‬أما من الناحية الشمالية فجبال حجرية‪ ،‬تبعد عنها قليلا‪.‬‬ ‫وأهم بلدان الحجريين المنترب‪ ،‬وهي مركز زعامتهم‪ ،‬ومقر حكومتهم‬ ‫وفيها حصنهم‘ وإليها منتهى أمرهم ‪ .‬وفيها مقر ندوتهم‪.‬‬ ‫وهم قوم فيهم أخيار مشهورون ومطاوعة معروفون‪ .‬وهم في الشرقية‬ ‫مضرب المثل© كما في الغربية العبريون على وتيرتهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫أحوال‬ ‫عن‬ ‫يحدث‬ ‫تاريخ‬ ‫ولهم‬ ‫بديانتهم‪.‬‬ ‫اعتناء‬ ‫وللحجريين‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫خصالهم‪ ،‬ويعرب عن مكارم من أفعالهم‪ .‬وهم حجة في الجانب الشرقي‬ ‫وفيهم طاعة لرؤسائهم‪ .‬ولهم أخلاق جعلانية‪ ،‬لقرب البلاد من البلاد‪.‬‬ ‫وهم الذين قتلوا المطيري في بلدهم الواصل‪ ،‬إذ كان يأتي عمان‬ ‫بصفته جبارا عنيدا نسوقه الكبرياء إلى ما لا يرضاه الشرع‪ .‬واتخذ ذلك عادة‬ ‫وديدن ‪ .‬بعدما كان مناصراً للجبري في تلك الظروف ‪ .‬فكان يأتي عُمان على‬ ‫اسلحَول‪،‬ك يأخذ الجزية من أهلها‪ ،‬كأنه حال على أهل الكتاب من‬ ‫فلعل عقيدة حملته على استحلال أموال عباد الله‪ .‬وكان نصيره‬ ‫س‬ ‫على أهل عمان الجبري الجبار © الذي لا يخاف درك الآخرة ولا يخشى‪.‬‬ ‫ومن أحسن بلدان الحجريين‪ ،‬الغبي ‪( ،‬بفتح الغين المعجمة‪ ،‬وتشديد‬ ‫الموحدة ‪ ،‬بعدها ياء مثناة من تحت ساكنة)‪.‬‬ ‫من‬ ‫عمه‬ ‫وأبناء‬ ‫بدر‪.‬‬ ‫ناصر بن‬ ‫بن‬ ‫إلى ‪7‬‬ ‫الآن ‏‪٠‬‬ ‫الحجريين‬ ‫ورئاسة‬ ‫بن سالم ‏‪ ٠‬صديقنا الخاص‪.‬‬ ‫أعيانهم حمدان‬ ‫ومن‬ ‫القبيلة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫أعياص‬ ‫الشرقى‪.‬‬ ‫الجانب‬ ‫من‬ ‫الحارث ©‬ ‫آل‬ ‫سور‬ ‫الحجريين‬ ‫نرى‬ ‫عامة‬ ‫وبصفة‬ ‫وبنو الحجر ليوث من ليوث العرب‘ وميامين مغاوير‪ ،‬شأن العرب‪.‬‬ ‫قبيلة الهشم‬ ‫قي جعلان‬ ‫أرهاط‬ ‫من‬ ‫رهط‬ ‫وهم‬ ‫الهشم‪.‬‬ ‫قبيلة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والشأن‬ ‫الأهمية‬ ‫القبايل ذات‬ ‫من‬ ‫الكلام‬ ‫عند‬ ‫أشرنا إلى ذلك‬ ‫كما‬ ‫خحالد ‪.‬‬ ‫بنى‬ ‫وادي‬ ‫بعمان ‪ .‬وإليهم رئاسة‬ ‫الشرقية‬ ‫على هذا الوادي‪.‬‬ ‫‪١٣٧‬‬ ‫_‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫العربي لها‪ .‬وهم فيما أحسب نزاريون؛ أما بقيةة قبايل شرقية ‪:‬عمان ا فأغلبهم‬ ‫يمانيون‪ ،‬وقل أن يوجد بها نزاري‪ ،‬إلا أفراد قليلة‪.‬‬ ‫وبنو بحسن‬ ‫والجنيبيونك‬ ‫وبنو بو عليؤ‬ ‫وبنو راسب‪.‬‬ ‫والهشم‪©،‬‬ ‫والحجريون‘ والحرث‘ كلهم يمانيون‪ ،‬والمساكرة أيضا‪.‬‬ ‫وللهشم بسالة‪ ،‬وفيهم نجابة لا بأس بها‪ ،‬سيأتي إيضاحها في تاريخ‬ ‫عمان إن شاء الله‪ .‬وهم الذين يقال لهم ‪ :‬أولاد الذيب‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫خادم‬ ‫أولاد‬ ‫فرقة الشيوخ‬ ‫وهم‬ ‫وأهم بطونهم بنو راشد ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫بن حليس بن خادم‬ ‫بن خلفان‬ ‫وهو رئيسهم حليس بن خادم‬ ‫الآن‬ ‫ومنهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والطاعوني ‏‪ ٠‬والمرهوبي‬ ‫‪.‬‬ ‫المدهوشي‬ ‫على‬ ‫ويشتملون‬ ‫ومنهم بنو عمر ‏‪٨‬‬ ‫محمد‪.‬‬ ‫بطن‬ ‫وهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫النصيريون‬ ‫ومنهم‬ ‫والزهيمي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والسرحاني‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والهشامي‬ ‫والسيفي ‪.‬‬ ‫واسع أيضا‪.‬‬ ‫بني‬ ‫وادي‬ ‫مهمات‬ ‫وإليهم‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫الكلام‬ ‫وقد مضى‬ ‫الكامل ‏‪٠‬‬ ‫ولهم بلدة‬ ‫خالد‪ ،‬في هذه الأيام الأخيرة‪ .‬وقد سبق ذكر الهشم في رعاية الأحساب‬ ‫وحماية الأنساب‪.‬‬ ‫قبيلة الرحبيين‬ ‫من آل همدان‬ ‫اعلم أن الرحبيين قبيلة ذات أهمية وصبر ووفا‪ .‬والرحبيون قوم من‬ ‫نجعوا‬ ‫الذين‬ ‫العرب‬ ‫كغيرهم من‬ ‫اليمن ‪©.‬‬ ‫أرض‬ ‫رخَلا من‬ ‫عمان‬ ‫نزلوا‬ ‫همدان‪.‬‬ ‫وبعضهم في حطاط‪.‬‬ ‫الطائيين ‘‬ ‫وادي‬ ‫قسماً من‬ ‫وهم يحتلو ن‬ ‫لريف عمان‪. .‬‬ ‫‪١٣٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وأكثرهم شواوي‪ ،‬أهل أغنام‪ ،‬وعرف أهل عمان في الشواوي‪ ،‬أنهم‬ ‫نوع من العرب‘ بين البداوة والحضارة‪ .‬وأغلب أهل عمان بدو في لغاتهم ‪6‬‬ ‫صراح في لهجاتهم‪.‬‬ ‫ويتولى رئاستهم آل سالم بن حسن بن محمد‪ .‬والرئيس الحالي فيهم‬ ‫الان‪ ،‬سعيد بن سلطان‪.‬‬ ‫وهم قوم يحافظون على حقوهم مهما كانت‘‪ ،‬وينافسون فيما لهم‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫دون‬ ‫أهل عمان‬ ‫خصال‬ ‫الأقصى عن‬ ‫وليسوا بالجانب‬ ‫وعليهم‪.‬‬ ‫القبايل© التي أشرنا إليها‪ ،‬بل هم من طراز العرب المغاوير‪ .‬وكل أهل عُمان‬ ‫مغاوير ‪ 8‬بغير مدافع‪.‬‬ ‫(بجيم‬ ‫جردمانة‬ ‫الرحبيين في هذا العهد © بلدة تسمى‬ ‫رئاسة‬ ‫ومحل‬ ‫معجمة‪ ،‬وراء مهملة‪ ،‬ودال مهملة‪ ،‬وميم بعدها ألف“© فنون‘‪ ،‬فهاء‪ .‬على‬ ‫وزن خنزوانة)‪ ،‬بلدة صغيرة حلت بين العق ومنصح‘ في جبال تحيط بها‪ ،‬في‬ ‫ضيى من الأفق لا يهتدى إليها إلا بدليل‪ .‬ولهذه القبيلة في وادي الطائيين‬ ‫‪.‬‬ ‫أصوات ‪ .‬وفي حطاط كذلك‪.‬‬ ‫ومن أعيانهم في هذه الآونة‪ ،‬الأديب النجيب‪ ،‬الشاعر الخطيب© خالد‬ ‫له ديوان شعر حماسي‬ ‫من أهالي سرور‪.‬‬ ‫بن هلال بن سالم بن مانعث‬ ‫وتاريخي © من نوع الشعر المنشود بين أهل الأدب‪.‬‬ ‫يبذلون في‬ ‫إلى التمكن من بلدة سرور‬ ‫ولقد نشط الرحبيون الآن‬ ‫التملك منها ما عز وهان © ويتهافتون عليها من كل مكان‪.‬‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قبيلة بني بطاش‬ ‫الباسلة‬ ‫المرفوعة الأعلام‪ ،‬بنو بطاش‪ .‬قبيلة من مغاوير‬ ‫من القبايل المهمة‬ ‫العرب بعُمان‪ ،‬وإن لم تكن كثيرة العدد‪ ،‬فكبيرة الشأن‪ .‬ولسان حالهم يقول‪:‬‬ ‫عزيز وجار الأكثرين ذليل‬ ‫وما ضرنا أنا قليل وجارنا‬ ‫وذوو بأس©ؤ لهم في القبائل الحطاطية‬ ‫وبنو بطاش أهل حماس‘‬ ‫والطائينية مقام‪ .‬وقد مرت أيام ببني بطاش وهم عين باصرة‪ ،‬وجبهة شاهرة‪،‬‬ ‫ويد باطشة‪ ،‬في أحوال هي من صفات الكرام‪.‬‬ ‫وهي عاصمة القوم‪ .‬ثم المسفاة‪ ،‬وبعدهما‬ ‫ولهم بلدان أهمها المزارع‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫خارجة‬ ‫الطائيين ‪ .‬وبعضها‬ ‫بوادي‬ ‫صغيرة ‪ .‬بعضها‬ ‫بليدات‬ ‫وهم في هذه الآونة يحتلون مدينة حيل الغاف“‪ ،‬ذات المنظر الرايق©‬ ‫الجانب ‏‪ ٠‬لأنها‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫لا تعادلها بلدة‬ ‫السجسج ‪.‬‬ ‫الفايق ‏‪ ٦‬والهواء‬ ‫والقضاء‬ ‫مبهج ‪.‬‬ ‫نظام‬ ‫على‬ ‫سعيد{‬ ‫بو‬ ‫أكابر من آل‬ ‫خطها‬ ‫إذ‬ ‫الجديد [‬ ‫العمران‬ ‫من‬ ‫ووضع مستحسن‪.‬‬ ‫وبنو بطاش قوم من اليمن‪ .‬من صميم طي“©‪ ،‬على الشهير المتداول بين‬ ‫أهل عمان‪ .‬وكل هذه البلاد من حطاط إلى وادي بنى خالد أغلب أهلها طى‬ ‫من العهد القديم‪ ،‬أي أول نزول العرب عمان‪ .‬ونزلت طي بهذا الجانب‪،‬‬ ‫لكنها غير كبيرة الشأن‪ ،‬ولا كثيرة العدد فى‬ ‫وتفرعت منها قبايل عديدة‪.‬‬ ‫وبنو بطاش عمود القوم في هذه القرون الأخيرة ‪ .‬التي بعد الألف ‪ .‬ولهم‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫حولهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫قاهرة‬ ‫ولهم في جانبهم يد‬ ‫حرة©‬ ‫وزعامة‬ ‫منيعةث‬ ‫رئاسة‬ ‫وسلطتهم على حيل الغاف غير منكورة‪ .‬والبلد أكثرها لأهل مسقط‪.‬‬ ‫بن شامس © من فخيذة‬ ‫بن محمد‬ ‫بن حارث‬ ‫ويتولى رئاستهم الآن محمد‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫ورد‪.‬‬ ‫أولاد‬ ‫من‬ ‫عديفؤ‪3.‬‬ ‫بن‬ ‫شامس‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫فارس ء‬ ‫أولاد‬ ‫بن‬ ‫المذكور ‪ .‬زعيم فخيذة أولاد ورد ‪ .‬أما القاضي فهو محمد‬ ‫بن عدي‬ ‫شامس‬ ‫شامس في الجد‬ ‫يلتقي بأولاد‬ ‫فارس ©‬ ‫أولاد‬ ‫فخذ‬ ‫من‬ ‫خنجر‪8‬‬ ‫بن‬ ‫شامس‬ ‫السابع‪ ،‬كي لا يخفى‪ .‬وهو الآن أحد القضاة بعمان‪ .‬والثاني ابن عمه خالد بن‬ ‫مهنا‪.‬‬ ‫ولا يزال بنو بطاش يخرج فيهم أفاضل نجباؤ وأعيان فضلا منذ عهد‬ ‫ملوك بني نبهان‪ .‬ومنهم الشيخ العالم سعيد بن محمد المعاصر للشيخ‬ ‫العلامة الربانى‪ ،‬من أهالى الجيلة من أعمال سمايل‪.‬‬ ‫بني بطاش‬ ‫‪ 64‬بنسب‬ ‫المذكور‬ ‫عدي‬ ‫بن‬ ‫شامس‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الآن‬ ‫ويذهب‬ ‫عن طي إلى الأزد كما سوف تقف عليه إن شاء الله فى أنساب أهل عمان‪.‬‬ ‫خصوصا في‬ ‫غير علم [‬ ‫المشار إليه عن‬ ‫ولا يقول‬ ‫واطلاع [‬ ‫خبرة‬ ‫ولعله عن‬ ‫نسب قومه‪ .‬ولكن قوله يخالف نسابة أهل عمان في بني بطاش‪ .‬فإنهم‬ ‫المثقف ‏ ‪©٥‬‬ ‫وإرواء‬ ‫السيوف‘‪،‬ؤ‬ ‫تخضيب‬ ‫طى‬ ‫عادات‬ ‫طى‪.‬‬ ‫من‬ ‫النسب‬ ‫مشهورو‬ ‫وهو اليوم عطشان‪ .‬وقد أخذنا ذلك عنه‪ ،‬ووضعناه في «الإسعاف"» وكذلك‬ ‫في «رعاية الأحساب‪.٤‬‏ وخير من نأخذ عنه ذلك أمثال هذا الشيخ الفقيه‪ .‬وغير‬ ‫لأسباب هناك‪.‬‬ ‫مستغرب أن يشيع بين الناس قوم وهم ليسوا من ذلك النسب&‪٨،‬‏‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫المساكرة‬ ‫أو أولاد الاسود‬ ‫من قبائل الشرقية المهمة‪ ،‬الحرة في أوطانها‪ ،‬ذات الحماس الحار ©‬ ‫والسنان الأحمر المساكرة‪ .‬وهم والحجريون نسب واحد‪.‬‬ ‫وفي المساكرة نجدة معروفةك وصولة عالية‪ .‬لا يتزعزون لتألب‬ ‫الخصوم عليهم‪ ،‬ولا يدينون لخصم بغير ما يعز كرامتهم‪ .‬وقد عاشوا أكفاء‬ ‫لمن يناويهم} وسهما نافذا في هيولا معاديهم‪.‬‬ ‫ولهم بلدان أعزها علاية إبرا‪ ،‬عاصمة المساكرة“ وجامعة أمرهم وإليها‬ ‫وبلدان أخرى‬ ‫ينتهبي أمرهم المهم‪ ،‬ومنها يصدر‪ .‬ولهم أيضا بلدة اليحمدى©‪،‬‬ ‫غير مهمة‪.‬‬ ‫أعيان‬ ‫الآن‬ ‫رئاستهم‬ ‫ويتولى‬ ‫أعزا‪.‬‬ ‫ورجال‬ ‫أعيان‬ ‫المساكرة‬ ‫وفي‬ ‫منهم محمد بن سالم الربيعي‪ ،‬وهاشل بن راشد الربيعي أيضا‬ ‫معدودون‪،‬‬ ‫وعلي بن سليمان الإسماعيلي ‪ ،‬من فرقة أولاد ابن إسماعيل©‪ ،‬وليس هو من‬ ‫نسب المساكرة‪ ،‬لأن المساكرة قوم من الأزد‪ ،‬وأولاد ابن إسماعيل ليسوا‬ ‫منهم لكنهم يمن أيضا‪ .‬وناصر بن عبد الله بن راشد‪ ،‬وخليفة بن علي بن‬ ‫جمعة المغيري“‪ 0‬كل واحد من هؤلاء الزعماء في فخيذته‘ ورشيد مسؤول‬ ‫فيهم‪ .‬وهم بطون متعددة‪ .‬ولهم شوكة معتبرة‪.‬‬ ‫‪١ ٤٢‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫اعلم أن عامر صعصعة المراد بن ابن صعصعة‪ .‬وإضافته إلى صعصعة‬ ‫عامر‬ ‫ولا‬ ‫عامر قريش ‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫أي لا عامر ربيعة‪،8‬‬ ‫تخصيص وإيضاح ‪.‬‬ ‫إضافة‬ ‫الأزد" وهذا المراد بهذه العبارة إذا كان هناك قبائل متسامية‪.‬‬ ‫الأزد‬ ‫وقيس‬ ‫قحطان‪،‬‬ ‫غطفان‬ ‫وقيس‬ ‫عيلان‪،‬‬ ‫قيس‬ ‫ومنه قولهم‪:‬‬ ‫وروائد ريام ‏‪ ٠‬وروائد رواحة ‏‪ ٠‬وروائد عامر‬ ‫روائد حمير‬ ‫أيضاً [‬ ‫وهكذا ‪ .‬ومنه‬ ‫‪-‬‬ ‫صعصعه‪.‬‬ ‫قوم بعمان كثيرون‪،‬‬ ‫وعامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن بن منصور‬ ‫بدو وحضراً‪ .‬وقيل‪ :‬البدو عامر ربيعة‪ ،‬لا عامر صعصعة‪ .‬إلا أنهم ليست لهم‬ ‫بلدان مهمة تجمع أرهاطهم‪ ،‬ولا أودية يختصون بها دون غيرهم من أهل‬ ‫عُمان‪ ،‬إلا الذين هم بالباطنة‪ ،‬فهم في بلدة السيب بالحيل منها‪،‬ؤ وبالمعيبلة‬ ‫أيضاً ‪ .‬فهم في شرق السيب وغربها‪ .‬وهم عديدون هنا‪ .‬وهم في كثير من‬ ‫بلدان عمان © شرقاً وغرباً ‪ .‬وساحلاً وداخلا‪.‬‬ ‫وشرف عامر صعصعة معروف في التاريخ ‪ .‬قديما وحديثا‪ .‬وهم بعمان‬ ‫كما هم بغيرها‪ .‬وإذا كانت العرب ترهب الموت‘ فعامر صعصعة تستلذه‬ ‫شرابا ولا تراه عذاب‪ .‬وهم أهل صبر وحزم وعزم‪ ،‬وفيهم نجدة وشجاعة‪.‬‬ ‫ولهم شدة مراس‪ .‬وقد خصت الشهرة منهم رجالا لم تزل تعرف بأفعالها‪ ،‬لا‬ ‫مجال الآن لذكرها‪ .‬وقد جربتهم الحروب في مواقف لم ير مثلها‪ .‬وهم عمود‬ ‫في العرب في أغلب خصالها‪.‬‬ ‫ولهم رئاسة في الداخل ‪ 0‬كما هي في الساحل‪ .‬ويتولى رئاستهم بالباطنة‬ ‫الآن آل منصور بن غالب‪ ،‬وآل حمد بن شامس‪ .‬وهم عمال حكومة مسقط‪.‬‬ ‫‪١ ٤٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بن‬ ‫فيهم سرحان‬ ‫والآن المسؤول‬ ‫بن سيف‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫الداخلية فأولاد‬ ‫وأمنا بعمان‬ ‫وأولاد مضر بن خميس في‬ ‫مراش بن علي بن سليمان بن محمد بن سيف©“‬ ‫القلعة‪ .‬وأحوال عامر صعصعة حسنة جميلة‪ ،‬في عمان وغيرها‪ .‬ورجالهم‬ ‫باسلة نبيلة‪.‬‬ ‫ومن أشهر بلدانهم في الداخل القريتين‪ .‬وهي أهم بلدانهم المشار إليها‪.‬‬ ‫وهي على صيغة تثنية قرية‪ .‬وهي بلدة طيبة لا بأس بها‪ ،‬حافلة بالنسبة إلى بقية‬ ‫العامرية‪.‬‬ ‫البلاد‬ ‫ومن أشهر بلدانهم الخرما‪( ،‬بالخاء المعجمة المفتوحة © والراء المهملة‬ ‫الساكنة‪ ،‬بعدها ميم مفتوحة فألف) وشهرتها بصبرها في وجه خصمها‪ ،‬فهي‬ ‫لا زالت ثابتة الدعائم بين خصومها‪ .‬وإن كانت صغيرة الوضع‪ ،‬فهي كبيرة بآل‬ ‫عامر‪.‬‬ ‫ولهم بلد القلعة‪ ،‬من أعمال ازكي‪ .‬ولهم بليدات هناك أخرى متعددة‬ ‫غير مهمة‪ .‬والكل يشملها اسم أرض الجوف بل أغلب بلدان أرض الجوف‬ ‫من منح تشريقا هي لهم‪.‬‬ ‫قبيلة آل حبس‬ ‫اعلم أن قبيلة آل حبس ‪ -‬بالجانب الشرقي ‪ -‬من القبايل المهمة © التى‬ ‫لا يغطيها الغبارش ولا تهمها هيشات الأشرار‪ .‬فهي قبيلة باسلة مهمة‪ ،‬لها‬ ‫القبايل الشرقية جوهرها الفرد ‪.‬‬ ‫القبيلة بين مقامات‬ ‫هذه‬ ‫ومقام‬ ‫زعامة معروفة‪.‬‬ ‫طليعة أهل المجد‬ ‫معروفة ]‪ .‬فى‬ ‫عربية‬ ‫شنشنة‬ ‫حبس‬ ‫ولآل‬ ‫الحاد‪.‬‬ ‫وسهمها‬ ‫والشرف‪.‬‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولهم البلدان الزاهية الزهرا‪ ،‬ذات الأوضاع الحسنة‪ ،‬وأهمها المضيبي©‬ ‫فهي الحمى الحبسي‪ ،‬وهي كرسي هذه القبيلة الذي تقعد عليه‪ .‬وبها سوقهم‬ ‫ولهم بلدة‬ ‫النواحي‪.‬‬ ‫الحسنة الرابحة ‪ -‬تقدم لنا عنها ‪ -‬المعتمدة في تلك‬ ‫الروضة من البلاد المهمة الواسعة‪ .‬وكانت قديما بينهم وإخوتهم آل المسيب ‏‪٥‬‬ ‫حتى اشتدوا بها‪ .‬ولهم بلدان أخرى جميلة حسنة فاخرة‪ .‬ولهم رئاسة ذلك‬ ‫الطرف© من سناو إلى ديار المساكرة وآل الحارث شرقاًث وإلى الأخشبة‬ ‫والسديرة غربا‪.‬‬ ‫وآل حبس بطون عديدة‪ ،‬وأفخاذ مجيدة‪ .‬ويتولى رئاستهم الآن أولاد‬ ‫رشيد (بضم الراء المهملةث وفتح الشين المعجمة‘ بعدها ياء مثناة من تحت©‬ ‫فدال مهملة أيضاً)‪ .‬والمسؤول فيهم الآن‪ ،‬الشيخ محمد بن سعود بن علي بن‬ ‫احمد بن رشيد بن سعيد بن محمد ‘ من فرقة‪.‬‬ ‫وهم كما عرفت قوم من وائل‪ .‬وهم وآل المسيب ينتسبون من شهاب‬ ‫بن النويرة‪ ،‬أحد حماة الحرقة أيام ثورة كسرى على قومها بسببهاء حتى رد‬ ‫الأعلام ‪ .‬بحرب‬ ‫كسرى عن الحرقة مبدد الأفكار‪ .‬مكسور الأظفار ‪ .‬منكوس‬ ‫اقدمت بينه وبطون وايل عهدا‪ .‬والقضية معروفة في تأريخهم‪ ،‬يتداولها الجيل‬ ‫بعد الجيل‪.‬‬ ‫ومن أشهر بطون حبس الغساسنة‪ .‬والمشهور عنهم أنهم يمانيون من‬ ‫الأزد‪ .‬ومنهم أولاد ثاني‪ ،‬كما هم في إخوتهم آل المسيب‘ وفيهم جوابر‪،‬‬ ‫كما هم في قبائل الرستاق‪ ،‬وفي حطاط‘ وبنو سعيد‪ ،‬وسوالم‪ ،‬ومناجية‪،‬‬ ‫وغنانمة‪ ،‬وآخرون غيرهم‪.‬‬ ‫‪١٤٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫(‬ ‫أهل جعلان في شمس الأزد‬ ‫أهمية ‪ .‬وسهم بني‬ ‫قبيلة ذات‬ ‫بني أبي الحسن ‪.‬‬ ‫‏“‪ ٥٨‬أي‬ ‫بني بحسن‬ ‫اعلم أن‬ ‫حرة واعية ‪ .‬لها في‬ ‫الفرند ‪ .‬ماضي الحد ‪ .‬عشيرة‬ ‫بحسن حاد النصل ‪ .‬مصقول‬ ‫جعلان أطيب المراعى‪ ،‬وعندها الحمى المصون‘ الذي لا ترعاه البسوس ©‬ ‫النفوس‪.‬‬ ‫تستمر ته‬ ‫ولا‬ ‫وقد تكلمنا عنهم عند الكلام على جعلان‪ .‬ومن حيث هم من القبائل‬ ‫المهمة وجب ذكرهم في مصاف القبائل ذات الشأن ليعلم عن عمان من لا‬ ‫علم له بها‪.‬‬ ‫القواطع‪.‬‬ ‫والسيوف‬ ‫الطوالع ‘‬ ‫النجوم‬ ‫من‬ ‫جعلان‬ ‫في‬ ‫بحسن‬ ‫وبنو‬ ‫العمودين‪.‬‬ ‫هذين‬ ‫على‬ ‫محمولة‬ ‫القبيلة‬ ‫وبقية‬ ‫والمطاعنى‪.‬‬ ‫الصواعى‬ ‫وأهمهم‬ ‫وبقية البطون كل بطن فيه مسؤول كرشيد ورئيس‪.‬‬ ‫قبيلة آل المسيب‬ ‫سمانل‬ ‫في وادي‬ ‫اعلم أن من القبابل ذات الأهمية بعُّمان‪ ،‬قبيلة آل المسيب‪ .‬وهم قوم‬ ‫ولهم سطوة‬ ‫وفيهم عدة©‬ ‫به ‪3‬‬ ‫لهم ذكر في التاريخ لا يستهان‬ ‫تغلب‪.‬‬ ‫من‬ ‫ونجدة‪ .‬وهم رهط من جملة أرهاط عمان المهمة‪.‬‬ ‫ولهم بلدان بوادي سمايل‪ ،‬إذ قد اشتركوا فيى أغلب بلدان الوادي‬ ‫المذكور‪ ،‬واحتلوا قسما مهما منها‪ ،‬وتبسَّطوا في هذه الحوزة‪ ،‬من عهد لا‬ ‫يزال يمدهم بالسعة ‪ .‬مالا ورجالا‪.‬‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولم يشاركهم فيها أجنبي‪.‬‬ ‫ومن أطيب بلدانهم «(نفعاا‪ .‬وقد اختصوا بها‬ ‫وبها رئاستهم‪ .‬وليست نفعا قديمة‬ ‫و«نفعا) عاصمتهم فى هذه العهود القريبة"‬ ‫العمارة © بل هي من استعمار أيام النباهنة } في القرون الوسطى‪.‬‬ ‫وكان آل المسيب شرارة متقدة“‪ .‬وضربة قاسية‪ ،‬لا يرضون بغير السيف‬ ‫حكما\ ولا ينقادون بسهولة‪ ،‬ولا تزعزهم الهوينا‪.‬‬ ‫يفلق للأذلة كل هام‬ ‫ولا ندري إماماً غير سيف‬ ‫فيلزمنا انقياد للإمام‬ ‫وما فى دارنا حكم علينا‬ ‫كانوا لا يدينون لغير رغبة أنفسهم ‪ -‬ويستميتون في تقرير عزتهم وإثبات‬ ‫مطالبهم‪ .‬وقد اتصلت منازلهم من الجرد إلى الساحل من الباطنة‪ .‬ولهم في‬ ‫الحوزة اسم معروف وشأن موصوف‪.‬‬ ‫الله ‪ .‬وإليه يرجع أمر‬ ‫بن عبد‬ ‫بن سعيد‬ ‫ورئاستهم الآن في آلف محسن‬ ‫هذه العشيرة‪ ،‬حتى الذين هم قطان بالجانب الغربي من أعمال نخل وأعمال‬ ‫الرستاق‪ ،‬والذين هم بالمهاليل من أعمال العوابي© يرجع أمرهم الرئيسي إلى‬ ‫الزعيم بنفعا‪.‬‬ ‫وآل غيث‬ ‫أهمها آل علي بن الصباح‪،‬‬ ‫وآل المسيب بطون عدة‬ ‫السباعي والمطالسي‪ .‬وآخر رئيس كان من فرقة آل العظم‪ ،‬وهو‬ ‫بقسميهم‪،‬‬ ‫‏‪ ١‬لنه ‏‪٠‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫نجيم‬ ‫ببلدذ ة نخل ‪ .‬ثم تولى رتا ستهم‬ ‫ا لمتوفى‬ ‫المسيب ك‬ ‫بن‬ ‫سيف‬ ‫من فرقة أولاد إبراهيم© أيام السلطان سعيد بن سلطان‪ .‬ثم بعده ابن أخيه‬ ‫ومن‬ ‫إلى اليوم‪.‬‬ ‫المذكور‬ ‫محسن‬ ‫أولاد‬ ‫في‬ ‫ثم استمرت‬ ‫سعيد‪.‬‬ ‫بن‬ ‫محسن‬ ‫بطونهم أيضا المرازيق‪ ،‬وهم عدد لا يستهان به‪ .‬وبقية هذه القبيلة دون من‬ ‫والعدة‪.‬‬ ‫العدد‬ ‫فى‬ ‫‪.‬‬ ‫ذكرنا‬ ‫‪١ ٤٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن اريخ مان‬ ‫]‬ ‫وكانت رئاسة آل المسيب في وادي سمايل كبيرة‪ ،‬لها صوت عال بين‬ ‫قبائله‪ .‬وهم جمرة لا تأكلها النعام‪ ،‬ولا يطفئها الرهام‪ .‬فكانوا زعماء على‬ ‫زعماء الوادي‪ ،‬وإن لم يرض بهذا الكلام الآن بعض الرجال© فقد رضوا به‬ ‫سالفا‪.‬‬ ‫(بفتح الصاد‬ ‫بن مالك‪ .‬فرقة تحتل بلدة صيا‪،‬‬ ‫ومنهم أولاد خميس‬ ‫بعدها ألف) بلدة صغيرة‪ ،‬داخلة في‬ ‫المهملة‪ ،‬والياء المثناة من تحت مشددة‬ ‫جبال سمايل الشرقية الجنوبية‪ .‬ومنهم فرقة البراطمين‪ .‬والكل بادية‪ .‬ومنهم‬ ‫من بدوهم‪ .‬ومنهم أولاد ثاني ى الذين في غبرة بوشر‪ .‬ومنهم عدد‬ ‫النهد أيضا‬ ‫في وادي الطائيين‪ ،‬في أمكنة بذلك الوادي‪ ،‬برئاسة خصيصة هناك© يقوم بها‬ ‫زعيمهم كبقية القبايل‪ .‬ومنهم أهل بلدة البستان© بالساحل الشرقي من مسقط ©‬ ‫الذين ينتمون الآن ببني وهيب‘ فهم بيت واحد من آل المسيب‪ .‬ومنهم بطون‬ ‫حي عاصم‪ .‬ورئاستهم الآن إلى‬ ‫وفرق أخرى بالسيب وبركا في خصوص‬ ‫عبدالله بن سعيد بن محسن بن سعيد بن عبد اللهث وإليه يرجع أمر هذه‬ ‫العشيرة‪ .‬ومنهم آل العظم‪ ،‬وكانت فيهم الرئاسة إلى أن انتهت بسيف ابن‬ ‫مسيبؤ المتوفى ببلدة نخل‪ .‬ثم تولى رئاستهم كما قدمنا نجيم بن عبد الله‪.‬‬ ‫قبيلة بني جابر آل ذبيان‬ ‫اعلم أن قبيلة بني جابر في عُمان من القبايل الشهيرة‪ ،‬في كل معنى من‬ ‫أو بطن من فزارة‪ .‬فزارة بيت‬ ‫معاني قبايل هذا الوادي‪ .‬وهم رهط من ذبيان‬ ‫العز‪ ،‬والعز فيهم‪.‬‬ ‫نزلوا بوادي سمايل‪ ،‬وأخذوا الشق الغربي منه‪ ،‬وتقلدوا عروة الجبل‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وأحاطوا بسمايل من ذلك الجانب‪ ،‬كسور منيع‪.‬‬ ‫الأخضر من جانبه الشرقي‬ ‫لا ينال منهم عدوهم أكثر مما‬ ‫ومنعة ‪.‬‬ ‫وعز‬ ‫ء‬ ‫وشرف‬ ‫وهم أهل نجدة‬ ‫القائل فيهم‪:‬‬ ‫وهم كما يقول‬ ‫ينالونه منه‪.‬‬ ‫حاتمي‪.‬‬ ‫لهم كرم‬ ‫عرف‬ ‫وقد‬ ‫المثناة‬ ‫وسكون‬ ‫وفتح الجيم ‪.‬‬ ‫أهمها اللجيلة (بضم اللام ‪.‬‬ ‫ولهم بلدان‬ ‫وهى‬ ‫التصغير)‪.‬‬ ‫صيغة‬ ‫هاء تأنيث ‪ .‬على‬ ‫بعدها‬ ‫التحتية © وفتح اللام الثانية‪.‬‬ ‫ومحل رئاستهم‪.‬‬ ‫مقر زعامتهم [‬ ‫تتوزع بالاشتراك إلى كل أعضاء بيت‬ ‫وهي أي رئاسة آل ذبيان‪،‬‬ ‫الرئاسة‪ ،‬لا يختص بها أفراد منهم‪ ،‬بل كل واحد منهم رئيس رغم أخيه وابن‬ ‫عمه‪ ،‬لكبر النفوس‘ وعتو اللإرادات‪ .‬وهم أهل عز في نفوسهم‪ ،‬وأهل صولة‬ ‫تثيرها شنشنة أخزمية عند بدو‪ ،‬أي حركة تثير حفاظهم العربي‪.‬‬ ‫بلدة‬ ‫ساكنة)‬ ‫واو‬ ‫مهملة ‏‪ ٠‬بعدها‬ ‫بطاء‬ ‫(وهھى‬ ‫ومن بلدانهم المنيعة الطو ©‬ ‫تحيط بها الجبال المنيعة من جميع جهاتها‪ ،‬وتقع تحت خرطوم الأخضر‘ من‬ ‫وعرين ليوث‪.‬‬ ‫الجانب الشرقى الشمالى‪ .‬وهى غاب أسد‬ ‫ولهم بلدان أخرى تجيب لدعوتهم ‪ -‬وتخضع لطاعتهم‪ ،‬من سرور إلى‬ ‫ثم سيجا‬ ‫لام)‬ ‫بعدها‬ ‫تحت“‪٨‬‏‬ ‫من‬ ‫المثناة‬ ‫وسكون‬ ‫بكسر الهاء ‏‪٠‬‬ ‫(وهي‬ ‫هيل‬ ‫(بسين مهملة مفتوحة‪،‬ؤ ثم مثناة تحتية ساكنة‪ ،‬بعدها جيم‪ ،‬فألف)‪ .‬وبلدان‬ ‫شرف‬ ‫سمايل ‪.‬‬ ‫ولبني جابر في وادي‬ ‫لا تقل عنها‪.‬‬ ‫جيرانهم ‪.‬‬ ‫بني جابر كبلدان‬ ‫وناهيك بذبيان في العرب‪.‬‬ ‫مذكور‪ ،‬ومجد مشهور‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهم بطون عدة‪ ،‬ويرأسهم في وادي سمايل آل حارث بن محمد بن‬ ‫حارث بن محمد بن راشد بن سالم بن ثاني ‪ .‬وآل حمد بن مسعود بن سالم بن‬ ‫ثاني بن سالم بن ثاني في اللجيلة‪ .‬وآل سرحان بن سليمان في سيجا‪ .‬وبنو‬ ‫جابر في بلدة فلج القبائل© المعروفة بهذا الإسم من أعمال صحار‪ ،‬وهي‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫نهر جميل [ ولهم فيها رؤساء‬ ‫بلدة طيبة ‪ .‬ذات‬ ‫والذين في‬ ‫من الرستاق وحطاط‬ ‫والجوابر المتبعثرون في عُمان©‪،‬‬ ‫الحبوس‪ ،‬كلهم طائفة واحدة‪ ،‬هكذا في نفسي‪ .‬أما الذين في جعلان بني‬ ‫جابر أهل الهموب‪.‬‬ ‫بني‬ ‫فهم من‬ ‫الله ©‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫أولاد‬ ‫بحسن خصوصا‬ ‫دخلوا في بني بحسن من عهد غير بعيد‪ .‬والذين في فلج القبايل فرتيسهم‬ ‫عمه‪.‬‬ ‫وبنو‬ ‫سالم ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الله بن ربيع‬ ‫عبد‬ ‫الحالي ‪ .‬سالم بن علي بن أحمد بن‬ ‫بطون‪.‬‬ ‫وهم في الفلج عدة‬ ‫العريقة فى المجد والشأن بخصال‬ ‫اعلم آن من القبايل المعدودة بعمان‬ ‫وهم في الثغر منها ‏‪ ٠‬ببلدانهم‬ ‫نخل [‬ ‫في حوزة‬ ‫شمس‪.‬‬ ‫معولة بن‬ ‫العروبة ‏‪ ٦‬آل‬ ‫الوضع المستحسن ‏‪ ٠‬والشكل البهج ‪.‬‬ ‫ذات‬ ‫وأهل عزة وأدب وفضل‬ ‫وهم أهل حضارة بالنسبة إلى جيرانهمث‬ ‫وشرف وحسن أخلاق وكرم‪ ،‬في تلك الأطراف‘ وهم أهل دهاء‪ ،‬أدهى من‬ ‫غيرهم من أهل عمان ‪ .‬شأن كل قبيلة ذات حضارة‪.‬‬ ‫الزاهرة‬ ‫وفيها البساتين‬ ‫صالح‪.‬‬ ‫رائقة حسنة طيبة [ في فضاء‬ ‫ولهم بلدان‬ ‫الخضراء بأشجارها النضرة‪.‬‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ومن أعجب بلدانهم «أفي» (بفتح الهمزة‪ ،‬وكسر الفاء‪ ،‬بعدها ياء)‪،‬‬ ‫كأنها تعد بالوفاء أو تعترف به‪ .‬وهي بلدة واسعة طيبةث ذات مزارع للحنطة‪.‬‬ ‫وهي عاصمة الزعامة المعولية‪.‬‬ ‫ورئاستهم الحالية في أولاد ناصر بن محمد بن بلعرب بن عمر بن‬ ‫بلعرب بن سيف بن عمر‪ .‬وبيتهم هذا معروف بأولاد عمر‪.‬‬ ‫ببن ناصر‬ ‫وهم عدد له أهمية قيمة‪ . .‬والمقدم الآن فيهم سعود بن خلف‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫كثيرون‬ ‫السابق‬ ‫في‬ ‫رئاستهم‬ ‫تنازع‬ ‫وقد‬ ‫فيهم‪.‬‬ ‫المسؤول‬ ‫وهو‬ ‫أبيه‪.‬‬ ‫بعل‬ ‫ورئاسة‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫أناس‬ ‫إلى‬ ‫مسلمات‬ ‫وصارت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المعاول‬ ‫رجالات‬ ‫في‬ ‫وتشعبت‬ ‫محمل‬ ‫ناصر بن‬ ‫ولا ينكر آل‬ ‫يقول‪ : :‬أنا‪.‬‬ ‫وفي غيرهم ممن‬ ‫في هؤلاء ‏‪٠‬‬ ‫«أفي»‬ ‫إلى فريق فيها ‪.‬‬ ‫رئاسة حبر‬ ‫وصارت‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫أهل عمان ‪ .‬فاقتتلوا فيما بنيهم في‬ ‫كثير من‬ ‫وتلاعبوا بأنفسهم كتلاعب‬ ‫أول هذا القرن‪ ،‬لكبر نفوسهم ‪ .‬وزيادة عتوهم على بعضهم بعضا‪.‬‬ ‫ومن أكثرهم ذكرى لسالف الآباء‬ ‫وهم من أعرق القبايل في الشرف‬ ‫والأجداد‪ .‬إذ كان منهم بنو الجلندى ‪ .‬ملوك عمان جاهلية وإسلاماً‪.‬‬ ‫على مزون إتاوات وتيجان‬ ‫وأين معولة قبل الرسول لهم‬ ‫وأولاد‬ ‫والمحيدثيون ‪.‬‬ ‫العريقيون [‬ ‫أهمها‬ ‫عحديدة©‬ ‫بطون‬ ‫معولة‬ ‫وآل‬ ‫عمر‪ .‬ومنهم أولاد ناصر كما قدمنا ‪ .‬ومنهم أولاد ابن زامل ‏‪ ٨6‬وأولاد غسان ‪،‬‬ ‫أولاد‬ ‫من‬ ‫أي‬ ‫نبهان ‪.‬‬ ‫راشد بن‬ ‫بن‬ ‫سيف‬ ‫ومنهم‬ ‫عدي ‪.‬‬ ‫وأولاد‬ ‫والصوالح‪،‬‬ ‫وفي المعاول أخيار وأشرار‪ ،‬شأن كل قبيلة واسعة‪ .‬والتى سبق أن تولت‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الملك‪ .‬لا تزال النفوس تدعي وتتعالى‪ ،‬وترى لها اختصاص عن سواها‪.‬‬ ‫وآل معولة جبهة عالية في القبايل العّمانيةء وحضيرة زاهية في الهيئة‬ ‫القبائلية‪.‬‬ ‫قبيلة بني خروص‬ ‫ديوان الإمامة‬ ‫اعلم أن قبيلة بني خروص في عُمان‪ ،‬غير كثيرة العدد‪ .‬ونحن التزمنا في‬ ‫بالنسبة إلى ما‬ ‫والقوة‬ ‫العدد © التى لها الحول‬ ‫العنوان [ ذكر القبائل ذات‬ ‫هذا‬ ‫حولها من القبائل‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬فهي‬ ‫القبايل الأخرى‬ ‫تحت‬ ‫القبايل المنضمة‬ ‫من‬ ‫القبيلة إن لم تعدل‬ ‫فهذه‬ ‫من القبايل عغير الكثيرة العدد©‪ ،‬ولا الشديدة عتواً‪ .‬فإن أهم هذه القبيلة في‬ ‫وادي بني خروص ‏‪ ٦‬أي الوادي المعروف بهم ‪ 6‬فهم إإما تحت الجناح النبهاني‬ ‫بقية البلاد‬ ‫لاسيما فى‬ ‫أما هم استقلالا في بيئتهم فلا‪.‬‬ ‫أو العربي غالبا‪.‬‬ ‫الأخرى‘ من باب أولى‪.‬‬ ‫وهم حيثما يكونون عيون باصرة‪ ،‬وأنجم زاهرة‪ ،‬لأنهم من أشرف‬ ‫العرب العمانية خ إذ هم من صميم الأزد‪ .‬والأزد هم كما يقول صاحب‬ ‫المؤتمن‪ :‬أنف اليمن وعينها‪ .‬وبنو خروص كما نقول نحن‪ :‬هم أنف الأزد‬ ‫وعينها‪.‬‬ ‫وحالهم غير خفي‘ فإن شرف بني خروص هيولاه الإمامة وأركانه‬ ‫الثقات الذين مازالوا أعمدة العدالة‪ ،‬وما فتئوا دوحة التقوى© وخيرة الناس‬ ‫إيمان‪ .‬وأكملهم في معاني الفضل‪ ،‬لأن شرف التقوى هو الشرف الحقيقي ©‬ ‫الذي له الشأن عند الله‪.‬‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قبيلة بني غافر‬ ‫من القبائل ذات الشأن في غمان‬ ‫اعلم أن بني غافر قوم تسلسلوا من سامة بن لوي بن غالب القرشي‪.‬‬ ‫بعد حادثة سيل العرم‪ ،‬وارتيادهم للبلاد‪5‬‬ ‫نزلوا عمان كغيرهم من العرب‬ ‫كما علم ذلك‪ .‬ولبني غافر الوادي المعروف بوادي بني غافر‪.‬‬ ‫والبلد التي بها علم رئاستهم خفدي‪( ،‬بفتح الخاء المعجمة} وسكون‬ ‫الفاءء وكسر الدال المهملة ث بعدها ياء)‪.‬‬ ‫وبنو غافر رهط عديد‘ له شأن في عُمان‪ ،‬ولهم عدة بلدان‪ .‬وهم أهل‬ ‫شدة وصلابة في شؤونهم‪ .‬ولهم نجدة‪ ،‬وصبر على مضض الدهر‪ ،‬وهم من‬ ‫وأجسرهم عليها إذا اشتد الطعن والضرب‪.‬‬ ‫أصبر القبائل على بلوى الحروب‘‪،‬‬ ‫ولهم في ذلك شارات معلومة‪ ،‬وأخبار مرسومة‪.‬‬ ‫المعروف‬ ‫ومنهم خرجت زعماء بعمان‪ .‬كآل راشد بن حميد‬ ‫بالعطابى‪( ،‬بالعين المهملة المفتوحة‪ ،‬والطاء المهملة المفتوحة المشددة©‬ ‫الظاهرة‬ ‫فياء) وكان تولى من ملك عمان حصون‬ ‫بعدها ألف ى فباء موحدة‬ ‫زمانا‪ .‬وله الشأن المسجل في صحائف التاريخ‪.‬‬ ‫ومنهم خرج محمد بن ناصر الذي أخذ هو وخلف بن مبارك مأخذهما‬ ‫من عُمان‪ ،‬وتبادلا شقي عُمان‪ ،‬عصبية ورئاسة وولاية وسياسة‪ .‬فكان من‬ ‫خف معه سمي غافريا بإضافته إليه‪ .‬ومن لف عند خلف بن مبارك الهنائي‬ ‫العنبوري‪ ،‬الزعيم الثاني والجمرة الحمراء يسمى هنائياً نسباً جرى على غير‬ ‫أصول النسب‪ .‬وعصبية لا تقتضيها الديانة‪ ،‬وإنما همى فقط حب الزعامة‬ ‫والترؤس على الناس بالقهر والغلبة‪ .‬وحب الاستبداد‪ .‬وسوء الرأي في ذلك‬ ‫‪١٥٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫غير مجهول‪ .‬فكان لهذه العصبية ما لا يحتاج إلى بيان‪.‬‬ ‫هامة العروبة‬ ‫العليا من‬ ‫الذروة‬ ‫في‬ ‫معدودون‬ ‫وبالجملة فبنو غافر قوم‬ ‫العمانية‪ .‬وبالمحل المعتبر من المجد‪ .‬ورئاستهم في وادي بني غافر ترجع‬ ‫إلى أولاد ناصر بن راشد وهو أعقل القوم وأوفاهم‪ .‬وينازعه في الرئاسة ‪،‬‬ ‫منهم ‪.‬‬ ‫علي ‪ .‬وهم بطن‬ ‫محمد بن‬ ‫لهم ‪ :‬أولاد‬ ‫العشيرة ‏‪ ٠‬يقال‬ ‫هذه‬ ‫فريق من‬ ‫بعدها‬ ‫أيضا‬ ‫وفتح القاف‬ ‫تحت|‪©١‬‏‬ ‫من‬ ‫المثناة‬ ‫يقا (بفتح الياء‬ ‫وبلادهم‬ ‫ألف)‪ ،‬وهي من جملة بلاد بني غافر‪ ،‬في هذا الوادي‪.‬‬ ‫ولهم رئاسة الدريز والعينين من الظاهرة‪ ،‬كما سبقت الإشارة إلى ذلك‪.‬‬ ‫وإليه منتهى أمر هذين‬ ‫وزعيمهم بهما علي بن سعيد بن محمد بن سليمان‬ ‫البلدين منذ عهد جده المذكور‪ ،‬الذي قضى على فالجلغبي‪( ،‬بفتح الغين‬ ‫المعجمة‪ ،‬وكسر الباء الموحدة مشددة) بقضاء الظلم والعدوان حيث دمر‬ ‫قرية من أبهج القرى‪ ،‬وخرب مدينة من أطيب المدن‘ بغير موجب شرعي‪6‬‬ ‫إلا الغطرسة بقهره على حصن العينين‪ ،‬وكون فلج الغبي تحت يده© فذلك‬ ‫الغبي على حاله هذا‪،‬ؤ منذ ذلك العهد إلى الآن‪ ،‬هلكت فيه أموال العباد ‪5‬‬ ‫وذهبت بها يد التلاشي والفساد‪ .‬وذلك يدل على خلل في السلطة العمانية‬ ‫كبيرك وعدم اهتمام حكومتها‪ .‬ولكن تبعثر الملك العُماني‪ ،‬وانحيازه مجزء‬ ‫في أيدي الرؤساء‪ ،‬معروف وبه صارت الإمارة العمانية إمارات©‪ ،‬وحكومتها‬ ‫حكومات “ ولذلك أسباب يعرفها المعنيون بهذا المقام‪.‬‬ ‫فلا يعرف الآن مال قوم من مال آخرين ونريد بالمال نحن العمانيين‬ ‫البساتين خاصة بذلك‘ عرفا عماني عاماًؤ فإذا أردنا غير ذلك‘ ميزناه بشيء‬ ‫من صفاته‪ .‬فها هي الغبي تدعو وتنادي‪ ،‬ولا مجيب لها طيلة هذه المدة‪ .‬والله‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫القصور‬ ‫وانهدمت‬ ‫الدور‪،‬‬ ‫وتخربت‬ ‫المنازل‪،‬ث‬ ‫تهدمت‬ ‫فقد‬ ‫المستعان‪.‬‬ ‫واندثرت المساجد‪ .‬والله يملي لعباده‪ ،‬وليس بغافل عما يعملون‪ .‬وقد أشرنا‬ ‫إلى هؤلاء القوم مزقوه‪ .‬ولا‬ ‫ولما انتشر وبلغ‬ ‫إلى هذا في كتابنا الإاسعاف‘‬ ‫له قولته‪ ،‬وليس ذلك بضائر‪.‬‬ ‫عز وجل وقال‬ ‫ريب فقد مزق الوليد كتاب الله‬ ‫ينافي العقل‪ ،‬وإن كانوا أرادوا‬ ‫المؤلف فذلك‬ ‫وإن كانوا بالحقائق التي ذكرها‬ ‫عقوبة الله عز وجل ‪ .‬فإن الله‬ ‫فلا يؤمنون من‬ ‫بذلك إهانة للمؤلف وإغاضة‘‬ ‫َ‬ ‫أعطاه دعوة سعد‪.‬‬ ‫قبيلة بني حراص‬ ‫في الناحية الرستاقية‬ ‫اعلم أن بني حراص وهم قوم من وايل من القبايل المهمة‪ ،‬التي لها‬ ‫عدد جم‪ ،‬وهي من الأرهاط المهمة في قلب عمان‪ .‬وعاصمتها جما من‬ ‫أعمال الرستاق‪.‬‬ ‫وتمتد هذه القبيلة إلى نخل وإلى سمايل في خوبارها‪ ،‬وإلى الرستاق‬ ‫لها السيطرة‬ ‫على بطون متعددة كثيرةك‬ ‫وإلى الباطنة‪ .‬وتشتمل‬ ‫وتوابعهاك‬ ‫عليها‪ ،‬والنفوذ فيها‪.‬‬ ‫وأرهاط حراص وفية عديدة ملية مجيدة‪ .‬تتبعها الآن رجال من أمجاد‬ ‫الرجال‪ .‬وآل حراص لهم الحول والطول في أرجائها الواسعة‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بن‬ ‫بن د يا ب‬ ‫بن سليما ن‬ ‫بن محمد‬ ‫بن فا ضل‬ ‫محمد‬ ‫ويرأسهم سا بقا آل‬ ‫ناصر بن سليمان بن ناصر بن محمد الحراصي‪ .‬والآن آل محمد بن طالب‪.‬‬ ‫والموجود الآن قائما بزعامتهم زهران بن محمد منه‪.‬‬ ‫قبيلة العبريين‬ ‫لا يخفى عليك وأنت الحر اليقظ أن قبيلة العبريين من قبائل عمان‬ ‫الشهيرة‪ .‬والعبريون هم قوم من الأزد‪ .‬منحدرون من سلالة عبرة بن زهران‪،‬‬ ‫وبقية النسب معروفة‪ ،‬فهم أزديون لا منازع لهم في ذلك‪.‬‬ ‫ومنعة‪.‬‬ ‫وشدة‬ ‫وطولة ‪.‬‬ ‫ولهم صولة‬ ‫وأودية شهيرة‪.‬‬ ‫عديدة ©‬ ‫ولهم بلدان‬ ‫وهم كما قيل‪ :‬أهل سيف وأهل ضيف‪ .‬عرفوا بذلك‪ .‬وليس من حاجة إلى أن‬ ‫المجد‬ ‫وخصال‬ ‫‏‪ ٦‬والعلم والأدب‪.‬‬ ‫بهم ‏‪ ٠‬وهم مثال في الفضل والشرف‬ ‫نعرف‬ ‫كادت أن لا تزايلهم طرفة العين‪.‬‬ ‫وقد علم في عمان أن طائفتين اختصتا بأشياء دون أهل عُمان“ فإن‬ ‫الحجريين فى الشرقية ‪ .‬مثال فى الدين والإيمان ‪ .‬والعبريين فى الغربية كذلك‪.‬‬ ‫كما أن المساكرة في الشرقيةث مثال للبأس والشدة والصبر‪ .‬وبني علي في‬ ‫الغربية كذلك‪.‬‬ ‫ومن أشهر بلاد العبريين في هذه القرون الأخيرة الحمرا وهي من أفخر‬ ‫بلاد عُمان‪ ،‬وأبهجها عمراناء وهي من نشء الدولة اليعربية‪ ،‬إذ نشأت في‬ ‫بلدان‬ ‫بين‬ ‫الحالى‬ ‫مقامها‬ ‫الحمرا‬ ‫قامت‬ ‫الدولة‬ ‫وبتلك‬ ‫وليدتها‪.‬‬ ‫فهى‬ ‫شبابها ‪3‬‬ ‫عمان ‪ .‬وبها محط رحالهم‪ ،‬وعليها علم رئاستهم‪ ،‬وبها عرش زعامتهم‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬هكذا الأصل وواضح أن فيه كلاما لم يتمه المؤلف‪.‬‬ ‫‪١٥٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهم بيت عريق الشرف في‬ ‫بن زهران‪.‬‬ ‫ورئاسة العبريين في أولاد محسن‬ ‫من هذا البيت‪.‬‬ ‫آل عبرة‪ .‬ويتولى رئاستهم الحالية‪ ،‬عبد الله بن مهنا بن حمد‘‬ ‫وأبطال مشهورين‬ ‫بأخيار معروفين‪،‬‬ ‫لا يجارى‪،‬‬ ‫وفي العبريين شرف‬ ‫العبري ‏‪٠‬‬ ‫بن خميس‬ ‫ومنهم الشيخ العالم العامل ‪ .‬ختام السلف الصالح ©‪ .‬ماجد‬ ‫ومنهم أبوه الشيخ الفقيه‪ ،‬المعروف بذي الغبرا خميس بن راشد‪ .‬وغيرهما في‬ ‫سالف العبريين كثيرون‪ .‬وهم بطون‪ .‬ومنهم الشيخ العلامة أبو عبد العزيز‬ ‫فى‬ ‫الرجال‬ ‫أنجب‬ ‫بمسقط ‪ .-‬من‬ ‫القاضى‬ ‫محسن ‪6‬‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫إبراهيم بن‬ ‫التحصيل العلمي‪ ،‬واسع الثروة فيه‪ ،‬غزير المادة في العلوم الفقهية‪ ،‬ذكي‬ ‫الذهن الجامع للأدب من جميع نواحيه‪ ،‬واعي الذهن“ نير الفكرة العلمية©‬ ‫متضلع بعلوم جمة أديب لبيب أريب©‪ ،‬له اليد في قواعد الأحكام الشرعية ‪5‬‬ ‫أحد المتخرجين على الشيخ ماجد بن خميس‪ .‬بحق أقول هو زينة العبريين ©‬ ‫وكوكبهم المشرق‪.‬‬ ‫قبيلة الدروع‬ ‫في بدو غمان‬ ‫اعلم أن الدروع من القبائل المهمة‪ ،‬في البادية العمانية‪ .‬كثيرة العدد‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫واسعة ‏‪ ٠‬لها أهميتها البدوية ‏‪ ٠‬وصولتها‬ ‫تقع في الجنوب العماني إلى الفهود‪ .‬ولها قرية تنعم‪ ،‬وهي ظهير عبري‬ ‫في هذه الآونة التي نحن فيها‪ .‬وزعيمها الأكبر محمد بن سعيد بن حامد ‪،‬‬ ‫وابن عمه علي بن هلال‪ .‬وعلي بن هلال هو من الرجال المعدودين في‬ ‫الزعامة الدرعية‪ ،‬مقدام حر‪.‬‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫رئاسة‬ ‫وفيهم‬ ‫وفير‪،‬‬ ‫عدد‬ ‫وهم‬ ‫المحاميد‪.‬‬ ‫الدروع‬ ‫أهم بطون‬ ‫ومن‬ ‫لا يقلون عن القبايل البدوية في عُمان‪.‬‬ ‫الدروع‪ .‬والدروع عدد معروف©‪،‬‬ ‫والدروع قوم من نزار‪ ،‬لا مرية في نسبهم‪ .‬وهم أهل إبل كثيرة وأكثر‬ ‫أعمال البترول الآن في أحوازهم العمانية‪ .‬خصوصا الذي في نتية‪ .‬وفي‬ ‫الجبال‪ .‬وقد أصبحوا الآن في مقدمة أهل عُمان©‪ ،‬في هذا الصدد الذي كان‬ ‫أمرا وهمياً في عمان‪ .‬وسوف يكون الدروع سادة جنوب عمان بغير مرية‪.‬‬ ‫والحال يقضي بذلك‪ .‬وها هم يسوقون السيارات‪ ،‬بدل النوق المشهورات‪.‬‬ ‫ولعلهم سيسوقون قريباً الطائرات‪ .‬وله الأمر‪ .‬هذا من الأدلة الجليلة على قرب‬ ‫عهد الدنيا بالزوال‪ ،‬الموعود بقوله عليه الصلاة والسلام‪ :‬إذا رأيت رعاء‬ ‫الشاء والإبل‪ ،‬يتطاولون في البنيان‪ .‬أو كما قال عليه الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫وقد جاء نسب الدروع في الإسعاف‪ ،‬وفي رعاية الأحساب أيضا‪.‬‬ ‫فطالعها إن شئت‪.‬‬ ‫قبيلة بني هناءة بن مالك بن فهم‬ ‫ولكنها منيعة‬ ‫ليست قبيلة كثيرة العددك‬ ‫اعلم أن قبيلة بني هناءة‪8‬‬ ‫صعبة المراس ‏©‪٥‬‬ ‫النفوس ©‬ ‫الحقوق ‪ .-‬عزيزة‬ ‫ثابتة‬ ‫محفوظة الشرف ‪.‬‬ ‫الحمى ©‬ ‫متينة العمود‪ ،‬ثابتة الأعلام‪.‬‬ ‫صلبة العود‬ ‫بن مالك‬ ‫إلى هناءة‬ ‫ِ‬ ‫‪.-‬‬ ‫الأزدي‬ ‫الملك‬ ‫بن فهم ‪.‬‬ ‫الذي فتح للعرب‬ ‫بعد حروب‬ ‫باب عُمان‪،‬‬ ‫سجلها التازيخ على جبهته الغراء ورسمها‬ ‫الإخباريون على أوراقهم الزهرا‪.‬‬ ‫ولهم بلدان عديدة‪ .‬لكنها غير كبيرة الشأن ولا عظيمة العمران‪ ،‬بل‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫هي كساير بقايا بلاد عمان‪ .‬ومن أشهرها الغافات‪ ،‬وهي تقع شرقي جبل‬ ‫الكور المقدم الذكر‪ .‬ومنها تسلسل بلدان تحيط بهذا الجبل من جميع جهاته‪.‬‬ ‫وهو حصنهم المنيع© وقصرهم الرفيع‪.‬‬ ‫لا‬ ‫وكيف‬ ‫لا يستنكرها إلا جاهل‪.‬‬ ‫وشهامة آل هناءة بن مالك‘‪0‬‬ ‫ومالك بن فهم عنصرهم الذي ينحدرون منه‪ ،‬انحدار المطر من المزن‪ .‬ونجدة‬ ‫الطعنة‬ ‫ولهم‬ ‫الدهر‪.‬‬ ‫طيلة‬ ‫لا تختفيان‬ ‫صرامته‪،‬‬ ‫وشدة‬ ‫هناءة بن مالك“‪٥‬‏‬ ‫النجلاء‪ ،‬والوقعة الشوهاء‪ ،‬والوقفة الروعاء‪ ،‬بين الميادين‪.‬‬ ‫ورئاسة بني هناءة في أولاد الوليد‪ .‬ويتولاها الآن أولاد هلال بن زاهر‬ ‫بن غصن بن هلال بن زاهر‪ .‬ومنهم أبناء عمهم أولاد علي بن هلال بن زاهر‪.‬‬ ‫وأبطال النزال‪ .‬وهم الحية التي لا يبرد سمها‪،‬‬ ‫وفيهم مقاديم الرجال‬ ‫والنار التى لا يطفاً لهبها‪ .‬وفى بنى هناءة من أحرار الرجال جملة‪ ،‬يطول‬ ‫استقراؤها في هذا المختصر‪9 .‬‬ ‫ومنهم أئمة في عُمان‪ ،‬لا يخفى شأنهم‪ ،‬ولا ينكر مكانهم بين مناصب‬ ‫الأئمة‪ ،‬منهم الإمام عمر بن محمد الزنحي‪ ،‬بطن من هناءة بن مالك‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫هم ابن فراهيد بن مالك‪ .‬ومنهم في عصرنا هذاء الإمام غالب بن علي بن‬ ‫هلال بن زاهر ‪ ،‬المنصوب بولاية العهد له من الإمام الخليلي‪ ،‬وهو من أولاد‬ ‫هلال بن زاهر الهنائي‪ ،‬المتصل نسبه إلى خلف بن مبارك بالقصير العنبوري‪.‬‬ ‫والصحيح أن أولاد هلال بن زاهر‪ ،‬من سليمة بن مالك بن فهم‪ .‬فما في‬ ‫العنوان أقرب إلى الخطأ‪ ،‬وهذا أقرب إلى الصحة‪.‬‬ ‫وبنو هناءة مقاديم في أهل عمان‪ .‬ومن أشهر بلدانهم أيضا «بلادسيت»‬ ‫اسم مركب تركيب إضافة بلاد إلى سيت (بسين مهملة مفتوحة‪ ،‬بعدها مثناة‬ ‫‪١٥٩‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫تحتية ساكنة‪ .‬فمثناة فوقية)‪ .‬وسيت كلمة هندية‪ ،‬ومعناها التاجر أو الزعيم©‬ ‫أو نحو ذلك‘ؤ فهي لفظة تكريم عندهم‪ 6‬كالشيخ أو السيد أو الرئيس عند‬ ‫غيرهم‪ .‬ولا أدري سبب جعلها علما على هذه البلدة‪ .‬هل كان بانيها رجلا‬ ‫من رجال الهند؟ ولعله أيام الدولة اليعربية فإنها ساقت سبايا من الهند على‬ ‫ما قيل‪ :‬إنهم ساقوا من تبة ومن الديو (بكسر الدال المهملة‪ ،‬وسكون المثناة‬ ‫التحتية)‪ ،‬ستة آلاف أسير اندمجوا في عمان وأهلها‪ .‬وتوجد هذه الكلمة‬ ‫علما على دار سيتؤ التي هي نعشي بيت الفلج‪ 6‬وغربي مدينة المطرح‪.‬‬ ‫وبلاد سيت أي بلدة بني هناءة المذكورة‪ ،‬لم تكن قديمة العمران‪ .‬وهي‬ ‫واقعة شرقي جبل الكور‪ ،‬في رقعة صالحة طيبة‪.‬‬ ‫ولبني هناءة علاقات بالرستاق‪ .‬ولهم بلدان أآخرى‪ ،‬كالخوض في وادي‬ ‫سمايل‪ ،‬والحوقين في الطرف الرستاقي‪ .‬وهم مشتركون مع غيرهم في بعض‬ ‫البلدان‪ .‬وله در بني هناءة‪ ،‬مادينوا‪ ،‬وكم دانوا‪.‬‬ ‫قبيلة الحواسنة‬ ‫في الجانب الغربي من غغمان‬ ‫اعلم أن الحواسنة من آل طي‘ قوم من اليمن‪ .‬من أمجاد القبايل ومن‬ ‫مهامها‪ .‬وقد نشطوا في هذه الأيام‪ .‬ونمت العشيرة واتسعت مادة وعدداً‬ ‫وعدة وتوسعوا في الريف العّماني‪ ،‬لاسيما زعماؤهم‪ .‬فإن سلطنة مسقط‬ ‫أدنتهم فأغنتهم‪ ،‬والغنى ماء الحياة الذي ينبت به البذر البشري عادة فى هذه‬ ‫الزهر‪.‬‬ ‫ويسقطان‬ ‫ذلك البذر ‪6‬‬ ‫والفقر والجوع يقتلان‬ ‫المعمورة‪.‬‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وللحواسنة شهامة لا تخفىؤ ونكاية لا تنكر‪ .‬ولهم بين القبايل التي‬ ‫لحكمة‬ ‫يشاء ‪.‬‬ ‫من‬ ‫ويذل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫يشاء‬ ‫من‬ ‫والله يعر‬ ‫مطوي‪.‬‬ ‫غير‬ ‫علم‬ ‫تجاورهم ‪.‬‬ ‫العلية‪.‬‬ ‫تقتضيها إرادته‬ ‫والحوامد ‪ 0‬وبنو سعيد {‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫الحواسنة معروفة كالمجامعة ‘‬ ‫وبطون‬ ‫والغيزين‪.‬‬ ‫الحواسنة ‪.‬‬ ‫منها وادي‬ ‫عديدة ©‬ ‫ولهم بلدان‬ ‫ورئيسهم الحالي سلطان بن سيف بن محمد‪ .‬يقال‪ :‬هو سالمي الأصل‪.‬‬ ‫وهو شخص بارز باسل‪ ،‬متجرد لطاعة السلطنة السعيدية‪ ،‬قائم في أوامر‬ ‫السلطان سعيد بن تيمور بكل رغبة‪ ،‬وبذلك أصبح زعيما تنظر العيون إليه‪.‬‬ ‫وعددهم‬ ‫رهط واسع‪،‬‬ ‫قبيلة بني عمر ‪.‬‬ ‫بعمان ئ‬ ‫ومن القبائل المعدودة‬ ‫وافر‪ .‬ولهم في الظاهرة بلدان تتصل بالساحل‪ .‬ولهم نجابةء وصبر على بلوى‬ ‫الدهر‪ .‬وفيهم رجال لها مقامات سامية‪ ،‬وأبطال متوالية‪ .‬وحماة معروفون‪،‬‬ ‫أشداء في حوزتهم ث يقتادون زعامة عربية‪.‬‬ ‫ونعم النسب‬ ‫رضي الله عنه‪.‬‬ ‫بن الخطاب‬ ‫وبلغني أنهم ينتسبون إلى عمر‬ ‫كلا‬ ‫وعلى‬ ‫صعصعة‪.‬‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫نراه نحن ‏‪ ٥‬أنهم من‬ ‫والذي‬ ‫لو صح‪.‬‬ ‫هم نزاريون‪.‬‬ ‫النسبين‬ ‫وفي بني عمر زعماء خصيصون في بطونهم وفصايلهم‪ ،‬لا يجهلون‪.‬‬ ‫بن‬ ‫ومن الزعماء أيضا ‪ .‬حمدان‬ ‫وخليفة بن عبيد‪،‬‬ ‫ومنهم آل سالم بن مرهون‬ ‫بعدها‬ ‫مشددة©‪©5‬‬ ‫تحت‬ ‫من‬ ‫والمثناة‬ ‫الهاء ‪.‬‬ ‫(بفتح‬ ‫الهيال‬ ‫في‬ ‫عمه‬ ‫وأبناء‬ ‫سليم ‏‪٠‬‬ ‫فلام) ‪ 0‬قرية من قرى بني عمر معروفة‪.‬‬ ‫ألف‪٥‬‏‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فمثناة‬ ‫ولهم بلدة كهنات (بفتح الكاف والهاء‪ ،‬بعدها نون‪ ،‬فألف©‬ ‫فوقية) ولهم الوادي المعروف بهم‪ ،‬ببلدانه وجميع شؤونه‪.‬‬ ‫ومن أكثر أهل عمان استخداما لحكومة مسقط‘© في هذه العصور‬ ‫مطاعون في‬ ‫للحكومة‪،‬‬ ‫مطيعون‬ ‫ورؤساؤهم‬ ‫وعساكر‪.‬‬ ‫الأخيرة ‪ .‬فهم جنود‬ ‫العشيرة‪ .‬وأصبرهم على مضض الدهر ونوائبه‪ .‬وكثرتهم بين قبائل الغربية‬ ‫ملموسة‪ .‬وأقرب من بقايا قبائل الظاهرة إلى الاستقامة في دينهم‪ .‬وأقل القبائل‬ ‫بطشاً‪ .‬وهم أمجاد أجواد‪ .‬وفي باب الرجال ليوث وآساد‪ .‬ومقامهم لا يخفى‬ ‫على أهل عمان‪.‬‬ ‫وأما بطونهم تفصيلا فهم‪ ،‬أولا‪ :‬التناعم‪ ،‬وهم أولاد سليم بن راشد ه‬ ‫في الهيال‪ .‬وأما في كهنات‪ ،‬فأولاد حمد بن حمدان‘ من بني سعد‪ .‬وأما في‬ ‫ثم أولاد سنين (بسين مهملة ‪،‬‬ ‫ثم أولاد سيف“‪،‬‬ ‫فعلاقمة‪،‬‬ ‫وادي بني عمر‬ ‫فأولاد حميد‪،‬‬ ‫فنون)‪ .‬فأولاد بني خيل‪،‬‬ ‫فمثناة تحتية مشددة‪.‬‬ ‫فنون‪،‬‬ ‫فالحوامد‪ ،‬فالمخالدة} فالمزايدة‪ .‬فالمزاينة‪ .‬وفي حيي (بكسر الحاء المهملة }‬ ‫بعدها مثناة تحتية‪ .،‬فموحدة\ فباء) وأنا أظن بعد المثناة التحتية جيما فقلبت‬ ‫موحدة على لغة البادية‪ ،‬لأن أهل هذه النواحي أغلبهم بادية‪.‬‬ ‫وأخبرني من له اطلاع بهم‪ ،‬أن عددهم يفوق عدد المقابيل‪ .‬وعليه فهم‬ ‫كثيرون‪ .‬ومن أشهر بلدانهم بعد الهال وكهنات دقال أيضا‪ ،‬ثم الفرفار‪ ،‬ثم‬ ‫الاثلات‘ ثم حيي‪ ،‬التي تكلمنا عنها آنفا‪.‬‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قبيلة بني كلبان‬ ‫من أهم القبائل الغربيةؤ قبيلة بني كلبان‪ .‬وهم قوم من وايل على‬ ‫الشهير‪ .‬وهم أرهاط تعددت بطونها‪ ،‬وانتشرت في نواحي الظاهرة‪.‬‬ ‫ولهم الآن إمارة مقنيات‪ ©،‬تلك البلدة الطيبةث ذات البهجة الكريمة ©‬ ‫أنتجتها الزعامة النبهانية‪.‬‬ ‫ومنه‬ ‫شاع ذلك‪،‬‬ ‫كما‬ ‫غراساً منوعاً ‪.‬‬ ‫محسن‬ ‫بن‬ ‫إليها فلاح‬ ‫وجلبت‬ ‫شجرة المانغا‪ ،‬المعروفة فى عمان بالامبا‪ ،‬أول ما غرست بعمان فى مقنيات‪.‬‬ ‫وكل واحد‬ ‫بن سيف‪.‬‬ ‫وحمد‬ ‫بن ناصر‪،‬‬ ‫آل غصن‬ ‫وزعماء بني كلبانث‬ ‫من فرقة‪.‬‬ ‫قبيلة المقابيل‬ ‫اعلم أن المقابيل في الطرف الغربي من عُمان‪ ،‬حول الظاهرة‪ ،‬داخلياً‬ ‫محسوسة‪.‬‬ ‫ونجابة‬ ‫ملموسة ‘‬ ‫كثرة‬ ‫ولهم‬ ‫وساحلياً‪.‬‬ ‫ولم أقف على صحة لنسبهم‪ ،‬وكنت أعتقد أنهم من قبائل الحدان بن‬ ‫شمس“‪ ،‬نظرا إلى أوضاع المجاورة والاختلاط‪ ،‬أحوازا ومداخلة وغيرها‪.‬‬ ‫بن‬ ‫مبارك‬ ‫بالشيخ‬ ‫اجتمعت‬ ‫إدا‬ ‫حتى‬ ‫بغير دليل ‪.‬‬ ‫ولكن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫اعتقادي‬ ‫كان‬ ‫وهكذا‬ ‫سالم بن حميد‪ ،‬قاضي الرستاق في هذه الآيام‪ ،‬وتذاكرنا المقابيل ونسبهم‪،‬‬ ‫هذا ما أفادني فيهم والأولى أن نأخذه عنه‪ ،‬والعهدة عليه فى ذلك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أما المقابيل ونسبهم‪ ،‬فالشهير عند الناس أنهم من مخزوم‪ .‬وهكذا‬ ‫المستقر عند الناس‪ .‬كما أنني أيام الشبيبة بوطني الوادي‪ ،‬هكذا أسمع من‬ ‫‪١٦٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الآباء‪ .‬وهم إذا تليت بعض السير بمحافلهم‪ ،‬وجرى الذكر على شيء من‬ ‫على يد السيد خالد بن‬ ‫التي جرت‬ ‫الوقائع © كسيرة فتوح الشام وغيرها‪،‬‬ ‫الوليد بن المغيرة المخزومي“ فإن الجماعة بذكره يسرون‪ .‬أما آنني بنفسي فلا‬ ‫وقفت على تاريخ لذلك‘ والغيب عند الله‪.‬‬ ‫قال‪ :‬مع أن بعض الناقلين‪ ،‬زعموا أن أصل تسمية المقابيل حادثة‪.‬‬ ‫وزعموا أن مقبل هو السيد سليمان بن السيد خالد بن الوليد المقدم ذكره‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وسليمان هذا قتل بمعركة فتوح الشام البهنسا الغرا من أعمال مصر‪ ،‬أيام‬ ‫فتحها السيد خالد والده رحمه الله‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أما بلدانهم فهم بداخلية عُمان‪ ،‬أقل منهم بصحار وأوديتها‬ ‫ومتعلقاتها‪ .‬يقربون من خمسة عشر ألفا‪ .‬لكنهم كلهم خلافيون‪ ،‬لم يكن بهم‬ ‫بعدها‬ ‫(بباء موحدة مفتوحة©‬ ‫إباضي‪ .‬أما من بداخلية عمان © كأهالي بات‬ ‫وراء‬ ‫ألف‪ ،‬فمثناة فوقية) من الظاهرة‪ ،‬وأهالي بلد مري (بميم مضمومة‪،‬‬ ‫مهملة مكسورة‪ ،‬بعدها مثناة تحتية‪ ،‬كالأمر للمؤنثة بالمرور)‪ .‬قال‪ :‬والذين‬ ‫ليس فيهم خلافي‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فهم إباضيون‪،‬‬ ‫ووادي بني هني‪،‬‬ ‫بوادي بني غافر‬ ‫هذا ما بلغني من أخبارهم‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أما المذهب أو المذاهب الطارئة على عُمان‪ ،‬فى العهود‬ ‫الآخيرة‪ ،‬لا شك أنها تطرأ على الأبواب والمداخل‪ ،‬والساحل أحق بذلك‬ ‫للأن أبواب عمان سواحلها وأطرافها‪ ،‬وقد دبت إليها المذاهب الأخرى©‬ ‫فتعددت فيها‪ ،‬كالشيعة في مسقط‘ والوهابية في جعلان‪ ،‬والشافعية في‬ ‫صور والأحناف في الباطنة‪ ،‬وهكذا‪ .‬وبقي المذهب الإباضي بالقلب من‬ ‫عمان‪ .‬وما كانت هذه المذاهب موجودة فيما خلا‪ ،‬لكن اختلاط العمانيين‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بغيرهم‪ ،‬وتعصبهم بهم أيام حروبهم‪ ،‬جلب هذه المذاهب‘ ونشرها بينهم‪،‬‬ ‫وأخذ بها عوامهم وجهلتهم‪ .‬وأما أهل العلم والإيمان منهم‪ ،‬باقون على‬ ‫مذهبهم المحمدي لا الإباضي لأن ابن إباض لا يوجد له مذهب خاص‬ ‫في هذا العالم‪ ،‬ولا مسألة واحدة ء ولا قولا واحدا أبدآ‪ ،‬يقلده فيه متبعوه في‬ ‫المسمى بالاإباضة‪ ،‬الذي ظل بصنعا وسائر‬ ‫أصل أو فرع‪ .‬وهذا العالم العديد‬ ‫إلى الان‪،‬‬ ‫اليمن وحضرموت طيلة سبعة قرون منتشرا‪ ،‬وفي المغرب كذلك©‪،‬‬ ‫وفي عمان أيضا‪ ،‬مذهباً قائما بدوله وزعاماته‬ ‫وفي إفريقيا الشرقية أيضا‬ ‫لا‬ ‫ورؤسائه ‌ ولم يتقيد بابن إباض في أي شيء ‪ .‬مما يدلك أن هذا المذهب‬ ‫الأمة‪ .‬تبعاً لقوله عز‬ ‫يتقيد إلا بالكتاب والسنة‪ ،‬وآثار السلف الصالح من‬ ‫انتهوا ‪ 4‬ثم أردف ذلك‬ ‫وول فخذوه وم‪.‬ا تهكم عَنهُ‬ ‫و ما ءاتتكم الر تن‬ ‫وجل‪:‬‬ ‫بقوله‪ :‬وأتموا أله ه‪ .‬فقد أخذ الإباضيون بمقتضى هذه الآية ونحوها‪ ،‬ولا‬ ‫زالوا ولن يزالوا على ذلك“‪ ،‬حتى يرث الأرض وارثها ومن عليها‪ .‬والحمد لله‪.‬‬ ‫بن‬ ‫وحمدان‬ ‫ببلدة اللثبات خاصة‪.‬‬ ‫علي بن محمد‬ ‫المقابيل‬ ‫ورئيس‬ ‫وأولاد‬ ‫بن سالم‬ ‫بن حميد‬ ‫بن حمد‬ ‫بن سليمان‬ ‫ومحمد‬ ‫علي بالحلة‪.‬‬ ‫حمدان بن علي بن هلال‪ ،‬في الحلة أيضاً‪ .‬وسالم بن محمد بن حميد‪ ،‬في‬ ‫بلدة بات‪.‬‬ ‫وتعدد الرؤساء في هذه القبيلةء مشعر بكثرتهاث ودال على اتساعها‪.‬‬ ‫وما حواليها ‪ 6‬يبلغ عددهم‬ ‫وكما ترى القاضي يقول ‪ :‬هم في أحواز صحار‬ ‫خمسة عشر ألف رجل‪ .‬أي غير الذين بداخلية عُمان© ونعني بالداخلية ما عدا‬ ‫السواحل العمانية‪.‬‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ غمان‬ ‫)‬ ‫راشد بن علي بن خلف بن سعيد بن سليمان النقبي الصحاري‪ :‬أما المقابيل‬ ‫فبحثت عند أكابرهم‪ ،‬فاتفق الكل أنهم من مالك بن فهم‪ .‬قال‪ :‬ولقب‬ ‫المقابيل ‪ ،‬لم يفهم أحد منهم معناه‪.‬‬ ‫لأن ذلك الطرف الشمالي‪ ،‬غلبت عليه قبايل‬ ‫قلت‪ :‬وأنا أرجح هذا‬ ‫فهم‪.‬‬ ‫مالك بن‬ ‫آل‬ ‫الأزد ‏‪ ٠‬وخصوصا‬ ‫قبيلة النعيم وآل بوشامس‬ ‫اعلم أن النعيم وآل بوشامس قبيلة واحدة الآن‪ .‬آل بوشامس أو آل‬ ‫شامس أو الشوامس من القبائل المعدودة نجابة وشهامة وسطوة في أطراف‬ ‫البريمي‪.‬‬ ‫قبيلة النعيم والشوامس ‪ -‬وهم قوم من الأنصار ‪ -‬جاؤوا عمان في من‬ ‫جاء من العرب أيام فتحها‪ ،‬ونزلوا بأرض الجو منها‪ .‬ولهم صقع البريمي ©‬ ‫بهوائها‬ ‫الشهيرة‬ ‫ضنك‪©&٨‘5‬‏‬ ‫مدينة‬ ‫واحتلوا‬ ‫وغياضه‪.‬‬ ‫ورياضه‬ ‫العامر ببلدانه©‬ ‫الوارفة الخضراء ‏‪ ٦‬الفيحاء الجميلة‪.‬‬ ‫وطيبها ‏‪ ٠‬وبساتينها النضرة‬ ‫وأين ضنك وأقيال النعيم بها‬ ‫ولهم زعامة أرض الجو‪ .‬ومن زعمائهم الآن بأرض الجو‪ ،‬محمد بن‬ ‫سالمين بن رحمة‪ ،‬وصقر بن سلطان بن صقر المنجلي عن البريمي الآن‬ ‫لاجئا بالدمام‪ ،‬لما حملت القوات الجديدة باسم سلطان مسقط وبأمره‪ 6‬على‬ ‫واحة البريمي واحتلتها‪ ،‬انجلى صقر المذكور‪ .‬فبعدما كان صقراً صار غراباًء‬ ‫احترق ريشه‪ ،‬وانكسرت أجنحته“ وطار إلى وكر تحيط به سلطة غير عمانية‪.‬‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوإن عن ثاريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فارتفع عن سلطانه وإمارته ودولة زعامته المزعومة على واحة البريمي © عقوبة‬ ‫ساقها الله إليه جزاء أعمال تقدمت منه‪.‬‬ ‫ولا شك أن الظلم يصرع راكبه ويترك منازله خرابا‪ .‬وإن الله يمهل ولا‬ ‫يهمل‪ ،‬حتى إذا أخذ النه أحدا بظلمه لم يفلته‪ .‬والسلطان الحقيقي لله‪.‬‬ ‫وآل بوشامس زملاء النعيم في كل شيء بأرض الجو‪ .‬ولهم من زعامتها‬ ‫نصيب‪ .‬وفيهم رجال معدودون‪ .‬ولهم بلدان تتبع دعوتهم وتجيب نداءهم‪،‬‬ ‫وتسمع لقولهم‪.‬‬ ‫وقد حل بآل بوشامس ما حل بأخوانهم النعيم‪ ،‬فانجلوا عن البلاد‬ ‫راغمين وتركوا ما اقترفوه في أيدي من لم يحتسبوا له‪ ،‬فكان الجزاء من جنس‬ ‫العمل‪ .‬فسبحان من يقضي ولا يقضى عليه‪ .‬ولا يغير الله ما بقوم‪ ،‬حتى يغيروا‬ ‫ما بأنفسهم‪.‬‬ ‫وقد جعل النعيم وآل بوشامس وبنو قتب وأضرابهم©‪ ،‬نهب أموال الناس‬ ‫في عمان سنة من سننهم‪ .‬وتسلطوا على عباد الله آمنين العقوبة من الناس‬ ‫فجاءتهم من الناس يسوقها رب الناس‪.‬‬ ‫وكم تلطف مسقط لسلطان البريمي صقر بن سلطان‪ ،‬وكم ساق إليه‬ ‫التحف والهدايا استعطافاً ب وهو يزيد عتواً واستكباراً ‪ .‬وكم زفت إليه رغبات‬ ‫السلطان‪ ،‬فلا ترى منه إلا تعاظماً في نفسه‪ ،‬وصرامة في معاملته ء حتى إذا‬ ‫حان الحين‪ ،‬وطافت على الافق قطعة غيم‪ ،‬أصبح بها سلطان البريمي خاضعاً‬ ‫لسلطان مسقط“‪ ،‬وأصبح السيل يحمل الغثاءء ويبقي في الأرض ما ينفع‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫وليس راشد بن حمد الشامسي بأقل من صقر النعيمي‪ ،‬وقد انتهب‬ ‫‪١ ٦٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الحيان ومعهما بنو قتب السعاة في عُمان‪ ،‬وأهل الأسفار في الطرقات‪،‬‬ ‫والإمام الثاني‬ ‫واحتطبوا على كواهلهم أيام الإمام سالم بن راشد الخروصي‬ ‫محمد بن عبد الله الخليلي‪ ،‬وكم أخافوا المرار‪ ،‬وقطعوا الطرق‪ ،‬وكم قتلوا‬ ‫الأبرياء بغية حطام ضتيل‪ ،‬فلم يزالوا غزاة نهابة‪ 5‬تسرق عمان والباطنة التابعة‬ ‫لسلطان مسقط وعُمان‪ ،‬حتى في غبرة بوشر ثغر المطرح هاجموا الضعفاء‬ ‫عصرا ث فقتلوا ونهبوا وحملوا الأحرار‪ .‬وهذه آخر مرة كانت لهم فعلة أحمت‬ ‫الوطيس عليهم‪ ،‬وأوقدت وميض الانتقام‪ .‬فأصلت اله إصليت النقمة عليهم‪.‬‬ ‫قديماً ‪ .‬رغم إرادتهم‪ .‬وإذا أراد الله أمرا‬ ‫البريمى عمانية كما كانت‬ ‫وأصبحت‬ ‫كان‪ ،‬وإن جدت الأعمال في رده فلن يرد‪ .‬وما رَميك إذ رميت وتكرت‬ ‫آلله ر من په‪ .‬والأمر لله‪.‬‬ ‫قبيلة الشحوح‬ ‫في شمال عمان‬ ‫اعلم أن الشحوح في الجانب الشمالي من عمان عدد وفير‪ .‬ولهم سطوة‬ ‫عربية فعالةش ولهم بأس لا ترده إلا الأيدي القوية‪ .‬ولهم بلدان متواصلة‬ ‫كسلسلة مرتبطة الحلقات‪ .‬وهم في شمال عمان من أمر قبائلها‪.‬‬ ‫وهم قوم يمانيّون‪ ،‬يتصل نسبهم إلى مالك بن فهم‪ ،‬فاتح عمان‬ ‫ووضاع حجر أساس العروبة بها في أول العهد الأزدي‪.‬‬ ‫درسا‬ ‫الحالة‬ ‫ودرسوا‬ ‫الساحل المتصالح ‏‪٥‬‬ ‫كتاب‬ ‫الشحوح‬ ‫وفد تكلم عن‬ ‫أهمل بلاد الساحل عند هؤلاء بغير مدافع“ وهي من بلاد‬ ‫تحقيقياً‪ .‬وخصب‬ ‫يرف عليها علم سلطنة‬ ‫الأفق الشمالي بعمان‪ .‬وأهميتها غير منكورة لتازال‬ ‫مسقط‪.‬‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫والشحوح رجال من أبسل رجال الشمال‪ .‬وهم من ذراري لقيط بن‬ ‫فهم خاصة‪ .‬والشحوح شرارة في ذلك الصقع‪ .‬لقبوا‬ ‫الحارث بن مالك بن‬ ‫بالصدقة في أيام أبي بكر الصديق فله‪ .‬وأفاضوا هم‬ ‫بالشحوح لأنهم شحوا‬ ‫قد ارتدوا كمن ارتد من سائر العرب إذ ذاك‪ ،‬فأطلقوا‬ ‫وجابي الزكاة‪ ،‬فظنهم‬ ‫ونسبوا ذلك إلى أهل عُمان كما في السير الأجنبية من‬ ‫عليهم حكم الارتداد‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫قبيلة القواسم‬ ‫اعلم أن قبيلة القواسم في عمان من القبائل المهمة‪ ،‬التي لها الشأن في‬ ‫عمان‪ .‬وهي كثيرة كبيرة‪ ،‬متعددة الصبغة‪ ،‬مختلفة الأحوال‪ ،‬منتشرة في‬ ‫عُمان‪ ،‬ومعظمها في الساحل والأفق الشمالي من الشارقة إلى رأس الخيمة‬ ‫مرسوم‬ ‫الأقلام ‪.‬‬ ‫مرتب‬ ‫الأعلام‬ ‫مرفوع‬ ‫ظاهرا‪.‬‬ ‫وجودا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫خورفكان‬ ‫وأعمال‬ ‫الأوضاع في عمان‪.‬‬ ‫ولهم وجود بها في الجصة‬ ‫والقواسم في الساحل العماني إلى مسقط{‪،‬‬ ‫©‬ ‫وجعلان‬ ‫صور‬ ‫إلى‬ ‫وهكذا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫معروفين‬ ‫أعمال‬ ‫وأهل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫معتبرين‬ ‫قديماً تجارا‬ ‫القباب‬ ‫بين‬ ‫لهم‬ ‫لا يزالون‬ ‫الشمالية‬ ‫بالجهة‬ ‫وأهمهم‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫من‬ ‫وفي الداخلية‬ ‫العربية قبة زهراء‪.‬‬ ‫ويكفي‬ ‫المرجع‪.‬‬ ‫عدناني‬ ‫©‬ ‫المحتد‬ ‫نزاري‬ ‫يزال‬ ‫لا‬ ‫القواسم‬ ‫واسم‬ ‫«العنوان» هذا الذكر الموجز عنهم‪ ،‬فإنهم معروفون‪ ،‬والمعروف لا يعرف‪.‬‬ ‫وقبائل عمان كثيرةش ولسنا نتكلم على الكل بل على المهم منها‪ ،‬أو‬ ‫على الأهم ‪ 3‬لداع اقتضاه الحال‪.‬‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قبيلة الجنبة‬ ‫في غمان الشرقية‬ ‫اعلم أن من أعظم قبائل عمان الجنبة‪ .‬وقد نوهنا بهم عند الكلام على‬ ‫صور‪ .‬وهم من أوفى القبائل كيلا للصاع بالصاع©‪ ،‬ومن أعز القبائل نفساً إذا‬ ‫كشف عن عمان القناع‪ ،‬ومن أكثر القبائل أرهاطاً وأتباعاً‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫القاسي‪.‬‬ ‫وحجرها‬ ‫الراسي ‘‬ ‫جبلها‬ ‫وهم‬ ‫بهم‪.‬‬ ‫المعروفة‬ ‫صور‬ ‫لهم‬ ‫معروفة ‪.‬‬ ‫وهم أربعة بطون‬ ‫وعدة‪.‬‬ ‫شدة‬ ‫ورئاسة الجنبة في عمان الداخلية إلى المجاعلة‪ ،‬ورئيسهم الحالي ياسر‬ ‫بن‬ ‫خميس‬ ‫عمه‬ ‫وا بن‬ ‫علي بن خلفان ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫خميس‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫بن‬ ‫حمود‬ ‫‏‪ ١‬بن‬ ‫كزعيم ورشيد‪ .‬ففي المخانة حمد‬ ‫أما في صور ففي كل بطن مسؤول‘‪،‬‬ ‫الفوارس‬ ‫وفي‬ ‫الحشار‪.‬‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫ناصر‬ ‫بن‬ ‫محمل‬ ‫العراملي )‬ ‫وفي‬ ‫خلفان‪.‬‬ ‫بن‬ ‫سالم بن ناصر‪ .‬وفي الغيالين عبد الله بن سالم ولدفنة‪.‬‬ ‫قبيلة آل بو سعيد‬ ‫ملوك غغمان‬ ‫اعلم أن قبيلة آل بو سعيد في عمان الآن“ من القبائل المعدودة“ كثرة‬ ‫ونجاية وعدة بالنسبة إلى القبائل العمانية فى هذا العهد‪ .‬فإنها نمت بعدما‬ ‫تولت الملك‪ .‬فبعد ما كانت فصيلة أو دونها‪ ،‬أصبحت بطناً‪ ،‬بل عمارة‪ ،‬بل‬ ‫قبيلة من أهم القبائل‪ .‬تعددت في عمان شرقها وغربها‪ ،‬وقل أن تخلو منها بلد‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫من أمهات البلاد‪ ،‬كنزوى والرستاق وسمايل والباطنة‪.‬‬ ‫أما السلطنة ففي أولاد أحمد بن سعيد وبالأخص منهم أولاد سعيد بن‬ ‫سلطان‪ .‬وقد ضرب الملك فيهم بجرانه‪ ،‬منذ مائتين وثلاثين أو أربعين سنة‬ ‫تقريبا‪ .‬والملك لله يؤتيه من يشاء‪.‬‬ ‫وآل بو سعيد في بلد الشريعة‪ ،‬من أعمال سمد الشان وتوابعها‪ ،‬أفاضل‬ ‫أمجاد‪ ،‬وأكارم أجواد‪ ،‬يعدون في طليعة رجال هذه القبيلة‪.‬‬ ‫التي يتحاكم إليها رجال العشيرة‬ ‫وكنا قد بلغنا أن رئاسة آل بو سعيد‬ ‫قديما‪ .‬في آل ناصر بن محمد بن سعيد البوسعيدي‪ ،‬أهل سمايل خاصة‪ .‬أما‬ ‫الملك ففي آل أحمد بن سعيد‪ .‬وأما برآن الدماء فيما بينهم‪ ،‬وبقية قبائل عُمان‬ ‫فإلى المذكورين‪ .‬ولعل آل بوسعيد أنفسهم لا ينكرون ذلك‪.‬‬ ‫وقد انتشر آل بو سعيد في عُمان‪ ،‬انتشار سلطانهم فيها‪ ،‬كما يعلم ذلك‬ ‫أهل عمان‪.‬‬ ‫عليها‬ ‫التي‬ ‫وهي‬ ‫السلطانية‪.‬‬ ‫الجامعة‬ ‫تجمعهم‬ ‫عديدة‪،‬‬ ‫بطون‬ ‫وهم‬ ‫المعول الآن‪.‬‬ ‫وآل بو سعيد قوم من الأزد‪ ،‬من أحفاد مالك بن فهم‪ ،‬الملك المعروف‪٥‬‏‬ ‫الفاتح لعمان‪.‬‬ ‫وفي آل بوسعيد أخيار وأعيان‪ ،‬ومنهم الإمام الرضي‪ ،‬عزان بن قيس بن‬ ‫عزان بن قيس ابن الإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬وولده السيد الفاضل الزاهد‬ ‫العابدك سعود بن عزان‪ ،‬ومنهم السيد مهنا بن خلفان‪ ،‬صاحب لباب الآثار ©‬ ‫المعروف بمعروفه وإحسانه‬ ‫هلال بن أحمد‬ ‫ومنهم السيد المحسن الفاضل‬ ‫عند الكل من أهل عمان‪.‬‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫[‬ ‫العنوإلن عن ناريخ عمان‬ ‫(‬ ‫وفيهم من الأخيار والعلماء وأفاضل الرجال عدد‪ .‬وناهيك بالسيد‬ ‫الفاضل الزاهد‪ ،‬سيف بن محمد من أهل الشريعة من أعمال سمد الشان‪.‬‬ ‫ومن القضاة في هذا العصر الذي قل فيه العلم‪ ،‬منهم المشايخ أحمد بن ناصر‬ ‫بن منصور بن ناصر بن خلفان‪ ،‬وحمد بن عبد الله بن حمد بن سيف بن‬ ‫وحمد بن سيف بن محمد بن سلطان‪ ،‬وهؤلاء من أهالي‬ ‫سعيد بن راشد‬ ‫الشريعةك من أعمال سمد الشان‪ ،‬وسالم بن سيف بن سليمان من أهالي‬ ‫نزوى‪ ،‬من أهل العلم‪ ،‬وأهل الفضل© والورع في الدين‪ .‬وهم بالنسبة إلى‬ ‫غيرهم من أهل عمان أكفاء في جميع الأحوال‪ .‬ويقال‪ :‬دخل فيهم ناس ليسوا‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫همم‬ ‫هذه هي أمهات القبائل بعُمان‪ ،‬والمنظور إليها كثرة وثروة مادية‬ ‫الزعامات‬ ‫من‬ ‫المعروف‬ ‫حسثتبف‬ ‫مفعولها ‪)4‬‬ ‫لها‬ ‫رئاسة‬ ‫لها‬ ‫والتي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ومعنوية‬ ‫من‬ ‫القبائل ‪ .‬أمكن‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫ونقضاً وإبرام [ وإن كان‬ ‫وعقدا [‬ ‫العربية ‪ .‬حلا‬ ‫بعض في بعض الأحوال «وكلكم راع‪ »...‬الحديث‪.‬‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫عمان‬ ‫في نظر الربسولى (صلى اللة عليد وسلمر)‬ ‫نظر رسول الله يلة إلى عمان نظر ولاء واصطفاء‪ ،‬فقال عليه الصلاة‬ ‫والسلام‪« :‬من تعذر عليه الرزق فعليه بحّمان»‪ ،‬وقال يلة‪« :‬من أعيته‬ ‫المكاسب فعليه بعُمان"‪ ،‬وهو معنى الحديث الأول‪ ،‬والمعنى فليأت عمان‬ ‫يجد فيها الخير ميسورا‪ ،‬فلا تكلفه الحياة تعبا في عُمان‪ ،‬لسهولة مؤنتها‪.‬‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬إني لأعلم أرضا يقال لها عُمانؤ ينضح‬ ‫البحر بناحيتهاك لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم‪ .‬الحجة منها أفضل من‬ ‫حجتين من غيرها‪ .‬وذلك لشقة السفر منها‪ ،‬بالنظر إلى بقية بلاد الجزيرة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وفي تفسير الفج العميق عمان‪.‬‬ ‫وفي حديثو «من أعيته المكاسب فليأت عمان بلاد الأمان‪ ،‬لا ظلم فيها‬ ‫ولا جور يوشك في آخر الزمان أن ينتقل إليها الناس لأمان أهلها فيها'‬ ‫وعنه يلة «من أحب أن يسكن عمان فليسكن‪ ،‬فإن فيها القنوع والرضى‬ ‫باليسير‪.‬‬ ‫‪١٧٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وعن عبد الله بن سلمة‪ ،‬أنه سمع رجلا يودع رجلا فقال‪ :‬أين يريد؟‬ ‫قال‪ :‬عمان‪ .‬قال له‪ :‬فالحق بها يا ابن أخي‪ ،‬فإن بها أمان الليل‪ ،‬وأمان النهار‪.‬‬ ‫ويوشك أن ينتقل الناس إليها في آخر الزمان‪ ،‬فراراً من جور السلطان‪6‬‬ ‫وأعوان الظلمة‪ ،‬وحطاط النبط‪. .‬‬ ‫ويلي عليهم أعوان الظلمة في‬ ‫وعنه يلة قال‪« :‬يوشك أن تكفر أمتي‬ ‫البلدان‪ .‬نعم وإن عما نعند اقتراب الساعة يعمر خرابها‪ ،‬ويكثر سكانها‪،‬‬ ‫وتضيق بها أمتي ء حتى يباع بها مربض الشاة©‪ ،‬ومقعد الرجل‪ ،‬بعشرة دنانير‬ ‫وعشرين دنارا‪ ،‬فلا تقدر على ذلك‘ لما يكثر فيها من الناس‪ ،‬وكذا فيها‬ ‫الأرزاق‪ .‬ويأمن الناس فيها بأوسع الأمان ‪ .‬تصبح إباحتهم تأتينهم أرزاقهم من‬ ‫فجرهم‪ ،‬آمن ليلهم‪ ،‬طيب نهارهم»‪.‬‬ ‫هذه روايات وجدتها أكثرها صحيح‪ ،‬وبعضها لا يخلو من تخليط ‪6‬‬ ‫بتلاعب النساخ العوام فيه‪ ،‬بتغيير بعض الألفاظ‪ .‬فعلى من أدرك تصحيحها ‪6‬‬ ‫أن يصححها ويصلحها‪ .‬وكأني بما دلت عليه هذه الأحاديث واقع لا محالة‪.‬‬ ‫وثابت نصب العين‪.‬‬ ‫وروى القطب بن يوسف في جامع الشمل‪ ،‬قوله يي‪« :‬من تعذرت عليه‬ ‫التجارة فعليه بعمان" رواه الطبراني‪.‬‬ ‫‪١٧٤‬‬ ‫ملوك عمان وأئملها‬ ‫لا يخفى أن أول قدم رسخت بعمان للعرب‘ بعد الأمم البايدة‪ ،‬قدم‬ ‫العاصمة الوحيدة‬ ‫معه‪ .‬وكان أول نزوله بقلهات‪،‬‬ ‫مالك بن فهم ‪ 6‬ومن خف‬ ‫لعمان إذ ذاك‪ .‬ومنها تغلغل في عغُمان‪ ،‬فهاجت العجم الذين بعمان وماجوا‬ ‫لنزوله‪ ،‬وأخيرا أداروا رحى الحرب بينهم وإياءء وكان معسكرهم بصحار‬ ‫التي‬ ‫فانكشفت الحرب عن انتصارات أحرزها مالك بن فهم“© في تلك الحروب‬ ‫كان يباشرها بنفسه‪،‬ؤ ويتلقى سهامها بصدره‪،‬ؤ وهو بين هناءة بن مالك عن‬ ‫ميمنته‘ وبين فراهيد أخيه عن ميسرته‪.‬‬ ‫وكان مالك هماماً مقدام" عظيم النفس‪ ،‬خوّاضاً لزواخر الحرب‘‪ ،‬ذا عزم‬ ‫لا يرى لكثرة الجنود في عدوه شانا‪ ،‬ولا‬ ‫الكوارث‬ ‫وحزم‪ ،‬وصبر على مضض‬ ‫ينزعج لحملات الأبطال‪ .‬وهو في قومه محبوب مطاع‪.‬‬ ‫وما زالت المعارك بينه والعجم مشتعلة في حماس شديد‪ .‬وكان من يمن الطالع‬ ‫لمالك‪ ،‬انهزام العجم بعد روعات باهرة‪ .‬حتىى آحسوا بالضعف‪ .‬وتوالت أنجم‬ ‫نحسهم‪ ،‬حتى أذنوا بالجلاء من عُمان‪ ،‬لولا شنشنة ملكهم‪ ،‬واتقاد قلبه غيظاً وحنقاً‬ ‫على تلك الحوادث التي بلغته فأقلقته‪ .‬فجهز الجيوش لمناصرة أرهاطه‪ ،‬فقضى عليهم‬ ‫سوء الحظ‘‪ 6‬ولحقوا بأصحابهم‪ .‬وظهر في الأفق السعد العربي الأزدي بعُمان©‬ ‫وانحل نظام العجم منها‪ ،‬وانمحت رسوم زعامتهم من جميع البلاد الداخلية ‪ ،‬وبقيت‬ ‫بقية بالساحل منهم‪ ،‬مصالحة ومهادنة‪ :‬حتى جاء الإسلام فمحاها تماما‪.‬‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولما أفل نجم العجم من الأفق العُماني‪ ،‬لبزوغ طالع العرب فيها‪ ،‬وفدت‬ ‫العرب إلى مالك بن فهم‪ ،‬الذي أعلن الدهر له بملكية عُمان‪ ،‬وخضوعها له‪.‬‬ ‫وانسابت العرب إليه‪ ،‬ووفدت القبايل عليه من جميع الأرجاء‪ ،‬وفي مقدمتهم‬ ‫اليمانيةء حيث هم الفاتحون‪ ،‬وهم السادة لذلك الفتح© وعلى كواهلهم قامت‬ ‫أركانه‪ .‬ثم لحقت بهم النزارية‪ ،‬مؤيدة لهم وناصرة لسلطانهم©‪ ،‬وملتفة حولهم‪.‬‬ ‫فقرت الأرجاء العمانية بهم‪ ،‬وتوطدت الزعامة العربية لهم‪ ،‬فملؤوا بسيطتها‪.‬‬ ‫واتسعوا بريفها‪ ،‬وابتهجوا بخيرها‪ .‬وتوالى الزوار العرب لعُمان‪ ،‬ملوكاً وغيرهم‪6‬‬ ‫ولبثوا في حمى الأزد‪ .‬وبذلك سقط في يد المملكة الكسروية‪ ،‬وتحققت ذهاب‬ ‫عمان من سلطانها‪ .‬حتى انتهت حياة مالك بن فهم بها‪ ،‬على يد أحب الناس‬ ‫إليه‪ ،‬كما هو معروف‪.‬‬ ‫وبقي أمر عمان يتداوله وارثوه‪ ،‬من أبنائه الأجلاء‪ ،‬وامتد لهم سلطان‬ ‫عظيم في فارس كان سليمة بن مالك‘ مشيد أركانه‪ ،‬ورافع بنيانه‪ ،‬في حديث‬ ‫مستغرب‘ وبناء مستعذب‪ .‬وظل ملك عمان في يد أولاد مالك بن فهم عهدا‬ ‫معروفا‪ .‬وقد امتلأت عمان برجالات العرب“© وخصوصا الأزد‪.‬‬ ‫وفي سقوط دولة وقيام أخرى مقامها معتبر للعاقل‪ ،‬كما أشار القرآن إلى‬ ‫ذلك بقوله‪ :‬وَيلكَ آالَكَيَامُ ندَاونها ب الاسر ‪.4‬‬ ‫وبذلك انتقل الملك من آل مالك بن فهم‪ ،‬إلى آل معولة بن شمس©‪،‬‬ ‫فاستقل به بنو الجلندى‪ ،‬وتوالى به ملوكهم‪ ،‬وعظم به سلطانهم‪ .‬وجاء الإسلام‬ ‫وهم ملوك عمان‪ .‬وبعهدهم انتهى جلاء الفرس من عمان‪.‬‬ ‫ومن ملوكهم في الجاهلية عبد عز‪ 8‬ملك عمان واليمامة والبحرين‬ ‫ومنهم الجلندى بن المستكبر‪ ،‬ومنهم جيفر وعبد أبناء الجلندى ©‬ ‫وأطراف نجد‬ ‫اللذان أسلم على أيديهما أهل عُمان‪ ،‬وأنقذهم الله بهما من شقاوة الشرك‪ ،‬إلى‬ ‫أول إمام بعمان‪.‬‬ ‫سعادة الإيمان‪ ،‬ومنهم الإمام الجلندى بن مسعود‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فإذا عرفت أن عمان منذ نزول العرب فيها‪ ،‬لم تزل راية الملك والسلطنة‬ ‫منشورة عليها‪ ،‬ففي العهد الجاهلي كان الملك لعمان مالك بن فهم‪ ،‬المشهور‬ ‫بحروبه الهائلة‪ .‬وصولاته الطايلة‪ .‬وهمته العلية‪ .‬فقد خرج من مأرب إيان‬ ‫حادثة سيل العرم‪ ،‬ونزل عمان كما قدمنا‪.‬‬ ‫وأول بلد نزله قلهات (بفتح القاف‪ ،‬وسكون اللام‪ ،‬وهاء بعدها ألف©‬ ‫فمثناة فوقية)‪ ،‬وكانت إذ ذاك العاصمة الوحيدة لعمان والكورة الفريدة لهذا‬ ‫القطر" الذي هو رأس شبه الجزيرة العربية‪ ،‬من الجهة الشرقية‪ .‬ثم دخل عمان‬ ‫كما قدمنا‪ ،‬فتغلغل في القلب منها‪ ،‬بعد حروب أشرنا إليها إجمالا‪ .‬ثم كان‬ ‫حتفه على يد ولده سليمة‪ .‬ثم مشى الملك في آله مدة‪.‬‬ ‫ثم انتقل منهم إلى آل الجلندى‪ .‬فكان منهم ملوك عظماء‪ ،‬بزغت شمس‬ ‫فآنارتهم وأرشدتهم إلى نهج الهدى‪ ،‬وبصرتهم مسالك‬ ‫الإسلام على رؤوسهم‬ ‫الردى‪ .‬فكان من حسن الحظ إسلامهم‪ ،‬ليسلم أهل عمان معهم‪.‬‬ ‫وليهم كتب رسول الله ي‪ .‬وكان القائم بالأمر منهم جيفر وعبد ابنا‬ ‫وهما المقيمان‬ ‫الجلندى بن المستكبر بن الحرار بن عبد عز بن معولة بن شمس‬ ‫بعرش صحار ولا تسل عن صحار إذ ذاك أكبر عاصمة لعمان‪ .‬ولما أسلما‬ ‫واعتنقا الإسلام بإيمان وإخلاص وثبات‪ ،‬دعوا الناس إليه‪ ،‬ورغباهم فيه} وقاما‬ ‫بحقوقه‪ ،‬وأدخلا الناس راغبين وراهبين في طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام‪،‬‬ ‫وفي نشر اللإسلام من غير أن يعوقه عائق‪ ،‬أو يرده راد‪ .‬والقضية مشهورة‪.‬‬ ‫ورسول رسول الله يلة إلى عُمان‪ ،‬عمرو بن العاص القرشي السهمي‪ .‬وكتابه‬ ‫ية مشهور في كتبه إلى ملوك العرب ومن إليهم‪ .‬فكان كما قيل‪ :‬صحيفة أقل من‬ ‫الشبر‪ .‬أسنده إلى جيفر وعبد‪ ،‬ملكى عُمان‘ كما اعتبر بقية الزعماء والملوك‪ ،‬من‬ ‫القياصرة والأكاسرة‪ .‬وقد ذكر هذا الكتاب في التاريخ النبوي‪ ،‬وحسبك السيرة‬ ‫الحلبية‪ ،‬وتاريخ الخميس وسيرة عمرو بن العاص إلى المدينة‪.‬‬ ‫‪١٧٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وأهل عمان كلهم مسلمون‪ .‬وراية رسول الله يلة ترف على رؤوسهم‪،‬‬ ‫وأوامره مقبولة لديهم‪ ،‬وزعامته الإسلامية واقعة على هاماتهم‪ ،‬وأمر الله نافذ‬ ‫فيهم‪ .‬والحق يعرفه أهله‪ .‬ومن عرف الحق فانقاد له فقد حاز الشرف‘ؤ ومن ركن‬ ‫إلى الباطل فحسبه وبال‪.‬‬ ‫‪ 9‬لم تزل الإمارة الإسلامية ضاربة أطنابها بعُمان‪ ،‬قائمة‬ ‫نم بعد رسول الله‬ ‫بواجب الإيمان داعية إلى الملك الديان© عامرة بإرشادات القرآن‪ ،‬ومتبعة لمراشد‬ ‫الرسول عليه الصلاة والسلام ى والأئمة الراشدين من بعده‪ .‬حتى إذا تبدلت السيرة‪،‬‬ ‫واختلفت الكلمة‪ ،‬وانبثت الدعايات بحكم الهوى© وفاض الناس في الإفك‬ ‫والضلال‪ ،‬وخاضوا بحر الباطل بغير حجة‪ ،‬وقام السلطان على غير الخطة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬وصارت الأئمة ملوكا‪ ،‬وصارت الملوك طوع هواها‪ ،‬وحدث بالإسلام‬ ‫ما حدث قام أهل عمان في عُمانهم‪ ،‬فنصبوا الإمام الجلندى بن مسعود رحمه‬ ‫الله في سنة ‏‪ .١٣٢‬وكذلك نصبوا إمام اليمن‪ ،‬عبد الله بن يحيى الكندي‪ ،‬طالب‬ ‫الحق‪ ،‬في هذه السنة بعينها‪ .‬وكذلك نصبوا إمام المغرب في هذا التاريخ أيضاً ‪ .‬وهو‬ ‫أبو الخطاب المعافري‪ ،‬وأصله من اليمن‪ .‬وكذلك نصبوا حمد بن سلمان إماماً‬ ‫في هذا التاريخ‪ .‬فقام هؤلاء الأئمة ضد أعداء الحق‪،‬ؤ الذين غلبت‬ ‫لحضرموت©‪،‬‬ ‫عليهم شهواتهم ‪ 6‬وطغت عليهم أنفسهم‪ . .‬فصارعوا جنود الباطل‪ ،‬وكافحوا أقوام‬ ‫الفساد‪ ،‬وكدروا صفو أهل الأهواء‪ .‬تبعاً لأوامر القرآن‪ ،‬وإحياء لسيرة سيد ولد‬ ‫عدنان‪ ،‬ية‪ .‬فكان لأهل عمان فضل على غيرهم‪ ،‬وكيف لا يكون فضل لقوم لا‬ ‫يزالون آمرين بالمعروف‘ ناهين عن المنكر © قائمين بحقوق الدين‪ ،‬مؤيدين منهج‬ ‫سيد المرسلين‪ ،‬لا يرضون الهوى إلا راغمين“ ولا يخضعون للباطل إلا مكرهين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أليس هذا من الحق في دين الله عز وجل؟‪.‬‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫بيان عن أهل عمان من همر؟‬ ‫اعلم أن أهل عُمان هم أبناء قحطان وعدنان‪ ،‬وأحفاد إبراهيم الخليل‬ ‫وهود عليهما السلام‪ ،‬شعباً متضامناً ملتفاًك سداته الأزدث ولحمته اليمن‪6‬‬ ‫وقوته النزارك وحفظته العزايم وسورة الوعي‪ ،‬وعمان غابه المنيعم‪ ،‬وحرمه‬ ‫الوسيع‪ ،‬وعرينه المحروس‪.‬‬ ‫هؤلاء أهل عمان الذين عرفت عمان بهم‪ ،‬وعرفوا بهاك لاسيما في‬ ‫الإسلام إلى يومنا هذا‪ ،‬وإن كان جاء إليها أناس آخرون من أمم الهند غالبا‪.‬‬ ‫مسلمون وغير مسلمين‪.‬‬ ‫أما أهلها القدماء الذين استعمروا عمان في القرون الأولى‪ ،‬فقد جاء في‬ ‫الذين هم البابليون والآشوريون والكنعانيون‬ ‫التاريخ أن الأمم الآولى©‪،‬‬ ‫والفينيقيون والآراميون وغيرهم‪ ،‬كلهم قطنوا عُمان‪ ،‬ومضت لهم فيها عهود‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫وتولى عُمان من الملوك قبل العرب كثيرون‪ ،‬ولعل الأكاسرة تولوا‬ ‫عمان قبل أولئك‪ .‬والذي يظهر من استقراء أحوال التاريخ‪ ،‬أن العرب‬ ‫اليمانيين تولوا عمان مرتين أما المرة الأولى© فبتولية عمان بن قحطان‪ .‬وأما‬ ‫الثانية‪ .‬فقبض مالك بن فهم لها‪.‬‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وقد جاءت كتب القدماء من الأجانب‪ ،‬تخبر عن عمان بأنباء حارة‬ ‫وذكروا لها في عالم التجارة أذكاراً مهمة‪ .‬وحدثوا عنها الأحاديث الكاملة‪.‬‬ ‫وخصوصا في الأرزاق الدارة‪ ،‬والفضائل القارة‪ ،‬والنعم الكثيرة‪ .‬منهم من‬ ‫يشبهها بسورية‪ ،‬ومنهم من يشبه سورية بها‪ ،‬وكذلك القطر الإيراني‪.‬‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫شأن أهل عمان بين أمس الإسلام‬ ‫شأن أهل عمان بين الأمم© كما يقول القائل فيهم© وإن كان منهم فهو‬ ‫عين واقعهم‪:‬‬ ‫عن الندى ولهم بالحلم رجحان‬ ‫لا ينقلون وإن خفت عيابهم‬ ‫لا شك أن فضلهم شامل‪ ،‬وشأنهم كامل‘‪ ،‬وعزهم طائل‘‪ ،‬ومجدهم‬ ‫عريق‪ ،‬ذلك لأن لهم في سماء الحق أنجماً نيرة‪ ،‬وفي طالع الإيمان أبرجه‬ ‫العلية‪ .‬فيهم الخطباء البلغاء‪ ،‬والأدباء النبغاءء والزعماء الكرماء‪ ،‬والقواد‬ ‫العظماء‪ ،‬والأئمة العلماء‪ ،‬والأتقياء الفضلاء © والصلحاء النبلاء‪.‬‬ ‫منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي ‪ .‬وشهرته تكفي عن ذكره‪.‬‬ ‫مهملة [‬ ‫دال‬ ‫بعدها‬ ‫(بقاف ©‬ ‫أهل قدفع‬ ‫من‬ ‫دريداؤث‬ ‫ومنهم أبو بكر بن‬ ‫فعين مهملة)‪ ،‬من ناحية شمال عمان‪ .‬أكبر عالم في الأدب بجميع معانيه‪ .‬وقد‬ ‫وحسبنا في الفقه‪ ،‬وعلم السنة النبوية وأحكامها‪ ،‬بأبي الشعثاء جابر بن‬ ‫على‬ ‫الأمة‬ ‫أجمعت‬ ‫الموقرين‪.‬‬ ‫العلماء‬ ‫وأفضل‬ ‫الأئمة الأجلاء ‘‬ ‫أحد‬ ‫زيد ‪}،‬‬ ‫عدالته‪ ،‬واتفقت الأئمة على فضله‪.‬‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫المعروف ‪ .‬فهو ربيع‬ ‫المسند الصحيح‬ ‫صاحب‬ ‫حبيب‪٨،‬‏‬ ‫ومنهم الربيع بن‬ ‫وسيد من‬ ‫الحديث ‪ .‬ربيع العلم ء ربيع الفضل ‏‪ ٥‬علم من الأعلام المعدودين‪،‬‬ ‫الموقرين‪.‬‬ ‫السادة‬ ‫صاحب‬ ‫يزيد ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أيضاً أبو العباس‬ ‫الأدب‬ ‫فى‬ ‫ومنهم الإمام‬ ‫الكامل‪ .‬المعروف بالمبرد‪.‬‬ ‫ومنهم ضمام بن السائب‪ ،‬أحد رواة الربيع بن حبيب‪ ،‬وهو من بني‬ ‫من الأزد‪.‬‬ ‫الندب‬ ‫بن مودود‪.‬‬ ‫ومنهم حاجب‬ ‫الأجلاء ‪ .‬وكان‬ ‫العلماء‬ ‫في مصاف‬ ‫المعروف‬ ‫ومنهم الفضل بن جندب“‪٨،‬‏‬ ‫أهالي صحار‪.‬‬ ‫دينا ودنيا ‪ .‬وهم من‬ ‫المحسنين‬ ‫الأغنياء‬ ‫من‬ ‫ومنهم المختار بن عوف“ المعروف بأبي حمزة الشاري‪ ،‬من بني‬ ‫سليمة‪ ،‬كان المختار أحد الرجال الذين يحبهم الله ويحبونه‪ .‬خرج على أهل‬ ‫ناهياً عن المنكر زعيما دينياًث إذ كان أحد قواد‬ ‫الضلال آمرا بالمعروف‬ ‫الإمام عبد الله بن يحيى طالب الحق باليمن‪ .‬وافتتح الحرمين‪ .‬وأقام منار الدين‬ ‫في تلك الفترة التي تمكن فيها‪ .‬وخطب الخطب المأثورة التي تناقلها الرواة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والعلماء‬ ‫وناهيك به هماماً‬ ‫ألف رجل‪.‬‬ ‫عن‬ ‫الذي يعد‬ ‫عقبة ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫بلج‬ ‫ومنهم‬ ‫فيصلاً‪ ،‬خوَّاض غمرات‪ .‬قتل بوادي القرى‪.‬‬ ‫وهما من مجز من أعمال صحار‪.‬‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الدولة‬ ‫في‬ ‫المعروفين‬ ‫القادة‬ ‫أكبر‬ ‫وهو‬ ‫صفرة ء‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫المهلب‬ ‫ومنهم‬ ‫الأموية‪ .‬وآل المهلب عائلة عرف شأنها في الدولة العباسية‪ .‬ولهم المقام‬ ‫نار على‬ ‫وهم أشهر من‬ ‫نذكرهم ‏‪٠‬‬ ‫أن‬ ‫لا يحتاج‬ ‫رجالات العرب ‪.‬‬ ‫الموقر بين‬ ‫علم‬ ‫موقفه‬ ‫ببديهياته © اللسن الذي لا يقف‬ ‫ومنهم مرة بن البليد © المعروف‬ ‫احد‪.‬‬ ‫الرواة‬ ‫الذي روت‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫صوحان‬ ‫بن‬ ‫)]ا صعصعة‬ ‫المعروف‬ ‫ومنهم الخطيب‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫وأخوه‬ ‫وكلماته المزبورة [‬ ‫خطبه المأثورة ‪.‬‬ ‫ومنهم أبو صفرة‪ ،‬عبد الملك بن صفرة‪.‬‬ ‫المعروف بالدهان‪ .‬أحد الرجال‬ ‫صالح بن نوح‪،‬‬ ‫ومنهم أبو نوح‪،‬‬ ‫الأجلاء ‪ .‬الذين هم عمدة فى الإسلام‪.‬‬ ‫ومنهم شبيب بن عطية‪ ،‬المعروف عند أهل العراق بعلاميته الجليلة‪.‬‬ ‫أحد الرجال الكحل‪.‬‬ ‫الذين لهم الشأن في الصدر الأول كثيرون‪.‬‬ ‫والمشاهير في عُمان‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫تخضع‬ ‫الذين‬ ‫الأعمال ‏‪٠‬‬ ‫وفحول‬ ‫الرجال [‬ ‫جواهر‬ ‫بحر يقذف‬ ‫‪7‬‬ ‫الرؤوس العالية‪ .‬ويخلد الذكر لحّمان بهم‪ .‬فهم كثيرون تجدهم في مقام‬ ‫خاص بهم‪.‬‬ ‫‪١٨٢٣‬‬ ‫افاق أهل عمان‬ ‫اعلم أن أهل عمان افترقوا فيما بينهم ثلاث مرات ‪.‬‬ ‫المرة الأولى‬ ‫افترقوا إلى قحطانية وعدنانية‪ ،‬واقتتلوا على ذلك‪ .‬وهو الذي مزق‬ ‫عزتهم“ وفرق شملهم‪ ،‬وذلك أيام أمراء بني سامة‪ .‬حتى جروا محمد بن‬ ‫نورك الذي يسميه أهل عُمان محمد بن بور (بموحدة) فجاء بالجيوش إلى‬ ‫وجدع‬ ‫وقطع الأيدي‪،‬‬ ‫فصلم الآذان“ك‬ ‫وفعل الأفاعيل المنكرةث‬ ‫عُمان‪،‬‬ ‫الأنوف وفعل في أهل عمان أفعالا تقشعر منها الجلود‪ ،‬ومشوا بذلك في‬ ‫عُمان مشية الباغي‪ ،‬فكان الحال سيئاً‪،‬ء وبذلك وقعت وقعة الروضة من‬ ‫تنتوف‘‪ ،‬وفيها هلكت من عمان أبطال‪ ،‬وذهبت أموال‪ ،‬وفيها أنهار فلج‬ ‫الملكي من إزكي وأخترب‪ .‬وكان في عمان أمر من أسوأ الأمور‪ ،‬وظل عهدا‬ ‫والشحناء تتقد‪ ،‬وأهل عمان كل فريق يحرض على الآخر‪ ،‬ويدعو إلى حربه‪،‬‬ ‫ويستجيش له‘ حتى عادت الإمامة إلى مجاريها‪ ،‬فأماتت الضغائن‪ ،‬وجمعت‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫وألفت بين‬ ‫الشامل ‏‪٠‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫ا‬ ‫العنون عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الافتراق الثاني‬ ‫بعدما طالب عهد الرخاء والأمن© واستتب الحال في عُمان‪ ،‬وكان‬ ‫ويشتت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫جمعهم‬ ‫ليفرق‬ ‫بينهم ‏‪ ٠‬ا‬ ‫‏‪ ١‬لشيطا ن‬ ‫فنزغ‬ ‫‏‪ ١‬لتقلب ئ‬ ‫طبعه‬ ‫من‬ ‫الذ هر‬ ‫شملهم فافترقوا نزوانية ورستاقية‪.‬‬ ‫فأصبحت عمان بين فرقتين تتجاذبانهاێ كل يدعو إلى من أحب‘ وإلى‬ ‫بجيشها إلى‬ ‫ومشت ‏‪ ١‬لأمة تحت رايتين إماميّتين ‏‪ ٠‬كل راية تنسحب‬ ‫يهوى‪.‬‬ ‫من‬ ‫وكل فرقة‬ ‫وعمان تتقاتل وحدها‪،‬‬ ‫الأخرى‪ .‬وظل التلاعب بينهما يسير عهدا‬ ‫تضلل الأخرى‘ وتبرأ منها‪ .‬وتدعو إلى قتالها‪ .‬وترى أنها مبغي عليها‪،‬‬ ‫وضدها الباغية في حربها‪.‬‬ ‫أنه‬ ‫يرى‬ ‫إمام‬ ‫وراء‬ ‫فريق‬ ‫كل‬ ‫وذهب‬ ‫الجاهل‪.‬‬ ‫ونشط‬ ‫العاقل ©‬ ‫فاحتار‬ ‫وأن الطاعة له واجبة‪ .‬فتفرقوا في الأرض أعداء لبعضهم بعضا‪.‬‬ ‫المحق©‘‪،‬‬ ‫وما‬ ‫الاستقامة‪.‬‬ ‫الله ورضى عنه كتاب‬ ‫رحمه‬ ‫أبو سعيد‬ ‫وفيهم ألف الإمام‬ ‫عباده [‬ ‫من‬ ‫الله‬ ‫شاء‬ ‫للحق من‬ ‫اهتدى‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ‫ذكره‪.‬‬ ‫يطول‬ ‫فيه شيء‬ ‫اختلفوا‬ ‫بدعتهم [‬ ‫الله‬ ‫أمات‬ ‫حتى‬ ‫وسنانه إ‬ ‫وقلمه‬ ‫ولسانه‬ ‫بيذه‬ ‫البغى‬ ‫فحارب‬ ‫د عوتهم ‏‪٠‬‬ ‫يؤيد‬ ‫ولم يبق لهم من‬ ‫شرتهم [‬ ‫وذهبت‬ ‫شوكتهم ‪.‬‬ ‫واضمحلت‬ ‫فتناسوا ضغائن ذلك الافتراق‪ ،‬وذهبت أحقاده‪.‬‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الافتراق الثالث‬ ‫وهو الباقي إلى اليوم‬ ‫لما بلغت عمان أعلى سماء الشرف‪ ،‬واهتزت أعطافها إعجابا بما لها‬ ‫وأثار ثائرة‬ ‫ومعامل شر‬ ‫من المجد‪ ،‬أضرم الشيطان ناره في أبواق سوء‬ ‫الظلم بين أهل عمان‪.‬‬ ‫فقام محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬وخلف بنمبارك بالقصير الهنائي‪ .‬وكل‬ ‫أهل السوءء في عقر دار‬ ‫واحد من هذين الزعيمين © ملقي مسامعه إلى نجوى‬ ‫دار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وبحرا‬ ‫برا‬ ‫السايدة‬ ‫الحرة‬ ‫الإمارة‬ ‫دار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الشرع‬ ‫دار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العدل‬ ‫دار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الإيمان‬ ‫الامامة الشرعية‪ ،‬والسيرة المرضية فى عمان‪.‬‬ ‫فكان خطب هذا الافتراق كبير‪ ،‬إذ ظل عشرة أعوام‪ ،‬وعمان كل يوم‬ ‫وتهارش‬ ‫وعويل ‪.‬‬ ‫صريخ‬ ‫بين‬ ‫وهم‬ ‫حبن‬ ‫وكل‬ ‫‘‬ ‫ونزال‬ ‫وطعان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫واقتتال‬ ‫قتال‬ ‫منه الله عز‬ ‫ولا يرضى بشيء‬ ‫عقباه‪،‬‬ ‫الأمر إلى ما لا تحمد‬ ‫آل‬ ‫حتى‬ ‫وتنازع‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫وفي كل عاصمة‪ .‬ولم تزل‬ ‫فاقتتلوا في كل بقعة‪ ،‬وعلى كل مرصد‘‬ ‫الحرب تغلي مراجلها‪ ،‬وتوقد نيرانهاك ويرتفع لهبها‪ ،‬ويعلو صوتها‪٬‬‏ حتى‬ ‫خلف بن‬ ‫انصهر أهل عمان في قوالبها‪ .‬ولم يبق فيها إلا هذان الرجلان‪،‬‬ ‫في عهدهما اسم لغيرهما ‪ .‬فكان القيل‬ ‫ولم يعرف‬ ‫بن ناصر‪.‬‬ ‫مبارك ‪ .‬ومحمد‬ ‫والقال غافري أم هنائي‪ .‬لا ثالث لهذين الرجلين© ولا راية لغيرهما‪.‬‬ ‫وبقي أهل عمان أتباعهما‪ ،‬يدينون بطاعتهما‪ .‬ويخضعون لسلطتهما‪.‬‬ ‫وهما شهابا شر‪ ،‬ونجما نحس‪ .‬تبعهما ذلك الجيل على ما هما عليه من‬ ‫هو نافذه‪.‬‬ ‫وقدر‬ ‫ولله أمر هو بالغه ‏‪٠‬‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فأثر ذلك الافتراق في عمان أثر سيئا‪ ،‬لا يزال يسري في الجسم العربي‬ ‫إلى حد بعيد حتى عم العرب بعمان وما حواليها من البلاد من ظفار إلى‬ ‫البحرين إلى أرض نجد‪.‬‬ ‫ويتحابون‬ ‫ويتباغضون‬ ‫فأصبح الكل يتساءلون عن هناوي وغافري‪0،‬‬ ‫عليهما‪ .‬فيا ويل للغافري من الهنائي‪ ،‬ويا شر الهنائي من الغافري‪ .‬وجعلوا‬ ‫ذلك عنصرا ينتسبون إليهش ومحتداً يرجعون إليه‪ ،‬وهم أبناء قحطان وعدنان‪.‬‬ ‫فصاروا عبيد خلف بن مبارك‪ ،‬ومحمد بن ناصر‪ .‬لم يعولوا على شيء ما‬ ‫كتعويلهم على هذين الزعيمين اللذين فرقا الدين© ومزقا شمل المسلمين‪.‬‬ ‫ويثير‬ ‫الأحقاد‪،‬‬ ‫ورجع عز عمان القهقرى بسرعة‪ .‬والدم يورث‬ ‫الضغائن‪ ،‬ويمزق الأواصر © ويغرس السوء في القلوب‪.‬‬ ‫فانظروا في هذه الافتراقات‘ التي يثيرها الشيطان بين إخوان مسلمين‪.‬‬ ‫وأعوان مؤمنين‪ ،‬أهل بلد واحدؤ ودين واحد‘ يغرس بينهم الشر العظيم‪،‬‬ ‫والخطر الجسيم‪ .‬فيهلك من هلك لا عن بينةش ويحيى من يحيى لا عن بينة‪.‬‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫عمان بالنض إلى الوجهة الاسلامية‬ ‫عمان بالنظر إلى الوجهة الإسلامية‪ ،‬قد بيث رسول اله ية‪ .‬فخالفته‬ ‫الأمم وباينته باليداء والشقاق ‪ ،‬وقابلته بالخصام على الإطلاق‪ .‬ولم يُصغ‬ ‫إلى دعوته إلا أفراد من الناس والبعض ممن نور الله قلبه بنور الإيمان‪.‬‬ ‫وعظم‬ ‫وانكسرت أعمدة الضلال‬ ‫ولما فتح مكة‪ ،‬واندق عصا قريش‬ ‫أمر محمد يَيلة في أعين العرب‘‪ ،‬وكانت مكة كاشتراكية للعرب جمعاء‬ ‫وللمسلمين بعد ذلك مسعى‪ ،‬وبفتحها انفتح ما أغلقه الكفر‪ ،‬واهتدى للحق‬ ‫أهله‪ ،‬هنا كتب رسول الله يلة للملوك‪.‬‬ ‫وكان جيفر وعبد يدعوهما بدعاية الإسلام‪ ،‬ويأمرهما بالدخول فيه‪&،‬‬ ‫والاعتناق له‪ .‬كما دعا سائر الملوك‪ .‬فمنهم من أجاب ‪ .‬ومنهم من عتا وأصر‬ ‫واستكبر‪.‬‬ ‫ولما وصل رسول رسول الله يلة إلى عُمان‪ ،‬وعرض مهمته على جيفر ‪6‬‬ ‫رأى تنازله عن العرش لدعوة أجنبية بالنسبة إليه وهو في عمان أي في شاسع‬ ‫من الأرض©ؤ يظن ان الدعوة لا أثر لها معه‪ ،‬لبعد المسافة‪ .‬وحزم المليك©‬ ‫وعزم الأمير‪ .‬وإن عدوا يأتينا من شقة بعيدة‪ ،‬لا ينال منا أكثر مما ننال منه‪.‬‬ ‫وكان عبد أحلم الرجلين‪ ،‬وألينهما عريكة‪ ،‬فأدخل عمرو بن العاص على‬ ‫‪١٩‬‬ ‫[‬ ‫العنون عن ناريخ عمان‬ ‫أخيه‪ ،‬وعمرو هو من عرفت من الرجال‪ ،‬ولما تمكن من مقابلة جيفر‪ ،‬ألقى‬ ‫إليه مهمته خالصة كما هي‪ ،‬ثم ناقشه‪ ،‬فقابله بجواب هو الفيصل الفاصل‪ ،‬إذ‬ ‫قال‪ :‬وما فعلت قريش؟ فقال‪ :‬إما راغب في الدين‪ ،‬وإما مقهور بالسيف‪.‬‬ ‫فأسلم جيفر بعد تمحيص الحقيقة‪ .‬واستكشاف السر الذي جاءت به النبوة‬ ‫الجديدة‪ .‬فأسلمت معه عُمان‪ ،‬راغبة غير راهبة‪ ،‬وأذعنت للحق‪ ،‬ونادت‬ ‫بنداء الرسالة الروحية الجديدة‪ .‬ورفرفت أعلام هذا النبأ الديني العربي على‬ ‫ربوع عُمان‪ ،‬فأضاء حوالك الجهل واستبشر العرب به‪ .‬كما ساء من بها من‬ ‫العجم‪ ،‬الباقين بها بعد الحرب المتقدمين المقيدين بشروط المهادنة‪.‬‬ ‫وما زالت عمان بعد إسلامها خاضعة لرسول اله بلش ممتثلة لأمره‬ ‫عليه الصلاة والسلام‪... .‬‬ ‫وكان وَالِيه عليها‪ .‬عمرو بن العاص السهمي القرشي‘‪ ،‬الذي أسلمت‬ ‫عمان على يديه‪ .‬فكان بها بقية حياة رسول الله يلة‪ .‬حتى بلغته وفاته عليه‬ ‫مطيعون‪.‬‬ ‫وأهلها له سامعون‬ ‫عمرو من عمان‪،‬‬ ‫فخرج‬ ‫الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫وصحبه سبعون راكبا منها إلى المدينةش للانضمام في الركب العربي‬ ‫الإسلامي‪ ،‬والالتفاف حول رايته السامية‪ .‬مؤدين للازم الدين والمروة‪.‬‬ ‫وواجب الحق والأخوة فوجدوا الخليفة في المسلمين أبا بكر الصديق رحمه‬ ‫الله ورضي عنه‪ ،‬فتبرأوا إليه من الأمر‪ ،‬وأظهروا له الطاعة والانقيادء وحسن‬ ‫إسلامهم معلنين له عن ثباتهم على الحق واستقامتهم على الدين‪ .‬فشكرهم‬ ‫وحسنت‬ ‫سيرتهم“‬ ‫وحمدت‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫وشكرهم المسلمون‬ ‫أبو بكر حففك‪8‬‬ ‫القائم بأمور‬ ‫أحدوثتهم‪ .‬وأبو بكر خليفة رسول اله ية‪ .‬وهو إمام المسلمين‬ ‫الدين © وإليه المرجع بعد الرسول عليه الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫غمان وأبو بكر (زي‪).‬‬ ‫ولما تولى أبو بكر‪ ،‬وعلم من أحوال عمان وأهل عمان ما علم‪ ،‬ولى‬ ‫رآه لا يحسن إد ارة‬ ‫حيث‬ ‫عليهم عكرمة بن أبي جهل ا لقرشي [ ثم عزله عنهم‬ ‫الذي سماه ابن الأثير ‪ 5‬القلعاني‪.‬‬ ‫شؤونهم‪ .‬نم ولى عليهم حذيفة بن الحصين‬ ‫فياء) وقال الطبري ‪:‬‬ ‫لام ‏‪ ٠‬فعين مهملة ‪ .‬فألف ‪ 0‬فنون‪©،‬‬ ‫بعدها‬ ‫مفتوحة‪،‬‬ ‫(بقاف‬ ‫الغلفاني (بالغين المعجمة © بعدها لام‪ ،‬ففاء‪ .،‬فألف‪ ،‬فنون فياء)‪.‬‬ ‫فما بعدها)‬ ‫مهملة ‪ .‬ففاء©&‬ ‫فطاء‬ ‫المعجمة‪،‬‬ ‫(بالغين‬ ‫الفطفانى‪.‬‬ ‫لعله‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫وهو الأشبه‪ ،‬فلعلهم صحفوا الطاء‪.‬‬ ‫قال ابن الأثير‪ :‬لم يزل الغلفاني‪ ،‬أي حذيفة بن الحصين“ واليا لأبي‬ ‫آثار‬ ‫الفرس‬ ‫حروب‬ ‫في‬ ‫وله‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫ظنه‪.‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫مات‬ ‫حتى‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عمان‬ ‫على‬ ‫بكر‬ ‫كثيرة‪ .‬قال‪ :‬واستعمله عمر على اليمامة‪ .‬أي فى خلافته‪ ،‬بعد أبى بكر © فلعله‬ ‫عزله عن عُمان© وهو الواضح‪ .‬وما زالت عمان قارة تحت علم الحق‪.‬‬ ‫أميرهم‬ ‫بصحبة‬ ‫ظنه ‏‪٠‬‬ ‫بكر الصديق‬ ‫أبي‬ ‫حضرة‬ ‫العمانيون‬ ‫وصل‬ ‫ولما‬ ‫فتوجهوا‬ ‫الشام‪.‬‬ ‫عرب‬ ‫حفنة ‪.‬‬ ‫آل‬ ‫بكر لحرب‬ ‫سيرهم أبو‬ ‫العاص ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫والنصر حليفهم‪ .‬والقضية مشهورة في التاريخ‪ .‬وأشار إليها بعضهم‪.‬‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫غمان وعمر بن الخطاب (رري‪‎).‬‬ ‫لما مات أبو بكر رحمه الله ورضي عنه‪ .‬واستخلف عمر بن الخطاب‬ ‫إماما وخليفة للمسلمين‪ ،‬يقوم بمقام أبي بكر‪ ،‬نظر عمر إلى عمان كسائر‬ ‫ممالك الإسلام‪ ،‬فعزل عنها حذيفة بن الحصين‪ ،‬وولى عليها عثمان بن أبي‬ ‫العاصي الثقفي © سنة خمس عشرة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فسار إلى عُمان‪ ،‬ووجه أخاه الحكم إلى البحرين‪ ،‬أي الحسا‪ .‬وإن‬ ‫عمان والبحرين بمثابة بلد واحد‪.‬‬ ‫قال العوتبي في الأنساب‪ :‬إن عمر بن الخطاب استعمل على عمان‬ ‫عمرو بن العاصي الثقفي سنة خمس عشرة‪ .‬فسار إلى عُمان© فكان بها‪ ،‬أي‬ ‫بصفته واليا عليها‪ .‬حتى كتب إليه عمر بعد وقعة جلولا‪ ،‬أن يقطع البحر إلى‬ ‫ابن كسرى بفارس‪ .‬قال‪ :‬فلما أتاه كتاب عمر يأمره بذلك‪ ،‬قال‪ :‬أبغوني رجلا‬ ‫أشاوره‪ .‬أي في هذا الأمر‪ ،‬والمراد برجل عاقل مجرب للأمور‪ .‬قالوا‪ :‬أبو‬ ‫صفرة‪ .‬أي هو الذي نراه يصلح للمشورة في هذا الشأن‪ .‬ولله أبو صفرة من‬ ‫بطل‪ .‬قال‪ :‬فدعاه فقال له‪ :‬ما اسمك؟ قال‪ :‬ظالم بن سارف“ أو ابن سراق‪.‬‬ ‫قال أي عثمان‪ :‬اسمان من أسماء الجاهلية‪ .‬فكره الاسمين فلم يشاوره‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فندب عثمان الناسك فانتدبت إليه ثلاثة آلاف فارس©ؤ وقيل‪ :‬بل ألفان‬ ‫وستمائة‪ ،‬من الأزد وراسب وناجية وعبد القيس‪ .‬قلت‪ :‬وهذا يدل أن راسباً‬ ‫فرقتان‪ ،‬فرقة من الأزد‪ ،‬وفرقة لم تكن منهم‪ ،‬بل من حمير‪ ،‬كما سوفر تراها‬ ‫في الأنساب‪ .‬قال‪ :‬وأكثرهم من الأزد‪ .‬أي أكثر المنتدبين مع عثمان بن‬ ‫العاص‪ .‬قال‪ :‬وكان صبرة بن سليمان الحداني راس شنوة‪ ،‬وكان يزيد بن‬ ‫جعفر الجهضمي راس بني مالك بن فهم‪ ،‬وكان أبو صفرة الذي لم يرغب‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫عثمان في مشاورته يومئذ‪ ،‬راس بني عمران بن عمرو بن عامر‪ .‬قال‪ :‬ومعهم‬ ‫جماعة‪ .‬قال‪ :‬فعبر بهم عثمان بن أبي العاص‘ من جلفار أي راس الخيمة‬ ‫إلى جزيرة بني كاوان‪ .‬قال‪ :‬وفيها قائد العجم‪ .‬إلى آخر ما جاء في السر‬ ‫العمانية‪ .‬وتواريخ العرب‪ ،‬عن هذه الحملة الغازية أرض فارس المتغلغلة‬ ‫حتى نفذت هذه الحملة بعد صراع‬ ‫وهي فئة غير كثيرة العدد“‬ ‫في قلبها‪.‬‬ ‫عنيف‘ وقتال حار‪ ،‬إلى أرض توج“‪ ،‬شمال العراق‪ .‬فطن لها دوي في مسامع‬ ‫الزعماء‪ ،‬وتشوفت الأعين إلى أهل عمان بالإجلال والإكبارء حتى حسدهم‬ ‫على ذلك كثير من أبطال العرب‪ ،‬وخصوصا أهل البصرة‪ .‬وقد أشار إلى‬ ‫القضية الإمام السالمي رحمه الله‪ .‬وذكرها العوتبي في الأنساب‪.‬‬ ‫غمان وعتمان بن عفان (زي‪).‬‬ ‫وأنزله مستقر‬ ‫عنهؤ‬ ‫الله ورضي‬ ‫لما توفي عمر بن الخطاب رحمه‬ ‫كصاحبيه‬ ‫استخلف أهل الشورى عثمان بن عفان إماماً للمسلمين‪،‬‬ ‫رحمته‪،‬‬ ‫أبي بكر وعمر بن الخطاب‪ .‬فلما تولى الأمر ‪ 6‬وفتح عينيه ناظرا إلى الأمة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬وبعد مداها في العالم‪ ،‬وعلم الساكن من التحرك‪ ،‬وعلم عن‬ ‫عمان من حسن السيرة وصفاء السريرة‪ .‬أخذا بما هم عليه من أول إسلامهم‬ ‫لم يزالوا على حال استقامتهم‪ ،‬عهد النبوةك وعهد الخلافة الأولى‪ ،‬وعهد‬ ‫الخلافة الثانيةش فلم يكن له داع إلى شيء بعمان يخشاه عليها‪ ،‬أو على‬ ‫المسلمين بها‪ ،‬فسكت عنها سكوت المطمئن بالثقة ‪ 5‬العالم بالحقيقة‪.‬‬ ‫وكان ولى عبد الله بن عامر على البصرة‪ ،‬وإذا بالعُمانيين يفيضون‬ ‫عليها‪ ،‬قافلين من توج‪ ،‬بعد فتح المدائن الكسروية والكوفة ‪ ،‬بالثناء الجميل‪.‬‬ ‫‪١٩٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫فضمهم إليه متجنداً بهم ‏‪٠‬‬ ‫المذكورة‬ ‫البصرة‬ ‫والي‬ ‫إليهم‬ ‫قام‬ ‫الحسنؤ ؤ‬ ‫والذكر‬ ‫منوطاً‬ ‫أمر عمان‬ ‫وكان‬ ‫أقدامه على أعماله بهم‪.‬‬ ‫ليوطد‬ ‫ومتعززاً بسطوتهم ‪.‬‬ ‫العهد العثماني <‬ ‫في هذا‬ ‫لعمان‬ ‫الوالي العام‬ ‫وهو‬ ‫الجلندى‬ ‫بن‬ ‫عبدل‬ ‫بن‬ ‫بعباد‬ ‫حتى انتهى أمر عثمان‪.‬‬ ‫واستخلف المسلمون علي بن أبي طالب إماما للناس عاماً للمسلمين‪.‬‬ ‫وكدر‬ ‫أبي سفيان ‏‪ ٠‬غير السيرة ‏‪٠‬‬ ‫‪,‬بن‬ ‫نفسه مهم ‏‪ ٦‬فإن معاوية‬ ‫له شاغل من‬ ‫وكان‬ ‫الصفو وشق العصا‪،‬ؤ وصدع بناء الخلافة الراشدة‪ ،‬وأحدث أحداثاً كانت‬ ‫الداعية إلى ثوران الدم الطاغي وحركة القصد الباغي‪ .‬فأبدع فيما صنع©‬ ‫وأغرب فى نظر أهل الحق‪ .‬إذ كان من الرجال العباقرة الأفذاذ‪ ،‬وأهل العقول‬ ‫لمكره‬ ‫وخضوعا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫راه‬ ‫تحت‬ ‫فتهافتوا‬ ‫يعلم ‪6‬‬ ‫كل ' سوري‬ ‫واقتاد‬ ‫مسلم ‏‪٠‬‬ ‫قلب‬ ‫ورقة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الجلمود‬ ‫وقساوة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العود‬ ‫صلابة‬ ‫العراق‬ ‫ناظراً ذفي أهل‬ ‫وسياسته‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫لا يأمل معاوية مع علي نيل ما في نفسه‬ ‫مشهود‪.‬‬ ‫علي في كل موقف‬ ‫إ لا بهذه الوجهة التي سلكها‪.‬‬ ‫يرجوا أن يصعد إلى نيل ما يقصد‬ ‫غمان وعلي بن أبي طالب (زي)‬ ‫تولى الأمر علي بن أبي طالب بإجماع المسلمين‪ .‬وإذا بانشقاق العصاء‬ ‫وإنصداع ركن الإمارة‪ .‬بشغب معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬واختلاف الأمة عليه‪.‬‬ ‫وتلاشي الأمر بين يديه‪ .‬وعمان بيد واليها‪ .‬عباد بن عبد بن الجلندى‪ ،‬قائم‬ ‫بأمورها‪ ،‬حامل رايتها ناظر إلى الأمير العام للمسلمين نظر وفاءث عامل على‬ ‫النهج الذي سبق أولا بعمان عهد ولاتها الماضين‪.‬‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولا تبديل ولا تغيير‪ .‬فمضت عمان‬ ‫فلم يكن لعلي بعمان عقد ولا حل‬ ‫على ذلك يدفعها الإخلاص©‪ ،‬ويقودها اليقين© وتؤيدها العدالة‪ .‬حتى توفى‬ ‫الخليفة الرابع‪.‬‬ ‫علي بن أبي طالب‘‪،‬‬ ‫وانحل نظام الخلافة‪ .‬وصارت ملكاً عضوضاًء من حيث التلاعب الذي‬ ‫وقع من معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وخضوع الحسن له‪ ،‬والتخلي للأكابر من‬ ‫الأمر‪ ،‬وتركه في يد طالبه المتكالب عليه‪ .‬وفي هذا الأثناء توفي عباد بن عبد‬ ‫إلى رحمة النه‪ .‬وتولى الآمر بعده ولده سعيد بن عباد‪ ،‬وعضده أخوه سليمان‪.‬‬ ‫وبترك الأمر إلى معاوية‪ .‬وتخلي الحسن انقطع أمر عمان من زعامة‬ ‫الخليفة العام‪ .‬وبقي أمر عمان بيد أهلها‪ .‬حتى صار الملك لعبد الملك بن‬ ‫مروان‪.‬‬ ‫واستعمل عبد الملك المذكور على أرض العراق الحجاج بن يوسف‪.‬‬ ‫وكان إذ ذاك القائم بأمر عُمان بصفته واليا ورئيسا‪ ،‬سعيد بن عباد‪ ،‬كما بيّناه‬ ‫آنفاً‪ .‬وكان موآزراً له أعني سعيدا أخوه سليمان بن عباد‪ .‬فألقى الحجاج نظرته‬ ‫العراقية إلى عُمان© لقرب العراق من عمان‬ ‫من قديم روابط من إخاء‬ ‫إنما تربط العراق بنزوى‬ ‫إن الحجاج كان أميرا مسلطاً‪ ،‬وكان نزارياً‪ .‬وكانت غُمان أزدية‪ .‬فليس‬ ‫بين الحجاج وأهل عمان علاقات نسبية‪ .‬وإنما كانت عمان تحت زعامة الأزد‬ ‫إذ ذاك‪ .‬وفيها من النزار فريق عريق أيضا‪ ،‬كان السبب في قيادة الحجاج إلى‬ ‫عُمان‪ ،‬حين وقع الافتراق© كما سوف تراه‪.‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫غزو الحجاج لمحمان‬ ‫لما تولى الحجاج أمر العراق وكان رجلا عاتياً‪ ،‬يروم الاستيلاء على‬ ‫أمة الإسلام بالعنف والجبروت‘ وبالخصوص عُمان‪ ،‬قصدا لإدخالها تحت‬ ‫الدائرة الأموية‪ ،‬فيتقدم بها عند السلطان عبد الملك بن مروان‪.‬‬ ‫والتآزر‬ ‫ولقربها من العراق‪ ،‬واختلاط القطرين بتبادل المساهمات‬ ‫ووجهه إلى‬ ‫الإسلامي والعربي©ك جمع الحجاج الجيش من أهالي العراق‪،‬‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫وكان أهل عمان ممن لا يرى الانقياد للسلطة الجبروتية‪ .‬والاتباع لها لا‬ ‫يصح‪ .‬وقد علم مذهب أهل عمان في رفض مثل هؤلاء الجبابرة الظلمة© تبعا‬ ‫لقوله عز وجل‪ « :‬ولا تركنا ل ألن طكئوا ممسك الاد‪ ...‬الآية‪ .‬لأن‬ ‫سيرة الحق بعد الخلفاء الراشدين لم تبق كما هي‪ ،‬بل صار الملك عضوضا‪،‬‬ ‫وصار الحق مرفوضاً‪ ،‬والداعي إلى الحق مبغوضاً‪ .‬فالتقت رجال عمان بجيش‬ ‫الحجاج ‪ 0‬واصطدمت بالجند العراقي‪ ،‬وحمي وطيسهما‪ ،‬فكان النصر حليف‬ ‫أهل عمان في الحملة الأولى‪ ،‬ثم الثانية‪ ،‬ثم الثالثة‪ .‬ولم تزل غارات الحجاج‬ ‫تتوالى على عُمان‪ ،‬لقصد إخضاعها لزعامته الأموية‪ ،‬وولايته العراقية‪ .‬فكان‬ ‫القوات‬ ‫وتمزيق‬ ‫الفشل‪،‬‬ ‫الحجاج‬ ‫نصيب‬ ‫القاسية‪،‬‬ ‫الصدمات‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫المتوالية‪ .‬وأكلت الحرب رجال العراق‪ .‬ولم يكن الحجاج ليهدأ روعه‪ ،‬إلا أن‬ ‫يشفي غيظه من عمان‪ .‬وكان إذ ذاك المطاع الوحيد‪ .‬وهو الجائر العنيد‪.‬‬ ‫ولما رأى الحجاج توالي الانهزامات على جيوشه‪ ،‬وأن التأخر عن هذا‬ ‫وأصبحت عمان‬ ‫عليه فى نظره [‬ ‫الناس‬ ‫الأحدوثة ‏‪ ٠‬ويجرئ‬ ‫سوء‬ ‫يورثه‬ ‫الصدد‬ ‫الشغل الشاغل له‪ ،‬ولا يرى التأخر عنها حتى يرفع رأسه على الأكابر‬ ‫‪١٩٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بإخضاعها‪ ،‬فكر عليها بتوالي الغارات‪ ،‬وأوقع فيها تلك الوقعات‘‪ ،‬التي‬ ‫سيأتي تحقيقها في تاريخ عمان‪.‬‬ ‫ولا يبالي الحجاج بمن قتل‪ ،‬ولا بمن قتيل‪ .‬إذ كان أجور رجل في‬ ‫الاسلام ث وأكبر سفاك لدماء الأنام‪ .‬ولا يحتاج إلى شرح حاله‪ ،‬وقد علمه كل‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫على عمان‬ ‫آخر وقعة تقضي‬ ‫يقوده‬ ‫كثيفاً ‪.‬‬ ‫جيشا‬ ‫الأخيرة‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫لعمان‬ ‫الحجاج‬ ‫أخرج‬ ‫القاسم بن شعوة المزني‪ ،‬أحد الرجالات المعدودة في العراق‪ .‬فجاء يؤم به‬ ‫والمنتصر‬ ‫هى عادتها‪.‬‬ ‫كما‬ ‫وتأهبت لمصادمته ‪.‬‬ ‫للقياه ‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫فاهتزت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عمان‬ ‫أرسى‬ ‫حتى‬ ‫‘‬ ‫هذا‬ ‫القاسم بجيشه‬ ‫فجاء‬ ‫نشو ته‪.‬‬ ‫وتغمره‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الانتصار‬ ‫سورة‬ ‫تهزه‬ ‫حتى‬ ‫ومغربا‪.‬‬ ‫مشرقا‬ ‫حواليها ‪.‬‬ ‫وما‬ ‫مسقط‬ ‫من‬ ‫الحطاطي‬ ‫الساحل‬ ‫مراكبه في‬ ‫التقى الجيشان‪ ،‬وتعاطيا كؤوس الحتف‪ .‬وأكرم العمانيون نزول القاسم‪،‬‬ ‫الجيش‬ ‫ذلك‬ ‫اضمحل‬ ‫حتى‬ ‫الهامات ©‬ ‫وفلق‬ ‫الرؤوس‪٥‬‏‬ ‫وكسر‬ ‫الدماء ©‬ ‫بإسالة‬ ‫وهو القاسم‪.‬‬ ‫العراقي ‪ 0‬منهزماً شر هزيمة‪ .‬وقد قتل القائد لهذا الجيش‬ ‫فلما بلغ الحجاج خبر هذه الهزيمة‪ ،‬هاله الأمر واندهش لهذا الحادث‬ ‫المتوالي بضرباته القاسية‪ ،‬الواحدة تلو الأخرى‪ ،‬حتى استدعى المجاعة بن‬ ‫وأهاجه بثار أخيه [‬ ‫الصدد ©‬ ‫هذا‬ ‫له عن‬ ‫وأعرب‬ ‫القائد المقتول [‬ ‫أخ‬ ‫شعوة [‬ ‫وأن سلطان العراق يمده بقواته‪ ،‬ويؤيده برغباته‪ .‬فأمره أن ينتدب الناس‬ ‫قبائل النزار ©‬ ‫في‬ ‫ينادي‬ ‫فخرج‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫لحرب‬ ‫عام‬ ‫كنذير‬ ‫ويستصرخهم ‏‪٥‬‬ ‫على‬ ‫بهم‬ ‫ومستنجدا‬ ‫كا نوا ‪.‬‬ ‫بهم كيف‬ ‫ومستعينا‬ ‫كا نوا ‪.‬‬ ‫مستصر خا لهم حيث‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫فى تلك المعارك الدامية‪.‬‬ ‫عدوه الذي قضى على جيوشه‬ ‫وأظهر الحجاج من نفسه غضباً عظيماً‪ ،‬على ما يراه من أمر العمانيين ©‬ ‫وشرح له‬ ‫وكتب بذلك إلى عبد الملك بن مروان‪،‬‬ ‫وتظاهر بأنفة وحمية‪،‬‬ ‫القضايا‪ ،‬وما يرومه الآن فى عمان‪.‬‬ ‫النصر لعبد‬ ‫كان‬ ‫انتصر الحجاج ‪.‬‬ ‫إن‬ ‫مروان؟‬ ‫الملك بن‬ ‫يضر عبد‬ ‫وماذا‬ ‫الملك‪ .‬وإن انهزمك فسوء الأحدوثة له بالهزيمة‪ .‬فيقال‪ :‬انهزم الحجاج‪.‬‬ ‫ويكون وبال الانهزام عليه ‪ .‬وشره كذلك‪.‬‬ ‫ذاك‬ ‫إد‬ ‫عمان‬ ‫لأن‬ ‫الأزد ‏‪٠‬‬ ‫وجوه‬ ‫أقعد عنه‬ ‫جيشاً كثيفاً‪،‬‬ ‫جمع‬ ‫وبذلك‬ ‫أزدية‪ ،‬وأختر أعيانهم عن الحركة‪ ،‬معتقدا عدم صدقهم‪ ،‬وأن الهزيمة لا بد‬ ‫وأن إخلاصهم في حرب عمان غير موثوق به‪ ،‬وأن‬ ‫لهم فيها من سبب“‪،‬‬ ‫الجموع بحُمان ‪.‬‬ ‫وفض‬ ‫حميتهم على قومهم غير بعيدة © لتوالي الانهمزامات‪،‬‬ ‫فيقال‪ :‬إن الجيش الذي اجتمع لهذه الغزوة الكبرى‪ ،‬العراقية العُمانية‪،‬‬ ‫كان عدده أربعين ألف‪ .‬كلهم من نزار‪ ،‬إلا من شاء الله من اليمانية وهم قليل‪.‬‬ ‫وكل ذلك وأهل عمان غافلون‪ ،‬وربما أنهم استهانوا بالأمر‪ ،‬حين رأوا النصر‬ ‫حليفهم فى تلك المعارك‪.‬‬ ‫أربعون ألفاً ‪ .‬عظيم يملأ السهل والجبل‬ ‫ولا يخفى عليك أن جيشاً عدده‬ ‫النواحي‪.‬‬ ‫جميع‬ ‫ضيق من‬ ‫على حالة‬ ‫وترتاع منه العباد ‏‪ ٠‬لاسيما وأهل عمان‬ ‫وقد جاء هذا الجيش وقلوبه تغلي غلي المراجل‪ ،‬حنقا على أهل عمان‪.‬‬ ‫فقسم الحجاج الجيش جيشين‪ ،‬جيشا سلك طريق البر حتى وافى‬ ‫البلقعة‪ ،.‬قريبا من الموضع الذي وقعت فيه المعركة السابقة ‪ 0‬من وادي بوشر ‪،‬‬ ‫وهناك التقاهم سليمان بن عباد بن عبد بن الجلندى‪ ،‬بالنيابة عن أخيه سعيد‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بسائر فرسان الأزد وصناديدهم‪ ،‬الذين جربتهم الحرب وجربوها‪ ،‬فكانوا‬ ‫سور عمان وجنتها‪ .،‬وكانوا ثلاثة آلاف فارس‪ ،‬وثلاثة آلاف من أهل‬ ‫النجائب© وخمسمائة راجل‪ .‬وكانوا رجالا تدافع عن عرينها‪ ،‬وأبطالاً تقاتل‬ ‫عن وطنها‪.‬‬ ‫وكان من قدر الله أن دارت رحى الحرب بين الفريقين©‪ ،‬واشتد الأمر‬ ‫على الطرفين‪ ،‬فصبرت الأزد صبر الكرام‪ ،‬وقاتلت قتال المستميت‘ فانهزم‬ ‫الجيش العراقي شر هزيمة‪ ،‬وفت في عضده‘ وانحلت قوته© فركبهم الرهط‬ ‫العماني قتلاً وسلباً ونهباًك وهو لا يرى أن وراءه قوة أخرى تناصره‪ ،‬بل كان‬ ‫يخمن في الانهزام أن سينتهي إلى العراق كأوله‪ .‬ولكن شاءت الأقدار كما أراد‬ ‫الله عز وجل‪ ،‬حتى إذا وصل الجيش الثاني جلفار‪ ،‬لقيه رجل لا أدري هو من‬ ‫أهل عمان أو من غيرهم ‪ .‬فأخبرهم الخبر الصحيح‪ ،‬لأن ذلك الوقت لم تكن‬ ‫أعمال هذا العصر موجودة فيه‪٠‬‏ وصرح لهم عن الواقع‪ ،‬وأن سليمان بن عباد‬ ‫خارج في أثرهم ك متتبعاً لهم‪ ،‬وأن عنده شرذمة قليلة فقط‪ .‬فاغتاظ مجاعة‬ ‫وحنق حنقاً شديداً ‪ .‬تأهب أهبة واعية‪ ،‬لمصادمة سليمان ومن معه من أهل‬ ‫عُمان‪ ،‬فسار بجيشه حتى وصل بركا‪ .‬فعلم بهم سعيد فقاتلهم بها اعتمادا على‬ ‫أن النصر ليس بكثرة الجنود‪ ،‬ولا بزيادة القوة‪ ،‬وإنما هو أمر من الله‪ .‬ولعل الله‬ ‫أراد أن يقضي على العمانيين في هذه المرة‪ ،‬ليهلك من هلك عن بينة‪ .‬ويحيى‬ ‫من حي عن بينة‪ .‬فكانت الحرب بينهم من ضحى النهار‪ .‬حتى حجز بينهم‬ ‫كالشعرة البيضاء‬ ‫بالنسبة إلى جيش عدوه‬ ‫الليل‪ .‬وإذا بجيش سعيد بن عباد‬ ‫في الثور الأسود ‪ .‬وقد قتل أبطالهم وهلكت رجالهم‪ .‬وتوالت الغارات عليهم‪.‬‬ ‫ولذلك استشعر العجز‪ ،‬ورأى أن لا سبيل إلى قتال القوم‪ ،‬ولا دافع لهم عما‬ ‫أراد الله لاسيما وأن الجيوش لا زالت تتوالى‪ ،‬ولعلها لا نهاية لها‪.‬‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ مان‬ ‫)‬ ‫وقد طار الخوف والرعب بعمان لتوالي الجيوش‪ .‬فإنهم بالأمس‬ ‫يقاتلون جيشا‪ .‬حتى لم تهدأ الأرواح ولم يمتد الظل‪ ،‬حتى فاجأهم الجيش‬ ‫الآخر‪ ،‬وظنوا أن وراءه أيضاً جيشاً آخر‪ .‬فعند ذلك تسلل سعيد من ليلته‪،‬‬ ‫وعمد إلى ذراريه وذراري أخيه‪ ،‬فاعتزل بهم إلى الجبل الأخضر ولحق به‬ ‫القوم‪.‬‬ ‫ودخل الجيش العراقي داخلية عُمان متغلباً على أهلها‪ ،‬متشفياً منهم‪6‬‬ ‫وحصر سعيد وسليمان ومن معهما من أهل عمان في جبلهم‪.‬‬ ‫وكان سليمان لما اجتمع بأخيه في الجبل‪ ،‬وقد علموا أن سفن ابن‬ ‫شعوة في مرسى مسقط‪ ،‬وهي كثيرة؛ وأن القوم تخلوا منها إلى داخلية‬ ‫عغُمان‪ ،‬فاتحين ومستنصرين‪ ،‬وهي كثيرة‪ ،‬قيل‪ :‬هي ثلثمائة سفينةث أرساها‬ ‫بذلك المرسى الحصين‪ .‬فخرج إليها ذلك الأسد الباسل سليمان بن عباد‪6‬‬ ‫فأشعل فيها النار‪ .‬وتركها في قلق‪ .‬فاحترق منها خمسون سفينة‪ ،‬وانفلت‬ ‫الباقون هربا في لجج البحر‪.‬‬ ‫ثم مضى يريد عسكر مجاعة فوقع الخوف في قلب مجاعة‪ ،‬وحدثته‬ ‫نفسه بانهزام‪ ،‬حين رأى الهجوم على من في المرسى© ولا يدري ماذا يكون‬ ‫بعده‪ ،‬وتصور له أن لا طاقة له بمصادمة سليمان إذ كان ليثاً ضارياًث يباشر‬ ‫الحرب بنفسه‪ .‬فخرج يريد البحر هاربا‪ .‬فكان من قدر الله أن التقى هذان‬ ‫الزعيمان في قرية سمايل‪ 6‬فنشبت الحرب بينهما‪ ،‬وسالت الدماء‪ .‬وقضت‬ ‫الأقدار بانهزام مريد الهرب‘ وهو مجاعة ابن شعوة‪ .‬فلحق بسفنه فركبها إلى‬ ‫جلفار‪ .‬ولما نزلها ورأى بعض القوة له بهاث وتراجع بعض أعضاء جيشه‬ ‫المنهزم‪ ،‬كتب للحجاج يخبره الخبر فاستشاط العنيد غضباً‪ ،‬وحالاً أخرج له‬ ‫‪٢ ٠.٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫في طريق البر‪ ،‬عبد الرحمن بن سليمان‪ ،‬في خمسة آلاف عنان© من بادية‬ ‫الشام‪ .‬وكلهم على الظاهر من نزار وكان فيهم رجل أزدي مختفياً غير‬ ‫لا يعلمون به أنه من الأزد ‪ .‬جاء إلى سليمان وسعيد يسرهما خبر‬ ‫معروف“‬ ‫القوم في خفية‪ .‬قد دعته لذلك الحمية العنصرية‪ ،‬فأعلمهما بحال القوم‪.‬‬ ‫وحينئذ استشعرا العجز وعلما أن لا قبل لهما على هذه الشدائد المتتابعة‪،‬‬ ‫والغارات المتوالية‪ .‬فحملا ذراريهما وسوادهماث ومن خف معهما من‬ ‫قومهما‪ ،‬ولحقا ببلاد الزنج في إفريقيا‪ ،‬حتى ماتا هناك‪.‬‬ ‫وبهما دخل الإسلام إفريقيا الشرقية‪ ،‬أي زنجيار‪ .‬وبهما اهتدى من شاء‬ ‫الله من عباده هنالك‪ .‬قلت‪ :‬ليته صبر لهذه الأزمة‪ ،‬التي ترى الحجاج وأعوانه‬ ‫ذود الأحرار عن الأوطان‪ .‬فقد صارع أهل عمان تلك الجيوش العديدة‪ .‬في‬ ‫تلك الوقعات الشديدة‪ .‬ولكن إذا أردا الله أمرا كان‪.‬‬ ‫ولما ظهر لمجاعة وعبد الرحمن بن سليمان‪ ،‬ارتحال سليمان وسعيد‬ ‫وهما سيدا عمان إذ ذاك وقائدا جيشها‪ .‬وهيولا انتصارها‪ ،‬وزعيما دولتها‬ ‫وسقط في يد العمانيين ©‬ ‫بالعسكر‪،‬‬ ‫دخلا عمان ‪ 6‬أي عبد الرحمن ومجاعة‪،‬‬ ‫وخارت العزايم‪ .‬ففعل الجيش في عمان غير الجميل‘ ونهباها واحتلا عرشها‬ ‫العالي وتشفيا من أهلها القاتلين للجيوش العراقية‪ ،‬في تلك الوقايع السالفة‪.‬‬ ‫وكيف لا يتشفيان ويفعلان ما يقضي به هواهما‪ ،‬ووراءهما الحجاج الظالم‬ ‫السفاك الطاغي على عباد الله بحكم هواه؟ ذلك شأن كل فاتح جاهل‬ ‫متغفطرس‪.‬‬ ‫يقف عليه قارئ هذه‬ ‫وكم حل على عمان مثل هذا‪ .‬كما سوف‬ ‫الصحائف‪ .‬والأمر لله عز وجل‪.‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ غمان‬ ‫)‬ ‫غغمان وعمال الحجاج‬ ‫وسليما ن‬ ‫منها أميرا ها سعيد‬ ‫ا لحجاج ‏‪ ٦‬وخرج‬ ‫عما ن لسلطة‬ ‫لما حضعت‬ ‫ابنا عباد واحتل الجيش عروة عُمان‪ ،‬وداسها بأقدامه فاتحا‪ .‬ولى عليها‬ ‫حتى مات عبد الملك‬ ‫الحجاج بن سبرة ‪ .‬أحد رجال عبد الملك بن مروان‪،‬‬ ‫والمجاشعي المذكور بعُمان‪ ،‬وإمارة الحجاج على عمان ضاربة أطنابها‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫أحد ‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫يتكلم‬ ‫أن‬ ‫يحتاج‬ ‫فلا‬ ‫‪.‬‬ ‫أمر الحجاج‬ ‫الناس‬ ‫علم‬ ‫وقد‬ ‫ترزح تحت ذلك النير الثقيل‪ ،‬الذي قبض على ناصيتها‪ ،‬ابتلاء من الله‪ .‬ولله‬ ‫‘‬ ‫أسرار‬ ‫حلقه‬ ‫فى‬ ‫تبوح به عوادي الدهر جهرا‬ ‫وفي طي القضاء بديع سر‬ ‫ولكل محنة زوال‪.‬‬ ‫فرج ‏‪٠‬‬ ‫ولكل أزمة‬ ‫وأوقات تدعو إلى إقبال الرخاء‪.‬‬ ‫ولكل شيء غاية ينتهي إليها‪.‬‬ ‫غمان والوليد بن عبد الملك‬ ‫لما مات عبد الملك‘ وكان والي عمان هو المجاشعي المقدم الذكر ©‬ ‫وولي‬ ‫وقضى الله على ذلك الشقي‪ ،‬الحجاج بن يوسف الثقفي فمات‪،‬‬ ‫الخلافة الوليد بن عبد الملك‪ ،‬ولى الوليد على العراق يزيد بن أبي مسلم‪،‬‬ ‫فبعث يزيد سيف بن هاني الهمذاني على عُمان‪ ،‬والياً من قبله‪ ،‬لأن عمان‬ ‫أصبحت من أعمال العراق“ ووالي العراق من قبل الخليفة هو الذي يولي‬ ‫على عمان فبقي سيف بن هاني بها عاملاً عليها‪ .‬حتى مات الوليد بن عبد‬ ‫الملك‪ 0‬وولي الخلافة أخوه سليمان بن عبد الملك‪ ،‬وتراجعت الأمور ©‬ ‫‪٢٠٢‬‬ ‫[‬ ‫الحنون عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ألفت نظره إلى العراق وما حولها‪ ،‬من الأعمال التابعة لها ومنها عمان‪.‬‬ ‫وإلى هذه الحقايق يشير القائل‪:‬‬ ‫من قديم روابط من إخاء‬ ‫نما تربط العراق بنزوى‬ ‫غمان وسليمان بن عبد الملك‬ ‫لما تولى سليمان بن عبد الملك الأمر‪ ،‬وكان الوالي على عمان من قبل‬ ‫يزيد سيف بن هاني الهمذاني‪ ،‬عزله سليمان بن عبد الملك“‪ 0‬وولى على‬ ‫عُمان‪ ،‬صالح بن عبد الرحمن بن قيس الليثي‪ ،‬ومشى بها برهة‪.‬‬ ‫نم بدا لسليمان بن عبد الملك عزله‪ ،‬وإرجاع أمر الولاية بعمان إلى‬ ‫الولاة المتقدمين بها‪ ،‬لأنهم أعلم بسياسة البلاد‪.‬‬ ‫وجعل صالح بن عبد الرحمن الليثي مشرفا عليهم‪ ،‬ومتطلعاً لأمورهم‪6‬‬ ‫ومراعيا للأحوال‪.‬‬ ‫العراق ©‬ ‫الملهب‬ ‫بن‬ ‫يزيد‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫ولى‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬ ‫أن يولى على عمان‬ ‫وأضاف له إليها خراسان‪ .‬وبذلك اضطر يزيد بن المهلب‬ ‫أخاه زياداً‪ .‬فجاءها زياد والياً من قبل أخيه‪ ،‬يزيد بن المهلب‪ .‬فأجرى زياد‬ ‫الأمور بعمان في مجاريهاث ورتب الأعمال على أحسن الأحوال‪ .‬نظرا منه أنها‬ ‫دار قومه‪ ،‬ووطن بني جلدته الأزد‪ .‬فإن المهلب أزدي عماني‪ .‬فأحسن السيرة‬ ‫وشكره الناس‪ .‬ولا ريب أن الناس بطبيعة الحال تحسن عواطفها نحو أهلها‬ ‫وذويها‪ ،‬في كل جيل‪.‬‬ ‫‪٢٠٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ثم مات سليمان بن عبد الملك‪ .‬وتولى الأمر ذلك السيد المجيد عمر‬ ‫ابن عبد العزيز رحمه الله‪ ،‬فنظر إلى عمان نظر احترام‪ ،‬وراعى من حق أهلها‬ ‫كل لزام‪ ،‬ومشى فيهم بما هو أهله‪ .‬كما سوف ترى‪.‬‬ ‫غمان وعمر بن عبد العزيز‬ ‫السيرة‬ ‫بحسن‬ ‫معروفا‬ ‫وكان‬ ‫العزيز ز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الخلافة عمر‬ ‫ولما ولي‬ ‫وصفاء السريرة فى أحواله‪ ،‬وكانت عمان من أعمال الخلافة العامة إذ ذاك©‬ ‫وبالخصوص خُضُوعها لسلطان العراق ذلك العهد‪ ،‬ولى عمر بن عبد العزيز‬ ‫على العراق‪ ،‬عدي بن أرطاة الفزاري‪ .‬وولى عدي المذكور على عمان عمالا‬ ‫أساؤوا السيرة في أهلها‪ ،‬لاسيما بالنظر إلى إمامة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬أفضل‬ ‫رجل في بني أمية‪ ،‬وأهداهم للحق‘ وأتبعهم له‪ ،‬وأمثلهم في العدالة العامة‬ ‫بين الأمة‪.‬‬ ‫فكتب أهل عمان إلى هذا الخليفة الموقرث وشكو إليه أمر العمال‪.‬‬ ‫فأحسن السيرة فيهم‪،‬‬ ‫فعزلهم‪ .‬وولى عليهم عمر بن عبد الله الأنصاري‪،‬‬ ‫لكونهم قومه الأخصاء بالروح الأزدية‪ .‬فلم يزل عمر هذا واليا على عُمان ©‬ ‫أعماله‪.‬‬ ‫في‬ ‫ووازروه‬ ‫أهل عمان‬ ‫فأكرمه‬ ‫لحقوقهم ‪.‬‬ ‫مراعيا‬ ‫أهلها ‪.‬‬ ‫في‬ ‫محسنا‬ ‫فاستوفى الصدقات منهم بطيبة أنفسهم ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ولم لا تطيب أنفسهم‪ ،‬وخليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز‪8‬‬ ‫عبد الله الأنصاري؟‬ ‫بن‬ ‫وواليه عليهم عمر‬ ‫وكان عمر حكيما في توليته للمذكور على عمان‪ .‬فبقي واليا عليها حتى‬ ‫مات الخليفة ابن عبد العزيز رحمه الله‪ .‬فقال عمر بن عبد الله الأنصاري ©‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لزياد بن المهلب‪ :‬هذه بلاد قومك‪ .‬يعني عمان فشأنك بها‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ولهذا أراده عمر بن عبد العزيز أيضاً واليا على غُمان‪ .‬وخرج‬ ‫عمر بن عبد الله الأنصاري من عمان‪ .‬وقام زياد بن المهلب في عُمان© بصفته‬ ‫نائب واليها المذكور‪ .‬فقام بأمرها مدة‪ ،‬حتى انتقل الملك من بني أمية‪ ،‬إلى‬ ‫بني العباس بن عبد المطلب“ وأمر عمان بيد زياد بن المهلب‪.‬‬ ‫ولما تولى السفاح أبو العباس أول ملك من بني العباس‪ ،‬ولى السفاح‬ ‫أبا جعفر المنصور على العراق‪ .‬ومن حيث إن عمان إذا ذاك تضاف إلى ولاية‬ ‫استعمل أبو جعفر المنصور على عُمان‪ ،‬جناح بن عباد‬ ‫العراق كما عرفت‘‪،‬‬ ‫بن قيس الهنائي‪ ،‬من هناءة بن مالك بن فهم‪ ،‬وهو أخو عقبة بن أسلم الهنائي‬ ‫لأمه واليا على عمان‪ .‬وهو الباني للمسجد المعروف إلى الآن بمسجد جناح‬ ‫بصحار‪ .‬وكان مقر ولاة الأمر غالباً بها‪ .‬وأخذ عهدا فيها‪.‬‬ ‫ثم عزله المنصور لأحوال اقتضت العزل‪ .‬وولى بدله ابنه محمد ابن‬ ‫جناح بن عباد بن قيس الهنائي‪ ،‬الآنف الذكر‪ .‬فسار هذا في أهل عمان بسيرة‬ ‫هي خير من سيرة أبيه‪ ،‬فالآن لهم جناح أبيه‘ ووضع جناح الرأفة بهم‪.‬‬ ‫وقد قرب تناسي الأحوال الأموية‪ .‬ولم يكن لأهل عمان حقد على آل‬ ‫العباس‪ .‬وإنما كان حقدهم على ذلك الزعيم الأموي‪ ،‬المتوالي عليهم بشروره‬ ‫وغطرسته ء التي مزقت عُمان‪ ،‬وشردت بأهلها إلى أرض الزنج‪ ،‬وما فعلوه‬ ‫بعمان بعد احتلالها‪ ،‬وما فعلوه بأهلها‪ .‬والملك لله يؤتيه من يشاء‪.‬‬ ‫ولما اتفق محمد بن جناح والعُمانيون‪ ،‬اجتمع المسلمون مغتنمين‬ ‫الفرصة عند ذلك فعقدوا الإمامة للجلندى بن مسعود رحمه الله‪ .‬فكان ذلك‬ ‫وه عادت القوة لأهل عمان ء واشتدت شوكتهم‪.‬‬ ‫سبباً لظهور الاسلام بعمان‬ ‫‪٢٠٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فكان الإمام الجلندى مثالاً للعدالة والنزاهة وحسن السيرة‪ ،‬بل كان المثال‬ ‫الذي أتعب الأيمة بعده في عمان‪.‬‬ ‫وكان الجلندى المذكور ممن حضر بيعة الإمام طالب الحق عبد الله بن‬ ‫يحيى الكندي ‪ ،‬في أرض اليمن‪ ،‬وذلك في سنة ‏‪ .١٣٢‬وفي هذه السنة أيضا‪،‬‬ ‫بويع للإمام آبي الخطاب المعافري في المغرب‪ .‬وفيها أيضا بويع للإمام أحمد‬ ‫بن سليمان الحضرمي في نواحي حضرموت واليمن‪ .‬فظهر للإباضية في هذه‬ ‫السنة ثلاثة أيمة‪ ،‬فى ثلاثة أقطار مهمة‪ .‬فكانت هذه السنة حقيقة بأن تدعى‬ ‫سنة الإمامة في التاريخ الإباضي‪.‬‬ ‫ومن حيث إننا في هذا العهد © نحب إلغاء التسميات والألقاب المذهبية‪.‬‬ ‫وإن الناس كلهم إما مسلمون وإما مشركون‪ ،‬ولكن حاسد الحق لا ينظر إلى‬ ‫ما ننظر إليه‪ ،‬فليمت بغيظه‪ ،‬فإن الحق بالأصالة مبغوض عند أهل السوء‪ .‬وما‬ ‫العجب من أهل الجهل‪ ،‬ومن لا يهتدي لسبل الحق‪ ،‬إذا طاش به النزق‪ .‬بل‬ ‫العجب ممن يقول‪ :‬هو من العلماء‪ ،‬إذا مر عليه اسم الإباضية وصمهم‬ ‫وانتقصهم‪ ،‬ونال من دينهم وأعراضهم من غير أن يجنوا عليه جناية ما‪ .‬مع‬ ‫أن الإباضية لا ينتقصون أحدا مهما كان‪ ،‬ما كان يؤدي واجب الدين©‪ ،‬صلاة‬ ‫ونهياً عن منكر ‪ ،‬وما داموا يستقبلون‬ ‫وزكاة وصياماً وحجاً‪ .‬وأمر بمعروف‬ ‫القبلةش ويقرؤن القرآن‪ ،‬وَيحلون حلاله‪ ،‬ويحرمون حرامه‪ .‬وهذا هو واجب‬ ‫المسلم‪ .‬نعم إذا خالف أحد الحق في شيء ماء فالإباضيون لا يرضون‬ ‫لمخالفة الحق‪ .‬ومن سب الإباضية أو انتقص منهم‪ 6،‬فقد سب الحق‪ .‬فإن دين‬ ‫الإباضية دين الرسول عليه الصلاة والسلام" لأنهم لا يعتمدون على إمام‬ ‫خاص غير رسول الله عليه الصلاة والسلام‪ .‬ولا كتاب لهم إلا القرآن‪ .‬أما‬ ‫‪٢٠٦‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫مؤلفات علماء الإسلام" فما كان منها حقا في نفسه أخذوه من أي كان‪ ،‬وما‬ ‫كان باطلاً ردوه على قائله ولا يبالون‪ .‬فالحق هو المتبع‪ ،‬والباطل مردود‪ .‬وإذا‬ ‫زالت هذه العصابة من هذا الكون‪ ،‬زال الدين الإسلامي© وفقدت الشريعة‬ ‫الحقة‪ ،‬وعلى الدين السلام بعد الإباضية‪ .‬ولا نريد بذلك مفهوم هذه الكلمة‪.‬‬ ‫بل نريد الحق وحده‪ .‬فقد قرأنا عقائد أهل الإسلام ورأينا ما قرر فيها‪ .‬ونظرنا‬ ‫قواعد الأحكام‪ ،‬فلم نر لغير الإباضية ما للإباضية‪ ،‬من تمحيص الحق ‏‪٥‬‬ ‫وتحقيق العدل والإنصاف حتى في أقل شعاير الدين‪ .‬فلو تتبع عاقل منهج‬ ‫الإباضية‪ ،‬وقابله بما عند غيرهم في مقامه‪ ،‬رأى الفرق واضحا جلياًك ورأى‬ ‫الحق يلوح على أوجه الإباضية‪ .‬ونريد بهم المستقيمين على قواعد المذهب‬ ‫لا الذين يخوضون في لجج الباطل والعياذ بالله‪.‬‬ ‫جملة ملولى عمان وأئمنها‬ ‫الإمام‬ ‫عهد‬ ‫من‬ ‫في الإسلام‪،‬‬ ‫عمان ‪ .‬وأيمتها‬ ‫ملوك‬ ‫جملة‬ ‫اعلم أن‬ ‫الجلندي بن مسعود رحمه الله إلى الآن‪ ،‬خمسة وثمانون ملكا وإماماًك هذا‬ ‫على أغلب الأحوال التي وصل إلينا علمها‪ ،‬من استقراء التاريخ‪ ،‬وإن كان‬ ‫كثير من ملوك عمان لم تحفظ أسماؤهم‪ ،‬لأن أهل عمان بطبيعة الحال©‬ ‫وسلكت مسالك البطل‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫والتقوى‬ ‫العدل‬ ‫خالفت منهج‬ ‫الملكية إن‬ ‫من‬ ‫ينفرون‬ ‫‏‪١‬‬ ‫والأهواء‪.‬‬ ‫ولهذا ترى في تاريخ عمان الصراع بين الإمامة والسلطنة كما في عهود‬ ‫بني نبهان وأضرابهم‪ ،‬من الملوك الظلمة‪ .‬والله لا يرضى في عباده الظلم‪،‬‬ ‫الجبابرة بما لا يخمى على أحد‪.‬‬ ‫وقد توعد الظلمة وهدد‬ ‫وعدد ملوك وأيمة عُمان هذا‪ ،‬على ما تحريناه من غير تفصيل إلى هذا‬ ‫أنفسهم ملوكاً وسلاطين‪.‬‬ ‫الذين يعدون‬ ‫والأمراء‬ ‫الزعماء‬ ‫الوقت ‪ .‬عدا‬ ‫ولقد مشت دولة عُمان شوطا عظيما فى مطاردة الدولة البرتغالية‪ ،‬حتى‬ ‫انتهى جيش عمان براس الرجاء الصالح‪ ،‬ولا ينكر ذلك أحد من أهل الاطلاع‬ ‫كما في حياة الشرق‪.‬‬ ‫وما زالت ملوك عمان وأيمتهم بين الملوك الشرقيين نجماً ثاقباً ‘ وبدراً‬ ‫زاهر‪ .‬والملك لله يؤتيه من يشاء‪ ،‬وهو الواحد المنفرد بالبقاء‪.‬‬ ‫‪٢٠٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وها نحن الآن في عهد السلطان الحالي‪ ،‬سعيد بن تيمور بن فيصل‪.‬‬ ‫وقد تولى الملك وانفرد بالأمر‪ ،‬بعد أن اعصو صب الدهر ‪ ،‬واشتد في العالم‬ ‫الأمر‪ .‬فكان من حسن حظه أن تمكن من تأييد دعايم الملك© وتقويم أعمدة‬ ‫السلطنة‪ ،‬فكان الأمر بحيث لا يخفى على أحد‪ .‬فسبحان من له الملك كله‪،‬‬ ‫وهو الفعال لما يشاء‪.‬‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫أول إمام بحُمان‬ ‫لا يخفى أن العمانيين كإخوتهم اليمانيين‪ ،‬استقلوا بأمور بلدانهم في‬ ‫الصدر الأول من أول القرن الثاني‪ ،‬فنصبوا الأيمة‪ ،‬وأرشدوا الأمة‪ ،‬وأقاموا‬ ‫منار الدين‪ ،‬ورفعوا أعلام الحق‪ ،‬وأعادوا مجاري العدالة على المنهج القويم‪.‬‬ ‫فكان الجلندى بن مسعود أول إمام قام بعُمان‪ ،‬فكاد أن يكون نبياً‬ ‫مرسلاً“ كما قال الإمام السالمي© لولا أن النبوة قد انتهت بمحمد يَيٍ‪ 9‬وكان‬ ‫نصبه في سنة ‏‪ © ١٣٦‬وهو الصحيح‪ ،‬وهي سنة الإمامة‪.‬‬ ‫فقام الجلندي رحمه الله ورضي عنه بأمر المسلمين خير قيام‪ ،‬فأحيا سنة‬ ‫رسول الله مياة‪ .‬وسيرة الخلفاء الراشدين بعده‘ باتباع نهج الحق‘ والقيام‬ ‫بالواجب ورعاية العدالة‪ ،‬والاحتفاظ على الأوامر الإسلامية‪ ،‬وإعادة مجد‬ ‫الشعب العّماني‪ ،‬بعدما تبعثر ببغي بني أمية‪ .‬وجور ولاتهم وطغيان‬ ‫أمرائهم‪ ،‬وتركهم لأوامر الشرع‪ .‬فقام العمانيون بإعادة السنة السماوية كما‬ ‫كانت عهد رسول اله يلة‪ .‬وخلفائه بعده‪ ،‬وأيام الزعماء من آل الجلندي ‪6‬‬ ‫الذي أضاء سماء قلوبهم نور رسول الله يو‪ .‬وأشرق على أفق بلادهم فجر‬ ‫الإسلام النير‪ .‬وذلك هو الواجب على المسلم من كان ومهما كان‪ ،‬إذا رأى‬ ‫الإمكان لذلك‪ .‬والحق احق أن يتبع‪ ،‬وما بعد الحق إلا الضلال‪.‬‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وظل هذا الإمام مدة غير طويلة قائماً بالقسط في الحقوق الإسلامية‪.‬‬ ‫محيياً للسيرة المحمدية‪ .‬عاملا بالأوامر القرآنيةش داعيا إلى الله أهل طاعته ‪6‬‬ ‫تابعاً لكتاب الله عز وجل‪ ،‬آمرا بالمعروف‪ ،‬ناهياً عن المنكر ولياً رضياً‪.‬‬ ‫وصفياً وفيا‪.‬‬ ‫قتل رحمه ا له في واقعة جلفار© على يد خازم بن خزيمة التميمي“ في‬ ‫وسجلها الكاتبون‪ .‬وتلك هي إحدى الحسنيين التي‬ ‫قضية تداولها المؤرخون‬ ‫ينشدها المؤمنون ويجتهد لها الموفقون‪ ،‬وما ذلك وأيم الله إلا فضل من‬ ‫اللهؤ لمن ارتضاه من عباده المخلصين‪ .‬وهل فوق منزلة الشهادة على الطاعة‬ ‫منزلة؟ والحمد لله ‪6‬‬ ‫ئم تتابع الأئمة والملوك على عرش المملكة العّمانية‪ ،‬منذ ذلك العهد ©‬ ‫إلى اليوم الذي نكتب نحن فيه هذا العنوان‪.‬‬ ‫وختم الكل عز ان‬ ‫منذ الحلند ى‬ ‫الله منصبها‬ ‫خلفاء‬ ‫تعاقبت‬ ‫وما زال تبادلهم المنصب العلي حيناً من الدهر بالعلماء‪ ،‬ومن انقاد لهم‬ ‫إلا إقامة شعائر الدين [‬ ‫قصد‬ ‫للعلماء‬ ‫وما كان‬ ‫أطاعهم‪.‬‬ ‫‏‪ ٠-‬ومن‬ ‫الرؤساء‬ ‫من‬ ‫حين يميل الملوك عن الواجبات الشرعية‪ ،‬فيتحرك العلماءء ويقومون‬ ‫بمناصحة الملوك‪ ،‬عملا بحديث هالدين النصيحة' إلى آخره‪ ،‬فإذا وجدوا من‬ ‫الملوك الاستقامة أخذوا بها‪ .،‬وإلا باينوهم ونفروا منهم‪ ،‬وتركوهم وأخذوا‬ ‫تأثر‬ ‫على ذلك‬ ‫ويساعدهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المصاعب‬ ‫ركوب‬ ‫يتكلفون‬ ‫وهنالك‬ ‫جانباً عنهم‪.‬‬ ‫القلوب من الوطأة الجائرة‪ ،‬العادلة عن الطريق السوي‪ ،‬والسيرة غير المطابقة‬ ‫للواقع‪.‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫يتأثرون إذا نفحتم سموم الظلم‪،‬‬ ‫والناس وإن ناموا تحت ظل السلطان‬ ‫ولفحهم وجه الحر من الوجهة السيئة‪ ،‬فتراهم عند ذلك يتولولون‪ ،‬وهذا هو‬ ‫العامل الأكبر في كون الوقت طورا للإمامةك وطورا للسلطنة‪ .‬فإن قضية‬ ‫الإمامة قضية اشتراكية‪ .‬محورها المساواة للامة‪ 5،‬واتصال العلاقات العامة‬ ‫بها ى والتفافها مع الخاصة‪ .‬وهي قضية انتخابية في حد ذاتها اختيارية صادقة ‪5‬‬ ‫بخلاف السلطنة‪ ،‬فإنها دولة قهرية غالبيةش اللهم إلا إذا كان السلطان حكيما‬ ‫بالاهتمام بالمصالح ‪6‬‬ ‫النفوس‪،‬‬ ‫جميع محركات‬ ‫فإنه في وسعه حسم‬ ‫والالتفات إلى العواطف الحرة‪ ،‬وجمع شمل العلماء الذين يهمهم أمر الدين ©‬ ‫ومن هم الحجة في المسلمين‪ ،‬فإنهم هم أعمدة الإمامة‪ ،‬والدعاة إليها‪،‬‬ ‫والقوام بها في كل جيل‪.‬‬ ‫هذا هو منهج الإباضية من قديم‪ ،‬فهل هذا هو المنهج المحق‪ ،‬أم هو‬ ‫المبطل‪ .‬والله يعلم المفسد من المصلح‪ .‬نعم وإذا كان القائم بالأمر صالحاً‬ ‫مصلحاً في الأمة‪ .‬سكنت الأمة تحت ظل عدله ورتعت آمنة مطمئنة‪ ،‬سواء‬ ‫كان إماماً أو سلطاناً أو زعيما‪ .‬فإن العدل هو المطلوب من الإمارة كيف‬ ‫كانت© وبه تعيش الأمة في حياتها‪ ،‬وعليه تعول في مهماتها‪ .‬وإذا فارقها‬ ‫الأمور تسير على النهج‬ ‫وظلت‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫واختل‬ ‫العدل وقع التلاشي‪،‬‬ ‫الممقوت‪ .‬والله لا يرضى من عباده إلا الحق ولا يحب إلا العدل‪ .‬والله‬ ‫يهدي إلى الحق© وإلى طريق مستقيم‪.‬‬ ‫يأوي إليه كل‬ ‫وعلى كل حال إن السلطان العادل ظل الله فى أرضه‘ؤ‬ ‫مظلوم‪ .‬وإذا كان السلطان قادرا على العدل فى الأمةث متمكناً من تنفيذ‬ ‫‪٢١٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الأحكام‪ ،‬فهل يليق به إلا القيام بالواجب؟ وقد أشار القائل‪:‬‬ ‫كنقص القادرين على التمام‬ ‫ولم أر في عيوب الناس شيئاً‬ ‫ولا شك أن العدل أساس الملك‪ ،‬وحلية الملوك‪ .‬وهل أبقى ذكر‬ ‫كسرى إلا عدله‪ .‬وإليه الإشارة بقوله ية‪. :‬بعثت فى زمن الملك العادل‪.‬‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫القسم الثاني‬ ‫من العنوإن ف ناريخ عمان على نهج الجامال‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله الذي يجب الحمد لجلاله‪ ،‬والصلاة والسلام على صفوته©‬ ‫ذي الأثر الطيب في جميع أعماله‪ .‬وعلى خاصته الأتقياء من صحابته وآله‪.‬‬ ‫أما بعد فهذا القسم الثاني من عنوان التاريخ العُماني‪ ،‬ألحقناه بشقيقه‬ ‫الأول‪ ،‬واضعين فيه عنوانأ من أخبار الملوك والأئمة ما عليه في فن التاريخ‬ ‫والسير المعول‪ ،‬إجمالا يتكفل التاريخ بتفصيله} فإن العنوان ‪ -‬كما هو‬ ‫معروف ‪ -‬كالرمز والإشارة إلى الشيء الذي يأتي بعده‪ ،‬ويتضمن الاستهلال‬ ‫به‪ .‬والله حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫دول عمان‬ ‫إمامة وسلطنة‬ ‫اعلم أن وجود العرب الثانية بعّمان‪ ،‬يرجع فضله إلى مالك بن فهم‬ ‫الملك الجليل‪ ،‬فاتح عُمان‪ ،‬وموطد أركان الأمة العربية بها‪ .‬ولذلك فأول‬ ‫دول عمان دولة مالك بن فهم وبنيه‪.‬‬ ‫لما تملك مالك بن فهم زمام السلطنة في عُمان‪ ،‬وصار الملك إليه‪،‬‬ ‫أخذ ينظم دولة عربية مستقلة‪ ،‬ويمشي على ضوئها بنوه بعده“ؤ وكان قد جعل‬ ‫ولده هناءة ولي عهده على بنيه‪ ،‬بتقديمه إياه عليهم‪ ،‬ليأخذوا على ذلك‬ ‫السنن في حياتهم بعده‪ ،‬لآنه كان تفرس فيه مخائل النجابة‪ ،‬ولم يكن أكبر‬ ‫أولاده‪ ،‬فمشوا على ذلك القانون الذي فهموه من أحوال الشيخ زعيم الأسرة‬ ‫وأصلها‪.‬‬ ‫وقد أخذت دولتهم ردحا من الزمن واستولت على جانب من القطر‬ ‫العربي مع عُمان‪ ،‬فكان لها في عالم التاريخ الذكر الخالد‪.‬‬ ‫راية‬ ‫تحت‬ ‫ثم شابت‬ ‫ثم شبت‬ ‫نشأت‬ ‫أولئك‪،‬‬ ‫إن دولة‬ ‫حيث‬ ‫ومن‬ ‫لم يطل أهل العلم الحديث عنها‪ ،‬ولا وضعوا في صحائف التاريخ‬ ‫الشرك‬ ‫طويل عهد لها وإنما ذكروا لمحة مما تخللها من حروب الفرس ووقائعهم ‪6‬‬ ‫‪٢١٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وما دار بينهم وبين مالك المذكور‪ ،‬في ذلك العهد المغمور بالغيوم الكفرية ©‬ ‫والمحاط بالحروب الفارسية‪ ،‬وما كان لأولاده من بعده من الآأحوال‪ ،‬وما‬ ‫وكان أحسن إليهم فأساؤوا إليهك وما‬ ‫دار بينهم وسليمة في أرض فارس“‪،‬‬ ‫وقفت قناته بينهم إلا يسيرا‪ ،‬حتى تنكروا عليه‪ ،‬وظلوا يرتادون له الغوائل©‬ ‫حتى جاءته الجنود من عُمان‪ ،‬تقدمها هيبة مالك السارية في الجمع الفارسي ©‬ ‫يسوقها عزم هناءة بن مالك‪ ،‬مناصراً لأخيه‪ ،‬فما إن وصلت القوات العربية‬ ‫فارس حتى قامت سطوته تشتد وملكه يمتد حتى قهر منافسيه‪ ،‬وسقط في‬ ‫يد من يعاديه‪ ،‬وزالت نعرة القوم ورأوا أن اليد العمانية قوية‪ ،‬والحركة‬ ‫الفارسية لا عروة لها تؤيد وقوفها‪ ،‬فبدل أن يكون للفرس ملك غُمان‪ ،‬كان‬ ‫للعُمانيين ملك الفرس‪.‬‬ ‫ولله في خلقه حكم وأسرار لا يجهلها إلا أهل العقول الجامدة‪ .‬وإذا‬ ‫أراد الله إذلالاً لقوم‪ ،‬وإعزاز آخرين هيا لذلك أسبابا‪ .‬ورتب عليها أعمالا‪.‬‬ ‫لينفذ حكمه بحكمته‪ ،‬وتري الناس عظيم قدرته‪ ،‬فهو الفعال لما يشاء‪.‬‬ ‫الدولة الثانية‬ ‫انتقال‬ ‫وجل‬ ‫الله عر‬ ‫سنة‬ ‫في‬ ‫وكان‬ ‫فهم ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫بني‬ ‫دور‬ ‫انتهى‬ ‫لما‬ ‫الأمر من دولة إلى أخرى‪ ،‬ومن أمة إلى أمة‪ .‬انتقلت دولة بني مالك بن فهم ‪6‬‬ ‫إلى بني الجلندي‪ ،‬من بني معولة بن شمس‪ .‬وتولوا الأمر وتبادلوا الملك‬ ‫وفي‬ ‫عمرها [‬ ‫الدولة في وسط‬ ‫وهذه‬ ‫الإسلام‬ ‫جاء‬ ‫حتى‬ ‫بعل آخر‬ ‫واحدا‬ ‫غضارة شبابها‪.‬‬ ‫‪٢١٨‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وكان جيفر وعبد ابنا الجلندى ملكي عُمان‪ ،‬وسيدي أهلها‪ .‬وزعيمي‬ ‫أمتها‪ 6‬القائمين بأمرها كما أشرنا إلى ذلك فيما سبق‪ .‬وإليهما كتب النبي يل‬ ‫في إسلام أهل عُمان‪.‬‬ ‫وكان من ملوك هذه الدولة في الجاهلية عبد عز بن معولة بن شمسك‬ ‫وامتد له سلطان عظيم‪ ،‬ضم إلى عمان البحرين واليمامة وما والاهما‪ .‬وكان‬ ‫عامله على تلك النواحي‪ ،‬باقل بن شاري بن اليحمد‪ .‬ثم ملك بعده ولده‬ ‫ثم ولده جيفر بن‬ ‫ثم ولده الجلندى بن المستكبر‪،‬‬ ‫المستكبر بن عبد عز‬ ‫الجلندى‪ ،‬نم أخوه عبد بن الجلندى‪ ،‬ثم سليمان بن جيفر‪ ،‬ثم أخوه سعيد بن‬ ‫جيفر بن الجلندى‪ .‬وإلى عبد عز فمن بعده يشير شاعر العرب في قوله‪:‬‬ ‫على مزون إتاوات وتيجان‬ ‫وأين معولة قبل الرسول‬ ‫ويتخلل دولة بني الجلندى حروب الحجاج لعّمان‪ ،‬وهي الحروب التي‬ ‫مر عليك ذكرها‪ ،‬من قبل عبد الملك بن مروان‪ ،‬إلى غير ذلك من الأحوال‪.‬‬ ‫إلى أن نصب أهل عمان الإمام الجلندى بن مسعود إماما على غُمان‪ ،‬من‬ ‫تلك العايلة الجلندانية في عمان‪ .‬وذلك في عهد السفاح العباسي‪.‬‬ ‫وقتل الإمام الجلندى جعفر الجلنداني وابنيه النظر وزايدة‪ ،‬وكانا ابني‬ ‫عم الإمام‪ .‬ومقتل شيبان الخارجي إمام الصفرية‪ ،‬وما إلى ذلك من الحروب‬ ‫العمانية والأحوال التي تبادلت على عمان عهدا من الزمن‪.‬‬ ‫وخرج آل الجلندى على دولة المسلمين© وفيهم عبد العزيز الجلنداني‬ ‫من تلك العايلة‪ ،‬وتلاعبوا بعمان تلاعبا سئم التاريخ منه حمية وعصبية‪ ،‬إلى‬ ‫أن أذن الله عز وجل بانتقال الدولة من أيديهم إلى أيدي قوم من اليحمد‪ .‬والله‬ ‫يوتيى ملكه من يشاء‪.‬‬ ‫‪٢١٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولكل دولة أسباب في السقوط‪ ،‬كما في المصعود‪« .‬وتلك الأيام‬ ‫الله فى عباده‪.‬‬ ‫وتلك سنة‬ ‫نداولها بين الناس‪.‬‬ ‫الد ولة الثالثة‬ ‫دولة اليحمد‬ ‫لما طال العهد ببني الجلندى وهم ملوك عُمان‪ ،‬قضت سنة الله في‬ ‫عباده بانتقال الملك منهم إلى غيرهم‪ ،‬وتحول الأمر عنهم إلى أيدي من يقوم‬ ‫به بعدهم‪ .‬وهم آل اليحمد بن حمى‪ .‬وبقية النسب معروفة‪.‬‬ ‫وأول زعيم بعمان من هذه العائلة قام بدولة عُمان‪ ،‬محمد بن أبي‬ ‫عفان‪ .‬ثم بعده الوارث بن كعب‘ ثم الإمام غسان بن عبد الله‪.‬‬ ‫وتتخلل هذه الدولة أحوال ؤ منها إمامة الإمام عبد الملك بن حميد بن‬ ‫علي© من قبيلة بني علي أهل ينقل‪ .‬ومن هذه الدولة أيضا الإمام المهنا بن‬ ‫جيفر©ك من أعظم أئمة عُمان‪ ،‬ومن زعمائها الذين لا يزال التاريخ يحدث‬ ‫عنهم طيلة الدهر‪ ،‬وفي عهده أيضا كانت لبني الجلندى حركات ذكرها‬ ‫المؤرخون‪ .‬وذلك شأن الدول إذا انتقلت دولة إلى أمة" وبقيت بقية فى رجال‬ ‫تلك الدولة طمحت إلى الملك ‪ .‬كما يشير إلو ذلك حديث هرقل مع أبي‬ ‫سفيان© بل قضت بذلك العادة في الأمم‪.‬‬ ‫ثم الإمام الصلت بن مالك بن بلعرب‪ ،‬وأيامه معروفة وفضائله وبلاياه‬ ‫بعمان محفوظة‪ .‬ثم راشد بن النظر © من هذه الدولة اليحمدية‪.‬‬ ‫ويتخلل دولة هذين‪ ،‬أحوال افتراق أهل عمان فيهما‪ ،‬وتلاشى الإمامة‪.‬‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫والقيل والقال فيهما محقاً ومبطلاً كما يعرف ذلك أهل عمان‪ .‬وكاد أن تنشق‬ ‫تلاشى أمر‬ ‫أمرهم ‪ .‬كما‬ ‫ويتلاشى‬ ‫كلمتهم ‪.‬‬ ‫وتتفرق‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫عصا‬ ‫بهما‬ ‫وكان‬ ‫كبيرا‪.‬‬ ‫في تلك الظروف‬ ‫بعمان‬ ‫الخطب‬ ‫وكان‬ ‫أهل المغرب‪.‬‬ ‫إخوانهم‬ ‫الأكبر‪.‬‬ ‫القائد الأعظم ‘ والركن‬ ‫بن موسى‬ ‫موسى‬ ‫هو‬ ‫له‬ ‫الناصب‬ ‫وكان‬ ‫المعروفة‪.‬‬ ‫العايلة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫تميم‬ ‫بن‬ ‫عزان‬ ‫ثم‬ ‫وهو أيضاً من هذه الأمة اليحمدية‪.‬‬ ‫الناصب لراشد بن النظر‪.‬‬ ‫قال بعض مؤرخي الأجانب‪ :‬إنه رام أن يتولى الأمر قسراً‪ ،‬وإنه لقب‬ ‫نفسه بالإمام‪ .‬فليس الآمر كما قال‪ ،‬بل هذا باطل لا أصل له‪ ،‬بل نصبه موسى‬ ‫بن موسى ومن معه من أهل عمان ى الذين لهم إذ ذاك إدارة شؤون عمان في‬ ‫ذلك العهد ‪ .‬ولكل دولة رجال‪.‬‬ ‫واغً‬ ‫الحبل ‏‪٠‬‬ ‫واضطرب‬ ‫موسى =&‬ ‫ووزيره‬ ‫هذا‬ ‫عزان‬ ‫وأظلم الجوبين‬ ‫الأفق‪ .‬حتى آل الآمر إلى تجمع أكثرية أهل عمان مع الفضل ابن الحواري‬ ‫السامي بأرض السر ومبايعة الحواري بن عبد الله الحدانى إماما لأهل عُمان ©‬ ‫خطبهم في الوقايع التي وقعت‬ ‫حين استفحل‬ ‫لعزان بن تميم الإمام ومن معه“‪،‬‬ ‫بالروضة‪ ،‬وقتل فيها أعيان من أهل عُمان©‪ 8‬وخاصة اليمانية‪.‬‬ ‫ثأمردفتها وقعة إزكي التي قتل فيها موسى بن موسى‪ .‬واتسع الخرق‬ ‫أنهم الملوك‬ ‫يرون‬ ‫العباس ‏‪ ٠‬الذين‬ ‫بني‬ ‫ارتفع الأمر الى ملوك‬ ‫على الراقع حين‬ ‫جهزوا‬ ‫وغربها‬ ‫الأرض‬ ‫شرق‬ ‫لم ييحخضع لطاعتهم في‬ ‫من‬ ‫وأن‬ ‫عامة{}‬ ‫للمسلمين‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫وأعانوا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫إليه الجيوش‬ ‫الذي يسميه أهل‬ ‫‪-‬‬ ‫النون‬ ‫بضم‬ ‫‪-‬‬ ‫نور‬ ‫محمد بن‬ ‫خرج‬ ‫الظروف‬ ‫وفي هذه‬ ‫عُمان محمد بن بور ‪ -‬بفتح الموحدة ‪ -‬عرفا عاماً شايعاًء خرج بجيوشه‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الثورة ‏‪٦‬‬ ‫من دعاة‬ ‫أهل عمان‬ ‫من‬ ‫التف بهم‬ ‫ومن‬ ‫من مرتدفة مضر©ؤ‬ ‫الجرارة‬ ‫حتى قتل عزان الإمام بسمد الشان‪ .‬وتوالت أيادي بني العباس على عمان‬ ‫ك‬ ‫‪1‬‬ ‫م‬ ‫عهدا من الزمن‪ .‬وتلك الايام نداولها بين الناس‪.‬‬ ‫وفي هذه الظروف وقع أمر عظيم بعُمان‪ ،‬شرحه التاريخ لطالبيه‪ ،‬وردده‬ ‫بنو‬ ‫وجال‬ ‫الكاتبون عن عمان بروعة باهرة © لم يعرف في تاريخ عمان مثلها‪.‬‬ ‫سامة بعمان جولة واسعة‪ .‬حتى كادت دولة اليحمد أن لا تعود على عمان ©‬ ‫الفترة أيمة ‏‪ ٠‬ووقعت أحوال‪.‬‬ ‫فى هذه‬ ‫إذ نصب‬ ‫العنصر‬ ‫عرفت‬ ‫وقد‬ ‫الخروصى‪.‬‬ ‫بن الحسن‬ ‫الأيمة ‪ .‬محمد‬ ‫تلك‬ ‫ومن‬ ‫من‬ ‫فإنهم‬ ‫خحروص“‪٥٨‬‏‬ ‫بني‬ ‫أيمة‬ ‫بهؤلاء‬ ‫والمراد‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫لهذه‬ ‫اليحمدي‬ ‫بأبي‬ ‫المعروف‬ ‫زيد ‏‪٠‬‬ ‫جابر بن‬ ‫الإمام‬ ‫رهط‬ ‫اليحمد ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫شاري‬ ‫بن‬ ‫خروص‬ ‫تم‬ ‫الحداني ‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬ ‫ثم‬ ‫اليحمد‪.‬‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫الشعثاء ء‬ ‫‏‪ ١‬لاما مة شهرا‬ ‫فى‬ ‫قيل ‪ :‬مكث‬ ‫ولم يطل عهده‪{،‬‬ ‫ا لسحتنى [‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫‏‪ ١‬لحسن‬ ‫بن مطرف [‬ ‫الحداني [ ثم عمر بن محمد‬ ‫ثم مات‪ .‬ثم الحواري بن مطرف‬ ‫ف‬ ‫ثم محمد بن يزيد الكندي ثم الحكم بن الملا البحري‪ ،‬وكان أصله غير‬ ‫ثم‬ ‫الرحيلي القرشي ‪.‬‬ ‫محبوب‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫ثم سعيد‬ ‫عماني ‪.‬‬ ‫راشد بن الوليد المختلف فيه‪ .‬قيل ‪ :‬كندي‪.‬‬ ‫وعظم خطبهم ‪.‬‬ ‫الساميين فى هذه الظروف“‪٥٨‬‏‬ ‫السلاطين‬ ‫ساعد‬ ‫ثم اشتد‬ ‫واستفحل سلطانهم وضايقوا الإمام حفص بن راشد وتولوا أمر عمان‬ ‫بالجور والعسف©ؤ ابتلاء من الله عزوجل لعباده‪ ،‬واستدراجاً لأهل الظلم‬ ‫والعدوان‪.‬‬ ‫ثم قام بالأمر الإمام الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك بن بلعرب©‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫من تلك الأمة اليحمدية‪ ،‬ويتخلل عهد هذا الإمام حروب الترك لعُّمان‪ ،‬إلى‬ ‫أن أسروا الإمام المذكور‪ ،‬فقضوا على إمامته‪ .‬نم نصب أهل عمان بعده‬ ‫محمد بن علي‪ .‬ورجع الإمام الخليل بعد أسر الترك له‪ . .‬ورجع إليه أهمل عمان‬ ‫الإمام‬ ‫خلع‬ ‫في‬ ‫الأنظار‬ ‫دارت‬ ‫أن‬ ‫بعدل‬ ‫‪6‬‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الإمام‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫اختيارا‬ ‫العلم والبصر‪.‬‬ ‫لأهل‬ ‫التاريخ والأثر ‪.‬‬ ‫مما خلده‬ ‫وما قيل هناك‬ ‫بعده‪.‬‬ ‫المنصوب‬ ‫أنفه‪.‬‬ ‫حتف‬ ‫‏‪ ٠‬إلى أن مات‬ ‫الخليل فى إمامته الأخرى‬ ‫وبقى الإمام‬ ‫العنصر‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫سعيد‪،‬ث‬ ‫راشد بن‬ ‫الإمام‬ ‫الخليل ©‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬ ‫نصبوا‬ ‫ثم‬ ‫اليحمدي‪ .‬وكان إماما شاريا‪ ،‬ويبايعه الخاصة والعامة على الشرى‪ .‬وكانت‬ ‫قوته العسكرية سامية‪ ،‬وهيبته عظيمة‪ ،‬وغزواته تتغلغل فى أرض اليمن‪ ،‬فتأتى‬ ‫ودفعاً لفسادهم‪.‬‬ ‫كَبُحاً لشرهم ْ‬ ‫اليمن ©‬ ‫ديارهم بأرض‬ ‫في‬ ‫نهداً وعقلا‬ ‫وكذلك جنوده لا تزال تغشى البحرين لردع المتمردين النهابة‪ .‬من أهل‬ ‫الأحسا‪.‬‬ ‫فكانت له عظمة تاريخية فإن الله خوله قوةث وأعطاه الدهر زمامها‪.‬‬ ‫فكانت عمان في أيامه سحابها ممطر وبرقها مغيث‪ ،‬وكان سلطانها يغشى‬ ‫هذه النواحي في عظمة وكانت راية عمان تجمع معها بلاد الحسا‪.‬‬ ‫إماما‬ ‫راشد ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫حمص‬ ‫ولده‬ ‫المذكور ©‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫راشد‬ ‫بعدل‬ ‫نصب‬ ‫ثم‬ ‫يسيطر عليها‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫راشد‬ ‫التي كان‬ ‫البلاد ‏‪٠‬‬ ‫من‬ ‫ومتعلقاتها‬ ‫عاماً لعمان‬ ‫مات‪.‬‬ ‫اللحفص فى إمامته إلى أن‬ ‫الإمام‬ ‫ومشى هذا‬ ‫وبعد وفاته بايع أهل عُمان راشد بن علي إماماً‪ ،‬وهو الذي قتل القاضي‬ ‫الفرقة الرستاقية ‏‪٠‬‬ ‫م ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫عليه‬ ‫الخارجين‬ ‫أعيان‬ ‫من‬ ‫إبراهيم ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫بن موسى‬ ‫نجاد‬ ‫بقليل‪ .‬وقد توغرت القلوب‪.‬‬ ‫‪٢٢٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫هذه‬ ‫من أعياص‬ ‫العمانيون بعده عامر بن راشد بن الوليدك‬ ‫ثبمايع‬ ‫الدولة اليحمدية‪ ،‬وأخذ المذكور في الإمامة وقتا‪ .‬ثم بايع العمانيون بعده‬ ‫الإمام محمد بن غسان بن عبد الله الخروصي‪.‬‬ ‫ثم توالت الأيمة على هذا النسق رهيني الانتخاب والاختيار تبعاً‬ ‫لخطة الإسلام الأولى‪ ،‬عهد الخلفاء الراشدين‪ .‬فبويع بعد محمد بن غسان‬ ‫الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الخليل بن شادان بن الصلت بن‬ ‫مالك بن بلعرب“‪ ،‬وتتخلل دولة هذا الإمام أحوال من فتن بني نبهان‪ ،‬الذين‬ ‫سيأتي ذكرهم في تاريخ عمان‪.‬‬ ‫ثم بايع العمانيون بعد الخليل بن عبد الله‪ ،‬ابن أبي غسان الخروصي‪.‬‬ ‫كناه بذلك الإمام أبو‬ ‫وأبو غسان هو الإمام راشد بن سعيد الخروصي“‬ ‫إسحاق إبراهيم بن قيس بن سليمان الحضرمي‬ ‫وبعد ابن أبي غسان‘ نصب العمانيون موسى بن أبي المعالي بن موسى‬ ‫بن نجاد‪ .‬وتخلخل دولة هذا الإمام‪ .‬حروب الملك العادل محمد بن مالك‪.‬‬ ‫جيشه رجال‬ ‫وغالب‬ ‫وكان هذا الملك فيما يظهر من اليحمد © إذ خرج‬ ‫اليحمدؤ وهم أشبه أن يكونوا رهطه‪ ،‬لأن غالب أحوال الملوك ‪ -‬كما هو‬ ‫المعروف في بني أمية وبني العباس© وغيرهم من سائر الملوك ‪ -‬الاعتماد‬ ‫على أهل نسبهم‪ ،‬وأهل القرابة منهم‪ .‬بخلاف الأيمة‪ ،‬فإنهم يعتمدون على‬ ‫أهل الحق من المسلمين‪ ،‬كانوا من أقاربهم نسباً ؤ أو لم يكونوا فإن عمدة‬ ‫آَرَمَكْرً عند ألل ره آنتنكة ‪4‬‬ ‫المسلمين التقوى‪ .‬والله يقول في كتابه العزيز‪ :‬ل‬ ‫لا أقربكم نسباً ؤ ولا أدناكم رحماً‪.‬‬ ‫وكان هذا الملك معروفا بعدله متبعاً في فضله‪ .‬وكان قد تقدم إلى‬ ‫‪٢٦٢٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بسيرة كتبها إليهم‪ ،‬أبدى فيها ما عنده‪.‬‬ ‫وأعيان الملة والدين‬ ‫المسلمين‬ ‫بين فيها ما عنده من الحق‪ ،‬وما يدعو‬ ‫والمراد ب «سيرةا أي مقالة حررها‬ ‫إليهؤ وما يأمر به‪ ،‬وما ينهى عنه‪ ،‬وما يحبه في المسلمين‪ .‬وهذا هو المراد‬ ‫بالسيرة‪ ،‬في مثل هذا التعبير‪ ،‬خاصا بعمان فتراهم يقولون‪ :‬هذا في سيرة‬ ‫فلان‪ ،‬وفي سيرة كتبها فلان إلى بني فلان‪ .‬أي مقالة حررها لهم‪ ،‬يبين لهم‬ ‫فيها ما عنده‪ .‬وفي سيرة فلان كذا وكذا‪ ،‬ومن سيرة فلان هكذا‪ .‬بخلاف ما‬ ‫يفهمه الباقون من العرب‘ من أن السيرة مثلاً تاريخ مستقل‪ ،‬خاص أو عام‪6‬‬ ‫أو سيرة فلان بمعنى أخلاقه‪ .‬وكانت سيرة هذا الملك المذكور بعدله في‬ ‫ويذهبان بالفكر‪.‬‬ ‫قومه‪ .‬ولكن القضاء والقدر يعميان البصر‪ ،‬ويصمان السمع‘‪،‬‬ ‫والأمر لله عز وجل‪ .‬فقد وقع ما وقع بين الإمام والملك‪ ،‬والله سائل كلا عما‬ ‫صنع‪ .‬ولقد أعذر الملك الإمام ‪ -‬وبين منهجه في مقصده‪ .‬ولقد انتصر الملك‬ ‫انتصارا كبيرا‪ .‬والله يعلم المفسد من المصلح‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬إذا قام الملك بحقوق الملك‪ ،‬وأدى واجب الشرع الشريف‬ ‫وأجرى الأمور في مجاريها‪ ،‬فلا نرى للمسلمين قتاله والقيام عليه‪ ،‬لأن‬ ‫أنشودة المسلمين القيام بحقوق الشريعة‪ ،‬واتباع خطة العدل‪ .‬وهذا هو محور‬ ‫إمام العدل في الإسلام‪ .‬وإن لاحظوا أن هذا الملك قد تغلب على منصب‬ ‫الإمامة في الأصل بغير قاعدة المسلمين التي يمشون عليها في انتخاب الامام‬ ‫وأنه تولى الأمر قسرا قلنا‪ :‬إذا كان تولى الأمر فأحسن فيه فلا نلوم محسنا‬ ‫على إحسانه؛ ما على المحسنين من سبيل‪ .‬وأفعال الناس دليل على‬ ‫طواياهم ‪ .‬ومن ثمارهم تعرفونهم‪ .‬والنه ولي كل شيء‪ .‬ألا ترى لو أن إماما قام‬ ‫بإجماع الأمة على إمامته‪ ،‬وباجتماعها عليه‪ ،‬ثم لم يسلك السبيل التي سلكها‬ ‫أيمة العدل© لم يكن الاجتماع على إمامته مسوغاً له ذلك‪ .‬والحق أحق أن‬ ‫يتبع© وما بعد الحق إلا الضلال‪.‬‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫فالملك إذا تولى الأمر في الأصل على غير مشورة‪ ،‬وقام بواجب‬ ‫الملك‪ ،‬وأدار دايرة العدالة كما أراد الشرع‪ ،‬وحكم واحتكم بشريعة الله عز‬ ‫وقام بأوامر اللهؤ فهذا هو معنى الإمامة‪ ،‬واغتفر له توليه المنصب‪.‬‬ ‫وجل‪،‬‬ ‫ولعل له نية صالحة‪ ،‬ولعله تاب في نفسه‪ .‬وإن قيل‪ :‬إن توبته تتعلق باطلاع‬ ‫المسلمين‪ .‬فلنا عدله وعليه وزره‪ .‬والسلطان العادل ظل الله في أرضه‪ ،‬يأوي‬ ‫إليه كل مظلوم‪ ،‬وذلك شامل للإمامة والسلطنة‪ .‬وفي بعض التأويلات أن‬ ‫بالذات الصلاح ‪.‬‬ ‫والمقصود‬ ‫ومن في معناهم‪.‬‬ ‫الأمر الملوك‬ ‫أولي‬ ‫الدولة الرابعة‬ ‫دولة بني نبهان في عمان‬ ‫بنو نبهان قوم من العتيك‘ تولوا ملك عمان عهداً من الزمان‪ ،‬فمن‬ ‫قائل‪ :‬إن ذلك أكثر من مائتي سنة‪ .‬وهذا في كلام الأجانب من مؤرخي‬ ‫ومن قائل ‪ :‬إن‬ ‫الشرق [ والمعتنين بالكتابة عنها‪.‬‬ ‫دول‬ ‫الإفرنج ‏‪ ٦‬المعنيين بتاريخ‬ ‫ذلك قدر خمسماية سنة‪ .‬قضاها الله على عباده بعُمان بلاء عظيما‪ ،‬إذ كانوا‬ ‫أهمل جور وظلم وهوى وفساد‪.‬‬ ‫وكان لهم في عمان دولتان‪ ،‬قامت الأولى فى أواخر القرن السادس‬ ‫الهمجري“ؤ ثم انحلت في أول القرن الثامن‪ .‬فكانت مدتها قدر مائتى سنة‪.‬‬ ‫الدولة‬ ‫ظهور‬ ‫وانتهت عند‬ ‫وتسعماية [‬ ‫أربع وستين‬ ‫‏‪٩٦٤‬‬ ‫الثانية سنة‬ ‫وقامت‬ ‫بعض‬ ‫صحح‬ ‫كذا‬ ‫مائتى سنة‪.‬‬ ‫قدر‬ ‫مدتها‬ ‫فكانت‬ ‫‪!٤‬آ‪٠‬ا‪3‬‏‬ ‫اليعربية ‏‪ ٦‬في سنة‬ ‫الخبراء‪.‬‬ ‫الكاتبين‬ ‫والذي يؤيده التاريخ أن مدة بني نبهان تبلغ خمسمائة سنة‪ .‬لأن دولتهم‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ثاريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قامت فى أول القرن السادس‪ ،‬حتى نهاية القرن العاشر‪ .‬وقامت دولة اليعاربة‬ ‫في أول القرن الحادي عشر‪ .‬فتكون مدة دولة بني نبهان خمسماية سنة لا أقل‪.‬‬ ‫وتتخللها حروب وفتن© ونصب أيمة‪ ،‬وصراع عنيف وقع بينهم وبين‬ ‫الأئمة المنصوبين في أيامهم‪ .‬وأكبر الحوادث تفريق تلك الأموال الطائلة‬ ‫العديدة‪ ،‬التي اقتنوها طيلة هذه المدة‪ .‬فأصبحت كرسي دولة المسلمين‬ ‫بعمان إلى الآن‪ ،‬ولا بيت مال بعمان إلا أموال ملوك بني نبهان‪.‬‬ ‫سبب تسلط النباهنة على أهل عمان‬ ‫تلك المدة الطويلة‬ ‫لما افترق أهل عمان إلى نزوانية ورستاقيةء وضللوا بعضهم بعضا‬ ‫وأثاروا بينهم الضغائن‪ ،‬وأوقدوا الأحقاد‪.‬‬ ‫وسفكوا دماء بعضهم بعضا‬ ‫واحد ‏‪ ٠‬بحوزة‬ ‫مذهب‬ ‫قطر واحد ‏‪ ٠‬بل فى بلد واحد ‏‪ ٠‬وفي‬ ‫فى‬ ‫إمامتين‬ ‫بنصب‬ ‫واحدة{ واستمروا بذلك عيدا سلط الله عليهم عدواً من أنفسهم‪ 6‬ؤفي الوطن‬ ‫‏‪ ٠‬وإذا‬ ‫‪4‬‬ ‫نشرة‬ ‫روا م‬ ‫ح‬ ‫ممَا يقوم‬ ‫لا رنع‬ ‫ننه‬ ‫‏‪« ٠‬إ‬ ‫والمذهب‬ ‫والجنسية‬ ‫ولنه‬ ‫حالهم وما لهم وأعمالهم‪.‬‬ ‫ما بهم ‏‪ ٠‬فى‬ ‫غير الله "‬ ‫ما بأنفسهم ‪.‬‬ ‫غيروا‬ ‫في خلقه أسرار‪.‬‬ ‫الإمامين‬ ‫فيدعو أحد‬ ‫واحدة؟ ‪...‬‬ ‫في بلدة‬ ‫إمامتين‬ ‫لهم نصب‬ ‫أين‬ ‫فمن‬ ‫إلى قتال الآخر‪.‬‬ ‫اثنين لو بلغا في المجد ما كملا‬ ‫وباطل سيرة فيها الإمامة في‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫فتقوم إحدى الطائفتين لقتال الأخرى‪ ،‬وتلك كذلك أيضاً‪ ،‬فيسفكون‬ ‫الدماء‪ ،‬ويقتلون بعضهم بعضاً‪ ،‬على الرئاسة والتسلط©‪ ،‬متسترين باسم‬ ‫الدين‪ ،‬والدين يأبى من ذلك‪ .‬فأين علماء الآخرة الذين هم حجة الله في خلقه‬ ‫وأمناؤه على عباده؟ بذلك كان تسلط الملوك النباهنة عليهم‪.‬‬ ‫وبنوا ملكهم على الكبرياء‬ ‫وملوك من آل نبهان صالوا‬ ‫وفي كشف الغمة قال‪ :‬ولعل ملكهم كان يزيد على خسماية سنة‪.‬‬ ‫كان أهل العلم يعقدون للأيمةش ويلتف‬ ‫لكن في خلال هذه السنوات‬ ‫معهم أهل الفضل والتقوى© فيقع بين الإمامة والسلطنة الصراع©‪ ،‬وتصير‬ ‫الحرب سجالاً‪ ،‬فتارة يستفحل خطب الإمامة ويضعف أمر السلطان© فينحاز‬ ‫في جانب مع أهل عصبيته‪ ،‬وتارة ينعكس الأمر‪ ،‬إذ كان أهل عمان وحدهم‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬أي لم تتدخل بينهم دول أجنبية‪ .‬فإن أهل الفضل والإيمان هم‬ ‫أنصار الإمامة ى وأهل العدوان والفساد هم أنصار الباطل‪.‬‬ ‫وقد قضى الله العزيز الحكيم في خلقه بين أهل الفضل وضدهم‬ ‫بالشقاق© منذ عهد النبيين‪ .‬وهكذا العداوة بين الحق والباطل دائما‪ .‬ولا تزال‬ ‫سنة الله في الذين خلوا من قبل‪ ،‬ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلاً‪ ،‬ولولا‬ ‫ذلك لما فرض اله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ولا شرع الله الجهاد ‪5‬‬ ‫ليهلك من هلك عن بينة‪ .‬ويحيى من حيا عن بينة‪.‬‬ ‫الذي له‬ ‫وإلا فالكل تحت سلطان الله الواحد الأحد الفرد الصمد‬ ‫ملك كل شيء‪ .‬والمتصرف في الكون كله بحكمته وقدرته‪.‬‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهكذا كان الأمر بين أهل عُمان‪ ،‬إذ كانوا وحدهم إمامة وسلطنة‪ ،‬ولم‬ ‫يكن للأجنبي بعمان أمر‪ ،‬ولم ترض الملوك إدخال أجنبي على عمان مهما‬ ‫كان‪ ،‬ولو سلب الملك من أيديها إلا ما شاء اللهث خوفا على الملك أن يتولاه‬ ‫الأجنبي‪ .‬ويرون الأمر ما دام في أيدي أهل عمان فهو في أيديهم‪ .‬لأنهم‬ ‫قومهم‪ ،‬وفي آمالهم استرجاعه إليهم‪ ،‬لكثرة من يود ذلك لهم من قومهم‪،‬‬ ‫وأهل الحل والعقد من رؤساء القبائل‪ ،‬وأهل الإرادات لهم في كل جيل‪.‬‬ ‫فإن الناس دائما‪ ،‬إما أهمل حق يودون دوامه‪ ،‬وإما أهل باطل يسأمون‬ ‫من العدل‪ ،‬ويملون وطأة الحق‪ .‬فيقع النزاع‪ .‬وهكذا الحال في هذا الجنس‬ ‫وجوده‪.‬‬ ‫نشأة‬ ‫أول‬ ‫‏‪ ٠6‬من‬ ‫البشري‬ ‫وأهل الأهواء الذين يسُوؤهم الحقؤ ويغيظهم العدل‪ ،‬ويرجون من‬ ‫الملوك ما لا يرجون من الأئمة‪ ،‬يجاهدون في زوال الإمامة جهدهم‪ ،‬لأن‬ ‫الإمامة ضدهم‪ .‬وهي بطبيعة حالها ضد أهل الأهواء‪ ،‬والغوغاءء ورؤساء‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫والسلطنة تقبل كل مبرر لها ‏‪ ٦‬إلا إذا كان السلطان عادلا‪ .‬فإن العدل‬ ‫أوضاعها‬ ‫أجناسها ‏‪ ٠‬وتباين‬ ‫على اختلاف‬ ‫ويسع الأمة‬ ‫مواضعها ‪.‬‬ ‫يضع الأمور‬ ‫ك وأحبار سوء ورهبانها‬ ‫وهل أفسد الدين إلا الملو‬ ‫الدهر‪.‬‬ ‫وزينة‬ ‫المالك©‪©0‬‬ ‫وهيبة‬ ‫الملك‪،‬‬ ‫جمال‬ ‫الملوك‬ ‫من‬ ‫وإلا فالعدل‬ ‫وناهيك بعدل كسرى الذي شهد له النبي عليه الصلاة والسلام به‪.‬‬ ‫والأيمة هم علماء الأمة‪ ،‬وهم ممن لا يرضى في عباد الله إلا الحق©‬ ‫‪٢٦٢٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫ولا يمشي إلا بالخطة الشرعية‪ ،‬ولذلك لا تقبل دخول الأجنبي على البيضة‬ ‫الإسلامية في عُمان‪ ،‬لأن ذلك يخالف ما قامت عليه دعائمها‪ ،‬وما تتطلبه في‬ ‫قيامهاؤ وتطلب أنشودته في معالمها‪ .‬وتحقق فيه نهوضها‪ 6‬لأن باطل الأجنبي‬ ‫لا أقل ضررا مما قامت له‪ ،‬لأن ضالة الإمامة إعادة السيرة النبوية وإجراء‬ ‫الأحكام الشرعية‪ ،‬ورد الباطل على أهله ‪ 6‬والانتقام ممن يغير سيرة المسلمين‬ ‫في دينهم ودنياهم‪ 0‬كما قام الصحابة على الإمام الخليفة الثالث‪ ،‬فناشدوه‬ ‫سيرة صاحبيه‪ ،‬وإجراء الأمور على سننها‪ ،‬أي على ما أجرياها عليه؛ ولما‬ ‫وافقهم تركوه‪ .‬ولما عاد إلى خلافهم قاموا عليه‪ ،‬ونشادوه الاعتزال أو‬ ‫الاعتدال© فوعدهم ولم يف لهم وعند ذلك قتلوه‪ .‬وهو من عرفت مقامه من‬ ‫رسول اله ية‪ .‬وهذه هي حال أهل عُمان‪ ،‬فادرسها من أول بدئها إلى آخر‬ ‫فترى التاريخ يشهد لهم بذلك في كل‬ ‫أمرها في العهد الإسلامي إلى الآن‬ ‫جيل‪ ،‬فإن الانتخاب في الدول الإسلامية الشرقية‪ ،‬لم يبق بصفته في أمة من‬ ‫الأمم إلا في أهل عُمان© منذ العهد النبوي© وعهد الخلفاء الراشدين‪ .‬والله‬ ‫يعلم ذلك من نوايا أهل عمان‪ .‬ومن دعى إلى الخير أجيب‪ .‬وعليه فهم دعاة‬ ‫إلى الخير‪ ،‬ولا بد من إجابتهم ولو بعد حين©ؤ يشهد بذلك عهد الأنبياء‬ ‫والمرسلين‪.‬‬ ‫‪٢٣٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫مشاهير ملوك بني نبهان‬ ‫في غغمان‬ ‫أنهم أهل جور وضلال‬ ‫اعلم أن ملوك بني نبهان كما قدمنا عنهم‪،‬‬ ‫وفساد في الأرض‪ .‬لم يعرف عهدهم على التوالي ولم يذكر تأريخهم على‬ ‫المذكورون‪.‬‬ ‫لم يشهر إلا هؤلاء‬ ‫الذي ينبغي ‏‪ ٦‬ولذلك‬ ‫النظام‬ ‫وذكر مولده‪،‬‬ ‫وقد وصل إلي أيام الصبا جدول في ذكر كل واحد‬ ‫شيئا‪.‬‬ ‫الآن‬ ‫عنه‬ ‫ولم أعرف‬ ‫مني ‏‪٠‬‬ ‫ولكنه ضاع‬ ‫وملكه ‏‪ ٠‬وعاصمته ش‬ ‫عمره‬ ‫ومدة‬ ‫والمشهورون هم‪:‬‬ ‫أبو عبد الله محمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وأبو معمر وأبو القاسم علي بن عمر بن محمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وأبو الحسين أحمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وأبو الحسن ذهل بن عمر بن محمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وأبو المعلا كهلان بن محمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وأبو محمد نبهان بن ذهل بن عمر بن محمد بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫وخردلة بن سماعة بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫وسليمان بن المظفر بن نبهان‬ ‫وولده سليمان بن سليمان بن المظفر بن نبهان‪.‬‬ ‫‪٢٢٣١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ غُمان‬ ‫وسلطان بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫ثم ولده طهماس بن سلطان بن محمد بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫ثم أخوه سلطان بن سلطان بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫ثم المظفر بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫ثم فلاح بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫ثم ولده عرار بن فلاح بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫نم أخوه نبهان بن عرار بن فلاح بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫ثم عمه مخزوم بن فلاح بن محسن بن سليمان بن نبهان‪.‬‬ ‫فؤلاء كلهم آل نبهان‪.‬‬ ‫نم حمير بن حافظ‪.‬‬ ‫ثم ولده حافظ بن حمير بن حافظ‪.‬‬ ‫ثم أخوه سلطان بن حمير بن حافظ‪.‬‬ ‫ثم أخوه كهلان بن حمير بن حافظ‪.‬‬ ‫ثم أخوه هود بن حمير بن حافظ‪.‬‬ ‫ثم ابن أخيه مهنا بن محمد بن حافظ‪.‬‬ ‫ثم ابن عمه علي بن ذهل بن محمد بن حافظ‪.‬‬ ‫هؤلاء كلهم آل حافظ‪.‬‬ ‫‪٢٣٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ثم مالك بن أبي العرب بن سلطان بن يعرب بن عمر بن نبهان‪.‬‬ ‫الامام ناصر بن مرشد‪.‬‬ ‫هذا جد‬ ‫ومالك‬ ‫ويعرب بن عمر بن نبهان جد آل يعرب الذين سيأتي ذكرهم بعد هذه‬ ‫بغير‬ ‫نبهانيون‬ ‫الصحيح‬ ‫على‬ ‫فهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المذكور‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫يعرب‬ ‫من‬ ‫وهم‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫فرفعهم الله وأعلى‬ ‫رجالا منهم [‬ ‫والقتوى‬ ‫الدين والايمان‬ ‫ولكن ميز‬ ‫مرية ©‬ ‫شأنهم ء وخلد ذكرهم العدل‪ ،‬وأعلى منار دولتهم الهدى© واعتمادهم على‬ ‫كان لذلك أثر‬ ‫الحق‪ .‬وقد عرفت أصول الشرف إذا أخذت من التقوى حظها‬ ‫فعال‪.‬‬ ‫هذا ولما تبدل الحال في أواخرهم تمزقوا‪ ،‬ولم يعد إليهم أمر يذكر‬ ‫منذ ذلك العهد إلى الآن‪ ،‬وحل محلهم آل بو سعيد‪.‬‬ ‫وحسبك بذلك عبرة ومثلاًؤ بعد العز والشرف العظيم الذي تقلده‬ ‫اليعاربة في عُمان©‪ ،‬بل وفي الشرق الأوسط ‪ .‬أصبحوا ولا يذكر أحد منهم‬ ‫النفسية ‏‪٠‬‬ ‫الدعايات‬ ‫ضمائرهم‬ ‫وإنما بقيت في‬ ‫دنيا ‏‪٠‬‬ ‫في‬ ‫ولا‬ ‫دين‬ ‫لا في‬ ‫بخير ©‬ ‫والخيالات الوهمية ‪.‬‬ ‫والكبر ©‬ ‫فآل بو سعيد منذ تولوا الملك عن اليعاربة } لا يزال فيهم إلى الآن‪.‬‬ ‫والله يؤتي ملكه من يشاء‪ .‬وسوف نقف على ذلك إن شاء الله تفصيلاً فى‬ ‫تأريخنا لعمان ‪ ،‬إن وفق النه وأعان‪.‬‬ ‫أئمة‬ ‫بها‬ ‫قام‬ ‫‪.‬‬ ‫وحروب‬ ‫واضطراب‬ ‫أحوال‬ ‫الدولة النبهانية ‏‪٠‬‬ ‫هذه‬ ‫ويتخلل‬ ‫من أهل الفضل في عمان‪ .‬فإن عمان بطبيعة حال أهلها‪ ،‬لا ترضى الخنوع‬ ‫والخضوع للسيطرة الجبارة‪ ،‬والزعامة الفاجرة‪ .‬ومازال أهل التقوى فى ذلك‬ ‫‪٢٣٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الأمور‬ ‫يصارعون أهل الباطل‪ .‬وما برحت أيام بني نبهان محط‬ ‫الزمانث‬ ‫الخايرة‪ ،‬والآراء الخاسرة‪ .‬ولم تزل الغارات الأجنبية‪ .‬يرسلها عليهم الزعماء‬ ‫من الخارج‪.‬‬ ‫وتعطيل‬ ‫وانتشار الغوغاءء‬ ‫ومنها ظهور الفتن الأهلية في عُمان‪،‬‬ ‫الحقوق‪.‬‬ ‫على‬ ‫هرموز‬ ‫أمراء‬ ‫أحد‬ ‫الكوستي ‏‪٠‬‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫محمود‬ ‫خروج‬ ‫ومنها‬ ‫كهلان‪.‬‬ ‫ومنها خروج فخر الدين بن أحمد الداية‪ .‬وأخيه شهاب الدين بن‬ ‫الداية‪ .‬من أهل شيراز‪ ،‬وأصابوا أهل عمان بوبال عظيم‪.‬‬ ‫ومنها خروج أولاد الرئيس‪ ،‬ودخلوا نزوى ونهبوا وسبوا وعاثوا في‬ ‫منها‬ ‫وتقشعر‬ ‫الحرة ‪.‬‬ ‫النفوس‬ ‫منها‬ ‫تشمئز‬ ‫أفعالا‬ ‫وفعلوا‬ ‫فسادا‬ ‫الأرض‬ ‫الجلود‪ ،‬وترتاع منها قلوب المؤمنين‪.‬‬ ‫ومنها خروج ابن بطوطة الرحالة المعروف“© وجاء إلى عُمان‪ ،‬ورأى‬ ‫من فساد الأمور‪ ،‬وانحلال أركان العدل‪ ،‬وبث المفاسد وانتشار الفوضى‪.‬‬ ‫وحكى عن أهل عمان ما حكى‪ .‬ولا ريب فإن أيام الجور لا يتحاشى الناس‬ ‫السفهاء فيها عن شىء‪ ،‬إلا ماشاء الله‪ .‬والأمر لله‪.‬‬ ‫ابنه بعده‪.‬‬ ‫بن مالك ‪ -‬ونصب‬ ‫الإمام الحواري‬ ‫ومنها أيضاً نصب‬ ‫ومنها أيضا نصب الإمام أبي الحسن بن خميس بن عامر‪.‬‬ ‫ومنها أيضاً نصب الإمام الجليل المرضي عمر بن الخطاب بن محمد‬ ‫البيت‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫بلعرب‪٨،‬‏‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫الصلت‬ ‫بن‬ ‫بن شاذان‬ ‫أحمد‬ ‫ابن‬ ‫‪٢٣٤‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الشريف©‪ ،‬العريق في الشرف©‪ ،‬الراسخ القدم في الفضلك© الثابت الدعائم في‬ ‫التقوى‪ .‬ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‪ ،‬والله ذو الفضل العظيم‪ .‬فسلطه الله‬ ‫على خضد شوكة النباهنةش وكسر قوتهم‪ ،‬ودمغ زواهقهم‪ .‬وأرهف الحد فيهم‬ ‫إعلاء لكلمة الدين‪ ،‬وقياما بحقوق الملة والدين‪ ،‬على ما صارعه من الخطب‬ ‫حتى‬ ‫وشن الغارة على فلهم‪.‬‬ ‫البتار في أعناقهم‪،‬‬ ‫في ذلك‪ .‬ولما وضع‬ ‫دوخهم‪ ،‬فخضعوا‪ 6،‬وأذلهم رغم عتوهم الغاشم‪.‬‬ ‫ومنها أيضا نصب محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج البهلوي‪.‬‬ ‫وكذلك نصب الإمام عمر‪ ،‬المعروف بالشريف‪ .‬ثم تركوه وبايعوا‬ ‫البهلوي مرة أخرى‪ .‬وكأنه اعتزل في المرة الأولى أو عزل لأسباب اقتضت‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وكذلك أيضاً نصبوا أحمد بن عمر بن محمد الزنحي‪ ،‬من بني هناءة بن‬ ‫مالك‪.‬‬ ‫وكذلك أيضاً نصبوا أبا الحسن بن عبد السلام النزوي‪ .‬وأقام في الإمامة‬ ‫دون السنة‪ ،‬في أيام سليمان بن سليمان‪ ،‬فخرج عليه المذكور‪ .‬وكان هذا‬ ‫الخارج قد تغلب على الأمور‪ ،‬واستفحل خطبه‪ ،‬فتولى الأمر على الإمام‪،‬‬ ‫وتسلط على المسلمين‪ ،‬فانتصف الله من هذا الجبار © بإمام المسلمين محمد‬ ‫بن إسماعيل الحاضري‘ فدوخ هذا الإمام ذلك السلطان‪ ،‬وقضى عليه وعلى‬ ‫من شايعه‪ ،‬بسحق الآثارش ومحق الأموال©‪ ،‬وتخريب الديار‪.‬‬ ‫وفي هذه الظروف تشعب ملك عُمان‘ ولم يبق لعمان سلطان منهم‪.‬‬ ‫وهنا أيضاً انتشرت الفوضى واختل النظام جداء وتمحل الأمر‪ ،‬كما يعرف‬ ‫ذلك المطلعون‪ .‬إلى أن أذن الله عز وجل بنصب الإمام الأكمل الزاهد العابد‬ ‫‪٢٢٣٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫]‬ ‫التقي الولي© ناصر بن مرشد بن سلطان بن مالك بن بلعرب بن محمد بن‬ ‫يعرب بن سلطان بن حمير بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن يعرب بن‬ ‫مالك‪ ،‬بن يعرب بن مالك بن يعرب بن عمر بن نبهان‪ ،‬أصل الدولة اليعربية ©‬ ‫المعروفة في العالم بأئمتها العظماء‪ ،‬وملوكها الكرماء‪ ،‬وزعمائها الأجلاء‪،‬‬ ‫والأساطيل‬ ‫وأشياخها النبلاءء ذات الجيوش الجرارة‪،‬‬ ‫وقوادها الفضلاء‪،‬‬ ‫العظمى‪ ،‬وهممها العلية‪.‬‬ ‫من ذلك العنصر النبهاني‪ ،‬الذي‬ ‫ولا ريب فإن الإمام ناصر بن مرشد‬ ‫امتد سلطانه في عُمان‪ ،‬تلك المدة الطويلة المترامية بأهواء النباهنة‪.‬‬ ‫وكان من فرعهم ملك اليعاربة الصيد الكرام‪ ،‬وما أدراك ما الشان أخرج‬ ‫الله تلك السلالة الطاهرةث من تلك النفوس القاهرة‪ ،‬كما أخرج أجلة‬ ‫الصحابة‪ ،‬مثل الصديق والفاروق وأضرابهم‪ ،‬من أولئك الجهلة العتاة‪٠‬‏ من‬ ‫زعماء القريش‪ .‬ولا بدع فإن الحظوظ مخزونة في خبايا الغيب لأهلها محفوظة‬ ‫في ضمائر الكون لذويها‪ .‬واقتضت الحكمة الإلهية إيراد كل شيء في وقته‪.‬‬ ‫ويعرف المذكور ‪ -‬الذي ينتهي إليه نسب الإمام ناصر ‪ -‬هو جد‬ ‫اليعاربة ‪ ،‬الذين ينتسبون إليه‪ ،‬فهم نبهانيون كما عرفت‪.‬‬ ‫وكان مالك بن أبي العرب أيام اقتسام الملك بين النباهنة مَلِكَ الرستاق‪.‬‬ ‫وكانت حظه من ملك عمان إذ ذاك‪ .‬فإنهم اقتسموا الملك في تلك الآونة‪.‬‬ ‫كل واحد على ما بيده‪ ،‬وبقي يتوارثه بنوه‪ .‬فبعضهم قبض على سمد‬ ‫وعض‬ ‫الشان© وما كان من أعمالها من بلاد الشرقية‪ .‬وبعضهم تولى بهلى وأعمالها‪،‬‬ ‫سمايل‬ ‫وبعضهم‬ ‫وإلى الظاهرة‪ .‬وبعضهم نزوى وأعمالها ء من منح وازكي‪.‬‬ ‫وما يتصل بها‪ ،‬من وادي سمايل إلى الخوض‪ .‬وبعضهم ينقل وما إليها‪.‬‬ ‫‪٢٣٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وبعضهم مقنيات وما يتبعها‪ .‬وبعضهم صحار وتوابعها‪ .‬وهكذا‪ .‬وبقي كل‬ ‫واحد ينافس أخاه‪ ،‬ووارثوه يتكالبون على ما بيده‪ ،‬ويتهارشون عليه‪ ،‬رغم‬ ‫أهل الحق من المسلمين‪.‬‬ ‫وطال العهد بذلك‪ ،‬واستمر بقاء الملك فيهم‪ ،‬فرأوا أن الملك لهم‪٥‬‏‬ ‫والأمة حيوان يساق‪ ،‬وأملاك في يد مالك‪ .‬عايلة متسلطة على الأمة‪ ،‬تسومها‬ ‫الخسف©‘‪ ،‬وتقودها بالعنف‪ .‬فإذا رأوا حركة ضدهم تعاونوا عليها‪ .‬فهم في‬ ‫غالب الأحوال يؤيدون بعضهم بعضا‪.‬‬ ‫ولقد أفحشوا في الأعمال ولهم في الظلم فنون‪ .‬وناهيك بخردلة بن‬ ‫سماعة في سمايل‪ ،‬وحسبك قتله للإمام ابن النظر ث وما فعله في تلك العايلة‬ ‫الكريمة‪ .‬من الفحش وقساوة القلب‪ .‬ومضوا على تلك الأحوال الفرعونية ©‬ ‫وما زال أهل العلم معهم في النكال والوبال‪ ،‬وسيع الأحوال‪.‬‬ ‫وكانوا ينصبون تلك الأئمة التي مر عليك ذكرها‪ ،‬ويقعون في المجازر‬ ‫والمذابح‪ ،‬وخصوصا إذا نفر أحد من العايلة المالكة‪ ،‬فيستثير حفيظة أهل‬ ‫العلم للتشفي ممن أخافه‪ ،‬ويحرك من ساكن أهل الحق‪ ،‬ويغتنم العلماء‬ ‫الفرصة لإظهار الحق‪ ،‬فيكون ذلك المحرك عونا لهم على أمرهم‪ .‬وربما‬ ‫وهكذا‪ ،‬في‬ ‫اغتنموا الفرصة عند العداء بين الأخ وأخيه والعم وابنالعم‬ ‫ظروف لا تزال مشحونة بالرزايا‪ ،‬وأيام موسومة بالبلايا‪.‬‬ ‫رأوا أنهم أحق به‪ ،‬والأخص‬ ‫وإذا طال العهد بقوم في أمر من الأمور‬ ‫فيه‪ .‬آلا ترى سليمان بن سليمان وقوله‪ :‬أنا وأنا‪ .‬ونحن ونحن‪ .‬ولجهلهم‬ ‫بسنة الله في عباده‪ ،‬وقضاء الله وقدره في بريته‪ .‬وقضية «كلكم لآدم وآدم من‬ ‫تراب"‪ ،‬وللغطرسة التي تعمي وتصم‘ يتعاظمون على إخوانهم‪ ،‬ويتكبرون‬ ‫‪٢٣٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫على بني جلدتهم‪ .‬وقل أن يقوم منهم قائم إلا على هذا الأساس ولا يبالون‪،‬‬ ‫ويثير الله عليهم في بعضهم بعضا أحوالاً تكون عبرة للمعتبر‪.‬‬ ‫وإن ربك بالمرصاد‪ .‬وله في عباده أوامر ونواهي‪ .‬والله مالك الملك‪ ،‬لا‬ ‫ملك إلا الله‪ .‬وملك الإنسان لهو ولعب‘ فإن قام فيه بحق فله عند اله أجره‬ ‫الجزيل‪ ،‬وإن عسف فيه بهواه‪ ،‬وخالف أوامر مولاه‪ ،‬كان مسؤولا عند الله‪.‬‬ ‫وكل يحصد مما يزرع‪ .‬وعهد الدنيا وباب الآخرة مفتوح‪ ،‬والداخلون فيه في‬ ‫كل لحظة لا يحصون عددا‪ .‬والله المستعان‪.‬‬ ‫الدولة الخامسة‬ ‫دولة آل يعرب‬ ‫التى كانت مضرب الأمثال‪ ،‬عظمة‬ ‫هذه الدولة الخامسة فى عمان‬ ‫وهيبة واتساعاً فى معانى الدول العالمية‪ .‬حتى عدت الدولة الرابعة من الدول‬ ‫العظمى‪ ،‬كما قال عنها فى حياة الشرق‪.‬‬ ‫قعدت‬ ‫الذي‬ ‫كرستّها‬ ‫مرشد ‏‪٠‬‬ ‫المؤيد ناصر بن‬ ‫الدولة الإمام‬ ‫هذه‬ ‫وأول‬ ‫عليه عظمتها‪ ،‬وعرشها الذي عرفت به أول نشأتها‪ .‬فكان اسمه فألاً لنصرتها‪.‬‬ ‫واسم أبيه فلا لإرشادها ‪ 3‬واسم جده فألا لسلطانها‪ ،‬وكان قيامه بها في العقد‬ ‫‏‪ .١٠٢٤‬فسار فى المسلمين‬ ‫الثالث من القرن الحادي عشر للهجرة‪ .‬أي سنة‬ ‫بعمان سيرة زاهرة‪ ،‬إلى أن ثبت ركن الحق الذي طال تزعزعه ببني نبهان في‬ ‫عُمان“‪ 9‬وعاركته عمان وعاركها‪ ،‬وخاصمته فخصمها‪ ،‬وأرته من سوئها ما لا‬ ‫مجاريه ‘‬ ‫فى‬ ‫الماء‬ ‫وجرى‬ ‫غمده ‪.‬‬ ‫فى‬ ‫استقر السيف‬ ‫إلى أن‬ ‫عليه ‏‪٠‬‬ ‫مزيد‬ ‫ورضى‬ ‫رحمه ‪1‬‬ ‫مات‬ ‫حتى‬ ‫القوي ‪.‬‬ ‫بحجر أساسها‬ ‫في عمان‬ ‫وتوطد الامن‬ ‫‪٢٢٣٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫‏‪ .١٠٥٠١‬فكانت إمامته ستاً وعشرين سنة‪ .‬توطدت فيها أركان العدل ©‬ ‫عنه سنة‬ ‫وانمحت فيها رسوم الباطل‪ ،‬وأزال الله به ضلالات ملوك آل نبهان‪ ،‬وازدهر‬ ‫عصر الإسلام في أيام هذا الإمام بأخيار المسلمين© وعلماء الملة والدين©‬ ‫وأولياء الحق من المؤمنين‪ ،‬والأبرار الميامين‪ ،‬والأصفياء المخلصين‬ ‫والأتقياء الموفين‪.‬‬ ‫هذه هي بذور ذلك الإمام في قلوب المسلمين آنبتها الله عز وجل في‬ ‫ظل ذلك الإمام الوفي المخلص العامل لله عملا لا شائبة فيه‪ .‬وما زالت‬ ‫أنوار الإسلام في أيامه ساطعة‪ ،‬وجلالة المسلمين رائعة‪.‬‬ ‫ويتخلل دولة هذا الإمام المرضيؤ ابتداء حروب المسلمين لدولة‬ ‫البرتغال‪ ،‬المعروفين بالبرتكيس©‪ ،‬الذين تملكوا البحر العربي© وتسلطوا على‬ ‫وتمكنوا من عواصم البلاد‬ ‫الثلغفور‪ ،‬ومدوا أسلك نفوذهم في الشرق الأوسط‬ ‫الإسلامية أيام بني نبهان‪ ،‬الذين أماتوا نشاط عُمان‪ ،‬وقضوا على عزتها‪،‬‬ ‫بتلاعبهم الأعمى©‪ ،‬وتهالكهم بالأهواء بين جدران عمان وحيطانها‪ .‬في‬ ‫مسارح اللهو والطرب‪ .‬كما سوف تقف على بسط هذه الأحوال‪ ،‬في محلها‬ ‫من تاريخ عُمان‪ ،‬إن شاء الله‪.‬‬ ‫ولقد أيةقظ الإمام ناصر بن مرشد همم المسلمين في أيامهء وجعل‬ ‫تطهير عمان من المعرة الأجنبية نصب عينيه قبل كل شيء‪ ،‬ووضع خيوط‬ ‫طردهم محكمة الفتل‪ ،‬مرصونة المتن‪ ،‬فأخذ بها من جاء بعده من الأئمة‬ ‫اليعربيينك ورأوا غزل سداتها ممدوداً‪ ،‬وحياكة لحمتها ميسورة‪ .‬والسبب‬ ‫الأول هو ذلك السيد اليعربي‪ .‬فليت الأمر استمر كذلك‪ ،‬ولكن سنته تعالى‬ ‫القاضية بتداول الأيام أبت إلا كما شاء الله عز وجل‪.‬‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوإلن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إمامة سلطان بن سيف‬ ‫ابن مالك بن أبي العرب‬ ‫بعدما دفع الله تلك النسمة الطاهرة المقدسة‪ ،‬المرتكزة في أعماق قلوب‬ ‫المؤمنين‪ ،‬حبا وولاء وإخلاصا أقام للمسلمين كنائب وأمين على أعمال‬ ‫المسلمين‪ ،‬من علم كفاءته لهذا العمل الثمين© وهو الإمام السيد الفيصل©‬ ‫سلطان بن سيف بن مالك ابن عم الإمام الناصر‪ .‬فقام بالعمل على تلك‬ ‫وشن الغارات على الدولة الوحيدة إذ ذاك‬ ‫الوتيرة الطيبة‪ ،‬والسيرة الوافية‘‬ ‫دولة البرتغال‪ ،‬المتغلغلة في العواصم الأسيوية والإفريقية‪ ،‬فواقعها برجال‬ ‫عُمان البواسل‪ ،‬وأبطال عمان العباهل‪ ،‬يقودها ذلك الليث المقدام‪ ،‬والسيد‬ ‫الهمام‪ .‬فأدارها بينه والبرتغال حروبا شعواء طاحنة‪ ،‬لا يثبت لها إلا رضيع‬ ‫لبانها‪ .‬ووليد أوطانها‪ .‬ارتج الشرق الأوسط من زلازلها‪ ،‬ويا لهاء كحرب‬ ‫ممباسة في إفريقيا وجاراتهاك ووقعة كلوة‪،‬ء وحروب زنجبار‪ ،‬وغاراته على‬ ‫بمبي‪ ،‬واجتياحه لساحل المليبار‪ .‬وناهيك بوقعة بتة المدهشة‪ .‬واصطلم جيشه‬ ‫دهلي عاصمة أرض بنجالةش وساق منها غنائم عظيمة©‪ ،‬بنيت منها قلعة‬ ‫نزوى© ومعها ألفان من الرجال أسارى تناسلوا في عُمان‪ ،‬وزاد بهم نشاط‬ ‫الإسلام في غُمان‪ ،‬ووضعوا لهم أسماء قبائل في عُمان معروفون‪ ،‬ومنهم‬ ‫فيما قيل الهطاطلة‪ ،‬كما أخبرني بذلك بعض أفاضلهم‪ ،‬ومنهم أولاد مسئلم‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وبعضهم أطلق عليهم اسم‪ :‬موالي الإمام‪ ،‬ثم بعد ذلك سموا‪:‬‬ ‫موالي اليعاربة‪.‬‬ ‫ومن وقائع هذا الإمام الجليل في سواحل الخليج الفارسي وبحر العرب‬ ‫إلى حدود اليمن‪ ،‬منها وقعة مخا‪ ،‬ووقعة باب المندب‪ .‬ووقعة مُسبيج‪ .‬وهي‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عُمان‬ ‫)‬ ‫معارك كبيرة مدهشة‪ ،‬أسالت الدماء إلى البحر‪ .‬وقعات معروفة في الكتب‬ ‫الإفرنجية‪ .‬وحروب مشهورة‪ ،‬دفن فيها من رؤوس أهل عمان أبطال‪ ،‬وهلك‬ ‫فيها من الجيل العربي رجال© حتى رفع الأئمة اليعربيون بها علم الإسلام‬ ‫عامة‪ ،‬والعرب خاصة‪ .‬وامتد سلطان المسلمين إلى حيث يعلم الخاص‬ ‫والعام‪ .‬وعمان إذ ذاك أحدوثة العالم هيبة وعظمة وروعة‪ .‬وأصبحت الدول‬ ‫الكبرى تحسب لها الحساب الأكبر‪.‬‬ ‫فحدث إن شئت عن هذا الإمام العظيم الهمة القوي القلب‘ الهمام‬ ‫المهام‪ ،‬الرافع لصروح الإسلام‪ ،‬القائم بحقوق الإمامة العظمى بعُمان قياما‬ ‫صدع قلب العالم الشرقي‪ ،‬وملأه أحاديث رائعة وأنباء مرهبة‪ .‬وما فل من‬ ‫عزمه شيء‪ ،‬حتى لاقى حمامه حتف أنفة‪ ،‬بعدما كان يضع حد حسامه‪،‬‬ ‫فيقطع بالضربة الواحدة عصفور المدفع أي عروته‪ ،‬وفخذ الفارس البطل ©‬ ‫ويقول له‪ :‬قل لمن لقيت‪ :‬هي ضربة سلطان بن سيف‪.‬‬ ‫بستة رجال‬ ‫مسقط‬ ‫الغربي من حصون‬ ‫ويحتل بعزمه القوي الحصن‬ ‫وبعدما نزل في القلب نادى أبطاله البواسل‪ :‬أن هلموا إذ لا أحد بالحصن‪.‬‬ ‫حتى إذا حمي وطيس الحصن واشتعلت نيرانه‪ ،‬كان الإمام قطب رحاها‬ ‫وموقد صلاها‪ ،‬وزعيم أركانها‪ ،‬ولله رجال‪.‬‬ ‫مات الإمام سلطان بن سيف‘‪ ،‬وخلف ذلك الملك المترامي الأطراف‬ ‫وترك أساطيله تمخر عباب البحر حاملة ألوية الإمامة العظمى رغم أعدائها‪.‬‬ ‫فأعظم بهذا الإمام العظيم‪ ،‬وأكرم بهذا السيد الكريم‪ ،‬الذي رفع علم‬ ‫الناطقين بالضاد في الشرق كله‪ ،‬وأكبر من شأنه وقدره‪ ،‬ملأ قلب العالم‬ ‫ببطولة حرة‪ ،‬وإمامة صادقة‪ ،‬وعظمة تاريخية‪.‬‬ ‫‪٢٤١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إمامة بلعرب بن سلطان‬ ‫ولما توفي أقام المسلمون بعده ولده بلعرب‘ السيد الفاضل الكامل ©‬ ‫في اليوم الذي مات فيه أبوه‪ .‬وهو يوم الجمعة ‏‪ ١٦‬من شهر ذي القعدة‬ ‫الحرام‪ ،‬سنة ‏‪ .١٠٩١‬فيا لذلك اليوم من رزء على المسلمين“ ولا رزء مثله إلا‬ ‫بمحمد يلو خاتم النبيين‪.‬‬ ‫ولقد كان لذلك اليوم حداد عم كل أفق عربي‪ ،‬وأدهش قلب كل ولي‬ ‫أمين‪ .‬ولولا تسليهم بولده الإمام الميمون النقيبةث الطاهر النفسؤ الفاضل‬ ‫الزاهد الأواب‪ ،‬إذ كان من أفاضل أئمة الدين© وأجلة أعمدة العلم والإيمان‬ ‫في المسلمين© ومن أهل الخير فيهم‪.‬‬ ‫وأن دولة المسلمين راقية في‬ ‫وكان لما رأى أن نطاق الملك قد اتسع“‪،‬‬ ‫شوط باهر‪ ،‬ولكن شوط العلم غير قوي‪ ،‬لاشتغال المسلمين بالفتوح‪،‬‬ ‫واهتمامهم بالحروب التي أشرنا إليها‪ ،‬وأن نور العلم هو الذي تستضيع به‬ ‫حوالك الآيام‪ ،‬ويعظم به في الكون أمر الإسلام‪ ،‬انصرف إليه بكليته‪ ،‬ورغب‬ ‫فيه بطبيعته‪ .،‬وأقبل إليه بنشاطه‪ ،‬وأقام له في قصر جبرين مدرسة خاصة‬ ‫بالطلبة من عمان وغيرها‪ ،‬حتى وفد عليه المسلمون من عدة أقطار وأقبل‬ ‫عليه المتعلمون من عدة بلدانك حتى أهل المغرب من أهل المذهب‬ ‫وغيرهم‪ ،‬حتى قامت لهم بجبرين كبكبة عظيمة‪ ،‬وفاض نور الله على تلك‬ ‫القلوب الحرة‪ ،‬وامتلأ الأفق العماني بتلك البدور ضياءً‪ ،‬وأشرق القطر بتلك‬ ‫الوجوه الزاهرة ابتهاجا‪ .‬ولكل زمان رجال‪ ،‬ولكل عهد جمال‪ .‬وجمال عهد‬ ‫هذا الإمام العلم‪.‬‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولله تلك النظرة العالية لو تم عهدها‪ ،‬فإن حياة الأمة بالعلم© لا بد وأن‬ ‫تعيش حرة منيعة‪ ،‬تغار على الدين‪ ،‬وتقوم بحقوق الإسلام‪ ،‬وتتغلب على‬ ‫الجهل ‪ .‬وتؤيد العدالة‪ .‬ولا فضل فى الإسلام لعمل كهذا العمل ‪ .‬فإنه الدعامة‬ ‫ثابتا‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫ركن‬ ‫عليه‬ ‫يقوم‬ ‫الثابتة ‏‪ ٠‬والحجر الذي‬ ‫كان الإمام بلعرب كريما معطاء مبذالاً فياضاً‪ ،‬يعطي عن ظهر غنى ولا‬ ‫يبالي‪ .‬عاش أباً للعرب لا بلاء العربؤ كما يقول بعض الكاتبين من‬ ‫الأجانب‪.‬‬ ‫مات رحمه الله تعالى سنة ‏‪ ١١٠٤‬فى قصره بجبرين‪ ،‬وخلف ولدا اسمه‬ ‫الصغير كما سوف‬ ‫بن سلطان‬ ‫قام بإمامة سيف‬ ‫بن بلعرب ‪ .‬وهو الذي‬ ‫يعرب‬ ‫النه‪.‬‬ ‫تراه إن شاء‬ ‫التي‬ ‫الحروب‬ ‫الولي التقي ئ‬ ‫الرضي المرضي‬ ‫الإمام‬ ‫هذا‬ ‫دولة‬ ‫وتتخلل‬ ‫دارت بينه وأخيه سيف بن سلطان‘ وما اكتنف تلك الأجواء العامرة بالخير‬ ‫وما قيل في بناء جبرين© وحكم المسلمين فيه وفي جبرين‪ ،‬وآخر ما آل إليه‬ ‫الأمر فيه‪.‬‬ ‫ومن المحال دوام الحال‪ ،‬والدنيا محتوم عليها الزوال‪ .‬وتقلب الأحوال‬ ‫أمر اقتضته الحكمة في الأزل‪ .‬وفى اضطراب الأحوال معتبر لأولى الألباب‪.‬‬ ‫وأكبر ظاهرة تدل على عظمة هذه الدولة اليعربية مبانيها بعمان‪ .‬فإن‬ ‫قصر جبرين كما مر عليه الكلام‪ ،‬مثال للعظمة التاريخية بعمان‪.‬‬ ‫إليه ‪ .‬واختار له ما لديه [ تولى الأمر‬ ‫بن سلطان‬ ‫ثم لما قبض الله بلعرب‬ ‫بعده أخوه سيف بن سلطان‪ .‬ولو تم الأمر الذي حاوله بلعرب ابن سلطان‪،‬‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫تعالى‬ ‫وحكمته‬ ‫لا محالة{}‬ ‫وجل نافذ‬ ‫الله عز‬ ‫ولكن قضاء‬ ‫لعمان ‪6‬‬ ‫لكمل الشأن‬ ‫أبلغ حكمة‪ ،‬سبحانه ما أعم شأنه يفعل ما يشاء‪ ،‬ويحكم ما يريد‪.‬‬ ‫برحوا‬ ‫ولَمَ‬ ‫بهم ‪6‬‬ ‫الإسلام‬ ‫لقوي‬ ‫كبكبة من العلماء‬ ‫لعمان‬ ‫فلو قامت‬ ‫يعقدون ألوية العدالة ويبعثون بعوث الفتح‪ ،‬ولأصبح العمانيون أقوياء أكثر‬ ‫مما كانوا‪ ،‬فإن العلم يبعث على ذلك في كل عهد‪ .‬وهل وجدت الإمامة في‬ ‫عمان في أي زمان مها كان‪ ،‬إلا حيث وجد العلم؟ وهل يبعثها إلا هو؟ وهل‬ ‫يربيها في مهدها غيره؟ لا ورب الكعبة‪ .‬ولا ناصر لها مثله‪.‬‬ ‫فإن حملة العلم دعاة الله في خلقه‪ ،‬وحماة شريعته‪ .‬أما الجهل فأسير لا‬ ‫يبدي ولا يعيد نعوذ بالله من الجهل‪.‬‬ ‫لقد روي عن الشافعي‪ :‬تعلمنا العلم لغير الله‪ ،‬فأبى العلم أن يكون إلا‬ ‫لله‪ .‬ومعناه أن العلم داع إلى الله بطبيعة الحال‪ .‬فإن أصل الطالب لا يفهم‬ ‫مقصد العلم كما ينبغي© حتى إذا فتح النه له أبوابا من العلم“ أرشد العلم إلى‬ ‫الله‪ .‬وإلى ذلك تشير آيات عديدة‪ .‬وأحاديث مفيدة‪.‬‬ ‫ولا شك أن العلم ضد الجهل©ؤ فلذلك ترى العالم يفر من صحبة‬ ‫الجاهل‪ ©0‬وترى الجاهل يرهب بطبعه رجال العلم©‪ ،‬ويراهم بأعين التوقير‪.‬‬ ‫فسبحان الذي له في كل مخلوقاته دليل على عظمته‪.‬‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إمامة قيد الأرض سيف بن سلطان‬ ‫وما أدراك ما قيد الأرض أكبر الأئمة اليعربيين شأناًك وأعظمهم‬ ‫سلطانا‪ .‬كان لقبه هذا معرباً عن أعماله‪ .‬وناهيك بلقبه الثانى‪( .‬صاحب‬ ‫في‬ ‫فاضت‬ ‫التي‬ ‫الأموال‬ ‫لكثرة‬ ‫الكيمياء‪.‬‬ ‫بصاحب‬ ‫بعضهم ‏‪٠‬‬ ‫فيأوله‬ ‫الكاف)‬ ‫أيامه‪ .‬فعمت جميع أعماله‪ .‬وما كان صاحب كيمياء كما يقولون لكنه خراج‬ ‫من النواحى النائية‪ .‬وعمان إذ ذاك قصبة الملك‪.‬‬ ‫الممالك التى تجبى لعمان‬ ‫وانظر في معنى قولهم‪ :‬قيد الأارض؟‬ ‫وفيه‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫الممالك‪.‬‬ ‫وضبطه‬ ‫البلادك‬ ‫لتقييده‬ ‫الإمام السالمي‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫بلاغة تطابق المقام‪ ،‬كما قالوا‪ :‬قيد الأوابد‪.‬‬ ‫وقيد الأرض عظيم من عظماء الأئمة العمانيين‪ .‬وسوف نشير إن شاء‬ ‫الله‪ .‬على ما يدل عليه هذا اللقب الكبير‪ ،‬فإنه يشف من خلاله أمر لا ينكره‬ ‫عند الإفرنج وغيرهم ‪6‬‬ ‫بذلك حتى‬ ‫ولا يبعد عن الفكر‪ .‬وقد عرف‬ ‫العقل©‬ ‫ممن يكتب عن أحوال العرب‪ ،‬من كتاب الشرق المؤرخين لوقائعه‪.‬‬ ‫قال الإمام السالمي ‪ :‬ذلك لضبطه الأمر وتقييده الملك‪ .‬قلت‪ :‬هو كناية‬ ‫عن حزمه وعزمه‪ ،‬وعظيم هيبته وسلطانهث وضبط الممالك بالحسام الذي‬ ‫يمحو الباطل© ويهد أركان الضلال‪.‬‬ ‫ولا يعزب عنك ما دل عليه لقب الفاروق‪ ،‬لأمير المؤمنين عمر ابن‬ ‫الخطاب نه‪ .‬فإن هيبته كانت تسقط لأحمال الحوامل‪ ،‬وتدهش كل ذكى‬ ‫عاقل‪ .‬بل كادت أن تؤثر على غير المكلفين‪ .‬ولا بدع فإن الحق عند أهله له‬ ‫هيبة مدهشة‪ ،‬وروعة مذهلة‪ ،‬لا تزال تسري في القلوب‘ وفي الدماء‪ ،‬وفي‬ ‫الهشيم‪.‬‬ ‫في‬ ‫النار‬ ‫سريان‬ ‫‪.‬‬ ‫النفوس‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫وكان سيف هذا سلطانا عظيما‪ ،‬له شأن يؤثر في الأرض آثار عدل‪.‬‬ ‫روي أن جونية سقطت في سيح الكدس‪ ،‬الذي بين البركة وفرق ومنح‪،‬‬ ‫ولم يستطع أحد أن يعرف ما فيها ‪ .‬فضلا عن أن‬ ‫فاحتالت الطريق عنها‪،‬‬ ‫يحملها‪ ،‬حتى تلاشتبالشمس والريح‪ .‬ثم جاء المطر فسقاها‪ ،‬فنبت منها‬ ‫فلفل‪ .‬فأعجب لهذا الحزم والهيبة المدهشة مع أن سيح الكدس في خلاء من‬ ‫الأرض‪.‬‬ ‫كان كثير الجنود‪ ،‬قوي السلطان‪ .‬جاء بدوي يسأله شيئا‪ .‬ومن حيث إن‬ ‫الإمام يروم قطع النعرة البدوية‪ ،‬قال له‪ :‬لا شيء عندي‪ .‬فقال‪ :‬إن أباك كان‬ ‫يعطينا‪ .‬فقال‪ :‬كان أبيى سلطانك أما أنا سيف‪ .‬أي ومن عادة السلاطين العطاء ©‬ ‫ومن عادة السيوف إسألة الدماء‪ .‬فلم يجسر البدوي على إعادة كلمة أخرى لما‬ ‫ذكر له أنه سيف‪.‬‬ ‫عظم ملكه‪ ،‬وامتد سلطانه وقويت شوكته‪ .‬كان ضخم الملك‪ ،‬من‬ ‫أعظم أئمة المسلمين الذين ظهروا في عُمان‪ ،‬وكان محبوبا عند الزعماء ‪،‬‬ ‫مطاعاً في السواد الأعظم‪ .‬وعندي ذلك يرجع إلى عظيم سياسته‪.‬‬ ‫كانت أذنه واعية‪ ،‬وعينه يقظة©‪ ،‬ويده فعالة‪ .‬ونفسه ساكنة‪ .‬كان يدير‬ ‫الأمور بهمته الباهرة‪ ،‬وسيرته الزاهرة‪ ،‬وعزمته الوافرة‪ .‬فإنه أعطى كل مقام ما‬ ‫يناسبه‪ ،‬وساس كل قوم بما يليق بسياستهم‪.‬‬ ‫وأيام الإقبال تساعد على حسن الأعمال‪ ،‬وعلى إسعاد الرجال‪ .‬والبذل‬ ‫ويقويان السلطان©‪ ،‬ويمهدان الأمور‪ .‬ومن هنا دخل‬ ‫والعطاء يعظمان الدول“‪،‬‬ ‫أهمل الأهواء على الإمام بلعرب بن سلطان‘ فانحاز أكثرهم إلى سيف بن‬ ‫سلطان وتبين للإمام ما هم عليهك فخرج من نزوى إلى أطراف الظاهرة‪،‬‬ ‫‪٢٤٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ونواحي الشمال‪ ،‬كالمتجاهل لما عليه الناس وانتظاراً لرجوعهم©‪ ،‬أو‬ ‫انكشافهم صراحاً‪ .‬خوفاً من شق العصا بين المسلمين© ولما رجع الإمام‬ ‫المذكور إلى نزوى‘ منعه أهلها من الدخول ى تأثرا بأحوال هناك اعتمدها‬ ‫سيف بن سلطان‪ ،‬ودخل بها الناس دائرة الاختلاف‪ ،‬وهنا ظهر للإمام جلياً‬ ‫انقلاب الناس عنه‪ ،‬بل انقلابهم عليه‪ .‬وعند ذلك رجع الإمام إلى جبرين‪،‬‬ ‫مترجياً فيئة‬ ‫وقدره‬ ‫النه في قضائه‬ ‫معتمدا على‬ ‫صفحاً‪،‬‬ ‫ضارباً عن ذلك‬ ‫الناس‪ ،‬وإذا هم يجتمعون إلى سيف‘ ويلتفون تحت رايتهء حتى صار هو‪.‬‬ ‫السلطان الأعظم ى والإمام المعظم" إلا أن البيعة لم تقع بعد له من أحد‪ ،‬وقد‬ ‫دخل تحت طاعته من لم يرضها تقية‘ وهم الأقلون من الناس‪ .‬وعند‬ ‫الاختلاف فالدنيا لمن غلب في كل عهد‪ .‬حتى تولى كل حصون عمان ©‬ ‫وصار الحاكم المطلوب فيها‪ .‬وبلعرب في بيته جبرين‪ ،‬مغمداً سيفه عن أخيه‬ ‫وعن المسلمين‪ ،‬منتظرا فيهم حكم الله‪ .‬ولعله غلب عليه الميل إلى الآخرة‪،‬‬ ‫والإعراض عن الدنيا أيما إعراض‪ ،‬وقال في نفسهؤ إن يكن الناس أرادوا‬ ‫غيري أراحني الله منهم ومن دنياهم‪ .‬ولزم حصنه غير ماس بأذيال الأمور‪ .‬ولا‬ ‫ولم‬ ‫ومن معه‬ ‫ذلك‬ ‫بن سلطان‬ ‫سيف‬ ‫ولكنه لم يكف‬ ‫دم‪،‬‬ ‫لسفك‬ ‫متسبب‬ ‫يرضوا فيتركوا بلعرب في حصنه وهو بيته‪ ،‬فيبقى كافاً عن الأمر غير منازع‬ ‫فيه‪ ،‬ولا مجاذب له‪ ،‬حتى زحف سيف بن سلطان على أخيه بلعرب بحصن‬ ‫جبرين‪ ،‬يروم إخراجه منه‪ ،‬وهو بيته الخاص به‪ ،‬الذي بناه من صلب ماله‬ ‫على ما قيل‪.‬‬ ‫وهذا من أعظم الأحوال في الإسلام‪ ،‬وكيف لا وهو أولا إمام بإجماع‬ ‫المسلمين© ولم يذكر له حدث يستوجب به القيام عليه‪ .‬وكيف يخرج من بيته‬ ‫الذي هو ملكه فيستباح حماه‘ؤ وكيف ينازع الأمر والحال هذا‪ ،‬حتى مات‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهو إمام المسلمين © ولم يقترف سيئة تذكر ©‬ ‫بلعرب وهو محصور في قصره‪.‬‬ ‫ولم يقع منه د فاع ‪ 3‬إلا أنه احتصن فى حصنه‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬إنه لما رأى الشماتة‪ ،‬وتحقق إصرار القوم على إخراجه من‬ ‫وهو بيته الخاص به‪ .6‬تعينت عنده الشماتة التى ما بعدها إلا‬ ‫جبرين‪©،‬‬ ‫حصن‬ ‫الموت‪ .‬فقد قيل‪ :‬صلى ركعتين في مصلاه الذي اتخذه معبداً في حصنه‪٥‬‏‬ ‫ودعا الله أن يميته‪ ،‬فأماته الله فى مصلاه‪.‬‬ ‫وهو في قاع الحصن‬ ‫ولما استنكره قومه هبطوا إلى المصلى المذكور‪،‬‬ ‫على الفلج© في موضع خال من الناس‪ ،‬حيث لا يفضي إليه إلا الخاصة في‬ ‫ذلك المكان‪ .‬ودفن في نفس المصلى‪ .‬وقد زرناه هناك مرات‘ أيام ترددنا‬ ‫على ذلك الطرف‪.‬‬ ‫بن سلطان ‪ .‬وهو مقيم في ضواحي جبرين‬ ‫ولما فشا خبر موته إلى سيف‬ ‫بن‬ ‫لأشبه بعثمان‬ ‫عندي‬ ‫وإنه‬ ‫أنتم قتلتموه ‪.‬‬ ‫لعبيده ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الضخم ‪.‬‬ ‫بجيشه‬ ‫وإلا فالدفاع للباغي‬ ‫عفان‪ ،‬إذ حصير في بيته‪ .‬إلا أن الأفعال اختلفت‘‬ ‫أقر الهو ه‪ .‬ومن جاءك‬ ‫واجبؤ والله يقول‪ :‬فعلو آلى تبغى حي تف إل‬ ‫يطلب منك مالك‪ ،‬وجب عليك أن تقاتله عليه‪ .‬ما كنت قادرا‪ .‬فكيف بأمر‬ ‫المسلمين؟‬ ‫ولعلهم نظروا إلى أن القائمين بالأمر شركاء‪ ،‬ولهم النظر في أمر‬ ‫أمرا‬ ‫وإلا فالإمامة ليست‬ ‫ولا بد لهم من أصل يستندون عليه‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫وهو‬ ‫به‪.‬‬ ‫الله يحملونه في أعناقهم يلزمهم ‪ .‬الوفاء‬ ‫وعهد‬ ‫فيه مثل هذا‪.‬‬ ‫يسوع‬ ‫البيعةك ومن نكث فإنما ينكث على نفسه‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫ما‪.‬‬ ‫بشيء‬ ‫بن سلطان‬ ‫المسلمين لم يظهر أنهم عابوا بلعرب‬ ‫فإن‬ ‫‪٢٤٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن اريخ عمان‬ ‫)‬ ‫عدوا عليه أمرً‪ ،‬ولا شكوا منه مظلمة‪ .‬وما كان منه في الأمر قصور ولا‬ ‫تقصير على ما يظهر مانلأحوال‪ ،‬اللهم إلا إذا كان هناك أمر لم يظهر لسائر‬ ‫إن كان خيرا‬ ‫الناس‪ .‬فالمبتلون بالأمر هم المسؤولون أمام الله عز وجل‪،‬ؤ‬ ‫فخير وإن كان شرا فشر‪.‬‬ ‫وقول شكيب أرسلان‪ :‬كانوا يسمونه أبا العرب‘ فصاروا يسمونه بلاء‬ ‫وهذا لم نعلمه عن أحد من أهل عمان‪.‬‬ ‫العرب‪ .‬لا أدري وجهه ولا سببه‘‬ ‫فالله أعلم به‪ .‬والظاهر لا يرتكبون مثل هذه الدهياء إلا لوجه‪ .‬ولكن مثل هذا‬ ‫الحال ليس مما يخفى على الناس‪ ©،‬بل مما يشيع في السواد الأعظم‪،‬‬ ‫ويدرسه الكل‪ ،‬لأنه أمر جامع‪ .‬وأي أمر أجمع من إمامة عامة‪ ،‬وإمارة للناس‬ ‫عظمى؟ سبحان من له في خلقه أمر مبرم‪ .‬وإلا فكيف يخلع إمام عدل من‬ ‫إمامته بغير موجب‪.‬‬ ‫ولعلهم رأوا أن أمر الملك عظيم‪ ،‬وأن الدولة مدت باعها إلى النواحي‬ ‫النائية‪ .‬وأن العهد قريب‘ والجراح جديد وأعين العدو تنظر إليهم شذراء‬ ‫وأن القلوب تغلي كغلي المراجل برا وبحرا‪ ،‬فإن الدولة اليعربية مشت شوطا‬ ‫عظيماً بهر العالم الشرقي وخافه العالم الغربي‪ ،‬وهمت الأمم بها بكل‬ ‫المستطاع‪ ،‬وأن بلعرب لم يقبل على الممالك إقبال من ملك قلبه‪ ،‬واكتفى‬ ‫بأعمال العمال‘ ولم يرض ] ذلك القوام بالأمر وبذلك دخلوا على أخيه‪،‬‬ ‫وقام هذا حساماً قاطعا‪ .‬وسهماً نافذاً ‏‪ ٠‬يرمي به الغرض رمي الحكيم البصير‬ ‫المتمرس‘ الذي مارس الأمور وعاناها‪ .‬ولا ريب فإنه نشأ في ذلك الجيل‬ ‫الحر اليقظ ‪ ،‬الذي يرى أن الخير في توسيع نطاق الملك‪.‬‬ ‫وأقول أيضا‪ :‬لو كان الأمر الذي استندوا عليه هو هذاء لكان عليهم من‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الواجب أن يقوموا على بلعرب بذلك‘ ويحتجوا عليه به‪ ،‬ويطلبوا منه ذلك‪،‬‬ ‫فإن أجابهم‪ ،‬وإلا خرجوا عنه بشيء يعذرون فيه‪ .‬أما الخروج عليه بتلك‬ ‫الصفة التي يحكيها التأريخ عنهم‪ .‬فخروج بغي لا يسوغ شرعا‪.‬‬ ‫ولعل سيف بن سلطان تاب من ذلك البغي‪ ،‬وقبلوا منه‪ .‬ولكنهم لم‬ ‫يذكروا في آثارهم‪ ،‬ولا رأينا منهم من حكم ببغيه‪ .‬والله أعلم بما هنالك‬ ‫ولعلهم اجتمعوا على شيء يحسن السكوت عليه‪ .‬وهم المسؤولون أمام الله‪.‬‬ ‫ولقد قامت لسيف بن سلطان عظمة هايلة‪ ،‬لا يزال التأريخ يردد ذكراها‬ ‫إلى آخر الدهر‪ .‬وناهيك بدخوله أرض الهند‪ ،‬بستة وتسعين ألف حصان‬ ‫ذكور الخيل دون إناثها‪ .‬فمثل فى نفسك هذا الأمر وصوره‪ ،‬لتتصور فيه‬ ‫العظمة التأريخية‪ .‬وتتخيل فيه أمراً فوق القياس‪ .‬فإن جيشاً كهذا عظيم ورب‬ ‫الكعبة‪.‬‬ ‫فهل تجتمع في مملكة عربية كعُمان هذه الخيل‪ ،‬وكيف دخولها أرض‬ ‫الهند من عمان والبحر قاطع بينهما إلا أن بواخر الاسطول الحّماني ‪6‬‬ ‫تحملها حتى تنزلها بسواحل الهند‪ .‬فأعظم بجيش هكذا شأنهش وهذه أحواله‪.‬‬ ‫فإن عظمة الدولة بجيوشها ورجالها‪.‬‬ ‫وحسبك الأشجار التي غرسها بعُمان‪ ،‬لينعم بها بنو الإنسان‪ .‬والأنهار‬ ‫التي أجراها بعُمان‪ ،‬أصبحت قرى مهمة وديارا عامرة‪ ،‬تعبر عن الشرف‬ ‫اليعربي الذي لا يجارى‪.‬‬ ‫وكان له من الإماء والعبيد عدد وافر‪ ،‬والأسطول الذي يمخر عباب‬ ‫الأبحر © براية عمان البيضاء‪ ،‬حاملاً من أهل الدين والإيمان رجالاًث تحملها‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫تلك البوارج العظمى في تلك الأيام‪ ،‬من بحر الهند إلى خليج العرب إلى‬ ‫رأس الرجاء الصالح‪.‬‬ ‫‏‪ ;©6© ١١٣٤‬وإذا ذاك بويع‬ ‫سنة‬ ‫بن سلطان في شهر رمضان‬ ‫وتوفي سيف‬ ‫لولده‪.‬‬ ‫بويع الإمام سلطان بن سيف بن مالك بن أبي العرب إماما على عُمان©‬ ‫أبيه‪.‬‬ ‫حذو‬ ‫القيام ‏‪ ٠‬وحذا‬ ‫حى‬ ‫الإمام‬ ‫فقام هذا‬ ‫فأعظم بذكر ولده‬ ‫وإذا أعظمت ذكر سيف بن سلطان قيد الأرضك‪،‬‬ ‫الفاتحة لممالك‬ ‫جيوشه‬ ‫وصف‬ ‫وعبر عن عظمته بما شئته‪٠‬‏‬ ‫الجليل سلطان“‪،‬‬ ‫فارس‪ ،‬المتغلغلة في تلك النواحي‪ ،‬الطاحنة لتلك الإمارات‘ الملتهمة لتلك‬ ‫الزعامات قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء‪ ،‬وتنزع الملك ممن‬ ‫تشاء‪.‬‬ ‫عينه الفتوح فى‬ ‫وجعل نصب‬ ‫والفعلية ‪.‬‬ ‫أبيه القولية‬ ‫آثار‬ ‫سلطان‬ ‫فوطيء‬ ‫في‬ ‫المسلمين‬ ‫دعوة‬ ‫وبث‬ ‫الحق‬ ‫كلمة‬ ‫وإعلاء‬ ‫الملك ‪5‬‬ ‫نطاق‬ ‫لتوسيع‬ ‫الخارج ‪.‬‬ ‫الأقطار‪.‬‬ ‫جميع‬ ‫اصطلم تلك‬ ‫حين‬ ‫العجم‬ ‫الحزم من غنائم فارس [ وخراج‬ ‫وبنى حصن‬ ‫والشهبا قلعة‬ ‫شقيقيه جبرين‬ ‫لا يبعد مسافة عن‬ ‫المذكور ‪.‬‬ ‫والحصن‬ ‫الممالك‪.‬‬ ‫نزوى‪ .‬إن هذا الحصن مثال للعظمة التاريخية‪ .‬ولكل واحد من هؤلاء مقصد‬ ‫في بنائه‪.‬‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهذا الإمام هو الذي هم أن يجعل عمان كجنتي مأرب‪ .‬ومات في‬ ‫حصنه هذا‪ ،‬الذي بناه للعزة والمنعة‪ .‬ودفن في نفس الحصن المذكور‪ ،‬في‬ ‫فدفن به‪ ،‬كما مر‪.‬‬ ‫جبرين©‬ ‫البرج الغربي النعشي © كما مات عمه في حصن‬ ‫وقد زرناه مرات‪ .‬رحم الله تلك الأشخاص الطاهرة الرضية‪ ،‬التي لا هم لها‬ ‫في شيء من الدنيا إلا نشر الحق“© وإعلاء كلمته ‪ 3‬ورفع مناره‪ ،‬رحمة واسعة‪.‬‬ ‫هؤلاء الأئمة الخمسة‪ ،‬هم الذين أقاموا منار الحق‪ ،‬ورفعوا علم‬ ‫الناطقين بالضاد في الشرق‪ ،‬كما يقول صاحب حياة الشرق© في تلك المدة‬ ‫الوجيزة‪ .‬ولما توفي الإمام سلطان‘ بويع الإمام مهنا بن سلطان بن ماجد بن‬ ‫بلعرب‪.‬‬ ‫إمامة الإمام مهنا بن سلطان‬ ‫الإمام‬ ‫وكان‬ ‫بمحل من الاحترام ‪.‬‬ ‫كانت‬ ‫بن سلطان‪،‬‬ ‫الإمام‬ ‫إن إمامة‬ ‫مهنا محبوبا في هذه العائلة اليعربية‪ .‬وكان تزوجه بأخت الإمام سلطان‪ ،‬بنت‬ ‫أكبر دليل على جلالة مقامه عندهم‪.‬‬ ‫الإمام سيف بن سلطان‬ ‫وكانت آمالهم فيه جميلة وافرة‪ ،‬لأن يكون خلفا لأولئك الأساطين‬ ‫خيرة‬ ‫وكانت‬ ‫وفاة الإمام سلطان‪.‬‬ ‫بيعتهم له بالإمامة ‪ .‬بعد‬ ‫الأجلاء ‪ .‬فكانت‬ ‫العلماء الذين هم أعمدة هذا البناء المجيد‪ ،‬وقعت على المهنا هذا‪ .‬ولكن‬ ‫أراد الرؤساء غير ما أراد العلماء‪ .‬لينبت هنا بذر الشقاق©‪ ،‬ويورق غصن‬ ‫أهل‬ ‫أآبرىء‬ ‫ولا‬ ‫بن سلطان‪.‬‬ ‫مغروساً في أيام بلعرب‬ ‫ويتجلى ما كان‬ ‫الافتراق ئ‬ ‫الدهاء والمكر © الذين أخذت الإمامة على أيديهم ء وغلت ألسنتهم‪ ،‬وسدت‬ ‫في وجوههم طرق الفساد‪ ،‬لأن الرؤساء لا يسألون إلا عن مصالح دنياهم‪6‬‬ ‫ولا يراعون إلا حظوظهم العاجلة‪ .‬وإذا أراد الله أمراً هيأ له أسباباً‪.‬‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فبدأ هنا دور الانحطاط لهذه الدولة العظمى براً وبحر‪ .‬ووضع أول‬ ‫حجر لذلك‪ .‬فشمخ الرؤساء على إمامة مهنا‪ ،‬وقالوا‪ :‬لا نرى الإمام إلا سيف‬ ‫بن سلطان‪ .‬أي ولد الإمام الراحل‪ ،‬وكان الولد صبيا‘ وقد لاحظ الرؤساء‬ ‫طاعة الإمام في السواد الأعظم لولد الإمام سلطان‪ ،‬وأن العلماء لا يوافقون‬ ‫وبهذا نكون قد أخذنا بالجناح الأكبر‪ ،‬وسنرغم به العلماء حتى‬ ‫على ذلك“‪،‬‬ ‫نكون متولين الإمام باليد القوية‪ .‬وأهل عُمان في ذلك الوقت في قمة المجد ©‬ ‫وفي ذروة الشرف‪.‬‬ ‫أجابوهم أن القاعدة‬ ‫ولما علم العلماء لوائح الأمر من الرؤساء‪،‬‬ ‫الشرعية في الإمامة الكبرى‪ ،‬بل والصغرى© لا تصح للصبي‪ ،‬لأن الصبي لا‬ ‫يصح أن يكون إماما في الصلاة‪ ،‬فضلا عن الإمامة العظمى© التي تقضي في‬ ‫والتولية‬ ‫والجمعات‪..‬‬ ‫الولاية والبراءة والحدود‬ ‫وأحكام‬ ‫الدماء والفروج‪،‬‬ ‫بمقتضى الأحكام الشرعية في أمور عديدة‪ ،‬لا تصح إلا من الإمام‪.‬‬ ‫والعزل‬ ‫وبذلك انفتح باب الخلاف‘ واتسع الخرق على الراقع‪ .‬فإن الرؤساء‬ ‫قوة الإمامة‪ ،‬والعلماء روحها التي تعيش بها‪ ،‬وهل يعيش جسم بلا روح؟‪.‬‬ ‫وكان قصد الرؤساء التملص من نير العلماء‪ ،‬والتلاعب بأمور الدولة‪.‬‬ ‫فإن الدولة إذا كانت في يد العلماء‪ ،‬كانت أمورها مستقيمة‪ ،‬وأعمالها قويمة ‪.‬‬ ‫وأعلامها نزيهة‪ ،‬تولي وتعزل عن علم‪ ،‬وتحرب وتصلح وتحل وتعقد‪ ،‬عن‬ ‫والأمور يشد بعضها‬ ‫علم‪ ،‬وبذلك يكون الأساس قويا‪ ،‬والبناء محكما‬ ‫به الرؤساء على طغام الناس‬ ‫ودخل‬ ‫وبهذا وقع الخلاف بين الزعماءث‬ ‫عملا‬ ‫بن سلطان‬ ‫الإمام سيف‬ ‫وأوهموهم أنه ينبغي أن يكون‬ ‫وغوغائهم ‪6‬‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫‪9‬‬ ‫بالخطة المتقدمة‪ ،‬وهى كون الولد إماماً بعد أبيه بالوراثة‪ .‬حين رأو تلك‬ ‫السلسلة التي سبقت في الأئمة المتقدمين ‪ .‬وما دروا أن ذلك لأجل المصلحة‪.‬‬ ‫فإن انقياد الناس لقريب الإمام والسلطان معهود‪ ،‬مغروس في الطباع مألوف‬ ‫بلا نزاع‪ ،‬فإذا وجد ذلك بشروطه كان ولى من غيره‪ ،‬لكون الناس أسرع‬ ‫انقياداً له‪ ،‬وامتثالاً لأمره‪.‬‬ ‫والصلاح في الأصل مطلوب من كل أحد‪ .‬وإذا ظهر الصلاح في الأمة‬ ‫التي اعتاد الناس الخضوع لها والطاعة لزعامتها‪ ،‬وكانت لها المكانة في‬ ‫الأمة‪ .‬كانت توليتها أولى من غيرها‪ .‬فإن الأنشودة الصلاح‘‪ ،‬وهنا قام له‬ ‫معاضد بطبيعة الحال المعتاد في الأمة‪.‬‬ ‫من عهد الصحابة رضوان الله‬ ‫وقضية الإمامة قضية شرعية علميةث‬ ‫للإمامة معروف في المذهب‪.‬‬ ‫عليهم إلى الآن‪ .‬وأنت خبير أن الانتخاب‬ ‫توفر الأسباب‪ ،‬وأشارت قرائن‬ ‫والعلماء هم الذين ينتخبون الإمام‪ ،‬إذا رأوا‬ ‫كان من أباعد الناس‪ ،‬أو من‬ ‫الأحوال إلى شخص اختاروه للإمامة‪ .،‬سواء‬ ‫أقاربهم‪ ،‬أو من أواسطهم‪ ،‬غنيا أو فقيرا‪ .‬عملاً بقضية قوله تعالى‪« :‬إن‬ ‫أكرمكم عند الله أتقاكم" ويتبع باقي الأمراء العلماء‪.‬‬ ‫وليس لهم أن يقولوا‪ :‬لا نقبل هذا إذ قبله العلماء‪ .‬بل تتعين عليهم‬ ‫طاعته ومنصارته‪ ،‬ويجب عليهم القيام معه على عدوه وقد استفرغنا صفات‬ ‫الإمام‪ ،‬وما لذلك المقام‪ ،‬في كتابنا «إرشاد الأنام»‪.‬‬ ‫ولما كان الإمام من حيث وصفناؤ لم ير العلماء إمامة الصبي‪ .‬ولم‬ ‫ينصحونهم‬ ‫والعلماء‬ ‫إلا على إمامة الصبي على طريق الوراثة‪.‬‬ ‫يوافق الرؤساء‬ ‫أن الإمامة لا تكون ميراثا‪ ،‬وأن الله لا يرضى لدينه هذا الحال‪ .‬والرؤساء‬ ‫‪٢٥٤‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لأمر أراد الله وقوعه‪ .‬فابتلى العلماء بالرؤساء‪ ،‬ودولة‬ ‫مصرون على ذلك‬ ‫وأعداؤها يتحينون‬ ‫المسلمين في ذلك النشاط الذي مر عليك علمه‪.‬‬ ‫الانتقاض عليها‪6‬ؤ ويترقبون لها الفرص أن تمر فيغتمنونها‪.‬‬ ‫وبذلك التخالف وقف سير ركب الإمامة في الخارج‪ ،‬وانشقت عصا‬ ‫المسلمين‪ .‬وهنا غلب السواد الأعظم‪ ،‬على الأقل المحق©‪ ،‬من العلماء‬ ‫والفضلاء ومن تبعهم‪.‬‬ ‫وضربت المدافع بإمامة الصبي سيف بن سلطان‪ .‬ولا عقد ولا شرط‪.‬‬ ‫وهنا راح العلماء وهم مغلوبون على أمرهم‪ ،‬مقهورون على رأيهم‪ .‬وحجة‬ ‫الإمامة العلماء كما عرفت‪ .‬وتحفزت الفتنة‪ .‬ونادى منادي اللهو ليلعب دوره‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫وافترق الناس بين إمامتين‪ ،‬مهنا بن سلطان إمام العلماءء وسيف بن‬ ‫سلطان إمام الرؤساء‪ .‬نم جاء الثالث وهو يعرب ابن الإمام بلعرب بن سلطان ©‬ ‫صاحب جبرين‪ ،‬بصفته قائماً بأمر سيف بن سلطان مؤيدا لدعوته‪ .‬وليته تبع‬ ‫خطة أبيه‪.‬‬ ‫ولكن النفوس اخترمها الشيطان‪ ،‬فقلب حواسها‪ ،‬وبدل ما كان على‬ ‫منهج الشرع‪ ،‬بما هو على منهج الهوى‪ .‬فلما كانت الإمامة شرعية‪ ،‬أصبحت‬ ‫رئاسة ملكية‪.‬‬ ‫وسار يعرب المذكور إلى مسقط‘ وهي إذ ذاك عرش مهم لحُمان‪،‬‬ ‫وكانت لها الزعامة منذ استعمرها البرتغاليون‪ ،‬واصطلمها الأئمة اليعربيون©‬ ‫َ‬ ‫فشدوا من عضدها‪ ،‬وأيدوا حركتها‪.‬‬ ‫‪٢٥٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ويتخلل دولة هذا الإمام‪ .‬حصاره في قلعة الرستاق إلى أن قتل سنة‬ ‫وما إلى ذلك من الأحوال‪.‬‬ ‫‏‪٢٣‬‬ ‫ثم نصب بعده الإمام يعرب بن بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك ©‬ ‫وهو الخارج على الإمام المهنا باغياء بدعوى النيابة عن الإمام الصغير‪،‬ث وهو‬ ‫بن سلطان‪.‬‬ ‫سيف‬ ‫الطايرة‬ ‫ومن هنا نشط دور الانحطاط لهذه الدولة العظيمة الشأن‪،‬‬ ‫الصيت‪ ،‬البالغة من المجد أعلى الذرى‪ .‬نعم حق على الله أن لا يرفع شيئا إلا‬ ‫وضعه‪ .‬فالفت نظرك إلى الممالك في الخارج التابعة لعمان ما شأنهاء وحال‬ ‫عقر دارها هذا‪.‬‬ ‫الامامة فى‬ ‫وأقول‪ :‬إن سبب الانحطاط أولا خروج سيف بن سلطان باغياً على‬ ‫أخيه الإمام بلعرب بن سلطان‘ المجمع على إمامته‘ ولم يقترف جرماً‪ ،‬ولم‬ ‫يفعل إلا المعروف ولم يظهر منه إلا الصلاح‪ .‬ثم نصبوا سيفاً بعد بلعرب‪،‬‬ ‫على ما كان منه من بغي على أخيه‪ .‬وحكم القائمين معه مثله إلا من قام‬ ‫الذي‬ ‫البذر‬ ‫فإن‬ ‫لسيف ‪.‬‬ ‫الحظ‬ ‫بحسن‬ ‫فيما بعد‬ ‫الأحوال‬ ‫تحسنت‬ ‫وإن‬ ‫تقية‪.‬‬ ‫ينبت يوما ما‪.‬‬ ‫لا بل وأن‬ ‫بذره في الخروج &‬ ‫على ما‬ ‫سلطان‬ ‫ولده‬ ‫وجاء‬ ‫سلطان‪.‬‬ ‫لسيف بن‬ ‫الأحوال‬ ‫صلحت‬ ‫وقد‬ ‫الرشيدة ‪ .‬ولم يذكر عنه أمر إلا حسن‬ ‫الحميدة ئ والأعمال‬ ‫ينبغي من الخصال‬ ‫الذي هم أن يجعل‬ ‫الجاد المجتهد‬ ‫القيام بالأمر‪ .‬فكان الصالح المصلح‬ ‫عمراناً وحسن عواطف ورعاية وإخلاصاً‪ .‬والأمر لله من‬ ‫عُمان كجنتي مأرب‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫قبل ©‬ ‫فعندي هذا أول حجر وضع للانحطاط‪ .‬فإن هذه الأحوال وأمثالهاى من‬ ‫‪٢٥٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أسباب التنضعضع لهذه الدولة الطاهرة النقية الصادقة المرضية الصافية السيرة‬ ‫والسريرة‪.‬‬ ‫ولما مضى ليعرب بن بلعرب هذا حول كامل في بغيه على الإمام‪ ،‬تاب‬ ‫من ذلك كله‪ ،‬وانتبه من غفلته‪ ،‬وتراجع عن غطرسته‘ ورد الأمر إلى العلامة‬ ‫المقدم إذ ذاك عدي بن سليمان الذهلي© القائم بأمر الإمام مهنا‪ .‬هذا ما كان‬ ‫من أمر يعرب‪ .‬والله أعلم بمقصده في توبته‪ ،‬وإليه ما تكنه الضمائر" وتخفيه‬ ‫السرائر‪.‬‬ ‫وفي أيامه لم تزل الرؤساء تتلاعب بالأمر‪ ،‬وهذا الذي كان الرؤساء‬ ‫متذرعين بإمامة‬ ‫وما زالت الرئاسة تذهب بالأمر كل مذهب‪.‬‬ ‫يحاولونه‪،‬‬ ‫سيف بن سلطان الصغير بجعل الدولة ميراثا‪ ،‬وأنه هو الأاحق‪ ،‬وهو الوارث‬ ‫المستحق للإمامة‪.‬‬ ‫فتحرك عند ذلك يعرب بن ناصر اليعربي‪ ،‬وهو خال الإمام الصغير ‪،‬‬ ‫متعصباً لابن أخته المذكور‪ ،‬ودار فى عمان دورات هامة‪ ،‬ومشى فى قلبها‬ ‫وحالف بني هناءة ليقوموا معه‪ ،‬وكان بنو هناءة في تأخر‬ ‫مشية غير صالحة‪،‬‬ ‫أيام تلك الدولة الواعيةء حتى أحجر الإمام ناصر بن مرشد فنه على بني‬ ‫هناءة بناء حصونهم وقلاعهم‪ ،‬وأحجر عليهم حمل السلاح وهو أكبر شيء‬ ‫عليهم‪ .‬ومضى العهد ولم يجسر أحد من الأئمة بعده أن يبيحه لهم‪ .‬ثم‬ ‫لتأييد‬ ‫بن ناصر أن يحل ذلك المنع من أصله ‏‪ ٠‬على أن يناصروه‬ ‫وعدهم يعرب‬ ‫اببسنر اخته‪.‬‬ ‫عليه ©‬ ‫وأطبقوا‬ ‫به جنده‪©،‬‬ ‫على حصن الرستاق ‪ .‬وأحاط‬ ‫وأوقع الحرب‬ ‫فاحترق‬ ‫مهاجمة‪،‬‬ ‫باب الحصن ليحترق ‪ 0‬فيتسنى دخوله‬ ‫وألقيت النيران على‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫على باب الحصن مائة وخمسون من بواسل الرجال‪ ،‬وأهل الإقدام وقت‬ ‫النزال‪ ،‬بذلك الحريق‪ ،‬لأنهم لما أضرموا النار على الباب ورأوها تمكنت‬ ‫فيه‪ .‬تصارخوا عليه على عادة العمانيين في حروبهم‪ .‬واحترقت أيضا كتب‬ ‫مهمة‪ .‬وظهر بذلك الحريق مال مخزون في الجدران‪.‬‬ ‫ثم ذهب بعد ذلك إلى مسقط واحتلهاش وأخرج منها واليها‪ .‬وهو‬ ‫حمير بن سليمان الريامي‪ ،‬من أهل حادة الرحى من ازكي‪ ،‬في حوادث هناك‬ ‫مهمة‪ ،‬لم يزل يطن على الأسماع دويُهاء من جهة علي بن محمد العنبوري‬ ‫الهنائي‪ .‬ومن جهة قتل الشيخ العلامة عدي بن سليمان الذهلي‪ ،‬والشيخ‬ ‫سليمان بن خلف‘ؤ مصلوبين بالرستاق© وسحبا بعد قتلهما على وجوهما في‬ ‫ضواحي الرستاق‪ ،‬يوم الحج الأكبر‪.‬‬ ‫وهل مثل هذا وقع بخُمان؟ ‪ ...‬إنه لشنيع بين المسلمين‪ ،‬حيث يدار بجثة‬ ‫القاضي كما تسحب جيفة الكلب‘‪ ،‬وصاحبه سليمان بن خلف‪ .‬ثم خروج‬ ‫الإمام بلعرب من قلعة نزوى‪ ،‬مصالحة للغايرين عليه في حقن دمه“‘ حين‬ ‫استشعر العجز عن الدفاع‪ ،‬طلبا لسلامة النفس‪ .‬ثم ذهب إلى جبرين والإمامة‬ ‫لسيف بن سلطان‪ .‬وكان العنبوري هو القائد الأعظم في هذه الحوادث‬ ‫السوداء‪ .‬وتلك رغبة الرؤساء أن يكون الإمام اسما‪ ،‬وهم المعنى‪.‬‬ ‫واستقام الأمر ليعرب بن ناصر المذكور مدة غير طويلة‪ .‬ثم قام يهدد‬ ‫القبائلل© وشد على بني غافر شدة الجبار‪ .‬وكان رئيس بني غافر ذلك الصنديد‬ ‫العظيم© الذي ابتلى الله به أهل عُمان‪ ،‬وبخلف بن مبارك العنبوري© على أثر‬ ‫تغييرهم وجعلهم الإمامة ملكاً عضوضا‪ ،‬حتى فتق هذان الزعيمان في عمان‬ ‫فتقاً لا يلتئم إلى يوم القيامة‪ .‬والله سائل الكل عما صنعوا‪ .‬والشهوات النفسانية‬ ‫تدعو إلى المهالك‪ .‬والعياذ بالله‪.‬‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫[‬ ‫العنولن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فإن يعرب بن ناصر قد آن له أن يذوق وبال الأمر الذي تعصب له‬ ‫بالباطل‪ ،‬رافضا لسيرة السلف الصالح‪ ،‬تابعا لهواه‪ ،‬فإنه لما هدد محمد بن‬ ‫ناصر وكان الرجل عظيم النفس بعيد الهمة‪ ،‬وحيد العزم‪ ،‬خرج إلى قبائل‬ ‫البدو‪ ،‬وأهل الضغائن على يعرب بن ناصر‪ ،‬ومن دخل في أمره‪ ،‬حتى أدرك‬ ‫المراد‪ .‬وجند الأجناد‪.‬‬ ‫وفي هذا العهد شبت نيران الفتنة بين المسلمين‪ ،‬وأطلقت أبواق‬ ‫التعصب‘[ ونادى منادي الزعماء وأهل العصبية‪ .‬واستفحل الخطب&©‬ ‫وتخاوضت السرايا في عمان وتواترت الزحوف بين أهل عُمان© وتشاغلوا‬ ‫سلطان أئمة آل‬ ‫وبلاد العرب الداخلة تحت‬ ‫عن إفريقيا والهند وفارس‪،‬ؤ‬ ‫يعرب‪ ،‬أولئك الأئمة الخمسة العظماء‪ ،‬الذين أسسوا ذلك الملك الضخم‪،‬‬ ‫المترامي الأطراف‪ ،‬وهبت تنتقص من أطرافهاك وانصدع ركن الزعامة‬ ‫العمانية‪ .‬واستقل أولئك الولاة في الممالك الأخرى بما في أيديهم من‬ ‫الممالك‪ ،‬وعضوا عليه بالنواجذ‪ ،‬وظلوا يكافحون عليه‪ .‬بدعوى أنها‬ ‫ملكهم وآنهم الفاتحون لها‪ ،‬ويستندون على هيبة الدولة وأئمتها في عُمان©‬ ‫ويتقلدون القوة التي توجهوا بها‪.‬‬ ‫وظلت المعارك بينهم وبين أمراء تلك الممالك‪ .‬وتشاغل العمانيون‬ ‫بعُمانهم‪ .‬وما برحوا يتزاحفون على نزوى وبهلى والرستاق وسمايل وغيرها‪،‬‬ ‫طرادا ونزاعا‪ ،‬وشقاقا وخداعا‪ ،‬وتهارشا وابتداعا واقتتالاك في حروب لا‬ ‫تزال ولا تبرح‪.‬‬ ‫خاضها من أعيانهم محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬وخلف بن مبارك‬ ‫العنبوري الهنائي ويعرب بن ناصر اليعربي‪ ،‬ومحمد بن سليمان بن زياد ‪3‬‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ومالك بن ناصر وجاعد بن مرشد اليعربي‪،‬ك ورحمة بن مطر بن رحمة‬ ‫الهولي‪ .‬حتى قتل في هذه الفتن‪ ،‬علي بن محمد العنبوري بالرستاق‪ .‬ومات‬ ‫يعرب بن ناصر بنزوى‪.‬‬ ‫ولا تسأل عما أصاب أهل عمان من بعضهم بعضا ولا عن أناس ماتوا‬ ‫في السيوح والجبال عطشاً وجوعاً ‪ .‬ولا عمن حمل فبيع بيع الحيوان في‬ ‫الأسواق لا يعرف أمه ولا أباه‪ .،‬ولا أخته ولا أخاه‪ ،‬من الرجال والنساء‬ ‫والولدان‪ ،‬في سائر البلدان‪ .‬حتى رسخت بذلك العصبية العمياء‪ .‬وتمكنت‬ ‫العداوة الدهياء‪ ،‬وملأ الحقد القلوب ناراً حمراء‪ .‬وعظم الخطب بين أهل‬ ‫عمان‪ .‬حتى صاروا فئتين متعاديتين‪ .‬وفرقتين متخاصمتين‪ ،‬وأمتين‬ ‫متخالفتين‪ ،‬وكيف لا وهذا مقتول أبوه‪ ،‬وذاك أخوه‪ .‬وآخر حملت كريمته‪،‬‬ ‫وثاني ينهب ماله‪ ،‬وثالث أهلك عياله‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫العداوة في‬ ‫ورسخت‬ ‫فبذلك تغلغل البعض في أعماق القلوب‪،‬‬ ‫النفوس واستمر الحال على ذلك منذ ذلك العهد فانغفرس شجر العداوة‬ ‫وأورق وأثمر‪ ،‬فرعته قلوب تزداد به حنقاً وبغضاً‪.‬‬ ‫واستمر ذلك إلى ماشاء الله‪ .‬اختلاف ولا كاختلاف اليهود والنصارى‪.‬‬ ‫حتى شاع إلى الخارج عن عُمان‪ ،‬لاتصال عمان وأهلها بالخارج‪ ،‬لأن‬ ‫الممالك المجاورة لعّمان‪ ،‬عمتها الفتن المشار إليها‪ .‬ذلك لأن ما حول‬ ‫عُمانؤ بل وما يتبع عمان من سائر البلدان فيها ولاة عُمانيونك وقضاة‬ ‫عُمانيون‪ ،‬وجنود موظفون وعساكر وجيوش من عمان وكل منهم يتصل‬ ‫بنسبه ببعض أهل عُمان‪ ،‬ولكل ميل إلى آخرين‪ ،‬والشيطان يحمي الوطيس‪،‬‬ ‫وأعداء الحق يدسون عليهؤ وأهل الباطل يدعون إليهؤ والناؤون تأتيهم أخبار‬ ‫‪٢٦٠‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫هذه الرزايا الشنعاء‪ ،‬ولا بد أن يصوب للفريق الذي يميل إليهس ومن خف‬ ‫معه‪ .،‬ويضلل الفريق الآخر ويتبرأ منه‪.‬‬ ‫وهكذا فشت بذلك عداوات عظيمة‪ ،‬واتقدت نيران حامية"‪ .‬أكلت من‬ ‫أهمل عمان اللين والخشنك‪ ،‬وأذابت الصخر والحديد‪ ،‬وقضت على المجد‬ ‫والشرف“ ودعت إلى التناحر والتعادي‪ ©،‬فمزقت الدين والدنياى واندحر على‬ ‫ملك عُمان ذلك الملك المترامي الأطراف بركان من الأهواء والعداوات©‬ ‫وفاضت أمواج من سعير الفتن‪ ،‬أشعلها محمد بن ناصر‪ ،‬وأصلاها خلف بن‬ ‫مبارك‪ ،‬بعدما أوقدها أولئك الزعماء اليعربيون‪ ،‬الذين يحسبون أن الدنيا‬ ‫لهم‪ ،‬وأن ملكها بأيديهم‪ .‬وأنهم يفعلون ما يشاؤون‪.‬‬ ‫وأنت خبير أن لكل واحد منهم أتباعاً وأنصاراً‪ .‬وإذا انشقت العصا‬ ‫بالفتنة‪ .‬وقام التهارش بين المسلمين‪،‬ث وسفكت الدماءث تأصل الداء‬ ‫واستعصى على الأطباء علاجه‪ .‬ولم يزل ينفجر ويعظم‪ ،‬ويظل الفرقان كل‬ ‫ويرون أن المظلوم‪ ،‬وسواه الظالم‬ ‫يبرره أنصاره وتابعوهش ويضللون سواه‬ ‫لحقوقه‪ ،‬الهاضم لشرفه‪ ،‬والآخر كذلك‪.‬‬ ‫وهكذا الأمم عند اختلاف أهوائها‪ .‬وذلك أمر معقول بديهة‪ ،‬من عهد‬ ‫بعيد‪ .‬وحسبك بفتن الصحابة في عثمان وعلي‪ ،‬وأهل النهروان وغيرهم وإذا‬ ‫أراد الله أمرا هيأ له أسباباً اقتضتها حكمته عز وجل‪ .‬والأمر كله إلى الله‪.‬‬ ‫وبذلك افترق أهل عمان الافتراق الثالث‘© كما مر عليك‪ .‬وعلى ذلك‬ ‫تزاحف جموع أهل عمان عصبة للرجلين‪ ،‬ويكون بأسهم بينهم‪ ،‬كما شاء‬ ‫بارزة ظاهرة واضحة‬ ‫الفعال لما يريد © ولتتجلى الضغائن الكامنة في الصدور‬ ‫ملأ الأعين‪ .‬وتواقعوا في بركا‪ ،‬وانهزم الهنائي ومن معه‪ ،‬وهذه أول هزيمة‬ ‫وقعت بينهما‪.‬‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ثم تألبت على محمد بن ناصر قبائل عديدة حمية لخلف بن مبارك ©‬ ‫وأظهروا خلافهم ومناوأتهم لمحمد بن ناصر وتجمعوا على شريعة فلج‬ ‫مستمرة‪،‬‬ ‫المناوشات‬ ‫ولم تزل‬ ‫ينقل‪،‬‬ ‫بأطراف‬ ‫البطحا‪،‬‬ ‫من‬ ‫المحيدث‬ ‫والحوادث والفتن متكررة وتوالت الغارات والغزوات‪ ،‬وعظمت ضوضاء‬ ‫الفتنة‪ .‬وكثرت الوقوعات فيها‪ ،‬منها وقعة ينقل المشار إليها قريبا‪ .‬ومشى أهل‬ ‫عمان مع هذين الرجلين مشي سوء وضلال‘ مزقوا به دينهم‪ ،‬ودمروا به‬ ‫معالم دنياهم‪.‬‬ ‫وأخيرا آل الأمر بعد الحروب المتكررة ليلاً ونهارا‪ ،‬أن بايعوا محمد بن‬ ‫ناصر إماماً‪ ،‬وذلك ثمرة الخلاف والشقاق وثمرة انتصاراته التي أحرزها في‬ ‫الحروب‘ التي دارت بينه وخلف بن مبارك‪ .‬والناس من يلق خيراً قائلون له‬ ‫ما يشتهي‪ ،‬ولأم المخطئ الهبل‪.‬‬ ‫فقد تعارك أهل عمان أكثر من أربعين معركةث تحت رايات هذين‬ ‫دعاياتهم‬ ‫في‬ ‫فكانوا‬ ‫العداوات‪.‬‬ ‫وتأصلت‬ ‫الفتنة‪.‬‬ ‫واستمرت‬ ‫الرجلين‪.‬‬ ‫واستصراخهم لبعضهم بعضاًؤ وسؤالهم هنائي أم غافري‪ ،‬فكان من تبع خلف‬ ‫ين مبارك‪ ،‬مبغوضا عند محمد بن ناصر وأتباعه تمام البغفضؤ ولا بغض‬ ‫اليهود والنصارى‪ ،‬وكذا العكس حتى كان أهل عمان لا يتساءلون إلا عن‬ ‫هنائي وغافري‪ .‬وتمشت هذه الأحقاد في الأعقاب‘ تمشياً فاسداً إلى آخر‬ ‫الدهر‪.‬‬ ‫وكان من قدر الله عز وجل‪ ،‬أن جعل النصر في تلك الحروب والثورات‬ ‫والغارات لمحمد بن ناصر‪ ،‬حتى يتم الأمر‪ ،‬ويعظم سلطانه فيهم‪ .‬فبايعوه‬ ‫بالإمامة لسبع ليال خلت من المحرم سنة ‏‪.١١٣٠‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوإن عن اريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ومن يستقرىء تاريخ محمد بن ناصر هذا يرى عجبا من بسالة الرجل‬ ‫وصرامته‪ ،‬وقوة نفسه وشهامته‪ .‬فقضى الله على الرجلين بصحار‪ ،‬في ساعة‬ ‫واحدة‪ .‬وكان محمد بن ناصر لبث في الإمامة قدر عشر سنين‪ ،‬حارباً‬ ‫محروباً‪ ،‬وطالباً مطلوبا في قلب عمان‪.‬‬ ‫وإذا تعجب الإنسان من قوة قلب خلف بانلمبارك وعزيمته‪ ،‬والعجب‬ ‫أيضاً من أعوانه وأهل طاعته‪ ،‬فإن الغالب على الناس إذا انهزموا مرتين أو‬ ‫ثلاث‪ .‬يغلب عليهم اليأس‪ ،‬ويهجم عليهم الوهم‪ ،‬ويؤثر فيهم باعث‬ ‫الانهزام‪ ،‬فيفت العضد بالنكوص“ ولكن هؤلاء بخلاف ذلك‪ .‬وما ذلك إلا‬ ‫ليقضي الله أمرا كان مفعولا‪.‬‬ ‫لقوة باعث العداوة‪ ،‬وقوة التعصب‪،‘3‬‬ ‫وقد دخل محمد بن ناصر على الدولة باسم الإمامة‪ .‬والذي يظهر من‬ ‫حال خلف بنمبارك‪ ،‬أنه كان مغمور بحب الإمارة‪ ،‬متهالكاً عليها‪ .‬واسم‬ ‫الوصاية لمحمد ‪,‬بن ناصر باعث قوي مع النصر الذي أحرزه‪ ،‬فإنه كلما تولى‬ ‫خلف بن مبارك بلداً‪ ،‬جاءه محمد فأخرجه منه‪ ،‬سواء أكان إخراجه بحرب أو‬ ‫سلم ولكنه لا ينثني أن يخرج من مكان آخر‪.‬‬ ‫فكان محمد بن ناصر الوالد الشفيق لسيف بن سلطان‪ ،‬الذي قام‬ ‫بإمامته‪٠‬‏ وحارب من أجلها‪ .‬ففنيت القوات والذخائر والمعدات للطوارئ ‪،‬‬ ‫وتلاشى السلطان‪،‬‬ ‫العدل‪،‬‬ ‫وخفت صوت‬ ‫ووهنت شوكة المسلمين‪،‬‬ ‫وانغرست في القلوب الضغائن النهائية والغافرية‪ .‬حتى عادت عمان تسحب‬ ‫ذيل الوهنؤ وتجر رداء الفقر والضعف©‘ؤ وتتأخر يوما فيوماًك وتمشي‬ ‫القهقهرى كذلك‪ .‬وأنى للممالك في الخارج من إمام عُمان‪ ،‬الذي كانت‬ ‫تخشاه وتخافه‪.‬‬ ‫‪٢٦٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫إمامة سيف بن سلطان الصغير‬ ‫إمام الرؤساء‬ ‫ولما كان محمد بن ناصر في حروبه بزعمه لسيف بن سلطان‪ ،‬وهو‬ ‫الإمام الصغير كالمنتظر عند الشيعة‪ .‬ومن أجلها شنها شعواء باسم إمامته ‪6‬‬ ‫ولم يزل تحت رايته ليتلقى دروس الحرب العمانية ويتعلم خططها‪ ،‬ولم‬ ‫جناحهك‬ ‫ضاماً له تحت‬ ‫ومهاجماته ©‬ ‫وقائعه‬ ‫وجميع‬ ‫مشاهده ء‬ ‫فى‬ ‫معه‬ ‫يبرح‬ ‫والعامة تمشى‬ ‫فإن طغام الناس تبع لهء‬ ‫من قبله‪،‬‬ ‫عليه داخل‬ ‫لا يدخل‬ ‫حتى‬ ‫تحت الشبهة وأهل المطامع تحت ضوء الدرهم والدينار‪.‬‬ ‫وكانت البيعة لسيف بن سلطان يوم الجمعة © في العقد الأول من شعبان‬ ‫إلى هذا الحال لم يظهر منه ما‬ ‫سنة ‏‪ .١١٤٥‬وظاهرا لحال أن سيف بن سلطان‬ ‫يعاب به أبدا‪ 5‬فإن احواله إلى هذا الوقت مستورة‪.‬‬ ‫فعزله‬ ‫أوجبت عزله ‏‪٠‬‬ ‫أحوال‬ ‫تخللتها‬ ‫سنين ‪6‬‬ ‫وبقي في الامامة خمس‬ ‫المسلمون ‪ .‬وبايعوا بلعرب بن حمير بن سلطان‪.‬‬ ‫امامة الإمام بلعرب ين حمير‬ ‫ابن سلطان بن سيف‬ ‫‏‪١١٤٥‬‬ ‫سنة‬ ‫بن سيف بن مالك‬ ‫بن سلطان‬ ‫بن حمير‬ ‫بلعرب‬ ‫بويع الإمام‬ ‫المعزول ‏‪ ٠‬فاستولى على‬ ‫الإمام ابن عم سيف بن سلطان‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫في نزوى‪.‬‬ ‫من عمان‪.‬‬ ‫نزوى ‏‪ ٦‬وعلى جانب‬ ‫وتخللت أيامه أيضاً حروب عمانية‪ .‬تكفل التاريخ بحفظها لطالبها‪.‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عُمان‬ ‫‪3‬‬ ‫حتى استنجد سيف بن سلطان المعزول بالعجم‪ ،‬أي سار إلى فارس وجاء‬ ‫بنجدة من الدولة الفارسية‪ ،‬وكانت لهم في عمان مطامع‘ ولهم فيها مآرب‬ ‫ونوايا أخرى“‪ ،‬كما يرومون فيها ثأرا لا يزال مسجلا عندهم‪ ،3‬حتى أيقظهم‬ ‫منادي الدهر©ؤ واستصرخهم الشيطان‪ ،‬فجاؤوا أنصاراً لسيف بن سلطان‪.‬‬ ‫وليت سيفاً لم يفعل© وثبت على ما كان عليه‪ ‘،‬ولم يتبرم من العزل©‪ ،‬وبقي‬ ‫على سيرة آبائه‪ ،‬تبعاً لآبائه الفضلاء‪ ،‬وأجداده النبلاءث ولكن لا بد من‬ ‫القضاء والقدر‪.‬‬ ‫وانظر بعقلك في هذه الأحوال التي تتناقص مواردها ومصادرها بأسرع‬ ‫وقت‘ كانت عمان بالأمس تسيطر على فارس وما حولها‪ ،‬وها هي اليوم ترد‬ ‫الكرة على عُمان‪ ،‬بواسطة سيف بن سلطان‪ .‬كانت عمان وفارس عداوتها‬ ‫الكبرى وشرها الأخطر وما زالت تخشاها وتتوقع شرها‪ ،‬هنا أظلم أفق‬ ‫الممالك العمانية في الخارج‪ ،‬حين اشتعل بأس عمان في قلب عُمان© ووقع‬ ‫الاضطراب على الأبواب‪ ،‬إنا لله وإنا إليه راجعون‘ تزلزلت أركان الممالك‬ ‫العمانية في الخارج حين اهتز حجر أساسها في عُمان‪ ،‬ونزل العجم الذين‬ ‫جاء بهم سيف بن سلطان خور فكان من شمال عُمان©‪ ،‬وضربوا معسكرهم‬ ‫بهاك وذلك في سنة ‏‪ 0١١٤٩‬وبقوا بها متمركزين‪ ،‬وعليهم غيم هيبة من‬ ‫عمان ‪ 3‬نشرته في الآفق الرياح اليعربية العمانية‪ .‬حتى إذا رأوا هدوء الحال ©‬ ‫وسكنت دهشة الداخل‪ ،‬ففي المحرم من سنة ‏‪ ©١١٥٠‬بعدما استقرت بهم‬ ‫الحال‪ ،‬وتوطدت الأقدام‪ ،‬ولباهم من لتاهم من أهل عُمان‪ ،‬من أنصار سيف‬ ‫بن سلطان‪ ،‬وما من سلطان إلا وله أتباع وأنصار‪ ،‬كان على الحق أو على‬ ‫الباطل‪ ،‬ومن يميل إلى الهوى من الناس‪ ،‬أكثر ممن يميل إلى الحق© وإذ ذاك‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫زحف الإمام بلعرب بن سلطان‪ ،‬ومن معه من أهل عُمان‪ ،‬والإمام المعزول‬ ‫بن حمير‪.‬‬ ‫بلعرب‬ ‫والإمام‬ ‫أهل عمان‬ ‫وانهزم‬ ‫وعجمهك‪8‬‬ ‫بن سلطان‬ ‫سيف‬ ‫والحقيقة أن أهل عمان يقاتلون أهل عمان ومعهم العجم©‪ ،‬ولكن أهل‬ ‫ولا بد للانهزام من أسباب يذكرها التاريخ ‪.‬‬ ‫هم أجرا على قومهم‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫وتبع‬ ‫أصله‬ ‫من‬ ‫العماني‬ ‫الأساس‬ ‫ينقض‬ ‫بعجمه ©‬ ‫المعزول‬ ‫الإمام‬ ‫ومشى‬ ‫مسقط‪.‬‬ ‫وصل‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫عمان‬ ‫في‬ ‫فتغلغل‬ ‫وأسراً‬ ‫قتلا‬ ‫أثرهم‬ ‫في‬ ‫المنهزمين‬ ‫لم ير ضه ‏‪٠‬‬ ‫ليتشفى ممن‬ ‫ودخل بها عمان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫جنوداً أخرى‬ ‫العجم‬ ‫من‬ ‫واستزاد‬ ‫بعده‪.‬‬ ‫من أجل الإمام المنصوب‬ ‫خالفه © وحارب‬ ‫وممن‬ ‫بعمان ‪ .‬وما أذاقه أهلها من‬ ‫ولما تمكن لا تسأل عما فعل هو وعجمه‬ ‫الوبال والهوان‪ .‬إلى أن انخلع بلعرب من إمامتهش وتغلب سيف بن سلطان‪.‬‬ ‫وشأن المنهزم التأخر‪ ،‬وعادة المنتصر التقدم في صرامة‪ .‬فإن انهزام‬ ‫الإمام مرة واحدة أثر في أتباعه تأخراً عظيماً‪ ،‬استشعر منه العجز‪ ،‬هو‬ ‫وهومه‪.‬‬ ‫واستمر سيف بن سلطان متغلباأ على عمان عهدا مشحوناً بالرزايا‪ 7‬حتى‬ ‫أجمع أهل عمان بعد مرارة الهوان‪ ،‬وما أذاقهم إياء سيف بن سلطان‪ ،‬من‬ ‫إلباسهم أردية الجور والعدوان ى وما نالهم من العجم أجناد سيف بن سلطان‬ ‫على الجلاء من عمان‪.‬‬ ‫ولم يكف تغلبه على الأمر‪ ،‬وجعله إليه‪ ،‬دفعاً لشره وشر جنوده‬ ‫وإبقاء للناس من رحمة الشر المحدق بهمإ والبلاء المسوق عليهم‪ ،‬من قوم‬ ‫لا يردها دين‪ ،‬ولا تراعي عهدا ولا مروءة‪ .‬طغام غوغاء‪ ،‬ولئام سفهاء‪ ،‬ليسوا‬ ‫بعرب يهتدون إلى واجبهم‪.‬‬ ‫‪٢٦٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫‪3‬‬ ‫خذله‬ ‫بلعرب‬ ‫بأن‬ ‫ورأوا‬ ‫عمان ‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫المحنة‬ ‫عظمت‬ ‫وبذلك‬ ‫الناس‪ ،‬وذهبت قوته وانحل بناء زعامته‪ .‬وسيف بن سلطان أيضاً جربوه‬ ‫فقد‬ ‫ذلك©‬ ‫والحال‬ ‫إليه‬ ‫عادوا‬ ‫فإذا‬ ‫عزلوه ‪.‬‬ ‫وبذلك‬ ‫يسوءهم ‏‪٠‬‬ ‫ما‬ ‫منه‬ ‫ورأوا‬ ‫اقترفوا من كبائر الذنوب ما لا يقف عند حد‪.‬‬ ‫شملهم ‪.‬‬ ‫إما م ‪ .‬يلم شعثهم ‏‪ ٠‬ويجمع‬ ‫لهم من‬ ‫لا بد‬ ‫أن‬ ‫يعلمون‬ ‫وهم‬ ‫ويقوم بأمر دينهم ودنياهم‪ ،‬وأن يكونوا في محل بعيد من صفات الرجلين‬ ‫بن سلطان ‪ .‬وبلعرب بن حمير‪.‬‬ ‫سيف‬ ‫نير الشقاق‬ ‫اللذين هما تحت‬ ‫وهنا وقع نظر فريق منهم حسب اجتهادهم إلى سلطان بن مرشد‬ ‫اليعربي‪ ،‬من هذه الشجرة الوارفة الظل‪ ،‬العظيمة الساق‪ ،‬الكريمة المنبت©‬ ‫العزيزة المكان‪ ،‬شجرة آل يعرب وهذا آخر أئمة آل يعرب‪.‬‬ ‫واشتد‬ ‫ولما قام هذا الرجل بالأمر ‪ .‬قام التبادل العربى فى عمان كعادته‪،‬‬ ‫وجاء‬ ‫يعرب‪.‬‬ ‫آل‬ ‫الرئاسة والزعامة من‬ ‫طلب‬ ‫مع‬ ‫الخطب‬ ‫أهل‬ ‫فريق آخر من‬ ‫عُمان© راجعين الإمامة لبلعرب بن حمير مرة أخرى فقبض على قلب عمان‪.‬‬ ‫وأخذ سلطان بن مرشد جانبا من نحو الرستاق وما تبعها من البلاد‪ ،‬تلاعبا‬ ‫من غير‬ ‫الفكري‬ ‫نوع من الجنون‬ ‫وهو في الحقيقة عندي‬ ‫الناس منه‪.‬‬ ‫يعجب‬ ‫صورت‬ ‫وطن‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫أسماؤهم‬ ‫ملأت‬ ‫الذين‬ ‫اليعاربة ‏‪٠‬‬ ‫آخر أيام‬ ‫هى‬ ‫هذه‬ ‫شرفهم في آذان العالم‪ ،‬وملأ مسامع الكون‪ ©،‬وضج به الأفق العربي‪.‬‬ ‫الدولة في العالم‬ ‫يا للاسف على تلك النهضة التي نهضتها تلك‬ ‫بعيدة‬ ‫المشرقي‪ ،‬لم يطل عهدها‪ ،‬فكانت كأيام الصحابة قصيرة العهد©‬ ‫عظيمة الشأن‪ .‬مضت في قرن‬ ‫شهيرة المعارك‪،‬‬ ‫الفتوح©‪ ،‬كثيرة المغازي©‬ ‫‪٢٦٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهي على رأس الرجاء الصالح‪ .‬نوردها للقارئ أعجوبة الدهر ©‬ ‫ونصف‘ؤ‬ ‫العاقل ‪ .‬والأمر لله يجعله حيث يشاء ‪.‬‬ ‫وأحدوثة الذكر & وعبرة‬ ‫أذن الله بزوال الآمر من أيديهم ©‬ ‫ولما صار أمر اليعاربة إلى هذا الحد‬ ‫يشاء ‪.‬‬ ‫العصر ‘ والله يؤتي ملكه من‬ ‫آل بو سعيد { ملوك‬ ‫الحي من‬ ‫إلى هذا‬ ‫من آل‬ ‫الملك‬ ‫التى نقلت‬ ‫عن بالك أن هذه الأحوال ‪ .‬هى‬ ‫ولا يعزب‬ ‫يعرب الغر الميامين© إلى الملوك البوسعيديين‪ .‬إنها أسباب فعالة‪ ،‬وقضايا‬ ‫نفور‪.‬‬ ‫حقداً ‏‪ ٠‬والنفوس‬ ‫وا لأفكار‬ ‫ضغناً ‏‪٠‬‬ ‫القلوب‬ ‫مهمة ‏‪ ٠‬ملأت‬ ‫وشدة©‬ ‫وصرامة‬ ‫حماس‬ ‫فى‬ ‫المانية ‏‪٠‬‬ ‫الميادين‬ ‫العجم في‬ ‫وتلاعب‬ ‫تقضي على الأرواح‪ .‬ولا أرواح الأغنام‪ ،‬وتنتهب الآأموال‪ ،‬لا تبالي بحلال أو‬ ‫حرام‪ .‬أسالت الدماء في قلب عُمان‪ ،‬تحت غرض التشفي‪ .‬ولم لا‪ ،‬وهذا داء‬ ‫دفين بينها وغُمان‪ ،‬من العهد الجاهلي‪.‬‬ ‫ويذرونها ذرو التبن في‬ ‫ولما تمكنوا أخذوا يدقون عمان دق العصفت©‘‬ ‫وهدموا‬ ‫‪1‬‬ ‫ودمروا‬ ‫ضحوة ©{}‬ ‫في كل‬ ‫أهل عمان‬ ‫ذبحوا‬ ‫حتى‬ ‫الريح ‪.‬‬ ‫تنفعهم ‪6‬‬ ‫ولا‬ ‫عمان‬ ‫أصبحت‬ ‫إلى أن‬ ‫في عمان ‪.‬‬ ‫الاوضاع‬ ‫وغيروا‬ ‫المباني ‏‪٦‬‬ ‫فضلا عن أن تكون مصدرا لآمالهم في المقبل‪.‬‬ ‫الدولة السادسة‬ ‫دولة آل بوسعيد ملوك العصر‬ ‫اعلم أن دولة آل بو سعيد في عُمان‪ ،‬هي الدولة الحالية‪ ،‬التي ورثت‬ ‫الضرغام ‘‬ ‫وإمامها‬ ‫همامها المقدام ‪.‬‬ ‫بعزم‬ ‫محلها ‪.‬‬ ‫وحلت‬ ‫اليعربية‪.‬‬ ‫الدولة‬ ‫وفيصلها المجيد ‪ .‬أحمد بن سعيد بن عبد الله بن محمد بن خلف بن أبي سعيد‪.‬‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫كان أحمد بن سعيد كما أنه متسلسل من بيوتات الشرف‘‪ ،‬ومنحدر من‬ ‫سلالات المجد إذ هو من عنصر الماء الأزدي فى عُمان‪ ،‬الذي جعله الله‬ ‫الخلف الصالح‪ ،‬الذي يخلف الدولة اليعربية‪ ،‬ويتلقى تراثها الباقي بعد‬ ‫الحروب العمانية التي أشرنا إليها‪ .‬وأول هذه الدولة هو هذا الهمام المذكور‪.‬‬ ‫كان أحمد بن سعيد رجلا عاقلا فطناؤ يرى بعيني عقله انهيار الدولة اليعربية ‪،‬‬ ‫وتقلص ظلها الوارف‪.‬‬ ‫وكان في بدء الأمر واليا على صحار‪ ،‬ولكني لم أقف على حقيقة من‬ ‫ولاه من أئمة آل يعرب‪ .‬والظاهر أن الذي ولاه هو سيف بن سلطان أيام‬ ‫إمامته‪ .‬ولكنه لما رأى اضطراب حبل اليعاربة‪ .‬وتلاشي أمرهم وانحلال‬ ‫دولتهم‪ ،‬وكان والي صحار بحكم موقع ولايته‪ .،‬وعادة تلك المنطقة بأن‬ ‫واليها يعد زعيما بمنزلة حاكم مستقل‪ ،‬إذ يحكم على ما تحيط به حدود‬ ‫صحم تغريباً إلى أقصى البلاد الشمالية‪ .‬وهذا يعد ثلث الباطنة والباطنة تعد‬ ‫قريبأ من ثلث عُمان‪ ،‬فلذلك كان أحمد بن سعيد أيام اضطراب أمور‬ ‫زحف‬ ‫ولذلك‬ ‫هذا القسم من الباطنة بيد من حديد‬ ‫على‬ ‫قبض‬ ‫اليعاربة‪.‬‬ ‫العجم على حصن صحار وضربوه بالمدافع“ ولكن لم تغن شيئاً‪.‬‬ ‫وكان أحمد بن سعيد ذا همة علية في طلب الملك‘ وله نشاط سام في‬ ‫وتنبعث بعزيمته في تحرير البلاد من ذلك‬ ‫بناء دولة جديدة‪ ،‬تقوم على اسمه‬ ‫الفساد‪.‬‬ ‫وكان قلبه يغلي حنقاً على أفعال العجم بعُّمان‪ ،‬وهو من أبناء عُمان‬ ‫وممن أظله الشيح والقيصوم في عُمان‪ ،‬والدم العربي الحر يجري على خيوط‬ ‫والإرادة المتحمسة على جرائم‬ ‫قلبه‪ 5‬والإباءة العربية متغلغلة في نفسهؤ‬ ‫العجم‪ ،‬وأميرهم سيف بن سلطان‪.‬‬ ‫‪٢٦٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وكان يتلظى على ما حل بعمان سعير ويتوقد جمرة حمراءء حين‬ ‫يرى أبناء عمان تسوقهم عجم فارس سبايا‪ ،‬وتقودهم لما تهواه أسارى‬ ‫ورعاياء وتتحكم على كرائمهم أيادي أعجام فارس وغوغائها‪ .‬وما نال أهل‬ ‫عمان من الذل والهوان‪ .‬ولكنه ماذا يفعل وأمر عمان إلى السادة من آل‬ ‫يعرب‪ ،‬وهم المطاعون في عُمان‪ ،‬تخضع لهم رؤساؤها‪ ،‬وتدين لهم‬ ‫زعماؤها‪ ،‬عملا بالحال الذي كانوا عليه‪ ،‬والشرف الذي نشأوا فيه‪.‬‬ ‫وطبعاً تدين الأمة لخادم أهل السلطنة فضلا عن زعيم من زعمائها أو‬ ‫كبير من كبرائها‪ .‬وذلك شأن الدول إذا طال عليها العهد‪ ،‬واستمر لها‬ ‫الخضوع‪ ،‬لم تأنف الأمة من الانقياد لها‪،‬ء والخضوع لشرفها‪ ،‬والاتباع‬ ‫لسلطانها‪ ،‬والانقياد لأمرائها ‪ .‬دون سواهم‪.‬‬ ‫ولكن كان أحمد بن سعيد يرى بعيني عقله انحلال دولة آل يعرب‬ ‫وانهيار صروحها‪ .‬ورأى ما تغلغل في قلوب العمانيين من بغضها‪ ،‬المتجسم‬ ‫من حرب محمد بن ناصر الغافري‪ ،‬باسم سيف بن سلطان“‪ ،‬وسيف المذكور‬ ‫معه‪ ،‬ومشايخ آل يعرب ينظرون إليه‪ .‬وحروب خلف بن مبارك بالقصير‪ .‬وما‬ ‫ذاق أهل عمان من جراء ذلك‪ .‬وما تلاعب فيه آل يعرب بعّمان‪.‬‬ ‫وأحرجت‬ ‫وزاد الطين بلة أفعال العجم ‪ -‬التي أوغرت الصدور‪،‬‬ ‫النفوس ‪ -‬في عُمان‪ ،‬باسم سيف بن سلطان‪ .‬والعجم يقولون‪ :‬هذه فرصة‬ ‫يجب أن ننتقم بها من أهل عمان‪ .‬وكانت أعمالهم باسم سيف بن سلطان‪ .‬إذ‬ ‫جاؤوا أنصاراً للمذكور‪ ،‬وما يفعلونه يعده أهل عمان عليه فإنه القائد لهم‪6‬‬ ‫والمستنصر بهم‪ ،‬والداخل على الدولة العمانية بزعامتهم‪.‬‬ ‫فلم يبق في القلوب أي رأفة أو محبة لآل يعرب‪ .‬وود أهل عمان لو كان‬ ‫‪٢٧٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لهم منقذ من تلك الأحوال‪ .‬وأضف إلى ذلك أن العجم أحاطوا بحصن‬ ‫لكنه لم يغن‬ ‫صحار كما قدمنا‪ .‬وضربوه بالمدافع ‪ .‬وحصروه حصارا شديدا‪،‬‬ ‫شيئا‪.‬‬ ‫وبذلك رسخ الحقد في قلب الهمام أحمد بن سعيد ولم يزل الغيظ في‬ ‫قلبه يتقد اتقاداً‪ .،‬ويغلي كغلي المراجل‪ ،‬ويتمنى أن لو تسنت له فرصة أن‬ ‫يرمي فيها العجم بغصة تبرد من غلة قلبه‘ وقلوب قومه‪.‬‬ ‫رأى ما‬ ‫ومن حيث إن أحمد بن سعيد ذلك الرجل العاقل المحنك‘‪،‬‬ ‫رأى من أحوال عُمان‪ ،‬وتقلبات أمور أهلها‪ .‬وعلم بزوال دولة آل يعرب‪.‬‬ ‫مقدماتها ‘‬ ‫من‬ ‫النتائج‬ ‫ويستنتج‬ ‫قبل وقوعها [‬ ‫الامور‬ ‫يرى‬ ‫والعاقل من‬ ‫فتتجلى في ألمعيته واضحة مكشوفة‪ ،‬فيعلم منها ما تحدثه الأيام بأهلها‪.‬‬ ‫وكان وقوفه بصحار ‪-‬تلك الناحية النائية ‪ -‬إذ ذاك يمثل سلطانا عُمانياً‪.‬‬ ‫وأميراً عربيا‪ .‬وقد قلنا‪ :‬كان في صحار بمثابة سلطان‪ .‬لأن الشميلية كلها تتبع‬ ‫إلى الحدود الغربية إذ ذاك ©‬ ‫صحار‪ .‬بل من حدود أعمال صحم فايلشرق“‪،‬‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫صخرة‬ ‫العجم من‬ ‫لم تزعزع‬ ‫ولذلك‬ ‫الصحاري‪.‬‬ ‫كلها تتبع الشرف‬ ‫وبذلك قام له في الباطنة شأن‪ ،‬وعظمت منزلته‪ ،‬والتفت القلوب إليه‪،‬‬ ‫وعولت في مهامتها عليهء وخصوصا في تلك الأزمات التي ملأت عمان‬ ‫ضجيجاً وعجيجا‪.‬‬ ‫فكانت الباطنة التي عرفتها مما قلناه عنها‪ .‬تقدس أحمد بن سعيد‬ ‫دولته‬ ‫يبني‬ ‫أن‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫استطاع‬ ‫وبذلك‬ ‫الاكبار‪.‬‬ ‫بعيون‬ ‫إليه‬ ‫وتنظر‬ ‫الجديدة‪ ،‬ويحييها زعامة رشيدة‪ .‬ولا يخفى عليك إذا أراد الله أمراً هيأ له‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وأعان‬ ‫أسباباً ‪.‬‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وظل حصار صحار يدوي في قلب أحمد بن سعيد ؤ ويثير عَوَاطفه‬ ‫الحرة‪ .‬كلما خطر بقلبه حديثه‪ .‬ولكن لم يتزعزع أحمد بن سعيد كما تزعزع‬ ‫غيره‪ ،‬ولا انساق لرغبة العجم وسيف بن سلطان‘ كبقية زعماء عُمان‪ ،‬فبنى‬ ‫ذلك من دولة أحمد بن سعيد أقوى البناء‪.‬‬ ‫الإمام الجديد والسلطان الرشيد‪ ،‬في‬ ‫وماذا فعل أحمد بن سعيد‬ ‫القضاء‬ ‫وقضى بها على العدو‬ ‫وشتت بها الشمل ذ‬ ‫بها الجمع [‬ ‫ومزق‬ ‫العديد ‘‬ ‫المبرم‪ ،‬الذي لم يبق من قوته شيئا‪ .‬وإلى ما قلناه يشير شاعر الدولة‬ ‫حيث يقول ‪:‬‬ ‫البوسعيدية ‏‪٠‬‬ ‫المدافع الرعنا ء‬ ‫نار‬ ‫تحت‬ ‫طوقت بالجيوش حصن صحار‬ ‫وقفة الليث مفعماآ بالاباء‬ ‫الشهم أحمد بن سعيد‬ ‫وقف‬ ‫فهو كالطود في عيون الرائي‬ ‫لم تزده الحروب إلا وقتاراً‬ ‫في قنال الأعداء أي بلاء‬ ‫قابل الخطب بالثبات وأبلى‬ ‫‏‪ ٨‬ير للأمناء‬ ‫ذاك التة‬ ‫وك‬ ‫قدرته عُمان تقدير حق‬ ‫ولقد أشرنا إلى هذه الأحوال فى تاريخنا «العقد الجديده‪.‬‬ ‫بن‬ ‫‏‪ .١١٥٦١‬وتلقى أحمد‬ ‫سنة‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫الدولة إلى أحمد‬ ‫انتقال‬ ‫وكان‬ ‫وعزم‬ ‫ثابت ‪6‬‬ ‫وجأش‬ ‫رحيب ‘‬ ‫بصدر‬ ‫يعرب‬ ‫آل‬ ‫السادة‬ ‫من‬ ‫عمان‬ ‫دولة‬ ‫سعيد‬ ‫ظاهر ‪ .‬وهمة تخر لها عزائم العظماء‪.‬‬ ‫باهر ‪ .‬وحزم‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عُمان‬ ‫)‬ ‫وتخر لهيبته شم‬ ‫وفي هذه الظروف من الأحوال ما يبهر عباقرة الرجال‬ ‫الجبال‪ .‬فإن رايات العجم باقية ترف في سماء مسقط‪ ،‬وجنود سيف بن‬ ‫سلطان منتشرة في نواحي عُمان‪ ،‬ومحاولات السادة من آل يعرب باقية ‪5‬‬ ‫وإمارات عمان متلاشية‪ ،‬والزعماء في عمان كل عاضر بنواجذه على قسم‬ ‫منها‪.‬‬ ‫واستقل الولاة أيضاً بما في أيديهم‪ .‬وتلقبوا بألقاب الأمراءء وتسموا‬ ‫بأسماء السلاطين والملوك‪ ،‬في أفريقياء وفي بلاد العرب والخليج العربي ©‬ ‫وما جاور عُمان وتعلق بها‪.‬‬ ‫ولكن الرجل الشهم يحتمل الأمور على كاهل الشهامة‪ ،‬ويتحين لكل‬ ‫أمر وقته‪ .‬ويراعي كل غرض في ظروفه‪ .‬وإذا مشيت بصحيح النظر في‬ ‫استقراء أحوال أحمد بن سعيدؤ وأعماله في تلك الأزمات أراك التاريخ ما‬ ‫تقضي به العجب‘ ويدهشك الآمر‪ ،‬من قهره العجم في بركا‪ ،‬وندائه بقتلهم ‏‪٨‬‬ ‫واستئصال شأفة فسادهم‪ ،‬وخضد شوكتهم‪ ،‬وحسم جراثيم مقاصدهم‪،‬‬ ‫واستيلائه على مسقط بكتاب لماجد بن سلطان اليعربي‪ ،‬وتقييده إياه في‬ ‫حصن صحار‪.‬‬ ‫هذه الاحوال كلها مهمة‪ .‬وقد علم أحمد بن سعيد من هو ماجد بن‬ ‫سلطان‘ؤ وممن هو‪ .‬ولكن النفور المتغلغل في أعماق قلوب أهل عُمان‪،‬‬ ‫وألزمهم الطفرة عنهم‪ ،‬والنفرة والتباعد عن المذكورين‪ .‬وطبعاً إن الدنيا لمن‬ ‫المعتزل‬ ‫وأما داخلية عمان ففي يد الإمام‪ ،‬بلعرب بن حمير بن سلطان‬ ‫عن الإمامة سابقً‪ ،‬عهد سيف بن سلطان‪ .‬فرجع إليه فريق من أهل عُمان‪،‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فطلبوا منه عودة للإمامة فوافقهم‪ .‬وحكم بتفريق أموال سيف بن سلطان‪،‬‬ ‫انتقام منه وحسماً لشوكة فساده‪ ،‬واستنادا في الحكم على ما اقترفه العجم‬ ‫بعمان وما فعله هو أيضا‪.‬‬ ‫ونظرا إلى الضمانات التي تحيط بأمواله‪ ،‬فإن الضمانات التي جنتها‬ ‫العجم بعُمان‪ ،‬والأحداث التي أوقعوها في الأموال والذراري‪ ،‬والجنايات‬ ‫التي اقترفوها ‪-‬سيف بن سلطان وعجمه‪-‬۔ كلها تتعلق بذمة سيف المذكور‪.‬‬ ‫وحكم بأن سبيل أموال سيف بن سلطان المذكور ‪ ،‬سبيل أموال بني نبهان‪.‬‬ ‫ثم قام حبيب بن سالم‪ ،‬على الإمام بلعرب بن حمير‪ &،‬وعد عليه‬ ‫أحداثا‪ .‬وذكر عنه مظالم متنوعة‪ ،‬أنكرها عليه هو ومن معه‪ .‬وتَسُوا بليّة أهل‬ ‫عُمان‪ ،‬بسيف بن سلطان والعجم‪ .‬ولم يتركوا الحركات تهدأ‪ ،‬والحوادث‬ ‫والقلوب تطمئن© حتى يروا الخيرة للمسلمين© ويجتمعوا على الأمر‬ ‫تسكن‬ ‫الجامع‪.‬‬ ‫وقد انخلع بلعرب هذا أول مرة كما علمت‪ .‬وعادوا عليه ونصبوه مرة‬ ‫أخرى‪ .‬نم لم تطل الأيام وإذا هم يعدون عليه الأحداث‪ .‬سبحان من لا تبدو‬ ‫له البدوات‪ .‬ما أعجل هؤلاء الناس في الحق‪ ،‬وما أشدهم فيه‪ ،‬وما أسرعهم‬ ‫إلى الإنكار‪ ،‬وما أبعدهم من السياسة‪ .‬استغفر اللهث لقد ابتلوا بالأمور‪ ،‬فلم‬ ‫نلوم نحن الآن لعل له عذراً وأنت تلومه‪.‬‬ ‫وقتل بلعرب هذا في وقعه فرق‪ ،‬سنة ‏‪ ١١٦٧‬التي وقعت بينه وأحمد بن‬ ‫سعيد‪ ،‬ودخل أحمد نزوى‪.‬‬ ‫ذلك لأنه لما استتب الأمر له في الباطنة‪ ،‬وتجمعت إليه قبائلها‪ .‬ووقع‬ ‫بقبض ماجد بن سلطان اليعربي‪ ،‬الذي جاء بكتاب الشاه‬ ‫ما وقع له من الظفر‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ليتولى ملك عمان من يد العجم‪ ،‬أنصار سيف بن سلطان‪ .‬وفعلا تولى أحمد‬ ‫بن سعيد ذلك الملك‪ ،‬بنفس ذلك الكتاب المشار إليه‪ .‬وقبض على زمام‬ ‫مسقط ‏‪ ١‬ودق العجم في بركا دقة لم تتبق للعجم باقية‪.‬‬ ‫وقوى نفوذه‪ ©،‬وألبسه‬ ‫كل ذلك وأمثاله‪ .‬شد من ساعد أحمد بن سعيد‬ ‫الهيبة والسلطان‪ ،‬على من خالفه في عمان‪.‬‬ ‫وتلك أمور جلائل‪ ،‬تولاها أحمد بن سعيد في تلك الظروف وقابلها‬ ‫في تلك الأوقات الحرجة‪ .‬ولكن الأقدار تساعد على المقدور‪ .‬والدنيا لمن‬ ‫غلب‪ .‬والناس أتباع المنتصر مهما كان‪.‬‬ ‫ونفرة الناس من أحوال اليعاربة‪ .‬من يعرب بن بلعرب“ إلى يعرب بن‬ ‫ناصر‪ ،‬إلى سيف بن سلطان‘ إلى ماجد بن سلطان‘ كلها أمور أثارت في‬ ‫فى هذه السنة‬ ‫عُمان الضغائن والأحقاد‪ .‬وعقدت الإمامة لأحمد بن سعيد‬ ‫‪.‬‬ ‫وهي سنة ‏‪.١١٦٧‬‬ ‫التي دخل فيها نزوى‬ ‫وكانت سياسته حسنة‪ ،‬وأعماله وافية‪ .‬فتسنم عرش الملك فحلاً‬ ‫مقدام‪ .‬وقعد على أريكة الإمامة هماماً مهماماً‪ ،‬وساد البلاد‪ ،‬وقهر أطرافها‬ ‫ورد المياه‬ ‫وصان الممالك“©‬ ‫وأراح العباد من الظلم والفساد‪،‬‬ ‫بعزمه القوي‬ ‫في مجاريها‪ .‬ولكن لم تسعفه الظروف للاستيلاء على مستعمرات الإمامة في‬ ‫الخارج‪ .‬فإنه رام أن يثبت الدعائاملمتزعزعة‪ ،‬ويوطد الأركان بأطواد راسية‪.‬‬ ‫ويركز الملك بأعمال عالة ء وبعد ذلك يتوجه لاسترجاع ما ضاع‪ .‬ولكن كان‬ ‫بدمائهم‬ ‫وتلطّخ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫أفعالهم المريرة‬ ‫وسمع من‬ ‫رأى‬ ‫الذين‬ ‫العجم ‪6‬‬ ‫خوفه كله من‬ ‫الدماء بينه وإياهم‪.‬‬ ‫وجرت‬ ‫الخبيثة‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫]‬ ‫وهم في الحقيقة جيران عُمان‪ ،‬وأقرب الأمم إليها‪ .‬وقد قاتلهم في‬ ‫صحار وقاتلوه‪ .‬وقضى عليهم في بركا‪ ،‬بعدما استل الملك من أيديهم بكتاب‬ ‫الشاهث وفعل بهم ذلك الفعل الشنيع‪ .‬ولم يزل يرقب حركتهم عليه‪ ،‬لعلمه‬ ‫بأنهم أمة من أشد الأمم على أهل عُمان‪ ،‬منذ العهد الجاهلي‪ .‬ولذلك هو‬ ‫يحسب لهم الحساب الطويل العريض‪ ،‬اهتماماً بهم‪ .‬وقد رأى بعينه منهم‪6‬‬ ‫وسمع بأذنه عنهم‪ ،‬مما مر عليك إجمالا‪.‬‬ ‫حتى جاءت تركيا تؤم البصرة لفتحها‪ ،‬فرآها فرصة سانحة في صالحه‪.‬‬ ‫فاستنجدت هي أيضا به‪ ،‬لعلمها بما بينه والفرسؤ وأن الرجل ممن يعول‬ ‫عليه‪ .‬فأعانها بتلك الأبطال العمانيين ‪ ،‬على تلك الطرادات الحربية‪.‬‬ ‫وكان قائد الحملة ولده هلال‪ .‬فدخل جيش عمان البصرة‪ ،‬وفتح‬ ‫مغالقها في الفاو بطراده الرحماني العماني‪ ،‬فقطع السلاسل المسلسلة على‬ ‫المضيق“‪ ،‬حتى تمكنت تركيا من القبض على نواصي البلاد‪ .‬وشكرت‬ ‫قدرها‬ ‫أحمد بن سعيد شكرا ما عليه من مزبد وأجرت له على ذلك أتاوة‪،‬‬ ‫ثلاثون ألف قوصرة من التمر‪ .‬لم يزل يتقاضاها حينا من الدهر مع إجلال‬ ‫واحترام وإكبار وإعظام‪.‬‬ ‫وبذلك قذف أحمد بن سعيد في قلوب الفرس الرعب‘ وملأ روعها‬ ‫خوفا‪ .‬وأصبحت بعد ما كانت تحاول غزوه في عُمان©‪ ،‬تخشى غزوه إياها في‬ ‫عقر دارها‪ .‬فلله دره من همام عرف من أين تؤكل الكتف‪ .‬ولكن القضاء‬ ‫‏‪ .١١٩٦‬فتراه‬ ‫والقدر عَاجَّل أحمد بن سعيد بسهام المنية‪ ،‬فإنه توفي في سنة‬ ‫قام في عُمان بالأمر في حال الإمامة وقبلهاش قدر ‏‪ ٤٠‬سنة‪.‬‬ ‫وقد وصف المؤرخون أيامه بحسن الحال‘ في الحل والترحال‪ .‬وكانت‬ ‫مدة ملكه بعد الامامة © تسعاً وثلاثين سنة‪.‬‬ ‫‪٢٧٦‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وبموته وقبل موته تلاشت الممالك العّمانيةش من إفريقيا الشرقية‪ ،‬إلى‬ ‫بحر العرب وبر فارس ونواحي البحرين والأحساء ومكلا الشجر ‪ ،‬التابعة هذه‬ ‫الممالك لعّمان‪ ،‬في ذلك الأوان‪.‬‬ ‫ولقد هم أحمد بن سعيد بقطع الفساد في عمان قبل غيرها‪ ،‬لأن عُمان‬ ‫يخشى منها إذا غادرها الانقلاب‪ .‬كما فعلت بالإمام المرضي ناصر بن مرشد ©‬ ‫وما فعلت بإخوانه بعده‪.‬‬ ‫رحمه الله ورضي عنه‬ ‫فقد قام أحمد بن سعيد للظاهرة“ فوقعت بينه وبين ناصر بن محمد بن‬ ‫ناصر الغافري‪ ،‬السابق الذكر‪ ،‬وقعة عظيمة‪ ،‬تجمع فيها بنو غافر ومن لف‬ ‫معهم‪ ،‬وكان ناصر هذا راجعاً من البحرين إذ كان واليها أيام خضوعها‬ ‫لعمان‪ .‬وجمع أموالا قومته لحرب أحمد بن سعيد‪ .‬والغنى رأس الطغيان‪.‬‬ ‫وكان ناصر هذا ولد ذلك الزعيم‪ ،‬في تلك الحروب المارة الذكر‪ .‬فإنه لما‬ ‫توفي محمد بن ناصر‪ ،‬وخلف بن مبارك‪ ،‬قتيلين في يوم واحد على باب‬ ‫قام عن كل واحد من الزعيمين أولاده الوارثون‪ .‬وهل تلد‬ ‫حصن صحار‬ ‫الحية إلا حية؟‪ ..‬فإن ناصراً هذا قبض على زعامة الظاهرةء وهم أن يعيدها‬ ‫فهم بإخضاعه‘ والقبض على ناصيته‪،‬‬ ‫جذعة‪ .‬وتبين لأحمد بن سعيد ذلك‬ ‫ولكن الرجل غير قريب المأخذ ولا سهل القياد‪ .‬والأقران تعرف أمثالها‪ .‬فقد‬ ‫فالتقوا بالأثيلة من الظاهرة‬ ‫وسار إليهم أحمد بن سعيد‘‬ ‫تجمع القوم‪،‬‬ ‫فتقاتلوا قتالا لان منه الحديد‪ ،‬واحتر منه الماء البارد‪ ،‬وحمي وطيسه بشدة‪.‬‬ ‫وانكشفت الوقعة عن اثني عشر ألف قتيل‪ ،‬من جيش أحمد بن سعيد خاصة‬ ‫عدا من قتل من أصحاب ناصر‪.‬‬ ‫إنها وقعت تشابه صفين‪ ،‬بين أخوان مسلمين‪ .‬بالأمس يقتتلون عند‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫‪3‬‬ ‫واليوم‬ ‫بن مبارك‪ .‬ثم عند سيف بن سلطان وعجمه‪.‬‬ ‫وخلف‬ ‫محمد بن ناصر‬ ‫يقتتلون مقتلة تجعل في كل بيت نائحة‪ ،‬وفي كل بلد عويلاً‪ .‬فإن اثني عشر‬ ‫الأبطال ‪.‬‬ ‫الأمور التى تشيب لها الأطفال ‪ ،‬وتذهل منها فحول‬ ‫من‬ ‫ألف قتيل‪&،‬‬ ‫والجمل‪.‬‬ ‫مظلمة ‪ .‬فيا للأثيلة أخت صفين‬ ‫سوداء‬ ‫وتترك عمان‬ ‫بني غا فر جملة ©‬ ‫من شيوخ‬ ‫القضية قتل أحمد بن سعيد‬ ‫وفي هذه‬ ‫طبعا‪.‬‬ ‫بقتل ‏‪ ١‬لأجسام‬ ‫وقطع الرؤوس‬ ‫خدعة‪.‬‬ ‫قبضت عليهم يده والحرب‬ ‫وكان أحمد بن سعيد بصيرا بعلاج الأمراض المعنوية‪ .‬ولكن إذا أراد‬ ‫يريد‪.‬‬ ‫لما‬ ‫الفعال‬ ‫فسبحان‬ ‫والدواء‪.‬‬ ‫الداء‬ ‫بين‬ ‫الحال‬ ‫أحال‬ ‫ينجح ‏‪٠‬‬ ‫لا‬ ‫الله أن‬ ‫والحرب نار تأكل كلما تلقى‪ .‬والرجل كان يدري أن قتل الحية بشدخ رأسها‪،‬‬ ‫لا بقطع ذنبها‪ .‬ولكن كانت دون ذلك أهوال‪ .‬والناس قد طبعوا على حب‬ ‫وغيرها ‏‪٠‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫فنى‬ ‫حروب‬ ‫الجديد ‪ .‬ولم تزل تتخلل دولة أحمد بن سعيد‪،‬‬ ‫ذكرها المؤرخون‪.‬‬ ‫وتوفي أحمد بن سعيد بالرستاق‪ .‬وخلف عدة أولاد‪ ،‬أكبرهم هلال‪،‬‬ ‫وطالب [‬ ‫وسلطان ©‬ ‫وقيس ‪ .‬وسيف“[©‬ ‫البصرة ‪ .‬فعمي آخر عمره‪.‬‬ ‫قائد حملة‬ ‫الذي تولى الأمر بعده‪.‬‬ ‫وسعيد‬ ‫ومحمد‘{ؤ‬ ‫الملوك‪.‬‬ ‫بالوراثة ‏‪ ٠‬على عادة‬ ‫بعده‬ ‫الملك‬ ‫أحمد بن سعيد‬ ‫واقتسم أولاد‬ ‫المجتمع }‬ ‫وتفرق‬ ‫المملكة©‬ ‫فتشعبت‬ ‫ملكا‪.‬‬ ‫كانوا‬ ‫بعدما‬ ‫ملوكاً ‪.‬‬ ‫فصاروا‬ ‫الأفكار‬ ‫تدهش‬ ‫الدهر يبدي في تقلبه عجائب“‪0‬‬ ‫وهكذا‬ ‫المتفق‪.‬‬ ‫واختلف‬ ‫وتذهل الآلباب‪.‬‬ ‫فأما سلطان فأبو ملوك مسقط وزنجبار‪ .‬ولم ينتقل الملك منهم إلى‬ ‫ملك‬ ‫الله‘‬ ‫فيها الإمام عزان بن قيس رحمه‬ ‫تملك‬ ‫غيرهم إلا برهة وجيزة‪،‬‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫عمان ومسقط‪ ،‬ثم عادت إلى آل سلطان بن أحمد‪.‬‬ ‫نم تملك الإمام سالم بن راشد الخروصي داخلية عمان‪ .‬ثم خلفه‬ ‫الإمام الخليلي‪ .‬ولما بويع غالب بن علي إماما على عُمان‪ ،‬سرعان ما رجع‬ ‫الأمر إلى السلطان الحالى‪ ،‬سعيد بن تيمور‪ .‬كما سوف تعرف ذلك إن شاء‬ ‫الله‪.‬‬ ‫وآله الرستاق وتوابعها إلى آن صار‬ ‫هو‬ ‫ابن الإمام ‪ .‬فتملك‬ ‫وأما قيس‬ ‫أمرها إلى السيد أحمد بن إبراهيم بن قيس‪ ،‬فأخرجه منها الإمام سالم بن‬ ‫عمان ك إلى السلطان سعيد بن‬ ‫ملك‬ ‫هي وجميع‬ ‫ثم عادت‬ ‫راشد الخروصي‪.‬‬ ‫تيمور‪.‬‬ ‫بعد أبيه الإمام‬ ‫عمان‬ ‫ملك‬ ‫تملك‬ ‫فهو الذي‬ ‫الإمام‬ ‫ابن‬ ‫وأما سعيد‬ ‫وتلقب بالإمام‪ .‬وخاطبه بذلك الشيخ أبو نبهانث من غير أن يقع له عقد‬ ‫بالإمامة‪ ،‬كما وقع لأبيه‪.‬‬ ‫واضطرب عليه الأمر‪ .‬وخاض فيه على نهج‪ .‬واقتتل هو والعبريون‬ ‫‏‪ ٠-‬ومن‬ ‫بمكان‬ ‫الحزم‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫سعيد {‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫طلع عليه ولده‬ ‫حتى‬ ‫مرات‪.‬‬ ‫العزم بمحل‘© ومن حسن التدبير‪ .‬وجميل العواطف إلى الأمةك بحيث لا‬ ‫يخفى على أهل الفضل بعمان‪ .‬وكانت للناس فيه آمال‪.‬‬ ‫فكان على الإجمال خير رجل في أولاد الإمام‪ .‬ولكن لم تطل الأيام به ‪3‬‬ ‫التاريخ ‌‬ ‫بالأمر خير قيام ‪ ،‬يذكره‬ ‫أن يقوم‬ ‫قبل‬ ‫الحمام ‪ .‬فاحترمه‬ ‫بل عاجله‬ ‫ويعرف عنه الناس شيئا‪.‬‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أعمال أحمد بن سعيد بن أحمد بن عبد الله الإمام‬ ‫كان من أعمال أحمد بن سعيد في أول دولته‪ ،‬بعدما تولى أمر مسقط‬ ‫عرش عمان أسند القضاء إلى الشيخ محمد بن عامر بن عريق العدوي‪ ،‬من‬ ‫أهل أفي من وادي المعاول‪ .‬وأسند الولاية بمسقط‪ ،‬إلى الشيخ خلفان بن‬ ‫محمد بن عبد النه البوسعيدي‪ .‬وأسند أمر العسكر إلى الشيخ خميس بن سالم‬ ‫البوسعيدي‪ ،‬جد أهل الفتح من وادي بوشر‪ .‬وأسند أمر المراكب‪ ،‬أي القطع‬ ‫البحرية‪ ،‬التي خلفتها الدولة اليعربية إلى حسن الصهرنج‪ .‬وأسند أمر فرضة‬ ‫مسقط إلى رزيق بن بخيّت بن سعيّد (بالتصغير فيهما) بن غسان النخلي‪.‬‬ ‫وكان من موالي اليعاربة‪ .‬وكان له من عبيد الزنج ألف عبد‪ .‬ومن ن النوبان‬ ‫ألف نوبي‪ .‬كان أعتدهم لحوادث الدهر‪ .‬وكان اتخذ أربعة أعلام ‪ .‬تتنشر عليه‬ ‫أيام الحرب ث اثنان رؤوسهما ذهب“‪ ،‬واثنان رؤوسهما فضة‪.‬‬ ‫سعيد البلحسني‬ ‫في زمانه ‏‪ ٠‬راشد بن‬ ‫الأعمى ا ‪.‬شعر الشعراء‬ ‫شاعره‬ ‫وكان‬ ‫من‬ ‫وهى‬ ‫التاريخ ‏‪٠‬‬ ‫ذكرها‬ ‫فيحا‬ ‫طنانة‬ ‫وقصائد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مدائح غرا‬ ‫فيه‬ ‫وله‬ ‫الرواحي‪.‬‬ ‫العمانى الشهير‪.‬‬ ‫الأدب‬ ‫سلطنة سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد‬ ‫بعد أحمد بن سعيد تولى الأمر ولده سعيد‪ ،‬فاختلف هو وأهل نزوى‬ ‫والشيخ أبو نبهان‪ ،‬وطال الخطب‘ حتى تأثر سعيد بن أحمد بعمليات السر ©‬ ‫من الشيخ أبي نبهان وكان معروفاً بذلك‪ .‬وهنا ثار على سعيد بن أحمده‬ ‫أخوه سلطان بن أحمد ليتولى الملك‪.‬‬ ‫التدبير‬ ‫بطلاً من أبطال عمان ى الذين لهم حسن‬ ‫وكان سلطان كاسمهك‪6‬‬ ‫‪٢٨٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫والنظر إلى معالى الأمور‪ ،‬والتباعد عن سفاسفها‪ .‬ولكل زمان رجال‪ .‬ولكل‬ ‫عن شخصياتهم مقاصدهم‪.‬‬ ‫والناس تعرب‬ ‫قطر سياسة‪.‬‬ ‫سلطنة السطان السيد سلطان بن الإمام أحمد‬ ‫السلطان الثالث لهذه العائلة البوسعيدية‪.‬‬ ‫تولى الأمر سلطان بن أحمد‬ ‫وسار في الأمة سيرة أبيه الإمام‪ .‬أحمد في أعماله التي عملها‪ ،‬وأفعاله التي‬ ‫قام بها في الأمة‪ .‬واتخذ مسقط عاصمة عُمان‪ ،‬وبنى بها ذلك القصر العظيم‬ ‫إذ ذاك‬ ‫وتسمى‬ ‫العهد‪.‬‬ ‫من ذلك‬ ‫لا يزال مركز السلاطين©‪،‬‬ ‫الذي‬ ‫المعروف“‪٥٨‬‏‬ ‫بالسيد السلطان‪ .‬أعظم به وبالأسماء‪ .‬أول من تلقب بالسيد هو‪.‬‬ ‫وكان هماماً ليث ضرغاماً‪ ،‬تتجلى على وجهه ملامح السيادة الحرة‬ ‫العربية‪ .‬فغزا لنجة وما جاورتها من بلاد بأنسر الصحراء‪ ،‬فأدخلها في حظيرة‬ ‫عمان العربية‪ .‬وكذلك البحرين شيد فيها قلعة طاولت نجوم السماء‪.‬‬ ‫عرضة للنكاء‬ ‫الد بين‬ ‫د عوة‬ ‫نحدد‬ ‫في وقته فوارس‬ ‫جا ء‬ ‫واستساغت دماءهابانتشاء‬ ‫ضربت بعضها عُمان ببعض‬ ‫مجلسا ضم قادة الزعماء‬ ‫عقد العاهل الأبي ببركا‬ ‫ت فأكرم بالقادة الكرماء‬ ‫عاهدوه وبايعوه على المو‬ ‫الكتيبة الشهباء‬ ‫قاد سير‬ ‫عقد العزم وامتطى الحزم لما‬ ‫بالحلاء‬ ‫وآذ نوا‬ ‫نتنادوا‬ ‫أنه ينتويهم‬ ‫علم ‏‪ ١‬لقوم‬ ‫شاد فيها قصرا متين البناء‬ ‫زرت مسقط بسلطان لما‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫فسمت في مدارج الإرتقاء‬ ‫ودعاها بتخت ملك عمان‬ ‫رمجداللبصرة الفيحاء‬ ‫ركب البحر بعد ذاك وقد سا‬ ‫لعصبةأشقياء‬ ‫د سفين‬ ‫عندماعا‬ ‫له‬ ‫فتصدت‬ ‫قتل سلطان عند منصرفه من البصرة زائرا لأميرها العثماني‪ ،‬تجديداً‬ ‫لعلاقات كان والده واضع حجر أساسها ء مع تلك الدولة السامية في وقتها‪،‬‬ ‫فاعترضه من خاف استفحال خطبه‪ ،‬أن ينزع الملك من يده‪ ،‬وهم القواسم‬ ‫أهل الشارقة‪ ،‬فقاتلوه فى البحر© فكان من قدر الله عز وجل أن وافاه حمامه‬ ‫هناك© على يد أولئك الأشقياء‪.‬‬ ‫واعتنى به عبيده‬ ‫ودفن في لنجة إذ ذاك©‪ ،‬وهي تابعة لمسقط‪.‬‬ ‫الخصّيصون‪ .‬وكان قتله سنة ‏‪7 ١٢١٩‬‬ ‫وقيل© إن أولئك الذين اعترضوا سلطان بن الإمام‪ ،‬كانوا لا يعلمون‬ ‫بسلطان المذكور وإنما كانوا غزاة لمن يمر أياً كان‪ .‬وكانوا إذ ذاك أعداء‬ ‫بريطانيا ومن إليها‪ .‬وكانوا يعترضون سفن الإفرنج التي تتوجه إلى الهند لنهبها‪.‬‬ ‫ولذلك اهتمت بريطانيا بالقواسم أشد الاهتمام‪ .‬وجعلت نصب عينها‬ ‫قلع الشجرة القاسمية من الأرض‪ .‬فشدت بريطانيا على قتل هذه العصابة‬ ‫القاسمية في عقر دارها‪ .‬وكان من سوء حظ القواسم قتل سلطان من عدة‬ ‫وجوه‪ .‬حتى حملت بريطانيا على القواسم‪ ،‬معتضدة بسلطان مسقط©‪ ،‬وحنق‬ ‫العمانيين على القواسم بذلك‪ ،‬فتعاضدت الأحوال‪ ،‬واجتمعت القوات ‪،‬‬ ‫فزحفت على رأس الخيمة لتمحوها من دائرة الوجود‪ ،‬وليأمن طريق الهند‬ ‫لبريطانيا‪ .‬بعدما تموت القواسم في عقر دارها‪.‬‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫‪3‬‬ ‫تقدمت بريطانيا بسعيد بن سلطان‪ ،‬لضرب رأس الخيمة بالمدافع كسرا‬ ‫بن سلطان‬ ‫رايات سعيد‬ ‫إليها تحت‬ ‫فسارت‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫وسحقا‬ ‫لشنشنة القوم۔‬ ‫متسترة به‪ ،‬لا ترى أن يقال عنها‪ :‬إنها متأثرة بخوف القواسم‪ .‬بل القائم عليهم‬ ‫سعيد بن سلطان لثأر أبيه‪ .‬وهي فقط مساعدة له‪ ،‬وشادة لعضده‪.‬‬ ‫ومصالحها في هذه البادرة ظاهرة مكشوفة‪ .‬وأهمها أمان سفنها ممن‬ ‫يعترضها في البحر العّماني‪ ،‬حتى تفارقه حول المحيط الهندي‪.‬‬ ‫وبريطانيا إذ ذاك جديدة العهد بهذا الوجه‪ .‬ولها نوايا حول هذه‬ ‫ولها الطالع‬ ‫العالي في ذلك الوقت‘‬ ‫الزعامات العربية‪ .‬وهي ذات الصوت‬ ‫السعيد بين دول الشرق ‪ ،‬فلذلك تحب أن يكون طريقها معبدا‪ ،‬وسبيلها آمنا‪،‬‬ ‫وعلمها مجللا‪ .‬وهي سيدة البحار في وقتها‪.‬‬ ‫وإذا ساعد الحظ قوماً رفعوا كل شىء يحبونه‪ ،‬لأن الدنيا تلبى دعوة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المحظوظ {‪ ،‬وتخدم أغراضه‪.‬‬ ‫سلطنة السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام‬ ‫لا تسل عن‬ ‫المذكور‬ ‫وسعيد‬ ‫بعل أبيه ‪.‬‬ ‫سلطان‬ ‫بن‬ ‫لما تولى ‏‪ ١‬لأمر سعيد‬ ‫القلب ‏‪١‬‬ ‫لكنه كبير النفس ‪ .‬ضخم‬ ‫وكان إذ ذاك صغير السن‬ ‫عزمه وحزمه‬ ‫رسالة ‏‪ ١‬لآباء‬ ‫وأدى‬ ‫ش‬ ‫نحله سعيد على العر‬ ‫فارتقى‬ ‫قام سعيد بن سلطان بالأمر قياماً ملوكياًء ورفع من شأن المملكة‬ ‫العمانية ‪ -‬ولكن عمه قيس بن الإمام‪ ،‬ثار عليه ثورة الأسد الباسل‪ ،‬فتغير‬ ‫الصفو ‪ ،‬كما قال شاعر دولة مسقط‪:‬‬ ‫‪٢٨٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫س وقيس من أقرب الأقرباء‬ ‫أشعل الحرب ضده عمه قي‬ ‫لا تسل عن سعيد بن سلطان‪ ،‬همة وعزماً وإقداماً وحزم وبسالة عرف‬ ‫بها‪ .‬حتى أظلم الجو بينه وعمه قيس بن الإمام‪ ،‬قبل أن يأخذ سعيد بن سلطان‬ ‫ثأره من قتلة أبيه‪ .‬وأردفها الجبري كما قال شاعرهم ‪:‬‬ ‫تقرب الناس طاعة في ولاء‬ ‫وكذاك الجبري قد كان منه‬ ‫الشحناء‬ ‫بداية‬ ‫ثم كانت‬ ‫رام أعداؤه به الكيد عمدا‬ ‫بالحية الرقطظاء‬ ‫يحدرو‬ ‫عاد‬ ‫ها‬ ‫مذ‬ ‫عاد‬ ‫وع ندما‬ ‫أم نحداً‬ ‫الفرقا ء‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫ويل قومي‬ ‫غا فر تسعى‬ ‫جموع‬ ‫تبعته‬ ‫توا على الأشلاء‬ ‫وساروا‬ ‫ب‬ ‫في القتل والنه‬ ‫نتمادى الوحوش‬ ‫عيسى ‏‪ ١‬لوضا ء‬ ‫آل‬ ‫بأبد من‬ ‫وانتهى ‏‪ ١‬لأمر عند قتل ‏‪ ١‬لمطير ي‬ ‫أردف الجبري محمد بن ناصر قضية قيس بن الإمام‪ ،‬كما قال الشاعر‬ ‫المذكور فزاد الطين بلة بفتنة الجبري‪ .‬وتفصيلها بأسبابها محله التاريخ‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫مطلق‬ ‫وزمامها‬ ‫المذكور ‏‪٠‬‬ ‫الجبري‬ ‫البادرة ‏‪٠‬‬ ‫هذه‬ ‫وإمام‬ ‫المطيري سنة ‏‪ 0“.١٢٢٢‬أي بعد ثلاث سنين من ولاية سعيد بن سلطان لأمر‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫والمطيري ز‬ ‫الجبري‬ ‫الغافرية عند‬ ‫وانحازت‬ ‫الرجلين‪.‬‬ ‫بين‬ ‫وتغير الصفو‬ ‫على أمره ‪ .‬أو طامع في الحطام ‪.‬‬ ‫أكثر أهل عمان ‪ .‬من كل مغلوب‬ ‫وتبعهما‬ ‫برئاسة تمضي سريعا‪ .‬وانخذل عن سعيد بن سلطان أعوانه من الهناوية‪.‬‬ ‫ولما رأى الحال في عمان على هذه الصفة‪ ،‬أعرض عن أهل عمان‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫استبقاءً لهم‪ ،‬ورأى تدارك ممالك إفريقيا أولى‪ ،‬قبل أن يستحكم داؤها‪ .‬فترك‬ ‫عمان والجبري فيها‪ ،‬موهماً للناس اتفاقه والجبري‪ ،‬وأنه أحد رؤساء وزارة‬ ‫سعيد بن سلطان في عُمان‪ ،‬وأنه عامله عليها‪ ،‬وهو كذلك في الأصل كما‬ ‫قال الشاعر المسقطي في هذه البادرة حيث يقول‪ :‬فكر سعيد بن سلطان في‬ ‫فتح إفريقيا‪ .‬فسار إليها سنة ‏‪.١٦٢٤٦‬‬ ‫وكان الجبري عاملا لسعيد بن سلطان‪ ،‬فدخل بين السلطان وعامله من‬ ‫أغرى كل واحد على الآخر لإرادة شق العصا‪ ،‬واستغلال الموقف بذلك‪.‬‬ ‫فكان ما أراده المغري بينهما‪ .‬فخرج الجبري إلى الرياض‪ ،‬مستصرخاً لآل‬ ‫ومستنصراً بهم ‪ .‬حين رأى لهم في عمان أنظاراً ‪ 0‬ولهم إليها حركات“‪٥‬‏‬ ‫سعود‬ ‫حين قاموا أول مرة مع شيوخ البحرين‪ ،‬لاسترداد البحرين من ملك عمان‪ .‬ثم‬ ‫قاموا عند أمراء الساحل كذلك‪ .‬فكان انفصال الشارقة ورأس الخيمة عن‬ ‫عمان‪ .‬وهكذا تتابع الساحل في شمال عمان‪.‬‬ ‫ولم تزل غارات أهل الشمال‪ ،‬القواسم ومن انضم إليهم من غرب‬ ‫عمان ء ومن لف معهم من أهل نجد‘ؤ وراموا مهاجمة مسقط ومطرح‬ ‫والساحل‪ .‬ولأجلهم بنيت قلعة الخليل‪ ،‬غربي العذبية على الساحل‪ .‬ولا تزال‬ ‫باقية الأثر حتى الآن‪.‬‬ ‫ولم تزل أنظار السعوديين في هذه الآونة ملتفتة إلى عُمان‪ ،‬لأغراض‬ ‫سياسية يقتضيها الوقت‪ .‬وكذلك أيضاً أيام ثويني بن سعيد‪.‬‬ ‫لكن سعيد بن سلطان أعرض عن عُمان‪ ،‬وشق العصا بينه وبين أهلها ‪6‬‬ ‫فجيش جيشا كثيفاً من عمان والباطنة والساحل وممن لم يمد إلى الجبري‬ ‫يدا‪ .‬ورأى الجبري ذلك مما يقوي دعائمه في عُمان‪ ،‬فلم يمنع ممن أراد‬ ‫‪٢٨٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ غمان‬ ‫)‬ ‫الخروج عند السلطان سعيد بن سلطان إلى زنجبار‪ ،‬نظرا منه لبعد الشقة وأن‬ ‫البلاد لا طريق لها إذ ذاك‘ إلا في وقتها الموسمي‪.‬‬ ‫ولعل سعيد بن سلطان يرى في إفرييا ما يشغله عن عمان وجبريها‪.‬‬ ‫وهذا في صالح الجيري غير خفي‪ .‬وعدم وجود السلطان بعُمان‪ ،‬يخفف من‬ ‫وطأته على الجبري وأعماله‪ .‬فهذه الأحوال كلها تمشي في صالح الجبري‪.‬‬ ‫وبذلك تسنى له القبض على الأملاك التي بيده‪ ،‬لاسيما وأن قسما مهما من‬ ‫عُمان‪ ،‬لم يدخل تحت راية سعيد بن سلطان ‘‪ ،‬كأطراف البريمي‪ ،‬والظاهرة ‪5‬‬ ‫والساحل الشمالي©‪ ،‬وجعلان‪.‬‬ ‫خرج السلطان سعيد بن سلطان‪ ،‬بأسطول يمخر عباب البحر‪ ،‬تحت‬ ‫رايته الحمراء‪ .‬فإنه أول من اتخذها في عُمان‪ ،‬رمز الدم‪ ،‬وإشارة إلى ما ينويه‬ ‫في دولته لمن يعاديه‪ .‬وكذلك أحدث العمامة الصحارية‪ ،‬لباسا رسميا‪ ،‬بدل‬ ‫العمامة البيضاء له ولأعضاء دولته‪.‬‬ ‫وسن في عمان سنناً لا تزال باقية الأثر‪ .‬ومنها ديّة القتل أربعمائة قرش‪.‬‬ ‫لا تزال تدعى حتى الآن‘ بدية السنة‪ .‬والدية الشرعية ألف قرش نمساوي‪ ،‬أو‬ ‫مائتا قرش وألف قرش‪ .‬وهي الدية الكبرى© كما جرى عليها القضاء الشرعي‬ ‫في عمان باجتهاد علماء ذلك الزمان‪ .‬أي جرى الحكم في عُمان‪ ،‬بأن الدية‬ ‫ألف قرشآ أو اثنتا عشرة مائة قرش‪ .‬وتعرف بالدية الكبرى‪ .‬كما تعرف تلك‬ ‫بدية سعيد بن سلطان‪ ،‬إلى الآن‪.‬‬ ‫وسار سعيد بن سلطان‘ بجيشه الكثيف الباسل إلى زنجبار‪ .‬ولما وصلها‬ ‫‪ -‬وزنجبار عمانية ‪ -‬اهتزت لوصوله‪ ،‬وارتجت جوانبها‪ .‬وكان قد رسخ فيها‬ ‫الداء الهنائي والغافري‪ ،‬الطاير إليها من عُمان‪ ،‬فانقسمت على سعيد بن‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫سلطان‪ ،‬فكان بعضها معه وبعضها عليه‪ .‬فالذي معه إما راغب فيما عنده‬ ‫وإما راهب منه‪ .‬والذي عليه بطبيعة الحال غير راض به‪ ،‬لاسيما والسلطان‬ ‫ميله إلى القسم الهنائي‪ ،‬لانقلاب القسم الآخر عليه في عُمان‪ ،‬مع الجبري‬ ‫وأعوانه‪.‬‬ ‫فدارت المعارك بينه وبين أمراء أفريقياء الذين استولوا على تلك‬ ‫الأصقاع‪ ،‬ولاة للدولة اليعربية‪ ،‬كما عرفت ذلك آنفا‪ .‬وهي قد تعثرت‬ ‫بسيف بن سلطان‪ ،‬وتلاشت بعجم فارس‘ وانمحت بأحمد بن سعيد‪ .‬وبذلك‬ ‫عض الولاة على الولايات‪ ،‬واطمأنوا عليها حكاما‪ ،‬ولا يظنون أحدا ينافسهم‬ ‫فيها‪ .‬وتوارثوها كابراً عن كابر من عهد تأخر الدولة اليعربية‪ ،‬أيام سيف بن‬ ‫سلطان‘ صاحب الجيوش الإفريقية‪.‬‬ ‫العهد انقطع الرائد العماني عنها‪ ،‬واشتغل الحاكم في عمان‬ ‫ومنذ ذلك‬ ‫حتى قام هذا السلطان الجليل‪ ،‬أجل سلاطين آل بو سعيد‬ ‫عن النظر إليهاك‬ ‫لها بعدما قضى هذا السلطان في عمان أربعا وعشرين سنة‪،‬‬ ‫سنة ‏‪ ١٦٤٦‬قام‬ ‫مغبرة الآفق‪ ،‬مظلمة الأجواء‪ ،‬متكدرة الصفو إلا ما شاء‬ ‫كلها مرت عليهم‬ ‫الله‪ .‬ولكن الرجل خلق للدنياث ولا بد أن يبلغ مبالغ رجالها‪ ،‬ولا يشك أنه‬ ‫سينال منها ما يليق بسمو نفسه السلطانية‪ .‬وهمته الأبية‪.‬‬ ‫وأهم المعارك التي دارت بين سعيد بن سلطان‪ ،‬وخصومه في أفريقيا ‪6‬‬ ‫معركة سيوي (بكسر السين المهملةء وسكون المثناة من تحت‘ بعدها واو‬ ‫مكسورة فياء تحتانية)‪ .‬إذ قتل فيها ثلاثة آلاف شخص من أهل عمان‬ ‫فناهيك بوقعة كهذه تفنى فيها آلاف من الرجال إنها لما يهول أمره ويدهش‬ ‫الحاكم وقوعه‪ .‬وعلى قلة السياسيين ‪ -‬على ما قيل ‪ -‬إذ ذاك في جيشه‘‪ ،‬فقد‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫أو قريباً منهم‪ ،‬بقيادة زعيمهم الجديد إذ ذاك‪ ،‬نجيم‬ ‫قتل منهم سبعون رجلا‬ ‫ممالك‬ ‫بن سلطان‬ ‫سعيد‬ ‫السلطان‬ ‫فاسترد‬ ‫بن عبدالله‪.‬‬ ‫الله بن سعيد‬ ‫بن عبد‬ ‫إفريقيا‪ ،‬التى كانت تحث سيطرة العمانيين‪.‬‬ ‫ولا تسل عن جلالة سعيد بن سلطان في إفريقياث البلد الخصب الغني‬ ‫الواسع ء وطار لسعيد بن سلطان صيت في تلك الأصقاع‪ ،‬فأصبح هنالك‬ ‫الحاكم المطلق‪ ،‬وخفقت أعلامه على إفريقياى في سبعة عشر مركزا‪ .‬وأصبح‬ ‫العمانيون سادة هذه الأصقاع‪.‬‬ ‫ثم أقبل بعد ذلك على ما حول عغُمان‪ ،‬فاسترد جانباً من ملك فارس‪،‬‬ ‫فضمه تحت رايته الحمراء‪ .‬ومن ذلك أيضا جواذر من بلوجستان‪ ،‬قطعة مهمة‬ ‫لأنه‬ ‫من الهند‪ .‬وعاش ‪ -‬على ما قيل ‪ -‬عمرا يبلغ خمسين سنة في الملك‬ ‫وتوفى سنة ‏‪ .١٢٧٣‬فيكون‬ ‫تولى الملك بعد موت أبيه سلطان‪ ،‬سنة ‏‪0©١٢١٩‬‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫وخمسين‬ ‫اثنين‬ ‫ملكه‬ ‫ومن نحو‬ ‫ولم تزل الأيام تريه من وميضها شرارات متقدة من نحو نجد‬ ‫أرض‬ ‫خصوص‬ ‫في‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫بعمان‬ ‫علي‬ ‫بو‬ ‫بني‬ ‫نحو‬ ‫ومن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الشمال‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫جعلان‬ ‫سعيد بن سلطان أخمد لتلك الشرارات‪ ،‬وقتل عمه قيس بن الإمام في‬ ‫من أهل عمان‪ .‬كما بيناه آنفا‪.‬‬ ‫مع جمع‬ ‫خوزفكان‬ ‫عنه إلا ما‬ ‫ولا يشذ‬ ‫وزنجبار‪،‬‬ ‫ملكاً على عمان‬ ‫بن سلطان‬ ‫وبقي سعيد‬ ‫كان بيد عامله الجبري‪ ،‬واسترد أكثره بصفة سلمية‪ .‬وعاش عظيماً في عُمان©‬ ‫لولا أن المنايا تناويه وتراصده‘ لترميه بسهام الحمام‪ .‬والأقدار تدافعه إلى‬ ‫تلك السهام بالاحترام ‪ .‬كما أنها على كل فرد لزام‪ .‬فوافته المنية في البحر ‪،‬‬ ‫فنادته‬ ‫سيشل‪.‬‬ ‫جزيرة‬ ‫قريباً من‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عمان‬ ‫قافلاً من‬ ‫زنجبار‬ ‫إلى‬ ‫توجهه‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫‪٢٨٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بلسان الحال‪ ،‬أين أنت الآن من قصور زنجبار‪ .‬ومن عروش عمان‪ .‬وما‬ ‫تدري نفس بأي أرض تموت‪ .‬وحمل إلى زنجبارك ودفن بها في التاريخ‬ ‫‏‪ .١٢٧٣‬فكانت أيامه غرة الآيام‪ ،‬في الدولة البوسعيدية‪ ،‬جلالة‬ ‫المذكور سنة‬ ‫وعظمة ورفعة‪ ،‬كما عرفها الأجانب من الإفرنج‪.‬‬ ‫وأعاد سعيد بن سطان شرف أهل عمان في تلك الأقطار الإفريقية‪،‬‬ ‫حتى لم يعرف له مثيل في أيامه بين ملوك العرب‪ .‬واجتمع له من القوة‬ ‫والسلطة هناك ما دوخ به الأملاك‪ .‬وزاد على اليعاربة في إفريقيا‪ ،‬فإنه كان‬ ‫حكيما تأتيه الأمراء والأعيان‪ ،‬وأهل الزعامات تتعلق به} فيضع جناح عطفه‬ ‫عليه رغبة ورهبة‪ ،‬فلا تزال عزيزة تحت رايته‪ .‬خاضعة لعز دولته‪.‬‬ ‫وبقي هو ملك القطرين©‪ ،‬عمان وزنجبار‪ .‬وبنى اسطولا ضخماً في‬ ‫البحر‪ ،‬مهد به له ولدولته الطريق الذي يعرفه كل أحد‪ .‬وكان مع بريطانيا‬ ‫والسميع المطاع‪.‬‬ ‫بالجانب الموقر‬ ‫ويكبح بهم أهل اللاد‪ ،‬وبحق أقول‪ :‬إن‬ ‫ولله رجال يصلح بهم ما فسد‬ ‫كان تاج الملوك البو سعيديين© وسيد أهل عمان أجمعين‪.‬‬ ‫سعيد بن سلطان‬ ‫سلطنة السلطان ثويني بن سعيد بن سلطان‬ ‫ابن الإمام‬ ‫لما توفي السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد تولى‬ ‫السلطنة بعمان بعده ولده‪ ،‬السيد ثوينيى بن سعيد‪ ،‬فجلس على عرش‬ ‫الملك‪ ،‬وأخذ بأزمة الإمارة العمانية‪ .‬كما جلس على عرش مملكة زنجبار‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وهنا بدأ دور الدخول لإنجلترا على ملك عمان‪ ،‬وما تولاه سلاطينها‪.‬‬ ‫وانفتح لها باب الدخول في هذه المملكة العربية الحرة‪ ،‬لتكون شريكة في هذا‬ ‫الملك الواسع المترامي الأطراف‪ ،‬العربي من عهد الخلفاء الراشدين الحر‬ ‫من عهد الجاهلية الأولى‪.‬‬ ‫فلقد لعبت انجلترا بين ماجد وثويني دورا مهما‪ ،‬بصفتها نصيحة الكل‬ ‫فمهدت بذلك لها طريقاً يبسا‪ ،‬لا تخاف دركا‬ ‫وصديقه آل أحمد بن سعيد‬ ‫ولا تخشى هلكا‪.‬‬ ‫وكان السلطان ثويني شديدا في أعماله‪ ،‬ولعله اقتضى تلك الشدة‬ ‫الحال فإن زعماء عمان أمرهم غير خفي‪ .‬ولذلك جرت عمان النجديين ©‬ ‫فخيموا بالبريمي‪ ،‬وضربوا معسكرهم هناك‪ ،‬وكان سعيد بن طحنون حاكم‬ ‫أبو ظبي القائد للنجديين في هذه الحادثة‪ ،‬ومعه زعماء أهل عُمان‪ ،‬باطنا‬ ‫وظاهر‪ .‬إلا من شاء الله من الهناوية‪.‬‬ ‫وعظيم‬ ‫وقوة سلطانهء‬ ‫قهرة ثويني‪،‬‬ ‫وكان دهاة العلماء استعظموا‬ ‫جبروته‪ ،‬ولذلك دخلوا عليه من جهة ولده سالم بن ثويني‪ .‬وكان سالم لا أقل‬ ‫من أبيه‪ ،‬تعاظما في نفسه‘ وبسالة وإقداما‪ .‬وقد لاحظ العلماء ذلك من سالم‬ ‫بن ثويني‪ ،‬ورأوا تقدير ثويني لولده المذكور واعتقدوا بل تحققوا فيه عظيم‬ ‫الجراءة على أبيه‪ .‬حتى أن ثوينيا كان يجعل في البرزة عند مقابلة القبائل‬ ‫مغنمين © ولا يأخذ ثويني القهوة إلا وقد أخذ سالم القهوة مثله‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫ولقد تجلت هذه الأمنية‪ ،‬أعني قتل ثويني بيد ولده سالم‪ .‬وقد أسر إلى‬ ‫ثويني بذلك من اطلع عليه‪ ،‬وأوضح له أن العلماء المشار إليهم ‪ .‬وعدوه أن‬ ‫ينصبوه إماما‪ ،‬إن هو قتل أباه‪.‬‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عُمان‬ ‫)‬ ‫فاستبعد ثويني ذلك كل البعد لما هناك من حسن الرعاية‪ ،‬التي يرعى‬ ‫بها ثويني سالماً‪ ،‬وذكر أحوالا تبعد ما يقال وأن القائل بهذا مراده تعكر‬ ‫الصفو بين ثويني وولده‪.‬‬ ‫ولم يدر أن طموح سالم في الملك والسلطان‪ ،‬أعمى بصيرته عن‬ ‫وأخذ به إلى الغي‪ ،‬وجعله ينفي الممكن‪ .‬والقضاء والقدر أمران لا‬ ‫الواجبب“‪،‬‬ ‫بد من وقوع ما جاءا به على رغم كل راغم‪.‬‬ ‫وأعضاء‬ ‫وأعيان العائلةش‬ ‫وأخوه تركيؤ‬ ‫وكان ثويني وولده سالم‪،‬‬ ‫الدولة‪ .‬وأخصاء السلطان‪ ،‬وزعماء القبائل في صحار ‪ ،‬كانوا خرجوا لالتقاء‬ ‫النجديين‪ .‬والقضاء المبرم‪ ،‬والقدر الجاري في الأزل‪ ،‬لا بد من إنفاذه في‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫ففي يوم ‏‪ ٢٨‬من رمضان المعظم سنة ‏‪ ١٢٨٢‬ثار سالم بن ثويني ضحوة‬ ‫ذلك النهارث وأطلق الرصاص على والده ثويني‪ ،‬وهو نائم في ذلك القصر‬ ‫الفخم‪ ،‬بين أخصتائه وأعزته‪ ،‬في مأمنه ذلك‪ .‬والجيش محيط به في صحار ‪،‬‬ ‫فأرداه قتيلاً وهو يقول‪ :‬أنا أبو سالم‪ .‬وسالم يتقلد تلك الجريمة رغم ما يلاقيه‬ ‫بسببها‪ .‬وإذ ذاك أودع عمه تركي الحديد © في ذلك الحصن‪.‬‬ ‫وبذلك يظهر أن سالماً تسلط على الحركة تسلطا فعالا‪ ،‬وإذ ذاك نكص‬ ‫على عقبيه راجعاً إلى مسقط‘ ليقبض العاصمة تاركاً ما توجه له والده‬ ‫السلطان‪ ،‬من الأمر المهم النجدي‪ ©،‬مخلفاً وراءه أحاديث سيئة‪ .‬تابعاً في‬ ‫فعله لولد كسرى‪ ،‬حين قتل أباه ليكون له الملك بعده‪ ،‬فلم تقم له قائمة‪.‬‬ ‫وبذلك الفعل السيئ‪ ،‬غرس سالم بن ثويني له الكراهية في قلوب الأمة‬ ‫على اختلافها‪ ،‬وأبغضه القريب والبعيد‪ ،‬ونفرت منه الرعايا على اختلاف‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫أحوالهاؤ ولازمته الطفرة بذلك‘ وبقى فى قلق من فعله‪ .‬فقال العامة فيه‪ :‬هذا‬ ‫رجل فعله في أبيه هذا الفعل‪ ،‬فماذا يكون فعله في غيره؟‪....‬‬ ‫وكانوا وعدوه بالإمامة بعد قتل أبيه خدعة منهم له ليتوصلوا إلى قتله به‪.‬‬ ‫فلما انقضى الأمر تأملهم أن يصبحوا عنده مسرورين بمقتل ثويني‪ ،‬قائمين له‬ ‫بعقد الإمامة‪ ،‬مسلمين له الأمر‪ ،‬شاكرين له الفعل‪ .‬ولم يدر أنه أصبح مرهوباً‬ ‫من جهة‪ ،‬ومبغوضا من جهة‪.‬‬ ‫وبذلك الحال تمكن النجديون من وضع دعائم القهر على البريمي‬ ‫البادرة بين ثويني وآله ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫ونواحيها ‏‪ ٠‬مستغلين‬ ‫مصائب قوم عند قوم فوائد‬ ‫بذا قضت الأيام ما بين أهلها‬ ‫فانصدع ركن السلطنة‪ ،‬واهتز عرشها‪،‬ؤ إذ كانت قائمة لرد جماع‬ ‫النجديين‪ ،‬فأصبحت وهي متزعزعة متزلزلة في داخليتها‪.‬‬ ‫ولما رجع السيد سالم بن ثويني على قفاه‪ ،‬أرسى السعوديون أعمدة‬ ‫سلطتهم على البريمي‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬وأغمدت السيوف المسلولة لقتال النجديين‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫وأنام سالم بن ثويني عيون الزعامة العمانية عما حول عُمانث من‬ ‫إمارات الخليج العربي© وظلت المملكة تتناقص من أطرافها" حتى صار النظر‬ ‫مقصورا عما كان عليه الحال من قبل‪.‬‬ ‫أهمها‬ ‫وفي أيام السلطان سالم بن ثويني‪ ،‬وقعت أحوال وحوادث‪،‬‬ ‫انقلاب العمانيين عليه‪ ،‬إذ بايعوا الإمام عزان بن قيس رحمه الله‪.‬‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫إمامة الإمام الرضي النقي عزان بن قبس‬ ‫ابن عزان بن قيس الإمام‬ ‫في سنة ‏‪ ١٦٥٨‬اجتمع العمانيون وزعماؤهم‪ ،‬المشايخ الأجلاء الغر‬ ‫الميامين‪ ،‬صالح بن علي بن ناصر زعيم الهنائية مطلقا‪ ،‬والعلامة الرباني‬ ‫المجيد‪ ،‬سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح الخليلي © والعالم الفقيه النزيه‪،‬‬ ‫محمد بن سليّم الغاربي© ومن معهم من خيار المسلمين © وبايعوا السيد عزان‬ ‫وتقواه وعفته‪،‬‬ ‫بن قيس ابن الإمام أحمد بن سعيد إماما‪ ،‬لدينه وفضله‪،‬‬ ‫وزهده وورعه وإخلاصه‪.‬‬ ‫وأنت خبير أن الإمامة عند أهل عُمان‪ ،‬وجميع أهل المذهب‘ على‬ ‫سنن الصحابة رضوان الله عليهم‪ ،‬بالانتخاب للأفضل في الخصال المرضية‬ ‫فإن المناصب الدينية تصان عن‬ ‫لا على الوراثة إن صلح الوارث أو فسد‬ ‫مقاصد الدنيا‪ .‬والقهر والاستبداد لا تتفق معهما مصالح الدين والدنيا‘ ولا‬ ‫يقول بهما العقل الصحيح‪ .‬وتاريخ عمان منذ العهد الأول شاهد بذلك‪.‬‬ ‫بايعوه في مسقط ببيت‬ ‫ولما وقعت خيرتهم على السيد المذكور‬ ‫بيت كريم في بيوتات أهل‬ ‫الشجر‪ .‬ولا يخفى عليك أن آل عزان بن قيس‬ ‫الشرف بحّمان‪ ،‬وأهل فضل ومروعة‪.‬‬ ‫والناس معادن‪ ،‬كما صرح بذلك الحديث‪ .‬وأساس التقوى الثقة بالله‪.‬‬ ‫ولكن حكمة الله في خلقه‪ ،‬تدعو إلى الاجتماع والتعاون‪ ،‬وتنهى عن التفوق‬ ‫والشقاق‪ ،‬فإنهما يثمران الفشل‪.‬‬ ‫ولهذا لم يطل عهد هذه الإمامة‪ .‬فإنها لما استولت على عمان بأقصر‬ ‫‪٢٩٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫كان انهيارها بأيسر الأحوال“ كما قال شاعر الدولة البوسعيدية‪:‬‬ ‫وقت‬ ‫خمنته أكابرالعلماء‬ ‫عمرها لم يكن طويلاً كما قد‬ ‫العما ئم ‏‪ ١‬لبيضا ء‬ ‫يبا لتلك‬ ‫نيها‬ ‫‏‪ ١‬لعمائم‬ ‫لعبت د ورهما‬ ‫يشير إلى وقعة نفعا‪ ،‬التي تجمع لها الغافرية مع السيابيين© فانهزموا‪.‬‬ ‫ائي‬ ‫ه‪:‬‬ ‫كل‬ ‫تتعالى وصال‬ ‫تقناها‬ ‫غافر تهز‬ ‫هذه‬ ‫أي إن انقسام عُمان إلى هنائي وغافري‪ ،‬كان بلاء محضاً لعمان‪ .‬وإلى‬ ‫هذا يشير العقلاء العّمانيون© المعنيون بسياسة عمان‪:‬‬ ‫وهو أن السلطان فى عُمان‪ ،‬إذا مال ميزانه إلى الجانب الهنائى‪ ،‬ثقل‬ ‫لم يطل‬ ‫وبهذا‬ ‫العكس‪.‬‬ ‫وكذا‬ ‫رجحانه‪،‬‬ ‫حصاة‬ ‫فكان‬ ‫عليه الجانب الغافري ‪.‬‬ ‫قبضت على ناصية‬ ‫ونصف‬ ‫سنتين‬ ‫الدولة السايدة ‏‪ ٠‬فإنها فى ظرف‬ ‫عمر هذه‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫ولياً‬ ‫صالحاً مصلحاً ‏‪٠‬‬ ‫عنه |}‬ ‫الله ورضي‬ ‫قيس رحمه‬ ‫بن‬ ‫عزان‬ ‫قتل الإمام‬ ‫الحمرا‬ ‫وشقيقته‬ ‫مطرح ‏‪٠‬‬ ‫من‬ ‫جبروة‬ ‫سمور‬ ‫على‬ ‫قتله‬ ‫كان‬ ‫مخلصا ‪.‬‬ ‫وفيا‬ ‫رضيا ‪5‬‬ ‫المصطبغة بدماء الأبطال فريدة تلمع كالشهاب‪.‬‬ ‫كان عزان من الرجال النجباء الأجلاء‪ ،‬المعدودة فى مقدمة البطولة‬ ‫الحرة‪ .‬وفي مقدمة أهل الصلاح‪ .‬وله بين رجال عصره علم لا تطاوله‬ ‫الأعلام‪ .‬وهيهات أن يأتي الزمان بمثل عزان‪.‬‬ ‫كان شهاباً رصداآ للباطل‪ ،‬وقبساً نيرا للحق‪ .‬كان سيداً دينيا في أول‬ ‫قائمة‬ ‫الشرع ‪.‬‬ ‫واجب‬ ‫ونية صادقة فى‬ ‫خالصة لله ©‬ ‫حرة‬ ‫إلى الله عزيمة‬ ‫الركب‪.‬‬ ‫‪٢٩٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بأوامر الله © في ذلك العهد العصيب‪.‬‬ ‫الله‬ ‫لإقامة حدود‬ ‫متجرداً‬ ‫دامغاً للباطل [‬ ‫ناصراً للحق [‬ ‫رحم الله من قام‬ ‫والحمد لله ‪.‬‬ ‫الجوائز‪.‬‬ ‫فإن اليوم السباق ‪ .‬وغدا‬ ‫عر وعلا‪.‬‬ ‫سلطنة السلطان تركي بن سعيد بن سلطان ابن الإمام‬ ‫بعد قتل ذلك السيد الشهيد الرضي“‘ تولى الأمر السلطان تركي بن‬ ‫سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد‪.‬‬ ‫وكان الغافرية أنصاره‪ ،‬وبناة أركان دولته‪ .‬إذ قضوا على دولة ابن عمه‬ ‫الإمام عزان‪.‬‬ ‫إنه من فحولة الأكفاء‬ ‫ثار تركي وارث العرش حقا‬ ‫علياء‬ ‫وهمة‬ ‫ومضاء‬ ‫بطل كابر الخطوب بعزم‬ ‫ب وكان الإمام في الشهداء‬ ‫سلمت مطرح الحصينة بالحر‬ ‫بمليك البلاد أي احتفاء‬ ‫واحتنفت مسقط وأهل عمان‬ ‫يتعالى هتافها بالدعاء‬ ‫وأتته الوفود من كل صوب‬ ‫قد دعة إليه داعي الفناء‬ ‫ظل في ملكه عظيما إلى أن‬ ‫السلطنة سيرتها الأولى©‬ ‫عادت‬ ‫بعد انحلال دولة الإمامة العزانيةء‬ ‫ومشت في عمان على ضوء السلطان تركي بن سعيد بن سلطان ابن الإمام‬ ‫ولم تتزعزع بعد ذلك‪.‬‬ ‫أحمد بن سعيد‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وقد ناوشها الهنائية من العمانيين مرات لكنهم لم يكن لهم تمكن‪.‬‬ ‫وزحفوا على مسقط مرات‘ ولكن بقي السلطان على عرش عُمان‪ ،‬إلى توفي‬ ‫‏‪ 0١٣٠٥‬وجلس على العرش السلطان فيصل‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫كان تركي صخرة البناء للثبات الذي تقر عليه أركان السلطنةث وكان‬ ‫عاقلاً حمولاً للرزايا‪ ،‬ثابت الجأش عند حلول الخطب‪ .‬كان من كرام الملوك‬ ‫الذين فيهم ما يخلد حسن الأحدوثة لهم‪ ،‬فكان يراعي جانبي عمان بكل‬ ‫حكمة ويسير في المنهج الجامع سير الحكيم الماهر‪.‬‬ ‫كان تركي ذا حزم في أموره‪ ،‬وحليف صبر على الحوادث‘ لا يعرف‬ ‫اليأس‪ ،‬ولا ينام عن الحقوق‪ ،‬ولا يهمل الأمور‪ ،‬ولا يثق بكل أحد‪.‬‬ ‫عاش على كرسى الملك عزيزاً‪ ،‬إلى أن جاءه مالا بد منه‪ ،‬ولا محال‬ ‫والله ا لمستعان‪.‬‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫سلطة السلطان فيصل بن تركي بن سعيد‬ ‫ابن سلطان ابن الإمام‬ ‫وكانت مخايل النجابة‬ ‫لما توفي السلطان تركي بالتاريخ المذكور‪،‬‬ ‫السيد الجليل‪.‬‬ ‫تتجلى على وجه فيصل الهمام المقدام‪ ،‬وما أدراك ما فيصل‬ ‫وحسبك اسمه دليلاً على شخصيته المتجلية على العرش العُمانى‪ ،‬الذي نوه‬ ‫القرآن الكريم بشأنه قديما‪.‬‬ ‫وكان فيصل هماماً مقداماًؤ وسيداً مهماماًؤ كريما مبذالاً‪ ،‬تتجلى عليه‬ ‫الجو‬ ‫الأجلاء ‏‪ ٠‬ولكنه صادف‬ ‫طلائع الملوك ‪ 6‬وتلوح على وجهه همم الزعماء‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وحيطة الدول الإفرنجية‬ ‫مغبراً من جهة البحر والأسوار الحديدية محكمة‪،‬‬ ‫ضيقة الحلقات‘ؤ وإنجلترا وحليفاتها ملء العالم وقد صفا الجو لبريطانيا‪،‬‬ ‫وساعد الحظ على بسط نفوذها في الشرق الأوسط والأقدار تمشي في‬ ‫صالحها إذ ذاك‪.‬‬ ‫وبقي فيصل سلطانا على عُمان© وشهاباً رصداً في أفق مسقط‪ ،‬عاصمة‬ ‫السلطنة‪` .‬‬ ‫وذلك لأنه وجد والده وأعوانه وأنصاره‬ ‫وقد حاوله الهناوية مرات‘ؤ‬ ‫الغافرية‪ .‬فعمل بالحال الوراثي من جميع جهاته‪ ،‬فلذلك بقي في نفوس‬ ‫الهناوية ما فيها‪ .‬وهذه حالة الرؤساء في عُمان‪ ،‬وعلى هذا المنهج‪ ،‬ما دام‬ ‫معنى الهناوية والغافرية معتمدا عليهؤ ومعولا على حقيقته في الأوضاع‬ ‫العمانية‪ .‬فسبحان الذي يفعل ما يشاء‪ ،‬ويحكم ما يريد‪.‬‬ ‫لا السلطة‬ ‫ومن المعلوم أن العلماء تروم إعادة الحق في مجاريه‪،‬‬ ‫والرئاسة على عباد الله‪ .‬والآمر بالمعروف‘ والنهي عن المنكر‪ ،‬وإقامة شعائر‬ ‫الدين‪ ،‬محور العلماء‪ .‬وهم بعيدون عن أحوال الرئاسة‪ .‬وحب الرئاسة هو‬ ‫الشهوة الخفية‪ .‬ولا ينظر العلماء إلى هنوي ولا غافري مهما كان‪ ،‬وهذا هو‬ ‫المبدأ الذي يمشون عليه‪ .‬وما دام هذا المبدأ ثابت صحيحا معمولا به‪ ،‬كانوا‬ ‫في خير وراحة فإذا اختل هذا المبدأ من جهة ما‪ ،‬اختل الأساس الذي قامت‬ ‫عليه الامامة‪.‬‬ ‫وأهم محاولات الهناوية لفيصل في سنة ‏‪ ،©١٣١٢‬فإن فيصلاً لما توفي‬ ‫والده السلطان تركي في مسقط ‘ كان أنجب أولاد تركي‪ ،‬فتولى الملك بعد‬ ‫أبيه‪ .‬وأشعر بذلك الهنائية والغافرية‪ .‬ولكن بقي في النفوس ما حكاه التاريخ‪.‬‬ ‫‪٢٩٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫وهكذا الدهر لا يستقر على حال‪.‬‬ ‫وعدد الله تجتمع الخصوم‬ ‫إلى ديان يوم الدين نمضي‬ ‫وللعلماء نياتهم‪ ،‬وللملوك نياتهم‪ ،‬والله سائل الكل عما صنعواؤ وإليه‬ ‫المرجع والمآب‪.‬‬ ‫ولما ثار الهناوية على السلطان في التاريخ المذكور‪ ،‬لم يكن لهم تمكن‬ ‫يخولهم انقلاباً إليهم‪ ،‬يأتون بمن شاءوا‪ ،‬سواء أكان حمد بن ثويني‪ ،‬أو أحد‬ ‫أولاد تركي‪ ،‬أو إخوته‪ ،‬إذ وقف فيصل في وجوه القوم وقفة‪ ،‬أبقت المياه في‬ ‫مجاريها‪ .‬وكانوا ظنوا أنهم تمكنوا من مسقط‪.‬‬ ‫وزعيم الثائرين الشيخ الأمير العلامة صالح بن علي‘ؤ وقائد الحركة‬ ‫الشاب الحر المرجو لمثل هذه الأحوال عبد الله بن صالح‪.‬‬ ‫وقر هذا السلطان على عرش ملكه‪ ،‬واضعا رأسه بين البيض والقنا‪ ،‬إلى‬ ‫‏‪ 0١٣٣١‬في أول دولة الإمام‪ ،‬سالم بن راشد‪.‬‬ ‫أن توفي في سنة‬ ‫وكان العلماء ‪ -‬وفي مقدمتهم الولي السالمي المرضي ‪ -‬قد راودوا‬ ‫السلطان المذكور بالإمامة‪ .‬كما أشار إلى ذلك العلامة المجيد السالمى‬ ‫الوحيد في تحفته‪ ،‬وطلبوا منه أن يكون حاكما انتخابياً‪ ،‬وإماماً شرعياً‪ ،‬يتولى‬ ‫والحل والعقد‪ ،‬والأمر والنهى‪ ،‬وأن يكونوا‬ ‫أمره العلماء فى الأخذ والرد‬ ‫شركاءه في الرأي والنظر‪ ،‬فلم تسعف الظروف فيصلاً على ذلك‘ لما هنالك‬ ‫من الروابط الدولية‪ ،‬بين السلطان وأصدقائه وهنالك نصبوا الإمام سالم بن‬ ‫راشد الخروصي‪.‬‬ ‫وكان زعيم الحركة العلامة نور الدين السالمي‪ ،‬رئيس العلماء يومئذ‬ ‫وعمدتهم‪ 6‬وأعظم الأجلاء الدعاة إلى الإمامة‪.‬‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫زاهر ‪-‬‬ ‫بن‬ ‫هلال‬ ‫وأولاد‬ ‫ناصر النبهاني ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫حمير‬ ‫وأمير الثورة‬ ‫فهم‪.‬‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫هناءة‬ ‫الشيخ‬ ‫وعالمهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫زهران‬ ‫بن‬ ‫عبرة‬ ‫آل‬ ‫مقدمتهم‬ ‫وفي‬ ‫إليهم ‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫وتتابع‬ ‫علموا‬ ‫لما‬ ‫الامامة ‏‪٠‬‬ ‫فى‬ ‫رغبة‬ ‫‪3‬‬ ‫الناس‬ ‫بقية‬ ‫ثم‬ ‫السلف ‪3‬‬ ‫بقية‬ ‫خميس‬ ‫بن‬ ‫ماحد‬ ‫وناوشوا‬ ‫الداخلية ‪،‬‬ ‫عمان‬ ‫وتولوا‬ ‫وإنصاف‪.‬‬ ‫عدلا‬ ‫المساواة ©‬ ‫فى‬ ‫أعمالها‬ ‫من‬ ‫ثم انكفأوا إلى داخليتهم لما رأوا بريطانيا نزلت في‬ ‫السلطان في مسقط“‪،‬‬ ‫الميدان‪ ،‬واستشعروا غلبتها عليهم‪ .‬وكانت تتحين الفرص لتأخذ لها نصيبا‪.‬‬ ‫الفرص‪.‬‬ ‫والإمام ‪ .‬كما هو شأنها عند حلول‬ ‫تخرجه من بين السلطان‬ ‫عندام‬ ‫وادي‬ ‫‏‪ ٠6‬من‬ ‫الخضرا‬ ‫قتل في بلدة‬ ‫حتى‬ ‫في إمامته‬ ‫واستمر الإمام‬ ‫سنة ‏‪.١٣٣٨‬‬ ‫الخليل‬ ‫سعيد‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الإمام ء‬ ‫بعده‬ ‫وعلى إثر قتله نصبوا‬ ‫إماما للناس© فقام على إثر الإمام المقتول‪.‬‬ ‫وكان رئيس حركة هذه الإمامة الثانيةش الشيخ العلامة عيسى بن صالح‬ ‫الحارثي‪ ،‬وهو عمودها الأكبر والعامل على بقائها‪ ،‬والمخلص الوحيد في‬ ‫القيام بأعبائها‪ .‬كما كان حمير بن ناصر النبهاني‪ ،‬زعيم الإمامة الأولى والعامل‬ ‫الأكبر لوجودها‪.‬‬ ‫وعيسى بن صالح يمتاز بالتقوى والعلم‪ ،‬وهما أعز شيء في حياة‬ ‫وعلى وساطته عقد مؤتمر السبب©‘ بين الإمامة والسلطنة‪ ،‬الذي هدأت به‬ ‫البواعث الشعبيةء وسكنت به الحركات فى عمان واصطلحت به الأحوال ‪،‬‬ ‫وائتلفت به القلوب‪ ،‬وتبادلت الاحتفاظ كاملاً‪ ،‬وتوثقت به الروابط‪.‬‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫واحتفاظ‬ ‫على حال هدوء‪،‬‬ ‫الإمام والسلطان في عُمانث‬ ‫ومشى‬ ‫بالحقوق‪ ،‬وتعاون معنوي في الشؤون العّمانيةش على ما يصلح الشعب دينا‬ ‫ودنيا ‪.‬‬ ‫الدخيل الأجنبي قبل كل‬ ‫الأمة العمانية كلها جمعاء © إقصاء‬ ‫محور‬ ‫وكان‬ ‫شىء‪ .‬وأصبحت عمان مثال العز والشرف والاطمئنان في العالم‪ ،‬بل أصبحت‬ ‫أحدوثة الكل‪ .‬وكان السلطان الركن القوي‪ ،‬الحافظ للحيطة العمانية‪.‬‬ ‫وكلنا يدعو إلى الواجب الدينى فى الأمة‪ ،‬ضد الدهر الذي من شأنه‬ ‫ضد ذلك‪ .‬والحق أحق أن يتبع‪ .‬وما بعد الحق إلا الضلال‪.‬‬ ‫ولا يليق بالعاقل أن يكون عبدا للدنيا‪ .‬يخدمها ليلاً ونهارا‪ .‬ويجمعها‬ ‫ألوفا‪ ،‬وينظمها صفوفاً‪ ،‬ويذهب عنها راغما‪ ،‬ويتركها لبنيها يتلاعبون فيما‬ ‫وله من ذلك العناء في لذة يسيرةث سرعان ما‬ ‫ويتصرفون فيما صنع‪،‬‬ ‫جمع‬ ‫لا تبرح مليا حتى تنتهي‪.‬‬ ‫تنقضي © ومدة قصيرة‬ ‫بل العاقل الذي يقوم بواجب الدين‪ ،‬ويجتهد في إصلاح ما كلفه به رب‬ ‫العالمين‪ .‬فإنه مسؤول عن فتيل ونقير‪ ،‬ومناقش عن جليل وحقير‪ ،‬في موقف‬ ‫لا يعرف فيه أحدا‪ ،‬ولا يعرفه فيه أحد‪ .‬وإذا علم العاقل ذلك‪ ،‬تجنب سبل‬ ‫المهالك‪ ،‬وراعى حقوق المالك‪.‬‬ ‫وما أشرف اجتماع الدين والدنيا إذا وفق الله‪ ،‬وما أعز المال ينفق في‬ ‫طاعة © وما أعلى مقصد القائم بواجبات مولاه‪.‬‬ ‫تقام على إسعاده السيف والقلم‬ ‫إذا رزق الله السعادة عبده‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫سلطنة السلطان تيمور بن فيصل‬ ‫ابن تركي بن سعيد‬ ‫لما توفي السلطان فيصل‪ ،‬جلس على عرش المملكة العمانية السيد‬ ‫تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد أصل‬ ‫هذه الشجرة‪.‬‬ ‫تيمور وتيمور ملتقى العلياء‬ ‫فاعتلى العرش نجله الليث‬ ‫وعظيم الخؤولة الشماء‬ ‫وحفيد الملوك بطناً وظهراً‬ ‫داؤها في تقلب الأهواء‬ ‫عظمت قدره عمان ولكن‬ ‫اعتلى العرش تيمور بن فيصل‘‪ ،‬سلطاناً على عاصمة عمان مسقط‬ ‫وتوابعها‪ .‬وكان انفصال عمان الداخلية ‪ -‬كما عرفت ‪ -‬بإمامها الخليلي قد‬ ‫تأكد‪ ،‬ولكن السلطان والإمام‪ ،‬كل منهما معنى بأحوال عُمان‪ ،‬وما يرفع‬ ‫أعلامها ‪ -‬ويؤيد سلطانها‪ ،‬ولكن كانت أيام هذا السلطان عصيبة‪ ،‬وظروفها‬ ‫متأثرة‪ 5‬وأفقها عليه غيوم لا تنكر‪.‬‬ ‫فإن الحرب العظمى بين الدول كانت متأججة‘ وانحياز العمانيين فى‬ ‫داخليتهم‪ ،‬وحصرهم عن السلطان في غابهم الداخلي‪ ،‬تحت علم الإمامة‬ ‫والسلطان بين أمواج هذه الزواخر يلاحظ الأهم ويفعل المهم‪٥‬‏‬ ‫الأبيض‬ ‫ويقف موقفه المرموق بأعين حادة‪ ،‬في جأش ملوكي‪ ،‬وصدر سلطاني‬ ‫وزالت‬ ‫عُمان‪،‬‬ ‫بينه وبين أهل‬ ‫الحال‬ ‫وهدأت‬ ‫اللهء‬ ‫وفق‬ ‫حتى‬ ‫متسع‪،‬ك‬ ‫الأحوال‪ ،‬واستراح أهل‬ ‫الهواجس وأطفأت النفوس حرارتهاء وصلحت‬ ‫عمان من تلك الأزمة‪ ،‬ساحليا وداخليا‪.‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫وصارت عمان مثلاً في العالم‪ ،‬هدوعءاً وطمأنينة‪ ،‬وأمناً وإيمانا وعدلا‬ ‫وإنصافاً واستقامة بكل معانيها الشرعية وغدت غرة في جبهة الدهر حتى‬ ‫من‬ ‫قيل‪:‬‬ ‫كما‬ ‫حال‪،‬‬ ‫لا يستقر على‬ ‫الدهر‬ ‫ولكن‬ ‫الكل‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫غبطها‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫دوام‬ ‫المحال‬ ‫قام السلطان بواجبه© وبذل الإمام جهده في الحقوق كلها‪ ،‬الدينية والدنيوية‪.‬‬ ‫وكان الزعيم الباروني عفا الله عنه‪ ،‬أعظم الناس سعياً في تأييد الروابط‬ ‫العُمانية‪ ،‬بين الإمامة والسلطنة‪ .‬وهو العامل الأكبر في جمع الشمل‪ ،‬وتقريب‬ ‫بما‬ ‫ووحشة ‏‪٠‬‬ ‫حفاء‬ ‫‪ 7‬إزالة كل‬ ‫‏‪ ٠‬الامامة والسلطنة ‏‪٠‬‬ ‫الحكومتين‬ ‫بين‬ ‫ما تباعد‬ ‫لا يخفى على المعنيين بهذه الأحوال‪.‬‬ ‫الواقف‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المفرق‬ ‫العدو‬ ‫الشمل ‏‪ ٠‬والتحذير من‬ ‫إلى جمع‬ ‫الدعاة‬ ‫وهو من‬ ‫على الباب‪ .‬إذ كان الزعيم الباروني من أعاظم الرجال العاملين ضد العدو‬ ‫العامث في هذا العالم الإسلامي‪ .‬وقد عرفه التاريخ العربي الإسلامي في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وكان مجيئه عمان بفضل السلطان تيمور بن فيصل‪ .‬وهو الذي مهد له‬ ‫للالتقاء بإخوانه فى الدين‪ ،‬وأهل مذهبه من المسلمين‪.‬‬ ‫الطريق السوي‬ ‫وكان لزيارته هذه رنة في العالم‪ ،‬يعرفها كل أحد‪ .‬فقد أقامته عُمان مقام‬ ‫ملك عظيم السلطان‪ ،‬أنزلته المنزلة العالية الشأن وجعلته محل ثقتها‬ ‫الخاصة‪ .‬حتى نسى كل ما كان فيه‪ .‬فكانت الطوائف تتلقاه لقاء رائعاً‪ ،‬وتسنده‬ ‫واحترام‪.‬‬ ‫حفاوة‬ ‫بكل‬ ‫المسند المقرون‬ ‫ولما كان الحال بين السلطنة والإمامة طيباً‪ ،‬كان من زار السلطان أحب‬ ‫زار الإمام ‪ .‬أمره بزيارة السلطان‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫أن يزور الإمام‬ ‫‪٣٠٢‬‬ ‫ا‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ولقد زار الباروني مسقط‪ ،‬بهمة السلطان‪ .‬ثم أحب زيارة الإمام‪ ،‬ولما‬ ‫منه تماماً ئ‬ ‫وأدناه‬ ‫رفيق ‏‪٠‬‬ ‫وأعز‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صديق‬ ‫أعظم‬ ‫به أكرمه كما يليق ‏‪ ٠‬واتخذه‬ ‫نزل‬ ‫إلى‬ ‫عاد‬ ‫ثم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الإمام‬ ‫راية‬ ‫تحت‬ ‫سنين‬ ‫عشر‬ ‫وعاش‬ ‫لزاما‬ ‫معه‬ ‫المقام‬ ‫رأى‬ ‫حتى‬ ‫أعماله‬ ‫في‬ ‫وبقي‬ ‫تيمور‪.‬‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫الحالى )‬ ‫مليكنا‬ ‫أيام‬ ‫{}‬ ‫مسقط‬ ‫فى‬ ‫السلطان‬ ‫حتى توفاه الله في صحبته بالهند‪.‬‬ ‫ممالك‬ ‫بين‬ ‫قدر‬ ‫فعظم لها‬ ‫الأيام ‪.‬‬ ‫تلك‬ ‫عمان‬ ‫مشت‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫وفى داخلها إمام‪.‬‬ ‫الإسلام ‪ 4‬إذ كان فى سواحلها سلطان‪،‬‬ ‫سلطنة السلطان المؤيد سعيد بن تيمور بن فيصل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ا لشعب‬ ‫سعادة‬ ‫‏‪ ١‬لسعيد‬ ‫نجله‬ ‫فى‬ ‫يتخيل‬ ‫تيمور ‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ١‬لسيد‬ ‫السلطا ن‬ ‫كان‬ ‫وعلو النظر في الأحوال التي تتعلق بها شؤون الأمة‪ ،‬في أحوالها كلها‪.‬‬ ‫فقام‬ ‫‪ ©&} ١٣٥‬آملا فيه كل خير وسعادةك©‬ ‫‏‪٠١‬‬ ‫الملك © فى سنة‬ ‫له عن‬ ‫تنازل‬ ‫فلذلك‬ ‫هذا السيد سعيد بن تيمور‪ ،‬سلطاناً على مسقط وتوابعها‪ ،‬وأدار شؤون‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫المعاصرون‬ ‫الزعماء‬ ‫له‬ ‫واعترف‬ ‫التاريخ بها ‏‪٠‬‬ ‫له‬ ‫شهد‬ ‫المملكة إدارة‬ ‫له‬ ‫وانقاد‬ ‫العمانيون ‪.‬‬ ‫الأمراء‬ ‫وده‬ ‫وخطب‬ ‫العمل فيما تولى ‏‪٠‬‬ ‫وغيرهم ‏‪ ٠‬بحسن‬ ‫وأجلهم زعامة‪.‬‬ ‫أكبرهم شأنا‪ .‬وأوفاهم أعمالا‪ .‬وأصدقهم إيمانا‬ ‫والإمام‬ ‫بينه‬ ‫الصفا ‪.‬‬ ‫وأكمل‬ ‫الوفا ‪.‬‬ ‫وحسن‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫حسن‬ ‫على‬ ‫واستمر‬ ‫الأجنبي‪.‬‬ ‫الدخيل‬ ‫الله ‏‪ ٠‬تجنباً لأحوال‬ ‫الخليلي رحمه‬ ‫وجاءه الأكابر بحسن العلاقات‪ ،‬وفي مقدمتهم الشيخ العلامة الأمير ©‬ ‫عيسى بن صالح‪ ،‬المتوفى سنة ‏‪ .١٣٦٥‬وما كان غرض أهل عمان من تلك‬ ‫الحركة ‪ -‬كما عبرنا عنها غير مرة ‪ -‬إلا الاستقامة فى الأمور كلها‪ ،‬دينية كانت‬ ‫أو دنيوية‪ .‬والفرض من الإمامة إجراء الأمور على مقتضى الشريعة‪.‬‬ ‫‪٣٠٢٣‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫الدماء ©‬ ‫بسقك‬ ‫التطاحن‬ ‫أن‬ ‫ورأوا‬ ‫أملهم ‏‪٠‬‬ ‫السلطان‬ ‫من‬ ‫وجدوا‬ ‫وحبن‬ ‫وشق العصا أم يتمناه الغير ؤ ويوده الواقف على الباب‪ ،‬أعرضوا عن ذلك‪،‬‬ ‫متعاضدين‪.‬‬ ‫متعاونين‬ ‫وأنصارهما معاً ‏‪ ٠‬وظلوا‬ ‫والسلطان‬ ‫الإمام‬ ‫وبذلك أصبح سوق الأجنبي في كساد } وأصبح ما حاكه من عشرات‬ ‫السنين لا أثر له‪ ،‬فعظم في أعين العدو‪ ،‬وأصبح يحسب لهذا السلطان حساباً‬ ‫في حساب‪.‬‬ ‫وكان أمل السلطان تيمور في نجله الموقر سرا أصبح يدهش الرائي ‪6‬‬ ‫ويحيّر السامع‪.‬‬ ‫ولما توفي الإمام الخليلي رحمه الله‪ ،‬في سنة ‏‪ ، ١٣٧٣‬وقام عنه بولاية‬ ‫العهد الإمام الثالث‪ ،‬غالب بن علي الهنائي‪ ،‬انفتح الباب المغلق وانصدع‬ ‫البناء المحكم“‪ 6‬ودخل الدائرة المصونة بالأمس من كان لا يرى معالمها‪،‬‬ ‫واندك ذلك الصرح الذي رفعه السلطان‪ ،‬وأغلق بابه الإمام الخليلي‪ .‬ولم تزل‬ ‫أعلام الحق‪ ،‬لا في العير ولا في النفير‪ ،‬إلى أن بلغ السيل الزبىث وضاق‬ ‫الخناق© وامتلأت الحياض© فطرق الباب الطارق المضمون‘ وفتح الأمين‬ ‫حجرة الدار‪ ،‬ليلج الوافد‪ ،‬ويرتع الوارد‪.‬‬ ‫وفي هذا العهد كان ما كان بحّمان‪ ،‬إلى أن تولى الملك كله هذا‬ ‫السلطان‪ ،‬جامعة الملوك البوسعيديين‪ ،‬من آل أحمد بن سعيد الأزدي‪ ،‬الذي‬ ‫لا تزال الآمال في سلطنته الحرة الجليلة‪ ،‬متواصلة بكل خير‪ ،‬ولم تبرح الأمة‬ ‫ترجو منه كل سرور‪ .‬فأنه تولى أمر عُمان وانفتح بركان الذهب الأسود ‪ ،‬الذي‬ ‫هو عمدة الغنى الدولي‪ ،‬وحياة الأمم في هذا الوقت‪.‬‬ ‫ومن حسن الحظ ويمن الطالع لهذا السلطان المعظم‪ ،‬جعل الله ذلك‬ ‫على يديه‪ ،‬لتحيى به الأمة‪ ،‬وتعود به عزتها وكرامتها‪ .‬ويرجع إلى عمان‬ ‫شرفها العريق‪ .‬ولله أمر هو بالغه‪ .‬وكل شيء يكون في وقته‪.‬‬ ‫‪٣٠٤‬‬ ‫[‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫أعمال السلطان سعيد بن تيمور‬ ‫في غمان‬ ‫اعلم أن السلطان سعيد بن تيمور لما تولى الملك أقبل على تنظيم‬ ‫دوائر الحكومة على اختلاف أوضاعها‪ ،‬دينية ودنيوية‪.‬‬ ‫جاداً‬ ‫ومشى في أعماله هذه‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫شؤون‬ ‫إدارة‬ ‫به ‪2‬‬ ‫قام‬ ‫ِ وأهم شيء‬ ‫ماليته‪.‬‬ ‫ميزان‬ ‫قوي‬ ‫حتى‬ ‫تمام الاجتهاد‬ ‫مجتهدا‬ ‫مجدا‬ ‫للأحكام [‬ ‫القضاة‬ ‫إلى الشرع [ وأقام‬ ‫الأنحاء‬ ‫في غالب‬ ‫وأسند الاحكام‬ ‫فقام لعمله هذا في الأمة قوام شرعيون‪.‬‬ ‫غالب‬ ‫‏‪ ١٣٧٣‬خ وبويع بعده‬ ‫ولما توفي الإمام الخليلي رحمه الله © في سنة‬ ‫الإمام‬ ‫كجانب‬ ‫ليس‬ ‫السلطان ©‬ ‫عند‬ ‫جانبه‬ ‫وكان‬ ‫الهنائى إماما‪.‬‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫الخليلي‪ ،‬وكانت الأنظار متباينة المنزع‪ ،‬مختلفة المقاصد ورأى السلطان أن‬ ‫الإمام الجديد وآعوانه‪ ،‬يتصلون إلى أياد قوية المأخذ مكينة الأركان‪ ،‬فخاف‬ ‫وتحرك‬ ‫الفشل ‘‬ ‫أوامره‬ ‫وعلى‬ ‫الخيبة ئ‬ ‫وعلى آماله‬ ‫الضياع ئ‬ ‫ملك عمان‬ ‫على‬ ‫لهذا الدم الملوكي© وجرى في عروق العزم إلى شرايين الثبات والحزم‪ ،‬فأول‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الله وقدره‬ ‫قضاء‬ ‫من‬ ‫فكان‬ ‫البريمى ‏‪٠‬‬ ‫واحة‬ ‫على‬ ‫الاصطدام‬ ‫لهذا ‏‪٠‬‬ ‫بدرت‬ ‫بادرة‬ ‫ما علم عند الكل‪ .‬ثم أردفها ما يتحدث الشاعر ‪ -‬البوسعيدي المعروف ‪ -‬عنه‪.‬‬ ‫جعلت ما أتوا به كالهباء‬ ‫سدد الضربة القوية مما‬ ‫إن سر التوفيق فى الابتداء‬ ‫وابتدى أولاً بنزوى فدانت‬ ‫دماء‬ ‫سفك‬ ‫بغير‬ ‫واستكا نت‬ ‫كلها عما ن برفق‬ ‫خضعت‬ ‫لم يمض على غالب بن علي في إمامته إلا سنة وثمانية أشهر‪ ،‬حتى‬ ‫خرج المذكور تاركاً عرش إمامته‪ ،‬غير قادر على الدفاع عنه‪.‬‬ ‫‪٣٠٥‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ غُمان‬ ‫)‬ ‫وتولى الأمر السلطان الحالي‪ ،‬سعيد بن تيمور بن فيصل‪ .‬وهذا شأن‬ ‫دهر‪ .‬ووتلك الأيام نداولها بين الناس‪.‬‬ ‫صبح العلم السلطاني ‪ 3‬يخفق على المعالم العمانية كلها‪ ،‬مانلبريمي‬ ‫إلى نار علما واحدا أحمر يعبر عن العهد السلطاني السعيد‪ .‬ولئه الأمر كله‬ ‫كان السلطان المذكور‪ ،‬محمود الفعال طيب الأعمال يحترم‬ ‫العلماء‪ ،‬ويكرم الزعماء‪ ،‬كان يقظاً واعياً‪ ،‬يطلع على كل شيء من أعمال‬ ‫حكومته©‪ ،‬ويراقب الأحكام الشرعية ويطلع عليها‪ ،‬ويناقش أهل الأعمال على‬ ‫اختلاف طبقاتهم‪ ،‬ولا يترك متمردا على الأمة ولو كان من أقرب الناس إليه‪.‬‬ ‫ويميزالأمور بألمعيته‪ ،‬قبل أن يقضي عليها‪ .‬لا يرى لقريبه إلا الحق© كما لا‬ ‫‪.‬‬ ‫يرى لبعيده إلا ذلك‪.‬‬ ‫كان كلامه كلام الملوك“ بكل معنى الكلمة‪ ،‬إذا وعد وفى‪ ،‬وإذا توعد‬ ‫شفى‪ ،‬وإذا رأى المنكر‪ ،‬عنه نهى‪.‬‬ ‫وأعظمهم هيبة © وآنزههم عرضا‪.‬‬ ‫أشرف الملوك نجاراً ى وأعز الملوك نفسا‬ ‫بقية الملوك الأوفياء‪ ،‬وأجل الملوك في الجزيرة العربية‪ .‬وإن صغرت مملكته‪.‬‬ ‫كاد أن يكون جامعة الملوك البوسعيديين‪ ،‬وخاتمة الأمراء العمانيين‪.‬‬ ‫وصلى الله على سيد نا ونبينا محمد وآله وسلم ‪.‬‬ ‫والحمد لله على كل حال‪6‬‬ ‫انتهى تحرير هذا العنوان‬ ‫في شهر رمضان‬ ‫المعظم سنة‬ ‫‪ ٣٥‬۔ه‪‎١‬‬ ‫سبقت الإشارة إلى أمم عمان الأصيلة والحادثة‪ .‬ومن حيث إن التوسع‬ ‫في التحقيق عن الأحوال التاريخيةث ومن بينها أمم عمان ‪ .‬شيء لا يتسع له‬ ‫هذا العنوان‪ ،‬الذي طالما قلنا عنه‪ :‬إنه كرمز لتاريخ عُمان‪ ،‬وكإشارة إلى‬ ‫حقائقه‪ .‬فإن أمم عُمان الآن غير أممه في سالف الأزمان‪ ،‬ولا بد من إيضاح‬ ‫ذلك في الجزء الأول‪ ،‬من تاريخ عمان‪ .‬فإن بعمان في العهد الأول أمما باد‬ ‫أسمها ومعناها‪ .‬ثم جاءت أمم أخرى كذلك فذهبت‪ .‬ثم أخرى فأخرى‪.‬‬ ‫حتى في هذا العهد القريب‪ ،‬نزلت عمان أمم من مختلف الأمم‪،‬‬ ‫جاليات وحاميات وأخرى كذلك يحق لتأريخها الذكر‪ ،‬ومنها الأمة الحيدر‬ ‫بادية‪ .‬التي أصبحت وإليها زمام التجارة بعُمان‪ ،‬فهي القابضة على الموارد‬ ‫والمصادر‪ .‬إذ تغلغلت بالعاصمة مسقط ‪ ،‬وامتلكت نواصي الأموال في المدينة‬ ‫الكبرى مطرح‪ ،‬واشترك معها في ذلك من الهندوس أفراد‪ ،‬ومن البلوش‬ ‫قليلون‪.‬‬ ‫ويرجع تاريخ العهد الحيدر بادي في عمان‪ ،‬إلى العهد البرتغالي‬ ‫النبهاني في عُمان‪ ،‬لأن في التاريخ العماني ما يشير إلى ذلك‘ وكان الواجب‬ ‫في البيئة أو القطر أو الدولة أو‪ ...‬أو‪..‬‬ ‫المحتوم‪ ،‬على أن التاريخ إطراء الأمم‬ ‫‪٣٠٧‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫قال ابن رزيق في سيرته‪ ،‬أي تأريخ عمان‪ :‬إن أحمد بن سعيد كان إذا‬ ‫نزل المطرح‪ ،‬أول من يواجهه بنو حسنك ثم الحيدربادية‪ ،‬ثم بقايا الناس‪.‬‬ ‫وهذا يدل على وجود الحيدر بادية بعمان إذ ذاك‪ .‬ولا شك أن وجودهم‬ ‫بعمان يقتضي السبق على عهد أحمد بن سعيد‪ .‬وأحمد المذكور قام على‬ ‫رأس الستين ومائة وألف للهجرة أي بعد تقلص ظل دولة اليعاربةش على‬ ‫رأس الخمسين ومائة وألف‪ .‬وكان قيامهم بأمر عُمان أول القرن الحادي عشر‬ ‫وقت‬ ‫حتى كان لهم خحصيص‬ ‫هجريا‪ .‬فالحيدر بادية قد وجدوا ذلك العهدث‬ ‫لمقابلة السيد الهمام أحمد الإمام في مطرح‪ ،‬كما ذكر ابن رزيق‪.‬‬ ‫وعلى كل حال‘ؤ إن الامة إذا وجدت من السلطان عواطف جميلة‬ ‫ورعاية حسنة تنام عليها وتستنيم إليها‪.‬‬ ‫وبذلك استوطنت عمان أمم أجنبيةث ومنهم أولاد ابن عيسى‪ ،‬أهل‬ ‫أزبق‪ .‬وكانوا تجارا أغنياء‪ .‬كانت ملاحظات السلطان طائفة على حركاتهم‬ ‫وسكناتهم‪ .‬وفي ذلك العهد صاهرهم الأمير محمد بن ناصر الجبري‪.‬‬ ‫حفاوة‬ ‫مسقط‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫وجدوا‬ ‫الجصة‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫القواسم‬ ‫وكذلك‬ ‫وإكرام فعاشوا في ظله آمنين مطمئنين إلى أن انتهى دورهم‪.‬‬ ‫وكذلك يوسف بن أحمد المعروف بالزاواوي‪ ،‬لم يكن من أهل‬ ‫الوطن العماني ث ولكنه لما جاء ووجد من السلطان الإكرام والاحتفال© ولقبه‬ ‫بالسيد يوسف“‘ نشط لأن يعيش في مسقط ‪ ،‬عيشة حرة آمنة مطمئنة‪.‬‬ ‫وهذه أحوال عمان في حق الوافد قد تنسيه وطنه وأهله وكثير من‬ ‫هذا النوع‪.‬‬ ‫وإنا لنرجو أن ينشط هذا الدور المقبل‪ .‬خصوصا بإخواننا العرب‬ ‫خاصة‪ .‬وإلى ما يشير الحديث إليه سيأتي إن شاء الله‪.‬‬ ‫‪٣٠٨‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عُمان‬ ‫)‬ ‫وجود الحيدر بادية بنمان‬ ‫قد أشرنا إلى تاريخ وجود هذا الجيل بعُمان‪ ،‬بما في تاريخ ابن رزيق‬ ‫الشاعر العماني‪ .‬ومن الممكن تحقيقه إن شاء الله في آول الجزء الأول© عند‬ ‫الكلام على تحقيق أمم عمان © العرب وغيرهم‪.‬‬ ‫ومن الممكن أن يكونوا جاءوا عُمان‪ ،‬أيام أرهاط فارس بعمان أو في‬ ‫دولة اليعاربة‪ ،‬التي سحبت أمما من الهند‪ ،‬كأعوان وكأسارى‪ ،‬وكأصحاب‬ ‫أعمال‘‪ ،‬من صناع وغيرهم‪ ،‬فاستوطنوا عُمان إذ وجدوا فيها بغيتهم‪ ،‬من يسر‬ ‫العيش ؤ واطمئنان النفوس“‪ ،‬وحسن العواطف‘ؤ من الإمارة العمانية سواء‬ ‫كانت إمامة أو سلطنة" فأدنتهم منها لمصالحها أيضاً‪ ،‬وللروابط بين القطرين‪.‬‬ ‫وثقل من‬ ‫وأفاد بعضهم‪ :‬بأنهم عاشوا في الهند على ضنك من العيش“‪،‬‬ ‫الحياة‪ ،‬فلما جاءوا عمان وجدوا فيها أنشودتهم‪ ،‬وتهافتوا عليها منذ ذلك‬ ‫العهد‪ ،‬زرافات ووحدانا‪ ،‬حتى أعطتهم حكومة عمان امتيازا خاصا‪.‬‬ ‫فهذا سورهم إلى الآن لا يدخله غيرهم‪ ،‬مهما كان من الحال‪ .‬في أشياء‬ ‫أخر‪ ،‬هي من حقائق التاريخ‪.‬‬ ‫وكان لسورهم المذكور قلاع أربع© من جهاته الأربع‪ ،‬في كل جهة قلعة‬ ‫حصينة‪ .‬بقيت هذه القلاع إلى هذا العهد‪ ،‬إذ كان لعمان غزوات وغزاة‪ ،‬في‬ ‫مختلف الأوقات ‪ .‬ومن مختلف الأمم‪.‬‬ ‫وكان الحيدر بادية غير متأثرين من الغزاة‪ .‬ولا هم يتدخلون على‬ ‫وبذلك‬ ‫ولا يشاركون في مطلق السياسات مهما كانت‪0،‬‬ ‫أحوال الغزاة‪.‬‬ ‫أصبحوا في التاج العماني نقطة لها وبوص‪ .‬ولا يخفى أن عمان تحترم الأمم‬ ‫مهما كانت صبغتها‪ ،‬وكان هؤلاء الحيدربادية ‪ .‬مدداً‬ ‫التي تفيض على عمان‬ ‫‪٣٠٩‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫لعمان التجارية‪ .‬وهم والبانيان معاك أمم هندية‪ .‬وكان الحيدر بادية من نواح‬ ‫شتى من الهند‪ .‬كما أن البانيان كذلك‪.‬‬ ‫ولله في بريته وانتشارها في هذه البسيطة حكمة بالغة‪ .‬فإن الهند مادة‬ ‫الدنياء وأصل حياتها‪ ،‬ولا تزال منبع الخيرات‪ ،‬ومعدن البركات“ والأرزاق‬ ‫الشديدة‬ ‫وإذا بأممها تعيش في هذه الأقطار ث الضيقة العيش©‪،‬‬ ‫بها لا تخفى‪،‬‬ ‫في مساعيها كلها‪ .‬سبحان من له في كل شيء آية ‪ .‬وله في كل قطر معتبر‪.‬‬ ‫ولا شك أن وجودهم بعمان في الساحل‪ ،‬لا في الداخل‪ ،‬منذ تاريخهم‬ ‫إلى الآن‪ ،‬وذلك للاتصال التجاري‪.‬‬ ‫نسبتهم الجنسية‬ ‫أما نسبتهم‪ :‬فيعرفون بالحيدر بادية} نسبة إلى «حيدر أباد» من الهند‪.‬‬ ‫ويقال لهم‪ :‬اللواتيا (بفتح اللام‪ ،‬وفتح الواو‪ ،‬بعدها ألف‪ ،‬فتاء مكسورة‪ ،‬فياء‬ ‫مفتوحة ‪ .‬بعدها ألف)‪.‬‬ ‫اسم‬ ‫‪:‬‬ ‫المؤرخون‬ ‫يقول‬ ‫لوتيا فيما‬ ‫مع أن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫اللقب‬ ‫هذا‬ ‫معنى‬ ‫ما‬ ‫لا أدري‬ ‫للثور الواقع على الصخرة © التي هي المركز الأول لهذا العالم‪.‬‬ ‫ويقول بعضهم‪ :‬نحن من لوي‪ .‬أي عرب‪ .‬أخبرني جعفر بن الحاج‬ ‫‏‪ [ ١٣٨٥‬بمقامه الخاص‬ ‫‏‪ ٢٤‬ربيع الثاني سنة‬ ‫في يوم‬ ‫باقر بن عبد اللطيفف©‬ ‫معاشر‬ ‫نحن‬ ‫إننا‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫فاضل ‏‪٠‬‬ ‫‪,‬بن‬ ‫اللطيف‬ ‫عبد‬ ‫جده‬ ‫عن‬ ‫ينقله‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫بمطرح‬ ‫هفي القرون‬ ‫الهند‪8‬‬ ‫إلى‬ ‫وهاجرنا‬ ‫لوي‪.‬‬ ‫من‬ ‫عرب‬ ‫بادية‬ ‫الحيدر‬ ‫الجماعة‬ ‫وكنا بها آغا خانية‪.‬‬ ‫الرسطى تقريبا‬ ‫‪٣١٠‬‬ ‫[‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫ٍ ثم جئنا إلى عُمان‪ ،‬وكان مسجدنا هذا الجامع الكائن على الساحل‪،‬‬ ‫معبدا للآغا خانية‪ .‬وبعد ذلك صرنا سنية‪ .‬ثم صرنا شيعة من عهد قريب‪،‬‬ ‫على التحري ما أكثر من خمسين سنة‪.‬‬ ‫وأول داع لنا إلى الشيعة‪ ،‬الشيخ علي بن محمد البحراني‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫فمنذ أكثر‬ ‫صرنا شيعة‪ .‬هذا ما كان من أمرنا فى الديانة‪ .‬أما فى وجودنا بعمان‬ ‫‪.‬‬ ‫من ثلاثمائة سنة‪ ،‬أي على رأس الألف‪.‬‬ ‫قال جعفر المذكور‪ ،‬قال أبونا الحاج باقر بن عبد اللطيف بن فاضل‪:‬‬ ‫بعضنا من الهند من حيدر أباد‪ ،‬وبعضنا من الكتش‪ .‬انتهى بنص حروفه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إن وجود الآغاخانية فيهم إلى هذا العهد الذي نحن فيه‪ .‬وفي هذه‬ ‫الأيام قام الآغاخانية يرحلون من عمان متخوفين ‪ ،‬لأنهم يتحينون حرباً في‬ ‫هذه البلاد ‪ .‬في تخمينهم‪.‬‬ ‫وكانت أسماء الحيدر بادية} أيام كانوا على المذهب السني‪ ،‬خلاف ما‬ ‫هي عليه الآن‪ ،‬لما صاروا شيعة‪ .‬فكانت أسماؤهم أسماء عربية عمانية‪.‬‬ ‫كخلفان وناصر ومسعود ومحمد وعبدالله‪ .‬ثم صارت في هذا العهد الجديد‬ ‫عبد الحسين وعبد الحسن وغلام حسين وغلام علي‪ ،‬وهكذا‪ .‬سبحان من له‬ ‫في كل شيء أمر لا يزال دليلا على سلطانه العظيم‪.‬‬ ‫‪٣١١‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫العنوإن عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫عددهم الحالي بنغمان‬ ‫اعلم أن أكثرية أهالي مطرح ‪ -‬وهي المدينة الكبرى في ساحل عمان ‪-‬‬ ‫هم الحيدر بادية } ويليهم البلوش [ فالبانيان ‏‪ ٠‬فالعرب‪.‬‬ ‫ولهم في الساحل العماني اتصالات بأحيائهم‪ ،‬إلى الشارقة فدبي‪ .‬ولهم‬ ‫وغائبة‪.‬‬ ‫يديرونها [ حاضرة‬ ‫أموال وتجارات‬ ‫فهم من ناحية جلب المصالح التجارية لعمان مجدون ولهم فيها حركة‬ ‫مهمة‪ ،‬وأعمالهم ناشطة‪.‬‬ ‫وهم بطبيعة الحال محبون للحكومة } لأنهم يجدون عندها آمالهم ‪ .‬في‬ ‫المصالح التي هم بصددها‪.‬‬ ‫‪٣١٢‬‬ ‫مقدمة الناشر ‪ ...........................................................................................‬‏‪٥‬‬ ‫المقدمة ‪...................................................................................................‬‬ ‫حدود الوطن العربي العام ‪ ...........................................................................‬‏‪٩‬‬ ‫عمان ‪ ..................................................................................................‬‏‪١٠‬‬ ‫‏‪١٠‬‬ ‫حدود عمان ‪.........................................................................................‬‬ ‫مساحة عمان ‪ ........................................................................................‬‏‪١٢‬‬ ‫عدد أهل عمان ‪ .....................................................................................‬‏‪١٢١‬‬ ‫‏‪١٣‬‬ ‫دكر أمم عمان ‪.......................................................................................‬‬ ‫المقاطعات العمانية ‪ .................................................................................‬‏‪١٤‬‬ ‫جعلان ‪ ................................................................................................‬‏‪١٧٤‬‬ ‫لشرقية حسب العرف العماني العام ‪ .............................................................‬‏‪١٤‬‬ ‫الجوف ‪ ...............................................................................................‬‏‪١٥‬‬ ‫الظاهرة ‪ ...............................................................................................‬‏‪١٥‬‬ ‫أرض الجو ‪ ...........................................................................................‬‏‪١٥‬‬ ‫الباطنة ‪ ................................................................................................‬‏‪١٦‬‬ ‫جبال عُمان ‏‪١٧.................................................................................‬‬ ‫جبل الكور ‪ ...........................................................................................‬‏‪١٧٧‬‬ ‫قنه وادي السحنن ‪ ...................................................................................‬‏‪١٨‬‬ ‫جبال الحدان ‪ ........................................................................................‬‏‪١٨‬‬ ‫جبال الشحوح ‪ .......................................................................................‬‏‪١٨‬‬ ‫الجبال المعدنية بعمان ‪ .............................................................................‬‏‪١٩‬‬ ‫جبل حفيت ‪ ..........................................................................................‬‏‪١٩‬‬ ‫جبل فهود ‪ ............................................................................................‬‏‪١٩‬‬ ‫جبال حطاط ‪ .........................................................................................‬‏‪٢٠‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫]‬ ‫مشاهير علماء عُمان في أول الإسلام ‪...........................................‬‬ ‫الإمارات العمانية ‪..................................................................‬‬ ‫إمارة آل زايد بن خليفة أو آل نهيان في أبو ظبي ‪.............................‬‬ ‫إمارة ال ثانى فى قطر ‪.............................................................‬‬ ‫‪.٠.٠..٠.........‬‬ ‫ه‪‎.....‬‬ ‫السلطنة العمانية ‪..................................................................‬‬ ‫الإمامة الحُمانية ‪.....................................................................‬‬ ‫وارد عُمان ‪..........................................................................‬‬ ‫صادر عمان ‪.........................................................................‬‬ ‫البلاد الرئيسية لهذا القطر ‪.........................................................‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫الحبيب ‪............................................‬‬ ‫للوطن‬ ‫الثغر القريب‬ ‫السيب‬ ‫رأس الخيمة أو جلفار القديمة ‪...................................................‬‬ ‫نخل في الجانب النعشي مانلجبل الأخضر ‪...............................‬‬ ‫الفصون ‪.................................................‬‬ ‫ينقل بني علي أو شبكة‬ ‫الدريز والعراقي جناحا العينين ‪..................................................‬‬ ‫إبراء المساكرة وآل الحارث ‪......................................................‬‬ ‫القابل عرش آل صالح بن علي ‪..................................................‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫بدية مقاطعة آل الحجر ‪........................................................‬‬ ‫جعلان أهم ثغور عُمان ‪...........................................................‬‬ ‫راس الحد أو راس عمان في الشرق ‪...........................................‬‬ ‫راس الجبال أو رؤوس الجبال ‪..................................................‬‬ ‫المراكز الأخرى غير التي ذكرناها بعمان ‪....................................‬‬ ‫أدم من بلاد عُمان التي تستحق الذكر بين أعلام البلاد ‪.....................‬‬ ‫الحدرية ‪...............‬۔‪..................................‬‬ ‫الشرقية أو البلدة‬ ‫سناو‬ ‫السويق حضيرة آل سعد ‪.........................................................‬‬ ‫العقد ‪...........................................................‬‬ ‫واسطة‬ ‫الخابورة‬ ‫مقام القبائل العمانية الكبرى ‪....................................................‬‬ ‫بنو ريام في عمان الداخلية ‪......................................................‬‬ ‫آل سعد في هوازن ‪...............................................................‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫‪3‬‬ ‫قبيلة بني رواحة في عبس ‪.......................................................‬‬ ‫قبيلة بني خروص ديوان الإمامة ‪................................................‬‬ ‫قبيلة بني غافر من القبائل ذات الشأن في عُمان ‪..............................‬‬ ‫فهم ‪...............................................‬‬ ‫مالك بن‬ ‫بن‬ ‫قبيلة بني هناءة‬ ‫قبيلة الحواسنة في الجانب الغربي من عمان ‪..................................‬‬ ‫قبيلة النعيم وآل بوشامس ‪.......................................................‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫(‬ ‫قبيلة آل بو سعيد ملوك عمان ‪ ...................................................................‬‏‪١٧٠‬‬ ‫تتمة ‪ .................................................................................................‬‏‪١٧١‬‬ ‫عمان فى نظر الرسول ية ‪ ......................................................................‬‏‪١٧٣‬‬ ‫‏‪١٧٥‬‬ ‫عمن وأئمتها ‪.........................................................................‬‬ ‫ملوك‬ ‫‏‪١٧٩‬‬ ‫بيان عن أهل عمان من هم؟ ‪....................................................................‬‬ ‫شأن أهل عمان بين أمم الإسلام ‪ ...............................................................‬‏‪١٨١‬‬ ‫افتراق أهل عمان ‪ .................................................................................‬‏‪١٨٤‬‬ ‫المرة الأولى ‪ .......................................................................................‬‏‪١٨٥‬‬ ‫الافتراق الثالث ‪ ...................................................................................‬‏‪١٨٥‬‬ ‫الافتراق الثالث وهو الباقي إلى اليوم ‪ ..........................................................‬‏‪١٨٧‬‬ ‫عمان بالنظر إلى الوجهة الإسلامية ‪ .............................................................‬‏‪١٨٩‬‬ ‫عمان وأبو بكر (رضى الله عنه) ‪ ................................................................‬‏‪١٩١‬‬ ‫عمان وعمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ‪ .....................................................‬‏‪١٩٢‬‬ ‫عمان وعثمان بن عفان (رضي الله عنه) ‪ .......................................................‬‏‪١٩٣‬‬ ‫عمان وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ‪ ...................................................‬‏‪١٩٤‬‬ ‫غزو الحجاج لعمان ‪ ..............................................................................‬‏‪١٩٦‬‬ ‫آخر وقعة تقضي على عمان ‪ ....................................................................‬‏‪١٩٧‬‬ ‫عمان وعمال الحجاج ‪ ............................................................................‬‏‪٢٠٢‬‬ ‫عوماانلوليد بن عبد الملك ‪ ....................................................................‬‏‪٢٠٢‬‬ ‫عمان وسليمان بن عبد الملك ‪ ..................................................................‬‏‪٢٠٢٣‬‬ ‫عمان وعمر بن عبد العزيز ‪ ......................................................................‬‏‪٢٠٤‬‬ ‫جملة ملوك عمان وأئمتها ‪ .......................................................................‬‏‪٢٠٩‬‬ ‫اول إمام بعمان ‏‪٢١١....................................................................................‬‬ ‫القسم الثاني من العنوان في تاريخ عمان على نهج الإجمال ‪ ..............................‬‏‪٢١٥‬‬ ‫دول عمان إمامة وسلطنة ‪ ........................................................................‬‏‪٢١٧‬‬ ‫الدولة الثانية دولة بنى الجلندى ‪ ................................................................‬‏‪٢١٨‬‬ ‫الدولة الثالثة دولة اليحمد ‪ .......................................................................‬‏‪٢٢٠‬‬ ‫الدولة الرابعة دولة بني نبهان في عمان ‪ .......................................................‬‏‪٢٢٦‬‬ ‫العنوان عن ناريخ عمان‬ ‫)‬ ‫سبب تسلط النباهنة على أهل عمان تلك المدة الطويلة ‪............‬‬ ‫مشاهير ملوك بني نبهان في عُمان ‪......................................‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫يعرب‬ ‫الدولة الخامسة دولة آل‬ ‫‏‪٠......................‬‬ ‫أبي العرب‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫سيف‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫إمامة‬ ‫إمامة قيد الأرض سيف بن سلطان ‪....................................‬‬ ‫إمامة سلطان بن سيف بن سلطان ‪......................................‬‬ ‫إمامة الإمام مهنا بن سلطان ‪.............................................‬‬ ‫إمامة سيف بن سلطان الصغير إمام الرؤساء ‪..........................‬‬ ‫إمامة الإمام بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف ‪...................‬‬ ‫الدولة السادسة دولة آل بوسعيد ملوك العصر ‪.......................‬‬ ‫أعمال أحمد بن سعيد بن أحمد بن عبد الله الإمام ‪..................‬‬ ‫سلطنة سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد ‪...............................‬‬ ‫سلطنة السطان السيد سلطان بن الإمام أحمد ‪........................‬‬ ‫سلطنة السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام ‪...........................‬‬ ‫سلطنة السلطان ثويني بن سعيد بن سلطان ابن الإمام ‪..............‬‬ ‫إمامة الإمام الرضي النقي عزان بن قبس ابن عزان بن قيس الإمام‬ ‫سلطنة السلطان تركي بن سعيد بن سلطان ابن الإمام ‪...............‬‬ ‫سلطة السلطان فيصل بن تركي بن سعيد ابن سلطان ابن الإمام‪...‬‬ ‫سلطنة السلطان تيمور بن فيصل ابن تركي بن سعيد ‪................‬‬ ‫سلطنة السلطان المؤيد سعيد بن تيمور بن فيصل ‪...................‬‬ ‫أعمال السلطان سعيد بن تيمور في عُمان ‪.............................‬‬ ‫‪٣٩‬‬