‫ا نزرا الزائر‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫رز‬ ‫جب‬ ‫‪.‬‬ ‫الفكرالعقدي عند الشيخ بيوض‬ ‫وآثارد ‏‪ ٨‬الإصلاح‬ ‫«‬ ‫‪٣‬‬ ‫_‬ ‫‪٠‬‬ ‫هه م‪ ٩ ‎‬هه‪‎‬‬ ‫نلاانية‬ ‫نربمن هت‬ ‫القبة۔الجزائر‬ ‫ز‪.‬ر‬ ‫ج غر‬ ‫هة‬ ‫نشر‬ ‫‪:‬‬ ‫غفرن(لللمز بجنن‬ ‫جعية التراث‬ ‫ص‪.‬ب‪ .91 .‬القرارة ‪ -‬غرداية (‪ - )01174‬الجزائر‬ ‫الطبعةالاأولى‬ ‫فاكس‪920 58 13 20 :‬‬ ‫‪2‬ه ‪1102 /‬م‬ ‫»‪://‬‬ ‫‪.. .‬‬ ‫الإيداع القانونى رقم‪1102 /14 31‬‬ ‫‪...:‬‬ ‫‪5‬۔‪548-7499-8795‬‬ ‫| ردمك ‪4 .‬‬ ‫دار الخلدونية للنشر والتوزيع‬ ‫|‬ ‫‪ 50‬شارع مسعودي محمد‪ .‬القبة القديمة ‪ -‬الجزائر‬ ‫أصل هذا الكتاب أطروحة دكتوراه في ا‬ ‫ها ‪ - 94.68.86.120 :‬ها‪ /‬فا ‪84.68.86.120 :‬‬ ‫النقال ‪70.38.45.0550 - 05.05.25.1770 :‬‬ ‫العقيدة الإسلامية‪ .‬نوقشت بكلية العلوم‬ ‫‪0_99.‬ل‬ ‫الإسلامية‪ -‬جامعة الجزائر؛ يوم ‪ 70‬محرم‬ ‫‪ 2‬ه‪ 31 /‬ديسمبر ‪0102‬م‪ .‬بعنوان‪:‬‬ ‫طع‬ ‫«الفكر العقدي عند الشيخ بيوض منهجه إ‬ ‫‪37‬‬ ‫وأبعادها‪ .‬إشراف‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يوسف حسين‪.‬‬ ‫ن‪:‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫بتقدير‪ :‬مشرف جذا‬ ‫ك‬ ‫حز‬ ‫ت_‬ ‫لت‬ ‫|ر‬ ‫)‪,=-‬‬ ‫ب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م ه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬نوع طالبي احمد ‪ -‬غرباية۔الجزالر‬ ‫هاتف ‪ /‬فاكس‪920 88 63 35 :‬‬ ‫النطقة الصناعية‪920 78 43 43 :‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ه >>‬ ‫الإهسسمداء“;‬ ‫‪ | ٢‬هادر الناسإلى قلى بعد الحبيب ثة ‪ .‬وأعظمهم يدا‪./ ‎‬‬ ‫والد__مَالكرهين‬ ‫مبتامحَنهتاكتَا مباني صَفيم] ‏‪٠4‬‬ ‫كتزااللنيناستهضواهمَّيوآنرمروني‬ ‫موشأايسخايتذتيسيفجميع مراحل التعليم ‪ 3‬وإخواني الأصنياء‬ ‫الاولنفربوّجةوأولاد_ےالأعرء‬ ‫النينغتنيهذا البحث عنهم طويلا } وعملوا عناء انشغاليعنهم‬ ‫إل كل العاملي على بصيرةمن أجل تفعيل الامان والتحرك بالقرآن‬ ‫مبين‬ ‫اانلمر‬ ‫عضو‬ ‫ل مر‬ ‫سعبً لوحدةالمسلمين } ومكيناللدين‪ ،‬ابت‬ ‫اغاء‬ ‫لهؤلاء جميتاأمدےثرةجهد_‪.‬ے‬ ‫عرفانا ووفاء‬ ‫\‬ ‫|‬ ‫‏‪٠ ٠‬‬ ‫ء‬ ‫>‬ ‫‪ .‬يد‬ ‫ث‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تنه ۔‬ ‫‪..٠١‬۔‏ ز‪=..‬م‬ ‫‪= .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪.7 ...٠٠‬۔‪::‬‬ ‫ك‪.‬‬ ‫‪ -:::‬ا‪..‬‬ ‫ت‪.‬‬ ‫=‪.,.‬ث ‪7‬‬ ‫=‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬عز"‬ ‫‪9‬‬ ‫تقديم الدكتور نحمد ناصر بوحجام‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫الإمام الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض شخصية إسلامية كبيرة‪ .‬وعالم متبحّر في‬ ‫شتى العلوم‪ ،‬وعامل متحرك في تلف الميادين" متميز في نشاته وتكوينه‪ ،‬لفت إليه‬ ‫الأنظار بفكره العميق المتنوّع‪ ،‬وحير الألباب ‪ -‬أحيائا ‪ -‬بفهمه الخاص لحقيقة الحياة‬ ‫والترج فيها‪ ،‬وجذب التفوس ‪ -‬أخرى ‪ -‬بمنهجه في العمل والتشاط وأنزل في‬ ‫قلوب بعض خلق النه تقديرًا له وإكبارًا؛ برؤاه ونظراته وآرائه‪ .‬وأدهمش بعضهم‬ ‫باجتهاداته‪ .‬فى مختلف المجالات والميادين والموضوعات‪ ...‬وأعجز آخرين في إدراك‬ ‫حقيقة ما يحمله داخل نفسه وفتح نقاشا حادا ومستمرًا حول شخصيته المتفردة‬ ‫خصائص وعلامات مميزة‪.‬‬ ‫هذه علامات العظيم الذي يصعب على كل التاس أن يفهمو ف آرائه‬ ‫نانقذيل من‬ ‫وتخطيطاته‪ ،‬وتحركاته ونشاطه ومواقفه وعلاقاته‪ ،‬وتدبيره وتسييرد‪..‬‬ ‫يدرك أعماق العظيم‪ ،‬ويقدر على سبر أغواره‪ ،‬ويعرف معالم شخصيته والأبعاد‬ ‫التي تنتهي إليها‪ .‬إن الثتيخ إبراهيم بيوض يتميز بالعمق الفكري© وشمولية النظرة‪.‬‬ ‫ووضوح الرّؤية‪ 5‬ونجاعة المنهج‪ ،‬والبراعة في البيان والتحليل والتبليغ‪ ،‬والقدرة على‬ ‫تحويل الفكر إلى فعل‪ ،‬والصرامة في العمل والمرونة في التحرك‪ .‬و‪ .:‬س على‬ ‫المحافظة على الأصولء والاجتهاد والإصرار على التطوير والتجديد ودفع عجلة‬ ‫‪ .‬مار الأرض بقوة‪ .‬وهي الأمانة التى حملها الإنسان‪ ،‬كما قال تعالى‪ . :‬نائم‬ ‫م ا الزر وَاسْتَعْمَركُمْ فيها قَاسْتَشْنرُوه ثم ثونوا النه إذ ربي قريب‬ ‫(هود‪.)16 :‬‬ ‫مُجي‪4‬‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫‪10‬‬ ‫هذه المميزات منحت الشيخ بيوض أن يحمل صفة مدرسة فكرية متميزة‪.‬‬ ‫في مضمونها ومنهجها‪ ،‬ورؤاها‪ ...‬وفي معالمها ووسائلها في العمل" وفي‬ ‫قواعدها في رسم الأولويات والانطلاق؛ لضمان الانعتاق‪ ،‬وتجنب الانزلاق‪،‬‬ ‫والظفر بالائتلاق‪...‬‬ ‫هذه الملاحظات التي قد تبدو غير واضحة في عقول كثير ممن لا يعرف عن‬ ‫شخصية الثتيخ بيوض إلآ القليل‪ .‬ولا يتمتع إلا بالوشل الذي لا يسمن ولا يغني‬ ‫من جوع‪ .‬ولا يغي فيه ما يعينه على معرفة صحيحة وحقيقية هذه الشخصيّة؛ لذا‬ ‫يحتاج لتحقيق ذلك إلى مفاتيح تسمح له بفتح المغاليق من الأبواب الموصدة؛ حتى‬ ‫يتمكن من إدراك أبعاد عمل الشيخ وما يمكم تحركه ويسير حياته‪ .‬هذه المفاتيح‬ ‫تدرك بالاطلاع الواعي على سيرته‪ ،‬وبمعرفة الخصائص التي تميز شخصيته‪.‬‬ ‫وباستيعاب المضامين التي يحتويها فكره‪ ،‬وبفقه منهجه في التعامل مع من يحتك بهم‪.‬‬ ‫بإدراك طرق تناول ما يعرض له‪ ،‬وبفهم الأبعاد التى تحملها تحركاته‪ ،‬والغايات التي‬ ‫تنشدها‪ ...‬وغير ذلك نما هو من خصوصيات الرجل الكبير في فكره‪ .‬والعظيم في‬ ‫رؤاه‪ 6‬والدقيق في تخطيطه‪ ،‬والجريء في مواقفه وآرائه‪...‬هذه اللفاتبح تتهعين على‬ ‫القيام بدراسات معمقة وموضوعية مفيدة ومنصفة ة وواعية‪. .‬‬ ‫من هذه الآراسات القيمة الجادة دراسة الذكتور حمو بن عيسى الشتيهاني‪.‬‬ ‫الموسومة ب"الفكر العقدي عند الشيخ بيوضس منهجه وابعاده‪ ،‬الذي حصل بها‬ ‫على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية‪.‬‬ ‫اجتهد الباحث في تقديم جانب مهم من شخصية ة الشبخ بيوض‪ :‬وعمله الذي‬ ‫أبدع فيه وأجاد وأفاد‪ .‬وأعاد الناس إل الجادة ف فهم الشتريعة‪ ،‬حتى يحسنوا التعامل‬ ‫معها‪ ،‬ويتقنوا تطبيقها في الميدان والحياة‪ .‬هذا الجانب هو الفكر العقدي" الذي يجهله‬ ‫اغلب الاسس بل كثير من الدارسين‪ .‬ومنهم من أصدر احكاما متسرعة عن الثتيخ‬ ‫بيوض في هذا الجانب" هذه التراسة أماطت عنه اللثام؛ وستدفع فيه الآراسات إلى‬ ‫الأمام‪ .‬قال حمو الثتيهاني‪« :‬كان اسم الثتيخ بيوض مقتر نا بالحركة الإصلاحية‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫وأضاف هذا البحث اقتران اسمه بالجانب العقدي" بالكشف عن الخيوط التى كان‬ ‫الشيخ يحكم ربطها بين العقيدة والجانب العملي عند تحليل نصوص العقيدة‪.‬‬ ‫حيث يسعى لتيسيز عرضهاء وتفعيلها لتصطبغ بها حياة الفرد والمجتمع وعند‬ ‫معالجة قضايا عصره‪ .‬بإحكام مرجعيتها الإيمانيّة‪ ،‬واتخاذ العقيدة القاعدة الأساسية‬ ‫التى تنطلق منها عمليته الإصلاحية‪ ،‬الشتاملة لمختلف مجالات الحياة»‪.‬‬ ‫من مقدمة البحث نقرا أهمية تناول هذا الجانب في شخصية الشيخ بيوض‪.‬‬ ‫فقد نص الباحث على ذلك‘ وذكر من جملة ما ذكر‪« :‬على الرغم من ضرورة‬ ‫الاستفادة من‪ .‬تجارب السابقين فإن التراث الإسلامي لا يزال بجاجة إلى دراسات‬ ‫المهتمين والمتخصصين‪ :‬لأجل ذلك رغبت في دراسة فكر أحد أعلام الإسلام‬ ‫المجددين‪ .‬الشتيخ إبراهيم بن عمر بيوض رحمه النه‪ ،‬إضافة إلى أسباب أخرى هي‪:‬‬ ‫إن الثتيخ بيوض من العلماء العاملين للتهوض بالمجتمع الإسلامي‪ :‬الحلي‬ ‫والوطني والعالمي‪ ،‬فهو رائد الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري‪ ،‬وأحد مؤسسي‬ ‫جمعيّة العلماء المسلمين الجزائرتين‪ ،‬وعضو لجنة إغاثة فلسطين‪.‬‬ ‫‪ - .‬إن اجتهادات الشيخ بتوض تشكل حلقة من حلقات تطور منهج عرض‬ ‫العقيدة عند الإباضية‪ ،‬وتممل خطوات عملية نحو تحقيق الوحدة الإسلامية‪.‬‬ ‫ف مقدمة اللراسة توجد خيوطها‪ .‬وفيها نقرأ أهمية ما عرضه الباحث‘‬ ‫وينكشف معالم فكر الشيخ بيوض العقدي‪ ،‬ومنهجه في تناول مسائل العقيدة‪.‬‬ ‫وتبرز هذه القيمة فيما صرح به الباحث‪« :‬يسغى هذا البحث إلى تحقيق هدفين‪:‬‬ ‫‪ -1‬الكشف عن جهود الشيخ بيوض في الجانب العقدي‪ ،‬من خلال‪:‬‬ ‫‪ .‬أ استقراء تراثه الفكري‪ ،‬واستخلاص آرائه العقدية وتتييها‪ ،‬لعدم وجود‬ ‫تاليفو للشيخ في العقيدةء ولا دراسة خاصة بآرائه فيها‪.‬‬ ‫بح امنتنباط القواعد المنهجية التي اعتمدها في تقرير مسائل العقيدة‪.‬‬ ‫وتوظيفها في حركته الإصلاحية‪.‬‬ ‫تقديم الدكتور حمد ناصر بوحجام‬ ‫‪ 2‬الإسهام ني استعادة وظيفة العقيدة الإسلامية‪ ،‬بإخراجها من نطاق‬ ‫التجريدات الذهنية وتوجيهها من مواقف دفاعية عن التراث المذهبي إلى منهج‬ ‫تاصيلي وعملي‪ .‬بتحريك الإيمان واستثماره في تفعيل حياة الإنسان»‪.‬‬ ‫هذا التصزيح يلفت النظر إلى مغسمون دراسة الباحث" ويضع القارئ في‬ ‫السياق الذي أراده البحث أن يكون المسار الذي يصحبه فيه‪ .‬كما يبين هذا‬ ‫الإعلان الغاية الكبرى والبعيدةء الق تتعدى دراسة الفكر العقدي عند القتيخ‬ ‫إل‬ ‫وا لاسللاق‬ ‫الفكر‪.‬‬ ‫والتقديم‪ .. .‬لل الافادة من هذا‬ ‫حدود المرض‬ ‫بيوض‬ ‫استثمار العقيدة في الحياة العملية‪ .‬وتوظيفها في تصحيح الستلؤك وترشيد المسيرة‪.‬‬ ‫هذه الفائدة العملية المستقاة من فكر الشيخ بيوض العقدي نتهت إليها‬ ‫اطروحة البحث وتبنئتها‪« :‬ارتكزت الحركة الإصلاحية عند الثشيخ بيوض‬ ‫على الجانب العقدي وفق المنهج القرآني في تربية الإنسان‪ ،‬وبناء المجتمع المسلم‬ ‫المعاصر الأصيلة‪.‬‬ ‫لعرض هذه الأطروحةء وتحليل مضمونها‪ ،‬والكشف عن أبعادها‪ ،‬وبيان‬ ‫قيمتها وتقويمها تناول الباحث في هذه الدراسة العناصر الآتية‪ :‬الجانب التعليمي‬ ‫والإصلاحي في مسيرة الثتيخ بيوض منهجه في الاستدلال على مسائل الاعتقاد‬ ‫خصائص هذا النهج‪ .‬أصول الامان وأبعاده النفسية‪ .‬والسلوكية‪ .‬ثم الجانب‬ ‫التطبيقي‪ ،‬الذي كشف فيه عن الأبعاد الإيمانية لمجالات الإصلاح عند الفتيخ بيوض‬ ‫التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية‪.‬‬ ‫يظهر في هذا الهيكل الإلمام بكثير من العناصر المهمّةش التي تبرز معالم شخصية‬ ‫وتلفت‬ ‫الشيخ بيوض بعامة وتكشف أبعاد الفكر العقدي عنده وتبرز منهجه‪.‬‬ ‫النظر إل الإفادة من كل ذلك ف التعامل مع المسائل العقدية وهو بيت القصيد ف‬ ‫هذه الدراسة‪.‬‬ ‫بنتائج‬ ‫الذراسة مهمة ورائدة ف هذا الموضوع دليل ذلك ‪:‬أن الباحث خرج‬ ‫مهمّةؤ حددت بكثير من الدقة معالم فكر الشيخ بيوض العقدي‪ ،‬وكشفت‬ ‫‪31‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫حدود منهجه في عرض هذا الفكر‪ ،‬وحسن توظيفه في توجيه حياة الفرد‬ ‫الملسلم‪ ،‬وبناء كيان المجتمع الإسلامي واستثمار التوجيهات والتشريعات‬ ‫الإسلامية في الجانب العقدي لتنمية الروح الإسلامية وتحريك الطاقة الإيمانية‪.‬‬ ‫لتوجيه الحياة نحو الأقوم‪ ،‬وترشيدها نحو الأحسن والستير بها إلى حيث‬ ‫الصلاح والفلاح والنجاح‪...‬‬ ‫من هذه ا لنتائج ‪:‬‬ ‫ه إن الثتبخ بيوض لم يؤلف في العقيدة‪ ،‬إلآ آله صاحب فكر عقدي واضح‬ ‫المعالم‪ 6‬يتجلى ني منهج عرض قضايا العقيدة‪ ،‬وأبعاده النفسية والسلوكية‪...‬‬ ‫ه يعد الثتيخ بيوض البحث في شؤون النه الخاصة ومسائل الغيب المفتقرة إلى‬ ‫القطعية تكلَمًا وفضولاء لا يثمر إلا حيرة وفرقة ‪ ...‬كان يركز الكلام ف‬ ‫‏‪ ١‬لنصوص‬ ‫قضايا الإيمان المرتبطة بعمل الإنسان‪ :‬تزكية وسلوكا‪ 6‬ويجتهد في تيسير اساليب ‪:‬‬ ‫عرضها قصد تحريك الإيمان في القلوب وتحويله إلى قوة باعثة على العمل الصالح‬ ‫)‬ ‫الشامل للجانب الروحي والمادي‪.‬‬ ‫ه يمتاز منهج الفتيخ بێوض العقدي بخصائص منها‪ :‬الختمولية‪ ،‬الواقعية } النظرة‬ ‫المقاصدية التحرر من التعصب المذهبي‪.‬‬ ‫ه ضبط مسائل الاعتقاد ا لتي يتعين على المؤمن أن يعتقدها ‪ .‬ويكون له موقف‬ ‫ثابت فيها‪ ،‬وأخرج من مسائل الاعتقاد ما انضاف إليها واكتسب بمرور الزمن‬ ‫قدسيتها وأحكامها‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ائسم منهج الشيخ بيوض ف تناول مسألة الولاية والبراءة با لاضالة‬ ‫والفاعليّة‪ ،‬إذ أصل لتوسيع نطاق الولاية ليشمل الصالحين من الأمة الإسلامية‬ ‫جمعاء وترجم موقفه إلى مشاريع ميدانية‪ ...‬قَسنَمَا بذلك من دائرة المذهبية الضيقة‬ ‫إلى رحابة الإسلام‪ .‬ومن نطاق الكلام إلى اقتحام عقبات العمل والاستقامة؛ معتقدا‬ ‫أن ذلك من مقتضيات الإيمان‪.‬‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫|‬ ‫‪14‬‬ ‫العقدي إل المنهج السّلفي‪ ،‬لاتتناعه‪.:‬‬ ‫بالذرس‬ ‫ه دعا الشيخ بيوض لل الرجوع‬ ‫أن لا منهج ف بابر العقيدة إلأ منهج الله تعالى ف كتابه الكريم ‪.‬‬ ‫هيئاته بمرجعيتها الإمانية[ فاقنع الأمة أن سلطة المسجد سلطة شرعيّة‪ ،‬وما‬ ‫صدز هيئة العزابة من نظم وتعاليم مُلزم لأفراد المجتمع‪ ،‬وان هذه النظم تمكل‬ ‫حصن لتين‪..‬‬ ‫الإصلاحية سالكا في ذلك اتجاهين‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬الاجتهاد في تنزيل النص العقدي على الواقع المعيش‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬علاج القضايا المناسكية والحياتية الراهنة بإحكام صلتها باصوفها‬ ‫الإيمانية‪ 5‬فيهتدي بذلك إلى إيجاد حلول جذرية ها‪ ،‬لأن سلوك الإنسان مرهون‬ ‫ما يضمره من تصور واعتقاد‪. .‬‬ ‫«بناء على هذا البيان = يقول الباحث ‪ -‬نؤكد القول‪ :‬بان حركة الشيخ‬ ‫بيوض الإصلاحية‪ .‬الثناملة لمختلف مجالات الخيناة هين ثمرة فكره العقدي‬ ‫الحركي الوسطي؛‪.‬‬ ‫تعليق الباحث الأخير يجحذد حقيقةالرس العقدي عندد الشيخ بييوض‪،‬‬ ‫ويقذم فحوى منهجه في عرض العقيدةء ويبرز أبعاده ومعالمه وجدواه في تنظيم‬ ‫حياة الفرد المسلم بخاصة‪ .‬ويجيب عن السؤال التي أطلقه بعض الدارسين‪ :‬كيف‬ ‫الإصلاح‬ ‫كان منطلق الثتيخ بێوض؟ أمن العقيدة هث ‪.‬م حط ف الإصلاح؟ أم من‬ ‫بدأ ثمسار فعالجه مستنيرا بالفكر العقدي؟ الجواب‪ :‬إن الشيخ بيوض دخل ‪:‬‬ ‫معترك الإصلاح وسيّجه وصبغه بصبغة العقيدة" فكان يمالج قضايا المجتمع‬ ‫بمنظور عقد دي كلما دعت ا لضرورة إل ذلك‪ .‬هذا ما يفسر عدم تاليفه في‬ ‫العقيدة كت مبا‬ ‫‪51‬‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫سجل الباحث للشيخ بتوض مخالفة مشهور مذهبه الإباضي في مسائل‬ ‫معدودة‪ .‬ورأى أن هذا يع جرأة من الشيخ في التصريح بما انتهى إليه اجتهاذه‪.‬‬ ‫وقد أصل لهذه المواقف والآراء‪ .‬وبخاصة في مسألتي الرضا عن جميع الصحابة‪.‬‬ ‫وولاية كافة الصالحين من المسلمين من دون اشتراط الموافقة ف المذهب الخاص‪.‬‬ ‫علق الباحث على موقف الشيخ بيوض في هذه الاجتهادات؛ لمزيد بيان منهجه‬ ‫في الترس العقدي© وتوضيح أبعاده‪« :‬الأمَة الإسلامية بجاجة ماسة إلى هذا الفكر‬ ‫العقدي الوسطي العالمي‪ ،‬الذي يحرص على وَحدة الصف حرصه على وحدة‬ ‫الرب‪ .‬فلولا نفر من كل مذهب تخبة من الباحثين المنصفين لتنقد تراثها نقذا‬ ‫موضوعيا من الداخل لَتَقَدُم مشروع الوحدة الإسلامية خطوات ميدانية مباركة‪.‬‬ ‫ولوفرت الأمة كثيرا من جهودها الفكرية والمادية المستنرّفة‪ .‬وستترتها في التعاون‬ ‫على البر والتقوى‪ ،‬وخدمة الصالح العام للمسلمين" ودعوة البشرية الحائرة‪.٤...‬‏‬ ‫هذا التعليق تسجيل لأحد الأهداف المرجوة والمنشودة من تناول منهج الثتيخ‬ ‫بيوض بالتراسة‪ .‬وعرض فكره وتحليله‪ .‬وهو أيضا رسالة موجهة إلى كل ناشط في‬ ‫الحقل الإسلامي‪ ،‬وإلى كل داعية ومرشد‪ ،‬وهو دعوة صريحة وصادقة وواعية‬ ‫للإفادة من تجارب العلماء العاملين" ونداء إلى توجيه الآراسات إلى ما يخدم‬ ‫الصتالح العام‪ .‬هذه إحدى إيجابيات هذه الدراسة‪. .‬‬ ‫سجل الباحث نقط ضعف في منهج الثتيخ بيوض في عرض العقيدة‪ ،‬منها ما‬ ‫يتعلق بعدم التقيد بما دعا إليه؛ كذكره تفاصيل في مسائل غيبية‪ .‬من غير أن يستدل‬ ‫عليها بنصوص يقينية من القرآن أو السنة المتواترة «فالتسق المنهجي للشيخ يقتضي‬ ‫التوقف في هذه المسائل‪ ،‬وإرجاع علم حقائقها إلى اله وحدها‪.‬‬ ‫من ذلك تأويله التصَ إلى معنى يتعارض مع ما ذهب إليه من أقوال‪« ،‬مشل‬ ‫تأويله حديث المفلس بتفضل انته على الغرماء بمغفرة بعض التنوب‪ .‬فهذا المعنى‬ ‫يتناقض مع قوله بعدم حصول المغفرة إلآ بالتوبةش إلا إذا كان يقصد مغفرة‬ ‫الصغائر دون الكبائر' ‪.‬‬ ‫تقديم الدكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫‪16‬‬ ‫لاحظ الباحث ‪ -‬أيضا ‪ -‬أن النتيخ بنوض لا يعنى بتعريف بعض‬ ‫اللصطلحات العقدية‪ .‬عندما يتناولها أو يذكرهاء ويقول‪« :‬إلاآً آله يعذر في ذلك‬ ‫لكونه لم يلزم نفسه بناليف كتاب في العقيدة‪ ،‬بل كان يلقي دروسه المسجدية‬ ‫للخاصة والعامة‪ .‬فيتفاضى في بعض الأحيان عن تحديد المصطلحات مُوليًا عنايته‬ ‫الكلية لآثارها العملية‪ ،‬التي كانت غاية درسه العقدي‪ .‬ولكته حين يرى أن‬ ‫استيعاب الترس لا يتم إلآ بضبط مصطلحاته‪ 6‬فإنه يخصها بتعاريف دقيقة‬ ‫وشروح ضافية‪ .‬كما فعل مع قضية (شرك الأولياء)‪ .‬حيث قام بصياغة قاعدة كلة‬ ‫ف تحديد معنى الشرك وضبط الفروق بين (التوسط) و(التوسل)‪ ،‬وبين اتخاذ‬ ‫الأسباب والاستعانة بالأولياء'‪.‬‬ ‫تعليقنا على هذه الملاحظات هو الآتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬يبدو الباحث مترددا في تسجيل بعض نقط الضعف في فكر الشتيخ بيوض‬ ‫العقدي‪ ،‬وبخاصة ما لاحظه في منهجه بدليل محاولته إيجاد مبررات لبعض ما أشار‬ ‫إليه‪ ،‬مما عده مخالفة لما كان يدعو إليه‪ .‬هذه المبررات استقاها نما استنتجه هو من‪.‬‬ ‫منهج الشيخ بێوضك ومما فهمه من عرضه الدرس العقدي عنده‪.‬‬ ‫‪ 2‬إن عرض الباحث للفكر العقدي ومنهجه‪ ،‬وتحليل مضمونهماء وتقديم‬ ‫أبعادهما‪ ،‬والغاية المربوطة بهماك والمنشودة منهما‪. ..‬كما كان يرمي الشبخ بيوض‪.‬‬ ‫يدعو إلى عدم التسليم بهذه الملاحظات من دون مناقشة وتأمل وتان‪.‬‬ ‫‪-3‬ما ذكره الباحث يجمل طابع وجهة نظر خاصة‪ .‬قد تكون صحيحة وقد‬ ‫تكون غير ذلكؤ قد تنقصه النظرة الشتاملة‪ ،‬وقد تكون ناتجة عن سوء فهم أو قصور‬ ‫في التاويل‪ .‬المهم إن هذه الملاحظة تفتح المجال للتقاش‪ ،‬ومزيد البحث في هذا‬ ‫الموضوع وفي هذا يكمن التور المهم للحوار العلمي والدراسات الجادة الهادفة‪.‬‬ ‫هذه الدراسة قيمةلأنها عرضت جانبا غير معروف في ششخصية الشيخ إبراهيم‬ ‫بيوض وهو الفكر العقدي‪ ،‬الذي نفاه بعض الذارسين عنه وبعضهم رأى أن‬ ‫الثتيخ بيوض اخطا الطريق في تناول العقيدة‪.‬‬ ‫‪71‬‬ ‫تقديم الكتور محمد ناصر بوحجام‬ ‫الآراسة مهمة لأنها وضعت معالم وصُوى في سبيل البحث في جهود‬ ‫الثيخ بيوض في تأصيل الترس العقدي‪ ،‬ووضع منهج سليم وناجع للتعامل‬ ‫مع المسائل العقدية‪.‬‬ ‫الدراسة مفيدة؛ لأنها سعت إلى تقديم نموذج عملي لتطوير العمل الإسلامي‬ ‫على أسس صحيحة‪ .‬وتصحيح بعض الممارسات غير السّليمة‪ ،‬ورة بعض‬ ‫التصرفات الخاطئة‪ ،‬ونقد بعض المفهومات غير المؤسسة‪.‬‬ ‫الآراسة جادة؛ إذ آنها حملت رسائل كثيرة للإفادة من الآرس العقدي‪ ،‬وحسن‬ ‫استيعاب الفكر العقدي‪ .‬واختيار المنهج الصحيح في التعامل مع العقيدة‪ ..‬وبالنسبة‬ ‫لعرض فكر الشيخ بيوض العقدي‪ .‬ونقت الآراسة ‪ -‬من خلاله ‪ -‬في توجيه‬ ‫المتلقي إلى الفهم العميق للشريعة الإسلامية‪ ،‬ومعرفة الطرق الصحيحة لتطبيق‬ ‫التعاليم الإسلامية‪ ،‬وامتلاك الوسائل الكفيلة بتكوين المجتمع المسلم" وحذق‬ ‫الأساليب الناجعة في التربية والتوجيه‪ ...‬المنطلق في كل هذا يكون من العقيدة‪ ،‬الى‬ ‫‪.‬‬ ‫اخذها الثتيخ بيوض الأساس في عمله الإصلاحي والتربوي‪...‬‬ ‫مع كل ما قدمه الباحث في هذه الدراسة الرَائدة‪ ،‬يعترف بأنه لم يتمكن من‬ ‫تقديم الصورة الحقيقية للتعريف بفكر الشيخ إبراهيم بيوض العقدي؛ لأت هذا‬ ‫الفكر ‪ -‬في نظري ‪ -‬غزير وعميق ومتميز‪ .‬ولأن الأبعاد التى يجملها في حاجة‬ ‫إلى عمل كبير‪ ،‬ودراسات متعددة ومتواصلة؛ للكشف عن منهج الشيخ الذي‬ ‫يحمل مؤشرات كبيرة على ضرورة تطوير الفكر‪ .‬الإسلامي ‪ -‬بعامة ‪ -‬في‬ ‫مناهجه ووسائل تقديمه واستثماره‪...‬؛ لتتحقق الرؤية المشيرة إلى أن الإسلام‬ ‫صالح لكل زمان ومكان‪ ،‬ولئفيد البشرية كلها منه‪ ،‬وفي معرفة فكر الشيخ‬ ‫بيوض ‪ -‬بخاصة ‪ -‬ومساعدة المتلقي على استيعابه‪ ،‬وإقناع القارئ والمطلع على‬ ‫مضمونه ومكانه في سياق سيرورة الفكر الإسلامي ودوره في تطوير الفكر‬ ‫الإنساني‪ ،‬وتفعيل الحياة الإنسانية‪ .‬وتصحيح مسارها‪ ...‬يتطنب جهوذا‬ ‫مضاعفة؛ لذا فإن ما قدمه الذكتور حو الشتيهاني يعد بداية البحث في فكر‬ ‫تتقددير ‪ ,‬الدكتور حمد ناصر بوحجام‬ ‫‪18‬‬ ‫الثثيخ بيوض العقدي‪ .‬بل إن ما عرضه وحلله هو معالم ومقدمات في هذا‬ ‫الفكرش وما كشف عنه وحاول بيانه وتوضيحه يفتح جالا لأسئلة كثيرة‬ ‫ويعرض إشكالات تنتظر الدارسين الذين يواصلون البحث والتنقيب في هذا‬ ‫الفكر‪ .‬وتطلب منهم مواصلة الرب الذي بدا السير فيه الباحث‪.‬‬ ‫يقول الثتيهاني‪« :‬وني الختام اعترف بان هذا البحث محاولة في دراسة فكر‬ ‫الشيخ بَوض العقدي" وستتلوها ‪ -‬بإذن النه ‪ -‬محاولات" متي ومن غيري من‬ ‫الباحثين المتخصّصين‪ ،‬في درب تجديد صياغة العقيدة الإسلامية" وتفعيلها في حياة‬ ‫المسلمين والبشرية الحائرة} والله من وراء القصد‪ ،‬وهو يهدي السبيل ثوَمَا ئوفيقي‬ ‫إلأ بافه عليه توكلت وله أنيبمه (هود‪.')88 :‬‬ ‫ارجو أن يُتأمُلَ النداء الذي قذمه الباحث في ختام هذه الآراسة القّمة؛‬ ‫لأنه رجاء واستشراف يلخص أحد أهداف هذا العمل الموضوعي الجاة‪ ،‬وهو‬ ‫ايضا توجيه سديد للرجوع إلى الةات‪ ،‬وإلى المكاسب© وإلى المخزون الفكري‬ ‫لاستثمار كل ذلك في المحافظة على خط السير‪ ،‬والإفادة منه في التربية والتنمية‬ ‫والتطوير‪ ...‬يقول الباحث‪« :‬إذا أرادت الحركة الإصلاحية ‪ -‬في وادي ميزاب‬ ‫او غيره ‪ -‬ان تحافظ على خطها الإصلاحي الحركي فعليها أن ترتبط بالمنهج‬ ‫الإصلاحي المتميز بثبات الأهداف والمبادئ وتطوير الوسائل والقنيات‪ ،‬وأن‬ ‫تبد إحكام العمل الإصلاحي بالأضل الإيماني" لتضمن فعاليته وتطوره‬ ‫وبركته وهداه‪ .‬لأن انقطاع هذه الصلة العقدية يفضي إلى التعلق بالرّعامات©‬ ‫والاستغناء ‪ -‬بما حققته الحركة من منجزات ‪ -‬عن متابعة العملية الإصلاحية‬ ‫الجوهرية‪ ،‬التي لا تقبل التوقف ما استمرت مشكلات الحياة وزادت التحديات‪.‬‬ ‫فمن لم يكن ني الزيادة فهو في النقصان‪ ،‬فإن ما تسفر عنه العملية الإصلاحية‬ ‫من نتائج قد تحتاج بعد فترة زمنية إلى إصلاح وتطوير فالإاصلاح بحاجة إلى‬ ‫عمليات إصلاحية متجددة ومستمرَة؛ اعتبارا لكونه فكرًا ومنهجًا‪ ،‬وليس مجرد‬ ‫هيئة واشخاص وتراثا‪.‬‬ ‫‪1 9‬‬ ‫حمل ناصر بوحجام‬ ‫تقديم الدكتور‬ ‫ننتظر من الدارسين قراءة هذا البحث المهم ونقده وإغناءه بدراسات أخرى‬ ‫ا لبحث ‏‪ ١‬لعلمي ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لسير لاتقتطظاف مزيد من ثمرا ت‬ ‫توا صل ‏‪ ١‬لذرب ز وتستانف‬ ‫ونرجو وننتظر من الدكتور حو بن عيسى الشتيهاني مزيدا من التراسات‪.‬‬ ‫والأعمال العلمية‪ ،‬وانه المادي إلى سواء الصّراط‪ ،‬والموفق إلى المالح من‬ ‫الأعمال‪.‬‬ ‫باتنة يوم الأربعاء‪ 02 :‬من رجب ‪2341‬ه‬ ‫‪ 2‬من جوان ‪1102‬م‬ ‫الدكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام‬ ‫قسم اللغة العربية وآدابها ‪ -‬كليّة الآداب واللغات‬ ‫جامعة الحاج الأخضر باتنة‬ ‫رق؛(؟‬ ‫مقدمة‬ ‫‪20‬‬ ‫متقدمه‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫اسبغ الله على عباده نعمه ظاهرة وباطنة[ أجلها نعمة الهداية إلى الإيمان‬ ‫الذي يغمر القلوب بطاقته المباركة فنتجلى آثاره في مختلف مجالات الحياة‪.‬‬ ‫وارقى نموذج لهذه التجليات تجسد في مجتمع الصحابة نة © الذين اشربوا في‬ ‫قلوبهم العقيدة الصافية ولم يختلفوا في شي منها فعاشوا حياة طيبة في ظل‬ ‫الوحدة والعرً والتمكين‪.‬‬ ‫وبمرور الزمن واتساع رقعة الإسلام طرأت على الأمة مستجدات وثقافات‬ ‫واعترى تدينها علل طالت المعتقدات‪ ،‬فقبض النه لها علماء تترى يجدون لها أمر‬ ‫الدينؤ ويصلحون أوضاعها ويؤهلونها للاستخلاف والتمكين‪ ،‬وسلكوا لبلوغ‬ ‫تلك الأهداف مختلف المناهج‪.‬‬ ‫‪ -‬تبرز أهميّة دراسة المناهج من خلال كون الاختلاف فيها السبب الموضوعي‬ ‫في تباين المواقف والزؤى بين الاتجاهات الفكرية والمذاهب‪ ،‬فالمدارس الإسلامية‬ ‫جميعها تستقي من الأصلين الكتاب والسنة إل أنها تحتلف في كيفية التعامل معهما‪.‬‬ ‫= وبما أن الإيمان بواجب نبلغ أمانة الرسالة والتمكين للدين هو دافع علماء‬ ‫الأمة لبذل جهودهم الإصلاحيةش فإن معرفة هذه الجهود أمر ضروري للاستنارة‬ ‫بها في القيام بهذا الواجب‪.‬‬ ‫على الرغم من ضرورة الاستفادة من تجارب السابقين فإن التراث الإسلامي‬ ‫لا يزال مجاجة إلى دراسات المهتمين والمتخصّصين‪ ،‬لأجل ذلك رغبت في دراسة‬ ‫فكر احد اعلام الإسلام المجددين‪ ،‬الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض رحمه النه؛ إضافة‬ ‫إلى أسباب أخرى هي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن الشيخ بيوض من العلماء العاملين للنهوض بالمجتمع الإسلامي‪ .‬المحلي‬ ‫والوطن والعالمي‪ ،‬فهو رائد الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري‪ ،‬واحد مؤستسي‬ ‫جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ‪ .‬وعضو لحنة إغاثة فلسطين ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن اجتهادات الشيخ بيوض تشكل حلقة من حلقات تطور منهج عرض‬ ‫العقيدة عند الإباضية‪ ،‬وتمل خطوات‪ ,‬عملية تحو تحقيق الوحدة الإسلامية‪.‬‬ ‫الرغبة في إنجاز اقتراح اوردئه في خاتمة رسالة الماجستير‪ ،‬يتعلق بضرورة‬ ‫تبديد منهج دراسة العقيدة الإسلامية وتفعيلها‪ ،‬وهو الآتي‪« :‬بما أن للعقيدة‬ ‫الإسلامية دورا فالا في استقامة الأفراد والمجتمعات وأن سعادة المسلمين في‬ ‫فكرهم ومنهج‬ ‫معينها الصافي واقتباس منطلقات‬ ‫ارتوائهم من‬ ‫الدارين متعلقة بقدر‬ ‫فالمأمول من السادة الدارسين لها والمدرسين أن‬ ‫حياتهم من أصوفا الصحيحة‬ ‫يحرصوا عَلى إقناع الناشئة بتحديد الغاية من دراستهاء ويتوخوا في عرضها‬ ‫الأسلوب الميسّرَ والمنهج الواضح‪ ،‬ويسعوا إلى إخراجها من نطاق ترديد المقالات‬ ‫) حمو بن‬ ‫وصياغة ا لردود لل تفعيل مجالات ا لإصلاح مع ‏‪ ١‬لخضوع لرب ‏‪ ١‬لوجود‬ ‫‏‪ ١‬لدين ‪-‬‬ ‫رسا لة أصول‬ ‫على‬ ‫المصعبي‬ ‫يوسف‬ ‫أبي يعقوب‬ ‫حاشية‬ ‫‏‪ ١‬لشيهاني ‪:‬‬ ‫عيسى‬ ‫دراسة وتحقيق‪.)231 :‬‬ ‫وأبعا ده‬ ‫‏‪ ١‬لمنهج العقد ي عند ا لشيخ بيوض‬ ‫ل يسبق الباحث إلى موضوع‬ ‫الميدانية‪ .‬رغم كثرة ما كتب عن جوانب من حياة الشيخ بيوض خاصة ما دونه‬ ‫تلاميذه أمثال الأستاذ محمد علي دبوز والدكتور محمد صالح ناصر والدكتور محمد‬ ‫وما أنجز من الدراسات الجامعية العديدة الت تناولت جوانب من‬ ‫ناصر بوحجام‪.‬‬ ‫فكر الشيخ بيوض منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬دراسة الأستاذ نور الدين سحكال تحت عنوان‪" :‬الشيخ إبراهيم بيوض‬ ‫ومنهجه في الإصلاحا‪ .‬تقدم بها لنيل شهادة الماجستير بجامعة الأمير عبد القادر‬ ‫م‪ .‬وسعى الباحث فيها لتبين أمرين‪:‬‬ ‫ف السنة الجامعية‪41-5991 :‬‬ ‫بقسنطينة‬ ‫أ‪ -‬التعريف بشخصية الشيخ بيوض الإصلاحية‪.‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪22‬‬ ‫ب۔ عرض التجربة الإصلاحية التى قام بها الشيخ بيوض عرضنا تحليلًا نقديا‪.‬‬ ‫لحركة‬ ‫وا صل درا سة موضوع‬ ‫حيث‬ ‫نفسها‬ ‫‪ -‬أطروحة ‏‪ ١‬لدكتورا ‏‪ ٥‬للبا حف‬ ‫‪2‬‬ ‫الإصلاحية عند الشيخ بيوض وقارنها مع حركة الشيخ عبد الحميد بن باديس‪.‬‬ ‫تحت عنوان‪« :‬منهج الإصلاح ومجالاته بين عبد الحميد بن باديس وإبراهيم بيوض!‬ ‫‪7‬م‪-‬‬ ‫ه‪/‬‬ ‫بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة‪ .‬السنة الجامعية‪8 :‬‬ ‫ه‪8002 /‬م‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ - 3‬أطروحة الدكتوراه‪ 6‬للأستاذ عيسى قرقب© تحت عنوان‪« :‬اللإمام إبراهيم‬ ‫بيوض رائد الحركة الإصلاحية في الجنوب الجزائري استعرض فيها جهود الشيخ‬ ‫في الجوانب الاجتماعية والثقافية‪ ،‬مركزا عَلَى مواقفه الوطنية إبان الاحتلال‬ ‫الفرنسي وإثر الاستقلال الوطني‪.‬‬ ‫ويلاحظ شمولية الدراسات السابقة لشتى مجالات الإصلاح عند الشيخ‬ ‫بيرض‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أما عن جهود الشيخ في حقل التفسير فقد غنيت بها دراسة الباحثة نادية‬ ‫وزناجيك راعذت بها رسالة الماجستير تحت عنوان‪ :‬امنهج التفسير عند الشيخين‬ ‫عبد الحميد بن باديس وإبراهيم بن عمر بيوض وناقشتها بكلية العلوم الاجتماعية‬ ‫والعلوم الإسلامية‪ .‬جامعة باتنة سنة ‪ [8991-999‬م‪.‬‬ ‫أبرزت الدراسة جهود الشيخين في الإصلاح بوجه عامؤ وفي التفضير بوجه‬ ‫خاص مع الحرص على استنباط الآليات المنهجية التي وظفها المفمتران‪.‬‬ ‫‪ - 5‬اقرب دراسة إلى مرضوع بحثي هي مذكرة الماجستير للباحث حمدي‬ ‫صالحا نحت عنوان‪" :‬منهج الشيخ إبراهيم بيوض في عرض الإلهيات من خلال‬ ‫تفسبره في رحاب القرآن'ء ناقشها بكلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية‬ ‫بجامعة باتنة في السنة الجامعية‪6241-7241 :‬ه‪5002-6002 /‬م‪.‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪32‬‬ ‫ركزت المذكرة على إبراز منهج الشيخ بيوض في تناول هالإلهيات' من‬ ‫خلال تفسيره «في رحاب القرآن مبرزة منهجه في بيان وجود الله تعالى‪.‬‬ ‫وصفاته‪.‬‬ ‫ووحدانيته۔‬ ‫فهذا العمل أوسع من تلك الدراسة مجالا وابعد عمقا‪ .‬حيث يشمل اركان‬ ‫الإيمان الأخرى ولم يحصر مجال البحث في هالتفسير‪ ،‬كما أولى هدا العمل‬ ‫عناية خاصة بالأبعاد الإيمانية‪ .‬من حيث إسقاط النصوص العقدية في الحياة‬ ‫العملية‪ ،‬ومن حيث ربط القضايا الحياتية ومشاريع الشيخ بيوض الإصلاحية‬ ‫باصولها الإيمانية‪.‬‬ ‫[ ‪ -‬الكشف عن جهود الشيخ بيوض في الجانب العقدي‪ .‬من خلال‪:‬‬ ‫وجود‬ ‫آراثه ‏‪ ١‬لعقدية وترتيبها ‏‪ ٠‬لعدم‬ ‫أ‪ -‬استقراء تراثه أ لفكري وا ستخلاص‬ ‫تاليف للشيخ ف العقيدة" ولا دراسة خاصة بآرائه فيها‪.‬‬ ‫ب۔ استنباط القواعد المنهجية التى اعتمدها ئي تةتقرير مسائل العقيدة وتوظيفها‬ ‫‪ .‬في حركته الإصلاحية‬ ‫‪2‬ال‪-‬إسهام في استعادة وظيفة العقيدة الإسلامية بإخراجها من نطاق‬ ‫التجريدات الذهنيةث وتوجيهها من مواقف دفاعيّة عن التراث المذهي إلى منهج‬ ‫‏‪ ١‬لانسان‪.‬‬ ‫حياة‬ ‫في تفعيل‬ ‫واستثماره‬ ‫الإيمان‬ ‫بتحريك‬ ‫وعملي‪.‬‬ ‫تاصيلي‬ ‫ويعمل البحث على إثبات الأطروحة الآتية‪:‬‬ ‫إرتكزت الحركة الإصلاحية عند الشيخ إبراهيم بيوض على الجانب العقدي‬ ‫وفق المنهج القرآني في تربية الإنسان وبناء المجتمع المسلم المعاصر الأصيل‪.‬‬ ‫وتوجيها لمسار البحث أطرح جملة من الأسئلة‪:‬‬ ‫مقدفة‬ ‫‪24‬‬ ‫أسئلة أساسية‪:‬‬ ‫[ ‪ -‬ما هو منهج البحث العقدي عند الشيخ بێوض؟‬ ‫‪ - 2‬ما أثر البعد الإيمان في حركته الإصلاحية؟‬ ‫أسئلة فرعية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ما هو منهج تعامل الشيخ بيوض مع نصوص العقيدة؟‬ ‫‪ - 2‬ما هي خصائص منهجه العقدئ؟‬ ‫‪ - 3‬كيف استثمر الشيخ نصوص العقيدة لإصلاح الواقع؟‬ ‫‪ - 4‬كيف ربط القضايا الحياتية باصولها الإيمازيّة؟‬ ‫‪ - 5‬ما هي الأبعاد الإيمانية مجالات الإصلاح عند الشيخ بێوض؟‬ ‫وظف البحث جملة من المناهج قصد الإجابة عن الأسئلة الموجهة لمساره‬ ‫والبرهنة على صحة اطروحته‪:‬‬ ‫[ ‪ -‬المنهج الاستردادي‪ :‬للإحاطة بمناحي حياة الشيخ بيوض وتنزيل بعض‬ ‫المسائل العقدية في إطارها التاريخي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المنهج الوصفي‪ :‬لاستقصاء آراء الشيخ بيوض العقدية وترتيبها‪.‬‬ ‫‪3‬ال‪-‬منهج المقارن‪ :‬لمقارنة آراء الشيخ ‪ -‬غيره وتحديد أوجه التآئر والتاثير‬ ‫في مجال ربط العقيدة بالتغير‪.‬‬ ‫‪4‬ال‪-‬منهج الاستنباطي‪ :‬لاستخلاص فكره العقدي من تراثه الفكرئ‬ ‫ومواقفه الميدانية‪.‬‬ ‫أما عن هيكلة البحث فهو ينقسم إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة‪:‬‬ ‫يستعرض الفصل التمهيدي «معالم ومفاهيم'‪ :‬معالم من حياة الشيخ بيوض‬ ‫ويجدد مفاهيم بض‬ ‫الخاصة والتعليمية وا لاصلاحية } وتراه العقدي‬ ‫المصطلحات المستخدمة في البحث‪.‬‬ ‫‪52‬‬ ‫مقدمة‬ ‫ويبين الفصل الأوّل منهج الشيخ في الاستدلال على مسائل الاعتقاد‬ ‫ويوضح طرائق التعامل مع مصادر العقيدة‪ :‬القرآن الكريم والسنة النبوية والتراث‬ ‫العقدي‪ .‬ووظيفة العقل ؤصلاحياته وموققه من التاويل والتفويض‪.‬‬ ‫ويعنى الفصل الثاني بإبراز خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‪ .‬مشل‬ ‫«الواقعية» و«النظرة المقاصدية» وهالتحرر من التعصب المذهي"‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث فيتناول بالدراسة أصول الإيمان وأبعاةتها النفسية‬ ‫والسلوكية‪ ،‬وهي مقسمة إلى ثلاث مباحث‪ :‬التوحيد والغيبؤ والنبوة والرسالة‬ ‫‏‪١‬‬ ‫والإنسان والمجتمع‪.‬‬ ‫ويمثل الفصل الرابع الجانب التطبيقي إذ يكشف عن الأبعاد الإيمانية مجالات‬ ‫الإصلاح عند الشيخ بيوض‪ :‬المجال التربوي و الاجتماعي والاقتصادي والسياسي‪.‬‬ ‫وتضمّنت الخاتمة أهم نتائج البحث مركزة على نقد المنهج وإبراز عنصر‬ ‫التجديد فيه وأبعاده الميدانية‪ ،‬وكلت بنظرة استشرافية وئوْصية‪.‬‬ ‫اعتمد البحث جملة من المصادر‪ ،‬أهمها تفسير الشيخ إبراهيم بيوض «نفي‬ ‫رحاب القرآن"‪.‬ثم فتاواه المطبوعة والمتفرقة وسائر دروسه الملسجدية وغيرها وقد‬ ‫تفضل القائمون على «تسجيلات الحياة باستنساخها إلى الأقراص المدمجة أما عن‬ ‫حياة الشيخ وثقافته وعصره فيركز البحث على سلسلتي تلميذه المؤرخ محمد علي‬ ‫دبوز "نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة» و«أعلام الإصلاح في الجزائر كما‬ ‫رجع إلى كتابات غيره من تلاميذ الشيخ أمثال الدكتور محمد صالح ناصر‬ ‫والدكتور حمد ناصر بوحجام‪.‬‬ ‫وخدمة لعنصر المقارنة اعتمد البحث مصادر العقيدة لدى ختلف المذاهب‬ ‫الإسلامية‪ :‬الإباضية والأشعرية والسلفية والمعتزلة‪.‬‬ ‫كما رجع إلى طائفة من المراجع المهتمة بتجديد الفكر الدي وتفعيل العقيدة‪.‬‬ ‫مثل مؤلفات الأساتذة‪ :‬عبد المجيد النجار ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي‬ ‫ووحيد الدين خان ومحمد إقبال‪.‬‬ ‫أما الرسائل الجامعية المتخصصة في الجوانب المختلفة من فكر الشيخ بيوض ‪،‬‬ ‫فلم يكن رجوع البحث إليها ‪ -‬في العادة إلا استثناسًا‪..‬‬ ‫واجهت الباحث عقبة كؤود تتمثل في الآتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬بما ان الشيخ بيوض لم يؤلف كتابا في العقيدة‪ .‬فإئه يصعب على‬ ‫الباحث جمع المادة العلمية المتفرقة في الأشرطة والأقراص الحاوية لدروسه‬ ‫العامة وقسم من تفسيره‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدرس الشفوي يختلف عن التأليف من حيث تحديد المصطلحات وضبط‬ ‫الصياغة إضافة إلى عامل الترجمة في التعبير عن حقيقة مراد كلام الشيخ‪.‬‬ ‫إن اعتبرت الوضعية الحالية لتراث الشيخ بيوض تشكل صعوبة في الاطلاع‬ ‫عليه واستكناه محتواه‪ ،‬فإئى أعترف بالجهود الدؤوبة المتواصلة التى يبذها القائمون‬ ‫`‬ ‫على خدمة هذا التراث‪ 6‬خاصة تحرير التفسير وطباعته‪. .‬‬ ‫وما كان بجثي هذا ليتم لولا فضل النه علئ بتيسيره وتذليل عقباته‪ ،‬وتوفيق‬ ‫أساتذة وهيئات لإمدادي بيد المساعدة‪ ،‬خاصة أستاذي المشرف الدكتور يرسف‬ ‫حسين الذي تفضل بقبول الإشراف وما أسدى إلي من نصح و توجيه‪ ،‬ولا أنسى‬ ‫فضل وزارة التعليم العالي التى أوفدتني إلى دمشق لاستكمال هذا البحث\ ولله‬ ‫الحمد والمنة‪.‬‬ ‫وني الختام أعترف بأن هذا البحث محاولة في دراسة فكر الشيخ بيوض‬ ‫العقدي‪ ،‬وستتلوها ‪ -‬بإذن النه محاولات‘ متي ومن غيري من الباحثين‬ ‫المتخصصين" في درب تجديد صياغة العقيدة الإسلامية وتفعيلها في حياة المسلمين‬ ‫والبشرية الحائرة واله من وراء القصد‪ ،‬وهو يهدي السبيل‪ ،‬وما توفيقي إلا ؟ بالله‬ ‫(سورة هود‪.)88 : .‬‬ ‫ه‬ ‫وإله أني‬ ‫عَأَه ه وكلت‬ ‫_ والحمد لله رب العالمين‬ ‫الجزائر‪ 21 :‬جمادى الآولى ‪2341‬ه‬ ‫الموافق‪ 61 :‬أفريل ‪ 1102‬م‬ ‫‪72‬‬ ‫الاختصارات المستعملة‬ ‫الاختصارات اليستعملة‬ ‫ت‪ :‬توفي‪.‬‬ ‫تح‪ :‬تحقيق‪.‬‬ ‫تر‪ :‬ترجمة‪.‬‬ ‫تع‪ :‬تعليق‬ ‫ج‪/‬ص‪ :‬الجزء والصفحة‪.‬‬ ‫ح‪ :‬حديث‪.‬‬ ‫د‪ .‬ت‪ .‬ن‪ :‬دون تاريخ النشر‪.‬‬ ‫د‪ .‬ط‪ :‬دون إثبات الطبعة‪.‬‬ ‫ع‪ :‬عدد‪.‬‬ ‫لا ‪ .‬ن‪ :‬المصدر نفسها خ يس سةتعمل عند تكرار المصدر على التوالي في الصفحة‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪26‬‬ ‫أما الرسائل الجامعية المتخصصة في الجوانب المختلفة من فكر الشيخ بيوض©‬ ‫فلم يكن رجوع البحث إليها ‪ -‬في العادة‪ -‬إلا استثناسًا‪..‬‬ ‫واجهت الباحث عقبة كؤود تتمثل في الآتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬بما ا الشيخ بيوض لم يؤلف كتابا في العقيدة‪ .‬فإئه يصعب على‬ ‫الباحث جمع المادة العلمية المتفرقة في الأشرطة والأقراص الحاوية لدروسه‬ ‫العامة وقسم من تفسيره‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدرس الشفوئ يختلف عن التأليف من حيث تحديد المصطلحات وضبط‬ ‫الصياغة‪ ،‬إضافة إلى عامل الترجمة في التعبير عن حقيقة مراد كلام الشيخ‪.‬‬ ‫إن اعتبرت الوضعية الحالية لتراث الشيخ بيوض تشكل صعوبة في الاطلاع‬ ‫عليه واستكناه محتواه‪ ،‬فإئي اعترف بالجهود الدؤوبة المتواصلة التي يبذلها القائمون‬ ‫على خدمة هذا التراث" خاصة تحرير التفسير وطباعته‪.‬‬ ‫وما كان بجثي هذا ليتم لولا فضل النه علئ بتيسيره وتذليل عقباته‪ ،‬وتوفيق‬ ‫أساتذة وهيئات لإمدادي بيد المساعدة‪ .‬خاصة أستاذي المشرف الدكتور يرسف‬ ‫حسين الذي تفضل بقبول الإشراف وما اسدى إلي من نصح و توجيه‪ ،‬ولا أنسى‬ ‫فضل وزارة التعليم العالي التي اوفدتنى إلى دمشق لاستكمال هذا البحث‪ ،‬ولله‬ ‫الحمد والئة‪.‬‬ ‫وفي الختام اعترف بأن هذا البحث محاولة في دراسة فكر الشيخ بيوض‬ ‫العقدي‪ .‬وستتلوها ‪ -‬بإذن النه‪ -‬محاولات‪ ،‬متى ومن غيري من الباحثين‬ ‫المتخصصين في درب تبديد صياغة العقيدة الاسلامية‪ .‬وتفعيلها في حياة المسلمين‬ ‫والبشرية الحائرة‪ .‬والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل‪ .‬ثوَمَا توفيقي الا يالله‬ ‫عله وكلت وإنه أيبه (سورة هود‪.)88 :‬‬ ‫اوالحمد لنه رب العالمين‬ ‫الجزائر‪ 21 :‬جمادى الأولى ‪2341‬ه‬ ‫‪72‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الاختصارات آ مستعملة‬ ‫الاختصارات المستعملة‬ ‫ت‪ :‬توفي‪.‬‬ ‫تح‪ :‬تحقيق‪.‬‬ ‫تر‪ :‬ترجمة‪.‬‬ ‫تع‪ :‬تعليق‬ ‫ج‪/‬ص‪ :‬الجزء والصفحة‪.‬‬ ‫ح‪ :‬حديث‪.‬‬ ‫د‪ .‬ت‪ .‬ن‪ :‬دون تاريخ النشر‪.‬‬ ‫د‪ .‬ط‪ :‬دون إثبات الطبعة‪.‬‬ ‫ع‪ :‬عدد‪.‬‬ ‫الصفحة‬ ‫التوالي ف‬ ‫المصدر على‬ ‫يسيسةتعمل ع نلنل دتكرار‬ ‫‪ 7‬م‪ .‬ن‪ :‬المصدر ر نمفسسهه‬ ‫الفحل التعهيدي‬ ‫مهالم ومفاهيم‬ ‫[‪3‬‬ ‫للبحث الآول‪ :‬حياة الشيبخيوض‬ ‫الميحث الاول‬ ‫حياة الشيخ‌بيوض‬ ‫أول‪: :‬ولةدتسه وعصره‪:‬‬ ‫ولد إبراهيم بن عمر بيوض يوم ‪ 2‬ذي الحجة ‪6131‬ه ‪ 22 /‬أفريل‬ ‫‪ 9‬م‪ .‬بمدينة القرارة" &بوادي مزاب بالجنوب الجزائري‪ .‬في عهد الاحتلال‬ ‫الفرنسي‪ 5‬الذي طبع الحياة العامة بآناره السلبية‪ .‬خاصة في الجنوب الذي‬ ‫استحوذ عليه الحكم العسكريَ‪ ،‬فقد «كان الحكم العسكري يحكم مناطق‬ ‫الجنوب بلا قانون‪ ،‬ولا نزيد في وصف ذلك الحكم أكثر من هذه الكلمات‪.‬‬ ‫عزل مناطق الجنوب عن الشمال فلا دخول ولا خروج الا برخصة خاصة‬ ‫"‬ ‫يخرج من هذا‬ ‫حاكم التراب وبضمان شيخ العشيرة ة عن كل شخص‬ ‫وكل من ارتكب مخالفة مهما تكن تافهة فللحاكم سجنه شهرا كاملا بدون‬ ‫يحثؤ وكل محاكمة لفرد تنصب له محكمة عسكرية} وكل من ييهشتم منه تحرك أو‬ ‫فهم فهو مشوش‪.‬إلى آخر الماساة التي يطول وصفها‪...‬اً‪.‬‬ ‫ومن الآثار السلبية للاستعمار محاولائه مسخ الشخصية الإسلامية وإثارة‬ ‫النعرات القبلية التى ساعدت على تمكنها البيئة الجافة طبيعيا باعتبارها منطقة داخلية‬ ‫يسودها مناخ قاري مما تسبب في ضيق موارد الرزق والمنافسة عليها۔ إذ كانت‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪ :‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزخرف‘ تحرير عيسى بن محمد الشيخ بالحاج‪ ،‬نشر جمعية‬ ‫التزاث‪ -‬القرارة‪ ،‬المطبعة العريية غرداية‪9241 .‬ه_‪8002 /‬م‪975 /71 :‬؛ محمد علي دبوز‪ :‬اعلام‬ ‫الاصلاح في الجزائرش ط ا‪ 6‬مطبعة البعثؤ قسنطينة‪ .‬الجزائر ‪4931‬ه‪4791 /‬م‪.351 /1 :‬‬ ‫(‪ )2‬محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ 5‬نشر جمعيةالتراث‪ ،‬العطف‪ -‬غرداية‪ ،‬المؤسسة‬ ‫‪-‬‬ ‫الجزائرية للفنون المطبعيةة الجزائر‪9891 .‬م‪ .‬كلمة الأستاذ إبراهيم الحاج ايوب في تابين الشيخ‬ ‫بيوض‪.041 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪32‬‬ ‫لحياة تقوم على الفلاحة والرعي!"‪ 8‬هذا إلى جانب الجفاف الروحي من حيث قلة‬ ‫منسوب العلم‪ ،‬الذي كان يجمل لواءه تلاميذ القطب الشيخ امحمد اطفيّشهً الذين‬ ‫انتشروا في قرى وادي مزاب وترأسُوا حلقات العل“‪.‬‬ ‫لم يحظ نلازمة هذه الحلقات من شباب الأمة لا القليل۔ إذ لم يكن هذا‬ ‫التعليم منتشرا في كل طبقات المجتمع واجياله الناشئة‪،‬انتشار التعليم القرآني‬ ‫بالكة في الابتفاء من‬ ‫القاعدي بالحضرة (الكتاب) بسبب اشتغال عامة "‬ ‫فضل الثه بممارسة الفلاحة الصعبة باستصلاح الأراضي" وحفر الآبار ونزح مياهها‬ ‫بالوسائل التقليدية} أو بالاغتراب للتجارة لمدد طويلة في ظروف أمنية عصيبة‪.‬‬ ‫لذلك رَقَ حبل العلم وانحسر فاسحًا المجال لاستشراء الأمية واستتساد الأعراف‬ ‫والتقاليد والتعصب للمألوف التليد‪.‬‬ ‫(‪ )1‬محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح في الجزائر‪.48 /1 :‬‬ ‫امحمد بن يوسف بن عيسى اطفّش‪ .‬من بلدة يسجن بوادي مزابؤ ولد بمدينة غرداية عام‪3 7‬ه‪/‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪1281‬م حين انتقل إليها والده‪٨‬‏ ونشا عصاميا‪ ،‬لم يسافر للدراسة خارج موطنه‪ .‬وجعل دأبه الحرص على‬ ‫اقتناء الكتب واستنساخها‪ .‬يجتهد في طلبها واشترائها منختلف البلدان رغم قلة ذات اليد وصعوبة‬ ‫الاتصنال‪ 6‬ننجمُمت لديه مكتبة غنية‪ 6‬تعتبر فريدة عصرها بالنظلر ل ظروف صاحبها‪ .‬وبعده عن مراكز‬ ‫العلوم والعمران؛ ؛ تخرج على يديه علماء مصلحون وعجاهدون انبلوا ف قرى زادي مزاب وفي أقطار‬ ‫الغرب والعالم الإسلامي من اهم آثاره‪ :‬تفسيره ' "تيسير التفسير“ و ‪ .‬شرح عقيدة التوحيد" و شرح‬ ‫ليل وشفاء العليل وشامل الأصل والفرع“ ‪.‬شهد له بالرسوخ في العلم علماء كثيرون‪ :‬منهم الشيخ ‪:‬‬ ‫حمد عبدها والشيخ زش دحلان‪ 6‬وبعض علماء الحجاز ولقه الشيخ زنور الدين السالمي حاد ذ العلم‬ ‫بعمان بقطب الأيمةا‪ .‬واشتهر عند الإباضية بلقب "القطب‘ ‪ .‬توفي ببلدته يسجن يوم البت ‪ 52‬ربيع‬ ‫لاني ‪2331‬ه‪4191 /‬م‪( .‬حمد علي دبوز‪ :‬نهضةالجزاترث ا‪982-883 /‬؛ جهلان‪ :‬الفكر السياسي؟‬ ‫‪ .‬عند الإباضية من خلال آراء الشيخ عمد بن يوسف اطفيّش‪ ،‬جمعيةالتراث‪-‬القرارة‪-‬الجزائر‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪:‬‬ ‫‪ 10 3-22‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقذية‪ ،‬نشر جمعيةالتراث‪-‬القرارةء‬ ‫المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪ 8991 .‬م‪32-56 : :‬؛ الزركلي‪ :‬الأعلام ط‪ .01‬دار العلم للملايين‪ ،‬بيروت۔ ‪.‬‬ ‫تراجم لأكثر‬ ‫‪ .8/,3-33‬جعيةالتراث۔ ‏‪١‬لجنة البحث العلمي‪ : :‬معجم أعلام الاباضية‬ ‫لبنان ‪.2‬‬ ‫منآلف علم منذ القرن الأول المجري إل العصر الحاضر نشر جمعيةالتراث القرارة‪ -‬غرداية‪ -‬الجزائر‬ ‫‪ 90211‬ه‪9/9‬م‪.)538-94/84 :‬‬ ‫محمد علي دبوز‪ :‬أعلام الاصلاح ‪ 7‬الجزائر طا ‪ 6‬مطبعة البعصثف‘ قسنطيننةة‪ {.‬الجزائر‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪ 6‬ه‪9791 /‬م‪.88 /2 :‬‬ ‫‪33‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياةالشيخ بيوض‬ ‫لمجتمع الذي نشا فيه الشيخ بيوض كان «في مجموعه أمَيا‪ ،‬لا يتعلم أبناؤه إلا‬ ‫سُوَرًا مانلقرآن فى المحاضر المتصلة بالمساجد ولكن هذا الشعب كان إلى ذلك‬ ‫متديرئًا حقا‪ .‬وملتزمًا بالأوامر والنواهي‪ ،‬غير أنه فهم الإسلام فهما سطحيا‘ وغير‬ ‫سليم في كتير من الأوقاته فتتج عن ذلك ظهور أمراض عديدة طالت العقيدة‬ ‫كتقديس بعض قبر الأولياء‪ ،‬واعتقاد أن لهم تاثيرا في الكون‪ ،‬وأنهم سبب النفع‬ ‫والضرَ للأحياة؛ على هذه الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية‪ ...‬فتح‬ ‫إبراهيم بيوض عينيه وترعرع في أحضان والديه اللذين توسّما فيه النجابة وأولياه‬ ‫عنابة خاصة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعليمه‪:‬‬ ‫دخل إبراهيم بيوض الكتاب (المحضَرَة) واستظهر القرآن الكريم قبل سن ‪.‬‬ ‫البلوغ‪ ،‬فانضم إلى حلقة حفاظ القرآن (يزوانד‪.‬‬ ‫أخذ مبادئ مختلف العلوم اللغوية وا لشرعية عن مشانمغه‪ :‬الحاج‬ ‫ابراهيم بن عيسى الابريكيه“‪ 0‬وعبد الله بن إبراهيم أبو العلآ والحاج‬ ‫محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ ،‬كلمة الأستاذ إبراهيم الحاج أيوب في تابين‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الشيخ بيوض‪.041 :‬‬ ‫ق طينة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫(‪ )2‬محمد علي دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح في الجزائر ط‪ \1‬دار البصث للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫‪3‬ھ‪2891 /‬م‪.85 /5 :‬‬ ‫إبراهيم بيوض‪ :‬درس بمناسبة وفاة أستاذه عبد النه بن إبراهيم ابي العلا سنة ‪0831‬ه‪1 069 /‬م‪.‬‬ ‫(‪(3‬‬ ‫ِ‬ ‫تسجيلات الحياة‪ .‬القرارة‪.‬‬ ‫إبراهيم بن عيسى الابريكي‪ ،‬من علماء بلدة القرارة‪ ،‬ولد بها عام ‪3721‬ه_‪7581 /‬م‪ .‬تخرج ‪ :‬معهد‬ ‫)‪(4‬‬ ‫قطب الأيمة الشيخ اطفّش ببني يسجن وفتح بالقرارة معهدا للدراسات الابتدائية والثانوية‪ ،‬فتخرج فيه‬ ‫الجيل الأول للإصلاح في القرارة‪ ،‬منهم المشايخ‪ :‬إبراهيم بن عمر ييُوض وإبراهيم‪:‬أبو الينظان‪،‬‬ ‫‪ 51‬ذو القعدة‬ ‫وقاسم بن الحاج عيسى الشيخ بلحاج‪ ،‬والحاج عمر بن الحاج محمد بوحجامإ توني يوم‪:‬‬ ‫‪ 6‬نوفمبر ‪ 1191‬م‪( .‬شريفي سعيد (الشيخ عدون)‪ :‬معهد الحياة نشأته زتطوره‪ ،‬ط [ © المطبعة‬ ‫‪9‬ھ‪/‬‬ ‫العريية‪ ،‬غرداية‪9041 .‬ه‪9891 /‬م‪71-81 :‬؛ جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪.)05-15 /2 :‬‬ ‫عبد الله بن براهيم‪ ،‬أبو العُلا‪ ،‬ولد ني القرارة بمزاب يوم‪ 1 :‬محرم ‪0031‬ه‪ 81 /‬نوفمبر ‪2881‬م‪ ،‬ثم‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪34‬‬ ‫عمر بن يحيىه"'‪ ،‬ثم نبغ فيها في سن مبكرة‪.‬‬ ‫يصرح الشيخ بيوض أن هذه الفترة (الابتدائية) تلقى فيها عَلَى يد شيخه‬ ‫الابريكي تكويئا مركزا متكاملا‪ .‬من حيث القيم الدينية والمادة العلمية ومن حيث‬ ‫(المنطلقات المنهجية) حيث يقول‪« :‬إن هذه الفترة هي التى كونتني من حيث‬ ‫ليند وحبه ‪ .‬وحب‬ ‫وغرست ف الروح ا لدينية المتأصلة وتقدير الئىء‬ ‫الضمر‪.‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫كل‪ 77‬شيء‬ ‫‪.‬‬ ‫دني بالعلم وكون‪.‬تني هي‬ ‫‪.- .‬‬ ‫‪".‬‬ ‫الصحابة ِ رضي اله عنهم‪ .. ..‬وهي التى رو‬ ‫حفظ القرآن وهو دون سن البلوغ‪ ،‬وتتلمذ على يد الحاج علي بن حمو‪ .‬ثم على يد الشيخ الحاج إبراهيم‬ ‫الابريكي‪ 6‬ثم انتقل إلى معهد الحاج عمر بن يجيى‪ 6‬وكان ضمن البعثة الأولى إلى قطب الأمة الشيخ‬ ‫امحمد بن يرسف اطفيّش ببني يسجن سنة ‪8231‬ه‪ 019 /‬ام‪ .‬بعد أن حفظ القرآن وبرع في علوم اللفة‬ ‫والشريعة خلف الشيخ الابريكي بالمعهد سنة ‪9231‬ه‪ /‬ا ‪!19‬م‪ .‬ثم خلف الشيخ الحاج عمر بن يحيى‬ ‫مدرسا‪ .‬وبوفاة الحاج إبراهيم بن عيسى خلفه في الإشراف على تلاميذه النجباء البارزين منهم الشبخ‬ ‫إبراهيم بن عمر بيّوض« وتولى سنة ‪ 933‬اه‪1291 /‬م دروس الوعظ والإرشاد في المسجد‪ .‬توفي يوم‪:‬‬ ‫‪9‬ھ‪ 52 /‬ديسمبر ‪ !069‬م‪( .‬أبو اليقظان‪ :‬ملحق السير (مخ) ‪ .58 ,2‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة‪:‬‬ ‫ا‪2/77 .182 /‬ا‪ .‬نحمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‪ 6310 /2 :‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪:‬‬ ‫‪.)3-455 3‬‬ ‫(‪ )1‬عمر بن يحى ويو‪ .‬اليكي القرار‪ ..‬ولد ببلدة القرارة عام ‪5721‬ه‪8581 /‬م‪ .‬ودخل الكثاب في‬ ‫مسقط راسه فحفظ القرآن الكريم‪ .‬ثم انتقل إلى دار التلاميذ فاخذ مبادئ العلوم على يد الحاج محمد بن‬ ‫الحاج قاسم الشيخ بلحاج‪ .‬انتقل إلى غرداية سنة ‪9031‬ه‪ 1981 /‬م ودرس عند الشيخ بابكر بن الحاج‬ ‫مسعود\ فاكمل دراسته العليا عند قطب الأمة امحمد بن يوسف اطفيّش ببني يسجن‪ .‬وتخرج سنة‬ ‫‪4‬ه‪698 /‬ام‪ .‬اسس مدرسة سنة ‪4131‬ه‪6981 /‬م فتصدر لتعليم أبناء القرارة شئى العلوم؛‬ ‫وكان واعظا وإمامًا‪ .‬له دور في تربية الناس{ وإصلاح ذات البين‪ .‬ويعتبر معهد الحياة امتدادا لمعهده۔ إذ أن‬ ‫مؤسُسيه من كبار طلبته وعلى رأسهم الشيخ بيوض إبراهيم‪.‬‬ ‫وكانت للشيخ عمر بن يحيى زيارات إلى وارجلان كل عام يمكث فيها ثلاثة أشهر‪ ،‬واعظا ومدرَسّا من‬ ‫‪ !39‬م لل ‪ 0291‬م‪ .‬من أشهر تلاميذه‪ :‬شيخ الصحافة الوطنية أبو اليقظان إبراهيم‪ ،‬الشيخ يوسف بن‬ ‫بكير حمو واعلي‪ .‬والشيخ سعيد بن بلحاج شريفي (الشيخ عدون)‪ ،‬والشيخ إبراهيم بن أبي بكر حفار‬ ‫!‬ ‫ورائد الحركة الإصلاحية الشيخ إبراهيم بيوض كانت وفاته بالقرارة ليلة ‪ 72‬رمضان ‪933‬اه‪/‬‬ ‫جوان ‪129‬ام‪( .‬شريفي‪ :‬معهد الحياة‪ .91-12 .‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة‪ .702-902 .261 /2 .‬جمعية‬ ‫التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪.)456-556 /3 .‬‬ ‫محمد علي دبور‪ :‬أعلام الإصلاح‪.9021 ,2 .‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪53‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياةالشيخ بيوض‬ ‫جنهم على حب المطالعة والاعتماد عَلَى النفس في التكوين ولم‬ ‫وكان شيخهم‬ ‫رنامجهم‬ ‫يُغفل ب‬ ‫المدرسي الجانب الرياض الحركيئَ‪ ،‬فقد كانوا يتدربون على العذو‬ ‫والرماية وركوب الخيل‪.'"١‬‏‬ ‫شالتًا‪ :‬عوامل نبوغه ونجاحه‪:‬‬ ‫حبا النه إبراهيم بمزايا عديدة كانت سببا لنبوغه ورسوخ قدمه في العلم‬ ‫وبروزه لريادة المجتمع وإصلاح أوضاعه منها‪:‬‬ ‫[۔قوة الحافظح والذكاء‪:‬‬ ‫لقد من النه على الفتى إبراهيم بحافظة قوية‪ ،‬فقد استظهر القرآن الكريم قبل‬ ‫سن البلوغ‪ .‬كما حفظ متوئا في معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى منها‪ :‬عقيدة‬ ‫التوحيد‪ .‬التي عربها الشيخ عمرو بن جميعا“‪ ،‬ومنظومة أنوار العقول للشيخ‬ ‫عبد الله بن حميد السالمئ"‪ 6‬ونونية الشيخ أبي نصر فتح بن نوح النفوسو‘“‬ ‫صه‬ ‫عبد الله بن ابراهيم ابي العلاء‬ ‫أستاذه‬ ‫بمناسبة وفاة‬ ‫ألقاه‬ ‫تابت‬ ‫درس‬ ‫إبراهيم بيوض‪:‬‬ ‫) ‪( 1‬‬ ‫‪0831‬ھ‪ 11 0691 /‬؛حمد علي دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح‪.221 /2 .‬‬ ‫عمرو بن جميع (ابو حفص) منعلماء إباضية المغرب في القرن السابع الهجري أخذ العلم عن الشيخ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫وكان من كبار‬ ‫آبي العباس أحد الدرجيني صاحب الطبقات‪٥‬‏ كان إمامًا مشهورا متكلَمًا‪7 .‬‬ ‫المدرسين بجامع تيفروجين بجزيرة جربة‪.‬‬ ‫قام بترجمة «عقيدة التوحيد" ‪ -‬المنسوبة إليه ‪ -‬من البربرية إلى العربية التي لفت في أواخر القرن الثاني صن‬ ‫المجرة ‪ .‬وهي أولى المتون التى كان يحفظها التلاميذ ف جميع قصور وادي مزاب ‪ .‬ولا شروح كثيرة‪.‬‬ ‫(الشماخي‪ :‬السير‪002 /2 .‬؛ ‪ 7‬بن يعقوب‪ :‬تاريخ جربة ‪95‬؛ الجعبيري‪ :‬نظام العابة‪452 .‬‬ ‫جمعية التراث‪ : :‬معجم اعلام الإباضية‪.)266-366 /3 .‬‬ ‫الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪4 .‬؛‬ ‫ببلدة الحوقين‪6‬‬ ‫هو عبد الته بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خيس السامي‪ .‬ولد سنة‪4821‬هف‬ ‫(‪()3‬‬ ‫وهي من أعمال الرستاق بسلطنة عمان له جهود كبيرة ة يي عجال الاصلاح ‏‪ ١‬لاجتماعي‪ .‬والتأليف‬ ‫منهم الشيخ اطفّش الجزرائري‪ ،‬وهو الذي لقب‬ ‫والتعليم‪ 6‬كانت له علاقات مع كثير منعلماء عصره‬ ‫السامي ""نور الدين“‪ .‬كما أن الشيخ السالمي هو الذي لقب الشيخ اطفيّش ``قطب الأئمة““`‪،‬ترك السامي‬ ‫آثارا علمية قيمة في علوم الشريعة واللغة العربية والتاريخ منها‪" :‬شرح الجامع الصحيح"` (مسند الإمام‬ ‫"مشارق الأنوار" شرح أرجوزته المسماة "أنوار العقول‘ ف علم الكلام‪" .‬طلعة‬ ‫الحديث‬ ‫الربيع) ف‬ ‫معالم ومفاهيم‬ ‫الفصل التمهيدي‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫عمر بن‬ ‫ولاعتبار ذكائه الحاد وذلاقة لسانه العربي الفصيح‪ .‬كلفه شيخه الحاج‬ ‫يحمى لينوبه في تدريس البلاغة والمنطقه"‪.‬‬ ‫ر‪2‬رشغفه بالمطالعة‪:‬‬ ‫إذا كان حفظ المتون يشكل العمود الفقري لطرييققةة االتعليم في عهد تتلمذ‬ ‫إبراهيم بيوض فإن جهود الفتى في التحصيل المعرفي ل تتوقف عند حدود حفظ‬ ‫المقررات بل تجاوزتها لتغذية عقله بالمطالعة الجادة المستمرة في شتى فنون العلم‬ ‫والحياةؤ لقد كان الفتى إبراهيم شغوفا بالمطالعة‪ ،‬وأباح مجبه لها قائلا‪" :‬إنني مغرم‬ ‫بالمطالعة‪ .‬أجد فيها نشوتاىلكبرى؛' ‪ .‬فاقبل علَّى مطالعة ختلف الكتب في‬ ‫مجالس شيخه وفي خلوته معترفا بأئرها ا لعظيم في بناء شخصيته إذ يقول‪ ) : :‬وهي‬ ‫أهم العوامل في تكويني" ومن الكتب التي طالعها في هذا العهد‪:‬‬ ‫الشمس على الألفية'‪ ،‬ني علم اصول الفقه‪" ،‬معارج الآمال“‪" ،‬الحجج المقنعة في احكام صلاة‬ ‫الجمعة‪" 3‬تحفة الأعيان بسيرة اهل عمان‪ .‬انتقل إلى رحمة النه سنة ‪2331‬ه‪( .‬معجم اعلام الإباضية‬ ‫‪ .‬قسم الشرق ترجمة ‪ 9870‬ص‪.)172-372 :‬‬ ‫(‪ )4‬محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح ني الجزائر‪ 6410 /2 :‬اما ابو نصر فتح بن نوح الملوشائي فهو من اعلام‬ ‫القرن السابع المجري بجبل نفوسةةبليبيا أخذ العلم عن خاله ابي يحيى زكرياء بن إبراهيم كان عالاء‬ ‫راعظاء شاعرا‪ .‬متكلَمًا‪ 6‬له عة مزلفات؛ منها‪:‬‬ ‫‪« -‬النونية ي اصول الدين'‪ ،‬وقد شرحها الشيخ إسماعيل بن موسى الجيطالي ني ثلاثة جلدات‘‬ ‫وعمرر بن رمضان التلاتي بعنوان‪« :‬اللآلئ الليمونية على المنظومة النونيةاء وقاسم بن يحيى الويراني‪،‬‬ ‫وعبد العزيز الثميني بعنوان‪« :‬النور'‪.‬‬ ‫‪ -‬القصيدة ‪١‬الرالية‏ لي الصلاة» شرحها عدة علماء منهم‪: :‬الشيخ إسماعيل بن موسى الجيطالي‪ ،‬الويرانيؤ‬ ‫عبد الله بن زياد العماني‪ ،‬وعبد العزيز الثميني؛ ومحمد بن سليمان ابن ادريسو‪.‬‬ ‫‪ -‬القصيدة «البالية في الأخلاف'‪( .‬جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪.)307-407 /4 ،‬‬ ‫(‪ )1‬محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح في الجزائر‪.841 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪2/69 :‬ل‪.‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.841 /2 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.2/051 :‬‬ ‫(‪(4‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬حياة الشيخ بيوض‬ ‫أ‪ -‬فى الاجتماع والسياسة‪:‬‬ ‫ه تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده‪ :‬حمد رشيد رضا‪.‬‬ ‫ه العروة الوثقى‪ :‬جمال الدين الأفغاني وحمد عبده (مقالات)‪.‬‬ ‫ه طبائع الاستبداد ‪ -‬أم القرى‪ :‬عبد الرحمن الكواكجي‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬تاريخ مصطفى كامل‪ :‬علي فهمي كامل‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬نهضة الأمة وحياتها نظام العالم والأمم‪ -‬جواهر العلوم‪ -‬ميزان الجواهر‬ ‫طنطاوي جوهري‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬أريج الزهر‪ :‬مصطفى الغلاييني‪.‬‬ ‫‏‪ ٤1‬الوب‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫س‬ ‫ه ديوان المتنبي‪ :‬أبو الطيب المتبي‪.‬‬ ‫ه ديوان الحماسة‪ :‬أبو تمام‪.‬‬ ‫ه ديوان البحتري‪ :‬البحتري‪.‬‬ ‫ه جواهر الأدب‪ :‬أحمد الهاشمي‪.‬‬ ‫‪ .‬النظرات‪-‬۔ العبرات‪ -‬الشاعر‪-‬الفضيلة‪ -‬وغيرها‪ :‬مصطفى لطفي منفلوطي‪,‬‬ ‫‪ -‬الصحف والمدرب ‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ومما زاد في توسيع أفق ا لشيخ واضطلاعه على أوضاع ‏‪ ١‬لعالم من حوله إضافة‬ ‫المستمرة‬ ‫‏‪ ١‬لأدبي وا ستقادته من علم ‏‪ ١‬لاجتماع وا لسياسة مطالعته‬ ‫أل ترقية حسه‬ ‫وعجلات رصينة متنوعة ‪ 6‬مكنته من توسيع أفقه ا معرفي ومسايرة أحداث‬ ‫لصحف‬ ‫زمانه الراهنة‪ ،‬ما أكسبه منهجا واقعيا‪ .‬يهديه لفهم مشكلات عصره وإيجاد الحلول‬ ‫العملية فا‪ ،‬ومن هذه الصحف‪:‬‬ ‫‪- 1 9 1 3‬‬ ‫إسلامية جزائرية‪‎:‬‬ ‫(عربية‬ ‫لعمر بن قدور‬ ‫«الفاروق'‬ ‫‪ ٥‬جريدة‬ ‫‪.). 5‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪38‬‬ ‫ه مجلة «المنارا لرشيد رضا‪.‬‬ ‫ه مجلة «الهلال! المصرية‪.‬‬ ‫ه جرائد تونسية عربية ووطنية‪.‬‬ ‫كان الشيخ بێوض يطالع هذه الكتب والدوريات في معهد شيخه وني النادي‬ ‫«دار القراءةا فتنفتح شهيته لإعادة مطالعتها ‪ -‬على انفراد‪ -‬عدة مراتر بتمعن‬ ‫فيعيها ويحفظ فقرات منها‪ ،‬يدفعه إلى ذلك عصاميئه؛ ورغبته في خدمة مجتمعه‬ ‫موقنا أن ذلك يتأتى بالإمام بثقافة عصره والاهتمام بقضاياه وفهم واقعه‬ ‫والاستفادة من تجارب السابقين" ومن الكتب التى تأثربها الشيخ ويعترف أنها‬ ‫كونته سياسيا كتاب «طبائع الاستبداد للشيخ عبد الرحمن الكواكي‪ ،‬فقد وجده‬ ‫يعبر عمًا في نفوس الجزائريين المستضعغفين‪ 6‬وينقس عن صدورهم المكظومةة‬ ‫ويصف ما يرونه ويقاسونه‪ ،‬إذ يقول عنه ‪« :‬وكنا نقرأه ونحفظه حفظا ‪ 6‬وَهوَ الذي‬ ‫كوننا سياسيه"‪٨‬ه‪.‬‏‬ ‫وسعت المطالعة الجادة المتنوعة آفاق الشبخ بيوض المعرفية وزادت من خبرته‬ ‫مجتمعه وبصيرة بمكائد المستعمرين" حيث رسخت فيه خاصية الواقعية‪ .‬وساعدته‬ ‫على فهم مجتمعه وإيجاد الحلول العملية مشكلاته‪...‬‬ ‫‪ 3‬رحلاته العلميہ‪:‬‬ ‫بقدر ما ان للمطالعة من دور كبير في تثقيف العقل وتزويده بالمعارف والعلوم‬ ‫فإن للرحلات العلمية والزيارات الميدانية طابعها الخاص ودورها الفعال فى تكوين‬ ‫شخصية الإنسان والاستفادة من خبرات السابقين العاملين" في وادي مزاب وفي‬ ‫بقية القطر الجزائري وخارجه‪.‬‬ ‫‪ -‬اول رحلة في حياة الشيخ بيوض كانت إلى بلدة بني يزقن‪ ،‬عام ‪0191‬م‬ ‫رفقة والده‪ ،‬كان الفرض منها زيارة قطب الأمة الشيخ اطفيّش‪ ،‬سافروا إليها علَّى‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة غافر‪.521 /61 :‬‬ ‫‪93‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياة الشيخ بيوض‬ ‫الدواب وأقاموا بها خمسة أيام! حضر الفتى إبراهيم خلالها كل دروس القطب‬ ‫اليومية من طلوع الشمس إلى الظهر{‘“‪.‬‬ ‫كان لهذه الزيارة أثربًالغ في نفس الفتى إبراهيم حينث تشرف بالتلقي عن‬ ‫القطب مباشرة بعد أن سمع عنه بواسطة شيخهالحاج إبراهياملابريكي‪ ،‬الذي هو‬ ‫من تلاميذ القطب‪ ،‬ولاشك أ‪٥‬‏ هذه العلاقة ازدادت عند انتقاله إلى معهد الشيخ‬ ‫الحاج عمر بن يحيى وَهوَ ‪-‬أيضًا‪ -‬من تلاميذ القطب‘ كما شهدت مؤلفاته‬ ‫حضورا قويا في مقررات التدريس بالمعهد والمسجد بل اعتبر الشيخ بيوض‬ ‫حركته الإصلاحية امتدادا لحركة القطب إذ يقول‪"« :‬نهضتنا اليوم استمرار للنهضة‬ ‫الدينية والعلمية التى بدأها الشيخ يجى بن صالح الأفضلية والشيخ عبد العزيز‬ ‫الثمين" ورفع لواءها بعدهما شيخنا اطفيّش رحمهم الله جميعا'‪.‬‬ ‫حمد علي دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح‪.761 ,2 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬يحيى بن صالح بن يحيى الأفضلي‪ ،‬باعث النهضة الحديثة بوادي مزاب‪ ،‬هو من بني يسجن بمزاب‪ ،‬ولد‬ ‫بها عام‪ 621‬اه ‪!417 /‬م تلقى مبادئ العلوم في مسقط راسه ببني يسجن ثم قصد جربة في آخر‬ ‫النصف الأول من القرن ‪21‬ه‪81 /‬م؛ فاخذ في البداية من مجموع مشايخها‪ ،‬ثم انقطع للشيخ أبي يعقوب‬ ‫يوسف بنمحمد للصبي المليكي (ت‪1 881 :‬ه‪4771 /‬م) نزيل جربة‪ .‬مكث في التعليم هنالك اثنتي‬ ‫عشرة سنةمتصلة‪ ،‬ثمرحل إلى مصر مستزيدًا من طلب العلم‪ .‬عاد إلى وطنه مزاب حوالي سنة‬ ‫‪7‬ھه‪ 4471 /‬م‪ .‬فشرع ف وضع أسس حركة إصلاحية شاملة فعلم وأرشد‪ .‬ووجه وسد ن وشمر‬ ‫عن ساعد الجد في الإصلاح والتعليم والوعظ والإرشاد بدار للتلاميذ‪ ،‬فتخرّجت على يديه جحافل‬ ‫الطلبة‪ .‬قادوا الحركة الإصلاحية في مواطنهم في مدن مزاب ووارجلان ووادي أريغ‪ .‬اشهرهم الشيخ‬ ‫ضياء الدين عبد العزيز الثميني" توني يوم ‪ 52‬رجب ‪ !202‬ه‪ /‬ا ماي ‪8871‬م (الثميني‪ :‬كتاب النيل‪.‬‬ ‫مقامة المحقق عبد الرحمن يكي‪9-21. .‬؛ محمد علي دبوز‪ :‬نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة‪ .‬ط ‏‪٠1‬‬ ‫مطبعة التعاونية‪5831 .‬ه‪5691 /‬م‪452-262 /1 :‬؛ سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جربة‪ 931-04!1 .‬الحاج‬ ‫سعيد‪ :‬تاريخ بني مزاب{ ‪ 971 .18-28 .87‬جمعية التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪.)569-869 /4 .‬‬ ‫(‪ )3‬عبد العزيز بن إبراهيم الثميني‪ ،‬يلقب بضياء الدين'‪ ،‬من بني يسجن بمزاب‪٠‬‏ ولد بها عام ‪0311‬ه_‪/‬‬ ‫ونشا بها‪ .‬وحفظ القرآن ببلدته‪٧‬‏ ثم سافر إلى وارجلان ليدير املاك والده بها حمى سن‬ ‫م‬ ‫‪8‬‬ ‫م) إلى مزاب عاود‬ ‫الثلاثين ويقدوم الشيخ ابي زكرياء يجى بن صالح الأنضلي «(ت‪2021 :‬ه‪7 /‬‬ ‫الكرة في سبيل العلم‪ ،‬ولازمه في حلقاته إلى أن نبغ في علوم اللغة العربية والشريعة والمنطق وغيرها‪.‬‬ ‫خاض مع شيخه معركة الإصلاحفي المجتمع‪ ،‬فلاقى من اجل ذلك أذى كثيرا‪ .‬فكان ذلك العهد بداية‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ -‬كما استفاد الفتى إبراهيم من رحلاته السنوية العلمية رفقة شيخه الحاج‬ ‫‪ 3191‬م إل سنة ‪ 0291‬م‪ .‬وتدوم‬ ‫عمر بن يحى إلى مدينة وارجلانث من سنة‬ ‫وعا متهم للتدريس وا لتذكير( ‪. 1‬‬ ‫يلتقي فيها ‏‪ ١‬لشيخ بخاصة ة النا س‬ ‫لرحلة شهرين‪.‬‬ ‫فتعرف‬ ‫وأقام بها مدة شهرين‬ ‫وفي عام ‪ 0291‬م سافر الشيخ إلى تونس‬ ‫‪7‬‬ ‫ثلة من‬ ‫حطب‬ ‫كما استمع إلى‬ ‫والتقى بالكثير من علمائها‬ ‫عَلَى معاهل تونسك‪6‬‬ ‫قادتها السياسين"‪.‬‬ ‫‪ -‬كما سافر سنة ‪7431‬ه‪9291 /‬م إلى الحجاز رفقة الحاج بكير العنق‬ ‫للحركة الإصلاحية التغييرية بوادي مزاب‪ .‬أثرى المكتبة الإسلامية بكثير من أمهات الكتب في غختلف‬ ‫الفنونؤ ومنها‪« :‬كتاب النيل وشفاء العليلا‪ ،‬عمدة المذهب في الفقه‪ ،‬و «معالم الدين'‪ ،‬في علم الكلام‬ ‫حققه الباحث عمر إسماعيل آل حكيم ونال به درجة الماجستير‪ ،‬من كلية العلوم الإسلامية{ بجامعة‬ ‫الجزائر‪ .‬و «النورا نختصر شرح نونية ابي نصر في العقيدة‪ .‬توني ببلاته يسجن يوم السبت ‪ 11‬رجب‬ ‫‪31‬ه‪8081 /‬م‪( .‬الثميني‪ :‬كتاب النيل‪ ،‬مقدمة الشيخ عبد الرحمن يكي‪!-2 .‬؛ الثمين‪ :‬معالم ‪:‬‬ ‫الدين‪ ،‬ا‪!41-5 /‬؛ الحاج سعيد‪ :‬تاريخ بني مزاب‪48 28.5 ،‬؛ جهلان عدون‪ : :‬الفكر السياسي ‪452‬؛‬ ‫جعيةالتراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪..)32-435 .‬‬ ‫‏‪ ٣7‬قسنطينة{ الجزائر‪.‬‬ ‫محمد علي دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح ني الجزائر" ط ‪ ،[1‬دار البمث للطباعة‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪0‬ه‪0891 /‬م‪.141 /4 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.861 /2 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.2/881 :‬‬ ‫(‪ )3‬بكير بن إبراهيم بن عمر بن حمو العنق" من رجالات القرارة البارزين في ميدان العلم والإصلاح‪ ،‬اشتهر‬ ‫‪ 8681‬؟ أخذ مبادئ العلم عن الشيخ الحاج بكير بن الحاج‬ ‫‪!,‬ب«اسد القرارة"‪ .‬ولد بها عام ‪ 5821‬ه‪/‬‬ ‫قاسما ثثم عن الحاج عمر بن يجيى‪ 6‬وعن الحاج محمد بن الحاج قاسم‪ .‬و‪.‬في سنة ‪ 1 023‬ه‪ 2091 /‬م‬ ‫إستظهر القرآن الكريمإ وانتقل للى معهد القطب الشيخ اطفيش؛ اشتغل بالتجارة في مدينة تبسة بالشرق‬ ‫الجزائري‪ .‬ث ثماملتحق بسلك العزابة؛ وبعد وفاة الحاج إبراهيم بن مى عين رئيسا للعزابة‪.‬‬ ‫ويعتبر من أعيان القرارة الذين استعان بهم الشيخ يرض ف حركته الاصلاحية‪ .‬وكان الشيخ يقول‪:‬‬ ‫«عندي أستاذان‪ :‬استاذ ني العلم هو الحاج عمر بن يجى‪ ،‬واستاذ في السياسة هو الحاج بكير العنق"‪ .‬له‬ ‫علاقات وطيدة بزعماء النهضة خارج مزاب كالشيخ عبد العزيز اللمالبي والأمير خالد‪ .‬وأمير البيان ‪::‬‬ ‫شكيب ارسلان‪ 6‬اسس رفقة عُاس بن حمانة ال مدرسة عربية عصرية في الجزائر ‪-‬بتبسُة‪-‬۔ سنة‬ ‫‪ 2‬ه‪!319 /‬مإ تحت رعاية الجمعية الصديقية‪ .‬إلا ان المستعمر سارع إلى غلقها توني يوم الإثنين‬ ‫‪14‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياة الشيبخّورض‬ ‫لأداء فريضة الحجؤ والتقى ببعض زعماء الإصلاح في العالم الإسلامي منهم‬ ‫الشيخ شكيب أرسلان" ‪.‬‬ ‫‪4‬۔ التربية الاجتماعية العملي‪:‬‬ ‫من أهم عوامل نبوغ الفتى إبراهيم تلقيه تكويئا اجتماعا ميدانيا‪ 5‬يؤهله لرفع‬ ‫الراية بجدارة والسير بالأمة نحو الصدارة‪ ،‬فبعد استظهاره القرآن الكريم‪ -‬ففي سن‬ ‫مبكرة‪ -‬التحق بمعهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى رأس النهضة الإصلاحية‬ ‫بالقرارة‪ ،‬وتوسّم فيه النجابة فخصنه بمزيد من الرعاية‪ ،‬وأصبح محظيّا عنده بملازمته‬ ‫وخدمته في الحضر والسفر‪ ،‬حيث كان يرافقه في رحلته العلمية السنوية إلى مدينة‬ ‫وارجلان‪ ،‬إذ كان يجتمع بخاصة أهلها وعامتهم‪ ،‬فكانت تلك الرحلات من‬ ‫المؤثرات القوية في تكوين شخصية الشاب إبراهيم حيث يقول‪« :‬ودام هذا النسفر‬ ‫إلى وارجلان في كل خريف من عام ‪ ،1 3-029‬وكانت لي فيه فوائد عظيمة‬ ‫لقد كنت خادم الشيخ أحضر مجالسة الخاصة والعامةه‘“‪.‬‬ ‫كما كان الفتى إبراهيم يحضر مع شيخه جلسات أعيان بلدته القرارة‬ ‫ويشهد محاوراتهم في معالجة أوضاعها الراهنة‪« ،‬فكان ذلك المدرسة‬ ‫الاجتماعية التى تكون فيها‪.‬‬ ‫فقد اكتسب إبراهيم من هذه الجلسات وفي مرافقة الشيخ الحاج بكير العنق في‬ ‫رحلاته إلى شمال الجزائر وخارجهاء مواهب عقلية وتربية عملية‪ .‬خاصة في ذلك‬ ‫‪ 3‬رمضان ‪3531‬ه‪ 31 /‬ديسمبر ‪4391‬م‪( .‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة\ ‪812 .802 /2‬؛ عمد علي‬ ‫دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح‪! 0 /2 .‬؛ جمعية التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪.)181-381 /2 .‬‬ ‫(‪ )1‬محمد علي دبوز‪ :‬ننههضضةة الجزار الحديثة وثورتها المباركة‪ .‬ط [\ المطبعة العريية الجزائر ‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1931‬ه‪791[ /‬م‪.412 2 :‬‬ ‫)‪ (2‬حمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‪.861 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬حمد صالح ناصر‪ :‬الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض مصلحًا وزعيمًا‪ ،‬مكتبة الريام؛ الدار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.15 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪42‬‬ ‫الظرف الذي يشهد صراعات في غتلف الجبهات‪ ،‬قال الشيخ بيوض عن فضل هذه‬ ‫التربية الميدانية‪« :‬وكان لهذا الصراع الذي شاهدته وشاركت فيه من أول شبابي أثر‬ ‫عظيم في إرهاف كل مواهي العقليّة والخلقية‪ .‬وذلك بفضل الشيخ الحاج عمر بن‬ ‫يجى الذي استخدمني واشركني فيه‪ ،‬وبفضل الشيخ الحاج بكير العنق" رحمهما الله‪.‬‬ ‫إن فضلهما عظيم علئ في التربية الاجتماعية التي أغلتني لرفع الراية‪.‬‬ ‫‪ .‬ففي مثل هذه المجالس يتلقى النشُ تكوينا عملاء «فيتدرب فكه على المناقشة‬ ‫للقضايا‪ 6‬والتحليل الواقعي للمسائل‪ .‬وإيجاد الحلول العملية للمشاكل المعروضة‪...‬‬ ‫ويعرف حقيقة ما يستقبله في حياته العملية‪ ،‬ويتهيا نفسيا وتربويُا واجتماعيا لخوض‬ ‫معترك الحياة بقوة‪.‬‬ ‫‪5‬۔ وضوح الغايہ‪:‬‬ ‫حد الشيخ بيوض لنفسه غاية سامية واجتهد لبلوغها‪ ،‬مقدرا حجم المسؤولية‬ ‫الملقاة على عاتقه‪ ،‬حيث اقتنع أن وره الإصلاحي لا يقتصر على مجال التربية‬ ‫والتعليم ‪ -‬على خطورته۔ بل هو شامل لمختلف مجالات الحياة‪ ،‬الم يكن عملي‬ ‫خاصا بميدان التعليم ولكن يتناول جميع نواحي الأمة‪ ،‬وظيفتي أن أغسل العار عن‬ ‫الأمة وتطهيرها من أدناسها‪ “...‬فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم فاعة لهذا‬ ‫الجهاد الشامل المتواصل عدته من التكوين الجاة وصدق الاستعداد‪.‬‬ ‫‪6‬۔الثقتفي النفس والتو ‪:‬اضع‬ ‫رغم المهمة الثقيلة الملقاة ‏‪ ٢٦‬عاتق الشيخ بێوض ي شبابه الباكر" وبعد الغاية‬ ‫التى طالب برفع أمته إليها ورغم الظروف السياسية والفكرية والاجتماعية‬ ‫في توفيق انته له‬ ‫الصعبة التى يعمل فيها‪ .‬فإن ثقته في نفسه كانت عاملا ‪7‬‬ ‫(‪ )1‬حمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‪.22 :‬‬ ‫محمد ناصر بوحجام‪ :‬مم‪:‬نهج الشيخ ببورض ف الاصلاح والدعوة‪ .‬طا ‪ ،‬نشر جمعيةالتراثؤ القرارة‪-‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.66‬‬ ‫م‪:‬‬ ‫غرداية‪ 8‬الجزائر ‪ 9241‬ه‪8 /‬‬ ‫الجزائر‪.61 4 :‬‬ ‫حمد علي دبوز‪ :‬أعلام الاصلاح ف‬ ‫) ‪(3‬‬ ‫‪34‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياة الشيخ بيوض‬ ‫حيث يقول عن نفسه‪. ..« :‬وأنا أعررّف الناس بنفسي ‏‪١‬‬ ‫بالنصر في عختلف الجبهات‬ ‫وقد حُمُلتُ في شبابي الباكرش وعمري أربعة وعشرون عاما فقط أثقل وظيفة في‬ ‫«العرابة» حملت أعباء الإصلاح في هذا البلدؤ وأقول لا فخرا ولا تعاظمًا‪ :‬إننى‬ ‫قبلت مشيخة المسجد وقيادة الإصلاح لأنني لم أجد من يستطيع أن يقوم مقامي في‬ ‫هذين الثغرَين الخطيرَين‪(.. .‬‬ ‫ذلكم الثغر ورابط‪ .‬وقاد المسيرة غير عابع بأقوال‬ ‫في‬ ‫لقد صابر الشيخ بيوض‬ ‫زهورا أو غرورا‬ ‫اللائمبن ولا المادحين‪« .‬أما أن يستفزني المديح ويدخل إل نفسي‬ ‫ونهضتها‬ ‫الأمة‬ ‫صلاح‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 2‬بل كان‬ ‫ليس من طبعي‬ ‫فهذا‬ ‫قائذا‬ ‫بكونه‬ ‫غير مبال‬ ‫من‬ ‫«أقسم باله صادثًا أني لو وجدت‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫جندنًا بسيطا‬ ‫فى الحركة أم‬ ‫أثقال القيادة لسلّمت إليه الزمام‬ ‫ويرفع عي‬ ‫الزمام ويقود قافلة الإصلاح‪.‬‬ ‫ياخذ‬ ‫‏‪ ١‬لبارً المطيع \ أعمل حسب‬ ‫ولكنت تلميذه‬ ‫أخلص جنوده‬ ‫وراءه جندنًا من‬ ‫ولسرت‬ ‫إرادته" وتحت نظره إ‪.‬‬ ‫‪7‬۔الشعوربالمسؤولية والتوكل على الله‪:‬‬ ‫رغم كون الفتى إبراهيم من صغار طلبة معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى فقد‬ ‫وقف موقفا تاريخيا يوم وفاة شيخهم ينم عن مدى ثقته بالنفس واستشعاره ثقل‬ ‫المسؤولية‪ ،‬فقد دعا إخوانه الطلبة‪ ،‬الحيارى في مستقبل المعهد إلى الاجتماع العام۔‬ ‫بعد مراسيم الجنازة‪ -‬وحرّضهم على التعجيل بمواصلة الدروس بالمعهد الذي‬ ‫تولى إدارته بنفسه‪ ،‬وعمره لا يتجاوز ‪ 22‬عامًا‪ ،‬حيث يقول‪« :‬وحملت اللواء أمام‬ ‫الركب ومشيت قذمًا‪ ،‬لقد ربنا لمثل هذا اليوم فاعتمدنا على أنفسنا في كل ما كان‬ ‫يقوم به شيشنا‪.‘×...‬‬ ‫(‪ )1‬حمد علي دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح في الجزائر‪.942 /4 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.89 /4:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.4/052 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.001 /4 :‬‬ ‫‪ .‬الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫|‬ ‫‪44‬‬ ‫وبعد مدة وجيزة من تحمل مسؤولية معهد شيخه وقعت عليه مسؤولية البلدة‬ ‫‪.‬‬ ‫باكملها‪ ،‬فلم يتوان في حملها‪ ،‬بل امتثل قول الشاعر المقدام‪:‬‬ ‫غنيت فلم أترةد ولم أتبلد‬ ‫إذا قيل من فتى خجلت آئنيقو‬ ‫فقة استشعار الفنى إبراهيم بقل المسؤولية أنسته التفكير في مورد الرزق فتوكل‬ ‫على اله فكفاه «وَمر توك‪ :‬على الله فَمُوَ حَسْبةگه الطلاق‪ »30 :‬وذلك أن بعض‬ ‫التجار عرضوا عليه الالتحاق بعالم التجارة لإدارة تجارة والده الذي توفي عام‬ ‫‪1291‬م فكان جوابه أنه لم يخلق هذاء مجددا عزمه على الثبات في ميدان العلو‪.'"١‬‏‬ ‫رابسكا ‪ :‬محطات في مسيرته العملية‪:‬‬ ‫ا‪.‬تركيزالحركة الإصلاحية على التربية والتعليم‪:‬‬ ‫اقتنع الشيخ بتوض بناء على خبرته لواقعه واطلاعه على الحركات‬ ‫الإصلاحية في العالمإ أن الدعامة الأساسية للحركة الإصلاحية الشاملة هي التربية‬ ‫والتعليم نتصذى لهذا الجانب وأولى له عناية خاصة حث يقول‪« :‬عرفنا من زمن‬ ‫بعيد أن لا صلاح للوطن ل بالعلم الصحيح‘ فدرچا في سبيله‪ .‬وضحتينا فيه بكل‬ ‫عزيز‪ ...‬فعكف الشيخ على تطوير معهده وتخريج أجيال عالمة عاملة داعية‪..‬‬ ‫«وقد خدمت ديني وأمتي بهذا الجيش من تلاميذي الذين خرجوا إلى الميدان والذين‬ ‫لا يزالون في معهدنا في دور ا لتدريب ‪ .‬رجال متديّنون مثقفون ى يعرفون ما هم وما‬ ‫عليهم(‪.‬‬ ‫‪ .‬ولم يكتف الشيخ بتكوين الناشئة وإعدادها بل عمل على تعميم العلم والثقافة‬ ‫الواسعة كل شرائح المجتمع‪ ،‬فخطا بالأمة خطوة حضارية جريئة‪ .‬وهي تفعيل دور‬ ‫المسجد وتحويله إلى جامعة مفتوحة‪.‬‬ ‫محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح ني الجزائر‪.68/12 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪. .‬ن‪.4/27 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م ‪.‬ن‪.101 /4:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياةالشيخ بيوض‬ ‫‪ 2‬تحويل المسجد إلى جامعة شعبية‪:‬‬ ‫التحق الشاب إبراهيم بيوض بحلقة العزابةا‪ ،‬الهيئة الدينة العليا بالبلدة‪ .‬عام‬ ‫‪2‬ممع وبرز دوزه فيها‪ ،‬وعيّن‪ -‬بعد سنتين‪ -‬واعظا رسميا للحلقة رغم كونه‬ ‫أصغر أعضائها فقام يِمَهمّة الوعظ وا لإرشاد احسن قيام‪ .‬ثم عين شيحا للحلقة‬ ‫عام ‪0491‬م‪ .‬واياا م‪.‬نه بضرورة العلم لنهضة الأمة استغل منبر المسجد لتعميم‬ ‫التعليم جميخ رواده من مختيف شرائح المجتمع‪ .‬يقول عنه الدكتور محمد صالح ناصر‬ ‫أحد خريبي الجامعتين‪« :‬أدرك بحسه الإصلاحي واطلاعه على الحركات‬ ‫الإصلاحية في العالم الإسلاميَ‪ ،‬انه لا باد من وضع خطة عملية طويلة النفس‪،‬‬ ‫تحوّل المسجد إلى منارة إشعاع‪ .‬تمدالناس بالنور في جميع مناحي حياتهم" الدنيوية‬ ‫منها والأخروية‪ .‬فما كان منه زل أن حول المسجد إلى جامعة شعبية‪ ،‬لا يقتصر فيها‬ ‫وإنما يقدم فيه اطايب المعرفة الاسلامية مبسوطة‬ ‫على الوعظ والإرشاد ‪7‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫على مائدة القرآن الكريم وسنة ة النيء محمد‬ ‫‪3‬ذتكوين المجتمع المسجدي‪:‬‬ ‫أثمرت الدروس المسجدية الواقعية نتائج ملموسة\ تتجلى احسئها في إرجاع‬ ‫الاعتبار للمسجد‪ ،‬حيث أصبح المجتمع بكل شرائحه وهيثاته مرتبطا به ارتباطا قويا‪.‬‬ ‫قلوبهم متعلقة به‪ ،‬وكلهم استعداة لتلبية نداءاته الروحية والمدنية‪ ،‬وارجع الشيخ‬ ‫بيوض هذه النتيجة إلى أثر مم‪:‬نهج القرآن في حياة الإنسان «وإنني والحمد لله أحمد‬ ‫الله تبارك وتعالى على النتيجة الق شاهدتها من أثر القرآن في نفوس العامة‬ ‫ولذلك اخترت المسجد ليكون معهدا للتفسير يحضره الناس كلهم رجالا ونساء‪.‬‬ ‫شبابا‪ .‬وشيبًا وكهولا‪ ...‬والحمد لنه راينا من أثر كتاب النه في أمتنا الشيء الكثير‬ ‫ولهذا فالأمةاليوم ‪-‬ولله الحمد مستعدة لتلبية كل طلب‪ ,‬و خيري‪ . ..‬فلم تكن‬ ‫اهتمامات الشيخ بيوض مقتصرة على إصلاح الجانب التعبديً فحسب© بل كانت‬ ‫محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪.60 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م ن‪ .‬ننوة الشيخ بيوض بمناصية ختم تقسير القرآن مم الإذاعة والتلفزيون الجزائرية وبعض العلماء‪.08 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪46‬‬ ‫حركته شاملة لكل ميادين الحياة‪ .‬فبعد أن ركز جهوده عَلى الجانب العلمي وشهد‬ ‫معهد الحياة انطلاقة نوعية وتكوينا عملا الإطارات المستقبل شفعها بالعناية‬ ‫بالجوانب الأخرى التي تع من أسباب الحياة الكريمة‪.‬‬ ‫‪4‬۔المشاركت في تأسيس جمعية العلماء‪:‬‬ ‫ل تقتصر دائرة نشاط الشيخ بێوض في بلدته القرارة ولا في وادي مزاب‪ ،‬بل‬ ‫كانت لديه اتصالات مع إخوانه العاملين في حقل الإصلاح على مستوى القطر‬ ‫الجزائري وخارجه‪ .‬مما رشحه ليكون عضوا فى إدارة جمعية العلماء المسلمين‬ ‫الجزائرتين منذ تاسيسها عام ‪1391‬م‪ .‬حيث أسندت إليه مَهمّة نيابة أمين المال‪.‬‬ ‫"وكانت خطته فى هذا السبيل واضحة وهى التعاون الجاة لإحياء اللغة العربية لغة‬ ‫لقرآن‪ ،‬وتربية الناشئة الجزائرية تربية إسلامية صحيحة والوقوف صمًا واحدا أمام‬ ‫غططات الاستعمار الفرنسي الرامية إلى تفريق الشعب الجزائري على أساس‬ ‫المذهبية أو الطائفية أو الجهوية‪....‬‬ ‫|‬ ‫‪ 5‬الشيخ بيوض والعمل السياسي‪:‬‬ ‫اشتغل الشيخ بيوض بالجانب السياسي منذ شبابه‪ .‬وكان المنطلق عقديا‪ ،‬وذلك‬ ‫بمعارضته قانون التجنيد الإجباري‪ .‬الذي كان يسوق المسلمين الجزائريين لمؤازرة‬ ‫طاغوت الاستعمار‪ .‬والمحاربة في صفوفه‪ ،‬فكاد الشاب إبراهيم بيوض أن يكون‬ ‫ضحية هذا القانون إلا أن النه أطلق سراحه‪ .‬فكان منه التمرد ومواجهة السلطة‬ ‫الغاشمة‪ .‬وما كان جوابه‪ ،‬حين حتره أبوه وقومه من مغبة مواجهة طغيان‬ ‫الاحتلالء إلا ان الله ما اطلق سراحه إلاً ليشتغل بالقضية ويتبتاها‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الشيغ بتّوصه في اجلس البرائري‪:‬‬ ‫ممل الشيخ بيوض دائرة غرداية في المجلس الجزائري‪ ،‬بعد الإلحاح الشعبي‬ ‫فانتخب بالأغلبية الساحقة يوم ‪ 02‬افريل ‪8491‬م وأعيد انتخابه سنة ‪1591‬م‪.‬‬ ‫(‪ )1‬محمد صالح ناصر‪ :‬الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض مصلحًا وزعيمًا‪.91 :‬‬ ‫‪74‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬حياة الشيخ بيوروض‬ ‫‪.‬وكان الصوت المدوي الذي طالما دافع عانلمؤسسات العربية والإسلامية في‬ ‫الجزائرؤ لا سيما في الجنوب؛ة‘‘؛ ؛واستقال الشيخ من عضوية المجلس مع غيره من‬ ‫النواب الوطتتين تأييدا للثورة التحريرية‪.‬‬ ‫ب۔ في تورة التحرير‪:‬‬ ‫شارك الشيخ بيوض في ثورة التحرير قبل قيامها بإعداد عذتها الروحية‬ ‫وذلك بتربية النفوس ومحاربة الجهل‪ ،‬حيث يقول‪« :‬كنت طوال أيام الثورة كما‬ ‫كنت قبلها من أول عمري مجتهدا بكل ما أوتيته من قوة في نشر التعليم الإسلامئ‬ ‫العربي بمختلف درجاته الابتدائي والثانوي وكنت أخرج كل سنة فوجًّا من‬ ‫المثقفين أعتقد أن ذلك أجَلً خدمة أقدمها للجزائر الجديدة‪ ...‬هذا إلى جانب‬ ‫العمل الثوري الميدانيئ‪ ،‬حيث يصرح أ العمل الثوري كان منظما في مزاب تحت‬ ‫إشرافه‪ ،‬ومن المهام التى كلف بها‪ :‬الاتصالات والمراسلات السرية بقادة جبهة‬ ‫التحرير الوطنى‪ .‬وإيواء كبار الثوارش وتموين المجاهدين بالمال والعتاد واللباسره'‪.‬‬ ‫كانت الصخحافة الاستعمارية تسميه «أسد الصحراءا‪ ،‬وقد ‪ .‬وأضع تحت الاقامة‬ ‫الجبرية اربع سنوات داخل أسوار القرارة‪ .‬كما حاصرت قوات الاستعمار مدينته‬ ‫القرارة ثلاثأةيام بلياليها يوم ‪ 82‬أكتوبر ‪1691‬مإ وكان الهدف من الحصار هو‬ ‫إخضاع محيطه للتفتيش‪ .‬إلأ أن زوجته أحرقت في تلك الأثناء كل وثائقه الهامة التى‬ ‫كانت بينه وبين الحكومة المؤقتة وخاصة ما جرى في قضيةفصل الصحراء‪.‬‬ ‫زيتونة‬ ‫إبراهيم بيوض‪ :‬اعمالي في لثورة‪ .‬إعداد محمد صالح ناصر نشر جمعيةالتراث\ القرارة ‪-‬غرداية‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫للإعلام والنشر‪ .‬باتنة‪-‬الجزائر‪:‬‬ ‫(‪ )2‬محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب ‪( .‬المهرجان والتابين)‪ ،‬كلمة الشيخ عبد الرحمن بكي في تابين‬ ‫الشيخ بيوض‪.311 :‬‬ ‫‪ .7‬بيوض‪ : :‬اعمالي في الثورة‪.3 9 :‬‬ ‫) ‪(3‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪42 :‬؛ وانظر عيسى قرقب‪ :‬الإمام إبراهيم بيوض رائد الحركة الوطنية في الجنوب الجزائري‪:‬‬ ‫‪.2-781‬‬ ‫قسنطينة ‪0‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫دار البعث‬ ‫المزابيين في تاريخ الجزائر قديئا وحديئا‪.‬‬ ‫النترري‪٥‬‏ حمو بن محمد عيسى‪ :‬دور‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ن‪.86 /4 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪7‬‬ ‫قضية نصل الصحراء عر الشمال‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أبلى الشيخ بيوض في إبطال مؤامرة فنصل صحراء الجزائر عن شمالا بلاء‬ ‫حسنئا‪ ،‬واعترف له منصفوه بأنه لولم ينجز في حياته إل إياها لكفته جهاداء فقد ‪.‬‬ ‫وظف مختلف الوسائل والمنابر إسماع صوت الحق في القضية والدفاع عنها ض‬ ‫‪ .‬الانفصاليينں إذ يقول‪ « :‬إن فكرتنا في أن مزاب والصحراء جزة لا يتجزأ من‬ ‫الجزائر قدمة لم تتغير ولن تتغير‪ 6‬وقد دافعت بحرارة عن توحيد السياسة الإدارية‬ ‫بين الجنوب والشمال لأنهما قطر واح بخطب ونشريات ودعايات قبل صدور‬ ‫الدستور الجزائري وقبل انتخابات المجلس الجزائري ودافعت عن الفكرة ضد‬ ‫الانفصالتين من فوق منبر المجلس الجزائري حتى اضطرت الحكومة الفرنسية إلى‬ ‫إرسال لجنة بجث إلى مزاب فكانت مظاهرات وكان لنا معها لجوات؛؛""‪.‬‬ ‫ومن المعترفين بدور الشيخ بيوض الأساسي في قضية فصل الصحراء عن‬ ‫الشمال وزير الداخلية للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عبد النه بن طوبال‪:‬‬ ‫إن الفضل يعود إلى الشبخ بيوض في إنقاذ وحدة التراب الوطن‪ .‬وبقاء الصحراء‬ ‫بكل خبراتها جزائرية وبدونه كان يمكن أن تستمر الثورة التحريرية عقدا آخر‬ ‫ومرة ة اخرى أقول‪ :‬إن دور غرداية (المنطقة) هو الذي كان حاسمًا في اللوضوعء‬ ‫وغرداية تعني‪" :‬الشيخ ;بيوضر““‪.‬‬ ‫وقال عنه الدكتور عبد الكريم بوصفصاف‪ « :‬كما أنه وقف كالطود الشامخ‬ ‫يدافع بصلابة وإيمان قوي عن الوحدة الترابية للجزائر عندما حاول المستعمر‬ ‫البغيض فصل الجنوب عن الشمال‪ ،‬وتحمل فن أجل تلك القضية الوطنية عقوبات‬ ‫شديدة من طرف الإداريين والعسكريين في المنطقة“‪.‬‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪ :‬أعمالي في الثورة‪.33 :‬‬ ‫(‪ )2‬عمد ناصر‪ :‬الشيخ يرض‪.753 :‬‬ ‫(‪ )3‬محمد صالح ناصر‪ :‬ني رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪.39 :‬‬ ‫‪94‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬حياة الشيخ بيوض‬ ‫ر‪ -‬الشيغ بيّوصہ فى الهيئة التنفيذية الؤقنة‬ ‫بعد إيقاف القتال في ‪ 91‬مارس ‪2691‬م نتيجة مفاوضات إيفيان عين الشيخ‬ ‫بيوض عضوا فى اللجنة التنفيذية المؤقتة‪ .‬وأسندت إليه مهمة الشؤون الثقافية إلى‬ ‫يوم تسليم السلطة لأول حكومة جزائرية في شهر سبتمبر ‏‪.٠1962‬‬ ‫‪6‬۔رتاسته لمجلس عمي سعيد‪:‬‬ ‫تتكون من‬ ‫أعلى هيئة دينية واجتماعية بوادي مزا ب‬ ‫مجلس عمى سعد‪.‬‬ ‫من‬‫وو رجلان ‪ 6‬فبعد‪ .‬مرحلة ه‬ ‫مز ب‬ ‫ي‬ ‫واد ب‬ ‫قصور‬ ‫ها لعزابة « في‬ ‫‪ .‬مثلي حلقا ت‬ ‫رئيسا " لل غارة وفاته‪.‬‬ ‫‪7‬۔اهتمامه بقضايا العالم الإسلامي‪.‬‬ ‫نما الحسر السياسي عند الشيخ بيوض واهتم بقضايا العالم الإسلام‪ :‬قاطبة‬ ‫دلت على ذلك عضويته في لجنة إعانة فلسطين" وكان من بين الأربعة الممضين‬ ‫على برقيات التاييد ورسائله} باسم اللجنة الجزائرية الفلسطينية لقضية فلسطين في‬ ‫الجامعة العربية عام ‪8491‬م إثر قيام الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين‪.“١‬‏‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪ :‬اعمالي في الثورة‪.71 :‬‬ ‫(‪ )2‬ينسب هذا المجلس إلى الشيخ سعيد بن علي الجربي الخيري" أبي صالح‪ .‬الشهير بعمي سعيد“‬ ‫‪ 2941‬م( ولد ف قريةة جيم بجزيرة جربة بتونس وبها نشأ وتعلم آ تفشى الجهل بوادي‬ ‫(ت ‪8‬ھ‪/‬‬ ‫مزاب استقدم سنة ‪458‬ھه_‪ 0541 /‬م لاحيائه‪ ،‬فبادر إل الإصلاح الاجتماعي والعلضي والدين‪ .‬ناحى‬ ‫وادي مزاب وكون نهضة علمية دينية‪ .‬من أهم منجزاته تاسيس مجلس للفتوى سنة ‪558‬ه_‪0541 /‬م‪.‬‬ ‫يجمع مشايخ وعلماء كل قصور وادي مزاب ‘ وقد سمي باسمه (جلس عمي سعيد) فيما بعد؛ وقد‬ ‫أضيف إليه مشايخ وارجلان في أوائل القرن ‪41‬ه‪02 /‬م‪ .‬دبوز‪ :‬نهضة الجزائر‪ 5‬ا‪152 /‬؛ الجحبيري‪:‬‬ ‫البعد الحضاري ‪561 /1‬؛ جمعية التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪ ،‬تر ‪.204‬‬ ‫الثلاثة الآخرون هم‪ :‬الشيخ البشير الإبراهيمي‪ ،‬رئيس اللجنة والشيخ الطيب العقي وفرحات عباس‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ر‪ .‬بسام العسلي‪ :‬جهاد شعب الجزائر‪ -‬عيد الحميد بن باديس وبناء قاعدة الثورة الجزائرية‪ ،‬ط ‪ 1‬دار‬ ‫النفانس بيروت ‪2041‬ه ‪ 2891 /‬م‪.51[-0 7 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪50‬‬ ‫وكان الشيخ يتابع مجريات الأحداث والمستجدات في العالم ويستثمرها في‬ ‫دروسه فيضفي عليها حيويةويغمرها حركية مؤكدا أن المستقبل للإسلام الذي هو‬ ‫منقذ البشرية الحائرة‪ .‬ومن ذلك قوله بمناسبة تفسير قوله تعال‪ :‬و الذي أزستل‬ ‫«وأذكر للمناسبة‬ ‫رَسُولهُ ںبالهدَى' ودين الْحَو لظهر على الين كله»ه (الفتح‪8 :‬‬ ‫أله يوجد بيننا الأستاذ عزالدين بليق‪ ...‬جاءنا ببشارة نحقق بها ما كنا نذكره من‬ ‫ظهور الدين‪ ،‬وتتممل هذه البشارة في انعقاد المهرجان الإسلامي بلندن سنة‪ 6791‬م‬ ‫ونحن اليوم في سنة ‪4791‬م‪ .‬وسينعقد بسعي من الذين أراد الله تعالى بهم الخير‬ ‫واراد نشر دينه وإظهاره على الدين كله على أيديهمه"'‪.‬‬ ‫إجتهد الشيخ بيوض في العمل للتمكين للدين معتقدا أن المستقبل له رغم كيد‬ ‫اعدائه‪« ،‬فالإسلام يكاذ له في جميع بلاد الدنيا لدحضه والتقلّب عليه‪ ...‬ولكن الله‬ ‫تعال يرة كيدهم في نمحورهمؤ ولا يزال الإسلام يتمكن بقوَة‪ ،‬وَهوَ دين البشرية‬ ‫المقبل مجول اللها“‪.‬‬ ‫ناسا ‪ :‬وفسات ‪:‬‬ ‫ختمت أنفاس الشيخ الطيبة وحياته الحافلة بالجهاد على الساعة السادسة مسا‬ ‫جانفي ‪ 1 89 1‬م‪ .‬وهو يذكر الله‬ ‫‪41‬‬ ‫‪ 1041‬ه‪/‬‬ ‫‪ 80‬ربيع الأول‬ ‫من يوم الأربعاء‬ ‫تعالىؤ عن عمر يناهز ‪38‬سنة”‪ 6‬أمضاه في خدمة الإسلام والنهوض بالمسلمين‪.‬‬ ‫وحق لكل مسلم أن يعتر به‪« .‬لكرن الاعتزاز بهذا الرجل العظيم المرحوم‬ ‫الشيخ بيوض لا يقبله حتى هوك إذا م عن هذا الاعتزاز تحمل الأمانة الي‪.‬‬ ‫كان يجملها؛؛؛ فالشيخ لم يعش لخاصّة نفسيه بل عاش من اجل فكر ضحى‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬تفسير سورة لفت ج ج ‪( 91‬المسودة)‪.‬‬ ‫م ن‪ :‬تفسير فصلت‪.954 /61 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬عمد بن إبراهيم بيوض‪ :‬مقابلة خاصة\ منزل الشيخ بيوض بالقرارة يوم‪ 40 :‬مارس ‪9002‬م‪.‬‬ ‫(‪ )4‬حمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ ،‬كلمة الأستاذ احمد عروة في حفل تابين الشيخ‬ ‫‪15‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬حياة الشيخ بيوض‬ ‫من أجله‪ ،‬فكر تبديد الدين ونشره والحياة في رحابه‪ ،‬دڵت على ذلك مواقفه‬ ‫به آثاره القى سنتعرف عليها في المبحث ‏‪ ١‬لآتى ‪.‬‬ ‫وإنغبازاته‪ .‬وشهدت‬ ‫ح ‪22‬‬ ‫بيوض‪.431 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪52‬‬ ‫المبحث الثانى‬ ‫آثارا لنشيخ ببوص الحقديه‬ ‫متنوعة‬ ‫ل يؤلف الشيخ بێوض كتابا في العقيدة ل أله ترك آثارا عقدة‬ ‫وا لمكتوب'‬ ‫تتجلى في دروس ‏‪ ١‬لتفسير وغيرها وسائر نتاجه ا لفكري ‏‪ ١‬لشفوي‬ ‫ع‬ ‫لأنه‬ ‫مواضيعها۔‬ ‫دروسه عَلى اختلاف‬ ‫في‬ ‫حاضرًا‬ ‫العقيدة‬ ‫الحديث عن‬ ‫وكان‬ ‫أ الخلل الذي يطال السلوك الفردي أو الجماعئ مرجعه إلى الخلل في العقيدة‪.‬‬ ‫إما لجهل وسوء فهم أغوفلة وضعف يقين‪ ...‬وللشيخ منابر لنشر رسالته‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫المسجد ومعهد الحياة والمجتمع الخارجي‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬الدروس المسجدية‪:‬‬ ‫إستغل الشيخ بيوض مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي عامة‪ ،‬ومنزلته‬ ‫المميزة في المجتمع المزابي حيث كان يشكل الحور الأساس الذي تدور حوله‬ ‫مؤسسات المجتمع كامحاضر وذور العشائر‪ ،‬فجعله المنبر الأول لحركته الإصلاحية‬ ‫فوجه من خلال هيئة العزابة توجيهاته التربوية لكل طبقات المجتمع وهيئاته‪.‬‬ ‫لإحداث الإصلاح الشامل لمختلف القضايا التربوية والاجتماعية والاقتصادية‪...‬‬ ‫انطلاقا من العقيدة التى هي أساس توجيه سلوك الإنسان وحسن استخلافه قي‬ ‫الأرض رابط الشيخ في ذلك الثغر أكثر من نصف قرن يذكر قومه ويدعوهم‬ ‫إلى سبيل الرشاد‪ ،‬قال بمناسبة تصحيحه لإحدى المسائل العقدية‪:‬‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫_ «وليس‬ ‫فمنذ أن جلست‬ ‫على هذا الكرسي للوعظ والإرشاد من قرابة خمسين عامًا وأنا أذكر واحر‪.‬‬ ‫مرقون‪6‬‬ ‫(ما كتبه وما كب عنه)ا‪ 6‬بجث‬ ‫بييليوغرافيا عن الشيخ إبراهيم بيوضؤ‬ ‫محمد ناصر برحجام‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ 7‬ص تاربخ كتابة مقدمته‪ :‬ا اجادى الأولى‪9041‬ه‪12[ /‬ديسمبر ‪8891‬م‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الشيخ بيوض العقدية‬ ‫« ‪] )1‬‬ ‫وألقيت مئات ومئات من الدروس في تصحيح العقيدة‪...‬‬ ‫يتاكد تصنيف دروس الشيخ بيوض ضمن آثاره العقدية حرصه الدائم عَلَّى‬ ‫إحكام صلة المواضيع المختلفة بمرجعيتها الإيمانية‪ .‬ولكون جرأته في تناول القضايا‬ ‫الواقعية وصراحته في وضع الدواء في موضع الداء ثمرة اعتقاده‪ ،‬فقد كان الشيخ‬ ‫يعتقد حرمة السكوت عن قول الحق خوفا من غضب العامة ويصرح بان الأمة‬ ‫أوتيت من هذا الجانب الذي أصيب به بعض الدعاة الذين ذكرهم بواجب الجرأة‬ ‫في قول الحق ابتغاء وجه الثه‪ ،‬ومن ذلك قوله‪« :‬فكان الواحد منا يخاف أن يصادم‬ ‫آراء العامةويخاف قولة الحق لأن العامة لا تقبلهاى ولكن قل الحو ولا يهمك أمر‬ ‫الناس قبلوه أم رفضوه‪ ،‬وهذا ما ننتهجه‪ .‬أما أن يكون العالم يتملق للعامة فلا‬ ‫يقول إلا ما يرضيهم‪ .‬أو ما يخالف آراء آبائهم وأجدادهم فهذا حرام‪ ...‬وإنما علينا‬ ‫في خوؤضيهم‬ ‫أن متل قول النه تعالى وأمره‪ :‬لإقل الله ثم ذر‬ ‫َلْعَبُونگه (الأنعام‪ :‬‏‪ )٩1‬فاستمسكوا بالآية ورةدوها في كل حين‬ ‫امتثل الشيخ بيوض هذه الآية في مسيرته الدعوية الطويلة قدوئه في ذلك‬ ‫رسل الثه الذين لم يتركوا التبليغ إلى أن أتاهم اليقين© وأوصى الدعاة إلى الله‬ ‫بالمصابرة في اتباع دربهم‪« :‬فكما أ االرسل لم يتركوا التبليغ والدعوة بسبب كثرة‬ ‫الملكذبين‪ ،‬فكذلك على خلفائهم الأ يتركوا التبليغ والدعوة إلى الله لأن الناس‬ ‫آذوهم‪ .‬أو آ يستجب فم أحن‪.‬‬ ‫‪ 1‬۔‪٥‬‏ رس التفسير‪:‬‬ ‫كان الشيخ بيوض يهدف من تفسيره القرآن الكريم إصلاح المجتمع وتربيته‬ ‫مركرًا على العقيدة وتحريك الإيمان وإعداد الجيل الذي يتحرك بالقرآن «إأ‬ ‫‪.00‬‬ ‫‪/1 1‬‬ ‫القرآن سورة لقمان‪:‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫) ‪1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.842 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.384 /31 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪54‬‬ ‫‪ .1‬؟‪ .‬؟۔ا ‪-‬‬ ‫وغيرها هو مقصد ا لشيخ حمد عبد ‪ 7‬‏‪ ١‬أن أخلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫من هذه ا لاررس‬ ‫مقصدي‬ ‫عقولاً تتذوق بلاغة القرآن" ونفوسا فيها طهر القرآن" وتلامذة مصلحين يكونون‬ ‫جند القرآن“‪.‬‬ ‫فقد جعل الشيخ بێوض كتاب الله عمدئه في الدعوة إلى الله حيث يقول‪:‬‬ ‫«ورايت أن أنفع شيء لذلك كتاب الله فشرعت في التفسير‪.‬‬ ‫ونظرا لأثر درس التفسير الفعال في تربية الفرد والمجتمع كان الشيخ يهتم به‬ ‫اهتماما خاصا من حيث الإعداد والإلقاء والاجتهاد‪ ،‬فلم يكن منهج الشيخ رواية‬ ‫ي ;نفسه ثم‬ ‫اقوال المفسرين‪ ،‬بل كان «يهضم مادة هذه التفاسير ويعيد صياغتها‬ ‫يضيف إليها ما يتبين له من فهم ويلقي بكل ذلك تفسيرا نقيا مصفى‪ .‬يلمع‬ ‫بالاستقلالية الفكرية ولا يظهر عليه التائر بالغير"'؛ فاهتدى بذلك إلى استخراج‬ ‫اسرار القرآن مما لم يتوصل إليه القدماء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬حمد عبده بن حسن خير الله‪3231- 6621( ،‬ه‪5091 -9481 /‬م) مفتي الديار المصرية‪ ،‬ومن‬ ‫كبار رجال الاصلاح والتجديد في العالم الإسلامي زفايلعصر الحديث عمل في التعليم" وكتب في‬ ‫أ الصحف ولا سيما جريدة "الوقائع المصرية" وقد تولى تحريرهاء لما احتل الانكليز مصر ناواهم‪.‬‬ ‫وشارك ني مناصرة الثورة العرابية فسجن ‪ 3‬اشهر للتحقيق" ونفي إلى بلاد الشامإ سنة ‪9921‬ه‪/‬‬ ‫ا‪881‬م؛ وسافر إلى باريس فاصدر مع صديقه واستاذه جمال الدين الأفغاني جريدة "" العروة‬ ‫الرثقى“ وعاد إلى بيروت فاشتغل بالتدريس والتآليف‪ .‬عاد إلى مصر سنة ‪6031‬ه_‪8881 /‬م‪.‬‬ ‫وتولى منصب القضاء‪ ،‬ثم جعل مستشارا في محكمة الاستئناف قمفتيا للديار المصرية سنة‬ ‫‪ 7‬ف واستمر إل ان توفي بالإسكندرية سنة ‪3231‬ه_‪5091 /‬م‪ .‬ودفن في القاهرة‪ .‬من '‬ ‫مصنفاته‪" :‬تفسير القرآن الكريم‪ .‬لم يتمَه و”وسالة التوحيد و” حاشية على شرح الدواني‬ ‫للعقائد العضدية“ و"شرح نهج البلاغة“‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪.252 /6 :‬‬ ‫(‪ )2‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة‪.47 /3 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الإسراء‪ :‬ا‪33 /‬؛ محمد ناصر‪ :‬الشيخ بيوض‪.23 :‬‬ ‫(‪ )4‬مسعود فلوسي‪ :‬الإمام الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وتفسيره ""في رحاب القرآن“‪ ،‬الملتقى الأول لفكر‬ ‫الشيخ بيوض ص‪.192 :‬‬ ‫‪55‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬آثار الشيخ بێتوض العقدية‬ ‫‪2‬درس الحديث الشريف‬ ‫أولى الشيخ بيوض عناية خاصة للسنة النبوية إلى جانب درس التفسير‬ ‫الذي وهب له جل حياته‪ ،‬حيث شرح مسند الربيع بن حبيب" ثم شرح كتاب‬ ‫فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني لمدة أربعة عشر عاما‬ ‫(‪ 0531‬ه‪1391 /‬م‪1 463-‬ه_‪5491 /‬م)‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لعا مس ‪:‬‬ ‫‪ 3‬ا لد روس‬ ‫شهد محراب المسجد دروسا أخرى للشيخ بيوض كان يلقيها خلال أيام‬ ‫السنة وفي المناسبات الخاصة‪ ،‬كشهر رمضان وليلة الجمعة والأعياد‪ .‬عالج من‬ ‫خلالها قضايا المجتمع‪ .‬منتهجًا أسلوب الصراحة في تبيين أمراضه محتملاً ما‬ ‫يعترض هذا المنهج الإصلاحي من عقبات ومعاناة ومعاداة معتقدا أن ذلك من‬ ‫صميم مسؤوليته الشرعية‪ .‬حيث يرى أنه ينبغي للواعظ «ان يِنَكَلُم عن‬ ‫الأمراض التي ابتلي بها مجتمعه وأصيبت بها أمُته‪ ،‬للتنبيه على خطرها والتذكير‬ ‫بمعالجتها للاستشفاء منها‪ ،‬والدعوة إلى التوبة منها‪ .‬وهذا ما يجب‘ وهذا هو‬ ‫المقصود بالذات حمى يعتبر المصاب بما قصد من الكلام فيتوب إلى ربه‬ ‫ويستغفر من ذنبه"‪.‬‬ ‫صحح الشيخ من خلال منبر المسجد تصورات ومعتقدات وبين أحكام‬ ‫العبادات وأصدر توجيهات فى ختلف مجالات الحياة" والقى كثيرًا من دروسه‬ ‫حلقات في موضوع واحب منها‪ :‬العلاقات الزوجية المجتمع المجدي‪.‬‬ ‫الفلسفة وخطر الالحاد دروس۔الهجرة‪ ،‬وقد شرعت «تسجيلات الحياةں في‬ ‫نقل هذه الدروس من الأشرطة إلى الأقراص المضغوطةة كما أأ ثمّة جهودا فى‬ ‫تحرير بعض الدروس وطباعتها أو استخلاص مادة التأليف منها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة محمد‪.205 /81 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪56‬‬ ‫شا نب ‪ :‬مكهد الحياة‪:‬‬ ‫إذا كان الشيخ بيوض لم يؤلف كتبا في العقيدة فإنه كون في ليل الاستعمار‬ ‫وفترة الركود الفكري‪ -‬أجيالا من الرجال اغتزفت من معين الإيمان الصافي‬ ‫وتسلحت بسلاح العذم‪ .‬وانطلقت لعمارة ميادين الحياة في الشمال والجنوبؤ فقد‬ ‫بل‬ ‫أسس [(معهدل الحياة عام ‪ 5291‬م‪ .‬ولم يكن تلاميذه من بلدة القرارة فحسب‬ ‫قصدت معهده وفود من قرى وادي مزاب ومن مختلف نواحي القطر الجزائري‬ ‫وخارجه احتضنتهم دار البعثات العلمية يطلق عليها اليوم «داخلية الحياة! ‪.‬‬ ‫حدت إدارة المعهد للمتعلم به غاية عامة ذات بعل عقدي‪ .‬وهي «طلب رضا‬ ‫الله وشرف العلم نفسه‪ ،‬ونفي الجهل عنه؟ة" وكان الشيخ بيوض يعتر بخدمة دين‬ ‫الأمة هم‬ ‫الله بإعداد هذه الأجيال الصالحة الفاعلة ومما قال عنهم‪" :‬إنهم عذة‬ ‫لكتاب الله حملة ولسة نبيه رواة وللعلم الصحيح حملة وللدين الصحيح الخالي‬ ‫من الخرافات الباطلة دعاة‪..‘»...‬‬ ‫النا‪ :‬ختناباته فى المجتمج الخار جى‪:‬‬ ‫لم يحصر الشيخ بيوض دروسه وتوجيهاته ففي المسجد والمعهد ولا في بلدته‬ ‫القرارةء بل كانت له جولات وخطابات في فرى وادي مزاب وفي مدن التل‬ ‫الجزائري‪ ،‬كما كانت له كلمات في المجلس الجزائري وفي ملتقى الفكر‬ ‫الإسلام ة‪ .. .‬ولم يترك الدعوة حتى في أيام محنته" ومن ذلك مناقشته وهو في‬ ‫(‪ )1‬شريفي سعيد‪ :‬معهد الحياة نشاته وتطوره‪.75 :‬‬ ‫(‪ )2‬محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح في الجزائر‪.4/301 :‬‬ ‫ومن ذلك محاضرته بي الملتقى السابع للتعرف على الفكر الإسلامي‪ .‬المنعقد في مدينة تيزي وزو عام‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪3‬م تحت عنوان "روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي" (المجلد الثاني‪،‬‬ ‫منشورات وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينيةإ مطبعة البعث قسنطينة‪5931 .‬ه_‪5791 /‬م‪ .‬ص‪ -‬ذ‬ ‫ص ‪.)357-787‬‬ ‫‪75‬‬ ‫`‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الشيخ بيوض العقدية‬ ‫السجن موضوع انتقام الأولياء ممن هم تحت كفالتهم عند ارتكاب منكر‪« :.‬ولقد‬ ‫وقع لي أيام السجن نقاش كبير مع بعض المسجونين الذين يرون هذا ‪ ...‬وقلت‬ ‫لهم‪ :‬إن النه تعالى لم يبح هاء وإنما شرع طرقا للتاديب والتربية‪...‬؛؛''‪.‬‬ ‫را بع ‪ :‬الفاو ى ‪:‬‬ ‫أفتى الشيخ بيوض في مواضيع العقيدة والشريعة والحياة‪ ،‬وقد جمع له جزء كبير‬ ‫من فتاواه في كتاب تحت عنوان‪« :‬فتاورى الإمام الشيخ بيوض! إعداد الشيخ بكير بن‬ ‫محمد الشيخ بالحاج ط [ المطبعة العربية غرداية الحزائر‪8041 ،‬ه_‪8891 /‬م‪ .‬ط‪2‬‬ ‫‪ 1141‬ه‪ 0991 /‬م‪.‬‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫مكتبة أبي الشعثاء السيب©‪،‬‬ ‫كما جمع البعض منها في كتب تحت عنوان‪« :‬أجوبة وفتاورى' بالاشتراك مع‬ ‫الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري‪ ،‬منشورات دار الدعوة نالوت¡ ليبيا ط‪{1‬‬ ‫‪ 0‬ه‪1791 /‬م‪.‬‬ ‫راعى الشيخ بيوض في فتاواه الأبعاد العقدية‪ .‬خاصة مقصد توحيد الله رب‬ ‫العالمين وتحقيق وحدة المسلمين‪ ،‬كما سنرى ذلك في مبحث النظرة المقاصدية؛؛‬ ‫ومن ذلك فتواه ‪ -‬مراعاة مقصد المحافظة على إخلاص العمل لله عز وجل‪ -‬بعدم‬ ‫جواز الوصية لغستال الموتى‪ ،‬معللا أنها تفسد قلوب العاملين المتطوعين بالقيام‬ ‫بهذه المهمّةا‪.‬‬ ‫خاممً‪ :‬المراسلات‪:‬‬ ‫كانت للشيخ بيوض مراسلات إخوانية وأخرى إدارية غير الفتاوى التي ورد‬ ‫ا كثيرً منها مكتوبا‪ -‬ومنها ما حررها عن نفسه ومنها ما كتبها باسم الهيئات التي‬ ‫يمثلها‪ .‬وهذه نماذج منها‪:‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة لقمان‪.305 /11 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن سورة الشورى‪.71/271-371 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪58‬‬ ‫‪ 1‬هذه إحدى الرسائل الرسمية التي بعثها إلى رئيس الجمهورية وإلى وزير‬ ‫التعليم الأصلئ باسم مجلس عمي سعيد الهيئة الدينية العليا لعزابة وادي مزاب"‬ ‫وهي رسالة استنكار واحتجاج‪ ،‬مؤرخة يوم‪ 60 :‬أفريل ‪.3791‬‬ ‫[ثر تلقي الشيخ بيوض نبا حرق الطلبة الشيوعيين المصاحف بالمسجد الجامعي‬ ‫بالجزائر العاصمة رأى من الواجب تقديم احتجاج كتابي لرئاسة الجمهورية لوضع‬ ‫حن لهؤلاء الشرذمة‪ ،‬ثم قرا الرسالة في المسجد طلب فيها إنزال العقاب عليهم‬ ‫لوضع حا لهم وليكونوا عبرة لغيرهما ونما يدل عَلى البعد العقد لهذه المراسلة‬ ‫قوله الشيخ في ختامها‪« :‬فإ في إنزال العقاب عليهم رفع عقاب اله علينا"‬ ‫ذلك لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الدين وقد قال تعالى عن‬ ‫قالوا مَعلورَة إلى ربكم ولعله تونه (الأعراف‪.)461 :‬‬ ‫الدعاة الصادقين‪:‬‬ ‫‪ -2‬اعتقد الشيخ بيوض أن السكوت عن قول الحق حرام ومداهنة فانطلق في‬ ‫جرأة يصدع به‪ ،‬وقد كتب إليه رفيقه أبو اليقظان ليعدل عن صرامته في معالجة‬ ‫إحدى القضايا فراسله الشبخ بيوض قائل‪« :‬الا يجب على الأقل شرح ادلة‬ ‫المسالة والدعاء إلى نقدها؟‪ ...‬فإلى متى هذا الصبر عن الإصداح بالحقَ؟‪ ...‬لا والله‬ ‫إن السكوت حرام ومداهنة وجبن‪ ،‬ليس في أخيك واحدة منها والحمد لله‪.‬‬ ‫وعصمه فيما بقي بمنه وكرمه؛ أخي خل بيني وبين القومإ فإِمًا أنتصر وإما أن يظهر‬ ‫لحق عَلى ايديهم فاظفر بالرجوع إليهؤ وما أبرده على الكبد!»“‪.‬‬ ‫‪ -3‬وقد لامه بعض إخوانه عَلى طريقته في معالجة بعض المسائل فراسلهم‬ ‫يوضح لم منهجه‪ ...« :‬حسبنا أن يكون ما ندعو إليه حقا وأن نقيم البرهان عليه‪،‬‬ ‫ثم لا تكره أحذا عَلَى اتباعه‪ ،‬فإنما هو لإئذكرة قمن شآء اتخذ إلّى' ربه‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪" :‬البراءة من‪ “! ...‬سلسلة دروس ألقاها الشيخ بمسجد القرارة عام ‪3791‬م‪ .‬قرص‬ ‫مدمج‪ :‬تسجيلات الحياة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الرسالة بتاريخ‪ :‬ا اشوال‪ 453‬اه‪60 /‬جانفي‪6391‬م‪.‬‬ ‫(‪ )3‬عمد ناصر‪ :‬الشيخ بيوض‪.021 :‬‬ ‫‪95‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬آثار الشيخ بيوض العقدية‬ ‫سبيلا (المزمل‪ &)91 :‬ثم لا يعنينا بعد ذلك شيء من أمر المعارضة ثارت أو سكنت‬ ‫إشتآت أو ضعفت فالصراع بين الحق والباطل طبيعي وقديم ولكل منهما جولة‬ ‫ودولةش غير أن العاقبة للحق فلا يهولنكم إخواني أمر هؤلاء‪ ،‬ولا تقيموا هم وزئا‬ ‫لما يهرفون فانتم أحق من صبر لهم وتغاضى عن ترهاتهم‪...‬ه‪.“.‬‬ ‫سادسا‪ :‬المتسالات‪:‬‬ ‫اتخذ الشيخ بيوض الصحافة من منابر رسالته وقد أهله تكوينه الأدبي وفكره‬ ‫الإصلاحي لتحرير مقالات رصينة حركية في صحف أخيه أبي اليقظان‪ ،‬من عام‬ ‫‪5431‬ه‪ 6291 /‬م إلى ‪7531‬ه_‪1 839 /‬م؛ ننتقي منها الآتي‪:‬‬ ‫‪ -‬نشر الشيخ بيوض ست مقالات في جريدة «الآمة' تحت عنوان‪« :‬في‬ ‫الوحدة العربيةه‪ 5‬أصلح بها ما نشب من خلاف بين سليمان باشا الباروني‬ ‫وشكيب أرسلان‪ ،‬بسبب سوء الظن والتسرع في الحكم‪..‬‬ ‫برز البعد العقدي واضحا فهيذه المقالات‪ ،‬حيث امتشل فيها الشيخ لقول‬ ‫الحق سبحانه وتعالى‪ :‬وإذا فلكم قَاعْدلوأ ولو كان ذا قزبى' (الأنعام‪ )251 :‬فانصف‬ ‫القضيّة ولام سليمان باشا البارونئ الإباضي‪« ،‬وقد سر بهذه المقالات الستة علماء‬ ‫للغرب الكبير المصلحون واعلام الإصلاح في الجزائر فاثنى عليها الشيخ‬ ‫عبد الحميد‪.‬بن باديس والشيخ العقبي والشيخ البشير الإبراهيمي وشكروا الشيخ‬ ‫بيوض على تلك المقالات التى شرفت الجزائر والمغرب“‪.‬‬ ‫قدم الشيخ أبو اليقظان صاحب الجريدة لهذه المقالات الست بمقدمة بيّن فيها‬ ‫تميز مقالات الشيخ بيوض عن باقي المقالات‪ -‬المنشورة في موضوع هذه الأزمة‪-‬‬ ‫التي لم تسلم من الانحياز لأحد الطرفين والإسهام في إذكاء الخلاف©ؤ أما الشيخ‬ ‫(‪ )1‬رسالة بتاريخ‪ 40 :‬ربيع الأول ‪4531‬ه‪60 /‬جوان ‪5391‬مإ عن‪ :‬محمد ناصر‪ :‬الشيخ بيوض‪.003 :‬‬ ‫(‪ )2‬نشرت جريدة الأمة المقالات الست في اعدادها‪ 610[-651 :‬سنة ‪8391‬م‪.‬‬ ‫محمد علي دبوز‪ :‬أعلام الإصلاح في الجزائر‪.5001 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪60‬‬ ‫بيوض فقد دعا إلى الرحدة واسلك إلى ذلك أسلوبا حكيما ينم عن مهارة فائقة‬ ‫وحكمة عالية ودقة في النظر بعيدة ونورانية في التفكير لمًاعة‪ ،‬يجدر أن يكون‬ ‫أسلوبه هذا في نظرنا مثلا أعلى أمام كتابنا الأفاضل عند التحبير والتحرير‪ ،‬وقد‬ ‫دل من جهة أخرى عَلى أنه لا تزال بين المسلمين طائفة من المؤمنين قوّامين بالقسط‬ ‫شهداء لله ولو على انف هم‪ .‬أكر النه في الإسلام من أمثالم؛؛"'‪.‬‬ ‫ب‪ -‬نشر الشيخ بيوض مقالا مطولا في جريدة "المغر تحت عنوان‬ ‫""إعتصاب الجوع‪ .‬أو السلاح المفلول“ شدد فيه النكير على بعض الق ة السياسيين‬ ‫الذين يلجأون إلى إضراب الجوع تعبيرًا لرفضهم للاستعمار ومطالبة حقوقهم‪.‬‬ ‫وأد ‪-‬بكل جرأة في ذلك الوقت المتقدم‪131 :‬م‪ -‬أن استقلال الشعوب ينال‬ ‫بقوةالسلاح والثبات في ميادين القتال" ومما جاء في المقال‪ ...« :‬إحفظوا أيها‬ ‫العظماء حياتكم‪ .‬فحياة أممكم منوط بهاء‪ ...‬إحفظوا حياتكم لا جبئا ولا حبا في‬ ‫الحياة فقط‪ ،‬بل لتبذلوها في ميدان أشرف من هذا الميدان ولتبيعوها في أسواق المجد‬ ‫غالية‪ .‬إذ تاخذون ثمنها تحرير أممكم واستقلالهاك فنفوس الأبطال والعظماء تسيل‬ ‫على حد الظباة وليست على غير الظباة تسيل‪.“...‬‬ ‫ج‪ -‬ونشر في جريدة ”الأمة“ مقال عن الوحدة العربية يصف حالما وشرط‬ ‫تحقيقها‪« :‬الوحدة العربية السياسية‪ ،‬أو الجامعة الإسلامية حلم جميلَ‪ ،‬وغرض نبيل‪.‬‬ ‫وأمنية كل عربئ أصيل‪ .‬ومسلم له باغ في العروبة طويل‪ ،‬تغنى بها الشعراء‪ ،‬ولمج‬ ‫بها الخطباء} ودعا إليها العلماء والحكماء‪ ،‬فانطبعت صورتها الجميلة الرائعة في كل‬ ‫قلبو نقش فيه باحرف من نور ”لا إله إلا الله محمد رسول الله ي“‪ ،‬فالوحدة‬ ‫العربية تفقد أي معئى إذا م تؤسس على التوحيد وأريد بها وجه النه‪ ،‬والوحدة‬ ‫(‪ )1‬محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح في الجزائر‪.101 /5 :‬‬ ‫(‪ )2‬جريدة المغرب‪ .‬ع‪ 3[ :‬يوم‪ 13910 /1 /6 :‬عن محمد ناصر‪ :‬الشيخ بيوض‪.321 :‬‬ ‫يوم‪ .839/13 /1 :‬عن محمد ناصر‪ :‬الشيخ بيوض‪ . 231: :‬وعلق في المامش‪.‬‬ ‫(‪ )3‬جريدة الأمةأ ع‪6 :‬‬ ‫`‬ ‫هن‘‘‪.‬‬ ‫سع‬‫فًث‬ ‫نحا‬ ‫قائلا‪" :‬وكأني في هذه الفقرة يت‬ ‫‪16 .‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬آثار الشيخ بيوض العقدية‬ ‫إما هو اعتقاد جازم‬ ‫الاسلامية لا تتحقق بالشعارات ولا بالنداءات المنبرية فحسبت“‬ ‫بكونها من مقتضى الامان والجاهدة على تجسيدها فى الميدان‬ ‫سابعا‪ :‬المتاباذت‪:‬‬ ‫‪ -‬من المقابلات التي أجراها الشيخ بيوض لقاؤه مع الأب كوبرلي‪ ،‬بعد أن‬ ‫وجه إليه رسالة تتضمّن جملة من الأسئلة في موضوع العقيدة الإاسلامية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫رأي‬ ‫والولاية والبراءة والتوبة واستعلمه عن‬ ‫والقدر‬ ‫الأسماء والصفات‪.‬‬ ‫الإباضية فيها‪.‬‬ ‫حررت الرسالة يوم ‪ 71‬جانفي ‪ 3791‬م وانعقدت المقابلة في دار الشيخ‬ ‫سجل‬ ‫‪ 1 3719‬م‪.‬‬ ‫‪3‬ماي‬ ‫ربيع الثاني ‪ 1 393‬ه‪/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫الأربعاء‬ ‫يوم‬ ‫بالقرارة‬ ‫بيوض‬ ‫هذا اللقاء في شريط مسموع ثم استنسخ في رسالة تحت عنوان "الأجوبة‬ ‫الشافية ‪ 3‬وضع ها الشيخ حمو بن عمر فخار تقدئئا‪.‬‬ ‫مع السيد ”قيشار‘ مستشار الر ئيس‬ ‫مقابلة خاصة‬ ‫الشبع بيوض‬ ‫‪ -‬أجرى‬ ‫ا‬ ‫‏‪ ١‬لجزائر۔‬ ‫صحراء‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لشخصيا ت‬ ‫ومبعوثه إلى بعض‬ ‫غول‬ ‫‪" ,‬دي‬ ‫‏‪ ١‬لفرنسي‬ ‫الشيخ‬ ‫رواية‬ ‫وعند‬ ‫واستقلالها‬ ‫مستقبل الصحراء‬ ‫شان‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لاستقلال۔‪ -‬للتفاوض‬ ‫أما ما لله وأرضيت‬ ‫بواجي‬ ‫» وأشهد أني قمت‬ ‫لتفا صيل المقابلة ختم بقوله‪:‬‬ ‫وأحمد الله وأشكره على ةتوفيقه )‪. (2‬‬ ‫ضميري‪.‬‬ ‫يعد هذا التراث ‪-‬على اختلاف أوعيته وجالاته‪-‬المادة العلميّة الخام للبحث"‬ ‫أ مصطلحا ت‬ ‫أن نتقلامه بتحل يد مفاهيم بعض‬ ‫فيه يستحسن‬ ‫وقبل ‏‪ ١‬لشروع‬ ‫المستخدمة فيه‪.‬‬ ‫إبراهيم بيوض‪ :‬اعمالي في الثورة ‪ 46 :‬‏‪ ٠6‬عن مذكرات بابا تامر بوعروة‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪62‬‬ ‫الميحث الثالث‬ ‫تحديد مفاهیہ‬ ‫يشغل مدلول امسطلح دورا جوهريا في توجيه معنى النصوص وإذا احتمل‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ّ‬ ‫ا وهذا حديد لبعض‬ ‫أكثر من وجه فللباحث أن‪.‬يختار منها معنى ويعتمد‬ ‫المصطلحات المستخدمة في البحث‪.‬‬ ‫أول‪ :‬العقيدة‪:‬‬ ‫لفظ العقيدة“ مشتق من كلمة "عقدة" اي ربط واحكم الوثاق‪ 5‬فهي تفيد‬ ‫التصديق والتيقن والجزم‪.‬‬ ‫تتضمن العقيدة الحقائق الكبرى التي دعا إليها القرآن" وهي الإيمان بالله‬ ‫والرسالة والمصير‪ ،‬وربط الصلة بين الله والكو نًوالإنسان“‪ .‬ومصطلح ”العقيدة““‬ ‫م يرد في القرآن ولا في السنة ولا عند سلف الأمة من الصحابة والتابعين© بل هو‬ ‫‪ .‬مستحدث في العصر العباسئ‪ ،‬وَهوَ "يتضمن فصل العنصر العقلي الذي هو‬ ‫مضمون العقيدة عن العنصر النفسي‪ .‬مع أن كليهما مجموع فِي لفظ الإيمان‬ ‫المستعمل في القرآن والحديثه“‪.‬‬ ‫يلاحظ الشيخ بيوض أن اسم "العقيدة" ليس مصطلحا قرآنياچ إذ إنها لم ترد‬ ‫في القرآن بهذا اللفظ ولو مرة واحدة} وتساءل عن الحكمة من عدم مخاطبة الله إيانا‬ ‫بلفظ العقيدة‪ ،‬بينما تكررت لفظة الإيمان في القرآن ‪ 978‬مرة؟(‪ 6‬يبدو أن الجواب‬ ‫(‪ )1‬محمد راتب النابلسي" مقابلة خاصةش دمشق يوم‪ 01 :‬جويلية ‪9002‬م‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪٠‬‏ ط اء دار إحياء التراث العربي‪ -‬مؤسسة التاريخ العربي‪ 6‬بيروت‪ -‬لبنان"‬ ‫‪ 6‬ه‪5991 /‬م‪.903 /9 :‬‬ ‫(‪ )3‬محمد المبارك‪ :‬نظام الإسلام العقيدة والعبادة‪ ،‬ط اء دار الفكر بيروت ‪8831‬ه‪8691 /‬م‪.82 :‬‬ ‫(‪ )4‬عمد المبارك‪ :‬ذاتية الإسلام أمام المذاهب والعقاند‪ ،‬دار الفكر‪ .‬بيروت‘ د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.82 :‬‬ ‫تسجلات الحياة‪ ،‬القرارة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬إبراهيم بيوض‪ :‬درس "العقيدة الصحيحة قرص مدمج ‪3‬‬ ‫‪36‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫عن ذلك هو كون لفظ الإيمان القرآني اعمق وأقوى إيحاء من لفظ "العقيدة‪ .‬لأنه‬ ‫يضم عنصري العقل والنفس معّا"‪ 8‬وبمرور الزمن توستع مجال "العقيدة“‬ ‫السياسية والمذهبية‪ .‬واصبح «اهذا المصطلح‪:‬‬ ‫الصراعات‬ ‫وانضافت إليه مسائل بسبب‬ ‫فيه إلزام للناس بامور ليست من الإسلام في شي‪.‬‬ ‫لا مانع من استخدام "مصطلح العقشدة“‘ بناء على ما تعارف عليه الناس‬ ‫بشرط تمييز ما استحدث فيه من مسائل والامتناع عن امتحان الناس به أما‬ ‫المصطلح الشرعي الأصلئ فهو "الإيمان فما هو تعريفه؟ وما العلاقة بينه وبين‬ ‫العقدية والسلوكية؟‬ ‫وأبعاده‬ ‫زيادته ونقصانه‬ ‫عن‬ ‫وماذا‬ ‫العمل؟‬ ‫ثانيا‪ :‬الإيمان‪:‬‬ ‫الإيمان لغخ‪:‬‬ ‫معنى الإيمان فى اللغة التصديق‪ ،‬ضده التكذيب‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫ومآ أنت يمُوين نا ولو كنا صادقين (بوسف‪.)71:‬‬ ‫الإيمان اصطلاحا‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أ‪٥‬‏ للفظ الإيمان مدلولين‪:‬‬ ‫[‪ -‬جميع ما شرعه الثه من عقيدة وقول وعمل وهو مذهب الإباضية‪.‬‬ ‫والسلفية“‘‪ 3‬بدليل قوله تعالى‪ :‬فإئمًا الْمُومنون الذين إذا ذكر الله وجلت‬ ‫(‪ )1‬عمار طسطاس‪ :‬منهج المودودي في صياغة العقيدة الإسلامية" رسالة ماجستيرإ جامعة الأمير‬ ‫عبد القادر‪ /‬قسنطينة‪ .‬السنة الجامعية‪2141 :‬ه‪1991 /‬م‪ .‬ص‪.30-40 :‬‬ ‫حسن بن فرحان المالكي‪ :‬قراءة في كتب العقائد المذهب الحنبلئ نموذجا‪ ،‬ط‪ {2‬مركز الدراسات التاريخية‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫عمان‪ .‬الأردن‪5241 .‬ه‪4002 /‬م‪.42 :‬‬ ‫(‪ )3‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.322 /1 :‬‬ ‫(‪ )4‬ابن تيمية‪ :‬الإيمان تح حمد الزييدي‪ ،‬طا\ دار الكتاب العربي" بيروت ‪4141‬ه_‪3991 /‬م‪63 :‬؛‬ ‫البيهقي‪ :‬الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف اهل السنة والجماعة‪ ،‬تح عبد النه حمد‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪64‬‬ ‫فُلُونْهُمْ وإذا تلت علهم ايائة زادنهم م إيمانا وَعَلى' ربهم َتَوَكلُون الرين‬ ‫يُقِيمُون الصلاة ومما رَزَفناهُمْ ينفقون‪ :‬هم الْمُومئون حقا‪ ...‬ه (الأنفال‪-2 :‬‬ ‫‪« 4‬فهذا نصر صريح يدل وبطريق الحصر على أ جميع الأعمال الصالحة‬ ‫داخلة في مفهوم الإيمان" كما استدل الشيخ با جميع ما ورد في القرآن من‬ ‫أوامر ونواه وأحكام وما جاء في السنئة يدل دلالة صريحة واضحة على أن‬ ‫الإيمان عقيدة وقول وعمله‪.‬‬ ‫‪ 2‬تصديق القلب باصول الدين فيلاحظ اان الشيخ بيوض لميشتر‬ ‫دخول العمل في مدلول كلمة الإيمان إلأ أنه اعتبره شرطا لقبوله‪ ،‬انعم هو ‪7‬‬ ‫وإن لم يدخلك ولكنه شرط قبول الإمان‪ ،‬وحصول الجزاء الأوفى للإيمان مشروط‬ ‫بالعمل الصالح؛‪.“٨‬‏‬ ‫وهذا القول الثاني هو رأي الشيخ امحمد اطفيّش في تعريف الإيمان“& وهنو‬ ‫يتفق في مبناه مع تعريف الأشاعرة والماتوريدية‪ ،‬ويتفق في معناه مع القول‬ ‫لشهور عند الإباضية من حيث اشتراط العمل في قبول‪ :‬الإيمان‪:‬‬ ‫يلاحظ أن لتعريف الشيخ اطفيّش والشيخ بيوض الإيمان بالتصديق القلبي‬ ‫ابعادا عقدية وسلوكية تتممل في شذ الانتباه إلى ضرورة تجديد الإيمان وتحريكه في‬ ‫الدرويشؤ ط ا‪ ،‬اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬دمشق‪ -‬بيروت‪0241 ،‬ه‪9991 /‬م‪782 :‬؛ السالمي‪:‬‬ ‫مشارق أنوار العقول‪.102 /2 :‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة السجدة‪.701 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة المؤمنون‪.41 /5 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.513 /51 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.2/271 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )5‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.192 :‬‬ ‫(‪ )6‬الأشعري‪ :‬كتاب اللمع ني الرة على اهل الزيغ والبدع‪ ،‬نشر وتصحيح الأب رتشرد يوسف مكارثي‬ ‫اليسوعي المطبعة الكاثوليكية بيروت‪2591 ،‬م‪57 :‬؛ الجويني‪ :‬كتاب الإرشاد للى قواطع الأدلة في أصول‬ ‫الاعتقاد‪793 :‬؛ الماتوريدي‪ :‬كتاب التوحيد‪ ،‬تح فتح انه خليف‘ دار الجامعات المصرية‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.083 :‬‬ ‫‪56‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫القلب لتصطبغ الأعمال الصالحة بصبغة الإخلاص وليُضفي عليها خاصيَّة‬ ‫الشمولية لثلاً تقتصر على الأعمال التعبدية والفرائض المعهودة فإن التركيز على‬ ‫التصديق القلي «رجوع إلى إحياء روح الإيمان في القلوب التي كانت شبه فارغة‬ ‫متشبثة ببعض تقاليد وطقوس تراها هي العمل المطلوب من المؤمنس أو مكتفية‬ ‫ببعض الفرائض التى تراها هي ك الإمانه{"“‪.‬‬ ‫علاقة العمل بالإيمان‪:‬‬ ‫لم يكن الشيخ بيوض يركز اهتمامه على القيود الموضوعة لبعض التعاريف ‪،‬‬ ‫‪ .‬بل كان يهدف من درس العقيدة النفاة إلى روح النص واستخلاص أبعاده العملية‪.‬‬ ‫ومن ذلك جوابه عن إشكال وجوب دخول العمل في مفهوم الإعان أم لا؟‪« :‬‬ ‫فهذا لا يهم‪),‬ولو كان محل نزاع‪ ...‬وإنما الذي يضر والذي لا يجوز أبدا‪ ،‬ويعتبر‬ ‫يعمل‬ ‫مروقا من الملة والشريعة أن يعتقد أحد أنه يجازى على عقيدة قلبه‪ ،‬وإن‬ ‫العمل الصالح الذي يجب عليه شرغاء هذا الذي يخالف ما في القرآن" من فاتحته‬ ‫إلى خاتمته‪ ،‬ومخالف لكل ما ورد في الحديثه‪.‬‬ ‫يسلم الشيخ بيوض بصحة إطلاق لفظ الإيمان عَلَى التصديق القلئ‪.‬‬ ‫ولكنه يشترط العمل لإثبات حقيقة هذا الإيمان‪« ،‬فالإيمان هو هذه الجذور‬ ‫التي في القلب‪ ...‬ولكن هذا الإيمان لا تظهر حقيقته ولا تبرز ثمرته إلا‬ ‫بالأعمال الصالحة"‪.‬‬ ‫مناقشت من لايشترط العمل في الإيمان‪:‬‬ ‫أن ورود‬ ‫الشيخ بێوض‬ ‫‪ - 1‬يرى‬ ‫في مواضع‬ ‫ا لايمان والعمل الصا لح معطوفين‬ ‫ورد‬ ‫أحدهما‬ ‫الاستغناءء عن‬ ‫كثيرة من القرآن الكريم يدل على تلازمهما وعدم‬ ‫(‪ )1‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.482-982 :‬‬ ‫ف رحاب القرآن سورة الأنبياء ‪.001 ,4 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.101 /4 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪66‬‬ ‫على من استدل بهذا العطف على أن مُجَرّد التصديق القلي أو النطق به يغني عن‬ ‫عمل الجوارح" ‪.‬‬ ‫وبما أن الله لا يجازي على عمل العبد ل إذا توفر فيه الشرطان الأساسيان‬ ‫الصواب والإخلاص لقوله تعالى‪ :‬قمن كان جوا لق ربه فليم عَمّلا‬ ‫صَالِحًا ولأ ُثنرك بعبادة ربهأحَدائه الكهف‪ )!01 :‬فإن الله يعطف العمل الصالح‬ ‫على الإيمان أو ‪,‬يعطف الإيمان على العمل الصالح لتاكيد تلازمهما واشتراط‬ ‫اجتماعهما عند راجي ثواب الله‪.‬‬ ‫ففي بعض الآيات يذكر الايمان أول ويعطف عليه العمل الصالح مثل قوله‬ ‫إلا‬ ‫تعالى‪ :‬فإن الذين ءَامنوأ وَعَمِلوأ الصالحات‪ 4 ...‬البقرة‪ )772 :‬وقوله تغالى‪:‬‬ ‫من امن وعمل صَالِحائمه (سبا‪ )73:‬وفي بعض الآيات يذكر العمل الصالح‬ ‫ويعطف عليه الإيمان عكس الأول مثل قوله تعالى‪« :‬وَمَن يعمل من الصالحات‬ ‫وَهُموَُومنله (طه‪21:‬ا) وقوله‪ :‬ومن بُعْمَل من ] الصالحات { ممن ذكر أو انئى' وَهُوَ‬ ‫مومن (النساء‪.)421 :‬‬ ‫فهذه الازدواجية في القرآن بين الإيمان وبين العمل الصالح دل على التلازم‬ ‫وعدم الفكاك فالإيمان والعمل الصالح متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر‪.‬‬ ‫فيستحيل أن يبازى احد على عمل صالح وهو غير مؤمن أو يجازى على إيمان‬ ‫في القلب وهو غير عامل عملا صالحا‪ .‬وهذا دليل على أن الإيمان بدون إقامة‬ ‫الشعائر العملية لا يعد إيمانا‪.‬‬ ‫(ستدل الشيخ ‪-‬ايضا‪ -‬على هذا التلازم بقوله تعالى‪ :‬أوليك لَمْ‬ ‫المنافقين‬ ‫عمل‬ ‫أر‬ ‫ذلك‬ ‫(الأحزاب‪9 :‬‬ ‫أعمالهم‬ ‫الله‬ ‫فأخبط‬ ‫يُومثوا‬ ‫في رحاب القرآن‪322 /4 ،‬؛ سورة السجدة‪.601 /21 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪.2 ] 8‬‬ ‫الأنبياء‪/ :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.653 /2 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪76‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫صدر عنهم رياء أو «اضطروا إليه اضطراراء فهم لا يرجون به الير‬ ‫‪1(,‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫والذخر عند النهه(“'‪.‬‬ ‫وممل للعمل الذي يفتقر إلى الإيمان بالأعمال الخيرية التى يقوم بها الكفرة‬ ‫من (المبشرين) وغيرهم كإطعام الجائعين ومداواة المرضى فإئها لا تخنيهم من‬ ‫الفه شيئا لأنه ليس معها إيمان ولو أئهم كانوا يرجون ذخر هذه الأعمال‬ ‫الخيرية عند النه ويبتغون بها رضوانه لما أساؤوا للى الشعوب الإساءات التى‬ ‫تاتي على ذلك الاحسان بن‬ ‫فالإيمان شرط لقبول الأعمال «أما العمل الذي يصدر من المنافق أو الكافر أو‬ ‫الملحد كمواساة بعض الفقراء أو مداواة بعض المرضى فظاهرها خير ولكنه ليس‬ ‫هو العمل الصالح المطلوب الذي يجازى عليه‪ ،‬لأنه عمل عارض وأسبابه غير‬ ‫‪.‬‬ ‫راسخة في القلب‪.‬‬ ‫امهما كثرت الأعمال وبدا منها صلاح لا قبل عند الله إل إذا صدرت من‬ ‫قلب مؤمن‪ ،‬كما أن حقيقة الإيمان يثبتها العمل والاستسلام لأمر اله لقوله تعالى‪::‬‬ ‫لوَمَا كَان لِمُوين ولا مُومنةإذا قضى الله وَرَسُوله أْرًا أن ئكون لَهْمُ الْخِيَرَةمن‬ ‫مهمه (الأحزاب‪7 :‬‬ ‫يلاحظ أن الشيخ بيوض لم يكن موقفه الاستدلال عَلَى غدم إفادة ””الواو“‬ ‫التغاير بين الإيمان والعمل لأنه لا يرى في ذلك ضرورة ما دام أنه لا يشترط‬ ‫دخول العمل في مفهوم الإيمان‪ ،‬إنما كان حريصنًا على تاكيد ضرورة التلازم بين‬ ‫الإيمان والعمل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الأحزاب‪.132 /21 :‬‬ ‫(‪ .)2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.022 /4 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.912 /4 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.423 /21 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪68‬‬ ‫وممن برهن على كرن العمل جزءا من الإيمان الإمام الشافعي‪8‘.١‬‏ فقد ناظر‬ ‫رجلا فصل بين الإيمان والعمل مستدلاً بقول الله تعالى‪ :‬إ الذين عَامَنوأ وَعَمِلوأ‬ ‫الصاليحات‪( 4‬ابقرة‪ )772 :‬فقال له الشافعي‪« :‬وعندك الواو فصل؟ قال‪ :‬نعم{ قال‪:‬‬ ‫فإذا كنت تعبد إلهين‪ 6‬إلها في المشرق وإلها في المغرب لأن الله تعالى يقول‪:‬‬ ‫رر المشرقين ورب الْمَْرنێنه (الرحمن‪)71 :‬ال‪.‬‬ ‫‪ 2‬رذ الشيخ ببوض على «من ظرم أنه إذا فال‪” :‬لا إله إلأ النه‘“ أغنته عن‬ ‫العمل‪ .‬أر أنه ل يطلب منه شيءُ ة آخر حنى وإن لم يبؤ ما عليه من واجبات ولم‬ ‫مبينا أن من أقرً بكلمة التوحيد ولكنه لميعمل‬ ‫يترك ما نهى عنه من المحرمات‪...‬؛‪٤‬‏‬ ‫مقتضاهاك فلم يتقيد بشرع الله فعلا وتركا‪ .‬سلب منه اسم ”الإيمان“ لقوله تماى‪:‬‬ ‫‪ )81‬فقد فرق النه بين‬ ‫انمن كان مُومئًا كمن كان قاسرقا ل يسوونه (السجدة‪:‬‬ ‫المزمن والفاسق في الإسم والحكم" "وهذا توكيد كبير حتى لا يبد المكئف ‪:1‬‬ ‫يتعلق به فيقول‪ :‬أما الإيمان القلم فانا مؤمن وأما العمل الصالح فلا لزوم له‪ .‬كما‬ ‫يزعم الكثير نه ‪4‬‬ ‫‪--3‬التصديق القلي والإقرار به لا يغنيان عن العمل؛ فإن من يعي الإيمان‬ ‫لأن‬ ‫دعواه‪٥‬؛‏‬ ‫في‬ ‫لا بعمل العمل الصالح كاذب‬ ‫ويرعم أئه مؤمن بقلبه‪ .‬ولكنه‬ ‫العمل هو الذي بثت ويؤكد حقيقهة الإيمان ‪ . 5‬رقد أخبر الله باختبار دعوي‬ ‫) ا) محمد بن إدريس الشانعي (‪402 - 051‬ه_‪ 767 /‬۔ ‪028‬م) إلبه تنسب الشافعية؛ ولد في غزة‬ ‫(بفلسطين) وحمل منها إلى مكة وهو اهن سنتين؛ وزار بغداد مرنين؛ وقصد مصر سنة ‪ 991‬وترف بهاء‬ ‫وقبره معررف لي القاهرة‪,‬‬ ‫ا"الم“ ف‬ ‫رانبل على الفقه والحدهث\ رانتى وهو ابن عشرين سنة؛ له تصانيف كثيرة‪ .‬أشهرها كتاب‬ ‫الفقهؤ و "المسند" لي الحديك؛ و""الرسالة ي أصول الفقه‪ .‬الأصبهاني‪ :‬جلية الأرلهاء ط‪ 4‬دار الكتاب‬ ‫العربي؛ بروت؛ ‪5041‬ه‪ 5891 /‬م‪36: :‬۔ ‪[16‬؛ الزركلي؛ الأعلام‪.62 ,6 :‬‬ ‫‏‪,١19‬‬ ‫الأصبهاني‪ :‬حلبة الأرلياء‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪ (3‬لي رحاب القرآن؛ سورة الروم‪,80 /9 :‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة السجدة‪.21/701 :‬‬ ‫(‪(4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.101 /4 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪96‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫الإمان في قوله‪ :‬ألم أحَسيب الناس أن يتركوا أن يقولوا اما وَهُم لآ يُقتثون؟‬ ‫ولقذ فتا الذين ين قبلهم قَلَيَعْلمَنَ اللة الذين صدقوا وَتيَعْلَمَنَ‬ ‫الكاذبين العنكبوت‪ )1-3 :‬والعمل بأحكام الشريعة هو أوّل الانتتان‪ .‬وهو الذي‬ ‫يصدق ما في القلوب؛“‬ ‫‪ 4‬إن قول ”لا إله إلا اله ““ عقد يمضيه العبد‪ ،‬يشهد فيه ربه على‬ ‫التزامه بالعمل مقتضيات الايمان‪ .‬أما اعتقاد كون كلمة التوحيد تغني عن‬ ‫العمل فهو هدم لقواعد الشرع وإبطال لما علم من الدين بالضرورة‪ .‬فعلا‬ ‫للواجبات وتركا للمنهيات‪ ،‬فلا يكفي العبد قول ""لا إله إلا الللهه “““ إلا مصحوبا‬ ‫بالعمل‪ ،‬كما يثبته القرآن‪.‬‬ ‫وإذا صح الحديث‪« :‬من قال ”لا إله إلا ‪1‬له'' دخل الجنة‪ ،‬وإن زنى وإن‬ ‫سرق×" فهذا يطابق ما ورد فايلقرآن الكريم‪ :‬نفل للذين كَقَروا إن يينتهوا يفر‬ ‫هم مًا ق سلفه الأنفال‪ )83 :‬فالآية نزلت في حق الكفار الذين كانوا في عهد‬ ‫البي ية ودخلوا الإسلام‪ .‬فإن النه تعالى يغفر هم ما قد فعلوه قبل الإسلام من‬ ‫قتل وسرقة وزئى ووأد وغير ذلك من المعاصي‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة العنكبوت‪.02 /9 :‬‬ ‫)‪ (2‬الغزالي‪ :‬عقيدة المسلم‪.04 :‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ 6‬سورة فصلت‪.595 /[ 6 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب اللباس‪ .‬باب الثياب الييض‪ ،‬من حديث آبي ذر طين عن الني بنينة أنه فال له‪ :‬‏‪٠٥‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ما ين عَبْد قال لا إلة إلا الله ؛ثممات على ذيك إلا دخل الجئة فلت وإن زنى وإن سَرَّق؟ قال إن‬ ‫زنى وَإن سَرَقً‪ ،‬قلت وإن زنى ر سَرَقَ؟ قال وإن زنى وإن سَرَق‪6‬فلت إن زنى وان منرّق؟ قال ون‬ ‫رغنمم ألف د أيي ذر »‪ .‬وكان آبو ذر إذا حَاث بهذا قال‪ :‬ون رغم ألف ابي ذر‪ .‬قال ‏‪٠‬‬ ‫‪ 5‬ون سرق ‪7‬‬ ‫أبو عبد الله هدا عند الموت أو قبله إذا ئاب وندم وَقَالَ ل إلة إلأ الله غفرً له‪ .‬حديث‪ .9735 :‬ضبط‬ ‫‪ 1 789‬م‪:‬‬ ‫ط ‪ 3‬دار ابن كثر اليمامة۔ بيروت"‪ 7041 6‬ه‪/‬‬ ‫وترقيم وتخريج مصطفى ديب النا‬ ‫د‪ .‬ط؛‪ 6‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫الصحيح‪ .‬تح محمد فؤاد عبل الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي؛ بيروت‬ ‫‪12 39 /5‬؛ مسلم‪:‬‬ ‫ن كتاب الإيمان باب من مات لا يشرك بانه شيئا دخل الجنة‪ .‬حديث‪.59 /1 .49 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪70‬‬ ‫افمعنى الحديث‪ :‬من قال لا إله إلا الله““ وقد كان كافرا يزني ويسرق‬ ‫ويشرب الخمر‪ ...‬فإله في اليوم الذي يعلن فيه إسلامه فإن النه يغفر له ما تقذم من‬ ‫قبله"‪.‬‬ ‫جب‬ ‫ذنبه ويبدأ عمله منذ ذلك اليوم؛ والإسلام‬ ‫‪ ١‬للإيمان وا لإسلام‪: ‎‬‬ ‫الإسلام لغة‪ :‬الاستسلام والانقياد‪‎.‬‬ ‫اشار الشبخ بيوض للى العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للإسلام منبْهَا‬ ‫إلى أن الغفلة عن الأصل اللغوي للإسلام أفقدت معناه العميق الحركي حتى «صار‬ ‫المسلم لكنه لقب من الألقاب الجامدة وليست كلمة متصرفة لها معنى! ‪.3‬‬ ‫اليمان والإسلام لفظان ردان مقترنين أو منفصلين © فيفهم من خلال السياق‬ ‫مدلول كل منهما وتحد العلاقة بينهما‪ ،‬إنا الاختلاف أو الترادف أو غير ذلك‘©‬ ‫نفي حال اقترانهما يتميز كل منهما بمفهومه الخاص وتربط بينهما علاقة السببية‪.‬‬ ‫ذلك أن الإيمان حين يحل في قلب امرئ يثمر استسلام الجوارح لأمر النه تعالى‪.‬‬ ‫"فإذا اجتمعت هذه العقيدة في القلبؤ والمعبر عنها بالإيمان‪ ،‬ترتب عنها الإسلام‬ ‫في الظاهر‪ ،‬فيكون المرء مؤمنا بقلبه مسلما بظاهره‪ ،‬فإذا فرّقنا بين الإيمان والإسلام‬ ‫فمعناهما هو هذا؛ه“‪.‬‬ ‫وقد استدل الشيخان ابن تيمية وإبراهيم بنوض بجديث جبريل عليه‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الأنبياء‪.422 /4 :‬‬ ‫(‪ )2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.543 /6 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن سورة لقمان‪.424 /1 [ :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.513-613 /21 :‬‬ ‫(‪ )5‬احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني الدمشقي تقي الدين ابن تيمية (‪827 - 166‬ه‪/‬‬ ‫‪823 - 3‬ا!م) ولد ني حران وانتقل دمشق فنبغ واشتهر‪ .‬كان كثير البحث في فنون الحكمة؛‬ ‫داعية إصلاح في الدين‪ .‬له تصانيف كثيرةش منها‪" :‬الفتاوى خمس مجلدات و "الايمان" و "الجمع‬ ‫بين النقل والعقل““"و "منهاج السنة و"الفرقان بين أولياء النه واولياء الشيطان‘“ و "الواسطة بين‬ ‫‪17‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫السلام‪ :‬على التمييز بين مفهومي الإسلام والإيمان‪ ،‬فحين سثل الرسول ينة عن‬ ‫الإسلام أجاب بشعائر الدين الظاهرة الخمسةة ولما سئل عن الإيمان أجاب باصوله‬ ‫الإيمانية الستة‪ ،‬واستدل الشيخ رض بقول النه تعالى‪ :‬فأخرجنا من كان فيها‬ ‫انلْمُومنين فَمَا وَجَانا فيها غَيْرَ بت انلْمُْلِمِينَ“ (الذاريات‪ )53-63 :‬على ورود‬ ‫مصطلحي الإسلام و لإيمان بمعئى واحد‪ ،‬حيث إنهما إذا افترقا أفاد كل منهما‬ ‫معنى الدين الشامل لأصوله وفروعه العملية‪.‬‬ ‫زيادة الإيمان ونقتصانه‪:‬‬ ‫يرى الإمام جابر بن زيد وغيره من متقدمي الإباضية أن الإيمان لا‬ ‫الحق والخلق" والسياسة الشرعية توفي سنة ‪827‬ه_‪8231 /‬م وهو معتقل بقلعة دمشق‬ ‫فخرجت دمشق كلها في جنازته‪ .‬ولابن قدامة كتاب في سيرته سماه "العقود الدرية في مناقب‬ ‫شيخ الاسلام احمد بن تيمية“‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪.441 /1 :‬‬ ‫)‪ ) 1‬الربيع‪ :‬الجامع الصحيح تح محمد إدريس و عاشور بن يورسف© ط! دار الحكمة بيروت‪ ،‬مكتبة‬ ‫الاستقامة عمان‪5141 .‬هف حديث‪ 9673 :‬ص‪592 :‬؛ مسلم‪ :‬الصحيح كتاب الإيمان؛ باب بيان‬ ‫الإيمان والإسلام والإحسان‪ ،‬حديث‪.73 /1 805 :‬‬ ‫(‪ )2‬ابن تيمية‪ :‬كتاب الإيمان‪53-63 :‬؛ في رحاب تفسير القرآن الكريم‪ ،‬سورة الذاريات‪ ،‬القرص الخامس‬ ‫تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة‪.‬‬ ‫آ‬ ‫(‪ )3‬في رحاب تفسير القرآن الكريم‪ ،‬سورة الذاريات" القرص الخامس (‪٧‬ط\‏ تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الحج‪.561 /4 :‬‬ ‫جابر بن زيد اليحمدي الأزدي‪ .‬أبو الشعثاء‪ ،‬إمام أهل الدعوة والاستقامة‪ .‬ولد بقرية "فرق " ولاية‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪9‬م‪ .‬ونشأ ف أحضان عائلة علم ورواية‪ ،‬ثم قصد البصرة‪ .‬وكان يتنقل‬ ‫بعمان عام ‪8‬ه‪/‬‬ ‫""نزوى‘‬ ‫يينها وبين الحجاز‪ .‬طلبا للعلم‪ .‬وروى الحديث عن ثلة من خيرة الصحابة‪ .‬منهم‪ :‬عائشة أم المؤمنين‪.‬‬ ‫وعبد النه بن عباس‪ ،‬وعبد النه بن عمر‪ ،‬وعبد النه بن مسعود‪ :‬وأنض بن مالك‘ ومعاوية بن أبي سفيان‪6‬‬ ‫وعبد الله بن الزبير وجابر بن عبد النه‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وابو سعيد الخدري‪ ...‬وغيرهم‪ .‬ويروى عن جابر‬ ‫أنه قال‪« :‬أدركت سبعين بدريا فحويت ما عندهم إلا البحر‪ ،‬عبد اله ابن عباس؛‪ .‬توني عام ‪39‬ه‪/‬‬ ‫ا [‪7‬م‪( .‬ابن سلام‪ :‬بدء الإسلام وشرائع الدين‪ 801-011 .99 .06 .55 625 .‬الأصفهاني أبو نعيم‪:‬‬ ‫حلية الأولياء‪3/21 ،‬؛ الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪18 /1 .‬؛ ‪502-412 /2‬؛ الشمّاخي‪ :‬السير‪-76 /1 6‬‬ ‫‪ 2‬جمعية التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪.)712-022 /2 .‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪72‬‬ ‫ينقص!'"م باعتباره كلا لا يتجزاء إذا نقص منه بعضه انهدم كله“‪ 8‬كما ينفي نقصان‬ ‫الإيمان من عرفه أنه تصديقه" ‪ ،‬إلا أن هذا الحكم ليس عَلَى إطلاقه‪ ،‬فإن الشيخ‬ ‫اطفيّش يعرف الإيمان باله "تصديق ويقول بزيادته ونقصانه‪ ،‬إلآ أنه لا يزيد ولا‬ ‫ينقص في ذاته‪٧‬‏ ولكن يزداد وينقص باعتبارات أخر هي‪ :‬زيادة الأعمال‬ ‫ونقصانها‪ ،‬وقوة الأدلة والبراهين وزيادة العلم خصال الإيمان“‪ ،‬وبين البيجوري‬ ‫أن الاختلاف في المسالة لفظيس وذلك «أن القول بانه يزيد وينقص محمول على ما‬ ‫به كماله وهو الأعمال‪ ،‬والقول بأنه لا يزيد ولا ينقص محمول على أصله وهو‬ ‫التصديق الباط" ويرى الشيخ بيوض أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص‬ ‫بالمعاصي۔ إل أ له حدا ضروريئا لا يمكن أن يسمى ما دونه إيمانا‪.‬‬ ‫يلاحظ أن مجال نقصان الإيمان في نظر الشيخ اطفيّش هو نفسه عند من اعتبر‬ ‫الإيمان تصديقا وقولا وعملا ويتعلق ذلك بالإخلال ببعض خصاله العملية التي‬ ‫يشملها حديث رسول‪ ,‬لله يلة‪ « :‬اليمان بةيضع وَسَبْعُون أو بفنع وَسِتُون شعبة‬ ‫هم‬ ‫ه‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫عَن الطريق ‪ .‬وقد ذهب إلى‬ ‫فَانضَلهَا قول لا إلة لأ الله وأدناها مَاطَة ‪:7‬‬ ‫(‪ )1‬مصطفى ابن ادريسو الفكر العقدي عند الإباضية‪.993 :‬‬ ‫(‪ )2‬خميس الرستاقي‪ :‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪47 / :‬ك‪ .‬نقلا عن الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪:‬‬ ‫ا‪.994-005 /‬‬ ‫(‪ )3‬قال ابو حامد الغزالي‪« :‬إن اطلق الإيمان بمعنى التصديق البرهاني لم يتصور زيادته ونقصانهء (الاقتصاد‬ ‫في الاعتقاد عني به أنس حمد عدنان الشرفاوي‪ ،‬ط [ ‪ ،‬دار المنهاج‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪9241 ،‬ه‪8002 /‬م‪:‬‬ ‫‪ 3‬الجويني‪ :‬كتاب الإرشاد‪.993 :‬‬ ‫(‪ )4‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.992 :‬‬ ‫(‪ )5‬إبراهيم البيجوري‪ :‬تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد‪ .‬ط إ دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‬ ‫‪3‬ھ‪!389 /‬م‪.15 :‬‬ ‫(‪ )6‬في رحاب القرآن" سورة المؤمنون‪.41 /5 :‬‬ ‫(‪ )7‬مسلم‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب الإيمان‪ ،‬باب بيان عدد شعب الإيمان وافضلها وأدناها؛ حديث‪36 /1 .53 :‬؛‬ ‫الترمذي‪ :‬السنن" باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه؛ حديث ‪ .4162‬تح أحمد محمد شاكر‬ ‫وآخرونك دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت د‪ .‬ط{ د‪ .‬ت‪ .‬ن ‪.5/01‬‬ ‫‪37‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫ذلك علماء الحديثه وبعض الإباضيةش كالشيخ أبي عمار عبد الكافي والشيخ‬ ‫يضوص{‪.‬‬ ‫خلاصة المسألة‪:‬‬ ‫الزيادة والنقصان في الإيمان تتعلقان خصاله العملية لا بالتصديق البرهانئ‪.‬‬ ‫وللنقصان حة لا يسمى ما دوئه إمائا كما أشار إلى ذلك الشيخ بيوض أما جمهور‬ ‫الإباضية فلا يرون نقصان الإمان‪ ،‬باعتباره كلأ لا يتجرا‪.‬‬ ‫أسباب ازدياد الإيمان‪:‬‬ ‫يزداد المؤمن إيمائا بقدر الاستزادة من براهينه ومجاهدة النفس ابتغاء وجه الله‬ ‫تعالى" ويتحقق ذلك بأسباب منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تدرروة القرآن ‪:‬‬ ‫القرآن الكريم مصدر الهداية‪ ،‬فإن المؤمن يزيده تدبر آياته إيمائا‪ ،‬لقول النه تعالى‪:‬‬ ‫وإذا ئلێت عليهم ءَايائة زَادَنْهُمْ إيمائامه الأنفال‪ )20 :‬وقوله‪« :‬فَامًا الذين ءَامَشوا‬ ‫فزادهم إيمانا وَهُمْ يِسنتبْشيرونؤه (النوبة‪.)421 :‬‬ ‫‪ -2‬معرفة أسماء الله السنى‪:‬‬ ‫تحهلياتها ف‬ ‫ي‬ ‫الحسنى وتأمل‬ ‫يزداد المؤمن إيمائا كلما زاد معرفة بربه وبأسمائه‬ ‫الكون "ونحن في حاجة إلى تقوية الإيمان في القلبؤ وتقوية التوجَه إلى الله‬ ‫والإيمان المطلق بقدرته وإرادته ونفاذ أمره‘“‪.‬‬ ‫([) البيهقي‪ .‬الاعتقاد‪.782 :‬‬ ‫(‪ )2‬ابعومار‪ :‬الموجز‪.89 .79 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة المؤمنون‪41 /5 :‬؛ سورة غافر‪.09 /61 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪293 /8 :‬؛ وانظر تفسير سورة طه‪.723 /3 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪74‬‬ ‫‪ -3‬التفلر في حَلر الله‪:‬‬ ‫دعانا القرآن للتفكر في آيات الآفاق والأنفس التي تزيد الباحثا المتدبر خشية‬ ‫فه رب العالمين‪ .‬فلما ختى اللة بن عادم الْعْلمَآُ إن اللة غزية‬ ‫فوره (ناطر‪ )82 :‬فعند استحضار علاقة هذه الآية الكريمة بسياقها نستنتج أن ا ‪.‬‬ ‫تتضمن دعوة صريحة للبحث والتنقيب والتفكر في آيات الله الكررنية‪ .‬لأن الباحث‬ ‫"كلما سار خطوة في سبيل هذا العلم كلما ازداد إيمانا برهه"'‪.‬‬ ‫‪ 4‬الاسترارة مر‪ ,‬خصال الايمان‪:‬‬ ‫القيام بالطاعات عَلى الوجه المطلوب يثمُ ازدياد الإيهان‪ ،‬بدليل قول الله‬ ‫تعالى عن فريضة الصيام ‪,‬مثلا‪ :‬هيا أبها الين ءَامَنوأ كب ليكم الصيام كَمَا كيب‬ ‫على الذين من قبلكم لكم تَقونهه البقرة‪ )381 :‬ومنها إقام الصلاة التى سماها الله‬ ‫يمائا في قوله‪ :‬وما كان الله لُضبيع لانكم البقرة‪34 :‬ا‪ ):‬أي صلاتكم( ة‪ .‬وبصفة‬ ‫إجمالية‪ ،‬قد جعل النه المجاهدة في سبيله وزيادة التقرب إليه سببا لازدياد الايمان‬ ‫ون الله لمع‬ ‫الوين جَاهُذوا فينا لدينهم ‪7‬‬ ‫وبلوغ مرتبةالاحسان‬ ‫الْمُحَسينِين“ (العنكبوت‪ 7 96)6 :‬يعين على ذلك معاشرةالصالحين‪ .‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫فيا أيثها الذين ءَامنْوا اتقوا الله وَكُوئوا مالصادقِينئ؛ (التوبة‪.)911 :‬‬ ‫أسباب نقصان الإيمان‪:‬‬ ‫يتعرض إيمان العبد للنقصان بسبب غفلته عن القيام بأسباب ازدياد الإيمان‬ ‫فإذا لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل‪ ،‬لأن المقصرين فى الأخذ بهذه الأسباب لا‬ ‫يجدون على الحق مُعيئًا فتنضعف حصانتهم من أهواء النفس ووساوس شياطين‬ ‫الجن والإنس فيستدرجوهم من حيث لا يعلمون وَيَصُدُوهُمْ عن السبيل‬ ‫وبحسيبون أنهم مُهتذونه (الزخرف‪.)73 :‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة فاطر‪.694 /31 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزخرف‪.473 /71 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫أبعاد الإيمان الصادق‪:‬‬ ‫بين النه أن الغاية من خلق الإنسان هي تحقيق العبودية له‪ ،‬بالمعنى الواسع‬ ‫للعبادة الذي يشمل وظيفة الخلافة في الأرض التي استعمره فيها‪ ،‬قل إن صّلأتي‬ ‫ونسى وَمَخيَآئ وَمَمَاتئَ لله رَب الْعَالّمينَه (لأنمام‪ )261 :‬فإقرار العبد بالشهادة‬ ‫م‬ ‫يقتضي أن يكون عبدا ننه في كل أحواله في الجانب المناسكيئَ وفي الجانب المدني‬ ‫الحياتئ والمؤمن قل أعطى لله كل قوته وعقله وبدنه وكل شيع يملكه ‏‪« ٢‬وإذا كان‬ ‫التلفظ بالشهادتين يعطي الإنسان هوية إسلامية ويله عضوًَا مقبولا يي المجتمع‬ ‫الإسلامي‪ .‬فإن الإيمان القلي المترجم إلى عمل هو الذي يضعه على سكة الحضارة‬ ‫المادة ومستنقع‬ ‫الهبوط إل حضيض‬ ‫ويمنعه من‬ ‫الاسلامية الصاعدة نحو السماء‬ ‫الدنيا ويحصتنه من ارتكاب المعاصي والآثام والعدوان على أخيه الإنسانه‪.“٨‬‏‬ ‫الإيمان مجموعة من الحقائق العامة لها تاثير في ضبط سلوك معتقدها‬ ‫وتوجيهه وتكييف حياته بكل مناحيها‪ ،‬أمًا اعتقاذ أن الإيمان مجرد معرفة فإنه‬ ‫يجعل المؤمن يتصور الدين فكرا خاليا من المعاني الحقيقية التى جاء بها الإسلام‬ ‫كما أن عدم اعتقاد ضرورة العمل بمقتضيات الإيمان يصيره مجرد شعور داخلي‬ ‫لا أثر له فى الحياة(‪.‬‬ ‫إ العمل الصالح الذي هو من مقتضى الإيمان" يشمل كل عمل يرفع به‬ ‫الدين أو تنهض به الدنياء وقد خدر الشيخ بيوض من خطورة واقع المسلمين‬ ‫اللتممل في استخفافهم بأحكام الشريعة وتقهقرهم في الجانب الحضاري‬ ‫وارجع ذلك إلى الخلل في الجانب العقدي‪ ،‬وذلك بابتعادهم عن حقيقة الإيمان‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النمل‪.712 /8 :‬‬ ‫(‪ )2‬احمد الكاتب‪ :‬الإيمان يتجلى في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‪ .‬ط ‪ 10‬دار البيان العربي‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪0141 .‬ه‪9891 /‬م‪.22 :‬‬ ‫)‪ (3‬محمد إقبال‪ :‬تبديد التفكير الديني في الإسلام" سلسلة ذخائر الفكر الإسلامي المعاصرك مركز الناقد‬ ‫الثقافي" دمشق‪ -‬سوريا‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.92 :‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪76‬‬ ‫العملية واعتباره مجرد إقرار خال من الالتزام العملي} فتسبب هذا التصور‬ ‫الخاطئ في فصل الإيمان عن العمل بمفهومه الشامل لكل مناحي الحياة‪ .‬مؤكذا‬ ‫أن هذا الفصل هو مشكلة المسلمين الأساسية التي تؤثر سلبا على جميع أحوالهم‬ ‫في المعاش والمعاده"'‪.‬‬ ‫تترتب عن الفصل بين الإيمان والعمل نتائج خطيرة على مستوى الفرد‬ ‫والجماعة‪ .‬وعلى مستوى الأمة الإسلامية بصفة عامة‪« .‬وهذا يدل على أن سلوك‬ ‫ممن يعتقد الإيمان مرتبطا بالقول والعمل يكون غالقًا تماما لسلوك من لا يعتقد ذلك‬ ‫ويرى نباته في مجرد نطقه بالشهادة أو اعتقادها في قلبه دون أن يدفعه هذا إل‬ ‫تجسيده في الواقع وما استطاع المسلمون أن يعودوا إلى نهضتهم الأخيرة بعد‬ ‫الانحطاط إلآ بمراجعة هذا الأصل واعتبار العقيدة تصديقا وعملأ»“‪.‬‬ ‫لقد صدق رسول الله ية في تسمية من أتبع نفسه هواها بالعاجز وإن أظهر‬ ‫الرجاء في اله‪ ،‬لأ حسن الظن في النه يصدقه العمل والرجاء في الله حَسَنٌ ما‬ ‫دام مصحوبا بالعمل فالمؤمن يعمل الصالحات وقلبه واجف بين الخوف والرجاء‪.‬‬ ‫يرجو رحمة انثه ويخاف عذابه‪.‬‬ ‫شالثًا ‪ :‬المنهج‪:‬‬ ‫ولفظة "”المنهج“‘‬ ‫المنهج في اللغة اهو الطريق البين إل الحق في أيسر سبلها‪.‘٨‬‏‬ ‫ماخوذة من ""النهج“‪ ،‬وهو الطريق المستقيم الواضح المستبين‪ .‬يقال‪« :‬نهمج‬ ‫الطريق‪ -‬فعل لازم بمعنى استقام ووضح واستبان‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآنؤ سورة الأنبياء‪001 /4 :‬؛ سورة لحج‪232 /4 :‬؛ سورة السجدة‪.701-801 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.292 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة الأنبياء‪.421 :‬‬ ‫(‪ )4‬المعجم الوسيط{ ط‪ ‘2‬مجمع اللغة العربية[ دار الدعوةض استانبول" تركياء د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.759 /2 :‬‬ ‫(‪ )5‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪.003 /41 :‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫أما في الاصطلاح فقد عرّف الأستاذ عبد الرحمن بدوي منهج ا لبحُت العلمي‬ ‫بأنه‪« :‬الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد‬ ‫العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة ة معلومةهه"“‪.‬‬ ‫المنهج العقدي‪:‬‬ ‫تعددت مناهج البحث في العقيدة‪ .‬كما قال الشيخ بيوض‪« :‬كل المذاهب‬ ‫تاخذ أحكامها من كتاب الله وسنة رسوله ية‪ .‬لكنهم يختلفون في طرق‬ ‫الاستنباط‪ .‬واشتهر في عرض عقيدة الإسلام نوعان من المناهج‪ :‬منهج القرآن‬ ‫ومنهج المتكلمين‪.‬‬ ‫معالم الرج العقدي فى القرآن‪:‬‬ ‫[‪ -‬عمومي ةة المنهج لكل الناس لمنهج القرآني ليس خاصئًا بطبقة معينة أو عصر‬ ‫معين‪ ،‬بل هو منهج صالح للعالمين‪.‬‬ ‫‪ -2‬مخاطبة الفطرة الإنسانية‪ :‬أدلة القرآن واضحة فطرية يتجاوب معها الناس من‬ ‫جميع الطبقات والأجناس‪.‬‬ ‫‪ -3‬تهيئةذات الإنسان لغرس الإيمان فيه‪ :‬فالقرآن يوجه الانسان إلى طلب العلم‪،‬‬ ‫وإلى الصدق مع نفسه كما يرشده إلى التشكيك في الموروث الفاسد من‬ ‫المعتقدات والأساطير‪.‬‬ ‫‪- 4‬إحاطة الإنسان بالثيرات الشعورية والمنطقية‪ :‬القرآن الكريم ليس كتاب‬ ‫لاهوت ولا كتاب قانون يحوي مواة جاقة‪ .. .‬بل خاطب فطرة اللإنسان وعقله‬ ‫وربط أصول الإيمان بآثارها الواقعية في حياته‪...‬‬ ‫)‪ (1‬عبد الرحمن بدوي مناهج البحث العلمي‪ . .‬ط ‪ .3‬وكالة الملبوعات‪ ،‬الكويت‘ ‪7791‬م‪.50 :‬‬ ‫)‪ (2‬ابراهيم بيوض‪ :‬فتاوى الإمام الشيخ بيوضؤ إعداد الشيخ بكير بن محمد الشيخ بالحاج‪ .‬ط ! المطبعة‬ ‫‪8891 /‬م‪.94 /1 :‬‬ ‫العريية‪ ،‬غرداية الجزائر‪8 .‬‬ ‫‪ .‬الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ 5‬آيات الآفاق والأنفس‪ :‬توجيه الفكر الإنساني إلى التفكر في الكون والنفس‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫لتثبيت حقائقالإيمان‪.‬‬ ‫‪ 6‬تاكيد أصالة العقيدة فاىلوجود الإنسانئ‪: :‬من حيث تجاوبها مع الفطرة السوية‬ ‫في أعماق النفس الانسانية ومن حيث توغلها في عمق التاريخ الإنساني‬ ‫حيث دلت الآيات وفصلت القصص أأ التوحيد الخالص هو مفتاح دعوة‬ ‫الأنبياء جميعا من لدن أبينا آدم عليه السلا"‪.‬‬ ‫‪ -7‬الوضوح والموافقة لبداهة العقل والاستعصاء على المتناقضات والمتشابهات‪.‬‬ ‫ياثملرمنهج القرآني إيمانا صافيا حركيا يشكل محورحركة المؤمن في كل شؤون‬ ‫ان صلاتي ولكي وَمَخيَآي ومماتي لله ر‬ ‫حياته المناسكة والمدنية‪ :‬ل‬ ‫الْعَالَمِينگه (الأنعام‪ )261 :‬فالمؤمن يزداد بالقرآن إيمانا وتزكية لنفسه فهذه ل زة لا‬ ‫تنتجها مناهج المتكلمين التي اتسمت بالتجريد والتعقيد‪.‬‬ ‫يقول الزركشي‪« :‬وما من دلالة وتقسيم وتحديد شيء من كليات المعلومات‬ ‫العقلية والسمعية إلأ وكتاب النه قد نطق به‪ ،‬لكن أورده عَلَى عادة العرب دون‬ ‫دقائق أحكام المتكلمين‪.‬‬ ‫معا ل منبع ا لتلليس ‪:‬‬ ‫لقد قام علم الكلام في عهوده الأولى بربط الأمة الإسلامية بمرجعيتها العقدية‪.‬‬ ‫وتعامل إيجابيا مع الفكر الوافدؤ وواجه التحديات الطارئة عَلّى الواقع الإسلامي‪.‬‬ ‫وكان فضله على الأمة عظيمًا‪ ،‬لم يكن فضل الأولين عَلى الآخرين في أخذ ما‬ ‫يستحق الأخذ‪ ،‬ومكافحة خلافه فقط‪ 6‬بل في تمليك ما أخذوه لأنفسهم‪ .‬بان‬ ‫عبد الرحمنن الزنيدي‪ :‬منامج البحث ل العقيدة الإسلامية ف العصر الحاضر ط [ © دار إشبيليا‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫)‪)) 1‬‬ ‫‪83‬ھ‪899 /‬ام‪ .‬ص‪.533 :‬‬ ‫الزركشي‪ :‬البرهان ني علوم القرآن؛ تح يوسف عبد الرحمن الزعشلي وآخران‪ ،‬ط‪ .2‬دار المعرفة‬ ‫) ‪(2‬‬ ‫بيروت‪-‬لبنان‪5141 .‬ه‪4991 /‬م‪.741 /2 :‬‬ ‫‪97‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫مزجوه بما عندهمإ وكونوا منهما علمًا مستقلا‪ 5‬اسموه علم الكلام‪ ،‬وأقاموه مقام‬ ‫فلسفة الإسلام‪ .‬فهذا العلم‪ -‬الذي هو ملك خاص لنا مستعد للذود عن الدين‬ ‫تباه كل ذفلسفة مضادة له‪-‬محصول اتصال السلف من علماء الإسلام بفلسفة‬ ‫اليونان؛‪"٢‬‏ إلأ ‪ 5‬دور علم الكلام انحسر بمرور الزمن فلقت به مخاطر منها‪:‬‬ ‫_ إدخال العقل في مجالات لا يستطيع تحقيق قول فصل فيها لأنه نشاط‬ ‫خارج حدوده‪.‬‬ ‫‪ -‬يغلب عليه التجريد والاستنباط من مقدمات غير يقينية‘‪.‬‬ ‫‪ -‬بما أن مسائله تتصل بالذات الإلهية والصفات ونحوها فإن الخطأ فيها قد‬ ‫يؤةي إلى المروق من الدين‪.‬‬ ‫‪ -‬يسبب في قسوة القلب ويورث الضغائن‪ ،‬لأن منهجه منهج جدل لا‬ ‫‪ -‬أحال العقيدة الإسلامية مزيجا من القضايا الفلسفية والكلامية‪ .‬فصار «علم‬ ‫التوحيد بشكله هذا بعيدا عن أن يبعث عقيدة القرآن قوية في النفوس؛' ‪:‬‬ ‫رابسعًا ‪ :‬الأبعاد الققدية‬ ‫الأبعاد العقدية هي غاياتها فاللإيمان بالرسول يل ‪-‬مثلاً‪ -‬يقتضي الإيمان بما‬ ‫جاء به‪ 5‬فكل ما جاء به الرسول ية من الصلاة والزكاة وسائر العبادات يعة‬ ‫عقيدة‪ .‬لأنها من مقتضيات أصل إيماني‪.‬‬ ‫)‪ (1‬مصطفى صبري‪ :‬موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين‪ .‬ط [۔ دار التزيية‪.‬‬ ‫دمشق‪ -‬سوريا‪7241 .‬ه‪7002 /‬م‪.901 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬أبو اليزيد أبو زيد‪ .‬العقيدة الإسلامية عند الفقهاء الأربعة‪.261 :‬‬ ‫)‪ (3‬محمد عبد الكريم خيال‪ ،‬تقديم كتاب الحضارة الإسلامية لأبي الأعلى المودودي دار الخلافة للطباعة‬ ‫والنشر‪ ،‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.31 :‬‬ ‫)‪ (4‬وهبة الزحيلي‪ :‬مقابلة خاصة دمشق يوم‪ 61 :‬جوان ‪9002‬م‪.‬‬ ‫() عبد المجيد النجار‪ :‬مقابلة خاصةً الجزائر العاصمة يوم‪ 92 :‬أفريل ‪8002‬م‪.‬‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬معالم ومفاهيم‬ ‫‪80‬‬ ‫تتجلى الأبعاد العقدية في ائجاهين‪:‬‬ ‫‪ -‬الاتجاه الأول‪ :‬الانطلاق من النص العقدي لإنزاله على الواقع المعيش‬ ‫قصد الاهتداء بنوره ابتداء‪.‬‬ ‫الاتجاه الثان‪ :‬علاج قضايا الواقع عن طريق إرجاعها إلى النص العقدي‪.‬‬ ‫باعتبارها ذات أصول إيمانية‪.‬‬ ‫يمكن توضيح الاتجاهين بهذا الشكل‪ :‬النص ‪ +‘+‬الواقع‪.‬‬ ‫خاسسً‪ :‬الفكر العقدى‪:‬‬ ‫"الفكر“ هو التامل والنظر العقلي ويعنى به إعمال العقل ني الأشياء‬ ‫للوصول إلى معرفتها‪ ،‬ويطلق بالمعنى العام على كل ظاهرة من ظواهر الحياة‬ ‫العقليةا"“‪.‬‬ ‫نستنتج من هذا التعريف أن ”الفكر العقدي يعني إعمال العقل في قضايا‬ ‫العقيدة؛ وهو يتضمّن القواعد والآليات الموظفة في العمل (المنهج)‪ ،‬ومقاضده‬ ‫وثمراته (الأبعاد)‪.‬‬ ‫سادس ‪ :‬السلف‪:‬‬ ‫السلف ‪ -‬لغة‪ -‬هم الجماعة المتقدمون! بغض الطرف عن سيرتهم" ومنه‬ ‫قوله تعالى عن آل فرعون المغرقين‪ :‬فَجَعَلْتاهُمْ سَلَمًا وَمَئلا‬ ‫للأخجرين» (الزخرف‪ )65 :‬أما ني الاصطلاح فيصدق اسم ”السلف‘‘ على‬ ‫السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان‪ ،‬وإذا قد‬ ‫مذهب معيّن‪ -‬ولكل مدرسة مؤستسوها وسلفها‪ -‬فهو عختص بالمذهب الذي‬ ‫جيل صليبا‪ :‬العجم الفلسفي‪ :‬دار الكتاب اللبناني ‪ 2891‬م‪.451 2 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.033 /6 :‬‬ ‫‪18‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تحديد مفاهيم‬ ‫قيد به‪ 5‬فمن المغالطة حصر مصطلح "السلف في اشخاص معدودين منتسبين‬ ‫إل مدرسة إسلامية واحدة وقد شهد شاهد من أهلها المنصفين على ذلك إذ‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬أما إطلاق هذا اللفظ ثم حصره في خمسة أشخاص جاءوا في نهاية‬ ‫القرن الثالث وبداية القرن الرابع ورجلين جاءا في القرن الثامن فهذه غفلة‬ ‫خلو طة يجهل وتعصتبه"‘'‪.‬‬ ‫وظف الشيخ بيوض هذا المصطلح واراد به‪ -‬عند إطلاقه‪ -‬سلف الأمة‬ ‫جمعاء من الصحابة والتابعينا“‪ ،‬ودعا أفي أكثر موضع إلى التمسك بعقيدتهم‪.‬‬ ‫ومن ذلك قوله‪« :‬والواجب علينا أن نتمسك بعقيدة السلف في كل ما يتعلق‬ ‫بشؤون الثه تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى‪ ،‬فنفوَّض فيها الأمر إلى الله‪.‬‬ ‫وكان يؤكد أن السلامة في مذهب السلف‪...« :‬فدعوا هذا الجدل‪ ،‬وتمسُكوا‬ ‫بمذهب السلف الذي فيه كل السلامة‪.‬‬ ‫بعد هذا الفصل التمهيدي المنضمّن معالم من حياة الشيخ بيوض الخاصة‬ ‫والتعليمية والإاصلاحيةؤ واستعراض مظان تراثه العقديا‪ ،‬وتحديد بعض‬ ‫المصلحات الموظفة في البحث\ نتعرّف على منهج الشيخ بيوض في التعامل مع‬ ‫مصادر العقيدة الإسلامية‪.‬‬ ‫حسن بن فرحان المالكي‪ :‬قراءة في كتب العقائد المذهب الحنبلئ نموذجا‪.53 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫في رحاب القرآن سورة الزخرف‪.564 /71 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة النور‪.092 /6 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.753 /8 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫الفعل الأول‬ ‫مفهج الحخضيمخ بمتوقن‬ ‫أفي القهامل صج مصادر الهقيدة‬ ‫ع‬ ‫_‬ ‫‪58‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع القرآن الكريم‬ ‫المبحث الأول‬ ‫تعامل الشيخ بيوض مع القرآن الكريم‬ ‫قضى النه أن لا يعبد إل إياه وأن لا يتقرب إليه إلا بما شرع فهو المختص‬ ‫بالتشريع كما تفرد بالخلق‪« .‬ألا له الْحَلو؛ والمره (الأعراف‪ )45 :‬وأقام الحجة على‬ ‫عباده بإرسال الرسل وإنزال الكتبؤ فالعبادة كلها اعتقادا وقولا وفعلا يشترط فيها‬ ‫ان تستند إلى الدليل الصحيح لأ‪٥‬‏ النه لا يُعبّد إلا بما شرع‪ .‬إشترط الشيخ بتوض‬ ‫لحجية النص عصمة قائله وصحة نقله‪ ،‬إذ يقول‪« :‬الحُجًة الئَقَلّة لابد فيها من‬ ‫صيحة الرواية وكن المنقول عنه معصوما إِمًا كتاب الفه‪ ،‬وما كلام البيء يتاةه‪.“١‬‏‬ ‫القرآن الكريم مصدر التشريع الأول وينبوع الداية وأصل كأإ[ المصادر‬ ‫وإمامهاء بدليل قول الله تعالى لنبيه المصطفى‪ :‬لفل إن ضللت لمآ اضل عَلَى'‬ ‫فبي وإن اهتديت فيمًا يوجي إلي ربيه (سبا‪ )05 :‬قال الشبخ بيوض‪« :‬ومين هنا‬ ‫ناخذ أر الأدلة التى نعتيد عليها ونستند إليها‪ ،‬ونستمد منها عقيدتنا وشريعتنا‬ ‫وسلوكنا إِئمَا هي ذكر الله وذكر النه هو هذا الكتاب الئوؤلهة‪..‬‬ ‫بما أن قسطا كبيرا من تراث الشيخ بيوض العقدي يحويه تفسيره ""في رحاب‬ ‫القرآن" الذي أمضى معه قرابة نصف قرن من حياته‪ ،‬فساعرض منهجه في التخامل‬ ‫مع آيات العقيدة من خلال درس التفسير‪.‬‬ ‫أولآ‪ :‬الغاية من تفسير القرآن‪:‬‬ ‫المنهج‬ ‫محدد‬ ‫هو الذي‬ ‫البحث‬ ‫وموضوع‬ ‫مناهج متعددة‬ ‫العلمي‬ ‫للبحث‬ ‫هو "الغفيب““‬ ‫الاسلامية‬ ‫العقيدة‬ ‫موضوع‬ ‫وما دام‬ ‫لمعالحته‬ ‫الأنسب‬ ‫عن‬ ‫الخارج‬ ‫)‪ ) 1‬في رحاب القرآن تفسير سورة الزخرف‪.554-654 ,/71 :‬‬ ‫)‪ (2‬م‪ .‬ن‪ :‬تفسير سورة الزخرف‪.815 /71 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪86‬‬ ‫المشاهدة وأنه يشترط في سلامتها ""اليقين““ في التصور والتصديق إذ أنها‬ ‫ليست مسالة خاضعة للبحث العقلي المادي كما تخضع العلوم المادية‪ .‬فيرى‬ ‫الشيخ بيوض أنه ليس ثمة منهج يستجيب لشروط سلامة هذه العقيدة غير‬ ‫الوحي الصادق‪ 6‬وخاصة جزءه الذي تعهد النه بجفظه فلا يأتيه الباطل من بين‬ ‫يديه ولا من خلفه‪ 6‬وَهُوَ القرآن الكريمإ الا منهج في باب العقيدة إلأ منهج‬ ‫الله تعالى في كتابه الكريمه"'‪.‬‬ ‫إن وضوح عقيدة المسلم لديه" وشعوره بالثقة المطلقة بها‪ ،‬من أهم ما يؤثر في‬ ‫بناء شخصيته ويؤهله لعمارة الأرض وبناء الحضارة عَلى أسس الإسلام ومبادئه‪.‬‬ ‫«ولن يتيسر للإنسان المسلم ذلك إلا إذا استشرف القرآن من جديد وجرد آياته من‬ ‫أغطيتها التاريخية‪ .‬من مباحث علم الكلام المنحرفة بتأثير علم اللاهوت في الشرق‬ ‫والغفرب‪ ،‬ومن مباحث ما يسمى مباحث الفلسفة الإسلامية ومعها أيضا ما يسمّى‬ ‫بالفكر الإسلامي الحديث الملتاث بثقافات الغرب وحضارته الوثنية الكافرة“‪.‬‬ ‫لقد خاطب القرآن الكريم في الإنسان الفطرة والعقل والوجدان معّا‪ ،‬ونهج‬ ‫في دعوته إلى أركان الإيمان مناجاة الفطرة وتحريك بدهياتها الإيمانية لذلك سُّمَّي‬ ‫القرآن ذكرا وذكرى‪ ،‬وامر الله رسوله الكريم ية ان يذكر به من يخافون الوعيد‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬فذكر بالقران من يُحَاف وَععيديهه (ق‪ 54)3 :‬فالقرآن ‪ -‬كما يقول الشيخ‬ ‫محمد الغزالي‪" :-‬هو وحده مصدر العقائد وموطن اليقين وأسلوب القرآن في‬ ‫تقرير العقائد يمتاز بالوضوح المطلق ويتسم بالموافقة لبداهة العقل© واستعصائه عَلَى‬ ‫المتناقضات والشبهات‪.‬‬ ‫من أجل ذلك جعل الشيخ بيوض غاينه من تفسير القرآن الكريم تحقيق‬ ‫الفرض الهمدائي الهادف إلى تزكية النفوس وتثقيف العقول والنهضة بالمجتمع" فلم‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة العنكبوت‪.401-501 /9 :‬‬ ‫محمد عبد الحكيم خيال‪ .‬تقديم كتاب الحضارة الإسلامية‪ .‬لأبي الأعلى المودودي‪.3 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫محمد الغزالي‪ :‬الدفاع عن العقيدة والشريعة‪.28 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪78‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع القرآن الكريم‬ ‫يكن يركز عَلى تبيين الفروق اللغوية والمذهبية بل حرص على إسقاط النصوص‬ ‫على واقعه‪ ،‬وعرض أزمات عصره عَلى كتاب النه ليهتدي بنوره إلى استنباط‬ ‫الحلول المناسبة‪ ،‬فكان كثيرا ما يستطرد في مواضيع متنوعة تتعلق باحداث مجتمعه‬ ‫وعصر التي يريد الحديث عنهاء «ففي ها الاستطراد يخيل للمستمع أنه لا يسمع‬ ‫درسا في التفسير بل درسا في الوعظ والإرشاد‪ ،‬وهذا طبعا من صميم الغاية‬ ‫والحكمة من إنزال هدا الكتاب المقدس وهى الهداية والإرشاد‪ .‬وَهوَ ما كان يسعى‬ ‫إليه المفسرون المصلحون؛ه‪.'"١‬‏‬ ‫فقد كان الشيخ بيوض حريصا على استكناه هدايات القرآن الكريم وإيصافها‬ ‫مدارك جميع أفراد الأمة قصد التحرك به‪" ،‬ويا ليت الناس يفهمون كلام الله‪ ،‬هذا‬ ‫الذي أنزله في كتابه‪ ،‬ويا ليتهم فهموا كتاب الكون حَمَّى يعودوا إلى الله‪ ،‬ويؤمنوا‬ ‫حق الإيمان بوعد انم‪.‬‬ ‫تستدل جميع المدارس الإسلامية بالقرآن الكريم‪ ،‬فهو حال للأوجُه‪.‬۔ وأولى‬ ‫الناس بالحق من وفق إلى المنهج الصحيح للاستدلال به؛ وبما أن القرآن الكريم‬ ‫تتوزع فيه مختيف المواضيع حيث يفصل النه في موضع ما أجمله في غيره‪ ،‬فإن‬ ‫منهج فهم قضايا العقيدة فهما منسجما مع روح الدين ومقاصده هو طريقة‬ ‫تفسير القرآن بالقرآن‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تفسير القر آن بالقرآن‪:‬‬ ‫همي ‪ ,‬تفسير ا لقرآن‬ ‫‏‪ ١‬لتفسير وا صحها‬ ‫طرق‬ ‫كثير أ ‪ 1‬أحسن‬ ‫‏‪ ١‬بن‬ ‫يرى‬ ‫بالقرآن“‪ ،‬ويصرح الشيخ بيوض بانتهاجه هذا المسلك الأثري الأصيل‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬نادية وزناجي‪ :‬منهج التفسير عند الشيخين عبد الحميد بن باديس وإبراهيم بن عمر بيوض بحث‬ ‫ماجستير‪ .‬المعهد الوطني العالي للعلوم الإسلامية بباتنة} السنة الجامعية‪8991-9991 :‬م‪.044 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬تفسير سورة الأحقاف‪.362 /81 .‬‬ ‫(‪ )3‬ابن كثير‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ .‬دار الفكر‪ .‬بيروت ‪1041‬ه‪.40 /10 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪88‬‬ ‫حيث يقول‪" :‬إن طريقتنا مع كلام الله تفسير القرآن بالقرآن‪ ".‬وكان يهدف‬ ‫من تتبع هذا المسلك استجلاء المع ‪ .‬و‪6‬استخراج الأسرار والحكم" حيث‬ ‫الآيات في‬ ‫يقول‪« :‬ومن تأويلات القرآن وتفسيراته ما كان يؤخذ بتقابل‬ ‫موضوع واحد‪ ،‬فتظهر المعاني وتظهر الحكم والأسرار‪ ...‬وما فسر القرآن‬ ‫مثل القرآن‪.‬‬ ‫والسعي لاستكمال الصورة للقضية المراد تحليلها مطلب منهجئَء ذلك لآن‬ ‫أجزاءها قد تكون متفرقة في بعض سور القرآن‪" :‬وإذا جمع البعض إلى البعض‬ ‫تكتمل الصورة الحقيقية" وقد متل الشيخ بيوض لذلك باليجل الذي قدمه‬ ‫سيدنا إبراهيم عليه السلام لضتيفه حيث وصفته سورة الذاريات أنه عجل سمين‬ ‫لزجآبيجل سمين (الذاريات‪ )62 :‬ودلت سورة هود عَلَّى طريقة طبخه لاقمَا‬ ‫بث أن جا بيجل حيله (هود‪.{96 :‬‬ ‫افلا نطلب تفسيرًا للكلمات في غير القرآن ‪ 3‬وهكذا مواضيع القرآن لا يكتفى‬ ‫فيها بآية واحدة ترد في سورة معينةإ وإنما لا بة من جمع كل ما ورد في القرآن حتى‬ ‫ين بعضه بعضا ويفسر بعضه بعضا‪.‬‬ ‫فقد كان الشيخ بيوض يدعو إلى الجمع بين الآيات والمقارنة بينها قصد تبلية‬ ‫لمعنى واكتمال الصورة الواضحة للموضوع المعالج ‪ 3‬ويحتر من نتائج الاقتصار‬ ‫في الاستدلال عَلى آية واحدة والتغاضي عن غيرها‪ ،‬لكون هذا النهج مفضيًا إلى‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الشورى‪.502 /71 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.942 /71 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.281 /1 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.563 /41 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة العنكبوت‪.141 /9 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪ )60‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص‪.522 /51 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة النور‪3 51 /6 :‬؛ سورة العنكبوت‪.141 /9 :‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع القرآن الكريم‬ ‫الوقوع في الخطأ" فلا يتحقق فهم البيان الإلهي على وجه صحيح إلا ي ضوء‬ ‫وحدته ورة بعضه إلى بعضر‪١‬ة‪.‬‏‬ ‫وإذا كان تجاهل الجمع بين الآيات خطأ يفضي إلَى النظرة التجزيئية إِلَى‬ ‫القضايا فإن الجهل بطريقاةلجمع بين الآيات خطأ كذلك‪ .‬لأنه يفضي إلى القول‬ ‫تناقض القرآنؤ ولكن التناقض في العقل القاصر الذي لم يحمل عَلى التعمق في‬ ‫معنى الآيات وتدبرها‪« ،‬آقلاً يتدبرون القرءان ولو كان من مجند ‪ 7‬الله لَوَجَذوا‬ ‫فايهلخلاف كَثِيرًامه (النساء‪.)28 :‬‬ ‫وقد داب الشيخ بێوض على الجمع بين الآيات المتعارضة في الظاهر ومن‬ ‫ذلك قوله في قضية إثبات تساؤل العباد ونفيه يوم القيامة‪« :‬وأريد أن أبين من جهة‬ ‫أخرى أنه لا تناقض بين قوله في سورة المؤمنون““‪ :‬طة فإذا يخ في ا لصور قلاً‬ ‫واقبل ربعضهم} عَلئ'‬ ‫أنسَاس ر ينَهُم ومت ولا تَسآءلونه (الؤمنون‪ )101 :‬وقوله هنا‪:‬‬ ‫عض سونه الصافات‪ )72 :‬ترى لماذا نفى التساؤل في آية وأثبته في آية؟ ث‬ ‫اليس هَدا تناقضا بين الآيات والسور المختلفة‪ .‬وإنما هي مقامات متعددة ومراصد‬ ‫متنوعة تقع في يوم القيامةهه‘“‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن ذلك جمعه بين آية الشورى وآية غافر حيث تنص الأولى عن كون‬ ‫استغفار الملائكة عامًا لمن فى الأرض بينما تقصر الثانية على المؤمنين فبعد‬ ‫استعراض رأي بعض العلماء قال‪ :‬ه ولما الذي نراه الأقرب أ الإطلاق أو‬ ‫العموم في آية الشورى يخصص أو يقيد بآية غافر‪ ...‬قاغفيز للذين ثابوا واتبعوا‬ ‫سبيلك (غافر‪ 70 :‬‏)‪.٩‬‬ ‫ه_‬ ‫(‪ )1‬فيرحاب القرآن‪ ،‬سورة يس‪.93 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬عبد المجيد النجار‪ :‬فقه الندين فهما وتنزيلاً سلسلة كتاب الأمة طا‪ .‬مطابع الأخبار‪ .‬مصر‪.‬‬ ‫‪ 910‬ه‪9/8‬م‪.94 :‬‬ ‫() في رحاب القرآن" سورة الصافات‪.643 /41 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فصلت‪.465 /61 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.62 /71 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪90‬‬ ‫أكد الشيخ بيوض في اكثر من موضع على ضرورة تفسير القرآن بالقرآن كما‬ ‫أولى منهج الجمع بين الآيات في الموضوع الواحد (التفسير الموضوعي) عناية كبرى‬ ‫واشترط «على من اراد أن يفهم موضوعا من المواضيع أن يجمع كل الآيات‬ ‫الواردة في نفس الموضوع حتى تجتمع له عناصر الفهمه“‪` . .‬‬ ‫يعتبر تفسير القرآن بالقرآن أرضية صلبة لأسلوب حديث في التفسير‪ ،‬يسمّى‬ ‫"التفسير الموضوعي وقد وظفه الشيخ بيوض في علاجه للقضايا العقدية‪ .‬حيث‬ ‫يجمع الآيات في الموضوع المدروس ويرتبها قصد اكتمال الصورة عنده ليهتدي‬ ‫بذلك إلى استنتاجات مؤصئلة‪.‬‬ ‫للتفسير الموضوعي قسم آخر يعنى بالوحدة الموضوعية للسورة القرآنية‪ ،‬يرتكز‬ ‫على اكتشاف الحور الأساسي للسورةس وفي معرفته عون على استجلاء معاني‬ ‫وقد أشار الشيخ‬ ‫آياتها‪ .‬وعلى التزجيح الصحيح عند احتمال الآية أكثر من معنئ‬ ‫بيوض إلى هذه الطريقة في قوله‪« :‬من المعلوم أن كُلً سورة من سور القرآن الكريم‬ ‫طويلة كانت أو متوسطة أو قصيرة _ إلأ وتدور على موضوع يشكل وحدة‬ ‫السورة‪ ،‬حنى لكان السورة كل لا يتجا‪ ،‬لها وحدة تجمعها بين ختلف آياتهاێ من‬ ‫|‬ ‫اولها لى آخرهاهةف‪.‬‬ ‫الالتزام بمنهج التفسير الموضوعي في القرآن الكريم له أبعاة منها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فهم القرآن بمنهج متناسق لا تناقض فيه ولا تضارب‪.‬‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫مقاصد‬ ‫رد ما خالف‬ ‫ب۔‬ ‫ج‪ -‬تكوين شخصية المسلم السوية‪ .‬المحصنة من الانفصام بين العقيدة الصحيحة‬ ‫والسلوك اليوم ة‪.‬‬ ‫‪.4 /8‬‬ ‫القصص‪:‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة‬ ‫ف رحاب‬ ‫) ‪( 1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.253 /71 :‬‬ ‫(‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬صالح حمدي‪ :‬منهج الشيخ بيوض في عرض الإلهيات من خلال تفسيره ففي رحاب القرآن‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ .‬البحث الأول‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع القرآن الكريم‬ ‫نالت ‪ :‬تفسير القر آن بالسنة‪:‬‬ ‫أنزل انته كتابه المبين على نبيه العربي المبين‪ ،‬فكلام انته مبين «وما ترك انته شيثا‬ ‫إلا وبينه‪ .‬إما تصريحا أو تلويحاء إما في كلامه في القرآن وَِمًا فيما أوحاه لنبيئه‬ ‫وامره بتبيينه للناس ذ قال له‪ :‬ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل‬ ‫‪-‬‬ ‫النهم وَلَعَلهمْ تَفَكُرُون&ه النحل‪.)44 :‬‬ ‫«في القرآن إجمال كبير وبيانه في السنة ذلك أن الرسول ينة لا ينطق عن‬ ‫الهوى فإن هُوَ إلا وَخئ يوحى" النجم‪ 402 :‬فسّته الصحيحة جزء من الوحي‪.‬‬ ‫«فمرد الأمور كُلها إلى ‪ 7‬وبهذا تدخل السُئة فى الكتاب‪.‬‬ ‫فسر الشيخ بيوض القرآن الكريم بالسيرة النبوية باعتبارها تطبيقا عملا‬ ‫للقرآن" كما فسره بالحديث النبوي باعتباره البيان النظريَ‪ ،‬ومن ذلك تبيين معنى‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ومآ ‪ :‬الساعة إلا كلمْح البصر أو هو أقرَبمه النحل‪ )77 :‬بقول‬ ‫الرسول يل‪ . .« :‬وَلمَقُوماَرملساعة وق نهنرشر الرجلان وبهما بينهما فلا يَتَبَانِعَازه‬ ‫ولا يُطويازي رز ‪ :‬السئاغة وقد الصرف الرجل بلبن لقَحيه فلا طعمة وَلتَقُومَنً‬ ‫الساعة وهو تليط حَوضتة فلاً يسنقي فيه وتقوم الساعة وَقذ رقع أحدكم أكلته‬ ‫إلى فيه فلا يَطْعَمُهَا‪.‬‬ ‫مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير في العقيدة‪ ،‬كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية‪.‬‬ ‫قسم اصول الدين‪ ،‬جامعة الحاج لخضر۔ باتنةؤ السنة الجامعية‪6241-7241 :‬ه_‪-5002 /‬‬ ‫م‪.0-14 :‬‬ ‫‪60‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الشورى‪.07 /71 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.71/76 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الدخان‪.51 /81 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحقاف‪ .252 /81 :‬والحديث رواه البخاري في صحيحه\ كتاب الرقاق‪ .‬باب طلوع‬ ‫الشمس من مغربها‪ ،‬حديث رقم ‪.6832 /5 .1416‬‬ ‫الفضل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪92‬‬ ‫رابسكا‪ :‬الاجتهادات الخاصة و ”بنت اللحظة‘‘‪:‬‬ ‫يجمد الشيخ بيوض على ظواهر نصوص الآيات‪ ،‬ولم يكتف بما أثر في بيانها‬ ‫من تفسير الئىء تيت لأن النصوص محدودة والنوازل متجددة‪ .‬فاجتهد في إعمال‬ ‫العقل قصد فهم مراد البيان الإلهي‪ .‬منطلقا من نصوص الورحيبن‪ ،‬موظفا أحداث‬ ‫السيرة النبوية ويرجع إلى أقوال المفسرين فيستوعبها وينقدها ثم يضيف إليها‬ ‫اجتهاداتهؤ فيتميز تفسيره بالتجديد والاستقلالية الفكريةة‪“.‬؛ وهذا ما سنراه في‬ ‫مبحث "تعامله مع التراث“‪ ،‬ودليل العقل“‪.‬‬ ‫إذ ليس من عادته إحضار‬ ‫في دروسه أسير أوراقه‬ ‫ولم يكن الشيخ بيوض‬ ‫من‬ ‫وقت الدرس۔‬ ‫فامتازت دروسه الشفوية بما يفتح الله عليه‪-‬‬ ‫كتاب أو كراس‬ ‫اوجه الفهم والبيان لم تخطر بباله من قبل ويصرح الشيخ بأن هذه النكتة أو‬ ‫الملاحظة هي بنت اللحظة“‪.‬‬ ‫إئضح لنا من هذا المرض كيفية تعامل الشيخ بيوض مع المصدر الآول‬ ‫من تفسيره ومنهج‬ ‫ا لفرض‬ ‫للعقيدة ا لاسلامية « أ لقرآن ‏‪ ١‬لكريم ‪ 6‬من حيث‬ ‫الاستدلال بنصوصه‪ .‬و اعتقاد كونه قيما على أقوال البشر وبقية نصوص الدين‬ ‫من سنة سيد المرسلينں التي سيكشف المبحث الآتي عن منهج الشيخ بيوض في‬ ‫التعامل معها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مسعود فلوسي‪ :‬الإمام الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وتفسيره ""في رحاب القرآن“۔ الملتقى الأول لفكر‬ ‫الشيخ بيوض‪ ،‬ص‪.192 :‬‬ ‫(‪ )2‬النماذج على ""بنت اللحظة لا تكاد تحصى منها‪ :‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الكهمف‪672 /2 :‬؛ مريم‪:‬‬ ‫‪31 3‬؛ طه‪ !90 /4 :‬وقد أفرد القالمون على طباعة تفسير الشيخ بيوض كل جزء منه بفهرس خاص‬ ‫ب "بنت اللحظة‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫حجة النه عَلى عباده قامت بإنزال الكتب وإرسال الرسل وأنكر الشيخ‬ ‫بيوض أن ينسب إلى الإباضية القول بتكليف النه عباده بالإلام من غير كتاب ولا‬ ‫رسول‪ .‬مستدلأً عَلى دَلِكَ بآيات منها قوله تعالى‪ :‬فولد ارسلنا رسُلنا يالْبتّئات‬ ‫وأنزلتا مَعَهُمُ الكتاب والميزان ليقوم الناس بالتسْطه» الحديد‪« 52)6 :‬فتمسكوا أيها‬ ‫الاخوان بباالل"عقيدة الحقة الصحيحة الصريحة من أن حجة النه لم يقمها عَلّى عباده إلا‬ ‫برسله وكتبه التي جاؤوا بها من عندهه«‪.‬‬ ‫وقد اعتنى الشيخ بيوض بخدمة السنة النبوية حيث شرح في المسجد كتاب‬ ‫لجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب© ثم شرح فتح الباري شرح صحبح‬ ‫البخاري‪ ،‬الذي دامت حلقات تدريسه خمسة عشر عامًا‪ ،‬وكان فها أثر كبير في‬ ‫توجيه طلبته وتنوير الحياة الاجتماعية بآنوار السنة المحمدية‪ ،‬قال الشيخ عدون‬ ‫مناسبة حفل اختتام شرح فتح الباري“‪...« :‬بهذه الروح العالية في هذه الدروس‬ ‫الغالية علمهم كيف يقدسون كلام من لا ينطق عانلهوى‪ ،‬وكيف يقدمونه عَلَى‬ ‫كل كلام سواه‪ ،‬وعلمهم كيف يبحثون مع الباحثين‪ ...‬ويستخرجون الجواهر من‬ ‫بجر السنة‪.). ..‬‬ ‫ويين أن الدين شامل لكل مناحي الحياة فلا ينبغي أن يصدر سلوك المؤمن إلأ‬ ‫من الأصلين نقلا أو استنباطا‪« ،‬والديرم‪ :‬قال انه قال الرسول أو قال الصحابة إذا‬ ‫الإجماع‪ ،‬واما سوى‬ ‫كان نقلاً من المعصوم يَية لا من عندهم إلا إذا اجمعوا وثبت‬ ‫هذا فلا يعد شيئا(‪.‬‬ ‫‪.15- 05 /1‬‬ ‫إبراهيم بيوض‪ : :‬الفتاوى‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫عمان{‬ ‫سلطنة‬ ‫ط ‪ .1‬الجيل الراعك‬ ‫المصلح المربي‪6‬‬ ‫الشيخ إبراهيم بيوض‬ ‫حمد ناصر بوحجام‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪.41 :‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ف رحاب القرآن صورة لقمان‪.415 /11 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪94‬‬ ‫يبدو من ها الكلام أن الشيخ بيوض حصر مصادر التشريع في الكتاب‬ ‫والسنة وإجماع الصحابة إلأ آنه في ها الوضع يركز على المصادر الأصلية‬ ‫وقد قال قبل ذلك‪ :‬ه ‪ ...‬إلأ ما يستنبطه العلماء والفقهاء بناء على القواعد‬ ‫والأصول التى وضعها في كتابه‪ ...‬والبناء عَلَى تلك القواعد وفقا لتطورات‬ ‫الزمان وتغيير الأحوال أمر صحيح‪ .‬ولا نعل خروجا عن هذه الدائرة التي‬ ‫رسمها الله تعالىه"'‪.‬‬ ‫ابطل الشيخ بيوض كثيرًا من البدع المنتشرة في زمانه لافتقارها إلى أصل‬ ‫من الكتاب أو السنة‪ .‬حيث قال في دعوته لإبطال إحداها‪" :‬فهذا ما لا اصل‬ ‫له‪ .‬ولا وجود له في الشريعة الإسلامية‪ .‬فلا نحدث شيئا ل يفعله الئىء ;تينة ولم‬ ‫يقرهه ولم ياذن ه‬ ‫فكان الشيخ حريم على التاصيل ويبين أن من أسباب نشوء البدع بناء‬ ‫الآراء على أقوال الرجال‪ ،‬لا عَلى الأصلين الكتاب والسنة‪« .‬ولكن بعض‬ ‫لمتنطعين لا يبنون آراءهم على كلام الله تعالى ولا عَلَى كلام رسوله ينة إنما‬ ‫على أقوال فقهاء سبقوهم فيجعلونها أصلا يتمسكون به‪ .‬ولعمري لتلك هي‬ ‫طريقة نشوء البدع وتكونهاء يبتدع أحذ أمرا وياتي آخر من بعده فيبنيى عَلَى‬ ‫بدعته فيكون أبعد عن الخط المستقيم من الأول طبعا وهكذا‪.“»...‬‬ ‫وقد اهتدى الشيخ بيوض لتاسيس جهوده الإصلاحية على الدعوة الى‬ ‫تبديد الإيمان وتركيزه فايلنفوس تاسي بما ينطلق به الرسل عليهم الصلاة‬ ‫والسلام إذ يقول‪« :‬كان لزامُا علينا أن نعود فنبدأ بما بدأ به الرسل إلى الدعوة‬ ‫‏‪١‬‬ ‫إلى الإيمان وتقريره فايلقلوب من جديد؛؛“‪.‬‬ ‫ي رحاب القرآن‪ .‬سورة لقمان‪.415 ,/1[ :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬ا‪.71[4 /‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.31/701 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة لقمان‪ :‬‏‪177./١ ١‬‬ ‫(‪)+4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫أول‪ :‬حجية حديث الحاد في مسائل الامتتاد‪:‬‬ ‫ما أ العقيدة الإسلامية لا تبنى إل على اليقين فإن الشيخ بيوض يشترط مي‬ ‫الحديث للاستدلال به في مسائل الاعتقاد بلوغ درجة التواتر‪ ،‬لإفادته العلم اليقين‬ ‫ولا مجال فيه للتكذيب أما روايات الآحاد فظنية لا تفيد العلم‪« ،‬لأن العقيدة لا‬ ‫لكريم أو من ا معصوم يتي ولا‬ ‫تبنى ] ل عَلَى خير حقيقي يقيني من ا لقرآن‬ ‫وراء هاه‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫يقول الشيخ السالمي‪« :‬وخبر الآحاد لا يثمر اليقين وإنما يثمر الظن فلا يجوز‬ ‫ترك ما يثمر العلم لأجل ما يثمر الظر«“‪ 5‬وهذا هو راي جمهور العلماء من مختلف‬ ‫للدارس الإسلامية «وجمهور العلماء عَلى أن أحاديث الآحاد لا تفيد القطع ولذا‬ ‫يجب العمل بها في العبادات والمعاملات لأنه يكتفى فيها بالظنث‪ ،‬وحكم منكر‬ ‫الحديث المتواتر‪ ،‬الذي يميد العلم ضرورة هو التكفير لأنه مشعرً بتكذيب الئيى عين‬ ‫أما الحديث الآحاد فلا يكفر جاحده‘‪.‬‬ ‫وتكذيب الرسول كين كفر‬ ‫وقد علل الشيخ بيوض نفي وجوب العلم القطعي بمسائل ين علم الغيب‪،‬‬ ‫بكون روايتها لم تبلغ درجة التواتر فلم ترق إلى مسائل الاعتقاد منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬مسالة نزول عيسى عليه السلام فبعد أن ذكر أقوالأً للعلماء‪ ،‬منهم الشيخ‬ ‫اطفيّش بان المسيح سينزل بعد كا وكذا عام؛‘‪ 3‬انتهى إلى أن روايات‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الكهف‪.622 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬السالي‪ :‬شرح طلعة الشمس على الألفية‪ ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪"١‬‏‬ ‫‪1041‬ه‪181 /‬م‪.91 2 :‬‬ ‫(‪ )3‬محمد سيّد أحمد المسير‪ :‬التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية‪ .‬ط [{ نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫م‪.86 :‬‬ ‫القاهرة‪ -‬مصر‪6 .‬‬ ‫)‪ (4‬فاروق حمادة‪ :‬المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل‪ ،‬دراسة منهجية في علوم الحديث‪ ،‬ط‪ 2‬دار نشر‬ ‫'‬ ‫المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ .‬الرباط المغرب‪9041 ،‬ه‪9891 /‬م‪.93 .293 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )5‬اطفيّش‪ :‬تيسير التفسير تح إبراهيم بن حمد طلاي بمساعدة لجنة من الأساتذة‪ .‬مط العربية‪ -‬غرداية‪-‬‬ ‫الجزائر ‪ 324‬اه‪2002 /‬م‪.511 /31 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيبخيوض في التعامل مع مصاذر العقيدة‬ ‫‪96‬‬ ‫الحديث ما لم تصل درجة التواتر والقطع‪ ،‬فإنها لا توجب اعتقاد قول في‬ ‫المسالة"'‪ ،‬واشار إلى أنه قد أحيطت بالخضر و إلياس وكونهما أحياء عَلَى‬ ‫ظهر الأرض أساطير كثيرة ملئت بها بطون الكتب© ومما استدل به على‬ ‫انتفاء كونهما أحياء قول الله تعالى‪« :‬وَمَا جعَلَْا نثر من قَبْيكَ الخلد أقإن‬ ‫‪ .‬مت فهُم الْخالذون‪ ( 4‬الأنبياء‪.)43 :‬‬ ‫ه‬ ‫>ه‬ ‫ه‬ ‫‪ -2‬تحديد عدد الأنبياء والرسل‪ :‬يرى الشيخ بيوض أن النص الوحيد الذي‬ ‫يجدد عدد الأنبياء والرسل هو الحديث الذي رواه الإمام أحمد فِي مسنده‪.‬‬ ‫عن أبي ذر ضمنه قال‪ :‬سالت النيءءيي كم عدد الأنبياء؟ فقال‪« :‬مائة وأربعة‬ ‫وعشرون ألفاؤ والرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولأ“ ثم قال‪« :‬هَةا هو‬ ‫الحديث الوحيد الذي عليه مدار عدد الأنبياء والرسل‪ .‬والحديث لا يصح‬ ‫الاعتماد عليه في القطع واليقينؤ لأنه‪ .‬حديث أحادئ‪ .. .‬والحق الأ نقصر‬ ‫‪..‬‬ ‫إيماننا عَلّى عدد معين‪"6‬ة‪.‬‬ ‫‪ -3‬معرفةالمستثتون من الصعق بعد النفخة الأول «رلا من شاء اشگه(‘“‪.‬‬ ‫‪ 4‬ماهي الدابة الى تخرج من الآرض تكلم الناس؟ ما هيئتها وشكلها‬ ‫ولونها؟‪.‬‬ ‫واتصالهم‬ ‫الفرائض‬ ‫أداةتهم‬ ‫طريقة‬ ‫الخاصة‪:‬‬ ‫تفاصيل حيااةة الجن‬ ‫‪-5‬‬ ‫وتوالدهم‪......‬ث‬ ‫في رحاب القرآن© صورة الصانات‪.215 /41 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫و خرجه الهيثمي بلفظ آخر عن احمد والطبراني وقال‪ :‬مداره على‬ ‫(‪ )2‬رواه الإمام احمد في السند‪5 :‬‬ ‫علي بن يزيد وهو ضعيف©‪ ، 6‬انظر الميثمي‪ : :‬جمع الزوائك‪ ،‬دار الريان للتراثڵ القاهرة‪ .‬دار الكتاب العربي‪.‬‬ ‫بيروت" ‪.951 /1 :7041‬‬ ‫(‪ )3‬قي رحاب القرآن" سورة الحج‪.125 /4 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.584 /51 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.981 /8 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.522 /2 :‬‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪79‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫فالشيخ يبين في كل مرة أن البحث في هذه التفاصيل لا يعنينا‪ ،‬لانتقارهما إلى‬ ‫الدليل القطعي"‪،٨‬‏ مؤكدا أنه لو كان في معرفة هذه التفاصيل فائدة لآخبرنا اله بها‬ ‫في كتابه أو على لسان نبيه يَتتة‪« .‬ولو صح عنه شيء ؟ لقبلناه على الرأس والعين‪،‬‬ ‫لأنه خبرصادق ولا ينطق عن الهوى إن هو زل وحي يوحَى؛ وإذ لم يصح عليه‬ ‫شيء ةفلا يجوز أئ اعتقا في الموضوع؛ ‪ :‬بل يعل ة ذلك اتباعغا للظن‪« .‬فإن تطرق‬ ‫الظن للثبوت أو للدلالة‪ .‬يرفع اليقين‪ ،‬فلا يصبح الأمر الثابت بالظن عقيدة يتحتم‬ ‫"‬ ‫الالتزام به‪ ،‬وتصدر عَلى أساس منه أحكام الإيمان والكفره“‪.‬‬ ‫ابعاد هذا المنهج‪:‬‬ ‫‪ 1‬السلامة من اعتقاد ما ليس بعقيدة} «وتحن لا نصدق الرواية ولا نرةها(“‪.‬‬ ‫‪ -2‬الوحدة الإسلامية‪ .‬بتعاون المسلمين في ما اتفقوا عليه‪ ،‬وغدم تكفير‬ ‫المخالف في الرأي و(المعتقد)‪.‬‬ ‫وقد صرّح الشيخ بيوض بهذا البعد الإيماني عند استعراضه لأقوال العلماء‬ ‫والمذاهب المختلفة في إخدى هذه القضايا‪ ،‬وهي مسألة التفاضل بين الرسول يلة‬ ‫وجبريل عليه السلام‪« :‬وهذه المسألة خلافية يمكن فيها الخلافؤ ولا يجوز فيها‬ ‫القطع مطلقا لأنه لا دليل يقينا في المسالة‪ .‬والخلاصة‪ :‬لا يمكن للإنسان بل لا‬ ‫يجوز له أن يعتقد شيئا هو الحق بغير دليل حئى يئسب إلى الجهل أو الكفر قن‬ ‫ل يقل بقوله‪.‬‬ ‫هل التزم الشيخ بيوض بشرط ""التواتر“ في جميع الأحاديث الاتيستدل بها‬ ‫ِ‬ ‫في مسائل العقيدة؟ هذا ما سنراه في الفقرة الآتية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة النمل‪.981 /8 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪.‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.522 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬محمد سيّد اجمد المسير‪ :‬التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية‪.96 :‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة مريم‪.852 /3 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.94 /1 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪98‬‬ ‫ثانيا‪: :‬طلسريقاةلاستدلال بأحاديث الاعتقاد‪:‬‬ ‫يستدل الشيخ بيوض بالروايات الحديثية في هذا امجال‪ ،‬وقد يصرح‬ ‫ذينك‬ ‫وقد يوردها معرًاة من‬ ‫أنها متراترة أو يكتفي بإثبات صحتها‬ ‫البيانين‪ 8‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ -1‬قوله في سياق كلامه عن حادثة الإسراء والمعراج ورؤية نبينا محمد‬ ‫ينة لسائر الأنبياء‪« :‬فنحن نعلم من الروايات المتواترة أن الله تعالى بعث كل‬ ‫الأنبياء وصلى بهم إماما في بيت المقدس‪.. ...‬‬ ‫‪ -2‬وعند حديث الشيخ عن أثر الشرك الخفي يوم القيامة ذكر أنه وردت في‬ ‫الموضوع آيات قرآنية وأحاديث صحيحة كثيرة ثم ذكر حديث الثلاثة الأوائل‬ ‫الذين تستعر بهم نار جهنم‪ .‬فاستهله بقوله‪« :‬فقد صح في الحديث أن ثلاثة هم‬ ‫ثم علق عليه بقوله‪« :‬فهذا الحديث الصحيح يبيّن لنا خطر الرياء"‪.‬‬ ‫أول‪...‬‬ ‫فيلاحظ تاكيد الشيخ عَلى تبيين صحة الحديث‘ ويبدو آئه يقصد من التاكيد‬ ‫على ذكر درجة الحديث التاثير فى المستمعين نظرًا لما يتضمنه الحديث من وعيد‬ ‫‪.‬‬ ‫شدي له ابلغ الأثر في التربية‪.‬‬ ‫وقال الشيخ عن جبريل عليه السلام‪« :‬ولقد ثبت في الحديث‬ ‫الصحيح عن النيء ية أنه رأى جبريل وله ستمائة جناحث وصح أنه رآه‬ ‫ف رحاب القرآن‪ ،‬سورة ةالصانات‪.805-905 /41 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬نص الحديث عَن أبي هريرةقةال‪ :‬سعت رسول اللهينة يقول‪ _ " :‬أول لاس ; قضى وعالقامة عليه‬ ‫رجل امثشهذ فاني بهفَعَرفهُ نِعَمَهُ َعَرََهَا قال نَمَ عملت فيها؟ قال‪ :‬قَائلت فيك حى استثنهات‪ .‬قال‪:‬‬ ‫كتبت ولكنك قائلت لآن يقال جَريءُ فقد قيل م أمر يه فحب على وجهه حتىى ألتي ِي الثار‪...‬‬ ‫إل آخر الحديث{ وذكر فيه رَجُلا علم اذبلم رَعَلْمَهُ وَقرا القرآن لقال‪ :‬عَالِم وقارئ‪ .‬وَرَجُلا وَسُع ر الله‬ ‫عَلَئهِ وأغطاه منأصتاف الْمَال كُله لقال‪ :‬هُوَجواد‪ .‬مسلم‪ :‬الصحيح" باب من قاتل للرياء والسمعة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.315/1‬‬ ‫استحق النار حديث ‪3 .5‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن سورة لقمان‪.202 /11 :‬‬ ‫‪99‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫هَذه الصورة مرّتين"‘‪ 6‬فلم يؤكد الشيخ عَلَى تواتر الرواية‪ .‬بل‬ ‫صحتها‪.‬‬ ‫اكتفى بإثبات‬ ‫‪ -3‬وقال عن طول مسافة وجود رائحة الجنة‪ :‬اوتريح رائحتها من بعيد‬ ‫ونجد في بعض الأحاديث عن بعض الذنوب‪ :‬من فعل كذا لا يريح رائحة‬ ‫الجنة‪ .‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عا‪))٨‬ث)‏ فلم يشر إلى درجة‬ ‫الحديث من الصحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬يوجد فرق بين التأليف والتدريس في طريقة الاستدلال بالحديث النبوي‬ ‫من حيث التصريح بدرجة صحة الحديث‘ ومن حيث التحقق من درجة صحتها‪.‬‬ ‫فقد تخطر بذهن الشيخ أثناء الدرس أحاديث في الموضوع فيتعذر عليه ‪-‬في تلك‬ ‫اللحظة‪-‬۔ التثبت من صحتها فيعلق على صحة الحديث توجية معناه أو تأويله‪.‬‬ ‫كأن يقول مثلا‪« :‬أما إذا صح الحديث‪ ...‬فهذا يطابق ما ورد في القرآن الكريمه ‪.‬‬ ‫أو يقول‪« :‬وإذا صم الحديث يبب أن نطلب له تاويلاه{‪.‬‬ ‫(‪ )1‬البخاري‪ :‬كتاب تفسير القرآن‪ .‬باب ""قاوحى إلى عبده ما اوحى حديث‪1481 /4 .6754 :‬؛ مسلم‪:‬‬ ‫كتاب الإيمان‪ .‬باب سدرة المتهى‪ .‬حديث‪.851 /1 .471 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن" سورة الصافات‪.303 /41 :‬‬ ‫ذ ريح‬ ‫قتل معادا لم‬ ‫(‪ )3‬من هذه الأحاديث ما رواه الربع من حديث رسول النه تة أنه قال‪« :‬‬ ‫الْجئة واث ريها يُوجَذ من ميرةخمسيمائة ة عام ‪ .‬حديث رقم‪ 6590 :‬وما رواه البخاري في كتاب‬ ‫الديات بابن من قتل معاهدا بغير جرم‪ ،‬رقم‪5511 /3 ،5992 :‬؛ وما رواه في كتاب الجزية‪٨‬‏ باب من‬ ‫قتل ذميا بغير جرم‪٠‬‏ رقم‪ :3352 /6 61561 :‬والروايتان بلفظ «من مسيرة أربعين عامًا؛؛ وروى مسلم‬ ‫في كتاب اللباس والزينة‪ 5‬باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات‘ حديثا عن مسافة وجود‬ ‫رائحة الجنة‪ .‬بلفظ "من مسيرة كذا وكذا" رقمه‪ .0861 /3 .8212 :‬فلم أجد عند الشيخين عبارة "من‬ ‫مسيرة خمسمائة عام‘‘‪ ،‬إلا أن الحاكم رواها في مستدركه‪ 6‬وقال‪« :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم‬ ‫ولم يخرجاه'‪ ،‬حديث‪501 /[ 3310 :‬؛ احمد‪ :‬مسند الإمام أحمد مؤسسة قرطبة‪ ،‬مصر‪ .‬د‪ .‬ط{ د‪ .‬ت‪ .‬ن‪:‬‬ ‫‪ .505‬من حديث طويل۔‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.794 /51 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.301 /4 :‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهفو‪.562 /2 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪. 0‬‬ ‫وقد يورد الشيخ بعض الروايات فيفهم من سياق حديثه أنه لم يكف نفسه‬ ‫‪ .‬البحث عن درجتها من الصحة‪ ،‬بل لا يرى ضرورة معرفة ذلك‪ ،‬طالما أنها لم تخالف‬ ‫محكمات القرآن ولم تتعارض وكمال صفات الباري عز وجل‪ .‬ومن ةلك قوله في‬ ‫الرواية الدالة على عدم فناء ”عجم الذنب“‪« :‬وهذه الرواية قد تكون صحيحة‪.‬‬ ‫فيكون عجم الذنب بمثابة البذرة التي ينمو منها الإنسان وقد لا تكون صحيحة‪ .‬والله‬ ‫عَلّى كل شيء قدير‪ ،‬إذ يستطيع إعادئنا بغير هذا العظم أو به؛‪.“"٨‬‏‬ ‫شالنًا‪ :‬مسرض الحديث على محكم القرآن‪:‬‬ ‫إذا كانت الآيات المنشابهات قطعية اللبوت يُرجَع في نفهمها إلى الآيات‬ ‫لكمات اللائي‪« :‬هُن أم الكتابيه فإأ الأحاديث المخالفة لظواهر الآيات‬ ‫الحكمات يبت من صحتها ‪-‬اولاً‪ -‬ثم يطلب لما تاويل لتتوافق مع مقاصدهاء وعند‬ ‫استحالته‪ ،‬وإثبات التناقض لمعنوئ (الحقيقئ) يحكم عَلى الرواية بالبطلان‪ ،‬كما قال‬ ‫الشيخ بێوض عن الأحاديث التي يستدل بها على خروج أهل الكبائر من النار‪« :‬أدلة‬ ‫الخلود قويةجذا لأنها يقينية في القرآن بصريح العبارة‪ ،‬لا تقوم لها بعض ) الأحاديث‬ ‫فهل الذين لا يخلدون في النار فريق ثالكف؟!»‪.‬‬ ‫المروية عن النيء‪ ,‬عنو‬ ‫كد الأستاذ محمد الغزالي على وجوب عرض معاني الحديث على نصوص‬ ‫القرآن حتى لا تتعارض فيما بينهاا‪ 6‬فيحكم ببطلان الحديث المخالف للقرآن نصئا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة لقمان‪...565 /11 :‬‬ ‫)‪ (2‬من هذه الأحاديث ما رواه البخاري في كتاب الإيمان؛ باب زيادة الإيمان ونقصانه حَدئنا مسلم ببنن إنراهيم‬ ‫قال حَدئتا نام قال حَدئنا قادة ص أنس عن الني هة قال‪:‬ة‪« :‬خرج بن النار مَن قال لا إلة إلا الله‬ ‫وني قله ؛وزن شعيرة ين خير وتخرج ين النار مص ¡قال لا إلة إلا الله وفي قلبه ؛وزن برة من خير وتخرج‬ ‫‪ .‬من الثار ممن قال لا إلة إلا اللة وفي قليهوزن درة من خير'ء حديث‪.42 /1 .44 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة الزمر‪.174 /51 :‬‬ ‫(‪ )4‬عبد الكريم حامدي‪ :‬ضوابط فهم السنة النبوية عند الشيخ محمد الغزالي" آناق الثقافة والتراث" مجلة‬ ‫فصلية ثقافية تراثية‪ ،‬تصدر عن قسم الدراسات والنشر والعلاقات الثقانية مركز جمعة الماجد للثقافة‬ ‫والتراث‪ ،‬السنة ‪ 61‬العدد ‪ 460‬محرم ‪0341‬ه‪ /‬يناير ‪9002‬م{ ص‪.02 :‬‬ ‫‪101‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫ومعئى‪ ،‬لأن المظنون لا يقوى على معارضة المقطوع‪ .‬ولأن الحديث قد يكون‬ ‫معلول المتن ولو كان صحيح السند إذ يقول‪« :‬إث أي حديث يخالف روح القرآن‬ ‫و نصه فهو باطل من تلقاء نفسه‪ ...‬لأن قوله ية لا يتعارض مع القرآن بل يكون‬ ‫شارحًا له ومفسرًا لآياته‪..‬‬ ‫السنة النبوية شارحة للدستور القرآني ومفصلة له‪ ،‬وقد كُلّف الرسول يي‬ ‫أن يبين للناس ما أنزل إليهم" لذلك يستحيل تناقض سئة صنحيحة مع القرآن‬ ‫الكريم تناقضا حقيقيّا‪ ،‬وقد بين الأستاذ يوسف القرضاوي ضرورة فهم السنة‬ ‫على ضوء القرآن" ذلك لأ‪٥‬‏ البيان النبوي يدور دوما في فلك الكتاب العزيز‬ ‫فيستجيل أن « توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكمات القرآن وبيّناته‬ ‫الواضحة وإذا ظن بعض الناس وجود ذلكؤ فلا بة أن تكون السنة غير‬ ‫صحيحة أو يكون فهمنا لها غير صحيح أو يكون التعارض وهميًا لا حقيقيا‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن تفهم السنة في ضوء القرآن‪.‬‬ ‫ومن الأحاديث التي عرضها الشيخ بيوض على القرآن الكريم لتوجيه همعناها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حديث‪« :‬من قال‪ :‬لا إله إلأ الله‘“ دخل الجنة وإن زنى وإن ‪:‬‬ ‫‪3 ) (.‬‬ ‫سرق‪..‬‬ ‫طبق الشيخ بيوض منهجه عَلى ها الحديث فرأى أ معناه يتضح بعرضه‬ ‫على الآيات المحكمات بعد التاكد من صحته‪« ،‬أما إذا صح الحديث‪« :‬من قال‪:‬‬ ‫"لا إله إلا النه‘“ دخل الجنة وإن زنى وإن سرق‪ "...‬فهذا يطابق ما ورد قي القرآن‬ ‫الكريم فل َلَذينَ كَمَرُوا إن ينتهوا ه قر لَهُم ما قذ سلف وإن يُعُودوا فقد مَضنت‬ ‫س ئنة الآلين» (الأنفال‪.83 :‬‬ ‫(‪ )1‬محمد الغزالي‪ :‬هنا ديننا‪ ،‬دار الشروق" ط‪6002 .7‬م‪.212-312 :‬‬ ‫)‪ (2‬يوسف القرضاوي‪ :‬كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط{ المطبوعات الجميلة منشورات دار‬ ‫الكتبث ‪1991‬م‪.59 :‬‬ ‫تقدم تحريجه‪ .‬ص‪.96 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪102‬‬ ‫فمعنى الحديث‪ :‬من قال‪” :‬لا إله إل الله" وقد كان كافرا يزني ويسرق‬ ‫ويشرب الخمر فإنه في اليوم الذي يعلن فيه إسلامه فإن الله يغفر له ما تقةم من‬ ‫ذنبه‪ .‬ويبدا عمله من ذلك اليوم والإسلام جب لما قبلهم واد الشيخ أن توجية‬ ‫الحديث إلى هدا المعنى المؤيد بمحكمات القرآن‪ ،‬المتناسق مع مقاصد الشريعة هو‬ ‫عين الصواب أما حمل الحديث عَلى ظاهره فمنهجه خاطوع وأبعاده الواقعيةة خطيرة‬ ‫وساء صاحبه مصيراء «أما أن يظن مسلم ‪ -‬في وسط ا لإسلام ‪ -‬أنه يزني ويسرق‬ ‫وياكل أموال الناس بالباطل ويرتكب المحرمات‪ ...‬ويطمع بعد دلك أن يريح رائحة‬ ‫الجنة من غير توبة فهذا بعيد بعد السماء عن الأرض‪.‬‬ ‫فخلاصة هدا التاويل أأ كلمة ”لا إله إلأ الله" تغفر ما تقدم في الكفر إذ أن‬ ‫الإسلام جب لما قبله‪ 6‬لا كما يفهمه البعض أن هذه الكلمة تغني عن العمل‬ ‫الصالح وتشفع للمصرَ على الكبائره‪3‬والرسول تييةقول في حديثه‪« :‬لا يزني‬ ‫الزاني حين يزني وَهُوَ مؤمنں ولا يسرق السارق حين يسرق وَهُوَ مؤمنه‘“‬ ‫علق الدكتور مصطفى محمود على هذا الحديث بقوله‪« :‬وما ترويه الأجاديث‬ ‫عن أن محمدا عليه الصلاة والسلام سوف يخرج من النار كل من قال‪” :‬لا إله إلأ‬ ‫لله“ ولو زنا ولو سرق؟؟! ولو زنا ولو سرق رغم أنف أبي ذر هكذا ‪:9‬‬ ‫الحديث‪ ،‬وَهوَ ما يخالف صريح القرآن‪ ،‬فالقرآن يقول في محكم آياته‪« :‬‬ ‫المُتَافِقنَ في الدرك الاسنقل ‪ ] 7‬النار ولن ئجد ‏‪ ٢‬صيرا (النساء‪ )541 :‬و‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الأنبياء‪.422 /4 :‬‬ ‫(‪ .)2‬م‪ .‬ن‪.522 /4 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فصلت‪ :61/773 :‬إيراهيم يرض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.75 :‬‬ ‫روا الرببع‪ ،‬وتمامه‪« :‬ولآ يرب الْخعْرَ حين يشربها وهو مُومِن فإن اب ئاب الله عَلَهى؛ رقمه‪.389 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫والبخاري بزيادة‪« :‬وَلأ زتهب هبة رفع الناس إله فيها أبصارهم حين يَشَهبْهَا وهو مونا‪ .‬وَعَن ستعيد‬ ‫وابي سلمة عن أبي هريرة عانليي تةتة بلله إلآ الهبة‪ .‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب المظالم والغخصب باب‬ ‫اللهب بغير إذن صاحبه‪ .‬حديث‪578 /2 .3432 :‬؛ مسلم‪ :‬الصحيح‪ :‬كتاب الإيمان‪ .‬باب بيان نقصان‬ ‫الإيمان باللماصي ونفيه عن الملبس بالمعصية على إرادة نفي كماله حديث‪.67 /1 .75 :‬‬ ‫‪301‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫هم الذين يقولون‪” :‬لا إله إلا الله“ في كل مناسبة وتنطق السنتهم بما يخالف‬ ‫سرائرهم‪ ...‬وهم في الدرك الأسفل من النار ولن تجد هم نصيرًا بصريح القرآن؛؛“‪.‬‬ ‫استدل الشيخ بيوض على عدم صدق إيمان هؤلاء العصاة بأدلة منها قوله‬ ‫تعالى‪ :‬هوإلً لَِعْلَمْ من يون يالأخرَة ممن هُوَ منها في شكامه (سبا‪ )12 :‬حيث قابل‬ ‫الله الإيمان بالآخرة بالشك منها ولم يقابلها بإنكارها‪« ،‬فالإنكار هو حال المشركين‬ ‫والكفرة والملاحدةة والشك هو حال المسلمين الذين يقولون ”لا إله إلا الك‬ ‫محمد رسول الله“ وإن أقر المسلمون العصاة بإيمانهم فإ أفعالهم تدل أنهم‬ ‫شاكون وما هم بمستيقنين‪ ،‬وهم كما يقول الشيخ أبو نصر‪:‬‬ ‫ونعمل أعمال الذي شك في الأمررق‬ ‫نرى الأمر عن علم اليقين تيقئا‬ ‫ب۔ حديث المفلس‪:‬‬ ‫روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة أن رَسُول الله ية قال‪« :‬أئذرزون مَا‬ ‫المُقَس؟ قالوا‪ :‬المُقيس فينا من لا هم لوهلا متاع‪ .‬فقال‪ :‬إن الْمُقَِسَ من أمتي‬ ‫ياي روأاملْقَيَامَة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي ق شَتَمَمهذا وَقَذَفَ هذاء وأكل مَالَ‬ ‫هَذا‪ 6‬وَسَقفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هدا من حَسَناتي وهذا من حَسَناتي‬ ‫ن فييت حَستائه قَبلَ أن يُقضتى ما عَلَه أخية من خطاياهم طرحت عليه ثم‬ ‫طرح في الارث‪.‬‬ ‫مع قوله تعالى‪ :‬تولا دثزر‬ ‫ظاهر هذا الديث‬ ‫تعارض‬ ‫بێوض‬ ‫لاحظ اش‬ ‫‏‪ ١‬لأمر فيه ‏‪١‬إلى الله قائلا‪:‬‬ ‫تفويض‬ ‫(الزمر‪ )70 :‬فبعد آن استحسن‬ ‫وازرة وزر أخرى ه‬ ‫‪ :7‬مصطفى محمود‪ :‬الشفاعة‪.20 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن" سورة سبا‪.312 /31 :‬‬ ‫(‪ )3‬البيت من منظومته في الصلاة واحكامها‪ ،‬مطلعها‪:‬‬ ‫وسهر الليالي والسرى والتهجْر‪.‬‬ ‫سما من سما بالجد والعزم والتشمُر‪.‬‬ ‫ديوان الشيخ ابي نصرا المطبعة البارونية؛ ‪ 40315‬ص‪.61‬‬ ‫(‪ )4‬مسلم‪ :‬الصحيح كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم الظلم؛ حديث‪.7991 /4 .1852 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪104‬‬ ‫«هَا مما نفوّض فيه الأمر إلى النه ولا نتدخل فيه إذا ‪ ,‬الحديث؛أ"" ذكر إمكانية‬ ‫تاويل الحديث أنه حالة استثنائية‪ .‬أو أن هؤلاء الغرماء يتفضل الله عليهم بغفرة‬ ‫بعض ذنوبهم ويقتص من الظالم بمضاعفة العذاب له‪.‬‬ ‫يلاحظ على هذا التاويل آمران يتعلقان بالنسق العقدي عند الشيخ بێوض‪:‬‬ ‫‪ 1‬عدم اشتراط الشيخ تواتر الحديث‪ ،‬في أمر يتعلق بالعقيدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تاويل الحديث ‪ -‬يتفضل اله على الغرماء مغفرة بعض الذنوب ‪-‬‬ ‫يتناقض مع قوله بان المغفرة لا تكون إلا بالتوبة‪ .‬إلأ إذا كان الشيخ يقصد مغفرة‬ ‫الصغائر دون الكبائر‪.‬‬ ‫رابسقا‪ :‬موقفه من الروايات المتناقضة وصريح القرآن‪:‬‬ ‫بما أ القرآن والسنة صدرا من مشكاة واحدة فيستحيل احتمال وجود تناقض‬ ‫معنوي بينهماؤ فالله الذي أنزل القرآن الذي «لا يايه الباطل من' بين يَدَنه ولآ من‬ ‫خلفه (نصلت‪ )24 :‬أرسل محمدا يلة ليبين للناس ما أنزل إليهم بسنته القولية‬ ‫والفعلية التقريرية‪ .‬وقد نهى الرسول يلة أن يكتب ‪-‬في فترةنزول الوحي‪ -‬غير‬ ‫‪7‬‬‫اخرج مسلم من حديث أبي سعيد الحذر أ رَسُول الله تلة قال‪« :‬‬ ‫[‬ ‫ثكئبوا عئي ومن كتب عئي غايرلفرآن فَيمْحةه“‪.‬‬ ‫رغم الجهود المعتبرة التي بذلها العلماء لأجل ت ‪:‬نقيةالحديث وحفظه‪ ،‬فإن كتب‬ ‫الحديث (الصحاح) ل تسلم من الروايات الضعيفة‪ ،‬وأشار الشيخ بيوض إلى أن‬ ‫"الترغيب والترهيب منأسباب وضع الحديث" تدل عليه المبالغفات في تقدير‬ ‫الأجور على أعمال قليلة‪ .‬مؤكدا على أن «مثل هذا لا يقال إلا بأخبار صحيحة‬ ‫قِييئة("'؛ ومن الروايات التي أثبت الشيخ بيوض مخالفتها صريح القرآن‪:‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الزمر‪.383 /51 :‬‬ ‫(‪ )2‬مسلم‪ :‬الصحيح كتاب الزهد والرقائق باب الشبت في الحديث وحكم كتابة العلم" حديث‪.4003 :‬‬ ‫‪.8922 ,4‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬صورة الدخان‪.6 /81 :‬‬ ‫‪501‬‬ ‫‪..‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫‪ -‬الرواية الى تنص عَلى أن بنى إسرائيل آذوا موسى عليه السلام بتهمته‬ ‫مرض الأدرة فبره الله منها بتركه يعمرريان أماممهم!!‪.‬‬ ‫) رةالشيخ بيوض هذه الرواية لمخالفتها النصوص الصريحة وما غلم من الدين‬ ‫بالضرورة من عصمة الأنبياء[ «كلأ فهذا كلام باطل من كل جهةأتيناه" ولا يمكن‬ ‫أن يعول عليه أبدا فلم يشفع لقبول حذو الروايةكوئها واردة في صحيح‬ ‫البخاري' ‏‪« } ٤‬ولا يغرنكم كون الرواية موجودة في بعض كتب الحديث الصحاح‬ ‫كا لبخاري ومسلم ‪ 7‬أو غيرهما‪ ،‬فقد تكون في كتب الصحاح روايات غير مقبولة‬ ‫مهما كان أصحابها ثقات‪ .‬فقد يكونون أوتوا من قبل توثيقهم لبعض الرواة الذين‬ ‫تبين بعد ذلك أنهم وضاعون كذابون‪ ،‬ولقد وردت حتا في بعض الكتب بعض‬ ‫الروايات التي لا تقبل أبذا‪ 6‬ودل المحققون عَلى أنها جاءت من طرف فيها بعض‬ ‫الوضاعين الكذابين“‪.‬‬ ‫بين الشيخ بيوض منهجه في التعامل مع الحديث النبوي فمنطلقه عدم ‪.‬‬ ‫التسليم بصحة كل ما ورد في الكتب المعروفة بالصحاح‪ ،‬مؤكدا عَلَى ضرورة‬ ‫نقد متنها بعرضها عَلى الآيات المحكمات من القرآن الكريم لكونها قطعية‬ ‫اللبرت والدلالة فما خالف من روايات تؤول وفق ) مقاصدها وإلأ فيحكم‬ ‫رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب حديث الخضر ت موسى‪ ،‬من حديث أبي هريرة رضي‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪ .‬الله عنها قال قال رَسُولُ اللءهتن‪ « :‬إن موُوسى كان رَجُلًا حيا مترا لا يرى من جلده ‪-. 7‬‬ ‫فآذاه منآقا من تني إسرائيل فقالوا مَاينسهر هاذلاتَسثرَ ل من عَيْبر يجلد إما ;رص وإما أذرة وا آفة‬ ‫وإن اللة أزاذ أن يتركه يما قالوا ومنى فتلها وما وحدة فوضع ثابة عَلى الْحَجَر ؛ م اغتسل فنا فر‬ ‫فل إى ثنابه لأختها وذ الْحَجَرَ عَدا يئزيه فاخة مُوستى عصاة وطلب الْحَجَرَ تَجَعَلَ يقول وبي حَجَر‬ ‫وبي حَجَرُ حتى التقى إلى مل من بني إسرائيل فرَاة عريانا اخسَن ما حَلَقَ الله وآنراة ما موون وقام‬ ‫الْحَجَر فاخ ثوبهليس وَطَفو يالْحَجر ضربا بعصاه فوالله ن يالْحَجَر دبا ين ن أثر ضيه ئلاكا أو أربعا‬ ‫ا خضسئاء فيك قوة‪ :‬يا أيها اللذين امنوا ل ئكووا كالذين آذوا مُوسّى فَبرَاُ الله مما قالوا وكان عند‬ ‫الل‪4‬هوَجيهَاي'‪ .‬الحديث رقمه‪.9421 /3 .3223 :‬‬ ‫مسلم‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب الحيض باب جواز الاغتسال عريانا في الخلوة حديث‪.1481 /4 933 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪ (3‬ف رحاب القرآن‪ ،‬سورة الأحزاب‪.676 /21 :‬‬ ‫الفصل الأرل منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪106‬‬ ‫ببطلانها‪« 5‬فما جد فى كتب الحديثا ما يخالف ويناتض مناقضة صريحة ما‪.‬‬ ‫فافيلقرآن الكريم يجب ان يتوقف ونبحث فيه حى يتحقق منه‪ ،‬وإنا لا نقبل؛‬ ‫أيا شيئا يخالف صريح م القرآن؛ ‪,1‬‬ ‫على ذلك حكم بالبتللان عَلى رواية ""إذاية موسى بتهمته مرض الأدرة‘“۔‬ ‫"لذا ‪ ,‬نبطل هذه الرواية التي قيلت في موسى أنه مصاب بالأدرة‪ ،‬وإن‬ ‫الإسرائيليين كلهم كانوا يغتسلون عراة‪ -‬خاصة في زمن موسى عليه السلام‪ -‬وإن‬ ‫وجدت في الكتب المشهورة المسماة عند الأمة بالكتب الصحاح‘‘‪.‬‬ ‫إن هذه الرواية باطلة لمخالفتها للنصؤصن الصريحة ولما غرف من اندين‬ ‫بالضرورة من عصمة الأنبياء والرسل وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬قصة ""الغرانيق“ ‪:‬رة الشيخ بيوض هذه الرواية مبينا أنها «أكذوبة من‬ ‫وضع الزنادقة‪ 5‬وما أكثر ما كذبوا على الئيء يلة بوضعهم الأحاديث ونسبتها إليه‬ ‫كذبا وافتراء وزورا؛ وتعجب ممن يرويها من غير رد وإبطال" وقرر حرمة‬ ‫حكايتها ل للرة عليها‪ ،‬وكفر المؤمن بها لأنها طعن في الوحي وفي القرآن‪.‬‬ ‫رة الشيخ بيوض هذه الرواية لأنها تطعن في القرآن الكريم‪ ،‬وبيّن أنها لو‬ ‫صحت لانهدم الوحي وانتفت الثقة في القرآن‪ ،‬مؤكدا أنها تعارض آيات‬ ‫سلطان عَلً ى الرين‬ ‫إله ليس له‬ ‫محكماتؤ منها قوله تعال عن الشيطان الرجيم‪:‬‬ ‫امنوا وَعَلى' ربهم يتركون إلمَا سُلطائهعَلّى أ لذين يموَلوتة والذين هُم به‬ ‫مُثنركون» (النحل‪« )!99-00 :‬كيف لا يكون له سلطان عَلَى المؤمن ويكون له‬ ‫سلطان عَلى الئيء ييية؟ أي ضلال هذا وأئ كفر؟ إإ ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬فى رحاب القرآنؤ ‪.876 /21‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.21/876 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الحج‪.315 4 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪4/12 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ذ‪.‬‬ ‫‪701‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫وبما أن قصة الغرانيق راجت روايتها لدى بعض المفسرين لقوله تعالى‪ :‬ومآ‬ ‫سلا من قَبْلِكَ ين رسول ولا ‪ :‬بي إل إذا تمنى أألقى الشيطان في أمته قينسَّخ‬ ‫‪ 1‬ما يلقي الشيطان تثمه يحكم الله عاياتهوالله عَلِيم حكيمه (الحج‪ )25 :‬فقد نفى‬ ‫الشيخ بيوض المعنى المزعوم وَهُوَ«أن الشيطان يجري عَلى لسان النيء ينةكلامًا‬ ‫فيمزجه بكلام انته ويدخله بين آية وأخرى وبعد أن بين خطورة اعتقاد هدا المعنى‬ ‫الفضي إلى الشرك أنبت التفسير الصحيح الموافق لمقاصد القرآن‪« :‬إنما معناه بسيط‬ ‫ظاهر واضح يشهد عليه القرآن من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬فالرسول ‪-‬أو النيء _ إذا قرا‬ ‫على قومه آية نزلت من السماء‪ :‬فإن الشيطان يلقي في قلوب أوليانه شبها‬ ‫وأوهامًا في تلك القراءة وتلك الآية حَيئىتاوّلوها تاويلً باطلا عَلّى غير وجهها‪.‬‬ ‫ويخوضوا فيها بالطعن والاستهزاء‪.“...‬‬ ‫تعجب الشيخ بيوض من ورود الرواية في بعض التفاسير من غير الرة عليها‬ ‫"وهي أكذوبة من وضع الزنادتة‪ 5‬وما أكثر ما كذبوا على النيء يلة بوضعهم‬ ‫للأحاديث ونسبتها إليه كذبا وافتراء وزورا‪٨‬‏ ‪ 6‬منبهًا إلى أنها تشكل خطرا عَلَّى‬ ‫اصل من أصول الدين‪ ،‬ونقضا لبعض قواعده الصحيحةش وهذه الخطورة تتمثل في‬ ‫انهدم الوحي من‬ ‫انهدام الروحي من أصله‪« :‬فإذا صح زعمهم وادعاؤهم ذلك‬ ‫اصله‪ ،‬إذن لا ثقة أبدا في هذه الآية ولا في غيرها‪.‬‬ ‫‪ -3‬ومما توقف فيه الشيخ بيوض من الروايات الحديثية وطلب له تاويلا‬ ‫معارضة ظاهره معلوم من الدين بالضرورة‪ ،‬وَهوً عصمة الرسل ما قيل في سبب‬ ‫سفر موسى عليه السلام مع فتاه طلبا للعبد الصالح‪ .‬فقد روي مرفوعا إلى النيء‬ ‫ة في بعض كتب الصحاح‪ ،‬وكما رواه البخاري ومسلم أن ألبي ميلة قال‪:‬‬ ‫(«‪...‬سأله بعض‪ :‬هل يوجد في الأرض مَن هو أعلم منك يا موسى؟ فقال‪:‬‬ ‫(‪ ')1‬ف رحاب القرآن‪.485 ,4 ،‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.31/54 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.425 /4 :‬‬ ‫النصل الأول منهج الشيخ بيوض ف التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪108‬‬ ‫”لا احد أعلم متي‪ "...‬فراى الشيخ بيوض ضرورة التبت من صحة‬ ‫الحديثث ثم بمتاوبله بما يليق بعصمة الأنبياء لأ موسى في مقامه وكونه نبيئا رسولا‬ ‫لا يمكن ان يظن نفسهاعلم من عَلى ظهر الأرض فلا بة يانكون له غرض‬ ‫)‬ ‫صحيح في مثل هذا الجواب‪.‬‬ ‫يستفاد من ها الرة أمران‪` :‬‬ ‫‪ -1‬قول الشيخ‪" :‬إذا صح الحديث! إقرار ضمي بعدم التسد م بصحة كل‬ ‫الصحاح ‪.‬‬ ‫من أصحاب‬ ‫‏‪ ١‬لأحاديث أ مروية عند ا لبخاري ومسلم ‪7‬‬ ‫‪ -2‬وجوب تأويل رواية الحديث لتتوافق والنصوص المحكمة وما غلم من‬ ‫الرراية ‪.‬‬ ‫الين بالضرورة وإن استحال ذلك ‪77‬‬ ‫من الدارسين الذين سلكوا منهج عرض الأحاديث النبوية على محكمات‬ ‫‪ .‬القرآن الأستاذ حمد الغزالي" وقد وضح أأ حكمه على بعض الأحاديث‬ ‫بالضعف هو نتيجة حرصه ه على أن يعمل الحديث داخل سياج من دلالات‬ ‫القرآن القريبة أو البعيدة»“‪.‬‬ ‫ومن الأحاديث التي توقف فيها الشيخ بيوض نتيجة إخضاعها لهذا المنهج‬ ‫أحاديث إثبات الشفاعة للمصرين على الكبائر‪ 5‬وأكد الأستاذ مصطفى محمود‬ ‫ضرورة توظيف هذا المنهج لاستحالة تناقض الوحببن‪ ،‬إذ يقول‪...« :‬أما الشفاعة ‪:‬‬ ‫البخاري ‪ :‬الصحيح‪ 6 .‬كتاب العلم‪ ،‬باب ما يستحب للحال ذ سشل أي الناس اعلم فليكل العلم إل‬ ‫)‪(1‬‬ ‫حديث‪ .221 :‬ا‪5 /‬؛ مسلم‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب الفضائل‪ .‬باب فضائل النضر عليه السلام؛‬ ‫‪7‬‬ ‫حديث‪ 478 /4 .0832 :‬ا‪ .‬بلفظ‪ :‬عن أبي ن كعب عن الني يلة أنه قال‪« :‬قَامٌ مُوسسى اليي‬ ‫فسل أئ الناس اعلم؟ فقال‪« :‬أنا ألم؛‪. ،‬فحب الله عَلَيهِ إذ ‪ 7‬يرد الم‬ ‫خطيبا في بني ا‬ ‫إنه فأوحى اللة إله أ عَبْدا ين عبادي يمَجْمَع الرن هُأوَغلَمُ ميئك‪ ©...‬وتتناقل الفمسرون ‪.‬‬ ‫هذه الرواية" منهم الطبري‪ :‬جامع البيان عمن تاويل آي القرآن دار الفكر بيروت ‪5041‬ه۔‪:‬‬ ‫ابن كثير‪.39 /3 :‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫‪2‬‬ ‫القرآن‪ ،‬صوره ة الكهف‪:‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫محمد الغزالي‪ :‬السنة النبوية بي نن أهل الفقه واهل الحديث‪ ،‬ط‪6‬ا دار الشروق القاهرة‪3 .‬م‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪901‬‬ ‫|‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫فوضى‬ ‫بمعنى هدم الناموس وإخراج المذنبين من النار وإدخالم الجنة‪. ..‬ف‪.‬هي‬ ‫ولا وجود لها في الآخرة وكل ما جاء مذا‬ ‫الوسائط التى نعرفها في الدنيا‪...‬‬ ‫العنى في الأحاديث النبوية مشكوك في سنده ومصدره لأنه يخالف صريح‬ ‫القرآن‪ ،‬ولا يعقل من ني القرآن أن يهدم القرآنة“‘؛ وبما ان الرسول يَية جاء‬ ‫بالقرآن فإن حديثه مبين له وليس منشئا لشرع جديد «وبالتالي فإن قبول متن‬ ‫الحديث الصحيح أو التوقف فيه مرهون بموافقته للقواعد والمبادئ المستخرجة من‬ ‫عملية استقراء النصوصره“‪.‬‬ ‫خططا‪ :‬تحكيم الحديث في رواية الأخبار‪:‬‬ ‫الحديث النبوئ قييمم على بقيةة الأخبار وأقوال العلماء‪ ،‬وقد كان الشيخ بيوض‬ ‫يعرضها عليه‪ .‬فما جاء منها مخالفا للحديث الصحيح يحكم عليه بعدم صحته‪ ،‬ومن‬ ‫ذلك رده عَلّى من منع التعجب ففي شان النه عر وجَا‪ ،‬فما دامت هالآيات‬ ‫والأحاديث تدل عَلى جواز مثل هاء فلا يلتفت إلى المانعين للتعجّب في حق‬ ‫الله‪. .‬و‪.‬الحق هو الجواز ولا أعلم بما يليق بجلال ألله تعالى من الله تعالى‪ ،‬ثم من‬ ‫رسوله وية فلنسلك طريقهما“‪.‬‬ ‫كما رة الرواية التي تنص على أن بين عيسى بن مريم عليه السلام ومحمد يلا‬ ‫رسولا إلى العرب يقال له خالد بن سنان العبسي" ‪ .‬لمخالفتها قول الئيء تين‪« :‬لا‬ ‫نيء بينى وبين عيسى؛ ‪5‬‬ ‫مصطفى محمود‪ :‬الشفاعة‪30. ‎:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫العقبدة والسياسة‪ .‬طا‪ .‬دار المكر المعاصرا بيروت‪ -‬دار الفكر‪ .‬دمشتى‪‎.‬‬ ‫صافي لو‪:‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫‪2241 .‬ه‪1002 /‬م‪ .‬ص‪54. ‎:‬‬ ‫)‪ (3‬في رحاب القرآن" سورة الكهف‪941. 2/ ‎:‬‬ ‫(‪ )4‬خالد بن سنان‪ :‬كان في الفترةؤ قيل‪ :‬كان نبيئا‪ 6‬قيل‪ :‬إثالنيء ية قال فيه‪« :‬ذلبك نبيء ضيعه قومه'‪‎.‬‬ ‫انظر‪ :‬ابن الأثير‪ ،‬الكامل في التاريخ" ‪912 /1‬؛ الإصابة في معرفةالصحابة‪523 /[ :‬؛ وفيات الأعيان‪‎:‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫`‬ ‫‪3‬؛ الزركلي‪ :‬الأعلام‪.296 /2 ‎:‬‬ ‫تح أحد‬ ‫ممن ذكر هذه الرواية القرطي في تفسيره‪.‬‬ ‫‪.7 /8‬‬ ‫القرآن سوره ة القصص‪:‬‬ ‫ف رخاب‬ ‫)‪(5‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‏‪110٥‬‬ ‫المحذور من هذه الطريقة هو التسرع في رة الأخبار جرد خالفتها لظاهر‬ ‫الحديث‪ 6‬قبل البحث في الأدلة المستندة إليها‪ .‬وقد تكون رواية مرفوعةةإلى النيء‬ ‫يَ؛ فخير نبرةخالا بسننان العبسي الذي رذه الشيخ بێوض ‪-‬مثلاً‪ -‬توجد له‬ ‫روايات حديثية‪ ،‬م‪ .‬ا ما يروى أ ابنةخالد وفدت على رسول الله يةفبسط لما‬ ‫رداءه واجلسها عليه وذال‪ :‬ابنة ني ضسينه أهلها‪ ،‬وفي حديث قال لها‪« :‬مرحبا بابنة‬ ‫اخي؛ه"'ء فالدقة العلمية تقتضي تتبع أسانيد الأخبار والبحث عز‪ .‬درجة صحتها‬ ‫فبل ردها؛ لأنها قد تكون في درجة واحدة مع الحديث الذي اخذه سارا لقبول‬ ‫الأخبار أو رتها‪ ،‬وقد يكون الشيخ بيرض يقوم بهذه الخطوات ويكتفي بتقديم‬ ‫نتيجة بحثه في درسه الشفوي لخاصة الناس وعامتهم‪.‬‬ ‫كما استند الشيخ بيوض إلى الحديث النبوية في الترجيح بين أقوال العلماء‬ ‫في مسائل العقيدة‪ .‬ومن ذلك اختلافهم في عدد النفخات في الصور‪ ،‬هل هما‬ ‫اثنتان‪ :‬نفخة الصعق ونفخة البعث؟ أم هما ثلاثة بزيادة نفخة الفزع؟ ثم رجح‬ ‫أنهما اثنتان لا غير‪ ،‬مستدلاً بقول الرسول يلة‪« :‬نفختان بينهما أربعون سنة©‬ ‫باعتبار نفخة الفزع نفسها نفخة الصعق"‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ 2731‬م‪ :‬ا ‪.64 /1‬‬ ‫عيد العليم البردوني‪ 6‬ط‪ .2‬دار الشعب‬ ‫ينه‬ ‫ل أقف على الديث بهذا اللفظ‪ .‬ورراه الشيخان وغيرهما بألفاظ مشابهه‪ 6‬منها ‪ :‬عن ابي هريرة‬ ‫ليس بني وبينه‬ ‫رسول الله كتليز يقول‪» :‬أنا أرلى الناس بابن مريم‪ 6‬و الأنبياء أولاد علاآت‬ ‫قال‪ :‬سمعت‬ ‫نيا البخاري‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاميرالأنبياء‪ .‬باب «واذكز في الكتاب مَريِم» حديث‪07215 /3 -8523 :‬‬ ‫عيسى‬ ‫باب فضائل‬ ‫وفي رواية مسلم [‪ ...‬ليس بني وبين عيسى نيا ‘ مسلم ‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب الفضائل‬ ‫عليه السلام؛ الحديث‪.7381 /4 .5632 :‬‬ ‫(‪ )1‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪ .692 /2 :‬تقلا عن الإصابة في معرفة الصحابة‪523 /1 :‬؛ ولم أجد الروايتين ني‬ ‫الكتب التسعة ولا في المكتبة الألفية للسنة النبوية‪.‬‬ ‫رواه البخاري ني كتاب التفسير باب نوم نق ي الصور فتائونن أفوَاجا»‪ .‬حديث‪.564 1 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪8811 [ 4‬؛من غير ذكر "سّنة‘‘‪،‬ولفظه‪ :‬عن أبي صالح عن ) أبي هريرة رضي الله عَنهُقال قال رَسنُول‬ ‫الله ية‪« :‬ما يينن النَفَختين أربعون" قال أربعون يَوما؟ قال أبنت قال أربعون شَهْرًا؟ قال أبيت قال‬ ‫[ [ ا‬ ‫البحث الثاني‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع السنة النبوية‬ ‫يخلص هذا المبحث إلى أن الستة النبوية مبينة للقرآن الكريم ومفسّره لآياته‪.‬‬ ‫فكلاهما مصدر لمعرفة العقائد والأحكام فلا تعارض بين المصدرين‪ .‬ولا ئرة‬ ‫الستة اكتفاء بنصوص القرآن‪ .‬بل تشترط في التعامل معها ضوابط تحمي فهمها من‬ ‫الخطا والتناقض منها ضرورة فهمها في ضوء الوحدة الموضوعية وضوء معاني‬ ‫القرآن؛ وهنالك مصادر ثانوية في العقيدة متمملة في تفسير العلماء لنتصوصها‬ ‫وتفريعاتهم لأصوفهاء وهذا ما يتناوله المبحث الآتي‪ ،‬مع الكشف عن منهج الشيخ‬ ‫بيوض في التعامل معها‪.‬‬ ‫( )ر‬ ‫أربعون سنة؟ قال أنت‪ ...‬ورواه مسلم‪ .‬بلفظ قريب من هذاء في كتاب الفتن وأشراط الساعة{ باب ما‬ ‫بين النفختينث حديث ‪.0722 /4 .5592‬‬ ‫(ا) في رحاب القرآن" سورة يس‪.902 /41 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪112‬‬ ‫المبحث التالث‬ ‫تعامل الشيخ بيوض مع التراث العقدي‬ ‫ونظرا‬ ‫الكتاب والسنة‬ ‫الأصلي للدين هو الرحي المتمٹل في نصوص‬ ‫المصدر‬ ‫محدودية النصوص وتبتد قضايا الإنسان الدينية والحياتية فإن فهم المراد الإلهي من‬ ‫وحيه يتطلب عملا اجتهادي ‪ .‬وقد خلفت جهود علماء ا لاإاسلا م ترائا كبيرا في‬ ‫مختلف فروع العلوم الإسلامية" فما هي علاقة المسلم بهذا التراث؟ وهل هو ملزم‬ ‫بالأخذ به؟‬ ‫يرى الشيخ بيوض وغيره من المجددين أن التراث ا لإسلامي ‪ -‬على أهميته‬ ‫وضرورته في فهم المراد الإلهمئً‪« -‬غير ملزم للاحقين في اجتهاداتهم لفهم الدين© بل‬ ‫هؤلاء حق النقض والتعديل والترجيح فيما ورد في التراث من اجتهادات سواء‬ ‫أو المتعلقة بتأويل مفاهيم العقيدة" ‪1‬‬ ‫الاجتهادات المتعلقة بالاستنباط الفقهئ‬ ‫أول‪ :‬مصادر الشيخ بيوض‪:‬‬ ‫مصادر الشيخ بيوض في العقيدة متنوعة ومتعددة المشارب‪ ،‬فقد كان يجمع بين‬ ‫القديم والحديث‪ ،‬كما أنه يستقي معلوماته من المصادر الإباضية وغيرهاء إلا أن‬ ‫مصدره الأساس هو كتاب الله تعالى‪ ،‬فكان يحتر أن يشكل التراث البشري حجابا‬ ‫التفسير ‪-‬مثلأً‪ -‬كان يرجع إلى‬ ‫بين العبد وبن فهم مراد الله من كتابه ففي درس‬ ‫في‬ ‫التفاسير ويعيد صياغتها‬ ‫هذه‬ ‫الشيخ يهضم مادة‬ ‫اوكان‬ ‫طائفة من المفسرين‬ ‫نفسه تم يضيف إليها ما يتبين له من فهمإ ويلقي بكل ةلك تفسيرا نقيا مصفى۔‬ ‫يلمع بالاستقلالية الفكرية‪ .‬ولا يظهر عليه التاثر بالغيره‪.‬‬ ‫(‪ )1‬عبد المجيد النجار‪ :‬فقه التدين فهما وتنزيل‪.27-37 :‬‬ ‫(‪ )2‬مسعود فلوسي‪ :‬الإمام الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وتفسيره "في رحاب القرآن‪ .‬أعمال الملتقى‬ ‫الأول لفكر الشيخ بيوض‪.192 :‬‬ ‫‪311‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع التراث العقدي‬ ‫يعد قط بب الأتةية الشيم امحمد اطفيّش أكثر من نقل عنهم الشبخ بيوض‪.‬‬ ‫ومن الملاحظ أنه‪:‬‬ ‫ا‪ -‬كان يطلع على بعض مصادر القطب منها‪ :‬تفسير الآلوسي الذي لاحظ‬ ‫الشيخ بيوض أن القطب نقل عنه كثيرا في تفسيره "تيسير التفسير “ד‪.‬‬ ‫ب‪ -‬كان الشيخ بيوض يحرص على التصريح بالنقل عن القطب حين يكون‬ ‫بصدد إصلاح ظاهرة ما‪ .‬ولسان حاله قول الله تعالى لنبيه المصطفى يَيةة‪ :‬نقر‪ :‬مَا‬ ‫مُنَ الرسل (الأحقاف‪ 90)&5 :‬وذلك لما للقطب من وزن وتقدير في‬ ‫كنت بذا‬ ‫نفوس العامة والمثقفين ومن ذلك قوله‪« :‬دوهذا ما نصر عليه الفقهاء الأعلام‪،‬‬ ‫ومن أواخر من تحدث في ها الباب‪ ،‬وبين المسائل التى ذكرناها والتى سنذكرها‬ ‫بعذ‪ 5‬قطب الأئمة الشيخ اطفيّش رحمه الله‪ ،‬إذ قال بالنص‪" :‬لو قال أحدهم‪:‬‬ ‫باسم الله واسم محمد ية لكانت الذبيحة حراما أهل بها لغير الله ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫قلناه ونقول به دائما»(‪.‬‬ ‫تعتبر حركة الشيخ بيوض في تجديد الدين والنهوض بمختلف الميادين مواصلة‬ ‫للمسيرة الإصلاحية التى رفع لواءَها القطب رحمه الله‪ ،‬وقد صرح بذلك في قوله‪:‬‬ ‫انهضتنا اليوم استمرار للنهضة الدينية والعلمية التى بدأها الشيخ يحيى بن صالح‬ ‫ا الأفضلم‪ ،‬والشيخ عبد العزيز الثمين‪ ،‬ورفع لواءها بعدهما شيشنا اطفّش رحمهم‬ ‫الله جميعًا‘‪ .‬يلاحظ على سلسلة هؤلاء الأعلام المجدين ان الشيخ بيوض يمل‬ ‫انتقال الريادة العلمية في وادي مزاب من قصر بني يزجن إلى القرارة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ :‬سورة الزخرف‪.224 /71 :‬‬ ‫)‪ (2‬اطفيّش‪ :‬تيسير التفسير‪ ،‬بلفظ «‪ ...‬اسم غير النه من الأصنام أو غيرها فإنه حرام‪ ،‬ولو ذكر الله‬ ‫معه‪.94 1 /4 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الكهف‪.432 /2 :‬‬ ‫(‪ )4‬محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‪.141 /4 :‬‬ ‫الفصل الأرل منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫!‪14‬‬ ‫كما نقل الشيخ عن الشيخ ابي نصر فتح بن نوح الملوشائي والجيطالي‬ ‫منهم‬ ‫المتقدمين‬ ‫والمغاربة‬ ‫المشارقة‬ ‫وغيرهم من‬ ‫جميع والسالمي‪.‬‬ ‫بن‬ ‫وعمرو‬ ‫والمتاخرين‪.‬‬ ‫‪ 2‬التراث الإسلامي العام‪:‬‬ ‫يرجع الشيخ بيوض إلى طائفة أخرى من المصادر لعلماء من خارج‬ ‫المدرسة الإباضية‪ .‬منهم الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضاء والرازي‬ ‫التى‬ ‫هذه التفاسير مادته العلمية‬ ‫حيث مجد ف‬ ‫والآلوسئ والقرطى وسيد قطب‬ ‫تخدم هدفه الإصلاحئ‪ .‬خاصة ""تفسير المنار“ و "الظلال لعنايتهما بالإصلاح‬ ‫وابن‬ ‫تفاسير الطبري‬ ‫المصادر أكثر من‬ ‫هذه‬ ‫رجوعه إل‬ ‫لذلك كان‬ ‫الاجتماعي‪.‬‬ ‫كثير والكشافه"‪.‬‬ ‫رغم كثرة مصادر الشيخ بيوض فإن حظه من رواية نصوصها كان قليلا‪ .‬ذلك‬ ‫أن طريقته في التفسير لا تعتمد السرد من الأوراق" بل كان يستوعب مادة درسه‬ ‫ثم يلقيه بصياغته الخاصة مضيفا إليها اجتهاداته التي تبرز من خلال ما يفتح الله‬ ‫عليه أثناء الرس‪ .‬ويصرح أنه بنت اللحظة ومن خلال ما ذكر أنه ل مجده في‬ ‫التفاسير التى اطلع عليهاؤ ومين نقده من سبقه من المفسرين‪.‬‬ ‫ناني ‪ :‬نقد الروايات وأقوال المفسرين‪:‬‬ ‫تعامل الشيخ بيوض مع التراث بإيجابية‪ .‬فلم يلغه كلية ويحرم نفسه من تجربة‬ ‫بشرية ومعرفة تراكميّة منذ فجر الإسلام‪ .‬ولم يخلع عليه هالة من القداسة فيحجبه‬ ‫عن تبين الحق والصدع به‪ ،‬بل اعتبره ثمرة جهد بشري يصيب ويخطئع‪ .‬فاخضعه‬ ‫للنقد البناء‪ ،‬مما يدل على أن الشيخ بێوض«يتسم بعقلية متحرَرة‪ ،‬لا ترى الحق‬ ‫محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ .‬لقاء الشيخ بوض‪-‬۔ بمناسبة مهرجان ختم‬ ‫(‪)1‬‬ ‫التفسير مع الإذاعة والتلفزيون الجزائرية وبعض الأساتذة‪.57 :‬‬ ‫‪511‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع التراث العقدي‬ ‫الطلق مع احد وتخالف كل ما تراه خطأ في التفسير مهما كان قائله‪ .‬مادام الحكم‬ ‫هو كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام‪.‘.‬‬ ‫ومن ذلك تعليقه على أقوال المفسرين في معاني الحروف المقطعة كنموذج‬ ‫مكن تعميمه على جميع أقوال العلماء في مسائل الاعتقاد (الغيب) الي لم يصح‬ ‫فيها نص من الوحيين‪« :‬وكل ما تجدونه في كتب التفسير عن هذه الحروف من‬ ‫ما هو فهم واجتهاد‪ ،‬وليس حقيققةة يقينيّة؛ ذلك لأنه لم ينقل عن النيء‬ ‫فر‬ ‫تينة آنه ففسر هذه الحروف وقال لأصحابه‪ :‬هذاذا مراد اته تعالى من الحروف‪ .‬ولو‬ ‫صح شيء عانلمعصوم محمد رسول النه يَتنة لقلنا به‪ ،‬ولقبلناه على الرأس والعين‪،‬‬ ‫ويكون من جملة ما أوحي به‪ ،‬ولكن هذا لم يكن فكان الباب مفتوحا للاجتهاد‪.‬‬ ‫وعلى كُل مجتهد أن يقول أخيرا‪« :‬اننه أعلم بمراده‪ ،‬فكان الشيخ ينقد أقوال‬ ‫العلماء فياخذه ما استند إلى الدليل ويشير إلى المرجوح والمردود‪.‬‬ ‫وبما أن العقيدة الإسلامية تشترط الصدق واليقين تصورا وتصديقا‪ .‬فإن عملية‬ ‫فرز الأخبار يجب أن تكون دقيقة‪ .‬فلا يقبل منها في مجال العقيدة إلا ما استند إلى‬ ‫والدلالة‪.‬‬ ‫الثبوت‬ ‫أدلة قوية من حيث‬ ‫وئما يشترط الشيخ بيوض لقبول أخبار العقيدة بلوغ درجة التواتر وإل توقف‬ ‫في اعتقادها‪ ،‬ومن ليك‪:‬‬ ‫وهم ‪ :‬عيسى وإدريس والخضر‬ ‫‏‪ ١‬لأنبياء ل يموتوا بعل‬ ‫أ‪ -‬ما بروى‪ ,‬ار أربعة من‬ ‫وإلياس «ولكن ما كان ينبغي أن يعتقد هدا لأنه لا دليل عليه يقينئً‪ ،‬وكل ما قيل‬ ‫في الموضوع من روايات لا ندري مبلغها من الصحة لا نصدقها ولا ننكرها“۔‬ ‫واعتبارا لكون الأخبار الى أحاطت بالخضر وإلياس وكونهما أحياء عَلَّى ظهر‬ ‫_‬ ‫محمد باباعمي‪ :‬التجديد في فهم القرآن الكريم عند الإمام الشيخ بيوض من خلال تقسيره‪6١‬‏ محلة الحياة‪.‬‬ ‫(ا)‬ ‫عدد [ ب صفحة‪.66 :‬‬ ‫‪. 06‬‬ ‫‏‪/ ١‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الشورى‬ ‫سورة‬ ‫القرآن‪6‬‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة مريم‪.911 /3 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪116‬‬ ‫الأرض لا اصل لها ولا دليل عليها من كتاب أو سنة‪ .‬واستناذا إلى قوله تعالى‪:‬‬ ‫««وَما جعلنا لنثتر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ( الأنبياء‪ »43 :‬رجح‬ ‫الشبخ بيوض قوله بان هؤلاء الأنبياء ميتون كغيرهم من البشره‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تحديد عدد الأنبياء والرسل وذكر أسمائهمإ فلا يرى الشيخ بيوض‬ ‫اعتقاد عدد معين‪ .‬حذر أن يزيد ني أر رسول أر ينقص من هذا العدة‬ ‫ويؤكد ان الواجب هو الإيمان بالأنبياء والرسل دون تحديد عددهم وقد‬ ‫استغرب الشيخ بيوض من نقل الشيخ اطفيش أسماء ‪ 313‬رسولا‪ ،‬بينما يقول‬ ‫تعالى للبيء وية‪ :‬ولقد أرسلنا زسئلا مُن قبلك بنهم مُن قصنصنتا عَلنكً وَمنهُم‬ ‫ن لم نقصئص عليكم (غانر‪« )87 :‬فهل هؤلاء الذين ذكرهم الشيخ من قص‬ ‫الله خبرهم؟ إننا لا محد عدد ‪ 3130‬وإذا كان فيهم من لم يقصص النه خبرهم‬ ‫فمن اين يجيء بهذه الأسماء؟!ه‘‪.‬‬ ‫كما نقد الشيخ بيوض صاحب "عقيدة التوحيد" عمرو بن جميع في مسألة‬ ‫تحديد عدد الأنبياء والرسل‪" ،‬فصاحب ""العقيدة“ جمع شيئا تا كان مشهورا في‬ ‫زمانه في العقيدة‪...‬س“‪,‬‬ ‫كما لاحظ غلى صاحب "العقيدة إبراده للرواية الى تنص على الأنبياء‬ ‫الأربعة الذين لم يموتوا‪ .‬ذلك لأن هذه الروايات رغم شهرتها ورواجها لا ترقى‬ ‫إلى مرتبة الاعتقاد‪ ،‬لأن ذلك لا بتامتس إلأ عَلى البقين‪« ،‬وصاحب "العقيدة“‬ ‫رحمه الله ترخص كثيرا وادخل فيما سماء ب"'العقيدة" اشياء أخبر بها كعدد‬ ‫الأنبياء والمرسلين‪-‬مثلأ‪ -‬ونحن كما قلنا مرارا لا نؤمن بعدد معيّن‪ ،‬لأنه ربما‬ ‫ار أكثره‪,‬‬ ‫يكرن اف‬ ‫(‪ )1‬لي رحاب القرآن؛ سورة الصانات؛ ‏‪,5١ ١ /١4‬‬ ‫()‪ (2‬م‪ .‬ن! سررة الكهف! ‪,082 2‬‬ ‫م‪ .‬ن! سورا الصانات‪ :‬‏‪510. /١4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫)‪ (4‬م‪ .‬ن‪,41/905 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.2/972-082 :‬‬ ‫‪711‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع التراث العقدي‬ ‫فاقوال السلف قد تكون آراء اجتهادية خاصة لاتر تقي إلڵى درجة العصمة‬ ‫"وقد تكون أقوالهم آراء لا مجال للاجتهاد فيها‪ ،‬ولها حكم الرقع إلى رسول الله بأ‪:‬‬ ‫ولكنها أدنى درجة من الرفع الصريح ومع ذلك فهي لا تخرج عن كونها احاديث‬ ‫آحاد لا تثبت بها عقيدة يترتب عليها إيمان أو كفرهة"‘‪.‬‬ ‫ج‪ -‬كيفية عرض الأمانة‪ :‬أخبرنا الله عن عرضه الأمانة عَلَى السماوات‬ ‫والأرض والجبال‪ ،‬ولكن تفاصيل ها العرض من الأمور الغيبية التى لا يقال‬ ‫فيها بالرأي" وبمناسبة تفسير الشيخ بيوض لقوله تعالى‪ :‬وإنا عَرَضنْتا الأمانة‬ ‫على السماوات وَالآزض والجبال‪ ...‬مه (الأحزاب‪ )27 :‬ذكر بعض الروايات‬ ‫للفصنلة ففي كيفية عرض النه الأمانة عَلّى السماوات والأرض والجبال فتوقف‬ ‫عن تصديقها قائلا‪« :‬ولكن هذه الأموز كلها غيبية‪ ،‬والأمور الغيبية لا يقال‬ ‫فيها بالرأي فلو ثبت عن النيء حين شيءَ صحيح لقبلناه عَلَى الرأس والعين‬ ‫ونفوّض الأمر فيه إلى الله‪ ،‬ولكن ليس هناك تفسير للنينء يلة عن هدا‬ ‫العرض ولا عن زمانه ولا عن كيفيته‪ ،‬فكل ما قاله النظار في القرآن‬ ‫والمفسرون من عهد الصحابة حة إى اليوم كله تحمي‪.‬‬ ‫د‪-‬كما نقد الشيخ بيوض تكّف بعض العلماء في ذكر جزئيات وتفاصيل‬ ‫في مسائل الغيب لافتقارها إلى الدليل القطعئ وخاصة إذا قارنتها الدعوى‬ ‫بانه ينبنى صحة الاعتقاد على معرفتها وأخذ موقف منها‪ ،‬من هذه المسائل‪:‬‬ ‫‪ -‬معرفةالمستثتون من الصعق بعد النفخة الأولى إلأ من شنا اللذه(‪.‬‬ ‫ما هيئتها وشكلها‬ ‫تكلم الناس؟‬ ‫من الأرض‬ ‫‪ -‬ما هي الدابة التى تخرج‬ ‫ولونها(‪.‬‬ ‫محمد سيد أحمد المسير‪ :‬التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية‪.27 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪.596‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة ة الأحزاب‪2 :‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪:‬سورة الزمر‪.584 /51 :‬‬ ‫(‪(3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.981 /8 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪118‬‬ ‫‪ -‬تفاصيل حياة الجر الخاصة‪ :‬طريقة أدائهم الفرائض واتصالم‬ ‫وتوالدهم ‪7‬‬ ‫يؤكد الشيخ في كل مرة أن البحث في هذه التفاصيل لا يعنينا إذ ليس‬ ‫هنالك ما يعتمد عليه‪ .‬منكتاب النه أو سنةالمصطفى يين ‪ 2‬ااولو صح عنه شيء‬ ‫لقبلناه عَلى الرأس والعين‪ .‬لأنه خبر صادق ولا ينطق عن الهوى إن هو إلأ وحي‬ ‫يوحَىؤ وإذ لم يصح عليه شيء مفلا يجوز أئ اعتقا في الموضوع! ‪.‬‬ ‫فموقف الشيخ بيوض كان واضحا في الموضوع‪ .‬وهو بناء مسائل الاعتقاد‬ ‫على الدليل القطعي‪ .‬ولا يرفع المسألة للى درجة اليقين والقطع رواجُها في التراث‬ ‫الإباضي أر الإاسلامئ العام‪ .‬إن التاسي بالسلف الصالح محمدة وشرفت لكن‬ ‫التأسي لا يعني عصمتهم ولا حجية ة آرائهم واجتهاداتهم ي عقائد الدين" وإن‬ ‫هناك فرقا واضحا وجلبًا بين ما هو عقيدة يجب فيها القطع واليقين وما هو عمل‬ ‫يكتفى فيه بغلبة الظن ورجحان الدليل‪.‬‬ ‫النا‪ :‬موتفه من الإسرانيلديات‪:‬‬ ‫إذا كان الدليل القطعي مشروطا في قبول الأخبار المتعلقة بمسائل الاعتقاد‪ ،‬فإن‬ ‫أغلب الروايات المفصلة لهذه المسائل لا تستجيب لهذا الشرط رغم كثرتها في‬ ‫التراث الإسلامي وشهرتها على الألسن دلك لآن مصدرها هو الإسرائيليات‬ ‫ويرى الشيخ بيوض أأ اليهود هم علة الدنيا وسبب شقائها وذكر أنه اطلع عَلَّى‬ ‫كتبهم المحرفة وتعجّب من أساطيرها التي لا يتقبلها العقل‪ .‬وحتر من خطورة‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الكهف‪.522 /2 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.981 /9 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.522 /2 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫محمد سيد أحمد المسير‪ :‬التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية‪.37 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )5‬في رحاب القرآن‪ .‬سورة النمل‪.861 /8 :‬‬ ‫‪911‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع التراث العقدي‬ ‫الإسرأئيليات عَلى التراث الإسلامئَ وعلى التفسير بوجه خاص مجتهدا عَلَى تنقية‬ ‫تفسيره منها‪ .‬حيث يقول‪" :‬والذي يقدم لكم في دروسنا هذه هي خلاصة حقائق‪.‬‬ ‫مجموعة تفاسير ختلفةؤ بعد نبذ الأقوال الزائفة المعتمدة عَلى الإسرائيليات؛هه‪.‬‬ ‫فالإسرائيليات‪-‬في أغلبها‪ -‬كذبة وفرية لا دليل عليها لا في كتاب ولا‬ ‫سنة‪ .‬وتكمن خطورتها في انطلائها عَلَى بعض المفسرين فينقلوها «ظنّا منهم‬ ‫في اليهود أنهم أهل كتاب وانهم صادقوناة{ ثم يرويها عنهم الخلف وهم‬ ‫يجهلون مصدريتها وأصلها‪.‬‬ ‫ومن الروايات الباطلة التى تعجب الشيخ بيوض من ورودها في كتب‬ ‫التفاسير من غير نقل ورة "قصة الغرانيق“ التي هي من وضع الزنادقة‪:‬‬ ‫وتتممل خطورة تصديقها في انهدام الوحي من أصله‪ ،‬فلا تبقى ثقة في هذه‬ ‫الآية ولا في غيرها‘“‪.‬‬ ‫راسا ‪ :‬القرآن حكم‪:‬‬ ‫إذا تناقضت الأخبار واختلفت الرؤى فيما لا يجوز فيه الاختلاف فلا بة من‬ ‫لأنه‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫من‬ ‫ولا حَكم أعدل‬ ‫حكم عدل دبردذ إليه فيما اختلف فيه‬ ‫وقد أرشدنا‬ ‫لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‪.‬‬ ‫رب العالمين© الذي‬ ‫كلام‬ ‫شيء فحكمه إلى الهه (الشورى‪)01 :‬‬ ‫فيهمن‬ ‫وَمَا الفم‬ ‫الله إلى ذلك في قوله‪:‬‬ ‫البشر‬ ‫عليه كل ما سواه من معتقدات‬ ‫الذي تقاس‬ ‫الكريم هو الميزان ال‪.‬‬ ‫فالقرآن‬ ‫على فعل شيء‪ :‬بعينه لا يصير ذلك‬ ‫وأقوالحم وسلوكهم‪ } .‬فلو اجمع أهل أ لأرض‬ ‫الفعل حقا إلا إذا كان حقا في نفسه‪ ،‬لآن القرآن حجة ةعليهم‪ ،‬وليست أفعالهم‬ ‫_‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الصافات‪.364 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.41/074 :‬‬ ‫() م‪ .‬ن‪ :‬سورة الحج‪.315 /4 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.425 /4 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪120‬‬ ‫حجة عَلى القرآن"'؛ قال الشيخ اطفيش‪« :‬واعلم أن الحق هو القرآن والنسنة وما لم‬ ‫يجالفهما من الآثار فمن قام بذلك فهو الجماعة والسواد الأعظم ولو كان واحدا؛‬ ‫لأنه نائب البي بينة والصحابة والتابعين الذين اهتدوا وكل مهتد‪ ،‬ومن خالف‬ ‫ذلك فهو مبتدع ضال ولو كان جمهورا‪.‬‬ ‫وصف اله القرآن بكونه ”قيمًا“‪ ،‬وما قاله الشيخ بيوض تبيانا لشمولية‬ ‫قوميته‪« :‬فكلً كتاب جاءنا سواء أسند إلى النه من الكتب المنزلة قديئًا كالتوراة‬ ‫والإنجيل وغيرهماء او من وضع البشر‪ ،‬فإن القرآن هو القيّم عليها والمهيمن‪.‬‬ ‫نعرضها عليه فما وافقه قبلناه‪ 6‬وما لم يوافقه رددناه‪ ،‬وضربنا به عرض الحائط ولا‬ ‫كرامة‪ ،‬هذا معنى القيوميةؤ فلفظ القيومية أطلق على هذا»“‪.‬‬ ‫فخلاصة منهج الشيخ بتوض في التعامل مع روايات الأخبار و‬ ‫الإاسرائيليات‪ ،‬هو أن يعرضها عَلى الكتاب والسنة‪:‬‬ ‫‪ -‬فما وافق القرآن والسنة الصحيحة قبلها‪ ،‬وإلأ ردها وحدر من اعتقادهاء‬ ‫ولا يشفع فيها ورودها في كتب الحديث‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬قصة داود عليه السلام وحقيقة النعاج التى قال عنها‪« :‬ونحن نذكر القصة‬ ‫ونستغفر النه قبل أن نذكرها‪ ،‬وقد نقل القصة المفسرؤزن الذين يحشرون القصص‬ ‫والأخبار بدون تمييز فطريقة الشبخ بيوض مع الإسرائيليات المخالفة للمعلوم‬ ‫من الدين من عصمة الأنبياء وغيرها هو أن يسردها قصد ردها «لا يجوز‪ :‬أن تذكر‬ ‫او تروى إلأ لرةها ودحضهاء لأن فيها طعئا في النبوة والرسالة واتهامًا للأنبياء‬ ‫والمرسلين بما لا يليق بهم كبشر معصومين؛ه‪.“١‬‏‬ ‫(‪ )1‬زكرياء علي يرسف الإيمان وآثاره‪.70 :‬‬ ‫(‪ )2‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪ .48 :‬نقلا عن هميان الزاد‪.254 /2 :‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الكهف‪.32 /2 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة ص‪.32 /!5 :‬‬ ‫(‪)+4‬‬ ‫م ن‪.51/27 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.17 /51 :‬‬ ‫(‪)60‬‬ ‫‪121‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬تعامل الشيخ بيوض مع التراث العقدي‬ ‫ب‪ -‬رذه للرواية التي تبين أ إذاية بني إسرائيل لموسى هي تهمته بمرض‬ ‫الأدرة‪ .‬تم برأه الله منها بتسييره أمامهم عريان‪ .‬فلما رأوه تأكدوا من سلامته‬ ‫فارتفعت بذلك ئهمئه!!‪ 5‬فهذه الرواية مخالفة للعصمة الثابتة للأنبياء والمرسلين‪،‬‬ ‫وقال في بيان بطلانها‪« :‬ترى من أجل تهمة مرض بدني يُهين النه تعالى نبيه الوجيه‬ ‫عنه فيدعه يمر عريان أمام بني إسرائيل حنى يروه سليمًا؟!! كلا فهذا أمر لا يقبل‬ ‫ايدز‪ .‬لذلك رة الشيخ بيوض هذه الرواية مستغربا من ورودها في التفاسير‬ ‫وسماعها من مشايخه من غير نقد وتبيبن بطلانها لمخالفتها للنصوص الصريحة ولما‬ ‫غلم من الدين بالضرورة من عصمة الأنبياء والرسل وغير دلك‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إذا كان من امة الرسول يلة من يعتقد أن مجرة قول‪” :‬لا إله إلا‬ ‫الله“ تشفع فيه فإنه ممن تربطه بالرسول يلة رابطة النسب والشرف يعتقد أن‬ ‫ذنوبه لا تقع إلا مغفور‪ .‬حكم الشيخ بيوض ببطلان هذا الاعتقاد لأنه‬ ‫حالف لمقاصد القرآن"‪.‬‬ ‫كما كان الشيخ بيوض يعرض الأخبار وأقوال الرجال على القسم الثاني‬ ‫من الوحي الحديثو النبوئ‪ ،‬ويجعله ضابطا للتمييز بين صحتها وبطلانها‪ ،‬وقد‬ ‫سبق لنا بسط كلام عن هذا الموضوع في المبحث السابق الخاص بتعامل الشيخ‬ ‫مع السنة النبوية‪.‬‬ ‫إن الاختلاف في كيفية التعامل مع نصوص الكتاب والسنة و التراث له‬ ‫ارتباط مباشر بكيفية توظيف العقل وتفاوت العلماء في مقدار إعماله‪.‬‬ ‫وسيتناول المبحث الآتي منهج الشيخ بيوض في التعامل مع دليل العقل في‬ ‫مسائل الاعتقاد وقضاياه‪.‬‬ ‫‪.66 /1 2‬‬ ‫الأحزاب‪:‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة‬ ‫رحاب‬ ‫ل‬ ‫) ل(‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.876 /21 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.21/903 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫رد‬ ‫دا‬ ‫المبحث الرابع‬ ‫حححجنية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫شرع النه لدين لعهباده فانزل لهم كتابا بلسان عربي ) شبين (الشعراء‪)591 :‬‬ ‫يتلوه عليهم رسول منهم «وَمآ أزسنَلنا مين رسُول إلا بلسان قؤبيه ليبين‬ ‫(إبراهيم‪ )40 :‬والقرآن الكريم يخاطب في الانسان عقله وفطرته وقلبه‬ ‫‪.‬‬ ‫ويرشده في مواضع عديدة إلى إعمال العقل قصد فهم المراد من البيان الإلهي في‬ ‫القرآن" واستكناه أسرار الأكوان‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪ :‬رن أنرَلْتاه قرانا عَرَبيًا‬ ‫علكه تتلون (برسف‪ )20 :‬وقوله‪" :‬لآيات لْقوْم بعونه (البقرة‪.)461 :‬‬ ‫وللقوم تفك رُون» (يونس‪ 42)5 :‬والقوم َعْلْمُون؟ (الأنمام‪ &)79 :‬و الأزلي‬ ‫الأَلَاررئه (آعلمران‪.)091 :‬‬ ‫يرتكز دين الإسلام عَلى دعامتي النقل والعقل‪ ،‬فمثلهما كمثل السور والعين‬ ‫الباصرة‪ ،‬فيستحيل للعقل أن يستقل بنفسه في الاستقامة عَلى الطريقة‪ ،‬كما أنمل‬ ‫مغمض‬ ‫المعرض عن العقل مكتفيا بنور القرآن كمئل المنعرّض لنور "‬ ‫الأجفان‪ .‬فلا فرق بينه وبين العميان!'‪8‬فالعقلم منأشد أعوان الدين والنقل من‬ ‫أقوى اركانهاٌ ف‪6‬ياعتقاد المؤمن شدة حاجته إلى نصوص الوحي مع لسا‪:‬‬ ‫بعصمته‪ ،‬واجتهاده في إعمال العقل‪ ،‬مع الاعتراف بمحدوديته‪ ،‬ينضبط له منهج‬ ‫التعامل معهما‪ ،‬قال الشيخ بيوض‪« :‬فإن العقل عين تبصر والشرع نور يضيء‪ ،‬وإن‬ ‫العين العمياء لا تبصر في النور شيئا‪ 5‬والعين المبصرة لا ترى في الظلام شيئاث ذلك‬ ‫هو التلازم البين بين العقل والشرع في مجال الاهتداء‪ ،‬ومن أضل ممن اتبع هواه‬ ‫ب فرعير هل‪ ,‬هدى منم‪٠‬‏ النم‪.‬‬ ‫الغزالي‪ :‬الانتصاد في الاعتقاد‪.66 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ه‪.42 :‬‬ ‫محمد عبدها رسالة التوحيدا ط ‪ .5‬مطببععةة المنار‪ 8‬مصر‪6 .‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫إبراهيم بّرض‪ :‬روح الشريعة الإسلامية وواةقع التشريع اليوم في العالم الاسلامي‪ .‬حاضرة ألقاها بالملتقى‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪321‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫استعرض الشيخ أحمد الخليلئ مواقف الفرق الإسلامية من حيث التعامل‬ ‫ماعلعقل في فهم النصوص الشرعية وانتهى إلى أن الصواب في «منهج البحث‬ ‫لإدراك مفاهيم العقيدة أن العقيدة الإسلامية تقوم عَلى النص الصحيح المفهوم‬ ‫بالعقل السليم‪ .‬لأن النص لابد لفهمه من استخدام العقل"‪.‬‬ ‫وبما أن ها لقرآن يستعمل الكلمة كما هي مستعملة في اللغة العربية‪ ،‬ولم‬ ‫& [ فعلى دارسه أن يوظف‬ ‫جديدة‬ ‫معان‬ ‫ثم ‪ .‬يستعملها في‬ ‫يبتكر الفاظا جديدة‪.‬‬ ‫‪ 7‬لفهم نصوصه۔ الغرف اللغوي من حقيقة ومجاز‪ .. .‬الخ؛ و”الحقيقة‘‘ هي‬ ‫اللفظ المستعمل فيما وأضع لهؤ والجاز" هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع‬ ‫أول‪ :‬حدود الاستدلال العقلي‪:‬‬ ‫لقد كرم النه الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليفؤ فالعقل السليم‬ ‫يدرك بفطرته وجود النه تعالى الخالق البديع‪ .‬ويستنتج ضرورة التذلل له‬ ‫والخضوع لسلطانه‪ .‬ولكن أنباء الغيب الصادقة وكيفية التقرب إلى النه عر‬ ‫وجل بالعبادة لا تدرك إلا بالوحي‪« ،‬ذلك لأن المكلفين من الإنس والجن‬ ‫لهم عقول يمكن هم أن يدركوا بها أن فهذا الكون خالقا مديرا حكيما‬ ‫ولكنهم لا يعلمون الطريقة التي يتقرّبون بها إلى خالقهم حتى يكون النه هو‬ ‫الذي يشرع لهم‪ ،‬ثم إن الأمور الغيبيّة كالجنة والنار والبعث والوقوف بين‬ ‫السابع للتعرف على الفكر الإسلامي" تيزي وزو‪3931 .‬ه‪3791 /‬مإ وزارة التعليم الأصلي والشؤون‬ ‫الدينية‪ .‬مطبعة البعث‪ -‬قسنطينة‪5931 .‬ه‪5791 /‬م‪.357-457 /2 :‬‬ ‫(‪ )1‬احمد الخليلي‪ .‬المدخل العام إلى دراسة العقيدة الإسلامية[ مكتبة الاستقامة‪ .‬مطابع النهضة‪ -‬مسقط‪-‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫عمان د‪ .‬ت‪ .‬ن©ؤ ص‪:‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة ص‪.991 /51 :‬‬ ‫(‪ )3‬الشوكاني‪ .‬إرشاد الفحول‪.12 :‬‬ ‫الفصل الآول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪124‬‬ ‫يدي اله للحساب لا يمكن أن تدرك بالعقل إلاً أن يكون الله تعالى هو‬ ‫الذي يخبرنا بما على ألسنة رسله"‪.‬‬ ‫لعقل لبشري ‪ -‬بحكم طبيعة تكوينه وا عتماده عَلَى ‏‪ ١‬لحوا س ‪ -‬عن‬ ‫‪ .‬يعجر‬ ‫البحث في ما وراء المادة‪ .‬أي في شؤون الغيب© وقضت حكمة النه أن يختص‬ ‫بعلمه وان يوحي إلى صفوة خلقه ما شاء من أنبائه التي يستحيل عَلى العقل‬ ‫إدراكها بالبحث والنظر‪.‬‬ ‫إ البحث في قضايا الغيب بغير هدى من نور الوحي إقحام للعقل البشري‬ ‫في غير مجاله ومحاولة توظيفه خارج نطاقه‪ ،‬وإث العقل النظيف ‪ -‬كما يقول الشيخ‬ ‫وأنه منتصف بكل كما ل ومستحو‬ ‫محمد ا لغزالي ‪«» : :-‬مننه حتمًا إلى ر الله حق‬ ‫‪ .‬ومعنى هذا‬ ‫الله وحده‪..‬‬ ‫الله وصفاته مرجعهه إلى‬ ‫عن‬ ‫خضوع‪ .. ..‬لكن الحديث‬ ‫لكل‬ ‫في جلاء أن نشاط التفكير الإنسائ فيما وراء المادة باطله‪.‬‬ ‫إن نشاط العقل خارج مجاله لا يستفاد منه ‪ -‬رغم طول إجهاد‪ -‬إلا الظن‬ ‫بينما يشترط في العقيدة العلم اليقين‪ ،‬فعلى المؤمن أن يستثمر نعمة العقل بحسن‬ ‫توظيفه ضمن الإطار الذي خلقه الله من أجله‪« ،‬وعندما نتأمل الحصيلة العملية‬ ‫لرجالات الإسلام نجد العقل الإسلامي تحرك ببصر وقوة حيث يجب أن يعمل‪.‬‬ ‫وقنع بثمرات الوحي حيث يجب أن يستريح من عناء البحث العقيم؛' " وتبقى‬ ‫محكمات القرآن إمامًا لتوظيف العقل في قضايا الإيمان‪.‬‬ ‫لا يقال بالرأي في شؤون الغيب‪ ،‬لأنه لا طاقة للعقل في النظر فيها‪ ،‬بل‬ ‫المعتمد في هذا المجال نصوص الوحى من الكتاب والسنة القطعية‪ ،‬وقد اعتبر‬ ‫الشبخ بيوض اقوال العلماء في مسائل الغيب ‪ -‬المفتقرة إلى النص القطعئ‪-‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬تفسير سورة الفتح‪ ،‬ج ‪ 910‬نسخة المسودة (الرقمية)‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬محمد الغزالي‪ :‬دفاع عن العقيدة والشريعة‪.89 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫‪521‬‬ ‫لبحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫تحميئا واتباعا للظن"‪ ،‬لذلك توقف في عدة مسائل رغم شهرتها لأ ذلك لا‬ ‫يغني من الحق شيئا‪.‬‬ ‫] العقل وأنباء القيب‪:‬‬ ‫منهج الشيخ بيوض في التعامل مع نصوص الوحي الدالة على أنباء‬ ‫الغيب الذي لا يدركه البشر إإللاا بالنقل الصحيح هو الوقوف عند حدود ما‬ ‫دل عليه النصَ‪ ،‬ويرى الاعتماد عَلّى غير الوحي في المغيبات خروجا عن الحق‬ ‫للبيناة‪ ،‬فكان يدعو إى عدم تجاوز هذه الحدود وينقد المفسرين والرواة الذين‬ ‫يستطردون في إيراد تفاصيل معتمدين فيها عَلّى عقولهم أو عَلَّى نقول بشرية‬ ‫للإسرائيليات فيها حظ وافر داعيا إلى تفويض الأمر إلى الله عند انعدام‬ ‫‪-‬‬ ‫الدليل القطعي أو الظن الراجح‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عن رواية تفاصيلها ونقلها إلا قصد‬ ‫من أمور الغيب التى توقف اشي‬ ‫الرة عليها‪ :‬الصور الذي ينفخ فيه‪ّ١‬‏ &واللوح المحفوظه والمستثقون من الصعق‬ ‫عند النفخة الأولى وكيفية شهادة الرسول تة عَلَى أمته وتفاصيل حياة‬ ‫الجن‪ ...‬ويعّل ذلك بمثل قوله‪« :‬فالأمر كبير جدًا والمقام خطين وَهُوَمزة‬ ‫اقدام‪ .‬ولا يمكن أن يقال ففي هذه المواطن بالرأي بل لا يجوز لأنه غيب مطلق‬ ‫لا يعتمد فيه إلا عَلّى صريح الكتاب أو صحيح السنة‪ ...‬فلنفوض الأمر‪ ...‬إلى‬ ‫الله تعالى‪ ،‬فنؤمن بما ورد في القرآن كما ورد‪.)) . .‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الأحزاب‪.596 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪451 /2 :‬؛ الفتاوى‪.27 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪.41/012 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.972 /4 :‬‬ ‫)‪ (5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪684 /51 :‬؛ النمل‪.702-802 /8 :‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.904 /21 :‬‬ ‫(‪ )7‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪522 /2 :‬؛ الشعراء‪.764 /7 :‬‬ ‫(‪ )8‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.904 /21 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض ف التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪126‬‬ ‫استدل الشيخ بيوض على موقفه هذا بالآتي‪:‬‬ ‫ا‪ -‬العقيدة لا تبنى إلأ على خبر يقين‪:‬‬ ‫بمناسبة حديث الشيخ بيوض عن الجن ‪-‬مثلاً‪ -‬ذكر أنهم مكلفون‪ 6‬ونفى علم‬ ‫البشر بتفاصيل حياتهم‪ .‬التي لم يرد فيها الدليلؤ كطريقة أدائهم للفرائض وطريقة‬ ‫الاتصال ببعضهم وطريقة التوالد واستدل عَلى دلك بقوله‪« :‬ولم يصح عن النبيء‬ ‫ية شيء في ها‪ ،‬ولو صح عنه شيء لقبلناه على الرأس والعين‪ ،‬لأنه خبر صادق‬ ‫ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" وإذ لم يصح عنه شيء فلا يجوز أي‬ ‫اعتقاد في الموضوعه"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬خطورة اعتقاد خلاف مراد النه تعالى‪:‬‬ ‫لا يعبد النه إلآ بما شرع فليس من الأمر المين أن يعتقد العبد شيئا‪ ،‬وَهُوَ عند‬ ‫كما قال الله عن اعتقاد المشركين في الملائكة‪ :‬موَمَا لهم به من‬ ‫الله غير ذلك"‬ ‫علم إن تَيعُون إلأ الظل وإن الظن لياخفى مانلحق شيمامه النجم‪.)82 :‬‬ ‫ج‪ -‬البحث في هذه التفاصيل لا نزتيجةفها‪ ،‬ولا جدوى في الاطلاع عليها‬ ‫ولو كانت فيها فائدة لأخبرنا الله بها"‪ .‬قال الشيخ بتوض عن المستثئين من‬ ‫الصعق‪-‬مثلأً‪« :-‬لا نعلم شيئا يقيئا‪ 5‬ولو شاء الله لبيّن لنا‪ .‬ولكنه لم يفعل‪.‬‬ ‫فلنترك الأمر إليه‪.‬‬ ‫د‪ -‬إذا كان الرسل قالوا لربهم‪ :‬لا علم لنآ إلك ‪ 4‬أنت عَلامُ‬ ‫الغيوب المائدة‪ 9 :‬ء فلنقل نحن بدورنا كذلك‪« :‬لاأ عله تا إلك أنت‬ ‫علامالغيوب'‬ ‫في رحاب القرآن سورة الزمر‪.684 /51 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.953 /8 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪3.‬ن‪.9/8 5:‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.802 /8 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.904 /21 :‬‬ ‫‪721‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫يفرق الشيخ بين نقل أقوال وتفاصيل ي موضوع ماء وبين اعتقادها أنها‬ ‫ال ‪ :7‬جائر ما لم يخالف أصلا من أصول الدين‪ .‬والثاني غير جائز ما لم‬ ‫شيء ويقال ويروى عن بعض‬ ‫يعتمد عَلَى أصل من الكتاب أو السنة{ "قد يقص‬ ‫أنهم قالوا‪ .. .‬ولكن من غير أن نعتقده‪ ،‬لأن العقيدة لا ث بئى إلا عَلَى خبر حقيقي‬ ‫مانلقرآن الكريم أو من المعصوم ية ولا شيء وراء هذا"‬ ‫‪ 2‬بيبن العقل وظاهرالتنص‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض ضرورة التقيد بظاهر النصوص المتعلقة بمسائل الغيب‘‬ ‫ويحتر من مغبة الخوض فيما لم يصح فيه الدليل‪ :‬ومن ذلكقوله مناسبة تفسير‬ ‫لها غيظا وَزَفِيرًا (الفرقان‪..« :)21 :‬‬ ‫إدا أنهم ممن مكان بعيد‪7‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫فهو قد أسند جهنم الرؤية ولله في خلقه شؤون وَهُوَ أعلم بما خلق‪ ،‬فلا يحق لنا‬ ‫أن نقول‪ :‬كيف ترى جهنم؟؛" مستدلأً على ذلك بأن الله على كل شيء قدير‬ ‫فالثه الذي جعل فينا الرؤية قادر عَلى جعلها في أي مكان‪ :‬كما أشار إلى أن الآية‬ ‫تثبت للنار كلاما وإحساسنًا ورغبة في الانتقام من الكفرة «وائثه تعالى قادر عَلى أن‬ ‫يخلق ما شاء من إحساس وإدراك ونطق في كل ما شاء من خلقه‪ ...‬فلا ننكر إذن‬ ‫أن تتكلم الناره‪٠‬‏ فالأصل هو الالتزام بظاهر النص ما وافق الآيات المحكمة‪ ،‬فقد‬ ‫التزم الشيخ بظاهر هذه الآية مستندا في ذلك إلى قدرة الله الملطلقة‪ ،‬ولهذا المنهج أثر‬ ‫قوي في نفس السامع وسلوكه‪:‬‬ ‫تفويض الأمر إلى الله منهج الرسول ‪ :‬الذي بيبين لصحابته ما اشكل‬ ‫عليهم‪ 6‬فمما سألوه عنه قوله تعالى‪ :‬الذين يُخْشترُون عَلَى' وُجُوههمْ إل‬ ‫جَهنم» (الفرقان‪ )43 :‬حيث تعجّبوا عن كيفية مشي الأشقياء على وجوههم‪.‬‬ ‫فقال ية‪« :‬أليس الذي شفنا على الرجلين في الثا قَادِرًا على أينْمْشِيَه‬ ‫‪ 0‬في رحاب القرآن" سورة الكهف‪.522 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الفرقان‪.46 /7 :‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الكهف‪:‬‬ ‫ن‪ :‬سورة‬ ‫م‬ ‫‏‪(3١‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪128‬‬ ‫ين‬ ‫الرسول‬ ‫عَلَى جواب‬ ‫علق الشيخ بيوض‬ ‫عَلّى وجهه يوم الْقَنامة؟ه"‘‪.‬‬ ‫بقوله‪« :‬الجمواب بسيط جذا‪ ،‬القصد به تفويض الأمر إلى اللهؤ ولئقل مثل هاء‬ ‫ولنفرض الأمر إليه تعالى‪.‬‬ ‫وإن‬ ‫التسليم ب‪ .‬ما ورد من أخبار عن عالم الغفيب©‪٥‬‏‬ ‫وما دعا الشيخ إلى وجوب‬ ‫خالفت مألوف البشر‪-‬كتحلي المؤمنين باساور من ذهب‪ -‬مبينا خطأ منهج اتخاذ‬ ‫«(فلا‬ ‫أو إقرارها‬ ‫القيامة‬ ‫أخبار يوم‬ ‫لانكار‬ ‫وعلة‬ ‫البشر مقياسا‬ ‫من ‪ .‬عادات‬ ‫المألرف‬ ‫ننكر إذن هدا لأننا م نفهمه أو لم نالفه‪ .‬واحكام تلك الدار ليست كهذهه«“‪.‬‬ ‫فتفويض الأمر إلى الله لا يعنى تجميد دور العقل في فهم النص على الإطلاق©‬ ‫إنما يعني التحذير من إعماله خارج النطاق‪ ،‬ذلك أنه «ليس محجورا علينا أن نقول‬ ‫في الآيات التى لا نقف على سرها الحقيقي‪ :‬لعل الحكمة هي كذا أو كذاء هم‬ ‫من عند رنا‪.‬‬ ‫الأمر إى اللف نقول‪ :‬آمنا به ك‬ ‫نفض‬ ‫تبرزفعالية هما المنهج في إعمال العقل وإفراغ جهده في فهم المراد من الآية‪.‬‬ ‫فإن خفي المعنى فليعترف العقل بقصوره‪ ،‬لأن مواصلة البحث حينئذ تكون بغير‬ ‫علم ولا هدى فانه تعالى يصور لنا أمور الغيب بحسب ما تدركه عقولنا مع قصور‬ ‫اللغة التى نتخاطب بهاء وإل فحقيقتها وكيفيتها لا يعلمها إلأ الله‬ ‫الأصل في التعامل مع النص هو الأخذ بظاهره ما لم يؤد ذلك إلى محظور كان‬ ‫وإلا‬ ‫يوهم التشبيه أو التجسيم‪ .‬أو غير ذلك م يتناقض وتنزيه الباري عر ‪7‬‬ ‫فإنه يلجَا إلى التاويل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬البخاري‪ :‬الصحبح‪ :‬كتاب تسير القرآن‪ .‬باب قوله «الذين رون على' وجوههم إَى' جَمَئم ‪:‬‬ ‫‪/‬‬ ‫حديث‪.4871 /4 .2844 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الإصراء‪.391 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.57/12 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فصلت‪.763 /61 :‬‬ ‫‪921‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫شاني‪ :‬التأويل‪ .‬حكمه وضوابطه‪:‬‬ ‫‪1‬۔تعريف‪:‬‬ ‫حكم‬ ‫نتقدم تحديد معنى ‏‪ ١‬لتأاويل بتعريف مصطلحين لصيقين به‪ .‬هماا‬ ‫والمتشابه‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‏‪ ١‬لل ‪:‬‬ ‫ويرفع الاحتمال_‪.‬‬ ‫وانكشف كشفا يزيل الاشكال‪.‬‬ ‫ما ظهر معناه‬ ‫التايه‪:‬‬ ‫ب۔‬ ‫أصل الاشتباه في الأمر هو شدة شبهه بغيره وصعوبة التفريق بينهما‪ ،‬ثم‬ ‫اطلق على ما غمض ودق ”متشابه“‪ ،‬وإن لم تقع الحيرة فيه من جهة الشبه بغيره؛‬ ‫يفهم من هذا الكلام أ المتشابه هو ما يعجز العقل عن القطع في إدراك حقيقته أو‬ ‫المراد منه‪ ،‬وقد عرف بانه‪ :‬ما تعارض فيه الاحتمال وتشابه معناه على السامه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التأورل‪:‬‬ ‫أصل التاويل في اللغة "الآول" من المآل‪ ،‬وهو العاقبة والمصير‪ ،‬كما قال تعالى‬ ‫ليوم ياتي ئاويلةگه (الأعراف‪ )35 :‬أي تكشف عاقبته‪٨‬‏ ويقال‪ :‬آل الأمر إلى كذا أي‬ ‫صار إليه‪ ،‬وعرّف في اللغة بانه تفسير ما يؤول إليه الشيء؛“‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الآمدي‪ :‬الاحكام في اصول الأحكام‪ .‬تعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي ط ‪ ،1‬دار الصميعي للنشر‬ ‫والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ -‬السعودية‪4241 .‬ه‪3002 /‬م‪.322 /1 :‬‬ ‫(‪ )2‬ابن قتيبةإ تأويل متشابه القرآن تح احمد صقر‪.201 :‬‬ ‫(‪ )3‬الغزالي‪ :‬الستصفى من علم الأصول تقديم وضبط وتعليق الشيخ إبراهيم محمد رمضان‪ .‬دار الأرقم بن‬ ‫ابي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪1/213 :‬؛ الآمدي‪ :‬الأحكام‪.322 /1 :‬‬ ‫(‪ (4‬الزركشي‪ :‬البرهان في علوم القرآن‪482-582 /2 :‬؛ الرازي‪ :‬ختار الصحاح‪ .‬ترتيب محمود خاطر{ نشر‬ ‫دار الحديث‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ .‬دت‪ .‬ن‪.33 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪130‬‬ ‫أما في اصطلاح فهو «صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله"‪.‬‬ ‫‪2‬د حكم التأويل‪:‬‬ ‫يسلك الشيخ بيوض لفهم النص مستويات ثلاثة‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الأخذ بظاهر النص وَهو الأصأاء إلأ إذا أفضى دلك إلى محذور‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫يستوجب الصرف عنه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تاويل اللفظ إلى معنئ خفي تطمئن إليه النفس‪ ،‬مع مراعاة ضوابط‬ ‫التاويل‪ ،‬وعدم القطع بنتيجته لأن علم حقيقته عند النه تعالى‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تفويض الأمر إلى الله عر وجل‪.‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أ الأصل في الكلام حمله على الظاهر والتأويل ضرورة‪.‬‬ ‫فكثيرا ما كان يرةد معنى قوله‪« :‬فلا إشكال ولا غموض ولا شيء يضطرنا إلى‬ ‫التاويلا© أما إذا تعذر الأخذ بالظاهر‪ ،‬كالنصوص المتشابهة التي يوهم ظاهرا‬ ‫تحبسيم الباري وتشبيه أفعاله بأفعال المخلوقين۔ تعالى الله عن دلك علوا كبيرَا‪ 5‬فإنه‬ ‫حينذاك يلجا إلى التاويل إن امكن" او إنى السكوت والتفويض" كل ذلك تنزيها‬ ‫اوَلسميع‬ ‫للباري سبحانه وتعالى الذي قال عن نفسه‪ :‬ليس كمثله شيء وَهُ‬ ‫البصير (الشورى‪.)11 :‬‬ ‫وضح الشيخ منهجه هذا بقوله‪« :‬فكُ ما استعمل في القرآن والحديث من‬ ‫ألفاظ فالأصل فيها أن تحمل على معناها الحقيقئ الظاهري‪ .‬آ إذا تعدر ولم يمكن‬ ‫حمله علئ الظاهر فحينئذ يلتمس له تاويل‪ .‬كالآيات الدالة على الشبيه مثلا‪.‬‬ ‫كقوله تعالى‪« :‬وَجآء رك وَالْمَلَكُ صَنًا صَنّا‪4٩‬‏ (الفجر‪ 22)3 :‬فإئه من المستحيل أن‬ ‫يفسر مجيء الله بالمجيء الحقيقي كمجيء المخلوقين على أرجلهم" فمثل هذا يجب‬ ‫تاويله أو السكوت عنه وتفويض الأمر فيه إلى انثه تعالى" وأشباه هذا في القرآن وفي‬ ‫الجرجاني‪ :‬التعريفات©‪٥‬‏ تح إبراهيم الأبياري ط‪ .4‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت ‪8141‬ھ‪ 8991 /‬م‪2 :‬۔‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪.4 / 41‬‬ ‫القرآن ‪ :‬سورة يس‪:‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫) ‪(2‬‬ ‫‪131‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫الحديث كثير ولنحفظ هذا جيّدا؛ لأئها قاعدة عامة في الآيات المتشابهات‪ .‬أما أن‬ ‫نعدل عن الظاهر ‪ -‬وهو ممكن ‪ -‬فلا داعي للعدول عنه‪..‬‬ ‫ما دام المتشابه يحتمل أكثر من وجه فعلى العلماء بذل الجهد في تاويل النص‬ ‫الموهم للتشبيه مع اعتقاد ظنية تاويلهم‪ ،‬لأن حقيقة المتشابه لا يعلمها إلأ الله‬ ‫سبحانه وتعالى؛ ومن الألفاظ التى أولها الشيخ بما يليق وتنزية الباري سبحانه‬ ‫وتعال ‪:‬‬ ‫اليمبن والقبضة‪« :‬كناية عن قدرة الله وامتلاكه لنواصي كا شي‪.ٌ٬‬‏‬ ‫العين‪ :‬الحفظ والرعاية‪.‬‬ ‫المعية ‪ :‬بالحفظ والتأييد والنصرة؛‘“‪.‬‬ ‫لا قرب منزل ومكان“‪.‬‬ ‫القرب‪ ) :‬قرن منزلة ومكانة‬ ‫العلو‪ :‬علو المكانة لا علو المكان"‪.‬‬ ‫يعجز البشر عن إدراك حقيقة ذات النه سبحانه وتعالى والنه يريد ليبين لنا‬ ‫ويهدينا فانزل القرآن وخاطبنا فيه باللغة الى نفهمها‪ ،‬فسمى نفسه ووصفها باسماء‬ ‫وصفات‪ ,‬ماخوذة من هذه اللغة العربية الى أنزل بها الكتاب المبين‪ 6‬وهذا أقصى ما‬ ‫يمكن أن يدركه البشرا‪ 7'6‬وليس ثمّة أدنى تشابه بين صفات الخالق وصفات‬ ‫المخلوقين إلأ في الأسماء الموضوعة لتقريب الفهمإ فالتمسك بالنص وعدم تجاوز‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الكهف‪.722 /2 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.084 /51 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.311 /4 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشعراء‪.313 /7 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص‪.921 /51 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.573 ,8 :‬‬ ‫)‪(6‬‬ ‫(‪ )7‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.184 /51 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪132‬‬ ‫شكله عائق صارفف عن فهم المراد‪« ،‬لذلك فالتعبير لا يوخذ عَلى حقيقته اللفظية‬ ‫أحيائاك ومن تعلق بالألفاظ ضاة‪.‬‬ ‫تتجلى خطورة التعلق بالألفاظ في إثبات العبد لربه‪ .‬سبحانه وتعالى" ما لم يثبته‬ ‫لنفسه‪ .‬جما يتنزه عنه كا لتجسيم وا لتشبيه بالملخلوقين كأن يسد إليه عضو كجوا رح‬ ‫الإنسان" قال الشيخ بيوض‪« :‬وإذا قلنا‪"" :‬إن الله سميع" فليس باصمخة وأذن‪،‬‬ ‫وإذا قلنا‪" :‬إن الله بصير“ فليس بدقة ولجافن وإنما المعنى أ ذاته كافية في‬ ‫انكشاف المبصرات لها‪ ،‬وانكشاف المسموعات لها؛‘‬ ‫أرشد الشيخ بيوض إلى أن أقرب وسيلة لتنزيه الباري عن أوصاف المخلوقين‬ ‫وأقواها لدرء الشك عند إثبات صفات الكمال له هي الاكتفاء بنفي أضدادها عنهء‬ ‫شك‬ ‫أي ‪ :‬ليس باعمى‪ ،‬الله سميع ‪ :‬ليس باصم‪ .. .‬اومن‬ ‫فنقول مثلا‪ :‬الله بصر‬ ‫فليعتقد نفي العكس ويكفينا هذا‪.‬‬ ‫التمسك بظواهر النصوص التي توهم التشبيه خطا منهجي يفضي إلَى‬ ‫التجسيم‪ .‬لذاك أوجب الشيخ بيوض القول بالتأويل" وصرف الكلام إلى معنى‬ ‫يتوافق ومحكمات التنزيل" وهذا مذهب الإباضية والأشاعرة‘“‪ ،‬قال الشيخ‬ ‫عبد العزيز الثمين‪« :‬اعلم أنما يبوزه العقل‪ ،‬إذ أخبر الشرع بوقوعه يجب أن نؤمن‬ ‫ظاهره‬ ‫به على ظاهره‪ .‬وندع تأويله‪ .‬إذ هو مع ذلك بدعة وأما ما أخبر بهك‪ .‬وكان‬ ‫مستحيلا في العقل بأن نصرفه عن ظاهره الممتنع“‪.‬‬ ‫وقال إبراهيم اللقاني‪:‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآنؤ ‪.274 /51‬‬ ‫(‪ )2‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪ :‬ا‪.12 /‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.184 /51 :‬‬ ‫البغدادي‪ :‬أصول الدين‪.011 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )5‬الثميني‪ :‬معالم الدين‪.391 /2 :‬‬ ‫(‪ )6‬إبراهيم اللقاني‪ :‬جوهرة التوحيد‪.19 :‬‬ ‫‪331‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫أول أو قوض ورم تنزيها‬ ‫وكل نصر أوهم التشبيها‬ ‫خلاصة هذا العرض أأ الشيخ بيوض يرى أ الأصل هو التمسك بظاهر‬ ‫النص ما امكن ذلك‪ ،‬فكان لا يلجا إلى التاويل إلأ عند الاقتضاء ومالم تدغ إلى‬ ‫التاويل دواعيه‪.‬‬ ‫‪ 3‬دواعي التا ويل‪:‬‬ ‫‪٠.6‬‬ ‫ليس التاويل ترفا فكريا ولا تكلفا في توجيه النصوص ولي اعناقها لنصر‬ ‫مذهب أو فكرة\ إنما يكون الدافع إليه تحقيق غايات ضرورية لآ يتم بلوغها إلا‬ ‫باللجوء إلى التاويل‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تتريه الباري ‪ 7‬وجَلَ‪:‬‬ ‫أول ما يجب على المكلف اعتقاده توحيد النه سبحانه وتعالىؤ وقد أخبرنا الله‬ ‫في كتابه الكريم بصفات «يفيد ظاهرها تشبيه النه تعالى بمخلوقاته‪ ،‬وني إمرارها على‬ ‫ذلك الظاهر إلحاق للنقص به؛ه‪٨‬ة‘‪،‬‏ فمقتضى التوحيد صرف هذه الألفاظ عن‬ ‫وتنريهه ‪ .‬وأكد ‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫وجل‬ ‫عر‬ ‫تليق بكما ل أ لباري‬ ‫ظا هرها إلى معا ن أخرى‬ ‫على‬ ‫ولا تترك‬ ‫بالتأوييل‪ « :‬حتى لا تعطل هذه النصوص‪.‬‬ ‫‏‪١‬الأخذ‬ ‫اطفّش وجوب‬ ‫ظاهرها الموهم للتجسيم؛؛‪.‬‬ ‫وقد تطرا عَلى المؤمن شكوك وخواطر عن شؤون الباري عر وجل تؤثر ي‬ ‫سلامة إيمانه‪ ،‬فيجد أجوبتها الشافية عند اعتصامه بالآيات المحكمات‪ ،‬ه«ولولا ذلك‬ ‫لما كان ينبغي لنا أن نقتحم با ب أ لتفسير وا لتاويل ‪ .‬ولكفانا أن نعتقد ونفوّض‬ ‫ونسلم ذلك لأن الغرض من البحث هو الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬أما القضايا الى‬ ‫لا يسفر البحث فيها عن جواب صحيح تطمئن النفس إليه‪ ،‬فالواجب هو‬ ‫)‪ (1‬عبد المجيد النجار‪ :‬الإيمان باننه وأثره ني الحياة‪ .‬ط [‪ .‬دار الفرب الإسلامي‪ .‬بيروت۔ لبنان‪ 7991 .‬م‪.061 :‬‬ ‫الشيخ امحمد بن يوسف اطفش العقدية ‪.131 :‬‬ ‫وينقن‪ :‬آراء‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.184 /51 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪134‬‬ ‫السكوت أو التفويض فيها‪ ،‬لذلك دعا الشيخ بوض إلى عدم البحث وإجهاد‬ ‫الفكر في مسائل كثيرة من هدا النوع© ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬محاولة معرفة نوعية الكلام الذي سمعه موسى‘ عليه السلامإ بالوادي‬ ‫القس ««هل هو صوت بحروف أو بغير حروف‘ وهل سمعه موسى بأذنه أو‬ ‫بكل جوارحه؟ ها كله تدخل فيما لا يعني لأنهم مهما قالوا فلن يصلوا‬ ‫إلى الحقيقة("‪.‬‬ ‫فنلاحظ أن الشيخ بێوض لم يفتح باب التاويل على مصراعيه‪ ،‬فهو لا يؤول‬ ‫من أجل التاويل‪ ،‬بل استعمله بقدر الحاجة إليه مراعيا محدودية العقل البشري‪.‬‬ ‫لذلك قد جمع بين التأويل والتفويض في قوله تعالى‪ :‬ثما مَتَعَك أن ئسُجّة لِمًا‬ ‫خلقت بيئه (ص‪ )57 :‬يعني السجوة لأبينا آدم عليه السلام" فذهب الشيخ بيوض‬ ‫إلى أن التعبير بالأيدي مقصود مجانسة لإلف البشر‪ ،‬لأنهم لا يزاولون أعمالهم إلأ‬ ‫بايديهم‪ .‬خاصة الدقيقة منها‪ ،‬ونظرا محدودية العقل البشري أعلن العجز عن فهم‬ ‫طريقة الخلق‪« ،‬أما طريقة الخلق وكيفيته فهذا مما استاثر الثه بعلمه ولا مطمع لأحد‪,‬‬ ‫في إدراكه‪ .‬ف‪.‬طريقة الشيخ هي إعمال العقل لاستكناه معنى النص وإجهاد‬ ‫الذهن فإما فهم وإما تفويض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مراعاة تناسى النصوص‪:‬‬ ‫ما أن القرآن الكريم منزل من عند اللهؤ وبما آله هو القيّم على غيره من‬ ‫النصوص والأقوالؤ فيرى الشيخ بيوض ضرورة اللجوء إلى التاويل عند التعارض‬ ‫الظاهري للنصوص القرآنية أو الحديثية‪ .‬وعند إيهامها التشبية والاحتكام إلى‬ ‫الآيات المحكمات لقوله تعالى‪ :‬منه مانات مُحْكمَات ههن أم الكتاب و وأن ث‬ ‫مُتَشنابمَات؟ه (آل عمران‪.)70 :‬‬ ‫‪.7 /1‬‬ ‫القرآن‪ 6‬سورة الإصراء‪:‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫) ‪( 1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.1/03 :‬‬ ‫‪531‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫و هذان هما الداعيان الأساسيان اللذان دفعا بالمدرسة الاباضية الى الأخذ‬ ‫التاويل!'؟‪ .‬كما قال تبغورينل‪« :‬ولو حمل القرآن على ظاهره لتناقضر‬ ‫وتكاذب{‪ 5‬وقد أمر النه بتدبر كلامه ليرتفع عن الأذهان التناقض المتبادر إليها من‬ ‫ظواهر الآيات فقال‪« :‬آقلاً يتدبرون القرءان ولو كان من عند ‪ ,‬غير الله لَوَجَدوا‬ ‫فييهه اختلافا كثِيرًائ‪( 4‬النساء‪ )28 :‬فالتاويل‪ .‬الذي تراعى فيه ضوابطه‪ ،‬سبب ذهاب هذا‬ ‫التناقض والاهتداء لفهم النصوص الشرعية فهما متناسقا‪« ،‬والقرآن لا تناقض فيه‬ ‫ولا اختلاف‪ ،‬وهو يفسر بعضه بعضا ويرد متشابهه إلى محكمه؛؛‘“‬ ‫|‬ ‫‪4‬ض۔وابط التأويل‪:‬‬ ‫ينبغي أن تراعى في التأويل ضوابطه لتحقيق النتائج المرجوة منه‪ ،‬أما الذين‬ ‫ا لقرآن من غير مرا عاة هذها لضوار ‪ 7‬فينأون عن معرفة وجه‬ ‫يؤولون نصوص‬ ‫الصواب منه‪ ،‬بل يصبح النص عندهم «جًالا لما يحملونه هم من المعاني السابقة عن‬ ‫‪ .‬ويرى الشيخ‬ ‫جهلهم‬ ‫قراءتهم له الناشئة من معتقداتهم أو من أهوائهم أو من‬ ‫(‪ )1‬وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمّد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.19 :‬‬ ‫‪ 21‬م‪ .‬رله تآليف منها‪:‬‬ ‫تبغورين بن عيسى بن داود الملشوطي منعلماء ملشوطة باريغ؛ ف ق‪6 :‬ھه‪/‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫أ‪ -‬كتاب أصول الدين الشهور بعقيدة تبغورين! ‪ .‬وقد حققه الدكتور عمرو خليفة النامي ملحقا‬ ‫باطروحته للدكتوراء؛ وعليه عة شروح وحواش‪ :‬منها‪:‬‬ ‫‪ -‬حاشية ابي ستة حمد بن عمر للحشي‪( . .‬مخح)‪.‬‬ ‫‪ -‬حاشية آبي يعقوب يوسف بن محمد الصعبي‪ .‬وقد حققها الباحث حمو الشيهاني؛ في إطار رسالة‬ ‫الماجستير بجامعة حمد الخامس بالرباط سنة‪6991‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬شرح اصول تبغورين للقطب اطفيّش{ وقد حققها الباحث مصطفى وينتن راعة بها اطروحة‬ ‫الدكتوراه بجامعة الآمير عبد القادر بقسنطينة سنة ‪7002‬م‪( .‬الشمَّاخي‪ :‬السير‪69 .98 /2 .‬؛ الجيطالي‪:‬‬ ‫قواعد الإسلام؛ ‪ 09 /1‬تعا! الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري" ‪...1 61‬؛ حمو بنن عيسى الشيهاني‪ :‬تحقيق‬ ‫ا ‪5‬؛ جمعية التراث‪:‬‬ ‫حاشية يوسف الصعبي على أصول تبغفورين (مرقون)؛ جهلان‪ :‬الفكر السياسي‘‬ ‫معجم اعلام الإباضية‪.)802-012 /2 .‬‬ ‫يوسف الصعيء حاشية على أصرل الدين ل تبغفورين تح‪ :‬حمو بن عيسى الشيهاني‪.3 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )4‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪.35 /1 :‬‬ ‫(‪ )5‬عبد المجيد النجار‪ :‬القراءة الجديدة للنص الدين‪ .‬ط [‪ .‬مركز الراية للتنمية الفكرية‪ ،‬دمشق‪ -‬سوريا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 7241‬ه‪6002 /‬م‪.90 :‬‬ ‫ف التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بوض‬ ‫‪136‬‬ ‫بيوض أن تأويل القرآن بغير مراعاة ضوابطه لا يختلف في خطورته من تحريف أهل‬ ‫الكتاب لكتبهم‪« .‬فاهل الكتاب حرفوا في النص والتأويل" كما حرف المسلمون في‬ ‫لتاويل‪ ،‬إذ فسروا القرآن على غير ما أراد الله لييطلوا بعض الأحكام‪ 5.‬ذلك أنه‬ ‫للمعاني لا منشئًا ما‪.‬‬ ‫مستكشفا‬ ‫أن يكون‬ ‫للنصوص‬ ‫‏‪ ١‬لقارئ‬ ‫ف‬ ‫يفترض‬ ‫لم يفتح الشيخ بيوض باب التاويل على مصراعيه ولم يسايره إلى منتهاه بل‬ ‫كان يلجا إليه عندما تدعو إليه دواعيه‪ ،‬وتتوفر فيه ضوابط منها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬رر التشابه إلى حلمات التنريل‪:‬‬ ‫القرآن حق من عند النه لا تناقض فيه ولا اختلاف© وقد شاءت حكمة النه أن‬ ‫تكون ينة ءانات مُخكَمَات هن أم الكتاب وأخر مُتَشمَايهَات (آل عمران‪) 70 :‬‬ ‫فالآية تتضمن إشارة واضحة إلى المنهج القرآني الأصيل للتعامل مع الآيات‬ ‫لمتشابهات التي اختلف فيها من يتبعها اختلافا كثيرا‪ 6‬وتسببت فِي توسيع شقة‬ ‫الخلاف بين المذاهب الإسلامية وتاصيله‪« .‬والقرآن لا تناقض فيه ولا اختلاف‬ ‫وَهُوَ يفسر بعضه بعضًا‪ ،‬ويرة متشابهه إلى محكمه“‪ 3‬فالآيات المحكمات هي‬ ‫الأصول الي ير إليها المتشابه لتضمن له مرجعيته الثابتة وتحصنه من الابتعاد عن‬ ‫سواء الصراط‪ .‬كما قال الشيخ تبغورين (ق‪6 :‬ھها‪« :‬وإِث أولى الناس بالحق من‬ ‫اتبع كتاب الله وجعل محكمه إماما متشابهه‪.‬‬ ‫القرآن هو الحكم الفاصل فيما اختلف فيه المسلمون‪ ،‬فإن أولى الناس بالحق من‬ ‫وفق إلى الاستدلال الصحيح به‪ 5‬وجميع المذاهب تاخذ أحكامها من كتاب النه وسنة‬ ‫رسوله‪ ،‬لكنها تحتلف في طرق الاستنباط سلك الشيخ بيوض طريق تحكيم‬ ‫‪. [ 00 / 71‬‬ ‫الشورى‪:‬‬ ‫القرآن‪ :‬سورة‬ ‫ف رحاب‬ ‫) ‪( 1‬‬ ‫‪.76 / 61‬‬ ‫القرآن‪ 6‬سورة‪ :‬فصلت‪:‬‬ ‫رحاب‬ ‫‪ 3.‬ف‬ ‫‏‪/ ١‬‬ ‫الفتاوى‪:‬‬ ‫إبراهيم ببَوض‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫الشيهاني‪:‬‬ ‫حمو بن عيسى‬ ‫الاين ل تبغورين‪ 6‬تح‪:‬‬ ‫يوسف المصعبي‪ .‬حاشية على رسالة أصول‬ ‫) ‪(3‬‬ ‫(‪ )+4‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪.94 /1 :‬‬ ‫‪731‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫الآيات المحكمات‪ .‬فاخضع كل ما خالف ظاهرها من النصوص إلى التاويل لتتوافق‬ ‫ومعناهاك وإلا ‪:‬ثرف ومن دلك قوله في حكم مصير مرتكي الكبائر‪« :‬أدة الخلود‬ ‫فويةيجةداء لأنها يقينية في القرآن بصريح العبارة لا تقوم لها بعض الأحاديث المروة‬ ‫عن الئيء تبي فهل الذين لا يخلدون في النار فريق ثالكى؟؛‪.'.١‬‏‬ ‫وبما أن الآيات المحكمات قطعية الدلالة فإنها يتخذ إماما للمتشابه من‬ ‫النصوص القرآنية والنبوة فهي الضابط في صحة التاويل‪ ،‬والقاضية على‬ ‫أصحاب التأويل المخالف ها بكونهم « يتاوَّلون كلام الله بغير ما أراد الم‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬اليمع بيں النصوص الواردة في الوضوع الوا‬ ‫ما دامت الشريعة الغراء‪ ،‬بوحيّيها الكتاب والسنة‘ صدرت من عند النه العليم‬ ‫الخبير‪ ،‬فإن نصوصها تتعاضد ويفسر بعضها بعضنا‪ :‬ولو كان ين عند عير الله‬ ‫لوَجَدوا فيه اختلافا كَثِيرائمه (لنساء‪« )28 :‬ومن تأويلات القرآن وتفسيراته ما كان‬ ‫يؤخذ بتقابل الآيات في موضوع واحد فتظهر المعاني وتظهر الحكم والأسرار‪...‬‬ ‫وما فسر القرآن مثل القرآن‪.‬‬ ‫من تاويلات الشيخ بيوض للفظ ””الاستواء“ ‪ -‬مثلأً‪-‬تدبير الأمر بدقة‬ ‫وحكمة‪ .‬مستدلأ بقوله تعالى‪ :‬ألا لاهلْحَلْقً والأسره (لأعراف‪ )45 :‬وقوله‪ :‬يذب‬ ‫الأسر من السُمآء ‪ :‬إلى لأزض؛ (السجدة‪ )50 :‬وغيرها من الآيات التي لاحظ ورود‬ ‫الحديث فيها عن "تدبير الأمر“ بعد الحديث عن الخلق“"‪ .‬فالله عندما خلق‬ ‫الخلق لم يتركه سدى بل أحاطه بعنايته وتدبير أمره‪ ،‬فسبحان ربنا الزي أغطى' كل‬ ‫شي ءء خَلْقَهُ ؛ثم هَدَى'گه (طه‪.)05 :‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.174 /51 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.512 /31 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.281 /11 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة السجدة‪.33-43 /21 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫[‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫‪7‬‬ ‫لقد سلك هذه الطريقة أبو عمار عبد الكافي من علماء الإباضية في القرن‬ ‫إلى العنى‬ ‫نفسها للوصول‬ ‫المجرى(" ‪ .‬و‪ ,‬وظلفها في مسألة "الاستواء"‬ ‫السادس‬ ‫الرحمن‬ ‫جمع بين قوله تعالى‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫وهو استواء الملك والقدرة والتدبر‬ ‫المناسب©‪٥‬‏‬ ‫على الغرزش اسمو ى'ه (طه‪.)50 :‬‬ ‫وقوله‪ :‬والله الب على" أرومه (يوسف‪.)12 :‬‬ ‫وقوله‪ :‬زهو الْقَاهِر فوق عِبادومه (الأنعام‪.)81 :‬‬ ‫واستنتج الآتي‪ :‬وهذه الكلمات الثلاث متساوية السبك متقاربة المعنى© فإذا‬ ‫تامل ذلك متامل وجده كما قلناہ وذلك أن‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬قوله‪ :‬الرحمن مثل قوله‪ :‬النه ومثل قوله‪ :‬هوع‪.:‬‬ ‫‪ -‬وكذلك قرله‪ :‬استوىئه مكان قوله‪ :‬غالبكه ومكان قوله‪ :‬القاهر‪.‬‬ ‫‪ -‬وكذلك قوله‪ :‬العرشسئة؛ مكان قوله‪ :‬أمرهئه ومكان قوله‪" :‬عبادهك؛‪.‬‬ ‫(‪ )1‬عبد الكاني بنابي يعقوب يوسف بن إسماعيل الوارجلاني‪ .‬ابو عمار‪ .‬عالم شهير من علماء عصر‬ ‫الازدهار العلمي بوارجلان ‪-‬القرن السادس ‪ {‘-‬صفه الدرجخي في الطبقة الثانية عشرة ة(‪.)05-0060‬‬ ‫ولد بقريةثنازت من قرى وارجلان وإليها ينسبؤ وتتلمذ في موطنه على مشايخ اجلاء م‪:‬نهم‪ :‬أبو زكرياء‬ ‫أعم دراسته‬ ‫يحي بن ابي زكرياء (‪175‬ها)‪ .‬وابو سليمان ايوب بن إسماعيل اليزماتي المزاتي وبعدد‬ ‫برارجلان‪ ،‬ارتحل إلى تونس لاستكمال معارفه ي معاهدها الزاهرة ني تلك الحقبة من حكم الموحدين‪.‬‬ ‫عاد إل وارجلان فتصدى لإحياء الدين بجلقات العلم‪ .‬نقصده الطلبة من غتلف مواطن الإباضية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وبخاصة جربة‪ .‬ومن تلاميذه‪ :‬أبو يحي إسماعيل بن يجي" وسليمان بن محمد بن إسحاق؛‬ ‫وسليمان بن يُومرؤ ومن تآليفه‪:‬‬ ‫‪«-‬كتاب الموجز' يقمع في جزأين‪ .‬ويتميز باسلوب ادبي عال{ ومنهج كلامي متماسكا ما اكسب‬ ‫المذرسة الكلامية الإباضية ميزة ي مجال المناظرة والإقناع‪ .‬وكتاب الموجز يضامي مؤلفات الباقلاني‬ ‫والغزالي‪ .‬وقد حققه الدكتور عمار طالبي واعدة حوله اطروحة الدكتوراه «آراء الخوارج الكلامية'‪.‬‬ ‫‪.524 .393 /2‬‬ ‫ا‪ /‬تقديم! ص‪ :‬ي‪٥‬‏ ‪0‬‬ ‫وللتقطب حاشية على هذا الكتاب‪( .‬الدرجيني ‪:‬طبفات‪.‬‬ ‫‪5-194‬؛ همار طالبي‪ :‬آراء الخوارج الكلامية{ ا‪912 /‬؛ ‪292 /2‬؛ إبراهيم بجاز‪ :‬الدولة الرستمية‪.‬‬ ‫‪ 2‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ !9 .‬ا[؛جهلان‪ :‬الفكر السياسيء ! ‪5‬؛ `جمعية التراث‪: :‬معجم أعلام‬ ‫الإباضية‪.)935-145 /3 .‬‬ ‫‪931‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫فهذه الكلم الثلاث متشابهة في العبارة والإشارةه؛؛ فالجمع بين النصوص‬ ‫الواردة في الموضوع الواحد يهدي إلى الفهم السليم‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الانضباط بقانون اللسان العربى‪:‬‬ ‫يشترط فِي التأويل أن تؤيده أساليب اللغة العربية لأن الشرع نزل بها‬ ‫ونصوصه تفهم بواسطتها فبمناسبة تفسير الشيخ بيوض لقوله تعالى‪ :‬و وإن منكم‬ ‫زلا وَارذها كان عَلى' ربك حَئْما مُقضيًا كم لتنججي الذين قوا وندز الظالمين فيها‬ ‫ياه (مريم‪ )17-27 :‬نفى كون المتقين يدخلون النار ثم ينجيهم النه من عذابها‪« :‬لا۔‬ ‫وطبيعة اللغة لا تقتضي هذا أبدا‪...‬ا وإلنماميرؤدمن إلى قرب جهنم تم منعهم من‬ ‫`‬ ‫الوقوع فيها۔ ومن ان ينا لهم حرّها أو نتنها أو آي شيء منهاه“‪.‬‬ ‫تا لهم ما‬ ‫وهذا التوجت‪ ,‬يؤيده اقوله تعالى عن اصحاب الجنة‪ ::‬لن الزين س‪7‬‬ ‫ي‪ :‬ولا هُم‬ ‫الله ل خوف‬ ‫وقوله‪« :‬زآيآ ن ئ أن‪:‬‬ ‫(ال‏(‪١‬أنبياء‪)101-201 :‬‬ ‫خلدون‬ ‫»‬ ‫حم‪‎‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫يَحْرَثونه (يونس‪.)26 :‬‬ ‫وقد رفض الشيخ بيوض تاويل مسائل وقوفا عند حدود ما تسمح به اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬ومن ذلك عدوله عن تاويل وفاة عيسى عله السلام بغير امرت إضافة‬ ‫إل انعدام الدليل القطعي على أن عيسى ل يمت «ولا نؤول ترله تعالى‪ :‬توني‬ ‫ويك «العمران‪ )55 :‬معنى متوفي اجلك في الأرض" فالوفاة هايلموت‪:‬‬ ‫ف"متوقيك“ يعني متوفيك كما توفيت غيرك‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أبو عمار عبد الكافي" الموجز‪ .‬تح عبد الرحمن عم ‪ . .‬دار الخلا بيروت‪ ،‬ط‪1‬أ‬ ‫‪0‬هھ‪0991 /‬م‪.821 /[ :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.361 /3 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.805 /41 :‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪140‬‬ ‫نية نتائع التأويل‪:‬‬ ‫ر‪ -‬اعمَمًار‬ ‫بترجيح‬ ‫ظنية الدلالة فتأويلها‪.‬‬ ‫المتث ابهة تحتمل أكثر من وجه‪ .‬فهي‬ ‫النصوص‬ ‫أحد وجوههاء لا ‪.‬ف‪.‬عها إلى مرتبةالقطع بدلالتها‪ ،‬لأ حقيقة المتشابه لا يعلمها‬ ‫إلأ الله وحده ‪.‬‬ ‫تقتضي محدودية العقل البشري القول بظنية نتائحج تأويل النص وص المتشابهة‬ ‫التى يجتهد العلماء في توجيه معناها‪ ،‬فالعقل النظيف يقر بالقصور عن إدراك ما‬ ‫ويرجع علم ححققييققةة الأشياء إلى الله وحده‪.‬‬ ‫استأثر الله بعلمه‬ ‫‪5‬۔موقف الشيخ بيوض من المخالف قي التأويل‪:‬‬ ‫مادامت النصوص التشابهة‪ -‬الملجئة إلى التاويل‪ -‬ظنية الدلالة‪ ،‬فإن ما ينتهمي‬ ‫إليه التاويل من نتائج يكون ظنع الدلالة‪ .‬وبالتالي فإن المتاوّل المخالف في التاويل‬ ‫معذور إذا التزم بضوابط التاويل‪« ،‬وإذا انتهى أح إى معنى أو حكمة فلا يجوز‬ ‫الاعتقاد أن لا معنى وراء ذلك؛“‪ .‬وتدل النصوص القديمة في المدرسة الإباضية‬ ‫عَلى عدم تكفير المخالف في التاويل‪ ،‬قال محبوب بن الرحيل ة‪« :‬ومن تأوّل فلم‬ ‫يبلغ به تاويله جحودا ولا إنكارا ولا تكذيبًا لنه ولا ملائكته‪ .. .‬لا نسميهم مشركين‬ ‫ولا نستحل منهم سبيًا ولا غنيمة‪٬‬‏ ‪.‬‬ ‫)‪ ) 1‬رفيق العجم‪ :‬موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند المسلمين‪ ،‬ط ا مكتبة لبنان ناشرون‪،‬‬ ‫‪, 8‬م‪.3231 /2 .‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة مريم‪.22 /3 :‬‬ ‫عحبوب بن الرحيل بن سيف ابو سفيان نقيه ومؤرخ اباضي‪ .‬من علماء القرن الثاني المجري‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(جميعة التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪ .‬قسم المشرق‪ .‬تر‪)0111 :‬‬ ‫(ضمن السير‬ ‫صبره ة ابن محبوبك‬ ‫نقلا عن‬ ‫‪.6‬‬ ‫الفكر العقدي عند الإباضية‪:‬‬ ‫مصطفى بن ادريسو‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫والجوابات)‪ :‬ا‪.203 /‬‬ ‫‪141‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫شالتًا ‪ :‬التفسو يحش ‪:‬‬ ‫ا۔‪.‬تعريقه‪:‬‬ ‫التفويض في اللغة رة الأمر إلى الغير قال ابن منظور‪ :‬ه فوض إليه الآمر صيرَه‬ ‫إليه وجعله الحاكم فيه؛‪.'.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فيعرفه السامئ بأنه «ترك اختيار ما فيه الخطر إلى اختيار‬ ‫المدبر العالم بمصلحة الخلق؛ف‪.‬‬ ‫‪2‬مجاله‪.‬‬ ‫يصنف الشيخ بيوض الحديث عن شؤون النه الخاصة إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪ 1‬ما لم يخبرنا النه به‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ما أخبرنا النه به‪.‬‬ ‫اما عن القسم الأول فيرى الشيخ أن الأصل هو الكف عن البحث فيه‬ ‫والقول فيه‪ ،‬لأنه اتباع للظن‪ .‬ئ وإن الظرم لآيُثيى مانلحق شَيئائه (النجم‪)82 :‬‬ ‫فذلك أصون للإيمان وأرفق بالأذهان‪ .‬وأحفظ للوحدة المسلمين" فما على المؤمن‬ ‫إلا أن يفوض فيه الأمر إلى النه تعالى‪ .‬لأنه لا مطمع لأئ بشر أن يدرك بعقله ما‬ ‫استأثر النه بعلمه وأمًا م أخبرنا النه به «فلنا أن نبحث قدر طاقتنا واستطاعتنا‬ ‫للوصول إلى شيء تطمئن إليه النفس إن أمكن وإلا فلنفوّض الأمر إلى الئهه‪.“١‬‏‬ ‫إتضح لنا من هذا العرض أ‪٥‬‏ منهج الشيخ بتوض في التعامل مع قضايا‬ ‫الغيب وشؤون اله الخاصة التي لم يخبرنا بها هو تفويض الأمر فيها إلى الله بداية‬ ‫وعدم الخوض فيها أصلا‪ .‬أما ما جاءت به النصوص المتشابهة فُجتهد ي إعمال‬ ‫(‪ )1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.012 /7 :‬‬ ‫)‪ (2‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.903 /1 :‬‬ ‫القرآن صورة السجدة‪.03 / 21 :‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪142‬‬ ‫العقل في فهمها بغية الوصول إلى تاويل صحيح تراغى فيه ضوابط وإلا فيلجا‬ ‫إلى التفويض‬ ‫ومن القغسايا المندرجة ضمن القسم الثاني‪٠‬‏ الذي أخبرنا اننه به‪ ،‬مسألة‬ ‫"الإستواء عَلى ا" عرش" التى نرسد من خلال تتبع كيفية دراسة الشيخ‬ ‫بيوض هما تنير طريقته في التعامل مع الآيات المتشابهات‪ ،‬وذلك بميله من‬ ‫التأويل إلى التفويض‬ ‫‪ -1‬عند تفسير الشيخ بيوض لآية الاستواء في سورة طه‪ :‬ها‪ .‬خمن عَلَى‬ ‫لعرش اسنتوّى' (الآية‪ )60 :‬لم يبلتهيته من تناول الآيات المتشابهات بالبحث“‬ ‫بل فسر الاستواء مباشرة بالمالوف عَلَى لسان العرب©‪ ،‬وَهُو القهر والغلبة‬ ‫والاستيلاء عَلى الملك كله‪ ،‬مستندا في ديك إلى أن «القرآن جاء بلسان عربي‬ ‫مبين يستعمل الكنايات‪.‬والمجازات والاستغارات وكل ما استعمله العرب في‬ ‫في تقرييبب المعنى ‪1‬‬ ‫لغتي‬ ‫‪ -2‬وعند تفسيره الآية ي سورة السجدة‪« :‬اللّة الزي خَلَقَ السماوات‬ ‫والأزضص وَمَا بينهما نى سيئة يام زثم)استوى عَلَى التَزش» الآية‪ )40 :‬نبه في‬ ‫البداية إلى صعوبةة الخوض في تفسير الآيات المتشابهات وكاد أن يؤثرالسكوت‬ ‫والتفويضك إلأ أله قرر اقتحام العقبة مستأنسًا بان النه هو الذي أخبرنا بهذا الشأن‬ ‫في كتابه‪ 6‬فرأى من الأسلم محاولة الفهم استنادا إلى جمع الآيات في الموضوع‪ .‬ه‬ ‫فلنا أن نبحث قدرطاقتنا واستطاعتنا للوصول إلى شيء تطمئن إليه النفس إن‬ ‫أمكنں وإلا فلنفوّض الأمر إلى الله‪....‬‬ ‫فقد اعتمد الشيخ بيوض في تاويل الآية ‪ -‬بعد تهب وترةد‪ -‬عَلَّى مفهوم‬ ‫العبارة عند أهل اللسان" وعلى بيان القرآن بالقرآن‪.‬‬ ‫‪.01 /3‬‬ ‫القرآن© سورة طه‪:‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫‪341‬‬ ‫للبحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫‪ 3‬والمحطة الأخرى لتناول الشيخ لمسألة الاستواء يرصدها جوابه لسؤال أحد‬ ‫أبنائه الطلبة عن معنى الاستواء" حيث أوصد دونه باب البحث في هذه المسألة‬ ‫معلّلاً كونها من الغيب المطلق الذي استاثر النه بعلمه‪ ...« ،‬فلا يجوز لنا نحن البشر‬ ‫أن نبحث عن معاني هذه الآيات التى هي من المتشابهات‪ ،‬ومن ذهب يحاول‬ ‫تفسيرها وفهم المراد منها ضل وغوى وانحرف عن سبيل الهدى والنه يقول‪ :‬وَمَا‬ ‫علم ئاويلَه الا الله (اعلمران‪ )70 :‬وعلمنا أن نقول‪ :‬عامنا به كل من عند‬ ‫نائمه (آآلل عمران‪ )70 :‬ثم نفوّض الأمر في معناها إإلى النهؤ ولذلك يقول العلماءي‬ ‫مثل هذه الآيات‪ :‬النه أعلم بمراده بهاا‪.‬‬ ‫وبن في رده أنه لم يرد عن رسول الله يلة شيء في معناها‪ ،‬ولم يسأله‬ ‫الصحابة عنها‪ ،‬لأن قلوبهم طاهرة ليس فيها زيغ‪ .‬لذلك نصح السائل بعدم‬ ‫البحث في هذه الآيات معللا بكون البحث لا يصل فيها إلى بيان حقيقتهاء‬ ‫محذرا أنه مظنة الاتحراف عن سبيل الهدى ووصف اله بما لا يليق بجلاله‪.‬‬ ‫فعلينا جميعا نحن البشر أن نفوّض الأمر إلى الله في معاني المتشابهات‪ ،‬وأن‬ ‫الله أعلم بمراده بها منمسكت كما‬ ‫نقول‪ :‬آمنا به كل من عند ربنا‪ ،‬ونقول‪:‬‬ ‫يفعل الراسخون في العلم‪.‬‬ ‫والسؤال المطروح هنا هو‪ :‬هل يعد جواب الشيخ بتوض في هذه المسألة‬ ‫دليلا على رجوعه عن موقفه من قضية التأاويل؟ لا أرى ذلك‘ وغاية ما في‬ ‫الأمر آنه يرصد تغير طريقة الشيخ في تناول المسألة مراعاة لحال السائل‬ ‫الطالب© مبينا له أن البحث لا يسفر عن نتيجة يقينية بل هو مظنة الزيغ‬ ‫والانحراف للخائض فيها من غير زاد‪ ،‬فارشده إلى تفويض الأمر في المسألة‬ ‫والاشتغال بما كّف بمعرفته والعمل به‪ ،‬كما وجه الشيخ أحد السائلين عن‬ ‫مسألة كلامية أخرى بقوله‪« :‬والاشتغال بغير هذا من المهمات الدينية والدنيوية‬ ‫حرر الجواب يوم ‪ 12‬فبراير ‪ 9791‬م أي قبل أقل من عامين من تاريخ وفاته‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬جواب الشيخ بيوض عن سؤال السيد حواش مصطفى ‪ 20‬صفحة نسخة مصورة في حوزة الباحث‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الفصل الآول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫بدا‬ ‫عنه لا ياتي بنتيجة مطلقا مهما طال‬ ‫أولى وأحرى ‪ .‬ل ل ‏‪ ١‬لبحث فيما سألت‬ ‫وامتد فلا يعدو أن يكون تضييعًا للعمر فيما لا فائدة لههه"'‪.‬‬ ‫وجواب الشيخ بيوض في مسالة "الاستواء على العرش" قريب من جواب‬ ‫الشيخ أبي حامد الغزالي في كتابه ""إلجام العوام عن علم الكلام"‪ .‬من حيث‬ ‫التنزيه عن التشبيه‪ .‬والاعتراف بالعجز عن إدراك المراد" واعتقاد عدم التكليف‬ ‫بمعرفته‪ .‬حيث يقول‪" :‬فيعلم قطعًا أنه ما اراد الجلوس والاستقرار الذي هو صفة‬ ‫الأجسام‪ .‬ولا ندري ما الذي أراده‪ .‬ولم نكف بمعرفته! ‪.2‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض الاعتماذ على غير الوحي في المغيبات خروجًا عن الحق‬ ‫فاوجَجب الوقوف في مسائل الغيب عند حدود دلالات النصوص‬ ‫آ‬ ‫الصحيحة‪ .‬مبينا أن القرآن الكريم إنما نزل لنفهمه ونستهدي بنوره‪« ،‬فمن فهم بما‬ ‫فتح النه عليه من نور الفهم فذاكؤ ومن لم يفهم ولم يقف على معتى المتشابه فليؤمن‬ ‫به ويفوّض الأمر إلى لله‪.‬‬ ‫ن اولى مسائل الغيب بتفويض الأمر فيها‪ ،‬وقطع الأمل في إدراك حقائقها هو‬ ‫ما يتعلق ربهشؤون النه الخاصة‪ .‬حيث لا يثمر الخوض في إدراكها إلا الحيرة والضلال‬ ‫كما أرشدنا الرسول ية إلى‬ ‫فعلى الإنسان أن يتفكر التفكير الحقيقي في خلق انه‬ ‫ذلك بقوله‪« :‬تفكروا في الخلق فتدركوا عظمة الخالق ما التفكر في الخالق فهو‬ ‫‪.07‬‬ ‫إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪/1 :‬‬ ‫(ا)‬ ‫ابو حامد الغزالي‪ :‬إلجام العوام عن علم الكلام‪٠‬‏ تقديم وتعليق محمد أمين الفاروقي‪ .‬خرج أحاديثه حمد‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الفحام‪ .‬ط ا‪ .‬دار البشائر‪ .‬دمشق‪ -‬سوريا‪8002 .‬م‪.1-21 1 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الكهف‪ :451 /2 :‬الفتاوى‪.2/71 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فصلت‪.763 /61 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة السجدة‪.03 /21 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫غةلى قوم يتفكرون في النه فقال‪« :‬تفكروا في الخلق‪.‬‬ ‫() الأصبهاني‪ :‬عن ابن عباس تت قال مرالبيء ت‬ ‫الته بن محمد بن إدريس‬ ‫ولا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدروه قدرها ‪.‬ككاب العظمة‪ .‬تح رضاء‬ ‫] ‪.2 ] 6 /‬‬ ‫‏‪ ١‬ه‪.‬‬ ‫‪804‬‬ ‫الرياض‬ ‫دار العاصمة‪.‬‬ ‫ط‬ ‫المباركفوري‪6‬‬ ‫‪541‬‬ ‫للبحث الرابع‪ :‬حجية العقل في مسائل الاعتقاد‬ ‫مزلة اقداه'" والخوض في إدراكه إشراك‪ .‬فيستحيل للمخلوق أن يدرك كنة‬ ‫الخالق سبحانه وتعالى‪ .‬فرغم إخبارنا باسمائه الحسنى وأوصافه بلغة نفهمها إلا أنه‬ ‫«لا يجوز أن نفهمها على معنى الأوصاف الموجودة عندنا أو التي تشابه التي‬ ‫عندنا""“'وإنما ثبت ننه تعالى صفات الكمال المطلق‪ ،‬وأنه خالف لكل خيال‪" .‬فإنما‬ ‫علينا أن زةنفهم أن النه تعالى سميع لا تخفى عنه الأصوات‪ .‬وبصير لا تخفى عنه‬ ‫الألوان‪ ...‬وعلى هدا يجب ‪ 7‬ن‪:‬فهم أسبماء الله الحسنى‪.‬‬ ‫من غير‬ ‫سبحانه وتعالى‪ .‬مصنفات‘‬ ‫سه‬ ‫فيثبت‬ ‫ن ما‬‫لت لته‬ ‫فالشيخ بيوض ييثبت‬ ‫تشبيه أو تعطيل‪ .‬وهو يرفع القانون العام يسر كمثله شيء وك (الشورى‪ :‬‏‪.٨٢١١‬‬ ‫ومما استدل به الشيخ بتوض على استحالة إدراك الإنسان لحقيقة صفات‬ ‫الخالق سبحانه وتعالى‪ .‬التذكير بعجزه عن إدراك إحدى خصائص المخلوقين‪ .‬وهي‬ ‫""الروح‘“ فإذا عجز اللإنسان عن إدراك حقيقة روح المخلوق التى يعيش بها ويحيى‬ ‫فنى له أن يدرك حقيقة صفة الخالق سبحانه وتعالى؟ «فلنقصر وعلينا أن نعرف‬ ‫قدرنا وقصر عقولنا‪ .‬وقلة علومنا‪ .‬وألى للمخلوق أن يدرك الخالقإ وما علينا إلأ‬ ‫أن نصف النه بما وصف به نفسنهإ ونسميه بما سمى به نفسه ونكل المعنى فيها إلى‬ ‫ا هَدا هو الطريق الأقوم۔ وهذا هو الطريق المستقيم الذي سلكه البي الأعظم‬ ‫تلة وسلكه الخلفاء الراشدون والصحابة ه من بعده بؤ فلنسلك طريقهم‬ ‫ولنتجتب هذا الجدل حى نضمن]السلامة"‪.‬‬ ‫منهج الشيخ بيوض في تعامله مع صفات الباري عز وجل هو سبيل علماء‬ ‫صدر الأمة المجيد‪ .‬من الصحابة والتابعين فقد اعتبرهم السلف الذين ينبغي‬ ‫للمؤمن أن يتمسك بعقيدتهم‪" .‬والواجب علينا أن نتمسّك بعقيدة السلف في كل‬ ‫في رحاب القرآن‪ .‬سورة فاطر‪.234-334 /31 :‬‬ ‫(ا)‬ ‫م ‪.‬ن‪ :‬سورة النور‪.882 /6 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.982 /6 :‬‬ ‫()‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.163 /8 :‬‬ ‫(‪)+4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.563 /8 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الفصل الأول منهج الشيخ بيوض في التعامل مع مصادر العقيدة‬ ‫‪146‬‬ ‫ما يتعلق بشؤون النه تعال وصفاته وأسمائه الحسنى فنفوّض فيها الأمر إلى اله‬ ‫ولا نحاول التفلسف لنفهم حقيقة الصفة أمي عين الذات أم هي زائدة عن‬ ‫الذات؛أ"' فالواجب علينا اعتقاده أن صفات النه وأسماءَه الحسنى خالفة لما نعهده‬ ‫ونعترف‬ ‫نقر‬ ‫الشل اثم‬ ‫المعنى‪ ،‬فعلينا انفي‬ ‫ونعرفه ‪ .‬وما وظيفة ‏‪ ١‬ل لفاظ زل تقريب‬ ‫بالعجز والقصور وهو ما يرضاه اله لنا‪.‬‬ ‫يلاحظ إظهار الشيخ بيوض تحرَزه من التاويل‪ ،‬ولعله يهدف من ذلك‪:‬‬ ‫‪ 1‬التحذير من الإبتعاد عن محكمات النصوص وظواهر الألفاظ و مصادمة‬ ‫‪.3‬‬ ‫ومقاصد‬ ‫الدين‬ ‫أصول‬ ‫‪ -2‬إرشاد الأمة وصرفها عن الاشتغال بقضايا المتشابه التى لا يتعين عليها‬ ‫معرفة حقيقتها‪ ،‬و هي مظنة الزيغ في الاعتقاد والفرقة بين العباد وتوجيهها إلى‬ ‫الاهتمام بما ينفعها في المعاش والمعاد‪.‬‬ ‫يلجا الشيخ بيوض إلى التفويض في حالة استحالة حمل النص عَلَى ظاهره‬ ‫وانعدام الدليل الصارف إنى المعنى الخفئ‪ .‬محكُمًا‪--‬في كل ذلك ‪-‬الآيات المحكمة؛‬ ‫ومن الأمثلة عَلَى ذلك مسألة سلام النه عَلّى عباده المؤمنين‪ .‬فيرى الشيخ بيوض أأ‬ ‫قوله تعالى‪ :‬فسلام قولا ممن رب رححيمه (يس‪ )85 :‬نص ر على أله سبحانه وتعالى‬ ‫نفسه يسلم عَلى المؤمنين‪ ،‬فنفى معرفةنال لطريقة هذذاا السلام وكيفيته‪ .‬كما نفى‬ ‫عنه الشبه بتجليه لعباده استنادا إلى الآية المحكمة‪ :‬إلا ذركه الأبصار وَهُوَ يذرك‬ ‫‪/‬‬ ‫الأبصار وهو اللطيف الخبيره (الأنعام‪.301 :‬‬ ‫أبرز هذا الفصل المعالم العامة لمنهج الشيخ بيوض في تعامله مع مصادر‬ ‫العقيدة‪ .‬أمَا عن خصائص منهجه فستكشف عنها مباحث الفصل القادم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النور‪.092 /6 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.982 /6 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫صالح حمدي منهج الشيخ إبراهيم برض في عرض الإلهيات من خلال تفسيره‪.55 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة يس‪.02 / ] 4 : .‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫(‪)4‬‬ ‫الفحعلي الفاضي‬ ‫فققعاتصن مخفهج‬ ‫الشيخ بتون النقدي‬ ‫‪| 94‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬الشمولية‬ ‫المبحث الاول‬ ‫الشمولية‬ ‫الشمولية تعنى اقتضاء الإيمان العمل في كل جوانب الحياة الروحية والمادية‪.‬‬ ‫فلا يوجد في التصور الإسلامئ نشاط إنساني لا ينطبق عليه معنى العبادة‪ .‬بل إ‬ ‫وَمًا‬ ‫غاية الوجود اللإنسانئَ في الحياة تحقيق العبودية لنه‪ ،‬لقوله سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫خلقت الجن والإنس إلآ ليَعْبْدونيه (الذاريات‪ 65)3 :‬فبهذا التصور يفهم كمال الدين‬ ‫وتتجلى روخه في حياة الأمة("'‪.‬‬ ‫فهم الصحابة دقة هذا المنهج المتكامل وجوا ثماره الطيبة المتجلية في صلاح‬ ‫أمر الدين والدنيا‪ .‬حيث علموا أن مقتضيات الإيمان تتسع لتشمل كل مجالات‬ ‫الحياةء "إن المنهج السليم لفهم صحيح للنصوص في ميدان العقيدة أن يكون نظره‬ ‫فيها‪ .‬ودراسته لمسائل الإيمان منطلقا من النظرة الشمولية‪ -‬الموضوعية والمنهجية‪-‬‬ ‫في‬ ‫وضعه‬ ‫ليقع كل عنصر من عناصر ا لايمان في مقامه الصحيح‪ .‬ويفهمه حسب‬ ‫البنية الإيمانية المتكاملةهة‪..‬‬ ‫أولآ‪ :‬تكامل البنية الإيمانية‪:‬‬ ‫يشكل الدين وحدة إيمانية متكاملة‪" .‬بدءا من رسوخ أصول العقيدة في أعماق‬ ‫القلب إلى أقل عمل يصدر من جارحة من الجوارحه“‪ 3‬أما التجزئة التي فصلت‬ ‫الاعتقاد عن العمل وحصرت معنى العبادة فى التلفظ بالشهادة أو في الطقوس‬ ‫التعبدية‪ .‬أو تبزئة الدين بالعناية بجانب على حساب جوانب أخرى‪ ...‬عوارض‬ ‫(ا) إبراهيم بيوض‪ :‬روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي‪ .‬محاضرة القاها بالملتقى‬ ‫السابع للتعرف على الفكر الإسلامي تيزي وزو‪3931 .‬ه‪3791 /‬م‪.367 /2 :‬‬ ‫الزنيدي‪ .‬مناهج العقيدة الإسلامية‪.724 :...‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ .‬سورة الفرقان‪.69 /7 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫!‪50‬‬ ‫وافدة أصابت الأمة الإسلامية بسبب التجزيء الذي تراكمت عليه في عصر‬ ‫الضعف متاثرة باسلوب العرض المذهبي للإسلام‪ ،‬وهيمنة الغزو الفكري في حياة‬ ‫المسلمين‪ .‬تم قيض النه لهذه الأمة علماء تترى يجدون لها أمر دينها ويصلون‬ ‫الانفصام الحاصل بين عقيدتها وسلوكهاء ويبيّنون أ الدين حياة‪ ،‬وأن الحياة دين‪.‬‬ ‫واهتموا بمجموعة من القضايا الأساسية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ 12‬إظهار المعاني الحقيقية للمصطلحات‪.‬‬ ‫ب تنقية التراث الإسلامئ مما علق به من آفات‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التأليف بمنهج يجمع بين العقيدة والشريعة‪.‬‬ ‫د‪ -‬محاربة الأفكار السلبية الوافدة‪.‬‬ ‫ه‪ -‬العمل على تحقيق ما يهدفون إليه عن طريق الدعوة والتعليم! ‪.‬‬ ‫من هؤلاء المجدين الشيخ إبراهيم بيوض الذي جسنّد هذه الخاصية في مواقفه‬ ‫ودروسه‪ .‬التي يبين فيها أن مقتضيات الإيمان تتسع لتشمل جميع جزئيات الحياة‪.‬‬ ‫فالإيمان ليس مجرد كلمة تقال‪ ،‬بل هو يعني التزام المؤمن بضوابط الشرع في جميع‬ ‫قلبا وقولا‬ ‫أحواله إلى الله تعالى‬ ‫كل‬ ‫متوجها بكليته في‬ ‫وأن يكون‬ ‫الأوقات‪.‬‬ ‫ليس فكرا مجردا فحسب ئ وليس‬ ‫افا لدين ليس أمرا جزئبًا ‏‪ ٠‬وكذلك‬ ‫وسلوا ‪3‬‬ ‫شعورا مجردا أو عملا مجردا‪ 5‬بل هو تعبير عن الإنسان‪.‬‬ ‫يتجلڵى مبدأ تكامل البنية الإيمانية في التناسق العقدي‪ .‬حيث يحصتن المسلم‬ ‫من التناقض بين سلوكه ومعتقده‪ ،‬ومن أسباب تثبيت هذا المبدا انتهاج أسلوب‬ ‫عنايته مؤكدا‬ ‫وقد أولى له الشيخ بيوض‬ ‫القضايا‬ ‫التفسير الموضوعي في علاج‬ ‫)‪ ) 1‬حجيبة شيدخ‪ :‬الوصل بين العقيدة والشريعة في الإسلام‪.273 :‬‬ ‫‪.7 / 21‬‬ ‫الأحزاب‪:‬‬ ‫ف رحاب القرآن‪ ،‬سورة‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.941 /21 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫حمد إقبال‪ :‬تجديد التفكر الايبي في الإسلام‪.9 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪!15‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬الشمولية‬ ‫على ضرورته ذلك لأ‪٥‬‏ إغفال هذا المنهج يوصل لإلى مثبّة النظرة التجزيئية‬ ‫القاصرة عن إدراك الصواب «فالإنسان قد يضل فيأخذ آية من القرآن مقطوعة‬ ‫والشريعة يبين‬ ‫الدين‬ ‫وكذلك‬ ‫والقرآن كل لا يتجرأ‬ ‫‏‪ ١‬لآيات ‏‪ ١‬لأخرى‪.‬‬ ‫عن‬ ‫بعضه بعضا"‪.‬‬ ‫محاور‬ ‫باتخاذ القضايا‬ ‫التفسير الموضوعي في الثقافة الإسلامية‬ ‫تعميم منهج‬ ‫للبحث يسهل فرصة للمقارنة وا لتاصيل ويسقر عن نتائج أكثر شمولية وأوفر‬ ‫حظا في إصابة الحق‪.‬‬ ‫إذا كانت الشمولية تعنى التكامل بين عناصر الإيمان كالتصديق والعمل فإنها‬ ‫تعني من العمل مفهومه الواسع الشامل للجانب العبادي والحياتي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شمودية الإيمان لحياة الانسان‪:‬‬ ‫لا يقتصر الإسلام على التصديق القلي ولا تتوقف آثاره عند الأعمال‬ ‫العبادية" بل تتعداها لتشمل كل تصرفات العبد وتحركاته في الحياة‪ ،‬ذلك لأ‬ ‫الإسلام يعتنى بكل شان من شؤون الإنسان" في العلاقة التي بينه وبين الله‬ ‫والعلاقة التى بينه وبين الناس لأنه يريد من عبده المؤمن أن يكون كاملا‬ ‫كمالأً تتحمّله طبيعة البشر‪ :‬صحيح العقيدة صالح العمل" عفة اللسان‬ ‫معتدل السلوك‪.‬‬ ‫فالإيمان الصحيح يثمر الدين الكامل المتمثل في العمل الصالح بمفهومه‬ ‫الواسع الشامل للجانب التعبدي أو المدني‪ ،‬فالاهتمام بالجانبين من شروط تحقيق‬ ‫الشهود الحضاري‪« ،‬فالإسلام يدخل في كل جزئية من جزئيات حياتنا‪ :‬في أنفسنا‬ ‫ئي بيوتنا في متاجرنا في مصانعنا في مزارعنا‪ ،‬في كل جهة توجهنا إليها في كل‬ ‫ميدان خضناه۔ فالرسول يلة يقول‪ :‬إن انه فرض فرائض فلا تضيعوها‪ ،‬وحرم‬ ‫نسخة المسودة (الرقمية)‪.‬‬ ‫الفتح‪ .‬ج ‪.9‬‬ ‫القرآن© تفسير سورة‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.404 /11 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪152‬‬ ‫المحرمات‬ ‫وهذه‬ ‫الفرائض‬ ‫‪ :1‬وهذه‬ ‫فلا تعتدوها‪'"٧‬‏‬ ‫أشياء فلا تنتهكوها۔ وحد حدودا‬ ‫وهذه الحدود دخلت في جميع الميادين؛'“‬ ‫إن الالتزام بضوابط الشرع في كل ميادين الحياة من ثمرات الإيمان الصحيح‪.‬‬ ‫كالشجرة المباركة المتميزة بالرسوخ والشموخ والأكل المتدفق في كل حين بإذن الته‬ ‫رب العالمينؤ وهو القائل‪« :‬ألْمْ هئركيف ضرب الله مَئلا كَلِمّة طيبة كشجرة‬ ‫طيبة أصلها ئابت وَفْرْغها في السماءثوتي أكلها كل جين بإذن ربها ويضرب‬ ‫الله الأمال للناس لَعَلْهُمْ تذكرون ه (إبراهيم‪ )42-52 :‬وبما ار فروع الشريعة تطال‬ ‫كل جزئيات حياة الإنسان فإن من مقتضى الإيمان الاستقامة الشاملة المستمرة مهما‬ ‫كانت الظروف فالدين هو الحياة‪ .‬بناؤه متكامل شامل لكل جوانبها لا يقبل‬ ‫التجزئة وفصل عناصره عانلهيكل الكلي والتنسيق العامإ لذلك يعد «من أكبر‬ ‫عوامل الانحراف في فهم أئ منهج أو مذهب أو موضوع أن يبدأه الدارس من‬ ‫جزئياته‪ .‬أو لا يدرس منه إلأ بعض هذه الجزئيات‪. ..‬وسبب الانحراف أنه يفصل‬ ‫هذه الجزئية عن موقعها من البناء الكلي‪ .‬وبالتالي يفقدها حيويتها‪..6‬‬ ‫قال الشيخ بمناسبة تفسير قوله تعالى‪ :‬هافلا تطع الكافرين وَجاهذهم بهجهَاذا‬ ‫كبيرا ه (الفرقان‪« )25 :‬فلا فاوض أو مهاودة أو تنازل في أصول الدين الثابتة ولا‬ ‫تقبل فيها أنصاف الحلول فليس الدين مالا أو تجارة أو مخاصمة دنيوية حتى يقع‬ ‫فيها مفاوضة ومصالحة بين طرفينه‪.'‘٢‬‏‬ ‫يبرز من هذه الفقرة البعد العقدي للمناظرة في الإسلام‪ .‬فدخول المؤمن‬ ‫المناظرة ودفاعه عن موقفه يجب أن لا يكون انتصارا لنفس أو مذهب‪ .‬إنما يكون‬ ‫( ) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين بلفظ ‪":‬إن النه حد حدودا فلا تعتدوها۔ وفرض لكم فرائض‬ ‫فلا تضيعوها‪ .‬وحرمأشياء فلا تتهكرها‪ ." ...‬الحديث‪ :‬‏‪.7١١4‬ت‪.‬ح مصطفى عبد التادر عطا‪ .‬ط ا دار‬ ‫الكتب العلمية‪ .‬بيروت‪ .‬ا ا‪4‬اه۔ ‪099‬ام‪ :‬د‪.921 /‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ .‬سورة الأحزاب‪.723 /21 :‬‬ ‫الزنيدي‪ .‬مناهج العقيدة‪.724 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ .‬سورة الفرقان‪.69 /7 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪31‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬الشمولية‬ ‫انتصارا للحق الذي أمر ادنه بالتمسك به والدعوة إليه‪ ،‬فالدين استسلام لأمر النه‬ ‫فى كلياته وجزئياته ف جميع الأوقات والأحوال‪ .‬وهو الصبغة العامة لكل جوانب‬ ‫الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية‪...‬‬ ‫نسالتًا‪ :‬لآ فصل للدين عن شؤون الحياة‪:‬‬ ‫الإيمان الصحيح الراسخ في القلب يثمر استقامة تتجلى في مختلف مجالات‬ ‫شي؛‬ ‫إذن‬ ‫الإسلام‬ ‫ه فلا يوجد في‬ ‫والسياسية‬ ‫الحياة الاجتماعية والاقتصادية‬ ‫عن‬ ‫الدين‬ ‫"فصل‬ ‫رفع شعار‬ ‫من‬ ‫بيوض‬ ‫الشيخ‬ ‫وقد خطا‬ ‫لنه! ‪2‬‬ ‫لقيصر وشيء‬ ‫فصلا‬ ‫الإسلام‬ ‫اافليس بي‬ ‫المحرفة‪.‬‬ ‫المسيحية‬ ‫إفرازات‬ ‫من‬ ‫يعتر‬ ‫الدولة" " الذي‬ ‫الدين‬ ‫أ‬ ‫شيء"" ‪ :2‬ذلك‬ ‫وينظم كل‬ ‫ميدان‬ ‫لكل‬ ‫فهو يشرع‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫للدين عن‬ ‫جزء لا يتجرأ‪ .‬فحصره على الجانب التعبدي وفصله عن شؤون الحياة نظرة‬ ‫قاصرة وتدين خالف لحقيقة الدين الشاملة‪ .‬فما الفرق بين من يستبدل‬ ‫تشريعات البشر بشرع النه في شؤون الحياة أو غيرها‪ -‬والذين اتخذوا أحبارهم‬ ‫الا له‬ ‫ورهبانهم اربابا من دون النه‪ .‬فالئه يمتص بالتشريع كما يختص بالخلق‪.‬‬ ‫تبارك الله ‪ 7‬‏‪ ٤‬الْعَالْمنَ؛ نه (الأعراف‪.)45 :‬‬ ‫الْحَلو؛ والأم‬ ‫يقتضي الإيمان المجاهدة في تعميم الشريعة في كل شؤون الحياة بإحياء‬ ‫السنة وإبطال البدعة وليقل الناس بعد ذلك ما يشاءون‪" .‬فاقم أيها المؤمن‪.‬‬ ‫و قل‬ ‫تقيمه أو باطل تتركها‬ ‫بأن هذا ‪-‬‬ ‫ولا تبال بالقادح والمادح إذا اعتقدت‬ ‫الدعوة إلى الخير بالقدوة‬ ‫المسلمين وعلماءهم واجب‬ ‫أمة‬ ‫حل الشيخ بيوض‬ ‫و"«أآن يكونوا أول البادئين‪ 6‬فيقولوا‬ ‫أو نهوا عنه‬ ‫بشىء‬ ‫إذا أمروا‬ ‫الحسنة‬ ‫لأممهم‪ :‬ها نحن أمامكم فاتبعونا؛؛‘‪.‬‬ ‫() في رحاب القرآن‪ .‬سورة الأحزاب‪.723 /21 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.21/051 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪. .‬ن‪2 :‬ا‪.733/‬‬ ‫‪(.3‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪154‬‬ ‫وإيمان الشيخ بيوض بشمولية الدين لكل ميادين الحياة دفعه ليحمضل نفسه‬ ‫مسؤولية التغيير الشامل‪ ،‬وغسل العار عن الأمة من كل نواحيهاء منطلقا من‬ ‫النهوض بقطاع التربية والتعليم وإعداد الرجال العاملين الأكفاءء حيث يقول‪ :‬الم‬ ‫يكن عملي خاصما بميدان العلم‪ ،‬ولكن يتناول جميع نواحي الأمة‪ .‬وظيفتي غسل‬ ‫العار عن الأمة‪ .‬وتطهيرها من أدناسها بشباب صالح مثقف بالثقافة‬ ‫الصحيحةه"‪ .‬وبعد طول جهاد طال محتلف مناحي الحياة آنت جهود الشيخ‬ ‫بيوض ثمرتها متمثلة ي تجسيد "المجتمع المسجدي‘“ الذي ينقاد للمسجد‬ ‫ويستجيب طواعية لتوجيهاته وتعليماته في الجوانب التعبدية والحياتية‪ .‬وكل ذلك‬ ‫من أثر كتاب النها ‪ 6‬لاقتناع الشيخ بيوض أ بركة القرآن الكبرى في التحرك به‬ ‫واتخاذه منهج الحياة‪ .‬لأنه أصل السعادة في الدارين‪.‬‬ ‫رابسقا‪ :‬المجتمع المسجد يوالعمل للدارين‪:‬‬ ‫لا يعني المجتمع المسجد حياة الرهبنة والإعراض عن العمل إذ أنه «لا‬ ‫رهبانية في الإسلام! بل المسلم يقتضي منه إيمانه أن يكون قويا في الجانب‬ ‫الروحي والمادي معما‪ ،‬مجتهدا في عمارة المسجد وعمارة الأرض «لكل نشاط‬ ‫الدنيا‬ ‫وقته‪ ،‬فعلى المسلم أن ينظم أوقاته ولا يضيع هذا ولا ذاك‪ ...‬فعمل‬ ‫والآخرة لا يتعارضان إلأ عند البلداء السخفاء فالله سبحانه وتعالى قال‪:‬‬ ‫في بيوت آن اللة أن رقع ) ويذكر فِيهَا اسمه يسبح لفهيها يالْثذو وَالآصتال‬ ‫رجال ل لهيهم تجارة ولا رتيم عن ذكر الله وققاما الصا ‪( ...‬النور‪)63-73 :‬‬ ‫ول يقل‪” :‬لآ يتاجرون لأن النه أمر بعمارة المسجد وعمارة الأرض فالانتقال‬ ‫من التجارة إلى الصلاة انتقال من عبادة إلى عبادة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‪.601 /4 :‬‬ ‫محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ 6‬ندوة الشيخ بيوض‪-‬۔ بمناسبة ختم تفسير‬ ‫(‪)2‬‬ ‫القرآن مع الإذاعة والتلفزيون الجزائرية‪.08 :‬‬ ‫(‪ )3‬إبراهيم بيوض‪ :‬المجتمع المجدي‪ :‬درس القي بمسجد القرارة يوم‪ .3791 /5 /81 :‬قرص مدمج‪.‬‬ ‫تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة‪.‬‬ ‫‪551‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬الثشمو لية‬ ‫تقتضى الشمولية اجتهاد المؤمنلإقامة الدين وعمارة الدنياء فمن غلب جانبا‬ ‫عَلى حساب الجانب الآخر فقد توازنه وكان عَلى خطر عظيم في أمر دينه ودنياه‬ ‫فمن أهم أسباب تداعي الأمم عَلى المسلمين سوء فهمهم للدين وغفلتهم عن‬ ‫شموليته لكل الميادين‪ ،‬فعمارة الأرض ليس ترفا حضاريا بل هو من مقتضيات‬ ‫"لا إله إل الله“‪.‬‬ ‫يرجع الشيخ بيوض سبب تغلب اليهود على المسلمين‪ .‬وهم أخبث خلق ال‬ ‫إلى تقصيرهم في الجانب الديني والدنيوي معًا‪ ،‬حقا إن النه ينصر مر يشَآء وَهُوَ‬ ‫يؤ الرحيمه (الروم‪« )50 :‬وهذا كله بمشيئة الله وقد نصر علينا اليهود وهم‬ ‫اخيث خلق الله وهو الذي يعلم لماذا نصرهم وعلينا أن نتساءل ونتدبر الحكمة‬ ‫ولكننا لا نستطيع أن نرة الأمر إلا إلى تقصيرنا فيي الجانب الدين والجانب‬ ‫ما استطعنا من القوة حتى القوة النووية‬ ‫الدنيوي‪ ...‬فعلينا أن نجمع بينهما ‪77‬‬ ‫مع الاعتماد على النه أولا ة وأخيرا‪.‬‬ ‫شمولية الدين تستغرق تصورات المسلمإ وقواه الروحية والمادية‪ .‬وواقعَه‬ ‫وتوقعاته‪ ،‬لأن علة وجوده تحقيق العبودية لله‪ ،‬فالدين ليس مجرد أفكار أو شعور‪.‬‬ ‫بل هو يعني التحرك به في واقع الحياة اليومية‪ ،‬فما علاقة خاصية الواقعية بفكر‬ ‫الشيخ بيوض العقدئ؟‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.52‬‬ ‫قال الشيخ هذا الكلام عام ‪ 8691‬م‪ .‬ف رحاب القرآن سورة الروم‪0 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الفصل انثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوضر !لعقدي‬ ‫!‪6‬‬ ‫المبحث التانى‬ ‫الواقعية‬ ‫الواقعية تعني الارتباط بالواقع الإنساني ي معالجة القضايا يي المنهج‬ ‫والموضوع‪ .‬بعيدا عن التجريد والافتراض‪ .‬وئعد خبرة المفكر بواقعه المعميش شرطا‬ ‫أساسيا للتاثير فيه وإحداث التغيير المنشود‪.‬‬ ‫أو‪ :‬الواقعية والحركات الإصلاحية‪:‬‬ ‫اتخذ رواد الإصلاح في العالم الإسلامي دراسة واقع مجتمعاتهم الإسلامية‬ ‫منطلقا لاقتراح مناهجهم الإصلاحية المرتكزة على جوانب معيّنة استجابة لحاجة‬ ‫واقعهم ومجتمعاتهم "ذلك ما فعل جمال الدين الأفغاني حينما طوَّف بالعالم‬ ‫الإاسلامئ يختبر علله وادواءه‪ 6‬ثم اقترح منهجه الإصلاحي السياسي‪ .‬وما فعل‬ ‫الإمام محمد عبده في درسه للعلل الاجتماعية ثم اقترح منهجه الإصلاحي‬ ‫الاجتماعي‪ .‬وما فعل الإمام حسن البنا حينما خبر دخائل المجتمع اللصري ومن‬ ‫خلاله المجتمع الإسلامي ثم اقترح منهجه الإصلاحي الشامل‪ .‬المتقوّم أساسًا‬ ‫بإصلاح عقدي ثقافى" ‪.‬‬ ‫استفاد الشيخ بيوض من تبربة هؤلاء الأعلام‪ .‬إذ كانت الواقعية حاضرة في‬ ‫مواقفه ودروسه‪ 6‬وظفها لإيصال فكرته ونباح حركته ولتحقيق التغيير المنشود‪.‬‬ ‫ذلك لآن فقه الواقع اسلوب أساسي في التغييرؤ فكان الشيخ خبيرًا بواقعه الذي‬ ‫هو ميدان إصلاحه‪ .‬وكان يرشد طلبته إلى ضرورة فهم هذا الواقع وقد أغلظ‬ ‫عَلى احدهم القول عندما آثر الاشتغال بدروسه على حضور واقعة تاريخية ي‬ ‫سوق البلدة‪ .‬فهدف الشيخ من دروس التفسير وغيرها إصلاح أوضاع الأمة‬ ‫(ا) عبد المجيد النجار‪ :‬فقه التدين فهما وتنزيل‪.531 :‬‬ ‫‪751‬‬ ‫البحث الثانى‪ :‬الواقعية‬ ‫وتغيير طباع أفرا دها۔ سالكا لتحقيق ذلك طريق الا قناع وتقريب المفاهيم من أذهان‬ ‫اللخاطبين عَلى اختلاف مستوياتهم ومداركهم‪ .‬إسقاطا للنصوص الشرعية عَلَى‬ ‫الواقع المعيشؤ وسعيا لإيجاد الحلول للقضايا الراهنة بإرجاعها إلى أصوفها الإيمانية‪.‬‬ ‫واتسم خطاب الشيخ بيوض بالواقعية من جهتين‪:‬‬ ‫ا ۔واقعيت‌ الموضوع‪:‬‬ ‫فكان يركز الكلام عَلى قضايا العقيدة التى ترتبط بها آثار عملية متعلقة بالجانب‬ ‫التعبدي أو الحياتي ويعالج من خلالها صور الفساد التى طالت مجتمعه الذي خبره‪.‬‬ ‫مستثمرا أحداث العالم وأخباره التي يسايرها وكانت لها حضور وتأثير في دروسه‪.‬‬ ‫قال الشيخ عن نفسه بمناسبة تطرّقه إلى علاج إحدى القضايا الاجتماعية‪« :‬خذوا‬ ‫ذه الحكمة من قضى نصف قرن في حل المشاكل‪.“٦6...‬‏‬ ‫وذكر الشيخ بيوض أنه عاين طقوس القبورتين‪ .‬حيث زار زاوية سيدي خالد‬ ‫ليلة ‪ 72‬رمضان ورأى فيها ما رأى من المنكرات والضلالات'‪ .‬وهذه الزيارة‬ ‫الميدانية تقوي في الشيخ عنصر الواقعية ‪ 3‬التى تعينه على حل مشكلات الحياة اليومية‪.‬‬ ‫فبقدر ما يتمكن الطبيب من تشخيص المرض ومعاينته بقدر ما يهتدي إلى وصف‬ ‫الدواء المناسبؤ والحكم عَلى الشيء فرع عن تصوّره““‪ ،‬وكثيرا ما كان يقرّر عنوان‬ ‫الرس بناء على حادثة في شؤون الشريعة أو الحياة وقعت هنا أو هنالك‘ فكان‬ ‫يستوحي درسته من الواقع قصد إصلاحه‘ ومن ذلك قوله عندما بلغه نبا إحدى‬ ‫اللشكلات‪« :‬سأاتحقق من القضية وأقرّر فيها درسا إن شاء انثمه‪.١‬‏‬ ‫يشهد التاريخ الإسلامي نماذج من الحركات الإصلاحية‪ .‬لا يتهم رواذها‬ ‫في إخلاصهم ولا بعدم انبناء حركاتهم على أصول من الحق النظري إلا أن‬ ‫‪.686 / 21‬‬ ‫الأحزاب‪:‬‬ ‫القرآن سورة‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.521 /31 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزخرف‪.294 /71 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪158‬‬ ‫قصورهم عن فهم الواقع كان سبب فشلهم في إنباز ما رغبوا فيه من إصلاح‬ ‫وتطويرا"'‪ ،‬وواقع المسلمين اليوم يشهد مشكلات عقدية كالولاء للغرب‪.‬‬ ‫والتنصير والإلحاد‪ .‬إلا أن كثيرًا من الدعاة انشغلوا عن علاجها بالاشتغال‬ ‫بالخلافات الداخلية الوهمية‪« .‬وللأسف أن كثيرا من جهودنا نهدرها في أمور‬ ‫ليست ذات اهمية بل لعل الصواب فيها مع خالفينا ونترك الأمور البالغة‬ ‫الأهمية زعما منا أنها غير موجودة‪.‬‬ ‫‪2‬واقعية المنهج‪:‬‬ ‫يحرص الشيخ بيوض على مخاطبة الناس بما يفهمون‪ ،‬كاستعمال الثلاثية‬ ‫الألسنية وتقريب الفهم بضرب الأمثلة من الحياة الواقعية‪ ،‬وتوظيف علوم العصر‬ ‫من أسرار النفس وقضايا الاجتماع واكتشافات الكون‪ ،‬بهذا المنهج الميسر عرض‬ ‫الشيخ بيوض الإيمان وأركانه‪ .‬وربط به قضايا عصره؛ وهذه نماذج من واقعية‬ ‫الشيخ بيوض تتعلق بمسائل الإيمان وقضايا المجتمع والإنسان‪:‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نماذج من واتسعيّة الشيخ بيوض‪:‬‬ ‫ا۔ العمل الصالح علامخ‌ الإيمان الصادق‪:‬‬ ‫سلك الشيخ بيوض المنهج القرآني البسط للدلالة عَلّى وجود اله ووحدانيته‪.‬‬ ‫حيث دعا إى التامل في آيات النه الكونيةؤ وبن أن الكون كله كتاب مفتوح ففي‬ ‫كل وقتا قراءئه ميسرة لكل احر للملقف والأي للموسر والمعسر‪« ...‬فكتاب‬ ‫الكون مفتوح لدى كل واحدرء وليس مغلوقا أو خزوئا‪ ،‬ولا يشترى بمال فيقول‬ ‫أح‪ :‬لا أملك ثمن هذا الكتاب أو هو نادر الوجود‪ ،‬أو هو موجود عند إنسان لا‬ ‫يريد أن يرينا إياهؤ كما أن لغه مفهومة يعقلها ك احدث فما عليك إلأ أن تفتح عين‬ ‫(‪ )1‬عبد الجيد النجار‪ :‬فقه التدين فهما وتنزيلأ‪.121 :‬‬ ‫حسن بن فرحان المالكي‪ :‬قراءة في كتب العقائد (المذهب الحنبلي نغوذجا)‪.71 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪951‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬الواقعية‬ ‫بصيرتك إذا بكل ما تراةةأو تسمعه أو تذوقه أو تشمَّه يعظك ويدلَك؛ه"‘‪.‬‬ ‫يء له آية ندل عَلى أنه واحد‬ ‫ففيش كل‬ ‫وتسكينة أبدا شاهد‪.‬‬ ‫ولله في كا تحريكة‬ ‫فالتفكر في المخلوقات يورث تعظيم خالقها في قلب المؤمن فيثمر الاستسلام‬ ‫لوجهه والانقياد لأوامره‪ ،‬وتأكيدا عَلى ضرورة المحافظة عَلَّى الإيمان ؛ ين الشيخ‬ ‫بيوض أنه يعد رأس المال الحقيقئ فكما أ الربح لا يكون إلا بعد المحافظة عَلَى‬ ‫راس المال فمن ضع رأسماله يعتبر خاسرا‪ ،‬فإن من ضبع إيمانه يعد خاسرا‬ ‫خسرائا مبيئا‪ .‬مستدلا بقوله تعالى‪ :‬والذين ءَامَنوا بالباطل وكَقروا يالله أوليك هم‬ ‫الْحَاسيرونؤه (العنكبوت‪ )25 :‬فقد وصف اله الكافرين بالخاسرين لأنهم خسروا‬ ‫راس المال‪« ،‬ورأس المال هو إيمانك الحقيقي الراسخ في القلب الذي تنبعث‬ ‫الجوارح إلى العمل يمقتضاه‪ ،‬وهذا هو الذي يحفظ لك بقاءك عَلى ما تحب وتشتهي‬ ‫مكرما في دار النعيم»“‪.‬‬ ‫والمؤمن مطالب بمحاسبة نفسه وتزكيتهاێ وصيانة إيمانه من الأوهام والشبهات؛‬ ‫لأجل تحسيس المخاطبين بضرورة هذه المراقبة الدقيقة والحرص المستمرً ضرب لهم‬ ‫الشيخ مثالا منتزعا من حياتهم اليومية فقال‪« :‬فالمرء ينشا وفيه طباع واخلاق‬ ‫كالأعشاب الضارة التي تنبت مع النبات‪ ،‬فاما المنافق فيترك نفسه على الأخلاق‬ ‫التي ألصقت به من صباه‪ ،‬خاصة إذا نشا في بيئة فاسدة‪ ،‬وأما المؤمن فإنه يصلح‬ ‫نفسه بالتهذيب وينقيها كما ينقي الفلاح فلاحته؛؛“‪.‬‬ ‫لا يعني الإيمان الإقرار بكلمة الشهادة‪ .‬إنما ذلك مجرد دعوى تصتقها الأعمال‬ ‫الصالحة فالإيمان في القلب كجذور الشجرة في باطن الأرض لقوله تعالى‪ :‬ألم‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الفرقان‪.77512 :‬‬ ‫أبو العتاهية‪ :‬الديوان‪ ،‬باب‪ :‬كلنا بائن ‪ .‬ص ‪.221‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪ )3( ,‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة العتكبوت‪.822 /9 :‬‬ ‫‪.76 /5‬‬ ‫المومنون‪:‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة‬ ‫)‪(4‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪160‬‬ ‫ئر كف ضرب الله ملا كَلِمَة طيبة كشجرة طيبة ة أصلها ثابتا وفرعها ي‬ ‫السمَآء ثوتي أكلها كا حين بإذن ربها ويضرب الله الآسَال للناس علمه‬ ‫‏‪٧‬زيراهيم‪ « )42-52 :‬وكلنا فلأحون‪ .‬نعلم اأنه بقدر ما تتمكن ا لعروق في‬ ‫تذكرون (‬ ‫الأرض بقدر ما تزداد الأغصان وتنشأ الفروع قوية‪ .‬وخز ‏‪ ٨‬وتثمر ‪....‬‬ ‫تتجلى ثمرات الإيمان في الوقوف عند حدود الله والمحافظة عَلَى الفرائض‬ ‫والمساببققةة إى الخيرات‪« 6‬فكل من يذعي الإيمان ويزعم في أي مكان وزمان أنه‬ ‫مؤمن بقلبه ولكنه لايعمل عملا صالخا فهو كتاب عند النه وعند الناس وزعمه‬ ‫الإيمان دعوى باطلة؛ ‪.‬‬ ‫فالإيمان المطلوب هو الذي يغمر القلب فتنشط الجوارح في القيام بالعمل‬ ‫الصالح" كما يأمرها بالوقوف عند حدود النه التي نهى عن تعديها وعن‬ ‫قربها‪ ...‬يتم ذلك عند المؤمن الصادق بطريقة آلية فورية من غير أن تكون أه‬ ‫الخيرة من أمره‪, .‬‬ ‫نشطت في العبادة الأعضاء‬ ‫وإذا حلت الهداية قلبا‬ ‫يبين الشيخ بيوض أن العلم اليقنو له درجة ومكانة في القلب إذا وصل إليها‬ ‫تبدا الجوارح في العمل بطريقة فورية آليّة‪ :‬ف «مثلك قد يكون أحد في الشارع‬ ‫يسير وهو مشغول البال‪ ،‬إذا به يرى عقربا أو أفعى فلشذة إيمانه الحقيقي بخطرها‬ ‫يقفز قفزة قد تؤدي به إلى السقوط في هوة فتهشم رأسه أو تنكسر رجله‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يقع كثيرا‪ ،‬وإنما يفعل هذا لأن في قلبه علما يقينيا بضرّها‪ ...‬ذلك هو العلم اليقين‬ ‫المرادف للايمانד‪.‬‬ ‫التمادي في المعاصي يكتب دعوى الإيمان‪ ،‬لأن العبد لو كان مؤمنا مصير‬ ‫مقترفر هذه المعاصي ما تمادى عليها‪ ،‬وهنا تبدو النكتة الجليلة في مقابلة الإيمان‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الأنبياء‪.91 4 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.912 ,4 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.4 /1 3 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪161‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬الواقعية‬ ‫بالشك للنَعْلّمَ ممن يومن بالآخرة مِمُن هو منها في شكه (سبا‪ 126 :‬فالعصاة إذن‬ ‫ماداموا متمادين في معاصيهم فهم في ورطة الشكؤ ويفسر هذا قول الن يلة في‬ ‫حديثه الصحيح‪« :‬لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‪ ،‬ولا يسرق السارق حين‬ ‫يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنه"'‪.‬‬ ‫وضح الشيخ بيوض ضرورة تلازم الإيمان والإيمان الصالح‪ .‬بضرب هذا المثل‬ ‫"كل إناء بما فيه يرشح" مبينا بطلان دعوى المتمادي في المعاصي طيبة قلبه‪ ،‬مؤكدا‬ ‫على أن معصية النه مؤشنَرً عن الخلل في الإيمان" لأن الإيمان الصحيح لا يثمر إلا‬ ‫الأعمال الصالحة(‪.‬‬ ‫يبتعد المؤمن عن معصية الله وينفر منها بقدر ازدياد يقينه بسوء مصيرها‪ ،‬أما‬ ‫إذا شك العبد في دلك ولَمًا يستيقن بها قلبه فسيبقى خائضًا مع الخائضين‪« ،‬كحال‬ ‫إيمان كثير من المسلمين اليوم‪ ،‬يزعمون أنهم مؤمنون ولكنهم لا يعملون عمل‬ ‫المؤمن الحق‪ .‬ففي قلوبهم شك وارتياب»“‪.‬‬ ‫بما أن أحوال المسلمين تنقلب من منشط ومكره ويسر وعسر‪ ...‬فإنه يشترط‬ ‫في إيمانهم الثبات والرسوخ ليرفع‪ :‬عَلى قواعده صرخ الشريعة كما ارتضاها الله‬ ‫تعالى‪ .‬أما الايمان الضعيف الواهمي فلا يُطمَان عَلى استقامة صاحبه‪ .‬ولتأكيد هذه‬ ‫الضرورة وتقريرها في الأذهان وظف الشيخ بيوض القانون المادي الشهور‪:‬‬ ‫"الحجر المتقلب لا يثبت عليه بنيان «هَذه قاعدة وقانون مادي‪ ،‬وَهُوقانون معنوئ‬ ‫أيضا‪ ،‬فالأساس يجب أن يكون ثابئا مرتكزا حمى يثبت عليه البنيان‪ ،‬كذلك العقيدة‬ ‫إذا تزلزلت وكان فيها شيءَ من التردد فإنه لا ييثثبت عليه بناء الإسلام" وتكون‬ ‫أعماله كلها مشكوكا فيها‪ ،‬لأنها لا تنبعث عن شيء راسخ في القلبؤ لم يؤمنبأنه‬ ‫إذا لم يصل أو إذا لم يصمأو إذا زنى وشرب الخمر فإنه يخلد في الئار‪ ،‬مثل هنا‬ ‫) ‪ (1‬تقدم تخريجه ص‪_ .201 :‬‬ ‫القرآن© صورة حمد‪.4 / 81 :‬‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة غافر‪.051 /61 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض‪:‬العقدي‬ ‫‪162‬‬ ‫سرعان ما يزل ويصعب عليه الرجوع‪ .‬أما ثابت العقيدة فإنه إذا الم بشيء‬ ‫فسرعان ما يرجع" ث‪ .‬كما قال تعالى‪ :‬فإن الذين اقوا إذا مَسُهُم طآێف من‬ ‫الشيطان ئذكُروا فإذا هم مُبْصيرونگه (الأعراف‪.)102 :‬‬ ‫وردت نصوص في الكتاب والسنة واصفة أثر كثرة المعاصي عَلَى قسوة‪.‬‬ ‫القلب© حيث لا ينفذ نور التذكير إليه بسبب الغشاوة السوداء التى غشته۔ وطاح‬ ‫عليها ب"”الران“ كما قال تعالى‪ :‬كلا بل ران عَلَّى' ويهم ما كائو‬ ‫ێكسيبُون‪ 4‬المطففين‪ )41 :‬مقل الشيخ بيوض هذه الحالة بالأمراض العضوية ‪0‬‬ ‫وحرض على التعجيل بالتوبة قبل الوصول إلى هذه الحالة[‪« :‬مثله مثل الأمراض‬ ‫البدنية" منها ما يمكن علاجه ويمكن معه الشفاء ولكن قد يشتذ المرض ويتارم‬ ‫حَئى يبلغ درجة يعجز أمامها الأطباءء ويحكمون بفساد العضو وبعدم جدوى‬ ‫المعالجة له‪ ،‬كذلك أمراض القلب أو الأمراض الروحية‪ ،‬فها حالات كحالات‬ ‫مرض البدن فيبلغ المرض بالقلب مبلغا لا ينفع معه شيء أبداه‪.٨‬‏‬ ‫لعصاة ويجئهم عَلَى‬ ‫ويقدر ما كان الشيخ بيوض يفتح باب الرجاء‬ ‫التعجيل بالتوبة فقد كان يجدر من تسول له نفسه اقتراف معصية أن يتخذ‬ ‫الأمل فايلتوبة سببا يجرَثه على ارتكابها‪ ،‬فالعبد يعتقد أن المعصية تؤدي به إلى‬ ‫نار جهنم ولكن أمله المفرط في التوبة منها هو الذي يغريه بارتكابهاء قال‬ ‫الشيخ بيوض‪« :‬يقال لهذا‪ :‬حسئا أمذذ يدذك للأفعى اعتماذا على كون الطبيب‬ ‫موجودا‪ 5‬فهل يفعل هدا عاقل؟»“‪' .‬‬ ‫‪2‬الحصانت‌الإيمانيخ‪:‬‬ ‫إذا كان تلقيح الأجسام ض الأمراض المتعددة أمسى أمرًا ضروربًا فإن ضرورة‬ ‫مصبر ضحاياها‬ ‫لكثرة أ لشبها ت وخطورة عدواها وسوء‬ ‫الحصانة ا لإيمانية أوكل‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الكهف‪.524 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.2/942 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪.‬س نو‪:‬رة سبا‪.512 /31 :‬‬ ‫‪361‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬اللواقمية‬ ‫فكثير من الناس انحرفوا عن الصراط السوي وهاموا في سبل الغواية لسبب أنه‬ ‫«ليس لهم حصانة في نفوسهم ولا في عقولحم ‏‪ ٦‬فهم كا لجسم ‏‪ ١‬مهلهل المستعدذ لتقتل‬ ‫كل الأمراض ومن أراد النه به خيرا يحصتن قلبه يالإيمان‪ ،‬وعقله بالتفكير حتى يميز‬ ‫فلا تتعلق أ لشبهات‬ ‫المعروف والمنكر‬ ‫وبن‬ ‫وبين الحق وا لباطل‬ ‫ببن أ لنفع وا لضر‬ ‫بقلبه‪ .‬وقبيح بأحد أن يكون قلبه كما قال الإمام مالك"‪« :‬لا يكن قلبك كالإسفنجة‬ ‫تتشرب الشبهات‪ ،‬وليكن كالزجاجة التى ئدفع ولا ينفذ منها إلآ النور‪.‬‬ ‫أئ فساد‬ ‫القلب هو الوازع الفعال الواقي من‬ ‫فتركيز الإيمان الصحيح في‬ ‫في العبادات والمعاملات والأخلاق‪« ،‬وإذا زال الإيمان" فئ لا يبقى حاجز يمنع‬ ‫جميع‬ ‫إذ تنه‬ ‫معصية‬ ‫وأي‬ ‫أي فاحشة وأي جريمة‬ ‫ارتكاب‬ ‫من‬ ‫الانسان‬ ‫‏‪١‬‬ ‫أمامها‪..١‬‬ ‫الأسوار‬ ‫وتكريسًا لمبدا الواقعية خصص الشيخ بيوض الطلبة الجامعتين بتذكيرهم‬ ‫بوجوب تشديد الحصانة الإيمانية حذر التأئر بالشبه الإلحادية التي يتلقونها من‬ ‫‏‪ ١‬لبحث ‏‪ ١‬لعلمي‬ ‫أساتذتهم ‪ » 0‬فحصننوا أنفسكم من ‏‪ ١‬لشبه لت تمر عليكم بدعوى‬ ‫سبب لتبرير لفجور وا لفسوق ©‪ ،‬وهد م هذاا لصرح‬ ‫عن أي‬ ‫‏‪ ١‬لوا قع حث‬ ‫وهو في‬ ‫الذي لا ينهدم‪ ،‬ولو عملت فيه معاول الدنيا كلهاه{‘‘‪.‬‬ ‫وحرصا من الشيخ عَلى تعميم هذه الحصانة حتر من مغبة الجلوس إلى‬ ‫الطلبة الذين أصابتهم عدوى الالحاد وغيرهم من دعاة السوء كما رد مفترياتهم‬ ‫ضة المجتمع الإسلامئ الأصيل بالآتي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬مالك بن أنس بن مالك الاصبحي (‪971 - 39‬ه‪597 - 217 /‬م) إمام دار المجرةس إليه تنسب‬ ‫المالكية‪ .‬مولده ووفاته في المدينة‪ .‬من أشهر تآليفه كتاب الموطا‪ .‬محمد ابو زهرة‪ :‬مالك حياته‬ ‫وعصره‪ -‬آراؤه وفقهه‪ .‬مكتبة الأنجلو المصرية ‪ -‬مطبعة الاعتماد مصر‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪ :.‬ا ‪1-38‬؛‬ ‫`‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪...752 /5 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن" سورة طه‪.563-663 /3 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحقاف‪.553-653 /81 ،‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.246 /21 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪164‬‬ ‫أ‪ -‬الاعراصه عر‪ ,‬النائضص فى آيات الل‪:٩‬‏‬ ‫من القضايا التى تصدى لها الشيخ بيوض موجة الإلحاد التي أصابت بعض‬ ‫شباب عصره خاصة فئة الطلبة الجامعيين‪ ،‬الذين تاثروا بأساتذتهم الملاحدة‪ ،‬فإلى‬ ‫جانب الدروس التى خصها لمحاربة هذه الظاهرة وتبين تهافت ها الفكر فإنه كثيرًا‬ ‫ما يسقط معاني الآيات عَلى واقعه لاستتصال هدا الداء وتحصين المعافين منه‪.‬‬ ‫ومنها قوله تعال‪ :‬وذا رايت الذين يخوضون في غيانا قاغرض عَنهُمْ حى‬ ‫يخوضوا في حريث ‪ ,‬عبرو (الأنعام‪ )86 :‬بين الشيخ أ في هذه ا لآية عبرة‪ ،‬وخاصة‬ ‫للشبابؤ إذ يتعين على من جلس إلى هما الصنف من الطلبة المتأثرين بالفكر‬ ‫الزائغ أن يتذكر هذه الآية‪« ،‬وحرام عليه أن يشاركهم في خوضهم إلا أن يكون‬ ‫مدافعا ليرة شبهّهم‪-‬إن كانت له قوّة‪ -‬أما أن يسترسل معهم ويسمع لأحاديثهم‬ ‫وكأنه يستحسنها‪ .‬أو لا يستطيع التصريح بالإنكار فحرام معليه الجلوس والآية في‬ ‫غاية الصراحة والوضوحه"“‪.‬‬ ‫كما حتر الشيخ من خطر الخلان الذين يزينون لقرنائهم معصية الله‪.‬‬ ‫وضرب مثالا واقعيا من حياته الدعوية‪ ،‬فعندما كان ينصح شخصا بالإقلاع‬ ‫عن شرب الخمر‪ ،‬صرح له أن سبب تناول الكأس الأولى هو مجالسة رفاق‬ ‫السوء والاستحياء منهم‪ .‬فشاركهم في الشراب اخا خاطرهم فحتره الشيخ‬ ‫من سوء العاقبة إن لم يبادر إلى التوبة مركزا فيه عقيدة الإيمان بالله واليوم‬ ‫الآخر‪« :‬وهل هناك من هو أعظم من النه وقد حرم الله عليك الخمر اتتجرًا‬ ‫على ربك أخذا بخاطر ممن جالسته؟ ولو كان ملكا أو رئيسا؟ وهل يعقل أن‬ ‫يفسق أحد أخذا بالخاطر؟ أو أن يسرق أو يشرب الخمر كذلك؟ فلتاخذ بخاطر‬ ‫الزبانية إذا جرّوك إلى عذاب الجحيم!" ‪.‬‬ ‫ف رحاب القرآن‪ ،‬سورة الحج‪.925 4 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الفرقان‪.601 /7 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪561‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬الواقعية‬ ‫‏‪ ١‬لشخصية ‪:‬‬ ‫الله وا حرية‬ ‫س ‪ -‬حجرور‬ ‫شكا بعض الشباب النظم الاجتماعية الملزمة للفرد في المجتمع المزابي‪ ،‬واةعوا‬ ‫أنها تتدخل في الحرية الشخصية{ فحكموا عَلى المجتمع أنه مجتمع كبت' ‪..‬‬ ‫بيّن فيها أن المؤمن‬ ‫الشيخ بيوض هذه البادرة بطريقة موضوعية واقعية‬ ‫ممارسة حريته في إطار حدود الله‪٬‬‏ حيث أصّل للنظم الاجتماعية مبينا أنما هي ‪7‬‬ ‫الك وليست مجرة تقاليد موروثة‪ .‬مؤكدا عَلى مبدل وجوب النهي عن المنكر‪« :‬فهمل‬ ‫مانلمنحرفين عن تجاوز حدود الله يُعتبر كبئا؟ وهو يقول‪ :‬تلك حُدوذ الله قلاً‬ ‫هم الظَالمُونة»‪( 4‬البقرة‪.)922 :‬‬ ‫تَعْتَذوها وَمَرم يتَعَد حدوة ة الله‪7‬‬ ‫وضرب الشيخ مثالا واقعيا لتبيين أن سبر القوانين لا يقصذ به كبت الملرمين‬ ‫به‪ ،‬بل يتوخى منه حفظ مصالحهم وتنسيق شؤون حياتهم مع الآخرين فإن «قانون‬ ‫المرور يقيد حرية السائق‪ ،‬لمنعه من التعطيل والاصطدامات وتنظيم حركة المرور©‬ ‫فهل ذلك يعتبر كبا وضغطا وظلمًا للسائقين؟!»“‪.‬‬ ‫بها بعل ما قضى‬ ‫صرح‬ ‫بما أن صاحب مقولة ‪ ,‬المجتمع ‏‪ ١‬لمزابي مجتمع كرت‬ ‫فترة في دولة "أالسويد‘“ وعاين انحلال أخلاق أهلها‪ ...‬كان من واقعية الشيخ‬ ‫بيوض تخصيص هرس عن "مجتمع لسويد“ث أورد فيه تصريحات مسؤوليها‬ ‫الشؤون‬ ‫""وزارة‬ ‫وشرح م قرار‬ ‫‪.62‬‬ ‫(يرسف‪:‬‬ ‫اهلها‬ ‫ممن‬ ‫شاهذ‬ ‫«رَشنهد‬ ‫الاجتماعية بالسويد الذي يتضمن إحصاءات غريبة عن نسبة الأمراض‬ ‫النفسية المرتفعة ونفقات الدولة الباهظة المخصصة لماء وتزايد عدد‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪ :‬المجتمع المسجديئ‪ .‬إعداد محمد ناصر بوحجام المطبعة العربية غرداية‪9891 .‬م‪. .23 :‬‬ ‫(‪ )2‬إبراهيم بيوض‪ :‬المجتمع المسجدي‪ .‬درس يوم‪ 37910 /10/6 :‬قرص مدمج‪-‬تسجيلات الحياة‬ ‫القرارة‪-‬غرداية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ 6‬درس يوم‪.791 /31/4 :‬‬ ‫تبح الشيخ‬ ‫ويلاحظ‬ ‫الحرية‪ .‬الصادرة يوم‪.31 /3 / 91 : .‬‬ ‫جريدة "” الأهرام‘‬ ‫قرا ها ‪ .‬القرار من‬ ‫(‪(4‬‬ ‫بيوض للأحداث وتوظيف أحدث المعلومات‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪166‬‬ ‫الانتحار‪ ....‬وفي الأخير توقف مليا معتبرا بالنتيجة التي أسفر عنها قرار هذه‬ ‫بل‬ ‫متوقعا‪.‬‬ ‫له{ تسعد الفرد كما كان‬ ‫الرفاهية‬ ‫وهي‪" : :‬تبين أن دولة‬ ‫الوزارة‬ ‫الرفاهيةتخلق شخصة ة منحة موضحا أن الا طلاع على هذه الفقرة‬ ‫«ضروري لأنها تفيدنا في ميدان التربية الاجتماعية والدينيةه‪.“٠‬‏‬ ‫و يبدو أن الشيخ بيوض قد أفرط في واقعيته عندما أقدم عَلى قراءة مقال '‬ ‫من "جريدة النهار‘‘ الصادرة ببيروت تحت عنوان‪"" :‬امرأة بلادي للعشق‬ ‫والوجد والجنس" ليدحض مفتريات المغرضينك ويقرر في نفوس المستمعين‬ ‫أ الحرية الشخصية التي ينشدها هؤلاء الغافلون‪ -‬ويشكون حرمانهم منها ففي‬ ‫المجتمع المزابي‪ -‬إنما هي اتباع أهوائهم وإشباع نزواتهم من غير مراعناة حدود‬ ‫الشرع الحنيف وأعراف المجتمع النظيف‪ ...‬وجوهر الحصانة الإيمانية إخلاص‬ ‫الدين لله تعالى واستحضار مراقبته ومجاهدة النفس في سبيله‪.‬‬ ‫‪ 3‬الدين الخالص‪:‬‬ ‫روح الإيمان هو إخلاص العبادة له عر وجل وتنقيتها من أدران الشرك‬ ‫مهما دقت حرص الشيخ بيوض على ترسيخ هذا المعنى في نفوس مستمعيه‬ ‫للتحصيل على الإيمان الفاعل المنجي" ودعا إلى التوجه إلى الله مباشرة‪ ،‬مغنير‬ ‫توسل بالأولياء‪ ،‬وما دام بابه دوما مفتوحًا فما الداعي إلى اتخاذ الوسائط؟‬ ‫«فتعال إلى الله مباشرة‪ .‬وهو لم يقفل بابه حتى تتخذ له وسائط أو وسيلة‪ ،‬إنما‬ ‫وسيلته هي الإيمان به والعمل الصالح بفعل ما أمرك واجتناب ما نهاك عنه‬ ‫وهذا مقتضى العقيدة الصحيحة‪.‬‬ ‫(ا) إيراهيم بيوض‪ :‬المجتمع المسجدي‪.34 :‬‬ ‫مدمج‪-‬تسجيلات الحياة؛ النسخة‬ ‫إبراهيم يرض‪ :‬المجتمع الملسجدي‪ .‬درس يوم‪ 3791 /5 / 1 :‬ت قرص‬ ‫)‪(2‬‬ ‫المطبوعة ص‪.01 :‬‬ ‫ف رحاب القرآن© صورة مريم‪.9081 ,3 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪761‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬اللواقمية‬ ‫حقيقة الإسلام أن يسلم العبد وجهه له خالصا‪ ،‬رغم إغراءات المخلوقين‬ ‫أو تهديداتهم‪ ،‬قدم الشيخ مثال لاختبار هدا الاستسلام! وهو موقف المؤمن‬ ‫حين يتعارض أمر النه مع مشتهيات نفسه أو دعوة أي خلوق آخر‪ ،‬فأي طاعة‬ ‫يقام؟ ليعرف مدى حقيقة الإسلام في نفسه‪« .‬فإذا كان النه قد أمرك بالصلاة‬ ‫وجاءك شيطان إنس وقال لك‪ :‬لا تصل] فاستمعت إليه فانت إذن لم تسلم‬ ‫وجهك لثه وهذا أمر ظاهر وإنما عليك أن تقول لكل من دعاك إلى ما يخالف‬ ‫أمر الثه‪ ،‬لا! ولا كراممةة‪ ،‬لا طاعة لمخلوق في معصية الخالى <" سواء أكاننت‬ ‫معصية فعليه أم تركيّة‪ 5‬هدا هو الإسلام وهذا هو التوجيه‪.‬‬ ‫بلوغ درجة إسلام الوجه لنه هو ثمرة مجاهدة العبد نفسه ورياضتها لتستقيم‬ ‫ون‬ ‫[‬ ‫على ‪-‬‬ ‫الله مم الْمُحْينِينه (العنكبوت‪ )96 :‬ذلك لآن طريق الإيمان محفوف بالمكاره‬ ‫وتحيط بالمؤمن فتن تبذبه إلى الطينية وتدعوه إلى سبل الهوى قهرا أو إغراء‪.‬‬ ‫يصور الشيخ بيوض هذه المجاهدة النفسية بشال حسي يعين المؤمن على‬ ‫المصابرة إلى نهاية المسار رغم طوله ووعورة مسالكه رجاء النجاة من المحذور‬ ‫ونيل المطلوب «ذلك أ المؤمن في الدنيا كمن يصعد عقبة فيها زلق‪ .‬وكل ما‬ ‫حوله يبرَه إلى الأسفل‪ .‬وما عليه إلا أن ينجوَ‪ 5‬وقد سماها الله عقبة في قوله‪:‬‬ ‫لا افتَحَهُ الْعَقَبَةه“‪ ...‬فهو تعالى يقول لنا‪ :‬استمسكوا واصبروا ولا تميلوا إلى‬ ‫الأسفل‪ .‬ولا تطلقوا انفسكم إلى المنحدر‪ ،‬وما هو إلا وقت قصير حتى تتنقسوا‬ ‫الصعداء‪ ،‬وتحمدوا اشده(“‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه أحمد في المسند‪ .131 /1 661 /5 :‬بلفظ «في معصية النها‪ ،‬قال عنه الهيثمي‪« :‬رواه أحمد بألفاظ‬ ‫والطبراني باختصار‪ ...‬ورجال أحمد رجال الصحيح" ( جمع الزوائد‪.)622 /5 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة لقمان‪.324 /1[ :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة العنكبوت‪.54 /9 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيو ضر ‪ ,‬العقدي‬ ‫‪168‬‬ ‫‪4‬۔محو رخرافت) الدبين‪:‬‬ ‫من‬ ‫قال الثيخ بيوض بمناسبة تفسير قوله تعالى‪ :‬ما جَعَل الله ‪7‬‬ ‫قلبين في جوفه (الأحزاب‪" )40 :‬ن لكم قلبا واحدا‪ 5‬فإما أن يكون مملوغا إيمائا‘‬ ‫بالثه تعالى وإما أن يكون محشوا بغيره‪ ،‬وأما أن يجتمعاء فهذا ما لا يمكنه"‪.‬‬ ‫ينبغى للمؤمن إدراك هذا المعنى ليخلص دينه لله رب العالمين" لآنه تسالى‬ ‫اغنى الشركاء عن الشرك وبين الشيخ أن دعاة الإلحاد ادركوا هذه الحقيقة‬ ‫فسحَوا الى الدعاية لتفريغ قلوب الناس من أي شكل من أشكال التدين‬ ‫صحيح كان أم باطلا ليسهل بعد ذلك إشرابها فكرهم وإخلاص ولائها‬ ‫لحاكمهم‪ .‬ى«إذ قد يكون أمره غخالمًا أو مغضبًا لآلهتهم فلا يطيغون‪ ،‬ولذلك يجب‬ ‫محو خرافة الدين من القلوب‪.‬‬ ‫فيتعيّن عَلى المؤمن إخلاص دينه لرب العالمين وعدم طاعة الكافرين‪.‬‬ ‫«فالله يريد منا أن نخلص قلوبنا له وحده‪ .‬وأن ناخذ منه الدين وحده‬ ‫فالإخلاص سر قبول الأعمال‪ ،‬والسعادة في الذارين‪.‬‬ ‫المجاهدة بالقرآن‪:‬‬ ‫ا القرآن مصدر الهداية‪ .‬فمن طلبها او تحدث عنها دون الرجوع إلَّى‬ ‫مصدرها الحصين لم يؤمن عليهالزيغ‪ .‬تعجب الشيخ ممن يتكلمون في موضوع‬ ‫القيم والأخلاق والسلوك دون استدلال بآية أو حديث فاعتبر ذلك هجرائا‬ ‫وإعراضما عن الح المبين‪ ،‬لقَمَاذا بعذ الْحَو؛ زلا الغلال فأنى‬ ‫للقرآن‬ ‫ثُصْرَفون؟ه (يرنس‪.)23 :‬‬ ‫يوصي دعاة الغواية بعدم السماع لهذا القرآن وينصحون باللغو فيه قصد‬ ‫التشويش عَلى السامع وعدم تمكينه من الإنصات‪ ،‬وقال الذين كَمَروا لا م سَنعُوا‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن؛ سورة الأحزاب‪.941 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.21/051 :‬‬ ‫‪.581‬‬ ‫‪/5‬‬ ‫ص‪:‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪961‬‬ ‫‪/.‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬الواتمية‬ ‫ئَلونه (نصلت‪ )62 :‬فالكفر ملة واحدة وإن‬ ‫لهَةا القران والا فيه ‪7‬‬ ‫اختلفت الوسائل‪« .‬وكل زمان واللغو الذي يليق به‪ ،‬ومن لغو هذا الزمان‪ :‬الجرائد‬ ‫الإباحية‪ .‬والصحف والمجلات والاذاعات والروايات والسينماءات والمسارح التي‬ ‫تشوش عَلّى الناس عقولهم وتضلهم عن سبيل الله‪.‬‬ ‫رسالة المؤمن في هدا الواقع المتعقن هي المجاهدة بالقرآن" «وَجَاممذهم به‬ ‫جهادا كَييرًاگه (الفرقان‪ )25 :‬سماه ‪" ::‬جهادا كبيرا“ لأن عملية إزالة أدران الشرك‬ ‫والإلحاد والشبهات يقتضي صبرا جميلا ونفسًا طويلا والقرآن شفاء لآأدواء‬ ‫الصدور‪ :‬يآ أيها الناس ) ةق جاءتكم موعظة مُنن ربكم وثيقا لما في الصُذور‬ ‫(يونس‪« )75 :‬وفي الإجمال‪ :‬ما من مرض في العقائد أو ‏‪١‬‬ ‫ومن‬ ‫وهذى وَرَخمَة‬ ‫الأخلاق أو الأعمال إلا وفي القرآن دواؤه وشفاؤه‪ ،‬دواء رخيصر لا ينفد ولا‬ ‫ينضب ولا يكلفنا مالا ولا ثقلا‪ .‬إلا أنه نقرأه ونتمعن فيه ونسأل أهمل الذكر إن‬ ‫كنا لا نعلمه‪.‬‬ ‫برزت واقعية الشيخ بيوض في ها الموضوع في تفعيل القرآن الهداية‬ ‫الإنسان‪ ،‬فلم يهتم الشيخ ‪-‬مثلاً بمسألة ”خلق القرآن“ التي اعتبرها فكرة‬ ‫دخيلة على الفكر الإسلام الأصيل‪ ،‬مركزا الحديث عن واقعه المعيش الذي‬ ‫يستحوذ فيه دعاة السوء عَلَى الساخة الإعلامية حيث يبون وينشرون‬ ‫ويكتبون ما يشوه صورة الحق وما يدعو إلى الباطل ويزينه؛ مؤكدا أن ففي‬ ‫القرآن شفاء لما في الصدور وقضاء عَلى كل المفاسد والشرور‪ ،‬وسعى بذلك‬ ‫إل توجيه الناس من خلق القرآن إلى خلق القرآن؛ كما ظهرت واقعية الشيخ‬ ‫في تحميل طلبته مسؤولية المجاهدة بالقرآن‪« ،‬وأنتم أيها الطلبة دعاة كلكم‬ ‫مطالبون بان تجاهدوا بالقرآن الجهاة الأكبر‪ ،‬كما قال الله لنبيه ية وقد مضى‬ ‫)‬ ‫عَلى نزول الآية ‪ 41‬قرئا‪ 5‬ولا تزال الآية حكمة ونحن مطالبون بها‪.‬‬ ‫__«‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة فصلت‪.54 1 /61 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪.531 /1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة الفرقان‪.71 7 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫!‪70‬‬ ‫‪ 6‬التأسني بثبات الرسول ثتة‪:‬‬ ‫يحتاج الداعي إلى الله إلى غدة من الصبر الجميل لأن طريقه محفوف بعقبات‬ ‫لا يستطيع تباوزهامن لم يخلص عمله له ولم يناسَ برسل اللهؤ عليهم الصلاة‬ ‫والسلام الذين لم يتركوا الدعوة لكثرة المكذبين والمعوقين وقد لاحظ الشيخ‬ ‫بيوض سام بعض دعاة عصره وعجزهم عن مواصلة جهادهم الدعوي في ختلف‬ ‫ميادين الحياة فحرّضهم عَلى الثبات إلى الممات تاسيا برسل النه عليهم الصلاة‬ ‫والسلام‪« :‬الا فلتعلم أن الرسل ل يتركوا التبليغ لحظة حتى لقوا ربهم»‪.'"١‬‏‬ ‫وقد صبر الشيخ بيوض وصابر في درب الإصلاح متأستَيًا بالئيءء للت‬ ‫وصحابته الكرام مسليًا نفسه بأنهم قد أوذوا في الله باكثر مما أوذي‪ ،‬وقال مناسبة‬ ‫تفسيره لقوله تعالى‪ :‬وقال الذين كقَروا لآ ئسْمَعُوا لها القران وَالْعوا فيه لعَلْكم‬ ‫نغلبون» (نصلت‪ )62 :‬مبيّنا أن حركته الإصلاحية قد جوبهت بهذا السلاح نفسه‪::‬‬ ‫‪ ...‬وافهموا هذه النكتة جيدا لأنها ترةدت في زماننا كثيرا وبلوناها كثيرا‪ ،‬ونحن‬ ‫لا نمثل أنفسنا بالبيء ينثلة ولكن مهما يكن فإئنا نحيي سنةالنيء ية وننصر ديه‬ ‫وننشر كتابه وندعو إلى الله‪ 6‬وما نحن إلأ حثالة بالنسبة للصحابة رضوان الله‬ ‫عليهم‪6 .‬أصحاب الصدر الأول‪ .‬ولكنا بلونا هدا في زماننا في حركة الإصلاح‬ ‫مدى خمسين عامًا كان الناس في مدى عشرات السنين ديمنعون من الاستماع‬ ‫جبرًا‪ ،‬ويقال لهم‪ :‬لا تسمعوا لفلان فإنه يسحركم بكلامه وما كلامه إلا هذر‬ ‫وباطل‪.). ..‬‬ ‫‪ 7‬أفعال العباد‪:‬‬ ‫نهج الشيخ بيوض لتبيين هدا الأصل الإيماني المسلك الواقعئ المبسط ‪ ،‬حيث‬ ‫برهن عَلّى كون الإنسان مختارًا بدليل شعور الإنسان بجريته في تصرفاته واعتزازه‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة فاطر‪.484 /31 :‬‬ ‫‪ 6‬ا‪.6 /‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صررة فصلت‪:‬‬ ‫(‪(2‬‬ ‫‪171‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬الواقعية‬ ‫بارادته‪« ،‬والإنسان من طبعه دائما يفخر ويعترً نإرادته‪ ،‬ويقول‪ :‬أنا أحب وأنا حر‬ ‫أفعل ما أريد‪ ،‬ولا يستطيع أحد أن يتسلط علي‪ .‬فالذين يزعمون بأن النه أجبرهم‬ ‫عَلى المعاصي هم كذابون لأنهم يشعرون في نفوسهم بقوة الإرادة وتمام الحرية"‬ ‫فالإنسان هو الذي يختار أحد النجدين اللذين خلقهما النه وبينهما‪ .‬ولكن عليه أن‬ ‫لا يغفل أن الدنيا دار امتحان‪ .‬فإن قدر النه عَليه ما لا تشتهيه نفسه‪ ،‬فما عليه زل أن‬ ‫يرضى بقدره‪ ،‬إنه هو العليم الحكيم العدل الذي لا يظلم الناس شيئا‪ ،‬بيّن الشيخ‬ ‫بيوض المسألة بضرب مثال واقعي مما نسمع به دائما ونزاه‪ ،‬وَهُوَ أن «يذهب أحذ‬ ‫إلى المطار ليستقلً طائرته فلا يبد مكانا ويرجع مغضبا‪ ،‬وبعد حين تسقط الطائرة‬ ‫‪.‬‬ ‫ولم أسافر فهو قبل قليل كان‬ ‫ويعوت ركابها فيقول‪ :‬الحمد له إذ ل أجد مكائا‬ ‫ساخطا مغضبًا عَلى الطائرة والموظفين ولكنه الآن فرخ مسرور بنجاتههة“‪.‬‬ ‫فلا يجوز للمؤمن أن يضجر أو يسخط القدر" بل عليه أن يحسن ظنه بالنه‬ ‫فيتخذ الأسباب المشروعة ويتوكل عَلى رب الأسباب وإذا قدر الله عَليه مصيبة‬ ‫في الأموال أو الأنفس أو الثمرات فليتذكر أن الله هو المالك الحقيقئ لكل دلك‬ ‫رنا توهَإئآ النه‬ ‫وإنما أراد أن يبتلي بها عباده فاستودعها عندهم إلى حينا‬ ‫رَاجعُونه (البقرة‪ )651 :‬فما عليه إلأ أن يرضى بما قار له عليه‪ ،‬ويصبر ويحتسب كي‬ ‫يرقى إلى اله صابرًا كما ارتقى إليه‪ -‬وقت النعمة شاكرا «فهذا ما يريده الله من‬ ‫ها الامتحان ويحبه منك لأنك بذلك تفسر هَذرو العقيدة عمليا"‪.‬‬ ‫يشا أن يهدي الناس جميعاا وهو‬ ‫أورد الشيخ بيوض شبهة القائلين بأن الله‬ ‫القائل‪ ...« :‬لو شتاء الله لَهَدَى الناس جَميعائه الرعد‪ :‬ا‪ )3‬فهو إذا يريد هداية‬ ‫يرد‬ ‫فإذا عذبهم فقد ظلمهم‪ .‬ؤ وإلا فلماذا‬ ‫أقوام ولا يريد هداية قوم آخرين‬ ‫هدايتهم؟! !‪.‬‬ ‫‪.8 /8‬‬ ‫القصص‪:‬‬ ‫القرآن© صورة‬ ‫ف رحاب‬ ‫) ‪( 1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة الأحزاب‪.6 /1 2 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.4 ,9‬‬ ‫العنكبوت‪:‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪172‬‬ ‫مشيئ ةه الله‬ ‫وهو‪ -‬أ‬ ‫جوابه بسيط للغايةث‬ ‫ولكن‬ ‫المشكل يبلو كبيرا‬ ‫بان‬ ‫ثنمم أجاب‬ ‫اقتضت أن يترك الإنسان خيرا ولا يجبر عَلى الهداية جبرا‪ ،‬لأن الإنسان لو جبر‬ ‫كان له فضل في استقامته‪ ،‬ولما استحق‬ ‫عَلَى الهداية ه رح من سبل الغواية جبرا‬ ‫منها‪:‬‬ ‫فهم ‏‪ ١‬لقضية‪.‬‬ ‫أمثلة واةوعي ةه لتبسيط‬ ‫أجرا ‘ ‪ :‬م ضرب‬ ‫عَلَى ذلك‬ ‫أ‪-‬السجين الذي منعته القيود من ظام الناس أو السرقة‪ .. .‬لا يجازى عَلَى‬ ‫عدم تعديته على الغير‪ 5‬لأنه مقيد‪.‬‬ ‫ب وإذا أجبر احد بقوةالسلاح على إخراج شيء من ماله أو ; ت‪ -‬كما‬ ‫يقع كثيرًا في الدنيا‪ -‬فهل يعد هدا كريما يستحق مدحا وثناء؟ كلاه"'‪.‬‬ ‫نرايا الواقعية‬ ‫خاصية الواقعية تمكن المتلقي من استيعاب معاني العقيدة الإسلامية‬ ‫‪ .‬واكتساب آثارها العملية} فيتجاوز بذلك مرتبة رسم حدودها وصياغة الردود‬ ‫فيها‪ ...‬ومن المؤلفات المندرجة ضمن هذا المنحى كتاب”عقيدة المسلم" للشيخ‬ ‫محمد الغزالي‪ ،‬الذي علق عَلّى نتائج واقعينه أحد الدارسين قائلا‪« :‬نتيجة لهذه‬ ‫الواقعيةالثقافية‪ ،‬لا تبرزالعقيدة في الكتاب ‪-‬لقارئه من خلاله۔‪-‬عناصر محذدة‬ ‫واضحة الأبعاد‪ ،‬رغمأنه عالج عامة مسائلها‪ .‬ولكن تداخلات المعالجة الواقعية‬ ‫كانت تطغى أحيائا‪ .‬وهذا يغةي القارئ بالعقيدة مشاعرَ فياضة وإن لم تتحد في‬ ‫فكره عَلَى شكل أنساق علميةا“‪.‬‬ ‫لا تتعارض الواقعية وتحديد العقيدة في الذهن عَلَى شكل أنساق علمية‪ .‬إنما‬ ‫غرض المؤلف من التأليف هو الذي يحد خطة عمله‘ فلم يكن غرض الشيخ‬ ‫الغزالي من التأليف إعداد كتاب مدرسي أو مقرّر للطلبة‪ ،‬بل كان غرضه إصلاح‬ ‫صور الفساد الواقعة في محيطه‪ ،‬مثل قضايا الفلسفة والإلحاد وسوء فهم أصل‬ ‫ف رحاب القرآن© سورة سبا‪.92 / 31 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬عبد الرحمن الزنيدي‪ :‬مناهج العقيدة الإسلامية‪781 :‬‬ ‫‪371‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬اللواقتعمية‬ ‫القضاء والقدر أو بالتوسل بأصحاب القبور‪ .‬لذلك قصد إلى تقديم الشحنة‬ ‫الإيمانية لتغيير الطباع من غير اهتمام بالنسق المتعارف عليه في ترتيب المسائل‬ ‫العقدية‪ .‬وهذا هو منهج الشيخ بيوض فهو لم يؤلف كتابا في العقيدة ولكنه اهتم‬ ‫بإسقاط الآيات المراد تفسيرها عَلى أرض الواقع‪ ،‬وبربط القضايا الواقعية باصوفها‬ ‫الإيمانية‪ .‬مراعيا في ذلك مقتضى الخحال‪ ،‬ومستثمرًا ما أنتجه العقل الإنساني من‬ ‫علوم وفنون" وكان للنظرة المقاصدية دور كبير في انتهاج هذا المنحى‪ ،‬وهذا ما‬ ‫سيفصنله المبحث القادم‪. .‬‬ ‫© زن‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‪:‬‬ ‫‪174‬‬ ‫الميحث التالث‬ ‫النظرة المقاصدي‬ ‫المقاصد هي الغاياذات والحكم من تشريع الباري الحكيم‪ .‬فالدين ينبني على‬ ‫مقاصد تنتظم جميع أحكامه وإرشاداته ‪ 1‬ولا يشرع الله إلآ ما فيه مصلحة العباد في‬ ‫في مقصل شرعي حققه القيام‬ ‫المعاش والمعاد «فالأمر بفعل شيء ما إنما هو نص‬ ‫بذلك الفعله! ‪ ،‬فإذا استحضر العالم مقاصد الدين العامئة} وهو يتناول الدراسة‬ ‫قضاياه الأصولية أو الفرعية‪ .‬تخطى الرؤية الجزئية للنصوص من جانبؤ والرؤية‬ ‫شما ملة للنصوص‬ ‫رؤية‬ ‫وتبا وزهما إل‬ ‫آ خر‪.‬‬ ‫جانب‬ ‫‏‪ ١‬لحزئية لقضار يا ا مجتمع من‬ ‫مسائل الاعتقاد‬ ‫الشيخ بيوض‬ ‫ولقضايا المجتمع الواقع ةة أو المتوقعة‪ .‬وهكذا عرض‬ ‫النقاط الآتبييةه‪.:‬‬ ‫خلال‬ ‫من‬ ‫وسيتضح ذلك‬ ‫أولآ‪ :‬الهدف الإصلاحى‪:‬‬ ‫خلق النه الإنسان وجعله في الأرض خليفة‪ ،‬ومما يقتضيه هذا الاستخلاف‬ ‫ف‬ ‫الإنسان إلأ على الطرييققةة التى يرتضيها مستخلفه ‪ ،‬فحريهة الإنسان‬ ‫عدم تصرف‬ ‫الأرض منضبطة بالحدود التى وضعها المالك الحقيقئ‪ .‬ا وقد أرصى ‏‪ ١‬لإنسان ف‬ ‫عقابه إن‬ ‫مواضع عديدة من كتابه بالتزام الوقوف عند هذه الحدود وينذره جلول‬ ‫تحباوزهاة‪ 8‬ومن ذلك قوله‪ :‬لتلك حدود الله قلا تَْتَدوهمائه (البقرة‪ ©)922 :‬وقوله‪:‬‬ ‫وم ينص اللة وَرَسُوله وتعد حدوده نخلة نارا خالدا فيها وله عداب‬ ‫(‪ )1‬عبد المجيد النجار‪ :‬فقه التدين فهما وتنزيلاً‪.501 :‬‬ ‫(‪ )2‬عبد المجيد النجار‪ :‬خلافة الإنسان بين الوحي والعقل ط ا‪ .‬دار الغرب الإسلامي‬ ‫‪7‬هھ ‪7891 /‬م‪.38 :‬‬ ‫مقفسداتهاك ط‪ 5‬‏‪٠‬‬ ‫العقيدة الاسلامية أركانها ‪ -‬حقائقها ‪-‬‬ ‫مصطفى سعيد الخن و محي الدين ديب مستو‪:‬‬ ‫) ‪(3‬‬ ‫دار ابن كثير‪ .‬دمشق‪ -‬بيروت‪7241 .‬ه‪7002 /‬م‪ .‬ص‪.705 :‬‬ ‫‪571‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫مهين؛ النساء‪ )41 :‬فلا يستحق اسم "خليفة الثه“ إلا من عرف النه رب العالمين‬ ‫وقد‬ ‫واسلم له وجهه‪ .‬والتزم حدوده في محراب الصلاة وفي محراب الحياةا‪.‬؛‬ ‫شترط الله الإيمان والعمل الصالح ‪-‬بمفهومه الواسع‪ -‬لإنجاز وعده الاستخلاف‬ ‫‪ ,‬الأرض والتمكين للدين حيث يقول‪ :‬وَعَد اللة الذين ءَامَنوا ينكم وَعَملوا‬ ‫الصالحات لَيَسْتَخْلفتَهُمْ في الأزض كَُمَا استخلف الذين من قبلهم ليمكن ‪7‬‬ ‫دينهم الذي ارتضتى' لَهُمْ ويلهم م "بعد خوفهم (أما يَعْبْدوئني لا ينئركون بي‬ ‫شيئا وَمَن كفر بعد ذلك قولتك هم الايقونه (النور‪.)55 :‬‬ ‫يقصد الشيخ ببوض من الدرس العقدي صلاح الأعمال وتحقيق الاستقامة‬ ‫التي تعة ثمرة الإيمان الصحيح ويتجنب المشاحَة في الألفاظ‪ -‬ولو خالف مشهور‬ ‫مذهبه الإباضي ما لم يؤد ذلك إلى محذور مخالفة النصوص القطعية والمقاصد‬ ‫العامة للدين ‪.‬‬ ‫|‬ ‫عندما يعرض الشيخ بيوض مسألة الإيمان وعلاقته بالعمل ‪ -‬مثلأً‪ -‬لا يركز‬ ‫على نقطة اقتضاء العطف بينهما للغايرة أو عدمَها‪ ،‬بل يركز على ضرورة تلازمهما و‬ ‫عدم جدوى أحدهما دون الآخرا“‪ 5‬وذهب إلى أبعد من ذلك" حيث صرح بعدم‬ ‫أهمية معرفة دخول العمل في مفهوم الإيمان أو عدم الدخول لأنه يرى أ‪٥‬‏ المقصد هو‬ ‫العمل بمقتضى الإيمان‪ ،‬حيث يقول‪« :‬اما مفهوم كلمة ""إيمان“‪ ،‬هل يدخل فيه‬ ‫العمل الصالح أم لا؟ فهذا لا يهم ولو كان محل نزاع‪ ...‬وإئما الذي يضو والذي‬ ‫لا يجوز أبدا‪ ،‬ويعتبر مروقا من الملة والشريعة‪ ،‬أن يعتقد أحد أنه يجازى على عقيدة‬ ‫قلبه‪ ،‬وإن لم يعمل العمل الصالح الذي يجب عليه شرعا‪ .‬هذا الذي يخالف ما في‬ ‫القرآن‪ ،‬من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬وخالف لكل ما ورد في الحديث»“‪.‬‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪ :‬المجتمع المسجد‪ :‬درس يوم‪ 37910 /5 /81 :‬قرص مدمجؤ تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ .‬سورة الكهمف‪653 /2‬؛ الفرقان‪69 /7 :‬؛ الأحزاب ‪132 /21‬؛ الشورى‪/71 :‬‬ ‫‪.9-072‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.001 /4 :‬‬ ‫ء‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪176‬‬ ‫يركز الشيخ بيوض عنايته ‪ -‬في عرض العقيدة ‪ -‬على المسائل التي تتجلى‬ ‫آثارها في الصلاح والاستقامة! ودعاه هدفه الإصلاحي إلى عدم التقيد بما انضاف‬ ‫إلى التعريفات من قيود‪ .‬فلم يؤلف الشيخ كتابا في العقيدة‪ ،‬لترتيب مسائلها وضبط‬ ‫تحديداتها وصناعة الردود على المخالفين فيها‪ ،‬إنما كان هدفه الإصلاح الشامل‬ ‫توسل إلى تحقيقه بتفعيل العقيدة وتحريك الإيمان في القلوبؤ ليقينه با ذلك أحسن‬ ‫طريقة لتخطي العقبات الكؤود‪ ،‬وتحطيم الحواجز الوهمية التي كان للتراث العقدئ‬ ‫دور كبير في نصبها‪ ،‬فحالت بين العبد وبين بلوغ العديد من مقاصد الدين منها‬ ‫"الوحدة الإسلامية“‪ ،‬وسنتعرّف في الفقرة الآنية على جهود الشيخ بيوض في‬ ‫شانيًا‪ :‬أساليب تحقيق الوحدة الإسلامية مخنلال الدرس التقدى‪:‬‬ ‫تحقيق مقصد الوحدة الإسلامية من أهم أهداف الشيخ بتوض من حركته‬ ‫الإصلاحية‪ .‬دعا إليها ي دروسه وجسدها في مواقفه‪ ،‬فهو يعتقد بوجوب و‬ ‫الأمة امتثال لقوله تعالى‪ :‬إن هذه أُمُنْكُم أمة واحدة وآنا ربكم فاغبْذ‬ ‫‪:‬‬ ‫(الأنيياء‪ )29 :‬فما دام الله متفرذا بالربوبيّة والألوهيّة فينبغي ألا يكون في ا "‬ ‫أمة واحدة تدين لنه بالخضوع الذلة"‪ .‬وكان الشيخ يحرص «على توحيد الصف‬ ‫حرصه على توحيد الرب فقد كان يرى أن من مكملات إيمان العبد بل من‬ ‫مقوماته‪ ،‬لم الشعث ورابَ الصدع وتأليف العناصر ووقفته التاريخية المشهورة في‬ ‫سبيل وحدة الشمال والجنوب في الظرف العصيب أعظم شاهد“‪.‬‬ ‫لا يكفي الأمة أن تتحد من أجل قضاء مصالحها المادية الآنية فحسب© بل‬ ‫يجب أن تؤستس وحدتها عَلّى أصول الدين الثابتة‪« .‬ولا شيء موحد وموحًة إلأ‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الأنبياء‪.202 /4 :‬‬ ‫محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ ،‬كلمة الشيخ حو بن عمر فخار في تأبين‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الشيخ بيوض‪.821 :‬‬ ‫‪771‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫دين النه الواحد‪ ،‬فهو الواحد ودينه الواحد يجمع المسلمين الذين يتبعون هذه‬ ‫الفطرةء ويقيمون وجوههم للدين حنيقا"“‪.‬‬ ‫عقيدة الإسلام سبب قوي لتحقيق الوحدة الصادقة بين جميع أتباعهاء وإذا‬ ‫حدثت عداوة بينهم باسم الدين ‪-‬كما هو واقع المسلمين‪ -‬فعلتها راجعة ا‬ ‫المسلمين لسبب سوء فهمهم الدين‪ ،‬وليس إلى العقيدة من حيث إنها عقيدة‪ ،‬فدور‬ ‫العلماء المجددين إعادة تقديم العقيدة وتقريرها عَلَّى ركيزتي العلم والإخلاص‬ ‫لتصنع ‪-‬بإذن انثهح ما صنعته في فجر هذه الأمة المجيد من الفيض الإيماني وتأليف‬ ‫القلوب والحركة الإيجابية في الحياة والسمو في تحقيق التدين لله‪.‬‬ ‫ليس العيب أن يختلف المسلمون في الرأي‪ ،‬إنما العيب فيما يتولد منه من عناد‬ ‫وأحقاد‪« ،‬إذا نشب خلاف عَلّى مسألة ما بين علماء خلصين فإن ها الخلاف لن‬ ‫يطول أجله‪ ،‬وإذا قدر له أن يطول فلن يترك في النفوس حقدا‪ ،‬ولا في الصفوف‬ ‫صدعا‪ ،‬وإذا حدث من دلك شيء فلا بد أن يكون لأسباب مصطنعة بعيدة عن‬ ‫دائرة العلم‪ 3‬أو عن دائرة الإخلاص أو عن كلتيهما جميعًا‪.‬‬ ‫إن سعة العلم تلد رحابة الأفق‪ ،‬وإن حسن النية يلد رحابة الصدر© وإن‬ ‫الايمان المحض يلد الحفاظ الدقيق عَلى وحدة الأمة‪ ،‬فأنى يتسرب الشقاق إلى دين‬ ‫يقوم عَلى هذه الحقائق ؟! ‪7‬‬ ‫فاحة التي ينبغي أن تسود أفراد الأمة الإسلامية قاطبة حبة فريدة من نوعها‪.‬‬ ‫فليس هو حبا متكلمًا ولا مصلحيًا إنما هو نابع من القلب العامر بالإيمان‬ ‫«ولنفهم‬ ‫الصادق© غامر لكل من تجمعهم العروة الوثقى كلمة "لا إله إلا ‪1‬‬ ‫جيدا ولندرك تمام الإدراك فلسفة الحب في الله والبغض في الله فالمؤمن أخو‬ ‫لمؤمن في أي زمان وأي مكان يدعو بعضهم لبعض وقد علمنا الله أن ندعو‬ ‫الأنبياء ‪.2 /4 :‬‬ ‫صورة‬ ‫القرآن‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫) ‪(1‬‬ ‫)‪ (2‬محمد الغزالي" عقيدة المسلم‪.861 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪178‬‬ ‫لمن قبلنا في قوله‪« :‬ربنا اغنير لنا وَلإخوانتا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في‬ ‫قلوبنا غلا للذي ءامَتوامه الحشر‪.'"01 :‬‬ ‫مهما اختلف المسلمون في الأمور الظنية فعلى كل منهم أن يعرف للآخر حق‬ ‫الإسلام فاللخالف في الرأي والاجتهاد مهما اشتط في راي لا يبلغ درجة المنافقين‬ ‫الذين كان رسول اله تقيلة يعاملهم بالحسنى ويضمن لهم حقوقهم الدنيوية‪.‬‬ ‫يضع الشيخ بيوض مقصد "الوحدة الإسلامية“ نصب عينيه وهو يدرس‬ ‫تضايا العقيدة} مؤمنا بكون الوحدة الصادقة من ثمرات التوحيد الخالص‪ ،‬ويتضح‬ ‫ذلك من خلال الآتي‪:‬‬ ‫ا۔ الكف عن القول بغير علم‪:‬‬ ‫توقف الشيخ بيوض عن الخوض في المسائل الجزئية التي لم يرد فيها دليل‬ ‫تطلعي‪ .‬معتقدا ان البحث فيها لا يخرج بتيجة ييتنيطةمئن إليها النفس‪ .‬بل يفتح‬ ‫الباب واسعا للقول بالرأي في ما لا يدرك إلأ بالورحيغ فينتجمالبحث عن اختلاف‬ ‫في الرؤى© ينتهي إلى التنازع والخلاف اعتبارًا لكون موضوع الجدال مسألة اعتقاد‬ ‫ومن المسائل التي توقف الشيخ بيوض عن الخوض فيها معرفة حقيقة كلام الل‬ ‫حيث فوّض فيه الأمر إلى الله تعالى‪ ،‬وانتقد الخائضين فيه بقوله‪« :‬فانتم الذين خضتم‬ ‫وقتل بعضكم بعضنا من أجله‪7 .‬‬ ‫في الكلام وتنازعتم فيه‪ .‬وكفر بعضكم بعضنا(‬ ‫ومن تفريعات هذه القضية التي توقف الشيخ بيوض عن الخوض في تفاصيلها‬ ‫البحث عن كيفية‬ ‫مسألة كلا م الله عر وجل موسى عليه السلا م ‪ .‬حيث رفض‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة مريم‪.891-991 /3 :‬‬ ‫(‪ )2‬القاضي عبد الجبار‪ :‬المجموع في المحيط بالتكليف‪ ،‬تصحيح الأب جين يوسف هوبن يسوعي‪ .‬المطبعة‬ ‫الكاثوليكية‪ .‬بيروت‪ .‬لبنان‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪.543 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة القصص‪ .063 /8 :‬ولأبي الحسن الأشعري رةجميل على الذين يدينون بتكفير‬ ‫المخالف في هذه المسألة‪( .‬أبو الحسن الأشعري‪ :‬رسالة في استحسان الخوض في علم الكلام" مطبوعة‬ ‫ملحقة بكتابه ” اللمع"‪.) 59-79 :‬‬ ‫‪971‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية )‬ ‫سماعه ولغته وجهته‪ ...‬معللا أ البحث في مثل هذه القضايا اتباغ للظن‪ ،‬وسبب‬ ‫لتشتيت وحدة المسلمين‪ ،‬معتبرا بمحنة الإمام أحمد رحمه الله «وكل هدا دخول فيما‬ ‫لا يعنى‪ .‬بل لا تحترس أن نقول‪ :‬إنه دخول فيما لا يجوز فمن أين أن نعرف؟‬ ‫"فالعجز عن إدراكه إدراك والخوض في إدراكه إشراك“‪ ،‬وخاصة في مسالة‬ ‫الكلام التي طال فيها الجدال عَلى أيدي أناس دخلوا الإسلام لإفساد الإسلام‬ ‫وخلقوا الفتنة التي ابتلي بها كثير من الناس في زمان مضى كما ابتلئَ البلا الكبير‬ ‫التقي الورغ المتمسك بالسنة الإمام احمد بن حنبل" رحمه الله فموقف الشيخ‬ ‫بيوض هو النهي عن الخوض في كلام اللف والاكتفاء بالتصديق والتسليم‪ .‬لأن‬ ‫الخوض في مثل هدا مما هو خارج عن نطاق العقل البشري لا يورث إلا الحيرة‬ ‫والفرقة «والله ما كان ينبغي ذلك الجدل ويب أن يطوى ولا يذكر لأنه ما‬ ‫شنت المسلمين إلأ هول“‪` .‬‬ ‫‪ 2‬الاجتهاد والاعتراف باجتهاد الآخر‪.‬‬ ‫عَلى المسلم أن يبحث عن أسرار ‏‪ ١‬لتعبير ‏‪ ١‬لقرآنئ ويستنبط الأحكا م وا ليكم‪.‬‬ ‫أح إلى معنى أو حكمة فلا يجوز الاعتقاد آن لا معنى وراء ذلك؛ّ ‪.‬‬ ‫"وإذا انتهى ا‬ ‫(‪ )1‬احمد بن حمد بن حنبل‪ ،‬أبو عبد النه‪ 6‬الشيباني (‪142 - 461‬ه‪558 - 087 /‬م) إمام المذهب الحنبلي‬ ‫ولد ببغداد‪ ،‬ونشا منكبا على طلب العلم‪ ،‬وسافر في سبيله اسفارا كبيرة شرقا وغربا‪ ،‬وني يامه دعا‬ ‫المأمون إلى القول بخلق القرآن ومات قبل أن يناظر ابن حنبل© وتولى المعتصم فسجن ابن حنبل ثمانية‬ ‫وعشرين شهرا لامتناعه عن القول بخلق القرآن وأطلق سنة ‪022‬ه‪ .‬من أشهر مصنفاته المسند‬ ‫يحتوي على ثلاثين آلف حديث‪ ،‬ومما صنف في سيرته ”"مناقب الامام أحمد'‘ ' لابن الجوزي‪ ،‬و"ابن‬ ‫حنبل“ للاستاذ محمد ابي زهرة‪ .‬الأصبهاني‪ :‬حلية الأولياء‪ .161-332 :‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪.302 /1 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة القصص‪.953 /8 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪.‬ن‪ :‬سورة مريم‪042 /3 :‬؛ طه‪:042 /4 :‬؛ القصص‪.953 /8 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.063 /8 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة مريم‪.22 /3 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫!‪80‬‬ ‫‪ 3‬التأويل وعدم‌القطع بخطا المخالف‪:‬‬ ‫للعلماء حق البحث والاجتهاد في فهم مراد اثه من كلامه‪ ،‬ويرى الشيخ‬ ‫بيوض أنه لا حرج في اختلافهم في التاويل ومحاولة الفهم بشرطين‪:‬‬ ‫اولآ‪ :‬ان لا يؤدي التاويل إلى تجسيم الله تعالى‪.‬‬ ‫ثانيا‪« :‬ان لا يعتمد عَلّى قول من الأقوال‪ ،‬ويعتقد اعتقادا راسحًا أن هذا هو‬ ‫لمحقَ‪ 5‬وغيره هو الباطلة فما انتهى إليه المجتهد من تاويل أمر ظنَ؟‪ ،‬يحتمل أن‬ ‫يكون خلاف مراد النه فمن الحق الإنصاف وعدم تخطئة المجتهد المخالف في‬ ‫المسالةؤ ولهذا المنهج أبعاة منها غلق باب عريض للفتن والنزاعات‘ ذلك أن قطع‬ ‫عذر المخالف فيما يجوز فيه الاختلاف يعد نواة الخلاف المذهئ‪ ،‬والسبب الرئيس‬ ‫‪.‬‬ ‫لتشتيت المسلمين‪.‬‬ ‫‪4‬۔ لازم المذهب ليس بمذهب‪:‬‬ ‫من أكبر أسباب الخلاف الذمي الزام المخالف في الرأي بما لا يقر به ولا‬ ‫يدين‪ ،‬والمنصف الجانب هذا الإلزام يسهم في القضاء عَلى شقة الخلاف ويدعو‬ ‫إلى الانتلافں ومن ذلك منهج الشيخ بيوض حيث يعتبر إلزام الأطراف الأخرى‬ ‫ظلمَا‪ ،‬ومن ذلك قوله بعد تقرير موقف مذهبه الإباضي في مسالة "الاستواء على‬ ‫العرش“‪« :‬أما غيرهم‪ ...‬فنحن لا نضللهم ولا نتهمهم أبدا بأنهم مشبهة‪ ،‬فهذا‬ ‫ظلم‪ ،‬هذا وإننا لم ئر عالما عمنلماء أهل السنةء أو من انشق منهم‪-‬كالأشاعرة‪ -‬لا‬ ‫ينه النه تعالى عن الأقطار والجهات‪ ،‬وعن الحدية والتصوير والاستقرار في مكان‬ ‫وهذا المصرح به في كتبهم فهم ينزهون الخالق تنزيها عجيبا ويفوّضون الأمر‬ ‫إليه في هذه الأمور الغيبية‪ .‬وهذا هو الواجب“‪.‬‬ ‫‪.7 / 21‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة السجدة‪:‬‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫) ‪1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.33 /21 :‬‬ ‫‪181‬‬ ‫للبحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫سه مزايا هذا الشرج‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الاطلاع عَلى أقوال علماء المذاهب في مظانها مباشرة‪ ،‬وليس بواسطة‬ ‫كتب مخالفيهم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقديم التصريح على الإلزام بما لم يصرح به‪.‬‬ ‫ولو اتبع كتاب المقالات وغيرهم من الدارسين للمذاهب والفرق هذا المنهج‬ ‫لانسّت كثير من أبواب الفتن والخلافات الوهمية‪.‬‬ ‫‪5‬ك۔القيام الجماعي بشراتع الدين‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أن من أهم أسباب جمع شمل المسلمين وتوطيد روابطهم‬ ‫قيامهم الجماعي بشرائع الدين‪ ،‬كصلاة الجماعة والحج والصوم‪ ،‬واصطلح عليها‬ ‫بأأفتنة التشريع ‪ .‬التى يبتلى بها صدق الإيمان‪« ،‬فلو فرضنا أن الإيمان هو مجرد‬ ‫جماعة‬ ‫فقط من غير تشريع مطلقا فلايمكن أن تكون‬ ‫قول "لا ‪ .‬إلا اله‬ ‫مسلمة‪ 6" ...‬فوحدة المسلمين وتناصرهم وتماونهم تتجلى عند القيام بشرائع‬ ‫الدين‪ ،‬ومراعاة لهذا المقصد حرَّض الشيخ بيوض المسلمين عَلى أداء صلاة الجماعة‬ ‫في مساجد النه بصرف النظر عن مذهب القائمين بشؤونها‪.‬‬ ‫وفي مسألة الصوم والإفطار ‪-‬مثلاً‪ -‬اعتبر مبدأ الوحدة الإسلامية فافتى بجواز‬ ‫"الصوم والإفطار بالحساب الفلكي تأكيدا لاتحاد الأمة‪ .‬ودفعًا للتفرّق والشقاق‬ ‫الذي كان يحدث في رمضان والأعياد بالاختلاف في إثبات رؤيةةالحلال‪ .‬كما‬ ‫أصدر مجلس ُ "عمي سعيد‘“ الهيئة الدينية العليا لإباضية الجزائر‪-‬في فترة رئاسة‬ ‫الشيخ بيوض فتوى العمل بنداء السلطان بالصوم والإفطار‪.‬‬ ‫وتندرج ضمن هذه الأبعاد فتواه بوجوب صلاة الجمعة‪ ،‬وإقامتها ‪-‬بالفعل۔‪-‬‬ ‫في وادي مزاب بعد أن ئركت لعهود طويلة استنادا إلى نتوى عدم استيفاء‬ ‫العنكبوت ‪.5 /9 :‬‬ ‫القرآن ‏‪ ٠‬سورة‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫) ‪( 1‬‬ ‫(‪ )2‬عمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‪.57 /5 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪182‬‬ ‫شروطهاء فراى الشيخ بيوض أن استصدار فتوى في الموضوع وتبيينها للناس من‬ ‫اوكد الواجبات عليه أمام الله وأمام التاريه"'‪.‬‬ ‫أفتى الشيخ بوجوب صلاة الجمعة وشرع في إقامتها بمسجد القرارة يوم الفاتح‬ ‫من محرم عام‪1931‬هجريً الموافق ليوم ‪ 72‬فيفري ‪1791‬ميلاديا‪ 6‬كما أفتى‬ ‫للإباضية المنتشرين في المدن الجزائرية أن يؤةوها في المساجد الجامعة ‪ -‬لا في‬ ‫مصلياتهم الخاصة ‪ -‬اقتداء بسنة النيء يلة مع صحابته من سكان الأحياء المجاورة‬ ‫للمدينة المنورة‪ .‬وحرصا منه على كسر الحواجز الوهمية التي يفرضها التعصب‬ ‫المذهئ والتنافر بين أبناء الأمة الواحدة‪ ،‬حيث يقول‪« :‬فلنطرح عن أنفسنا‬ ‫الوساوس فإن المسلمين اليوم في أمس الحاجة إلى ما يوحد صفوفهم ويجمع‬ ‫شتاتهم‪ .‬والمساجد كلها لله وهي أشرف مكان يلتقي فيه المسلمون عَلَى عحبّة الله‬ ‫ورسوله وأخوة الدين والإيمان‪ .‬هدا هاولقول الفصل فِي هذه القضية‪ ،‬حمى‬ ‫تكونوا مطمئينه“‪.‬‬ ‫لاقت هذه الفتوى تباوبا حسئا من قتل علماء الجزائر منهم الشيخ احمد حماني‬ ‫الذي اعتبرها خطوة شجاعة في درب الاستجابة لدعوة الله؛ حيث يقول عنه‪« :‬فلو‬ ‫ل تكن لهذا الرجل إلأ منقبتان لكفاه أن نشهد له بالخير ونزكيه‪ : :‬يوم قال لفرنسا التى‬ ‫أرادت أن تفصل الصحراء عانلجزائر‪" :‬لاء الصحراء قطعة من الجزائر وسكان‬ ‫الصحراء جزء من سكان الجزائر“‪ ،‬والثاني هو إحياء صلاة الجمعة‪ ،‬لتكون صلاة‬ ‫الجمعة قائمة في مزاب كما تقام في كل القطر‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬إبراهيم بيوض" حديث الشيخ الإمام في صلاة الجمعة وما لها من الأحكام الحلقة الثانية‪ .‬إعداد‬ ‫وتنسيق الشيخ محمد إبراهيم سعيد (كعباش)‪ ،‬مطبعة النخلة بوزريعة۔ الجزائر‪ ،‬نشر جمعية‬ ‫النهضة‪ -‬العطف‪-‬۔ غرداية‪( .‬د‪ .‬ت‪ .‬ن)‪ .‬ص‪.80 :‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.74 :‬‬ ‫)‪ (3‬م‪ .‬ن‪.25 :‬‬ ‫(‪ )4‬محمد صالح ناصر‪ :‬في رحاب القرآن (المهرجان والتابين)‪ 6‬كلمة الشيخ احمد حماني في تابين الشيخ‬ ‫بيوض‪.901 :‬‬ ‫‪381‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫شرح فتح الباري في المسجد‪:‬‬ ‫تباوز الشيخ بيوض مرحلة الخطاب النظري في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية‬ ‫وسعى إلى تجسيدها من خلال مواقفه الميدانية ومشاريعه الإصلاحية ومن ذلك‬ ‫تدريسه بمعهده كتبا لعلماء من خارج المذهب الإباضي" منها رسالة التوحيد“‬ ‫للشيخ محمد عبده"‪ ،‬واهتداؤه إلى تدريس كتاب فتح الباري شرح صحيح‬ ‫البخاري في المسجد لمختلف طبقات المجتمع‪ ،‬ودام تدريسه خمسة عشر عامًاء من‬ ‫سنة ‪0531‬ه‪ [ 139 /‬م إلى سنة ‪4631‬ه‪[ 549 /‬م؛ وذلك بعد تدريس مسند‬ ‫الإمام الربيع بن حبيب وكل ذلك موازاة مع تفسير القرآن الكريم الذي أعطى له‬ ‫حياته كلها‪.‬‬ ‫لقد درس الشيخ ""فتح الباري““ في المسجد «حتى يقضي عَلى بعض الأفكار‬ ‫والمواقف الجامدة المتعصبة‪ .‬وليكسر الحواجز الوهمية التي تقف دون وحدة المسمين‬ ‫وتعاونهم من اجل الصالح العام وقد لاقى الشيخ إبراهيم بيوض في شق طريقه‬ ‫الإصلاح هذاؤ معارضة شديدة إلى حد اتهامه بالمروق من الدين‪...‬ه“‪.‬‬ ‫م يكن تدريس ها الكتاب دورة في روايته فنحسب© بل انصب فيه جهد‬ ‫الشيخ خدمة للهدف الإصلاحي‪ .‬فجاءت دروسه حيوية هادفة‪ ،‬يهدي أمته درب‬ ‫الوسطية ويرقى بها إلى رحابة المعرفة والتعاون العام‪ .‬ولعل من بواكير هذه‬ ‫الخاصية في منهج الشبخ بيوض إعداد أجيال من الطلبة الفاعلين أمثال الأستاذ‬ ‫علئ يحيى امعمّ ة الذي دعا إلى تحقيق الوحدة ‪.‬الإسلامية بانتهاج الثلاثيةالعلمية‬ ‫(‪ )1‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة الجزائر‪.03 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬محمد صالح ناصر‪ :‬الشيخ إيراهيم بن عمر بيوض مصلحًا وزعيمًا‪.02 :‬‬ ‫)‪ (3‬الشيخ علي يحيى معمر ( ‪7331‬ه‪9191 /‬م ‪0041 -‬ه‪0891 /‬م) ولد بمدينة نالوت بليبيا‪ ،‬تقلى العلم‬ ‫‪ 7391‬م غادر تونس ميمّما وجهه شطر معهد‬ ‫بمسقط رأسها ثم في جزيرة جربةة وجامع الزيتونة ‪ 6‬وفي سنة‬ ‫الحياة بالقرارة بوادني مزاب في الجزائر‪ 6‬وبه حط الترحال في طلب العلم‪ ،‬وأقام سبع سنوات‪ ،‬تتملذ‬ ‫خلاها على مشايخ منهم ‪ :‬الشيخ زبراهيم بيوض الشيخ شريفي سعيدا آنس منه أساتذته الكفاية العلمية‪،‬‬ ‫فاسندوا إليه مهمةالتدريس بالمعهد فكان طالبا ومدرسا في آن واحدا وفي القرارة برزنشاطه في التوجيه‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪184‬‬ ‫العملية‪ :‬المعرفة ‪ -‬التعارف ‪ -‬الاعتراف“؛ والشيخ حمو فخار الذي يرى أن أولى‬ ‫الخطوات العملية لتحقيق الوحدة أن ئأاوي مدرسة واحدة أبناء البلدة جميعا ليشبوا‬ ‫متعارفين متآلفين ويعملوا في المستقبل متساندين متآزرين‪ ،‬واعتبر التعدد المذهبي‬ ‫حاجزا وهميّا دون تحقيق الوحدة‪ ،‬حيث يقول‪« :‬الأجل هذا الوهم تخالفنا معشر‬ ‫المسلمين؟ ام لأجل ابن إباض ومالك تشاققنا؟ وأي غضاضة في أن يكون قوم من‬ ‫أتباع هذا وقوم من أتباع ذالد؟ ‪.".‬‬ ‫ثالتًا‪ :‬ضبط مسائل الاعتقاد‪:‬‬ ‫توسعت مسائل العقيدة وتضحّمت‪ ،‬وتجاوزت ما كان معروفا عند نزول قول‬ ‫لله تعالى‪ :‬فالتؤع أكملت لكم دينكم وَاثمَمْت عليكم عمتي وَرَضبيت لكم الامنلام‬ ‫ديئامه (ااددة‪ )30 :‬وكان الصراع المذهيئ والسياسي سببا رئيسا في استحداث مسائل‬ ‫واعتبارها من العقائد الأساسية‪« ،‬فقد كانت معظم العقائد المدونة في كتب العقائد‬ ‫تعبر عن مراحل تاريخية من مراحل الصراع السياسي والمذهئ فحسب‪.‬‬ ‫من خصائص المنهج العقدي عند الشيخ بيوض ضبط مسائل الاعتقاد التي‬ ‫يتعين على المؤمن أن يعتقدها ويكون له موقف ثابت فيهاك حيث أخرج من مسائل‬ ‫والإرشاد‪ .‬كان ينشر مقالاته الدينية والأدبية والاجتماعية والتاريخية بمختلف الجرائد وامجلأت‪ 6‬من أهم‬ ‫كتبه‪« :‬الإباضية ني موكب التاريخ"‪ .‬في أربع حلقات؛ الإباضية بين الفرق الإسلامية'‪ ،‬طبع عدة مرًات؛‬ ‫اسمر أسرة مسلمة'‪ ،‬تح محمد موسى باباعمي‪( .‬علي يحمى معمر‪ :‬الإباضية دراسة مركزة ني اصوفهم‬ ‫وتاريخهمإ مقدمة الدكتور حمد ناصر بوحجام‪61-33 ،‬؛ محمد ناصر بوحجام‪ :‬الشيخ علي يحيى معمر‬ ‫والدعوة إلى وحدة المسلمين؛ ‪ -‬قاسم الشيخ بالحاج‪ :‬الشيخ علي معمر‪ .‬اضواء عن شخصيته وفكره‪.‬‬ ‫ط اا المطبعة العربية غردايةؤ نشر جمعية التراث‪ ،‬القرارة‪4241 .‬ه_‪3002 /‬م‪ .‬جمعية التراث‪ :‬معجم‬ ‫اعلام الإباضية‪.)916-326 /3 .‬‬ ‫حمو بن عمر فخار‪ :‬كان حديئا حسئا‪ ،‬تقديم د‪ .‬محمد صالح ناصر نشر جمعية التراث القرارة‪ -‬الجزائر‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ذو القعدة ‪0241‬ه‪ /‬فيفري ‪0002‬م‪.13-23 :‬‬ ‫(‪ )2‬حسن بن فرحان المالكي‪ :‬قراءة في كتب العقائد (اللذهب الحنبلي نموذجًا)‪.22 :‬‬ ‫‪581‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫الاعتقاد ما ليس منها‪ ،‬مما حفلت به كتب العقائد‪ ،‬نسعى إى حصر هذه المسائل‬ ‫في القضايا الإيمانية التي تسند إلى أدلة قطعيّة الدلالة والثبوت من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫نبمناسبة حديثه عن قضية ة المفاضلة بين الملائكة وبن يى آدم ‪-‬مثلاً‪ -‬قال‪« :‬ولا يمكن أن‬ ‫لا إذا كان هنالك دليل عن الئىء نين أو عن الله تعال في‬ ‫يعتقد في شيء من هذا‬ ‫كتاب ولا دليل قاطع؛ ‪ 1‬ونقيس على ذلك جميع الآثار والروايات مهما اشتهرت‬ ‫ما لم تبلغ درجة القطع من حيث الثبوت والدلالة فهي لا ترة من أجل انعدام هذا‬ ‫الشرط ولكن لا ترقى إلى درجة الاعتقادؤ ‪.‬وقد اشتهرت هذه الروايات‪ ،‬ولا يضيرنا‬ ‫نحن أن تكون أو لا تكون؛ لأنها ليست مسألة عقديّة“‪.‬‬ ‫لا يلزم المؤمن باعتقاد د راي معين في مسألة ‪-‬تعدم الدليل القاطع ‪ -‬وتخطئة‬ ‫تبغ درج ةة القطع قابلة للنقد والرة‪ ،‬فيقرر‬ ‫من اعتقد رأيا سواه لأن الأدلة التى‬ ‫الشيخ أن «المسألة ليست مسألة اعتقاد‪ & .‬ومن ذلك قوله في ما روري عن مقدار‬ ‫عذاب أبي طالب في الناز‪ 5‬فبعد أن ذكر جهود أبي طالب في الدفاع عن الدعوة‬ ‫الإسلامية في مهدها‪ ،‬وذكر الرواية الى تنص على أنه أقل أهل النار عذاباچ وهو‬ ‫نه «يقف في ضحضاح من النار يغلي بها دماغه ابد الآبدين"“‪ 0‬قال‪« :‬هذا ما ورد‬ ‫والعلم عند اللف وليس هذا بالعقيدة التى يجب أن نعتقدهاء ونما الذي نعتقشده أ‬ ‫أصحاب النار هم دركات وعذابهم متفاورت‪ ،‬كما أن اصحاب الجَئة درجات‬ ‫ونعيمهم متفاوت؛ ‪.3‬‬ ‫ولهذا المنهج أبعاد منها‪:‬‬ ‫‪.8-94 / 1‬‬ ‫القرآن سورة الإسراء‪:‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الدخان‪.21 /81 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪.‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.94 /1 :‬‬ ‫(‪ )4‬عَن أيي سعيد ‪ ,‬الحذرئ ننه أنه سمع ماليي تقيلة وَذكِرَ عنده عَمُ فقال‪« :‬لعَلّة ئنقعْه شفاعتي يواملقيامة‬ ‫منه؛ ِمَاغها‪ .‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب المناقب© باب‬ ‫كَعْبَنه‪7‬‬ ‫فجل في ضتحضاح ‪ 7‬النار غ‬ ‫صةابي طالب" حديث رقم ‪.9041 /3 .2763‬‬ ‫(‪ )5‬في رحاب القرآن" سورة الأحقاف‪.623-723 /81 .‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪186‬‬ ‫‪ - 1‬بناء الاعتقاد على أصل يقيني حذر أن يعتقد في شيء أنه مراد الله وَهُو‬ ‫في الحقيقة غير ذيك‪.‬‬ ‫‪ -2‬المحافظة عَلى الوحدة الإسلاميةث وذلك بتضييق مجال الاختلاف وسد‬ ‫أبواب الخلاف ذلك أن إدراج قول ضمن "مسائل الاعتقاد‘“ يقتضي إخراج‬ ‫المخالف فيها من الدين‪ ،‬كقضية المفاضلة بين الملائكة ويني آدم التي قال الشيخ عن‬ ‫المختلفين فيها‪« :‬ومن الغريب أنهم كفروا بعضهم ولعن بعضهم بعضًاء والمسألة‬ ‫ليست مسألة اعتقاده"‪.‬‬ ‫إذ مسلسل الإضافات إلى العقيدة فرق المسلمين‪ ،‬ذلك أن المؤلفين في‬ ‫العقائد ‏‪ ١‬أدخلوا في العقيدة أمورا أخرى ووسّعوا جانب العقيدة مع تشدد‬ ‫المنتظر والمسح على‬ ‫والمهدي‬ ‫والدجال‬ ‫مباحث الصحابة‬ ‫فأادخلوا‬ ‫على المخالفين‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫واصبح المخالف في‬ ‫ذلك‪...‬‬ ‫الخفين والجهر بالبسملة ‪7‬‬ ‫مبتدعغا عندهما‪.‬‬ ‫وقد صرح الشيخ بهذا البعد العقدي في مناقشته "القول بخلق حواء من‬ ‫ضلع آدم“ مؤكدا عَلى أنها مسالة ظنية لا ترقى إلى اليقين والاعتقاد كمسألة‬ ‫خلق آدم من ترابؤ التي صرحت بها النصوص القرآنية‪ .‬وفني الأخير ذكر‬ ‫الشيخ سبب تاكيده على أن هذا القول ليس من مسائل الاعتقاد‪ ...« :‬هذا ما‬ ‫يجب أن نقوله حتى لا يعتمد أحد عَلّى بعض الروايات ‪-‬وإن اشتهرت۔‪-‬‬ ‫ويعتقدها حتى ينكر من خالفها أو قال بغيرها‪ ،‬والخطر كل الخطر إذا وصل‬ ‫إلى حذ التكفير والتفسيق والتضليل!»“‪.‬‬ ‫‪ -3‬توفير الجهد للأيمة وسائر أفراد الأمة للبناء الفكري والحضاري بدل‬ ‫استنزافها في قضايا مفتعلة ومعارك كلامية نحن في غئَى عنها كمسالة ”خلق‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الإسراء‪.94 /1 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫حسن بن فرحان المالكي‪ :‬قراءة ف كتب العقائد (النهبي الحنبلي تموذجا)‪.7 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ف رحاب القرآن© سورة ص‪.122 /5 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪781‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫القرآن““ التى يرى الشيخ أنها فتنة أوقدها بعض من دخل اللإسلام مكرًا به وإيقاعَا‬ ‫يين أهله"‪.‬‬ ‫لم يتعرض الشيخ بيوض للمسألة بمناسبة تفسيره للآية التي يستدل بها‬ ‫القائلون بخلق القرآن“‪ ،‬وهي قوله تعالى‪ :‬وما ياتيهم مُن ذكر من الرحمن‬ ‫محدث إلا كائوأ عَنْة مُعْرضِين (الشعراء‪ )50 :‬بل اشتغل بالمطلوث وَهُوَ تبيين‬ ‫الكم في قوله‪ :‬ث حهد&ه ومنها‪« :‬أن هدا ليس هو الذي نزل بالأمس إنما هو‬ ‫شيء آخر وآية أخرى فاستمعوا إليها حَمَّى وإن كان الموضوع واحذا‪ ،‬لكن‬ ‫بأسلوب مغاير معجز‪.. ..‬لث إلآ ان الشيخ توقف عند هذه المسألة بمناسبة تفسيره‬ ‫قوله تعالى‪ :‬فإنا جعلاه قرانا عربا للكم حْقِلُونگه (الزخرف‪ )30 :‬مشيرا إلى أن‬ ‫القضية أثارت فتنة « باينلمسلمين منذ القديم‪ .‬وبين أن مراد القائلين بخلق القرآن‬ ‫هو هذا الكلام المكتوب في الصحف المقروء باللسان‪ ،‬وليس مرادهم الكلام‬ ‫الذاتي الذي هو من صفات اله الذاتية القديمة“‪ ،‬وبين ‪ -‬من خلال تحديد محل‬ ‫النزاع ‪ -‬أن الاختلاف لا يعدو كوئه لفظيا‪« :‬وَإلة في الحقيقة لو عاد المسلمون‬ ‫بعضهم إلى بعض لَوّجدوا الخلاف لفظيًاء فالقائل بأن القرآن خلوق لا ينير‬ ‫الكلام الذات والقائل بالكلام الذاتي لا يزعم أن هذه الألفاظ قديمة‪.‬‬ ‫أكد الشيخ في ختام تناوله المسالة على الكف عن إثارتها لعدم جدواها‪:‬‬ ‫«وهذه مسألة ماتت ويجب أن تبقى في بطون الكتب© ومسائل الخلاف يجب‬ ‫التغاضي عنها لآئة لا فائدة في إثارتها×‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة العنكبوت‪902 /9 :‬؛ الفتاوى‪.22 /1 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫)‪ (2‬السالمي‪ ،‬مشارق‪8 /2 :‬ك؛ الخليلي‪ ،‬الحق الدامغ‪ .‬مطابع النهضة‪ ،‬مسقط عمان‪9041 .‬ه‪.171 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن سورة الشعراء‪.003 /7 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزخرف‪.224-324 /71 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزخرف‪.324 /71 :‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪188‬‬ ‫راب ‪ :‬التركيز عنى مسائل الأعتقاد ‪:‬‬ ‫إ الغاية من البحث تحد طبيعة الوسائل الموصلة إليها‪ ،‬وقد تبين لنا أن من‬ ‫ألى مقاصد الشيخ بيوض تحقيق الوحدة الإسلامية‪ ،‬لذلك لم يول اهتمامه بمسائل‬ ‫الخلاف وصناعة الردود بل ركز جهوده عَلى استخلاص العبرة وكثيرًا ما يطرح‬ ‫تساؤلات واحتمالات ويعقب قائلا‪« :‬كل ها لا يعنينا إنما يعنى الشيخ بالمسائل‬ ‫الت يتعين على المؤمن أن يعتقدها ويكون له موقف ثابت فيها‪ ،‬دون الاشتغال‬ ‫بسواها من القضايا المحشورة في كتب العقائد‪ 5‬لأن البحث فيها لا يثمر إلا حيرة‬ ‫وفرقة‪ .‬فحين حديثه عن نار جهنم‪-‬مثلاً‪--‬تساءل عن المسافة التي تفصل بين‬ ‫الأشقياء وجهنم حَئى يسمعوا زفيرها وشهيقها فاجاب‪ :‬إل أن هدا لا شأن يتعلق‬ ‫بهؤ ولا نحن مضطرَون إليه لفهم مع ناىلآية أو استخلاص العبرة منها‪.‬‬ ‫وعند وصف اصطراخ المجرمين في النار وهم يسألون ربهم أن يخرجهم منها‬ ‫ليعملوا صالخماء تساءل عن المدة التى تفصل بين سؤالهم وجواب اله لهم‪ ،‬وأورد‬ ‫قول بعض العلماء ولكن لم يتبناه لمخالفة شرطه‪ .‬ثمقال‪« :‬أمَا طول هذه المدة فلم‬ ‫يصح فيها شيء عن النه تك ولا عن النيء لة فلا نقطع بشيء ولا نعلم مقدارها‬ ‫آهي بعد ساعة أو بعد يوم أو بعد عام أو بعد ألف عام أو مليون سنة أو أكثر من‬ ‫هَا‪ 6‬لا ندري۔ إنما يعنينا جواب الله تعالى‪ :‬أولم زعمركم ا تذكر فيهممن ئذكُر‬ ‫وَجَآءكُم النذير قوموا فَمَا للظالمين ين مصير (ناطر‪.73)»2 :‬‬ ‫ومن المسائل التي اعتبر الشيخ البحث فيها فضولاً السؤال عن كيفية وحي اله‬ ‫إلى أم موسى عليه السلام‪ .‬هل أراها النه دلك في المنام أم جاءها مَلَّك فكلمها‪ ،‬وهل‬ ‫هو جبريل أو غيره؟ «وأرى أن ها فضولا ولا ينبغي الدخول فيه )‪,‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.955 /3 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.732 /2 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فاطر‪.815 /31 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.562 /8 :‬‬ ‫‪981‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬النظرة المقاصدية‬ ‫‪ -‬وكذلك مسألة التفاضل بين الملاتكة‪« ،‬ولا ندخل في ها التفضيل بينهم‬ ‫لا ما ثبت من قرآن أو خبر صحيخ عن التيءيتيةه(""‪.‬‬ ‫‪ -‬والبحث عن كيفية تشكل الملائكة والجنَ‪ ،‬فنعتقد أ الله أعطى لما قدرة‬ ‫عَلّى التشكل أما السؤال عن تفاصيل دلك قدلا طائل تحتها مطلقما‪ ،‬وليس لنا فيها‬ ‫حظ من النظر‪ ،‬فلا يضيع أحدنا وقته فيها سىء وهي ليست كالحجكم التي نبحث‬ ‫فيها للاطلاع عليها‪.‬‬ ‫‪ -‬وكذا مسالة‪ .‬البحث عن اسم مؤمن آفلرعون" الذي قال عنه الشيخ؛ «ولو‬ ‫علم الله تعالى فائدة فذيكر اسمه الشخصي لذكره‪ ،‬ولك النه تعالى لم يخبرنا به‬ ‫وقال رَجُل مُومينمن ال فرعون وكل بحث في اسمه ليس لة‬ ‫واكتفى بقوله‪:‬‬ ‫‪ .‬ذلك أن القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب تاريخ‬ ‫‪7‬‬ ‫وقصص فلا يَرَى فائدة في ذكر الأسماء‪.‬‬ ‫كما توقف الشيخ عن اعتقاد ما ورد من أخبار في تفاصيل وصف المدرش‪،‬‬ ‫الكثير الذي ورد في ها خبز يقين يعتممدد عليه‪...‬‬ ‫شنيء‬ ‫لم‬ ‫اليس‬‫بقلال‪« :‬ف‬ ‫ولندع هذا إلى الله وإنما الذي نتيقنه أن وصف العرش بالعظيم‪. ..‬نؤمن بأن‬ ‫العرش خلة موجوةًوأن النه تعالى جعل له حملة وحملته من خيار خلقه‪'‘_6‬؛ ؛ فإن‬ ‫البحث عن التفاصيل التى سكتت عنها النصوص الصحيحة يشتت فكر الدارس‬ ‫ويحجبه عن إدراك مرادها والاعتبار بها‪.‬‬ ‫وبما أن أمور الغيب لا تؤخة إلأ من القرآن أو السنة الصحيحة‪ ،‬فإن منهج‬ ‫الشيخ يعتبر السؤال عما ليس فيه دليل قطعي تكلمًا وفضولاش فداب عَلَّى توجيه‬ ‫سائليه إلى الاهتمام بما يثمر البحث فيه إيمانا وعملا للمعاش والمعاد ومن دلك‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الصافات‪.775 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة مريم‪.95 /3 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة غافر‪.921 /61 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.61/72-82 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪190‬‬ ‫توجيه أحد سائليه عن مسائله التى تعدم الدليل القاطع‪ « :‬فجوابنا عن سؤالك هدا‬ ‫هو‪" :‬النه اعلم“‪ ...‬والاشتغال بغير هذا من المهمات الدينية والدنيوية أولى‬ ‫واحرى‪ .‬لأن البحث فيما سألت عنه لا ياتي بنتيجة مطلقا مهما طال وامتد فلا‬ ‫يعدو أن يكون تضييعًا للعمر فيما لا فائدة فيه‪.‬‬ ‫وبالمقابل فإن الشيخ يركز الكلام في قضايا الإيمان التي يجب على المؤمن‬ ‫اعتقادها‪ ،‬ويطيل الحديث فيها قصد التذكير والإقناع‪ .‬خاصة في القضايا التي أحس‬ ‫فيها من خاطبيه الشك تائرًا بالأفكار الوافدة‪ .‬وقد يصرح الشيخ بهذه الطريقة‪.‬‬ ‫ومن ذلك قوله بعد طول بيان في موضوع تزيين سوء العمل للإنسان‪« :‬وهكذا‬ ‫إنما أطلت في هذا البيان لنحْذرَ من طبقة الملاحدة وطبقة الشباب المنحرفين الذين‬ ‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا بإنكار الألوهية وإنكار البعث‪ ،‬وبالسخرية من شعائر‬ ‫الدين ومن المتمسكين بها‪ ،‬ويظنون أنفسهم العقلاء وغيرهم الجهلة المغفلين" إذ‬ ‫يؤمنون بما لا يرون‪ ،‬ويصدقون بما لا حقيقة له‪ ،‬على أن النه تعال وصف المؤمنين‬ ‫أل ما وصفهم بقوله‪« :‬آلين يُويئون بالقب «ابترة‪ .2 :‬وكان الشيخ يح‪3‬ر‬ ‫من البحث عن الكيفية في الشؤون الخاصة للذات الإلهية لأنها مضيعة للوقت‬ ‫ومظنة للشك واللزيغ‪ ،‬ويؤكد على ضرورة الإيمان إيمائا غيبيا‪.‬‬ ‫هذه إحدى خصائص المنهج العقدي عند الشيخ بيوض المتمثلة في النظرة‬ ‫المقاصدية التي أبرزنا بعض ملامحها‪ ،‬وسيتناول المبحث المقبل خاصية أخرى تتعلق‬ ‫باستقلاليته الفكرية‪ .‬وتتجلى في تحرره من التعصب المذهي‪.‬‬ ‫)‪ ) 1‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪.07 /1 :‬‬ ‫ف رحاب القرآن‪ ،‬صورة حمد‪.184 /81 .‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪191‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬التحرر من التعصب المذهبي‬ ‫المبحث الرابع‬ ‫التحرر من التعصب الماذهبى‬ ‫الفترا ت من تاريخهم‬ ‫يشهد وا قع المسلمين قديما وحديئا خلافات تتازّم ف بعض‬ ‫فتسفر عن حروب كلامية أو دموية‪ ...‬يعد التعصب المذهئَ إحدى الأسباب الرئيسة‬ ‫ويرى الشيخ بيوض أن المشكلة ليست ف تعاد المذاهب إنما هي ف‬ ‫هذه الأزمات‬ ‫التعصب للمذهب© ذلك أن التعصب المذهي بدعة ظهرت في أتباع المذاهب‬ ‫الإسلامية‪ ،‬أما الأيمة فقد كان الواحد منهم يقول‪""« :‬إذا صح الحديث فهو مذهي“‪.‬‬ ‫أو ""إذا صح الحديث فاضربوا بكلامي عرض الحائط “‪.“.‬‬ ‫إن المتفخّص لتراث الشيخ بيوض العقدي يلحظ فيه ترفعا عن التعصب‬ ‫مذهبه الإباضي من حيث هو مذهبه‪ ،‬وأنه كان يدعو إلى الحق من حيث هو حق‬ ‫لقوة حجته‪ ،‬وبيان ذلك‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬نبذ التتليد ‪:‬‬ ‫تبرز خاصية نبذ التقليد في منهج الشيخ بيوض من خلال دروسه ومواقفه‬ ‫بل كان ينهى طلبته ومحبيه أن ينصروه تقليدا‪ ،‬يرشدهم إلى الروية وتحكيم العقل‬ ‫لقبول القضايا أو رةها عن قناعة ولو تعلق الأمر بشخصها ومن دلك قوله‪:‬‬ ‫إخواني وأبنائي لا أرضى ممن يكون معي أو ينصرني تقليدا‪ 5‬أريد أن يزن الناس‬ ‫كلامي بميزان العقل الصحيح الخالي من الأغراض فإذا اقتنعوا بالحق أخذوه‬ ‫وحمدوا اله عليه وإن وجدوه باطلاً ضربوا به غرض الحائط؛‪.‬‬ ‫(‪ )1‬إيراهيم بيوض‪ :‬روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي محاضرة ألقاها بالملتقى‬ ‫‪.08 /2‬‬ ‫‪ 393‬اه‪ 3791 /‬م‪:‬‬ ‫السابع للتعرف على الفكر الاسلامي‪ .‬تيري وزو‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬خطبة الشيخ بيوض في غرداية شهر سبتمبر ‪9491‬م ر‪ .‬محمد علي محمد علي دبوز‪ :‬اعلام الإصلاح‬ ‫في الجزائر‪.78 /4 :‬‬ ‫ع‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪192‬‬ ‫فكان الشيخ ينبذ التقليد في خطاباته وسلوكه‪ ،‬ففي درس التفسير ‪-‬مثلا‪-‬۔‬ ‫الذي يعده بالرجوع إلى مصادر متنوعة‪ ،‬تبرز شخصيته ي طريقة التحليل‬ ‫والنقد والعرض ‪« ...‬فلم يكن ها التفسير صدى لأي فكرة سابقة أو مذهب‬ ‫معتن‪ ،‬بل كان فيه المفسر حر الفكر منطلق الرأي لا ينتهي إلا إى ما يطمئن‬ ‫إليه عقله وضميره‪.‬‬ ‫م تكن حال الشيخ مع قومه بدا من حال الدعاة المجددين مع أقوامهم‪.‬‬ ‫لأن من طبع البشر أن يتهێبوا من الفكر الجديد ويتمسكوا بالمالوف التليد‬ ‫بحجة أنهم وجدوا عليه الآباء والأجداد‪ ،‬ويجد الداعية صعوبة في الإقناع‬ ‫بوجوب اتباع الحق المؤيد بالحجة والبرهان قال الشيخ بيوض‪« :‬ليس لك أث ‪.‬‬ ‫تقول‪ :‬أوائلنا أو آباؤناك ونما ليس لك إلا حُجّة عقلة تقولها إذا قلت أو حجة‬ ‫نقية عن المعصوم أما كلمة‪ :‬إنا وَجن ءَابآءنا على" أمةه‪ 5‬فقد نعى الثه تعالى‬ ‫عليها في‪.‬كتابه في آيات كثيرة لها حجة الضالين المتمسكين بعاداتهم‬ ‫وتقاليدهم" ومنالعجيب أن يتمسك بها بعض من يزعم الإسلام والتمسك‬ ‫‏‪ .٠‬بالأين‪ .‬فإذا ذعمي إلى ترك يذعة يقول‪ :‬إئا وجدنا آباءنا؛ أما لو قلت‪ :‬هذا كلام‬ ‫الله‪ ،‬أو سئةرسول الله ية أو ما أجمعت عليه الأمة‪ ،‬فعلى الراس والعين `‬ ‫‪:‬‬ ‫ا قولك‪ :‬إئا وجدنا آباءنا‪ 5‬فهدا باطله‪.‬‬ ‫ضرب الشيخ بيوض مثالا لتوضيح قيمةالحجة وتهافت الاذعاء والتقليد‬ ‫فقال‪« :‬وإذا مئلنا المناظرة ميزان ذي دفتين‪ .‬فضع الحجة ف دفةوالاذعاء في‪ .‬الكئّة‬ ‫الأخرى فانظر أهما يغلبؤ إله قيمة لقولك‪« :‬إئا وجدنا آباءنا»‪ .‬إ ينسف نسقاك‬ ‫مسؤولا عنهم© هذا ما يب أن تفهمروه‬ ‫أما أبوك وجذك فقد لاقوا ربهم‪. .‬‬ ‫إن الاعتماد على هذه المقولة مصيبة عظمى‪ ،‬ولقد عائينا منها كثيرا أذكر من نصف ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مسعود فلوسي‪ :‬الإمام الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وتفسيره "في رحاب القرآن“‪ .‬أعمال الملتقى‬ ‫االأول لفكر الشيخ بيوض‪.703 :‬‬ ‫‪.2 / 71‬‬ ‫القرآن‪ ،‬صوره‪7‬‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪391‬‬ ‫البحث الرابع ‪ :‬التحرر من التعصب النهي‬ ‫قرن ولا نزال في حركة الإصلاح ومحاربة البدع»؛"'؛ إن نبذ التقليد والتحرر من‬ ‫التعلق بالمالوف التليد يسهم في اتباع الحق بغض الطرف عمن جاء به‪ ،‬وهذا يعد‬ ‫خطوة عملية شجاعة في سبيل تحقيق وحدة المسلمين‪.‬‬ ‫‪.‬إذا أشربت القلوب طباعا يصعب على أربابها تغييرهاك فما عَلى الداعية زل أن‬ ‫يتدرّع بالجرأة والصبر لإصلاح ما كان منها خالمًا للصواب بالحكمة وقوةالمنطق لا‬ ‫بمنطق القوة‪ .‬كذلك كان الشيخ بيوض «يزيل الشبهات العالقة ببعض الأذهان‬ ‫مبينا المقاصد العليا للشريعة الإسلامية أو صحيا عن بعض الأسئلة الواردة فى‬ ‫الوضوع بفصاحته المعهودة‪ .‬وقوة شخصيته المؤثرة‪ ،‬غير متملق ولا مدغدغ‬ ‫لعواطف الجمهور ممن لا يزال يرزح تحت وطةة التقاليد ولا ينفك عن قيود‬ ‫المألوف وَهوَالخبير بطبع المجتمع الذي يخاطبه‪ .‬والحكيم في ابتهال الفرص المواتية‬ ‫والظروف المناسبة لإحداث التغيير دون رجة تخلخل أركان المجتمع‪ .‬أو ضجّة تعكر‬ ‫هدوءه واستقراره‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم التقيد بحرفية النص ‪:‬‬ ‫يتميّر منهج الشيخ بيوض العقدي بالمرونة في عدم المشاحة في‬ ‫الألفاظ مع التنبيه إلى الفهم الخاطئ الذي قد تحتمله العبارة‪ ،‬وتبيين وجه‬ ‫الصواب وتأصيله ومن ليك عدم اشتراطه دخول العمل الصالح في مفهوم‬ ‫”الإيمان“ حيث يقول‪« :‬اما مفهوم كلمة ”إيمان“ هل يدخل فيه العمل‬ ‫وإنما‬ ‫الصالح أم لا؟ فهذا لا يهم‪ .‬ولو كان محل نزاع‪ .. .‬كل هذا لا يضر‬ ‫الذي يضر والذي لا يجوز آبدا‪ ،‬ويعتبر مروقا من الملة والشريعة أن يعتقد‬ ‫يعمل العمل الصالح الذي يجب‬ ‫أحد أنه يجازى عَلّى عقيدة قلبه وإن‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن ‪.464 /71‬‬ ‫)‪ (2‬إيراهيم بيوض‪ .‬حديث الشيخ الإمام في صلاة الجمعة وما لها م نن الأحكام‪ .‬الحلقة الثانية" إعداد وتنسيق‬ ‫‪ .‬الشيخ تحمد إيراهيم سعيد (كعياش)‪.55 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪194‬‬ ‫عليه شرغا‪ ،‬ها الذي يخالف ما في القرآن من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬وخالف‬ ‫لكل ما ورد في الحديث؛ه"؛ ذلك أن "العبرة بالمعاني لا بالمباني“‪ ،‬خاصة‬ ‫ي الحالات التى تشكل فيها المشاحة في الاصطلاح حاجزا عن النفاذ إلى‬ ‫النص واستجلاء معانيه‪.‬‬ ‫روح‬ ‫شالنًا‪ :‬توحيد المرجعية‪:‬‬ ‫يعنى بتوحيد المرجعية ‪-‬ني هذا السياق‪ -‬الرجوع بالمسائل إلى مصادرها الأولى‬ ‫قبل حدوث الخلاف المذهئ فيها‪ ،‬وقبل أن تعتريها التفريعات والبدع‪ ،‬وقد كان‬ ‫الشيخ في مسيرته العلمية وحركته الإصلاحية حريصا عَلَى تاصيل المسائل‬ ‫والمواقف التي يتبناها على ركيزتي النص والعقل‪ ،‬ومن ذلك دعوته المتمسكين‬ ‫بتراث الأوائل أن يقتدوا بالرجل الأول فى الأمة وهو الرسول تي‪« :‬ونحن نقول‬ ‫مثل هذا الكلام للذين يتمسكون بالبدع بناء على قولهم‪ :‬إنا وجدنا آباءناء أو إئا‬ ‫وجدنا أوائلنا ومشايخنا‪ ،‬نقول لهم‪ :‬ان أولكم هو البيء ية‪ .‬هل فعل شيئا مما‬ ‫تفعلون أم لا؟ فقولكم‪ :‬زنا وجدنا آباءنا» لا يقوم حُبجّة إذا عارض آية صريحة أو‬ ‫سئة صحيحة وقولكم هذا قد قل ما ل يعارض الطريق الذي سلكه السلف‬ ‫الأولون‪ :‬الئيء ين‪ :‬الذي قال فيه النه تعالى‪ :‬للمد كان لكم في رَسُول الل ؛ه إسوة‬ ‫حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الآخر وذكر الله كَثِيرًاگه (الأحزاب‪ 12)6 :‬ومن بعده‬ ‫من خلفائه وصحابته نه‪.‬‬ ‫ومن ذلك أيضا تبيينه أن اشتراط العمل لصحة الإيمان هو مذهب القرآن‬ ‫والسنة‪ ،‬حيث قال بمناسبة تفسيره لقوله تعالى‪« :‬فمَن يعمل من الصالحات ‪ ,‬وَهُوَ‬ ‫مُومر قلاً كقران لِسَعيه وإنا له كاتنونه“ الأنبياء‪« :)49 :‬أريد أن أوضح عقيدة من‬ ‫العقائد تعرضت فها هذه الآية ونصت عليها نصا صريحا‪ .‬وقد وقع فيها خلاف‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الحج‪.712 /4 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزخرف‪.564 /71 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪591‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬التحرر من التعصب المذهبي‬ ‫كبير بين الأمة وما كان ينبغي‪ ،‬وأبين فيها المذهب الحق مذهب القرآن ومذهب‬ ‫الحديث‪ ،‬ومذهزن علماء الحديث كلهمه‪."١‬‏‬ ‫وقد رجح الشيخ بێوض جواز التعجّب في حق الثه سبحانه وتعالى‪ ،‬مستندا‬ ‫إلى أدلة من الكتاب والسنة كقوله تعالى‪ :‬خأبص" ره وأسني عمه (الكهمف‪« 62)0 :‬والحق‬ ‫كهمو الجوازؤ ولا اعلم بما يليق بجلال الله تعالى من الله تعالى‪ ،‬ثم من رسوله ية‬ ‫فلنسلك طريقهما“‪.‬‬ ‫كما كان الشيخ يحث طلبته عَلَى روح البحث والمقارنة والنقد « ليطلعوا عَلَى‬ ‫أقوال المذاهب الإسلامية ويقارنوا بينها فيدركوا بالأدلة القوية الأصح منهاء فلا‬ ‫يكونوا مقلَدين‪ .‬ويعلمهم فن البحث والنقداه؛ ومن المسائل التي اتخذ فيها الشيخ‬ ‫بيوض موقفا مستقلا استناذا إلى توحيد المرجعية‪:‬‬ ‫ا۔موقف الشيخ بيوض فيما شجر بين الصحابخ ز;ة‪:‬‬ ‫اصطفى الله لنبيه صحابة أخيارًا من المهاجرين والأنصار‪ ،‬جاهدوا بأموالهم‬ ‫وأنفسهم لإعلاء كلمة الله فاستحقوا نصرته ورضوانه_‘‪ 6‬والزمهم كلمة التقوى‬ ‫وكانوا أحق بها وأهلها‪ ،‬وقدر انثه أن يبلو هذا الرعيل الأول بفتن سالت بسببها‬ ‫دماء وزهقت أرواح ‪...‬‬ ‫كانت هذه الأحداث ابتلاء للأمة الإسلامية من حيث تصتع صقها ومن‬ ‫حيث الخوض فيها إشباعا لفضول أو انتصارا لحزب أو تبنا قصد تطبيق الولاية‬ ‫َ‬ ‫والبراءة الشخصيتين‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الأنبياء‪.612 /4 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.941 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬محمد علي دبوز‪ :‬نهضة الجزائر‪.273 /1 :‬‬ ‫(‪ )4‬ألقى الشيخ بيوض في مسجد القرارة‪ .‬عام ‪5791‬م سلسلة من الدروس في هدا الملرضوع في ثلاث‬ ‫حلقات استنسخت ثم حققت وطبعت تحت عنوان‪" :‬فضل الصحابة والرضا عنهم إعداد وتحقيق‪:‬‬ ‫بهون بن يوسف حميد أوجانةؤ إشراف الأستاذ مخمد بن موسى بابا عمي‪ ،‬معهد الحياة القرارة (غرداية)‬ ‫الجزائر قسم التخصص شريعة‪ .‬محرم ‪7141‬ه‪ /‬جوان‪!699‬م‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪196‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض وجوب الوقوف وعدم الخوض فيما شجر بين الصحابة‬ ‫الكرام؛ مهما كان مبرّر الخوض في أعراضهم‪« .‬فلن يستطيع اليوم أحد أن يقول‪:‬‬ ‫إ الواجب عَلى المسلمين أن يبحثوا في تلك الفتن حتى يعلموا الحق من المبطظل‬ ‫والظالم من المظلوم" وحجته في ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬اول‪ :‬إن الله تعالى لم يكلفنا أن محكم بينهما‪ .‬فلم يبتعثنا قضاة عَلى الناس‪.‬‬ ‫بل هو الذي يمكم بينهم يوم القيامة‪ .‬حيث يقول‪ :‬فل اللهم قَاطِرَ السماوات '‬ ‫وَالأزض عَالمَ البر والشهادة أنت ئخكم بين عبادك في مَاكائوافيه‬ ‫يختلفون (الزمر‪.)64 :‬‬ ‫ثانيا‪ :‬لسنا مسؤولين عمَا شجر بنهم بل ينطبق علينا كلنا قوله تعالى‪:‬‬ ‫«تلك أمة قخذلت لها ما كسبت ولكم ما كَسَبثُمْ ولا ئسئألون عما كَائوا‬ ‫تَعْمَلُون» (البقرة‪.ס43 :‬‬ ‫ك‬ ‫ما استدل الشيخ بطائفة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين‬ ‫افضل الصحابة رضوان انه عليهم خاصة السابقين الأولين من المهاجرين‬ ‫والأنصار منها‪:‬‬ ‫‪ 1‬قوله تعالى‪ :‬والذين ءَامَتوا َهَاجَرُوا وَجَاهدُوا في سبيل الله والذين‬ ‫ءاوّوا ونصروا أليك هم الْمُومئون حقا لم مُثفيرة ورزق كريم ره (الأنفال‪)47 :‬‬ ‫وركز الشيخ عَلى وعد الله لهم مغفرة ذنوبهم "إن الأمر الذي يهمنا في معرض‬ ‫حديثنا عما جرى من الفتن بين الصحابة هي قضية التوبة والمغفرة التي وردت في‬ ‫كثير منالآيات الكريمة السابقذكرها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬إبراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.47 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.024-124 /51 :‬‬ ‫(‪ )3‬إيراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.47 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.44 :‬‬ ‫(‪()4‬‬ ‫‪791‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬التحرر من التعصب المذهبي‬ ‫يشترط في المتولى آن يكون موفيا تائًا عما صدر عنه من ذنوب‪ ،‬وقد برهن‬ ‫الشيخ بيوض أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ذنوبهم تقع مغفورة‪.‬‬ ‫فهم مؤمنون حقا وقد رضي النه عنهم وَهوَيعلم أنهم سيفتنون‪ ،‬ولذلك فهم في‬ ‫الولاية وقد أمرنا النه بالاستغفار ههم‪" ،‬ومن قوامبمد الشرع الثابتة عدم الاستغفار‬ ‫مشرك أو لكافر أو لمن ييرا منه(‪.‬‬ ‫‪ -2‬قوله تعالى‪« :‬ئم إن ئربك للذين هَاجَرُوا منبمد ما فينوا ثم جَاممثوا‬ ‫إن ربك من بَعْدِهَا غفور رجيم؟‪٩‬‏ النحل‪« )011 :‬فإن كانت هنه الآية‬ ‫‪7‬‬ ‫وارد في حق هؤلاء السابقين الأولين فما بقي لهم من اللوب ياترى!" ‪.‬‬ ‫ئخت الشجرة‬ ‫‪ -3‬قوله تعالى‪ :‬لقد رضي إالله اعلنْمُومنين إذ بايعُوئك‬ ‫عل ما في ويهم فانرل السكيئة عَلَيهمْ وأابهم فنحًا ‪( 4‬الفتح‪.)81 :‬‬ ‫إن ما حدث بين الصحابة من فتن وقع بعد نزول هذه الآيات التي يمنالله فيها‬ ‫عليهم بمغفرته ورضوانه إلا أنه سبحانه وتعالى علام الغيوب© فلا تبل ولايته ولا‬ ‫عداوته‪ ،‬وهذا مما استدل به الشيخ بيوض أ ذنوب هؤلاء المؤمنين حقا لا تقع إإلا‬ ‫مغفورة‪« :5،‬ولتتيقن ولنعتقد كل الاعتقاد أن ولاية الله وعداوتهلا تتبالان ولا‬ ‫تتحولان‪ ،‬فهؤلاء الذين رضي النه عنهم ورضوا عنه وأكد تويتهم ومغفرتهم‬ ‫بتاكيدات عديدة لا غرابة أن يقال فيهم‪ : :‬لا تقع "ذنوبهم إلا مغفورة" ‪ . 3‬ومعنى ذلك‬ ‫أنهم « يوفقون إلى التوبة و! لاستغفار‪ 5‬ولا يصرون عَلى ذنبؤ فالمغفرة حقت لهمم‪٬‬‏‬ ‫وكأنها حق من حقوقهم ‪ - 7‬وما داموا قد ألزموا كلمة التقوى فيصدق فيهم قول‬ ‫ذكروا فإذا هم‬ ‫الله عزر وجل‪ :‬لإن الذين اقوا إذا مسهم طآئف ممُرن“ الشيطان‬ ‫مُبْصيرونگه (الأعراف‪.)102 :‬‬ ‫)‪ (1‬إبراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.94 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.53 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.76-86 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.71 :‬‬ ‫(‪(4‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪198‬‬ ‫كما استدل الشيخ بيوض ببعض الأحاديث الى تبين فضل الصحابة ؤة‬ ‫خاصة المترين بالجنة‪ ،‬منهم الخلفاء الراشدون «ولكاُ منهم مزايا وفضائل لا تكاد‬ ‫تع } وقل حكم عَلى إيما نهم بأنه حق وأنهم فائزون وأنه رضي اله عنهم وأنه تاب‬ ‫عنهم والنيء يلة بنترهم واحدا واحدا بالجئةه""‪.‬‬ ‫ومن هذه الأحاديث رواية قصة حاطب بن أبي بلتعة الذي قال الرسول يلة‬ ‫في حقه‪« :‬ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع عَلى أهل بدر فقال‪" :‬اعملوا ما شثتم‬ ‫فقد غفرت مااا‬ ‫أما من الناحية العقلية فقد استدل الشيخ بيوض على وجوب الكف عن‬ ‫الخوض في احداث الفتن بموقف بعض الصحابة الذين لزموا الحياد في فتنة الدار‬ ‫والجمل وصفين‪« ،‬فإذا كان ها موقف بعض الصحابة زمان هذه الفتن يوم‬ ‫وقوعها أناتي نحن من بعدهم بعد مثات السنين فنخب ونضع في هذه المسالة؟ !‬ ‫فالواجب إذن هو عدم الخوض؛ ‪6‬‬ ‫موقفه من عثمان بن عفان طبك‪:‬‬ ‫إن كان النه قد خص أهل بدر بفضل المغفرة‪ ،‬و مر على صحابة رسوله يلة‬ ‫الذين بايعوه تحت الشجرة بالرضوان فإنه ما يستند إليه الطاعنون في حق الخليفة‬ ‫عثمان نث‪ ،‬كونه لم يشهد بدرا ولا البيعة أما الغياب عن بدر فلكونه ممن حبسهم‬ ‫العذر‪ ،‬ذلك أنه رغب في أن يشهدها إلآ أن زوجته رقية اشتة مرضها فأمره‬ ‫الرسول ية بالبقاء معها لتمريضها‪ ،‬وقال له‪ :‬ه إذ لك أجر رجل ممن شهد بدرا‬ ‫(‪ )1‬إيراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.73 :‬‬ ‫(‪ )2‬البخاري‪ :‬كتاب تفسير القرآن‪ ،‬باب «لا حيثوا عدوي وَعَدوكُمة أولآ حديث‪5581 /4 .8064 :‬؛‬ ‫مسلم كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل أهل بدر رضي النه عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعةء‬ ‫حديث‪.1491 /4 .4942 :‬‬ ‫(‪ )3‬إبراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪ .55 :‬في رحاب القرآن" سورة الإسراء‪.632 /1 :‬‬ ‫(‪ )4‬إبراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.67 :‬‬ ‫‪991‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬التحرر من التعصب المذهبي‬ ‫وسهمه؛("‪ 3‬أما عن بيعة الرضوان الى قال الفه عن أصحابها‪ :‬فلَقَذ رَضميَ الله عَن‬ ‫المومنين إذ يُبَايعوئك تخت الشجرة (الفتح‪8 :‬ا) فيؤكد الشيخ بيوض أنها وقعت‬ ‫من أجل عثمان فَثن; سفير رسول الله ية إلى قريش‪ ،‬وقد بايع مكانه‪ ،‬منوها‬ ‫بالأدب العالي الذي يتحلى به‪ ،‬إذ رفض الطواف بالبيت وقد أذن له المشركون في‬ ‫ذلك وقال‪« :‬لا طواف والنيء ية عنه ممنوع‪.‬‬ ‫وخلاصة موقف الشيخ بيوض من الصحابة نت فهي «الرضا عنهم جيغا‬ ‫والاستغفار لهم كما أمرنا النه تعالى والوقوف فيما شجر بينهم هذه هي الخلاصةة‬ ‫وهذا ما أعتقده وأدين النه تعالى به‪٤‬؛“‪.‬‏‬ ‫ما أحوج المذاهب الإسلامية إلى نقد داخلي موضوعي لتراثهاء بتوحيد‬ ‫مرجعية المسائل والعودة بها إلى مصادرها الأصليّةؤ ومراعاة المقاصد العليا للشريعة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬وفقه الواقع لحسن تنزيلها في الحياة اليومية‪.‬‬ ‫رابسًا‪ :‬فقد التراث الإباتسي‪:‬‬ ‫يشترط الشيخ بيوض لقبول أخبار العقيدة بلوغ درجة التواتر وإلا توقف في‬ ‫اعتقادها‪ .‬كموقفه من الرواية الى تنص على أن أربعة من الأنبياء لم يموتوا بع وهم‪:‬‬ ‫عيسى وإدريس والخضر وإلياسر{‪&“٨‬‏ وكذلك مسالة تحديد عدد الأنبياء والرسل وذكر‬ ‫أسمائهم‪« .‬فهذا ما لا نعتقده" من يدري لعل نبيا أو رسولا يريد أو ينقص من هذا‬ ‫العدد؟ فإن الواجب هو الإيمان بالأنبياء والرسل دون تحديد عددهم‪.‬‬ ‫)‪ (1‬عبد الستار‪ :‬الخلفاء الراشدون حياة ماجدة وأعمال خالدة ط [‪ ،‬دار القلم" دمشق‪،‬‬ ‫‪ 0‬ه‪0002 /‬م‪.862 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬تفسير سورة الفتح‪ ،‬ج ‪ 910‬نسخة المسودة (الرقمية)‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬إيراهيم بيوض‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪.20 :‬‬ ‫(‪ )4‬اطفّش‪ ،‬شرح عقيدة التوحيد‪ ،‬تح مصطفى بن الناصر وينتن‪ ،‬ط ا‪ ،‬المطبعة العربية ‪ -‬غرداية‪ ،‬نشر جمعية‬ ‫التراث‪ -‬القرارة‪ -‬غرداية‪2241 .‬ه‪ /‬ا ‪02‬م‪.60-154 :‬‬ ‫(‪ )5‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الكهف‪.082 /2 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪200‬‬ ‫وقد استغرب الشيخ بيوض من نقل الشيخ اطفّش اسماء ‪ 313‬رسوله‬ ‫بينما يقول تعالى النيرة‪« :‬ولَقَد ارسلنا سلا من قبلك نهم مُن قصصنتا عَليك‬ ‫ومنهم مُن لم نة قصص عَلَيكَ» (غانر‪« )87 :‬فهل هؤلاء الذين ذكرهم الشيخ ممن‬ ‫قص الله خبرّهم؟إننا لا نحدد عدد ‪ .313‬وإذا كان فيهم من لم يقصص الله‬ ‫خبرهم فمن اين يجيء بهذه الأسماء؟!“‪.‬‬ ‫كما نقد الشيخ بيوض صاحب عقيدة التوحيد بتحديده لعدد الأنبياء‬ ‫والرسل‪« ،‬فصاحب العقيدة جمع شيئا عما كان مشهورا في زمانه في العقيدة‪.‘»...‬‬ ‫ويلاحظ أن صاحب العقيدة“ ذكر الأنبياء الأربعة الذين يقال إنهم لم يموتوا‬ ‫فرغم شهرة ةهذه المعلومات ورواجها لا يؤهلها إلى مرتبةة الاعتقاد لأن ذلك لا‬ ‫يتاستس إلا على اليقين‪« ،‬وصاحب ”العقيدة“ رحمه الله ترخص كثيرا وادخل فيما‬ ‫سماه بالعقيدة ة“ أشياء أخبر بها كعدد الأنبياء والمرسلين‪-‬مثلاً‪ -‬ونحن كما قلنا‬ ‫مرارا لا نؤمن بعدد معين لأنه ربما يكون أقل أو كرة‬ ‫يذكر الشيخ بيوض أأ الحديث الوحيد الذي عليه مدار عدد الأنبياء والرسل‬ ‫رواه الإمام احمد في مسنده عن أبي ذر ننه‪ 3‬ويرى أنه لا يصح الاعتماد عليه‬ ‫في القطع واليقين لأنه حديث احادية لا يفيد القطع ولا يوجب الاعتقاد‪« ،‬وفي‬ ‫راينا محن أنه ما كان ينبغي أن يكون مثل ها العدد في ”العقيدة“ لأن ما يوجد في‬ ‫(‪ )1‬اطفيّش‪ ،‬شرح عقيدة التوحيد ‪.934-144‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ 6،‬سورة الصافات‪.015 /41 :‬‬ ‫(‪ )3‬تنسب عقيدة التوحيد إلى ابي حفص عمرو بن جميع‪ ،‬من علماء إباضية المغرب في القرن السابع المجري©‬ ‫مترجمها من البربرية إلى العربية‪ .‬ويرجع تاريخ تأليفها إلى أواخر القرن الثاني من الهجرة‪ .‬الشماخي‪:‬‬ ‫السير‪002 /2 ،‬؛ سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جربة‪95 :‬؛ الجعبيري‪ :‬نظام العرابة‪ 452 ،‬الججبيري‪ :‬البعد‬ ‫الحضاري‘ ‪421‬؛ جمعية التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪.266-366 /3 .‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الصافات‪.905 /41 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.972-082 /2 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫تقدم تخريبه ص‪.69 :‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪102‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬التحرر من التعصب المذهبي‬ ‫العقيدة قد يعتمد عليه الناس ويعتقدونه الحق‪ ،‬فصاحب "العقيدة““ يقول‪" :‬الرسل‬ ‫هم ثلاثمائة وثلاثة عشر بينما المسند يقول‪" :‬ثلاثمائة وخمسة عشر" فلا يتعين‬ ‫الإيمان إذن بعدد معين‪ ،‬وبذلك وقع خلاف كبير بين العلماء وجدال عنيف‪...‬‬ ‫والحق الأ نقصر إيماننا على عدد معين"‪.‬‬ ‫كما نقد الشيخ بيوض ‪-‬بطريقة غير مباشرة‪ -‬طريقة القطب في الاستدلال‬ ‫بالإلهام‪ .‬إذ يقول عن نفسه‪« :‬ألْهمْتا و«روعتا فبعد أن اعترف له بأنه قال‬ ‫اشياء كثيرة بطريق الإلهام وَصنَحُت نفى وقوع امور أخرى أخبر القطب بوقت‬ ‫حدوثها وصرح بانها بلغته عن الطريق نفسه‪ ،‬منها تحديد وقت نزول المسيح عليه‬ ‫السلام‪ .‬حيث يقول في تيسير التفسير‪« :‬سينزل عيسى إن شاء النه على ما ألهمت‬ ‫للهجرة‪ .‬وقال الشيخ بيوض بغد‬ ‫ورُوَغت بعد أربعين عاما من تاريخ ‪5‬‬ ‫ذلك‪ « :‬ولو كان الأمر كما قال الشيخ لكان عيسى نزل سنة‪5631‬هف وها نحن في‬ ‫سنة‪3931‬هف اي بعد ‪ 82‬سنة من ذلك التاريخ ولم نعلم يأن عيسى بن مريم‬ ‫نزل‪ ،‬إلا أن يكون في جزيرة غير معروفة‪.‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض ‪-‬على خلاف المشهور في المذهب‪ -‬جواز الدعاء بالهداية‬ ‫لمن هو في براءة المسلمين‪ ،‬واستدل على ذلك بنصوص من السنة والسيرة النبوية‬ ‫ويرى أن الحرمان من هذا الأمر تشاء حيث يقول‪« :‬فين الملشدةدين من منع‬ ‫الدعوة له بالهداية‪ ،‬وانا أرى غير ذلك لقول الرسول يي‪« :‬اللهم اهد قومي‪ ،‬إنهم‬ ‫لا يعلمون؛‘)‪.٤‬‏‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة غافر‪. .61/233 :‬‬ ‫(‪ )2‬اطفيّش‪ :‬تيسير التفسير‪.511 /31 .‬‬ ‫(‪ )3‬ة في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزخرف‪.975 /71 :‬‬ ‫(‪ )4‬المقدسي‪ :‬الأحاديث المختارة‪ .‬تح عبد الملك بن عبد النه بن دهيش{ ط‪ {1‬مكتبة النهضة الحديثة‪ .‬مكة‬ ‫|‬ ‫الكرمة‪0141 .‬ه‪.41 /01 :‬‬ ‫)‪ (5‬إبراهيم بيوض‪ :‬المجتمع المسجدي‪ :‬درس يوم‪3791 /1/6 :‬مإ قرص مدمج‪ .‬تسجيلات الحياة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪202‬‬ ‫خامسا‪ :‬الاستشهاد بأقوال أيمّة المذاهب وتثمين مواقذيم‪:‬‬ ‫ما يدل عَلى إنصاف الشيخ بيوض وتحرَّره من التعصب المذهبي استشهاده‬ ‫‪-‬في دروسه المسجدية‪ ،‬لتبيين مسائل الإيمان‪ -‬بأقوال أية المذاهب‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫قوله في موضوع الحصانة الإيمانية والتحذير من التعلق بالشبهات‪« :‬كما قال‬ ‫الإمام مالك‪"" :‬لا يكن قلبك كالإسفنجة تتشرب الشبهات وليكن كالزجاجة‬ ‫التى ئدفع ولا ينفذ منها إلأ النور"(‪.‬‬ ‫فاهداف الشيخ الإصلاحية رقته من النظرة المذهبية الضيقة إلى رحابة العمل‬ ‫الإسلامي الواسع‪ .‬والدوران مع الحق مهما كان مصدره والتوسل بالحكمة آتى‬ ‫وجدهاء فأثناء حديثه عن موضوع الصبر ‪ -‬مثلا ‪ -‬استعرض نماذج للصابرين من‬ ‫رجالات الإسلام بغض الطرف عن انتمائهم المذهيئَ‪ ،‬ومن دلك حديثه عن‬ ‫الأعلام الذين وققوا في تحويل محنهم إلى منحؤ كابن تيمية الذي قال الشيخ بيوض‬ ‫عن محنته‪ :‬افقد حُبس ابن تيمية فقال‪" :‬ما خلوت إلى ربي ولا انقطعت من الدنيا‬ ‫‪7‬‬ ‫أكثر من أيام السج‪.“»“‘.‬‬ ‫ذهب الشيخ بيوض إلى أبعد من هذا حيث استشهد بيقين بعض أية المذاهب‬ ‫وثباتهم في قضايا تتعارض وموقف مذهبه ومن ذلك ثبات الإمام أحمد بن حنبل ‪.‬‬ ‫في محنته لأجل موقفه في قضية ”خلق القرآن مركزا عَلَى الآثار الإيجابية‬ ‫للإيمان وأبعاده العملية‪ ،‬منها الثبات في كل الأحوال والأزمات‪ ،‬وإن كان صاحبه‬ ‫مقيّدَ الأيدي والأرجل ي سجن مظلم حيث يقول‪ « :‬وقد رويت بعض‬ ‫الكلمات عن بعض المسجونين‪ .‬ومنهم الإمام أحمد بن حنبل الذي اعتبر السجن‬ ‫خلوة مع الله تعالى‪ ،‬فحمدها وشكرها‪ ،‬وقال‪ :‬لقد قدموا إلى خدمة كبرى لأنهم‬ ‫قطعوني عن شواغل الدنيا كلها حنى أخلو إلى الله‪:...‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة طه‪.563-663 /3 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الروم‪.063 /01 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.953 /8 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة فاطر‪.774 /31 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫} ‪302‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬التحرر من التعصب المذهبير‬ ‫وثمن الشيخ بيوض موقفا آخر من مواقف الإمام احمد بن حنبل ويتعلق‬ ‫بجوابه سائله عن قول بعض العلماء «إن السنة قاضية على الكتاب! حيث تحرج‬ ‫الإمام من هذا التعبير وقال‪« :‬ما أجسر على هذا أن أقوله‪ .‬إن السنة تفسر الكتاب‬ ‫وتبيّنها‪ 5‬أبدى الشيخ بيوض إعجابه بهذا الجواب وعلق عليه بقوله‪« :‬هذا وانته هو‬ ‫الفقه في الدين‪ ،‬وهذا هو خلق العلماء الحقيقيين‪"" .‬ما أجسر على هذا أن أقوله“‘©‬ ‫ما أحلاها من كلمة في ذوق المؤمن! وإنها ‪ -‬والله ‪ -‬لتكشف عن سر ما وقر في‬ ‫صدر هذا الرجل العظيم"‪.‬‬ ‫كما كان الشيخ بيوض يوجه المستفتين إلى التوسع في القضايا التي يسألونه‬ ‫عنها إلى الاطلاع عَلى كتب اعلام الإسلام من خارج المذهب الإباضي‪ .‬ومن ذلك‬ ‫قوله‪« :‬وعليك بالاطلاع عَلى ما كتبه الإمام الحجة الشيخ رشيد رضا في تفسير‬ ‫المنار‪ ...‬وإن أردت توسنَعًا أكثر من دلك فعليك بكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية‬ ‫اسمى ”قاعدة جليلة في التوستل والوسيلة““‪.‬‬ ‫ومن دلائل انفتاح الشيخ بيوض على المذاهب الأخرى إدراجه في مقررات‬ ‫التدريس بمعهد الحياة مؤلفات لعلماء من خارج المذهب الإباضي‪ ،‬في مادة العقيدة‬ ‫فضلا عن سواها‪ ،‬ومن ذلك تدريسه رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده فقد كان‬ ‫متفتحًا منصفا يتعاون مع المنصفين‪ ،‬وقد قال في إحدى محاضراته بعد أن استعرض‬ ‫)‪ (1‬إبراهيم بيوض‪ :‬روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي‪ .‬محاضرة ألقاها بالملتقى‬ ‫السابع للتعرف على الفكر الإسلامي‪ ،‬تيزي وزو‪3931 .‬ه‪3791 /‬م‪.387 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬محمد رشيد بن علي رضا (‪4531 - 2821‬ه‪5391 - 5681 /‬م) احد رجال الإصلاح في العالم‬ ‫الاسلامي" ولد ونشا في القلمون (من أعمال طرابلس الشام) وتعلم فيها وفي طرابلس‪ ،‬ثم رحل لإلى‬ ‫مصر سنة ‪[513‬ه فلازم الشيخ محمد عبده وتتلمذ له{ ثم أصدر مجلة "المنار" لبث آرائه في الإصلاح‬ ‫الديني والاجتماعي‪ .‬اصدر منها ‪ 43‬مجلداؤ ومن أشهر آثاره "تفسير القرآن الكريم لم يكمله‪ 5‬و "تاريخ‬ ‫الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده ثلاثة جلدات‪ ،‬و "الوحي المحمدي“‪ ،‬وللأمير شكيب أرسلان كتاب‬ ‫في سيرته سماه ""السيد رشيد رضا أإوخاء أربعين سنة‪ .‬الزركلي‪ :‬الأعلام‪.621 /6 :‬‬ ‫)‪ (3‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪ :‬ا‪.65 /‬‬ ‫)‪ (4‬حمد علي دبوز‪ :‬نهضة الجزئر‪.03 /2 :‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص منهج الشيخ بيوض العقدي‬ ‫‪204‬‬ ‫أقوال بعض العلماء المنصفين‪« :‬هذه عقيدتنا وهذا ما نلقى الله تبارك وتعالى به‬ ‫وهذا ما رينا عليه شبييتناه("“‪.‬‬ ‫فتصريحات الشيخ بيوض ومواقفه في النقد البناء للأقربين وتثمين مواقف أية‬ ‫المسلمين تنم عن تحرره من التعصب المذهبي المقيت‪ ،‬وهي خطوة أساسية جريئة في‬ ‫تحقيق وحدة المسلمين‪ ،‬واستجابة دعوات المخلصين منهم للمعرفة والاعتراف‬ ‫والتعاون‪ ،‬أمثال عوض خليفات الذي رفع نداءَه من قلب المملكة 'لأردنية قائلا‪:‬‬ ‫«ونامل أن يقوم الإباضية في شمال إفريقية بالانفتاح على بقية المسمين وفتح '‬ ‫مكتباتهم للباحثين العرب والمسلمين حتى يفهم الآخرون مذهبهم ومبادئهم‪.‬‬ ‫وبالتالي يزول الشك ويختفي الحذر وتضيق الفجوة بينهم وبين بقية‪.‬المذاهب‬ ‫الإسلامية الأخرى‪.‬‬ ‫بالاعتراف بجهود العاملين في الحقل الإسلامي العام والتعاون معهم ننهي‬ ‫مبحث إبراز بعض خصائص المنهج العقدي عند الشيخ بيوض التي تستحق‬ ‫الثمين والاستثمار‪ ،‬وسنطلع على مزير من تجلياتها يي الفصل القادم الخاص‬ ‫بعرض أصول الإيمان عند الشيخ بيوض مع التركيز على أبعادها الميدانية‪.‬‬ ‫إبراهيم بێرض‪ :‬روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي‪ .‬محاضرة آلقاها بالملتقى‬ ‫)‪(1‬‬ ‫السابع للتعرف على الفكر الإسلامي‪ .‬تيزي وزو‪3931 .‬ه‪3791 /‬م‪.128 /2 :‬‬ ‫عوض خليفات‪ :‬النظم الاجتماعية عند الإباضية ف إفريقية ف مرحلة الكتمان‪ ،‬دار عجدلاوي‪ .‬عمان ‪-‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الأردن‪2891 .‬م‪.49 :‬‬ ‫الفصيل الشانث‬ ‫كول الإيمان وأبخاذها‬ ‫‪702‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫المبحث الاول‬ ‫التوحيد والغيب‬ ‫يتناول هذا المبحث دراسة الأصول الثلاثة‪ :‬الإيمان باله والملانكة واليوم‬ ‫الآخر التي يشملها مصطلح ”'الغيب‘“‪ ،‬وجاء في العنوان عطف الغيب عَلَّى‬ ‫التوحيد من باب عطف العام عَلى الخاص‪.‬‬ ‫تعريف القيب‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغة‪« :‬كل ما غاب عنك"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطلاحًا‪:‬‬ ‫الغيب عند الشيخ اطفيّش هو «مالا يدركه الحس ولا يقتضيه بدلالة‬ ‫العقل‪.‬‬ ‫وعرفه الشيخ بيوض بانه «كاُ شيء غير موجود في عالم المحسوسات؛“‪.‬‬ ‫يلاحظ أن تعريف الشبخ اطفيّش أكثر دقة وتقييداؤ ذلك أنه يتضمن إشارة إلى‬ ‫طريق إدراك الغيبؤ وأن قوله‪"" :‬ولا يقتضيه بدلالة العقل" قيد أخرج من‬ ‫التعريف ما كانت معرفته ممكنة بالنظر العقلي" كمعرفة وجود النه تعالى‪ .‬إلا أن‬ ‫تعريف الشيخ بيوض أقرب ‪ -‬في شموليته ‪ -‬إلى النظرة القرآنية التى لخصها‬ ‫الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بأنه «كل ما كان غائبًا عن الحواس مشيرا‬ ‫(‪ )1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.151 :‬‬ ‫(‪ )2‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪951 :‬؛ نقلا عن اطفيّش‪ :‬هميان‬ ‫الزاد‪.902 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النمل‪041 /8 :‬‬ ‫حمد سعيد رمضان البوطي‪ :‬كبرى اليقينيات الكونية‪ .‬ط ‪ .82‬دار الفكر دمشق‪ -‬سوريا‪9241 .‬ه‪/‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪8‬م‪.103 :‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ .‬الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪208‬‬ ‫لى أت هذا التعريف يدخل فيه الإيمان بالله تعالى والإيمان بالملاتكة والجن‪ .‬إضافة إلى‬ ‫اصل ""اليوم الآخر" الذي لا سبيل إلى الإيمان به إلآ بالخبر اليقين‪.‬‬ ‫ترتبط حياة الإنسان‪ ،‬معاشه ومعاذه‪ 6‬بعالم الغيب ارتباطا وثيقاء «أمئا‬ ‫الآخرة فهي غيب مطلق‪ .‬لأنها لم تات بعد‪ ،‬وأما ما في هذه الأنيا فالغيب فيها‬ ‫أكثر من الشهادة‪.‬‬ ‫أول‪ :‬الإيمان بالله‪:‬‬ ‫‪ 1‬تعريف التوحيد ‪:‬‬ ‫التوحيد لغة‪ :‬الإفراد‪ ،‬والفرق بين الواحد والأحد أ الأحد شيء بنى لنفي‬ ‫ما يذكر معه من العدد‪ ،‬والواحد اسم لمفتتح العدد‪.‬‬ ‫التوحيد اصطلاحا ‪ :‬اعتقاد تفرد انثه في ذاته وفي صفاته وفي افعاله(‪.‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أنه "إذا كان في الوجود حقيقة فالحقيقة هى الله تعالى أولا‬ ‫يسبقه عدم ولا ياتي‬ ‫وجوده حقيقي قطعي‬ ‫لأ‬ ‫وأخيرا ‪ ،‬ولذلك سمى نفسه ا لحي‬ ‫بعدله عدمه(‘“)؛ فما هي الأدلة التى وظفها الشيخ لإثبات وجود الله ووحدانيته؟‬ ‫‪ 2‬أدلة وجود النه ووحدانيته‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لكريم‬ ‫شرع الله لعبا ده أ لدين ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا } وقد عنى ‏‪ ١‬لقرآن‬ ‫بتوحيد الألوهية أكثر من مسالة الوجود لأ الوحدانية هي الغاية من التشريع‪.‬‬ ‫وقد سلك‬ ‫ولكثرة ما يطرأ من أ نحرا ف في تصورها عند ا مؤمنين بوجود انه( ‪3‬‬ ‫في رحاب القرآن سورة المؤمنون‪.152 /5 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.32 ! /51 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة ص‪.081 /51 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة المؤمنون‪.451 /5 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫عبد المجيد النجار‪ :‬خلافة الإنسان بين الوحي والعقل‪.92 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪902‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫الشيخ بتوض لإثبات وجود انه الطريق القرآني المخاطب للفطرة والعقل‬ ‫والوجدان‪ ،‬واعتبر منهج علماء الكلام منهجًا ظرفا خاصا اضطر إليه علماء‬ ‫الإسلام للرَة على الملاحدة وفلاسفة اليونان‪« ،‬فليس الطريق المؤدي إلى معرفة الته‬ ‫والإيمان به هو هذا الشك‘ وهذا الجدال‪ ،‬وإنما ما سنه الله وشرعه في كتابه من‬ ‫الإرشاد إلى النظر في الكون والتاتل في آياته»"“ كقوله تعالى‪« :‬سَثريهمْ ءَااَتَا في‬ ‫وفي‬ ‫الأفاق وفي أنشيهم حَئى' تبين ) لَهمُ أنه الحَوه؛ (نصلت‪ )35 :‬وقوله سبحانه‪:‬‬ ‫لْلْمُوقِنين وفي أنفسكم أفلا تبصيرُونگأه (الذاريات‪ )02-12 :‬هذا هو‬ ‫الأزض اا‬ ‫الطريق القرآني للهداية‪.‬‬ ‫الله‪:‬‬ ‫أرلة وجور‬ ‫‪-‬‬ ‫دليل الفطرة‪:‬‬ ‫أقرب الطرق التي توصل الإنسان إلى معرفة الله تعالى فطرته السليمة التى‬ ‫أودعها النه فيه‪« ،‬ففطرة الله في القلب كافية وحدها ليدرك الإنسان من غير أن‬ ‫يذكره عالم أو والد أو مُرّبا‪ ،‬فما هو إلا أن ينظر إلى الأرض وما فيها وما عليها‬ ‫وينظر إلى السماء والشمس والقمر‪ ،‬فإذا هو فكر ويتساءل‪ :‬من خلق هذا الكون‬ ‫العظيم الذي لا يد ولا يتناهى؟ من الذي يسيّره ويدبره؟ أئ خلوق يستطيع أن‬ ‫يقول‪ :‬أنا أو فلان؟»‪.‬‬ ‫آ ت الآن ف وا لأنشس ‪:‬‬ ‫تقطع عذر كل‬ ‫وهمي‬ ‫الامان‬ ‫وكافية لترسيخ‬ ‫الله على عباده ‪,‬بسيطة‬ ‫حجة‬ ‫مستوا ‏‪٥‬‬ ‫إنسا ن‪ .‬لأنها متوفرة أمام نا ظريه آتى توجه & وميسوره ة ا لفهم مهما تدنى‬ ‫المعرف‪ ،‬ويكفي هذا النوع من الأدلة‪-‬رغم بساطته‪ -‬لترسيخ الإيمان في قلب‬ ‫العنكبوت ‪.31 /9 :‬‬ ‫القرآن ‏‪ ٠‬سورة‬ ‫ف رحاب‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪.4 /1 7‬‬ ‫ن‪ :‬سورة الشورى‪:‬‬ ‫م‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪210‬‬ ‫المتفكر المتدبر‪« ،‬فانت حين تمشي على الأرض أنظر إليها تدك على الله‪ ،‬وارفع‬ ‫رأسك ‪ 1‬السماء تدلڵك على النها فاننه تعالى يقيم الحجة بهذه الأشياء البسيطة التي‬ ‫يستوي فيها العالم والجاهل"‪.‬‬ ‫آيات الله مبثوثة في هذا الكون البديع‪ ،‬قال الشيخ بيوض عن تبلي براهين‬ ‫الإيمان في اختلاف ألوان الناس والثمرات والدواب والأنعام‪:«. ..‬فسبحان الل آين‬ ‫تكونتتلك الألوان وما سبب هذا الاختلاف بينها؟! ! ونحن لا نقول هذا تسدية‬ ‫تعظيما لله‬ ‫فكل كلمة ننةقولها إلأ ويزداد بها ‏‪ ١‬لونسان‬ ‫للفراغ‪ .‬أو تضببًا للوقت© كلا‬ ‫وحًا له‪ .‬واعترافا بسلطانه وقدرته‪ .‬وبهذا يرس نخم اليمان في القلب‬ ‫أكبر دليل على وجود انته هو هذا الكون البديع علوه وسفليه‪ .‬فالإنسان‬ ‫‏‪ ١‬لإيما ن بوجود‬ ‫يعجز أن يفهمه وأن يفسره ‏‪ ٠‬بل يعجز أن يفهم نفسه حجرَذا عن‬ ‫أم خلقوا من غير شيء ء أم هم الْخَالقون أم‬ ‫فائه هو الخالق وإليه النشور‬ ‫النه ق‬ ‫خلقوا السماوات والأرض بل ل يوقنون (الطور‪.)53-63 :‬‬ ‫‪ -‬ا لوحرا نية و ر لترا ‪:‬‬ ‫س‬ ‫"ال وَخْدا ازئة“‘“‪ 3‬أول صفة تجب ف حق الله تعالى' ‪ .‬وهي الصفة الإلهية الجامعة‬ ‫فالله سبحانه واحد في ذاته وصفاته ليس كمثله شيء‬ ‫لكل صفات الكمال‬ ‫وَهُوَ ا لسُمِيع البصر الشورى‪ )!! :‬وهو واحد في أفعاله يتصرف في كونه كيف‬ ‫يشاء‪ ،‬وواحد في حكمه ثلا مُعَقَبَ يحكيه وَهُوَ سريع الْحِسَابإ؛ (الرعد‪)14 :‬‬ ‫‪/‬‬ ‫فبذلك استحق العبادة‪ .‬وحده لا شريك له‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة يس‪.651 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فاطر‪.594 /31 :‬‬ ‫وحيد الدين خان‪ :‬الإسلام يتحدى‪.35 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن" سورة غافر‪.76 /61 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص‪.51/081 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪112‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫لا يشترط الشيخ بيوض لإثبات وجود النه ووحدانيته معرفة الأدلة الكلامية‪.‬‬ ‫بل يرى أنه يغني عن ذلك التصديق القلي الجازم والفهم السليم الذي يقر بالعجز‬ ‫عن إدراك ذاته سبحانه وتعالى «وهذا حقا هو الفهم الصحيح‪ .‬وهو الإيمان النظيف‬ ‫النقي السليم الذي ليس فيه شائبة شرك أبدا" وهذا الإيمان ليس مجرد العلم‬ ‫بوجود النه وسائر صفاته‪ ،‬إنما معناه «أن تكون معتقدا اعتقادا جازما بهاء لا يزلزل‬ ‫عقيدئك شيء ولو اجتمع أهل السماوات والأرض ليغيّروا من عقيدتك لا تتغير‬ ‫حتى تموت عليهاا‪.‬‬ ‫أى القرآن الكريم عناية خاصة لقضية التوحيد باعتبارها القاعدة الأساسية‬ ‫الت تنبني عليها بقية أركان الإيمان‪ ،‬والشرط اللازم لقبول الأعمال ولكونها‬ ‫العقيدة التي كثر فيها انحراف البشر عن حقائثق الفطرة المركوزة فايلنفوس‘‪ ،‬وعن‬ ‫حقائقالوحي الت هي مفتاح دعوة الرسل جميعاا‪ 6‬فوما أرسلنا ين قبلك ين‬ ‫رسول إل يوحى إله آه لآ إلة إلاةأنا فا عنونه (الأنبياء‪.)52 :‬‬ ‫دعوة الأنبياء والمجدين عبر التاريخ ترتكز على تصحيح الانحراف الواقع في‬ ‫أمر التوحيد‪ .‬لأن صلاحه صلاح لسلوك الفرد والمجتمع" والشيخ إبراهيم بيوض ‪-‬‬ ‫احد رواد الحركة الإصلاحية في الجزائر‪ -‬ركز في نهضته الإصلاحية على ترسيخ‬ ‫الإيمان في النفوس وتيسير فهمه للعامة والناشئة بتحريره من تعقيدات علماء‬ ‫الكلام الذين عدرّهم لسلوكهم ذلك المنهج مضطرين‪ .‬بل اعترف لهم بفضلهم في‬ ‫مقاومة العناصر الفاسدة الدخيلة على الإسلام‪ .‬واعتبر ذلك ظرفا خاصا داعيا إلى‬ ‫ضرورة الرجوع إلى المنهج النبوي الميسر الفاعل‪« ،‬هذا هو الدين في يسره وفي‬ ‫صراحته وصفاء نبعه‪ .‬وهل كان الئى بن يلقن أصحابه هذا الجدل؟ ونحن نعذر‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.19 /3 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.263 /8 :‬‬ ‫(‪ )3‬عبد الستار فتح النه سعيد‪ ،‬المدخل إلى التفسير الموضوعي‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار الطباعة والنشر الإسلامية القاهرة‪-‬‬ ‫مصر‪1141 .‬ه‪1991 /‬م‪.401 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأيعادها‬ ‫‪212‬‬ ‫سادتنا العلماء الذين دخلوا هذا الجدال مضطرين لمقاومة العناصر الفاسدة التي‬ ‫دخلت في الإسلام‪ .‬ولكن كفى هذاء فذاك دهر مضى وانقضى‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫نتمسك بالعقيدة الصحيحةه؛""‪.‬‬ ‫ترتكز العقيدة الصحيحة على تدبر آيات القرآن وآيات الأكوان فإذا اجتمع‬ ‫النوعان من الآيات أثمرا خشوع القلب وازدياة الإيمان والاستسلام التام لتطبيق‬ ‫الأحكام‪ .‬لأن التفكر في عظمة خلق الله تكسب تعظيم الخالق في القلب©ؤ فإذا‬ ‫غرف الآمر سهل تنفيذ الأوامر ‏‪٠٥‬حتى ندرك عظمة النه تعالى نتساءل فنقول‪ :‬ما‬ ‫الإنسان؟ وما قوثه؟ وما عمره؟ بالنسبة للارض التي هي هباءة لا ثرى وسط‬ ‫المجموعة الشمسية‪ ،‬والمجموعة الشمسية إن هي إلأ هباءة وسط المجرة" وهذه المجرة‬ ‫من آلاف الملايين من المجرات الأخرى‪ ...‬سبحانك سبحانك! ما اعر شأنك‬ ‫واعظم سلطانك!‪...‬‬ ‫فمن هذا الرب العظيم ومين هذا الإله الذي خلق الكون العظيم نستمة دينا‬ ‫وهدايتنا ورشذنا‪ ،‬فلا شرع م الا ما شرع‪ .‬ولا دين الا ما جعله ديئا‪ ،‬ولا حرام إلا ما‬ ‫حرمه ولا حلال إلأ ما أحله ولا واجب إل ما أوجيه»“‪.‬‬ ‫فكما أن صلاح هذا الكون ‪-‬من الذرة إلى المجرَّة‪ -‬لا يستمر ً إلا باتباع النظام‬ ‫المحكم الذي أودعه فيه خالقه العليم القدير‪ 5‬وهداه إليه هداية طبيعية فطرية ربنا‬ ‫الذي أغطى كل شئ خَلْقَهُ ؛ثهمَدَى&ه (طه‪ )05 :‬فإن صلاح حياة الإنسان ‪-‬أيضًا‪-‬‬ ‫لا يتحقق إلأ باتباع شرع الله الدي هداه إليه هداية دلالة وبيان «فالواجب على‬ ‫البشر أن يستمدوا دينهم وشرعغهم ومدنيتهم من النه تعالى العليم الخبير فالذي‬ ‫خلق هذا الكون وجعل له هذا النظام الذي يصلح به هو الذي وضع لنا كل ما‬ ‫يصلح بنا نحن البشر الذين جعلنا خلفاء في الأرضه“‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة القصص‪.363-463 /8 :‬‬ ‫‪4.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ن‪ :‬سورة لقمان‪:‬‬ ‫ع‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪ (3‬م‪ 4.‬ن‪.11/4:5‬‬ ‫‪312‬‬ ‫للبحث الآول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫منها‬ ‫الأدلة‬ ‫من‬ ‫على توحيد الله تعالى بأنواع عديدة‬ ‫الشيخ بيوض‬ ‫استدل‬ ‫إن الله‬ ‫الآيات التي استدل بها على وجوده سبحانه وتعالى" ومنها قوله تعالى‪:‬‬ ‫ضروريه ة للربوبية ‪ .‬وآن‬ ‫‪ )15‬على أر ‏‪ ١‬لعبا دة نتيجة‬ ‫زبيي وربكم قا عبد وه ه (آعلمران‪:‬‬ ‫عبادة‬ ‫غير الله سبحانه وتعال‪.‬‬ ‫ه عبادة‬‫وعلى حرم ة‬ ‫هو الرب"فر‬ ‫العبادة‬ ‫الذي يستحىق‬ ‫أقَمَن يخل كمن‬ ‫خضوع وركوع آ عبادةدعاء وتوستل لكونه ليس ربا حقيقيا‬ ‫‪( 4‬النحل‪« )7 :‬لذا يحرم عبادة كل من هو ليس ‪7‬‬ ‫ل بحلو أقلا ئذكررون؟‬ ‫احجار واشجار وقباب‪ ",‬وكل ما لا ينفع ولا يضر‪.‬‬ ‫‪3‬۔الصفات وأقسامها‪:‬‬ ‫كلف العباد بمعرفة ربهم العظيم‪ ،‬ويستحياُ إدراك حقيقة ذاته العلية لأنه‬ ‫غيب مطلق إلا أنه يعرف بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والنظر في تحبلياتها‬ ‫في مخلوقاته‪.‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أن اسم الله الأعظم الذي هو علم على الذات العلة هو‬ ‫لفظ الجلالة ”الله“‪ ،‬وهو اسم غير مشتق‪.‬تجري عليه الصفات‪5.١‬‏ فتقول مثلا‪ :‬الله‬ ‫العزيز العليم الحكيم" ويرى أن أسماء الله الحسنى هي صفاته“‪ ،‬وأنها توقيفية‪.‬‬ ‫فمنع أن يسمى النه تعالى بما لم يسم به نفسه‪ ،‬وإلى هذا ذهب الشيخ اطفيّشر(“‬ ‫وجهور الأشاعرة" & أما الإباضية فجوزوا ذلك شرط ورود‪:‬الاسم في نص وأن‬ ‫يضاف إلى ما ينممعنامه مثل "فالق الحب“‘& وتنزيها له من صفات النقص منعوا‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.39 /30 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.39 /30 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لزمر‪.462 /51 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة فصلت‪.715 /61 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.503 /51 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.411 :‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪ )7‬ابو الحسن الأشعري‪ :‬اللمع‪01 :‬؛ البيجوري‪ :‬تحفة المريد على جوهرة التوحيد‪.98 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪214‬‬ ‫اشتقاقأسماء دالة عليه ولو ذكرت أفعالها في القرآن الكريم مشل‪ :‬مكر‪ ،‬خدع‪.‬‬ ‫نسي‪ ...‬الخ‪ ،‬فلا يصاغ منها‪ :‬ماكر‪ 5‬خادع‪ ،‬ناس( ‪.‬‬ ‫يعجز البشر عن إدراك حقيقة أسماء انه الحسنى‪ .‬وفي ذلك العجز تعظيم لثه‬ ‫وتنزيه‪« ،‬وكل ما يجب أن نعتقده أن لله الأسماء الحسنى‪ ،‬وهي صفاته‪ .‬ولكن لا‬ ‫نعرف لها حقيقة‪ .‬إلأ أنه اتصف بها‪ ،‬ويكفينا هذا»“‪.‬‬ ‫فوقوف العبد عند هذا الحد من معرفة الصفات الإلهية ليس تقصيرًا منه وتفريطا‬ ‫بل إِن عَجْرَه عن إدراكه إدراك‪ .‬فليس له أن يتدخل في صفاته لائه لن يفهم شيئا‬ ‫عن حقيقتها وإنما يرى أثرهاأ‪ 6‬ومن رام إدراك حقائق صفات الباري فلا برهان له‪،‬‬ ‫فيؤديه جثه إلى الحيرة والضلال لأنه لا مطمع للمخلوقين في ذلك ولو كان بعضهم‬ ‫لبعض ظهيرًأ‪« ،‬وما أسماء النه تعالى إلا صور صورها الله تعالى لندرك ونفهم بها‬ ‫أنه عليم بصير قادر مريد وليس هناك عبارة تؤذي هذا الغرض سوى هذه‬ ‫الكلمات‪ .‬؟ثم نقف ونعترف بالعجز والقصور وهو ما يرضاه اله لنا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الصفقات الذاتية‬ ‫الصفات الذاتية هي كل صفة دلت على نفي ضدها عنه تعالى واتصف بها‬ ‫في الأزل'؛ ولم أقف على تعريف للشيخ بيوض للصفات الذاتية إلا أله وردت‬ ‫له اقوال في كيفية التعامل مع الصفات الإلهية‪ ،‬وتبيين السبيل الأسلم لفهمها‬ ‫استنتجت من خلافها أنه يعنى هذا القسم من الصفات‪ ،‬حيث بين خطورة تفسير‬ ‫أسمائه وصفاته بغير علم حذر الوقوع في شَرّك التجسيم والثثرك‪ ،‬ووجه العامة‬ ‫(‪ )1‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪.522 .222 /1 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة القصص‪.163 /80 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.892 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪461 /10 :‬؛ سورة القصص‪163 /8 :‬؛ سورة الزمر‪.982 /51 :‬‬ ‫(‪ )5‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النور‪.092 /60 :‬‬ ‫السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.343 /1 :‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪512‬‬ ‫للبحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫‪ -‬ضمائا للسلامة ي اعتقاد صفات الباري ء وجل‪ -‬إلى فهم الصفات فهما‬ ‫سلبيا‪ 5‬أي بالاكتفاء باعتقاد نفي عكس الصفة فيقال‪ :‬الله حي‪ :‬ليس بتّت‪،‬‬ ‫بصير‪ :‬ليس باعمى‪ ،‬سميح‪ :‬ليس باصمَ‪ ...‬ثم قال‪« :‬فلا نتمسك باللفظ فنفسره‬ ‫كيف نشاء ومن شك فليعتقذ نفي العكس ويكفينا هذا»"‘‪.‬‬ ‫ففي عبارة الشيخ دلالة على أنه يعني "الصفة الذاتية“ لأن علامتها الفاصلة‬ ‫بينها وبين صفات الفعل هى استحالة وصف الله بضتهااً‪ ،‬وقد بين الشيخ قبل‬ ‫ذلك أ اختيار الصفة السلبية لإثبات الصفة الإيجابية لله تعالى هو طريقة بعض‬ ‫العلما‪ ،‬منهم عمرو بن رمضان التلاتي“ حيث يقول‪« :‬صفات الذات‪ :‬هي‬ ‫أمور اعتبارية‪ ،‬أي معان لا حقيقة لها في الخارج‪ ،‬وإنما وصف بها تعالى نفسه‬ ‫ليعلمنا أن أضداد تلك الصفات منتفية عنه تعالى‪.‬‬ ‫حرص الشيخ على التمييز بين حقيقة معنى صفات الخالق وصفات المخلوق‬ ‫رغم تشابه العبارات‪ ،‬فكا من الخالق والمخلوق يوصف مثلا بالسمع والبصر‬ ‫(ا) في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.184 /51 :‬‬ ‫السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.243 /1 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة القصص‪.163 /80 :‬‬ ‫(‪ )4‬عمرو بن رمضان الجربي التلاتي‪ ،‬ابو حفص من علماء الإباضية بجربة في القرن الثاني عشر‪ ،‬ولد في‬ ‫جربة في حومة تلاتؤ وإليها ينسب‪ .‬وتوفي عام ‪7811‬ه‪3771 /‬م‪ .‬أخذ العلم عن أبي الربيع سليمان‬ ‫الحيلاتي؛ ثم انتقل إلى مصر حيث استقر بالقاهرة‪ .‬ودرس في المدرسة الإباضية بجامع ابن طولون‪ 6‬كما‬ ‫كان يلقي درؤسا تطوعية بالجامع الأزهر الشريف‪ .‬نبغ في تلف الفنون من علم المعقول والمنقول‪ .‬من‬ ‫تلاميذه‪ :‬علي بن يوسف ابن محمد المليكي المصعبي‪ 6‬ورمضان بن احمد الغول الجربي" وابي زكرياء‬ ‫يجى بن صالح الأفضلي؛ و من أهم مؤلفاته‪:‬‬ ‫‪ -‬شرح النونية لأبي نصر فتح بن نوح الملوشائي‪ ،‬سماها‪« :‬اللآلئ الميمونية على المنظومة النونيةہ (مخ)‪.‬‬ ‫‪ -‬شرح أصول تبغورين‪ ،‬سماه‪« :‬مرآة الناظرين في أصول تبغورين"‪( ،‬مخ) وهو شرح مطول‪.‬‬ ‫‪ -‬شرح آخر مختصر للسابق عنوانه‪« :‬نخبة المتين من اصول تبغورين" (مط)‪( .‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪:‬‬ ‫[‪!6[-061 /‬؛ محفوظ محمد تراجم المؤلفين التونسيين" ‪242 /1‬؛ عدون جهلان‪ :‬الفكر السياسي عند‬ ‫الإباضية‪56 :‬؛ جمعية التراث‪ :‬معجم أعلام الإباضية‪ :‬تر ‪.)786‬‬ ‫عمرو التلاتي‪ :‬نخبة المتين من اصول تبغورين‪!641-74 :‬؛ وانظر عقيدة أبي سهل‪ :‬ورقة ‪ 60‬وجه‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪216‬‬ ‫وعلمه وتكلمه وببن‬ ‫وا لعلم وا لتكلم لكن لا وجه للشبه بين سمع اله وبصره‬ ‫سمع الإنسان وبصره وعلمه وتكلمه‪ ،‬بل التشابه لا يتعدى الألفاظ والعبارات"‪.‬‬ ‫ومهما حاول العلماء من صياغة تعاريف لصفات الباري عر وجل فإنها لا تعدو‬ ‫كونها مقربة لمعانيهاء أما علم حقيقتها فهو عند الله وحده‪.‬‬ ‫الفعلية‪:‬‬ ‫ب‪ -‬الصفا‬ ‫الصفات الفعلية هي صفات الباري عو وجل الدالة على أفعاله‪ ،‬ويجوز‬ ‫وصف الله بضتهااة‪ .‬كالاحياء والرزق والإماتة‪ ...‬فهو المتصرّف في ملكه كيف‬ ‫يشاء فعلا وتركا‪ ،‬عطاء ومنعا‪ .‬بسطا وتقديرا لفل للم مَاِكَ الْمُلك ئوتاىلْمُلك‬ ‫إلك‬ ‫من ئشاءُ وتنز ؤع الْمُلك مِمُن شآء وثر من شآء وئذل منئشآء بيدك از‬ ‫عَلّى' كل‪ :‬شئ قلديرگه (آل عمران‪.)62 :‬‬ ‫يؤكد الشيخ بيوض وجوب الإيمان بما أراد النه أن يسنده إلى نفسه من أفعال‬ ‫من غير تشبيه او تعطيل{‘‪ 8‬مع الرجوع عند اأئ إشكال إلى قانون النه المحكم ليس‬ ‫كمثله شئءً» (الشورى‪.)11 :‬‬ ‫‪ 4‬علاق الصفات بالذات‪:‬‬ ‫« )» ‪4‬‬ ‫“‬ ‫‪-‬‬ ‫مر‬ ‫يرى الشيخ بيوض ‪-‬رأي مذهبه الإباضيئ۔ أن «صفات النه عينيةغلا‬ ‫ويلاحظ أن منهج درسه العقدي هو عدم الخوض في مثل هذه القضايا ‪ 7‬عند‬ ‫اتتضاء ذلك‘ كما فعل أثناء أجوبته عن أسئلة الأب كوبرلي عن موقف الإباضية في‬ ‫هذه المسألة وغيرها من بعض قضايا علم العقيدة‪ ،‬ومعتمد الشيخ في اجتنابه الخوض‬ ‫في هذه التماصيل كونها لا تستند إلى دليل قطعي‪ .‬ولم بينها الرسول ية لصحابته‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الأحزاب‪.383 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬السامي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.243 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة القصص‪.163 /80 :‬‬ ‫(‪ )4‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪643 /1 :‬؛ إبراهيم بيوض‪ :‬الأجوبة الشافية‪.71 :‬‬ ‫‪712‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫ة سلف هذه الأمة‪ ،‬فرأى أن السلامة في تفويض الأمر لى الله في أسمائه‬ ‫الكرام‬ ‫وصفاته" «والواجب علينا أن نتمسك بعقيدة السلف فى كل ما يتعلق بشؤون الله‬ ‫تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى فنفوّض فيها الأمر كله ال الله ولا نحاول التفلسف‬ ‫نفهم حقيقة الصفة أهي عين الذات أم هي زائدة عن الذات‪...‬ة“؛ وموقف الشيخ‬ ‫بيوض في أولوية اجتناب الخوض في هذه الجزئيات أبعاد‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬سلامة المعتقد‪ .‬لأن العقيدة لا تبنى إلا على الدليل القطعئ‪ ،‬وهو ما تفتقر‬ ‫إليه هذه التفاصيل‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقوية براهين الإيمان في القلب تكون بالمنهج القرآني الفاعل© وقد ضرب‬ ‫الشيخ بيوض مثالا بإيمان الآمهات الصالحات المشهود لهن بقوة التمسك بالدين‪.‬‬ ‫مع استغنائهن التام عن معرفة هذه التعقيدات الكلامية فقال‪« :‬فمّن من أمهاتكم‬ ‫تعرف هذه الصفات أهي عين الذات أم خارجة عن الذات‪...‬؟!‪.‬‬ ‫ج‪ -‬المحافظة على الوحدة الإسلامية لأن إثارة هذه القضايا من أقوى أسباب‬ ‫توسيع شقة الخلاف المذهي‪.‬‬ ‫‪ .‬يلاحظ أن لاختلاف الغرض من الدرس العقدي أثره في توجيه منهج عرض‬ ‫المسائل‪ .‬فالشيخ بيوض يهدف من هذا الدرس تفعيل الإيمان وتحويله إلى قوة باعثة‬ ‫للى العمل الصالح‪ .‬وقد تعتريه مناسبات خاصة‪ .‬مثل مقابلة الأب كوبرلي‪ ،‬فيكون‬ ‫الغرض منه العَرزضص التعليمئ الذي يصور النسق العام للمسائل العقدية من وجهة‬ ‫ك أبعاد مبحث الأسماء والصفات‪:‬‬ ‫تعتبر الأسماء والصفات من أقوى أسباب معرفة النه تعالى‪ ،‬وقد تبن لنا من‬ ‫قبل أ منهج الشيخ بيوض في التعامل مع الأسماء والصفات مرتكز عَلَّى تنزيه‬ ‫ف رحاب القرآن سورة القصص‪.953 ,8 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪.2 /8‬‬ ‫القصص‪:‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪218‬‬ ‫الخالق عن مشابهة المخلوق‪ ،‬شعازه قوله تعالى‪« :‬ليس كمثله شىء (الشورى‪)11 :‬‬ ‫مؤكدا أن لا وجة للشبه بين صفات الخالق وصفات المخلوق إلا الألفاظ «ولولا‬ ‫ضيق اللغة لكان لصفات الله تعالى أسماء غير الأسماء التي نطلقها عَلى أنفسنا‪...‬‬ ‫واننه تعالى للطفه بنا عبر عن صفاته وأسمائه الحسنى بألفاظ نعرفها فنتصوَر بها‬ ‫أشياء عَلّى قدر ما نؤمن به ونتيقن من قوته وجبروته وعدله وسلطانه؛‘ مبرزا‬ ‫مقاصد القرآن من إثبات الأسماء والصفات وأبعاده التى هي أبعد ما يكون عن‬ ‫الجدل الذهن‪ .‬الذي عرف به منهج المتكلمين الذي أخمد فاعلية العقيدة‪ ،‬قال محمد‬ ‫قطب‪« :‬تؤودي الأسماء والصفات الواردة في كتاب الله تعالى‪ 6‬وفي سنة رسوله‬ ‫ل مهمة كبيرة في هداية القلب البشري وربطه بالله سبحانه وتعالى‪ .‬ولكن‬ ‫"المتكلمين أفسدوا هذه المهمة حين حولوا الأسماء والصفات إلَّى قضايا ذهنية‬ ‫باردة جافة يدور حولها الجدل الذهن ولا تحرك القلب ولا تربطه باد _‪.‬‬ ‫إن انطفاء فاعلية العقيدة م يكن بسبب تعذد الفهوم والرؤى للنصوص‬ ‫الشرعية‪" .‬بل لا تكمن في إثبات الصفات وتاويل الجوارح‪ ...‬أو في التسوية‬ ‫بينهما في الإثبات وعدم التاويل‪ ،‬ولكن المشكلة الحقيقية في نفي أثر الصفات من‬ ‫حياة الإنسان‪ ،‬أو من واقع هذه الحياة""‪ .‬فانه أخبرنا بأسمائه الحسنى ليوجّهنا إى‬ ‫معرفته وترتبط قلوبنا به حتى نتبع أوامره ونتجنب نواهيّه‘‪.‬‬ ‫أشار الأستاذ فرحات الجعبيري إلى أنه لم يقف ‪ -‬خلال الفترة التى درسها‪.‬‬ ‫القرون التاسع والعاشر والحادي عشر الهجرية‪ ،‬على اعتناء الإباضية ولا‬ ‫غيرهم باستخلاص الأثر العملي السلوكي من دراسة الأسماء والصفات‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة السجدة‪.05 /21 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬محمد قطب‪ :‬لا إله زل الها عقيدة وشريعة ومنهاج حياة‪.63 :‬‬ ‫عدنان زرزور‪ ،‬نحو عقيدة فاعلة‪.54 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة السجدة‪.05 /21 :‬‬ ‫الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪.867 /2 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪912‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫اما الشيخ اطفتّش فقد عنى بالمسالة مبيئا أن معنى إحصاء أسماء الله تعالى لا‬ ‫يتوقف الذكر والتعداد فحسب©ؤ بل «هو التخلق بما توحي به الأسماء من‬ ‫الصفات والأخلاق الحميدة ي‪..‬‬ ‫أولى الشيخ بيوض الأبعاة العملية لمسألة للأسماء والصفات عناية كبزى‪ ،‬فلم‬ ‫يكتف بالتمثيل بلفظ الجلالة‪ ،‬بل حرص على تبيين تجليات جميع صفاته على‬ ‫الإنسان والكون المستر له إذ يقول‪« :‬يذكُرنا الله ئعَالَ بجميع صفاته‪ ،‬ولو كنا‬ ‫نستحضر كل هذه الصفات في جميع حركاتنا وسكناتنا» لاستقمنا ولصلحت‬ ‫أعمالنا وأحوالنا‘_‪.‬‬ ‫فالغاية من معرفة أسماء الله حسر‪٣‬‏ عبادته‪ ،‬فكلما تعرّف العبد عَلَى صفة إلهية‬ ‫كلما انفتح له باب لاطمئنان قلبه‪ ،‬وانطلاقا في عمارة الأرض وفق منهج ربه‪.‬‬ ‫وهذا بيان لبعض أبعاد الأسماء والصفات‪.‬‬ ‫‪ -‬العلي‪:‬‬ ‫بين الشنيخ بيوض سعة علم النه المطلق وإحاطته بكل شيء‪ .‬فهو العليم الذي لا‬ ‫يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماءء مركزا عَلى آثار هذا الاسم الرباني في‬ ‫نفس العبد وسلوكه‪ ،‬حيث يعتقد أن اله يحصي كل شيء‪ .‬وسيحاسب عن كل‬ ‫صغير وكبير «فالذي تنبهنا إليه هذه الآية هو أن نعتقد اعتقادا جازما في دواخل‬ ‫نفوسنا بان الثه تعالى عليم بكل شيء‪ .‬وسيأتي للحساب بكل شيء مهما صغر‪...‬‬ ‫وإذا تمكن ها الإيمان وارتكز في نفس المرء فإنه يعينه عَلَى هواه وعلى شيطانه‪.‬‬ ‫فيستقيم عَلى الصراط ويسهل عليه عمل الخير‪ ،‬ويصعب عليه عمل الشرً‪.“١»...‬‏‬ ‫(‪ )1‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.711 :‬‬ ‫‪.4 /6‬‬ ‫النور‪:‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.772 /11 :‬‬ ‫الفنصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪220‬‬ ‫اللك‪:‬‬ ‫ب۔‬ ‫انته المليك ذو الملكالحق‪ .‬لا المكالزائف الزائل الذي يتعيه ملوك الدنياء‬ ‫الذين هم في الحقيقة مملوكون للتهعال‪“"١‬‏ القائل‪ :‬لفل الهم مالك الْمُلك ثوتى‬ ‫من شآء وتل من تشاء بيرك الد‬ ‫شآء ‪7‬‬ ‫الملك من ئشنآءُ وتنزع ؤ الملك ممن‬ ‫لك عَلى' كل شَئْم ء ديه (علمران‪ 62)6 :‬منتجليات هذا الاسم‪:‬‬ ‫إلى الل وحده‪.:‬‬ ‫الالتحاء‬ ‫‪1‬‬ ‫عَلى المؤمن أن يلتجئ إلى انثه خلصنا له وجهه دون غيره من الآلة ا مزعومة أو‬ ‫القباب والأضرحة‪« .‬أو إلى الموتى الذين انقطعت حيائهم" فهم لا يستطيعون نفع‬ ‫أنفسهم فكيف ينفعون غيرهم؟‪.٤‬‏‬ ‫‪2‬۔ شكر المنعم الحقيقي‪:‬‬ ‫الفه سبحانه وتعالى خالق كل شيء ومالكه الحقيق‪ .‬فله الحمد كله لأنه خالق‬ ‫النعم‪ ،‬وخالق المنعم عليهم والمنيمين‪ ،‬ثوَمًا يكم مُن نْعْمَةقمن الله ؛ثمم ذا مَسُكُمُ‬ ‫الن فانه ئجأارُونه (النحل‪ )35 :‬والغافل عن هذه الحقيقة يحصر أسباب الإنعام في‬ ‫الانسان‪-‬‬ ‫المخلوقين فيخصهم بالشكر «ولكن عليك أن تعلم وتتيتقرن‪ ,‬أن وراء ذلك‬ ‫الذي صنع فيك خيرًا‪-‬اللة وأنه هو الذي خلقه اول ‪:‬ثم رزقه بما أعطاك منن مال‬ ‫أو نفعك به من خيره‪ ،‬هو الذي ألقى في قلبه أن يعطيك أو ينفعكت‘ وعليك أن‬ ‫تنظر إلى من وَراء هما الإنسان ولا تقصر نظرك فقط عَلّى اليد التي امتةت إليك‬ ‫بنفع مهما كان نوعه‪ ،‬فما من شكر وجه إلى أي خلوق عاقل أو غير عاقل‪ -‬زل‬ ‫ومرجمه إلى الله‪ .‬أوليس اصل‪ :‬الأشياء كآها من الله؟"‪ 26‬والله يدعو عباده إلى ذكر‬ ‫بجلقها‪ ،‬واستنكر أن يتوجّه بالعبادة إلى أحد سواه‪ .‬إذ يقول‪:‬‬ ‫نعمه التي تفرد‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪.001 /7 :‬‬ ‫ن‪ :‬سورة الصافنات‪.4-506 / 41 :‬‬ ‫م‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫هل ممن خالق عيرالله ؛ يرزقكم م م السماء‬ ‫يا أيها الئّاسر اذكروا نعمةالله ‪7‬‬ ‫وفكونهه (فاطر‪.)30 :‬‬ ‫والأزض ل إلة إلا هُوَ فأئى'‬ ‫ع‪ -‬الق‪:‬‬ ‫لله القدرة المطلقة عَلى كل شيء لأنه خالق كل شي‪:‬ع‪ ،‬وشاءت حكمته أن‬ ‫يجعل لهذا الكون سُنئا‪ .‬ولكنه من حين لآخر يرينا خرق بعضها‪ ،‬والحكمة من ذلك‬ ‫أن «يركز في نفوسنا وأذهاننا اعتقاة كونه فعالا لما يريذ‪ 5‬وأنه قادر عَلَّى كلَ شيء‬ ‫وأن أمرَه بين الكاف والنون‪ ،‬وأنه غير مقيد بهذه السنن التى سنها ووضعها نظامًا‬ ‫وقانونا‪ 5‬وواضع القانون يستطيع نقضه وواضع السنة يستطيع تبديلها"'‪.‬‬ ‫فإذا آمن العبد بقدرة الله المطلقة‪ ،‬وبكونه عليا كل شيء‬ ‫ُقتَدراگه (الكهف‪ )54 :‬زال تعظيم المخلوق في قلبه مهما عظمت مظاهره في عينه‪،‬‬ ‫فذلك الاعتقاد يحصننه من التذلل لأي خلوق حتى يطيعه في معصية الخالق‪ ،‬فالله‬ ‫تعالى يريد أن يركز عظمته وقوته وسلطانه ي قلوب عباده‪« ،‬وإذا تركزت هذه‬ ‫العقيدة في قلب إنسان‪ ،‬وكان يحصر الحق والعل“ والكبر فى ذات الله وحده‬ ‫فعندئذ ‪ ,‬يقدره حق قدره ويفرده بعبادته‪ .‬يطيعه ولا يعصيها ويقام رضاه عَلَى‬ ‫سخط غيره وسخطه على رضا غيره 'و؛أمًا من لم يتشرب قلبه هذه العقيدة فإنه‬ ‫تتلاعب به الأغراض فيتعلق بالمخلوقين «ويخزيه التملق والتذلل لهم‪ ،‬حتى يمرق‬ ‫من الدين بسبب رضا فلان أو سخطه وهذا الخطر الكبيره‪.‬‬ ‫كل من سوى النه خلوق ضعيف قد تكون له مصالح وأغراض خاصة من‬ ‫الطالب‬ ‫تقديم خدماته‪ ،‬ويعجز عن تلبية كل الطلبات والحاجات© ضعف‬ ‫والْمَطلُوبه (الحج‪ )37 :‬أما‪ ,‬النه سبحانه وتعالى الفني الكريم فعنده خزائن كل‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.93 /30 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.435 /11 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.435 /11 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪222‬‬ ‫شيء‪ .‬وما عنده باق حما له من قاده (ص‪ )45 :‬بل هو الذي يخلق ما يشاء‪.‬‬ ‫فسبحان من بيده ملكوت كل شيء لا يعجزه من شيء فِي الأرض ولا يي‬ ‫السماء «إئمَ أم ره إذا آأراد شا آن يقول له كن فيكون (يس‪ )28 :‬لعله من أجل‬ ‫ذلك جاء التصريح بلفظ ”الخلق“ في سياق حصر الإنعام عَلَى النه سبحانه‬ ‫وتعالى‪ ،‬إذ يقول «(يآ أيها النّاسر اذكروا ِعْمَةالله ء عَلََكُمْ هل ين خالق عَنْرالله‬ ‫رزقكم ممن السُمَآء وَا لأزض لآ إلة إلا هوو فأنا وفكونگه (ناطر‪.)30 :‬‬ ‫إذا تدبر المؤمن هذه المعاني اافإن عقيدة تعظيم الثه تعالى ترسخ‪ .‬في قلبه‘ حتى‬ ‫يعتقد أن كل شيء بيده‪ 6‬فلا يلتجئ إلا إليه ولا يستعين إلا به‪٨‬‏ يرجو رحمته‬ ‫ويخاف عذابه لأنه أيقن أنه فما رف الله للناس من رَخْمَةٍقلاً مُضيك لها وَمَا‬ ‫بيك فلا مُرسيلَ له من بعده وَهُو العَيؤ الحكيم (فاطر‪.)20 :‬‬ ‫ر‪ -‬العزيز‪:‬‬ ‫سمى الله سبحانه وتعالى نفسه "العزيز فهو القوي الغالب الذي لا يُغلّب©‬ ‫وهو القاهر فوق عباده‪ ،‬من غير أن يبغي عليهم‪ .‬بل هو رحيم بهم أكثر من رحمةالأم‬ ‫الرؤوم بوحيدها المدلل‪ .‬فرحماته لا تقدر فعلى العبد أن يفكر في هذه المعاني كي‬ ‫يمتلع قله حبا له فيكون له طاقة للاستقامة عَلى سبيله «ولكن ما الذي يبعث محبة‬ ‫الله في القلب التي هي سر التقرّب؟ إنه تذكر رحمة الله وحكمته ويسره ولطفهه(ة“؛‬ ‫«وسر العبادة وإخلاصها يكمنان في حبة المعبود‪ ،‬ومحبة المعبود تحمل المرء عَلَى‬ ‫الاستقامة والتقرب إليه بكل ما يرضيه والابتعاد عن كل ما يسخطه؛“‪.‬‬ ‫قرن الثه سبحانه وتعالى اسمي "العزيز و الرحيم“‘ في مواضع كثيرة من‬ ‫القرآن الكريم للدلالة على ضرورة اجتماع آثارهما في قلب المؤمن ليستقيم‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة فاطر‪.324 /31 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.982/1 1 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.11/092 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪322‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫على الطريقة‪« ،‬ووصف اله تعالى بالعزيز الرحيم يجعلنا نهاب الله لعّته‪،‬‬ ‫ونرجوه لرحمته‪ ،‬ويترتب عَلى ها الخوف والرجاء‪ .‬وهما سلطانان زاجران‬ ‫للعباد‪ ،‬الخوف يرةهم عن المعاصي خوفا من سخط اننه‪ ،‬والرجاء يجملهم عَلَى‬ ‫الطاعة طمعًا في رحته(‪.‬‬ ‫«وبهذا يعتدل السلوك في الحياة‪ .‬وهذه هي الحكمةش ونحن كلما أطلنا وأعدنا‬ ‫بيان بعض اليكم فلتقرير ها المبدا في القلوب ليتمكن تقرير الثه تعالى وحبه فيي‬ ‫‏‪١‬‬ ‫نفوسنا‪ ،‬فيترتب عليهما طاعته لمن أوتئ منهما الحظ الوفيرةةة‪.‬‬ ‫جبل الإنسان على الخطأ والنسيان" كما روي عن رسول الله ية أنه قال‪:‬‬ ‫«كل بت آدم خطاء وخير الخطائين التوابون×ة& فإذا عصى العبد ربه فإن اجتماع‬ ‫صفتي العزة والرحمة خير دافم له واقوى سببو إلى التوبة والإنابة فإن غابت عن‬ ‫العبد ‪-‬وهو في غمرة للماصي‪ -‬صفة الرحمة وجد الشيطان إليه منفذا ليبعده عن‬ ‫الطمع في رحمةالله ومغفرته فيشعر فيشعره بالقنوط منها‪ ،‬قال الشيخ بيوض مناسبة تفسير‬ ‫آلا هو ] الْعَزيز الماره (الزمر‪" :)50 :‬فهو يريد أن يقول لنا‪ :‬اعتقدوا في‬ ‫قوله تعال‪:‬‬ ‫الله صفتين اثنتينں أنه قوي غالب لا يلا وانه غفار رحيم‪ .‬فلا تياس أيها المرء‬ ‫من مغفرة النه مهما كثرت ذنوبك‪ ،‬وإنما عليك أن تتوب قبل الغرغرة قبل أن ياتي‬ ‫موتها فالكێس من اعتقد أن الموت له بللرصاد‪ 5‬فتعجَل بالتوبة وظل دومًا على‬ ‫ا استعداد‪ ،‬يآ أيُهَا الذين ءامتوأ ائشوأ اللة حَق ئقاته ولا ئمُوثر“ إلا وأنتم‬ ‫مُسْلِمُونه» (ال عمران‪. . .)201 :‬‬ ‫‪.‬ومن الأبعاد النفسية لاجتماع صفتي المزة والرحمة تسلية النيء يلة‬ ‫والمؤمنين المضطهّدين كي يزدادوا صبرا ومصابرة ولا يستعجلوا للظالمين لأنهم‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الروم‪.16 /01 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة السجدة‪.06 /21 :‬‬ ‫الاسناد ول يحرجاها‪ .‬رقم‪:‬‬ ‫رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين‪ .‬وقال‪« :‬هنا حديث صحيح‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪.4272‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الزمر‪.472 /51 :‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪224‬‬ ‫لا يختون على اللهؤ فإن عاقبتهم الهلاك في وقت معلوم‪ .‬ولكن رحمة الله‬ ‫اقتضت إمهالهم لعلهم يتوبون أو يُخرج من أصلابهم من يؤمن به‪« ،‬وني هما‬ ‫تسلية للنيء ين وللمؤمنين‪ .‬لأ المسلمين يغيظهم أن يروا انفتيم اذلاءَ تحت‬ ‫سلطة المشركين وهم أقوياء بالحق البين×‪« 0‬حئى' إذا اسنتيقس السل وَظدوا‬ ‫‪ 71َ5‬عَن الْقوْم‬ ‫انهُم فذ كبئوا جاءهم نصرنا فئنجي مَن شآء ولا يُر‬ ‫الْمُجْريين» (يوسف‪ 011)65 :‬فممًا يعين المؤمنين المضطهّدين على الصبر الجمينل‬ ‫اعتقادهم أن العاقبةللمتقين وطلب النصرة والعزة من الثه العزيز الرحيم‪،‬‬ ‫الذي يع من يشاء ويذل من يشاء‪.‬‬ ‫باينلشيخ بيوض أ سبب ذلة المسلمين واستضعاقهم طلب العرّة من غير‬ ‫مصدرها الحقيقي رب العالمين العزيز ز الوهاب الذي اشترط للاستخلاف‬ ‫والتمكين الإمان والغمل الصالح‪ .‬ولا ميعز الذين «يطلبون العزة من‬ ‫والجورة ولا يطلبونها منالله" إلا إذا عرفوا اسم العزيز‪ ،‬فإذا امتلأ قلب ادو‬ ‫خشية ربه العزيز تحرر من أسر شهواته‪ ،‬والتذلل لغير الله فيزداد عرَة وكرامة‪ .‬لأن‬ ‫" أنواع العبودية وأقبحها استعباد الشهوات للإنسان فإذا استحوذت علن تذلل‬ ‫لكل نزوة بهيميّة“ & فوجد شراز الخلق لاستعماره قابلية‪.‬‬ ‫هم الليم ‪:‬‬ ‫النه حكيم أقواله حكيمة وأفعاله حكيمة‪ .‬يتنزه عن خلق الشر المطلق إذا‬ ‫ابتلاء‪ .‬ببعض ‪:‬‬ ‫حياته‪-‬۔‬ ‫الاسم يعيش حياة مطمثنة فإن قدر له ‪-‬في‬ ‫المؤمن هذا‬ ‫عرف‬ ‫بيوض‬ ‫‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫مثل‬ ‫خير لهْ في عاجل أمره أو آجله ‪.‬‬ ‫الرزايي فليتيقن أنها ستنفلق عن‬ ‫لهذه الحقيقة المجردة بالبذرة التى تتعفن لتخرج منها العروق التي تخرج منها ا لزروع‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة الشعراء‪.303 /7 :‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫م‪ . .‬ن‪.524 /7:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.324‬‬ ‫م ‪ .‬ن‪ . :‬صوره ة فاطر‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪ . .391‬قرص مدمج‪ .‬تسجيلات الحياة القرارة‪.‬‬ ‫إبراهيم بيوض‪ : :‬مجتمع السويد درس يوم‪ /1 3 : :‬ا‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪522‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫والخيراتا"‪ ،‬مؤكدا أن لكل المصائب في هذه الدنيا حكمة‪ ،‬قد تخفى على الناس‬ ‫وقت نزولها ويطلعون على ما شاء الثه منها بعد حين وضرب لذلك مثلا بالواقعة‬ ‫التاريخية "حادثة الإفك التي ابتلي بها بيت النبوة وخص اللؤمنون‪،‬ؤ وقال فيها‬ ‫حكي العليم‪ :‬إث الذين جَآءوأ بالانك عصبة منكم لا ئخسيبُوة ششراا لكم بل هُو‬ ‫حيرر لْكُم‪.. .‬گه (النور‪.)11 :‬‬ ‫و‪ -‬ا لفي‪.:‬‬ ‫الله غني عن عبادهؤ وكل ما سواه فقيرإليه لن يستطيع‪ ,‬عنه استغناء‬ ‫وهو القائل‪ :‬يآ أيها الئاس أنتم الفقراء إلى الله واللة فو الني‬ ‫‪.‬‬ ‫الْحَمِيذُه (فاطر‪.)51 :‬‬ ‫بن الله لعباده أنهم كلهم فقراء إليه في كل شيء من شؤون حياتهم الروحية‬ ‫والمادية۔ والله وحده الغز الحميد‪« ،‬فمتى علمت أيها العبد أنك محتاج إلى الله‬ ‫تطاطئع رأسك وإذا دعاك ال طاعته فلفائندتك‪ ،‬وإذا نهاك عن المعصية‬ ‫فلمصلحتك حتى تنجو من النار وتدخل الجنةة فالله لا تنفعه طاعة عباده ولا‬ ‫معصيتهم‪ ،‬والكێس من استغنى عن التوجه للى المخلوقين المحتاجين إلى الله‬ ‫تضرَه‬ ‫الغني‪ .‬ول يتخخذز من دون الله وكيلا‪.‬‬ ‫ز‪ -‬الوكيل‪:‬‬ ‫الله هو الصمد وكل ما سواه يفتقر اليه لوجوده ولاستمرار حياته‪ .‬لا يقدر‬ ‫عَلى فعل شيم إلا أن يشاء الله‪ 6‬فالمؤمن البصير يتوجه إلى الثه وحده مباشرة إلتجاء‬ ‫الموقن بقوته‪ .‬وأنه الفعال لما يريثك ومر يتوكل‪ :‬عَلى الل {ه فهو حَسسبنهُبه إن الله بالغ‬ ‫أسرة (الطلاق‪.)30 :‬‬ ‫(‪ )1‬ني رحاب القرآن" سورة ص‪.052 /51 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فاطر‪.364 /31 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪226‬‬ ‫ركز الشيخ بيوض على ضرورة التوجه إلى الله بالقلب الصادق الموقن‪ . ..‬ونبه‬ ‫للى أنه ليس كل منقال‪” :‬حسي الله وز نعم الوكيل“ يعتبر متوكلا غلى الله حقاء‬ ‫فعلى المؤمن أن يردد هذه الكلمات مجتهدا أن تكون راسخة في القلب© نابعة عن‬ ‫صدق ويقين في كون الله حقا نعم الوكيل‪ ،‬لأن العبد إذا امتلأ قلبه بهذا اليقين‬ ‫الصحيح يكسبه الطمأنينة والسكينة مهما تقلبت الأحوال واشتةت‪ ،‬لأنه متوكل‬ ‫على الحي القيوم الذي جعل الدار الدنيا دار ابتلاء وستفنى بخيرها وشرها وجعل‬ ‫الآخرة دار الجزاء السرمدي‪« .‬بهذا يسر قلبه وتطمئن نفسه ويرضى عن النه‬ ‫ويرضى الله عنه‪....‬‬ ‫ومن الأبعاد العملية لاسم "الوكيل“ الاستقامة عَلى الدين واكتساب الحصانة‬ ‫من شر وسوسة شياطين الإنس والجن فالشيطان قد ياتي الإنسان من جهة‬ ‫الرزق مثلا‪ -‬ويوسوس له أنه إذا توقف عند حدود الله وراعى في كسبه الحلال‪.‬‬ ‫والحرام فإنه سيحرم نفسه من أموال كثيرة} ويخوّفه بان ذلك الحرمان قد يكون سببا‬ ‫لافتقا ره وضياع عياله جوعا‪ ...‬ولا يزال يغريه ويزين له جمع المال من الطرق‬ ‫المشبوهة والحرمة‪ .‬إلى أن يستدرجه لاتباع خطواته «ولكنه إذا كان متوكلا عَلَى‬ ‫الهك قوئ الإيمان وقد أفرد رببهالألوهية والوخدانيةء فإن هذه العقيدة تحصَّنه‬ ‫وتحفظه فلا يجد الشيطان إليه منفذا‪.‬‬ ‫وقد زَئن للإنسان مخالفة أمر اله تزلَقَا لفلان أو هيئة‪ ،‬بدعوى دفع الظلم عن‬ ‫نفسه‪« ،‬ويقول‪ :‬أنا توكل عَلّى الل فهو حسبي ونعم الوكيل ينرة عني كل اى‬ ‫وظلم ويرزقني إذا افتقرت‪ ،‬فمثل هؤلاء ليس للشيطان عليهم سبيل ق‬ ‫عالج الشيخ بيوض ظاهرة الاستخفاف باحكام الله ‪-‬فعلا للمحرمنات أو‬ ‫تضبيعًا للفرائض‪ -‬وذلك استحياء من الغير أو كراهة الاستهزاء به مركَرا عَلَى‘‬ ‫‪.022 / 11‬‬ ‫رحاب القرآن‪ ،‬سورة لقمان‪:‬‬ ‫ف‬ ‫) ‪1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.575 /41 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪722‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫ضرورة التوكل عى الهك ومؤكّدا على أن المتوكل الصادق لا يصده أي شيء عن‬ ‫ائباع أمر انثر‪ .‬ممملاً بسحرة فرعون الذين قا لوا له‪ [« :‬لن لو‪:‬ثرك عَلو' ما جاءنا من‬ ‫لبنات والذي قطرنا اقض مآ أنت قاض لما تقضى هذه الْحَياةالني (طه‪)27 :‬‬ ‫فهؤلاء غمر الإيمان قلوبهم وتوكلوا عَلَى الحي الذي لا يموت واستهانوا بطغيان‬ ‫من هذدهم بالملوت‪ ،‬وهذا واجب عَلى المسلم فعله لحفظ دينه" لا أن يرق منه أو‬ ‫ترك بعض فرائضه بكلمة سخرية أو استهزاء سمعها منأحد(‪.‬‬ ‫خصص الشيخ بيوض الشباب بالخطاب الآتي لأئهم معرضون لظروف‬ ‫خاصة ‪-‬كمرحلة الخدمة الوطنية‪ -‬يحتاجون فيها إلى استحضار معنى اسم‬ ‫"الوكيل“ للاستعانة به على الاستقامةش حيث يقول‪« :‬حقيقة توكلك آن تعتمد‬ ‫على الله‪ ،‬وتتمسُك بدينه" جيث لا ينتزعه منك شيطان نس‪ .‬أور شيطان جن‬ ‫وتعتمد على انثه فيما خفته من ضررا هذا إذا كان ضربا أو قتلا‪ ،‬لَكِئئا أصبحنا‬ ‫نطلق الدين خوفا من نظرة الناس فقط فيا سبحان الله!! أتترك الصلاة من‬ ‫أجل أن الناس ينظرون إليك؟ه‘‪.‬‬ ‫فالتوكل عَلى انثه يحصّن العبد من وساوس الشياطين‪ ،‬فيثبت عَلّى دينه مهما‬ ‫أغريئ أو هدد‪ .‬لأن كل إغراء بالنسبة لنعيم الجنة متاع قليل‪ ،‬ولا يؤئر عليه أقصى‬ ‫تهديد إذا تيقن بان وعيد انه أشد وأبقى؛ فعباد الله المتقون كلما زاد كربهم اشتدادا‬ ‫زادهم مانا وقالوأ حَسنبْنَا الله وَنِعْنمامَلوكيل (علمران‪.)271 :‬‬ ‫ان غياب حقيقة التوكل منحياة المسلمين كانت وراء ضياع دينهم ودنياهم‪،‬‬ ‫فالتوكل يقتضي استنفاد الأسباب والاعتماد على اله رب الأسباب يرى الشيخ‬ ‫بيوض وجوب اتخاذ الأسباب الضرورية قبل التوجه إلى النه بالدعاءء مبينا أن‬ ‫العرض عنها ساخر مستهزئ بالثهه“‬ ‫‪ )1(.‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الشورى‪71/272-372 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.141 /21 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.472 /71 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.772-872 /71 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪228‬‬ ‫التوكل عَلى الله للعياذ من الشهوات‪:‬‬ ‫يعيش المؤمن مع الله‪ 6‬يعرفه في السراء والضراءء يلوذ بره ويتوكل عليه‬ ‫ليحفظه من الشرور‪ ،‬وينقذه من الأزمات‪ ،‬بين الشيخ بيوض أن المصائب والمآزق‬ ‫التي تستدعي التوجه إلى الله ليخلص المبتلين بها لا تتحصر في الأسور المادية‬ ‫كالمرض والفقر والسجن‪3 .‬بل هناك مشكلات أخطر منها هي المصيبة في الدين التي‬ ‫ئنزل بسبب ائباع الشهوات باستحواذ الشيطان وتفلّب وساوسه عَلَّى نفس‬ ‫الإنسان «فإذا لم يتدارك النه احدا برحمته سقط في مراتع الشهوة وبراثن الهوى ‪،‬‬ ‫وإذا أدركته رحمته أنقذته من بين مخالب الشيطان الذي يجرَه إلى الردى ويدعوه‬ ‫ليكون منأصحاب السعيرئ‪ ً:‬فإذا وجد الإنسان من نفسه اندفاع إلى معصية الله‬ ‫من فسق أو ظلم أو غير ذلك فعليه أن يستعصم بانه ويستعيذ به ويستغيث برحمته‬ ‫لينقذه من شر الشيطان الرجيم‪.‬‬ ‫يلاحظ من خلال هذا العرض حرص الشيخ بيوض على استثمار الأبعاد‬ ‫العملية لأسماء الله الحسنى‪ ،‬وتركيز عمليته الإصلاحية على الأصول العقدية‬ ‫فعند شرح اسم ”الوكيل“ مثلا بين ضرورة التوكل في حياة المسلم لحفظ دينه‬ ‫ودنياه‪ ،‬مشيرا إلى أن التوكل أصل الأخلاق الكريمة وأنه «ركيزة كبرى في إصلاح‬ ‫المجتمعات‘ ودعامة أساسية لنشر دين الل وإعلاء كلمته‪.‬‬ ‫‪6‬۔الآثارالسلبيخ لسوء فهم أسماء النه الحسنى‪:‬‬ ‫تبين لنا في العنصر السابق اث لأسماء النه الحسنى أبعادا عملية متجلية في‬ ‫تزكية نفس متدبرها واستقامته على الطريقة لكن هذه الأسماء إن اعترى‬ ‫فهمها خلل كان ئُوَجًه تاويلأ غير مستجيب لضوابطه‪ ،‬أسفرت عنه آثار سلبية‬ ‫‏‪ ٠‬نفسية وسلوكية‪.‬‬ ‫ف رحاب القرآن‪ ،‬سورة فاطر‪.5 /1 3 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.4 /1 7 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪922‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫مثلا‪ .‬يدل على أن الله واسع الرحمة وقد بين لنا أمل‬ ‫أ‪ -‬فاسم "الرحيم"‬ ‫رحمته وحد شروط استحقاقها في قوله‪َ « :‬رَحْمَتي وَسيعقت كل شيء قَسَأكثبه‬ ‫للذين تون ويوئون الزكاة والذين هُم بئَايَتَا ونون‪( 4 ...‬لأعراف‪ )651 :‬حقا ‪7‬‬ ‫رحمةالنه واسعة ولكن شاءت حكمته أن يخص بها عباده المتقين" حتر الشيخ‬ ‫بيوض من سوء فهم معنى رحمة الله‪ ،‬بسبب الاستدلال الخاطئ بهذه الآية‪.‬‬ ‫وصورته أن يقول شخص‪" : :‬إن النه يقول‪ ُ :‬أورحمتي وسعت كل شيء “ وأنا شيء‬ ‫إذن‪ :‬رحمته تسعني خ ويغفل عن قوله‪ % :‬فَسَأكتبْهَا ليره مون وَيوثئوا زكاة‬ ‫والين همم يئاياتتا يومنون‪ ...‬ي"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ومن الأسماء الحسنى ”'الغقار““ فالله واسع المغفرة يبشر عباده الذين‬ ‫أسرفوا على انفسهم بانه يفر الثوب جَميعًا ‪ 7‬هو الْعْفورُ الرحيمه (الزمر‪&)35 :‬‬ ‫وإلي لَئْقَار‬ ‫لكن النه سبحانه يبينأن هذه المغفرة مشروطة بالتوبةش حيث يقول‪:‬‬ ‫(طه‪ )28 :‬فالآية صريحة في تخصيص‬ ‫لْمَن اب وَءَامنَ وَعَمِلَ صَالِحًا دثمماهتدى"‬ ‫التائبين باستحقاق مغفرة الله‪.‬‬ ‫كما وردت في القرآن الكريم صيغتان لاستغفار الملانكة للناس عمت‬ ‫(الشورى‪)50 :‬‬ ‫إحداهما من في الأرض و ويس تَشْفرُون لمن فبي الازض‬ ‫وخصنت الأخرى التائبين بالاستغفار فاغفر للذيره ئابوا وَائبَحو ا سبيلكه‬ ‫(غافر‪ )70 :‬ا ستنتج الشبخ من الآيتين تأكيد شرط التوبة لاستحقاق مغفرة ة الله‬ ‫حيث يقول‪ :‬ه«المطلّق يُخمَل على المقيد‪ .‬كنا هو معلوم‪ ،‬وهذه قاعدة مطردة‬ ‫زيادة على أن ا لآيات الصريحة ثبين أن مغفرة ة الله ليست إلا للتائينة{‪.‬‬ ‫وأشار إلى خطا من فهم هذا الاسم غلى إطلاقه فاعتقد أن الله غفار لغير‬ ‫لتبينء وغقاز مرتكبي الكبيرة من غير توبة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة فصلت‪.325 /61 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة غافر‪.61/23 :‬‬ ‫‪.3 /1 6‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة فصلت‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪230‬‬ ‫يلاحظ أ الشيخ يوظف طريقة التفسير الموضوعي في فهم أسماء الله‬ ‫الحسنىؤ وقد اشرنا في الفصل الأول إلى تاكيده على ضرورة اعتماد هذه‬ ‫الطريقة للإهتداء إلى وجه الصواب© ومن ذلك قوله‪« :‬على من أراد أن يفهم‬ ‫موضوغا من المواضيع أن يجمع كل الآيات الواردة في نفس اللرضوع حتى‬ ‫تحيتمع له عنا صر الني"‬ ‫‪ ,‬إن إغفال هذه الطريقة في معالجة المواضيع يؤدي إلى النظرة التجزيئية‬ ‫للنصوص فتسفر عن رؤية قاصرة في فهم المسائل‪ ،‬ففي موضوع الأسماء‬ ‫والصفات ‪ -‬مثلا‪ -‬يحول هذا القصور دون الفهم الصحيح لكل اسم على حجده۔‪-‬‬ ‫كما مر بنا في بداية الفقرة‪ -‬كما يحول دون إحصاء الأسماء الحسنى حيث يتم‬ ‫التركيز على قسم دون آخر مثل التركيز على صفات الله الدالة على رحمته وعفوه‬ ‫ومغفرته‪ ...‬فيُعوّل عليها‪ ،‬ويذهل من غيرها من الأسماء الدالة عَلَى قهره وجبروته‬ ‫وانتقامه‪ ...‬وذلك يوقع في حذور الأمن من مكبر الله عز وجَلل‪ ،‬حيث يتمادى‬ ‫الفافلون في طغيانهم يعمهون‪ ،‬و يستدرجهم انثه من حيث لا يعلمون‪.‬‬ ‫قآل الشيخ بيوض‪ :‬هالتعلق بمقتضى سعة ”الرحمة“ شبهة اضرّت كثيرا من‬ ‫الشباب الإسلامي اليوم“‪ ،‬يستنتج من هذا الكلام أ‪٥‬‏ المنهج الصحيح لفهم‬ ‫الصفات الإلهية يقتضي عدم الاقتصار عَلَى صفة واحدة عند إرادة معالجة‬ ‫موضوع ماؤ بل ينبغي فهمها على ضوء مجموعة من الصفات المتعلقة بها‪ ،‬نفي‬ ‫موضوع الجزاء ‪-‬مثلا‪ -‬تدرس صفات‪ :‬العلم‪-‬الحلم‪ -‬الرحمة‪-‬المغفرة‪ -‬العدل۔ `‬ ‫| العرّة‪ -‬الانتقام‪ ...‬وقد جم النه بين اسمين (متقابلين) في مواضع من كتابه‬ ‫منها قوله‪ :‬إن ربك مريعم العقاب د وإله له ررحيم (الأنمام‪ )561 :‬وقوله‬ ‫تعالى‪« :‬نبئ عبادي أنى أنا الغور الرحيم وأن عذابي هُو العذاب‬ ‫الآليمگه (الحجر‪.)94-05 :‬‬ ‫‪.4 /8‬‬ ‫ف رحاب القرآن‪ ،‬صورة القصص‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فاطر‪.425 /31 :‬‬ ‫‪32 1‬‬ ‫التوحيد والغيب‬ ‫البحث الأول‪:‬‬ ‫ان فهم أسماء النه الحسنى مجتمعة يجعل العبد مستقيما على الطريقة سباقا إلى‬ ‫الخرا ت رغبًا ورهبًا‪ ،‬بسبب توازن الخوف والرجاء في قلبه‪ ،‬وأمًا من تعلق بصفة‬ ‫واحدة أو صفات معينةفإنه معرض للإصابة بالاغترار برحمةالنه أو بالياس منها‬ ‫ولعله من أجل دلكك اشترط الرسول ية إحصاء أسماء الله الحسنى لدخول الجنة‬ ‫حيث يقول‪" :‬ن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا مر أخصَاهًا دخل‬ ‫الجمّةه‪ ،‬والإحصاء غير العد قال الله تعالى‪ :‬ولقد اَخصَاهم وَعَدَهُم‬ ‫عَداه (مريم‪ 49)6 :‬أي‪ :‬أحاط بهم وعد اشخاصهم وافعالهم‪...‬ا‪ 8‬فمن معاني‬ ‫إحصاء أسماء النه الحسنى استيفاؤها وعدم الاقتصار عَلَّى بعضها‪ ،‬ومن معانيها‬ ‫سلك طريق العمل بها‪.‬‬ ‫‪ 7‬أبعاد الإيمان بالنه‪ :‬علاج قضايا في أصل التوحيد‪:‬‬ ‫تصذى الشيخ بيوض لمحاربة صور من الشرك‘ وركز جهوده عَلَى صورتين‪.‬‬ ‫لكونهما ظاهرتين خطيرتين في عصرها وهما‪ -1 :‬شرك الجحود (الإلحاد) ‪-2‬‬ ‫عبادة الأضرحة والذبح لغير الله‪.‬‬ ‫تبين لنا في الفصل السابق أن من خصائص الفكر العقدي عند الشيخ بيوض‬ ‫اتسامه بالواقعية‪ 5‬حيث إنه عاش عصره وخبرَه‪ ،‬ونزل إلى الميدان ساعيا لاكتشاف‬ ‫علة أدواء القضايا الراهنة‪ ،‬واجتهد في إيجاد حلول عملية لها‪ ...‬فعند معالجة قضية‬ ‫الشرك مثلا رمز على انواع الشرك وصوره الي تشكل خطرا على إنسان عصره‬ ‫ثامجتهد عَلى تبيين تهافتها ودحض أباطيل دعاتها‪ ،‬ومن الصور الشركيّة شرك‬ ‫(‪ )1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب التوحيدا باب إن ننه مائة اسم إلا واحدا حديث‪1962 /6 .7596 :‬؛‬ ‫مسلم‪ :‬الصحيح كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار‪ 6‬باب في أسماء النه تعالى وفضل من‬ ‫أحصاها‪ ،‬حديث‪.3602 /4 .7762 :‬‬ ‫(‪ )2‬اطفيّش‪ :‬تيسير التفسير‪.901 /9 :‬‬ ‫النابلسي‪ .‬موسوعة أسماء الله الحمسنى‪ ،‬طا ‪ .6‬دار الكتي‪ .‬دمششق۔ سوريا‬ ‫راتب‬ ‫حمد‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3241 .‬ه‪2002/‬م‪.1/01 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪232‬‬ ‫الأولياء وانتشار ظاهرة الإلحاد «ولنعلم أن أخطر ما يخاف عَلّى الإنسان اليوم‬ ‫الشرك‪ ،‬إما شرك الجحود وَهُوَ إنكار الألوهية والوحدانية كما يدعو إلى ليك‬ ‫الملاحدة والشيوعون‪ ،‬وإما شرك الإشراك الذي هو الشرك الخفئ ‪-‬وَهُوَ في‬ ‫الحقيقة ظاهر وَهُوَالتقرب لغير الله ورفع الدعوات إلى غير الله كل ذلك‬ ‫ك‬ ‫شركا وَهُواَخطر ما يخاف عَلى الإنسان"‪.‬‬ ‫أولز‪ :‬شرك المحور (الإلجار )‪:‬‬ ‫طالت موجة الإلحاد عناصرَ من الشباب المنقف متاترا بالوسط الدراسي‪.‬‬ ‫فتصدى لا الشيخ بيوض مركرا على خطورة عدواها التي بلغت ببعض الشباب‬ ‫المنبهر بما أوتي من العلم إلى أن يؤثره على شرع النه الخالد‪ ،‬ومن أعراض هذا‬ ‫الانبهار أنهم إذا ذكروا بوجوب العودة إلى تحكيم كتاب النه وسنة رسوله يلة تنقبض‬ ‫نفوسهم‪ ،‬وإذا جيء لهم «بكتبو ونشريات ومجلات ئذكر دساتير بعض الأمم الملحدة‬ ‫وقوانينها تنشرح لذلك نفوسهم وتستبشر© ويقولون‪” :‬هذا هو العلم ““!“‪.‬‬ ‫عالج الشيخ بيوض هذه القضية بعقد لقاءات خاصة ودروس مسجدية عامة‬ ‫إل جانب درس التفسير الذي كان يعرض فيه قضايا المجتمع على القرآن الكريم‬ ‫للاستهداء بنوره المبين‪ .‬ومن ذلك اغتنامه مناسبة تفسير قوله تعالى‪ :‬فبل إن ذ‬ ‫الظالِمُون دبعضهم بعضنا إلا غرورا (ناطر‪ )04 :‬للرة عَلَّى دعاة الشيوعية الذين‬ ‫يغرون الشباب بان مذهبهم الماذئ هو الصالح وَهُوَالذي يبقى وسيسود العال‪،‬‬ ‫ولكن الواقع أثبت أنه «ما مضت إل سنوات قليلة عَلَّى موت رؤسائهم حنى بتلوا‬ ‫وغيروا فيها وبدأت في الذوبان والانهيار؛ لأنها تحمل جرائيم انهيارها وبطلانهاء‬ ‫وهذا نوغ من الوعد المغرور‪.‬‬ ‫ف رحاب القرآن سورة الزمر‪.2 /1 5 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.7 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.34 /3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪332‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫وبمناسبة تفسيره لقوله تعالى‪ :‬ما جَعَل الله لرَجُل من قلبين في‬ ‫جوفه (الأحزاب‪ )40 :‬بين أن الإنسان ما دام يملك قلبا واحدا «فإمَا أن يكون‬ ‫ملوءًا إيمانا بانثه تعالى‪ ،‬وإما أن يكون محشوا بغيره‪ ،‬وأما أن يجتمعا فهذا لا‬ ‫يمكن؛‪ .‬واغتنم الفرصة للتحذير من الخطر الشيوعي في تشويه العقيدة‪.‬‬ ‫لاقتناع دعاتها أن فكرهم لا يؤئر في ا الآخرين إلا بعد بريد قلوبهم من فكرة‬ ‫الدين «وقد أدرك هذه الحقيقة الكفرة الملاحدة وشيوعيو هذا العهد‪ ...‬فراحوا‬ ‫ينزعون الإيمان بالله من القلوب‪.‬‬ ‫ومناسبة تفسير قوله تعالى‪« :‬وَمَن اعرض عن ذكزي ‪ 7‬ثلَه معيشة‬ ‫ضنكاه (طه‪ )421 :‬بين ثمرات العقيدة الصحيحة في سكون النفس واطمئنان‬ ‫القلوب‪ ،‬وبالمقابل أشار إلى اضطراب حياة من ابتغى غير الإسلام مذهبا‪.‬‬ ‫الذلك فالمؤمن ثابت ثبوت عقيدته‪ ،‬والكافر مضطرب اضطراب عقيدته‘ وكم‬ ‫من صراعات وقعت بين فئات الكفرة من أجل عقائدهم‪ ،‬وها نحن نرى اليوم‬ ‫الصراع عَلى أشده بين الصين الشيوعية وروسيا السوفياتية حول عقائد ماركس‬ ‫ولينين‪ ،‬فهم لم يتفقوا حتى في إلحادهم‪...‬ث‪.‬‬ ‫حرص الشيخ بيوض على تبيين تهافت الفكر الشيوعي لما رأى من‬ ‫مركرا على أسباب انتشاره ووصف‬ ‫شباب عصره عليه‬ ‫تهافت بعض‬ ‫علاجه مؤكدا على أن المستقبل للإسلام وأن الله متم نورهولو اجتمعت‬ ‫على إطفائه ملل الكفر“‘‪« ،‬ولا يزال الإسلام يتمكن بقوّة‪ ،‬وَهُوَ دين البشرية‬ ‫المقبل بجول الله‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الأحزاب‪.941 /21 :‬‬ ‫)‪ (2‬م‪ .‬ن‪.941 /21 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.521 /31 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.246 /21 :‬‬ ‫(‪ ()5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فصلت‪.954 /61 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪234‬‬ ‫‪ 1‬أسباب اتشار الإلحاد‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عدم رسوخ العقيدة‪:‬‬ ‫من أسباب الإصابة بعدوى الإلحاد عدم رسوخ العقيدة الصحيحة في‬ ‫قلوب الناشئة‪ .‬ذلك أن الاكتفاء بتلقين العقيدة‪ .‬وأخذها عن تقليد لا يمكنها‬ ‫من النفوس‪ ،‬وبذلك تكون كالنبنة المجتة من فوق الأرض فتتلاعب بوا‬ ‫التيارات التي تهب من الشرق أو من الغرب فتشككها في عقيدتها‪ ،‬وقد‬ ‫يصل بها إى حذ الإنكاز‪ ،‬ومشركو العرب‪ -‬باعتبار‪« -‬خيرً من ملاحدة‬ ‫اليوم الذين ينكرون وجود الله تماما" واهتدى الشيخ إى بدء علاج المسالة‬ ‫بالعودة إلى ما بدا الرسول يَية} من «الدعوة إلى الإيمان وتقريره في القلوب‬ ‫من جديدك وتحصين القلوب من أن يتطرق إليها شك يتحول بعد دلك إلى‬ ‫إلحاد صريح ‪.2‬‬ ‫ب‪ -‬التاثر بدعايات الأساتذة‪:‬‬ ‫إذا كان شرك القدامى سببه الجهل فإن كفر المحدثين سببه البحث‬ ‫العلمي‪« .‬وَهُوَ في الواقع بحث عن أي سببو لتبرير الفجور والفسوق© وهدم‬ ‫هذا الصرح الذي لا ينهدم وذلك بتحكيم العقل في كل القضايا وإن‬ ‫تجاوزت مداركه‪ ،‬فبذلك ضل كثير من المعلمين واضلوا لأنهم فرحوا بما‬ ‫وتعالى‪.‬‬ ‫الله سبحانه‬ ‫في ذات‬ ‫طلبتهم لتحكيم عقولهم‬ ‫عندهم من العلم ووجهوا‬ ‫«وبما أن عقولهم قاصرة عن إدراك هذا فإنهم يسارعون إلى إنكاره("‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪.09 /7 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.771 /1 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.044 /2 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.246 /21 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪. .424 /2 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪532‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫‪ 2‬علاح الظاهرة‪:‬‬ ‫ا‪ -‬ترسيخ العقيدة‪:‬‬ ‫ترسيخ العقيدة في النفوس هو الأسلوب الوقائي الأسلم ضد كل أنواع‬ ‫الانحراف الاعتقاد والسلوكئَ‪ ،‬وهو أولى خطوات علاج أي مسألة‪ ،‬فقد أكد‬ ‫الشبخ بيوض على ضروزة «الدعوة إلى االإيمان وتقريره في القلوب من جديد‬ ‫وتحصين القلوب منأن يتطرق إليها شك‪ .‬يتحول بعد ذلك إى الحا صريح‪.‬‬ ‫بال‪-‬تفكر في الخلق لا في الخالق‪:‬‬ ‫دعا الشيخ إلى التفكر في خلق النه لا في ذاته العلية‪ ،‬لأن التفكر فيه سبحانه‬ ‫مدعاة للشك والإنكار فيرى الشيخ أ من الواجب تحصين الشباب لئلا يصابوا‬ ‫بهذه الأمراض خاضتة طلبة الفلسفة «ومن هذه الثغرة تخشى أن يخرج الدين‬ ‫ويدخل الضلال؛! وجه الشيخ خطابه مباشرة إلى هؤلاء الشباب التواق إلى‬ ‫الاستزادة من البحث العلميئ‪ ،‬يدعوهم إلى التشبث بالإيمان النقي الصاني الراسخ‪.‬‬ ‫ويحذرهم من خطورة شبهات الملاحدة على عقيدتهم‪ .‬التى تجعل ذات النه سبحانه‬ ‫وتعالى موضوعا للبحثه“‪.‬‬ ‫ج‪ -‬محدودية العقل البشري‪:‬‬ ‫أكد الشيخ بيوض في علاج ظاهرة الإلحاد على بيان محدودية العقل البشري‬ ‫وإثبات عجزه عن إدراك الأمور الغيبية وما وراء الطبيعة‪ ،‬ومحاولة إعمال العقل في‬ ‫هذا المجال إقحام له خارج نطاقه} لا ينتج عنه إلا الحيرة والإنكار‪" ،‬وعدم المعرفة‬ ‫بالشيء ليس دليلا على عدم وجوده“‪ ،‬ومجال الغيب المتعلق بمجياة الإنسان أكثر من‬ ‫الشهادة‪ .‬وتحكمه نواميس لا يعلم حقيقتها إلا الثه تعالى ؤلا يطلع عباده على ما‬ ‫)‪ (1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة لقمان‪.771 /11 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة الكهف‪.4 2 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.424 /2 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪236‬‬ ‫شاء منها إلا بالوحي" فكيف يستطيع الإنسان أن يدرك بعقله شيئا من حقيقة‬ ‫الغيب المطلق؟ «قل ل علم من في السُمَاوات والأزض الْتنب إلا الله وَما‬ ‫يشعرون أيان بعون النمل‪)56 :‬؛ ودعا الشيخ بيوض للى المان إيمانا غيبباء مبينا‬ ‫عدم جواز اعتماد ‪.‬دأ الشك ف إثبات العقائد‪.‬‬ ‫تانيا‪ :‬عبارة الأضرحة وادذبع لغر الله‪:‬‬ ‫الا لل هه الذين الخالص ثك‪( +‬الزمر‪&)30 :‬‬ ‫أمر النه عباده بتوحيده وإفراده بالعبادةء‬ ‫إلا أن كثيرا من المسلمين اعترى تديتهم طقوس من العبادة والبدع‪ .‬رلم تسلم‬ ‫الجزائر من هذه الصور الشركية‪ ،‬قال مالك بن نبي‪« :‬وهكذا كان شان الجزائر‪ ،‬فإنها‬ ‫كانت حتى عام ‪5291‬م ‪-‬على الرغم من إسلامها‪ -‬تدين بالوثنية التي قامت‬ ‫نصبها في الزوايا؛ هنالك كانت تذهب الأرواح الكاسدة لالتماس البركات‪،‬‬ ‫ولاقتناء الروز ذات الخوارق والمعجزات غير أنه ما إن سطع نور الفكرة‬ ‫الإصلاحية حتى تحطم ذلك المعبد فخرت الأوثان مع أسف عماتنا وخالاتنا‬ ‫اللاتي أدهشتهن ما رآين»‪.‬‬ ‫أخذ رجال "جمعية العلماء“على عاتقاهلممهذههسّة‪ .‬واعتبروها من‬ ‫الأولويات لأنها تمس اصل الدين‪ ،‬ومن هؤلاء المصلحين الشيخ إبراهيم بوض‘ؤ‬ ‫حيث انبرى لإصلاح هذه القضية بتبيين أسباب نشأة البدع‪ ،‬وتحديد معنى الشرك‪،‬‬ ‫وتوضيح مداخل علاج القضية‪.‬‬ ‫‪ 1‬أسباب نشأة البدع‪:‬‬ ‫يعرف الشيخ بيوض البدعة بانها «ما لا أصل له ولا وجود له في الشريعةه“؛‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الكهف‪.424-524 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬مالك بن نبي‪ :‬شروط النهضة ترجمة عمر كامل مسقاوي و عبد الصبور شاهين‪ .‬ط‪ \4‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‬ ‫‪ -‬سورية‪7041 .‬ه‪7891 /‬م‪.03 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة العنكبوت‪.032 /9 :‬‬ ‫‪732‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫وقد ركزت الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي جهودها على دعوة الأمّة إلى‬ ‫الرجوع إى المنهج الصحيح هدي الكتاب والسنة‪ ،‬وتنقيةالدين مما اعتراه من‬ ‫إضافات ويدع منذ أقدم العصور وحركة الشيخ بيوض امتداد لهذه الجهود‬ ‫للباركة‪ ،‬ولم يكن وادي مزاب موطن الشيخ بيوض بدغا من الوطن الإسلامي‬ ‫الذي طالته أنواع البدع وتمكنت من النفوس‪ ،‬فاستعصى القضاء عليها‪ ،‬بل يلاحظ‬ ‫آله "بقدر ما يحاول الوعاظ والمصلحون إبطال هذه العادات الحرمة لا أ الناس لا‬ ‫يزدادون إلا تمسكنا بها لأنهم يرونها إرئا من آبائهم واجدادهم؛" ‪ .‬فعلاج هذه‬ ‫الأدواء لمتجدرة يتطلب صبرا جميلاً ووقئًا طويلا‪ ،‬ومنهجًا متكاملا يعتمد البحث‬ ‫عن الأسباب المؤذية إلى نشأة هذه البدع وتمكينها في النفوس‪ ،‬ومن الأسباب التي‬ ‫اهتدى الشيخ بيوض لمعرفتها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تاسيس الآراء عَلى أقوال الرجال وتقديسها‪:‬‬ ‫يتقيد الأتباع بأقوال الرجال‪ ،‬والإشكال هو تقديس هذه الآراء والتنشبّث‬ ‫بها و بدت مخالفتها للكتاب والسنة فشخة أقوال الإمام همي الأصل‪.‬‬ ‫«ولعمري لتلك هي طريقة نشوء البدع وتكونها‪ ،‬يبتدع أحد أمرا وياتي آخر من‬ ‫بعده فيبني عَلّى بدعته‪ ،‬فيكون أبعد عن الخط المستقيم من الأول وهكذا‪.....‬‬ ‫ب‪ -‬التساهل في الإضافات إلى العبادات‪:‬‬ ‫مدا السبب قريب من سابقه‪ ،‬فقد تكون أمة في صدرها الجيد ملتزمة بالحجة‬ ‫البيضاء وبمرور الزمن يتساهل الناس في إضافة أي عمل إى العبادات المشروعة‬ ‫وتستقرًتلك الإضافات شيئا فشيئا إلى أن تصيج شعيرة من الشعائر بجيث يؤاخذ‬ ‫من لم يقم)بها عَلَى الوجه المبتتع‪ .‬فهذا تشريع من العباد ل يأذن به الله فالثه لا‬ ‫عبد إل ما شرع‪« .‬وهكذا يتسرب الشرك إلى القلوب بهذه الجزئيات‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" صورة الأحزاب‪.5 / 2 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪:701 /31 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.122 /11 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعانها‬ ‫‪238‬‬ ‫ج‪ -‬ابتكار عبادات ليست من جنس ما شرع‪:‬‬ ‫هذا السبب أخطر منسابقه وكلاهما مخالفة للحقَ‪ ،‬فائنه هو المشرع‪ .‬ويمرف‬ ‫ما يتقرب به إليه عباده‪ .‬وقد اختص بالتشريع كما اختص بالخلق‪ .‬الا له الخل‬ ‫والآمر (الأعراف ‪« )45‬وضلال أكثر الناس الذين أشركوا بالثه الشرك الأكبر اد‬ ‫الخفي إنما هو بسبب ابن‪.:‬اع انواع من العبادات والطقوس ما أنزل ا‪ 1‬بها من‬ ‫سلطان وليس من جنس ما أمر الله به‪.‬‬ ‫تصدى الشيخ بيوض لمحاربة البدع المنتشرة في عهده فاستغل دررس التفسير‬ ‫وغيرها لهذه المهمة حيث يؤكّعثدم جواز السكوت عن المنكر فقال بمناسبة دعوته‬ ‫لإبطال إحدى البدع الستسنتة‪« :‬هذه هي البدعة التي لا شكت عنها‪ .‬كما‬ ‫نسكت عن بدع أخرى أبطلناها من قريب‪....‬‬ ‫فكان حريصا على إصلاح الصور التعبدية التي لا وجود فا ولا اصل في‬ ‫ولم يقررهه ولم ياذن به‪.‬‬ ‫الشريعة الإسلامية‪ .‬ه نلا لحدث شيئا ‏‪ ١‬يفعله الئي تيت‬ ‫كان الشيخ يبين البدعة ويبطلهاء ثم يقام البديل الملشروع إن أمكن ذلك فقد‬ ‫كان الناس ‪-‬مثلأً‪--‬ياتون إلى المسجد باوانئ الطعام فيضعونها أمام الإمام او امام‬ ‫مجلس القرآن‪ ،‬خاصة عند قدوم الحجيج أو ليلة المولد رجاء نزول البركة فنهنى‬ ‫الشيخ عن هذه الظاهرة قائلا‪« :‬لا أصل أبدا في الذهاب بهذه الأشياء إى المسجد‬ ‫إلا بنيةالصدقة عَلڵى الناس! فقد تكون هذه العادة ذريعة ة لنشوء بدعة فسذها‬ ‫لشيخ ثم قام البديل المشروع حيث دعا إى الرقية الشرعية «وإن شئت التبرك‪.‬‬ ‫والرقيةفخذ إناء فيه طعام أور شراب واذهب به إلى شخص تعتقد فيه الصلاح‬ ‫والتقوى وا طلب منه أن يقرأ فيه شيئا من ا لقرآن أ ويدعو لك فهذه رقية مشروعةا‬ ‫فعلها البي يلة وأصحابه واقرّهم عليها‘‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" صورة الزمر‪.583 /51 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.11/7[4 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة العنكبوت‪.032 /9 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.714 /1 :‬‬ ‫‪932‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫وهكذا تجد الشيخ بيوض من العلماء المجددين المجتهدين في إبطال البدع‬ ‫وإحياء السنن‪ ،‬ودعوة الأمة إنى الرجوع إلى الكتاب والسنة‪ &,‬مؤكدا أن حجته‬ ‫في استئصال البدع افتقارها إلى أصل شرعي أو مصادمتها له‪ ،‬حيث يقول‪« :‬فذلك‬ ‫أمر باطل إذ لا دليل له من كتاب النه أو سنة رسوله تللنزه«‪.‬‬ ‫حديد مصطلحات‪:‬‬ ‫‪2‬۔‬ ‫حدد الشيخ بيوض معنى شرك التسوية وبين أقسامه‪ ،‬كما ضبط الفروق بين‬ ‫مصطلحات مستعملة فى دراسة هذه المسألة‪ ،‬كالتوسط والتوسلك واتخاذ الأسباب‬ ‫)‬ ‫والاستعانة بالأولياء‪. .‬‬ ‫أ‪ -‬قاعدة كلية في تحديد معنى الشرك‪:‬‬ ‫حد الشيخ بيوض معنى الشرك في هذه القاعدة الكلية "الإيمان بالباطل‬ ‫والكفر بالله مؤكدا عَلى أ الإيمان بالباطل لا يقتصر عَلى العبادة الظاهرة لغير‬ ‫النه من الأصنام والأوثان‪ ،‬إنما يدخل فيه الشرك الخفئَ‪ ،‬كالتوسل والتقرب إلى من‬ ‫لا يملك نفعا ولا ضرًا في الأمور الغيبية‪ .‬ولو كان رسول الله يلة فلا يقال مثلا‪:‬‬ ‫""إشفع فينا يا رسول النه“‪ ،‬إنما يقال‪" :‬اللهم شفع فينا رسولك“‘؛وقد يتسامح في‬ ‫اللفظ إن لم يكن القصد المعنى الحقيقي للشفاعة‪ ...‬ولا يقال أيضا‪” :‬يا رسول الله‬ ‫اسقنا من حوضك‘‪ ،‬وإنما يُوجّه الدعاء إلى اله فيقال‪"" :‬اللهم اسقنا من حوض‬ ‫الني عر “×ث‪,0‬‬ ‫يقسنّم الشيخ بيوض شرك المساواة إلى جلئَ (الشرك الأعظم) وخفمَ‪ 9‬وينقسم‬ ‫الشرك الخفئ إلى‪:‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ .‬سورة النمل‪.022 /8 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪.074 /8 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة العنكبوت‪.922 /9 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة العنكبوت‪.922 /9 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪240‬‬ ‫‪ 1‬الاعتماد عَلى غير الله في الأمور الغيبية"‘‪.‬‬ ‫الظهور والمحمدة;۔‬ ‫‪2‬۔ الرياء وهو جعل حظ للمخلوق في العبادة كحب‬ ‫عمّت صور الشرك الخف أقطار العالم الإسلاميَ‪ ،‬وربوع الجزائر لم تكن بمنأى‬ ‫للامة أمر عبادتها ويرشدونها‬ ‫حيث كان العلماء يجدون‬ ‫عنه‪ .‬منها وادي مزاب‬ ‫إلى الدين الخالص‪.‬‬ ‫‪ 8691‬م‪« :‬وليس الكلام‬ ‫مناسبة تمسير سورة لقمان سنة‬ ‫قال الشيخ بيوض‬ ‫في هذا الموضوع جديدا‪ ،‬بل هو قديم فمنذ أن جلست عَلى هذا الكرسي للوعظ‬ ‫من‬ ‫ومئثا ت‬ ‫ألقيت مئا ت‬ ‫وا لارشاد من قرا بة خمسين عاما وأنا أذكر وأحتر‬ ‫غيرها‬ ‫دون‬ ‫الاعتماد عَلَى الله وحده‬ ‫ووجوب‬ ‫الالرورس في تصحيح العقيدة‬ ‫أو‬ ‫صلاة‬ ‫بما انترزضه من‬ ‫سواء‬ ‫بالقربات‬ ‫وحده‬ ‫وقصده‬ ‫سواه‬ ‫والتوجه إليه دون‬ ‫صيام أو حج أو زكاة‪ 5‬أو ما نتقرب به إليه من صدقات أو ذبائح وقرابين‪ ،‬وأنه إذا‬ ‫أري بشيء من هذا غير الله فهو شرك صراح‪...‬‬ ‫يبدو أن في كلام الشيخ اضطرابا بين تسمية هذه الصور التعبدية شركا صراحًا‬ ‫‪-‬كما قال آنقًا‪ -‬وبين تسميته شركا خفا‪ .‬حيث يقول فى السياق نفسه‪« :‬فالتقرب‬ ‫إلى غير الله والتعلق بغير الله رجاء النفع وخوف الضر نوع من الشرك الخفي‬ ‫والنوع الثاني هو الرياء‘‘‪.‬‬ ‫وقال في موضع آخر من تفسير السورة‪« :‬والنوع الآخر من الشرك ولعله‬ ‫أقرب إلى الشرك الأعظم هو التوجه بالدعاء لغير الله تعالى‪.٨...‬‏‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪.242 /7 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.302 /11 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.11/002 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.002 /1 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.11/702 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪142‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫لعله يسميه الشرك الخفي باعتبار عدم تصريح صاحبه‪:‬به‪ ،‬للتمييز بينه وبين‬ ‫الجاهلي الذي يسجد للأصنام علانية‪ 5‬ويسميه مرَة اخرى بالشرك الصراح باعتبار‬ ‫آثار الزيغ الاعتقادي‪ ،‬فإن من مريدي المقامات من يولون الأولياء قداسة‬ ‫كتقديسهم النه أو أكثر‪ ،‬فقد ذكر الشيخ أن من الناس من يجعلون الله عرضة‬ ‫لأيمانهم‪ .‬ولكن يتحاشتى أن حلف بالولئ الفلانئ‪ ،‬ويقول‪« :‬أنا ‪ ,‬أقسم بالله‬ ‫وهذا يعني‬ ‫فتكذبني‪ .‬وإنما أقسمت لك بالشبخ صالح أو الشيخ سيدي ع‪& "( ._.‬‬ ‫أنه اعتبرهما أجل واعظم قوة وأعظم شرفا من الله مكث وهذا كله كفرً صراحه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التفرقة بين اتخاذ الأسباب والاستعانة بالأولياء‪:‬‬ ‫بين الشيخ الفرق الدقيق بين اتخاذ الأسباب المشروعة وبين الصور الشركية‪.‬‬ ‫فإذا كان المستعان على قضائه في مقدور البشر فهو من اتخاذ الأسباب ووجوه البر‬ ‫التي شرعها النه وأمر بها في قوله‪ :‬نوعَاونوأ عَلى البر وَالنَقَوَى' ولا ئعَاوئوأ عَلَى‬ ‫الاثم والعدوان (الماندة‪ 20)5 :‬أمًا إذا كان المستعان عَلى قضائه من الأمور الغيبية‬ ‫فذلك تباوز مقدور البشر إلى ما هو خالص من حق الله تعالى‪ ،‬لأنه لا يعلم الغيب‬ ‫إلأ هو وبالتالي فإن طلب أي شيء من هذا النوع ايدخل في باب العبادة" ولو أ‬ ‫الذي يرجى لا يسمى الهاء كالقبة والقبر والضريح والولي‪ .‬وكل هذا حرامهث‪.‬‬ ‫«هذا هو الشرك وهذا هو التوجه إلى المخلوقه“‪.‬‬ ‫(‪ )1‬عيسى بن إسماعيل بن موسى‪ .‬أبو مهدي‪ ،‬توني عام ‪179‬ه‪4651 /‬م‪ ،‬من اعلام بلدة مليكة بمزاب‪،‬‬ ‫اصله من عرش اعراب أولاد نايل بالجزائر‪ 6‬نشا على المذهب المالكي‪ ،‬ثم تحول إل المذهب الإباضي‬ ‫فصار من اعلامه‪ ،‬اخذ العلم عن شيخ زمانه بمزاب‪ :‬الشيخ عمي سعيد الجريبي من آثاره مجموعة من‬ ‫الرسائل والردود والأجوبة‪ .‬منها‪ :‬ره على البهلولي أبي الحسن البهلؤلي الذي كقر الإباضية‪ .‬دبوز‪:‬‬ ‫نهضة[ ‪192 .092 .152 /1‬؛ الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري ‪!561-76 /1‬؛ جمعية التراث‪ :‬معجم اعلام‬ ‫الإباضية‪ :‬تر ‪.007‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة ص‪.80 /51 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.122-222 /31 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة لقمان‪.702 /11 :‬‬ ‫(‪(4‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪242‬‬ ‫لعل المراد بالشرك هنا «الشرك الجزئي الذي لا يترتب عليه أحكام المشركين‪،‬‬ ‫وهو النفاق فى العقائده«“‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التفرقة بين التوسط والتوسل‪:‬‬ ‫التوسط‪:‬‬ ‫التوسط هو التوجه إلى النه بواسطة مخلوق‪ ،‬وَهُوَ ما كان يفعله مشركو العرب‬ ‫حيث كانوا يبرّرون عبادتهم الأصنام بقولهم ثما نغْْدههُم إلأ قبو نآإلى الله‬ ‫زلفى‪ 3‬الزمر‪ 3 :‬والثه أرشدنا إلى أن ندعوه مباشرة فقال‪ :‬واا سألك عبادي‬ ‫عني قَإئي قريب أجيب دَعَوَة الامي إذا دعاني (البقرة‪ )681 :‬وقال‪ :‬وقال رَبْكُم‬ ‫(غافر‪.)06 :‬‬ ‫اذغوني أسنتنب كم‬ ‫بين الشيخ بيوض بطلان مفهوم "التوسط مهما كانت مبرّراته‪ ،‬واعتبره عين‬ ‫الشرك ومن هذه المبررات التي فتدها اعتقاذ العبد أن كونه مدئسًا بالمعاصي مثقلا‬ ‫بالأوزار يججزه عن التوجَه‪ -‬مباشرة إلى الله تعالى‪ ،‬وقد فسدت العلاقة بينهما‬ ‫فيسوّل له الشيطان أن يتوسط إلى البلهبركة فلان؛ إن توسط مثل هذا العبد‬ ‫بالمخلوقين يزيده بعدا عن الله لأنه بذلك لا يفكر في إصلاح ما بينه وبين الله‬ ‫والتوبة إليه“‪.‬‬ ‫وللوقاية من خطر التوسط شرع التوجّه إلى القبلة في الصلاة وفي الدعاء‬ ‫خاصة عند زيارة القبورؤ ولو كان المزور قبر‪ 1‬الني ية اومن دعا وَهُوَ مستقبل‬ ‫حجرة الني يين فلا نقول إنه عصى ولكنه اخطا السنة‪ .‬وخالف ما عليه‬ ‫وحده‪.‬‬ ‫الملسلمون‪ ،‬ذلك كله لغرض تمحيض العبادة له‬ ‫(‪ )1‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.84-94 /2 :‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الروم‪.572 /01 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪ )3‬زائر قبر البيء رية يقف بينه وبين القبلة‪ ،‬فإذا استقبل القبر استدبر القبلة‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة العنكبوت‪.032 /9 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪342‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫التوسل‪:‬‬ ‫إذا كان التوسط شركا برمته فإن التوسل يكون في حكم التوسط إذا تعلق‬ ‫الأمر بالأولياء‪ ،‬أو بغيرهم إذا قصد الاستعانة بهم في ما لا طاقة للمخلوق به‪ ،‬مما‬ ‫تعلق بالأمور الغيبية} «فالتوسل بالموتى كيفما كانت منزلتهم ممنوع مطلقا وغير‬ ‫جائز‪ .‬فإنهم قد انقطعت أعمالهم فلا ينفعون أنفسهم ولا غيرهم بشيء ما‪8‘.٨‬‏ أما‬ ‫إذا استعان العبد بغيره فيما يدخل في حدود الطاقة ومحيط الاستطاعة كأن يسأل‬ ‫منه صالح الدعاء‪ ،‬ويطلب منه عملا بدنبًا أو إعانة مالية أو إرشاذا براي" أو إذا‬ ‫توسل العبد بعمله الصالح فهو أمر مشرؤعأ“ لقوله تعالى‪ :‬نيآ أيها الذين ءَاسوأ‬ ‫وأ الله وَاتعُوأ لبه الوسيله (امائدة‪.)53 :‬‬ ‫بين الشيخ بيوض علة حرمة التوستل بالأولياء‪ ،‬بكونه اعتقادا ضمنيا بعجز الله‬ ‫سبحانه وتعالى عن قضاء الحاجات المطلوبة فيتوسل ببركة فلان أو علان" إنما‬ ‫يتوسل إلى النه بالعمل الصالح‪ ،‬كما فعل أصحاب الغار الثلاثة حين التَجَؤوا إليه‬ ‫وانحطت صخرة من أعلى الجبل فسدت عليهم فم الغار(‪.‬‬ ‫‪ 3‬مداخل علاج مسألة القباب والأضرحة‪:‬‬ ‫من المجالات التي حظيت بتركيز جهود الشيخ بيوض الإصلاحيّة{ المجال‬ ‫الدين حيث طالت الطقوس التعبدية كثير من البدع والخرافات فتصدى لتغييرها‪.‬‬ ‫ومن دلك قوله‪« :‬وكانت عندنا فى البلدة قبة تسمى ”لالة خضراء وقد قضينا‬ ‫عليهاؤ وأراحنا النه منها والحمد لنه منذ سنواته؛“‪.‬‬ ‫إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪.45 /1 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪.342 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الروم‪01/714 :‬؛ عنون الإمام مسلم في صحيحه أحد أبواب كتاب ""الذكر والدعاء‬ ‫والتوبة والاستغفار‪"" .‬باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال‪ .‬وأورد فيه القصة‬ ‫بتفاصيلهاێ حديث‪.9902 /4 .3472 :‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الروم‪.822 /01 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪244‬‬ ‫نلاحظ أن الشيخ اهتدى إلى القول "قضينا عليها‘‪ ،‬فقم يقل‪” :‬هدمناها“‬ ‫لأن المنهج يقتضي أن زال من قلوب روادها قبل تحطيم هيكلها‪ ،‬ومن الأسباب‬ ‫التى وظفها الشيخ لعلاج المسألة المتجذرة في النفوس‪:‬‬ ‫أ‪ -‬بيان أحكام زيارة القبور وحكمها‪:‬‬ ‫الميت قد أفضى إلى ربه وانقطع عمله‪ ،‬فلن يستطيع لنفسه نفعا فكيف لغيره؟‬ ‫فعلى زائر القبر أن يتقيد باحكام الشرع وذلك بالاكتفاء بالدعاء له مع التوجه‬ ‫للقبلة" كما قال السالمئ‪:‬‬ ‫وأدبرا‬ ‫ل سلاما ودعا‬ ‫والمصطفى قد زارها وما قرا‬ ‫والحكمة من زيارة القبر هي ا لاعتبار وتذكر الموت وأما اعتقاد نفع‬ ‫صاحب القبر للزائر مهما يكن مقام الميت‪ ،‬فهي ضلالات ينكرها الشرع‬ ‫والعقل السليم‪" ،‬فلا ينفعنا لا الشيخ عمي سعيد ولا الشيخ‬ ‫با عبد الرحمن“‪ 6‬ولا الشيخ سيدي عيسى ولا الشيخ باُهون؛ة ولا حمى‬ ‫الشيخ اطفيّش رحمهم النه فقد انتهى عملهم وهم المحتاجون إليناء ولسنا نحن‬ ‫المحتاجين إليهما(‪.‬‬ ‫(‪ )1‬فيا رلحاقبرآن" سورة سبا‪.31 /31 :‬‬ ‫(‪ )2‬عبد الرحمن الكرتي المصعبي الشهير ب""با عبد الرحمن“ من علماء وادي مزاب في القرن ‪6‬ه‪/‬‬ ‫‪2‬م كما يع من المعمرين الأوائل للمنطقة{ كان ينشط في مليكة‪ .‬حمى صارت منارًا للعلم‬ ‫يقصدها الطلبة من جميع قرى وادي مزابؤ له مصلى لا يزال قائمًا قبلة قريةمليكة‪ .‬وفيه كانت‬ ‫تعقد جلسات المجلس الأعلى لمزاب©‪ ،‬كما تقام فيه المؤتمرات الدينية النسوية المعروفة بمؤتمرات «لا‬ ‫إله إلأ الها ‪.‬الدرجيني‪ :‬طيقات‘ ‪884 /2‬؛ ججمعية التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪ :‬تر ‪.045‬‬ ‫‪1951-0461‬مإ من مدينة بريان بمزابث‬ ‫الشيخ بابهون كان حما بين‪ 050 - 0001 :‬اه‪/‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أثير عنه الصلاح‪ .‬والزهد‪ .‬قام بنشر العلم في بريان‪ .‬ثامنتقل إلى منطقة القرارة رفقة اولاد‬ ‫بالناصر الذين نزحوا من غرداية قصد إنشاء بلدة جديدة‪ .‬وإحياء العلم فيها‪ .‬ونشر الصلاح‬ ‫والأخلاق الفاضلة‪ ،‬إليه تنسب «مقبرة بابهون' بالقرارة‪ .‬وفيها دفن‪ .‬جمعية التراث‪ :‬معجم‬ ‫اعلام الإباضية‪ :‬تر ‪.541‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة سورة سبا‪.111 /31 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪542‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫ب‪ -‬تبيين أسباب التوسط بالأولياء‪:‬‬ ‫[‪ -‬الاعتقادات الباطلة ي رجال صالحين‪:‬‬ ‫أغلب الذين تزار قبورهم ويتزلف إليهم رجال عفر فى الزمان القديم‬ ‫وآه (النجم‪ )23 :‬ولكن‬ ‫بالتقوى والورع‪ .‬وانه سبحانه وتعالى فهو أعلم يَمن‬ ‫مقامات وأضرحة‬ ‫الخطر يكمن في رفع هؤلاء إلى مقام الألوهية فتبنى‬ ‫يحج ؤإليها‪ ،‬كما يذكر المفسرون أن الأصنام التى كان يعبدها قوم نوح وتواصَوا‬ ‫بالصبر عليهاا وقالوا لآ ئذرر َالِهَتَكمْ ولا تدر وذا ولا سُواعغا ولآ ێشوث‬ ‫ويعوق وَنسْرًامه (نوح‪ )32 :‬هذه الأصنام أسماء رجال صالحين من قوم نوح‪.‬‬ ‫فلمّا ماتوا أوحى الشيطان إليهم بوضع نصبو لهم‪ .‬وتقديسها وعبادته("‪.‬‬ ‫نبه الشيخ بيوض إلى عدم جواز الطعن في الشخص الذي يعبده الناس‬ ‫فمثله كمثل عيسى عليه السلام الذي دعا إلى التوحيد إلى أن توفاه انته فخلف‬ ‫من بعده خلف أفسدوا دينهم باتخاذه وأمه إلهين من دون اله «إنما نقمتنا تنتصب‬ ‫على أولئك العابدين المتزلفين الذين يعتقذون النفع والضرًَ في أولئك الموتى‬ ‫اصحاب الأضرحة والقباب ويوسمونهم بصفات الألوهية والربوبية»“‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشعور بعدم المنزلة عند انه‪:‬‬ ‫كثير من الذين يستشفعون بالآلهة والقباب والقبور من الغافلين الذين‬ ‫أسرفوا عَلى أنفسهم حملهم عَلى هذا التوسط اعتقاذهم أن لا مقام مم عند‬ ‫ربهم وزعموا أنهم لا يستطيعون التوجه إليه مباشرة فالتجؤوا إليه بواسطة‬ ‫سماع دعائهم فأنى همم أن‬ ‫فلان تمن عجزوا عن‬ ‫سيدي فلان وسيدي‬ ‫يستجيبوا لهم؟ إن هي إلا أماني الشيطان ونزغاته'"'‪ 3،‬وإنهم لَيَصُِدُونهُم عن‬ ‫‏‪١‬‬ ‫السبيل وَيَحسيبُون أنهم مُهتَذون‪ 4‬الزخرف‪.730 :‬‬ ‫)‪ (1‬البخار ي‪ :‬الصحيح‪ :‬كتاب تفسير القرآن" باب «وؤذا ولآ سُوَاعَا ولآ نثوث وَتعوق» حديث‪.6364 :‬‬ ‫‪[ 378 ,4‬؛ الطبري‪ :‬التفسير‪99 /92 :‬؛ ابن كثير‪ :‬التفسير‪.724 /4 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الشعراء‪.704-804 /7 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.441 /1 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪246‬‬ ‫‪ - 3‬تمديس الا ماكن من غير دليل‪.‬‬ ‫نه سبحانه وتعالى هو الذي يخلق ويختار‪ .‬بدليل قوله‪ :‬وربك يخلق ما‬ ‫يشآء وَيَخْتَا ما كان لَهُمُ الْخِيَرَة سُبْحَان الله وَتعّالى' عما يششركون»‬ ‫القصص‪ )86 :‬فلا يعلم البشر تفاضل الأماكن أو الأزمان أو الأشخاص إلا‬ ‫بشرع الله‪ ،‬لكن مريدي القباب والمقامات يزعمون أفضلية تلك الأماكن عَلَى‬ ‫سواها من غير دليل ولا برهان إلأ أنهم وجدوا آباءهم الأولين كذلك‬ ‫يفعلون؛"'‪ 6‬وقد أنكر الرسول تينة شذ الرحال إلى المساجد تبركا إلا إلى المساجد‬ ‫الثلاثة‪ .‬حيث يقول‪« :‬لا تشد الرحال إلا إلى ئلائةمساجد المنجد الحَرَام‬ ‫وَمَسنْجد الرسول تقيلة وَمَسنجد الأقصنى{‘‪.‬‬ ‫يع تفضيل أماكن معينة‪-‬بلا دليل وبرهان‪ -‬من أولى خطوات الشيطان‬ ‫الموصلة إلى الاعتقاد في غير الله سبحانه وتعالى‪ ،‬لأن تفضيل بعض الأماكن‬ ‫يكسبها بمرور الزمن قداسة تنتج عنها طقوس فتتمكن في النفوس‪.‬‬ ‫أصحاب القبور لا يسمعون‪:‬‬ ‫اخبرنا النه أن اصحاب القبور ولا غيرهم ممن يُتوستل بهم لقضاء الحوائج لا‬ ‫يسمعون دعاء ولو سمعوا ما استجابوا له‪ .‬وسوف يخبرونهم يوم القيامة بالحقيقة‬ ‫قائلين‪ :‬إن كا عَن عِبَادتكُم غافلين (يونس‪ )92 :‬يوجه الشيخ بيوض للى مُريد‬ ‫المقامات والقبور خطابه‪« :‬فانظروا إلى سخرية القدر فهذا الذي تلهج باسمه حتى‬ ‫يبحخ صوتك وتسقط ويظن الناس أ ذلك علامة القبول فيسارعون إلى التبرك‬ ‫بك‘ اعلم يا هذا أنه سيقول لك‪" :‬إن كنا عَن عِبَادَتِكمْ لَعَافِلِينَ‘“ وانثه ما سمعتك‬ ‫وما رأيتك‪ ،‬وما شعرت بك‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة القصص‪.074 /8 :‬‬ ‫‏‪٥1132‬‬ ‫البخاري‪ :‬الصحيح‪ :‬باب الجمعة كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة‪ .‬حديث‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪893 1/‬؛ مسلم‪ :‬كتاب الحج‪ .‬باب لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد حديث‪.4101 /2 79310 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة الأحزاب‪.533 /21 :‬‬ ‫‪742‬‬ ‫البحث ‏‪ ١‬لأول ‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫ابعد هذا يذهب أحد فيقرَب القرابين إلى سيدي فلان‪ ،‬ويدعوه باسمه ويلهج‬ ‫بذكره قائلً‪ :‬هذه وعدتك يا سيدي فلان! إ هذا لشيء عجيبا!!ه"'‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إبراز التناقضات‪:‬‬ ‫[‪ -‬الخوف مانلمصنوع‪.‬‬ ‫اله سبحانه وتعالى خالق وما سواه مخلوق‪ ،‬وقد علم الله الإنسان صناعة‬ ‫الأشياء‪ ،‬من الملابس والمآكل والمساكن والمراكب‪ ...‬فالعقل السليم يحكم أن يكون‬ ‫الصانع أقدر من المصنوع‪ .‬فالانسان يقدر عَلَى بناء جدار كما أنه يقدر عَلَى هدلمه‬ ‫وَهُوَ أهون عليه‪ ،‬ولكن القبوريين يبنون القباب بايديهم" ويعجزون عَن هدمها أو‬ ‫تحويلها لأنهم يعتقدون أنها تضرَهم «عجبًا لك يا هذا! إنها الأحجار التي جمعتها‬ ‫وإنك أنت الذي بنيت هذه القبّة!‪ ،‬لكنه يخاف هدمها‪.‬‬ ‫‪ -2‬رجاء مغفرة اننه بمعصية النه‪:‬‬ ‫كثير من القبوريين غافلون مسرفون عَلى أنفسهم" وليتهم كقوا عن ضلالهم‬ ‫وأنابوا إلى ربهمإ بل الشيطان سول لهم بان المعاصي المتماةى فيها لا تضرً صاحبها‬ ‫التي تقع عَلَى‬ ‫ويملي له أآزه «إذا حضر زردة من الزردات أو وعدة من الوعدات‬ ‫الأضرحة بما يقع فيها من رقص وخمر وفسق‪ -...‬يغقر له ما تقام من ذنبه‪ 6‬إن‬ ‫هذا لهو الضلال المبين“‪.‬‬ ‫‪ -3‬قصد العاجز وترك القادر‪:‬‬ ‫يشعر الإنسان بعجزه فطريا فيحتاج إلى الاحتماء بقوة تدفع عنه الضر وتجلب‬ ‫له النفع‪ ،‬والتناقض الكبير الذي يعيشه بعض الناطقين بالشهادتين هو أن يتركوا النه‬ ‫الخالق القادر القاهر فوق عباده الذي له الأسماء الحسنى ويقصدوا المخلوق‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة فاطر‪.554 /31 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.134 /41 :‬‬ ‫‪.2 / 51‬‬ ‫الزمر‪:‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة‬ ‫(‪(3‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪248‬‬ ‫العاجزؤ ضعف الطاِب والمطلوب (الحج‪ &}©37 :‬وأعجب العجب أن يكون‬ ‫المطلوب أضعف من الطالب! ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها!‪.‬‬ ‫فيا أيها الواقف أمام هذا الضريح أو القبة‪« ...‬ما تظن في انته رب العالمين؟‬ ‫لماذا لا تلتجئع إليه وتساله؟ أتظنه لا يسمعك إذا دعوت©‪ ،‬أو لا يعطيك ما ترجوه‪،‬‬ ‫أو لا ينتقم لك من عدوك أو يقول لك‪ :‬انا عاج أو ليس عندي ما تطلبه؟‪“"٦...‬‏‬ ‫وانه سبحانه وتعالى يقول‪ :‬وإذا سال ثك عبادي عني فإئي قريب أجيب دَغوة‬ ‫الذاعي إذا دعاني قَلْيسْتجِيبُوا لي وَلُومئوأ بي ) َعَلْههْ رْشُدُونگه (البقرة‪.)681 :‬‬ ‫إنترض الشيخ أن لشخص حاجة ملحّة يريد قضاءها وكان له قريب يمكن أن‬ ‫يقضيها له‪ ،‬ولكنه تركه وذهب إلى من دونه‪ ،‬إلى شخص بعيد لا يستطيع في‬ ‫الظاهر أن ينجز ولو جزءا منتلك الحاجة فإنه يقال لهذا الشخص‪ :‬ما أعماك!‬ ‫كيف تذهب إلى ذلك وتترك الذي أمرك بيده‪ ،‬فما ظتك به؟ أتراه يخدعك أو‬ ‫يضرك أو يرةك؟إ«‪.‬‬ ‫ولله المثل الأعلى‪ ،‬فهو الخالق الرازق النافع الضار المتصرف فِي هذا الكون‬ ‫كيف يشاءء وأما أصحاب القبور فلن يستطيغوا سمعا ‪ 6‬ولو سمعوا ما استجابوا‬ ‫مًا كنتم إيئائا‬ ‫إذ يقولون لهم‪:‬‬ ‫دعاء‪ ،‬ويوم القيامة يكفرون بمن اتخذوهم شركاء‪.‬‬ ‫تحبون (يرنس‪ )82 :‬وحر الشيخ الذين يرتادون القباب من سوء هذا المصير‘“‪.‬‬ ‫د‪ -‬الاعتبار بمصير مرتاد القباب والقبور‪:‬‬ ‫ومر‪ ¡ :‬يشرك بالله فكأنما‬ ‫أسقط ا لشيخ ععللىى واقعه المعيش معنى قوله تعالى‪:‬‬ ‫(الحج‪ :‬ا ‪7 (3‬‬ ‫هوي به الريح في مكان سحيق‬ ‫من السنمَآء ففَخََخطْطفْفههُ الطمُ أو‬ ‫خ‬ ‫روادها وعيد هذه‬ ‫وبالتالي فإنه يتحقق في‬ ‫أر الاستعانة بالقباب والقبور شرك‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الصافات‪.514 /41 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.514 /41 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة الفرقان‪ /7 :‬ا ‪8‬؛ العنكبوت‪052 /9 :‬؛ فاطر‪554 /31 :‬؛ الصافات‪.353 /41 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.432 /2 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪942‬‬ ‫الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫‏‪٩‬آ‬ ‫الآية‪ .‬مبرهنا أن الواقع يشهد حقق الوعيد الدنيوي فيهم‪ 6‬ولعذاب الآخرة اخزى‬ ‫لمن لم يعتبر ويستغفر‪.‬‬ ‫فالمبتلون بمرض العقيدة الزائغة يذهبون "إلى أشخاص يدعون أنهم يشفون‬ ‫المرضى بالسحر والعزائم" أو يذهبون إلى القباب والقبور والأضرحة‪ .‬وهذا هو‬ ‫التخطف‪ .‬إذ هم ينتقلون من مكان إلى مكان‪ ،‬وينفقون الملايين" ولكنهم يعودون‬ ‫ضر؛' ‪,‬‬ ‫كما ذهبوا أو شرا ما ذهبوا إذ يذهب الدينؤ ويذهب المال‪ ،‬ويبقى الم‬ ‫ه‪ -‬التحذير من مصير الأمة‬ ‫يصدق إيمانهم به ويتوكلوا عَليه حى ] توكله ْ ا ل‬ ‫وعد اله المؤمنين ببالعزة حن‬ ‫أذ شيوع شرك الأولياء في أمة يضعف من عزائم أهلها فيتسلط عليهم اعداؤهم‬ ‫فرفي‬ ‫و‬ ‫‏‪ ١‬لعزة‬ ‫‏‪ ١‬بتغفى‬ ‫شركا نهم ‏‪ ١‬لعاجزين ش فمن‬ ‫كلهم إل‬ ‫لضعف صلتهم با لنه ‪ .‬حيث‬ ‫غير الدين القيم أذل الفه ذلك أن المسلمين حين يغفلون عن إخلاص العبادة لله‬ ‫رب العالمين اتتوعهم الآلهة والمعبودات‪ ،‬وتذهب أنئدتهم هواء‪ ،‬كل يدعي التبعية‬ ‫لفلان أو فلان" وهذا ما نراه منتشرًا في العالم الإسلامي‪ .‬فكم يمكن أن نخصي ما‬ ‫فيها من أضرحة وقبور وقبابو!! وكل يسمي معبوده باسماا“‪ 8‬فلا يستطيعون لهم‬ ‫نفعا ولا نصرا‪.‬‬ ‫|‬ ‫‪ 4‬مداخل علاج مسالة الذيح لغير الله‪:‬‬ ‫التعلق بأصحاب الأضرحة والقباب له تبعات سلبية منها‪ :‬الذبح لغير الله‬ ‫والنذر لغير الف فالذبح منذ القديم من صُور التقرب إلى المعبود وَهُوَ ما‬ ‫يسمى ب 'القرابين‘“‪ ،‬لم يسلم المجتمع الإسلامي من هذا الداء العقدي الخطير‬ ‫ولا‬ ‫الخر‬ ‫إلا فعل‬ ‫أنهم لا يقصدون‬ ‫منه ويزعمون‬ ‫يهونون‬ ‫وإن كان أصحابه‬ ‫يريدون به إلا وجه الله لكن الشيخ بيوض بين أن ها التصريح زعملا يبرر‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة لقمان‪.902-012 /1 1 :‬‬ ‫‪.6 /7‬‬ ‫الفرقان‪:‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪250‬‬ ‫هذه البدعة ولا يطهر رجسّها‪ ،‬وسلك في مواجهتها منهج الإقناع" ومن‬ ‫المسالك التى اتبعها فى ذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الألفاظ تابعة للنيات‪:‬‬ ‫يقول تعالى عما يتقرب به إيه من النسك‪« :‬والبُذن جَعَلناها لكم مُن شعائر‬ ‫مريدي القبور يسمون النوق التي ينوون‬ ‫اللهگه (الحج‪ 6 :‬ولكن الشيخ يلاحظ أ‬ ‫فالله جعل اللدن‬ ‫ورأى أر هذه العبارة تدل على الشرك‬ ‫فلان‬ ‫ذبجخها بنوق سيدي‬ ‫من شعائر الهه ونحن نريد جعلها من شعائر سيدي فلان‪ .‬والألفاظ تابعة للنوايا‬ ‫منبثة عن مقصدهاء «لا يجوز الترختص بمثل هذا في مسألة تتعلق بالعقيدة وتجري‬ ‫عَلى ألسنتنا آبا عن ج خلقا عن سلفو كلمة ”نوق سيدي فلان والقرآن يقول‪:‬‬ ‫والبن جَعَلتاهَا لكم من شعآئر اللوه الحج‪63 :‬ه"‘‪.‬‬ ‫النيات‪:‬‬ ‫۔ اختبار صدق‬ ‫ب‬ ‫يصرح أصحاب نوق ""سيدي فلان““ الذين يذبجونها في أماكن‬ ‫مخصوصة وأوقات معلومة أنهم يريدون بذبجها وجة النه بالتصداق بلحمها‬ ‫باختبار‬ ‫على الفقراء والمساكين فأراد الشيخ أن يبصّرهم بخطئهم‪ .‬وذلك‬ ‫أن يقترح عليهم ترك ذبح هذه‬ ‫به من النيات© فافتز ض‬ ‫ما يصرحون‬ ‫صدق‬ ‫النوق في مكانها المعتادك بل ثذبح في المجزرة حيث يذبح جميع الناس‬ ‫بلحمها على الفقراء والمساكين فحينئذ تقوم قيامتهم‪ ،‬ويرفضون‬ ‫وليتصذق‬ ‫هذا المقترحا“‪ ،‬وبين أث النه يسمي في كتابه ما ذبح في الأماكن المخصوصة‬ ‫المقةسة من مجازر بيوت العبادة ”القربان“‪ ،‬ولا يطلق هذا المصطلح عَلى ما‬ ‫ياكله الناس مما يذبح في المجازر العادية‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة لقمان‪ :‬ا ‪.212-312 /1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م ن‪.312 /11 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪152‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫اج‪-‬لإهلال بغير الله‪:‬‬ ‫والقباب ذكرهم الله عنل الذبح‪.‬‬ ‫من المتناقضات التى يقع فيها مريدو الأضرحة‬ ‫لأنه إهملال‬ ‫وهذا حرام‬ ‫فلان! إ‬ ‫يا سيدي‬ ‫وعدتك‬ ‫هذه‬ ‫يتبعونه بقولهم‪:‬‬ ‫لا ‪:‬‬ ‫جمع الشيم بێوض الآيات الحرمة لأنواع الأطعمة وانتهى إلى قوله‪« :‬افحيثما‬ ‫ذكر النه تعالى المحرمات يذكر ما أهل لغير النه به؛ ‏‪٢‬‬ ‫واستشهد بقول الشيخ اطفيّش‪« :‬ولو قال أحدهم باسم النه واسم حمد تينة‬ ‫لكانت الذبيحة حراما أهل بها لغير اللها‪،ً٨‬‏ «وهذا ما قلناه ونقول به دائما»“‪.‬‬ ‫إن الإيمان بانته تعالى هو أول شيء وأهم ركن يجب الاعتقاد به لأن بقيةأركان‬ ‫الإيمان فروع لهذا الأساس فما الإيمان باليوم الآخر ‪-‬مثلا‪ _-‬إلا لأنه يوم قضاء الله‬ ‫بين عباده بالقسطف وجزائهم بجنة يدوم نعيمها‪ ،‬أو بنار يدوم جحيمها‪ 5‬وما‪.‬الإيمان‬ ‫بالملائكة إلا لأنهم ملانكة اله عبيده وجنوده‪..‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الإيمان باللانكة ‪:‬‬ ‫ا۔‪.‬تعريقهم‪:‬‬ ‫يطلق على المفرد والجمع من الملائكة اسم ”الملّك“‪ ،‬ويرى اللغوتون أأ‬ ‫اصله ”مَألك‘“ من اللوك وهي الرسالة‪ ،‬ثم ¡أخرت الهمزة فقيل‪” :‬الملأك“‪.‬‬ ‫ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل‪ :‬الَلَك‪ ،‬فلما جمعوه ردوها إليه فقالوا‪:‬‬ ‫ملائكة وملاتك‪.‘١‬‏‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪.512 /11 ،‬‬ ‫(‪ )2‬اطفيّش‪ :‬تيسير التفسير‪ .194 /4 :‬بلفظ «‪ ...‬اسم غير النه من الأصنام أو غيرها فإنه حرام{ ولو‬ ‫ذكر انته معها‪.‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة الكهف‪.432 /2 :‬‬ ‫(‪ )4‬الجوهري‪ :‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العريية تح أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬ط ا دار العلم للملايين©‬ ‫‪0‬مم‪!16 [ /4 :‬؛ ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.581-681 /31 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫د‬ ‫ها‬ ‫با‬ ‫أما في الاصطلاح فقد عرفهم الشيخ بيوض بانهم «خلق من خلق انته وجند‬ ‫منهم خلقه النه تعالى لشيء وكلهم يسبح جمده‬ ‫من جنوده مكلفون بامره‪ 6‬وك‬ ‫ويطيع أمره؛‪.'.٦‬‏ وهم مخالفون لجنس البشر وطبائعهو‪.‬‬ ‫وعرفهم السالئ بانهم «اجسام نورانية خلقهم ا له للعبادة‪ .‬وجبتهم غير جبلة‬ ‫الإنس والجن فلا يوصفون بذكورية ولا بأنوئية‪ ،‬ولا يأكلون ولا يشربون ولا‬ ‫يبولون ولا يتغوّطون‪ ،‬لا يعصون اله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرونه‘‪.‬‬ ‫الفرق بين التعريفين هو أن الشيخ السالمئ وصف مادة أجسام الملاتكة‬ ‫ب""النورانية“‪ 8‬وقال في موضع آخر‪ :‬ااتنضيء كالنوره‘ أما الشيخ بيوض فلم يحد‬ ‫طبيعة هذه المادة‪ ،‬واكتفى بالقول إنها تخالف جنس البشر‪.‬‬ ‫‪ 2‬صفقت أجسامهم‪:‬‬ ‫جاعل‬ ‫أجسام الملائكة متركبة من أجنحة متفاوتة العدد لقوله تعالى‪:‬‬ ‫الملاكة رسلا أولي أجبحَة ملقى وثلث ورباع يزيث في الخلق ما‬ ‫تَشَآءُه (سورة فاطر‪.)10 :‬‬ ‫اقتصر الشيخ بيوض على ما ثبت بالنصوص القطعية فيما جاء في وصف‬ ‫ا الملائكة منها حديث رسول النه ية الذي ينص فيه على رؤيته لجبريل عليه‬ ‫السلام مرتين" وله ستمائة جناح ورة ما تناقلته الرواة من التفاصيل المحددة‬ ‫لحجم الأجنحة ولونها‪ ...‬وعد كلام الرواة في ذلك رجمًا بالغيب‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الصافات‪.303 /41 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الفرقان‪.44 /7 :‬‬ ‫(‪ )3‬السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.492-592 /1 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.74 /2 :‬‬ ‫البخاري‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب بدء الخلق‪ .‬باب ذكر الملانكةث حديث ‪0603‬؛ مسلم‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الإيمان‪ ،‬باب معنى قول النه عر وَجَ‪ :‬ولقد رَءاهُ نزلة أخرى‪ ...‬حديث ‪ .771‬‏‪159. /١‬‬ ‫)‪ (6‬في رحاب القرآن" سورة سبا‪ .763 /31 :‬الشزرى‪.363 /71 :‬‬ ‫‪352‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫أعطى النه سبحانه الملائكة القدرة على التشكل بأشكال مختلفة‪ .‬ومنهج الشيخ‬ ‫بيوض هو عدم البحث عن كيفية ذلك وغيرها التفاصيل التي لا دليل عليها ولا‬ ‫طائل تحتها‪"١‬۔‏ وقدم أمثلة لتشكل الملائكة على هيئة البشر‪ ،‬منها إرسال الله جبريل‬ ‫عليه السلام إلى مريم فوفتَمَملَ لهَا شبشرراا سويا مريم‪ )71 :‬وإتيانه عليه السلام إلى‬ ‫خليفة أ لكلي ‏‪ ١‬ل نصاري' ‪ 2‬كما قد م إل مجلسه على‬ ‫دحية بن‬ ‫ا ليء تنين على صورة‬ ‫صورة رجل غريب عن الصحابة ضبوةسأل الئيء اة عن أمور الدين“‪.‬‬ ‫‪ 3‬أقسام الملانكت ووظائفهم‪:‬‬ ‫الملائكة قسمان‪ :‬أ‪ -‬ملائكة كروبيون‪ ،‬وهم منقطعون للذكر والتسبيح‪ ،‬وقد‬ ‫ورد في الأثر أن الملائكة في السمَاوّات طوائف‘ منهم طائفة يعبدون النه وقوفاء‬ ‫ومنهم قعودا‪ ،‬ومنهم ركوعا‪ ،‬ومنهم سجودا‘‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ملائكة روحانيون وهم مكلفون بتنفيذ أوامر الثه ي تدبير شؤون‬ ‫الكون ومصالح الإنسان كتبليغ الوحي للأنبياء والرسل وكتابة أعمال العباد‬ ‫وقبض أرواحهم ق‬ ‫‪ 4‬حكم الإيمان بهم‬ ‫الإيمان بالملائكة فرض من اركان الإيمان لقوله تعالى‪ :‬هآم الرسول بمآ أنزل‬ ‫إله من ربه وَالْمُومنون كُل امن بالله وَملاَنكته وكئيه وَرُسُله‪...‬ه البقرة‪)582 :‬‬ ‫([) في رخاب القرآن‪ ،‬سورة مريم‪.95 /30 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ .35 /30 :‬وعن دحية الكلبي أنظر الزركلي‪ :‬الأعلام‪.733 /2 :‬‬ ‫)‪ (3‬ي رحاب القرآن‪ ،‬سورة الشورى‪263 /71 :‬؛ والحديث مشهور بجديث جبريل‪ ،‬الذي رواه‬ ‫عَمَر بن الخطاب حف أخرجه مسلم في كتاب الإيمان" باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان‪،‬‬ ‫حديث رقم‪.73 /1 .8‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ 5‬سورة لقمان‪833-933 /1 1 :‬؛ ورد في هذا المعنى قوله ية‪« :‬ما في السماوات‬ ‫(‪)4‬‬ ‫السبع موضع قدم‪ .‬ولا شبر ولاكفث‪٥‬‏ إلا وفيه ملك قائم‪ .‬أو ملك راكع‪7 .‬أور ملك ساجدا ‪ .‬الميثمي‪:‬‬ ‫نجمع الزوائك‪ 5‬باب احتقار العبد عمله يوم القيامة'‪.853 /01 ،‬‬ ‫(‪ )5‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النور‪143 /6 :‬؛ النمل‪202 /8 :‬؛ الشورى‪.562 /81 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪254‬‬ ‫«ومنكرهم كافر كفر شرك لا كفر نفاق‪ ،‬لأنه كتب بما غُلم من الدين بالضرورة‬ ‫وبما علم بالنصوص الصريحة من القرآن""‪.‬‬ ‫ك المفاضلة بين الملانكہ‪:‬‬ ‫تتفاوت درجات الملائكة كتفاضل الرسل من البشر‪ ،‬قال تعالى‪ :‬تلك الرسل‬ ‫فضلنا ربعضهما على ا ضه (البقرة‪ )352 :‬والله وحده يعلم التفاوت بين الملائكة‬ ‫فعلينا ان نؤمن إجمالا ولا ندخل في التفاصيل إلأ ما ثبت من قرآن أو خبر صحيح‬ ‫و)‪,‬‬ ‫عن النيء‬ ‫أما عن المفاضلة بين الملائكة والبشر فلا دليل قاطعا يعتمد في تفضيل طرف‬ ‫على آخر‪ ،‬ورغم احتدام الخلاف بين بعض الفرق الإسلامية في المسألة فإن الشيخ‬ ‫بيوض يدعو ل عدم الحوض في الموضوع «لأنه لا يوقف فيه بالبحث المجرد‬ ‫والعقل المجرد ورغم احتجاج كل فريق بطائفة من الأدلة إلا أنها كلها قابلة‬ ‫للنقد‪« .‬والمسألة ليست مسألة اعتقاده‪.‬‬ ‫‪6‬۔ أبعاد الإيمان بالملاتنکہ‪:‬‬ ‫' منهج الشيخ بيوض في التعامل مع أصل الإيمان بالملاتكة هو التسليم بما دڵت‬ ‫عليه النصوص القطعية ما يتعلق بشؤونهم‪ ،‬والامتناع عن الدخول في تفاصيل‬ ‫حياتهم مثل‪ :‬مادة أجسنامهم وأحجامهم وكيفية خلقهم وتعيين أسمائهم في‬ ‫تفسير القصص القرآني‪ ،‬فكان موقف الشيخ من تلك الجزئيات قوله‪« :‬وهذا لا‬ ‫يعنينا" بل كان يعنى بترسيخ مبدا الإيمان بهموتوظيفه توظيقا عمليا وهذه نماذج‬ ‫من أبعاد الإيمان بالملائكة‪:‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة لقمان‪ :‬ا [‪.474-574 /‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.775 /41 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.84-94 /10 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.94 /10 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.94 /10 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪552‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوخيد والغيب‬ ‫أ‪ -‬ا لتقديم لليوم الآخر‬ ‫إذ تلقى اْمتتَان عن‬ ‫قال انته تعالى عن الملاتكة الكرام الحافظين‪:‬‬ ‫‪ 1‬مَا يلفظ من قول ‏‪١‬الأ لد به رقيب عَتي ً‪4‬‬ ‫ا ليّمين وعن الثمَا ل ‪7‬‬ ‫(ق‪ )71_81:‬فاستحضار مراقبة الملائكة الحفظة وتقييد كل أعمال العباد يجعل‬ ‫المؤمن حريصنًا على اجتناب الخطايا ومَلءء سجلات الحسنات التى يصعدون بها‬ ‫ا إل اله الذي لا تخفى عنه خافية‬ ‫ؤة(‪.‬‬ ‫ضرب الشيخ بيوض مثالا واقعيا يبين فيه بعد الإيمان بالملائكة الحفظةة‬ ‫لتمثل في اجتهاد المؤمن أن يرسل معهم يوميا طرود الأعمال الصالحة إلى‪.‬‬ ‫الدار الآخرة‪ ،‬كي يفرح بها غدا عندما يجد ما عمل من خير مُحضَرا‪« ،‬كما‬ ‫يقام المسافر أمواله إل بلده حيث ينوي الاستقرار ف آخر عمره‪.‬‬ ‫اللائلة‪:‬‬ ‫سا۔ ولاية‬ ‫الملانكة معصومون من المعاصي‪ ،‬تجب على المؤمنين ولايتهم‪ ،‬التي يرى‬ ‫الشيخ اطفيّش أنها تقتتذقتضي حب ما يوافق طبائعهم والاجتهاد على تحقيقه‬ ‫ه تعالى‪ ،‬وخدمة الإسلام والمسلمين‪ ،‬وتوبة‬ ‫ومن ذلك إخلاص ‪7‬‬ ‫العصاةء والنمكين للدين‪ .‬أما ولاية الملائكة للمؤمنين فتتممل في إلحامهم‬ ‫محبة الخير والرغبة في مصاحبة أهله‪« ،‬فتنشط أعضاؤهم إلى الخير ولا‬ ‫يتكاسلون»“ لقوله تعالى عللىى لانهم‪« :‬نخن أؤليآؤكم بي الْحَيَاة الني‬ ‫وفي الآخرة» (فصلت‪ :‬آ‪..)3‬‬ ‫‪ )( .‬في رجاب القرآن‪ 5‬سورة سبا‪.31/81 /‬‬ ‫م ‪ .‬ن‪ : :‬صورة يس‪,79 /41 : :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ ])3‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشبخ ااعمحمد بن يوسف اطفيّش االلعقدية‪ .02 1 :‬نقلاءعن إطفيش‪ : :‬شرح‬ ‫العقيدة‪.053 :‬‬ ‫‪.8 /1‬‬ ‫مسير صورة فصلت‪6‬‬ ‫القرآن‪ ،‬تة‬ ‫ف رحاب‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪71‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪256‬‬ ‫ج‪ -‬تتبيت الؤمنی‪:‬‬ ‫يشهد المؤمن في حياته اليومية نزاعا بين مشتهيات نفسه وأوامر النه تعالى‬ ‫فيذكره مك الإلهام بالوقوف عند حدود الله ويحضته على غخالفة هوى النفسر"‪٨‬‏‬ ‫«ومن هنا نستطيع أن نميز بين داعي الخير وداعي‪ :‬الشر فنعلم أ الذي يدعو إلى‬ ‫الخير ملك‪ ،‬وآن الذي يدعو ل الشر شيطانه'“‪ 6‬فهذا الإدراك يقوي عزيمة المؤمن‬ ‫للاستجابة لدواعي الخير‪' .‬‬ ‫إذا اعتقد المؤمن أن تثبيت الملائكة للذين آمنوا ليس معجزة أو كرامة مضت‬ ‫في سيارلأولين وانقضى عهدها‪ ،‬بل هو أمرً ممكن لكل من سلك طزيقالإيمان"‬ ‫«كلَ من سار على الدرب وصل فإنه يجرص على اتخاذ أسباب التثبييت‪ 6‬وهي‬ ‫مجاهدة النفس ابتغاء مرضاة الله تعال{‘‪.‬‬ ‫ر زمر نعمة الكَصشَشربف‪:‬‬ ‫شرف اله آدم غليه السلام بسجود الملائكة له‪٨‬‏ وهذا تشريف له ولذريته“ء‬ ‫وزاد الله المؤمنين تكرمئًا بجعل الملائكة يستغفرون هم ة فذكر هذا التشريف يزيد‬ ‫المؤمن تواضعا لله ومجاهدة في مزيد التقرب إليه‪ ،‬تخلقا باخلاق الملائكة الذين ‪7‬‬ ‫‪ -‬على رفعةمقامهم‪ -‬لا يتكبرون عن عبادة النه يسَبْحُون الليل والنهار لا‬ ‫فتونه ( الأنبياء‪.)02 :‬‬ ‫ه‪ -‬التقوى أساس التفاضل‪:‬‬ ‫توقف الشيخ بيوض في مسألة التفاضل بين الملاتكة والبشر ورأى أنها ليست‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الشورى‪.562 /81 :‬‬ ‫۔‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.2993 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الأحزاب‪.93 ,2 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص‪.532 /51 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة غافر‪.33 /61 :‬‬ ‫‪752‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫مسألة اعتقادا" لافتقارها إلى دليل صحيح إضافة إلى عدم الجدوى في معرفتهاء‬ ‫وركز عنايته على ما فيه ثمرة في الاعتقاد والسلوك‪ ،‬ومن ذلك نفيه اعتبار كون‬ ‫الملانكة في السماء هو سبب أفضليتهم على البشر اهل الأرض منبهًا إلى أن‬ ‫العبادة‬ ‫السبب الصحيح للقرب من النه عر وجل هو الإيمان به وحده وإخلاص‬ ‫له‪ 5‬في كل مكان‪.‬‬ ‫ثالمًا‪ :‬الزيمان بالجن‪:‬‬ ‫|‬ ‫يف الجن‪:‬‬ ‫الجن جملة من خلق النه غير الملائكة و الإنس‪ ،‬ومن العلاقات الجامعة بين‬ ‫الجر والملائكة صفة ة الخفاء وهناك من يطلق لفظ الجر على الملائكة لاستتارهم۔‬ ‫فالجن في اللغة ماخوذة من جرم بمعنى ستر ومنها أخذ أالجنون‘“ لاستتار‬ ‫عقله‪ .‬و""الجنين““ لاستتاره واختفائه في بطن أمه‪ .‬و”الجئة“ ذات الشجر والنحل‪.‬‬ ‫فيون لا يرونه‬ ‫لسترها ا لأرض‪ .‬والجر ‘ سمُوا جا لأنهم مستورون‬ ‫يطلق اسمم "‬ ‫خلق النه الجر من مارج من نارث وهم عباد ‪"3‬‬ ‫على المؤمن منهم والكافرش لقوله تعالى على لسان الجن‪« :‬وَإئا ينا الصالحون‬ ‫وَمئًا ذون ذالِك كُئا طَرآئقَ قَدَداگه (الجن‪ )11 :‬أما ”الشيطان“ فلا يطلق إلا على‬ ‫المتمرد العاصي(‪.‬‬ ‫ينفي الشيخ بيوض علم البشر اليقين عن دقائقتفاضيل حياة الجن‪ .‬كطريقة‬ ‫للفرائنض وطريقة تناسلهم‪ .‬ولا عن عدد النفر من الجن الذين صرفهم الله ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة الإسراء‪. .94 /10 :‬‬ ‫‪.375- 275‬‬ ‫‪/1 7‬‬ ‫ع ‪ .‬ن‪ . :‬سوره ة الزخرف‪:‬‬ ‫)‪2‬‬ ‫)‪ (3‬ابن متظور‪ :‬لسان العرب‪.583 /2 :‬‬ ‫(‪ )4‬مصطفى سعيد الحن و حبي الدين ديب مستو‪ :‬العقيدة الإسلامية‪.35 2 :‬‬ ‫‪.8 1 /1 8‬‬ ‫القرآن© تفسير صوره ة الأحقاف‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪ ٠‬الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‏‪258‬‬ ‫في هذا‬ ‫‪ ,‬وهذا ما ل نكلف به‪ .‬وكل خوض‬ ‫تعالى زل الئيء تلين لاستماع القرآن' ‪.‬‬ ‫والأخبار المروية في ا موضوع لم تبلغ‬ ‫تكلف وفضولء وضرزهأكب من نفعه‪"...‬‬ ‫عندنا درجة الاعتقاد‪« 6‬لأن العقيدة لا بنى إلأ على خبر حقيقي يقينى من القرآن‬ ‫الكريم أو من المعصوم‪.‬‬ ‫‪2‬اتقاءضررالجن‪:‬‬ ‫اودع النه في الجن قوة خارقة وقدرة عجيبة مما جعل فريقا من البشر‪ -‬على مر‬ ‫التاريخ‪ -‬يعوذون بهم اتقاء ضرهم ورجاء نفعهم‪ ،‬والسؤال المطروح هو‪ :‬كيف‬ ‫يتقي بنو آدم ضرر الجن؟! هنا يتميز موقف ‪ 7‬من غيره‪ ،‬أما المؤمن فيتبع ما‬ ‫وإل هه كان رجَال‬ ‫شرع النه فيرشد‪ ،‬أما غيره فيتبع‪ ,‬الأساطير والأضاليل فيضال“‪.‬‬ ‫م ا لانس يَعُوذون يرجَال همن ] الجر فرَاذوهم رَهقا‪( 4‬الجنَ‪.)60 :‬‬ ‫فعلى لمؤمن أن يعتقد اعتقادا جازما هوان اللة عَلى' كل شتئءقدير وآن اللَهقَد‬ ‫أحاط يكل شي ء‪ .‬علما (الطلاق‪ )21 :‬قلا يعلم الغيب سواه ولا نافع ولا ضار على‬ ‫لحقيقة إلأ هو وهو القائل عن الشياطين‪ :‬وَمَا هُم يضَآرين بهمن آحَد إلأ بإذن‬ ‫فإن هذا الاعتقاة يثمر عدم الالتجاء إلى غير الله ي كل حين‬ ‫الله (البقرة‪2 :‬‬ ‫مهما تقلبت الأحوال‪.‬‬ ‫من القضايا التي اجتهد الشيخ بيوض على إصلاحها لمدة عقود من الزمن‬ ‫مسألة التعامل ماعلجن‪ .‬والوسائل المتخذة لاتقاء شرهم بين الشيخ عذم‬ ‫سلامة‬ ‫مس‬ ‫وضلالات‬ ‫التي ينتهجها الناس وأكد أنها خرافات‬ ‫مشروعيه‪77‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ .‬سورة الأحقاف‪.683 /81 .‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬صورة الفرقان‪.91 /70 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحقاف ‪. .683 /81‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.522 /20 :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.31/181 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.981 /31 :‬‬ ‫‪952‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫المعتقد‪ .‬وخاصة إذا اشترط عَلى المريض شرط محرم كذبح شيء موصوف في ‪.:‬‬ ‫مكان خصوص مع عدم ذكر اسم النه عليهؤ لأذ هذه الأفعال مخالفة لأصل‬ ‫التوحيد وهي من وحي الشياطين «وتيقنوا بانها حرّمة{ ومن يفعلها فهو‬ ‫عاص لأنه تقرّبإلى الجن‪.‬‬ ‫واستعاذة الإنس بالجن مرض عقدئ قديم‪ .‬لقول ا له تعال‪ :‬وإل‬ ‫كان رجال من الإنس يَعُوؤوت يرجَجال مُن الين قزاذوهُم‬ ‫رَقاگه (الجن‪ )6 :‬فكان الواحد منهم يقول‪« :‬أنا أذبح الذبائح وأقيم‬ ‫)‬ ‫|‬ ‫الولائم للجن كي لا يضروني“‪.‬‬ ‫ذكر الشيخ بيوض أث من وصفات الاستشفاء التى يقدمها المشعوذون في‬ ‫عصره ان يطلب من المريض وضع طعام في مكان معين لياتي الجن الفلاني‬ ‫لياكل منه‘ وقد يطلب منه وضعها في المرحاض والعجيب في ذلك أث من‬ ‫فعل دلك إذا رجع بعد مدة ووجد على طعامه حُفرًا فرح لاعتقاده قبول‬ ‫الجن منه" وما هو ‪ -‬في الحقيقة ‪ -‬إلا أئر أكل الدواب والموام!‪ ...‬فهذه من‬ ‫الصور الركية التي كان يستعملها الوثنيون مع أصنامهم‪ ،‬كما فعل قوم‬ ‫إبراهيم قبل الخروج إلى عيدهم فخلفهم إليها إبراهيم فقال لها متهكُمًا‪« :‬ال‬ ‫ئاكون؟ ما لكم لأ تنطقون؟ي (الصافات‪« )19-29 :‬ولا تزال َذرو الخرافات‬ ‫وقد حاربناها من زمن قديم‬ ‫بعد أن بين الشيخ بيوض الحكم الشرع لمسألة الاستعاذة بالجن‪ .‬قم البديل‬ ‫الشروع لائقاء ضّررهم‪ ،‬استخلصه من سنة الرسول يق فقد علمنا أن نقوم‬ ‫ببعض الإجراءات الوقائية & كتغطية الأواني وملازمة الذكرى وكان الئييء متي‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة سبا‪681 /31 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.181 /31 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ 6:‬سورة الصافات‪.614-714 /41 :‬‬ ‫)‪ (4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.681 /31 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪260‬‬ ‫يعوذ نفسها ويعوذ من يرقيه بالمعوذتين!" هذه الاستعاذة المشروعة الفاعلة ولا‬ ‫يوجد أحسن منها“‬ ‫وكان النيء ية إذا نزل منزلآً في الصحراء يسال النه تعالى أن يقيه من شر‬ ‫الشيطان وشر الجن وشر الدواب‪ ،‬كما يساله أن يحفظه من شر الأفاعي والعقارب‬ ‫والحشرات المؤذيةش « فلا ملح ولا رماة ولا قراءات ولا ذبحخ‪ ،‬كل هذا باطل من‬ ‫الاعتقاد‪ ،‬وباطلً من العمل وَهُوَ ضرب من عبادة الجن ومن اتخاذهم أولياء‪.‬‬ ‫فالعلاج هو التوجه إلى اله وحده‪ .‬وأما الذين يعوذون بالجن فإنهم لا‬ ‫يزيدونهم إلا رهقا ذلك أ الجر يفقدون كل ما يزعم الغافلون أنهم يملكونه‬ ‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الجن لا يعلمون الغيب‪ ،‬وفل لأ َعْلَم ممن في السماوات والأزض الغيب‬ ‫الا الله النمل‪ )56 :‬ولما مات سليمان عليه السلام لم يعلم منه الجن ذلك حمى‬ ‫سقط على الأرض بعد أن أكلت الأرضة منسائه‪ ،‬ولبثوا طوال تلك المدة ينجزون‬ ‫الأشغال الشاقةالتي كلفهم بها ««قَلَما خر ينته الح أن لو كَائوا يَعْلَمُون‬ ‫الغيب ما ليوا في الْعَةاب المُهين»‪( 4‬سبا‪.)41 :‬‬ ‫ب الجن يستمتون القدرة والقوة من الله لأن <«الفوة شجهَميعًا»؛‪4‬‬ ‫(البقرة‪« &)561 :‬وما الجر إلأ كالبشر لا يعلمون الغيب مطلقاء وإن كانت مم قدرة‬ ‫عَلى الإضرار‪ ،‬ولكن الله الذي اعطاهم هنو إلقوّة هو وحده القادر على أن يكف‬ ‫ضررهمإ ولا واقي ولا ملجا لنا غيره‪.‬‬ ‫(‪ )1‬عن عائشة رضي ]النه عَنهَا أ النيء تينة كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوّذات‘ ويمسح عنه بيده‬ ‫قالت‪ :‬فَلَمًا اشتكى النيءءينة وجعه الذي ه وفي فيه طفقت آنفث عليه بالمعوذات التى كان ينفث بها‬ ‫عَلى نفسه‪ .‬وامسح بيد النيءءبتبة عنه‪ .‬ابن حبان‪ :‬الصحيح‪ .‬ذكر قراءة عائشة المعوذتين عَلى النيءء تلت‬ ‫حديث ‪.555 /41 09561‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة سبأ‪.881 /31 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.522 /2 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة مبا‪.981 /31 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪162‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب `‬ ‫يج‪ --‬الجن لا يملكون ضر ولا نفعا فهم عاجزون عن رةقضاء النه وقدره‬ ‫‪ :7‬هُم بضآرين يهمن م اَحَد إلا إذن الله‪( 4‬البقرة‪ )201 :‬ذلك رلأن الله وجير ولا‬ ‫يُجَارُ عَلَيهگه (المومنون‪« )88 :‬فمن قصد النه ليعصمه من شر مجلوق مهما كان نصره‬ ‫واجاره‪ .‬ومن قصده الله بشر فالتجا إلى خلوق ليعصمه‪ ...‬لم يستطعه؛"'‪.‬‬ ‫فعلى المؤمن أن يتوكل عَلى الله وحده «وَمَن يتوكل على الله فهو‬ ‫حسنه گه (الطلاق‪ 30 :‬إنه النافع الضار القادر الفاعل لما يريند‪ ،‬الذي يجير ولا يجار‬ ‫عليه‪ ،‬ويتاسنى فايلوقاية من ضرر الجن بالرسول يَتَية وآوى إلى الركن الشديد‬ ‫العاصم من كل البلايك «وادخل تحت سرادق العزيز الجبار الذي غلب ولا يغلب‬ ‫فلا ملجأ من النه إلا [ليه‪3٤‬‏ فالمتوكل على اله حق توكله ينعم في الدنيا بالحياة‬ ‫الطييةء ويسعد في الآخرة بالنعيم السرمدي والفضل المبين‪.‬‬ ‫رابسغًا‪ :‬الزيمان باليوم الآخر‪:‬‬ ‫ورد الإيمان باليوم الآخر مقرونا بالإيمان بالله في سياق الأمر بالفعل أو بالترك‪.‬‬ ‫في مواضيع عديدة مانلقرآن الكريم‪ .‬والحديث النبوي الشريف كقوله تعالى‪:‬‬ ‫رن كنتم هثومنون بالله وَاليَوْم الآخير (النساء‪ &)956 :‬ومثل قوله تلة‪٠ :‬من‏ كان يؤمن‬ ‫بالله واليوم الآخر‪ »...‬وذلك لأهميته ولأثره الفعال في سلوك الإنسانؤ وسنهدا ‪.‬‬ ‫دراسة الوضوع بما يسبق هذا اليوم وهو قيام الساعة‪.‬‬ ‫آ۔قيامالساعح‪` .. :‬‬ ‫تقوم الساعة في الوقت الذي قدره النه لفناء الكون وهو قريب ئ اقتربت‬ ‫الساعة وانشقى الْقَمَرّه (القمر‪ &)10 :‬و يرى الشبخ بيوض أن لا يجوز تحديده لأنه‬ ‫ادعاء للغيب الذي استأثر الثه بعلمه(‪ & .‬وتنجّب من ورود أقوال في الموضوع عن‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪.981 /31 5‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.503 /31 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.114 /2 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪2:‬‬ ‫بعض مشاهير المفسرين‪ .‬وقال‪« :‬فكل هذا باطل من القول لا أساس له من كتاب‬ ‫أو سنة لا يجوز لأن يعمل أو يعول عليه أو يقص على الناس‪.'.‬‬ ‫وللساعة شراط كبرى منها‪ :‬خروج الدابة من الأرض فتكلم الناس‪ ،‬وطلوع‬ ‫‪ .‬الشمس من مغربهاا‪ 5‬وهي أمارة غلق باب التوبة‪.‬‬ ‫حلمة إخقاء الساعة‪:‬‬ ‫أخفى لله عن عباده وقت قيام الساعة لحكم منها‪:‬‬ ‫ا‪ -‬استعداد المؤمن لها في كل وقت خوفا وطمع‘‪ 0‬ويبادر إلى التوبة قبل‬ ‫لايمرف ساعة موته فعليه أن يكون‬ ‫الغرغرة ونزول الموت‘ ولما كان ا ب‬ ‫مستعدا له دوماا‪« 5‬ولا ئمُوئن إلأ وأمنثُمسْلِمُونگه (ال عمران‪.2010 :‬‬ ‫ب عمارة الأرض‪ : :‬خاين الله في الأرض يعمرها ويستخرج ما فذر‬ ‫فيها من أقوات‪ ،‬ويستكنه ما أودع النه في الكون من أسرار ونواميس‪ ،‬ويتستي له‬ ‫ذلك بالأمل في الحياة‪ ،‬والعمل ها كانه يخلد فيها أبذا‪.‬‬ ‫شاءت حكمة الله إخفاء الساعة ووقوعها بغتة أخبرنا عن ذلك في آيات‬ ‫كثيرة منها لا ئاتيكُمُ إلا بثقة (الأعراف‪ )781 :‬وقوله‪ :‬لوَهُم بَخَصمُونه؛‬ ‫(يس‪ )94 :‬وبينن الشيخ بيوض أن هذه الكلمة أغنت عن أشياء كثيرة بينها النبي ة‬ ‫في أحاديث عديدة‘& منها قوله يل‪ .. .« :‬وَلتَشومَرُ الساعة وقدث شنشر الرجلان‬ ‫وبهما بَينَهْمَا فلا يَتبايَعَانه ولا وياه وتقوم الساعة وق الصرف الجل لبن‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 5‬سورة الأحزاب‪.066-166 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.391 .981 /8 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.881 /8 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.042 /1 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪472 /51 :‬؛ سورة الشورى‪.141 /71 :‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪842 /3 :‬؛ سورة الأحزاب‪.856 /21 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪.112 /41 :‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫لقحَته قلا بنطْطعَمُهُ والنت ممن ا لساعة وهو تلبط حَوضَهه فلا ريسقي ففيه وَلَتَقومَرُ الساعة‬ ‫وَقَن ن أحَذكمْ ذ إلى فيه قل طْعَمُهَاه“‪.‬‬ ‫من‪. .‬في‬ ‫فصعق‬ ‫‏‪ ١‬لصور‬ ‫في‬ ‫و وئيخ‬ ‫ففى ‏‪١‬الصور‬ ‫ه با لنفخ‬‫أ لسا ع ة‬ ‫تقوم‬ ‫هو‬ ‫(الزمر‪ .86 :‬والصور‬ ‫شاء اللة‬ ‫الأزض إلأ من‬ ‫في‬ ‫السُمَاوّات ‪77‬‬ ‫البوق ا لذي يتخذ للنفخ ّ ولا يعلم البشر حقيقته «والله يصور لنا أمور يوم‬ ‫وإلا‬ ‫بها‬ ‫التى نتخاطب‬ ‫اللغة‬ ‫مع قصور‬ ‫ما تدركه عقولنا‬ ‫القيامة بجسب‬ ‫فحقيقتها وكيفيتها لا يعلمها إلأ اداة‪.‬‬ ‫فالشيخ اعتبرأحقيقة الصور والنافخ فيه والمستنتون من الصعق غيبًا مطلقا‬ ‫كالوقت الذي يقع فيه النفخ‪ ،‬ولم تصح عنده الروايات المدققة في جزئياته‬ ‫وتفاصيله‪ ،‬ويرى أ أكثرها من الإسرائيليات‪ ،‬وللوقوف في الموضوع عند حدود‬ ‫االنلصوقصطعية بُعده المتمثل في‪:‬‬ ‫‪ 1‬السلامة من اعتقاد خلاف مراد النه تعالى‪.‬‬ ‫والإعداد لا ولو علم الله‬ ‫‪ --2‬إفراغ الجهد وتوجيهه الهمم إل العمل للآخرة‬ ‫في هذه التفاصيل خيرا لأخبرنا بها‪.‬‬ ‫البرزخ‪:‬‬ ‫نين‘‘‪.‬‬ ‫يز ب‬ ‫ئحاج‬‫يو ال‬ ‫شة ه‬‫ل لغ‬ ‫ارزخ‬‫الب‬ ‫أما ف الاصطلاح فهو الماة الفاصلة ما ببن موت الإنسان وبعثها كما يطلق‬ ‫على المدة التي بين فناء الدنيا وقيام الآخرة‪ ،‬أي هو ما بين النفختين‪ :‬نفخة الصعق‬ ‫البخار‪ :‬الصحيح‪ :‬كتاب الرقاق‪ .‬باب قول الئيء تة بعثت أنا والساعة كهاتين" حديث‪.1416 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪ :82 5‬كتاب الفتن‪ .‬باب خروج النار‪ .‬حديث‪.5062 /6 40760 :‬‬ ‫في رحاب القرآن سورة الصافات‪.533 /41 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫سورة الزمر‪.484-684 /51 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪:‬سورة النمل‪502-802 /8 :‬؛ سورة يس‪0 /1 4 :‬‬ ‫)‪ (4‬الجوهري‪ :‬الصحاح‪914 /1 :‬؛ ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.5 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪264‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ونفخة ا لبعث' ‪ . 1‬وهى مدة لا يعلم طولها إلأ اله تعال‬ ‫من المسائل المطروحة في هذا الطور‪:‬‬ ‫القر ونعيمه‪:‬‬ ‫عذاب‬ ‫أ ‪-‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أ عذاب القبر حق ونعيمه حقّ‪ 8‬مستدلاآ بقول الله عز‬ ‫وجل عن آل فرعون‪« :‬النار يعرضون عليها غدوا وَعَشييا وَيَوْم ئقوم الساعة‬ ‫أذخلوا مال فرعون أشد العَدابمه (غفر‪ 64)3 :‬فالآية تنص على أنهم يعرضون على‬ ‫العذاب قبل يوم القيامة‪.‬‬ ‫جمهور علماء الإباضية يثبتون عذاب القبر‪ 6‬وممن ينفيهم منهم أبو عمرو‬ ‫السوفي صاحب كتاب السؤالات("ء ويعتبر أبو يعقوب الوارجلاني{ وجميل بن‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الشورى‪.123 /71 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪.84 /41 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ ،:‬سورة غافر‪.681 /61 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.123 /71 :‬‬ ‫(‪ )5‬الثميني‪ :‬معالم أصول الدين‪.171 /2 :‬‬ ‫(‪ )6‬عثمان بن خليفة السوفي المارغني‪ 6‬ابو عمرو‪ ،‬احد أعلام الإباضية البارزين" أصله من بلاد سوف‪.‬‬ ‫في القرن ‪6‬ه‪21 /‬مإ نشا في عصر ازدهرت فيه الحركة العلمية بوارجلان‪ ،‬والتقى ابرز اعلامهاء‬ ‫فكان من شيوخه بها‪ :‬ابو العباس أحمد بن محمد بن بكر (ت‪405 :‬ه_‪ 0111 /‬م( وابو الربيع‬ ‫سليمان ابن يخلف المزاتي (ت‪ :‬ا ‪74‬ه‪8701 /‬م) كان كثير الرحلات في طلب العلم ونشره‪.‬‬ ‫‪371 .071‬؛ جمعية‬ ‫الدرجيني‪ :‬طبقات\ ‪384-584 /2‬؛ الشماخي‪ :‬السير ‪961 . 301 /2‬‬ ‫التراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية‪ :‬تر ‪.026‬‬ ‫(‪ )7‬مصطفى ابن ادريسو‪ :‬الفكر العقدي عند الإباضية‪.333 :‬‬ ‫(‪ )8‬يوسف بن إبراهيم الوارجلانيؤ أبو يعقوبث علم من اشهر علماء الإباضية بالمغرب في القرن السادس‬ ‫المجريؤ ترك بصمات بارزة في التراث الإباضي خصوصا‪ .‬والمكتبة الإسلامية عموما‪.‬‬ ‫ولد بسدراتة‪ .‬من قرى وارجلان؛ حوالي سنة‪005‬ه‪6011 /‬م‪ .‬نشا في موطنه صدراتة‪ ،‬واخذ مبادئ‬ ‫العلوم على علماء وارجلان‪ ،‬ثم تاقت نفسه إلى الاستزادة فشد الرحال إلى بلاد الأندلس‪ :‬وأقام بقرطبة‬ ‫سنين عداء وحصل منها غتلف العلوم النقلية والعقلية‪ .‬توني عام ‪075‬ه‪5711 /‬م‪: .‬‬ ‫ترك آثارا علمية ني مختلف العلوم! منها ما حفظته الأيام؛ ومنها ما ضاع مع حوادث الزمان" ومن أهم‬ ‫‪562‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫خميس السعدية أن المسألة ليست من الأصول الواجب الإيمان بهاا‪ ،‬فهي لا‬ ‫ترقى إلى اليقين والاعتقاد لعدم وجود دليل قطعي فيها‪.‬‬ ‫ب۔ عجم الزنب‪:‬‬ ‫الذنب© هو مثل حبة خردل يكون ف أصل الصلب‬ ‫عجم الذنب‪٥‬‏ أو عجب‬ ‫عند رأس العصعص يشبه في الحل محل الذنب من ذوات الأربع“‪ .‬إختلف‬ ‫العلماء في بقائه بعد فناء جسم اللإنسان‪ ،‬واستدل المثبتون ببعض الآثار التى شك‬ ‫الشيخ بيوض في قطعيتها‪ ،‬مع تاكيده على قدرة الله على إعادة الخلق بسبب هذا‬ ‫العظم أو بدونه‪« ،‬وهذه الرواية قد تكون صحيحة فيكون عجم الذنب بمثابة البذرة‬ ‫مؤلفاته الفوظة‪:‬الدليل والبرهان لأهل العقول؛‪ :‬وعظمه في اصول الدين وعلم الكلام‪ .‬ولكنة في‬ ‫الحقيقة موسوعة مصغرة ةمختلف الفنون‪ :‬من كلام ‪ .‬وتاريخ‪ .‬وفنلسفة‪ ،‬ومنطق ورياضيات‪ .‬وعلوم‪٥‬‏‬ ‫واخبار‪ ...‬يقع في ثلاثة اجزاء‪ ،‬طبع أكثر من مرة‪ ،‬ثم حققه الباحث صالح بوسعيد في رسالة دكتوراه‬ ‫الحلقة الثالثة‪ .‬ولا يزال مرقونا ؛العدل والإنصاف في أصول الفقه والاختلاف!‪ :‬يقع ايضا‪.‬في ثلاثة‬ ‫أجزاى طبع بلا تحقيق‪ 6‬ثمثم حققه الشهيد الدكتور عمرو خليفة النامي ولا يزال مرقونا‪ .‬وقد أجرى عليه‬ ‫الباحث مصطفى بن صالح باجو دراسة أكاديمية في رسالة ماجستير" قارن فيها بين الوارجلاني ني العدل‬ ‫والإنصاف والغزالي في المستصفى‪ ،‬وطبعت الدراسة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪( .‬أبو‬ ‫يعقوب الوارجلاني‪ :‬الدليل والبرهان‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان{ ابو يعقوب‬ ‫الوارجلاني‪ :‬العدل والإنصاف وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان؛ الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪.‬‬ ‫‪ .‬ا‪ /‬ي؛ ‪ .10 .984-594 .064-164 /2‬الجيطالي‪ :‬قواعد الإاسلام؛ ‪/1‬ه؛ جمعية التراث‪ :‬معجم‬ ‫اعلام الإباضية‪.)0101-4101 /4 .‬‬ ‫(‪ . )1‬جميل بن خميس السعدي شيخ وعالم وفقيه‪ ،‬من أهل القرط‪ ،‬من بلدان آل سعد{ من عمان‪ .‬كان ابرز‬ ‫علماء عصره‪ .‬في القرن ‪ 31‬الجريء وكان صاحب اعتناء واسع واطلاع جامع من مؤلفاته‪" :‬قاموس‬ ‫الشريعة“ تسعين جزءاء في الفقه والأدب والحوار والجدل‪ 6‬وهو أشبه بدائرة معارف‪( .‬دليل أعلام عمان‪:‬‬ ‫‪ 6‬جعيةالتراث‪ :‬معجم اعلام الإباضية قسم المشرق‪ ،‬تر ‪.)841‬‬ ‫(‪ )2‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪.356 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬ابو البقاء الكفوي‪ :‬الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية‪ .‬ط ‪ 10‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت©‬ ‫‪2991 /‬م‪.856 :‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪266‬‬ ‫التى ينمو منها الإنسان" وقد لا تكون صحيحة‪ .‬والله على كل شيء قدير" وقد‬ ‫النبات «إوأحبَينَا يه بلذة‬ ‫بين الله قدرته على إحياء الموتى بتوجيه أنظارنا إلى حياة‬ ‫ما كذالك الخروج رق‪ )1[ :‬فالناس يموتون كما ماتت الأشجار والبذور‪.‬‬ ‫حيهم لله كما يبي الأشجار «سواء بقيت في الإنسان بذرة او م تبث‪.‬‬ ‫‪3‬البعث‪:‬‬ ‫هو قيام الناس من قبورهم لرب العامين إثر النفخة الثانية «وئنفيخ في الصور‬ ‫فإذا هم من الآجْداث إلى' ربهم ينسيلُونهث(يس‪ )15 :‬وبعث الناس يكون‬ ‫بأجسامهم‪ .‬ولو أ إنسائا مات بالحرق أو أكلته السباع فإنه يبحث حيا بجسمه‬ ‫الحقيقى فانه سبحانه بكل خلق عليم‪ .‬كما بدأ أوّل خلق يعيده وهو على كل‬ ‫شيء قدير‪.‬‬ ‫الروع مر القر‪:‬‬ ‫تختلف حالات خروج الناس من قبورهم اختلافا بيا‪ ،‬فإذا كان الكافر يخرج‬ ‫من قبره وهو ينادي بالويل والثبور فقالوا يَاوَيلنَا ممن بَعَئنًا من مُرقنا؟ گه (يس‪)25 :‬‬ ‫فإن لمؤمن يخرج مطمئنا فلا يَحْزنهاُملمرع الأكبر وَتَلمَاهُمْم الْمَلايِكَة هيماومكم‬ ‫على أن المؤمنين‬ ‫الذي كَنثمْ ئوعذونگه (الأنياء‪ )!30 :‬والآية من ن الأدلة "‬ ‫يخرجون من قبورهم وهم آمنون‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬۔دلائل البعث‪:‬‬ ‫على البعث بادلة مهتنوع ةه منها‪:‬‬ ‫الشيخ بيوض‬ ‫استدل‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة لقمان‪.565 /11 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.141 /8 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪41/902 :‬؛ سورة الزمر‪.784 /51 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪.483 /3 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة مريم‪!381-48 /3 :‬؛ سورة‪ :‬يس‪.122 /41 :‬‬ ‫‪762‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫أ‪ -‬الدليل السى فى إحياء النبات‪:‬‬ ‫الله الذي يحيي الأرض بعد موتها قادر على أن يبعث الناس من قبورهم بعد‬ ‫أن تبلى أجسادهم‪ .‬والإنسان يشاهد عملية إحياء النبات مئات المرات ولو‬ ‫شاهدها مرة واحدة لكفى بها دليلاً على إحياء الموتى؛"'‪ ،‬قال تعالى‪« :‬وَأخيَينَا به‬ ‫بلدة متا كذالك الْحُرُوجخ» (ق‪.)11 :‬‬ ‫الرليل العقلى‪:‬‬ ‫سا۔‬ ‫‪ 7‬الإعادة أهون من الخلق الأول‪ :‬لفت الشيخ بێوض انتباه الإنسان الذي‬ ‫القادر‬ ‫ذلك أن‬ ‫جديد‬ ‫خحالقه أول مرة ههوو القادر على بعثه من‬ ‫في البعث أ‬ ‫يشك‬ ‫واستدل بقوله تعالى‪« :‬آولا يَذكُر الانسان‬ ‫على الإنشاء الأول أقدر على الإعادة‬ ‫‪ .‬أنا خَلَمَنَاهُ من قبل ولم يك شيتا (مريم‪.)76 :‬‬ ‫ا الله قادر على استخلاص أجسام الأموات بعد أن تندثر ففي الأرض كما‬ ‫جمع من قبل أبانا آدم عليه السلام من سلالة مُنن طين» (المؤمنون‪ 21 :‬وجمع ذريته‬ ‫سُلالة ة من ماء‬ ‫ثم ‪+‬جَعَلَ نسله من‬ ‫في سلالة من ماء مهين من جميع الجسم‬ ‫مهين (السجدة‪.)80 :‬‬ ‫‪ | - 2‬لفطرة وا لعقل ‪ :‬نظرة اللإنسان الفاحصة إلى الوجود تؤكد وجوب يوم‬ ‫البعث والجزاء‪ ،‬فقد جعل اله الإنسان خليفة في الأرض واعطى الدنيا للكافر‬ ‫والمؤمن ولم يتحقق العدل الإلهي المطلق في الدنياء فلا بة من حياة أخرى يظهر‬ ‫فيها عدل الله المطلق{‪ ،‬استنادا لى قوله تعالى‪ :‬ونضضعع الموازين القسط لتوم‬ ‫‪.74‬‬ ‫الْقَبَامَة»‪( 4‬الأنبياء‪:‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القران‪ .‬سورة فاطر‪.114-214 /31 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪.‬ن‪ :‬سورة مريم‪.551 /3 :‬‬ ‫(‪ )3‬ام‪.‬ن‪ :‬سورة السجدة‪.36 /21 :‬‬ ‫)‪ (4‬م‪.‬ن‪ :‬سورة طه‪152 /052 /3 :‬؛ سورة‪ :‬الروم‪38-58 /01 :‬؛ سورة‪ :‬سبا‪.04 /31 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪268‬‬ ‫ك الصراط‪:‬‬ ‫الصراط في اللغة‪ :‬الطريق الواضح‪ :‬اصل صاده سين ”سراط‘“‘‪ ،‬قلبت مع‬ ‫الطاء صادا لقرب خارجها‪.“"١‬‏‬ ‫أم معنوي‬ ‫حقيقته أمو حسي‬ ‫في‬ ‫ناختلف العلماء‬ ‫أما في ‏‪ ١‬لاصطلاح‬ ‫فقالت الأشعرية والسلفية إنه جسر ممدود على ظهر جهنم‪ ..‬وإلى هذا القول‬ ‫وبعض علماء الإباضية منهم هود بن‬ ‫عبذ الجبار من المعتزلة‪8‬‬ ‫القاضي‬ ‫ذهب‬ ‫محكم الحواري وإسماعيل الجيطالي وابو القاسم البرادي راستدلوا‬ ‫جمهور الاباضية إل أنه عبارة‬ ‫وذهب‬ ‫باحاديث تهتثبت الصراط بالمعنى الحسني" ‪6‬‬ ‫الكريم‬ ‫في القرآن‬ ‫الصراط‬ ‫أ‬ ‫معتمدهم في ذلك‬ ‫الهداية( ‪.‬‬ ‫وطريق‬ ‫الحق‬ ‫عن‬ ‫يدل على الدين القويم‪ .‬ومن ذلك قوله تعالى‪« :‬اهدنا آلصرَاط المُنتقيله‬ ‫(الفاتمة‪ &)50 :‬فمنهم من رأى تاويل الأحاديث لتوافق ما جاء في القرآن" ومنهم‬ ‫من استحسن إبقاءها على اصلها وتفويض الأمر إلى اللهث‪ ،‬اما الشيخ اطفيّش‬ ‫الجوهري‪ :‬الصحاح‪ 93 ,3 :‬ا آ؛ ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.623 /7 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬الغزالي‪ :‬الاقتصاد في الاعتقاد‪872 :‬؛ البيجوري‪ :‬شرح جوهرة التوحيد‪[08 :‬؛‬ ‫(‪ )3‬القاضي عبد الجبار‪ :‬فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة‪ .‬تحقيق فؤاد السيد ط‪ 2‬الدار التونسية للنشر©‬ ‫‪ .‬تونس المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر ‪6891/ 6‬م‪ .502 :‬والقاضي عبد الجبار شيخ المعتزلة‬ ‫ني عصره‪ .‬يلقبونه "قاضي القضاة‘‘‪٨.‬‏ ولي القضاء بالري" وتوني فيها عام ‪ 520‬ام‪ .‬له تصانيف كغيرة‪.‬‬ ‫منها‪" :‬المجموع ي المحيط بالتكليف وشرح الأصول الحمسة‘ والمغني ني ابواب التوحيد والعدل“‪.‬‬ ‫الزركلي‪ :‬الأعلام‪.372 ,3 :‬‬ ‫هود بن حكم المواري‪ :‬تفسير كتاب الله العزيز ‪.38 /1:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.921 /2 :‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫تصرح هذه الأحاديث بان الصراط جسر يضرب على ظهر جهنم‪ .‬وعلى حانتيه كلاليبث واختلاف‬ ‫)‪(6‬‬ ‫أحوال الناس ف عبورها البخاري‪ :‬ككتاب الرقاق ياب الصراط جسر جهنم‪ .‬حديث‪.4.6 :‬‬ ‫‪ .3042 ,5‬مسلم‪ :‬كتاب الإيمان‪ .‬باب أدنى أمل الجنة منزلة فيها حديث‪ .[ 59 :‬ا‪.681 /‬‬ ‫السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.821 /2 :‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫اطفّش‪ : :‬تيسير الضير‪60 /1 :‬‬ ‫)‪(8‬‬ ‫(‪ )9‬السامي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪ :‬م ‪.03‬‬ ‫‪962‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫فانتهى به اجتهاده إلى حمل الصراط الوارد في القرآن بمعناه الجازي وفهم‬ ‫الصراط الوارد في الحديث على حقيقته المادية‪ ،‬وميزة هذا الرأي هو الجمع بين‬ ‫ما ورد في الكتاب وما ورد في السنة‪ .‬وهذا هو مذهب الشيخ بيوض في‬ ‫المسالة حيث يرى أنهما صراطان‪ ،‬مع التفويض في صفة الصراط الحسي‬ ‫ومكانه ويلاحظ أن الشيخ بيوض لم يركز على هول هذا الصراط‪ ،‬بل عمد‬ ‫لل استخلاص الحكمة من إطلاع المتقين على النارث وهي اطمئنانهم على‬ ‫صدق وعيد انه على الكفار والمنافقين‪ ،‬الذين كانوا يسخرون منهم" فتزداد‬ ‫قيمة الجئة عندهم( ‪ 3‬كصاحب القرين الذي تذكره قاطع قرَاه في سَوآء‬ ‫(الصافات‪.)55 :‬‬ ‫لجيم‬ ‫يرجع التردد في اتخاذ موقف ثابتر في مسألة الصراط إلى كونها ليست‬ ‫من أصول الاعتقاد”‘‘‪ ،‬لافتقارها إلى الأدلة القطعية وعدم صلتها المباشرة‬ ‫بأصل التوحيد‪.‬‬ ‫يدل الصراط ‪ -‬بمعنييه الحسي والمعنويً‪ -‬على ضرورة اتباع الحق المبين‬ ‫والثبات عليه وخطورة اتباع سبل الغوايةه وإن كان تصوير الصراط بالجسر على‬ ‫متن جهنم له أثره النفسي الخاص في تةتقوية الإيمان بخطورة الحياد عن الصراط‬ ‫المستقيم‪ .‬‏‪ ٤‬إلأ أن الأهم هو اعتقاد أن ثمن السلامة في ذلك الموقفا يجب أن يدفع‬ ‫في الدنياء وهو الإيمان والاستقامة والمبادرة إلى التوبة‪ ...‬مع حسن الرجاء في رحمة‬ ‫الهش ودعائه التثبيت على الصراط المستقيم‪ 6‬قمَن كان يَرْجُوا لقاء ربه لتشمل‬ ‫عَمَلا صالحا ول يشرك بعبادة رَبنهأحدا (الكهف‪ !0 :‬ا فما مصير من خرج من‬ ‫الدنيا مفرط في جنب الله؟ وهل تنفعه شفاعة الشافعين؟‬ ‫(‪ )1‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ اطفيّش العقدية‪.281 :‬‬ ‫)‪ (2‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪.86-96 /1 :‬‬ ‫ف رحاب القرآنث سورة مريم‪161-2561 /3: :‬؛ الأنبياء‪.79 /4 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫العقدية‪.281 :‬‬ ‫(‪ )4‬إبراهيم بيوض‪ :‬الفتاوى‪96 /1 :‬؛ مضطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ ‪7‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وبعادها‬ ‫‪270‬‬ ‫‪6‬۔الشفاعخ‬ ‫الشفع في اللغة خلاف الوثر‪ 5‬يقال‪ :‬شقت الرجلَ‪ ،‬إذا كان فردا فصرت له‬ ‫ثانياا"‪ 5‬والشفاعة في عرف الناس هي سؤال فعل الخير للغير وترك الضرر عنه‬ ‫على سبيل التضرّعه‪.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فعرفها السالمئ بانها «تعجيل دخول الجنة أو زيادة درجة‬ ‫فيها من الرب عر وجل لعباده المؤمنينד‪.‬‬ ‫يلاحظ في هذا التعريف عدم الإشارة إلى تخليص الناس من ضيق المحشر‬ ‫والاكتفاء بذكر تخجيل دخول الجنة‪ .‬كان صاجبه لا يعتبر الشفاعة إلا قسمًا واحداء‬ ‫وهذا ما سنراه فايلفقرة الآتية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬تسما الشفاعة‬ ‫وهمي‬ ‫‪ - 1‬الشفاعة العامة‪ :‬تخليص الناس من أهوال اللرزقف بفتح الحساب‬ ‫الشفاعة‬ ‫حديث‬ ‫يدل على ذلك‬ ‫وهو المقام المحمود ‪.‬‬ ‫خاصة ة بالبي دون الرسل‬ ‫الطويل‪ .‬الذي رواه الربيع والبخاري وغيرهما(‪.‬‬ ‫وإن كان هذا النوع ييسمى الشفاعة العامة لتعلقها بجميع الناس مؤمنهم‬ ‫على الحقيقة إلا للمؤمن‪ .‬لأنل مصير غيره أشد وأعسر‬ ‫وكافرهم فهي اليست شفاعة‬ ‫هو عليه من هول المحشر فالشفاعة العامة تعجيل الخير للمؤمن دون غيره‪.‬‬ ‫م‬ ‫(‪ ( 1‬ابن دريد‪ :‬كتابجمهرة اللخفة‘ تح رمزي منير بعلبكي‪ . .‬ط ‪ .1‬دار العلم للملايين‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‬ ‫‪. | .2/968 :7‬‬ ‫مصطفى وينقن‪ :‬آراء الشيخ اطفيش العقدية‪ .124 :‬نقلاعن اطفش‪ :‬دشرح أصول تبغورين‪.7 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫السالمي‪ :‬مشارق أنوار العقول‪.131 /2 :‬‬ ‫(‬ ‫_‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الإسراء‪ :‬ا‪69 /‬؛ سورة الزمر‪,14 1 /51 :‬‬ ‫الربيع ‪ :‬الجامع الصحيح‪ .‬حديث‪ 40012 :‬ص‪973-183 :‬؛ البخاري‪ :‬كتاب التوحيد باب كلام الرب‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٠‬عز وجل يوم القيامة للأنبياء وغيرهم{ حديث‪.7272 /6 .2707 :‬‬ ‫‪172‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫‪ 2‬الشفاعة الخاصة‪ :‬زيادة الفضل والثواب للمؤمنين ورفع درجاتهم‬ ‫فى الجنة"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬شرطا الصشقاعة‪:‬‬ ‫إن الشفاعة ننه جميعا يمنحها من يشاء من عباده‪ ،‬وقد شاءت حكمته أن يجعلها‬ ‫عدوه من الجهتين‪ ،‬من جهة الشفيع ومن جهة المشفوع له‪.‬‬ ‫‪-‬الإذن للشفيع استنادا إلى قوله تعالى‪ :‬من ذا الذي يشفع جنده إلأ‬ ‫نه (البقرة‪.)552 :‬‬ ‫آذن لهگه (سبا‪ &)32 :‬فالشفيع قد يكون‬ ‫وقوله‪ :‬ولا ؟تنفعر القاعة عنده ؛ إلا لم‬ ‫النيء تلين وقد يكون غمره حمن أذن الله ل‪.‬‬ ‫إستدل الشيخ بيوض بهذه الآية في رةهعلى الذين يعتقدون أن أصحاب‬ ‫القباب والمحاريب سيشفعون فيهم‪« ،‬فهل وجدت في القرآن الكريم أو في سنة‬ ‫صحيحة متواترة مقطوع بها أن فلانا يشفع فيك أو أن الله أذن له في الشفاعة؟“‪.‬‬ ‫‪-2‬الرضا عن المشفوع له‪ :‬ولآ نششفعُون إل لن إزئضىه (الأنبياء‪)82 :‬‬ ‫فالشفاعة خاصة لمن ارتضاه النه ومات على التوبة والرضا فزحزح عن النار‬ ‫وأدخل الجنة فيزداد درجات أخرى بشفاعة من أذن لم الله في الشفاعة كالي‬ ‫تو وقد عبر الله عن هذه الاستقامة والوفاء باتخاذ العهد“ حيث قال‪ :‬ولا‬ ‫يملكون الشفاعة إلأ من اتَخَذ عند الرخمّن عَهنْذائمه (مريم‪ )78 :‬فمن لم يكن له عه‬ ‫عند الله فلا مطمع له في شفاعة ولي أو ني"‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الإسراء‪69 /1 :‬؛ سورة طه‪. .783 /3 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سوزة سبا‪.522 /31 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪.‬ن‪ :‬سورة سبا‪522 /31 :‬؛ سورة طه‪.683-783 /9 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.214 /51::‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.522 /31 :‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة مريم‪.48/13 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪272‬‬ ‫أورد الشيخ بێوض رأئ مُن اول "اتخاذ العهد' بقول‪"" :‬لا إله إلا الثه‘“ وعلق‬ ‫عليه أنه تحريف لمعنى ""العهد إلا إذا أقيم حقها وغمل بمقتضاها وإلا فيشل‬ ‫الناطقون بها من الذين يقولون‪ :‬ءَامًّا يالله ؛ ويالْيوْم الأخر وَمَاهُم‬ ‫يمُومنينئ (البقرة‪ )80 :‬فلا تنفعهم شفاعة الشافعر_""‪.‬‬ ‫سؤال الشفاعة‪:‬‬ ‫ن الدعاء عبادة فلا يتوجه به لغير انثه تعالى‪ .‬إنطلاقا من هذا الأضل أكد‬ ‫الشبخ بوض على طلب الشفاعة من النه وحده فمنع ان يقول السائل مثلا‪:‬‬ ‫إذا كان يقصد من الدعاء حقيقة الشفاعة‪ .‬ذلك أنه ل‬ ‫""يا رسول الله اشفع فينا‬ ‫غا يقال‪"" :‬اللهم شتم‬ ‫يتوجه في أمور الغيب إلا إلى الثه تعالى سبحانه وتعال( ‪.‬‬ ‫فينا رسولك‘‘‪،‬ولا مشاحة فى الألفاظ إن كان القصد هو إخلاص التوجه إلى الل‬ ‫الذي لا يعبد إلا إياه ولا يشفع أحد عنده لا بإذنه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الشفاعة وسرتلب البيرة‪:‬‬ ‫إختلفت أقوال العلماء في مستحقي الشفاعةش بين تعميمها لكل من قال ”لا‬ ‫إله إلا الله“ وإن مات مصرا على الكبائر‪ ،‬وبين تخصيصها في الذين عملوا بمقتضى‬ ‫"لا إله إلا الله‘“ فاستقاموا على الطريقةة‪ ..‬وبادروا إلى التوبة قبل أن يدركهم الموت‪.‬‬ ‫د‪ -‬موقف الشيغ بيوصه مر‪ ,‬السألة وأرلكه‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أ‪٥‬‏ الكبائر ل تكقر إلأ بالتوبة‪ ،‬فمن مات مصرا عليها‬ ‫فمصيره النارؤ ولا تنفعه شفاعة الشافعين{ثأ واستدل على ذلك بأدلة من‬ ‫النقل والعقل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" ‪.581 /3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.51/214 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.122-222 /31 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪.78/33 :‬‬ ‫(‪()4‬‬ ‫‪372‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫‪ 1‬الأدلة النقلية‪:‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬لا يملكون الشفاعة إلا من اختة عند ً الرحمن‬ ‫عَهْدَائه (مريم‪ )78 :‬ففسر ""العهد بالإيمان الصحيح المثمر عملا صالح(‪.‬‬ ‫ولا يثقون إلأ لمن إزئضتى‬ ‫‪ -‬وقوله‪ :‬فيعلم ما بينن أيديهم ‪7‬‬ ‫وهم مرن خشيته د مُشنْفِقونه؛ (الأنبياء‪ )72 :‬رد ة الشيخ بيوض بهذه الآية عَلى من قال إ‬ ‫العبة الصالح لا يحتاج إى شفاعة إنما يحتاج إليها لمذنبون الذين ماتوا مصرين عَلّى‬ ‫العاصي ذلك لأن المذنبين المصرين ليسوا من المرضي عنهم‪ .‬وآن شفاعة النيء‬ ‫ية أو غيره لا تكون إلا لمن ارتضاهم الث_‪.‬‬ ‫‪ -‬وقوله‪ :‬ومن يضص اللة وَرَسُولة فإن له نار جَهَئم خالدين فيهآ‬ ‫أبداه الجن‪ )32 :‬يرى الشيخ بيوض أ‪٥‬‏ الآية من أقطع الأدلة على خلود عصاة‬ ‫الموحدين في النار‪ 5‬لأن المعصية عامة للشرك وما دونه ولا دليل عَلَى حملها على‬ ‫الشرك‪ .‬والخلود في النار دليل على عدم استحقاق الشفاعة‪.‬‬ ‫‪ )81‬الآية‬ ‫أفمن كان مُوئا كمَن كان فاسق ل يَسُتَوُونهه (السجدة‪:‬‬ ‫‪ -‬وقوله‪:‬‬ ‫فيها رةعلى عصاة الموحدين الذين تَعلَمون بالشفاعة‪ ،‬وبرحمة ة الله الواسعة إذ قابل‬ ‫اله الفاسق بالمؤمنغ والفسق هو الخروج عن الطاعة‪ ،‬فتدخل فيه المعاصي مطلقا‬ ‫من الشرك إلى ما دونه من مخالفة أوامر النه(‪ . .‬فحكم بعدم التسوية بين الفريقين في‬ ‫المصير حيث يخلد المؤمن في الجنة‪ ،‬ويكون مأوى الفاسقين النار خالدين فيها‬ ‫فكلم أرَاذوا أن خرجوا منه أعيدوا فيها‪ ...‬ه السجدة‪.)02 :‬‬ ‫أَتَأإإالمُنلمين كَا لْمُجْرمِين ما لكم كنف‬ ‫‪ -‬وقوله‪:‬‬ ‫تَحَكمُون؟هه (القلم‪ )53-63 :‬فلا يمكن أن يكون مصير المسلمين المتقين لربهم‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.481 .571 /3 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة غافر‪.33 /61 :‬‬ ‫)‪ (3‬في رحاب تفسير القرآن الكريم‪ .‬سورة الجن‪ .‬القرص السابع (‪٧‬اؤ‏ تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن" سورة السجدة‪.501 /21 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪274‬‬ ‫كامجرمين الذين يعصون الله ويموتون على معاصيهم وعلى كفرهم‪ 6‬معتمدين على‬ ‫شفاعة الشافعين‪.'"١‬‏‬ ‫واستدل من السنة بما رواه جابر بن زيد من قول الئيء يين‪ :‬اليست الشفاعة‬ ‫لأهل الكبائنرر منن أمتى‪.‬‬ ‫‪ 2‬الأدلة العقلية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لا فرق بين كفرة هذه الأمة ومنافقيها وبين أمثالهم في الأمم السابقةلأن‬ ‫الدين الذي حاد عنه هؤلاء جميعا دين واحند تزن الذين عند الله ‪ .‬الاسلا »ه‬ ‫(آعلمران‪ )91 :‬ولكن بجسب مقتضى الظاهر فإنهم يستحقون مضاعفة العذاب© لأنهم‬ ‫خالفوا أعظم رسالة جاء بها أفضل الخلق‪ .‬وأعظم الأنبياء والمرسلين‪.‬‬ ‫فل إلى ‏‪٤‬‬ ‫ب۔ الني علن يخاف عذاب الله الأليم إن عصاه فكيف بسواه؟‬ ‫اة يخشى هذا‬ ‫أخاف إن عصيت ربي عَذَاب ز م‪ :‬عظيم الزمر‪ )31 :‬فإذا كان البئ‬ ‫الوعيد فلا يبقى لأي عاص عذر ففي التعلق بشفاعة الني يلة أو غيره ‪,‬‬ ‫جج‪-‬۔ أخرج ابونا آدم عليه السلام من الجنة بسبب معصية واحدة فكيف يطمع‬ ‫المصر على للعاصي في الشفاعة ودخول الجنة؟‪.‬‬ ‫هلينيالنبي خه عنآل بيته؟‬ ‫من أسباب استخفاف المسلمين بضوابط الشرع وتفلتهم منها اعتقادهم شفاعة‬ ‫المصطفى في كافة أمته وفي أقربائه خصوصنا} مهما ارتكبوا من خطايا وتمادوا فيها‬ ‫يؤكد الشيخ بيوض على أن الشفاعة لا تنال أهل الكبيرة‪ ،‬وإن انتسبوا إلى أهل‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة فاطر‪.344 /31 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬رقم‪.4001 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة سبا‪.353 /31 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.133 /51 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪.814 /3 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪572‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫البيت‪ .‬فالنسب ‪ -‬مهما شرف لا يبيح ارتكاب معصية ولا يضع عن صاحبه‬ ‫واجبا" لأن القيمة بصالح الأعمال لا بالانتساب إلى فرقة ولا آلا‪ .‬فالانتساب‬ ‫لل بيت النبوة أو إلى "الشرفاء لا يغني عند الله شا وقد حتر النيء تينة آل بيته‬ ‫من ترك العمل اعتمادا على شرف النسبةة‘‪ ،‬ومن ذلك قوله‪« :‬يا فاطمة بنت‬ ‫محمد‪ .‬ويا صفية عمّة محمد اشترياأنفسكما فإئي لا أغني عنكم من الله شيئاه‘‪.‬‬ ‫أوالنار‪:‬‬ ‫‪ 7‬الخلود قي الجت‬ ‫الخلود في اللغة دوام البقاء‪ ،‬خلد يخلد خلْدا وخلودا بقي وأقاه“‪..‬‬ ‫الآخرة دار الخلود والجزاء السرمدي العادل‪ ،‬وقد جاءت رسل الثه تترى تنذر‬ ‫قوامها هذا اليوم الحق‪ .‬وئنذور يوم الْجَمع لا رَێب فبه؛ فريق في الْجنَةة وفريق في‬ ‫السيره (الشورى‪ ،)70 :‬فالجنة دار النعيم أعدت للمتقين" والنار دار العذاب أعدت‬ ‫للكافرين‪ .‬لوَائقوأ النار التي أيدت للكافرين وأطيعُوأ اللة والرسول لعلكم‬ ‫رْحَمُون سارعوا ‪ :1‬مغفرة مُن ربكم وَجئة عَرْضهَا السماوات والأرض‪ :‬أعدت‬ ‫(آعلمران‪.)131-331 :‬‬ ‫»‬ ‫الحتة‪.‬‬ ‫ني‬ ‫اللور‬ ‫أ‪-‬‬ ‫قضى النه أن تكون جنته خالصة لعباده المتقين" وأن يصف لهم نعيمها المقيم‬ ‫ليزدادوا ثبائا على الدين‪ .‬ويسارعوا إلى مغفرة ربهم والخلود في جنته‪ .‬حيث يقول‪:‬‬ ‫سارغوا إل مَشنرَة من ربسكُم وَجنّة عَزضُها السماوات وَالأزض أعدت‬ ‫ِلمتَقِنه لعمران‪.)331 :‬‬ ‫([) في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الأحزاب‪.903 .492 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف ‪2/712-812‬؛ الشورى‪.36 /71 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.264-364 /41 :‬‬ ‫)‪ (4‬الربيع‪ :‬الجامع الصحيح‪ :‬حديث‪ 50010 :‬ص‪183-283 :‬؛ احمد‪ :‬المسند‪ :‬حديث‪.844 /2 .2979 :‬‬ ‫(‪ )5‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪!17 /4 :‬؛ في رحاب القرآن" سورة الزخرف‪.106 /71 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪276‬‬ ‫بين النه لنا أن أبواب الجنة ئفئح قبل مجيء أهلها استبشارًا بهم وفرحًا بوفدهم‬ ‫إذ يقول‪ :‬حى" إذا جآءُوها وَفقَحت ابوابها‪ .. .‬ه (الزمر‪ )37 :‬ويقول أيضا‪:‬‬ ‫أن المتقين‬ ‫الديث‬ ‫الأبوابئه (ص‪ - "05 :‬وورد في‬ ‫ھجئات عدن مُفتَحَة هم‬ ‫مجدون ريح الجنة من مسيرة ة خمسمائة عا‪.‬‬ ‫أما عن حور الجنة‪ ،‬فيرى الشبخ بيوض أنه ل يقم دليل قطعي على عدد‬ ‫الله‬ ‫وما يريد بإذن‬ ‫وإنما ليعطى المؤمن ما ييشتهي‬ ‫يتزوجها المسلم منهن‬ ‫معين‬ ‫من الأزاولاأحزواج امطل المطهر<ة"‪..‬‬ ‫ونعيم أهل الجنة من الغيب الذي يجب الإيمان به فلا يجوز إنكار شيء منه‬ ‫بججّة كوننا لم نالفه‪ .‬كتحلي أهل الجنة بأساور من فضتةا“‘‪ 3‬أو لعدم إدراك كيفيته‪.‬‬ ‫وخاصة إذا تعلق الأمر بذات الله العلية كسلامه على أهل الجنة سلام قولا مُن‬ ‫رب رحيمه (يس‪ )85 :‬فعلى المؤمن أن يصف بكل ذلك من غير إعمال عقله ي‬ ‫كيفية إمكان هذا الكلام وكيفية وقوعه ولا دليل على إدراك هذه التفاصيل" بل‬ ‫هي من الغيب المطلق‪ .‬والإيمان به من صفات المؤمنين“‪.‬‬ ‫ونعيم الجنة غير مقطوع ولا ممنوع‪ .‬وأصحابها خالدون فيها أبدا جنات عَذن‬ ‫ئجري من ئخيها الأنهار خالدين فيهآ أبداه (الينة‪.)80 :‬‬ ‫ب‪ -‬النلود فى النار‪:‬‬ ‫النار دار عذاب مقيم‪ ،‬كانت لأهلها جزاء ومصيرًا‪ .‬وهي دركات متفاوتة{ ذكر‬ ‫الله أن المنافقين في الدرك الأسفل منهاء ونبه الشيخ بيوض للى أ قوله تعالى عن‬ ‫قبرآن‪ ،‬سورة ص‪ :‬‏‪165. /١5‬‬ ‫(‪ )1‬فيا رلحا‬ ‫)‪ (2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪ !732 /2 :‬سورة الزمر‪ .794 /51 :‬والحديث رواه الربيع ني الجامع الصحيح‪.‬‬ ‫رقم‪ .659 :‬ص‪ !763 :‬والحاكم في المستدرك على الصحيحين‪ :‬حديث‪ :‬‏‪ ٠0133‬ا‪.501 /‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن؛ تفسير سورة الدخان‪.101 /81 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.[57 /2 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪.132 /41 :‬‬ ‫‪772‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫الغاوين والمغوين‪ :‬ففَنهُمْ يومن في العدا مُثنتركون (الصانات‪ )33 :‬لا يفهم منه‬ ‫أنهم متساوون في درجة العذاب© ذلك أن الاشتراك لا يقتضي المساواةس لأن الله‬ ‫قال عن المتسببين في الإضلال‪ :‬وَليخمِلن أثقالهم واثقالاً مع أثقالهم وتيسنائن‬ ‫وأاملقيامة عَمًا كاوا يَفَتَرُونك؛ (العنكبوت‪« )31 :‬فهم يحملون أوزارهم ومعاصيهم‬ ‫وأوزار إضلالهم غيرهم؛' ‪,‬‬ ‫الضالين‬ ‫الانتباه إلى التفريق بين عذاب‬ ‫على وجوب‬ ‫يؤكد الشيخ بيوض‬ ‫الأمر يتجلى بعده في التحذير من عواقب الدعاية الفاجرة‬ ‫والمضلين‪ .‬وتأكيد هذا‬ ‫وابتداع السنن السيئة‪.‬‬ ‫وعلى خلود‬ ‫الحدة فيها‬ ‫أصحاب‬ ‫‏‪ ١‬لاسلامية على خلود‬ ‫اأججعت المدارس‬ ‫عليها‬ ‫واختلفت في مصير الموحد الذي ارتكب كبائر ومات‬ ‫النار‬ ‫المشركين ف‬ ‫مشركا أو‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ‫منها أبداء‬ ‫دخل النار لن يحرج‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫الشيخ بيوض‬ ‫وبر‬ ‫صاحب كبيرة‪ ،‬واستشهد بادلة منها‪:‬‬ ‫[‪-‬قوله تعالى‪ « :‬وَمَن يخص الله وَرَسُولَة ق نله نار جَهَئم خالدين فيهآ‬ ‫أبدائمه (الجن‪ )32 :‬يرى الشيخ أن الآية من أقطع الأدلة على خلود عصاة الموحدين‬ ‫في النارؤ لأن المعصية عامة للشرك وما دونه ولا دليل على حملها على الشرك‪.‬‬ ‫‪ 2‬المتقون مخصوصون بالأمن من الخوف‪:‬‬ ‫يخبرنا النه في العديد من الآيات بأن المؤمنين يوم القيامة لا خوف عَلنْهم»‬ ‫وَيتَجُي الله الرين ائقوا‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫م السوء ‪ :4‬ومن ذلك‬ ‫وأنه إلا رمسهي‪.‬‬ ‫بمَفاتهمْ لا ‪7‬يم‪َ:‬سُهْبمُُم السوء ولا هم يَخْرَئونئه الزر‪ )16 :‬لكن العصاة إذا علموا‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الصافات‪.643 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬البغدادي‪ :‬اصول الدين‪.832 :‬‬ ‫تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة؛ سورة‬ ‫القرص السابع‬ ‫ف رحاب تفسير القرآن الكريم‪ .‬سورة الجن‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الزخرف‪.506-706 /71 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪278‬‬ ‫بأنهم سيدخلون النار ولو لفترة حدودة‪ ،‬ويعلمون أنهم سيحترقون فيها حتى‬ ‫يكونوا كالحمم‪ .‬فذلك سوء وحزن يصيبهءه"'‪.‬‬ ‫أورد الشيخ بيوض رأي من قال باستثناء هؤلاء العصاة من المتقين" ورة بأن‬ ‫الآية ليس فيها استثناء‪ .‬وليس فيها دلالة على نفي الخوف والحزن عنهم بعد‬ ‫خروجهم من النارى بل هي تخص المتقين بالسلامة من العذاب© وأهل الكبائر ليسوا‬ ‫متقينؤ مشيرا إلى أن في الآية ضمائا للمتقين أنه لا مسهم السوء لا في أول الحشر‬ ‫ولا في وسطه ولا في آخره‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجنة لا يدخلها العصاة‪:‬‬ ‫لما عصى آدم وزوجه ربهما بدت لهما سوءائهما‪ ،‬أمرا بالخروج منها‪ -‬بعد‬ ‫قبول توبتهما‪-‬لأنها دار كرامة «فكيف يطمع أحد أن يدخل الجنة ويسكنها‬ ‫وهو عاص وهل يمكن أن يكون أحد من أولئك العاصين أكرم من آدم الذي‬ ‫أسجد له مُلائكته؟»“‪.‬‬ ‫‪ -4‬الاستثناء ليس على الحقيقة‪:‬‬ ‫قال الله تعالى عن أهل النار‪ :‬خالدين فيهَا مَا دامت السماوات والأرض إلأ‬ ‫ما شآء رك ان ريك فعال لْمَا ُرينهه (هود‪ )701 :‬فذكر الاستثناء مشيئته كما ذكره‬ ‫في سياق الحكم بخلود أهل الجنة{ حيث قال‪ :‬واما الذين سَيئوا فنيي الجنة‬ ‫خالدين فيها ما دامت السُمَاوَات والأرض إلأ ما شآء رَبُك ً عطاء غير‬ ‫مَجذوزه (مود‪ )801 :‬يرى الشيخ بيوض أ الاستثناء في خلود الحياة يي الدارين‬ ‫ليس على الحقيقة‪ ،‬مشيرا إلى أن الحكمة منه تربيةالمؤمنين بتذكيرهم أأ ذلك الخلود‬ ‫إنما هو بمشيئة الله(‘'‪ 6‬ولو شاء انثه لأفنى إحدى الدارين أو كلتيهما إما مشيثته‬ ‫اقتضت خلودهما‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة الزمر‪.074 /51 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.144 /51 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪.3/71[4 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.31| /2 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪972‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫؟ ‪ -‬لا يستوي المؤمن والفاسق‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬غأقَمَن كان مُومئا كَمَن كان فَاسقًا لأ توون (السجدة‪ )81 :‬فقابل‬ ‫المؤمن بالفاسق‪ ،‬فإذا كان المؤمن هو الموفي بدين الله العامل بمقتضى الإيمان‪ ،‬فإن‬ ‫الفاسق هو العاصي مطلقا‪ ،‬فبعد أن نفى الله استواء الفريقين قرَّر مصير كل منهما‬ ‫فَمَأوَاهُمُ النار كلما‬ ‫قَسَقوا‬ ‫وأما الذرين‬ ‫عذابه"‪.‬‬ ‫الفاسق ودوام‬ ‫فحكم خلود‬ ‫أراذوا أن تخرجوا منها أعيدوا فِيهَائمه (السجدة‪.)02 :‬‬ ‫‪ - 6‬الناس فريقان‪:‬‬ ‫إن كان العصاة يدخلون النار ثم يخرجون منها فكيف تكون وجوههم‬ ‫م ض وجوة وسو وجوة (‪ 601 :‬استدن الشيخ على قطع كل امل‬ ‫فريق في‬ ‫في الخروج من النار بعد دخولها‪ ،‬لأنه ليس في الآخرة إلا فريقان‬ ‫الجئة وفريق في السُجيرمه (الشورى‪ )70 :‬فكل فريق خالد في داره لا يخرج منها‬ ‫ولا يموت‬ ‫يعترف الشيخ بيوض بقوة أدلة الخلود لكونها يقينية في القرآن بصريح العبارة‬ ‫الا ‪ :9‬لها بعض الأحاديث المروية عن الني ية فهل الذين لا يخلدون في النار‬ ‫يثقالث؟"“وما دامت أدلة الخلود يقينية محكمة فينبغي تأويل النصوص المخالفة‬ ‫صحًّت‪ -‬لتوافق ما في القرآن الذي هو الأصل( ‏‪٥‬‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪ 7‬إنفاذ الوعيد عدل‪:‬‬ ‫أورد الشبخ بيوض إشكال الحكم على أصحاب النار بالخلود فيها رغم أنهم‬ ‫ما عصوا الله إلا مدة قصيرة فأجاب عنه بما ياتي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ .‬سورة السجدة‪.501 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.174 /51 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪266 /21 :‬؛ الأجوبة الشافية‪.63 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.174 /51 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.84/14 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪280‬‬ ‫أ‪ -‬النه عليم بذات الصدور‪:‬‬ ‫أنبانا الله العليم الخبير أن الكفار لو أرجعوا إلى الدنيا لعادوا إلى ما كانوا‬ ‫ياتون من المعاصي" وما قولهم وقت اصطراخهم في النار‪ :‬ربت أخرجنا نعْمَل‬ ‫صالحا غَيْرً الزي كئا مم (فاطر‪ )73 :‬إلأ كذب واةعاء وول روا لَعَادوأ‬ ‫لما هُوأ عنه وإلهُمْ لَكَاذِبُونگ (الأنعام‪ )82 :‬علم الله ما في قلوبهم فقضى عليهم‬ ‫بالخلود في العذاب'"“‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العبرة بمن عصي‪:‬‬ ‫يجب النظر إلى عظمة الخالق الذي تجرا هؤلاء على معصيته «فلا تنظر إلى‬ ‫‏‪١‬‬ ‫المعصية ولكن انظر إلى من عصيتهة“‪.‬‬ ‫يلاحظ ان منهج الشيخ بيوض في عرض هذه المسألة تجنب الخلافات‬ ‫الكلامية‪ .‬وركز على الجانب العملي المؤسس على تزكية النفس و سنتعرف‬ ‫في الفقرة الآتية على بعض ابعاد الإيمان باليوم الآخر المستخلصة من منهج‬ ‫الشيخ بيوض‪.‬‬ ‫‪8‬۔ أبعاد الإيمان باليومالآخر‪:‬‬ ‫إن للإيمان باليوم الآخر أبعادا متعددة المستويات تبتدئ من ثبات القلب مهما‬ ‫تقلبت الأحوال‪ ،‬وتطال غتف مناحى الحياة‪:‬ة‘‪ 3‬إلأ أن تحقيق هذه الثمرات‬ ‫مشروط برسوخ الإيمان الصحيح وتجديده بمداومة ذكر هذا اليوم الحق‪ .‬لأن ذلك‬ ‫سر يقظة الضمير واستقامة السلوك فإذا غفل الإنسان عن الذكر طرا عليه‬ ‫النسيان فافقده العزم على الطاعة والوقوف عند حدود الله كما حدث لأبينا آدم‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة فاطر‪.725 /31 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الفرقان‪.981 /7 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الحج‪063 /4 :‬؛ سورة سبا‪.35 /31 :‬‬ ‫‪1‬ا‪.13 /‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪:‬‬ ‫(‪()4‬‬ ‫‪182‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫عليه السلام‪ ،‬إذ قال عنه النه تعالى‪« :‬ولَقَّذ عهدنا إى ءادم من قبل فنسي ولم نجذ‬ ‫له عَرمًائمه (طه‪ )511 :‬لذا من النه على أصفيائه المعصومين بجعل الدار الآخرة نصب‬ ‫أعينهم في كل أحوالحم واخلصهم إبخَالِصة ذكرى الدار (ص‪ )64 :‬لأن العبد لا‬ ‫تسول له نفسه معصية ة النه إل حين يغفل عن الموت والحساب" ولو تذكر مصيره‬ ‫لنهى نفسه عن الهموى' ‪.‬‬ ‫فمن تيقن بائ الآخرة مصيره‪ ،‬وخاف مقام ربه‪ ،‬جعلها غاية غاياته في كل‬ ‫شؤون حياته‪ ،‬فليس أسلوب حياة من كان هذا شانه كحال من ذهل عن جعل‬ ‫الآخرة في حساباته وتصرفاته‪ ،‬وشغله نيل حظوظ الحياة وجمع متاعها ولو‬ ‫كانت على حساب الدين‪ ،‬ركز الشيخ بيوض على ضرورة اليقين باليوم الآخر‬ ‫في قلب المؤمن لضمان الثبات على الاستقامة‪ .‬لأن الإنسان إذا شك في الأمر‬ ‫عجز عن ضبط نفسه‪ ،‬وسهل عليه تعي الحدوداً‪ ،‬فالمسلمون جميعا يعلمون‬ ‫بالبعث والحساب ولكن واقعهم يشهد انحرافات في العبادات والمعاملاتث‬ ‫فهي مؤشرات دالة على أ الخلل حاصل في الشك في هذا اليوم وعدم اليقين‬ ‫به‪ 3‬كما قال أبو نصر‬ ‫ونعمل أعمال الذي شك في الأمر‬ ‫نرى الأمر عن علم ليتبين تيقئَا‬ ‫ولو أيقن المسلمون بالبعث لكان حالهم غير هذه الحال ولذلك كان القرآن في‬ ‫كثير من الآيات يذكر باليوم الآخر{‘‘‪ ،‬ويربط التكاليف بالإيمان به‪.‬‬ ‫م يقف الشيخ بيوض الشيخ بيوض في عرض مسالة الإيمان باليوم الآخر عند‬ ‫اللستوى النظري كالاستدلال على وقوعه‪ ،‬واستعراض مشاهد يوم القيامة‪ ،‬بل‬ ‫كان يركز على تحريك الإيمان موظقا آلية الذكر‪ ،‬الذي لا يقتصر فيه على اللسان‪.‬‬ ‫(ا) فيرحاب القرآن" سورة ص‪.951 /51 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪.41/71 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الدخان‪.49 /81 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.141 /4 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وابعادها‬ ‫‪282‬‬ ‫ولا يحصر في بعض المناسبات والأحيان "إنما يكون في كل حين‪ ،‬كلما ذهبت‬ ‫ما‬ ‫لعمل شيء ‪ .‬لترفع قَدَمًا أو تضعها ؤ لتفتح فاك بكلمة أو لتمذ يد ك ال شيء‬ ‫فتذكر يوم القيامة وهذا هو الذكر الذي يقابل النسيان" ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬تركيز الإصلزع على اليقين بالصم‪:‬‬ ‫علم الإنسان بالمصير له تأثير في ضبط السلوك وتوجيه المسير‪ ،‬ويزداد هذا‬ ‫التاثير قوة وفعالية بقدر ارتفاع درجة التصديق بالبعث والحساب إلى أن يبلغ مرتبة‬ ‫اليقين‪ ،‬والإيمان بالمصير من أصول الإيمان التى يجب أن تبلغ هذه المرتبةك فقد ذكر‬ ‫النه من صفات المتقين أنهم يالأخرَة هم يُوقِثونگه (البقرة‪ 402 :‬واليقين هو الإيمان‬ ‫المتمكن الراسخ الذي لا يعتريه شكأ‪ 26‬فإذا استقر اليقين بالآخرة فى قلب العبد‬ ‫انتظم سلوكه في الحياة وجا في فعل الخيرات وفي ترك المنكرات رجاء رحمة الله‬ ‫|‬ ‫وخوفا من عذابه‪.‬‬ ‫أكد الشيخ بيوض على ضرورة تركيز العلم ليتني في القلب لتنشط‬ ‫الأعضاء في أعمال الخير بطريقةآلية‪ ،‬لأن العبد لتويقن أن العمل الذي يقدم‬ ‫عليه يوصله إلى النار لما اقترفه و استند في التحذير من مغب ةة الشك في الآخرة‬ ‫على مقابلة الإيمان بالشك في قوله تعالى‪ :‬فلنَعْلّمَ مَن يومن بالاخر ممن هُو‬ ‫منها في شكه (سبا‪ )12 :‬وما تمادي العصاة في معاصيهم إلا نتيج ةة الشك في‬ ‫البعث والحساب{‘‪«،‬ولذلك فإن فكرة رعاية الآخرة والاستعداد للحساب‬ ‫والجزاء تقترن في القرآن مع كل أمر أو نهي ومع كل حكم من احكام الشريعة‬ ‫وكل توجيه أخلاقي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة السجدة‪.58 /21 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة النمل‪.1/18 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪3/7422 :‬؛ سورة النمل‪.11 /8 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.412 /31 :‬‬ ‫(‪ )5‬محمد المبارك‪ :‬نظام الإسلام‪.971 :‬‬ ‫‪382‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫إن إحكام صلة السلوك بالإيمان يكسب صاحبه صفة الثبات عليه ويميزه‬ ‫بنظرة صحيحة إلى ختلف العلاقات والتصرفات فالمؤمن بالآخرة يقوم كل شيء‬ ‫بمعيار علاقته بمصيره الأخروي‪ .‬وجزائه عند الله‪ 5‬أهو يرضيه أم يسخطه؟ وعلى‬ ‫هذا الأساس يتمكن من التجرد للحق‪ .‬فنقش الفاروق عمر فنه على خاتمه عبارة‬ ‫"كفى بالموت واعظا يا عمر‪ .‬وقوله المشهورة‪” :‬لولا الآخرة لكان غير ما‬ ‫تبرزان الفرق بين تقييم الأشياء بمنظار المؤمن بالآخرة وبين التقييم المادي‬ ‫ب‬ ‫لآنية‪2‬ء فالتقييم الصحيح يولد تصورات صحيحةا وهذه التصورات تنتج مواقف '‬ ‫عادلة ومشاريع فاعلة‪.‬‬ ‫من التصورات الناتجة عن تقييم المؤمن بالآخرة تحديد علاقته بالحياة الدنياء‬ ‫فالإيمان بالآخرة لا يعنى معاداة الحياة الدنيا‪ ،‬ولا يعنى قتل مواهب الناس وزوح‬ ‫الإبداع فيهم} وصرفهم عن الضرب في الأرض ابتغاء فضل الله‪ ،‬بل هذا المفهوم‬ ‫زيغ في الاعتقاد أسهم في حط الأمة عن مركزها الريادئ‪« .‬فليست الآخرة التى‬ ‫ندعو إليها هي ترك العمل للدنيا‪ .‬فالعمل للدنيا هو نفس العمل للآخرة‪ ،‬وفي وقت‬ ‫واح" سواء أكان تجارة أم صناعة أم زراعة أو أي نوع آخر من الكسب روعي فيه‬ ‫شرع الثه»‪.٠‬‏‬ ‫زيادة عَلّى ما يثمر الإيمان باليوم الآخر من الطمأنينة في قلب المؤمن فإنه يمكنه‬ ‫من التصور الواضح للمخطط الحضاري ذي البعدين الدنيوي والأخروي‪.‬‬ ‫ترتكز طريقة الشيخ بيوض في الإصلاح على تحريك الإيمان في القلوب‬ ‫بتوظيف شتى وسائل الإيضاح والتأثير‪ ،‬من ذيك تصويره بشاعة الشيطان وخطورة‬ ‫مصير ضحاياه‪ ،‬فبين الشيخ للشباب مثلأ۔ أنما هو يدعوهم إلى الجنة ويجتذبهم‬ ‫(‪ )1‬عبد الستار الشيخ‪ :‬الخلفاء الراشدون حياة ماجدة وأعمال خالدة‪.732 :‬‬ ‫‪.88‬‬ ‫ف رحاب القرآن سورة الروم‪0 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.4 /1 4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة يس‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪284‬‬ ‫من بين مخالب الشيطان‪ ،‬الرجيم‪ ،‬الذي يغر الناس ويجرَهم إلى الجحيم )‪ 0 (1‬قال‬ ‫تعالى‪ :‬إ الشيطان لكم عدو فائخذوة عَدُوًا إنما يذغو حزبه ليكوئوا من‬ ‫أصحاب السُعيره (فاطر‪.)60 :‬‬ ‫إذا استيقن العبد بالمصير السرمدي فإنه يزداد استقامة على الطريقة‬ ‫ومجاهدة لنفسه مخالفتها وائقاء شهواتها مهما اآينت له «وما فائدة المتاع‬ ‫القليل الذي يعقبه العذاب الغليظ؟اهً إنه عذاب غليظ ودائم!! فلا مطمع‬ ‫لأحد في الجنة إلأ بتوبة نصوح وعمل صالح؛ وبعد أن استعرض الشيخ‬ ‫بيوض قصة أبينا آدم وتوبته وإخراجه من الجنة قال‪« :‬ومن العجيب بعد هَةا‬ ‫المثال الواضح الصريح في أبينا آدم أن يأمل أحد مات مصرا عَلَّى ذنوب‬ ‫ومعاص ارتكبها واموال للناس أكلهاء وفرائضَ ضيعها وأعراض انتهكها ولم‬ ‫يتب ولم يتنصّل من التبعات‪ ،‬ومع ذلك يتمتى أن يسكن دار الكرامة‪ .‬أو أن‬ ‫يشفع فيه فلان أو فلان!““‪.‬‬ ‫دعا الشيخ بيوض إلى الإعتبار بمصير الأشقياء يوم القيامة حين يندمون‬ ‫فيقولوا‪ :‬فاليتا طعنا الله وأطْعْتا الرسُولاآئه (الأحزاب‪« 66)3 :‬وإذن أطيعوه من‬ ‫اليوم فها هو ذا يذكركم ويقيم الحجة عليكمه“ا كما دعا إلى الاعتبار بمصير‬ ‫المنافقين الذين يجدون أنفسهم يوم القيامة في ظلام دامس ويطلبون من المؤمنين أن‬ ‫يمدوهم بقبس من نور& فيقال لهم في تهكم‪ :‬ازجعُوا وَرآكم فَالْتَيسُوا‬ ‫وراه (الحديد‪« )31 :‬فمن منا يرضى أن يكون‪ :‬من هؤلاء المنافقين الذين يقال لهم مثل‬ ‫هدا الكلام؟ ! أوليس من الواجب أن ناخذ سجنا معنا من هذه الدنيا؟‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة لقمان‪.413 /1 :‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة لقمان‪ :‬ا ‪.92/41‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪.024 /3 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.766 /21 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة النور‪.41/36 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪582‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫يلاحظ تركيز الشيخ بيوض في حديثه عن اليوم الآخر على إذكاء جذوة‬ ‫الإيمان بهذا اليوم الحق حيث ينقل مخاطبيه لمعاينة مصير الأشقياء وعذابهم‬ ‫لمقيم‪ ،‬ثم يرجع بهم إلى الدنيا وهم أكثر يقينا ومسارعة إلى الخيرات‪ .‬لأن‬ ‫المتيقن بالمصير يتوستل إليه بالانقياد لله والاستسلام لأوامره‪ ،‬ومن لم يسلم‬ ‫وجهه لله فنه سيستسلم قهرا لصذاب الله يوم القيامة‪ ،‬بل هُم اليوم‬ ‫مُسْتَسنلِمُونَ“ (الصانات‪ )62 :‬قال الشيخ بيوض‪« :‬فليت الاستسلام كان منهم في‬ ‫الدنيا وإذن لنفعهم في الآخرة‪ ،‬وهذا محط النكتة والفائدة‪ .‬فعلى اللإنسان أن‬ ‫يستسلم لربه في الدنيا حمى يسلم في الآخرة‪.‬‬ ‫يؤكد الشيخ بيوض في عدة مناسبات أن الإيمان بالآخرة أصل كل استقامة‬ ‫وخيرؤ والغفلة عنها أصل كل بلاء وشرّ‪ ،‬وقد «كان تركيز القرآن الأكبر عَلَّى‬ ‫قضية اليمان بالله واليوم الآخرء لأنها مفتاح التغيير وسر الحضارة السليمة“؛ وما‬ ‫دام اليوم الآخر مصير كل إنسان فما على الكس إلا أن يكون دائمالتفكير فيه‬ ‫الغافل عن‬ ‫لكي يستقيم ولا ينحرفؤ وإذا اخطا مرة فسرعان ما يعوده" ‪ 4‬ا‬ ‫الآخرة فإن نفسه تطوّعه ترك الفروض وارتكاب المناهي ويلهيه الأمل عن التوبة‬ ‫«وكفى شرا نسيان الآخرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‪ -‬الغفلة عر‪ ,‬الآخرة رأص كلل ممر‪:‬‬ ‫استحضار‬ ‫الرساوس‬ ‫وسيلة لدفع هذه‬ ‫وأقوى‬ ‫بالسوء‬ ‫أمارة‬ ‫نفس ا ‏‪١‬لإنسان‬ ‫مراقبة الله الذي لا تخفى عنه خافية‪ ،‬والمثول امام محكمته العادلة‪ ،‬لوَأمًا م‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن سورة الصافات‪.143 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪742 :‬؛ سورة الفرقان‪831 \07 \36 .95 .85 /7 :‬؛ سورة النمل‪51 115 /8 :‬؛ سورة‬ ‫سبا‪553 /31 :‬؛ سورة فاطر‪.274 /31 :‬‬ ‫(‪ )3‬احمد الكاتب‪ :‬الإيمان يتجلى في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‪.41-51 :‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن" سورة لقمان! ‪.662 /1‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة القصص‪314 /8 :‬؛ سورة الزمر‪.152 /51 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪286‬‬ ‫خاف مقام ربه ونمى النفس عَن الْهوَى' فإن الْجَنّة يي ] المَأوَى' ه‬ ‫(النازعات‪ )4[-04 :‬وأما الغافل عن هذا اليوم فلا وازع يرده عن الاستجابة هوى‬ ‫النفس ولا طاقة له للوقوف عند حدود النه‪ ،‬بل تجد كثيرًا تمن هذا عيبه تزداد‬ ‫منكراتهم كلما زاد المنكرون عليهم‪ .‬والغافل عن الآخرة هو المنكر فها تمامًا‬ ‫والمسلم الذي تتنافى أعماله مقتضى الإيمانه"‪.‬‬ ‫إن الذي يوصل المشركين والعصاة إلى مخالفة أمر انته هو نكرانهم للآخرة‬ ‫أو الشك فيها‪ ،‬لأنهم لو كانوا يصدقون بها لاستقام سلوكهم وانضبطت‬ ‫علاقاتهم تبعا لما يتطلبه التصديقا“‪ ،‬فيرى الشيخ بيوض أ‪٥‬‏ الإيمان بالآخرة هو‬ ‫الجهاز المنظم للحياة لا المميت هاء لآ الإنسان جعله الله في الأرض خليفة‬ ‫لغرض تحقيق العبودية له سبحانه وتعالى‪« ،‬فمن أراد أن ينظم حياته كلها‬ ‫فليجعل آخرته نصب عينه‪.‬‬ ‫وإذا كانت العدالة فايلحكم من أعقد مشكلات الحياة من أقدم العصور فإن‬ ‫الشيخ بيوض يرى أن علاجها الجذري لا يتلف عن علاج كل القضايا الحياتية بل‬ ‫هو كامن في تقوية وازع الإيمان باليوم الآخر لأن الحاكم «إذا تذكر يوم الحساب‬ ‫فإنه يعدل في حكمه لأن وقوف الخصمين أمامه ينتظران حكمه يذكرانه بوقوفه يوم‬ ‫الحساب أمام الله‪ ،‬أما إذا غفل عن يوم الحساب ولم يتذكر وقوفه بين يدي الله فإنه‬ ‫يتعسّف في استعمال سلطانها(‘‘‪ .‬فالله سبحانه قال في معرض الكلام عن القضاء‪:‬‬ ‫تزن الذين يَضيلُون عن سبيل اللءلهَمُمْ عاب شتديذ بمًا نسُوا يومالجسَاب»‬ ‫(ص‪ ) 62 :‬وقال مبيّئا طغيان فرعون وقومه وتكذيبهم لرسالة موسى عليه السلام‪:‬‬ ‫وظنوا أنههممة‪ :‬إلينا لا يرجعون (التصص‪ )93 :‬إنهم «كفروا بالبعث ولم يؤمنوا‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ .‬سورة الروم‪.29 /01 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الفرقان‪.98 /7 :‬‬ ‫(‪ . )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الزمر‪.814 /51 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص ‪.51/76‬‬ ‫‪782‬‬ ‫البحث الآول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫ويقفون بن يديه ليحا سبهم على أعما لهم ويبازيهم عليها‬ ‫إل ‏‪ ١‬لله‬ ‫بأنهم سيرجعون‬ ‫إذ لو آمنوا بهذا لعدلوا«"‘‪.‬‬ ‫فإذا كان الإنسان لا يخاف ولا يرجو أئ ثواب في الحياة الأخرى فإنه لا يؤمن‬ ‫إلا بالنتائج المادية العاجلة‪ ،‬فتنقلب معاييره وتحبذبه طينيّته إلى أسفل سافلين‪ ،‬إلى‬ ‫والبغي والخصومات‪...‬‬ ‫اتباع الشهوات‬ ‫من‬ ‫البهائم وا لوحوشك‬ ‫درك‬ ‫الوعيد أقوى في النفس تأثيرا‪:‬‬ ‫خلق اله الإنسان فالهم نفسه فجورها وتقواها‪ ،‬وأنزل آيات الوعد وا "‬ ‫لتقوية سلطاني الخوف والرجاء۔ إل أن الله العليم بوساوش النفس وشدة تأ‬ ‫بالخوف نوّع في القرآن أساليب الوعيد لأنه يدفع النفس أكثر مما يجتذبها ‪.‬‬ ‫والمؤمن بحاجة إلى من يذكره بالخوف من عذاب الر ‪.‬فكل من الخوف والرجاء‬ ‫سلطان زاجر في العبادى لكن الخوف من جهنم يدفع الناس عن المعاصي أكثر مما‬ ‫وأما من خاف مقام ربه ونيمقتى الئفسرَ عن‬ ‫يدفعها اللمع في الحتة‪.‬‬ ‫الْهَوَى'ه‪( 4‬النازعات‪.)04 :‬‬ ‫أثر عن رابعة العدوية كلام ينفي أثر الخوف والرجاء في استقامة العبد والثبات‬ ‫عليهاؤ إذ سئلت عن حقيقة إيمانها بالله فاجابت بانها «ما عبدته خوفا من ناره ولا‬ ‫طمعا لجنته فاكونن كار السوء‪ .‬عبدئه حبا له‪ .‬وشوقاإليه علق الشيخ بيوض‬ ‫على هذا الكلام بانه جميل في الظاهر إلا أنه مفتقر إلى دليل من الكتاب والسنة‬ ‫وعمل الأنبياء السابقين إلى الخيرات خوفا وطمعا حجة غليه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة القصص‪.483 /8 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.514 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة طه‪.193 /3 :‬‬ ‫(‪ )4‬زين الدين محمد عبد الرؤوف المناوي‪ :‬الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية‪ .‬الطبقات الكبرى ط ‪©1‬‬ ‫‪ .83‬ورابعة العدوية من الناسكات القانتات عاشت في‬ ‫تح محمد أديب الجادر‪ ،‬داز صادر! ‪ 9991‬م‪:‬‬ ‫عهد الحسن البصري‪( .‬ص ص‪.)582-192 :‬‬ ‫‪ )5( .‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفتح‪ :‬ج ‪ 910‬نسخة المسودة (الرقمية)‪.‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪288‬‬ ‫لولا الخوف من النه وحسابه لاتبع كل أحد هواه ومضى يقعل ما يشاء‪ ،‬وعلل‬ ‫الشيخ بيوض سبب كون اتباع الشهوات نتيجة حتمية للغفلة عن الآخرة بكون‬ ‫أصحابها ل يوقنوا بقانون الجزاء الرباني فحخكمهم قانون ”ما أاشتهي وما لا‬ ‫بهبية بقوله تعالى‪ :‬فلا يصلنئك عَنهَا ممن لأ يومن بها وائبع‬ ‫أشتهى“‘` اوأ‬ ‫ليدس هذ‬ ‫هواه ؤفردى ‪( 1‬طه‪ )61 :‬حيث جعل اتباع الهموى مقرونا بإنكار الساعة("‪.‬‬ ‫يلاحظ كثرة استعمال الشيخ بيوض لأسلوب الترهيب لما رأى فيه من عظيم‬ ‫يكن ذلك على حساب مخاطبة العقل‬ ‫الأثر في دفع الناس عن المعاصي" وإن‬ ‫حين يقتضي الحال تنويع أسناليب الإقناع‪ .‬وما زاد لهذا الوازع الإيماني توظيقًا في‬ ‫دروس الشيخ توسيعه مفهوم مصطلح "الصد عن سبيل الله““ ليشمل كل إشغال‬ ‫عن سبيل الخير كطلب العلم وعمارة المسجد فبين أن اللهو ‪-‬مثلأً‪ --‬مهما كان‬ ‫نوعه إذا كان يصد الناس عن عمل منأعمال الخير فهو صل عن سبيل الثه(“‪.‬‬ ‫يظهر البعد العملي في توسيع هذا لمصطلح‪ .‬ىوإسقاطه على القضايا الحياتية‬ ‫في دفع المسلم نحو الهمم العالية‪ .‬وتحذيره مغب ةة الإفراط في اللهو وتضييع مصالح‬ ‫الآخرين؛ حح‪.‬يث أضاف الشيخ ال شرط كون اللهو مباحًا في ذاته تقييذه بعدم‬ ‫الإشغال عن واجبو موقوت‪ ،‬فهذه الطريقة تقوي ميزة الإيجابية لدى المسلم‬ ‫وتدفعه لتحسين استثمار أوقاته وترتيب أولوياته‪.‬‬ ‫‪ 9‬أيعاد مسألح الشفاعة‪:‬‬ ‫اعتقاد الشفاعة لكل الموحدين مبطل لحكمة الأمر والنهي والوعد والوعيد‬ ‫المتمئل في نهي النفس عن هواها وحملها على الاستقامة‪ .‬والمسارعة إلى الخيرات‬ ‫ذنوبه ستغفر يوم‬ ‫أن من اعتقد أ‬ ‫خوقا وطمعًا ‪ .‬وا لمبادرة إلى ‏‪ ١‬لتوبة ‏‪ ١‬لنصوح ‪ .‬ذلك‬ ‫القيامة بشفاعة الشافعين جرد انتسابه إلى أمة الئيء محمد يتق فإنه يفقد العزم على‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة طه‪.152-252 /3 :‬‬ ‫‪.2-37 /1 1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬صورة لقمان‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪982‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫الطاعة والتوبة عن المعصية‪ ،‬فيتمادى في غيه من ارتكاب المعاصي" وتضيبع‬ ‫الفرائض وأكل أموال الناس بالباطل وانتهاك الأعراض؛ وواقع المجتمعات‬ ‫الإسلامية شاهد على ذلك"‪ .‬إن اعتقاد حق الشفاعة لكل متلمظ بكلمة التوحيد‬ ‫ييرَّر به الخطاؤون ارتكاب المعاصي وإصرارهم عليها وعدم مجاهدة أنفسهم في‬ ‫سبيل التوبة واتباع رضوان النه الذي تنال به الشفاعة‪.‬‬ ‫يرى الشيخ محمد الغزالي أن الشفاعة ليس لها هدا النطاق الواسع فعَلَى قارئ‬ ‫حديث الشفاعة أن لا يتجاوز به حدوده لأن الله قد بين أن الشفاعة لا تنفع الكافر‬ ‫ولا الفاسق المثقل بالخطايا‪« ،‬فإذا كان من الناس من يقترف الموبقات المهلكة اعتمادا‬ ‫على شفاعة موهومة ة فليذكر قؤل الحق في اهل الثار‪ :‬ظما سَلككم في سَقَرَ قالوا ل‬ ‫نك من الْمُصَلينَ وَلَمْ نك طعم اليسكين وكئا نخوض مَع;الخآتضين وكنا‪:‬‬ ‫وم الأين حتى" أئانا اليقمن فَمَا تنفعهم‪1‬شَقَاعَة الشئافعين؟ (الدثر‪.2484 : :‬‬ ‫‪ .‬اعتقاد حصز الشفاعة في المؤمنين الموفين‪ ،‬يدفع الموحد لحمل نفسه على‬ ‫العمل بمقتضى ”لا إله إلا الله" مع الحذر من تزكيتهاؤ ليقينه ا عمله لا يدخله‬ ‫الجنة إلا برحمة الله وفضله‪ ،‬والشفاعة جزء من فضل الله‪ ،‬فالثه تعالى أمزنا بتقواه‬ ‫وان لا نموت إلا ونحن مسلمون وحترنا من التمادي على عصيانه والوفاة على‬ ‫غير الوفاء تواكلا على الشفاعة© لأن ما ينتظر الإنسان من المصير جد وما هو‬ ‫بالهمزل‪ ،‬إنه الخلود في إحدى الدارين الجنة أو النار‪.‬‬ ‫‪0‬۔ عقيدة الخلود وأبعادها العمليہ‪:‬‬ ‫إذا اعتبر الإيمان باله واليوم الآخر السبب الفعال في استقامة سلوك العبد‪.‬‬ ‫الدارين‪:‬‬ ‫فإن سر هذه الاستقامة يتمگل في الإيمان بسرمدية مصير العباد ف إحدى‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة مريم‪581 {571 /3 :‬؛ سورة طه‪024 /3 :‬؛ سورة الزمر‪.133 /51 :‬‬ ‫محمد الغزالي" عقيدة المسلم‪.422 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪.7 /3‬‬ ‫ف رحاب القرآن‪ .‬سورة طه‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪290‬‬ ‫«فريق في الْجئَةوفريق في السُعير» الشورى‪ )70 :‬لا سيما اعتقاد خلود أهمل‬ ‫الكبائر في النارا"م»عتقد |الخروج من النار أقل مناعة من وسوسة الشيطان‬ ‫الدائب على تهوين أمر الوعيد الموقوت «فالذي ‪:‬يعتقد بالخلود في النار فإنه يجد‬ ‫في نفسه حاجزا ومانعا من ارتكاب المعاصي رهبة ودافعًا وحافرًا يغريه ويدفعه إلى‬ ‫الطاعة رغبة أما إذا زال الإيمان بالخلود فإنه يضعف فيه الوازع الديتي‪ .‬وهذا أمر‬ ‫معقول فإذا زال الإيمان بالآخرة كله فذلك أكبر وأخطر‪.‬‬ ‫يشهد الواقع أ معتقدي الخلود أكثر استقامة واسرع إلى التوبة‪ .‬وقد وضح‬ ‫الشيخ بيوض هذه العلاقة في إجابته الاب كوبرلي عندما سأله عن سبب استقامة‬ ‫اتباع المذهب الإباضي‪ :‬ه أكبر الفضل يرجع إلى عقيدة الخلود‪ ،‬لأنهم يعتقدون أن‬ ‫ممن مات مصرا على كبيرة منكبائره لم يتب منها خلد في النار لا يخرج منها أبد‬ ‫الآبدينئ×‪ 3‬فهذا الاعتقاد لا يعصم صاحبه من المعاصي ولكن يرسخ في نفسه‬ ‫خطرها ويكرَهها إليه‪ ،‬فقد يزل ويغوى‪ ،‬ولكن إذا تذكر الموت و تذكر الخلود في‬ ‫النار بادر إلى التوبة والاستقامة‪.‬‬ ‫السلوك ثمرة الاعتقاد‪ 5‬فالإيمان بالخلود يحمل الإنسان على الطاعة ويدفعه إلى‬ ‫التوبة والإنابة والتنصُل من كل تبعة‪ .‬فسلوكصاحب هذا الاعتقاد يختلف عن‬ ‫سلوك من يعتقد أئه سيعب بعضن الوقت في جهئم ثم يخرج‪ .‬لأن اعتقاد‬ ‫الخروج من النار‪ :‬يجمل صاحبه على نوع من التساهل‪ 5‬ي العبادات والمعاملات‬ ‫معتمدا على قوله‪ :‬لا إله إلا الله محمد رسول الله_ » ‪ .‬والاتحرافات التى طالت حياة‬ ‫المسلمين الخاصة والعامة سببها الرئيس ضعف إيمانهم بالآخرة‪ ،‬والغفلة عخن‬ ‫(‪ )1‬في رحاب تفسير القرآن الكريم" سورة الجنَ‪ ،‬القرص السابع (‪٧‬اء‏ تسجيلات الحياة‪ -‬القرارة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪.831 /7 :‬‬ ‫(‪ )3‬ايراهيم بيوض‪ :‬الأجوبة الشافية‪.53-63 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪-.63 :‬‬ ‫في رحاب القرآن" سورة الأنبياء‪.841 /4 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪192‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬التوحيد والغيب‬ ‫استحضار الخلود فيها وبانعدام هذا الإيمان ينفرط عقد الدين وينحل كل شيء‬ ‫ويسود التكالب بين الناس على جيف الدنيا ومتاعها“‪.‬‬ ‫ما أن الإيمان باليوم الآخر من مسائل الغيب المطلق فإن سبيل معرفته هو‬ ‫طريق الوحي الذي خص النه به من يشاء من عباده وآبدهم بكتبه المتضمنة‬ ‫شرائعه وما شاء أن يطلع عليه عباده من أنباء الغيب© وهذا ما سيزيده المبحث‬ ‫القادم دراسة وتوضيسحًا‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.5 /8‬‬ ‫سورة النمل‪:‬‬ ‫القرآن‬ ‫رحاب‬ ‫ف‬ ‫(‪( 1‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة الفرقان‪.36 /7 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪292‬‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫النبوة والرسالة‬ ‫أولا‪ :‬الإيمان بالرسل‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أأ النبوة هبة من الله تعالىؤ اصطفاء لمن يشاء من‬ ‫اللة يصطفي من‬ ‫عباده‪ .‬وليست نتيجة كسب واجتهاده" لقوله تعالى‪:‬‬ ‫الملاكة رسلا ومن الناسهث؛ (الحج‪ 57)3 :‬فهو الذي يصطفي من يشاء لتلقي‬ ‫وحيه وتبليغ رسالاته‪.‬‬ ‫الوحي‪:‬‬ ‫‪ 1‬تعريف‬ ‫الوحي لغة‪:‬‬ ‫قال ابن منظور‪ :‬هو الكلام الخفئ‪ ،‬وكل ما ألقيته إلى غيركا‪ ،‬وقال الراغب‪:‬‬ ‫هو الإشارة السريعة“‪` ` .‬‬ ‫يمكن استخلاص تعريف جامع للوحي ف اللغة وهو‪ :‬الإعلام الخفي‬ ‫السريع ‪.‬‬ ‫الوحي اصطلاحًا‪ :‬عرفه الأستاذ محمد رشيد رضا بأنه اعرفان يجده الشخص‬ ‫من نفسه مع اليقين أنه من قبل اله بواسطة أو بغير واسطة‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ ،‬سورة سورة القصص‪682 /80 :‬؛ سورة الشورى‪.505 /71 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.042 /51 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الراغب الأصفهاني‪ :‬مفردات ألفاظ القرآن" ط ا ‪ ،‬تح صفوان عدنان داوروديں دار القلم‪ -‬دمشق الدار‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪ 6991‬م‪.858 : .‬‬ ‫الشإمية‪-‬بيروت‪٥‬‏ ‪ 611‬ه‪/‬‬ ‫(‪ )4‬محمد عبده‪ :‬رسالة التوحيد‪88 :‬؛ حمد رشيد رضا‪ :‬الوحي المحمدي‪ .‬ط ‪ .3‬مؤسسة عر الدين للطباعة‬ ‫والنشر‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪6041 .‬هذ‪.28 :‬‬ ‫‪392‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫وعرفه الشيخ بيوض بانه «شية يلقى في الؤوعه"& مستدلأ بقول الرسول ية‪:‬‬ ‫"إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها؛ٌ‪.‬‬ ‫يلاحظ على التعريف أنه عام يدخل فيه الذين يُلهمون من غيرز الأنبياء‬ ‫الذين حاد أبو يعقوب الوارجلاني تعريف وحيهم في قوله‪« :‬وأما وحي‬ ‫الأنبياء فمعروف وهو مخالطة الملائكة هم خصوصااء سرا عن الناس‪.‬‬ ‫حصر الله تعالى طرق تكليمه البشرَ في ثلاثة أنواع" جمعها في قوله‪:‬‬ ‫وَمًا كا ن لبشر آن كلمة الله إلا وَخْيا آو ين وؤرآء حجَابو أو يُرسيل؛‬ ‫فوجي بإذنه ما بَشآءُ ه (الشورى‪ :‬ا‪ )5‬وكلام النه موسى عليه السلام لا‬ ‫‪7‬‬ ‫يخرج من إحدى هذه الأنواع‪ .‬فانه تعالى ملأ قلبه بالاعتقاد الراسخ واليقين‬ ‫يرى الشيخ بيوض أ‪٥‬‏ طرق الوحي قد تجتمع لأحد أنبياء الله كالرسول‬ ‫وراء حجاب‬ ‫وكلمه من‬ ‫وأرسل إليه رسولا‪.‬‬ ‫أوحى الله إليه‪،‬‬ ‫للنت‪ .‬فقد‬ ‫محمد‬ ‫النيء يكلينةت وكلم الله تعالى‬ ‫تأخر جبريل ‪7‬‬ ‫حيث‬ ‫ف المعراج‪.‬‬ ‫وذلك‬ ‫نبيئه لة بما اقتضته حكمته'‪ 3‬إذ الوحي من المسائل الغيية الى يفوض الأهر‬ ‫ويتجتب‬ ‫فبهذا المنهج يسلم اعتقاد المؤمن‬ ‫عنه‪ -‬إلى الله تعالى‬ ‫‪-‬فيما نكت‬ ‫القول بغير علم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الشوزى‪.553 /71 :‬‬ ‫)‪ (2‬وتمام الحديث‪« :‬فاتقوا انثه واجملوا في الطلب'‪ .‬القضاعي‪ :‬مسند الشهاب‘؛ تح حمدي بن عبد المجيد‬ ‫السلفيؤ ط‪ .2‬مؤسسة الرسالة‪ .‬بيروت‪7041 .‬ه‪6891 /‬م‪ .‬حديث‪ .581 /2 .1 151 :‬واخرجه ابن‬ ‫أبي الدنيا وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود‪ .‬ابن حجر‪ :‬فتح الباري تح محمد فؤاد عبد لباقي و‬ ‫محب الدين الخطيبؤ دار المعرفة بيروت ‪9731‬م‪.02 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬الوارجلاني‪ :‬الدليل والبرهان‪.602 /2 :‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النمل‪.42 /8 :‬‬ ‫(‪ )5‬القرطبي‪ :‬التفسير‪.731 /51 :‬‬ ‫(‪ )6‬في رحاب القرآن" سورة الشورى‪: .963 /71 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪294‬‬ ‫تعريف النبي والرسول‪:‬‬ ‫لفظ النئ ماخوة من النبا وهو الخبر الهام أو من النبوة وهي الررّفعة"'‪.‬‬ ‫وعرّف الشيخ بيوض البيء باله «من تع بالوحي ولم يرسل‪.‬‬ ‫واما الرسول فهو «من ئ بالوحي وارسل إلى غيرهד لقوله تعالى‪« :‬بآ إينها‬ ‫الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن ل فعلم فما بشت رستالأتوگه (الاندة‪.)76 :‬‬ ‫من خلال التعريفين يتضح ا الله اصطفى كلا من الرسول والنبي بتلقي‬ ‫الوحي واختص الرسول بالتكليف بالتبليغ‪ .‬وأن لفظ النئ أعم من الرسول إذ أن‬ ‫|‬ ‫كل رسول ني‪.‬‬ ‫والإيمان بجميع الأنبياء والرسل واجب© من غير تفريق بينهم فلآ فرق ين‬ ‫احد منسله (ابقرة‪ )582 :‬ذلك لأن دينهم واحد وإن اختلفت شرائعه‬ ‫منهم لقومه‪:‬‬ ‫وقال كل‬ ‫فكلهم جاءوا برسالة التوحيد من عند الله إلى عباده‬ ‫طا ةقوم اععببددوا الله ما لكم همن إل هه غيره (الأعراف‪ )56 .37 .58 .9 :‬فالتوحيد مفتاح‬ ‫دعوة الرسل جميعا‪.‬‬ ‫‪ 3‬حاجة التناس إلى النبوة‪:‬‬ ‫النبوة طريق الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة السرمدية في الأخرى‘ فلن‬ ‫يستغني الناس عنها في شؤون دينهم ودنياهم“ فبالنبوّة تعرف طريقة العبادة‬ ‫التى يرتضيها الله من عبادهؤ وبها تحدد علاقات الإنسان بغيره ولا تصلح أمور‬ ‫معاشه ومعاده إلا بالمحافظة عليهاء لأن الأنبياء تلقوها من رب العالمين الخبير بما‬ ‫(‪ )1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪.8-9 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة الكهف‪.282 /2 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.215 /41 :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة سورة الشورى‪.39 /71 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.424 /21 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪592‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫يصلح بعباده في عاجل أمرهم وآجله فالا يعلم مَن خَلَقَ وَهُو اللطيف‬ ‫الْخَبيرگه (اللك‪.)41 :‬‬ ‫أهل الفترة‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض أن حجة الرسل قائمة على كل البشر ولم يستثن ‪7‬‬ ‫الت م ياتها رسول ولا نبيءء واستند في هذا الحكم إلى قوله تعالى‪ :‬وإن من اسُة‬ ‫من أرسل إلى الكافة كآدم ونوح‬ ‫ذلك أن من الرسل‬ ‫ال خلا فيها نذي هه (فاطر‪4 :‬‬ ‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫وححمد عليهم السلام(" & ‪ .‬فهؤلاء نذر من‬ ‫وعيسى‬ ‫وإبراهيم وموسى‬ ‫وهنالك نذر غيرهم منهم االحوا ريون بعد عيسى عليه السلا م وا لعلماء بعد‬ ‫‪ .‬بانقطاع الرسالة والنبوة‪.‬‬ ‫اليي فإن النذارة ‪:,‬‬ ‫‪ 4‬عدد الأنبياء والرسل‪:‬‬ ‫يرى الشيخ بيوض وجوب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل من غير اعتقاد عدد‬ ‫معيّن‪ 5‬لأن عدد الأنبياء والرسل لا يعلمه إلا الله‪ ،‬ولم يصح في الموضوع نص‬ ‫من قرآن أو سة متواترة أما الدليل الذي يستند إليه القائلون بالقطع بعدد‬ ‫‪,‬‬ ‫الأنبياء والرسل‪ :‬فهو خبر أحادي لا يعتة به في العقائد وهو ما جاء فيي الحديث‬ ‫عن أبي ذر ته قال‪« :‬قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كم وفى عدة الأنبياء؟ قال‪ :‬مائة الف‬ ‫وأربعة وعشرون ألقا‪ 5‬الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا»“‪.‬‬ ‫نبه الشيخ بيوض للى الخلط بين ما يجب أن يعتقد يقيئا‪ ،‬فننؤمن به مشل‬ ‫الرسل المذكورين ف القرآن‪ .‬وبين ما نؤمن به إجمالا دون أن نقصر الإيمان على‬ ‫عدد معين أؤ اسم معن وأشار إلى أن صاحب ”العقيدة“ عمرو بن جميع قد‬ ‫)‪ (1‬عمرو بن جميع‪ ،‬مقدمة التوحيد‪ .‬ط‪ 293 .2‬اه‪3791 /‬م‪.711 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة يس‪.34 /41 :‬‬ ‫م ن‪ :‬سورة غافر‪.2 / 61 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫(‪ )4‬تقدم تخريجه ص‪.69 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪296‬‬ ‫ترخص كثيرًا حينما أدخل فيما سماه بالعقيدة" أشياء أخبر بها كعدد الأنبياء‬ ‫والمرضلين!"'‪ ،‬كما استغرب «أن ينقل الشيخ اطفيّش أسماء ثلاثمائة وثلاثة‬ ‫عشر رسول ويذكرهم باسمائهم‪ :‬وفيهم ”عدون“ وما كان ينبغي© وليس‬ ‫ت‪.‬‬ ‫هذا من عند الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬ولكنه نقل عن غيره في عدة‬ ‫بينما يقول الله تعال للبي ية ‪ :‬ولقد سلا زسنلاً مُن قَبْيكَ منهم مُن قصنصنتا‬ ‫عَليُك وينهم من لم نةنقصئص علكه (غانر‪ )87 :‬فهل هؤلاء الذين ذكرهم‬ ‫الشيخ ممن قمر الله خبرهم؟؛' ‪ .‬فالآية تدل دلالة صريحة أت من الأنبياء‬ ‫والرسل من لم يقصصهم الله‪ ،‬فلا نستطيع إحصاء عددهم ولا معرفة أسمائهم‬ ‫إلا بنص قطعي‪ .‬فلم يرو أن الئبيء ية أخبر الصحابة باسمائهم‪ ،‬ولذلك لا‬ ‫ينبغي ذكرها بله اعتقادها لأنها لا تكون إلآً‪٠‬من‏ الإسرائيليات“‪.‬‬ ‫باينلشيخ بيوض خطورة بناء الاعتقاد على النيات وضرب مثالا بمسألة‬ ‫اعتقاد عدد الأنبياء والرسل‪ .‬فقال‪" :‬إذا آمن أحد بهذا العدد وكان أكثرَ فيكون ق‬ ‫كفر ولم يؤمن برَسُول أو كان العدد أقل فيكون قد آمن بمن ليس نبيثا أو‬ ‫رسولائ‪ 3‬مشيرا إلى أن الحديث الوحيد المروي ففي الموضوع وقع في رواياته‬ ‫أما‬ ‫اضطراب حول عدد الرسل فالرواية التى ذكرناها تنص على أن عددهم ‪.5‬‬ ‫صاحب العقيدة عمرو بن جميع فيذكر أنهم ‪ 313‬رسولا وقد رجح الشيخ‬ ‫اطفيّش العدد الأخر(‪.‬‬ ‫(‪ )1‬عمرو بن جميع‪ :‬مقدمة التوحيد‪! 71 :‬؛ في رحاب القرآن" سورة الكهف‪.972 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬اطفيش‪ :‬شرح عقيدة التوحيد‪.144 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.934-144 :‬‬ ‫‪)3( .‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن سورة الصافات‪.015 /41 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة غافر‪.463 /61 :‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة المؤمنون‪ 5310 /5 :‬وانظر‪ :‬سورةالكهف‪.912-022 /2 :‬‬ ‫هميان‬ ‫طفش‪:‬‬ ‫الشبخ‬ ‫نقلا عن‬ ‫مصطفى وينتن‪ : :‬آراء الشيخ احمد بن يوسف اطفّش العقدية‪.2 7 :‬‬ ‫) ‪(7‬‬ ‫الزاد‪.051 .941 /31 :‬‬ ‫‪792‬‬ ‫_‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫لأجل هذا المحذور عدل الشيخ اطفيّش عن قوله ورجح الإمساك عن القطع‬ ‫بعدد الأنبياء والرسل حيث يقول‪« :‬والصحيح الإمساك عن حصرهم فِي عدد‬ ‫لئلا يؤدي إلى نفي النبوة عن بعضهم أو إثباتها لمن سواهمه"'‪.‬‬ ‫كصفات الأنبياء والرسل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬البشرية‪:‬‬ ‫اللف خالق البشر‪ ،‬اعلم بحكمة اصطفاء رسل من أنفسهم ليكونوا قدوة‬ ‫ل فوامهم يحسنون بما يحسنون ويشعرون بما يشعرون ‏‪ ٤‬فا لرسول يبوع ويمرض ويفرح‬ ‫ويحزن ويسافر ويكتسب الرزق ليكون ال سوة ة الحسنة لقومه في مختلف الحالات‬ ‫الت قد تعتري الإنسانة‪ .‬وما أريذ أن اخَالِفَكُم إلى 'مآ ألهَاكمْ عنه (مود‪88)6 :‬‬ ‫ولا فرق بين الرسول وسائر البشر إلا أن النه تعالى اصطفاه فجعله الواسطة بينهم‬ ‫وبينه‪ .‬وعصّمه من أشياء بعونه وتوفيقه ‪.‬‬ ‫ب۔ ا لوت ‪:‬‬ ‫الرسل بشر يعتريهم ما يعتري غيرهم من حالات الصحة والسقم والموت‪...‬‬ ‫فالرسو ليي قد مات كما مات الأنبياء والرسل من قبله‪ ،‬ويعتبر الشيخ بيوض‬ ‫القول بكون بعضهم أحياء ضربا من الأساطير التي «ملئت بها بطون الكتب© ولا‬ ‫اصل لها ولا دليل عليها من كتاب أو سنة مستندا إلى قوله تعالى‪ :‬وما جَعَلْنَا‬ ‫لبشر ممن قبلك الخلد أفإن مُت فه مم الخايذون؟ هه (الأنبياء‪.)43 :‬‬ ‫)‪ (1‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪ .822 :‬نقلا عن شرح عقيدة‬ ‫التوحيد‪.913 :‬‬ ‫رحاب القرآن سورة القرقان‪74 /7 :‬؛ سورة ص‪.81 /51 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.81 /4 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪ /41 :‬ا [ ك؛ وانظر تفسير‪.‬سورة الكهف‪.972 /2 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪298‬‬ ‫قال الشيخ عن موت سيدنا عيسى عليه السلام ‪-‬مثلاأً‪« :-‬ولا نؤوّل قوله‬ ‫همى‬ ‫فالوفاة‬ ‫الأرض‪.‬‬ ‫مُتَوَيك»ه (آعلمران‪ )55 :‬بمعنى متوفي أجلك ف‬ ‫تعالى‪ :‬إي‬ ‫الملورت‘ ذَمتونيك» يعي متوفيك كما توفيت غيرك ‪.‬‬ ‫رةالشيخ على من أدخل في العقيدة كون بعض الأنبياء أحياءً‪ ،‬كعيسى وإلياس‪.‬‬ ‫لافتقار المسالة للى أدلة قطعيّةة“‪ ،‬اما عن حديث نزول المسيح عليه السلام وإن‬ ‫اشتهرت روايته فإن ا لشيخ بيوض يرى آنه ‏‪ ١‬ل يصل درجة التواتر و! لقطع‪& 7‬ودعا‬ ‫إل عدم إشغال الإنسان نفسه بهذه الأمور من غير أن يكون له دليل يعتمد عليه‪.‬‬ ‫بما أن روايات نزول المسيح عيسى عليه السلام‪ ،‬رغم كثرتها‪ 5‬آحادية لا توجب‬ ‫القطع‪ .‬فإث الإيمان بنزوله ليس من مسائل الاعتقادؤ فمن أنكره لا يعتبر منكرا شيئا‬ ‫معلوما من الدين بالضرورة مما صرح به القرآن أو تواتر في السنة‪« ،‬والعقائد لئالبت‬ ‫إلأ بصريح القرآن وصحيح المئة المتواترة لا الآحادية‪ ،‬فرغم اشتهار نزول عيسنى‪،‬‬ ‫ورويت أحاديث كثيرة في هذا الباب" ولَكِئَهَا إ تبلغ حد التواتر الذي يوجب العلم‬ ‫القطعى“‪،‬وسواء قلنا‪ :‬ينزل أو ليانزل فالأمر سواء‪ ،‬وإن كان الجمهور على أنئة‬ ‫سينزل‪ ،‬ومن الذين قالوا بنزوله الشيخ اطفش رحمه ارثر‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة الصافات‪.805 /41 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪972 /2 :‬؛ سورة مريم‪.911 /30 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.41/215 :‬‬ ‫(‪ )4‬من هذه الأحاديث ما رواه البخاري بسنده إلى ابي هريرة أن رَسُول اللهية قال‪ :‬والذي ‪:‬نفسيي يبد‬ ‫ليوشيكن أن ئرل فيكم ان مريم حَكَمًا عدلا فيسير الصليب ويقر‪ :‬الخير وتض مع الجزية ‪] 7‬الْمَال ‪.‬‬ ‫حى لا يقبله احَذ حى ئكون السجدة الاحد خيرا من الدنيا وما فيها‪ .‬ئُميًقول أبو هُرَيرةوَافرَُ وا إ‪:‬‬ ‫شيم‪«:‬وإن من أغل الكتا ؛ب إل يؤمن بهقبل موته وتومالقناة يكون عَلَيْهمْ شهيدااء‪ .‬البخاري‪.:‬‬ ‫كتاب الأنبياء باب نزول عيسى بن مريم" حديث‪2721 /3 .4623 :‬۔ وما رواه مسلم عن طريق آخر‪.‬‬ ‫عن آبي هريرة‪ .‬مسلم‪ :‬كتاب الإيمان‪ 5‬باب نزول عيسى بن مريم حاكمًا بشريعة محمد قبة حديث‪::‬‬ ‫‪. .5‬‬ ‫‪31‬ا‪/‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(‪ )5‬اطفيّش‪ :‬تيسير التفسير‪.511 /31 .‬‬ ‫(‪ )6‬في رحاب القرآن" سورة الزخرف‪.875-975 /71 :‬‬ ‫‪992‬‬ ‫|‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫يلاحظ تفريق الشيخ بيوض بين رواية الأقوال واعتقاد أنها الحق‪ ،‬فشدد في‬ ‫رفع النص إلى درجة الاعتقاد‪ ،‬ولهذا المنهج أبعاد‪ ،‬منها عذر المخالف‪ ،‬وعدم‬ ‫تخطتته وتكفيره‪ ،‬طالما أن الاختلاف خارج مسائل الاعتقاد‪ .‬لذلك قال في مسالة‬ ‫نزول المسيح‪ « :‬ورويت أحاديث كثيرة في هذا الباب‪ ،‬ولكنها لم تبلغ حف التواتر‬ ‫الذي يوجب العلم القطعم‪ ،‬وسواء قلنا‪ :‬ينزل أو لا ينزل فالأمر سواءه«“‪.‬‬ ‫والبعد الآخر هو السلامة من اعتقاد غير الحق‪ .‬الذي لم يبلغ دليله مرتبة‬ ‫اليقين‪ ،‬كما قال عن مسألة حياة الخضر‪« :‬ليس عقيدة وواجبا أن نعتقد حياة الخضر‬ ‫الحياة الماديئة التى نحياها“‪.‬‬ ‫ولكن يلاحظ عدم التزام الشيخ بهذا المنهج؛حيث ذكر تفاصيل في مسألة‬ ‫غيبية من غير تقديم دليل قطعي‪ .‬وذلك أنه قال عن رؤية ة النبي تينة لاخوانه‬ ‫الأنبياء ليلة المعراج‪« :‬فهذا يتعلق ارواحهم إذ أراه الله تعالى أرواحهم والأرواح‬ ‫تتشكل‪ ،‬وهو أمر يعلمه الله وحده" فالنستق المنهجي للشيخ يقتضي تفويض‬ ‫الأمر إلى الله في تشكل الأرواح ورؤيتهاێ وإن كان قد أرجع العلم ف نهاية الأمر‬ ‫إل الله وحده‪.‬‬ ‫العصمة‪:‬‬ ‫ح‪-‬‬ ‫الأنبياء والرسل معصومون عصمة غير طبيعية ولا فطرية‪ .‬فباعتبار الإمكان‬ ‫وخحصهم بميزة‬ ‫اله هو الذي عصمهم‬ ‫منهم‪ .‬إلا أ‬ ‫الذنب‬ ‫الذاتي يمكن صدور‬ ‫تثبيت القلوب على الايمان<‘“ «وآو'ل أن تبتْتناك لقد دت تركر؛ النهم شيئا‬ ‫قليلا» الإسراء‪ )47 :‬وهذه العصمة إنما هي بعد النبوة والرسالة‪‘١‬؛‏ ويرى الشيخ‬ ‫))( في رحاب القرآن" سورة الزخرف‪.875 /71 :‬‬ ‫)‪ ‘ (2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.022 /2 :‬‬ ‫(‪ )30‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪80 /41 :‬؛ الزخرف‪.285 /71 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.57 /1 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص‪.032 /51 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪300‬‬ ‫اطفيش أن النيء غير معضوم من الصغائر قبل البعثة ولا بعدها؛‘‪ ،‬أما الشيخ‬ ‫بيوض فيرى أنهم معصومون بعدها‪ ،‬لا يصدر منهم ذنب صغير ولا كبير إنما قد‬ ‫يتصرفون بخلاف الآولى‪ .‬فذلك يعتبر في حقهم ذنبا يستغفرون الله منه__‘‪.‬‬ ‫واعتقادا بوجوب العصمة في حق الأنبياء والمرسلين رةة الشيخ بيوض روايات‬ ‫تناقلها المفسرون تمس ) بكرامتهم وأعراضهم‪ .‬ومنذلك الرواية التي تبين إذاية بغي‬ ‫إسرائيل لموسى عليه السلام بتهمته بغيب الآةّرة‪ ،‬وهو انتفاخ الخصيت‪ 9:‬فساق الثه له‬ ‫الأقدار ليضطرَه إلى المرور أمام بني إسرائيل عريان حقى تثبت سلامته وتردأع تهمته!‪.‬‬ ‫حكم الشيخ على هذه الرواية بالبطلان لمخالفتها عصمة رسل الله وحفظ‬ ‫كرامتهمإ ولم يشفع فيها ورودها في كتب الصحاح كالبخاري‪ ،‬ولا سماعها من‬ ‫مشايخه بدون نقد‪« ،‬إن هذه الرواية باطلة لمخالفتها للنصوص الصريحة‪ ،‬ولما علم‬ ‫من الدين بالضرورة من عصمة الأنبياء والرسل‪ ،‬وغير ذلكس“‪.‬‬ ‫كما اوجب الشيخ تاويل الرواية التى تنص على أن سبب سفر موسى عليه‬ ‫السلام مع فتاه هو إعجابه بنفسه ونفيه ونجوة من هو أعلم منه على وجه الأرض‘ؤ‬ ‫«فلا بأ أن يكون لموسى غرض صحيح في مثل هذا الجواب‪ ،‬وموسى لم يقل ما‬ ‫قال إعجابا بنفسهه‘‘‪.‬‬ ‫وتأكيدا لهذه العصمة‪ :‬ذفسر الشيخ بيوض قوله تعالى‪ ...« :‬ألقى الشْيْطَاة في‬ ‫أمنّنو (الحج‪ )25 :‬بالشبه والأوهام التي يلقيها الشيطان في قلوب اوليائه حتى‬ ‫يتاولوا الآيات تاويلا باطلاً على غير وجهها ويخوضوا فيها بالطعن والاستهزاء‬ ‫ونفى نفيا قطعيا أن يُجري الشيطان على لسان الي كلاما لم يوح إبلهيه“‪.‬‬ ‫مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيّش العقدية‪.732 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفتحض ج ‪ 910‬نسخة المسودة (الرقمية)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة سورة الأخزاب‪.876 /21 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف‪.262-362 /2 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الحج‪.725 /4 :‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫وأكبر مصدر فهذه الروايات والأباطيل هي الإسرائيليات‪ ،‬وموقف الشيخ‬ ‫يوض منها هو عدم تجويز ذكرها وروايتها إلأ قصد الرة عليها"‪.‬‬ ‫‪6‬۔ التفاضل بين الأتبياء والرسل‪:‬‬ ‫الأنبياء والرسل يتفاوتون درجات وامتنع الشيخ بيوض من الخوض في‬ ‫المفاضلة بين الأنبياء من غير دليل لأن انه وحده يصطفي الأنبياء ويفضل بعضهم‬ ‫على بعضرلة‪ 6‬حيث يقول‪ :‬ولقد فضلنا بض الئييئين عَلَّى بَنض؛‬ ‫(الإسراء‪ &)55 :‬ويقول أيضا‪ :‬ز تلك الرسل فَضئُلَْا هبَعْضَهُمْ؛ على بخض‪( 4‬البقرة‪.)352 :‬‬ ‫ل يقتصر تحظ الشيخ في مجال التفاضل عند هذا الحد بل اتسع لينفي معرفته‬ ‫باولي العزم من الرسل على وجه التحقيق" وعلق على القول المشهور‪:‬‬ ‫ؤموسى وعيسى والنبي محمد‬ ‫ولو العزم نوح والخليل كلاهما‬ ‫بان هذا «ليس هذا بأمر يقينيإنما هو قول للغلماء© منهم عمرر بن جميع؛‬ ‫لا يوجد نص قطعي يصرح بان هؤلاء الرسل هم أولو العزم ولكن توجد إشارات‬ ‫في الموضوع يستند إليها هذا القول‪ ،‬منها ورود أسمائهم في سياق تذكير الرسول‬ ‫ة بضرورة التحلي بالصبر لإقامة الدين وتبليغه‪ ،‬وذلك في قوله تعالى‪ :‬شرع كم‬ ‫م ) الذين مَا وى بهوحًا والذي أوؤحَيتآ إيك وَمَا وَصُينا به ء إرا هميم وَمُوسى'‬ ‫وعيسى ن ققيمُو اا الدين ولا مرقوا فيه‪( 4.. .‬الششورى‪ &)31 :‬وفي ‏‪ ١‬لآية ايضا إشارة إل‬ ‫تفضيل الرسول محمد يلة على غيره من الرسل عليهم السلام«‪.‬‬ ‫ومما فضل به الرسول يلة أنه أرسل إلى الثقلين من الجن والإنس كافة‪ .‬لما قد‬ ‫‪:‬‬ ‫مين‪ ..‬للياء ‪7‬‬ ‫صح عن الئيء تينة أزنه ققاال‪« : :‬أعطِيت خَمُسئًا لم يعطهر أحد‬ ‫|‬ ‫‪ 1‬فيا رلحاقبرآن‪ ،‬سورة ص‪.17 /51 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪.‬ن‪ :‬سورة مريم‪73 /3 :‬؛ سورة الصافات‪.445-545 /41 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الصافات‪.445 /41 :‬‬ ‫ع‪ :‬مقدمة التوحيد‪.221 :‬‬ ‫جرويبن‬ ‫(‪ )4‬عم‬ ‫)‪ (5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشورى‪.79 /71 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪302‬‬ ‫نصيرزت يابالرزغب مسير لةة شهر وَجُعلًت لي الا رض مسجدا وَطَهُورًا وما رَجُل من‬ ‫أمتي أذركنه الصلاة ليصل أوأجلت ي الغنايم وكان اليي يبعث إى قومه خاصة‬ ‫وبيثت إلى الناس كافةوأعطيت القاعة"‪.‬‬ ‫اما عن التفاضل بين البي محمد ية وجبريل عليه السلام فيرى الشبخ‬ ‫بيوض رأي الجمهور القائل بانضلية محمد منية على جبريل عليه السلام مذكرا‬ ‫أ «هذه المسالة خلافية يمكن فيها الخلاف ولا يجوز فيها القطع مطلقا‪ ،‬لأنه لا‬ ‫دليل يقينبا ي آ‬ ‫‪ 7‬معجزات الرسل‪:‬‬ ‫العجرة‪:‬‬ ‫تعرف‬ ‫المعجزة‪ :‬ما أعجز به الخصم عند التحدي والهاء للمبالغة‪ ،‬والمعجز في وضع‬ ‫اللغة ماخوذ من العجز‪.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فعرفها الشيخ اطفيّش بأنها «الأمر الناقض للعادة‪ ،‬الظاهر‬ ‫على يد المتنبع زمان التكليف مقرونا بالتحدي من دعوى الرسالة على جهة‬ ‫الابتداء متضمنا للتصديقو‪.‬‬ ‫وعرفها البيجوري معجزات الرسول ية بانها «الآمور الخارقة للعادة الظاهرة‬ ‫على يده تبى سواء كانت مقرونة بالتحدي أم لا‪..‬‬ ‫(‪ )1‬البخاري‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب الصلاة‪ .‬باب قول البيءية جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا‪ ،‬حديث‪:‬‬ ‫‪ 861/! .7‬مسلم‪ :‬الصحيح‪ .‬كتاب المساجد ومواضع الصلاة} حديث‪12 :‬ك‪.073/1 .‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن" سورة الإسراء‪.94 /1 :‬‬ ‫لبو البقاء الكفوي‪ :‬الكليات‪.941 :‬‬ ‫‪)3( : .‬‬ ‫(‪ )4‬مصطفى وينتن‪ :‬آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية‪ .052 :‬نقلا عن الشيخ اطفيّش‪ :‬النهب‬ ‫الخالص‪.22 :‬‬ ‫البيجوري ‪ :‬شرح جوهرة التوحيد‪.81 :‬‬ ‫) ‪(5‬‬ ‫‪303‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫والفرق نين التعريفين هو اشتراط الاقتران بالتحذي وعدمه ولم أقف عند‬ ‫تعريفو للشيخ بيوض للمعجزة إلأ أنه يرى اشتراط اقترانها بالتحةي‪ 6‬وهاولفرق‬ ‫الفاصل بين المعجزة والكرامة فقد أيد انته رسله بمعجزات حسية وعقلية‪ ،‬يجريها‬ ‫على يد من يشاء منهم على سبيل التحدي لإثبات صدق رسالتهم" مثل ناقة‬ ‫صالح وعصا موسى‪ ،‬وإحياء عيسى الموتى بإذن اننه؛ ونظرًا لاشتراط الشيخ بێوض‬ ‫فايلمعجزة اقترانها بالتحةي فإنه يرى المعجزة الوحيدة للي تنين همي القرآن‬ ‫الكريم لأنها انفردت بالاقتران بالتحةي دون سائرالخوارق المادية كانشقاق القمر‬ ‫الشجر إنه لم يتحد قومَه إلا يكتايه""‪' .‬‬ ‫الحجر وتسليم‬ ‫وتكليم‬ ‫إن صح أن يطلق على الخوارق‪ ،‬المأثورة في السيرة النبوية‪” ،‬معجزات““ فهمي‬ ‫من باب عجز البشر أن يأتوا بمثلها‪ .‬ومن باب التفريق بينها وبين ما يظهره الله من‬ ‫كرامات على يد من يشاء من أوليائه‪ ،‬لا على أساس ان النيء يلة أنى بها ليقيم‬ ‫الحجة على الناس‪ .‬ولا يصدق ااسملمعجزة حقيقة إلا على الأمر المعجز المقرون‬ ‫بالتحدي‪ ،‬ولم يتحد الرسول يَيةٍ قومه إلا بالقرآن الكريم «فالمعجزة الآصْلية هي‬ ‫القرآن لا شيء غيره‪ .‬ومما يستدل به على ذلك قول الله تعالى عن الكفار الذين‬ ‫طلبوا مانلرسول ميلة الإتيان بمعجزات اخرى‪ :‬وقالوا "لآ أنزل عليه ءاات ممن‬ ‫ربه ل إنما الآيات عند الله وإئمَآ أنا نذير مبين أوَلَمْ كنهم آنآ أنزلنا عليك‬ ‫ا‪ )5‬ذلك أن القرآن يسمي المعجزة آية‪ ،‬وإن لم‬ ‫الكتاب لى عَلهم» (العنكبوت‪0 :‬‬ ‫ولقد ‪-‬ائيتَا‬ ‫) تكن ذكر متلا ومن ذلك قوله عن معجزات موسى عليه السلام‪:‬‬ ‫مُوسى' تسع ءَايّاتيم بَيتَاتره (الإسراء‪.)101 :‬‬ ‫لا يعني قول الشيخ بيوض بأن القرآن معجزة الرسول قلة الوحيدة إنكاره‬ ‫الكرامات والخوارق التي اجراها الثه على يده يَاة} بل هو يقر بها ويرة على من‬ ‫ينكرها ويسعى للطعن فيها أو تاويلها انطلاقا من كون القرآن معجزة الرسول تلة‬ ‫ه__‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪31 /7 :‬؛ سورة ص‪.45 /51 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة الدخان‪.4 /81 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪304‬‬ ‫‏‪ ١‬للإعجاز‬ ‫الدفاع عن‬ ‫الإنكار قو لأ بغير علم‪ .‬بدعوى‬ ‫واعتبر الشيخ هذا‬ ‫الوحيدة‬ ‫ما لكم تنكرون هذه‬ ‫ولكن‬ ‫ومن ذلك قوله‪" :‬إإن المعجزة ه هي القرآن حَقا‬ ‫القرآتئ‪.‬‬ ‫الأشياء التي لم يع النيء الة بأئها معجزة؟؛ه"'‪.‬‬ ‫‪_8‬۔ أبعاد الإيمان بالرسول ‪:‬‬ ‫من الأساليب التربوية أن ينصح المتكون باتخاذ نموذج ناجح في مجال تخصصه‬ ‫ليقتدي به ويترسّم خطاه؛ أكد الشيخ بيوض أن مَئل المسلم الأعلى هو الرسول‬ ‫ية‪ .‬وإخوانه الأنبياءء ومن سار على دربهم من الأئمة والعلماء؛“‪.‬‬ ‫لنا التاستي به ‪-‬في كل الحالات‪-‬۔ في العبادات‬ ‫يقتضى الإيمان بالرسول‬ ‫والمعاملات وختلف مجالات الحياة ويتطلب ذلك تزكية النفس وفقه الشرع‬ ‫ان كنتم ئتحبون الله قائيعُوني حبكم الله ‪:7‬م‬ ‫والسيرة والواقع ‪ ...‬الخ ‪2‬‬ ‫غفور رحيمه (آعلمران‪' ... .)13 :‬‬ ‫لْكُمْ ذ وكم ‪.‬‬ ‫وبرز البعد العقدي هذا الأصل عند الشيخ بيوض في تصديه للبدع التي‬ ‫يحتج أصحابها على التمسك بها بانهم وجدوا عليها الأسلاف فبين الشيخ‬ ‫با الرجل الأول في الأمة هو الرسول يلة فهو السلف الأحق بالاتباع‪" :‬إذ‬ ‫أولكم هو البيء يلة‪ .‬هل فعل شيئا مِمًا تفعلون ا لا؟ فقولكم‪[” :‬ئا وجدنا‬ ‫آباءنا‘“ لا يقوم حُجّةةإذا عارض آية صريحة أو سة صحيحة‪ .‬وقولكم هذا‬ ‫قد يقبل مالم يعارض الطريق الذي سلكه السلف الأولون‪ :‬النبيءءية الذي‬ ‫قال فيه الله تعالى‪« :‬لَقَد كان لكم في رَسُول الل ؛ه إسنوة حَسَنّة لَمَن؛ كان يرجو‬ ‫الله وليو الآخر وَذكَرَ الله كَثيرًامه (الأحزاب‪ 12 :‬ومن بعده من خلفائه‬ ‫وصحابته »‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" ‪.4 /81‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة محمد‪.584 /81 ،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪ 7‬ا‪/‬‬ ‫الزخرف‪:‬‬ ‫ن‪ :‬سورة‬ ‫م‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪503‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫ومن مجالات اتباع الرسول ينة الدعوة إلى سبيل اله بالمحكمة والموعظة الحسنة‬ ‫يسيرةة أنا ون‬ ‫لقوله تعالى‪ :‬ن قل هذه سبيلي أذعغو إلى الله ‪ 4‬عَلَى'‬ ‫ائبَقنيگه (يوسف‪ )801 :‬ودعوة الناس إلى الحق تقتضى صبرًا جميلا توظف وسائل‬ ‫لاكتسابه منها التاسي بثبات الرسول يثية‪ .‬وقد لاحظ الشيخ بيوض سام بعض‬ ‫دعاة عصره من المشكلات التي اعترضت طريقهم في الدعوة إلى الله‪٧‬‏ وذكرهم‬ ‫بضرورة التامتي بثبات الرسل عليهم الصلاة والسلام في هذه السبيل© فقال‪« :‬لا‬ ‫فلتعلم أن الرسل لم يتركوا التبليغ لحظة حتى لقوا ربهمه‘'‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الإيمان بالكتب‪:‬‬ ‫ا‪ -‬تعريف‪:‬‬ ‫الكتاب لغة مصدر كتب كالكثبر‪ .‬و «أصل الكثب ضم أديم إلى أديم‬ ‫بالخياطة واستعمل عرفا ففي ضم الحروف بعضها إلى بعض‪.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فهو «ما يتضمن الشرائع والأحكام؛!} وقد بعث الله رسلا‬ ‫‪ :.‬شرائعه وتوجيهاته لعباده‪.‬‬ ‫تترى وأنزل معهم كتبا‬ ‫إنزال الكتب يدل على علو مكانة مصدرها الأعلى الله الحكيم الخبير© ولا‬ ‫يفهم منه علو المكان‪ ،‬ويطلق الإنزال على كل ما جاء من قبل الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫كإنزال الكتب وإنزال الأنعام وإنزال الحديد(‪.‬‬ ‫لا يتعين الإيمان بعدد محدد من الكتب إنما علينا أن نؤمن بجنس الكتاب" وبما‬ ‫ورد اسمه بالخبر اليقين كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى‬ ‫خاصة القرآن الكريم(‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 6‬سورة فاطر‪.484 /31 :‬‬ ‫أحمد رضا‪ :‬معجم متن اللغة{ دار مكتبة الحياة‪ .‬بيروت ‪0831‬ه‪ 069 /‬ام‪.5/71 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪ )3‬الكفوي‪ :‬الكليات‪.767 :‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن" سورة الشورى‪.731 /71 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة فاطر‪184 /31.:‬؛ سورة الشورى‪.731 /71 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪306‬‬ ‫‪ 2‬حاجة الناس إلى الكتاب السماوي‪:‬‬ ‫الإنسان بحاجة ماسة إلى من ينظم شؤون حياته‪ ،‬لذلك عرفت البشرية‬ ‫دساتير وقوانين يستند إليها الأفراد والجماعات في معاملاتهم ويحتكمون إليها‪.‬‬ ‫ولكن قوانين البشر ‪ -‬مهما دقت وتنّمت‪ -‬يعتريها القصور والاتحياز أما‬ ‫الكتاب‪ :‬السماوي فهو تشريع خالق الإنسان والكون والزمان فلا يملك‬ ‫التشريع الصحيح لحياة الإنسان إلا خالقه‪ .‬والا يَعْلْمُ مَرمخَلَقَ وَهُو اللطيف‬ ‫الْحَبيرگه (الملك‪.)41 :‬‬ ‫الكتاب السماوي منقذ البشرية الحائرة من الصراع الدائم الدائر بين العقل‬ ‫وهوى النفس في اتخاذ أحد النجدين سبيلا‪ .‬ىبل العقل‪ -‬بدون نور الوحي۔‬ ‫عاجز عن الاهتداء إلى الحق المبين كما تعجز العين السليمة عن الرؤية في‬ ‫الظلام الدامس ه«ولولا هذا الفرقان بين الحق والباطل‪ ،‬فمن أين نهتدي؟ ولو‬ ‫اعتمدنا على عقولنا لضللنا""‪ 6‬فيستحيل أن نبد في أقوال الحكماء ‪-‬بنجوة‬ ‫عن قانون السماء‪ -‬صراط الهداية السوي الذي أمرنا باتباعنه‪ ،‬لأن العقل‬ ‫البشري يعتريه العجز والقصور فقد تفرد النه بالأمر كما تفرد بالخلق‪ .‬وألا له‬ ‫الْعَالَمِينَئه (الأعراف‪.)45 :‬‬ ‫الحلو والأمر تبارك الله ر‬ ‫الكتاب السماوي سبب السعادة‪ :‬افي الدارين لأنه نزل من عالم الذيب العزيز‬ ‫الرحيم‪ ،‬فلا يأمر إلا بالنافع المفيدؤ في شؤون المعاش والمعاد‪ ،‬ولا ينهى إلا عن‬ ‫الفاسد الضار انه تنزيل العزيز الرحيم‪ ،‬الذي لا يشرع تحت تأثير مؤئرلرأنه لا‬ ‫أقوى منه‪ ،‬ولا يشرع مكرًا بعباده‪ ،‬لأنه لا أرحم منهك وإذن لا تكون الشريعة إلأ‬ ‫كاملة الكمال المطلق الذي لا نقص فيه‪ ..‬إلا أن الكتب السماوية السابقة اعتراها‬ ‫التبديل و التحريف‪ ،‬ونسخت شرائعه بنزول القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ف رحاب القرآن© سورة القصص‪.193 ,8 :‬‬ ‫(‪(1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس ‪.6 /1 4‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪703‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫‪3‬هيمتح القرآن على الكتبالسماويہ‪:‬‬ ‫للقرآن فضل مبين على سائر الكتب لحفظ النه له مما اعتزاها من التبديل‬ ‫والتحريفؤ ولقيوميته وهيمنته عليهاا"'ك «وأنزَلنا إليك الكمتاب بالحق مُصنَدقا‬ ‫ْمَا بين يديه من المتاب وَمُهَيْمِئًا عَلَبه فاحكم رِينَهبُبممما أنزل الله ولا ئئب‬ ‫أهوآءَهُم عَمًا جَآءَكً من ] الحُق“؛ (المائدة‪))84 :‬فالقرآن قيم على سائر الكتب قيم‬ ‫على سائرالشرائع‪١‬ة‪.‬‏‬ ‫أنزل النه القرآن الكريم هدى للناس وتاييدا لرسالة محمدتتية‪ .‬ولقد تحدى‬ ‫الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فعجزوا‪ ،‬لذلك اعتبر الشيخ بتتوض‬ ‫القرآن الكريم معجزة الرسول الوحيدة‪ ،‬أما ما يروى في سيرة النيء يَلة من‬ ‫الأمور الخارجة عن مألوف البشر فيرى أنها في الحقيقة كرامات وخوارق‬ ‫للعادات‘ فلا يصدق عليها اسم المعجزة «إذ ل يجرها اله تعالى على يد نبيه تلة‬ ‫‪ .‬على طريق الإعجاز ولم يات بها لإقامةالحجة والدليل على رسالته‪.‬‬ ‫وبما أن الإسلام خاتم الشرائع السماوية اقتضت حكمته أن يؤيك رسوله الأمي‬ ‫بمعجزة دائمة دوام الإنسان على وجه الأرض فانزل هذا القرآن‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫معجزات الرسل مادية تذهب بذهابهم فلا يشاهدها إلأ أهل ذلك الزمان‪ ،‬فإن‬ ‫معجزة القرآن متجددة خالدة‪ ،‬لا تذهب بوت الني ‪.‬‬ ‫‪ 4‬أبعاد الإيمان بالقرآن‪:‬‬ ‫القرآن الكريم منهج الحياة الطيبة والسعادة السرمدية؛"‪ 6‬فالغاية من تنزيله ليست‬ ‫متوقفة في تلاوته قصد التبرك به بل بركته الكبرى هي في التحرك به ولا يتم ذلك‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" سورة مريم‪.42 /3 :‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الكهف ‪.32 /2‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الشعراء‪.592 /7 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.492 /7 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة ص ‪.581 /51‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪308‬‬ ‫على الوجه الصحيح زل بتتبع منهج القرآن في تركيز الإيمان فى القلوب وتحريكه‪.‬‬ ‫يقول الشيخ بيوض‪ :‬هلا منهج في باب العقيدة إلا منهج الله تعالى في كتابه الكريم‪.‬‬ ‫وهذا هاولصراط المستقيم الذي علمنا الله أن ندعوه ليهدينا إليه! ‪ 1‬وذلك في قوله‪:‬‬ ‫اهدنا الصراط ً الْمَُقِيمَ» الفاتحة‪ 50)8 :‬ومن أثر منهج القرآن على فكر الشيخ‬ ‫يمض العقدي اجتهاده في توجيه الناس من خلق القرآن إلى خلق القرآن‪.‬‬ ‫واخلاق القرآن لا يراد بها الرهبانية والزهد السلم‪ .‬إنما هي مبادئ يهتدي بها‬ ‫الإنسان للانطلاق الحضاري‪ ،‬كدعوته للتعامل الإيجابي مع هذا الكون للتمكن من‬ ‫حسن تسخيره ودلالته عَلى عظمة ربه والتعاون مع أخيه الإنسان عَلى البر‬ ‫والمرحمةا ومآ أرسلناك إلا رَخْمَةلِلْعَالَمِينّمه (لأنياء‪« .)701 :‬والقرآن جاء لسعادة‬ ‫الإنسان في الدنيا والآخرة ولا يكون ذلك إل إذا قرأناه حاديّا للتقدم الررحي‬ ‫والمدني مما‪.‬‬ ‫الإيمان بالقرآن يقتضي العمل به ور كل ما خالفه من التشريعات‬ ‫والقوانين وغيرهاا لم يحصر الشيخ بيوض هيمنة القرآن على الكتب السماوية‪.‬‬ ‫بل أطلقها على سائر كتب البشر وتشريعاتهمإ استنادا إلى تعميم صفة قومية‬ ‫القرآن ثقيَمًام؛ «وكإُ مَن جاء بشريعة أو كتاب أو ديوان‪ ،‬يقول إنه من وضع‬ ‫فلان أو بني فلان أو المجمع العلمي الفلاني الفرنسي أو الأمريكي أو ‪.‬‬ ‫الإنحبليزي‪ ...‬قلنا له‪ :‬القرآن قيم عليه‪ .. .‬فما وافقه قبلناه‪ ،‬وما لم يوافقه رددناه‬ ‫وضربنا به عرض الحائط ولا كرامة‪.‘6‬‬ ‫م يتوقف تحديد الشيخ بيوض لمعنى قيومية القرآن على ما يفد إلى الإنسان‬ ‫من محيطه الخارجي‪ .‬بل أكد على هيمنة القرآن على المؤمنين أنفسهم‪« ،‬لأنهم‬ ‫في رحاب القرآن‪ 6‬سورة العنكبوت‪.401-501 /9 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة العنكبوت‪:9/902 :‬؛ الفتاوى‪.22 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬ابو بلال الحامد‪ .‬تعليم القرآن الكريم‪.161 :‬‬ ‫(‪ )4‬في رحاب القرآن" سورة الكهف‪.32 /2 :‬‬ ‫‪903‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬النبوة والرسالة‬ ‫مكلفون بالإيمان بالقرآن وبتلاوته وتفهم معانيهؤ والعمل يما فيهؤ فهو المتحكم‬ ‫فيهم شاءوا أم أبوا؛ ‪.10‬‬ ‫إن تصور القيومية بهذه الشمولية وإسقاطها على الحياة اليومية يضفي على‬ ‫المسلم قوة الانقياد لأوامر القرآن والعمل بتوجيهاته في شؤون العبادة وقضايا‬ ‫الحياة‪ ،‬فيستغني بتشريع القرآن عن دساتير الغرب وقوانينهم‪ .‬لأن الله هو المتفرد‬ ‫بالتشريع كما هو المتفرد بالخلق‪ .‬فالا لاهلحلق والمره (الأعراف‪45)5 :‬فالتشريع‬ ‫خصوصية الحية‪ .‬والقرآن قيمعلى كل الآراء والروايات‪ ،‬وإن صح سندها إلى‬ ‫البيءيَية‪ ،‬لأن هالسنة النبوية طريق ورود الشرائع‪ .‬لا طريق إنشاء“‪.‬‬ ‫لا يتوقف دور المسلم عند تزكية نفسه والاستقامة على الطريقة‪ ،‬بل هنو‬ ‫مطالب بعد ذلك بدعوة غيره بهذا القرآن والمجاهدة به‪ ،‬كما أمر النئ يلة بقوله‬ ‫‪.‬‬ ‫تعالى‪ :‬وَجاهيذهم يه جهادا كبيرا (الفرقان‪.)25 :‬‬ ‫وصف النه جهاد الدعوة إليه بكونه جهادا كبيرا لأث إزالة أدران الشرك‬ ‫والإلحاد والشبهات من النفوس يقتضي صبرا جميلا وأكد الشيخ بيوض أن‬ ‫المسلمين ‪-‬في كل زمان ومكان‪ -‬مطالبون بهذه الآية‪ .‬وحمل مسؤولية هذا الجهاد‬ ‫حملة القرآن وأية الدين‪ ،‬بل حمل جميع طلبته هذه الأمانة ي خطاب لهم مباشر‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬وأنتم أيها الطلبة دعاة كلكم مطالبون بأن جاهدوا بالقرآن الجهاد‬ ‫الكبير‪ .‬مشيرا إلى ضرورة مواجهة الكفار بجنس سلاحهم وتسخير وسائل‬ ‫الإعلام المتطورة المختلفة للمجاهدة بالقرآن‪.‬‬ ‫التخلق بأخلاق القرآن والمجاهدة به سبب مباشر وفعال لاستيعاب اصول‬ ‫الإيمان واستثمارها في تزكية الإنسان وإصلاح المجتمع‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن" ‪.42 /2‬‬ ‫(‪ )2‬عبد الستار سعيد‪ :‬المدخل ‪ 1‬التفسير لموضوعي‪.44 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة الفرقان‪.771 /7 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪310‬‬ ‫الميحث الثالث‬ ‫الإنسان والمجتمع‬ ‫يتناول هذا المبحث دراسة المسائل الآتية‪ :‬القضاء والقدر المعاصي والتوبة‪-‬‬ ‫الولاية‪ .‬والبراءة‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬الآ يمان بالقضاء والقدر‪:‬‬ ‫[ا۔ تعريف القضاء والقدر‪:‬‬ ‫القضاء في اللغة معناه المحكم وأصله "قضاء‪ “ :‬لآنه ين قضيت" إلا أن الياء‬ ‫لما جاءت بعد الآلف همزت' ‪,‬‬ ‫القدر هو التقدير‪ ،‬وهو الوجه الذي أردت إيقاع المراد عليه‪.‬‬ ‫أما في الاصطلاح فالقضاء هو حكم الثه في الأزل قبل خلق الخلق‪ ،‬والقدر‬ ‫هو تنفيذ قضائه في الواق‪.‬‬ ‫للقضاء والقدر معان قد تشترك أو تتكامل على حسب الورود في السياق‬ ‫فقد يجتمع المصنطلحان في السياق لإفادة كل منهما معناه الخاص‪ .‬فالقضاء حكم‬ ‫والقدر تنفيذؤ وقد يستعمل أحدهما فيفيد المعنيين كليهمه‘“‪.‬‬ ‫اخبرنا النه أن كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ "ومن هنا جاءت كلمة‬ ‫"المكتوب“ التى يستعملها الناس كان ذلك فى الكتاب مَئطورا‪4‬‬ ‫(الأحزاب‪ )60 :‬فلا صدفة في الكون إنما هو القدر فعلى المؤمن اعتقاد ذلك‬ ‫(‪ )1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ :‬ا ‪.90/21‬‬ ‫(‪ )2‬أبو هلال العسكري‪ :‬الفروق في اللفة‪ ،‬تح لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة طكء}‬ ‫منشورات دار الآفاق الجديدة‪ .‬بيروت‪1041 ،‬ه‪1891 /‬م‪5٥‬‏ ص‪.581 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة الأحزاب‪.553 /21 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأحزاب‪.553-653 /21 :‬‬ ‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الأنبياء‪.972 /4 :‬‬ ‫‪113‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬الإنسان والمجتمع‬ ‫وتفويض الأمر لل انه في حقيقة اللوح وصورته المادة التى كتب بها‪ ...‬كل ذلك‬ ‫شيء مغيب"‪.‬‬ ‫لا تخفى عن انثه العليم الخبير خافية‪ .‬وَعنده مفاتخ الب لا بَعْلَمُهآ زلأ هُوَ‬ ‫علم مَا في البر وَا خر وما ئسنقط ير ورقة إلأ َعْلَمُهَا ولأ حبة في ظلمات‬ ‫الأزض ولأ رطب ولا ايس إلا في كابو ميين (الأنعام‪ )9 :‬فهو الخبير بما يفعله‬ ‫الكلف من خير أو شرً ولن يصدر عنه شيء ‪ :‬خلاف ما علم الر‪ .‬لذلك قضى‬ ‫في الأزل على صنفر من عباده بالهداية وكتبهم في ديوان السعداء لعلمه بأنهم‬ ‫يستعملون إرادتهم وحريتهم في إتباع طريق الخير فيسعدونة“‪ 6‬بينما قضى علّى‬ ‫قوم بالضلالة فائبتهم في ديوان الأشقياء‪ ،‬لق حَق القول عَلَى' أككرهم فهم لا‬ ‫يُومئونگه ليس‪ )70 :‬لسبق علمه فيهم أنهم يستعملون إرادتهم ومطلق حريتهم في‬ ‫طريق الشر فيشقون{‘“‬ ‫فانه لا يُجبر عباده على الطاعة إذ فلو يشنآء الله لَهدى الناس جميعا‬ ‫(الرعد‪ )13 :‬وحاشاه أن يجبرهم على المعصية «كلا وإنما كتب بجسب علمه‬ ‫الأزلئ السابق" وليس لعلمه الأزلي تاثير على الإنسان في جبره على الطاعة‬ ‫أو جبره على المعصية(‪.‬‬ ‫‪ 2‬إراد ‪ 5‬لنه وقعل الإنسان‪:‬‬ ‫إثبات الاإرارة‪:‬‬ ‫بين النه أنه لا يقع في الكون إلأ ما يريد؛ وذلك بمجرد تعلق الإرادة به‪.‬‬ ‫(‪ )1‬في رحاب القرآن‪ 5‬سورة الأنبياء‪.972 /4 :‬‬ ‫(‪ )2‬إبراهيم بيوض‪ :‬الأجوبة الشافية‪.62-72 :‬‬ ‫(‪ )3‬في رحاب القرآن" سورة يس‪.46 /41 :‬‬ ‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪ .091-191 /1 :‬سورة يس‪.46 /41 :‬‬ ‫م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪ )6‬م‪ .‬ن‪ :‬سورة الإسراء‪.221 /1 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪312‬‬ ‫«إئمَا قولنا لشيء إذآأردئاة أن لقول له كن فيكون ليس‪« 042 :‬وفي الحقيقة ليس‬ ‫أو جرء‬ ‫اللحظة‬ ‫تحقق في‬ ‫تعلقت إرادة اله في شيء‬ ‫ولا نون؛ وإنما ‪:‬‬ ‫كاف‬ ‫هنالك‬ ‫من اللحظة وهذا سل من أسرار اله الذي يدل على عظمة الخالق الذي يقول‪:‬‬ ‫«مَا خلقكم ولأ بَعنكُمْ إلأ كنفس واحدة ئه (لقمان‪.“»)82 :‬‬ ‫الارادة والرضا‪:‬‬ ‫قد أراد الله خلق أفعال ا لانسان كلها خيرها وشرها‪ .‬ولكنه لايرضى إلأ ما أمر‬ ‫بهؤ ولا ربرضى ' لعباده ه الكُثر» (الزمر‪ )70 :‬فالله لا يأمر بالمنكر ولا يرضاه ومعنى‬ ‫) إرادة الله لما لا يرضى من الفعل «أنه لم يقع !مغلوبًا على أمرههةً‪ ،‬بل هو الذي‬ ‫سمح بوقوعها لأنه لا يقع شيء ‪ :‬إلأ بإذنه فهي إرادة كونية لا شرعية‪.‬‬ ‫‪ 3‬خلق الأفعال‪:‬‬ ‫إجتهد العلماء ؤفي الجمع بين كون اله خالق لكل شيء‪ .‬بما في ذلك أفعال‬ ‫العباد ما صلح منها وما فسد‪.‬ء والله خَلْفَكمْ وَمَا ئعْمَلونه (الصافات‪)69 :‬‬ ‫وبين كونه عادلا‪ ،‬ف‪:‬فنسب المعتزلة إلى العبد خلق أفعاله‪ .‬وسلب عنه الجبرة‬ ‫صفة الاختيار وحكموا على اعماله بالاضطرارر واتخذ الإباضية والأشاعرة‬ ‫موققا وسطا فقالوا بالكسبؤ ذلك لأن الاختيار أساس التكليف‘‪ ،‬كما قال‬ ‫الشيخ أبو نصر فتح بن نوح‪:‬‬ ‫ومنا اكتساب بالتحرك بالبدنه‬ ‫فافعالنا خلق من النه كلها‬ ‫‘ (‪ )1‬في رحاب القرآن‪ ،‬سورة النمل‪.18 /8 :‬‬ ‫(‪ )2‬إبراهيم بيوض‪ :‬الأجوبة الشافية‪.22 :‬‬ ‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.‬‬ ‫القاضي عبد الجبار‪ :‬المجموع في الحيط بالتكليف‪.653 /1 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )5‬الأشعري‪ :‬اللمع‪73 :‬؛ في رحاب القرآن سورة الشعراء‪.292 /7 :‬‬ ‫(‪ )6‬البيت من قصيدته في التوحيد وما يعَلْق به من اصول الدين‪ ،‬مطلعها‪:‬‬ ‫بنجد وخيف والسهولة والحزن‪.‬‬ ‫سلام عَلى الإخوان في كُل موطن‬ ‫‪313‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬الإنسان والمجتمع‬ ‫وقال الشيخ محمد الغزالي‪« :‬إن كل فعل اختياري يتم فإنه يصح أن ينسب‬ ‫إلى الإنسان عَلى أنه السبب فيه‪ ،‬وإلى النه عَلى أنه الخالق له"‪.‬‬ ‫‪4‬۔موقف الشيخ بيوض من المسالخ‪:‬‬ ‫رأي الشيخ بيوض في المسألة هو القول بالكسبؤ إذ يثبت نسبة الفعل إلى‬ ‫الإنسان إلأ أنه يؤكد على إرجاع الأمر كله إلى الله تعالى" ذلك ان إرادة الإنسان‬ ‫بإذن ان ومباشرة الفعل بإذن الهش حيث يقول‪« :‬فالفعل واحد ولكنة ينسب إلى‬ ‫النه خلقا ويننضب إلى الإنسان مباشرة لآة باشره‪ ،‬ولكن لَمًا كانت هذه المباشرة‬ ‫بإذن النه وخلقه وعلمهف كان الأمر كله هة‪.‬‬ ‫ك تعليق الشيخ بيوض على موقف المعتزل‪:‬‬ ‫تعامل الشيخ بيوض مع الآراء المتباينة في المسألة بطرائقَ متفاوتة‪ ،‬فقد جاء رده‬ ‫على المعتزلة مختصرا مبينا زلهم مع الإشارة إلى حسن قصدهم في نفي نسبة فعل‬ ‫العبد إلى الله وهو تنزيهه عن خلق أفعالهم السيئة التي يقترفها العباد‪« ،‬مراذهم‬ ‫صحيح ولكنهم اخطؤوا في نسبة الخلق إلى العبده“‪.‬‬ ‫ونلاحظ بالمقابل مجيء رة الشيخ على المجبرة مفصلا ي مواضع عديدة‬ ‫وأساليب متنوعة‪ ،‬والسبب ‪-‬في نظري۔ أ نقده لم يكن لأجل صناعة الردود" بل‬ ‫قصده علاج قضايا المسلمين الراهنة" فموقف المعتزلة يشبه البحث التاريخئ‪ ،‬ولكن‬ ‫الفكر الجبري لا يزال يشكل علة المسلمين الصارفة عن الالتزام الشرعي‬ ‫والانطلاق الحضاري فبين الشيخ تهافت هذا الفكر وخطورة أبعاده‪.‬‬ ‫‪ .‬انظر‪ :‬أبو نصر‪ :‬الديوان" طبعة حجرية ص‪.2‬‬ ‫(‪ )1‬محمد الغزالي‪ :‬عقيدة المسلم‪.901 :‬‬ ‫(‪ )2‬في رحاب القرآن" سورة محمد‪.164 /81 .‬‬ ‫(‪ )3‬إيراهيم بيوض‪ :‬الأجوبة الشافية‪.42 :‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أصول الإيمان وأبعادها‬ ‫‪314‬‬ ‫‪6‬م۔ناقشة الشيخ بيوض معتقدي الجبر‪:‬‬ ‫رةالشيخ بيوض على الذين يقولون إن أفعال العباد قضاء وقدر لا دخل لهم‬ ‫جهات‪:‬‬ ‫ومسؤوليته عن أفعاله من عدة‬ ‫فيها و البت للإنسان اختياره‬ ‫أ‪ -‬اللى على العبر بالضلالة‪::‬‬ ‫بعض الآيات يوهم ظاهرها أن الله هيجبر عباده بالحكم المسبق ‪7‬‬ ‫بالضلالة‪ .‬منها قوله تعالى‪ :‬لقد ح القول على أككرهم نم لا‬ ‫يُومئونگه (يس‪ )70 :‬فقد سبق في علم الله الأزلئَ أن هؤلاء لن يؤمنوا‪ 6‬وسيختارون‬ ‫بمحض إرادتهم سبيل الغوايةش فاثبت لهم الضلالة‪ .‬ولن تنفع هؤلاء النذر لقوله‬ ‫تعالى‪ :‬تزن الذين حقت عَلنْهمْ كَلِمَات بنك لا يوينثونوَلَو جَءَثهُم كل ءاية‬ ‫اتيا رو العذاب الأليمَكه (يونس‪ "69-79 :‬فإعلم الله الأزلي لا يتختف بوليس‬ ‫اولهذا كتب في كتابه ""هذا سعيد وهذا شقي ‪“.‬وليس معنى‬ ‫له تأثيرر في الجير' َ‬ ‫هذا أن الله أسعد هذا وأشقى هذا جبرا بل الضلال يأتي من النفوس‬ ‫البشريةة‪ .‬لقوله‪ .‬تعالى‪ :‬لفل إن ضللت إئم أضيلم عَلّى' نةفيي وإن اهتزت فبما‬ ‫يوحي إلي زبي (سبا‪ )05 :‬وغواية النفوس تحصل بالاستجابة لوساوس الشيطان‬ ‫نتيج ةة الغفلة عن ذكر الرحمن‬ ‫‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬الل‪٩‬‏ ا ‪1‬‬ ‫لو أجبر النه عباده على المعصية ثعماقبهم لكان‪ -‬سبحانه ظالما والثه هو‬ ‫إن الله لا ظلم الناس شيئا وَلَكِر الناس أنفسهم‬ ‫"العدل القائل‪:‬‬ ‫تَظلِمُونگه (يونس‪ &)44 :‬وقضية الإيمان بالقدر تسمى "مسألة العدل““‪.‬‬ ‫في رحاب القرآن‪ 6‬سورة يس‪ .94 /41 :‬وانظر سبورة الكهف‪.52 [ /2 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة يس‪ .46 /41 :‬وانظر سورة فصلت‪.844 /61 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ .:‬سورة الإسراء‪.191 /! :‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫م‪ .‬ن‪ :‬سورة سبا‪.443 /31 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )5‬إبراهيم بيوض‪ :‬الأجوبة الشافية‪.12 :‬‬ ‫‪513‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬الإنسان والمجتمع‬ ‫ج‪ -‬لا جب على الراية‪:‬‬ ‫يتعلق بعض الغافلين" تبريرا لزيغهم‪ .‬بقول الله تعالى‪ :‬هلو شآء الله لَمَدَى‬ ‫النَاسر جَميعًامه (الرعد‪ :‬ا ‪ )3‬فادعوا أن الته هو الذي ل يشا هدايتهم‪ 6‬فف‪.‬بين الشيخ‬ ‫لما‬ ‫الأمر كذلك‬ ‫فلو كان‬ ‫أن الآية معناها "الو شاء لجبرهم على الهداية م‬ ‫بێوض‬ ‫استحق الطائع المدح والثواب لأنه كان ممنوعا من المعصية بالقهر «وإذا أجبر أحد‬ ‫الدنيا۔‪ -‬فهل‬ ‫‪-‬كما يقع كثيرا ف‬ ‫ماله أو يموت‬ ‫من‬ ‫بقوةة السلاح على ‪ ..‬شيؤ‬ ‫يعد هذا كرما يستحق مدحا وثناء؟ كلا‪.‬‬ ‫التللبف ‪:‬‬ ‫ر‪-‬۔ الاختبار أساص‬ ‫كلف النه عباده بتكاليف عديدة وعلق على ذلك الثواب والعقاب‪« .‬وهذان‬ ‫مبنيان على أصل واحر وهو حرية الاختيار‪ ...‬ولذلك لما لم يكن للصم والجنون‬ ‫قدرة على الاختيار سقط عنهما التكليفؤ وكذا الجبور المكره»“‪.‬‬ ‫ولو شاء الله لجبر الناس على الإيمان ولو شيتا ءلأئينَا كل نفس‬ ‫هُداهَامه (السجدة‪ )31 :‬ولكن قضت حكمئه أن يُخيَرَه