‫‪á`````eó`≤`e‬‬ ‫بسم االله الرحمٰن الرحيم‬ ‫الحمد الله رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسـلام على سيدنا محمد وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫للقـراء الكرام هـذه المجموعة القيمـة من فتاوى‬‫ّ‬‫أقـدم‬ ‫فيطيـب لـي أن ّ‬ ‫العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة والتي‬‫سـماحة الشيخ ّ‬ ‫تتعلق بفتاوى سـألت عنها النساء‪ ،‬وقد جاءت بعدما ظهرت الحاجة الماسة‬ ‫لوجود كتاب يضم فتاوى الشـيخ الخليلي فيما يتعلق بالمرأة المسـلمة وما‬ ‫يهمهـا مـن فقه فـي أمر دينها ودنياهـا خصوص ًا مع وجود الكـم الهائل من‬ ‫فتاوى حول هذا الموضوع وعليه فقد قمت بتجميع هذه الفتاوى من مصادر‬ ‫مختلفة كالصحف والمجلات والأشرطة السمعية وغيرها‪ ،‬ثم قمت بفرزها‬ ‫تم عرضها على سـماحة الشيخ الذي‬‫كلا مع ما يناسـبه‪ ،‬بعد ذلك ّ‬ ‫وترتيبها ًّ‬ ‫تكرم فقام بمراجعتها وتصحيحها‪.‬‬‫ّ‬ ‫وسـوف يجـد القارئ الكريم وهـو يجول في ثنايا هـذه المجموعة من‬ ‫فرائـد وفوائد ومن التوجيهات والآداب والمواعظ ما يجعله يشـعر أنه على‬ ‫مائدة فقهية إيمانية غنية‪ ،‬وليس هذا بغريب على سـماحة الشيخ الذي عرفه‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪6‬‬ ‫القاصـي والداني بسـعة العلم وخبرته بأحوال عصـره‪ ،‬فكانت هذه الفتاوى‬ ‫تقدم حلولاً نابعة من روح الشريعة واقفة‬‫وغيرها منسجمة مع طبيعة العصر ّ‬ ‫عند حدود الإسلام وأحكامه‪.‬‬ ‫أقدم وافر الشكر للشيخ إبراهيم الصوافي الذي بذل‬‫ولا يفوتني هنا أن ّ‬ ‫الجهـد والوقـت للمراجعـة الدقيقـة لهذه الفتـاوى وإلى كل من سـاهم في‬ ‫إخراج هذا السفر الهام‪.‬‬ ‫أسأل المولى سبحانه أن يجعل هذا العمل وسائر أعمالنا خالص ًا لوجهه‬ ‫يمن على شيخنا الخليلي بالعمر المديد‬‫جل وعلا أنَّ‬‫الكريم‪ ،‬كما أبتهل إليهَّ‬ ‫يقر عينه بما يرجـوه من نصرة‬‫وهـو يرفـل في ثوب الصحـة والعافيـة‪ ،‬وأن ّ‬ ‫الأُمة ووحدتها ورفعتها وأن يختم لنا وله بالحسنى‪.‬‬ ‫بدرية بنت حمد الشقصية‬ ‫الحمراء ـ الثاني عشر من محرم ‪١٤٢٨‬هـ‬ ∫hC’G π°üØdG IÓ`°üdG ihÉ```àa ‫‪9‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪äGQÉ````¡`£dG‬‬ ‫ما حكم الاستجمار؟ وهل يكون من البول فقط أم من البول والغائط؟‬‫=‬ ‫ذهب أصحابنا من أهل المغرب إلى وجوبه للأمر به في الحديث‪ ،‬والأصل‬ ‫أن يحمل الأمر على الوجوب‪ ،‬وذهب غيرهم إلى أنه مندوب إليه‪ ،‬والقول‬ ‫الأول أحوط وأولى بالاتباع‪ ،‬ولا فرق في ذلك بين الأخبثين‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم الاستجمار؟ وإذا كان الشخص يتضرر من ذلك فماذا عليه؟‬‫=‬ ‫الراجح وجوب الاسـتجمار‪ ،‬أي وجوب الجمع بين الأحجار والماء‪ ،‬وكل‬ ‫منشف منق كالأوراق ونحوها له حكم الحجارة‪ ،‬ومن كان متضرر ًا من ذلك‬ ‫يتسـامح معـه؛ لأن الضـرر مرفوع‪ ،‬أما فـي الاختيار فلا يتسـامح معه‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫عن ذكر االله تعالى في مكان الاستنجاء‪ ،‬هل هناك دعاء للاستنجاء؟‬‫=‬ ‫ليـس هنـاك دعـاء‪ ،‬وإن كان يعني بذلك النية فالنية إنمـا هي القصد بالقلب‬ ‫وليست تلفظ ًا باللسان‪ ،‬ولا داعي للنطق بها باللسان‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما الفرق بين كل من المني والودي والمذي والقصة البيضاء؟‬‫=‬ ‫المنـي‪ :‬هو ماء الرجل وماء المرأة الذي يتكون منه الولد‪ ،‬وهو إفراز يخرج‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪10‬‬ ‫من الرجل بعد انتصاب‪ ،‬وبعد القذف يكون الانكسـار وانقطاع الشهوة‪ ،‬أما‬ ‫بالنسـبة للمرأة فيكون مع الهيجان‪ ،‬ولكن على أثر خروجه تنكسـر الرغبة‪،‬‬ ‫والمـذي لا تنكسـر الرغبة من بعـده‪ ،‬وإنما هو إفراز أقـل غلظة من المني‪،‬‬ ‫ويكون بتذكر المباشرة أو في حالة المداعبة أو نحو ذلك‪ ،‬والودي هو الذي‬ ‫يكون بسبب برودة‪ ،‬ويخرج على أثر البول أو عندما تشتد البرودة بالإنسان‪،‬‬ ‫ويخرج على شكل قطرات من السائل‪ ،‬والقصة البيضاء هي التي تكون بعد‬ ‫الحيـض‪ .‬والمني يتميز بـأن له رائحة كرائحة الطلع‪ ،‬هذا هو بالنسـبة لمني‬ ‫الرجـل‪ ،‬وهـو يميل إلى البياض‪ ،‬وأما مني المـرأة فهو يميل إلى الاصفرار‪،‬‬ ‫وأما المذي فلا رائحة له وكذلك الودي‪ ،‬والقصة البيضاء تناظرها المرأة إن‬ ‫أشـكلت عليـه بأشـياء‪ ،‬منهـا‪ :‬صوف كبـش أبيض مغسـول‪ ،‬ومنهـا‪ :‬ما يلي‬ ‫جسدها من سوارها الفضي‪ ،‬ومنها ريق الصائم‪.‬‬ ‫كيف تفرق المرأة بين القصة البيضاء والمني؟‬‫=‬ ‫أو ًلا‪ :‬مني المرأة يميل إلى الاصفرار والقصة البيضاء هي بيضاء‪ ،‬ثاني ًا‪ :‬المني‬ ‫له طبيعة خاصة فهو إفراز في وقت الرغبة‪ ،‬وتنتهي بخروجه هذه الرغبة‪ ،‬أما‬ ‫القصة البيضاء فهي بخلاف ذلك‪.‬‬ ‫تعانـي المـرأة من كثرة الرطوبة والبلل‪ ،‬فهل تعتبر هذه الرطوبة نجسـة‪،‬‬‫=‬ ‫وكيـف تصنع في الصلاة‪ ،‬ولا تعـرف التفرقة بين هذه الرطوبة هل هو‬ ‫مذي أو ودي أو احتلام؟‬ ‫المـذي إفـراز يخرج بسـبب الرغبة الزائـدة‪ ،‬وليس هو مـن الفضلات التي‬ ‫يفرزها الرحم‪ ،‬أما الودي فهو يخرج من مخرج البول‪ ،‬ويكون بسبب البرودة‬ ‫أو على أثر البول‪ ،‬وأما الاحتلام فذلك أكثر غلظة وله رائحة‪.‬‬ ‫‪11‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫فـي بعض الأحيان عندما تنتهي المرأة من حيضها‪ ،‬يفيض من الموضع‬‫=‬ ‫سائل أبيض اللون فهل تجوز به الصلاة؟‬ ‫ذلك هو الطهر المسمى بالقصة البيضاء‪ ،‬وحكمه حكم بقية الإفرازات التي‬ ‫تخـرج من ذلك الموضـع من حيث وجوب الاتقاء‪ ،‬وإذا كان مسـتمر ًا فإن‬ ‫عليها أن تجعل بينه وبين سـائر جسـمها عاز ًلا‪ ،‬لأجل أن تصلي وهي آمنة‬ ‫من أن يصيب شيئ ًا من بدنها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم قلادة على طفلة مكتوب عليها آية الكرسـي يتم الدخول بهذه‬‫=‬ ‫الطفلـة إلـى الحمـام‪ ،‬وقد تلمس هـذه القلادة من قبـل أم الطفلة وهي‬ ‫حائض أو نفساء؟‬ ‫في مثل هذه الحالة يجب الاحتياط‪ ،‬ويجب فسخها عنها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫بمـا أنـه وكما يتضح من حديث رسـول االله ! لعائشـة ‪ #‬أن المرأة‬‫=‬ ‫ينـزل منهـا المنـي كما ينـزل من الرجـل‪ ،‬فهل هـذا الإمناء مـن المرأة‬ ‫مقتصر على لحظات الاتصال بين الرجل والمرأة أم أن المرأة يمكن أن‬ ‫يخرج منها المني حين تستثار غرائزها الجنسية كالرجل تمام ًا‪ ،‬أو دون‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن كان كذلك ما صفة هذا المني‪ ،‬وكيف تفرق بينه وبين القصة‬ ‫البيضاء التي غالب ًا ما تجدها في ملابسـها؟ ولو تفضلتم بذكر الحديث‬ ‫المذكور يتضح السؤال للجميع؟‬ ‫هـذا الحديـث كان من رسـول االله ! جواب ًا لأم سـليم ‪ #‬وهي امرأة أبي‬ ‫طلحـة الأنصـاري والتـي راجعـت النبـي ! هـي أم سـلمة ‪ #‬وليسـت‬ ‫عائشـة ‪ ،#‬فإن أم سـليم جاءت إلى الرسول ! وقالت له‪» :‬يا رسول االله‬ ‫بـرح الخفـاء‪ ،‬تـرى المـرأة ما يـرى الرجل‪ ،‬فهـل عليها غسـل؟«‪ ،‬فقال لها‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪12‬‬ ‫النبـي !‪» :‬نعـم إن رأت المـاء«‪ ،‬هنا سـألت أم سـلمة ‪ #‬النبـي !‪» :‬يا‬ ‫رسـول االله َأ َوتحتلم المرأة؟«‪ ،‬فقال لها‪» :‬تربت يداك لما يشـبهها ولدها؟«‪،‬‬ ‫يـدل على أن المـرأة ينزل منها المني كما ينـزل من الرجل‪ ،‬وقد‬‫ ُّ‬‫فالحديـث‬ ‫يكون ذلك بسبب احتلام‪ ،‬أو وقاع‪ ،‬وقد يكون ذلك لأسباب أخرى كإمعان‬ ‫التفكـر أو الملاعبـة بين الزوجين‪ ،‬ولكن مهمـا كان فعليها أن تفرق ما بين‬ ‫المنـي ومـا بين القصـة البيضاء مـن ناحية‪ ،‬وعليهـا أن تفرق مـا بين المني‬ ‫والمـذي مـن ناحيـة أخرى‪ ،‬والفـارق ما بين المنـي والمذي ـ بالنسـبة إلى‬ ‫الرجل ـ هو أن المني غليظ ويخرج بتدفق وانتشـار ويتبع خروجه انكسـار‬ ‫وتنقضي بذلك الرغبة‪ ،‬أما مني المرأة فهو رقيق‪ ،‬ولكن فيه شيء من الروائح‬ ‫وبجانب ذلك تنتهي الشهوة بخروجه‪ ،‬أما المذي فلا تنتهي الشهوة بخروجه‪،‬‬ ‫ولا يترتـب عليه غسـل‪ ،‬وإنمـا ينقض الوضـوء‪ ،‬والقصة البيضاء هي أشـبه‬ ‫بالفضة الصافية أو بالقطن المغسول أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫من ُسنن الأنبياء ‪ 1‬الذي يثاب عليها المسلم نتف شعر الإبط وحلق‬‫=‬ ‫شـعر العانة‪ ،‬فهل يجوز استخدام المستحضرات المخصصة لإزالته‪ ،‬أم‬ ‫يجب نتف شعر الإبط وحلق شعر العانة؟‬ ‫المـراد الإزالـة‪ ،‬والنتـف للإبط أفضل مـن الحلق‪ ،‬بسـبب أن النتف يذهب‬ ‫الرائحة‪ ،‬وإن كانت هذه المستحضرات تزيل الرائحة فلا حرج من استعمالها؛‬ ‫لأن المراد إزالة ذلك الشعر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫تذكرت أن ابني قد أصابني بنجاسة في ملابسي بعد أن صليت ركعتين‬‫=‬ ‫أعيـد صلاتـي؟ وكيـف يكـون خروجي من‬‫ُ‬‫مـن صـلاة الظهـر فهـل‬ ‫الصلاة؟‬ ‫‪13‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أعيدي صلاتك واخرجي منها من غير تسليم لأن الصلاة لا تنعقد مع وجود‬ ‫النجاسة‪.‬‬ ‫ما حكم السـائل الأبيض الذي ينزل من الفتاة‪ ،‬هل هو ناقض للوضوء‬‫=‬ ‫والصلاة والصيام‪ ،‬علم ًا بأنه يخرج من غير إرادتها؟‬ ‫لا أدري ما هو المقصود بالسائل‪ ،‬هل هو الطهر الذي عبر عنه في الحديث‬ ‫بالقصة البيضاء‪ ،‬كما جاء في حديث عائشة ‪» :#‬لا تطهر المرأة من حيضها‬ ‫حتـى تـرى القصة البيضاء«‪ ،‬فإن كان هذا هو المقصود فإن خروج الطهر لا‬ ‫لا وخرج إلى خارج مخرجه فإنما خرج من‬‫يبطل الصيام‪ ،‬ولكن إن كان سائ ً‬ ‫السبيلين تعاد منه الصلاة والوضوء‪.‬‬ ‫هل يصح حلق شعر الإبط بدل النتف؟‬‫=‬ ‫نعم يجوز ذلك‪ ،‬والنتف خير من الحلق‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم القلس الخارج من الأطفال؟‬‫=‬ ‫القلس هو من الأنجاس التي يجب اتقاؤها وغسلها‪.‬‬ ‫الشعر الذي تقصه المرأة هل يعتبر عورة بعد قصه؟‬‫=‬ ‫نعم عليها سـتره‪ ،‬كما أن شـعر أي عورة يجب سـتره عن الإبداء سواء كان‬ ‫شعر رجل أو امرأة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم الدم الذي ينزل أثناء التهابات البواسير؟‬‫=‬ ‫أمـا مـن ناحية النجاسـة فهو نجـس‪ ،‬وأما مـن ناحية إعطائـه حكم الحيض‬ ‫فليس له حكم الحيض‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪14‬‬ ‫سـبق أن بال فيها‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫جافة‬‫جلسـت في أرض ٍ‬ ‫ُ‬‫هل تصيب ثيابي نجاسـة إذا‬‫=‬ ‫طفلي؟‬ ‫إن كانت هذه الأرض جافة والثياب جافة فإن هذه النجاسة لا تسري إليها‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة طهرت قبل صلاة المغرب بخمس دقائق‪ ،‬هل تجب عليها صلاة‬‫=‬ ‫العصر؟‬ ‫إن كانت الشمس دخلت في الاصفرار فلا‪.‬‬ ‫إذا طهرت المرأة بين وقت صلاة الظهر والعصر‪ ،‬ولكنها عندما شرعت في‬‫=‬ ‫الغسل انتهت منه وقد دخل وقت العصر‪ ،‬فهل تص ّلي الظهر والعصر مع ًا؟‬ ‫نعـم‪ ،‬تص ّلـي الظهر والعصـر مع ًا‪ ،‬والقائلون باشـتراك الأوقـات يقولون إذا‬ ‫رأت الطهـر ولـو في أواخر وقت العصـر‪ .‬إن كان بقي من الوقت مقدار ما‬ ‫تص ّلي تلك الصلاة ـ فإنها تصليها مع صلاة الظهر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا كان على بدن المريضة أو في ملابسـها نجاسـة ولا تسـتطيع إزالتها‬‫=‬ ‫وهي في المشفى‪ ،‬فماذا تفعل؟‬ ‫تصلي بتلك الحالة واالله أولى بعذرها‪.‬‬ ‫حية أم ميتة؟‬ ‫ما قولكم في قشرة الرأس هل هي ّ‬‫=‬ ‫القشرة التي تنسلخ هي ميتة‪.‬‬ ‫ما حكم فضلات الوزغ وهل تنجس المكان؟‬‫=‬ ‫الأوزاغ هي ضارة وكل ضار ُيتقى‪ ،‬فلا يجوز اسـتعمال هذه الفضلات‪ ،‬أما‬ ‫‪15‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫بالنسـبة إلى تنجيس المكان فلو قلنا بنجاسة فضلاتها لكان ذلك أمر ًا شاق ًا‪،‬‬ ‫عسر على الناس ولا سيما أنها ليست بها رطوبات‪.‬‬‫فلا ينبغي أن ُي ّ‬ ‫ٍ‬ ‫نجاسـة مـا كالبول مثلاً مـن السـجاد ِ الملصق ِ على‬‫يمكـن إزالة‬ ‫ُ‬‫كيـف‬‫=‬ ‫الأرض إذا تسربتِ النجاسة إلى أسفله؟‬ ‫في مثل هذه الحالة ينبغي أن يصب الماء على هذا السجاد حتى يصل الماء‬ ‫لا ووصل الماء‬‫إلى حيث وصلت النجاسة‪ ،‬فإن كانت هذه النجاسة بو ًلا مث ً‬ ‫إلـى حيث وصلت النجاسـة وتبددت بصب المـاء عليها فإنها يزول حكمها‬ ‫بزوالها‪ ،‬وهذا كما أمر النبي ! عندما بال الأعرابي بمسـجده الشـريف أن‬ ‫يصب عليه ذنوب من ماء‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ـرة الثقيلة التي تتسـرب النجاسـات إلى‬‫ِ‬ ‫كيـف تطهـر النجاسـة من الأسَّ‬‫=‬ ‫داخلها كالبول مثلاً؟‬ ‫فـي هـذه الحالـة يجب صب الماء حتـى يتغلغل ويصل إلـى حيث وصلت‬ ‫النجاسة ويبددها‪ ،‬فإن حصل ذلك وقعت الطهارة‪.‬‬ ‫نجاسة بول الطفل ِ الصغير‬‫ِ‬‫ما الحكم ُة في وجود ِ اختلاف في حكم تطهير‬‫=‬ ‫والطفلة الصغيرة؟‬ ‫اختلـف فـي الحكمة من ذلـك‪ ،‬فمنهم من قـال بأن الطفـل الرضيع قبل أن‬ ‫يـأكل الطعـام يكون بوله رقيقـ ًا بخلاف الرضيعة فإن بولهـا غليظ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫أكثر القول‪ ،‬ومنهم من قال بأن هذا لدفع المشقة‪ ،‬لأن من شأن الطفل الذكر‬ ‫الأيدي‪ ،‬ولذلك تدفع المشقة بتيسير الحكم كما في‬‫ّ‬‫أن يخرج للناس وتتناقله‬ ‫القاعدة المعروفة‪ :‬الشيء إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق‪ ،‬ولكن القول الأول‬ ‫هو الأرجح‪ ،‬ولذلك نيط هذا الحكم بعدم أكله الطعام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪16‬‬ ‫ما هو العلا ُج لمن يشكك في نظافة الشيء حتى بعد تنظيفه؟‬‫=‬ ‫علاج ذلك أن يكابر هذه الوسوسة وأن يقاومها وألا يسلس قياد نفسه للشيطان‪،‬‬ ‫وينبغـي لـه أن يكثـر من الآيـات التي فيها تعويـذ للنفس من الشـيطان الرجيم‬ ‫كقـول االله تعالـى‪V U TS R Q P O N M﴿ :‬‬ ‫‪cb a`_^]\[Z Y❁W‬‬ ‫‪] ﴾ d‬الأعـراف‪ ،[٢٠١ ،٢٠٠ :‬وليكثر من تلاوة سـورتي المعوذتين وكذلك‬ ‫الإخلاص‪ ،‬وآية الكرسي وأمثال هذه الآيات ونسأل االله العافية للجميع‪.‬‬ ‫امـرأة أرادت الدخـول إلى الحمام وعليها عقـد من ذهب أو فضة عليه‬‫=‬ ‫اسم االله أو آيات من القرآن الكريم‪ .‬ماذا تفعل؟‬ ‫إن كان في عقدها شـيء من أسماء االله تعالى فعليها أن تواريه عندما تدخل‬ ‫بيت الخلاء‪ ،‬لأن الرسول ! كان في خاتمه اسم االله تبارك وتعالى وعندما‬ ‫كان يدخـل الخـلاء يضـع ذلـك الخاتم على بطـن كفه ثم بعـد ذلك يطبق‬ ‫أصابـع يـده عليـه حتـى لا يظهر الاسـم الكريـم‪ ،‬فعليهـا أن تتصـرف هذا‬ ‫التصرف‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بمـا أن معظـم البيوت بها خادمات أجنبيات؟ فهل يصح للكتابية لمس‬‫=‬ ‫القرآن الكريم عند تنظيف الغرف والمكتبات؟‬ ‫سـواء كان كتابي ًا أو‬ ‫ً‬‫مس غير المسـلم الطاهر له‬‫الواجـب تنزيـه القـرآن عنِّ‬ ‫وثني ًا‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم الدخول إلى دورات المياه بالحلي التي تلبسها المرأة والأطفال‬‫=‬ ‫والتي كُ تب عليها آية الكرسي وكذلك كلمة االله والرسول !؟‬ ‫‪17‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ينبغي أن يصان القرآن وأسـماء االله عن ذلك‪ ،‬ولكن لو وقع هذا ففي حال‬ ‫دخول دورات المياه يجب أن يسـتر حتى لا يكون هناك شـيء من الامتهان‬ ‫لاسم االله الكريم أو لكلماته التامات‪.‬‬ ‫نحن ندرس للطالبات كتاب ًا بعنوان )نساء حول الرسول( في هذا الكتاب‬‫=‬ ‫وردت فقـرة نريـد أن نتأكـد منهـا هـل هي صحيحـة أم لا‪ ،‬تقـول بأن‬ ‫النبـي ! كان نائمـ ًا ثم قـام فبال في إناء وفي الصباح سـأل عن الإناء‬ ‫فقالت له إحدى زوجاته بأنها شربته فقال‪ :‬إنه شفاء لك من ألم البطن‪،‬‬ ‫فهل هذا صحيح؟‬ ‫هـذه الروايـة وجدناهـا في كتب الحديث‪ ،‬ولكن مما يؤسـف لـه أن علماء‬ ‫الحديث اهتموا بنقد الأسانيد ولم يهتموا بنقد المتون‪ ،‬إذ لمُّ‬ ‫يدل دليل على‬ ‫أن فضلات النبي ! التي هي نجسـة من غيره طاهرة منه‪ ،‬ولذلك كان !‬ ‫كغيره من الناس يستنجي بعد قضاء حاجته ويتطهر‪ ،‬فلو كان بوله ! طاهر ًا‬ ‫لمـا كانـت هنالك حاجـة إلى أن يتطهر مـن البول بل كان يكتفـي أن يبول‬ ‫يدل على أن فـي النفس من هذه‬‫فحسـب مـن غير أن يسـتنجي‪ ،‬وهذا ممـاُّ‬ ‫الرواية ريبة‪ ،‬ولا نستطيع أن نقول بصحتها‪.‬‬ ‫يوجـد عندنا في المدرسـة بعض المعلمـات البوذيات‪ ،‬وبعض الأحيان‬‫=‬ ‫تكـون أيدينا مبللة بالماء ونصافحهن فما الحكم في هذه الحالة؟ وهل‬ ‫يختلف الحكم إن كن من أهل الكتاب؟‬ ‫بناء على اختلافهم في المقصود بالنجاسة‬ ‫هذه المسألة وقع فيها خلاف كثير ً‬ ‫فـي قول االله تبارك وتعالـى‪4 3 2 1 0 / ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ ; : 9 8 7 6 5‬التوبـة‪ ،[٢٨ :‬فقـد اختلـف‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪18‬‬ ‫في هذه النجاسـة هل هي نجاسـة حسـية أم هي نجاسة معنوية؟ فقيل‪ :‬بأنها‬ ‫نجاسـة معنويـة وذلـك لأن الشـرك رجـس فلذلك حكـم على أهلـه بأنهم‬ ‫أنجـاس نجاسـة معنويـة‪ ،‬وقالوا بأنه لا فـرق في الأحياء ما بين المشـركين‬ ‫والمسـلمين‪ ،‬لأن الأجساد واحدة فلا يختلف حكمها‪ ،‬وقيل بل هي نجاسة‬ ‫حسية‪ ،‬ثم اختلف هؤلاء هل هي نجاسة ذاتية أم هي نجاسة كسبية؟ ومعنى‬‫ّ‬ ‫كونها ذاتية أن أجسادهم نجسة ولو غسلوها بالماء‪ ،‬فالماء لا يطهر أجسادهم‬ ‫بـل يزيدها نجاسـة‪ ،‬لأن البلل له حكم غيـر حكم الجفاف‪ ،‬ومنهم من قال‪:‬‬ ‫هي نجاسـة كسـبية ومعنى ذلك أنهـم لا يتوقون النجاسـات فتتراكم عليهم‬ ‫فلذلك يعطون حكم الأنجاس‪ ،‬ثم اختلف القائلون بأن نجاسـتهم ذاتية هل‬ ‫الحكم عام لجميع المشركين بحيث يعم أهل الكتاب أيض ًا ـ هذا لأن أهل‬ ‫الكتاب مشركون وإن صار الناس في عصرنا هذا ينكرون تسميتهم مشركين‬ ‫فـإن االله تبـارك وتعالى وصفهم بالشـرك عندما قـال‪©̈ ﴿ :‬‬ ‫‪μ ́32 ±° ̄®¬«a‬‬ ‫¶̧ ‪﴾  Á À ¿3⁄4 1⁄2 1⁄4 » o1‬‬ ‫]التوبـة‪ [٣١ :‬ـ أم لا يشـملهم؟ نظر ًا إلى أن أهـل الكتاب لهم أحكام خاصة‬ ‫مـن بينهـا جواز نكاح الحرائر منهم‪ ،‬وجواز أكل طعامهم فلو كانوا أنجاسـ ًا‬ ‫لحرم طعامهم وهم يباشرونه بأيديهم‪ ،‬والقول بأن هذه النجاسة حسية ذاتية‬ ‫أقـرب إلى الصـواب‪ ،‬بدليل أن أم المؤمنين أم حبيبـة رضي االله تعالى عنها‬ ‫لمـا وفـد أبو سـفيان إلى الرسـول ! عام الفتـح ودخل عليهـا طوت عنه‬‫ّ‬ ‫فراش النبي ! فسألها عن ذلك‪ ،‬فقالت له‪ :‬أنت رجل مشرك نجس‪ ،‬وهذا‬ ‫حسية‪ ،‬لكن أهل‬‫ّ‬‫فراش رسـول االله !‪ ،‬فهذا دليل على أن النجاسـة نجاسة‬ ‫الكتاب نظر ًا لما أبيح منهم يترجح أنهم لا يدخلون في هذا الحكم‪ ،‬ويتأيد‬ ‫ذلـك بمـا جاء مـن اسـتعمال الصحابة رضـوان االله تعالـى عنهـم آنية أهل‬ ‫‪19‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫جرة نصرانية‪ ،‬إلى غير‬ ‫الكتاب‪ ،‬وقد روي عن النبي ! نفسه أنه توضأ من ّ‬ ‫ذلـك من الروايات التي تؤيد بـأن أهل الكتاب لا يدخلون في هذا الحكم‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫عنـدي خادمـة غير مسـلمة‪ ،‬فهل يجوز لي أن أتركها تغسـل الملابس‪،‬‬‫=‬ ‫وهل نأكل مما تطبخ؟‬ ‫إن كانت كتابية فنعم‪ ،‬وإن كانت غير كتابية فلا‪ ،‬إلا إذا كانت لا تباشر الأكل‬ ‫بيدها وإنما توقد النار فقط‪.‬‬ ‫فتاة عندهم في المنزل عاملة نصرانية ولكن لا يظهر في عبادتها شـيء‬‫=‬ ‫نميز النصرانيـة وغيرها‪ ،‬وما‬ ‫يـدل علـى أنها نصرانيـة‪ ،‬كيف يمكـن أن ّ‬‫ ُّ‬ ‫حكم رطوبات كل منهما؟‬ ‫ ُّ‬ ‫فيحل طعامهـا كما جاء القرآن‬‫إذا كانـت تقـرأ الإنجيل وتدين بهـذه الديانة‬ ‫بذلك‪ ،‬وإلا فهي في حكم المشركين الوثنيين‪ ،‬والمشركون الوثنيون حكمهم‬ ‫كما قال االله تعالى‪] ﴾ 4 3 2 ﴿ :‬التوبة‪ ،[٢٨ :‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪20‬‬ ‫‪ICGôadG AÉeO ΩÉμMCG‬‬ ‫‪¢†```«`ëdG‬‬ ‫يعتقد بعض الناس أن المرأة إذا حاضت تنجس الملابس التي تلامسها‬‫=‬ ‫وينجس كل ما تلامسه بجسمها‪ ،‬فهل هذا صحيح؟‬ ‫كل ذلك من البدع والضلالة‪ ،‬فالحائض ليس بدنها نجس ًا إلا موضع الأذى‬ ‫ولا ينجس ما مسته‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما الحكم فيمن أتاها الحيض قبل الظهر بسـاعتين‪ ،‬هل تعتبر اليوم من‬‫=‬ ‫ذلـك الوقـت حتى الغروب أم إلى نفس الوقـت من اليوم التالي؟ وهل‬ ‫يكون حسابها من ذلك الوقت أم من غروب الشمس؟‬ ‫ذهـب كثير من علمائنا إلى أن بداية اعتبـار أيام الطهر والحيض والانتظار‬ ‫الحد الـذي يفصل بين مـا يعتبر من‬‫ ِّ‬ ‫غـروب الشـمس‪ ،‬وإنما اختلفـوا في‬ ‫الغروب الماضي وما يعتبر من الغروب المستقبل‪ ،‬فقيل طلوع الفجر وقيل‬ ‫طلوع الشـمس‪ ،‬وقيل الزوال‪ ،‬وذهب القطب ‪ 5‬في الشـامل إلى اعتبار‬ ‫الأيـام بالسـاعات‪ ،‬فمن السـاعة لمثلها يوم‪ ،‬وما نقـص عن ذلك ليس هو‬ ‫باليـوم الكامـل‪ ،‬وانتقـد القائلون بالطلوع لما يترتب عليـه من الزيادة على‬ ‫اليـوم مـا ليـس منـه ونقص مـا هو منـه‪ ،‬وهـذا القول أقـرب إلـى النظر‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪21‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما حكم الملابس التي تلبسها المرأة أثناء الحيض ثم تلبسها بعد الانتهاء‬‫=‬ ‫من الحيض بدون أن تغسلها؟‬ ‫هـي طاهـرة‪ ،‬إذ عـرق الحائض ليس نجسـ ًا‪ ،‬وأُمهـات المؤمنيـن هكذا كن‬ ‫يصنعـن‪ ،‬كـن يص ّليـن فـي الثيـاب التي يحضـن فيها مـن غير أن يغسـلنها‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫ذكرتم عن أُمهات المؤمنين رضي االله عنهن أنهن كن يص ّلين في الثوب‬‫=‬ ‫الـذي يحضن فيه‪ ،‬وكان ربما لحق ذلك الثوب شـيء من الدم فهي لا‬ ‫تزيـد أن ُتفيـض عليه من ريقهـا ثم تطهره بظفرها حتى يـزول أثر الدم‬ ‫وينتهي الأمر وتعتبره طاهر ًا‪ ،‬فهل يكفي الريق لنظافة الثوب إذا تسربت‬ ‫إليه النجاسة؟‬ ‫نعم هذا مما جاء في صحيح البخاري‪ ،‬واستدل به أصحابنا ومن قال بقولهم‬ ‫بـأن جميـع المائعـات يمكن تطهير النجاسـة بها‪ ،‬ولا ينحصـر تطهيرها في‬ ‫المـاء وحده مـن بين جميع المائعات‪ ،‬وهذا هو القول الصحيح فإن فعلهن‬ ‫ذلـك ـ رضـي االله تعالى عنهن ـ بمسـمع ومرأى من النبـي ! وهو يعطي‬ ‫هذه الدلالة حكم الرفع‪ ،‬فإن ذلك يلزم أن يكون مما اطلع عليه النبي !‪.‬‬ ‫إذا رأت المبتدئـة دم الحيض واسـتمر بها لمـدة يومين ثم رأت الطهر‪،‬‬‫=‬ ‫وكذلك حدث لها في الشهر التالي‪ ،‬هل يعتبر هذا حيض ًا؟‬ ‫اختلـف العلماء في أقـل الحيض‪ ،‬قيل أقل الحيض ثلاثة أيام‪ ،‬وهذا الذي‬ ‫دل عليه حديث أنس رضي االله تعالى عنه عند الإمام الربيع ‪ 5‬مرفوع ًا‪:‬‬‫ّ‬ ‫»أقـل الحيـض ثلاثة أيام وأكثره عشـرة أيام«‪ ،‬وعليه فإنهـا لا تعتبر ما كان‬ ‫أقـل مـن ثلاثة أيام حيضـ ًا‪ ،‬وقيل بل أقلـه يومان‪ ،‬وقيل يـوم واحد‪ ،‬وقيل‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪22‬‬ ‫تعد اليومين اللذين‬‫دفعـة واحـدة‪ ،‬وعلى كل قول من هذه الأقـوال الثلاثةُّ‬ ‫رأت فيهمـا الـدم حيض ًا‪ ،‬ولا ريـب أن هؤلاء الذين ذهبـوا هذه المذاهب‬ ‫يدل على‬ ‫منهم من رأى أن الحديث إنما يحمل على الأغلب المعتاد ولاُّ‬ ‫الحصـر‪ ،‬ومنهم من لم يثبـت عنده الحديث‪ ،‬وهؤلاء من غير مذهبنا‪ ،‬فإن‬ ‫الحديـث عندهـم جاء مـن رواية أبي أمامـة عند الطبرانـي‪ ،‬ولكنه ضعيف‬ ‫السند‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم الصلاة لمن اغتسلت من الحيض ما بين وقتي الظهر والعصر؟‬‫=‬ ‫عليها أن تص ّلي الظهر والعصر مع ًا‪.‬‬ ‫امرأة كانت لا تعلم أنه إذا جاءتها الحيضة في وقت صلاة يجب عليها‬‫=‬ ‫قضاؤهـا‪ .‬فمـاذا عليهـا أن تفعـل الآن بعـد أن علمـت ذلـك بعد عدة‬ ‫سنوات؟‬ ‫تتحرى ما أضاعته من الصلوات وتقضي ذلك‪.‬‬ ‫إذا كانـت المـرأة عادتها في الحيض أكثر من عشـرة أيام منذ أن كانت‬‫=‬ ‫تغير في أي شـهر وأصبح عشـرة أو أقل‪ ،‬فما‬‫مبتدئـة‪ ،‬ولـم يحدث أن ّ‬ ‫حكم الدم الذي يأتيها بعد العشرة أيام؟‬ ‫بناء ًا على قول من قال بأن أكثر الحيض عشرة أيام‪ ،‬وهذا ما يفيده الحديث‪،‬‬ ‫فما جاء بعد العشـرة تعتبره غير حيض‪ ،‬وقيل بل أكثر الحيض خمسـة عشر‬ ‫يوم ًا‪ ،‬وقيل سـبعة عشـر يومـ ًا‪ ،‬وعلى هذين القولين فإنهـا تعتبر ما زاد على‬ ‫العشرة حيض ًا كما ذكرنا‪ ،‬وهؤلاء يرون أن الحديث إنما يفيد ما هو الأغلب‬ ‫يدل على الحصر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬‫في النساء ولاُّ‬ ‫‪23‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذا كانـت المـرأة ممن تتطهر بالقصة البيضـاء‪ ،‬ورأت دفعة دم ثم رأت‬‫=‬ ‫بعدهـا طهر ًا‪ ،‬ثـم رأت بعد يومين دم ًا كثير ًا لـه صفات الحيض‪ ،‬فمتى‬ ‫تبدأ العد لحيضتها؟ وما حكم الدفعة الأولى من الدم؟‬ ‫المـرأة فـي هذه الحالة تغتسـل عندما تـرى القصة البيضـاء وتصلي‪ ،‬ولكن‬ ‫العد منـذ رؤيتها للدم مـن أول الأمـر‪ ،‬لأن تلك الدفعة‬ ‫بجانـب ذلـك تبـدأ ّ‬ ‫جاءتها في أيامها المعتادة‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة رأت دفعة دم في وقت حيضها ولم َتر بعدها شيئ ًا‪:‬‬‫=‬ ‫)أ(‪ :‬هل تنتظر لعل الدم يراجعها‪ ،‬وإلى كم يكون انتظارها؟‬ ‫إن رأت دفعـة فـي أيامها المعتادة‪ ،‬فإنها تتـرك الصلاة عندئذٍ‪ ،‬لكن إذا رأت‬ ‫بعـد ذلـك الطهر فـإن عليها أن تغتسـل وتص ّلي على الفـور‪ ،‬وأما إن كانت‬ ‫معتـادة أن تطهر بالقصـة البيضاء ولم َتر القصة البيضاء وإنما أصابها شـيء‬ ‫مـن الجفاف فعليها أن تنتظر لمدة يوم واحد وذلك من باب الاحتياط‪ ،‬فإن‬ ‫ولتصل‪ ،‬ولو كان ذلـك في أيامها‬ ‫ ِّ‬‫لـم تجـد الطهر ولـم يأتها الدم فلتغتسـل‬ ‫المعتـادة‪ ،‬لأنها بعدما مضى عليها هذا الوقت تعتبر في حكم الطاهرة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫)ب(‪ :‬إذا لـم يراجعهــا الـدم إلا بعـــد يومين من دفعـة الـدم الأولى‪،‬‬ ‫العـد لأيام حيضتهـا‪ ،‬من أول مـا رأت الدفعـة‪ ،‬أم لا تعتد‬ ‫ّ‬‫فمتـى تبـدأ‬ ‫بالدفعة؟‬ ‫بما أن ذلك كان في أيامها المعتادة فإنها تعتد من أول ما رأت الدم في تلك‬ ‫الدفعة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪24‬‬ ‫ما حكم من يأتيها الحيض في يومين‪ ،‬ثم جفاف لمدة يومين ثم حيض‬‫=‬ ‫مرة أخرى لمدة يومين؟‬ ‫هذا كله حيضة واحدة وأيامها سـتة أيام‪ ،‬فأيام الجفاف التي تتخلل الحيض‬ ‫الدمين‪ ،‬فمن‬‫هـي من أيـام الدم‪ ،‬ولئـن كان الطهر الخالـص عندما يتخلـل ّ‬ ‫العلماء من قالوا تلفقه مع أيام الحيض‪ ،‬فكيف بالجفاف‪.‬‬ ‫امـرأة وقتهـا المعتـاد ثمانية أيـام‪ ،‬وفي مـرة جاءها الحيـض أربعة أيام‬‫=‬ ‫فطهرت بالقصة البيضاء يومين ثم عاودها الدم في اليوم السابع‬ ‫)أ( ما حكم هذا الدم؟‬ ‫حكم هذا الدم أنه تابع لما قبله‪ ،‬فهي تعتبره حيض ًا‪ ،‬لأن الأيام أيام حيض‪،‬‬ ‫وقد سبق ما تبني عليه حتى في حال ابتداء حيضها‪ ،‬وهو أيامها الأربعة التي‬ ‫حاضتها‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫)ب( فإن دام بها الدم بعد وقتها هل تنتظر؟‬ ‫نعم‪ ،‬على رأي من يقول بالانتظار‪.‬‬ ‫)جـ( وهل تعيد صوم اليومين الذين طهرت فيهما؟‬ ‫إن كانت صامت فذلك الذي يجب عليها ولا إعادة عليها‪ ،‬كما أن عليها أن‬ ‫تصلي في هذين اليومين‪.‬‬ ‫مبتدئة رأت دم الحيض لمدة ستة أيام‪ ،‬ثم طهرت بالجفاف ولكنها في‬‫=‬ ‫المرة الثانية اسـتمر بها لمدة سـبعة أيام‪ ،‬وفي المرة الثالثة لثمانية أيام‪،‬‬ ‫تعتد هذه المرأة؟‬ ‫فبأي هذه الأيام ّ‬ ‫العادة إنما تثبت بثلاث مرات فإن لم َتر الدم على وتيرة واحدة لمدة ثلاث‬ ‫‪25‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مرات فلا تأخذ ما تراه عادة‪ ،‬فإنها تكون دائم ًا حكمها حكم المبتدئة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بعض النسـاء تـرى القليل من الدم في فتـرات متقطعة‪ ،‬مثلاً رأت ذلك‬‫=‬ ‫قبل صلاة العشاء ولم ينزل حيض إلا في اليوم التالي بعد صلاة الظهر‪،‬‬ ‫فهل تترك الصلوات السابقة بمجرد رؤية القليل من الدم؟‬ ‫يدل عليه اسـمه فإنه حيض‪ ،‬والحيض من حاضت الشـجرة‬‫الحيض حكمهُّ‬ ‫إذا سال سائلها‪ ،‬فما كان غير سائل لا يسمى حيض ًا‪ ،‬وهذه القطرات لا ُت ّ‬ ‫عد‬ ‫حيض ًا‪ ،‬لأن الحيض هو السـائل الذي يتدفق وليس هو بالشيء القليل الذي‬ ‫عد شيئ ًا‪.‬‬‫لا ُي ّ‬ ‫عدة محددة في الحيض حيث تختلف من شهر لآخر ولا‬‫امرأة ليس لها ّ‬‫=‬ ‫يتفق شهران في عدد واحد‪ ،‬فماذا تفعل في هذه الحالة؟‬ ‫حكمها حكم المبتدئة‪ ،‬كأنما جاءها الحيض من جديد‪ ،‬وأقل الحيض ثلاثة‬ ‫أيام وأكثره عشرة أيام‪.‬‬ ‫امـرأة تعانـي من عـدم انتظام الـدورة الشـهرية‪ ،‬فأحيان ًا يسـتمر حيضها‬‫=‬ ‫خمسـة أيام وأحيان ًا سـتة أو سـبعة وهكذا‪ ،‬بحيث لا تستطيع أن تحدد‬ ‫وقت ًا معين ًا للحيض‪ ،‬فكيف تحدد هذه المرأة أيام الحيض؟‬ ‫هـذه المـرأة إن لم يكن لها وقت معين تكـون كالمبتئة‪ ،‬وأقل الحيض ثلاثة‬ ‫أيام وأكثره عشرة‪ ،‬فما بين الثلاثة والعشرة تعتبره حيض ًا‪.‬‬ ‫إذا كانـت المـرأة معتادة ومـدة حيضها فوق ثلاثة أيـام‪ ،‬ولكن في أحد‬‫=‬ ‫الشـهور عنـد وقت حيضها اسـتمر بها الدم لمدة يوميـن‪ ،‬وكان يحمل‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪26‬‬ ‫جميـع صفـات دم الحيض‪ ،‬فما حكم هـذا الدم‪ ،‬مع العلـم أنه أحيان ًا‬ ‫يتكرر معها ذلك؟‬ ‫بما أنه جاءها في وقت حيضها المعتاد‪ ،‬فإنها تجعله حيض ًا ولو كان أقل من‬ ‫ثلاثة أيام‪.‬‬ ‫امرأة تأتيها الدورة الشـهرية يوم ًا واحد ًا في الشـهر ثم بعد خمسـة أيام‬‫=‬ ‫تأتيها مرة يوم ًا واحد ًا‪ ،‬فما الحكم؟‬ ‫هـذه المسـألة مبنية على مسـألة قد تكون غير مفهومة عنـد كثير من الناس‪،‬‬ ‫وهي ما يسمى بالأصل والبناء في مسائل الحيض‪ ،‬فالمرأة قد تأتيها دفعة دم‬ ‫ثـم تنقطـع عنها ثم تظهر بعد ذلك بعد حين‪ ،‬فهل يضم ما بعد ذلك إلى ما‬ ‫تقدم أو لا؟ المسألة فيها خلاف كثير‪ ،‬وفيها أخذ ورد‪ ،‬كما اختلف العلماء‬ ‫هـل تبنـي على يوم واحد أو تبني على يومين أو تبني على ثلاثة أيام؟ وهل‬ ‫تلفق أيام الطهر مع أيام الدم؟ وهل تجمع ما بعد الطهر القاطع؟ ونظر ًا إلى‬ ‫أن هذه المرأة صارت عادتها أن يأتيها الدم في يوم ثم ترى الطهر ويسـتمر‬ ‫بها إلى مضي خمسة أيام‪ ،‬ثم يعود إليها الدم‪ ،‬نرى أن تأخذ برأي من يقول‬ ‫بأنهـا تبنـي على اليـوم الواحد‪ ،‬وأنها تلفـق أيام الطهر مع أيـام الدم بحيث‬ ‫تعتبرهـا في الحكـم جميع ًا أيام دم‪ ،‬ولكن عليها إذا رأت الطهر أن تغتسـل‬ ‫وتص ّلـي حتـى تأتيها دفعة الـدم بعد ذلك وتترك لها الصـلاة‪ ،‬هذا إن كانت‬ ‫أوصـاف الـدم في اليـوم الأول وفي اليـوم الذي يلحق بعـد ذلك هو نفس‬ ‫أوصاف دم الحيض‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫من المعلوم أن الفترة من الحيضة إلى الأخرى تتراوح بين ستة وعشرين‬‫=‬ ‫إلى ثمانية وعشرين يوم ًا غالب ًا‪ ،‬فما حكم المرأة التي تكون عندها فترة‬ ‫‪27‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫دم الحيـض متقطعة خلال شـهر واحد وقد تبلغ عـدد الأيام كاملة من‬ ‫عشرة إلى خمسة عشرة يوم ًا؟‬ ‫تعتبـر مـن أول يـوم إلى آخر يـوم على الخلاف فـي البناء وعدمـه‪ ،‬وتلفيق‬ ‫الطهر مع الدم وعدم التلفيق‪ ،‬بشرط ألا يخرج ذلك عن أقصى أيام الحيض‬ ‫من أول يوم إلى آخر يوم‪ ،‬أما إن جاوز أقصى أيام الحيض فلا‪.‬‬ ‫فتاة جاءتها الدورة الشـهرية ثم طهرت‪ ،‬فأرادت أن تقضي ما عليها من‬‫=‬ ‫صلوات وكانت هذه الصلوات صلاة الظهر والعصر والمغرب‪ ،‬وعندما‬ ‫صلـت العشـاء صلـت معها صـلاة العصر‪ ،‬ثـم في اليـوم التالي صلت‬ ‫الظهر والمغرب فهل تقبل صلواتها لأنها لم ترتبها؟‬ ‫مـا الداعـي إلى قضاء الصلوات؟ فإن الحائـض مطالبة بقضاء الصوم لا بقضاء‬ ‫الصلـوات‪ ،‬إلا الصـلاة التـي جاءتهـا الدورة الشـهرية في أثناء وقتهـا وهي لم‬ ‫تؤدها‪ ،‬فعليها أن تص ّليها‪ ،‬وكذلك الصلاة التي طهرت وقد بقي من وقتها شيء‪،‬‬ ‫أما الصلوات اللواتي في أثناء الحيض فما عليها قضاؤهن‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا نزلـت قطـرات مـن الدم علـى فترات متقطعـة قبل الدورة الشـهرية‬‫=‬ ‫بيوميـن أو ثلاثـة‪ ،‬ثم بعـد ذلك تنزل الـدورة الطبيعية‪ .‬فهـل تعتبر هذه‬ ‫القطرات من الدورة؟‬ ‫إن كانـت هـذه القطرات متراسـلة بحيث لا يفصل بينهـا وبين الدورة طهر؛‬ ‫وجاءت في ميقات الدورة فهي من الدورة‪ ،‬أما إذا كانت تنفصل عن الحيض‬ ‫ولـم تكـن في ميقاته‪ ،‬أو أن المرأة التي تخرج منهـا هذه القطرات ليس لها‬ ‫وقـت للحيض فلا تعتبرها حيض ًا‪ ،‬لأن البناء اختلف فيه كثير ًا‪ ،‬فمن العلماء‬ ‫مـن قـال‪ :‬بأنها لا تبني إلا على يوم‪ ،‬ومنهم من قـال‪ :‬بأنها لا تبني إلا على‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪28‬‬ ‫يومين‪ ،‬ومنهم من قال بأنها لا تبني إلا على ثلاثة أيام‪ ،‬ثم اختلفوا أيض ًا هل‬ ‫تلفـق أيـام الطهـر مع أيام الدم أو لا؟ وهل تجمع مـا بعد الطهر القاطع أو‬ ‫فبناء على هذا الذي ذكرناه من الاختلاف‬‫ً‬‫لا؟ ومنهم من قال‪ :‬لا بناء أصلاً‪،‬‬ ‫بين أهل العلم نرى أن لا يؤخذ بهذه القطرات إلا إذا جاءت في ميقات الدم‬ ‫وكانت فيها صفة دم الحيض‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة رأت في موعد حيضها سائلاً مخاطي ًا أحمر اللون مائلاً إلى اللون‬‫=‬ ‫الوردي ولا يترك أثر ًا على الثوب‪ ،‬وعندما تذهب إلى دورة المياه يخرج‬ ‫مع البول فهل تعتبر ذلك بداية الحيض؟‬ ‫الحيض له أوصاف معلومة جاء بها حديث الرسول !‪ ،‬وهي أنه دم أسود‬ ‫ثخين ذو رائحة فما كان بخلاف ذلك فلا يعطى حكم دم الحيض‪.‬‬ ‫فتاة تعرضت لظروف نفسية قاسية فأتاها في موعد الدورة الشهرية سائل‬‫=‬ ‫مميز‪ ،‬فما حكم‬‫لزج أسود‪ ،‬واستمر بها أكثر من ثلاثة أيام ولم يأتها دم ّ‬ ‫ما رأت؟‬ ‫الحيض هو ما فاض وكان فيه صفات الدم بحيث كان أسود ثخين ًا ذا رائحة‪،‬‬ ‫وإن لم يكن كذلك فلا تعطيه حكم دم الحيض‪.‬‬ ‫مـا قولكـم فـي فتاة انتهت فتـرة حيضها وظهرت لها علامـات الطهر في‬‫=‬ ‫وقـت المغـرب‪ ،‬ولكنها لم تكن متأكـدة من طهرهـا‪ ،‬فتأكدت من ذلك‬ ‫الساعة العاشرة والنصف ليلاً تقريب ًا‪ ،‬وكان جميع أهل البيت نيام ًا‪ ،‬وهذه‬ ‫الفتاة عندها عقدة الخوف المفرط‪ ،‬فلم تستطع الغسل فما حكم ذلك؟‬ ‫في هذه الحالة عليها أن تستعين بأهلها من أجل الاغتسال‪ ،‬وعليها إن فات‬ ‫الوقت أن تقضي الصلاتين أي المغرب والعشاء‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪29‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪¢†«ëdG »a ∫hõædGh́ƒ∏£dG‬‬‫=‬ ‫= إذا انتقلـت المـرأة من عادتها في الحيض وهي خمسـة أيام إلى سـبعة‬ ‫أيام‪ ،‬وكانت تغتسـل في اليوم الخامس إلى أن أكملت ثلاث حيضات‬ ‫بالزيادة‪ ،‬ثم غيرت عادتها إلى سبعة أيام‪ ،‬وهي الآن مستمرة على ذلك‪،‬‬ ‫ولكـن تلـك الزيـادة لم تدخلهـا في أيامهـا الأصلية فمـا حكمها؟ وإن‬ ‫عدتها‬ ‫تميز بين الحيض والاستحاضة ألا يحق لها أن ترفع ّ‬‫كانت المرأة ّ‬ ‫من أول مرة؟‬ ‫هذه المسألة معروفة بمسألة الطلوع والنزول عند بعض العلماء‪ ،‬وبعض‬ ‫العلمـاء يعبـر عن ذلك بالانتقال إلى زيادة الـدم ونقصانه‪ ،‬والطلوع‪ :‬هو‬ ‫زيـادة أيـام الحيـض عـن المعتـاد‪ ،‬والنـزول‪ :‬نقصـان أيـام الحيض عن‬ ‫المعتـاد‪ ،‬والمسـألة تتوقـف علـى الانتظـار‪ ،‬لأن المـرأة هـل يشـرع لها‬ ‫الانتظار أو لا؟ وهل يشـرع للمبتدئة بمجاوزة أقصى أيام الحيض أم لا‬ ‫يشـرع إلا للمعتـادة لمجاوزتهـا أيام حيضهـا؟ هذه المسـألة تحتاج إلى‬ ‫بناءا على القول بعدم الانتظار رأس ًا هي أصابت‪ ،‬أما على‬ ‫بحث‪ ،‬ولكن ً‬ ‫القـول بالانتظار فقد كان عليها أن تنتظـر يومين على قول أكثر العلماء‪،‬‬ ‫وبعـد اسـتمرار العـادة لمدة ثلاث مـرات تنتقل عن عادتهـا الأولى إلى‬ ‫العـادة الثانيـة‪ ،‬وعلى كل فهي أخذت بـرأي‪ ،‬ولكن عليها الآن أن تأخذ‬ ‫بما انتقلت إليه واستقرت عليه‪.‬‬ ‫متى تنتقل المرأة الحائض التي تغتسل بالقصة البيضاء من عدة إلى عدة‬‫=‬ ‫أخرى؟‬ ‫المشهور في الطلوع بثلاث مرات وفي النزول بمرتين‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪30‬‬ ‫متى تنتقل المرأة التي تطهر بالجفاف من عدة إلى عدة أخرى )الطلوع‬‫=‬ ‫والنزول(؟‬ ‫إن كانت معتادة بالجفاف فحكمها حكم المعتادة بالقصة البيضاء‪.‬‬ ‫إذا كان وقت المرأة في الحيض سـبعة أيام‪ ،‬ثم رأت الطهر بعد خمسـة‬‫=‬ ‫أيام لأول مرة فاغتسـلت‪ ،‬هل تغتسـل بعد انقضاء أيامها وكذلك تفعل‬ ‫في الحيض القادم أم ماذا تصنع؟‬ ‫عليها أن تغتسل عندما ترى الطهر‪ ،‬وليس عليها تكرار الغسل إلا إذا أرادت‬ ‫الاحتياط‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪¢†FÉë∏d Rƒ`éj É`e‬‬‫=‬ ‫= هل يجوز للمرأة الحائض الاستجمار والوضوء؟‬ ‫أمـا الاسـتجمار فنعـم‪ ،‬وهـي مأمـورة به وأمـا الوضوء فـإن كان المـراد به‬ ‫الاسـتنجاء فنعـم‪ ،‬وإن كان المـراد به وضوء الصلاة فـإن توضأت فلا تمنع‬ ‫منه‪ ،‬ولكن لا يكون وضوء ًا؛ لأنه لا يرفع الحدث في هذه الحالة‪.‬‬ ‫إني مدرسـة تربية إسلامية‪ ،‬هل يجوز لي أثناء الحيض تصحيح أخطاء‬‫=‬ ‫الطالبات في أثناء تلاوة القرآن‪ ،‬علم ًا بأني لا أتلو الآيات بنفسي‪ ،‬وإنما‬ ‫عن طريق التسجيل فقط؟‬ ‫لا مانع في هذه الحالة‪ ،‬لكن لا ينبغي أن تكملي آية كاملة‪.‬‬ ‫معلمـة تقول إنها أثناء شـرحها الدرس تضطر إلـى تلاوة بعض الآيات‬‫=‬ ‫وهي حائض لكي تفهم الطالبات؟‬ ‫‪31‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫نسأل االله أن يعينها‪ ،‬والأصل أن الأحاديث عن النبي ! تمنع الحائض من‬ ‫ومس المصحف‪ ،‬ولكن عندما تضطر اضطرار ًا ولا تجد مناص ًا‬‫ّ‬‫قراءة القرآن‬ ‫عن ذلك‪ ،‬فمن العلماء من رخص لها‪ ،‬فلها أن تأخذ برأي أولئك المرخصين‪،‬‬ ‫وعسى االله تعالى أن يعفو عنها ويتقبل منها‪.‬‬ ‫هل تصح مصافحة الحائض للمتوضئة؟‬‫=‬ ‫هـذه مـن الأخطاء الشـائعة‪ ،‬حيث يعتقـد الناس أن جسـم الحائض نجس‪،‬‬ ‫وهـذا أمر لا أسـاس له‪ ،‬فهنالك فـارق بين الحدث والخبـث‪ ،‬فالخبث هو‬ ‫النجاسـة‪ ،‬فكل نجاسة هي خبث‪ ،‬والحدث هو معنى قائم بالنفس مانع من‬ ‫الصـلاة ومـن بعـض العبـادات كالطـواف بالبيـت‪ ،‬وهو معنوي لا حسـي‪،‬‬ ‫والحدث الأكبر لا تصح الصلاة معه إلا بعد غسل الجسم كله‪ ،‬وهو ينقسم‬ ‫السـَّنة على أن جسـم‬‫إلـى ثلاثـة أقسـام حيـض ونفاس وجنابـة‪ ،‬وقد دَّلتُّ‬ ‫الحائض طاهر‪ ،‬يقول النبي ! للسـيدة عائشـة ‪» :#‬ناوليني الخمرة« ـ أي‬ ‫السـجادة التي صلى عليها ـ‪ ،‬فقالت له‪» :‬يا رسـول االله إني حائض«‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫»ليسـت حيضتك في يدك«‪ ،‬وكذلك كان النبي ! يشـرب الماء من الكأس‬ ‫الذي شربت منه‪ ،‬فالمرأة الحائض لا تحتاج إلى أن تغسل ثيابها إن لم تكن‬ ‫بها شيء من الأدران والأوساخ‪ ،‬بخلاف ما يعتقده الكثير من الناس‪ ،‬فلماذا‬ ‫المعتدة لا‬ ‫ّ‬‫هـذا التشـدد في دين االله؟ كما يعتقد الكثير مـن الناس أن المرأة‬ ‫عدتها‪ ،‬وهذا الأمر أيض ًا ليس له أساس لا في‬‫بد لها أن تغتسل عندما تنتهي ّ‬ ‫كتاب ولا في ُسَّنة‪.‬‬ ‫امرأة جاءها الحيض وكانت تلبس ملابس جديدة فذهبت لكي تغتسل‪،‬‬‫=‬ ‫فهل يجوز لها أن تلبس تلك الملابس بعد الاغتسال؟‬ ‫المـرأة جسـدها لا ينجـس بالحيض‪ ،‬فقـد كان النبي ! يناول عائشـة ‪#‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪32‬‬ ‫الكأس فتشرب منه وهي حائض‪ ،‬ثم يضع النبي ! فاه حيثما وضعت هي‬ ‫فاهـا ويشـرب‪ ،‬وتقـول يا رسـول االله إنـي حائـض فيقول لها !‪» :‬ليسـت‬ ‫خمرة«‪ ،‬فتقول له‪ :‬يا رسول االله إني‬‫حيضتك في يدك«‪ ،‬يقول لها‪» :‬ناوليني ال ُ‬ ‫حائض«‪ ،‬فيقول لها‪» :‬ليسـت حيضتك في يدك«‪ ،‬فجسـد الحائض والجنب‬ ‫ليـس بنجـس‪ ،‬إنما الحيـض والجنابة حدث‪ ،‬والحدث معنـى قائم بالنفس‪،‬‬ ‫ولا يعني ذلك نجاسة الجسد‪ ،‬ووجوب غسل الجسد لأمر تعبدي‪ ،‬لا لكونه‬ ‫نجسـ ًا من باشـره تنجـس‪ ،‬كلا‪ ،‬فثـوب الحائـض طاهـر إلا الموضع الذي‬ ‫يلحقـه الدم‪ ،‬كما جاء في حديث السـيدة أم سـلمة ‪ :#‬مـا كانت إحداهن‬ ‫تجد في عهد رسول االله ! إلا ثوب ًا واحد ًا تحيض فيه فإذا أصابه شيء من‬ ‫الـدم أفاضـت عليه شـيئ ًا من ريقها ثم قالـت بظفرها كذا ـ تعنـي أنها تزيل‬ ‫ذلك الدم بظفرها ـ‪ ،‬والسيدة عائشة ‪ #‬كانت تخبر أن أزواج النبي ! كن‬ ‫يص ّلين في الأثواب التي يحضن فيها من غير أن يغسـلنها‪ ،‬بل إن النبي !‬ ‫نفسه كان يص ّلي في الثوب الذي يباشر فيه أهله من غير أن يغسله‪.‬‬ ‫هل يمكن لمعلمة القرآن أن ُتقرئ الأولاد القرآن وهي حائض؟‬‫=‬ ‫أما أن تقرأ القرآن فلا‪ ،‬ولكن لها أن تفتح لهم بحيث لا تتم لهم آية كاملة‪.‬‬ ‫ما قولكم في الطالبة التي حضرتها الدورة الشـهرية في سـاعة الاختبار‬‫=‬ ‫لمـادة التربية الإسـلامية‪ ،‬فمـاذا تعمل عنـد الإجابة على أسـئلة القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬علم ًا أن رسوبها في المادة واقع ما لم تجب‪ ،‬وكذا ورود هذا‬ ‫الأمر عليها أثناء إعادتها للمادة في اختبار الدور الثاني محتمل أيض ًا؟‬ ‫قـد كان حري ًا بالمسـؤولين عن التربية والتعليـم أن يراعوا هذا الجانب وأن‬ ‫والسَّنة من غير مخالفة‬‫يتقوا االله في ذلك‪ ،‬وأن يحرصوا على موافقة الكتابُّ‬ ‫‪33‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لهمـا‪ ،‬ومـاذا عسـى أن نقول وهذا الأمـر أصبح بعيد المنـال؟ ولا ريب أن‬ ‫الأمـر مشـكل جـد ًا‪ ،‬فـإن أمكن لهـذه أن تجيب من غيـر أن تتم آيـة كاملة‬ ‫فلتفعـل‪ ،‬وإن لـم يمكنهـا ذلـك فلتترخـص ببعـض الآراء‪ ،‬مـع كونهـا آراء‬ ‫مرجوحة وليست براجحة لمخالفتها الدليل الشرعي‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫سـرها أو علنها بـدون لمس‬‫هـل يجـوز للمـرأة الحائـض أن تقـرأ في ّ‬‫=‬ ‫المصحف الشريف؟‬ ‫تقـرأ القـرآن بقلبهـا من غير أن تتلفظ بلسـانها إلا مع الخـوف فلها أن تقرأ‬ ‫بقدر ما تطمئن‪.‬‬ ‫بعض النسوة تستمر معها الدورة الشهرية فترة من الزمن ويقتضي ذلك‬‫=‬ ‫مـن ناحية حفظها لكتاب االله أن تنسـى شـيئ ًا منه وربمـا ال ُفرص أحيان ًا‬ ‫تسـوقها إلى الاختبارات الدراسـية‪ ،‬لذلك هل تقرأ القرآن وتراجعه في‬ ‫فترة حيضها إذا طالت مدة الدورة الشهرية؟‬ ‫جـاء فـي روايـة الإمـام الربيع مـن حديث جابر بـن زيد ‪ُ 5‬مرسـلاً أن‬ ‫والجنـب والذين لم يكونوا علـى طهارة‪» :‬لا‬‫ُ‬‫النبـي ! قال فـي الحائض‬ ‫يقـرؤون القـرآن ولا يطـؤون ُمصحف ًا بأيديهم حتى يكونـوا متوضئين«‪ ،‬مع‬ ‫كرم االله‬‫وجـود الروايـات الأخـرى مـن طريق الإمـام علي بن أبي طالـب ّ‬ ‫مس‬‫وجهه وغيره‪ ،‬وهي دالة على أن النبي ! نهى عن قراءة القرآن وعنِّ‬ ‫المصحـف للجنـب والحائض والنسـاء‪ ،‬وهذا مـن أجل ُحرمـة كتاب االله‬ ‫مس‬‫تبارك وتعالى‪ ،‬ولئن كان الجنب ممنوع ًا من تلاوة القرآن الكريم ومنِّ‬ ‫المصحـف فالحائـض من باب أولى لأنها أوغل في الحدث إذ لا يتسـنى‬ ‫لهـا التطهر من الحدث ولو أرادت بعكـس الجنب وذلك يقتضي الامتناع‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪34‬‬ ‫مس المصحف‪ ،‬أما إن كانت المرأة تريد أن تستذكر القرآن الكريم من‬‫منِّ‬ ‫خلال تلاوته في نفسها من غير أن تتلوه بلسانها فذلك أمر جائز إذ التلاوة‬ ‫داخـل الذهـن من غيـر تحريك اللسـان بالحروف لا ُتعطـى ُحكم التلاوة‬ ‫باللسان‪ ،‬ولا مانع أن تنظر إلى المصحف إذا أمسكه غيرها وتتأمل ما فيه‬ ‫من الكلمات والجمل والآيات والسور حتى يرسخ حفظ ذلك في ذهنها‪،‬‬ ‫وإن كان هنالك من العلماء من يترخص في تلاوة الحائض للقرآن الكريم‬ ‫إذا طال بها الوقت وخشيت نسيان القرآن الكريم‪ ،‬ومنهم من يترخص أكثر‬ ‫مـن ذلـك‪ ،‬ولكننـا نـرى التقيـد بمـا دل عليـه الحديـث الشـريف‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يصح للمرأة الحائض أن تكتب سور ًا من القرآن؟‬‫=‬ ‫كتابـة القرآن لا تجـوز للجنب ولا للحائض‪ ،‬ال ّلهـم إلا في حالة الضرورة‪،‬‬ ‫وفـي هـذه الحالة تضع المرأة الحائض الورقة على الطاولة وتكتب من غير‬ ‫ملامسة لتلك الورقة بحيث يأخذها شخص آخر فإن فعلت ذلك فنرجو أن‬ ‫لا يضيق عليها في حالة الضرورة‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب وهي حائض‪ ،‬وإذا كان‬‫=‬ ‫درسـت أبناءها القـرآن‪ ،‬خاصة إن‬‫هـذا غيـر جائز فهل عليها حرج إذا ّ‬ ‫كانوا في المدارس؟‬ ‫تؤمـر الحائض كما يؤمر الجنب باجتناب القـرآن الكريم‪ ،‬وإنما لها أن تقرأ‬ ‫إن كانـت خائفـة فقـط حتى يسـكن خوفها‪ ،‬أمـا الزيادة على ذلـك فلا‪ ،‬أما‬ ‫التكييف بالقلب فلا يمنع‪ ،‬ولها أن تنبه الأولاد الذين يدرسون على خطئهم‬ ‫بحيث لا تتم آية من القرآن‪.‬‬ ‫‪35‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذا كانت الطالبة حائض ًا وفي وقت الاختبار ُطلب منها أن تكتب آيات‬‫=‬ ‫معينة‪ ،‬فهل لها أن تكتب؟‬ ‫اضطـرت إلـى ذلك فلتدع الورقة على الطاولة ولتكتب من غير أن تأخذ‬‫إن ُ‬ ‫الورقة بيدها مع الإمكان‪ ،‬ولتأخذها زميلاتها‪.‬‬ ‫ذكرتـم في أحد أجوبتكم بأن الحائض إذا اضطرت إلى كتابة آيات من‬‫=‬ ‫القـرآن فإنهـا تحـاول عدم لمس الورقـة بيديها‪ ،‬فهل يعنـي ذلك أنه لا‬ ‫يجـوز للحائـض لمـس أوراق تحتـوي علـى آيـات قرآنية مثـل بعض‬ ‫الكتب؟ وهل يجوز للحائض لمس كتب التفسـير المحتوية على كثير‬ ‫من الآيات؟‬ ‫إن كانـت الورقـة فيهـا آيات قرآنيـة وحدها فلا تمسـها‪ ،‬وإن كانت مختلطة‬ ‫بـكلام آخـر وكانـت كلمات القـرآن أقل مـن الكلمات الأخرى فـلا مانع‪،‬‬ ‫ولذلك يجوز لها أن تمسـك كتب التفسـير‪ ،‬أو كتب الحديث‪ ،‬وكذا سـائر‬ ‫الكتب التي تكون فيها الكلمات غير القرآنية أكثر من الكلمات القرآنية‪.‬‬ ‫نحن طالبات تخصص تربية إسلامية‪ ،‬هل يرخص لنا قراءة بعض آيات‬‫=‬ ‫مـن القـرآن في حالـة الحيض مـع العلـم أن دروس التربية الإسـلامية‬ ‫تحتـوي علـى أكثـر من آية فـي الـدرس الواحـد‪ ،‬وهل يجوز إمسـاك‬ ‫المصحف بالقفازات في حالة الحيض؟‬ ‫الحائض تمنع من قراءة القرآن‪ ،‬فلا تقرأ آية كاملة‪ ،‬وتمنع من إمساك المصحف‪،‬‬ ‫ال ّلهـم إلا إن كانـت الآيات موجودة في تفسـير أو في كتاب فقهي فلا مانع أن‬ ‫تمسـك ذلـك الكتاب‪ ،‬بحيـث يكون التفسـير أكثر مـن نصوص القـرآن‪ ،‬وأما‬ ‫الإمساك بالقفازات فهو كالإمساك المباشر لا يجوز‪ ،‬هذا هو القول الراجح‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪36‬‬ ‫هـل يجـوز للمرأة الحائـض أن تقرأ بعض الأحاديـث‪ ،‬وبعض الأدعية‬‫=‬ ‫التي تكون من القرآن الكريم؟‬ ‫أما قراءة الأحاديث فلا تنهى عنه‪ ،‬وأما أن تقرأ آية كاملة من كتاب االله فلا‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب دون أن تمسك‬‫=‬ ‫المصحف؟‬ ‫سواء من خلال النظر في المصحف‬‫ً‬ ‫لا يجوز لها قراءة القرآن وهي حائض‬ ‫أو عن ظهر قلب‪ ،‬لأن ذلك كله ينافي قدسـية القرآن‪ ،‬إذ الحائض والنفسـاء‬ ‫والجنب لا يجوز لهم قراءة القرآن‪.‬‬ ‫هل يجوز أن تكتب الآيات القرآنية لقطع دم الحيض وتحملها الحائض أم لا؟‬‫=‬ ‫إن كان المـراد بدم الحيض دم الاسـتحاضة فلا مانع من قطعه بكتابة آيات‬ ‫مـن القـرآن تحملهـا المسـتحاضة‪ ،‬لأن المسـتحاضة في حكـم الطاهر من‬ ‫النسـاء‪ ،‬ولذلـك ُتؤمر بالصـلاة والصوم‪ ،‬أما دم الحيض فلا يجوز التسـبب‬ ‫لقطعه بأي شيء كان‪ ،‬لأنه إفراز طبيعي تتوقف عليه صحة المرأة‪.‬‬ ‫هل تجوز قراءة القرآن والرقى الشرعية على المرأة المريضة وهي حائض؟‬‫=‬ ‫لا مانـع مـن ذلك مـا دام الذي يقرأ عليها الرقية‪ ،‬أو يقـرأ عليها القرآن غير‬ ‫متلبس بحدث أكبر‪.‬‬ ‫ما حكم شـرب أو اسـتحمام المرأة الحائض أو النفساء بالماء المقري‬‫=‬ ‫عليه القرآن من أجل العلاج؟‬ ‫لا حرج في ذلك‪.‬‬ ‫‪37‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ِ‬ ‫بشـريط القـرآن بيدها؟ وهل‬‫هـل يجوز للحائض أو النفسـاء الإمسـاكُ‬‫=‬ ‫يجوز لها سما ُع القرآن الكريم من شريط؟‬ ‫نعم كل ذلك جائز‪ ،‬فإن الشريط ليس حكمه حكم المصحف لأنه لم يدون‬ ‫فيـه القـرآن‪ ،‬وإنما مثله كمثـل الحافظ للقرآن وقد تكون هي نفسـها حافظة‬ ‫للقرآن‪ ،‬ولا حرج إن مست امرأة حافظة للقرآن‪ ،‬أو مست رجلاً من محارمها‬ ‫أو زوجها وهم حافظون للقرآن‪.‬‬ ‫هـل يصـح للمرأة غيـر المرأة الطاهـر أن تلمس الشـريط الذي يحوي‬‫=‬ ‫القرآن الكريم؟‬ ‫المرأة غير الطاهرة ممنوعة من مس المصحف‪ ،‬والشريط لا نستطيع أن نقول‬ ‫إن حكمـه حكم المصحف‪ ،‬لأن الشـريط بمثابة الذاكرة التـي تحفظ القرآن‪،‬‬ ‫والإنسـان كان يمكن أن يحفظ القرآن كاملاً‪ ،‬ولكن لا يعني هذا أن من كان‬ ‫يمس ذلك الذي يحفظ القرآن‪ ،‬فيبدو لي أن الشـريط‬‫ذا حدث أكبر يمنع أن ّ‬ ‫حكمه حكم حافظ القرآن‪ ،‬وليس حكمه حكم المصحف‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للمرأة قراءة القـرآن قبل النوم وفي حـالات الخوف‪ ،‬وهي‬‫=‬ ‫حائض؟‬ ‫إذا كانت خائفة فنعم‪ ،‬وإن لم تكن خائفة فلا‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للحائض أن تقرئ أطفالها القـرآن الكريم حرص ًا منها على‬‫=‬ ‫عدم نسيان طفلها للسور التي حفظها‪ ،‬حيث تبدأ بأول كلمة في السورة‬ ‫ليكمل الطفل باقي السورة مع التصحيح للكلمات الخاطئة؟‬ ‫إن كانت لا تتم آية كاملة فلا حرج عليها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪38‬‬ ‫البسملة للحائض وخاصة أثناء تعليم أولادها وتذكيرهم‬‫ِ‬‫ما حكم قراءة‬‫=‬ ‫بها قبل الأكل‪ ،‬حيث سمعت بأن البسملة ُتعتبر آي ًة من القرآن ِ فلا يجوز‬ ‫قراءتها؟‬ ‫البسـملة على القول الصحيح آية من كتاب االله ولا تتمها الحائض في ّإبان‬ ‫جزءا منها من غير إتمامها‪.‬‬ ‫ً‬‫حيضها‪ ،‬وإنما تقرأ‬ ‫هـل يجـوز للمـرأة اسـتخراج رقم الآية واسـم السـورة لآيـة معينة‪ ،‬أو‬‫=‬ ‫اسـتخراج آيـة باسـتخدام الحاسـب الآلـي لحاجتهـا لذلك أثنـاء فترة‬ ‫الحيض؟‬ ‫لا مانـع مـن ذلك‪ ،‬لأن هذه ليسـت قراءة للآية الكريمـة ولا كتابة لها‪ ،‬فإن‬ ‫كانـت تنظـر في الآلة أو كانت تنظر في معجم مفهرس اختلطت فيه الآيات‬ ‫بغير الآيات فلا حرج‪.‬‬ ‫هـل يجوز للمرأة قراءة القـرآن قبل النوم في حالة الحيض وهي خائفة‬‫=‬ ‫بدون صوت؟ وهل يجوز لها قراءة بعض الأدعية في حالة الحيض؟‬ ‫نعم يجوز في حالة الخوف‪ ،‬أما الأدعية فيجوز قراءتها مطلق ًا ما عدا الأدعية‬ ‫التي بها آيات قرآنية‪ ،‬ولا تمنع من ذكر االله تعالى‪.‬‬ ‫مـا حكـم قراءة القرآن في حالة الحيـض أو النفاس؟ وإذا كان الجواب‬‫=‬ ‫بمس من السـحر وهي لا تسـتطيع دفع‬‫بالحرمة فماذا عن امرأة ابتليتِّ‬ ‫ذلـك عنهـا إلا بقراءة آيـات من الذكـر الحكيم‪ ،‬فهل يجـوز لها قراءة‬ ‫القرآن لدفع هذا الضرر وهي حائض؟‬ ‫الأصـل في الحائض ألا تقرأ لأنها متلبسـة بحدث أكبـر‪ ،‬والمتلبس بحدث‬ ‫أكبـر كالجنـب والحائـض والنفسـاء يمنع من قـراءة القـرآن الكريم‪ ،‬ولكن‬ ‫‪39‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫نص‬‫عندمـا تكـون المرأة مضطرة فبسـبب ضرورتها يباح لهـا أن تقرأ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫أهل العلم على أن من الضرورة أن تكون المرأة في حالة خوف واضطراب‪،‬‬ ‫فلها أن تقرأ ليسكن خوفها‪ ،‬ولئن كان ذلك في حالة خوف فكيف إذا كانت‬ ‫بمـس من الجن‪ ،‬فلا ريـب أنها في هذه الحالة يسـمح لها بالقراءة‪،‬‬ ‫ ٍّ‬‫مصابـة‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للحائض أن تقرأ بعض السـور التي تعـودت أن تقرأها قبل‬‫=‬ ‫النوم؟‬ ‫قراءة القرآن تمنع منها الحائض إلا إذا كان ذلك لطمأنينة نفسها‪ ،‬من حيث‬ ‫إنها تخشى إن لم تقرأ‪.‬‬ ‫إذا كانـت المـرأة عندهـا الـدورة الشـهرية وكانـت تع ّلم طفـلاً الصلاة‬‫=‬ ‫ونسـيت بأنها غير طاهـرة‪ ،‬وبعد فترة تذكرت ذلك‪ ،‬فهل يلزمها شـيء‬ ‫تقوم به لتكفر عن ذلك‪.‬‬ ‫»رفـع عن ُأمتي الخطأ والنسـيان«‪ ،‬هكذا قال الرسـول !‪ ،‬فبما أنها ناسـية‬ ‫فإنها غير مؤاخذة‪.‬‬ ‫سـمعنا أن المـرأة الحائـض لا يجـوز لهـا الدخـول على امرأة نفسـاء‪،‬‬‫=‬ ‫وسـمعنا أنه لا يجوز للمرأة الحائـض أن تدخل على طفل مختن‪ ،‬هل‬ ‫ذلك صحيح؟‬ ‫كل ذلك غير صحيح‪ ،‬وإنما هذه من خرافات الناس‪.‬‬ ‫هل يجوز لي أن أع ّلم أختي الصلاة وأنا في في حالة الدورة الشهرية؟‬‫=‬ ‫نعـم إلا قـراءة القرآن‪ ،‬فـإن المرأة عندما تكون في حالة الدورة الشـهرية لا‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪40‬‬ ‫تقرأ القرآن‪ ،‬ولكن ترشد أختها إلى ما تقرأ وتعلمها بقية ألفاظ الصلاة‪ ،‬ولا‬ ‫حرج في ذلك‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة جمع شـعرها المتساقط منها في فترة الحيض وغسله‬‫=‬ ‫وكذلك الأظافر؟‬ ‫ذلك أطيب لها‪ ،‬ولا نستطيع أن نقول بأنه واجب عليها‪.‬‬ ‫مـا حكـم وضع الحناء أثناء الدورة الشـهرية؟ وهل يعتبر ذلك نجاسـة‬‫=‬ ‫مدة بقاء لون الحناء في اليد؟‬ ‫لا‪ ،‬وإنمـا ُمنعـت المرأة من الحناء لئلا تتزين في هـذه الفترة فيكون هنالك‬ ‫إغـراء للـزوج‪ ،‬وأما كـون المرأة تبقى نجسـة فليس ذلك صحيح ًا‪ ،‬فجسـم‬ ‫والحدث يرتفع بالاغتسـال بعد انقطاع‬‫َ‬‫المـرأة لا ينجـس وإنما هي محدثة‪،‬‬ ‫الحيض‪.‬‬ ‫فتاة سمعت أن الحناء حرام على النساء في فترة المحيض لأن المكان‬‫=‬ ‫الذي ُيغطيه الحناء يكون نجس ًا فهل هذا صحيح؟‬ ‫االله المسـتعان‪ ،‬النـاس لا يعرفـون مـاذا يقولـون ويهرفـون بمـا لا يعرفون‬ ‫ويفتون بما لا يعلمـون‪ ،‬وفي ذلك خطر‬‫ويجترئـون علـى قول غير الحـق ُ‬ ‫كبير‪ ،‬فإن االله قرن التقول عليه بغير علم بالإشراك به‪ ،‬عندما قال في تعداد‬ ‫المحـارم‪k j i h g f e d c b a ` _ ^﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ l‬الأعـراف‪ ،[٣٣ :‬وجسـم المـرأة لا ينجـس في أثناء فتـرة الحيض‪،‬‬ ‫وإنمـا النجاسـة في الـدم الخارج‪ ،‬وإنما يتعلق بجسـد المـرأة حدث أكبر‬ ‫يرتفع بالغسل بعد الحيض ولا يعني ذلك النجاسة‪ ،‬كما أن الجنابة حدث‬ ‫‪41‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أكبـر في المرأة وفـي الرجل جميع ًا‪ ،‬ويرتفع هذا الحدث الأكبر بالغسـل‪،‬‬ ‫الجنب يكون نجس ًا‬‫الجنب أو الرجل ُ‬ ‫ولكن لا يعني ذلك أن جسم المرأة ُ‬ ‫بسبب هذه الجنابة‪ ،‬فالنبي ! كان يص ّلي في الثوب الذي ُيباشر فيه أهله‪،‬‬ ‫وكان النبـي ! ينـام مـع المـرأة الحائض مـن زوجاته في فـراش واحد‪،‬‬ ‫وكان ! ُيعطـي عائشـة ‪ #‬لتشـرب ثم يضع فاهه حيثمـا وضعت فاهها‬ ‫وهـي حائـض‪ ،‬وكانت تتعرق اللحم ثـم يأخذه النبـي ! ويتعرقه ويضع‬ ‫فاهه حيثما وضعت فاهها وهي في فترة حيض‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فالحيض والجنابة‬ ‫مني أو دم فإنه ُيغسـل‬ ‫لا يعني تنجس الجسـد إلا ما أصابته النجاسـة من ّ‬ ‫ذلك الموضع الذي أصابته النجاسـة فحسـب‪ ،‬وغسل الجسد كله إنما هو‬ ‫تعبدي وليس هو لأجل نجاسـة هذا الجسـد‪ ،‬فعرق الحائض والجنب‬‫أمرُّ‬ ‫طاهـر‪ ،‬فالمحدِث حدثـ ًا أصغر وهو الذي انتقض وضوؤه يتوضأ ويغسـل‬ ‫في وضوئه أعضاء معينة‪ ،‬ولا يعني ذلك أن تلك الأعضاء كانت متنجسـة‬ ‫وبسـبب ذلـك ُيطهرهـا مـن تلـك النجاسـة‪ ،‬وإنما ذلـك أمر تعبـدي‪ ،‬أما‬ ‫الخضـاب بالحنـاء وغيره في فترة الحيض فـإن ذلك أمر مكروه ولا يصل‬ ‫الحرمة‪ ،‬وهذه الكراهة إنما هي من باب كراهة تزين المرأة وهي‬‫إلـى حد ُ‬ ‫في فترة الحيض لئلا تكون بهذا ُمغرية للزوج‪ ،‬وليس ذلك بسـبب نجاسـة‬ ‫جسـدها‪ ،‬فـإن هـذا لم يقله الشـارع‪ ،‬ولم يأت في كلامه قـط‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫تسبح بالمسبحة وهي حائض؟‬ ‫هل يجوز للمرأة أن ّ‬‫=‬ ‫لا مانـع مـن ذلـك‪ ،‬لأن المرأة لا ُتمنع من ذكـر االله وهي في حالة الحيض‬ ‫وإنما ُتمنع من قراءة القرآن ومس المصحف‪ ،‬والمسبحة ليست لها ُحرمات‬ ‫المصحف‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪42‬‬ ‫هل يصح للحائض أن تقرأ كُ تب ًا دينية؟‬‫=‬ ‫ُتمنـع مـن قـراءة القرآن‪ ،‬أما الكتـب الدينية فلا مانع مـن قراءتها‪ ،‬ولا مانع‬ ‫مرت علـى آيات في هذه الكتب‬‫وجل‪ ،‬وإذاَّ‬‫ َّ‬‫ـ أيضـ ًا ـ مـن أن تذكـر االله عَّز‬ ‫أثناء قراءتها فلتتأملها ولا تتلوها بلسانها‪.‬‬ ‫هـل يحـق للمـرأة أن تطلـب مـن زوجها الاسـتمتاع بها أثنـاء الحيض‬‫=‬ ‫والنفاس إذا رأت في نفسها حاجة كإشباع حاجتها النفسية لذلك؟‬ ‫بالضم والتقبيل ونحوهما مما هو دون الجماع‪،‬‬‫ ِّ‬‫لا مانع من أن يسـتمتع بها‬ ‫وإنما يمنعان من الجماع‪.‬‬ ‫‪¢†FÉë∏d Rƒéj ’ Ée‬‬‫=‬ ‫= ما حكم لبس ما نقش فيه اسـم االله أو آيات قرآنية من الذهب في فترة‬ ‫الحيض؟‬ ‫أما الآيات القرآنية فلا تلبسها الحائض‪ ،‬وأما التي فيها اسم االله فلا حرج‪.‬‬ ‫امرأة حائض رأت القرآن على الأرض‪ ،‬فهل لها أن ترفعه خوف ًا عليه من‬‫=‬ ‫الضياع؟‬ ‫أما إن خشيت عليه فإنها تأخذه من غير أن تباشره أي تأخذه من وراء حائل‪،‬‬ ‫تخش عليه حتى تجد من يرفعه فإنها تبقيه مكانه‪.‬‬‫َ‬‫وأما إن لم‬ ‫إذا أرادت الحائـض نقـل المصحف من مكان إلـى آخر خوف ًا عليه من‬‫=‬ ‫عبـث الأطفال أو لتنظيف المكان‪ .‬هل لها أن ترفعه بحائل كأن تحمله‬ ‫بكتاب؟‬ ‫‪43‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ليـس لها ذلـك إلا مع الضرورة‪ ،‬فإن كانت تجد مـن يحمله ولو كان صبي ًا‬ ‫فلتأمره بحمله‪.‬‬ ‫ما حكم المرأة التي تقرأ القرآن متعمدة وهي حائض؟ وهل هناك رخصة‬‫=‬ ‫لطالبة العلم والمعلمة؟‬ ‫هي آثمة بذلك‪ ،‬ولم نجد رخصة لأحد حسب ما دَّلتُّ‬ ‫السَّنة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للحائض دخول فناء المسجد أو دخول دورات المياه الملحقة‬‫=‬ ‫به؟‬ ‫إذا كان لدورات المياه مدخل لا يكون من قبل المسجد ولا من قبل صرحة‬ ‫المسـجد فنعم‪ ،‬أما دخول صرحة المسجد فهو كدخول المسجد فيمنع منه‬ ‫الحائض والنفساء والجنب‪.‬‬ ‫معلمة أرادت مسـاعدة زميلتها في شرح بعض دروس التربية الإسلامية‬‫=‬ ‫لغيـاب تلـك المعلمة‪ ،‬وفوجئت في الصف بأن الدرس تفسـير وكانت‬ ‫المعلمـة حائض ولأجـل تعليم البنات قرأت عليهـن بعض الآيات من‬ ‫الكتـاب المدرسـي وبعـد انتهاء الحصة شـعرت بالذنـب الكبير‪ ،‬وهي‬ ‫تسأل هل عليها شيء غير التوبة والاستغفار؟‬ ‫لتستغفر االله واالله يغفر لها‪.‬‬ ‫أولاً‪ :‬هـل يجـوز للمـرأة الحائض دخـول مص ّلى النسـاء المنفصل عن‬‫=‬ ‫المسجد المستقل بذاته؟‬ ‫للمصلى حكم المسـجد إن كان مخصصـ ًا للصلاة من أول الأمر فلا يجوز‬ ‫دخول الحائض والجنب فيه‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪44‬‬ ‫ثانيـ ًا‪ :‬وإذا كان هـذا المص ّلى تابع ًا للمسـجد أي جزء ًا من المسـجد ما‬ ‫حكم دخولها فيه؟‬ ‫كما سبق‪.‬‬ ‫مـا حكـم دخـول المرأة الحائـض إلـى أرض المسـجد إذا كانت تجد‬‫=‬ ‫حرجـ ًا مـن الرجل الذي معها في السـيارة؟ وما حكـم دخول الحائض‬ ‫إلى مص ّلى النساء سواء في المدرسة أو في الطريق أثناء السفر؟‬ ‫أما دخول صحن المسجد الذي خصص للصلاة فهي ممنوعة منه‪ ،‬أما أفنية‬ ‫المسـجد ـ أي ما حول المسـجد ومرافق المسـجد ـ فلا تمنع من الدخول‬ ‫فيها‪ ،‬وأما الأماكن غير المخصصة للصلاة في المسجد فلها حكم آخر غير‬ ‫حكـم الأماكـن المخصصة للصلاة‪ ،‬أما المص ّلى فإن كان مجرد مكان يتخذ‬ ‫للصلاة في المدرسة أو في أي بقعة تتخذ للصلاة وليست مخصصة للصلاة‬ ‫تخصيص ًا كتخصيص المسجد‪ ،‬فلا مانع من أن تدخله‪ ،‬وأما المص ّليات التي‬ ‫خصصت للصلاة فلها أحكام المساجد‪.‬‬ ‫يوجد مسجد به طابق علوي للصلاة وطابق سفلي لتعليم البنات القرآن‬‫=‬ ‫الكريم‪ ،‬هل يجوز للحائض أن تذهب إلى تعليم البنات القرآن الكريم‬ ‫والأحكام الفقهية‪ ،‬علم ًا بأنها لا تمس المصحف الشريف؟‬ ‫المسـجد له أعلاه وأسـفله‪ ،‬أرضه وسـماؤه‪ ،‬فما كان أسفل من المسجد أو‬ ‫أعلى منه فإنه يكون لاحق ًا به حكم ًا‪ ،‬فلا يدخله جنب ولا حائض‪.‬‬ ‫علمنـا أنه يجـوز للمرأة للحائـض أن تضع المناكير )صبغـة الأظافر(‪،‬‬‫=‬ ‫ولكن هل يجوز أن تخرج خارج البيت وفي أظافرها؟‬ ‫‪45‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أولاً الزينة تسـتر أي ًا كانت‪ ،‬والأمر الثاني هذه مناكير كاسـمها والاسـمُّ‬ ‫يدل‬ ‫على المسمى‪ ،‬ولأن كان الشاعر يقول في الناس‪:‬‬ ‫إلا ومعناه لـو فكرت في لقبـه‬‫وقلما شاهدت عيناك من أحد‬ ‫فكذلـك الأشـياء‪ ،‬ثـم هـل هي آمنـة بأنهـا سـتـزول قبـل أن تنتهي مدة‬ ‫الحيـض؟ علـى أن الحائض مطلوب منهـا أن لا تتزين لئلا تكون زينتها‬ ‫إغراء‪.‬‬ ‫‪¢†FÉ`ë∏d √ô`μj É`e‬‬‫=‬ ‫= يقول بعضهم إن الأظافر سوف ترجع يوم القيامة كما كانت في الدنيا‪،‬‬ ‫قص أظافرها لكـي لا ترجع إليها في حالة‬ ‫ولذلـك لا يجـوز للحائض ّ‬ ‫نجسة‪ ،‬فما قولكم في هذا‪ ،‬إذ أنه من المعلوم أن الحائض ليست نجسة‬ ‫وإنما الموضع فقط هو النجس؟‬ ‫هـذا مجـرد كراهة وليس ذلك تحريمـ ًا‪ ،‬والأظافر من جملـة البدن‪ ،‬والبدن‬ ‫متلبس به جميع الحدث‪ ،‬وليس النجاسـة‪ ،‬وفرق بين النجاسة والحدث‪ ،‬إذ‬ ‫الحدث معنى قائم بالنفس مانع من الصلاة‪.‬‬ ‫ما الحكم في إلقاء التفث كتقليم الأظافر‪ ،‬وإلقاء بعض الشعر من جسم‬‫=‬ ‫المرأة ّإبان حيضها ونفاسها؟‬ ‫لا يمنع من ذلك‪ ،‬وإن قيل بكراهته في فترة الحيض‪.‬‬ ‫قص الأظافر أو تسريح الشعر أثناء الحيض؟‬ ‫هل يجوز ّ‬‫=‬ ‫ذلك مكروه كراهة تنزيه ولا يصل إلى الحرمة‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪46‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تمتشط أثناء فترة الحيض؟‬‫=‬ ‫يكره ذلك‪ ،‬ولا يحرم‪.‬‬ ‫هل يجوز استعمال الكحل‪ ،‬وغسل الشعر في أثناء فترة الحيض؟‬‫=‬ ‫تنهـى المرأة عن مثل ذلك‪ ،‬والنهـي للكراهة فقط‪ ،‬وليس للتحريم‪ ،‬حتى لا‬ ‫يؤدي ذلك إلى الإغراء والوقوع في الحرام‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تضع الحناء وهي في حالة الحيض أو النفاس؟‬‫=‬ ‫لا مانع من ذلك‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم وضع الحناء في حالة الحيض؟‬‫=‬ ‫حالة الحيض ينبغي فيها عدم التزين‪ ،‬ف ُتكره الزينة فيها للمرأة خشية الإغراء‪،‬‬ ‫لئـلا تكـون هذه الزينة داعية لتعدي الحدود التي ُحدت بالشـرع‪ ،‬ولكن مع‬ ‫الأمن من ذلك لا يؤدي هذا إلى أن ُيقال بأنه حرام‪.‬‬ ‫ما حكم وضع الحناء في الشعر أثناء الدورة الشهرية؟‬‫=‬ ‫لا يؤثر ذلك شـيئ ًا‪ ،‬وإنما تنهى المرأة عن الاختضاب ونحوه حتى لا تغري‬ ‫الزوج فيباشرها‪.‬‬ ‫‪47‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪á``°VÉ`ëà°S’G‬‬ ‫كيف تكون صلاة المستحاضة؟‬‫=‬ ‫بـد مـن أن تتوضأ لكل صـلاة‪ ،‬إلا عندما تجمع بين صلاتين فإنه يجزيها‬‫لاَّ‬ ‫وضـوء واحد لهما‪ ،‬وقيل‪ :‬عليها أن تغتسـل قبل أن تتوضأ‪ ،‬قيل لكل صلاة‬ ‫غسـل‪ ،‬وقيل لكل صلاتين غسـل إلا صـلاة الفجر فتفردها بالغسـل‪ ،‬وقيل‬ ‫لخمس صلوات غسل‪ ،‬وقيل يجزيها الوضوء‪ ،‬وعلى كل فلها أن تجمع بين‬ ‫الصلاتيـن مـن أجل التخفيف عن نفسـها مـع الإتمام إن لم تكن مسـافرة‪،‬‬ ‫وتجعل هنالك عازلاً لكي لا يصيب الدم ثيابها أو سائر جسمها‪.‬‬ ‫إذا كانت مبتدئة وجاءها الدم ولم ينقطع عنها الدم ولم تستطع التمييز‬‫=‬ ‫بين دم الحيض والاستحاضة؛ فماذا عليها أن تفعل؟‬ ‫في هذه الحالة عليها أن تجعل عشرة أيام حيض ًا وعشرة أيام طهر ًا‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ويتبين رجحانه من حيـث إن الأصل في‬‫ّ‬‫قـول الإمـام الربيع عليه رحمـة االله‬ ‫الـدم أن يكـون دم حيـض حتـى يتعـذر أن يكـون دم حيـض‪ ،‬ولا يتعذر في‬ ‫العشـرة الأيـام أن يكـون دم حيض‪ ،‬لأنها هي أيام الحيـض المعتادة‪ ،‬ويتعذر‬ ‫ذلك في العشرة التي تليها لأن أقل الطهر عشرة أيام‪ ،‬فلذلك تغتسل في هذه‬ ‫الأيام وتص ّلي‪ ،‬وقيل بخلاف ذلك‪ ،‬إذ الأقوال في هذه المسألة متعددة‪ ،‬ولكن‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪48‬‬ ‫يتبين رجحانه من يحث النظر‬‫هذا الرأي أيسـر للنسـاء من ناحية‪ ،‬وهو أيض ًا ّ‬ ‫إلى أن الأصل في الدم أن يكون دم حيض مع إمكان ذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫تقدم دم الحيض دم أحمر رقيق‪ ،‬هل تترك بهذا الدم الصلاة؟‬‫إذا ّ‬‫=‬ ‫هـذا الـدم ليس دم حيض‪ ،‬لأن علامـات دم الحيض المذكورة في الحديث‬ ‫غيـر موجـودة فيـه‪ ،‬فهو دم ينفجـر من العـروق التي هي على بـاب الرحم‬ ‫وليـس مـن داخل الرحم‪ ،‬فلا تترك له الصلاة‪ ،‬بل عليها أن تغتسـل وتصلي‬ ‫حتـى تـرى الدم المعروف بأنه دم حيض‪ ،‬وذلك بصفاته المعتادة المعروفة‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫المرأة المعتادة إذا جاءها دم ولم ينقطع عنها‪ ،‬ولم تستطيع أن تميز بين‬‫=‬ ‫دم الحيض وغيره من الدماء فماذا تفعل؟‬ ‫عليها في هذه الحالة أن تأخذ بما أمر به النبي ! المسـتحاضة‪ ،‬فقد روي‬ ‫أنه ! قال في امرأة مستحاضة‪» :‬دعي الصلاة أيام أقرائك«‪ ،‬أي دعي الصلاة‬ ‫في الأيام المعتادة التي يكون فيها القرء أي الحيض‪ ،‬وجاء عنه ! أنه قال‬ ‫أيض ًا لامرأة مسـتحاضة‪» :‬إذا أقبلت الحيضة« ـ أي أقبلت أيامها المعتادة ـ ‪،‬‬ ‫»فدعي لها الصلاة‪ ،‬فإذا أدبرت فاغتسـلي وص ّلـي«‪ ،‬فتأخذ بهذا بحيث تترك‬ ‫الصـلاة فـي أيامها التـي اعتادت الحيض فيها‪ ،‬ثم بعـد ذلك إن انتهت تلك‬ ‫الأيام عليها أن تغتسل وتصلي‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة طهـرت من الحيـض‪ ،‬وبعد طهرها جاءها الـدم مرة أخرى‪ ،‬فهل‬‫=‬ ‫تعتبر ذلك الدم حيض ًا أو استحاضة؟‬ ‫إن كان جاءها في أثناء وقتها المعتاد بحيث طهرت قبل انتهاء أيامها المعتادة‬ ‫فهو حيض‪ ،‬وإن كان بعد أيامها المعتادة فليس حيض ًا‪ ،‬بل هو استحاضة إلا‬ ‫‪49‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إن اسـتمر معهـا ذلك ثلاث مرات على ما ذكرنـا فتكون هذه إثابة ما كانت‬ ‫داخل العشر‪.‬‬ ‫امرأة اغتسـلت من الحيض ثم أتتها مرة أخرى بعد الغسـل لمدة أربعة‬‫=‬ ‫أيام‪ ،‬فهل هذا يعتبر دم حيض أو استحاضة؟‬ ‫لا تعتـد بمـا أتاها بعد الغسـل إلا ال ّلهـم إذا تكرر لها ذلـك‪ ،‬وكا على وفق‬ ‫الشروط التي وضعها العلماء للإثابة‪.‬‬ ‫إذا رأت المرأة دم ًا في وقت الدورة الشهرية المعتادة لها‪ ،‬وقد يصاحب‬‫=‬ ‫ذلك بعض الآلام المعروفة‪ ،‬ولكن صفة الدم النازل لا تكون كصفة دم‬ ‫الحيـض تمامـ ًا‪ ،‬حيـث يكـون خفيفـ ًا أو أحمر غيـر داكن ثـم يتبعه دم‬ ‫الحيض‪ ،‬فماذا تعتبر الدم السابق لدم الحيض؟‬ ‫ما كان غير أسـود ـ أي فاتح ًا ـ فلا تعتبره حيض ًا‪ ،‬وعليه فإن لم تره أسـود‬ ‫فالدم السابق إنما هو دم استحاضة‪.‬‬ ‫امـرأة تـرى الدم فـي موعد الدورة‪ ،‬ولكن ليس فيـه صفات دم الحيض‬‫=‬ ‫ويسـتمر يوميـن ثـم يأتـي دم الحيـض المعـروف‪ ،‬فهـل عليهـا غسـل‬ ‫الاسـتحاضة‪ ،‬وخاصـة إذا كانـت فـي مـكان لا يمكـن فيـه الاغتسـال‬ ‫كالمستشفى مثلاً؟‬ ‫الحيض له أوصاف‪ ،‬فإن لم َتر في الدم أوصاف الحيض فلا تجعله حيض ًا‪،‬‬ ‫وفي الاغتسـال خلاف‪ ،‬والأمر إذا ضاق اتسـع وإذا اتسع ضاق‪ ،‬فالاغتسال‬ ‫مـن أساسـه إنما هو للاحتياط فحسـب‪ ،‬وحتى عند من يقـول بوجوب هذا‬ ‫الاغتسـال فلا بـد من أن يراعي الظروف فيقول بإجـزاء التيمم عندما يتعذر‬ ‫عليها الاغتسال‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪50‬‬ ‫من المعروف أن فترة الطهر أقلها عشرة أيام‪ ،‬ولكن المرأة قد تجد الدم‬‫=‬ ‫بعـد ثمانيـة أيام من الدورة السـابقة‪ ،‬وهكذا تعاودها أحيانـ ًا بعد ثمانية‬ ‫أيام‪ ،‬ماذا يجب عليها؟‬ ‫لا تعتد بما قبل عشرة أيام بل تجعل ذلك استحاضة‪.‬‬ ‫لي زميلة تأتيها الدورة تسـعة عشـر يوم ًا‪ ،‬وعندما تغتسل بعد عشرة أيام‬‫=‬ ‫تأتي بعد تسعة أيام‪ .‬فماذا يجب عليها؟‬ ‫دل عليه الحديث‪ ،‬تجعل عشـرة أيام حيضها‬‫بنـاء على الرأي الراجح الذي ّ‬ ‫ً‬ ‫وما عدا ذلك استحاضة ثم طهر ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة جاءتها الدورة في بداية رمضان واسـتمرت سبعة أيام ثم انقطعت‬‫=‬ ‫فجاءتها بعد ثلاثة أيام واسـتمرت خمسـة عشـر يوم ًا‪ ،‬والأطباء يقولون‬ ‫ربما هذا نزيف‪ ،‬ما الحكم؟‬ ‫هذا بالقطع نزيف‪ ،‬لأن أقل الحيض ثلاثة أيام وأكثره عشـرة أيام‪ ،‬ولا يأتي‬ ‫الحيـض إلا بعـد طهر عشـرة‪ ،‬لأن أقل ما يفصل بيـن الدمين من الطهر هو‬ ‫عشرة أيام‪ ،‬فلا يمكن أن يكون الطهر الفاصل ما بين الدمين أقل من عشرة‬ ‫أيـام‪ ،‬علـى أن تحديـد الحيض بثلاثة أيـام من حيث قلته‪ ،‬وبعشـرة أيام من‬ ‫دل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع ‪ 5‬في مسـنده‬‫حيـث كثرته‪ ،‬ َّ‬ ‫من طريق أنس ‪ 3‬أن النبي ! قال‪» :‬أقل الحيض ثلاثة أيام وأكثره عشرة‬ ‫أيام«‪ ،‬وقد رواه بعض أئمة الحديث من رواية أبي أمامة ولكن بسند ضعيف‪،‬‬ ‫إلا أن ثبوته من طريق الإمام الربيع بذلكم السند العالي قاض ٍ بصحته‪ ،‬وقد‬ ‫أيـد ذلـك الطـب الحديث‪ ،‬فـإن الأطباء حسـبما فهمنـا منهم يقـررون بأن‬ ‫الحيض لا يكون أقل من ثلاثة أيام ولا يكون أكثر من عشرة أيام‪ ،‬وإن زاد‬ ‫‪51‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يعبر عنه فـي عرف العصر‬‫على عشـرة أيـام فذلك يعد اسـتحاضة‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫بالنزيـف‪ ،‬وإن جـاء بعد الدم الأول بأقل من عشـرة أيام فذلك لا يمكن أن‬ ‫يكون حيض ًا وإنما يعد استحاضة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة اعتـادت أن يأتيهـا الحيض مدة عشـرة أيام وفي مـرة من المرات‬‫=‬ ‫استمر إلى خمسة عشر يوم ًا‪ .‬فما حكم تلك الخمسة أيام؟‬ ‫نحن نرجح ما جاء في الحديث‪ ،‬وهو‪ :‬أقل الحيض ثلاثة أيام وأكثره عشرة‬ ‫أيام‪ ،‬ولقد أخبرني أحد الفقهاء أن هناك دراسـة طبية دَّلت على ماَّ‬ ‫دل عليه‬ ‫الحديـث بـأن الحيض لا ينقص عن ثلاثة ولا يزيد على عشـرة أيام‪ ،‬وعليه‬ ‫فالمرأة إن رأت الحيض واسـتمر بها أكثر من عشـرة أيام‪ ،‬عليها أن تغتسـل‬ ‫وتصلي‪.‬‬ ‫امـرأة تأخـرت عنهـا الدورة الشـهرية لمدة شـهرين‪ ،‬وفي نهاية الشـهر‬‫=‬ ‫الأخيـر وجـدت دم ولكنه لا يشـبه دم الحيض وشـكت أنه دم حيض‪،‬‬ ‫ولكـن لونه متغير لأنـه متأخر عن وقته المعتاد ولكن بعد يومين انقطع‬ ‫الدم فانتظرت يوم ًا آخر لظنها أنه سـيعاود ولكنها لم َتر شـيئ ًا‪ ،‬ثم بعد‬ ‫ذلك اغتسلت وص ّلت فما حكم ذلك الدم؟‬ ‫هو دم استحاضة‪ ،‬وعليها أن تعيد الصلوات التي تركتها‪.‬‬ ‫امرأة رأت دم ًا خفيف ًا قبل حيضها بيومين وليس بدم حيض‪ ،‬فماذا عليها‬‫=‬ ‫الغسل أم الوضوء؟‬ ‫هو دم استحاضة وتتوضأ وتص ّلي‪ ،‬وقيل بل تغتسل له‪ ،‬وهذا الغسل من باب‬ ‫الاحتياط فقط‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪52‬‬ ‫لـدي صديقـة عزيزة أتتها الدورة الشـهرية قبل شـهر رمضان المبارك‬ ‫ َّ‬‫=‬ ‫بحوالـي أسـبوعين وحتـى الآن لـم ينقطع عنهـا وهي فـي حيرة من‬ ‫أمرهـا‪ ،‬هـل تصوم وتص ّلي وهي على هذه الحالـة حيث إنه أول مرة‬ ‫يحـدث لهـا هذا؟ وتسـتحي الذهاب إلـى الطبيبة وتخـاف أن تقضي‬ ‫الشهر كاملاً؟‬ ‫نعم عليها الصيام‪ ،‬ َّإلا في الأيام التي اعتادت فيها الحيض‪ ،‬ففي الحديث‪:‬‬ ‫»إذا أقبلـت الحيضـة فدعـي لها الصـلاة وإذا أدبرت فاغتسـلي وصلي«‪،‬‬ ‫ومعنى ذلك أن ترجع المرأة إلى أيامها المعتادة التي كانت تحيض فيها‬ ‫فتتـرك فيها الصلاة ثـم بعد ذلك تصلي حتى تنقضي الأيام التي اعتادت‬ ‫الطهـر فيهـا‪ ،‬وتأتي الأيام التـي اعتادت الحيض فيهـا فتترك الصلاة مرة‬ ‫أخـرى‪ ،‬وحكـم الصيـام كحكـم الصـلاة فمتى وجـب عليهـا أن تصلي‬ ‫وكانت في حالة يجب فيها الصيام أي في شهر رمضان فعليها أن تصوم‬ ‫أيض ًا‪ ،‬أما إذا كانت مبتدئة فأيسر الأقوال وأقربها إلى الدليل قول الإمام‬ ‫الربيع ـ رحمه االله تعالى ـ وهو‪ :‬أن تجعل عشرة أيام حيض ًا وعشرة أيام‬ ‫طهر ًا‪ ،‬وذلك لأن الأصل في الدم أن يكون حيض ًا لا أن يكون استحاضة‪،‬‬ ‫إذ الاسـتحاضة طارئـة والحيـض هـو الأصـل ومـع إمـكان حمله على‬ ‫الحيض فلا ُيحمل على الاسـتحاضة‪ ،‬وفي خلال عشـرة أيام يمكن أن‬ ‫ُيحمـل علـى الحيض ثم تأتي عشـرة أيـام أخرى وهي أقل أيـام الطهر‪،‬‬ ‫وفي هذه الأيام لا يمكن أن يحمل ذلك الدم على أنه حيض إذ الحيض‬ ‫لا يتجـاوز عشـرة أيـام‪ ،‬ولما اسـتحال أن يكون حيض ًا ُيحمـل على أنه‬ ‫اسـتحاضة ثـم عندما يأتي الوقت الذي يمكـن أن يكون حيض ًا ُيعاد إلى‬ ‫الأصـل‪ ،‬وهـو أن يعد دم حيض إن كانت فيه أوصاف دم الحيض‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪53‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫بعد انقطاع الدم والاغتسـال من العادة الشـهرية والبدء في الصلاة تظهر‬‫=‬ ‫أحيان ًا علامات جديدة‪ ،‬فهل هذه استحاضة أم ماذا ُحكمها؟‬ ‫الاستحاضة دم يخرج من عروق على أبواب الرحم وليس من الرحم نفسه‬ ‫وبالنسـبة إلى هذا السـؤال فإن كان الخارج دم ًا فهذه اسـتحاضة وإلا فذلك‬ ‫مما يمكن أن يخرج بسبب أو بآخر وليس هو بحيض بعد الاغتسال‪.‬‬ ‫امـرأة مدة الحيض لديها سـبعة أيام وتغتسـل بالجفاف‪ ،‬فاغتسـلت من‬‫=‬ ‫الحيـض فـي إحدى ليالي شـهر رمضان وأصبحت صائمـة‪ ،‬وفي اليوم‬ ‫الثامـن وقبل صلاة الظهر عاودها الدم مرة أخرى فتكرر ذلك لشـهرين‬ ‫متتاليين‪ ،‬فما حكم الدم الذي تراه في اليوم الثامن هل هو دم حيض أم‬ ‫استحاضة؟ وما حكم صيامها؟‬ ‫هو دم استحاضة وليس بدم حيض‪ ،‬لأنه فصل طهر ما بينه وبين دم الحيض‬ ‫ولـو كان هـذا الطهر جفافـ ًا‪ ،‬ولا تعتبر ما كان بعد الطهر‪ ،‬ال ّلهم إلا عند من‬ ‫يقول بالإثابة مع استيفاء الإثابة شروطها‪.‬‬ ‫والإثابـة هـي كالآتـي‪ :‬أن تكـون للمرأة مثلاً عـادة أن تحيض خمسـة أيام‪،‬‬ ‫ولكـن بعـد فترة من الوقت صارت ترى الدم خمسـة أيـام كعادتها ثم يأتي‬ ‫بعدهـا طهـر يوميـن ثم تـردف بدم لمدة يوميـن‪ ،‬فإذا تكرر لهـا ذلك ثلاث‬ ‫مـرات فعلماؤنـا بالمشـرق يقولـون بـأن هـذه إثابـة وتعطى حكـم الحيض‬ ‫بالشروط المعهودة عندهم وهي‪:‬‬ ‫ـ أن تكون هذه الإثابة متفقة في الأيام بحيث لا تختلف‪.‬‬ ‫ـ أن تكـون أيـام الطهـر الفاصلـة بينهـا وبين أيـام الحيض السـابقة أيض ًا لا‬ ‫تختلف‪ ،‬واختلف فيما إذا كان الفارق سـاعات‪ ،‬فلو كانت الإثابة تأتي تارة‬ ‫تعد شـيئ ًا‪ ،‬واختلف ـ كما قلنا ـ‬ ‫يوميـن وتـارة يوم ًا وتارة ثلاثة أيام فإنها لاُّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪54‬‬ ‫إذا كانت تأتي تارة لمدة أربع وعشرين ساعة وتارة لمدة ثلاثين ساعة وتارة‬ ‫لمدة ست وعشرين ساعة هل تعتبره حيض ًا أو لا؟‬ ‫والشـرط الثالث أن لا تكون المدة من أول الدم الأول إلى آخر الدم الثاني‬ ‫تخرج عن حدود أيام الحيض‪ ،‬بحيث لا تكون زائدة عن الأيام التي يمكن‬ ‫أن تأخذها المرأة وقت ًا لحيضها‪ ،‬وهي عشرة أيام على الأصح لأجل الحديث‬ ‫المـروي عـن النبي ! في ذلك‪ ،‬وأما أصحابنـا من أهل المغرب فلا يرون‬ ‫الإثابة شيئ ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما الحكم الشرعي في صلاة امرأة تستمر استحاضتها لمدة ستة أشهر؟‬‫=‬ ‫الحكم هو ما ذكره !‪ ،‬أن تترك الصلاة في أيام حيضها المعتادة وأن تصلي‬ ‫في أيام طهرها المعتادة‪.‬‬ ‫وعدتها سـبعة أيام ولا يتوقف‬‫امرأة مسـتحاضة يأتيها الدم طوال السـنةَّ‬‫=‬ ‫الـدم عنهـا إلا عندمـا تتنـاول الحبوب‪ ،‬وأتاها دم أسـود قاتـم ثم أتتها‬ ‫القصة البيضاء في اليوم الثاني بعد الدم الأسود القاتم‪ ،‬ثم ظهر في اليوم‬ ‫الثالث دم استحاضة‪ ،‬فماذا تفعل؟ هل عليها أن تصلي ذلك اليوم الذي‬ ‫طهرت فيه؟‬ ‫أمـا الصـلاة فإنها تصلي لأنها رأت الطهر ولـو كان ذلك في أيامها المعتادة‬ ‫التـي تـرى فيها الـدم‪ ،‬إلا أنها لا ينتقل عنها حكـم الحيض‪ ،‬لأن هذا الطهر‬ ‫يـؤدي إلى النزول‪ ،‬والنزول لا يكون بمرة واحدة‪ ،‬وإنما يكون بمرتين على‬ ‫الأقل وتنتقل في المرة الثالثة‪.‬‬ ‫امرأة استمر نزول الدم معها لمدة شهرين لم ينقطع وهو كدم الحيض‪،‬‬‫=‬ ‫وتركت الصلاة حتى انقطع الدم فما الحكم في ذلك؟‬ ‫‪55‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عليها أن تعيد صلوات الأيام التي اعتادت الطهر فيها مع التوبة إلى االله من‬ ‫تركها الصلاة ّإبان استحاضتها‪.‬‬ ‫امـرأة بهـا نزيـف مسـتمر‪ ،‬ولكنها لا تقطع الصـلاة‪ ،‬علم ًا بأنهـا تتناول‬‫=‬ ‫حبوب منع الحمل‪ ،‬فماذا عليها أن تفعل في مثل هذا الموقف؟‬ ‫هذا من نفس الحبوب‪ ،‬ونحن دائم ًا نعاني من هذه المشـاكل‪ ،‬وتردنا أسـئلة‬ ‫متتالية ممن يستعملن هذه الحبوب التي تؤدي إلى اضطراب العادة والحكم‬ ‫يختلـف باختلاف الأحوال فإن كانت لهـا عادة من قبل فلترجع إلى عادتها‬ ‫فـي الحيـض والطهر وإلا جعلت عشـرة أيام حيض ًا وعشـرة أيام طهر ًا على‬ ‫الراجح‪.‬‬ ‫بعد انتهاء الحيض استمرت الاستحاضة لمدة عشرة أيام‪ ،‬وفي ليلة يوم‬‫=‬ ‫الحادي عشـر رأيت ما يشـبه دم الحيض في اللـون والتدفق في البداية‬ ‫لكنه لم يكن كذلك‪ ،‬لأنه توقف في اليوم التالي عن التدفق وتحول إلى‬ ‫نزول أوساخ لها رائحة ولونها داكن بدون توقف ولكنها ليست سائلة‪،‬‬ ‫ثـم بـدأ يخف شـيئ ًا فشـيئ ًا فـي اليـوم الثاني‪ ،‬فعزمـت على الاغتسـال‬ ‫والصـلاة‪ ،‬مع أن دم الاسـتحاضة والكدرة لـم يتوقف إلا بعد أيام‪ ،‬فما‬ ‫حكـم الصلـوات في اليوميـن؟ ومـاذا إذا رأيت مثل ذلك فـي المرات‬ ‫القادمـة‪ ،‬علمـ ًا أن الحيـض في الشـهر التالـي بدأ في نفـس الحالة بدم‬ ‫حيض وتحول إلى كدرة لمدة يوم ونصف تقريب ًا ثم أصبح طبيعي ًا‪ ،‬هل‬ ‫أعتبره حيض ًا مع ذلك لأنه جاء في وقته؟‬ ‫هذه التوابع حكمها حكم ما قبلها‪ ،‬فإن لم تكن هذه الاستحاضة بعد انتظام‬ ‫الوقـت‪ ،‬وإنمـا كانت للمرأة التي في حكم المبتدئة فما بعد عشـرة أيام من‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪56‬‬ ‫بداية طهرها تعتبره حيض ًا‪ ،‬وخصوص ًا عندما ترى أوصاف دم الحيض‪ ،‬فإن‬ ‫أعقبه شيء من التوابع فحكم هذه التوابع حكم ما قبلها‪ ،‬إن كانت مسبوقة‬ ‫بـدم الحيـض فحكمها حكم الحيـض‪ ،‬وإن كانت مسـبوقة بالطهر فحكمها‬ ‫حكم الطهر‪.‬‬ ‫مـا قولكـم في النسـاء اللاتي يسـتعملن موانع الحمل‪ ،‬ممـا يؤدي إلى‬‫=‬ ‫استمرار خروج الدم أكثر من شهرين وبصورة غير منتظمة ويكون الدم‬ ‫أحمر فاتح ًا وليس له رائحة‪ ،‬فهل تقطع الصلاة والصوم لذلك؟‬ ‫يعد هذا حيض ًا‪ ،‬لا من حيث الوقت ولا من حيث الوصف‪ ،‬أما من حيث‬‫لاُّ‬ ‫الوقت فإن دم الحيض أكثره عشرة أيام وما جاوز ذلك فهو استحاضة‪ ،‬وأما‬ ‫من حيث الوصف فإن دم الحيض دم أسود ثخين له رائحة‪ ،‬وما كان رقيق ًا‬ ‫أو أحمر أو لا رائحة له فهو استحاضة‪ ،‬وعليه فإنها ُتؤمر بأن تصلي وتصوم‬ ‫فـي حـال رؤيتهـا هذا الـدم إلى أن تـرى الدم الـذي فيه صفـات الحيض‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫بعض النسـاء اللواتي يسـتخدمن اللولب المانع للحمل تخرج بقايا دم‬‫=‬ ‫بعد يوم أو يومين أو ثلاثة فهل يعد ذلك حيض ًا أم لا؟‬ ‫هـذه مـن مشـكلات العصـر‪ ،‬ولا يعـد الـدم الخـارج بسـبب هـذا حيض ًا‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة حامـل فـي الأشـهر الأولـى‪ ،‬وجاءهـا نزيـف‪ ،‬وعنـد ذهابها إلى‬‫=‬ ‫المستشفى أُجريت لها عملية ربط الرحم بسبب إسقاطها‪ ،‬وبعد العملية‬ ‫رأت صفرة ولم َتر الدم‪ ،‬وتركت الصلاة لذلك فما حكم تركها الصلاة؟‬ ‫إن كانت الصفرة بعد الدم فإن حكمها حكم ما قبلها‪ ،‬بدليل حديث السيدة‬ ‫‪57‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عائشـة ‪» :#‬لا تطهـر المرأة حتى تـرى القصة البيضـاء«‪ ،‬ودليل حديث أم‬ ‫نعد الصفرة والكدرة شـيئ ًا على عهد الرسـول !« أي شـيئ ًا‬ ‫عطية‪» :‬ما كَّناُّ‬ ‫زائد ًا‪.‬‬ ‫هل يجوز للزوج أن يجامع زوجته وهي في حالة الاستحاضة؟‬‫=‬ ‫نعـم‪ ،‬يجوز جماع المسـتحاضة لا الحائض وإنما كـره في حال فورة الدم‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة رأت الـدم لدقائق معدودة ثم انقطع عنها‪ ،‬ربما كان ذلك بسـبب‬‫=‬ ‫خوف‪ ،‬فهل عليها الغسل؟‬ ‫هذا مجرد اسـتحاضة‪ ،‬لأنه كان بسـبب خوف أو نحوه‪ ،‬فليس عليها غسـل‬ ‫الحيض‪ ،‬وإن اغتسلت فهو من باب الاحتياط فقط‪.‬‬ ‫في يوم من الأيام لاحظت خروج دم‪ ،‬ولا أعلم هل هو من جرح أو من‬‫=‬ ‫غيره؟ مع العلم أنه ليس في وقت الحيض ولا قريب ًا منه‪ ،‬فأرجو إيضاح‬ ‫ذلك‪ ،‬فأنا في قلق لذلك مع العلم بأنني غير متزوجة؟‬ ‫المرأة قد يخرج منها الدم لبعض أسباب النزيف‪ ،‬وهذا لا يبعث على القلق‬ ‫لأنه أمر طبيعي فطري‪.‬‬ ‫ما هو الفرق بين الحيض والاستحاضة؟‬‫=‬ ‫كثير من النساء تلتبس عليهن الاستحاضة بالحيض‪ ،‬مع أن النساء يجب‬ ‫نص على‬‫عليهـن أن يفرقـن بيـن الحيض والاسـتحاضة والنفاس‪ ،‬كمـاَّ‬ ‫ذلـك أهـل العلم‪ ،‬فـدم الحيض هو الـدم الطبيعي الذي تفـرزه الطبيعة‪،‬‬ ‫وهـو دم صحي يفرزه جسـم المرأة مـن قبلها‪ ،‬يخرج منهـا في مواقيت‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪58‬‬ ‫معينة‪ ،‬بشـرط أن تكون جاوزت سـن الصبا بحيث تكون قد بلغت تسع‬ ‫سـنوات أو زادت عليهـا وأن لا تكون بلغت سـن اليأس‪ ،‬فالذي يخرج‬ ‫مـن الصبيـة قبل أن تبلغ تسـع سـنوات أو الذي يخرج مـن المرأة التي‬ ‫بلغت سـن اليأس بحيث تكون جاوزت سـتين عام ًا ـ على المشـهور ـ‬ ‫ُيعد استحاضة ولا ُيعد حيض ًا‪ ،‬وكذلك الذي يأتي من الدماء غير متصف‬ ‫بصفة دم الحيض‪ ،‬ودم الحيض أسود غليظ له رائحة‪ ،‬فما كان رقيق ًا أو‬ ‫أحمـر أو لا رائحـة له فذلك لا يعتبر دم حيض إلا إن كان مسـبوق ًا بدم‬ ‫الحيـض مـن قبل‪ ،‬وكذلك إن جـاء في وقت يتعذر مجـيء الحيض فيه‬ ‫وذلـك عندمـا لا تسـتوفي أيـام طهرهـا المعتـادة على قـول جماعة من‬ ‫العلماء‪ ،‬أو لم تستوف ِ الأيام التي يمكن أن تكون طهر ًا لها‪ ،‬وأقل الأيام‬ ‫التي يمكن أن تأخذها وقت ًا لها في الطهر هي عشـرة أيام‪ ،‬فما كان دون‬ ‫عشـرة أيـام لا تمتنع المـرأة معه من الصلاة ولا الصيـام فأحرى بها ألا‬ ‫تمتنـع عن قـراءة القرآن‪ ،‬إذ هي متعبدة في أثناء اسـتحاضتها بأن ُتص ّلي‬ ‫الصلـوات المفروضة التي فرضها االله تعالى عليها‪ ،‬ومن المعلوم أن في‬ ‫الصـلاة قراءة للقرآن الكريم‪ ،‬والنبي ! قال‪» :‬إذا أقبلت الحيضة فدعي‬ ‫لها الصلاة‪ ،‬وإذا أدبرت فاغتسـلي وص ّلي«‪ ،‬أي إذا أقبلت أيامها المعتادة‬ ‫فلتتـرك الصـلاة فإن أدبرت فعليها أن تغتسـل وتص ّلي‪ ،‬وجـاء في رواية‬ ‫أعلهـا بعض العلماء أنه عليه الصلاة والسـلام قـال‪» :‬اتركي الصلاة أيام‬ ‫أقرائـك«‪ ،‬أي الأيـام التي اعتدتِ الحيض فيهـا‪ ،‬أما دم النفاس فهو الدم‬ ‫الخـارج علـى أثـر الـولادة وأكثره أربعـون يومـ ًا وفي أقله خـلاف بين‬ ‫العلماء‪ ،‬وهو كدم الحيض من حيث وجوب ترك الصلاة والصيام وعدم‬ ‫مباشرة الزوج لها في تلكم الفترة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪59‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪ô¡£dG äÉeÓYh TMHGƒàdG‬‬ ‫ما المقصود بالقصة البيضاء؟‬‫=‬ ‫هي الماء الأبيض الذي يخرج من مخرج الحيض نفسه بعد انتهاء الحيض‪،‬‬ ‫وهـذا المـاء يمكـن للمـرأة أن تعرفه ببعض الاعتبارات‪ ،‬فهو يشـبه السـوار‬ ‫الفضي الذي يلي جسم المرأة من حيث بياضه‪ ،‬ويشبه كذلك صوف ناصية‬ ‫كبش أبيض بعد غسله فإذا خرج هذا الماء من المرأة تعتبره طهر ًا لها‪ ،‬ونهاية‬ ‫حيضها‪ ،‬وعليها أن تغتسل وتصلي‪.‬‬ ‫ما المقصود بالجفاف؟ وكيف تطهر به المرأة؟‬‫=‬ ‫الجفاف هو أن ينقطع الدم وترى النقاء بدلاً من سيلان الدم‪ ،‬ولكن لا ترى‬ ‫القصـة البيضـاء‪ ،‬والجفاف مختلف فيـه‪ ،‬ولكن على المشـهور أن الجفاف‬ ‫عندمـا يكون عادة للمرأة بحيث لا تـرى القصة البيضاء وإنما ترى الجفاف‬ ‫فإنه يكون طهر ًا لها‪ ،‬ومن اعتادت الطهر بالجفاف فالقصة البيضاء طهر لها‪،‬‬ ‫ومـن اعتـادت الطهر بالقصة البيضاء لا يكون الجفـاف طهر ًا لها‪ ،‬بل يكون‬ ‫حكمه حكم التوابع‪ ،‬لأجل حديث السـيدة عائشـة ‪» :#‬لا تطهر المرأة من‬ ‫حيضها حتى ترى القصة البيضاء«‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪60‬‬ ‫قد تتغير صفة القصة البيضاء فتميل إلى الاصفرار‪ .‬فما حكم ذلك؟‬‫=‬ ‫تعتد بها‪.‬‬ ‫إن لم تكن بيضاء ناصعة فلاُّ‬ ‫إذا كانت تطهر بالقصة البيضاء ولكنها رأت جفاف ًا في أيام حيضها‪ ،‬ماذا‬‫=‬ ‫تصنع؟‬ ‫لا تلتفـت إلـى ذلك الجفاف ما دامت اعتـادت الطهر بالقصة البيضاء‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا كانت تطهر بالجفاف ورأته في أيام حيضها‪ ،‬ماذا تفعل؟‬‫=‬ ‫ما دامت تطهر بالجفاف واعتادت ذلك فإنها إذا رأته تغتسل وتص ّلي‪.‬‬ ‫إذا كانت تطهر بالجفاف ورأت القصة البيضاء‪ ،‬ماذا تفعل؟‬‫=‬ ‫إذا رأت القصة البيضاء فهي طاهر ولو كانت عادتها أن تطهر بالجفاف‪.‬‬ ‫امرأة ترى الجفاف بعد خمسة أيام‪ ،‬ثم بعد يومين ترى القصة البيضاء‪،‬‬‫=‬ ‫فمتى تغتسل وهذه عادتها دائم ًا؟‬ ‫إن كانـت اعتـادت ذلـك بحث تـرى الجفاف باسـتمرار ثم بعـد ذلك ترى‬ ‫القصـة البيضـاء فإنها تعول على الطهر بالجفـاف‪ ،‬ولكن يحتاط زوجها فلا‬ ‫تضيـع الصـلاة‪ ،‬لأن فريضة الصلاة‬‫يأتيهـا حتى تـرى القصة البيضـاء‪ ،‬لئلا ّ‬ ‫متيقنة وسـقوطها أمر مشـكوك فيه‪ ،‬فلا تعمل بالمشكوك فيه وتترك ما تيقن‬ ‫من أجله‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫تنـزل عنـدي القصـة البيضـاء دون أن أشـعر بها في بعـض الأحيان في‬‫=‬ ‫ملابسـي‪ ،‬فهل تصبح الملابس نجسـة لا تصح الصلاة بها‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫‪61‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫المـرأة تشـكو من كثرة خروج القصـة البيضاء‪ ،‬فمـاذا عليها أن تفعل؟‬ ‫وهل يجب عليها الغسل بسبب خروج هذا السائل؟‬ ‫هـذه من جملة الإفـرازات التي تخرج من المخرج الطبيعي‪ ،‬وكل ما يخرج‬ ‫يعد نجس ًا‪ ،‬فلذلك يجب على المرأة أن تتقي‬‫من إفرازات من ذلك المخرجُّ‬ ‫ذلك‪ ،‬وذلك بوضع عازل حتى لا يصيب ثيابها‪ ،‬وعندما تصاب ثيابها بمثل‬ ‫هـذه الأشـياء عليها أن تغسـل ذلـك الموضع الـذي أصابه شـيء من تلك‬ ‫الإفـرازات قبـل أن تصلي‪ ،‬وعليها أن تسـتنجي قبل الوضوء‪ ،‬ولا يلزمها أن‬ ‫تغتسل‪ ،‬لأن الغسل إنما يكون على أثر الحيض‪ ،‬وأما أثناء الطهر فلا يجب‬ ‫الغسل لخروج هذا السائل‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة تطهر بالقصة البيضاء ولهـا أيام معلومة‪ ،‬إذا لم َتر القصة البيضاء‬‫=‬ ‫بعد انتهاء أيامها بل رأت جفاف ًا‪.‬‬ ‫)أ( فهل تنتظر من سـاعة إلى أخرى إلى أن تكمل يوم ًا؟ وإذا اغتسـلت‬ ‫قبل ذلك ثم رأت القصة البيضاء بعد اغتسالها‪ ،‬هل تعيد غسلها؟‬ ‫إذا اغتسـلت قبـل ذلك فإنهـا تكون طاهـرة‪ ،‬وإعادة الغسـل بعدما ترى‬ ‫القصـة البيضـاء إنمـا هـو للاحتيـاط فقـط وليـس واجبـ ًا عليهـا‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫)ب( إذا لم تعد غسلها وصلت بالاغتسال الأول‪ ،‬ماذا عليها؟‬ ‫لا يلزمهـا أن تعيـد الغسـل وإنمـا ذلك من بـاب الاحتياط فقـط‪ ،‬وصلاتها‬ ‫مقبولة‪.‬‬ ‫)ج( إذا لم َتر القصة البيضاء أصلاً بعد اغتسالها‪ ،‬فهل تأثم لاستعجالها؟‬ ‫إن كانت اغتسلت بعد الانتظار فلا تأثم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪62‬‬ ‫)د( إذا رأت دمـ ًا أثنـاء انتظارهـا للقصـة البيضاء‪ ،‬هـل تكون في حكم‬ ‫الانتظار؟‬ ‫نعم‪ ،‬فإن مجيء الدم ينسخ انتظار التوابع‪ ،‬ويكون الحكم عندئذ ٍ للدم‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة تغتسـل من الحيض بعد رؤيتهـا الجفاف تمامـ ًا‪ ،‬ولكن في اليوم‬‫=‬ ‫التالي تنزل منها القصة البيضاء‪ ،‬فهل تغتسل بعد رؤيتها للقصة البيضاء‬ ‫أو بعد الجفاف؟‬ ‫جاء في الحديث‪ ،‬حديث عائشة ‪» :#‬لا تطهر المرأة من حيضها حتى ترى‬ ‫القصـة البيضاء«‪ ،‬واسـتثني مـن ذلك إذا كان عادتها الجفـاف‪ ،‬وبما أن هذه‬ ‫ترى الجفاف ثم ترى القصة البيضاء فإنها تنتظر القصة البيضاء‪ ،‬وإنما تطهر‬ ‫بالجفاف المرأة التي لا ترى القصة البيضاء‪.‬‬ ‫إذا انتهـت امـرأة من حيضتها وبعد أن اغتسـلت اكتشـفت بعد يوم من‬‫=‬ ‫غسـلها بـأن توابـع الحيض قـد أتتها مع اصفـرار أو قطـرة دم‪ ،‬فكيف‬ ‫تتصرف بعد أن اغتسلت هل تعيد غسلها مع فك الشعر؟‬ ‫حكم هذه التوابع حكم ما قبلها وليس لها أي أثر‪ ،‬هذا إن كانت اغتسـلت‬ ‫بعد أن رأت الطهر‪.‬‬ ‫امرأة انقطع عنها الدم بعد أربعة أيام وجاءها الجفاف ثم عاودها الدم ثم‬‫=‬ ‫جاءها بعد ذلك الجفاف ففي أي الحالتين تغتسل‪ ،‬وهل الكدرة في هذه‬ ‫الحالة حكمها حكم الدم‪ ،‬علم ًا بأنها تنقطع بالتدريج خلال عدة أيام؟‬ ‫إن كانـت مـن عادتهـا أن تطهـر بالجفاف فإن ذلـك الجفاف تعتبـره طهر ًا‪،‬‬ ‫ولكن كل دم تراه في خلال عشرة أيام إن لم تكن لها عادة تعده دم حيض‪،‬‬ ‫‪63‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لأنـه يمكن أن تتخلل أيام طهر في وسـط أيام الدم‪ ،‬والكدرة حكمها حكم‬ ‫مـن قبلهـا‪ ،‬فـإن كانت مسـبوقة دم فحكمها حكم الدم‪ ،‬وإن كانت مسـبوقة‬ ‫بطهر فحكمها حكم الطهر‪.‬‬ ‫امرأة عند انتهاء حيضها يأتيها الجفاف وبعد يومين ترى القصة البيضاء‬‫=‬ ‫فبأي علامة تعمل؟‬ ‫الأصـل فـي الطهر من الحيض أن يكون بالقصة البيضاء لا بالجفاف‪ ،‬وإنما‬ ‫الجفـاف للتـي لا تـرى القصة البيضاء‪ ،‬فـإن كانت لا تأتيهـا القصة البيضاء‬ ‫ويأتيهـا الجفـاف فعندئذ ٍ تأخذ بالجفاف‪ ،‬أما إن كانـت تأتيها القصة البيضاء‬ ‫رية حكمها‬‫فالجفـاف حكمه حكم التوابع‪ ،‬والتوابع كالصفـرة والكدرة وال َت ّ‬ ‫حكم ما قبلها‪ ،‬فما كان مسبوق ًا بدم فهو حيض‪ ،‬وما كان مسبوق ًا بطهر فهو‬ ‫طهر‪.‬‬ ‫إذا تشـابه على المرأة المعتادة طهرها بحيث لم يخرج شـديد البياض‪،‬‬‫=‬ ‫هل تغتسل أم تنتظر؟‬ ‫إن كان يميـل إلى الصفـرة فحكمه حكم الصفرة‪ ،‬والصفرة كما قال العلماء‬ ‫تنتظر ـ احتياط ًا ـ على أثرها مدة يوم وليلة‪ ،‬أي أربع ًا وعشرين ساعة ثم بعد‬ ‫ذلك تغتسل وتصلي‪ ،‬هذا إن لم َتر الطهر الصافي‪ ،‬وهو الذي تشبهه بالدرهم‬ ‫الصافـي أو بمـا يلـي يدهـا مـن سـوارها الفضـي كمـا ذكـر العلمـاء‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا كانت المرأة تطهر بالقصة البيضاء‪ ،‬ولكنها لم َتر القصة البيضاء في‬‫=‬ ‫ثلاث حيضات متتالية‪ ،‬هل يكون طهرها بالجفاف؟‬ ‫الأصـل أن المـرأة إن كانـت عادتها أن تطهر بالقصة البيضـاء فإنها لا تطهر‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪64‬‬ ‫بالجفـاف‪ ،‬وإن كانت تطهر بالجفاف فتطهر بالقصة البيضاء‪ ،‬ولكن مع هذا‬ ‫التكـرر قـد تنتقل عادتها عمـا كانت عليه إلى عادة أخـرى‪ ،‬فيكون الجفاف‬ ‫طهر ًا لها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫التي تطهر بالجفاف غالب ًا لا يكون لها أيام محدودة بالدقة‪ .‬فمثلاً أيامها‬‫=‬ ‫تكون سبعة أيام ولكنها ليست بالضبط فقد تنقص أو تزيد قليلاً‪.‬‬ ‫)أ(‪ :‬أحيان ًا ترى الجفاف فتغتسـل ثم ترى بعد ذلك بسـاعتين كدرة أو‬ ‫صفرة أو دم ًا وهذا يكون داخل السبعة الأيام فما يكون حكمها؟‬ ‫حكـم الصفـرة والكـدرة والترية حكم مـا قبلها‪ ،‬فإن كانت المـرأة اعتادت أن‬ ‫تطهر بالجفاف ورأته واغتسلت ثم رأت الصفرة بعد ذلك فإنها لا تلتفت إليها‪،‬‬ ‫وأمـا إن لـم تكـن لها عادة‪ ،‬وذلك بـأن تكون مثلاً تزيد أيامهـا أحيان ًا وتنقص‬ ‫أحيان ًا ولم تستقر لها عادة معينة فإن حكمها حكم المبتدئة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫)ب(‪ :‬إذا كانت ترى الجفاف في شـهر رمضان قبل الفجر فتغتسل‪ ،‬ثم‬ ‫تـرى فـي النهـار وهـي صائمـة كـدرة أو صفرة مـا حكمها ومـا حكم‬ ‫صومها؟‬ ‫لا تلتفت إلى ذلك بعدما تغتسل‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا رأت المرأة الطهر البين في أيام حيضها‪:‬‬‫=‬ ‫أولاً‪ :‬هل تنتظر يوم ًا ثم تغتسل أم تغتسل مباشرة؟‬ ‫عليها أن تغتسل مباشرة ولا تؤخر الصلاة‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬إذا كانت تطهر بالقصة البيضاء ولكنها رأت جفاف ًا في أيام حيضها‬ ‫ماذا تصنع؟‬ ‫‪65‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لا تلتفـت إلـى ذلك الجفاف ما دامت اعتـادت الطهر بالقصة البيضاء‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬إذا كانت تطهر بالجفاف ورأته في أيام حيضها ماذا تفعل؟‬ ‫ما دامت تطهر بالجفاف واعتادت ذلك فإذا رأته فإنها تغتسل وتصلي‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬إذا كانت تطهر بالجفاف ورأت القصة البيضاء ماذا تفعل؟‬ ‫إذا رأت القصة البيضاء فهي طهر ولو كانت عادتها أن تطهر بالجفاف‪.‬‬ ‫امرأة عادتها في الحيض خمسـة أيـام وتطهر بالجفاف وتعاودها القصة‬‫=‬ ‫البيضـاء بعـد يومين مـن طهرها وقبل تمام العشـر‪ ،‬فكيـف تتعامل مع‬ ‫القصة‪ ،‬وهل هناك فرق بين ما إذا أتتها القصة قبل العشر أم بعد؟ وهل‬ ‫تجمع الصلوات؟‬ ‫إن كانـت تـرى دم الحيض ثم ترى الجفـاف ثم ترى القصة البيضاء قبل أن‬ ‫ُتنهي عشـرة أيام فإنها تعتبر طاهرة بالقصة البيضاء وحكم الجفاف في هذه‬ ‫الحالة كحكم التوابع ـ الصفرة والكدرة والترية‪ ،‬أما إذا كانت لا ترى القصة‬ ‫إلا بعد الخروج من العشر فتعتبر الجفاف طهر ًا لها وتغتسل بعده ولا يعنيها‬ ‫شيء إذا رأت القصة البيضاء بعد ذلك في أيام طهرها‪.‬‬ ‫ترى المرأة مادة لزجة كلون الماء وتظنها القصة البيضاء‪ ،‬وتغتسـل من‬‫=‬ ‫الحيـض لرؤيتهـا هذا السـائل‪ ،‬وبعد فترة لا تتجاوز عدة سـاعات ترى‬ ‫القصة البيضاء‪ ،‬فماذا عليها أن تفعل؟‬ ‫إن كان هذا السائل مخالف ًا للقصة البيضاء فعليها أن تعيد الاغتسال‪ ،‬وأما إن‬ ‫كانـت مواصفاتـه مواصفات القصة البيضاء فخروج مـا بعده إنما هو امتداد‬ ‫لهذه القصة البيضاء‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪66‬‬ ‫فـي أيـام طهري يخـرج ماء لونه أصفـر فاتح‪ ،‬وبعـض الأحيان أبيض‪،‬‬‫=‬ ‫وعندما أريد أن أتطهر من الحيض يخرج ماء لونه أصفر يسـتغرق عدة‬ ‫سـاعات‪ ،‬وبعـد ذلك تخرج القصـة البيضاء بصعوبة جـد ًا‪ ،‬علم ًا بأنني‬ ‫أمسـح بالقطن للتأكد من القصة البيضاء بوضوح‪ ،‬وفي أغلب الأحيان‬ ‫تفوتنـي الصلـوات لأنني أنتظـر الماء الأبيـض‪ ،‬وأنا أخـاف أن تفوتني‬ ‫الصلاة‪ ،‬ماذا أفعل؟‬ ‫يتقدمها الدم‬ ‫الصفرة والكدرة وسائر التوابع حكمها حكم ما قبلها‪ ،‬فعندما ّ‬ ‫تكون تابعة للحيض‪ ،‬وعندما تأتي إثر الطهر ـ القصة البيضاء ـ تكون تابعة‬ ‫له‪ ،‬فالمرأة تنتظر حتى تنتهي هذه التوابع وعندئذ ٍ تتطهر بعدما ترى القصة‬ ‫البيضاء‪.‬‬ ‫مـا هـي الطريقـ ُة المثلى للتعـرف على ال ُطهـر الصحيح إن اشـتبه على‬‫=‬ ‫تطهر بالقصة البيضاء التفرقة بينها وبين توابع الحيض‪ ،‬وإن‬‫ُ‬‫المرأة التي‬ ‫فاتتها صلوات بسبب ذلك فما حكمها؟‬ ‫الطهر الصحيح هو السائل الأبيض الذي يشبه ريق الصائم‪ ،‬أو ما يلي جسم‬ ‫المـرأة مـن سـوارها الفضي‪ ،‬أو الصوف الأبيض المغسـول‪ ،‬فمـا كان بهذه‬ ‫الحالـة فهـو الذي يعتبـر طهر ًا ومـا كان دون ذلـك فحكمه حكـم التوابع‪،‬‬ ‫والتوابع حكمها حكم ما قبلها‪ ،‬وإن التبس الأمر عليها فلتستصحب الأصل‪،‬‬ ‫وأدى ذلك إلى لبس عندها بحيث ص ّلت صلوات‬‫ َّ‬‫فإن فعلت شيئ ًا غير ذلك‬ ‫بغيـر طهـر شـرعي بعدما تأكد طهرهـا‪ ،‬أو أنها أضاعت صلـوات فعليها أن‬ ‫تعيد تلك الصلوات التي لم تص ّلها بالوجه الشرعي أو التي أضاعتها بمضي‬ ‫وقتها ولم تص ّلها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪67‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امـرأة عادتها الجفاف ومـدة حيضها ‪ ٦‬أيام ولكن تعاني من أن الدم‬‫=‬ ‫ينقطع في اليوم الرابع ولا ترى شيئ ًا بعد هذا اليوم لا في الثوب ولا‬ ‫مـع البول ولكـن عندما تضـع ثوب عـلـى الموضع تــرى مخاط ًا‬ ‫مدميـ ًا‪ ،‬ويسـتمر لمـدة يوميـن وتجد فـي نفسـهـا حرج فـي تركها‬ ‫للصـلاة والعبـادة‪ ،‬فكيف تتصرف هـل تنتظر الجفاف التـام أم ماذا‬ ‫تفعل؟‬ ‫هـذا مـن التوابع وحكم التوابع حكم ما قبلها فهي إن لم تكن مسـبوقة بدم‬ ‫الحيـض فليسـت حيضـ ًا وإن كانـت مسـبوقة بـدم الحيـض فحكمها حكم‬ ‫الحيض‪.‬‬ ‫امرأة عدتها سـبعة أيام‪ ،‬وتطهر بالجفـاف‪ ،‬ويكون عندها الدم متواصلاً‬‫=‬ ‫في الثلاثة الأيام الأولى ثم ينقطع يومين تمام ًا وبعد يومين ترى التوابع‪.‬‬ ‫فما حكم ذلك اليومين؟‬ ‫إن كانت اعتادت ذلك فإن رؤيتها الجفاف في هذين اليومين هو بمثابة رؤية‬ ‫الطهر‪ ،‬بخلاف إن كانت اعتادت أن ترى القصة البيضاء‪.‬‬ ‫امـرأة عادتهـا فـي الحيض أربعة أيـام وفي اليوم الخامس لا ترى شـيئ ًا‬‫=‬ ‫سـوى صفرة قليلة‪ ،‬مع العلم بأنها لا تعتمد على القصة البيضاء‪ ،‬فهل‬ ‫تغتسل أم تنتظر مع هذا الإصفرار؟‬ ‫الصفـرة حكمهـا حكـم مـا قبلهـا‪ ،‬فإن كانـت مسـبوقة بـدم فحكمها حكم‬ ‫الحيـض‪ ،‬وإن كانت مسـبوقة بطهر فحكمها حكم الطهـر‪ ،‬وعلى هذا فهذه‬ ‫الصفرة حكمها حكم الطهر‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪68‬‬ ‫عدتها خمسـة أيام‪ ،‬وبعد أن طهرت بالجفـاف نزلت منها خيوط‬‫امـرأة ّ‬ ‫=‬ ‫سوداء ما حكم هذا؟‬ ‫إن كانـت اعتادت الطهـر بالجفاف فلا تلتفت إلى ذلك إن كان عاودها بعد‬ ‫اغتسـالها‪ ،‬أما إن كانت لا تطهر بالجفـاف وإنما تطهر بالقصة البيضاء فإنها‬ ‫تعتبر ذلك من الحيض‪.‬‬ ‫امرأة تنزل لها التوابع مع الكدرة والصفرة قبل يومين من الحيض‪ ،‬فما‬‫=‬ ‫حكم صلاتها في تلك الفترة؟ وهل تترك الصلاة؟‬ ‫لا تترك الصلاة‪ ،‬لأن التوابع حكمها حكم ما قبلها‪ ،‬فإن كانت مسبوقة بطهر‬ ‫فحكمها حكم الطهر‪ ،‬وإن كانت مسبوقة بدم فحكمها حكم ذلك الدم‪.‬‬ ‫امرأة عادتها سبعة أيام‪ ،‬وفي اليوم الثامن لا زالت الكدرة تأتيها‪ ،‬وربما‬‫=‬ ‫تسـتمر مـرات إلى اليوم التاسـع وأحيانـ ًا إلى اليوم الحادي عشـر‪ ،‬هل‬ ‫تغتسل بعد اليوم السابع أو في اليوم السابع مباشرة أم تستمر؟‬ ‫أولاً هل هذه العادة مسـتمرة بحيث ترى الكدرة في كل مرة؟ أو أنها كانت‬ ‫لهـا عـادة أن تطهر علـى رأس ثمانية أيام بالقصة البيضـاء أو بالجفاف ولم‬ ‫تكـن تـرى كدرة‪ ،‬ثم صارت الكدرة تحدث لها؟ فإن كانت معتادة أن تطهر‬ ‫بالقصة البيضاء أو بالجفاف إن لم تكن ترى القصة البيضاء ثم صارت بعد‬ ‫ذلـك تحدث لها الكـدرة ففي هذه الحالة تنتظر من أجـل هذه الكدرة يوم ًا‬ ‫وليلـة ـ أي أربع ًا وعشـرين سـاعة ـ على القول المشـهور عنـد أهل العلم‪،‬‬ ‫وبعد ذلك تغتسل وتص ّلي‪.‬‬ ‫وأمـا إن كانت من عادتها أن تسـتمر الكدرة معهـا متصلة بدم الحيض فإنها‬ ‫تعطي الكدرة حكم ما قبلها‪ ،‬لأن النبي ! يقول ـ كما في حديث عائشة ـ‬ ‫‪69‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫رضي االله تعالى عنها‪» :‬لا تطهر المرأة من حيضها حتى ترى القصة البيضاء«‪.‬‬ ‫بجانب حديث أم عطية‪ :‬ما كنا نعد الكدرة والصفرة شـيئ ًا على عهد رسـول‬ ‫االله !‪ .‬وقد جمع بين الحديثين ـ كما قلنا ـ بأنهن لم يكن يحسـبنها شـيئ ًا‬ ‫زائد ًا على الأصل‪ ،‬فإن كانت مسـبوقة بطهر فهي طهر‪ ،‬وإن كانت مسـبوقة‬ ‫بحيض فهي حيض‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة تغتسـل من الحيض بعد رؤيتهـا الجفاف تمامـ ًا‪ ،‬ولكن في اليوم‬‫=‬ ‫التالي تنزل منها القصة البيضاء‪ ،‬فهل تغتسل بعد رؤيتها للقصة البيضاء‬ ‫أو بعد الجفاف؟‬ ‫جـاء في حديث عائشـة ‪» :#‬لا تطهر المرأة مـن حيضها حتى ترى القصة‬ ‫البيضـاء«‪ ،‬واسـتثني مـن ذلـك إذا كان عادتهـا الجفاف‪ ،‬وبمـا أن هذه ترى‬ ‫الجفـاف ثـم ترى القصـة البيضـاء فإنها تنتظر القصـة البيضـاء‪ ،‬وإنما تطهر‬ ‫بالجفاف المرأة التي لا ترى القصة البيضاء‪.‬‬ ‫‪QÉ````¶àf’G‬‬‫=‬ ‫= إذا رأت المرأة الطهر وهي في مدة الانتظار فهل تطهر أم عليها إكمال‬ ‫مدة الانتظار؟‬ ‫بل تطهر‪ ،‬لأنها في الانتظار تنتظر الطهر لا غير‪.‬‬ ‫البين في أيام حيضها‪ ،‬هل تنتظر يوم ًا ثم تغتسـل‬‫إذا رأت المرأة الطهر ّ‬‫=‬ ‫أم تغتسل مباشرة؟‬ ‫عليها أن تغتسل مباشرة ولا تؤخر الصلاة‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪70‬‬ ‫تبين لها أنها مستحاضة‪،‬‬‫المرأة التي تنتظر مع الدم بعد أيام حيضها‪ ،‬ثم ّ‬‫=‬ ‫هل تعيد صلاة وصوم يومي الانتظار؟‬ ‫أمـا إعـادة الصيام فلا خلاف فيها‪ ،‬فالإجماع منعقد على أنها تعيد صيام أيام‬ ‫الانتظار كما تعيد صيام أيام الحيض‪ ،‬وإنما الخلاف في إعادة الصلاة‪ ،‬فمن‬ ‫اعتبر حكم أيام الانتظار حكم أيام الدم قال‪ :‬لا إعادة عليها‪ ،‬ومن اعتبر حكم‬ ‫أيام الانتظار غير حكم أيام الدم قال بوجوب الإعادة؛ واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫القاعدة التي اعتمد عليها صاحب النبراس هي أن أكثر الحيض عشـرة‬‫=‬ ‫أيام وأقله ثلاثة أيام‪ .‬فلماذا قال في الانتظار إن المبتدئة إذا اسـتمر بها‬ ‫يعد هذا خروج ًا عن القاعدة؟‬‫الدم بعد العشرة تنتظر لمدة يومين‪ .‬ألاُّ‬ ‫نعـم‪ ،‬هـذا الذي ذهب إليه أصحابنا من أهل المغرب‪ ،‬فهو المنصوص عليه‬ ‫نص‬‫فـي الإيضـاح وحواشـيه وفي الوضـع وحاشـيته والنيل وشـرحه‪ ،‬فقدَّ‬ ‫العلمـاء فيهـا على ما قاله صاحـب النبراس‪ ،‬والمشـارقة يذهبون إلى أنه لا‬ ‫بنـاء على أن أكثر الحيض عشـرة أيام‪ ،‬والـذي يبدو أن‬‫ً‬‫انتظـار بعد العشـرة‬ ‫الـرأي المغربـي في هذه المسـألة مبني على شـيء من الاحتياط خشـية أن‬ ‫بناء على رأي من يرى أن الحيض‬‫يكون ما زاد على العشـرة الأيام حيض ًا‪ً ،‬‬ ‫يزيـد على عشـرة أيام‪ ،‬فهم لمحـوا هذا الرأي ولو من بعيـد‪ ،‬كالقائلين بأن‬ ‫الحيض أكثره خمسة عشر يوم ًا‪ ،‬والقائلين بأن أكثره سبعة عشر يوم ًا‪ ،‬إلا أنه‬ ‫يترجـح عـدم الانتظار بعد عشـرة أيام نظر ًا إلى أن العشـرة هـي أقصى مدة‬ ‫الحيض‪ ،‬فلماذا يقال بالانتظار بعدها؟ واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫العدة بزيادة‬ ‫عدة معينة ثم تغيرت في إحدى المرات عنها ّ‬‫فـي امـرأة لها ّ‬‫=‬ ‫تقريبا تغير‬ ‫ً‬‫فدخلـت في انتظار الدم الخالص‪ ،‬وبعد مـرور يوم ونصف‬ ‫‪71‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الدم إلى توابع‪ ،‬ففي هذه الحالة هل تكمل بقية نصف اليوم في الانتظار‬ ‫فقط؟ أم تبدأ بحساب اليوم والليلة منذ رؤيتها للتوابع؟‬ ‫تكمل ما تبقى فحسب‪ ،‬وليس عليها أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫ما القول الراجح عندكم‪ ،‬هل على الحائض إعادة الصلوات التي تركتها‬‫=‬ ‫في أيام الانتظار؟‬ ‫لا‪ ،‬لأن أيام الانتظار أيام حيض‪.‬‬ ‫العدة عندي في الحيض‪ ،‬ولكن للأسف عندما أنتقل إلى السكن‬‫تنتظم ّ‬‫=‬ ‫فـي المعهد يتأخر عندي الطهـر‪ ،‬علم ًا بأنه يأتي الطهر بالقصة البيضاء‪،‬‬ ‫حيث إذا كان موعد اغتسـالي فـي الفترة ما بين صلاة الفجر إلى صلاة‬ ‫الظهـر‪ ،‬فقد يتأخر اغتسـالي إلى مـا بعد صلاة العشـاء‪ ،‬علم ًا بأن ذلك‬ ‫استمر مدة وجودي في السكن‪ ،‬وعندما أنتقل إلى بلدي لمدة قد تصل‬ ‫إلى عشرين يوم ًا ينتظم عندي الاغتسال؟‬ ‫يعد مشـكلة‪ ،‬لأن هذا التفـاوت لم يصل إلى التفـاوت بالأيام‪ ،‬ولا‬‫هـذا لاُّ‬ ‫عليك أن تغتسلي عندما ترين القصة البيضاء‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫أيامي في الحيض خمسـة أيام ولكن في اليوم الرابع يتوقف وفي اليوم‬‫=‬ ‫الخامس تخرج نقطة دم‪ ،‬ثم بعد ذلك لا أرى شيئ ًا فأتطهر‪ ،‬وفي الشهر‬ ‫الماضي في اليوم الرابع لم َأر شيئ ًا فانتظرت إلى اليوم الخامس كالعادة‬ ‫ولم َأر نقطة دم‪ ،‬فانتظرت إلى اليوم السادس فخرجت النقطة فتطهرت‪،‬‬ ‫وفي اليوم السابع خرجت مرة ثانية‪ ،‬إذ جامعني زوجي في اليوم السادس‬ ‫وبعد أن تطهرت وبعد ذلك خرج مرة ثانية في اليوم السابع‪ ،‬ما الحكم؟‬ ‫وماذا أفعل إذا انتظرت يومين أو ثلاثة أيام ولم تخرج النقطة من الدم‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪72‬‬ ‫وأنـا لا أصلـي ولا أصوم‪ ،‬ومن عادتي أن تخـرج نقطة الدم وبعد ذلك‬ ‫أتطهر‪ ،‬هل أقضي الصلوات أم ماذا؟‬ ‫عـدم خـروج نقطة الدم ليس هو بمانع من التطهر‪ ،‬فإن الدم ليس هو علامة‬ ‫طهر‪ ،‬وإنما هو علامة حيض يعطى حكم ما قبله‪ ،‬ولذلك لا يعتبر مشروط ًا‬ ‫فـي التطهـر‪ ،‬فعندما تأتي هـذه المرأة عادتها في الطهر ولـم َتر إلا ما كانت‬ ‫يتقدم ذلك الدم الذي عهدته‪ ،‬عليها أن تغتسل‬‫تراه في حال طهرها ولو لم ّ‬ ‫وتص ّلي‪ ،‬وتصوم إن كانت في وقت صوم‪ ،‬ولا يمنع في هذه الحالة زوجها‬ ‫أن يطأها‪ ،‬إذ لا يشرط جواز الوطء بخروج تلك النقطة من الدم‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة تطهر بالقصة البيضاء ولهـا أيام معلومة‪ ،‬إذا لم َتر القصة البيضاء‬‫=‬ ‫بعد انتهاء أيامها بل رأت جفاف ًا فهل تنتظر من ساعة إلى أخرى إلى أن‬ ‫تكمل يوم ًا في الحالات التالية‪:‬‬ ‫أولاً‪ :‬إذا اغتسلت قبل ذلك وص ّلت ثم رأت القصة البيضاء بعد اغتسالها‬ ‫هل تعيد غسلها؟‬ ‫إذا اغتسـلت بعـد الانتظار فإنهـا تكون طاهرة وإعادة الغسـل بعدما ترى‬ ‫القصـة البيضـاء إنما هـو للاحتياط فقط وليـس ذلك واجبـ ًا عليها‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬إذا لم تعد غسلها وصَّلت بالاغتسال الأول ماذا عليها؟‬ ‫كما سـبق بأنه لا يلزمها أن تعيد الغسـل وإنما ذلك من باب الاحتياط فقط‬ ‫فصلاتها مقبولة‪.‬‬ ‫‪73‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬إذا لم َتر القصة البيضاء أصلاً بعد اغتسالها فهل تأثم لاستعجالها‪.‬‬ ‫إن كانت اغتسلت بعد الانتظار فلا تأثم؟‬ ‫رابعـ ًا‪ :‬إذا رأت دمـ ًا أثنـاء انتظارها القصة البيضـاء هل تكون في حكم‬ ‫الانتظار؟‬ ‫نعم‪ ،‬فإن مجيء الدم ينسـخ انتظار التوابع ويكون الحكم عندئذ ٍ للدم‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪74‬‬ ‫‪¢SÉ```Ø`æ`dG‬‬ ‫عدة النفاس منذ خروج المولود أم منذ نزول الدم؟‬ ‫هل تبدأ ّ‬‫=‬ ‫المسألة فيها خلاف كثير‪ ،‬قيل عند انشقاق الهادي وذلك يعرف بخروج الماء‪،‬‬ ‫وقيـل بخـروج الدم‪ ،‬وقيـل بخروج بعـض الولد‪ ،‬وقيـل بخروج أكثـره‪ ،‬وقيل‬ ‫بخروجه جميع ًا‪ ،‬وقيل بخروج الثاني أو الثالث إن كانت حاملاً بأكثر من واحد‪،‬‬ ‫تعتد بما تراه من دم قبل ذلك وعليها الصلاة‪.‬‬ ‫وهذا هو الأكثر‪ ،‬وعليه فلا ّ‬ ‫ما قولك شـيخنا فيما يفعله كثير من الناس عند تمام الأربعين يوم ًا من‬‫=‬ ‫ولادة المولود وعند طهر النفساء من نفاسهن وهو قيامهم بغسل جميع‬ ‫ما في المنزل من الفرش والآنية والأرضية والأطفال‪ ،‬وتطهير كل شيء‬ ‫حتـى الجـو بخوصـة يقلبونها فيه أو نحـو هذا‪ ،‬وهم يفعلـون كل هذا‬ ‫اعتقاد ًا بأن النفسـاء قد نجسـت كل شـيء لامسـته فيجـب تطهيره من‬ ‫نجاسة نفاسها؟‬ ‫هذه بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار‪ ،‬فالنفساء لا ينجس منها‬ ‫حسية لا مخرج الدم فقط‪ ،‬وسائر جسمها طاهر من النجاسة‪ ،‬وكذلك‬‫ّ‬‫نجاسة‬ ‫ثيابها‪ ،‬وما هذا التشديد إلا غلو في الدين لم يأذن به االله‪ ،‬فليتق االله من صدر‬ ‫منه ذلك‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪75‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عن الحامل هل تترك الصلاة إذا رأت علامات الولادة؟‬‫=‬ ‫علـى القـول الصحيـح أن الحامـل لا تترك الصـلاة حتى يبـدأ المولود في‬ ‫الخروج‪ ،‬فحينئذ ٍ تترك الصلاة‪ ،‬فلا تترك الصلاة برؤية الفضلات التي تفرزها‬ ‫الطبيعة قبل وضع الحمل‪ ،‬وإنما تترك الصلاة بعدما يخرج جزء من المولود‪،‬‬ ‫فـإذا لـم تتمكن من الصلاة بكامل شـروطها وأركانها فتؤمـر أن تصلي كما‬ ‫أمكنهـا‪ ،‬ولكـن لـو قدرنا أنهـا لم تصل فعليهـا أن تقضي هـذه الصلاة بعد‬ ‫طهارتها من النفاس إن شاء االله‪.‬‬ ‫تصل ثلاثة أيام ولم يخرج دم‪ ،‬فماذا عليها؟‬ ‫ ِّ‬‫إذا أخذ المرأة الطلق ولم‬‫=‬ ‫لتعد صلواتها‪ ،‬وقد كان عليها أن تص ّلي ولو بالتكبير إن عجزت عن الصلاة‪.‬‬‫ّ‬ ‫إذا رأت النفساء الدم قبل الولادة بيومين فهل تص ّلي؟‬‫=‬ ‫نعم‪ ،‬ولا تعتبر بذلك الدم إلى أن تضع حملها‪.‬‬ ‫هل هناك آيات من الكتاب العزيز يمكن للمرأة أن تقرأها ليسهل االله لها‬‫=‬ ‫عملية الولادة؟‬ ‫لتقرأ سـورة الانشـقاق إلى قوله تعالى‪] ﴾ ; : 9 8 ﴿ :‬الانشـقاق‪،[٤ :‬‬ ‫ولتسأل االله تسهيل الولادة‪.‬‬ ‫ما هي نصيحتكم للمرأة أثناء الولادة وهي في حالة يمكن أن تفارق بها‬‫=‬ ‫الحياة؟‬ ‫عليها أن تتقي االله وأن تتوجه إليه وأن تسأله حسن الخاتمة‪ ،‬وعليها أن تسأله‬ ‫السلامة في الدنيا وألا تيئس من روح االله‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪76‬‬ ‫بعض النساء يصرخن وبصوت عال ٍ من آلام الولادة‪ ،‬فهل يرخص لهن‬‫=‬ ‫في مثل هذه الحالة؟‬ ‫هذه ضرورة‪ ،‬وماذا على المرأة أن تفعل إذا اضطرت؟ نسأل االله تعالى لهن‬ ‫اليسر والعافية‪.‬‬ ‫امـرأة انقطـع عنهـا دم النفاس فـي اليوم الثامن والعشـرين ثم أتاها مرة‬‫=‬ ‫أخرى قبل أسبوع من تمام الأربعين‪ ،‬فماذا تفعل في هذه الحالة؟‬ ‫إن لـم يكـن لها وقـت بحيث كانت مبتدئـة أو كان وقتها غيـر منتظم وكان‬ ‫حكمهـا حكم المبتدئة فإنها إن رأت الدم فيما دون الأربعين تعطيه للنفاس‬ ‫والنفاس أصل برأسه‪.‬‬ ‫في المرأة التي يأتيها النفاس لأول مرة‪:‬‬‫=‬ ‫البين بعد عشـرين يوم ًا فاغتسـلت‪ ،‬ثم رأت دم ًا بعد‬‫)أ( إذا رأت الطهر ّ‬ ‫عدة أيام لا تصل إلى عشر أيام‪ ،‬ما حكم هذا الدم؟‬ ‫إن كان هذا الدم لم يخرج عن حدود أربعين يوم ًا منذ ولادتها فهو دم نفاس‬ ‫تعده نفاس ًا كما قال‬‫ولو رأته بعدما اغتسلت وصلت‪ ،‬لأن ما دون الأربعين ّ‬ ‫العلماء‪ ،‬ما لم تكن لها عادة من قبل‪.‬‬ ‫)ب( إذا كانـت هـذه المـرأة ممـن تطهر بالجفاف فـي الحيض‪ ،‬ورأت‬ ‫جفاف ًا بعد عشـرين يوم ًا فاغتسـلت‪ ،‬وبعد عدة أيام لا تصل إلى عشـرة‬ ‫أيام رأت دم ًا‪ ،‬ما حكم هذا الدم؟‬ ‫حكمـه أنـه دم نفاس ما دام لم يتجاوز الأربعين يوم ًا منذ ولدت من أول‬ ‫مـرة‪.‬‬ ‫‪77‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امـرأة رأت دم النفاس لمدة أسـبوعين ثم بعد ذلـك رأت الصفرة حتى‬‫=‬ ‫الأربعين‪ ،‬فماذا عليها؟‬ ‫الصفرة حكمها حكم ما قبلها إن لم يكن لها وقت من قبل‪ ،‬أما إن كان لها‬ ‫وقت ومضى ذلك الوقت فإنها تنتظر للصفرة مدة أربع وعشرين ساعة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم من رأت دمـ ًا بعد تمام الأربعين من النفاس يشـبه دم الحيض حيث‬‫=‬ ‫سمعت من النساء أنها تسمى بحيضة الأربعين فتركت الصلاة لأجل ذلك؟‬ ‫تمر مدة الطهر المعهودة فإن عليها أن تغتسل‬ ‫بما أنها جاوزت الأربعين ولم ّ‬ ‫وتص ّلي‪ ،‬وإن تركت الصلاة فلتعد صلاتها‪.‬‬ ‫امرأة عدتها في النفاس أربعون يوم ًا في الطفل الأول‪ ،‬وفي الثاني جاءها‬‫=‬ ‫النفاس ‪ ٢٠‬يوم ًا فقط‪ ،‬ثم عاودها بعد عشـرة أيام من غسـلها وقبل أن‬ ‫تكمل الأربعين‪ ،‬فهل تعتبره نفاس ًا حتى تكمل الأربعين يوم ًا؟‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫سواء في‬ ‫ً‬‫هل يجوز للمرأة بعد عشرة أيام من ولادتها أن تصوم وتص ّلي‬‫=‬ ‫شهر رمضان أو بقية الأشهر؟‬ ‫إن انقطع عنها الدم ورأت القصة البيضاء‪ ،‬فعليها أن وتصلي‪ ،‬ولا يجوز لها‬ ‫أن تؤخر ذلك‪.‬‬ ‫في بعض حالات الحمل يأتي المرأة ما يشبه الدورة الشهرية وذلك في‬‫=‬ ‫كل شهر وحتى انتهاء الحمل‪ ،‬هل تعتبره استحاضة أم ماذا؟‬ ‫المشهور أن ذلك استحاضة وبه نأخذ‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪78‬‬ ‫امرأة نفساء دام بها الدم أكثر من أربعين يوم ًا‪ ،‬فهل عليها الانتظار أكثر‬‫=‬ ‫من ذلك؟‬ ‫بنـاء على أن أقصى مدة النفاس أربعـون يوم ًا فليس عليها الانتظار أكثر من‬‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة وضعت وأنهت أربعين يوم ًا بعد وضعها واغتسلت‪ ،‬ثم بعد أسبوع‬‫=‬ ‫من ذلك عاودها النزيف واستمر معها متقطع ًا لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر‪،‬‬ ‫فما حكم هذا الدم؟‬ ‫أمـا فـي مدة الطهـر فتحمله على أنه دم اسـتحاضة‪ ،‬وإذا جـاء الوقت الذي‬ ‫يمكـن أن تعتبـره حيض ًا مع مراعاة صفات دم الحيـض فإنها تجعله حيض ًا‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا وجـدت النفسـاء الطهر بعد شـهر مـن الولادة‪ ،‬ثم جاءهـا الدم بعد‬‫=‬ ‫خمسة أيام من الطهر‪ ،‬فما حكم هذا الدم؟‬ ‫إن كانـت هـذه الأيام التي جاء فيها الدم داخلة فـي وقتها المعتاد فعليها أن‬ ‫تعتبرها من أيام نفاسها‪ ،‬والتي ليس لها وقت تعتبر ما دون الأربعين هو من‬ ‫دم النفاس‪.‬‬ ‫إذا وجـدت النفسـاء النظافـة فـي أقـل مـن أربعيـن يوم ًا‪ ،‬هل يباشـرها‬‫=‬ ‫زوجها؟‬ ‫يؤمـر الرجـل أن يتجنب المرأة إلى أن تكتمل الأربعين يوم ًا‪ ،‬وهذا من باب‬ ‫الاحتياط‪.‬‬ ‫‪79‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امرأة أنجبت وبعد شهر رأت الطهر واغتسلت وبعد خمسة أيام جاءها‬‫=‬ ‫الدم مرة أخرى واستمر بها حتى جاوز الأربعين‪ ،‬فماذا تصنع؟‬ ‫لا تخلـو هـذه المـرأة إما أن تكون لها عادة في نفاسـها ـ والعادة إنما تثبت‬ ‫بثلاث مرات ـ أو لا تكون لها عادة‪ ،‬فإن لم تكن لها عادة فإن كل دم داخل‬ ‫الأربعين تجعله نفاس ًا ولو فصل بينه وبين ما قبله طهر‪ ،‬وهي إن رأت الطهر‬ ‫معتد به‪ ،‬ولكن عندما ترى‬‫ّ‬‫وجب عليها أن تغتسل وتص ّلي وتصوم وصيامها‬ ‫بعـد ذلـك الدم في خلال الأربعين فإنها تعطـي ذلك الدم للنفاس‪ ،‬أما الدم‬ ‫الـذي يـزد علـى أربعين يومـ ًا فلا تعتبره نفاسـ ًا فـي القول الأرجـح‪ ،‬عملاً‬ ‫بحديـث إحـدى الصحابيـات وأظنهـا أم عطية قالـت‪» :‬كنا نقعـد على عهد‬ ‫النبـي ! أربعيـن«‪ ،‬وكون الصحابي يفعل كذا في عهد الرسـول ! يعطى‬ ‫فعلـه حكـم الرفـع‪ ،‬ومعنى ذلـك أنه كان بتوجيـه من النبي عليـه وعلى آله‬ ‫وبناءا على ذلك فما زاد على الأربعين لا‬‫ً‬‫وصحبه أفضل الصلاة والسـلام‪،‬‬ ‫ُيعطى حكم النفاس‪ ،‬وإن كان هناك من يقول بأن النفاس يزيد عن الأربعين‬ ‫إلى ستين يوم ًا‪ ،‬ومنهم من قال إلى تسعين يوم ًا‪ ،‬ولكن هذا القول هو الذي‬ ‫د ّلت عليه هذه الرواية وهو الذي يؤخذ به عند تعارض الأقوال‪ ،‬وإن كانت‬ ‫معتادة فما جاءها بعد عادتها بخمسة أيام لا يعد شيئ ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة نفساء بعد أن اغتسلت من النفاس أتاها الحيض بعد مدة تقل عن‬‫=‬ ‫عشـرة أيـام‪ ،‬هل تعتبـره حيض ًا‪ ،‬لأنه حسـب علمنا أن أقـل مدة للطهر‬ ‫عشرة أيام؟‬ ‫لا بـد أن يكـون الطهـر الفاصل بين الدمين دم الحيـض ودم الحيض أو دم‬ ‫النفاس ودم الحيض عشرة أيام‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪80‬‬ ‫امرأة نفسـاء ترى الدم لمدة عشـر أيام ثم ترى طهر ًا لمدة خمسـة أيام‬‫=‬ ‫وهكـذا اسـتمرت الحالـة معها حتـى أكملـت أربعين يومـ ًا‪ ،‬فما حكم‬ ‫الخمسة الأيام التي ترى فيها الطهر؟‬ ‫تلـك الأيام من ناحية المباشـرة حكمها حكم الحيض‪ ،‬ومـن ناحية الصلاة‬ ‫والصيام فعليها أن تصلي وتصوم فيهن‪ ،‬واالله تعالى يتقبل صلاتها وصيامها‪.‬‬ ‫فيمن عدتها في النفاس ثلاثون يوم ًا‪ ،‬وفي نفاسـها السـابع اسـتمر الدم‬‫=‬ ‫بها أسـبوعين‪ ،‬ثم انقطع أسـبوع ًا كامـلاً‪ ،‬ثم راجعها ثانية واسـتمر بها‬ ‫خمسـة أيـام‪ ،‬فماذا يلزمها إن تركـت الصلاة في الأيـام التي رأت فيها‬ ‫الطهر؟‬ ‫عليها التوبة إلى االله وقضاء تلك الصلوات التي أضاعتها في الأيام التي رأت‬ ‫فيهـا الطهـر‪ ،‬فإنهـا عندمـا تـرى الطهـر تجـب عليهـا الصـلاة بـلا خلاف‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يختلف حكم دم المرأة التي أجهضت إن كان علقة أو مضغة؟‬‫=‬ ‫هذه المسألة تحتاج إلى بحث من ناحية طبية‪ ،‬أما الفقهاء فقد اختلفوا كثير ًا‬ ‫فيما تكون به المرأة نفسـاء‪ ،‬فمنهم من قال تكون نفسـاء حتى ولو أسقطت‬ ‫دم ًا‪ ،‬ومنهم من اشترط أن يكون هذا الدم غليظ ًا لا يختلط بالماء بحيث لو‬ ‫وضـع في ماء سـاخن لكان مسـتقلاً بنفسـه وله حيز‪ ،‬ومنهم مـن قال حتى‬ ‫تكـون مـا تضعه علقـة‪ ،‬ومنهم من قـال حتى تكون مضغـة‪ ،‬ومنهم من قال‬ ‫حتـى تكـون مضغة مخلقـة‪ ،‬ومنهم من قال لا تكون نفسـاء إلا إذا وضعت‬ ‫سـقط ًا كامل الخلقة‪ ،‬هذه الأقوال قالها العلماء المتقدمون‪ ،‬وبالنسبة لبعض‬ ‫المحققين المتأخرين فرق بين الأطوار وقال‪ :‬في الدم تبقى ثلاثة أيام‪ ،‬وفي‬ ‫‪81‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫العلقـة تبقـى سـبعة أيام‪ ،‬وفـي المضغة تبقـى أربعة عشـر يومـ ًا‪ ،‬والمضغة‬ ‫المخلقة واحد ًا وعشرين يوم ًا‪ ،‬وكامل الخلقة تبقى أربعين يوم ًا تاركة الصلاة‬ ‫إذا استمر بها الدم‪ ،‬ونحن نميل إلى هذا الرأي لأنه لا يعقل أن يكون وضع‬ ‫العلقة كوضع كامل الخلقة فلا بد أن تكون بينها فروق‪.‬‬ ‫ما الذي يجوز للزوج من الُّنفساء وقت نفاسها؟‬‫=‬ ‫يجوز له كل شيء إلا الجماع‪.‬‬ ‫امـرأة أجهضت وهي في شـهرها الثاني من الحمـل‪ ،‬وانقطع عنها الدم‬‫=‬ ‫بعد أسبوعين فما حكم ذلك؟‬ ‫تغتسـل وتصلـي‪ ،‬بـل إن كان ما أسـقطته دون المضغة فلا تنتظر أسـبوعين‬ ‫بنـاء على التفرقـة‪ ،‬لأن العلمـاء مختلفون في‬‫ً‬‫وعليهـا أن تص ّلـي قبـل ذلك‬ ‫السقط الذي تكون المرأة بعده نفساء‪ ،‬قيل‪ :‬تكون نفساء بالدم‪ ،‬وقيل‪ :‬بالدم‬ ‫الـذي لا يختلـط بالماء‪ ،‬وقيـل‪ :‬بالعلقة‪ ،‬وقيـل‪ :‬بالمضغة‪ ،‬وقيـل‪ :‬بالمضغة‬ ‫المخلقـة‪ ،‬وقيـل‪ :‬حتى يكون كامل الخلقة‪ ،‬وقيل‪ :‬حتى يكون مميز ًا هل هو‬ ‫ذكـر أم أنثـى‪ ،‬وأولـى الأقـوال مـن حيـث النظـر والقيـاس مـا ذهـب إليه‬ ‫تعتد له ثلاثة أيام‪ ،‬والعلقة‪ :‬سبعة أيام‪،‬‬ ‫القطب ‪ 5‬في شامله‪ ،‬وهو أن الدم ّ‬ ‫والمضغة‪ :‬أربعة عشر يوم ًا‪ ،‬والمضغة المخلقة‪ :‬واحد ًا وعشرين يوم ًا‪ ،‬وكامل‬ ‫الخلقة أربعين يوم ًا‪ ،‬هذا إن استمر بها الدم‪.‬‬ ‫كنت حاملاً في الشـهر الأول وأجضهـت وأُجريت لي بعد ذلك عملية‬‫=‬ ‫تنظيـف فـي أول أيام شـهر رمضان المبـارك‪ ،‬وبعد ذلـك أفطرت ثلاثة‬ ‫عشـر يوم ًا وأتممت صيامي وصلاتي‪ ،‬هـل تصح الصلاة والصيام رغم‬ ‫نزول الدم بشكل متقطع‪ ،‬وبعد تسعة وعشرين يوم ًا أتتني أوجاع العادة‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪82‬‬ ‫الشهرية ونزل الدم ولكن لونه أحمر‪ ،‬هل هو دم الدورة الشهرية أم هو‬ ‫دم اسـتحاضة؟ وهل أنا أعتبر نفسـاء وأقضي شـهر رمضان كاملاً؟ أم‬ ‫أصوم الأيام التي أفطرتها مع الصلاة؟ أم فقط أقضي الأيام التي أفطرتها‬ ‫دون قضاء الصلوات؟‬ ‫حقيقة الأمر أنا لا أدري ما الذي أجهضته هذه المرأة؟‪ ،‬هل أسـقطت جنين ًا‬ ‫كامل الخلقة‪ ،‬أو أسقطته مضغة مخ ّلقة أو مضغة غير مخلقة أو علقة أو غير‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد كان ينبغي أن ُي ّبين كيف كان هذا السـقط الذي أسـقطته‪ ،‬ومهما‬ ‫يكن فإن للعلماء اختلاف ًا كثير ًا‪ ،‬ولسـنا بحاجة إلى استعراض هذا الخلاف‪،‬‬ ‫ولكـن نقـول بأنهـا إن كانت رأت الطهـر وكان ذلك بعد ميقـات يمكن أن‬ ‫تعتبره ميقات ًا للنفاس حسـب ذلك السـقط الذي أسقطته‪ ،‬ثم رأت بعد ذلك‬ ‫الدم فإن ذلك الدم لا تعتبره شيئ ًا‪.‬‬ ‫علـى أن الـدم الفاتح أو الصفرة أو الكـدرة أو الترية ـ أي التوابع التي تتبع‬ ‫الـدم ـ حكمهـا حكـم ما كان قبلهـا‪ ،‬فإن كانت مسـبوقة بـدم فحكمها أنها‬ ‫حيض أو نفاس‪ ،‬وإن كانت مسبوقة بطهر فحكمها حكم الطهر‪ ،‬وهذا لأجل‬ ‫الجمـع بيـن حديـث أم عطيـة »كنا لا نعـد الصفرة والكـدرة شـيئ ًا في أيام‬ ‫رسول االله !«‪ ،‬وحديث أم المؤمنين عائشة رضي االله تعالى عنها‪» :‬لا تطهر‬ ‫المـرأة مـن حيضها حتى ترى القصـة البيضاء«‪ ،‬فمعنى »لا نعدها شـيئ ًا« أي‬ ‫شـيئ ًا زائـد ًا على الأصل‪ ،‬أما الـدم الفاتح الذي جاء بعد هـذا الطهر فإن له‬ ‫حكـم الاسـتحاضة‪ ،‬لأنه غير دم الحيـض‪ ،‬فدم الحيض دم أسـود ثخين له‬ ‫رائحة نتنة‪ ،‬كما جاء تعريفه بذلك في الحديث‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫أنـا امـرأة متزوجة وقد أجضهت طفلـي الأول وأصبت بنزيف دام أكثر‬‫=‬ ‫من شـهر مصحوب بآلام حادة‪ ،‬وبعد النزيف نزلت مادة سـوداء دامت‬ ‫‪83‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أكثر من أسبوع‪ ،‬فهل المدة التي استمرت أكثر من العادة الشهرية تسمى‬ ‫اسـتحاضة؟ وهـل يجوز الصلاة فيهـا والصوم؟ علم ًا بأن نـزول المادة‬ ‫السوداء كان في بداية شهر رمضان المبارك؟‬ ‫متـى كان هـذا النزيـف؟‪ ،‬هل هو علـى أثر الـولادة أو كان بعـد انقطاع دم‬ ‫النفاس؟ فإن كان على أثر الولادة فالدم الذي يخرج من المرأة بعد الولادة‬ ‫هـو دم نفـاس‪ ،‬ولكن هل كل وضع يترتـب عليه حكم النفاس إن تبعه دم؟‬ ‫هذه المسـألة ممـا اختلف فيه أهل العلم‪ ،‬فمن العلماء مـن قال‪ :‬بأن المرأة‬ ‫تنفس ولو وضعت دم ًا‪ ،‬أي ولو كان السـقط الذي أسـقطته دم ًا‪ ،‬ومنهم من‬ ‫قال‪ :‬لا يكون نفاس ًا إلا بالعلقة‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬حتى تكون علقة لا يذوبها‬ ‫الماء السـاخن‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬حتى يكون السـقط مضغة‪ ،‬ومنهم من قال‪:‬‬ ‫المضعة ُمخلقة‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬حتى يكون كامل الخلقة‪،‬‬‫حتـى تكون هذه ُ‬ ‫ومنهم من قال‪ :‬حتى يكون متميز ًا هل هو ذكر أم أنثى؟ ورأى قطب الأئمة‬ ‫رحمـه االله تعالـى أنه ينبغـي أن تراعى الأيـام التي يلحق فيهـا الدم من بعد‬ ‫الإسقاط بحكم النفاس حسب الأطوار التي يمر بها الجنين‪ ،‬فإن كان السقط‬ ‫دم ًا فثلاثة أيام‪ ،‬وإن كان علقة فسبعة أيام‪ ،‬وإن كان مضغة فأربعة عشر يوم ًا‪،‬‬ ‫وإن كان مضغة مخلقة فإحدى وعشـرون يوم ًا‪ ،‬وإن كان كامل الخلقة فمدة‬ ‫النفاس كلها وهي أربعون يوم ًا‪ ،‬وهذا لا يعني أنها يلزم أن تبقى هذه المدة‬ ‫لا تص ّلي‪ ،‬بل إذا رأت الطهر ولو من أول يوم عليها أن تغتسل وتصلي وإنما‬ ‫هـذا الكلام فيما إذا اسـتمر بها الـدم‪ ،‬أو راجعها الدم بعـد طهر فإنه يلحق‬ ‫بالـدم الأول الذي هو دم النفاس في حكمه قبل انتهاء المدة‪ ،‬بحسـب هذه‬ ‫المدد التي هي مبنية على الأطوار التي يمر بها الجنين‪ ،‬وعلى هذا فإنه ينظر‬‫ُ‬ ‫في هذا الدم فإن كان الجنين كامل الخلقة فما دون الأربعين يوم ًا فكله يعد‬ ‫مـن أيـام النفـاس ما دام الـدم الذي يخرج منهـا يمكن أن ُيعطـى حكم دم‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪84‬‬ ‫النفاس‪ ،‬وذلك بأن يكون كدم الحيض في طبيعته بحيث لا يكون رقيق ًا ولا‬ ‫فاتح ًا‪ ،‬هذا إن لم يكن مسبوق ًا بالدم الغليظ الأسود‪ ،‬فإن كان مسبوق ًا بذلك‬ ‫فمـا يتبعـه حكمه كحكمه‪ ،‬فعليها أن ُتراعي هـذه الجوانب‪ ،‬أما إن كان هذا‬ ‫النزيـف جـاء من بعد ما انتهت مدة النفاس فإنها فـي هذه الحالة تعتبر مدة‬ ‫حيضهـا إن كان يمكـن أن ُيحمل ذلـك الدم على أنـه دم الحيض‪ ،‬وما زاد‬ ‫على ذلك فتجعله استحاضة وتغتسل وتصلي‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫في بعض حالات الحمل يأتي المرأة ما يشبه الدورة الشهرية وذلك في‬‫=‬ ‫كل شهر وحتى انتهاء الحمل‪ ،‬هل تعتبره استحاضة أم ماذا؟‬ ‫المشهور أن ذلك استحاضة وبه نأخذ‪.‬‬ ‫امـرأة أصابهـا نزيـف أثنـاء الحمـل‪ ،‬فهل يجزيهـا الوضـوء للصلاة إذا‬‫=‬ ‫نصحتها الطبيبة بالراحة التامة؟ وهل يجوز لها الجمع في هذه الحالة؟‬ ‫نعم يجوز لها كلام الأمرين‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للمرأة النفسـاء أن تخـرج بعد ولادتها إلى السـوق بصحبة‬‫=‬ ‫زوجها ولزيارة بعض صديقاتها مثلاً؟‬ ‫لا مانع من ذلك‪ ،‬إذا لم يكن هناك ضرر على صحتها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫يحدث عند كثير من النساء في رمضان أنها إذا أحست بآلام الولادة في‬‫=‬ ‫الليـل ّبيتـت نية الإفطار وأصبحت مفطرة بحجـة أنها قد تلد في النهار‬ ‫وتضيع عليها اليوم فهي تأخذ الأمر من أوله ما حكم هذا التصرف؟‬ ‫هذا التصرف خاطئ ولكن لها أن تفطر بسبب المرض إن كانت تعاني تعب ًا‬ ‫من ذلك‪ ،‬لأن االله تعالى أباح الفطر للمريض مع القضاء‪.‬‬ ‫‪85‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫طهـرت امـرأة بعـد مضـي شـهر مـن ولادتها‪ ،‬فهـل يجـوز لزوجها أن‬‫=‬ ‫يجامعهـا؟ وإذا جامعها فما الحكم فـي ذلك؟ وهل يختلف الحكم إن‬ ‫كان لها عادة؟‬ ‫ينهـى عـن مجامعتهـا‪ ،‬كما جـاء في الرواية‪» :‬كنـا ننهى أن نأتي النسـاء قبل‬ ‫الأربعيـن«‪ ،‬وهذا مـن أجل الاحتياط‪ ،‬ولو جامعها فإن عليه أن يسـتغفر االله‬ ‫تعالـى‪ ،‬أما إن كانت لها عادة اسـتقرت لها بثـلاث مرات ففي الرابعة يجوز‬ ‫لهما أن يتجامعا بعد مضي المدة المعتادة‪.‬‬ ‫متـى يحـل للرجل أن يجامع زوجته في كل مرحلة من مراحل السـقط‬‫=‬ ‫)مضغة‪ ،‬علقة وهلم جرا(‪ ،‬نرجو التفصيل؟‬ ‫تعتد بما خرج وتعتبر نفسها نفساء‪ ،‬فقيل‪ :‬بأنها‬ ‫اختلف العلماء كثير ًا متى ّ‬ ‫تعتد بالعلقـة‪ ،‬وقيل‪ :‬حتى لا‬ ‫تعتـد بالـدم الذي لا يختلـط بالماء‪ ،‬وقيل‪ّ :‬‬‫ّ‬ ‫يذوبهـا المـاء‪ ،‬وقيل‪ :‬تعتـد بالمضغة‪ ،‬وقيل‪ :‬حتى تكـون مضغة مخ ّلقة‪،‬‬ ‫وقيـل‪ :‬حتـى يكون كامل الخلقة‪ ،‬وقيل‪ :‬حتى يكـون متميز ًا هل هو ذكر‬ ‫أو أنثـى؟ وذهـب القطب ‪ 5‬إلى التفريق وهذا من باب الاستحسـان‪،‬‬ ‫ونحن نستحسـن ما يستحسـنه‪ ،‬وذلك لأنه لا بد من فارق في الدم بقدر‬ ‫الاختلاف في المدة؛ لأن النفاس إنما هو احتباس لدم الحيض في ّإبان‬ ‫الحمـل فيخرج مـا احتبس‪ ،‬لذلك فرق القطب فقال في الدم مدته ثلاثة‬ ‫أيـام‪ ،‬وقـال فـي العلقة سـبعة أيام وفي المضغـة أربعة عشـر يوم ًا‪ ،‬وفي‬ ‫المضغـة المخلقة واحد وعشـرون يوم ًا‪ ،‬وفي كامـل الخلقة المدة كلها‪،‬‬ ‫هـذا كلـه إذا اسـتمر الدم‪ ،‬ونحن نستحسـن هذا الرأي الـذي ذهب إليه‬ ‫القطب‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪86‬‬ ‫نرى بعض الأزواج يتجاهلون زوجاتهم أثناء فترة الحيض والنفاس فلا‬‫=‬ ‫يقتربون منهن ولا يجلسون معهن‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫هذا عائد إلى الجهل‪ ،‬فإن النبي ! كان يشرب من الإناء الذي تشرب منه‬ ‫امرأتـه وهي حائـض‪ ،‬ويضع فاهه حيثما وضعت فاههـا‪ ،‬وكان يدخل معها‬ ‫فـي لحـاف واحد وهـي حائض‪ ،‬وكان يقول لعائشـة ناولينـي الخمرة وهي‬ ‫حائض‪ ،‬وعندما تقول له إني حائض يقول لها‪» :‬ليسـت حيضتك في يدك«‪،‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فلا يمنع أن يجلس الرجل بجنب امرأته أو أن يؤنسها أو أن يقبلها‬ ‫أو أن يضمها في فترة الحيض‪.‬‬ ‫توجد عادة غريبة عند بعض الناس وهو أن النفسـاء لا تنام مع زوجها‬‫=‬ ‫فـي فـراش واحد‪ ،‬وإنما تعزل في غرفة إلى أن تنتهي فترة نفاسـها‪ ،‬فما‬ ‫الحكم في ذلك؟‬ ‫هذا من جملة الغلو في دين االله تعالى‪ ،‬فاالله تعالى لم يشرع ذلك‪ ،‬ولا معنى‬ ‫لهذا الاعتزال‪ ،‬فالحائض والنفسـاء إنما يؤمر باعتزال جماعهما‪ ،‬وهو معنى‬ ‫قولـه تعالـى‪] ﴾ z y x w ﴿ :‬البقـرة‪ ،[٢٢٢ :‬ولا يعنـي ذلك‬ ‫الاعتـزال فـي النوم أو في المأكل والمشـرب فإن ذلك مما لا أصل له قط‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪87‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪π```°ù` ̈dG‬‬ ‫‪¢†«`ëdG ø`e π`°ù ̈dG‬‬‫=‬ ‫= هل من الواجب على المرأة أن تتلفظ بالنية في حال الغسل من الجنابة‬ ‫أو الغسل من الحيض؟‬ ‫النية هي القصد بالقلب وليس التلفظ من النية في شـيء‪ ،‬فإن أحدنا يقول‪:‬‬ ‫نويت أن أزور فلان ًا ولا يعني هذا أنه تحدث بأنني سأزور فلان ًا‪ ،‬وإذا قلت‬ ‫لأحد‪ :‬كنت بالأمس نويت زيارتك‪ ،‬فمعنى ذلك عقدت العزم على زيارتك‬ ‫ولا يعنـي ذلـك أنني كنت أتحدث بأنني سـأزور فلان‪ ،‬والنية هي إخلاص‬ ‫العمـل الله والأخـلاص إنما هو ممـا تنطوي عليه النفس ويكـون بين حنايا‬ ‫الضميـر وليـس ذلـك بالتحدث‪ ،‬ولـو كان الإخلاص بالحديـث فما أهون‬ ‫على الإنسـان أن يقول أخلصت هذا العمل الله ولو أراد به في قرارة نفسـه‬ ‫بالنيات وإنما لكل امرىء ما‬ ‫غير وجه االله‪ ،‬والنبي ! يقول‪» :‬إنما الأعمال ّ‬ ‫نـوى فمـن كانت هجرته إلـى االله ورسـوله فهجرته إلى االله ورسـوله‪ ،‬ومن‬ ‫كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه«‪،‬‬ ‫فهذا الذي هاجر إلى االله ورسوله إنما نوى في قرارة نفسه أن تكون هجرته‬ ‫خالصـة لوجه ربه سـبحانه وتعالى ولا يعني ذلك أنـه يتحدث بنيته بحيث‬ ‫يقول‪) :‬نيتي بأن أهاجر إلى االله ورسوله(‪ ،‬وكذلك الذي نوى أن ُيهاجر من‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪88‬‬ ‫أجـل دنيـا يصيبها أو امرأة يتزوجها لا يعني ذلك أنه يتحدث بأنني قصدت‬ ‫أن أنـال مـن الدنيـا كـذا أو أن أتزوج فلانـة‪ ،‬وفي عهد النبـي ! لم يكن‬ ‫النيات‪ ،‬وإنما‬‫النـاس يعرفـون الألفاظ التي ينطق بهـا من أجل التعبير عـن ّ‬ ‫كانت النية عندهم أن ُيخلص الإنسـان قصده في عمله الذي يعمله بحيث‬ ‫لا يريـد بـه إلا وجه االله سـبحانه وتعالـى‪ ،‬وهذا الـذي درج عليه الصحابة‬ ‫رضـي االله تعالـى عنهم والتابعون لهم بإحسـان‪ ،‬وإنما حدثت هذه الألفاظ‬ ‫بعد ذلك بفترة عندما أخذ الناس يغرقون في الجهل ودخلت في الإسـلام‬ ‫أمـم ليسـت عندها دراية عن حقيقة تعاليم الإسـلام فأريـد أن ُتقرب إليهم‬ ‫حقيقـة النيـة بترجمتها إلـى ألفاظ حتى يسـتحضروا في قرارة نفوسـهم ما‬ ‫يتحدثـون به بألسـنتهم‪ ،‬وما قال أحد بأن هذه الألفـاظ واجبة‪ ،‬يقول الإمام‬ ‫السالمي في جوهر النظام‪:‬‬ ‫لا بالمقـال والتـلـفظـات‬‫بالنيـات‬ ‫وإنـمـا الأعمـال ّ‬ ‫ومما يؤسف له أن الفقهاء أرادوا بهذه الألفاظ أن تكون وسيلة لاستحضار‬ ‫النية‪ ،‬ولكن الناس شغلتهم الوسيلة عن المقصد فضاع المقصد في خضم‬ ‫العنايـة بالوسـيلة‪ ،‬فلذلـك نحـن ندعـو الناس إلـى أن يكتفوا باسـتحضار‬ ‫إخلاص ذلك العمل الذي يعملونه لوجه االله تعالى وأن ينوي الإنسان في‬ ‫قرارة نفسه إن كان يغتسل أنه يرفع الحدث الأكبر وإن كان يتوضأ أنه يرفع‬ ‫الحدث الأصغر مع إرادة امتثال أوامر االله تعالى وطاعته‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل لا بد عند الاغتسـال من الحيض أو غيره أن تغسـل الأعضاء جزء ًا‬‫=‬ ‫جزء ًا أم يكفي صب الماء على جميع أجزاء الجسم وقراءة المعوذة؟‬ ‫أولاً نريـد أن ننبـه على القراءة‪ ،‬فالقراءة غير مشـروعة في حال الاغتسـال‪،‬‬ ‫إنما النية هي القصد بالقلب‪ ،‬فالإنسان مطالب أن ينوي بغسله رفع الحدث‬ ‫‪89‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الأكبر‪ ،‬إذا كان غسلاً من حيض أو جنابة أو نفاس‪ ،‬ولا يعني ذلك أن عليه‬ ‫أن يتلفظ بلسانه‪ ،‬وإذا عمم جميع جسده بالماء مع الفرك أجزى ذلك سواء ًا‬ ‫فـي غسـل الجنابة أو في غسـل الحيـض‪ ،‬وإنما على المرأة في غسـلها من‬ ‫الحيض أن تنقض ضفائرها ولا يلزمها في الغسل من الجنابة‪ ،‬بل يكفيها أن‬ ‫تعرك هذه الظفائر بالماء‪.‬‬ ‫ما الحكم فيمن أخطأت أثناء غسلها في الترتيب؟‬‫=‬ ‫الترتيـب لـم تثبت به ُسـَّنة الَّلهـم إلا بين الرأس وسـائر الجسـد‪ ،‬فلا حرج‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫هل هناك كلمات تتم قراءتها عند الغسل أو الطهارة من الحيض‪ ،‬وهل‬‫=‬ ‫هذا واجب أو تتم الطهارة بإسالة الماء فقط؟‬ ‫النيـة هـي القصـد بالقلب وهـي عقد العزم على فعل الشـيء تقربـ ًا إلى االله‬ ‫وأداء ًا للواجب الذي فرضه االله‪ ،‬وليست النية هي التلفظ باللسان‪ ،‬فالواجب‬ ‫اسـتحضار النية‪ ،‬بحيث تستشـعر المرأة أنها ُتقدم على الغسـل من الحيض‬ ‫أداء ًا لما فرضه االله تعالى عليها من الطهارة‪.‬‬ ‫هل يجب الترتيب في الاغتسال من الحيض؟‬‫=‬ ‫اختلـف العلمـاء في وجـوب الترتيب في الاغتسـال من الحيـض والنفاس‬ ‫والجنابة‪ ،‬قيل بأن الترتيب مسنون وليس بواجب‪ ،‬وقيل يجب ما بين الرأس‬ ‫وسـائر الجسـد‪ ،‬أما ما عدا ذلك فلا يجب‪ ،‬ولا ريب أن الإنسـان يستحسن‬ ‫يقدم الأعلى على الأسفل‪ ،‬والميامن على المياسر‪ ،‬سواء ًا في الغسل‬‫له بأن ّ‬ ‫من الحيض أو النفاس أو الجنابة‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪90‬‬ ‫امرأة كانت تغتسل من الحيض من غير أن تتمضمض أو تستنشق جهلاً‬‫=‬ ‫منها‪ ،‬ما حكم صلواتها الماضية؟‬ ‫ُتعذر فيما مضى من أجل أنها كانت تتمضمض وتستنشق عندما تتوضأ‪.‬‬ ‫إذا أخطـأ المغتسـل مـن حـدث أكبـر فـي الترتيب ناسـي ًا‪ ،‬أو نسـي أن‬‫=‬ ‫يتمضمض أو يستنشق أثناء الغسل أو سها عن غسل الجسد من السرة‬ ‫إلى الركبة‪ ،‬فهل عليه أن يعيد الاغتسـال أم يكفيه أن يقوم بغسـل ما قد‬ ‫سها عنه ثم يكمل الاغتسال؟‬ ‫يكفيه أن يأتي بما سها عنه ويتقبل االله تعالى منه‪.‬‬ ‫هل يجوز الصلاة بوضوء الغسل من الجنابة أو الحيض؟‬‫=‬ ‫لا مانع من ذلك إن لم ينتقض‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم التي كانت تجهل أن المضمضة والاستنشاق من لوازم الغسل‬‫=‬ ‫ومضت عليها سنون على ذلك؟‬ ‫إن كانت تتوضأ للصلاة وتتمضمض للوضوء بعد الاغتسال من الحيض أو‬ ‫الاغتسال من الجنابة فنرجو أن يكون ذلك مجزئ ًا لها إن شاء االله‪.‬‬ ‫هل يجوز استخدام مادة أخرى للغسل في موضع النجاسة غير السدر؟‬‫=‬ ‫هذه المادة غير معروفة في غُسل أي نجاسة‪ ،‬إن كان المقصود به الاغتسال‬ ‫من الحيض فأنا أريد أن أنبه أن جسـم الحائض غير نجس‪ ،‬وإنما الموضع‬ ‫الـذي يصيبـه الدم هو الذي يتنجس‪ ،‬أما سـائر جسـمها فهـو طاهر‪ ،‬فعرقها‬ ‫طاهر وثيابها طاهرة إلا ما مسه الدم منها‪ ،‬وما يعتقده كثير من الناس من أن‬ ‫المرأة الحائض تكون نجسـة‪ ،‬وأن الجنب سـواء ًا كان رجلاً أو امرأة نجس‬ ‫‪91‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هو غير صحيح‪ ،‬وإنما هو ُمحدِث‪ ،‬والحدث حدثان‪ :‬الحدث الأصغر وهو‬ ‫مـا أوجـب الوضـوء‪ ،‬والحـدث الأكبـر وهو ما أوجب الغسـل وهو غسـل‬ ‫تعبـدي لا لنجاسـة الجسـد‪ ،‬كمـا أن البذي يغسـل أعضاءه فـي الوضوء لا‬ ‫يغسـلها لأجل تطهيرها من نجاسـة لابستها‪ ،‬ولكنه أمر تعبدي‪ ،‬فكذلك هذا‬ ‫الغسـل أمـر تعبـدي ولا مانع بعد إتمام الغسـل من الجنابـة أو الحيض من‬ ‫استعمال منظفات للجسم كالصابون وغيره‪.‬‬ ‫هل من الضروري غسل الشعر عند الاغتسال من الحيض بالسدر؟‬‫=‬ ‫يقوم مقام السدر الصابون ونحوه من المنظفات‪.‬‬ ‫امرأة حاضت في وقت الظهر‪ ،‬هل يجب عليها الاغتسال وقت الظهر؟‬‫=‬ ‫تغتسـل عندما ترى الطهر فور ًا‪ ،‬ولا تتقيد بوقت‪ ،‬فعندما ترى الطهر ولو لم‬ ‫تمـض ِ مـدة الحيض المعتادة يجب عليها أن تغتسـل وتص ّلي‪ ،‬وإن كانت لا‬ ‫تنتقل إلى ذلك الوقت بالنزول ما لم يتكرر‪ ،‬ولا يباح لها أن تؤخر الاغتسال‬ ‫ولتصل‬ ‫ ِّ‬‫حتى يخرج وقت الصلاة‪ ،‬فإن رأت الطهر في وقت الظهر فلتغتسل‬ ‫ولتصل أيض ًا‪.‬‬ ‫ ِّ‬‫الظهر‪ ،‬وإن رأت الطهر قبل ذلك فلتغتسل‬ ‫التبيـن من الطهارة لدم الحيض بعد صلاة العشـاء ولم َتر‬ ‫امـرأة أرادت ّ‬‫=‬ ‫الطهر وذهبت إلى النوم لأنها تقوم للعمل في الصباح‪ ،‬وقبيل الفجر قام‬ ‫أحد أقاربها بإيقاظها وقت السـحر ولكنها لم تسـتيقظ لاسـتغراقها في‬ ‫النـوم‪ ،‬وبعـد أذان الفجـر قامت لتغتسـل وهـي على يقين بـأن الطهارة‬ ‫كانت قبل صلاة الفجر وصامت ذلك اليوم وقضته كذلك‪ ،‬فهل تلزمها‬ ‫الكفارة لأنها لم تغتسل قبل الأذان؟‬ ‫لا كفارة عليها‪ ،‬أما أولاً‪ :‬لأنها استصحبت الأصل‪ ،‬واستصحاب الأصل من‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪92‬‬ ‫الأمور المعتمدة عند الفقهاء والأصوليين‪ ،‬والأمر الثاني أن الكفارة من أجل‬ ‫إضاعـة الصيـام بالحدث الأكبـر لا تجب‪ ،‬لأن هـذه المسـألة مختلف فيها‬ ‫والكفـارة حكمهـا حكـم الحـد‪ ،‬فكمـا أن الحـد يـدرأ بالشـبهات فكذلك‬ ‫الكفارات تدرأ بشبهات الخلاف‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة جاءها الحيض ليلاً‪ ،‬واغتسـلت قبيـل العصر مع أنها رأت الطهر‬‫=‬ ‫صباحـ ًا‪ ،‬بحجـة أنها كانت في العمل‪ ،‬وبعـد عودتها إلى البيت بنصف‬ ‫ساعة اغتسلت فما هو الحكم فيما فعلت؟‬ ‫أساءت‪ ،‬وعليها أن تص ّلي الظهر والعصر مع ًا‪.‬‬ ‫نحن طالبات في المدرسة نعود للبيت الثانية والنصف ظهر ًا بعضنا كان‬‫=‬ ‫عليهـا الاغتسـال مـن الحيـض قبـل الظهـر ولكـن نظـر ًا لوجودها في‬ ‫المدرسـة تضطـر لتأخيـر ذلـك إلى سـاعة رجوعها للمنزل ثم تغتسـل‬ ‫وتص ّلي الظهر‪ .‬ما حكم ذلك وهل تعتبر آثمة والحال كما علمتم؟‬ ‫إن كانت رأت وقت الظهر متطرف ًا‪ ،‬فلتغتسل ولتجمع بين الظهر والعصر مع‬ ‫الإتمام من غير قصر إن لم تكن في حالة سفر‪.‬‬ ‫ما حكم الشعر المتساقط من المرأة عند الغسل‪ ،‬وماذا تصنع به؟‬‫=‬ ‫حكمه حكم سـائر الشـعر‪ ،‬أما كونه نجس ًا فلا‪ ،‬لأن جسم المسلمة والمسلم لا‬ ‫ينجس‪ ،‬والحيض لا يعني نجاسة في سائر الجسم‪ ،‬إلا موضع النجاسة‪ ،‬ولذلك‬ ‫كان النبي ! يقول للسيدة عائشة ‪» :#‬ناوليني الخمرة« وهي في حالة حيض‪،‬‬ ‫وتقـول‪» :‬يا رسـول االله إنـي حائض«‪ ،‬فيقول لها‪» :‬ليسـت حيضتـك في يدك«‪،‬‬ ‫وكانـت تتعـرق العظم الـذي فيه اللحم فيتعرقـه النبي ! أيضـ ًا حيث تعرقت‬ ‫بحيث يضع فاه حيث وضعت فاهها وهي في حالة الحيض‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وهو دليل‬ ‫‪93‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫بأن جسمها ليس نجس ًا‪ ،‬ولكن على المرأة أن تخفي شعرها‪ ،‬فلذلك تؤمر بدفنه‬ ‫أو إخفائه‪ ،‬كما أن على الرجل أن يخفي الشعر الذي هو في محل العورة‪.‬‬ ‫إذا طهـرت المـرأة مـن حيضهـا وكان بها جـرح في رأسـها يتضرر إذا‬‫=‬ ‫أصابـه بالمـاء‪ ،‬فغسـلت موضـع النجاسـة والرجليـن‪ ،‬وتيممـت لبقية‬ ‫الأعضاء جهلاً منها بوجوب غسـل الأعضاء الصحيحة‪ ،‬وبأن التيمم لا‬ ‫يشـرع إلا للمريـض الذي يتضرر بالغسـل‪ ،‬فمـاذا يلزمها؟ علمـ ًا بأنها‬ ‫اغتسلت بعد أن برأ الجرح الذي برأسها؟‬ ‫إذا لم تغتسل المرأة الغسل المفروض من حيضها وص ّلت مع تقصيرها في‬ ‫الغسل لزمها قضاء جميع الصلوات التي ص ّلتها ولو طالت المدة‪ ،‬والخلاف‬ ‫في الكفارة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫عنـد بعـض النسـاء عادة منتشـرة وهي أن النفسـاء إذا طهـرت في يوم‬‫=‬ ‫الجمعة لا تغتسل باعتقادهم أنها إذا اغتسلت جف حليبها‪ ،‬وكذلك يوم‬ ‫تبين لنا الصواب؟‬ ‫السبت والأربعاء‪ ،‬نرجو أن ّ‬ ‫هذه عادات أهل الجهل الذين لا يفرقون بين الوهم والحقيقة ولا بين الحق‬ ‫والباطـل ولا بيـن الضـلال والهـدى‪ ،‬فلا يجوز اتبـاع هذه العـادات‪ ،‬وإنما‬ ‫يجب على المرأة أن تحرص على تطبيق حكم االله‪ ،‬فعندما تطهر عليها فور ًا‬ ‫أن تتطهر‪ ،‬وليس لها أن تفعل خلاف ذلك‪.‬‬ ‫بعـد أيـام من اغتسـالي من الحيض تأتيني شـكة وهي ألـم في الجانب‬‫=‬ ‫علي الاغتسال مثل الاغتسال‬‫الأيسر وبعد الألم يأتيني دم خفيف‪ ،‬فهلَّ‬ ‫من الحيض؟‬ ‫هـذا ليـس حيضـ ًا‪ ،‬وإنما هو دم غير صحي ناشـئ عن علـة‪ ،‬وينبغي أن‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪94‬‬ ‫تعـرض المـرأة هذه العلـة على طبيبات متخصصات‪ ،‬وهنـا أريد أن أنبه‬ ‫على شيء حتى لا يبقى شيء من الإشكال‪ ،‬وهو أن العلماء اختلفوا في‬ ‫المـرأة التي لها عـادة معينة تحيض فيها مثل ثلاثة أيـام أو أربعة أيام أو‬ ‫خمسة أيام‪ ،‬ولكن بعد ما استقرت لها عادة صار الدم يرجع إليها بعدما‬ ‫تغتسـل‪ ،‬فهل تعد ذلك حيض ًا أم لا؟ علماؤنا من أهل المغرب قالوا إن‬ ‫اغتسلت المرأة من حيضها وعاودها الدم في غير أيامها فلا تعده حيض ًا‬ ‫سـموا هذه إثابـة أي رجع لدم‬‫ّ‬ ‫أبـد ًا‪ ،‬أما علماؤنا من أهل المشـرق فقد‬ ‫الحيـض من جديد‪ ،‬ولكن اشـترطوا لذلك شـروط ًا منهـا‪ :‬أن يتكرر لها‬ ‫ذلـك ثـلاث مرات‪ ،‬فإنهـا لا تنتقل من أيام أقل إلى أيـام أكثر إلا بعدما‬ ‫يتكـرر لهـا ذلك ثلاث مرات‪ ،‬ومنها‪ :‬أن لا يكـون منذ بداية دمها الأول‬ ‫إلى نهاية دمها الثاني أكثر من عشرة أيام وهي أكثر أيام الحيض‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أن لا يكـون هنـاك تفـاوت فـي المرات التـي تنتقل بها إلـى اعتبار هذه‬ ‫الزيـادة ما بين أيام الدم وما بين أيام الطهر المتخللة بين الدمين‪ ،‬بحيث‬ ‫لا تكـون في بعض المرات يأتيها الدم بعد طهر يوم وفي بعض المرات‬ ‫بعد طهر يومين بل لا بد أن يستمر ذلك بعد طهر يوم مثلاً أو يومين أو‬ ‫ثلاثـة أيام‪ ،‬وكذلك الأيام التي تأتي بعد الطهر لا تتفاوت‪ ،‬بحيث تكون‬ ‫مـرة يوم ًا ومرة يومين ومرة ثلاثة أيام بل تسـتقر على وتيرة واحدة‪ ،‬فإذا‬ ‫للسـَّنة‬ ‫اسـتمر ذلـك ثلاث مرات قالـوا فلتعطه حكم الحيض‪ ،‬وإذا جئناُّ‬ ‫فما وجدنا ـ حسب اطلاعنا ـ دليلاً على أحد القولين‪ ،‬وإنما هذه الأمور‬ ‫دل‬ ‫تعود إلى استقراء طبائع النساء‪ ،‬وكل ما يعرف به دم الحيض هو ماَّ‬ ‫عليه الحديث من أنه دم أسـود ثخين له رائحة‪ ،‬فتستطيع المرأة أن تميز‬ ‫بين هذا وذاك بمثل ذلك‪.‬‬ ‫‪95‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عندما تطهر الحائض قبل شروق الشمس هل تجب عليها صلاة المغرب‬‫=‬ ‫والعشاء وكذلك عندما تطهر قبل غروب الشمس؟‬ ‫أمـا عندما تطهر قبل شـروق الشـمس فتجب عليها صـلاة الفجر‪ ،‬وإن كان‬ ‫طهرهـا قبـل الفجر فقيل تجب عليها العشـاء وقيل بل تجب عليها المغرب‬ ‫بناء على اشـتراك الأوقات واستمرار وقت العشاء إلى الفجر‪ ،‬وإن‬ ‫والعشـاء ً‬ ‫طهـرت قبـل غروب الشـمس فقيل تجب عليهـا صلاة العصـر وقيل الظهر‬ ‫بناء على القول باشتراك الأوقات أيض ًا‪.‬‬ ‫والعصر ً‬ ‫إذا حاضـت المـرأة قبـل غـروب الشـمس أو قبـل خـروج وقت صلاة‬‫=‬ ‫العشـاء‪ ،‬فمـاذا تقضي بعـد ذلك مع بيان الراجح فـي آخر وقت صلاة‬ ‫العشاء؟‬ ‫إذا حاضت قبل غروب الشمس فقيل‪ :‬إن كان الوقت يتسع لأكثر من صلاة‬ ‫واحـدة فتقضـي الصلاتيـن‪ ،‬وإن كان لا يتسـع إلا لصـلاة واحـدة فتقضـي‬ ‫بناء على القول باشـتراك الأوقات‪ ،‬وهـو القول الراجح لأن‬ ‫واحـدة‪ ،‬وهـذا ً‬ ‫يدل عليه‪ ،‬وآخر صلاة العشـاء هو منتصف الليل‪ ،‬ووقت الفضيلة‬‫الحديثُّ‬ ‫إلى ثلث الليل‪.‬‬ ‫‪á°VÉëà°S’G ø`e π°ù ̈dG‬‬‫=‬ ‫= في حالة الاسـتحاضة‪ ،‬هل يجب على المرأة أن تغسـل جميع جسدها‬ ‫قبل الصلاة أم يكفي موضع النجاسة؟‬ ‫في ذلك خلاف قيل يجزيها غسل واحد بعدما يحكم بطهرها‪ ،‬وقيل تغتسل‬ ‫للصلوات الخمس غسـلاً واحد ًا‪ ،‬وقيل تغتسل للظهر والعصر غسلاً واحد ًا‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪96‬‬ ‫وللمغـرب والعشـاء غسـلاً واحد ًا وللفجر غسـلاً واحـد ًا‪ ،‬وقيل لكل صلاة‬ ‫غسـل‪ ،‬ونحن نرى أن أوسـط الأقوال أن تغتسـل للصلوات الخمس غسـلاً‬ ‫واحد ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ماذا عن غسل المستحاضة؟‬‫=‬ ‫يكفي أن تغتسل غسلاً واحد ًا‪ ،‬وإن احتاطت واغتسلت لكل صلاتين غسلاً‬ ‫ثم لصلاة الفجر غسلاً فذلك أحوط‪ ،‬ولا يلزم أن تغتسل لكل صلاة‪.‬‬ ‫عندما سـألنا أحد المشـايخ عن طريقة الغسـل من الاستحاضة‪ ،‬أجاب‬‫=‬ ‫بأنها لا تشـمل غسـل شـعر الرأس‪ ،‬وإنما يكفيها تعميم الجسد بالماء‪،‬‬ ‫ولكـن بعـد ذلك سـمعنا بأن الغسـل يشـمل غسـل الشـعر‪ ،‬فما حكم‬ ‫الصلوات التي ص ّلتها المرأة المستحاضة عندما كانت لا تغسل شعرها؟‬ ‫أما الغسل الأول الذي بعد المدة التي يحكم بها أنها حيض فلا بد من غسل‬ ‫شعر الرأس‪ ،‬أما بقية الأيام فالمسألة أيسر بسبب الاختلاف في حكم غسل‬ ‫الاستحاضة‪.‬‬ ‫هل جب غسل الشعر عند الاستحاضة؟‬‫=‬ ‫أما عند الاستحاضة فلا‪ ،‬أما في حالة الاغتسال من الحيض فنعم‪.‬‬ ‫ما معنى جمع المستحاضة للصلاتين بغسل واحد؟‬‫=‬ ‫لأنه من المحتمل أن تكون المسـتحاضة في الحقيقة حائض ًا‪ ،‬وإن كانت لم‬ ‫تقـدم أو تأخر‪ ،‬إذ‬‫تعتـد بذلـك الدم‪ ،‬فمـن المحتمل أن يكـون دم الحيض ّ‬‫ّ‬ ‫المستحاضة عندما تأخذ برأي من الآراء فإنها تأخذ بترجيح رأي على رأي‪،‬‬ ‫ومـن المحتمـل أن يكون ذلك حيض ًا فلذلك أمرت بأن تغتسـل‪ ،‬وهل لكل‬ ‫‪97‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫صلاة غسل؟ أو تجمع الظهر والعصر وتغتسل لهما غسلاً واحد ًا‪ ،‬والمغرب‬ ‫والعشاء وتغتسل لهما غسلاً واحد ًا وتفرد الفجر بالاغتسال؟ ذلك مما وقع‬ ‫فيه الخلاف بين أهل العلم‪.‬‬ ‫بعد انقطاع دم الاستحاضة‪ ،‬هل يلزم اغتسال كالغسل من الحيض؟‬‫=‬ ‫هذا الغسل إنما هو من باب الاحتياط فقط‪ ،‬وليس من باب الوجوب‪ ،‬لأنها‬ ‫في الحكم طاهرة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫إذا رأت المـرأة دفعـة من الدم في غير وقت حيضها أو في أيام صلاتها‬‫=‬ ‫هل تغتسل لها أم تتوضأ فقط؟‬ ‫الغسل للمستحاضة إنما يدخل في باب الاحتياط خشية أن تكون في الحقيقة‬ ‫متلبسـة بالحيض وإن كانت في الحكم طاهرة‪ ،‬فلذلك أمروها بالغسـل‪ ،‬وهنا‬ ‫يؤمن أن تكون متلبسـة بالحيـض لأن تلك الدفعة لا تكون حيض ًا‪ ،‬فلا يجب‬ ‫عليها الغسل ولكن نرى أن ذلك من باب الاحتياط‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫التـي تعمـل بالقول الذي يقول إن المسـتحاضة تتوضـأ لكل صلاة فإذا‬‫=‬ ‫رأت دمـ ًا فـي غير وقـت حيضها أي فـي أيام صلاتها‪ ،‬هل تغتسـل ثم‬ ‫تتوضأ لكل صلاة‪ ،‬أم لا تغتسل بل تتوضأ فقط؟‬ ‫فـي هـذا الغسـل خلاف كما قلنا‪ ،‬منهـم من قال لا بد منـه‪ ،‬ومنهم من قال‬ ‫لكل صلاتين غسـل وتجمع مـا بين الصلاتين‪ :‬ما بيـن الظهر والعصر‪ ،‬وما‬ ‫بين المغرب والعشاء‪ ،‬ومنهم من قال يكفيها للصلوات الخمس غسل واحد‬ ‫وهذا أيسـر من غيره‪ ،‬ومنهم من قـال تكتفي بالوضوء‪ ،‬وبما أنها طاهرة في‬ ‫الحكم فالاكتفاء بالوضوء ظاهر في ذلك‪ ،‬إلا أن الأمر بالغسـل إنما يدخل‬ ‫في باب الاحتياط لئلا تكون في الحقيقة متلبسة بالحيض‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪98‬‬ ‫‪áHÉ`æédG ø`e π`°ù ̈dG‬‬ ‫=‬ ‫= ما الفرق بين الغسل من الجنابة والغسل من الحيض بالنسبة للمرأة؟‬ ‫الغسل من الجنابة كالغسل من الحيض من حيث وجوب تتبع مغابن الجسد‬ ‫وإيصال الماء إلى جميع الجسد‪ ،‬ولكن عند الغسل من الجنابة لا يلزمها أن‬ ‫تنقـض ضفائرهـا وإنما ُتؤمر أن تأخـذ الماء بيديها وتدلك به شـعرها حتى‬ ‫يصل الماء إلى أصول شعرها بخلاف الغسل من الحيض فإنه لا بد فيه من‬ ‫نقـض ضفائرهـا‪ ،‬كما ينبغي لها في غسـلها من الحيض أن تغسـل شـعرها‬ ‫بشيء من الغسل من أجل تنظيفه‪.‬‬ ‫امرأة تنزل منها الجنابة بعد غسلها بمدة معينة‪ ،‬فهل عليها إعادة الغسل؟‬ ‫=‬ ‫الظاهـر أنها تـرى رطوبة تنزل منها بعد المواقعة‪ ،‬وهـذه الرطوبة التي تراها‬ ‫في هذه الحالة إنما هي من ماء الرجل‪ ،‬وليست جنابة خارجة منها في ذلك‬ ‫الوقت من جديد‪ ،‬فليس عليها إعادة الاغتسال وإنما تغسل الموضع فقط‪.‬‬ ‫امرأة جنب ولمست ابنتها لترضعها‪ .‬فما الحكم في ذلك؟‬‫=‬ ‫الجنب والحائض والنفسـاء أجسـامهم ليسـت نجسـة‪ ،‬وإنمـا الجنابة معنى‬ ‫يتعلق بالنفس يمنع من بعض العبادات المشروعة‪ ،‬ولذلك كان الرسول !‬ ‫يص ّلي في الثوب الذي ُيباشر فيه أهله‪ ،‬وكانت أمهات المؤمنين ـ رضي االله‬ ‫تعالـى عنهـن ـ يص ّلين فـي الأثواب التي يحضن فيها من غير غسـل‪ ،‬وهذا‬ ‫لأن الجنابة والحيض إنما هما في الجسم وليسا في الثوب‪ ،‬ولأجل هذا لا‬ ‫مانـع مـن أن ترضع ولدها وهي في حالة جنابـة‪ ،‬كما أنها ترضعه وهي في‬ ‫حالة الحيض‪.‬‬ ‫‪99‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امـرأة نامـت وهي على جنابة‪ ،‬وعندما اسـتيقظت وجـدت دم الحيض‪،‬‬‫=‬ ‫فماذا تفعل؟‬ ‫قيـل عليها بعد طهرها من الحيض أن تغتسـل غسـلين وقيل يجزيها غسـل‬ ‫واحد‪ ،‬والغسلان أحوط وإجزاء الغسل الواحد أرجح‪.‬‬ ‫إذا احتملـت المـرأة في أيام حيضها‪ ،‬فهل يجب عليها أن تغتسـل فور ًا‬‫=‬ ‫عند الاستيقاظ أو يجوز لها أن تؤجل الاغتسال؟‬ ‫لها أن تؤجله‪ ،‬واختلف هل يجزيها غسـل واحد عندما تطهر من الحيض‬ ‫أو تغتسـل غسـلين‪ ،‬ويترجح أن الغسـل الواحد مجزىء لأن الكل حدث‬ ‫أكبـر‪ ،‬ولكـن مع هـذا تؤمـر بالاحتيـاط فتكرر الغسـل لتخرج مـن عهدة‬ ‫الخلاف‪.‬‬ ‫ما مدى إمكانية تأجيل غسل الجنابة إلى ما بعد الصلاة المفروضة على‬‫=‬ ‫أن يصلي الجنب بوضوء مع غسـل موضع الجنابة وذلك خشـية فوت‬ ‫موعد الصلاة أو لصعوبة الغسل كوقت الفجر مثلاً؟‬ ‫الطهارة من الحدث الأكبر سـواء الجنابة أو الحيض أو النفاس من شـروط‬ ‫صحة الصلاة‪ ،‬فلا تصح صلاة من تلبس بجنابة‪ ،‬وكذا إن طهرت المرأة من‬ ‫حيضها ولم تغتسـل‪ ،‬أو طهرت من نفاسـها ولم تغتسـل‪ ،‬وإن تعذر الغسل‬ ‫بحيث لم يوجد الماء بأن كانوا في سـفر ولم يجدوا الماء‪ ،‬أو تعذر بسـبب‬ ‫مرض‪ ،‬أو كان البرد شديد ًا وخشوا على أنفسهم من الهلكة إن هم اغتسلوا‬ ‫ففي هذه الحالة يجوز التيمم لهم‪ ،‬ولا يحل لهم أن يص ّلوا بغير غسـل ولا‬ ‫تيمم وعندما يجدون الماء فعليهم أن يغتسلوا لقول النبي !‪» :‬فإذا وجدت‬ ‫الماء فامسسه بشرتك«‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪100‬‬ ‫ما قولكم في امرأة رأت ما يراه الرجل في المنام فلم تغتسل جهلاً منها‬‫=‬ ‫تبين لها الحكم‪ ،‬فمـاذا عليها أن‬‫بذلـك ومضـى عليها يوم كامل حتـى ّ‬ ‫تفعل؟‬ ‫عليهـا الاغتسـال والتوبـة وإعـادة الصلاة والصـوم إن صامت ذلـك اليوم‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة احتلمت في نهار رمضان وأحسـت بالرطوبة بعد قيامها من النوم‬‫=‬ ‫ولكنها لم تبادر إلى الاغتسال فماذا عليها؟‬ ‫اختلف العلماء في وجوب الغسل على المرأة إن احتلمت‪ ،‬والقول الراجح‬ ‫الصحيـح مـا دل عليـه حديث أم سـليم ـ رضـي االله تعالى عنهـا ـ وهو أنه‬ ‫يجـب عليهـا ما يجب علـى الرجل من الغسـل‪ ،‬فقد جـاءت إلى النبي !‬ ‫وقالـت له‪ :‬يا رسـول االله برح الخفاء ترى المـرأة ما يرى الرجل فهل عليها‬ ‫من غسل؟ قال‪ :‬نعم إن رأت الماء‪ ،‬فغطت أم سلمة ـ رضي االله تعالى عنها ـ‬ ‫وجههـا وقالت‪ :‬يا رسـول االله أوتحتلم المرأة؟ فقـال‪» :‬نعم‪ ،‬تربت يداك بما‬ ‫يشـبهها ولدهـا؟« ومعنى ذلك أن المرأة عندما تـرى ما يرى الرجل‪ ،‬بحيث‬ ‫ترى المباشرة في منامها‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى خروج السائل المنوي منها فعليها‬ ‫أن تغتسل كما أن ذلك على الرجل عندما يرى هذا الأمر‪.‬‬ ‫ثـم هـل الجنابة مؤثرة علـى الصوم أم لا؟ ذهب أصحابنـا وعدد من علماء‬ ‫التابعيـن وغيرهـم إلى أن الجنابـة مؤثرة على الصوم‪ ،‬وذهـب جمهور أهل‬ ‫العلـم إلـى أنها لا تؤثر على الصوم‪ ،‬واسـتدل أصحابنا ومن قال قولهم بما‬ ‫رواه الإمام الربيع في مسنده ومسلم في صحيحه من طريق أبي هريرة ‪،3‬‬ ‫وأشار إليه البخاري‪ ،‬وهو أن النبي ! قال‪» :‬من أصبح جنب ًا أصبح مفطر ًا«‪،‬‬ ‫واسـتدل الآخـرون بمـا روي مـن طريـق أم سـلمة وطريـق عائشـة ^ أن‬ ‫‪101‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫النبـي ! كان يصبـح جنبـ ًا ويصوم‪ ،‬وجاء في رواية أخرى أخرجها مسـلم‬ ‫وغيره من طريق عائشة ‪ #‬أن رجلاً جاء إلى النبي ! وقال له‪ :‬يا رسول االله‬ ‫إنـي أصبـح جنب ًا وأصوم‪ ،‬فقـال‪» :‬وإني أصبح جنب ًا وأصـوم«‪ .‬واختلفوا في‬ ‫الجمع بين هاتين الروايتين‪ ،‬أما الذين قالوا بأن الجنابة لا تؤثر على الصوم‬ ‫فإن منهم من قال بأن رواية أبي هريرة منسـوخة‪ ،‬ومنهم من قال غير ذلك‪.‬‬ ‫ورد‪ :‬بأنـه لا يصـار إلى النسـخ إلا مع وجود الدليل الذي يقتضي النسـخ‪،‬‬ ‫والذين قالوا بأن الجنابة تؤثر على الصوم ـ وهو الصحيح ـ قالوا بأن هناك‬ ‫أمريـن يرجح بهما الاسـتدلال بحديث أبي هريرة على الاسـتدلال بحديث‬ ‫عائشة وأم سلمة ^ ‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬أن الجنابة حدث أكبر والصوم عبادة بدنية خالصة‪ ،‬والعبادات البدنية‬ ‫يشترط لها الطهارة‪ ،‬منها ما يشترط له الطهارة من الحدثين جميع ًا كالصلاة‪،‬‬ ‫ومنها ما يشترط له الطهارة من الحدث الأكبر فقط لأجل أن الحدث الأكبر‬ ‫يمكن أن يتفادى أكثر مما يمكن أن يتفادى الحدث الأصغر‪ ،‬فلذلك ُرخص‬ ‫فـي تلبس الإنسـان بالحدث الأصغر مـع كونه في هذه العبـادة وهي عبادة‬ ‫الصيـام‪ ،‬فـإن الإنسـان لا بد له مـن أن يتلبس بحدث أصغر‪ ،‬ولـو منع منه‬ ‫لـكان ذلك أمر ًا فيه عسـر شـديد‪ ،‬واالله تبـارك وتعالى يحب التيسـير لعباده‬ ‫﴿ §̈ © ‪] ﴾̄ ® ¬ « a‬البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬فلذلـك كان‬ ‫الواجـب أن يتفـادى الحـدث الأكبر فقط‪ ،‬ولذلك لم يصـح صيام الحائض‬ ‫لأن الحيـض حـدث أكبـر‪ ،‬والجنابـة حـدث أكبـر كالحيض فتقـاس عليه‪،‬‬ ‫فالقياس يعزز رواية أبي هريرة‪.‬‬ ‫الأمـر الثانـي‪ :‬أن حديـث أبي هريـرة موجب للحكـم‪ ،‬والحديثـان الآخران‬ ‫مسـقطان للحكـم‪ ،‬والإسـقاط إنما هو يتفـق مع البـراءة الأصلية‪ ،‬ووجوب‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪102‬‬ ‫الحكـم أمـر طارئ علـى البراءة الأصليـة‪ ،‬وعلى هذا فإذا وجـد دليل يثبت‬ ‫حكم ًا ودليل آخر يقتضي عدم وجود ذلك الحكم فإنه يؤخذ بالدليل المثبت‬ ‫دل على ما‬‫للحكـم‪ ،‬لأنـه ثبت بالدليل‪ ،‬ورفعه يحتاج إلى دليل آخر‪ ،‬أما ماَّ‬ ‫يتفق مع البراءة الأصلية فإنه مجرد اسـتصحاب للأصل الأول قبل أن يطرأ‬ ‫يتبيـن أن الجنابة إن تمادى الإنسـان وأ ّخر التطهر منها‬‫ذلـك الحكم‪ ،‬فبهذا ّ‬ ‫تؤدي إلى بطلان صيامه‪ ،‬وعلى هذا فهذه المرأة إن تمادت ولم تسارع إلى‬ ‫الاغتسال فور ًا فعليها أن تعيد صيام يومها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم في امرأة اغتسلت من الجنابة أيام رمضان وأذن المؤذن لصلاة‬‫=‬ ‫الفجر في ذلك الوقت‪ ،‬فما الحكم في ذلك؟‬ ‫إن كانت قد اغتسـلت قبل انشـقاق الفجر فهي والحمد الله في عذر‪ ،‬أما إذا‬ ‫كانت اغتسـلت بعد الفجر وتعرف ذلك من خلال معرفتها بالتوقيت أو من‬ ‫خلال سماع المؤذن ـ إن كان أذانه مضبوط ًا ـ فعليها أن تعيد صيام يومها‪.‬‬ ‫امرأة تزوجت واسـتمرت خمس سـنوات تغسل جسمها دون أن تغسل‬‫=‬ ‫شـعرها فـي غسـل الجنابـة وكانـت جاهلة بذلـك‪ ،‬فما حكـم صلاتها‬ ‫وصيامها؟‬ ‫الصلاة لا تصح مع التلبس بالجنابة‪ ،‬فإن من شروط صحة الصلاة الطهارة‬ ‫مـن الحـدث الأكبر ومن الحـدث الأصغر‪ ،‬والجنابة هي حـدث أكبر‪ ،‬وأما‬ ‫الصيـام فالقول الذي نعتمده أن الجنابـة هي أيض ًا مانع لصحة الصيام أخذ ًا‬ ‫بحديـث‪» :‬مـن أصبح جنبـ ًا أصبح مفطـر ًا«‪ ،‬ولكن مع هذا كلـه فهناك قول‬ ‫لبعـض أهل العلم وهو قول مرجوح لأن الدليل يدل على خلافه وهو عذر‬ ‫الجاهل في مثل هذه الحالات‪ ،‬لأنه لم يتعمد مخالفة أمر االله‪ ،‬ونحن نختار‬ ‫‪103‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لهـؤلاء النسـاء اللواتي قصرن في الغسـل مـن الجنابة أن يأخـذن بالأحوط‬ ‫والأرجح وما دل عليه الدليل من أنه يجب عليهن أن ُيعدن الصلاة والصيام‪،‬‬ ‫ولكـن عندمـا تكون المرأة قد بلغـت من الكبر عتي ًا‪ ،‬وليسـت أمامها فرصة‬ ‫للقيـام بمثل هذه الواجبات وتخشـى على نفسـها أن يفاجأهـا ريب المنون‬ ‫نـرى الترخـص في التوسـع بالرأي المرجوح‪ ،‬وإن كان ذلـك مما ينبغي أن‬ ‫يعـدل عنه الإنسـان‪ ،‬ولكـن ذلك لأجـل الضـرورات ومراعاة اليسـر‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة كانت تجهل إدخال اليد إلى فرجها لغسله من آثار الجنابة‪ ،‬فماذا‬‫=‬ ‫عليها الآن وقد مضى على زواجها ثلاث سنوات؟‬ ‫نظـر ًا إلى أن في هذه المسـألة شـبهة خلاف فتعذر فيما مضـى وعليها فيما‬ ‫أقبل أن تحرص على استتمام الغسل كله‪.‬‬ ‫امرأة كانت لا تدلك سرتها بالماء أثناء الاغتسال من الجنابة جهلاً منها‬‫=‬ ‫بذلك؟ وهل الحكم يشمل من لا تتمضمض ولا تستنشق جهلاً أيض ًا؟‬ ‫إن كان الماء يصل إلى أعماق سرتها‪ ،‬بحيث يسري هنالك فلا إعادة عليها‪،‬‬ ‫وكذلك إن كانت تتمضمض وتستنشق للوضوء‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪104‬‬ ‫‪É¡eÉμMCGh ICGôadG AÉeO »a áYƒæàe ihÉàa‬‬ ‫ما الكتب التي تنصحوننا بقراءتها بالنسبة لموضوع أحكام الحيض والنفاس‪،‬‬‫=‬ ‫وهل نحن على اختلاف مع المذاهب الأخرى حول هذه الأحكام؟‬ ‫الاختـلاف مع المذاهب كنفس الاختلاف في المذهب الواحد‪ ،‬والمسـائل‬ ‫الاجتهاديـة كلهـا ليـس الاختلاف فيها شـديد ًا‪ ،‬أما عن الكتـب فهناك كتب‬ ‫بعضهـا ميسـرة وبعضهـا أصعب‪ ،‬وفي نفسـي أن قراءة مسـائل الحيض من‬ ‫معارج الآمال أكثر يسـر ًا‪ ،‬وإن كانت بعض المسـائل يفتقر الإنسان فيها إلى‬ ‫مطالعـة الكتـب الأخرى مثل الوضع‪ ،‬والقواعد وكتـاب الإيضاح‪ ،‬أما النيل‬ ‫فهو صعب على المبتدئ‪.‬‬ ‫ما قولكم في من تتسـبب في نزول الحيض سـواء ذلك بإدخال إصبعها‬‫=‬ ‫أو بتناول العقاقير الطبية؟‬ ‫أما إن كانت الحيضة لا تنزل بسـبب عدم اعتدال طبيعتها إلا بتناول العقاقير‬ ‫فلا حرج‪ ،‬أما إدخال الإصبع فهذا من التفتيش‪ ،‬والتفتيش منهي عنه‪ ،‬ولذلك‬ ‫نهيت المرأة أن تعول عليه في حيضها وطهرها وشدد عليها إن فتشت‪ ،‬وكثير‬ ‫من العلماء قالوا بأنها لا تص ّلي بطهر التفتيش ولا تترك الصلاة بدم التفتيش‪.‬‬ ‫‪105‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما الذي يباح للرجل من امرأته حال صومه أو حال حيضها؟‬‫=‬ ‫يبـاح للرجـل ما عـدا ما يدعوه إلى الجمـاع أو الإنزال مـن امرأته في حال‬ ‫صومـه‪ ،‬ومـع ذلك فإن عليه أن يحتاط‪ ،‬فإن الملاعبـة المفضية إلى الإنزال‬ ‫غير ممنوعة حال الحيض‪ ،‬وهي ممنوعة في حال الصوم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما هو عقاب الرجل الذي جامع زوجته وهي حائض؟‬‫=‬ ‫بحد‬ ‫يحدٍّ‬‫يعاقب بحسب ما يرى القاضي الشرعي من معاقبته‪ ،‬لأن ذلك لم ّ‬ ‫السَّنة‪.‬‬ ‫في الكتاب ولاُّ‬ ‫متـى يحل إتيان الزوجة بعد انقطاع الحيض والنفاس أم بعد الاغتسـال‬‫=‬ ‫منه؟‬ ‫تحل له مباشـرتها بعد التطهر أي الاغتسـال لقوله تعالى‪q p ﴿ :‬‬ ‫‪ ~ } | {z y x w v u t sr‬ے¡ ‪¢‬‬ ‫‪﴾ °̄ ® ¬ « a © ̈ § ¦ ¥ ¤ £‬‬ ‫]البقرة‪ ،[٢٢٢ :‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة في اليوم الأخير من الدورة الشهرية طهرت ولم تغتسل من الحيض‬‫=‬ ‫وباشرها زوجها من غير حائل وأولج‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫بئـس مـا فعـل‪ ،‬لأن االله تبـارك وتعالـى قـال‪ ~ } | ﴿ :‬ے ﴾‬ ‫]البقـرة‪ ،[٢٢٢ :‬فجمـع بين الطهـر والتطهر‪ ،‬والطهر هـو الطبيعي والتطهر هو‬ ‫الاغتسال المشروع بالماء‪ ،‬فإتيان الرجل زوجته إنما هو بعد طهرها وتطهرها‪،‬‬ ‫فعليهما أن يستغفرا االله تعالى مما وقعا فيه‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪106‬‬ ‫امرأة جامعها زوجها وهي حائض وكانت مكرهة على ذلك‪ ،‬فما الحكم‬‫=‬ ‫في ذلك؟ وهل عليها كفارة؟‬ ‫أمـا إن كانت مكرهة وقد دافعته بكل ما تسـتطيع فـلا كفارة عليها ولا إثم‪،‬‬ ‫وإنمـا ذلك عليه‪ ،‬وأمـا إن كانت وافقته على ذلك أو لانت له أو لم تدافعه‬ ‫ففـي هذه الحالة عليها التوبة والكفارة‪ ،‬وهي دينار من الذهب ـ يعرف قدر‬ ‫قيمته الصاغة ـ ‪ ،‬يدفع إلى فقراء المسلمين‪.‬‬ ‫حياء من إخوتها وهي حائض‪ ،‬فما حكم عملها هذا؟‬‫ً‬‫عن فتاة ص ّلت‬ ‫=‬ ‫هي آثمة بذلك وعليها أن تتوب إلى االله مما فعلت‪.‬‬ ‫امـرأة جاءهـا الحيض لمدة تسـعة أيام وهي عادتها تمكث خمسـة أيام‬‫=‬ ‫تصل لأنها أصيبت بكسـر في‬‫ ِّ‬‫عدتها فلم‬ ‫فـزادت أربعـة أيام زيادة على ّ‬ ‫يدها‪ ،‬فما حكم ترك تلك الصلوات في تلك الأيام؟‬ ‫السـؤال بجمع ما بين السـؤال عن الأيام التي زادت على عادة المرأة وما‬ ‫بين العذر الذي تلبسـت به وهو انكسـار يدها‪ ،‬فالجواب لا تنتقل المرأة‬ ‫عـن عادتهـا إلى عـادة أخرى إلا إذا اسـتمر بهـا ذلك ثلاث مـرات‪ ،‬فإن‬ ‫اسـتمر بها الدم تسـعة أيام ثلاث مرات من بداية ما استمر بها‪ ،‬ففي المرة‬ ‫الرابعة تنتقل من خمسة أيام إلى تسعة أيام‪ ،‬أما في النزول فإنها تنتقل من‬ ‫الكثـرة إلـى القلـة بمرتيـن لأن في النـزول إلـزام فريضة‪ ،‬والمسـألة فيها‬ ‫خلاف‪ ،‬ولكن هذا هو القول الصحيح الذي يعمل به‪ ،‬وقبل ذلك ُتؤمر إن‬ ‫اسـتمر بهـا الـدم أن تنتظر لمدة يومين ثـم بعد انتظارها تغتسـل وتص ّلي‪،‬‬ ‫فهـذه التي رأت الحيض واسـتمر بها بعد أيامها المعتـادة لمدة أربعة أيام‬ ‫كان عليها أن تغتسل بعد يومين‪ ،‬أما انكسار يدها فليس بعذر فإن الإنسان‬ ‫‪107‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مطالـب بـأن يص ّلـي علـى أي حـال سـواء ًا كان صحيح ًا أو مريضـ ًا‪ ،‬فإن‬ ‫استطاع أن يص ّلي قائم ًا ص ّلى قائم ًا‪ ،‬وإن لم يستطع أن يص ّلي قائم ًا صلى‬ ‫قاعد ًا‪ ،‬وإن لم يسـتطع أن يص ّلي قاعد ًا ص ّلى حسـب استطاعته في جميع‬ ‫أوقات الصلاة المشروعة من غير تفريط بتأخيرها عن وقتها الذي شرعت‬ ‫فيـه‪ ،‬يقـول االله تعالـى‪﴾ y x w v u t s ﴿ :‬‬ ‫]النسـاء‪ ،[١٠٣ :‬فعلـى هـذه المرأة أن تقضي الصلوات التـي أضاعتها‪ ،‬وأن‬ ‫تستغفر االله من تفريطها‪.‬‬ ‫تعتبره حيض ًا؟‬ ‫ُ‬‫ودمها على حالته‪ ،‬فهل‬ ‫إذا بلغت المرأة السبعين ُ‬‫=‬ ‫القول المشهور عند أهل العلم بأنها إذا بلغت الستين صارت آيس ًا ولا ّ‬ ‫تعتد‬ ‫بما تراه من الدم‪ ،‬ولا تعتبره حيض ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫لي أخت معوقة أصابتها الدورة‪ ،‬فهل يجوز منع الدورة عنها عن طريق‬‫=‬ ‫عملية جراحية‪ ،‬لأنها ليس لها عقل لتفهم تلك الأمور‪ ،‬كما أن شفاءها‬ ‫ميؤوس منه‪.‬‬ ‫ربمـا كان منـع الدورة يؤدي إلى خطورة أكبر‪ ،‬لأنه يـؤدي إلى احتقان هذه‬ ‫الفضلـة في جسـمها‪ ،‬فلا ينبغـي الإقدام على ذلـك‪ ،‬ال ّلهـم إلا عندما يقرر‬ ‫الأطباء بأنه لا ضرر عليها قط من ذلك‪.‬‬ ‫امـرأة كانـت حامـلاً فـي شـهرها الرابع‪ ،‬وحـدث لها بعد ذلـك نزيف‬‫=‬ ‫وأسقطت حملها‪ ،‬لكنها بعد فترة علمت أن ذلك الحمل الذي أسقطته‬ ‫أُحرق مع النفايات التي ُتحرق في المستشفى فهل عليها شيء؟‬ ‫مسؤولية ذلك على من قام بالإحراق ما دامت هي غير عالمة بذلك‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪108‬‬ ‫بعـض الفتيـات عندما يكن في حالة حيض ويسـألهن أحد أقاربهن هل‬‫=‬ ‫أديتـن الصلاة‪ ،‬فتجيب الواحدة منهن نعم‪ ،‬خجلاً من إبداء السـبب إذا‬ ‫قالت لا‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫إن كانت تعني بأداء الصلاة أنها ص ّلت فيما مضى فلا حرج عليها في ذلك‪،‬‬ ‫فإن في المعاريض لمندوحة عن الكذب‪ ،‬وهذه من معاريض الكلام‪.‬‬ ‫إذا تسببت المرأة لنزول دم الحيض بالعلاج‪ ،‬فهل تترك الصلاة لذلك أم‬‫=‬ ‫لا؟‬ ‫هي منهية عن التفتيش عن الحيض أو عن الطهر‪ ،‬ولكن لو فتشت هل تأثم‬ ‫تعتد بدم التفتيش‪،‬‬‫وتترك الصلاة بدم التفتيش؟ أو تأثم وعليها أن تص ّلي ولا ّ‬ ‫هذا مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم‪ ،‬وينبغي في هذا أن ينظر في طبيعة‬ ‫الـدم‪ ،‬فـإن كان فيه صفـات دم الحيض فتيرجح أن تتـرك الصلاة لأن العلة‬ ‫التـي مـن أجلها نهيت الحائض عن الصلاة موجـودة فيها‪ ،‬وعليها أن تتوب‬ ‫إلى االله مما صنعت‪ ،‬وأما إن احتبس عنها الحيض وأدى ذلك إلى الإضرار‬ ‫بها فلها أن تتناول من الدواء ما يرسل الحيض‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪109‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪¬°†`bGƒfh Aƒ`°Vƒ`dG‬‬ ‫هل يصح للمرأة أن تتوضأ وهي كاشفة رأسها في بيتها؟‬‫=‬ ‫يجوز ذلك‪ ،‬بل يجوز ـ مع الكراهة ـ للإنسان رجلاً أو امرأة أن يتوضأ وهو‬ ‫عـار حيـث لا يراه الناس‪ ،‬ونحـن لا ندعو لفعل ذلك‪ ،‬ولكـن نقول بجواز‬‫ٍ‬ ‫ذلك مع الكراهة‪.‬‬ ‫هـل يمكن للمـرأة أن تتوضأ فـي بيتها وأمام محارمها كاشـفة الرأس؟‬‫=‬ ‫وهل يجوز ذلك وهي وحدها وليس معها أحد؟‬ ‫المرأة مع ذوي المحارم لها أن تكشـف رأسـها‪ ،‬ويجوز لها أن تتوضأ وهي‬ ‫على هذه الحالة‪.‬‬ ‫إذا توضأت المرأة أمام زميلتها وكشـفت عن رقبتها ورأسـها هل يضر‬‫=‬ ‫ذلك وضوءها؟‬ ‫لا يضر وضوءها ما دامت زميلتها مؤمنة‪.‬‬ ‫هل يجوز للمسلم أن يتوضأ بدون كامل ملابسه؟‬‫=‬ ‫نعم‪ ،‬له أن يتوضأ كذلك ما دام في ستر‪ ،‬ولا يرى أحد عورته‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪110‬‬ ‫ما الحكم في وضوء من وجد في ثوبه دم ًا ولم يكتشفه إلا بعد أن أتم‬‫=‬ ‫وضوءه؟‬ ‫ليس لذلك أثر على وضوئه إن لم يكن الدم في جسده‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم في البلغم‪ ،‬هل يلزم بسببه تجديد الوضوء؟‬‫=‬ ‫لا يجب تجديد الوضوء بسبب البلغم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم قص الأظافر بعد الوضوء؟‬‫=‬ ‫ذلك مكروه ولا يفضي إلى نقض الوضوء‪ ،‬وإن قال بعض أهل العلم بأنه ناقض‪.‬‬ ‫نزعها عند المضمضة؟‬‫إذا كان للمرأة أسنان صناعية فهل يجب عليها ُ‬‫=‬ ‫لا‪ ،‬لأن الماء يسـري في الأسنان وإنما تتمضمض حتى يتخلل الماء ما بين‬ ‫الأسنان واللحم‪.‬‬ ‫هل يجب على المرأة أن تزيل بقايا الطعام التي علقت بين أسنانها قبل‬‫=‬ ‫الوضوء أم لا؟‬ ‫ذلك مما ينبغي وليس هو واجب ًا عليها‪.‬‬ ‫إذا قطعت المرأة شيئ ًا من جلدها أو أظافرها‪ ،‬فهل ينتقض وضوؤها؟‬‫=‬ ‫لا على القول الصحيح‪ ،‬وإنما يندب لها أن تعيد وضوءها من باب الاحتياط‪.‬‬ ‫ما حكم وضوء من كان على أظافرها أصباغ؟‬‫=‬ ‫أما إن كانت أصباغ ًا تحول بيـن الماء وبين وصوله للأظفار فإن وضوءها لا يصح‬ ‫وعليها أن تزيل هذه الأصباغ وأن تعيد الصلوات التي ص ّلتها على هذه الحالة‪.‬‬ ‫‪111‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذاَّلبدت المرأة رأسها بالحناء‪ ،‬فهل تمسح عليه أثناء الوضوء؟‬‫=‬ ‫ما دام المسح يصل إلى الشعر فنعم‪.‬‬ ‫يسن للمرأة عند مسح رأسها في الوضوء أن تبدأ من مقدمة الرأس‬‫هلُّ‬‫=‬ ‫إلى مؤخرته ثم ترجع إلى مقدمة الرأس كالرجل في ذلك؟‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫امرأة توضأت ثم غسلت نجاسة أطفالها هل هذا ينقض وضوءها أم لا؟‬‫=‬ ‫ملامسـة النجاسة ناقضة للوضوء‪ ،‬بدليل حديث النبي ! عندما قال في دم‬ ‫الاستحاضة‪» :‬دم عرق نجس ينقض الوضوء«‪ ،‬فكل ملامسة للنجاسة ناقضة‬ ‫للوضوء‪ ،‬فعلى هذه المرأة أن ُتعيد وضوءها‪.‬‬ ‫امـرأة ُقطعـت رجلها بعد إصابتها بمرض السـكري فهل يسـقط غسـل‬‫=‬ ‫الرجل بقطعها؟ وإذا ُركّ ب لها عضو صناعي فهل تغسله؟‬ ‫الغسـل إنمـا هـو للعضو الطبيعي‪ ،‬فمـن قطعت رجله من السـاق بحيث لم‬ ‫تكـن هنالك قدم فإن غسـلها يسـقط‪ ،‬أما إن بقي الجزء الذي يصل السـاق‬ ‫بالقدم فإنها تغسل ذلك الجزء‪.‬‬ ‫هل تقبيل الزوجة ينقض الوضوء؟‬‫=‬ ‫ثبـت أن النبـي ! كان يقبـل بعض نسـائه ثم يقوم إلى الصـلاة من غير أن‬ ‫يعيـد الوضـوء‪ ،‬وقد كانت إحـدى أزواج عمر ‪ 3‬تشـيعه عندما يقوم إلى‬ ‫الصـلاة إلـى الباب وتقبله‪ ،‬وفـي ذلك ما يكفي دليلاً علـى أن تقبيل الزوج‬ ‫لامرأته لا ينقض الوضوء‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪112‬‬ ‫إذا كانت المرأة متوضئة‪ ،‬هل يجوز لها إرضاع طفلها؟‬‫=‬ ‫نعـم‪ ،‬لا مانـع مـن ذلك‪ ،‬فهي طاهـرة والولد طاهر‪ ،‬وليس فم الولد نجسـ ًا‬ ‫حتى قال بأنها عندما ترضعه تكون مباشـرة لنجاسـة‪ ،‬نعم لو تقيأ الولد ولم‬ ‫يغسل فوه حتى رضع فهنا تكون مباشرة لنجاسة وعليها أن تغسل ما لامسه‬ ‫الطفل من ثديها وأن تعيد الوضوء‪.‬‬ ‫هل الأُم إذا قامت بإزالة بول الطفل ينتقض وضوؤها إذا كانت طاهرة؟‬‫=‬ ‫نعم‪ ،‬لأن ملامستها للنجاسة تنقض الوضوء على القول المعتمد عليه عندنا‪.‬‬ ‫ما حكم الوضوء بالجوربين دون خلعهما وكذلك القفازين؟‬‫=‬ ‫ذلـك لا يجوز‪ ،‬فإن الماء يجب أن يباشـر الجسـم‪ ،‬ال ّلهـم إلا إذا كان الماء‬ ‫يتخلل الجوارب والقفازين حتى يصل ويسبغ جميع البشرة‪ ،‬ففي هذه الحالة‬ ‫لا مانع من ذلك‪.‬‬ ‫هـل يجـوز أثناء الوضوء المسـح على وجه القدم فقـط مع العلم بأني‬‫=‬ ‫لابسة جوارب؟‬ ‫أمر االله تعالى بغُسـل الأقدام ولم يأمر بمسـحهن‪ ،‬وفي نفس الوقت لم يأمر‬ ‫بأن يكون الوضوء للجوارب ولا لغيرها وإنما أمرنا بغسل الأقدام فلا بد من‬ ‫الامتثال لأمر االله‪.‬‬ ‫هل يجوز عند وضوء المرأة أن تمسح على حجابها عندما تكون خارج‬‫=‬ ‫المنـزل بـدلاً من فك الحجاب؛ لأنني سـمعت رواية لا أعرف صحتها‬ ‫أن الرسول ! كان يمسح على العمامة؟‬ ‫رواية المسح على العمامة فيها نظر‪ ،‬فإن تمكنت من فك الحجاب وإيصال‬ ‫‪113‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الماء إلى الرأس فذلك‪ ،‬وإن تعذر ذلك فلتدلك من وراء الثوب حتى يصل‬ ‫الماء إلى رأسها‪.‬‬ ‫سواء كانت ثيب ًا أو بكر ًا هل هو‬ ‫ً‬‫ما حكم الريح الخارج من ُق ُبل المرأة‬‫=‬ ‫ناقض للوضوء؟‬ ‫هذه ريح غير ناقضة للوضوء‪ ،‬وهي غير نجسة‪ ،‬لأنها ليست من فضلة طعام‬ ‫وإنما هي من تنفس الرحم‪.‬‬ ‫هل مصافحة المتوضئة المرأة الحائض تنقض الوضوء؟‬‫=‬ ‫لا‪ ،‬لأنها طاهرة الجسـم‪ ،‬وإنما هي متلبسـة بحـدث فحكمها حكم الجنب‪،‬‬ ‫وكمـا أن الجنب لا ينجس جسـده كله كذلك الحائـض‪ ،‬وقد كان النبي !‬ ‫يناول أم المؤمنين عائشة العرق فتتعرقه أي تأكل من اللحم‪ ،‬ثم يأخذ منه !‬ ‫ويضـع فـاه حيثما وضعت فاههـا وهي في حالة حيـض‪ ،‬وكان عليه الصلاة‬ ‫والسلام يدخل مع زوجته الحائض في لحاف واحد‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم في امرأة توضأت للصلاة ثم صافحت زوجها أو امرأة حائض ًا‬‫=‬ ‫أو امرأة غير مسلمة سواء كانت يدها مبللة أو يابسة؟‬ ‫لا مانع من مصافحتها لزوجها أو لامرأة حائض أو جنب‪ ،‬ولا مانع أيض ًا أن‬ ‫تصافح غير المسـلمة إن لم تصبها منهـا رطوبة‪ ،‬فإن أصابتها رطوبة فعندئذ ٍ‬ ‫تعيد الوضوء‪.‬‬ ‫لا أستطيع أن أحافظ على وضوئي حتى أكمل صلاتي بسبب الغازات‬‫=‬ ‫التي ابتليت بها فماذا أعمل؟ وكيف أفعل في حالة الطواف أيض ًا؟‬ ‫مـن كان مبتلـى بمثـل هـذا البلاء فلـه حكم المسـتحاضة وحكـم صاحب‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪114‬‬ ‫السـلس‪ ،‬ومعنـى ذلك أنه يتوضأ عند قيامه إلـى الصلاة ولا عليه حرج بعد‬ ‫ذلك فيما إذا خرج منه شيء ولا ينتقض بذلك وضوؤه‪ ،‬وكذلك يتوضأ عند‬ ‫قيامـه للطـواف‪ ،‬وعليه أن يجدد لكل صلاة وضوء ًا إلا في حال الجمع بين‬ ‫الصلاتين‪.‬‬ ‫يخـرج مـن المرأة في حالة طهر ماء‪ ،‬فهل يجوز أن تصلي إن كان هذا‬‫=‬ ‫الماء لا ينقطع؟‬ ‫نعـم‪ ،‬وإن خشـيت أن يلامـس جسـمها أو ثيابهـا فلتجعـل بينه وبيـن ثيابها‬ ‫وجسمها عازلاً‪.‬‬ ‫امرأة مبتلاة بكثرة خروج السوائل منها‪ ،‬فإذا توضأت للصلاة خرج منها‬‫=‬ ‫وكذلك عندما تصلي‪ ،‬ما حكم صلاتها؟‬ ‫إن كانت لا تسـتطيع الفكاك من ذلك بحيث يكون مسـتمر ًا فحكمها حكم‬ ‫صاحب السلس وحكم المستحاضة‪ ،‬عليها أن تضع عازلاً ليقي ثيابها وسائر‬ ‫جسـمها من أن يصيبه شـيء من هذه السـوائل‪ ،‬ثم بعد ذلك تتوضأ وتصلي‬ ‫ولا تلتفت إلى الخارج‪.‬‬ ‫فتـاة تشـتكي من نـزول الودي المسـتمر لديها‪ ،‬وقيل إنـه يبطل الصلاة‬‫=‬ ‫والوضوء‪ ،‬لكنها عندما تتوضأ ينزل منها‪ ،‬فماذا تفعل؟‬ ‫إن كان ذلـك باسـتمرار فعليهـا أن تجعل عـازلاً بينه وبين ثيابها وجسـمها‪،‬‬ ‫ولتتوضأ لكل صلاة ولتقم إلى الصلاة فور ًا‪ ،‬واالله يتقبل منها‪.‬‬ ‫إذا أراد الإنسان أن يقرأ القرآن الكريم‪ ،‬فهل يجب عليه أن يتوضأ وضوء‬‫=‬ ‫الصلاة؟‬ ‫‪115‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫قـراءة القـرآن الكريم بالوضوء أفضل وكون القارىء مسـتقبلاً القبلة أفضل‪،‬‬ ‫وجـازت قراءته بغيـر وضوء وغير اسـتقبال‪ ،‬لحديث‪» :‬كان رسـول االله !‬ ‫يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنب ًا«‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هـل يشـترط الوضوء في سـجود التـلاوة‪ ،‬وإذا كان الشـخص مار ًا في‬‫=‬ ‫الطريق أو راكب ًا في السيارة فمر بآية السجدة‪ ،‬فمتى يسجد؟‬ ‫اختلـف العلماء في وجوب الوضوء لسـجود التلاوة والأصح أنه لا بد من‬ ‫الوضـوء‪ ،‬والمـار فـي الطريق يؤمـر أن يسـجد إن أمكنه ذلك علـى الفور‪،‬‬ ‫وكذلك الراكب في السـيارة يومىء لسـجوده على الفور‪ ،‬وإن تعذر الإيماء‬ ‫فإنهما يؤخران السجود إلى الوقت الذي يمكنهما فيه‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫يدي في الوضوء‬ ‫قضيـت فترة مـن عمري منذ البلوغ وأنا دائم ًا أغسـل ّ‬‫=‬ ‫مـن الرسـغين إلى المرفقيـن جهلاً مني ولأنه لم يرشـدني من هو أكبر‬ ‫مني وكان ذلك مني ظن ًا أن هذا الغسل لليدين هو إكمال لغسل اليدين‬ ‫أول الوضوء؟‬ ‫لا حـول ولا قـوة إلا باالله العلي العظيم‪ ،‬إن مما يؤسـف له أن كثير ًا من الناس‬ ‫لا يبالـون بدينهـم‪ ،‬ولا يبالـون بثمـرات أفئدتهم وأفـلاذ أكبادهـم إذ يتركونهم‬ ‫فرائـس للجهـل‪ ،‬وهذا أمر فيه خطر كبير‪ ،‬فماذا عسـى أن نقول لهذا السـائل؟‬ ‫لكن إن كان يغسـل يديه إلى الرسـغين بنية الوضوء فيمكن أن نجد له مخرج ًا‬ ‫من مشـكلته هذه‪ ،‬على أن لا يتكرر ذلك منه قط في المسـتقبل‪ ،‬ولكن بالنسبة‬ ‫بناء على أنه نوى غُسل الكفين أولاً إلى الرسغين‬ ‫إلى الماضي فصلاته صحيحة ً‬ ‫بناء علـى أن الترتيب في الوضـوء غير واجب‬‫ثـم بعد ذلك غسـل مـا بعدهما ً‬ ‫وإنما هو مندوب إليه فقط‪ ،‬وليعلم أولاده خلاف ما تعلمه‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪116‬‬ ‫‪oa```«`à`dG‬‬ ‫ما هي الصفة الثابتة عن رسول االله ! في التيمم؟‬‫=‬ ‫الصفة الثابتة هي ضربتان‪ :‬ضربة للوجه‪ ،‬وضربة للكفين إلى الرسغين‪.‬‬ ‫يحل للإنسان فيها أن يتيمم؟‬ ‫ما هي الحالات التيُّ‬‫=‬ ‫يحـل لـه أن يتيمـم إن فقد المـاء‪ ،‬أو تعذر عليه أن يصـل إليه وخاف فوت‬‫ ُّ‬ ‫وقت الصلاة‪ ،‬أو كان مريض ًا لا يمكنه أن يسـتعمل الماء بسـبب مرضه‪ ،‬أو‬ ‫في حالة شـدة البرد مع تعذر تسـخينه وكان يخشـى على نفسه إن استعمل‬ ‫الماء‪.‬‬ ‫هل يوجد شروط معينة للتيمم؟ وما هي نواقضه؟‬‫=‬ ‫اختلف العلماء في التيمم هل هو رافع للحدث أو مبيح للصلاة فحسب؟‬ ‫وهـذا الأخيـر هو الأرجح‪ ،‬لأن النبي ! أمر مـن تيمم للجنابة إذا وجد‬ ‫الماء أن يغتسل »فإذا وجدت الماء فامسسه بشرتك«‪ ،‬وهذا دليل على أن‬ ‫التيمـم إنمـا هـو مبيح للصـلاة‪ ،‬ونواقضه هـي نواقض الوضـوء فكل ما‬ ‫ينقـض الوضوء ينقضـه‪ ،‬وإن كان التيمم من أجل عـدم وجود الماء فإذا‬ ‫وجـد المـاء قبـل أن يكمل صلاته فـإن تيممـه ينتقض وعليـه أن يتوضأ‬ ‫ويص ّلي‪.‬‬ ‫‪117‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫التيمم هل لا بد أن يكون من تراب فيه غبار؟‬‫=‬ ‫اختلـف العلماء فـي التيمم‪ ،‬هل هو بكل ما على الأرض من حصى وأنواع‬ ‫الأتربـة وغيرهمـا لأن الصعيد كل ما صعـد على وجه الأرض‪ ،‬أو أنه لا بد‬ ‫أن يكـون بتـراب يتصـل باليدين فـي حال الضرب‪ ،‬فيمسـح الإنسـان بهذا‬ ‫التـراب وجهه وكفيه كمـا جاء في الحديث عن النبي !‪ ،‬ومنشـأ الخلاف‬ ‫النظـر إلـى )مـن( فـي قـول االله تعالـى‪M L K J ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ P O N‬المائدة‪ ،[٦ :‬لأن )من( تستعمل لمعنيين تأتي‬ ‫تارة للتبعيض‪ ،‬وتارة لابتداء الغاية‪ ،‬فمن قال التيمم جائز بكل شـيء جعلها‬ ‫لابتداء الغاية‪ ،‬ومن قال بأن التيمم لا بد من أن يكون بالتراب قال بأن )من(‬ ‫هنا للتبعيض‪ ،‬فلذلك لا بد من أن يكون المسح ببعض التراب‪ ،‬وهذا أظهر‪،‬‬ ‫وممـا يؤيد هذا أن االله تبارك وتعالـى قال‪ ﴾ L K J ﴿ :‬فأمر بأن‬ ‫يتيمم بالصعيد الطيب‪ ،‬والطيب فسرته آية أخرى وهي قوله تعالى‪! ﴿ :‬‬ ‫" ‪] ﴾ & % $ #‬الأعـراف‪ ،[٥٨ :‬فهـو التـراب المنبـت‪ ،‬ومعنى‬ ‫ذلـك أن أنواع الحصى وسـائر الأشـياء لا يتيمم بها‪ ،‬وكذلـك اختلفوا نظر ًا‬ ‫إلى الحديث الذي جاء عن النبي !‪» :‬جعلت لي الأرض مسجد ًا وطهور ًا«‪،‬‬ ‫وجاء في رواية »وترابها طهور ًا«‪ ،‬هل كل ما يصلى عليه يتيمم به أو لا؟ هذا‬ ‫مما وقع فيه الاختلاف بين أهل العلم‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـن كان يرقـد في المستشـفى ولم يجـد تراب ًا يتيمم به وجسـده متصل‬‫=‬ ‫بأجهزة العلاج ففي هذه الحالة كيف يتيمم؟‬ ‫يص ّلـي بدون وضوء ولا تيمم إن عجـز عنهما جميع ًا‪ ،‬لأن االله تعالى يقول‪:‬‬ ‫﴿ ‪] ﴾ z y x w‬التغابـن‪ ،[١٦ :‬ويقـول‪« a ©̈ § ﴿ :‬‬ ‫¬ ﴾ ]البقـرة‪ ،[٢٨٦ :‬ويقول‪] ﴾ [ Z Y X W V U ﴿ :‬الطلاق‪،[٧ :‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪118‬‬ ‫فعندمـا يعجـز عن الوضوء وعن التيمم يسـقط عنه اشـتراطهما ولا يسـقط‬ ‫المشترط له وهو الصلاة‪ ،‬فعليه أن يأتي بالصلاة‪ ،‬ومن العلماء من قال بأنه‬ ‫إن أمكنه أن يضرب ضربتين في الفضاء وينوي بهما التيمم فذلك مما يؤمر‬ ‫بـه وهـذا من باب الاحتياط إذ لم يأت بذلك دليل قط‪ .‬وهذا الحال يصدق‬ ‫ماء‪ ،‬وإذا كان هناك غبار في المقاعد وتمكن‬‫على راكب الطائرة إن لم يجد ً‬ ‫من الضرب على ذلك الغبار فليفعل‪.‬‬ ‫في المستشفى قد لا يوجد تراب‪ ،‬فهل يضرب للمريض التراب في إناء‬‫=‬ ‫مثلاً ليتيمم؟‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫‪119‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪IÓ`````°ü`dG‬‬ ‫‪IÓ``°üdG â``bh‬‬‫=‬ ‫= هـل وقت صلاة العشـاء يبدأ بانتهاء وقت صلاة المغرب مباشـرة‪ ،‬وما‬ ‫الفاصل بين الصلاتين؟‬ ‫نعم‪ ،‬يبدأ وقت العشاء بانتهاء وقت صلاة المغرب‪ ،‬وليس هنالك فاصل‬ ‫بينهمـا‪ ،‬بـل ينتهـي وقـت هذه الصـلاة ليدخل وقـت الصـلاة الأخرى‪،‬‬ ‫ـوغ للإنسـان أن يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء إن وجد‬‫ولذلك ُس ّ‬ ‫داع ٍ إلـى الجمـع كأن يكون في سـفر أو مرض أو غيـم أو مطر أو نحو‬ ‫ذلك من الأعذار التي تسوغ للناس أن يجمعوا بين الصلاتين‪ ،‬وقد وقع‬ ‫ذلـك من فعل الرسـول ! حتـى في حالة كونه مقيم ًا غير مسـافر‪ ،‬فقد‬ ‫روى الإمام الربيع بن حبيب ‪ 5‬في مسـنده من طريق ابن عباس ^‬ ‫قـال‪» :‬صلى رسـول االله ! الظهر والعصر مع ًا والمغرب والعشـاء الآخرة‬ ‫مع ًا من غير خوف ولا سـفر ولا سـحاب ولا مطر«‪ .‬وقد روى الحديث‬ ‫الإمامـان البخاري ومسـلم ونص روايتهما‪» :‬ص ّلى رسـول االله ! بالمدينة‬ ‫من غير خوف ولا سفر«‪ ،‬وفي رواية‪» :‬من غير خوف ولا مطر« قيل لابن‬ ‫عباس‪ :‬ما أراد بذلك؟ قال‪ :‬أراد أن لا يحرج أمته‪ .‬ومعنى ذلك أن فعل‬ ‫الرسـول عليـه أفضل الصلاة والسـلام هذا إنما كان لأجـل رفع الحرج‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪120‬‬ ‫عـن الأُمـة‪ ،‬وجاء في رواية الشـيخين تعليق على هـذه الرواية‪ ،‬وهو أن‬ ‫عمرو بن دينار سأل أبا الشعثاء‪ :‬الإمام جابر بن زيد راوي الحديث عن‬ ‫وعجل العصر‪.‬‬‫ّ‬‫خـر الظهر‬‫ابـن عباس ^ قائلاً له‪ :‬يا أبا الشـعثاء أظنه أ ّ‬ ‫وعجل العصر‬‫ّ‬‫قـال‪ :‬وأظنه‪ .‬ومعنـى ذلك أنه أخر الظهر إلى آخـر وقتها‬ ‫فـي أول وقتها‪ ،‬بحيـث يكون صلى الظهر في الجـزء الأخير من وقتها‪،‬‬ ‫وص ّلـى العصـر فـي الجـزء الأول مـن وقتها‪ ،‬فيكـون بذلـك جمع بين‬ ‫الصلاتيـن مـع أنـه أدى كل واحـدة مـن الصلاتين في وقتهـا‪ ،‬وقد أخذ‬ ‫بعـض العلمـاء بهذا الذي ظنه الإمام أبو الشـعثاء‪ ،‬ومـن بين هؤلاء ابن‬ ‫سـيد النـاس وهـو من علماء الشـافعية قـال‪ :‬جابر بن زيـد أدرى بمعنى‬ ‫الحديـث لأنـه راويه‪ ،‬ولكننا نرى أن الإمام أبا الشـعثاء لـم يقطع بهذا‪،‬‬ ‫وعجل العصر في أول‬‫ّ‬‫خر الظهر إلى آخر وقتها‬‫ولم يقل بأن النبي ! أ ّ‬ ‫وقتها‪ ،‬وإنما ذلك مجرد ظن منه‪ ،‬ولما كان مجرد ظن فإننا ينبغي أن لا‬ ‫نضيـق ما وسـعته هذه الرواية‪ ،‬وإنما يحمل ذلك على سـاعات الحرج‪،‬‬‫ّ‬ ‫ومـن أجـل هذا قـال لفيف من العلمـاء باشـتراك الوقتين‪ :‬وقتـي الظهر‬ ‫والعصـر ووقتـي المغـرب والعشـاء‪ ،‬وهذا أمر يسـوغ الأخذ بـه‪ ،‬ولكن‬ ‫بشـرط أن يتقيد من أخذ بذلك أن يكون في حال الاضطرار أو حالات‬ ‫الشـدة والحاجـة الملحة التي تدعـو إلى ذلك‪ ،‬بحيث لا يعتاد الإنسـان‬ ‫استمراره في جمع الظهر والعصر مع ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم فيمن لا يص ّلي صلاة الفجر في وقتها؟‬‫=‬ ‫سـواء أكانت صلاة‬‫ً‬‫إن كان واعيـ ًا وأَّخـر الصـلاة عـن وقتها فلا صـلاة له‪،‬‬ ‫الفجر أو غيرها‪ ،‬وأما إن كان غارق ًا في نومه وهو يريد أن يقوم ويتمنى فهو‬ ‫معذور‪ ،‬لأن القلم مرفوع عنه حتى يستيقظ‪.‬‬ ‫‪121‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذا حضـر وقـت الصلاة وجـاء الحيض فهل تصلي الصـلاة الفائتة بعد‬‫=‬ ‫انتهاء فترة الحيض أم ماذا تفعل؟‬ ‫تصل‪ ،‬فعليها أن تقضي‬ ‫ ِّ‬‫إذا أتى المرأة الحيض وقد دخل وقت الصلاة ولم‬ ‫تلك الصلاة بعد طهرها‪.‬‬ ‫إذا نـام شـخص عـن صـلاة الفجر واسـتيقظ بعد طلوع الشـمس‪ ،‬فهل‬‫=‬ ‫يصح له أن يص ّلي صلاة الفجر في تلك اللحظة؟‬ ‫نعـم‪ ،‬بل عليـه أن يص ّلي في ذلك الوقت‪ ،‬فإن فـي الحديث عن النبي !‪:‬‬ ‫»مـن نـام عـن صـلاة أو نسـيها فليصلهـا إذا تذكرهـا«‪ .‬فمن نـام عن صلاة‬ ‫فاسـتيقظ وقـد فـات وقتهـا فليص ّلها في ذلـك الوقت‪ ،‬ولا معنـى لما يفعله‬ ‫الكثير من الجهلة الذين لا يعرفون شيئ ًا من أمر الدين ويتصورون أنهم على‬ ‫معرفة به‪ ،‬لأن جهلهم جهل مركب كما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫وأنك لا تــدري بـأنـك لا تدري‬‫ومـن عجـب الأيـام أنـك لا تـدري‬ ‫أولئـك الذين يؤخرون الصلاة إلى مثل وقت وجوبها من الغد‪ ،‬وليس ذلك‬ ‫بصحيـح‪ ،‬فإن النبي ! أمر أن تصلى الصـلاة في وقت تذكرها إن كان قد‬ ‫نسـيها‪ ،‬وفـي وقـت اليقظة إن كان قـد نام عنهـا‪ ،‬وهو عليه أفضـل الصلاة‬ ‫والسلام فعل ذلك‪ ،‬فإنه ! كان في سفر ونام‪ ،‬ونام أصحابه واستمروا في‬ ‫وكبر فيهم‪ ،‬واستيقظ‬ ‫النوم إلى ما بعد طلوع الشـمس‪ ،‬واسـتيقظ عمر ‪ّ 3‬‬ ‫النبـي ! وأصحابـه‪ ،‬وفي ذلـك الوقت قاموا لتأدية الصـلاة‪ ،‬لأن ذلك هو‬ ‫وقت الوجوب‪.‬‬ ‫هـذا‪ ،‬ومـن الخطأ ما يظنه الكثير من الجهلة من أن الصلاة الفائتة لا تقضى‬ ‫إلا فـي مثل وقتها‪ ،‬فإن النبـي ! قضى صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪122‬‬ ‫المغـرب فـي وقت العشـاء‪ ،‬وهذا يعني أن جميع الأوقـات هي مئنة لقضاء‬ ‫الصلـوات الفائتـة إلا الأوقـات التي تحـرم فيها الصلاة‪ ،‬وهـي وقت طلوع‬ ‫الشـمس إلى أن تستكمل طلوعها‪ ،‬ووقت غروبها إلى أن تستكمل غروبها‪،‬‬ ‫ووقـت اسـتوائها فـي كبـد السـماء فـي الحر الشـديد إلـى أن تـزول‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـا حكم من نام مسـتغرق ًا في نومه ولم يسـتيقظ لصـلاة الفجر إلا بعد‬‫=‬ ‫طلوع الفجر؟ وكيف السبيل ليحافظ على صلاة الفجر في وقتها؟‬ ‫عليه أن يص ّلي الفجر عندما يستيقظ فور ًا‪ ،‬وينبغي للإنسان الذي لا يستيقظ‬ ‫إلا بمنبه أن يستعمل المنبه‪.‬‬ ‫هـل للمص ّلـي أن يشـرع في الصـلاة والمؤذن يؤذن‪ ،‬أم أنـه يجب عليه‬‫=‬ ‫الانتظار حتى يفرغ المؤذن من أذانه؟‬ ‫إن كان الأذان عند دخول وقت الصلاة‪ ،‬بحيث يتيقن من دخول الوقت فلا‬ ‫حـرج في الشـروع في الصلاة في وقـت الأذان‪ ،‬وأما إن كان بخلاف ذلك‪،‬‬ ‫فلا بد من الاحتياط حتى يتيقن دخول الوقت‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـا حكـم صلاة المـرأة عندما تسـمع الأذان فور ًا ولا تـدري هل دخل‬‫=‬ ‫الوقت أم لا‪ ،‬لأن بعض المؤذنين قد يتعجلون في تقديم الأذان؟‬ ‫لأجل الاحتياط ينبغي أن تتأخر قليلاً من الوقت حتى تتأكد من دخول الوقت‪.‬‬ ‫سمعنا أن المرأة يستحب لها أن تؤخر صلاة العشاء بدلاً من أن تص ّلي‬‫=‬ ‫مباشـرة بعد سـماعها للأذان‪ ،‬فهل هذا صحيح؟ وإن كان الجواب نعم‬ ‫فما الحكمة من ذلك؟‬ ‫‪123‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫السـَّنة‬ ‫يعرض لها وإنما منُّ‬ ‫الأولـى المبـادرة إلـى الصلاة إذ لا تدري مـاذا ُ‬ ‫تأخير العشاء في ليالي الشتاء إن لم يكن داع ٍ للتقديم‪.‬‬ ‫بالنسبة للمرأة هل يختلف فضل أدائها للصلاة بين أول الوقت ووسطه‬‫=‬ ‫وآخره‪ ،‬فقد تنشغل المرأة في كثير من الأحيان بالبيت وأعبائه والأطفال‬ ‫ومراعاتهم ولا تستطيع الصلاة إلا في آخر الوقت؟‬ ‫بما أنها مشغولة بطاعة فإن الفضل يبقى لها إن شاء االله‪.‬‬ ‫هـل يجـوز أن نؤخر صـلاة الظهر ونص ّليها في السـاعة الثانية والنصف‬‫=‬ ‫نقدم‬‫ظهر ًا بسبب أن ذلك وقت المجيء من المدرسة؟ وهل يجوز أن ّ‬ ‫الطعام قبل الصلاة؟‬ ‫لا ينبغي تأخير الصلاة إلى هذا القدر من الوقت‪ ،‬ولربما يتسـامح في ذلك‬ ‫في الصيف لا في الشتاء‪ ،‬لأن الساعة الثانية والنصف في الشتاء يكون وقت‬ ‫العصـر قد قـارب الدخول‪ ،‬وما ينبغي التأخير إلى هـذا الوقت إلا في حالة‬ ‫الاضطـرار‪ ،‬وكذلـك تقديم الطعام عن الصلاة إنما هـو في حالة الاضطرار‬ ‫فقط إلا إن كان في وقت الصلاة متسع‪.‬‬ ‫امـرأة تسـأل‪ :‬أنا امرأة عاملة ويضطرنـا عملنا إلى أن نؤخر صلاة الظهر‬‫=‬ ‫إلـى السـاعة الثانية حيـث نصل إلى البيـت في ذلك الوقـت‪ ،‬والمكان‬ ‫الذي نعمل فيه لا يوجد فيه مص ّلى‪ ،‬أو لا يتسنى لنا الصلاة هناك‪ ،‬فهل‬ ‫في الساعة الثانية صلاة الظهر لا تزال قائمة؟‬ ‫لا تـزال باقية‪ ،‬ولكن في الشـتاء هي في الطـرف الأخير أما في الصيف فلا‬ ‫بأس‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪124‬‬ ‫في بعض الأحيان عندما تكون الطائرة متجهة إلى المشـرق‪ ،‬لا يتمكن‬‫=‬ ‫الـركاب مـن إدراك وقـت الفجر‪ ،‬فـإذا أبصـروا نور الفجر قـد بدأ في‬ ‫الظهور‪ ،‬لم يلبثوا دقائق معدودة حتى يروا قرن الشمس قد طلع‪ ،‬بسبب‬ ‫اندفاع الطائرة السريع نحو الشرق‪ .‬ما العمل في في مثل هذه المسألة؟‬ ‫يدخلـون فـي الصلاة فـي وقتها؛ ثـم يواصلـون أداءها‪ ،‬ولو طلعـت عليهم‬ ‫الشمس‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪Iô`à°ùdGh ¢SÉ`Ñ∏dGh á`∏Ñ≤dG‬‬ ‫=‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تص ّلي في حوش المنزل إذا كان هناك رجال؟‬ ‫لا‪ ،‬بل عليها أن تبتعد عن أنظار الرجال وسعها‪ ،‬خصوص ًا في حال الصلاة‪،‬‬ ‫لأنهـا فـي حال الصلاة تركع وتسـجد‪ ،‬ولا ينبغي أن تكـون في هذه الحالة‬ ‫قريبة من الرجال بحيث ينظرون إليها‪.‬‬ ‫هل يصح للمرأة أن تص ّلي في الأماكن العامة كالحدائق مثلاً؟‬‫=‬ ‫المرأة مأمورة بالسـتر على أي حال‪ ،‬فينبغي أن تختار مكان ًا سـاتر ًا في حال‬ ‫صلاتها‪ ،‬وإن كانت في مكان ليس بساتر فعليها أن تبتعد حسب وسعها عن‬ ‫تتبين لهم‬‫الرجـال‪ ،‬وأن تص ّلـي فـي المـكان البعيد عـن أنظارهم حيـث لا ّ‬ ‫حركاتها‪ ،‬ولا يكتشفون تفاصيل جسمها عندما تركع وتسجد‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫قـد يضطر الإنسـان أحيان ًا أن يص ّلي في مكان فيه تماثيل ومجسـمات‪،‬‬‫=‬ ‫فإذا تنحى عنها أو واراها بكرسي أو ما شابهه فهل عليه من بأس؟‬ ‫لا بـأس بالصلاة في مـكان توجد فيه تماثيل إن واراهـا المصلي جانب ًا ولم‬ ‫‪125‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يـدل الحـال على تعظيمها‪ ،‬وإن وجد مناص ًا عن الصـلاة فيه فالأولى له أن‬‫ّ‬ ‫يختار لصلاته ما هو أليق بها من البقاع‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل تجوز الصلاة في حجرة فيها صور؟‬‫=‬ ‫لا بـأس بالصـلاة في غرفة فيها صور مع عدم اسـتقبال الصور في الصلاة‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم الصلاة في السفينة؟‬‫=‬ ‫يص ّلي الإنسان كيفما أمكنه‪ ،‬ويؤمر عندما يتجه إلى الصلاة أن يكبر وهو إلى‬ ‫جهة القبلة‪ ،‬ثم لا حرج عليه إن دارت به سفينته‪ ،‬فإنه يبقى على نفس اتجاهه‪.‬‬ ‫هل صحيح أن الصلاة في السجادة المزخرفة بدعة؟‬‫=‬ ‫هذا ينافي الخشـوع في الصلاة‪ ،‬لأن السجادة المزخرفة قد تشغل المص ّلي‪،‬‬ ‫والنبي ! خلع الجبة التي أهديت إليه بسبب أنها شغلته في الصلاة وردها‬ ‫إلى مهديها‪.‬‬ ‫ما قولكم في النساء اللواتي يص ّلين بملابس فيها صور؟‬‫=‬ ‫الصلاة بالثوب ذي الصور غير جائز للرجال والنساء‪ ،‬لأن الصلاة عبادة‪ ،‬ولبس‬ ‫الثوب ذي الصور معصية والعياذ باالله‪ ،‬والعبادة لا تجامع المعصية‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫إذا ص ّلت الفتاة وعليها ثوب فيه صورة امرأة نقشت بالخيوط‪ ،‬فما حكم‬‫=‬ ‫هذه الصلاة؟‬ ‫إن كانت لا تدري بذلك‪ ،‬فما عليها فيما مضى شيء‪ ،‬ولكن إن كانت على‬ ‫دراية بهذا الأمر فعليها إعادة الصلاة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪126‬‬ ‫لدينا مكان توضع فيه الحيوانات‪ ،‬وعندما نذهب لإطعامهن فإن رائحة‬‫=‬ ‫هذه الحيوانات تبقى في الملابس‪ ،‬فهل يجوز أن نص ّلي بتلك الملابس؟‬ ‫نعم‪ ،‬لأن رائحة الحيوانات لا تعد نجاسة‪.‬‬ ‫هل للمرأة الصلاة بالنظارة‪ ،‬علم ًا بأنها لا تستطيع مفارقتها نظر ًا لضعف‬‫=‬ ‫نظرها‪ ،‬وتصاب بدوار عند نزعها؟‬ ‫لا حرج عليها إن ص ّلت بها‪.‬‬ ‫هل يجب على المرأة أن تخلع الساعة في الصلاة؟‬‫=‬ ‫إن كانت هذه السـاعة ليسـت من زينة المرأة‪ ،‬وإنما تلبسـها من أجل مجرد‬ ‫حديدية مثلاً‬ ‫ّ‬‫معرفـة الوقـت وضبط الأوقات وكانت هذه السـاعة من مـادة‬ ‫فعليها أن تخلعها‪ ،‬أما إن كانت داخلة في الزينة فلها حكم سائر الزينة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم لبس الساعة في الصلاة؟‬‫=‬ ‫قـد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع ‪ 5‬أن النبي ! نهى عن‬ ‫الصـلاة بالآنـك والشـبه‪ ،‬وقاس العلمـاء بقية المعـادن على الآنك والشـبه‬ ‫بجامـع الانطباع‪ ،‬ولذلك ذهب علماؤنا إلى أن السـاعة إن كانت من حديد‬ ‫فلا ُيص ّلى بها وهي مباشـرة للجسـم‪ ،‬أما إن كانت فـوق حائل ككم الثوب‬ ‫مثـلاً فلا بـأس أن ُيصلى بها وكذلك إن كانت في مخبأ الإنسـان المصلي‪،‬‬ ‫واختلـف العلمـاء فـي هـذا النهـي هل هـو محمول علـى كراهـة التنزيه أم‬ ‫محمـول على التحريم؟ والأصـل في النهي أن يكون للتحريم ما لم تصرفه‬ ‫قرينة‪ ،‬لذلك رجح الإمام السالمي ‪ 5‬أنه للتحريم‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪127‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما حكم لبس المرأة الساعة أو القلائد ونحوها إذا كانت من الآنك والشبه؟‬‫=‬ ‫ينهى عن استعمال الآنك والشبه‪ ،‬ولها أن تص ّلي بزينتها المعهودة‪.‬‬ ‫علمنا أن لبس الحديد لا يجوز‪ ،‬فماذا عن ملابس النساء التي لا تخلو‬‫=‬ ‫من الحديد والأشياء التي تلبس للشعر؟‬ ‫أمـا إن كان لأجل داع ٍ كإمسـاك الشـعر فلا حرج فيـه‪ ،‬وكذلك ما كان فوق‬ ‫الملابس بحيث لا يباشـر الجسـد فـي الصلاة ولم يكن مقصـود ًا لذاته فلا‬ ‫حرج فيه إن شاء االله‪.‬‬ ‫هل تشترك المرأة مع الرجل في النهي عن لبس الحديد ونحوه كالساعة‬‫=‬ ‫أثناء الصلاة؟‬ ‫ُيباح للمرأة أن تلبس زينتها‪ ،‬أما الحديد ونحوه فلا‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تص ّلي وهي متلثمة أو وهي لابسة النقاب؟‬‫=‬ ‫إن كانت تتمكن من السجود بحيث لا يؤذيها ذلك فلا حرج عليها إن شاء االله‪.‬‬ ‫ما حكم ظهور قدم المرأة في أي وقت وخاصة في الصلاة؟‬‫=‬ ‫المرأة مأمورة بسـتر قدميها‪ ،‬والدليل على ذلك أن الرسـول ! أذن لها أن‬ ‫ترخي شبر ًا من ثوبها‪ ،‬فقالت له أم سلمة ‪ :#‬إذ ًا ينكشف قدمها‪ ،‬فأذن لها‬ ‫النبي ! بأن ترخي ذراع ًا‪ ،‬وما ذلك إلا لأجل تجنب انكشاف قدميها‪.‬‬ ‫ما حكم ظهور أقدام المرأة في أي وقت وخاصة في الصلاة؟‬‫=‬ ‫اختلـف العلمـاء في قدمي المرأة‪ ،‬منهم من قال بوجوب سـترهما‪ ،‬ومنهم‬ ‫مـن قال لا بأس بظهورهمـا‪ ،‬وعلى كل فالمرأة مأمورة بأن تسـتر قدميها‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪128‬‬ ‫والدليـل علـى ذلـك أن الرسـول ! أذن لهـا أن ترخي شـبر ًا مـن ثوبها‪،‬‬ ‫فقالت له أم سلمة ‪» :#‬إذ ًا ينكشف قدماها«‪ ،‬فأذن النبي ! لها أن ترخي‬ ‫ذراع ًا وما ذلك إلا لأجل تجنب انكشـاف قدميها‪ .‬فالأحوط لها أن تسـتر‬ ‫قدميهـا سـواء فـي الصـلاة أو غيرها ولو بإطالـة الثوب كما كانت النسـاء‬ ‫المؤمنـات في عهد الرسـول !‪ ،‬فقد كن ُيطلن مقدار شـبر حتى يسـترن‬ ‫القدمين‪ ،‬فينبغي للمرأة المؤمنة أن تصنع ذلك في هذا العصر خروج ًا عن‬ ‫الخلاف‪.‬‬ ‫هل يصح أن تص ّلي المرأة في بيتها أو غيره بدون لبس الجوارب على‬‫=‬ ‫قدميها؟‬ ‫إن كانت أرخت الثوب حتى غطى قدميها فالمراد تغطية القدمين سواء كان‬ ‫بالجوارب أو كان بإرخاء الثوب‪ ،‬أما إن لم يكن إرخاء ولا جوارب وكانت‬ ‫القدمان مكشوفتين فالصحيح عدم جواز ذلك‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تصلي كاشفة الكعبين؟‬‫=‬ ‫لا‪ ،‬فيجـب عليهـا أن تغطـي الكعبيـن‪ ،‬والقـول الراجح أن عليهـا أن تغطي‬ ‫القدمين ـ أيض ًا ـ لأننا لم نجد دليلاً على استثناء القدمين من عورة المرأة‪،‬‬ ‫نعـم وجـد الدليل في الوجه والكفين أما القدمان فلم نجد دليلاً على ذلك‪،‬‬ ‫يدل على خلافه‪ ،‬فعندما رخص النبي ! للنساء أن يسبلن‬‫بل وجدنا الدليلُّ‬ ‫من ثيابهن شـبر ًا لأجل تغطية أقدامهن‪ ،‬قالت أم سلمة ‪ #‬لرسول االله !‪:‬‬ ‫»إذ ًا ينكشـف قدمها يا رسـول االله«‪ ،‬فقال الرسول !‪» :‬ترخي ذراع ًا«‪ ،‬فأباح‬ ‫لها أن ترخي ذراع ًا لأجل ستر القدمين‪ ،‬فلو لم يكن ستر القدمين واجب ًا لما‬ ‫سألت أم سلمة رسول االله ! عن ذلك ولما قال لها ذلك‪.‬‬ ‫‪129‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امـرأة لم تكن تسـتر فـي الصلاة ناصيتها وذراعيهـا وقدميها عملاً بقول‬‫=‬ ‫تبين لها أن ستر ذلك واجب‪ ،‬التزمت بذلك‪ ،‬فما حكم‬‫مشايخها‪ ،‬ولما ّ‬ ‫ما مضى من صلاتها‪ ،‬وهل يوجد فرق بين من كانت تفعل ذلك تقليد ًا‬ ‫لأمها وأخواتها وبين من أخذت ذلك عن أحد مشايخها؟‬ ‫هذه المسـألة مسـألة حرجة‪ ،‬ولكنها نظر ًا إلى أنها لم تكن متعمدة للانتهاك‬ ‫وإنما كانت تفعل ذلك جاهلة فلا مانع من أن تعذر فيما سبق بسبب جهلها‪،‬‬ ‫ونظـر ًا إلى أنهـا اعتمدت بعض الأقوال‪ ،‬وإن كانت أقـوالاً ضعيفة لا يعول‬ ‫عليها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تص ّلي وشعر رأسها منفوش؟‬‫=‬ ‫ُتؤمـر أن تشـده حتـى لا يظهر من وراء‪ ،‬ولا حرج لهـا إذا صلت كذلك إذا‬ ‫سترته‪.‬‬ ‫مر طفل أو قط أمام المص ّلي؟‬ ‫ما حكم الصلاة إذا ّ‬‫=‬ ‫ينبغي للمص ّلي أن لا يص ّلي إلا إلى سترة يضعها بينه وبين قبلته بعد موضع‬ ‫مر وراء سـترته فلا ينقض الصلاة‪ ،‬وأما ما دون السترة أي ما‬‫سـجوده‪ ،‬وما ّ‬ ‫بين المص ّلي وبين موضع سجوده فعليه أن يدفعه‪ ،‬وإن دفعه ولم يتمكن من‬ ‫دفعه فليس عليه ـ إن شاء االله ـ حرج‪.‬‬ ‫في أحيان كثيرة عندما أص ّلي يأتي طفلي فوق السـجادة وبالطبع يكون‬‫=‬ ‫مرتديـ ًا الحفاض وفـي بعض الأحيان يكون الحفاض نجسـ ًا فما حكم‬ ‫صلاتي في هذه الحالة؟‬ ‫هذه من حالات الضرورة التي يتسـامح فيها مع الأُم أكثر مما يتسـامح فيها‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪130‬‬ ‫مع غيرها‪ ،‬فما عليها من حرج من ذلك‪ ،‬وإن أمكن أن يمسـك هذا الطفل‬ ‫شـخص آخـر أو أمكـن أن تتفـادى مجيئه إليهـا ففي هذه الحالـة لا بد من‬ ‫الاحتراز‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪IÓ`°üdG ∫É``aYCG‬‬‫=‬ ‫= إلى أي مدى يمكن للصلاة أن تؤثر في شخصية المسلم؟‬ ‫تأثير الصلاة في نفسـية المسـلم وفي تعامله مع مجتمعه يظهر جلي ًا لمن تدبر‬ ‫كلام االله ‪ 4‬عندمـا ذكـر الصلاة وتأثيرها على الإنسـان‪ ،‬إيجاب ًا عندما تؤدى‬ ‫على الوجه الشـرعي وسـلب ًا عندما تؤدى على غير الوجه الشـرعي‪ ،‬فاالله ‪4‬‬ ‫ّبين الغاية من إقام الصلاة عندما قال‪1̧ ¶ μ́ ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ o‬العنكبوت‪ ،[٤٥ :‬وقال سبحانه‪] ﴾ 1 0 / ﴿ :‬طه‪،[١٤ :‬‬ ‫ثم أنه ‪ 4‬بين أن هذه الصلاة لسـريانها في نفسـية الإنسان هي بمثابة الروح‬ ‫للروح فهي تحيـى بها الأرواح كما أن الجسـد يحيى بالروح‪ ،‬وأن لها تأثير ًا‬ ‫في اقتلاع صفات هي بمثابة الجبلات في نفوس البشـر‪ ،‬فالإنسـان طبع على‬ ‫كثير من الصفات المذمومة‪ ،‬ولكن عندما ُيقاوم هذه الصفات بما أتاه االله ‪4‬‬ ‫من طاقات وبتفاعله مع أمر االله ونهيه يسـتطيع أن يتغلب عليها‪ ،‬وهناك أمور‬ ‫كثيـرة تعينـه على ذلك وفي مقدمتها إقام الصلاة‪ ،‬فاالله ‪ 4‬يقول‪L K ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ X W V U ❁ S R Q P ❁ N M‬المعـارج‪،[٢١ - ١٩ :‬‬ ‫فهـذه الآيـات تشـير إلـى صفة موجـودة في الجنـس البشـري ألا وهي خلق‬ ‫مسه الشر جزع وإذا مسه الخير منع‪ ،‬فهو لا يجود بالخير‬‫الإنسان هلوع ًا‪ ،‬فإذا ّ‬ ‫بطبعـه وهـو جـزع لما ُيصيبه من شـر بطبعـه‪ ،‬ولكن َمـن المسـتثنى من هذه‬ ‫الصفات المذمومة؟ اسـتثنيت طائفة‪ ،‬هذه الطائفة افتتحت صفاتها بأنهم على‬ ‫‪131‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫»صلاتهم دائمون« واختتمت بأنهم »على صلاتهم يحافظون«‪ ،‬فقد قال تعالى‬ ‫فـي بيـان هـذه الطائفـة‪﴾ a ` _ ^ ] ❁ [ Z ﴿ :‬‬ ‫]المعـارج‪ ،[٢٣ ،٢٢ :‬ثـم وصفهم بما وصفهم به مـن الصفات الأخرى واختتم‬ ‫هـذه الصفات كلها بقوله‪] ﴾ È Ç Æ Å Ä ﴿ :‬المعارج‪ ،[٣٤ :‬فالصلاة‬ ‫هي السياج الذي يقي الإنسان هذه الشرور النفسية والعادات السيئة‪ ،‬على أن‬ ‫الصلاة إن لم تؤد على الوجه المرضي كانت آثارها آثار ًا عكسية‪ ،‬لأنها تؤدي‬ ‫إلى انحراف معتقد الإنسان وفكره وأعماله وأخلاقه وسلوكه‪ ،‬فاالله ‪ 4‬يقول‪:‬‬ ‫﴿ ‪A @ ❁> = < ; ❁9 8 7 6‬‬ ‫‪﴾M L K J I ❁ G F ❁ D C B‬‬ ‫]الماعـون‪ ،[٥ - ١ :‬قد كان سـياق الكلام يقتضي أن يقـول فويل لهم لأنه وعيد‬ ‫تقدم من الصفـات المذمومة من التكذيب بالديـن ودع اليتيم وعدم‬‫علـى مـا ّ‬ ‫الحـض علـى إطعام المسـكين‪ ،‬ولكـن بدلاً مـن أن يرجع الضميـر إلى هذه‬ ‫الطائفة جيء باسم ُمظهر وهو المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون‪ ،‬وهذا‬ ‫لأجل التنويه بأن سهوهم عن الصلاة هو الذي كان السبب في هذه الأعمال‬ ‫كلهـا‪ ،‬وفـي الأعمال التي ذكرت من بعد مـن الرياء ومنع الماعون‪ ،‬فكل من‬ ‫ذلك إنما هو ناشـئ عن السـهو عن الصلاة‪ ،‬سـواء كان هذا سـهو ًا بمعنى أن‬ ‫يكـون الإنسـان فـي صلاته لاهي ًا عمـا يأتي بـه‪ ،‬أو كان سـهو ًا بمعنى إهمال‬ ‫الصـلاة‪ ،‬بحيـث لا يبالـي بهـا لأنها مجرد أمـر مألوف عنـده لا يرتبط بفكره‬ ‫ومعتقده‪ ،‬لأنه لا يأتي بالأعمال التي يأتي بها عن عقيدة راسخة وفكر مكين‪.‬‬ ‫ما الذي يسع المسلم في الصلاة وما الذي لا يسعه فيها؟‬‫=‬ ‫يدي‬ ‫الصلاة هي عبادة مقدسة يتقرب بها الإنسان إلى ربه‪ ،‬بل هي ُمثول بين ّ‬ ‫المثـول ليس ُمثول الجسـم وحـده والذي يتمثـل في هذه‬‫االله تعالـى‪ ،‬هـذا ُ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪132‬‬ ‫الوقفة التي يقفها الإنسـان وفي اعتداله في ركوعه وسـجوده وقيامه وقعوده‬ ‫وفيمـا يأتيـه مـن الأقـوال بجانب ما يأتيـه من الحـركات والأعمـال‪ ،‬وإنما‬ ‫يدي االله ‪4‬‬‫بجانب هذا فهنالك ُمثول للروح ويتمثل في وقوف الروح بين ّ‬ ‫مستشـعرة عظمـة المقام وصدق المقـال‪ ،‬ومعنى ذلك أن يحرص الإنسـان‬ ‫على أن تكون كل كلمة ينطق بها في صلاته ُيسرع معناها إلى ذهنه أكثر من‬ ‫إسراع لفظها إلى قوله‪ ،‬وذلك باستحضار المعاني‪ ،‬فإن معاني الكلمات التي‬ ‫يقولها الإنسـان عندما يؤدي الصلاة على النحو المشـروع تسكب في نفسه‬ ‫شعور ًا بعظمة االله تعالى وعظمة الموقف الذي يقفه بين يديه سبحانه وبفضل‬ ‫االله تعالـى عليـه ونعمتـه التي أسـبغها عليه والتـي تحيط به مـن كل جوانبه‬ ‫يصدر الإنسـان عـن صلاته وقد‬‫ُ‬ ‫وتتغلغـل في أعماق نفسـه‪ ،‬ولذلك عندما‬ ‫أداها على هذا النحو تكون عاملاً قوي ًا في تقويم سـلوكه وفي تصفية نفسـه‬ ‫وأعماق روحه ومشـاعره وأحاسيسـه ووجدانه حتى يخرج من صلاته نظيف ًا‬ ‫ينطبق على صلاته قول الرسول !‪» :‬أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهر ًا جاري ًا‬ ‫غمر ًا ينغمس فيه كل يوم وليلة خمس مرات أيبقى من درنه شيء؟«‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫لا يـا رسـول االله‪ ،‬قال‪» :‬فذلك مثـل الصلوات الخمس«‪ ،‬وهـذا مثل أراد به‬ ‫النبـي ! التقريـب إلى الأذهان‪ ،‬وإلا فالصلاة أسـمى من ذلـك‪ ،‬وكثير ًا ما‬ ‫يمثـل الأعلـى بالأدنى عندما يكون هـذا الأعلى فوق التصـور‪ ،‬فإنه واضح‬ ‫جـد ًا بأن هناك فرق ًا ما بين تأثيـر النهر وتأثير الصلاة‪ ،‬إذ تصفية النهر لظاهر‬ ‫الجسد وتصفية الصلاة لأعماق الروح وشتان ما بينهما‪.‬‬ ‫ما الفرق بين صلاة الرجل وصلاة المرأة من حيث الأداء؟‬‫=‬ ‫الرجـل يقيم لصلاته‪ ،‬والمرأة ليسـت عليها إقامـة‪ ،‬والرجل يجافي يديه عن‬ ‫جنبيـه في سـجوده‪ ،‬والمرأة تضم نفسـها‪ ،‬والمرأة لا تنحنـي كثير ًا من أجل‬ ‫‪133‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫السـتر بخلاف الرجل وذلك في الركوع‪ ،‬وفي السـجود لا ترفع عجزها عن‬ ‫رجلها كثير ًا وتضم بعضها إلى بعض بخلاف الرجل‪ ،‬وأما بقية الأعمال فهي‬ ‫الأعمال نفسها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل تختلف صلاة المرأة عن صلاة الرجل من حيث استواء الجسم في‬‫=‬ ‫الركوع وضم أعضائها بعضها إلى بعض؟‬ ‫تبين أجزاء جسمها‪ ،‬وتؤمر‬‫المشـهور أن المرأة ُتؤمر أن لا تنحني كثير ًا لئلا ّ‬ ‫في السجود أن تضم بعضها إلى بعض‪.‬‬ ‫لماذا لا تلزم المرأة بإقامة الصلاة كالرجل؟‬‫=‬ ‫الإقامة هي أخت الأذان‪ ،‬والأذان يستوجب رفع الصوت‪ ،‬والمرأة مأمورة‬ ‫بخفـض الصوت‪ ،‬فلذلـك كانت صلاة الرجـل بإقامة وصـلاة المرأة بغير‬ ‫إقامـة‪ ،‬علـى أن الرجال إن اجتمعـوا لصلاة الجماعة فإنـه يطالب أحدهم‬ ‫بالإقامـة‪ ،‬ويكتفـي الآخـرون بإقامتـه ولا يقيـم كل واحـد بنفسـه‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة كانت تقيم في صلاتها المفروضة جهلاً منها‪ ،‬فهل تتأثر صلاتها؟‬‫=‬ ‫لا‪ ،‬لأن الإقامـة خـارج الصلاة وليسـت داخلهـا‪ ،‬فهي لم تكبـر بعد تكبيرة‬ ‫الإحرام‪ ،‬وقد قيل بأن المرأة تقيم وإن كان هذا القول قولاً غير مشهور‪.‬‬ ‫علمت أن تكبيرة الإحرام واجبة عليها بعد التوجيه قبل خمس سـنوات‬‫=‬ ‫تكبر تكبيرة الإحرام ـ؟‬ ‫فهل تقبل صلواتها ـ يعني إنها لم تكن ّ‬ ‫تكبر رأسـ ًا فعليها أن تقضي‪ .‬وأمـا إن كانت من قبل ّ‬ ‫تكبر قبل‬‫إن كانـت لا ّ‬ ‫التوجيه فليس عليها قضاء‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪134‬‬ ‫هل تجب الاستعاذة في كل ركعة من ركعات الصلاة؟‬‫=‬ ‫القول المتفق عليه في المذهب أن الاستعاذة إنما هي في الركعة الأولى من‬ ‫الصلاة ولا استعاذة في سائر الركعات‪.‬‬ ‫مـا الحكم فيمن ترك الاسـتعاذة جهلاً بحكمها بعـد تكبيرة الإحرام في‬‫=‬ ‫جميع صلواته؟‬ ‫اختلـف في الاسـتعاذة على أقوال‪ ،‬قيل هي فـرض وعلى هذا فتبطل صلاة‬ ‫من تركها عمد ًا أو نسـيان ًا‪ ،‬وقيل هي ُسـَّنة واجبة وعلى هذا تبطل صلاة من‬ ‫تركها عمد ًا لا نسيان ًا‪ .‬وقيل هي ُسَّنة غير واجبة فعلى هذا لا تبطل صلاة من‬ ‫تركها عمد ًا أو نسـيان ًا‪ ،‬ونحن نرى أن يؤخذ له بأرخص الأقوال فيما مضى‬ ‫مع الحذر في المستقبل من تركها‪.‬‬ ‫إذا قرأ الإنسان الفاتحة ثم أعادها في الصلاة أو أعاد آية منها‪ .‬هل تبطل‬‫=‬ ‫الصلاة؟ وما الدليل؟‬ ‫نعم‪ ،‬لأن الفاتحة ركن‪ ،‬والركن لا ُيكرر في المقام الواحد‪ .‬فلا يجوز تكرار‬ ‫الفاتحة وإنما يقتصر على قراءتها مرة واحدة فحسب‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم تكرار الفاتحة في الركعة الواحدة؟‬ ‫=‬ ‫مـن الأمـور التي لا يجوز تكرارها في الصلاة الفاتحة الشـريفة والاسـتعاذة‬ ‫وقراءة التشهد‪ ،‬فلا يجوز أن يكرر شيئ ًا من آيات أو كلمات الفاتحة فإن كرر‬ ‫بطلت صلاته‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫رجل نسي قراءة الفاتحة وتذكرها بعد أن س ّلم فماذا عليه؟‬‫=‬ ‫يقوم ويأتي بالفاتحة ولا شيء عليه إلا ذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪135‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مـا هـو الدليل عنـد أصحابنا على عدم قـراءة غير الفاتحـة في صلاتي‬‫=‬ ‫الظهر والعصر؟‬ ‫الدليـل علـى ذلك حديث ابـن عباس ^ الذي يدل علـى أن النبي ! لم‬ ‫يكـن يقرأ‪ ،‬وهـو دليل جازم بخلاف دليـل من قال بالقـراءة فإنه دليل ليس‬ ‫عـول فيه على رؤية شـفتي النبي ! وهما تتحـركان‪ ،‬وهذا لا‬‫بجـازم لأنه ّ‬ ‫يقتضي الجزم‪ ،‬إذ الحركة قد تكون بمجرد قراءة الفاتحة الشريفة‪ ،‬ثم بجانب‬ ‫ذلك فإن قوله‪» :‬بما كنتم تعرفون قراءته؟ قالوا‪ :‬بتحرك شفتيه« مما يستبعد‪،‬‬ ‫لأن الصحابة رضي االله تعالى عنهم كانوا وراءه فكيف يرون شفتيه تتحركان‬ ‫وهو أمامهم فهذا الذي دعا أصحابنا إلى عدم الأخذ بتلكم الرواية‪.‬‬ ‫ما حكم التنكيس في قراءة القرآن الكريم أثناء الصلاة؟‬‫=‬ ‫اختلف العلماء في ذلك‪ ،‬فمنهم من شدد جد ًا في التنكيس إلى حد أن قال‬ ‫بأن من قرأ سورة الناس في الركعة الأولى فعليه أن يقرأها بنفسها في الركعة‬ ‫الثانيـة لئـلا يكون قد نكس‪ ،‬ومنهم من رخص في ذلك‪ ،‬إن كان قرأ سـورة‬ ‫الناس لأنه كأنما استوفى قراءة القرآن كله وبدأ يقرؤه من جديد‪ ،‬ومنهم من‬ ‫أجازه في غير الركعة الواحدة أما في الركعة الواحدة فلا‪ ،‬ومنهم من أجازه‬ ‫في غير السـورة الواحدة‪ ،‬ونحن نسـتحب الخروج من عهدة الخلاف‪ ،‬وإن‬ ‫كان جـاء فـي صحيح مسـلم أن أحـد الصحابة رضي االله تعالـى عنهم كان‬ ‫عندما يقوم إلى الصلاة يقرأ بعد الفاتحة في كل ركعة سـورة الإخلاص ثم‬ ‫يقرأ ما تيسـر له من القرآن‪ ،‬ومن المعلوم أنه لا يتقيد بقراءة سـورتي الفلق‬ ‫والناس اللتين هما بعد سورة الإخلاص‪ ،‬فلا بد من أن يكون يقرأ شيئ ًا من‬ ‫القرآن بعد الإخلاص‪ ،‬إلا أن ذلك قد يعترض عليه بأنه قبل الترتيب الأخير‬ ‫للقرآن الذي كان بالعرضة النهائية من النبي ! على جبريل‪ ،‬وكان ذلك في‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪136‬‬ ‫آخـر رمضـان صامه الرسـول !‪ ،‬فلذلك نرى ترك مثل هذا الأسـلوب في‬ ‫القراءة أولى وأسلم‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫في حالة تأدية الصلاة أين يكون نظر المص ّلي؟‬‫=‬ ‫المص ّلي عندما يكون قائم ًا يكون نظره محصور ًا بين قدميه وموضع سجوده‪،‬‬ ‫وعندمـا يكون سـاجد ًا ينظر إلى أنفه‪ ،‬لأن ذلك هـو النظر الطبيعي‪ ،‬وعندما‬ ‫يكـون رائعـ ًا ينظر إلى ما بين إبهاميه‪ ،‬وعندما يكـون قاعد ًا ينظر إلى ما بين‬ ‫ركبتيه‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة تسأل عن تصفيق النساء في الصلاة كيف هو؟‬‫=‬ ‫تصفيق النسـاء في الصلاة ليس هو كالتصفيق المعهود‪ ،‬وإنما هو ضرب ظاهر‬ ‫الكف بباطن الكف‪ ،‬فتضرب ظاهر كفها اليسرى بباطن كفها اليمنى‪ ،‬أو تضرب‬ ‫علـى فخذها‪ ،‬وأما التصفيق الذي هو ضرب باطن الكف بباطنه فذلك ممنوع‪،‬‬ ‫لأنه نوع من المرح الذي يكون من النساء‪ ،‬فلا ينبغي أن يكون في الصلاة قط‪.‬‬ ‫هل صحيح أنه لا أساس للتشهد بعد التسليم في الصلاة؟‬‫=‬ ‫إن كان المراد بالتشهد ما يفعله الناس من مسح الوجه والإتيان بالشهادتين‬ ‫فهـذا لـم يثبت عن النبي !‪ ،‬وإن جاءت به روايـة ولكنها ضعيفة‪ ،‬وأما إن‬ ‫كان المراد به التشهد للصلاة وهو ما يسمى في ُعرف العامة بالتحيات فذلك‬ ‫قبل التسليم لا بعده‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا ص ّلى الشخص العشاء والوتر وقام قبل أذان الفجر وصلى ركعات‪،‬‬‫=‬ ‫هل يوتر مرة أخرى؟‬ ‫جاء في الحديث الشريف‪» :‬لا وتران في ليلة«‪ ،‬فإذا أوتر الإنسان مرة واحدة‬ ‫‪137‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫كفاه ذلك الوتر عن الوتر بعد صلاة التهجد‪ ،‬فإما أن يؤخر الوتر إلى ما بعد‬ ‫التهجد‪ ،‬وإما أن يص ّلي الوتر مع العشـاء ثم ينام‪ ،‬ثم يقوم بعد ذلك يتهجد‬ ‫ولا حرج عليه‪.‬‬ ‫المص ّلي أو تكلم أو ما شابه ذلك في صلاته وقبيل التسليم‪،‬‬‫إذا أحدث ُ‬‫=‬ ‫عد صلاته مقبولة؟‬‫هل ُت ّ‬ ‫الطهـور وتحريمهـا التكبير‬‫جـاء فـي الحديث عـن النبـي !‪» :‬مفتاح الصـلاة ُ‬ ‫وتحليلها التسليم«‪ ،‬ولما كان التكبير لا بد منه وقد ُقوب ِ َل بالتسليم فالتسليم إذ ًا‬ ‫حكمـه كحكـم التكبير من حيث التشـديد فيـه‪ ،‬فلا بد منه‪ ،‬فمتـى ما طرأ عليه‬ ‫سـواء تعمده أو لو لـم يتعمده‪ ،‬وإنما رخص‬‫ً‬‫ناقـض يعتبـر مؤثر ًا على الصلاة‪،‬‬ ‫بعـض أهـل العلم فيمن سـبقه الحـدث ولم يكن ذلـك باختياره وقـد أتى من‬ ‫التشهد ما يكفي‪ ،‬واعتمدوا في ذلك على حديث‪ ،‬قال فيه علماء الحديث بأنه‬ ‫خرج‬‫ضعيف‪ ،‬أما لو فعل ذلك باختياره فإن العلماء يشددون في ذلك‪ ،‬ولكنَّ‬ ‫الإمـام أبو سـعيد رحمه االله تعالـى الاختلاف في حالة العمـد‪ ،‬وهذا كله مبني‬ ‫على اختلاف العلماء في التسليم هل هو فريضة أو ُسَّنة أو نافلة؟ فمن قال بأنه‬ ‫فريضة قال بعدم جواز تركه لا في حال الاختيار ولا في حالة الاضطرار‪ ،‬ومن‬ ‫قال بأنه ُسَّنة رأى أن حالة الاضطرار تختلف عن حالة العمد‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما هي الحالات التي يجب فيها قطع الصلاة؟‬‫=‬ ‫تقطع الصلاة للضرورة‪.‬‬ ‫لمطــر أو لصيـاح صيحـا‬‫ويقطـع المسبح التسبيحـا‬ ‫كأن يص ّلي الإنسـان في مكان مكشـوف فينزل عليه مطر لا يحتمله‪ ،‬أو من‬ ‫أجل إنقاذ نفس ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪138‬‬ ‫‪AÉYódGh IhÓàdG Oƒé°S‬‬‫=‬ ‫= ما هي مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم؟‬ ‫مواضـع سـجود التلاوة هـي‪ :‬الأعراف ثـم الرعد ثم النحل ثم الإسـراء ثم‬ ‫مريم ثم الحج ثم الفرقان ثم آلم السجدة ثم ص ثم حم السجدة أي سورة‬ ‫فصلـت وبعـض العلمـاء أضافـوا إليها سـور المفصـل وهي‪ :‬سـورة النجم‬‫ّ‬ ‫وسورة الانشقاق وسورة العلق‪ ،‬وبهذا يأخذ العلماء المتأخرون‪ ،‬والمشهور‬ ‫في سورة الحج أن تسجد السجدة الأولى‪.‬‬ ‫عندما تص ّلي المرأة نافلة أو فريضة هل في كلا الصلاتين تسجد سجود‬‫=‬ ‫التلاوة إن قرأت آية السجدة؟‬ ‫نعم‪) ،‬فالنبي ! سجد في الفريضة‪ ،‬ونحن علينا أن نتبعه ونتأسى به(‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم سجود التلاوة في الصلاة؟‬‫=‬ ‫اختلف العلماء في سجود التلاوة في الصلاة‪ ،‬فمنهم من قال بأنه يسجد في‬ ‫صلاتـه‪ ،‬ومنهم مـن قال يؤخر السـجدة حتى تنتهي صلاتـه‪ ،‬والقول الأول‬ ‫مبني على وجوب سـجود التلاوة‪ ،‬أما القول الثاني فهو مبني على أنه ُسـَّنة‪،‬‬ ‫والسنن لا تزاحم الفروض‪ ،‬فلذلك قالوا بتأخير السجود إلى ما بعد الصلاة‪،‬‬ ‫والقـول الأول هـو الصحيـح‪ ،‬بدليل أن االله تبارك وتعالـى نعى على أولئك‬ ‫الذيـن إذا قـرئ عليهم القرآن لا يسـجدون‪ ،‬وهذا يعني أن السـجود واجب‬ ‫وكذلـك مدح االله تبارك وتعالى المؤمنين فقال‪: 9 8 7 ﴿ :‬‬ ‫;<= >? @ ‪﴾G F E D C B A‬‬ ‫]الأنفـال‪ ،[٢ :‬ثـم مع هذا وضـح النبي ! ذلك بعمله‪ ،‬ففي مسـند أبي داود‬ ‫الطيالسـي عن ابن عباس ^‪» :‬أن النبي ! كان يقرأ في صلاة الصبح يوم‬ ‫‪139‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الجمعـة سـور )ألم السـجدة( فـي الركعة الأولى وسـورة الدهر فـي الركعة‬ ‫الثانية‪ ،‬وكان يسـجد سـجود التلاوة في الصلاة«‪ ،‬ومـن أجل هذا ذهب جم‬ ‫غفيـر مـن العلمـاء إلـى وجـوب السـجود‪ ،‬وبهذا الـرأي نأخذ عمـلاً بفعل‬ ‫النبـي !‪ ،‬فأصبـح السـجود بمثابة حـد من حـدود الصلاة لما تـلا الإمام‬ ‫ـ والمص ّلي يص ّلي خلفه ـ آية السجود‪ ،‬ولا يجوز في هذه الحالة أن يتجاوز‬ ‫هذا الحد إلى ما بعده‪ ،‬بل شدد قطب الأئمة ‪ 5‬في شامل الأصل والفرع‬ ‫حتى قال بأن من لم يسجد انتقضت صلاته‪.‬‬ ‫قرأت امرأة سورة في آخرها سجدة وانتهت عندها ماذا تصنع؟‬‫=‬ ‫يجب عليها أن تسجد سجود التلاوة‪ ،‬ثم بعد ذلك إن شاءت زادت ولو آية‬ ‫واحـدة ثم ركعت‪ ،‬وإن شـاءت اقتصرت على هذه السـجدة ثـم قامت بعد‬ ‫ذلك وركعت وسجدت لصلاتها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز الدعاء في السجود في الصلاة المكتوبة؟‬‫=‬ ‫ُسـخ بقول النبـي !‪» :‬إن صلاتنا هذه لا‬ ‫أمـا فـي المكتوبـة فلا‪ ،‬لأن ذلك ن َ‬ ‫يصلح فيها شيء من كلام الآدميين«‪.‬‬ ‫ما قولكم فيمن لا يدعو بعد الصلاة؟ وما هو شرط قبول الدعاء؟‬‫=‬ ‫قيل من صلى ولم يدع كمن نفض شـجرة ولم يلتقط ما تسـاقط منها‪ ،‬ومن‬ ‫يدي االله تعالى‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫شرائط قبول الدعاء الخشوع بين ّ‬ ‫أيهمـا أفضل للمسـلم إذا كان ُمفرد ًا لوحـده أن يدعو بصيغة الجمع أم‬‫=‬ ‫بصيغة المفرد؟‬ ‫لا يدعـو بصيغـة الجمـع‪ ،‬لأن فـي ذلك ما يـدل على تعاظمـه‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪140‬‬ ‫ُيخاطـب بالتواضـع لا بالتعاظـم إلا إذا أشـرك غيره في الدعـاء‪ ،‬كأن يقول‬ ‫مثلاً‪» :‬ربي اغفر لي وللمسلمين والمسلمات« أو‪» :‬ربي اغفر لي وللمؤمنين‬ ‫والمؤمنات« أو‪» :‬رب اغفر لي ولوالدي«‪ ،‬أو‪» :‬ربي أصلحني وأصلح ذريتي‬ ‫وتقبل منا وتجاوز عن سيئاتنا وامح خطيئاتنا«‪.‬‬ ‫‪IÓ`°üdG »`áƒ`°ûîdG‬‬‫=‬ ‫= نريد منكم أن ّ‬ ‫تبينوا لنا أهمية الخشوع؟‬ ‫الخشـوع في الصـلاة هو روحها‪ ،‬إذ الصلاة بدونه هي بمثابة الجسـم الذي‬ ‫خلا من الروح‪ ،‬والجسـم الخالي من الروح لا حراك له ولا إحسـاس ولا‬ ‫أثـر‪ ،‬ولذلـك نيط الفلاح بالخشـوع‪ ،‬كما في قوله تبـارك وتعالى‪" ! ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ ) ( ' & % ❁ #‬المؤمنـون‪ ،[٢ ،١ :‬وفـي الحديـث‬ ‫الذي أخرجه الإمام الربيع ‪ 5‬من رواية أُم المؤمنين عائشـة ‪ #‬أن النبي‬ ‫عليـه وعلـى آلـه وصحبه أفضـل الصلاة والسـلام قال‪» :‬لكل شـيء عمود‪،‬‬ ‫وعمود الدين الصلاة‪ ،‬وعمود الصلاة الخشوع‪ ،‬وأكمركم عند االله أتقاكم«‪.‬‬ ‫ما هو هذا الخشوع؟‬‫=‬ ‫الخشوع حقيقته أن يستحضر الإنسان عظمة المقام‪ ،‬وحقيقة المقال‪ ،‬فعظمة‬ ‫يـدي االله تبـارك وتعالى يناجيه‪ ،‬فيجـب عليه أن‬‫ّ‬‫المقـام أن يحـس بأنـه بين‬ ‫يكـون متجـرد ًا مـن أوزار هموم هـذه الحيـاة الدنيا‪ ،‬حاطـ ًا لها عنـه جانب ًا‪،‬‬ ‫فالتاجـر لا يشـتغل بتجارته‪ ،‬والحارث لا يشـتغل بحرثـه‪ ،‬وصاحب العمل‬ ‫الإداري لا يشتغل بعمله‪ ،‬وصاحب أي مهمة في هذه الحياة الدنيا لا يشتغل‬ ‫بمهمتـه‪ ،‬وإنمـا يقبـل على ربـه ‪ 4‬بكليته‪ ،‬فكمـا يقبل في ظاهـره بوجهه‪،‬‬ ‫‪141‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫بحيـث يتوجـه إلى البيـت الحرام‪ ،‬يقبل فـي باطنه بقلبه‪ ،‬بحيـث يكون هذا‬ ‫القلب فارغ ًا من كل شغل آخر ما عدا ما هو مقبل عليه‪ .‬كما أن عليه أيض ًا‬ ‫أن يسـتحضر حقيقة المقال‪ ،‬بحيث يكون ما يأتي به في صلاته من ذكر أو‬ ‫تـلاوة يسـبق معناه إلـى ذهنه‪ ،‬بحيث لا يلفظ بقول إلا وقد سـبق معناه إلى‬ ‫يـدي االله تعالى‬ ‫ّ‬‫ذهنـه لفظـه إلى لسـانه واسـتوعبه تمامـ ًا‪ ،‬فعندمـا يمثل بين‬ ‫ويدخـل في صلاته بتكبيرة الإحرام عليه أن يسـتحضر معنـى هذه التكبيرة‪،‬‬ ‫يدي االله تعالى الكبير المتعال‪ ،‬وأن الكبرياء‬ ‫لينسكب في نفسه شعور بأنه بين ّ‬ ‫الله وحده‪ ،‬فما له من الكبرياء شيء‪ ،‬ولا يحق له أن ينازع ربه تبارك وتعالى‬ ‫فيها‪ ،‬كما جاء في الحديث القدسـي‪» :‬الكبرياء ردائي والعظمة إزاري‪ ،‬فمن‬ ‫نازعنـي فيهمـا أدخلته النار ولا أبالي«‪ .‬فليـس له أن ينازع ربه تبارك وتعالى‬ ‫شيئ ًا من صفاته‪ ،‬ومن بين هذه الصفات صفة الكبرياء والعظمة‪ ،‬ولئن كانت‬ ‫الكبرياء الله تعالى وحده فعليه أن يخضع وينقاد وأن لا يتكبر على أحد من‬ ‫خلق االله‪ ،‬فإن كان ممن أوتي في هذه الدنيا شيئ ًا من الوجاهة أو من السلطة‬ ‫أو مـن المـال أو نحـو ذلك مما يعـده الناس مظهـر ًا من مظاهـر العظمة و‬ ‫الكبريـاء فـي هـذه الحياة الدنيا فإن عليه أن يشـعر أن ذلك كله لا يرفع من‬ ‫تكبر على أحد من خلق االله‪ ،‬فعليه أن يتصاغر ويتطامن وعليه‬‫قـدره إن هـو ّ‬ ‫أن ُيـدرك عظم الموقف الذي يقفه‪ ،‬ولئن كان على عكس ذلك‪ ،‬كأن يكون‬ ‫مـزدرى به فإنه بمجرد ما ينطق بكلمة االله أكبر يشـعر بأن الكبرياء الله‪،‬‬ ‫ً‬‫فقيـر ًا‬ ‫يحس بالاعتزاز‬‫ّ‬‫وهو بجانب تطامنه وتواضعه الله تبارك وتعالى ذي الكبرياء‬ ‫بصلتـه بـاالله‪ ،‬فـلا يخضـع إلا الله‪ ،‬ولا يطأطـىء رأسـه إلا لجلاله ‪ ،4‬ولا‬ ‫يحنـي ظهـره إلا لكبريائه‪ ،‬فيكون بين يديه تعالى عبـد ًا خاضع ًا ذليلاً‪ ،‬وبين‬ ‫أيـدي الناس سـيد ًا رفيع القدر كريم ًا‪ ،‬لأنه اتصـل بربه ‪ ،4‬ولا يعني ذلك‬ ‫أن يتكبـر علـى الناس‪ ،‬ولكـن أن يحس بـأن الكبرياء الله تعالـى وحده وأن‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪142‬‬ ‫الناس متسـاوية أقدامهم بين يديه ‪ .8‬وكذلك إن اسـتعاذ باالله من الشيطان‬ ‫الرجيم‪ ،‬عليه أن يستحضر معنى هذه الاستعاذة‪ ،‬فمعنى أعوذ ألجأ‪ ،‬فعليه أن‬ ‫يلجأ بقلبه وبعقله وبعمله قبل أن يكون هذا اللجوء مجرد قول من الأقوال‪،‬‬ ‫فيحس من قلبه بأنه فار إلى ربه سبحانه من الشيطان الذي أقسم بعزة االله عَّز‬ ‫وجل إنه ليضلنه‪ ،‬وعليه أن يحرص على أن يكون عمله متفق ًا ومنسجم ًا مع‬‫ َّ‬ ‫هـذا الذي صدر منـه‪ ،‬كذلك عندما ينطق بعد ذلك بقـول‪# " ! ﴿ :‬‬ ‫يعتد بـه إلا إن كان الله‪،‬‬‫‪] ﴾ $‬الفاتحـة‪ [١ :‬عليه أن يشـعر أن كل شـيء لا ّ‬ ‫فباسم االله يقرأ‪ ،‬وباسم االله يص ّلي‪ ،‬وباسم االله يأتي أي عمل من أعماله‪ ،‬لأن‬ ‫الأعمـال يجـب أن تكون الله‪ ،‬وعندمـا يأتي بقول الحـق تعالى‪' & ﴿ :‬‬ ‫( ) ﴾ ]الفاتحـة‪ [٢ :‬يشـعر بالنعـم العظيمة التي غمرتـه‪ ،‬والتي لا‬ ‫يمكـن أن يحصيهـا قط‪ ،‬ولا يمكن لأحد غيـره أن يحصيها‪ ،‬هذه النعم هي‬ ‫مـن عنـد االله وحـده‪ ،‬فلذلـك كان الحمد له تعالـى وحده‪ ،‬ومـع ذلك فاالله‬ ‫تعالـى متصف أنه رب العالمين‪ ،‬إذ ربوبيته ‪ 4‬ليسـت محصورة في شـأن‬ ‫هذا العبد وحده‪ ،‬بل هي شاملة لجميع الكائنات‪ ،‬فما من ذرة في الكون إلا‬ ‫وجـل عليها‪ ،‬فالكائنات كلها هـي مظاهر لربوبيته‬‫ َّ‬‫وهي مشـمولة بنعمته عَّز‬ ‫تبـارك وتعالى من الـذرات الدقيقة إلى المجرات الواسـعة‪ ،‬وهذا أمر يدعو‬ ‫الإنسان إلى أن يجف قلبه وترتعد فرائصه ويشعر بالقشعريرة تسري في كل‬ ‫يدي هذا الرب العظيم الذي هو موصوف‬‫عضو من أعضائه‪ ،‬لأنه واقف بين ّ‬ ‫بهـذا الشـأن العظيـم‪ ،‬إلا أنـه تفيض علـى نفسـه الطمأنينة عندمـا يتلو قوله‬ ‫تعالـى‪] ﴾ , + ﴿ :‬الفاتحـة‪ [٣ :‬فهذه الربوبية وهذه العظمة الله تبارك‬ ‫وتعالى هي في الحقيقة ربوبية إحسان‪ ،‬وعندما يتلو قوله تعالى‪/ . ﴿ :‬‬ ‫يـدي االله تعالى فـي ذلك اليوم‬‫ّ‬‫‪] ﴾ 0‬الفاتحـة‪ [٤ :‬يستشـعر الوقـوف بين‬ ‫العظيم‪ ،‬الذي يتخلى فيه كل شيء عنه‪ ،‬ولا تبقى له صلة بأي كائن آخر إلا‬ ‫‪143‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫صلة التقوى وخوف االله تبارك وتعالى والعمل ذلك اليوم‪ ،‬وهذا مما يحفزه‬ ‫إلى الاسـتعداد للقاء االله تعالى في ذلك اليوم‪ .‬فإذا تلا بعد ذلك قوله ‪:4‬‬ ‫﴿ ‪] ﴾ 5 4 3 2‬الفاتحة‪ [٥ :‬شعر بأنه واحد من أولئك الذين‬ ‫تقدم إلى االله بصيغة جماعية‬‫يسبحون بحمد االله ويسجدون لجلاله‪ ،‬فالعبادة ّ‬ ‫فالـكل يعبد االله وحده‪ ،‬فـإن معنى ﴿ ‪ :﴾ 3 2‬لا نعبد إلا إياك‪ ،‬فالعبادة‬ ‫الحقة لا تكون إلا الله‪ ،‬فعليه أن يكون صادق ًا في قوله هذا‪ ،‬بحيث لا يتشبث‬ ‫بشـيء مما يتنافى مـع هذه العبادة الخالصة لوجـه االله‪ ،‬فلا يتعلق بالأوهام‪،‬‬ ‫ولا بأي شيء مما يجعله بعيد ًا عن التوجه إلى االله‪ ،‬فهو وإن عمل أي طاعة‬ ‫لأحد من الناس إنما يعملها في الحقيقة الله‪ ،‬لأن االله تعالى أمره بتلك الطاعة‪،‬‬ ‫ولا يطيـع أحـد ًا إلا بموجـب مـا أمـر االله تعالـى ‪ 8‬مـن طاعتـه‪ ،‬وكذلك‬ ‫الاسـتعانة لا تكـون إلا بـاالله تعالى وحـده‪ ،‬فكما ُيفرد تعالـى بالعبادة ُيفرده‬ ‫سبحانه أيض ًا بالاستعانة‪ ،‬فالاستعانة في الحقيقة إنما هي باالله‪ ،‬وما جعله االله‬ ‫تبـارك وتعالـى من وسـائل للتعـاون فيما بين النـاس فيما يمكـن فيه العون‬ ‫فذلك إنما هو في الحقيقة من باب الأخذ بالأسـباب‪ ،‬وعلى الإنسـان أن لا‬ ‫يشتغل بالأسباب عن مسببها‪ ،‬وإنما يلحظ مسبب الأسباب وهو يأخذ بهذه‬ ‫الأسـباب‪ ،‬ولا يحق لأي أحد أن يسـتعين بغير االله تعالى فيما لم يجعل االله‬ ‫التعـاون فيـه من سـنن هذه الحياة‪ ،‬فليس له أن يأتي إلـى أي أحد ليقول له‬ ‫ارزقنـي ولـد ًا مثلاً‪ ،‬أو اجعلني من أهل السـعادة أو من الأبرار أو اجعل لي‬ ‫حظـ ًا مـن الخيـرات أو نحـو ذلك مما لا يقـدر عليه إلا االله‪ ،‬فـإن ذلك من‬ ‫الشـركيات‪ ،‬ولئـن كان ذلك ُيمنع أن يكون مـن الحي المتصرف‪ ،‬الذي هو‬ ‫حسب مظهره قادر وعالم ومتصرف في شؤونه فإنه ُيعتبر أشد جرم ًا وأعظم‬ ‫إثم ًا وأوغل في الكفر عندما يكون بشـيء لا حراك له‪ ،‬ولا يملك نفع ًا ولا‬ ‫ضر ًا‪ ،‬كأن يأتي مثلاً إلى قبر ليطلب صاحب القبر‪ ،‬وهو رهين تحت أطباق‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪144‬‬ ‫التراب‪ ،‬أن يقضي حاجته أو أن يرزقه شيئ ًا ما‪ ،‬وكذلك عندما يأتي مثلاً إلى‬ ‫شـجرة أو حجـرة أو عين أو نحو ذلك من هذا القبيـل‪ .‬فإذا قال بعد ذلك‪:‬‬ ‫﴿‪B A @ ? > = < ; ❁ 9 8 7‬‬ ‫‪] ﴾ C‬الفاتحة‪ [٧ ،٦ :‬شـعر أنه بين طريقين‪ ،‬طريق الذين أنعم االله عليهم‬ ‫من النبيين والصديقين والشـهداء والصالحين وحسـن أولئك رفيق ًا‪ ،‬وطريق‬ ‫الذين ضلوا وغضب االله عليهم بسبب ضلالهم وانحرافهم عن منهج الحق‪،‬‬ ‫فعليه أن يسلك طريق أولئك وأن يجعلهم له قدوة وأسوة‪ ،‬وأن لا يزيغ عن‬ ‫الطريـق الـذي يبلغـه رضوان االله تبـارك وتعالى‪ ،‬ويبلغه نعمـة االله تعالى في‬ ‫الـدار الآخـرة‪ ،‬وهكـذا كل ما يتلـوه المصلي فـي صلاته‪ ،‬ومـا يأتي به من‬ ‫تسبيح أو تكبير أو غيرهما من الأذكار يفيض مثل هذه المشاعر على نفسه‪،‬‬ ‫وبهذا يكون هذا الإنسان خاشع ًا حق ًا‪.‬‬ ‫ما حكم الخشوع في الصلاة‪ ،‬وهل هناك قدر معين بحيث لو نقص عنه‬‫=‬ ‫كانت الصلاة باطلة؟‬ ‫الخشـوع لا بـد منـه فـي الصلاة‪ ،‬لأنـه روحها‪ ،‬كمـا دل الحديـث على أنه‬ ‫عمودهـا‪ ،‬فالصـلاة بدون خشـوع لا يمكـن أن يكون لها أي أثـر‪ ،‬والصلاة‬ ‫ُشـرعت لما ُشـرعت له‪ ،‬فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر‪ ،‬ولكن صلاة غير‬ ‫الخاشع لا يمكن أن تنهى عن الفحشاء والمنكر‪ ،‬والصلاة تقتلع من الإنسان‬ ‫الصفـات المذمومـة التـي كأنما ُجبل عليهـا‪ ،‬فهي أهم عامل فـي اقتلاعها‪،‬‬ ‫يقول االله تعالى‪W V U ❁ S R Q P ❁ N M L K ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ a ` _ ^ ] ❁ [ Z ❁ X‬المعارج‪ ،[٢٣ - ١٩ :‬ولكن‬ ‫الصلاة التي تفعل ذلك إنما هي صلاة الخاشـع‪ ،‬لا صلاة الذي يشتغل عن‬ ‫صلاتـه‪ ،‬فيقبل على غيـر ربه فيها‪ ،‬ولئن كان انحـراف القلب عن االله تبارك‬ ‫‪145‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫وتعالـى فـي الصـلاة يؤدي إلـى أن تكـون الصلاة غيـر صحيحـة‪ ،‬فإنه من‬ ‫الواضح أن الاشتغال في الصلاة بالأعمال التي هي مجانبة لها كذلك‪ ،‬كأن‬ ‫يتلفت ذات اليمين وذات الشـمال أو يرفع يديه إلى السـماء يشير إلى شيء‬ ‫مثلاً‪ ،‬أو يحاول أن يصلح ثيابه تارة‪ ،‬أو ينظر إلى سـاعته أو يعمل أي عمل‬ ‫غير مشـروع في الصلاة لأنها منافية للخشـوع‪ ،‬ومع هذا أيض ًا لا بد من أن‬ ‫يكون مسـتحضر ًا لصلاتـه بقدر ما يمكنه‪ ،‬فليس لـه أن يرخي لفكره العنان‬ ‫من أجل أن يسرح ويفكر في غير الصلاة‪ ،‬وليس له أن يجتلب الأفكار فإن‬ ‫أخل بصلاته‪ ،‬لأنه أخل بالخشوع‪ ،‬أما إن غلبته الوساوس‬‫اجتلبها يكون قدَّ‬ ‫والأفكار فإنه عليه أن يقاومها‪ ،‬وخير سبيل للمقاومة هو أن يحرص على أن‬ ‫يسبق المعنى إلى الذهن اللفظ إلى اللسان‪.‬‬ ‫هل الخشوع في الصلاة واجب؟ وما معناه؟‬‫=‬ ‫الخشوع في الصلاة واجب‪ ،‬لأن االله تعالى ناط به الفلاح‪ ،‬فقد قال سبحانه‪:‬‬ ‫﴿ ! " ‪] ﴾ ) ( ' & % ❁ #‬المؤمنون ‪ ،[٢ ،١‬والنبي !‬ ‫يبين أنّه عمود الصلاة‪ ،‬كما أن الصلاة عمود الدين‪ ،‬ففي حديث عائشة ‪#‬‬ ‫عنـد الإمام الربيع ‪» :5‬لكل شـيء عمود‪ ،‬وعمود الديـن الصلاة‪ ،‬وعمود‬ ‫الصلاة الخشوع«‪.‬‬ ‫هل وضع اليد للتثاؤب في الصلاة ينافي الخشوع؟‬‫=‬ ‫يؤمـر الإنسـان أن يكافـح التثـاؤب بحسـب ما يمكـن‪ ،‬والحركـة التي هي‬ ‫لمصلحـة الصـلاة لا تعتبـر منافية للخشـوع‪ ،‬وبما أن مكافحـة التثاؤب من‬ ‫مصلحـة الصـلاة فإنه لا يمنع‪ ،‬لكن على أن يحرص على أن يغلق فاهه من‬ ‫غير أن يحرك يده إن أمكن ذلك‪ ،‬وإن اضطر إلى تحريك يده فلا حرج‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪146‬‬ ‫ذكرتم بأن الإنسـان إذا أراد أن يتخلص من الأفكار وحديث النفس في‬‫=‬ ‫الصلاة عليه أن يسـبق إلى المعنى قبـل قراءة اللفظ‪ ،‬لكن بعض الناس‬ ‫قد لا يحسنون تفسير الآيات أو فهمها وهذا الذي ذكرتموه إنما يتعلق‬ ‫بسـورة الفاتحة فماذا عن السـور الأخرى‪ ،‬كيف يمكن للإنسان بالفعل‬ ‫أن يتخلص من هذه الوساوس؟‬ ‫مـا في السـور الأخرى إما أن يكون ذكر ًا الله‪ ،‬وإمـا أن يكون أمر ًا أو نهي ًا‪،‬‬ ‫وإما أن يكون مواعظ‪ ،‬وإما أن يكون قصص ًا تدعو إلى الاعتبار والذكرى‪،‬‬ ‫وإمـا أن يكـون امتنانـ ًا‪ ،‬وهـذا كله مما يجعل الإنسـان يعايـش هذا الذي‬ ‫يتلـوه‪ ،‬فعندمـا يتلو قصة فيها عبرة فإنه يسـتحضر في نفسـه هـذه العبرة‪،‬‬ ‫فعندمـا يتلو قصص الأمم السـابقة وما مضى من خيرها وشـرها وإيمانها‬ ‫وكفرهـا وصلاحهـا وفسـادها فإنـه يستشـعر أنـه لا بـد مـن أن يقتـدي‬ ‫بالصالحين‪ ،‬وأن يكون من البررة‪ ،‬كما أنه يستشعر أيض ًا بأنه لا بد من أن‬ ‫تكون الغلبة والعاقبة بمشـيئة االله للمتقين لأن االله تعالى يقول‪ ̄ ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ °‬طـه‪ ،[١٣٢ :‬وكذلـك عندما يتلو الآيات التي تتحدث عن نعم االله‬ ‫تعالـى وعن آياته فـي الأنفس وفي الآفاق يتفاعل مـع الذي يتلوه فيكون‬ ‫بذلك من الخاشعين‪.‬‬ ‫ذكرتم نقطة مهمة وهي أن بعض السور تحوي على قصص الأولين من‬‫=‬ ‫أنبيـاء وغيرهم‪ ،‬فعندما يقرأ الإمام أو المصلي هذه القصص هل يمكن‬ ‫أن يرسم خيالات ومشاهد معينة في الصلاة؟‬ ‫لا يتعمـد ذلـك‪ ،‬لكن ما يرتسـم في ذهنه بمجـرد قراءة القصة من السـورة‬ ‫الكريمـة يدعـه وشـأنه‪ ،‬فـإن ذلك هو الذي ينبغي‪ ،‬فالسـورة نفسـها ترسـم‬ ‫المشهد‪.‬‬ ‫‪147‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امـرأة تعيـد الصلاة أكثر من مرة وحاولـت التخلص من ذلك‪ ،‬وكذلك‬‫=‬ ‫عندما تقرأ الفاتحة تقرأها أكثر من مرة‪ ،‬وعندما تسـمع صوت ًا وهي في‬ ‫الصلاة توسوس وتعيد الصلاة مرة أخرى‪ ،‬فما هو علاجها؟‬ ‫أولاً عليهـا أن تتفقـه في الديـن‪ ،‬بحيث تعرف أن العمل إذا دخله الإنسـان‬ ‫ليـس لـه أن يبطلـه لأن إبطـال العمل منهي عنـه بنص القـرآن الكريم‪ ،‬فاالله‬ ‫تبـارك وتعالى يقول‪] ﴾ Y X W ﴿ :‬محمد‪ ،[٣٣ :‬ولذلك كان الخروج‬ ‫مـن الصـلاة بعـد الدخول فيهـا من غير موجـب للخروج أمـر ًا محرم ًا‪ ،‬فلا‬ ‫يجـوز للإنسـان أن يقدم عليه لما في ذلك من التشـديد‪ ،‬ثـم من ناحية ثانية‬ ‫فـإن تكرار الفاتحة الشـريفة أمر غير جائز‪ ،‬بل تكرارهـا في الركعة الواحدة‬ ‫مبطـل للصـلاة‪ ،‬لأن الفاتحة ركن‪ ،‬والركن يقتصر الإنسـان فـي تأديته على‬ ‫المشروع من غير أن يزيد شيئ ًا عليه‪ ،‬فكما لا يجوز له أن يكرر الركوع في‬ ‫الركعة الواحدة بحيث يركع مرتين أو ثلاث مرات فكذلك الفاتحة لا يجوز‬ ‫أن يكررهـا بحيـث يقرأها المـرة تلو المرة فـي الركعة الواحـدة‪ ،‬فعليها أن‬ ‫تتغلب على هذه الوسوسـة‪ ،‬وأن تستعين باالله وأن تكثر من ذكر االله سبحانه‬ ‫وتعالـى‪ ،‬وقبـل قيامهـا إلى الصـلاة فلتقرأ آية الكرسـي وسـورة الإخلاص‬ ‫والمعوذتين ولتستعذ باالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم ولتقرأ الآيتين‬ ‫من آخر سورة الأعراف‪U TS R Q P O N M﴿ :‬‬ ‫‪b a`_^]\[Z Y❁WV‬‬ ‫‪] ﴾ d c‬الأعـراف‪ ،[٢٠١ ،٢٠٠ :‬ولتقبـل علـى الصلاة بـإرادة وبصمود‬ ‫بحيـث لا تزعزعهـا الأحداث‪ ،‬وعليها أن لا تبالي بالأصوات التي تسـمعها‬ ‫فإنها لا يعنيها من تلك الأصوات شـيء‪ ،‬فلو أنها سـمعت صوت صغير أو‬ ‫صوت كبير فلا يشغلنها ذلك عن الصلاة‪ ،‬ولو حصل أن اشتغلت فعليها أن‬ ‫تتجاوز ذلك حتى تعتاد عدم الاشتغال بذلك‪ ،‬لأنها لو أبطلت الصلاة كلما‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪148‬‬ ‫سمعت صوت ًا فإن ذلك يتسارع في صلاتها حتى لا تستطيع أن تقرأ شيئ ًا من‬ ‫الصلاة‪ ،‬وإنما عليها أن تسـتمر مهما كانت هذه الأصوات وبهذا تتغلب إن‬ ‫شاء االله على هذه العادة الخطرة‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ ‫بعـض النـاس يحاول أن يبعـد التفكير في الدنيا وشـؤونها بالتفكير في‬‫=‬ ‫أهوال يوم القيامة وأهوال المحشر‪ ،‬فيفكر عمد ًا في الصلاة في مشاهد‬ ‫يوم القيامة حتى يصرف التفكير في الدنيا‪ ،‬هل يجوز ذلك؟‬ ‫الإنسـان ينبغـي أن لا يكـون بعيد ًا عن جو الآية التي يتلوهـا أو التي يتلوها‬ ‫الإمام ويسمعها هو‪ ،‬هذا مع استحضاره ليوم القيامة‪ ،‬فإنه بدخوله في الصلاة‬ ‫يودع الدنيا‪ ،‬وكذلك يتنقل من عمل إلى آخر‪ ،‬وفي هذه الأعمال كلها يحس‬ ‫يدي‬ ‫يـدي االله تعالى‪ ،‬فهو يقف وقفة خشـوع وتواضـع وتذلل بين ّ‬‫ّ‬‫أنـه بين‬ ‫االله ‪ ، 4‬فعليه أن يشـعر بقدر هذه الوقفة وشـأنها‪ ،‬ثم كذلك عند الانتقال‬ ‫إلى الركوع ثم الانتقال إلى السجود‪ ،‬فهو في ركوعه يخضع الله وفي سجوده‬ ‫يتذلل بين يديه تعالى ويقترب منه‪ ،‬ثم عندما يقعد يكون كأنما بعد أداء هذه‬ ‫المراسـيم‪ ،‬وأداء هـذه الأفعـال المطلوبـة منـه أُذن لـه بأن يقعـد وأن ّ‬ ‫يتقدم‬ ‫بحاجتـه‪ ،‬ولذلـك يكون بعد التشـهد الأخيـر الدعاء‪ ،‬فيدعـو العبد ربه ‪4‬‬ ‫الدجال‬ ‫ّ‬‫ويسـتجير به من عـذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المسـيح‬ ‫ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ويدعو بما شـاء من الدعاء الحسـن‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫ينتقل إلى السـلام‪ ،‬والسـلام خـروج من الصلاة‪ ،‬فكأنمـا ودع الدنيا ثم عاد‬ ‫إلـى أهلهـا‪ ،‬وعندمـا عاد إلى أهلها يسـلم عليهم من جديـد‪ ،‬لأنه رجع من‬ ‫عرجت بـه إلى السـمٰوات العلى وعايش فيهـا الملأ الأعلى‪،‬‬‫رحلـة طويلـة ّ‬ ‫وعاش مع الملائكة الذين هم دائم ًا يسجدون ويركعون بحيث شاركهم في‬ ‫أعمالهم هذه‪.‬‬ ‫‪149‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هل يدخل في العبث من يقوم بإصلاح غطاء رأسه مرار ًا لأنه لم يحكم‬‫=‬ ‫ربطه؟‬ ‫نعم‪ ،‬ليس له أن يقوم بذلك‪ ،‬بل عليه أن ُيعد نفسه للإقبال على ربه ‪ 4‬ولا‬ ‫يشتغل بمثل هذه الأعمال‪.‬‬ ‫البعـض يقـول إن عـدم الخشـوع دلالة علـى ضعف الإيمـان‪ ،‬فما هي‬‫=‬ ‫الأسباب المعينة على الخشوع؟‬ ‫النـاس يتفـاوت إيمانهـم بتفاوت خوفهم مـن االله تبارك وتعالـى وإجلالهم‬ ‫له ‪ ،8‬ولا ريب أن من كان لا يخشع في صلاته فليس هو من أهل الإيمان‬ ‫المطلـوب‪ ،‬فـاالله تبارك وتعالى يقـول‪< ; : 9 8 7 ﴿ :‬‬ ‫= > ? @ ‪❁ G F E D C B A‬‬ ‫‪] ﴾ N M L K J I‬الأنفـال‪ ،[٣ ،٢ :‬وهنـا لا بد‬ ‫من أن نشـير إلى نقطة وهي أنه عندما يأمر االله تعالى بالصلاة أو يثني على‬ ‫أهلهـا لا يذكـر الصلاة هكـذا مجردة‪ ،‬وإنما يذكر إقـام الصلاة‪ ،‬فاالله تبارك‬ ‫وتعالـى أثنـى علـى الذيـن يقيمـون الصـلاة فقـال‪﴾ p o ﴿ :‬‬ ‫]الحج‪ ،[٣٥ :‬وأمر بإقام الصلاة فقال‪﴾ 3⁄4 1⁄2 1⁄4 » ﴿ :‬‬ ‫]البقرة‪] ،[١١٠ - ٨٣ - ٤٣ :‬النساء‪] ،[٧٧ :‬النور‪] ،[٥٦ :‬المزمل‪ ،[٢٠ :‬فلم يأت لفظ‬ ‫صلـوا إلا فـي الأمر بالصلاة على النبي !‪ ،‬أمـا الصلاة التي هي عبادة الله‬ ‫والتي هي صلة بين العباد وبين ربهم ‪ 4‬فإن الأمر بها إنما يكون بإقامتها‪،‬‬ ‫أو بالمحافظـة عليهـا‪ ،‬ومعنـى أن تقـام أن يؤتـى بهـا كالجسـم المسـتقيم‬ ‫المعتـدل‪ ،‬ليـس بها نقص من أي ناحية‪ ،‬لا من ناحية هيكلها ولا من ناحية‬ ‫روحها‪ ،‬أما الجسـم ـ فكما ذكرنا ـ على الإنسـان أن يكون مقبلاً على االله‬ ‫تعالـى بوجهـه‪ ،‬بحيـث لا يحرف وجهـه ذات اليمين وذات الشـمال‪ ،‬لأنه‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪150‬‬ ‫باتجاهـه إلـى القبلة البيت الحرام هو متجه إلى ربـه‪ ،‬إذ ذلكم الاتجاه إنما‬ ‫هـو رمـز الاتجـاه إلـى االله لأن االله تبـارك وتعالى أمـره بالاتجـاه إلى ذلك‬ ‫المـكان‪ ،‬فـكان اتجاهه إلى هناك إنما هو في الحقيقـة اتجاه إلى االله تبارك‬ ‫وتعالـى الذي أمـر به‪ ،‬فإن أخذ ينحرف ذات اليمين وذات الشـمال بحيث‬ ‫يرمي بوجهه تارة إلى يمينه وتارة إلى شماله‪ ،‬وتارة يرفعه إلى السماء وتارة‬ ‫يطأطئـه إلـى أسـفل فهـذا غير متجه إلـى ربه‪ ،‬وكذلـك عندما يعبـث بيديه‬ ‫فيرفعها إلى السـماء أو يشـير بها إلى إلى اليمين أو إلى اليسـار أو إلى أي‬ ‫جهـة أخرى فـإن ذلك مما ينافي الخشـوع‪ ،‬وكذلك عندما يعبـث بثيابه أو‬ ‫بلحيتـه أو بعمامته وبرأسـه أو يعبث بأعضائـه الأخرى فهذا كله من العبث‬ ‫الذي يتنافى مع الخشوع‪.‬‬ ‫هنـاك صـور نقل عن بعض الخاشـعين في الصلاة مـن أن أحدهم كان‬‫=‬ ‫مرت عليه‬‫يص ّلـي فانهدم جانب من المسـجد فلم يشـعر بـه‪ ،‬وبعضهم ّ‬ ‫طبول وزمور فلم يسمعها‪ ،‬هل هذه حقيقة‪ ،‬وهل هذا ممكن حق ًا؟‬ ‫النـاس يختلفـون في ذلك‪ ،‬منهم من إذا شـغله شـاغل لا يلتفت ولا يحس‬ ‫بأي شيء آخر‪ ،‬وهذا مما يقع كثير ًا حتى عندما يكون الإنسان مشغولاً بأمر‬ ‫الدنيـا‪ ،‬فأنـت تحدثه وهو لا يلتفت إليك ولا يفهـم ما يصدر منك‪ ،‬فهؤلاء‬ ‫الذيـن لا يشـعرون بشـيء وهـم فـي صلاتهم هم أهـل االله وخاصتـه‪ ،‬وقد‬ ‫أكرمهـم االله ‪ 4‬بمـا أكرمهـم بـه من التعلـق بـه ‪ ،8‬فعندما يقبلـون على‬ ‫صلاتهـم يكونـون كأنما خرجوا من هذه الدنيا‪ ،‬فلا يلتفتون إلى أي صوت‪،‬‬ ‫ولأجـل هـذا فكثيـر منهم لا يسـتنكر أن يشـغله ما هـو مقبل عليـه من أمر‬ ‫الصلاة‪ ،‬وأن يشغلهم الخشوع عن سماع أي صوت كان‪ ،‬من صوت طبول‬ ‫أو مزامر‪ ... ،‬إلخ‪ ،‬بل روي عن بعضهم أنه أرادوا أن يجروا له عملية ـ قبل‬ ‫‪151‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫وجـود التخديـر ـ لقطع رجله فأمرهم أن يقطعوها عندما يكون في الصلاة‪،‬‬ ‫يحس بشيء عندما يقبل على ربه ‪ ،4‬فهذه مواهب يهبها االله تبارك‬‫ّ‬‫لأنه لا‬ ‫وتعالى من يشاء من عباده‪.‬‬ ‫هناك تساؤلات حول هذا الموضوع نفسه ذكرتم بأن هذا ممكن‪ ،‬وإنما‬‫=‬ ‫يكون لبعض الناس الذين يخشعون خشوع ًا تام ًا‪ ،‬ونحن قرأنا فيُّ‬ ‫السَّنة‬ ‫فعجل في الصلاة‪ ،‬لأن أُمه ربما كانت‬‫أن النبي ! سـمع صياح طفل ّ‬ ‫تص ّلي خلفه‪.‬‬ ‫النبـي ! أوسـع الناس قلب ًا‪ ،‬فهـو مع إقباله المطلق علـى االله تبارك وتعالى‬ ‫يظـل أيض ًا مراعي ًا لحاجات النـاس ولضروراتهم ولأحوالهم فلذلك مع هذا‬ ‫الإقبـال المطلـق ومـع كونه أخشـع الناس في الصـلاة وأكثرهم اسـتحضار ًا‬ ‫للمقام يكون من قبله ما يشغله من أمر الناس حتى لا ينفر الناس عن الصلاة‪.‬‬ ‫السـَّنة أنه يجوز للإنسـان ثلاث حركات‬‫سـمعت من يقول بأنه ورد فيُّ‬‫=‬ ‫في الصلاة؟‬ ‫السـَّنة االله‬ ‫هـذه الحـركات الثلاث وجدناهـا عند الفقهـاء‪ ،‬وثبوت ذلك فيُّ‬ ‫أعلم به‪ ،‬وهذه الحركات إن كانت لمصلحتها‪ ،‬كأن يحس بالتهاب في مكان‬ ‫يحك ذلك المـكان الملتهب بقدر ما‬‫ ُّ‬‫والالتهاب يشـغله عـن صلاته فله أن‬ ‫يسكن التهابه لثلاث حركات بلا زيادة‪.‬‬ ‫بعض الناس يبدأ في الصلاة لكنه لا يتذكر إلا وهو في قراءة السورة لا‬‫=‬ ‫يكبر أي لم يخشع؟‬ ‫كبر أم لم ّ‬ ‫يدري هل ّ‬ ‫عليه أن يحرص بأن يدخل في الصلاة مستشـعر ًا لها‪ ،‬فلا بد من اسـتحضار‬ ‫تكبيرة الإحرام‪ ،‬إذ بها يدخل في الصلاة‪ ،‬وكيف يدخل في الصلاة وهو لم‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪152‬‬ ‫يكبر؟ ولم يستشـعر تكبيرة الإحرام؟ أما إن كان استشعر تكبيرة الإحرام ثم‬‫ّ‬ ‫انصرف ذهنه بعد ذلك من غير أن يصرفه وإنما كان ذلك أمر ًا غير اختياري‬ ‫فعليـه أن يحـرص علـى مكابرة هذه الوسـاوس ومقاومة هـذه الأفكار وأن‬ ‫يستشعر عظمة المقام ويواصل صلاته‪.‬‬ ‫بعض الناس يص ّلي خلف الإمام فيسـتمع إلى قراءة السورة لكن يغيب‬‫=‬ ‫ذهنـه ويدخـل في التفكيـر فلا يدري أي سـورة قرأ الإمـام فهل عندما‬ ‫يسلم الإمام يقوم بقضاء تلك السورة؟‬ ‫هـذا قـول قاله بعض أهل العلم‪ ،‬لكن بما أننـا لم نجد دليلاً عليه‪ ،‬وهذا لم‬ ‫يتعمد إفلات ذهنه حتى يسرح في هذه الأفكار‪ ،‬فإننا لا نرى ذلك‪ ،‬بل نرى‬ ‫أنه يعذر ما دام يقاوم الوسوسة والأفكار بقدر استطاعته‪.‬‬ ‫بالنسبة للعطس‪ ،‬البعض يعطس ويحمد االله ‪ ،4‬فما حكم ذلك؟‬‫=‬ ‫لا مانـع مـن أن يحمد العاطس االله من بعـد العطاس في الصلاة‪ ،‬وهذا مما‬ ‫السَّنة‪ ،‬فقد روي أن قول من قال‪ :‬ربنا ولك الحمد حمد ًا كثير ًا كان‬‫جاء فيُّ‬ ‫على أثر عطاس‪.‬‬ ‫رنين جرس السـاعات المعلقة على الحائط ورنين السـاعات الموجود‬‫=‬ ‫على أيدي المصلين‪ ،‬هل يؤثر على الخشوع؟‬ ‫كل مـا يشـغل المصليـن يجـب أن يكافـح‪ ،‬وأنـا أعجـب لمـاذا تكـون في‬ ‫المساجد ساعات ترن‪ ،‬فينبغي أن تكون صامتة‪ ،‬إذ الناس ليسوا بحاجة إلى‬ ‫أن يعدوا رنين الساعات‪ ،‬وإنما هم بحاجة إلى أن يعرفوا الساعة من خلال‬ ‫نظرهم إلى عقاربها قبل دخولهم في الصلاة‪.‬‬ ‫‪153‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الأطبـاء فـي بعض الأحيان يحملـون نداء وعندما يصلـون يصدر ذلك‬‫=‬ ‫النـداء صوتـ ًا دلالة على وجود مريض مضطـر لا بد أن يحضروا فور ًا‪،‬‬ ‫فهل ذلك يؤثر على خشوعهم؟‬ ‫إن كان ذلك أمر ًا ضروري ًا وفيه إنقاذ لحياة أحد من الناس‪ ،‬أو فيه دفع ضراء‬ ‫عـن أحـد النـاس‪ ،‬بحيـث إن الضـرورة داعية لحضـور الطبيب فهـذه حالة‬ ‫مستثناة‪ ،‬وأما بدون ذلك فلا‪.‬‬ ‫أنـا فتـاة أهتـم بصلاتـي ولكن مشـكلتي أنني أسـرح في صلاتـي‪ ،‬ولم‬‫=‬ ‫أستطع التغلب على ذلك‪ ،‬وأحس أنني لم أؤِّد صلاتي بشكلها الصحيح‪،‬‬ ‫فما هو الحل حتى أستطيع التغلب على ذلك؟‬ ‫الحل هو أن تستشعري دائم ًا أنك تخاطبين االله تبارك وتعالى الذي هو قيوم‬ ‫السـماوات والأرض‪ ،‬ولـه الحق والأمـر‪g f e d c b ﴿ ،‬‬ ‫‪﴾ x w v u ts r q p o n m l k j h‬‬ ‫]الإسـراء‪ ،[٤٤ :‬مع اسـتحضار الخشـية من االله والافتقار إليه ‪ ،4‬وما عليكِ‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬فإن لم تستطيعي أن تسيطري على أفكارك مع هذا كله فذلك‬ ‫مما يدخل في قوله تعالى‪] ﴾ ¬ « a ©̈ § ﴿ :‬البقرة‪،[٢٨٦ :‬‬ ‫وإنما عليك الاجتهاد بقدر الاستطاعة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫في أثناء الصلاة أظل سـرحان ًا وفي تفكير وحاولت التخلص منه ولكن‬‫=‬ ‫دون جدوى‪ ،‬فما هي الطريقة للتخلص من هذا التفكير؟‬ ‫يدي االله تعالـى عظم المقام‪،‬‬ ‫الطريقة أن يسـتحضر الإنسـان وهـو ماثل بين ّ‬ ‫وأن يحرص على أن يكون ما يقوله يسـبق معناه إلى ذهنه نطقه إلى لسـانه‪،‬‬ ‫واالله تبارك وتعالى يقول‪] ﴾ t s r q p ﴿ :‬العنكبوت‪،[٦٩ :‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪154‬‬ ‫فهـذه مجاهـدة‪ ،‬وكلمـا كان الإنسـان حريص ًا عليهـا كانـت نتيجتهـا أنجح‬ ‫بمشيئة االله‪.‬‬ ‫امـرأة مصابـة بالوسـواس القهري‪ ،‬وهذا الوسـواس يجعلها تشـك في‬‫=‬ ‫تصل‪ ،‬وقال لها من قال بأن لها أن‬‫ ِّ‬ ‫الصـلاة ولا تـدري هل ص ّلت أم لم‬ ‫تجمع الصلاة لأنها لا تستطيع حتى الخروج من البيت لأنها تخشى أن‬ ‫تفوتها الصلاة‪ ،‬فهل لها أن تجمع الصلاتين؟‬ ‫يسوغ له أن يجمع بسببه الصلاتين‪ ،‬والمرض من‬‫كل ما كان محرج ًا للإنسان ّ‬ ‫جملـة الإحـراج‪ ،‬فالنبـي ! كما جـاء في الحديـث الصحيح »صلـى الظهر‬ ‫والعصـر معـ ًا‪ ،‬والمغرب والعشـاء الآخرة معـ ًا‪ ،‬من غير خوف ولا سـفر ولا‬ ‫سـحاب ولا مطـر«‪ .‬وقد جاء في رواية الشـيخين وغيرهمـا لهذا الحديث أن‬ ‫رواية ابن عباس ^ سئل‪ :‬ما أراد بذلك؟ قال‪ :‬أراد أن لا يحرج ُأمته‪ .‬ومعنى‬ ‫ذلـك أن أوقـات الحرج يسـوغ فيها للإنسـان أن يجمع الصلاتيـن دفع ًا لهذا‬ ‫الحـرج‪ ،‬ولا ريـب أن مثل هذا المرض ـ مرض الوسوسـة ـ حـرج كبير فما‬ ‫علـى هذه المـرأة أن تجمع الظهر والعصر مع ًا وأن تجمع المغرب والعشـاء‬ ‫مع ًا من غير قصر‪ ،‬إلا إذا كانت في حال سفر فلتقصر‪ ،‬واالله تعالى يتقبل منها‪.‬‬ ‫امرأة يأتيها الوسـواس أثناء فترة العبادة‪ ،‬وفي أثناء الحيض تمتنع عنها‬‫=‬ ‫تلك الوساوس‪ ،‬فما نصيحتكم لها؟‬ ‫نصيحتي لها أن تكثر من ذكر االله والاستعاذة باالله من الشيطان الرجيم‪ ،‬فإن‬ ‫االله تعالـى يقـول‪V U TS R Q P O N M ﴿ :‬‬ ‫‪c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y ❁W‬‬ ‫‪] ﴾ d‬الأعراف‪.[٢٠١ ،٢٠٠ :‬‬ ‫‪155‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫فتـاة في التاسـعة عشـر من عمرهـا لها عادة وهي أنها تتشـوق لحضور‬‫=‬ ‫تحس بأن شيطان ًا يوسوس لها‬ ‫ ُّ‬‫الصلوات المفروضة ولكن حين تؤديها‬ ‫غالب ًا مما يؤدي إلى أن يخرج ذهنها من الصلاة وتحاول الخشوع ولكن‬ ‫الشيطان يغلب عليها‪ ،‬فماذا عليها؟‬ ‫عليها أن تتقي االله‪ ،‬وأن تستشعر عظمة المقام الذي وقفته‪ ،‬بحيث تحرص دائم ًا على‬ ‫أن يكون معنى ما تقوله في صلاتها أسـبق إلى ذهنها من لفظه إلى لسانها‪ ،‬ولكن مع‬ ‫ذلك إن غلبها الذهول والنسيان فذلك من طبع الإنسان‪ ،‬ولا تكلف ما لا تطيقه‪ ،‬فإن‬ ‫االله تبارك وتعالـى يقـول‪] ﴾ ¬ « a ©̈ § ﴿ :‬البقـرة‪ ،[٢٨٦ :‬ويقول‪:‬‬ ‫﴿ ‪] ﴾ [ Z Y X W V U‬الطـلاق‪ ،[٧ :‬ويقـول ‪ 4‬فيمـا يحكيـه عـن عبـاده‬ ‫المؤمنين‪] ﴾ 1⁄2 1⁄4 » o 1̧ ¶ ﴿ :‬البقرة‪ ،[٢٨٦ :‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫في بعض الأحيان تحدث وسوسة للإنسان في الصلاة ولا تذهب إلا إذا‬‫=‬ ‫رفـع صوته حتى يسـتطيع أن يتغلـب عليها هل يجوز ذلك للإنسـان؟‬ ‫وهل ُيخالف بذلك قوله تعالى‪n m l k j i h ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ q p o‬الإسراء‪[١١٠ :‬؟‬ ‫يؤمر أن يخفت صوته ولا يرفعه عندما يص ّلي مع الإمام‪ ،‬أما إذا كانت هذه‬ ‫الصلاة صلاة نافلة فإنها تكون بين الجهر والإخفات وهذا الذي حمل عليه‬ ‫بعض المفسـرين قول االله تعالى‪o n m l k j i h ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ q p‬الإسراء‪.[١١٠ :‬‬ ‫امرأة أثناء الدعاء تشعر بخشوع تام وبعد الدعاء تشعر ببرودة خفيفة في‬‫=‬ ‫يدها تصاحبها رعشة في الجسد؟‬ ‫نرجـو مـن االله تعالى أن يكون ذلك دليلاً علـى صدق إيمانها‪ ،‬فإن االله تبارك‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪156‬‬ ‫وتعالـى يقـول‪@ ? > = < ; : 9 8 7﴿ :‬‬ ‫‪L KJ I❁G F E D C B A‬‬ ‫‪Z Y X W V U TS R Q P ❁ N M‬‬ ‫[ ﴾ ]الأنفال‪ ،[٤ - ٢ :‬فخشوع القلب عد ذكر االله تعالى في الصلاة وفي‬ ‫الدعاء وفي مطلق الذكر مما ُيبشر بالخير‪ ،‬فنسأل االله تبارك وتعالى أن يوفقنا‬ ‫وإياها لما يحبه ويرضاه وأن يأخذ بأيدينا جميع ًا إلى طريق الجادة المستقيمة‪،‬‬ ‫يدل على إجابة الدعاء فـإن االله تعالى يقول‪1⁄4 » ﴿ :‬‬‫وهـذا أيضـ ًا قدُّ‬ ‫1⁄2 3⁄4 ¿ ‪Ê É È ÇÆ Å Ä Ã Â ÁÀ‬‬ ‫‪] ﴾ Í Ì Ë‬البقـرة‪ ،[١٨٦ :‬واتصـال القلب بـاالله تبارك وتعالى عند‬ ‫الدعاء مؤذن بإجابة الدعوة‪ ،‬وهذه الانفعالات والآثار التي تبدو على الإنسان‬ ‫عندما ُيذكر االله تعالى دليل على الصلة باالله‪ ،‬والحمد الله‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للمص ّلي أن يقطع صلاته إذا أراد أن يزيل أسـباب الإزعاج‬‫=‬ ‫التي أذهبت خشوعه كإغلاق باب الغرفة مثلاً؟‬ ‫إن كان ذلـك يزعجه إزعاج ًا شـديد ًا ولا يسـتقر في صلاتـه فلا حرج‪ ،‬لأن‬ ‫ذلك من مصلحة الصلاة‪.‬‬ ‫ما حكم الاستعجال والسرعة في الصلاة؟‬‫=‬ ‫الصلاة تؤدى بخشوع‪ ،‬لأن االله تبارك وتعالى يقول‪& % ❁ # " ! ﴿ :‬‬ ‫' ( ) ﴾ ]المؤمنون‪ ،[٢ ،١ :‬وقد جاء في الحديث المروي في المسـند‬ ‫الصحيـح من طريق أم المؤمنين عائشـة رضـي االله تعالى عنها أن النبي ! قال‪:‬‬ ‫»لكل شـيء عمود وعمود الدين الصلاة وعمود الصلاة الخشـوع«‪ ،‬والاستعجال‬ ‫ينافي الخشـوع لأن المسـتعجل ُيسابق ويحاول أن يتفلت من صلاته بسرعة‪ ،‬في‬ ‫‪157‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫حيـن أننـا نجـد أن النبي ! كان عندما يقرأ الفاتحة يتلوهـا آية آية بترتيل امتثالاً‬ ‫]المزمـل‪ ،[٤ :‬ومن أسـرع في‬ ‫ّ‬‫لأمـر االله تعالـى الـذي يقـول‪﴾ 4 3 2 ﴿ :‬‬ ‫صلاتـه لـم يرتل قراءة القرآن الكريم‪ ،‬فعلـى المص ّلين أن يتقوا االله وأن يحرصوا‬ ‫على الخشوع وأن يؤدوا الصلاة بطريقة تطمئن إليها نفوس عباد االله المؤمنين‪.‬‬ ‫امرأة تغمض عينها في الصلاة زيادة في التركيز‪ ،‬هل يجوز ذلك؟‬‫=‬ ‫أمـا إغماض كامل العين فلا‪ ،‬وأما إغماضها بعض الشـيء بقدر التفرقة بين‬ ‫النور والظلمة فلا بأس به‪ ،‬وذلك أولى لأجل الخشوع‪.‬‬ ‫‪áYÉ``aédG IÓ``°U‬‬‫=‬ ‫= هل تصح إمامة المرأة لبنات جنسها في الفرائض؟‬ ‫اختلف العلماء في إمامة المرأة بالنسـاء فقيل تصح في الفرض وفي النفل‪،‬‬ ‫وقيل في النفل دون الفرض‪ .‬وقد جاء في بعض الروايات عن النبي ! ما‬ ‫يدل على الإذن للنساء بالإمامة‪ ،‬والأصل الإطلاق حتى يثبت التقييد‪ ،‬وعليه‬‫ ُّ‬ ‫فلا مانع من إمامتها ببنات جنسـها على أن يكن بعيدات عن أنظار الرجال‪،‬‬ ‫وتكون في وسط الصف الأول من صفوفهن‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هـل للمـرأة أن تص ّلـي بنفسـها في مص ّلى النسـاء المنفصل أثنـاء تأدية‬‫=‬ ‫الجماعـة للصـلاة‪ ،‬أم لا تص ّلي معهم‪ ،‬علم ًا بأن مص ّلى النسـاء مربوط‬ ‫بالمسـجد عن طريق مكبرات الصوت ويصلها صوت الإمام‪ ،‬فإن كان‬ ‫ذلك لا يصح‪ ،‬فما حكم الصلوات السابقة التي ص ّلتها بهذه الحالة؟‬ ‫إن كان ذلـك فـي مـكان منفصل بحيث لا ترتبط صلاتهـا بصلاة الإمام فلا‬ ‫حرج عليها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪158‬‬ ‫إذا ص ّلى الرجل بامرأته أين تقف؟‬‫=‬ ‫هذه المسألة وجدنا للفقهاء فيها قولاً لم نجد له دليلاً منُّ‬ ‫السَّنة‪ ،‬قالوا‪ :‬بأنها‬ ‫تقف على يسـاره وعللوا ذلك بأنه لو دخل داخل عليهما فإن ذلك الداخل‬ ‫هـو الـذي يقف على يميـن الإمام وهي تتأخـر‪ ،‬حتى لا تمنـع الداخل من‬ ‫الوقـوف على يميـن الإمام‪ .‬ولئن كانت العلة هذه فإن هذا ينبغي أن يحصر‬ ‫فيما إذا كان هنالك إمكان لأن يدخل عليهما داخل‪ ،‬أما إن كانا وحدهما في‬ ‫يفرق بينها وبين الرجل‬‫غرفتهمـا ولا يدخل عليهما داخل فإنـه لا ينبغي أن ّ‬ ‫فتقف في هذه الحالة على جنبه الأيمن‪.‬‬ ‫هل يجوز أن يص ّلي الزوج بزوجته الفرض أيض ًا؟‬‫=‬ ‫لا مانع من ذلك‪.‬‬ ‫هل هناك شروط لصلاة النساء جماعة؟‬‫=‬ ‫لا شروط تميز بينهن وبين الرجال‪ ،‬وإنما تنهى المرأة أن تتبخر وتتطيب‪ ،‬فلو‬ ‫خرجـت متبخـرة أو متطيبة فإنها تكون آثمة بهـذا‪ ،‬وكذلك عليها أن تجتنب‬ ‫التغنج وكل ما يثير الرجل‪ ،‬والتي تص ّلي بهن تكون في وسط الصف‪.‬‬ ‫هل هناك شروط لإمامة المرأة غيرها من النساء؟‬‫=‬ ‫هـي كشـروط إمامة الرجـل لا فـرق بينهما‪ ،‬وإنمـا اختلف هـل تؤمهن في‬ ‫الفريضـة والنافلـة‪ ،‬أو في النافلـة وحدها‪ ،‬والراجح أنـه لا مانع أن تؤم في‬ ‫الفريضة والنافلة‪.‬‬ ‫فتـاة تسـأل عن صحـة الحديث الذي يقول‪» :‬من رفع رأسـه قبل الإمام‬‫=‬ ‫مسخ االله رأسه حمار ًا« أو كما جاء؟‬ ‫‪159‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫حديـث‪» :‬ألا يخشـى مـن رفع رأسـه قبل الإمام أن يمسـخ االله رأسـه رأس‬ ‫حمار« رواه البخاري‪ ،‬فليس للمص ّلي أن يتقدم الإمام بشيء لا في رفعه ولا‬ ‫في ركوعه ولا في سـجوده ولا في أي حركة من حركاته‪ ،‬لأن الإمام جعل‬ ‫يتقدم المأموم عليه‪.‬‬ ‫ُليؤتم به‪ ،‬وليس من الائتمام أن ّ‬ ‫كيف تص ّلي المرأة جماعة في الحالات التالية‪:‬‬‫=‬ ‫أ( مع زوجها؟‬ ‫قيل تقف عن يسـاره والراجح أنها تقف عن يمينه إن كان لا يدخل عليهما‬ ‫شـخص آخر‪ ،‬أما إن كان من المتوقع أن يدخل عليهما شـخص آخر فإنها‬ ‫تصف عن يساره فإن دخل الرجل صف عن يمينه وتأخرت هي‪.‬‬‫ّ‬ ‫ب( مع زوجها وأحد إخوتها؟‬ ‫يصف الرجل بجنب الإمام متأخر ًا عنه قليل وتص ّلي هي خلفهما‪.‬‬ ‫جـ( مع رجال من محارمها كخمسة مثلاً؟‬ ‫في هذه الحالة تصف وراءهم ويصفون هم خلف الإمام‪.‬‬ ‫إذا ركعت المرأة قبل الإمام فما حكم صلاتها؟‬‫=‬ ‫إن تعمـدت ذلك بطلت صلاتها‪ ،‬وإن لم تتعمد فلتقم وتعد ركوعها بعد أن‬ ‫يركع الإمام‪.‬‬ ‫قلتم سماحة الشيخ‪ :‬وراء الإمام‪ .‬ماذا لو كان بيتها أمام الإمام؟‬‫=‬ ‫أمـا أن يتقـدم المأمـوم الإمـام فـلا‪ ،‬سـواء كان التقـدم فـي المـكان أو في‬ ‫الحركات والسكنات‪ ،‬فإن الإمام جعل إمام ًا ليؤتم به‪ ،‬أما إن كانت في جنب‬ ‫المصلين فلا بأس‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪160‬‬ ‫إذا كان مص ّلى النساء منفصلاً عن الرجال في نفس المسجد فهل ينطبق‬‫=‬ ‫وشـرها‬ ‫ُ‬‫»خيـر صفوف الرجـال أو ُلها‬‫ُ‬‫هـذا علـى قـول رسـول االله !‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫آخرها وشرها أو َلها«؟‬ ‫ُ‬‫النساء‬ ‫آخرها‪ ،‬وخير صفوف‬ ‫ُ‬ ‫إنما ذلك لأجل البعد عن الرجال‪ ،‬أما إذا كان المص ّلى منفصلاً فلا فرق بين‬ ‫الصفوف الأمامية والخلفية‪.‬‬ ‫امرأة تص ّلي في بيتها التراويح مع صلاة إمام المسجد المجاور‪ ،‬والذي‬‫=‬ ‫يفصلها عنه شارع غير معبد‪ ،‬فما الحكم في ذلك؟‬ ‫المـرأة يتسـامح في حقها ما لا يتسـامح في حق الرجـل‪ ،‬والدليل على‬ ‫ذلـك حديث أنـس رضي االله تعالى عنه الذي ص ّلى على الحصير الذي‬ ‫اسود من طول ما لبس خلف رسول االله !‪ ،‬فصف هو والشيخ أو هو‬‫ّ‬ ‫واليتيم كما جاء في رواية وراء رسول االله ! وصفت العجوز وراءهم‪،‬‬ ‫ومعنـى ذلـك أنهـا وقفت صفـ ًا وحدها‪ ،‬مـع أن الرجل لـو وقف صف ًا‬ ‫صحت صلاته‪ ،‬كما جاء في روايات عدة عن النبي ! بأنه‬‫ّ‬‫وحـده لمـا‬ ‫يدل على التسـامح في‬‫لا صـلاة لمـن وقف وحده خلف الصف‪ ،‬فهذا ّ‬ ‫المـرأة‪ ،‬ولذلـك قال من قـال من الفقهاء بأن الصفوف لا تلزم النسـاء‪،‬‬ ‫السـنن والنوافل يتسـامح‬‫هـذا من ناحيـة‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن صلاةُّ‬ ‫يشـدد على‬ ‫ّ‬‫فيهـا أيضـ ًا ما لا يتسـامح في صـلاة الفرض‪ ،‬فلا ينبغي أن‬ ‫المرأة ويقال بعدم جواز فعلها هذا ما دامت تقف وراء الإمام ولو كان‬ ‫ذلـك مع وجود فاصل بينها وبين المصلين بمقدار الشـارع‪ ،‬وينبغي أن‬ ‫السنن والنوافل‪ ،‬وإن كنت لم أجد دليلاً يقتضي التشدد‬‫يقصر هذا علىُّ‬ ‫السـنن‬ ‫عليها إلا أنه ينبغي الأخذ بالاحتياط فيقتصر في هذا على صلاةُّ‬ ‫والنوافل‪.‬‬ ‫‪161‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذا دخل شـخص المسـجد والإمام قد بدأ في القيام الأول وهو بعد لم‬‫=‬ ‫السَّنة‪ ،‬فهل له أن يص ّلي معهم التراويح ويؤخر‬‫يصلُّ‬ ‫ ِّ‬‫يصل الفرض ولم‬‫ ِّ‬ ‫والسَّنة؟‬ ‫الفرضُّ‬ ‫أما إن قصد بذلك أن يص ّلي قيام رمضان فقيام رمضان لا يكون سابق ًا على‬ ‫الفريضـة‪ ،‬بـل لا بـد من أن يص ّلـي الفريضـة أولاً ولو اعتـزل جانب ًا وص ّلى‬ ‫بنفسـه أو مع جماعة أخرى‪ ،‬إذ لا يدخل معهم وهم يصلون ُسـَّنة‪ ،‬بخلاف‬ ‫مـا لـو وجد جماعـة تص ّلي فريضة فإنه لا يسـمح لـه أن يص ّلي بنفسـه‪ ،‬أو‬ ‫يص ّلي بجماعة أخرى‪ ،‬ثم بعد ذلك يص ّلي معهم ما أدرك من قيام رمضان‪،‬‬ ‫ثم بعد ذلك يص ّلي ُسَّنة العشاء إن أراد أن يقضيها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫رجل يريد أن يص ّلي بأهل بيته قيام رمضان‪ ،‬فكيف يكون ترتيب أولاده‬‫=‬ ‫وبناته عند القيام للصلاة؟‬ ‫يجعل الذكور خلفه ثم الإناث‪ ،‬فإن كان هؤلاء الذكور جميع ًا محارم للإناث‬ ‫فـلا يلـزم أن يكون هنالك فاصل مـا بينهم وبينهن بل يكن خلفهم مباشـرة‬ ‫يكن أبعد عن الرجال إن كان‬ ‫وإلا فالأولى أن يكون بينهم مقدار صف حتىَّ‬ ‫بعض أولئك الرجال من غير محارمهن‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫نهي النبي ! النسـاء عن حضور المساجد‪ ،‬هل كان نهي تنزيه أم نهي‬‫=‬ ‫تحريم؟‬ ‫النبي ! لم ينه عن دخول النسـاء إلى المسـاجد‪ ،‬بل كـن يص ّلين وراءه !‪،‬‬ ‫ولكنـه مـع ذلك كان يأمرهن بأن لا تصيب إحداهن طيب ًا‪ ،‬أما إن أصابت طيب ًا‬ ‫فإنها منهية عن شهود الجماعة‪ ،‬فقد حذر النبي ! النساء إن أصبن بخور ًا أو‬ ‫أي طيب آخر أن يحضرن الجماعة‪ ،‬لما ُيخشـى من الفتنة بسـبب ذلك‪ ،‬وإنما‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪162‬‬ ‫قالـت السـيدة أم المؤمنين عائشـة ‪ #‬بعد النبـي !‪» :‬لـو رأى النبي ! ما‬ ‫أحدث النسـاء لمنعهن من دخول المسـاجد كما ُمنعت نسـاء بني إسـرائيل«‪،‬‬ ‫وهذا قالته أم المؤمنين عائشة ‪ #‬بعدما استجدت أمور بعده ! من إحداث‬ ‫الزينة في حال خروجهن إلى المساجد‪ ،‬أو التطيب أو التغنج أو غير ذلك مما‬ ‫يثيـر الفتنـة في نفـوس الرجال‪ ،‬فبهذا يكن منهيات عن شـهود الجماعة لأجل‬ ‫خوف الفتنة لا لأجل نهيهن عن شهود المساجد رأس ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪¢†jô``a`dG IÓ``°U‬‬‫=‬ ‫= ما هي الحالات التي ُتبيح للمريض ترك الصلاة والقضاء بعد ذلك؟‬ ‫إن كان يسـتطيع أن يص ّلي فعليه أن يص ّلي كيفما اسـتطاع في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫فـإن اسـتطاع أن يص ّلـي الصـلاة كمـا هي‪ ،‬بحيـث يأتـي بقيامهـا وركوعها‬ ‫فليصل قاعد ًا‪،‬‬ ‫ ِّ‬‫وسـجودها وقعودها فليفعل‪ ،‬وإن لم يسـتطع أن يص ّلي قائم ًا‬ ‫فليصـل مضطجع ًا متوجه ًا إلى جهة القبلة‪،‬‬‫ ِّ‬‫وإن لم يسـتطع أن يص ّلي قاعد ًا‬ ‫فليصل وهو مضطجـع كيفما أمكنه أو مسـتلق ٍ على‬‫ ِّ‬‫وإذا لـم يسـتطع ذلـك‬ ‫ظهره‪ ،‬وإن تعذر عليه الركوع والسجود فليوم لهما وهكذا‪.‬‬ ‫نرجـو من سـماحتكم التحدث عن صلاة المريض بشـيء من التفصيل‬‫=‬ ‫مـن حيـث مراحلها والهيئة التي يكون عليها الإنسـان‪ ،‬وأين يضع يديه‬ ‫أثناء الصلاة جالس ًا؟‬ ‫صـلاة المريـض ينظر فيها إلى مراحل هذا المرض‪ ،‬فمن كان قادر ًا على أن‬ ‫يتكلف القيام ويص ّلي قائم ًا فإنه يؤمر أن يص ّلي قائم ًا إلا إن شق عليه ذلك‪،‬‬ ‫فـإن شـق عليه القيـام وقدر علـى القعـود فيص ّلي قاعـد ًا ويضـع يديه على‬ ‫الأرض إلا فـي حـال القعـود للتشـهد‪ ،‬وقيـل تكـون هيئته كهيئتـه في حال‬ ‫‪163‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫التشـهد‪ ،‬وإن تعـذر عليـه ذلك فإنه يص ّلـي مضطجع ًا علـى الجانب الأيمن‬ ‫ووجهـه إلى القبلة‪ ،‬فإن تعذر عليه ذلـك ص ّلى كيفما أمكنه‪ ،‬فإن تعذر عليه‬ ‫يكبر لكل صلاة خمس تكبيرات‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬‫أن يأتي بالصلاة فإنه ّ‬ ‫امـرأة دخلت في التخدير وفاتتهـا الصلوات في تلك المدة كيف يكون‬‫=‬ ‫قضاؤها؟‬ ‫تقضي الصلوات التي فاتتها متى ما تيسر لها ذلك‪ ،‬والقضاء لا يرتبط بوقت‬ ‫معيـن فلهـا أن تقضي الظهر فـي وقت الظهر وفي وقـت العصر وفي وقت‬ ‫المغرب وفي وقت العشـاء وفي وقت الفجر‪ ،‬ولها أن تقضي أي صلاة من‬ ‫هـذه الصلوات في غير أوقات الصلـوات الخمس المعروفة‪ ،‬كأن تقضي ما‬ ‫بين طلوع الشـمس إلى قبيل اسـتوائها في كبد السماء‪ ،‬فإن الرسول ! في‬ ‫واقعـة الخندق قضى صـلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب في وقت‬ ‫العشاء‪ ،‬وهكذا فعل أصحابه معه‪ ،‬وكفى بفعله ! حجة ودليلاً‪.‬‬ ‫امرأة عندما تص ّلي تمد رجلها أثناء السجود لأنها لا تستطيع كفها؟‬‫=‬ ‫يقول االله تعالى‪] ﴾ ¬ « a ©̈ §﴿ :‬البقرة‪ ،[٢٨٦ :‬والنبي !‬ ‫يقول‪» :‬إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم« فلا حرج عليها في هذا‪.‬‬ ‫امرأة أُجريت لها عملية في رأسـها‪ ،‬فأصبحت لا تسـتطيع الوقوف ولا‬‫=‬ ‫القعـود‪ ،‬وتفقد عقلها في أحيان كثيـرة‪ ،‬وقد يحضر وقت الصلاة وهي‬ ‫فاقدة لوعيها ولا تفيق إلا بعد فوات وقت الصلاة‪ .‬فكيف تكون صلاتها‬ ‫في هذه الحالة‪ ،‬وهل تنويها أداء ًا أم قضاء ًا؟‬ ‫عليهـا أن تص ّلي عندمـا تفيق‪ ،‬فإن كانت الإفاقة بعد خروج الوقت فصلاتها‬ ‫فأداء‪.‬‬ ‫ً‬‫قضاء إن شاء االله وإلا‬ ‫ً‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪164‬‬ ‫يكون الإنسـان بعض الأحيان في المستشـفى وقـد أُجريت له عملية لا‬‫=‬ ‫يستطيع معها القيام إلى الوضوء أو لا يستطيع الاتجاه إلى القبلة كيف‬ ‫تكون صلاته؟‬ ‫يص ّلـي الإنسـان كيفما أمكنه‪ ،‬فـإن االله تعالى يقـول‪Z Y X W V U ﴿ :‬‬ ‫[ ﴾ ويقـول‪ ،﴾ ¬ « a ©̈ § ﴿ :‬والنبـي ! يقول‪» :‬إذا‬ ‫أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم«‪ ،‬فعلى الإنسان أن يص ّلي كيفما أمكنه‪،‬‬ ‫فهو إن استطاع الوضوء توضأ‪ ،‬وإن لم يستطع الوضوء تيمم‪ ،‬وإن لم يستطع‬ ‫صل كيفما أمكن‪.‬‬ ‫وليِّ‬ ‫الوضوء ولا التيمم سقطا عنه ُ‬ ‫رجل أجريت له عملية جراحية والطبيب لم يمنعه من الركوع والسجود‬‫=‬ ‫ولكنه لم يركع ولم يسـجد بحجة أنه يشعر ببعض الآلام واستمر على‬ ‫ذلك أربعين يوم ًا‪ ،‬فما الحكم؟‬ ‫العاقل طبيب نفسه‪ ،‬فإن كان يحس بمشقة فإن الدين جاء بالتيسير ولم يأت‬ ‫بالمشـقة ﴿ §̈ © ‪] ﴾̄ ® ¬ « a‬البقرة‪ ،[١٨٥ :‬واالله‬ ‫تبارك وتعالى يقول‪] ﴾ [ Z Y X W V U ﴿ :‬الطلاق‪ ̈ § ﴿ ،[٧ :‬‬ ‫© ‪] ﴾ ¬ « a‬البقـرة‪ ،[٢٨٦ :‬أمـا إن كان متهاونـ ًا فصلاته التي أخل‬ ‫بركـن مـن أركانهـا غيـر صحيحة‪ ،‬فكيـف وقد أخـل بركنين وهمـا الركوع‬ ‫والسجود؟‪.‬‬ ‫امـرأة لا تسـتطيع السـجود إلا إذا وضعـت يدها علـى جبهتها‪ ،‬بحيث‬‫=‬ ‫تسجد فوق يدها‪ .‬فهل يصح لها ذلك؟‬ ‫لا تسـجد فوق يدها ولا فوق مخدة‪ ،‬ولا غيرهما‪ ،‬فإن لم تسـتطع السـجود‬ ‫علـى الأرض ـ وأعني بالأرض المكان المسـتوي الـذي هي قاعدة عليه ولو‬ ‫‪165‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫كانت على الفراش ـ فلتوم ِ للسـجود‪ ،‬أما أن تسـجد على شـيء مرتفع فذلك‬ ‫غيـر جائـز‪ ،‬لأن الإنسـان مأمور أن يأتي من الأوامر المشـروعة بما قدر عليه‬ ‫ويسـقط عنـه ما عجز عنه‪ ،‬فـاالله تبارك وتعالى يقـول‪Z Y X W V U ﴿ :‬‬ ‫[ ﴾ ]الطـلاق‪ ،[٧ :‬ويقول‪] ﴾ ¬ « a ©̈ § ﴿ :‬البقرة‪،[٢٨٦ :‬‬ ‫والنبي ! يقول‪» :‬إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم«‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫والدتي أُجريت لها عملية في العمود الفقري‪ ،‬ولكن لا تستطيع الجلوس‬‫=‬ ‫جيـد ًا إلا علـى دكيـة‪ ،‬وعندما تسـجد يؤتـى لها بمخدة أخرى تسـجد‬ ‫عليها‪ ،‬فكيف تكون صلاتها؟‬ ‫بمـا أنها عاجزة عن السـجود فتكتفي بالإماء للركوع والسـجود‪ ،‬فالنبي !‬ ‫يقول‪» :‬إذا أمرتكم بشـيء فأتوا منه ما استطعتم«‪ ،‬وهذه لم تستطع السجود‪،‬‬ ‫وبما أنها غير مستطيعة فحسبها ذلك‪.‬‬ ‫امرأة بسـبب حادث سـير أصابتها حالة لم تستطع فيها أن تص ّلي صلاة‬‫=‬ ‫صحيحـة‪ ،‬وعندما تبـدأ القراءة لا تعرف وتختلط عليهـا قراءة الصلاة‪،‬‬ ‫واستمرت على هذه الحالة شهرين‪ ،‬ماذا يلزمها؟‬ ‫لا يلزمها إلا ما تستطيعه‪ ،‬واالله أولى بعذرها فيما لا تستطيعه‪.‬‬ ‫امرأة أُجريت لها عملية في ظهرها خارج البلاد‪ ،‬وبسبب العملية تركت‬‫=‬ ‫تصل هناك وعادت الآن إلى بلادها‪ ،‬هل تص ّلي الصلوات‬‫ ِّ‬‫الصلوات ولم‬ ‫التي فاتتها قصر ًا أم تص ّليها وطن ًا؟‬ ‫هي أخطأت في تركها الصلاة‪ ،‬فقد كان عليها أن تص ّلي كيفما اسـتطاعت‬ ‫مـا دامـت بهـا بقية من عقـل وفهـم وإدراك‪ ،‬بل ولو عجـزت عن الصلاة‬ ‫تكبر لكل‬ ‫بحيث لم تستطع حتى مجرد قراءة ألفاظ الصلاة كان عليها أن ّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪166‬‬ ‫صـلاة خمس تكبيـرات ما دامت قادرة على ذلك‪ ،‬والإنسـان لا ُيعذر عن‬ ‫الصـلاة‪ ،‬لأن الصـلاة كتـاب موقوت كما قـال ‪v u t s ﴿ :4‬‬ ‫‪] ﴾ y x w‬النسـاء‪ ،[١٠٣ :‬فهـي كتاب موقوت بوقت معين‬ ‫محـدد لا يجـوز تأخيرها عنـه‪ ،‬ويكفي أن االله تبارك وتعالى شـرع الصلاة‬ ‫حتـى في الحالات الحرجـة كمواجهة العدو‪ ،‬فكيـف بالمريض وهو قادر‬ ‫على الصلاة؟ فلا بد أن يص ّلي كيفما كان‪ ،‬فإن استطاع الطهارة تطهر‪ ،‬وإن‬ ‫لم يسـتطع الطهارة عذر عنها‪ ،‬وإن لم يسـتطع الوضوء ولا التيمم سـقطا‬ ‫عنـه جميعـ ًا‪ ،‬وإن اسـتطاع أن يص ّلـي بنظافـة الثوب ص ّلى كذلـك وإن لم‬ ‫فليصل ولو بثوب نجس‪ ،‬وإن اسـتطاع أن يص ّلي مع نظافة البدن‬‫ ِّ‬‫يسـتطع‬ ‫فليصل ولو كان ُمتلبسـ ًا بنجاسـة‪ ،‬ويص ّلي ُمتوجه ًا إلى القبلة‬‫ ِّ‬‫فليصل وإلا‬ ‫ ِّ‬ ‫فليصل متوجه ًا إلى أي جهة كانت‪ ،‬ويص ّلي قائم ًا وإن لم‬‫ ِّ‬‫وإن لم يسـتطع‬ ‫فليصل مضطجع ًا متوجه ًا إلى القبلة‬‫ ِّ‬‫فليصل قاعد ًا‪ ،‬فإن لم يستطع‬ ‫ ِّ‬‫يسـتطع‬ ‫فـإن لـم يسـتطع ذلك فإلـى أي جهـة كان‪ ،‬وإن لم يسـتطع أن يأتي حتى‬ ‫كبر لكل صلاة خمـس تكبيرات وكفى‪،‬‬‫بمجـرد ألفـاظ الصلاة فعليـه أن ُي ّ‬ ‫تصل في حالة وجوب الصلاة فإن‬‫ ِّ‬‫ولكن لا ُيعذر عن الصلاة وبما أنها لم‬ ‫قضاء وبما أنها كانت على سـفر فلتقض ِ الرباعيات ركعتين ركعتين‬‫ً‬‫عليهـا‬ ‫هذا مع التوبة إلى االله مما فرطت في صلاتها‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫تصل طوال تلـك الفترة‪ ،‬فهل‬‫ ِّ‬‫امـرأة أُجريـت لهـا عملية جراحية‪ ،‬ولـم‬‫=‬ ‫تلزمها كفارة؟ وكيف تقضي صلاتها؟‬ ‫عليهـا التوبة إلى االله وقضـاء ما أضاعت من صلوات‪ ،‬وفي الكفارة خلاف‪،‬‬ ‫ولا نقول بإلزامها الكفارة إلا إن أرادت أن تحتاط‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪167‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫شـخص أصيـب بمرض من أثر حادث سـير فلم يقـدر أن يص ّلي لمدة‬‫=‬ ‫ثلاثة أشهر وهو في المستشفى؟‬ ‫إن كان واعي ًا فعليه الصلاة ولا ُيعذر كيفما قدر‪ ،‬إن قدر على الطهارة فعليه‬ ‫الطهـارة‪ ،‬فإن لم يقـدر عليها فالتيمم‪ ،‬فإن لم يقدر فاالله تعالى أولى بعذره‬ ‫ويص ّلي قائمـ ًا وإن لم‬ ‫وعليـه أن ُيص ّلـي ولـو بدون وضـوء وبدون تيمـم‪ُ ،‬‬ ‫يسـتطع فقاعـد ًا‪ ،‬وإن لم يسـتطع فمضطجعـ ًا متوجه ًا إلى القبلـة‪ ،‬وإن لم‬ ‫يسـتطع أن يتوجه إلى القبلة فحيثما كان متوجه ًا‪ ،‬وإن لم يسـتطع الإيماء‬ ‫ِ‬ ‫كبر لكل صلاة‬‫فلي ّ‬ ‫فليكتف بقراءة الصلاة‪ ،‬وإن لم يسـتطع أن يقرأ الصلاة ُ‬ ‫خمس تكبيرات وكفى‪.‬‬ ‫امـرأة لا تمتلك م َلكَ ـة الحفظ‪ ،‬بحيث إنها لا تحفظ الكلام الذي يجب‬‫=‬ ‫أن ُيقرأ أثناء الصلاة‪ ،‬وهي في المقابل تستطيع الركوع والسجود فكيف‬ ‫تكون صلاتها؟‬ ‫تحفـظ فاتحـة الكتـاب على الأقـل‪ ،‬وتأتي بالتسـبيح‪ ،‬وليـس عليها إلا ما‬ ‫اسـتطاعته‪ ،‬وتقـرأ ولو بعض التشـهد حتـى تكون آتية لمـا لا بد منه‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى يعذرها عما هي عاجزة عنه‪.‬‬ ‫بالنسـبة لمن يحسـن الكلام لكنه أصم فعندما لا يسمع تكبيرة الإحرام‬‫=‬ ‫في صلاة الجماعة‪ ،‬فماذا يصنع في هذه الحالة؟‬ ‫كبر الإمام‬‫فـي هـذه الحالة يمكن أن يـوكل إلى أحد بجانبه يحركـه عندما ُي ّ‬ ‫تكبيرة الإحرام‪ ،‬وذلك قبل أن يكبر الم ِ‬ ‫حرم‪.‬‬ ‫ّ ُ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪168‬‬ ‫طفلة عمرها اثنا عشـر عام ًا وحتى الآن لم تحفظ الصلاة قمنا بتعليمها‬‫=‬ ‫منـذ ما يقارب السـنتين ولكن بدون فائدة‪ ،‬وحتـى يومنا هذا لم تتمكن‬ ‫من التمييز بين صلاة الظهر وجميع الصلوات؟‬ ‫لعـل هذه مختلة العقل‪ ،‬فإن كانـت تتمكن من الفهم ولو بأن يقوم أحد في‬ ‫أثنـاء حضـور الصـلاة بتفهيمهـا فذلـك‪ ،‬وإن كانت غيـر متمكنة مـن الفهم‬ ‫فالظاهر أنها مختلة العقل‪ ،‬واالله أولى بعذرها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫والبكم الصلاة؟‬ ‫الصم ُ‬ ‫كيف يؤدي ُ‬‫=‬ ‫هؤلاء ُمتعبدون كما ُيتعبد غيرهم بالصلاة‪ ،‬ولكن بما أنهم لا يستطيعون النطق‬ ‫فإنهـم ُيكيفـون الصلاة في نفوسـهم ويؤدونهـا بجميع حركاتهـا‪ ،‬فيركعون مع‬ ‫الراكعيـن ويسـجدون مـع السـاجدين ويقومـون مـع القائميـن ويقعـدون مـع‬ ‫القاعديـن‪ ،‬ومع ذلك يسـتحضرون ما يقوله المص ّلي في نفوسـهم‪ ،‬وهذا كاف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫لهم‪ ،‬فإن روح الصلاة أن يكون الإنسان ُمستشعر ًا ما يقال‪ ،‬فهم وإن كانوا غير‬ ‫قادريـن علـى القـول فـروح الصلاة فـي نفوسـهم وإن كانوا غيـر قادرين على‬ ‫الإتيان ببعض الأركان فهم معذورون واالله تعالى يكلفهم ما يستطيعون لا ما لا‬ ‫يسـتطيعون‪ ،‬فما عليهـم إلا أن يص ّلوا على هذا النحو‪ ،‬ومـن المعلوم أن أمثال‬ ‫هؤلاء كثير ًا ما يكونون على قدر من الوعي والفهم والإدراك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪IÓ``°üdG ¢†`bGƒ`f‬‬ ‫=‬ ‫= أحيان ًا في صلاتي لا أذكر شـيئ ًا مما قرأ ُته في الفاتحة فأقرأها مرة ثانية‬ ‫لأخشع فيها أكثر‪ ،‬فهل يصح ذلك في الصلاة؟‬ ‫تكرار الفاتحة مبطل للصلاة‪.‬‬ ‫‪169‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امرأة تعاني من سلسل البول‪ ،‬ماذا عليها أن تفعل لصلاتها؟‬‫=‬ ‫عليها أن تحتشي بالقطن أو نحوه مما يقيها أن يصيب هذا البول ثيابها‪ ،‬وأن‬ ‫تتوضـأ لـكل صلاة وتص ّلي‪ ،‬وليس عليها شـيء إلا ذلـك‪ ،‬وعليها أن تنوي‬ ‫بوضوئها استباحة الصلاة‪.‬‬ ‫ما حكم من ص ّلت وبعد أن انتهت من صلاتها وجدت شـيئ ًا من روث‬‫=‬ ‫الحيوان في ملابسها؟‬ ‫يعد من النجاسـات إلا إن كان‬‫إن كان الحيـوان ممـا يـؤكل لحمه فروثه لاُّ‬ ‫يأكل النجاسة‪ ،‬وأما إن كان لا يؤكل لحمه فتعيد الصلاة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل صحيح أنه لا يجوز للمرأة أن تص ّلي إلا بفرق شعر رأسها؟‬‫=‬ ‫قيل ذلك‪ ،‬ولكن لا دليل على هذا القول‪ ،‬إلا أن فرق شـعر الرأس هو من‬ ‫سنن الفطرة‪ ،‬ويجب على الإنسان ألا ُيخل بسنن الفطرة‪.‬‬ ‫مـا حكـم من يقرأ في صلاته )ثم لا تسـألن يومئذ ٍ عن النعيم( بدلاً من‪:‬‬‫=‬ ‫﴿ ‪﴾ } | { z y‬؟‬ ‫هذا أبدل الوعيد بالوعد‪ ،‬لأن الآية فيها تأكيد الوعيد وهو السؤال عن النعيم‪،‬‬ ‫فأبدله بالوعد بأنه لا ُيسأل عن النعيم‪ ،‬فتبطل الصلاة بذلك‪.‬‬ ‫المفضي إلى بطلان الصلاة؟‬‫ما هو اللحن ُ‬‫=‬ ‫هو إبدال صفة من صفات االله بما يناقضها‪ ،‬أو إبدال فعل من أفعاله ‪ 4‬بما‬ ‫يناقضه‪ ،‬أو إبدال آية وعد بآية وعيد أو آية وعيد بآية وعد أو مثل ذلك‪ ،‬فهذا‬ ‫يبدل المعنى يؤدي إلى بطلان الصلاة‪.‬‬ ‫كله ونحوه مما ّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪170‬‬ ‫امـرأة عرفت أن القصة البيضاء نجسـة وناقضة للوضوء بعد أن ناهزت‬‫=‬ ‫الثلاثين أو الأربعين فما حكم صلواتها؟‬ ‫إن كانـت تتلبـس بالقصـة البيضاء ولا تغسـلها ثـم تتوضأ‪ ،‬فعليهـا أن تعيد‬ ‫صلواتها وتحتاط بالتحري‪.‬‬ ‫ما حكم فرقعة الأصابع قبل الصلاة أو أثناءها؟‬‫=‬ ‫أما قبل الصلاة فمن اللهو‪ ،‬وأما أثناءها فتبطل الصلاة به‪.‬‬ ‫ما قول الشـرع فيمن يص ّلي صلاة الظهر وهو صائم وفي الركعة الثانية‬‫=‬ ‫تقيـأ‪ ،‬هـل يعيد القـيء في فيه أم يخرج من الصـلاة؟ وما حكم الصلاة‬ ‫والصوم في هذه الحالة؟‬ ‫يخـرج مـن الصلاة ويلقي القيء من فيه‪ ،‬ويعيـد الوضوء ويبني على صلاته‬ ‫وصومه تام‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫حدث أحد مص ّلي ًا وهو في صلاته هل تنتقض صلاة المص ّلي أم لا؟‬‫إذاَّ‬‫=‬ ‫نعم إن أصغى إليه‪ ،‬لا إن لم يصغ‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم من ابتسمت لطفلها وهي تص ّلي؟‬‫=‬ ‫فـي الابتسـام خلاف قيـل بإبطاله الصلاة وهذا هو قـول الجمهور‪ ،‬وقيل لا‬ ‫يبطلها وهو قول قطب الأئمة ‪.5‬‬ ‫بعض الناس ربما يغفل عن إغلاق هاتفه فيصيح فيقوم بقفله‪ ،‬هل هذه‬‫=‬ ‫الحركة تؤثر على الصلاة؟‬ ‫‪171‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هذا دليل الإهمال‪ ،‬وعدم المبالاة بحق الصلاة‪ ،‬وقد قلت يجب أن يقال في‬ ‫حق هؤلاء بأن عليهم أن يغلقوا هواتفهم وأن يعيدوا صلاتهم‪.‬‬ ‫بعـض النـاس يجعله هزاز ًا وعندمـا يأتيه اتصال يهتز جزء من جسـده‪،‬‬‫=‬ ‫فهل هذا أيض ًا يؤثر على الصلاة؟‬ ‫إن كان يشغله ويذهب بفكره عن الصلاة‪ ،‬فلا ريب أنه ممنوع شرع ًا‪.‬‬ ‫‪ƒ¡°ùdG Oƒé°Sh IÓ°üdG »a ∂°ûdG‬‬‫=‬ ‫= مـن حكـم من يص ّلي فشـك هل هو في التشـهد الأخير أو في التشـهد‬ ‫الأول ماذا يصنع؟‬ ‫شـك هل هو في الثانية أو في الثالثة‬ ‫ َّ‬‫يبني على الأقل ويسـجد لسـهوه‪ .‬فإن‬ ‫شك هل هو في الثالثة أو في الرابعة اعتبر نفسه‬‫اعتبر نفسه في الثانية‪ ،‬وإنَّ‬ ‫شـك هل هو في التشـهد الأول أو في التشـهد الأخير اعتبر‬‫ َّ‬‫في الثالثة‪ ،‬وإن‬ ‫نفسه في التشهد الأول‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫كلمـا بـدأت في الوضـوء‪ ،‬أو قمت إلى الصلاة فقـط أحس بتحرك في‬‫=‬ ‫وأحس أيض ًا بخروج الريح‪ ،‬وهذا بدون صوت ولا رائحة‪ ،‬فما‬‫ ُّ‬‫الأمعاء‪،‬‬ ‫العمل في هذه الحالة؟‬ ‫هذه وسوسة ولا تلتفت إليها‪.‬‬ ‫في سجدة السهو ماذا يقول المص ّلي؟‬‫=‬ ‫قيـل يقـول ما يقولـه في سـجوده العادي وهذا هـو الأشـهر‪ ،‬وقيل بأنه‬ ‫يستغفر االله‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪172‬‬ ‫تصـل‪ ،‬وفي بعض‬‫ ِّ‬‫تشـك فـي الصـلاة بالكليـة هل ص ّلـت أم لم‬‫ ُّ‬‫امـرأة‬ ‫=‬ ‫وتشك إذا كانوا يحملون النجاسة كالبول وغيره‬‫ ُّ‬‫الأحيان تعالج أبناءها‬ ‫فتعيد الصلاة بمجرد التباسها بأبنائها وهكذا؟‬ ‫علـى هـذه المـرأة أن تدفـع هذه الوسوسـة عنها بـأن تسـتحضر أنها قامت‬ ‫للصلاة‪ ،‬فإذا استحضرت ذلك فإنها لا تعود إلى الصلاة مرة أخرى‪ ،‬وعليها‬ ‫الشـك‪ ،‬وإن كانت لا تسـتطيع أن تسـتحضر‬‫ ِّ‬‫ألا تلتفـت إلـى ما يعتريها من‬ ‫بأنهـا قامـت إلى الصـلاة أو لم تقم‪ ،‬فعليها أن تسـتعين بشـيء يذكرها كأن‬ ‫تشك هل قامت‬‫ ُّ‬‫تعقد عقدة مثلاً عندما تقوم إلى الصلاة‪ ،‬ثم بعد ذلك عندما‬ ‫إلـى الصـلاة أو لا‪ ،‬تنظـر إلى هـذه العقدة هـل عقدتها أو لـم تعقدها‪ ،‬فإن‬ ‫الشـك رأسـ ًا‪ ،‬وهكذا كل ما‬‫ّ‬‫كانـت عقـدت هذه العقدة فلا تلتفت إلى هذا‬ ‫كان من هذا النوع عليها أن تدفعه بأي وسـيلة كانت‪ ،‬وبهذا تتغلب بمشـيئة‬ ‫االله على هذه الوساوس‪.‬‬ ‫مـا حكـم من ص ّلـى فريضة العشـاء وبعدها الوتـر‪ ،‬وأثنـاء تأديته الوتر‬‫=‬ ‫الشـك هل سـلم من فريضة العشـاء أم أنه نسـي التسليم‪ ،‬ولكنه‬‫ّ‬‫داخله‬ ‫مضى في صلاته‪ ،‬فهل يلزمه إعادتها؟‬ ‫شك في التسليم بعد مجاوزته محله فليس عليه شيء‪ ،‬وكذلك من جاوز‬‫من ّ‬ ‫أي حد من الحدود ليس عليه أن يرجع إليه‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫متى تكون سجدة السهو هل قبل السلام أم بعده؟‬‫=‬ ‫في سـجود السـهو خـلاف‪ ،‬قيل هو قبل السـلام وقيل بعـده‪ ،‬وقيل إن كان‬ ‫لنقـص فقبـل السـلام وإن كان لزيادة فبعده‪ ،‬وهو أحسـن مـا يجمع به بين‬ ‫الروايات المختلفة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪173‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫في سجود السهو ما هو الدعاء المستحب‪ ،‬هل يقول الساهي أو الساجد‬‫=‬ ‫سـبحان ربـي الأعلـى ثلاث مـرات أم يقول سـبحان من لا يسـهو ولا‬ ‫يغفل؟‬ ‫قيل بأنه يسـبح تسـبيح السـجود المعتاد وهذا أظهر‪ ،‬إذ لا فرق بين سـجود‬ ‫السـهو وسـائر سجود الصلاة‪ ،‬وقيل بأنه يسـتغفر االله تعالى من أجل سهوه‪.‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل سجود السهو قبل التسليم أم بعد التسليم؟‬‫=‬ ‫روي السـجود قبـل التسـليم وبعـده‪ ،‬وللعلمـاء خـلاف طويل متى يسـجد‬ ‫المص ّلي‪ ،‬هل قبل السلام أم بعده أو أنه يفرق بحيث إن كان السهو بنقصان‬ ‫شـيء من الصـلاة فقبل السـلام وإن كان بالزيادة فبعد السـلام؟ وهذا قول‬ ‫حسن‪ ،‬وعليه فإن كان وقع في السهو بسبب ترك شيء فالأولى له أن يسجد‬ ‫قبل السـلام كما فعل الرسـول ! عندما نسـي التشـهد الأول فاستمر على‬ ‫صلاتـه وسـجد قبـل السـلام‪ ،‬وإن كان زاد فـي صلاته شـيئ ًا فليسـجد بعد‬ ‫السلام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ماذا تفعل المرأة إذا‪:‬‬‫=‬ ‫‪ (١‬نسيت قراءة تكبيرة الإحرام؟‬ ‫لا تدخـل فـي الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام‪ ،‬فـإن الإحرام هو ميقات الدخول‬ ‫فـي الصـلاة‪ :‬فمن لـم يأت بتكبيـرة الإحرام لـم يدخل في الصـلاة‪ ،‬فعليها‬ ‫إعادتها‪.‬‬ ‫‪ (٢‬نسيت قراءة سورة مع الفاتحة في فريضة الفجر؟‬ ‫إن قرأت الفاتحة ولم تقرأ السورة فتسجد لسهوها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪174‬‬ ‫‪ (٣‬سهت عن قراءة سورة الفاتحة في ركعة من ركعات الفريضة؟‬ ‫إن فاتتها الفاتحة فقد أخلت بركن من أركان الصلاة وعليها إعادة الصلاة‪.‬‬ ‫‪ (٤‬نسيت قراءة آية من سورة الفاتحة؟‬ ‫في ذلك خلاف‪ ،‬قيل‪ :‬إن قرأت الأكثر فلتسجد لسهوها‪ ،‬وقيل‪ :‬تعيد الصلاة‬ ‫إذا تركت شيئ ًا من الفاتحة وهذا هو الراجح‪.‬‬ ‫‪ (٥‬سهت عن الجلوس للتشهد الأول؟‬ ‫تواصل صلاتها وتسجد لسهوها‪.‬‬ ‫‪ (٦‬سـهت عـن ركعة كاملة فـي الفريضـة وتذكرت قبـل التحيات‪ ،‬أي‬ ‫انتقلت عنها لركعة أخرى؟‬ ‫تعيد الصلاة لأنها أخلت بالركن‪.‬‬ ‫‪ (٧‬نسيت ركعة كاملة في الفريضة وتذكرت بعد التسليم؟‬ ‫أمـا إن كانت الركعـة الأخيرة فلتقم للصلاة ولتسـجد لسـهوها بعد إتمامها‬ ‫الركعة وإتيانها بالتشهد‪ ،‬وأما إن كانت ركعة سابقة فلتعد الصلاة‪.‬‬ ‫‪ (٨‬نسيت التسليم بعد التشهد الثاني؟‬ ‫فـي ذلك خـلاف‪ ،‬قيل إنها تعـذر بهذا‪ ،‬وقيل بأن التسـليم ركـن من أركان‬ ‫الصـلاة كالإحرام‪ ،‬ولكن أمر التسـليم أخف من أمـر الإحرام‪ ،‬فلذلك تعذر‬ ‫في حال النسيان والاضطرار‪.‬‬ ‫شخص سها في الركعة الثالثة وعلم بسهوه‪ ،‬هل يسجد عندما تذكر أم‬‫=‬ ‫يقوم للرابعة ثم يسجد بعد ذلك؟‬ ‫يقوم ويتم صلاته ثم يسجد بعد ذلك سجود السهو‪.‬‬ ‫‪175‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذا كان الإنسـان يص ّلي صلاة الظهر فسـها في الصلاة وص ّلى الركعتين‬‫=‬ ‫الأولـى والثانيـة ثم قـرأ التحيات كاملـة وتذكر عندما كان يسـلم فقام‬ ‫وص ّلـى الركعتين المتبقيتين ولكـن عندما انتهى منهما لم يقرأ التحيات‬ ‫مرة ثانية‪ ،‬فهل يجوز هذا أم يجب عليه أن يعيد صلاته؟‬ ‫كان يجب عليه أن يقرأ التشهد الأخير‪ ،‬لأنه لم يقرأه‪ ،‬وذلك الذي قرأه هو‬ ‫التشـهد الأول‪ ،‬وبمـا أنـه لم يقرأ الشـهد الأخير‪ ،‬والتشـهد الأخير ركن من‬ ‫أركان الصلاة فعليه إعادة الصلاة‪.‬‬ ‫فيمـن نق َّص ُسـَّنة من ُسـنن الصلاة سـهو ًا فتذكر بعد ذلك هل يسـجد‬‫=‬ ‫سجدتي السهو قبل السلام أو بعده؟‬ ‫النبي ! لما ترك التشهد الأول سجد قبل السلام وبهذا نأخذ في ترك ُسَّنة‬ ‫السنن‪.‬‬ ‫منُّ‬ ‫إذا كان يص ّلي جمع ًا وفي الصلاة الأولى سـها فهل يجوز له أن يفصل‬‫=‬ ‫بسجدتي سهو بين الصلاتين؟‬ ‫نعم‪ ،‬لأن سـجدتي السـهو إما أن تكونا قبل السـلام أو بعده‪ ،‬فإن كانتا قبل‬ ‫صلب الصلاة وإن كانتا بعد السلام فهما من تتمة الصلاة‪،‬‬‫السلام فهما في ُ‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪ÉgDhÉ°†bh IÓ°üdG IOÉYEG‬‬‫=‬ ‫= فتـاة عليها قضـاء عدد كثير من الصلوات وسـمعت مقالاً بأن االله يعفو‬ ‫عما سلف‪ ،‬فما قولكم في هذا الموضوع؟‬ ‫مبنية على دليل‪.‬‬ ‫لتعد الصلوات ولا تأخذ بمثل هذه الرخص‪ ،‬لأنها أقوال ليست ّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪176‬‬ ‫عـن رسـول االله ! واالله أعلـم بذلك‪» :‬مـن فاتته صلاة فـي عمره ولم‬‫=‬ ‫يحصها فليقم في آخر جمعة من رمضان فيص ّلي أربع ركعات بتشـهد‬ ‫واحد يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القدر خمس عشرة مرة‬ ‫وسـورة الكوثـر كذلك ويقول فـي النية نويت أن أصلـي أربع ركعات‬ ‫كفارة لما فاتني من الصلاة«‪ ،‬وقد قال أبو بكر‪ :‬سـمعت رسول االله !‬ ‫كـرم االله وجهه‪» :‬كفارة‬‫يقـول‪» :‬هـي كفارة أربعمائة سـنة«‪ ،‬وقـال علي ّ‬ ‫ألف سـنة«‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسـول االله ابن آدم يعيش سـتين سـنة أو مائة سنة‬ ‫فلمـن تكـون الصـلاة الزائدة؟‪ ،‬قـال‪» :‬تكـون لأبويه وزوجتـه ولأولاده‬ ‫وأقاربـه وأهـل البلـد«‪ ،‬فإذا فرغ مـن الصلاة ص ّلى علـى النبي ! بأي‬ ‫صيغـة كانـت ثم يدعو بدعـاء معين ثلاث مـرات إلى آخـره‪ ،‬هل هذا‬ ‫الحديث صحيح؟‬ ‫أمـا مـن حيث المتن فالرواية باطلة‪ ،‬وأما من حيث الإسـناد فلم أطلع على‬ ‫إسـناد هذا الحديث‪ ،‬والحديث ُينظر إليه من حيث إسـناده ومن حيث متنه‪،‬‬ ‫ولا ريب أنني أجزم بسـبب عدم صحة المتن وبسـبب الأسلوب الذي ورد‬ ‫بـه أنه مـن كلام القصاصين الذين لا ينظرون في الأدلة وصحتها‪ ،‬ففيه كثير‬ ‫مما ينافي ما هو ثابت في شرع االله سبحانه‪ ،‬فأولاً النية ذكرت هنا أنه ينطق‬ ‫بها بلسـانه‪ ،‬والنطق باللسـان تعبير ًا عن نية القلب أمر لم يكون معهود ًا في‬ ‫عهـد النبي ! ولا في عهد الصحابة @ وإنما حدث ذلك بعد مضي فترة‬ ‫مـن الزمـن عندمـا جهل النـاس فأحدث العلماء هـذه الألفاظ لتكـون عون ًا‬ ‫للعوام والجهلة على اسـتحضار النية‪ ،‬وليسـت النية في النطق باللسان‪ ،‬إنما‬ ‫النية هي إخلاص العمل الله‪ ،‬بحيث يجرده الإنسـان من شـوائب الأغيار فلا‬ ‫سواء كان فريضة أو نافلة‪ ،‬ولذلك كانت النية سر ًا‬‫ً‬‫وجل‬ ‫ َّ‬‫يقصد به غير االله عَّز‬ ‫غيبيـ ًا بين الإنسـان وربه ‪ ،4‬فاالله وحده هو المطلـع على نوايا العباد ولا‬ ‫‪177‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يطلع عليها غيره‪ ،‬وقد جاء في بعض الروايات القدسية‪» :‬أن الإخلاص سر‬ ‫بين العبد وربه لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شـيطان فيفسـده«‪ ،‬والنية هي‬ ‫عين الإخلاص‪ ،‬واالله سبحانه وتعالى يقول‪m l k j i h ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ o n‬البينـة‪ ،[٥ :‬والنبـي ! يقـول‪» :‬إنمـا الأعمـال ّ‬ ‫بالنيـات وإنما لكل‬ ‫امـرىء مـا نوى«‪ ،‬ثم إننـا لم نجد فيما ثبت عن الرسـول ! أنه أمر بقراءة‬ ‫سـورة معينة مرار ًا عديدة في الركعة الواحدة بحيث تكرر السـورة‪ ،‬فهذا لم‬ ‫يثبت وإن كنا لا نقول بمنعه فيما عدا الفاتحة‪ ،‬أما الفاتحة فلا تكرر‪ ،‬والأمر‬ ‫الآخـر مـا جاء في آخـر الرواية مـن أن هذه الزيـادة تكون لأبويـه وزوجته‬ ‫وأولاده وأقاربـه وأهـل البلـد وهـذا يتصـادم كل التصـادم مع نـص القرآن‬ ‫الكريـم‪ ،‬إذ يقـول االله تعالـى‪] ﴾ Ù Ø × Ö Õ Ô ﴿ :‬النجـم‪،[٣٩ :‬‬ ‫فالإنسـان ليس له سـعي غيره إنما له سعي نفسـه‪ ،‬نعم إن مات الإنسان بر ًا‬ ‫تقي ًا صالح ًا كانت بعض الأعمالِّ‬ ‫الخيرة التي يعملها أهله وخاصته من أجله‬ ‫السَّنة فمن ذلك الصدقة‪ ،‬والحج عن الميت وعن‬‫في موازينه بتخصيص منُّ‬ ‫العاجـز كما في حديث الخثعمية وكذلك الصيام فيمن مات وعليه صيام لا‬ ‫صيام النفل‪ ،‬ففي حديث عائشة ‪» :#‬من مات وعليه صيام صام عنه وليه«‪،‬‬ ‫وما عدا ذلك لم يأت به دليل شرعي أنه يثاب به الميت فضلاً عن أن يكون‬ ‫هـذا العمـل يسـري مفعوله حتى يكـون ثوابـه للزوجة وللأبويـن وللأولاد‬ ‫ولأهـل البلـد‪ ،‬وإلا فما أهون الأمر أن يكـون في بلد ما رجل َبر يص ّلي في‬ ‫آخـر جمعة من رمضـان أربع ركعات بهذه الصورة فإذا بهذا الثواب يتحول‬ ‫إلى أهل بلده جميع ًا فضلاً عن أسرته وقرابته‪ ،‬ولكن أنى ذلك؟ واالله سبحانه‬ ‫وتعالـى نـاط النجاة بالإيمـان والعمل الصالح والتواصـي بالحق والتواصي‬ ‫بالصبر‪, + * ) ( ❁ & % $ # ❁ ! ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 0 / . -‬العصر‪ .[٣ - ١ :‬فالإنسان مجزي بعمله وليس‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪178‬‬ ‫مجزي ًا بعمل غيره خير ًا كان أو شـر ًا‪Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ê É ﴿ ،‬‬ ‫‪] ﴾ Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò‬القصـص‪،[٨٤ :‬‬ ‫ونحـن نعلـم بالنص القطعـي في القـرآن الكريم أن االله سـبحانه وتعالى لم‬ ‫وجل‬ ‫ َّ‬‫يجعل في الدار الآخرة صلة بين الناس إلا بين المتقين فقط‪ ،‬فاالله عَّز‬ ‫يقـول‪﴾ Á À ¿ 3⁄4 1⁄2 1⁄4 » o 1̧ ﴿ :‬‬ ‫]المؤمنـون‪ ،[١٠١ :‬فـلا ينتقـل ثـواب أحـد إلى غيـره‪ ،‬وكذلك يقول سـبحانه‬ ‫وتعالى‪] ﴾ r q p o n m l ﴿ :‬الزخرف‪،[٦٧ :‬‬ ‫ويقول‪/ ❁ - , ❁ * ) ( ' & % $ # ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 8 7 6 5 4 3 ❁ 1 0‬المعارج‪ ،[١٤ - ١١ :‬أما من ضاعت عليه‬ ‫صلاة فعليه أن يقضيها وأن يتوب إلى االله تعالى من تضييعها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة فـي صـلاة الظهر والعصـر دائم ًا تقـرأ الفاتحة وتقرأ معها سـورة‬‫=‬ ‫وعندما تتذكر تعيد الصلاتين مرة أخرى؟‬ ‫لا داعـي إلـى إعـادة الصلاة‪ ،‬ولا معنى لهـا‪ ،‬فلتدع عنها ذلك‪ ،‬وإن سـهت‬ ‫فزادت أو نقصت فلتسجد سجدتي سهو‪ ،‬واالله تعالى يتقبل منها‪.‬‬ ‫مـا حكـم المرأة التـي كانت غير ملتزمـة في إحدى مراحـل حياتها ثم‬‫=‬ ‫استغفرت وتابت‪ ،‬فهل عليها قضاء الصلوات التي تركتها؟‬ ‫نعم‪ ،‬عليها أن تقضي وتتوب إلى االله وتستغفره‪ ،‬واالله تعالى رؤوف رحيم‪.‬‬ ‫إذا نسيت المرأة أن تص ّلي صلاة العصر فمتى تص ّليها؟‬‫=‬ ‫النبـي ! يقول‪» :‬من نام عن صلاة أو نسـيها فليص ّلها إذا تذكرها«‪ ،‬فيص ّلي‬ ‫الصلاة التي نسـيها سـاعة تذكرها‪ ،‬فذلك هو وقتها الذي شرعت فيه والذي‬ ‫ُتعبد أن يص ّليها فيه‪.‬‬ ‫‪179‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫متـى تقضى صلاة العشـاء التي نام عنها صاحبها ولـم يتذكرها إلا بعد‬‫=‬ ‫صلاة الفجر؟‬ ‫الرسـول ! قال‪» :‬من نام عن صلاة أو نسـيها فليص ّلها إذا تذكرها«‪ ،‬فعلى‬ ‫مـن نسـي صلاة أن يص ّليهـا إذا تذكرها فور ًا‪ ،‬وكذلك مـن نام عنها عليه أن‬ ‫يص ّليها إذا استيقظ فور ًا‪.‬‬ ‫هـل صحيـح أن من فاتته صـلاة الصبح في وقتها وأدركهـا بعد طلوع‬‫=‬ ‫السَّنة؟‬ ‫الشمس يقوم بتقديم الفريضة قبلُّ‬ ‫هـذا مـن باب الاحتيـاط‪ ،‬أمـا إن كان أدركها قبل طلوع الشـمس بحيث لا‬ ‫السَّنة فإن من‬ ‫يتسع الوقت حتى تطلع الشمس إلا لصلاة الفرض أو لصلاةُّ‬ ‫الواجـب فـي هذه الحالة أن يص ّلي الفرض ويؤخرُّ‬ ‫السـَّنة إلى ما بعد طلوع‬ ‫السَّنة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫الشمس‪ ،‬أما إن كان بعد الطلوع فلا حرج إن قدمُّ‬ ‫هـل يجـب قضـاء الوتر‪ ،‬وهل يجـوز أن تص ّلى الوتر ركعـة واحدة في‬‫=‬ ‫حال الحضر؟‬ ‫أمـا القضـاء‪ ،‬فالوتر حكمه في القضاء حكمه في الأداء‪ ،‬فمن رآه واجب ًا قال‬ ‫بوجوب قضائه‪ ،‬ومن رآه ُسَّنة مؤكدة قال كذلك حكم قضائه‪ ،‬ومن رأى أن‬ ‫الوتـر نافلـة ـ وهو قـول لبعض أهل العلـم ـ فكذلك قضـاؤه‪ ،‬ونحن نأخذ‬ ‫بقول من قال بأن الوتر ُسـَّنة مؤكدة‪ ،‬هذا ولا مانع من الإيتار بركعة واحدة‬ ‫وهـذا وتـر العاجز كما روي عن الإمام أبي الشـعثاء جابر بن زيد رحمه االله‬ ‫تعالى‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫شـخص ص ّلى المغرب والعشـاء جمعـ ًا‪ ،‬ولكنه نسـي أن يص ّلي الوتر‪،‬‬‫=‬ ‫وقد تكرر ذلك عدة مرات‪ ،‬علم ًا بأنه مسافر‪ ،‬ما حكم ذلك؟ وهل يعيد‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪180‬‬ ‫مر عليه أكثر من شهرين عندما تذكر ما نسيه؟ وكيف‬‫ما فاته إذا كان قد ّ‬ ‫يؤدي ذلك إذا كان واجب ًا عليه إعادة ما فاته؟‬ ‫نعـم‪ ،‬عليـه أن يأتي بركعات الوتر التي فاتته في نفس الوقت الذي تذكر فيه‬ ‫ذلك‪ ،‬وما عليه إلا الإتيان بذلك‪ ،‬ولا يتقيد القضاء بوقت الصلاة المقضية‪،‬‬ ‫فإن للإنسـان أن يقضي في وقت العشـاء صلاة الظهر أو العصر أو المغرب‬ ‫أو العشاء أو الفجر ولا حرج في ذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم في امرأة كانت تص ّلي الظهر والعصر والعشـاء ثلاث ركعات‬‫=‬ ‫فقط جهلاً منها فماذا يجب عليها؟‬ ‫يجـب عليهـا قضاء تلك الصلوات التي ص ّلتها على غير ما شـرعت إلى أن‬ ‫تسـتوفي قضاءهـا‪ ،‬ولا يلزم أن تقضـي كل صلاة في وقتها‪ ،‬بـل يمكنها أن‬ ‫تقضي الفجر مثلاً في وقت الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء والعكس‪،‬‬ ‫بل يمكنها أن تقضي في غير أوقات الصلوات المفروضة‪ ،‬وذلك بأن تقضيها‬ ‫بيـن طلوع الشـمس وزوالها‪ ،‬ولها أن تقضي فـي اليوم الواحد ولو صلوات‬ ‫عام أو أعوام‪ .‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة تركـت الصلاة ولبـس الحجاب ثم تابت بعد ذلـك‪ ،‬فماذا يجب‬‫=‬ ‫عليها؟‬ ‫عليهـا التوبـة والاسـتغفار‪ ،‬وقضـاء مـا أضاعت مـن الصلاة‪ ،‬وفـي الكفارة‬ ‫خلاف‪ ،‬والراجح عدم وجوب الكفارة‪ ،‬فإن كفرت فقد أخذت بالأحزم‪.‬‬ ‫رجل ترك الصلاة زمن ًا طويلاً تكاسلاً منه لا إنكار ًا لها‪ ،‬والآن رجع إلى‬‫=‬ ‫فرط فيه‪ ،‬نرجو الإفادة؟‬‫االله‪ ،‬فما هي أفضل الطرق لاستدراك ما ّ‬ ‫عليـه أن يتـوب إلى االله توب ًة نصوح ًا‪ ،‬وذهب كثير من العلماء إلى أن عليه مع‬ ‫‪181‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ذلـك أن يقضـي الصلـوات التـي فاتته وعليـه أن ُيك ّفر‪ ،‬أما القضـاء فقد أخذه‬ ‫العلمـاء من قضاء النبـي ! للصلوات التي فاتته اضطرار ًا‪ ،‬فالنبي عليه أفضل‬ ‫الصلاة والسـلام قضى يوم الخندق صلاة الظهـر والعصر والمغرب في وقت‬ ‫العشـاء بسـبب أن المشـركين شـغلوه عـن هذه الصلـوات فقضاهـا في وقت‬ ‫العشـاء‪ ،‬حيـث أمر بلالاً أن يؤذن فأ ّذن‪ ،‬ثـم أمره أن يقيم فأقام وصلوا الظهر‪،‬‬ ‫ثـم أمـره أن يقيم فأقام وصلوا العصر‪ ،‬ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا المغرب‪،‬‬ ‫ثـم أمـره أن يقيـم فأفقام وصلوا العشـاء‪ ،‬ولئن سـاغ أن يقضي الإنسـان ـ بل‬ ‫وجـب عليـه أن يقضـي ـ ما تركـه اضطرار ًا فأحـرى أن يكون واجبـ ًا عليه أن‬ ‫يقضي ما تركه اختيار ًا‪ ،‬فلذلك حمل العلماء حكم من ترك الصلاة تهاون ًا بها‬ ‫على حكم من تركها وهو مضطر‪ .‬وأما الكفارة فقد قيست على كفارة الصيام‪،‬‬ ‫إذ لم يرد نص قط بوجوب الكفار في الصلاة‪ ،‬ولكنهم قاسوا ذلك على كفارة‬ ‫الصيـام‪ ،‬نظـر ًا إلـى أن كل واحدة مـن العبادتين عبادة موقوتـة بوقت وتفوت‬ ‫بفوات ذلك الوقت‪ ،‬والصلاة ليسـت بأقل من الصيام من حيث التشـديد فيها‬ ‫بـل هـي أولى أن يتشـدد فيها‪ ،‬لأنها الركن الثاني من أركان الإسـلام‪ ،‬والركن‬ ‫الأول مـن أركانـه العملية‪ ،‬فلذلك كانت حرية بهذا التشـدد‪ ،‬ومن العلماء من‬ ‫نص عن النبي ! يفيـد وجوب قضاء الصلاة‬‫قـال بأنـه نظر ًا إلـى أنه لم يأت ّ‬ ‫علـى مـن تركها اختيار ًا فـلا يحمل على ما إذا تركها اضطـرار ًا‪ ،‬لأنه في حال‬ ‫تركهـا اضطـرار ًا معذور وفـي حال تركها اختيـار ًا غير معـذور‪ ،‬فكأنما يوصد‬ ‫الباب أمامه بحيث لا يكون له سبيل إلى أن يتدارك تلك الصلاة‪ ،‬وقالوا أيض ًا‬ ‫بأن الكفارة في هذا لم تثبت‪ ،‬ولا يؤخذ بحكم الكفارة فيما لم تثبت فيه‪ ،‬لأن‬ ‫الكفـارة مـن الأمور التوقيفيـة التي لا تقاس‪ ،‬نظـر ًا إلى أنها شـبيهة بالحدود‪،‬‬ ‫والـذي نأخـذ به أن القضـاء لا بد منه‪ ،‬لأنه يجب أن يتشـدد في حق من ترك‬ ‫الصلاة تهاون ًا أكثر مما يتشدد في حق من تركها اضطرار ًا‪ ،‬لأن ذلك له عذر‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪182‬‬ ‫يشدد عليه ويلزم أن يتدارك ما فاته من هذه‬‫وهذا ليس له عذر فأولى بهذا أن ّ‬ ‫الصلاة‪ ،‬أما الكفارة فلا تلزمه إلا إن أرادها احتياط ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يلزم الترتيب في القضاء؟‬‫=‬ ‫الترتيـب ثابـت من فعل الرسـول ! إذ أمر بلالاً أن ُيـؤذن فأذن وذلك في‬ ‫وقـت العشـاء‪ ،‬ثم أمـره أن ُيقيم فأقام وص ّلوا الظهر‪ ،‬ثم أمـره أن ُيقيم فأقام‬ ‫وصلـوا العصـر‪ ،‬ثم أمـره أن ُيقيم فأقام وصلـوا المغرب‪ ،‬ثم أمـره أن ُيقيم‬ ‫فأقام وصلوا العشـاء‪ ،‬وقد اختلف العلماء فيما يحمل عليه الحديث فمنهم‬ ‫من قال بأن هذا ُيحمل على الوجوب إذ هو بيان للواجب‪ ،‬وفعله ! عندما‬ ‫يكـون بيانـ ًا للواجب ُيحمل علـى الوجوب‪ ،‬ومنهم من قـال بأن ذلك ليس‬ ‫بواجـب‪ ،‬وإنمـا فعل النبي ! ما هو أفضل‪ ،‬ومنهـم من فرق بين أن تكون‬ ‫الصلـوات الواجب قضاؤها أكثر من خمس صلوات أو خمس صلوات فما‬ ‫دونها‪ ،‬والقول الأول أسلم وأحوط‪ ،‬وفيه اتباع لهديه !‪ ،‬وكفى‪.‬‬ ‫السنن أيض ًا؟‬ ‫وهل تقضىُّ‬‫=‬ ‫قضـى النبي ! ُسـَّنة الظهر بعد صلاة العصر كما جـاء ذلك في البخاري‪،‬‬ ‫وقد أرسـلت أُم سـلمة رضي االله تعالى عنها جويرية تسـأله لما رأته يص ّلي‬ ‫بعد صلاة العصر ركعتين فقال لها‪» :‬إن وفد عبد القيس شغلني عن الركعتين‬ ‫السـنن‪،‬‬ ‫يدل على استحسـان قضاءُّ‬‫اللتيـن بعـد الظهر فهمـا هاتان«‪ ،‬وهـذاُّ‬ ‫السنن مؤكدة فإنه يتأكد أيض ًا قضاؤها‪.‬‬‫وعندما تكونُّ‬ ‫ألا يحتمل أن يكون ذلك من ُخصوصيات النبي !؟‬‫=‬ ‫قـول مـن قال إنه من خصوصياته ُمحتاج إلى دليل ونحن أُمرنا بالاقتداء به‪،‬‬ ‫وقد قال‪» :‬صلوا كما رأيتموني أصلي«‪.‬‬ ‫‪183‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫رجـل أضاع عـدد ًا من الصلوات فـأراد الآن أن يقضيها مع كل فريضة‬‫=‬ ‫يؤديهـا في هذه الأيام‪ ،‬فمثـلاً عندما يص ّلي الظهر يص ّلي معها عدد ًا من‬ ‫صلوات الظهر الفائتة‪ ،‬فهل هذا يصح؟‬ ‫القضـاء لا يتقيد بوقت‪ ،‬وإنما يمنـع القضاء في الأوقات التي تحرم الصلاة‬ ‫فيهـا‪ ،‬فليس له أن يقضي في وقت طلوع الشـمس حتى تسـتكمل طلوعها‪،‬‬ ‫ولا فـي وقـت غـروب الشـمس حتـى تسـتكمل غروبهـا‪ ،‬ولا عند اسـتواء‬ ‫الشـمس في كبد السـماء في الحر الشديد‪ ،‬وأما فيما عدا ذلك من الأوقات‬ ‫فيحـل لـه أن يقضي في أي وقت مـن الأوقات‪ ،‬ففي واقعـة الخندق ص ّلى‬‫ ُّ‬ ‫النبـي ! الظهـر والعصر والمغرب والعشـاء في وقت العشـاء ـ أي ص ّلى‬ ‫ثلاث صلوات قضاء ًا وصلاة أداء ًا في وقت العشاء ـ ‪ ،‬إذ أمر بلالاً أن يؤذن‬ ‫فـأذن ثـم أمـره أن يقيم فأقام وصلـوا الظهر‪ ،‬ثم أمره أن يقيـم فأقام وصلوا‬ ‫العصر ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا المغرب‪ ،‬ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا‬ ‫العشـاء‪ ،‬هكـذا جاء في صحيح البخاري‪ ،‬فـلا يلزمه أن يقضي صلاة الظهر‬ ‫في وقت الظهر‪ ،‬ولا أن يقضي صلاة العصر في وقت العصر‪ ،‬بل يمكنه أن‬ ‫يقضي الظهر أو العصر أو المغرب أو العشـاء أو الفجر في وقت الظهر أو‬ ‫فـي وقـت المغـرب أو في وقت العشـاء أو فـي وقت العصـر أو في وقت‬ ‫الفجـر‪ ،‬أو أن يقضـي مثـلاً ما بين طلوع الشـمس إلى الـزوال‪ ،‬ويمكنه في‬ ‫اليوم الواحد أن يقضي حتى ولو صلاة ُسـَّنة إن اسـتطاع ذلك‪ ،‬وإنما يكون‬ ‫القضاء بالترتيب على رأي بعض أهل العلم‪ ،‬ومنهم من قال لا يلزم الترتيب‪،‬‬ ‫فالذين قالوا بالترتيب راعوا فعل النبي ! حيث بدأ بالظهر أولاً ثم العصر‬ ‫ثم المغرب ثم ص ّلى العشـاء الحاضرة‪ ،‬والذين قالوا بعدم وجوب الترتيب‬ ‫رأوا أن هذا فعل‪ ،‬والفعل لا يلزم أن يكون دالاً على الوجوب‪ ،‬إذ يمكن أن‬ ‫فرق بين أن تكون الصلوات‬‫يكون ذلك من باب مراعاة الأفضلية‪ ،‬ومنهم من ّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪184‬‬ ‫خمسـ ًا فصاعـد ًا أو ما دونها‪ ،‬فإن كانت دون الخمـس فعليه أن يرتبها‪ ،‬وإن‬ ‫كانـت فـوق الخمس فلا يلزمه ترتيبها‪ ،‬وهذا من أجل مراعاة دفع المشـقة‪،‬‬ ‫لأنـه مع كثرة الصلوات الواجبة على الإنسـان قد تكون مراعاة الترتيب في‬ ‫قضائهـا تـؤدي إلـى مشـقة وعسـر‪® ¬ « a ©̈ § ﴿ ،‬‬ ‫ ̄ ﴾ ]البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬والصلـوات تقضـى بحسـب ما تركها الإنسـان‪ ،‬فما‬ ‫أضاعه في السفر يقضى سفري ًا حتى ولو في الحضر‪ ،‬وما أضاعه في الحضر‬ ‫يقضى تمام ًا ولو في السفر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة أرادت أن ُتعيـد صلـوات لأسـباب فرضت عليهـا إعادتها‪ ،‬مثلاً‪:‬‬‫=‬ ‫خمسـون صـلاة فجر وخمسـون صلاة ظهـر وهكذا‪ ،‬فكيـف تعيد هذه‬ ‫الصلـوات‪ ،‬أتصلـي صلـوات الفجـر كاملـة ثم صلـوات الظهـر كاملة‬ ‫وهكذا‪ ،‬أم لها أن تجزئ عدد الصلوات؟‬ ‫مـن كان عليـه إعادة صلوات قيل يعيدها بالترتيب بحيث يبدأ بما تركه أولاً‬ ‫ثـم الصـلاة الثانية التي تركها ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسـة وهكذا‪ ،‬لأن‬ ‫ذلـك كان فعـل الرسـول ! عندما ترك الصلاة لسـبب ظـروف حربية في‬ ‫واقعة الخندق إذ شـغله المشـركون عن صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة‬ ‫المغـرب‪ ،‬وفي وقت العشـاء أمر بلالاً أن يـؤذن فأذن ثم أمره أن يقيم فأقام‬ ‫فص ّلـوا الظهـر ثم أمره أن يقيم فأقـام وص ّلوا العصر ثم أمـره أن يقيم فأقام‬ ‫وصلـوا المغـرب ثم أمره أن ُيقيـم فأقام وص ّلوا العشـاء الحاضرة‪ ،‬وقيل لا‬ ‫قدم وأ ّخر‪ ،‬فله أن يص ّلي ما شاء أولاً ثم يص ّلي ما شاء ثاني ًا‪ ،‬وقيل‬‫بأس إن ّ‬ ‫إن كانـت الصلوات من خمس فنازلاً فعليـه أن يص ّليها بالترتيب وإن كانت‬ ‫فليصل كيفما شاء‪ ،‬على أنه مما ينبغي التنبيه عليه‬‫ ِّ‬‫تزيد على خمس صلوات‬ ‫أن قضاء الصلوات لا يرتبط بأوقات معينة‪ ،‬فالإنسـان له أن يقضي ما شـاء‬ ‫‪185‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫من الصلوات في أي وقت من الأوقات إلا الأوقات الثلاثة التي تحرم فيها‬ ‫الصلاة وهي وقت طلوع الشـمس إلى أن تسـتكمل طلوعها ووقت غروبها‬ ‫إلى أن تسـتكمل غروبها ووقت اسـتوائها في كبد السـماء في الحر الشـديد‬ ‫إلـى أن تـزول‪ ،‬أما بقية الأوقات كبعد طلوع الشـمس إلى اسـتواء الشـمس‬ ‫فللإنسـان أن يقضـي في ذلـك الوقـت الظهر والعصـر والمغرب والعشـاء‬ ‫والفجر‪ ،‬وكذلك في وقت الظهر يمكن أن يقضي الظهر والعصر والمغرب‬ ‫والعشاء والفجر وهكذا في جميع أوقات الصلوات‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫لقد أفتيتم بوجوب شهرين متتالين على من ترك الصلاة‪ ،‬ونرى ونسمع‬‫=‬ ‫عـن كثيـر ممن كانـوا تاركي الصلاة ثـم تابوا إلـى االله والتزموا الصلاة‬ ‫يقضـون فقـط الصلـوات التـي تركوها ويتهاونـون في الكفـارة فما هو‬ ‫ردكم؟‬ ‫إلي لم أقلها‪ ،‬نعم قال كثير من أهل العلم بأن على‬ ‫هذه الفتوى التي نسبتَّ‬ ‫الإنسان أن ُيكفر إن ترك الصلاة‪ ،‬واختلفوا هل لكل صلاة كفارة أو تجزي‬ ‫كفـارة واحدة لجميـع الصلوات المتروكة وهذا الحكم إنما بنوه على قياس‬ ‫النبوية د ّلـت على وجوب‬ ‫ّ‬‫السـَّنة‬ ‫كفـارة الصـلاة علـى كفـارة الصيـام‪ ،‬لأنُّ‬ ‫الكفارة عندما يفطر الإنسـان في رمضان لغير عذر شـرعي‪ ،‬واعتبروا حكم‬ ‫الصـلاة كحكـم الصيام في ذلك‪ ،‬بجامع أن كل واحـدة من العبادتين عبادة‬ ‫موقتة بوقت‪ ،‬يكون الإتيان بها بعد وقتها قضاء‪ ،‬فلذلك حملوا الصلاة على‬ ‫الصيام‪ ،‬مع ما رأوا من التشديد في الصلاة وجعلها الركن الثاني من أركان‬ ‫الإسلام‪ ،‬ولكني لم أقل بهذا‪ ،‬لأن الكفارات كالحدود‪ ،‬فكما أن الحدود لا‬ ‫تثبـت بالقيـاس فكذلك الكفـارات‪ ،‬ولكن أقـول بوجوب قضـاء الصلوات‬ ‫المتروكة‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪186‬‬ ‫‪ô`°†ëdG »`a TM`aédG‬‬‫=‬ ‫= ما هي الطريقة الصحيحة لجمع الصلاتين في الحضر؟‬ ‫الجمع بين الصلاتين يعني أن تضم هذه إلى تلك‪ ،‬فإن وجد فاصل ما بين‬ ‫هذه وتلك لم يكن هنالك جمع‪ ،‬فلا تكون صلاة الظهر مجموعة مع صلاة‬ ‫العصـر ولا صـلاة المغـرب مجموعـة مع صلاة العشـاء إلا عندمـا يص ّلي‬ ‫فرض الظهر مع فرض العصر ويص ّلي فرض المغرب مع فرض العصر من‬ ‫غيـر فاصـل بينهمـا‪ ،‬أما إن وجد فاصل فـإن ذلك الفاصل مخـل بالجمع‪،‬‬ ‫يصل النبي ! شيئ ًا بين الظهر والعصر عندما جمع بينهما‪ ،‬ولم‬‫ ِّ‬‫ولذلك لم‬ ‫يصـل شـيئ ًا بيـن المغرب والعشـاء عندما جمـع بينهما‪ ،‬فقـد نُقلت صلاته‬‫ ِّ‬ ‫ـ صلوات االله وسـلامه عليه ـ التي صلاّها أمام جمهور المسـلمين في يوم‬ ‫عرفـة عندمـا جمع بين الظهـر والعصر ولم يرو قط أنه ص ّلى بينهما شـيئ ًا‪،‬‬ ‫ولذلك انعقد الإجماع على أنه لا يص ّلى مع الظهر شـيئ ًا عندما تجمع مع‬ ‫العصر‪ ،‬وكذلك ص ّلى النبي ! المغرب والعشـاء في جمع في ليلة النحر‬ ‫يصل بينهما شـيئ ًا‪ ،‬ولذلك ذهب جمهـور أهل العلم إلى أنه لا يص ّلي‬‫ ِّ‬‫ولم‬ ‫بين المغرب والعشاء شيئ ًا‪ ،‬ومن الغريب أن ينسب إلى أبي عبيدة مسلم بن‬ ‫أبي كريمة رحمه االله تعالى أنه يص ّلي ُسـَّنة المغرب ما بين الصلاتين وهذا‬ ‫قول بعيد‪ ،‬وقد قالوا بأن أبا عبيدة ‪ 5‬قد تفرد به‪ ،‬وهو غريب‪ ،‬ذلك لأن‬ ‫يصل بين المغرب‬‫ ِّ‬‫أبـا عبيدة ‪ 5‬هو الذي روى الحديث أن النبي ! لم‬ ‫والعشـاء شـيئ ًا عندما جمع بينهما في جمع‪ ،‬فلذلك لا نرى في حالة جمع‬ ‫الصلاتيـن فـي الحضـر أن يص ّلى بين الظهـر والعصر ولا مـا بين المغرب‬ ‫والعشـاء شـيئ ًا‪ ،‬لأن هذه الصـلاة التي تص ّلى بين الصلاتيـن تنقض الجمع‬ ‫بينهما‪ ،‬إذ الجمع ـ كما قلنا ـ إنما هو ضم صلاة إلى صلاة بحيث تجتمعان‬ ‫‪187‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫كالصلاة الواحدة إلا أن لكل إحرام ًا وسلام ًا‪ ،‬وعندما ُيتوسط بينهما بصلاة‬ ‫لا تكونان مجتمعتين كذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫نصل إلى المنزل في الساعة الثالثة ويكون الوقت قريب ًا من وقت صلاة‬‫=‬ ‫العصـر‪ ،‬هل أجمـع صلاة الظهر مع العصر أم مـاذا؟ مع العلم أني لا‬ ‫أستطيع أن أص ّلي صلاة الظهر لكثرة المحاضرات؟‬ ‫على المسـؤولين عـن التربية تخصيـص وقت للصلاة‪ ،‬حتـى يتمكن الطلبة‬ ‫والطالبات من أداء الصلاة في وقتها‪ ،‬وعليهم أن يسعوا إلى هذا الأمر‪ ،‬ومع‬ ‫وجـود الضـرورة لا مانـع مـن الجمع بين الظهـر والعصر مع عدم السـفر‪،‬‬ ‫ولكن على أن يكون الجمع مع الإتمام لا مع القصر‪ ،‬بحيث تص ّلي الواحدة‬ ‫صلاة الظهر أربع ركعات ثم تقوم إلى صلاة العصر وتص ّليها أربع ركعات‪،‬‬ ‫ومـع ذلـك ألح بأنه لا بد من وجود فرصة من أجل إقام الصلاة في أوقاتها‬ ‫حفاظ ًا على أمر االله ‪.4‬‬ ‫‪ôØ``°ùdG IÓ``°U‬‬‫=‬ ‫= متـى يجـوز للإنسـان أن يص ّلي صلاة السـفر‪ ،‬وهل هنـاك مدة محدودة‬ ‫لصلاة السفر؟‬ ‫قصـر الرباعيات في السـفر ليـس بجائز بل هو واجب‪ ،‬لفعل الرسـول !‪،‬‬ ‫فإنه لم يتم في سفره قط‪ ،‬ثم بجانب ذلك فإن الرسول ! ُسئل عن صلاة‬ ‫السـفر‪ ،‬فقـال‪» :‬صدقـة تصـدّ ق االله بها عليكـم فاقبلـوا صدقته«‪ ،‬فـإن قوله‪:‬‬ ‫»فاقبلوا« أمر والأمر للوجوب‪ ،‬ثم من ناحية أخرى ليس لأحد أن يرد صدقة‬ ‫االله‪ ،‬كمـا أنـه ليـس لأحد أن يرد ضيافـة االله بصيام يوم العيـد الذي هو يوم‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪188‬‬ ‫ضيافة االله تعالى‪ ،‬فعلى ذلك لا بد من صلاة السفر‪ ،‬ومسافة السفر فرسخان‬ ‫مـن آخـر حدود وطنـه‪ ،‬ولا دليـل على كون صلاة السـفر محـدودة بزمن‪،‬‬ ‫فالصحابة @ كان يقيم الواحد منهم ستة أشهر وهو يقصر الصلاة‪ ،‬وبعضهم‬ ‫أقام سـنتين وهو يقصر الصلاة‪ ،‬وهذا يعني أن الإنسـان ما لم يوطن في بلد‬ ‫يقصر فيه الصلاة‪.‬‬‫ما فعليه أن ّ‬ ‫امـرأة مسـافرة أ ّخـرت صـلاة الظهر لتص ّليهـا جمع تأخير مـع العصر‪،‬‬‫=‬ ‫وحان وقت صلاة العصر فأتاها الحيض قبل أن تص ّلي‪ ،‬فإذا طهرت من‬ ‫الحيض وهي في الوطن كيف تقضي الصلاتين قصر ًا أم تمام ًا؟‬ ‫بناء على ما نأخذ به من أن الوقت مشترك‪ ،‬وهي كانت مسافرة‪ ،‬فإنها تقضي‬‫ً‬ ‫الصلاتين جميع ًا صلاتي قصر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة مسـافرة نـوت أن تجمع بين صلاتي الظهـر والعصر جمع تقديم‬‫=‬ ‫وعندمـا همت بالوضـوء رأت دم الحيض‪ ،‬هل عليهـا قضاء الصلاتين‬ ‫بعـد الطهـر أم أنها تص ّلي صـلاة الظهر وحدها لأنها وجـدت الدم في‬ ‫وقت صلاة الظهر؟‬ ‫بناء على‬‫هذه المسـألة مختلف فيها سـواء كانت في السـفر أو فـي الحضر ً‬ ‫الاختلاف في اشتراك الأوقات‪ ،‬فمن قال باشتراك وقتي الظهر والعصر قال‬ ‫عليها قضاء الصلاتين‪ ،‬ومن قال بأن كل صلاة من الصلاتين مستقلة بوقتها‬ ‫فعليها قضاء الصلاة الأولى فقط‪.‬‬ ‫إذا كنت في سـفر وأردت أن أجمع جمع تأخير وقبل أن يحين موعد‬‫=‬ ‫علي أن أقضي الصلاة الأولى؟‬‫الصلاة الثانية أتتني الدورة‪ ،‬فهل يجب ّ‬ ‫بما أنك لم تص ّليها فعليك أن تص ّليها‪.‬‬ ‫‪189‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫جمعـت امـرأة مسـافرة بين صـلاة المغرب والعشـاء جمـع تقديم‪ ،‬ثم‬‫=‬ ‫حاضت وقت صلاة العشاء‪ ،‬فهل عليها قضاء صلاة العشاء بعد الغسل؟‬ ‫بما أنها جمعت الصلاتين فلا قضاء عليها‪.‬‬ ‫ما هي المسافة التي تجب بعدها صلاة السفر مع إعطاء أمثلة‪ ،‬وسمعنا‬‫=‬ ‫عن ثلاثة أوطان في صلاة السفر؟‬ ‫ما حكم صلاة المسـافر إذا ص ّلى في سـفره صلاة الوطن مع العلم أن‬ ‫مدة سفره طويلة قد تصل إلى خمس سنوات‪ ،‬فهل تكون صلاة الوطن‬ ‫في هذه الحالة باطلة؟‬ ‫إن كان غيـر موطـن لذلك المكان بحيث لم ينو ِ الاسـتقرار الدائم فيه فعليه‬ ‫للسـَّنة لقول‬ ‫أن يعيـد صلاتـه‪ ،‬هذا هو القول الذي نعتمد عليه لأنه الموافقُّ‬ ‫النبي !‪» :‬صلاة المسافر ركعتان حتى يؤوب إلى أهله أو يموت«‪.‬‬ ‫إذا كانـت المـرأة تسـافر ولا تقصـر في صلواتهـا‪ ،‬فماذا عليهـا بعد أن‬‫=‬ ‫علمت؟‬ ‫عليها أن تعيد الصلوات الرباعيات التي أتمتها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫كيف ُتقضى الصلاة الحضرية في السفر؟ وكيف تقضى الصلاة السفرية‬‫=‬ ‫في الحضر؟‬ ‫تقضى الصلاة الحضرية في السـفر أربع ًا‪ ،‬وتقضى صلاة السـفر في الحضر‬ ‫ركعتين‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫لعلمـاء الأُمـة على اختلاف مذاهبهم خلاف كبير في مسـافة القصر‪ ،‬والذي‬ ‫نعتمـد عليـه مـا ثبت عنـد علماء الأمـة على اختـلاف مذاهبهم مـن صنيع‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪190‬‬ ‫رسول االله ! في ذي الحليفة من حديث جابر بن عبد االله في صحيح مسلم‪،‬‬ ‫وحديـث أنس بن مالك في صحيح البخاري ومسـلم وغيرها من الروايات‬ ‫التي ثبت فيها أن النبي ! ص ّلى الظهر بالمدينة أربع ًا ثم ص ّلى العصر بذي‬ ‫المنورة وذي‬‫ّ‬‫الحليفة ركعتين‪ ،‬فاعتبرنا مسـافة القصر بالمسـافة بين المدينة‬ ‫الحليفـة ـ وذو الحليفـة الآن تسـمى أبيار علي ـ وجاء فـي بعض الروايات‬ ‫أيض ًا في صحيح مسـلم أن الرسـول ! كان إذا سـافر ثلاثة أميال أو ثلاثة‬ ‫فراسـخ قصـر الصلاة‪ ،‬فلأجل تردد الراوي في هـذه الرواية بين ثلاثة أميال‬ ‫المنورة وذي‬‫ّ‬‫وثلاثة فراسـخ أخذنا بالوسـط وهي المسـافة التي بين المدينة‬ ‫المنورة سـتة أميال أي فرسـخين‪،‬‬‫ّ‬ ‫الحليفـة‪ ،‬وذو الحليفـة تبعـد عن المدينة‬ ‫والفرسـخان تقديرهمـا اثنـا عشـر كيلومتر ًا وربمـا هناك زيـادة قليلة‪ ،‬وهذه‬ ‫المسافة ليست بعد الخروج من بيته وإنما هي بعد خروجه من وطنه‪ ،‬بحيث‬ ‫يبدأ قياس المسـافة عندما يتجاوز عمران بلده‪ ،‬وأما الأوطان فالرجل له أن‬ ‫يوطـن أربعـة أوطـان‪ ،‬أما المرأة فإن كانـت متزوجة فتتبع زوجهـا‪ ،‬وأما إن‬ ‫كانـت غيـر متزوجة فإنها تص ّلي صلاة التمام في وطن واحد‪ ،‬إلا إذا نزعت‬ ‫التوطين من هذا الوطن إلى غيره وقيل هي كالرجل‪.‬‬ ‫فـي ظـل تواصل العمران إلى مسـافات طويلة كما هـو الحال الآن في‬‫=‬ ‫بعض المناطق من أين يبدأ المسافر حساب الفرسخين؟‬ ‫يبدأ الحساب من آخر نقطة و ّطنها‪ ،‬وينبغي أن تكون هذه النقطة مفصولة عن ما‬ ‫بعدهـا بفاصل كوادٍ‪ ،‬فـإن الوادي يعتبر فاصلاً‪ ،‬واختلف هل يعتبر فاصلاً مطلق ًا‬ ‫يفرق بين الوادي الصغير والوادي الكبير‪،‬‬‫أو بشـرط أن يكون معه خراب؟‪ ،‬أو ّ‬ ‫فالوادي الكبير يمكن أن يعتبر فاصلاً والوادي الصغير لا يمكن أن يعتبر فاصلاً‬ ‫حتى يكون معه خراب‪ ،‬هذا هو ما قاله الفقهاء في ذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪191‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫شـخص أذن عليه الأذان في بلاده ثم انطلق وقطع مسـافة السـفر فهل‬‫=‬ ‫يص ّلي العشاء أربع ًا أم ركعتين؟‬ ‫إذا دخل عليه الوقت في الحضر ثم خرج قبل أن يص ّلي وص ّلى وقد جاوز‬ ‫مسـافة القصـر‪ ،‬فقد اختلـف أهل العلم في ذلك‪ ،‬قيل عليـه أن يتم الصلاة‬ ‫نظر ًا إلى أن الوقت دخل عليه وهو في حالة استقرار وحضر‪ ،‬وقيل بل عليه‬ ‫يقصر‪ ،‬لأنه ص ّلى وهو في حالة السفر‪ ،‬وهذا القول أرجح‪ ،‬نظر ًا إلى أن‬‫أن ّ‬ ‫الوقت كله وقت أداء لا فرق بين أوله ووسطه وآخره‪ ،‬ثم إن المسألة ُينظر‬ ‫فيها إلى جانب العكس كما ُينظر فيها إلى جانب الطرد ُفينظر فيما لو دخل‬ ‫عليـه الوقـت وهو في السـفر ثم عاد إلى بلـده والوقت لا يـزال باقي ًا فهل‬ ‫يص ّلـي قصـر ًا؟ الجـواب‪ :‬لا‪ ،‬بل يص ّلي تمامـ ًا بالإجماع‪ ،‬فلمـا كان يص ّلي‬ ‫تمام ًا بالإجماع لأنه في حالة حضر عندما قام الصلاة ولا يلتفت إلى الحالة‬ ‫المختلف فيـه ُيحمل على‬ ‫التـي كان عليهـا عندمـا دخل عليه الوقـت‪ ،‬فإن ُ‬ ‫المجمـع عليـه‪ ،‬فلا ُيلتفت إلى الحالـة التي كان عليها عنـد دخول الوقت‬‫ُ‬ ‫عليه وهي حالة الحضر‪.‬‬ ‫تقصر الوتر كذلك؟‬ ‫إذا صليت العشاء قصر ًا فهل ّ‬‫=‬ ‫الوتـر لا يقصـر‪ ،‬لأن الوتـر فـي الأصل ركعـة واحدة‪ ،‬ويجـوز ثلاث ًا‪ ،‬ومن‬ ‫ص ّلى ثلاث ًا فله أن يص ّليها متواصلة من غير أن يفصل بسلام‪ ،‬وله أن يفصل‬ ‫بسـلام‪ ،‬وكلا الأمريـن مروي عـن النبي !‪ ،‬ولكن الفصل بالسـلام أحب‬ ‫إلينا‪ ،‬وللإنسـان المسـافر إن قصـر الصلاة في سـفره أن يقتصر على ركعة‬ ‫واحـدة‪ ،‬ولـه أن يص ّلي قبـل تلك الركعة الواحدة الشـفع‪ ،‬وله إن شـاء أن‬ ‫يص ّلي الوتر ثلاث ًا متواصلة‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪192‬‬ ‫متى يجب جمع الصلاتين؟‬‫=‬ ‫الصلاتـان لا يجـب جمعهمـا في سـفر ولا حضـر وإنما يتأكـد الجمع في‬ ‫موضعيـن‪ ،‬في يوم عرفة وفـي مزدلفة للمحرم بالحـج‪ ،‬ويجب التفريق بين‬ ‫الوجوب والجواز‪ ،‬فأحكام الشـرع هي خمسـة‪ :‬الواجـب وهو كل ما يثاب‬ ‫على فعله امتثالاً ويعاقب على تركه‪ ،‬والمحرم عكسـه ويعبر عنه بالمحظور‬ ‫أو المحجور وهو كل ما يثاب على تركه ويعاقب على فعله‪ ،‬والمندوب هو‬ ‫كل مـا يثـاب على فعله ولا يعاقب على تركـه‪ ،‬والمكروه وهو كل ما يثاب‬ ‫على تركه ولا يعاقب على فعله‪ ،‬والمباح وهو ما لا يترتب عليه الثواب ولا‬ ‫العقاب إلا على حسـب النية‪ ،‬فإن قصد به مقصد ًا حسـن ًا كتب له‪ ،‬وأما هو‬ ‫لذاته فليس مما يثاب عليه ولا مما يعاقب عليه‪.‬‬ ‫يصح لها أن تص ّلي‬‫ّ‬‫إذا جمعت المرأة بين صلاة المغرب والعشـاء هل‬‫=‬ ‫بين الصلاتين نوافل؟‬ ‫أمـا فـي حال الجمـع فلا يمكـن أن تكون هنالـك نوافل تتخلـل الصلاتين‬ ‫يصل بينهما‬‫ ِّ‬‫المجموعتين‪ ،‬فالنبي ! ص ّلى بعرفة الظهر والعصر جمع ًا ولم‬ ‫يصل‬‫ ِّ‬‫شـيئ ًا من الرواتـب‪ ،‬وهكذا عندما ص ّلـى بجمع المغرب والعشـاء لم‬ ‫وليصل‬ ‫ ِّ‬‫بينهما شيئ ًا‪ ،‬وإذا أراد أن يتنفل بعد أن يص ّلي العشاء‪ ،‬فليؤخر الوتر‬ ‫ما يريده ولو أطال في التنفل‪.‬‬ ‫هل يلزم أن يكون الجمع بين الوقتين؟‬‫=‬ ‫من أول وقت الصلاة الأولى إلى آخر وقت الصلاة الثانية موضع للجمع‪.‬‬ ‫طالبات بالجامعة من مناطق مختلفة كيف تكون صلاتهن؟ وهل يوجد‬‫=‬ ‫هناك فرق بين شهر رمضان وغيره؟‬ ‫‪193‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يقصرن من غير أن يجمعن بين الصلاتين‬‫يؤمرن ـ إن كن في حالة سفر ـ أن ّ‬ ‫إلا لداعٍ‪ ،‬كأن تكون هنالك محاضرة تسـتغرق الوقت‪ ،‬بحيث إن لم يص ّلين‬ ‫جمعـ ًا كان فـي ذلـك حـرج عليهن فـلا مانـع أن يجمعن‪ ،‬ونحـو ذلك من‬ ‫الدواعـي التي تقتضـي الجمع‪ ،‬أما أن يجعلن ذلك عاد فهذا غير مسـتحب‬ ‫لهن‪ ،‬ولا فرق بين شـهر رمضان وغيره‪ ،‬وإنما شهر رمضان المبارك يتوسع‬ ‫يفرغ نفسـه للعبادة في‬ ‫فيـه فـي العبادات أكثر من غيره‪ ،‬فينبغي للإنسـان أن ّ‬ ‫هذا الشهر الكريم أكثر منه في غيره‪ ،‬وأما إن ص ّلى مسافر خلف مقيم فعليه‬ ‫أن يص ّلي بصلاته‪ ،‬بحيث لا يقصر الصلاة‪ ،‬الصلاة‪ ،‬وقد روي الإجماع على‬ ‫ذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا كان وطـن الفتـاة مسـقط‪ ،‬وجاءت إلى بلد آخر لطلـب العلم‪ ،‬فهل‬‫=‬ ‫تص ّلي سفر ًا باعتبار أنها ليست في وطنها؟‬ ‫تقصر‬ ‫إن كانـت موطنـة لبلـد وتجاوزتهـا بقدر مسـافة القصر فعليهـا أن ّ‬ ‫الصلاة‪.‬‬ ‫نلاحظ أن الكثير من الطالبات يجمعن الصلوات مع القدرة على أدائها‬‫=‬ ‫في وقتها‪ ،‬فما حكم الإسلام في ذلك؟‬ ‫أما المستقر الذي جلس في كان فإنه ينبغي له أن يص ّلي كل صلاة في وقتها‪،‬‬ ‫وأما المسافر الجاد في السير فالجمع أفضل له‪.‬‬ ‫ذهبت امرأة إلى زيارة أهلها في منطقة أخرى لمدة أسـبوع فهل تص ّلي‬‫=‬ ‫سفر ًا؟‬ ‫نعم‪ ،‬إذ المرأة تتبع زوجها في إتمامه الصلاة وفي قصره لها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪194‬‬ ‫طالبـة تدرس فـي كلية تبعد عن بيتها أكثر من أربعين كيلومتر فهل لها‬‫=‬ ‫تقصر الصلاة؟‬ ‫أن ّ‬ ‫السـَّنة الثابتة عن رسـول االله !‪ ،‬فالنبي‬‫تقصر‪ ،‬لأن هذه هيُّ‬ ‫بـل عليهـا أن ّ‬ ‫ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ ص ّلى الظهر بالمدينة أربع ًا وص ّلى العصر في‬ ‫ذي الحليفـة ركعتين‪ ،‬لما بين ذي الحليفة والمدينة من مسـافة القصر‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫أنـا طالبـة أدرس فـي معهد يبعد عـن منطقتي التي أعيـش فيها بحوالي‬‫=‬ ‫سـبعة عشـر كيلومتر ًا ويرفع أذان الظهر أثناء وجودي بالمعهد فأصليها‬ ‫قصر ًا‪ ،‬لكن يرفع أذان العصر وأنا في طريق عودتي وعلى مسـافة تبلغ‬ ‫خمسة عشر كيلومتر ًا قبل وصولي إلى منزلي؟ هل أصلي صلاة العصر‬ ‫قصـر ًا وأجمعهـا مع صلاة الظهر‪ ،‬أم أصلي العصـر كاملة أثناء عودتي‬ ‫إلى المنزل؟‬ ‫إن كانت تدرك الصلاة في منزلها فلا حرج أن تؤخرها‪ ،‬وإن كانت لا تدرك‬ ‫فالأولـى لهـا أن تجمـع بين الصلاتين حتـى لا تفوتها الصـلاة‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫طالبة ُعمانية تدرس في دولة مجاورة تقول إنها في بعض الأحيان تضطر‬‫=‬ ‫إلى جمع الظهر والعصر لضرورة الدروس‪ ،‬أما إذا جاء وقت المغرب‬ ‫فتفردها في وقتها والعشـاء في وقتها‪ ،‬فهل يصح لها تارة تجمع وتارة‬ ‫تفرد؟‬ ‫السـنن‪،‬‬ ‫الجمـع فـي السـفر ليـس عزيمـة وإنما هـو رخصة‪ ،‬وهو ُسـَّنة منُّ‬ ‫والنبـي ! فعلـه عندمـا كان يجـد في السـير‪ ،‬إلا أنـه في غـزوة تبوك كان‬ ‫‪195‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يجمـع ! الصلوات في المدة التي بقي فيها في تلكم الغزوة‪ ،‬ولعله راعى‬ ‫فـي ذلك بعض الظـروف والأحوال التي كانت تكتنـف وضعه ! هنالك‪،‬‬ ‫واالله تعالـى أعلـم بالأمر‪ ،‬إلا أنه ـ عليه أفضل الصلاة والسـلام ـ ّبين لنا أن‬ ‫الجمـع رخصة يصـار إليها مع الحاجة حتى ولو في غير حالة السـفر‪ ،‬فقد‬ ‫يجمع الإنسـان بسـبب مرض أو غيم لعدم معرفته الوقت أو بسـبب أمطار‬ ‫تمنعه من التردد على المسـجد‪ ،‬وقد تجمع المرأة المسـتحاضة الصلاة من‬ ‫أجل اسـتحاضتها‪ ،‬وكذلك صاحب السـلس يجمع من أجل سلسه‪ ،‬وهكذا‬ ‫وهذا كله يستفاد من الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع ‪ 5‬من رواية ابن‬ ‫عباس ^ قال‪» :‬ص ّلى رسول االله ! الظهر والعصر مع ًا‪ ،‬والمغرب والعشاء‬ ‫الآخرة مع ًا من غير خوف ولا سـفر ولا سـحاب ولا مطر«‪ ،‬وروى الحديث‬ ‫الشـيخان وغيرهما مـن رواية ابن عباس‪ ،‬وجاء فيها أن ابن عباس ُسـئل ما‬ ‫أراد بذلك؟ فقال‪» :‬أراد ألا ُيحرج أمته«‪ ،‬ف ُفهم من ذلك أن هذا الجمع إنما‬ ‫ُيبـاح فـي أوقات الحرج‪ ،‬ولذلك نص العلمـاء على أن للمريض ولصاحب‬ ‫السلسل وللمستحاضة أن يجمعوا‪ ،‬وكذا في حالة الغيم والمطر‪ ،‬وهذا الذي‬ ‫يكون في حالة الدرس حاله شـبيهة بحالة المريض وصاحب السـلس‪ ،‬فلا‬ ‫مانع من الجمع‪ ،‬بل هو أحرى بالجواز في حالة السـفر‪ ،‬ولا ُيمنع الإنسـان‬ ‫أن يفرد تارة ويجمع أخرى بحسب ما يتسنى له‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫أنـا طفلة يتيمة الأب توفي والدي وعمري ثلاث سـنوات وقد تزوجت‬‫=‬ ‫أمـي مـن رجل من بلدة تبعد مسـافة القصر عن بلـدة أبي‪ ،‬وقد انتقلت‬ ‫ولي أمري‪ .‬فهل أقصر في‬ ‫للعيـش مع أمي حيـث أصبح زوج أمي هو ّ‬ ‫صلاتي مع العلم أنني كنت أص ّلي صلاة حضر طوال هذه المدة؟‬ ‫بما أنك مستقرة في تلك البلدة ومطمئنة فيها فعليك أن تتمي الصلاة فيها‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪196‬‬ ‫ولي أمرك‬ ‫ولي أمري« فيه نظر‪ ،‬فهو مـن ناحية الزواج ليس ّ‬‫وقولـك‪» :‬هـو ّ‬ ‫سواء كان أخ ًا أو عم ًا‪ ،‬والأخ أقرب‬‫ً‬‫الولي‬ ‫ّ‬‫ولا يسمح له أن يأذن‪ ،‬إنما يأذن‬ ‫من العم‪.‬‬ ‫امـرأة توفـي زوجهـا وبقيـت في بلـده‪ ،‬فهل يلزمهـا إتمـام الصلاة أم‬‫=‬ ‫القصر؟‬ ‫بما أنها مستقرة هنالك فتم صلاتها‪ ،‬إلا إن نقلت وطنها عنه إلى مكان آخر‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل تتبع المرأة زوجها في صلاة السفر؟‬‫=‬ ‫تتبع المرأة زوجها في صلاة السفر بعد أن يتزوجها وتخرج من بلدها الذي‬ ‫فيه‪ ،‬أما إن كانت مقيمة مع والدها فإلى أن تنتقل إلى الزوج‪.‬‬ ‫هل يجوز جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة في حال السفر؟‬‫=‬ ‫المسـافر لـه أن يجمـع بين الظهـر والعصـر‪ ،‬والجمعة تقـوم مقام صلاة‬ ‫الظهر‪ ،‬فلا مانع من أن يص ّلي الجمعة ويص ّلي بعدها العصر جمع تقديم‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫رجـل كان مسـافر ًا فـي رمضان فجمع المغرب مع العشـاء‪ ،‬هل يؤ ّخر‬‫=‬ ‫الوتر ليص ّليها مع التراويح؟‬ ‫نعم‪ ،‬يؤخر الوتر ليص ّليها مع التراويح إن قصد أن يص ّلي التراويح‪.‬‬ ‫‪197‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪πaGƒ`æ`dGh øæ``°ùdG‬‬‫=‬ ‫= ما حكم تارك صلاة ُسَّنة؟‬ ‫السـنن المؤكدة ُسـَّنة الوتر‬ ‫السـنن بعضهـا مؤكـد وبعضها غيـر مؤكد‪ ،‬فمنُّ‬‫ ُّ‬ ‫السنن غير المؤكدة ُسَّنة العشاء‪ ،‬فما كان‬ ‫وسـَّنة المغرب‪ ،‬ومنُّ‬‫وسـَّنة الفجر ُ‬‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫السنن غير مؤكد فلا مانع من‬‫مؤكد ًا فتركه يعتبر من الخسة‪ ،‬أما ما كان منُّ‬ ‫تركه‪.‬‬ ‫مـا حكـم الركعتيـن اللتين قبل صلاة الظهر؟ هل همـا واجبتان؟ أم في‬‫=‬ ‫مرتبة المستحبات؟ وهل تاركهما آثم أم لا؟‬ ‫همـا ُسـَّنة مرغب فيها‪ ،‬ولا يصل الأمر بهـا إلى درجة الوجوب‪ ،‬فمن تركها‬ ‫لم يقترف إثم ًا ولا يترتب على تركه شـيء من العقوبة عليه‪ .‬ولكن مع هذا‬ ‫كله إن كان داخلاً المسـجد في ذلك الوقت فإننا نرجح بأن تحية المسـجد‬ ‫ُسـَّنة واجبة‪ ،‬ذلـك لأن النبي ! أمر بها قبل الجلـوس ونهى عن الجلوس‬ ‫قبلهـا‪ ،‬فاجتمـع فيها أمر ونهي‪ .‬فالنبي ـ صلوات االله وسـلامه عليه ـ يقول‪:‬‬ ‫»إذا دخـل أحدكـم المسـجد فليركع ركعتين قبـل أن يجلـس«‪ ،‬وفي رواية‬ ‫أخـرى‪» :‬إذا دخـل أحدكم المسـجد فلا يجلس حتى يركـع ركعتين«‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يمكن تأخير صلاة الوتر إلى السحور وما هو أفضل وقتها؟‬‫=‬ ‫وقت الوتر من بعد صلاة العشاء إلى انشقاق الفجر فمن كان ناوي ًا أن يؤخر‬ ‫الوتر إلى أن يقوم للتهجد‪ ،‬فإن كان ُمطمئن ًا إلى أنه سـيقوم للتهجد‪ ،‬بحيث‬ ‫كان من عادته أنه لا يغلبه النوم فتأخيره الوتر أفضل‪ ،‬أما إن كان غير مطمئن‪،‬‬ ‫بحيث إنه يخشى أن يغلبه النوم فتعجيله بالوتر أفضل له حتى لا ينام عنه‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪198‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تجهر بصلاتها في السنن والنوافل من أجل الخشوع‬‫=‬ ‫في الصلاة؟‬ ‫تجهر بقدر ما تسمع نفسها أو يسمعها من حولها ولا تزيد عن ذلك‪.‬‬ ‫هـل يجـوز الدعاء في السـجود‪ ،‬حيـث إن النبي ! يقـول‪» :‬أقرب ما‬‫=‬ ‫يكون العبد من ربه وهو ساجد«؟‬ ‫ذلـك جائـز في صـلاة النفل‪ ،‬أمـا في صلاة الفـرض فنـرى أن يقتصر على‬ ‫الذكـر الـوارد ولا يعدل عنه إلى مـا زاد عليه‪ ،‬لأن هذه الصلاة كما جاء في‬ ‫حديـث النبـي ! لا يصلـح فيهـا شـيء مـن كلام الآدمييـن‪ ،‬فيقتصر على‬ ‫المنصوص عليه‪ ،‬ويترك ما زاد عليه‪ ،‬أما في صلاة النفل فلا مانع من ذلك‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫متـى يبـدأ وقـت صلاة قيـام الليل‪ ،‬ومتى يبـدأ الثلث الأخيـر من الليل‬‫=‬ ‫بالنسبة للصيف وللشتاء؟‬ ‫صـلاة الليل ليسـت مرهونـة بوقت معين مـن الليل‪ ،‬فإن االله تبـارك وتعالى‬ ‫يقـول‪﴾ X W V U T S R Q P O N M ﴿ :‬‬ ‫]الإسراء‪ ،[٧٩ :‬فإذا ص ّلى الإنسان في أي وقت من الليل كان له فضل عظيم‪،‬‬ ‫وإنمـا يتفـاوت الفضـل بتفاوت الوقـت‪ ،‬فكلما كان أقرب إلى السـحر كان‬ ‫ذلـك أبلـغ في الفضل‪ ،‬والثلـث الأخير من الليل هو أفضـل جزء من الليل‬ ‫يقام فيه‪ ،‬ويقاس بتقسـيم الليل إلى ثلاثة أثلاث متسـاوية‪ ،‬الثلث الأول منذ‬ ‫غـروب الشـمس إلـى انقضاء الجـزء الأول مـن الثلاثة الأجـزاء‪ ،‬ثم الثلث‬ ‫الوسـط بذلـك المقدار‪ ،‬ثـم الثلث الأخير الذي هو إلـى مطلع الفجر‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪199‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫متى تؤدى صلاة السحر وكيف؟‬‫=‬ ‫وقت السحر يبدأ من أول الثلث الأخير من الليل إلى طلوع الفجر‪ ،‬وهذا‬ ‫الوقت ينبغي للإنسان أن يحرص على الصلاة فيه‪ ،‬لأن االله تبارك وتعالى‬ ‫ذكـر فيما ذكر مـن أوصاف المتقين الذين وعدهم الجنة أنهم يسـتغفرون‬ ‫بالأسحار‪o 1̧ ¶ μ́ 32 ± °̄ ® ﴿ ،‬‬ ‫» 1⁄41⁄23⁄4¿‪ÆÄÃÂÁÀ‬‬ ‫‪) ( ' & % $ # " ! ❁È Ç‬‬ ‫* ‪10/.-❁+‬‬ ‫‪] ﴾ 2‬آل عمران‪ ،[١٧ - ١٥ :‬فوقت السحر يستجاب فيه الدعاء‪ ،‬ويرفع‬ ‫االله تعالـى فيه درجـات عباده القائمين‪ ،‬فلا ينبغي للإنسـان أن يفوت هذا‬ ‫سـواء كان ذلك في شـهر‬ ‫ً‬‫الوقـت‪ ،‬بحيـث لا يكون لـه نصيب من القيام‬ ‫رمضـان الكريـم أو في غيره‪ ،‬إلا أنه في شـهر رمضـان ينبغي أن يحرص‬ ‫على الخير أكثر فأكثر‪ ،‬بحيث يشـغل هذا الوقت بالصلاة والذكر والدعاء‬ ‫والابتهـال إلى االله ‪ ،4‬ثم هي من حيث الأداء لا تختلف عن غيرها من‬ ‫الصلـوات‪ ،‬فصـلاة الليل مثنى مثنى يسـلم بعد كل ركعتيـن‪ ،‬فعندما يفرغ‬ ‫مـن صلاة ركعتين يسـلم ثم يقوم للركعتن التاليتيـن ثم للركعتين التاليتين‬ ‫وهكـذا‪ ،‬فيص ّلي ما شـاء‪ ،‬إلا إنه مـن المعلوم أن صلاة الليـل ينبغي فيها‬ ‫تطويـل القـراءة أكثر من الإكثار مـن الركعات‪ ،‬فقد جاء فـي رواية بعض‬ ‫الصحابـة @ أن النبـي ! فـي صلاة الليل قـرأ في ركعة واحدة سـورة‬ ‫البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة‪ ،‬فينبغي للإنسان أن‬ ‫يحرص على الخير‪ ،‬ولينظر كيف وصف االله ‪ 4‬أهل الجنة في قوله ‪4‬‬ ‫فيمـا وصفهـم بـه‪﴾ e d c ❁ a ` _ ^ ] \ ﴿ :‬‬ ‫]الذاريات‪ ،[١٨ ،١٧ :‬ومعنى الآية أن هجوعهم بالليل قليل إذ كانوا يقومون‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪200‬‬ ‫أكثر مما ينامون‪ ،‬وهذا لأنهم عرفوا قيمة ما يسعون إليه‪ ،‬فهم يسعون إلى‬ ‫الجنـة‪ ،‬والجنـة هـي بضاعة االله‪ ،‬وبضاعـة االله غالية‪ ،‬ومن فـاز بالجنة فاز‬ ‫بالخيـر كلـه‪ ،‬ومـن حرمها حـرم الخير كلـه‪ ،‬فلذلك يحرصـون على هذا‬ ‫الخير‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز الجهر بالصلاة في قيام الليل إذا كان المص ّلي يص ّلي بنفسـه‬‫=‬ ‫منفرد ًا ولا يؤذي أحد ًا بقراءته؟‬ ‫لا مانع من ذلك‪ .‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ثبـت عنـد الإمام مسـلم عن ُحذيفـة رضي االله تعالى عنـه أنه ص ّلى مع‬‫=‬ ‫النبـي ! ذات ليلـة فافتتح عند البقرة فقلـت يركع عند المائة‪ ،‬إلى أن‬ ‫مر بآية فيها سؤال سأل وإذا‬‫مر بآية فيها تسبيح سبح وإذاَّ‬ ‫قال‪ :‬كان إذاَّ‬ ‫تعـوذ‪ ،‬فهل هذا في صلاة الليل فقـط أم يجوز في صلاة‬‫تعوذَّ‬‫مـر بآيـةُّ‬ ‫ َّ‬ ‫الفريضة؟‬ ‫هذا في النفل‪ ،‬لأن الإطالة في الفريضة إلى هذا الحد تؤدي إلى ملل الناس‪،‬‬ ‫والنبي ! يقول‪» :‬إن منكم منفرين‪ ،‬فأيكم ص ّلى بالناس فليخفف«‪ ،‬ولذلك‬ ‫ما كان النبي ! ُليطيل ووراؤه من المص ّلين ذو الحاجة والمرأة المشـغولة‬ ‫بأولادها‪ ،‬وفيهم وفيهم‪ ،‬إنما كان هذا في صلاة التهجد‪ ،‬فقد ص ّلى النبي !‬ ‫في صلاة التهجد وقرأ في ركعة واحدة بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة‬ ‫فقد كان ! قوام ًا لليل حتى تشققت أقدامه من قيام الليل‪ ،‬وقد غفر االله له‬ ‫تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬وعندما تقول له ـ عائشة رضي االله تعالى عنها ـ‬‫ما ّ‬ ‫عـن ذلـك يقول‪» :‬أفلا أكون عبد ًا شـكور ًا«‪ ،‬ثم إن الإتيان بالتسـبيح ونحوه‬ ‫إنما في صلاة النفل وليس في صلاة الفرض‪.‬‬ ‫‪201‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امرأة تسأل كيف تص ّلى صلاة الاستخارة؟‬‫=‬ ‫تص ّلي ركعتين ثم تستخير االله بقولها‪ :‬ال ّلهم إني أستخيرك بخيرتك واستقدرك‬ ‫بقدرتـك‪ ،‬فإنـك تعلـم ولا أعلم وتقـدر ولا أقدر‪ ،‬ال ّلهـم إن كنت تعلم في‬ ‫أمري هذا خير ًا ـ وتذكره باسمه ـ في عاجل أمر وفي آجله في أوله وآخره‬ ‫في ظاهره وباطنه في دنياي وفي آخرتي فاشرح صدري له ويسره لي وأعني‬ ‫عليه‪ ،‬وإن كنت تعلمه شـر ًا لي في عاجل أمري أو في آجله أو في أوله أو‬ ‫فـي آخـره أو فـي ظاهـره أو في باطنه أو دنيـاي أو في آخرتـي فباعده عني‬ ‫وباعدني عنه وأغنني بما هو خير لي‪ ،‬وبعد ذلك تعمل بما شرح االله تعالى‬ ‫له صدرها من فعل ذلك الأمر أو تركه‪.‬‬ ‫ما الفرق بين صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة؟‬‫=‬ ‫صـلاة الحاجة لم ترد بها ُسـَّنة‪ ،‬وإنمـا الصلاة هي مظنة لاسـتجابة الدعاء‪،‬‬ ‫فالإنسـان ينبغي له إذا عرضت له حاجة إما أن يدعو االله تعالى بعد فريضة‪،‬‬ ‫السـنن أو نافل من النوافـل التي يص ّليها‪ ،‬وأن يسـأل االله تبارك‬ ‫أو ُسـَّنة مـنُّ‬ ‫وتعالى حاجته‪ ،‬أما الاستخارة فقد جاء في الحديث‪» :‬ما خاب من استخار‪،‬‬ ‫يتبين له‬ ‫ولا ندم من استشـار«‪ ،‬فينبغي للإنسـان أن يسـتخير االله تعالى حتى ّ‬ ‫صواب ما يريد أن يقدم عليه أو عكسه‪ ،‬ـ أي هل ما يريد أن يقدم عليه في‬ ‫مصلحته أو في غير مصلحته؟‪ ،‬وذلك بأن يسـأل االله تعالى أن يلهمه ما فيه‬ ‫مصلحته في عاجلته وفي آجلته‪ ،‬وفي دنياه وفي آخرته‪ ،‬وفي ظاهر أمره وفي‬ ‫باطنه‪ ،‬وفي سريرته وفي علانيته‪.‬‬ ‫ما هي كيفية أداء صلاة الاستخارة وصلاة الخوف؟‬‫=‬ ‫صلاة الاسـتخارة ركعتان وتقول على إثرهما‪ :‬ال ّلهم إني أسـتخيرك بخيرتك‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪202‬‬ ‫وأسـتقدرك بقدرتك فإنـك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقـدر‪ ،‬ال ّلهم إن كنت‬ ‫تعلـم فـي أمري هذا خير ًا ـ وتسـمي ذلك الأمر باسـمه ـ فيسـره لي وأعني‬ ‫عليه واشرح صدري له‪ ،‬ومن شاء زاد‪ :‬إن كنت تعلمه خير ًا في عاجل أمري‬ ‫وفي آجله‪ ،‬في أوله وفي آخره‪ ،‬في ظاهره وفي باطنه‪ ،‬في دنياي وفي آخرتي‬ ‫فيسـره وأعني عليه‪ ،‬وإن كنت تعلمه شـر ًا في عاجل أمري أو في آجله في‬ ‫أولـه أو فـي آخره في ظاهره أو في باطنه في دنياي أو في آخرتي فاصرفني‬ ‫عنه واصرفه عني وأغنني عنه بما هو خير لي‪.‬‬ ‫أمـا صـلاة الخوف فهي أنـواع فقد تكون صلاة مواقفـة‪ ،‬وقد تكون صلاة‬ ‫مسايفة‪ ،‬وقد تكون صلاة مطلق الخوف‪ .‬أما صلاة المواقفة فهي أن تنقسم‬ ‫جماعة المسـلمين إلى قسـمين قسـم يواجه العدو وقسم يص ّلي مع الإمام‬ ‫ركعـة ثـم تنصـرف تلك الفئـة التي صلت ركعـة من غير أن تسـلم وتحل‬ ‫محل الفئة التي تواجه العدو‪ ،‬وتأتي تلك وتص ّلي مع الإمام الركعة الأخرى‬ ‫ثم يسـلم الإمام فيسـلم الجميـع‪ ،‬وهل على كل واحدة مـن الفئتين قضاء‬ ‫الركعة التي لم تص ّلها أو تجتزىء بركعة؟ في ذلك روايتان عن الرسول !‪،‬‬ ‫والأقوال في هذا بلغت نحو ستة عشر قولاً‪ ،‬ولكن المشهور ما ذكرناه من‬ ‫هاتيـن الروايتين‪ ،‬والمشـهور عندنـا أنه يجتزئ المأمومـون بركعة‪ ،‬فتص ّلي‬ ‫كل فئة ركعة ثم يسلمون مع ًا‪ ،‬وهذه الصلاة تص ّلى عندما لا يكون هنالك‬ ‫تداخل وإنما توجس أن يهجم العدو‪ .‬أما إذا كان الأمر أكبر من ذلك بأن‬ ‫يكـون هنالك تداخل بالسـلاح فإن المسـلم يص ّلي في هـذه الحالة كيفما‬ ‫أمكنه ولو كان في حالة استعمال السلاح ضد عدوه وهي صلاة المسايفة‪.‬‬ ‫وأما صلاة مطلق الخوف فهي أن يكون الإنسـان خائف ًا من تبع يتبعه وفي‬ ‫هـذه الحالـة يص ّلي وهو على راحلته أو يعـدو على قدميه هارب ًا من العدو‬ ‫الـذي يتبعه‪ ،‬سـواء على جهة القبلـة أو على غيرها‪ ،‬وإنما يسـتقبل الجهة‬ ‫‪203‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الذي هو متجه إليها ويكتفي بذلك حتى لا يدع الصلاة تفوت‪ ،‬وإذا تحصل‬ ‫لـه الأمـن بعد ذلك فلا إعادة عليه‪ ،‬لأنه لا يكلـف أن يأتي بنفس الفرض‬ ‫مرتين‪.‬‬ ‫مـا مشـروعية الفأل بالقـرآن؟ وكيف تكون صورته؟ وهـل يوجد بديل‬‫=‬ ‫ثالث غير الاستخارة والفأل إذا استمر الإنسان على التردد في أمر ما؟‬ ‫أما كون التفاؤل بالقرآن الكريم‪ ،‬ـ وهو طلب الإرشـاد والتوجيه من خلال‬ ‫السـَّنة المروية عن‬ ‫مـا يطلع عليه الإنسـان من القـرآن الكريم في أمر ـ منُّ‬ ‫النبي ! فلا‪ ،‬نعم النبي ! كان ُيعجبه الفأل الحسـن فقد كان يتفاءل لأي‬ ‫شـيء ولا يتشـاءم‪ ،‬وعليه فعندما يتردد الإنسـان بين أمرين اثنين من غير أن‬ ‫يتبيـن له صـواب الإقدام أو الإحجام ينبغي لـه أن يعرض ذلك الأمر الذي‬ ‫يـري أن ُيقـدم عليه على ُحكم الشـرع‪ ،‬فما كان ُموافق ًا لحكم الشـرع أقدم‬ ‫عليـه وما كان ُمخالف ًا له أحجم عنه‪ ،‬وعندما يكون حكم الإقدام والإحجام‬ ‫واحد ًا من حيث التشريع ففي هذه الحالة ُيؤمر أن ُيراعي ما يترتب عليه من‬ ‫تعَّمـت عليه الحقيقة من‬ ‫المصلحة الشـخصية والمصلحـة الاجتماعية‪ ،‬فإن َ‬ ‫هذه الناحية فليسـتخر االله تعالى‪ ،‬فإن رأى ما يشـجعه على الإقدام فليقدم‪،‬‬ ‫وبإمكانه أيض ًا أن يتفاءل بعد استخارته من خلال ما يراه في منامه‪ ،‬كأن يرى‬ ‫يدل على الفأل‪ ،‬كأن يرى‬‫ما يشـجعه على المضي أو التأخر أو أن يرى ما ّ‬ ‫خضرة أو يرى ماء‪ ،‬وكذلك عندما يرى عكس ذلك كأن يرى نار ًا أو سواد ًا‬ ‫أو شـيئ ًا من هذا القبيل‪ ،‬وعندما يأنس إلى شـيء يسـمعه مـن قراءة القارئ‬ ‫المضي ُقدم ًا‬‫يمر في الطريق ويسـمع قارئ ًا يقرأ آية تشـجع على ُ‬‫مثلاً‪ ،‬كأن ّ‬ ‫فإنه يتشجع ويمضي ُقدم ًا بمشيئة االله‪ ،‬وينبغي له أن يكرر الاستخارة عندما‬ ‫لا يرى شيئ ًا نفسي ًا ولا يرى شيئ ًا في منامه‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪204‬‬ ‫‪íjhGôàdGh í«HÉ°ùàdG IÓ°U‬‬‫=‬ ‫= ما رأيكم عن صلاة التسابيح‪ ،‬هل ثبتت عن رسول االله !؟‬ ‫أكثـر العلمـاء يقولـون إن الرواية غير ثابتة‪ ،‬وقال بعضهـم بأنها بلغت درجة‬ ‫الحسن‪.‬‬ ‫كيف تص ّلى صلاة التسبيح؟‬‫=‬ ‫صلاة التسـبيح هي أربع ركعات تجوز ليلاً ونهار ًا‪ ،‬والأولى صلاتها ظهر ًا‪،‬‬ ‫يص ّليهـا الإنسـان في كل جمعة أو في كل شـهر أو فـي كل عام أو مرة في‬ ‫العمـر‪ ،‬ومـن صلاها نهـار ًا جاز لـه الوصل والفصـل‪ ،‬يأتي فيهـا بالباقيات‬ ‫الصالحات في كل ركعة خمس ًا وسبعين مرة‪ ،‬وهي »سبحان االله والحمد الله‬ ‫ولا إله إلا االله واالله أكبر« يقول ذلك بعد الفراغ من القراءة خمس عشرة مرة‬ ‫وفي الركوع عشر مرات‪ ،‬وبعد الرفع من الركوع عشر مرات وبين السجدتين‬ ‫مثـل ذلك‪ ،‬وفي السـجود الثانـي مثل ذلك‪ ،‬وعند الرفع منـه قبل القراءة أو‬ ‫التشهد مثل ذلك‪ .‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫متى ينتهي وقت صلاة التراويح؟‬‫=‬ ‫صـلاة الليـل التـي تكون بعد العشـاء في شـهر رمضان المبـارك هي صلاة‬ ‫التراويـح إلـى منتصف الليل‪ ،‬أما التي تكون بعـد منتصف الليل فهي صلاة‬ ‫التهجد‪ ،‬وصلاة السحر إنما هي في الثلث الأخير‪ ،‬وصلاة التهجد فيها خير‬ ‫ويعنى‬ ‫كثير‪ ،‬بل هي أفضل من صلاة التراويح‪ ،‬لأن الإنسـان الذي يقوم لها ُ‬ ‫ويقاوم شـهوة نفسـه في النـوم‪ ،‬فالمغنم‬‫بهـا ويجتهـد فيها ُيقاوم الشـيطان‪ُ ،‬‬ ‫العناء‪ ،‬فلذلك كان أجرها أكبر بمشيئة االله تعالى‪.‬‬‫بمقدر المغرم‪ ،‬والغنى بقدر َ‬ ‫‪205‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما أهمية صلاة التراويح للمرأة؟‬‫=‬ ‫المـرأة كالرجـل مطالبـة بـأداء الفريضة‪ ،‬ومأمـورة أن تتقرب إلـى االله تعالى‬ ‫بالنوافل حسب استطاعتها‪.‬‬ ‫ما حكم قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟‬‫=‬ ‫قراءة القرآن من المصحف فيها شغل شاغل عما ينبغي أن يكون عليه الإنسان‬ ‫فـي صلاتـه مـن الإقبال علـى صلاته والخشـوع فيهـا‪ ،‬فإنه يضطـر إلى رفع‬ ‫المصحف ووضعه‪ ،‬ويضطر إلى أن يأخذ في تقليب الأوراق ورقة ورقة وهو‬ ‫يقـرأ مـن المصحـف الشـريف‪ ،‬فلذلك نـرى أن مـن كان غير حافـظ للقرآن‬ ‫بأكملـه أن يقتصـر في القـراءة على ما يحفظه دون مـا لا يحفظه‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫يتقبل منه‪ ،‬ولا معنى لقراءته من المصحف الشريف وهو في حالة الصلاة‪.‬‬ ‫مـا رأي سـماحتكم في قراءة المرأة من مصحف أثنـاء الصلاة في قيام‬‫=‬ ‫المصحف كاملاً فيه؟‬ ‫َ‬‫تكمل‬ ‫َ‬‫رمضان بهدف أن‬ ‫الأولـى لهـا اجتناب ذلك‪ ،‬لأن هذا مما يؤدي بها إلى الاشـتغال كثير ًا برفع‬ ‫المصحـف وخفضـه ووضعـه‪ ،‬ولكن لا نقـول ببطلان الصـلاة بذلك لأنها‬ ‫صلاة نافلة‪.‬‬ ‫ما أهمية صلاة التراويح للمرأة؟ وهل هناك نوافل مستحبة؟‬‫=‬ ‫المـرأة ينبغـي أن تكـون لهـا صلـة بـاالله تعالى من خـلال صلـوات النوافل‬ ‫كالرجـل‪ ،‬لأنهـا متعبـدة كالرجـل‪ ،‬وصـلاة التراويح ليسـت محصـورة في‬ ‫الرجـال‪ ،‬وكذلـك صـلاة التهجـد ـ وهـي التـي تكون بعـد منتصـف الليل‬ ‫وخصوصـ ًا في الثلث الأخير مـن الليل ـ فينبغي للرجل وللمرأة أن يحرصا‬ ‫عليها‪ ،‬وكذا صلوات النوافل كلها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪206‬‬ ‫يكبر‬ ‫بالنسـبة لصـلاة التراويح عندمـا ينتهي من الركعتيـن الأوليين هل ّ‬‫=‬ ‫مباشرة تكبيرة الإحرام للركعتين الأخريين أم يبدأ بالتوجيه؟‬ ‫مـن العلماء من يرى الاكتفاء بالتوجيـه الأول‪ ،‬ومنهم من يرى أنه ينبغي أن‬ ‫يأتي بالتوجيه ولو بالاختصار‪ ،‬كأن يقتصر على توجيه نبينا محمد !‪ ،‬وفي‬ ‫كلا الأمرين خير إن شاء االله‪.‬‬ ‫هل يصح للمرأة أن تص ّلي صلاة التراويح في بيتها؟‬‫=‬ ‫لا مانع في ذلك‪.‬‬ ‫بالنسـبة لصـلاة التراويـح في رمضان‪ ،‬هـل تنوي نية جديـدة للركعتين‬‫=‬ ‫الأخيرتين بعد التسليم الأول أم تكفي النية الأولى؟‬ ‫نعم تجدد النية قبل تكبيرة الإحرام لكل ركعتين‪ ،‬والنية المطلوبة هي القصد‬ ‫بالقلب دون النطق باللسان‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫المرأة هل عليها أن تص ّلي التراويح إذا كان بيتها قريب ًا من المسجد؟‬‫=‬ ‫أما الوجوب فلا يجب عليها أن تذهب للمسـجد‪ ،‬وإن شـاءت أن تص ّلي‬ ‫في بيتها ففي ذلك خير‪ ،‬لكن لا مانع من أن تذهب للمسـجد‪ ،‬لا سـيما‬ ‫إن كان هذا الذهاب يجعلها تنشـط بحيث تكون مع النسـاء وراء الإمام‬ ‫فينشـطن جميعـ ًا لاجتماعهـن‪ ،‬وخصوصـ ًا إذا كانـت تسـمع الـدروس‬ ‫والتوجيهـات ففي هذا خير كبير‪ ،‬ولكن على أن تخرج غير متبرجة بزينة‬ ‫وغيـر متطيبـة‪ :‬لا ببخور ولا بعطر‪ ،‬مع الاحتشـام التام والسـتر الشـرعي‬ ‫الواجب‪.‬‬ ‫‪207‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هل تجوز صلاة التراويح بعد صلاة الوتر؟‬‫=‬ ‫كيـف تص ّلى صلاة التراويح بعد صلاة الوتر مع أن الوتر هي آخر الصلاة؟‬ ‫أمـا من ص ّلـى الوتر ونام فله أن يقوم ويص ّلي بعـد ذلك‪ ،‬وهذه الصلاة هي‬ ‫صـلاة التهجد‪ ،‬ولربما سـميت صلاة السـحر إن ص ّليت في وقت السـحر‪،‬‬ ‫وهذه الصلاة فيها فضل عظيم أما إن كان الإنسان حاول النوم ثم بعد ذلك‬ ‫فليصل ما شاء‪.‬‬ ‫ ِّ‬‫قام‬ ‫بعـض المسـافرين يجمـع الصلاتيـن ومعهمـا الوتـر ثـم يـدرك صـلاة‬‫=‬ ‫التراويح‪ ،‬فماذا يفعل؟‬ ‫بمـا أنـه يتوقع أن يجد من يص ّلي معـه قيام رمضان فما الذي يدعوه إلى أن‬ ‫يجمع الوتر؟ وما باله لا يؤخره؟!‪.‬‬ ‫هل للمسافر أن لا يص ّلي صلاة التراويح؟‪.‬‬‫=‬ ‫ترك صلاة التراويح إنما هو من شأن الكسالى‪ ،‬الذين لا يبالون بقيمة الشهر‬ ‫الكريـم وقيمـة قيـام ليلـه وقيمـة التوجه إلـى االله تعالى فـي لياليـه بالعبادة‬ ‫والطاعة والدعاء والضراعة والابتهال‪ ،‬سـواء كان الإنسـان في سـفر أو في‬ ‫حضـر‪ ،‬ولكـن لا يعنـي هـذا أنهـا واجبة وجوبـ ًا عينيـ ًا بل هي منُّ‬ ‫السـنن‬ ‫المؤكدة‪ ،‬نعم عندما يكون المسافر في شاغل كأن يكون جاد ًا في سيره هو‬ ‫أولـى بأن يترخص أكثر من غيره‪ ،‬بخلاف المسـافر المقيم في بلد‪ ،‬والذي‬ ‫لا يشـغله عن تلبية هذا الداعي شـيء‪ ،‬فإن هذا يتأكد في حقه حضور هذه‬ ‫الصلاة‪ ،‬لأنها شـعيرة من شـعائر االله تقـام في بيوته‪ ،‬فلا ينبغـي الزهد فيها‬ ‫والإعراض عنها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪208‬‬ ‫‪ó«```©`dG IÓ````°U‬‬ ‫=‬ ‫ما هي صلاة العيد باختصار؟ وما الذي تشتمل عليه خطبة عيد الفطر؟‬ ‫صـلاة العيد هي صلاة بركعتيـن وتكبير‪ ،‬واختلف في هذا التكبير على اثني‬ ‫عشر قولاً‪ .‬ولا نريد أن ندخل في التفاصيل ـ فكل أحد يتبع ما كان ينهجه‬ ‫وما استقر عليه العمل عنده‪ ،‬ويخطب فيها بخطبة أو بخطبتين بعد الصلاة‪،‬‬ ‫والخطبـة تبـدأ إما بالحمد ثم التكبيـر أو بالتكبير ثم بالحمد‪ ،‬فكل من ذلك‬ ‫لا حرج فيه‪ ،‬وفي هذه الخطبة يكون التذكير ببهجة العيد وبمكاسب الصيام‬ ‫التي أحرزها العبد المؤمن‪ ،‬وبأحكام زكاة الفطر‪ ،‬كما ُتهيأ النفوس لاستقبال‬ ‫أشـهر الحـج والمشـاعر المعظمة‪ ،‬مـن أجل حفـز الهمم للحج فـي الأيام‬ ‫المقبلـة‪ ،‬كما ينبغي أن تشـتمل الخطبة على الأمـر بالطاعات والأمر بالصلة‬ ‫والتقارب والألفة والتواد والتراحم والتلاحم بين عباد االله المؤمنين‪ ،‬لتكون‬ ‫الأمة المسـلمة أُمة واحدة قوية مترابطة متآلفة‪ ،‬يحرص كل فرد من أفرادها‬ ‫علـى خيـر جميـع أفرادهـا‪ ،‬لتنعم هـذه الأمة بالاسـتقلال‪ ،‬ولتنعـم بالحرية‬ ‫والخير بمشيئة االله تعالى‪.‬‬ ‫هل على المرأة صلاة العيد؟‬‫=‬ ‫الـكل يؤمـر بالخروج إلى صلاة العيـد‪ ،‬الرجال والنسـاء‪ ،‬على أن تخرج‬ ‫النسـاء غير متطيبات وغير متزينات‪ ،‬أو أن تكون زينتهن مسـتورة لا تظهر‬ ‫للرجال ولا ُيسمع جرسها‪ ،‬حتى لا تؤثر على خيالهم‪ ،‬وقد أمر النبي !‬ ‫الحيـض ولكنهن‬‫ّ‬‫أن تخـرج العواتـق وذوات الخـدور وأن تخـرج حتـى‬ ‫يعتزلـن المص ّلـى‪ ،‬وأمر من لـم تملك جلباب ًا أن تسـتعير جلباب ًا من أختها‬ ‫وهذا كله من أجل أن تكون بهجة العيد بهجة مشتركة‪ ،‬فمع وجود مكان‬ ‫‪209‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مخصـص للنسـاء فـي المص ّليات بحيـث يمكن للنسـاء أن يجـدن مكان ًا‬ ‫مصون ًا فيها فإنه ينبغي للنسـاء أن تخرج إلى هذه المص ّليات‪ ،‬وكذلك إن‬ ‫كانت تؤدي في مسـاجد فيها أماكن لصلاة النسـاء‪ ،‬ليشـاركن الرجال في‬ ‫فرحتهـم‪ ،‬فكما شـاركنهم في الصيـام والقيام كذلك يشـاركنهم في العيد‬ ‫الذي هو يوم الجائزة‪.‬‬ ‫ما حكم شهود المرأة صلاة عيدي الفطر والأضحى المباركين؟‬‫=‬ ‫بالسـَّنة‪،‬‬ ‫شـهود المرأة صلاة العيد فـي يومي الفطر والأضحى مما ثبتُّ‬ ‫فقد أمر النبي ! بإخراج العواتق والحيض في ذلك اليوم‪ ،‬وأمر من لم‬ ‫تكن عندها جلباب أن تسـتعير جلباب ًا من جارتها‪ ،‬ولكن ذلك مشـروط‬ ‫يخـل بالآداب الإسـلامية‪،‬‬‫ ُّ‬‫بعـدم اختـلاط الجنسـين وعـدم الإتيـان بما‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫فيمـن يسـتدرك الصلاة في يـوم العيد فيدركهم فـي الركعة الثانية كيف‬‫=‬ ‫يكون قضاء الركعة الأولى؟‬ ‫يكبـر أو لا؟ فيها خلاف‪،‬‬‫يقضـي كمـا يقضي سـائر الصلـوات‪ ،‬ولكن هـل ّ‬ ‫كبر الإمام‪.‬‬ ‫يكبر كما ّ‬ ‫والأولى أن ّ‬ ‫امرأة ص ّلت العيد وعند رجوعها للمنزل تذكرت قيئ ًا لحقها من طفلها‪،‬‬‫=‬ ‫فماذا تعمل؟‬ ‫يتقبـل االله عملهـا ولا يلزمها أن تعيد الصلاة‪ ،‬لأنا لو اعتبرنا النجاسـة مانعة‬ ‫من انعقاد الصلاة فهي لم تنعقد صلاتها‪ ،‬ويكفيها ما شهدته‪ ،‬وإن أرادت أن‬ ‫تحتاط وتص ّلي ركعتين فذلك من الخير لها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪210‬‬ ‫‪IÓ°üdG »a áYƒæàe ihÉàa‬‬‫=‬ ‫أيهما أفضل الصلاة أم الصوم‪ ،‬وإذا كان الجواب الصلاة‪ ،‬فلماذا أوجب االله‬ ‫تعالى على المرأة الحائض قضاء الصوم ورفع عنها الصلاة؟‬ ‫مقدمة‬ ‫رفـع عنها الصـلاة لأن الصلاة تتكرر بخلاف الصـوم‪ ،‬وإلا فالصلاة ّ‬ ‫علـى الصـوم لأنها مفروضة قبـل الصيام‪ ،‬ثم إن أثرها النفسـي أبلغ من أثر‬ ‫الصـوم‪ ،‬ولذلك جعلها االله تعالى متكررة‪ ،‬وذلك لا يعني التهوين من منزلة‬ ‫الصيام‪ ،‬فالصيام ثوابه عظيم وقدره جسـيم‪ ،‬نسـأل االله تعالى أن يجعلنا من‬ ‫الصائمين والمقيمي الصلاة‪.‬‬ ‫هناك شخص أحب الصلاة فطلب من ذويه أن يعلموه الصلاة فرفضوا‪،‬‬‫=‬ ‫فص ّلى كيف ما أملت عليه نفسه فهل صلاته مقبولة؟‬ ‫االله تبـارك وتعالـى لا ُيعبـد بالجهـل وإنما ُيعبـد بالعلم‪ ،‬والإنسـان ُمطالب بأن‬ ‫عبر‬ ‫يسعى إلى تعلم الخير‪ ،‬وقد نص العلماء أن على الإنسان ـ إن لم يجد من ُي ّ‬ ‫لـه فـي بلده الـذي هو فيه ما وجب عليـه من الفروض ـ أن يخـرج إلى حيث‬ ‫الم َع ّبر إن كان صحيح البدن واجد ًا للراحلة وللزاد الذي يحمله وللقوت‬ ‫يوجد ُ‬ ‫الذي يتركه لأهله وكان الطريق آمن ًا‪ ،‬مهما كلفه ذلك من وقت ومن عناء‪ ،‬لأن‬ ‫االله تبـارك وتعالـى تعبد العباد أن يعبدوه بعلم لا بجهل وإلا لتركهم لأهوائهم‪،‬‬ ‫وبنـاء علـى هـذا فعندما يتعـذر تعلم الصلاة وأمـور الدين من قبـل الأهل فإنه‬ ‫ً‬ ‫يجب الخروج إلى خارج محيط الأهل والأُسـرة‪ ،‬ولو سـافر الإنسـان إلى بلاد‬ ‫نائيـة بعيـدة من أجل تعلم ما لا بد من تعلمه مـن الأمور الضرورية في الدين‪،‬‬ ‫يدل على جهلهم‬‫على أن الأهل قد يكونون هم أيض ًا من الجهل بمكان‪ ،‬ومماُّ‬ ‫رفضهـم لتعليمـه‪ ،‬فإنهم إما أن يكونوا عالمين بجهلهـم ولذلك رفضوا التعليم‬ ‫‪211‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫حتى لا يعلموه خطأ‪ ،‬وإما أن يكونوا غير عالمين بجهلهم ويعتقدون إنهم على‬ ‫صواب‪ ،‬وهذا دليل جهلهم‪ ،‬لأن رفض التعليم ممن يعلم إنما هو انحراف عن‬ ‫الحق ومنع لطالب الهداية‪ ،‬وذلك مما لا يجوز قط‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هناك الكثير من الأُمهات لا يعلمن عن الصلاة ولا عن الأمور الشرعية‬‫=‬ ‫شيئ ًا‪ ،‬فعلى من تقع مسؤولية هؤلاء؟‬ ‫مسـؤوليتهن تقع على عاتـق المجتمع كله ممن كان عارفـ ًا بحالهن‪ ،‬ولكن‬ ‫الأقرب يتحمل من الأوزار أكثر من الأبعد‪ ،‬فعلى الكل أن يسـعى من أجل‬ ‫تعليمهن أمر دينهن وتفقيههن بقدر المستطاع ومن كان قادر ًا على ذلك من‬ ‫قرابتهن فهو أولى بذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا كان الطفـل يبكـي والأُم تريد الصلاة‪ ،‬والوقت محدود كوقت صلاة‬‫=‬ ‫المغرب مثلاً‪ ،‬فهل لها أن تحمله أثناء الصلاة؟‬ ‫نعم لها أن تحمله وهي تص ّلي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نوم الطفل ووقو ُفه و َلع ُبه أمام أمه وركوبه على ظهرها أثناء السجود‬ ‫هل ُ‬‫=‬ ‫يؤثر على صلاتها؟‬ ‫إذا كانـت مضطـرة إلى ذلك فالضـرورات تقتضي التوسـيع‪ ،‬بخلاف ما إذا‬ ‫كانـت غيـر مضطرة بحيث تجـد من يحمله عنها ويمنعه مـن المرور أمامها‬ ‫وفعل ما يفعله‪.‬‬ ‫هـل يؤجر الصبي غيـر البالغ على صلاته؟ وهل لأبويه نصيب من هذا‬‫=‬ ‫الأجر؟‬ ‫نعـم‪ ،‬يؤجـر على ذلك‪ ،‬فإنمـا يعمله الصبـي مما يقربه إلـى االله يؤجر عليه‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪212‬‬ ‫بمشيئة االله‪ ،‬ولأبويه نصيب من ذلك عندما يوجهانه إلى الخير‪ ،‬وقد جاء في‬ ‫الحديـث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسـلام أنه لما كان في سـفره إلى‬ ‫الحـج لقي ركب ًا كان يسـأل عـن الركب الذي فيه الرسـول !‪ ،‬فقامت من‬ ‫ذلـك الركب امرأة ورفعت طفلاً وقالت‪» :‬ألهذا حج يا رسـول االله؟«‪ ،‬فقال‬ ‫لها‪» :‬نعم‪ ،‬ولك أجر«‪.‬‬ ‫ابني لا يص ّلي الفجر وعمره الآن ثماني عشـرة سـنة‪ ،‬وأنا آمره بالصلاة‬‫=‬ ‫ولكنه لا يرضى أن يسـتيقظ مبكر ًا‪ ،‬ولـم أدع طريقة لنصحه إلا عملتها‬ ‫علي ذنب أم لا؟‬‫فهل ّ‬ ‫إذا أ ّدت الأُم مـا عليهـا من النصيحة وبذلت جهدها‪ ،‬فليس عليها من الوزر‬ ‫شيء‪ ،‬قال االله تعالى‪E D C B A ? > = < ;﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ F‬المائـدة‪ ،[١٠٥ :‬فـإذا اتقـى العبـد ربـه وأ ّدى ما عليـه من واجب‬ ‫النصـح فـلا يضره ضلال غيره إن اهتدى هو إلى أمره بالمعروف ونهيه عن‬ ‫المنكر‪.‬‬ ‫هل ُيسن للمرأة كالرجل الغسل في العيدين والجمعة؟‬‫=‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫مـا قولـك فـي رجـل لا يص ّلي واالله أعلـم إذا كان يصـوم أو لا‪ ،‬ولكنه‬‫=‬ ‫يعمـل كل خير ولا يدخل نفسـه فـي المحرمات ولديـه أطفال قائمون‬ ‫علـى عبـادة االله مـن صلاة وصـوم وغير ذلـك‪ ،‬فهل المال الـذي ينفقه‬ ‫عليهم حلال أم حرام‪ ،‬إذا كان هو لا يعمل في الحرام؟‬ ‫أمـا المـال فـلا يحـرم عليهم‪ ،‬وأما هـو فبئس الرجـل ولا خير فيـه ما دام لا‬ ‫يص ّلي‪ ،‬ولو كان يجتنب المنهيات‪ ،‬إذ ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة‪.‬‬ ‫‪213‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امرأة متزوجة من رجل منذ أكثر من سبعة وعشرين عام ًا‪ ،‬ولديها أولاد‬‫=‬ ‫كبـار وصغـار‪ ،‬حيـث إن زوج هذه المرأة لا يحافـظ على الصلاة‪ ،‬ولا‬ ‫يعـرف الوضـوء ولا الصـلاة‪ ،‬ولا يذهـب إلـى المسـجد لأداء الصلاة‬ ‫بحجة أنه غير قادر وأن به ألم في رجليه إلا أنه في حقيقة الأمر يعمل‬ ‫ويستطيع المشي والحركة ويذهب إلى أي مكان آخر يريده‪ ،‬ما قولكم‬ ‫فـي هذا الرجل‪ ،‬وما الحكم الذي ينطبـق عليه‪ ،‬وهل يجوز لزوجته أن‬ ‫تعاشـره مـع العلـم أنهـا نصحتـه مـرار ًا عديـدة وهـي غيـر راضية عن‬ ‫تصرفاتـه‪ ،‬وأولاده غير راضين عنـه ودائم ًا ينصحونه ويحثونه على أداء‬ ‫الصلاة ولكنه لا يقبل النصيحة؟‬ ‫نحن أولاً نوجه نصيحتنا إلى الرجل نفسـه‪ ،‬وإلى أمثاله من الذين يتهاونون‬ ‫بالصـلاة ولا يبالـون بها متـى أدوها‪ ،‬أو لا يبالون بهـا أدوها أو لم يؤدوها‪،‬‬ ‫نوجـه نصيحتنـا إلى هـؤلاء أن يتقوا االله‪ ،‬وأن يدركـوا أنه لا نصيب لهم في‬ ‫الإسـلام ما داموا مضيعين لصلاتهم‪ ،‬فإن الحق ‪ 4‬لم يجعل الإسلام أمر ًا‬ ‫نظري ًا يعيش في عالم المثال فحسب‪ ،‬وإنما هو حقيقة واقعية‪ ،‬فالإسلام دين‬ ‫االله الحـق جاء من أجل تطويع النفوس لرب العباد سـبحانه تعالى‪ ،‬ووصل‬ ‫وجل‪ ،‬وهـذه الصلة إنما تكون مـن خلال الطاعة‬‫ َّ‬‫هـذه النفـوس ببارئها عَّز‬ ‫والعبـادة والانقياد المطلق لرب السـمٰوات والأرض الـذي ﴿ ‪d c b‬‬ ‫‪u ts r q p o n m l k j h g f e‬‬ ‫‪] ﴾ x w v‬الإسراء‪ ،[٤٤ :‬فالإنسان إن لم يكن مؤدي ًا لواجبه وقائم ًا بحق‬ ‫العبـادة الله ‪ 4‬يكـون نشـاز بين طبيعتـه وحركته‪ ،‬إذ للإنسـان حركة فطرية‬ ‫اضطرارية وله أيض ًا حركة اختيارية كسبية‪ ،‬فالحركة الفطرية إنما هي حسب‬ ‫ُسـنن االله تبـارك وتعالـى‪ ،‬فهـي حركات تتجـاوب مع نظام الكـون‪ ،‬فإن لم‬ ‫توازها حركات كسـبية اختيارية تنسـجم معها كان نشـاز بين فطرة الإنسـان‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪214‬‬ ‫وحركته الكسبية‪ ،‬ولذلك يحدث ما يحدث من انفصام الشخصية ومن تنكر‬ ‫الإنسـان للكون وسخطه على الواقع بسـبب ما يصيبه من الضيق لإحساسه‬ ‫بـأن فعلـه لا يتفق مع طبيعته التـي طبع عليها وفطرته التـي فطره االله تبارك‬ ‫ويحس‬ ‫ ُّ‬‫وتعالى عليها‪ ،‬وليس هذا فحسـب‪ ،‬بل الإنسـان يكون عدو ًا للكون‬ ‫أن الكـون عدو لـه عندما يكون بعيد ًا عن عبادة االله سـبحانه تعالى‪ ،‬فلذلك‬ ‫يدل على هـذه العداوة‬‫نـرى اليـوم فـي كلام الذين بعدوا عن عبـادة االله ماُّ‬ ‫الناشـئة عـن هذا الاضطراب النفسـي والبعد عن منهـج االله‪ ،‬فكثير ًا ما يردد‬ ‫الذيـن بعدوا عـن االله كلمات تنم عـن عدائهم للكون‪ ،‬وإحساسـهم بعداوة‬ ‫الكون لهم‪ ،‬كقولهم‪ :‬فلان استطاع أن يقهر الطبيعة‪ ،‬أو أن قوم ًا غزوا الفضاء‬ ‫أو نحـو ذلـك ممـا يـدل علـى أنهم يحسـون بأن الكـون عدو لهـم فلذلك‬ ‫يحرصـون علـى غزو ما يغزون منه وعلى قهـر ما يدعون أنهم يقهرونه منه‪،‬‬ ‫بينمـا المؤمـن بخـلاف ذلك‪ ،‬لأنه يشـعر بأنه يتجـاوب مع هـذا الكون‪ ،‬إذ‬ ‫الكون بأسـره تسـبح كل ذرة من ذراته بحمد االله وتسـجد لجلاله‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أنبـأ به القرآن الكريم فـي كثير من الآيات‪ ،‬فاالله تبارك وتعالى يقول‪b ﴿ :‬‬ ‫‪r q p o n m l k j ih g f e d c‬‬ ‫‪] ﴾ x w v u ts‬الإسـراء‪ ،[٤٤ :‬ويقـول‪^ ] \ [ Z ﴿ :‬‬ ‫_ ` ‪] ﴾ e d c ba‬الحشـر‪ ،[١:‬ويقـول‪% $ # " ! ﴿ :‬‬ ‫& ' ( ) * ‪] ﴾ , +‬الجمعـة‪ ،[١ :‬ويقـول تعالى‪D C ﴿ :‬‬ ‫‪RQPONMLKJI H G FE‬‬ ‫‪a ` _ ^ \ [ Z Y XW V U T S‬‬ ‫‪] ﴾ j i h g f ed c b‬الحـج‪ ،[١٨ :‬فخلايـا الإنسـان التي يتكون‬ ‫منهـا جسـمه لها حركات تنسـجم مع هـذه الحركـة الكونية العامـة‪ ،‬ولكن‬ ‫عندمـا يكـون الإنسـان شـاذ ًا فإن حركته الكسـبية تكـون ضد هـذه الحركة‬ ‫‪215‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الاضطراريـة‪ ،‬ولا ريـب أن الصلاة تأتي في مقدمة العبـادات جميع ًا إذ هي‬ ‫تجمـع التسـبيح والتحميـد والتكبيـر والتهليل‪ ،‬وهي أيض ًا تجسـد الخضوع‬ ‫وجل فلذلك قرنت بالإيمان وجـاءت رديفة له في كثير من‬‫ َّ‬‫المطلـق الله عـَّز‬ ‫آيـات الكتاب‪ ،‬فاالله تبارك وتعالى يقـول‪0 / . - ❁ + * ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 4 3 2 1‬البقرة‪ [٣ ،٢ :‬ويقول سـبحانه‪❁ + * ) ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 5 4 3 2 1 0 / . -‬النمـل‪،[٣ ،٢ :‬‬ ‫ويقـول أيضـ ًا‪0 / . - , ❁ * ) ( ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 4 3 2 1‬لقمـان‪ ،[٤ ،٣ :‬وقـد ّبيـن القـرآن الكريـم أن إيمـان‬ ‫الإنسـان لا يتحقـق إلا بهـذه الصلاة فلذلـك يكون حرب ًا على الإسـلام إلا‬ ‫عندمـا يقيـم الصلاة‪ ،‬فقـد قـال تعالـى‪ ﴾ ©̈ ﴿ :‬أي المشـركون الذين‬ ‫يحاربـون المسـلمين‪3 2 ±°̄ ® ¬ « a ﴿ :‬‬ ‫ ́ ‪] ﴾ μ‬التوبـة‪ ،[٥ :‬ثم بيـن أن بهذه التوبة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة‬ ‫تتحقـق الأخـوة مـا بينهم وبيـن المؤمنيـن عندما قـال‪j i h ﴿ :‬‬ ‫‪﴾ u t s r qp o n m l k‬‬ ‫]التوبة‪ ،[١١ :‬وكذلك نجد أن االله ‪ 4‬ َّبين أن نصرة العباد الله إنما تتحقق بإقام‬ ‫الصلاة وإيتاء الزكاة‪ ،‬فقد قال‪Q P O M L K J ﴿ :‬‬ ‫‪]\ [ Z Y X W VU T ❁ R‬‬ ‫^ _ ` ‪] ﴾ e d c a‬الحـج‪ ،[٤١ ،٤٠ :‬وعندمـا‬ ‫يدل على أن‬‫وعد عباده المؤمنين الاستخلاف والتمكين في الأرض ذكر ماُّ‬ ‫هذا الاسـتخلاف إنما يكون للذين يقيمـون الصلاة‪ ،‬أي أن إقام الصلاة من‬ ‫أهـم شـروط الاسـتخلاف فقـد قـال ‪A @ ? > = < ﴿ :4‬‬ ‫‪K J I H G FE D C B‬‬ ‫‪Z Y X W VU T S R Q P O N M L‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪216‬‬ ‫[\ ] ^ _ ` ‪] ﴾ c b a‬النـور‪ ،[٥٥ :‬ثـم أتبـع ذلك‬ ‫قولـه‪﴾ l k j i h g f e ﴿ :‬‬ ‫]النور‪ ،[٥٦ :‬لتتنبه النفوس وتسـتيقظ الأحاسـيس إلى أن هذا الاستخلاف لا‬ ‫يكـون إلا بإقـام الصلاة وإيتاء الزكاة‪ ،‬على أن الصلاة هي ذات أثر بعيد في‬ ‫تطهير النفس من أدرانها وتصفية مرآتها من أكدارها‪ ،‬وتمتين صلة الإنسـان‬ ‫بربـه سـبحانه‪ ،‬وبمجتمعـه وأُسـرته وأُمته‪ ،‬حتى يكـون فرد ًا فاعـلاً في هذه‬ ‫الأسـرة أو هـذا المجتمـع أو هذه الأمة‪ .‬وكمـا أن الصلاة تأتـي في مقدمة‬ ‫أفعـال الخيـر فـإن التقصير في الصـلاة أو إضاعتهـا وعدم المبـالاة بها من‬ ‫أسـباب تـردي الإنسـان ـ والعيـاذ بـاالله ـ في دركات الشـر‪ ،‬فـاالله ‪ 4‬قال‪:‬‬ ‫﴿ ‪~ } | { z y x w‬ے ¡ ‪﴾ £ ¢‬‬ ‫]مريم‪ ،[٥٩ :‬ومعنى الآية أن إضاعة الصلاة هي مقدمة أعمال الشـر بأسـرها‪،‬‬ ‫ولذلـك يليهـا ما يليهـا من اتباع الشـهوات وغيره‪ ،‬كذلـك نجد أن االله ‪4‬‬ ‫عندما ذكر أصحاب الجحيم وأنهم يسألون يوم القيامة عما سلكهم في سقر‬ ‫حكى إجابتهم‪ ،‬إذ قال فيما يحكيه من شـأنهم‪î í ❁ ë ê é è ﴿ :‬‬ ‫‪üû❁öõôó❁ ñ ð ï‬ظم عج❁غجغم‬ ‫فج فح ❁ فم فى في ﴾ ]المدثر‪ ،[٤٧ - ٤٢ :‬فهم مع ما ارتكبوه من الجرائر‬ ‫الكثيـرة التي مـن بينها التكذيب بيوم الدين جيء بإضاعتهم الصلاة وتركهم‬ ‫إياهـا في مقدمة أعمال السـوء التـي ارتكبوها‪ ،‬وجـاءت أحاديث النبي !‬ ‫دل عليه القرآن وإن كان القـرآن لا يحتاج إلى أن يؤكد‬ ‫لتوضـح وتؤكد مـاَّ‬ ‫بشـيء‪ ،‬فالنبي ! يقول‪» :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يشـهدوا أن لا إ ٰله إلا‬ ‫االله وأن محمد ًا رسول االله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك فقد‬ ‫عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسـلام وحسابهم على االله«‪ ،‬ونجد‬ ‫أن النبي ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ عندما ذكر الصلوات الخمس قال‪:‬‬ ‫‪217‬‬‫‪IÓ`°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫»مـن حافـظ عليهن كـن له يوم القيامة نـور ًا وبرهان ًا ونجـاة ومن لم يحافظ‬ ‫عليهـن لـم يكن له نـور ًا ولا برهان ًا ولا نجاة‪ ،‬وكان يـوم القيامة مع فرعون‬ ‫وقارون وهامان وأبي بن خلف‪ ،‬وقد ذكر بعض العلماء الع ّلة في ذكر هؤلاء‬ ‫الأربعة فقال‪ :‬بأن تارك الصلاة إما أن يتركها لأنه مشغول عنها بملكه‪ ،‬فمن‬ ‫كان كذلـك فهـو يحشـر يوم القيامة مـع فرعون ويقرن به‪ ،‬أو لأنه مشـغول‬ ‫عنهـا بمالـه فيحشـر يوم القيامة مع قـارون ويقرن به‪ ،‬أو لأنه مشـغول عنها‬ ‫بمنصبه فيحشر يوم القيامة مع هامان ويقرن به‪ ،‬أو لأنه مشغول عنها بتجارته‬ ‫بي بن خلف الذي هو أحد تجار كفار قريش بمكة‬‫ُ‬ ‫فيحشـر يوم القيامة مع أ ّ‬ ‫ويقـرن به‪ ،‬هكذا يؤدي ترك الصـلاة بصاحبه إلى أن يكون من أمثال هؤلاء‬ ‫العتاة المتكبرين وأن يحشر معهم وإن لم يفعل ما فعلوا من الكبائر الأخرى‪،‬‬ ‫ولكن حسـبه تركه الصلاة فاحشـة عظيمة وفعلاً منكر ًا‪ ،‬كما نجد الأحاديث‬ ‫تدل علـى أن الصلاة هـي عمود الديـن‪ ،‬يقول عليه‬‫الكثيـرة عـن النبي !ُّ‬ ‫الصـلاة والسـلام‪» :‬لكل شـيء عمود وعمـود الدين الصـلاة وعمود الصلاة‬ ‫الخشـوع«‪ .‬رواه الإمام الربيع ‪ 5‬من حديث عائشـة رضي االله تعالى عنه‪،‬‬ ‫ومثل هذا يتكرر في الأحاديث فلذلك كان من الضروري على المسلم الذي‬ ‫يريد أن يصدق انتماؤه إلى الإسلام أن يحافظ على الصلوات الخمس‪ ،‬كما‬ ‫أن عليـه أن يحافـظ علـى كل الواجبـات‪ ،‬ومـن المحافظة علـى الصلاة أن‬ ‫يؤديها بخشـوع‪ ،‬حتى تكون زاجرة له عن الشـر وباعثة له على الخير‪ ،‬وأن‬ ‫يحافـظ عليهـا في الجماعـات‪ ،‬فما بال هذا الإنسـان يدعي أنه لا يسـتطيع‬ ‫الذهاب إلى المسجد ليص ّلي جماعة وهو ينطلق برجليه إلى أرض فسيحة‪،‬‬ ‫وينتقل من مكان إلى مكان‪ ،‬فهذا دليل على أن الشيطان يثبطه عن المحافظة‬ ‫على الصلوات‪ .‬ثم لو كان معذور ًا عن شـهودها في المسـجد هل له أن لا‬ ‫يص ّليهـا قـط‪ ،‬مع إمكانـه أن يص ّليها في البيـت؟ ومن هنـا كان على المرأة‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪218‬‬ ‫المسـلمة أن لا ترضى لنفسـها أن ترتبط بشـخص من أمثال هؤلاء الذين لا‬ ‫يدل على أنهم ليسوا من الإيمان ولا من الإسلام‬‫يبالون بالصلاة‪ ،‬إذ هو مماُّ‬ ‫في شـيء فالنبي ! يقول‪» :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد‬ ‫كفـر«‪ .‬ويقول ـ عليه أفضل الصلاة والسـلام ـ ‪» :‬ليس بين العبد والكفر إلا‬ ‫تخير هـذا الرجل بين أن‬‫تركـه الصـلاة«‪ ،‬فلذلك أدعـو هذه المرأة إلـى أن ّ‬ ‫يستقيم ويحافظ على الصلاة وبين الانفصال عنه‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ »fÉãdG π°üØdG IÉ`cõ```dG ihÉ```àa ‫‪221‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪IÉ```cõdG ÜÉ``°üf‬‬ ‫ما هو نصاب الزكاة المفروضة عموم ًا؟ وكيف تخرج؟‬‫=‬ ‫الـزكاة المفروضـة في الأموال تختلف باختلاف تلـك الأموال التي ُفرضت‬ ‫فيهـا‪ ،‬علـى أن االله تبارك وتعالـى ذكر في كتابه الكريـم أن في الأموال حق ًا‬ ‫معلوم ًا‪] ﴾ k j i h g ﴿ :‬الذاريات‪ [١٩ :‬وجاء عن النبي !‬ ‫يـدل علـى أنه أمر أن يأخـذ الزكاة مـن الأغنياء ويردها إلـى الفقراء‪ ،‬ثم‬ ‫ ُّ‬‫مـا‬ ‫اختلـف أهل العلم في الأموال التي تجب فيها الزكاة‪ ،‬هل هي ُمطلق المال‬ ‫أو هنالـك أصنـاف مخصوصـة تجب فيهـا دون غيرها؟ وهـم في ذلك بين‬ ‫مبينة فـي القرآن‬‫مضيـق وموسـع‪ ،‬وسـبب الخـلاف أن الزكاة شـرعت غير ّ‬ ‫السـَّنة النبوية أغلبه بيان تطبيقي‪ ،‬إذ النبي ! أخذها من‬ ‫الكريم‪ ،‬وبيانها فيُّ‬ ‫أصنـاف مخصوصـة مـن الأمـوال‪ ،‬فهل تحصر فـي تلك الأصنـاف أو أنها‬ ‫يتجـاوز بهـا إلى كل مال ٍ نـامٍ‪ ،‬باعتبار أن النماء هو سـبب وجوبها في تلك‬ ‫الأمـوال‪ ،‬أو أن ذلـك ينبغي أن يكون في حدود القياس‪ ،‬بحيث ُيقاس على‬ ‫تلـك الأصنـاف التي أخذ الرسـول ! الـزكاة منها ما كان شـبيه ًا بها‪ ،‬هذه‬ ‫المسـألة من المسـائل التي احتدم فيها الخلاف بين أهـل العلم‪ ،‬فالنبي !‬ ‫أخذهـا فـي الماشـية في أصنـاف مخصوصـة وهي‪ :‬الإبـل والبقـر والغنم‪،‬‬ ‫وأخذهـا ـ عليـه أفضـل الصـلاة والسـلام ـ في الذهـب والفضـة‪ ،‬وأخذها‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪222‬‬ ‫ـ صلوات االله وسلامه عليه ـ في أنواع من المزروعات وهي‪ :‬التمر والزبيب‬ ‫والبر‪ ،‬في حين أن هناك أنواع ًا غير متوافرة في عهد الرسول ! أو‬‫والشعير ُ‬ ‫فـي ذلـك المحيط الذي كان يعيش فيـه‪ ،‬كالأرز واللوبيا والفاصوليا وأمثال‬ ‫هـذه المزروعـات‪ ،‬على أننا إذا رجعنا إلـى تلك الأصناف التي أُخذت منها‬ ‫الزكاة في عهد الرسول ! نجد أنها جميع ًا مما تتطلع إليه النفوس وتشرئب‬ ‫إليه الأعناق وتشـتد إليه حاجة الناس‪ ،‬فالنبي ! أخذها من حبوب ُمدخرة‬ ‫مقتاتة هي قوام حياة الناس لأن الناس في معيشتهم أحوج ما يكونون إليها‬ ‫مـن أجـل الاقتيات بها‪ ،‬فلذلك أخذها منها‪ ،‬وعلى هذا فينبغي أن ُيلحق بها‬ ‫كل ما كان شـبيه ًا بها في الإقتيات والادخار‪ ،‬أما بالنسـبة إلى الماشـية فقد‬ ‫أخذهـا من بهيمة الأنعام‪ ،‬لأن الأنعام من الأشـياء التي تشـتد حاجة الناس‬ ‫إليهـا‪ ،‬فهي غذاء لهم‪ ،‬فلذلك أخذها الرسـول ! من الإبـل والغنم والبقر‬ ‫ولـم يأخذها مـن بقية البهائـم الأخرى‪ ،‬وأمـا الذهب والفضة فهما وسـيلة‬ ‫تبـادل المنافـع بين العباد‪ ،‬ولذلـك كانت الحاجة مشـتدة إليهما‪ ،‬لأن منافع‬ ‫النـاس ُتقضى بها‪ ،‬فهمـا العملة المتداولة بين النـاس‪ ،‬وكل صنف من هذه‬ ‫الأصناف له نصاب مخصوص‪ ،‬فنصاب الذهب هو عشرون مثقالاً وقد ُقدر‬ ‫هذا المقدار بخمسة وثمانين جرام ًا بحسب معايير وقتنا هذا‪ ،‬أما زكاة الفضة‬ ‫فتجب من مائتي درهم وقد ُقدر هذا النصاب بخمسـمائة وخمسـة وتسعين‬ ‫جرام ًا من الفضة‪ ،‬أما الغنم فلا تجب فيها زكاة حتى تصل أربعين شاة‪ ،‬فإذا‬ ‫وصلت أربعين شاة وجبت فيها الزكاة‪ ،‬والإبل تجب فيها إذا بلغت خمس ًا‪،‬‬ ‫والبقـر علـى القـول الراجح حكمها حكم الإبـل‪ ،‬أما بالنسـبة إلى الحبوب‬ ‫فتجب إذا بلغت خمسة أوسق‪ ،‬والوسق ستون صاع ًا‪ ،‬وعلى هذا فتجب في‬ ‫الحبوب إذا بلغت ثلاثمائة صاع‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪223‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما هو الصاع وكم مقداره؟‬‫=‬ ‫الصـاع هو مكيال‪ ،‬والمكيال يختلف باختلاف الأشـياء المكيلة‪ ،‬فقد يكون‬ ‫فيقدر الصاع بنحو كيلوين وثمانين‬ ‫بعضها أثقل من بعض‪ ،‬أما بالنسبة للأرز ّ‬ ‫جرامـ ًا‪ ،‬والإطعام الواجب في الكفارات وبدل الصيام هو نصف صاع‪ ،‬فإن‬ ‫الحديـث عـن النبي ! ّبين أن المسـكين يطعم نصف صـاع في فدية حلق‬ ‫الـرأس ويقـاس بقية الإطعام على هـذا الإطعام‪ ،‬لأجـل أن العلة واحدة إذ‬ ‫المقصود الإطعام‪ ،‬أما بالنسـبة إلى إخراج القيمة فالقيمة لا يمكن أن تحدد‬ ‫لأنها تختلف بين بلد وآخر وزمن وآخر‪ ،‬فقد يكون الطعام في بعض الأزمان‬ ‫أقـل قيمـة وفي أخـرى أكثر قيمـة وكذلك تفـاوت البلدان فيهـا‪ ،‬فلذلك لا‬ ‫يمكن أن نحدد القيمة بمقدار معين‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪224‬‬ ‫‪IÉ```cõ``dG ±QÉ``°üe‬‬ ‫نريد من سماحتكم أن تعرفنا من يستحق الزكاة لأن الناس الآن اختلفوا‬‫=‬ ‫في أحوالهم ويتقاضون مكافأة من الدول‪ ،‬نرجو توضيح هذه الأصناف‬ ‫في الأحوال الحالية؟ ومن منهم يستحق؟‬ ‫الـزكاة أصنافهـا ثمانيـة‪ ،‬والفقـراء والمسـاكين يشـتركون فـي أنهـم لا تفي‬ ‫دخولهـم بنفقاتهـم الضرورية التي ينفقونها‪ ،‬ولا يعنـي هذا أنهم لا يملكون‬ ‫شـيئ ًا‪ ،‬فإن االله تبارك وتعالى قال في السـفينة‪f e d c ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ i h g‬الكهـف‪ ،[٧٩ :‬ولا ُينظـر فـي ذلك إلى كثـرة الدخل أو قلته‬ ‫وإنمـا ُينظـر إلى كفايتـه أو عدم كفايتـه‪ ،‬فربما أحد من النـاس يكون دخله‬ ‫الشهري مائتي ريال ولكنها تكفيه لنفقاته الضرورية‪ ،‬بينما هناك آخر يتقاضى‬ ‫راتب ًا قدره خمسـمائة ريال في كل شهر‪ ،‬ولكنها لا تكفيه لنفقاته الضرورية‪،‬‬ ‫وذلك بسـبب اختلافهما في كثرة العيال‪ ،‬فربما يكون الذي دخله مائتا ريال‬ ‫لا ينفـق إلا َّ على نفسـه وعلـى زوجه‪ ،‬بينما الآخر ينفـق على زوجة وأبوين‬ ‫وعشـرة أولاد أو أكثر ويتكلف نفقات الكهرباء ونفقات ذهاب الأولاد إلى‬ ‫يسـد حاجته‬ ‫ ُّ‬‫المدرسـة وإيابهـم منهـا‪ ،‬وكل ذلـك ُيرهـق دخلـه ويجعله لا‬ ‫الضرورية‪ ،‬أما الأصناف الأخرى فهم‪:‬‬ ‫ـ العاملون الذين يقومون بجمع الزكاة بأمر الحاكم الشرعي‪.‬‬ ‫‪225‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫ـ والمؤلفة قلوبهم وهم قوم دخلوا الإسلام من جديد‪ ،‬ويحتاجون إلى أن‬ ‫ُيراعوا لأجل أن يتمكن الإيمان من قلوبهم‪ ،‬أو هم قوم تشتد إليهم حاجة‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫ـ وفي الرقاب وهم الذين استرقوا ُفيساعدون على فكاك رقابهم من الزكاة‬ ‫حتى ينعموا بالحرية‪ ،‬ويدخل في هذا الباب فك أسارى المسلمين عندما‬ ‫يقعون في أيدي أعدائهم‪.‬‬ ‫ـ وفي سـبيل االله يشـمل الجهاد في سـبيل االله وما يحتاج إليه الجهاد كما‬ ‫يشمل الرباط في سبيل االله‪.‬‬ ‫ـ وابن السبيل هو الذي يكون بعيد ًا عن أهله‪ ،‬وإن كان غني ًا في أهله ولكنه‬ ‫في حاجة في سفره إلى المال‪.‬‬ ‫وأمـا الغارمـون فهم الذين يتحملون الديون في غيـر معصية‪ ،‬وليس عندهم‬ ‫من الدخل ما يمكنهم من قضاء تلك الديون‪.‬‬ ‫كان النبـي ! يقـول‪» :‬ال ّلهـم احشـرني مـع زمرة المسـاكين«‪ ،‬من هم‬‫=‬ ‫هؤلاء المساكين؟‬ ‫المساكين هم الذين يتقون االله تعالى ويطيعونه ويؤثرون الآخرة على الأولى‪،‬‬ ‫فهـم مع فقرهـم ومسـكنتهم وحاجتهم يصبـرون على بلواهم ولا يسـألون‬ ‫الناس إلحاف ًا ولذلك دعا النبي ! أن يحشر في زمرتهم‪.‬‬ ‫من هم الغارمون؟‬‫=‬ ‫الغارمـون هم الذين تحملوا الديون التي لا يقدرون على قضائها وذلك في‬ ‫غير معصية االله ‪.8‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪226‬‬ ‫هل يشـترط أن أخبر َمن أعطيه المال أن هذا المال مال زكاة أو صدقة‬‫=‬ ‫أو كفارة‪ ،‬أم تكفي النية بقلبي؟‬ ‫لا يشترط ذلك‪ ،‬وإنما إن خشي أن يظن ذلك الشخص أن هذا المال هدية‬ ‫ويعوضه فلا بد من إخباره‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هـل يجـوز أن تعطـى الزكاة لزوجة المبتلى بشـرب الخمـر لتنفق على‬‫=‬ ‫يعد ذلك إعانة للعاصي على معصيته بطريق‬‫نفسها وعلى أولادها‪ ،‬وهلُّ‬ ‫غير مباشر؟‬ ‫إن كان امتنـع عـن الإنفـاق عليهـا ولـم يكن هنالك سـبيل إلـى فرض هذا‬ ‫الإنفاق عليه فلا مانع من أن تعطى الزوجة المبتلاة بمثل هذه الحالة إلى أن‬ ‫يجعل االله تبارك وتعالى لها مخرج ًا وهذا حتى لا تضاع‪ ،‬وتعطى ما يكفيها‬ ‫لتنفق على نفسها وعلى أولادها النفقة الضرورية‪.‬‬ ‫يوجد لدينا جار يتعاطى السكر‪ ،‬ويبدد أمواله‪ ،‬وعائلته فقيرة‪ ،‬فهل تعطى‬‫=‬ ‫هذه العائلة من الزكاة ولمن تسلم؟‬ ‫يجب أن لا يفعل أي فعل يؤدي إلى تشـجيع هذا السـكير العربيد على تبذير‬ ‫أمواله في السكر والعربدة وإضاعة أولاده‪ ،‬فإن كان من الإمكان أن يرفع إلى‬ ‫ذوي الاختصـاص حتـى يؤدب ويمسـك عليه ماله‪ ،‬ولا يترك فـي يده ليبذره‬ ‫تبدير ًا في الفسـاد فذلك هو الواجب‪ ،‬لأن مثل هذا حقه أن يمسـك على يده‬ ‫ويضر بأهله‪ ،‬بل أهله‬‫ّ‬‫يضر بنفسه‬ ‫ولا يباح له أن يتصرف في ماله لأن تصرفه ّ‬ ‫يكونـون أشـبه بالفقـراء‪ ،‬مع أنه في ثـروة‪ ،‬وعليه فإن أمكـن أن يعطوا حقهم‬ ‫الواجـب مـن ماله فـلا يعطون من الـزكاة‪ ،‬وإن كانت هنالك ضـرورة بحيث‬ ‫تعـذر القبـض على يد هذا الرجل وتصريف ماله فـي الوجه الذي يرضي االله‬ ‫‪227‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫تعالى‪ ،‬وأصبحت العائلة ضائعة مضطرة لفقرها وجوعها وعريها فلا مانع أن‬ ‫تعطى من الزكاة بقدر ما تسد ضرورتها‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا أنفق الإنسان زكاة ماله على أناس غير معسرين‪ ،‬فماذا عليه؟‬‫=‬ ‫جـاء في الحديث الـذي أخرجه الإمام الربيع بـن حبيب ‪ 5‬أن النبي !‬ ‫تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي‪ ،‬ولا لمتأثل ما ًلا«‪ ،‬وجاء في‬‫قال‪» :‬لاُّ‬ ‫حديث آخر أخرجه الإمام الربيع أيض ًا أن الرسول ! قال‪» :‬لا صلاة لمانع‬ ‫الـزكاة والمتعدي فيهـا كمانعها«‪ ،‬والمتعدي فيها هو الـذي يدفعها إلى غير‬ ‫مستحقيها‪ ،‬فمن دفعها إلى غير مستحقها كان كمانعها‪ ،‬ويلزمه أن ُيعيد هذه‬ ‫الزكاة مرة أخرى‪ ،‬لأن تعديه بمثابة المنع‪.‬‬ ‫هل يجوز أن أشتري لأُمي الدواء من زكاة مالي‪ ،‬دون أن أخبرها أنه من‬‫=‬ ‫الزكاة؟‬ ‫إن كانـت فقيـرة وغير قادرة على تحمل مسـؤولياتها وتبعاتها فلا عليك من‬ ‫ذلـك إن لـم يكـن واجبـ ًا عليك عولهـا وإلا فـإن عولهـا حق غيـر الزكاة‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز إعطاء الزكاة للأقربين من المحتاجين من الأولاد والإخوة؟‬‫=‬ ‫لا مانـع مـن إعطاء الـزكاة للأقربين ولو كانـوا أولاد ًا للمعطـي إن لم يكن‬ ‫واجب ًا عليه عولهم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هـل يمكن أن أعطي زكاة الحلي الذي أمتلكه لأخي الذي يريد الزواج‬‫=‬ ‫وهو معسر؟‬ ‫إن كان الزواج ضروري ًا له من أجل إعفاف نفسه فنعم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪228‬‬ ‫مـا قولكم في توزيع الزكاة علـى أخواتي‪ ،‬حيث إنهن يتيمات وبحاجة‬‫=‬ ‫إلى هذا المبلغ؟‬ ‫كن مستقلات عنك‪ ،‬بحيث لم تكلف عولهن شرع ًا‪ ،‬أما‬‫لا مانع من ذلك إن ّ‬ ‫إن كنت ُمكلف ًا بعولهن فإنك في هذه الحالة تجعل من الزكاة وسيلة لتخفيف‬ ‫تكاليفك المالية وذلك غير مرضي‪.‬‬ ‫سواء كانوا ذكور ًا أو إناث ًا‬‫ً‬‫هل للرجل أن يعطي من زكاة أمواله لأولاده‬‫=‬ ‫وقد بلغوا سن الرشد مع أنهم تحت رعايته وعوله؟‬ ‫هـذه حيلـة من الحيـل‪ ،‬فما داموا في كنفـه وهو الذي يعولهم فـإن إيتاءهم‬ ‫الـزكاة إنمـا هو لأجـل أن ُيخفف عن نفسـه من تكاليف عولهم فلا يسـوغ‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫يقدم زكاة ماله لبناته المتزوجات؟‬‫هل يجوز للأب أن ّ‬‫=‬ ‫إن كن فقيرات عند أزواج فقراء وكن في حاجة إلى هذه الزكاة فلا مانع من‬ ‫ذلك‪ ،‬لأن ذلك ليس مما يخفف عنه المسؤولية الواجبة عليه‪ ،‬لأن مسؤولية‬ ‫عولهن على غيره من أول الأمر بعد زواجهن‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬‫ّ‬ ‫هل يجوز للزوجة أن تعطي زكاتها لزوجها أو ولدها إذا كانوا من أهل‬‫=‬ ‫الزكاة؟‬ ‫نعـم لا مانـع من ذلـك‪ ،‬وقد كانت امرأة ابن مسـعود رضـي االله تعالى عنه‬ ‫تدفع إليه زكاتها بسبب فقره‪ ،‬وهو دليل على أن الزوج يستحق الزكاة‪ ،‬لأن‬ ‫عوله ليس على الزوجة وإنما هو المسؤول عن عولها‪ ،‬بل نص العلماء بأن‬ ‫يعولها من نفس تلك الزكاة‪.‬‬‫له أن يأخذ منها الزكاة ثم ّ‬ ‫‪229‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫هـل يجوز إعطاء الجمعيات العلمية أو طالب العلم غير الشـرعي مثل‬‫=‬ ‫)علم الفلك أو علم الأحياء( من مال الزكاة؟‬ ‫إن كانوا فقراء محتاجين فنعم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫أريد أن أخرج زكاة مالي لأُسرة يتيمة‪ ،‬فهل يجوز أن أخرج هذه الزكاة‬‫=‬ ‫لهـذه الأُسـرة فقط؟ فإذا كان يجوز هل أعطـي كل واحد على حدة أم‬ ‫أعطي من يعولهم علم ًا بأن فيهم الصغير والكبير؟‬ ‫الزكاة تدفع في الأصناف المعهودة المنصوص عليها في القرآن الكريم‪،‬‬ ‫وفـي مقدمـة هذه الأصنـاف الفقراء والمسـاكين‪ ،‬ومعنى ذلـك أن اليتم‬ ‫وحـده إن لـم يكن المبتلى به فقيـر ًا ليس أهلاً لأن ُيعطى من الزكاة‪ ،‬أما‬ ‫إن كان فقير ًا فلا ريب أنه حقيق بأن يعطى من الزكاة بسـبب فقره‪ ،‬وهو‬ ‫أحـق مـن غيره بسـبب يتمه‪ ،‬فـإن كانت هذه الأسـرة لا يكفيهـا دخلها‬ ‫لنفقاتهـا الضرورية فهي جديرة بأن تعطـى لفقرها‪ ،‬ويتأكد ذلك من قبل‬ ‫اليتـم‪ ،‬لأن اليتيـم لا يسـتطيع التصرف كما يسـتطيع الكبير أن يتصرف‪،‬‬ ‫وكلمة اليتم تصدق على من فقد أباه ولم يبلغ الحلم‪ ،‬أما من بلغ سـن‬ ‫الرشـد فـلا يطلق عليه أنه يتيم‪ ،‬وقوله‪ :‬إن فيهم كبـار ًا وصغار ًا فيه نظر‪،‬‬ ‫فـإن مـن كان بالغ ًا للحلم لا يطلـق عليه أنه يتيم إلا باعتبار ما كان‪ ،‬كما‬ ‫فـي قـول االله تبـارك وتعالـى‪] ﴾ B A @ ﴿ :‬النسـاء‪ ،[٢ :‬أي آتـوا‬ ‫الذين كانوا يتامى أموالهم‪ ،‬فهذه الأسرة إن كان فيها من بلغ الرشد فإنه‬ ‫أولى أن تدفع إليه الزكاة بنفسه‪ ،‬أما من كان دون سن الرشد وهؤلاء هم‬ ‫اليتامى‪ ،‬فإن الزكاة تدفع إلى من يتولى شؤونهم من وصي أو ولي‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪230‬‬ ‫‪(1)»``∏``ë`dG IÉ``cR‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫هل هناك فرق بين الملبوس وغير الملبوس من الحلي؟‬ ‫الحلي كله يجب أن يزكى إن كان ذهب ًا أو فضة‪ ،‬ملبوس ًا أو غير ملبوس لأجل‬ ‫الروايات الكثيرة التي رويت عن النبي !‪ ،‬منها تشديده ـ عليه أفضل الصلاة‬ ‫والسـلام ـ فيما وجده على أم المؤمنين عائشـة ‪ #‬من السـوارين إن لم تؤد ِ‬ ‫زكاتها ومنها حديث أم سـلمة في أوضاح الذهب التي عندها‪ ،‬ومنها حديث‬ ‫المـرأة فـي الفتخـات وغيرهـا مـن الروايـات‪ ،‬وهي تعتضـد بالآيـة الكريمة‪:‬‬ ‫﴿ ‪\ [ Z Y X W V UTSR‬‬ ‫] ❁ _ ` ‪ji h g f e d c b a‬‬ ‫‪] ﴾ r q p o n m l k‬التوبة‪ ،[٣٥ ،٣٤ :‬وبالأحاديث‬ ‫العامة التي توجب الزكاة في الذهب والفضة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل تجب الزكاة في حلي المرأة من الذهب والفضة؟ وما مقدارها؟‬‫=‬ ‫تجـب زكاة الحلـي مـن الذهب والفضة لعمـوم الأحاديـث الموجبة للزكاة‬ ‫فيهما‪ ،‬وللأحاديث الخاصة‪ ،‬كقوله ! لعائشـة ‪» : #‬حسـبك من النار إن‬ ‫)‪ (١‬يراجع جواب مطول للشـيخ حول حكـم زكاة الحلي في فتاوى العبادات ص ‪،٢٦٦‬‬ ‫‪.٢٧٤‬‬ ‫‪231‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫لـم تؤدي زكاتهما« يعني سـواريها‪ ،‬وتجب الزكاة فـي الحلي إذا بلغ مقدار‬ ‫خمسة وثمانين غرام ًا وذلك في الذهب‪ ،‬أما في الفضة فإذا بلغت خمسمائة‬ ‫وخمسة وتسعين غرام ًا‪ ،‬ويدفع منهما ربع العشر‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫العمانية؟ وكم‬‫هـل تجـب الزكاة فـي حلي المرأة؟ ومـا قيمته بالعملـة ُ‬‫=‬ ‫قيمة العشرين مثقالاً؟ وهل تخرج قيمة الزكاة من ثمن الذهب المشترى‬ ‫به أو من الثمن الحالي؟‬ ‫تجب الزكاة في حلي المرأة إذا بلغ النصاب‪ ،‬فإن كان ذهب ًا فنصابه عشرون‬ ‫مثقالاً وهي تقدر بنحو خمسة وثمانين غرام ًا من معايير وقتنا هذا‪ ،‬وإن كان‬ ‫فضـة فنصابـه مائتا درهـم وتقدر بنحو خمسـمائة وخمسـة وتسـعين غرام ًا‬ ‫بحسـب مقادير وقتنا هذا‪ ،‬وكل واحد من الذهب والفضة هو أصل برأسـه‪،‬‬ ‫فلذلك لا يحتاج أن يقوم بالقيمة‪ ،‬وإنما العملات المختلفة تعاد قيمتها إلى‬ ‫الذهـب والفضـة وليـس العكـس‪ ،‬لأن الذهـب والفضة هما الأصـل لتلك‬ ‫العمـلات وليسـت هي الأصـل لهما‪ ،‬وإخراج زكاة الحلـي يمكن أن يكون‬ ‫من نفس الحلي‪ ،‬ويمكن أن يكون بالقيمة‪ ،‬وذلك بأن تحسب القيمة وتقدر‬ ‫في كل وقت بقدرها‪ ،‬لأن كلاً من الذهب والفضة ترتفع قيمته أحيان ًا وتنزل‬ ‫أحيان ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة عندها حلي منذ عشـرين سـنة ولم تؤد زكاته‪ ،‬ثم باعته بخمسمائة‬‫=‬ ‫ريال ُعماني‪ ،‬وأرادت أن تؤدي الزكاة عن السـنين الماضية فهل يلزمها‬ ‫ذلك أم يجزيها أن تؤدي زكاة سنة واحدة‪ .‬وما هو الراجح عندكم في‬ ‫حكم الزكاة في الحلي؟‬ ‫الراجـح وجـوب الزكاة في الحلي للأحاديث الناصـة على ذلك‪ ،‬وهي وإن‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪232‬‬ ‫كانت لا تخلو من مقال فإن عمومات الأحاديث الصحيحة الموجبة للزكاة‬ ‫في الذهب والفضة تؤيدها‪ ،‬بخلاف الأحاديث والآثار المسـقطة للزكاة في‬ ‫الحلي‪ ،‬فإنها مع ضعفها معارضة بالعمومات‪ ،‬ومن ترك الزكاة أعوام ًا فعليه‬ ‫أن يزكي عن كل عام على الراجح‪ ،‬لأن الزكاة حق مالي ولا يسـقطه مرور‬ ‫الزمـن‪ ،‬وقيـل بل يجب عليه أن يزكي زكاة عـام واحد‪ ،‬وقيل تجزئه التوبة‪،‬‬ ‫والأول هو الأرجح‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل تحمل الفضة عموم ًا على النقد؟‬‫=‬ ‫ويحمل الذهب علـى الفضـة‪ ،‬و ُتحمل الفضة‬‫ُتحمـل الفضـة على الذهـب ُ‬ ‫والذهـب علـى عروض التجارة وتحمـل عليهما عروض التجـارة‪ ،‬وهكذا‪،‬‬ ‫لأنها جنس واحد‪ ،‬والجنس الواحد يحمل بعضه على بعض‪.‬‬ ‫ما الحكم في زكاة الذهب المخلوط بالفضة؟‬‫=‬ ‫يقدر الذهب بنفسه والفضة بنفسها ويحمل بعضهما على الآخر‪ ،‬فإن كانت‬‫ّ‬ ‫الفضـة مثـلاً بمقدار مائة وعشـرين درهمـ ًا‪ .‬والذهب بمقدار ثمانيـة دنانير‪،‬‬ ‫حمل بعضهما على الآخر وزكي الجميع كل بحسابه‪ ،‬وإن كانت الفضة أقل‬ ‫من الذهب كأن تكون بمقدار خمسـين درهم ًا والذهب بمقدار خمسة عشر‬ ‫دينـار ًا فإنه يحمـل بعضهما على بعض وتخرج زكاة الجميع من كل بقدره‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل الزكاة في الحلي تكون عن قيمة الشراء أو عن الوزن؟‬‫=‬ ‫يجـوز إخـراج جزء من الحلي المزكى في الزكاة بعـد وزنه‪ ،‬أو إخراج ربع‬ ‫عشر قيمته بعد اعتبار القيمة وذلك إذا بلغ النصاب‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪233‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫كيف تخرج المرأة زكاة الذهب‪ ،‬وهل يجوز إعطاؤها للزوج؟‬‫=‬ ‫إن بلـغ الذهـب النصـاب أو كان معه ما يضم إليه وجـب على صاحبته أن‬ ‫تزكيه‪ ،‬والنصاب هو عشرون مثقالاً ويقدر بحوالي خمسة وثمانين غرام ًا من‬ ‫الذهـب‪ ،‬ويجـوز إخراج الثمن في زكاة الحلـي‪ ،‬ولا مانع من إعطاء الزوج‬ ‫من الزكاة إن كان فقير ًا‪ ،‬فقد كانت امرأة ابن مسعود ‪ 3‬تعطي زوجها من‬ ‫زكاة حليها وكان هو يأخذها منها‪.‬‬ ‫ما قولكم في الزكاة التي تخرج من الحلي‪ .‬هل تنقص قيمته بقدر الزكاة‬‫=‬ ‫المخرجة أم تظل القيمة نفسها وتخرج نفس القيمة كل سنة؟‬ ‫إن كان الحلـي موجـود ًا قائم ًا فلا تنقص قيمتـه بالزكاة‪ ،‬فيخرج منه كل عام‬ ‫نفـس المقـدار‪ ،‬ولكـن لا بد مـن اعتبار قيمته فـي كل عام فقـد ترتفع وقد‬ ‫تنخفض‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل تخرج المرأة الزكاة من ذهبها فقط أو ذهب بناتها أيض ًا؟‬‫=‬ ‫إن كان مـا عنـد الواحدة منهن بلغ النصاب فعليها أن تزكيه‪ ،‬ولكن لا تضم‬ ‫بعضه إلى بعض‪ ،‬لأن لكل واحدة منهن ملك ًا مستقلاً فيما تملكه من الذهب‬ ‫وكذلك الفضة‪.‬‬ ‫امـرأة عندهـا ذهـب وبلغ النصاب وحـال عليه الحـول لكنها لا تملك‬‫=‬ ‫مبالغ تزكي بها عن ذلك الذهب فهل تبيع جزء ًا منه؟‬ ‫هي مخيرة بين أن تدفع جزء ًا من الذهب وهذا هو الأصل‪ ،‬لأن زكاة الشيء‬ ‫مـن عينه‪ ،‬وبين أن تدفـع القيمة‪ ،‬بحيث تدفع دراهم أو ريالات أو نحوهما‬ ‫من أي عملة أخرى ما يسـاوي قيمة ما يجب عليها من زكاة ذلك الذهب‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪234‬‬ ‫وإن باعـت جـزء ًا من ذهبها بمقدار الواجب عليها وأعطته الفقراء كان ذلك‬ ‫مجزي ًا عنها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة أخرجـت زكاة ذهبهـا من أمـوال طفلها التي حصلـت عليها عند‬‫=‬ ‫ولادته‪ ،‬هل عليها إعادة تلك المبالغ؟‬ ‫اختلف العلماء في حق الوالد من مال ولده‪ ،‬وسبب الخلاف هو فهمهم لقول‬ ‫النبـي !‪» :‬أنـت ومالـك لأبيـك«‪ .‬فمنهم من حملـه على إطلاقه فتوسـع في‬ ‫انتفاع الأب بمال ابنه‪ ،‬ومنهم من حمله على الحاجة‪ ،‬وهؤلاء قالوا‪ :‬بأن الأب‬ ‫لا يملـك رقبـة ابنـه وإنما يملك الانتفاع بابنه‪ ،‬فليس لـه أن يبيع ابنه‪ ،‬فكذلك‬ ‫ليـس لـه أن يبيع مالـه‪ .‬واختلف في الأم هل لها ما للأب من الحق في ذلك‪،‬‬ ‫فقيل بأن لها ما للأب وهذا القول أرجح لأن حق الأُم أعظم‪ ،‬بدلالة قول االله‬ ‫تبـارك وتعالـى‪+* ) ( ' & %$ # " ! ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ / . - ,‬الأحقاف‪ ،[١٥ :‬فبعد أن ذكر الوالدين جميع ًا أشار‬ ‫إلـى التضحيـات التـي قدمتها الأم‪ ،‬وجـاء ذلك صريح ًا فـي حديث النبي !‬ ‫عندما قال ـ عليه أفضل الصلاة والسـلام ـ لسـائله الذي سأله أي الناس أحق‬ ‫مني بحسن الصحبة؟ فقال له‪» :‬أُمك«‪ .‬قال له‪ :‬ثم من؟ قال له‪» :‬أمك«‪ .‬قال له‪:‬‬ ‫ثم من؟ قال له‪» :‬أمك«‪ .‬قال له‪ :‬ثم من؟ قال له‪» :‬أبوك ثم الأقرب فالأقرب«‪.‬‬ ‫فذكر حق الأُم ثلاث مرات وعطف عليه حق الأب بذكره مرة واحدة معطوف ًا‬ ‫بثـم التـي تقتضي المهلة والترتيب‪ ،‬فهذا دليل علـى عظم حق الأُم‪ ،‬ولئن كان‬ ‫حق الأم بهذا القدر من العظم فإن لها أن تنتفع بمال ولدها‪ ،‬كما أن الأب له‬ ‫أن ينتفع به‪ ،‬وعليه فإذا كانت هي قائمة بحاجات الولد وشـؤونه بحيث تسـد‬ ‫حاجته عندما يكون محتاج ًا‪ ،‬أو يعينها أبو الولد على سد حاجته فلا مانع من‬ ‫الانتفاع بما يملكه ذلك الولد من مال‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪235‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫إذا كانـت الأم تزكـي عنها وعن بناتهـا زكاة الذهب منذ أن كن صغار ًا‬‫=‬ ‫والبنات الآن كبرن وصارت كل واحدة منهن تتقاضى راتب ًا معين ًا‪ ،‬لكن‬ ‫الأُم لا تـزال تدفـع زكاة الذهـب عنهـن‪ ،‬فمـا الحكم هل ُتلـزم البنات‬ ‫بالزكاة عن ذهبهن؟‬ ‫إن كانـت الأُم تدفـع الـزكاة بموافقـة البنات ورضاهـن واتفاقهن على ذلك‬ ‫فذلك يسقط الزكاة عنهن وإلا فلا‪.‬‬ ‫كثير من النساء لا تؤدي زكاة حليها‪ ،‬فما حكم الإسلام في ذلك؟‬‫=‬ ‫إذا كان الحلـي ذهبـ ًا أو فضـة فلا بد من أداء زكاتـه إذا بلغ النصاب وحال‬ ‫عليـه الحـول‪ ،‬وإن كان هذا الحلي من غير الذهب كأن يكون من اللآلئ أو‬ ‫الزمرد أو المرجان أو غير ذلك فلا زكاة فيه‪ ،‬والمرأة التي لم تزك ِّ من قبل‪،‬‬ ‫عليها أن تزكي فيما بعد ولا فرق بين الملبوس وغيره‪.‬‬ ‫ما حكم النساء اللاتي لا يخرجن زكاة ذهبهن؟‬‫=‬ ‫إن الذي لا يخرج زكاة ماله ـ والعياذ باالله ـ مع وجوب ذلك عليه ببلوغه‬ ‫النصاب وحولان الحول عاقبته سيئة‪ ،‬وليس ذلك من شأن المسلم‪ ،‬فاالله‬ ‫تبارك وتعالى عندما ذكر أهل النار قال‪ ﴾ ë ê é è ﴿ :‬ثم قال في‬ ‫بيـان جوابهـم‪û ❁ ö õ ô ó ❁ ñ ð ï î í ﴿ :‬‬ ‫‪ ü‬ظم عج ❁ غج غم فج فح ﴾ ]سـورة المدثـر‪ [٤٦ - ٤٣ :‬وكذلـك‬ ‫نجـد االله تعالـى يقـول‪` _ ^ ] \ ❁ Z Y ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ c b a‬فصلـت‪ ،[٧ ،٦ :‬وفـي هذا تنبيه على أن منع الزكاة‬ ‫ليـس مـن صفـة المسـلم‪ ،‬والنبـي ! يقـول‪» :‬لا صـلاة لمانـع الـزكاة‬ ‫والمتعدي فيها كمانعها«‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪236‬‬ ‫عنـدي مجمـوع مـن الذهب لـم أزكها منذ سـنوات لا أعلمهـا‪ ،‬وهذا‬‫=‬ ‫الذهـب كنت أبيع منه لأشـتري ذهب ًا آخر بنفـس القيمة أو أكثر فكيف‬ ‫أزكي عن الذهب؟‬ ‫في هذه الحالة تعود المرأة إلى التحري وتخرج الزكاة إلى أن تطمئن نفسها‬ ‫بأنها أدت ما عليها‪ ،‬وتكون بذلك أبرأت ذمتها إن شاء االله‪.‬‬ ‫فتاة تقول أن والدتها متزوجة منذ خمس وثلاثين سـنة ومعها فضة فلما‬‫=‬ ‫ذهبت لوزنها بلغت ثلاثة وسبعين ريالاً‪ ،‬هل فيها زكاة؟‬ ‫لا عبـرة بالقيمـة لأن الذهب والفضة كل واحد منهما أصل بنفسـه‪ ،‬والريالات‬ ‫هي التي ترجع إلى أحد النقدين‪ ،‬إما أن ترجع إلى الذهب وإما أن ترجع إلى‬ ‫الفضـة‪ ،‬ولا يمكن أن يكـون معيار الذهب والفضة فـي بلوغهما النصاب هذه‬ ‫الريالات إذ لا ُيرد الأصل إلى الفرع وإنما ُيرد الفرع إلى الأصل‪ ،‬فلذلك ُينظر‬ ‫فـي مقدار هذه الفضة نفسـها‪ ،‬لأنها أصل برأسـها‪ ،‬فـإن كانت تصل إلى مقدار‬ ‫مائتي درهم‪ ،‬أو خمسـمائة وخمسـة وتسـعين غرام ًا‪ ،‬كانت الزكاة فيها واجبة‪،‬‬ ‫ويخـرج منهـا ربع العشـر‪ ،‬واختلف أهل العلم في الزكاة‪ ،‬هل هي شـريك في‬‫ُ‬ ‫فبناء على أنها شـريك فـي المال تزكي‬‫المـال أو هـي حق واجب فـي الذمة؟ ً‬ ‫وتنقص ما تزكيه حتى ينقص المال عن مقدار النصاب‪ ،‬بخلاف من يقول بأنها‬ ‫حق في الذمة فإنها ولو ظلت سنين كثيرة‪ ،‬فعليها أن تزكيه لتلك السنين بأسرها‪.‬‬ ‫امرأة اشترت ذهب ًا من مهرها‪ ،‬فمن سيخرج زكاة هذا الذهب المرأة أم‬‫=‬ ‫الرجل؟‬ ‫الزكاة على المرأة لأن الحلي لها فعليها زكاته وإن أخرجها الزوج بموافقتها‬ ‫سقطت عنها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪237‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫هل على الرجل أن يزكي حلي امرأته؟‬‫=‬ ‫ليس على الرجل أن يزكي حلي امرأته وإنما ذلك عليها بنفسها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة لديهـا ذهب بلغ النصاب‪ ،‬وعليها ديـن أكثر من حد الزكاة‪ ،‬فهل‬‫=‬ ‫تزكي أم لا؟‬ ‫إن كان الديـن غير منسـأ أسـقطت مـن زكاة ذهبها بقدر الديـن‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫كعيدية للأطفال؟‬ ‫ّ‬‫هل يمكن أن أعطي زكاة ذهبي في العيد‬‫=‬ ‫الأطفـال فيهـم الغني وفيهـم الفقير‪ ،‬والـزكاة ُتعطى لمن ينفقها على نفسـه‬ ‫وعلى عياله من الفقراء‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة امتلكـت مهـر ًا وقدره ثلاثة آلاف ريال ُعماني‪ ،‬وبعد سـتة أشـهر‬‫=‬ ‫قامت بشراء كمية من الذهب وقدره ألفا ريال ُعماني‪ ،‬كيف يتم حساب‬ ‫الزكاة‪ ،‬هل من وقت امتلاك المهر أم من وقت شرائها للذهب؟‬ ‫في هذه المسألة خلاف‪ ،‬لأن الذهب والنقود من جنس واحد‪ ،‬وقد اختلف‬ ‫وبناء على هذا الاختلاف اختلف في‬‫ً‬‫في بدل الشيء هل يقوم مقامه أم لا‪،‬‬ ‫تقدير الحول هل هو من بدء ُملكها لهذا المال أو من شرائها للذهب‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪238‬‬ ‫‪øjó`≤ædG IÉ```cR‬‬ ‫هل تجب الزكاة في الراتب الشهري؟‬‫=‬ ‫تجـب الـزكاة في الراتب إن بلـغ النصاب وحال عليه الحـول‪ ،‬أو ضم إلى‬ ‫أصل يزكى‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫كم مقدار نصاب الزكاة من النقود في عملة عصرنا هذا؟‬‫=‬ ‫بمـا أن العملـة الورقيـة تقـدر قيمتها في وقتنا هـذا بالذهب ـ لأنـه الرصيد‬ ‫المعتبـر فـي مقابلهـا حقيقة أو اعتبـار ًا‪ ،‬فنصاب الأوراق النقدية ما يسـاوي‬ ‫خمسة وثمانين غرام ًا بمعايير العصر‪ ،‬وذلك يختلف باختلاف غلاء الذهب‬ ‫ورخصه وارتفاع العملة وانحطاطها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫كم نصاب النقود؟ وهل يجوز أن يعطى الإخوة والأخوات من الزكاة؟‬‫=‬ ‫نصـاب أوراق النقـد هو نصاب الأصل‪ ،‬والأصل إمـا الذهب أو الفضة‪،‬‬ ‫فهـذه الأوراق إما أن تكون مثمنة بالذهـب وإما أن تكون مثمنة بالفضة‪،‬‬ ‫فإن كانت مثمنة بالذهب فنصابها نصاب الذهب وإن كانت مثمنة بالفضة‬ ‫فنصابها نصاب الفضة‪ ،‬ولعل الذهب هو المعتمد الآن في تثمين الأشياء‬ ‫عالم ًا‪ ،‬ولذلك تثمن به أوراق النقد‪ ،‬ونصاب الذهب هو خمسة وثمانون‬ ‫غرام ًا‪ ،‬فإذا كانت الأوراق تفي بمقدار خمسـة وثمانين غرام ًا من الذهب‬ ‫‪239‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫فإنها تكون قد بلغت النصاب‪ ،‬ولا مانع من إعطاء الإخوة والأخوات من‬ ‫الـزكاة‪ ،‬لأنهـم ليسـوا في حكـم الأولاد الذيـن يكلف الإنسـان بعولهم‪،‬‬ ‫والصدقـة علـى الفقير صدقـة وعلى الفقيـر القريب صدقـة وصلة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة تأخذ راتب قدره ثلاثون ريالاً‪ ،‬فهل تخرج منه الزكاة؟‬‫=‬ ‫إن اجتمع عندها مبلغ مقدار النصاب ومضى عليه حول كامل فعليها زكاته‪،‬‬ ‫والمعتمد في مقدار نصاب الأوراق النقدية الذهب‪ ،‬لأن الذهب هو الأصل‪،‬‬ ‫ولأن هذه الأوراق النقدية تقاس قيمتها ارتفاع ًا وانخفاض ًا ـ حسـب العرف‬ ‫الدولـي ـ بعملـة الذهـب‪ ،‬ونصـاب الذهـب هو عشـرون مثقالاً أو خمسـة‬ ‫وثمانون غرام ًا‪.‬‬ ‫شـخص ُيخرج زكاته سـنوي ًا في شـهر رمضان ولكنه حصل على مبلغ‬‫=‬ ‫قدره ألفا ريال في شـهر رمضان عن طريق الجمعية‪ ،‬فهل ُيخرج زكاته‬ ‫مر عليه الحول؟‬ ‫أم لا؟ وهل يعتبر هذا المبلغ قدَّ‬ ‫الزيـادة ُتزكـى مع الأصل‪ ،‬ولا ُيسـتأنف لها توقيت جديـد‪ ،‬فعلى هذا الذي‬ ‫استفاد مالاً قبل أن يصل الحول أو يزكيه مع ماله الأصلي‪.‬‬ ‫أدخر مالاً في البنك لأشتري به منزلاً‪ ،‬ولأني لا أستطيع أن أقترض من‬‫=‬ ‫علـي أن أخرج الـزكاة من هـذا المال‬ ‫ّ‬‫البنـك بسـبب الربـا فهـل يجب‬ ‫المدخر لشراء المنزل؟ وما هو النصاب؟‬ ‫نعم‪ ،‬والنصاب هو ما يساوي خمسة وثمانين غرام ًا من الذهب أو خمسمائة‬ ‫وخمسة وتسعين غرام ًا من الفضة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪240‬‬ ‫ي مجموعة كبيرة‬‫ولـدَّ‬ ‫أنـا مـن هواة جمـع العملات المعديـة والورقية َ‬ ‫=‬ ‫علي الزكاة فيها؟‬ ‫منها‪ ،‬فهل تجبَّ‬ ‫مـن جمـع مالاً ُيزكي لادخاره ولو لم يقصد اسـتهلاكه في شـيء‪ ،‬فعليه أن‬ ‫يزكيـه‪ ،‬فمن تـرك فضة أو ذهب ًا أو أوراق ًا نقدية أو عملات تجب فيها الزكاة‬ ‫ولو من أجل الزينة ونحوها فعليه أن يزكيها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪241‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪ô`£`ØdG IÉ```cR‬‬ ‫زكاة الفطر كم تقدر بالمبالغ؟‬‫=‬ ‫زكاة الفطر يخرجها الإنسـان عن نفسـه وعن من يعوله عولاً واجب ًا‪ ،‬ومقدار‬ ‫المخـرج صـاع مـن الطعام غالب مـا يقتاتون به في البلد عن كل شـخص‪،‬‬ ‫وأكثـر ما يقتات به الناس عندنا هـو الأرز‪ ،‬فلذلك ينبغي أن يكون المخرج‬ ‫صاع أرز‪ ،‬وأما العدول إلى القيمة فذلك أمر اختلف فيه العلماء‪ ،‬فجمهورهم‬ ‫علـى المنـع من ذلك‪ .‬وإنما رخص فيه بعض أهل العلم‪ ،‬وهذه الرخصة لا‬ ‫ينبغـي أن يصـار إليها إلا مع تعذر وجود من يقبـل الطعام‪ ،‬لئلا تعطل هذه‬ ‫الـزكاة‪ ،‬أمـا مع وجود من يقبل الطعام فإنها تدفـع طعام ًا كما جاءت بذلك‬ ‫السَّنة‪ ،‬ولا ينبغي العدول عن ذلك‪ ،‬ومع العدول عن الطعام إلى القيمة فإن‬‫ ُّ‬ ‫القيمـة تختلف باختـلاف الزمان والمكان‪ ،‬فلذلك ينبغي للسـائل أن يبحث‬ ‫عـن قيمـة صاع الأرز وأن يحتاط بدفع أكثر من هـذه القيمة‪ ،‬كأن يدفع في‬ ‫وقتنا هذا ريالاً أو أكثر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫وحياء‪،‬‬ ‫ً‬‫يقول بعضهم نحن عندما نذهب بالأرز إلى أحد لا يرده خجلاً‬‫=‬ ‫إنما يتقبله على مضض‪ ،‬ولكننا نرى ونشـعر أنه بحاجة إلى المال أكثر‬ ‫من حاجته إلى الأرز؟‬ ‫أنـا أعجـب من هذه الحالة!! هل الفقـراء الآن لا يأكلون؟ ولماذا يحتاجون‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪242‬‬ ‫إلى المال؟ أليس المال يحتاجون إليه من أجل الإنفاق على أنفسـهم‪ ،‬وفي‬ ‫يعد في مقدمة حوائج فقيرهم وغنيهم‪ ،‬والأرز‬‫مقدمة الإنفاق الإقتيات الذيُّ‬ ‫عندما يدفع إليهم يقتاتون به‪ ،‬فكيف يرفضون الأرز ويريدون الثمن!!‪.‬‬ ‫الفقراء يحتاجون المبالغ لشراء الملابس في العيد‪ ،‬فهل يراعى مثل هذا‬‫=‬ ‫الأمر؟‬ ‫دل عليه الحديث‪.‬‬‫إن وجد من يقبل الطعام فيعطى الطعام اتباع ًا لماَّ‬ ‫متى توزع زكاة الفطر؟‬ ‫=‬ ‫زكاة الفطـر قيـل تجب بغروب شـمس آخـر يوم من رمضـان‪ ،‬وقيل بطلوع‬ ‫شـوال‪ ،‬ويمتد‬‫شـوال‪ ،‬وقيل بطلوع شـمس أول يوم من ّ‬‫فجـر أول يـوم من ّ‬ ‫وقتها إلى الخروج إلى المص ّلى‪ ،‬وبعد أداء صلاة العيد تكون صدقة كسائر‬ ‫الصدقات‪ ،‬ولا تكون لها خصوصية صدقة الفطر‪ ،‬وويظهر أثر الخلاف فيما‬ ‫لو ولد لأحد من الناس مولود قبل طلوع الفجر وبعد غروب الشمس‪ ،‬هل‬ ‫يلزمه أن يزكي عنه زكاة الفطر أو لا؟ وكذلك ما لو ملك رقيق ًا ما بين هذين‬ ‫الوقتين هل يلزمه أن يزكي عنه أو لا؟ وكذلك من مات ما بين الوقتين هل‬ ‫يلزم أن يزكى عنه أو لا؟ ففي الصورتين الأوليين يلزم أن يزكى عن المولود‬ ‫وعن الرقيق على رأي من يقول بأن زكاة الفطر تجب بطلوع فجر أول يوم‬ ‫شوال‪ ،‬أما على القول بأنها تجب‬‫شـوال أو بطلوع شـمس أول يوم من ّ‬‫من ّ‬ ‫بغـروب شـمس آخر يـوم رمضان فلا‪ ،‬لأنـه عندما غربت الشـمس لم يكن‬ ‫المولود ولد ًا ولم يكن الرقيق ملك ًا لهذا الشخص‪ ،‬أما بالنسبة إلى من مات‬ ‫مـا بيـن الوقتين فعلـى قول من قال بـأن الزكاة تجب بغـروب آخر يوم من‬ ‫رمضـان يكـون من الواجب أن يزكى عنه‪ ،‬لأن الـزكاة تعلقت بذمته إن كان‬ ‫هـو العائـل‪ ،‬وتعلقـت بذمـة من يعولـه إن كان يعـال من قبل غيـره‪ ،‬وعلى‬ ‫‪243‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫الرأييـن الآخرين لا يجب ذلك‪ ،‬لأنـه عندما دخل وقت وجوب هذه الزكاة‬ ‫لم يكن حي ًا بل صار في عداد الموتى‪ ،‬ومن تعذر عليه أن يجد من يستحق‬ ‫الزكاة في ذلك الوقت فإنه بإمكانه أن يخرجها في وقت وجوبها‪ ،‬ثم يعزلها‬ ‫جانبـ ًا حتـى يجد الفقير الذي يسـتحقها ولو بعد الصـلاة ويدفعها إليه‪ ،‬لأنه‬ ‫عزلها قبل الصلاة من أجل صرفها إلى من يستحقها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫وهل على المرأة المريضة فاقدة الوعي زكاة الفطر؟؟‬‫=‬ ‫أما هي فلا‪ ،‬ولكن من يقوم بعولها يزكي عنها كما يزكي عن الصبي الصغير‬ ‫الذي لم يكلف شيئ ًا قط‪.‬‬ ‫هل ُتخرج زكاة الأبدان عن الجنين؟‬‫=‬ ‫لا ما لم يولد‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هـل يلـزم الزوجـة العاملـة أن تدفـع زكاة الفطـر لزوجهـا العاطل عن‬‫=‬ ‫العمل؟‬ ‫أما كونها تلزم فلا‪ ،‬ولكن يجوز لها أن تدفعها إليه إن كان مضطر ًا ولا يجد‬ ‫ما يحتاج إليه في ذلك اليوم‪.‬‬ ‫امـرأة عندهـا بنـات يدرسـن فـي ُعمـان ولا عائـل لهـن إلا والديهما‪،‬‬‫=‬ ‫ووالداهما يقطنان في الإمارات فهل تخرج زكاة الفطر عنهن في ُعمان‬ ‫أم في الإمارات؟‬ ‫الأولـى أن يمكنوا بناتهم من إخراج زكاتهن في ُعمان بحيث يكون عندهن‬ ‫يتمكن به من إخـراج الزكاة ليوم العيد‪ ،‬وإن تم الإخراج من‬ ‫ َّ‬‫مـن القوت ما‬ ‫قبل العائل الذي يقوم بعولهن حيث هو مقيم‪ .‬فلا حرج في ذلك‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪244‬‬ ‫الشغالة التي تعمل في البيت على من تكون زكاة فطرها؟‬‫=‬ ‫هي على نفسها‪ ،‬لأنها ليست داخلة فيمن يعولهم صاحب البيت عولاً واجب ًا‬ ‫عليه شرع ًا‪.‬‬ ‫وإذا أعطت الشغالة صاحب البيت المال ليخرج عنها أيصح ذلك؟‬‫=‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫بالنسـبة لزكاة الفطر عادة الناس في بعض المناطق يتبادلون الزكاة فيما‬‫=‬ ‫بينهم‪ ،‬ونريد من سماحتكم التوضيح والبيان حول ذلك؟‬ ‫زكاة الفطر يستحقها الفقير‪ ،‬وهو الذي لا يكفيه دخله لنفقاته الضرورية‪.‬‬ ‫وتجـب على مـن كان عنده فضلة عن قوته‪ ،‬ثم اختلـف العلماء في هذا‬ ‫الفاضل‪ ،‬فقيل عن قوت يومه وعليه فمن كان عنده فضلة عن قوت يومه‬ ‫بقدر الزكاة الواجبة عليه عن نفسه وعن كل من يعوله فإنه يدفعها‪ ،‬وهذا‬ ‫أشد الأقوال‪ ،‬وقيل عن قوت شهره وهذا أوسط الأقوال‪ ،‬وقيل عن قوت‬ ‫عامـه وهذا أوسـع الأقوال‪ .‬فعلى قول من قال تجـب على من كانت له‬ ‫فضلة عن قوت يومه فلا حرج أن يدفعها إلى من كان مثله‪ ،‬وأن يأخذها‬ ‫أيضـ ًا ممـن يدفعها إليـه وإن كان هو يدفعها إلى من يسـتحقها أيض ًا‪ .‬أما‬ ‫علـى قول مـن قال بأنها لا تجب إلا َّ على من كانـت له فضلة عن قوت‬ ‫عامـه فإنـه لا ينبغـي أن يأخذها‪ ،‬لأنه في غنى عنهـا‪ ،‬وكيف يأخذ الزكاة‬ ‫تقدم فإن الفقراء هم الذين يأخذونها‬‫وبناء على ما ّ‬ ‫ً‬‫وهو عنده قوت عام‪،‬‬ ‫إلا قـول مـن شـدد فيها ـ كما ذكرنـا ـ فلا حـرج أن يأخذوها ويعطوها‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪245‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫هل زكاة الأبدان تشمل الفقراء؟‬‫=‬ ‫زكاة الفطـر تختلـف عـن الزكوات الأخـرى بأنه لا نصاب معينـ ًا لها‪ ،‬لأنها‬ ‫طهـرة للصائـم مـن اللغـو والرفـث‪ ،‬والنـاس فيمن تجـب عليه بين مشـدد‬ ‫ومرخـص ومتوسـط‪ ،‬بعد اتفاقهـم أنها تجـب على الواجـد‪ ،‬ولكن من هو‬ ‫الواجد؟ قيل هو من عنده فضل عن طعام يوم العيد‪ ،‬ومنهم من قال هو من‬ ‫كانت عنده فضلة عن طعام شهر‪ ،‬ومنهم من رخص أكثر من ذلك‪ ،‬وأوسط‬ ‫الأقوال قول من قال من كانت عنده فضلة عن طعام شهر‪.‬‬ ‫هـذا والإنسـان لا يأمن أن يقع في اللغو‪ ،‬فلينظر إلـى حاجته لأنه قد يكون‬ ‫عنده فضل عن نفقة يومه‪ ،‬ولكن لا يتيسر له العمل في اليوم التالي من أيام‬ ‫العيد واليوم الذي يليه‪ ،‬فلذلك ينبغي أن يوسع له بأن يدخر مقدار ما يكفي‬ ‫لنفقته ونفقة عياله إلى أن يتيسر له العمل‪ ،‬وأما من كان له مثلاً مرتب يومي‬ ‫أو شهري‪ ،‬بحيث وإن كان عنده مقدار نفقة يومه فقط مع الزيادة التي يمكنه‬ ‫أن يخرجهـا فـلا ريـب أنه مـع الضمان الحاصـل له لا ينبغـي أن يتردد من‬ ‫إخراجها‪ ،‬حرص ًا على تطهير صيامه من اللغو‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪246‬‬ ‫‪q‬‬ ‫‪øjódGh‬‬‫‪¢Vô≤dG IÉcR‬‬ ‫الدين؟‬ ‫كيف تكون زكاةَّ‬‫=‬ ‫الدين‬ ‫أمـا بالنسـبة إلـى المديـن‪ ،‬فهو يسـقط مـن المال الـذي عنده مقـدارَّ‬ ‫الحاضر‪ ،‬سواء كان مؤجلاً من قبل وحضر أجله أو كان من أول الأمر دين ًا‬ ‫حاضـر ًا لا أجـل له‪ ،‬وأما الدائن فعليه أن ُيزكـي الدين الذي حضر وقته إن‬ ‫ملي‪ :‬وهو من كان عنده وفاء الدين ولم يكن من‬‫وفي ّ‬‫كان هذا الدين على ّ‬ ‫شأنه أن ُيماطل‪ ،‬أما إن كان من شأنه المماطلة‪ ،‬فهنا لا يلزمه ـ أي الدائن ـ‬ ‫الديـن لأنه ليس ضامن ًا للوصول إلى حقه وكذلك إن كان المدين‬‫أن ُيزكـي ّ‬ ‫معسر ًا‪.‬‬ ‫الدين هل على الدائن أو‬‫من هو الدائن والمدين؟ وعلى من تكون زكاةَّ‬‫=‬ ‫على المدين؟‬ ‫الدين‬‫الدين‪ ،‬والمدين هو الـذي عليه الدين‪ ،‬وفي زكاةَّ‬‫الدائـن هو الذي لهَّ‬ ‫أقـوال كثيرة للعلماء‪ ،‬ولكـن القول الصحيح الذي نعتمد عليه هو النظر في‬ ‫فالدين الذي حضر وقته زكاته على الدائن‬‫الدين‪ ،‬هل هو حاضر أم مؤجل؟َّ‬‫ َّ‬ ‫بشـرط أن يكون المدين وفي ًا لا يماطل وملي ًا عنده ما يقضي به دينه‪ ،‬ومثله‬ ‫الذي لم ُيوقت بوقت ومن هذا الباب أيض ًا الإقراض عند أكثر العلماء لأن‬ ‫القرض عند أكثر العلماء لا ُيوقت بوقت ومن العلماء من أجاز التوقيت في‬ ‫‪247‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫القرض وهو الصحيح‪ ،‬وإنما كانت الزكاة هنا على الدائن لأن ماله مضمون‬ ‫ملي فيمكنه الحصول على‬‫وفي ّ‬ ‫وله الحق في أن ُيطالب به وبما أن المدين ّ‬ ‫الديـن لم يحضـر وكان المديـن عنده مال فالـزكاة على‬‫حقـه‪ ،‬أمـا إن كانَّ‬ ‫المديـن قبل أن يحضر أجله‪ ،‬وبعد حضور أجله تسـقط الزكاة عن المدين‪،‬‬ ‫فمثلاً لو أن المدين عنده ألف ريال وعليه دين حاضر بمقدار خمسمائة فإنه‬ ‫ويزكي الخمسمائة الباقية‪،‬‬ ‫الدين ُ‬ ‫يسـقط زكاة الخمسمائة بسبب حضور هذاَّ‬ ‫أما إن كان غير حاضر إلى سـنة أو إلى سـنتين أو نحو ذلك فعليه أن ُيزكي‬ ‫الدي َن‪ ،‬وإن كان الدين حالاً إلا أن المدين‬ ‫مـا عنده مـن المال لعدم حضورَّ‬ ‫ُمفلـس أو مماطل وليسـت للدائن حجة يتمكن بهـا أن ينتصف من المدين‬ ‫ويأخذ منه حقه فتسقط الزكاة عن الدائن‪.‬‬ ‫ولدي مبلغ ًا من المال لشـراء قطعة أرض‪ ،‬فهل يجب ّ‬ ‫علي‬‫ َّ‬‫أقرضت‬‫=‬ ‫إخـراج الـزكاة مـن هـذا المال‪ ،‬مـع العلم بأننـي لا أملـك غير هذا‬ ‫المال؟‬ ‫ملي فعلى المقرض الزكاة‪ ،‬وإلا فلا‪.‬‬‫وفي ّ‬‫إن كان هذا القرض في ذمة ّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪248‬‬ ‫‪IQÉ``éàdG IÉ``cR‬‬ ‫هـل يوجـد نصـاب معيـن لتجـارة الملابس التـي تتاجر المـرأة بها في‬‫=‬ ‫منزلها؟‬ ‫إن كان رأس المال النقدي الذي عندها والبضاعة التي تتجر بها تصل مقدار‬ ‫زكاة النقد وهو مقدار مائتي درهم أو مقدار عشرين دينار ًا من الذهب فعليها‬ ‫أن تزكي ذلك‪ ،‬وإن كان ما عندها من النقد ومن البضاعة لا يصل إلى هذا‬ ‫المقدار فلا زكاة عليها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪249‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪»Ñ`°üdG ∫É`e IÉ`cR‬‬ ‫هل تجب الزكاة على الصبي اليتيم وخاصة إذا كان يمتلك أموالاً نقدية‪،‬‬‫=‬ ‫ولي؟‬ ‫ومن يقوم بذلك إن لم يكن له ّ‬ ‫وبناء على هذا‬ ‫ً‬‫اختلف في الزكاة هل هي شـريك في المال أو حق في الذمة؟‬ ‫الاختلاف يختلف في تزكية مال الصبي قبل البلوغ‪ ،‬فمن قال بأن الزكاة شريك‬ ‫فـي المـال يوجـب الزكاة فـي مال الصبي‪ ،‬ومـن قال بأنها حق فـي الذمة يرى‬ ‫سقوطها عن الصبي نظر ًا لأن ذمته لم تشغل بتكليف بعد إذ القلم مرفوع عنه‪،‬‬ ‫كما ثبت في حديث الرسـول !‪ ،‬والقول الشهير بأن الزكاة شريك في المال‪،‬‬ ‫ولذلـك فـإن الجمهور يقولون بوجوبها في مال الصبـي يتيم ًا كان أو غير يتيم‪،‬‬ ‫ويـدل على ذلك عموم قول النبي !‪» :‬أمـرت أن آخذها من أغنيائكم وأر ّدها‬‫ ُّ‬ ‫إلـى فقرائكـم«‪ ،‬وعمل الصحابة رضوان االله عليهم‪ ،‬إذ كانوا يدفعون الزكاة من‬ ‫أمـوال اليتامـى الذين يكونون فـي حجورهم‪ ،‬كما هو مشـهور عنهم‪ ،‬ويدفعها‬ ‫ولي فالوصي وإن لم يكن له وصي فالوكيل يقوم بذلك‪.‬‬‫الولي وإن لم يكن له ّ‬‫ّ‬ ‫هـل تجب الزكاة على أموال الأطفـال الصغار‪ ،‬أم ننتظر إخراجها حتى‬‫=‬ ‫سن البلوغ؟‬ ‫يؤمر أن يتجر بأموالهم لئلا تأكلها الزكاة‪،‬‬ ‫تخرج الزكاة من أموالهم‪ ،‬ولذلك ُ‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪250‬‬ ‫رجل وكيل لأخته الصغيرة‪ ،‬هل له أن ُيزكي من مالها أو أن ُيقرض من‬‫=‬ ‫مالها أحد ًا؟‬ ‫أما الزكاة فهي حق في المال‪ ،‬سواء كان صاحب المال صغير ًا أو كبير ًا‪،‬‬ ‫ولذلـك ُتزكى أموال الأيتام‪ ،‬ومن هنا أمر أن يعمل بها ما يعود بالمنفعة‬ ‫عليهم لئلا تجتاحها الزكاة‪ ،‬والقرض من مال اليتيم بل من أي أمانة من‬ ‫الأمانات غير جائز‪ ،‬فإن أقرض أحد ًا فإنه يتحمل تبعة ذلك‪ ،‬ويكون في‬ ‫هـذه الحالـة ضامنـ ًا لا أمين ًا‪ ،‬وعليـه أن يضمن ذلك من مالـه لها‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪251‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪ô«îdG √ƒLh »a ¥ÉØfE’G‬‬ ‫ما المقصود بالصدقة الجارية؟‬‫=‬ ‫هي أن يحفر أحد نهر ًا ينتفع به الناس‪ ،‬أو أن يقف وقف ًا ينتفع به الناس‪ ،‬أو‬ ‫يحفـر بئر ًا‪ ،‬أو ينشـئ مؤسسـة خيرية أو عمـلاً خيري ًا ينتفع بهمـا الناس من‬ ‫بعده‪ ،‬ومن الصدقة الجارية أيض ًا العلم الذي ينتفع به‪.‬‬ ‫هل يجوز أن أتصدق عن إخوتي وهم أحياء على قيد الحياة؟‬‫=‬ ‫لا مانع من التصدق عنهم مع إشعارهم بذلك من قبل‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ذكرتم أن الإنفاق من غير الزكاة واجب كلما دعت الحاجة‪ ،‬فهل تعنون‬‫=‬ ‫المزكـي لتطهير ماله أم حاجة غيـره‪ ،‬وإن كانت‬‫بذلـك حاجة الإنسـان ُ‬ ‫الثانية فإن حاجة الغير كثيرة؟‬ ‫هـذا أمـر موكـول إلـى ضمائـر النـاس‪ ،‬إذ الـزكاة إنمـا تجـب فـي أصناف‬ ‫السَّنة‪ ،‬وإلا فإن القرآن أطلقها ولم‬ ‫مخصوصة من المال كما دلت على ذلكُّ‬ ‫يقيدهـا يقول تعالى‪] ﴾ k j i h g ﴿ :‬الذاريات‪ ،[١٩ :‬وقال‪:‬‬ ‫﴿‪] ﴾ j i ❁ g f e d c‬المعارج‪ ،[٢٥ ،٢٤ :‬والنبي !‬ ‫يقـول‪»ُ :‬أمـرت أن آخذها من أغنيائكم وأر ّدهـا إلى فقرائكم«‪ ،‬أي من أموال‬ ‫أغنيائكـم وأردهـا إلـى فقرائكم‪ ،‬وقـد قال جمهـور الأُمة بمـا أن النبي !‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪252‬‬ ‫أخذها من أصناف مخصوصة وهذه الأصناف مما تدعو إليه الحاجة البشرية‪،‬‬ ‫فإنها تقاس عليها نظائرها‪ ،‬ومن المذاهب الإسلامية من جعل الزكاة واجبة‬ ‫في كل مال ُيتمول وهذا هو مذهب الحنفية‪ ،‬ولسنا هنا في معرض الحديث‬ ‫عـن ترجيـح هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وأما الإنفـاق من غير الزكاة فهو موكول‬ ‫إلـى ضمائـر الناس فلا ُينظر فيـه إلى صنف ولا إلى نصـاب ولا إلى زمان‬ ‫وإنما غاية الأمر أن ينظر الإنسـان لنفسـه فيبذل من ماله عندما يرى الحاجة‬ ‫بقدر ما تزكو به نفسه وبقدر ما يوفقه االله تعالى للخير‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للإنسـان أن يأخـذ الفوائـد التـي يعطيهـا البنـك وينفقهـا‬‫=‬ ‫للمحتاجين؟‬ ‫أولاً لـي ملاحظـة على كلمة فوائد فهي كلمة غير جائزة‪ ،‬لأن فيها مخالفة‬ ‫لقـول االله تعالـى‪] ﴾ V U T ﴿ :‬البقـرة‪ ،[٢٧٦ :‬فكيـف يكون الشـيء‬ ‫الممحـوق فائدة؟ فيجب أن ُيسـمى ربا كما سـماه االله تبارك وتعالى‪ ،‬لأن‬ ‫في عبارات القرآن تشـريع ًا تعبيري ًا كما أن في أحكامه تشـريع ًا عملي ًا‪ ،‬فما‬ ‫دل عليه القرآن من التعبير يجب أن نتمسك به‪ ،‬ومما يؤسف له أنه شاعت‬‫ َّ‬ ‫فـي هـذا العصر ألفاظ فيها الشـر المسـتطير‪ ،‬فالربا يسـمى فائـدة والخمر‬ ‫ُسميت المشروبات الروحية تصديق ًا لخبر النبي ! عندما قال‪» :‬ليستحلن‬ ‫فسـميت بهذا الاسـم البراق لأنه‬‫ُ‬ ‫آخر أمتي الخمر بأسـماء يسـمونها بها«‪ُ ،‬‬ ‫يراد به تغرير الناس بها‪ ،‬وكذلك ُسـمي الرقص والغناء وأنواع الفسـاد فن ًا‬ ‫وسمي الزنى ُحب ًا‪ ،‬وهكذا كل منكر ُيسمى باسم جميل براق لقصد استهواء‬‫ُ‬ ‫الناس به‪.‬‬ ‫هـذا وأخذ الربا حـرام‪ ،‬وإذا كان أخذه حرام ًا فإن الآخذ لا ينفعه الإنفاق‪،‬‬ ‫إذ النبـي ! يقـول‪» :‬لا يقبـل االله صدقة مـن غلول«‪ ،‬والربـا حكمه حكم‬ ‫‪253‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫الغلول فليس لأحد أن يأخذه من أجل أن يدفعه صدقة للفقراء والمساكين‪،‬‬ ‫ولـو جـاز ذلك لجاز لأحد أن يسـرق ويدفع هذه السـرقة صدقـة للفقراء‬ ‫والمسـاكين‪ ،‬ولجـاز للمـرأة أن تزني من أجل كسـب المـال لإنفاقه على‬ ‫الفقراء والمساكين‪.‬‬ ‫بعـض الناس يخـرج الصدقات في يوم الإسـراء والمعـراج‪ ،‬فما حكم‬‫=‬ ‫ذلك؟‬ ‫المؤمن ُمطالب في جميع الأوقات أن يحرص على التصدق‪ ،‬فإن االله تعالى‬ ‫دعا إلى التصدق استعداد ًا لليوم الآخر‪ ،‬عندما قال ‪^ ] \ ﴿ :8‬‬ ‫_ ` ‪o nm l k j i h g f e d c b a‬‬ ‫‪] ﴾ q p‬البقـرة‪ ،[٢٥٤ :‬وكذلـك دعـا االله ‪ 4‬إلـى التصـدق اسـتعداد ًا‬ ‫للقائه سبحانه‪ ،‬فقال ‪t s r q p o n m ﴿ :4‬‬ ‫‪¤ £ ¢ ¡ ❁ ~ } | { z y xw v u‬‬ ‫‪32± °̄®¬«a© ̈§¦¥‬‬ ‫ ́ ‪﴾ Ä Ã Â Á À¿ 3⁄4 1⁄2 1⁄4 » o 1 ❁ ¶ μ‬‬ ‫]المنافقـون‪ ،[١١ - ٩ :‬علـى أن إيتـاء المال من دلائل صـدق الإيمان والوصول‬ ‫البر‪ ،‬فإن االله تعالى يقـول‪' & % $ # " ! ﴿ :‬‬‫إلـى مرتبـةِّ‬ ‫) * ‪] ﴾ 0 / . - , +‬آل عمـران‪ ،[٩٢ :‬وعندمـا ذكـرِّ‬ ‫البـر فـي‬ ‫البر التي‬ ‫الكتاب العزيز َبَّين أن الإنفاق من المال عندما يجب هو من مراتبِّ‬ ‫يجب على الإنسـان أن يسـعى لأن يرقى إلى درجاتها‪ ،‬فقد ذكر الإنفاق بعد‬ ‫ذكـر العقيدة فور ًا عندمـا قال‪) ( ' & % $ # " ﴿ :‬‬ ‫* ‪543 210/.-,+‬‬ ‫‪@?> = < ; :9 8 7 6‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪254‬‬ ‫‪L K J IH GFED C B A‬‬ ‫‪] ﴾ W VU TS R Q PO N M‬البقـرة‪ ،[١٧٧ :‬فقد‬ ‫ذكـر أولاً العقيـدة ثـم أتبع ذلـك الإنفاق‪ ،‬وهو ـ أي الإنفـاق ـ حق في مال‬ ‫المسـلم من غيـر الزكاة‪ ،‬بدليل أن االله تعالى قـال بعد ذلك‪B A ﴿ :‬‬ ‫يدل على التغاير بين المعطوف والمعطوف عليه‪،‬‬‫‪ ﴾ D C‬فإن العطفُّ‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪255‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪IÉcõdG »a áYƒæàe ihÉàa‬‬ ‫هل إذا فاتت الإنسـان زكاة عدة أعوام ُيخرجها عن بقية الأعوام أم عن‬‫=‬ ‫عامه ذاك؟‬ ‫الزكاة ُتخرج عما مضى من الأعوام التي أضاعها الإنسان فيها‪ ،‬ولا تنحصر‬ ‫فـي عامـه الـذي تاب فيـه إلى ربه وعـاد فيه إلى رشـده بل يجـب عليه أن‬ ‫ُيحاسب نفسه على الأعوام الماضية‪ ،‬إذ هي حق فرضه االله تعالى‪ ،‬فما الذي‬ ‫يسقطه؟ وإنما الخلاف في الزكاة هل هي حق واجب في ذمم الناس أو أنها‬ ‫شـريك فـي الأمـوال‪ ،‬فمن اعتبرها شـريك ًا في الأمـوال وكان وجوبها لعدة‬ ‫أعـوام قـال‪ :‬يخرجها حتى يصـل المال إلى ما دون النصـاب‪ ،‬وأما من قال‬ ‫هـي حـق في الذمة فعليه أن ُيزكي لجميع السـنين الماضية ولو لم يبق معه‬ ‫شيء‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة عندها تجارة من ملابس النساء وغيرها‪ ،‬فهل ُتخرج زكاة تجارتها‬‫=‬ ‫إخراجها نقود ًا؟‬ ‫ُ‬‫مما تبيعه أم أنه يلزمها‬ ‫اختلـف أهـل العلم في جـواز إخراج القيمة في الزكاة؟ هـذا وبما أنها تبيع‬ ‫الملابـس ونحوهـا فـلا مانـع أن تخـرج الـزكاة مما تبيعـه ثيابـ ًا أو نحوها‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪256‬‬ ‫كيف يمكن وعظ امرأة امتنعت من دفع الزكاة بحجة أن رعايتها بأبنائها‬‫=‬ ‫واهتمامها بمنزلها يكفيها عن الزكاة؟‬ ‫الـزكاة ركـن من أركان الإسـلام‪ ،‬وفريضة لا يسـد مسـدها القيـام بأعمال‬ ‫أخرى‪ ،‬فكما أن الصلاة لا يسد مسدها ما تقوم به المرأة من تربية أولادها‬ ‫واهتمامهـا بمنزلهـا فكذلك الزكاة ووعظ هذه المـرأة ينبغي أن يكون بذكر‬ ‫العقوبـة التـي أعدها االله سـبحانه وتعالى لمـن يمنع الزكاة‪ ،‬فـإن االله جعل‬ ‫عقوبة منع الزكاة عقوبة شـديدة قال االله تعالى‪] \ ❁ Z Y ﴿ :‬‬ ‫^ _ ` ‪] ﴾ c b a‬فصلت‪ ،[٧ ،٦ :‬فجعل ترك الزكاة‬ ‫مـن صفات المشـركين ليربو المسـلم بنفسـه عنها‪ ،‬وتوعد بويـل للذين لا‬ ‫يؤتون الزكاة‪.‬‬ ‫هل يجوز أن يمنع الرجل زوجته عن أداء الزكاة؟‬‫=‬ ‫ليسـي للزوج أن يمنع زوجته عن أداء الزكاة وليس للمرأة أن تطيع زوجها‬ ‫في ذلك‪ ،‬فإن الزكاة فريضة واجبة لا تصح إضاعتها و»لا طاعة لمخلوق في‬ ‫معصية الخالق«‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫رجل لديه أموال كثيرة ولكنه لا يزكيها وتريد زوجته أن تزكي عنه ماله‬‫=‬ ‫بدون إذنه‪ ،‬هل يصح له ذلك؟‬ ‫الـزكاة لا تؤخـذ من أحد كرهـ ًا إلا أن يأخذها الحاكم المسـلم الذي يجبر‬ ‫النـاس علـى دفع زكواتهم‪ ،‬وذلك لأن الـزكاة عبادة من العبادات فلا تؤخذ‬ ‫من الإنسـان خلسـة وراء ظهـره‪ ،‬لأن العبادات لا بد لها مـن نية‪ ،‬فهي وإن‬ ‫دفعتهـا ولكـن تبقـى في ذمة الـزوج واجبة عليه لأنـه لم ينو ِ دفعهـا‪ ،‬أما لو‬ ‫أخذها الإمام الحاكم ـ المسلم ـ بطريقة مشروعة فإن الزكاة تكون قد بلغت‬ ‫‪257‬‬‫‪IÉ`cõ`` dG ihÉ`` àa‬‬ ‫مبلغها‪ ،‬وإنما تبقى نية الذي أخذت منه‪ ،‬هل نيته بعد ذلك أن يتوب إلى االله‬ ‫أو أن يستمر على منعه للزكاة‪.‬‬ ‫سـائلة تقـول إن زوجـي يحب الدنيا وقبل مرضـه كان عنده بضاعة لها‬‫=‬ ‫حوالي ثلاثة عشرة سنة لا يزكي عنها‪ ،‬وفي مرة من المرات أخذت منها‬ ‫ودون علمه وأعطيتها لأناس محتاجين فهل أخبره أو لا؟‬ ‫مـا دام هـذا حق ًا واجب ًا عليه‪ ،‬فقد أحسـنت هذه المرأة في إخراج هذا الحق‬ ‫من مال زوجها غير أن الزكاة تتوقف على النية إذ هي من العبادات التي لا‬ ‫قيمـة لهـا إن لـم تكـن مصحوبة بنيـة أدائها وعلى هـذا فلا بد مـن إجباره‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫أعطي شـخص زكاة ليسـلمها لقريب له وذهب ليسـلمها له فلم يجده‬‫=‬ ‫فرجع‪ ،‬وفي طريق رجوعه طلبها منه شـخص آخر لتكون سلف ًا وقرض ًا‬ ‫وأكد أنه سيعيدها قريب ًا لكي توصل لصاحبها الأصلي فلم يرجعها حتى‬ ‫الآن‪ ،‬فهـل علـى من تسـلم الزكاة أن يدفعهـا من جيبه علمـ ًا بأن قيمة‬ ‫الزكاة مائة ريال؟‬ ‫إن كانت هذه الزكاة أمانة بيده ليسلمها إلى شخص معين فإنه بتسليمها إلى‬ ‫شـخص آخـر كقرض مثلاً يعـد مضيع ًا لأمانتـه‪ ،‬وعليـه أن يضمنها‪ ،‬والذي‬ ‫اقترض عليه أن يرد القرض‪ ،‬وكل منهما مسؤول‪.‬‬ ådÉãdG π°üØdG Ωƒ``°üdG ihÉ```àa ‫‪261‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪á«q ædGh ô¡°ûdG á«agCG‬‬ ‫ما هي أهمية هذا الشهر الكريم بالنسبة للمسلم‪ ،‬وما هي الثمرات التي‬‫=‬ ‫يرتجيها المسلم منه؟‬ ‫فيفضل بعض عباده على‬ ‫ّ‬‫يفضل ما يشـاء على ما يشـاء‪،‬‬ ‫لا ريب أن االله ‪ّ 4‬‬ ‫ويفضـل بعـض الأمكنـة على بعـض‪ ،‬ويفضـل بعـض الأزمنة على‬‫ّ‬‫بعـض‪،‬‬ ‫بعض‪ ،‬ومن ذلك تفضيله لشـهر رمضان المبارك على غيره من سـائر شهور‬ ‫العام‪ ،‬وما ذلك إلا لمزيته الكبرى ومكانته السامقة وقدره العظيم‪ ،‬ذلك لأن‬ ‫االله تبـارك وتعالى جعل هذا الشـهر الكريم ميقاتـ ًا لحدث عظيم‪ ،‬تحول فيه‬ ‫مجـرى حياة الإنسـان من الشـر إلى الخير ومن الفسـاد إلـى الصلاح ومن‬ ‫التشتت إلى الاجتماع ومن الضلال إلى الهدى‪ ،‬ومن الغي إلى الرشد ومن‬ ‫الظلمـات إلـى النور‪ ،‬فقد أنـزل االله ‪ 4‬فيه القرآن الكريـم على قلب عبده‬ ‫ورسـوله محمد ! نور ًا وهدى للناس‪ ،‬يقول االله سـبحانه‪i h ﴿ :‬‬ ‫‪﴾s r q p o n m l k j‬‬ ‫]البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬وقـد ّبيـن االله ‪ 4‬شـرف الليلة العظيمـة التي بـدأ فيها نزول‬ ‫القـرآن على قلب عبده ورسـوله محمد !‪ ،‬فقال في بيان فضلها وشـرفها‬ ‫وعظم منزلتها‪3 2 1 0 ❁ . - , +* ) ( ' & ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ < ; : 98 7 6 ❁ 4‬الدخـان‪ ،[٥ - ٣ :‬وقـال‪# " ! ﴿ :‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪262‬‬ ‫‪4 ❁2 1 0 / . - ❁ + * ) ( ' ❁ % $‬‬ ‫‪] ﴾ B A @ ? > ❁ < ; : 9 8 7 6 5‬القدر‪،[٥ - ١ :‬‬ ‫ينهوه االله ‪ 4‬بشـرفها وقدرهـا في فاتحة‬‫فمـا أعظم شـأن هذه الليلـة التيِّ‬ ‫تدل على ما لها من قدر عند االله‬‫سـورة الدخان‪ ،‬وينزل فيها سـورة بأسـرهاُّ‬ ‫وشـأن عظيم عنده‪ ،‬وما لها من الفضل الذي من أحرزه أحرز خير ًا عظيم ًا‪،‬‬ ‫بحيـث صـارت خيـر ًا مـن ألـف شـهر‪ ،‬ومن أجـل هذا نـرى فـي أحاديث‬ ‫الرسول ! ما يدل على أن قيام تلكم الليلة فضله عظيم‪ ،‬فالنبي ! يقول‪:‬‬ ‫»مـن قـام ليلة القدر إيمان ًا واحتسـاب ًا غفر له ما تقدّ م مـن ذنبه«‪ ،‬فلذلك كان‬ ‫حري ًا بالمسـلم أن ينافس في هذا الميدان‪ ،‬وأن يسـارع إلى هذا الخير‪ ،‬وأن‬ ‫يسابق في هذه الحلبة التي يتسابق فيها المتسابقون‪ .‬هذا ولا ريب أن نزول‬ ‫القـرآن علـى قلب النبي ! حدث ترتب عليه مـا ترتب من خير هذه الأمة‬ ‫وإنقاذ هذه الإنسانية من ورطتها‪ ،‬والوصل بين المخلوق وخالقه العظيم ‪،4‬‬ ‫والربـط بيـن الدنيا والآخـرة‪ ،‬وبين الأرض والسـماء وبين الإنسـان والملأ‬ ‫الأعلـى بـل وبين الإنسـان والكون كلـه‪ ،‬بحيث إن هذا الإنسـان من خلال‬ ‫دراسـته للقرآن الكريم يطلع على الحقائق الكونية كأنما يشاهدها عن كثب‬ ‫لسـنن الكون ونواميسـه‪ ،‬وهو المرآة التي‬‫لأن القـرآن هـو الترجمة الصادقة ُ‬ ‫تعكس حقائق الوجود‪ ،‬وقد جاءت جميع الاكتشـافات العلمية لتؤكد ذلك‪،‬‬ ‫ولذلـك آذن االله ‪ 4‬عبـاده بهذه الاكتشـافات وأنها سـتأتي مصدقة لما في‬ ‫القـرآن ومؤيدة له‪ ،‬وذلك عندما قـال‪3 2 ± °̄ ® ¬ ﴿ :‬‬ ‫ ́ ‪ Á À ❁3⁄4 1⁄2 1⁄4 » o 1̧ ¶ μ‬‬ ‫‪Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì ËÊ É È Ç Æ Å Ä Ã‬‬ ‫‪﴾ á à ß Þ Ý ÜÛ Ú Ù Ø × Ö Õ ❁ Ó‬‬ ‫]فصلت‪ .[٥٤ - ٥٢ :‬واالله ‪ 4‬لم ينزل القرآن ليكون وسيلة للتس ّلي وإنما أنزله‬ ‫‪263‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ليكون منهج حياة‪ ،‬ليسـير بهذا الإنسان في دروب الخير ويجنبه الوقوع في‬ ‫مزالـق الـردى‪ ،‬فلذلـك كان من الضرورة أن يأخذ الإنسـان بحجـزة القرآن‬ ‫الكريـم‪ ،‬ويلتزمه في كل جزئية مـن جزئيات حياته فضلاً عن كلياتها‪ ،‬وهذا‬ ‫أمـر يتوقف على العزيمة والإرادة‪ ،‬وقد جعل االله ‪ 4‬في صيام هذا الشـهر‬ ‫الكريـم صقـلاً لهذه العزيمـة وتقوية لهـذه الإرادة‪ ،‬فلذلك نجـد الربط بين‬ ‫امتنانـه علـى عباده بإنزاله هذا الكتـاب الكريم في هذا الشـهر الكريم وبين‬ ‫فرضيـة صيامـه‪ ،‬وذلك عندما قـال‪m l k j i h ﴿ :‬‬ ‫‪،﴾ y x w v u s r q p o n‬‬ ‫وكفى دليلاً على هذا الربط ما بين الأمرين وجود الفاء التي تقتضي ربط ما‬ ‫بعدها بما قبلها‪.‬‬ ‫هذا والصيام الذي يسمو بهذه النفس الإنسانية عن دركات الفساد والانحلال‬ ‫والهبـوط حتى ترتفع إلى الأوج الشـامخ والذرى السـامقة ـ ذرى الفضائل‬ ‫والقيـم ودرجـات القـرب من االله ‪ 4‬ـ هو الصيام الـذي يؤدى على النحو‬ ‫الـذي يرضـي االله ‪ ،4‬وهو الذي يـدل عليه الحديث الـذي أخرجه الإمام‬ ‫الربيـع مـن طريـق ابن عباس ^ مرفوعـ ًا‪» :‬لا إيمان لمـن لا صلاة له‪ ،‬ولا‬ ‫صـلاة لمـن لا وضـوء له‪ ،‬ولا صـوم إلا بالكف عـن محـارم االله«‪ ،‬وكذلك‬ ‫الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري من طريق أبي هريرة رضي االله تعالى‬ ‫عنه عن النبي ! أنه قال‪» :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة‬ ‫في أن يدع طعامه وشـرابه«‪ ،‬فإذ ًا هذا الشـهر الكريـم هو ميقات خير وليس‬ ‫ميقات جوع وظمأ فحسـب‪ ،‬نعم الجوع والظمأ هما وسـيلة إلى هذه الغاية‬ ‫المبتغاة‪ ،‬لأن النفس الإنسـانية نفس شرهة فينبغي أن تربى على مقاومة هذا‬ ‫فطمها عن الشـهوات في هذه الأيـام ليتربى ضميرها‬‫الشـره‪ ،‬فلذلـك شـرع ُ‬ ‫وليتقوى على جانب الشـهوات والغرائز‪ ،‬وهذا واضح‪ ،‬فإن الإنسـان يتعلم‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪264‬‬ ‫من هذا الشـهر ومن هذه العبادة المقدسـة كيفية مراقبـة النفس إذ قد يكون‬ ‫بمأمن عن الناس لا تمتد إليه أنظارهم ولا تصاخ نحوه أسماعهم‪ ،‬وهو في‬ ‫هـذه الحالـة يتمكن من قضاء وطـره ويتمكن من الطعام والشـراب‪ ،‬وكبده‬ ‫صادئة إلى هذا الشراب ونفسه مشتاقة إلى هذا الطعام ولكنه ينهنه نفسه عن‬ ‫ذلـك ويباعـد بينها وبين الوقوع فيما حـرم االله تعالى عليه‪ ،‬وبهذا يتجرد من‬ ‫ضميـر الإنسـان رقيب ًا علـى أفعاله فيتعود صنـع الخير والكفاف عن الشـر‪،‬‬ ‫وكذلـك قـد تكون مع الرجل شـريكة حياته وهما جميع ًا في ميعة الشـباب‬ ‫وزهرتـه والرغبـة تتأجـج في نفـس كل منهما تجـاه الآخر ولكـن مع ذلك‬ ‫يفصـل بينهمـا هذا الحاجز الروحانـي ـ حاجز هذه العبادة المقدسـة ـ ‪ ،‬فلا‬ ‫يصـدر منـه ما يؤدي بـه إلى نقض صيامه‪ ،‬وهذا كله مـن باب تربية الضمير‬ ‫وتقويـة الإرادة فـي جانـب النفس الإنسـانية حتى تكون معتـادة على الخير‬ ‫بعيدة عن الشـر‪ ،‬كما أن الجوع والظمأ فيهما تذكير للإنسـان بحال الجياع‪،‬‬ ‫الذين قد يقضي أحدهم سـحابة نهاره في وهج الشمس وفوق الرمضاء من‬ ‫أجل السـعي لتحصيل لقمة العيش لنفسـه وعياله ويصبـر على الظمأ وعلى‬ ‫الجـوع والتعب طـوال نهاره‪ ،‬فالصائم يتذكر بالجوع هـؤلاء وأمثالهم وهذا‬ ‫مما يؤدي به إلى الرفق بالناس والتلطف معهم ومواسـاتهم وبسـط اليد لهم‬ ‫بمـا آتـاه االله مـن خير‪ ،‬وبجانب ذلـك أيض ًا يتربـى الصائم علـى كف إرادة‬ ‫يدل على ذلك حديث‬‫الانتقام التي تنبعث من نفسه تجاه من أساء إليه‪ ،‬كماُّ‬ ‫النبي ! عندما قال‪» :‬الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا‬ ‫يجهل‪ ،‬فإن سـابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم«‪ ،‬فالصيام يقتضي أن يمتنع‬ ‫الصائم لا عن إيذاء الغير فقط‪ ،‬بل عن مقابلة الأذى بالأذى‪ ،‬بل يؤمر بسبب‬ ‫صومـه أن يقابـل الأذى بالصبر‪ ،‬فـلا يقابل أذى الغيـر إلا بقوله إني صائم‪،‬‬ ‫وفي الصيام ما يدفع الإنسان إلى التقوى والاستمساك بحبل االله‪ ،‬وذلك مما‬ ‫‪265‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يسـهل عليه الالتزام التام بجميع ما في القرآن من أوامر االله سـبحانه تعالى‬ ‫وتوجيهاتـه ليفيـض القرآن نور ًا على حياته جسـم ًا وروحـ ًا‪ ،‬على أن الصيام‬ ‫نفسـه يهيئ روح الإنسان ومشاعره لأن تتلقى هذا النور‪ ،‬فإن الصيام يضفي‬ ‫على الروح البشـرية الشـفافية‪ ،‬وذلك لأن الإنسـان يكابر شهواته من خلال‬ ‫صيامـه فتكون نفسـه متهيئة لتلقي نـور االله‪ ،‬ولذلك يسـهل عليه أن يمارس‬ ‫جميـع ما في القـرآن من أوامر وتوجيهـات بالتزامه الصيـام‪ ،‬ومن هنا نرى‬ ‫الربط بين فرضية الصيام وبين تقوى االله تبارك وتعالى‪ ،‬وذلك عندما قال ‪4‬‬ ‫فـي فاتحة آيات الصيـام‪: 9 8 7 6 5 4 3 ﴿ :‬‬ ‫; < = > ? @ ﴾ ]البقـرة‪ ،،[١٨٣ :‬ثـم قـال بعـد تبيـان‬ ‫أحـكام الصيـام فـي خاتمـة آياتـه‪h g f e d c ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ i‬البقرة‪ ،[١٨٧ :‬فالغاية هي تقوى االله‪ ،‬وبتقوى االله يتحقق للإنسـان‬ ‫الاضطلاع بأمانة القرآن والقيام بواجباته والسير في منهاجه‪ ،‬واالله تعالى ولي‬ ‫التوفيق‪.‬‬ ‫إذا وقفنا عند التقوى‪ ،‬فإنها ربما تفهم في هذا السياق وكذلك أيض ًا في‬‫=‬ ‫سياق الآيات الأخرى التي تحث على العبادات كالصلاة والحج وغيره‬ ‫أنهـا خشـعة في القلـب ترافقها دمعة تنسـاب مـن العين‪ ،‬فـي حين أن‬ ‫اللسـان يلغ في أعراض المسـلمين‪ ،‬والواقع العملي طافح بالسـيئات‪،‬‬ ‫فمن الذي يمكن أن يقال له بأنه متقٍ؟ وما هي التقوى؟‬ ‫التقـوى عقيدة متحكمة في نفس التقي تقوده إلى الخير وتنعكس آثارها في‬ ‫كل جزئيـة مـن جزئيات حياته‪ ،‬فاالله تبارك وتعالـى يبين صفات المتقين في‬ ‫قولـه عندما وصـف الكتاب الكريـم‪0 / . - ❁ + * ﴿ :‬‬ ‫‪@?>=<;: 9 876❁432 1‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪266‬‬ ‫‪] ﴾ A‬البقـرة‪ ،[٤ - ٢ :‬فقـد وصـف المتقيـن بالإيمان بالغيب‪ ،‬ثـم ّبين بعد‬ ‫ذلـك بأنهـم يؤمنون بما أنزل على النبي ! وما أنزل من قبله‪ ،‬ومعنى ذلك‬ ‫أنهم لا يفرقون بين رسالة وأخرى وبين رسول وآخر‪ ،‬بل يؤمنون برسالات‬ ‫وجـل‪ ،‬ولذلـك ذكر االله سـبحانه تعالـى من ضمن‬‫ َّ‬‫االله جميعـ ًا ويتقونـه عـَّز‬ ‫أوصافهم إقام الصلاة وأنهم مما رزقهم االله تعالى ينفقون‪ ،‬أي أنهم يجمعون‬ ‫بين العبادات البدنية والعبادات المالية غير مترددين في شيء من ذلك‪.‬‬ ‫البر‪ ،‬وأن‬‫كما بين االله ‪ 4‬صفات المتقين عندما وصف الأبرار وبين حقيقةِّ‬ ‫البر هم المتقون الذين تنحصر صفات التقوى فيهم وحدهم‪،‬‬‫الذين يلتزمونِّ‬ ‫وذلك عندما قال عَّز من قائل‪) ( ' & % $ # " ﴿ :‬‬ ‫* ‪5 4 3 2 10 / . - , +‬‬ ‫‪@ ? > = <; :9 8 7 6‬‬ ‫‪L K J IH G FE D C B A‬‬ ‫‪] ﴾ W V U TS R Q PO N M‬البقـرة‪،[١٧٧ :‬‬ ‫فوصفهـم االله ‪ 4‬أولاً بالإيمـان باالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسـله‪،‬‬ ‫يـدل على أن ركيـزة التقوى الإيمان‪ ،‬ثم وصـف االله ‪ 4‬المتقين بما‬‫ ُّ‬‫وهـذا‬ ‫وصفهم به من الصفات التي ترفع بهم إلى أوج الفضائل الشامخ‪ ،‬فوصفهم‬ ‫بأنهم متمكنون من أنفسـهم بحيث يقودونها إلى الخير‪ ،‬ومن أعظم ما يؤثر‬ ‫علـى الإنسـان ويقلب مجرى حياته إلى الشـر حبه للمـال‪ ،‬وقد وصف االله‬ ‫تعالـى هـؤلاء بأنهم يؤتون المال مع حبه ذوي القربى واليتامى والمسـاكين‬ ‫وابـن السـبيل‪ ،‬وذلـك من غير الـزكاة‪ ،‬بدليـل قولـه‪C B A ﴿ :‬‬ ‫‪ ،﴾ D‬ثم ذكر في تعاملهم أنهم يوفون بالعهد وهذا شـامل لتعاملهم مع‬ ‫والضراء وحين‬‫ّ‬‫ربهـم ‪ 4‬ومع النـاس‪ ،‬ووصفهم ‪ 4‬بالصبـر في البأسـاء‬ ‫البـأس‪ ،‬وحصـر صفات التقوى فـي هذا الجنس من النـاس‪ ،‬وهذا كله مما‬ ‫‪267‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يدل على أن كلمة التقوى مدلولها واسـع‪ ،‬ويؤكد ذلك ما نجده في سـورة‬‫ ُّ‬ ‫آل عمـران‪o 1̧ ¶ μ́ 32 ± °̄ ® ﴿ :‬‬ ‫» 1⁄4 1⁄2 3⁄4 ¿ ‪Æ ÅÄ Ã Â Á À‬‬ ‫‪] ﴾ È Ç‬آل عمـران‪ ،[١٥ :‬ثـم وصـف هؤلاء الذيـن اتقوا بقوله‪:‬‬ ‫﴿! " ‪﴾ + * ) ( ' & % $ #‬‬ ‫]آل عمـران‪ ،[١٦ :‬كمـا وصفهـم بقولـه‪/ . - ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 2 1 0‬آل عمـران‪ ،[١٧ :‬وكذلـك عندما ب ّشـر‬ ‫وجل‬ ‫ َّ‬‫االله تعالـى هـؤلاء المتقين بجنة عرضها السـماوات والأرض‪ّ ،‬بين عَّز‬ ‫أن هذه الجنة لأولئك الذين يجمعون بين صفات الخير عندما قال‪+ ﴿ :‬‬ ‫‪6 5 4 32 10/ . ❁ ,‬‬ ‫‪C B A @ ? > = ❁ ; : 9 87‬‬ ‫‪P O N M L K J I HG F E D‬‬ ‫‪] ﴾ S R Q‬آل عمـران‪ ،[١٣٥ - ١٣٣ :‬فهـذه الآيـات القرآنيةُّ‬ ‫تدل‬ ‫جميع ًا على أن كلمة التقوى لها مدلول شامل يتناول جانب التخلي وجانب‬ ‫التحلـي‪ ،‬مـع أن مدلولهـا اللغـوي إنمـا هو مدلول سـلبي يتعلـق بالترك لا‬ ‫بالفعـل‪ ،‬لأن أصـل اتقـى بمعنى تجنـب‪ ،‬يقال اتقى الشـيء بمعنـى تجنبه‪،‬‬ ‫واتقيت هذا الشيء بمعنى تجنبته‪ ،‬كما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫فــتــنــاولــتــه واتــقــتــنــا باليد‬ ‫سقط النصيف ولم ترد إسقاطه‬ ‫أي اتقـت رؤيتنـا لهـا بوضع يدها علـى وجهها حتى لا تمتـد إليها أبصارنا‬ ‫فنراها‪.‬‬ ‫أما المدلول الشـرعي فهو مدلول فعلي وتركي فهو يشـمل جانب التخلي‬ ‫وجانـب التحلـي‪ ،‬وجانـب التخلي يعنـي التخلي عن جميـع معاصي االله‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪268‬‬ ‫يدكر ويرجع‬‫حتـى لـو أنه قـارف معصية من معاصي االله فإنه سـرعان مـا ّ‬ ‫ويتوب إلى االله كما يقول ‪ 4‬أي ًا في وصف المتقين‪[ Z Y ﴿ :‬‬ ‫\ ] ^ _ ` ‪] ﴾ d c b a‬الأعراف‪،[٢٠١ :‬‬ ‫فالمتقي لا يسترسـل في غيه‪ ،‬وإذا أراد الشـيطان أن يلم به وأن يبعده عن‬ ‫تدل‬ ‫مسـلك الحق ا ّدكر فرجع إلى ذلكم المسـلك‪ ،‬وأحاديث الرسول !ُّ‬ ‫علـى ذلك‪ ،‬والآثار المحكية عن السـلف الصالـح تصب في هذا المصب‬ ‫نفسه‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫مـن المعتـاد عنـد الناس في السـابق أن تجتمـع العائلـة وأن يقوم رب‬‫=‬ ‫الأُسرة بتلقين العائلة نية الصيام أو عقد رمضان وإلى الآن بعض الأُسر‬ ‫يصح هذا وهل هناك طريقة أخرى؟‬‫ ُّ‬‫تعمل بهذا‪ ،‬فهل‬ ‫النية كلمات تقال باللسـان‪،‬‬‫النية المطلوبة هي القصد بالقلب‪ ،‬وليسـت ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإنمـا أحدثـت هـذه الكلمـات بعد الرعيـل الأول ـ عهد الرسـول !‬ ‫وعهـد الصحابـة رضـوان االله عليهم بل بعـد عهد التابعيـن ـ ‪ ،‬وأحدثها‬ ‫العلماء من أجل أن تكون وسـيلة لعوام الناس وجهلتهم حتى يتقنوا ما‬ ‫النية عندما يتلفظون بها بألسنتهم‪ ،‬ولكن هذه الوسيلة‬‫يسـتحضرونه من ّ‬ ‫أصبحت الآن هي الغاية ولم تعد وسـيلة فحسـب‪ ،‬وغاب المقصد في‬ ‫خضم العناية بالوسـيلة‪ ،‬فالناس لا يحسبون أن هنالك ّنية بالقلب وإنما‬ ‫النية باللسان‪ ،‬فلذلك يرددون هذه الألفاظ من غير استحضار‬‫يحسبون أن ّ‬ ‫لمعانيهـا‪ ،‬وهذا خطأ عظيـم‪ ،‬فعلى الناس أن يسـتحضروا أنهم قادمون‬ ‫على العبادة التي هم قادمون عليها وأنهم يبتغون بذلك وجه االله تعالى‪،‬‬ ‫فإن ذلك هو الإخلاص‪ ،‬فإن االله تعالى يقول‪l k j i h ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ o n m‬البينة‪ ،[٥ :‬ويقول سـبحانه‪ç æ å ä ã â ﴿ :‬‬ ‫‪269‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪] ﴾ î í ì ë ê é è‬الكهـف‪ ،[١١٠ :‬وهـذه هـي ّ‬ ‫النيـة‬ ‫بالنيات‪ ،‬وإنما‬ ‫المطلوبة التي دل عليها قول الرسول !‪» :‬إنما الأعمال ّ‬ ‫لـكل مـا نـوى‪ ،‬فمـن كانـت هجرته إلـى االله ورسـوله فهجرتـه إلى االله‬ ‫ورسـوله‪ ،‬ومـن كانـت هجرته إلى دنيـا يصيبهـا أو إلى امـرأة يتزوجها‬ ‫فهجرته إلى ما هاجر إليه«‪ ،‬على أن هذا الذي هاجر إلى االله ورسوله لم‬ ‫يكن يقول ذلك بلسـانه‪ ،‬وإنما ذلك قار في قرارة نفسـه‪ ،‬وكذلك الذي‬ ‫هاجر إلى امرأة يتزوجها أو دنيا يصيبها لم يكن يقول بلسانه إنني مهاجر‬ ‫مـن أجل أن أتزوج فلانـة أو أن أصيب كذا من الدنيا‪ ،‬ولكن كان ذلك‬ ‫في قرارة نفسه‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫النية في بداية الشهر أم في كل يوم؟‬ ‫ّ‬‫=‬ ‫فبناء‬ ‫ً‬‫اختلـف العلمـاء هل رمضان فريضة واحدة أو أن كل يوم منه فريضة؟‬ ‫وبناء على أن كل يوم‬ ‫ً‬‫النية في بداية الشـهر‪،‬‬ ‫علـى أنـه فريضة واحدة تجزي ّ‬ ‫النية في كل ليلة من الليالي‪ ،‬إلا أن الذي يقوم من‬ ‫فريضة مستقلة فلا بد من ّ‬ ‫الليل ليتسـحر أليس في قرارة نفسـه أن يصبح صائم ًا؟ وهذه هي ّ‬ ‫النية‪ ،‬لأن‬ ‫النيـة هـي ما انطوى عليه القلـب‪ ،‬أو هي القصد إلى الشـيء تقرب ًا إلى االله‪،‬‬‫ّ‬ ‫فمـن كان في قرارة نفسـه أن يصبح صائمـ ًا متقرب ًا إلى االله ‪ 4‬فلا ريب أنه‬ ‫النية إلى القـول‪ ،‬بل لم يكن‬ ‫بالنيـة الواجبة‪ ،‬ولا يجـب أن تترجم هذه ّ‬‫قـام ّ‬ ‫ذلك في عهد النبي ! وعهد الصحابة والتابعين‪ ،‬وإنما حدثت هذه الألفاظ‬ ‫عند بعض الناس فيما بعد‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪270‬‬ ‫‪∫Ó`¡`dG á``jDhQ‬‬ ‫يتبادر في أذهان بعض الأوسـاط المثقفة لماذا لا يتوحد المسـلمون في‬‫=‬ ‫صيام شهر رمضان بحيث تصوم الأمة مع ًا وتفطر جميع ًا في يوم واحد‬ ‫وبمعنـى آخر لماذا لا يتوحدون في هذه الفريضة كتوحدهم في فريضة‬ ‫الحج؟‬ ‫هـذه العبادات نيطت بأمـور طبيعية‪ ،‬لأن االله تبارك وتعالـى أراد من فرضها‬ ‫علـى عبـاده أن ُيذكّ ـر عباده بمـرور الزمـن‪ ،‬وألا يكون اتصالهـم بنظام هذا‬ ‫الكـون اتصالاً سـطحي ًا أو ماديـ ًا وإنما يكون اتصالاً روحي ًا‪ ،‬فالكون بأسـره‬ ‫تسبح كل ذرة من ذراته بحمد االله وتسجد لجلاله‪ ،‬فاالله تعالى يقول‪b ﴿ :‬‬ ‫‪r q p o n m l k j ih g f e d c‬‬ ‫‪] ﴾ x w v u ts‬الإسـراء‪ ،[٤٤ :‬ويقـول‪°̄ ® ¬ « ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ μ́ 3 2±‬الحديـد‪ ،[١ :‬ويقـول‪' & % $ # " ! ﴿ :‬‬ ‫( ) * ‪] ﴾ , +‬الجمعـة‪ ،[١ :‬ويقول‪G F E D C ﴿ :‬‬ ‫‪T SRQPONMLKJI H‬‬ ‫‪f ed c b a ` _ ^ \ [ Z Y XW V U‬‬ ‫‪] ﴾ j i h g‬الحـج‪ ،[١٨ :‬فمن أجل هذا جعل االله تبارك وتعالى بعض‬ ‫العبـادات مرتبطة بظواهر طبيعية تكون في هذا الكون‪ ،‬كالصلاة التي نيطت‬ ‫‪271‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫بأحـوال يمـر بها الإنسـان فـي يومه وليلتـه‪ ،‬والتي دل علـى توقيت الصلاة‬ ‫بمواقيتهـا فـي قولـه ‪D C B A @ ? > = ﴿ :4‬‬ ‫‪T S R Q P O N M ❁ K J I H G FE‬‬ ‫‪] ﴾ X W V U‬الإسـراء‪ ،[٧٩ ،٧٨ :‬وقـال تعالـى‪. - ﴿ :‬‬ ‫‪:9 87654❁21 0/‬‬ ‫; ﴾ ]الروم‪ ،[١٨ ،١٧ :‬وكالصيام الذي نيط برؤية الهلال‪ ،‬فإن النبي !‬ ‫يقـول‪» :‬صومـوا لرؤيته وأفطروا لرؤيته«‪ ،‬وفي روايـة‪» :‬لا تصوموا حتى تروا‬ ‫الهـلال‪ ،‬ولا تفطـروا حتى تروه«‪ .‬وظهور الهـلال ظاهرة طبيعية وهو ميقات‬ ‫زمنـي يتجدد بـه الزمن في كل وحـدة زمنية معلومة‪ ،‬بحيـث ينقضي بذلك‬ ‫شـهر ويأتي شهر بمشـيئة االله ‪ ،4‬فلذلك لا يجوز تقديم الصوم على رؤية‬ ‫الهلال ولا تأخيره عن رؤية الهلال‪ ،‬فإن صام الناس جميع ًا في وقت واحد‪،‬‬ ‫فـلا ريـب أنه يلزم أن يصوموا إما قبـل أن يروا الهلال وإما أن يصوموا بعد‬ ‫رؤيتـه‪ ،‬بحيـث يصوم هـذا الفريق قبل أن يرى الهلال بمجـرد أن يراه فريق‬ ‫آخـر من البشـر‪ ،‬لأنه مـن المعلوم أن رؤية الهلال تختلـف بين مكان وآخر‬ ‫باختـلاف المواقيـت الزمنيـة‪ :‬مواقيت الليـل والنهار التي تلـف على الكرة‬ ‫يتقدم في مكان‬ ‫الأرضيـة‪ ،‬لأن الأرض هـي كرة‪ ،‬ولما كانت كـرة فإن الليل ّ‬ ‫ويتأخـر فـي مكان‪ ،‬فقـد يكون في جزء من الأرض ليـل وفي جزء آخر منه‬ ‫نهـار‪ ،‬وقد تشـترك كثير من البلدان في جـزء من الليل وفي جزء من النهار‪،‬‬ ‫وقـد لا يكون هنالك اشـتراك‪ ،‬بحيث يكون هنالـك ليل عند طائفة من أول‬ ‫مـا يكـون النهار عنـد طائفة أخرى إلـى أن ينتهي النهار عندهـم لينتقل إلى‬ ‫ويولج النهـار في الليل‪ ،‬كما‬ ‫الأوليـن‪ ،‬ذلـك لأن االله ُيولج الليـل في النهار ُ‬ ‫أخبـر بذلـك عندمـا قـال ‪* ) ( ' & % $ # " ! ﴿ :4‬‬ ‫‪87 6543 210 / .- ,+‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪272‬‬ ‫‪] ﴾ 9‬لقمان‪ ،[٢٩ :‬وقال تعالى‪] ﴾ g f e d c ﴿ :‬الأعراف‪،[٥٤ :‬‬ ‫فالنهار يغشيه الليل وهو وراءه يطلبه طلب ًا حثيث ًا‪ ،‬ولما كان الأمر كذلك فإن‬ ‫رؤيـة الهلال تختلف بين مكان وآخـر‪ ،‬لأنه من المعلوم أن البلاد إذا كانت‬ ‫أقـرب إلى جهـة الغرب كانت رؤية الهـلال فيها أمكن فـي الوقت المتقدم‬ ‫يتقدم فيها الليل ويسقط‬‫كلما تأخر الليل‪ ،‬لأن البلاد التي تكون في الشـرق ّ‬ ‫يتقدم الشـمس ولا يمكن أن يكون في هذه الحالة مرئي ًا‪،‬‬‫الهلال بسـرعة أو ّ‬ ‫فكيف يلزم هؤلاء بأن يصوموا برؤية هؤلاء‪ ،‬مع أن حديث رسـول االله !‬ ‫واضح في ذلك‪ ،‬فقد أخرج مسلم وغيره من طريق كُ ريب قال‪ :‬أرسلتني أم‬ ‫الفضل بنت الحارث والدة عبد االله بن العباس إلى معاوية بالشـام‪ ،‬فقضيت‬ ‫علي هلال رمضان وأنا بالشـام‪ ،‬فلما رجعت إلى المدينة‬‫حاجتها واسـتهلَّ‬ ‫سـألني ابـن عباس قال‪ :‬متى رأيتم الهلال‪ ،‬قلت‪ :‬رأينـاه ليلة الجمعة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أنت رأيته‪ ،‬قلت‪ :‬نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية‪ ،‬فقال‪ :‬ولكنا رأيناه‬ ‫ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نرى الهلال‪ ،‬فقلت‪ :‬أو ما‬ ‫تكتفـي برؤيـة معاوية وصيامـه‪ ،‬قال‪ :‬لا‪ ،‬هكـذا أمرنا رسـول االله !‪ ،‬ومن‬ ‫المعلـوم أن معاويـة كان يومئـذ ٍ على رأس الحكم في البلاد الإسـلامية‪ ،‬ثم‬ ‫بجانـب ذلـك لم تكن هذه الرؤيـة خاصة بمعاوية وحده وإنمـا كانت رؤية‬ ‫مطبقـ ًا عليهـا‪ ،‬كما يدل علـى ذلك قول كُ ريب‪ :‬ورآه النـاس وصاموا وصام‬ ‫معاويـة‪ ،‬وقوله بعد ذلك‪» :‬أو )ما تكتفـي برؤية معاوية وصيامه(«‪ ،‬فدل هذا‬ ‫على أن هناك أمر ًا من قبل النبي ! بأن يمسك الناس عن الصيام والإفطار‬ ‫حتى يروا الهلال عندما يكون هنالك سـبب لإمكان حجب الرؤية عن أهل‬ ‫منطقـة من المناطق مع إمكانها بالنسـبة إلى منطقة أخرى‪ ،‬وقول الصحابي‪:‬‬ ‫يدل على أنه‬‫»هكـذا أمرنا الرسـول !« لا شـك بأنه له حكم الرفع‪ ،‬وهـوُّ‬ ‫سمع ذلك حكم ًا صريح ًا من النبي !‪ ،‬ولئن كان العلماء يقولون بأن قول‬ ‫‪273‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الصحابي‪» :‬كنا نؤمر« أو »كنا ننهى« يعطى حكم الرفع‪ ،‬فكيف بقوله‪» :‬أمرنا‬ ‫رسول االله !«‪ ،‬حيث نص على أن الآمر هو النبي !‪ ،‬فلذلك حكم الرفع‬ ‫قطع ًا وكفى‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫شك بين آخر شعبان وأول رمضان أو في حالة عدم ثبوت الهلال‪،‬‬‫منَّ‬‫=‬ ‫تبيـن له بعد مدة أن‬‫فبنـى على أنه آخر شـعبان ثم صامه اسـتحباب ًا‪ ،‬ثم ّ‬ ‫ذلـك اليوم الذي شـك فيـه كان أول رمضان‪ ،‬فما حكـم صيامه لذلك‬ ‫اليوم؟‬ ‫صيـام يوم الشـك غير جائز على القـول الصحيـح‪ ،‬لأن النبي ! نهى عن‬ ‫الصوم في اليوم الذي ُيشـك فيه‪ ،‬وجاء عن صحابة رسـول االله !‪» :‬أن من‬ ‫يبدل يوم ًا‬ ‫ّ‬‫صام في اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم !«‪ ،‬فعليه أن‬ ‫مكان هذا اليوم‪.‬‬ ‫يقول البعض أن الأُمة الإسلامية توحدت في كثير من الأشياء‪ ،‬توحدت‬‫=‬ ‫فـي عقيدتها‪ ،‬وفي منهاجها وفي حجها‪ ،‬ولكن بعض المناطق اختلفت‬ ‫فـي صيـام شـهر رمضـان المبارك‪ ،‬ويـرى البعـض أن الأُمة الإسـلامية‬ ‫ينقصهـا هـذا التوحـد فـي صيام شـهر واحد فـي يوم واحد‪ ،‬ويشـكك‬ ‫بعضهـم في أنباء رؤيـة الهلال معنا هنا في السـلطنة ويقولون كيف لم‬ ‫نصم مع الآخرين الذين يحيطون بنا؟‬ ‫لم نصم لأن علماء الفلك قالوا بأنه تتعذر الرؤية‪ ،‬ولم يره أحد مع أن بعض‬ ‫المناطق كانت صحو ًا‪ ،‬وعلى أي حال نحن ندعو إلى وحدتها‪ ،‬ولكن علينا‬ ‫أن نعـرف مـا هـي مقومات وحـدة الأُمة‪ ،‬الأُمـة لا يوحدهـا أن تجتمع في‬ ‫هلالهـا‪ ،‬ولا يوحدهـا أن تجتمـع في صـلاة تؤدى في وقـت واحد‪ ،‬بحيث‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪274‬‬ ‫تـؤدى صـلاة الظهر من أقصى الشـرق إلى أقصى الغرب فـي وقت واحد‪،‬‬ ‫وإنما تتوحد الأُمة بوحدة المشـاعر والأحاسـيس‪ ،‬ووحـدة الآلام والآمال‪،‬‬ ‫ونحن نأسـف كثير ًا أن نرى الأُمة الإسـلامية يصفق بعضها لمصاب بعض‪،‬‬ ‫ولا يبالـون بالجـرح الـذي يصيب طائفـة منهم‪ ،‬مع أن هذا ممـا يخالف ما‬ ‫أرشـد إليه القرآن الكريـم‪ ،‬إذ االله تبارك وتعالـى يقول‪ ̄ ® ¬ ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾̧ ¶ μ́ 32 ± °‬الحجرات‪ ،[١٠ :‬وما أرشدت إليه‬ ‫السـَّنة النبويـة ـ علـى صاحبهـا أفضل الصلاة والسـلام ـ حيث قـال‪» :‬ترى‬ ‫ ُّ‬ ‫المؤمنيـن فـي توادهم وتراحمهـم وتعاطفهم كمثل الجسـد إذا اشـتكى منه‬ ‫عضو تداعى له سـائر الجسد بالحمى والسهر«‪ ،‬أين هذه المشاعر وهل هي‬ ‫موجـودة الآن فـي الأمـة المسـلمة؟ ليتها تكـون موجودة فيهـا فتنهض بعد‬ ‫عثرتهـا وتعـز بعد ذلها وتقوى بعد ضعفها‪ ،‬فلـو كان الأمر كذلك لما طمع‬ ‫فيها عدوها‪.‬‬ ‫‪275‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪ôØ`°ùdG »`a Ωƒ`°üdG‬‬ ‫النية للإفطار من‬ ‫من المعلوم أنه إذا أراد الصائم أن يسافر لا بد أن ُيبيت ّ‬‫=‬ ‫الليل‪ ،‬ولكن فاجأه سفر في النهار‪ ،‬ماذا يصنع؟‬ ‫عليه في هذه الحالة أن ينظر هل هو مضطر إلى الإفطار أم غير مضطر‪ ،‬فمن‬ ‫فليمسك‪.‬‬ ‫اضطر فلا حرج عليه أن يفطر‪ ،‬ومن كان غير مضطر ُ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪276‬‬ ‫‪Ωƒ``°üdÉH IRÉ``LE’G‬‬ ‫امـرأة عجـوز لا تسـتطيع الصوم فأرادت أن تؤجر صوم شـهرين تطوع‬‫=‬ ‫عنها‪ ،‬فما قولكم؟‬ ‫لا تؤجر‪ ،‬ولكن تتصدق بما أرادت التأجير به فذلك خير لها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز أن تستأجر المرأة صيام ًا عن رجل أجنبي هالك؟‬‫=‬ ‫يجوز ذلك عند من أباح للأجنبي أن يصوم عن الميت بأجرة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫تقدم من صيامها؟‬‫الصائمة بالأجرة إذا أتاها الحيض فهل ينهدم ما ّ‬‫=‬ ‫أولاً علينا أن ندرك أن الصيام بالأجرة مما لم يرد في ُسَّنة النبي !‪ ،‬وإنما‬ ‫الوارد في ُسـَّنة النبي ! الصيام عن الغير إن كان الصائم ولي ًا لذلك الذي‬ ‫صيـم عنـه‪ ،‬ففـي الحديـث عـن النبي ! كمـا فـي رواية عائشـة ‪ #‬عند‬‫ِ‬ ‫وليه«‪ ،‬فينبغـي أن يحصر صيام‬‫الشـيخين‪» :‬مـن مات وعليه صيام صـام عنه ّ‬ ‫السـَّنة‪ ،‬ولا مانع من أن تصوم المرأة إذا‬‫الشـخص عن غيره فيما وردت بهُّ‬ ‫وليـة لميـت كأن تكون ابنته أو أُمه عنه‪ ،‬وينبغـي أن تتحرى الأوقات‬‫كانـت ّ‬ ‫التي لا تأتيها فيها الدورة‪ ،‬وإن صامت وأتتها الدورة الشـهرية‪ ،‬فهي ليسـت‬ ‫أشـد مـن الـدورة التـي تأتي في صيام شـهر رمضـان‪ ،‬فإن كانـت تفطر في‬ ‫رمضان فأحرى أن يجوز لها الإفطار هنا‪.‬‬ ‫‪277‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪Ωƒ°üdG øY õLÉ©dGh ¢†jôadG‬‬ ‫إذا قـرر الطبيـب وهـو كافر أن المريض يجب عليـه الإفطار فهل نأخذ‬‫=‬ ‫بنصيحته أم ماذا؟ وماذا إذا كان كتابي ًا؟‬ ‫لا عبـرة بكونـه كتابي ًا أو غير كتابي وإنمـا العبرة بصدقه وأمانته‪ ،‬وكما يقال‪:‬‬ ‫العاقل طبيب نفسـه‪ .‬فإذا أحس بالضرر على نفسـه واستأنس بكلام الطبيب‬ ‫واطمـأن إلـى صدقـه فلا حرج فـي فطره‪ ،‬ولكـن الأولى أن يسـأل الطبيب‬ ‫المسلم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة حامل في الأشـهر الأولـى ودائم ًا تتقيأ وحملهـا صعب‪ ،‬وهي لا‬‫=‬ ‫تأكل جيد ًا؛ لأن الوحم شـديد عليهـا‪ ،‬وقد نقص وزنها من ذلك‪ ،‬فهل‬ ‫يحق لها الإفطار في رمضان؟‬ ‫نعم تفطر وتطعم عن كل يوم مسكين ًا‪ ،‬وإذا استطاعت القضاء فلتقض‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة لديهـا ولد ترضعه‪ ،‬هـل يجوز لها الإفطار؟ وكذلـك الحامل إذا‬‫=‬ ‫كانت في شهرها الأخير؟‬ ‫يبـاح للحامـل والمرضع الإفطار إذا خافتا علـى الجنين والرضيع‪ ،‬وعليهما‬ ‫عن كل يوم إطعام مسكين وقضاء يوم مكانه‪ ،‬أما إذا لم يكن هنالك محذور‬ ‫فإن الصوم واجب عليهما‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪278‬‬ ‫ما تقول في المرأة التي عندها ولد ترضعه هل يجوز لها الصوم أم لا؟‬‫=‬ ‫وكذلـك الحامـل هـل يجوز لهـا الصوم‪ ،‬وهـي في الشـهر الأخير من‬ ‫الحمل؟‬ ‫الصـوم لا يتنافـى مـع الحمل والرضـاع‪ ،‬وإنما يباح للحامـل والمرضع أن‬ ‫تفطـرا وتفديـا إذا خافتـا علـى الجنيـن أو الرضيـع‪ ،‬أما إذا لـم يكن هنالك‬ ‫محذور فإن الصوم واجب عليهما‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫رجل منع زوجته من صيام شهر رمضان المبارك الواجب عليها صومه‬‫=‬ ‫والسـبب فـي ذلك خوف ًا على رضيعها‪ ،‬وكذلـك منعها عن تأدية الحج‬ ‫لنفس السبب هل له ذلك؟‬ ‫إن كان الصـوم يـؤدي إلى ضرر بها أو برضيعها فلتفطر وتطعم عن كل يوم‬ ‫مسـكين ًا والخلاف في وجوب القضاء مع ذلك‪ ،‬وكذلك الحج لا مانع من‬ ‫تأخيره إلى وقت استغناء الطفل عنها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ويصر على الصوم علم ًا بأنه معوق ولم يستطع‬‫ ُّ‬‫طفل عمره تسع سنوات‬‫=‬ ‫التحكم في التبول والإخراج؟‬ ‫إن كان قادر ًا على الصيام فليصم‪ ،‬فإن في ذلك خير ًا له إن شاء االله‪ ،‬وعسى‬ ‫االله أن يجعل صيامه هذا سـبب ًا للعافية‪ ،‬والخيرة فيما يختار االله‪ ،‬فالأولى أن‬ ‫ينشأ على طاعة االله قبل بلوغه‪.‬‬ ‫الجـدة وصلـت مرحلة من العمر لا تسـتطيع معهـا الصيام‪،‬‬‫ّ‬‫إذا كانـت‬ ‫=‬ ‫وولدها يسـكن عنها بعيد ًا مسـافة تقطع في ست ساعات بالسيارة‪ ،‬هل‬ ‫يجوز أن يطعم عنها وهو بعيد عنها؟‬ ‫‪279‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لا مانع من ذلك سـواء أطعم عنها في المكان الذي هي فيه أو في المكان‬ ‫الذي هو فيه‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة عجوز مضى عليها خمسـة أعوام لم تصم شـهر رمضان لعجزها‬‫=‬ ‫عن صيامه‪ ،‬فماذا يجب عليها؟‬ ‫تطعـم عـن كل يوم مسـكين ًا لعجزها عـن الصيام وإن عجـزت عن الإطعام‬ ‫سقط عنها أيض ًا ﴿ §̈ © ‪ ،﴾ ¬ « a‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫جدة كبيرة في السـن وسـ ّنها يقارب المائة سنة ولا تتناول الأكل‬‫عندي ّ‬‫=‬ ‫فـي الليـل‪ ،‬وعندما نقـول لها أفطري تقـول‪ :‬لا‪ ،‬وتكمـل الصيام‪ ،‬فهل‬ ‫يجوز لها الإفطار‪ ،‬وما حكمها؟‬ ‫أولاً هل هي ذات وعي وعقل‪ ،‬أو أنها لكبرها وضعفها وشيخوختها فقدت‬ ‫العقـل‪ ،‬فـإن كانت فاقدة للعقل فالتكليف سـاقط عنهـا‪ ،‬إذ كل من كان غير‬ ‫عاقـل ولا واع ٍ لا ُيكلـف ﴿ §̈ © ‪] ﴾ ¬ « a‬البقـرة‪،[٢٨٦ :‬‬ ‫وهـذا الـذي فقـد العقل والوعي ليـس بإمكانه أن يتحمل تبعـات التكليف‪،‬‬ ‫فلذلك كان من حكمة االله تعالى ألا ُيكلف‪ ،‬أما إن كانت على وعي وإدراك‬ ‫وعقل ففي هذه الحالة تطالب بالصيام إلا إذا عجزت عنه‪ ،‬فإن كانت عاجزة‬ ‫عـن الصيـام لشـيخوختها وكبرهـا فينتقل الحكـم من الصيام إلـى الإطعام‪،‬‬ ‫بحيث ُتكلف أن تطعم عن كل يوم مسكين ًا واحد ًا‪ ،‬لقول االله تعالى‪Q ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ WV U T S R‬البقرة‪ً ،[١٨٤ :‬‬ ‫بناء على التفسير الذي‬ ‫فسـره ترجمـان القرآن أن معنى يطيقونه يتكلفونـه‪ ،‬فمن كان يتكلف الصيام‬ ‫ويشق عليه بسبب كبره فحكمه أن يطعم كل يوم ًا مسكين ًا وإن لم تجد سقط‬ ‫عنها أيض ًا‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪280‬‬ ‫امرأة مسـ ّنة تعاني من أمراض ـ شـفاها االله تعالى منها ـ مثل القرحة‬‫=‬ ‫الحـادة فـي المعـدة وأمـراض الكبد والطحـال منذ زمن بعيـد‪ ،‬وإذا‬ ‫صامـت أكثـر من ثلاثة أيام تتأثـر كثير ًا وتتدهـور صحتها ولا تقوى‬ ‫على الصيام وتضطر إلى أن تذهب إلى المستشفى‪ .‬فهل يجب عليها‬ ‫الصيام وهي على هذه الحالة؟ وإذا كان لا يجب عليها الصيام فماذا‬ ‫يجـب عليهـا؟ وهل يجزيهـا أن تطعم مسـكين ًا واحد ًا لـكل يوم من‬ ‫الأيـام التـي أفطرتهـا؟ وما هـو المقدار الـذي يجب عليهـا إذا كان‬ ‫الإطعام نقود ًا أو طعام ًا؟‬ ‫إن كانـت عاجزة عن الصيام بسـبب أن الصيام يزيد في مرضها أو يؤخر‬ ‫برءهـا أو أنها تصاب بإعياء شـديد من جرائه بحيـث لا تطيقه‪ ،‬ففي هذه‬ ‫الأحوال جميع ًا لها أن تأكل وتطعم عن كل يوم مسـكين ًا إن كانت العلة‬ ‫مزمنـة فيهـا‪ ،‬والإطعام على القول الراجح هـو نصف صاع‪ ،‬لأن حديث‬ ‫كعب بـن عجـرة دل علـى أن المسـكين ُيطعم نصف صـاع‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫امرأة فقدت الوعي ويقال لها هذا رمضان فتذهب للإفطار‪ ،‬فما حكمها؟‬‫=‬ ‫مـن فقد الوعي سـقط عنـه التكليف‪ ،‬لأن التكليف له ثلاثة شـروط هي‪ :‬أن‬ ‫المكلف بـه‪ ،‬أما من لم يكن‬‫يكـون الإنسـان عاقلاً‪ ،‬بالغ ًا‪ ،‬قـادر ًا على إتيان ُ‬ ‫بالغ ًا أو لم يكن عاقلاً فالتكليف ساقط عنه‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة عندها أم مريضة منذ زمن وفي شـهر رمضـان المبارك من كل‬‫=‬ ‫عام ُتطعم مسـكين ًا في كل يوم أي الفطور والعشـاء والسـحور‪ ،‬فهل‬ ‫تدفع هذه المبالغ في يوم معين أو في كل يوم من أيام الشهر‪ ،‬حيث‬ ‫‪281‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إنها كانت تدفع هذه المبالغ في ليلة السـابع والعشـرين من الشـهر‬ ‫الفضيل؟‬ ‫ذلـك فضـل وخير‪ ،‬ولكـن علينا أن نـدرك بأن فريضـة الصيـام وغيرها من‬ ‫الفرائـض إن عجـز عنها الإنسـان مع العجز عن البديـل عنها لا ينتقل ذلك‬ ‫الفـرض إلى شـخص آخر‪ ،‬فاالله تبارك وتعالى يقـول‪a ©̈ § ﴿ :‬‬ ‫« ¬ ﴾ ويقـول‪ ﴾ [ Z Y X W V U ﴿ :‬فواجـب الصيـام لا‬ ‫المكلف به إلى شـخص آخر عندما يكـون عاجز ًا عنه‪ ،‬بل يجب‬‫ينتقـل عن ُ‬ ‫المكلف أن ُيطعم‪ ،‬فإن عجز عن الإطعام بحيث لم يكن له مال فإطعام‬‫على ُ‬ ‫ولـده عنـه إنما هو فضل وخيـر‪ ،‬ولا أرى لزوم ذلك وإن قال به بعض أهل‬ ‫العلم‪ ،‬وهذه الفدية إما أن تكون في كل يوم بحيث يفتدي من كان غير قادر‬ ‫على الصيام بإطعام مسـكين في نفس اليوم الذي وجب عليه صيامه وعجز‬ ‫تقدم فدية يوم لم يحضر‬ ‫عنه‪ ،‬أو تكون فدية عن جميع الشهر في آخره‪ ،‬ولا ّ‬ ‫بعـد قبل حضوره‪ ،‬فإن الصيام يجب فـي وقت موقوت وكذلك الفدية التي‬ ‫قضاء‬ ‫ً‬‫هي بديل عن الصيام إنما تدفع في نفس ذلك الوقت أو بعده‪ ،‬لتكون‬ ‫بعـد الوقت‪ ،‬والمقدار الذي نأخذ به ما دل عليه حديث رسـول االله ! في‬ ‫إطعـام المسـكين‪ ،‬وذلـك في حديـث كعب بن عجرة رضـي االله تعالى عنه‬ ‫عندما أمره النبي ! أن يفتدي‪ ،‬بإطعام كل مسـكين نصف صاع من طعام‪،‬‬ ‫وإن رأى أن ُيطعم المسكين فطور ًا وسحور ًا فذلك خير‪.‬‬ ‫امـرأة مريضـة منذ سـنة ولا تعرف أولادها فهي شـبه فاقدة للوعي فهل‬‫=‬ ‫عليهم أن يطعموا عنها كل يوم مسكين ًا في رمضان؟‬ ‫لا‪ ،‬لأن الواجب سقط عنها بسبب فقدانها عقلها‪ ،‬والعقل هو مدار التكليف‪،‬‬ ‫فمع فقدانه يسقط التكليف‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪282‬‬ ‫الذي ُيطعم عنه كل يوم ًا مسـكين ًا‪ ،‬هل يجوز أن تجمع هذه المبالغ أو‬‫=‬ ‫يجمع هذا الطعام إلى نهاية الشهر فيعطى لفقير واحد؟‬ ‫نعم‪ ،‬يجوز ذلك‪ ،‬لأن كل يوم مسـتقل بنفسـه‪ ،‬فيمكن أن يطعم نفس المسـكين في‬ ‫كل يوم‪ ،‬ويمكن أن يجمع هذا الطعام كله ليعطى إياه آخر الشهر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫وإذا لم يجب عليها الصيام فهل تص ّلي التراويح وصلاة السحر؟‬‫=‬ ‫لا مانع من ذلك‪ ،‬لأن هذا لأجل الشهر وليس هو لأجل الصيام‪.‬‬ ‫المريـض الـذي لا يسـتطيع الصيـام‪ ،‬إذا أراد أولاده أن يتصدقـوا عـن‬‫=‬ ‫صيامه‪ ،‬هل يجوز أم لا؟ وإذا كان يجوز فكم مقدار الصدقة؟‬ ‫نصت الآية‪،‬‬‫المرض إن كان يرجى له برء فإنه يفطر ثم بعد ذلك يقضي كما ّ‬ ‫فـي قولـه تعالـى‪﴾ O N M L K J I H G F E ﴿ :‬‬ ‫]البقرة‪ ،[١٨٤ :‬ثم جاء الحكم مرة ثانية في قوله تعالى‪} | { ﴿ :‬‬ ‫~ ے ¡ ‪] ﴾ ¥ ¤ £ ¢‬البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬وأمـا إن كان المـرض لا‬ ‫يرجى له برء فهذا حكمه في قول االله تعالى‪T S R Q ﴿ :‬‬ ‫بناء على أن الآية محكمة غير منسوخة وتفسير‬‫‪] ﴾ WV U‬البقرة‪ً ،[١٨٤ :‬‬ ‫يطيقونه بمعنى يتكلفونه‪ ،‬كما فسره بذلك ابن عباس ^‪ ،‬ويدخل في ذلك‬ ‫الشـيخ الهـرم والمرأة العجـوز اللذان يعجـزان عن الصوم بسـبب كبرهما‪،‬‬ ‫والمريـض الـذي لا يرجـى له بـرء‪ ،‬فيباح لهـم أن يأكلوا ويشـربوا ويفتدوا‬ ‫بإطعام مسكين عن كل يوم‪ ،‬ولا بأس إن أخرج الأولاد عن آبائهم وأُمهاتهم‬ ‫الفدية‪ ،‬فإذا كان الشـهر ثلاثين يوم ًا فالفدية إطعام ثلاثين مسـكين ًا وإن كان‬ ‫تسـعة وعشرين يوم ًا فالفدية إطعام تسعة وعشرين مسكين ًا‪ ،‬والمسكين يفطر‬ ‫بمقـدار ما يكفيه من طعام حتى يشـبعه مع إدام‪ ،‬وهـذا يتراوح ما بين ريال‬ ‫ُعماني وريال ونصف ومن ضاعف ضاعف االله له‪.‬‬ ‫‪283‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪πØ``æ`dG ΩÉ``«°U‬‬ ‫شوال أو من منتصفه؟‬ ‫هل يجوز الصيام في ثان يوم من ّ‬ ‫شـوال كان كمن‬ ‫النبـي ! يقـول‪» :‬من صـام رمضان ثم أتبعه بسـت من ّ‬ ‫صام الدهر«‪ ،‬والأولى بأن يكون ـ مع اليسـر ـ في اليوم الثاني‪ ،‬ولكن إذا‬ ‫شوال فلا مانع من ذلك‪،‬‬‫خر الإنسان الصوم وصام الست في أثناء شهر ّ‬‫أ ّ‬ ‫بـل أباحهـا بعض العلماء متفرقة وذلك بأن يصومهـا يوم ًا يوم ًا‪ ،‬أو يومين‬ ‫يومين‪.‬‬ ‫هل يجوز صيام الست قبل صيام الواجب على المرأة كأيام رمضان؟‬‫=‬ ‫هذه المسـألة فيها خلاف‪ ،‬فبعض العلماء يقولون بأن من وجب عليه قضاء‬ ‫شهر رمضان لا يصوم غيره قبله‪ ،‬وقيل بجواز ذلك‪ ،‬وهذا هو الأظهر‪ ،‬لأن‬ ‫أُم المؤمنين عائشـة ‪ #‬كانت تؤخر قضاء شـهر رمضان إلى شـهر شعبان‪،‬‬ ‫وليس من المعقول أن تبقى طوال أيام السنة لا تصوم فيها نفلاً‪.‬‬ ‫بعـض النـاس اعتادوا أن يصوموا الأيـام البيض فهل يجوز لهم صيامها‬‫=‬ ‫في أيام الحج؟‬ ‫لا يصوم الإنسـان في اليوم الثالث عشـر‪ ،‬لكراهة الصيام في أيام التشـريق‪،‬‬ ‫وإنما يصوم من الرابع عشر فصاعد ًا‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪284‬‬ ‫ما حكم صيام العشر الأول من ذي الحجة؟‬‫=‬ ‫الأيام العشـر هي أيام مباركات ولها شـأن عظيم عند االله تبارك وتعالى‪،‬‬ ‫ولذلك أقسـم االله تبارك وتعالى بلياليها تنويه ًا بقدرها وتبيان ًا لعظم شأنها‬ ‫عنـده حيث قال‪] ﴾ $ # ❁ ! ﴿ :‬الفجر‪ ،[٢ ،١ :‬والمراد بها الليالي‬ ‫العشـر التي تسـبق يوم النحر‪ ،‬وجاء في الرواية عن النبي ! بأنه ما من‬ ‫أيـام فيهـا العمل أحب إلـى االله تبارك وتعالى منه في هذه الأيام العشـر‪،‬‬ ‫فالأعمال كلها تكون في هذه الأيام العشر أعمالاً مضاعفة الأجور‪ ،‬ولها‬ ‫شـأن عنـد االله ‪ ،4‬وينـدرج فـي ذلك الصيـام‪ ،‬فـإن الصيام مـن جملة‬ ‫يسـن صيام هذه الأيام‬‫ ُّ‬‫الأعمـال التـي يتقرب بها العبـاد إلى االله‪ ،‬ولذلك‬ ‫جميعـ ًا‪ ،‬ومـن لم يتمكن مـن صيامها جميعه ًا فليصم اليوم التاسـع‪ ،‬لأن‬ ‫صيـام اليـوم التاسـع أجـره أجـر عظيم وقـدره قـدر جسـيم‪ ،‬واالله تبارك‬ ‫وتعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما هو فضل صيام يوم عرفة؟‬‫=‬ ‫يـوم عرفة يوم عظيـم وصيامه فيه الأجر الكبير إلا الواقف في عرفة إن كان‬ ‫يخشـى أن يضعـف‪ ،‬فينبغي له ألا يصـوم حتى لا يضعف عن الوقوف‪ ،‬فإن‬ ‫ذلـك اليوم يوم يضاعف فيه أجر الذكر للذاكرين في ذلك الموقف العظيم‪،‬‬ ‫فلا ينبغي للإنسـان أن يضعف نفسـه بصيامه‪ ،‬والنبي ! لم يصم في ذلك‬ ‫اليوم‪ ،‬فلا ينبغي لأحد أن يصوم حتى لا يضعف عن الذكر‪.‬‬ ‫هـل يصـام يـوم عرفة منفرد ًا أو أنـه يحتاج إلى صيام يـوم قبله أو بعده‬‫=‬ ‫خاصة إذا صادف يوم جمعة؟‬ ‫إن صام يوم ًا قبله فلا حرج لكن أن يصوم يوم ًا بعده فلا فإن اليوم العاشـر‬ ‫‪285‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هو يوم عيد‪ ،‬ويوم العيد لا يجوز صيامه بإجماع المسلمين‪ ،‬سواء كان عيد‬ ‫الأضحـى أو كان عيـد الفطر‪ ،‬لأن يوم العيد هو يـوم ضيافة االله فمن صامه‬ ‫فقد رد ضيافة االله تبارك وتعالى‪ .‬أما يوم الجمعة فإنه ينهى عن صيامه وحده‬ ‫إلا أن يصـادف يومـ ًا يصومه أحدكـم ـ كما جاء في الحديث ـ فمن صادف‬ ‫يومـ ًا اعتـاد صيامه فلا حـرج عليه أن يفرده بالصيام وعليـه فلو صادف يوم‬ ‫الجمعة يوم عرفة فلا حرج أن يصومه من اعتاد أن يصوم يوم عرفة‪ ،‬وكذلك‬ ‫لو صادف يوم الجمعة يوم عاشوراء فلا حرج أن يصومه من اعتاد أن يصوم‬ ‫يوم عاشـوراء‪ ،‬ويوم عاشـوراء ينبغي أن يصوم معه التاسـع‪ ،‬لأن النبي !‬ ‫كان يفرده بالصيام وحده إلا أنه قال قبل وفاته‪» :‬لئن بقيت إلى العام القابل‬ ‫لأصومن التاسـع والعاشـر«‪ ،‬فينبغي لمن أراد الأجر أن يجمع بين التاسـع‬ ‫والعاشر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـن نـوى أن يصوم عرفـة ولكن ظروفه حالت دون ذلـك فهل عليه أن‬‫=‬ ‫يصوم؟‬ ‫من نوى أن يصوم عرفة ولم يدخل في صيامه فليس عليه أن يقضي صيامه‬ ‫قـولاً واحـد ًا‪ ،‬ولكن لو نوى أن يصـوم ذلك اليوم وأصبـح صائم ًا ثم طرأ‬ ‫بناء‬ ‫عليـه ما سـبب إبطاله لصيامه‪ ،‬فهـل عليه أن يعيده؟ في ذلـك خلاف‪ً ،‬‬ ‫على الاختلاف في صيام النافلة‪ ،‬هل من شـرع فيه كان لزام ًا عليه أن يتمه‬ ‫أو ليس عليه أن يتمه‪ ،‬فالذين قالوا بالقول الأول نظروا إلى قول االله تبارك‬ ‫وتعالى‪] ﴾ Y X W ﴿ :‬محمد‪ ،[٣٣ :‬فإن الآية الكريمة تنهى عن إبطال‬ ‫العمـل‪ ،‬فمـن دخل فـي عمل فعليه أن يسـتمر عليـه وأن لا يبطله‪ ،‬والذين‬ ‫قالـوا بالـرأي الآخر عولوا علـى الحديث الذي جاء فيـه »صائم النفل أمير‬ ‫بنفسه«‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪286‬‬ ‫مـا حكم صيام شـهر رجب؟ وهـل صحيح أن بالجنة باب ًا يسـمى باب‬‫=‬ ‫رجب؟‬ ‫صيام شهر رجب كصيام غيره من الشهور فلا يختص بحكم عن غيره‪ ،‬وأما‬ ‫ما ورد من الأحاديث فيه فهي أحاديث لم تصل إلى درجة الصحة‪.‬‬ ‫السَّنة؟ وما حكمه؟‬‫هل صيام يوم الإسراء والمعراج منُّ‬ ‫=‬ ‫أمـا ثبـوت ذلك عن النبي ! فلم يثبت‪ ،‬وقـد رويت أحاديث كثيرة في‬ ‫صيـام شـهر رجـب‪ ،‬ولكنها لـم تثبت‪ ،‬وإنما هو كسـائر الشـهور‪ ،‬ويوم‬ ‫الإسـراء والمعـراج هو كسـائر الأيام‪ ،‬علـى أنه مما يجـب أن ُيعلم بأنه‬ ‫ليـس هنالك من دليل نسـتوحي منـه أن يوم الإسـراء والمعراج هو يوم‬ ‫كـذا‪ ،‬فلذلك اختلف العلمـاء كثير ًا متى كان الإسـراء والمعراج‪ ،‬فمنهم‬ ‫من قال كان في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول‪ ،‬ومنهم من قال‬ ‫كان في اليوم السابع والعشرين منه‪ ،‬ومنهم من قال كان في اليوم السابع‬ ‫والعشـرين مـن شـهر رجب‪ ،‬ومنهم من قال في شـهر رمضـان إلى غير‬ ‫ذلـك مـن الأقوال الكثيـرة‪ ،‬فلا يمكننا أن نجزم بشـيء‪ ،‬وإنما شـاع في‬ ‫أوسـاط الناس أن الإسـراء والمعراج كانا في ليلة السابع والعشرين من‬ ‫شهر رجب من غير أن يكون هنالك دليل ُيستند إليه‪ ،‬ومثل هذه الأشياء‬ ‫لا ُيبت فيها إلا بالدليل‪ ،‬وأنى لنا به!‪ ،‬ولكننا مع هذا نقول بأن هذا يوم‬ ‫من أيام االله من فعل فيه خير ًا فاالله ‪ 4‬يجزيه الخير‪ ،‬بشرط أن لا يقطع‬ ‫بأنـه هـو نفس اليـوم الذي يرتبط بليلة الإسـراء‪ ،‬وأن لا يجـزم بأن لهذا‬ ‫اليوم خصوصية‪ ،‬لأن الجزم بمثل ذلك أمر يتوقف على الدليل‪ ،‬والدليل‬ ‫لم يأت به‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪287‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هـل يجـوز الصيـام فـي يـوم الإسـراء والمعـراج وفـي يـوم المولد‬‫=‬ ‫الشريف؟‬ ‫لا يمنـع الصيـام في هـذه الأيام‪ ،‬ولا دليل أيض ًا على اسـتحباب الصيام في‬ ‫هذيـن اليوميـن‪ ،‬إنمـا جـاءت روايـات ـ ولكنهـا ضعيفة ـ في يوم الإسـراء‬ ‫والمعراج‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪288‬‬ ‫‪Ωƒ``°üdG ó``°ùØj É`e‬‬ ‫ما حكم صوم الصائم إذا دخل جوفه شيء غير الطعام كأن يبتلع دبوس ًا‬‫=‬ ‫أو قطعة صغيرة من الورق؟‬ ‫قول جمهور الأمة أن غير المطعوم ناقض للصوم كالمطعوم وذلك كالحديد‬ ‫والشعر والجلد والورق‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما هو حكم الاستياك بالمعجون في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫اختلـف العلمـاء في حكم الاسـتياك‪ ،‬فطائفة كبيرة منهم كرهوا السـواك في‬ ‫نهار الصيام‪ :‬منهم من كرهه من أول النهار إلى آخره‪ ،‬ومنهم من كرهه بعد‬ ‫الـزوال ومنهـم مـن كرهـه بالرطـب دون اليابـس‪ ،‬وهـؤلاء ـ الذيـن قالـوا‬ ‫بالكراهة ـ اسـتندوا إلى حديث »لخلوف فم الصائم أطيب عند االله من ريح‬ ‫المسك«‪ ،‬قالوا‪ :‬لأن المستاك بسواكه يقضي على الخلوف‪ ،‬مع أنه ينبغي له‬ ‫أن يحرص على اسـتبقائه حتى لا يزول‪ ،‬فلما كان بقاؤه مسـتحب ًا كان زواله‬ ‫مكروهـ ًا‪ ،‬وذهبـت طائفـة أخرى مـن العلماء إلـى أن السـواك لا يمنع منه‬ ‫الصائم سـواء كان في أول النهار أو في وسـطه أو في آخره من غير كراهة‪،‬‬ ‫وهذا القول اسـتدل له بروايات متعددة‪ ،‬منها حديث الرسـول !‪» :‬لولا أن‬ ‫أشـق علـى ُأمتي لأمرتهم بالسـواك عند كل صلاة وعنـد كل وضوء«‪ ،‬وهذا‬ ‫‪289‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عام سواء في حالة الصيام أو في غير حالة الصيام والعام يجري على عمومه‬ ‫مـا لم يـرد مخصـص يخصصه‪ ،‬ومنهـا رواية لبعـض الصحابـة @‪ :‬رأيت‬ ‫النبـي ! يسـتاك بالرطب واليابس وهو صائـم ما لا أحصي‪ ،‬إلى غير ذلك‬ ‫من الأدلة التي اسـتدلوا بها‪ ،‬وهذا هو أقوى حجة‪ ،‬لأن حديث الخلوف لا‬ ‫يدل على منع السواك لا من قريب ولا من بعيد‪ ،‬إذ لم يتعرض لذلك قط‪،‬‬‫ ُّ‬ ‫وإنما غاية ما فيه أن الصيام محبوب وكل ما يترتب عليه محبوب‪ ،‬فالخلوف‬ ‫الذي يكرهه الصائم هو أطيب عند االله تعالى من ريح المسك‪ ،‬وهذا الطيب‬ ‫لا لذات الخلوف ولكن من أجل الصيام‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬ ‫فإن السـواك لا يقضي على الخلوف‪ ،‬فلذلك لا نرى التمسـك بهذا الدليل‬ ‫وترك الأدلة الصريحة في اسـتحباب السـواك‪ ،‬أما بالنسـبة للمعجون فإنه لا‬ ‫يؤمن أن يتسـرب منه شيء إلى الحلق‪ ،‬فلذلك كان من الأحوط للصائم أن‬ ‫يتجنب السواك به‪ ،‬وأن يقتصر على السواك بالمسواك المعتاد فحسب‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫الغيبة هل تؤثر على الصائم؟‬‫=‬ ‫جاء في الحديث عن رسول االله !‪» :‬الصيام جنة«‪ ،‬وفي بعض الروايات‪:‬‬ ‫»الصيـام جنـة ما لـم يخرقها بكذب أو غيبـة«‪ ،‬وقد جاء فـي حديث ابن‬ ‫عبـاس ^ ـ فـي مسـند الإمـام الربيع بـن حبيـب ‪» :5‬الغيبـة تنقض‬ ‫الوضـوء وتفطـر الصائم«‪ ،‬وهـذا الذي تعمل به‪ ،‬وهـو يعتضد بالروايات‬ ‫الأخرى‪ ،‬من بينها رواية أبي هريرة ‪ 3‬عند الإمام البخاري أن النبي !‬ ‫قال‪» :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة في أن يدع طعامه‬ ‫وشرابه«‪ ،‬فعلى المغتاب أن يعيد يومه وتسقط عنه الكفارة لشبهة الخلاف‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪290‬‬ ‫ما حكم من كذب في نهار رمضان؟‬ ‫=‬ ‫الكـذب يتنافى مع الإيمان‪ ،‬فإن االله تعالى يقول‪C B A @ ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ K J I HG F E D‬النحـل‪ ،[١٠٥ :‬وقـد‬ ‫توعد االله تعالى على الكذب‪ ،‬إذ قال في حديثه عن المنافقين‪[ Z ﴿ :‬‬ ‫\ ] ^ _ ﴾ ]البقـرة‪ ،[١٠ :‬وكذلـك نجد أن االله تعالى يقول‪/ ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 0‬الذاريات‪ ،[١٠ :‬وقد ُفسر الخراصون بالكذابين‪ ،‬وفي الحديث عن‬ ‫النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال‪» :‬يطبع المؤمن على الخلال كلها‪،‬‬ ‫ليسـت الخيانة والكذب« أي ليس من شـأن المؤمن أن يكون كذاب ًا‪ ،‬وعندما‬ ‫ذكر النبي صلوات االله وسـلامه عليه خصال النفاق بدأ ذلك بالكذب فقال‪:‬‬ ‫»إذا حـدث كذب«‪ ،‬ومن المعلوم أن الكذب هو من قول الزور‪ ،‬والنبي !‬ ‫قـال‪» :‬مـن لم يدع قول الزول والعمل به‪ ،‬فليس الله حاجة في أن يدع طعامه‬ ‫وشرابه«‪ ،‬أي لا قيمة لتركه الطعام والشراب مع عدم تركه قول الزور والعمل‬ ‫بـه‪ ،‬وعندما سـئل النبـي عليه أفضل السـلام عن المؤمن أيكـون كذاب ًا قال‪:‬‬ ‫»لا«‪ ،‬والصيـام إنمـا هـو التـزام تـام‪ ،‬فمكن كـذب متعمد ًا فقـد هتك حرمة‬ ‫صومه‪ ،‬ومن هتك حرمة صومه فلا صوم له‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم العادة السرية؟ وهل تفطر الصائم في رمضان؟‬‫=‬ ‫العادة السرية هي من استعمال الفرج في غير ما أذن االله تعالى به‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫عندما وصف المؤمنين قال‪= < ; ❁ 9 8 7 6 ﴿ :‬‬ ‫> ? @ ‪] ﴾ D C B A‬المؤمنون‪ ،[٦ ،٥ :‬فمن استعمل العادة‬ ‫السرية فهو لم يستعمل فرجه في زوجته ولا فيما ملكت يمينه وإنما استعمل‬ ‫فرجـه في نفسـه‪ ،‬فلذلـك ُعد هذا الفعل حرام ًا‪ ،‬ثم إنه مـن ناحية أخرى نجد‬ ‫الحديث الشـريف الذي يحض على الزواج جاء فيه‪» :‬يا معشـر الشـباب من‬ ‫‪291‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫اسـتطاع منكـم البـاءة فليتـزوج فإنـه أغض للبصـر وأحصن للفـرج‪ ،‬ومن لم‬ ‫يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء«‪ ،‬فترون أن النبي ! دعا أولاً إلى الزواج‬ ‫لمـا فيه من إعفاف النفس بطريق الفطرة والاسـتجابة لداعيها وإشـباع الرغبة‬ ‫وإرواء الغريزة وإسـكان شـهوة النفـس‪ ،‬وما ينبع عن ذلك مـن الثمرة الطيبة‬ ‫التي هي اسـتمرار النسـل وبقاء الحياة إلى أن يأذن االله بانتهائها من على هذه‬ ‫الأرض‪ ،‬ومن تعذر عليه الزواج لعدم توفر المؤونة التي تمكنه منه فإنه يؤمر‬ ‫أن يعدل إلى الصيام‪ ،‬ولم يشر النبي ! إلى إرواء هذه الغريزة بهذه الطريقة‬ ‫الشـاذة‪ ،‬لمـا فيها من الشـذوذ ومنافاة الأخلاق الفاضلة‪ ،‬ولمـا فيها أيض ًا من‬ ‫آثار نفسية سلبية‪ ،‬إذ استعمال هذه العادة كثير ًا ما يفضي بالإنسان إلى أمراض‬ ‫نفسـية واضطرابات وعدم استقرار‪ ،‬بل وإلى أمراض جسدية أيض ًا‪ ،‬فلذلك لا‬ ‫يجوز للإنسان أن يمارس هذه العادة‪ ،‬أما حكمها في نهار رمضان فهي بمثابة‬ ‫المواقعة‪ ،‬بل لو استمنى الإنسان بطريقة مباحة‪ :‬وذلك بأن يستمني عن طريق‬ ‫زوجته من غير أن يباشرها مباشرة تامة‪ ،‬لكن بأن تمارس معه أسباب إخراج‬ ‫المنـي لـكان ذلك حكم المواقعة‪ ،‬وعلى هـذا فإن من وقع منه ذلك في نهار‬‫ّ‬ ‫رمضـان فعليـه أن يتوب إلى االله تعالـى‪ ،‬وعليه أن يقضي ذلـك اليوم‪ ،‬وعليه‬ ‫بجانـب ذلـك أن يكفـر كفارة الصيـام‪ ،‬وهي عتـق رقبة فإن لم يجـد فليصم‬ ‫شهرين متتابعين‪ ،‬فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكين ًا‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫فتاة روعت أختها وهي آمنة‪ ،‬هل يؤثر ذلك على صيامها؟‬‫=‬ ‫إن روعتها متعمدة من غير أن يكون هنالك سبب شرعي لهذا الترويع‪ ،‬فهذا‬ ‫مما يدخل تحت قوله !‪» :‬من روع مسلم ًا روعه االله«‪ ،‬وهذاُّ‬ ‫يدل على أنها‬ ‫معصيـة متوعـد عليها‪ ،‬وما توعد عليه فهـو كبيرة‪ ،‬وما كان كبيرة فهو ناقض‬ ‫للصيام‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪292‬‬ ‫ما قولكم في مصافحة المرأة الأجنبية في نهار رمضان هل تبطل الصيام‬‫=‬ ‫أم لا؟‬ ‫نحن لا نسـتطيع أن نقول بإبطال الصيام‪ ،‬ولكن نقول بأن مصافحة المرأة‬ ‫الأجنبية أمر جاء التشـديد فيه في حديث الرسول !‪ ،‬الرسول ! يقول‪:‬‬ ‫»لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسـه خير له من أن يمس امرأة‬ ‫ليـس له عليها سـبيل«‪ ،‬وشـدد أصحابنـا فيمـا إذا كان نظره إليها بشـهوة‪،‬‬ ‫بناء على أن الصيام‬‫مسـه لها بشـهوة أن يكون ذلك ُمفطر ًا ً‬ ‫وأولى إذا كان ّ‬ ‫يقتضي أن يمتنع الإنسان من مواقعة أي شيء من محارم االله‪ ،‬عملاً بقول‬ ‫الرسول !‪» :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة في أن يدع‬ ‫طعامه وشرابه«‪.‬‬ ‫عن المعاصي وتأثيرها في الصوم؟‬‫=‬ ‫بنـاء على قول النبي !‪» :‬لا صـوم إلا بالكف عن محارم االله«‪ ،‬وقوله‪» :‬من‬‫ً‬ ‫لـم يدع قول الـزور والعمل به فليس الله حاجة في أن يدع طعامه وشـرابه«‪،‬‬ ‫فالكبائـر تنقض الصيام‪ ،‬وهذا ما يشـير إليه قولـه تعالى‪،﴾ v u ﴿ :‬‬ ‫أما الصغائر فلا نقوى على القول بأنها ناقضة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪293‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪Ωƒ°üdG ó°ùØj ’ Ée‬‬ ‫هل يجوز الشرب أثناء أذان الفجر والمؤذن لم ينته بعد؟‬ ‫لا عبرة بالأذان‪ ،‬بل العبرة بانشقاق الفجر فإن كان الأذان عند انشقاق الفجر‬ ‫فـلا يجـوز لأحد أن يشـرب‪ ،‬أما إذا كان الأذان قبل الفجـر‪ ،‬كأن يؤذن قبل‬ ‫الفجر بساعة فلا عبرة بالأذان‪ ،‬لأن االله ‪ 4‬قال‪G F E D C ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ N M L K J I H‬البقرة‪ ،[١٨٧ :‬فقد ناط سبحانه إباحة‬ ‫الأكل والشرب بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر‪.‬‬ ‫مـا قولكم في امرأة أكلت حبوب ًا فـي أيام رمضان‪ ،‬وأذن المؤذن لصلاة‬‫=‬ ‫الفجر في ذلك الوقت؟‬ ‫إن أكلتهن قبل انشـقاق الفجر فلا حرج عليها‪ ،‬أما إذا كان الفجر قد انشـق‬ ‫فتبين لها ذلك فلتعد صيام يومها‪.‬‬‫ّ‬ ‫فـي بعـض الأحيان يقوم الشـخص بتغسـيل العيـن بمادة تنظـف العين‬‫=‬ ‫لاستخدام العدسة اللاصقة‪ .‬فهل يؤثر ذلك على الصيام؟‬ ‫إن كانت تلك المادة تلج إلى الحلق ثم إلى جوف‪ ،‬فما وصل إلى الجوف‬ ‫فهو مفطر وإلا فلا‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪294‬‬ ‫هل يصح للصائم أن يفطر قبل الأذان إذا جاء وقت الإفطار؟‬‫=‬ ‫الإفطـار منـوط بالليـل‪ ،‬فـاالله تعالـى يقـول‪﴾ T S R Q P ﴿ :‬‬ ‫]البقرة‪ ،[١٨٧ :‬فإذا حضر الوقت جاز الإفطار أذن المؤذن أو لم يؤذن‪ ،‬أرأيتم‬ ‫لو أخر المؤذن الأذان إلى وقت العشـاء أكان على الناس لازم ًا أن ينتظروا‬ ‫إلى حضور وقت العشاء‪.‬‬ ‫إذا تقيأ الصائم فهل له أن يفطر يومه ذلك على أن يقضيه بعد ذلك؟‬‫=‬ ‫القـيء غيـر المتعمد لا ينقض الصوم‪ ،‬فمن قاء لم يلزمه قضاء يومه‪ ،‬أما إن‬ ‫تعمد القيء أو تعمد أن يرجع شـيئ ًا منه إلى فيه‪ ،‬فعليه أن يعيد صيام ذلك‬ ‫اليوم‪ ،‬ولكن لا يباح له الفطر‪.‬‬ ‫إذا كانت المرأة الحامل تتقيأ كل يوم في أيام رمضان‪ ،‬هل يبطل الصوم؟‬‫=‬ ‫القيء غير ُمبطل للصوم‪ ،‬إنما ُيبطل الصوم أن يتعمد الإنسان التقيؤ‪ ،‬بإدخال‬ ‫إصبعـه فـي حلقـه أو نحـو ذلك‪ ،‬أما مـن ذرعه القـيء أي أتاه مـن غير أن‬ ‫يتسـبب له أو يسـتجلبه فإن صيامه صحيح‪ ،‬فما على هذه المرأة الحامل إلا‬ ‫أن تتم صومها‪ ،‬واالله تعالى يتقبل منها‪.‬‬ ‫هل بلع الريق يبطل الصيام؟‬‫=‬ ‫بلع الريق إن لم يتحلل فيه شـيء لا يبطل الصوم‪ ،‬أما إن مازجه شـيء كأن‬ ‫يمازجه دم أو طعام أو غير ذلك فإن ذلك يؤدي إلى بطلان الصوم إن تعمد‬ ‫الإنسان بلعه‪.‬‬ ‫امرأة تشتكي من خروج الدم من بين أضراسها باستمرار‪ ،‬وعندما تنام يتسرب‬‫=‬ ‫شيء منه إلى حلقها مما تضطر إلى عدم النوم في نهار رمضان‪ ،‬فما حكمها؟‬ ‫‪295‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لا عليهـا أن تنـام‪ ،‬ولا يلـزم أن يتسـرب الـدم إلـى الحلـق عندمـا تنام فقد‬ ‫يعصمهـا االله تعالـى من ذلـك‪ ،‬ولئن وقع ذلك من غير اختيـار بل اضطرار ًا‬ ‫فـإن االله تعالى لا يؤاخذها بما وقع عليها اضطرار ًا‪ ،‬وإنما عليها أن تحترس‬ ‫مع إمكانها فحسب‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم نزول بقايا الطعام من بين الأسنان للجوف في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫ُيؤمر الإنسان بأن ُيخلل أسنانه حتى لا تبقى فيها بقايا لئلا يتسرب شيء‬ ‫منهـا‪ ،‬أمـا إن ترك ذلك من غير إهمال بل كان غافلاً فلم ُي َرع إلا وحبة‬ ‫مـن طعام ولجت إلـى الجوف بدون اختياره فذلك ُيعـد أمر ًا غالب ًا ولا‬ ‫يمكن دفعه‪ ،‬هذا إن كان غير مهمل كما قلنا‪ ،‬أما في حالة الإهمال فلا‬ ‫يعذر‪.‬‬ ‫رجـل مبتلـى فـي أغلب يومـه بخروج دم من بين أسـنانه مـاذا عليه أن‬‫=‬ ‫يفعـل‪ ،‬حيث لا يقـدر إلا أن يخرج ريقه طوال الوقت فهو يحاول قدر‬ ‫المسـتطاع وحتـى في نومه أن يضـع بعض المناديـل الورقية بحيث لا‬ ‫يدخل شيء في جوفه ما حكم ذلك؟‬ ‫االله تبـارك وتعالـى لم يكلـف عباده بما فيه ضيق عليهـم‪ ،‬ومن القواعد‬ ‫الفقهية أن الشـيء إذا ضاق اتسـع وإذا اتسع ضاق‪ ،‬فهو إذا ضاق اتسع‬ ‫حكمه وإذا اتسع ضاق حكمه‪ ،‬فيباح للإنسان في حالة الاضطرار ما لا‬ ‫يبـاح لـه فـي حالـة الاختيـار‪ ،‬فـإن كان بإمكانـه أن يحترس مـن ذلك‬ ‫فليحترس وإن تعذر عليه الاحتراز فاالله تعالى لا يكلفه ما لا طاقة له به‪،‬‬ ‫﴿ §̈ © ‪] ﴾ ¬ « a‬البقرة‪Z Y X W V U ﴿ ،[٢٨٦ :‬‬ ‫[ ﴾ ]الطلاق‪.[٧ :‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪296‬‬ ‫امرأة خلعت سن ًا واستمر النزيف إلى اليوم التالي‪ ،‬فما حكم صيامها؟‬‫=‬ ‫النزيف لا يؤثر شيئ ًا على الصوم‪ ،‬وإلا لأثرت الاستحاضة‪ ،‬مع أن الاستحاضة‬ ‫غير ناقضة للصيام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫صائم يعاني من وجود البلغم في حلقه طوال النهار‪ ،‬ليس نخامة غليظة‬‫=‬ ‫ولا ريق ًا كالذي يخرج من حلق الإنسان وهو يحاول أن يتنحنح ولكن‬ ‫إن حـاول إخراجـه كل مرة سـيقع في حرج كبيـر‪ ،‬إذ يكون ذلك همه‬ ‫طول النهار‪ ،‬وماذا إذا ابتلعه مع إمكانية أن يطرحه؟‬ ‫ينبغـي أن نفـرق بيـن حالة الشـدة وحالة الرخـاء وبين حالـة الضيق وحالة‬ ‫السـعة‪ ،‬وهذه المسـألة مختلف فيها من أساسها‪ ،‬لأن العلماء اختلفوا في ما‬ ‫إذا عارض الإنسان وهو في صلاته أو في صيامه شيء من ذلك‪ ،‬فمنهم من‬ ‫قـال بأن كل ما نزل من الـرأس أو صعد من الصدر ينقض الصلاة والصيام‬ ‫جميعـ ًا إذا ابتلعـه وكان قادر ًا على إخراجـه لأن المصلي ليس له أن يتناول‬ ‫شـيئ ًا مما يدخل جوفه وهذا أدخل جوفه شـيئ ًا غير الريق الطبيعي‪ ،‬وكذلك‬ ‫من كان في صيامه‪ ،‬ومنهم من قال ما صعد هو الناقض‪ ،‬بخلاف النازل من‬ ‫الـرأس‪ ،‬ومنهـم مـن قال بعكـس ذلك أي ما نـزل من الرأس هـو الناقض‪،‬‬ ‫ومنهـم من قـال أن ما نزل من الرأس ينقض الصلاة دون الصيام وما ارتفع‬ ‫مـن الصـدر ينقض الصيـام دون الصلاة‪ ،‬ومنهـم من قال عكـس ذلك‪ ،‬أما‬ ‫الريق فلا يسـتطيع أن يتخلص منه إلا إذا كان مشـوب ًا بدم‪ ،‬ففي هذه الحالة‬ ‫ليس له أن يولجه إلى جوفه وكذا إن كان مشـوب ًا بمادة أخرى‪ ،‬والذي نراه‬ ‫أن فـي حالـة السـعة ينبغي التشـديد في هذا الأمـر‪ ،‬وفي حالـة الضيق فإن‬ ‫المشقة تجلب التيسير‪ ،‬ومن القواعد الفقهية عند بعض الفقهاء أن الأمر إذا‬ ‫ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪297‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هل قلع الأسنان يفطر الصائم؟‬‫=‬ ‫لا يفطر قلع الأسنان إن لم يبتلع دم ًا‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫بعـد صـلاة الفجر في يوم من أيام رمضـان الكريم انتابتني حمى وكحة‬‫=‬ ‫فوضعـت بعـض المسـكنات )مرهم( على صـدري وبعـد وضع ذلك‬ ‫علي في صيام‬ ‫المرهم أحسسـت بـأن رائحته دخلت في حلقي‪ ،‬فمـاذا ّ‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬هل الصيام صحيح أم لا؟‬ ‫هـذا لـم يضعـه في فيه ولا أنفـه ولا عينه‪ ،‬وإنما وضعه علـى صدره‪ ،‬وإنما‬ ‫سرت الرائحة إلى الحلق‪ ،‬فليس عليه حرج إن شاء االله‪.‬‬ ‫هل العيدان التي تستخدم لتنظيف الأذن تفطر أم لا؟‬‫=‬ ‫إدخال الإنسان إصبعه في فيه أو أنفه أو أذنه أو عينه غير مفطر‪ ،‬فللإنسان أن‬ ‫يتمضمض ويدخل إصبعه لينظف أسنانه أثناء مضمضته من غير أن يؤثر ذلك‬ ‫على صيامه‪ ،‬وكذلك له أن يدخل إصبعه في خياشـيم أنفه في حال استنشاقه‬ ‫ولا يؤثـر ذلك شـيئ ًا على صيامه‪ ،‬وكذلـك لو أدخل إصبعه في عينيه لما كان‬ ‫ذلك مؤثر ًا على صيامه‪ ،‬بل للإنسان أن يستاك‪ ،‬فالنبي ! روي عنه بأنه كان‬ ‫يسـتاك بالأخضر واليابس وهو صائم‪ ،‬وجاءت الرواية مرغبة في السواك قبل‬ ‫الوضـوء وقبـل الصلاة‪ ،‬فالنبـي ! قال كما في حديث أبـي هريرة‪» :‬لولا أن‬ ‫أشق على ُأمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وعند كل وضوء«‪ ،‬ولم يكن‬ ‫ذلك مؤثر ًا على الصيام قط‪ ،‬وإنما كره بعض العلماء السواك من بعد الزوال‬ ‫ليفطر الإنسـان على خلوف فيه لئلا تذهب الرائحة الحاصلة من أثر الصوم‪،‬‬ ‫ولكـن الصحيـح بأنه لا يكره السـواك سـواء قبل الزوال أو بعده‪ ،‬سـواء كان‬ ‫بالرطـب أو باليابـس‪ ،‬وقـد جاء فـي الرواية عن عمر بن الخطـاب رضي االله‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪298‬‬ ‫فقبلـت وأنا صائم‪ .‬فقال له النبي !‪:‬‬‫تعالـى عنه أنه قال للنبي !‪ :‬هششـت ّ‬ ‫ماء ثم مججتـه أكان ذلك ناقض ًا لصومك؟«‬‫»أرأيـت أن لـو وضعت في فيك ً‬ ‫قـال لـه‪ :‬لا‪ .‬قال‪» :‬ففيم إذن«‪ .‬ومعنى هـذا أن النبي ! ع ّلم عمر ‪ 3‬قياس‬ ‫القبلة التي هي مقدمة للجماع على المضمضة التي هي مقدمة للشـرب فكما‬ ‫أن المضمضة التي هي مقدمة للشرب لا تفطر الصيام فكذلك القبلة‪ ،‬هذا مع‬ ‫أن الأذن غير موصلة إلى الجوف ـ إن كانت أذن ًا سليمة ـ لأن هنالك ما يسد‬ ‫وصول أي شـيء إلى الجوف ما لم تكن الطبلة مخترقة‪ ،‬فالإنسـان قد يضع‬ ‫مـاء ًا فـي أذنه ويبقى فتـرة طويلة حتى إذا قام وجد ذلك المـاء على حاله لم‬ ‫يدل على أن الأذن غير موصلة إلى‬‫ينزل منه شيء إلى داخل أذنه‪ ،‬وهذا مماُّ‬ ‫الجوف‪ ،‬وعلى هذا فلا حرج من وضع قطور فيها فضلاً عن أن ينظفها بعيدان‬ ‫ونحوها‪ ،‬فإن ذلك لا يؤثر على صيامه قط‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يضر الصائم إذا دخل ماء في أذنه أثناء الاستحمام؟‬‫=‬ ‫الأذن غيـر موصلة إلى الجوف حسـب ما قرر الأطبـاء‪ ،‬إلا إن كانت الطبلة‬ ‫منخرقـة‪ ،‬أمـا إن لم تكـن الطبلة منخرقـة فلا يصل إلى الجـوف من خلال‬ ‫الأذن شيء‪.‬‬ ‫هل يجوز قص الأظافر في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫لا مانـع من قص الأظافر وإزالة الشـعر المعتاد في نهـار رمضان‪ ،‬ولا يؤثر‬ ‫ذلك في الصيام‪.‬‬ ‫هل تنقض السباحة في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫وسواء‬ ‫ً‬‫سواء سبح الإنسان في حوض أو في نهر‪،‬‬‫ً‬‫السباحة لا تنقض الصوم‬ ‫ارتمى هو في الماء أو كان الماء يخر عليه‪.‬‬ ‫‪299‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مـا حكم مـن ينفخ البخور وهو صائم؟ وما حكـم من يضع اللبان في‬‫=‬ ‫دورات المياه‪ ،‬إذ يقول البعض‪ :‬بعدم الجواز لأنه بخور الأنبياء؟‬ ‫إن لم يدخل في حلقه من البخور في حال صومه شيء فلا حرج عليه‪ ،‬ولا‬ ‫مانـع مـن تبخير دورات الميـاه باللبان‪ ،‬ودعـوى أنه بخور الأنبيـاء لا دليل‬ ‫عليها‪ ،‬وهب ذلك صحيح ًا فإن الماء أيض ًا شراب الأنبياء‪ ،‬فهل يحرم إدخاله‬ ‫دورات المياه والتطهر به‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم البخور في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫إن كان لا يلج إلى الخياشيم والفم شيء منه فهو غير ناقض‪ ،‬وذلك أن‬ ‫تصل رائحته من غير أن يلج شـيء من بخاره أو دخانه إلى الخياشـيم‪،‬‬ ‫أمـا إن وصـل شـيء إلـى الخياشـيم وولج إلـى الجـوف فحكمه حكم‬ ‫التدخيـن مـن حيث نقضه للصيام‪ ،‬لأن الصيام ينتقض بكل ما يصل إلى‬ ‫الجوف‪.‬‬ ‫ما حكم التطيب والكحل وقص الأظافر في رمضان؟‬‫=‬ ‫كل ذلـك جائـز‪ ،‬فالتطيب لا بأس به ما لم يلج شـيء منـه إلى الجوف من‬ ‫طريق الفم أو الحلق‪ ،‬والكحل لا يمنع لأنه جامد وليس سـائلاً فلا يتحلل‬ ‫ويصل إلى الجوف ولو بواسطة الدمع‪ ،‬وأما قص الأظافر وإلقاء التفث في‬ ‫نهار رمضان فهو مباح كسائر الأيام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز الاكتحال في شهر رمضان؟‬‫=‬ ‫لا مانـع مـن ذلـك‪ ،‬لأن الكحـل غيـر مائع بخـلاف المائعـات التي تجري‬ ‫بواسطة القناة الدمعية وتصل إلى الحلق‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪300‬‬ ‫هل يجوز الكحل في العين واستنشاق رائحة العطر في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫أما الكحل فلا يمنع‪ ،‬لأنه وإن كانت في العين قناة دمعية تفضي في النهاية إلى‬ ‫الحلق‪ ،‬إلا أن الكحل غير سائل فلا ينتقل إلى الحلق بسهولة‪ ،‬بخلاف السوائل‬ ‫والـدواء المر الـذي يوضع على العين فيحس مباشـرة بالمرارة فـي حلقه‪ ،‬أما‬ ‫الطيب فلا ينقض صيام الصائم ولا يمنع من أن يستخدمه أو أن يشمه‪.‬‬ ‫امـرأة اسـتخدمت العطر وهي صائمة فأحسـت منه بشـيء فـي حلقها‪،‬‬‫=‬ ‫فماذا عليها؟‬ ‫إن كانت لم تقصد ذلك وإنما وصل إلى حلقها خطأ‪ ،‬وحاولت أن تتنحنح‬ ‫وتبصق بعد ذلك لإخراج آثار ذلك العطر الذي وصل إلى حلقها فأرجو أن‬ ‫لا يكون عليها حرج إن شاء االله‪.‬‬ ‫هل يصح للصائم أن يفطر بالطعام المعالج بالنار؟‬‫=‬ ‫ليس في ذلك ُحرمة‪ ،‬ولا يؤثر ذلك على الصيام في شيء‪ ،‬إنما ُيؤمر الإنسان‬ ‫أن يـأكل تمـرات أو فاكهـة‪ ،‬إن لـم تحضـره تمرات‪ ،‬أو يشـرب مـاء إن لم‬ ‫تحضـره تمـرات ولا فاكهة في بداية فطوره‪ ،‬حتى لا يبدأ بطعام مسـته النار‬ ‫كمـا جاء ذلك في ُسـَّنة النبـي !‪ ،‬وهذا من أجل المحافظـة على الصحة‪،‬‬ ‫فـإن المعـدة عندمـا تكون غير مشـتغلة بطعام وارد من قريب‪ ،‬ثـم يرد إليها‬ ‫طعام مسته النار فقد يكون ُمؤثر ًا عليها‪.‬‬ ‫أنـا امـرأة متزوجـة وزوجي يعاني مـن بعض الأمراض‪ ،‬هـل يجوز لي‬‫=‬ ‫التكشـف عليه في نهار رمضان‪ ،‬وما حكـم صيامي‪ ،‬علم ًا بأنه كبير في‬ ‫السن ولا يستطيع قضاء أموره لوحده؟‬ ‫‪301‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫لا مانـع مـن أن تقومي بخدمته بل أنت مأجورة علـى ذلك‪ ،‬ولا يؤثر ذلك‬ ‫علـى الصيـام بل ولو لم يكن هنالك عذر ولا مـا يدعو إلى هذا كأن يكون‬ ‫الزوج صحيح ًا لا يشكو مرض ًا ولا ضعف ًا فإن رؤية المرأة لزوجها على أي‬ ‫حال لا ينقض صيامها‪ ،‬فلو أبصرته عاري ًا لما كان ذلك ناقض ًا لصيامها‪ ،‬بل‬ ‫ولو وقعت يدها على شـيء من سـوأته لما كان ذلك ناقض ًا لصيامها‪ ،‬وإنما‬ ‫ينقض الصيام مما يكون بين الزوجين الجماع وحده‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة تراعي والدتها المس ّنة والضعيفة جد ًا‪ ،‬هل يجب عليها قضاء أيام‬‫=‬ ‫رمضان التي اضطرت فيها إلى التكشف على والدتها؟‬ ‫لا يلزمهـا ذلـك‪ ،‬وليـس ذلك من الدين في شـيء‪ ،‬بل هو مـن المغالاة في‬ ‫الديـن‪ ،‬إذ قيامها ببر والدتهـا أمر مفروض‪ ،‬ورؤيتها لما لا يحل لها أن تراه‬ ‫فـي حالـة الاختيار إنما هو لأجل الضرورة‪ ،‬ولا يؤاخذ االله تعالى الناس بما‬ ‫يضطرهم إليه‪.‬‬ ‫لدينـا رجـل معوق ومتخلف عقلي ًا‪ ،‬فهل يجوز لزوجة أبيه أن تتكشـف‬‫=‬ ‫عليه عند استحمامه‪ ،‬علم ًا أن والده غير موجود في المنزل بصفة دائمة‪،‬‬ ‫فهل يبطل صومها؟‬ ‫لا بطلان للصوم بذلك‪ ،‬وليس عليها حرج إن لم تجد من يقوم بشأنه‪ ،‬وإنما‬ ‫تتفادى النظر إلى عورته بقدر استطاعتها‪.‬‬ ‫إذا جلس الشخص بجانب شخص يدخن هل يفطر ذلك أم لا؟‬‫=‬ ‫مما يؤسـف لـه أن الناس الذيـن اعتـادوا التدخين اعتادوا سـوء الأخلاق‬ ‫والعيـاذ بـاالله‪ ،‬فهـم لا يبالون في الإضـرار بغيرهم‪ ،‬مـع أن التدخين ليس‬ ‫مضـر ًا بالمدخن وحده فحسـب بل هـو مضر بمن يجلس حولـه‪ ،‬وينبغي‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪302‬‬ ‫للإنسـان أن يتفادى الجلوس مع المدخنين في كل وقت من الأوقات لما‬ ‫يسـببه ذلـك من الضرر‪ ،‬ويتأكـد ذلك إن كان صائم ًا‪ ،‬لئـلا يلج إلى حلقه‬ ‫شـيء مـن الدخـان الذي يخـرج من أفـواه المدخنين أو الـذي ينبعث من‬ ‫السـجائر‪ ،‬ولكـن مـع تفادي دخول ذلك فـي الأنف أو الفـم فإنه لا يتأثر‬ ‫صيامه بذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم مصافحة غير المسلم في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫لا تؤثر مصافحة غير المسلم في نهار رمضان ولا في ليله شيئ ًا على الصيام‪،‬‬ ‫فـإن المصافحـة ليسـت طعام ًا يتناوله الإنسـان‪ ،‬والمسـلم مأمـور بأن يظهر‬ ‫للناس جميع ًا الوجه الحسن والمعاملة الطيبة‪ ،‬فلذلك لا يمنع من مصافحة‬ ‫غير المسلم‪.‬‬ ‫منذ ما ُيقارب من أربعة وعشـرين عام ًا كنت ُمرضع ًة لطفلة‪ ،‬وكنت في‬‫=‬ ‫رمضان فشـعرت بعطش شـديد نتيجة الإجهاد والتعب ونتيجة لأعمال‬ ‫شاقة قمت بها‪ ،‬فشربت كوب ماء‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫إن كان الشـرب لضـرورة بحيـث أحسسـت بتعـب شـديد وإرهـاق بالغ لا‬ ‫تتحملينه لو لم تشربي فلا مانع من شربك‪ ،‬االله تبارك وتعالى أحق أن يعفو‬ ‫ولا سيما أنك مرضعة‪.‬‬ ‫طهرت امرأة بعد صلاة العصر في شهر رمضان‪ ،‬فهل تمتنع عن الأكل‬‫=‬ ‫والشرب أم لا؟‬ ‫الراجح أن لا تمنع من الطعام والشراب لأنها لم تبدأ ذلك اليوم بصيام ولم‬ ‫يكن واجب ًا عليها صيامه‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪303‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪¿É°†eQ »áÉaédGh áHÉæédG‬‬ ‫امرأة أرادت الاغتسـال من الجنابة في شـهر رمضان لكنها سمعت أذان‬‫=‬ ‫الفجر وهي تبدأ بصب الماء على جسـدها‪ ،‬ولم تكمل الاغتسـال بعد‪،‬‬ ‫فماذا يلزمها؟‬ ‫رخص بعض أهل العلم في ألا يلزمها القضاء إن كانت أدركت غسل رأسها‬ ‫وفرجها قبل طلوع الفجر‪ ،‬وإن كانت لم تدرك غسلهما فعليها قضاء يومها‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة وطئها زوجها في نهار رمضان‪ .‬ما الحكم إذا وافقته أو لم توافقه؟‬‫=‬ ‫بئـس مـا فعل‪ ،‬وعليه التوبة والقضاء والكفارة‪ ،‬وهي عتق رقبة‪ ،‬فإن لم يجد‬ ‫فصيام شـهرين متتابعين‪ ،‬فإن لم يسـتطع فإطعام سـتين مسكين ًا‪ ،‬أما هي فإن‬ ‫كان أجبرها بحيث لم تطاوعه قط ولكنه غشـيها كره ًا فليسـت عليها كفارة‪،‬‬ ‫وعليها قضاء يومها‪ ،‬وإن كان ذلك بموافقة منها له ومطاوعة فعليها ما عليه‬ ‫من التوبة والقضاء والكفارة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫شـخص صام شـهرين متتاليـن كفارة عـن تركه الصلاة وفـي أحد أيام‬‫=‬ ‫هذين الشـهرين نام على جنابة على نية أن يقوم قبل أذان الفجر ولكن‬ ‫هذا الشخص لم يقم إلا عند شروق الشمس؟‬ ‫الـذي نعتمده القول بعدم وجوب الكفـارة على من ترك الصلاة لعدم إتيان‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪304‬‬ ‫يدل على ذلك‪ ،‬ولكن بجانب ذلك نسـتحب لهذا الإنسـان محافظة على‬‫ماُّ‬ ‫صيامه أن يعيد صيام يومه‪.‬‬ ‫هل هناك حدود للمداعبة بين الزوجين في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫هذه المسـألة تختلـف فيها أحوال الناس باختلاف طبعهـم‪ ،‬فمن الناس من‬ ‫هو شـهواني تستثار شهوته لأتفه سـبب من الأسباب‪ ،‬ومنهم من يقدر على‬ ‫ضبط نفسـه ويتحكم في عواطفـه وغرائزه‪ ،‬ولذلك ينبغي ن يختلف الحكم‬ ‫باختلاف الناس‪ ،‬وهذا معنى ما ُروي عن ابن عباس ^ أنه أتاه سائل فسأله‬ ‫عـن القبلـة للصائم فـرد عليه بالجـواز وأتاه آخر فـرد عليه بالمنـع‪ ،‬مع أن‬ ‫السؤال عن نفس المسألة‪ ،‬ولوحظ أن الذي أفتاه بالجواز كان شيخ ًا والذي‬ ‫أفتـاه بالمنـع كان شـاب ًا‪ ،‬وذلك لأن الشـباب مظنـة هيجان الغريـزة فلذلك‬ ‫حـرص علـى منعه‪ ،‬وأما الشـيخ فـإن غريزتـه وعاطفته أكثر بـرودة ولذلك‬ ‫ُيتسـامح فيـه مـا لا ُيتسـامح في غيـره‪ ،‬مع أنه قد يوجد شـواذ في الشـباب‬ ‫وشـواذ فـي الشـيوخ‪ ،‬والنبـي ! كان ُيقبل وهـو صائم كما جـاء ذلك في‬ ‫حديث عائشـة ‪ ،#‬ومثل ذلك أيض ًا في حديث أم سـلمة ‪ ،#‬ولكن كما‬ ‫قالـت أم المؤمنيـن عائشـة ‪» :#‬إنه كان أملك لإربه« بخـلاف عامة الناس‬ ‫فإنهـم لا يملكـون آرابهـم كمـا كان النبـي ! يملـك إربه‪ ،‬ولذلـك ينبغي‬ ‫للإنسـان ولا سـيما من كان يعرف من نفسه هيجان الشهوة أن يتجنب ذلك‬ ‫وإن كان بخلاف ذلك فلا مانع‪ ،‬ولكن مع هذا كله فهنالك مسـاحة واسـعة‬ ‫للاحتياط ينبغي للإنسان أن لا يحوم حولها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪305‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪IQÉØμdGh ΩÉ©WE’Gh AÉ°†≤dG‬‬ ‫امرأة أفطرت في نهار رمضان عمد ًا‪ ،‬ماذا يلزمها في ذلك؟‬‫=‬ ‫عليها التوبة والقضاء والكفارة‪ ،‬وهي عتق رقبة فإن لم تجد فصيام شـهرين‬ ‫متتابعين فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكين ًا‪.‬‬ ‫شخص لم يصم رمضان عدة سنوات وبدون عذر شرعي‪ ،‬فكيف تتسنى‬‫=‬ ‫له التوبة والتكفير عن تلك المعصية؟‬ ‫عليـه أن يتـوب إلى االله ‪ 4‬توبة نصوحـ ًا‪ ،‬وأن يأخذ في قضاء ذلك الصيام‬ ‫الـذي أفطره‪ ،‬وأن يكفر عـن ذلك‪ ،‬وأقل ما في ذلك كفارة واحدة‪ ،‬ويقضي‬ ‫الصيام بحسب وسعه‪ ،‬ولو أن يقضي في كل عام شهر ًا واحد ًا‪.‬‬ ‫تقولون بأن رمضان فرائض‪ ،‬فلماذا يكون القضاء بالتتابع؟‬‫=‬ ‫لأن قضـاء رمضـان مقيس علـى الأصل وهو رمضـان‪ ،‬ولأن الروايات التي‬ ‫تفيد التتابع أقوى من الروايات التي تفيد عكس ذلك‪.‬‬ ‫هل يشترط أن يكون قضاء أيام شهر رمضان متتالي ًا؟‬‫=‬ ‫يشـترط التتابع في قضاء رمضان على القول الصحيح‪ ،‬وإن كانت المسـألة‬ ‫فيها قولان‪ ،‬بدلائل روايات متعددة عن الرسول !‪ ،‬وإنما يستثنى من ذلك‬ ‫إذا كان هنالك عذر كمرض أو سفر أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪306‬‬ ‫ما هي الأمور التي تقطع التتابع في قضاء الصيام أو صيام الكفارة؟‬‫=‬ ‫يبـاح للحائـض والمريـض ترك التتابع إن شـق عليـه‪ ،‬أما السـفر فهو مبيح‬ ‫للفطر في غير صيام الكفارة أما في صيام الكفارة فلا على المشهور وكذلك‬ ‫صيام النذر‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫فـي حالة إصابة المرأة بمرض ولا تسـتطيع قضـاء الصيام متتابع ًا‪ ،‬فهل‬‫=‬ ‫يصح لها الصيام مفرق ًا؟‬ ‫نعم لأجل هذه الضرورة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة صوم قضاء رمضان في شهر شعبان؟‬‫=‬ ‫نعم‪ ،‬وهكذا كان صنيع أم المؤمنين عائشـة ‪ #‬فكانت تؤخر صيام القضاء‬ ‫إلى شـهر شـعبان لأجل أن يتفق صومها مع صوم النبي !‪ ،‬فإن النبي !‬ ‫كان أكثر ما يصوم في شعبان‪.‬‬ ‫امرأة حاضت في شهر رمضان وعندما انتهت مدة الحيض وفي آخر يوم‬‫=‬ ‫من أيامها صامت ذلك اليوم دون أن تغتسل واغتسلت ليلاً‪ ،‬فهل يعتبر‬ ‫ذلك اليوم دين ًا عليها يجب قضاؤه؟‬ ‫هـل رأت الطهـر فـي النهـار‪ ،‬أو في الليـل؟ فإن كانـت رأت الطهـر بعدما‬ ‫أصبحـت فإنهـا لا تطالب بصـوم ذلك اليوم وإنما تطالـب بقضائه‪ ،‬وأما إن‬ ‫كانـت رأت الطهر قبل الصبح فعليها أن تغتسـل وعليهـا أن تصبح صائمة‪،‬‬ ‫فـإن فرطـت في الاغتسـال فقد فرطت فـي الصلوات وفي الصـوم لأنها لا‬ ‫يصـح لهـا أن تص ّلي ولا أن تصوم إلا مغتسـلة‪ ،‬فعليهـا أن تقضي صلواتها‬ ‫وصيامها مع التوبة إلى االله من تفريطها ولا تلزمها الكفارة لأجل الشبهة‪.‬‬ ‫‪307‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫فتاة اغتسـلت من خمسـة أيام فـي رمضان وفي اليوم السـادس صامت‬‫=‬ ‫وقبـل صـلاة المغرب أتاها شـيء من الصفـرة وأيض ًا في اليوم السـابع‬ ‫تكرر عندها نفس الشـيء ولكنها تابعت صومها ولم تغتسـل‪ ،‬وقضت‬ ‫خمسة أيام ولم تقض اليومين الآخرين؟‬ ‫إن كانت رأت الطهر بعد الخمسـة الأيام واغتسـلت وكانت هذه هي عادتها‬ ‫أو لـم تكـن لها عـادة من قبل‪ ،‬فإنها لا تلتفت إلى هـذه التوابع لأن التوابع‬ ‫حكمها حكم ما قبلها‪.‬‬ ‫عدتي سـبعة أيام ولكن في شـهر رمضان جاء الحيض سبعة أيام ثم‬‫إن ّ‬‫=‬ ‫اغتسلت‪ ،‬وبعدما اغتسلت رأيت في اليوم الثامن والتاسع توابع فأفطرت‬ ‫في هذين اليومين‪ ،‬فما الحكم في إفطاري فيهما؟‬ ‫هـو خطـأ وعليـك أن لا تعودي لمثل ذلـك‪ ،‬وعليك قضـاء الصلوات التي‬ ‫تركتها في هذين اليومين وكذلك الصوم‪.‬‬ ‫امـرأة أفطـرت ثلاثـة أيام مـن أول رمضان وأفطرت سـبعة أيام مـن نهايته‪،‬‬‫=‬ ‫وأرادت أن تقضي هذه الأيام‪ ،‬كيف تقضيها هل كلها مرة واحدة أم تفرقها؟‬ ‫إن أمكنها أن تقضيها مرة واحدة قضتها مرة واحدة‪ ،‬وإلا فالأيام الأولى تقضيها‬ ‫مجتمعة‪ ،‬ثم تقضي الأيام الأخرى بعد ذلك مجتمعة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هـل يجوز قضاء أيام الصيام على فتـرات متقطعة‪ ،‬فمثلاً حاضت امرأة‬‫=‬ ‫عشرة أيام في رمضان‪ ،‬فهل يجوز صيامها في فترات متقطعة؟‬ ‫القـول الـذي نعتمـده ونأخذ به أن القضـاء يجب فيه التتابـع كما يجب في‬ ‫الأداء‪ ،‬ولكـن إن كان هنـاك ضـرورة داعيـة كمرض أو ضعف لا تسـتطيع‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪308‬‬ ‫المـرأة معـه أن توالي القضـاء متتابع ًا فلا مانع من أن تقضيـه متفرق ًا‪ ،‬ولغير‬ ‫ضرورة عليها أن تقضيه متتابع ًا‪.‬‬ ‫عـن امـرأة كانت تقضـي ما عليها من شـهر رمضان وفوجئـت بالدورة‬‫=‬ ‫الشهرية فهل عليها أن تستمر بعد اكتمال الدورة الشهرية فور ًا أو لها أن‬ ‫تتأخر؟‬ ‫قضاء شهر رمضان يجب أن يكون متتابع ًا‪ ،‬وبسبب ذلك فإن على المرأة إذا‬ ‫جاءتها الدورة الشهرية وهي في قضاء رمضان أن تواصل بعد انتهاء الدورة‬ ‫فور ًا وتبني على ما تقدم‪ ،‬وليس عليها أن تصوم ما صامته من قبل‪.‬‬ ‫ذكـرت فتاة في أواخر شـهر شـعبان بـأن عليها قضاء يوم ولم تسـتطع‬‫=‬ ‫ذلك‪ ،‬فما حكم الشرع في ذلك؟‬ ‫إذا كانـت ناسـية وذكرته في ذلك الوقت ولم تتأخر عمـد ًا فعليها أن تصوم‬ ‫رمضـان الحاضـر ثم تقضي ذلك اليوم من بعـد‪ ،‬أما إذا كانت مهملة فعليها‬ ‫أن تصوم رمضان وتطعم مسكين ًا مكان ذلك اليوم وتقضي بعد ذلك‪ ،‬وإطعام‬ ‫المسكين هو كفارة للإهمال‪.‬‬ ‫امرأة أ ّخرت قضاء رمضان إلى رمضان آخر‪ ،‬فمرت عليها عدد من السنوات‬‫=‬ ‫لم تصم ذلك القضاء‪ ،‬فهل عليها كفارة في القضاء أم ماذا تفعل؟‬ ‫عليها أن تصوم وأن تطعم عن كل يوم مسكين ًا كفارة لتهاونها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة عليها أربعة أيام قضاء رمضان‪ ،‬فصامت يومين ثم أفطرت بسبب‬‫=‬ ‫الدورة الشهرية ثم بنت وصامت اليومين الأخيرين‪ ،‬فهل عليها شيء؟‬ ‫‪309‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫كان عليهـا أن تصـوم القضاء في أيـام لا يتخللها الحيض‪ ،‬أما وأنها صامتها‬ ‫حيـث كانـت تنتظر الحيـض ثم بنت على مـا صامته بعد طهرهـا فلا إعادة‬ ‫عليها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫فتاة عدتها ستة أيام من رمضان وبعد قضاء أربعة أيام أفطرت لأنها تريد‬‫=‬ ‫الخروج لرحلة مع أهلها ثم أكملت بعد هذا اليوم بقية الأيام فما حكم‬ ‫صيامها؟‬ ‫أخطـأت فـي ذلـك وعليهـا ألا تعـود لمثلـه‪ ،‬واالله يتقبـل منها فيمـا مضى‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة حدث لها نزيف دم في شـهر رمضان وهي حامل‪ ،‬فهل يصح لها‬‫=‬ ‫أن تصوم بتلك الحالة‪ ،‬وما القول في صلاتها؟‬ ‫هـذا النزيـف ليس من الحيـض في شـيء‪ ،‬وإنما هو اسـتحاضة تصوم معه‬ ‫المـرأة وتصلـي إلا أن تكون عاجزة وتتضرر من الصوم‪ ،‬فلها أن تفطر على‬ ‫أن تقضي ما أفطرت في أيام أُخر‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫يحدث عند كثير من النسـاء في رمضان أنها إذا أحسـت بآلام الولادة‬‫=‬ ‫فـي الليـل بيتت نية الإفطـار وأصبحت فاطرة‪ ،‬بحجـة أنها قد تلد في‬ ‫النهـار وتضيـع عليهـا اليـوم‪ ،‬فهي تأخذ اليـوم من أوله مـا حكم هذا‬ ‫التصرف؟‬ ‫هـذا التصـرف خاطىء‪ ،‬ولكن لها أن تفطر بسـبب المـرض إن كانت تعاني‬ ‫تعب ًا من ذلك‪ ،‬لأن االله تعالى أباح الفطر للمريض مع القضاء‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪310‬‬ ‫امـرأة كانت على وشـك الولادة فصامت اليـوم الأول من رمضان فقط‬‫=‬ ‫وأفطرت ستة أيام فما حكم هذه الأيام؟‬ ‫عليها قضاؤها فقط‪ ،‬لأنها لها أن تفطر إن كان الصيام يشق عليها أو خشيت‬ ‫منه مضرة على نفسها أو مضرة على جنينها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫شهر رمضان وهي حامل‪ ،‬فلم تصمه ولم تستطع‬‫والدتي صادفها كثير ًا ُ‬‫=‬ ‫قضاءه وهي الآن مس ّنة‪ .‬هل يمكن دفع فدية قضاء عن هذه الأيام؟ وما‬ ‫قيمتها؟ وهل ندفعها لدار أيتام أم للتبرع لإنشاء مسجد أم إلى ماذا؟‬ ‫الفدية هي إطعام مسـكين عن كل يـوم ﴿ ‪U T S R Q‬‬ ‫‪] ﴾ V‬البقـرة‪ ،[١٨٤ :‬وهـذا للعاجز عـن الصيام‪ ،‬وتعطى للمسـاكين كما‬ ‫نص عليه القرآن‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة جاءهـا دم يشـبه دم الحيض وفي موعـد انتظارها لقـدوم الدورة‬‫=‬ ‫الشـهرية وكانـت صائمة في رمضـان‪ ،‬فأفطرت لذلـك‪ ،‬وعندما ذهبت‬ ‫للمستشفى أخبرتها الدكتورة بأنه نزيف‪ ،‬فماذا يلزمها الآن؟‬ ‫تعيد صيامها واالله يتقبل منها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫مـا هـو الحكـم الشـرعي فـي امرأة لـم تصم شـهر رمضان في سـنتين‬‫=‬ ‫متتاليتيـن‪ ،‬وذلك بسـبب النفـاس‪ ،‬مع العلم بأنه عليها صوم شـهر نذر‬ ‫تصوم فيه؟‬ ‫عليها أن تصومه الأول فالأول إن تركت ذلك لعذر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة بلغت السبعين من عمرها ولم تصم رمضان لمدة عشرين سنة ظن ًا‬‫=‬ ‫منها أن الحامل والمرضع لا تصوم‪ ،‬فماذا عليها في هذا السن؟‬ ‫‪311‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عليهـا أن تتقـي االله وأن تقضي مـا أضاعته من صيام رمضـان‪ ،‬وعليها على‬ ‫الأقل كفارة واحدة‪ ،‬وهي عتق رقبة فإن لم تسـتطع فصيام شـهرين متتابعين‬ ‫فإن لم تسـتطع فإطعام سـتين مسـكين ًا‪ ،‬وإن عجزت عن صيام الأشهر التي‬ ‫أضاعتها فلتطعم عن كل يوم مسكين ًا‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة كانت صائمة قضاء ولكن أصبحت جنب ًا من غير جماع‪ ،‬وتقاعست‬‫=‬ ‫عن الغسل مع العلم أنها كانت تعلم بأنها جنب فهل تعيد القضاء من‬ ‫جديد على قولكم بالتتابع‪ ،‬وماذا عليها في حالتها هذه؟‬ ‫ليـس عليهـا أن تعيد من جديـد‪ ،‬لأن ذلك لا يزيد عن حكم ما لو أصبحت‬ ‫على جنابة في شهر رمضان فإن عليها أن تعيد يومها فحسب‪.‬‬ ‫ما حكم الإسـلام في امرأة عاشـت في دولة أجنبية‪ ،‬وأفطرت في شـهر‬‫=‬ ‫رمضـان بسـبب المـرض الذي دام ثلاث سـنوات‪ ،‬وعندمـا عادت إلى‬ ‫الوطن ماتت‪ ،‬فهل يجب عليها كفارة؟‬ ‫جاء في حديث السيدة عائشة عند الشيخين عن الرسول ! قال‪» :‬من مات‬ ‫وعليـه صيام صام عنه وليه«‪ ،‬فليصم عن هذه المرأة أحد أوليائها‪ ،‬وأولادها‬ ‫هم أولى أن يصوموا عنها‪.‬‬ ‫ما قولكم في امرأة طريحة الفراش لمدة خمسـة عشـر يوم ًا حتى وافاها‬‫=‬ ‫الأجـل خلال شـهر رمضان الفضيل‪ ،‬فهل عليهـا صيام فترة المرض أم‬ ‫الشهر كله؟‬ ‫الصيام الذي يجب عليها إنما هو في المدة التي أفطرتها‪ ،‬وبعد انتقالها إلى‬ ‫الـدار الآخـرة لا يكون عليها شـيء من الواجبات‪ ،‬لأنه يرفـع التكليف عن‬ ‫الميت بمجرد موته‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪312‬‬ ‫امرأة كانت أُمها مريضة في المستشـفى ومضى عليها شهر رمضان فلم‬‫=‬ ‫تصم منه شـيئ ًا وبعد خروجها من المستشـفى اسـتمرت سـبع سنوات‬ ‫تعانـي من المرض ولم تقض ذلك الشـهر إلـى الآن فأرادت أن تقضيه‬ ‫الآن فهل عليها مع ذلك كفارة؟‬ ‫لا كفـارة عليها لأنها عاجزة‪ ،‬فهي معذورة‪ ،‬وعندما يكون الإنسـان في مثل‬ ‫هـذه الحالـة ويجـد أن المرض مـن الصعب الشـفاء منه‪ ،‬أو أنه فـي العادة‬ ‫مـرض مسـتمر فله أن يعدل مع العجز عن الصيـام إلى الإطعام‪ ،‬وذلك من‬ ‫تيسير االله تعالى لمن لا يطيق الصيام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة أفطرت في رمضان عشـرة أيـام بأمر من الطبيب فلم تسـتطع أن‬‫=‬ ‫تقضيهن بعد انتهاء رمضان بسـبب مرضها‪ ،‬فهل تجب عليها الكفارة؟‬ ‫وما نوعها إذا وجبت؟‬ ‫هـذه المـرأة عليهـا أن تعمل بقـول االله تعالـى‪ ~ } | { ﴿ :‬ے‬ ‫¡ ‪ ،﴾ ¥ ¤ £ ¢‬فعليها أن تقضي‪ ،‬وأما إذا عجزت عن القضاء‬ ‫فإنها تدخل في قول االله تعالى‪﴾ V U T S R Q ﴿ :‬‬ ‫]البقرة‪ ،[١٨٤ :‬بمعنى وعلى الذين يتكلفونه ـ بحيث يشق عليهم ـ فدية طعام‬ ‫مسـكين‪ ،‬ولكـن متـى تفتـدي؟ تنتظر إلى أن يأتـي رمضان آخر فإن اسـتمر‬ ‫عجزهـا عن الصيـام فتفتدي عن صيام رمضان الماضي‪ ،‬فـإن َمَّن االله عليها‬ ‫بالعافيـة من بعد فلتقض ِ وإن اسـتمر مرضها لا قـدر االله فإن الفدية تجزيها‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫رجل هلك بعد صراع مع المرض وقد أفطر من رمضان خمسـة عشـر‬‫=‬ ‫يوم ًا‪ ،‬هل يجب على الورثة قضاؤها؟ وإذا كان يجب عليهم هل يجوز‬ ‫‪313‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫تقسـيم الخمسـة عشـر يوم ًا بينهم وهـل يجوز لهم التأجيـر بصيام هذه‬ ‫المـدة وهـل يجوز لهم إطعام المسـاكين وكم مسـكين ًا عـن هذه المدة‬ ‫والمبلغ المستحق؟‬ ‫أما التأجير فهو وإن وجد في كتب الفقهاء لم ترد به ُسـَّنة‪ ،‬إذ لم يرد في‬ ‫السـَّنة النبوية أنه يصوم أحد عن أحد إلا القريب عن قريبه كما في رواية‬‫ ُّ‬ ‫وليه«‪ ،‬وعلى هـذا فهؤلاء‬‫عائشـة ‪» :#‬مـن مات وعليـه صيام صام عنـه ّ‬ ‫يؤمـرون بأن يصومـوا عن ميتهم‪ ،‬ولا نقول بالوجوب الَّلهم إلا إن وجب‬ ‫ذلـك على الميت‪ ،‬بحيث تمضي عليه مدة يمكنه فيها الصيام‪ ،‬كأن يكون‬ ‫عوفـي من مرضه ولكن تأخر عن المبادرة بالقضاء حتى عاد إليه المرض‬ ‫مـرة أخـرى ومات‪ ،‬أمـا في هذه الحالـة المذكورة في السـؤال فيرجى له‬ ‫العـذر‪ ،‬ولكـن كان يجـب إن كان لـه مـال في حياتـه أن يقـدم فدية إلى‬ ‫المسـاكين بحيث ُيطعم مسكين ًا عن كل يوم‪ ،‬وقد اختلف العلماء فيما إذا‬ ‫مات الإنسان وعليه حق مالي يتعلق بماله‪ ،‬أو بذمته وليس حق ًا للمخلوقين‬ ‫بل هو حق الله تعالى ولم يوص به‪ ،‬هل يجب على الورثة أن يخرجوه من‬ ‫مالـه أو أن ذلـك لا يجب؟‪ ،‬والراجح الوجـوب‪ ،‬بدليل حديث النبي !‬ ‫عندمـا قـال‪» :‬فاقضـوا فديـن االله أحـق بالقضـاء« فكلمـة أحق تـدل على‬ ‫التفضيل‪ ،‬ولأن كان حق االله مفضلاً على حق المخلوقين فأولى أن ُيراعى‬ ‫تقديمه لا أن يسقط إن كان لم يوص به الميت‪ ،‬فإن كان حق المخلوقين‬ ‫فأولى أن ُيراعى تقديمه لا أن يسقط إن كان لم يوص به الميت‪ ،‬فإن كان‬ ‫حق المخلوق يخرج من ماله‪ ،‬أوصى به أو لم يوص‪ ،‬فكيف ُيتساهل في‬ ‫نص حديث رسـول االله ! بأنـه أحق بالقضاء؟ وعلى هذا‬‫حق االله الذيَّ‬ ‫فإن كان الورثة سيقومون بالصيام ـ وهذا أمر فيه خير ـ فالفقهاء قالوا بأنه‬ ‫يوزع بينهم بحسب ميراثهم إن لم يتحمله أحدهم‪ ،‬أما إن تحمله أحدهم‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪314‬‬ ‫فذلك خير‪ ،‬فمن كان له السـدس مثلاً من الميراث يتحمل صيام سـدس‬ ‫تلك الأيام‪ ،‬ومن كان له الثلث فكذلك‪ ،‬ومن كان له الربع فكذلك وهكذا‬ ‫ولكـن ُتقدم النسـاء لمـا يعتريهن من الأحـوال الطبيعية التـي تمنعهن من‬ ‫القيام بالصيام في بعض الأيام‪.‬‬ ‫امـرأة أفطـرت يوم ًا مـن رمضان لشـدة العطش في الصحـراء وهي في‬‫=‬ ‫بداية سن البلوغ وقد أطعمت ستين مسكين ًا عن طريق دفع مبلغ ستين‬ ‫ريالاً فهل هذا جائز إن كان عليها كفارة أصلاً؟‬ ‫إن كانـت لـم تفطر إلا وهي مضطرة فلا كفارة عليهـا‪ ،‬وإنما عليها القضاء‪،‬‬ ‫فإن االله يريد بعباده اليسـر ولا يريد بهم العسـر‪« a ©̈ § ﴿ :‬‬ ‫¬®̄‪¶μ ́32±°‬‬ ‫ ̧ ‪] ﴾ 1‬البقرة‪ ،[١٨٥ :‬فاالله ‪ 4‬لم يكلف عسير ًا وإنما كلف‬ ‫يسير ًا‪ ،‬لذلك لا تجب الكفارة على من أفطر مضطر ًا‪ ،‬ومن هنا كان ترخيص‬ ‫االله تبـارك وتعالـى للمسـافرين والمرضـى أن يفطروا في نهـار رمضان وأن‬ ‫يقضوا فيما بعد وهكذا كل مضطر يعطى هذا الحكم‪ ،‬وإن كانت غير مضطرة‬ ‫فالكفـارة عليها واجبة وهي الترتيب على الصحيح ولكن إن أخذت بالقول‬ ‫الآخر توسع ًا فلا تكلف إعادتها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة صامت نافلة وأثناء نهار صومها أصيبت بتعب فأفطرت‪ ،‬هل يلزها‬‫=‬ ‫قضاء ذلك اليوم؟‬ ‫فـي وجوب إعـادة صيام النفل خـلاف‪ ،‬ومن رخص اسـتدل برواية »صائم‬ ‫النفـل أمير نفسـه«‪ ،‬فلا عليهـا إن أخذت بهذا الـرأي‪ ،‬وإن أرادت الاحتياط‬ ‫فذلك خير‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪315‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫فيمـن يصوم قرب عيد الأضحى الكفارة ويفصل العيد في هذا الصيام‪،‬‬‫=‬ ‫هل يتجاوز أيام التشريق أم يصوم بعد العيد مباشرة؟‬ ‫ليـس لـه أن يصوم مع القاطـع‪ ،‬بل عليه أن يؤخر الصيام إلـى ما بعد العيد‬ ‫وبعد أيام التشريق‪ ،‬فيبدأ الصيام في وقت لا يمنعه مانع من مواصلة صيامه‬ ‫فيه‪ ،‬لأن صيام الكفارة يشـترط فيه تواصل الصيام من غير أن يتخلله فاصل‬ ‫إلا إن كانت ضرورة لا محيص عنها‪ ،‬كمرض ونحوه‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫خلال الشهرين لو أنه أفطر متعمد ًا في يوم من الأيام ماذا عليه؟‬‫=‬ ‫عليه أن يبدأ الصيام من جديد‪.‬‬ ‫النية في كل يوم؟‬ ‫وهل تلزمه ّ‬‫=‬ ‫النية هل تجب في أول الصيام أو‬ ‫بناء على الاختلاف في ّ‬‫ذلك مختلف فيه ً‬ ‫تجب لكل ليلة‪ ،‬وسـبب الاختلاف هو هل كل يوم هي فريضة مسـتقلة أو‬ ‫والنية هي القصـد بالقلب‪،‬‬ ‫الشـهر ـ مثـلاً في شـهر رمضـان ـ كله فريضـة‪ّ ،‬‬ ‫وليست باللسان‪.‬‬ ‫فتاة بدأ حيضها في سن مبكر فعندما أتى شهر رمضان منعها أبوها من‬‫=‬ ‫الصوم‪ ،‬باعتبار أنها صغيرة علم ًا بأنها تعيش مع أبيها فقط‪ ،‬فاسـتحيت‬ ‫أن تخبره فلم تصم ذلك الشهر‪ ،‬فما حكم ذلك وما يتوجب عليها؟‬ ‫عليهـا القضـاء والتوبة والكفارة‪ ،‬والكفارة هي عتق رقبة‪ ،‬ـ والرقبة لا توجد‬ ‫الآن ـ فمن لم يجد فصيام شـهرين متتابعين فمن لم يسـتطع فإطعام سـتين‬ ‫مسكين ًا‪ .‬وبئس الأب الذي يمنع ابنته من فريضة واجبة عليها‪ ،‬ولو قدرنا أنها‬ ‫غيـر بالغة مثلاً‪ ،‬فإن عليـه أن يدربها على أداء الواجبات‪ ،‬فكيف يمنعها من‬ ‫ذلك وهي تريد بنفسها الصيام‪ ،‬فقد عرض ابنته للوقوع في المعصية‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪316‬‬ ‫امرأة أفطرت في شهر رمضان وكان عمرها اثنا عشر سنة‪ ،‬فما الحكم؟‬‫=‬ ‫لا تخلو إما أن تكون بلغت الحلم أو لم تبلغه‪ ،‬فإن كانت بلغت الحلم فهي‬ ‫متعبـدة بمـا تعبد به كل بالغ عاقل‪ ،‬وإن كانت لم تبلغ الحلم فهي لم تتعبد‬ ‫بعد بالتكاليف الشرعية‪ ،‬والذي نأمرها به احتياط ًا أن تصوم ذلك اليوم قضاء‬ ‫وأن تسـتغفر االله تعالى مما أقدمت على فعله وأن تكفر‪ ،‬والكفارة هي عتق‬ ‫رقبة إن وجدتها فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع فإطعام‬ ‫ستين مسكين ًا‪ ،‬ونسأل االله تعالى القبول والعافية‪.‬‬ ‫امرأة بدوية ألزمها خالها برعي الغنم وسحب الماء من البئر فلم تستطع‬‫=‬ ‫الصـوم وقتـ ًا مـن الزمـن ومنـذ أن بلغت إلـى أن صامت فوتـت أربعة‬ ‫رمضانـات‪ ،‬ثـم توفيـت المرأة بعـد أن أخبرت ابنتها بذلـك‪ ،‬فما الذي‬ ‫يجب على البنت للتكفير عن والدتها فيما ضيعت؟‬ ‫يـا ليت هذه المرأة تداركت أمرها وهي في حياتها‪ ،‬وقضت ما كان لازم ًا‬ ‫عليها من صيام الشـهر بنفسـها‪ ،‬ولكن بما أنها أفضت إلى ربها فاالله ‪4‬‬ ‫هو يتولى أمرها‪ ،‬إلا أنه مما ينبغي للبنت أن تصوم عنها إن قدرت لحديث‬ ‫عائشـة رضـي االله تعالـى عنهـا مرفوع ًا‪» :‬من مـات وعليه صيـام صام عنه‬ ‫وليـه«‪ .‬وإن شـاءت أن تطعم عن كل يوم مسـكين ًا عنهـا فذلك خير‪ ،‬وإن‬ ‫أرادت أن تحتاط أكثر فتكفر عنها على الأقل كفارة واحدة فذلك أسـلم‪،‬‬ ‫وفـي هـذه الحالة تكون الكفارة عنها إطعام سـتين مسـكين ًا لأنها لا تجد‬ ‫الرقبـة وأمـا الصيام فلأن المرأة التي يكفر عنها غير موجودة فلا مانع من‬ ‫أن يطعـم عنهـا مقـدار سـتين مسـكين ًا كما هـو الواجب فـي الإطعام في‬ ‫الكفارة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪317‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مـا حكـم من وجبـت عليها كفـارة صيام شـهرين ولكنهـا الآن ترضع‬‫=‬ ‫وتخشـى الضـرر إن صامـت ولا تنتهـي مـدة الرضاع إلا بعد سـنة هل‬ ‫يجب عليها الآن‪ ،‬وإن أرادت أن تتعجل في أداء ما عليها هل يجوز لها‬ ‫أن تطعم ستين مسكين ًا بدلاً من الصيام؟‬ ‫إن كانت الكفارة منوطة بالصيام فعليها أن تصوم ولو بعد حين‪ ،‬وإنما تؤخر‬ ‫ذلك إلى فراغها من هذا الشاغل إلا عندما تكون غير راجية للفراغ من هذا‬ ‫الشـاغل بحيـث إنها لـو خرجت من الرضـاع تتوقع الحمل وتسـتمر هكذا‬ ‫أحوالهـا فـلا تسـتطيع الصيام‪ ،‬ففـي هذه الحالـة لها العذر أن تطعم سـتين‬ ‫مسكين ًا فيما يجوز فيه الإطعام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫من العادات التي انتشرت بين الناس عن كفارة صيام الشهرين المتتابعين‬‫=‬ ‫يصـوم الناس يومـان وليلة بدون إفطـار اختصار ًا للشـهرين‪ ،‬فما حكم‬ ‫ذلك؟‬ ‫هذا من فعل أهل البدعة وليس ذلك من الحق في شيء‪.‬‬ ‫يقـول البعـض بـأن المـرأة إذا بلغت سـن اليـأس فإنها تصوم شـهرين‬‫=‬ ‫متتابعين ككفارة؟‬ ‫الكفـارة لا تجـب إلا بسـبب يترتب حكمها على وجوده‪ ،‬أما بدون مسـبب‬ ‫نص عليه في كتاب‬ ‫فلا تجب‪ ،‬فالكفارة المغلظة تجب إما بسبب الظهار كماَّ‬ ‫االله‪ ،‬وكفارة الظهار هي عتق رقبة فمن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين‬ ‫فمن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكين ًا‪ ،‬أو بسبب قتل النفس خطأ سواء‬ ‫كان المقتول مؤمن ًا أم مشـرك ًا غير حربي بحيث يكون بينه وبين المسـلمين‬ ‫عهـد وذلـك علـى قول بعض أهـل العلم وهو مـن معنى آية القتـل الخطأ‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪318‬‬ ‫وكفارة القتل هي عتق رقبة مؤمنة فمن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين‪،‬‬ ‫السـَّنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسـلام على أن‬‫هذا وقد نصتُّ‬ ‫من انتهك حرمة صيام رمضان بفطر متعمد فعليه أن يعتق رقبة فإن لم يجد‬ ‫فعليه أن يصوم شـهرين متتابعين فإن لم يسـتطع فعليه إطعام ستين مسكين ًا‪،‬‬ ‫أمـا أن يلـزم أحد غير هؤلاء بشـيء من هـذا الصيام من غيـر بينة ولا دليل‬ ‫شرعي فذلك مما لا نستطيع أن نقوله‪ ،‬فإن الإنسان ليس له أن يشرع حكم ًا‬ ‫مـن تلقـاء نفسـه‪ ،‬إن االله تعالـى يقـول‪ ~ } ﴿ :‬ے ¡ ‪£ ¢‬‬ ‫‪] ﴾ ©̈ § ¦ ¥ ¤‬الشـورى‪ ،[٢١ :‬فالكفـارات إنما ُتثبت بالنصوص‪،‬‬ ‫نص ًا قرآني ًا‬ ‫سـواء أكان هذا النص ّ‬‫ً‬ ‫ولذلك نحن نقتصر على ما جاء به النص‬ ‫أو كان حديثـ ًا نبويـ ًا علـى صاحبـه أفضل الصلاة والسـلام‪ ،‬أمـا أن يفرض‬ ‫الإنسان من تلقاء نفسه ما لم يفرضه االله وما لم يفرضه رسول االله ! فذلك‬ ‫أمـر فيـه حرج كبير‪ ،‬على أنه لا ُيمنع الإنسـان ذكـر ًا كان أو أنثى أن يحتاط‬ ‫لدينه خشـية أن يكون قد وقع منه شـيء من موجبات الكفارات ولكن من‬ ‫غيـر أن يكـون دائنـ ًا بأن ذلك واجـب عليه أو واجب على غيـره من الناس‬ ‫وإنما يأتي به على سبيل الاحتياط‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة توفـي أبوها وعليه قضاء رمضان فأرادت أن تصوم إلا أن زوجها‬‫=‬ ‫رفض‪ ،‬فماذا تصنع؟‬ ‫إن كان الـزوج سـيدفع الفديـة بدلاً من الصيام فقد أحسـن وأجـاد‪ ،‬ولتطع‬ ‫زوجها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫شـخص أقرض شـخص ًا آخر مائة ريال وذلك الشـخص فقير وله عائلة‬‫=‬ ‫كبيـرة‪ ،‬فهـل يجـوز أن يعتبر هذه المائـة عن كفارة يتنـازل عنها لذلك‬ ‫الشخص؟‬ ‫‪319‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أما الكفارة فلها أوصاف‪ ،‬فهي لا ُتعطى لشخص واحد‪ ،‬ال ّلهم إلا أن تكون‬ ‫فدية يستحقها ولو مسكين واحد‪ ،‬كأن تكون فدية صيام‪ ،‬لأن الصيام كل يوم‬ ‫منه مستقلة‪ ،‬فيمكن للإنسان أن يجمع الفدية الواجبة عليه في خلال ثلاثين‬ ‫يومـ ًا ويدفعها لمسـكين واحـد‪ ،‬على أن كثيـر ًا من هذه الكفـارات لا ُيخير‬ ‫الإنسـان فيها ما بين العتق والصيام والإطعام‪ ،‬بل كثير منها يجب فيه العتق‬ ‫ثـم الصيام إن لم يجد ما يعتق بعـد الصيام الإطعام‪ ،‬ككفارة الظهار وكفارة‬ ‫الصيـام‪ ،‬وأمـا كفارة القتل فليس فيها إطعام إنما هـي ما بين العتق والصيام‬ ‫على الترتيب‪ ،‬بحيث لا ينتقل من وجبت عليه من العتق إلى الصيام إلا مع‬ ‫تعذر العتق عليه‪ ،‬وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام‬ ‫أو كسوتهم أو تحرير رقبة‪ ،‬ففيها التخيير ما بين هذه الأمور الثلاثة فمن لم‬ ‫يجد فصيام ثلاثة أيام‪ ،‬فلا بد في الكفارة من مراعاة العدد ففي كفارة الظهار‬ ‫والصوم لا بد من إطعام ستين مسكين ًا لمن عجز عن الصيام‪ ،‬وعلى هذا فلا‬ ‫يمكـن أن تكون هذه المائة كلها كفارة لشـخص واحـد‪ ،‬إذ العدد لا بد من‬ ‫اعتباره‪ ،‬وإلا فما معنى تحديد الشارع لها العدد؟‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪320‬‬ ‫‪±É````μàY’G‬‬ ‫ما معنى الاعتكاف؟ وأين يتم وهل يجوز أثناءه الأكل؟‬ ‫=‬ ‫الاعتكاف هو ملازمة المسـجد‪ ،‬وهو مأخوذ من عكف بالمكان بمعنى أقام‬ ‫فيه أو عكف على الشـيء بمعنى لازمه‪ ،‬والفعل اعتكف يدل على المبالغة‬ ‫لأن أفتعـل يأتـي بمعنـى فعـل لأجل تأكيـده‪ ،‬ولذلك يقول كثيـر من علماء‬ ‫العربيـة بـأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى‪ ،‬والاعتكاف الشـرعي هو‪:‬‬ ‫ملازمـة المسـجد في وقـت محدود‪ ،‬ويشـترط لـه عندنا وعنـد جماعة من‬ ‫أصحـاب المذاهـب الأخرى الصيام‪ ،‬فلا يجوز لأحـد أن يعتكف وهو غير‬ ‫صائـم‪ ،‬وعلـى هذا فـإن أقل مدة يجـوز فيها الاعتكاف هي مـن قبل طلوع‬ ‫الفجـر إلـى غـروب الشـمس‪ ،‬وإن أراد أن ُيكمـل اليوم كلـه‪ ،‬فليدخل قبل‬ ‫غـروب الشـمس ُليواصل اعتكافه إلى أن تغرب الشـمس فـي اليوم التالي‪،‬‬ ‫فيكون قد اعتكف يوم ًا وليلة‪ ،‬وإن أراد اعتكاف عدة أيام فيدخل قبل غروب‬ ‫الشـمس من الليلة التي أراد أن تكون أول اعتكافه‪ ،‬ويسـتمر بعد ذلك إلى‬ ‫غـروب شـمس آخر يـوم قصد فيـه الاعتكاف‪ ،‬فمـن قصد اعتكاف العشـر‬ ‫الأواخر تأسـي ًا برسـول االله ! فليدخل في معتكفه قبل غروب الشمس من‬ ‫اليـوم العشـرين ليكون في ليلة الحادي والعشـرين ـ التـي هي أول ليلة من‬ ‫الليالي العشـر الأخيرة من رمضان ـ داخل معتكفه‪ ،‬ويسـتمر على ذلك إلى‬ ‫‪321‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫شوال‪ .‬واستحب بعض العلماء له أن يبقى في معتكفه إلى أن‬‫أن يرى هلال ّ‬ ‫يص ّلـي الفجـر صبيحـة يـوم العيـد‪ ،‬والاعتـكاف ُيبـاح فيـه الأكل لأنـه من‬ ‫ضرورات الحياة فلو منع الإنسـان أن يأكل في معتكفه‪ ،‬فكيف سـيفعل في‬ ‫العشـر الأواخر أيبقى طوالها غير آكل لشـيء‪ ،‬وهل يسـتطيع الحياة بذلك؟‬ ‫ولكن تمنع فيه مواقعة النساء وجميع مقدمات الوقاع كالقبلة ونحوها‪ ،‬فإن‬ ‫كان المعتكف رجلاً فعليه أن يعتزل أهله‪ ،‬وكذلك إن كانت المعتكفة امرأة‬ ‫عليهـا أن تمتنـع من الوقاع في خـلال هذه الأيام‪ ،‬ومقدمـات الوقاع ـ كما‬ ‫قلنا ـ ممنوعة‪ ،‬لئلا تجر إلى الوقوع فيما هو أعظم منها وهو الوقاع‪ ،‬والدليل‬ ‫على حرمة الوقاع قوله تعالى‪﴾ [ Z Y X W V ﴿ :‬‬ ‫]البقـرة‪ ،[١٨٧ :‬هـذا وقولـه ‪ ﴾ [ Z ﴿ :4‬دليل على أن المسـاجد هي‬ ‫أماكـن الاعتكاف‪ ،‬وإنما رخص للمـرأة إن كانت لا تجد مكان ًا خاص ًا لائق ًا‬ ‫بها في المسـجد تعتكف فيه بعيد ًا عن الرجال‪ ،‬أن تخصص مكان ًا في بيتها‬ ‫مـن أجـل الذكر والصـلاة لتعتكف فه‪ ،‬فيكـون ذلك المـكان مصلى تصلي‬ ‫وتذكر االله تبارك وتعالى وتتهجد وتتلو كتاب االله فيه‪ ،‬حتى تنتهي الأيام التي‬ ‫نوت اعتكافها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما هو فضل الاعتكاف؟‬‫=‬ ‫إن النفس البشـرية وهي تواجه هذه الحياة ومشـكلاتها وتحدياتها وتخوض‬ ‫غمارها وتتلطخ بأدرانها جديرة بأن تحرص على الانغماس في أنهار الطهر‬ ‫حتـى تخـرج من هـذا العالم وما فيـه من التناقضـات إلى عالـم آخر مليء‬ ‫بالأنـوار الربانيـة وبالإشـراقات الروحانيـة‪ ،‬ولذلـك شـرع االله ‪ 4‬عبادات‬ ‫تجعل الإنسان موصولاً بربه‪ ،‬إذ يترك وراء ظهره هموم هذه الدنيا وأوزارها‪،‬‬ ‫ولا ريب أن الإنسـان كلما كان أكثر حرص ًا على الاتصال بالعالم الأخروي‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪322‬‬ ‫وعلـى الصلة بربه ‪ 4‬كان ذلك أدعى إلى رسـوخ إيمانه وقوة يقينه وتوقد‬ ‫عزيمتـه‪ ،‬وقـوة ملكاته التـي يواجه بهـا تحديات هذه الحيـاة‪ ،‬فلذلك جعل‬ ‫االله ‪ 4‬أوقات ًا يقضيها الإنسان في عبادة االله تعالى وذكره‪ ،‬بحيث يتجرد فيها‬ ‫عن هموم الدنيا وتبعاتها ويشتغل بذكر ربه ‪ 4‬والدار الآخرة‪ ،‬ليكون ذلك‬ ‫تخليصـ ًا لـه من هـذه التبعات الدنيويـة‪ ،‬وليكون له في ذلـك تزيد من الزاد‬ ‫الأخـروي الـذي يتـزوده للقـاء ربـه ‪ ،4‬وهـو زاد التقوى الـذي يقول فيه‬ ‫الحـق ‪﴾ A @ ? = < ; : 9 ﴿ :4‬‬ ‫]البقـرة‪ ،[١٩٧ :‬ومـن أجل ذلك شـرع الاعتكاف‪ ،‬والاعتـكاف لا ينحصر في‬ ‫وقت معين كشهر رمضان وحده‪ ،‬وكالعشر الأواخر من شهر رمضان‪ ،‬ولكن‬ ‫العشر الأواخر بما أنها مظنة لليلة القدر هي أولى بأن يحرص فيها الإنسان‬ ‫المسلم على الاعتكاف‪ ،‬لأن خيرها خير عظيم فهي خير من ألف شهر‪ ،‬من‬ ‫ُحـرم خيرها فقد ُحرم‪ ،‬فالإنسـان الـذي تمر عليه هذه الليلـة المباركة وهو‬ ‫متجـرد مـن همـوم الدنيا مقبل علـى االله ‪ 4‬بقلبه وقالبه وبجسـمه وروحه‬ ‫وبعقلـه وفكـره وبضميره وغرائزه وبـكل ما احتواه كيانـه لا ريب أنه يكون‬ ‫رابح ًا خير هذه الليلة أكثر من غيره‪ ،‬وهذا التجرد إنما يكون بالاعتكاف في‬ ‫مسـاجد االله تعالـى التي هـي بيوته في أرضه ومتنـزل رحماته‪ ،‬والأفق الذي‬ ‫يشـرق منـه نوره‪ ،‬هذا الاعتكاف يؤدي بالإنسـان إلـى أن يكون قوي الصلة‬ ‫بـاالله ‪ 4‬أكثـر فأكثـر‪ ،‬ولذلـك كان النبي ! حريصـ ًا علـى الاعتكاف في‬ ‫جميع سـني عمره بعدما فرض عليه صيام شـهر رمضان‪ ،‬ومن المعلوم أن‬ ‫ليلـة القدر هي في تضاعيف ليالي الشـهر الكريم‪ ،‬ولكـن االله تعالى أخفاها‬ ‫لحكمة بالغة‪ ،‬وذلك ليشـتغل الإنسـان بالعبادة في جميع ليالي الشهر حتى‬ ‫يربح خيره‪ ،‬فإنه لو كان عارف ًا بهذه الليلة أي ليلة من ليالي الشـهر لأدى به‬ ‫ذلك إلى التقاعس عن القيام بالعبادة في سائر الليالي‪ ،‬فلذلك جعل االله ‪4‬‬ ‫‪323‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إخفاءهـا أمر ًا فيه رحمة بالعباد‪ ،‬كما أُخفيت سـاعة الإجابة من يوم الجمعة‬ ‫والصـلاة الوسـطى من بين الصلـوات الخمس‪ ،‬والنبي ! فـي بادئ الأمر‬ ‫كان يعتكف ـ كما جاء عنه ـ في العشر الأولى فأتاه جبريل فأخبره أن الذي‬ ‫تطلب أمامك‪ ،‬فاعتكف العشـر الوسـطى‪ ،‬ثم أتاه فقال لـه‪ :‬إن الذي تطلب‬ ‫أمامك فاعتكف العشـر الأخيرة‪ ،‬وظل يعتكف العشـر الأواخر حرص ًا على‬ ‫وتحسب ًا لهذه الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر‪،‬‬ ‫ ُّ‬‫هذا الخير العظيم‬ ‫ومما ينبغي أن يدور ببال كل أحد أن الاعتكاف لا يعني البقاء في المسجد‬ ‫فحسـب‪ ،‬إذ البقاء في المسـجد وحده من غير أن يكون الإنسـان موصولاً‬ ‫بربـه ‪ 4‬لا قيمـة له‪ ،‬وكثير من الناس قد يأتون إلى المسـاجد ويبقون فيها‬ ‫أوقاتـ ًا ولكنهم ُيفوتون أجورهم‪ ،‬وذلك لأنهم يشـغلون أوقاتهم بذكر الدنيا‬ ‫وأمورها ويحولون أسـواق الدنيا إلى المسـاجد‪ ،‬مع أن المسـاجد إنما هي‬ ‫أسـواق البضاعة الأخروية وليسـت أسـواق البضاعة الدنيوية‪ ،‬فالإنسـان إن‬ ‫كان معتكف ًا في المسـجد وهو يقضي سحابة نهاره في التحدث بأمور الدنيا‬ ‫والاشتغال ببعض القضايا التي ربما أدت به إلى الوقوع في المعاصي فذلك‬ ‫لا ريب أنه ُيحبط أجر اعتكافه‪ ،‬بل يعود بالأوزار بدلاً من أن يعود بالأجور‪،‬‬ ‫وهذا أمر فيه خطر عظيم‪ ،‬فلذلك نحن نوصي إخواننا الذين يقضون أوقاتهم‬ ‫في الاعتكاف أن يحرصوا على أن يقضوها في ذكر االله ‪ ،4‬بحيث يكونون‬ ‫بين صلاة وتلاوة القرآن ودعاء وابتهال إلى االله وتعلم للعلم النافع وتعليمه‪،‬‬ ‫فإن ذلك من القربات التي ترفع منزلة الإنسان‪.‬‬ ‫كم أقل مدة للاعتكاف؟‬‫=‬ ‫القـول الـذي نأخذ بـه أن أقل موعـد للاعتكاف هـو من طلـوع الفجر إلى‬ ‫غـروب الشـمس‪ ،‬نظر ًا إلـى أن الاعتكاف لا بد فيه مـن الصيام على القول‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪324‬‬ ‫الصحيح عندنا‪ ،‬وهو قول جماعة من علماء المذاهب الإسـلامية الأخرى‪،‬‬ ‫ولما كان لا بد فيه من الصيام فأقله وقت يكون فيه الإنسان صائم ًا من أوله‬ ‫إلى آخره وذلك لا يتأتى في أقل من حين طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪،‬‬ ‫فيدخل معتكفه قبل انشقاق الفجر ويخرج بعد غروب الشمس‪.‬‬ ‫يود بعض المعتكفين أن يسـتحم وأن يغتسـل في ملاحق المسجد فهل‬‫=‬ ‫يخرج ليغتسـل غير الاغتسال الواجب في الملاحق هذه؟ وكيف إذا ما‬ ‫أراد أن يتسوك؟‬ ‫إذا كان هذا الاغتسال لأجل النظافة التي لا بد منها فلا حرج في ذلك‪ ،‬لأن‬ ‫الإنسـان مطالب بـأن يتنظف‪ ،‬فعندما يخرج لقضاء حاجته يغتسـل في ذلك‬ ‫الوقت بحيث يستنجي ثم يغتسل ويعود‪ ،‬وهكذا السواك‪ ،‬لأن السواك ُسَّنة‪.‬‬ ‫إنسـان نـوى أن يعتكف خمسـة أيام ثـم بدا له بعد ثلاثـة أيام أن يقطع‬‫=‬ ‫الاعتكاف لينصرف في عمل ضروري‪ ،‬فهل يجوز له ذلك؟‬ ‫أمـا العمـل الضـروري فإنه يقطـع اعتكافه مـن أجله‪ ،‬واختلـف العلماء في‬ ‫وجوب قضاء الاعتكاف فقيل يجب عليه أن يقضي ما تبقى من أيامه وقيل‪:‬‬ ‫لا يلزمه القضاء‪ ،‬ونحن نختار له أن يأخذ بالأحوط‪ ،‬لأن النبي ! قضى في‬ ‫شوال اعتكافه الذي فاته في شهر رمضان‪.‬‬ ‫شهر ّ‬ ‫هل هناك ضرورات تبيح للمعتكف أن يخرج من معتكفه؟‬‫=‬ ‫نعـم‪ ،‬والضرورة التي لا خلاف فيها حاجة الإنسـان‪ ،‬وأما ما عداها فالناس‬ ‫مختلفون فيه بين التوسـيع والتضييـق‪ ،‬وروي عن ابن عباس ^ بأنه خرج‬ ‫من معتكفه لأجل قضاء حاجة أحد إخوانه من المسلمين‪.‬‬ ‫‪325‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما هي مفسدات الاعتكاف؟‬‫=‬ ‫الاعتـكاف يفسـده الوطء‪ ،‬وقد قال العلماء بأنه تجـب الكفارة إن وطئ في‬ ‫اعتكافـه ولـو ليلاً‪ ،‬كمـا تجب الكفـارة إن وطئ في نهار رمضـان‪ ،‬لأن االله‬ ‫تعالى شـدد في ذلك في القرآن حيث قال‪Y X W V ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ [ Z‬البقـرة‪ ،[١٨٧ :‬وكذلـك عندما يخرج الإنسـان من اعتكافه لغير‬ ‫داع ٍ ولا ضرورة ُتلجئه إلى الخروج يكون بذلك قد أفسد اعتكافه‪.‬‬ ‫هل هناك صفة معينة للمسجد الذي يعتكف فيه الإنسان؟‬‫=‬ ‫المسـجد الذي يعتكف فيه المعتكف هو المسـجد الذي تقام فيه الصلوات‬ ‫الخمـس في جماعة‪ ،‬أما إذا كان المسـجد لا تقام فيـه صلاة الجماعة فهذا‬ ‫يؤدي إلى أن يلزم المعتكف فيه أن يخرج‪ ،‬ولا ينبغي له أن يخرج‪ ،‬لأن هذا‬ ‫يتنافى مع الاعتكاف‪ ،‬فلذلك لا بد من أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه‬ ‫تقـام فيـه صـلاة الجماعة‪ ،‬وإن كانت تقـام فيه صلاة الجمعـة فذلك أفضل‬ ‫وأفضل‪ ،‬حتى لا يخرج لأداء صلاة الجمعة إلى خارج المسـجد‪ ،‬ولكن لا‬ ‫ُيمنـع إن كان المسـجد الذي اعتكف فيه لا تقـام فيه صلاة الجمعة‪ ،‬بحيث‬ ‫لم يتيسر له الاعتكاف في الجامع أن يعتكف حيث تقام الصلوات الخمس‬ ‫وإذا جاء وقت صلاة الجمعة خرج إليها وبعد أداء فرضه عاد إلى معتكفه‪.‬‬ ‫كيف يقسم المعتكف وقته في المسجد؟‬‫=‬ ‫يكون المعتكف بين صلاة وذكر الله تبارك وتعالى وتلاوة لكتابه ودراسة للعلم‬ ‫وتدريس له‪ ،‬وهذا لا يمنع أن يأخذ قسط ًا من الراحة‪ ،‬فإن الإنسان يطالب أن‬ ‫يريح جسمه‪ ،‬فللجسم حق عليه‪ ،‬ومن حقه أن يريحه بالنوم‪ ،‬إذ لو أرهق نفسه‬ ‫بحيث قضى وقته كله في العبادة من غير أن ينام ولو قليلاً لأ ّدى ذلك إلى أن‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪326‬‬ ‫ينقطـع بـه السـير‪ ،‬والمنبـت لا أرض ًا قطـع ولا ظهر ًا أبقى‪ ،‬لأنـه لا يصل إلى‬ ‫مكان وإنما يزهق نفسـه التي هي بمثابة مطيته‪ ،‬ولذلك ينبغي للمعتكف الذي‬ ‫يعتكـف في شـهر رمضان المبارك أن يأخذ قسـط ًا من الراحـة بحيث ينام في‬ ‫أوائل الليل بعد صلاة التراويح ليستعد للتهجد‪ ،‬فإن صلاة التهجد صلاة َحرية‬ ‫بأن ُيحافظ عليها‪ ،‬وقد قال ابن عباس ^‪ :‬إن صلاة التهجد أفضل من صلاة‬ ‫التراويـح لأن فيهـا مشـقة ولأنها تصادف الثلـث الأخير من الليـل‪ ،‬الذي هو‬ ‫مظنة اسـتجابة الدعـاء ورفع الدرجات وتحقيق الأمنيات وقـد أثنى االله تعالى‬ ‫على المسـتغفرين بالأسـحار‪ ،‬وبعد صلاة الفجر ينبغي له أن يتلو ما تيسر من‬ ‫كتـاب االله فـإذا جاء وقت الضحى ص ّلى صلاة الضحى‪ ،‬ثم بعد ذلك لا حرج‬ ‫عليه في قراءة كتب العلم ككتب الفقه والتفسـير والحديث حتى ولو اشـتغل‬ ‫بتأليف شيء من الكتب وهو في معتكفه فإن ذلك لا يتنافى مع اعتكافه‪ ،‬لأن‬ ‫هـذا الاشـتغال نفسـه عبـادة وقربة إلـى االله تعالـى‪ ،‬وكذا لـو كان يجيب على‬ ‫الفتاوى وهو في معتكفه‪ ،‬أو كان قاضي ًا وارتفع إليه الخصوم وهو في معتكفه‬ ‫فإنه يفصل ما بينهم‪ ،‬لأن ذلك من القربات إلى االله تعالى‪ ،‬إذ إيصال ذي الحق‬ ‫إلى حقه من القربات التي تقرب الإنسان إلى االله ‪ ،4‬ويأخذ في النهار أيض ًا‬ ‫قسط ًا من الراحة بقدر ما يريح جسده‪ ،‬كما يحافظ على الدعاء أدبار الصلوات‬ ‫وفي وقت السـحر وفـي الأوقات التي هي مظنة الإجابة كآخر سـاعة من يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬فإن في يوم الجمعة سـاعة يسـتجاب فيها الدعاء‪ ،‬والعلماء مختلفون‬ ‫فيهـا إلى نحو خمسـين قـولاً‪ ،‬ولعل أكثرهم يرجح أنها آخر سـاعة‪ ،‬وهذا من‬ ‫باب الترجيح فحسـب‪ ،‬إذ لا دليل يقطع بذلك لأنها أخفيت‪ ،‬وكذلك إن كان‬ ‫المعتكـف عنده قدرة على تعليم العلم النافع وتوجيه الناس إلى الخير وقيامه‬ ‫بذلـك فـإن ذلك ممـا ُيطلب منـه ومما يعد مـن القربات التي تقربـه إلى االله‪،‬‬ ‫ويجـب عليـه أن يتجنب إقحام أمور الدنيا في إهتماماته وهو في معتكفه‪ ،‬فإن‬ ‫‪327‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ذلك يؤدي به إلى أن يقع في المحظور وإلى أن يخسـر أكثر مما يربح أو ألا‬ ‫يعود بشيء من الريح فلا يوازي ربحه خسارته‪ .‬واالله المستعان‪.‬‬ ‫كيف يكون اعتكاف المرأة؟‬‫=‬ ‫نساء النبي ! كن يعتكفن في مسجده !‪ ،‬وكن ينصبن خيام ًا فيه من أجل‬ ‫الاعتـكاف‪ ،‬وبإمكان المـرأة الآن أن تعتكف في المسـاجد التي فيها أماكن‬ ‫مخصصة للنساء‪.‬‬ ‫كيف وأين يكون اعتكاف المرأة؟‬‫=‬ ‫الأصـل فـي الاعتكاف أن يكون في المسـجد‪ ،‬فإن كان في المسـجد قسـم‬ ‫مخصص للنسـاء فليكن اعتكافها في ذلك القسـم‪ ،‬وإن لم يتيسـر لها ذلك‬ ‫فـلا حرج أن تعتكـف في مكان تخصصه في بيتهـا كغرفة تكون خاصة من‬ ‫أجل قيامها بذكر االله تبارك وتعالى فيها وقيامها بتلاوة كتابه والتقرب إلى االله‬ ‫تعالى بالصلوات وغيرها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا اعتكفـت المـرأة في بيتهـا ولكنها تضطر إلى إعـداد الطعام لزوجها‬‫=‬ ‫وأبنائها‪ ،‬فهل يؤثر ذلك على اعتكافها؟‬ ‫إن تعذر أن ُيوجد من يقوم بهذا العمل الذي لا مناص عنه فإنه ُيتسامح فيه‪،‬‬ ‫أما إن وجد غيرها ليقوم به فإنها يلزمها أن تلزم معتكفها وأن لا تخرج عنه‪.‬‬ ‫كيف تعتكف طالبة العلم‪ ،‬وهل لها أن تذهب للدراسة ثم تعود لتعتكف‬‫=‬ ‫في بيتها؟‬ ‫ذهب أكثر العلماء إلى أن المعتكف لا يخرج من معتكفه إلا للضرورة‪ ،‬وقد‬ ‫كان الرسول ! عندما يعتكف لا يخرج إلا لحاجته الضرورية‪ ،‬ومن العلماء‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪328‬‬ ‫مـن ترخـص‪ ،‬فبعضهـم ترخص في تشـييع الجنائـز إذا كانت جنـازة يتولى‬ ‫المعتكف تشـييعها ومنهم من ترخص أيض ًا فـي عيادة المرضى‪ ،‬ومنهم من‬ ‫ترخـص فـي غير ذلك من الأمـور‪ ،‬فعلى رأي المرخصين فإن للإنسـان أن‬ ‫يخرج من معتكفه لما لا بد له منه‪ ،‬ومن بين ذلك ما إذا كان يخرج لطلب‬ ‫علم هو بحاجة إليه على أن يرجع فور ًا إلى معتكفه بعد ذلك‪ ،‬أما المتشددون‬ ‫فيمنعون من ذلك‪ ،‬وهؤلاء آخذون بالأحوط‪ ،‬لأن هذا هو مسلك الرسول !‬ ‫ـ وإن لـم يصرح بمنع الخروج لغيرذلك‪ ،‬وهديه فيه تعليم لأمته ما يفعلونه‬ ‫فـي عبادتهـم التي وردت الأدلة فيها بطريقة إجمالية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن‬ ‫الاعتـكاف هـو افتعـال من عكف علـى وزن فعل وافتعل يأتـي بمعنى فعل‬ ‫لأجـل تأكيـد مضمونه‪ ،‬والعكوف ملازمته‪ ،‬فعكف على هذا الشـيء بمعنى‬ ‫لازمـه‪ ،‬واعتكـف بمعنـى بالـغ فـي ملازمـة الشـيء بحيـث صـار أبلغ في‬ ‫الملازمـة‪ ،‬فمعنـى الاعتـكاف بموجب دلالة هـذه الكلمة نفسـها أن يكون‬ ‫الإنسـان ملازم ًا لمسـجده‪ ،‬وإذا كانـت المرأة تعتكف في بيتهـا فإنها تكون‬ ‫ملازمة لذلك البيت‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هـل هنـاك من بـأس في اسـتعمال الهاتف النقال في المسـجد وخاصة‬‫=‬ ‫بالنسـبة للمعتكـف‪ ،‬حيـث سـمعنا أن الاتصـال عبارة عـن معاملة بين‬ ‫المتصـل والشـركة‪ ،‬وهل يؤثـر على الاعتكاف خاصة أن من يسـتعمله‬ ‫يرغب بالاتصال بأهله لطلب الطعام وغيره من الطلبات التي قد يحتاجها‬ ‫الإنسان في حالة اعتكافه أو وجوده في المسجد؟‬ ‫قبل الإجابة على هذا السؤال أريد أن أنبه على ما يجب من احترام المسجد‪.‬‬ ‫فمما يؤسف له أننا كثير ًا ما نكون صافين في الصلاة متوجهين إلى االله تعالى‬ ‫وإذا بهذه الهواتف النقالة تزعجنا من هنا وهناك وكأننا في مكان فيه ضوضاء‬ ‫‪329‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫وجلبة‪ ،‬وبعض هذه الهواتف فيها أصوات موسـيقية كأننا في حلبة موسيقية‬ ‫نسـمع فيهـا الكثير من الأصـوات الصاخبة‪ ،‬وهذا أمر يزعـج المصلين ولا‬ ‫ينبغي أن يفعله الناس‪ .‬فما لهؤلاء الذين يأتون إلى بيوت االله سبحانه يأتون‬ ‫بهذه الهواتف النقالة وهي مفتوحة ويتركونها كذلك لتزعج الناس وتشغلهم‬ ‫عن الصلاة‪ ،‬مع أن في الصلاة شـغلاً‪ ،‬فإن صلاة الإنسـان تعني إقبال العبد‬ ‫علـى ربـه وتركه همـوم الدنيـا وجميع مشـاغل النفس‪ ،‬ولكن مع الأسـف‬ ‫يقدرون للصـلاة قيمتها‪ ،‬ولا يعرفـون منزلتها عند‬ ‫الشـديد هؤلاء الذيـن لا ّ‬ ‫االله ‪ 4‬لا يبالـون بهذا‪ ،‬وهذا أمر يجـب أن يتنبهوا له‪ ،‬وأما إن كان لمجرد‬ ‫طلب حاجة من غير أن يترك الهاتف شـغّالاً ليزعج الناس في المسـجد فلا‬ ‫مانـع منـه‪ ،‬وأما أن يعقد الصفقات مع هذا أو هذا وهو في المسـجد فذلك‬ ‫غيـر جائز‪ ،‬وإنما يتحدث في الهاتف فـي غير أوقات الصلاة بقدر ضرورته‬ ‫فحسب‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪330‬‬ ‫‪Qó``≤`dG á∏``«`d‬‬ ‫سـماحة الشـيخ هل يمكن أن تبينوا لنا فضل ليلـة القدر‪ ،‬ومتيى يمكن‬‫=‬ ‫للمسلم أن يتحراها؟‬ ‫ويفضل ما يشـاء على ما يشـاء‪ ،‬فهو‬‫ّ‬‫إن االله ‪ 4‬يرفع درجات من يشـاء‪،‬‬ ‫ويفضل الرسـل الذين هم صفوة الناس‬‫ّ‬‫يفضل الناس بعضهم على بعض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نص على ذلك القرآن الكريم مع أنهم‬‫وخاصتهم بعضهم على بعض كماَّ‬ ‫جميع ًا مصطفون أخيار بلغوا من درجة الكمال البشري ما لم يبلغه غيرهم‪،‬‬ ‫فضل االله ‪ 4‬بعض الأمكنة على بعض كما هو واضح في تفضيله‬‫وكذلك ّ‬ ‫حرمه الآمن‪ ،‬وتفضيله المكان الذي بارك حوله وهو المسجد الأقصى وما‬ ‫فضل االله بعض الأزمنة‬‫دل عليه القرآن الكريم‪ ،‬كذلـك ّ‬‫حولـه‪ ،‬وهذا ممـاَّ‬ ‫علـى بعـض‪ ،‬وقد يكـون المفضل على غيـره منه ما هو أفضـل من غيره‪،‬‬ ‫فشـهر رمضـان كلـه شـهر فضيل لأجل مـا جعلـه االله ‪ 4‬فيه مـن البركة‬ ‫والخيـر‪ ،‬كمـا ينبىء بذلك قولـه سـبحانه‪l k j i h ﴿ :‬‬ ‫‪xwvusrq pon m‬‬ ‫‪ ~ } | { zy‬ے ¡ ‪ ̈ § ¦¥ ¤ £ ¢‬‬ ‫© ‪ ́3 2±° ̄ ®¬ « a‬‬ ‫‪] ﴾ 1̧ ¶ μ‬البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬ولكـن ليلـة القـدر هـي‬ ‫‪331‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مفضلة على سائر ليالي الشهر ولذلك بلغت من كمال الفضل ـ وهو كمال‬ ‫المخلوقـات ـ مـا لم تبلغه ليلة أخرى ولا زمان آخر‪ ،‬وناهيكم أن االله ‪4‬‬ ‫سـماها ليلة القدر وسـماها ليلـة مباركة‪ ،‬فقد قال تعالـى‪( ' & ﴿ :‬‬ ‫) *‪; : 98 7 6 ❁ 4 3 2 1 0 ❁ . - , +‬‬ ‫< ﴾ ]الدخان‪ ،[٥ - ٣ :‬وتسـميتها بليلة القدر يوحي بمكانتها وعظمتها‪،‬‬ ‫فإن القدر هو الشأن‪ ،‬فهي ليلة شأنها عظيم وشأوها جليل لا يعلم مداه إلا‬ ‫االله ‪ .4‬وقد أنزل االله ‪ 4‬سورة بأسرها تدل على فضلها وميزتها وشرف‬ ‫وعلو شأنها‪ ،‬يقول سبحانه‪+ * ) ( ' ❁ % $ # " ! ﴿ :‬‬ ‫❁ ‪< ;:9 87 654❁ 210/.-‬‬ ‫❁ > ? @ ‪] ﴾ B A‬القـدر‪ ،[٥ - ١ :‬فقد جعلها االله ‪ 4‬خير ًا من ألف‬ ‫شهر من الشهور التي ليست فيها ليلة قدر‪ ،‬فمن يعمل الصالحات في هذه‬ ‫الليلـة ويجتهـد بالتقـرب إلى االله ‪ 4‬يكـون قد أحرز مـن الفضل مثل ما‬ ‫يحـرزه لـو عمل ذلك في كل ليلة من ليالي ألف شـهر‪ ،‬وهذا فضل عظيم‬ ‫لا يزهـد فيـه من عنده مثقال ذرة من عقل‪ ،‬وهـذه الليلة أخفاها االله تعالى‬ ‫في تضاعيف هذا الشـهر الكريم كما أخفى االله سـبحانه ساعة الإجابة من‬ ‫يوم الجمعة‪ ،‬وذلك من أجل أن يجتهد الناس في الدعاء في جميع ساعات‬ ‫يوم الجمعة‪ ،‬وكذلك أخفى االله ‪ 4‬كثير ًا من الأشـياء عن عباده لأجل أن‬ ‫يجتهدوا‪ ،‬ومن ذلك أن الإنسان لا يدري متى يموت‪ ،‬لأجل أن يكون في‬ ‫كل لحظة من لحظات العمر متهيئ ًا للقاء االله موطن ًا نفسه للانتقال من هذه‬ ‫الدار الفانية إلى الدار الآخرة الباقية‪ ،‬وكذلك قيام الساعة أمر لا يعلمه إلا‬ ‫االله فكذلـك ليلـة القدر هي إحدى ليالي الشـهر الكريـم‪ ،‬أخفيت حتى لا‬ ‫يتكل الناس عندما يعرفونها فيعملوا الخير فيها وحدها ويدعوا عمل الخير‬ ‫في سـائر الشـهر‪ ،‬بل هم مطالبون بأن يتسـابقوا إلى الخير في هذا الشـهر‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪332‬‬ ‫الكريـم‪ ،‬وأن يضاعفـوا جهودهـم فيـه أكثـر مما كانـوا يفعلون فـي غيره‪.‬‬ ‫والنبـي ! أُريها‪ ،‬ولكن خرج ليخبـر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت‬ ‫ـ أي رفـع علمهـا عنـه ! ـ فلذلـك قال على أثـر ذلك‪» :‬فالتمسـوها في‬ ‫العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر«‪ .‬فهي تلتمس في العشر الأواخر لا‬ ‫سـيما الليالـي الأوتار‪ ،‬وهـي ليلة الحادي والعشـرين والثالث والعشـرين‬ ‫والخامس والعشـرين والسـابع والعشرين والتاسع والعشـرين‪ ،‬ولقد شاع‬ ‫عند عوام الناس وجهلتهم أن في هذه الليلة أشـياء تبدو للناس فيتراؤونها‬ ‫بحيث تنقلب الأحوال رأس ًا على عقب‪ ،‬وقد تصور بعض العوام والجهلة‬ ‫أن الأشجار تتحول في هذه الليلة المباركة عن طبيعتها ويرى الناس ذلك‪،‬‬ ‫وكذلك تصوروا أن كثير ًا من الأشياء تنقلب عن سننها المعهودة‪ ،‬وتصوروا‬ ‫أن هذه الليلة عندما يكاشـف الإنسـان بها فإن كل ما يريده أو يخطر على‬ ‫باله يتحقق له وهذا ليس صحيح ًا وإنما فضل هذه الليلة لما ذكره االله ‪4‬‬ ‫مما أودعه فيها من البركة حتى كان قيامها بمثابة قيام ألف شـهر من سـائر‬ ‫الليالـي‪ ،‬فلـو كانت هنالك علامـات ظاهرة كما يقولون لمـا خفيت تلكم‬ ‫العلامـات عمـن يقومـون ليالي الشـهر الكريـم جميع ًا‪ ،‬فهذه إشـاعات لا‬ ‫أسـاس لها من الصحـة‪ ،‬ولربما ظهر لبعض الناس بعض الأشـياء كظهور‬ ‫الأنوار بسـبب كثرة الملائكة الذين يتنزلون فيها‪ ،‬وهذا أمر لا يكاشـف به‬ ‫كل أحد‪ ،‬وإنما على الإنسان أن يحرص على اكتساب خيرها بغض النظر‬ ‫عـن ظهـور هـذه الظواهـر وعدمه‪ ،‬وذلـك بأن يحييهـا بالتهجـد وذكر االله‬ ‫واسـتغفاره والتبتـل إليـه سـبحانه وتكـرار الدعـاء الـذي ع ّلمـه سـيدنا‬ ‫رسـول االله ! أم المؤمنين عائشـة رضي االله تعالى عنها عندما سـألته ماذا‬ ‫تصنـع عندمـا ترى هذه الليلة فأمرها رسـول االله ! أن تقول‪» :‬ال ّلهم إنك‬ ‫فاعف عنـي«‪ .‬والنبي ! مـن أجل أن هـذه الليلة هي‬ ‫ُ‬‫عفـو تحـب العفـو‬ ‫‪333‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫إحدى ليالي العشر الأواخر من الشهر المبارك‪ ،‬كان يحرص على مضاعفة‬ ‫جهده في التهجد في العشـر الأواخر‪ ،‬فكان يعتكف فيها وكان إذا دخلت‬ ‫شـد مئزره وأيقظ أهله وأحيى ليله‪ ،‬ومعنى شـده مئزره أنه كان يشـمر عن‬ ‫سـاعد الجد في العمل‪ ،‬لأن شـد المئـزر يكون عندما ُيقبل الإنسـان على‬ ‫عمل شـاق‪ ،‬ومنهم من حمل شـده مئزره على اجتنابه النساء فهو لا يواقع‬ ‫نسـاءه بسـبب إخلاده إلى الاعتكاف‪ ،‬ومعنى إيقاظه أهله أنه كان يدعوهم‬ ‫إلـى التهجـد فيأمرهم ألا يناموا إلا بقدر ما يضطـرون إلى النوم لأجل أن‬ ‫يشـاركوا في الخير ولينالوا من ربحه العظيم‪ ،‬ومعنى كونه ! يحيـي ليله‬ ‫أنه يقضي ليله تهجد ًا بحيث يطوي فراشـه في الليالي العشـر حرص ًا على‬ ‫اكتساب هذا الخير العظيم‪ ،‬فهكذا ينبغي للناس‪.‬‬ ‫هـذا وقـد اختلف العلماء في ليلة القدر على نحـو أربعة وأربعين قولاً‪ ،‬وهذه‬ ‫الأقـوال كثيـر منهـا لا دليل عليه‪ ،‬فمنهم من قال بأنها ليسـت من ليالي شـهر‬ ‫رمضان رأس ًا وإنما هي ليلة في سائر ليالي العام‪ ،‬وهذا قول بعيد عن الصواب‪،‬‬ ‫لأن االله تعالـى قـال‪ ﴾ % $ # " ! ﴿ :‬مـع قوله‪j i h ﴿ :‬‬ ‫‪ ،﴾ s r q p o n m l k‬إلا أن‬ ‫الذين ذهبوا إلى هذا الرأي قالوا إن معنى نزول القرآن الكريم في هذا الشـهر‬ ‫الكريـم نزول بيان فضله وميزته ومكانتـه إلا أن هذا القول بعيد عن التحقيق‪،‬‬ ‫ومنهـم مـن قال بأنهـا في العشـر الأولى‪ ،‬ومنهم مـن قال هي الليلـة الأولى‪،‬‬ ‫ومنهم من قال الثانية ومنهم من قال الثالثة وهكذا‪ ،‬ومنهم من قال في الوسط‬ ‫ومنهم من قال ليلة السـابع عشـر‪ ،‬ومنهم من قال ليلة السـادس عشـر‪ ،‬وهذه‬ ‫دل على الحديـث الصحيح إذ أخبـر النبي ! بأنها‬ ‫الأقـوال لا تتفـق مـع مـاَّ‬ ‫إحدى الليالي العشر الأواخر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪334‬‬ ‫إذا أخذنـا بلفظـة الحديث‪» ،‬فالتمسـوها«‪ ،‬هل يدل هـذا أن لليلة القدر‬‫=‬ ‫علامات معينة يستطيع أن يتعرف عليها الإنسان؟‬ ‫هذه القضية فيها كلام لأهل العلم‪ ،‬فأهل التحقيق من المفسـرين يقولون‬ ‫إن هـذه الليلـة لو كانت لها مميزات ماديـة معروفة لكانت معروفة للناس‬ ‫الذين يسـهرون ليالـي رمضان ولا ينامون بحيث يمكنهم أن يشـاهدوا ما‬ ‫قيـل بأنه يتجلى فيها وما يحـدث فيها من الأمور الخارقة للعادات‪ ،‬وهذا‬ ‫ولتبين للخاص‬‫ّ‬‫أمـر غيـر معهود‪ ،‬ولو كان ذلك لاشـتهر اشـتهار ًا عظيمـ ًا‬ ‫تدل‬ ‫والعام بحيث تتناقله الألسـن جيلاً بعد جيل مع تضافر الدلائل التيُّ‬ ‫عليه‪ ،‬ولكن أن َّى ذلك وهذا لم يحصل‪ ،‬ومن هذا الباب قول عوام الناس‬ ‫بأنـه تحدث أمـور خارقة للعـادات وتنقلب فيها الأمور رأسـ ًا على عقب‬ ‫ويشـاهد الإنسان فيها الكثير من المشاهد العجيبة وكل ذكر غير صحيح‪،‬‬ ‫ومن العلماء من يستند إلى رواية رويت عن النبي ! أن ميزة هذه الليلة‬ ‫حر‪ ،‬أي أن إذا كانت في الليالي الشـاتية فهي‬‫قر ولا ّ‬‫بأنهـا ليلـة غير ذات ّ‬ ‫ليسـت شـديدة البرودة وإنما بردها معتدل‪ ،‬وإن كانت في الليالي الصائفة‬ ‫فهي غير شـديدة الحرارة وإنما يكون جوها معتدلاً كما جاء في الحديث‬ ‫أن شمس غدوتها تطلع وهي ذات شعاع‪ ،‬والحديث السابق قال العلماء‪:‬‬ ‫إن إسناده لا يصح‪ ،‬ومن المعلوم أن هذه الأمور تعود إلى الاعتقاد فلذلك‬ ‫لا يجـزم فيهـا إلا بالدليل القطعي‪ ،‬لأن الجزم لا يكون بالظني فضلاً عن‬ ‫يكـرم االله ‪ 4‬بعض‬‫ّ‬‫كـون الدليـل الظنـي ضعيف ًا‪ ،‬ولكن هـذا لا يمنع أن‬ ‫عبـاده بـأن يرفـع عنهـم الحجـاب فيـروا بأبصارهـم أنـوار ًا أو يشـاهدوا‬ ‫تدل أو ترجح أن هـذه الليلة هي ليلة القدر‪ ،‬ولكن‬‫ببصيرتهم مشـاهداتُّ‬ ‫هـذا إن وقـع يقع للآحـاد من النـاس ولا يقع لكل أحد‪ ،‬ولمـا كان هذا‬ ‫‪335‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫يحـدث للآحـاد مـن الناس فلذلك لا يمكن أن يسـتند إليـه بحيث يكون‬ ‫قطعي ًا يؤخذ به عند الجميع‪ ،‬وإنما يحمل قول النبي !‪» :‬فالتمسـوها في‬ ‫العشـر الأواخر والتمسـوها في كل وتر« على معنى التماس أجرها وبرها‬ ‫وخيرها وفضلها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ليلة القدر عندما يقيمها الإنسان هل يقيمها من بداية الليل إلى الفجر أم‬‫=‬ ‫في أي ساعة من الساعات؟‬ ‫سواء‬ ‫ً‬‫للإنسان أن يأتي بما استطاع فيها من الطاعات‪ ،‬وذلك مما ينبغي له‪،‬‬ ‫كان ذلك تهجد ًا أو تلاوة لكتاب االله أو ذكر ًا وتسـبيح ًا الله ‪ ،4‬فإن ذلك‬ ‫كله مما يضاعف‪ ،‬وإنما الصلاة هي الأفضل‪ ،‬لاشتمال الصلاة على تلاوة‬ ‫القرآن وعلى التسـبيح والذكر‪ ،‬ولكن لو اقتصر على الذكر أو على تلاوة‬ ‫سـواء كان ذلـك في أول الليل أو في‬ ‫ً‬‫القـرآن لكان في ذلك كله خير له‪،‬‬ ‫وسـطه أو فـي آخـره‪ ،‬فإنه يكتب له أجـر مضاعف إن كان ذلـك في ليلة‬ ‫القدر‪ ،‬إلا أن آخر الليل أفضل لأن وقت السحر وقت مبارك يرفع االله ‪4‬‬ ‫فيـه الدعـاء‪ ،‬ويحقق فيه لعبـاده الرجاء‪ ،‬ويغفـر فيه للمسـتغفرين‪ ،‬فينبغي‬ ‫للإنسان أن لا يفوته‪ ،‬ولا يلزمه أن يقوم الليل كله من أوله إلى آخره فإن‬ ‫هـذا شـيء لا يقدر عليـه إلا خاصـة الخاصة من المسـلمين‪! ﴿ :‬‬ ‫" ‪] ﴾ $ #‬الأنعام‪ ،[١٣٢ :‬فمن قام جزء ًا من ليلة القدر ضوعف‬ ‫له الأجر كأنما قام ذلك الجزء في ألف شهر فيما عدا هذه الليلة‪ ،‬وإن قام‬ ‫جـزء ًا أكبـر من ذلك ضوعف له بقدر هذه النسـبة‪ ،‬وهكذا فيما يفعله من‬ ‫الطاعـات والتهجـد وذكر االله ‪ ،4‬ومن اسـتطاع أن يقـوم الليل كله فإن‬ ‫ذلك خير كبير له‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪336‬‬ ‫هل هناك شروط يجب أن تكون في الشخص حتى يكون مؤهلاً لرؤية‬‫=‬ ‫ليلة القدر؟‬ ‫ليلـة القـدر لا تحتـاج إلـى رؤية‪ ،‬إنما هـي ليلة يعيشـها الإنسـان‪ ،‬فإن كان‬ ‫الإنسـان متقي ًا لربه ‪ 4‬قائم ًا ليله داعيـ ًا االله حريص ًا على طاعته أحرز فضل‬ ‫ليلـة القـدر ونالـه‪ ،‬وكل عمل خيـر يعمله الإنسـان في هذه الليلـة المباركة‬ ‫يضاعـف لـه‪ ،‬حتى أن من ص ّلى العشـاء والغداة في جماعة فـي هذه الليلة‬ ‫المباركـة يكون ذلـك من الفضل العظيم الذي يكتب لـه‪ ،‬لأن الأجر فيها ـ‬ ‫كما قلنا ـ يضاعف أكثر مما يضاعف في غيرها‪.‬‬ ‫السـائل يريدكـم أن تحصروا هـذه الليلة )ليلة القدر( فـي أقرب ليلتين‬‫=‬ ‫يمكن للإنسان أن يتحراهما‪ ،‬وهل هناك دلالات معينة؟‬ ‫ليلة القدر كما فهمنا من الحديث عن رسول االله ! هي إحدى الليالي الأوتار‬ ‫فـي العشـر الأواخر من شـهر رمضـان‪ ،‬لأن الرسـول ! قال‪» :‬التمسـوها في‬ ‫العشـر الأواخر والتمسوها في كل وتر«‪ .‬واختلف العلماء كثير ًا في تعيينها هل‬ ‫هـي ليلـة الحـادي والعشـرين أو الثالث والعشـرين أو الخامس والعشـرين أو‬ ‫السـابع والعشـرين ـ وهو الذي شـاع عنـد كثير من الناس حتى صـاروا كأنهم‬ ‫يقطعون به ـ أو ليلة التاسع والعشرين‪ ،‬ولم نجد دليلاً يمكن أن يعول عليه في‬ ‫ترجيـح كونهـا إحدى هذه الليالي إلا ما جاء فـي بعض الروايات أن النبي !‬ ‫رأى أنه في غدوتها يسجد على ماء وطين‪ ،‬ولما كانت ليلة الحادي والعشرين‬ ‫نزلت السـماء فوكف مسـجده ! أي نزل ماء الغيث من سـقف مسـجده !‬ ‫علـى الأرض‪ ،‬فسـجد النبـي ! علـى المـاء والطيـن وأبصر بعـض الصحابة‬ ‫رضـوان االله عليهـم أثـر الماء والطيـن على جبهـة النبي ! وأنفـه‪ ،‬فهذا ربما‬ ‫يترجح به أن هذه الليلة هي ليلة الحادي والعشرين‪ ،‬وهذا من باب الظن فقط‪،‬‬ ‫‪337‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫مـع احتمـال أن تكون هذه الليلة تنتقل ما بين عام وعام آخر‪ ،‬بحيث تكون في‬ ‫هذا العام ليلة الحادي والعشـرين وفي العام الآخر ليلة الثالث والعشـرين كما‬ ‫قال بذلك كثير من أهل العلم‪ ،‬وهذا أمر محتمل وليس ببعيد‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ليلـة القدر تكون في ليلة واحدة يتحراها المسـلم فيها‪ ،‬لكننا نحن مثلاً‬‫=‬ ‫تأخرنا عن البلدان الأخرى يوم ًا وتأخرنا عن البلدان الأخرى يومين في‬ ‫هذه الحالة إذا كانت في ليلة الحادي والعشرين هل تتكرر معنا ومعهم‪،‬‬ ‫أم كيف يكون حالها؟‬ ‫الاختلاف قد يكون بسبب اختلاف المطالع‪ ،‬وقد يكون بسبب الغيم‪ ،‬وليلة‬ ‫القدر ليلة واحدة وهي تسير مع سير الليل‪ ،‬فالليل يبدأ من المشرق وينتهي‬ ‫إلى المغرب‪ ،‬والليلة تبدأ من المشرق وتنتهي إلى المغرب‪ ،‬ففي كل منطقة‬ ‫من هذه المناطق تسـتمر هذه الليلة إلـى مطلع الفجر‪ ،‬أما كونها من الليالي‬ ‫الأوتار فقد يكون ذلك حكم ًا أغلبي ًا‪ ،‬وقد يكون ذلك حكم ًا باعتبار أوسـط‬ ‫المناطق‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل تختص ليلة القدر في أيام معينة فقط كيوم الجمعة أو الخميس؟‬‫=‬ ‫لا‪ ،‬لأن الحديـث قال‪» :‬فالتمسـوها في العشـر الأواخر والتمسـوها في كل‬ ‫وتـر«‪ ،‬ولم يشـر الحديث الشـريف إلى أنهـا تكون في ليلـة الجمعة أو ليلة‬ ‫الخميـس أو ليلـة الاثنيـن‪ ،‬وإنما أشـار إلى أنهـا في أوتار العشـر الأواخر‪،‬‬ ‫ولذلك لا تنحصر في يوم معين من أيام الأسبوع‪.‬‬ ‫هل هناك عبادات معينة أو أدعية يحاول أن يمارسها الإنسان تحري ًا لهذه‬‫=‬ ‫الليلة؟‬ ‫الإنسـان ُيؤمـر أن يسـارع إلـى الطاعات والخيـر والبر‪ ،‬ومـن الطاعات التي‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪338‬‬ ‫يسـارع إليها قيام هذه الليالي العشـر‪ ،‬والنبي ! كان إذا دخلت العشـر شد‬ ‫مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله‪ ،‬وشد المئزر كناية عن مقابلته الأمر بعزم شديد‬ ‫وبعزيمة متوقدة‪ ،‬فإن من شأن الإنسان إذا أقبل على شيء بعزيمة وكان أمر ًا‬ ‫عظيم ًا أن يشـد له مئزره‪ ،‬وقيل ذلك كناية عن اعتزاله النسـاء بحيث لا يميل‬ ‫إلـى شـهوة الدنيا‪ ،‬وإنمـا كان يقضي هـذه الليالي في العبادة فحسـب وكان‬ ‫يحيــي جميـع هـذه الليالي بالقيام فـي رمضان أما في غيرهـا فقد كان يقوم‬ ‫وينـام‪ ،‬وهكـذا ينبغي للإنسـان أن يجتهـد بقدر مسـتطاعه ولا يعني ذلك أن‬ ‫الناس جميع ًا مطالبون بأن يفعلوا ذلك‪ ،‬إذ هذه الأمور بحسب طاقات الناس‬ ‫ومواهبهم‪ ،‬ولكن على المسـلم أن لا يفوت الفرصة بقدر مسـتطاعه‪ ،‬أما ما‬ ‫يمكـن أن يدعـو بـه فإن كل دعاء خيـر مطلوب‪ ،‬ما لم يـدع بقطيعة رحم أو‬ ‫إثم‪ ،‬إلا أن النبي ! عندما سألته السيدة عائشة ‪ #‬بماذا تدعو وماذا تقول؟‬ ‫علمها النبي ! أن تقول‪» :‬ال ّلهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني«‪ ،‬فينبغي‬ ‫للإنسان أن يكرر في هذه الليالي هذا الدعاء الشريف وغيره من الأدعية التي‬ ‫يعود خيرها عليه وعلى أُسرته وذريته وعلى جميع الأمة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما هو طبيعة الشعور الذي يشعر به المسلم في ليلة القدر؟‬‫=‬ ‫المسـلم يشـعر في جميع أوقاته بأنه مغمور بفضل االله ونعمته وأنه لو وقف‬ ‫كل خلية من خلاياه من أجل شكر االله تعالى على هذه النعم لما استطاع أن‬ ‫يفـي بأقـل نعمة من هـذه النعم‪ ،‬وهذا الشـعور يتضاعف في شـهر رمضان‬ ‫الكريـم بما يشـعر به مـن الصلة بـاالله تعالى ومـن انفتاح الآفـاق الروحانية‬ ‫أمامـه‪ ،‬وربمـا تضاعـف هـذا الإحسـاس في ليلـة القـدر المباركـة‪ ،‬وجدير‬ ‫يدي االله للقيام والتهجد‬‫بالمسلم أن يتضاعف إحساسه هذا عندما يمثل بين ّ‬ ‫لا عندما يقضي وقته في النوم‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪339‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هل من يرى ليلة القدر يخبر بها أحد من الناس؟‬‫=‬ ‫قالـوا بأنـه يكـره أن يخبر بذلك إذ هـي كرامة‪ ،‬والكرامة ينبغي للإنسـان أن‬ ‫يخفيهـا وأن لا يخبـر بهـا‪ ،‬وعلـى كل ٍ فالظـروف والأحوال تختلـف فربما‬ ‫استدل الإنسان ببعض الآيات والمشاهد التي يراها على أن تلك الليلة ليلة‬ ‫القدر‪ ،‬ويتحدث عن ذلك لا لأجل الإخبار ولكن لأجل الاستدلال فهذا لا‬ ‫مانـع منـه‪ ،‬ولكن مهما كان عليه أن يحافظ على هذه الكرامة التي وهبه االله‬ ‫إياها وذلك بإخفائها‪ ،‬واالله ولي التوفيق‪.‬‬ ‫سـماحة الشـيخ أنتـم ذكرتم أن بعـض الناس ربما يكاشـفون برؤية‬‫=‬ ‫تدل على أنهم صادفوا تلك الليلة فهل معنى هذا أنه من‬‫أنوار معينةُّ‬ ‫يعد‬ ‫قـام تلـك الليلـة ولـم َي َر تلـك الأنوار ولم يكاشـف بها أنـه لاُّ‬ ‫مصادف ًا؟‬ ‫بـل هـو مصادف مهمـا كان الأمـر‪ ،‬إذ لا يعني عـدم رؤيته للأنـوار أنه غير‬ ‫محـرز لفضـل ليلـة القـدر‪ ،‬ولا عبرة بما يـراه الإنسـان وإنما العبـرة بحال‬ ‫الإنسان‪ ،‬وبإخلاصه وعمله‪.‬‬ ‫هـل مـن ص ّلى ليلة القدر ولم يحس بها ولم يشـعر بها كما يشـعر بها‬‫=‬ ‫الآخرون‪ ،‬يحصل على نفس الأجر؟‬ ‫ليلة القدر إنما هي لمن قامها واجتهد في العبادة فيها‪ ،‬إذ تضاعف أجور‬ ‫العبـادات للذيـن يقومون بعبـادة االله تعالى فيها أكثر ممـا هو معهود في‬ ‫غيرهـا أضعافـ ًا كثيرة‪ ،‬فإن من قامها واجتهد فيهـا كان كمن قام واجتهد‬ ‫تدل‬ ‫فـي ليالي ألف شـهر من سـائر الأيام‪ .‬ولا يشـترط أن يـرى علامةُّ‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪340‬‬ ‫نريـد تفسـير ًا مفصلاً لقوله تعالـى‪ ،﴾ 2 1 0 / . - ﴿ :‬هل‬‫=‬ ‫هناك رابط بين قوله تعالى‪ ﴾ 2 1 0 / ﴿ :‬وقوله تعالى‪( ﴿ :‬‬ ‫) * ‪] ﴾ / . - , +‬الحـج‪ ،[٤٧ :‬وإذا مـا صـادف‬ ‫المسـلم هـذه الليلـة هل سـيحصل على عبادة ألف شـهر بمـا فيها من‬ ‫تسبيح وصلاة وما شابه ذلك؟‬ ‫يعـد إنما هو يوم‬ ‫أمـا الرابـط فـلا‪ ،‬لأن ذلـك اليوم الذي هو بألف سـنة مماُّ‬ ‫الموقـف ـ أي يـوم القيامة ـ‪ ،‬وأما أيام الدنيا فهـي غير ذلك‪ ،‬وأما ليلة القدر‬ ‫فقد جعلها االله تعالى خير ًا من ألف شهر‪ ،‬وهنالك رواية ـ االله أعلم بصحتها‬ ‫ـ أن النبي ! ذكر أنه كان في الأمم السابقة رجل جاهد في سبيل االله لمدة‬ ‫ألـف شـهر لم يضع السـلاح ولـم يضع لأُمة حربـه‪ ،‬فقد كان مسـتمر ًا على‬ ‫الجهـاد في سـبيل االله‪ ،‬فاسـتقل الصحابـة أعمالهم لأنهـم رأوا أن أعمارهم‬ ‫قصيـرة لا تفـي بهذا القدر‪ ،‬فمن ذا الذي ينفس له وينسـأ لـه في أجله حتى‬ ‫يقضـي ألف شـهر وهي نحـو ثلاثة وثمانين عامـ ًا كلها يقضيها فـي الجهاد‪،‬‬ ‫فأنزل االله تعالى تسلية لهذه الأمة ﴿ ‪ ،﴾ 2 1 0 / . -‬فاالله تبارك‬ ‫وتعالى أعطى هذه الأُمة هذه الليلة المباركة‪ ،‬وهي خير من ألف شهر للذي‬ ‫يقضيها في العبادات ويعمل فيها الطاعات لا للذي يلهو فيها ويسرح ويمرح‬ ‫أو يقضيها في المجون واللهو وقول الهجر‪ ،‬فمن عبد االله تعالى فيها واجتهد‬ ‫في العبادة بقدر مستطاعه‪ ،‬فكأنما قام ليالي ألف شهر فضلاً من االله ومِ ّنة‪.‬‬ ‫كمـا نعـرف أن الأعمـال تضاعـف فـي ليلـة القـدر‪ ،‬فهـل تنطبـق هذه‬‫=‬ ‫المضاعفة على من أحيى ليلة القدر على الباطل أو في معصية االله ‪4‬؟‬ ‫لا ريب أن كل ذي حرمة تكون المعصية في كنفه أعظم إثم ًا وأشـد جرم ًا‪،‬‬ ‫المكرمة يضاعف وزرهـا لمكانة حـرم االله تبارك‬‫ّ‬‫فالمعصيـة مثـلاً فـي مكـة‬ ‫‪341‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫وتعالـى‪ ،‬وكذلـك المعصيـة في شـهر رمضـان يضاعـف وزرها بسـبب أن‬ ‫الإنسـان يجترئ على االله في الشـهر الكريم‪ ،‬وكذا ليلة القدر فإنها يضاعف‬ ‫أيض ًا وزرها‪ ،‬فيجب على الإنسان أن يحرص على أن يتفادى المعصية بكل‬ ‫ما يملك من قوة حتى لا يقع فيها‪.‬‬ ‫بعض الناس يعتبرون ليلة القدر ضرب ًا من الحظوظ تصيب بعض الناس‬‫=‬ ‫مـن غيـر جهد ولا عمل فإذا وجدوا إنسـان ًا مثلاً قد تحققت له خيرات‬ ‫كثيرة أو إنسـان ًا قد طال عمره يقولون هذا إنسـان قام في ليلة القدر أو‬ ‫صادف ليلة القدر‪.‬‬ ‫هذا من كلام العوام‪ ،‬ولا عبرة بكلام العوام‪ ،‬إنما فضل ليلة القدر بما يحرزه‬ ‫الإنسان فيها من عمل الخير‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪342‬‬ ‫‪ΩÉ«°üdG »a á«ÑW πFÉ°ùe‬‬ ‫مـن لديه موعد عند الطبيب لتنظيف الأسـنان‪ ،‬هـل يؤثر ذلك التنظيف‬‫=‬ ‫على الصيام؟‬ ‫لا يؤثر تنظيف الأسـنان ولا قلعها على الصوم‪ ،‬إن لم يلج شـيء من الدم إلى‬ ‫داخل الجوف‪ ،‬ولكن من باب الاحتياط ينبغي للإنسان أن يقوم بذلك في الليل‪.‬‬ ‫أردت أن أخلع سن ًا في نهار رمضان ويسبق ذلك تخدير موضع الألم‪،‬‬‫=‬ ‫فهل يؤثر ذلك على الصوم؟‬ ‫إن كان تخدير ًا موضعي ًا فحسـب ولا يلج من المادة التي يكون بها التخدير إلى‬ ‫الجوف شـيء فلا يؤثر ذلك على الصوم‪ ،‬وقلع السـن إن لم يلج شيء من الدم‬ ‫الذي يخرج بسبب قلعها إلى الجوف لا مانع منه‪ ،‬وليس المحذور وصول شيء‬ ‫إلى الدم وإلا فمن المحتمل أن يصل الماء إلى داخل الجلد من خلال المناسم‬ ‫وأن يسـتفيد الدم منه عند اسـتحمام الإنسـان‪ ،‬وإنما المحذور أن يلج شيء إلى‬ ‫الجـوف‪ ،‬وقـد قالـوا إن الحقـن لا يلج منها شـيء إلى الجـوف إلا الحقنة التي‬ ‫تكون من الدبر ولذلك أفتى جمهور العلماء بأنها مفطرة‪ ،‬وإنما ذهب الإمام أبو‬ ‫نبهـان ‪ 5‬بأنها مـع الاضطرار إليها لا مانع منها‪ ،‬ولعلـه بنى رأيه هذا على أن‬ ‫تعـد كالأكل‪ ،‬فالمولـج ليس هو نفس مولـج الطعام ثم إن‬‫الحقنـة فـي الدبر لاُّ‬ ‫المادة ليست مغذية‪ ،‬ولكن القول بأن غير المغذي مما يلج إلى الجوف لا يفطر‬ ‫‪343‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫قول مهجور بل هو محكوم عليه بالشذوذ وعلى كل ٍ فإن كانت حقنة توصل إلى‬ ‫الجوف بحسـب الطـرق المتبعة في وقتنا هذا‪ ،‬فإنها تعـد مفطرة‪ ،‬ولذلك يحكم‬ ‫بتفطير السقاية إن استعملت للمريض وهو في حالة صيام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم استخدام المعجون المحتوي على مادة الفلوريد قبل الإفطار؟‬‫=‬ ‫اسـتعمال المعجـون فيـه مخاطرة‪ ،‬لأن الإنسـان لا يأمن أن يلـج إلى جوفه‬ ‫شـيء مما يتحلل منه‪ ،‬فالأولى الاحتياط في حالة صيامه‪ ،‬وإن كنا لا نقول‬ ‫بأنه ُمفطر إن لم يصل إلى الجوف منه شيء‪.‬‬ ‫ما حكم صيام من أجرى عملية غسيل الأذن في نهار رمضان حيث يتم‬‫=‬ ‫رش قناة الأذن بسائل معين لتنظيفها؟‬ ‫لا مانـع مـن ذلك‪ ،‬لأن للأذن حواجز تمنع من وصـول الماء إلى الجوف‪،‬‬ ‫ال ّلهم إلا إن كانت الطبلة منشقة أو مثقوبة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫عندنا شـخص مريض بفشـل الكلى يقوم بتغيسلها في كل أسبوع‪ ،‬فما‬‫=‬ ‫حكم صومه؟‬ ‫هو معذور عن الصيام بسـبب مرضه‪ ،‬لقول االله تبارك وتعالى‪F E﴿ :‬‬ ‫‪]﴾ PO N M L K J I H G‬البقـرة‪ ،[١٨٤ :‬فليفطـر فـي يـوم‬ ‫التغسـيل‪ ،‬ثم إن قدر بعد ذلك على القضاء فليقض في يوم آخر‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫فيه سعة والحمد الله‪.‬‬ ‫والدتها لديها فشـل كلوي وفي رمضان أفطرت ثلاثة أيام ووزعت عن‬‫=‬ ‫كل يوم طعام ًا فهل يكفيها ذلك أم تبدل؟‬ ‫إن كانـت قادرة على القضاء فعليها القضاء لقوله تعالى‪DC B ﴿ :‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪344‬‬ ‫‪S R Q PO N M L K J I H G F E‬‬ ‫‪e d cb a ` _ ^] \ [ Z Y X WV U T‬‬ ‫‪] ﴾ f‬البقرة‪ ،[١٨٤ :‬وإن كانت غير قادرة فإن ذلك يجزيها لما دلت عليه‬ ‫الآية‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل فطرة العين ناقضة للصيام؟‬‫=‬ ‫أحس بطعـم القطور في حلقه‬‫ َّ‬‫قنـاة العيـن تؤدي إلـى الحلق قطع ًا‪ ،‬فإن كان‬ ‫فعليه قضاء الأيام التي قطر فيها في عينيه‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة مصابـة بمرض السـكري وتتنـاول العلاج أثناء النهـار في أوقات‬‫=‬ ‫محددة‪ ،‬فماذا تفعل في صيام رمضان؟‬ ‫وأحسـت بـأن الصيام يضرهـا؛ فلتطعم عن كل يوم‬‫ّ‬‫إن عجـزت عن الصيام‬ ‫مسكين ًا‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم استخدام علاج الربو عن طريق البخاخ في نهار رمضان؟‬‫=‬ ‫البخاخ إما أن يفرز مادة تصل إلى الجوف أو لا‪ ،‬فإن كان يفرز مادة فلا ريب‬ ‫إنـه ُمفطـر‪ ،‬وإن كان لا يفرز مـادة فهو غير ُمفطر‪ ،‬وحضرنـا دورة من دورات‬ ‫مجمـع الفقـه الإسـلامي وقد حضرهـا بعض الأطبـاء الخبراء من المسـلمين‬ ‫وبعـض الفقهـاء‪ ،‬وحسـب ما فهمت منهم أنهـم يرون أنه لا نقض باسـتعمال‬ ‫خاخ أن ُيطعم‬‫البخاخ‪ ،‬ولكن مع ذلك أرى من الأحوط لهذا الذي استعمل الب ّ‬ ‫مسكين ًا خروج ًا من الريبة وهذا إن كان مضطر ًا لاستعماله‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫رجـل مريض بالقلب ويتعاطى علاج ًا من قبل الطبيب منها حبة يضعها‬‫=‬ ‫تحت اللسـان عندما يشـعر بالوجع في صدره‪ ،‬فما حكمه الشـرعي إذا‬ ‫‪345‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أخذهـا في نهار شـهر رمضان عندما يحس بالوجـع في الصدر مع أن‬ ‫الطبيب رخص له أخذها في نهار رمضان وهو طبيب عربي مسلم؟‬ ‫لا دخـل للعروبـة وغيرها هنا‪ ،‬فالشـعوب كلها في ميزان الإسـلام واحد‬ ‫والإسلام لم يأت بعنصرية‪ ،‬فإن االله تبارك وتعالى يقول‪G F E ﴿ :‬‬ ‫‪T S R Q PO N M L K J I H‬‬ ‫‪] ﴾ U‬الحجرات‪ ،[١٣ :‬ولم يخاطب االله تعالى عباده في القرآن بقوله يا‬ ‫أيهـا العرب وإنما قال‪ ،﴾ F E ﴿ :‬وفي هذا الخطاب يدخل العربي‬ ‫والأعجمي‪.‬‬ ‫هذا وإن اضطر الإنسان إلى استعمال هذه الحبة فلا حرج عليه ولكن ينظر‬ ‫هل يتحلل منها شيء يسيل مع اللعاب إلى الجوف أو لا؟ فإن كان يتحلل‬ ‫منهـا شـيء يلج إلى الجوف مع اللعـاب فعليه إما أن يقضـي إن كان قادر ًا‬ ‫على القضاء‪ ،‬أو أن يطعم مسكين ًا عن كل يوم إن كان غير قادر على القضاء‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫فتاة عندها نوع من أمراض فقر الدم يسمى )تلاسيميا( فهذا المرض لا‬‫=‬ ‫بـد أن تأخذ حقنـة أو إبرة تحت الجلد تفرز مـادة تعمل على تخفيض‬ ‫الحديد في جسد الإنسان وتستمر هذه الحقنة معها يومي ًا وطوال الشهور‬ ‫وطوال السنين‪ ،‬فما حكم صيامها؟‬ ‫يتقبـل االله تعالـى صيامها‪ ،‬فإنها مضطرة ولا تسـتطيع الفكاك من هذا الأمر‪،‬‬ ‫ثـم إن هـذه المادة التـي تفرزها الحقنـة لا تصل فيما أحسـب إلى الجوف‬ ‫والمفطر هو ما وصل إلى الجوف لا ما وصل‬‫وإنما تصل إلى الدم لتنقيته‪ُ ،‬‬ ‫بناء على ما ذكرته‪،‬‬ ‫إلى الدم‪ ،‬لذلك لا أجد ما يقتضي أن يكون عليها شيء ً‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪346‬‬ ‫امـرأة يأتيها في حلقهـا حموضة وفي بعض هذه الحموضة تجد أثر دم‬‫=‬ ‫في الحلق‪ ،‬في هذه الحالة كيف يكون صيامها؟‬ ‫عليهـا أن تصـوم وإن خرجـت هذه الحموضة فليس لهـا أن تقطع صيامها‪،‬‬ ‫ولكـن عليهـا أن لا تتعمد بلع شـيء مما يمكنها إخراجـه‪ ،‬أما ما لا يمكنها‬ ‫إخراجـه فإنهـا غير ُمتعبدة بإخراجه‪ ،‬فإن الإنسـان لا ُيتعبـد إلا بما كان في‬ ‫استطاعته‪ ،‬فاالله ‪ 4‬يقول‪ ،﴾ ¬ « a ©̈ § ﴿ :‬ويقول‪U ﴿ :‬‬ ‫‪ ،﴾ [ Z Y X W V‬ويقول الرسول !‪» :‬إذا أمرتكم بشيء فأتْوا منه‬ ‫ما استطعتم«‪ .‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـا حكـم اسـتعمال التحاميـل عـن طريـق الشـرج أو المهبل فـي نهار‬‫=‬ ‫رمضان؟‬ ‫أما ما كان عن طريق المهبل فلا إشكال فيه‪ ،‬وأما ما كان عن طريق الشرج‬ ‫فـإن كان يفضـي إلى الجوف فهو ناقض في قول الأكثر‪ ،‬وذهب بعض أهل‬ ‫العلم إلى أن هذا ليس كتناول الطعام والشراب‪ ،‬إذ لا تكون تغذية من هذا‬ ‫الطريق ولم يجد فيه مانع ًا من استعماله‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪347‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪ó`«``````©`dG‬‬ ‫ما هو مغزى العيد ومقاصده في الإسلام؟‬‫=‬ ‫العيد مأخوذ من العود‪ ،‬لأن العيد مناسبة تعود وتتكرر‪ ،‬وهي مناسبة حولية‬ ‫المنورة ووجد‬ ‫ّ‬‫فللذلك سـمي العيد عيد ًا‪ ،‬وقد هاجـر النبي ! إلى المدينة‬ ‫للأنصـار في أيام جاهليتهم يوميـن يلعبون فيهما فأخبرهم النبي عليه أفضل‬ ‫الصـلاة والسـلام بـأن االله أبدلهـم بذينـك اليومين يومـي عيد الفطـر وعيد‬ ‫الأضحـى‪ ،‬فكان في هذين اليومين الشـريفين بديل عما كان للناس في أيام‬ ‫الجاهليـة‪ ،‬ويـوم عيـد الفطر هـو يوم الجائـزة لأن المؤمنين كدوا نفوسـهم‬ ‫وأتعبوهـا في الصيام والقيام‪ ،‬فقضوا شـهر رمضـان بين صيام وقيام‪ :‬صاموا‬ ‫نهـاره وقامـوا ليلـه‪ ،‬وتقربوا إلى االله فـي ليلهم ونهارهم بأصنـاف الطاعات‬ ‫وصنـوف القربـات‪ ،‬كتلاوة كتابه الكريم والصدقـات وصلة الأرحام وزيارة‬ ‫إخوانهم وجيرانهم‪ ،‬وهذا كله يفهم من سـيرة النبي !‪ ،‬فالنبي عليه أفضل‬ ‫الصلاة والسـلام كان يجمع في شـهر رمضـان المبارك بيـن العناية بالقرآن‬ ‫والعنايـة بفعـل الخيـر‪ ،‬فمـن عنايتـه بالقرآن أنـه كان يدارسـه جبريل ‪0‬‬ ‫فيعـرض عليه القرآن في شـهر رمضان‪ ،‬وكان في هـذه الحالة أجود بالخير‬ ‫من الريح المرسلة ـ كما جاء ذلك من طريق ابن عباس ^ ـ ‪ ،‬فعندما يفعل‬ ‫اقتداء بفعل النبي عليه الصلاة والسـلام يكون قد شـغل نفسـه‬‫ً‬‫المؤمن ذلك‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪348‬‬ ‫في شـهره بهذه الطاعـات العظيمة‪ :‬الطاعات البدنية التـي تتمثل في الصيام‬ ‫والتهجـد والاعتـكاف وتـلاوة كتـاب االله‪ ،‬والطاعـات الماليـة مـن خـلال‬ ‫الصدقـات التـي يتصدقها علـى الفقـراء والمسـاكين وذوي الحاجات ومن‬ ‫خـلال الصـلات التي يصل بها جيرانه ويصل بها أرحامه‪ ،‬فلذلك كان حري ًا‬ ‫بهـذه الجائزة‪ ،‬وقد جعـل االله ‪ 4‬يوم عيد الفطر يوم الجائـزة‪ ،‬لينعم عباده‬ ‫الصالحون بهذه الفرحة بعدما أدوا ما أدوه‪ ،‬ولا ريب أنهم تغمرهم السعادة‬ ‫عندمـا يلتقـون فـي مص ّلـى العيد متصافيـن متصافحيـن متواديـن متعاطفين‬ ‫متراحميـن‪ ،‬علـى أن يكـون هـذا اللقاء في ظـل العبوديـة الله ‪ ،4‬فهي أمر‬ ‫مـلازم لهـم‪ ،‬فكمـا كانوا في شـهر رمضـان يجسـدون عبوديتهـم الله تعالى‬ ‫بطاعتهم الله في الصيام والقيام والاعتكاف وأنواع القربات وصنوف الطاعات‬ ‫كذلك تتجسد عبوديتهم الله ‪ 4‬في يوم العيد في افتتاح أعماله بزكاة الفطر‬ ‫ثـم بالصلاة لتكـون العبادات المالية والعبادات البدنيـة مصاحبة لهم‪ ،‬فزكاة‬ ‫الفطـر من صنوف العبادات المالية‪ ،‬والصلاة مـن صنوف العبادات البدنية‪،‬‬ ‫كمـا أن ذكـر االله تعالـى يلازمهم‪ ،‬فإن مـن رأى هلال العيـد كان حق ًا عليه‬ ‫ـ كمـا جاء عن ابن عباس رضي االله تعالـى عنهما أن يلزم التكبير والتحميد‬ ‫والتهليل حتى يخرج الإمام إلى المص ّلى‪ ،‬ومن هنا فإنه ينبغي للناس عندما‬ ‫مكبرين االله تبارك وتعالى ومهللين ليكون‬‫يخرجون إلى المص ّلى أن يخرجوا ّ‬ ‫ذلك شعار ًا لهم في هذا اليوم العظيم‪ ،‬ثم مع هذا كله فإن قلوب العباد تتأثر‬ ‫بالمؤثـرات الكثيرة من خلال احتـكاك الناس بعضهم ببعض‪ ،‬ولربما تركت‬ ‫الآثـار فـي النفس أوغـار ًا وأحقـاد ًا‪ ،‬ولكن عندما يـؤدي أبناء البلـد الواحد‬ ‫صـلاة العيـد جميع ًا فإن هـذه القلوب تتصافـى بهذا اللقـاء الطيب مع هذه‬ ‫تعم الصغير والكبيـر والغني والفقير والقريب والبعيد‪،‬‬‫الفرحـة الغامرة التي ّ‬ ‫فينعم الكل بما ينعمون به من البهجة الغامرة والمصافاة والتواصل‪ ،‬فيذهب‬ ‫‪349‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هذا إلى ذاك وذاك إلى هذا ليتم التواصل بينهم باسـتمرار‪ ،‬وليكون في هذا‬ ‫ربط بين المسلم وأخيه حتى لا تنفصل هذه العروة التي تشد كل واحد من‬ ‫المسلمين إلى الآخر‪ ،‬فهذه بعض حكم مشروعية العيد‪.‬‬ ‫ما هي الأعمال التي ينبغي الحرص عليها يوم العيد؟‬‫=‬ ‫يوم العيد هو يوم مبارك‪ ،‬يوم يجمع شتيت عباد االله تعالى المؤمنين‪ ،‬فينبغي‬ ‫للمسـلم أن يسـتعد للصلاة في ذلك اليوم‪ ،‬بأن يهيئ نفسه فيغتسل ويتطيب‬ ‫بمـا حضـر مـن الطيـب‪ ،‬وإن كان العيـد عيد الفطـر فليأكل قبـل ذهابه إلى‬ ‫المص ّلى تمرات‪ ،‬أما إن كان العيد عيد الأضحى فليمسـك عن الأكل حتى‬ ‫يص ّلي‪ ،‬ثم ليذهب إلى الصلاة وليكثر من ذكر االله‪ :‬من تكبير وتهليل وتسبيح‬ ‫وتحميد إلى أن يخرج الإمام‪ ،‬فإذا خرج الإمام انقطع التكبير‪ ،‬وعندئذ ٍ تقام‬ ‫الصـلاة ثـم بعد ذلك تكـون التحية فيما بينهم‪ ،‬فيحيـي بعضهم بعض ًا بتحية‬ ‫ويسـن في ذلك اليـوم أن يزور الإنسـان‬‫ّ‬‫الإسـلام ويهنـىء بعضهـم بعضـ ًا‪،‬‬ ‫أرحامه ويصل جيرانه‪ ،‬وأن يوسع على أهله‪ ،‬وأن يجود بالمعروف بقدر ما‬ ‫يمكنه‪ ،‬ثم من المعلوم أن ذلك اليوم هو يوم منحه االله تبارك وتعالى لعباده‪،‬‬ ‫لأجل أن يعوضهم عما كانوا ألفوه في الجاهلية‪ ،‬فقد أبدل االله تبارك وتعالى‬ ‫المسـلمين بالأيـام التي كانـت مألوفة لهـم يحتفلون فيها ويلعبـون فيها في‬ ‫الجاهلية بهذين اليومين المباركين العظيمين‪ ،‬ليكونا عيد ًا للمسـلمين‪ ،‬فيهما‬ ‫الفرحة والبهجة والسـرور والتلاقي والتواد والتراحم والتعاطف والسـخاء‪،‬‬ ‫وبـذل المعروف من القريب لقريبه‪ ،‬ومن الجـار لجاره‪ ،‬ومن الغني للفقير‪،‬‬ ‫ومع هذا أيض ًا ينبغي للإنسـان بل يتأكد عليه أن يشكر نعمة االله التي أنعمها‬ ‫عليـه فـلا ينسـى حـق االله تعالـى‪ ،‬بخلاف مـا يفعله الفسـقة العصـاة الذين‬ ‫يجعلـون مـن العيد فرصـة لهم في ارتـكاب الموبقات من معاقـرة الخمور‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪350‬‬ ‫وغير ذلك مما يأتونه من معاصي االله سبحانه‪ ،‬فهذه الأمور مع كونها محرمة‬ ‫يتأكـد فـي يوم العيد تحريمها‪ ،‬لأن شـكر نعمة االله تعالـى لا يكون بمقارفة‬ ‫معصيتـه‪ ،‬وإنمـا يكـون باسـتخدامها في طاعة مـن أنعم بهـا‪ ،‬وهذا بخلاف‬ ‫النظرية التي رددها بعض الشعراء عندما قال‪:‬‬ ‫مشـتاقـة تسـعـى إلـى مشـتـاق‬‫رمضـان ولـى هاتهـا يـا سـاقي‬ ‫ـن العـيـد بالإطـلاق‬‫والـيـوم َمَّ‬‫بالأمـس قد كنـا أسـيري طاعة‬ ‫فالعيـد لا يعنـي أن يطلـق للإنسـان الحبل ليرتكب ما يشـاء مـن الموبقات‬ ‫والمعاصي‪ ،‬بل عليه أن يزم نفسه بزمام التقوى‪ ،‬وأن يصلح ظاهره وباطنه‪،‬‬ ‫وأن يستديم شكر نعمة االله التي أسبغها عليه‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ ‫ما هي الأعمال التي يصنعها المسلم في يوم العيد بداية من الصباح إلى‬‫=‬ ‫أن يؤدي الصلاة؟‬ ‫ينبغي للإنسـان عندما يصبح أن يسـتحم ويتنظف‪ ،‬ويتناول شيئ ًا من الطيب‪،‬‬ ‫ويتوضأ‪ ،‬وأن يؤدي زكاة الفطر إن كان لم يؤدها في ليلة العيد‪ ،‬وأن يخرج‬ ‫إلى المص ّلى وهو يردد تكبير االله تعالى وتهليله وتحميده‪ ،‬ثم بعد ذلك ينتظر‬ ‫فـي المص ّلـى وهـو يـردد التكبير حتى يخـرج الإمـام‪ ،‬فإذا جـاء الإمام إلى‬ ‫المص ّلـى فلتصطف الصفوف وليؤدوا الصـلاة‪ ،‬ثم يكون بعد ذلك التصافح‬ ‫بيـن النـاس بحيث يظهر بعضهم لبعض البشاشـة والفرحة والبهجة‪ ،‬ثم بعد‬ ‫ذلـك تكون الزيارات فيما بينهم‪ ،‬فيتزاور الأقارب والجيران والأصدقاء من‬ ‫أجـل أن يشـعر الكل بأن الفرحة غمرت الجميـع‪ ،‬وأن الكل ينظر إلى غيره‬ ‫نظرته إلى نفسه‪ ،‬بحيث تكون المشاعر متحدة والعواطف جياشة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫رغبة في التواد والتراحم والتلاحم‪.‬‬ ‫‪351‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما مدى مشروعية التكبير عند الخروج لصلاة العيد؟‬‫=‬ ‫قـال االله ‪ 4‬بعدمـا ذكر أحـكام الصوم والفطـر‪μ́ 3 2 ﴿ :‬‬ ‫¶ ﴾ ]البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬قـال ابن عباس ^‪» :‬حق على من رأى هلال عيد‬ ‫يكبـر االله حتى يصل الإمـام إلى المص ّلى«‪ ،‬ومن هـذا الباب رأى‬‫الفطـر أن ّ‬ ‫إحياء لهذا الشـعار‬ ‫ً‬‫أهـل العلـم التكبير فـي حال الخروج إلى صـلاة العيد‪،‬‬ ‫الذي أشار إليه القرآن الكريم‪ ،‬وكان عليه السلف الصالح‪ ،‬ومثل عيد الفطر‬ ‫في ذلك عيد الأضحى‪.‬‬ ‫ما حكم التكابير بعد صلاة الظهر من يوم العيد والتي تستمر حتى عصر‬‫=‬ ‫يوم الثالث عشر؟‬ ‫ذلـك ممـا يدخل في الذكر الذي عناه قول االله تبارك وتعالى‪# " ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ & % $‬البقـرة‪ ،[٢٠٣ :‬فالتكبيـر في هذه الأيـام المباركات مأثور‬ ‫عن السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم‪ ،‬فكان ابن عمر رضي االله تعالى‬ ‫يكبر في مكان فيسـمعه من حوله‬‫المكبر ّ‬ ‫ّ‬‫يكبر حتى في السـوق‪ ،‬وكان‬ ‫عنهما ّ‬ ‫ويكبـرون وهكذا ترتفـع الأصوات‬‫ّ‬‫ويكبر ويسـمعه الآخرون‬ ‫ّ‬‫فيتجـاوب معـه‬ ‫يكبر لهـا إتمام‬ ‫بالتكبيـر‪ ،‬فـلا ينبغـي للإنسـان أن يقصـر فيـه‪ ،‬وخيـر مناسـبة ّ‬ ‫الصلوات‪ ،‬فينبغي التكبير أدبار الصلوات‪ ،‬قيل من صبيحة اليوم التاسـع وقيل‬ ‫مـن صـلاة الظهـر يـوم النحر إلـى أواخر أيـام التشـريق‪ ،‬لأن هذه الأيـام أيام‬ ‫مبـاركات‪ ،‬فهـي الأيام المعدودات التي ذكرها االله تعالى‪ ،‬فينبغي للإنسـان ألا‬ ‫يتـرك التكبيـر فيها‪ ،‬وإن كان روي عن بعض العلماء أنه ص ّلى بغير تكبير ومن‬ ‫بينهم موسـى بن علي رحمه االله تعالى‪ ،‬إلا أنّا نختار رفع هذا الشـعار المبارك‬ ‫على الألسـن وأن يجهر به حتى يبقى قائم ًا بين المسـلمين‪ ،‬وفي هذا إحساس‬ ‫النفوس بعظمة هذه الأيام وقدسيتها وما لها من مكانة عند االله تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪352‬‬ ‫التكابير التي تكون بعد الصلوات هل لها صيغة معينة؟‬‫=‬ ‫المكبر‪ :‬االله أكبر االله أكبر االله أكبر لا إل ٰه‬‫ّ‬‫ليـس للتكبير صيغـة معينة‪ ،‬فلو قال‬ ‫إلا االله واالله أكبـر كبيـر ًا‪ ،‬االله أكبـر االله أكبـر االله أكبر لا إل ٰـه إلا االله واالله أكبر‬ ‫تكبيـر ًا‪ ،‬االله أكبـر االله أكبر االله أكبـر لا إل ٰه إلا االله واالله أكبر والله الحمد حمد ًا‬ ‫كثيـر ًا‪ ،‬لا إل ٰـه إلا االله وحـده صـدق وعـده ونصـر عبـده وأعَّز جنـده وهزم‬ ‫الأحزاب وحده فهو حسن‪ ،‬وإن زاد على ذلك لا إل ٰه إلا االله نعبده مخلصين‬ ‫له الدين ولو كره الكافرون‪ ،‬لا إل ٰه إلا االله نعبده مخلصين له الدين وله كره‬ ‫المشـركون‪ ،‬لا إل ٰه إلا االله نعبده مخلصين له الدين ولو كره المبطلون‪ ،‬كان‬ ‫ذلك خير ًا‪ ،‬وإن زاد على ذلك لا إل ٰه إلا االله إله ًا واحد ًا فرد ًا صمد ًا ما اتخذ‬ ‫ربنا صاحبة ولا ولد ًا‪ ،‬فذلك أيض ًا خير‪ ،‬وكل من ذلك ذكر الله تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫هل التكبير مختص بالرجال وحدهم أم أن المرأة أيض ًا مطالبة به؟‬‫=‬ ‫أما رفع الصوت فهو خاص بالرجال‪ ،‬وأما ذكر االله تعالى فالمرأة مأمورة به‬ ‫في نفسها مع خفوت صوتها من غير أن ترفع عقيرتها به كما يصنع الرجل‬ ‫لأنها مأمورة بخفض صوتها‪.‬‬ ‫هل التكبير أيام التشريق واجب على النساء؟‬ ‫=‬ ‫التكبيـر غير واجب‪ ،‬ولا مانع منه للنسـاء من غير رفع صوت‪ ،‬وتكابير أيام‬ ‫التشـريق أدبـار الصلوات تبـدأ من ظهر يوم العيد وتنتهـي عصر يوم الثالث‬ ‫عشر من ذي الحجة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫من العادة التي ألفناها أثناء الخروج لصلاة العيد خروج الناس بالتطبيل‬‫=‬ ‫عوض ًا عن التكبير فما هي نصيحتكم؟‬ ‫‪353‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫السـَّنة من أجـل المحافظة على‬‫السـَّنة‪ ،‬ولا تماتُّ‬ ‫تغيـر لتتفق معُّ‬ ‫العـادات ّ‬ ‫العادات‪ ،‬فلذلك أنصح هؤلاء الذين ألفوا التطبيل بدلاً من التكبير أن يتركوا‬ ‫مـا ألفـوه‪ ،‬وأن يحيـوا مـا أميـت عندهـم مـن ُسـَّنة رسـول االله !‪ ،‬بحيث‬ ‫يخرجـون وهـم يكبرون كمـا دل على ذلك القـرآن الكريم‪ ،‬فـإن االله تبارك‬ ‫وتعالـى يقـول‪] ﴾ ¶ μ́ 3 2 ﴿ :‬البقـرة‪ ،[١٨٥ :‬فالتكبير‬ ‫مشـروع بهذا النص القرآني فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره‪ ،‬بل يجب ترك‬ ‫والسَّنة النبوية‪.‬‬ ‫ ُّ‬‫دل عليه القرآن‬ ‫غيره لإحياء ما أميت مماَّ‬ ‫يدل علـى أن الأطفال يهدوا هدايا أو ما يسـمى‬‫السـَّنة ماُّ‬ ‫هـل ورد فـيُّ‬‫=‬ ‫بالعيدية في يوم العيد؟‬ ‫ّ‬ ‫يدل على تفريح الأطفال‪ ،‬ومن جملة التفريح تقديم الهدايا‬‫السَّنة ماُّ‬ ‫ورد فيُّ‬ ‫إليهم‪ ،‬فهذا من إدخال البهجة على قلوبهم‪ ،‬فلذلك ينبغي للإنسان أن يفعل‬ ‫ذلك ليؤجر عليه‪.‬‬ ‫قـد يفهـم البعض العيد على أنه فرصة للنفـس لتمارس من الأعمال ما‬‫=‬ ‫كانـت ممنوعـة عنه من قبـل وتطلق لنفسـها العنان في ممارسـة اللهو‬ ‫الذي تشاء احتجاج ًا بأن العيد فرحة وبهجة‪ ،‬وبأن الإنسان لا ينبغي أن‬ ‫يصدهـا عما تشـتهيه في مثل هذا اليـوم‪ ،‬فهل فرحة‬‫ّ‬‫يكبـت نفسـه أوأن‬ ‫العيد في الإسلام تعني هذا كله؟‬ ‫فرحـة العيـد لا تعنـي الانفلات مـن حدود الديـن وأحكامه‪ ،‬بـل يجب ألا‬ ‫تخـرج الفرحـة عمـا شـرع االله تبـارك وتعالى إلى مـا لم يشـرعه‪ ،‬نعم هذه‬ ‫الفرحة يكون معها ما كان ممنوع ًا من الطعام والشراب والصلة بين الأزواج‪،‬‬ ‫فكل من ذلك مباح بعد أن كان في نهار رمضان ممنوع ًا‪ ،‬إذ لا يجوز الصيام‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪354‬‬ ‫فـي يوم العيـد بالإجماع لأنه يوم ضيافة االله تبـارك وتعالى‪ ،‬وفي صيامه رد‬ ‫لهـذه الضيافـة مـن االله العزيز العليم‪ ،‬ولكـن لا يعني هذا أن يبيح الإنسـان‬ ‫لنفسه المحجورات‪ ،‬أما تلكم الفكرة التي تراود الناس الغافلين عن ذكر االله‬ ‫تبارك وتعالى من أن العيد فرصة لأن يرتمي الإنسـان في أوحال الشـهوات‬ ‫الدنيئـة وأن يرتكـب مـا يرتكب مـن المحظورات‪ ،‬فهي فكـرة مردودة على‬ ‫أصحابها‪ ،‬ومن بين أولئك الشاعر الذي قال‪:‬‬ ‫مشـتاقـة تسـعـى إلـى مشـتـاق‬‫رمضـان و ّلـى هاتهـا يـا سـاقي‬ ‫ـن العـيـد بالإطـلاق‬‫والـيـوم َمَّ‬‫بالأمـس قد كنـا أسـيري طاعة‬ ‫فالطاعة على الإنسـان أن يصاحبها فـي كل الأوقات‪ ،‬وإلا فما فائدة صيامه‬ ‫رمضـان‪ ،‬مـع أن صيام شـهر رمضان يكتسـب بـه الصائم تقـوى االله تبارك‬ ‫وتعالـى‪= < ; : 9 8 7 6 5 4 3 ﴿ :‬‬ ‫> ? @ ﴾ ]البقـرة‪ ،[١٨٣ :‬فلمـا كانت الغايـة من الصيام التقوى‬ ‫فمـا بال الإنسـان يفرط فـي التقوى بعد أن ينتهي شـهر رمضان بل في أول‬ ‫يوم يستقبل فيه أيام الفطر‪ ،‬فهذه خسارة ليست بعدها خسارة‪ ،‬ومن قال مثل‬ ‫ذلك القول يعد من الأغبياء غباوة لا تزيد عليها غباوة‪.‬‬ ‫ما هي نصيحتكم للنسـاء اللواتي يتبرجن في يوم العيد بحجة أن اليوم‬‫=‬ ‫يوم عيد ويجوز فيه كل شيء حتى مصافحة الأجانب؟‬ ‫لا حول ولا قوة إلا باالله العلي العظيم‪ ،‬يوم العيد لا يعني هدم ما بناه العبد‬ ‫فـي شـهر رمضـان المبارك‪ ،‬وإنمـا هو يوم الفرحة‪ ،‬لإحراز مكاسـب شـهر‬ ‫رمضان المبارك‪ ،‬فما للإنسان يعرض هذه المكاسب للتلف؟؟‪.‬‬ ‫إن يوم العيد يوم تجب فيه طاعة االله والتقيد بأوامره وعدم الوقوع في مناهيه‬ ‫كسـائر الأيـام‪ ،‬ولا يعني العيـد إطلاق النفـس لترعى في المراعـي الوبيئة‪،‬‬ ‫‪355‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫فالمرأة مطالبة بألاّ تتبرج تبرج الجاهلية‪ ،‬إذ الحجاب الشرعي واجب عليها‬ ‫سـواء كان ذلـك في يوم العيد أو في غيره‪ ،‬يقـول االله تبارك وتعالى‪` ﴿ :‬‬ ‫‪k j ih g f e d c ba‬‬ ‫‪x w v u t sr q p o nm l‬‬ ‫‪~}|{zy‬ے¡‪¥¤£¢‬‬ ‫¦§̈ ©‪ ́ 3 2 ± °̄ ® ¬ « a‬‬ ‫‪Ä Ã Á À ¿ 3⁄4 1⁄2 1⁄4 » o 1̧ ¶ μ‬‬ ‫‪Ñ Ð Ï Î Í ÌË Ê É È Ç Æ Å‬‬ ‫‪] ﴾ Ô Ó Ò‬النـور‪ ،[٣١ :‬ويقـول سـبحانه‪o n m ﴿ :‬‬ ‫‪| { z y xw v u t s r q p‬‬ ‫} ~ے ¡ ‪] ﴾ ¤ £ ¢‬الأحـزاب‪ ،[٥٩ :‬فـلا معنـى لإباحـة أن‬ ‫تتبـرج المـرأة‪ ،‬ولإباحة أن تصافح رجلاً أجنبي ًا‪ ،‬لأن المصافحة من أسـباب‬ ‫الفتنة ما بين الرجل والمرأة خصوص ًا عندما تكون بين رجل وامرأة شابة أو‬ ‫بين شـابين من الجنسـين‪ ،‬فالمصافحة ما بين الجنسين ممنوعة إلا أن تكون‬ ‫بيـن رجـل وذات محرم منه‪ ،‬أما المرأة الأجنبية فـلا يجوز له أن يصافحها‪،‬‬ ‫السَّنة أن النبي ! أمر‬ ‫ولا يجوز لها أن تصافحه‪ ،‬ثم مع ذلك كله نجد فيُّ‬ ‫النساء عندما يخرجن إلى صلاة العيد أن تستعير المرأة من جارتها جلباب ًا إن‬ ‫لـم يكـن عندها جلبـاب‪ ،‬ذلك كله لأجل الصون والسـتر‪ ،‬فلـو كان التبرج‬ ‫مباحـ ًا لما كان معنى لأمرهن بأن يسـتعرن الجلابيـب‪ ،‬كذلك نجد أيض ًا أن‬ ‫النبـي ! نهى النسـاء عندما يشـهدن صـلاة العيد أن يخرجـن متزينات أو‬ ‫يدل على أن يوم العيد حكمه كحكم غيره من الأيام‪،‬‬‫متطيبات‪ ،‬كل هذا مماُّ‬ ‫فـلا يباح فيـه ما حرم في غيره من الأيام من إبداء المرأة زينتها لغير زوجها‬ ‫وذوي محارمها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪356‬‬ ‫بالنسـبة للزيارات في يوم العيد نجد ظاهرة ملموسـة على أرض الواقع‬‫=‬ ‫وهو أن الزيارات تقتصر على الكبار في حين أن فئة الشباب تنطلق هنا‬ ‫وهنـاك ولا يعرفـون للزيارة طعم ًا ولا رائحة فكيف يربي الآباء أبناءهم‬ ‫على الزيارات وأهميتها خاصة للأرحام؟‬ ‫هذه القضية من مشـكلات العصر الحاضر‪ ،‬ولعل هذه ضريبة من الضرائب‬ ‫الصلات‬‫التي تؤديها الأُمة للحضارة المعاصرة‪ ،‬فمع الأسف الشديد كادتِّ‬ ‫بين الناس تنعدم‪ ،‬وأنا رأيت سـابق ًا في كتاب أ ّلفه الأسـتاذ الأديب الشـهير‬ ‫أحمـد أميـن عن ترجمة حياتـه بعنوان )حياتي( يقول‪ :‬بأنه نشـأ في حي من‬ ‫الأحيـاء وكان هـذا الحي يتكون مـن ثلاثين بيت ًا وبه ثـلاث طبقات‪ ،‬الطبقة‬ ‫العليا بيت واحد والطبقة الوسـطى تسـعة بيوت والطبقة الدنيا عشرون بيت ًا‪،‬‬ ‫ثـم تكلـم عن الأحـوال الاجتماعيـة ولكن في النهايـة قال بأن الـكل كانوا‬ ‫يعيشون كالأُسرة الواحدة فلو مرض طفل في أقصى هذه الحارة لعرف عنه‬ ‫وعـاده الجميـع‪ ،‬هذا يحمل إليه دواء وهذا يحمل إليه هدية‪ ،‬ثم يقول شـاء‬ ‫االله أن أعيش حتى أرى الناس يعيشون في عمارة واحدة في شقق متجاورة‬ ‫ولا يعرف بعضهم بعض ًا‪ ،‬فهذه مصيبة‪ ،‬ومما يؤسف له أن كثير ًا من الناشئة‬ ‫أصبحوا لا يعرفون أرحامهم ولربما تسـاءلوا في دهشـة ما هي العلاقة بيننا‬ ‫وبيـن فلان وما الذي يربطنا بفلان‪ ،‬مع أن فلان ًا من أرحامهم الأقربين ومن‬ ‫ذوي الحقـوق عليهـم‪ ،‬ولكنهـم لا يعرفـون هـذه الحقـوق ولا كيف تكون‬ ‫الصلـة بينهـم‪ ،‬لأنهم اشـتغلوا بأمور جانبيـة وتركوا الأمـور الضرورية التي‬ ‫يجب أن يشـتغل بها فـي الحياة‪ ،‬فتقطعت الأواصـر الاجتماعية بينهم وبين‬ ‫ذويهـم وقراباتهـم‪ ،‬فمن هنا كانت الضرورة أن يحرص الأب من أول الأمر‬ ‫علـى أن يصطحـب أولاده الكبار والصغار عندما يزور أرحامه ليغرس فيهم‬ ‫‪357‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫حب أرحامهم وتعلقهم بهم فينشـأوا على ما نشـأ عليهـم آباؤهم من تقدير‬ ‫الأرحـام وزيارتهم والاعتناء بهم والقيام بشـؤونهم والحرص على التلاحم‬ ‫معهم‪ ،‬فهذا من الضرورة بمكان وهو الذي أوصي به‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ ‫الزوجة في يوم العيد قد يحصر البعض دورها في إعداد الطعام وتجهيزه‬‫=‬ ‫وفـي أمـور كثيرة خدم ًة للـزوج‪ ،‬في حين أنها لا تجـد طعم العيد لأن‬ ‫يقدم لها مـا يبهجها وما يجعلها‬ ‫الـزوج مهتم في ذلك اليوم بنفسـه فلا ّ‬ ‫تشاركه هذه الفرحة‪ ،‬فهل هنالك توجيهات معينة في هذا الجانب؟‬ ‫لا ينبغـي أن يكون الأمـر محصور ًا في إعداد الطعام والشـراب وفي إجهاد‬ ‫النفـس بمثـل هذه الأمـور وحدها‪ ،‬فهناك أيضـ ًا لقاء بيـن الزوجين‪ ،‬وفرحة‬ ‫غامـرة متمثلـة فـي اللقـاء بيـن الأب والأولاد‪ ،‬فينبغـي للإنسـان أن يشـعر‬ ‫الآخريـن بالرحمة وبالشـفقة وبالسـرور لسـرورهم‪ ،‬ويحرص علـى إدخال‬ ‫البهجـة عليهم بقدر المسـتطاع‪ ،‬حتى تكون الأُسـرة أُسـرة متفاعلة‪ ،‬يتعاون‬ ‫بعضها مع بعض‪ ،‬وتظل مترابطة برباط الإيمان والتقوى‪.‬‬ ‫مـن عادات النـاس أنهم إذا خرج الرجال إلى صلاة العيد فإن المرأة لا‬‫=‬ ‫تنظف البيت حتى يعود الرجل‪ ،‬اعتقاد ًا أن ذلك سيضره؟‬ ‫هـذه المعتقدات فاسـدة ولا أسـاس لها في العقل ولا فـي النقل‪ ،‬فلا ُيعول‬ ‫على شيء منها‪ ،‬إنما يجب التعويل على ما في كتاب االله وعلى ما ثبت من‬ ‫ُسـَّنة رسـول االله !‪ ،‬ولا يلتفـت إلـى مثل هذه الشـائعات التي تشـيع عند‬ ‫الناس وليس لها مصدر إلا الأوهام‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪358‬‬ ‫‪Ωƒ°üdG »a áYƒæàe ihÉàa‬‬ ‫ما معنى كلمة رمضان؟‬ ‫=‬ ‫رمضان اسـم لهذا الشـهر‪ ،‬سـمي بذلك لأنه وافق ـ على القول الصحيح ـ‬ ‫رمض الفصال وهي شـدة الحر‪ ،‬لأن أسـماء الشـهور عندما سميت وافقت‬ ‫فشـوال شـالت به أذناب الإبل طلب ًا للقاح‬‫ّ‬‫مناسـبات معينة وسـميت بذلك‪،‬‬ ‫فسمي شوالاً‪ ،‬والقعدة لأجل قعود الناس عن القتال فيه‪ ،‬والحج لأن العرب‬ ‫كانـت تحـج فيه‪ ،‬وهلم جر ًا في بقية الشـهور‪ ،‬فتسـمية رمضان سـابقة على‬ ‫مشـروعية صيامـه التي جـاءت في كتـاب االله‪ ،‬فقد كان الناس يسـمون هذا‬ ‫الشهر بذلك قبل أن يفرض االله تبارك وتعالى صيامه‪.‬‬ ‫مـا هـي الطريقة المثلى في تعامل المسـلم مع القرآن الكريم في شـهر‬‫=‬ ‫رمضان؟‬ ‫المسـلم يقتدي بالنبي ! ولا ريب أن النبي ! كان حريص ًا على القرآن‬ ‫في جميع أوقاته لا في شـهر رمضان فحسـب‪ ،‬ولا يهجر القرآن ـ حاشـاه‬ ‫عن ذلك ـ في أي وقت من زمانه بل هو الذي يشكو إلى االله هجران قومه‬ ‫لـه‪] ﴾ ± °̄ ® ¬ « a ©̈ ﴿ :‬الفرقـان‪،[٣٠ :‬‬ ‫ولكن مع ذلك كان يضاعف اجتهاده في تدبر القرآن وتأمله ودراسـته في‬ ‫شهر رمضان المبارك‪ ،‬ففي الحديث المروي من طريق ابن عباس ^ قال‪:‬‬ ‫‪359‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫»كان رسـول االله ! أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون‬ ‫فـي رمضـان عندما يلقى جبريل فيدارسـه القرآن«‪ ،‬وفـي رمضان من العام‬ ‫الـذي توفـي فيـه ! عـرض القـرآن الكريـم مرتيـن علـى جبريل ‪،0‬‬ ‫فالمؤمـن حريـص على الاقتداء بالنبـي عليه الصلاة والسـلام فيعكف في‬ ‫ليلـه ونهاره على تلاوة القرآن الكريم في كل أوقات فراغه قدر مسـتطاعه‬ ‫ومـع ذلـك لا يقرأه قراءة استرسـال من غيـر تدبر وتأمل‪ ،‬بـل يقف عنده‬ ‫لتأمله وتدبره والاسـتنارة بهديه والمشـي على دربه‪ ،‬ليتمكن من أن يكيف‬ ‫نفسه حسب تعاليم القرآن‪ ،‬فهو يتأمل أمره ونهيه ومواعظه وأمثاله وقصصه‬ ‫وأخباره ووعده ووعيده لينصب ذلك كله في وعاء قلبه فيتكيف قلبه وفق‬ ‫هدايـة القـرآن ليصلـح بصلاحـه جسـده‪ ،‬فإن القلـب هو الـذي يصلح به‬ ‫الجسد إن صلح ويفسد به الجسد إن فسد‪ ،‬كما جاء في الحديث عن النبي‬ ‫عليـه أفضـل الصـلاة والسـلام‪» :‬ألا وإن في الجسـد لمضغـة إذا صلحت‬ ‫صلح الجسـد كله وإذا فسـدت فسـد الجسـد كله ألا وهي القلب«‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى الموفق‪.‬‬ ‫هل يلزم الإنسان أن يقوم للسحور؟‬‫=‬ ‫السَّنة‪ ،‬وهو بركة‪ ،‬ومن تركه لا يؤثر ذلك على صيامه‪.‬‬ ‫السحور منُّ‬ ‫ما هي أنواع الفجر؟‬‫=‬ ‫هما فجران‪ :‬الفجر الكاذب وهو الفجر المستطيل الذي يشبه ذنب السرحان‬ ‫ـ أي الذئب ـ يظهر ثم يختفي‪ ،‬والفجر الصادق وهو الفجر المسـتطير‪ :‬أي‬ ‫المنتشـر الـذي يبـدأ في الظهـور ويأخذ في الانتشـار ولا يختفـي بعد بداية‬ ‫ظهوره‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪360‬‬ ‫هل يجوز الإفطار لأذان التلفاز؟‬ ‫=‬ ‫الإفطار إنما يكون بتحقق الغروب‪ ،‬فإذا غربت الشمس وتحقق غروبها أبيح‬ ‫للإنسـان الإفطار سـواء أ ّذن المؤذن أم لم يؤذن‪ ،‬أما بالنسبة إلى التلفاز فهل‬ ‫هنالك ضبط للوقت في الأذان الذي يبث في التلفاز؟‪ ،‬ثم من ناحية أخرى‬ ‫لا بـد مـن اعتبـار الفارق بين الوقـت‪ ،‬فهنالك فـارق كبير مثلاً بين مسـقط‬ ‫وصلالة بالسـلطنة‪ ،‬فقد يتقدم الأذان في مسـقط خصوص ًا في أوقات الشتاء‬ ‫أكثر من نصف ساعة عنه في صلالة‪ ،‬فينبغي أن ينظر في ذلك وأن لا يفطر‬ ‫الإنسـان بالأذان الذي يبث في التلفاز من غير أن يعتبر الفارق في التوقيت‬ ‫بين منطقة وأخرى‪.‬‬ ‫أثنـاء أذان الفجـر هـل يمكـن للصائم أن يشـرب أم يمتنـع عن الأكل‬‫=‬ ‫والشرب قبل الأذان بدقائق؟‬ ‫الأكل والشـرب أبيحا إلى انشـقاق أول شـعاع للفجر‪ ،‬لما دل عليه قول االله‬ ‫تعالـى‪﴾ ON M L K J I H G F E D C﴿ :‬‬ ‫]البقـرة‪ ،[١٨٧ :‬ومعنـى الخيط الأبيض هو انشـقاق أول شـعاع للفجر فعندما‬ ‫ينشـق أول شـعاع للفجر يمتنع عندئذ ٍ الأكل والشـرب‪ ،‬وأما قبل ذلك فهو‬ ‫أيحرم الأكل بسـبب‬‫ُ‬‫مباح‪ ،‬فهب أن المؤذن أذن قبل انشـقاق الفجر بسـاعة‬ ‫أذانـه؟ وهـب أن المـؤذن أ ّخر الأذان حتى مضى نحو ربع سـاعة أو نصف‬ ‫سـاعة بعد انشـقاق الفجر هل يقال بأنه ما لم يؤذن يباح الأكل والشرب في‬ ‫ذلك الوقت؟ الجواب‪ :‬لا وإنما ميقات بداية الصيام طلوع الفجر‪.‬‬ ‫فظن الليل باقي ًا فأكل وشرب ثم‬‫رجل استيقط من نومه في ليل رمضانَّ‬‫=‬ ‫ذهب إلى المسجد فوجدهم قد صلوا الفجر‪ ،‬فما حكم ذلك اليوم؟‬ ‫‪361‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫هذه المسـألة من المسـائل المختلف فيها بين العلمـاء‪ ،‬فمن العلماء من‬ ‫قال‪ :‬بأن من أخطأ فأكل وشرب الفجر قد طلع فعليه أن يبدل يوم ًا مكان‬ ‫يـوم‪ ،‬ومـن العلمـاء من قال ليس عليـه حرج‪ ،‬لأنه مسـتصحب للأصل‪،‬‬ ‫ويسـتدلون بقولـه ‪) (' & % $ # " ! ﴿ :4‬‬ ‫* ‪6 5 4 3 2 1 0 /. - , +‬‬ ‫‪D C BA @ ? > = < ; :9 8 7‬‬ ‫‪T S R Q P ON M L K J I H G F E‬‬ ‫‪ba ` _ ^ ] \[ Z Y X W V‬‬ ‫‪] ﴾ i h g f e d c‬البقـرة‪ [١٨٧ :‬وذلك بأنهم‬ ‫قالـوا إن الذي أكل وشـرب وهو يحسـب بقاء الليل لـم يتبين له الخيط‬ ‫الأبيـض من الخيط الأسـود مـن الفجر‪ ،‬والأصل إباحة الأكل والشـرب‬ ‫كما ينص قوله تعالى‪ ،﴾ G F E D C ﴿ :‬وأما أصحاب القول‬ ‫التبيـن لا يجـب أن يكـون تبين ًا لكل أحـد في ذات‬‫الأول فقـد قالـوا إن ّ‬ ‫يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسـود‬‫نفسـه‪ ،‬فالأعمى لا يمكن أن ّ‬ ‫مـن الفجـر لأنه أعمـى‪ ،‬وإنما هو تبين فـي الواقع‪ ،‬فإذا تبيـن في الواقع‬ ‫حصـل الحـد الـذي تنتهـي عنـده إباحـة الأكل والشـرب‪ ،‬كمـا أن قول‬ ‫الرسـول !‪» :‬صوموا لرؤيته«‪ ،‬لا يعني أن يراه كل أحد‪ ،‬وإنما يكفي أن‬ ‫يكون مرئي ًا في الواقع‪ ،‬فحملوا هذا الحكم في الآية على مثل الحكم في‬ ‫الحديث الشـريف‪ ،‬إلا أننا نقول‪ :‬إن اسـتصحاب الأصل من قواعد الفقه‬ ‫الإسلامي‪ ،‬فما دام الإنسان مستصحب ًا الأصل‪ ،‬واالله ‪ 4‬أعطاه قدرة على‬ ‫يتبين له فليس عليه حـرج في ذلك‪ ،‬وهذا هو‬‫التبين فلم ّ‬ ‫التبيـن وحـاول ّ‬‫ّ‬ ‫القول المختار فلا يلزمه قضاء‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪362‬‬ ‫شخص استيقط وشرب دون أن يعلم أن وقت الإمساك قد بدأ إلا بعد‬‫=‬ ‫أن سمع أذان الفجر وبعد أن انتهى من الشرب؟ فما حكم صيامه؟‬ ‫العبـرة بحـال الأذان‪ ،‬إن كان الأذان عند انبلاج الفجر فليس له أن يشـرب‬ ‫بعد انبلاج الفجر‪ ،‬لأن االله ناط الأكل والشـرب إلى ميقات معين‪ ،‬وهو أن‬ ‫يستطيع الإنسان أن ينظر إلى الفجر الصادق متميز ًا من بين الظلام‪ ،‬بحيث‬ ‫يبـدو الخيـط الأبيض من الخيط الأسـود‪ ،‬فإن كان الأذان فـي هذه الحالة‬ ‫تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسـود فعليه إن تعمد‬‫فهذا قد أكل بعدما ّ‬ ‫الشرب التوبة والقضاء والكفارة‪ ،‬وإن كان غير متعمد وإنما كان ذلك على‬ ‫طريق السـهو أو النسـيان أو الجهل فعليه القضاء‪ ،‬وعليه أن يستغفر االله من‬ ‫صنيعه‪.‬‬ ‫مـاذ لـو قام فشـرب وهو لا يدري هـل أذن لصلاة الفجـر أم لم يؤذن‪،‬‬‫=‬ ‫فماذا عليه؟‬ ‫إن كان لا يـدري بذهـاب الليـل ولـم َير للفجـر أثر ًا واسـتصحب الأصل‪،‬‬ ‫يتبين الفجر‪.‬‬‫فاستصحاب الأصل يسقط عنه حكم القضاء وغيره حتى ّ‬ ‫المسافر من ُعمان إلى بريطانيا فيمسك هنا على توقيت ُعمان ثم يسافر‬‫=‬ ‫إلى بريطانيا وتكون الساعات أطول‪ ،‬فعلى توقيت َمن يفطر؟‬ ‫االله تعالـى قال‪M L K J I H G F E D C﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ T S R Q P ON‬البقرة‪ ،[١٨٧ :‬فالإنسـان مطالب أن يمسـك إذا‬ ‫تبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم يستمر على إمساكه‬ ‫تقدم الليل عـن ميقات البلد‬‫عـن الطعام والشـراب حتى يأتي الليل‪ ،‬سـواء ّ‬ ‫الذي بدأ الإمساك فيه أو تأخر‪ ،‬فكل من ذلك سواء‪.‬‬ ‫‪363‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫امرأة عندها أخ في هولندا‪ ،‬وعندهم مشكلة في تحديد الإفطار لا يدرون‬‫=‬ ‫متـى يأتـي وقت الإفطار لعل السـاعات هنـاك تكون طويـل من طلوع‬ ‫الشمس إلى غروبها أو النهار قصير‪ ،‬لكن هناك أيض ًا أشخاص آخرون‬ ‫من دول الخليج كل واحد يفطر على دولته ما هو حل هذه القضية؟‬ ‫أنـا أعجـب من هذه الحالة‪ ،‬فإن هولندا في أوروبا‪ ،‬والفصل الآن قريب من‬ ‫الشـتاء‪ ،‬ومن عادة الأيام في فصل الشـتاء‪ ،‬أن يكون نهارها قصير ًا لا سـيما‬ ‫فـي تلك المناطق الشـمالية‪ ،‬فأي مشـكلة في هذا‪ ،‬كيـف لا يصومون حتى‬ ‫تغرب الشمس عندهم‪ ،‬فإن االله تعالى ناط الإفطار بالليل‪ ،‬والليل إنما يتحقق‬ ‫بغـروب الشـمس ﴿ ‪L K J I H G F E D C‬‬ ‫‪] ﴾ N M‬البقـرة‪ ،[١٨٧ :‬أمـا أولئـك الذيـن يفطـرون بحسـب التوقيـت في‬ ‫بلادهـم وهـم في بلاد أخرى فهم قد انغمسـوا في الجهـل حتى غرقوا إلى‬ ‫الأذقان‪ ،‬كيف يكون الصيام بحسـب سـاعات النهار في بلدهم وهم في بلد‬ ‫أخرى؟ فهم ليسوا متعبدين بحسب البلدان التي هم منتمون إليها وإنما هم‬ ‫متعبـدون بحسـب الأوقات في البلد الذي هـم فيه‪ ،‬أرأيتم صلاة الظهر متى‬ ‫يص ّلونها هل يص ّلونها في وقت الصباح هنالك لأن ذلك هو وقت الظهر في‬ ‫بلدهـم؟؟ وكذلك صـلاة العصر هـل يص ّلونها فيما قبل وقـت الظهر مثلاً‪،‬‬ ‫وكذلـك صلاة المغرب هل يص ّلونها قبـل وقت العصر أو في وقت الظهر‪،‬‬ ‫هـذا أمـر غريـب‪ ،‬فما بال هؤلاء النـاس يتصرفون هذا التصـرف مع أن االله‬ ‫تبـارك وتعالى ناط الصيام بطلوع الفجـر وناط الإفطار بإقبال الليل‪ ،‬فعليهم‬ ‫أن يمسـكوا عـن الطعـام عند طلوع الفجـر وعليهم أن يفطـروا عند غروب‬ ‫الشـمس وأن لا يلتفتـوا إلـى الحالـة التـي في بلادهـم‪ ،‬فإنهم فـي بلد آخر‬ ‫وعليهم أن يتكيفوا في واجباتهم بحسـب الأوقات في ذلك البلد الذي هم‬ ‫فيه‪ ،‬وعليهم إن لم يكونوا قادرين على التحكم في معرفة الوقت أن يلجؤوا‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪364‬‬ ‫إلـى الخبراء الفلكيين‪ ،‬فإن الخبراء الفلكيين بإمكانهم أن يحددوا لهم وقت‬ ‫غروب الشمس بدقة‪ ،‬من خلال ذلك يتمكنون من الإفطار في الوقت الذي‬ ‫أباح االله تعالى فيه الإفطار‪ ،‬أما الذي يفطر قبل غروب الشمس فهو مفطر في‬ ‫النهار‪ ،‬ومن أفطر في النهار فقد هدم صومه‪.‬‬ ‫الناس في القطب الشـمالي‪ ،‬النهار لديهم قد يطول إلى أربع وعشـرين‬‫=‬ ‫ساعة‪ ،‬فكيف يتمكنون من الصيام؟‬ ‫من كانوا في أمثال تلك الأماكن التي يطول فيه النهار طولاً يتعذر فيه الصوم‬ ‫يرجعون إلى الحساب بالساعات‪.‬‬ ‫هـل يجوز للصائم أن يفطر أثناء سـفره فـي الطائرة‪ ،‬مع أنه ليس هناك‬‫=‬ ‫مشقة من ذلك لوجود وسائل الراحة التامة؟‬ ‫نعم جائز له‪ ،‬ولكن غير واجب عليه‪ ،‬والأولى له أن يصوم مع وجود الراحة‪.‬‬ ‫إذا جاء المرأة الحيض في نصف النهار هل تمسـك إلى الليل أم تفطر‬‫=‬ ‫مباشرة؟‬ ‫لا معنـى للإمسـاك‪ ،‬لأنها أتاها ما قطع حبـل صيامها‪ ،‬فهي في نفس الوقت‬ ‫تأكل وتشرب وتمتنع عن الصلاة‪.‬‬ ‫مجموعـة من الطالبات يدرسـن بالإمارات صمن ثلاثيـن يوم ًا إذا جئن‬‫=‬ ‫إلى ُعمان وما زال شهر رمضان في ليلة الثلاثين معنا هل يكملن الصيام‬ ‫إلى واحد وثلاثين أم لا؟‬ ‫المسـألة فيها خلاف مع ثبوت الرؤية فـي البلد الآخر‪ ،‬قيل إذا ثبتت الرؤية‬ ‫لا يلزم الإنسان أن يصوم أكثر من ثلاثين وهذا القول قاله كثير من مشايخنا‬ ‫‪365‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الذيـن تتلمذنـا عليهم وانتفعنا بعلمهـم‪ ،‬ومنهم من قال بـأن عليه أن يكمل‬ ‫العدة حسب رؤية البلاد الذي وصل إليه‪ ،‬لأن النبي ! يقول‪» :‬الصوم يوم‬ ‫تصومـون‪ ،‬والفطـر يوم تفطـرون« وهذا القول ذهب إليه ابـن تيمية وجماعة‬ ‫مـن العلماء وهو أيض ًا قول وجيه‪ ،‬ولكـن يبدو أن الزيادة على الثلاثين غير‬ ‫مشروعة‪ ،‬وذلك مشروط بثبوت رؤية الهلال حيث كان المرء‪.‬‬ ‫تقدمـت ع ّنا بيوم ثم جاء إلى هنـا وفي حال أننا‬ ‫فيمـن يصـوم في دولة ّ‬‫=‬ ‫صمنا ثلاثين يوم ًا سيصوم هو واحد ًا وثلاثين يوم ًا؟‬ ‫هذه المسألة اختلف فيها العلماء فمنهم من قال بأنه إن انتقل إلى بلد فعليه‬ ‫أن يصوم بصيام ذلك البلد ولو زاد الصيام على ثلاثين يوم ًا‪ ،‬وحجة هؤلاء‬ ‫قـول النبـي !‪» :‬الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون«‪ .‬ومنهم من قال‬ ‫بـأن الصيـام لا يزيد علـى ثلاثين يوم ًا‪ ،‬وعلـى هذا فإن تيقن دخول الشـهر‬ ‫بحيث قامت الحجة الشـرعية بدخول الشـهر في البلد الذي كان فيه وانتقل‬ ‫إلى بلد آخر وزاد صيام ذلك البلد عن ثلاثين يوم ًا باعتبار صيامه هو الذي‬ ‫بـدأه فـي البلد الآخر فعليه أن يفطر بعد مجـاوزة الثلاثين‪ ،‬وكلا القولين له‬ ‫وجه من النظر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا أفطـر الصائـم قبل أذان المغرب ظن ًا أن المـؤذن قد أذن‪ ،‬مع وجود‬‫=‬ ‫فارق الزمن فهل يكمل إفطاره؟‬ ‫إذا كان إفطـاره بعـد غـروب الشـمس وبعدما أدبر النهار مـن جهة المغرب‬ ‫وأقبل الليل من جهة المشرق فلا حرج عليه‪ ،‬لأن الإفطار لا يتقيد بالأذان‪،‬‬ ‫وإنما يتقيد بغروب الشمس‪ ،‬فلعل المؤذن يؤخر الأذان أو يقدمه‪ ،‬واالله ‪4‬‬ ‫قال‪] ﴾ T S R Q P ﴿ :‬البقرة‪ ،[١٨٧ :‬وقد فسـر ذلك الليل النبي !‬ ‫بقوله‪» :‬إذا أدبر النهار من هاهنا وأقبل الليل من هاهنا أفطر الصائم«‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪366‬‬ ‫عن امرأة تأتيها العادة أو الدورة وتزيد عن الأيام المعتادة لها وفي بعض‬‫=‬ ‫الأحيـان تصل إلى عشـرة أيام وقد تتجاوز إلى أربعة عشـر يوم ًا‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك تأخذ العلاج لمكافحة هذه الزيادة فما حكم صيامها؟‬ ‫يجـب على المرأة بقدر اسـتطاعتها أن تعرف ميقـات حيضها وطهرها‪ ،‬فإن‬ ‫ضبط ذلك واجب عليها‪ ،‬وبمقدار هذا الضبط تسـتطيع أن تؤدي العبادات‪،‬‬ ‫فلو عرض لها عارض من اسـتحاضة فإنها بضبطها أوقات حيضها المعتادة‬ ‫وضبطهـا أوقـات طهرهـا المعتاة تتمكن من رد كل شـيء إلـى أصله‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى تؤمر المرأة أن تفرق بين الدماء الثلاثة‪ :‬دم الحيض ودم النفاس‬ ‫ودم الاسـتحاضة‪ ،‬وكذلك على المرأة أن تعرف أقل مدة الحيض وأكثرها‪،‬‬ ‫دل عليه حديث أنس عند الإمام الربيع هو ثلاثة‬‫فأقل مدة الحيض على ما ّ‬ ‫أيام وأكثره عشرة أيام‪ ،‬وقيل‪ :‬أقله يوم وليلة وأكثره خمسة عشر‪ ،‬ومنهم من‬ ‫قال أقله دفعة ومنهم من قال أقله يومان‪ ،‬ومنهم من قال أكثره سـبعة عشـر‪،‬‬ ‫تقدم‪ ،‬أما أصحـاب الأقوال الأخرى‬‫ولكـن الـذي دل عليـه الحديث هو ما ّ‬ ‫فإنهـم جعلـوا الحديـث دال علـى الحالة الغالبـة في طبائع النسـاء من غير‬ ‫حصـر‪ ،‬ولكن مع هذا كله نحن نسـمع مـن الأطباء وهم ذوو خبرة في هذا‬ ‫المجال أن الحيض لا يقل عن ثلاثة أيام ولا يزيد على عشرة أيام كما جاء‬ ‫الحديـث‪ ،‬هـذا ما سـمعته من أكثر مـن طبيب ومن هؤلاء الأطبـاء الدكتور‬ ‫محمـد علـي البار الذي هو مـن كبار الأطباء في المملكة العربية السـعودية‬ ‫وله بيان وتفصيل فيما يتعلق بهذا الجانب فيما سمعته منه‪ ،‬فلذلك ما دامت‬ ‫الأيـام لم تتجاوز العشـرة وهي لم تكن لها عادة مسـتقرة سـابق ًا فعليها في‬ ‫خـلال العشـر أن تجعـل الدم جميع ًا دم حيض‪ ،‬وهـذا إن كان هذا الدم بدأ‬ ‫بالسواد‪ ،‬بحيث تكون فيه صفات دم الحيض وهذا مما يجب على المرأة أن‬ ‫تعرفه‪ ،‬لأن دم الحيض أسود غليظ له رائحة بخلاف دم الاستحاضة فإنه دم‬ ‫‪367‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫أحمـر رقيق وقـد يميل أحيان ًا إلى الصفرة وليس له رائحة دم الحيض‪ ،‬فلما‬ ‫كان الحيـض متميـز ًا بهذه الصفات فبإمكانهـا أن تميز بين دم الحيض وبين‬ ‫دم الاسـتحاضة إلا أن الـدم إذا جـاء إلـى المرأة في وقـت أمكن أن تجعله‬ ‫للحيض وكان دم ًا أسود ثم جاء من بعده الدم الحمر فإنها تجعله في حكم‬ ‫دم الحيـض إلا إذا خـرج عـن الأوقـات المعتـادة فإنهـا لا تعطيـه للحيض‬ ‫وتجعلـه اسـتحاضة‪ ،‬أمـا إن كان في الوقـت المعتاد بحيـث لا يتجاوز أيام‬ ‫عادتها فإن حكمه حكم ما قبله‪ ،‬لأن الصفرة والكدرة والترية وسائر التوابع‬ ‫تجعلهـا المـرأة تابعة للدم‪ ،‬ففـي الحديث عن أم المؤمنين عائشـة ‪» :#‬لا‬ ‫تطهـر المرأة مـن حيضها حتى ترى القصة البيضـاء«‪ ،‬وفي حديث أم عطية‪:‬‬ ‫»كنا لا نعد الصفرة والكدرة شـيئ ًا«‪ ،‬أي لا نعد الصفرة والكدرة شـيئ ًا زائد ًا‬ ‫على ما سـبقه‪ ،‬فإن كانت مسـبوقة بدم فهي حيض وإن كانت مسبوقة بطهر‬ ‫فهـي طهـر‪ ،‬وكذلـك جميع التوابـع لها هذا الحكـم‪ ،‬فعلى هـذه المرأة أن‬ ‫تضبط أوقاتها أولاً‪ ،‬ثم إن الدم في خلال الأيام العشر إن لم تكن لها عادة‬ ‫مستقرة بأيام معلومة تجعله دم حيض ولا تجعله دم استحاضة‪ ،‬أما إن خرج‬ ‫عـن العشـر أو تجاوز أيامها المعتـادة ـ إن كانت لها عـادة ـ أو تجاوز أيام‬ ‫الانتظـار التي تؤمر المـرأة أن تنتظر فيها فإنما تجعله عندئذ ٍ دم اسـتحاضة‪،‬‬ ‫وفي دم الاسـتحاضة تؤمر أن تغتسـل وأن تصوم إن كانت في فترة الصيام‪،‬‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم صوم المرأة التي ترى الدم وهي في سن الستين؟‬‫=‬ ‫القول المعتمد أن المرأة إذا بلغت الستين من عمرها فهي آيس‪ ،‬وليست في‬ ‫حكـم مـن يأتيها الحيض‪ ،‬فإن رأت الدم حمل ذلك على أنه دم اسـتحاضة‬ ‫وعليها أن تصوم في هذه الحالة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪368‬‬ ‫امرأة في أول نفاس لها كان اليوم الثامن والثلاثون من نفاسـها هو يوم‬‫=‬ ‫التاسـع والعشـرين من شـعبان فرأت الجفاف في هذا اليوم فاغتسـلت‬ ‫وأصبحـت صائمة فـي اليوم التالي‪ ،‬إلا أنها عنـد المغرب من أول يوم‬ ‫رمضـان رأت دمـ ًا ثـم رأت الجفـاف عنـد العشـاء فجمعـت المغرب‬ ‫والعشاء‪ ،‬وفي تلك الليلة استمر الجفاف ليومين آخرين عاشرها زوجها‬ ‫خلالهـا أي فـي اليوم الثالث والأربعيـن إلا أنها تعاقب عليها بعد ذلك‬ ‫الصفـرة أحيانـ ًا والجفاف أحيان ًا أخرى‪ ،‬ولـم تعرف أطهرت أم لا وفي‬ ‫اليـوم الخامـس من رمضـان رأت القصة البيضاء فاغتسـلت للاحتياط‪،‬‬ ‫ولكنهـا لم تعـرف متى طهرت بالضيط‪ ،‬وما هو الحال فيما صامت في‬ ‫رمضان علم ًا بأنه أول نفاس لها؟‬ ‫إن كانـت رأت الجفـاف فالجفاف الذي يلي الدم لا تعطيه حكم الطهر ال ّلهم‬ ‫إلا أن اعتـادت المـرأة أن يكـون طهرها بالجفـاف لا بالقصة البيضـاء‪ ،‬فإنها‬ ‫تعتبـر الجفـاف طهر ًا‪ ،‬وإن اسـتمر بها الـدم ثم لواحق الدم وهـي التوابع من‬ ‫الصفـرة أو الكـدرة أو التريـة أو الجفـاف إلـى مـا بعـد الأربعين فإنهـا تعتبر‬ ‫الأربعين هي النفاس‪ ،‬ولا حرج على زوجها أن يواقعها بعد الأربعين في غير‬ ‫فورة الدم ولو كان الدم مسـتمر ًا وعليها أن تغتسـل وأن تصلي بعد الأربعين‪،‬‬ ‫لأن الصحابيات كن يقعدن في عهد الرسول ! أربعين يوم ًا‪ ،‬وذلك لا يكون‬ ‫إلا بتوجيه من النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسـليم‪ ،‬فلذلك‬ ‫أخـذ العلمـاء بهذا الـرأي واعتمدوه‪ ،‬وإن كانت هنالك حـالات تخالف هذه‬ ‫الحالة فهي حالات شاذة لا يحمل عليها الحكم العام‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للفتاة استعمال حبوب منع الحيض أثناء شهر رمضان؟‬‫=‬ ‫أما في شهر رمضان فلا‪ ،‬لأن االله تعالى جعل لها مخرج ًا وذلك بأن تقضي‬ ‫‪369‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫ما أفطرته‪ ،‬واستعمال هذه الحبوب يؤدي إلى مضاعفات بدنية خطيرة‪ ،‬ذلك‬ ‫لأن فيها معاكسـة للفطرة‪ ،‬وشـهر رمضان يتكرر في كل عام‪ ،‬فإن استعملت‬ ‫هـذه الحبـوب فـي كل عام فقد يفضي بهـا ذلك إلى ضرر شـديد‪ ،‬لأن في‬ ‫اسـتعمالها حبسـ ًا لفضـلات طبيعيـة‪ ،‬وهذه الفضـلات تتعاكس مـع البدن‪،‬‬ ‫ويؤدي ذلك بالتالي إلى نتائج سـلبية‪ ،‬بخلاف الحج‪ ،‬لأن الحج لا يتكرر‪،‬‬ ‫كمـا يتكرر شـهر رمضـان الكريم‪ ،‬ولأن هنـاك ضرورة داعيـة وذلك عندما‬ ‫تخشى المرأة أن تفوتها الرفقة بانتظارها الطهر لتطوف طواف الإفاضة‪ ،‬لأن‬ ‫طواف الإفاضة ركن في الحج لا يصح الحج إلا به‪.‬‬ ‫مـا قولكم فيمن تسـتخدم حبـوب منع الحيض في شـهر رمضان حتى‬‫=‬ ‫تصوم شهر رمضان كاملاً؟‬ ‫لا ينبغي ذلك‪ ،‬بل هذا كثير ًا ما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وإلى‬ ‫اختـلال الطبيعـة‪ ،‬لأن الدورة إفـراز طبيعي جعله االله تعالـى من أجل راحة‬ ‫الجسـم‪ ،‬ولا ينبغـي أن يحقن هذا الدم في الجسـم‪ ،‬فإنه يـؤدي إلى الضرر‬ ‫والإضـرار بالجسـم غير جائز‪ ،‬وقد جعـل االله لها مخرج ًا وهـو القضاء فلا‬ ‫معنـى لاسـتعنمال ذلـك‪ ،‬نعم هـذا يباح لأجل الضـرورة وذلـك في الحج‬ ‫والعمرة إن خشيت أن تفوتها الرفقة إن بقيت تنتظر طهرها من أجل طواف‬ ‫الإفاضة في الحج وطواف الركن في العمرة‪.‬‬ ‫إذا أخذت المرأة حبوب منع العادة الشهرية في شهر رمضان فهل عليها‬‫=‬ ‫أن تبدل الأيام التي أكلت فيها الحبوب؟‬ ‫عليها أن تبدل إن أكلت الحبوب أو غيرها في نهار الصوم‪ ،‬أما إذا كانت‬ ‫أكلـت الحبـوب بالليل فليس عليهـا البدل‪ ،‬ولكن اسـتعمال هذه الموانع‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪370‬‬ ‫التـي تحـول بيـن الطبيعـة وجريانها فـي مجراهـا‪ ،‬أمر فيه ضرر بالجسـم‬ ‫فلذلك لا نرى جواز استعمال ذلك في شهر رمضان المبارك‪ ،‬لأن االله ‪4‬‬ ‫جعـل للمـرأة فيـه مخرج ًا وهو القضـاء لما أفطرته من أيـام بنص حديث‬ ‫رسـول االله !‪ ،‬وليس للإنسان أن يضر بجسـمه‪ ،‬وبجانب ذلك أيض ًا قد‬ ‫تتأثـر عادة المـرأة بحيث تكون أيامهـا غير منتظمة فـي الحيض والنفاس‬ ‫بسـبب اسـتعمالها لهـذه الحبـوب‪ ،‬فلا يجوز لهـا الاسـتعمال لأجل هذا‬ ‫الغرض‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بعـض الفتيـات يلتزمن بالحجـاب في رمضان ثم يهملـن ذلك في غير‬‫=‬ ‫رمضان‪ ،‬هل من نصيحة لهن؟‬ ‫صيام رمضان إذا أدي على الوجه المشروع هو سبب لتقوى االله ‪ ،4‬وإن‬ ‫لـم يثمـر الصيـام التقوى فهو غير مؤثـر ولا قيمة له‪ ،‬بل هـو صيام يصدق‬ ‫عليه قول الرسـول !‪» :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة‬ ‫فـي أن يدع طعامه وشـرابه«‪ ،‬ولا ريـب أن الصيام الصحيـح يؤدي إلى أن‬ ‫يصطحـب الإنسـان تقوى االله في سـائر العام‪ ،‬فما بـال الصائم يحرص في‬ ‫شـهر الصوم على تجنب الموبقـات وعلى التقيد بقيود الفضائل والأخلاق‬ ‫وعلـى التحلـي بمحاسـن الطباع ولكـن إذا انفلت من صيامـه كان كالطائر‬ ‫الذي أطلق من قفصه يترنح حيث يشاء ويقع فيما يريد‪ ،‬كأنما سمع صوت‬ ‫الشاعر وتأثر به‪:‬‬ ‫مشـتاقـة تسـعـى إلـى مشـتـاق‬‫رمضـان وَّلـىٰ هاتهـا يـا سـاقي‬ ‫ـن العـيـد بالإطـلاق‬‫والـيـوم َمَّ‬‫بالأمـس قد كنـا أسـيري طاعة‬ ‫فما معنى هذا الصيام إذن؟!!‬ ‫‪371‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫فهذه الفتاة التي تلتزم الحجاب الشرعي في شهر الصيام عليها أن تلتزمه في‬ ‫سـائر الأيام ولا تتقيد به في شـهر الصيام فقط‪ ،‬إذ االله تبارك وتعالى عندما‬ ‫خاطب المؤمنات بالحجاب لم يقيد ذلك بحالة الصوم‪ ،‬فقال تعالى‪` ﴿ :‬‬ ‫‪k j ih g fe d c ba‬‬ ‫‪x w v u t sr q p o nm l‬‬ ‫‪ ~}|{zy‬ے¡‪¥ ¤ £ ¢‬‬ ‫¦§̈ ©‪ ́3 2 ± °̄ ® ¬ « a‬‬ ‫‪Ä Ã Á À ¿ 3⁄4 1⁄2 1⁄4 » o 1̧ ¶ μ‬‬ ‫‪Ñ Ð Ï Î Í ÌË Ê É È Ç Æ Å‬‬ ‫‪] ﴾ Ô Ó Ò‬النـور‪ ،[٣١ :‬وقـال سـبحانه‪o n m ﴿ :‬‬ ‫‪| { z y xw v u t s r q p‬‬ ‫} ~ے ¡ ‪] ﴾ ¤ £ ¢‬الأحـزاب‪ ،[٥٩ :‬ومثـل هذا حال كثير من‬ ‫الناس الذين تتقيد نساؤهم بلباس الاحتشام عندما يكن معتدات بعدة الوفاة‪،‬‬ ‫أمـا فـي غير عـدة الوفاة فـلا يبالين بما يفعلـن‪ ،‬وهذه أمـور عجيبة وجهالة‬ ‫بلغت الغاية فعلى الرجال والنسـاء مع ًا أن يتقوا االله تعالى وأن يقيسـوا آثار‬ ‫الصيـام بمـا ينعكس من هذه الآثار على سـلوكهم وأخلاقهـم وأفعالهم في‬ ‫سائر العام‪.‬‬ ‫هل يبطل صيام الفتاة غير المتحجبة في شهر رمضان؟‬‫=‬ ‫نسـأل االله تعالى العافية‪ ،‬ونسـأل أن يهدينا إلى سواء السبيل‪ ،‬وإن من ضمن‬ ‫ما يتطلبه صيام رمضان غض النظر وهذه تفتح الأبصار على نفسها؟ فيجب‬ ‫عليهـا أن تتـوب وترعوي‪ ،‬فإن تابت فإن االله تعالى يقبـل من عباده المتقين‬ ‫وأما قبل ذلك فهي غير متقية‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪372‬‬ ‫امرأة تصوم عن زوجها المتوفى وهو ليس عليه صيام فهل أجر الصيام‬‫=‬ ‫يصل إليه؟‬ ‫ليـس في ذلك دليل شـرعي ولا ينبغي لها أن تفعـل ذلك‪ ،‬وإنما الأولى أن‬ ‫تتصدق عنه‪ ،‬فإن الصيام عن الغير إنما هو فيمن مات وعليه صيام كما جاء‬ ‫في حديث عائشة أم المؤمنين رضي االله تعالى عنها‪» :‬من مات وعليه صيام‬ ‫وليه«‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫صام عنه ّ‬ ‫هل يجوز في شهر رمضان أن تقوم الخادمة غير المسلمة بطهي الطعام؟‬‫=‬ ‫الطعـام لا يختلف بين رمضان وغيره‪ ،‬ولكن ينبغي للإنسـان أن يأكل طعام‬ ‫المسـلمين لا طعـام غيرهـم‪ ،‬وإنمـا أبيـح طعـام الذيـن أوتـوا الكتاب لأن‬ ‫رطوباتهم غير مؤثرة‪.‬‬ ‫من أفطر في رمضان من غير تعمد‪ ،‬فما حكمه؟‬‫=‬ ‫من أفطر نسـيان ًا فهو معذور‪ ،‬فاالله ‪ 4‬أطعمه وسـقاه‪ ،‬كما جاء في الحديث‬ ‫الشـريف عـن النبـي !‪ ،‬هذا هو القـول المعـول عليه‪ ،‬وهـو يعتضد بعذر‬ ‫الناسي والمخطئ‪ ،‬فهذا ناس ٍ وهو لا يجري عليه القلم‪ ،‬وإن أكل ولو شيئ ًا‬ ‫يسير ًا بعدما تنبه بأنه صائم يكون بذلك قد هدم صومه‪.‬‬ ‫متـى أبـدأ بتربية وتدريـب أبنائي على الصيام؟ وما هـي الطريقة المثلى‬‫=‬ ‫لذلك؟‬ ‫البـدء يكـون عنـد قدرتهم علـى تحمل مشـاق الصـوم‪ ،‬ويؤمـرون بالصيام‬ ‫تدريجيـ ًا حسـب طاقتهـم‪ ،‬فمن اسـتطاع أن يصـوم يوم ًا فيومـ ًا فليصم ومن‬ ‫استطاع أن يصوم يومين فيومين فليصم وهكذا‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪373‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫عندي أطفال صغار ما بين ‪ ٤‬و‪ ٩‬سـنوات وأريد أن أعمل لهم برنامج ًا‬‫=‬ ‫رمضاني ًا يستفيدون منه‪ .‬فهلا أرشدتموني لذلك؟‬ ‫تعليمهـم مـا ينفعهم وتحفيظهـم كتـاب االله‪ ،‬وتذكيرهم باالله واليـوم الآخر‪،‬‬ ‫وإخبارهم بفضل صيام رمضان وفضل العمل الصالح‪ ،‬وإخبارهم بمضاعفة‬ ‫الأجور في رمضان ونحو ذلك‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫تلجـأ الكثيـر مـن النسـاء إلى مـلء المائـدة أثنـاء الإفطـار بالكثير من‬‫=‬ ‫الرجال عن أداء فريضة المغرب في جماعة‪،‬‬‫ُ‬‫المأكولات بحيث ينشغل‬ ‫فهل تعتبر المرأة محاسبة ومسؤولة عن هذا التضييع؟‬ ‫لا ينبغي فعل ذلك‪ ،‬وإنما ينبغي الاقتصار على التمر وحده‪ ،‬والموائد تكون‬ ‫بعد صلاة المغرب‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫سواء‬ ‫ً‬‫نلاحظ أن الكثير من النساء يشاهدن الشاشة الصغيرة في شهر الصيام‬‫=‬ ‫في النهار أو الليل مع ما فيها من محظورات شرعية‪ ،‬فما الحكم في ذلك؟‬ ‫مـا كان محرمـ ًا أن تنظر إليه فهـو مؤثر على صيامها إن كان في نهار الصوم‬ ‫بناء على انتقاض الصيام بالمعصية‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬‫وعليها أن تعيده ً‬ ‫هل يجوز للمرأة قبل صلاة التراويح أن تأم النساء في فريضة العشاء أم‬‫=‬ ‫فقط ُسَّنة التراويح؟‬ ‫اختلف في إمامة المرأة في الفريضة والراجح جوازها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫تجتمـع المـرأة مع جاراتها في ليل شـهر رمضان وذلـك لتناول القهوة‬‫=‬ ‫دون أهداف أخرى‪ ،‬فما نصيحتكم لمثل هذه المجالس؟‬ ‫نصيحتـي لهـن أن يحرصن على إبلاغ كلمة الحـق والدعوة الهادئة الهادفة‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪374‬‬ ‫والتذكير باالله واليوم الآخر‪ ،‬ولتكن تلك المجالس مشـغولة بالتذكير بمرور‬ ‫الحيـاة ومضـي الليالـي والأيام‪ ،‬وانتظـار كل أحد لريب المنون واسـتعداده‬ ‫للقاء االله تعالى‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هنالـك بعـض الأزواج ُيلزمون زوجاتهم بعمـل أكلات رمضانية معينة‬‫=‬ ‫بحيث تأخذ وقت ًا وجهد ًا من المرأة فما نصيحتكم لهؤلاء الرجال؟‬ ‫أدعوهم أن يتقوا االله وأن يراعوا نسـاءهم بأداء حقوقهن وتوفير الوقت لهن‬ ‫بمـا يتمنينـه من التقرب إلـى االله بصالحات الأعمال مـن النوافل والطاعات‬ ‫وعليهم أن يساعدوهن في ذلك ولا يضيقوا عليهن‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫تلجـأ الكثير من النسـاء للمباهـاة بالأكلات الرمضانية مـع جاراتها من‬‫=‬ ‫قبيل التنافس‪ ،‬فما رأي سماحتكم في هذه العادة؟‬ ‫هـذا مـن التنافس المذمـوم‪ ،‬فعليهن أن يتقين االله في ذلـك وأن يتجنبن هذا‬ ‫الأمر‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫سـماحة الشيخ بعض الناس يستثمرون شهر رمضان الكريم في تحقيق‬‫=‬ ‫مآربهـم الخاصـة‪ ،‬فالبعض يسـتثمره في النوم والبعـض الآخر وخاصة‬ ‫الشـباب يسـتثمره في السهر الطويل إلى الفجر وهناك أيض ًا من يستثمر‬ ‫هذا الشـهر فـي متابعة القنوات الفضائية التي تبـث برامج ربما لا تليق‬ ‫بهـذا الشـهر الكريم وكثير من المسـلمين يسـتغلون الفرصـة‪ ،‬فما هي‬ ‫نصيحتكم لهؤلاء؟‬ ‫شهر رمضان شهر مغفرة ورحمة لمن تعرض لها‪ ،‬فهو شهر تنافس وتسابق‬ ‫فـي كل مجـال مـن مجـالات الخير‪ ،‬فالإنسـان مطالـب أن يسـارع فيه إلى‬ ‫‪375‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الطاعات‪ ،‬وأن يحرص فيه على حسن عبادة ربه‪ ،‬وذلك بأن يؤدي الفروض‬ ‫ومـا أمكنـه مـن النوافل‪ ،‬لا سـيما قيـام الليل‪ ،‬فـإن قيام رمضـان من أعظم‬ ‫القربـات التي تقرب الإنسـان إلـى ربه ‪ ،4‬وقد كان النبـي ! إذا دخلت‬ ‫العشر الأواخر يشد مئزره ويوقظ أهله ويحيـي ليله‪ ،‬ومعنى ذلك أنه يستمر‬ ‫يحيــي الليل كله‪ ،‬وشـد مئزره كناية عن شـدة حزمه فـي هذا الأمر‪ ،‬بحيث‬ ‫يقبل إليه بجهده كله‪ ،‬فمن هنا كان حري ًا بالمسلم أن ينافس في هذا الميدان‬ ‫وأن لا تفوتـه فرصـة من ليله ولا من نهاره يسـتطيع أن يفعل فيها طاعة إلا‬ ‫ويتقرب إلى االله تبارك وتعالى بتلك الطاعة فيها‪.‬‬ ‫ما حكم مشـاهدة المسلسـلات في نهـار رمضان‪ ،‬ومـا نصيحتكم لمن‬‫=‬ ‫يصرف وقته في مشاهدتها؟‬ ‫نحـن ندعـو إخواننـا المسـلمين جميع ًا إلـى أن يحرصوا علـى الوقت‪ ،‬فإن‬ ‫فوتهـا فاته الخير الكثير‪،‬‬ ‫الوقـت ثمين‪ ،‬فهو فرصة الإنسـان الذهبية التي إن ّ‬ ‫وهو مما يسأل عنه يوم القيامة‪ ،‬ففي الحديث عن النبي !‪» :‬لا تزول قدما‬ ‫ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس‪ ،‬عن عمره ف َيم أفناه‪،‬‬ ‫وفيم أنفقه‪ ،‬وماذا عمل فيما‬ ‫وعن شبابه فيم أبلاه‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه َ‬ ‫فيم أفناه لأن العمر هو الموهبة الكبرى التي تترتب‬ ‫علم؟« فيسأل عن عمره َ‬ ‫عليهـا المواهب الأخرى‪ ،‬فكل نعمة من نعم االله سـبحانه ينعمها على عبده‬ ‫تترتـب علـى نعمة الحياة‪ ،‬لأن الحيـاة هي وعاء هذه النعـم جميع ًا‪ ،‬فلذلك‬ ‫كانت المحافظة على هذه الحياة وجميع أجزائها من واجب هذا الإنسـان‪،‬‬ ‫بحيـث يصـرف وقتـه فيمـا يرضـي االله تبـارك وتعالى مـن أنـواع الطاعات‬ ‫والقربات ومنافع الإنسان في دينه ودنياه‪ ،‬كطلب العلم ولو كان دنيوي ًا ينتفع‬ ‫به أو مدارسـة القرآن الكريم‪ ،‬أو في الأمـر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪376‬‬ ‫أو في الاستفادة مما ينفع من كسب حلال لا أن يميت الوقت فيما لا يعود‬ ‫عليه بالمنفعة فإن ذلك مما يضر به‪ ،‬ولئن كان العمر كله نعمة كبرى من االله‬ ‫سـبحانه وهو وعاء النعم الأخرى كما ذكرنا فإن الشـباب في عمر الإنسـان‬ ‫هـو المرحلة الذهبية‪ ،‬لما يتميز به مـن الفتوة والقوة والطموح‪ ،‬فلذلك كان‬ ‫حري ًا بالإنسان وهو في شبابه أن يستغل فرصة الشباب‪ ،‬لأنه يقوى فيه على‬ ‫مـا لا يقـوى عليه في غيره‪ ،‬فيقوى في شـبابه على إتيـان كثير من الطاعات‬ ‫وفعل كثير من الخير مما لا يقوى عليه بعد فوات مرحلة الشـباب‪ ،‬فلذلك‬ ‫كان يسـأل عن شبابه سـؤالاً خاص ًا بجانب كونه يسأل عن عمره كله سؤالاً‬ ‫عامـ ًا‪ ،‬هـذا من ناحية الوقـت‪ ،‬أما من ناحية الحكم فـإن العبرة بما في هذه‬ ‫المسلسـلات‪ ،‬هـل فيها ما لا يحمـد كرؤية المناظر الشـائنة القبيحة‪ ،‬وذلك‬ ‫نحو أن يرى النسـاء المتبرجات الكاسـيات العاريات‪ ،‬أو يرى شـيئ ًا مما لا‬ ‫يجـوز النظـر إليه‪ ،‬أو يسـمع شـيئ ًا مما لا يجـوز له الإصغاء إليـه‪ ،‬فإن كان‬ ‫كذلـك فـإن ذلك ممـا يتنافى كل التنافي مع ما يطلـب منه في رمضان وفي‬ ‫غيـره‪ ،‬على أن الصيـام داعية التقوى‪ ،‬فإن االله تبارك وتعالى يقول‪3 ﴿ :‬‬ ‫‪? > =<;: 9 8 76 5 4‬‬ ‫@ ﴾ ]البقـرة‪ ،[١٨٣ :‬ويقـول فـي آخر آيـات الصيـام‪e d c ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ i h g f‬البقـرة‪ ،[١٨٧ :‬وفـي الحديـث عن النبي !‪:‬‬ ‫»من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه«‪.‬‬ ‫وفي حديث آخر‪» :‬ولا صوم إلا بالكف عن محارم االله«‪.‬‬ ‫ومعنـى ذلك أنـه لا بد من أن ينضبـط الصائم في جميـع تصرفاته وأعماله‬ ‫حتـى تكون وفق شـريعة االله ‪ ،4‬فلا يسـتعمل العين إلا فيمـا يجوز النظر‬ ‫إليه‪ ،‬ولا يسـتعمل الأذن إلا فيما يجوز الإصغاء إليه‪ ،‬ولا يسـتعمل اليد إلا‬ ‫فيما يجوز تناوله أو دفعه أو البطش به‪ ،‬ولا يسـتعمل الرجل إلا في المشـي‬ ‫‪377‬‬‫‪Ωƒ``°üdG ihÉ`` àa‬‬ ‫الحلال‪ ،‬ولا يسـتعمل أي جارحة إلا فيما أباحه االله‪ .‬أما أن يقضي سـحابة‬ ‫نهاره وهو في ممارسـة المحرمات فذلك مما يتنافى كل التنافي مع الصيام‬ ‫ومع حكمته ومع الغاية من مشروعيته‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫أريد نصيحة للشباب الذين يحيون ليالي رمضان باللعب وما شابه؟‬‫=‬ ‫النصيحة الموجهة إلى أولئك أن يعرفوا قيمة العمر وقيمة الشـباب وقيمة‬ ‫الأوقـات التـي خصها االله تعالـى بمزيد مـن الفضل كليالي شـهر رمضان‬ ‫المبـارك‪ ،‬ففـي الحديث عن النبي !‪» :‬لا تزول قدما ابـن آدم يوم القيامة‬ ‫مـن عند ربه حتى يسـأل عن خمـس عن عمره فيما أفناه وعن شـبابه فيما‬ ‫أبلاه وعن ماله من أين اكتسـبه وفيما أنفقه‪ ،‬وماذا عمل فيما علم«‪ ،‬فيسـأل‬ ‫عـن عمره لأن العمر هـو النعمة الكبرى التي تترتب عليها النعم الأخرى‪،‬‬ ‫فـكل نعمة مـن نعم الحياة إنما هـي مبنية على هذه النعمـة العظيمة وهي‬ ‫متميز‬ ‫نعمـة العمـر‪ ،‬ثم إن هـذا العمر يتميز جـزء منه على جزء فالشـباب ّ‬ ‫متميز على المرحلة التي سبقته وهي مرحلة الصبا‬ ‫على بقية المراحل‪ ،‬فهو ّ‬ ‫ومتميز على المرحلة التي تلحقه وهي مرحلة الكهولة والشيخوخة‪ ،‬فلذلك‬ ‫كان للشـباب وضـع خاص فيسـأل عنه الإنسـان سـؤالاً خاصـ ًا‪ ،‬هذا وقد‬ ‫فضـل االله بعـض الأوقـات على بعـض ومن بين هـذه الأوقـات المفضلة‬ ‫أوقـات رمضـان فكلها ذات فضل عظيـم ليله ونهاره‪ ،‬كيـف وقد جاء في‬ ‫يدل على أن من أدى في رمضان نافلة كان كمن أدى في غيره‬‫الحديث ماُّ‬ ‫فريضة ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى في غيره سبعين فريضة‪ ،‬فكفى‬ ‫بهـا ميـزة‪ ،‬ثم مـع هذا نجـد أيضـ ًا أن الأعمـال تضاعف أجورهـا وترقى‬ ‫درجاتها في شهر رمضان المبارك‪ ،‬فالنبي ! قال لأم سنان الأنصارية ‪:#‬‬ ‫»إذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان تعدل حجة معي«‪ ،‬فجدير‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪378‬‬ ‫بالإنسـان أن يحرص على اسـتغلال كل وقت من أوقات هذا الشهر‪ ،‬وأن‬ ‫لا يفوته في ما لا يعود عليه بجدوى‪ ،‬لذلك كان على أولئك الذين يقضون‬ ‫لياليهـم في السـمر والحديث الضائع الذي لا يجدي شـيئ ًا والقيل والقال‬ ‫والهـراء من القول‪ ،‬ويقضون أوقاتهم في نهارهم في اللعب إلى غير ذلك‬ ‫مـن الأحـوال التي لا تحمد عليهـم أن يتقوا االله‪ ،‬وأن يقـدروا هذه النعمة‬ ‫وأن يعرفوا المسؤولية أمام االله تعالى‪.‬‬ TMHGôdG π°üØdG è`ë`dG ihÉ```àa ‫‪381‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪¬à«agCGh ¬μ°SÉæe èëdG‬‬ ‫ما هي الآثار الروحية والسلوكية التي تطبعها فريضة الحج على المؤمن؟‬‫=‬ ‫إن االله تبارك وتعالى خلق الإنسان خلق ًا سوي ًا‪ ،‬وجعل خلقه جامع ًا لجوانب‬ ‫نفسية شتى‪ ،‬فهو كائن عاقل‪ ،‬وبسبب هذا العقل كُ ّلف ما كلف من الواجبات‪،‬‬ ‫لأنه بدون العقل يكون أشبه ما يكون بالكائنات التي تشاركه البقاء والوجود‬ ‫فـي هـذه الأرض ولا تشـاركه العقـل والتكليـف‪ ،‬ولكـن بجانب هـذا فإن‬ ‫االله ‪ 4‬لـم يحرمه مـن العاطفة التي تجعله يتشـوق ويتطلع إمـا إلى الخير‬ ‫وإما إلى الشر‪ ،‬إلا أن االله تبارك وتعالى جعل فيما شرع في الدين الإسلامي‬ ‫ما يتلاءم مع فطرة هذا الإنسـان‪ ،‬فهو يملأ جميع جوانبه النفسية ويستجيب‬ ‫لجميـع تطلعاته الروحية‪ ،‬سـواء ما يرجع منها إلى العقـل أو ما يرجع منها‬ ‫إلـى العاطفـة‪ ،‬ولا ريب أن الإنسـان وهو يؤمن باالله تبـارك وتعالى‪ ،‬ويؤمن‬ ‫برسـله المصطفين الأخيار‪ ،‬وبدينه الحق الذي شـرعه لجميع عباده وأرسل‬ ‫به جميع رسـله وهو دين الإسـلام‪ ،‬ويؤمن بوحي االله ‪ ،4‬تنطبع في نفسـه‬ ‫انطباعات تدعوه إلى أن يرتبط بأماكن في هذه الأرض‪ ،‬واالله سبحانه المعبود‬ ‫منـ ّزه عـن المكان والزمان‪ ،‬لأنه كان قبل خلق الزمان والمكان وهو على ما‬ ‫عليه كان‪ ،‬لا ُيدرك بعين ولا ُيطلب بأين‪ ،‬فلذلك كان الإنسـان وهو يتوجه‬ ‫إلـى ربـه ‪ 4‬المن ّزه عن الأمكنة والأزمنة لا بد له من أن يجد ما يملأ فراغ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪382‬‬ ‫نفسـه مـن حيث إنـه يرتبـط بأماكن ذات قدسـية ومكانـة وتاريـخ‪ ،‬وتتطلع‬ ‫النفوس إليها وتشتاق القلوب إلى أن تصل إلى جنباتها لتنعم بالخلود فيها‪،‬‬ ‫أمه أحس من أعماق نفسه أنه يؤم نحو أمر االله‬‫فجعل االله سبحانه له بيت ًا من ّ‬ ‫وجل‪ ،‬فلذلك كان الاتجاه إلى هذا البيت‬‫ َّ‬ ‫تبـارك وتعالـى ويتجه إلى ربه عَّز‬ ‫أدل علـى ذلـك مما جـاء في الحديـث الصحيح عن‬‫اتجاهـ ًا إلـى االله‪ ،‬ولاَّ‬ ‫النبي ! وعلى آله وصحبه‪ ،‬من الأمر بعدم البصاق في الصلاة تجاه القبلة‪،‬‬ ‫لأن االله بينه وبين قبيلته‪ ،‬أي لأنه اتجه إلى ربه باتجاهه إلى تلكم القبلة‪ ،‬ولا‬ ‫يعنـي ذلـك أن االله تبـارك وتعالـى حال فيما بينـه وبين قبلتـه‪ ،‬ولكن يحس‬ ‫الإنسان وهو يناجي ربه بهذه الصلاة أنه متجه إليه بروحه ومن أعماق نفسه‪،‬‬ ‫فهـو ‪ 4‬وإن لم تكن له جهـة إلا أن توجه العبد إلى مكان مقدس ومعظم‬ ‫عنده ‪ 4‬والذي أُمر العبد بتعظيمه وتقديسه يفيض شعور ًا في نفس الإنسان‬ ‫بأنـه متجـه إلى ربه فضلاً عما يرتبط به هـذا المكان من تاريخ عظيم‪ ،‬وهذا‬ ‫التاريخ لا نسـتطيع أن نعرف أولـه لأن بدايته غير واضحة لنا‪ ،‬وإنما أخبرنا‬ ‫االله سبحانه بأن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس‪ ،‬يقول عَّز من قائل‪:‬‬ ‫﴿ ‪s r q ❁o n m l k j i h g f‬‬ ‫‪ ~ } | {z y x w u t‬ے ¡ ‪¤ £ ¢‬‬ ‫‪] ﴾ ® ¬ « a ©̈ § ¦¥‬آل عمران‪ ،[٩٧ ،٩٦ :‬فبين االله ‪ 4‬أنه‬ ‫أول بيـت وضـع للناس وذكر أن من الآيات العظيمة التي فيه مقام إبراهيم‪،‬‬ ‫يدل على أن هذا‬‫ولكن مع هذا نجد في ثنايا ما أنزل االله تعالى في كتابه ماُّ‬ ‫البيت الحرام سـابق علـى عهد إبراهيم‪ ،‬فإن إبراهيـم ‪ 0‬عندما جاء بابنه‬ ‫إسـماعيل وأُمه هاجـر ‪ 6‬إلى هذا المكان المقـدس كان فيما حكاه االله‬ ‫تعالـى عنـه فـي ضراعته وتوجهـه إلى ربه أنـه قـال‪V U T S ﴿ :‬‬ ‫‪cba`_^ ]\[ZYXW‬‬ ‫‪383‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪] ﴾ l k j i h g f e d‬إبراهيـم‪،[٣٧ :‬‬ ‫ومعنـى ذلـك أن البيـت الحـرام كان موجـود ًا قبـل أن يقوم بتشـييده وبنائه‬ ‫إبراهيم ‪ ،0‬لأن إبراهيم ‪ 0‬إنما بناه بعدما كبر إسماعيل‪ ،‬وبعدما تردد‬ ‫مرتين من أرض الشام إلى أرض الحجاز ليزور إسماعيل ‪ 0‬ولم يره كما‬ ‫دل علـى ذلـك الحديث الـذي أخرجه البخاري من طريـق ابن عباس ^‪،‬‬‫ َّ‬ ‫وهذا مما يدل دلالة واضحة على أن بناء إبراهيم وإسـماعيل ‪ 6‬للبيت‬ ‫العتيـق كان بعـد هـذا الدعاء الـذي توجه بـه إبراهيم ‪ 0‬إلى ربـه عندما‬ ‫أسـكن إسـماعيل ‪ 0‬في ذلك المـكان المقدس‪ ،‬ومن هنا فـإن بداية بناء‬ ‫هـذا البيت الحـرام أمر غير معروف عندنا ولكن ُبني بأمر االله‪ ،‬وبناه من بناه‬ ‫مـن صفوة خلـق االله سـبحانه الذين اختارهـم االله تعالى على علـم ليكونوا‬ ‫أم هذا البيـت الحرام‬‫حملـة لمشـعل الهدايـة بين النـاس‪ ،‬ويكفينـا أن مـن ّ‬ ‫يسـتذكر تلكـم العهود‪ ،‬فهو يسـتذكر إبراهيم ‪ 0‬وهو يجـأر إلى ربه ‪4‬‬ ‫بالدعـاء‪﴾ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S ﴿ :‬‬ ‫]إبراهيم‪ ،[٣٧ :‬ويستذكر أيض ًا ما كان من أمر إسماعيل ‪ 0‬وأمه هاجر ‪7‬‬ ‫وقـد تركهمـا إبراهيـم منفردين في ذلك المكان وإسـماعيل لا يـزال صبي ًا‪،‬‬ ‫وكيـف اشـتد الأمر بهاجر وبابنها إسـماعيل عندما كان يكابـد ما يكابد من‬ ‫ففجر االله تبارك وتعالى لهما العين التي لا‬ ‫الظمأ حتى تداركتهما عناية االله‪ّ ،‬‬ ‫تـزال بركتهـا باقية إلى الآن‪ ،‬وكان ذلك سـبب ًا لأن يأتـي إليهما من يأتي من‬ ‫قبيلة جرهم ليسكنوا في ذلك المكان الذي كان مهجور ًا غير آهل بالسكان‪،‬‬ ‫هذا كله مما يستذكره المسلم‪ ،‬وإيمانه بأن عناية االله تبارك وتعالى وهي التي‬ ‫تداركـت الطفـل الصغير وأُمه وهما في ذلك الموقـف الحرج والحالة التي‬ ‫تشـاهد فيها الأُم ولدها يقاسـي ألم العطش‪ ،‬يجعله يرجو عناية ربه في كل‬ ‫مـكان‪ ،‬فعندمـا يتوجه إلـى ذلك المـكان ويطوف بذلك البيـت لا ريب أنه‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪384‬‬ ‫يشعر بهذه العناية الربانية التي يحوط االله تبارك وتعالى بها عباده المؤمنين‪،‬‬ ‫فيرجو أن يكون له نصيب وافر منها ليشـق طريق حياته غير لاو ٍ على شـيء‬ ‫مـن تحدياتهـا‪ ،‬ويمتثل أمر ربـه ‪ 4‬كيفما كلفه ذلك من المشـقة والتعب‪،‬‬ ‫وبجانـب هـذا أيض ًا يتذكـر الدعوة التي انبعثت من ذلـك المكان على ّ‬ ‫يدي‬ ‫عبـد االله ورسـوله محمد ! ليجلجـل صداها في أنحاء العالم بأسـره حتى‬ ‫يمتـد هـذا الصدى عبر الأجيال المتعاقبة والقرون المتتابعة إلى أن يرث االله‬ ‫الأرض ومـن عليهـا‪ ،‬فعندمـا يأتي الإنسـان بعـد طوافه بالبيـت الحرام إلى‬ ‫الصفا ليبدأ السـعي بين الصفا والمروة تتفاعل في نفسـه أحاسـيس متنوعة‪،‬‬ ‫فهـو يذكـر كمـا قلنا مأسـاة إسـماعيل وهاجـر ‪ 6‬وكيف كانـا يكابدان‬ ‫المشقة حتى تداركتهما عناية االله ولا سيما عندما يبدأ السعي فيستذكر كيف‬ ‫كانت هاجر تتردد في ذلك المكان ذاهبة وآئبة وهي ترجو رحمة االله تعالى‬ ‫بها وبابنها‪ ،‬وكذلك يتذكر ما كان من دعوة النبي ! عندما جاء إلى الصفا‬ ‫بعدما أنزل االله تبارك وتعالى عليه‪] ﴾ Q P O ﴿ :‬الشعراء‪،[٢١٤:‬‬ ‫فصعد على الصفا ونادى في قريش »واصباحاه«‪ ،‬فاجتمعت حوله وقال لهم‪:‬‬ ‫خيـلا وراء هـذا الجبـل مغيـرة عليكـم أكنتـم‬‫ً‬‫»أرأيتـم أن لـو أخبرتكـم أن‬ ‫مصدقـي؟« فقالـوا له‪ :‬ما جربنا عليـك كذب ًا‪ ،‬فقال لهم‪» :‬إنـي لكم نذير بين‬ ‫يدي عذاب شديد«‪ .‬فابتدره عمه أبو لهب قائلاً له‪ :‬تب ًا لك سائر اليوم ألهذا‬ ‫ّ‬ ‫جمعتنا؟ فكان ذلك سـبب ًا لنزول الوعيد الشديد الذي تضمنته سورة بأسرها‬ ‫أنزلها االله تبارك وتعالى من أجل توعد أبي لهب في مقابل هذا العنت وهذا‬ ‫الشـقاق‪ ،‬إذ كان إمـام الكافرين فـكان هو الرائد لهم فـي تكذيب النبي !‬ ‫ومـن ناحيـة أخـرى فإن هذا ممـا يبعث في نفس الإنسـان الأمـل فإن تلك‬ ‫الدعـوة مـع ما واجهتـه من التحديات مـن أقرب الأقربـاء وأخص الخاصة‬ ‫الذين كانوا حول النبي ! آتت ثمارها ولو بعد حين وأخذت تنتشر وسط‬ ‫‪385‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫أنـواع التحديـات‪ ،‬فهكذا دعوة الحق إلا أنها تحتاج إلـى تضحية وفداء‪ ،‬إذ‬ ‫طريقهـا غير مفروش بالياسـمين والورود وإنما هو مفروش بأشـواك القتاد‪،‬‬ ‫فلا بد للمسـلم أن يصبر ويصابر حتى تؤتي هذه الدعوة ثمارها بمشـيئة االله‬ ‫تعالى‪ ،‬واالله المستعان‪.‬‬ ‫تبينوا لنا مناسك الحج باختصار؟‬ ‫نريد منكم سماحة الشيخ أن ّ‬‫=‬ ‫مناسك الحج تكون على ثلاث كيفيات‪ ،‬لأن من يذهب إلى حج بيت االله‬ ‫الحـرام إما أن يكـون مفرد ًا بالحج وحده‪ ،‬وإما أن يكـون قارن ًا بين الحج‬ ‫والعمرة‪ ،‬وإما أن يكون متمتع ًا بالعمرة إلى الحج‪ ،‬فأما المفرد بالحج فإنه‬ ‫يهل من أول الأمر بالحج‪ ،‬بحيث يقول‪ :‬لبيك ال ّلهم لبيك‪ ،‬لبيك لا شريك‬ ‫لـك لبيـك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك لا شـريك لك‪ ،‬ثم يقول لبيك‬ ‫بحجة تمامها وبلاغها عليك يا االله‪ ،‬وعندما يصل إلى مكة فإن كان الوقت‬ ‫متسـع ًا فـإن من أهل العلـم من يرى أن يطوف بالبيـت الحرام‪ ،‬ومنهم من‬ ‫يحول هذه الحجـة إلى عمرة‪ ،‬وإن لـم يكن بإمكانه‬ ‫يـرى أن الطـواف قد ّ‬ ‫الطـواف وذلـك بـأن يصل في وقـت متأخر فإنـه ليس عليه طـواف وإنما‬ ‫يذهب رأسـ ًا إلى منى في اليوم الثامن ثم يظل هنالك ويبيت ليلة التاسـع‬ ‫ويصبح عليه يوم عرفة وهو بمنى‪ ،‬ثم ينتقل بعد ذلك من منى إلى عرفات‬ ‫وهـو يلبي ويذكر االله تبارك وتعالى ويسـتغفره ويتـوب إليه‪ ،‬وعندما يصل‬ ‫إلـى عرفـات وتـزول الشـمس يقـوم لأداء صلاتـي الظهر والعصـر جمع ًا‬ ‫وقصر ًا‪ ،‬ثم بعد ذلك يدعو االله تبارك وتعالى بما تيسر له ويستغفره وينيب‬ ‫إليه ويكثر من التلبية ومن قول لا إل ٰه إلا االله وحده لا شريك له‪ ،‬له الملك‬ ‫وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ويكثر من الدعاء والإلحاح فيه‪ ،‬لأن‬ ‫هذه العشـية عشـية مباركة‪ ،‬ويسـتمر على ذلك إلى غروب الشـمس‪ ،‬ولا‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪386‬‬ ‫يغادر مكانه إلى أن تغرب الشـمس‪ ،‬فإذا غربت الشـمس بدأ في الإفاضة‬ ‫من عرفات إلى المزدلفة‪ ،‬فإذا وصل إلى هنالك جمع بين صلاتي المغرب‬ ‫والعشاء مع قصر العشاء وذلك في وقت العشاء‪ ،‬ويذكر االله تبارك وتعالى‬ ‫عند المشـعر الحرام ويسـتمر على الذكر مع التبتل إليه سبحانه‪ ،‬ومع هذا‬ ‫يأخذ قسـط ًا من الراحـة فينام ثم يص ّلي الفجر هنالـك‪ ،‬وبعد صلاة الفجر‬ ‫يقطـع وادي محسـر بعدمـا يذكر االله تبـارك وتعالى‪ ،‬ويحـرص على قطع‬ ‫الوادي قبل أن تطلع الشمس‪ .‬ثم يغدو إلى منى‪ ،‬فإذا وصل إلى منى رمى‬ ‫جمرة العقبة‪ ،‬وبعد رميه يتحلل لأنه ليس عليه هدي إلا أن يكون قد ساق‬ ‫الهـدي‪ ،‬فـإن كان قد سـاق الهدي فإنـه لا يتحلل إلا بعـد أن يبلغ الهدي‬ ‫محلـه لقـول االله تبـارك وتعالـى‪﴾ μ́ 3 2 ± °̄ ﴿ :‬‬ ‫المكرمة ويطـوف بالبيت‬‫ّ‬‫]البقـرة‪ ،[١٩٦ :‬ثـم بعـد التحلـل يذهب إلى مكـة‬ ‫ويسعى بين الصفا والمروة يظل في منى لمدة ثلاثة أيام وهي اليوم الحادي‬ ‫يتقدم بحيث‬‫عشر والثاني عشر والثالث عشر‪ ،‬هذا إن تأخر‪ ،‬ويجوز له أن ّ‬ ‫يتعجـل فـي يومين‪ ،‬أي يبقى إلى اليوم الثاني عشـر بعـد الزوال‪ ،‬وفي كل‬ ‫يـوم يرمي الجمـار الثلاث‪ :‬الجمرة الأولى والوسـطى وجمـرة العقبة بعد‬ ‫الـزوال‪ ،‬كل واحـدة منهن بسـبع حصيـات‪ ،‬ثم بعد ذلـك يذهب إلى مكة‬ ‫المكرمـة‪ ،‬وعدما يريد المغـادرة يطوف بالبيت ليكون آخـر عهده بالبيت‪،‬‬‫ّ‬ ‫فـإن شـاء الاعتمـار فإنه يعتمر بعـد أيام التشـريق‪ ،‬وأما القـارن بين الحج‬ ‫والعمـرة فإنـه يلبي بهمـا ويظل على إحرامـه‪ .‬واختلف هـل لا بد من أن‬ ‫يطوف طوافين ويسـعى سـعيين أو أنه يجزيه لنسـكه طواف واحد وسـعي‬ ‫واحـد‪ ،‬أو أنـه يطـوف طوافين ويكتفي بسـعي واحد؟ واختلـف أيض ًا في‬ ‫القـارن هـل يجب عليه دم أو يجـب عليه دم؟ والاختـلاف مبني على أن‬ ‫القـران هل هـو خروج عن الأصل وأن الأصل عـدم القران فلذلك يجب‬ ‫‪387‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫عليه الدم لأنه جمع بين نسـكين جميع ًا وفي ذلك تمتع له‪ ،‬فيصدق عليه‬ ‫قـول االله تبـارك وتعالـى‪﴾ Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë ﴿ :‬‬ ‫]البقرة‪ ،[١٩٦ :‬أو أن ذلك يعد تمتع ًا‪ .‬وعلى كل ٍ فإن كان أكثر العلماء يرون‬ ‫أن القـران كالتمتـع مـن حيث وجـوب الهدي والذي أراه أنه إن لم يسـق‬ ‫الهدي فلا يجب عليه أن يهدي‪ ،‬وأما المتمتع فإنه يهل بعمرة ويقول لبيك‬ ‫المكرمة يطوف‬ ‫ّ‬‫بعمرة تمامها وبلاغها عليك يا االله‪ ،‬وبعدما يصل إلى مكة‬ ‫بالبيـت ويسـعى ثـم يتحلـل بتقصيـر أو بحلق‪ ،‬ثم بعـد ذلك يبقـى محلاً‬ ‫ويطوف بالبيت الحرام متى ما أراد وهو في حال إحلاله إلى أن يأتي اليوم‬ ‫الثامـن‪ ،‬فـإذا جاء اليـوم الثامن فإنه يهـل بحجة ويذهب إلـى منى ثم إلى‬ ‫عرفات‪ ،‬فإذا جاء إلى منى في اليوم العاشـر بدأ برمي جمرة العقبة بسـبع‬ ‫حصيـات ثـم بعد الرمي ينحـر هديه وبعد نحـره للهدي يتحلـل بحلق أو‬ ‫تقصيـر‪ ،‬ثـم يطوف بعـد ذلك طـواف الإفاضة ويرمـي الجمار فـي الأيام‬ ‫الثـلاث‪ ،‬وعندما يريد المغادرة يطوف بالبيت‪ ،‬وعلى الإنسـان أن يحرص‬ ‫دائمـ ًا على أن يسـتحضر عظمة االله تبـارك وتعالى وجلالـه وكبرياءه‪ ،‬وأن‬ ‫يكون في تأديته لهذه المناسـك مستشـعر ًا أنه يطيع ربه تبارك وتعالى‪ ،‬فإن‬ ‫الأعمـال الظاهـرة لا قيمـة لهـا إن لم تكـن مصحوبـة بنية خالصـة لوجه‬ ‫االله ‪ ،8‬وقد شـرع االله سبحانه ما شرع من المناسك من أجل ذكره‪ ،‬فذكر‬ ‫االله يجب أن يسـيطر على فكر الإنسان ووجدانه وأن يهيمن على جوارحه‬ ‫وأركانه بحيث يوجهها الوجهة المرضية في طاعة االله تبارك وتعالى‪ ،‬وبهذا‬ ‫يكون حجة بمشيئة االله تعالى حج ًا مبرور ًا‪.‬‬ ‫ومما يجب التنبيه عليه أن من العلماء من ترخص في نحر الهدي قبل يوم‬ ‫المكرمـة قبل يوم النحر‪،‬‬ ‫ّ‬‫النحـر‪ ،‬بحيـث ينحر الممتـع هديه وهو في مكة‬ ‫للسـَّنة فالنبي ! كانت أعماله فـي حجة الوداع ترجمة‬‫وهـذا فيه مخالفةُّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪388‬‬ ‫دقيقـة لمناسـك الحـج‪ ،‬وكل ما كان حكمه أوسـع من فعلـه ! ّنبه عليه‬ ‫لئـلاي يتقيـد الناس بما فعلـه‪ ،‬فلذلك قـال‪» :‬وقفت هاهنـا وعرفات كلها‬ ‫موقـف«‪ ،‬وقـال‪» :‬وقفت هاهنا وجمع كلها موقـف«‪ ،‬وقال‪» :‬نحرت هاهنا‬ ‫ومنـى كلهـا منحر« وفي رواية زيادة‪» :‬وفجـاج مكة كلها منحر«‪ .‬وهذا من‬ ‫أجـل ألا يتقيد النـاس بما فعله ! وإلا فبقية الأعمال كانت ترجمة دقيقة‬ ‫لمناسـك الحج فيجب التقيد بما فعله ! فلو كان الهدي يمكن أن ينحر‬ ‫قبل يوم النحر لما قيد النبي ! عندما ساق الهدي بإحرامه وظل عليه إلى‬ ‫يوم النحر وقد قال‪» :‬لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي‬ ‫ولجعلتهـا عمـرة«‪ ،‬فلمـاذا تقيـد بإحرامـه إلى يـوم النحر؟ إنمـا ذلك لأن‬ ‫للهـدي ميقاتين ميقات ًا زماني ًا وهو يوم النحر وميقات ًا مكاني ًا وهو الحرم فلا‬ ‫بد من التقيد بذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـا هي النصائح التي تسـدونها إلى الحجاج وهم يسـتعدون لأداء هذه‬‫=‬ ‫الفريضة؟‬ ‫نصيحتـي لهم أولاً أن يتقـوا االله ‪ 4‬وأن يدركوا أنهم مقبلون على ربهم‪،‬‬ ‫وأن يحرصوا على التخلص من كل التبعات‪ ،‬وقضاء جميع الديون‪ ،‬وأداء‬ ‫جميع الحقوق‪ ،‬ومن ذلك أن يصلوا أرحامهم‪ ،‬وجيرانهم‪ ،‬وأن يسـتأصلوا‬ ‫ما بينهم وبين إخوانهم ما عسى أن يكون من الشحناء والخلاف والسخائم‪،‬‬ ‫وذلك بالمحاللة بينهم وبالكلمة الطيبة وبالابتسامة والبشاشة في وجوههم‬ ‫حتـى يزيلوا ما في نفوسـهم من الغيظ أو الحقـد أو الكراهية‪ ،‬وعليهم مع‬ ‫ذلـك كله أن يحرصـوا على أن تكون أعمالهم التـي يأتونها خالصة لوجه‬ ‫فالنية يجب‬ ‫بالنيات والحج من جملة الأعمال ّ‬‫االله‪ ،‬فـإن الأعمـال إنما هي ّ‬ ‫أن تكـون الله تبـارك وتعالـى إذ لا يتقبل االله ‪ 4‬ما أشـرك فيـه غيره‪ ،‬لأنه‬ ‫‪389‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫أغنى الأغنياء عن الشـرك‪ ،‬ونصيحتي لهم كذلـك أن يحرصوا على التفقه‬ ‫ببينة من أمرهم وبصيرة‬‫فـي دين ربهم ‪ 4‬حتى لا يقدموا على شـيء إلا ّ‬ ‫من دينهم‪ ،‬وكثير من الناس الذين يفدون إلى البيت الحرام ويقومون بأداء‬ ‫المناسـك يؤدون هذه المناسـك على غير بصيرة‪ ،‬وهذا مما يزيد المشكلة‬ ‫تعقيـد ًا‪ ،‬فالزحـام الـذي يكون هنالك كثير مـا تكون نتيجتـه جهل الناس‪،‬‬ ‫فنجـد مـن الجهلة من يأتـي إلى الحجر الأسـود من الازدحـام الذي يقع‬ ‫عنده ويحرص كل الحرص على أن يؤذي غيره بالمزاحمة‪ ،‬مع أن الحجر‬ ‫الأسـود فـي أيام الحج خصوص ًا في هذه السـنين مـن أصعب الصعب أن‬ ‫يصل إليه أحد‪ ،‬فما الداعي إلى الازدحام هنالك؟ إنما ينبغي لكل أحد أن‬ ‫يحرص على الإشارة للحجر فحسب من غير أن يزاحم الناس حتى يصل‬ ‫إليه فيلمسـه أو يقبله‪ ،‬فإن أراد تقبيله فليكن ذلك بعد موسـم الحج‪ ،‬ومن‬ ‫ذلـك ما نجد كثير ًا من الناس يفعلونه من تكاتفهم مجموعات مجموعات‬ ‫وهم يزاحمون الآخرين ولا يبالون بوطء الضعفاء ودفعهم وإيذائهم‪ ،‬وهذا‬ ‫ممـا يتنافـى مع أمـر االله ‪ ،4‬فإن الحج ليـس مضايقة للآخريـن إنما هو‬ ‫عبادة الله تعالى‪ ،‬بل نجد أن كثير ًا من الناس يعتقدون أن الصلاة في صحن‬ ‫المسجد الحرام في ذلك الوقت تجاه الكعبة أمر مطلوب فيحرصون على‬ ‫الصـلاة هنالـك مع جمـوع الطائفين بالبيـت‪ ،‬وهذا يؤدي بهـم إلى عرقلة‬ ‫إيذاء للغيـر‪ ،‬وبدلاً من أن‬ ‫ً‬‫الطـواف‪ ،‬وهـو أمر لا يجوز شـرع ًا‪ ،‬فإن ذلـك‬ ‫يفـوز الإنسـان بالأجـر ينقلب بالوزر والعيـاذ باالله‪ ،‬وكذلـك المزاحمة في‬ ‫رمي الجمرات‪ ،‬فكل ذلك مما يجب إدراكه وهذا إنما يتيسر للناس بالتفقه‬ ‫في دين االله‪ ،‬ولذلك فأنا أوصي جميع إخواني الحجاج أن لا يقدموا على‬ ‫شيء إلا بعد أن يدركوا حكم االله تعالى فيه‪ ،‬وأن يرجعوا إلى فقهائهم فيما‬ ‫أشكل عليهم‪ ،‬واالله تبارك وتعالى ولي التوفيق‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪390‬‬ ‫تدور على ألسنة خصوم الإسلام شبه‪ ،‬منها يقولون‪ :‬بأن في الحج بقايا‬‫=‬ ‫مـن الوثنية من حيث تقديس الأحجـار والطواف حولها والازدحام من‬ ‫أجلها‪ ،‬فكيف ير ّد على مثل هذه الشبهة؟‬ ‫أعوذ باالله هذه شـبه أهل الجاهلية‪ ،‬ونحن وجدنا هذه الدعايات الفاجرة عند‬ ‫بعض النصارى من أمثال زويمر‪ ،‬الذي حاول أن ينتقد شعائر الإسلام بسبب‬ ‫ما كان يعتمل بين جوانحه من حقد على الإسـلام والمسـلمين‪ ،‬وكان يطمح‬ ‫إلى تنصير الجزيرة العربية بأسـرها والقضاء على الإسـلام في مهده فكان من‬ ‫ضمن ما انتقد به الإسـلام أن الإسـلام لا تزال فيه بقايا وثنية‪ ،‬ومن بين هذه‬ ‫البقايا تعظيم البيت الحرام‪ ،‬ونحن نقول إن تعظيم البيت الحرام ليس تعظيم ًا‬ ‫ناشئ ًا من فكر الإنسان القاصر المحدود‪ ،‬فهنالك فارق بين أن يكون الإنسان‬ ‫معظمـ ًا لشـيء أُمر بتعظيمـه من قبل ربـه ‪ ،4‬وبين أن يكون معظم ًا لشـيء‬ ‫تعظيم ًا اخترعه من تلقاء نفسـه‪ ،‬فإن االله تبارك وتعالى تعبد عباده بما تعبدهم‬ ‫بـه‪ ،‬فتعبدهـم بأمور يعرفـون غاياتهـا‪ ،‬وحكمهـا وأبعادها‪ ،‬فهـذه الأمور هي‬ ‫يعبـر عنهـا العلمـاء ـ معقولة المعنـى‪ ،‬لأن حكمهـا واضحة‬‫عبـادات ـ كمـا ّ‬ ‫ونتائجهـا وثمارها ظاهرة‪ ،‬وهنالك أمور أخـرى‪ ،‬تعبدنا االله تبارك وتعالى بها‬ ‫من غير أن نعرف الحكمة فيها‪ ،‬مثال ذلك الصلوات الخمس‪ ،‬فهي من حيث‬ ‫العموم معقولة المعنى والغاية‪ ،‬لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر‪ ،‬ولأجل هذا‬ ‫أُمرنـا بإقامتهـا‪1⁄2 1⁄4 »o 1̧ ¶ μ́ ﴿ :‬‬ ‫3⁄4¿ ‪] ﴾ à  Á À‬العنكبوت‪ ،[٤٥ :‬ولكن هل معنى هذا أن كل ما‬ ‫تنطوي عليه هذه الصلاة هو معقول المعنى وندرك أبعاده وغايته؟ لا‪ ،‬فهنالك‬ ‫فارق بين صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشـاء وصلاة‬ ‫الفجر‪ ،‬ففرض الظهر والعصر والعشـاء أربع ركعات‪ ،‬وفرض المغرب ثلاث‬ ‫ركعـات‪ ،‬وفرض الفجـر ركعتان لماذا كان ذلك؟ ذلك أمـر لا ندريه‪ ،‬وأيض ًا‬ ‫‪391‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫فالصـلاة الواحـدة بعـض أعمالها تتكـرر في كل ركعـة‪ ،‬وبعضهـا لا تتكرر‪،‬‬ ‫فالركوع يتكرر في كل ركعة مرة واحدة والسجود يتكرر في كل ركعة مرتين‪،‬‬ ‫بينمـا تكبيـرة الإحـرام هي تكبيـرة واحـدة وإن كان التكبير يتكـرر في جميع‬ ‫الانتقالات‪ ،‬والتشهد يتكرر مرتين في الرباعية والثلاثية ويكون مرة واحدة في‬ ‫الصلاة الثنائية لماذا ذلك؟ هذه أمور لا ندريها وإنما علينا أن نس ّلم لأمر االله‬ ‫تبـارك وتعالـى‪ ،‬لأننـا لـو حاولنـا أن نتكلـم فيها فإننـا ننطلق فـي حديثنا من‬ ‫التخميـن والظـن‪ ،‬وليس لنـا أن نقطع في هـذه الأمور بمجرد مـا يعتمل في‬ ‫نفوسـنا مـن ظنون‪ ،‬فإن هذه الظنون كثير ًا ما تكـون خاطئة‪ ،‬وإنما نقول‪ :‬هذه‬ ‫أمـور تعبديـة علينـا أن نتقبلها ولو كنـا لا نعرف الحكمة منهـا‪ ،‬وليس لنا أن‬ ‫نتسـاءل لماذا يتكرر السـجود ولا يتكرر الركوع‪ ،‬بل علينا أن نمتثل أمر االله‪،‬‬ ‫البر‬ ‫يتبيـن الفارق بيـن المطيع والعاصي وبيـن المؤمن والكافـر وبينِّ‬‫وبهـذا ّ‬ ‫والفاجـر‪ ،‬وكذلك بالنسـبة إلى أعمال الحج فكثير منها غيـر معقولة المعنى‪،‬‬ ‫وقد تكون هنالك أسـباب نتصور ونعتقد أنها من وراء مشـروعية بعض هذه‬ ‫الأحكام‪ ،‬ولكن ليس لنا أن نقطع بهذه الأسـباب إذ هذه أمور ظنية لا يقطع‬ ‫بهـا مـا لـم يكن هنالك دليل قطعـي نصي يدل عليها‪ ،‬مثال ذلك السـعي بين‬ ‫الصفا والمروة‪ ،‬فنحن لا نسـتطيع أن نقطع بأن سـببه ما كان من قصة هاجر‬ ‫عليها السـلام لأننا نقول لماذا خلد االله تبارك وتعالى هذا الأمر وجعله عبادة‬ ‫تجـب علـى العباد؟ ذلك أمـر لا ندريـه‪ ،‬والهرولة التي تكون في السـعي لا‬ ‫نسـتطيع أن نقطـع بسـببها وإن كان قـد قيل بأننـا نهرول حيـث كانت هاجر‬ ‫تهـرول‪ ،‬وكذلـك بالنسـبة إلى الوقوف بعرفـات‪ ،‬ولماذا خص باليوم التاسـع‬ ‫دون غيـره مـن الأيام‪ ،‬وكذلك البقـاء في منى لمدة ثلاثة أيـام ورمي الجمار‬ ‫فيهن كل ذلك من الأمور التي علينا أن نسلم تسليم ًا لها من غير أن نخوض‬ ‫في أعماقها‪ ،‬أما بالنسبة إلى تعظيم الكعبة والحجر الأسود فإن هذا أمر فرضه‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪392‬‬ ‫االله تبـارك وتعالـى علينـا‪ ،‬ونحن نرى فيمـا كان من أعراف بيـن العباد ما فيه‬ ‫مقنع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‪ ،‬فنحن نرى أن خرقة تعلق‬ ‫فيكون لها شأن عند الناس بسبب أنها علم لدولة من الدول‪ ،‬وأصحاب تلك‬ ‫الدولـة يحرصـون على ألا تمس بسـوء قط‪ ،‬مع أنها مجرد خرقة ليسـت لها‬ ‫ميزة دون غيرها من الخرق‪ ،‬ولكنها صارت رمز ًا لتلك الدولة‪ ،‬فالكعبة البيت‬ ‫الحـرام إنمـا هي رمز لامتثال دين االله والانصيـاع لأمره‪ ،‬وهنالك تلتقي وفود‬ ‫االله تبارك وتعالى التي تأتي من بقاع الأرض‪ ،‬كما قال ‪g f ﴿ :4‬‬ ‫‪] ﴾ h‬الحـج‪ ،[٢٨ :‬ومـن بيـن هـذه المنافـع مـا يحصـل بينهم مـن التعارف‬ ‫والتآلـف وما يحصـل بينهم من الانسـجام والتعاون على البـر والتقوى‪ ،‬فإن‬ ‫وفود الحق سـبحانه تأتي من بقاع الأرض إلى تلكم الأماكن المقدسـة على‬ ‫اختـلاف أحوالهـا وهم كلهـم يؤمون الكعبة ويرددون شـعار ًا واحـد ًا قائلين‪:‬‬ ‫لبيك ال ّلهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا‬ ‫شـريك لـك‪ ،‬والـكل أيض ًا يتجـرد في ثوبين‪ ،‬مـع ما يكون بينهم مـن التمايز‬ ‫بزيه وذاك متميز ًا‬‫عندما يكونون في حالاتهم العادية‪ ،‬بحيث يكون هذا متميز ًا ّ‬ ‫زيه ليتجرد في ثوبين‪ ،‬ثم مـع هذا يحصل أيض ًا‬‫بزيـه إلا أن كل واحـد يتـرك ّ‬ ‫ّ‬ ‫تلاقـي أصحـاب المهـارات والخبـرات على اختـلاف أنواعها‪ ،‬وفـي هذا ما‬ ‫يجعلهم يتعارفون ويبحثون قضاياهم ومشكلاتهم المتنوعة ويعطون الحلول‪،‬‬ ‫فيكـون فـي ذلك تعاون علـى البر والتقوى بمشـيئة االله‪ ،‬فينطلقون من هنالك‬ ‫وقـد أخـذ كل واحد منهم شـحنة إيمانية في نفسـه‪ ،‬من خلالها يتمكن شـق‬ ‫طريـق الخير داعي ًا إلى االله ‪ 4‬ممتثـلاً لأمره متجرد ًا من جميع ما يعوقه عن‬ ‫السـعي إلـى الخير والدعـوة إليه‪ ،‬فهذا كله مـن حكمة مشـروعية الحج كما‬ ‫قـال ‪p o n m l k j i h g f ﴿ :4‬‬ ‫‪] ﴾ z y x w v ut s r q‬الحج‪.[٢٨ :‬‬ ‫‪393‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫سـماحة الشيخ هل تشـعرون أن فريضة الحج عبر السنين المختلفة قد‬‫=‬ ‫أدت وظيفتها وأهدافها المقصودة؟‬ ‫لا ريب أن الأُمة الإسلامية يحمل كل فرد من أفرادها بين جوانحه عاطفة‬ ‫جياشـة تشده إلى إخوانه المؤمنين‪ ،‬وتلهب في نفسه مشاعر الحماس من‬ ‫أجل هذا الدين‪ ،‬ولكن مما يؤسف له أن هذه العاطفة كثير ًا ما تكون غير‬ ‫مصحوبـة بعلـم وبصيـرة‪ ،‬حتـى يكـون الإنسـان قـادر ًا على اسـتخدامها‬ ‫وتصريفها وفق متطلبات الدين الحنيف ووفق مصلحة هذه الأُمة‪ ،‬فلذلك‬ ‫كثير ًا ما تكون العبادات على اختلاف أنواعها غير مؤدية للدور المطلوب‬ ‫منهـا‪ ،‬بسـبب أن ممارسـتها لا تكـون على بصيـرة ووعي وديـن‪ ،‬ولو أن‬ ‫النـاس فقهوا أمر دينهم واسـتبصروا بوحي ربهم ‪ 4‬لكان الواقع غير ما‬ ‫نرى وما نشـاهد‪ ،‬ولأدى الأمر إلى ترابط هذه الأمة وتعاونها جميع ًا على‬ ‫البـر والتقـوى‪ ،‬وخروجها من المـأزق الذي لا تزال تعانـي فيه ما تعاني‪،‬‬ ‫فعدم الفقه في دين االله سـبحانه هو الذي أدى إلى عدم أداء هذه الشـعائر‬ ‫المقدسـة على النحو المطلوب وعدم اسـتصحاب الإنسان لبصيرة العقل‬ ‫في ممارسـته إياها وتأديته لها‪ ،‬فلذلك يذهب الإنسـان من هنا إلى هناك‬ ‫مـن أجـل أداء هـذه الفريضة المقدسـة وكأنما هـو ذاهب إلـى زيارة من‬ ‫الزيارات‪ ،‬مع كونه يحمل فيما بين جنباته هموم الأُمة‪ ،‬ولكن هذا الحمل‬ ‫إنما هو عاطفة‪ ،‬والعاطفة سـرعان ما تتقد ثم تنطفئ وسـرعان ما تبدو ثم‬ ‫تضمحـل‪ ،‬فلذلـك لا بد من اسـتمرار هذا الشـعور وهذا الإحسـاس في‬ ‫نفسـية المسـلم ليكـون همه الوحيـد في حياتـه‪ ،‬ونحن نحمـد االله تبارك‬ ‫وتعالى على أنه وجدت مجموعات من البشر التقت من أنحاء مختلفة في‬ ‫العالـم في تلكم العراص وكان بينها التعـارف والتآلف والتواد والتراحم‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪394‬‬ ‫ولكـن لا يعنـي ذلك أن الأمة أصبحت فـي حل من أمرها‪ ،‬إنما عليها أن‬ ‫تحرص دائم ًا على اسـتغلال هذه المواسـم وهذه اللقاءات ما بينها لتشـد‬ ‫من رابطتها ولتستمسك أكثر فأكثر بدينها‪ ،‬ولتحرص دائم ًا على ما يجمع‬ ‫شـملها ويوحـد صفها ويـرأب صدعها ويجمـع كلمتهـا‪ ،‬ولتحرص على‬ ‫البذل فيما يعود بالخير على الدين الحنيف وعلى جميع أفراد الأمة واالله‬ ‫تعالى ولي التوفيق‪.‬‬ ‫‪395‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪èëdG »a ICGôadG Ωôëe‬‬ ‫ما شروط الحج بالنسبة للمرأة؟‬‫=‬ ‫لا تختلـف شـروط حج المرأة عن شـروط حج الرجل‪ ،‬وإنمـا تزيد المرأة‬ ‫شرط ًا واحد ًا‪ ،‬وهو أن يصحبها زوج أو محرم مسلم مستور الحال غير كافر‬ ‫ولا فاسق‪ ،‬لحرمة سفرها بنفسها‪ ،‬والطاعة والمعصية لا يجتمعان‪ .‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل للمرأة أن تذهب إلى الحج بدون محرم مع مجموعة من النساء؟‬‫=‬ ‫إن لم تجد لها محرم ًا ولم يكن لها زوج يصحبها إلى الحج فلها أن تذهب‬ ‫فـي رفقـة النسـاء المؤمنـات المصطحبـات لأزواجهـن أو ذوي محارمهن‪،‬‬ ‫بدليـل أن أُمهـات المؤمنيـن حججن في رفقـة المؤمنين مع أميـر المؤمنين‬ ‫عمر بن الخطاب رضي االله تعالى عنه‪.‬‬ ‫هـل يجوز للمـرأة أن تذهب للعمرة بدون محرم‪ ،‬علم ًا أن معها خالتها‬‫=‬ ‫وزوج خالتها؟‬ ‫إن كانـت خالتهـا أمينة وزوجهـا أمين ًا ولم تجد من يرافقهـا من المحارم أو‬ ‫الـزوج فلا حـرج عليها أن تذهب مع هؤلاء الأمناء‪ ،‬فإن ذلك مما وقع في‬ ‫عهد الصحابة رضي االله تعالى عنهم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪396‬‬ ‫هـل يجـوز للمـرأة أن تذهـب إلى الحـج والعمرة مع نسـاء صالحات‬‫=‬ ‫معهـن محارمهـن‪ ،‬علم ًا بأن هذه المرأة ليس لديها محرم‪ ،‬وكذلك فقد‬ ‫أدت الواجـب عليها من العمرة والحج وهي ذاهبة في هذه المرة لأداء‬ ‫النفل؟‬ ‫الأولـى لهـا أن لا تذهب في عمـرة النفل إلا مع ذي محرم أو زوج‪ ،‬ولكن‬ ‫مـع هـذا كلـه لا نقـول بحرمـة ذلـك عليهـا إن كانـت الرفقـة أمينـة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫المرأة التي تريد أن تذهب إلى الحج فلم تجد سـوى نسـاء يذهبن مع‬‫=‬ ‫محارمهـن لكـن المحـارم الذيـن يذهبون معهـن لا بـد أن تتوفر فيهم‬ ‫الأمانة‪ ،‬لكن الأمانة هنا لم تتوفر بالطريقة المطلوبة‪ ،‬فهل تذهب معهم‬ ‫هذه المرأة؟‬ ‫لا بـد مـن أن يكون هؤلاء الرجال الذين أخذوا معهم محارمهم من النسـاء‬ ‫أمنـاء‪ ،‬فإن الخائن غير مؤتمـن‪ ،‬ولذلك لا ينبغي للمرأة بل لا يجوز لها أن‬ ‫ترافق الخونة من الرجال ولو كان عندهم نساؤهم‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة أرادت الحج فلم تجد محرم ًا نظر ًا لأن زوجها كان مريض ًا‪ ،‬وهي‬ ‫=‬ ‫ترغب رغبة شديدة في أن تحج فهل لها أن تصطحب نساء المسلمين‬ ‫أو أن تؤجر؟‬ ‫أما النيابة عن القادرة في حجة الفريضة فلا‪ ،‬وإنما ُيناب عن العاجز والميت‪،‬‬ ‫وقـد رخـص جماعة من أهل العلم في النيابة عـن القادر في حجة النفل لا‬ ‫فـي حجة الفريضة‪ ،‬نعم مـن كان ممنوع ًا عن الذهاب إلى الحج وذلك بأن‬ ‫يحصر بعدو أو نحوه من الأسـباب التـي تحول بينه وبين الذهاب فإن أهل‬ ‫‪397‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫العلـم يحملونـه على العاجز في الحكم ويرون جـواز إنابته غيره ليقوم عنه‬ ‫بـأداء مناسـك الحج‪ .‬هذا وعندما تكون المـرأة راغبة في أداء فريضة الحج‬ ‫عليهـا ولا تجـد محرم ًا يصحبهـا فإنها ُيباح لها أن تذهـب في رفقة جماعة‬ ‫المسـلمين الأمناء المصطحبين لنسـائهم‪ ،‬واسـتدل لذلك بما كان من سـفر‬ ‫أُمهات المؤمنين رضي االله عنهن بصحبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪3‬‬ ‫ومـن معـه فـي الرفقة لأداء مناسـك الحج‪ ،‬وهـذا دليل على جـواز خروج‬ ‫المـرأة فـي مثل هذا السـفر من أجل أداء هذه المناسـك المشـروعة‪ ،‬وهذا‬ ‫متوقف على أمانة هذه الرفقة‪ ،‬فلا بد أن تصحب الأمناء لا أن تصحب كل‬ ‫أحد‪ ،‬وأن يكون أولئك الأمناء مصطحبين لنسائهم معهم‪ ،‬كأن يكون أحدهم‬ ‫ُمصطحب ًا لزوجته والآخر لابنته والآخر لأمه والآخر لخالته وهكذا‪.‬‬ ‫امرأة أسـلمت في دولة مسـلمة وليس لديها محـرم وترغب في الحج‪،‬‬‫=‬ ‫فهل يصح لها أن تحج بغير محرم‪ ،‬أو هل هناك طريقة أخرى؟‬ ‫إن كانـت تحـج حجة الفريضة فلهـا أن تذهب في رفقة جماعة المسـلمين‬ ‫الثقات الأمناء المصاحبين لنسـائهم‪ ،‬فإن أمهـات المؤمنين رضي االله تعالى‬ ‫عنهـن حججـن مع أميـر المؤمنين عمر رضـي االله تعالى عنه‪ ،‬وقد اسـتدل‬ ‫العلمـاء بهذا على جواز حج المرأة برفقة جماعة المسـلمين الموثوق بهم‪،‬‬ ‫تقدم‪.‬‬ ‫ولا بد من أن يكونوا مصاحبين لنسائهم كما ّ‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪398‬‬ ‫‪ΩGô`````ME’G‬‬ ‫ما أحكام إحرام المرأة والشروط التي يجب مراعاتها في ملابس المرأة‬‫=‬ ‫المحرمة؟‬ ‫أحـكام إحرام المـرأة كأحكام إحـرام الرجل في المنهيات‪ ،‬غيـر أنها تلبس‬ ‫المخيط‪ ،‬وتغطي الرأس وتكشف عن وجهها وكفيها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫ما حكم تخصيب المرأة لملابسها للإحرام؟‬‫=‬ ‫السـَّنة فهذا لا أسـاس له‪ ،‬وأما هل يجوز أن ُتحرم المرأة‬‫أما كون ذلك منُّ‬ ‫في الملابس المخضبة أو لا يجوز فهو جائز‪.‬‬ ‫المرأة عندما تذهب إلى العمرة أو الحج هل تحرم في ملابسها العادية‬‫=‬ ‫أم تتقيد بثوب أخضر تحرم به؟‬ ‫المـرأة تحـرم في ملابسـها التي تلبسـها‪ ،‬ولا يتميز لباس إحرامها عن سـائر‬ ‫لباسها‪.‬‬ ‫نجد أن بعض النساء يحرمن بالملابس البيضاء‪ ،‬فما رأيكم؟‬‫=‬ ‫ليـس للمـرأة لباس معين فـي إحرامها‪ ،‬فلهـا أن تلبس أي لباس بشـرط أن‬ ‫‪399‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫يكون سـاتر ًا وغير مثير‪ ،‬وانحصار الإحرام في اللباس الأبيض لا معنى له‪،‬‬ ‫ولا مانـع مـن أن تلبـس اللبـاس الفاخر أيضـ ًا من خز ونحـوه كما جاء في‬ ‫حديث عائشة ‪ ،#‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امرأة حجت من ثمان سـنوات وكانت لا تعلم شـيئ ًا عن تغطية القدم‪،‬‬‫=‬ ‫فهل حجتها صحيحة؟‬ ‫نسأل االله تعالى القبول والتوفيق‪ ،‬ولتمض ِ على الاعتداد بتلك الحجة وعلى‬ ‫تـدارك مـا فاتها في ذلـك الوقت من أعمـال الخير‪ ،‬االله تعالـى يتقبل منها‪،‬‬ ‫وليس عليها أن ُتعيد الحج‪ ،‬وإنما تكون حجتها الأخرى ـ إن حجت ـ من‬ ‫باب النافلة وليس من باب الفريضة‪.‬‬ ‫هـل يجوز للمحرمة بالحج أن تتخضب بالحناء؟ فقد وجدنا رواية في‬‫=‬ ‫منهـج الطالبين أن زوجات النبي ! يختضبن بالحناء وهن محرمات‪،‬‬ ‫ما صحة هذه الرواية؟‬ ‫لـم أطلع على سـند لهـذه الروايـة‪ ،‬وصحة الروايـات موقوف علـى معرفة‬ ‫أسانيدها صحة وضعف ًا‪ ،‬وأظن أن المراد بالرواية أنهن يحرمن وأثر الخضاب‬ ‫في أيديهن وأرجلهن وهذا غير ممنوع‪ ،‬والحناء من الزينة وليس من الطيب‪،‬‬ ‫حتى يحرم على المحرمة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة إذا أرادت الإحرام للحج أو العمرة أن تغسل جسمها‬‫=‬ ‫بالصابون‪ ،‬علم ًا بأن رائحته لا تلبث أن تزول بعد ذلك؟‬ ‫لا مانع من ذلك‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪400‬‬ ‫اغتسل شخص بالصابون المعطر قبل أن يحرم؟‬‫=‬ ‫أما قبل الإحرام فلا ُيمنع من أن يمس طيب ًا قط‪ ،‬وأما بعد الإحرام فإن كان‬ ‫الصابون ُمعطر ًا فعليه تجنبه‪ ،‬وإن لم يكن ُمعطر ًا فلا مانع منه‪.‬‬ ‫يذكر شيخنا نور الدين السالمي ‪ 5‬في جوهره أن المرأة عند الإحرام‬‫=‬ ‫لا يجوز لها سـتر الوجه فقط‪ ،‬فهل يجوز لها سـتر اليدين؟ فإن كان لا‬ ‫يجوز سـتر الكفين فهل يجوز إحرام المرأة وفي كفيها شـيء من زينة‬ ‫كالحناء والنقش؟‬ ‫أمـا سـتر الوجه بغير النقاب فهو جائز عندما تحـاذي الرجال‪ ،‬كما روت أم‬ ‫المؤمنيـن عائشـة ‪ #‬أنهـن كن يرخين على وجوههن شـيئ ًا مـن جلابيبهن‬ ‫عندما يحاذين الرجال‪ ،‬وكذلك سـتر الكفين لا مانع من أن تسترهما المرأة‬ ‫بجلبابهـا‪ ،‬وأمـا أن تلبـس القفازين فـلا‪ ،‬لأنها نهيت فـي الحديث عن لبس‬ ‫النقاب والقفازين‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة تلبس أسـورة ولا يمكنها أن تنزعهمـا عند الإحرام إلا عن طريق‬‫=‬ ‫القص فهل يبقى مكانه عندما تريد أن تحرم أم تقصه؟‬ ‫أنـا أعجـب مما رأيته عن فقهائنا رحمهم االله من أن المرأة ُتؤمر بأن تنزع ما‬ ‫عليهـا من حلي عندما تحـرم‪ ،‬وهذا من باب الاحتياط‪ ،‬ولأجل إبعاد المرأة‬ ‫عمـا يغـري الرجل بها‪ ،‬فكمـا يبتعدان عـن الطيب لأن الإحـرام يتنافى مع‬‫ّ‬ ‫التطيـب‪ ،‬جعلـوا الزينـة ـ لأنها مغرية ـ كالطيب‪ ،‬إلا أننـا وجدنا في حديث‬ ‫عائشـة رضـي االله تعالى عنها والذي روي عنها موقوفـ ًا عليها ومرفوع ًا إلى‬ ‫النبـي ! أنـه لا بأس بحلـي المرأة‪ ،‬ومع سـترها لهذا الحلـي ومع وجود‬ ‫النص‪،‬‬ ‫الرواية بهذا لا نسـتطيع أن نأخذ بالقياس‪ ،‬وإنما يصار إليه مع عدم ّ‬ ‫‪401‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫علـى أني لا أمنع من أن تتجـرد المرأة من زينتها عندما تذهب إلى هنالك‪،‬‬ ‫بل أقول بأن الخروج من عهدة الخلاف أحوط‪ ،‬وينبغي للمسـلم أن يخرج‬ ‫من عهدة الخلاف مهما أمكن‪ ،‬ولكن مع هذا كله لا أشدد عليها وأقول بأن‬ ‫ذلك لازم مع وجود هذا الدليل‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫الحـاج الـذي يريد الإفراد ويأتي مـن المدينة ويمر من ذي الحليفة مثلاً‬‫=‬ ‫هل له أن يأتي مباشـرة ويبيت في مكة ثم في صباح اليوم الثاني يحرم‬ ‫من مكة وينطلق إلى منى؟‬ ‫وأم وجهه نحو البيت الحرام لأجل أداء شـعيرة الحج‬‫بمـا أنه قصد الحـج ّ‬ ‫فإنه لا يجوز له أن يتعدى الميقات إلا وهو محرم‪ ،‬فإن النبي عليه وعلى آله‬ ‫وصحبه أفضل الصلاة والسـلام عندما حـدد المواقيت قال »هن لهن ولمن‬ ‫أتى عليهن ممن أراد الحج أو العمرة«‪ ،‬فقوله‪» :‬هن لهن«‪ :‬أي هذه المواقيت‬ ‫لهـذه الأماكن المخصصة المعلومـة‪» ،‬ولمن أتى عليهن«‪ :‬لمن أتى إلى هذه‬ ‫المنورة فإنه يحرم من‬ ‫ّ‬‫الأماكـن مـن بلاد بعيدة كأن يدخل من طريق المدينة‬ ‫ذي الحليفة أو يدخل من طريق نجد فيحرم من قرن المنازل‪ ،‬أو يكون آتي ًا‬ ‫مـن العـراق فيحرم من ذات عـرق‪ ،‬أو من اليمن فيحرم مـن يلملم‪ ،‬أو من‬ ‫الشام أو مصر فيحرم من الجحفة‪ .‬فمن أراد الحج أو أراد العمرة لا يجوز‬ ‫له أن يتجاوز الميقات إلا وقد أحرم بالنسك الذي أراده من حج أو عمرة‪.‬‬ ‫ثم إن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام قال‪» :‬خذوا عني‬ ‫مناسـككم«‪ .‬وقـد حـج معه عـدد كبير من أصحابـه ومنهم مـن كان محرم ًا‬ ‫بالحج‪ ،‬ومنهم من كان قارن ًا بين الحج والعمرة‪ ،‬فأمر النبي ! كل من كان‬ ‫محرم ًا أن يتحلل بعمرة إلا من كان سـائق ًا للهدي وقال‪» :‬لو اسـتقبلت من‬ ‫أمري ما اسـتدبرت لما سـقت الهدي ولجعلتها عمـرة«‪ .‬ومعنى هذا أن من‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪402‬‬ ‫النـاس مـن كان مهلاً بالحج ومنهم من كان مهلاً بعمرة وحجة مع ًا‪ ،‬ولربما‬ ‫كان بعضهـم متمتعـ ًا‪ ،‬ولكن لم يتجاوز أحد منهـم الميقات إلا وهو محرم‪،‬‬ ‫فـلا يجـوز لأي أحد أن يتجاوز الميقات وهو يريد الحج أو العمرة إلا وقد‬ ‫أحرم‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بالنسبة للإحرام هل تلزم له ركعتان تسميان بركعتي الإحرام؟‬‫=‬ ‫أما اللزوم فلا‪ ،‬ولكن ينبغي للإنسـان إن أراد الإحرام إما أن يحرم على إثر‬ ‫صـلاة صلاهـا كأن يحـرم على إثر صـلاة الظهر أو صـلاة العصر أو صلاة‬ ‫المغرب أو صلاة العشاء أو صلاة الفجر‪ ،‬أو أن يحرم بعد أن يركع ركعتين‬ ‫ليكون قد أحرم بعد صلاة كما أحرم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بعد‬ ‫صلاة‪.‬‬ ‫من أين يحرم المسافر عن طريق الطائرة؟‬‫=‬ ‫أما إذا كان يسـافر إلى المدينة مباشـرة‪ ،‬أو يسافر بطائرة إلى جدة ثم يذهب‬ ‫إلى المدينة فإنه يحرم من ذي الحليفة أو من أي ميقات يمر به عندما يريد‬ ‫التوجـه إلـى مكة‪ ،‬أما إن سـافر إلى جـدة وهو على قصـد التوجه إلى مكة‬ ‫المكرمـة فإنـه يلبس إحرامه في آخر مطار يطير منه أو في نفس الطائرة قبل‬‫ّ‬ ‫أن يصل إلى الميقات‪ ،‬وعندما يتحرى قرب الوصول إلى الميقات فإنه يبدأ‬ ‫بالإهلال بالحج أو بالعمرة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪403‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪±Gƒ````£`dG‬‬ ‫هل على المفرد طواف القدوم؟‬‫=‬ ‫هذه المسألة مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم‪ ،‬وعلى أي حال إن ذهب‬ ‫المفـرد بالحـج إلى منى مباشـرة بحيث لـم يلبث بمكة فإنـه لا يطوف ولا‬ ‫يسعى‪ ،‬فإن سعى كانت تلك عمرة وكان بذلك إما قارن ًا بين الحج والعمرة‬ ‫أو متمتع ًا بالعمرة إلى الحج‪.‬‬ ‫هل يشرع تأخير طواف الإفاضة إلى آخر أعمال الحج ليغني عن طواف‬‫=‬ ‫الوداع وذلك بدون عذر؟‬ ‫ُيؤمر الإنسان أن يجعل آخر عهده بالبيت‪ ،‬فإن كان طواف الإفاضة هو آخر‬ ‫عهده بالبيت فلا حرج‪ ،‬إلا أنه لا ينبغي ذلك إلا من عذر كالزحام الشـديد‬ ‫مع كون الإنسان ضعيف ًا لا يتحمل الزحام‪.‬‬ ‫فيمـن لـم تتمكن من طـواف الإفاضة ولا الوداع بسـبب المحيض ولم‬‫=‬ ‫ينتظرها أصحاب الحملة ماذا عليها؟‬ ‫دل عليه حديث عائشة وابن عباس @‬‫الحائض تعذر عن طواف الوداع كما ّ‬ ‫ولا تعذر عن طواف الإفاضة لأنه ركن من أركان الحج فإن لم تطف حتى‬ ‫عـادت إلـى أهلهـا فلا حج لها وعليها أن تحج من قابـل ال ّلهم إلا عند من‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪404‬‬ ‫يـرى عدم فوات طواف الإفاضة ما لم ينسـلخ ذلك العام ولها أن تعود من‬ ‫أجله ما لم تفسد حجها بالجماع‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا ذهبت المرأة إلى الحج مع محرم لها وأدت جميع مناسـك الحج‪،‬‬‫=‬ ‫إلا أنهـا داهمهـا عذر شـرعي قبـل أداء الطواف واضطرت إلى السـفر‬ ‫والرجوع مع زوجها ولم تسـتطع العودة مباشـرة بعد اغتسـالها بحيث‬ ‫اضطرت للجلوس فترة قد تمتد إلى أكثر من شهر‪ ،‬فماذا تفعل؟ وهل‬ ‫يستطيع زوجها مجامعتها في تلك الفترة قبل الذهاب؟‬ ‫إن جامعهـا فـي تلك الفترة بطل حجهـا‪ ،‬وإن لم يجامعها فلها أن تعود ولو‬ ‫المكرمة وتطوف طواف الإفاضة وذلك على رأي‬‫ّ‬‫بعد مضي شـهر إلى مكة‬ ‫مـن يـرى أن طواف الإفاضـة لا يفوت ولو بعـد ذي الحجـة وعندئذ ٍ يحل‬ ‫لزوجها أن يجامعها‪.‬‬ ‫بعد طواف الوداع هل للشخص أن يشتري طعام ًا أو ماء للطريق؟‬‫=‬ ‫مـا كان محتاجـ ًا إليه في طريقه من ماء أو طعام أو نحوهما فلا مانع من أن‬ ‫يشتريه‪.‬‬ ‫‪405‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪»``©````°ùdG‬‬ ‫عن الوقوف على الصفا حيث يوجد بلاط في الأسفل وبقايا الجبل في‬‫=‬ ‫الأعلى أين بالتحديد يجزي المسلم أن يقف؟‬ ‫يؤمر الرجل أن يرتفع مقدار ما يشاهد البيت الحرام ويقابله وأما المرأة فلا‬ ‫عليها إن بقيت في الأسفل من غير أن تصعد‪.‬‬ ‫عندمـا تقـام الصلاة في أثناء السـعي يقف الناس الذين يؤدون السـعي‪،‬‬‫=‬ ‫فهل يواصلون بعد ذلك مباشرة؟‬ ‫تقدم من سعيهم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬يبنون على ما ّ‬ ‫من أرهقته رجلاه وتعب في السعي هل له أن يستريح؟‬‫=‬ ‫تقدم من سعيه‪.‬‬ ‫لا حرج عليه‪ ،‬وبعد ذلك يبني على ما ّ‬ ‫هـل يجـوز تقديـم السـعي على الطـواف في الحـج‪ ،‬وما مـدى صحة‬‫=‬ ‫الحديث الذي جاء من طريق أسـامة بن شـريك في مـا معناه أن رجلاً‬ ‫جاء إلى النبي ! وقال‪ :‬يا رسـول االله سـعيت قبل أن أطوف‪ ،‬فقال له‬ ‫رسول االله !‪» :‬طف ولا حرج«؟‬ ‫أمـا الحديـث فلا أعرف إسـناده‪ ،‬ولكن السـعي إنمـا هو مرتبـط بالطواف‪،‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪406‬‬ ‫والنبـي ! قال‪» :‬خذوا عني مناسـككم«‪ .‬فعلى الإنسـان أن يتقيـد بالكيفية‬ ‫التي أداها رسـول االله !‪ ،‬وكل ما كان حكمه أوسع من عمله ! ّنبه عليه‬ ‫لئـلا يقـع للناس في إحراج‪ ،‬فقد قـال‪» :‬وقفت هاهنا وعرفـة كلها موقف«‪،‬‬ ‫وقـال أيض ًا فـي جمع‪» :‬وقفت هاهنـا وجمع كلها موقـف«‪ .‬وقال‪» :‬نحرت‬ ‫هاهنـا ومنى كلهـا منحر«‪ ،‬وفي رواية‪» :‬ومنى كلهـا منحر وفجاج مكة كلها‬ ‫منحـر«‪ .‬لئلا يتقيـد الناس بالوقوف حيث وقف صلوات االله وسـلامه عليه‪،‬‬ ‫ويتقيدوا بالنحر في الموضع الذي نحر فيه‪.‬‬ ‫الشك في السعي؟‬ ‫ّ‬‫ما حكم‬‫=‬ ‫الشك ما هو مصدره؟ فإن هذا من غرائب الأمور!!! لأن‬‫ّ‬‫أنا أعجب من هذا‬ ‫الشك في الطواف‬‫ّ‬‫السعي أمره واضح ولعله أوضح من الطواف‪ ،‬فقد يكون‬ ‫الشـك في السـعي؟ لأنه يبدأ من الصفا ويختتم بالمروة‬‫ّ‬‫ولكن كيف يكون‬ ‫والذهاب يعد شـوط ًا والمجيء شـوط ًا آخر‪ ،‬فيستبعد أن يكون هنالك ّ‬ ‫شك‪،‬‬ ‫الشك فإنه يبني على الأقل‪ ،‬إذ أمر السعي ليس بأعظم من‬‫ّ‬‫ولو قدرنا وقوع‬ ‫شك في الصلاة‬‫أمر الطواف‪ ،‬والطواف حكمه كحكم الصلاة‪ ،‬فكما أن من ّ‬ ‫يبني على الأقل فكذلك الطواف‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪407‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪≈æaH â«ÑadGh ájhôàdG Ωƒj‬‬ ‫في منى الناس بين لاه ٍ وبين عابد ومستغل ٍ لوقته‪ ،‬كيف يمكن للحجاج‬‫=‬ ‫أن يستغلوا أوقاتهم في منى؟‬ ‫االله تبـارك وتعالـى يقـول‪* ) ( '& % $ # " ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ 6 5 43 2 1 0 / . - , +‬البقـرة‪ ،[٢٠٣ :‬ومـن‬ ‫المعلـوم أن الذكـر يكون في حال رمي الجمار وفي غيـر حال الرمي‪ ،‬وقد‬ ‫كبر بمنى في أيام التشريق‬ ‫ُروي عن ابن عمر رضي االله تعالى عنهما أنه كان ُي ّ‬ ‫فيسـمعه مـن حولـه فيتجاوبون معـه بالتكبير‪ ،‬ثم يسـمع ذلـك غيرهم حتى‬ ‫تتحـول منـى كلها إلى تكبير‪ ،‬هكـذا كانوا يحرصون علـى تكبير االله تعالى‪،‬‬ ‫عمـلاً بهـذا التوجيه الرباني‪ ،‬ومن المعلوم أن ذكر االله تعالى مما ُيثمر تقوى‬ ‫االله تعالى في نفوس العباد الذاكرين‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بعض الناس عندما يلتقطون الحصى من منى والمزدلفة يقومون بغسلها‪،‬‬‫=‬ ‫السَّنة؟‬ ‫فهل غسل الحصى منُّ‬ ‫ليس لذلك دليل‪ ،‬وإنما هذا مجرد نظافة فحسب‪.‬‬ ‫هل يحل استخدام الكحل في ليلة التاسع بالنسبة للحاجة؟‬‫=‬ ‫الكحل ليس بطيب‪ ،‬وما عرفت أن الكحل طيب حتى يمنع استخدامه‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪408‬‬ ‫‪áaô``©H ±ƒ``bƒdG‬‬ ‫ما هي ُسنن الوقوف بعرفة؟‬ ‫=‬ ‫السَّنة أن يكثر الحاج من التلبية‬‫الوقوف بعرفة يجب أن يكون بإحرام‪ ،‬ومنُّ‬ ‫ومن ذكر االله تبارك وتعالى ومن الدعاء ويحرص على القيام بقدر المستطاع‬ ‫في دعائه وتوجهه إلى ربه‪ ،‬وأن يكون مستقبلاً للبيت الحرام‪ ،‬وما ينبغي له‬ ‫أن يكون على طهارة‪ ،‬لأنه يذكر االله‪ ،‬وذكر االله تعالى على طهارة أفضل‪ ،‬إلا‬ ‫أنه لو كان محدث ًا ـ أي على غير وضوء ـ فلا مانع‪ ،‬بل ولو نام واحتلم مثلاً‬ ‫بعدمـا ص ّلـى الظهـر والعصر وظل علـى جنابته فإن ذلـك لا ينافي ذكر االله‬ ‫تعالى من غير تلاوة القرآن‪ ،‬ولا يؤثر ذلك على إحرامه‪ ،‬ولكن مع هذا كله‬ ‫فالأفضل أن يحرص على الطهارة‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫كيف يمكن للحاج أن يستدل على أن الزوال قد بدأ وهل ينتظر الأذان؟‬‫=‬ ‫زوال الشـمس أمـر طبيعـي ُيدرك مـن خلال النظـر إلى الظـل‪ ،‬فإن ظل الشـمس‬ ‫يتناقص باسـتمرار مـن طلوعها إلى وقـت الاسـتواء‪ ،‬وعند الاسـتواء ينعدم الظل‬ ‫نهائيـ ًا ال ّلهـم إلا الظـل الذي تـزول عليه الشـمس‪ ،‬وذلـك أن تكون الشـمس في‬ ‫الجنوب ويمتد الظل إلى جهة الشمال وذلك في أيام الشتاء‪ ،‬وبعد ذلك يبدأ الظل‬ ‫في الزيادة‪ ،‬فعندما يبدأ الظل في الزوال فثم زوال الشمس‪ ،‬وإن اعتمد على الأذان‬ ‫فلا ريب أن المؤذنين أمناء‪ ،‬ومما يظن بهم أنهم لا يؤذنون قبل زوال الشمس‪.‬‬ ‫‪409‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫في عرفات الناس حيارى هل سيظلون وقوف ًا بعد الزوال أم كلما تعبوا‬‫=‬ ‫لهم أن يجلسوا أم كيف يفعلون؟‬ ‫لا يلـزم الوقوف‪ ،‬ولكنه هو مما ينبغي بقدر المسـتطاع‪ ،‬فللإنسـان أن يقعد‬ ‫وأن يضطجـع ويرتـاح‪ ،‬وإنما ينبغي له أن يسـتمر على ذكـر االله تعالى بقدر‬ ‫اقتداء بالنبي ! في ذلك‪.‬‬‫ً‬‫المستطاع‪،‬‬ ‫بالنسـبة للوقوف بعرفة‪ ،‬هكذا هي اللفظة المتعارفة‪ ،‬فهل تعني أن يظل‬‫=‬ ‫المسلم واقف ًا أكثر وقته أم ماذا؟‬ ‫لا يلزمه أن يكون مستمر ًا في وقوفه بل يمكن أن يقف على رجليه أو على‬ ‫راحلته كما فعل الرسول ! فقد كان كثير ًا ما يقف على راحلته‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يقعـد ولا سـيما عندما يحس بالتعب وبالشـدة ولكن ينبغـي له أن يكثر من‬ ‫الوقوف ومن الدعاء‪.‬‬ ‫وقفـت بعرفـات وحاولـت جاهـدة بالدعـاء والتضرع إلى االله وسـكب‬‫=‬ ‫العبـرات فـي ذلك الموقف ولكن دون جدوى‪ ،‬وهذا ما يحدث لي في‬ ‫كثيـر من المواقف التي تسـتدعي البكاء‪ ،‬غير أننـي في بعض المواقف‬ ‫تنسـكب العبرات مني ودون سـابق دعاء‪ ،‬فهل أكون بذلك من القاسية‬ ‫قلوبهم؟‬ ‫أرجو أن لا تكوني من القساة ما دمت تستشعرين مخافة االله وترتجين فضله‬ ‫وتخشين عقابه‪.‬‬ ‫عند الدفع من عرفة بعض الحجاج يقدمون النساء فهل ذلك جائز؟‬‫=‬ ‫الرجال والنساء في الإفاضة سواء‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪410‬‬ ‫عن الحائض في عرفة وغيره ماذا تفعل في الحج؟‬‫=‬ ‫تأتـي الحائـض جميع مناسـك الحج إلا الطـواف بالبيت فإنهـا تنتظر حتى‬ ‫تطهر ثم تطوف‪ ،‬لأن الطواف صلاة‪ ،‬وإنما أحل االله تعالى فيه الكلام‪ ،‬فيجب‬ ‫علـى الطائـف أن يكون طاهـر ًا طهارة كاملة‪ ،‬متخلص ًا مـن الحدث الأصغر‬ ‫والأكبر‪ ،‬وإن حاضت بعدما طافت طواف الإفاضة فهي معذورة عن طواف‬ ‫الوداع‪ ،‬فإن النبي ! رخص للحائض في طواف الوداع أن تتركه‪.‬‬ ‫امـرأة علمـت عن وفاة زوجها وهي في الحـج قبل الوقوف بعرفة فهل‬‫=‬ ‫تكمل مناسك الحج أم تعتمر وتترك المناسك؟‬ ‫تكمل مناسـك حجها‪ ،‬ولا يجوز لها أن تتخلف عنها بعد إحرامها‪ ،‬وهو لا‬ ‫معتدة‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬‫ّ‬‫عدتها بل تستمر على أداء مناسك الحج وهي‬ ‫ينافي ّ‬ ‫اليوم التاسع هو يوم عرفة‪ ،‬فكيف يعيش المسلم خطبة وداع النبي !‬‫=‬ ‫أُمته هذا اليوم؟‬ ‫يوم عرفة يوم عظيم‪ ،‬وقد امتن االله تبارك وتعالى على هذه الأُمة بأن أنزل‬ ‫علـى نبيهـا عليه أفضل الصلاة والسـلام في يوم عرفة مـا يؤذنها بأن االله‬ ‫أتم عليها النعمة وأكمل لها الدين‪ ،‬فقد قال ‪ 4‬في كتابه‬‫تبـارك وتعالـىَّ‬ ‫العزيز‪T S R Q P O N M L K ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ U‬المائـدة‪ ،[٣ :‬فهـذه الآيـة مؤذنة بهـذا الخير العظيم وقـد أنزلها االله‬ ‫تبـارك وتعالى على نبيه ! في يوم عرفـة‪ ،‬وقد قيل بأن ناقته ! بركت‬ ‫عندما نزل الملك بها على قلبه عليه أفضل الصلاة والسلام‪ ،‬وهي مؤذنة‬ ‫بـأن االله ‪ 4‬وفـق نبيـه ! بأن يضطلـع بالأمانـة التي ُح ّملهـا‪ ،‬وأنه بلغ‬ ‫الناس‪ ،‬وفي هذا اليوم أعلن النبي ! حق الإنسـان في هذه الأرض وما‬ ‫‪411‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫على الإنسان للإنسان وما يكون بين الناس‪ ،‬فمما قاله ! في ذلك اليوم‪:‬‬ ‫»إن االله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بالآباء كلكم لآدم وآدم‬ ‫مـن تـراب‪ ،‬لا فضـل لعربـي علـى أعجمـي ولا لأبيـض على أسـود إلا‬ ‫بالتقـوى«‪ .‬فليس للناس أن يتعالوا بالأحسـاب والأنسـاب وأن يتفاخروا‬ ‫بهـا‪ ،‬وإنمـا عليهم أن يعتبـروا الميزان الذي يتفاضل بـه الناس هو ميزان‬ ‫التقوى‪ ،‬فبقدر ما يكون الإنسان متقي ًا لربه متقرب ًا إليه يكون ثقيل الميزان‪،‬‬ ‫وبقدر ما يكون بخلاف ذلك يكون خفيف الميزان‪ ،‬ثم إن النبي ! قال‪:‬‬ ‫»إن دماءكـم وأموالكـم وأعراضكـم بينكم حرام كحرمـة يومكم هذا في‬ ‫فبين النبي ! حرمة المسلم على المسلم‪،‬‬‫شهركم هذا في بلدكم هذا«‪ّ .‬‬ ‫فـدم المسـلم على المسـلم حـرام‪ ،‬ومـال المسـلم على المسـلم حرام‪،‬‬ ‫وعرض المسـلم على المسـلم حرام‪ ،‬فـلا يجوز لأحـد أن يتطاول على‬ ‫أخيه المسلم فينال من عرضه‪ ،‬ولا أن يسفك شيئ ًا من دمه‪ ،‬ولا أن يأخذ‬ ‫شيئ ًا من ماله‪ ،‬بل عليه أن يرعى حرماته‪ ،‬فهذا مما يجب على المسلم أن‬ ‫يكون على ّبينة منه وهو يمر بهذه المناسـبة التي تتجدد فيها ذكرى إتمام‬ ‫االله تبـارك وتعالـى النعمـة علـى عباده وإتمـام دينهم الـذي ارتضاه لهم‪،‬‬ ‫ومعنى هذا أن الإنسـان وهو يمر بهذه المناسـبة أن يستشعر هذا الميثاق‬ ‫من االله تبارك وتعالى به‬ ‫والمن الذيَّ‬ ‫ّ‬‫العظيم‪ ،‬والعهد الذي بينه وبين ربه‪،‬‬ ‫علـى عبـاده‪ ،‬وأن يستشـعروا ما بيـن المؤمنين مـن ولاء وترابط وتراحم‬ ‫وتعاطـف وتلاحم كما أمر االله ‪ ،4‬ليشـكل المؤمنون كتلة واحدة يتألم‬ ‫كل فـرد مـن أفرادهـا بألم أي فرد من سـائر أفراد المجموعـة مهما كان‬ ‫بينهـم مـن التباعـد ولـو كان أحدهما في المشـرق والآخر فـي المغرب‬ ‫فمشـاعرهم وأحاسيسـهم واحـدة‪ ،‬كمـا أن عقيدتهـم واحـدة ووجهتهم‬ ‫واحدة‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪412‬‬ ‫‪áØdOõaH â«ÑadG‬‬ ‫هل يشرع قيام الليل في ليلة المبيت بمزدلفة أم أن ذلك اليوم يوم راحة‬‫=‬ ‫فينام المسلم فيه؟‬ ‫كثيـر مـن العلماء يرى أنه يوم راحة‪ ،‬ولكن أسـماء رضـي االله تعالى عنها‬ ‫حرصت على قيام تلك الليلة‪ ،‬فظلت تص ّلي وهي تسأل غلامها هل غاب‬ ‫القمـر‪ ،‬أي بعـد أن تسـلم من صلاتهـا‪ ،‬وعندمـا يقول لهـا »لا«‪ ،‬تواصل‬ ‫صلاتها‪ ،‬وهذا دليل على أنه لا مانع من أن يتهجد الإنسان في جنح تلك‬ ‫الليلة‪.‬‬ ‫قد لا تجد المرأة في مزدلفة مكان ًا سـاتر ًا تص ّلي فيه فهل تؤخر الصلاة‬‫=‬ ‫حتى تجد المكان المناسب؟‬ ‫تص ّلي كيفما أمكنها والصلاة لا تؤخر عن ميقاتها‪.‬‬ ‫النـاس عندمـا يفيضـون من عرفات ويتجهـون إلى المزدلفـة في بعض‬‫=‬ ‫الأحيان لكثرة الزحام يتأخر عندهم الجمع بين صلاة المغرب والعشاء‬ ‫فما هو الوقت الذي تنتهي عنده صلاة العشاء؟‬ ‫فـي ذلك خلاف قيـل إلى ثلث الليل وقيل إلى نصف الليل وقيل بل إلى‬ ‫طلـوع الفجـر‪ ،‬ولكـن نظـر ًا إلى وجود صـلاة المغـرب معها فـلا ينبغي‬ ‫‪413‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫للإنسان أن يؤخرها طويلاً‪ ،‬بل عليه أن يحرص على أن يص ّلي في الثلث‬ ‫فليصل في النصف الأول‪ ،‬وإن تعذر عليه‬ ‫ ِّ‬‫الأول من الليل فإن تعذر ذلك‬ ‫فليصل فـي طريقه لأجل‬ ‫ ِّ‬‫يصـل إلـى مزدلفة قبـل ذلك لأجل الزحـام‬ ‫ ِّ‬‫أن‬ ‫يصل صلاة المغرب‪ ،‬وليجمع بينهما قبل أن ينتصف الليل‪،‬‬ ‫ ِّ‬‫مراعاة أنه لم‬ ‫واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪414‬‬ ‫‪ô```«`°ü≤àdG‬‬ ‫هل يلزم المرأة الحاجة أو المعتمرة أخذ شيء من شعر رأسها‪ ،‬وإن لم تفعل‬ ‫ذلك فماذا عليها؟‬ ‫عليها أن تأخذ من أطراف شعرها عند التحلل قدر إصبعين‪ ،‬وقيل قدر أربعة‬ ‫أصابع عرض ًا‪ ،‬فإن لم تفعل وتحللت بدون ذلك فعليها دم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امـرأة اعتمـرت وأدت جميـع مناسـك العمـرة وبقي لها فقـط التحلل‪،‬‬‫=‬ ‫وعندما أرادت التحلل في المسـجد الحرام قيل لها تحللي في الشـقة‪،‬‬ ‫فخرجـت المرأة من الحرم بنية التحلل في الشـقة ولكنها عند وصولها‬ ‫نسيت أن تتحلل فلم تذكر إلا في صبيحة اليوم التالي فتحللت في ذلك‬ ‫اليوم‪ .‬فما حكم ذلك؟‬ ‫إن لم تفعل ما ينافي الإحرام من الطيب وإزالة التفث كالأظافر وغيرها فلا‬ ‫حرج عليها في ذلك‪ ،‬إن شاء االله‪.‬‬ ‫‪415‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪Iô````a`©`dG‬‬ ‫شـك المعتمر في انتقاض وضوئه عند طواف الوداع ولم يعده‪ ،‬بل‬‫ّ‬‫إذا‬‫=‬ ‫واصل الطواف‪ ،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫فالشـك لا يلتفـت إليه‪ ،‬إذ وضـوؤه ثابت بيقين‪،‬‬ ‫ّ‬‫شـك‬ ‫ّ‬‫إن كان ذلـك مجرد‬ ‫واليقيـن لا يرفعـه إلا يقين مثلـه‪ ،‬فالأصل أن يتبع ذلـك اليقين حتى يرتفع‬ ‫بشكٍ‪.‬‬ ‫ّ‬‫بيقين آخر لا‬ ‫اعتمـرت امـرأة عن نفسـها وفي نفـس الرحلة اعتمرت أيضـ ًا عن أحد‬‫=‬ ‫أقاربها‪ ،‬هل يصح لها ذلك؟‬ ‫نرجـو أن يتقبـل االله منها‪ ،‬وقد اختلف العلماء في جواز أن يعتمر الإنسـان‬ ‫أكثـر مـن عمرة في العـام‪ ،‬والقول الراجـح جواز ذلك إذ العمـرة لا تتقيد‬ ‫بوقـت وذلك في غير أشـهر الحج‪ ،‬أما في شـهر الحج فـلا تكرر العمرة‪،‬‬ ‫والدليـل على جـواز ذلك هو حديث النبي !‪» :‬العمـرة إلى العمرة كفارة‬ ‫لمـا بينهمـا‪ ،‬والحـج المبرور ليس له جـزاء إلا الجنة«‪ ،‬أمـا الحج فقد قيد‬ ‫بزمان معين‪ ،‬والعمرة بما أنها غير مقيدة بزمان معين وقد جاء في الحديث‬ ‫مـا يـدل على الترغيب في الإكثار منها‪ ،‬فلا مانع منها في أي وقت‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ذلـك الحديـث الآخـر‪» :‬تابعـوا بيـن الحـج والعمـرة‪ ،‬فإنهما ينفيـان الفقر‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪416‬‬ ‫والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة«‪ ،‬وهذه السائلة بما‬ ‫أنهـا اعتمـرت عن غيرها بعدما اعتمرت عن نفسـها فاالله تعالى يتقبل منها‪،‬‬ ‫فلا حرج عليها ـ إن شاء االله ـ في ذلك‪.‬‬ ‫هـل يجـوز لشـخص أن يعتمر عن شـخص وهو على قيـد الحياة‪ ،‬مع‬‫=‬ ‫المقدرة على الذهاب في المستقبل؟‬ ‫لا تخلـو هـذه العمرة إما أن تكون عمرة نافلة‪ ،‬وإما أن تكون عمرة فريضة‪،‬‬ ‫فـإن كانـت عمرة فريضة فلا يجـوز النيابة فيها عن الغيـر‪ ،‬إلا إذا كان ذلك‬ ‫الغير ميت ًا أو عاجز ًا‪ ،‬وأما إن كانت عمرة نافلة فلا مانع على رأي جماعة من‬ ‫أهل العلم‪.‬‬ ‫امرأة اعتمرت ثلاث مرات فأرادت أن تعتمر الرابعة‪ ،‬فقيل لها لا بد لك‬‫=‬ ‫أن تحجي‪ ،‬فمتابعة العمرات دون حجة لا يصح؟‬ ‫هـذا من كلام أهـل الجهل‪ ،‬فالنبـي ! اعتمر ثلاث عمـرات قبل الحج‪،‬‬ ‫والحج فريضة فمن كان مسـتطيع ًا له عليه أن يسـتعجله وقد قال كثير من‬ ‫أهـل العلـم بوجوبه على الفور وهو ليس ببعيد فإن الأدلة تؤيده‪ ،‬ولكن لا‬ ‫يعني ذلك أن العمرة تحد بحد قبل الحج‪ ،‬إذ لا دليل على ذلك قط‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫إذا كان الإنسـان يرغب أن يعتمر في شـهر رمضـان لأنها تعادل حجة‪،‬‬‫=‬ ‫فهل يدفعه ذلك إلى أن ُيهمل بعض مسؤولياته التي أوكلت إليه؟‬ ‫لا بد من الموازنة ما بين الأعمال‪ ،‬فالعمل الذي يترتب على تركه شيء من‬ ‫الضيـاع وفسـاد أحوال الناس لا ينبغي التفريط فيـه من أجل عمل آخر‪ ،‬بل‬ ‫‪417‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫وجدنـا من علمائنا السـابقين من قـال‪» :‬من حج نافلـة كان كمن بنى قصر ًا‬ ‫وسئل عن هذا القول بعض العلماء المحققين فقال‪ :‬هذا وإن‬‫وهدم مصر ًا«‪ُ ،‬‬ ‫كان عام ًا من حيث اللفظ إلا أنه خاص من حيث المعنى فهو لم يقصد أي‬ ‫شخص بحج النافلة إذ حج النفل فيه خير كثير‪ ،‬والنبي ! حث على حج‬ ‫النافلة في قوله‪» :‬تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما‬ ‫ينفـي الكيـر خبث الحديـد والذهب والفضة«‪ ،‬ولكن هـذا القول إنما يتوجه‬ ‫إلى الشخص الذي يخرج من بلده لأجل حج النافلة وقد حج الفريضة من‬ ‫قبل‪ ،‬ويهمل الواجبات المتنوعة التي هي ملقاة على عاتقه‪ ،‬ولا سـيما ذلك‬ ‫العصر الذي كان فيه السـفر سـفر ًا شـاق ًا‪ ،‬بحيث يخرج الإنسان ويترك أهله‬ ‫ومسؤولياته ستة أشهر أو أكثر من ذلك‪ ،‬وعندما يرجع يجد الأمور منتقضة‬ ‫والكثير منها فاسد ًا‪ ،‬فمثل هذا يكون حج النافلة بالسبة إليه كمن بنى القصر‬ ‫وهـدم المصر‪ ،‬لأنه أهمل مـن الواجبات الاجتماعيـة والدينية ما هو متعين‬ ‫في حقه وواجب عليه أن لا يهمله‪ ،‬بخلاف من لم تنط به هذه المسؤوليات‬ ‫أو كان من الممكن أن يدعها في يد شـخص آخر هو أمين عليها بحيث لا‬ ‫يفرط فيها قط‪ ،‬وهذا الذي يهمل بعض الواجبات التي هو مسؤول عنها من‬ ‫أجل عمرة في شهر رمضان مع كونه لا يجد من يكفيه هذه الواجبات يعتبر‬ ‫ُمقصـر ًا فـي ذلك‪ ،‬وعليه أن يحافظ على ما هو أهم‪ ،‬والعلماء قالوا لا تترك‬ ‫الفريضـة الحاضرة من أجـل الفريضة الفائتة‪ ،‬فكيف بترك ما هو واجب من‬ ‫أجل ما هو ُسَّنة‪.‬‬ ‫الكثيـر مـن النـاس يرغـب أن يتابع بيـن العمرة والحج‪ ،‬وفـي كل عام‬‫=‬ ‫تقريب ًا يعتمر مرة أو مرتين وهكذا في كل عام‪ ،‬وتجد الكثير من المصالح‬ ‫فـي البـلاد أو الفقراء الذين يحتاجون إلى مسـاعدة‪ ،‬هل إذا تصدق هنا‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪418‬‬ ‫وبنى مشروع ًا خيري ًا أو أسس مدرسة قرآن كريم أفضل‪ ،‬أو يعادل على‬ ‫الأقل ما يقوم به من عمرة؟‬ ‫لا بـد مـن المعادلة بين الأعمال‪ ،‬وخيـر الأعمال ما كان منقلبـ ًا بالمصلحة‬ ‫علـى الأمـة‪ ،‬وكل عمل يؤدي إلـى مصلحة الأُمة هو خير مـن العمل الذي‬ ‫يعود بالمصلحة على صاحبه فحسـب‪ ،‬فلذلك ينبغي للإنسـان بجانب كونه‬ ‫يحرص على التردد إلى بيت االله تعالى والوفادة على االله ‪ 4‬أكرم الأكرمين‬ ‫وخيـر المسـؤولين ينبغـي لـه أن لا يهمـل الجانـب الحيـوي الـذي ينقلب‬ ‫بالمصلحـة علـى العامة‪ ،‬فإن هذا الجانب يبقى للإنسـان بعـد وفاته‪ ،‬فالنبي‬ ‫عليه الصلاة والسلام يقول‪» :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم‬ ‫ينتفـع بـه‪ ،‬أو صدقة جارية‪ ،‬أو ولد صالح يدعو لـه«‪ ،‬فالعلم الذي ينتفع به‬ ‫هو ما يتركه الإنسـان من مؤلفات أو فتاوى أو ما يتركه من علم يتجدد في‬ ‫التلاميـذ من بعده بسـبب أنه نشـر العلم بين النـاس‪ ،‬والصدقة الجارية هي‪:‬‬ ‫الصدقـة الباقيـة‪ ،‬ومن بين الصدقات الجارية أن يؤسـس مشـروع ًا يبقى من‬ ‫بعده‪ ،‬كأن يؤسس مدرسة أو مستشفى أو أن يقف وقف ًا لمصلحة العباد‪ ،‬ثم‬ ‫من المعلوم أن الإنسان الذي يحرص على إنشاء المدارس الخيرية كمدرسة‬ ‫القـرآن أو مدرسـة الفقـه أو نحو ذلك‪ ،‬هـذه المدارس قد يتربـى فيها ولده‬ ‫فيكون ولده ثمرة من ثمراته وعملاً باقي ًا فيما بعده وذلك عندما يدعو لأبيه‪،‬‬ ‫فينال الحسنات لأنه تسبب في علم ينتفع به وينال الحسنات لأنه تسبب في‬ ‫صدقة جارية وينال الحسنات لأنه ترك ولد ًا صالح ًا يدعو له‪ ،‬فكل ذلك من‬ ‫الخير‪ ،‬وهذا الجانب ينبغي له أن يحرص عليه أكثر وأكثر‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫حج التطوع يقول فيه بعض المفكرين بأن الأولى أن ُيصرف هذا المال‬‫=‬ ‫فـي وجه خيري يتصـدق به أو ُيدعم به الدعوة الإسـلامية‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫‪419‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫المسلمين بحاجة إلى بعضهم البعض في هذه القرون الأخيرة أكثر من‬ ‫قبل‪ ،‬فماذا قولكم سماحة الشيخ؟‬ ‫الأعمـال الخيرية التي هي خارجة عن حـدود المفروضات التي فرضها االله‬ ‫تعالى تختلف باختلاف آثارها وبحسـب الحاجة النفسية والاجتماعية إليها‪،‬‬ ‫فإن فرائض االله تعالى على عباده إنما هي من أجل تهذيب نفوسهم وضبط‬ ‫سـلوكهم وتقويـم اعوجاجهـم وتأليف قلوبهـم المتنافـرة وتقريب وجهات‬ ‫أنظارهـم المتباعـدة ومن بينها مناسـك الحج‪ ،‬فـاالله ‪ 4‬يقول‪f ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ h g‬الحـج‪ ،[٢٨ :‬ولكـن مـن المعلـوم أن كثير ًا من أعمـالِّ‬ ‫البر قد‬ ‫سواء كانت آثار ًا معنوية‬ ‫ً‬‫تكون الأُمة بحاجة إليها وإلى الآثار المترتبة عليها‪،‬‬ ‫أو آثـار ًا ماديـة‪ ،‬ومن هنـا كانت ضرورة المعادلة بيـن حاجات الأمة لنكون‬ ‫علـى بينـة من أمرنا فيما نأتيه وما نذره‪ ،‬فعندما يكون هنالك كثير من الناس‬ ‫يتضورون جوع ًا أو يعرون حين يكتسي الآخرون‪ ،‬فالضرورة في هذه الحالة‬ ‫داعيـة إلى مواسـاة أولئـك أكثر مما هي داعية إلى تكـرار الحج‪ ،‬مع أننا لا‬ ‫نسـتخف بما للحج من أثر إذا كرر‪ ،‬إذ النبي ‪ 0‬يقول‪» :‬تابعوا بين الحج‬ ‫والعمـرة‪ ،‬فإنهمـا ينفيـان الفقـر والذنـوب‪ ،‬كمـا ينفـي الكير خبـث الحديد‬ ‫والذهـب والفضة«‪ ،‬ولكـن عندما تكون الحاجة أمس إلـى غير الحج كبذل‬ ‫المال من أجل مساعدة الفقراء والمساكين فلا ريب أن بذل المال من أجل‬ ‫هـذا الغرض يكون أعظـم ثواب ًا‪ ،‬بل عندما تكون الحاجـة متعينة والضرورة‬ ‫ملحة يكون بذل المال خارج ًا عن حدود النفل وداخلاً في حدود الواجب‪،‬‬ ‫إذ المـال تتعلق به واجبات شـتى‪ ،‬فالنفقة في الإسـلام ـ على غير الأقربين‬ ‫الذين يجب عولهم ـ لا تنحصر في الزكاة وحدها‪ ،‬بدليل أن االله ‪ 4‬عندما‬ ‫ذكـر فـي كتابه الكريم صنوف البر ذكر إثر العقيدة إيتاء المال فقال‪4 ﴿ :‬‬ ‫‪? > =< ;:9 87 6 5‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪420‬‬ ‫@ ﴾ ]البقـرة‪ ،[١٧٧ :‬ثـم قال بعد ذلـك‪،﴾ D C B A ﴿ :‬‬ ‫ومـن المعلـوم أن العطف يقتضـي التغاير بين المعطـوف والمعطوف عليه‪،‬‬ ‫وهـذا يدل على أن هنالك حقوق ًا متعلقـة بالمال من غير الزكاة المفروضة‪،‬‬ ‫وكذلـك قـد يكـون إنفـاق المال في ُسـبل أخرى هـو أعظم ثوابـ ًا من حج‬ ‫النافلـة‪ ،‬وذلـك كما لو كانت هنالك أمم جاهلة لا تعرف دينها ولا تتصرف‬ ‫فيـه كمـا يرضى االله ‪ 4‬وكما يعود بالمصلحـة عليها‪ ،‬فإن تعليم أولئك هو‬ ‫أولى من السفر إلى حج النافلة‪ ،‬لأن تعليم أولئك يرتقي إلى درجة الفريضة‬ ‫مع القدرة عليه‪ ،‬ولا ينحصر التعليم في تجرد الإنسان للتعليم بنفسه‪ ،‬وإنما‬ ‫يشـمل إنفاق المـال من أجل تعليمهم‪ ،‬وكذلك عندمـا تكون الحاجة داعية‬ ‫إلى إنشاء مصحات ومشاف ٍ للناس وهم بأمس الحاجة إلى ذلك‪ ،‬فإن إنفاق‬ ‫المال في هذا السـبيل هو أولى‪ ،‬وكذلك توعية الجمهور حتى يكونوا على‬ ‫ّبينة من أمرهم وبصيرة من دينهم فيعبدوا االله تعالى على بصيرة كما أمر هو‬ ‫أمـر مفـروض فلا يترك الإنفاق فيـه من أجل الإنفاق في حـج النافلة‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫‪421‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪Iôa©dGh èëdG »a IQÉLE’G‬‬ ‫هل هنالك شروط معينة في المستأجر؟‬‫=‬ ‫العاقل هو من يحرص على ألا يتحمل حجة عن غيره بأجرة‪ ،‬ال ّلهم إلا إن تبرع‬ ‫أن يحـج عن غيره فذلك جائز‪ ،‬أما أن يتحمل حجة بأجـرة فهو وإن كان جائز ًا‬ ‫إلا أن فيـه مخاطرة‪ ،‬فلذلك ينبغي أن لا يقدم على هذا الأمر إلا الرجل المتفقه‬ ‫في دين االله‪ ،‬لئلا يقع في شـيء من التقصير‪ ،‬ثم مع ذلك عليه أن يحرص على‬ ‫تفادي التقصير بقدر المستطاع‪ ،‬وأن يطلب المحاللة أيض ًا ممن أجره لئلا يكون‬ ‫قـد وقع فـي التفريط من غير قصـد منه‪ ،‬ولا بـد أيض ًا من أن يكون قـادر ًا على‬ ‫ممارسة الشعائر بنفسه‪ ،‬لأن بعض الناس لا يستطيعون أن يرموا الجمار‪ ،‬ومنهم‬ ‫من لا يستطيع أن يقوم ببعض الأعمال إلا بمساعدة‪ ،‬فهؤلاء ليسوا مؤهلين بأن‬ ‫يحجـوا عن غيرهـم بأجرة‪ ،‬كمـا ينبغي ألا ُيختـار للقيام بمثل هـذه المهمة إلا‬ ‫الأمين القادر‪ ،‬كما قـال االله تبارك وتعالى حكاية عن بنت الرجل الصالح الذي‬ ‫لقي موسى ‪ ﴿ :0‬ے ¡ ‪] ﴾ ¤ £ ¢‬القصص‪.[٢٦ :‬‬ ‫الكثير من المؤجرين يظنون بأنهم عندما يذهبون عن شـخص معين لا‬‫=‬ ‫بـد أن يذهبوا إلى بيتـه أولاً ليصلوا هنالك ركعتين‪ ،‬ومن هناك ينطلقوا‬ ‫إلى الحج‪ ،‬فهل هذا صحيح؟‬ ‫أما كون الحاج عن الغير يبدأ رحلته من المكان الذي كان فيه المنوب عنه‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪422‬‬ ‫فـي الحـج فإن ذلك صحيـح‪ ،‬وإن جـاز أن ينطلق من مكان آخـر‪ ،‬إلا أن‬ ‫التأجيـر يقتضي أن ينفذ ما اتفق عليـه الجانبان‪ ،‬وقد قال العلماء في النيابة‬ ‫في الحج ينبغي للنائب أن يذهب إما إلى البيت الذي كان يسـكنه المنوب‬ ‫عنـه إن كان ميتـ ًا أو الـذي يسـكنه في الحـال إن كان حيـ ًا‪ ،‬أو يذهب إلى‬ ‫المسـجد الـذي كان يص ّلي فيه لينـوي من هنالك الحـج‪ ،‬حتى يكون أدى‬ ‫الواجب عن المحجوج عنه من المكان الذي كان سيؤديه فيه بنفسه لو كان‬ ‫حاجـ ًا بنفسـه‪ ،‬وصـلاة الركعتين هي أيضـ ًا من الأمور المرغـب فيها‪ ،‬واالله‬ ‫تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ولكن ذهابه إلى ذلك البيت هل هي قضية استحباب؟‬‫=‬ ‫هذا حسب اتفاق الجانبين‪.‬‬ ‫عـادة النـاس فـي التأجير أنهـم يؤجرون شـخص ًا على أن يـؤدي عمرة‬‫=‬ ‫وحجة هذا الذي تعارف عليه الناس سواء كان بالتمتع أو القران ولكن‬ ‫البعض يستأجر حجة فيقوم بالإفراد دون أن يعلم المؤجر بأنه لا يتمتع‪.‬‬ ‫فهل يصح ذلك؟‬ ‫أمـا إن اسـتأجر حجة وعمرة فعليـه أن يفي بما اتفق عليه مـع المؤجر‪ ،‬فإن‬ ‫كان اتفـاق بينهمـا أن يـؤدي الحجة والعمرة مع ًا قارن ًا بينهمـا فعليه أن يلتزم‬ ‫ذلك‪ ،‬وليس له أن يغير ما اتفقا عليه‪ ،‬وإن اتفقا على أن يكون متمتع ًا فكذلك‬ ‫ليـس لـه أن يقرن بـل عليه أن يكون متمتع ًا‪ ،‬وإن اتفقـا على الحجة والعمرة‬ ‫على أن يفرد الحج ثم يعتمر بعد أيام التشريق فعليه أن يحرم بالحج ويؤدي‬ ‫مناسـكه حتى إذا فرغ منها وانتهت أيام التشـريق أ ّدى العمرة على حسب ما‬ ‫هـو متفـق عليه‪ ،‬أمـا إن اتفقا على حجـة وعمرة ووكل المؤجـر إلى الأجير‬ ‫‪423‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫كيفية الأداء ففي هذه الحالة هو مخير إن شـاء قرن‪ ،‬وإن شـاء أفرد ثم اعتمر‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬وإن شاء تمتع بالعمرة إلى الحج‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هل يدعو المستأجر للمؤجر؟‬‫=‬ ‫إن كان متولى فإنه يدعو له‪.‬‬ ‫بالنسـبة للمبالغ التي يقبضها المسـتأجر قبل أداء ما كلف به هل يصح‬‫=‬ ‫له أن يستخدمها قبل أن يذهب إلى الحج؟‬ ‫ذلك يختلف باختلاف الكيفية‪ ،‬فإن كان ضامن ًا في استئجاره فله أن يتصرف‬ ‫فيها على أن تكون تلك المبالغ في ضمانه ما لم يؤد الحجة وإن كان أمين ًا‬ ‫فعليه أن يخرج منها بقدر نفقته‪ ،‬وإن كان ضامن ًا وقام ببعض العمل ولم يقم‬ ‫ببعضـه لمانـع منعـه من ذلك ففـي ذلك خـلاف‪ ،‬قيل يسـتحق الأجرة بعد‬ ‫انتهائـه مـن العمل الذي عمله‪ ،‬وقيل بل له بمقـدار الحصة التي قام بها من‬ ‫العمل‪ ،‬وقيل إن شرع في العمل وجبت له الأجرة بمجرد الشروع‪ ،‬وهذا إن‬ ‫كان تأخيـره عـن الوفـاء بالعمل لعـذر طرأ عليـه‪ ،‬أما إن تهـاون فإنه يكون‬ ‫مضيع ًا ولا يستحق الأجرة‪.‬‬ ‫المسـتأجر عندمـا يـؤدي هذه الحجة هل ُيشـهد على ذلـك أم لا يلزمه‬‫=‬ ‫الإشهاد؟‬ ‫الأمر يختلف باختلاف الاتفاق ما بينه وبين المؤجر‪ .‬فإن كان المؤجر وضع‬ ‫ثقته فيه فإنه لا يلزمه الإشـهاد‪ ،‬وإنما ينبغي له ذلك ليدرأ التهمة عن نفسـه‪،‬‬ ‫أما إن كان المؤجر يطالبه بالحجة وهذا هو الأصل فلا بد من أن يشهد عند‬ ‫إحرامه بأنه أحرم عن فلان‪ ،‬وأن يشهد عند وقوفه بعرفة بأن وقفته عن فلان‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪424‬‬ ‫فـي الحديـث عن النبي !‪» :‬من حج ولم يرفث ولم يفسـق رجع من‬‫=‬ ‫حجـه كيـوم ولدته ُأمه«‪ ،‬إذا حج الإنسـان عن شـخص معين هل ذلك‬ ‫الشخص الذي حج عنه أيض ًا يعود بمثل هذا الأجر؟‬ ‫الحجـة الواحدة يدخل بها ثلاثة الجنة‪ :‬الحاج والمحجوج عنه والوصي إن‬ ‫كانوا بررة أتقياء ونيتهم خالصة لوجه االله تعالى‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة أن تستأجر حجة عن أحد من الناس غير أهلها؟‬‫=‬ ‫قيـل إن المرأتيـن تنوبان عـن رجل واحد في الحج‪ ،‬وقيـل بل امرأة واحدة‬ ‫وهو الذي يقتضيه حديث الخثعمية‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫مجموعة من النساء يردن الذهاب لتأدية فريضة الحج وبعضهن تستأجر‬‫=‬ ‫ولكن مع الأسف لا يوجد لديهن محرم‪ ،‬فما رأي سماحتكم في ذلك؟‬ ‫ُرخـص للمـرأة فـي حجـة الفريضـة أن تذهب في رفقـة المسـلمين الأمناء‬ ‫المصطحبين لنسـائهم‪ ،‬ونحن ننصح أن لا يتخذ الناس الحج تجارة خاصة‬ ‫النساء لأنهن يعانين الكثير من المشكلات في ذهابهن إلى الحج‪ ،‬وإذا كان‬ ‫عرضيـن لكثير مـن الأخطاء والأخطـار عندما يحجـون عن الغير‬‫الرجـال ُم ّ‬ ‫فكيف بالنسـاء‪ ،‬فالحج ليس وسـيلة لتجارة دنيوية وإنما هو تجارة أخروية‪،‬‬ ‫ومن هنا فنيابة المرأة عن الغير في الحج بأجرة أمر فيه مخاطرة‪ ،‬واالله تعالى‬ ‫المستعان‪.‬‬ ‫هل يجوز أن يؤجر حجة عن طفل مات وعمره ثمان سنوات؟‬‫=‬ ‫لا داعي إلى ذلك‪ ،‬لأنه لم يتعبد بعد وقد مات على الفطرة‪ ،‬ولا يعني هذا‬ ‫أن ذلك حرام‪ ،‬ولكن الأولى أن تنفق هذه النفقة على الفقراء والمساكين‪.‬‬ ‫‪425‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫‪ô```°û`©dG »```dÉ`«`∏`dG‬‬ ‫ما تفسـيركم لقوله تعالى‪﴾ $ # ﴿ :‬؟ وما هي الليالي العشر؟ وماذا‬‫=‬ ‫ينبغي للمسلم أن يفعله فيها؟‬ ‫إن االله ‪ 4‬فضل ما يشاء من مخلوقاته على من يشاء‪ ،‬ففضل بعض الأمكنة‬ ‫علـى بعـض وفضل بعـض العباد علـى بعض‪ ،‬وفضـل بعـض الأزمنة على‬ ‫بعض‪ ،‬واختص ما شـاء من هذه الأزمنة بما شـاء من العبادات التي جعلها‬ ‫سـبحانه صلـة بين عباده العابديـن وبينه‪ ،‬ومن هذه الأيـام المباركات الأيام‬ ‫التي تتخللها الليالي العشر من ذي الحجة‪ ،‬بل شهر ذو الحجة كله هو شهر‬ ‫حرام من بين الأشـهر الحرم التي جعل االله تعالى الحفاظ على حرماته فيها‬ ‫ومراعاة عدم القتال وعدم التشويش على الناس في خلالها من دينه سبحانه‪،‬‬ ‫وذلـك عندما قال ع ّز مـن قائل‪{ z y x w v u t ﴿ :‬‬ ‫| } ~ ے ¡ ‪©̈ §¦ ¥ ¤ £ ¢‬‬ ‫‪] ﴾ °̄ ® ¬ «a‬التوبـة‪ ،[٣٦ :‬هـذا وقد أقسـم االله تعالى‬ ‫يدل على عظم شـأن المقسـم به‪ ،‬فإن كل ما‬‫بالليالي العشـر‪ ،‬وهذا القسـمُّ‬ ‫أقسـم االله تعالى به فقد رفع من شـأنه‪ ،‬ولم يجعل الحق سبحانه حق ًا لأحد‬ ‫من المخلوقات في أن يقسـم بشـيء من مخلوقاته‪ ،‬بل الناس ُمطالبون بأن‬ ‫يقسـموا باالله ‪ 4‬وحده أو يدعوا القسـم‪ ،‬ولكن االله تعالى بما أنه له الخلق‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪426‬‬ ‫والأمـر ولـه الحكـم والقهر يفعل ما يشـاء ويحكم ما يريد‪ ،‬يقسـم ‪ 4‬بما‬ ‫يشاء من مخلوقاته تنبيه ًا على عظم شأن ما أقسم به‪ ،‬كما أقسم ‪ 4‬بالشمس‬ ‫وضحاها وأقسم بالليل وأقسم بالفجر وأقسم بكثير مما أقسم به‪ ،‬ومن جملة‬ ‫مـا أقسـم بـه هـذه الليالـي العشـر عندمـا قـال ‪﴾ $ # ❁ ! ﴿ :8‬‬ ‫]الفجر‪ ،[٢ ،١ :‬وهو دليل عظم شـأنها كما قلت‪ ،‬وقد جاء في حديث رسـول‬ ‫االله ! ما يدل على عظم هذه الأيام إذ أخبر النبي ! »أنه ما من أيام العمل‬ ‫فيهـا خيـر وأحب إلـى االله من هذه الأيام العشـر«‪ ،‬كما جاء ذلـك في رواية‬ ‫أخرجهـا الجماعة إلا البخاري والنسـائي من طريق ابن عباس ^ فقيل له‪:‬‬ ‫لا خرج بنفسـه وماله‬‫»ولا الجهاد يا رسـول االله«‪ ،‬فقال‪» :‬ولا الجهاد‪ ،‬إلا رج ً‬ ‫فلـم يرجع بشـيء من ذلك«‪ ،‬ومعنـى ذلك أن أجور الأعمـال ُتضاعف في‬ ‫هذه الأيام‪ ،‬فكل عمل يقرب إلى االله ‪ 4‬زلفى ُيضاعفه ‪ 4‬في هذه الأيام‪،‬‬ ‫ومـن بيـن هذه الأعمال التي تقرب إلـى االله زلفى ويضاعف االله ‪ 4‬أجرها‬ ‫الصوم في الأيام التسع السابقة ليوم النحر‪ ،‬فالنبي ! لم يكن يدع صيامها‪،‬‬ ‫كما جاء ذلك في رواية حفصة ‪ #‬عند أحمد والنسائي‪ ،‬وأخرجها أبو داود‬ ‫مـن روايـة بعـض أزواج النبي !‪ ،‬والمـراد بالبعـض حفصـة أم المؤمنين‬ ‫رضي االله تعالى عنها كما دلت على ذلك الرواية التي نصت عليها‪.‬‬ ‫هل من حكمة لتفضيل هذه الليالي العشر؟‬ ‫=‬ ‫االله ‪ 4‬لـه الخلـق والأمـر‪ ،‬يفعل ما يشـاء ويحكـم ما يريـد‪ ،‬ففضل بعض‬ ‫الأمكنـة علـى بعض وفضل بعض الأزمنة على بعض‪ ،‬واختار االله تعالى من‬ ‫بيـن هذه الأزمنة المفضلة هذه العشـر‪ ،‬وهي جديـرة بالتفضيل‪ ،‬كيف وفيها‬ ‫أداء هذه المناسـك المعظمة؟! مناسـك حج بيت االله الحرام‪ ،‬الذي هو من‬ ‫أعظـم القربـات التي تقـرب إلى االله وتطهر النفس مـن أدرانها وتصفيها من‬ ‫‪427‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫أكدارهـا‪ ،‬وتربـط بين أفئدة عباد االله تعالى المؤمنين‪ ،‬وتصل بين مشـاعرهم‬ ‫وأحاسيسهم‪ ،‬وتغرس في نفوسهم روح التقوى‪ ،‬فعلى الإنسان أن يغتنم هذه‬ ‫الفرصـة‪ ،‬وأن يحـرص في خلال هـذه الأيام على التقرب بأنـواع الطاعات‬ ‫ومن ذلك أن يكثر من ذكر االله‪ ،‬ومن قيام الليل وصيام النهار وتلاوة كتاب‬ ‫االله‪ ،‬وتـدارس العلـم وصلـة الأرحـام والعطـف علـى الفقـراء والمسـاكين‬ ‫والضعفـاء‪ ،‬وأن يقـدم إلى الناس مـا يمكن أن يقدمه من خيـر يعود عليهم‬ ‫بالمنفعة وبالأجر العظيم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪428‬‬ ‫‪èëdG »a áYƒæàe ihÉàa‬‬ ‫لماذا سمي المسجد الحرام بهذا الاسم؟‬‫=‬ ‫سـمي بذلـك لحرمته‪ ،‬فهـو أول بيت وضع للناس في بلـد حرام يحرم قتل‬ ‫صيـده واختـلاء خلاه‪ ،‬ويحرم أن يسـفك فيه دم إنسـان‪ ،‬ال ّلهـم إلا إن كان‬ ‫لإقامة الحد‪ ،‬فذلك فيه حكم آخر‪.‬‬ ‫إذا كانت المرأة تريد أن تذهب إلى العمرة وزوجها لا يسمح لها‪ ،‬فهل‬‫=‬ ‫يجـوز لها أن تخالفه وتذهب‪ ،‬مع العلم أنها لم تعتمر في حياتها وهي‬ ‫مستطيعة لأداء العمرة؟‬ ‫أمـا فيمـا هو واجب عليها فليس لهـا أن تطيعه‪ ،‬ولكن ينبغي لها في مثل‬ ‫هـذه الحالـة أن تسـافر إلى الحج والعمـرة مع ًا حتى تكـون أدت فريضة‬ ‫الحـج مـع العمرة فـي وقت واحـد‪ ،‬لئلا تبقى مشـغولة الذمـة فيما بعد‬ ‫بفريضـة الحـج‪ ،‬ولعل االله تعالى أن ييسـر لها فيما بعـد أن تحج وتعتمر‬ ‫تنفلاً‪.‬‬ ‫هل حج المرأة من مسؤولية الزوج أم لا؟‬‫=‬ ‫هو غير مسـؤول عن ذلك‪ ،‬فإن الحج إنما هو على من اسـتطاع إليه سبيلاً‪،‬‬ ‫وهي عبادة يستقل بها كل إنسان في خاصة نفسه‪ ،‬فالمرأة تستقل بها والرجل‬ ‫‪429‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫يسـتقل بهـا‪ ،‬فـإن تبرع زوجهـا بمؤونة حجها فـإن عليها أن تحـج في هذه‬ ‫الحالة من مال زوجها‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل يجوز للزوج أن يأخذ زوجه للحج والصرف عليها من باب التعاون‬‫=‬ ‫البر والتقوى أم يلزمها ذلك من مالها فقط؟‬ ‫علىِّ‬ ‫الأصل في ذلك أن تؤدي الواجب الذي عليها من مالها‪ ،‬ولكن نظر ًا لما بين‬ ‫الزوجيـن من الاندماج والاختلاط‪ ،‬ولأن الـزوج هو القيم على امرأته‪ ،‬فإن‬ ‫أخذها إلى الحج من ماله وأدت هذه الفريضة فإنها تكون مؤدية لما عليها‪،‬‬ ‫ولـو كان عندها يسـر فضلاً عن كونها غير موسـرة‪ ،‬فإن كانت غير موسـرة‬ ‫من االله عليها باليسر فليس عليها أن‬ ‫وأدت هذه الفريضة من مال زوجها ثمَّ‬ ‫تعيدها مرة أخرى‪ ،‬بل ذلك مجز عنها إن شاء االله‪.‬‬ ‫هـل يجـوز للمرأة أن تحج بمبلغ الجمعية بعد اسـتلامها لها مباشـرة‪،‬‬‫=‬ ‫وهـل لا بـد مـن وجود ما يضمن لها سـداد دينها‪ ،‬وإن لـم تمتلك هل‬ ‫تعتذر عن الذهاب‪ ،‬وماذا عليها أن تفعل؟‬ ‫إن كانـت واجـدة لمـا يسـد مسـد هذا الحـق الذي تنفقـه مما اسـتلمته من‬ ‫الجمعية فلا مانع‪ ،‬أما إن كانت غير واجدة فهذا دين عليها‪ ،‬وعليها أن تلتزم‬ ‫أولاً قضـاء حقوق الناس‪ ،‬لأن الحج واجب على المسـتطيع‪ ،‬وغير الواجد‬ ‫غير مستطيع‪.‬‬ ‫هل يفضل أن ترمي المرأة الجمار بنفسها بعد غروب الشمس أم يرمي‬‫=‬ ‫عنها محرمها؟‬ ‫إن تمكنـت مـن غيـر مشـقة ولا عسـر أن ترمي فذلـك أفضل لهـا وأولى‪،‬‬ ‫واالله أعلم‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪430‬‬ ‫امـرأة أرادت أن تحـج عن أُمها لكن أختها تولت المهمة على أن تحج‬‫=‬ ‫عنها من مالها؟‬ ‫البر بأُمها فما عليها أن تؤخر هذا العام عن الحج وتحج في‬‫إن كانت تريدِّ‬ ‫عـام قابـل عنها‪ ،‬أما أن تحجا جميع ًا في عـام واحد عن نفس واحدة فذلك‬ ‫لا يسـوغ‪ ،‬بـل لا بد من أن تكون حجة واحدة في عـام‪ ،‬وأن تكون الحجة‬ ‫الأخرى في عام آخر هذا هو القول الراجح‪.‬‬ ‫في الحديث »من حج ولم يزرني فقد جفاني«‪ ،‬ما صحة هذا الحديث؟‬‫=‬ ‫الحديـث غيـر صحيـح‪ ،‬وإنما ينبغي للإنسـان الذي يحج ويصـل إلى تلك‬ ‫الأماكن المقدسـة أن يزور مسجد الرسول !‪ ،‬وأن يص ّلي فيه ويسلم على‬ ‫الرسول ! واقف ًا على قبره الشريف‪.‬‬ ‫هل يجوز للمرأة زيارة قبور الصحابة وأهل بيت الرسول !؟‬‫=‬ ‫اختلف في ذلك‪ ،‬والجواز عند من يراه مشـروط بأن تكون الزيارة للاتعاظ‬ ‫بالموت‪ ،‬ولا يصحبها عويل ولا غيره من المنكرات‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫هل ُتلزم المرأة بالصلاة في الحرم حيث تكثر فيه زحمة الرجال والنساء؟‬‫=‬ ‫لا يلـزم المرأة الحاجة أن تص ّلي في المسـجدين الشـريفين‪ ،‬وإنما يسـتحب لها‬ ‫ذلك إذا كانت في مأمن من الزحام مع الرجال‪ ،‬ولم تكن على حالة تخشى معها‬ ‫الفتنة‪ ،‬أما إذا لم يتوفر لها هذان الشرطان فصلاتها في بيتها ألزم‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫مـن المعـروف أن الصلاة في المسـجد الحرام تعـادل مائة ألف صلاة‪،‬‬‫=‬ ‫فهل إذا ص ّلت المرأة المسـلمة في غير المسـجد الحرام وهي في مكة‬ ‫مكان سكنها لها مثل هذا الأجر؟‬ ‫‪431‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫إن كانـت تص ّلـي هناك من أجل أن تحترز مـن لقاء الرجال والاختلاط بهم‬ ‫ونية‬ ‫فنعم لأن هذه النية وحدها يترتب عليها الأجر الكبير بمشيئة االله تعالى‪ّ ،‬‬ ‫المؤمن خير من عمله‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـا حكم اسـتعمال المرأة الأدويـة لمنع الحيض في أيـام الحج‪ ،‬وماذا‬‫=‬ ‫تفعل المرأة الحائض في أيام الحج؟‬ ‫لا مانـع من ذلـك‪ ،‬لأجل التمكن من طـواف الإفاضة قبل مغـادرة رفقتها‪،‬‬ ‫وتأتي الحائض جميع مناسك الحج إلا الطواف بالبيت‪ ،‬واالله أعلم‪.‬‬ ‫امرأة حاضت في الحادي عشـر من ذي الحجة وهي محرمة في الحج‬‫=‬ ‫ولـم تطف الإفاضة‪ ،‬وأخـذت علاج ًا لذلك وتوقـف الحيض في اليوم‬ ‫التالـي‪ .‬فماذا تعتبر حجها هل تغتسـل و ُتكمـل إحرامها أو تذبح نرجو‬ ‫الإفادة؟‬ ‫لما نـزل ما كان ينبغي لها أن تحبسـه‪ ،‬لأن‬ ‫أخطـأت في هـذا‪ ،‬لأن الحيض ّ‬ ‫حبس هذه الفضلات الجسمية يؤدي إلى احتقانها في الجسم‪ ،‬وينعكس أثر‬ ‫ذلك السلبي على الجسم‪ ،‬فهذه ُسَّنة االله تعالى ولا ينبغي للإنسان أن يصطدم‬ ‫بما سـ ّنه االله ‪ ،4‬ولكـن إن رأت الطهر والقصة البيضاء‪ ،‬ولم تكن مشـوبة‬ ‫بشـيء من الدم ففي هذه الحالة تعد نفسها طاهرة وتطوف طواف الإفاضة‪،‬‬ ‫ونسأل االله تعالى القبول‪.‬‬ ‫امـرأة ذهبت إلى العمرة والحج فأتاهـا الحيض‪ ،‬وهي في ذلك المكان‬‫=‬ ‫فماذا تفعل؟‬ ‫تأتـي بكل مناسـك الحج ما عدا الطواف بالبيت‪ ،‬فهـي تحرم‪ ،‬وتذهب إلى‬ ‫منـى وتقـف في عرفات وترمـي الجمار وتفعل كل ما يفعلـه الحاج ما عدا‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪432‬‬ ‫أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر من حيضها‪ ،‬وكذلك إن كانت معتمرة فإنها‬ ‫تحـرم وتلبـي وتفعل ما يفعله المعتمـر إلا الطواف بالبيـت‪ ،‬فإنها تنتظر بها‬ ‫الطهر من حيضها‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫مـا قول سـماحتكم في رجل عقـد قرانه على امرأة ولم يدخل بها بعد‪،‬‬‫=‬ ‫وأراد الذهاب إلى العمرة‪ ،‬فهل يجوز له أن يأخذها معه‪ ،‬لأنه سمع من‬ ‫بعض الأشخاص أنه ليس محرم ًا لها لكونه لم يدخل عليها بعد؟‬ ‫هو ليس بمحرم لها‪ ،‬لأنها لو كانت محرم ًا له لما جاز له أن يتزوج بها ولا‬ ‫أن يستمتع بها‪ ،‬وإنما هي حليلته‪ ،‬وهو أقرب الناس إليها وهي أقرب الناس‬ ‫إليـه‪ ،‬فلذلـك كانا زوجيـن‪ ،‬ومعنى كونهما زوجين أنهمـا حقيقة واحدة كل‬ ‫واحـد منهمـا يمثل شـطر ًا من هـذه الحقيقة‪ ،‬فهـو زوج لها وهـي زوج له‪،‬‬ ‫والـذي أحلهـا له هو العقد الشـرعي‪ ،‬فبمـا أنه عقد زواجه بهـا فهي حليلته‬ ‫ولذلك أبيح له الاستمتاع بها‪ ،‬وما دام مباح ًا له الاستمتاع بها فكيف لا يباح‬ ‫لها أن تسافر معه‪ ،‬فلا مانع من ذلك‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم في امرأة كبيرة في السـن ولكنها تسـتطيع المشـي قرابة ثلاثة‬‫=‬ ‫كيلومترات أو أكثر وهي تنوي تأجير حجة عن نفسها لعدم تمكنها من‬ ‫تأدية الفريضة عن نفسها وذلك لسبب لم تبح به؟‬ ‫من كان قادر ًا على أداء هذه الشعيرة المقدسة بنفسه فلا يسمح له أن يؤجر‬ ‫غيره مع عدم الحيلولة بينه وبين أداء هذه الفريضة بأي مانع‪ ،‬أما العاجز فله‬ ‫أن ينيب غيره‪ ،‬لأجل حديث المرأة الخثعمية التي جاءت إلى رسول االله !‬ ‫فقالـت لـه‪ :‬يا رسـول االله إن فريضـة االله على عباده في الحـج‪ ،‬أدركت أبي‬ ‫شيخ ًا كبير ًا لا يستطيع الثبوت على الراحلة أفأحج عنه؟ فقال لها النبي !‪:‬‬ ‫‪433‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫»أرأيـت أن لـو كان على أبيك دين فقضيتـه أكان ذلك مجزي ًا عنه؟« فقالت‪:‬‬ ‫نعم‪ .‬فقال‪» :‬فذاك ذاك«‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫ما قولكم في امرأة عندها طفلة عمرها سنة وثلاثة أشهر فقامت بفطامها‬‫=‬ ‫جدتها غير راضية عنها أن تذهب؟‬ ‫لتذهب إلى الحج لكن ّ‬ ‫للجدة وإنما هو للأبوين‪ ،‬فإن اتفقا على فطام الطفل لأي غرض‬‫ّ‬‫الأمر ليس‬ ‫مـن الأغـراض‪ ،‬وكان الطفـل يحتمـل الفطـام فـلا مانـع مـن أن يفطم قبل‬ ‫السنتين‪ ،‬لأن االله تبارك وتعالى قال‪~ } | { z ﴿ :‬ے‬ ‫¡ ‪2 ± °̄ ®¬ « a ©̈ § ¦¥ ¤ £ ¢‬‬ ‫‪Ä Ã Á À ¿ 3⁄41⁄2 1⁄4 » o 1̧ ¶ μ́3‬‬ ‫‪Ó Ò Ñ Ð Ï ÎÍ Ì Ë Ê É È Ç Æ Å‬‬ ‫‪ã â á à ß Þ Ý ÜÛ Ú Ù Ø × Ö Õ Ô‬‬ ‫‪] ﴾ ä‬البقـرة‪ّ ،[٢٣٣ :‬‬ ‫فبيـن ‪ 4‬أن الفطام إنما يكون عن تراض ٍ بينهما‪ ،‬فإن‬ ‫كان عن تراض ٍ بينهما فلا حرج‪.‬‬ ‫امرأة تريد أن تذهب إلى الحج هل يجوز لها أن تأخذ مساعدة مالية من‬‫=‬ ‫أولادها علم ًا بأنها لا تمتلك مالاً؟‬ ‫أمـا أن تكلفهـم ذلك فـلا‪ ،‬ولكن إن أعطوها من طيـب خاطرهم فذلك من‬ ‫برهم بها ولتتوكل على االله ‪.8‬‬ ‫بالنسبة للحاج عندما يعود من الحج كيف ينبغي أن يكون؟‬‫=‬ ‫الحـج كغيره من العبادات شـرع من أجل غـرس روح التقوى في عباد االله‪،‬‬ ‫والعبادات بأسرها تؤدي إلى هذه الغاية المطلوبة كما يدل على ذلك القرآن‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪434‬‬ ‫الكريم وذلك فـي قوله تعالى‪r q p o n m l ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ v u t s‬البقـرة‪ ،[٢١ :‬وقـد أكـد القرآن علـى اقتران الحج‬ ‫بالتقـوى فـي كثير من آيات الكتاب أكثر من غيـره فاالله تبارك وتعالى يقول‪:‬‬ ‫﴿ ‪] ﴾ ¥ ¤ £ ¢‬البقرة‪ ،[١٩٦ :‬ثم يختتم ذلك بقوله سبحانه‪î ﴿ :‬‬ ‫‪] ﴾ ô ó ò ñ ð ï‬البقـرة‪ [١٩٦ :‬ثـم على أثر ذلك يقول‪! ﴿ :‬‬ ‫" ‪10 / . - , + * ) ( ' & % $#‬‬ ‫‪? >= < ; : 9 87 6 5 4 3 2‬‬ ‫@ ‪] ﴾ A‬البقرة‪ [١٩٧ :‬ثم يقول‪'& % $ # " ﴿ :‬‬ ‫( ) * ‪9 8 76 5 43 2 1 0 / . - , +‬‬ ‫‪] ﴾ = < ; :‬البقـرة‪ ،[٢٠٣ :‬كمـا نجـد أن االله ‪ 4‬يقول‪:‬‬ ‫﴿ ‪] ﴾ @ ? > = < ; : 9 8‬الحج‪ ،[٣٢ :‬ويقول في‬ ‫البدن التي تساق إلى ذلك المكان المقدس‪1⁄4 » o 1̧ ¶ ﴿ :‬‬ ‫1⁄2 3⁄4 ¿ ‪] ﴾ À‬الحـج‪ ،[٣٧ :‬فالحـج هو من أهـم العبادات التي‬ ‫تغـرس روح التقـوى فـي نفس الإنسـان وتنميهـا في سـلوكه وذلك بحيث‬ ‫يكـون الإنسـان حريص ًا على اتباع أمـر االله‪ ،‬وعندما ينقلب إلـى أهله راجع ًا‬ ‫عليـه أن يقلـب صفحته من الشـر إلى الخير ومن الضـلال إلى الهدى ومن‬ ‫الغي إلى الرشـد ومن الفسـاد إلى الصـلاح ومن الانحراف إلى الاسـتقامة‬ ‫ومن النفرة من إخوانه إلى التآخي معهم ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق‬ ‫ومـن كل شـر إلى كل خير‪ .‬كما يؤمر الإنسـان وقد أكرمـه االله ‪ 4‬بالوفادة‬ ‫إليـه فـي تلكم الأماكن المقدسـة أن يحـرص على تذكر الانقـلاب إلى االله‬ ‫تعالـى في الـدار الآخرة‪ ،‬وأن يزن جميـع تصرفاته وأعمالـه بموازين الحق‬ ‫التـي أنزلهـا االله ‪ ،4‬ليكون مسـتعد ًا للانقلاب إلى ربه تبـارك وتعالى وهو‬ ‫نظيـف الجيـب طاهـر القلـب والنفس نقـي السـلوك بعيد عـن معاصي االله‬ ‫‪435‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫مستمسـك ًا بحكـم االله تعالـى المتيـن ناهج ًا صراطـه المسـتقيم‪ ،‬وبهذا ينفي‬ ‫الحـج الأوزار والمعاصي كما جاء في الحديـث عن النبي !‪» :‬تابعوا بين‬ ‫الحـج والعمـرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفـي الكير خبث الحديد‬ ‫والذهـب والفضة«‪ ،‬وفـي الحديث عن النبي !‪» :‬والحـج المبرور ليس له‬ ‫جـزاء إلا الجنـة«‪ ،‬فعلى الإنسـان أن يحـرص على أن يكون حجـه مبرور ًا‪،‬‬ ‫وعلامة بره أن يعود خير ًا منه عندما ذهب‪ ،‬واالله تعالى الموفق‪.‬‬ ‫مـا نصيحتكـم لمن وفقه االله للذهاب إلـى العمرة والحج وبعدها رجع‬‫=‬ ‫إلى سالف عهده من ارتكاب المحرمات؟‬ ‫نقـول له ولغيـره الواجب عليهـم أن يتقوا االله‪ ،‬وليس التقوى بسـبب الحج‬ ‫والعمرة فحسب‪ ،‬وإنما التقوى فريضة على الإنسان من أول مراحل حياته‪،‬‬ ‫فإن تقوى االله تعالى ضمان للإنسان في الدنيا والآخرة‪ ،‬وحسب امرىء من‬ ‫دنياه أن يعمل بطاعة ربه وأن يقف عند حدوده‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫شـخص توفـي والده في السـنة الماضيـة وكان ينـوي أن يذهب للحج‬‫=‬ ‫وتـرك مبالـغ معينـة لهذا الأمـر إلا أنه لـم يتوفق‪ ،‬فهل يحـج عنه أحد‬ ‫أقربائه بذلك المبلغ؟‬ ‫بمـا أنـه لم يوص ِ به فإن مرجعه إلى الورثة‪ ،‬فـإن كان الحج واجب ًا عليه‬ ‫وكان قـادر ًا علـى أدائه فيؤمر أقرباؤه أن يحجوا عنه‪ ،‬كما قال النبي !‪:‬‬ ‫يـدل على الوجوب‪،‬‬‫ ُّ‬‫»فاقضـوا فديـن االله أحـق بالقضاء«‪ .‬وهذا أمر وهو‬ ‫سـواء مـن ذلك المبلـغ إن وافق الورثـة على ذلك أو من غيـره‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫يجب عليهم في الحقوق المالية دون غيرها‪ ،‬ومن العلماء من لا يرى لا‬ ‫هذا ولا ذاك‪.‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪436‬‬ ‫هل يجوز للشخص أن يحج عن أبيه قبل أن يحج عن نفسه؟‬‫=‬ ‫عندما سـمع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أحد ًا يلبي عن ُش ُبرمة وسأله‬ ‫عنه‪ ،‬أمره بعد ذلك أن يلبي عن نفسـه أولاً‪ ،‬فالإنسـان ُمطالب بأن ُيلبي عن‬ ‫نفسه إذ أداؤه لفرض نفسه هو الواجب عليه‪ ،‬وليس ُمتعبد ًا بأن يؤدي فرض‬ ‫غيره‪ ،‬فكيف يقدم أداء فرض غيره قبل أن يؤدي فرضه؟!‪.‬‬ ‫وليـه فمر به علـى الميقات‪ ،‬هل يحـرم له ومن الذي‬‫الطفـل إذا حملـه ّ‬‫=‬ ‫ُيلبي؟ ولو فعل شيئ ًا من المحظورات فعلى من تكون الفدية؟‬ ‫دل حديث‬‫أمـا الطفـل فهـو غيـر مكلف لأنه لـم يبلغ سـن التكليف‪ ،‬وقـدَّ‬ ‫الرسـول ! على أن الصبي رفع عنه القلم حتى يحتلم‪ ،‬وهذا لا يمنع من‬ ‫وليه لـه واجبات الإحـرام‪ ،‬فقد ثبت فـي الحديث أن‬‫الإحـرام لـه‪ ،‬فيراعي ّ‬ ‫امرأة حملت طفلاً ورفعته إلى النبي ! وقالت له‪ :‬يا رسول االله ألهذا حج؟‬ ‫قـال‪» :‬نعم‪ ،‬ولـك أجر«‪ ،‬ومعنى ذلـك أن هذه الحجة تكون محسـوبة لهذا‬ ‫الطفل‪ ،‬وإن كان جمهور العلماء يرون أن الفرض لا يسـقط بها‪ ،‬إذ الحجة‬ ‫في هذه المرحلة من العمر إنما هي نافلة‪ ،‬ولا تسقط الفريضة بها‪ ،‬بل تبقى‬ ‫الفريضة في ذمته عندما يبلغ ال ّلهم إلا إن صار عاجز ًا‪ ،‬فإن العاجز لا ُيكلف‬ ‫ما لا يستطيعه‪ ،‬فاالله تبارك وتعالى ناط فريضة الحج بالاستطاعة عندما قال‪:‬‬ ‫﴿ | } ~ ے ¡ ‪] ﴾ ¥ ¤ £ ¢‬آل عمـران‪ ،[٩٧ :‬والولـي‬ ‫هـو المأمـور بأن ُيراعي إحرام الطفل وليس معنى ذلك أن يدع الطفل جانب ًا‬ ‫ويذهب هو بنفسه ليؤدي عنه المناسك‪ ،‬وإنما عندما يلبي الولي يأمر الطفل‬ ‫بـأن يتابعـه في تلبيته بقدر مسـتطاعه إن كان يسـتطيع النطق أمـا إن كان لا‬ ‫ينطـق فحسـبه أن يلبس ملابس الإحـرام وأن ُيطاف به حـول البيت الحرام‬ ‫وأن ُيوقـف بـه فـي المواقف‪ ،‬وكل ما يترتب على النسـك الـذي يكون من‬ ‫‪437‬‬‫‪è`ë`dG ihÉ`` àa‬‬ ‫البالغ يترتب على ال ُنسـك الذي يكون من الطفل من فدية وغيرها‪ ،‬وكذلك‬ ‫عندمـا يمتع بالعمـرة إلى الحج فإنه يلزمه هدي ويخـرج ذلك كله من مال‬ ‫الولي لا من مال الطفل‪ ،‬لأن هذا الأمر ليس من ضرورات الطفل حتى يقوم‬ ‫به من ماله‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫يرغـب أعداء الإسـلام في أن يقل عدد المسـلمين فـي الحج وذلك أن‬‫=‬ ‫العـدد الكبيـر يثيـر فيهم الخوف والرعـب‪ ،‬فهم يحاولون ليـل نهار أن‬ ‫يدبره أولئك مع ما تقولونه؟‬ ‫يقللوا هذه الأعداد‪ ،‬فهل يتعارض ما ّ‬ ‫قلـت ُتراعـى آثار الأعمال الصالحة التي هي فوق حـد المفروض‪ ،‬و ُتراعى‬ ‫آثارهـا في النفـوس وفي المجتمعات‪ ،‬فبقـدر ما يكون أثرهـا أكبر فالمثوبة‬ ‫عليها أعظم‪ ،‬وعندما يكون أعداء الإسلام يحسون بالرعب والهيبة من كثرة‬ ‫المسـلمين‪ ،‬فـإن فـي تكثير سـواد الذين يذهبـون إلى حج بيـت االله الحرام‬ ‫إرعابـ ًا لأولئـك خيـر ًا كثير ًا‪ ،‬وذلك يعادل الجهاد في سـبيل االله‪ ،‬لأن كل ما‬ ‫يثير الرعب في نفوسهم يعد من باب الجهاد‪ ،‬واالله تعالى أعلم‪.‬‬ ¢Sô```¡`Ø`dG‫‪¢Sô````¡`Ø`dG‬‬ ‫مقدمة ‪٥ ..................................................................................................................................‬‬ ‫‪∫hC’G π°üØdG‬‬ ‫‪IÓ°üdG ihÉàa‬‬ ‫الطهارات ‪٩ ............................................................................................................................‬‬ ‫أحكام دماء المرأة ‪٢٠ ........................................................................................................‬‬ ‫الحيض ‪٢٠ ............................................................................................................................‬‬ ‫= الطلوع والنزول في الحيض ‪٢٩ ......................................................................‬‬ ‫= ما يجوز للحائض ‪٣٠ ........................................................................................‬‬ ‫= ما لا يجوز للحائض ‪٤٢ ...................................................................................‬‬ ‫= ما يكره للحائض ‪٤٥ ..........................................................................................‬‬ ‫الاستحاضة ‪٤٧ .....................................................................................................................‬‬ ‫التوابع وعلامات الطهر ‪٥٩ ..............................................................................................‬‬ ‫= الانتظار ‪٦٩ ...........................................................................................................‬‬ ‫النفاس ‪٧٤ .............................................................................................................................‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪442‬‬ ‫الغسل ‪٨٧ ..............................................................................................................................‬‬ ‫= الغسل من الحيض ‪٨٧ .......................................................................................‬‬ ‫= الغسل من الاستحاضة ‪٩٥ ................................................................................‬‬ ‫= الغسل من الجنابة ‪٩٨ ........................................................................................‬‬ ‫فتاوى متنوعة في دماء المرأة وأحكامها ‪١٠٤ ..........................................................‬‬ ‫الوضوء ونواقضه ‪١٠٩ .......................................................................................................‬‬ ‫التيمم ‪١١٦ ............................................................................................................................‬‬ ‫الصلاة ‪١١٩ ..........................................................................................................................‬‬ ‫= وقت الصلاة ‪١١٩ ...............................................................................................‬‬ ‫= القبلة واللباس والسترة ‪١٢٤ ............................................................................‬‬ ‫= أعمال الصلاة ‪١٣٠ .............................................................................................‬‬ ‫= سجود التلاوة والدعاء ‪١٣٨ .............................................................................‬‬ ‫= الخشوع في الصلاة ‪١٤٠ ..................................................................................‬‬ ‫= صلاة الجماعة ‪١٥٧ ...........................................................................................‬‬ ‫= صلاة المريض ‪١٦٢ ...........................................................................................‬‬ ‫= نواقض الصلاة ‪١٦٨ ...........................................................................................‬‬ ‫= الشك في الصلاة وسجود السهو ‪١٧١ ..........................................................‬‬ ‫= إعادة الصلاة وقضاؤها ‪١٧٥ ............................................................................‬‬ ‫= الجمع في الحضر ‪١٨٦ ....................................................................................‬‬ ‫= صلاة السفر ‪١٨٧ ................................................................................................‬‬ ‫‪443‬‬‫‪¢Sô`` ¡`Ø`dG‬‬ ‫= السنن والنوافل ‪١٩٧ ...........................................................................................‬‬ ‫= صلاة التسابيح والتراويح ‪٢٠٤ ........................................................................‬‬ ‫= صلاة العيد ‪٢٠٨ ..................................................................................................‬‬ ‫= فتاوى متنوعة في الصلاة ‪٢١٠ ........................................................................‬‬ ‫‪»fÉãdG π°üØdG‬‬ ‫‪IÉcõdG ihÉàa‬‬ ‫نصاب الزكاة ‪٢٢١ ...............................................................................................................‬‬ ‫مصارف الزكاة ‪٢٢٤ ...........................................................................................................‬‬ ‫زكاة الحلي ‪٢٣٠ ..............................................................................................................‬‬ ‫زكاة النقدين ‪٢٣٨ ................................................................................................................‬‬ ‫زكاة الفطر ‪٢٤١ ...................................................................................................................‬‬ ‫والدين ‪٢٤٦ .................................................................................................‬‬‫زكاة القرض ّ‬ ‫زكاة التجارة ‪٢٤٨ ................................................................................................................‬‬ ‫زكاة مال الصبي ‪٢٤٩ .........................................................................................................‬‬ ‫الإنفاق في وجوه الخير ‪٢٥١ ...........................................................................................‬‬ ‫فتاوى متنوعة في الزكاة ‪٢٥٥ ...........................................................................................‬‬ ‫‪ådÉãdG π°üØdG‬‬ ‫‪Ωƒ°üdG ihÉàa‬‬ ‫والنية ‪٢٦١ .....................................................................................................‬‬ ‫ّ‬‫أهمية الشهر‬ ‫رؤية الهلال ‪٢٧٠ .................................................................................................................‬‬ ‫‪∫hC’G AõédG ` Ö«éj »àØadGh ∫CÉ°ùJ ICGôadG‬‬‫‪444‬‬ ‫الصوم في السفر ‪٢٧٥ ........................................................................................................‬‬ ‫الإجازة بالصوم ‪٢٧٦ ..........................................................................................................‬‬ ‫المريض والعاجز عن الصوم ‪٢٧٧ ..................................................................................‬‬ ‫صيام النفل ‪٢٨٣ ..................................................................................................................‬‬ ‫ما يفسد الصوم ‪٢٨٨ ..........................................................................................................‬‬ ‫ما لا يفسد الصوم ‪٢٩٣ .....................................................................................................‬‬ ‫الجنابة والجماع في رمضان ‪٣٠٣ ...................................................................................‬‬ ‫القضاء والإطعام والكفارة ‪٣٠٥ .......................................................................................‬‬ ‫الاعتكاف ‪٣٢٠ .....................................................................................................................‬‬ ‫ليلة القدر ‪٣٣٠ .....................................................................................................................‬‬ ‫مسائل طبية في الصيام ‪٣٤٢ .............................................................................................‬‬ ‫العيد ‪٣٤٧ ..............................................................................................................................‬‬ ‫فتاوى متنوعة في الصوم ‪٣٥٨ .........................................................................................‬‬ ‫‪TMHGôdG π°üØdG‬‬ ‫‪èëdG ihÉàa‬‬ ‫الحج مناسكه وأهميته ‪٣٨١ .................................................................................................‬‬ ‫محرم المرأة في الحج ‪٣٩٥ .............................................................................................‬‬ ‫الإحرام ‪٣٩٨ .........................................................................................................................‬‬ ‫الطواف ‪٤٠٣ .........................................................................................................................‬‬ ‫السعي ‪٤٠٥ ...........................................................................................................................‬‬ ‫‪445‬‬‫‪¢Sô`` ¡`Ø`dG‬‬ ‫يوم التروية والمبيت بمنى ‪٤٠٧ .......................................................................................‬‬ ‫الوقوف بعرفة ‪٤٠٨ .............................................................................................................‬‬ ‫المبيت بمزدلفة ‪٤١٢ ..........................................................................................................‬‬ ‫التقصير ‪٤١٤ .........................................................................................................................‬‬ ‫العمرة ‪٤١٥ ...........................................................................................................................‬‬ ‫الإجارة في الحج والعمرة ‪٤٢١ ......................................................................................‬‬ ‫الليالي العشر ‪٤٢٥ ..............................................................................................................‬‬ ‫فتاوى متنوعة في الحج ‪٤٢٨ ...........................................................................................‬‬