ل س ‎.٠‏ . 7 ِ كورعنتا ر طا لى م٠.‏ > َ و س ‎٨‏ س ) 7 ‎٨‏ ‎٠٩٥٩ ٠‏ ‎١‏ 7 : ;نارمبي ] س ‎٠‏ / ‎٠‏ - + لس عَتمارعبدالكاق الأاط ج يعمارعبدال5ايالاباصي : ي 8: 57 ا جرح 7 7 ي 4 : « ز: 717 9: 4 ه. & ت ‎٢‏ لريا گونح .» لوت تر __. ااتتبزوي - س. ‎٠ .‏ ..من . :+. عمه : ": ار . ماكنا: 8 . 7 ل ( -_-. , - .. . الر لة 7: / 1 أ ليزر الرو » ! ا ن .. يم الب ن ‎٢‏ ه الأع نظ + ,.. ‎١‏ ا كرا رخم لما ‎١"‏ 1 ة . : ن : زر : . : رن امك. : : 1 7. ا 7 : : : ؤ ز ‎١7‏ 2 ن ز 18. , ‎١‏ ‎٢ :‏ . د تصمت. و 7 ) ! ا." تلا اان _ م ر . م . هع . | إ! بم. .... 2 ه . حم ] تل . "ل هذ: ل , خو "ية." - ‎١‏ ا]انزاكايين.:. . ن : بيجي ...- ر : : : ا :: : : . غ : : ‎١ 7 5 . ١‏ . : : . : س . رر 47. ‎١ ١‏ ---< . : : 3. ---": :. .-. . 7 ... 01 02 10 3 الإيداع القانوني : 2013 - 2397 ردمك : 8 - 150 - 00- 9931 - 978 © موفم للنشر - الجزائر 2013 الد كنو رعحَحَمار طال ‎٣‏ ‏7 و راع ‎١١ 5 2‏ - ب وانالكلات; : ; برم اللوجز لأبي عتمارعبدالكايالأباضي امجلرالاؤل صدر هذا الكتاب بدعم من وزارة الثقافة 2013 في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون و الآداب و تطويرها موفم 41 سانت امراته مقكذمَة لا نعدو الحق إذا قلنا ان الخوارج لم تدرس آراؤهم العقائدية والسياسية دراسة تقارب الدراسات الكثيرة الني قام بها الباحثون عن فرقة المعتزلة وآرائها الكلامية الفلسفية ، أو عن فرقة الاشاعرة الني اخذت من الاعتزال بطرف ، ومن السلفية بطرف آخر وتوسطت بين المنهج القرآني ومنهج الحديث عن جهة ، وبين المنهج الفلسني الذي اغرق فيه المعتزلة 0 وحاولوا تطبيقه على المجال الغيبي الديني 6 كما حاولوا استخدامه في المجال الطبيعى وني المجال الانساني © من جهة أخرى . كما أن الباحثين اهتموا بدراسة الشيعة ث وبتحليل عقائدها في الالوهية والنبوة والامامة 3 وما علق بها من عناصر غنوصية ، الني علقت أيضاً بالباطنية الصوفية © ومن الغر يب أن المستشرقين ، وخاصة المعاصرين منهم ، قد انصب اهتامهم الاكبر على مجالين اساسيين من الدراسات الفلسفية الاسلامية } مجال الغنوص الشيعى الذي بذل لي ابراز معالمه 0 وي تحليل عناصره تحليلاً فلسفياً غنوصياً ، المستشرق كوربان ( منطه .ط ) حيث انه نفذ بمنهجه الظواهري الى اعماق الغنوصية بحق أو بغير حق ؤ ومجال الباطنية الصوفية الني استبطنها © ولبس لبوسها المعقد © وروحانيتها الغامضة ، مستشرقون كثيرون 0 وعلى رأسهم المستشرق ماسينيون ) ن . ) . ولا ندري هل كان ذلك عن ميل طبيعي ؤ ونزوع نفسي عند هؤلاء الأورو بيين الذين نشاوا ني بيئات عقلية علمية ، ام انهم ارادوا ان يحملوا إلى اقوامهم هذه لنظر يات الشرقية الغنوصية المغرقة في الباطنية 0 ويضعوا امامهم هذه المسرحيات النفسية الذوقية ث وهذه التهويمات الخيالية الذاتية © لينعشوا بها أخيلة ذويهم 8 وارواحهم التي غاضت روحا نيتها » وانطظمست شفافيتها ورقتها . لما ان غلب عليها العقل 3 واتت عليها الالة 3 وسطت عليها المادة } فنفذت إلى أعماقها 0 وسدت ‎٥ 5‏ عليها كل منفذ ، ومنعت عنها كل تفتح ، أم أنهم قصدوا إلى أغراض اخرى ذات صلة بالتنويم أو التخدير © تخدير العقلانية بين ابناء العالم الاسلامي ، وامدادهم مز يد من السكر ، وبمزيد من الفناء 0 فعمدوا إلى اصباغ عملهم بصبغة سياسية ماكرة كامنة وراء الدراسات العلمية } بغية تشريح الميكل النفسي الاسلامي . او تحليل الجهاز الروحي والاجتاعي ، للمجتمع الاسلامي & كي يهيا للنفاذ لبه ‎٤‏ ‏وللتحكم ني تياره الذي اخذ في الهبوب ، والوثوب ، ولكبح جماحه ، والاخذ بزمامه الذي أخذ في الانفلات منهم ؟ ولا ندري ، ولعلهم دارون ، وانما الذي نتيقنه ان الصراع الفكري والعقائدي لم ينفك على اشده ، ان في الخفاء ث وان في العلن . وربما يقال : ان ذلك كان عن مجرد مصادفة ، وعن مجرد اتفاق & ولكن هل بقى ني عالمنا اليوم من مصادفة واتفاق ؟ . ومن جهة اخرى فان السلفية او مذهب اهل الحديث لم ياخذ ما يستحقه من دراسات 0 ومن بحوث & وفيه أنظار اسلامية أصيلة مستمدة من القرآن نفسه ©، ومن صحيح السنة اللذين يمثلان العقائد الاسلامية ني منبعها الصائي ، الذي يخاطب النظرة الانسانية الطاهرة ، وقد حاول ابن رشد ان ينبه الناس إلى هذا المنهج القرآني في اعتقاد العقائد في كتابه « مناهج الادلة ني عقائد الملة } وان يبين جدلية مناهج المتكلمين 3 وتهافتها 0 وعدم اقناعها للعقل & وعدم كفايتها لارواء النفس ولطمانينتها } وانها لا تورث الا الحيرة والشكوك والظنون . ولكن ينبغي ان نشير إلى ان بعض المستشرقين اهتم بدراسة الخوارج & وبتتبع حركنهم ث ويصطبغ اغلب هذه الدراسات بصبغة تاريخية أو اخبارية 0 وكاد ان يكون مقصورا عليها 0 ويبين لنا ذلك ما قام به فلهوزن : (صءوسعطااء٧)‏ ني بحشه التار يخي النقدي لحركني الخوارج والشيعة وما قام به موتيلنسكي : ( نلتصنار٤٥)‏ من ابحاث وتحقيق نصوص تتعلق بالاباضية ‎١‏ © وقد كاد ان بتخصص في دراسة عقائد الاباضية ، وئي تاريخهم السياسي والاجتماعي . سواء ني ذلك ما يتصل باباضية المغرب الاسلامي ني الجزائر وتونس وليبيا أو في زنجبار ‎)١(‏ انظر فهرست المصادر والمراجع . ‎٦‏ 6 ح ىائ٤‏ ث , . او فيما يتعلق بالمشرق وخاصة عمان & وما عملته ايضا الانسة جواشون ي دراستها ‎٤‏ المستفيضة عن حياة المراة الاباضية الاجتاعية بجنوب الزائر . وقد خصص شيخ المستشرقين جولدز بهر قطعة من كتابه : « العقيدة والشريعة ي الاسلام للحدبث عن الخوارج عامة وعن الاباضية خاصة ، وجاء نلينو : (٥صناا)‏ فكتب مقالا هاماً عن العلاقة بين الأباضية في شيال افر يقية وبين المعتزلة ، وتفطن ا ل ما يوجد بينهما من اوجه الاتفاق ©{} معتمدا على نصوص من كتب الاباضية نفسها . وقد استطعنا ان نصل الى معرفة العديد من المقالات التي كتبت عن الخوارج وعن الاباضية خاصة مما قام به )م( ف معجمه ) ][ ج( َ واليك اهم هذه المقالات ©} والنصوص المنشورة : , , 0 ع ث س .. , 1 .57-88 . (1936) 22 ,ذ ح , ل . ,آ٨ہ٨‏ _ 2 .39-40 . , ,45+-1943 وكاتب هذا المقال اباضى جزائري . 86 , ى ,ز ع ز ح ع ل .. , -- 3 .156-160 .م ,(1942( ,[ ن ! ح , . , 12 ,نح-۔- 4 .123-139 . ,)1953( 5 ,5- © [ ه . , 0 1 ن ح . ,لع _ 5 .110-112 .م ,)1941-1942( 3 ,7 . ح .ه - 1-14 . ,)1946( 21 , . ن . ,س6 _ 6 ,)20(1943 , ,م ن مح ح ! ن غ .331-372 . ,)1947( 37 .. ,! 0 ن ن .. , - 7 .192-2027 . خ م ن 0 ن . , --. 8 [ ,14 , ,-! - 5 ط .29-48 . ,(1932( . ‏من الترجمة العربية ط . الأولى . راجع فهرست المراجع‎ ١٧٤--١٧٠ ‏من ص‎ )١( ٧ 7 ويبدو ان هذا المترجم باحث مصري ، ترجم كتاب القلهاني المسمى بالكشف والبيان إلى اللغة الانجليز ية . )} ( ع ح . , - 9 نت]'] 32 عل : ,- ع ہ .ل ,)1934( 8 ,[ ..! 1 ط ع نن0' - .59-78 . ح ح ح ع ع . , ح --- 10 , ح ح ' ع ع .275-305 .م ,)1934( 8 ,[ ط ى ,)1936( 10 ,[ ع ى , غ ع , 11 .287-296 .م , . ع ,267-285 . 11 ,© ى ,-' ع ح 2 س ح _ .146-172 .م ,(1935( د . ع غ . . , 12 ح 1 ف )1910( ز ح ‘ ع ن , 3 ,111 ,1905 . . , خ 14 ل .133-159 ..ح ,11 م آ ] 5 م ع _ , غ111,3 ,1905 . . ع غ 14 , .3-132 .م ,11 , , ح ع ئ ن ع . , 13 .33-56 . ,(1936) 22 ,5- 0 آ ه , ل ل ع .. , --1!4 .299-313 .م ,(1949( 3 لن'س ن ل ن . . , -۔- 5! , 5 , ح !! ل ل ع ع .455-460 . ,(1916-18) 7 وقد ترجم هذه المقالة الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتاب ه التراث اليوناني في الحضارة الاسلامية » دار النهضة العربية ث ط . الثالثة « القاهرة . ‎١٩٦٥‏ ص ‎٢١٠٢٤‏ . ل ؤ 1 ح ع'' . ,م 16 .41-49 .م )1946( ج , 8 ,: ,-1 >- < آ . , - 17 .95-110 . ,)4(1952 ,5- 0 ه ‎٨‏ 8 : ل ه نحل ن ن _ ,- 0 1 , ل 0 }! .431-438 . ,(1949)( 3 , )- 0 ط ل( ح ع . , 8! .276-288 .م ,(1922) 12 ,| - ل ن . , ك 19 .45-57 .م ,)1927( 5 , , : 1 ه ع ح س ئ م م -- .260-268 .. .)1919-24( ,2 , , ع ح ! ,)1928( 17 , , م . , نك --:20 .258-2709.. , 5 , ل 5 .. , ن -- 21 .41-46 . ,([])1!9) 26 , 5 , ع ن ! ع ل _ .31-44 . ,(1949) 24 - ن ن | ع - ح ‎٦٢][‏ _ ,)1932( 4 ,- 0 آ , ن ع ل ن .1-98 . ,)1953( 194-5 . ,)1949( 3 ,- 0 1 ه ,م! [ [] -- .245-282 . وهناك مقالات وبحوث أخرى أشرنا اليها ني الهوامش ، فانت ترى من هذه المقالات كلها اتجاها واضحا إلى النواحى التاريخية والسياسية والاجتماعية النى 2 بها الاوربيون ف النصف الاول من القرن العشرين الذي كانوا مسيطر ين فيه على اغلب البلاد الاسلامية ، فاتجهوا إلى دراسته من اجل معرفة السبيل العلمى الصحيح ئي قيادة هذه الشعوب الني هيمنوا عليها بالقوة ، اذ لا يستطيع ان يحكم قوماً حاكم اذا لم يعرف معرفة علمية دقيقة ، الحقائق الني تكون هيكلهم الاجنماعى © وحياتهم العقلية والعقائدية 0 كما عبر عن ذلك بعض الدارسين من المستشرقين عندنا بالمغرب الاسلامى صراحة دون موار بة . َ : اما المسلمون المعاصرون فقد حاولوا ان يكتبوا عن الخوارج ايضا لكن يغلب . ء َ َ 1 ه . ع 1 كتا ب النهروان وصنف الشيخ محمود سليم مؤلفا ف اخبار الخوا رج الى عهد ء . . . . ع المهلب بن ابي صمره 5 وكذلك فعل على يحيى معمر الذي الف عن الاباضية ‎٩ 9‏ كتابا ذا أربعة أجزاء ( انظر فهرست المراجع ) ولم تكن صبغة هذه المؤلفات أكادعمىة وانما توفر للباحث مادة لدراسته . ذا رجع ال القدماء من المسلمين فاننا نجدهم قد اعتنوا بالخوارج وألفوا في أخبارهم وني عقائدهم كتبا مفردة © و يحدثنا ابن النديم أن أ مخنف لوط بن بحيى ابن سعيد بن مخنف الاسدى ( + ‎١٥٧‏ ھ ‎)٧٤٤/‏ قد صنف كتاب صفين ، وكتاب أهل النهروان والخوارج ، وكتاب مقتل علي © وكتاب حديث الازارقة 0 وكتاب شبيب الخارجى } وكتاب الضحاك الخارجي ، كما ان نصر بن مزاحم المنقري ‎(\٦٢٧/٢ ١٢+(‏ وضع كتاب وقعة صفين الذي وصل الينا 5 وألف الواقدي محمد بن عمر ‎٢٠٧+(‏ ه ‎)٨٢٢/‏ كتاب صفين & وكتاب السنة والجماعة وذم الهوى وترك الخوارج والفتن 0 وصنف الحارث بن أبي اسامة المدائني ث ‎٢١٥:+(‏ ه/ ‎)٨٣٠‏ ‏كتاب مقتل عثمان 0 وكتاب الجمل © وكتاب الخوارج } وكتاب النهروان ) وصنف أيضاً ابو عبد الله محمد بن زكريا بن دينار الغلابي ‎٢٩٠+(‏ ھ ‎)٩٠٢/‏ كتاب وقعة صفين ، وكتاب الجمل & ووضع ابو اسحاق اسماعيل بن عيسى العطار البغدادي ‎٢٣٢+(‏ ه ‎)٨٤٦/‏ كتاب الجمل وكتاب صفين وكتاب الفتن ، ( ابن النديم © الفهرست ، مصر ‎١٣٤٨‏ ھ ص ‎)١ ٩٥٩٩-١٣٧١‏ . وأشار ابن حجر العسقلاني ‎٧٧٣(‏ ه ‎)١٤ ٤٩-١٣٧٢/٨٥٢-‏ الى أن ابا مخنف الف كتاباً في الخوارج لخصه الطبري ‎٣١٠+(‏ ه ‎)٩٢٣/‏ ني تاريخه وأن الهين بن عدى ‎)٢ /. ٧+(‏ ومحمد بن قدامة احد شيوخ البخاري المتوفى بعد سنة ‎٢٥٠‏ ھ ‎٨٦٤/‏ الفا عن الخوارج ونص على ان كتاب ابن قدامة كبير } وانهما معا اعتمدا ني كتابيهما على الاسانيد ث ونهجا منهج المحدثين التاربخي © أما الرد ‎)٨٩٨/٢٨٥+(‏ فقد جمع اخبار الخوارج في كتابه الكامل . الا نه حذف الاسانيد & ( ابن حجر ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري © مصر . ‎١٣٤٨‏ ج ‎١٢‏ ص ‎)٢٣٩‏ . وألف اليمان بن الر ياب الخارجي في مقالات الخوارج وغيرهم وكذلك الحسين ابن علي الكرابيسي الشافعي ‎٢٤٨+(‏ ه ‎)٨٦٢/‏ والكعي ‎٣١٩+(‏ ھ ‎)٩٣١/‏ وزرقان محمد بن شداد المسمعي ‎٢٩٨+(‏ ھ / ‎(٩١٠‏ الذين نقل عبم الأشعري ‎٣٢٤+(‏ ھ ‎)٩٣٥/‏ في مقالاته 0 وغيره من مؤلني المقالات } الذين خصصوا فصولا ‎١٠‏ 10 لقالات الخوارج وآرائهم } وألف بعض المتأخرين كتباً خاصة بالخوارج ما تزال مخطوطة ومنها كتاب ابانة المناهج ف نصيحة الخوارج تاليف القاضي شمس الدين جعفر بن احمد بن عبد السلام بن ابي يحيي التميمي البهلولي اليماني الانباري ‎٥٧٣+(‏ ھ ‎)١١٧٧/‏ وهو مخطوط بدار الكتب المصرية ضمن مجموع رقم ‎٢٥٤٩٩‏ ‏ب ومن ورقة ‎١٦٨-١٥٤‏ ومؤلفه من الز يدية . ومنها كتاب منهج المعارج او السيرة الخارجية تأليف عثمان بن عبد العزيز بن منصور الناصري الحنبلي ألفه سنة ‎٠٤‏ ھ ‎١٨٢٤/‏ مسودة ، وبيضه سنة ‎١٢١٥٥‏ ه ‎١٨٣٩/‏ بمدينة البصرة ( انظر فهرست المراجع ) وقد استفدنا منهما ني بحثنا هذا . . ولسنا نقصد بهذه العجالة ، إلى احصاء ما كتب عن الخوارج ، أو ما كتبوه هم عن انفسهم } واما نريد ان نشير الى ان اكثر هذه المؤلفات قد فقد وخاصة أوائلها وأقدمها 3 ولذلك فان الباحث يجد صعوبات جمة فيما اذا أراد أن يركب مذهب الخوارج في نسق واضح ، وأن يبين معالمه الأساسية ، في صورة متكاملة . وبما ان لحركة الخوارج اهمية تاريخية عقائدية. من حيث انها تركت دويا هائلا 0 ومن حيث انها اتسمت بالواقعية و بالنزعة العملية في فلسفتها وارائها ونظرا لعدم وجود دراسة متكاملة مذهب الخوارج ولآرائهم الكلامية } فاننا اخترنا هذا الموضوع الذي تكرم استاذنا الدكتور علي سامي النشار بالموافقة عليه و بالترحيب به . وقد سلكنا في هذا البحث منهجا تاربخياً موضوعيا نقدياً مقارنا في نطاق الفرق الاسلامية ، وحاولنا أن نلتزم الموضوعية ، وأن لا نتجنى على مذهب لحساب مذهب آخر ؤ وانما قصدنا إلى اجلاء الحقيقة بقدر المستطاع 0 وبقدر ما سمحت لنا المواد الني وصلنا إلى جمعها © والنصوص الني جهدنا ني الاطلاع عليها وني فحصها . يتكون هذا البحث من جزئين اشتمل الجزء الأول منه على محاولة لتحديد مفهوم الخارجية ، وعلى مواقف المسلمين المختلفة من فرقة الخوارج ، وعلى دراسة موضوع نشأة الخوارج ، وبيان الأسباب المتعددة الني أدت إلى نشوء الخارجية ني المجتمع الاسلامي . سواء في ذلك الاسباب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية او الفلسفية الغنوصية . ثم بحثت واقعة صفين ، ومسألة التحكيم وبينت نتائجهما الني أدت إلى تعميق مذهب الخوارج السياسي والفقهي ، وإلى الاعلان عن دولة جديدة قائمة على ‎١١ 11‏ الأسس لني يراها الخوارج جديرة بتحقيق لمثل الأعلى ني مجال الحكم والأخلاق . وتناول هذا الجزء أيضا التأويل وأوضح أن الخوارج هم أول من فتح باب التأويل ني الأمة الاسلامية 3 وتجاوزوا ظواهر النصوص ، وأوردت فيه نصوص كثيرة © تشهد هذا الزعم وتدعمه . ثم وقع تقسيم آراء الخوارج الكلامية الى ما يتعلق بالانسانيات والى ما يتعلق بالاليات ، فدرست مسألة الإمامة ورأي الخوارج السياسي الذي يعتمد على الانتخاب وعلى أن كل فرد من أفراد المسلمين إذا توفرت فيه شروط الإمامة فهو بستحقها 3 ولا فرق ني ذلك بين لون ولون ، ولا بين جنس وجنس ، حيث لم يأخذوا بالحديث الذي نص على أن الخلافة ني قريش لأنهم اعتبروه حديث آحاد & وحديث الآحاد لا يحتج به عندهم . وتكلمنا ني هذا القسم على راي الخوارج في السلوك الانساني وما يتعلق به من الوعد والوعيد © ومن مرتكب الكبائر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ثم انتقل البحث إلى الكلام على الاليات فدرست مسالة التوحيد & وذكر فيه كيف ان الخوارج يتفقون مع المعترلة ئي التوحيد اي في نني الصفات ، وكيف انهم اتفقوا معهم في خلق القران وني انكار الرؤية وتاويل الصفات الخبرية تاويلا مجازياً ، وكذلك تأويل ما ورد ني الحديث مما يفيد ظاهره التشبيه 3 وبين لنا ذلك كله أن الخوارج لم يكونوا من أهل الظاهر ك وا نما كانوا عقلانيين حيث أ هم سلطوا عقولهم على النصوص ، واولوها بما يتفق مع أصولهم . . وتناول البحث العلاقة بين العقل والنقل عند الخوارج ، وأوضح أنهم متفقون ي ذلك مع المعتزلة وحاول صاحب البحث ان يطبق ذلك ني مجالين : مجال اخلاني ويتمثل في فكرة التحسين والتقبيح العقليين © ومجال الاجتهاد . وتناول الباحث ايضا اثر الخلاف ‎٢‏ الاعتقاد بين الفرق ي رواية الحديث واتى بنموذج احصاني لذلك وتكلم على العناصر الدخيلة في مذهب الخوارج } حيث بين انها ليست صادرة عن القران والسنة 0 ولا عن حياة المسلمين الاجتماعية . . وعالج البحث مسألة الزهد عند الخوارج . وأوضح أنهم أول الزهاد والعباد } وأن زههدهم وتعبدهم قائمان على عنصر الخوف [، وأنه ليس في زهدهم ما يعتبر عنصرا دخيلا كما نجد عند المتصوفة بعد ذلك ‎١٦‏ 12 ثم أشير إلى العلاقة بين الخوارج والشيعة وإلى انهما كانا ني معسكر واحد } نم افترقا بعد التحكيم ك وأصبحا متعارضين ، يتمسك أحدهما بالمبدا و بالكلمة أشد التمسك ، ويتشبث الآخر بالامام أشد ما يكون التشبث . وانتقل البحث بعد ذلك إلى بيان مسألة مؤلني الخوارج ومؤلفاتهم معتمدا ني ذلك على ابن النديم والأشعري والشهرستاني ‎)١١٥٣/٥ ٤ ٨+(‏ وعلى البرادي الاباضي ( من أهل القرن التاسع ) الذي ألف تقييداً ني كتب الأباضية خاصة حيث جعله صاحب البحث ملحقا بهذه الدراسة . وأنهينا القسم الأول من هذا البحث بالكلام على الاباضية وعلى آرائهم الكلامية مجملة غير مفصلة ، وحللنا الرسالة المنسوبة إلى عبد الله بن اباض ، وهي الرسالة الي كتب بها إلى عبد الملك بن مروان وحاولنا أن نتحقق من كاتبها ومن تاريخ كتابتها وخصصنا فصلا صغيرا عن اراء الاباضية الطبيعية وعلاقتها باراء المعتزلة . ما الجزء التاني فهو عبارة عن تحقيق لكتاب ه الموجز" لأي عمار عبد الكافي الاباضي الجزائري ( من أهل القرن السادس الحجري ) وتحليله © فتحدثنا عن حياة المؤلف ، وعن مؤلفاته وعن تحقيق نسبة الكتاب اليه . ووضعنا وصفاً للنسخ الثلائة الني اعتمد التحقيق عليها 3 ثم شرع المحقق في تحليل الكتاب محملا ثم تحليل الجزء الأول منه مفصلا © ثم الثاني وانتهى بتحليل ذيل الكتاب وهو باب الامامة . وأرجو أن أكون قد وفقت لأن تقل اخطاني ئي هذا البحث . واذا كان لهذه الدراسة من حسنات أو جدة أو طرافة فان ذلك كله يعود إلى استاذنا الدكتور علي سامي النشار رأس للدرسة الفلسفية الاسكندرانية وواضع اسسها وصرح بنائها الشامخ اذ رعاني ورعى هذا البحث كما يرعى الاب ابنه ، ور باني وربى هذه الدراسة كما ير ف الوالد العطوف ولده ز ذلك انه اباح لي كل كتاب من كتب مكتبته العامرة ، وأرشدني إلى كل ما يمكن أن ينمى هذا العمل & وأن بجعله قائما على سوقه ، ولولا هذه الرعاية الني حباني بها 3 وهذه المؤلفات التي هيأها لي ، لما استطعت انجاز شىء مما انجزت ، وليس في امكاني أن اعبر عن عميق شكري وعظيم امتناني لأستاذي & اذ اللغة عاجزة عن الوفاء بذلك وكل ما املك أن أقوله أنني ارغب إلى الله تبارك وتعالى أن يحفظه لهذه المدرسة الفلسفية الاسكندرانية ‎١٣ 13‏ . َ َ العارمة 3 وان يمد ني حياته حتى بؤدي رسالته كما يتمنى ، وان يهيئ لها من امرها ‎٤ _ َ‏ قوة إلى ان تحقق ما اليه تهفو من آمال وما اليه تصبو من أعمال انه سميع الدعاء © مجيب النداء . اا 14 آ ‎2٢٠١ ) ٤‏ ل بس لينة اتخبزالتجہ س س إ ‎٠‏ حاا١؟+‏ آتا لاون الكلاتنا : ‏مفهوم الخروج ومواقف المسلمين منه‎ - ١ من الاعتقادات التى كان لها آثرها البالغ في الحياة العقلية والتاريخية للمسلمين & فكرة الخروج التي أصبحت مذهباً من مذاهبهم ني المجال الديني والسياسي والاخلاني والاجتماعى » واكتست صبغة ايديولوجية فعالة » اعتقدتها طائفة من المسلمين لامعة ، ني مجال الثبات على المبدا بعمق ووفاء } والحرص على طبع الواقع الاجتماعي . م َ الاسلامي بطابع اخلاقي يكاد يكون مطلقا 0 واندفعت بكل ما أوتيت من قوة نفسية ومادية ( ومن اخلاص عديم النظير 1 ف تحويل اعتقادها الى فعل حي محسرس 6 وتصيير نظرها إلى واقع عملي مشهود ، وتوجيه التاريخ وجهة تتفق مع ما تذهب اليه من اعتقادات ، وما تتمسك به أشد التمسك من آراء 3 وكابدت في سبيل ذلك ما كابدت ، وعانت من أجل تحقيق أهدافها وأنظارها ما عانت 0 وليس من بين الفرق الاسلامية قاطبة فرقة لقيت من العنت المضني ما لقيته فرقة الخوارج ، ولا بذلت من المهج والدماء ني ميادين النضال والنزال ، ما بذلته الحرورية المحكمة } ولا امترجت بأوصال تاربخ صدر الاسلام ، و بوقائعه الدموية الرهيبة مثل امتزاج الخارجية الشراة « ولا اسرع امتشاقا للسيف [ وهروعا للشهادة من المارقة العتاة . ا - الخروج : : أما من الناحية اللغوية فيقال : خرج من مكان ما 5 ووجد لامر ما مخرجا أي مخلصا ‎١‏ ويطلق الخروج على يوم العيد ، وعلى يوم القيامة قال الله تعالى : ( يوم (( الفيومي ز المصباح المنير [ القاهرة ‎١٩‏ ص ‎٢٧‏ . ‎١٥ 15‏ يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج . ق ‎)٤٢/‏ © ويطلق على ظهور ملامح الذكاء والنجابة على شخص ما ، فيقال : « خرجت خوارج فلان » اذا بدت نجابته & وبرز ذكاؤه 0 ويطلق « الخارجي » على من خرج وسعى واكتسب شرفا ما كان مكتسباً له من قبل © وتسمى الخيل ذوات العرق الاصيل ، والعتاقة الخالصة ة ٌ . . والجودة . خوارج ‎٤‏ والخوارج ايضا ما برز من طاقات ومحاربب ف الاسوار ( ني مقابل الدواخل وهي الصور والكتابة المرسومة او المحفورة ني الجدرانا ولم يخف ‎31٣ . - . ٤‏ . . على اصحاب المعاجم اللغوية المعنى الاصطلاحي ذلك ان صاحب لسان العرب ‎٢‏ ‏ذكر أن الخوارج هم الحرورية وان الخارجية لزمت طائفة منهم لانصافهم بالخروج على الناس ، كما أشار صاحب التهذيب " إلى أن الخوارج اصحاب مقالة مفردة من ل ة ‎٠‏ ‏أهل الأهواء 3 وقد أدرج الزبيدي ‎)١٧٩٠ -١٧٣٢/١٢٠٥-١١٤٥(‏ عدة معاني ‎٤ َ ٤‏ تحت الخروج 0 او عدة اسباب ادت إلى التسمية بالخارجية فقال : ( سموا به ّ َ ِ . لخروجهم على الناس ، او عن الدين ، او عن علي كرم الله وجهه ني صفين ) ' 3 و يطلق الخروج على ما يقابل القعود وتتبين هذه المقالة من قول لابي موسى الاشعري وقد سئل عن الخروج فقال : ) القعود سبيل الاخرة والخروج سبيل الدنيا ( ‎٥‏ ‏وسمى الطبري عرد الراوندية على الخليفة المنصور سنة ‎١٤١‏ ه / ‎٦٥٨‏ خروجا١‏ ‎٤ .‏ . . و يحبرنا ابن قتيبة ان كثيرا من المحدثين لم يرتضوا رواية الاحاديث الواردة في فضل الامام علي كرم الله وجهه ، واتهموه بممالأة الخوارج على عيان رضي الله عنه واعتبروا ابنه الحسين خارجيا شاقاً عصا الطاعة 5 وأحلوا دمه تبعاً للحديث : ( من (( ابو منظور ، لسان العرب . دار صادر . بيروت ‎٠5 ١٩٦١٠‏ الفيومي \ المصباح المنبر مادة « خرج ‎٤‏ . ‎)٢(‏ ابن منظور ٠٣٦-١١٧/٢٣٢١-۔-١١٣١‏ . ‎)٣(‏ أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري ( +: ‎٣٧٠‏ ھ / ‎٩٨٠‏ م ) ؤ تهذيب اللغة تحقيق عبد السلام سرحان & دار الكتاب العر بي ، القاهرة ‎١٩٦٧‏ ج ‎٧‏ ص ‎٥٠-٤٨‏ . . ٣ ‏ص‎ ٢ ‏ج‎ ١٣٠٧--٦ . ‏ناج العروس مصر‎ ٤٨5 ‏الز بيدي‎ (٤( . ٤٨١ ‏ص‎ ٤ ‏ج‎ ١٩٦٣ : ‏الطبري ى تار يخ الرسل والملوك & دار المعارف 3 القاهرة‎ )٥( . ٩٠٥ ‏ص‎ ٦ ‏ن . م ج‎ )٦( 16 ١٦ خرج على أمني فاقتلوه كائنا من كان )ا ويبدو أنهم فعلوا هذا بسبب افراط الشيعة الغالية في حبه ‎٤‏ ووضع الأحاديث ني فضائله ، وعبر ابن الأثير ‎)١٢١٣٢/٦٣٠+(‏ ‏عن ثورة المغيرة بن سعد ‎١١٩+(‏ ه ‎)٧٣٧/‏ و بيان بن سمعان التميمي ‎١١٩+(‏ ه ‎)٧٣٧/‏ ‏وهما من غالية الشيعة بالخروج 0 لخروجهما على خالد بن عبدالله القسري ‎١ ٢٦+(‏ ھ / ‎)٤٣‏ سنة ‎١١٩‏ ه / ‎"٧٣٧‏ . فالشيعة بهذا المعنى خوارج ، أما الأشعري ‎٣٢٤+(‏ ه/ ‎)٨٤٨‏ فانه عقد فضلا كاملاً خاصا بذكر من خرج من آل البيت & من ذلك الحسين بن علي بن أبي طالب ‎)٦٨١/٦١+(‏ الذي خرج على يزيد بن معاوية ‎)٦١٦١/٦٤+(‏ 0 وزيد بن علي بن الحسين ‎١٢١+(‏ ه / ‎)٧٣٨‏ ‏الخارج على هشام بن عبد الملك ‎)٧٤٢/١٢٥+(‏ بالكوفة } ويحيى بن زيد ‎)٧٤٣/١٢٦+(‏ الخارج على الوليد بن يزيد بن عبد الملك ‎١٢٦(‏ ھ ‎)٧٤٣/‏ ، ومحمد بن عبد الله بن الحسن ‎١٤٥+(‏ ه ‎)٧٦٢/‏ بن علي بن اي طالب الخارج على ابي جعفر المنصور ‎١٥٨+(‏ ھ ‎)٧٧٥/‏ | و بلغ ما أحصاه الأشعري من خوارج آل اليت ‎٢٥‏ خارجياً٢‏ . وللخروج معنى قرآني إسلامي فانه يطلق على الجهاد في سبيل الته . قال الله تعالى : ( ومن يحرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ، النساء ‎!)١٠٠/‏ وني القرآن : ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ، التوبة ‎)٤٦/‏ ، وفيه أيضا قوله تعالى : ( فقل لن نخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا ، التوبة ‎)٨٣/‏ ويقابل ‎)١(‏ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبه ( ‎)٨٨٩/٢٧٦ ٢‏ ، الاختلاف ني اللفظ © مكتبة القدسي ، القاهرة . ‎١٣٤٩‏ ھ / ‎١٩٣٠‏ م ص ‎٤٨:-٤٧‏ . ‎)٢(‏ ابن الأثير } الكامل ، دار صادر } بيروت ‎١٣٨٥‏ ه / ‎١٩٦٥‏ م ج ‎٥‏ ص ‎٢٠٩{: .٢٠٨‏ . ‎)٣(‏ الاشعري ، مقالات الإسلاميين & مطبعة الدولة 3 استانبول ث ‎١٩٦٢٩‏ ، ج ‎١‏ ص ‎٧٥‏ - ‎٥‏ . ‎)٤(‏ علي يحيى معمر } الأباضية في موكب التاريخ ، الحلقة الأولى : نشأة الأباضية © مكتبة وهبة ، القاهرة . ‎١٣٨٤‏ ه / ‎١٩٦٤‏ م ج ‎١‏ ص ‎١٩‏ . ‎١٧ 17‏ الخروج التخلف والقعود ، ويقابل الخوارج ، القاعدون والخوالف والخالفون © ورد ذلك ني عدة آيات منها قوله تعالى : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله . التوبة ‎)٨١/‏ ، وقوله : ( انكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين . التوبة ‎)٨٣/‏ ، وقوله : ( رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون . التوبة ‎)٨٧/‏ وورد في الحديث : الخارج بمعنى المجاهد فما اخرجه مسلم وابو داود عن ابي سعيد الخدري : أيكم خلف الخارج ، ني أهله وماله بخير كان له مثل أجر الخارج ‎١)‏ .. وسمي الخوارج بهذا الاسم بسبب خروجهم من الكوفة إلى النهروان و ما القول بأنهم انما سموا بذلك لخروجهم عن الدين او عن الامة فيبدو انه جاء متاخرا عن ذلك " وهذا الراي يمكن استخلاصه من اغلب المصادر التاريخية التي تتحدث عن خروج الخوارج من الكوفة إلى حروراء و من الكوفة إلى النهروان & بعد معركة صفين المشهورة ، والدليل على ذلك ان الامام علياً م يسم الخوارج بالكفر أو بالمروق عن الايمان ، ولما سئل عنهم اجاب : بل من الكفر فروا ، ونفى عنهم النفاق لانهم يذكرون الته كثيرا " وانما قصدوا الحق فاخطأوه . ويرى الخوارج أن الخروج جهاد ي سبيل الله ى وطلب للشهادة ف سبيل الحق © اجتمع جماعة من الخوارج ني البصرة فقالوا فيما بينهم : ( لو خرج منا خارجون ي سبيل الله ، فقد كانت منا فترة منذ خرج اصحابنا ، فيقوم علماؤنا في الأرض فيكونون مصابيح الناس ، يدعونهم إلى الدين ، ومخرج أهل الورع ‎)١(‏ السيوطي آ الجامع الصغير 0 دار احياء الكتب العربية } القاهرة ‎١٩٥٤/١٣٧٣‏ ج ‎١‏ ‏ص ‎٢٠٣‏ . ‎)٢(‏ دائرة المعارف الإسلامية مادة : ‎)٣٢(‏ روى ابن عبد البر عن علي رضي النه عنه أنه سئل عن أهل النهروان أكفارهم ؟ قال : من الكفر فروا © قيل : منافقون قال : ان المنافقين لا يذكرون اته إلا قليلا 3 وهؤلاء يذ كرون الله بكرة وأصيلاً © قيل فها هم ؟ قال : قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا . منهج المعارج لاخبار المعارج تاليف عنان بن عبد العز يز الحنبلي » مخطوط دار الكتب رقم ‎٢١٤٤‏ تاريخ تيمور ص ‎٧‏ . ‎١٨‏ 18 والاجتهاد فيلحقون بالرب شهداء ‎١)‏ ويطلق عندهم أيضا على معنى الخروج من دار الفناء إلى دار لبقاء . كما جاء في كتاب صالح بن مسرح الخارجي ‎/٧٦+(‏ ‎")٦٩٥‏ أي الاستشهاد او الشهادة . وأما اصحاب المقالات ، ومؤرخو المذاهب الاسلامية الكلامية فانهم يكادون يتفقون على أن الخوارج انما سموا بذلك لخروجهم على علي بن آبي طالب ، قال الأشعري : ( والسبب الذي له سموا خوارج ، خروجهم على علي بن أبي طالب ‎٢)‏ . والواقع أن هناك فروقاً بين المذاهب الاسلامية في مفهوم الخروج فأغلب السلف ومن قبلهم من الصحابة والتابعين يتصورون الخروج بأنه قائم على تأويل مخطئ ومن ثم فالخوارج لم يخرجوا عن الأمة الاسلامية عقيدة وانما هم اصحاب بدعة 3 وذكر ابن بطال ‎٤٤٩+(‏ ھ ‎)٠ ٥٦/‏ ان جمهور المسلمين يرون ان الخوارج غير كافرين ولا خارجين من الملة 0 ويبدو أن البخاري من المحدثين بكفرهم! أما أبو بكر ابن العربي ‎٥٤٣+(‏ ه ‎)١١٤٨/‏ فقد حكم بكفرهم أخذاً (( الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٥٦٧‏ . . ٢١٧ ‏ص‎ ٦ ‏ن . م ج‎ )٢( 9 ‏القسطلاني‎ ١٤٨ ‏السمعاني & الانساب ص‎ ، ١٣٠-١٢٩ ‏ص‎ ١ ‏مقالات الإسلاميين ج‎ )٣( ‏ابن مجر فتح الباري بشرح‎ ، ٩٩ ‏ص‎ ١٠ ‏إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 0 ج‎ . ٢٣٨ ‏ص‎ ١٦ ‏صحيح البخاري ج‎ ‎)٤(‏ لأنه قرن ذكرهم بذكر الملحدين © كما أشار إلى ذلك ابن حجر ، ني كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، المطبعة البهية القاهرة ج ‎١٢‏ ص ٢٦٥٢۔-٣٥٢ ‎١٣٤٨‏ ه. ولكن الظاهر ان البخاري لا يكفر الخوارج لأنه روى عنهم فقد روى عن عمران بن حطان السدوسي ، ‎٨٤(‏ ھ / ‎٧٠٢٣‏ م) وعن عكرمة مولي ابن عباس ( + ‎١٠٥‏ ھ / ‎٧٢٣‏ م ) وعن الوليد بن كثير بن يحيى المدني الأباضي ( + ‎١٥١‏ ھ / ‎٨‏ م ) وقد اتهم محمد الباقر الخوانساري ( + ‎١٢٢٦‏ ه / ‎١٨١١‏ م ) الامام البخاري بأنه روى عن الف ومائني رجل من الخوارج ووسمه بالتظاهر بعداوة ال البيت 0 ولما سئل البخاري عن روايته لأحاديث الخوارج قال : لأنهم ثقات ، ليسوا بكاذبين ( روضات الجنات إيران ت ‎١٣٠٧‏ ھ ص ‎٦١٦٩‏ ) . ‎١٩ 19 بظاهر الحديث 0 وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي ‎٧٥٦+(‏ ھ ه ‎)٣٥‏ ، وذكر الخطابي ‎٣٨٨+(‏ ھ ‎)٩٩٨/‏ ان علماء المسلمين مجمعون على ان الخوارج فرقة من فرق المسلمين 3 غير خارجة عنهم رغم ضلالها وبدعتها 0 اما القرطبي ‎٦٧١+(‏ ھ ‎)١!٧٣/‏ فقد مال إلى أنهم خارجون عن الملة اعتبارا لظاهر الحديث 8 ولذلك فان بعض المحدثين راوا سبى اموال الخوارج ، وينص ابن حجر ان اكثر أهل الأصول من أهل السنة يرون ان الخوارج من المسلمين ، واما فسقوهم . وتوقف أبو بكر الباقلاني ‎٤٠٣(‏ ه ‎)١٠١٢/‏ ني أمرهم ثم مال إلى عدم التكفير وقال القاضى عياض (+؛٤ ‎٥٤‏ ھ /٨؛ ‎)١١‏ ان مسألة الخوارج أحدثت اشكالات بن التكلمين حتى أن الفقيه الصقلي ‎٤٦٦+(‏ ه ‎)١٠٧٣/‏ سأل عن ذلك أبا المعالي الجوبني ‎٤٧٨+(‏ ه ‎)١٠٨٥/‏ فصعب عليه الموقف ، وقرر أن ادخال كافر ني الملة و اخراج مسلم من الدين من الخطورة بمكان ، أما الغزالي ‎٥٠٥+(‏ ه ‎)١١١١/‏ ‏فقد حذر من مسألة التكفير للمخالفين' ويتصور ابن حجر ‎)١٤٤٩/٨٥٢+(‏ ان الخروج قائم على الانكار على الامام © والطعن عليه . مع اعترافه أن الطاعنين كانوا من القراء ، المعروفين بشدة الاجتهاد في التلاوة والعبادة 3 إلا انهم فيما يذكر بتأولون القرآن خطأ ا ويتعمقون ني الزهد والخشوع ؤ والاستبداد بالرأي ، والتنطع فيه" © وقرر ابن تيمية أن أصحاب رسول الله لم يكفروا الخوارج"، ويهاجم من يكفرهم } فن كفر فقد احدث بدعة يدافع عنها 3 بتكفير من لا يقول بها © لانه لا يعرف تكفير المتأول المخطئ ، لا عن الصحابة ، ولا عن التابعين ، ولا عن امام معتبر من ايمة المسلمين ، سواء كان التأويل المخطر؛ ني مجال العمليات أو في سجال الاعتقادات٢.‏ ولم يقطع صاحب الاعتصام بكفر الخوارج واستدل على ذلك ‎)١(‏ ابن حجر ، فتح الباري ى ج ‎١٢‏ ص ‎٢ ٥٣٢٥٢‏ وقد تكلم الغزالي كلاماً جميلا في هذا الموضوع ي كتابه التفرقة بين اللإسلام والرندقة . ‎)٢(‏ ابن حجر ، فتح الباري ج ‎١٢‏ ص ‎٢٣٨‏ ، القسطلاني إرشاد الساري ج ‎١٠‏ ص ‎٩٨‏ . ‎)٣(‏ منهاج السنة النبوية ج ‎!٢‏ ص ‎٦٠‏ . ‎)٤(‏ ابن تيمة © منهاج السنة بولاق ، القاهرة ‎١٣٣٢‏ ھ ج ‎٢‏ ص ‎٦١-٦٠‏ ، ج ‎٢‏ ص ‎٤‏ . 7 20 أدلة تاريخية لأن عليا قاتلهم قتال أهل الاسلام ، ولم يعاملهم معاملة المرتدين & واحتج ايضا بموقف عمر بن العز يز ‎١٠١+(‏ ه / ‎)٠‏ من الخوارج حيث امر بالكف عنهم ولم يعتبرهم مرتدين ‎١‏ ومما يدل على ان الصحابة لم تكفر الخوارج انهم كانوا يصلون خلفهم فكان عبد الله بن عمر ‎٧٤+(‏ ھ ‎)٦٩٤/‏ وغيره من الصحابة بصلون خلف نجدة ‎٦٩+(‏ ھ ‎)٦٨٨/‏ الخارجي وكان ابن عباس ‎٦٨(‏ ه ‎)٦٨٧/‏ ‏يجيبهم عن [ ئلتهم وقصته مم نجدة ونافم بن الازرق ‎٦٥+(‏ ھ ‎)٦٨٤/‏ مشهورة ‎٢٥ .٠ 7‏ ھ 7 . غر أنه قد روى عن ابن عباس انه يرى أن : ( كلام الحرورية ضلالة } وكلام الشيعة هلكة ) . " وكان الحسن البصري ‎)٧٢٩/١١٠+(‏ يأبى قتال الخوارج ومحاربتهم ، ولا يرضى بالتحكيم © فكان بميل اليهم & ولكنه لا يرى آراءهم ى واما اعتبرهم خارجين على المنكر ا فقد ذكر للطي ‎)٩٨٧/٣٧٧+(‏ أن رجلا أتى الحسن البصري فقال : ( يا أبا سعيد ان هؤلاء استنفروني ى لأقاتل الخوارج ، فما ترى ، فقال : ان هؤلاء اخرجتهم ذنوب هؤلاء & وان هؤلاء يرسلونك تقاتل ذنوبهم ، فلا تكن القتيل منهم فان القوم اهل خصومة يوم القيامة )" . وأما أبو حنيفة ‎١٥٠+(‏ ه ‎)٧٦٧/‏ فإنه بالغ في انكار الخروج حتى انه نسب إلى المرجئة بسبب ذلك . ولا يرى الامام مالك ‎)٧٩٥/١٧٩+(‏ تكفير الخوارج ، بل يعتبرهم أصحاب ‎)١(‏ إبراهيم بن موسى الشاطي ‎١٠٣٢-:٩4٦٣(‏ ه / ‎)١٦٢٣--١٥٥٦‏ ، الاعتصام ط ‎١‏ ، مطبعة المنار } القاهرة ‎١٩١٣/١٣٣١‏ ج ‎٣‏ ص ‎٣٤‏ . ‎)٢(‏ ابن تيمية منهاج السنة ج ‎٢‏ ص ‎٦١٢‏ . ‎)٣(‏ ابن عبد البر ث مختصر جامع بيان العلم وفضله ، مطبعة الموسوعات القاهرة © ‎١٣٢٠‏ ه ص ‎٢١٩‏ . ‎)٤(‏ الطي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسن ، التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع . تحقيق زاهد الكوثري {، ط ‎٢‏ ، مكتبة المثنى { بغداد ث ‎١٩٦٨/١٣٨٨‏ ‏ص ‎١٨١‏ . ‎)٥(‏ عان بن عبد العز يز الناصري الحنبلي ، نهج المعارج لأخبار الخوارج مخطوط ص ‎٦١‏ . ‎٢١ 21‏ بدعة 3 وذهب إلى عدم الصلاة على موتاهم } وعلى موتى القدرية ، وعلى أهل البدعة عامة 3 وكذلك عامة أصحابه كاين القاسم ‎)٨٠٩/١٩١+(‏ وسحنون(+٠٤٢‏ ھ / ‎)٨٥٤‏ وابن حبيب ‎)٨٥٣/٢٣٨+(‏ لا يذهبون إلى تكفيرهم وانما يرون قتالهم ' ولا عبرة بقول ابن أبي الحديد ‎٦٥٦+(‏ ھ ‎)١٢٥٨/‏ الذي زعم ان مالكا كان من رجالات الخوارج ، وممن يرى رأيهم « وأنه كان يذكر طلحة ‎٣٦+(‏ ھ ‎)٦٥٦/‏ ‏والز بير ‎٣٦(‏ ه ‎)٦٥٦/‏ » وعليا 0 ويقول : والله ما اقتتلوا الا على الثر يد الأعفر " © وأشار ابن الأثير ‎٦٢٠+(‏ ه ‎)١٢٣٢/‏ أيضاً إلى أن أهل المدينة استفتوه ني الخروج مع محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي سنة ‎١٤٥‏ ھ ‎٧٦٢/‏ [، وذكروا له أن ي اعناقهم بيعة لأبي جعفر المنصور ‎١٥٨+(‏ ھ ‎)٧٧٥/‏ فقال : ( انما بايعتم مكرهين © وليس على مكره يمين ) ' فهل يصبح الامام مالك بهذا خارجيا ثم شيعيا ؟ وقد نسب إلى الخوارج أيضاً مجاهد ‎١٠٣+(‏ ه ‎)٧٢١/‏ وعمرو بن دينار ‎١٢٦+(‏ ھ / ‎٣‏ ) ، وأبو الشعثاء جابر بن زيد ‎٩٣+(‏ ھ ‎)٧١١/‏ وعكرمة ‎١٠٥+(‏ ھ ‎)٧٢٣/‏ ‏موالي ابن عباس ، والواقع أن الامام مالكا ليس خارجياً 3 لانه كان لا يروي عمن عرف بالخارجية ، او اتهم بها فكان يكره الرواية عن عكرمة فلم يرو عنه في موطئه الا مرة واحدة | لأنه كان يعتبره من الخوارج ث وممن يرى رأيهم © وبذلك جعله صاحب بدعة وهوى ، وهو لا يروي عن اهل الاهواء بل ينسب اليه ي احدى الروايات تكفير الخوارج ث . واما الامام الشافعي ‎٢٠٤+(‏ ھ / ‎)٠‏ فانه لم يفرق بين مذهب الخوارج وبين غيره من مذاهب الفرق الأخرى في عدم التكفير بها١‏ . ‎)١(‏ القاضي عياض ، الشفاء 0 مطبعة محمد علي صبحي مصر ‎١٩٥٧-١٣٧٦‏ ج ‎!٢‏ ص ‎٢٦٠‏ ‎٢٦١ .-‏ . ‎)٢(‏ ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ٥ه‏ ص ‎٧٦‏ ويبدو أنه نقل هذا الرأي عن المبرد ني الكامل ج ‎٢‏ ص ‎١٣٦‏ حيث نسب المبرد الرواية إلى الزبير بين . ‎)٣(‏ ابن الأثير ، الكامل ، ج ‎٥‏ ص ‎٥٣٢‏ . ‎)٤(‏ القاضي عياض ، الشفاء ي ج ‎!٢‏ ص ‎٢٦١٢‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ج ‎!٢‏ ص ‎٢٦٢‏ . ‎٢٢‏ 22 وينسب إلى الامام أحمد بن حنبل ‎٢٤١+(‏ ھ ‎)٨٥٥/‏ أنه بكفر الخوارج وأهل الأهواء القائلين خلق القرآن ' وقرر موفق الدين بن قدامة الحنبلى ‎)١٢١٠/٦٠٧+(‏ ‏ان الخوارج لا يقاتلون ما لم يخرجوا أو يسفكوا دما . . . وينقل الملطى الاجماع على كفر الخوارج" و يؤكد لنا أن السلف وأهل الجماعة لا يرون الخروج على الأمراء بالسيف وان جاروا " ولكن من الصعب أن يثبت زعمه 77 الاجماع على اكفار الخوارج © ثم ياني ابو المظفر شاهفور الاسفرايني ‎٤٧١+(‏ ھ / ‎)١ ١٧٨‏ وبكفر الخوارج بسبب انهم كفروا الصحابة ، و يجزم بان من كان اعتقاده كاعتقادهم } فانه لا شبهة تعترض اهل الديانة ني خروجه عن الملة ث ومن ثم فان الخوارج ني رايه لا ينطبق عليهم اسے الجماعة ، ولا بث 0 لانهم لايرون الجماعة . و الى ذلك أن ,: ف اسى ا , المعتزلة أيضا & لأنها تنكر الاجماع٠‏ & وهذا فيه شيء من التحامل ، لأن النظام وحده المعروف عنه انكار الاجماع » ولذلك رد ابن تيمية ‎٧٢٨(‏ ه ‎)١٣٢٨/‏ على أي اسحاق الاسفراينى ‎)١٠٢٧/٤١٨+(‏ الذي يرى انه لا يكفر إلا من كفره او كفر أحد أصحابه & لأن الكفر فيما يذهب اليه ابن تيمية ليس حقاً من حقوق الانسان حتى يسم به كل من خالفه ني الرأي ‎١‏ 3 والذي استطاع ان يحدد لنا مفهوم الخوارج عند اهل السنة والجماعة وخاصة الاشاعرة اما هو الشهرستاني ‎)١١٥٣/٥٤٨+(‏ ‏فقال : ( كل من خرج على الامام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً سواء كان الخروج ني أيام الصحابة على الايمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين باحسان والأمة في كل زمان ) " فالخروج عنده ينصرف إلى المعنى السياسي وهو ‎)١(‏ ن . م . ج ‎٢‏ ص ‎٢٦٢٢‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎٩٠١‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ص ‎١٥‏ . ‎)٤(‏ أبو المظفر الاسفرايني ‎٤٧١‏ ه / ‎١٠٧٨‏ التبصبر ني الدين 0 تحقيق زاهد الكوثري © مطبعة الأنوار } القاهرة ‎١٩٤٠/١٣٥٩‏ ص ‎٣٢ { ٢٦‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ص ‎١١٥٩‏ . ‎()٦(‏ منهاج السنة ج ‎!٢‏ ص ‎٦١‏ . ‎)٧(‏ الملز, والنحل } الحلي ، القاهرة ئ ‎١٣٨٧‏ ه / ‎١٩٦١٧‏ م ج ‎١‏ ص ‎١١٤‏ . ‎٢٣ 23‏ الخروج على الامام الشرعي الذي انتخب ، واتفق عليه © وبذلك يكون خروجاً على اتفاق الجماعة أيضاً ؤ ومنطق الشهرستاني يؤدي إلى أن الثائرين على عنان خوارج ، وإلى أن طلحة والر بير الثائرين على علي ، بناء على أن الجماعة اتفقت عليه 0 خارجيان أيضا . أما الشيعة فإن أحسن من يعبر عن رأي الامامية منهم في هذا المجال اما هو الشبخ المفيد ‎٤١٣+(‏ ه ‎)١٠٢٢/‏ فأورد في كتابه أوائل المقالات ، انه قد ( اتفقت . َ الامامية على ان الخوارج على امير المؤمنين المارقين من الدين كفار بخروجهم عليه وانهم ني النار بذلك مخلدون ) ' والواقع ان هذا تعبير عن صورة خاصة من صور الخروج ، أما الصيغة العامة فاننا جدها عند أحد الشيعة المعاصرين وهو الخطيب بن على الحسيني اذ يقرر أن الخارجي عند الامامية : ( كل من خرج على امام معصوم ) " وعلى هذا الأساس فإن من خرج على بقية من تولى امامة المسلمين من غير الابمة المعصومين لا يسمى خارجباً عندهم لأنهم غير معصومين ، وليسوا أيمة تجب طاعتهم ، فعاوية ‎٦١٠+(‏ ه ‎)٦٨٠/‏ وابنه يز يد ‎٦٤+(‏ ھ ‎)٦٨٣/‏ وغيرهما من الخلفاء الأمويين والباسين ليسوا أمة شرعيين عند الشبعة الإمامية © فن شق عصا طاعتهم لا يعتبر خارجيا & ويفسر نهي الامام على عن قتال الخوارج من بعده مع انه قاتلهم في عهده أن ذلك يرجع إلى أن ولاة الأمر الذين أتوا بعد ذلك ليسوا معصومين" . ويروي ابن ابي الحديد ان الامام عليا قال : ( لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فاخطاه كمن طلب الباطل فادركه ) ث } واما الز يدية فانها تقول بالخروج ولكن بشرط أن تكون الجماعة الخارجة ني عدد أهل بدر فتعقد الامامة لأحدها وتخرج على الامامة الظالمة 6 ويصرح الشيخ المفيد بأن الر يدية قاطبة جمعة على ان الخارجين على الامام علي بن ابي طالب كفار بسبب خروجهم عليه ، وانهم ‎(١(‏ أوائل المقالات ص ‎١١‏ . ‎)٢(‏ وقعة النهروان أو الخوارج ، مطبعة الحديدي ، طهران ج ‎١٣٧٢‏ ھ ص ‎٢٠٢‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ص ‎٢٠٢‏ . ‎)٤(‏ ابن أبي الحديد { شرح نهج البلاغة 3 تحقيق محمد أبي الفضل ابراهيم 9 دار احباء الكتب العر بية ، القاهرة ئ ‎١٩٦٥/١٣٨٥‏ ج ‎٥‏ ص ‎٧٨‏ . ‎٢٤‏ 24 مخلدون ف النار ‎١‏ . وسبيل الامامة عند الزيدية ‎١‏ ما هو الدعوة والخروج . و يتمق رأي الامامية والز يدية في الخارجين على على خاصة ، ومن أجل هذا الرأي الذي ذهبت اليه الزيدية من الخروج اعتبرها الجاحظ فرقة من فرق الخوارج . أما المعتزلة فإن ابن آبي الحديد منهم "لا يرى قتال الخوارج على معاوية 0 ويقرر أن هذا هو رأي اصحابنا من المعتزلة 5 ويرى بان ذلك هو الموقف الحق ، لأنهم م َ فيما برى أقل ضلالا من معاوية ، بل ان معاوية اولى بالمقاومة والمحاربة 5 لانه أصر على الباطل ، وانسلخ عن العدالة ، أما الخوارج فينهون عن المنكر ، ويعتقدون ان 3 الخروج على ايمة الجور واجب ‘ على نحو ما يذهب اليه اصحابه المعتزلة من ان 3 الخروج على ايمة الظلم واجب ، وان الفاسق بغير شبهة لا ينصر ، بل ينصر الخارج عليه وان كان ضالاً في عقيدة اعتقدها بتأول ومع شبهة © فهو بذلك أقرب الى الحق ‎٣‏ ، ويرى أن الخوارج امتازوا على معاوية باظهار الدين ، والالتزام بقوانين الشريعة ، والعبادة 5 وانكار المنكر } ومن ثم فهم احق بأن ينصروا عليه . ولكن ‎٤‏ 3 . 3 ابن ابي الحديد سرعان ما يتبدل رايه ي الخوارج على علي اذ قال : ( واما الخوارج فإنهم مرقوا عن الدين بالخبر النبوي المجمع عليه ولا يختلف اصحابنا ني أنهم من اهل النار } ‎٥‏ فالخارجية في نظر المعتزلة حسب نقل ابن 1 الحديد ئ مروق من الدين نفسه ، ومفهومها مفهوم ديني مستخلص من الأثر النبوي٢‏ ، ولكن لا تلبث . ١١ ‏أوائل المقالات ص‎ )١( ‎)٢(‏ لا شك ان ابن أبي الحديد معترلي المذهب ولكنه يذهب إلى موالاة علي بن أبي طالب أ ويرى ان مذهب الاعتزال مذهبه & وذكر بعض المترجمين أنه كان شبعياً مغالياً ثم أصبح معتزلياً ث وبعضهم يجعله من أهل السنة غير المعتزلة وهذا نرى الذهمي يجعله متكلماً أشعرباً ( العبر ج ٥ه‏ ص ‎٢٣٤‏ ) وهذا خطأ لأنه صرح ني كتابه شرح نهج البلاغة بأنه معتزلي أنظر : الخوانساري } روضات الجنات © ص ‎٤٠٧‏ . ‎. ٧٩-٧٨ ‏ابن أبي الحديد © شرح نهج البلاغة 7 ج ه ص‎ )٣( ‎. ١٣١ ‏ص‎ ٥ ‏ن . م . ج‎ )٤( ‎. ٩ ‏ص‎ ١ ‏ن . م .. ج‎ )٥( ‎)٦(‏ وموقف المعتزلة هنا يتناقض مع مبدئهم في مرتكب الكبيرة وهي القتل والخروج على الطاعة } في هذا المجال فلماذا لم يحكموا على الخوارج بالفسق فقط وهو المنزلة بين = ‎٢٥ 25 المعتزلة أن تضيف إلى هذا العنصر الديني من الحكم على الخوارج بأنهم مارقون من الدين حائدون عنه ، فاسقون ، مخلدون في النار 0 عنصراً آخر ذا صبغة سياسية واضحة وهو : ( ان الباغي على الامام الحق والخارج عليه بشبهة او بغير شبهة فاسق )ا بل ان ابن أي الحديد يكاد يحصر براعة المعتزلة من الخوارج ف خروجهم على الامام علي خروجا سياسيا أما فيما عدا ذلك فهم موافقون للخوارج " © والفرق بين الشيعة والمعتزلة في مواقفهم ازاء الخوارج هو ان الخارجية لدى الشيعة الامامية لا تقال إلا على من خرج على امام معصوم } واما المعتزلة فالخارجية عندها تطلق على كل من خرج على امام عدل ، سواء ني ذلك من خرج على علي » ومن خرج على غيره من ايمة المسلمين العدول " ، وبهذا يكاد يكون رأي المعتزلة متفقا = المنزلين } ان حرب طلحة والزبير لعلي عندهما خطأ وظلم وكذلك قتل عان © وقتال معاوية لعلي عندهم كان ظلماً وعدواناً و يبدو أنهم لم بعمموا مذهبهم ني مرتكب الكبيرة واستثنوا منه هذه الحوادث ،} هذا حسب راي ابن ابي الحديد هنا الذي بنقل عن المعتزلة وبنسبه اليهم ، وأما الروابات الأخرى كروابة المفيد فانها تنسب إلى المعترلة غير هذا & فهي تفسق الخوارج عل علي وتوجب لهم الخلود ني النار ( أوائل المقالات ص ‎١١‏ ) كما تفسق المعتزلة ايضاً : أهل الشام وطلحة والز بير إلا بعضهم ، فانه جعل الفسق في أحد الفر يقين دون تعيين وقد دافع القاضي بن الجبار عن عيان دفاعاً شديدا ( المغنى © الامامة تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود والدكتور سليمان دنيا ومراجعة الدكتور إبراهيم مدكور القسم الثاني ص ‎٥٧-٣٠‏ ، أبو عمار عبد الكاني الموجز ص ‎١٧٩‏ ج . . ٩ ‏ص‎ ١ ‏ن . م . ج‎ )١( © ‏يقول ابن أبي الحديد : ولا ريب ان الخوارج إنما برئ أهل الدين } والحق منهم‎ )٢( ‏لانهم فارقوا عليا و برثوا منه 3 وما عدا ذلك من عقائدهم نحو القول بتخليد الناس ني‎ ‏النار {، والقول بالخروج على امراء الجور 0 وغير ذلك من أقاو يلهم فان أصحابنا‎ . ‏يقولون بها 0 ويذهبون اليها 0 قلم يبق ما يقتضي البراءة منهم إلا براءتهم من علي‎ ‏ويبدو أن رأي ابن أبي الحديد ني الخوارج على علي‎ ) ١٣١ ‏ص‎ ٥ ‏شرح نهج البلاغة ج‎ ( ‏يختلف عن رأيه ني الخوارج على معاوية لأن معاوية فيما يلوح من كلامه ليس عدلاً‎ . ‏ومن ثم فان الخارج عليه لا ينطبق عليه مفهوم الخارجية‎ . ١٣١ ‏ص‎ ٥ ‏ن . م . ج‎ )٣( 26 ٢٦ مع رأي الأشاعرة الذي سبق أن رأينا تعبير الشهرستاني عنه . غير أن الأشاعرة والسلف عامة لا يرون الخروج على الامام الجائر ، أما المعتزلة فترى ذلك واجبا & متفقة فيه مع الخوارج ، ويذكر الجاحظ ‎)٨٦٤/٢٥٠+(‏ راي فقهاء الجماعة في الخوارج فيقول : ( انك لا تعرف فقيهاً من أهل الجماعة لا يستحل 3 ُ . . 1 1 , قتال الخوارج & كما انا لا نعرف احدا منهم لا يستحل قتال اللصوص )' واما اسلاف المعتزلة وهم الذين اعتزلوا عليا ( ولم يروا القتال معه ©ك٨١}‏ ولا محار بته ‎٢‏ ... ۔. ّ ء . فإنهم واقفة أو شكاك ، ولم يكن لهم راي واضح في الخوارج ‎٢‏ وللمعتزلة نزعة 5 : خارجية واضحة فهي ترى الخروج على السلطان اذا رات ني جماعتها الكفاية للتغلب على المخالفين لهم © بحيث تعقد الامامة لاحد اعضائما وتنهض لقتال الامام وخلعه ، وازالة سلطته ، وتأخذ الناس بالانقياد لاعتقادها ني التوحيد والعدل © فان دخلوا ف مذهبها سلموا 0 وان امتنعوا قتلوا & وبالحملة فانه يجب عندهم الخروج على الامام الجائر بقدر الامكان ". واذا رجعنا إلى القاضي عبد الجبار المعتزلي فاننا نراه يتصور الخارجية على أنها نظرية سياسية تتمثل في الخروج على الامام العدل ، و يجب عنده قتال الخوارج ، وعقد ي ذلك قياسا وهو انه اذا كان المسلمون عحمعن على قتا ل اللصوص وعلى وجوب مقاومتهم 0 اذا خيف مهم سفك الدماء {} أو أخذ الأموال او من أن تركهم يؤدي الى فتنة ني الدين ، فان قتال من شق عصا الطاعة ‎٠‏ وخرج على الناس أوضح وأبين وأوجب ‎٠‏ الا انه دافع عن الامام على وعلى شرعية قتاله لطلحة والز بير والخوارج وصرح بأن طلحة والز بير خارجيان & وانه لا .٨٧ ‏ص‎ ٣ ‏الجاحظ ، البيان والتبيين تحقيق السندو بي ‘ القاهرة ( دون تاريخ ) ج‎ ()١( ‎)٢(‏ سعد بن عبد الته الأشعري 0 كتاب المقالات والفرق ، تحقيق الدكتور محمد جواد مشكور ، مطبعة حيدري ، طهران ‎١٩١٦٣‏ ص ‎٥٤‏ . ‎)٣(‏ الذين وقفوا أو أسلاف المعتزلة فيما يرى النو بختي وعبد النه الأشعري هم : سعد بن أبي وقاص ) وعبد الله بن عمر ا ومحمد بن مسلعة الانصاري ‘ وأسامة بن زيد 7 حارثة الكلي ثم الأحنف بن قيس إلا أنه اعترل بعد انحيازه إلى علي مع جماعة من قوم بني تمم ‘ طلباً للسلامة } المقالات والفرق ص ‎٥٤‏ . ‎٤٦٦ ‏ص‎ !٢ ‏الأشعري ، مقالات الإسلاميين ج‎ )٤( ‎٢٧ 27 فرق بينهما وبين معاوية والخوارج ي البغي على الامام العدل ، والخروج عليه } وينص على ذلك بقوله : ( ولو كانت مقاتلة طلحة والز بير لا تحل لوجب مثله في معاوية والخوارج لأن حال الجميع متساوبة في الخروج على الامام )' معتمدا في تصوره هذا على القرآن الكر يم اذ قال لله تعالى : ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الني تبفي حتى تفيء إلى أمر الله . الحجرات ‎)٩/‏ واذا كان القتال ذباً عن المال مباحاً فكيف لا يجب القتال دفاعاً عن الامامة العظمى الى هى أساس استقامة أمر الأمة الاسلامية ". وقد ورد ي الحديث : ( وستكون هنات | وهنات فن أراد أن يفرق بين هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان )" وليس معنى وجوب قتالهم الحكم بكفرهم ذلك ان الشيخ المفيد ينقل الينا ان المعتزلة خالفوا من حكم على الخوارج بالكفر 2 وصرحوا بعدم تكفير هم وانما سموهم فاسقين & وأوجبوا عليهم الخلود ثي النار ، تبعا مذهبهم في مرتكب الكبيرة ' واغلب الظن ان اكثر المعتزلة لا تفهم من الخروج المروق من الدين والكفر كما يفهم من كلام ابن ابي الحديد ؤ وامما يتصورون الخروج على انه بغي ، يجب قتال من قام به على الامامة ذات العدل والشرعية ؤ كما صرح بذلك القاضي عبد الجبار ‎)١١٧٥/٤١٥+(‏ ، خصوصا اذا اخذنا ي الاعتبار اتفاق المعترلة مع الخوارج ني وجوب الخروج & على من جار من الابمة 0 وي خلود صاحب الكبيرة في النار } اذا لم يتب منها ، وانما الخروج على الامام العدل ني نظرهم بغي } وتفريق لكلمة المسلمين & وفتنة يجب القتال من اجل دفعها & ومن اجل المحافظة على الامامة والوحدة والنظام الاجتماعي ولا يجوز ‎)١(‏ القاضي عبد الجبار } المغنى ( الامامة ) تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود ، والدكتور سليمان دنيا ومراجعة الدكتور ابراهيم مدكور } الدار المصرية للتأليف والترجمة © القاهرة ( دون تار يخ ( القسم الثاني ص ‎٧٤‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ٣٧۔-:٤٧‏ . ‎)٣(‏ رواه النساني وابن حبان ني صحيحه عن عرفجة 0 قال السيوطي انه حديث صحيح ! ( الجامع الصغير ج ‎٢‏ © ص ‎٥٣‏ ) والهنات بفتح الهاء هي الشدائد . ‎)٤(‏ اوائل المقالات ص ‎١١‏ . ‎٢٨‏ 28 الخروج عندهم أيضاً إلا مع امام عدل ينتخبونه لهذا الغرض ، ولا يتولى تنفيذ الأحكام ل واقامة الحدود الا هو } او من بأمره بذلك ‎١‏ . 1 والواقع ان محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد ‎)١٠٢٢/٤١٣+(‏ ‏الذي يعتبر خبيرا 3 خبرة دقيقة جيدة 0 بآراء الفرق ومذاهبها كما حدثنا الذهى و ‎٧٤٨+(‏ ھ ‎)١٣٤٧/‏ كان يناظر اهل كل عقيدة" } وانه كان يناظر المحكمة أيضاً فيما ذكره الزنجاني ، في مقدمته على أوائل المقالات " يصرح باجماع المعترلة على عدم تكفير الخوارج 0 بل اقتصروا على تفسيقهم وايجاب الخلود عليهم في من تكفيرهم ) . ؛ . ٤٦٢٧ ‏ص‎ ٢ ‏الأشعري 0 مقالات الإسلامبين ج‎ )١( ‎)٢(‏ العبر في خبر من غبر الكويت ، ‎١٩٦٠‏ ج ‎١‏ ص ‎١١٤‏ ؤ أبو السعادات اليافعي ‎٧٦٨ + (‏ ھ / ‎١٣٦٦‏ ) ، مرآة الجنان ، الهند ‎١٣٣٨‏ ه ج ‎٣‏ ص ‎٢٨٢‏ . قال فيه العاملي : ( الذي سن طريق الكلام لمن بعده إلى اليوم } أعيان الشيعة ط ‎١‏ ، دمشق ج ‎١‏ ص ‎٢٣٧‏ ) ابن النديم ، الفهرست ط & مصر ص ‎٢٧٩‏ . آية الله السيد حسن الصدر ، تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام ، العراق ‎١٣٧٠‏ ه ص ‎٣٨١‏ . ‎)٣(‏ ص كو ، ويبدو ان الخوارج كانت تجل الشبخ المفيد لأن الذمي يذكر لنا أن الخوارج خرجت ني جنازته مع الشيعة ( العبر ج ‎٣‏ ص ‎١١٥‏ ) ، مع انه يكفرهم حسب روايته لمذهب الامامية في كتابه أوائل المقالات محملا 0 ولكنه يفصله في كتابه : النصرة ني حرب البصرة ، النجف {© ص ‎١٤‏ فيقول : ولكنهم لم بخرجوهم بذلك عن حكم ملة الإسلام إذ كان كفرهم من طريق التاو يل كفر ملة } ولم يكفروا كفر ردة عن الشرع و بهذا يكون غير مكفر لهم تكفير اشراك واخراج من الأمة . وبذلك كله فانه يكاد بتفق المسلمون من سلف وأشاعرة ومعتزلة وامامية على ان الخوارج ما كانوا كافر ين ولا خارجمن من الدين . ‎)٤(‏ أوائل المقالات ص ‎١١‏ فالكفر هنا عند الامامية يشبه كفر النعمة عند الأباضية لأن الشبخ المفيد يصرح في كتابه النصرة ص ‎١٤‏ مع اقامتهم ( الخوارج ) على الجملة منه ( الشرع ) واظهار الشهادتين } والاعتصام بذلك عن كفر الردة المخرج عن الإسلام . فالمعترلة إذن لا يكفرون الخوارج كفر النعمة بل كفر الملة . ‎٢٩ 29 ولكن ما رأي الخوارج أنفسهم ني الخروج على الامام العدل الشرعي ؟ والواقع أننا نستطيع أن نستشف رأيهم من حكمهم على من خرج على الامام علي من أهل البصرة والشام 9 ذلك أن الخوارج حكوا عليهم بالكفر والضلال متفقين في ذلك بالاجماع مع الامامية والريدية ، إلا فيما قالوا من توبة عائشة عن فعلها وانابتها إلى الحق ، وأكثر من ذلك 0 فان حكمهم على الامام علي بالكفر } انما كان فيما يبدو من أجل عزل نفسه ني نظرهم حين سوى بينه وبين معاوية في مسألة التحكيم } ولأنه لم يستمر ني قتال البغاة الخارجين على خلافته الشرعية ، التي قلده اياها المسلمون 0 فكأن الامام علي خرج على الامامة نفسها متمثلة في شخصه ، ولذلك كفروه ، وانما ايدوه حين كان متمسكاً بها 0 ولكنهم انقلبوا عليه حين تساهل في أمرها الذي نص عليه القرآن فلم يبق ني ذلك سجال للتحكيم © فعملية التحكيم انما هي خروج على حكم القران المنصوص وافتيات على حرمة الامامة نفسها } يقول محمد بن النعمان : ( والخوارج يكفرون اهل البصرة واهل الشام ويخرجونهم بكفرهم الذي اعتقدوه فيهم - من الايمان )! . وللاباضية رأي خاص في الخوارج وي الخروج 2 وذلك أن الاباضية رغم موالاتها للمحكمة الاولى © وعلى راسهم عبد الله بن وهب الراسي ، ومن اجل ذلك اطلقوا على انفسهم وهبية } فإنهم يتصورون الخروج على انه مروق من الدين ، وردة } ولا يرون ي الخروج السياسي موجباً لتسمية من قام به خارجياً فلا يسمون من خرج على عنهان ولا من خرج على معاوية } ولا من خرج على الامام عبد الوهاب الرستمي كابن فندين 0 خوارج ، وانما كان موقفهم من هذا كله موقفاً خاصاً © لأم تشبثوا بنص الحديث ، فالخروج من الدين انما يكون بانكار أصل ثابت من اصوله او بالعمل بما يتنافى مع تلك الاصول المقطوع بها 0 لان العمل بذلك هو الردة 0 والانكار لما يجب ان يكون عليه سلوك المسلم الذي حدده القرآن 0 ومن هنا ‎)١(‏ ني الاصل : مكفري . ‎)٢(‏ أوائل المقالات ، تعليق جرند أبي علي ص ‎١١‏ حيث أورد فيه النص نقلاً عن كتاب النصرة ني حرب البصرة ص ‎١٤‏ . ‎٣٠‏ 30 فانهم يتصورون الفرقة التي ينطبق عليها مفهوم الخارجية الوارد ي الحديث وهو المروق من الدين ايما هي فرقة الازارقة 0 ومن كان على شا كلتها ، لما يقومون به } و يعتقدونه من سفك دماء المسلمين ا وأخذ أموالهم 5 وسبى نسائهم وأطفالهم 3 مستحلين لذلك كله © وقد بين لنا هذا الموقف المتكلم الاباضي أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم الجزائري المتوفى سنة ‎٥٧٠‏ ھ ‎١١٧٤/‏ في كتابه الدليل لأهل العقول حيث صرح : ( وزلة الخوارج نافع ني الأزرق وذووه ‎١‏ حين تأولوا قول الله تعالى : ( وإن اطعتموهم إنكم لمشركون . الأنعام ‎)١٢١/‏ فاثبتوا الشرك لأهل لتوحيد حين اتوا من المعاصي ما اتوا ولو اصغرها ) " و يصف الخوارج بالمروق فيقول : ( واما المارقة وهم الخوارج فلن خفى على عاقل سيرة ما ساروا ني اهل الاسلام كسيرة اهل الاسلام ف اهل الاوثان والاصنام ) " واورد حديث المروق وطبقه على الازارقة إذ بدلوا الاحكام والأسماء وابطلوا جلد الزاني ث ورجمه ؤ وقطع السارق ، فالخوارج اذن انما سموا بذلك لخروجهم عن الدين ، وعن أحكامه وهم ني هذا متفقون مع بعض أهل السلف والسنة الذين كفروا الخوارج ، كما يتفقون مع المسلمين جميعاً في تسمية الازارقة خوارج . ويذهب على يحيي المعمر الاباضي المعاصر بناء على هذا إل ان الاباضية ليست من الخوارج 0 لان الثورة على الامام والخروج عليه سياسيا لا يكون خروجا من الدين ، وانما الخارجون على الامام بغاة يؤدبون ، ويقاتلون © ولا يكفرون ، ولا يسمون خوارج ث ، وهذا الموقف يتفق مع المذهب الأباضي فيما يتعلق بصاحب الكبيرة الذي يكفرونه تكفير نعمة 3 لا تكفير اشراك ث ويتسق مع بقية عناصر مذهبهم المعتدلة القر يبة من آراء اهل السنة والجماعة ، ولكن الاباضية يتصورون نوعاً آخر من الخروج ويسمونه الظهور ني مقابل الكتمان والتقية © وذلك أنهم يرون الخروج على المخالفين لهم إذا توفرت لهم شروط معينة 3 ويسمون ذلك دور ‎)١(‏ في الأصل : وذويه . ٍ _ ‎)٢(‏ علي يحبى معمر ، الاباضية ني موكب التاريخ ج ‎١‏ ص ‎٣٣‏ نقلا عن الدليل لاهل العقول ج ‎١‏ ص ‎١١٩‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ص ‎٣٤‏ نقلا عن الدليل لأهل العقول ص ‎٥٢٠‏ . ‎)٤(‏ ن . م . ص ‎٣٥-٣٤‏ . ‎٣١ 31‏ الظهور } فاذا بلغوا ني العدد والعدة والعلم نصف المخالف وجب الظهور ونصب الاما م ‘ ولهم صورة اخرى للخروج قوية واضحة يسمونها دور الشراء } وي هذه الحالة لا يتوقف الخروج على تلك الشروط السابقة © بل يكني في ذلك وجود ار بعين شخصاً ليثبتوا أمام المخالف مهما يبلغ عدده وعدته ، ولا يرجعون ، إلى ان ينقصوا إلى ثلاثة رجال لأنهم شروا أنفسهم له بالجنة 3 ويسمون هذا دور الشراء & ولكنه غير واجب » ويمثلون لدور الشراء بأي بلال مرداس بن حدير ‎)٦٨٠/٦١+(‏ و بدور الدفاع أو الظهور بعبد الله بن وهب الراسبي ‎)٦٥٨/٣٨+(‏ ودور الكتمان بجابر بن زيد ‎)٧١١/٩٣+(‏ وكذلك عبد الله بن يحيي ‎١٣٠+(‏ ھ ‎)٧٤٨/‏ طالب الحق فانه يمثل دور الظهور ‎١‏ . . وللخوارج القاب كثيرة فهم خوارج لخروجهم على الامام علي او من الدين أو من الكوفة إلى حروراء 3 والمحكمة بسبب ما وضعوه من شعار انكار التحكيم في قولهم « لا الا اله » ، والمارقة لمروقهم من الدين كما ورد في الحدبث .} وسموا . 7. أنفسنا ني الله أي ا بثواب الله ورضاه وبالجنة " تبعاً لنص القرآن ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة . التوبة ‎)١١١/‏ ‏ويرضى الخوارج عن هذه الأسماء كلها ما عدا ه المارقة » فانهم لا يقبلون ان يلقبوا بها 0 ويذكر الجاحظ ان المسلمين كلهم يسمون الخوارج كلاب النار " ويسمون أيضا أصحاب الجباه السود ، والنهروانية 3 والمخدوعين' ويسمي الخوارج أنفسهم ‎)١(‏ مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎٥٤‏ . ‎)٢(‏ الاشعري 0 مقالات الإسلاميين ج ‎١‏ ص ‎١٢١٨‏ . ‎)٣(‏ الجاحظ ، الحيوان تحقيق عبد السلام هارون ج ‎١‏ ص ‎٢٧٠‏ ؤ ‎٣١٦‏ وقد أورد الجاحظ قصة حكاها الأصمعي وهي ان رجلا رأى في منامه ان حيات دخلت بيته ففسرها ابن سير ين بأعداء المسلمين { وكانت الخوارج تدخل بيت ذلك الرجل . الحيوان + ‎٤‏ ‏ص ‎٦٩‏ & وقد ورد ني الحديث تسمية الخوارج بكلاب النار رواه أحمد ي مسنده وابن ماجة والحاكم عن ابن أبي أونى وأخرجه أحمد والحاكم أيضاً عن أبي امامة الباهلي وقال السيوطي حديث صحبح ، الجامع الصغير ج ‎٢‏ ص ‎١٩١‏ |} الأجرى ‎١‏ ‏الشريعة ، مطبعة السنة المحمدية القاهرة ‎١٣٦٩‏ ه / ‎١٩٥٠‏ م ص ‎٣٧--٣٦‏ . ‎)٤(‏ الخطيب الهاشمي & وقعة النهروان ص ‎١٠‏ . ‎٣٧‏ 2 أهل الحق فيكونون بذلك اول فرقة اسلامية زعمت انها وحدها على حق & وان من سواها على ضلال وعماية ‎١‏ كما تزعم الفرق الاخرى . والواقع أن الأمويين والشيعة غلوا في التنقيص من شأن الخوارج ، وني الوقيعة بهم & وي اتهامهم ان بالباطل ؤ وان بالحق ، ولم يتورعوا في وضع الأحاديث ي ذم الخوارج ، كما وضعت احاديث ني ذم القدرية والمرجئة " وكان المهلب بن ابي . ٧٥٩ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري & ج‎ )١( ‎)٢(‏ منها : تفترق أمتي على سبعين أو احدى وسبعين فرقة كلهم ني الجنة إلا واحدة قالوا با رسول من هم قال الزنادقة وهم مجوس هذه الامة قال الفتى : لا اصل له ، وقال القزويني ان الحديث : القدرية جوس هذه الأمة ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم } موضوع ، وان صححه الحاكم على شرط الشيخين فيما يقول النووي ني شرحه على صحيح مسلم ، وكذلك فان ابا داود رواه ني سننه } وكذا القول في الحديث : صنفان من امتي ليس لهما ني الإسلام نصيب القدرية والمرجئة . قال الصغاني انه موضوع ، والوضع فيه اوضح لان اصطلاح القدرية والمرجئة متاخران عن عصر الني صلى الله عليه وسلم ولم يعرف اصطلاح القدرية إلا ني عهد المتاخر ين من الصحابة كعبد الله بن عمر وابي هريرة وابن عباس ‘، وجابر بن عبد الله © وانس بن مالك الذين ظهرت القدرية في عهدهم كمعبد الجهني ، وغيلان الدمشني ، يقول البغدادي : ثم ظهر ني زمان المتأخر ين من الصحابة خلاف القدرية ني القدر والاستطاعة من معبد الجهني ‘ الفرق بين الفرق ص ‎١٨‏ وان كان قد خرجه البخاري ني تار خه والنرمذي وابن ماجة عن ابن عباس ، وابن ماجة عن جابر والطبراني ني الأوسط وحسنه المناوي عن أبي هريرة : ان لكل أمة جوساً ومجوس هذه الأمة القدرية فلا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا) في اسناده جعفر بن الحارث وهو ليس بشيء ني نظر النقاد } ( الفتي 8 تذكرة الموضوعات & ص ‎١٦--١٥‏ وتعليق مصحح الكتاب الشيخ عبد الجليل ) ويقرر شارح الطحاوية ابن أبي العز : ان الصحيح ني أحاديث ذم القدرية أنها موقوفة ولقد أدرك ابن تيمية هذه المسألة غاية الادراك وتفطن ليها حيث ذكر ان الأحاديث المروية في ذم القدرية والمرجئثة كالتي رواها ابن ماجة وابن أبي داود في السنن طعن فيها العلماء وضعفوها وبعض الناس يميل إلى تقويتها واثباتها . وذكر ان الثابت في ذم القدرية وأمثالهم إنما هو عن الصحابة كابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما . ( ابن تيمية ، مجموع الرسائل الكبرى القاهرة 0 ‎/١٣٨٥‏ ‎٦٦‏ ج ‎١‏ ص ‎٢٦‏ شرح الطحاوية ‎٠‏ ص ‎٤٠١٩١‏ ) . ‎٣٣ 33 صفرة ‎٨٢+(‏ ھ ‎)٢٠٢/‏ يستعين بوضع الأحاديث ني محاربته الخوارج ، ويزعم ان الحرب خدعة ، ورأى ان ذلك يبرر له وضع الحديث واختلاقه ، وما يدل على . .. س ‎٠‏ ۔ . . ذلك ان حبا من أحياء الازد اذا رأوا المهلب خارجاً ، قالوا راح يكذب ، وقال شاعرهم فيه : : أنت الفتى كل الفتى لو كنت تصدق ما تقول . . َ . َ وهذا يبن لنا السبب ي وجود احاديث كثيرة ف ذم الخوارج ( والواقع انه قد ‎٤ ٠‏ وردت احاديث صحيحة ني ذم الخوارج & اخرجها البخاري ومسلم كما يقرر % . . ذلك ابن تيمية ‎١‏ وصرح احمد بن حنبل بان الحديث في الخوارج صح من عشرة َ ء :!. . - أوجه " ويؤكد ذلك علي بن علي ( ‎١٣٨٠١ ٣٣٧٧٨ ٢-٧٣٨‏ ) شارح الطحاوية بان الصحاح وحدها تشتمل على عشرة احاديث اخرج البخاري منها ثلاثة ، واخرج . . باقيها مسلم (+ ‎٢ ٤ (٨٧٥ ١٦١‏ ومن الاحاديث الى اوردها البخاري واخرجها 8 َ َ صحيحه عن ابي سعيد الخدري ‎٧٤+(‏ ھ ‎)٦٩٣/‏ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : محرج 7 هذه الامة - وم يقل منها - قوم يحقرون صلاتكم مع صلاتهم . يقراون القران لا جاوز حلوقهم او حناجرهم ( يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتهارى في الفوقة هل ء َ علق بها من الدم شيء)' ومن الاحاديث الني اخرجها مسلم عن أبي هريرة (٧٥ه/٦٧٦(‏ قال : سمعت رسول الته صلى الله عليه وسلم يقول : من خرج من الطاعة وترك الجماعة هات 0 مات ميتة جاهلية } ومن قاتل تحت راية عمية 0 يغضب لعصبية ، او ينصر عصبية ، فقتل فقتلته جاهلية . ومن خرج على أمتي بسيفه يضرب ‎)١(‏ مجموعة الرسائل الكبرى ج ‎١‏ ص ‎٢٣‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎٢٣‏ . ‎(٣)‏ علي بن علي - بن ابي العز ‎٠‏ شرح الطحاو ية ‘ القاهرة ( دون تار بخ ) ص ‎٤٠٥‏ . ‎)٤(‏ اخرجه البخاري ني : باب قتل الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم .. فتح الباري ج ‎١٦٢‏ ص ‎٢٤٤-٢٣٨‏ . يتمارى : يتشكك أ الفوقة : موضع الوتر من السهم ورواه مالك ني الموطا وهو حديث ثابت الاسناد ‎٨5‏ منهج المعارج ص ‎٦١‏ . ‎٤‏ 34 برها وفاجرها © ولا يتحاشى من مؤمنها } ولا يني لذي عهد ، فليس مني ، ولست منه ) ، ورواه محمد بن طاهر بن علي المقدسي ‎)١١١٣/٥٠٧+(‏ ني كتاب الحجة على من ترك المحجة. ‎٢‏ - نشأة الخوارج ‏. } هل يرجع اصل الخوارج } و بذورها الاولى إلى عهد البي صلى الله عليه وسلم } ‏ام ان الخارجية بدعة نشات اثر الفتنة الكبرى ؟ ، والانشقاق الاعظم ني الاسلام } ‏فتنة صفين ؟ اذا رجعنا إلى كتب الخديث الموثوق بها & وإلى كتب المقالات الاسلامية } ‏وإلى كتب التاريخ ا فإننا نرى أن النزعة الخارجية ، وأن اصل الخوارج نبت في ‏عهد الني نفسه & ومن ثم فهو سابق للثورة على الخليفة عثمان ‎٣٥+(‏ ه ‎)٦٥٦/‏ رضي ‏الته عنه 0 وعلى معركتي الجمل (٦٣ه/٧٥٦)‏ وصفين" (٧٣ه/٧٥٦)‏ وما لحقهما ‏من فتن ، وغير خاف أن الني محمدا عليه السلام رسول وامام في آن واحد ، وأنه ‏كان يتولى شئون المسلمين الدينية والسياسية والمالية والحر بية } واذا كان معنى الخروج ‏هو الانكار على الامام العدل ، والاعتراض عليه } فإن هذا المعنى حدث لصاحب ‏الرسالة الاسلامية والقائد الأعلى للمسلمين ، فقد أخرج البخاري (ر٤٦١-٦٥٢‏ ھ / ‎)١(‏ من الحفاظ ، ولكن المحدثين لا يحتجون به 0 إذا تكلموا ني حديثه ونسبوه إلى أهل البدع 5 وله مناكير ني كتابه : صفة أهل التصوف & وروى أحاديث منكرة ني الغناء والرقص واباحة اللهو مقطوع ببطلانها } والمتصوفة عامة يتساهلون ني رواية الحديث بقصد ترقيق القلوب ، ( الفتي & قانون الموضوعات والضعفاء ص ‎٢٩١‏ ) وصدقه الذهي ولم يتهمه إلا انه نسبه إلى انحراف صوني غير مرضي وخطأه ابن عساكر ني اشياء ( الذهي ميزات الاعتدال القسم الثالث ص ‎٥٨٧‏ ) . ‎' ‏أطلق طه حسين على النزاع بين المسلمين ني عهدي عان وعلي اسم : ه الفتنة الكبرى‎ )٢( ، ‏وجعله عنوانا لكتاب له ني جزئين الأول ني عان والثاني ني على ، دار المعارف‎ . . ١٩٦٨ ، ١٩٦٦ ‏القاهرة‎ ‎© ‏ما يزال الموضع معروفاً إلى اليوم وهو مكان قرب الرقة شمال سورية على شاطئ الفرات‎ )٣( . ١٠٣٨ ‏ص‎ ١ ‏الذهي ، العبر في خبر من غبر ج‎ ‎٣٥ 35 ‎)٨٧٠-٩‏ في صحيحه عن أي سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري ‎٧٤+(‏ ھ ‎)٦٩٤/‏ قال : ( بينا الني صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال ويلك من يعدل اذا لم اعدل © قال عمر بن الخطاب ‎٢٣+(‏ ھ ‎)٦٤٤/‏ دعني اضرب عنقه ، قال دعه فان له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته © وصيامه مع صيامه ا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ...)آ وقد وردت عدة احاديث في الصحيحين تشير إلى الخوارج تبلغ عشرة احاديث } اخرج البخاري منها ثلاثة 3 واخرج مسلم سائرها 9 وقد سبق أن اشرنا إلى ان الامام احمد ‎٢٤١‏ ه ‎٨٥٥/‏ ذكر انه قد صح الحديث ني الخوارج من عشرة أوجه ون ابن تيمية ‎٧٢٨‏ ھ ‎١ ٣٢٣/‏ صرح بان الأحاديث الصحيحة الواردة فيهم وفي ذمهم والأمر بقتالهم كثيرة جداً واعترها اهل الحديث متواترة ‎٢‏ ولكن من هو اول خارجي ؟ ان هذا الحديث يصرح بان الشخص الذي عارض الني وطالبه بالعدل رجل تميمي هو عبد الله بن ذي الخويصرة ، وورد ني بعض روايات هذا الحديث انه ‎)١(‏ كذا بالأفراد وني رواية أخرى بالجمع وهي لغير البخاري { ابن حجر ،ؤ فتح الباري ج ‎١!‏ ص ‎٢٤٦‏ . ‎(٢)‏ أخرجه البخاري ني باب من نترك قتال الخوارج للتألف 98 وأن لا ينفر الناس منه ( ابن حجر ، فتح الباري ج ‎١٦‏ ص ٤٤٢۔-٢٦٤٢‏ ) " وأخرجه أحمد بن حنبل والطبري من طريق بلال بن بقطر عن أبي بكرة ، وأخرجه مسلم من حديث جابر ورجال أحمد هم رجال الصحبح ، إلا ان حجر علق على رواية أحمد والطبري بأنها رواية من غير بيان شاف ، وي رواية عن أنس بن مالك : وصف هذا الرجل بأنه ( أول قرن خرج ني امتي ) ابن حجر ، مجمع الزوائد ط ‎٢‏ بيروت ‎١٩٦٩‏ ج ‎٦‏ ص ٦٢٢۔-٧٢٢‏ . الآن هذه الرواية فيها يز يد الرقاشي وهو ضعيف عند جمهور المحدثين وأخرجه الترمذي عن ابن شهاب عن أبي برزة بلفظ آجر وقال حديث حسن ( عثمان بن عبد العز يز الحنبلي © نهج المعارج لأخبار الخوارج ، مخطوط رقم ‎٣١٤٤‏ تاريخ ، دار الكتب المصرية ص ‎٣٥٨‏ . ‎)٣(‏ ابن تيمية مجموع الرسائل الكبرى ج ‎١‏ ص ‎٢٦ ، ٢٣‏ ، علي بن أبي العز ر١٣٧۔-‏ ‎١٣٨٩٠ /٧٩٢‏ شرح الطحاوية { القاهرة } ( دون تاريخ ) ص ‎٤٠٥‏ . ‎٣٦‏ 36 حرقوص بن زهير ‎٣٨+(‏ ھ ‎)٦٥٨/‏ إلا ان الراوي شك فيمن عرفه بأنه حرقوص ، وقد اعتمد ابن الأثير على هذه الرواية في اعتباره حرقوصاً من الصحابة ! وأشار إلى عدم يقينه بأن المذكور ني الحديث هو حرقوص ، وذكره أبو جعفر الطبري من بين الصحابة وذكر أنه شارك ني فتوح العراق وانه هو الفاتح لسوق الأهواز سنة ‎١٧‏ ه ‎٦٣٨/‏ وكان من اصحاب علي ني حروبه ثم خرج مع الخوارج وقتل في معركة النهروان سنة ‎٣٨‏ ه ‎٦٥٨/‏ قتله جيش بن ربيعة الكناني آبو المعتمر " ونقل الطبري خبر قتله يوم النهروان عن أبي مخنف لوط بن يحيي المتوفى سنة ‎١٧٠‏ ه / ، ‏الذي صنف في اخبار الخوارج وقام الطبري بتلخيص كتابه في تاريخ الرسل‎ ٧ ويعتبره فلهوزن ‎)١٩١٨-١٨٤٤(‏ حجة في هذا الميدان : وزعم بعض المؤلفين ي المقالات و بعض المحدثين ان ذا الخويصرة هو ذو الثدية او اليد المخدجةث. ونقد / ‏ھ‎ ٤٢٧ + ( ، ‏أخرج هذه الرواية الثعلي أبو اسحق أحمد بن محمد النيسابوري‎ (١( ‏ني أسباب النزول‎ )١٠٧٦/٤٦٨ + ( ‏والواحدي ( علي بن أحمد ) تلميذ الثعلي‎ )١٠٥ / ‏ھ‎ ٢١١ + ( ‏عن عبد الرزاق‎ (٨١٢ ٦٧ + ( ‏من طريق محمد بن يحيى الذهلي‎ ‏فقال : ( ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص ابن زهير أصل الخوارج‎ )٢٧ | ٢٤٥ ‏ص‎ ٢١ ‏ولا أدري من الذي قال وهو حرقوص ) ابن حجر ، فتح الباري ج‎ . ٩٩ ‏ص‎ ١٠ ‏القسطلاني 0 إرشاد الساري ج‎ ‎)٢(‏ ابن الأثير } أسد الغابة ني معرفة الصحابة ى مصر ، ‎١٢٨٠‏ ج ‎١‏ ص ‎٣٩٦‏ وقال انه قتل سنة ‎٣٧‏ / ھ ‎٦٥٧‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٤٤‏ ص ‎٧٩ { ٧٨ ، ٧٧ ، ٧٦‏ ج ‎٥‏ ص ‎٨٧‏ ويرجح الطبري ان معركة النهروان وقعت سنة ‎٦٥٨/٣٨‏ ج ‎٥‏ ص ‎٩٢‏ ، ابن حجر ، فتح الباري ، ج ‎١٢‏ ص ‎٢٤٦-٢٤٥‏ . ‎)٤(‏ لأن الراوي الذي بنقل عنه أبو مخنف تلقى الخبر اما عن شاهد عيان أو عمن نقل عن شاهد عيان } ( فلهوزن ، الخوارج } والشيعة 0 ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي ، النهضة المصرية ، القاهرة ‎١٩٦٨‏ ص ‎١٨٩٠-١٧٩١‏ وقد حاول فلهوزن ان يطبق المنهج التار يخي النقدي على أخبار الخوارج والشيعة على نحو ما طبقه ني العهد القديم . ‎} ‏والشهرستاني ، الملل والنحل‎ ، ٢٧ ‏مثل أبي المظفر الاسفرايني ؤ التبصير ني الدين ص‎ )٥( ‎. ١١١ ‏ص‎ ١ ‏ج‎ ‎٧ 37 ابن حجر هذا الرأي وبين ان الرواية الني نقلت الخبر ‎١‏ عن انس فيها موسى بن عبيدة ‎)٧٧٠/١٥٣+(‏ وهو متروك". وسياق حديث البخاري نفسه يدل على ان ذا الثدية غير ذي الخويصرة لأنه جعل ذا الدية علامة من علامات اصحاب ذي الخو بصرة وهم الخوارج عند شراح الحديث ، فقد جاء ي هذا الحديث : ( آيتهم رجل احدى بديه أو قال ثديبه مثل ثدى المرأة ..) وني رواية المبرد ‎)٨٩٨/٢٨٥+(‏ الذي نهم بانه خارجي & لاهتامه باخبار الخوارج وآدابهم ا أن الرجل المخدج اليد 5 وهو علامة الخوارج ، يسمى عمرا ذا الخويصرة او الخنيصرة ' ؤ وذو الثدية قتله الامام علي ني معركة النهروان ، فيما رواه جندب بن الأزردي ث ولكن سوأل علي ابن أبي طالب عن ذي الثدية © بعد المعركة ، وشدة البحث عنه لا يشيران إلى أنه قتله بنفسه ث وقد رويت رواية ضعيفة عند أهل الحديث تنص على أنهم حين عثروا عليه قالوا : ( هذا حرقوص ونحن نعرفه وامه هنا ‎٦٠)‏ 0 وتصف الروايات المختلفة لهذه الحديث ذاك الرجل الخارجي بأنه اول قرن يخرج من هذه الأمة ، وبأنه 8 ‏قال موسى سمعت محمد بن كعب بقول هو الذي قتله علي 0 ذو الثدية ) ابن حجر‎ ( )١( . ٢٢٧ ‏ص‎ ٦ ‏مجمع الزوائد ج‎ ‎)٢(‏ ابن جر ، مجمع الزوائد 4 ج٦‏ ص ‎٢٢٧‏ فتح الباري ، ج ‎١١‏ ص ‎٢٤٦‏ وقال الذهي ‎٧٤٨ + (‏ ھ / ‎)١٣٤٨‏ ني ميزان الاعتدال ى الحلي & القاهرة ‎١٩٦٣/ ١٣٨١‏ ق ‎٤‏ ‏ص ‎٢١٣‏ ضعيف عند المحدثين } ولا يحتج بحديثه . ‎. ٢٤٨٢-٦٢٤٧ ‏ص‎ ١! ‏ابن حجر ، فتح الباري ج‎ )٣( ‎)٤(‏ المبرد ، الكامل ني اللغة والآداب ، القاهرة . ‎١٣٥٥‏ 0 ج ‎٢‏ ص ‎١٣٩‏ ، وورد في حديث ابن عمر ( + ‎٧٤‏ ھ / ‎)٦٩٣‏ في وصف الخوارج : سيماهم التحليق يقرأون القران لا يجاوز تراقيهم علامتهم رجل يقال له عمرو ذو الخويصرة أو الخنبصرة ) ( محمد شريف سليم } ملخص تاريخ الخوارج منذ ظهورهم إلى أن شتت المهلب شملهم ، القاهرة ‎١٩٢!٤/١٣٤٢‏ ص ‎٤‏ . ‎. ٣٩ ‏الخطيب الهاشمي { وفعة النهروان ص‎ )٥( ‎)٦(‏ وتمام الحديث : ( فأرسل علي إلى أمه فقالت : كنت أرعى غنا في الجاهلية ففشينى كهيئة الظلة فحملت منه فولدت هذا ) ( ابن حجر | فتح الباري ج ‎١٢‏ ص ‎٢٥٠١‏ ‏مجمع الزوائد ج ‎٦‏ ص ‎٢٣٩‏ ) ويبدو على هذا الحديث الوضع فكيف تقف المرأة أمام ‎38 ٨ يبدو عليه اثر السجود ' و بأنه رجل يعجبنا تعبده ، وانه كان يغزو مع رسول الله ، ويطيل الصلاة © و يرى في نفسه انه خير الصحابة وأفضلهم © متخشع © حسن الهيثة . جزوز الرأس & محلوقه © شيطان الردهة ( النقرة ني الجبل ) " وبانه مشرف الوجنتين ، غائر العينين ناشز الجبهة ث كث اللحية ث مشمر الازار ، أسود طويل 8 وأنه رجل من أهل البادية } حديث عهدبالاسلام" وهكذا فان اغلب الآثار الواردة فيه تثبت انه من العباد المتخشعين ، لكنه من المبتدعين & أما صاحب كتاب « كشف الغمة ه" فقد بين لنا أن حرقوص بن زهير السعدي من جماعة السواري ، وهم الذين يلازمون مسجد الرسول & حيث كانت جباههم ، وركبهم كسفن الأبل & من كثرة اجتهادهم ني التعبد والزهد 0 وأورد صاحب هذا الكتاب قصة غريبة وهي ان حرقوص بن زهير دفن دانيال الحكيم ث لأن دانيال ني هذه القصة سأل ربه أن يدفنه رجل من أهل الجنة © فبقى تابوته عند أهل الكتاب يستسقون به © وعندما فتح ابو موسى الأشعري ‎٤٤+(‏ ه ‎)٦٦٥/‏ السوس سنة ‎١٧‏ ه ‎٦٦٨/‏ وجد تابوته فسأل عمر بن الخطاب في ذلك فأمره ان يدفنه سراً وأرسل اليه حرقوصاً ليتولى =. ابنها القتيل وتشتغل بقصة حملها ويمكن أن يكون القصد من وضع الحديث تشويه سمعة الخوارج ونسبة ولادة أحدهم إلى الشيطان ومن أسباب ضعف هذا الحديث أن ني أسناده أبا معشر ‎١٧٠‏ ھ / ‎٧٨٦‏ وهو ضعيف واسمه نجيح بن عبد الرحمن ( الذهي ، العبر ج ‎١‏ ص ‎٢٥٩ - ٢٥٨‏ آ ميزان الاعتدال ق ‎٤‏ ص ٦٤٢-۔-٧٤٢‏ . . ٣٩ ‏ص‎ ٢ ‏ابن تيمية منهاج السنة ج‎ )١( . ٢٢٧-:٢٢٦ ‏ص‎ ٦ ‏ابن حجر ، مجمع الزوائد ي ج‎ )٢( . ٢٤٦ ‏ص‎ ١٢ ‏ابن حجر |، فتح الباري ج‎ )٣( ‎)٤(‏ مؤلفه مجهول وهو من متأخري الأباضية حسبما ورد ني تقييد لكتب الأباضية للبر ادي من أهل القرن التاسع . مخطوط دار الكتب رقم ‎٨٤٥٦‏ خ ورقة ‎١١٦‏ وقد صرح ني كتابه كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة بأن « ظاهره الأخبار و باطنه المذهب المختار ! ويقصد به المذهب الاباضى ورقة ‎٢‏ وبقول ايضا عندما تعرض لذكر الاباضية ان الوهبية وهي الفرقة الأولى من فرق الخوارج نسبة إلى عبد الله بن وهب ا وفرقة الأباضية هما فرقة واحدة وانها هي الفرقة المحقة ورقة ‎٩٧‏ . ‎. ‏أحد كبار أنبياء اسرائيل عاش في القرن السابع قبل الميلاد في عهد نبوختنصر في بابل‎ )٥( ‎2 39 ذلك } فوجد الأخير حلة ني التابوت فكساه اياها عمر بن الخطاب ‎١‏ & وأورد هذه القصة الطبري عن طريق سيف بن عمر " ولكنه لم يشر إلى دفن حرقوص إياه وذكر أن أبا موسى وجد خاتماً ي تابوته 3 فكتب بذلك إلى عمر ، فأمره بأن يتختم بها . وكان ي فصها صورة رجل بين أسدين " & كما أشار اليها ابن الاثير ، ولم يذكر فيها دفن حرقوص لدانيال ث ، ولكن ما معنى هذه القصة الي ربطها سيف ابن عمر بأسطورة تتعلق بموت دانيال ؟ وهل تفيد أن اليهود كانت لها صلة بحرقوص عندما كان بالأهواز والعراق ؟ أو أن القصة موضوعة ، لتضيف إلى حرقوص منقبة انه من الذين شهد لهم بالجنة ث 0 فتكون من وضع من كان يناصر الخوارج ، أو أن هذه الرواية من اختلاق سيف بن عمر الذي اتهم بالزندقة والوضع ، والكذب ؟ وعاد الطبري 0 فجعل حرقوص بن زهير من السبائية & الذين خرجوا . ٦٧ ‏كشف الغمة لمجهول أباضي ورقة‎ )١( ‎)٢(‏ سيف بن عمر الأسدي التميمي الكوني توني بعد ‎١٧٠‏ ه / ‎٧٨٦‏ من المؤلفين في أخبار الخوارج ، ومن كتبه : كتاب الجمل ومسير عائشة © ( ابن النديم © الفهرست القاهرة ‎١٣٤٨‏ . ص ‎!٣٧‏ ) . ‎. ٩٣-٩٢ ‏ص‎ ٤ ‏الطبري ج‎ )٣( ‎)٤(‏ ابن الأثير ، الكامل ، المنير بة } القاهرة ‎١٣٤٩‏ ه ج ‎٢‏ ص ‎٣٨٢٧-٣٨٢٦‏ وبذ كر مطهر بن طاهر المقدسي 3 البدء والتار يخ ج ‎٥‏ ص ‎١٨١٨-١٨٧١‏ ان المسلمين لما فتحوا السوس بقيادة ابي موسى الاشعري وجدوا جثة دانيال ي تابوت من رخام يستمطر به اهل السوس ويستصرخون به فكتبوا بذلك إلى عمر بن الخطاب فأجابهم وكتب : ه إني أراه نبياً فادفنه حيث لا يشعر الناس به » ويشير المؤلف الى رواية أنس بن مالك التى تذكر ان طول أنفه كان في طول ذراع وانه طويل القامة جدا ودفن تحت الماء والجدير بالذكر ان هذه الرواية تنص على أنهم وجدوا معه مصحفاً وبيعت بأربع وعشرين درهما ووصلت الى الشام . ولعل اليهود هم الذين اشتروها إن صحت الرواية . ‎)٥(‏ أورد علي يحيى معمر هذا الحديث : عن عائشة ان رسول اله صلى اته عليه وسلم قال لها يوما اول من يدخل من هذا الباب من اهل الجنة ث فدخل حرقوص بن زهير السعدي ‎٦‏ ولحيته تقطر ماء © وقد تكرر الحديث ثلاثة أيام 3 ولكنه لم يذكر مصدره ولا أسناده } الأباضية في موكب التاريخ ج ‎١‏ ص ‎٢٥‏ & وذكر أبو اسحاق أطفيش أنه من الصحابة ( مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎٥٥‏ ) . ‎40 ٤٠ على عنان ، وأخبر أنه من رؤساء خوارج البصرة ، بل أنه ترأس وفد البصرة } ولا قتل اصحاب الجمل جماعته © حمته قبيلته تميم ، وكان ايضا أحد اميرين للخوارج لما خرجوا من النهروان ، مع عبد الله بن وهب الراسي ‎٢ (٦ ٥٨/٣٨+(‏ . اما عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي الوارد في الحديث } فإنه ورد ي اكثر رواياته مبهما ؤ ومن ثم فانه من غير المقطوع به ، أن يكون هو حرقوص بن زهير السعدي } ومن المشكوك فيه ان يكون ذا الثدية } لأنه ذكر في نفس الحديث باعتباره شخصاً آخر يمثل رمز الخوارج ، أو علامتهم ث وأصلهم الذي منه ينحدرون " } وحق لفلهوزن ان ينتهي إلى القول ، بأن ذا الخويصرة شخص مجهول تماما 3 ولكنه زعم ان قصة هذا السلف القديم للخوارج اسطورة ث ، وني هذا الخارجي نزل قوله تعالى : ( ومنهم من يلمزك ي الصدقات & فان اعطوا منها رضوا ، التوبة ‎)٩/‏ ونص الآية صربح ني أن سبب القدح ني البي كان اقتصادياً ونص الآبة ايضا صربح في ان اللامز ، الطاعن لم يكن ذا نية حسنة 5 وانما غرضه الحصول على قسط من الصدقات & فإن أعطى منها رضي ، وقد بين لنا الحديث © وما كتب عليه من شروح ان الواقعة التاريخية الني نزلت فيها هذه الآية وقيل فيها هذا الحديث 0 هي قسمة الني صلى الله عليه وسلم غنائم حنينث منصرفة من الجعرانة ‎١‏ ني ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة © فكان البي عليه السلام ، يقسم ‎)١(‏ الطبري ط القاهرة ‎١٣٢٦‏ ج ‎٥‏ ص ‎١٨٢‏ . قال حرقوص لعلي بن أبي طالب ني وقعة النهروان : والته لا نر يد بقتالك إلا وجه الله تعالى © والنجاة ني الآخرة ، فتلا عليه قوله تعالى : ( قل هلم ننبثكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلى سعيهم ني الحياة الدنيا } وهم بحسبون أنهم يحسنون صنعا . الكهف / ‎١٠٤‏ ) الأسفرابني ، التبصير في الدين ص ‎٢٨٢‏ . ‎. ٢٧ ‏الاسفرايني ، التبصير ني الدين ص‎ )٢( ‎ْ ‏وذكر ابن حجر ان ذا الثدية المقتول ني النهروان اسمه نافع واسم قاتله الاشهب البجلي‎ )٣( 5 ‏وقيل اسمه حرقوص‎ ) ٣٣٨٢ ‏ص‎ ١٩٦4٩ ‏هدى الساري مقدمة فتح الباري القاهرة‎ ( . ) ٢٩٦ ‏وقيل اسمه ثرملة واخرج ابن أبي شيبة ان اسمه نافع ( ن . م . ص‎ ‎. ٣٥ ‏فلهوزن { الشيعة والخوارج ©. ص‎ )٤( ‎. ) ‏واد قريب من مكة ( معجم البلدان‎ )٥( ‎. ‏الجعرانة مكان بين مكة والطائف‎ )٦( ‎٤١ 41 كمية من الفضة موضوعة ئي ثوب بلال ، على جماعة تأليفا لقلوبهم ، هذا في رواية مسلم بن الحجاج ‎٢٦٢١+(‏ ھ ‎)٨٧٥/‏ } اما حديث ابي سعيد الخدري الذي رواه أبو نعيم ‎)٨٣٢/٢١٦+(‏ فإنه صرح فيها انها كانت بعد ارسال علي إلى اليمن أي ني السنة التاسعة للهجرة © وكان المقسوم ني هذه الرواية ذهبا خص به الني أربعة أنفس فقط & فهناك اذن حادثتان ، أنكر الرجل فيهما معاً 0 لأن حديث مسلم ورد بسند آخر حسن ، ونص فيه على ذي الخويصرة التميمي ' ويؤكد أبو سعيد لي حديث البخاري ، ان الرجل الذي قتل ي معركة النهروان ، تنطبق عليه تماما أوصاف الرجل الذي يمثل امارة الخوارج وعلامتهم ، المذكور ني الحديث : ( جيء بالرجل على النعت الذي نعته الني صلى النه عليه وسلم ) " . وهذا الحديث ثابت عند الشيعة الامامية اذ لم ينكروه " ، ورواه ايضاً جابر بن ز يد ‎٩٣+(‏ ھ ‎)٧١٢/‏ ‏معتمد الأباضية في الحديث ؤ واورده الر بيع بن حبيب من أهل القرن الثاني للهجرة في مسنده ث ولكنه ل يذ كر ف روايته قصة الرجل المخدج اليد ، ولا قصة الرجل الذي اعترض على الني وانكر عليه ث وينكرون ما يرويه المؤرخون من قصة ذي الثدية في معركة النهروان على أنه علامة الشر ، والخروج ؤ بل انهم يكذبونها ويقولون : ان ذلك الرجل الذي اعتبره علي شيطان الردهة انما هو رجل معروف النسك ، والورع ، وأكثر من ذلك ك انه صحابي من أهل البادية } قد قطع فحل من فحول الابل يده ث ويذكر احد مؤرخي الاباضية ومتكلميهم ان حرقوص بن زهير بشره الله بالجنة ا . يذهب الشهرستاني إلى أن نشأة الخوارج أو النزعة الخارجية قائمة على أساس ‎)١(‏ سياه محمد بن اسحاق ( ‎(٧٦٩ / ١٥١ :٣‏ وأخرجه أحمد بن حنبل ( + ‎(٨٥٥ / ٢٤١‏ والطبري ( ابن حجر ، فتح الباري ‘ ج ‎١!‏ ص ‎٢٤٤‏ ) . . ٢٥٠ ‏ص‎ ١٦٢ ‏ن . م . ج‎ )!٢( . ٤ ‏الخطيب الهاشمي الشيعي ، وقعة النهروان ص‎ )٣( . ١٢ ‏ه ص‎ ١٣٤4٩ ‏الخامع الصحيح © مسند الر بيع بن حبيب ڵ المطبعة السلفية ، القاهرة‎ )٤( . ٣٠١ ‏كشف الغمة { ورقة‎ )٥( . ٣٠٣ ‏كشف الغمة {© مؤلفه مجهول © ورقة‎ )٦( 42 ٤٢ ‎٤‏ ع هواه © وعقله [ وأعرض عن النص ( الذي هو فعل النى ى فاذا عد من خرج على ‎٤ . ً‏ ء ‎٠‏ ‏الامام علي خارجيا ، فهن انكر على الرسول اولى بان يوسم بتهمة الخارجبة ‎١‏ كما ‏ان ابا الفرج بن الجوزي ‎)٠ ١/٥٩٧+(‏ قال ان اول الخوارج واشدهم ‏خارجية ‎٠‏ واقبحهم حالة : اعما هو ذو الخو يصرة [ التميمى 1 فهو أول خارجى ‏. َ ء 3 - ‏ف الاسلام ئ وسبب ذلك أ نه ( رضي براي نفسه ( وقرر ابو الفرج ان الخوارج ‏الذين حار بوا علي هم أتيا عه ‎١5‏ وأشيا عه ‘ ثم وصف الخوارج با لتعبد وشنع عليهم ‏زعمهم ، انهم اعلم من علي بن ابي طالب ، واعتبر ذلك « مرضا صعبا»' ‏والى هذا الرأي مال ابن قيم الجوزية ‎)١٣٥٠/٧٥١+(‏ في قصيدته النونية حيث قال : قال الخوارج للرسول اعدل فلم .. تعدل وما ذي قسمة الديان" ‏وتذهب الدكتورة سهير القلماوي إلى ان حرقوصاً نواة ، انتف حولها الخوارج ولكنه ‎3 . . . . ‏ل يدع الى مذهب جديد |} وا مما هيا له } وكان ذا تاثر ف الراي العام ( وذا عز ة ‎َ . ‏ي قومه ، ونزع إلى شيء من الشعور بالعصبية القبلية 0 وقررت ان اصل الخوارج ‎3 َ َ ‏بعود إلى أول حادثة للاعتراض وهى حادثة الجعرانة ث 3 أما الدكتور محمد البى ‏فيذهب الى أن أول نواة لحزب اسلامى ديى 0 له آراؤه الخاصة امما نشأ منذ قتل ‏عنان أو قبيل قتله © وأن تسمية اعضاء هذا الحزب بالخوارج أيام علي لا يمنع أن ‎)١(‏ قال الشهرستاني : ( اعتبر حديث ذي الخويصرة التميمى إذ قال أعدل يا محمد فانك ل تعدل . . وذلك خروج صريح على الني عليه الصلاة والسلام ولو صار من اعترض على الامام الحق خارجيا © فن اعترض على الرسول أحق بأن يكون خارجيا أو ليس ذلك قولا بتحسين العقل وتقبيحه 5 وحكماً بالهوى ني مقابلة النص & واستكبارا على الأمر بقياس العقل ؟ ) الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎٢١‏ . ‎--٩٠ ‏ص‎ ١٩٢١٨ / ‏ه‎ ١٣٤١٧ 0 ‏أبو الفرج عبد الرحمن ، تلبيس ابليس أ المنير ية القاهرة‎ )٢( . ٩١ ‎( ‏شرح القصيدة النونية ( مطبعة الامام ز القاهرة ؤ ( دون تار يخ‎ ٦ ‏محمد خليل المراس‎ (٣) . ٣٢٠ ‏ص‎ ١ ‏ج‎ ‎. ٦:۔ه ‏ص‎ ١٩٤٥ ‏سهير القلماوي } أدب الخوارج & القاهرة‎ )٤( ‎٤٣ 43 يكون وجود الجماعة نفسها ، سابقاً على بيعة الامام علي } وليس من اللازم أن تقع التسمية في نفس اللحظة التي يوجد فيها المسمى ‎١‏ ، فن الممكن على هذا الأساس ان يتأخر الاسم عن السى ؤ والواقع أن مصدر هذا الاسم وجد ي عهد البي . كما ورد ني الحديث الذي اخرجه البخاري ؟ & ويصرح الدكتور النشار بان الخوارج انما ظهروا ني عهد الامام علي ‎٣‏ 3 ي صفين & واغلب كتب المقالات والاصول ذهبت هذا المذهب } فأرخت ظهور الخوارج بزمن الخروج على الامام علي ني فتنة صفين الممزقة لوحدة الأمة الاعتقادية والفكرية والسياسية ، لأن الخارجية قبل ذلك تتخذ سمات واضحة المعالم } ولم تتخذ مبدأ تنادي به } وشعاراً تعلنه 3 وتعرف به © غير أن الخارجي الأول - كما يتلمح من فعله - كان يقصد إلى العدل المطلق 8 مساوقة للمنطق العقلي المجرد © حبث لم يفهم تصرف الني الذي كان يعامل المؤلفة قلوبهم ، ي الملة 9 ولتمكينها ف نفوسهم . ويمكن القول بان اصلا من اصول الخوارج ، ورايا من آرائهم كان موجودا ابان اجتاع السقيفة ( ربيع الأول سنة ‎١‏ ھ / ‎٨‏ يونيو ‎)٦٣٢‏ وهو ما رآه بن عبادة الخزرجى ‎١٦+(‏ ھ / ‎)٦٣٧‏ وجماعة من الأنصار © من جواز الامامة ني غير قريش ه وان كان الأنصار قد ذهبوا إلى ذلك & لعدم سماعهم الحديث الذي ينص على ان الخلافة في قريش 8 فانه من الممكن أن يكون الخوارج قد اعتمدوا في أن الخلافة أمر يرجع إلى الرأي والاجتهاد 9 والاختيار } بين جميع المسلمين على ذلك ، ومما يدل على أن الأنصار ‎)١(‏ الدكتور محمد البهي } الجانب الالهي من التفكير الإسلامي ، دار الكانب العر بي للطباعة والنشر ، القاهرة ‎١٩٦٧‏ ص ‎٥٩--٥٨‏ . ‎)٢(‏ عن أبي سعيد ( قال سمعت الني صلى الته عليه وسلم يقول : مخرج ني هذه الأمة .. ) © وعن سهيل بن حنيف ( كان حياً سنة ‎٣٧‏ ھ / ‎٦٧‏ ) قال : سمعت النى بقول وأهوى بيده قبل العراق : يخرج منه قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ؤ يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ) ، ابن حجر ، فتح الباري { ج ‎١٢‏ ص ‎٢٤٤--٢٤٣‏ فمادة الخروج والمروق اللتين اشتق منهما اسم الخوارج اشتمل عليها الحديث . ‎)٣(‏ الدكتور علي سامي النشار ، نشاة الفكر الفني ني الإسلام ط ‎٤‏ } دار المعارف ، الاسكندرية ‎٦٦‏ ج ‎١‏ ص ‎٢٥٦‏ . ‎:٤‏ 44 ‎.٤ .‏ ... ة ل يسمعوا بالحديث |} انهم 1 سمعوه تنازلوا - و بايعوا ابا بكر ذ ولكن كلام عبد القاهر البغدادي ‎)١٠٣٧/٤٢٩+(‏ يلوح منه 3 آن خلاف الأنصار بعد وفاة الني ورابهم هو الذي استمر عند الخوارج ، وعند ضرار بن عمرو ( من اهل القرن الثاني للهجرة ) حيث علق على ذلك بقوله : ( وهذا الخلاف باق إلى اليوم لأن . ٍ . ِ . . َ ضرارا والخوارج ، قالوا بجواز الامامة ي غير قريش ) ، وروى الطبري عن ابي سعيد الخدري أن الر سول عليه السلام أعطى عطايا لقريش وقبائل من العرب من غنائم غزوة حنين ، ولم يعط للأ نصار شيئا فوجدت نفوسهم ، وتكلموا بكلام سبئ ) فجاءه سعد بن عبادة 3 وقال : ( يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك ني أنفسهم لما صنعت ني هذا النىء الذي أصبت ..)" فطلب منه النى جمع قومه فجمعهم [ وحطب النى فيهم ( ومما جا ء ف تلك الخطبة : ( وجدتم ني أنفسكم با معشر الأنصار ني لعاعة" من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا 3 ووكلتكم إلى اسلامكم ..) ث فهذه القصة تشبه إلى حد ما قصة عبد الله ذي الخويصرة في اعاد اصحابها على منطق عقولهم ‎١‏ وشكهم في تصرف 3 ئ % َ الرسول 0 وتغير انفسهم 0 او انه يحابي قومه 0 او جماعة معينة من الناس ‘ وهذا قائم على عدم فهمهم لفعل الرسول 3 وادراك غايته من ذلك واستخدامهم مقاييس 5 . ء 7 . . . . ء ‏العقل ني الامور العادية 3 فكانهم - كما يقول الشهرستاني وابو الفرج - اعتمدوا على العقل وقياسه & ولم يتنبهوا إلى فعل الرسول ، الذي يعتبر سنة ، وقانونا 3 بدليل أنه لما شرح لهم الموقف اطمأنوا ورضوا © واخضلت لحاهم بكاء وتأثراً . ‏ويؤرخ النو بختي المتوفى فيما بين ‎٩٢٢-٩١٢/٣١٠-٣٠٠‏ ظهور الخوارج بزمن التحكيم ‎٣٧(‏ ه ‎)٧٥٧/‏ وسماهم مارقين 3 وخوارج ‎٠0‏ ويذهب شارح ‎)١(‏ البغدادي الفرق بين الفرق ث مصر ( دون تاريخ ) ص ‎١٥‏ . ‎)٢(‏ الطبري + ‎٣‏ ص ٢؟٩‏ . ‎)٣(‏ بقلة ناعمة ( الطبري ج ‎٣‏ ص ‎٩٤‏ ت ‎٣‏ ) . ‎)٤(‏ ن . م . ج ‎٣‏ ص ‎٩٤‏ . ‎)٥(‏ النو حتي { فرق الشيعة النجف ©،© ‎١٩٣٦١‏ ص ‎٧-:٦‏ . 45 ٥؛‏ الطحاوية إلى أن الخوارج حدثوا في الفتنة الأولى وهي مقتل عثمان رضي الله عنه ‎١‏ . ونستطيع ان نخلص ى مما سبق من الآراء المؤيدة بالنصوص & إلى ان بذرة الخوارج الأولى ، نبتت ني عهد النبوة } ثم ترعرعت ني خلافة عنان ا و بلنت اوجها ف زمن على ف فتنة صفين © ثم النهروان ى والنخيلة 0 ولسنا ف حاحة الى اعادة سرد النصوص التي تبرهن على ذلك ، لأن الخارجين على عثان انشقوا على امام شرعى ‘ وسلوا سيوفهم 7 وجه 4 } واجتراوا على قتله } لاغراض [ ومقاصد - َ شتى } ولقد تفطن لهذه الظاهرة وتطورها احد ايمة الشريعة © وهو ابو بكر محمد الحسن الآجري ) ‎٦٠‏ ھ / ‎(٩٧ ٠‏ وسجل تطورها مرحلة مرحلة كما يبدو من ‎٠ ٠ ٠ - ٤ .‏ - - هذا النص : ( واول قرن طلع منهم ( الخوارج ) على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم » هو رجل طعن على الني صلى النه عليه وسلم وهو يقسم الغنائم بالجعرانة & فقال اعدل يا محمد .. ثم انهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى ©، واجتمعوا . وأظهروا الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، حتى قدموا المدينة فقتلوا عثان .. ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) " . ولكن المهم في نظرنا . َ .. ي ظاهرة الخروج هو اسبابها ودواعيها } ها هي العوامل والمبررات الني دعت إلى الخروج [ والى تأجيج الفتنة الكبرى ؟ وهل هى دواع اقتصادية [ أو اجتماعية ( ز 3 3 َ ّ ع َ او سياسية ، او غنوصية سرية ، او عصبية قبلية ، او لاسباب دينية 0 او هي محرد نزوة بدو ية . ذات شعور بالفردية ‘ وعدم الخضوع للسلطة © مهما يكن َ 1 نوعها ، ام مجرد حب للرئاسة وللظهور لبعض أفراد } من بعض القبائل ؟ ‎٣‏ :- أسباب الخروج : ان الفتنة التي تاجج سعير ها ببن المسلمين [ والني شتتت الشمل وصدعت الوحدة © وجعلتهم شيعأ واحزابأ 0 متنافرة 5 وفرقاً متعادية 3 يكفر بعضها الآخر 8 ‎)١(‏ علي بن علي © شرح الطحاوية ص ‎٤٠٥‏ وروي أثرا في ذلك عن سعيد بن المسيب ‎٩٤ ++ (‏ ه / ‎٧١٢١‏ ) . وأخرجه البخاري . ‎(٢)‏ أبو بكر محمد بن الحسن الآجري ئ كتاب الشر بعة القاهرة . ‎١٩٥٠-١٣٦٩‏ ‏ص ‎٢٢‏ . ‎٤٦‏ 46 لا ترجع إلى سبب واحد ، أو عامل بسيط ، وانما ترد إلى عوامل متشابكة ، معقدة © منها ما يعود إلى أسباب اجتاعية تكونت داخل المجتمع الاسلامي نفسه ، عن طر بق بموه وتعقد علاقاته الاجتماعية ؤ ومنها ما يرجع إلى اسباب اقتصادية س لما تجمع لديهم من الثروات الني اوجدت بينهم علاقات جديدة ، نتج عنها لون من , مر ى والتنافس على حصول لا من بعض الذين 9 الدنيا ث ومنها ما يرد إلى مؤامرات سرية غنوصية ، هدفها تخريب المجتمع الاسلامي من داخله . وتقويضه من أساسه & فعمدت إلى اصول العقيدة 3 وحاولت أن تدخل فيها عناصر فلسفية غنوصية غريبة تفنيها من داخلها © عن طريق الصراع الفكري الفلسني الخني . العصبية : من المبادئ الاسلامية القرآنية الاساسية المساواة بين الأجناس والأعراق مساواة بينة مطلقة 0 ولذلك كان دينا عاليا . يخاطب الانسان بما هو إنسان {، لا بما هو عضو في قبيلة أو أمة 0 ودخل هذا المبدأ مطبقاً فعلباً في الحياة الاخلاقية والاجتاعية في صميم المجتمع الاسلامي الذي خرج للناس ي المدينة أول ما خرج 8 واستمر في التحقيق العملي في عهد ابي بكر ‎)٦٣٥/١٣+(‏ وعمر ، وما لبث قرن العصبية القبلية الجاهلية ، ان بدا يطل من جديد ، بعدما كبت كبتا شديدا ، وأبعد عن النفوس ابعاداً 0 بل أن أب سفيان ‎)٦٥١/٣١+(‏ بدها قبل ذلك & فبعدما بويع أبو بكر أقبل ابو سفيان إلى علي بن أبي طالب ، وقال : ( أرضبتم أن يكون هذا الأمر ني بني تميم ؟) ، فأجابه علي منكرا عليه & ه يا أبا سفيان : ان امر الاسلام ليس كأمر الجاهلية » ، ونرى أب قحافة ‎)٦٣٥/١٣+(‏ أيضاً وجس خيفة من امر العصبية } الجاهلية 0 فسال قائلا : ( او رضيت بنو عبد مناف و بنو مخزوم ؟ ) وذلك عندما اخبر بموت النبي وبخلافة ابنه أبي بكر ‎١‏ 3 وني عهد عثمان رضى الله عنه وجدت العصبية مرتعا خصبا ، لما ان كثرت مجالات التنافس على المناصب ني الولايات المختلفة © وعلى الأموال أيضا 0 فقد كتب مالك الاشتر ‎٣٨+(‏ ه / ‎)٦٥٨‏ إلى عيان : ( واحبس عنا سعيدك ، ووليدك 0 ومن يدعوك اليه ‎)١(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة النبوية ج ‎٢‏ ص ‎١٩٦١‏ . 47 7 7 - - الموى من أهل بيتك ان شاء الله ) ' وآل آمر المسلمين كما قال ابو بكر بن العر بي ر+٣٤٥‏ ھ ‎)١١٤٨/‏ إلى تيه ني العصبية } فهذه بكرية 0 وهذه عمرية © وتلك ‎٠- : - . - - . ٢ . ٤‏ . عثمانية وكل منهم يزعم ان الحق معه وكا 7 العصبية واضحة ف حرب صم ‎٨‏ ‏فهذا رئيس فرع الشام من قبيلة خثعم يقتل رئيس الفرع العرائي ، فيندم و يقول : . َ . ( يرحمك الله يا ابا كعب لقد قاتلت ي طاعة قوم انت امس بي رحما منهم ز َ ء وأحب إلي نفسا 3 ولكني والله لا ادري ما اقول ، ولا أرى الشيطان الا قد فتننا . ولا أرى قريشا إلا وقد لعبت بنا )" وكان الناس ينفرون من علي بسبب ما قتل من أقار بهم ث ومن نمت لم تكن الكلمة لنتفق على طاعته ا 3 وكادت ان تنشب معركة بين النزارية واليمنية ، لما ان وقع التحكيم 3 وانكر عروة بن ادية ‎)٦٧٧/٥٨+(‏ ‏على الاشعت بن قيس ‎)٦٦١/٤٠+(‏ © وضربه فجاءت الضربة على عجز فرسه ث َ . ۔ , ۔ . . مضريان حتى تقوم الساعة ، ولكن اجعله رجلا من اهل اليمن ، اذ جعلوا من مضر . فقال على : الي اخاف ان محدع يمنيكم 0 فان عمرا ليس من الله ي شىء ز اذا كان له ني أمر هوى ، فقال الأشعت : وانته لأن يحكما ببعض ما نكره © ‎٤‏ َ ل َ . واحدهما من اهل اليمن ، احب الينا من ان يكون بعض ما نحب في حكمهما وهما ‎)١(‏ البلاذري + ‎٨٩٢/٢٧٩‏ ، أنساب الأشراف ، القدس ، ‎١٩٣٨-٣٦‏ ، ص ‎٤٦‏ . ط ‎٢‏ آ المطبعة السلفية & القاهرة ‎١٣٧٥‏ ص ‎٢٤٦‏ هذا النص : ( وصارت الخلائق عزين ني كل واد من العصبية يهيمون فنهم بكر يه ث وعمرية وعنانية } وعلوية وعباسية كل تزعم ان الحق معها وئي صالحها والباقي ظلوم غشوم ، مفنر } من الخير عديم 0 وليس ذلك بمذهب أ ولا فيه مقالة 3 وانما هى حماقات & وجهالات أو دسائس للضلالات حتى تضمحل الشريعة وتهز أ املتحدة من الملة 0 و يلهو :م الشيطان © و يلعب ) . ‎(٣)‏ سهبر القلماوي ‎٠‏ أدب الخوارج ) ص ‎١٧-١٦‏ نقلا عن شرح بج البلاغة ج ‎١‏ ‏ص ‎٤٨٩‏ . ‎)٤(‏ ابن تيمية ز منهاج السنة 0 ج ‎٣‏ ص ‎٢١٩‏ . ‎)٥(‏ الخطيب الهاشمى 0 وقعة النهروان ص ‎٢٠‏ . ‎٤٨‏ 48 مضريان )ا ولما عر ض عليهم علي بن أي طالب ، عبد الله بن عباس ‎٦٢٧+(‏ ھ ‎)٦٨٧/‏ ‏امتنعوا لأنه قرشي ، وأبو موسى يمني © وكان جل اصحاب علي من اليمن " وقال أحد المسيرين الثائرين لمعاوية : ( كم تكثر علينا بالأمرة وبقريش أ فا زالت العرب تأكل من قوائم سيوفها وقريش تجار ) ى فأجابه معاوية : ( لا أم لك أذكرك بالاسلام وتذ كرني بالجاهلية ) ث وكاد ان يقع نزاع بين كندة وربيعة بسبب رئاسة الاشعت بن قيس ثم عزله وتولية حسان بن مخدوج ث وكانت بين المضرية واليمانية عصبية ‎٦‏ كما كانت بين العرب والموالي ‎٧‏ . والواقع أن الخوارج لما أصبحوا حزبا قائماً بنفسه ، ثابت الدعائم ، انمحت لديهم العصبية ؤ فهؤلاء بنو تميم يقاتلون بني تميم " ، وهؤلاء خارجون من قبيلة . يقاتلون غير الخارجين منها 3 وبذلك اصبحت العصبية للراي والمذاهب } لا للدم والنسب ، وهذا شأن كل عقيدة راسخة . ولذلك نجد الجاحظ يقرر أن أوائل الخوارج طلبوا الخلافة بالدين وحده دون النسب ‎١‏ و بجانب العصبية القبلية © توجد العصبية الاقليمية فهناك أهل العراق ، وهناك أهل الشام } وهناك أهل المدينة . ولذا نرى أحد أهل الشام ذا الكلاع الحميري ‎)٦٥٧/٣٧+(‏ يخطب فيقول : ( اقبلوا من عراقهم ، حتى نزلوا شامكم & وبلادكم وبيضتكم ) " وقال آخر لصاحبه : ‎)١(‏ نصر بن مزاحم المنقري } ( +: ‎٢١٢‏ ه / ‎٨٢٧‏ ) وقعة صفين تحقيق عبد السلام هارون & القاهرة . ‎١٣٦٥‏ ص ‎٥٧٣‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎٩٥٧٣‏ . ‎)٣(‏ أبو العباس المبرد ، الكامل ، ج ‎!٢‏ ص ‎١١٦١‏ . ‎)٤(‏ أبو بكر بن العر بي ، العواصم من القواصم ض ص ‎١٢٠‏ . ‎)٥(‏ نصر بن مزاحم ، وقعة صفين ص ‎١٩٥٣‏ . ‎)٦(‏ الطبري ، ج ‎٧‏ ص ‎٣٨٥‏ . ‎)٧(‏ ن. م. ج٧ص ‎.٤٦٧‏ ‎)٨(‏ المبرد & الكامل ، ج ‎٢‏ ص ‎٢٢٦‏ . ‎)٩(‏ الجاحظ & الحيوان ج ‎!٢‏ ص ‎١٠٢‏ . ‎)١٠(‏ ابن أبي الحديد } شرح نهج البلاغة ط . الحلي ، ‎١٣٦٢٩‏ ه ج ‎١‏ ص ‎٤٨٥‏ . ‎:٩ 49‏ ( أني قد علمت انك لم تقاتل مع حجر ، انك ترى رأبه ولكن قاتلت معه حمية قد غفرتها لك لما أعلم من حسن رايك وحسن بلائك ) ' . ويرى الدكتور محمود قاسم ان الذي فرق وحدة المسلمين ، ايما هو : ( الفتنة السياسية ، والعصبية ، وسموم أهل الفتنة من الحاقدين ) ‎٢‏ ، ونخلص من هذا كله إلى أن العصبية القبلية كان لها دورها ني تفريق كلمة المسلمين © وحسب العرب أن قر يشاً استأثرت بالسلطة والمال } بجانب ما وهبها الله من النبوة الني اختار لها أحدا منها" وكادت الجاهلية أن تأني على الأخضر واليابس ، لولا قوة العقيدة القرآنية الراسخة ؤ وقوة ايمان بعض المسلمين الذين ثبتوا أمام الأعاصير ا الموجاء ا والفتنة لني لا تبقي ولا تذر © ولكن ينبغي أن نشير إلى أن النصوص الني أوردناها ني اثبات وجود هذه العصبية } لا تؤخذ كلها على انها صادقة كل الصدق ، وثابتة كل البوت ، لأن الاخباربين قد يضعون ، ويضيفون 0 وبختلقون ، ولا تؤخذ شهادة أهل الأهواء من المؤرخين على أنها مطابقة للواقع ، فالراوية ابو مخنف لوط بن يحيي يعتبر عند المحدثين اخباريا تالفاً » ل ثقة بروايته ث رغم ان فلهوزن يعتبره الحجة الكبرى ني اخبار العراق © ورغم ان الطبري ينقل عنه كثيرا } إلا ان الطبري ينقل مختلف الروابات و ينسبها إلى اصحابها 3 ثم يدع الباحث ف حرية من نقدها 5 واخذ ما يراه ثابتا منها 5 أو يرى آن الراوي ثقة فيعتمد عليه © لأن الطبري يذكر دائماً مصادر اخباره 0 ويسمى رواتها 0 وكذلك نصر بن مزاحم المنقري ‎)١(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٢٦٢٣‏ ، وحجر هنا هو حجر بن عدي الكندي الشيعي ، قتل سنة ‎٥١‏ ھ / ‎٦١‏ فقتله معاوية ( الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٢٧٧‏ ) . ‎)٢(‏ د . محمود قاسم } دراسات ني الفلسفة الإسلامية ط ‎١‏ ،} مكتبة الانجلو المصرية . القاهرة ‎١٩٦٦/١٣٨٥‏ ص ‎١٣٠‏ . ‎)٣(‏ جاء وفد من قبيلة تميم إلى الني ني السنة التاسعة من الهجرة ليفاخره ونادى : أخرج الينا يا محمد لنفاخرك وني ذلك نزلت سورة الحجرات ( الطبري ج ‎٣‏ ص ٥١١-۔:٦١١).‏ ‎)٤(‏ الذهي ‘ ميزان الاعتدال ني نقد الرجال تحقيق علي محمد البجاوي } القاهرة ٢٨٣١-۔-‏ ‎٦٢٣‏ القسم الثالث ص ‎٤١٩١‏ . 5 50 الذي اعتبره ابن أي الحديد ثقة ثبت صحيح النقل © غير منسوب إلى هوى ' وجعله ابن حبان من الثقات " ، فانه عند الذهى ‎٧٤٨+(‏ ھ / ‎)١٣٤٨‏ متروك ‎٢‏ ، و يقول فيه العقيلي ‎(٩ ٢٨/٣ ١٦+(‏ ) شيعى ف حديثه اضطراب ) وهو عند أبي حاتم ) زائغ الحديث متروك »! واما العباس محمد بن يز يد المبرد فيرى الذهى انه اخباري علامة ثقة وعند ابي بكر العربي لا يوثق به ‎١‏ لنزعته الخارجية ، فيما يرى خصومه ، َ َ ء َ ولذلك حذر منه 6 ومن اقوال المفسرين ‎٠‏ والمؤرخين ( واهل الادب ‎٦‏ واخبارهم ‎٠‏ ‏لانهم عنده اصحاب بدع او اهل جهالة بحرمات الدين وبقوة إيمان السلف © الذي لا مجال للطعن فيه } ولا يثق ابو بكر بن العربي الا ني رواية المحدثين ، ى٤‏ . من يمة الحديث واسناده ، أو ني رواية الطبري " وفيما يتعلق بالمسعودي َ ‎)٩٥٦/٣٤٦(‏ فانه محتال مبتدع عند المحدثين من اهل السنة 3 فابن تيمية يصرح بان في كتاب المسعودي من الاكاذيب ما لا يحصيه الا الله " بل ان الطبري نفسه تكلم فيه بعضهم © ورجم فيه بالظن الكاذب } وذكر الذهي ان فيه تشيعاً يسيرا © وموالاة لا تقدح © وصدقه ووثقه ‎١‏ . وما قلناه عن المصادر الني تتحدث عن العصبية ينطبق على بقية المسائل والموضوعات الني سنتناولها بالبحث ، الا ني بعض الأمور َ َ الى استفاضت ، وتواترت ، واصبحت اقرب الى اليقين منها إلى الظن آو الشك ، وليس هذا ان المسلمين الاوائل معصومون بل انهم بشر يصيبون ويخطثون في اجتهادهم . ‎)١(‏ ابن أبي الحديد 9 شرح نهج البلاغة ج ‎!٢‏ ص ‎٢٠‏ . ‎)٢(‏ ابن حجر : لسان الميزان ‎٥‏ حيدر اباد الداكن .. ‎١٣٣٠‏ ج ‎٦‏ ص ‎١٩٧‏ . ‎(٣)‏ الذمى . ميزان الاعتدال } القسم الرابع ص ‎٢٥٣‏ . ‎)٤(‏ ابن حجر . لسان الميزان . ج ‎٦‏ ص ‎١١٥١٧‏ . (ر٥)‏ الذهى & العبر . ج م ص ‎٧٥٩: :٧٤‏ . ‎)٦(‏ أبو بكر بن العر بي إ العواصم من القواصم ص ‎٢٤٩‏ . ‎)٧(‏ ن . م .. ص ‎٢٤٨.-٢٤٧‏ . ‎(٨)‏ ابن تبسة ‎٠‏ منهاج السنة ح ‎٢‏ ص ‎١٣١‏ . ‎)٩(‏ الذهي . ميزان الاعتدال ، القسم الثالث ص ‎٤٩٩‏ ويرد الذهي على أحمد بن علي :: 51 7 العامل الاقتصادي : ِ بالاضافة إلى عامل العصبية الجاهلية الني انبعثت من مرقدها نجد عاملا اخر له خطورته وهو العامل الاقتصادي ولذلك نجد أبا عوانة يعقوب بن اسحاق النيسابوري ‎٣١٦+(‏ ه ‎)٩٢٨/‏ قد ترجم ني مسنده للاحاديث التي وردت في الخوارج © وقرر أن سبب خروجهم كان الاثرة في القسمة . مع ما فيها من الحكمة اللى خفيت عنهم ‎١‏ 3 وهذا ينطبق على الخارجي الاول او اصل الخوارج & الذي عارض النبي 2 كما ينطبق على الخوارج الذين خرجوا على عنان ، وعلى الذين خرجوا على علي ايضا ، فقد اتهموا عمان بانه قسم الاموال بين اقار به ! » وخص ها اناساً دون آخرين ، وأخبرنا الطبري ، ان الخوارج على عمان تنادوا في داره بأن : ( أدركوا بيت المال لا تسبقوا اليه ... واتوا بيت المال فانتهبوه )" © وقد رد الخليفة عثمان على متهميه بأنه قد ولي وهو أكثر العرب بعيراً وشاء } فأصبح لا بملك شاة ولا بعيراً ى غير بعير ين ، يستعملهما للحج ث } ومن جهة اخرى فان الخارجين عليه لما طلب اليهم ان يبينوا ماذا ير يدون ، قالوا له : ( نريد الا بأخذ أهل المدينة عطاء فانما هذا المال لمن قاتل عليه 3 وهؤلاء الشيوخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم )ث وهذا عبيدة بن هلال ‎٧٧+(‏ ه ‎)٦٩٦/‏ يخطب ويتهم الامام عثمان بأنه حمى الأحماء ، وآثر القريى ا وأخذ فئ الله فقسمه بين فساق قريش ، ومن لا يستحقه من مجان العرب ‎١)‏ بل ان افكاراً خارجية تتعلق السليماني الحافظ الذي اتهم الطبري بأنه قد أقذع في القول حين زعم ان الطبري كان بضع الحديث للروافض ، واعتبر الطبري اماما معتمدا وذكر ان السليماني يمكن أن يكون قاصدا سمي الطبري الرافضي الذي الف كتاب الرواة عن أهل البيت . ‎)١(‏ ابن حجر ، فتح الباري ج ‎١٦‏ ص ‎٢٥٤‏ . ‎)٢(‏ ابن تيمية } منهاج السنة ج ‎٢‏ ص ‎١٨٧‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٤‏ ص ‎٣٩٣ ©{ ٣٩١‏ . ‎)٤(‏ ن . م . ج ‎٤٤‏ ص ‎٣٤٧‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ج ‎٤‏ ص ‎٣٥٥‏ . ‎)٦(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ٥٦٥-۔-٦٦٥‏ . 3 52 بالمال ع والدماء وجدت منذ وقعة الجمل فقد أعلن بعض المقاتلين عن رغبتهم في تحليل اموال المحاربين لهم ، من المسلمين واباحتها لانفسهم ' وقد تصدى ابو بكر ابن العربي ، وابن تيمية وغيرهما لإبطال التهم الكثيرة التي وجهت إلى عثمان فذ كر ابو بكر بأن تلك التهم كلها باطلة وأخذ ني تفنيدها واحدة تلو الأخرى ‎٢‏ ، ومما كتب به معاوية ‎)٦٨٠/٦٠+(‏ إلى عثان يصف له الخوارج : ( انما همهم الفتنة وأموال اهل الذمة )" © وعندما قسم الامام على اموال البصرة على من شارك ني وقعة الجمل تكلمت السبئية ني ذلك وخاضت ني الطعن عليه تحت الخفاء وجادل أصحاب النخيلة ابن عباس ، وقالوا اذا كان صاحبك على حق فلم ل يسب لا ظفر ث ، واذا كان المحار بون ل كافرين فقد حلت دماؤهم وسبيهم ني أموالهم © فلم يقاتل ، ولا يسي ؟١‏ هذا ي سلف الخوارج والمتقدمين منهم 3 أما خلفهم فقد ذكر ابن أبي الحديد انهم كانوا بمعزل عن طرائق سلفهم ، وأصبح همهم اخافة السبيل } وإشاعة الفساد ني الارض ، واكتساب الاموال من غير طريق الحلال ‎٧‏ . ومن الأسباب الي زعم الخوارج أنهم ثاروا من أجلها } الجور ني الحكم ، وتعطيل الحدود والاستئثار بالغنى ‎٨‏ . ان الشرارة الأولى الني أوقدت فتنة الخروج على عثمان مشادة كلامية ، تتعلق بسواد العراق ني الكوفة بمجلس سعيد بن العاص ‎)٦٧٨/٥٩+(‏ أمير الكوفة } قال سعيد في هذا المجلس : ( انما هذا السواد بستان لقريش ) ث فرد عليه الاشتر : ‎)١(‏ ن. م. جا٤‏ ص ‎.٥٩٤١‏ ‎)٢(‏ أبو بكر بن العر بي ، العواصم ص ‎١٢٦١-٦٣٢٣‏ . ‎)٣(‏ الطبري ©{} ج ‎٥‏ ص ‎٨٧‏ . ‎)٤(‏ ن. م. ج٤‏ ص ‎.٥٤١‏ ‎)٥(‏ المبرد } الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١٤٩‏ . ‎)٦(‏ ابن عبد البر ث مختصر جامع بيان العلم وفضله مصر ‎١٣٢٠‏ ص ‎١٦٢‏ . ‎)٧(‏ ابن أبي الحديد 8 شرح نهج البلاغة ‎٧٦١‏ . ‎)٨(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١٩١‏ وهذا موجود ي نص رسالة بعث بها عبد الله المستورد إلى سماك بن عبيد سنة ‎٤٣‏ ه / ‎٦٦١٣‏ . ن . م . ن . ص . ‎٥٣ 53‏ ر أترعم ان السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك ، والله ما يز يد أوفاكم فيه نصيباً الا ان يكون كأحدنا ‎١)‏ ومن هذا المجلس تكونت جماعة لسير ين الذين كانوا نواة للخروج على عان © ذلك ان أغلبية المجلس كانوا من ليمانية فغضبوا على سعيد بن العاص ، وأغلظوا له الكلام 9 وضر بوا صاحب شرطته حتى اغمي عليه ، ومن جراء ذلك أمر الخليفة عثمان بنفيهم إلى الشام & إلى معاوية © ثم أرجعهم إلى الكوفة فلم يمسكوا عن الكلام والطعن فيه وفي دينه " فذهبوا إلى الجزيرة ، فأغلظ هم واليها ا وشدد عليهم } فأعلنوا التوبة ، ثم رجعوا إلى الكوفة . ثم لما خرج سعيد من الكوفة ، واراد الرجوع اليها ) منعوه © وحملوا عليه بسيوفهم ، وطلبوا تولية أبي موسى الأشعري ، عليهم بالكوفة 2 وهو صحابي يني . ولا نريد أن نطيل ني سرد هذه القصة وانما الذي بهمنا منها هو العامل المالي أو سواد العراق الذي أدى إلى خلق صراع ني وسط المجتمع الكوني ، ولقد أكثرنا من ايراد النصوص لأن الفتنة في حاجة إلى بحث مدعم بالوثائق لتستبين أصوفا الاقتصادية } والاجتاعية } والنفسية & اذا اردنا ان نسلك منهج « اجتياعية المعرفة » ولان المادة ني هذا الموضوع ني غاية الغزارة والاضطراب ، فتحتاج إلى غر بلة وتصفية ونقد لابعاد الروايات المز يفة } والرواة الكاذبين الوضاعين 0 ذوي الأغراض والأهواء . هذا المجلس الكوني نشأت المعارضة وبدا الطعن على الولاة ثم على الخليفة نفسه © وظهر عنصر جديد في الموقف له خطورته ، ني ايجاد مجال يتسرب منه المتر بصون 0 ويدلون بدلوهم ، لايقاد نار الفتنة الفلسفية الغنوصية 3 وادخال عناصر الزندقة ؤ والكهانة في المسرح 3 الذي حاولوا من قبل أن بطفئوا أنواره © حين ظهروا ي صورة ادعاء للنبوة 0 او اعلان للردة. العامل الفكري : ان النفاق © ظهر في عهد النبوة نفسه وني القرآن ما يصرح بذلك غاية التصريح ، قال الله تعالى : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون 2 ومن أهل المدينة . ١١٠١ ‏طه حسين ، الفتنة الكبرى ، ( عثان ) ص‎ 0 ٣٢٣-٣٢٢ ‏ص‎ ٤ ‏الطبري ، ج‎ )١( . ٣٢٣ ‏ص‎ ٤ ‏ن . م . ج‎ )٢( ه 54 مردوا على النفاق © لا تعلمهم نحن نعلمهم . التوبة ‎)١١٠/‏ © بل ان الزندقة والمجوسية وجدت بين العرب قبل ذلك & ويرى الدكتور النشار ان الجاهلية العر بية ظهرت فيها الفنوصية وعرفتها 5 ‎١‏ مستندا في ذلك على نصوص من تاريخ اليعقوبي ‎)٨٩٧/٢٨٤+(‏ بل ان صاحب ه البدء والتاريخ » يقرر ان الزندقة والتعطيل كانا ني قريش نفسها © وان المزدكية والمجوسية كانتا في تميم ، وان النصرانية واليهودية ني غسان ، أما الشرك وعبادة الأوثان فنى سائر القبائل ! ، ومن جهة أخرى فان الغنوصية نشأت نشأة واضحة في فلسطين بين شخصبات بهودية ، والقبالة نفسها متضمنة ني الغنوصية بالاضافة إلى ما فيها من عناصر وأصول هندية وفارسية و بوذية وكلدانية ومصرية ويونانية " 3 وكانت قبيلة كندة متزندقة 0 وقد اعتبر الدكتور النشار ابا سفيان بن حرب ‎)٦٥١/٣١+(‏ غنوصياً عنيفاً 8 مؤمنا بالاثنين و بالزندقة وهذا ما يفسر ني نظره عداوته للاسلام وموالاته للمنافقين } وهو الذي اظهر عدم ايمانه بالجنة والنار امام عثمان حين تولى الخلافة حسب رواية المقريزي ‎/٨٤٥+(‏ ‎٤٤٢‏ ) ، كما ذهب الد كتور النشار إلى أن مسيلمة الكذاب (+٢١ه/٣٣٦)‏ غنوصى قاوم الاسلام وبذر بذور الشر والفتنة ، ابتغاء زلزلة الدين الجديد وتشويهه وتوهينه ثم القضاء عليه & واخذ غنوصيته هذه من جنوب العراق وفارس ، وحملها إلى اليمامة 3 وكان له اتباع بمدينة الكوفة ث © ووجدت المندائية ني البصرة ث وكان طالوت بن أعصم الذي سحر الني يهوديا متزندقاً © وتطلق الزندقة في أكثر الأحيان على المانوية ` وكان بعض المنافقين كعبد الله بن أبي بن سلول ‎٩+(‏ ه ‎)٦٣٠/‏ ‎)١(‏ الدكتور علي سامي النشار ‎٠‏ نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام . ج ‎١‏ ص ‎٢١٢‏ . ‎)٢(‏ مطهر بن طاهر المقدسي ( او زيد بن سهل البلخي ) البدء والتاريخ & باريس ‎١٩٠٣‏ ‏ج ‎٣‏ ص ‎٣١‏ . ‎)٣(‏ فرنك ، قاموس العلوم الفلسفية 5 باريس ‎١٨٨٥‏ ص ‎٦٢٩‏ . ‎)٤(‏ الدكتور النشار ، نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج ‎١‏ ص ‎٢١٣٢-٦٢١٢‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ج ‎١‏ ص ‎٢١٥--١١٣‏ . ‎)٦(‏ ابن نباته المصري ‎٧٦٨-٦٨٦‏ ه ‎١٣٦٦-١٢٨٧‏ 0 سرج العيون & تحقيق محمد ابي الفضل ابراهيم ، دار الفكر العر بي ، القاهرة ث ‎١٩٦٤/١٣٨٣‏ ص ‎٢٩٣ { ٢٨٩‏ . ‎٥٥ 55‏ يوالي اليهود ا ويقال ان الأقرع بن حابس بن عقال التميمي ، ممن اعتقد المجوسية من العرب ، ثم أسلم وعاش إلى أيام عثان " وقال حذيفة بن اليمان ‎٦٥٦/٣٦‏ ‏أيام الفتنة : ( ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبيء صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يتسترون واليوم يجهرون " . وهذا النص يبين لنا ان حذيفة بن اليمان كان متنبها إلى عنصر النفاق والزندقة ي الفتنة 0 وعرفت التوراة ني عهد النيء فكان اليهود. يقرأون بالعبرانية ويشرحونها للعرب المسلمين بالعربية مما جعل النيء ( ص ) بقول : ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله وما أنزل الينا ) ' وكان أهل الردة يمثلون الجزء الأكبر من سكان الكوفة والبصرةث وحركة الردة بعد موت النىء ما هى إلا حركة غنوصية ومؤامرة مخططة في صنعاء واليمامة وغيرهما ا ففسيلمة الكذاب هو مسيلمة بن حبيب ‎١‏ من بني حنيفة وفد مع قومه بي حنيفة إلى الرسول سنة ‎١٠‏ ه ‎٦٣١/‏ وكان متستراً بثياب وعندما رجع إلى اليمامة ارتد ، وتنبأ ‎٤‏ وزعم انه أشرك ني امر النبوة المحمدية ، وأخذ يسجع سجع الكهان © ويضاهي القرآن } وكتب إلى الرسول يزعم انه شريكه في النبوة ، وني الأرض فمن أقواله : (ان لنا نصف الأرض ولقر يش نصف الأرض ولكن قر يش قوم يعتدون) ' وذلك في السنة العاشرة للهجرة & ويذكر لنا صاحب ه البدء والتاريخ » ان مسيلمة الكذاب كان بحسن شيئا من الشعوذة والنيرجات ، ويبين للناس أنه قادر على ادخال البيض ني قارورة وكان يرسل اناساً الى مكة ليسمعوا القرآن ويأتون به فيقرأه ويقلده 0 من ذلك انه كان يقول : ( لقد أنعم اله على الحبلى } أخرج منها ‎)١(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة النبوية ج ‎٤‏ ص ‎٥‏ . . ٣٥٦ ‏ص‎ ١٣ ‏ابن حجر ، فتح الباري ، ج‎ )٢( . ٦١٢ ‏ص‎ ١٣ ‏ن . م . ج‎ )٣( . ) ٤٤٢ ‏ص‎ ١٣ ‏اخرجه البخاري ، ( ابن حجر فتح الباري ج‎ )٤( . ١٢ ‏فلهوزن ؤ الخوارج والشيعة ص‎ )٥( . ١٦٠ ‏ويكنى بأبي ثمامة ويسمى رحمان اليمامة مطهر المقدسي ، البدء والتار يخ ج ه ص‎ )٦( . ١٤١ ‏ص‎ ٣ ‏الطبري ج‎ )٧( . ١٦١ ‏مطهر بن طاهر المقدسي ، البدء والتاريخ ج ه ص‎ )٨( 56 0٦ نسمة تسعى ؤ بين صفاق وحشى )ا ومن تشربعاته أنه أحل الخمر ، والزنا © ووضع عنهم صلاني الفجر والعشاء ث رغم انه يؤمن ني زعمه بنبوة محمد ليخدع الناس بذلك وآمنت به بنو حنيفة قاطبة" ولكن الطبري يروي رواية اخرى . تفيد انه حرم اتيان النساء © وشرب الخمرة ، وأورد له هذا السجع : ( لما رأيت وجوههم حسنت } وأبشارهم صفت } وأيدبهم طفلت قلت لهم : لا النساء تأتون ولا الخمر تشربون ، ولكنكم معشر ابرار تصومون يوما } وتكلفون يوما ...) ‎٢‏ وكان يدعو الى تحديد النسل على نحو يشابه الى حدما ما تجده عند بعض النحل الفارسية } وشرع لهم أنه إذا ما ولد الانسان ولداً واحداً فليس له أن يقرب امرأة إلا إذا مات ذلك الولد فله ان يقر بها ليأني بولد واحد ايضا و بذلك حرم النساء على من اعقب ولداً ذكرا & اما الانثى فيبدو انه لا مانع عنده من الاكثار منها ما دامت ولادتها متوقفة على الذ كر ك وكان يسلك مسلك الغنوصيين عامة فيصانع الناس ويتألفهم } وزاد الناس فتنة نهار بن عنفوة الدجال الذي هاجر الى الننىء وقرا القران وتفقه في السنن فبعثه النىء الى اليمامة معلماً فانقلب على عقبيه وأعان مسيلمة بدل ان يشغب عليه و يعارضه ، وكان له مؤذن هو عبد اله بن النواحة ث 5 وكان يصف بني تمم بالطهر الخالص ؤ وعندما سئل عن الوحي الذي يأتيه أبجيئه في ظلمة أم في نور قال إنه يأني في الظلمة ‎١‏ وكان مستقرا في اليمامة التى يصف السيوطى ‎/٩١١+(‏ ‎)١ .٥‏ أهلها بأنهم أهل جفاء } واختلاف آراء ‎٧‏ واستغل وفاة النيء فأشعل النار إلى آن قتله خالد بن الوليد ‎)٦٤١/٢١+(‏ سنة ‎١٢‏ ھ ‎٦٣٣/‏ وعاصر مسيلمة غنوصي ‎)١(‏ الطبري ج ‎٣‏ ص ‎١٣٨‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ج ‎٣‏ ص ‎١٣٨‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٣‏ ص ‎٢٧٢‏ . ‎)٤(‏ ن . م . ج ‎٣‏ ص ‎٢٧٢‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ج ‎٣‏ ص ‎٢٨٣‏ . ‎)٦(‏ ن . م . ج ‎٣‏ ص ‎٢٨٦١‏ . ‎)٧(‏ جلال الدين السيوطي ، حسن المحاضرة ني اخبار مصر والقاهرة ( دون تاريخ ) القاهرة ج ‎٢‏ ص ‎١٨٢‏ . ‎٥٧ 57‏ آخر لا يقل عنه خطورة يسمى الأسود بن كعب العنسي ' ‎)٦٣٢/١١+(‏ ويلقب بذي الخمار لأنه كان يتلم بحمار و يلقيه على وجهه } وهمهم فيه © ويزعم ان ملكين احدهما يسمى سحيقا ، والاخر شقيقا كانا ياتيانه بالوحي ث وكان له حمار قد روضه ورباه على الطاعة فكان يأمره بالسجود والجثو فيسجد ويجثو © وكان كثير الشرب للخمر ، ويزعم أنه أوحي اليه ان لا غسل عليه من الجنابة . ني وادي صنعاء فكأن صنعاء مطهرة مقدسة } فافتنن الناس به و بخماره وحماره " ويقول الطبري انه كان كاهنا ومعه شيطان تابم " و يحدد الذهي ‎)١٣٤٧/٧٤٨+:(‏ ‏تاريخ ظهوره بذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة ‎٦٣٢(‏ م ) حيث ادعى النبوة } وذكر أن له شيطانا يخبره بالأمور المغيبة 0 ووصفه بالدجل ث . ومن الغنوصيين طليحة ابن خويلد الأسدي ‎٢١+(‏ ه ‎)٦٤٢/‏ كان مسلماً ثم تنبأ وارتد وزعم ان ذا النون ياتبه بالوحي وكان يردد بعض الاقوال التي زعم انها اوحيت اليه وخرج ‎٢‏ ‏سنة ‎١‏ النقا مرتداً ثم اسلم ، وحسن اسلامه واستشهد مجاهدا © ني نهاوزر ث ويبدو انه كان له طموح سياسي فما اورد الطبري من كلامه : ( والحمام واليمام والصرد الصوام قد صمن قبلكم بأعوام ليبلفن ملكنا العراق والشام ‎٦)‏ ومن الفنوصيات العنيفات سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان ‎٥٥‏ ھ ‎٦٧٥/‏ تنبأت ‎)١(‏ وقيل توي قبل الي } ( مطهر بن طاهر المقدسي ، البدء والتاريخ ج ٥ه‏ ص ‎١٥٣‏ ) واغلب الظن انه توني بعد وفاة الني كما يقول الواقدي ( ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎١٥٥‏ ) . ‎)٢(‏ مطهر بن طاهر القدسي _ البدء والتار يخ ج ‎٥‏ ص ‎١٥٠٥-١٠٥٣‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٣‏ ص ‎١٣٦‏ . ‎)٤(‏ الذهي ك العبر ج ‎١‏ ص ‎٦٢‏ . ‎)٥(‏ مظهر بن طاهر المقدسي ، البدء والتاريخ ج ه ص ‎١٥٩ © ١٥٧‏ وقال شعر حين تاب : اني من بعد الضلالة شاهد شهادة حق لست فيها بملحد بان إله الناس ربي وإنني فليل وإن الدين دين محمد ونهاوند : مدينة كبيرة قرب همذان ( معجم البلدان ) وهي الآن تابعة لإيران ، العبر ج ‎١‏ ص ‎٢٦ ،“ ١٦٢‏ . ‎)٦(‏ الطبري ج ‎٣‏ ص ‎٣٦٠‏ . هه 58 بعد وفاة النىء ني بنى تغلب ، وترك من كان متنصراً نصرانيته وتبعها ©. وكانت قائدة لأتباعها ' ويسمى زوجها أبا كحيلة © وكان كاهناً باليمامة كما كانت هي نفسها ساحرة " وتبعها اناس من بني تميم 3 قال عطارد بن حاجب ‎٢٠‏ ھ ‎٦٤٠/‏ فيها : أمست نبيتنا أنثى نطيف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا " والتقت بمسيلمة الكذاب وطلب منها الزواج فقبلت فأصدقها بترك صلاتين من الصلوات الخمس الفجر والعشاء . وأذن شبث بن ربعي ‎٧٠‏ ه/ ‎٦٩١‏ في الناس معلناً زواجهما وترك الصلاتين © وبقيت إلى وقت معاوية حيث نقلها مع قومها إلى الكوفة فأسلمت © ومما قال مسيلمة لسجاح : ( هل لك أن اتزوجك فكل بقومي وقومك العرب ) ث وهذا يدل على ان له غرضا سياسيا واقتصاديا ايضا ، ومن البدع لني أتت بها سجاح انها رخصت للمرأة ان نتزوج زوجين على أساس ان لها نصف ما للرجل " وليس أهل الردة متفقين ني الرأي © فقد انقسموا فنهم من عاد إلى الوثنية 0 ومنهم من تبع الغنوصيين ، وقسم بتي على الإسلام لكنه جحد الزكاة بتأو يل © وهؤلاء هم الذين تشاور أبو بكر و فيهم ` وزاد ابن حزم ‎)١٠٦٣/٤٥٦+(‏ قسياً رابعا وهم الذين تر بصوا لمن تكون الغلبة ليتبعوه : وكانت الطائفة الجاحدة للركاة اول من احدث بدعة التاو يل المنحرف ذلك انهم تاولوا قول الله تعالى : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم ‎٤‏ وتزكيهم بها ث وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم . التوبة ‎)١٠٣/‏ فراوا ان دفع الركاة خاص بالرسول لانه هو الذي كان يصلي . ٢٧٠-۔-٢٦٩ ‏ص‎ ٣ ‏ن . م . ج‎ )١( . ١٦١٤ ‏مظهر المقدسي ، البدء والتاريخ ج ه ص‎ )٢( } ‏المقدسي ڵ البدء والتاريخ‎ ) ٢٧٤ ‏ص‎ ٣ ‏الشاعر هو عطارد بن حاجب ، ( الطبري ج‎ )٣( . ١٦٥٩ ‏ص‎ ٥ ‏ج‎ . ٢٧٣ ‏ص‎ ٣ ‏الطبري ج‎ )٤( . ١٦١٥ ‏ص‎ ٥ ‏المقدسي 0 البدء والتار يخ ب ج‎ )٥( . ‏نقلاً عن القاضي عياض‎ ٢٢٢ ‏ص‎ ١٢ ‏ابن حجر ، فتح الباري ج‎ )٦( ٢ ‏ج‎ ١٣١٧ © ‏ابز حزم الفصل في الملل والأهواء والنحل ، المطبعة الأدبية ث مصر‎ )٧( . ٧٩ ‏ص‎ .٩ 59 عليهم و يطهرهم وليس لغيره هذه الخاصية ومن ثم فلا يدفعون الزكاة ‎١‏ ؤ اذ لم يبق لها محل ولا وجه ما من الوجوه ) و بذلك كا نوا الفاتحين لبا ب تأو يل النصوص القرآنية للتخلص من التكاليف الشرعية و بدأوا بما هو راجع إلى الناحية الاقتصادية . ثم نجد من جاء بعدهم من الباطنية اول نصوص العبادات وغيرها لرفض جميع التكاليف ، وهدم كل المبادئ الصريحة المعلومة بالضرورة ضرورة النص وضرورة الاجماع © وهكذا يتبين لنا أن حركة الردة هدامة استغلت الفرصة للوثوب على الفكرة القرآنية وتهديمها من الداخل 3 وتبدو الغنوصية في مقدمة هذا الهدم فهي من أشد أعداء الفكرة الاسلامية من اول يوم ( وليس ‎١‏ لاسلام كما يزعم جولدز يهر مكونا من عناصر غنوصية يهودية ومسيحية وغنوصية شرفية ! ، بل ان الامر على عكس ذلك كما يقول كارل بيكر د فان الاسلام معارض تمام المعارضة لروح الهلينية وان المانوية والزراد شتية من أخطر أعداء العقيدة الاسلامية © وأن الغنوصية عامة كانت خطرا مباشراً على الاسلام " . ومن الغنوصية المسيحية أو البدعة التي دخلت إلى دين النصارى عناصر حاولت فيما يبدو ان تشارك ني هذا الصراع اذ يخبرنا نصر بن مزاحم المنقري ‎)٨٢٧/٢١٢+(‏ ‏أنه لما نزل الإمام علي ببلج ' نزل اليه راهب من صومعته وحدثه بأن له كتابا وردت فيه صفات النىء محمد وأوصاف أتباعه ، وأنه سيحدث اختلاف بعد موته ، .ه ١۔.ا,۔‏ . م نم اتمافى ثم اختلاف } وسيمر رجل من امته له سمات معينة تنطبق على الامام على ئ وعلى ذلك المكان الذي نزل به } والغريب في هذا كله ان هذا الراهب لزم الامام عليا 0 وكان يا كل معه إلى ان مات ني وقعة صفين ‎٣٧‏ ه ‎٦٥٧/‏ وصلى عليه واستغفر ‎)١(‏ ابن حجر ، فتح الباري ج ‎١٦‏ ص ‎٢٣٣‏ . ‎(٢ )‏ جولد ز مر ز العقيدة والشريعة في الإسلام ‘ ترجمة محمد يوسف موسى وجماعة ‎٠‏ ‏دار الكتاب المصري ، القاهرة ‎١٩٤٦‏ ص ‎١١-١٨‏ . ‎)٣(‏ بيكر : تراث الأوائل ني الشرق والغرب ڵ في التراث اليوناني ني الحضارة الإسلامية } ترجمة عن عبد الرحمن البدوي ط ‎٣‏ دار النهضة العربية 4 ‎١٩٦٥‏ ص ‎٨‏ . ‎)٤(‏ مكان لي الرقة على جانب الفرات . ‎٠٠‏ 60 له 3 وقال ( هذا منا أهل البيتا ، وكان بالنخيلة قبر عظيم لليهود يدفنون فيه موتاهم } وذكر المنقري أيضاً أن علياً سأل شيخاً من شيوخ هذا الموضع عن ذلك القبر فاجابه بانه قبر ساحر & فقال علي : ( كذبوا ذاك قبر هود ، وهذا قبر يهودا ابن يعقوب )" وقد افترض ماسينيون ‎)١٩٦٣-١٨٨٣+(‏ عند كلامه عن سلمان الفارسي " ان هناك قبرا يزوره الناس 0 ولكنه ل يشر الى هذا النص الذي أورده لمنقري والذي يؤكد افتراضه ، وهذا الخبر ان صح فانه يدل على أن هناك جماعة من اليهود البابليين ، وربما كان لها يد ني الفتنة الني تدور ني الكوفة وغير مستبعد ان ان يكون عبد الته بن سبأ على صلة بهم & ومن جهة اخرى فان المدائن الني فتحت سنة ‎٦٣٦/١٥‏ كانت عاصمة لشرق فارس ولا تقل حضارتها عن حضارة بيزنطة ني القسطنطينية 3 اذ هي مركز ديني للمانوية © والنسطورية من النصارى ، ومركز أبضاً لرؤساء اليهود ث ، وقرر ماسينيون 0 ص0صيوه ان الموالي من أبناء السبايا الفارسية ، والحمراء وهى الحاميات الفارسية أيضاً في الحيرة واليمن } استوطنت الكوفة والبصرة ، وتكون هناك: هجين © وخاصة ني الكوفة 0 وني وسا ط هؤلاء الهجناء 0 حدثت فتنة فكرية 3 وهى ما يسمى بالغنوصية ث ، واذا كان الغنوص قد تسرب إلى المسيحية ث عن طريق عناصر سامرية ويونانية فانه اتصل بالمسلمين عن طريق أصول مانوية حملتها عناصر إيرانية وآرامية ‎١‏ ، وهذا ما يفسر لنا ما ذ كره . ١٦٥-١٦٤ ‏المنقري ، وقعة صفين ص‎ )١( . ١٤٣--١٤٢ ‏ن . م . ص‎ )٢( ، ‏انظر ، ماسينيون‎ ، ٦٥٦/٣٦ ‏وقيل سنة‎ ٦٥٣ / ‏ه‎ ٣٣ ‏اختلف ني تار يخ وفاته فقيل سنة‎ )٣( ، ‏سلمان الفارسي والبوا كبر الروحية للاسلام ني ايران 0 ( شخصيات قلقة ني الإسلام‎ . ٢٤ ‏ص‎ ١٩٦٤ ‏دار النهضة المصرية ، القاهرة‎ ٢٥ & ‏ترجمة عبد الرحمن بدوي‎ ‎)٤(‏ لوي ماسينيون ، سلمان الفارسي ، والبواكير الروحية للاسلام ني ايران ضمن كتاب شخصيات قلقة ني الإسلام ، ترجمة عبد الرحمن بدوي ص ‎٤-٣‏ . ‎. ١١ ‏ن . م . ص‎ )٥( ‎. ١١ ‏ن . م . ص‎ )٦( ‎٦١ 61 النو بجي ، من ان سكان المدائن ، كانوا كلهم من غلاة الشيعة ، وكان ساباط ‎١‏ ‏منفى لعبد الله بن سبأ ! } اما كارل هنرش بكر فقد انتهى به القول إلى ان الغنوص سادت روحه فرق صدر الاسلام كلها ، وان المعتزلة اخذت بعض أصوفها عن طر يق تبادل الأسلحة © أو عن طريق كفاحها لها 0" والواقع ان القرآن نفسه أعلن حربا على الغنوصية } ورد عليها } فلا غرابة اذا ما تصدت الغنوصية لكفاح العقيدة الاسلامية منذ ظهورها 0 ومن جهة اخرى فان كل عقيدة تظهر & فان الوسط الذي ظهرت فبه يقاومها ؤ ويناضل من أجلها دفعها وتقويضها ، ولا شك ان الغنوصية تسربت إلى عقائد بعض المسلمين كالاسماعيلية } والشيعة الغلاة © والباطنية عامة © ومن أجل ذلك أبعدهم جمهور المسلمين عن الاإيمان } وقضوا بكفرهم " وتظهر هذه المؤامرة السرية الغنوصية على المسلمين ني اقوال بعض احبار اليهود ، واحاديثهم © الني وصلت الينا 3 فهن ذلك ان حبرا من أحبار يهود اليمن تنبأ بقتل عمر وعلي وعثمان © وتولية معاوية 3 الذي يملك الأرض المقدسة مدة طويلة 3 وقد حدث الحبر اليهودي بهذا الحديث ني عمان ، لما ان ذهب اليها عمرو بن العاص ‎)٦٦٤/٤٣+(‏ بأمر من عمر بن الخطاب & وتذكر الرواية ان عمرو بن العاص سأل هذا الحبر عن خلفاء النيء من بعده ث ووردت آثار كثيرة مصدرها إسرائيلي ، تشير إلى وقوع الفتن . ‏ضاحية من ضواحي المدائن‎ )١( ) ‏ماسينيون ا شخصيات قلقة في الإسلام 0 ( سلمان الفارسي والبوا كير الروحية للإسلام‎ )٢( . ٢٤ ‏ترجمة عبد الرحمن بدوي ص‎ ‎)٣(‏ يحاول ماسينيون أن يجعل هذا مبرراً للقول بأن سلمان الفارسي 3 غنوصى ، وان أتباعه هم الذين كونوا مدرسة الغنوص & اما ان يكون سليمان الفارسى غنوصياً فلا شك ني رده لأنه صحابي جليل © ومسلم أصيل ، يمنعه ذلك من أن يكون غنوصباً 0 واما ان اتباعه غنوصيون فذلك يرجع إلى عناصر غنوصبة دخلت ني أوساط غلاة الشيعة بدون شك ، وقد بين الدكتور النشار آثار الفنوص ني غلاة الشيعة بيانا شافياً ني الجزء الثاني من نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ط ‎٣‏ دار المعارف الإسكندرية ص ‎١٠٩٢٧‏ . ‎)٤(‏ كارل بكر ، تراث الأوائل ي الشرق والغرب © ضمن كتاب التراث اليوناني ني الحضارة الإسلاميه ص ‎١٢-٨‏ . ‎. ٥٥٩ ‏ص‎ ٤ ‏الطبري ج‎ )٥( ‎62 ٦٢ وتلوح اليها 0 ووردت أحاديث ني صحيح البخاري ، تنذر بالفتن © وقد عقد ؤ ,. ‎١ . . . . ٤‏ البخارى بابا للفتن اورد فيه الاحاديث الن صحت عنده ي هذا المجال ©}© - َ 3 وعندما عزم الامام علي على الخروج لقتال اصحاب النهروان واشار عليه رجل منجم مر يب بعدم الخروج اليهم © لان الساعة ني حسابه لا تسر ويحتمل ان يلحق فيها عليا الاذى ، فأنكر على الرجل المنجم ونهى عن الكهانة والسحر وامتنع من الاخذ . َ . . ّ - . . باشارته ‎٢‏ ولم نعدم من تفطن الى ان ف الامر اشياء حري ي الخفاء وندور ي السر . وتحاك ف الظلام ذ ذلك ان سعيد بن العاص ‎(٦٦٨/٥٩+(‏ قال في أمر الطعن على عنهان وولاته : ( هذا امر مصنوع يصنع في السر فيلقى به إلى غير ذي المعرفة فيخر به فتحدث به في مجالسهم " ، وليس ما لمح اليه سعيد بن العاص الا اسلوب الباطنية ئ ومنهج الغنوصية السرية \ في اشعال الفتن ‘ لضرب العقائد } وافسادها بادخال عناصر غريبة عنها في صميمها ث وروى سيف بن عمر ان عمرو ابن العاص كان بالشام فمر به راكب فسأله عن اسمه فقال له : حصيرة فقال عمرو : حصر الرجل ( عمان ) وتنبأ بقتله ثم مر به راكب فسأله عن اسمه فقال قتال { فقال عمرو قتل الرجل ثم قدم شخص آخر فسأله عن اسمه فقال : حرب | فتنبأ عمرو بن العاص بالحرب ' فهذه الأسماء أو الرموز وان شئت قلت الحروف © ِ 7 . َ 3 م ومطابقتها للواقع التاريخي محيرة ومريبة ، افلا يجوز ان تكون رموزا لمؤامرة قد َ َ م خططت فرواها الرواة ونسبوها إلى عمرو بن العاص الذي يراد منه آن يكون رمزا لفتنة © حاملا لوزرها 0 بطريق رمزي © هذا على فرض صحة الخبر ، لأن راويه سيف بن عمر فيه ما يقال ؤ فهو قد اتهم بالزندقة } وبوضع الحديث . وقال فيه النقاد : ( قَلْسً خير منه ) ، و ( ليس بشيء ) و ( متروك ) ث ، والواقع أنهم اعترفوا ‎)١(‏ ابن حجر ، فتح الباري ، ج ‎١٣‏ ص ‎٢‏ وما بعدها . ‎)٢(‏ الخطيب الهاشمى . وقعة النهروان ث ص ‎٤٢ ، ٣٥٣٤‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٤‏ ص ‎٣٤٢‏ . ‎)٤(‏ الطبري ج ‎٤‏ ص ‎٥٥٨‏ . ‎)٥(‏ الذهى 0 ميزان الاعتدال © القسم الثاني ص ٥٥٢-۔٦٥٢‏ . ‎٦٣ 63‏ له بمعرفة الاخبار 0 وعدم الخلط فيها ث وشهدوا له بذلك } ‎١‏ وهذا ما يدعونا الى التساؤل ، والشك ني الفرض من هنه القصة 0 أو ليس في هذه ملامح نوع من القبالة أو الحروفية ؟ وبهذه المناسبة نذكر أن كعب الاحبار ! ‎)٦٥٤/٣٤+(‏ كان عارفا بالنجوم مما جعل عبد الله بن عمرو بن العاص ‎)٦٨٤/٦٥+(‏ يرغب ني الأخذ عنه ، فنهاه عن ذلك ، وكان كعب كثير التنبؤ ث فقد اخبر عمر بن الخطاب بوجود السحر الكثير ني العراق ، وكان يلوح يما سيأني من الفتن © وهذا ما جعل الدكتور النشار يتساءل عن موقفه من عثيان وأبي ذر اذ وقف بجانب الخليفة فهل كان بذلك يعمل ني جانب ، وعبد الته بن سبأ ني جانب آخر للاعداد للفتنة . فأحدهما يعد للعثانية الأموية والآخر للعلوية ؟ وقد اسلم كعب الأحبار في عهد ي بكر ، وكان ابن زوجته أو ربيبه يهوديا مشتغلاً بالسحر والكهانة © وما اليها من صناعة الغنوص ، ومظاهرها وكانت له صلة بخالد بن يزيد ‎)٦٩٩/٨٠+(‏ " وأخبرت بعض المصادر ان عبد الله بن عمرو بن العاص كان يعرف السريانية ث وانه كان بقرأ كتب الأوائل ث } وقد ورد في صحيح البخاري ان معاوية كان . ٢٥٥ ‏ن . م . ص‎ )١( ‎)٢(‏ هو كعب بن ماتع بن عمرو بن قيس من آل ذي رعين الحميري ، يكنى أبا إسحق ، يهودي عالم بالكتب القديمة قيل أسلم في عهد أبي بكر وقيل ني عهد عمر وقيل أسلم في عهد الني صلى النه عليه وسلم إلا أنه تأخرت وأغلب الظن أنه أسلم ني عهد عمر وسكن المدينة ثم غزا الروم في خلافة عمر وتحول ني خلافة عثان إلى الشام فأقام بها إلى أن مات بحمص سنة ‎/٣٢‏ و ‎/٣٣‏ و ‎٣٤‏ . سثل عنه أبو الدردراء فقال : ان عند ابن الحمير ية لعلماً كثيرا » ابن حجر } فتح الباري 0 ج ‎١٣‏ ص ‎٢٨٥‏ . ‎)٣(‏ يقول الذهي انه توني على الصحيح سنة ‎٧٠٨/٩٠‏ ( العبر ج ث ص ‎١٠١١‏ ) الدكتور النشار } نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ط ‎١‏ دار المعارف ‎١٩٦٩-١٣٣٩‏ ج ‎٣‏ . ‎. ١٠٧ ‏ص‎ ٥ ‏مطهر بن طاهر المقدسي ، البدء والتار بخ 9 ج‎ )٤( ‎: ‏قال‎ ٣٤٣ ‏ه ) ص‎ ١٣٥٨( ‏البيهقي ، الاسماء والصفات } مطبعة السعادة 0. مصر‎ )٥( ‏فعبد الله بن عمرو كان ينظر ني كتب الأوائل فما لا يرفعه إلى الني عليه السلام يحتمل‎ ) = ‏ان يكون مما راه فيما وقع بين يديه من تلك الكتب ) ويقرر الذهي ان عبد الله بن عمرو‎ ‎7 ٦ ( بحدث رهط من قر يش بالمدينة وذكر كعب الأحبار فقال : ان كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب وان كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب ) اي يقع ما يخبرنا عنه بخلاف م يخبر حسب شرح ابن حجر وفسر ابن حيان الكذب بالخطا وذكر ابن حجر نصا من تاريخ محمد بن عنان بن ابي شيبة وهو : ( ان عبد الله بن الزبير قال : ما اصبت ني سلطاني شيئا الا قد اخبرني به كعب قبل أن يقع ) ' وأدخل وهب بن منبه ‎)٧٣٢/١١٤+(‏ الشديد العناية بكتب الأقدمين فكرة الظاهر والباطن والقدر ني الحياة الفكرية الاسلامية : قال : ( قرأت في اثنين وسبعين كتاباً من كتب الته تعالى ، اثنان وعشرون منها من الباطن ، وخمسون من الظاهر أجد فيها كلها من أضاف إلى نفسه شيئاً من الاستطاعة فقد كفر ‎٢)‏ ، ويذهب الدكتور محمود قاسم إلى ان المخطط اليهودي الغنوصي هو الذي أذاع مسائل القدر والنجسيم والتشبيه 2 وأساس الفتنة العقلية كلها وهو التاو يل الباطني على نحو ما فعلت فرقة يهودية مشهورة بالقبالة حبن حرفت التوراة } بتأوبلها 5 وأضافت إلى ذلك التأويل اساليب سحرية واحتراف الطلسمات ، واسرار الحروف والاعداد 0 ولفقت بين عناصر عقائدية فارسية وعناصر فلسفية يونانية ‎٢‏ {8 ويرى أن ابن سبأ كان له دور خطير ني بذر هذه الأفكار 3 واشاعتها بين المسلمين ، وي أمصار كثيرة من أمصارهم ، ويذهب الدكتور النشار اثناء حديثه عن الحركة السرية واليهودية والغلاة من الشيعة ، انه تكاد تجمع مؤلفات المقالات والعقائد الاسلامية على أن ابن سبأ كان الرائد الأول ني ابتداع فكرة القداسة الني اضفاها = كان بخالف أباه ني موقفه من الفتنة ( العبر ج ‎١‏ ص ‎)٧٢‏ وقال عنه ابن قتيبة ، في تأويل مختلف الحديث : ( كان قارئا للكتب القديمة ويكتب بالسريانية والعربية © وكان غيره من الصحابة أميين لا يكتب منهم إلا الواحد والاثنان وإذا كتب لم يتقن ولم بصب التبجي )) ص ‎٢٨٧‏ . ‎)١(‏ ابن حجر ، فتح الباري ج ‎١٣‏ ص ‎٢٨٥‏ . ‎)٢(‏ ابن قتيبة ‎٢٧٦‏ ه / ‎٨٨٩‏ تأويل مختلف الحديث ، القاهرة 0 ‎١٩٦٦/١٣٨٦‏ ص ‎٢٩‏ . ‎)٣(‏ د . محمد قاسم 4 دراسات ني الفلسفة الإسلامية ‎٠6‏ ص ‎١٣٧‏ . ‎٦٥ 65‏ على الامام عليا فهن هو عبد الله بن سبأ ؟ 5 وما هو دوره ني اشاعة الفتنة الخارجية على عيان ثم ني الجمل ، وفيما نتج عن ذلك كله من انشقاق وتفرق ؟ عبد الله بن سبا : ذهب المستشرق ‎٧¡43(‏ دااء4 ¡بغ]) ان عبد الله بن سبا له اسماء كثيرة فهو ابن حرب ، وابن السوداء ، وابن وهب السباني ، ويكاد يجمع أهل السنة انه بودي يمني 3 وتعتبره الشيعة غالياً من الغلاة قد لعنه جعفر الصادق ‎١٤٨+(‏ ه / ‎)٦١‏ نفسه ، ويذكر الذهى استنادا إلى رواية سيف بن عمر ان ابن سبا كان سبب الفتنة الحادثة ني الملة } ويفترض المستشرق مط ان ابن سبا ليس وديا ني اغلب الاحتالات ، مشايعاً ني ذلك ل : (هف¡٧‏ دااعل ‎)]١¡‏ " واعتبره البغدادي ‎)١٠٣٨/٤٢٩+(‏ ، وابن كثير ‎)١٣٧٢/٧٧٤+(‏ روميا " & وافترض . . ٍ ان عبد الله بن سبا شخص مغاير لابن السوداء ث وان ابن السوداء كان مساعدا له & والذي انكر موت على بن ابي طالب عنده هو ابن السوداء ل عبد الله بن سبا ! آ ولكن . يأت بنصوص أو أدلة تؤيد اقتراضه ‎٤‏ وقد يسر لي ان اعثر على نص يؤكد ما ذهب اليه المستشرق المذ كور ، وهو ما اورده ابو المظفر الاسفرايني ني كتابه « التبصير ني الدين » حيث قال : ( ووافق ابن السوداء عبد الله بن سبا بعد وفاة علي ني مقالته هذه ، وكانا يدعوان الخلق إلى ضلالتهما ) ث ويذكر سعد بن عبد الله ابو خلف الأشعري القمي ‎)٩١٣/٣٠١+(‏ ان عبد الله بن سبا كان يساعده شخصان احدهما عبد الله بن حرس ، وثانيهما ابن أسود أ ‎)١(‏ د . علي سامي النشار © نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج ‎١‏ ص ‎٤٧‏ . ‎)٢(‏ دائرة المعارف الإسلامية مادة ه ابن سبا! . ‎)٣(‏ د . النشار © نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج ‎٢‏ ص ‎٢٤‏ . ‎)٤(‏ دائرة المعارف الإسلامية ‘ ط ‎٢‏ . ج ‎١‏ } ص ٢٥-۔٣٥‏ . ‎)٥(‏ التبصير ني الدين ص ‎٧٢٢‏ ‘ ويمكن أن يكون المستشرق قد اطلع على هذا النص ولكنه لم بشر اليه . ولكن لا يفهم من النص ان ابن السوداء وحده هو الذي أنكر موت علي & وانما يدل على ان ابن السوداء انضم إلى عبد الله بن سبا بعد مقتل عل . ‎٦٦‏ 66 ووصفهما بأنهما من أجل اصحابه ‎١‏ © ولعل ابن أسود هذا ؤ وابن السوداء الذي ذكر الأسفراينى هما شخص واحد وهو سودان بن حمران اليمنى ، من قبائل مراد اليمنية النى نزلت بمصر ، لأنه قد عرف بنشاطه الكبير في مصر ، وني المدينة وكان من أعظم مساعدي ابن سبا في الفسطاط المصري ، وهو الذي يذكر المؤرخون أنه اتصل بعمار بن ياسر حين قدومه إلى مصر ، وكان قائدا لاحدى فرق الوفد إهصري ومن الذين تسوروا دار عثمان © ونادى حين قتل : قد قتلنا عثمان © ويذ كره الطبري بكثرة _ . وأول ذكر لابن سبا في تاريخ الطبري ورد ني حوادث سنة ‎٣٠‏ ھ ‎٦٥٠/‏ } وكان أول اتصال له بأبي ذر الغفاري ‎٣٢+(‏ ه ‎)٦٥٢/‏ وأثار امامه الاعتراض على معاوية في سياسته الاقتصادية وأبدى شبه استنكار لقول معاوية : ه المال مال الله » كأنه ير يد أن يقول ان معاوية يرغب في ان يختص به دون المسلمين ، ثم أتى أبا الدرداء عويمر ‎)٦٥٢/٣٢+(‏ فحدس فيه انه شخص يهودي وقال له : ( أظنك والله يهوديا ) . واتصل أيضاً بعبادة بن الصامت ‎)٦٥٤/٣٤+(‏ فشك ني أمره © وأمسك به ، وحمله مغه الى معاوية 5 وقال له :"( هذا والته الذي بعث عليك أبا ذر ؟" وهذا شأن المؤامرات إلى اليوم حيث يقوم المتآمرون ذوو النزعات الايديولوجية أو الاقتصادية أو السياسية بالاتصال بكبار الأعيان ، والسياسيين والذين لهم تأثير ف الحياة الاجتاعية والسياسية والدينية فاذا يئسوا اتصلوا بالشطار والمجرمين ث ثم ان ابن سبا ظهر ني سنة ‎٣٣‏ ھ ‎٦٥٣/‏ بالبضرة وكان اول اتصال له بحكيم بن جبلة العبدي احد لصوص بني عبد القيس ، من اصل عماني ، اقام بالبصرة وكان ذا شجاعة نادرة ) يشارك في الفتح ، وفي المعارك فإذا رجع الجيش الذي يرافقه خنس عنه & وتنكر واخذ ني الاغارة على بلاد فارس ، والاستيلاء على اموال من اموال أهل الذمة } حتى اشتكى منه أهل الذمة والمسلمون على السواء إلى الخليفة عثمان © ‎)١(‏ سعد القمي 0 كتاب المقالات والفرق ث ص ‎٢٠‏ . ‎)٢(‏ الطبري . ط . الحلى ، ج ‎٥‏ ص ‎١٠٣ 0 ٩٩‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ج ‎٤‏ ص ‎٢٨٣‏ . ‎٦٧ 67‏ فأمر والي البصرة بحبسه بها 0 ومنعه من الخروج منها » فلما أتى ابن السوداء البصرة كما أشرنا نزل عنده ، واجتمع به وبنفر معه © ويبدو أنه كان عارفا بالأحوال الاجناعية ي البصرة وقد عبر الطبري برواية سيف بن عمر عن طريقة عمله في ذلك الاجتاع بقوله : ( فطرح لهم ابن السوداء ولم يصرح } فقبلوا منه واستعظموه ) ‎١‏ ‏وهذا شأن الغنوصية ني الدعوة ني البداية بالاشارة والتلميح ثم يعقبه التصريح © ويبدو أن وراء ابن السوداء جماعة تحركه ، وتترصد الظروف وتختار الأشخاص الذين بمكن هم أن ينفذوا المؤامرة ويذكر هذا المصدر أن والي البصرة وهو عبد الله بن عامر ‎)٦٧٨/٥٩+(‏ اشتبه في أمر ابن سبا وي اتصاله بجبلة بن حكيم 3 ذلك للص الجريء ، فأرسل اليه وسأله عن أمره فأجابه بأنه رجل من أهل الكتاب يرغب في الاسلام ، فشك فيه الوالي © وأمره بالخروج من المدينة ‎٤‏ " وكان حكيم بن جبلة بعد ذلك رئيسا لاحدى الفرق الاربع من الثوار الذين قدموا المدينة من البصرة & كما كان الأشتر رئيساً لفرقة من فرق ثوار الكوفة 5 فالسباي الأول بهذا الاعتبار اما هو حكيم بن جبلة © فلما أخرج ابن سبا من البصرة دخل الكوفة فاخرج منها ايضا ؤ وينص الطبري ثم المقر يزي من بعده على انه توجه من الكوفة إلى البصرة © واستقر بها 5 واخذ ني الطعن على عنان زاعما انه استولى على الخلافة بدون حق 0 داعيا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويحدئنا السيوطي ‎)١٥٠٥/٩١١+(‏ ‏نقلا عن سيف بن عمر ، أن عبد الله بن سبا دخل مصر سنة ‎٣٤‏ ھ ‎٦٥٤/‏ وأنه وحى إلى طائفة من الناس كلاماً اخترعه © فحدث برجعة محمد عليه السلام قائلا ما دام عيسى سيرجع فان محمدا وهو أفضل منه لا بد من رجوعه إلى الدنيا . محتجا بالقرآن بقوله : ( ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد . القصص ‎)٨٥/‏ ‏واخترع بدعة القول بان علب وصي بل انه خاتم الأوصياء كما أن محمدا خاتم الاولياء وصرح بان عليا أصلح للخلافة من عثان وما عثمان إلا معتد على ولاية ‎)١(‏ ن. م ؤ ج ‎٤‏ ص ‎٦‏ قال المقريزي : فجعل يطرح مسائل على أهلها } ( البصرة ) ولا يصرح . فاقبل عليه جماعة واعجبوا بقوله . فطرده عبد الله بن عامر ، الخطط . ج ‎٤‏ ص ‎١٤٦‏ . . ٣٢٧ ‏ص‎ ٤ ‏الطبري ج‎ )٢( 68 ٦٨ علي وخلافته ، فأنكر عليه بعض الناس ‎١‏ وافتتن به جمع كثير من أهل مصر © وكان ذلك سبب قيامهم على عثيان ، واعتبر السيوطي هذه الواقعة من الحوادث العجيبة التى وقعت بمصر ‎١‏ واعتمد ابن سبا في مصر على جماعة يمنية 3 وخاصة أحد أبناء وجوه لقبائل اليمنية الني جاءت إلى مصر اثناء الفتح © وهو الغافني بن حرب العكي © ويظهر انه لما لم يجد صنائع ني الحجاز والشام ، اقتصر على بعض الأعوان ني البصرة والكوفة واختار الاقامة ني الفسطاط بمصر وجعله مركزا له & وهنالك اسال الغافقى الذي أدرك ابن سبأ ناحية الضعف فيه & وهى حبه الشديد للرئاسة والجاه © واستغل كذلك محمد بن أبي حذيفة بن عتبة ، وجعله اليد اليمنى له ولجماعته في مصر لمعرفته بأحوال الخليفة عثان لأنه كان ربيبه وتنكر له حبن رفض أن يوليه احدى الولايات ، أما الزعامة والتصدير فكانا للغافى " وكان ابن سبأ يكاتب صنائعه في البصرة والكوفة ويكاتبونه في الطعن على عان وامراثه . : وعندما ذهب الوفد المصري إلى المدينة صحبهم ابن السوداء © وأعطيت الرئاسة العامة للفرق الأربع إلى الاقي بن حرب وفي المدينة استفحل أمرهم ى ومنعوا عتمان من الصلاة بالناس ني المسجد وأصبح الغافني اماما يصلي بالناس ثم كان من الجانين على عثمان وبعد مقتله بقيت المدينة في امارة الغافقي خمسة أيام" ، وكان لابن سبأ دعاة بنهم 0 لاستيالة الناس بدعوى أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ث } وبذلك يبدو لنا كيف اعتمد على القبائل اليمنية النازلة بمصر & ونشر بين الناس فكرتين يهوديتين هما المهدية والرجعة وحاول أن يستر وجهه بقاعدة اسلامية هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ث } وهنا نتساءل عن تاريخ اسلامه ، قيل انه اسلم بعد مضي سنة من خلافة عنهان © وقيل بعد مضي سبع سنين & واغلب الظن ‎)١(‏ السيوطي ، حسن المحاضرة في أخبار مصر القاهرة ج ‎٢‏ ، ص ‎١٤٨‏ ، وأورد هذا المعنى أيضاً ابن كثير ، ني البداية والنهاية ث مصر ( دون تاريخ ) ج ‎٧‏ ث ص ‎١٦٨‏ . ‎()٢(‏ الطبري ث . مصر ‎١٣٢٦‏ ج ‎٥‏ ص ‎١٠٧‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎١٣٠‏ . ‎)٤(‏ الطبري © ط . دار المعارف ج ‎٤‏ ص ‎٣٤١‏ . ‎)٥(‏ الدكتور النشار ، نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج ‎٢‏ ص ‎٢٤‏ . ‎٦٩ 69‏ َ : . . . ., .. . انه اسلم بعد سنة ‎٦٥٣/٣٣‏ لأنه سئل ني هذه السنة 0 فقدم نفسه على انه رجل ّ ى ى . . ؟ من أهل الكتاب ، كما سبق ان اثرنا إلى ذلك ، وبعد ذلك كله يبدو ابن سبا . .- ۔۔١۔-‏ _ ‎١ ٠١٠‏ للناس بالكوفة ( ج قتلة عيان . . ّ وقد أثيرت مسألة عبد الله بن سبا لدى الباحثين المعاصرين فحاولوا ان يشككوا ز الله ب:, سبأ باعتباره شخصية تار مية واقعية أ فزعم بعضهم انه عما في وجود عبد الله بن , باعتباره شخصيه 1 ر حيه وافعيه © فزعم عصم 8 ر ابن ياسر ‎٦ ٥٧/٣٧+(‏ وانكر بعضهم الآخر وجوده على الاطلاق ، او شك ني وجوده " أما القدماء من أهل السنة والشيعة على السواء فانهم اعتبروه باتفاق حقيقة ‎٤ ّ - .‏ - ة ‎٤‏ - ُ واقعية وشخصية تار محية وليست من اختراع اهل السنة او الاموية الغتهانية كما يرعم بعض الباحثين المحدثين . ذلك ان سعد بن عبد الله القمى الشيعى المعاصر للطبري ي سمي وهو ثقة وواسع المعرفة بالاخبار ث يقر بوجوده ، ويقرر انه أول من بذر بذرة 3 الغلو ث الشيعي وكذلك النو بختي الذي يعتبر من اعظم مؤرخي مقالات الشيعة فانه يتفق تمام الاتفاق مع القمى ` اما ان عبد الله بن سبا هو عمار بن ياسر فيما يزعم َ . - ء ء على الوردي فهذا ابعد لان الوقائع التار منية لا تسمح لنا بذلك فإن ابن سبا لما ابتدا 1 3 . ع مصر ولم يعد كما عاد اصحابه الذين ارسلوا الى بقية الاقاليم . وذلك لان بعض ‎)١(‏ الدكتور النشار ، نشأة الفكر الفلس ني الإسلام ج ‎٢‏ ص ‎٢٦‏ . ‎)٢(‏ وهو الدكتور علي الوردي ، ني كتابه : وعاظ السلاطين بغداد . ‎١٩٥٤‏ ث ص ‎٢٧٤‏ ‏وتبعه على ذلك الدكتور كامل مصطفى الشيي ، ني كتابه الصلة بين التصوف والتشيع مطبعة الزهراء بغداد ج ‎١‏ ص ٥٣-۔٧٣‏ . ‎)٣(‏ من هؤلاء الدكتور طه حسين ني كتابه الفتنة الكبرى ( عثيان ) ط ‎٧‏ دار المعارف ، القاهرة ‎٦٨‏ ص ‎١٣٣‏ ( علي وبنوه ) دار المعارف القاهرة ‎١٩٦٦‏ ص ‎٢٥-٢٤‏ وأنكره ايضا مرتضى العسكري ڵ في كتابه « عبد الله بن سبا ‎٤‏ ط ‎٢‏ القاهرة ‎١٣٨١‏ ص ٧١۔.‏ ‎٢‏ ويلاحظ إن أغلب المنكرين له أو المشككين فبه من الشيعة . ‎)٤(‏ سعد القمي ، كتاب المقالات والفرق ( مقدمة محققة محمد جواد مشكور ص ‎١‏ ) . ‎)٥(‏ ن . م . ص ‎٢٠‏ . ‎)٦(‏ النو بختي أبو الحسن & فرق الشيعة ص ‎٢٣-٢٢‏ . ‎٧٠‏ 70 اصحاب ابن سبأ استمالوه 11 يعلمون من سوء التفاهم بينه وبن عثمان ما جعل والي 3 مصر يرسل به إلى المدينة فعاتبه عمان وقال له : يا أبا اليقظان قذفت ابن أبي لهب ان قذفك وغضبت على ان أخذت لك بحقك أخرج عني يا عمار ‎١‏ ، وكان ابن سبأ قد ذهب الى المدينة وكانوا يكاتبونه من مصر؟ © فهما شخصان احدهما بمصر } والآخر بالمدينة ، ولماذا يرمز بنو امية بابي السوداء لعمار بن ياسر ني ذلك العهد وهم قد نسبوا إلى من هو اعظم من عمار بن ياسر من الصحابة الكفر ، واعلنوا 3 ء أ ع م . سبه من على المنابر ، واما القول بان عليا ايضا رمز له بابي تراب وسمي اتباعه ‎٠ . ٌ‏ َ َ بالترابية فإن النيء صلى الته عليه وسلم نفسه كناه بهذه الكنية ني قصة اوردها البخاري ومسلم ، وابن هشام ‎٢١٨+(‏ ھ ‎)٨٣٤/‏ " في سيرته ث فما يمنع الناس ان يصرحوا باسم عمار بن ياسر ولماذا اغفل الرواة ذلك ولم يعرفوا ما وراءه كما يدعي بعض الباحثين ، واذا رمزوا له باسم ابن السوداء فلماذا يجعلونه يهوديا ؟ فإذا قيل النهم نقصدون بذلك تشو نه التشسع } والتشنع عله © فاننا نقول ان مؤرحخح , الشمعة إنهم يقصدو بذلك تشويه التشيع ، والتشنيع يه © فإننا نقول إن مؤرخي الش انفسهم يعترفون بوجود ابن سبا ، وبانه يهودي ، ويقررون انه اول من ادخل الغلو 3 إلى التشيع ، والطعن على ابي بكر وعمر وعنيان ، ثم اذا كانت هذه العقائد الغالية الدخيلة قد وجدت ني ذلك العهد فهي اثر واقعي موجود والأثر يدل على المؤثر } وما ابن سبأ الا شخص ظهر من بين أشخاص بقوا تحت الخفاء شأن الجمعيات السرية 0 وما هو الا داعية يظهر وحتى ئ واذا كان مقصد من ينكر عبد الله بن 7 ى٤‏ . 7 سبا او يشكك فيه ان يبعد التهمة عن الشيعة وصلتها باليهودية ث فكيف يستطيع ان ء . . 3 بنني الافكار اليهودية الني اعتنقها الغلاة منها وخاصة السباية ؟ ومن اين جاءت وكيف وصلتهم . والحال أن الشيعة غير الغالية تعترف بوجود هؤلاء الغلاة © وبان العناصر ‎)١(‏ ابن عساكر 4 ( ! ‎(١١٧٦/٥٧١‏ تاريخ دمشق ‎١٣٥ ١--٢٩‏ ه } ج ‎٧‏ ص ‎٤٢٩‏ . ‎)٢(‏ الطبري © + ‎٤‏ ص ‎٣٥٣‏ . ‎)٣(‏ وقيل توني سنة ‎٢١٣‏ ه / ‎٨٢٨‏ وهو هشام بن عبد الملك بن ايوب الحميري . ‎)٤(‏ محمد الزمخشري ‎)١١٤٤/٥٣٨+(‏ كتاب خصائص العشرة الكرام البررة ض تحقيق الدكتور بهيجة باقر الحسيني ، بغداد ‎١٣٨٨‏ ه / ‎١٩٦٨‏ ص ٢٩-۔:١‏ . ‎٧١ 7]‏ 1 ٤ ‏لنى فيها أجنبية ودخيلة على الاسلام ، وتنكر ذلك أشد الانكار ، أما الطبري وغيره‎ ّ ٠ 7 - ‏من الرواة فانهم يدركون جيدا الفرق بين عبد الله بن سبا وعمار بن ياسر كما اشرنا‎ ‏الى ذلك من قبل حيث نص على وجود احدهما بالمدينة وعلى الاخر مصر . واما‎ ‏مجرد اتفاقهما في الكنية وهي ه ابن السوداء ا فهذا لا يقوم دليلا على انهما شخص واحد‎ ‏لأننا نجد اعلاماً كثيرين متشابهين ني الكنى ، مما جعل بعض المؤرخين يؤلفون‎ . ٠ ‏ني المتشابه ي الاسياء والكنى ، لبيان الفروق بينهما ، واما صلة عمار بن ياسر بابي‎ ‏ذر نهى كصلة بقية كبار الصحابة ©} الذين تجمعهم الصحبة ئ والتقدم الزمني ف‎ ‏العقيدة ، ولم يثبت ان عمار بن ياسر أوحى الى أي ذر بما كان يدعو اليه من الزهد‎ ‏الذي لا يجب على المسلم ان يطبقه على النحو الذي كان يدعو اليه ، وانما يشتركان‎ ‏والدعوة الى قتله } وفتح‎ ٠ ‏أنهما قد غضبا على عثان . لأمور تستوجب الخروج‎ 7 ‏باب الفتنة الأعظم على الأمة ، أما ذهابه إلى مصر ا فانه لم يذهب اليها بغية الوثوب‎ ‏على عثمان © وامما بعثه عثهان نفسه ز لاستطلاع الحالة هناك باعتباره من كبار‎ ‏الصحابة فاستاله بعض الناقمين على عثهان وكانت حالته النفسية وسوء تفاهمه مع‎ َ عنان تدعوان إلى الانكار عليه ث لكن كما ينكر كل مسلم على أخيه المسلم إذا ة . , ّ . اخطا فلم يكن يهدف إلى قتله او إلى الخروج المسلح عليه 0 لان الصحابة وخيار المسلمين لم يكن لهم دخل في دم عيان ، ولهذا نجد ابن تيمية يقرر : ( ان خيار . ٤ ٥ : . 1 ٠ ‏المسلمين م يدخل احد مهم ا ق دم عيان ( لا قتل ولا امر بقتله وا بما قتلته طائفة‎ َ َ . . . ‏من المفسدين } في الارض من او باش القبائل ‘ واهل الفتن 0 وكان علي رضي الله‎ ‏عنه يقول : اللهم العن قتلة عثمان ني البر والبحر والسهل والجبل )" وإذا كان‎ ‏الامويون قد رمزوا إلى عمار بن ياسر بابن السوداء فلماذا لم يشنع عليهم من كتب‎ ‏إذا كان وجود عبد الله بن سبا ني مصر يتفق مع عمار بن ياسر فيها فان النصوص التى‎ )١( ‏ه وكان عمار بن ياسر‎ ٣٤ ‏ھ أو سنة‎ ٣٣ ‏لدينا تحدثنا ان عبد الله بن سبا دخل مصر سنة‎ ٤ + ‏ه . ( الطبري‎ ٣٥ ‏ني ذلك الحين ني المدينة ولم بدخل مصر إلا حين بعثه عنان سنة‎ . ) ٣٤١ ‏ص‎ ‎. ١٨٦ ‏ص‎ !٢ ‏منهاج السنة ج‎ ٨ ‏ابن تيمية‎ )٢( 79 ٧٢ التاريخ وهم قد بدأوا التدوين بعد عصر الأموببن ، ولهم الحرية الكاملة ني ان ينسبوا إلى الأمويين كل رذيلة ث وإذا كان الرواة قد نسبوا إلى معاوية أشياء كثيرة مشينة 0 ونسبوا إلى على أشياء كثيرة وإلى كبار الصحابة أقوالاً وأفعالاً 0 وأضافوا وطعنوا عن هوى فا المانع اذن أن ينسبوا إلى عمار بن ياسر ما نسبوه وان يكشفوا عن حقيقته ؟ أو عن حقيقة من غالط الناس واخترع شخصية وهمية © وأفكاراً وهمية ى وربط بينهما ر بطا وهمياً ؟ ثم ان التوحيد بين ابن سبأ وعمار بن ياسر يلزم منه اشياء غير مقبولة & ولا تسمح لنا الظروف التاريمحية والنفسية ان ننسبها إلى عمار ابن ياسر . فإذا كان عبد الله بن سبا هو عمار بن ياسر & فمعنى ذلك ان الاخير هو الذي اشاع فكرة الوصية © وفكرة المهدوية ، والرندقة مما لا يستطيع اي مؤرخ ان ينسبه الى عمار بن ياسر الصحابي الجليل ‎٤‏ والواقع ان عمار بن ياسر ليس شيعيا إلا بالمعنى اللغوي فهو من محي علي واتباعه & ولكن ليس من الذين يعتقدون فيه انه الوصى ، أو المهدي أو ان الاله حل فيه ، أو ان الرسول نص على خلافته . وهو المبدأ الأساسي للشيعة 3 ومن ثم فإن التشيع بمعناه الاصطلاحي الحقبتي لا ينطبق على عمار بن ياسر وإلا قلنا ان عبد الله بن عباس شيعى ايضا لأنه كان اليد اليمنى للامام علي ، وكان رسوله إلى الخوارج 6 ومن ناحية اخرى فان بهودية ابن سبا / يذكرها اهل السنة فحسب : واما ذكرها قدماء الشيعة © فالنو بتي ينص على أن جماعة من أهل العلم من أصحاب علي قالوا ان ابن سبأ يهودي وكان يقول بالوصي قبل أن يسلم . }} }, _ وقد تعجب بعض الباحثين © من أن شخصا واحدا كإبن سبأ استطاع أن يوقد نار هذه الفتنة كلها حتى أنكر وجوده التاريخي كما فعل طه حسين حيث ذهب إلى أن ابن سبأ منحول مخترع . أدى إلى اختراعه الجدل بين الشيعة وخصومهم . من الفرق الاخرى } وقال أنه قد بولغ ني أمره كيدا للشيعة " وقد أشرنا إلى أن قدماء الشيعة أقروا وجوده ، ولم ينكروه © فلو وضع كيداً لهم ، وتشنيعاً عليهم ‎)١(‏ النوبخني ؤ فرق الشيعة ء ص ‎٢٣‏ . ‎)٢(‏ الفتنة الكبرى © ( علي وبنوه ) ص ‎٢٥٢-٢٤‏ . ‎٣ 3‏ لردوا ذلك ، وهم يترصدون خصومهم ، ولكن لم نجد ذلك في كتب الشيعة المتقدمين الذين جادلوا وناضلوا عن مذهبهم & ومن جهة اخرى فإن عبد الله بن سبأ لم يكن وحده ، فله جماعة وراءه وخلايا منها من يوجد بالبصرة ، ومنها من يوجد بالكوفة } وبمصر ، والا فكيف نستطيع ان نفسر النظام المحكم الذي اتبع ‎٢‏ تكوين الوفود الني جاءت الى المدينة ، الوفد البصري والكوني والمصري ، فقد كان كل وفد يتكون من اربع فرق © وكل فرقة عليها رئيس ، ويتزعم الفرق الاربع من كل بلد رئيس عام ، والغريب ان الوفود الثلاثة متساو ية ئي عدد الاعضاء : ‎٤‏ ‏فهل كان هذا مصادفة واتفاق أم أنه ينبئ عن حركة منظمة ؟ آما التعجب من ان فردا واحدا بلعب على عقول الصحابة ، فاننا لا نقول انه لعب على عقول الصحابة } وانما لعب بعقول ذوي الأغراض ، والأهواء وذوي العصبية وحب الرئاسة وكسب المال © فكان الجو الاجتماعي مناسبا ومهيثاً للعب في الماء العكر ، والواقع ان ما قاله الدكتور طه حسين من ان الظروف الاجتاعية والسياسية كانت تدعو إلى الاختلاف وإلى نشأة المذاهب " حق ، ولكن دور ابن سبأ ، وبقايا اهل الردة © والفنوص المستتر واليهود المستتر ين واقع تاريخي وحق ايضاً ، فإذا كان المنافقون والمرتابون والمتنبئون موجودين ني عهد النيء نفسه " فكيف لا يوجدون ني عهد اتصل فيه المسلمون بالأمم الأخرى ذوات العقائد القديمة والديانات & والأمجاد السياسية التي لا يمكن نسيانها ني ظرف يسير ، ولا يمكن السكوت المطلق امام هذا المعتقد الجديد الذي اصبح بيده المجد والسلطة والسياسية والمال ، لهذا اعترف طه حسين بأن ابن سبأ استغل الفتنة ولم يثرها ‎٤‏ اما الشيخ زاهد الكوثري ‎١٣٧١+(‏ ھ / . ١٠٤ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري ج‎ )١( . ١٤٣ ‏طه حسين ، الفتنة الكبرى ، ( عمان ) ص‎ )٢( ‎)٣(‏ قال ابن قتيبة : ونحن نعلم انه قد كان يشهد مع رسول اله صلى الله عليه وسلم المشاهد © و يحضر معه المغازي المنافق لطلب المغنم & والرقيق الدين والمرتاب والشاك © وقد ارتد بعده اقوام منهم عيينه بن حصن لحق بطكيحة بن خويلد حين تنبأ وآمن به . تاو يل مختلف الحديث ص ‎٢٣٤‏ . ‎. ١٣٤ ‏طه حسين ‘ الفتنة الكبرى ( عثمان ) ص‎ )٤( ‎74 ٧٤ ‎))٥٢‏ فإنه يعلل دور ابن سبأ بأن ( المسلمين ما خبروا اساليب الماكرين وطرق ‏فتن الفاتنين من قوم بهت أهل غدر وفجور على ما في صحيح البخاري وغيره ‎١)‏ ‏ويرد على من انكر وجوده باجماع المؤرخين الاثبات على وجوده واحداثه " و يعتمد 3 ‏من ‎١‏ نكر وجوده مثل مرتضى العسكري المعا صر على ان رواية سيف بن عمر لا ‏بوثق بها وانه ضعفه اهل الحديث واتهموه بالكذب تارة وبالزندقة أخرى |} وبأنه ‏ربما يكون مناصراً لتميم الني كان لها دورها ني الردة ، والواقع ان سيف بن عمر .۔۔ ‎٤ ّ . ٠‏ . . . ‏ليس ثقة ني الحديث ولكنه من اقدم المؤرخين اذ توني ني عهد الرشيد ‎/١٩٣+(‏ ‎)٨٩٢/٢٧٩+( ‏ومن ناحية اخرى فإنه من رجال الترمذي‎ ٧٨٦/ ‏ه‎ ١٧٠ ‏بعد‎ )٨٠٨ ‏ولم يناقض ني روايته راويا آخر 3 ولم يرد عليه احد من المحدثين او المؤرخين في ‏ء. . ة . خبره الخاص بابن سبا . واذا كان لنا ان ننهمه ف اخباره عن حروب الر دة لانه بميمي و يحمل أن يتعصب لقومه فليس لنا أن تهمه ف خبره عن ‎١‏ بن سبأ اذ ل يكن له غرض خاص [“، بل ان اتهامه بالزندقة يقتضي ان يني عن الزنادقة مشاركتهم في ايقاد نار الفتنة } فلا ينسب ذلك الى عبد الله بن سبأ وإلى امثاله © فليس هناك مبرر واضح يحتم علينا ان نتهمه ني هذا الخبر خاصة ، وقد عرف قوم ابن سبأ بالدس ني كل زمن " ولم ينكره اليهود ني زماننا كجولد زيهر وغيره من اهل الاستشراق ‎© ‏زاهد الكوثري ، مقدمته على ه المقدمات الخمس والعشرون " من دلالة الحائرين‎ )١( ‏شرح أبي بكر محمد التبر يزي ث من أهل القرن‎ ) ١٢٠٧-٦٠٥ ‏لموسى بن ميمون ( ا:‎ . ٣ ‏ه ص‎ ١٣٦٩ ،© ‏السابع الهجري { مصر‎ ‎)٢(‏ قال زاهد الكوثري : رغم محاولة بعض المسفسطين من أبناء اليوم انكار وجود شخص يقال له عبد الله بن سبا فضلا عن أن يكون أحدث تلك الأحداث ، المقدمات الخمس والعشرون ( المقدمة ) ص ‎٤-٣‏ . ‎)٣(‏ يقول زاهد الكوثري : والشيء من معدنه لا يستغرب & ومسعى قومه ( ابن سبا ) ني الفتن طول التاريخ حقيقة ملموسة لا يتجاهلها إلا من هو ضالع معهم ني اخر الزمن وقد عرفهم الناس في كل دور بأنهم أهل مكر وغدر . مقدمة , القدمات الخمس والعشرون " ص ‎٤‏ . ‎٥ 5 من اليهود ومن غير اليهودا واما الزعم بأن خبر ابن سبأ لم يكن الا من اختراع المحدثين ني القرنين الثاني والثالث الهجر يبن فان التدوين ني التاريخ والحديث امما نشط في هذين القرنين فكيف يصح القول بأن ما بقوله هؤلاء المدونون في هذا العصر مخترع منحول ؟ ويقرر بعض الباحثين ان خبر احراق السبئية مزعوم مخترع من اصله ، وانه لم يرد ي أي كتاب موثوق به من كتب التاريخ ! يمكن رده بما اورده البخاري عن عكرمة ‎(٧٢٣١ ٠٥+(‏ قال : ( اتى علي رضي الله عنه بزنادقة فاحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس ، فقال لو كنت أنا لم احرقهم لنهى رسول الته صلى الته عليه وسلم 3 ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه ) " وفسر الشراح الزندقة هنا بتفاسير مختلفة منها انها تطلق على من اسر الكفر واظهر الاسلام ، ومنها انها الثنوية ، ومنها انها ادعاء وجود اله آخر مع الله 0 والمعنى الاخير هو ما زعمه ابن سبا ني علي ، وروى حديث اخر بسند وصفه ابن حجر بانه سند حسن ، ان قوماً جاؤا عليا فقالوا له : ( أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ) فحاول أن بردهم & فلما أبوا أمر باحراقهم ث 3 وورد بطر يق آخر منقطع انهم جماعة من عباد الأوثان © وني رواية اخرى انه حرق المرتدين & وذكر ابن حجر ، ما ذهب اليه ابو المظفر الأسفرابني من انهم طائفة السبائية وعلق على ذلك بانه من الممكن ان يكون ابو ‎)١(‏ أمثال : فان فلوتن ني كتابه ( السيادة العربية والشيعة والإسرائيلبات ني عهد بنى أمية ترجمة الدكتور حسن إبراهيم حسن ومحمد زكي إبراهيم ، ط ‎١‏ مصر ‎١٩٣٤‏ ص ‎٧٩‏ ‘ ونيكلس ني كتابه تار يخ الأدب العر بي ط . كمبردج ص ‎٢١٥‏ ودوابت م . دونلدسن في كتابه ( عقيدة الشيعة ) ص ‎٨٥‏ من الترجمة العر بية 0 مكتبة الخانجي مصر ‎١٩٤٦‏ 0. العقيدة والشريعة ني الإسلام لجولد ز يهر ترجمة محمد بوسف موسى وجماعة ص ‎١٩!‏ ‏فلهوزن } الدولة العر بية وسقوطها & ترجمة يوسف العش 8 دمشق ‎١٩٥٦‏ ز والخوارج والشيعة ص ‎٢٤٣‏ وما بعدها . ‎)٢(‏ الدكتور كامل مصطفى الشيي 3 الصلة بين التصوف والتشيع ، ج ‎١‏ ص ‎٩١‏ . ‎)٣(‏ ابن حجر ، فتح الباري ‘ ج ‎١٢‏ ص ‎٢٢٧٢-٢٢٦١‏ . ‎)٤(‏ ن . م . ج ‎١٢‏ ص ‎٢٢٧‏ . ‎٧٦‏ 76 المظفر اعتمد على الرواية التى اشرنا الى ان ابن حجر وصف سندها بالحسن ، وذهب ابن تيمية إلى ان الذين حرقهم علي هم الذين قالوا له أنت اله 3 فاحرقهم عند باب مسجد بني كندة بالكوفة 3 واعتمد ني ذلك على ما اخرج البخاري ني صحيحه عن ابن عباس" إلا انه يذكر ان عبد الله بن سبأ نفاه علي إلى ساباط بالمدائن ونفى زميلاً له يسمى عبد الله بن يسار إلى خازر ! & وروى ابو حفص بن شاهين ‎)٩٩٥/٣٨٥+(‏ بسنده عن الشعي ‎)٧٢٢٢/١٠٤+(‏ . وهو كما يقول ابن تيمية كوني ومن اخبر الناس بالشيعة - أن علياً حرق جماعة من غلاة الشيعة ونفى بعضهم © ومن المنفيين عبد الله بن سبا اليهودي الصنعاني ، وعبد الله بن يسار & وروى هذا بطريق آخر عن الشعبي ، ورواه ابو عاصم خشيش بن أصرم ‎)٨٦٨/٢٥٤+(‏ في كتابه « الاستقامة » وعنه نقله آبو عمرو الطلمنكي الأندلسي ‎)١٠٣٧/٤٢٩+(‏ في كتابه « الأصول » وذ كر في هذه الرواية شخص آخر من المنفيين وهو أبو بكر الكردوسي " على أنه نفي إلى الجابية ث 5 وروى مثل هذا أبو القاسم الطبري ‎/٣٦٠+(‏ ‎)٠‏ ني شرح اصول السنة بسنده عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول ث ولكن الأخير ضعيف عند أهل الحديث١‏ ، أما خشيش بن أصرم فهو من شيوخ أبي ‎. ٨٤ ‏ص‎ ١ ‏منهاج السنة ي ج‎ ٢٥ ‏ص‎ ١ ‏ابن تيمية 0 مجموع الرسائل الكبرى ج‎ )١( ‎)٢(‏ نهر بين الأربل والموصل وعليه كورة يقال لها تخلاً يسمى أهلها الخازر و يصب في دجلة ( معجم البلدان ) . ‎)٣(‏ ويذ كره الملطي باسم « أبو الكردوس ‎٤‏ التنبيه والرد . ص ‎١٥٦‏ ولعله هو الذي ذكره نصر بن مزاحم المنقري باسم : كردوس بن هانىء البكري الذي كان من أشد أنصار علي وهو الذي يتكلم بلسان قبيلته ربيعة ( وقعة صفين ص ‎٥٥٤‏ وهو غير كردوس ( ر خلف بن محمد الواسطي ) المحدث الذي ذ كره الذهي ( العبر ج ‎١‏ ص ‎٥٣‏ ) لانه توني سنة ‎٢٧٤‏ ھ / ‎٨٨٧‏ م . ‎. ) ‏قرية من أعمال دمشق شيال حوران ( معجم البلدان‎ )٤( ‎5 ‏قال فيه النسائي غير ثقة‎ . ٧٢٢ / ١٠٤ -+ ‏من أهل القرن الثاني الهجري معاصر للشعي‎ )٥( ‏وقال أبو داود كذاب وقال أحمد والدار قطني متروك ( الذهي ميزان الاعتدال © القسم‎ . ) ٩٥٨٤ ‏الثاني ص‎ ‎. ٨-٦ ‏ص‎ ١ ‏ابن تيمية منهاج السنة ج‎ )٦( ‎٧٧ 17 داود ‎)٨٨٨/٢٧٥+(‏ وهو ثقة ني الرواية فحادثة الحرق ثابتة في هذه المصادر } وخاصة صحيح البخاري [ لأن امة الحديث يتحرون ف رواية الاخبار ْ و يشترطون شروطاً لا يشترطها المؤرخون من غير اهل الحديث ، ومنهجهم منهج علمي يعتمد على النقد التاريخى ، ولكن الاشكال ني تعيين الطائفة الني احرقت ، وما ورد في رواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول فانه وقع النص فيه على الرافضة ، والواقع ان اصطلاح الرافضة لم يستحدث ني زمن الشعىا ، ولكن يمكن ان يكون الناقل ً . َ للرواية راويا لكلام الشعى بالمعنى } فاستبدل لفظ الشيعة او السبائية بلفظ الرافضة .- . . َ التي عرفت ‎٢‏ زمنه & فالثابت على هذا الاساس اما هو الحرق & اما التعبير فانه بتغير بتغير الزمن ، وبحدوث الاصطلاحات } لأن الأخبار والاحاديث تجوز روايتها بالمعنى ‎٠‏ ويذكر ابن قتيبه ان عبد الله بن سبأ ادعى الألوهية لعلي فأحرق أصحابه بالنار " . أما الذهي الخبير الناقد للأخبار ورواتها 3 فيتفق ني التعبير مع ما ورد ني البخاري فيقول ني عبد الله بن سبأ انه : ( من غلاة الزنادقة ضال مضل ، أحسب ان علياً حرقه بالنار )" فهو يظن ان علياً حرقه أيضاً 5 ولكن اغلب الروايات تقول بنفيه إلى المدائن ، و بحرق اصحابه ، ويقرر ابن حجر ان الذين حرقهم هم الذين ادعوا فيه الالوهية ث والواقع ان احداث صدر الاسلام ما تزال غامضة تحتاج إلى دراسة & وهذا الغموض لا يسمح لنا بان نصدر احكاما قاطعة فلعل ظهور َ بعض النصوص او النقوش ينذر لنا السبيل ( ورغم هذا فانه يحلو لبعض النا س ان يلغي وجود ابن سبا مجرة قلم او ان يشكك ف وجوده دون مبرر واقعي } او دليل قاطع وهذه المحاولة لتبرئة اليهود من فتنة المسلمين تشبه كما قال الدكتور / .. _ . ... محمود, قاسم محاولة اخرى ي عصرنا هذا } وهي تبرئة اليهود من دم المسيح حيث اعلن المسيحيون ذلك فعلا حسب اعتقادهم ني قتل المسيح عليه السلامث . ‎١(‏ )ان. م . ج ‎١‏ ص ‎.٨‏ . ٧٣ ‏ابن قتيبة ، تأويل مختلف الحديث © ص‎ )٢( . ٤٢٦٢ ‏ميزان الاعتدال القسم الثاني ص‎ )٣( . ٣٣٨ ‏ابن حجر . هدى الساري مقدمة فتح الباري ص‎ )٤( . ١٤٥-١٤٤ ‏الدكتور محمود قاسم © دراسات في الفلسفة الإسلامية ص‎ )٥( 8 ٧٨ ظهرت آثار السبائية حتى ني الخروج على علي فبعد تنفيذ مؤامرتهم ني قتل 3 . ص - عثان أخذوا ني ايقاد نار الفتنة من جديد ، فابتدأت النزعة الخارجية على على قبل حرب الجمل بقليل & وذلك انه لما خطب وأعلن انه مرتحل ، وامر بأن لا يرتحل السوداء فتشاوروا وتبادلوا الآراء ك فقال ابن السوداء : ( ان عزكم' ني خلطة الناس فصانعوهم ك وإذا التقى الناس غدا فانشبوا القتال ،© ولا تفرغوهم للنظر © فاذا .. ى َ . . ً َ من انتم معه لا يجد بدا من ان يمتنع ويشغل الله عليا وطلحة والز بير ومن راى رايهم عما تكرهون & فابصروا الرأي وتفرقوا عليه والناس لا يشعرون ) ا ثم بعد هذا كله استتر ابن سبأ ولم يرد أن يظهر على المسرح الذي هيأ له } واعد له عدته 0 وحقق بعض الذي يريد } ولذلك فاننا غ نسمع عنه ي معركة صفين ولا مرة واحدة ئ كما ل يذكر عبد الله بن وهب الراسى } لأن الأول استتر في هذه الفترة © والثاني لم يظهر ويشتهر امره } إلا بعد التحكيم 0 حيث تزعم حركة الخوارج بالمعنى الاصطلاحي النهاني للخروج & وليس معنى عدم ذكر نصر بن مزاحم لعبد الله بن سبأ ولعبد الله بن وهب الراسي ‎١‏ نهما لا وجود لهما . لأن المؤلف اختار لنفسه معركة واحدة وتحدث عنها ولم يشر إلى ما قبلها 0 ولا إلى الظروف التى جاءت بعدها فهل معنى عدم ذكره لعبد الله بن وهب انه لا وجود له .؟ وليس من المستبعد ان يطلع علينا من ينكر وجوده ، متذرعا بأنه غير مذ كور عند بعض المؤرخين القدماء & وخاصة المنقري لأن كتابه يعتبر أقدم نص وصلنا عن معركة صفين . صفين والتحكيم : ينبغى أن نشير الى أن هناك عوامل نفسية وسياسية ساعدت على حدوث الفتنة ؛ من ذلك عزل عنان لعمرو بن العاص عن مصر . فلما ورد المدينة اخذ ف الطعن ي سياسة الخليفة ! © وكذلك عمار بن ياسر الذي كان بينه وبين عباس بن عتبه ابن أبي لهب سوء تفاهم ، وقذف ، فعزرهما الخليفة فأورث ذلك بين آل عمار وآل ‎)١(‏ الطبري ج ‎٤‏ ص ‎٤٩٤‏ . ‎)٢(‏ الطبري ج ‎٤‏ ص ‎٣٥٦‏ . ‎٧٩ 19‏ عتبة اثرا سيث » كما أعقب جفوة بين الخليفة 2 وعمار بن ياسر ‎١‏ ومن جهة اخرى فان سبب خروج محمد بن أبي حذيفة على عنان انه طلب من الخليفة ان يوليه عملاً فامتنع فلم يرضه ذلك فخرج من المدينة إلى مصر حاملاً ني نفسه ضغينة وأخذ يطعن فيه بمصر، رغم أنه كان يتيماً رباه ني حجره وأنعم عليه" . وييدو مما اورده الطبري ان طلحة ‎)٦٥٦/٣٦+(‏ نفسه كان ناقماً على عثان 0 وكاتب أهل البصرة بذلك & ولكنه كان بقصد إلى استعتابه لا إلى قتله " واكبر عامل ني ذلك موقف معاوية الذي أبى أن يدخل في البيعة © وعزل علي اياه من ولاية دمشق © ويبدو مما اورده الطبري أيضاً ان معاوية كان يرشح للخلافة قبل مقتل عثان اذ ( قال كعب وهو بسير خلف عثان : الامير بعده والله صاحب هذه البغلة 3 واشار الى معاوية )! اما ابو بكر الباقلاني ‎)١٠١٣/٤٠٣+(‏ فقد كذب هذه التهمة ث . وني رواية موثوق بها اوردها يحى بن سليمان الجعنى ‎)٨٥٦٢/٢٣٨+(‏ احد شيوخ البخاري١‏ ني مؤلفه « كتاب صفين» بسند وصفه ابن حجر بأنه جيد | عن أبي مسلم الخولاني ‎)٦٨١/٦٢+(‏ انه خاطب معاوية في نزاعه لعلى فأجابه بأنه ابن عم لعثمان وانه وليه ي الطلب بدمه ، ولا يرغب من علي إلا تسليم قتلته } فكلم علي في ذلك فكان شرطه ان يدخل معاوية ي البيعة 5 ثم يحاكم اليه القتلة فأى معاوية ذلك الشرط ، وعند ذلك توجه الامام علي بجيوشه من العراق إلى ان نزل صفين © وتوجه معاوية ايضا اليها وكان ذلك في ذي الحجة سنة ‎٣٦‏ ھ /٧ه٦"٧‏ ‎)١(‏ ن . م . ج ‎٤‏ ص ‎٣٩٩‏ . (!) ن . م . ج ‎٤‏ ص ‎٣٩٩‏ . . ٤٦٢٩ ‏ص‎ ٤ ‏ن . م . ج‎ )٣( . ٣٤٣ ‏ص‎ ٤ ‏ن . م . ج‎ )٤( . ٢١٤ ‏أبو بكر الباقلاني ، التمهيد ص‎ )٥( ‎)٦(‏ تكلم فيه النساني ووثقه الدار قطني والعقيلي وذكره ابن حيان وقال ربما أغرب ( ابن حجر .} هدى الساري مقدمة فتح الباري ، القاهرة 0 ‎١٦٩‏ ص ‎٤٥١‏ ) الذهى ، ميزان الاعتدال & القسم الرابع ث ص ‎(٣٨٢‏ العبر ج ‎١‏ ص ‎٤٢٩‏ ) . 3 ‏() اما رواية ابن سعد فتذكر ان اللقاء في صفين كان ني العشر الأوائل من محرم وبدأ القتال في شهر صفر من سنة. ‎٣٦‏ ه / ‎٦٥٦‏ م . ‎80 ٨ فوقعت بينهما مراسلات } وسعت بينهما وفود ، فلما لم يتم الاتفاق نشبت الحرب" © والحقيقة ان أخبار وقعة صفين رويت من طرف واحد وهو الطرف العلوي ؛ فابو مخنف شيعي كوني 0 وكذلك نصر بن مزاحم شيعي " اما طرف معاوية فانه لم يرو لنا اخبارها & ولذلك فاننا نلجا إلى ثقات المحدثين الذين يتحرون الرواية } ولا يتعمدون الكذب . واهم ظاهرة في معركة صفين هي رفع المصاحف على الرماح ، رمزا للرجوع لحكم الكتاب ، وإلى رد النزاع إلى الله والرسول & ولذلك فإن بعض الباحثين يرون أن اساس نشوء الخوارج انما هو التحكيم فهر السبب المباشر للخروج ‎٢‏ } فالذين انكروه هم نواة الحزب الخارجي ‘ واصله ‘ والحقيقة ان التحكيم سبب ظاهري & ومناسبة فحسب |[ لان التذمر مما الت اليه الاوضاع الاسلامية كان كامن ني النفوس ث فكانت قلوب الناس تكاد تنفجر هذا التمزق بين المسلمين المخالف للحقيقة القرانية 3 المنائي لمبادئ الاسلام الأساسية 3 فكيف يجوز أن يتقاتل المسلمون ؟ وهل تسمح مبادئ الاسلام بان بمتشق المسلم سيفه ويشهره على اخيه المسلم ؟ فالتقوى والتمسك بالقران والسنة مسكا شديدا من اسباب الخروج ، ودواعي الانكار } انكار جميع الاوضاع من اساسها ، ونبذ الفريقين المتقاتلين جميعا ، والبراءة منهما © ومن اتباعهما الراضين باعمالهما 0 فالتقوى 3 والنمسك بالعقيدة في اصلها أدى بالخوارج إلى الثورة العنيفة على كل شيء © على الناس ، وعلى اعمالهم وعلى الدنيا 0 والحياة : ولم يبق امامهم إلا القران او الشهادة 0 والتوبة من جميع ما صدر من فعل او قول & وقد اعلنوا توبتهم ، وطالبوا غيرهم باعلان التو بة 5 وان لم يفعل فهو كافر بالقرآن وبالملة 3 ولذلك نجد الشيخ زاهد الكوثري يقرر ان نشأة الخوارج كانت نتيجة لعاطفة سياسية عنيفة ‎)١(‏ ابن حجر ، فتح الباري ‘ ج ‎١٣‏ ص ٢٧-۔٣٧‏ . ‎)٢(‏ سهير القلماوي 0 ادب الخوارج ص ‎١٠٩‏ . ‎)٣(‏ قال جولد زيهر : لقد كانت موافقة علي على التحكيم الباعث الأول لظهور إحدى الفرق الدينية ني الإسلام . العقيدة والشريعة ئي الإسلام ص ‎١٧٠‏ . ‎)٤(‏ فلهوزن ، الخوارج والشيعة 0 تصدير عام لعبد الرحمن بدوي ص ‎٨‏ . ‎٨١ 81‏ جامحة ؤ غامرة ، وان نشأة الشيعة أيضاً كانت بمثابة رد فعل عاطني لجموح الخوارج '. والواقع ان العاطفة هنا لم تكن سياسية فقط وانما هي عاطفة دينية في جوهرها } ولقد أدرك المستشرق نيكلسون هذه الحقيقة فقرر ان الدافع للخارجية اما هو دافم ديني " & ولا شك في ان العنصر السياسي متضمن فيها © لأن الحقيقة القرآنية حقيقة دينية سياسية ولا فصل فيها بينهما } ونستطيع القول بان نشاة الخوارج لا ترجع إلى العاطفة فحسب بل انها تنطوي على عنصر عقلي أساسي ني تكون الفرق والأحزاب وهو التأويل } وذلك ما سنحاول اثباته عند الكلام على التاويل لدى الخوارج : . ء كان لجماعة القراء تاثير بالغ ني التحكيم ، لانهم كانوا يدعون إلى الصلح وعدم اراقة الدماء 0 وإلى الرجوع إلى الكتاب ، اذ كانوا يقفون حاجزا بين الفر يقين المتقاتلين © مرات عديدة 7 للقتال 0 ولكن احمد بن حنبل ‎)٨٥٥/٢٤١+(‏ ‏يروي أن القراء كانوا معارضين لقبول التحكيم إلى المصحف حين جاء به احد رجال معاوية وقال : ( بيننا وبينكم كتاب الله ( 1 تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب بدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون . آل عمران ‎)٢٣/‏ فقال علي : نعم أنا أولى بذلك & فقال القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك يا امير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم إلا تمشي عليهم بسيوفنا » حتى يحكم الله بيننا ؟)" فهذه الرواية الني رويت عن شاهد عيان وهو أبو وائل © تنبت ان القراء ابوا التحاكم من اول ظهور الدعوة اليه من قبل اصحاب معاو ية ّ ومن هنا فإن موقف الخوارج منسجم ومنطني بخلاف الروابات الاخرى الني أوردها الطبري فانها تقرر ان القراء هم الذين حملوا علياً على قبول التحكيم ؤ ثم انكروا عليه ، بعد ذلك وخرجوا بسبب التحكيم . وهو ما تقرره رواية أبي مخنف ‎٠‏ © . ٣ ‏زاهد الكوثري & التبصير ني الدين ( مقدمته ) ص‎ )١( .١١٦ ‏ص‎ ١٩٥٦ ‏مكتبة المعارف " بيروت‎ } ٢ ‏عمر أبو النصر . الخوارج ني الإسلام ط‎ )٢( . ٧٣ ‏ص‎ ١٣ ‏ابن حجر \ فتح الباري ج‎ )٣( . ٤٩-٤٨ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري ج‎ )٤( 7 ٨٢ ومن جهة أخرى فان رواية أحمد لا تتفق مع الموقف العام للقراء الذين كانوا يقفون حاجزا بين الفر يقين المتحاربين ث ويتمسكون بمبدأ منع سفك الدماء بين المسلمين } ويمكن ان يحل هذا التعارض في الروايات بالقول بأن بعض القراء كان يرمي إلى الصلح والتحكيم } و بعضهم ويبدو انه الأقل يرى الاستمرار في القتال لأنه قائم على 7 = نال أيا: الخارجين على الامام الشرعي ولذلك فاننا ز ان رواية نصر بن مزاحم تتفق مع رواية احمد إلا ان السياق يحتلف & فسياق نصر بن مزاحم يفيد ان ذلك وقع بعد قبوله التحكيم ا فجاءه جماعة من القراء وتكلموا بنفس الكلام الذي اورده احمد ' وني رواية احمد ايضا ما يخالف الروايات الاخرى اليي تؤكد ان الامام عليا ابى الاستجابة إلى رفع المصاحف ؤ وادرك انها خدعة } وان القراء وغيرهم من افراد جيشه هم الذين حملوه على قبول التحكيم } فلما خشى من تفرق كلمة جيشه اضطر لقبوله 0 ويمكن القول جمعا بين الروايات ، ان عليا ادرك ان رفع المصاحف حيلة دبرها عمرو بن العاص ولكنه استجاب لها نظراً لرغبة القراء من ناحية ، ولكى لا يقال عنه انه أمى الاستجابة لكتاب الله } ولأنه ايضاً وائق من ان موقفه على حق وأقوى من موقف خصومه ؤ وان العاقبة تكون له لا محالة . ما رواية الأباضية فقد صرحت بأن عليا م ينكر التحكيم حتى في اول عرضه من قبل اهل الشام } وتذكر انه كان يكاتب معاوية سرا ف شانه 2 حتى ان عمار ابن ياسر نفسه انكر الدعوة للتحكيم وعاتب عليا قائلا : ( اشككنا ني ديننا . وارتددنا عن بصائرنا لنحكم عدونا ني ديننا ودمائنا 0 فهل كان ذلك قبل وضع السيف وقتل طلحة والز بير ... )" فهل كان عمار بن ياسر خارجيا قبل انكار الخوارج للتحكيم نفسه ؟ وهل الخوارج الذين انكروا التحكيم كانوا مدفوعين إلى ذلك من شدة حبهم لعلي 3 واعتقادهم انه الأولى بالخلافة } وانه فرط ني حقه وي حق الواجب الاسلامي وهو حرب البغاة ومن ثم خرجوا عليه ؟ اذا ثبت هذا ‎)١(‏ نصر بن مزاحم ، وقعة صفين ص ‎٥٦٩‏ . ‎)٢(‏ كشف الغمة ورقة ‎٢٧٨‏ . ‎٨٣ 83‏ فإنه يؤكد لنا رواية سيف بن عمر ني ان السبئية هي السبب الاول للفتنة ث وانهم قتلة عثمان ئ وموقدو نار الحرب الأهلية ‎٤‏ وانهم هم الذين اسسوا نواة حزب الخوارج ايضاً ‎١‏ فيكون منبت الخوارج والشيعة بهذا الاعتبار واحدا © لان منشا الخوارج على علي يرجع إلى اصحاب الثورة على عنهان فيما يرى فلهوزن . ويرى الدكتور محمود قاسم ان الشيعة والخوارج مظهران لحزب واحد ، الخوارج يكونون المظهر الخارجى منه ، والشيعة يشكلون الجانب السري الباطني " . والواقع ان الخوارج على حق في انكار التحكيم باعتباره قاثما على خدعة 7 وخالي من صدق النية والاخلاص فيها كما انكره على نفسه ي اول الامر 0 لان الباغى يجب قتاله حتى ينىء & ومن جهة اخرى فإن فريق معاوية لم يدع إلى التحاكم إلى الكتاب إلا بعد ان تأكد من انه سيهزم حسب روايات موثوق بها ؤ نقلها امة الحديث وأمة التاريخ ، فالخوارج على حق في انكارهم لهذه الاعتبارات لا من أجل أن التحكم في حد ذاته مخالف للكتاب والسنة كما زعم الخوارج حسب الروايات الني وصلتنا . وهناك جانب آخر لا ينبغي التقليل من قيمته © فإذا كان جمهور القراء ينرع إلى التصالح والتحكيم فان قتلة عثمان الذين وجدوا في صف علي ، لا يرضيهم الصلح لانه خطر عليهم © ولذلك قال الاشتر عندما سمع بفكرة الصلح : ( وان يصطلحوا وعلي ز فعلى دمائنا ‎٠‏ فهلموا فلنتوائب على على » فنلحقه بعثا ن 0 فتعود فتنة يرضى منا فيها بالسكون ) ' . وهددت طائفة من القراء ومعها مسعر بن فدكي التميمي ‎٣٨+(‏ ھ ‎)٦٥٨/‏ ‏وزيد بن حصين الطاني ‎٣٨+(‏ ه ‎)٦٥٨/‏ الامام علياً بالقتل والحاقه بعثمان ان لم ‎)١(‏ فلهوزن الدولة العر بية وسقوطها ، القاهرة ‎١٩٥٨‏ . ص ‎٤٧٥‏ إلا انه برى ني كتابه الخوارج والشيعة : ان الحركة ضد عليان لم تصدر عن السبئية وانها لم تكن لها الأهمية الني اعطاها سيف بن عمر . ص ‎٢٥‏ من الكتاب المذكور . ‎)٦٢(‏ ن . م . ص ‎٦١٢‏ . ‎)٣(‏ قال ذلك ني حديث ببني وبينه بتاريخ ‎٢٨‏ أغسطس ‎١٩٦٩١‏ بمدينة الاسكندرية . ‎)٤(‏ الطبري ط . الحلي 9 ج ‎٥‏ ص ‎١٩٥‏ . يستجب للتحكيم } تحكيم الكتاب فيما شجر بينهم ' مما أدى بالاشتر ‎٣٨+(‏ / ٨ه٦)‏ إلى ان قال فهم : ( يا اصحاب الجباه السود 0 كنا نظن صلواتكم زهادة ُ [ في الدنيا . وشوقا الى لقاء الله 6 عر وجل 6 فلا ارى فراركم الا الى الدنيا من الموت )" . ة ُ م . والواقع ان هذه الدعوة إلى التحكيم ادخلت اضطرابا شديدا ني صفوف اهل العراق ، فأختلف اصحاب علي ، واصبح هو نفسه في حيرة 3 فكان يسمع اختلاف اصحابه } ونقاشهم } ( وهو سا كت لا ببض بكلمة ئ مطرق الى الارض ( ‎٢‏ ومن الذين ‎١‏ ختاروا سعيد بن قيس ئ فتارة برى التحكيم وأخرى لا يراه ‘ واختلف رؤسا ء القبائل © فوافق كردوس بن هانئ نيابة عن قبيلة ربيعة ، الني يصفها نصر بن مزاحم َ ٠ ‏بانها الجبهة العظمى ث ، ومال الى الموادعة شفيق بن ثور البكري ، وأبدى رؤساء‎ ن آراءهم فنهم مر دعا الى القتال © ومنهم من, دعا الى تركا خوفا م. كثيرو راءهم فنهم من عا إلى ل ك ومنهم من إلى تر الحرب } خوفا من ان تفنى العرب وصور الاشعت بن قيس ( ‎٧٠ /٤٠‏ ) ومن نزع نزعته 6 للامام َ علي ، ان الناس راضون بالتحكيم سوى فئة قليلة من الناس١‏ . متى وقع انكار التحكيم ؟ . ان الروايات متعارضة ني ذلك ، ولكن منطق الحوادث يشير إلى ان الاختلاف ي التحا كم وقع بعد رفع المصاحف مبا شرة © وقبل كتا بة وثيقة التحكيم 0 واختيار الحكمين إلا ان الأمور بقيت ني غموض س إلى ان كتبت الوثيقة 0 وعرضت على الجيش 0 وحينذاك ظهر الانكار الصريح ، والخروج السياسي الواضح & وتحدد موقف المنكر ين 0 ووضحت معالمه 0 وتحدد شعارهم ى فقد كتب الكتاب ني ‎١٣‏ ‏بقين من صفر من سنة ‎١١( ٣٧‏ اغسطس ‎)٦٥٦‏ ، وحدد موعد التقاء الحكمين ‎)١(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٤٩‏ . . ٥٦٣ ‏نصر بن مزاحم المنقري } وقعة صفين ص‎ | ٥٠١ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري ج‎ )٢( . ٥٩٦٤-٥٦٢٣ ‏نصر بن مزاحم 0 وقعة صفين ص‎ (٣) (ا٤)‏ ن . م . ص ‎٥٥٣‏ . . ٥٥٩٥-٥0٥٤ ‏ن .. م . ص‎ )٥( . ٥٨٩ ‏ن . م . ص‎ )٦( ٨٥ 85 بشهر رمضان أي بعد ذلك بثانية أشهر نقريباً 2 فانكار التحكيم 3 واعلان الشعار الرسمي للخوارج بهذا الاعتبار يكون واقعاً ئي ‎١٧‏ صفر سنة ‎٣٧‏ ه ‎٦٥٦/‏ أو بعده بقليل © حين عرضت الوثيقة على العموم ‎٤‏ وني هذا الشهر أو بعده بقليل ايضاً وقع الخروج الى حروراء ‎١‏ ، اما معركة النهروان" او الخروج لثاني فقد وقع ني صفر سنة ‎٣٨‏ ه ‎٦٥٨/‏ على ما رجحه الطبري ، وهو ما ذهب اليه اكثر المؤرخين ‎٢‏ } فهناك خروجان خروج إلى حروراء ث وخروج إلى النهروان ، وقد اختلف المؤرخون ي أول من أعلن شعار الخوارج ، وانكر التحكيم ، فني رواية نصر بن مزاحم ان أول من انكره شخصان احدهما يدعى معدان والثاني جعد ، وهما اخوان ؤ ثم تبعهما على ذلك بنو راسب ، وجماعة من بي تميم ! » وهناك روايات اخرى :}، تذكر ان عروة بن أدية التميمي ‎٥٨+(‏ ھ ‎)٦٧٧/‏ هو أول من نطق بشعار الخروج ( لا حكم إلا الله ) وعزم على ضرب الأشعت بن قيس بسيفه فأخطأه ى وضرب مجزدابته ، مما جعل جماعة من بني مميم يعتذرون إلى الاشعت & وقيل إن اول من حكم سعيد بن خصفة بن محارب ، وقيل يز يد بن عاصم المحاربي ، وقيل الحجاج ابن عبيد الله التميمي ، والرواية المشهورة انه عروة بن ادية نسبة إلى جدة له جاهلية تدعى أدية 0 وهو الذي قتله عبيد الله بن زياد ‎٦٧+(‏ ھ ‎(٦٨٦/‏ سنة ‎٥٨‏ ھ ‎٥ ٦٧٧/‏ ‎)١(‏ حروراء : قرية بناحية من نواحي الكوفة . ‎)٢(‏ النهروان : ثلاث قرى بين واسط وبغداد وقيل انه نهر قرب المدائن وقعت هيه الواقعة بتاريخ صفر ‎٣٨‏ ه / ‎٦٥٨‏ ويقول ابن خلكان انها بليدة قديمة قرب بغداد . وفاة الوفيات ‎٣٨٤/١‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٩!-٩١‏ . ‎)٤(‏ نصر بن مزاحم } وقعة صفين ص ‎٥٨٨‏ . ‎)٥(‏ الطبري 0 ج ‎٥‏ ص ‎٣١٣‏ ، اليعقوبي ج ‎٢‏ ص ‎١٧٦٦١‏ ، ابن الأثير ، الكامل + ‎٣‏ ص ‎٨‏ ، الاسفرايني ، التبصير ني الدين ى ص ‎٢٦‏ ، الشهرستاني ، الملل والنحل © ج ‎١‏ ص ‎١١٧١‏ . الخطيب الماشمي ك وقعة النهروان ‎٠‏ ص ‎٢٠‏ . فلهوزن ، الخوارج والشيعة ص ‎٥‏ . وقد خطأ الدكتور عبد الرحمن بدوي فلهوزن في فهم نص الطبري © والواقع ان نهم فلهوزن هو الصحبح بالمقارنة ال النصوص الني وردت في غير الطبري مما أشرنا اليه من المراجع . ‎٨٦‏ 6 شر قتلة 3 وكان من الزهاد العباد فسخط على سياسة علي التي شارك ني توجيهها الأشعت بن قيس الذي بلعب دورا رئيسياً ني مسألة التحكيم ، ففهم جماعة من اصحاب علي انه يحارب من أجل الدنيا © سال لتحكم ذلك تارة يأمر بالحرب واخرى يدعو للسلم والصلح © ومن أجل ذلك نادى عروة بن أدية : ( واين اذن شهداؤنا ؟) فاعلن الخروج الصريح عن الخليفة وتابعه اصحابه لان عليا ني نظرهم أمر بما ليس بحق |، وخالف القرآن ، والسنة ث فكان ذلك الانكار وذلك الخروج اصلا للمذهب السياسي ، الخارجي ، العملي والنظري ‎١‏ ومنه انبثق مذهب سياسي جديد & وتيار فقهي يستند إلى القران ، والى الاجماع الإسلامي أو النزعة الجمهورية ، وفزعوا ني الحال إلى تنفيذ هذا الرأي ني الواقع لتار يخي & فأعلنوا عن خلافة جديدة يترأسها في الخروج الأول ( حروراء ) عبد الله بن الكواء ث وشبث بن ربعى ‎)٦٩١/٧٠(‏ ، ولقد أدرك على بن أبي طالب خطر هذه الفئة من القراء الخوارج فسارع إلى إقناعهم © ومناقشتهم © فناظرهم } فتطرق الشك إلى بعضهم 0 ورجع كثير منهم عن الخروج مقتنعين ثم انتبت نتيجة التحكيم إلى ما انتهت إليه من مهزلة غير ثابتة تار يخياً حيث أحاط بها الشك ، وأنكرها بعض المحدثين إنكاراً تاما 0 وحق لهم ذلك ، قال أبو بكر بن العربي : ( هذا كله كذب صراح ، ما جرى منه حرف قط ، إنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة © ووضعته التار حية للملوك © فتوارثه اهل المجانة & والجهارة بمعاصي الله والبا۔ع )؟ وأثبت عن طريق إسناد أهل الحديث الثقات الإثبات أن عمراً ابن العاص وابا موسى الاشعر ي عزلا معاوية ووكلا الامر إلى كبار الصحابة } وأما الخدعة التي ينسبونها إلى عمرو بن العاص فهي خرافة لا يقبلها العقل ولا الأخلاق فكيف تنطلي أو يرضى بها الصحابة وخيار المسلمين وكيف يقوم بها عمرو بن العاص وهو الذ كى الداهية لأن هذه العملية عملية صبيانية ، إذا أخذناها على النحو الذي ينقله المؤرخون . . ٢٣ ‏سهير القلماوي & أدب الخوارج ص‎ )١( . ١٧٧ ‏أبو بكر بن العر بي ، العواصم من القواصم ض ص‎ )٢( ٨٧ 87 بعد التحكيم وما آل إليه أمر الحكمين حاول الإمام على إقناعالخوارج بالرجوع إليه ، والقتال معه ، فأبوا ، واتهموه بأنه يقاتل من اجل الحكم والر ياسة & وخرجوا الخروج الثاني الى النهروان ‎١‏ وقالوا : ( لم تغضب لربك ، إمما غضبت لنفسك } فإن شهدت على نفسك بالكفر ، واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نابذناك على سواء ان النه لا يحب الخائنين ) ‎٢‏ فيئس مہم ّ بعد أن اعترف أن الحكمين حكما بغير ما ينص عليه الكتاب والسنة . وقبل أن يخرجوا إلى النهروان انتخبوا عبد الله بن وهب الراسبي ، فهن هو عبد الله بن وهب هذا ؟ عبد الله بن وهب الراسبي : .. هو عبد الله بن وهب بن راسب بن بدعان بن مالك بن نصر بن الازد وهي قبيلة نزلت بالبصرة أدرك الني صلى الله عليه وسلم © وشارك ني فتوح العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص (+ ‎٥٥‏ ھ ‎(٦٧٤‏ وكان من أنصار علي ف ‎)١(‏ وقعت وقعة النهروان في ‎٩‏ صفر ‎٣٨‏ ه أما حكم الحكمين فقد وقع برمضان سنة ‎٣٧‏ ھ و بهذا تكون موقعة النهروان بعد حكم الحكمين لا قبله بدليل ان عليا خاطبهم قبل النهروان وقال : ان الحكمين حكا بغير الكتاب والسنة ث وبهذا يزول الشك الذي تخبط فيه المستشرقون حبن رأوا تعارض الروايات ني هذا الشأن . ‎)٢(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٧٨-٧٧‏ . ‎)٢(‏ يوجد في القبائل العربية راسبان : راسب الأزد ، وراسب قضاعة ، وهو راسب بن الخزرج من جده بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة وليس ني العرب المنحدرين من معد وقحطان غير هذين ( المسعودي 0 أبو الحسن علي ‎٩٥٦/٣٤٥ + (‏ ) التنبيه والاشراف ، القاهرة ث ‎١٣٥٧‏ ه / ‎١٩٣٨‏ م ص ‎٢٥٦‏ ) ولذلك نجد الطبري عند كلامه عن عبد النه ابن وهب يقيده براسب الأزد فيقول : ( وقالت طائفة نر يد عبد الله بن وهب الراسى راسب الأزد الطبري ، ج ‎٥‏ ص ‎١٨٦١‏ ) . ‎)٤(‏ عبد الكر يم 0 السمعاني } (+ ‎٥٦٢‏ ھ / ‎)١ ١٦٦‏ ، الانساب ، ليدن ‎١٩١١٢‏ ص ‎٢٤٣-٢٤٢‏ . ‎٨٨‏ 88 حروبه © ثم أنكر التحكيم } وخرج عليه ‎١‏ ، واعتبره الزركلي من أيمة الأباضية' وهو عند الشيخ ابراهيم اطفيش من كبار الصحابة " أما ابن حزم فيغلو ني الكلام على عادته ي النيل من الخصوم & و يصف عبد الته بن وهب بانه ( اعرابي بوال على عقبيه } لا سابقة له ولا صحبة ولا فقه ولا شهد الته له بخير قط ) وكان يل بذي الثفنات لطول سجوده ( والثفنة ركبة البعير ) وهو الذي أطلق على الخوارج انهم أهل الحق ث ويلقب بالسبائي أيضا ‎١‏ ويعلل ذلك السمعاني بأنه نسبة إلى عبد الله بن سبا ‎٢‏ والغريب اننا وجدنا سعد بن عبد الله ابا خلف القمي يلقب عبد الله بن سبأ نفسه ، بالراسي أيضا ث وأغرب من هذا كله أن هذا المؤرخ الشيعي الذي يؤرخ لمقالات فرق الشيعة نراه يوحد بين عبد الله بن سبا © وعبد الله ابن وهب ، و يجعلهما شخصية واحدة٠‏ وكذلك فعل البلاذري (+ ‎)٨٩٢/٢٧٩‏ حيث وحد بين عبد الله بن سبا وعبد الله بن وهب الهمداني وإلى هذا ذهب . ‏الزركلي } الاعلام‎ )١( | . ‏ن . م‎ )٦( -٥٤ ‏ه ص‎ ١٣٥٣ 7 ‏ابو حفص عمرو بن جميع ، مقدمة التوحيد وشروحها ، القاهرة‎ )٣( . ٥٥ ‎)٤(‏ ابن حزم " الفصل ني الملل والأهواء والنحل ، القاهرة ‎١٣٢٠‏ ه ج ‎٤‏ ص ‎١٥٨‏ ويقول الذهي ني عبد الله بن وهب : ( من رؤوس الخوارج زائغ مبتدع أدرك عليا . ميزان الاعتدال ‎١‏ القسم الثازڵێي ص ‎٢٢٥‏ ) . ‎. ٧٥ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري ، ج‎ )٥( ‎. ١٨٧ ‏ص‎ ٢ ‏تاريخ الإسلام ج‎ ، ٤٤ ‏ص‎ ١ ‏الذهي ‘ العبر . ج‎ )٦( ‎)٧١(‏ السمعاني ، الأنساب 38 ص ‎٢٨٨‏ وهذا نصه : ( وعبد الله بن وهب السبالي رئيس الخوارج } فظني ان ابن وهب هذا منسوب إلى عبد الله بن سبا ، فانه من الرافضة وجماعة منهم ينسبون اليه يقال لهم السبائية ) . ‎. ٥٥ ‏سعد القمى {3 كتاب المقالات والفرق ص‎ )٨( ‎)٩(‏ ن . م . ص ‎٢٠‏ وهذا نصه : ( وهذه الفرقة تسمى السبائية اصحاب عبد الله بن سبا وهو عبد الله بن وهب الراسي الهمداني ) . ‏(٠١)طه‏ حسين ، الفتنة الكبرى ( علي وبنوه ) ص ‎٩١‏ . ‎٨٩ 89 النو متى © وعليه اعتمد المستشرق الفرنسي ماسينيون ني قوله أن عبد الله بن وهب الهمداني هو عبد الله بن سبا وأن المدائن كانت منفاه ' وإذا بحثنا عن عبد الله بن وهب الحمداني فاننا نجده : عبدالله بن وهب بن عمر بن عم أعشى همدان © أخذ من منزله وقتل سنة ‎٦٦‏ ه / ‎٦٢٨٥‏ بأمر من المختار الثقفي ‎(٦٨٧/٦٧+(‏ ‏. . قنا معه أنضاً فى السوق " وهناك ايضا عبد الله بن وهب ان ة جي أشر بز ط تان المشار ابن نضلة الجشمي ، الذي ن على ميسرة جم 2 فى سنة ‎٦٨٧/٦٧‏ . . والواقع ان تعدد هذه الأسماء وتشابهها يمكن ان يحل الأشكال فيها بالنظر الى اللقب ، فأحد هذه الألقاب راسبي ، وثانيها همداني © وثالثها جشمي ؤ ومن ثم فالأسماء متغابرة في مسمياتها 0 ولكن هناك صعوبة بالنسبة لما أورده القمي ، لانه نص على اللقب المشترك وهو الراسبي ، فيمكن لنا ان نتخلص من هذه الصعوبة بالقول بأنه خلط بين عبد الله بن وهب الراسي ا وعبد الله بن سبا ث آو ان النساخ اخطأوا ني النسخ ، واضافوا لقب الراسي ، خطأ } وأاقحموه فيه اقحاما ، بدليل ان النص جمع بين لقبين : لقب الراسي ولقب الهمداني ، مما يجعلنا نرجح انه همداني وليس راسبيا © ويبقى بعد ذلك التوحيد بين عبد الله بن سبا وعبد الله ابن وهب الهمداني ، وهنا تكمن الصعوبة ، التارخية 0 واغلب الظن انه خلط © لان عبد الله بن وهب الهمداني ليس إلا شخصا مغموراً { قتل سنة ‎٦٦‏ ھ ‎٦٨٥/‏ بتهمة انه من قتلة الحسين © فكيف يكون - اذا اعتبرناه انه هو عبد الله بن سبا - مبتدعاً لفرقة الغلاة من الشيعة ي حب علي ، ثم تسول له نفسه قتل الحسين" ؟ إلا ان بقال ان عبد الله بن سبا يتخذ اشكالا كثيرة مختلفة ، وبتلون © وينتحل اسماء متعددة ، ويشارك ني تيارات متناقضة ، متقابلة ث ليلعب دوره ني التفريق بين المسلمين ، وليذهب بعيدا في تحقيق غرضه الدفين } فيتخذ تارة شخصية عبد الله ‎)١(‏ شخصبات قلقة في الإسلام } ترجمة عبد الرحمن بدوي ط ‎٢‏ ، دار النهضة المصرية © . ‏وقد وحد لبني دلافيدا بينهما قبله ثم اتبعه فيه‎ ٢٤ ‏ص‎ ٩٦٤ . ٢٤٠ ‏ث ص‎ ١٩٣٦ ، ‏البلاذري ، أنساب الأشراف ، القدس‎ )٢( . ٩! ‏ص‎ ١ ‏كامل مصطفى { الشيي ، الصلة بين التصوف والتشيع { ج‎ )٣( 90 ٠٠ ابن وهب الراسي لباساً له 0 واخرى شخصية عبد الله بن وهب الهمداني ولكن من الصعب الأخذ بهذا القول © لأن النقد الباطنى ، والظروف النفسية ، والتارمخنية . تستبعد ذلك © فشخصية الراسى الأزدي « تختلف عن شخصية ابن سبا اختلافاً تاماً 5 اذ يبدو على الراسى الزهد ، والتعبد ، والاخلاص العميق في دعوته إلى الرجوع إلى كلمة الدين ، وإلى الحق ويبدو من نسبه انه عربي اصيل ذو شجاعة وفصاحة يستشهد هل اللغة بكلامه ، ويحتجون به ‎١‏ ويؤخذ من خطبته التى القاها في الاجتياع الذي عقده الخوارج ف بيته انه كان شديد التمسك بالأمر بالمعروف ّ والنبي عن المنكر 0 ويقول الحق" واكثر من ذلك فان عبد الته بن وهب الراسي عرفت حياته قبل ذلك بشكل اوضح من حياة 'بن سبأ فقد شارك في الفتوح فتوح العراق وكان مع علي } ثم خرج عليه خروجا صريحا ، واكثر من ذلك فان عبد الله بن وهب قتل ني معركة النهروان ني ‎٩‏ صفر سنة ‎٣٨‏ ھ ‎١٧/‏ يونيو ‎٦٥٨‏ ‏قتله هانئ بن خطاب الأرحي ، وزياد بن خصفة " ، ويعرف وضوح شخصيته من انتخاب الخوارج له & واختيارهم اياه للامارة والرئاسة © فلم بكن عبد الله ابن وهب الراسي غامضا ولا غنوصياً ، ولا متهماً في دينه © وسلوكه ، ولا ني اقواله التى نسبت اليه ى كما أحاط الغموض بشخصية عبد الله بن سبأ سواء فيما يتعلق بحياته أو بموته } واغلب الظن انه مات بعد مقتل علي ث . وهذا الخلط الذي رايناه بين الأسماء والفرق معروف بين المؤرخين والمحدثين ايضاً ث ولذلك وضعوا مؤلفات ني المتشابه من الأسماء 0 والكنى والألقاب ، فان ابن بطال المحدث اخطأ حين نسب إلى الخوارج أنهم هم الذين قالوا لعلي : انت ربنا 2 فأحرقهم بسبب ذلك } وكذلك الرافعي ‎)١٢٢٦/٦٢٣+(‏ في شرح الوجيز & ‎)١(‏ من الأقوال الني أوردها له المبرد : ( استبينوا الرأي ) المبرد } الكامل ني اللغة والأدب 8 ج ‎٢‏ ص ‎١٠١٦١‏ . ‎)٢(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٧٤‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎٨٧‏ . ‎)٤(‏ ويحدد الزر بي موته بنحو ‎٤٠‏ ھ / ‎(٦٦٠‏ الاعلام ‘ ط ‎٢‏ ج ‎٥‏ ص ‎٢٢٠‏ ). ‎٩١ 91‏ حيث وصف النواصب اتباع معاوية بوصف الخوارج كما نبه إلى ذلك ابن حجر ‎١‏ . ‎.٠ ٠ . ٠ -. . . . ‌ ّ 77‏ بويع عبد الله بن وهب اميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين ‎٢‏ ي . ‎٢ ٠‏ شعبا ں‌ سنة ‎٣٧‏ ھ ‎٣١(‏ يناير ‎)٦٥٨‏ وحين عرضت عليه قال : ( هاتوها اما والله لا اخذها رغبة في الدنيا © ولا ادعها فرقا من الموت ) وقد ورد في خطبته المبدأ الذي قام عليه أمر الخوارج ، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر © وقول الحق ، وا نكار البدع ‎٠‏ والانفصال عن الظاللين . واذا كانت السبائية من قبل قد قالت بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فذلك لم يكن عن اخلاص س واما كان عن خبث وسوء نية واغراض نفعية وهدامة تضمرها الاكثرية منهم . واتخذت الامر بالمعروف والنبي عن المنكر شعارا لها لتختني وراءه 0 وتحجب اغراضها الحقيقية بخلاف عبد الله بن وهب وجماعته . ولما شعر اصحاب علي الباقون معه بخروج من خرج سارعوا إلى بيعته على الكتاب والسنة " وارسل الأمام علي رسالة إلى عبد الله بن وهب الراسي وزيد بن حصين ومن معهما يشرح لم مخالفة الحكمبن للكتاب والسنة ويبين لهم انه بريء من الحكمين ث ويطلب منهم الرجوع اليه ث فكتب اليه الراسي طالبا منه التوبة } والدخول فيما دخل فيه المسلمون ، و يقصد بذلك ان يبايعه علي ‎٤‏ . . ٤٦٢١ ‏ابن حجر ، فتح الباري ج٣١ ص‎ )١( ‎)٢(‏ بويع علي انه امام عام للمسلمين الحقيقبين لا على انه أمير جماعة ني اقليم واحد بدليل ما ورد في رسالته إلى علي بن أبي طالب يطلب منه فبها أن يدخل ني بيعته فقال : ر فادخل فيما دخل فيه المسلمون من طاعة الله 2 وطاعة رسوله } وطاعة امام المسلمين عبد الله بن وهب الراسي ) . كشف القمة 2 مخطرط ورقة ‎٢٨١‏ وجاء ني أول رسالته : ( من امام المسلمين عبد الله بن وهب ( وجاء في اول رسالة علي بن ابي طالب : ) من امير المؤمنين ( و بهذا تبطل ‏دعوى المستشرق جيب الذي زعم ان عبد الله بن وهب أمير فقط وليس خليفة أو إماماً عاما ( دائرة المعارف الإسلامية مادة : عبد الله بن وهب ) . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٧٥-٧٤‏ . ‎)٤(‏ ومما ورد في رسالة عبد الله بن وهب وجماعته إلى على بن أبي طالب : ( ان كنت= ‎١٢‏ 92 اما في رواية أبي مخنف النى اوردها الطبري فان رسالة عبد الله بن وهب تنص على ان علياً ان أعلن توبته ، نظروا ي مسألته 3 والا قاتلوه ‎١‏ 3 وجاء هؤلاء الخوارج مبدأ آخر وهو الحكم على المخالف لهم بالشرك © وذلك انهم برئوا من علي & وحكموا عليه بالشرك " ومن هنا يبدو الغلو ني الدين كان من الدوافع الأساسية الني دفعت الخوارج إلى ما اندفعوا اليه ‎٤‏ من التكفير © وسفك الدماء ، فبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مبدا اسلامى اصيل © وكذلك فان التعبد أو الزهد أو التقوى بصفة عامة لا تنفصل في الحياة الاسلامية عن الوجهة السياسية " ولكن هذا الاتحاد بين الاتجاه السياسى والتقوى لا يبرر تكفير من اخطأ ، والشهادة عليه بالشرك ، فانه من الصعوبة بمكان ، ومن الخطورة الحكم على صحابي جليل ومؤمن عظيم مثل علي بن ابي طالب بالكفر والضلالة والشرك ، واذا كنا لا نستطيع ان نثبت عصمة لأي شخص كائن من كان من المسلمين ، وكنا ايضا نعترف بأن أي مسلم عرضة للخطأ ، فان ذلك الخطأ اذا ارتكبه لا يسمح لنا ان نخرجه من نطاق الاسلام ، ما لم نجد ادلة قاطعة على انه اشرك بالله أو دعا إلى الكفر أو الشرك . ويتبع مبدا تكفير من ارتكب كبيرة ، مبدأ آخر اخطر من الناحية العملية وهو مبدا الاستعراض والاغتيال ، ونستطيع القول بان مبدا الاستعراض عند الخوارج انما بدا تنفيذه يوم ان قتلوا الصحابي الجليل خباب بن الأرت ‎٣٧+(‏ ھ / ‎٥٧‏ ) البدري شر قتلة } و بقروا بطن ام ولده ، واعترفوا هم انفسهم بذلك وتحملوا مسؤولية جماعية ني قتله ث ولذلك نجد - ي رواية أبي مخنف - ان قيس بن سعد ابن عبادة ‎٣٨+(‏ ھ ‎)٦٥٨/‏ انكر عليهم مبدأ التكفير } ومبدأ الاستعراض ، أو = صادقا فادخل فيما دخل فيه المسلمون من طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة إمام المسلمين عبد الله بن وهب الراسي فقد بايعناه بعد خلعنا إياك لاستحقاقك منا أن نخلعك ، ولا وسعنا الا ذلك والسلام ) كشف الغمة } ورقة ‎٢٨١‏ . ‎)١(‏ الطبري ، ج ‎٥‏ ص ‎٧٨‏ . ‎)٢(‏ وقعة صفين ص ‎٥٩٤‏ . ‎)٣(‏ فلهوزن 0 الخوارج والشيعة ص ‎٣٠‏ . . . ‎)٤(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٨٣-٨١‏ ، المبرد ، الكامل ، ج ‎٢‏ ص ‎١٣٥‏ قتلوه لانه خطاهم في ‎٩٣ 93‏ الاغتيال والقتل الجماعي فقال : ( فانكم ركبتم عظيماً من الأمر تشهدون علينا بالشرك ، والشرك ظلم عظم } وتسفكون دماء المسلمين ، وتعدونهم مشركين )' فأجابه عبد الله بن شجرة السلمي ‎٣٨+(‏ ه ‎)٦٥٨/‏ : ( ان الحق . لنا فلسنا نتابعكم أو تأتونا مه ! فثورة الخوارج قائمة على اساس الشعور بان هناك ‎٣‏ بي 7 الاخلاقة قد انحرف أو ان هناك تغيراً حدث لم يكن في عهد عمر ومن هنا فان الخوارج فهموا أو احسوا ان هنالك انحرافاً عن الحقيقة القرآنية نفسها ، فأوجبوا على انفسهم انكار هذا الانحراف & والجهاد ني سبيل الله 0 بامتشاق السيف & وبهذا تميزت او انفصلت النزعة الخارجية عن السبئية الغنوصية } وعن العناصر السرية المعادية للاسلام & عركة صفين فاصل بين الخروج القائم على اسس تتصل بالاسلام نفسه مع شيع من الغلو فيها ث وبين الخروج الذي دفعت اليه عوامل اخرى غير اسلامية من عوامل راجعة إلى العصبية الجاهلية ، أو إلى من لم يدركوا الاسلام حق ادراكه ممن لم يتعمق الابمان في قلوبهم من القبائل العر بية وغير العر بية س ويدلنا على ذلك انه قد ابتدات - بعد التحكيم _ العداوة بين السبئية والخوارج ، واخذ بعضهم يتبرأ من بعض ، بعدما كانوا في معسكر واحد ، وتحت راية واحدة } وليس معنى هذا ان الخوارج بعد ذلك سلموا من دخول عناصر اجنبية اليهم ، ومن تسرب افكار مناقضة للاسلام إلى آرائهم ، = الخروج لما ان روى لهم حديث الفتنة وان القاعد فيها خير من القائم ( الأشعري © المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٢٩١‏ ) . . ٨٣ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري ج‎ )١( ‏قال الطبري : ان مسعر بن فد كى التميمى أقبل من البصرة يعترض الناس ولحق بعبد الله‎ ‏وان حكم بن عبد الرحمن بن سعيد البكاي اتى‎ (٧٧٧٦ ‏ص‎ ٥ ‏بن وهب ( ج‎ ‏عليا وهو يخطب فقال : ( ولقد اوحى اليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن‎ . ‏فأجابه علي : ( فاصبر ان وعد الله حق‎ ) ٦٥ / ‏عملك ، ولتكونن من المشركين ، الزمر‎ ‏وقالت الخوارج‎ ٧٤ ‏الطبري ج ه ص‎ ) ٦٠ / ‏ولا يستخفنك الذين لا يوقنون . الروم‎ ني علي لما ان حكم : خرج من الايمان ( المبرد ، الكامل ض ج ‎!٢‏ ص ‎١٠٦‏ ) . ‎)٢(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎٨٣‏ . ‎٩‏ 94 بل انها قد دخلت اعتقاداتهم & اشياء من ذلك كانكار ان تكون سورة يوسف من لقرآن والقول بأن القرآن ينسخ بقرآن آخر يني به نبي من العجم ، وكالبدعة الفاضحة الني يزعم اصحابها ان الصلاة صلاتان ركعتان بالغفدو ، واخريان بالعشى ‎١‏ على نحو ما قالت به البرغواطية ني المغرب ، وغير ذلك مما سنأني بتفصيله عند الكلام على مذهب الخوارج وآرائهم المختلفة } وهذا التسرب للدخيل ليس مقتصرا على مذهب الخوارج بل انه وقع للفرق الاسلامية الأخرى أيضاً 3 ثم جاءت معركة النهروان ناصلت الخروج واظهرت الخارجي الحقيبى من المز يف ئ وانفصل الفنوصى الذي تدور معاركه : الخفاء . وترك الميدان للخارجى المخلص في خارجيته 6 المتبع للرأي الحق الذي يعتقد انه حق ، وبذلك برزت الخارجية الواضحة من السبئية الغامضة وتميز الفريقان } وتقابلا تقابل تناقض & احدهما مؤله لعلى ، والآخر مكفر له ‎٠‏ فهلك فه جمعا ن : « محب غا ل ( ومبغخض قا ل ‎٢‏ كما ورد ف ‎١‏ لاثر . ‎٤‏ - نشأة مذهب الخوارج وارتباطه بنشأة الفرق الأخرى : يكن مخلصا . ولا متثبتاً من أمره ‘ وتدعم المذهب الخا رجي ‎٢‏ . نظريا وعمليا 0 إذ أصبح النهروان رمزا للاستشهاد في سبيل الحق 8 وبانت معالم الخروج ‎٠‏ وأصبح له شهداء ئ ومحاهدون ئ وفقهاء ودعاة ينشرون آراء الخوارج و يناضلون عنها أشد نضال ك بالاستناد إلى القرآن وإلى الجدل © وذلك ني الفترة ما بين ‎٦٠_٤ ٠‏ ه ‎"٦٧٩-٦٦٠/‏ وان كان بعض اوائل الخوارج قد خامرتهم الشكوك ، وداخلتهم الحيرة & ني موقفهم من علي وقتالهم إياه ك ويتبين هذا من موقف فروة بن نوفل الاشجعى الذي عبر عن شكه فقال : ( والله ما ادري َ ى ع 1 . 5 . على اي شيء نقاتل عليا » ارى ان انصرف حتى تتضح بصيري © ي قتاله {} او اتابعه ) ث واعتزل مع جماعة بشهر زور 0 وبعد مقتل علي خرجوا على معاوية ‎)١(‏ الأشعري ، مقالات الاسلاميين ، ج ‎١‏ ص ‎١٢١٦١‏ . ‎)٢(‏ سهير القلماوي 0 أدب الخوارج ص ‎٣٥‏ . ‎)٣(‏ ن 7 .. ص ‎٣٥‏ . ‎)٤(‏ ابن الأثير } الكامل . ج ‎٣‏ ص ‎٣٤٧‏ . ‎٩٥ 95‏ سنة ‎٤١‏ ه ‎٦١/‏ وقالوا : ر قد جاء الآن ما لا شك فيه فسيروا إلى معاوية فجاهدوه ) ‎١‏ ‏وبعد النهروان انتخبوا أميرا آخر هو المستورد بن علفه ‎٤٣+(‏ ه ‎)٦٦٣/‏ بعد ان حددوا شروط الامامة ، اذ قرروا انه ينتخب من بين متساوين ني الفضل ، ويقدم ( أبصرهم بالحرب ، وافقههم في الدين 3 واشدهم اضطلاعا بما حمل ) " وذلك ي سنة ‎٤٢‏ ه ‎٦٦٦٢/‏ & وتحرك بعد النهروان ايضا جماعة يسمون باصحاب النحيلة كانوا على الحياد اذ لم يقاتلوا مع علي ولا ضده ، وفارقوا عبد الله بن وهب الراسبي يوم النهروان ، فها لبثوا ان اجتمعوا وتأسفوا على خذلانهم اصحابهم ني النهروان " وخاضوا موقعة النخيلة ث المشهورة . نشأة الجدل بين المسلمين : ف هذا الأثناء نشأ نوع من الجدل بين علي والخوارج & وبينهم و بين ابن عباس ، ي شؤون سياسية ودينية ث وكان من بين الخوارج الذين جادههم علي شخصية غريبة هي شخصبة الخر يت بن راشد ‎)٦٥ ٩/٣٩+(‏ الذي يعتبر من الصحابة } وقد اهتم به المستشرقون اهتاما بالغا م ويرجع نسبه إلى بني ناجية القبيلة الني منعت الخراج عام صفين ث وخالفت الامام عليا لما قاتل اهل النهروان ‎١‏ وصرح زعيمهم الخر يت بن راشد بأنه غير راض عن سيرة علي ، ولا عن امامته وانه يرى ان يعتزل ، و يكون مع من يدعو إلى الشورى ، فاذا اجتمع الناس على امام كان معهم ‎٧‏ ، فهو بهذا الاعتبار من دعاة الشورى ، ولكنه ني الواقع صاحب تقية فهو خارجي مع الخوارج اذا كان معهم . وهو عماني اذا كان مع العثمانيين 0 وعمد الى قومه فحرنضهم على ‎)١(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١٦٦١‏ وقال أحد الخوارج : ( فانه لا عذر لنا في القعود وولاتناظلمة وسنة الهدى متروكة . الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١٧٤‏ ) . ‎)٢(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎!٧٥‏ . ‎)٣(‏ المبرد ، الكامل ؛ ج ‎!٢‏ ص ‎١٤٩-٤٨‏ . ‎)٤(‏ اول طريق الشام من العراق . ‎)٥(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١٢٤‏ . ‎)٦(‏ ن . م . ج ه ص ‎.٢٢‏ ‎)٧(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎١٢١٠‏ . ‎٩٦‏ 96 3 . " ‏۔‎ . . ٠- . ِ . منع الزكاة . وقد كا ن ي بني ناجية قبيلته هذه قوم نصارى ، سبق لهم ان اسلموا فارتدوا 11 راوا هذا الخلاف بن المسلمين ( وكان الخر بت مخوف قومه _ والنصارى منهم خاصة - من علي ويقول لهم انه يقتل كل من ارتد عن دينه 3 ورجع إلى النصرانية ث واشترك النصارى معه في القتال ‎١‏ ونزل الاهواز فاتى اليه لصوص وعلوج كثيرون وجماعة من العرب تذهب مذهبه } وانضم اليه طائفة من الأكراد أرادوا منع الخراج! ، ويقول المسعودي عنه وعن قومه انهم ارتدوا عن الإسلام إلى النصرانية " ، فدعاه الأمام علي إلى المناظرة فقال : ( هلم ادارسك الكتاب © واناظرك ني السنن ؤ وافاتحك امورا من الحق انا أعلم بها منك فلعلك تعرف ما انت له الآن منكر ، وتستبصر ما أنت عنه الآن جاهل ) وارسل اليه الامام علي رسولا فأجابه : ( امع الله أنتم وكتابه وسنة نبيه © أم مع الظالمين )ث فانتهى إلى ان الاما م عليا ظا ل لا يستحق الخلافة ( والوا قع انه صا حب هوى وتقلب } و بمكن لنا ان نتصور ان له غرضا سريا يعمل من اجل تحقيقه ، فيستغل الحوادث والفرص ‎١‏ ‏من اجل ذلك ، وليس من المستبعد ان يكون من صنائم ابن سبأ أو الحاقدين من النصارى ، واهل الردة الذين ما انفكوا يتربصون بالمسلمين الدوائر } والا فكيف . . ء 3 الخوارج كانوا واقعين تحت تأثير النصارى ؟ ان أحد الكتاب المعاصرين . . . َ ء يقرر ان : ( الموالي من المجوس والمسيحيين الذين اسلموا كان لهم بعض التاثير على عقيدة الخوارج ‎٧)‏ ولكنه لم يشر إلى شخصية الخر يت بن راشد ، وانما استنتج ذلك من وجود المجوس والنصارى ببن المسلمين ئ واسلام بعضهم مع بقاء العناصر ‎)١(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎١٢٨‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎.١٦٣‏ ‎)٣(‏ سهير القلماوي ‎©١©‏ أدب الخوارج ص ‎٩‏ . ‎)٤(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١١٤‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ج ٥ه‏ ص ‎١١٨‏ . ‎()٦(‏ سهير القلماوي [ أدب الخوارج ص ‎٩‏ . ‎)٧(‏ عمر أبو النصر ‎٠‏ الخوارج ني الاسلام . ص ‎١٨‏ . ‎٩٧ 97‏ المجوسية والنصرانية ني نفوسهم ، ولكن يبدو من المستبعد ان يقم امثال عبد الله ابن وهب الراسي تحت تأثير العناصر الأجنبية © واغلب الظن ان الخر يت بن راشد انقلب خارجيا لكي يؤثر على قومه وغيرهم من الاكراد والعلوج واللصوص مانعي الركاة والخراج ، فهو بر يد أن بحدث ردة ثانية باسم الخوارج والانشقاق على علي ‎٤‏ ‏ليمعن في افساد وحدة المسلمين وليتزعم قومه © ولعله قصد إلى الايقاع وبمزيق الخوارج أبضاً إلى جبهتين كما حدث لأصحاب علي حيث تصدعوا وانشقوا شقين ، شيعة وخوارج . ِ وبذ كر الدكتور النشار ان أهل السنة والجماعة يرجعون سند مذهبهم الكلامي إلى الأمام علي بن أبي طالب فهو أول متكلم لأنه ناظر الخوارج في مسألة الوعد والوعيد كما انه ناظر أهل القدر في المشيئة ' ، واول من سمى أهل الجماعة بالمرجئة اما هو نافع بن الأزرق فيما رواه ابن أبي العوام بسنده عن عطاء " ‎١٠٣+(‏ ه ‎)٧٢١/‏ ‏ونشأة المرجئة نفسها تعتبر رد فعل لرأي الخوارج في مرتكب الكبيرة حتى ان احد الخوارج وهو اليمان بن الر باب ألف في الرد على المرجئة " ، ويمكن القول بأن فكرة خلق القرآن أو قدمه قد نشأت بذرتها ابان التحكيم 3 فقد روى ابن عباس ان الخوارج قالت لعلي : ر حكمت رجلين ، قال : ما حكمت مخلوقاً 3 انما حكمت القرآن ) ث وأورد الحافظ الأصبهاني ‎٢٦٧+(‏ ھ / ‎(٨٨٠‏ ف كتاب السنة بسنده عن عكرمة ان نجدة ‎)٦٨٨/٦٩+(‏ الخارجى جاء الى ابن عباس فقال : ( يا ابن عباس نبئنا كيف معرفتك بربك تبارك وتعالى ، فان من قبلنا اختلفوا علينا ‎٨)‏ فيكون نجدة . ٢٧٥-٢٧٤ ‏ص‎ !٢ ‏الدكتور النشار 9 نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج‎ )١( ‎)٢(‏ الاسفرايني ، التبصير ني الدين } تعليف زاهد الكوثري ص ‎٦١-٦٠‏ ت (ه) . الدكتور النشار نشأة الفكر الفلني ني الإسلام ج ‎١‏ ص ‎٢٧٠‏ . ‎. ٢٥٢٧-٦٢٥٦ ‏ص‎ ١ ‏ن . م . ج‎ )٣( ‎. ٤٦١ ‏ابن تيمية ، مجموعة الفتاوى ج ه٥ه ص‎ )٤( ‎)٥(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎٧٤٧٣‏ وأورد هذه الروابة أيضاً محدثو الأباضية بسند آخر ومتنه فيه تقديم وتأخير ( مسند الربيع ج ‎٣‏ ص ‎٢١‏ ) ويبدو ان النص الذي أورده الراو ية الأباضي أكمل وأحسن ترتيبا . وهذا نص جواب ابن عباس : ( اعرفه بما عرف به = ‎98 ٩٨ اول من اثار مسألة طريقة المعرفة أو نظرية المعرفة أو العلم في علم الكلام ، وني رواية اخرى ساله ابن الازرق عن المعبود فقال : ( اسالك عن الذي تعبده كيف هو ؟ ) وني سؤال آخر : ( اخبرني عن ربك كيف هو ، وأين هو ؟ ) فاجابه ابن عباس عن كل ذلك بما ينني التشبيه 3 والكيف ك والتحديد والتجسيم والصورة © والمثال } وانه بكل أين & فصدقه ابن الأزرق وسكت وارتبطت نشأة المعتزلة الأولى و بذرتها السالفة بنشوءالخوارج & ومن اجل ذلك وجدنا أبا الفرج بن الجوزي ‎)١٢٠٠/٥٩٧+(‏ يذكر ان المعتزلة فرقة من الحرورية او ان فرقة من فرق الخوارج الحرورية تسمى المعتزلة! ، قام رأيهم على أساس سياسي وديني 3 وهو أنه قد اشتبه = نفسه من غير رؤية 0 وأصفه بما وصف به نفسه من غير تثبيت صورة 0 لا يدرك بالحواس © ولا يقاس بالناس & معروف بغير تشبيه 0 متدان ني بعده لا ينظر ، ولا تتوهم ديموميته 3 ولا يمثل بخلقه ، ولا يجور ني قضيته ، فالخلق إلى ما علم منقادون © وعلى ما سطر ني المكنون من كتابه ماضون ، لا يعملون بخلاف ما منهم علم ولا إلى غيره يردون 3 وهو قر يب غير ملتزق 0 بعيد غير منفصل © يحقق ولا يمثل ، يوحد ولا يبعض } يعرف بالايات 0 ويثبت بالعلامات قال فقام نجدة مفحما مخصوما متعجبا بما جاء به ابن عباس رضي الله عنه . ولكن يبدو على هذا النص انه يشتمل على اصطلاحات متأخرة شيئا ما عن ذلك العهد مثل قوله : وهو قر يب غير ملترق ؤ بعيد غير منفبصل ، يحقق ولا يمثل 0 يوحد ولا يبعض . ولعل الرواية روت بالمعنى وتصرفت ني اللفظ 0 وورد ني متن كتاب السنة للحافظ الاصبهاني قوله : ( من نصب دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس ، مائلا عن المنهاج " ظاعناً في الاعوجاج ؤ ضالاً عن السبيل ، قائلاً غير جميل ) وهذا اللون من السجع أيضا تبدو عليه مسحة ظاهرة من التكلف الركيك ؤ ومن جهة اخرى فان ابن تيمية شك ني صحة الرواية إذ ورد ئي سندها نوح ابن ابي مر يم وهو قد انفرد بمثل هذا من المفاريد ، وأغلب الظن ان هذا النص الأخير ليس لابن عباس وانما ألفه غيره أما السؤال نفسه والجواب أو الحادثة نفسها لا يبعد أن تكون صحيحة لأن صلة نجدة بابن عباس ثابتة ثبوتاً موثوقا به لا مجال للشكوك ني لقائهما وتحاورهما . ‎)١(‏ مسند الر بيع ج ‎٣‏ ص ‎٢٣-٢١‏ . ‎)٢(‏ أبو الفرج بن الجوزى ، تلبيس ابليس أ المطبعة المنبرية ث ‎١٩٢٨/١٣٤٧‏ ص ‎٢٠‏ . ‎٩٩ 99‏ عليهم أمر علي ومعاوية } ولذلك برئوا من الفر يقبن ، واورد القرطي في تفسيره نفس النص الذي في التلبيس تقر يبا ' فيكون هؤلاء قد سبقوا اولئك الذين اعتزلوا الحسن ومعاوية معاً 3 وكانوا قبل ذلك من اصحاب علي فانقطعوا للعلم والعبادة ء وهم الذين اعتبرهم الدكتور النشار أوائل المعتزلة واسلافهم ! وقد اشرنا من قبل إلى الجماعة الذين اعتزلوا عليا وعلى راسهم فروة بن نوفل الاشجعي ‎٢‏ ، فبذور جميع الفرق كانت قد نبتت ابتداء من فتنة الخروج على عثمان إلى معركة صفين وما اعقبها . 3 . ‎.٠‏ الة انكا قد ذك, لنا احد الاباضة رانا فى نشوء الفرق لم نره له من لحكم الكاره! وه ذكر احد الأب أأ تش افرق م ر له فيما نعلم 4 فبين لنا ان عثمان حين طلب اليه ان يعدل او يعتزل فابى وقتل & تفرقت الأمة بعد مقتله الى ثلاث فرق : فرقة قتلته 0 وفرقة وقفت & وفرقة طالبت بدمه & فالفرقة القاتلة في نظره علي بن أبي طالب واصحابه من اهل المدينة © من الأنصار والمهاجر ين ؤ والواقفة : سعد بن أبي وقاص ) وعبد الله بن عمر © ومحمد بن مسلمة © َ واسامة بن ز يد ، واما الفرقة الطالبة بدمه فطلحة بن عبيد الله © والز بير بن العوا م ‘ ومعاوية 0 وتسمت الفرقة القاتلة باهل الاستقامة 3 وتسمت الواقفة بالشكاك © وتسمت الفرقة الطالبة بدمه بالعثانية © وبعد التحكيم افترق اهل الاستقامة إلى فر بقين : فرقة خرجت على الامام علي وفارقته وهم الخوارج ‎٠‏ واخرى شايعته وثبتت على بيعته } والانقياد له وهم الشيعة ، ويذكر لنا ان الشكاك هم أصل الجهمية والقدرية } والمعتزلة ، والعثمانية هي اصل المشبهة © والصفاتية والحشوبة . ث ‎)١(‏ تفسير القرطي 0 دار الكتب المصرية القاهرة ‎١ ٩٣٧/١٣٥٦‏ ج ‎٤‏ ص ‎١١٥١٨‏ . ‎(٢(‏ الدكتور النشار 5 نشاة الفكر الفلسني في الإسلام ج ‎١‏ ص ‎٢٥٥‏ اعتاداً على نص أورده الملطي ني كتابه التنبيه والرد ص ‎٣٦‏ . ‎)٣(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١٦٦١‏ وقد أورد النو ختي ، ما يثبت ان أوائل المعترلة وهم بعض الصحابة الذين اعتزلوا عليا فلم يحار بوا معه ولا ضده وهم سعد بن أبي وقاص . وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة واسامة بن زيد بن حارثة الكلي . فرق الشيعة وقعة صفين ص ‎٦٦‏ . الاشعري 4 المقالات < ‎١‏ ص ‎١٣٠‏ . ‎)٤(‏ قطعة من كتاب الأديان لمؤلف أباضي مجهول الاسم مخطوط تحت رقم ‎٢٢٢٩٨‏ ب © دار الكتب المصرية ورقة ٧٢۔-٠٣‏ . ‎١٠٠‏ 100 وتشمل المشبهة ني نظره الكرامية والأشعر ية والمالكية والحنفية والشافعية 0 فأسلاف المعتزلة بهذا الاعتبار ث هم الشكاك ، ولذلك كان للشك عند المعتزلة قيمته ف مجال المعرفة 0 وهذا يفسر لنا موقفهم ني المنزلة بين المنزلتين ايضا © وكان اساس الوقوف عند الواقفة هو الشك & وعدم استبانة الحق وصاحبه © ولذلك 1 عاتب الامام علي هؤلاء المعتزلة الواقفة ث قال له سعد بن أبي وقاص : ( أعطني سيفا يعرف الكافر من المؤمن 3 اخاف أن اقتل مؤمنا فأدخل النار )' 8 فشكهم شك ما ورائي 3 يعود إلى العاقبة ني الأخرى ، وينسب إلى عبد الله بن وهب نفسه ، أنه شك ، فعندما قال احد الخوارج المطعون بسيف الامام علي : ( حبذا الروحة إلى الجنة ) قال عبد الله بن وهب : ( والله ما ادري الى الحنة ام إلى النار ) فقام رجل من بني سعد خارجي وقال : ( اما حضرت اغترارا بهذا الرجل واراه الان قد شك ) ثم اعتزل عنه وعن الحرب مع طائفة من الناس" . والواقع ان الاحداث الني تعرضت فها الامة الاسلامية وصدعت كيانها . دعت أكابر المسلمين الى ان يتخذوا مواقف معينة ازاء تلك الأحداث ، وتلك التصرفات السياسية ، فنشأت الفرق بنشوء تلك المواقف والآراء ازاء احداث واقعية حية ملموسة ، فنها ما كان موقفاً حاسماً قاطعاً . كموقف الخوارج ، ومنها ما كان مشفقا خائفا مترددا & وبين هذا وذلك مواقف مختلفة 0 فليس موقف الخوارج موقفاً نظريا محضاً ، وانما هو موقف عملي يشوبه نظر . مذهب الخوارج : من الصعب ان نتحدث عن مذهب واحد للخوارج } قائم الدعائم مستقر © لانهم لم يلبثوا ان انقسموا إلى فرق & وتشعبوا إلى شعب & كل شعبة تقوم على اراء مخالفة & واخرى موافقة لغيرها من الشعب & اذ يتميز رئيس كل فرقة براي به يعرف & ولذلك فاننا سنحاول ان نسلك ني بحث آرائهم منهجا ليس تاربنياً ‎)١(‏ نصر بن مزاحم ؤ وقعة صفين ص ‎١٢٥‏ . ‎)٢(‏ نصر بن مزاحم ، وقعة صفين ي ص ‎٣٨-٣٧‏ . ‎١٠١ 101‏ محضاً ؤ ولا موضوعيا صرفا. 0 وانما هو تاريخي موضوعي مقارنا في ان واحد معتمدين في ذلك على النصوص ، لا على الفروض الوهمية الني لا صلة لها بالواقع التاريخى . © ‏سلك القدماء من مؤلني المقالات والفرق منهجين منهجاً موضوعياً ومنهجاً تار خيا‎ )١( ‏وقد استطاع بعضهم أن يجمع بينهما فالأشمري ي مقالاته جمع بين المنهج التار محي‎ ‏والملورضوعى الا أنه سلك المنهج التار مخي او المذهي ني الجزء الاول من كتابه فذ كر‎ ‏الفرق وتشعبها وآراءها وسلك في الجزء الثاني منهجا موضوعباً فتكلم على موضوعات‎ ‏معينة وبين في كل منها آراء الفرق المختلفة وكذلك فعل البغدادي فانه نج منهجاً‎ 8 ‏تار يخباً ي كتابه : الفرق بين الفرق ، ونهج منهجا موضوعيا ني كتابه : اصول الدين‎ © ‏وسلك نفس الطريق الشهرستاني إذ سار على المنهج التاريخي ني كتابه الملل والنحل‎ ‏وسار على المنهج الموضوعي ني كتابه : نهاية الاقدام ني علم الكلام أما ابن حزم فقد‎ ‏أخذ بالمنهج الموضوعي في كنابه الفصل ني الملل والأهواء والنحل وكذلك المؤرخ‎ ‏الشيعي الشيخ المفيد فانه سار على المنهج الموضوعي الصرف ولكنه مقارن وذلك ني كتابه‎ . ‏أوائل المقالات‎ ‏وأما المؤرخون للفلسفة الإسلامية من المعاصرين فقد اختاروا أيضا المنهج التار يخي المقارن‎ ‏المنهج الموضوعي التركيي إذ أوصى الدكتور إبراهيم مدكور ني كتابه : ه في الفلسفة‎ ‏الإسلامية منهجه وتطبيقه " بالتعو يل على المنهج التار بحي الذي بصعد الى الاصول والاعتاد‎ ‏على النصوص الني هي دعامة الحكم النهائية وضم اليه المنهج المقارن 3 وكذلك الدكتور‎ ‏النشار فانه نهج منهجا تار خبا مدعما بالنصوص وباللمحات التركيبية النافذة في جميع‎ ‏كتبه مع النقد الداخلي والخارجي . مواصلا بذلك مدرسة حديثة ني بحث الفلسفة‎ الإسلامية وضع حجرها الاساسي الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الفلاسفة المعاصرين في العالم الإسلامي ؤ وسار الد كتور محمود قاسم على المنهج الموضوعي القائم على التحليل والتركيب وهو المنهج الذي سار عليه الدكتور إبراهيم مدكور ني كتابه : مكانة الفارابي ني الفلسفة الإسلامية © وني كتابه الفلسفة الإسلامية نهج وتطبيقه مع مقارنة نقدية 0 ومن الذين جمعوا بين النهجين الد كتور عبد الحليم محمود ني كتبه عن الفكر الفلسي الإسلامي وعن ابن طفيل والغزالي . ( الدكتور ابراهيم مدكور ، مقدمة كتابه ني الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيقه . ط ‎٢‏ دار المعارف ، مصر ‎١٩٦٨‏ ص ‎١٠١‏ ، الدكتور النشار ، نشأة الفكر الفلسني في الإسلام ج ‎٣‏ حيث بين ني أول الكتاب المناهج المختلفة ي دراسة = ‎١٠٦‏ 102 بدعة التأويل : ان البدعة الني نشأت عنها جميع البدع وتشققت عنها كل الفرق انما هي التاو يل © ونحن نزعم ان الخوارج هم اول من فتح باب التاويل ني تاريخ الفرق الاسلامية ، وفي تاريخ هذه الملة 0 وكان لتأويلاتهم نتائج عملية خطيرة اعقبتها بدورها آراء نظرية © على عكس ما يذهب اليه بعض الباحثين من ان الخوارج اهل نص وحرفية 0 واصحاب كلمة ظاهرة . لقد صور لنا ابن رشد ‎١١ ٩٨/٥ ٩٥+(‏ ( تصويرا معبرا عما سببه التأويل من الفرقة والبعد عن الشرع ‎٠‏ فالشرع ف الصورة الني امدنا سها مثابة دواء ناجع ‎٠‏ ‏وصفه طبيب ماهر لحفظ صحة الناس . فصادف ان استعمله رجل فاسد المزاج ‎٦‏ ‏رديء الطبع ‎٤‏ فلم بلائمه |} فأول تركيب ذلك الدواء .} بأن ف اسمه استعارة ومجازاً ‘ وانه انما اريد به تركيب آخر & وبذلك ادخل عنصراً جديدا ني ذلك التركيب على انه مقصود من قبل الطبيب |} فاستعمله اناس فاذا به كان سبباً ني افساد امزجتهم ، ثم أتى اناس آخرون فزعموا ان هذا الدواء يشمل عناصر اخرى ، قصدها الطبيب الا ان المركب للدواء لم يدخلها ئي حسابه © فعمدوا إلى تغيير تركيبه عن طريق تأو يل ثان 3 وهكذا كلما زاد افساد ذلك الدواء لأمزجة الناس © جاء متاول ثالث ورابع فأول وكل تاويل من تاويلاتهم © يلحق بالناس مرضا آخر جديدا الى ان فسد ذلك الدواء تماما ئ وخرج عن غايته وغرضه الذي وضع من اجله . وهذه الصورة يشبهها ما آل اليه المسلمون من الفرقة الواقعة في شريعتهم ، اذ كل فرقة تأولت بتأويل لم تأول به الأخرى ، وبذلك مزقوا الشرع كل ممزق و بعدوا به عن غر ضه ‎١‏ ولقد تفطن ابن رشد بما له من بصارة نافذة ف الشريعة © = التصوف الإسلامي ونقدها وبين المنهج الذي يراه علمياً ) . وقد طبق المنهج التار يخي الموضوعي النقدي ني كتابه البديع مناهج البحث عند مفكري الإسلام . الدكتور محمود قاسم . ني مقدمة كتابه دراسات ني الفلسفة الإسلامية ) . ‎)١(‏ ابن رشد ، مناهج الأدلة ني عقائد الملة مع مقدمة نقدية لمدارس علم الكلام وتحقيق للنص قام بهما محمود قاسم ط ‎٢‏ مكتبة الأنجلو المصرية ‎١٩٦٤‏ . ص ‎١٨٢١-١٨٠١‏ . ‎١٠٣ 103‏ واحاطة بتاريخ العقائد الاسلامية ومناهج الباحثين فيها او المعتقدين لها من مختلف الفرق ، إلى أن أول من شرع في التأويل 0 وحمل النصوص على غير ظاهرها انما هم الخوارج فيقول : (وأول من غير هذا الدواء الأعظم هم الخوارج ثم المعتزلة بعدهم ثم الاشعر بة ثم الصوفية ثم جاء ابو حامد فطم الوادي على القرى ) ‎١‏ فهم الذين فتحوا الباب للمعتزلة والاشاعرة وغيرهم من الفرق الماولة 0 ويقول ابن قيم الجوزية ‎٧٥١+(‏ ھ ‎)١٣٥٠/‏ في نونيته : هذا واصل بلية الاسلام من ذوي التصريف والبطلان . وهو الذي فرق السبعين بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان وهو الذي قتل الخليفة جامع القر آن ذي النورين والاحسان ؟ كما تفطن إلى ان الخوارج أولوا فقال : 7 من لي بشبه الخوارج قد كفروا بالذنب تاويلا بلا احسان" ويمكن القول بان الخوارج سبقوا إلى التاوبل بجماعة من اهل الردة الذين سبق ان اشرنا إلى تأويلهم لآية الركاة وكذلك فان صبيغ بن عسل القشعي ، التميمي في عهد عمر بن الخطاب كان يطرح على الناس الغوامض من الاسئلة & و يسال عن المتشابه من آيات القرآن ، فطلبه عمر ، وضربه بعراجين النخل حتى دمى راسه & وقال : ( حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت اجده ي رأسي ( وقرر عمر نفيه إلى البصرة واعتبره من الزائغين © ولذلك استحل ضربه وحبسه ؤ وامر بعدم مخالطة الناس اياه حتى تاب ‎٢‏ } ويقول عبد الله بن احمد بن قدامة ‎)١٢٢٣/٦٢٠+(‏ ‎)١(‏ ن . م . ص ‎١٨٢‏ . ِ ‎)٢(‏ د . محمد خليل الهراس ، شرح النونية 3 مطبعة الامام ، القاهرة } دون تاريخ © ج ‎١‏ ‏ص ‎٢٥٢٧‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ج ‎١‏ ص ‎٣١٧١‏ . ‎)٤(‏ ابن تيمية ، مجموع تفسيره & تحقيق عبد الرحمن شرف الدين ، بمباي ، الهند ، ‎١٩٥٦/ ٣٧٤‏ ص ‎٣٣٧‏ . ( زاهد الكوثري { مقدمة كتاب التبصير ني الدين للاسفرايني ص ‎٢‏ ) وقيل نفاه إلى الكوفة ر عثمان بن عبد العز بز الناصري ، منهج المعارج 3 مخطوط ‎٢١٤٤‏ بدار الكتب ص ‎٣٥٢‏ ) . ‎١٠٤‏ 104 انه عصم بتو بته تلك عن الخروج م الخوارج ‎١‏ اما ابن عبد البر ‎)١٠٧٠/٤٦٣+(‏ ‏فذكر ان صبيغ التميمي كان يرى راي الخوارج ا ومن يدري لعله اندس ني البصرة مع بي تميم 3 واكثر الخوارج منهم & واصبح خارجيا 3 وان كنا لم نسمع عن اسمه من بين الخوارج المعروفين في بطون كتب التاريخ المعروفة لنا . ان سبب قتل عثمان نفسه فيما يرى بعض الفقهاء يرجع إلى التأويل ويتبين ذلك من تاو يل الخوارج لقوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئنك هم الكافرون . المائدة ‎)٤٤/‏ و بتأويل هذه الآية نفسها خرجوا على علي" وعندما ذكرت الخوارج © وقراعءتهم للقرآن لابن عباس قال : ( يؤمنون بمحكمة ويضلون عند متشابهه )" وقال الامام علي ني قتلة عثيان : ( تاول القوم على القران 0 ووقعت الفرقة وقتلوه ني سلطانه ، وليس على ضربهم قود ) " وسأل الامام علي ابن عباس عنهم فقال : ( ارايتهم منافقين ؟ قال : والله ما سيماهم بسيما المنافقين & ان بين اعينهم لاثر السجود وهم يتأولون القرآن )ث وفسر قتادة ‎)٧٣٥/١١٧+(‏ قول الته تعالى ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة . آل عمران ‎)٧/‏ فقال : ( ان لم يكونوا الحرورية والسبائية فلا ادري من هم ) كما فسر سعد ابن أبي وقاص قول الله تعالى : ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين . البقرة ‎)٢٦/‏ بأن الخوارج داخلون في الفاسقين الذين ضلوا بالقرآن أي بتأو يله . و يقول ابن تيمية لم يكن علي ولا سعد بن أبي وقاص ممن يكفر الخوارج © ولكن سعد ‎)١(‏ عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة ، رسالة في ذم التأويل ( ضمن عشر رسائل وعقائد سلفية ) مطبعة المنار ء مصر ‎١٣٥١‏ ه ص ‎٣٨‏ . ‎)٢(‏ الذهي } تاريخ الإسلام } مكتبة القدسي ، القاهرة 4 ‎١٣٦٨‏ ج ‎٢‏ ص ‎١٣١‏ . . ‎(٣)‏ الشاطي ‎٠‏ الاعتصام . ج ‎١‏ ص ‎٥٦‏ وفي ج ‎٣‏ ص ‎٢٤‏ : بهلكون عند متشابهه وأدخل ابو امامة ني عموم هذه الاية ( ج ‎١‏ ص ‎٥٦١‏ ) . ‎)٤(‏ نصر بن مزاحم ، وقعة صفين ص ‎٢١٣-٢١!‏ . ر٥)‏ ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ث ج ‎٢‏ ص ‎٣١٠‏ ، الخطيب الهاشمي & وقعة النهروان ص ‎٣١‏ . ‎)٦(‏ الخطيب الماشمي ، وقعة النهروان ص ‎١٩٤‏ . ‎١٠٥ 105‏ ادخلهم ني هذه الآية واعتبر ان ( سبب ضلالهم بالقرآن اتباعهم المتشابهات وتركهم المحكمات .. وتأويله على غير ما أراد الله 0 فتمسكوا بمتشابهه واعرضوا عن محكمه 3 وعن السنة الني تبين مراد الته بكتابه فخالفوا السنة واجماع الصحابة ... ولهذا ادخلهم كثير من السلف ني الذين ( يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاو يله . ال عمران ‎)٧/‏ وني ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً . الروم ‎')٣٢/‏ وفا ل القسطلاني : ( انهم تأولوا القرآن على غير حق" وقال حميد بن هلال : ( الم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان" ويرجع سبب اختلاف الخوارج إلى التاويل وذهب قطري بن فجاءة ‎)٦٩٦/٧٧+(‏ الخارجي إلى ان من تاول القران واخطا ي تأو بله فانه لا يقتل ث وكان نافع بن الأزرق فيما يذكر المبرد متعمقا صاحب نظر متوغل ث وكان ذا لسان عضب & وذا قدرة على الاحتجاج » وصاحب صبر على المنازعة والجدال ‎٠‏ 0 ويصف المبرد الخوارج أيضا بنفاذ البصيرة © واللدد © والاحتجاج } وبالبراعة الفائقة ف الخطابة والشعر ' ويذ كر ابن عبد البر المحدث المغربي الثقة ان الخوارج قتلوا الاطفال © وغلوهم ني المراجل تاو يلا لقوله تعالى : ( انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً . نوح / ‎٨) ٢٧‏ © وأرجع ابن قيم الجوزية سبب نشوء الخوارج إلى التأويل فقال : هو الذي انشأ الخوارج مثل انش ء الروافض أخبث الحيوان ' اما الملطي الذي يعتبر من أقدم من ألف ني تاريخ المقالات فقد نص على ان الخوارج ‎)١(‏ مجموعة تفسير ابن تيمية ص ‎٤٦٨ { ٨٩٨٨‏ . . ٩٨ ‏ص‎ ١٠ ‏إرشاد الداري لشرح البخاري ج‎ )٢( . ١٣١ ‏ص‎ ٢ ‏الذهي ، تاريخ الإسلام ج‎ )٣( . ١٣٨ ‏ص‎ ٤ ‏ج‎ ٥ ‏ابن الأثير ى الكامل‎ )٤( . ١٤٠١ ‏ص‎ ٢ ‏المبرد ، الكامل ج‎ )٥( . ١٧١ ‏ن . م . ص‎ )٦( . ١٣٩ ‏ن . م . ص‎ )٧( . ١٦٤ ‏ابن عبد البر ث مختصر جامع بيان العلم وفضله ص‎ )٨( . ٢٥٩ ‏ص‎ ١ ‏د . محمد خليل الهراس ؤ شرح القصيدة النونية ج‎ )٩( 106 ١٠٠٦ ذوو تعمق ني النظر والاستدلال وقال : ( ولهم كتب وضعوها على تصحيح مذهبهم & فيها حجج وكلام صعب ، وفيهم علماء وفقهاء ولهم مروءة ظاهرة ودنيا واسعة ) ‎١‏ و يقصد بذلك خوارج هراة واصطخر خاصة وهم الشراة الذين كانوا بهما 0 ومن هنا فان القول بان الخوارج بدو لا نظر لهم ، ولا استدلال ، مبالغ فيه وهو ما زعمه برنوف واحمد امين ، اما برنوف فقد تكفل فلهوزن بالرد عليه © وعلى زعمه ان الخوارج قوم بداة" ، واما أحمد امين ‎١٣٧٣+(‏ ھ ‎)١٩٥٤/‏ فقد قرر ان الخوارج بدو ، ومن اجل ذلك فانه ل يرو عنهم مذهب مفلسف ،& ولا فقه منظم عدا الأباضية " وان ما ذكرناه من النصوص الكثيرة ولنا غيرها 8 لكفيل ببيان مدى الغلو في الحكم على الخوارج بانهم بداة لا أنظار لهم ، ولا فكر ولا مقالات منظمة 0 وانهم اهل ظاهر 4 واصحاب نص |، وقد رد ابن قيم الجوز ية على من زعم ان الخوارج اهل سلف ملتزمون بظاهر الكتاب وحرفية السنة فقال على لسان من اتهم السلف بأنهم على نهج الخوارج : انتم ذا مثل الخوارج انهم اخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان واله ما كان الخوارج هكذا وهم البغاة اليمة الطغيان ' ومن تأمل رساله نجدة الحنني إلى نافع بن الأزرق وجواب الأخير له ، ورسالة ابن الازرق ايضا إلى ابن الز بير . ورسالته إلى خوارج اهل البصرة ء فسيرى هذا اللون من الجدل ، والتاو يل الذي ادخله الخوارج على الايات القرانية © ويرى ايضا نوع الحجج الني يحتجون بها بالاستناد إلى القرآن ، وإلى تأو يله إ فنهم من كفر القعدة © معتمداً على القرآن ؤ ومنهم من لم يكفرهم ث ومنهم من يرى قتل اطفال المخالفين } ومنهم من منع ذلك ث ، ويرجع سبب اختلافهم إلى كثرة الجدال كما وقع بين عبد الله بن اباض المري ، وهيصم بن جابر الضبعي } وبين نجدة ونافع ، مما دعا ابا ‎)١(‏ الملطي ا التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص ‎٥٤‏ . ‎)٢(‏ فلهوزن . الخوارج والشيعة ص ٥١-۔٦١‏ . ‎)٣(‏ أحمد أمين ضحى ، الإسلام ط ‎٣‏ إ القاهرة ‎١٩٤٩‏ ج ‎٣‏ ص (٣٣۔-٧٣٣)‏ . ‎)٤(‏ د . محمد خليل الهراس ، شرح القصيدة النونية 0 ج ‎١‏ ص ‎٣١٨-٣١٧‏ . ‎)٥(‏ أورد المبرد هذه الرسائل ني الكامل ج ‎٢‏ ص ‎١٨٢٠-١٧٦١‏ . ‎١٠٧ 107‏ جيس هيصم بن جابر ' ان بخاطب عبد الله بن اباض مبينا له انه بريء منه ومن نافع بن الأزرق فقال : ( ان نافعاً غلا فكفر } وانك قصرت فكفرت ، تزعم ان من خالفنا ليس بمشرك وانما هم كفار النعم لتمسكهم بالكتاب واقرارهم بالرسول ، وتزعم ان مناكحهم ، وموارينهم ى والاقامة فيهم ، حل ، طلق ، وانا اقول ان أعداءنا كأعداء رسول الله صلى الله علبه وسلم ، تحل لنا الاقامة فيهم ، كما فعل المسلمون ني اقامتهم بمكة 3 واحكام المشركين تجري فيها 0 وازعم ان منا كحهم . ومواريلهم تجوز © لأنهم منافقون يظهرون الاسلام © وان حكمهم عند الله حكم المشركين )" وكان هذا الاختلاف ي سنة ‎٦٤‏ ه ‎٦٢٨٣/‏ على ما رواه الطبري وابن الأثير " وقد كانوا قبل ذلك متحدين متوافقين ني الآراء فاصبحوا بعد هذا الاختلاف فرقاً ثلاثا : الأزارقة والأباضية والبيهسية } وأما النجدية والصفر ية فقد كانتا على رأي عبد الله بن اباض في ذلك العهد ‎٤‏ . . ‏يسميه الطبري وابن الأثير : حنظلة بن بيهس‎ )١( . ‏وهذا يدل على انه يكفر المخالف له‎ ١٨٩٠-١٧٧٦ ‏ث ص‎ !٢ ‏المبرد ، الكامل ج‎ )٢( . ١٦٨٢-١٦١٥ ‏ص‎ ٤ ‏ابن الأثير } الكامل ج‎ ، ٥٦٢٩-٥٦٢٣ ‏ص‎ ٥ ‏الطبري ، ج‎ )٣( ‎)٤(‏ هذا ني رواية المبرد © أما الطبري وابن الأثير فقد روبا رواية أخرى وهى ان عبد الله بن الصفار هو الذي برىء من نافع بن الأزرق لغلوه ومن عبد الله بن أباض لتقصبره © وان نجدة بن عامر أيضا خالفهم ني هذا العهد حين أعلن نافع عن آرائه القاسية الغالية ي المخالفين للخوارج وذلك ان الخوارج ذهبوا ل عبد الله بن الزبير بمكة ثم حاولوا ان يعرفوا رايه فيهم فلما علموا انه على غير رايهم ني عنان { تفرقوا وذهب معظمهم إل البصرة 0 ثم اخذ جمهور من الخوارج يلح ني الخروج والدعوة فخرج نافع بن الازرق © وتخلف عبد الله بن اباض وعبد الله بن الصفار وجماعة معهما واشتد الهجوم على الخوارج 4 فحكم ابن الأزرق على من قعد في البصرة من الخوارج ومنهم عبد الله بن أباض وعبد الله بن الصفار بالكفر والبراءة لأنهم قعدوا عن الجهاد وكتب ‏اليهم رسالة في ذلك فقرأوها فنشأ النزاع ، وتكونت الفرق ؤ وورد ني هذه الرسالة أيضاً ان المخالفين كفار مشركون ككفار العرب لا يجوز فيهم إلا الإسلام أو القتل . أما الاشعري فيرى ان الصفر ية . تقول بكفر صاحب الذنب المغلظ ، كفر اشراك ، ومعنى ذلك ان الصفرية تخالف الأزارقة في حكم القعد 3 لا ني حكم المخالفين و بهذا فان = ‎١٠٨‏ 108 اما الدكتور النشار فيرى ان الجهمية هم أول من ابتدع عملية التأويل ثم انتقل منها إلى المعتزلة ثم إلى الشيعة الاثنى عشرية ‎١‏ ، وقرر ان ما وصلنا من اخبار نشأة التأويل قليل © واشار إلى ان بعض الباحثين يزعم ان التأويل عنصر دخيل جاء إلى ثقافة المسلمين من عناصر أجنبية عنهم ، ولم ينشأ في بيئة اسلامية محضة ومن واقع المسلمين الاجتماعي ، واحداثهم التاريخية والسياسية ! ، وبما يبين لنا ما كان ببن الخوارج من كثرة الجدل الذي ادى :جم إلى الانشقاق إلى فرق متعارضة © بيت من الشعر نسبه المبرد إلى الصلت بن مرة وهو : كنا اناساً على دين فغيرنا طول الجدال ، وخلط الجد باللعب ما كنا اغنى رجالا ضل سعيهم عن الجدال واغناهم عن الخطب" ويذكر لنا المبرد ايضا ان اصحاب نافع بن الازرق كانوا يسالمون المخالفين & وكان الناس يناظرونهم ‎٤‏ وذلك ني سنة ‎٦٤‏ ه ‎٦٨٣/‏ ، ويبدو من هذا ان الأزارقة توجد منهم طائفة على الأقل تسالم الناس وتناظرهم لاقناعهم عن طريق العقل } والجدال بالى هى احسن ، على العكس هما يقوله لنا المؤرخون الذين صوروا الأزارقة على أنها فرقة في غاية القسوة ولا تعرف إلا سفك الدماء 3 والواقع ان ما عرف عن ابن الأزرق من الذ كاء ومن قدرته على الجدال ، واثارة الاسئلة كما وقع منه مع ابن = أساس الخلاف يعود إلى الحكم على المخالفين لهم ، وإلى القعد منهم ؤ ونشأ عن ذلك جزء من الأحكام الفقهية المترتبة على حكم المخالف فيما يتعلق بالزواج والميراث والبراءة والولاية والاقامة أو الهجرة وقبول الشهادة أو ردها واستحلال الدماء والأموال أو عدم استحلالها مما لا نر يد ان تخوض ني تفصيل القول فيه هنا . ( الطبري ج ‎٥‏ ص ‎-٥٦٣‏ ‎٩‏ ۔ ابن الأثير ، الكامل ج ‎٤‏ ص ‎١٦٨-١٦٥‏ ڵ المبرد ، الكامل » ج ‎٢‏ ص ٦٧١۔-‏ ‎٠‏ \ الأشعري ، مقالات الاسلاميين ج ‎١‏ ص ‎١١٨‏ ) هذا وقد انقرض الأزارقة فيما يقول ابن الأثير في سنة ‎٧٧‏ ھ . . ٣٥١ ‏ص‎ ١ ‏الدكتور النشار ، نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج‎ )١( . ٣٥٠ ‏ص‎ ١ ‏ن . م . ج‎ )٢( . ٢٣٨ ‏ص‎ ٢ ‏المبرد & الكامل ج‎ )٣( . ١٧١ ‏ص‎ ٦٢ ‏ن . م . ج‎ )٤( ١٠٩ 109 عباس من شأنه أن يجعلنا نعلم ان المؤرخين مغالون بعض المغالاة ني نقلهم عن الأزارقة كما غلوا في الخوارج عامة . . ويرى ابو المظفر الأسفرايني ان الخوارج بقوا على مذهب المحكمة الاولى 8 إلى ان ابتدعت الأزارقة بدعتها فاختلفوا 2 ويفهم من ذلك ان الازارقة خالفت المحكمة الأولى ي قولها بتشر بك المخالفين } وهذا مخالف لما أورده الطبري ونصر بن مزاحم من ان المحكمة الأولى قالت بتشريك من لم يكن على مذهبها 7 لأن ابا المظفر صرح بان المحكة الأولى تذهب إلى ان مرتكب الكبيرة فاسق غير مشرك © وبان العنصر الجديد الذي ابتدعه الأزارقة يتمثل ني تشريك مرتكب الكبيرة 0 وفي القول بأن القاعد عن الهجرة اليهم مشرك ايضا ، وان وافقهم ني مذهبهم ا الا ان الاشعري يقرر ان البدعة التي جاء بها ابو راشد نافع بن الأزرق ، هي البراءة من قعد & وتكفير من لم يهاجر اليه 0 والقيام بامتحان من قدم إلى معسكره " اما رواية المبرد" فانه يستفاد منها ان ابن الأزرق دس اليه مولى من موالي بني هاشم القول بتشريك اطفال المشركين © وبتشريك المخالف لهم ، واستحلال دمائهم ، فأنكر ذلك ني اول الأمر ثم اقنعه ذلك المولى بقوله تعالى : ( قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجراً كفاراً . نوح ‎)٢٧/‏ وحكم على القعد بمثل احكامه على المشركين ، فلا يقبل منهم الا الاسلام او القتل } وقرر ان التقية غير جائزة لقوله تعالى : ( إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو اشد خشية . النساء ‎)٧٧/‏ ولقوله : ( يجاهدون ي سبيل الله 3 ولا يخافون لومة لائم . المائدة ‎)٥٤/‏ ووافقه جماعة ممن معه ولكن نجدة خالفه في تكفير القعد وف الاستعراض وي التقية واستدل نجدة الحنفي على جواز التقية بقول الله تعالى : ( الا ان تتقوا منهم تقاة . آل عمران ‎)٢٨/‏ وبقوله : ( وقال ‎)١(‏ أبو للظفر الاسفرايني ‎١‏ التبصير في الدين ص ‎٢٩‏ وهو يكاد يتفق مع الأشعري في المقالات ج ‎١‏ ص ‎٨٦‏ معنى ومبنى . ‎)٢(‏ الاشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎٨٦١‏ . ‎)٣(‏ يعتبر البغدادي المبرد شخصية سنية وان اتهمه البعض بالخارجبة ( الفرق بين الفرق ص ‎٦٥‏ ) . 110 ١١٠ رجل من آل فرعون يكتم ايمانه . غافر ‎١ )٢٨/‏ ويفهم من كثير من مؤلني المقالات ان المحكمة الأولى لم يكفروا المخالفين تكفير اشراك ، وان الاشراك بدعة ازرقية وان ذلك تطور حدث ني مذهب الخوارج فعدل به عن غايته الأولى وانحرف به إلى الغلو 0 ولذلك نجد الأباضية تتولى المحكمة الأولى ث وتذهب إلى ان اهل النهر هم اهل الدين ك وان من خرج عليهم هو المارق من الدين كما فعل نافع بن الأزرق الذي شتت امرهم 0 ومزق جماعتهم © وقررت الاباضية ان نافعا هو اول من شق عصا أهل الاستقامة " ومن ثم فان الخوارج عند الاباضية هم نافع بن الأزرق ومن غلا غلوه ، و يصرحون بانهم ليسوا من هؤلاء الخوارج ، والواقع ان الأباضية اقرب الفرق إلى السلف من اهل السنة } وهذه الحقيقة قررها مصدر قديم من المصادر الموثوق بها © وهو كتاب المبرد حيث ورد فيه : ( وقول عبد الله بن اباض وهو اقرب الأقاويل إلى السنة من اقاويل الضلال ) " ثم ان الصفرية ي نظر المبرد قالت فيما يتعلق بالقعد بما فيه تسامح وتساهل اكثر من تساهل الاباضية حتى ان اكثر الصفر ية يعتبرون من القعد ث فالروايات كما نرى متعارضة ني نسبة القول بتشريك المخالفين إلى المحكمة الأولى ويمكن ان يحل هذا التعارض بالقول بأن بعض المحكمة الأول قال بالتشريك } وقال بعضهم الاخر ، ويبدو أنه الأكثر بالكفر } الذي لا يبلغ الخروج من الملة ‎٤‏ وهو كفر النعمة ، أو انهم قالوا بالكفر } ولكنهم لم بفصلوا فيه القول 0 فجاء نافع بن الازرق واصحابه © وادخلوا فيه عنصر الاشراك بصراحة ث . ولكن ينبغي ان نشير إلى ان البغدادي ‎)١٠٣٧/٤٢٩+(‏ صرح بأن المحكمة الأولى لا ترى اشراك المخالفين ، وان الشرك من بدع الأزارقة٦‏ مخالفا ئي ذلك الطبري ، ونصر بن مزاحم . . ١٧٦١ ‏ص‎ !٢ ‏المبرد ، الكامل ج‎ )١( . ٩٧۔-٩١ ‏قطعة من كتاب الاديان مجهول } مخطوط ، ورقة‎ )٢( . ١٨٠١ ‏ص‎ ٢ ‏المبرد ، الكامل ج‎ )٣( . ١٨٠١ ‏ص‎ !٢ ‏ن . م . ج‎ )٤( . ٨٦ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات ، ج‎ )٥( . ٨٣ ‏البغدادي ، الفرق بين الفرق © ص‎ )٦( ١١١ 111 فهذه النظرة التارخية التطورية ني نشوء آراء الخوارج يرجع أساسها الى التأويل والنظر } والجدل ، ومجاوزة ظاهر النصوص إلى ما يوافق ما يرونه من آراء } وما بعتقدونه من اعتقادات ، وأكثر من ذلك كله فان الخوارج قررت ني نهجها ني اعتقاد العقائد ومعرفتها 5 أن : ( من لا يعرف العقيدة بأدلتها فهو كافر ) وذكر النووي ‎٦٧٦(‏ ھ ‎)١٢٧٧/‏ وابن الجوزي أن هذا القول أخذته المعتزلة عن الخوارج ‎١‏ © ونسب إلى الخوارج أبضاً أنهم يقولون : ( لا يتم الإيمان الا بمعرفة ما رتبوه من الأدلة 3 قال ابن تيمية إن هذا المذهب تلقته المعتزلة من الخوارج ‎٢‏ وروى ابراهيم بن الحسن بن دير يل ‎)٨٩٤/٢٨١(‏ اللحدث وهو من كبار الحفاظ ومتكلميهم ومن الثقات في كتابه « صفين» ان الخوارج يأولون القرآن " ، بل أن الخوارج قالت بالتحسين والتقبيح العقليين © و بأن العدل ما قضى به العقل © وأدى إليه ، وما المعتزلة إلا مقلدة أو آخذة عن الخوارج ث & هذا الأصل الكبير من أصول الكلام والأخلاق . من نماذج تأويلات الخوارج الغالية المفرطة في مجاوزة الظاهر والبعد عن النص ودلالته 2 أنهم أولوا قوله تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله ي الحياة الدنيا و يشهد الله على ما ي قلبه وهو الد الخصام . البقرة / ‎)٢٠٤‏ بانه نزل في على & وني وصفه ث & وأولوا قوله تعالى : ( كالذي استهوته الشياطين ني الأرض حيران له . ٣٣ ‏عنان الناصري ، منهج المعارج . مخطوط دار الكتب {© ص‎ )١( ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎٥٠‏ ويقول ني ص ‎٣٥٥‏ : ( ومن مذهبهم الذي أخدته المعتزلة كونه لا بصح إيمان المكلف حتى يأخذ دينه وايمانه بالأدلة ويمتحنون الناس بذلك ) . ويوجد هذا المنهج عند أبي بكر الباقلاني الذي فلسف مذهب الأشاعرة ووضع له مقدمات يتوقف الايمان © على الاخذ بها واعتقادها } إلى غير تلك المقدمات الجويني ثم الغزالي ووجد ما يسمى بطر يق المتأخرين ، ني مقابل طريق المتقدمين 3 كما أشار الى ذلك ابن خلدون ني مقدمته © ني فصل علم الكلام . ‎. ٩؟م ‏ن . م . ص‎ )٣( ‎)٤(‏ قال عنان بن عبد العزيز الحنبلي : ( ومن رأيهم ( الخوارج ) أخذت المعتزلة التحسين والتقبيح بالعقل 3 وضرب الأمثال به 0 وان العدل ما يقتضيه منهج المعارج ص ‎٥‏ ) . ‎. ١٢٠ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني ، الملل والنحل ، ج‎ )٥( ‎112 ١١٢ أصحاب يدعونه إلى الهدى أثتنا . الأنعام / ‎)٧١‏ بأنه يراد به على وأصحابه أيضا ‎.١‏ وكذلك قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله . البقرة ‎)٢٠٧/‏ أولوه بأنه نزل ني عبد الرحمن بن ملجم ‎)٦٦١/٤٠(‏ قاتل علي كرم انته وجهه © تصويبا لعمله وتبر يرا له ! 0 هذا إن صح ما نقله مؤلفو المقالات الذين قد ينسبون إلى الخوارج ما لم يقولوه 3 وما لم يذهبوا إليه © ولكن الأشعري الذي يعتبر نقله أصح النقول لأنه فيما يقول ابن تيمية : ( اعلم بالمقالات ، وأشد احترازاً من كذب الكذابين فيها " يثبت أن حفص بن أبي المقدام من الاباضية وهو رئيس فرقة الحفصية : ( زعم أن عليا هو الحيران الذي ذكره الله ني القرآن ( الانعام ) وأن أصحابه الذين يدعونه إلى الهدى هم أهل النهروانث . وذكر أيضاً تأويلهم للآيتين الأخريين اللتين سبقت الإشارة إليهما ث ولكن الخلاف الذي بينه وبين الشهرستاني أن الأخير نسب هذا التأويل إلى الأزارقة لا إلى حفص بن أبي المقدام الاباضي ، أما البغدادي فقد اتبع ني ذلك الأشعري في نقله ث 3 ونستطيع القول أن هذا التأويل غير مستبعد عن الخوارج ، لأنه من الممكن أن يكون الأشعري قد اطلع على بعض مؤلفاتهم 0 ونقل منها كما يبدو ذلك ني كتابه المقالات ‎١‏ . . ٩٧-٩٦ ‏ص‎ ٠ ‏عبد القادر . الغنية‎ )١( . ١٢٠ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني & الملل والنحل . ج‎ )٢( . ‏ه‎ ١٣٣٢ }، ‏ط . بولاق‎ ٢٠٧ ‏ص‎ ٣ ‏ابن تيمية ، منهاج السنة ج‎ )٣( . ١٠٣ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ؤ المقالات ، ج‎ )٤( . ١٠٤ ‏البغدادي & الفرق بين الفرق ص‎ )٥( ‎)٦(‏ روي عن اليمان بن ر باب الخارجي ونقل عنه ويبدو من سياق كلامه انه ينقل عن احدى مؤلفاته . لأن اليمان بن رباب يعتبر من مؤلني الخوارج كما ذكر ابن النديم } ( الفهرست ‎٢٥٨‏ ) وذكر الأشعري قبل ابن النديم جماعة من مؤلفي الخوارج باسمائهم منهم : عبد الله بن يز يد ومحمد بن حرب 3 ويحيى بن كامل من الاباضية ، واليمان بن ر باب الذي كان ثعلبيا ثم اصبح بيهسيا ( المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٦٠‏ ) فيحتمل انه اطلع على بعض هذه المؤلفات وان لم يسم لنا أسهاءها ويذ كر عناوينها . وكذلك الشهرستاني فانه ينقل ني كتابه الممل والنحل عن اليمان بن رباب فيقول : ( وذكر اليمان ان الشبيبية = ‎١١٣ 113 ومن جهة أخرى فإن الناحية النفسية للخوارج إزاء علي بن أبي طالب الذي قاومهم وقتل منهم من قتل ني النهروان ، لا تمنع هذا ، بل تعمل على ايجاده كما وقع ذلك للشيعة ني تأوبلاتهم حول أبي بكر وعمر . . من هذا كله يبدو لنا بوضوح كيف أن الخوارج ليسوا مجرد بدو ، وليسوا اهل ظاهر ونص ، وإنما هم أصحاب تاويل © بل إنهم من اوائل من فتح بابه للمسلمين © على مصراعيه © ولقد تفطن إلى ذلك المستشرق اليهودي جولدتسهير فبين أنه قد ظهرت عند فقهاء الخوارج اتجاهات عقلية حرة جعلتهم يفكر ون في المسائل الدينية تفكيراً ذا صبغة حرة ، واسترعى نظره أيضا هذا التقارب الكثير بين الخوارج والمعتزلة فيما يتعلق ببعض المسائل الاعتقادية الرئيسية . ولا نر يد أن نسترسل ني إيراد الشواهد وصريح النصوص للدلالة على ما ذهبنا إليه فان ما أوردناه منها أكثر مما يجب ، وقد تعمدنا الإكثار من إيراد النصوص حتى يتأكد الفرض الذي انطلقنا منه © وهو أن الخوارج أول من فتح باب الفلسفة الدينية } والفقه السياسى العقلى © وبذلك برهنوا على نفاذ ني الفكر وقوة ني الاستدلال" وبراعة في إثارة المشكلات ، حتى لا يبقى شك لشاك ، أو مقال لقائل أننا نفتعل ذلك أو نتخيله © وسيرى القارئ خلال ما يأتي من آراء الخوارج الكلامية ومقالاتهم ، ما يزيد لذلك تأكيدا من تأويلهم آية الاستواء على العرش © وغيرها من الظواهر & ومن إنكار الرؤية } ومن القول بالتوحيد والعدل ، وخلق القرآن © ونفي الصفات ، وغير ذلك من المقالات والآراء ، التى تعودنا أن نجدها عند المعتزلة والجهمية من المتكلمين 3 وأن نجعلها قاصرة عليهم دون غيرهم & من الخوارج . = يسمون مرجئة الخوارج .. ) فلعله _ حسب سياق كلامه _ وقف على بعض ما كتب اليمان هذا . ( الملل ج ‎١‏ ص ‎١٢٨‏ ) . ‎)١(‏ جولد زيهر ، العقيدة والشريعة ني الإسلام ، ( الترجمة العر بية ) ص ‎١٧٣-١٧٢‏ . ‎)٢(‏ سهير القلماوي ، ادب الخوارج ص ‎٤٣-٤٢‏ قالت : ( يعد الخوارج بحق مؤسسي الفقه الاسلامي { وممهدي طريق التفكير والفلسفة حول المسائل السياسية والدينية العامة أدب الخوارج ص ‎٣٦٢‏ ) . ‎١١٤‏ 114 ه _ الانسانيات أ_ الامامة : تعتبر الخوارج ممثلة للنزعة الاجماعية أو الاتجاه الجمهوري ني الفقه السياسي © وهي نظرة قرآنية 3 لأن مصدر السلطة ني الشريعة الإسلامية إنما هو اختيار الأمة وانتخابها ومبدأ الشورى نص عليه القرآن بلا نزاع © ولا فرق ني ذلك بين مسلم ومسلم ، ولا نظر إلى الجنس أو اللون . ويقدم عند الخوارج للامامة من كان ( أبصرهم بالحرب ، وأفقههم ني الدين © وأشدهم اضطلاعاً بما حمل ‎١)‏ ‏بهذا نطق معاذ بن جوين الخارجي ني طائفة من أصحابه عزموا على الثورة 3 وعلى انتخاب أمير لتلك الثورة 5 ويلاحظ أنه قدم البصارة ني الحرب ، على الفقه ي الدين & لان ظروف الخوارج كانت ظروف حرب ، ولان الجهاد ، والامر بالمعر وف والنهي عن المنكر & يستدعي خبرة بالنزال ، ومهارة ني القتال © ويرى الخوارج أن قريشاً متساوية مع سائر المسلمين فيما يتعلق بالترشيح للخلافة إذا كان المترشح قد توفرت فيه الشروط " وليست لقريش أية ميزة تجعلها وارثة وحدها للامامة &} او مستاثرة بالخلافة 0 وإذا كانت الامامية تعتقد انه لا يجوز أن يخلو زمان ما من الأزمنة من وجود إمام فان الخوارج ومثلهم الزيدية والمرجئة وأهل الحديث يرون أنه يجوز أن بخلو زمان أو أزمنة من وجود امام © فكأن الامام عند الشيعة يدخل ني تركيب الوجود نفسه ، ويمثل عنصرا كونيا يتوقف عليه حفظ الوجود ، أما الامامة ني تصور الخوارج فانها مسألة إنسانية وليست إلهية ميتافيزيقية لأن الإنسان هو الذي يختارها ، والمجتمع هو الذي يجمع عليها ومن ثم فهي خاضعة لتقلب الزمن وأعراض الدهر واحداثه 0 وليست عنصرا ثابت ني الوجود بل إنها خاضعة للصير ورة والتغير والعزل ، وغاية ما هنالك أنها رهينة بتطبيق العدالة 0 والأحكام والقوانين الني نص عليها القرآن ؛ فالجانب الالهي فيها إنما هو ارتباطها الوثيق بدستور إلهي من جاوزه فقد انحرف واستحق العزل ‎)١(‏ الطبري ج ‎٥‏ ص ‎١٧١‏ . ‎)٢(‏ الاشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٢١٥‏ . ‎١١٥ 115‏ أو الخلع لأنه جار وظلم 0 وتعدى حدود الله } التي أنزل لعباده © وتنكر الخوارج للنص على الامامة ا سواء كان نصا يتناول فردأ معينا أو يتناول نسلا معينا دون بيان أنه فلان أو فلان . وتعطي الخوارج للإمامة أهمية كبيرة ولذلك يمتازون بأنهم أهل امامة وجماعة ، ودار 0 وسيف ، وسموا دارهم دار الهجرة © ودار المخالفين لهم من المسلمين دار حرب وكفر ، بخلاف الشيعة فانها لم يكن لها ني العهد الأول امام ولا جماعة ولا دار } ولا سيف " وكل دار حكم فيها بغير ما أنزل النه فهي دار كفر ، أما الإمامية من الشيعة فترى أن الدار إذا غلب عليها الإيمان فهي داره } وإذا غلب عليها الكفر فهي داره" ، وتسمى الخوارج بالخلفاء زمن بني أمية ، ولم يكونوا من قريش ! وبما أن الإمامة حق مشاع ببن المسلمين ، وصالحة في كل مؤمن من الناس ، ويستحقها أكثرهم قياما بالكتاب والسنة © وأوسعهم علماً بها فإن الموالي والعجم من المسلمين يكونون أكثر ميلا إلى هذه النزعة الجمهورية . ما دامت يتساوى فيها المسلمون جميعا ، ولذا فإننا نجد المؤرخين يحدثوننا ان جل أصحاب عبد ربه الكبير ‎)٦٩٦/٧٧(‏ الخارجي الأزرقي من الموالي والعجم ث غير أن القمي ينص على أن الإمامة عند الخوارج تنعقد بعقد رجلين ‎١‏ بخلاف المعتزلة فإن الإمامة عندهم لا تنعقد إلا بإجماع الأمة 3 ويبدو أن هذه النظرة الخارجية تطورت فأصبحت عند المعتزلة إجماعاً بعدما كانت مجرد اتفاق طائفة من الخوارج على إمامة أحدهم 5 لأن ظروف الحياة السياسية للخوارج لا تسمح لهم بتوسيع نطاق الانتخاب } ووافقت المرجئة المعتزلة ني أن الامامة تتوقف ‎)١(‏ الشيخ المفيد } أوائل المقالات ، ص ه٨‏ . ‎)٢(‏ ابن تيمية © مجموعة الرسائل الكبرى ج ‎١‏ ص ‎٢٥-٢٤‏ . ‎)٣(‏ الشيخ المفيد ، اوائل المقالات ث ص ‎٧٠‏ . ‎)٤(‏ ابن حجر ‘ فتح الباري ‘ ج ‎١٣‏ ص ‎١٠١‏ . ‎)٥(‏ المبرد ، الكامل ، ج ‎!٢‏ ص ‎٢٣٧‏ . ‎)٦(‏ سعد القمي 0 كتاب المقالات والفرق ص ‎٨‏ . ‎١١٦‏ 116 على إجماع الأمة وعلى موقفها الذي تتخذه عن نظر واختيار ' ومن ثم فإن الخوارج ليسوا وحدهم أصحاب الإجماع أو الاتجاه الجمهوري في تولي السلطة . غير أن هناك رواية أخرى تنقل إلينا أن المعتزلة يرون أن الإمامة في قريش بالاختيار والعقد لا ني غيرها 0 وهو ما صرح به القاضي عبد الجبار ‎)١٠٢٤/٤١٥(‏ الذي وصلنا كتابه في الإمامة حيث ذكر أن الإمامة في قريش ، واعتمد ني ذلك على الحديث وعلى إجماع الصحابة وبين لنا أن شيخه أبا علي الجبائي ‎)٩١٥/٣٠٣(‏ ‏ني كتابه الإمامة وكتابه الامر بالمعروف جوز ان لا يوجد ني وقت ما من الاوقات من يصلح للإمامة ني قريش ، وني هذه الحال يجوز نصب إمام من غير قريشر ! © ولكنه أكد لنا أنه لا نص على الامامة ، الأمر الذي تأخذ به الشيعة ، أما الزيدية فإن الإمامة عندها تنحصر ني أولاد الحسن والحسين & دون سواهم ، وترى الامامية النص على أولاد الحسين دون الحسن & لأن النص إنما هو نص على أعيان الأمة } لا على أوصافها ، وسبيل الإمامة عند الراوندية الارث في بني العباس & أما طريقها عند الزيدية فالدعوة والخروج من فاطمي تتوافر فيه شروطهم مستدلين على ذلك بقوله تعالى : ( ومن احسن قولا ممن دعا الى اله وعمل صالحا } وقال انني من المسلمين . فصلت ‎)٣٣/‏ وبقوله : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون . آل عمران ‎")١٠٤ /‏ . ويرى الخوارج أن من حق الأمة عزل الإمام © وأنه متى ارتكب كبيرة عزل آ ووافقهم المعتزلة على ذلك © وكذلك الإمام الشافعي فانه يذهب إلى عزل الإمام إذا ارتكب كبيرة من الكبائر ث كما أن الخوارج ترى امتشاق ‎)١(‏ ن . م . ص ‎٩-٨‏ . ٢٣٩-٢٣٤ ‏ص‎ ٤ ‏القاضي عبد الجبار ، المغنى ( الامامة ) القسم الاول‎ )٢( ‎)٣(‏ جعفر بن أحمد بن عبد السلام الز يدي ، ابانة المناهج ني نصيحة الخوارج & مخطوط دار ‏الكتب تحت رقم ‎٢٥٤٩٩‏ ب ضمن بمجموعة ورقة ١٦١_۔٧١٦١‏ . ‎)٤(‏ نور الدين الصابوني ، كتاب البداية من الكفاية ني الهداية ني أصول الدين ، تحقيق د . فتح الله خليف & دار المعارف { الاسكندرية ‎١٩٦٩‏ ص ‎١٠١‏ . 117 11 السيف واعتراض الناس لازالة ايمة الجور . أما الاباضية فلا ترى الاستعراض & وإنما توجب إزالة أيمة الجور إذا أمكن لا سواء كان بطريق السيف أو بغيره © والى نحو هذا الرأي ذهبت المعتزلة والزيدية وجماعة كثيرة من المرجئة © وأنكر أصحاب الحديث ومن تبعهم من الأشاعرة وأهل السنة عامة الخروج على السلطان وان جار وظلم . أما الشيعة الاثنى عشرية فترى ابطال الجهاد بالسيف حتى يظهر الإمام } واستدل الخوارج عل وجوب خلع الإمام الجائر بقوله تعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين . البقرة ‎)١٢٤/‏ . ولكن طائفة من الخوارج يبدو أنها تنزع إلى نوع من المدينة الفاضلة 0 وإلى مجتمع قرآني محض لا يحتاج إلى حاكم زاجر ، ولا إلى خليفة ينفذ أحكام الله لأن الناس ني ذلك المجتمع تكتني بما لها من أخلاق قرآنية 3 وأحكام يطبقها كل فرد على نفسه مستمداً ها من تعاليم القرآن فلا يحتاج أهل هذه المدينة إلى قاض & كما لا تحتاج مدينة الفيلسوف ابن باجة إلى قاض ولا إلى طبيب وهذه الفرقة الخارجية الني ترى هذا الرأي هي فرقة النجدات أو النجدية © أتباع نجدة ابن عامر الحنني ى ولكن يبدو أن نجدة نفسه لم يقل بهذا الرأي ، لأنه لما بعث دعاة إلى اليمن أرسل معهم ابنه أميرا عليهم 2 ونجدة ذاته أمر و بويع " إماما على اصحابه ، و يمكن ان يكون اصحابه هم الذين احدثوه من بعده ، ولعلهم اولوا قول المحكمة الأولى « لا حكم إلا لله » وفهموا منه أنه لا حاجة إلى إمام ولا إلى حاكم ، ويشاركهم في هذا الرأي جماعة من القدرية فيما يحدثنا الشهرستاني " ‎)١(‏ الأشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٥٤ ، ١٢٥‏ 0 ج ‎٢‏ ص ‎٤٥١‏ واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : ) وتعاونوا على البر والتقوى . المائدة / ‎٢‏ ) وبقوله : ( فقاتلوا الني تبغي حتى تفيء إلى امر الله . الحجرات / ‎٩‏ ) وبقوله : ( لا ينال عهدي الظالمين . البقرة / ‎.(١٦٤‏ ‎)٢(‏ الأشعري ؤ المقالات ،} ج ‎١‏ ص ‎٩٠‏ . ‎)٣(‏ الشهرستاني ، نهاية الاقدام ني علم الكلام ، تحقيق الفرد جيوم ء ص ‎٤٨١‏ . ‎١١٨‏ 118 وذلك أن أبا بكر الأصم ح وهشام الفوطي ‎)٨٤٠/٢٢(‏ يذهبان إلى أن الامامة غير واجبة وجوباً شرعيا وإنما مبناها ومحورها المعاملات الاجتاعية فإذا قام كل واحد من أفراد المجتمع بواجبه الشرعي ، وتعاون مع بقية أعضاء المجتمع © واحترم العلاقات الاخلاقية والاجتاعية فإنه لا حاجة تدعو إلى نصب الامام } ومن ثم يقع الاستغناء عنه © ومن وجهات النظر الني ابداها هؤلاء 0 مبرر _ يبدو أنه من طبيعة الحياة العر بية القبلية وهو أن الناس متساوون كأسنان المشط فكيف تجب طاعة أحدهم لمن هو ند له ونظير ، هذا بالنسبة لعامة الناس ، وكذلك القول بالنسبة للمجتهدين فإذا تساووا ني الفضل والتدين والاجتهاد والمعارف فكيف نستطيع أن نلزمهم بطاعة أحدهم ، ومن جهة أخرى فإنه لم يثبت نص يدل على وجوب الطاعة لعضو من أعضاء الأمة حتى ولو كان من آل البيت كما تدعي الشيعة .أما الإجماع فإنه لا يمكن تحقيقه تحقيقا لا يتطرق إليه اختلاف في الرأي © كيف ، ولم يستطع المسلمون الأوائل أن يجعلوه واقعا تار يخياً ث ذلك أن الأنصار كادوا أن يبايعوا سعد بن عبادة ‎)٦٣٦/١٥(‏ ولما بويع أبو بكر لم يرض بنو هاشم تمام الرضا ، وكذلك بنو امية الذين عبر ابو سفيان عن رايهم فقال لعلي : ) أتدع هذا الأمر حتى يكون في شر قبيلة ؟ فأجابه علي : فتنتنا وأنت كافر } وتر يد أن تفتننا وأنت مسلم ) ' ولم يكن العباس ‎)٦٥٢/٣٢(‏ راضيا أيضاً © ولكن النجدات ومن وافقهم عادوا فقالوا إن الأمة إذا احتاجت إلى عقد الامامة لرئيس ما بقصد الدفاع عن حمى الإسلام } وحفظ تماسك المجتمع © جاز لها أن تجتهد وتقيم اماماً لها © بشرط أن يعدل في المعاملة & فإذا ما انحرف عن العدل وجب عزله كما فعل بعثمان وعلي" فالإمامة بهذا الاعتبار راجعة إلى الاجتهاد لا إلى إيجاب الشرع لها . ومهما يكن من أمر فإن الخوارج في أغلبها ترى وجوب الإمامة شرعاً ولذلك ناضلوا عنها } وبنوا جل مذهبهم عليها . وابتدأت الخوارج إثارة مسائل من الفقه السياسي ني أوائل امرهم ويظهر لنا ‎)١(‏ ن . م . ص ‎٤٨٣‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎٤٨٤-٤٨١‏ . ‎١٠١٩ 19‏ ذلك فيما أثاره شبيب ‎)٦٩٦/٧٧(‏ مع صالح بن مسرح ‎)٦١٩٥/٧٦(‏ سنة ‎٤‏ ھ ‎٦٩٣/‏ في محاورة لهما تتعلق بسيرة الظلمة من الحكام 0 وهل يقاتلون عليها دون إنذار 0 ودون دعوة إلى الحق للرجوع إليه © أم يدعون إلى ذلك أولا & فرأى أحدهما أنهم يقاتلون دون دعوة وأن كل من خالف رأي الخوارج فجزاه القتل } أما الثاني وهو صالح بن مسرح فقد قال بان الدعاء إلى الحق أولا أقطع وأبلغ ني الحجة ‘ وتناولا مسالة الاسرى والدماء والاموال 3 قجوز صالح بن مسرح قتل الأسرى ، وأخذ أموالهم & كما أجاز العفو عنهم إذا اقتضى الحال وأراد ذلك . أما أبو بلال مرداس بن أدية ‎)٦٨٠/٦١(‏ فقد كان معتدلا تغلب عليه العبادة والزهد } والاجتهاد فيهما © معظماً عند الخوارج ، وكان يرى أن لا يقاتل إلامن قاتله © فهن أقواله الني نقلها إلينا المبرد : ( فاني لا أجرد سيفا ، ولا أخيف أحداً " ولا أقاتل إلا من قاتلني .. انا لم نخرج لنفسد في الأرض ؤ ولا لنز وع أحدا & ولكن هربا من الظلم ، ولسنا نقاتل إلا من يقاتلنا ، ولا نأخذ من الفيئ إلا اعطياتنا ) " ويؤخذ من هذا النص أنه كان لا يرى الاستعراض ومع ذلك فان الخوارج جميعاً تتولاه © لأنه أنكر النحكيم } وشهد النهروان ، ولأجل اعتدال وعدم اخذه بمبدا الاستعراض وتقشفه 0 واجتهاده ني عبادته 3 وإخلاصه في ديانته 3 انتحلته فرق كثيرة ، وتنازعت نسبته } فزعمت المعتزلة أنه منها وأنه خرج منكراً للمنكر والجور وظلم السلطان ، وأنه من دعاة الحق 0 ويتمثل ذلك ني معارضته زياداً (+ ‎)٦٧٢/٥٣‏ حين خطب على المنبر وقال : ( والته لآخذن المحسن منكم بالمسيء والحاضر منكم بالغائب ، والصحيح بالسقيم)٢‏ } فعارضه مرداس وقال : ( سمعنا ما قلت أبيها الإنسان } وما هكذا ذكر الته عز وجل عن نبيه ابراهيم ... ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ... النجم ‎)٢٨/‏ وأنت تزعم ‎)١(‏ الطبري ج ‎٦‏ ص ‎٢١٩١‏ . ‎)٦٢(‏ المبرد . الكامل . ج ‎!٢‏ ص ‎١٩٥٧-١٥٦١‏ . ‎)٣(‏ ابن الأثير الكامل ‎٥‏ ج ‎٣‏ ص ‎٥١٨‏ . ج ‎٤‏ ص ‎٩٥-٩٤‏ . 5 120 أنك تأخذ المطيع بالعاصي ‎١)‏ وخرج إثر هذه الحادثة ث وانتحلته الشيعة أيضا وزعمت انه كتب إلى الحسين بن علي ( أني لست أرى رأي الخوارج وما أنا إلا على دين ابيك )! وهذا ما استهوى جماعة من الاشراف فأصبحوا خوارج ني آرائهم كالمنذر بن الجارود ، ومؤيد بن مسلم ث وصالح بن عبد الرحمن © ونسب الى مرداس أيضا عكرمة مولى ابن عباس ومالك بز أن ‎٢‏ ويثبت الخوارج إمامة أبي بكر وعمر وإمامة عثمان في السنوات الست الأولى من خلافته ، ويرون إمامة علي قبل التحكيم ، إلا أن أحد مؤلني المقالات يذكر أن الخوارج أنكرت إمامة علي من أصلها ث ث وذهب هذا المذهب الأصم من المعتزلة لأن إمامة علي في نظره لم يقع عليها إجماع ث ولعل هذا كان رأياً لبعض المتأخرين من غلاة الخوارج ، لأنهم كانوا يتولون عليا قبل التحكيم } ويقاتلون معه . ولا يجوز عند الخوارج ان يتولى الامامة شخص مفضول إذا وجد من هو أفضل منه ، ووافقهم ني ذلك جماعة من الأشاعرة كأبي بكر الباقلاني وأصحابه © ولكن أبا بكر الباقلاني يرى أنه عند تعذر إقامة الأفضل لوجود مانع يؤدي إلى الفتنة فانه يجوز اقامة المفضول © وذهب إلى ذلك ايضا طائفة من المعتزلة ث اما أهل السنة والز يدية وجماعة من المرجئة وأخرى من الخوارج © وجماعة من المعتزلة أيضاً فقد جوزوا امامة المفضول مع وجود الفاضل وشاركهم ني ذلك ابن حزم وأبو عمار عبد الكاني الأباضي ، لأنه لم يدل على وجوب نصب الأفضل كتاب ولا سنة ولا إجماع١‏ . أما فيما يتعلق بوحدة الامامة فقد كاد أن يتفق المسلمون عليها إلا شرذمة ‎)١(‏ المبرد ، الكامل ‘ ج ‎!٢‏ ص ‎١٥٥-١٥٤ { ١٣٦‏ . ‎)٢(‏ المبرد ، الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١٣٦‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ج٢‏ ص ‎١٣٦‏ إ الجاحظ ، البيان والتبيين ج ‎١‏ ص ‎٥٠٥‏ . ‎)٤(‏ عبد القادر } الغنية } القاهرة ‘ ‎١٣٢٢‏ ه ص ‎٩٦١‏ . ‎)٥(‏ الأشعري ، المقالات ، ج ‎٢‏ ص ‎٤٥٦‏ . ‎)٦(‏ ابن حزم ، الفصل ج ‎٤‏ ص ‎١٦١٣‏ . ‎١٢١ 121‏ الكرامية والخلفية من الأباضية الذين قالوا بجواز وجود إمامين ني إقليمين & وكذلك حمزة بن أكرك الخارجي فإنه جوز وجود امامين' بل أن محمد بن كرام ر+٥٥٢/٩٦٨)‏ وأبا الصباح السمرقندي واصحابهما يجوزون اكثر من إمامين ف وقت واحد فيما يرويه ابن حزم (+ ‎٢ ( ١٠ ٦٣/؛ ٥٦‏ ونسب الشهرستاني إلى المحكمة الأولى أنهم يقولون بجواز أن لا يكون في العالم إمام بالكلية " . والغريب أن الخوارج قالت بجواز إمامة النساء ذلك أن شبيب بن يزيد الشيباني الملقب بابي الصحاري ‎٧٧+(‏ ه ‎)٦٩٦/‏ يذهب إلى جواز إمامة النساء إذا خرجن على مخالفيهن وقمن بأمر الرعية ث ويعتبر أتباع شبيب هذا أن أم غزالة الخارجية امامة من بعده إلى أن استشهدت ، وعندما دخل الكوفة أشار إلى أمه أن ترقى المنبر فصعدت وخطبت و بايعوها بعل قتله © وكا ن الخوارج قبل ذلك يعيبون على عائشة أم المؤمنين خر وجها 0 مستدلين على ذلك بقوله تعالى : ( وقرن ني بيوتكن . الأحزاب / ‎٥ (٣٣‏ . أما ابن حزم فانه يذكر اجماع الأمة على عدم جواز إمامة المرأة ‎٦‏ وقد خرج من النساء كثر ( منهن قطام 6 وكحيلة مع ابي مر يم مولى بي الحارث بن كعب ‎٧‏ ‎)١(‏ الشهرستاني الملل ج ‎١‏ ص ‎١٣٠‏ . ‎)٢(‏ قال ابن حزم : ‎١‏ حوز كون امامين في وقت واحد ي العالم . ولا محوز الا إمام واحد { إلا محمد بن كرام السجستاني ؤ وأبا الصباح السمرقندي } وأصحا بهما فانهم أجازوا كون امامين في وقت ‎٠‏ واكثر ني وقت واحد ‎٠‏ واحتج هؤلاء بقول الانصار او من قال مهم يوم السقيفة للمهاجرين . منا أمير ومنكم أمير 6 واحتجوا أيضاً بأمر علي والحسن مع معاوية . الفصل ج ‎٤‏ ص ‎٨٨‏ & وورد ني مقدمة التوحيد وشروحها لابي حفص عمرو بن جميع الأباضي : ( وذهبت الخلفية من الأباضية إلى أن كل اقلم أر حوزة يستقل بها إمامها فلا يجوز لإمام أن يجمع بين حوزتبن ص ‎١١٢‏ ) . ‎)٣(‏ الشهرستاني ، الملل ج ‎١‏ ص ‎١١٦‏ . ‎)٤(‏ الاسفرابني ، التبصير ني الدين ء ص ‎٣٥‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ص ٥٣۔٦٣‏ . ‎)٦(‏ ابن حزم الفصل ، ج ‎٤‏ ص ‎١١٠١‏ . ‎)٧(‏ ابن الأثير ، الكامل ، ج ‎٢‏ ص ‎٤١٢١‏ . وما خرجتا معه أخذ الناس يعير ون الخوارج وينادونهم : يا أصحاب كحيلة وقطام ‎١‏ وخرجت البلجاء & وحمادة الصفر ية وغزالة زوج شبيب بن يز يد الشيبانية وبلغ من جرأتها وشجاعتها أن فر الحجاج منها ني إحدى الوقائع ولذلك عيره أسامة بن سفيان البجلي فقال : أسد عل وفى الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر وكان عاقبة البلجاء وحمادة الصلب ؤ ومن الخارجيات حميدة وليلى ! وكانت البلجاء تحرض على ابن زياد وتنكر عليه سوء سيرته وجبر وته ، فعزم على قتلها فنصحها ابو بلال مرداس بن ادية © بالاختفاء واستعمال التقية وحببها إليها 8 فقالت أخشى أن يصاب أحد بمكروه بسبي ، فأمسك بها ابن زياد وقتلها شر قتلة ‎٣‏ وعمد ابن زياد إلى حيلة يمنع بها خروج النساء فظفر بامرأة خارجية فقتلها وتركها عارية ، ومن ذلك الحين & كفت النساء عن الخروج } حتى إذا ما دعين اليه قلن لولا التعرية لكنا أول المجيبين ولسارعنا إليه وكن يقاتلن مع الرجال تديناً © واقتداء بنساء الصحابة ‎٨‏ 8 وعندما قال ابن لأم كهمس وكان بارا بها : لولا مكانتك عندي لخرجت & اجابته : قد وهبتك لته يا بنى١‏ . أما العصمة فإن الخوارج تنفيها عن الإمام نفياً تاما بل أن طائفة من الخوارج ترى ان الرسول صلوات الله عليه معصوم فيما يتعلق بتبليغ الرسالة ، اما فيما يامر به أو ينهي عنه فانه غير معصوم ؤ وجوزوا وقوع الظلم من النبى نفسه ولذلك قال أولهم : أعدل يا محمد فإنك لم تعدل١‏ بخلاف الشيعة فإن الإمام عندها معصوم © وكذلك الطائفة التومرتية من الموحدين في المغرب & وذهبت الشيعة العثمانية إلى ان ‎)١(‏ المبرد ، الكامل . ج ‎٢‏ ص ‎١٨٤‏ . ‎)٢(‏ الجاحظ ، الحيوان ‎٥3‏ ج ‎٥‏ ص ‎٥٩٠‏ . ‎)٣(‏ ابن الأثير 3 الكامل ، ج ‎٣‏ ص ‎٥١٨‏ . ‎)٤(‏ المبرد ، الكامل . ج ‎!٢‏ ص ‎١٣‏ . ‎)٥(‏ عنان الناصري ، منهج المعارج ص ‎٢٣٩‏ . ‎)٦(‏ المبرد ، الكامل ج ‎٢‏ ص ‎١٥٩‏ . ‎)٧١(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة ‎٤‏ ج ‎!٢‏ ص ٣٨-۔٣٠١‏ . ‎١٢٣ 123‏ الامام تقبل حسناته 5 وتغفر له سيثاته وإلى أن طاعته واجبة في كل ما يأمر به ‎١‏ ‏فكأنه عندها شخص شبه معصوم . . وفيما يتصل برجعة الامام فان الخوارج لا تعتقد ي رجعة احد ، إلا الحمز ية أصحاب حمزة بن أكرك الذي كان من العجاردة الخازمية ثم خرج عنهم وقال بالقدر وبالاستطاعة قبل الفعل } وعندما مات شك أتباعه ني موته و بقوا ينتظر ون عودته إليهم بعد عشرين ومائة سنة" هذا ني رواية مطهر بن طاهر المقدسي ( مات بعد سنة ‎٣٥٠‏ ه ‎)٩٦١/‏ أما البغدادي فيذهب إلى أن المنتظر عند الخوارج هو مسعود بن قيس الخلني من أتباع خلف الذي كان تابعا لابن الأزرق ومخالفاً لحمزة بن أكرك بل أنه ينسب إليه قتل حمزة" وبهذا يكون هناك وجه شبه بين الشيعة والخوارج . وينسب إلى الخوارج جهم بن صفوان ‎)٧٤٥/١٢١٨+(‏ وكان يلقب بالراسي ث بسبب أنه كان يرى الخروج على السلطان الظالم ه ويذهب أيضا إلى أن الامامة لا تختص بقر يش ولا تثبت إلا بإجماع الامة قاطبة } وان كل من كان عالما بالكتاب والسنة واستطاع القيام بها فهو مستحق لا". ويذكر الدكتور النشار أن جهم بن صفوان كان يمارس الخر وج 2 ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ز ويحمل السلاح وهذه سمة خارجية 9 وقد خرج فعلاً على نصر بن سيار مرافقاً للحارث بن سريج سنة ‎١٢٨‏ ھ ‎٧٤٥/‏ وكان كاتبا له ث وذلك ني آخر عهد ‎)١(‏ ابن تيمية . منهاج السنة ج ‎٢‏ ص ‎١٧٧‏ . ‎(٢(‏ لندسي . البدء والتار يخ 7 ج ‎٥‏ ص ‎١٣٨‏ البغدادي ، الفرق بين الفرق ص ‎٩٩‏ . ‎)٣(‏ البغدادي . الفرق بين الفرق ص ‎٩٩‏ . ‎)٤(‏ البغدادي . الفرق بين الفرق ص ‎٢١١‏ ت ‎٢‏ . الأسفرايني . التبصبر ني الدين ص ‎٦٣‏ ت ‎.٤‏ ‎)٥(‏ المقر يزي . الخطط . ج ‎٤‏ ص ‎١٧٠‏ . ‎)٦(‏ القمى . كتاب المقالات والفرق ص ‎٨‏ . ‎)٧١(‏ الدكتور النشار . نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج ‎١‏ ص ‎٣٦٦‏ . ‎)٨(‏ الطبري . حوادث سنة ‎١٢٨‏ . البغدادي . الفرق بين الفرق . ‎٢١٢‏ . الاسفراينى . التبصير ني الدين ص ‎٦٤‏ . ‎١٦٤‏ 124 ني أمية وقالت الجهمية بأن الإيمان لا يتبعض ‎١‏ وذكر الشهرستاني جهم بن صفوان ني قائمة اسماء الخوارج آ . والواقع ان بني امية وبني العباس كانوا ي غاية القسوة على الخوارج & فقد قتلوهم خداعا وهم يصلون 0 كما فعلوا بابي بلال وجماعة معه " وحرقوهم في بيوتهم مع أطفالهم 0 وبالنفط ؤ حرقوا منهم عشرة آلاف ث وقطعوا أيديهم وأرجلهم ، وقتلوا نساءهم ومثلوا بهن كما فعل عبيد الله بن زياد ‎)٦٨٦/٦٧+(‏ ‏بالبلجاء حين قطع أوصالها ورمى بها ني السوق . واعتبر الشهرستاني ايضا غيلان الدمشني ( قتل ني عهد هشام بن عبد الملك ‎)٧٤٢/١٢٥+(‏ من الخوارج لقوله بان الخلافة جائزة في غير قريش ‎٥‏ ويقول الشهرستاني إن أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج إنما هو مذهب محمد بن كرام المتنمس بالزهد ‎١‏ و يبدو أنه جعله من رجالات الخوارج وجعل مذهبه أقرب المذاهب إليهم لان مذهبه يقوم على اتهام علي في امر عنان ، لسكوته على ما حدث ‎٧‏ ولانه اخذ من الاباضية القول بلزوم تصديق النبى إذا اظهر الرسالة من غير انتظار معر فة بر اهينه ودلائله لأن قول النى , أن نى ) ححة بذاته لا يتوقف على برهان } بل أنه هو البرهان نفسه ث ، ومن جهة أخرى فان الكرامية تقول بالتحسين والتقبيح العقليين كما يقول به الخوارج " وذكر الشهرستاني ايضا محمد بن كرام في قائمة رجالات الخوارج المشهوريز " وفيما عدا هذه المسائل (( الأشعري . المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٣١‏ . ‎)٢(‏ الشهرستاني الملل ج ‎١‏ ص ‎١٣٢٨-١٣٢٧‏ . ‎)٣(‏ المبرد . الكامل . ج ‎٢‏ ص ‎١٥٩٩-١٥٨١‏ . ‎)٤(‏ ابن الأثير . الكامل ج ‎٥‏ ص ‎٤٥٢‏ . ‎)٥(‏ الشهرستاني ، الملل . ج ‎١‏ ص ‎١٤٣‏ . ‎)٦(‏ ن . م .. ج ‎١‏ ص ‎٣٣‏ . ‎)٧(‏ ن . م . ج ‎١‏ ص ‎١١!٣‏ . ‎)٨(‏ البغدادي . الفرق بين الفرق ص ‎٢٢٢‏ . ‎)٩(‏ الشهرستاني . نهاية الاقدام . ص ‎٣٧١‏ . (٠١)اشهرستاني‏ . الملل ج ‎١‏ ص ٧٣١-۔٨٣١‏ . ‎١٢٥ 125‏ الني أشرنا إليها فان الكرامية بعيدة عن الخارجية ، وأغلب الظن أن قولهم بجواز الامامة ني غير قريش هو الذي حشرهم إي زمرة الخوارج ، وإذا رجعنا إلى الملقباس الذي وضعه ابن حزم فان الكرامية لا ينطبق عليها اصطلاح الخروج بأتم معنى الكلمة ؛ والقاعدة ني ذلك فيما يرى ابن حزم ان الخارجي هو من وافق الخوارج ني إنكار التحكيم 3 وتكفير أصحاب الكبائر وتخليدهم في النار والخر وج على الأمة الجائر ين ، والقول بجواز الامامة ني غير قريش ‎١‏ . ب _ السلوك الأخلاتي والاجتماعي : ‎١‏ التقية : اشتهر الخوارج بالصراحة ني القول والجهر بالرأي الذي يتدينون به } ولا يخافون ني إعلانه لومة لائم ، لأن السربة او الاستتار سمة المنافق & ومن ليس على ثقة من نفسه ومن إيمانه 0 ولذا ذهب أكثر الخوارج إلى نبذ التقية نبذا كاملا © ولكن وجد من بين فرق الخوارج من قال بها © وقد أشرنا من قبل إلى أن بعض أوجه الاختلاف بين نافع بن الأزرق ونجدة تعود إلى التقية © فنافع يرى أن التقية لا تجوز سواء في الأفعال أو في الأقوال أما نجدة فقد ذهب إلى جوازها ني الأقوال وني الأفعال معاً 3 وهناك ارتباط بين التقية والقعود ، فهن قال بالتقية منهم أجاز القعود عن الخر وج ى والاقامة ببن المخالفين © كما فعل نجدة الذي أعذر القاعدين © وما القعود إلا تقية فعلية ولذا أنكره من أنكر التقية © واستدل نافم على عدم جواز التقية بقوله تعالى : ( إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله . النساء ‎)٧٧/‏ ‏وبقوله : ( يجاهدون ني سبيل النه ولا يخافون لومة لائم . المائدة ‎)٥٤/‏ واستدل على كفر من قعد بقوله تعالى : ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله . التوبة ‎٩٠/‏ ، وأجاب عن استدلال نجدة على أن القعود جائز } وغاية ما هنالك أن الجهاد أفضل منه لقوله تعالى : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما . النساء ‎)٩٥/‏ . أجاب عن هذا بأنه جائز في مرحلة تاريخية معينة وهي الفترة الني كان فيها المسلمون مستضعفين مقهورين ، وأنه أيضا خاص بالصحابة ، وأما غير ‎)١(‏ ابن حزم ، الفصل ، ج ‎!٢‏ ص ‎١١٣‏ . ‎١٦٦‏ 126 الصحابة فإذا أمكن لهم الخر وج وقعدوا فقد كفروا . واستدل نجدة بقوله تعالى : ( الا أن تتقوا منهم تقاة . آل عمران ‎)٢٨/‏ وبقوله تعالى : ( وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه . غافر /٨٢)ا‏ وقالت الصفرية بالتقية في القول دون العمل ! ولكنهم مع ذلك أجازوا القعود عن الجهاد ، وأكثر القعدة إنما هم من الصفرية } فكأن القعود ليس فعلا من الأفعال وإنما هو ترك للفعل وسلب للجهاد فحسب . أما الشيعة فقد أجازت التقية للامام 3 فيجوز له عندهم فيما يقول الأشعر ي _ أن يظهر الكفر ، والرضى به } والفسق & كما جوزوا ذلك للرسول نفسه٣‏ وعرف الشيخ المفيد من الامامية التقية بأنها : ( كتان الحق وستر الاعتقاد فيه ‎)١(‏ الشهرستاني ، الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎١٢١٥‏ . ‎)٢(‏ ن . م .. ج ‎١‏ ص ‎١٣٧‏ ويرى عمر ان بن حطان وهو من الصفر بة الخروج لا القعود } وكان قبل ذلك راس القعدة من الصفر ية وكان يقول : لقد زاد الحياة إلي بغضاً وحبا للخروج أبو بلال أحاذر أن أموت على فراشى وأرجو الموت تحت ذرى العوالي ( المبرد ، الكامل ج ‎٢‏ ص ‎١٠٨‏ ) وعندما طارده الحجاج أخذ بنتقل بين القبائل وإذا نزل بحي انتسب نسبا يقرب منه وقال في ذلك : وما منهما إلا يسر بنسبه تقربني منه وان كان ذا نفر فنحن بنو الاسلام والله واحد وأولى عباد الته باله من شكر ( المبرد الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١١١‏ ) . وقال معارضا لأبي خالد الخارجى القاعد الملقب بالقناني : أبا خالد أنفر فلست الد وما جعل الرحمن عذر القاعد أتزعم ان الخارجي على الهدى وأنت مقيم بين لص وجاحد أما أبو بلال فقد قال للبلجاء : ( ان الله قد وسع على المؤمنين التقية فاستتري & فان هذا الرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك ) ويقصد بذلك عبيد الله بن زياد ( ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة 0 ج ‎٥‏ ص ‎٨٣-٨٢‏ ) . ‎)٣(‏ الاشعري ، المقالات ، ج ‎٢‏ ص ‎٤٧١-٤٧٠‏ . ‎١٢٧ 127‏ ومكاتمة المخالفين ؤ وترك مظاهرنهم ( بما بعقب ضرراً ف الدين أو الدنيا ‎١)‏ ‏سواء فيما يتعلق بالأفعال أو الأقوال ، من : كنان عقيدة ، او عادة ، او كتاب خوفا على النفس ، أو على المال ، إلا أن بعض الأفعال لا تجوز فيها التقية © كقتل المؤمنين © أو فعل ما يؤدي إلى إفساد ني الدين . وهي تارة تكون واجبة وأخرى تكون جائزة } ولها أحكام وشروط فقهية مذكورة في كتب الفقه الشيعي © واستدلوا على جوازها بما استدل به جماعة من الخوارج من آية سورة غافر : ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه غافر ‎)٢٨/‏ وبقوله تعالى : ( الا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان . النحل ‎)١٠٦/‏ وهي الآية الني نزلت ني عمار بن ياسر ! . وقالت الاباضية أيضا بالتقية واستدلت عليها بنفس الأدلة التي أتى بها نجدة الحروري والصفر ية وزاد الر بيع بن حبيب الأباضي ني مسنده دليلاً من الحديث وهو : ( رفع الله عن امتي الخطا والنسيان ، وما ل يستطيعوا 3 وماا كرهوا عليه ) " . ويبدو أن الشيعة ما ذهبت إلى القول بالتقية إلا لأنها التفت حول شخص وأن عامة الخوارج ما ذهبوا إلى رفضها إلا لأنهم التفوا حول مبدأ ث } بالإضافة إلى عوامل الصراع © والتعرض للقتل ، وإتلاف الأموال وما إلى ذلك من الظر وف التاريخية القاسية التى تعرضوا لها . ‎)١(‏ الشيخ المفيد ث تصحيح الاعتقاد ‎٠‏ ص ‎٦٦‏ وعرفها الشهرستاني الشيعى المعاصر بأنها : ( اخفاء أثر ديني لخوف الضرر من اظهاره ) الشبخ المفيد © أوائل لمقالات ص ‎٩٦‏ ت ‎.١‏ ‎)٢(‏ الشيخ المفيد © اوائل المقالات ث ص ‎٩٧-٩٦‏ ت ‎١‏ ونسبت الشيعة إلى آل البيت قولهم : ( التقية ديي ودين اباي ) و ( من لا تقية له لا دين له ) . ‎)٣(‏ مسند الر بيع ث ج ‎٣‏ ص ‎٩‏ واستدل أيضا بقول لابن مسعود وهو : ( ما من كلمة تدفع عي ضرب سوطين إلا تكلمت بها وليس الرجل على نفسه بأمين إذا ضرب أو عذب او حبس او قيد ) . ‎)٤(‏ سهير القلماوي . أدب الخوارج ص ‎١ . ٣٧‏ ‎١٢٨‏ 128 وهذه القسوة شيء منطني لأن النزعة الثورية المستمرة عند الخوارج ، وما يقومون به من سل السيوف المتوا صل على الولاة والخلفا ء تا بله الشدة ‎٠‏ والقسوة ف المعاملة 0 وليس معنى التقية أنه لا وجود لحرية الفكر ني الأمة الإسلامية وانما التقية استدعتها ظروف تتصل بالتطرف الكبير لدى الخوارج مما أدى إلى القسوة عليهم تلك القسوة الي ادت بجماعة منهم إلى أن يتستروا تحت لواء التقية © و يخفوا اراءهم & وكتبهم . أما بالنسبة للشيعة فان دخول عناصر الغلو فيها 0 وعناصر الزندقة المخالفة للملة © دعا إلى الشدة عليهم 7 بالإضافة إلى الشدة الني استهدفوا لها من جراء خروج بعض ال البيت خروجا سياسيا واضحا . ‎٢‏ - مرتكب الكبيرة : تتجه آرا ء الخوارج ا تا ها يكاد بكون مركزا حول الموضوعات الاجتاعية والأخلاقية ، فالامامة الني سبق أن تحدثنا عنها موضوع اجتماعي سياسي 8 والتقية موضوع اجتماعى أخلاقي & وسلوك الإنسان إزاء الإنسان وإزاء انته الذي بتمثل ني بعض صوره ني مرتكب الكبيرة 0 موضوع أخلاني وسلوك اجتاعي 3 وكذلك القول ني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اهتم به الخوارج وجعلوه مبدأ أساسيا من مبادئهم فانه موضوع اجتاعي ؤ ومن جهة أخرى فان لهذه المسائل كلها طابعا دينيا 3 و بعداً إلهياً ما دامت الخوارج تتدين بدين ، وتعتقد بالأمر والنهى الاليين اللذين جاءا لتوجيه سلوك الإنسان في الحياة . فكل ذلك يتصل بالمسائل الإنسانية المرتبطة بدستور إلهي وتعاليم قرآنية . ولهذا فإن الخوارج لم يهتموا كثيرا بالمسائل الطبيعية من الكلام على الجوهر والعرض وعلى الحركة والسكون ؤ ولم يغرقوا أيضا ني الحديث عن بعض المسائل الميتافيزيقية كالحدبث عن النفس والعقل الذي اتخذ طابعا ميتافيزيقيا عند القدماء 3 ويظهر أن هذا الاتجاه مساير للنزعة الإسلامية الني تهدف إلى غاية أساسية هى هداية الإنسان ف سلوكه وأخلاقه وصلته باله وتصوره للوحدانية وما يتصل بذلك من المسئولية والجزاء إن ثواباً وإن عقابا . إلا أن بعض المتأخرين من الاباضية خاضوا ني مسائل الطبيعة وردوا على ‎١٩ 129‏ الفلاسفة الطبيعيين مثل أبي عمار عبد الكاني ني كتابة الموجز ني علم الكلام . والواقم أن كتب الخوارج ومؤلفاتهم لم تصلنا حتى نستطيع ان نقطع ني هذه المسألة اذ كازوا يخفون كتبهم عن الناس ، وما وصلنا من آرائهم اما وصلنا بصدد رد خصومهم عليهم 8 إن حقاً وإن باطلاً 5 ومن أجل هذا قال ابن تيمية : ( وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم ، لم نقف لهم على كتاب مصنف كما وقفنا على كتب المعتزلة والرافضة والز يدية والكرامية والاشعرية والسالمية © وأهل المذاهب الأربعة والظاهرية ومذاهب أهل الحديث والفلاسفة والصوفية ‎١)‏ وهذا ما دعا المستشرق ( ‎٧4‏ دااعء نا ) إلى القول بأن الخوارج لم يؤسسوا هيكلاً مذهبياً موحدا 3 كما لم يكونوا وحدة سياسية وعسكر ية ! 0 وقد وصلتنا عناوين مجموعة من الكتب نسبها ابن النديم إلى الخوارج وتشير هذه العناوين الى انها كتب تتناول موضوعات سياسية وعقائدية وفقهية © ولم يرد فيها ما يشير إلى أنه ني الطبيعة ، ولكن يحتمل أن يكونوا قد كتبوا في ذلك بمناسبة الرد على المخالفين لهم ، لأن عناوين الكتب وحدها غير كافية ني الدلالة على أنهم لم يكتبوا بعض الفصول على الأقل ني هذا الموضوع ، غير أن خصومهم من مؤلي المقالات ‎©}١©‏ واكثرهم موضوعية الاشعر ي ف المقالات . يذكر لنا اراء الخوارج بصدد حكايته أو نقله آراء الفرق المختلفة ني الموضوعات الطبيعية كالجسم والجوهر والعرض والحركة 5 الحز الثاني من كتابه الذي تحدث فيه عن لدقيق من موضوعات علم الكلام 0 وكذلك الشهرستاني في نهاية الاقدام . والشيخ المفيد في اوائل المقالات وملحقه حيث تحدث عما يسميه باللطيف من ‎)١(‏ ابن تيمية ، مجموعة الرسائل الكبرى ، ج ‎١‏ ص ‎٣٧‏ والذي تنبغى الاشارة اليه في هذا النص لاهميته ان كتب المعترلة والكرامية والسالمية كانت متوفرة للقارئ ني القرن السابع والثامن للهجرة زمن ابن تيمية } وشيء آخر ان أقوال ابن تيمية عن الكرامية والمعتزلة والسالمية وغيرهم بمن ذكرهم تكون مصدرا هاماً لهم 0 لأنه قد اطلع على آرانهم في . ‏دائرة المعارف الإسلامية مادة : خوارج‎ (٢( 130 ٣ الكلام وهو ما يتعلق بالطبيعيات من آراء . وجاء ابن حزم فبين لنا أن محور مذهب الخوارج يدور على مسائل : الإيمان والكفر والوعد والوعيد والامامة ! . والواقع ا أن مسالة السلوك مرتبطة باصل الدين وهو الايمان © فإذا كان العمل عنصرا داخلا ني مقوماته فان من ترك العمل او خالف النهي خرج بذلك عن أصل اليمان © والإيمان عند الخوارج كل لا يتبعض ، فمن ترك ركنا من أركانه فقد سلب منه كله ؤ و بهذا الاعتبار فان هناك ارتباطا وثيقا عند الخوارج ۔ بين الاعتقاد الداخلي و بين السلوك الخارجي الذي يدل عليه 0 ومن ثم فان التصديق النفسي او القلي وحده غير كاف ، وهذا الموقف الخارجي اما نشا إزاء ما وقع من أحداث تاريخية جزثية في عهد الفتنة من قتال المسلم أخاه ، ومن سبيه لماله © ثم عمموا ذلك ني جميع المخالفات أو المعاصي الكبيرة الني يكتسبها الإنسان . أي أن الحكم قد انتقل من سلوك فرد من الأفراد سواء كان خليفة أو والياً إذا ارتكب ما يبدو أنه مخالف للتعاليم القرآنية إلى الحكم على تصور كلي 3 وهو كل ما ارتكب معصية كبيرة بقطع النظر عن هذا الفرد أو ذاك ث وهذا الموقف الخارجي ادى إلى اتخاذ موقف اخر مقابل له } وهو الموقف المرجئي ؛ فالموقفان متضادان ؤ ولكن يلزم من موقف الخوارج أن بكون الإنسان معصوماً حتى ينجو من ارتكاب الكبائر } وبلزم أيضاً أن لا يوجد في العالم مؤمن يتحقق فيه مفهوم الإيمان الخارجي حتى يستكمل جميع أفعال الطاعة والخير © ويترك جميع أفعال المعصية ويحافظ على ذلك فيما يستقبل من حياته ، ومعنى ذلك ان ‎)١(‏ الشيخ المفيد ، أوائل المقالات 3 ص ‎٧٢‏ عنوان هذا الجزء من كتابه ب : ( باب القول في اللطيف من الكلام ) واللطيف هنا هو الدقيق عند الاشعري . ‎)٢(‏ ابن حزم « الفصل ، ج ‎٢‏ ص ‎١١٢٣-١١٢١‏ قال ابن حزم ما ملخصه : ومحور المرجئة الكلام ني الإيمان والكفر والوعيد ، وأساس مذهب المعترلة التوحيد والصفات والقدر والإيمان والفسق والوعيد وأهم موضوع ني مذهب الشيعة الكلام ني الامامة 8 والمفاضلة بين الصحابة 3 ولكن لا يمنع هذا أنهم تكلموا ني الجوهر والعرض او الحركة وغيرها من الموضوعات الطبيعية وهو ما فعله الأشاعرة والمعتزلة من قبلهم . ‎١٣١ 131 الإيمان القلي وحده غير كاف حتى بسمى به صاحبه مؤمنا 3 بل يتوقفه ذلك على المصير الذي يصير إليه وهو ما بصنعه في المستقبل فهو الذي يصنع صبره المؤمن أو مصيره الكافر بما يكتسبه من فعل أو يجتنبه من نهي ا . ومن هنا فإن الخوارج وحدوا بين مفهوم الإيمان ومفهوم الإسلام ؤ أي بين الاعتقاد والفعل ، ففلسفتهم فلسفة عملية واقعية ولا يمنع هذا أن يكون فيها جانب من النظر لارتباط الفكر والعمل عندهم . وينتج عن هذا الموقف نظريات أخرى ومبادئ منها وجوب الولاية والمودة في الدين © وإثبات العدالة أو البراءة والاستعراض والسي اي أن هذا الموقف يستلزم أحكاما وأسماء فيطلق على صاحب الكبيرة أنه كافر أو مشرك أو منافق ويحكم عليه بالقتل والسبي مثلا . أما الزارقة فقد اعتبرت مرتكب الكبيرة" مشركاً ومن ثم فانه بحارب ويسفك دمه وتسبى أمواله . وكذلك الصفرية فانه عندها مشرك عابد للشيطان " غير أن جماعة أخرى من الصفر ية لا ترى أنه كافر ولا ترفع عنه اسم الإيمان إلا إذا رفع للسلطان وحوكم وحُدً . . وتذهب الاباضية وفرقة الزيدية من الشيعة إلى أنه كافر كفر نعمة أو كفر نفاق والمنافق عندهما ليس مؤمنا ولا مشركاً في السيرة والاسم ' . والواقع أن المسلمين يكادون يتفقون عدا المرجئة _ على أن الإيمان يشمل الأعمال ، أعمال الجوارح بجانب ما اشتمل عليه من أعمال القلوب ، غير أنهم ‎)١(‏ الشهرستاني © نهاية الاقدام ص ‎٤٧٥‏ . ‎(٢)‏ الكبيرة عند الأباضية : ( اما أوجب الله فبه حدا أو ما نص الكتاب على تحر يمه أو اورجب ي جنسه حدا ) . مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎١٠٨‏ . ‎)٣(‏ الاشعري ، المقالات } ج ‎١‏ ص ‎١١٨١‏ . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام ( ان الصفر ية قالوا ني المعاصي صغارها وكبارها كفر شرك ما فيه الا المغفور منها خاصة ) كتاب الإيمان ‎٠‏ ص ‎١٠٢١‏ . ‎)٤(‏ أبو عمار عبد الكاني ، الموجز ص ‎١٦٢٨‏ ج . ‎١٣٢‏ 132 اختلفوا فيمن أخل بعمل من أعمال الجوارح الواجبة 0 وسبب الاختلاف يعود إلى تأو يل آثار نبوية وردت فيها ألفاظ تفيد الكفر وصف بها من ترك عملا من الأعمال الواجبة أو فعل فعلا من الأفعال المحظورة ، فهن هذه الآثار ما نفى الايمان عن مرتكب بعض الكبائر ى ومنها ما أثبت الكفر والشرك ونستطيع أن نتبين ذلك بعرض نماذج من هذه الأحاديث ، فن ذلك الحديث المشهور : ( لا يزني الرجل حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ‎١)‏ ومنها : ( سباب المسلم فسوق & وقتاله كفر )" ومنها : قيل يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء )" ومنها 6: ( الطيرة شرك ) ث . وقف المسلمون ازاء هذه الأحاديث وما كان على شا كلتها مواقف أربعة فالموقف الأول يرد هذه الأحاديث ولا يقبلها © و يزعم أنها متناقضة } والموقف الثاني يحملها بتأويلها على أنها واردة للترهيب والزجر فحسب ، وياولها الموقف الثالث بانها كفر نعمة © ويحملها الموقف الاخير على أنها كفر ردة } و بصف أبو عبيد القاسم بن سلام ‎٢٢٤+(‏ ه / ‎)٨٣٨‏ هذا الموقف الأخير بأنه شر المذاهب لأنه فيما يرى : ( مذهب الخوارج الذين مرقوا من الدين بالتاويل ‎٠)‏ لان السارق لو كان كافرا لما حكم عليه بالحد بل يحكم عليه بالقتل . ويرد على المذهب الذي يرى أن الأحاديث محمولة على كفر النعمة وهو موقف الاباضية منها ، بالاستناد إلى الدلالة اللغوية } بأن كفر النعمة ليس إلا جحد آلاء الله ونعمه كمن يقول عن نفسه أنه فقير معدم وهو غني ، أو كمن يدعي أنه سقيم وهو سليم١‏ . كما رد على من يقول أن ‎)١(‏ أخرجه الشيخان . . ‎)٢(‏ أخرجه مسلم . ‎)٣(‏ اخرجه احمد في مسندة . ‎)٤(‏ أخرجه البخاري ومسلم بسند صحيح عن اين سعود . |} ‎)٥(‏ أبو عبيد القاسم بن سلام 0 كتاب الإيمان ، تحقيق ناصر الدين الالباني ‘ دمشق دون تاربخ ص ‎٨٨‏ . ‎)٦(‏ ن . م . ص ‎٨٨‏ . ‎١٣٣ 133‏ ذلك مجرد الزجر بأن موقفه موقف معطل للنصوص عن مدلولاتها إذ جعل هذه الأخبار لا تدل على شيء ونفى عنها حقيقتها © وهذا يؤدي إلى إبطال العقاب أو الجزاء نفسه ، وبين لنا أن موقف السلف إزاء هذه الاثار موقف معتدل وموافق للنصوص التى يفسر بعضها بعضاً ويمسك بعضها بعضا ، فهم يقولون أن الذنوب لا تننى إيمانا ولا تزيله 0 كما لا تثبت كفرا ولا تؤدي إليه ث وإنما تنفي كمال الإيمان وحقيقته المثلى كما تقول العرب في لغتها للصانع الذي لم يتقن صنعته : ( ما صنعت شيئا ولا عملت عملا ) وهم إنما يقصدون بذلك ني الجودة والاتقان لا الصنعة نفسها 0 وأنى بشواهد وأدلة كثيرة من الكتاب والسنة تشير إلى المعنى الذي يريد أن يؤكده١‏ . واستدل الخوارج على كفر من ارتكب معصية كبرى بقصة ابليس لأنه كان عارفاً بالته ومصدقاً به 0 ومطيعاً له غير أنه ارتكب كبيرة وهى امتناعه عن السجود لآدم فاستوجب بذلك التكفير واللعنة والخلود في العذاب" ث واستدل الأزارقة من الخوارج بقوله تعالى : ( وإن اطعتموهم انكم لمشركون . الأنعام ‎)١٢١/‏ ‏فطاعة الكافر كبيرة مؤدية إلى الإشراك ، وأكثر الخوارج مبالغة ي هذا المجال الأزارقة والفضلية الني تزعم أن جميغ الذنوب كبيرها وصغيرها ما يغفر منها وما لا يغفر شرك " ؤ وأما النجدات فيروى عنهم أ نهم لا يكفرون صاحب الكبيرة وأنهم لا يكفرون عليا ، أما البفدادي فيذهب إلى أنهم يكفرونه تكفير نعمة ‎٠‏ ، على نحو ما تقول الاباضية 0 وكذلك ابن تيمية فانه نص على ذلك في منهاج السنة ‎٠‏ ‏نقلا عن الاشعري ، ويذكر أبو اسحاق ابراهيم أطفيش الأباضي الجزائر ي ‎)١(‏ ن . م . ص ‎٩١-٨٨‏ . ‎)٢(‏ الشهرستاني { نهاية الاقدام ص ‎٤٧٠‏ . ‎)٣(‏ الملطي أ التنبيه والرد ‎٠‏ ص ‎١٧٩١‏ . ‎)٤(‏ عثان العامري 0 منهج المعارج ص ‎٣٥٠‏ . ‎(٥)‏ البفدادي ‎٠‏ اصول الدين ) ص ‎٢٠٠‏ . ‎)٦(‏ ج ‎!٢‏ ص ‎١١٣‏ . ‎٣٤‏ 134 المعاصر أن الخوارج جميعاً من أزارقة وصفرية ونجدية يشركون صاحب الكبيرة © كما أن بعض الحنابلة يشركه . وقد اشترك المعتزلة والريدية مع الخوارج ني سلب الايمان عن مرتكب الكبيرة " وأنكرت الخوارج المنزلة بين المنزلتبن لأنها بمثابة موقف الشاك أو الواقف © و بذلك فإن موقف الخوارج موقف حاسم لا تردد فيه © وقطعي لا ريب يعتر يه 3 وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى : ( وهو الذي خلقكم ففنكم كافر ومنكم مؤمن . التغابن ‎)٢/‏ فلا منزلة إذن بين الإيمان والكفر ‎٢‏ . وبالغت المرجئة فقالت ان النار محرمة على من نطق بالشهادتين & وتأولت الآيات والآثار على غير تأويلها ' } ولم تخرج الإمامية وأهل السنة مرتكب الكبيرة من الإسلام على خلاف موقف الخوارج والمعتزلة والز يدية ث كما لم تقل بتخليده ني النار ث وإذا تاب مرتكب الكبيرة فإن التوبة تمحو عنه سيئاته & ولا خلاف بين المسلمين والخوارج من بينهم ني أن الذنب يمحى بالتوبة ويذهب بالأوية١‏ وتنبغي الإشارة إلى أن أول من خاض في تكفير صاحب الكبيرة هم الخوارج ثم تابعهم ف ذلك المعتزلة فوافقوهم على انهم مخلدون ني النار 0 وخالفوهم ني تسميتهم كفارا & ومن ثم فان المعتزلة لم يكونوا منطقيين مم أنفسهم إذ كيف يخلد ني النار من هو غير كافر & ولذلك فإن المعتزلة وافقت الخوارج ني أحكام الآخرة وخالفتهم ني أحكام الدنيا إذ لم يبيحوا دم صاحب الكبيرة ولا سبيه فهو ني المنزلة بين المنزلتين في الدنيا © أما ني الآخرة فهو مخلد ني النار كأن أحكام الآخرة مطلقة ليس فيها منزلة بين المنزلتين و بهذا فان المرجئة نقيض للخوارج وللمعتزلة معاً . ‎)١(‏ الشيخ ابراهيم أطفيش { مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎١١٣‏ . ‎)٢(‏ الشيخ المفيد ، اوائل المقالات ص ‎١١‏ . ‎)٣(‏ الاسفرايني ، التبصير ني الدين ص ‎٤٩‏ . ‎)٤(‏ ابن خزيمة 3 كتاب التوحيد ص ‎٢١٢‏ . ‎)٥(‏ الشيخ المفيد } اوائل المقالات ص ‎١١‏ . ‎)٦(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة ج ‎١‏ ص ‎١٧٧‏ . ‎١٣٥ 135‏ فهذه الآراء قائمة كلها على تفسير الإيمان © وتأويل النصوص الواردة فيه تأويلات مختلفة 5 وتفسيرات متباينة 0 واستدلت الأباضية على مذهبها في تكفير النعمة بقوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا . ابراهيم ‎(٢٨‏ والواقع أن كفر النعمة معنى يقرب مما ذهب إليه أهل السلف والأشاعرة من ان ارتكاب المعاصي يجعل الإنسان غير كامل الإيمان ولكنه لا يخرجه عن الإيمان كلية . وكذلك كفران النعمة فإنه لا يخرج المؤمن عن التوحيد ني نظر الاباضية 3 وإما الخلاف في الوعد والوعيد أي ني حكه في الآخرة هل بؤبد تعذيبه ني النار ام يرجع أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ' ‎٣‏ - الوعد والوعيد : ويترتب على ارتكاب الكبيرة مسألة الجزاء : من الثواب والعقاب أي ما بعد ارتكاب المعصية من تحمل نتائجه ني العالم الآخر ، وهذه المسألة ترتبط بالعدل الإلهي . إذ ليس الكافر كالمؤمن ، ولا الطائع كالعاصي فالعدل يقتضي أن لا تكون عاقبنهما واحدة ، ولا جزاؤهما ومعاملتهما على قدم المساواة ، وإلا انتفى معنى الاخلاق & ومعنى المسؤولية والجزاء 0 ومعنى وجود العالم الاخر نفسه . وذلك لأن عاقبة الكفر عقاب أبدي ، وديمومية العقاب أو أبديته مأخوذة من النص القرآني ، و بهذا الاعتبار فإنه لا يمكن تصور خلف الوعد ولا الوعيد ني نظر الخوارج لأن هذه المسألة أمر أخلائي يتعلق بالصدق الإلهي ني اخباره بانفاذ ‎)١(‏ من التفسيرات المغالية ني ترك العمل ©{ ان الإيمان اعتقاد فحسب وان خلا وتجرد عن العمل إذ لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة وهذا مذهب المرجئة المتطرفة . وهناك مذهب أكثر تطرفا 3 وغلواً ني تفسير الإيمان بما ليس بإيمان اطلاقا وهو تفسير الكرامية اني تزعم ان الإيمان قول أو تلفظ لساني لا غير ، حتى إذا ما كان صاحب اللفظ منافقاً أو كاذبا ‎٤‏ فإنه عندها مؤمن في الظاهر وفي الباطن ، عند الله وعند الناس ؤ ويثبت حقه في أحكام الإسلام 0 وهو _ كما ترى ۔ مذهب ركيك } وسقيم 0 كما وصفه الشهرستاني & ني نهاية الإقدام ص ‎٤٧١‏ . ‎١٣٦‏ 136 وعيده ، وكلام الله لا تبديل له ولا تحويل 6 إذ صرح بذلك فقال : ( ان ان لا يخلف الميعاد . الانعام ‎(١٤٦/‏ فلا بجوز ي ذلك استثناء ولا رجوع } إذ ل يتصور أن تكون اخبار الله متناقضة او كاذبة 2 وما الوعد والوعيد إلا اخبار انة وأنباؤه الني لا يتطرق اليها تغيير ولا تبديل ولا كذب ولا أخلاف . وإذا كان الفرد من بني الإنسان قد يخلف وعيده فذلك لأنه تحدث له أشياء م تكن بعلم بأي ستحدث فتجعله مخلف وعيده باعتبار ان امضاءه لوعيده أو انفاذه له يؤدي إلى ضرر أو فساد يلحقه أو يلحق غيره ظلماًا © أما بالنسبة لله فإنه لا يخفى عليه شىء 5 ومن ثم فلا تحدث أسباب نجعله يتراجع او تبدو له بداوات ا والا فانه يقع الشك ي جميع موعوداته ". وللخوارج حجاج طويل & وأدلة كثيرة ، في هذا المجال الأخلاني الذي ينبني على مفهوم الإيمان عندهم وعلى عاقبة مرتكب الكبيرة الذي يعتبر صاحبها مخالفا مقتضى الإيمان العملي . ومن الأدلة على ذلك أن من استحق المدح والثناء عى عمله ، فلا يستحق الذم ، ومن استحق الذم لم يجز أن يستحق المدح أو الثناء } لأنهما متناقضان ولا يجمع بين النقيضين ولأن الإنسان من الناحية الأخلاقية والعقلية إما أن يكون سعيدا ، وإما أن يكون شقياً ؤ ولا ثالث لهما ، وقد ذكر القرآن أصناف الناس في السعادة والشقاء فحصرهم ني صنفين : السعداء والأشقياء 3 ولم يشر مطلقا إلى صنف ثالث اذ قال : ( فأما الذين شقوا فني النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما ير يد ، وأما الذين سعدوا فنى الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غبر مجذوذ . هود ‎)١٠٨/‏ وقال : ( فريق ني الجنة وفريق ني السعير . الشورى ‎)٧/‏ . فكأن معاني الشقاء والسعادة والعذاب والعقاب والمدح والذم معاني متقابلة وحقائق متناقضة ، فلا يمكن عندهم أن تعكس في ميزان الله ولا أن تقلب بمقتضى عدله 3 ومن الحتمي أن تتحقق هذه الحقائق ني العالم الآخر ، ولا يمكن تخلفها ‎)١(‏ أبو عمار } الموجز ص ‎١٦٢٤-١٦٢٣‏ ج . ‎)!٢(‏ ن. م . ص ‎١٢٥‏ ج ‘ ابن حزم } الفصل ج ‎٤‏ ص ‎٤٤‏ . ‎١٣٧ 137‏ وإلا استوى المؤمن والمجرم ، والطائع والعاصي 3 والطيب والخبيث ، وقد أخبرنا الله 5 وأخبرنا العقل أنهما لا يستوبان ، وأخبار الله لا تتخلف ، ووعده ووعيده لا بد أن يتحققا لمن وعده ولمن أوعده ، و بهذا يكونون غير مراعين لآيات الرحمة والعفو ، لأن الرحمة كما يقال فوق العدل ، ومذهبهم هذا يؤدي إلى شيع من اليأس في ظاهر الأمر ، ولكنهم يقولون إن من تاب فقد نجا ، و بهذا يتبين لنا أن الخوارج أكثر الفرق تشبث بالعمل باعتباره حقيقة اساسية من حقائق الإيمان . ‎٤‏ - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : إن للسلوك الإنساني ثلاثة أبعاد ني الدين الإسلامي ، يتمثل البعد الاول منها في العلاقة بين الفرد البشري وبين نفسه أو في سلوكه ازاء نفسه © ويتمثل البعد الثاني ني سلوكه أو علاقته بالاغيار ، أو بالآخرين من أفراد المجتمع ، أما البعد الثالث فهو بعد ميتافيز يني إن شئت أو بعد إلهي ، ومسؤولية أمام الله ، على غير تصور السلوك عند الذين لا يؤمنون بدين ولا بإله ولا بالعالم الاخر & ومن اقوى مظاهر البعد الاجتاعى للسلوك } أو بعد العلاقات الاجتاعية } فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي أيضاً مرتبطة بالبعد الهي للسبلوك ز أو بوحي الله وأمره . فن مبادئ الخوارج الأساسية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر © وهو مبدأ إسلامي أصيل يشترك ني القول به جميع المسلمين ، إلا أن الخوارج ومن بعدهم المعتزلة أعطوا لهذا المبدأ أهمية بالغة } واعتنوا بتطبيقه في الحياة الاجتاعية © وربطوه باعتباره مبدأ أخلاقيا اجتاعياً _ بالعدل الإلهي ‎١‏ أو بالأوامر والنواهي الإلهية القائمة على العدل ني مقتضباتها وأحكامها . وتمتاز الأمة الإسلامية بالجهاد } وهو هذه الحركة التار بنية النى تحاول أن توجه الحياة الاجتاعية البشرية ، وتغير اتجاهها © ومن وجوه هذه الحركة ما هو من قبيل الجهاد الفكر ي ، والنضال بالدعوة © وما هو من قبيل الجهاد المسلح © ‎)١(‏ كوربان ، تاريخ الفلسفة الإسلامية ، بيروت ‎١٩٦٦‏ ص ‎١٧٩١‏ . ‎١٣٨‏ 138 و يمتاز الخوارج عن سائر الفرق الإسلامية بانهم أكثرها امتشاقا للسيف ، واندفاعا للجهاد © وللبلاء الحسن ني سبيل المبدا 0 حتى الاستشهاد & إذ يحدثنا المؤرخون أن أبا حوثرة الأسدي ‎)٦٦١/٤١+(‏ الذي خرج على معاوية جاءه أبوه بابنه كى بستعطفه ليرجع عن الخروج فقال : ) با ابت والله الى طعنة نافذة اتقلب فيها على كعوب الرمح أشوق مني إلى ابني ) وهذا العمق ني إيمانهم جعلهم صادقين ي لهجتهم - مؤثرين ني الناس حتى أن عبيد الله بن زياد العدو اللدود للخوارج قال فيهم : ( لكلام هؤلاء أسرع إلى القلوب من النار إلى اليراع ) " ولم يجزع عبد الرحمن بن ملجم من تقطيع يديه ورجليه مثلما جزع من قطع لسانه 3 لأنه أحب أن يبقى فمه رطبا بذكر الله " ولقد حاول الخوارج أن يستميلوا إلى مذهبهم عبد الله بن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، وعبد الملك بن مروان' حتى أن عبد الملك قال بعد مناظرته لأحد الخوارج : ( لقد كاد يوقع ي خاطر ي أن الجنة خلقت لهم وأني أولى بالجهاد منهم لم رجعت إلى ما ثبت الله علي من الحجة ، وقرر ني قلي من الحق )ث } بل أنه شككه وأوقعه في أوهام الحيرة وكان عبد الملك بن مروان ذا رأي وعلم } ومعرفة لا يقل فيها عن غيره من علماء ذلك العهد } بشهادة المبرد وغيره له بذلك' . ومعنى هذا أن الخوارج قائمة بالدعوة اللسانية السلمية بجانب الثورة العنيفة المسلحة } فلا غرو بعد هذا أن يقول فيهم أحد الاباضية : ( انهم أول من أنكر المنكر على من عمل به ، وأول من أبصر الفتنة وعابها على أهلها 3 لا يخافون ني الته لومة لائم.) . ويبدو من هذه المسائل ‎)١(‏ المبرد } الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١٥٩٠١‏ . . ١٥٥ ‏ص‎ ٢ ‏ن . م . ج‎ )٢( . ١٦!٨ ‏ص‎ ٢ ‏ن . ع .. ج‎ )٣( . ٧ ‏أدب الخوارج 6 ص‎ ٠ ‏سهير القلماوي‎ )٤( ر٥)‏ المبرد } الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١٧٤٦‏ . . ١٤٦ ‏ص‎ . ٢ ‏ن .. م .. ج‎ )٦( . ١٤٦ ‏ص‎ !٢ ‏ن . م .. ج‎ )٧( . ٩٧ ‏قطعة من كتاب الأديان مجهول ص‎ )٨( ١٣٩ 139 لتي اهتم بها الخوارج وعالجوها أنها مسائل إسلامية محضة لا تشوبها شائبة أجنبية يظهر ذلك من لغتها واصطلاحاتها ؛ فالكفر والإيمان والطاعة والمعصية والتقية والإمامة والأمر بالمعروف والهي عن المنكر والوعد والوعيد كل ذلك من صميم اللغة القرآنية والاصطلاحات الاسلامية 0 وكل ما دار حوله الجدل والأخذ والرد مرجعه إلى أحداث تاريخية واقعية حدثت داخل المجتمع الإسلامي فأبدوا يها آراءهم 3 ووقفوا فيها مواقفهم العملبة والنظرية فنشأ بذلك كله هذا النوع من الأبحاث وهذا اللون من الجدل الذي نسميه الكلام أو الفقه الأكبر أو أصول الدين أو التوحيد ، وما إلى ذلك من المسائل الإنسانية والالهية المتعلقة بهذا العلم . ه - الالهيات أ_ التوحيد والعدل ‎٠‏ ‏نستطيع القول بأن أهم أصل من الأصول الإسلامية يتمثل في أصل التوحيد وهو اصل تشترك فيه جميع الفرق الإسلامية ث ولكن يمتاز الخوارج والمعتزلة بانهم يفسرونه تفسيرا خاصا 0 ويتصورونه تصورا مطلقاً } تترتب عنه أشياء اخرى كني الصفات وخلق القرآن © وإنكار رؤية الله . وينبغي أن نشير إلى أن أول مسألة بحثها المسلمون وتجادلوا فيها انما هى افعال الانسان ا وما يتعلق بها ولذلك قدمنا الكلام عليها 3 والواقع أن البحث في الافعال الإنسانية او السلوك البشري معناه ني مجال علم الكلام النظر ني العلاقة بين الله والانسان كما أن بحث المتكلمين ني الطبيعة معناه النظر فى العلاقة بين الله وبين الطبيعة اي البحث في الوجود الطبيعي من حيث كونه دالا على النه © او علامة عليه ا او رمزا يرمز الى وجوده . لم يكن الباحثون يتصورون أن الخوارج تمذهبوا بمذهب التوحيد والعدل .© وإمما ينسبون ذلك داثما أبدا إلى المعتزلة ثم إلى من أخذ عنهم ذلك من الشيعة . والحقيقة ان الخوارج أصحاب توحيد بالمفهوم الذي يعرف عند المعتزلة © ‎١٤٠‏ 140 بل اننا نستطيع أن نزعم أن الخوارج سبقوا المعتزلة ' إلى ذلك لأننا لا نعدم أدلة تثبت هذا الزعم ولا نفقد براهين تبرهن عليه © فقد ذكر عيان بن عبد العزيز العامري أن الخوارج : ( يدعون إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوحيد والعدل وأن الذي أخرجهم على السلطان وولاته ذلك ‎٢)‏ ويسمي الخوارج أنفسهم بأهل العدل ويظهر ذلك فيما أورده أحد الاباضية حيث قال : ( ومن ختم أجله بسخط الته والمخالفة لأهل العدل كان عند الله شقيا )" ويقول الأشعري : ( فأما التوحيد فان قول الخوارج فيه كقول المعتزلة ) أ وقال أيضاً : ( فهذه جملة قولهم ( المعتزلة ) ني التوحيد وقد شاركهم ني هنه الجملة الخوارج ث ونستطيع ان نفسر هذا بالاحداث التار حية © لانه يبدو لنا ان الذي جر الخوارج إلى الحديث عن التوحيد والعدل هو تلك الاحداث السياسية والوقائع التاريخية التي تعرضت لها الأمة الإسلامية ، ذلك أن الفعل الصادر عن الإنسان المسلم العاصي فعل يجعله يتسم ي نظر الخوارج بالشرك والضلالة © وهذا يؤدي بهم إلى التساؤل عن معنى التوحيد وعن معنى المقياس الذي يقيسون به التوحيد ويفصلون به ، بينه وبين الشرك الذي هو ضذ التوحيد ، ومقابله © وكذلك فإن الظلم الذي يقوم به خليفة من الخلفاء } أو وال من الولاة ث فعل يدخله في زمرة المشركين الظالمين ف اعتقادهم فما معنى العدل اذن ؟ و بهذا يمكن القول بأن البحث في العدل بالنسبة للسلوك الإنساني بمعناه السياسي والأخلاتي والاجناعي الذي دار حوله جدل الخوارج & جعلهم يفكرون ني العدل الإلهي أي أنهم انتقلوا من تصور العدل المحسوس المتمثل ني أفعال ‎)١(‏ لا يؤخذ هذا على انه حقيقة مؤكدة بل انه مجرد فرض من الصعب اثباته خاصة بالنسبة للتوحيد كما سيأتي لنا الحديث على ذلك عند الكلام على الخوارج والمعتزلة . . ٥ ‏عثمان بن عبد العزيز ، منهج المعارج ص‎ )٢( . ٢٩٨ ‏كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة } ورقة‎ )٣( ١٢٤ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري \ المقالات ، ج‎ )٤( . ١٥٠٦ ‏ص‎ ١ ‏ن . م . ج‎ )٥( ١٤١ 141 الانسان الى العدل المطلق المجرد الذي يتمثل ني العدل الإلهي ث ولماذا يغيب علينا عمل ذلك الخارجي الأول الذي كان يطالب بالعدل المطلق حيث انكر على النى صلى النه عليه وسلم قسمته الغنيمة 0 وتخصيصه بها بعض المؤلفة قلو بهم ض فهم بذلك كله ، كأنهم أرادوا أن يعقدوا المقايسة بين الفعل الإلهي والفعل البشري فيما يتعلق بالعدل } أو على الأقل أرادوا ان يطبقوا فكرة العدل المثالي في الواقم الاجتماعي . ومن جهة أخرى فإن كتب المقالات الي وصلتنا ترعم أن الخوارج ينفون الصفات أو بالأحرى يوحدون بينها وبين الذات على نحو ما يذهب إليه اهل الاعتزال ، وتأكد هذا الزعم من النصوص الني عثر عليها © وثبت أنه حق ، وأن لمؤلفين القدماء ني المقالات لم يقولوا الخوارج ما لم يقولوا 0 ولم ينسبوا إليهم ما لم يتمذهبوا به © على الأقل في هذا الزعم الذي أشرنا إليه 3 فالخوارج بهذا الاعتبار يقولون بالتوحيد المطلق كي لا يكون هناك اي وجه من وجوه التركيب ، ولا أي نوع من أنواعه } فنفوا التركيب المنطقي فضلا عن التركيب المادي أو التجسيم الغليظ أو التشبيه ، والعدل عند الخوارج يوجبه العقل ويقتضيه ‎١‏ ويقرر الشيخ المفيد الشيعي أنه قد اتفقت المعتزلة والامامية 3 وأكثر المرجئة وطائفة من أهل الحديث والمحكمة أن صفات الله ذاتية" 0 وقد نص أبو عمار عبد الكاني الاباضي نصا صريحا لا يقبل الاحتال والتأويل على أن الصفات ذاتية ونفى عنها ‎)١(‏ عثان الناصري ‘ منهج المعارج 4 ص ‎٥‏ ، ابن الجوزي } تلبيس ابليس © ص ‎٩٣‏ . ‎)٢(‏ الشبخ المفيد ، أوائل المقالات ص ‎١٨١‏ وطبع ني النسخة الموجودة لدينا بدل المحكة ه الحكة ‎٤‏ وقرن أصحاب الحديث بأصحاب الحكة مستبعد وأغلب الظن انه المحكمة لان المؤلف قد قرن ني مواضع أخرى من الكتاب بين أهل الحديث والمحكمة ولم يذكر اصحاب الحكمة ني كتابه فقد جاء في ص ‎٢٣‏ ( وأصحاب الحديث والمحكمة ) وني ص ‎٥-٢٤‏ ! ( وجماعة من الز يدية والمحكمة ونفر من أهل الحديث ) وذلك عند كلامه على مسالة العدل والواقع انه يكني أن نستشهد بالأشعري وغيره ني هذا المجال ولا بتوقف ذلك على هذا النص الذي يبدو فيه انه قد حذفت منه (م) من ه المحكمة ! ني الطبعة الثانية الى تحت أيدينا . ‎١٤٢‏ 142 كل صورة من صور التعدد أو التغاير } وقرر أنها نفس الذات فقال : ( علم الله وقدرته وحياته ومعه وبصره صفات له في ذاته لم يزل موصوفاً بها موجودا في ازليته مستحقا لها © وانها هي الله ليست شيئا غيره & وانها لا يجر ي عليها التعدد } ولا التغاير } ولا الإضافة ولا الملك ) . وعارض ني هذه المسألة الأشاعرة وعلى رأسهم أبو بكر الباقلاني الذي يبدو أنه اطلم على كتابة « التمهيد » المعروف عند أهل المغرب الذين أصبحوا أشاعرة ني عهده ، كما عارضهم أحد دعاة الاباضية الكبار ي مصر - وهو عيسى بن علقمة المصري ني كتابه التوحيد حيث اتهم الأشاعرة بأنهم من أصحاب الهيولى" . وينص صاحب كتاب الأديان وهو اباضى على هذا المذهب في التوحيد وذاتية الصفات فيقول : ( قال اهل الاستقامة عالم بذاته قادر بذاته ) " و يختلف الاباضية مع المعتزلة ومع الخوارج أيضاً ني مسألة التوحيد من جهة اعتبارهم الإرادة أزلية أو قديمة . أما الخوارج والمعتزلة فهي عندهم فعل حادث من أفعاله تعالى 0 وذهب الأشعري حينا انفصل عن المعترلة الى أنها صفة ذاتية أزلية كما قال الأباضية . ولكن الغريب أن الأشعري حينا عبر عن مذهب الاباضية في الارادة واعتبارها أزلية قال : بصيغة المعارضة فيما يبدو : ( لأنهم يزعمون أن الله سبحانه لم يزل مريد معلوماته الني تكون أن تكون ومعلوماته الني لا تكون ، أن لا تكون . والمعتزلة إلا بشر بن المعتمر ينكرون ذلك' مع أنه يتفق في مذهبه الأخير مع الاباضية ، فيمكن القول إذن بأن الأشعري كتب هذا الجزء من كتابه قبل أن يرجع إلى مذهب السلف ، لأنه قد نص ني ‎(١(‏ أبو عمار عبد الكاني ، الموجز ص ‎١٥٨‏ ج . ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎١٥٧٩-١٧٥٨‏ ج . ٍ ‎)٣(‏ قطعة من كتاب الأديان ورقة ‎٥٧‏ وأورد الر بيع بن حبيب ني مسنده حديثا يفهم منه نق الصفات وهو : ( قال جابر بن زيد حدثنا أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوشك الشرك ان ينتقل من ربع إلى ربع ومن قبيلة إلى قبيلة قيل : يا رسول الته وما ذلك الشرك قال : قوم يأتون بعدكم يحدون القه حدا بالصفة ) مسند الر بيع ج ‎٤‏ ص ‎١٧١‏ . ‎)٤(‏ الاشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٢٤‏ . ‎١٤٣ 143‏ كتابه هذا أنه اختار لنفسه مذهب أصحاب الحديث وأهل السنة ' ، و بهذا فانه يحتمل أن يكون قد انتقل إلى المذهب الجديد أثناء تأليف هذا الكتاب ‎٢‏ ، وما حكاه الأشعري عن مذهب الاباضية ني الإرادة حق ثبتت صحته من نصوص الأباضية } ذلك أن أبا عمار عبد الكاني قد صرح بذلك فقال : ( فان قال قائل : فهل تصفونه بأنه ل يزل ير يد ؟ قلنا نعم )"فالارادة هذا الاعتبار صفة ذات أزلية وليست صفة فعل حادثة ؤ والواقع أن الاباضية تختلف مع المعتزلة ومع الأشاعرة ني صفات الأفعال فهي عند لمعترلة حادثة ويضم معها عندهم الكلام والإرادة ويجعلان من صفات الأفعال أيضا وكذلك الأشاعرة فانهم يعتبر ون صفات الأفعال كالخلق والرزق والامانة والاحياء وغيرها مما يجوز أن يتصف الته به وبضده مخلوقة حادثة © ويقررون قدم كل صفة من صفات الذات & بخلاف الاباضية فإنها تذهب إلى أن جميم صفات الأفعال قديمة ث وهم يشبهون في هذه لمسألة الماتريدية القائلة بقدم صفات الفعل والذات معا ، وتذهب الاتر يدية إلى أن أساس صفات الفعل كلها هو التكوين“ ، وأما الرضا والولاية والسخط والغضب فإنها أيضا عند الإباضية من صفات الذات الأزلية لأن الذات الالهية لا يتطرق إليها التغير ولا التحول ‘ ولا تتصف بالحوادث & ويرى الأشعري أن الفعل هو نفس المفعول أما عند المعتزلة فالفعل غير المفعول & وتفصل الامامية في ذلك ‎)١(‏ قال ني آخر الجزء الأول من كتاب المقالات : ( وبكل ما ذكرنا من قولهم ( أصحاب الحديث واهل السنة ) نقول واليه نذهب المقالات ج ‎١‏ ص ‎٢٧٩‏ ) . ‎(٢(‏ يؤكد كوربان ني كتابه : ( تاريخ الفلسفة الإسلامية ص ‎١٨٢‏ ) ان كتاب المقالات للاشعري كتبه بعد ان رجع عن الاعتزال ولكن يعلق ذلك التأكيد على شيء آخر وهو فرض اثبات انه كتب كتابه الإبانة بعد رجوعه © أي ني الفترة الثانية من حياته العقلية والواقع انه لا شك في ان كتابه : ه الإبانة » كتبه ني فترته الفلسفية لأنه يشتمل على الرد على المعتزلة والخوارج وعلى النضال عن مذهب أهل السنة . ‎. ‏ص‎ ١١٠١ ‏ابو عمار عبد الكائي . ص‎ (٣) ‎. ‏ج‎ ١٦١ ‏ابو عمار - الموجز ص‎ )٤( ‎. ٤٩٤٨ ‏الدكتور محمود قاسم . مقدمة على مناهج الأدلة لابن رشد ص‎ )٥( ‎144 ١٤٤ فتقول ان الفعل هو نفس المفعول بالنسبة لأفعال اله 0 وهو الأمر بالنسة لأفعال العباد ‎١‏ . أما الكرامية فتذهب إلى أن التكوين حادث لجواز قيام الحوادث بالله عندها } وما دام التكوين أو صفات الأفعال معتبرة عند الاباضية قديمة أزلية © فإنها بالضرورة مغايرة للمتكون أو للأفعال نفسها } لأن المتكونات أو الأفعال الصادرة عن التكوين حادثة كائنة بعد أن لم تكن & ويبدو أن الخازمية من الخوارج خالفت أغلبيتهم ني مسألة الرضا والسخط والولاية والعداوة فاعتبر تها صفات لله ذاتية ا كما يفهم من كلام البغدادي" ، و بهذا أيضاً تكون الاباضية أيضاً مختلفة مع الخوارج ني مسألة الرضا والسخط وغيرهما من الولاية والعداوة وكذلك الشيبانية من الخوارج العجاردة فانها ترى أن الولاية والعداوة صفتان من صفات الذات لا من صفات الأفعال " . والحقيقة أن الذي أدى بالخوارج إلى نني الصفات أو إلى القول إنها ذاتية إما هو نظر يتهم ني التوحيد حيث اعتبر وا الله كائنا مطلقا مجردا على نحو ما تصورته المعتزلة المبالغين ني السلب والتجر يد المنطبى & ورتبوا ايضا على التوحيد ، القول خلق القرآن والذي يدلنا على ذلك أن الأشعري نص على أن الخوارج قاطبة بدون استثناء تتمذهب بخلق القرآن ولكن بفهم من كلام الشبخ المفيد أن القائلين مخلقه هم الأكثرية وأن هناك جماعة من الخوارج تقول بقدمه ث . ويظهر أن نقل الشيخ المفيد أقرب إلى الواقع لأن له صلة وثيقة بالخوارج فكان _ كما يحدثنا المنجمون له _ يجادلهم & ولما مات خرجوا ني جنازته ، و بهذا الاعتبار فهو ذو خبرة ‎)١(‏ الشيخ المفيد . أوائل المنالات ص ‎١٣‏ . ‎)٢(‏ البغدادي . الفرق بين الفرق . ص ‎٩٤‏ . ‎)٣(‏ الأشعري . المقالات . ج ‎١‏ ص ‎٩٩‏ . ‎)٤(‏ قال الأشعري : ( والخوارج جميعا يقولون بخلق القرآن . المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٢٤‏ ) . ‎)٥(‏ قال الشيخ المفيد : ( وأقول ان كلام الله تعالى محدث وبذلك جاءت الاثار وعليه اجماع الإمامية والمعتزلة بأسرها والمرجئة إلا من شذ عنها . وجماعة من أصحاب الحديث واكثر الز يدية والخوارج . اوائل المقالات ص ‎١٨‏ ) . ‎١٤٥ 145‏ بآرائهم ؤ ويؤكد نقله هذا أن بعض الاباضية لا يرى أن القرآن مخلوق إذ قال صاحب كتاب الأديان _ وهو اباضي _ اثناء رده على المعتزلة : ( فإن عارض معارض واحتج بقول الله سبحانه : ( خلق السموات والارض وما بينهما . ‎١‏ لسجدة / ‎(٤‏ فكل شيء بن السياء والارض فهر مخلوق قلنا لهم : وقد قال الله تعالى : ( وما خلقنا السموات والارض وما بينهما إلا بالحق . الحجر ‎)٨٥/‏ فالحق الذي خلق به السموات والأرض وما بينهما هو كلامه وهو خارج عن الاشياء ... فالحق كلامه )' وينسب صاحب كتاب الأديان أيضا إلى الاباضية الذين بسمبهم بأهل الاستقامة 3 رأيا غريبأ ث وهو أنهم قالوا بأن كلام الله صفة من صفانه الأزلية ، وأنه ليس في محل" أما أبو عمار عبد الكاني فهو يصرح بحدوث أ القرآن ويستدل على ذلك بأدلة عقلية ونقلية لأن القرآن شيء من الأشياء } ولأنه كائن بعد أن لم يكن ، ودال على وحدانية الته ووجوده كسائر الأشياء الدالة عليه © وعلى ذلك فهو مخلوق محدث . ولعل القائلين بقدم الكلام من الاباضية طردوا أصلهم في أزلية صفات الذات وصفات الأفعال ، أما أبو يعقوب الوارجلاني ‎)١١٧٤/٥٧٠+(‏ الأباضى الجزائري فقد كاد أن يتخذ وجهة نظر الأشاعرة فقال بقدم كلام الله باعتباره علماً وصفة ، وقال بحدوثه وخلقه باعتباره متلوا محفوظاً مكتوباً م ونص أبو اسحاق ابراهيم اطفيش رحمه الله وهو من الاباضية المعاصرين على أن الخلاف بين الخصمين ني مسألة الكلام خلاف يكاد يكون . .1 ؟ ‎٣‏ ‏لفظيا" . وقد ذهب الحسين بن علي الكرابيسي' ‎)٨٥٩/٢٤٥+(‏ من الشافعية ‎)١(‏ قطعة من كتاب الأدبان مؤلف أباضي مجهول الاسم 0 مخطوط دار الكتب المصرية رقم ‎٢٢٢٨٨‏ ورقة ‎٣٠‏ واورد احمد بن حنبل نفس الحجة في رده على الجهمية والزنادفة ص ‎٣١‏ ( الدكتور النشار } نشأة الفكر الفلسي ني الإسلام ج ‎١‏ ص ‎٢٨٦‏ ) . ‎()٢(‏ ن . م . ورقة ‎٥٧‏ . ‎)٣(‏ الشبخ ابراهيم أطفيش » مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎١١٢١‏ ت ‎٣‏ . ‎)٤(‏ يعتبر ابو علي الكرابيسي من متكلمي أهل السنة ومن المحدثين والفقهاء بالمذهب الشافعي ويذكر السبكي ان له كتابا يسمى بالمقالات علبه بعتمد المتكلمون في معرفة مذاهب = ‎١٤٦‏ 146 وداود بن علي الأصبهاني ‎)٨٨٤/٢٧٠+(‏ إلى القول بخلق اللفظ القرآني ، ولذلك اعتبرا من اللفظية ، وأنكر عليهما الإمام أحمد وبدعهما . وأما قول المعتزلة بأن القرآن مخلوق فإنهم لم يفرقوا فيه بين ما هو صفة أزلية وبين ما هو كلام متلو ومقر وء ومحفوظ ومكتوب ' . وأبى السلف الخوض ني هذه المسألة ولم يميزوا بين الكلام المتلو والكلام النفسي ، غير أن البيهي ‎)١٠٦٥/٤٥٨(‏ ذهب إلى أن السلف والخلف من المحدثين تمذهبوا بأن الكلام صفة من صفات الله الذاتية وإنما الخلاف بينهم ني التلاوة والمتلو ؤ وأراد الإمام أحمد حسم النزاع 9 فأنكر الخوض ني هذه المسألة وكره ان يقال لفظي بالقران مخلوق او لفظي بالقران غير مخلوق معا ، وقد نسب اليه ما لم يقل من قدم الصوت والحرف والمداد ، أما السالمية فقد اعتقدت أن الحرف والصوت قديمان " . وبثار في هذه المسألة سؤال وهو هل فيها أثر أجنبي جاء من قدم الكلمة عند النصارى ؟ الواقع ان القران نص على ان عيسى كلمة الله 0 وانه مخلوق . وذهب المعتزلة الى أن كلمة الله مخلوقة غير أن أحمد بن حنبل يرد على المعتزلة وعلى الخوارج أيضاً وعلى الجهمية بأن عيسى ‎١‏ خلق ب : « كن و ه كن ! ليست مخلوقة فعيسى وجد بالكلمة وليس هو الكلمة } فهل خاض المسلمون ني هذا من اجل الرد على النصارى أم أن الخوض ني ذلك أدت إليه مقتضيات الحياة العقلية الإسلامية ؟ انه لمن الصعوبة كما يقول الدكتور النشار ان نثبت وجود عنصر اجني فيما يتعلق بنني الصفات و بخلق القرآن . وهناك سؤال آخر وهو هل أخذ جعد بن درهم القول بذلك ممن كانت له بهم صلة من الصائبة والمانوية ؤ أو أنه عارض = الخوارج وسائر أهل الأهواء على حد تعبيره ( السبكي } الطبقات الكبرى والحسينية القاهرة . ‎١٣٢٤‏ ه ، ج ‎١‏ 3 ص ‎٢٥٢‏ كما يذكر الشهرستاني ان للكرابيسي كتابا ذكر فيه مذهب الخوارج ( الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎١٦٩‏ ) . ‎)١(‏ كوربان & تاريخ الفلسفة الإسلامية ص ‎١٨٥‏ . ‎)٢(‏ ابن حجر ، فتح الباري ‘ ج ‎١٣‏ ص ‎٤٢٦٢-٤٢٧١‏ . ‎١٤٧ 147‏ بذلك النصارى ‎١‏ ؟ ليس هناك دليل قاطع يؤكد ما ذهب إليه دى بور من احتمال أخذ القول بقدم القرآن من اللوجوس ( ‎1٥8٥‏ ) عند النصارى. وقد اشرنا فيما سبق عند الكلام على مشكلة التحكيم والرجوع إلى الكتاب إلى ان عليا قال ( ما حكمت مخلوقاً وإنما حكمت القرآن ) فهل يمكن لنا ان نقول ان هذه العبارة هي أول بذرة مثيرة هذا الاشكال ، وأن التحكيم أدى إليه 3 وأن محاولة تحليل للوقف على ضوء القرآن أدت إلى نشوء هذه المسألة ؟ انه من الصعوبة القطع برأي ني هذا المجال وغاية ما هنالك ظنون ، ورجم بالغيب ، لكن الشيء الذي لا شك فيه أن القرآن سمى عيسى كلمة النه 0 وقرر أنه مخلوق كما خلق آدم ‎٢‏ . ب _ تأويل الظواهر أو المتشابه من القرآن والحديث : أما ما يتعلق بالصفات الخبر ية فإن الخوارج أولتها 0 ونسبت إلى من أخذها على ظاهرها تهمة المادية أو الجسمية أو التشبيه الغليظ ، ويلتني ني هذا المجال أيضاً الخوارج والمعتزلة والجهمية" وأنكر الخوارج الجهة ولا يحملون كل ما ورد ني ذلك من الآيات والأحاديث إلا على المجاز ث فأولوا آية الاستواء 8 وآية المعية على النحو من التأويل الذي نعرفه عند المعتزلة والأشاعرة وأكثروا من الرد على المشبهة } ومن أمثلة ذلك رد أبي عمار عبد الكاني الطويل ، ونقضه . ٤٧١ ‏ص‎ ١ ‏الدكتور النشار .© نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ج‎ )١( ‎)٢(‏ ترى الجهمية ان الفعل الذي هو الكلمة أو ه كن " هو عبن المفعول ومن ثم فهما شيء واحد وينتج عن ذلك ان كن أو الكلمة مخلوقة وان القرآن مخلوق أما السلف فقد قرروا ان التخليق أو التكوين فعل الله . ومفعولات الإنسان مخلوقة ففعل الله صفة له والفول وهو ما سواه من الكائنات أو المخلوقات . وذهب ابن كلاب والأشعري إلى أن التكوين أو الفعل مخلوق فلزمهما اتصاف النه بالحادث ولكنهما ني الواقع قالا بذلك كي لا يلزم قدم المخلوق أو المفعول ما داما قد وحدا بين الفعل والمفعول ، فوقعا ني شيء اخر وهو اتصاف الله بالحادث وهو الفعل الذي به تخلق المفعولات . ‎. ٣٤٦ ‏ص‎ ١٣ ‏ابن حجر & فتح الباري ج‎ )٣( ‎. ٧٢ ‏ه ص‎ ١٣٥١ ‏ابن قيم الجوزية ؤ المنبرية 5 القاهرة‎ )٤( ‎148 ١٤٨ القوي لما تذهب إليه المشبهة ث حيث هدم ما ذهبوا إليه 5 واهتم بذلك اهتامه بالرد على الدهر يين والملحدين والنصارى واليهود ا وهذا فإن ما ذهب إليه أبو بكر ابن العربي من القول بأن الخوارج ظاهرية لأنهم قالوا لا حكم إلا الله" يحتاج إلى إثبات ، لانه سوى بينهم وبين الظاهرية النافية القياس والتمثيل مثل قاسم ابن أصبغ ‎٣٤٠+(‏ ه ‎)٩٥١/‏ المحدث الذي قال لا نظر ولا قياس © وزعم أن الظاهرية فرع عن الخوارج وعن النظامية من المعتزلة المنكرة للقياس & ولعله اعتمد ي ذلك على ما ذهب إليه الاشعر ي ي مقالاته من ان الازارقة لا يقولون الا بظاهر القرآن ، ولا يجيزون الاجتهاد ني الأحكام" واتهم صاحب التبصير ني الدين الخوارج بالتشبيه 3 فذكر أن شيبان بن سلمة الذي ساعد أبا مسلم الخراساني سنة ‎١٣٧١‏ ھ ‎٧٥٤/‏ ني خروجه كان بقول بالتشبيه ‎٠‏ و يمكن أن يكون ناقلاً ني هذا عن الأشعري الذي ذكر أيضا أن الشيبانية أحدثت التشبيه ، تشبيه الله بخلقه ث فأكفرته بسبب ذلك جماعة من الخوارج١‏ . ولكن الواقع أن الخوارج عامة تنكر التشبيه أشد الانكار © وتتمسك بالتنز به أشد التمسك فلقد أباحت. الاباضية قتل المشبهة وسلب أموالهم ث. وسئي ذرأر بهم ونسائهم لأنهم في حكم المرتدين ‎٧‏ . وبين لنا ابن عبد البر موقف. الخوارج ازاء ما ورد في الكتاب والسنة من الصفات الموهمة للتشبيه فقال : ( اهل السنة مجمعون على الاقرار بهذه الصفات الواردة ني الكتاب والسنة ولم يكيفوا شيئا منها 3 وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فقالوا من أقر بها فهو مشبه فسياهم من أقر بها معطلة )" وقد أشرت من قبل ‎)١(‏ عبد الكائي ، الموجز ص ٥٤۔٣٧‏ ج . . ٧ ‏الاسفرايني . التبصير ني الدين ( مقدمة زاهد الكوثري ) ص‎ )٢( . ١٢!٧١ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات ج‎ )٣( . ٣٤ ‏الاسفرايني ، التبصير ني الدين ص‎ )٤( . ٩٩ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات {} ج‎ )٥( . ١٠٢ ‏البغدادي & الفرق بين الفرق ص‎ )٦( . ١٠٧ ‏البغدادي } الفرق بين الفرق ص‎ )٧( . ٣٤٦ ‏ص‎ ١٣ ‏ابن حجر |، فتح الباري ج‎ )٨( ١٤٩ 149 إلى نافع بن الأزرق ونجدة الحروري هما أكثر الخوارج اثارة لمشكلات التأويل 3 واتباعأ للمتشابهات من القرآن إذ ثبت أنهما على صلة بابن عباس الذي عرف بمجادلته وحجاجه للخوارج مما أدى بابن حزم إلى أن يستدل على جواز الحجاج والجدل بما وقع بين ابن عباس والخوارج من مناظرات فقال : ( وحاج ابن عباس الخوارج وما علمنا أحداً من الصحابة رضي الله عنهم نهى عن الاحتجاج } فلا معنى لرأي من جاء بعدهم )ا ولقد أورد السيوطي ‎٩١١+(‏ ه ‎)١٥٠٥/‏ ‏أسئلة نافع بن الأزرق لابن عباس عن تفسير القرآن وغريبه ولا تقل هذه الأسئلة عن ثمانية ونمانين ومائة وأسندها بطرق مختلفة 8 ولكن يغلب عليها كلها الطابع اللغوي" © غير أن الشاطي ‎٧٩٠+(‏ ه ‎)١٣٨٨/‏ أورد طائفة من الأسئلة الني يغلب عليها الطابع العقلي مما يتعلق متشابه القرآن الذي يبدو في الظاهر أنه متناقض © طرحها نافع بن الأزرق" على ابن عباس ، مبينا له حيرته فيها فقال : ( اني أجد في القرآن أشياء تختلف عل )ث } من هذه الأسئلة سؤاله عن قوله تعالى : ( فلا انساب بينهم يومئذ ولا نتساءلون . المؤمنون ‎)١٠١/‏ الذي يتعارض مع قوله : وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون . الصافات ‎)٢٧/‏ ث وسأله عن الكينونة ني الصفات الإلهية الني وردت في القرآن بصيغة الماضي الني يمكن أن تفيد الز وال وعدم الثبات ‎)١(‏ ابن حزم ، الفصل ج ‎٦٢‏ ص ‎٩٥‏ . ‎(٢)‏ أورد البخاري هذه الأسئلة ولكنه نسبها إلى رجل غير معين ولكن الشراح أتفقوا على انه نافع بن الازرق 1 ‎)٣(‏ السيوطي ، الاتفاق ني علوم القرآن ، القاهرة ‎١٩٥٣-١٣٥٤‏ ج ‎١‏ ص ‎١٣٢٢-١٢١٠‏ . ‎)٤(‏ الشاطي الاعتصام ج ‎٣‏ ص ‎٢٠٨‏ أ المبرد ، الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١٤١‏ . ‎)٥(‏ فسر ابن عباس هذا التعارض الظاهر لأول وهلة بأنه الآية الأولى وردت في سياق ووردت الثانية في سياق آخر } فالآية تتحدث عن النفخة الأولى اللى يقول الله فيها : ( ونفخ ني الصور قصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله . الزمر / ‎٦٨‏ ) وتتحدث الاية الثانية عن نفخة البعث الني بقول الله فيها : ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . الزمر / ‎٦٨‏ ) فالنفخة الأولى تسمى نفخة الصعق & وتسمى الثانية نفخة لبعث ( الشاطي ، الاعتصام ، ج ‎٣‏ ص ‎٢٠٨‏ ) . ‎١٠٠‏ 150 فقال : ( وقال الله : ( وكان الله غفورا رحيماً ) . النساء / ‎٦٩‏ - عز يزاً حكيما . النساء ‎٥٦/‏ - سميعاً بصيرا . النساء ‎)٥٨/‏ فكأنه كان ثم مضى وأراد بذلك هل أن الكينونة ني صفات الله ثابتة دائمة أزلية أبدية أم أنها متغيرة إ منقطعة الديمومة ث فكانت ثم لا تكون ؟ فأجابه ابن عباس بأنها أزلية دائمة ثابتة & وبأن القرآن لا يختلف ولا يتناقض لأنه كله من عند الله" © ويذكر لنا محمد ابن الحسين الآجر ي رواية عن أسئلة الخوارج تفيد أنهم كانوا يسألون عن أشياء لا تتصل يما ينفع ني الحياة الدنيا ولا في الآخرة فقد قام عبد الله بن الكواء وسأل الامام عليا قائلا : (ما السواد الذي ني القمر ؟ فقال له قاتلك الله سَل تفقها } ولا تسأل تعنت ... )" . ويشير هذا السؤال إلى أن بعض أوائل الخوارج كانوا بهتمون بمشاهدة الطبيعة ويثير ون الاسئلة حولها وليس ذلك بمستغرب لما عرف عنهم من التعبد وسهر الليل مما يدعو إلى التأمل ومشاهدة الطبيعة ومناظرها في غسق الليل : . وأما بالنسبة للاباضية فانها أولت جميع ما ورد ني الصفات الخبر ية على النحو الذي أولت به المعتزلة ثم الأشاعرة تقريبا 0 ويبين لنا ذلك أوضح بيان ما أورده المحدث الاباضي الربيع بن حبيب (من أهل القرن الثاني ) ني مسنده من الأحاديث } وما أتى به من التأويلات الني رواها عن الصحابة والتابعين ويكاد يكون الجزء الثالث من جامعة الصحيح مخصصاً لذلك } فأول حديث الصورة : ( خلق الته آدم على صورته ) وأتى بالآثار الواردة ني تأويل الآيات المتعلقة بالصفات الخبرية كآية الرؤية أو النظر وآية الإدراك١‏ وآية المعية © وآية ‎)١(‏ الشاطي ، الاعتصام ج ‎٣‏ ص ‎٢٠٩‏ . ‎)٢(‏ ن. م. ج ‎٣‏ ص ‎١١‏ ويفسر القرآن بعضه بعضا ويؤخذ ككل متكامل يشد بعضه بعضا . ‎)٣(‏ أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ، الشريعة ص ‎٧٤‏ . ‎)٤(‏ مسند الربيع ج ‎٣‏ ص ‎٢٣‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ص ٥٢-۔٦٢‏ ‎)٦(‏ ن . م . ص ‎٢٦١‏ . ‎)٧(‏ ن . م . ص ‎٢٨‏ . ‎١٥١ 151‏ الحسنى وزيادة ا وآبة القبضة ' وآية الاستواء وأول الآيات الني ورد فيها أن الل نور وأن له يداً ويمين والآيات الني فيها ذكر الوجه والعين والنفس والساق معتمداً ني ذلك كله على الكتاب واللغة المعقولة على حد تعبيره " © ورد على المشبهة مستشهداً بأقوال السلف وتفسيرانهم . / ويصف الشهرستاني المحكمة الأولى بأنهم : ( أشد الناس قولا بالقياس ) ` ويرى عمر أبو النصر أن الخوارج ني عهد عبد الملك بن مروان أغرقوا ني تأويل الأحكام الدينية وني الاجتهاد ، تأويلاً فيه تعقيد كثير ث . ولكن عان العامري الحنبلي يقرر أن الخوارج لم ينقل عنهم تعطيل في صفات البارئ واستشهد على ذلك بقول الشاعر الخارجي عبيدة بن هلال المعاصر لقطري بن الفجاءة ‎)٦٦١٦/٧٧+(‏ الأزرقي وهو : علا فوق عرش فوق سبع دونه 3 سماء يرى الأرواح من دونها تجر ي ولعل هذا النص يثبت لنا _ إن صح ۔ أن جماعة من الأزارقة أخذوا بالظاهر ولم بأولوا الآيات والأحاديث الواردة ني الصفات وقد ذكر الأشعري أن الأزارقة تأخذ بظواهر القرآن ولكن هل الذي يفهم من الأشعر ي أن الأزارقة تأخذ بالظواهر في مسألة الأحكام الشرعية س حيث تنكر الاجتهاد وتأخذ بالنص لا ني مسألة الصفات لأنه نص على أن مذهب الخوارج ني التوحيد كمذهب المعتزلة & ومعنى ذلك أنهم يقولون بتعطيل الصفات أو بكونها ذاتية . وأنكر كثير من الخوارج فيما يذكر لنا الشيخ. المفيد _ الرؤية كما أنكرتها المعتزلة وأغلب الزيدية" وثبت أن الأباضية تنكر الرؤية بما وصلنا من مؤلفاتهم ‎)١(‏ ن .. م . ص ‎٣٠‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ١٣۔-٢٣‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ص ‎٤٠١‏ . ‎)٤(‏ الشهرستاني ، الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎١١٦١‏ . ‎)٥(‏ عمر أبو النصر ، الخوارج ني الإسلام ص ‎١٣٦ {© ١١٧‏ . ‎)٦(‏ الاشعري \، المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٢١٧‏ . ‎)٧١(‏ الشيخ المفيد { أوائل المقالات ص ‎٢٤٢٣‏ . ‎١٥٢‏ 152 أنفسهم'، لا بما يقوله عنهم مؤرخو المقالات والآراء ولأن الرؤية تؤدي إلى أن يكون المرئي محدثاً © وواقعاً في مكان وني زمان" . الحرية : وفيما يتعلق بالعدل ©، أو الحرية الإنسانية المرتبطة بالعدل الإلهي © فان الخوارج فيما يذكر لنا الأشعري منقسمون فنهم من مال إلى قول المعتزلة ، ومنهم من مال إلى قول أهل الإثبات " . ويكاد يتفق الشيخ المفيد مع الأشعري ، حيث نص على ان القول بالعدل هو مذهب جمهور الامامية وسائر المعتزلة إلا الضرارية منهم ، وأنه هو مذهب كثبر من المرجئة وطائفة من الر يدبة والمحكمة ، وبالغ الخوارج ني مسالة العدل الإلهي حتى انهم زعموا جميعا _ ني رواية الاشعر ي أن اته لا يقدر أن يظلمث ، فكأن الله عدل محض لا يوصف بالقدرة على الظلم فضلا عن ان يصدر عنه ، او ان يحلقه & غير ان الشيخ المفيد يرى ان جماعة من المحكمة تذهب إلى أن الته قادر على العدل وخلافه 0 الا أنه لا يفعل ظلماً ولا جوراً١‏ كما ذهبت إلى ذلك الامامية والمعتزلة كافة إلا النظام . وذهبت الحمزية من الخوارج إلى القول بحرية الإنسان وبان الله لا يحلق افعال العبد & ولا يشاركهم فيها ولا يضطرهم إليها 0 وقررت ان الاإنسان مزود بالاستطاعة على الفعل كما ذهبت إلى ذلك المعتزلة 3 والحمزية هم أتباع حمزة الذي ظهر سنة ‎١٧٩‏ ھ ‎"٧٩٥/‏ & وكذلك المعلومية من العجاردة رأوا أن أفعال الإنسان غير مخلوقة لته ء لكن ذهبوا إلى أن الاستطاعة مع الفعل لا قبله موافقة ‎)١(‏ كما ورد في مسند الر بيع ج ‎٣‏ ص ٥٢۔-١٣‏ وني الموجز لأبي عمار ص ‎٧١ ، ٥٤‏ . ‎)٢(‏ ابن حجر ، فتح الباري ج ‎١٣‏ ص ‎٣٥٩‏ . ‎)٣(‏ الاشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٢٤‏ . ‎)٤(‏ الشيخ المفيد ، أوائل المقالات ص ‎٢٤‏ . ‎)٥(‏ الاشعري . المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٢١٥‏ . ‎)٦(‏ الشيخ المفيد ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٢٤‏ . ‎)٧(‏ البغدادي إ الفرق بين الفرق ص ‎٩٨‏ . ‎١٥٣ 153‏ لأهل السنة في ذلك وذهبت الحارثية من الاباضية مذهب المعتزلة ني القدر وإلى أن الاستطاعة قبل الفعل بخلاف جمهور الاباضية فانهم على مذهب أهل السنة ني الاستطاعة ، حيث قالوا إنها مع الفعل لا قبله © وان الله خالق لافعال الانسان وهو مكتسب ها ، ورأت الاباضية أن الاستطاعة عرض من الأعراض ، وأن الأفعال الاختبارية يتحمل مسؤوليتها الإنسان لأنه اكتسبها " 3 وتدينت لميمونية من الخوارج أيضاً بأن الشر والخير من صنع الإنسان وخلقه © وأن الاستطاعة قبل الفعل ، غير أنها ذهبت إلى أن الله خالق للخير غير فاعل للشر © ولا مريد لمعاصي العباد 5 وإنما فوض الأفعال إلى بني الإنسان وخلق فيهم الاستطاعة على كل ما كلفهم به & ومن ثم فلا ير يدها ولا يخلقها " وكذلك أصحاب السؤال من فرقة شبيب النجراني الخارجي المتفرعة عن البيهسية فانهم قالوا بخلق الانسان لأفعاله ث . فالخوارج لا تقتصر على القول بالحرية وبالكسب تبعاً لاختلاف آرائها . وإنما تقول طائفة منهم بالجبر إذ ينص ابن حزم أن طائفة من الأزارقة تذهب إلى الجبر } وترى رأي جهم بن صفوان السمرقنديث وكذلك شيبان بن سلمة الخارجي فانه تمذهب بالحبر بة 0 ونفى عن الإنسان ما يتصف به من القدرة الحادثة` . . أما أبو عمار عبد الكاني فانه قرر أن الخوارج يرون أن العالم بأسره جواهره واعراضه 0 خيره وشره } وما فيه من طاعة ومعصية © خلق الله وفعله ، وتدبيره ، ‎(١(‏ الأشعري 3 المقالات ب ج ‎١‏ ص ‎٩٦١‏ ، البغدادي الفرق بين الفرق ص ‎٩٧‏ . ١ ‏الأشعري ، المقالات ج‎ . ١٣٦١-١٣٥١ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني } الملل والنحل ©، ج‎ )٢( . ١٠٥ ‏ء البغدادي } الفرق بين الفرق ص‎ ٠٤ ‏ص‎ . ١٢١٩١ ‏ؤ البغدادي ، الفرق بين الفرق ص‎ ٩٣ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات ج‎ )٣( . ٣٢٢ ‏إ البغدادي أصول الدين ص‎ ١١٦ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري \ المقالات ج‎ )٤( . ٢٢ ‏ص‎ ٣ ‏ابن حزم ، الفصل ج‎ )٥( . ١٣٣ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني ج‎ )٦( 154 ١٥٤ وانهم متفقون في ذلك مع المرجئة والشيعة والاباضية ا وليس معنى هذا أن الاباضية تقول بالجبر بل أنها ترى أن الإنسان مكتسب لأعماله مختار لها . و بهذا قالت جماعة من الخوارج الذين وافقوا أهل السنة في أن الاستطاعة مع الفعل . وقد بين لنا الأشعر ي والبغدادي والشهرستاني أسماء هذه الجماعات وهى الخلفية والشعيبية والخازمية " ، وأغلب الاباضية أيضاً يقول بالاستطاعة مع الفعل ويفسر الاستطاعة بأنها معنى يوجد الفعل بوجوده ولا تبقى زمانين ، بناء على أنها عرض من الأعراض © وأن الاستطاعة على فعل ما من الأفعال هي استطاعة على ضده" أيضاً ث وعرف صاحب كتاب الأديان _ وهو اباضي _ القدر بأنه « الخلق » © وقرر أن مسؤولية الإنسان تتعلق بالمقدور ، لأن القدر فعل الله } والمقدور فعل الإنسان وفسر قوله تعالى : ( وكان أمر الله قدرا مقدورا . الأحزاب ‎)٣٨٢‏ بأن الأمر فيها هو فعل اته ، والمقدور فعل الإنسان" . وأثبت الاباضية العصمة لطائفة من الناس وهم الرسل والأنبياء ومن شهد له بالجنة 3 وهذه العصمة إيما هي عصمة من الكبائر ث ويرجع سببها إلى أنهم ممنوعون" من اكتساب كبائر الائم منعا إلهيا ء وحفظوا منها حفظا ربانيا . : ‏العقل والنقل‎ - ٧ ‏إن الخوارج قد أعطوا للعقل أهمية بالغة على غير ما كنا نظن © ذلك أنهم‎ قالوا : بان العقل يصل بمفرده و بمجرده &، وباستقلاله عن السمع 0 إلى المعارف © . ٩١ا-٨٩ ‏ص‎ ٤ ‏أبو عمار إ الموجز‎ )١( ‎)٢(‏ الاسفرايني ، التبصبر ني الدين » ص ‎٣٢‏ إ الأشعري ج ‎١‏ ص ‎٩٦‏ ويذكر للشهرستاني ان الخازمية قالت بالموافاة ( الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎١٣١‏ ) وان البراءة والولاية على حسب ما يصير اليه الإنسان من خاتمة على النحو الذي علم به الله انه سيصير اليه من إيمان أو كفر وان الحب والبغض من الصفات الأزلية . ‎. ١٠١٨-١٠٧7 ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات ج‎ )٣( ‎. ٣١ ‏قطعة من كتاب الأديان مجهول ص‎ )٤( ‎. ٦٥٢-٦٤ ‏أبو حفص عمرو بن جميع ، مقدمة التوحيد وشروحها ص‎ )٥( ‎١٥ 155 على النحو الذي تمذهب به المعتزلة ، قال الشيخ المفيد : ( أما المعترلة والخوارج والر يدية فعلى خلاف ذلك أجمعوا وزعموا أن العقول تعمل بمجردها عن السمع ‎١‏ } بل إن فرقة من فرقهم قالت بالواجبات العقلية ، وبالدين العقلي واعتذروا لمن كان ني أطراف العالم ولم تبلغه دعوة الشرائع ، إذا ما عرف ما توجيه العقول ". ولقد طبقوا مذهبهم العقلي هذا © ني ميدان الاخلاق كما طبقوه ف ميدان الاجتهاد ني التشريع 3 ولهذا اخترنا هذين الميدانين هنا باعتبارهما موذجا لنظرة الخوارج فيما يتعلق بالعلاقة بين الشرع والعقل & لنرى كيف انهم انحازوا إلى العقليين من المتكلمين ، ولم يكونوا من أهل النص الذي يتوقف عليه الحكم على الاشياء بانها حسنة او قبيحة . أ_ ني ميدان الأخلاق : يرى الخوارج أن العقل يدرك حسن الأفعال وقبحها باستقلال عن الشرع ، وقد سبق لنا أن أشرنا إلى أن الشهرستاني اعتبر الخوارج من القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين 0 واكد ذلك ابو الفرج بن الحوزي وعنيان العامر ي ،ز ثم عاد الشهرستاني فأوضح ذلك ني كتابه نهاية الاقدام ني علم الكلام وقال : ( وخالفنا ني ذلك ( ني التحسين والتقبيح العقليين ) الثنوية والتناسخية والبراهمة والخوارج والكرامية والمعتزلة فصاروا إلى أن العقل يدرك به حسن الأفعال وقبحها على معنى أنه يجب على انته الثواب والثناء على الفعل الحسن ، و يجب عليه الملام والعقاب على الفعل القبيح & والافعال على صفة نفسية من الحسن والقبيح ‎٢‏ وإذا ورد الشرع بها كان مخبراً عنها لا مثبتا لها ث . وبناء على هذه النظر ية العقلية فان للخوارج ‎)١(‏ الشيخ المفيد ، أوائل المقالات ص ‎١١‏ . ‎)٢(‏ هذه الفرقة هي الأطرفية © فرع من فروع العجاردة يترأسها غالب بن شاذك بن سجستان وسموا بالأطرافية نسبة إلى أطراف العالم وأنحائه البعيدة ( الشهرستاني . الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎١٣٠‏ ) . ‎)٣(‏ كذا ني الأصل ولعله : والقبح . ‎)٤(‏ الشهرستاني © نهاية الاقدام ني علم الكلام ص ‎٣٧١‏ . ‎١١٦‏ 156 فلسفة في القيم الأخلاقية قائمة على أن حسن الأفعال أو فبحها } نفعها أو ضررها © صفة ذاتية منطوية في مقومات الفعل نفسه ، وداخلة في تكوينه } وليست راجعة إلى خبر مخبر أو تبليغ مبلغ من الرسل كما أن تلك الصفة غير راجعة إلى أنها معنى ذهني أو صورة عقلية يضفيها العقل من طبيعته الذاتية على الأفعال وانما هي موضوع خارجي وما على العقل إلا أن يتوجه إليه ليدركه ، فالحسن أو القبح بهذا الاعتبار 0 أمر موضوعي وليس أمرا ذاتياً محضاً . ويكون الشرع أو السمع مخبراً فقط & دون أن يكون مثبتا أو منشئاً 3 وإدراك الحسن أو القبح اما أن يكون إدراكاً ضروريا كإدراك حسن الصدق وقبح الكذب } واما أن يكون إدراكاً نظرياً عن طريق الاستدلال والقياس ، وعلى أساس هذا الادراك العقلى فيما يقول الشهرستاني - بنى الخوارج إيجاب انفاذ الثواب والعقاب ، أو الوعد والوعيد 5 لأنه يجب على الله ني نظرهم أن يثيب أو أن يثني على الفعل الحسن © كما يجب عليه ان يعاقب او يذم على الفعل القبيح'. وهذه المسالة تشبه إلى حد ما فلسفة المحدثين والمعاصرين ني مجال القيم . فهذا مموذج من نماذج تطبيق النظر العقلي عند الخوارج ولا خلاف ني ذلك بينهم وبين المعتزلة ، أما الأشاعرة فقد فرقوا بين المعرفة أو الإدراك وبين الوجوب فلا ريب عندهم ني أن المعارف تحصل بالعقل ، وتدرك به وني أن الإنسان يدرك حسن بعض الأشياء وقبحها " ولكن هذه المعارف لا تجب بالعقل & وإنما تجب بالشرع ؤ وبهذا يندفع ويدحض ، ما يزعمه بعض الزاعمين من أن الأشاعرة يسلبون عن العقل معرفة حسن الأشياء وقبحها © ويعطلونه عن الإدراك ، . والواقع أنهم قصدوا بذلك أن العقل لا يوجب الثواب ولا العقاب على شيء من الأفعال بمجرده } وانما الذي يفرض ويوجب التكليف بالأفعال والجزاء عليها بالثواب أو العقاب هو الشرع عن طريق الأمر والنهي ، ومن هنا فان الأشاعرة م يبطلوا المعاني العقلية وإنما أبطلوا ما يزعمه خصومهم من الضرورة الكامنة ني ‎)١(‏ ن . م . ص ‎٣٧١‏ . ‎)٢(‏ الصابوني . كتاب البداية ‎٠‏ ص ‎١٤٩‏ . ‎١٥٧ 157‏ العلة حيث جعلوا علة الثواب الحسن وعلة العقاب القبح ، أما الفلاسفة فانهم _ فيما يروي الشهرستاني _ يرون أن الحسن او القبح ليس من الصفات النفسية أو الذاتية في الأفعال } لأن الأفعال ني نظرهم نسبية متغيرة تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وباختلاف الأفراد وليست ثابتة 3 وترى الصابئة ان العقول تعرف من طبائع الأشياء ومن أفعال الإنسان & ما ينفع ويضر © وبذلك فإنه لا حاجة إلى تشريع شرع ، ولا إل إرسال رسالة أو وحي ؤ يتحكم ي عقولنا ويوجب عليها أشياء 9 ويمنع عنها أشياء أخرى ، وزعمت التناسخية أنه لا العقل يحسن ويقبح ، ولا الشرع ايضا يقوم بذلك ، وليس هناك ما يسمى بالعالم الاخر أو ما وراء هذا العالم يجازى فيه الإنسان بالثواب أو بالعقاب ' . ولكننا نجد من جهة أخرى ما يشككنا ني نسبة هذا النظر العقلي إلى الخوارج 3 ذلك أن أحمد الصابوني الماتر يدي ‎)١١٨٤/٥٨٠+(‏ يزعم أن الخوارج المحكمة يرون مع الملاحدة والر وافض والمشبهة ان العقل لا يعرف به شيء 0 ولا يوجب شيث من الأحكام العقلية أو الشرعية لا على الأفعال ولا على الأشياء " فهذا المؤرخ يخالف ما ذهب إليه الشهرستاني وابو الفرج بن الجوزي والعامري & فهل معنى ذلك انهم تقولوا على الخوارج ما لم يقولوه ، ونسبوا إليهم ما لم يتمذهبوا به وما لم يعتقدوه ؟ والحقيقة أن الشهرستاني أعرف بمذهب الخوارج فيما يبدو } لأنه على ما يظهر من كلامه مطلع على كتاب الكرابيسي المؤلف ني مذهب الخوارج ، ولأنه أكثر إحاطة بالديانات والنحل ، ومن ثم فإننا نستطيع أن نرجح نقله ث خاصة إذا اضفنا إلى ذلك ان الشيخ المفيد الذي لا شك في اطلاعه على مؤلفات الخوارج او على الاقل في اطلاعه على آرائهم عن طريق مناظرتهم والاتصال بهم & يصرح بانهم اجمعوا على أن العقل بمجرده يصل إلى المعارف & والنص على الاجماع ف غاية الاهمية في الدلالة على عقلانية الخوارج ، وكذلك نقل ابن الجوزي ‎)١(‏ الشهرستاني ، نهاية الاقدام ص ‎٣٧٨-٣٧٧‏ . ‎)٢(‏ احمد الصابوني ، كتاب البداية ‎٠‏ ص ‎١٤٩‏ . ‎١٥٨‏ 158 والعامري ؤ فانه يزيد لكلام الشهرستاني قوة فيبقى نقل الصابوني معتبرا كأنه خبر آحاد © خاصة أنه لم يبين لنا سنده ولا مصدره © بل ان الشيخ المفيد يذكر أن الخوارج مجمعة على أنه لا حاجة ني أول التكليف وني ابتدائه } للمرة الأولى ي العالم ث إلى رسول ، وأن المعترلة موافقون لهم في إيجاب العقل للتكليف س لكن المعتزلة البغداديين يوجبون الرسالة في أول التكليف } ومن هنا يبدو أن الخوارج أكثر توغلا وتعمقا ي استعمال العقل والاعتماد عليه من معتزلة بغداد أنفسهم . أما الاشعري فإنه يذهب إلى ان الخوارج لا يرون ان على الناس تكليفا أو فرضا ما لم تات رسل مبلغة } ولا تكليف بدون الرسل & وأ نهم استدلوا على ذلك بقوله تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . الاسراء ‎)١٥/‏ ولكن الأشعري قال ذلك وهو غير متأكد منه لأنه عبر عن ذلك بقوله : ( وحكى حاك عن الخوارج أنهم لا يرون على الناس فرضا ما لم يأتهم الرسل وأن الفرائض تلزم بالرسل )" فأنت ترى من هذه الطريقة في النقل أن ذلك غير مؤكد فهو كما نقول في عصرنا هذا مجرد اشاعة او مجرد سماع غير مصحوب بما يوثقه او يثبته لصاحبه & وكثيرا ما ينسب القول إلى غير قائله ، والمذهب الى غير المتذهب به من غير تحر ، ولا تثبت ولكن يبدو أن الأشعري هنا قد احترز وتحرى ولذلك قال : ( حكى حاك عن الخوارج ) أنه حاك ، نكرة ، مجهول ، وليس معنى هذا أنه لا يوجد من بين الخوارج من ينكر على أصحاب الفكر الذين يزعمون أن حجة النه على الناس قائمة موجودة ني عقولهم بل ان الاباضية تصرح بانكار ذلك مم بعض الاختلاف فيما بينهم" ويذهب أبو علي إلى أن الحق ني نفسه حجة على من سمعه لا يحتاج ني ذلك إلى عدد في التواتر ولا إلى غيره من الامور الخارجة عنه باعتباره حقاً ني ذاته! . . ١! ‏الشيخ المفيد { أوائل المقالات ث ص‎ )١( . ١٢!٧ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات ج‎ )٢( . ‏ج‎ ١٤٥ ‏أبو عمار عبد الكاني ، الموجز ص‎ )٣( . ١٠١١-١٥٠١ ‏ابو عمار ، الموجز : ص‎ )٤( ١٩ 159 ب _ ني ميدان الاجتهاد : ليس دور العقل عند الخوارج ني ميدان الاجتهاد وني استنباط الأحكام الشرعية بأقل أهمية من دوره في ميدان الالهبات وفي ميدان الأخلاق إذ يخبرنا صاحب منهج المعارج لأخبار الخوارج أنهم : ( يحملون الناس مع جهلهم على الاجتهاد المطلق من غير علم بتركيب الأدلة بحيث ياخذون و يختارون باهوائهم ما شاءوا من غير تمكن في اللغة والأصول ، من خاص وعام ... )' غير أن الأشعري نقل إلينا أن الخوارج ليسوا على رأي واحد في هذا الميدان ميدان الاجتهاد بالرأي & فنهم من يجيزه وهم النجدات ، ومنهم من لا يجيزه . ونص على ان الذين اخذوا بظواهر القرآن منهم هم الأزارقة" . و ينقل الينا البغدادي أن الخوارج تنكر الاجماع © والسنن 3 وتقرر أنه لا حجة فيما يتعلق بالأحكام الشرعية إلا في القرآن ، ومن أمثلة انكارهم للسنن أنهم لم يعتبروا الرجم والمسح على الخفين من الواجبات © وقالوا بقطع يد السارق دون اشتراط الحرز والنصاب محتجين على ذلك بان الأمر بقطع اليد ورد مطلقاً غبر مقيد © وأنكروا ما ورد من الأحاديث والآثار ئي حد السارق وي الرجم ورفضوا روايتها . وزعم البغدادي ان هذا مذهب جميع الخوارج إلا النجدات فإنهم قالوا بجواز الاجتهاد ث وأن النظام اتبعهم ني إنكارهم الإجماع وزاد عليهم إنكار القياس". والواقع أن الاباضية الني وصلتنا كتبهم تأخذ بالاجتهاد بما فيه من منهج الاجماع والرأي أو القياس © وتأخذ بالرجم ء لكن مدركه عندها من السنة لا من القرآن . لأنه . يثبت عندهم ما ير وى من أن آية الرجم نسخت لفظاً وبقيت حكاً ى كما هو عند أهل السنة © وروى الأباضيون عن جابر أن الرجم من السننث ويعبر ون عن القياس والاجماع . ٨٢ ‏العامري ومنهج المعارج لأخبار الخوارج . مخطوط ص‎ )١( . ١ ‏الاشعري \{ المقالات ج‎ )٦٢( . ١٩١ ‏البغدادي : أصول الدين ص‎ )٣( ‎)٤(‏ أيو حفص عمرو بن جميع ‎١‏ شامل الأصل والفرع ، المطبعة السلفية 5 القاهرة . ‎١٣٤٨‏ ه ‎. ٩ ‏ص‎ ١ ‏ج‎ ‎160 53 أحيانا بالرأي © وقد طبقوا الرأي ني الإمامة وني الحد ني الخمر © هذا من جهة 8 ومن ناحية أخرى فان الأشعري لم ينص على أن النجدات وحدها على سبيل الحصر هي الني قالت بالاجتهاد } ومن هنا فان البغدادي بالغ ني هذه المسالة وغلا ، ولم يحتط كعادته ، ولم يذكر لنا مصدره ولا سنده ني هذا النقل . لقد تمسكت الاباضية بالسنة والإجماع حتى أنها كفت من أنكر واحداً منهما إذ نص الشيخ محمد بن يوسف اطفيش ‎)١٩١٣/١٣٣٢+(‏ على أن أصول الدين هي : ( القرآن والسنة والاجماع والقياس ومن أنكر واحدا من الثلاثة الأولى أشرك وهن أصل القياس )ا وعرف الإجماع بأنه : ( اتفاق من وجد بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم من مجنهدين )" ، وبالغ البغدادي أيضا فنسب إلى الخوارج أنهم : ( ردوا جميع السنن الني رواها نقلة الأخبار لقولهم بتكفير ناقلها ‎٢)‏ وأنهم أنكروا الاجماع' ذلك أن الخوارج لهم محدثون ينقلون الحديث وهم حجة ني نقله 0 ولم تنكر الاباضية كما ذكرنا الرجم من أساسه © وإعما قالت بوروده من قبل السنة لا من قبل القران ء حيث زعم خصومهم ان آية الرجم نسخ لفظها و بلي معناها وحكمها ، بخلاف الأزارقة فإنهم يحرمون الرجم ، ولا يحدون قاذف المحصن ، و يجدون قاذف المحصنات أخذا بظاهر القرآن 8 ولذا نجد ابن تيمية أقرب إلى فهم الخوارج وإلى معرفة رأيهم في السنن إذ يذكر لنا انهم لا ياخذون من السنة إلا بما فسر مجمله © وانهم لا ياخذون بما خالف ظاهر القرآن ومن ثم فانهم لم يأخذوا بالرجم ولا بالنصاب في السرقة و بما أن ابن تيمية ‎)١(‏ محمد بن يوسف أطفيش 0 شامل الأصل والفرع ، المطبعة السلفية ، القاهرة } . ٩ ‏ص‎ ١ ‏ه ج‎ ٤٨ . ٩ ‏ن . م . ص‎ )٦٢( . ٣٢٧ ‏البغدادي |©& الفرق بين الفرق ص‎ )٣( . ٣٤٦ ‏ن . م . ص‎ )٤( ، ١٢١ ‏ص‎ ١ ‏عبد القادر الجيلاني ، الغنية ص ٦٩-۔٧٩ ، الشهرستاني الملل والنحل ج‎ )٥( الاشعري } المقالات ج ‎١‏ ص ‎٨٩‏ . ٍ ‎)٦(‏ يشترط الأباضية النصاب وهو خمسة دراهم فصاعدا ( الأشعري ، المقالات ج ‎١‏ . ) ١٠١ ‏ص‎ ‎١٦١ 161 يعترف بأنه لم يقف على كتب الخوارج ، وبأنه عرف أقوالهم من نقل الناقلين عنهم ، ولم يعرفها مباشرة ‎١‏ 3 فانه بحتاط ني ذلك ويقر بصعوبة تاكيد ما ينقله عمم . أما النسخ فإن الخوارج تقر به ولا تنكره" & وللاباضية قاعدة منطقية ني الاجتهاد وهي أن كل ما أمر الله به فهو عام وليس بخاص" وهم ني ذلك معارضون للأزارقة الذين ذهبوا إلى تخصيص حد القذف بالمحصنات & ومن شدة تعلق النجدات بالاجتهاد أنهم كفروا من خاف أن يأثم المجتهد المخطئ الذي لم تقم عليه حجة ' 2 وطريقة الخوارج ني نقل السنن وروايتها معروفة عند المحدثين فقد ذكر ابن تيمية أنهم لا يتعمدون الكذب ، وانهم معر وفون بالصدق & حتى ان المحدثين قالوا ان حديث الخوارج من أصح الحديث وأن بدعتهم لم تكن عن زندقة وضلال ، وإنما هي عن جهل وخطأ ث بل أن الخوارج تبرأ من كل كاذب ، ومن كل ذي مجاهرة بالمعصية` ويقول ابن حجر العسقلاني وهو حجة ني الحديث وني معرفة الرجال أنه ليس ني أهل البدع والأهواء أصح حديثا من الخوارج" ، ولا يعرف عن الخوارج تعمد ني الكذب وإنما هم من أصدق الرواة © أما المعتزلة فإنهم أعلم من الخوارج بالحديث فيما يقول ابن تيمية © ولكن فيهم من يكذب ، ويقررأن جميع الفرق تقصر عن أن تصل إلى مرتبة أهل السلف ني الحديث ، وأن أضعف الناس ني الحديث إنما هم الروافض" ونص المبرد على أن . ٣٧-٣٦ ‏ص‎ ١ ‏ابن تيمية مجموعة الرسائل الكبرى ج‎ )١( )2( الشبخ المفيد ، أوائل المقالات ث ص ‎١٠٨ ،© ١٠١‏ . . ١٣٥ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني 3 الملل والنحل ج‎ (٣) . ٩١ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات ج‎ )٤( . ١١٥ ‏ص‎ ١ ‏ابن تيمية ؤ منهاج السنة ج‎ )٥( . ١٠٦١ ‏ص‎ !٢ ‏المبرد 5 الكامل ج‎ )٦( . ١٢١٧ ‏ص‎ ٨ ‏ابن حجرا تهذيب التهذيب ج‎ )٧١( . ١٠١ ‏ص‎ ٤ ‏ابن تيمية ، منهاج السنة ج‎ )٨( 162 ١٦٢ الخوارج اهتموا بالسنن والآثار وبالسير وبالشعر وبغريب اللغة ) ث واستدل على ذلك بما للرهين المرادي ولعمران بن قحطان من مسائل كثيرة ني علوم القران وغيرها ' ومن قديم قال علي بن أبي طالب للخوارج ي شأن القرآن : ( فانما فارقنا كم ي تفسيره ، ولم نفارقكم ني تنز يله © ونحن وأنتم نشهد أنه من عند الله © فإنما نر يد أن نسأل عنه مما تفسرون ، مما جهلنا نحن تفسيره فنسأل عنه أهل العلم منا ومنكم )" ومن شدة عناية الخوارج بالنقل وبالمنهج التار خي النقدي أنهم لا يقبلون خبر الاحاد اذ لا يوجب عندهم علما ولا عملا ووافقهم على ذلك المعتزلة وجمهور الشيعة . ولكن ينبغي أن نعترف بصواب بعض ما أشار إليه البغدادي الذي زعم أن الخوارج أنكرت جميع السنن } لأنها تكفر مخالفيها من الرواة ض وذلك لأن الاباضية الني وصلتنا بعض مؤلفاتها تقرر عدم الأخذ بقول المخالف لهم { ولا يحسن عندهم النقل عنه © وإن كان ثقة عالما ، اللهم إلا إذا كان ما ينقله حقا . وهم لا يصدقون الثقة الثبت إذا كان مخالفا لهم فيما يرويه ، اللهم إلا إذا تا كدوا من صحة روايته عندهم 3 واستثنوا من ذلك ما يتعلق بآثار الترهيب والترغيب٭ وبهذا كله يظهر لنا كبف بالم بعض مؤرخي المقالات والمذاهب في اتهام الخوارج بانكار السنن © حتى أن الملطي قرر بصورة قاطعة أن الحرورية : ( يأخذون بالقرآن ولا يقولون بالسنة أصلا )" ولا توجد على ما يبدو لنا ۔ في الخوارج تلك الظاهرة الخطيرة الني نجدها لدى بعض الفرق وهي وضع الحديث لنصرة مذهبها أو التساهل ني روايته } وأخذه كما جاء بغثه وسمينه ء صحيحه وموضوعه 0 كما يفعل بعض أصحاب التصوف والكرامية الذين يجوزون الوضع ئي الترهيب والترغيب لترقيق القلوب وإلقاء الخوف والرجاء فيها ث او لتاييد ‎)١(‏ المبرد ، الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎٢٦٣‏ . ‎)٢(‏ نصر بن مزاحم المنقري © وقعة صفين ث ص ‎٥٩١‏ . ‎)٣(‏ محمد بن يوسف اطفيش ، شامل الاصل والفرع ج ‎١‏ ص ‎١١‏ . ‎()٤(‏ الملطي 3 التنبيه والرد ص ‎٥٣‏ . ‎١٦٣ 163‏ المذهب وتأكيد آرائه } وكما تفعل طائفة أخرى متزندقة حين تضع الحديث وتدسه في كتب بعض المحدثين © لتطعن به بعد ذلك لي الشريعة والملة وفي المحدثين أنفسهم » وليس ببعيد عنا ني هذا المجال قصة ابن أبي الهوجاء (+ ‎/١٥٥‏ ‎)٢‏ الزنديق المانوي الوضنّاع الذي افتخر حينا اقتيد للموت بأن وضع أربعة آلاف حديث حرم فيها الحلال وأحل الحرام من ذلك ما نسبه إلى جعفر الصادق من الاعتاد لي الصيام والفطر على الحساب الفلكي لا على رؤية الحلال © وكذلك محمد بن شجاع الثلجي ‎)٨٧٩/٢٦٦٢+(‏ الذي كان يبغض الامام الشافعي وأحمد بن حنبل © ويضع أحاديث في التشبيه الغليظ وينجلها إلى أهل الحدبث كي بحط منهم ويطمن فيهم! , ك ورغم هذا كله فإن ابن حزم يطعن في فقه أسلاف الخوارج للسنن ، فيقول إن أسلاف الخوارج أعراب قرأوا القرآن ، ولكنهم لم يتفقهوا ني السنة قبل ذلك " ويبدو ان هذا لا ينطبق عنده على اخلافهم . ج _ الاختلاف في الاعتقاد ورواية الحديث : قرر ابن حجر أنه لا يلتفت إلى الطعن الذي يرجع سببه إلى الاختلاف في العقيدة والمذهب ، ولا يعتد به } الا إذا ثبت ما يؤكد ان سبب الطعن يعود الى شيء آخر مما يطعن حقاً ني الرواية ، أما مجرد الاختلاف في العقيدة فلا يعتد به © ولكنه بقسم البدعة الاعتقادية إلى نوعين نوع يكفر به صاحبه © ونوع آخر لا يكفر به © وإنما يبدع ويفسق بسببه ، أما ما يتعلق بالبدعة الني تؤدي إلى الكفر ‎)١(‏ دائرة المعارف الإسلامية ( ابن أبي العوجاء ) الذهي 6 ميزان الاعتدال . القسم الثاني ص ‎٦٤٤‏ ويذكر الفتي انه لما أخذ لضرب عنقه قال : ( وضعت فيكم أربعة آلاف حديث احرم فيها الحلال واحلل الحرام ( الفتي { تذ كرة الموضوعات ، القاهرة ‎١٣٤٣‏ ه ص ‎٧‏ ) وقال حماد بن زيد وضعت الزنادقة على أربعة آلاف حديث ن . م . ص ‎٧‏ . ‎)٢(‏ الفتني ، القانون ني ضبط الأخبار الموضوعة والرجال الضعفاء } القاهرة ‎١٣٤٣‏ ه ص ‎٢٩٢٩‏ . الذهي ‘ ميزان الاعتدال القسم الرابع ص ‎٨٥٧٧‏ . ‎)٣(‏ ابن حزم ، الفصل ج ‎٤‏ ص ‎١٥٦١‏ . ‎١٦٤‏ 164 فلا بد من حصول الاجماع والاتفاق من قبل الأبمة على أنها مكفرة حقاً بمراعاة ما وضعوه من القواعد ني ذلك & ومثل لذلك بالغلاة من الشيعة الذين يعتقدون الحلول ، حلول الله ني بني آدم ، أو يعتقدون الرجعة قبل يوم القيامة © فان هؤلاء لا يصح عنهم حديث أصلا ، ولا يعتمد عليهم ي النقل ، وأما البدعة الني يفسق بها صاحبها كبدعة الخوارج في نظر خصومهم ، وكبدعة الشيعة الني لم تغل ، وغيرهم من المخالفين الذين اعتمد مذهبهم على تأويل سائغ فان أهل السنة اختلفوا ني ذلك ، فبعضهم يجيز الرواية عنهم إذا عرفوا بالديانة والعبادة وسلامة الأخلاق و بالصدق و بعضهم يرد روايتهم - وذهب جماعة من أهل السنة إلى أن هؤلاء يفصل القول فيهم فأما أن يكونوا دعاة لمذاهبهم ، وإما أن يكونوا غير دعاة &} فإن كانوا دعاة رفضت رواينهم وان كانوا غير دعاة قبلت 0 ويرى ابن حجر أن هذا هو الأعدل وهو ما قالت به طائفة من الأمة ، ويذكر أن ابن حيان (ر+٤٥٣/٥٦٩(‏ حكى الاجماع على ذلك & ومن جهة أخرى . فان غبر الداعية من أهل المذاهب الأخرى الاعتقادية } إذا اشتمل الحديث الذي يرويه على ما يؤيد بدعته أو يزينها } أو يتعلق بها } فلا يقبل ، وإذا كان موضوع الحديث ليس له مساس أو صلة بمذهبه فإنه يقبل وهذا كله إذا توفرت فيه شروط النقل النى حددها أهل الحديث ني كتبهم المنهجية المعروفة . اما الذهي فيقسم البدعة الى كبرى وصغرى } فإن كانت كبرى رفض حديث صاحبها 0 وإن كانت صغرى قبل 0 ويذكر لنا ان منشا الاسناد يرجع إلى الفتنة لأن الناس ما كانوا يسألون عن الاسناد قبل وقوع الفتنة ث فلما حدثت أخذوا يسالون عنه وعن الرواة والمحدثين ، ففن كان من اهل السنة اخذوا عنه ث ومن كان من أهل البدع تركوه! . ِ ولقد حاول المستشرقون أن بصنفوا الحديث تصنيفا جغرافيا تبعا لإشارة ابن سعد في طبقاته © وتبعاً للأهمية السياسية أو الثقة اعتبارا لما تميل إليه مدرسة ‎)١(‏ ابن حجر ، مقدمة فتح الباري ث ص ‎٣٨٢‏ . ‎)٢(‏ الذهي ، ميزان الاعتدال القسم ‎١‏ ص ‎٣‏ . ‎١٦٥ 165‏ من المدارس الجغرافية من التيارات السياسية © إد منها ما هو ني جانب الأموبين ومنها ما هو ني جانب الهاشميين ، فهناك بهذا الاعتبار مدرسة المدينة ومدرسة العراق ومدرسة الشام ، ولقد انتفع بهذه الطريقة في البحث فلهوزن وجولدز بهر ولامانس & كما أن ليون كيتاني وليلي دلافيدا وبول قد استفادوا بتطبيق هذا للنهج مع بعض الفروق فيما بينهم » ولكن ماسينون اعتبر هذا التقسيم غير دقيق فالمدرسة العراقية مثلا تمتاز فيها مدرسة البصرة عن الكوفة وكذلك التوزيع السياسي لا يقوم إلا ني مدة محدودة و بطر يقة عامة تمتد طوال قرن واحد تقر يبا ( من ‎١٣٢-٣٧‏ ھ / ‎)٢٤٩-٥٧‏ وحاول ماسينيون أن يسلك طريقة أخرى ي توزيع الأحاديث باعتبار الفرق والمذاهب حيث نستطيع أن نتبين فيها المراحل المختلفة 8 وذلك بأن قسم الأحاديث الى أحاديث سنية وأحاديث زبدية 0 وأحاديث لبقية الفرق الامامية ' } ولكنه حدد هذا المنهج لدراسة موضوع واحد ، وهو سلمان الفارسي © وما دار حوله من الأفكار والتأويلات ، ويمكن أن تقسم الأحاديث تقسيماً منهجيا إلى ما تر ويه الشيعة وإلى ما تر ويه الخوارج وإلى ما يرويه اهل السنة عامة } مع مراعاة الفروق القليلة داخل فرقة الشيعة وفرقة الخوارج ، وفرقة أهل السنة © بما فيها من معتزلة واشاعرة ومرجئة واهل الحديث ، والمتصوفة ث حتى يستطيع الباحث أن يتأكد من بحث مسألة عقائدية } لأن الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة تؤرخ لنا تطور الفكر عند المسلمين ، وتصور لنا العقائد والأنظار المختلفة الني كانت لديهم ني شتى الشئون العقائدية ٫والسياسية‏ والأخلاقية والاجتاعية إذ لا بمكن لنا أن نعرف العقائد الإسلامية دون الرجوع إلى الحديث الذي نلاحظ أن كثيرا من الباحثين ني الفلسفة الإسلامية لا يهتمون به الاهتام الواجب ني هذا المضار . لقد بينا النظرة التي ينظر بها أهل السنة إلى بقية الفرق ني الحديث والى الأخذ عنهم & بحيث لم ينكر وا إلا رواية الغلاة أو المتعصبين الداعين الى آرائهم بأي ‎)١(‏ ماسينيون © سلمان الفارسي والبواكير الروحية ضمن كتاب شخصبات قلقة في الإسلام © ترجمة عبد الرحمن بدوي ص ‎٥‏ . ‎١٦٦‏ 166 طريق © لأن الواقع أن كل فرقة لا تخلو من الاستناد إلى الحديث ني مذهبها والاستدلال به على ما تراه ي العقائد 0 وفي غيرها من شؤون الاخلاق والسياسة والاقتصاد ، ونريد أن نستعرض نموذجاً من نماذج الرواية السلفية السنية وموقفها من بقية الفرق الداخلة ني أهل السنة والخارجة عنها ونختار لذلك الامام البخاري في صحيحه حيث ير وى عن شخصيات من فرق متعددة ونقوم بعملية إحصائية لبيان عدد الأشخاص من كل فرقة من هذه الفرق ليبين لنا ذلك بيانا تقر يبي نظرة محدث سلى إلى الفرق الأخرى وموقفه منها ومن التيارات المذهبية أو الاعتقادية الني تتدين بها } وقد نقم على البخاري بعض المحدثين روايته عن الخوارج ». وهو الامر الذي يهمنا هنا مباشرة ث وإذا رجعنا إلى البخاري فاننا نجده قد روى عن شخصيات ثلاثة فقط منهم وهم : عمران بن حطان السدوسي الشاعر ، وعكرمة مولى ابن عباس والوليد بن كثير أبي محمد المخزومي المدني فالأول صفري ، والثاني قيل إنه صفري ، وقيل أنه اباضي ، والراجح أنه صفر ي والثالث أباضى . وهذه صورة البيان عن رواية البخاري عن أهل الفرق الكلامية : ٢٧ ‏قدرية‎ - ١ ١٨ ‏شيعة‎ - ٢ ١١ ‏مرجئة‎ - ٣ ٦ ‏النواصب‎ - ٤ ٣ ‏الخوارج‎ - ٥ ١ ‏الرافضة‎ - ٦ ١ ‏الجهمية‎ - ٧ ١ ) ‏الواقفة ( في القرآن‎ - ٨ ٦٨ ١٦٧ 157 فقد روى عن نمانية وجهات من النظر في العقائد وني السياسة وعن نماننة وستين رجلا من الذين يمثلون هذه العقائد 5 مرتبين ترتيباً تنازلياً و يهمنا في هذه لمسألة أن نشير إلى روايته عن الخوارج وعن نقد بعض المحدثين له & ودفاع آخرين عنه فأما أبو عمران بن حطان ‎)٧٠٣/٨٤+(‏ فهو من قعدة الصفر ية ومن الدعاة الى مذهبه © غير أن العجلى اعتبره ثقة 0 وكذلك قتادة الذي قال : ( انه لا يتهم ني حديثه ) أما أبو داود فقد صرح بأنه : ( ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ) وذكر العقيلي أنه حدث عن عائشة ؤ ولم يعرف سماعه عنها وخرج له البخاري حديثاً واحداً » قال ابن حجر أن أبا زكر يا (+ ‎)٩٤٥/٣٣٤‏ ‏ذكر لي كتابه تاريخ الموصل ان عمران بن حطان رجع عن مذهبه الخارجي ‘ ودافع ابن حجر عن البخاري في روايته عن عمران هذا ، وبين ان ذلك لا يقدح فيه ني شيء . ولكن ينبغي أن نشير ي هذه المناسبة إلى أن الخوانساري الشيعي اتهم البخاري بأنه روى عن مائتين وألف من الخوارج وعد منهم عمران بن حطان الذي اعتبره من الازارقة خطا © كما انه اتهم البخاري بانه لا يروي حديث الغدير ، و بالتظاهر بالعداوة لأهل البيت" } ولا شك في أنه متحامل على البخاري من غير علم لأنه لم يسم إلا شخصا واحداً مع زعمه أنه روى عن مائتين وألف من الخوارج ، والواقع أن الخوارج تأقي في الرتبة الخامسة ممن يروي عنهم البخاري من رجال الفرق المختلفة إذ لم يرو إلا عن ثلاثة منهم فقط . والشخصية الثانية الني روى عنها البخاري من الخوارج هي عكرمة مولى ابن عباس ‎)٧٢٣/١٠٥+(‏ الذي احتج به أصحاب السنن ورووا عنه إلا مسلم ، فانه ل حرج له الا حديثاً واحداً ل لأنه اعتمد على كلام مالك فيه 0 وقد دافع عن عكرمة أغلب المحدثين ووثقوه & وهو معروف بكثرة رحلاته 0 وقد وصل الى القير وان و بث مذهب الصفرية في المغرب & وكان قد التقى بنجدة وحدث عنه © وذهب إلى مصر ومنها إلى المغرب ، وأخذ عنه أهل المغرب الحكم على شارب ‎)١(‏ ابن حجر 0 مقدمة فتح الباري ‎٤‏ ص ‎٤٣٢‏ . ‎)٢(‏ الخونساري { روضات الجنات 3. ص ‎٦٦١٩١‏ . ‎١٦٨‏ 168 الخمر بالكفر وقد أطال ابن حجر في الحديث عنه ، وفي نقل أقوال الأيمة فيه © واستخلص من ذلك أنه ثقة عالم بالسنن 0 وبتأويل القرآن لا يدانيه في ذلك كثير من الرواة والمحدثين من الأمة ' . أما الشخصية الثالثة فهي الوليد بن كثير المخزومي ‎)٧٦٨/١٥١+(‏ الذي يصفه الذهي بمعرفة المغازي والسير " & فقد وثقه أبو داود وابن معين ‎)٢٣٢/١٥٨+(‏ ‏وابراهيم بن سعد ‎)٨٦١/٢٤٧+(‏ وضعفه ابن سعد ‎)٨٤٥/٢٣٠+(‏ إلا أن ابن حجر دافع عنه © وعن رواية البخاري عنه } وذكر أن فرقة الاباضية ليست مغالية 5 وأن الوليد لم يكن داعية " . ونقل الذهي عن الجوزجاني أن عبد الله بن وهب" ونجدة الحر وري" من الضعفاء ني الحديث ويبدو أن ذلك مجرد تحامل عليهما كما تحامل ابن حزم على الخوارج عامة . ‎-٨‏ السمعيات : سبق أن تحدثنا عن بعض آراء الخوارج ني السمعيات كالوعد والوعيد ، ولقد خالفنا في ذلك المعتاد ني كتب المقالات © لأن مسألة الوعد والوعيد مسألة لها ارتباط بالسلوك الإنساني وبالأخلاق عامة مع اعترافنا بما لها من بعد إلهي يتعلق بما وراء هذا العالم } فبتي علينا أن نشير إلى أن الخوارج كالمعترلة ينكرون عذاب القبر` لأن التعذيب لا يقم قبل الحساب الذي يقع يوم القيامة ، وأنكر وا الشفاعة لأهل الكبائر " وذهبت الخوارج أيضاً إلى أن الجنة والنار لم تخلقا بعد فالعقل ‎)١(‏ ن . م . ص ‎٤٢٢٩-٤٦٢٤‏ . ‎)٢(‏ الذهي ، العبر ح ج ‎١‏ ص ‎٢١٧‏ . ‎)٣(‏ ابن حجر ، مقدمة فتح الباري ص ‎٤٥٠‏ . ‎(٤(‏ الذهي » ميزان الاعتدال القسم ‎٤‏ ص ‎٢٤١‏ . ‎(٥)‏ . م . القسم ‎٤‏ ص ‎٢٤٥‏ . ‎)٦(‏ الاشعري ، المقالات ج ‎١‏ صر, ‎١٢٧‏ . ‎)٧(‏ ابن حزم ؤ الفصل ج ‎٤‏ ص ‎٦٣‏ ، البغدادي أصول الدين ص ‎٢٤٤‏ ، ابن حجر فتح الباري ج ‎١٣‏ ص ‎٣٩٢‏ . ‎١٦٩ 169‏ يجوز أن تكونا مخلوقتين 0 ولكن لا يوجب ذلك ، لأنه لو كانتا قد خلقتا لشملهما الفناء المطلق الذي هو ضرورة حتمية لكل مخلوق ( كل شيء هالك الا وجهه . القصص ‎')٨٨/‏ فلا تكون الشفاعة عند الخوارج 0 وعند المعتزلة إلا للمطيعين من المؤمنين" وهذا مبني على قاعدتهم في أن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب . خلد في النار ، لأنه لا يجمع بين المتناقضين أي بين الحسنة والسيئة ، او بين الجنة والنار 0 ولان العقاب ايضا يتناقض مع الثواب ، ولان الله لا يخلف الميعاد } ولا تتخلف أخباره 0 ولكن ابن حزم يذكر أن سائر المعتزلة تقول بعذاب القبر " ث وتنكر الاباضية أيضاً الشفاعة لأنها لا تنال عندهم أصحاب الكبائر } وتعتقد أن الصراط والميزان معنويانث وذكر عبد العز يز الصعبي صاحب كتاب معالم الدين أن الاباضية تنكر الصراط ث . اما عبد القادر الجيلاني فقد صرح بان الخوارج لا تقول بعذاب القبر © ولا بالحوض ولا بالشفاعة١‏ . وفيما يتعلق بالرزق من الحرام فقد قال به بعضهم وأنكره آخر ون [ فهن قال من الخوارج بالحرية أنكر أن يكون الحرام رزقا © ومن قال بإثبات القدر تدين بأنه رزق ‎٧‏ . وينكر جميع الخوارج الدجال © من أساسه كما ينكره ضرار بن عمرو . . ١٠٣ ‏الشيخ المفيد © أوائل المقالات ص‎ )١( . ٤٧٠١ ‏الشهرستاني ، نهاية الاقدام ص‎ )٢( . ٦١٦١ ‏ص‎ ٤ ‏ابن حزم ، الفصل ج‎ )٣( . ٧٣-۔٧٢ ‏م ص‎ ١٩٣٨ - ‏ھ‎ ١٣٥٧ ‏سليمان الباروني © مختصر تار يخ الأباضية تونسي‎ )٤( ‎)٥(‏ عبد العزيز الملصعي { معالم الدين : مخطوط دار الكتب ص ‎٢٦٠‏ ولعله بقصد بذلك ‏نكران الصراط الحسي . ‎. ٩٦١ ‏عبد القادر الجيلاني ، الغنية ص‎ )٦( ‎. ١٢١٧ ‏ص‎ ١ ‏الاشعري ، المقالات . ج‎ )٧١( ‏(٨))ابن‏ حزم. ، الفصل ج ‎١‏ ص ‎١٠٩‏ . ‎170 ١٠ : ‏الغلو أو العناصر الدخيلة لدى الخوارج‎ - ٩ ‏لم يسلم الخوارج من تسرب الآراء الأجنبية إلى صفوفهم بل ان الخطورة‎ ‏تكمن في الرواية التي ينقلها إلينا محمد بن الحسين الاجري عن كعب الاحبار‎ ‏حبث ربط فيها بين الخوارج وبين ايهود أي بين الخوارج ني الإسلام والخوارج‎ ‏ني اليهود . ويذكر لنا الشهرستاني ان فرقة من فرق اليهود تسمى بالموشكانية‎ ‏من رأيها وجوب الخروج على المخالفين لها وأن هذه الفرقة الخارجية كانت‎ " ‏موجودة ني قم" غير أن الشهرستاني يقول إنهم يثبتون نبوة محمد لغير اليهود‎ ‏وهذا تقول به طائفة من الموشكانية لا جميعها وكانت هذه الفرقة ترى وجوب‎ ‏قتال المخالفين وقد خرج رئيسها خر وجاً فعليا في تسعة عشر رجلاً وقتل بقم و يبدو‎ . ‏أن خر وجه وقع ي عهد الإسلام‎ ‏من العناصر التي تسربت إلى بعض فرق الخوارج القول بالمهدي المنتظر‎ ‏أو بالرسول الناسخ الذي لا يكون عربيا في جنسه ، والقول بأنه ينسخ القرآن‎ ‏و يتبعه الصابئة وهذا المعتقد ينسب إلى يزيد بن ابي انيسة الخارجي ، وهو يتولى‎ ‏كل من اعترف بنبوة محمد من أهل الكتاب ، وإن لم يدخلوا ني الإسلام‎ ‏ويعتبرهم مؤمنين ، وهذا الرأي يرجم إلى فرقة العيسوية اليهودية وإلى الموشكانية‎ © ‏من خوارج اليهود اللتبن اعترفتا بنبوة محمد على انه ارسل إلى العرب خاصة‎ ‏عن عبد الله بن رباح عن كعب الأحبار قال : ( للشهيد نوران } ولمن قتله الخوارج‎ )١( ‏عشرة أنوار ولجهنم سبعة أبواب باب منها للحرورية ولقد خرجوا على داود ني الله في‎ ‏زمانه ) فما معنى هذا الأثر هل هو تحر بض على قتال الخوارج ، وعلى ايقاد نار الفتنة ؟‎ ‏أم هو اختلاق للكلام © وذم للخوارج الذين أفسدوا المؤامرات الغنوصية اليهودية ووقفوا‎ ‏حجر عثرة قوية أمامهم ؟ أم انه ادخال للاسرائيليات ني تراث المسلمين لتنبيههم إلى‎ ‏خطر الخروج ؟ أم انه أراد ان يذم فرقة الموشكانية الخارجية الإسرائيلية ؟..||}}‎ ‏قم : مدينة قرب أصبهان و بها مشهد فاطمة اخت الامام الادس علي الرضا واهلها‎ )٢( . ‏من الشيعة الامامية‎ . ١٢ ‏البغدادي ، الفرق بين الفرق ص‎ ، ٢١٧ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني ، الملل والنحل ج‎ )٣( ١٧١ 171 ففى هذا القول عنصران دخيلان عنصر شعوبي © وعنصر يهودي {، وقد تبرأت الإباضية من يز يد القائل بهذا القول ، وأحلت سفك دمه وسي ماله 3 ولكن يوجد منهم من نوقف فيه ' ومن العناصر اليهودية الني أخذها بعض الخوارج تحريم أكل السمك الذي ينسبه الشهرستاني إلى فرقة العنانية من اليهود! ، ولكنه إذا ذبح جاز أكله عند هذه الفرقة الخارجية © ويذكر ابن تيمية أن الرافضة أيضاً تحرم أكل السمك تشبهاً باليهود " وزادوا على ذلك بأن الصلاة ركعتان © ركعة بالغفداة وركعة بالعشى © على أن ذلك مأخوذ من القرآن ث من قوله تعالى : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل . الاسراء ‎)٧٨/‏ كقول البرغواطية من متزندقة المغرب ؤ ويمكن القول بأن هناك عنصرا مجوسياً . وهو ما يذهب إليه أصحاب أبي اسماعيل البطيحي من أن الجزية لا تؤخذ من المجوس ‘ ومن القول بأن أهل النار يتلذدون وهم يصلون سعيرها } زيادة على بدعة الصلاة وتحريم السمك ث وذهب الكعي والأشعري إلى أن فرقة الميمونية الخارجية أنكرت سورة يوسف باعتبار أنها قصة عاشق ومعشوق } والحديث عن العشق لا يليق بكلام الله ولكن يبدو من الأشعري أنه غير متأكد من نسبة هذا الاعتقاد إلى الميمونية ث ويذكر البغدادي أن الميمونية أخذت من المجوس جواز نكاح بنات البنات © ونكاح عدة من النساء تعتبر ني الإسلام من المحارم١‏ ، ومن الشكوك الني يمكن ٨{ ‏البغدادي‎ ١٠٤--١٠٣ ‏ص‎ ١ ‏الأشعري 0 ج‎ ٨١٨٩-١٨٨١ ‏ص‎ ٤ ‏ابن حزم ، الفصل ج‎ )١( ‏الشهرستاني ، الملل‎ ، ٣٢٣٣-٢٣٣٢ ‏أصول الدين ص‎ ، ٢٨٢٠-٢٧٩٢ ‏الفرق بين الفرق ص‎ . ١٣٦ ‏ص‎ ١ ‏والنحل ج‎ . ٢١٥ ‏ص‎ ١ ‏الشهرستاني } الملل والنحل ض ج‎ )٢( . ٩٣ ‏ص‎ !٢ ‏ابن تيمية ، منهاج السنة ج‎ )٣( . ١٨٩ ‏ص‎ ٤ ‏ابن حزم ج‎ )٤( ‎(٥)‏ الأشعري 0. المقالات 0 ج ‎١‏ ص ‎٩٦‏ } الشهرستاني اللمل ج ‎١‏ ص ٩-۔‏ البغدادي الفرق بين الفرق ص ‎٢٨١‏ ، أصول الدين ص ‎٣٣٢‏ . وهذه الفرقة تنسب الى ميمون بن خالد الذي كان من العجاردة ثم اختلف معهم وترجع المجاردة الى الصفر ية . ‎)٦(‏ الاشعري ؤ المقالات ج ‎١‏ ص ‎٩٥‏ البغدادي ، الفرق بين الفرق ص ‎١٢٩‏ ، ابن حزم الفصل ج ‎٤‏ ص ‎١٩٠‏ ‎172 ١٧٢ أن تتسرب إلى بعض شخصيات الخوارج ان نافع بن الأزرق بن قيس بن نهار كان جده نهار هذا من أصحاب مسيلمة الكذاب ومن بنى حنيفة ' ويذ كر الطبر ي أن نهار الرجال أو الرجال بن عنفوة هاجر إلى الني صلى الته عليه وسلم وقرأ القرآن ، وتفقه ني الدين ، ثم أرسله معلما لأهل اليمامة ليدحض دعوى مسيلمة © ولكنه أصبح عوناً له وفتنة للمسلمين ‎٢‏ و إن كان اتصال نسب ا فع به لا يثبت شيئا واضحاً 3 إلا أن هناك شبهة في أمره من هذه الناحية باعتباره صاحب بدع منكرة ، وكذلك شبث بن ربعي الذي بايعه الخوارج ني أول من بايعوا عند خروجهم الأول إلى حروراء ، فانه كان مؤذن سجاح المتنبئة الساحرة الغنوصية زوجة الكاهن & فكان ينادى عند زواج مسيلمة الكذاب بسجاح 0 ويؤذن بأمر من سجاح ومسيلمة فيقول : ( ان مسيلمة بن حبيب رسول الله 0 قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد ، صلاة العشاء الآخرة وصلاة الفجر )" اعلانا بنبوة مسلمة و مهر زواجه بسجاح . وهذه غوصية خبيثة . لا نعتقد أن الخوارج أخذوا بها ‎٤‏ وإنما تلحق التهمة والشبهة شبث بن ربعي باعتباره زعيما من زعمائهم © وإن تاب وأسلم ، فقد أدرك شبث عهد النبوة وذهب إلى مصر وإلى الكوفة ويعتبر من شيوخ أهلها ؤ واتبع سجاحاً ثم عاد إلى الإسلام ، وكان من الخارجين وهو ايضا من قبيلة تميم ‎٤‏ الى وجدت فيها الزندقة أو الغنوصية } تقلب الرجل ني أطواره تقلباً غريبا مشبوهاً ويروى الحديث عن علي وقد ضعفه البخاري 8 ‎١ )‏ ( عثمان العامري ‎٠‏ منهج المعارج « مخطوط ص ‎.٦‏ المقريزي 4 الخطط )ح ‎٢‏ ص ‎٣٥٤‏ . ‎. ٢٨٣ ‏ص‎ ٣ ‏الطبري ج‎ )٢( ‎. ٢٧٤ ‏ص‎ ٣ ‏الطبري ج‎ )٣( ‎} ٣٠٣ ‏ص‎ ٤ ‏ع ابن حجر ، تهذيب التهذيب ج‎ ٦ ‏ص‎ ٢٣ ‏الزركلي ّ الأعلام ج‎ (٤( . ١٩١٧ ‏ص‎ ٣ ‏ابن حزم الفصل ج‎ ٠١6 ٢٦١ ‏الذهي 0 ميزان الاعتدال القسم الثاني ص‎ ‏واعتباره أول من أخرج الخوارج الى حرواء أمر خطير في نشأة الخروج إذ ينقل عنه‎ ‏انس بن مالك والأزدي انه قال : أنا أول من حرر الحرورية . ( ميزان الاعتدال القسم‎ . ) ٢٦١ ‏الثاني ص‎ ‎١٧٣ 173 وينسبون إليه أنه أول من حرر الحرورية ، إلا أن الذهي يقول أنه تاب وفارق الخوارج . ومن غلو الخوارج أن بعضهم غلا ئي الي بكر وعمر ، حتى اعتبرهما من الأنبياء © ولذلك نجد صاحب العقيدة الاباضية الني كتبت بالبر برية ث وترجمت إلى العربية يقول : ( ليس منا من قال ان القرآن غير مخلوق ، ولا من قال ان أسياء الله مخلوقة .. ولا من قال أن أبا يكر وعمر من الأنبياء ، وكانت البلجاء الخارجية العابدة المجتهدة تنتسب إلى بني حرام بن ير بوع التميمي من قبيلة سجاح اللتنبئة " . فهذا كله يوحي بالشكوك حول بعض العناصر التي تسربت إلى الخوارج ، وان كان لم بثبت لدينا ما يقطع بأن شبث بن ربعي كان يدعو إلى الغنوصية ، او ان البلجاء كانت تبدي هذه النزعة 5 وذلك لأنه لا يكي مجرد اتصال نسبها بسجاح ان تتهم بالغنوصية © وهذا ينطبق على نافع بن الأزرق أيضاً فهو ليس غنوصباً واضحا } ولكن ما هو اقرب إلى اليقين ان عناصر دخيلة مغالية تسربت إلى الخوارج كما تسربت إلى الشيعة أيضا ، وهذا لا يمنع من القول بأن الخوارج كانوا أقل من الشيعة في هذا المجال ، وقد اتهم بعض السلف المعتزلة ومن نحا نحوهم بأنهم يميلون إلى قراءة كتب اليهود ويفضلونها على كتب النصارى 3 كما ان اليهود كانت تقرأ كتب شيوخ المعتزلة وتستحسن مناهجهم وخاصة يهود المشرق ، أما يهود المغرب فقد تشبثوا بأذبال الفلاسفة ، وقد قيل : ( من انحرف من العلماء ففيه شبه من اليهود ومن انحرف من العباد ففيه شبه من النصارى ‎٢‏ . ‎(١(‏ أبو حفص عمرو بن جميع ح مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎١١٢‏ وقد علق أبو اسحاق ابراهيم بن اطفيش على ذلك بقوله : ( والظاهر ان القائلين بها من غلاة الخوارج ) . ‎)٢(‏ المبرد } الكامل ، ج ‎!٢‏ ص ‎١٥٥‏ . ‎)٣(‏ ابن ابي العز } شرح الطحاوية ص ‎٤٠١7٧‏ . ‎١٧٤‏ 174 : ‏الزهد والخوارج‎ -٠ يمكن القول بأن أوائل الزهاد والعباد كانوا من الخوارج إذ ان الزهد يتمثل فيهم كاقوى ما يكون ِ خصوصا إدا علمنا ان التقوى والوجل أو الفزع ما صار الره امر المسلمين كان من اقوى الاسباب الني دعت إلى الخروج ك وكان أغلب أوائل الخوارج زهادا أو عبادا ث إذ أنهم انبثقوا من صفوف القراء والمخبتين ، وزيند عبادة الخوارج وزهدهم إلى عنصر الخوف فالخوف من الله هو المسيطر على حياتهم الروحية ، ولم يشب زهدهم عنصر من تلك العناصر الني نجدها لدى للتصوفة كالوجد والحب وما اليهما من الأحوال والمقامات } وقد بين لنا ابن تيمية بيانا دقيقاً الفرق بين عبادة الخوارج والمرجئة والزنادقة وعبادة المؤمنين فقال : ( من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ، ومن عبده بالحب فهو زنديق & ومن عبده بالخوف والرجاء والحب فهو مؤمن ) ويذكر المؤرخون ان عبد الله بن وهب كان يسمى بذي الثفنات لشدة عبادته } ويذكرون لنا ايضا ان مرداسا الخارجي مر باعرابي يعالج بعيرا له بالقطران } فهرج البعير من أثر ذلك & فسقط مرداس مغشيا عليه ، فاعتقد الاعرابي أنه صرع فجعل يقرأ ني اذنه } فلما أفاق قال له : رأيت بعيرك هرج من القطران 9 فذ كرت به قطران جهنم فأصابني ما رأيت" ويقص خادمه عنه ، أنه ما أتاه بطعام بنهار . ولا فرش له فراشاً بليل " } وسمى الصفر ية صفر ية فيما يرويه المبرد لاصفرار وجهوهم من أثر التعبد ، وقال ان اكثر أهل الكلام على هذا الرأي في تسمينهم' ، وقيل ني وصف أصحاب مصعب بن محمد ( ‎٧٢٣/١٠٥‏ ) الخارجي : ‎)١(‏ ابن تيمية ، جامع الرسائل 0 تحقيق الدكتور محمد رشاد السالم ، القاهرة ‎١٢٨٩‏ ھ / . ١١١ ‏م ص‎ ٦٩ . ١٥٥ ‏ص‎ ٢ ‏المبرد 0 الكامل . ج‎ )٢( . ١١١ ‏ن . م . ج ! ص‎ )٣( . ١٧٠ ‏ص‎ ٢ ‏ن . م . ج‎ )٤( ١٧٥ 175 فتية تعرف التخشع ف كله. احكم القران إماما قد برى لحمه التهجد حتى عاد جلدا مصفرا وعظاما . ِ , . - . . ؟ . ” ‎١‏ ‏غا درورهم بقاع حزة صرعى فسقى الغيث ارضهم يا اماما وعرف خالد بن عباد أو عبادة بالنسك والزهد 0 حتى ان الذين كلفوا بتنفيذ ِ القتل فيه » فزعوا من ذلك ف عهد عبيد الله بن ز باد ‎٢‏ وكان صالح بن مسرح ‎٧٦ (‏ ه/٥٩١٦‏ ) الخارجي ناسكاً مخبتأ 7 صاحب عبادة © مصفر الوجه 0 وكانت له دار يقرئ فيها أصحابه القرآن ويفقههم ف الدين ©0 وكان له أتباع بالموصل والجزيرة ، ومما أورده له الطبري قوله : ( أوصيكم بتقوى الته والزهد ني الدنيا والرغبة ي الآخرة ، وكثرة ذكر الموت ، وفراق الفاسقين 0 وحب المؤمنين ، فان الزهادة ني الدنيا ترغب العبد فيما عند الله 3 وتفرغ بدنه لطاعة الله ث وان كثرة الموت يخيف العبد من ربه حتى يجأر اليه ويستكبن اليه 3 وان فراق الفاسقين حق على المؤمنين ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ، إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون . التوبة : ‎٨٤‏ )" فالتقوى والزهد ني الدنيا والرغبة ني الآخرة وكثرة ذكر الموت الذي مخيف العبد من ربه © كل ذلك يبين لنا فكرة صالح بن مسرح عن الزهد © وعن حياة المؤمن الروحية . ولكن يضيف زيادة على ذلك فر اق الفاسقين والبعد عنهم & وهو ما يمثل عنصر الخارجية الى سخطت على المجتمع ، وعلى ما ساد فيه من انحراف عن الدين } ذلك السخط الذي أصبح من شروره وآثامه 3 وما إلى ذلك من مجانبة مخالطة العاصين وأهل الدنيا . وكان أصحاب نجدة بصومون النهار 0 ويقومون الليل 5 وقال ابن عباس فيهم : ( فاتينهم فدخلت على قوم لم أر أشد اجتهادأ منهم ، أيديهم كأنها ثفن الابل © ووجوههم معلمة من اثر السجود ) " وقرر ابن تيمية أن الخوارج أزهد من الشيعة ث. . ‏والبيت الأخير ني اضطراب‎ ١٢٠ ‏ص‎ ٥ ‏ابن الأثير 3 الكامل ج‎ )١( . ١٦٩١ ‏ص‎ !٢ ‏المبرد ، الكامل ، ج‎ )٢( . ٢١٧-٢١٦ ‏ص‎ ٦ ‏الطبري ج‎ )٣( . ٢٤٣ ‏ص‎ ١! ‏ابن حجر ، فتح الباري ج‎ )٤( . ١٦١٩١ ‏ص‎ ١ ‏ابن تيمية } منهاج السنة ج‎ )٥( 176 1١٧٦ وأخرج ابن وهب عن الحسن البصري بسند مقطوع أنه قال : ( أطلبوا العلم طلباً لا يضر بترك العبادة } وأطلبوا العبادة طلباً لا يضر بترك العلم ‎٤‏ فان قوم طلبوا العبادة © وتركوا العلم © حتى خرجوا باسيافهم على امة محمد صلى الته عليه وسلم ، ولو طلبوا العلم لم يدهم على ما فعلوا - يعني الخوارج والله أعلم ‎١‏ - لأنهم قرأوا القرآن ، ولم يتفقهوا حسبما أشار اليه الحديث : ( يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم ‎٢)‏ وقيل ني عمران بن حطان الخارجي الزاهد : اله أيد عمراناً وطهره وكان عمران يدعو الله في السحر " وهل معنى ذلك ان الخوارج اقتصروا على التعبد وتركوا العلم ، مما جعلهم متشددين ني ارائهم ؟ يبدو انه الراي الذي ذهب اليه الحسن البصري ووافقه على ذلك الشاطي . ومما ورد ني رسالة ابن الأزرق إلى خوارج البصرة : ( فلا تغتروا ولا تطمئنوا الى الدنيا فانها غرارة ث مكارة } لذتها نافدة ، ونعمتها بائدة 0 حفت بالشهوات اغتراراً 0 وأظهرت حيرة ، وأضمرت عبرة ، فليس آكل منها أكلة تسره ، ولا شارب شربة تؤنقه ، الا دنا بها درجة إلى أجله 3 وتباعد بها مسافة عن أمله & وانما جعلها الله دار لمن تزود منها إلى النعيم المقيم ، والعيش السليم فلن يرضى بها حازم داراً ى ولا حليم بها قرارا ، فاتقوا الله وتزودوا فان خبر الزاد التقوى ) ث. ووصف أبو حمزة الخارجي أصحابه سنة ‎١٣٠‏ ه/٧٤٧‏ حين دخل المدينة ى وخطب ني أهلها فقال : ( غضبة عن الشر أعينهم ، ثقيلة عن الباطل أقدامهم : قد باعوا الله عز وجل أنفساً تموت بأنفس لا تموت ، قد خالطوا كلالهم بكلالهم & وقيام ليلهم بصيام نهارهم ، منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن & كلما مروا بآية خوف شهقوا . ‏تفسير من الراوي‎ )١( .. . . ١٧١ ‏ص‎ ٣ ‏الشاطي ، الاعتصام ، ج‎ (٢( ‎)٣(‏ المبرد 0 الكامل 3 ج ‎٢‏ ص ‎١٨٢‏ وكان عمران محدثا وعالما باشعار العرب روى عن الصحابة وروى عنه أصحابه الخوارج الحديث وكان مفتيهم ( الجاحظ ڵ البيان والتبيين تحقيق السندو بي القاهرة ‎١٩٣٢/١٣٥١‏ ج ‎١‏ ص ‎٥٥‏ ) . ‎. ١٧٩ ‏ص‎ ٢ ‏ن . م . ج‎ )٤( ‎١٧٧ 177 خوفا من النار وإذا مروا بآية شوق } شهقوا شوقا إلى الجنة ... فكم عين في منقار طائر طالما فاضت في جوف الليل من خوف الله عز وجل ؤ وكم من يد زالت عن مفصلها ' طالما اعتمد بها" صاحبها ي سجوده لله )" ومن هنا فاننا نرى الدليل الواضح على صحة ما ذهب اليه ابن تيمية من ان زهد الخوارج أو عبادتهم تعتمد على الخوف ، ولكن ليس معنى هذا أنه قد انعدم لديهم عنصر الرجاء ، بدليل ما تنطوي عليه خطبة حمزة الخارجي من ان اصحابه إذا مروا باية ما ي وصف الجنة شهقوا شوقاً اليها } والواقع أن الخوف مبني على الرجاء فهم يخافون من أن لا يدركوا ما يرجون من الخلود ني النعيم ولذلك يجتهدون و يخافون © فالخوف من النار والرجاء أو الشوق إلى الجنة يكادان يتلازمان ولذلك نرى أحد الأباضية المتأخرين أبا زكريا يحيي بن أبي الخير الجناوني ( من أهل النصف الأول من القرن الخامس ) يقول بوجوب الخوف والرجاء على الانسان بمجرد بلوغه الرشد ، باعتبارهما من أفعال القلوب & كما أنه يخب عليه أن يساوي بينهما ، لأنه اذا مال الى الخوف خيف عليه اليأس ، وإذا مال الى الرجاء خيف عليه الأمان من عذاب اته ) ث } والخوف والرجاء مستمدان من القرآن نفسه وليس فيهما بدعة أجنبية دخيلة ، أما الحب الخالص الذي يزعم اصحابه انه قائم على مجرد الحب دون مراعاة للجنة ولا للنار ولا للثواب ولا للعقاب فهو البدعة اللى تعارض القرآن الذي رتب العقاب أو التواب على الأعمال لا على مجرد الحب الذي دخل الى المتصوفة بعد القرن الثاني للهجرة © ومن ثم فإن الزهد عند الخوارج زهد قرآني صرف لا أثر فيه للشبهة أو للدخيل } وهو زهد عملي خال من الأنظار الفلسفية الغنوصية وغير الغنوصية © ‎)١(‏ ني البيان والتبيين : ( عن معصمها ) ج ‎٦٢‏ ص ‎١٢١٥‏ تحقيق عبد السلام هارون . . ١٢١٥ ‏ص‎ ٢ ‏ي البيان والتبيين : ( عليها ) ج‎ )٢( © ‏الأصبهاني‎ ١٤٤ ‏ص‎ ٤ ‏ابن عبد ربه ، العقد الفربد‎ ، ٣٨٩٧-٣٩٦٢ ‏ص‎ ٧ ‏الطبري ج‎ )٣( الأغاني ج ‎٢٠‏ ص ‎١٠١‏ | ابن أبي الحديد 0 شرح نهج البلاغة ج ‎١‏ ص ‎٤٥٩‏ . ‎)٤(‏ الجناوني 3 كتاب الوضع . ط ‎١‏ تحقيق أبي اسحاق ابراهيم أطفيش ، مطبعة الفجالة الجديدة 3 القاهرة } ( دون تاريخ ) ص ‎٣٤‏ . ‎١٧٨‏ 178 كما نجد ذلك عند الشيعة الباطنية وعند المتصوفة المتفلسفة } ولذلك قال ابن تيمية : ( وأين الخوارج من الرافضة الغالية ؟ فالخوارج من أعظم الناس صلاة وصباماً . وقراءة للقرآن ( ‎١‏ . وأما ما يتعلق بالكرامة فإن ني قصص الخوارج ما يشير إلى أنهم لا ينكرونها © فقد حكى الشراة أن مرداسا لما عزم على الخروج مع اصحابه رفع يديه وقال : ( اللهم ان كان ما نحن فيه حقا فارنا اية فورجف البيت ) وئي رواية ( ارتفع السقف )" ولكن الشيخ المفيد يروي لنا أن من آراء الخوارج والر يدية والمعتزلة انكار الكرامات على الأولياء" ويبدو ان انكار الخوارج والمعتزلة للكرامة قائم على ان ذلك شبهة تبطل دلالة المعجزة على النبوة ، أما الزيدية فإن المتأخرين منهم يقولون بها 0 كما ذكر يحيى بن حمزة الحسيني الزيدي في كتابه الشامل ث وإلى جوازها ذهب الأشاعرة أيضا كالجويني والغزالي وفخر الدين الرازي © والغريب أن ابن سينا الفيلسوف يجوز وقوع الكرامة بطريق عقلي ، ويبدو ان الجانب الصوني فيه حمله على القول بها . ولانه شيعي فيما يدعيه بعضهم واشراتي ايضا إلا انه يرجع الكرامة إلى خواص الاجسام العنصر ية كما محذب المغناطيس الحديد اما السحر فيرجع الى الهيئات النفسانية بخلاف الطلسمات فانها تعود إلى القوى السماوية عنده 0 وينصح ابن سينا بعدم انكار هذه الأشياء } لأن للطبيعة عجائب وللقوى الفعالة والمنفعلة غرائب ث . أما الأباضية فانها تجوز الكرامات من الأولياء } وقد اشتهرت جبال نفوسة بالأولياء والأبدال و بالكرامات ويذكر الشيخ أبو اسحاق إبراهيم اطفيش ان الكرامة ‎)١(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة ج ‎٦‏ ص ‎١٢٠‏ . ‎)٢(‏ المبرد .} الكامل ‘ ج ‎٢‏ ص ‎١٩٩‏ . ‎)٣(‏ الشيخ المفيد ، أوائل المقالات ص ‎٤١‏ . ‎)٤(‏ الشيخ المفيد } أوائل المقالات ، تعليق فضل اله الزنجاني عليه ص ‎٤٢-٤١‏ . ‎)٥(‏ ابن سينا 3 الاشارات والتنبيهات } تحقيق سليمان دنيا 0. ط ‎٢‏ دار المعارف ، القاهرة . ١٦١٠-١٥٨٧ ‏۔ القسم الرابعم ص‎ ٦٨ ١٧٩ 179 أمر خارق للعادة يظهر على يدي المتني الصالح الذي بلغ درجة الولاية واستدل على جوازها بقوله تعالى : ( ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وني الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم . يونس / ‎٦٤‏ ) ورد على الملحدة الذين ينكرونها ' . وتتساوق نزعة الخوارج ني الزهد القائمة على الخوف والرهبة مع مذهبهم في انفاذ الوعد والوعيد . ‎١‏ - الخوارج والشيعة : يقرر الشهرستاني أن الخوارج والشيعة متقابلان بالتضاد" وإلى ذلك ذهب الدكتور البهي حيث اعتبر الفريقين طرفين متقابلين" وقد بين لنا ابن تيمية السبب ني هذا التقابل فذكر ان ذلك يرجع الى أنهما صاحبا بدعتين متقابلتين بدعة تكفر عليا وأخرى تزعم انه إمام معصوم أو نبي أو اله" . ولكن هذا كله بعد صفين و بعد التحكيم ى وأما قبل ذلك فقد كانت الفرقتان داخل معسكر واحد ، ومشتركتين ني فكرة الخروج على عثمان ، وني تكفيره 3 والبراءة منه ، فلا يمكن لنا أن ننكر أن كلا الطائفتين من عسكر على ث } و بعد معركة صفين والتحكيم امتاز الخوارج عن الشيعة ث وسلكوا مسلكاً آخر غير ما سلكت الشيعة وأصبح الفريقان يتبرأ احدهما من الآخر } ولذلك نجد الطبري يحدثنا ان صالح بن مسرح قال في شأن علي وأتباعه : ( فلم ينشب ان حكم ني أمر الله لرجال ، وشك في أهل الضلال وركن وادهن ، فنحن من علي وأشياعه براء ‎٦)‏ ‏وجاء ني خطبة المستورد الخارجي سنة ‎٤٣‏ ه / ‎٦٦١٣‏ : ( أما بعد & فإن هذا الخرق ‎)١(‏ الشبخ أبو اسحاق ابراهيم أطفيش . مقدمته على كتاب الوضع للجناوني © ص ٥۔١‏ . ‎)٢(‏ الشهرستاني ، الملل والنحل ، ج ‎١‏ ص ‎٤٣‏ . ‎)٣(‏ محمد البهي ؤ الجانب الهي من التفكير الإسلامي ث ص ‎٦٤‏ . ‎)٤(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة ‎٤‏ ج ‎!٢‏ ص ‎١٨٤‏ . ‎)٥(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة 7 ج ‎!٢‏ ص ‎١٩٥‏ . ‎)٦(‏ الطبري ج ‎٦‏ ص ‎٢١٧‏ . ‎١٨٠‏ 180 معقل بن قيس ‎)٦١٦٣/ ٤٣+(‏ قد وجه اليكم وهو من السبئية المفترين © الكاذبين وهو لله ولكم عدو' أما معقل بن قيس فقد سمى الخوارج بالمارقة الضلال" وجاء ني خطبة صعصعة بن صوحان ‎)٦٨٠/٦٠+(‏ الشيعي : ( ولا قوم أعدى لله ولكم ولأهل بيت نبيكم ولجماعة المسلمين من هذه المارقة الخاطئة الذين فارقوا امامنا واستحلوا دماءنا وشهدوا علينا بالكفر )" وأما أبو حمزة الخارجي فقد وصف الشيعة وصفاً بين فيه آراءهم ومخالفته لهم فيها : ( وأما هذه الشيع فشبع ظاهرت بكتاب اله 5 وأعلنوا الفرية على الته لم يفارقوا الناس ببصر نافذ ني الدين ، ولا بعلم نافذ ني القرآن ينقمون المعصية على اهلها و يعملون اذا ولوا بها 0 يصرون على الفتنة } ولا يعرفون المخرج ، جفاة عن القرآن ، أتباع كهان & يؤملون الدول ني بعث الموتى © ويعتقدون الرجعة إلى الدنيا ث قلدوا دينهم رجلا لا ينظر لهم ، قاتلهم الله انى . ٠ ) ‏يؤفكون‎ ورغم هذا فإننا جد بين الكميت ‎)٤ ٤/١٢١٦+(‏ الشاعر الشيعي المتغالي والعدناني المتعصب لأهل الكوفة } وبين الطرماح (+٥٢١/٣٤٧)ث‏ الخارجي الصفري القحطاني التعصب لاهل الشام من الصداقة } والمخالطة } والممازجة بين النفسين ما لا تجده بين شخصين متخالفين ني الاعتقاد » حتى أن الكميت سئل عن ذلك فقال : ( اتفقنا على بغض العامة ` ، ومن الطر يف أنه ذكرت الشيعة أمام أحد الأباضية ني حضور الجاحظ فبدا عليه شيع من عدم الرضا فقال له الجاحظ ما . ١٩٣ ‏ص‎ ٥ ‏ن . م . ج‎ )١( . ١٩٤ ‏ص‎ ٥ ‏ن . م . ج‎ )٢( . ١٨٦ ‏ص‎ ٥ ‏ن . م . ج‎ )٣( ، ١٠٧7 ‏ص‎ ٦٢٠ ‏أ الاغاني لابي الفرج ج‎ ١٢٤ ‏ص‎ !٢ ‏الجاحظ آ البيان والتبيين ‘ ج‎ )٤( © ٤٥٩ ‏ص‎ ١ ‏ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج‎ ، ٢٥١ ‏الخوارج والشيعة لفلهوزن ص‎ ‏مع اختلاف كثير ني النص من حيث التقديم‎ ١٤٤ ‏ص‎ ٤ ‏ابن عبد ربه ، العقد الفر يد ج‎ . ‏والتأخير وأما المعاني فتكاد تتفق‎ . ٧٢٤ / ‏ھ‎ ١٠٦ ‏الراجح انه توني بعد سنة‎ )٥( . ٥٥-٥٤ ‏ص‎ ١ ‏الجاحظ البيان والتبيين 0 ط . السندو بي ج‎ )٦( ١٨١ 181 انكرت من الشيعة ؟ فقال : ( الشين الني ني أولها 3 لأني لم أجد شينا في أول كلمة قط الا وهي مسخوطة مثل شؤم ، شر ، شيطان ، شغب ، شح ، شيال © شجن 3 شيب ، شين & شراسة ... ) ‎.١‏ ‏ولقد أكثر ابن تيمية من المقارنة بين الشيعة والخوارج ، وكان يفضل الخوارج على الشيعة دائما ، فالذين أسسوا النشيم عنده إنما هم الرنادقة والمنافقون أما مؤسسو الخارجية فهم المخطئون : تأو بل القرآن وأصحاب غلو في الذنوب ‎٢‏ والخوارج ني نظره أصدق وأعقل وأكثر اتباعا للحق من الشيعة © وهم أهل دين ظاهرا وباطن 0 وان كانوا أصحاب ضلالة وجهالة ومروق " ويذ كر ان حجة الخوارج أقوى من حجة الشيعة وان تدينهم أصح ، وانهم لا يكذبون وان اعتقاد الشيعة شر من اعتقاد الخوارج إلا أن الخوارج أجرأ من الشيعة ني القتال وسفك الدماء ث وإذا كان ني معسكر الشيعة الغلاة من الاسماعيلية والنصير ية والزنادقة الباطنية فانه لم يجرأ أحد من هؤلاء أن يتسرب إلى معسكر الخوارج ، لأنهم كانوا عبادا ورعين إذ ليس من بين أهل الأهواء أعبد من الخوارج } ولا أصدق منهم" وقرر أيضاً أن الشيعة تكذب على الني صلى اته عليه وسلم وعلى الصحابة كذباً كثير أما الخوارج فلا يفعلون ذلك ، والواقم أن التقية مدخل كبير إلى الكذب خصوصاً إذا انضاف اليها التعصب للمذهب ڵ والرغبة في نصرته ان صدقا وإن كذباً 5 وأكثر الاحاديث الموضوعة & وضعت لنصرة المذاهب & وتقويتها بشتى الطرق © وهذا الوضع قدر مشترك بين عدة فرق . وأبرز خلاف بين الشيعة والخوارج يتمثل في كون الخوارج يتمسكون بالمبدأ } . ٢٣-٢٢ ‏ص‎ ٣ ‏ج‎ ٤ ‏الجاحظ ، الحيوان‎ )١( . ٢٠٨ ‏ص‎ !٢ ‏ابن تيمية ، منهاج السنة 8 ج‎ )٢( . ٧٠ ‏ص‎ ٤ ‏ن . م . ج‎ )٣( .٢١٠ص‎ ٤ج‎ . ٢٢٩ ‏ص‎ ٣ج‎ . ١٩٧ ‏ص‎ ٢ ‏ن. م . ج‎ )٤( . ١١ ‏ص‎ ٢ ‏ن . م . ج‎ )٥( . ٣٩ ‏ص‎ ٢ ‏ن . م . ج‎ )٦( . ٣٩ ‏ص‎ !٢ ‏ن . م . ج‎ )٧( 182 ١٨٢ و يضعون الشريعة القرآنية فوق كل إنسان وهي مقياس الإمام الصالح أو الطالح فتى تمسك بها فهو صالح ؤ ومتى حاد عنها فهو من الكافر ين ، أما الشيعة فإن الإمام عندهم فوق كل شيء لانه في بعض مذاهبهم الغالية يعلم الغيب ويوحى اليه © وهو المعرض الشخصي للسلطة الالهية } واقيم عندهم تاليه بعض ال البيت على اساس فلسني عن طريق فكرة تجلي العقل الكلي والكلمة وفكرة الرجعة وتناسخ الارواح ‎١‏ ‏ويوجد بين الأباضية والر يدية إتفاق ني عدة آراء 5 فقد وافقت الشيعة فيما يقوله أبو عبيد القاسم بن سلام فرقتين من الخوارج ، وهما الصفر ية والفضلية في مسألة الايمان " ، ويذكر النو بنى ان القرامطة من الشيعة أخذوا بمبدأ الاستعراض والاغتيال الخارجيين [ واستحلوا دماء الناس وقتلهم بالسيف ( على نحو ما قالت به الأزارقة والبيهسية " ومن الطر يف أن الجاحظ يذ كر لنا أن عبد الله بن زيد الأباضى وهشا م بن الحكم قد كانا متصا حبن وكا نت بينهما شركة ي تجارة ‎٤‏ . : ‏الخوارج والمعتزلة‎ - ١٢ ‏ان السلف حين يردون على أصحاب الفرق الأخرى نراهم يقرنون ني الغالب‎ بين الخوارج والمعتزلة والجهمية ث كما فعل ابن خزيمة ‎)٢٢٤/٣١١+(‏ ني كتاب التوحيد وكذلك الأشعري في الابانة` والواقع أنه يوجد بين الخوارج والمعتزلة . ٢٤٨ ،{ ٢٤٦ ‏الخوارج والشيعة ص‎ ٨© ‏فلهوزن‎ )١( ‎)٢(‏ أبو عبيد القاسم بن سلام 3 كتاب الإيمان ص ‎١٠٢‏ قال : ( وهذه الأصناف الثلاثة من فرق الخوارج معاً © إلا انهم اختلفوا ني الإيمان وقد وافقت الشيعة فرقتين منهم 8 ووافقت الرافضة المعتزلة ووافقت الزيدية الأباضبة ) والواقع ان الامامية لا توافق المعتزلة ولا الخوارج ني مسألة الإيمان وني مسألة مرتكب الكبيرة أيضا ( الشيخ المفيد © أوائل المقالات ) ص ‎١١٩‏ . ‎. ٧٥ ‏ص‎ ٠ ‏النو بني 0 فرق الشيعة‎ (٣) ‎. ٥٥٥٤ ‏ص‎ ١ ‏الجاحظ [ البيان والتبيين « ج‎ (٤( ‎)٥(‏ ابن خز يمة 3 كتاب التوحيد واثبات صفات الرب ؤ المنبرية ، القاهرة ، ‎١٣٥٣‏ ه ص _! ‎٢٣٥ . ٢٣٢ ٢٣٠ ٢١‏ . ‎، ٣٢ ، ١١ ‏الأشعري ؤ الإبانة عن أصول الديانة ، المنير ية ، القاهرة ( دون تاريخ ) ص‎ )٦( ‎٤٢ . ٤٠ ١٨٣ 183 إتفاق في كثير من الأشياء حتى قال القدماء إن المعتزلة مخانيث الخوارج ، وذلك أن واصل بن عطاء وافق الخوارج في تخليد أصحاب الكبائر في النار إذا ماتوا ولم يتو بوا وخالفهم بالقول بالمنزلة بين المنزلتين ، ولذلك فاننا نجد اسحاق بن سويد قد نسب المعتزلة إلى الخوارج حيث قال : برئت من الخوارج لست منهم من الغزال منهم وابن باب ‎١‏ ‏ومن قوم إذا ذكروا عليا يردون السلام على الحساب وقد سبق لنا أن بينا كيف اتفق الخوارج والمعتزلة في عدة مبادئ ني الوعد والوعيد كما قال الأشعري : ( وأما الوعيد فقول المعتزلة فيه وقول الخوارج قول واحد ) " ني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وني الصفات ، وني خلق القرآن ، وفني وجوب الخروج على السلطان الجائر } وني إيجاب العقل للواجبات والتكاليف يمجرده و باستقلال عن الشرع ، وفي تأويل آبة الاستواء 5 والمتشابهات عامة ، وفي أن العقل يدرك صفات الأفعال الذاتية من حسن وقبح » وني انكار الشفاعة ، وعذاب القبر © وني خلق الجنة والنار 3 وإنكار الكرامات ، واتفقوا مع ضرار بن عمرو في إنكار الدجال"مع اختلاف فيما بين الخوارج والمعتزلة ني بعض المبادئ وهو تكفير علي وعثان وتكفير صاحب الكبيرة وما إلى ذلك } وأشرنا إلى نصوص عديدة تثبت أن المعتزلة اتفقوا مع الخوارج ني أشياء كثيرة © ونضيف إلى ذلك أن أبا الهذيل العلاف ‎)٨٤٩/٢٣٥+(‏ يتفق مع ما تقول به طائفة من الخوارج من اثبات طاعة لا يراد بها الله ث وأنكر الخوارج المنزلة بين المنزلتين ، ولذلك نجد الجاحظ يدافع على القول بها ويرد على الخوارجث كما أن بعض المعتزلة كأبي علي الجباني يرى أن الامامة جائزة في غير قر يش اعتاد على مبدأ التحسين والتقبيح العقليين الذي أخذه ‎)١(‏ الغزال هو واصل بن عطاء ، وابن باب هو عمرو بن عبيد . ‎)٢(‏ الاسفرايني ، التبصير ني الدين ى ص ‎٤١‏ . ‎(٣)‏ الأشعري . المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٢٤‏ . ‎)٤(‏ الاسفرابي ، التبصير ني الدين ص ‎٤٢‏ . ‎)٥(‏ الجاحظ . الحيوان ج ‎٤‏ ص ‎٢٧٨‏ . ‎١٨٤‏ 184 عن الخوارج ‎١‏ وقالت المعتزلة بمثل ما قالت به الخوارج من أن الإيمان لا يتبعض © وانه إذا ما ذهب بعضه فقد ذهب كله" ويقول ابن تيمية أن أول بدعة هى بدعة الخوارج " ومن ثم فإن الخوارج هم السابقون إلى القول بأن العمل من الإيمان وان التصديق القلي وحده غير كاف ، وان ترك العمل مخرج عن الإيمان . ويذكر ابن تيمية رأباً واضحاً في هذا المجال وهو أن قدماء المعتزلة كانوا متأثرين بالخوارج وأما المتأخرون منهم فكانوا متأثرين بالز يدية ث كما كان قدماء الشيعة مجسمين ومتأخروهم يميلون إلى الجهمية وإلى المعترلة ث والغريب أن الجاحظ اعتبر فرقة الر يدية فرقة من الخوارجث لا من الشيعة لذهابها مذهب الخوارج ني الخروج } وهذا يؤكد لنا أن معنى الخروج له معنى أوسع مما كان يظن من أنه محصور ني الذين خرجوا على علي بن أبي طالب ، كما يبين لنا ما سبق من أوجه التشابه أن الخوارج كانوا أسبق من المعتزلة إلى القول بهذه التعاليم المشتركة . ولكن نجد نصا في كتاب التبصير ي الدين يشير إلى أن الخوارج هم الذين تحولوا إلى الاعتزال وذلك في القرن الرابع للهجرة ، قال الملطي : ( وقد ظهر فيهم ( الخوارج ) اليوم مذاهب المعتزلة فنهم من ترك مذهبه وقال بالاعتزال )' ويؤكد هذا المعنى ما ذهب اليه ابن تيمية من ان ما ينسب إلى الخوارج من القول بانهم موافقون لي التوحيد لمذهب الجهمية المعتزلة قد قالت به الخوارج في اوائل المائة الثانية حينما ظهرت الجهمية ، ونبتت مقالاتها ني نئى الصفات وخلق القرآن واذاعتها بين الناس أما قبل ذلك فانه لا يوجد أحد من المسلمبن قال بالسلوب ولا بخلق ‎)١(‏ أبو الفرج 0 تلبيس ابليس ؤ ص ‎٩٣‏ . ‎)٢(‏ ابن تيسية . مجموعة الفتاوى ، القاهرة ‎١٣٢4٩‏ ھ مج ‎٥‏ ص ‎١١٦١‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ج ‎٥‏ ص ‎١٦!٧‏ . ‎)٤(‏ ابن تيمية ؤ منهاج السنة ج ‎٤‏ ص ‎٢٠٢‏ . ‎)٥(‏ الجاحظ . الحبوان ج ‎١‏ ص ‎١١‏ . ‎)٦(‏ الاسفرايني & التبصبر ني الدين ص ‎٥٤‏ . ‎١٨٥ 185‏ القرآن ‎١‏ . وهذا النقد التار محى نقد وجيه ودقيق الا أننا لا نستطيع القطع بذلك ‎١‏ لأن كتب الخوارج ومقالاتهم الني كتبوها بأنفسهم ني أوائل عهدهم لم تصل الينا باعتراف ابن تيمية نفسه حيث صرح بان اقوال الخوارج لم يطلع عليها ي كتبهم } وانما أخذها من الناقلين عنهم من خصومهم ، ومن جهة اخرى فإن ابن تيمية نفسه يقرر ني موضع آخر ان قدماء المعتزلة كانوا يميلون إلى الخوارج وان متاخر يهم مالوا إلى الزيدية ! كما سبق أن أشرنا ، اللهم إلا أن يقال أن ذلك كان ني غير القول بسلب الصفات و بخلق القرآن وتأو يل آبة الاستواء . ولكن نجد فيما يتعلق بآية الاستواء نقولا عن الأباضية يرونها تتصل بالقرن الأول الهجري ينسبونها إلى ابن عباس وإلى ابن عمر وإلى الحسن البصري وإلى مجاهد " فيها تاويل لاية الاستواء وغيرها من الظواهر 0 ومن جهة أخرى فإننا نجد عثان الناصري الحنبلى يقرر أن المعتزلة أخذوا عن الخوارج فيقول : ( وأما المعتزلة فغالب مذهبهم ني الأمة مكتسب من مذهب الخوارج إلا انهم احسن حالا منهم ني عدم التكفير ) ث ولكن يبدو ان هذا النص يقصد به الناحية السياسية وموقفهم من المخالفين لهم فيها بدليل انه اتفق بعد ذلك مع ابن تيمية حيث صرح بانه لم يحفظ عن الخوارج تعطيل ث } فيظهر مما تقدم كله ‎)١(‏ يقول ابن تيمية : ( وان كان أهل المقالات قد نقلوا ان قول الخوارج ني التوحبد هو قول الجهمية المعتزلة ... لكن يشبه والله أعلم أن بكون ذلك قد قاله من بقايا الخوارج من كان موجودا حين حدوث مقالة جهم ني أوائل المائة الثانية فأما قبل ذلك فلم يكن حدث في الإسلام قول جهم ني نني الصفات والقول بخلق القرآن وانكار ان يكون النه على العرش © ونحو ذلك فلا بصح اضافة هذا القول إلى أحد من المسلمين ‎١‏ قبل المائة الثانية لا من الخوارج ولا من غيرهم فانه لم بكن ني الإسلام إذ ذاك من يتكلم بشيء من هذه السلوب الجهمية ولا نقل عن أحد من الخوارج المعروفين إذ ذاك ولا عن غيرهم شيء من هذه المقالات الجهمية ) ( جموع الفتاوى ج ٥ه‏ ص ‎٣٢‏ ) . ‎)٢(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة ج ‎٤‏ ص ‎٢٠٢‏ . ‎)٣(‏ الربيع بن حبيب آ المسند ‎٤‏ ج ‎٣‏ ص ‎٤٠ . ٣٥‏ . ‎(٤(‏ عثمان الناصري ‎٠‏ منهج المعارج ص ‎٥١‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ص ‎٥١‏ . ‎١٨٦‏ 186 أن المعتزلة أخذوا عن الخوارج أشياء لكن الخلاف في التوحيد أي نني الصفات والقول بأنها سلبية © والقول بخلق القران © واغلب الظن أن اوائل الخوارج لم يقولوا بهذا وان نقد ابن تيمية للذين نسبوا إلى الخوارج نظرية السلب ي الصفات نقد من الصعب رده ، او الاعتراض عليه اعتراضا يدحضه من اساسه . وينبغي أن نشير إلى رأي آخر في العلاقة بين الخوارج والمعتزلة وهو ما ذهب اليه الدكتور عبد الحليم محمود من ان الخوارج ليست فرقة دينية واما هم حزب ديني بخلاف المعتزلة فإنهم فرقة دينية والفرق بين الفرقة الدينية 5 والحزب الديني عنده أن الأحزاب الدبنية نشأت حول التفكير ني السياسة ولا شأن لها بالعقائد الا بالعرض كما أن الفرقة الدينية نشأت حول التفكير ي السياسة ولا شأن لها بالعقائد إلا بالعرض كما ان الفرقة الدينية لا شأن ها بالسياسة إلا بالعرض ومن هنا فان الخوارج يتجهون في جدلهم وجهة سياسية ، اما المعتزلة فجدلهم وانظارهم لها وجهة دينية فلسفية ، وتبعا من الأحزاب الدينية بسبب انهما تهتهان بالامامة ، أما المعتزلة فهم فرقة دينية لاهتمامها بالجدل لي العقيدة الدينية و يلحق بالمعتزلة عنده المشبهة والاشاعرة ومدرسة ابن تيمية في اعتبارها فرقا دينية 3 أما المرجئة فهي حزب ديني على بمط الخوارج . وهذه نظر ية جديدة ف تقسيم الفرق الاسلامية & تخالف ما اجمع عليه اصحاب المقالات من أن الخوارج والشيعة من أقدم الفرق الدينية الإسلامية 5 وبهذا الاعتبار الذي ذهب اليه الدكتور عبد الحليم فإن الجهمية فرقة مضطر بة لا هي سياسية ولا هي دينية ' . ولكن الذي لا نوافق عليه الدكتور عبد الحليم هو قوله : ( الخوارج باعتبارهم خوارج ، لا رأي لهم خاصا بهم ني مسائل الدين الأساسية من إيمان بالله ومن بحث في صفاته ومن دراسة في البعث )" لأن الخوارج بمتازون عن جميع الفرق الإسلامية براهم ي الإيمان حيث اعتبروا العمل عنصرا اساسيا ني الإيمان 0 وكفروا من اخل بالعمل ، أما سائر المسلمين فإنهم لا يكفرون بترك العمل © وهذا شيء أساسي في ‎)١(‏ الدكتور عبد الحليم محمود ا التفكير الفلسني ني الإسلام . الأنجلو المصرية . القاهرة .١١١ ٠ ١١{٤ ٠.١١ . ١١١ . ١٠٨ . ١٠٧ ‏ص‎ ١ ‏ج‎ ١ ٩٥٥ . ١٨٨ ‏ص‎ ١ ‏ن . م . ج‎ )٢( ١٨٧ 187 الدين لأنه اختلاف في الأصل الأول من أصوله ، ولقد أعطانا الشاطي في كتاب الاعتصام ميزان أو مقباساً نقيس به ما إذا كان المخالف بعتبر فرقة أو لا يعتبر فقال : إن الفرقة تصير فرقة إذا خالفت ني معنى كلي ي الدين او قاعدة من قواعد الشريعة لا ي جزي من الجزئيات ‎١‏ واعتبر بدعة الخوارج بدعة كلية فقال ما معناه : وذلك ان بدع كلية وجزية والخل أنا ان يكون كليا أو جزئيا فالكلي منا كيدعة التحسين والتقبيح العقليين و بدعة انكار الاخبار اقتصار على القرآن و بدعة الخوارج ني قولهم لا حكم إلا النه ، والجزني كالتثويب" . وذكر أن القسم الأول يمكن أن يكون داخلاً تحت عموم الاثنتين والسبعين فرقة و يكون الوعيد الوارد في الكتاب والسنة مخصوصاً به عير متناول للبدعة الجزئية " ومن ثم فالخوارج فرقة دينية لها أنظارها ي كليات الشريعة الدينية 0 والسياسية أو الاعتقادبة والعملية ث ومن جهة أخرى فان الامامة رغم أنها أمر مصلحي اجتاعي إلا انها لها أصل ني الدين فليست أمراً ‎)١(‏ الشاطي ، الاعتصام ، ج ‎٣‏ ص ‎٥٣‏ . قال : ( وذلك أن هذه الفرق إنما تصبر فرقا بخلافها للفرقة الناجية ني معنى كلي ي الدين وقاعدة من قواعد الشربعة مم في جزئي من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق عند وقوع المخالفة ني الأمور الكلية لأن الكليات نص من الجزئيات ... واعتبر ذلك بسالة التحسين العقلي فإن المخالفة فيها انشات بين انخالفين خلافا ئي فروع لا تنحصر ما بين فروع عقائد وفروع أعمال ... ) الاعتصام ج ‎٣‏ ص ‎٥٤٥٣‏ . ‎)٢(‏ ن . م . 0 ج ‎٢‏ ص ‎٢٠٨‏ . قال : ( ان البدع تنقسم إلى ما هي كلية ني الشريعة وإلى جزئية ومعنى ذلك أن يكون الخلل الواقع بسبب البدعة كليا في الشريعة كبدعة التحسين والتقبيح العقليين و بدعة انكار الأخبار السنية اقتصاراً على القرآن وبدعة الخوارج ني قولهم لا حكم إلا الله وما أشبه ذلك من البدع الني لا تختص فرعا من فروع الشريعة دون فرع بل نجدها تنتظم ما لا بنحصر من الفروع الجزئية أو يكون الخلل الواقع جزئباً إنما يأتي ني بعض الفروع دون بعض كبدعة التشويب ( بالصلاة ) الاعتصام ج ‎!٢‏ ص ‎٢٠٨‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ي ج ‎!٢‏ ص ‎٢٠٩-٢٠٨‏ . ‎١٨٨‏ 188 عقلياً خالصاً عند المسلمين ، وأكثر من ذلك فان ابن تيمية يعارض الشهرستاني ني قوله : ان أول سيف سل في الاسلام سل على الامامة ويقول : ( ان أول سيف سل على الخلاف في القواعد الدينية سيف الخوارج وهم الذين ابتدعوا اقوالا خالفوا فيها الصحابة وقاتلوا عليها وهم الذين تواترت النصوص بذكرهم ‎١)‏ بالاضافة إلى أن أسباب الخروج لم تكن سياسية محضة بل كانت هناك دوافع دينية أبضاً كما سبق أن أشرنا الى ذلك . ‎٣‏ - مؤلفو الخوارج ومؤلفاتهم : يذكر محمد بن اسحاق (+٥٠١-۔٧٦٧)‏ ان كتب الخوارج مستورة ، وان رؤساءهم كثيرون وأنه يمكن أن يكون من لا نعرف أنه ألف منهم © قد صنف كتباً لم تصلنا " وعندما تحدث ابن النديم عن كتب الشراة الفقهية قال : ( هؤلاء كتبهم مستورة قلما وقعت ) " وقد زاد فبين لنا أن السبب في هذا الستر يعود الى أن الناس كانت تبغضهم وتؤذ يهم © ومع ذلك فقد سجل لنا قائمة لا بأس بها بأسماء بعض مؤلفيهم 0 وأحصى عناوين مؤلفاتهم ، ني الكلام والفقه وكذلك فعل الأشعري حيث ذكر بعض أسياء مؤلفيهم ث ومتكلميهم فن المؤلفين المشهورين اليمان بن رباب الذي يصفه ابن النديم بانه من جلة الخوارج . وبانه كان من الثعلبية ثم انتقل إلى البيهسية وعرف بالمناظرة والكلام وألف من الكتب : كتاب المخلوق } كتاب التوحيد ، كتاب أحكام لمؤمن ، كتاب الرد على المعتزلة في القدر 3 كتاب ‎)١(‏ ابن تيمية ، منهاج السنة ث ج ‎٣‏ ص ‎٢١٧-٢١٦‏ وأما القتال بين معاوبة وبين علي وبينه وبين طلحة والزبير فهو ني نظر ابن تيمية قتال بين أهل العدل واهل البغي بتاويل وهو قتال على طاعة غير الامام وليس قتالا على قاعدة دينية إذ لم يبايع احد قبل الخوارج أما ما يقاتل على طاعته فلم يكن شيء من ذلك في نظر ابن تيمية على قاعدة من قواعد الامامة او التنازع فيها . ‎)٢(‏ ابن النديم } الفهرست ص ‎٢٥٨‏ . ‎)٣(‏ ن . م . . ص ‎٣٢٩‏ . ‎)٤(‏ الاشعري ، المقالات ج ‎!٢‏ ص ‎١٢١٠‏ . ‎١٨٩ 189‏ المقالات © كتاب اثبات امامة أبي بكر & كتاب الرد على المرجئة 0 كتاب الرد على ابن حماد بن أبي حنيفة ا ‎)٨٢٧/٢١٢+(‏ ويبدو من عناوين بعض هذه المؤلفات أنه يخالف المعتزلة في القدر ، وانه رد على المرجئة الذين يعتبرون نقيضاً للخوارج وللمعتزلة ن آن واحد {} ولم يكتف بذلك بل أنه كتب ف « المقالات » أي ف مقالات الخوارج وغيرهم من الفرق كما فعل الشهرستاني وقبله الأشعري والكعبي والبغفدادي وغيرهم ى وقد وجدنا ان اليمان بن رباب من مصادر الاشعري ني كتابه المقالات حيث يبدو أنه نقل عنه بعض ما يتعلق بفرق الخوارج ‎٢‏ واذا ثبت ان الأشعري اطلع على بعض كتب الخوارج على الأقل ؤ فانه يصبح حجة ني نقل مقالانهم يعتمد عليها » ما عرف عنه من الموضوعية في نقله لآراء المرق . ومن المؤلفين أيضاً يحيى بن أبي كامل ‎٣‏ كان من اصحاب بشر المريسي ‎)٨٣٣/٢١٨+(‏ ثم انتقل إلى مذهب المرجئة وانتهى به الأمر إلى أن أصبح اباضياً » وألف من الكتب : كتاب المسائل التى جرت بينه وبين جعفر بن حرب ‎/٢٣٦+(‏ ‎)٨٥٠‏ الذي يعتبر رئيسا لفرقة من فرق المعتزلة. ويسمى هذا الكتاب بكتاب الجليلة أيضا 0 وكتاب المخلوق © وكتاب التوحيد ، والرد على الغلاة وطوائف الشيعة ث . ومن متكلمي الخوارج ومؤلفيهم أبو علي بن حرب الصيرني ، ويمكن ان يكون هو محمد بن حرب الصيرني الذي ذكره الأشعري ، واعتبره من متكلمي الخوارج ومؤلفيهم ‎٦‏ ونسب اليه من الآراء القول بأن الأدراك طبيعة يحدثها انته ني الحاسة الني ‎)١(‏ ابن النديم ، الفهرست ص ‎٢٢٨‏ . ‎)٢(‏ الأشعري { مقالات الاسلاميين ‘ ج ‎١‏ ص ‎.١٦١٠ ، ١١٩ ، ١٠٣‏ ‎)٣(‏ ذكره الأشعري ني المقالات ج ‎١‏ ص ‎٥٤٠ [ ١٢٠ 0 ١٠٨‏ وسماه « يحيى بن كامل ! وذكر ابن النديم نسبه وهو : أبو علي يحيى بن كامل بن طليحة الخدري ( الفهرست ص ‎)٢٥٨‏ وسماه الشهرستاني ه يحيى بن كامل ! أيضا ( الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎)١٣٧‏ . ‎)٤(‏ الأشعري ، المقالات ج ‎١‏ ص ‎٥١٤ ٥١٣ © ١٩١‏ وذكره الشهرستاني ج ‎١‏ ص ‎١٣٧‏ ‏وسماه محمد بن حرب . ‎)٥(‏ ابن النديم الفهرست ص ‎٢٥٨‏ . ‎)٦(‏ الاشعري ، المقالات ج ‎١‏ ص ‎٣٨٣ { ١٦١٠ ، ١٠٨‏ . ‎٩١٠‏ . 190 تولده عند القيام بعملية الإدراك & كما ان ابن النديم نسب اليه مؤلفات ، غير أن النسخة المطبوعة فيها بياض في محل ذ كر كتبه ' وذ كره الشهرستاني و بين أنه أباضي". ومن أعظم متكلمي الخوارج وزعمائهم عبد الله بن يز يد الاباضي الذي صنف من المؤلفات : كتاب التوحيد 3 كتاب الرد على المعتزلة ى كتاب الاستطاعة ، كتاب الرد على الرافضة ‎٣‏ } ومنهم حفص ابن أشيم الذي لم يذكره الأشعري ولا الشهرستاني الذي يبدو انه يعتمد على الاشعري ني نقله ث وينسب اليه من الكتب ، كتاب الفرق والرد عليهم ث ث ويذكر ابن الأثير ان لهذا المؤلف ابن أخت يسمى حسان بن مجالد أخذ عنه الخروج ، فكان من فقهاء الخوارج وعلمائهم وخرج ‎٥‏ ‏سنة ‎١٤٨‏ ھ / ‎٧٦٥‏ . ومن مؤلني الأباضية إبراهيم بن اسحاق الذي ألف كتاب الرد على القدربة وكتاب الامامة 3 ذ كره الأشعرى وأشار الى الخلاف بينه و بين أحد الأباضية المدعو بميمون ني مسألة فقهية ‎١‏ . ومن المؤلفين منهم صالح الناجي الذي ألف كتاب التوحيد وكتاب الرد على المخالفين © ومنهم الهيثم بن الهين وله كتاب الرد على الملحدين 3 وكتاب الامامة ومنهم ابو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني الذي الف كتابا ني تاويل القران وخمسين رسالة أو أكثر ني الكلام والفقه وله كتب متعددة في الفقه خاصة ‎٧‏ وهو معاصر لابن النديم المتوى حوالى سنة ‎)٩٨٧/٣٧٧+(‏ ولم يشر الأشعري إلى الاعلام ‎)١(‏ ابن النديم الفهرست ص ‎٢٥٠٨‏ . ‎)٢(‏ الشهرستاني ، الملل والنحل ش ج ‎١‏ ص ‎١٣٧‏ . ‎)٣(‏ ابن النديم ، الفهرست © ص ‎٢٥٨‏ ، الأشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٢١٠‏ الملل ج ‎١‏ ص ‎١٣٧‏ . ‎)٤(‏ يذكر ابن النديم ان المؤلف روى كتابه هذا عن جبير بن غالب . ‎)٥(‏ ابن الاثير } الكامل ج ‎٥‏ ص ‎٨٥٨٥-٥٨٩٤‏ . ‎)٦(‏ الأشعري ، المقالات ج ‎١‏ ص ‎١١٣ 0 ١١٠‏ وتتعلق المسألة الفقهية ببيع المملوكة . ‎)٧(‏ ابن النديم } الفهرست { ص ‎٢٥٩‏ . ‎١٩١ 191‏ الثلاثة الأخيرة ؤ ولم يذكرهم الشهرستاني غير أن الأشعري ذكر صالحا ولكن يبدو أنه صالح بن مسرح ز أو صالح بن مخراق وهما غير صالح الناجي ‎.١‏ ‏ومن المؤلفين الخوارج المعاصرين لمالك بن أنس جبير بن غالب أبو فراس ‘ وكان فقيهاً من فقهاء الشراة ألف عدة كتب ذكر منها ابن النديم : كتاب أحكام القرآن 0 كتاب السنن والأحكام 0 كتاب المختصر ني الفقه 8 كتاب الجامع الكبير 0 وهو كتاب ي الفقه" وقد كتب رسالة إلى الامام مالك بن أنس & ويستنتج من ذلك أنه من أهل القرن الثاني للهجرة 0 وقد روى عنه حفص بن أشيم الذي تقدم ذكره كتاب الفرق والرد عليهم " . ِ ومنهم أبو الفضل القرطلوسي ، الذي ألف كتبا ذكر منها ابن النديم كتاب الجامع الكبير في الفقه © وكتاب الجامع الصغير } وهو عمدة أصحابه & وكتاب الفرائض ؤ وكتاب الرد على أبي حنيفة في الرأي } وكتاب الرد على الشافعي ني القياس ، ولعل الذين قالوا أن الخوارج تنكر القياس والرأي اعتمدوا على عناوين هذه الكتب فحسب & وكذلك ما ورد من هذه الكتب هما ألف ني الرد على المعتزلة في القدر فانه من الممكن ان يفهم منها أن الخوارج إما انهم جبرية أو على الأقل ينكرون مذهب الاعتزال ني الحرية ويذهبون إلى القول بالكسب ، والواقع أننا لا نستطيع القول بأن هذه الكتب تمثل آراء الخوارج قاطبة © ولا أن العنوان وحده كاف للدلالة على مذهب هذه الفرق المتشعبة من فرق الخوارج ، ومن جهة أخرى فلعل الخوارج لهم وجهة من النظر ني القياس والرأي تخالف وجهة نظر أبي حنيفة والشافعي ، او لعل هذه الكتب تمثل آراء جماعة من الخوارج وهم القائلون بالظاهر من النصوص وبالكسب ، بحيث بقيت مؤلفات الجماعة الأخرى القائلة بالحر ية و بالرأي والقياس مستورة محفوظة فلم يعرفها ابن النديم ولا وصلت الينا 3 والحقيقة ‎)١(‏ ابن النديم ، الفهرست ‎.٠‏ ص ‎٢٣٢٩-٣٢٨٢‏ ، الأشعري ، المقالات ج ‎١‏ ص ‎.١٢١٢ 0 ٨٨‏ ‎)٢(‏ ابن النديم © الفهرست {، ص ‎٣٣٠‏ . ‎)٣(‏ ابن النديم ، الفهرست 3 ص ‎٢٥٩‏ . ‎)٤(‏ يبدو انه لا يقول بالرأي ولا القباس . ‎١٩٢‏ 192 أن الذي وصل الينا من كتب الاباضية يقرر القول بالرأي ، والقياس وبالك } وان هناك فرقا اخرى خارجية تقول بالاختبار أو بالقدر تصل الينا مصنفانها ؛ ان ابن النديم يذ كر لنا ان ابا بكر محمد بن عبد اللة التردعي الخارجى المعاصر له . كان يظهر مذهب الاعتزال ، ولذلك كان يأنس به ويطمئن الله وبلاقبه فلما شعر بالارتياح إلى ابن النديم المعترلي الشيعي ذكر له عدة من كتبه كالمرشدة ني الفقه 0 وككتاب الرد على المخالفين في الفقه أيضا 5 وكتاب تذكرة الغر بب | وكتاب التبصرة للمتعلمين & وكتاب الاحتجاج على المخالفين } وكتاب الجامع في اصول الفقه © وكتاب السنة والحماعة وكتاب الامامة وكتاب نقض كتاب ابن الراوندي ني الامامة 0 وغيرهما من الكتب الفقهية } ويذكر ابن النديم انه التقى بهذا المؤلف الخارجي سنة ‎٣٤٠‏ ه ‎٩٥١/‏ ومن الذين التقى بهم أيضاً أبو القاسم الحديثى الذي كان من كبار الخوارج الشراة ومن زهادهم وعبادهم ب غير انه كان منى مذهبه الا أن ابن النديم استطاع ان يعرف بعض مؤلفاته الفقهية فذكر منها كتاب الجامع ي الفقه وكتاب الامامة وكتاب احكام اله عز وجل & وكتاب الوعد والوعيد . وغيرها ‎١‏ . وقد عثرنا على رسالة مؤلفة في كتب الأباضية خاصة جعلناها ملحقا بهذا البحث . ‎١٤‏ الأباضية تنسب فرقة الأباضية الى عبد الله بن أباض } وقد اختلف المؤرخون ني اسمه مما يدل على أنه غير معروف تمام المعرفة حتى بلغ الامر بابي حزم ان قال بان اصحابه لا يعرفونه ني عهده ، لأنه سأل عنه أكابر أصحابه والعارفين بمذهبه فلم يعرفه احد منهم" © ويقول الأباضيون ني عصرنا هذا إن إمامهم الأول هو احد كبار التابعين جابر بن زيد ‎)٧١١/٩٣+(‏ الأزدي" وما عبد الله بن اباض عنتهم إلا مجتهد ي ‎)١(‏ ابن النديم ، الفهرست . ص ‎٣٣٠‏ . ‎)٢(‏ ابن حزم ، الفصل ، ج ‎٤‏ ص ‎١٩١‏ . ‎)٣(‏ يحيى معمر ، الأباضية ني موكب التار بخ ج ‎١‏ ص ‎٥٧‏ . ‎١٩٣ 193‏ المذهب ، ومدافع عنه ، ولذا فإن مؤرخي الأباضية م ينصب اهتمامهم على شخصية عبد الله بن اباض١‏ بقدر ما اهتموا بجابر بن زيد ، وباي عبيدة مسلم بن ابي كريمة المعاصر لواصل بن عطاء وهو مولى لبني تميم ومن أعظم تلاميذه جابر بن زيد والناقلين عنه } وكان يبث تعاليمه ني مدرسة سرية بالبصرة ني عهد الحجاج بن يوسف الثقنى ‎٩٥+(‏ ھ ‎)٧١٤/‏ . ورد 7 عبد الله بن أباض في التنبيه والرد للملطي على أنه : اباض بن عمرو ‎٢‏ ‏تارة © وورد أخرى على أنه عبد الله بن أباض " وعلق الشيخ زاهد الكوثري على ذلك بأن التحقيق ني اسمه انه عبد الله بن يحيى بن أباض'، أما الأشعري ، فقد سماه عبد الله بن أباض ‎٥‏ 0 وكذلك الشهرستاني والبغفدادي والمقر يزي وقبلهم الطبري ثم ابن الأثير من المؤرخين المتأخرين ، ولا أدرى من أين أتى زاهد الكوثري بالقول بأن اسمه الحقيقى عبد الله بن يحيى » ولعله خلط بينه وبين احد الاباضية المسمى بعبد اله بن يحيى الاباضي الملقب بطالب الحق المتوفى سنة ‎١٣٠‏ ھ ‎٧٤٧/‏ ويذكر الشهرستاني أن عبد الله بن يحيى الأباضي كان رفيقارلعبد الله بن اباض ني جميع أحواله وأقواله ` ويرجع هذا إلى أنه يعتقد أن عبد الله بن أباض خرج ني أيام مروان ابن محمد الأموي ‎)٧٤٩/١٣٢+(‏ " ث ويذكر المقريزي اسما آخر لعبد الله بن أباض وهو الحارث بن عمرو . ويبدو ان اسمه الصحيح عبد الله بن أباض ‎)١١‏ لم يذكر علي يحيى معمر في كتابه الأباضية ني موكب التاريخ عبد الله بن أباض إلا مرة واحدة ولم يترجم له مع انه ترجم لبعض متأخري الأباصبة الذين لا يبلغون درجة عبد الله بن اباض في الشهرة . ‎)٢(‏ الملطى } التنبيه والرد ء ص ‎٥٢‏ . ‎)٣(‏ ن . : .. ص ‎١٧٨‏ . ‎)٤(‏ ن . م . ص ‎١٧٨‏ . ‎)٥(‏ الاشعري ، المقالات ج ‎١‏ ص ‎١٠١‏ . ‎)٦(‏ الشهرستاني الملل ج ‎١‏ ص ‎١٣٤‏ . ‎)٧(‏ نقد موتيلنسكي ، الشهرستاني ني هذه الرواية ( الزركي ، الاعلام ج ‎٤‏ ص ‎١٨٦١‏ ) . ‎)٨(‏ المقريزي ، الخطط ج ‎٤‏ ص ‎١٨٠‏ . آ 194 المر ي من مرة بن عبيد بن مقاعسي التميمي 0 وهو ما ذ كره المبرد ‎١‏ الذي يعتبر ثقة ثبتاً في هذا المجال ، ويؤيده في ذلك ما ذكره الطبري وابن الأثير } وكان عبد الله بن اباض معاصراً لابن الزبير " ومعاوية ولنافع بن الأزرق (+ ‎٦٥‏ ه ‎)٦٤‏ ويعده الشماخي المؤرخ الاباضي من التابعين 6 لأنه خرج إلى مكة للدفاع عنها ضد والي يز يد بن معاوية 3 كما يذكر ايضا ان عبد الله بن اباض كان من تلاميذ جابر بن زيد متبعاً له ني آرائه " 3 واعتبره أحد مؤرخي الاباضية من أبناء النصف الثاني من القرن الأول الهجري . أما محمد بن سعيد القلهاني أحد مؤرخى الاباضية فانه قرر بأنه نشأ ني عهد معاوية وامتد به العمر إلى عهد عبد للك بن مروان ‎)٧٠٥-٦٨٥/ ٨٦-٦٥(‏ . وتنسب إلى عبد الله بن اباض رسالة بعث بها إلى عبد الملك بن مر وان يشرح فيها مذهب الخوارج . وينص نشوار الحميري نقلاً عن عبد الله بن أحمد الكمي ‎)٩٣١/٣١٩(‏ أن عبد الله بن أباض ترك مذهبه ورجع إلى الاعتزال ‎١‏ ، ويبدو ان هذه الرواية قائمة على مجرد ما يوجد بين الاباضية والمعتزلة من اوجه الشبه ‎)١(‏ المبرد ، الكامل : ج ‎٢‏ ص ‎١٧٩‏ . ‎)٢(‏ ابن الأثير ، الكامل . ج ‎٤‏ ص ‎١٦٧‏ في حوادث سنة ‎٢٤‏ ه / ‎٦٨٣‏ م . ‎)٣(‏ الشهاخي { السير ص ‎٧٧‏ ، الزركلي { الاعلام ج ‎٤‏ ص ‎١٨٤‏ . ‎)٤(‏ الزركلي } الاعلام ج ‎٤‏ ص ‎١٨٤‏ . ‎)٥(‏ توجد هذه الرسالة في مخطوط كتاب كشف الغمة من ص ‎٣٠٤-_-٢٨٩‏ وطبعت طبعة حجرية مع كتاب الجواهر للبرادي بالقاهرة من ص ‎١٦٧١-١٧٥٦‏ وقد ترجمها سخاو ني مجلة الدراسات الشرقية : .1899 ,11 . . , وتوجد أيضاً ني مخطوط الجواهر بدار الكتب من ص ‎٨٥٨٠‏ وأشار اليها نلينو وترجم عنوانها د . عبد الرحمن البدوي ب : العقيدة ( التراث اليوناني ني الحضارة الإسلامية ص ‎٢٠٦‏ ) وانظر : الزركلي 0 الاعلام ، ج ‎٤‏ ص ‎١٨٤‏ . ‎)٦(‏ الزركلي } الاعلام ج ‎٤‏ ص ‎١٨٤‏ . ‎١٩٥ 195‏ والاتفاق ني بعض المسائل الكلامية © فظن الكعي أو أصحابه الذين نقل عنهم أنه رجع إلى الاعتزال . . . يلبت طائفة من المؤرخين أن عبد الله بن أباض ظهر ني أيام مروان بن محمد الملقب بالحمار ‎١٣٢٢-١٢٧(‏ ھ ‎)٢٤٩-٧٤٤/‏ من هؤلاء المؤرخين أبو الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني ‎٣٥٦( ١‏ ھ ‎)٩٦٧/‏ والمقريزي ‎٨٤٥(‏ ھ / ‎)١٤٤٢‏ ‏الذي اعتبره من غلاة المحكمة } وذكر أنه نسب إلى أباض ( بضم الهمزة ) وهي قرية باليمامة " 0 ونقد الزركلي هذه الرواية الني تجعله خارجا في عهد مروان © واعتبرها وهما لأن عبد الله بن أباض ، اعتاد على ثقاة المؤرخين من الاباضية توني ني أواخر عهد عبد الملك بن مروان ‎)٧٠٥/٨٦(‏ وذلك ني نظره لا يقل وهما من القول بأن عبد الله بن أباض المتكلم كان قد وقف على باب المأمون كما نقل ذلك الخطيب البغدادي ني تار خه " . والواقع أنه لا توجد هناك أدلة قاطعة على تاريخ وفاته وغاية ما هنالك أن مؤرخي الاباضية رجحوا أنه عاش إلى أواخر أيام عبد الملك بن مروان ، ويرى الفونسو نلينو أن عبد الله بن أباض ولد ني خلافة معاوية وتوني ني أواخر أيام عبد الملك بن مروان ، ويبدو أنه اتبع ني ذلك القلهاني المؤرخ الاباضي أ أما موتيلنسكى ( ومنار: ) فقد نقد الرواية القائلة بأنه ظهر في عهد مروان مع عبد الله بن يحيى طالب الحق . ويرى سخاو ( سعطحک ) أن كثيراً من آراء عبد الله بن اباض ترجع الى عبد الله بن عباس معتمدا في ذلك على كتاب الجواهر للبرادي` . وكذلك ‎)١(‏ أبو الفرج الأصفهاني ، الأغاني ج ‎٧‏ ص ‎٢٣٠‏ . ‎)٢(‏ المقريزي ، الخطط ج ‎٤‏ ص ‎١٨٠‏ وأكثر المؤرخين على انه بكسر الهمزة . ‎)٣(‏ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ج ‎٣‏ ص ‎٣٦٩‏ . ر٤)‏ التراث اليوناني ني الحضارة الإسلامية ترجمة عبد الرحمن بدوي ص ‎٢٠٦‏ . ‎)٥(‏ دائرة المعارف الإسلامية مادة : أباضية . ‎)٦(‏ البرادي . الجواهر ، القاهرة ‎١٣٠٦‏ ه ص ‎١٥١‏ أ التراث اليوناني ني الحضارة الإسلامية } ترجمة عبد الرحمن بدوي { ص ‎٢٠٨‏ ت ‎٢‏ . ‎١٩٦‏ 196 إذا رجعنا إلى كتاب المسند للربيع بن حبيب فاننا نرى أنه يسند أشياء كثيرة الى ابن عباس وبهذا الاعتبار ، فانه يكون آخذا عن ابن عباس وعن جابر بن زيد ، ومن ثم فان مذهبه مذهب سلني ني هذه التعاليم الني أخذها عنهما ونقلها عنه اصحابه من بعده . أ - رسالة عبد الله بن أباض إلى عبد الملك بن مروان : لم يذكر مؤرخو أهل السنة والشيعة - حسب إطلاعي - أن عبد الته بن أباض كتب إلى عبد الله بن مروان رسالة ، ولا أشاروا إلى ذلك ، ولكن نجد الأشعري والشهرستاني يذكران أن نجدة بن عامر الحنفي كاتب عبد الملك بن مروان فرضي عنه ، و بسبب ذلك نقم عليه أصحابه © وطالبوه بالتوبة فتاب١‏ . واما روى ذلك ثقات الاباضية كالقلهاتي 0 ذلك ان البرادي يذكر ني تقييده لكتب أهل الدعوة عند سرده لكتب الأباضية نسبة هذه الرسالة إلى عبد الله بن أباض : ( وكتاب عبد الته بن أباض كتب به إلى عبد الملك بن مروان جواباً عن كتابه إليه اشتمل على النقض والرد وتبيين الاعتقادات والاحتجاج بأي القرآن ) ' كما روى ذلك صاحب كشف الغمة الجامع لاخبار الأمة " حيث أورد نص الرسالة و بفحصها تبين أن الآراء الني جاءت فيها لا تختلف عن آراء الأباضية . ‎)١(‏ الأشعري ں المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎٩٦{‏ ، الشهرستاني ج ‎١‏ ص ‎١٢٦٤‏ . ‎)٢(‏ البرادي ، كتاب تبيين أفعال العباد 7 مخطوط دار الكتب ضمن مجموع تحت رقم ‎٢٩١‏ ب من ص ‎٢٠٨_-٢ ٠٥‏ . ‎)٣(‏ عثرت على هذا الكتاب مخطوطا وناقصاً من أوله ومن آخره } وهو تحت رقم ‎٢٥٨٢‏ ‏تار يخ تيمور ثم تبين لي ان سخاو د طة عرف به ي مجلة الدراسات الشرفية : 5 . آ ن ع ل القسم الثاني ج ‎١‏ ص ‎١‏ وما بعدها و ج ! ص ‎٤٧‏ وما بعدها ذكر ذلك -٧ا‏ ط ‎٨.‏ ‏نومنا ني مقالة عن الأباضية ني دائرة المعارف الإسلامية 0 ولكني لم أستطع الحصول على ما كتبه عنه سخاو للإطلاع عليه . ويسمى البرادي ني تقييده لكتب الأباضية هذا المؤلف ب : كشف الغمة ني اختلاف الأمة ويقول ان مصنفه من المتاخر ين من أهل عصره أي من أهل القرن التاسع الهجري ( الخامس عشر الميلادي ) وذلك في = ‎١٩٧ 197‏ أما ما ذكره الأشعري والشهرستاني من أن نجدة كاتب عبد الملك بن مروان فإن سبب ذلك فيما يذكره البغدادي يعود إلى أن عبد الملك بن مروان كتب إلى نجدة أن يرد اليه جارية أخذت من المدينة عند هجوم أصحاب نجدة عليها وهي من بنات عثيان بن عفان فاشتراها نجدة ممن كانت في نصيبه وردها إلى الخليفة عبد الملك فنقم عليه أصحابه ' . واذا رجعنا إلى المؤرخين فاننا نجد أن نجدة بن عامر عاش في عهد عبد الملك ابن مروان إذ قتل سنة ‎٦٩‏ ه / ‎٦٨٨‏ " وتولى عبد الملك سنة ‎٦٥‏ ھ / ‎٦٥٥‏ وتوني سنة ‎٦‏ ه ‎٧٠٥/‏ ويذكر لنا ابن الأثير أن نجدة حج سنة ‎٦٨‏ ھ ‎٦٧٧/‏ وقيل سنة ‎٩‏ ھ ‎٦٧٨/‏ مع طائفة من جيشه يبلغ عدد أفراده ‎٨٦٠‏ رجلا وقيل ‎٢٦٠٠‏ ، وسار إلى المدينة ، وما علم بأن عبد الله بن عمر جرد سيفه للقتال ضده & مال إلى الطائف وسبى بنتا لعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ولكن ابن الأثير تردد فيمن كتب إلى نجدة فقيل هو عبد الملك وقيل عبد الله بن الز بير » حيث هدده وحذره من أن يمس البنت بأذى ". غير أن ابن الأثير يعود الى حادثة أخرى فيقرر فيها أن عبد الملك بن مروان كتب إلى نجدة بدعوه إلى طاعته ، و يعده بتولية اليمامة ، و بالعفو عنه فيما أصاب من الأموال وسفك من الدماء فتصدى لنجدة ث أحد أصحابه وهو عطيه وطعن فيه وفارقه إلى عمان ولا أراد أصحاب نجدة أن يقتلوه تفطن لذلك = آخر كتاب تبيين أفعال العباد 3 ني تقييد كتب الأباضبة } مخطوط دار الكتب المصرية تحت رقم ‎٨٤٥٦‏ ح ورقة ‎١١١‏ . ‎)١(‏ البغدادي } الفرق بين الفرق ص ‎٨٨‏ . ‎)٢(‏ الذهي |، العبر ‎٨‏ ج ‎١‏ ص ‎٧٧‏ . ‎)٣(‏ ابن الأثير آ الكامل . ج ‎٤‏ ص ٣٠٢۔٤٠٢‏ . ‎)٤(‏ هو نجدة بن عامر بن عبد الله ساد بن المفرج الحنني كان أزرقياً فيما يروي ابن الأثير ثم فارقه وني رواية الطبري انه قتل سنة ‎٧٢‏ ھ / ١٩١م‏ قتله أبو فديك الخارجي ( الطبري ج ‎٦‏ ص ‎١٧٤‏ ) وقد حدد ابن الاثير سن نجدة ني سنة ‎٦٦‏ ه بثلاثين سنة فيكون ميلاده - بهذا الاعتبار ني سنة ‎٣٦‏ ه ( ابن الأثير ، الكامل ج ‎٤‏ ص ‎٢٠١‏ ) . ‎١٩٨‏ 198 واختفى © وعزم على السير إلى عبد الملك بن مروان ' . أما المبرد فقد روى أن رجلا ( لم يذكر اسمه ) ناظره عبد الملك وحاول أن يرجعه عن خارجيته فوجد عنده علما وفهما & وجعل ذلك الخارجي يعرض عليه اراء الخوارج ببيان ساحر ، ومنطق آخاذ 2 ومعان قريبة ، وبلسان طلق ، فقال عبد الملك : ( لقد كاد أن يوقع ني خاطري أن الجنة خلقت لهم ، وأني أولى بالجهاد منهم ) ". ..... وجاء في الرسالة المنسوبة إلى عبد الله بن أباض : ( اما بعذ فقد جاءني كتابك مع سنان بن عاصم ) " ولا ندري من هو سنان بن عاصم هذا © ولكن يوجد شخص من أصحاب نجدة اسمه آبو سنان حي بن وائل الذي كان يشير عليه بقتل من استجاب لدعوته تقية "وأغلب الظن أنه ليس الشخص المذ كور ني الرسالة ، و بظهر من الرسالة أنها كتبت بطلب من عبد الملك بن مروان الذي يرجو من الكاتب النصيحة ويتبين ذلك من قوله : ( و بعد فانك كتبت إلى ان اكتب بجواب كتابك واجتهد اليك بالنصيحة ) ث ، أما تاريخ كتابة هذه الرسالة فيرجح أنها كتبت بعد سنة ‎٦٤‏ ھ ‎٦٨٣/‏ لأنها اشتملت على البراءة من ابن الأزرق ، الذي أحدث بدعته الموجبة للبراءة منه ي تلك السنة نفسها ‎١‏ . وتشتمل هذه الرسالة على الآراء الأساسية للخوارج & من الانكار على عثمان © وعلى علي ى وتأييد أ هل النهروان والقول بالرجوع الى الكتاب والسنة © وفيها تركيز شديد على أحداث عنان وشرح مستفيض لأنظار الخوارج فيها جملة وتفصيلا © اعتمد صاحبها ي ذلك على ايات كثيرة من القران © ونصت الرسالة ايضا على انه ‎)١(‏ كشف الغمة {© ورقة ‎٢٩٤‏ . ‎)٢(‏ ابن الأثير ، الكامل ، ج ‎٤‏ ص ‎٢٠٥‏ . ‎)٣(‏ كشف الغمة ، ورقة ‎٢٩٦‏ . ‎)٤(‏ ن . م . ج ‎٤‏ ص ‎٠٥‏ ٢٦-۔٦٠٢‏ . ‎)٥(‏ المبرد ، الكامل ج ‎!٢‏ ص ‎١٤٦‏ . ‎)٦(‏ ن . م . ورقة ‎٢٩٦‏ |، الطبري { ج ‎٥‏ ص ‎٥٦٦١-٥٦٢٣‏ . ‎١٠٩٩ 199‏ لا مانع من أن يكفر صحابي بعد إيمانه : ( وقد يعمل الانسان بالاسلام زمانا ثم يرتد عنه ) ‎١‏ فحبل الله انما هو الكتاب وليس الرجال " ودعت الرسالة عبد الملك ابن مروان إلى التدبر في القرآن وإلى الاستدلال به لأنه الحجة ني الدنيا والأخرة 8 ويذكر مؤلف الرسالة أنه أدرك معاو بة ورأى سيرته وأعماله " ونقم عليه أنه لم يحكم بحكم الله ، وانه سفك الدماء 3 وذكر أنه لم يكن قد سفك من الدماء إلا دم ابن سميه لكفى ذلك في الحكم عليه بالكفر " ونقم عليه أيضاً استخلافه لابنه يز يد التابع لهواه 0 الشارب للخمر © ويوجد لي الرسالة فكرة البراءة الني نجدها عند الأباضية فقد ورد فيها : ( فانا نشهد الله وملائكته أنا براء منهم ؤ وأعداء لهم بأيدينا والسنتنا وقلوبنا 0 نعيش على ذلك ما عشنا } وموت عليه إذا متنا 0 ونبعث عليه اذا بعثنا نحاسب بذلك عند الله ) " 5 ويبدو أن عبد الملك كتب اليه يحذره من الغلو في الدين وذكر له أن الغلو منهج الخوارج وسبيلهم ، فرد عليه قاثلاً : ( وكتبت إلي تحذرني الغلو ني الدين © وأني أعوذ بالله من الغلو ني الدين ، وسأبين لك الغلو في الدين إذا حملته فانه ما كان يقال على الله غير الحق ويعمل بغير كتابه الذي بين لنا ، وسنة نبيه الذي بين لنا اتباعك قوماً قد ضلوا وأضلوا عن سواء السبيل فذلك عنان والايمة من بعدهم١‏ وأنت على طاعتهم تجامعهم على معصية الله والته يقول : ( يا اهل الكتاب لا تغلو ني دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق . النساء ‎)١٧١/‏ فهذا سبيل الغلو ف الدين فليس من دعا إلى الله وإلى كتابه ورضي بحكمه 3 وغضب لله حين عصى امره & واخذ بحكمه حبن ضيع وتركت سنة نبيه ) ‎٧‏ فالغلو عنده انما هو . ٢٩٢٣ ‏ن . م . ورقة‎ )١( . ٢٩٤ ‏ن . م . ورقة‎ )٢( . ٢٩٤ ‏ن . م . ورقة‎ )٣( . ٢٩٥ ‏ن . م . ورقة‎ )٤( . ٢٩٥ ‏ن . م . ورقة‎ )٥( . ‏كذا بصيغة الجمع ني الأصل ولعله : من بعده‎ )٦( . ‏لم يرد في النص خبر والمعنى واضح ويمكن أن يكون : غالباً‎ ٢٩٥ ‏ن . م . ورقة‎ )٧( 200 ٢٠٠ الحكم بغير ما أنزل الله وتضبيع السنن والقول على الله بغير الحق وقد نص القرآن على العنصر الاخير . ثم يدافع صاحب الرسالة عن الخوارج ، وينني عنهم الغلو الذي نسبه اليهم عبد الملك بن مروان ، واعلن انه موال فهم © وعدو لاعدائهم باليد واللسان والقلب & ولكنه عاد فبرئ من ابن الأزرق واتباعه وحكم عليهم بالكفر ‎١‏ ثم نصح عبد الملك بن مروان بالرجوع إلى الكتاب والحكم به لأن ذلك هو السبيل الواضح والصراط المستقيم ث وحذره من اتباع الهوى ، واراء الرجال } فالامام إما امام هدى وهو الذي يحكم بما أنزل الله © ويتبع كتابه ويقيم الدين ص وإما إمام ضلال وهوى لا يحكم بما أنزل الله ولا يرجع إلى كتابه ولا إلى سنة نبيه ، وليس بعد الحق إلا الضلال ، ولا بعد الهدى إلا العماية © وقرر ان من لم ينفعه القران لم ينفعه غيره ، ثم ذكر له انه لا يرغب في الدنيا ، ولذا رجاه ان لا يعرض عليه أمرا من أمورها © وهذا يذكرنا برواية ابن الأثير الني نقل لنا فيها أن عبد الملك بن مروان عرض على نجدة بن عامر الحننى ولاية اليمامة إذا ما اطاعه مما يؤكد لنا ان الرسالة لنجدة وليست لعبد الله بن أباض ، قال صاحب الرسالة : ( فلا تعرض لي ي الدنيا فإنه لا رغبة لي في الدنيا وليست من حاجتي ، ولكن لتكن نصيحتك لي في الدنيا وما بعد الموت ، فان ذلك فضل النصيحة ، فان الله قادر أن يجمع بيننا و بينك على الطاعة ، فانه لا خير لمن لم يكن على طاعة الله وفيه الرضى والسلام عليك ) ". ب - هل الأباضية خوارج ؟ ينكر الأباضيون المتأخرون أن يكون مذهبهم مذهباً خارجيا أشد الأنكار } ويتبرأون من الخوارج أشد البراءة معارضين ني ذلك ما كتبه اصحاب . ٢٩٦۔-٦٢٩ه٥ ‏ن . م . ورقة‎ )١( ‎)٢(‏ ن . م . ورقة ‎٢٩٧‏ وبهذا تنهي هذه الرسالة وتتلوها رسالة أخرى يبدو انها كتبت لأحد الشيعة يشرح فيها صاحبها حال علي ويرد على من اكتفى بمجرد قرابته من الرسول وينكر السوابق من الأعمال مرتئياً ني ذلك ما رآه بعض المتكلمين من القول بالموافاة وهي اعتبار الأعمال بنواتيمها وهي ان ولاية الله لعباده أو براءته منهم تكون على أساس ما علم انهم صائرون البه من الكفر أو الإيمان . ‎٢٠١ 201 المقالات ، وما كتبه المؤرخون القدماء منهم والمحدثون مما تواتر نقله إلى عصرنا هذا © فرفضوا أن يطلق لفظ الخوارج على الأباضية © ونسبوا ذلك إلى المغرضين من المخالفين و إلى دعايتهم الناشئة عن التعصب السياسي والمذهي قال احدهم : ( اطلاق لفظ الخوارج على الأباضبة أهل الحق والاستقامة من الدعايات القاصرة الني نشات عن التعصب السياسي أولا ثم عن المذهي ثانيا لما ظهر غلاة المذاهب & وقد خلطوا بين الأباضية والأزارقة والصفر ية والنجدية ، فالأباضية أهل الحق لم يجمعهم جامع بالصفر ية والأزارقة 0 ومن نحا نحوهم إلا انكار الحكومة بين علي ومعاوية ، أما استحلال الدماء والأموال من أهل التوحيد } والحكم بكفرهم 0 كفر شرك فقد انفرد به الأزارقة والصفرية والنجدبة ‎١)‏ ويكاد يتفق مؤرخ الأباضية المعاصر على يحيى معمر مع ما ورد لي تحفة الاعيان لفظا ومعنى فيقول : ( فالاباضية ابعد الناس عن الخوارج واشدهم عليهم } ولعل من اعظم ما يؤاخذ به الاباضية فرق الخوارج المختلفة هو استحلالهم لأموال المسلمين ودمائهم ‎٢)‏ ويضاف إلى ذلك أن الأباضية أقرب الفرق إلى أهل السنة ( من السلفية والأشاعرة والمعتزلة ) والى الر يدية من ( الشيعة ) وقد سبق أن أشرنا إلى براءة عبد الله بن أباض ونجدة بن عامر الحنني من نافع بن الأزرق ني رواية ابن الأثير وني رواية المبرد أيضا © وني الرسالة المنسوبة إلى عبد الله بن اباض تصريح لا غموض فيه بالبراءة من ابن الازرق ومن أتباعه ك والحكم عليهم بالكفر ويؤكد لنا هذا ، الواقع التاريخي ، ذلك أن الجلندا بن مسعود الأباضي (+٤٣١ھ ‎)٧٥١/‏ قاتل شيبان بن عبد العز يز الصفري ‎١٣٤+(‏ ‏ه ‎)٧٥١/‏ ني سنة ‎١٣٤‏ ه ‎٢٧٥١/‏ وقد ثبت أيضاً أن الأباضية قاتلوا الصفر بة بالقيروان عندما احتلوها 3 وقاوموهم مقاومة عنيفة فهم لا يتفقون معهم ي بعض آرائهم ، ومن ناحية أخرى فان ابن حزم يروي لنا أن عبد الله بن أباض رجع إلى ‎)١(‏ الإمام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي ، تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ، القاهرة ‎.١ ‏ت‎ ٦١ ‏ص‎ ١ ‏ج‎ ١٩٦١١٣٨٠ ‎. ١٦٥٩-١٦٤٤ ‏ص‎ ٣ ‏علي يحيى معمر إ الأباضبة ني موكب التاريخ ج‎ )٢( ‎. ٤٥٢ ‏ص‎ ٥ ‏ابن الأثير ، الكامل ! ج‎ ، ٤٦٢ ‏ص‎ ٦ ‏الطبري ، ج‎ )٣( ‎202 ٢٠٢ آراء الثعالبة وهي فرقة من فرق الصفرية فبرئ منه أصحابه ' ويذكر لنا الأشعري أن الخوارج تبرأوا من الأباضية ". ولكن هل يمنع هذا كله أن يسموا خوارج وأن يكونوا فرقة معتدلة قريبة من أهل السنة تشققت وتفرعت عن المحكمة الأولى ؟ . ان الواقع التاريخي يثبت لنا أن الأباضية فرقة من فرق الخوارج وعبد الله بن أباض نفسه كان من الخوارج ثم اختلف معهم & كما اختلف معهم غيره من رؤوس فرق الخوارج المتعددة وكما وقع ذلك بالنسبة للمعترلة وللشيعة حيث انقسموا الى فرق شتى والدليل على ذلك أن الأباضية تتولى المحكمة الأولى وخاصة عبد الله ابن وهب الراسي وتعتبره إماماً للدفاع أو للظهور تبعاً لاختلاف فقهاء الأباضية فبه ‎٣‏ 3 ونقل البرادي ني جواهره عن أبي الر بيع سليمان بن بحلف أنه قال : ( وندين بتصويب أهل النهر ي انكارهم الحكومة يوم صفين بين علي ومعاوية وذلك أنهما حكما الحكمين ني أمر الدماء الني تولى اته الحكم فيها " وقد اعترف علي يحيى معمر غبره بأن الأباضية أنكرت التحكم . وكذلك أبو عمار عبد الكافي أنكر الحكيم ف كتابه الموجز } ومعنى ذلك ان المبدا الاساسي الذي امتاز به الخوارج وهو انكار التحكيم قد أخحذت به الأباضية ، وقد ورد ف الرسالة المنسوبة إلى عبد القه بن اباض واللي تاخذ بها الاباضية وتعتبرها من مؤلفاته ان عبد الله بن اباض كان مواليا للخوارج } ومعادياً لأعدائهم اذ قال : ( فهذا خبر الخوارج يشهد الله والملائكة انا لمن عاداهم أعداء 2 ولمن والاهم أولياء بأيدينا والسنتنا وقلوبنا 0 على ذلك نعيش . ١٩١ ‏ص‎ ٤ ‏ابن حزم } الفصل ‘{ ج‎ )١( . ) ١٠٥ ‏ص‎ ١ ‏قال : ( برئت الخوارج من الأباضية . مقالات الإسلاميين ج‎ )٢( ‎)٣(‏ يقول الشيخ أبو اسحاق ابراهيم أطفيش : ان فقهاء الأباضبة اتفقوا على انه امام للدفاع وهو الذي تزول امامته بمجرد انتهاء القتال و يخالفهم ني ذلك ويعتبره اماما للظهور كأبي بكر وعمر . ( مقدمة التوحيد وشروحها ص ‎٥٥٥٤‏ إ كتاب الوضع ص ‎٢٩‏ ) . ‎)٤(‏ البرادي ، الجواهر المنتقاة ني اتمام ما أخل به كتاب الطبقات ‎٠‏ مخطوط دار الكتب رقم ‎٥٦‏ ب . ‎٢٠٢٣ 203 ما عشنا ؤ ونموت على ذلك إذا متنا غير أنا نبرأ إلى الله من ابن الأزرق وأتباعه من الناس )' واعترفت الرسالة بأن ابن الأزرق كان من الخوارج ، وكان على الاسلام ثم ارتد عنه ببدعته الني ابتدعها . ولكن عبد الله بن أباض والأباضية عامة لم يبرأوا من جميع الخوارج اصلا ، ولا كفروهم & بل والوهم ، واعتبروهم اسلافا لهم ، سواء منهم لي ذلك عبد الله بن وهب وزيد بن حصين وحرقوص بن زهير السعدي وعبد الله بن يحيى طالب الحق وابو حمزة وغيرهم من رجال الخوارج واعلامهم أو أبو بلال مرداس بن أدية وعروة بن أدية ، بل أنهم يتولون عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ى ويبرأون من الحسن والحسين لقتلهما عبد الرحمن بن ملجم " و يتولون من رجال الاباضية : عبد الله بن اباض وجابر بن زيد وصحار بن زيد العبدي ، وجعفر بن السماك وحتاب بن كاتب وأبا عبيدة مسلم بن أبي كريمة ‎١٤٥:+(‏ ھ / ‎)٢٦٢‏ وابا نوح صالح بن نوح الدهان } وعبد الله بن يحيى طالب الحق 0 وضام بن السائب والر بيع بن حبيب وأبا منصور الخراساني وأبا الخطاب ‎)٧٦١/١٤٤+(‏ ‏وعبد الرحمن بن رستم ‎١٦٨(‏ ه ‎)٧٨٤/‏ وكل هؤلاء من رجالات الأباضية 8 وتعتبر هم الأباضية من أصحاب مرداس الخارجي الزاهد " . و يصرح عبد الته السالمي ايضا ان الاباضية اخذت الدين عن حرقوص بن زهير السعدي وزيد بن حصين الطاني وعروة بن حدير وأخيه أبي بلال مرداس بن حدير وهم جميعا من الخوارج ، ويقولون بالاضافة إلى ذلك ، أنهم أخذوا الدين عن أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ‎١٨+(‏ ه ‎)٦٣٩/‏ وعبد الرحمن بن عوف ‎)٦٥٤/٣٣+(‏ وعمار بن ‎)١(‏ كشف الغمة {© ورقة ‎٢٩٦١-٦٢٩٥‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ورقة ‎٣٠٥‏ ويقول ني ورقة ‎١٠٧‏ : ( وقد علمت ان أهل النهروان مضوا على الذي مضى عليه الأخيار من صحابة رسول القه صلى الله عليه وسلم ) وني ورقة ‎٣٠٤‏ ‏ورد : ( أهل النهروان وهم الأفضلون من أصحاب الني صلى النه عليه وسلم ) انظر : محمد ابو راس الجر بي ، مؤنس الأحبة ني أخبار جربة تحقيق محمد المرزوقي ‎٠‏ ‏المطبعة الرسمية تونس ‎١٩٦٠‏ ص ‎٥٣٢٣-٥٨٥٢‏ . ‎)٣(‏ السامي ، تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ، القاهرة ‎١٣٨٠‏ ه / ‎١٩٦١‏ ص ‎٨٦١-٨٥‏ . ‎٢٠٤‏ 204 ياسر ‎)٦٥٧/٣٧+(‏ وعبد الله بن مسعود ‎)٦٥٣/٣٢+(‏ وأبي ذر ‎)٦٥٣/٣٢+(‏ ‏وسلمان ‎)٦٥٤/٣٣+(‏ وصهيب ‎)٦٥٨/٣٨+(‏ وبلال ‎)٦٤٠/٢٠+(‏ وأبي بن كعب ‎)٦٤٢/٢٢+(‏ وزيد بن صوحان ‎)٦٥٦/٣٦+(‏ شهيد الجمل ‎١‏ وأخذوا عن غير هؤلاء من الصحابة والتابعين . و إذا كانت الأباضية تحرم الاستعراض ولا تغلو غلو الأزارقة تبعا مرداس الذي لا يدين به ولا يجرد سيفه إلا على من قاتله " ، فلماذا يضيرهم اسم الخوارج ؟ ؛ ومن جهة اخرى فان بعض الخوارج بروي ان عبد الله بن وهب نفسه كان كارها لعمل معسر بن فد كي الخارجي البصري الذي قام باستعراض الناس ، وقتل عبد الله ابن خباب الارت" فهل ني هذا الاعتدال لدى عبد الله بن وهب ولدى مرداس ما يمنع من أن يطلق عليهما أ نهما من الخوارج ؟ اللهم إلا أن يقال ان لفظ الخوارج بؤذن بالتشنيع 3 ويدل على الخروج من الدين ، ومن جهة اخرى : فإن اصحاب المقالات من المؤلفين فيها يقولون : ان الخوارج ترتضي جميع الاسماء الني اطلقت عليها إلا اسم ه المروق » لان هذا يدخلهم ني الحديث المروي ني ذلك المعنى الذي يدل على الخروج من الدين } وهذا ما جعل بعضهم يكذب بعض هذه الاحاديث التي وردت في الخوارج وني ذمهم وخاصة حدبث ذي الثدية الذي يقولون فيه إن من اختراع خصومهم 0 ليخدعوا بها اصحابهم & حين زعموا ان شيطانا وجد قتيلا من بين قتلى النهروان ، وذو الثدية ني نظرهم رجل مسلم ؛ بل أنه صحابي ناسك ورع من أهل البادية 3 قطع فحل من فحول الابل يده " . ويروي الر بيع بن حبيب صاحب الجامع الصحيح وهو مستند الأباضية ني الحديث الأثر الذي ورد ني الخوارج ونص على أنهم مارقة بطريق أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري على النحو الذي اخرجه به البخاري وغيره . إلا انه ليس فيه ذكر لذي الثدية © واقر ابو ‎)١(‏ ن . م .. ص ‎٨٥‏ . ‎)٢(‏ المبرد 2 الكامل . ج ‎٢‏ ص ‎١٨١٨-١٥٧‏ . ‎)٣(‏ الاشعري ، المقالات ، ج ‎١‏ ص ‎١٢٩‏ . ‎)٤(‏ كشف الغمة } ورقة ‎٣٠١‏ . ‎٢٠٥ 205‏ يعقوب الوارجلاني أيضا هذه الرواية ونقلها مستشهدا بها على مروق الخوارج والبراءة منهم ' 3 ومما يؤكد ما ذهبنا اليه أن صاحب كتاب الأديان وهو أباضي © يصرح أن الوهبية وهم اتباع عبد الله بن وهب ، والاباضية وهم اتباع عبد الله بن اباض فرقة واحدة وهي فرقة أهل الاستقامة والفرقة المحقة . ولقد حدد ابن حزم قانوناً ضابطاً للخوارج فقال : ( ومن وافق الخوارج من ‎٢‏ ‏انكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر 3 والقول بالخروج على ايمة الجور ، وان أصحاب الكبائر مخلدون ني النار 0 وأن الامامة جائزة ني غير قريش فهو خارجي © وان خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون ( فان ) خالفهم فيما ذكرنا فليس خارجيا ) ' . ومهما يكن اختلاف الخوارج وتشعب فرقهم وارائهم ؤ فانهم فيما يقول جعفر بن أحمد بن عبد السلام صاحب ابانة المناهج ني نصيحة الخوارج يرجعون إلى فصول أربعة : ‎١‏ - تكفير علي وعثيان ‎٢‏ - تكفير مرتكب الكبيرة ‎-٣‏ الخروج على الامام الجائر ‎-٤‏ انكار الحكبن ث . وذكر الكعي أن الخوارج متفقة على اكفار علي وعثان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي التحكيم © وعلى تكفير مرتكب الكبيرة 0 ووجوب الخروج على الامام الجائر } ولم يرتض الاشعري القول باتفاق الخوارج على تكفير صاحب الكبيرة © اذ استثنى من ذلك : ‏قال الوارجلاني : ( وزلة الخوارج نافع بن الأزرق ودووه حبن تأولوا قول الله تعالى‎ )١( . ‏وان أطعتموهم انكم لمشركون ) ... وأما المارقة وهم الخوارج ... ثم أورد الحديث‎ ( ‏وقد شارك الوارجلاني ني خدمة‎ ٥٢ ‏ص‎ ٢ ‏ج‎ 0 ٣٠ 0 ١٥ ‏ص‎ ١ ‏الدليل لاهل العقول ج‎ . ‏مسند الر بيم حيث رتبه ونظمه‎ . ٩٧ ‏قطعة من كتاب الاديان } ورقة‎ )٦٢( . ‏كذا ني الأصل‎ )٣( ‎)٤(‏ ( ح ) ابن حزم { الفصل ج ‎٢‏ ص ‎١١٣‏ وما بين المعقفين زيادة من المؤلف ليستقيم النص من حيث العر بية و بهذا فان الكتاب كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل في حاجة اكيدة إلى تحقيق علمى . ‎)٥(‏ جعفر بن أحمد ، إبانة المناهج في نصيحة الخوارج ! مخطوط دار الكتب رقم ‎٢٥٤٩٩‏ ب ضمن مجموع من ص ‎١٦١٨-١٥٤٤‏ ص ‎١٥٥١‏ . ‎206 ٢٠٦ النجدات } وذهب إلى ذلك أبضاً البغدادي إلا أنه ينص على أن النجدات تكفر مرتكب الكبيرة كفر نعمة ا على نحو ما ذهبت اليه الأباضية . ويبدو أن السبب في انكار الأباضية أن يكونوا من الخوارج ، هو أنهم فهموا من الخروج معنى المروق من الذين عقيدة وعملاً ". والواقع أن أغلب المسلمين من المحدثين وأهل المذاهب الفقهية © وأصحاب الفرق المختلفة 0 لا يكفرون الخوارج ، ولا يعتبرونهم خارجين عن الملة ، وامما اعتبروهم مأولين مخطئين ني التأويل ث كما سبق أن بينا عند الحديث عن مواقف المسلمين من الخوارج } لانهم كانوا اصحاب موقف معين ازاء احداث خطيرة من الأحداث الني تعرضت فها الأمة الاسلامية } وعبروا عن رأبهم ازاء أزمة سياسية وأخلاقية واجتماعية هبت على المسلمين ، وإذا كانوا قد ارتأوا هذا الرأي الذي ذهبوا اليه © فان ذلك لا يخرجهم عن الاسلام ، لأنهم اعتمدوا على الكتاب وعلى تأويله . فبني أنهم أخطأوا التأويل في بعض المسائل © فذلك شيء لا يخرجهم من الايمان © ولا يوجب هم الكفر لأنه اجتهاد مخلص إ والمجتهد المخطئ له أجر واحد 9 فكيف يكفر ، ومن جهة أخرى فان موقفهم المتمثل في النزعة الجمهورية لا يخالف نصا من نصوص القران ، وانما خالف حديثا راوا انه غير متواتر } لانه حديث احاد ، فلم يأخذوا به ولهذا نجد الدكتور عبد الحليم محمود يقول : ( أما رأبهم ني الامامة فانه بؤيده الاتجاه الحديث وكل مخلص لدينه ) " . وليس هذا دفاعاً عن الخوارج & فان لهم أخطاءهم واندفاعاتهم } ولكن ليس من الحق أن يظلموا ، وليس هناك من المبررات الكافية لاخراجهم من الملة الني تمسكوا بكتابها وسنتها أشد التمسك ؤ واذا كان فيهم مغالون فذلك يرجع إلى أن الغلاة من كل الفرق قد جنح بهم هواهم إلى ما جنح من البدع والاخذ عن الأعداء من يتر بص الدوائر لدوافع واغراض معادية للامة } وليس ذلك مبررا لاخراج غير ‎)١(‏ البغدادي } الفرق بين الفرق ص ‎٧٤-٧٣‏ . ‎)٢(‏ علي يجى معمر & الاباضية ني موكب التاريخ ج ‎١‏ ص ‎٣٥‏ . ‎)٣(‏ الدكتور محمود عبد الحليم ، التفكير الفلسني ني الإسلام ى ج ‎١‏ ص ‎١٨٨‏ . ‎٢٠٧ 207‏ الغلاة من الأمة ، أما الغالي من كل فرقة ، فانه اذا خالف أصلا من أصول الاسلام ض أو مبدأ من مبادئه الأساسية & وقصد إلى تهديمه ، وتقويض اسسه ، فلا شك ني اعتباره خارجا عن الاسلام خروجا صريحا لا مواربة فيه © ولا غموض ولا جدال © كما فعل الغلاة من الشيعة من اصحاب الحلول والتناسخ ، والتاليه ، تاليه الانسان . ج .- آراء الأباضبة لا نربد أن نتعرض لآراء الأباضية هنا للتفصيل لسببين & الأول أننا تعرضنا لآرانهم الكلامية ولفرقهم المختلفة ني بحث آخر & فلا تحسن إعادته هنا ، ولأننا أشرنا أثناء كلامنا على الخوارج عامة إلى بعض آرائهم ، والسبب الثاني أن تحليل كتاب الموجز لأبي عمار الذي قمنا به يبين لنا آراء الأباضية الفلسفية الكلامية في صورتها النهائية تقر يبا ، وانما أتعرض لها باجمال و بايجاز . تنكر الأباضية التحكيم } وتكفر المخالف تكفير نعمة لا تكفير إشراك © و يذهبون إلى قول المعتزلة والفلاسفة ي سلب الصفات والتوحيد بينها و بين الذات & ويرون خلق القران بالاعتماد على آيات من القرآن نفسه ، وينكرون الرؤية في الدنيا وني الآخرة لاستلزامها الجهة 3 والحصر أو التحيز والمكان ، و ينكرون أيضا الشفاعة لأهل الكبائر الذين ماتوا قبل التوبة ، ويرون انفاذ الوعد والوعيد ، و يتولون أبا بكر وعمر ، وعلياً قبل التحكيم ى و يكفرون عمان ، ولكن المتأخر ين من الأباضية يرون عدم الخوض ني النزاع الواقع صدر الاسلام ويقولون إن الموقف الذي ينبغي اتخاذه هو التوقف وما يدل على ذلك أن حفيد فيصل بن تركي ‎)١٩١٠/١٣٢٨+(‏ سعيد ابن تيمور حا كم عمان سنة ‎١٣٧٣‏ ھ ‎١٩٥٣/‏ أمر برفع سب الامام علي } وتوعد بالعقاب من فعل ذلك ، وهو من رجال الأباضية المعاصرين ومن المصلحين النابهين " . وأول واجب عند الأباضية معرفة الته ث وليس النظر كما هو الأمر عند الجوينى ‎)١(‏ سليمان الباروني ث مختصر تاريخ الأباضية ‎٤‏ تونس ، ‎١٣٥٧‏ ھ / ‎١٩٣٨‏ م ص ‎٧٣‏ . ر٢)‏ الخطيب بن علي الهاشمي ، وقعة النهروان ص ‎٢٠٢‏ . ‎٢٠٨‏ 208 وابن فورك من الأشاعرة 0 ونجب معرفة الله عندهم مجرد التمييز لا عند البلوغ [ ولا يجوز الجهل بالله ولا الشك فيه 0 وهو ما يؤدي اليه ي نظرهم القول بان اول واجب هو النظر أو القصد اليه ' . ويرون أن الايمان قول وعمل ، واستدل على ذلك الر بيع بن حبيب ني مسنده بأحاديث كثيرة ، ثم علق على تلك الأحاديث بقوله : ( فهذه الأحاديث كلها تدل على الإيمان انه قول وعمل ، ومن قال غير ذلك فقد كفر بمقالته " . وأخرج أحاديث أخرى تبلغ ثمانية وعشرين حديثا تدل على أن مرتكب الكبيرة كافر ، ثم علق عليها بقوله : ( فهذه الأحاديث كلها تنسب الكفر لأهل القبلة ) ". وفيما يتعلق بالحرية أو الجبر فقد انقسم الأباضية ني ذلك وأغلبهم يؤمن بالقدر على نحو ما يؤمن به الأشاعرة وهو الكسب باعتباره مقارنة القدرة للمقدور دون تأثير ، أما الحارثية منهم فترى أن الاستطاعة قبل الفعل موافقين في ذلك للمعتزلة ‎٠‏ © ويرى جمهور الأباضية أن الاستطاعة تكون مع الفعل لا قبله © ويتبرأون من القول بالجبر © وتدعو الاباضية للمساواة بين الطبقات الاجتاعية المختلفة فقد كانت جماعة من الأباضية فيما يحدثنا به الجاحظ ترسل إلى هشام الدستواني أبي عبد اله مولى بني سدوس ‎)٢٧٠٧/١٥٤+(‏ بثياب فيكسوها الأعراب الذين كانوا لا يزوجون الهجين ه فجعلوا يزوجونه اثر دعوة هشام الى ذلك واثر احسانه اليهم . وتشعبت الاباضية إلى فرق منها الحفصية والحارثية واليز يدية 0 كما هو معلوم في كتب أهل المقالات & وينبغى الاشارة بهذه المناسبة إلى أن الأباضية ني المغرب ‎)١(‏ أحمد بن سعيد الشهاخي ، شرح مقدمة التوحيد ى ص ‎٢٦‏ . ‎)٢(‏ الر بيع بن حبيب |، المسند آ ج ‎٣‏ ص ٥۔-٦‏ أخرج هذه الاحاديث تحت عنوان : باب الحجة على من قال ان الإيمان قول بلا عمل . ‎)٣(‏ جعل هذه الأحاديث تحت عنوان : باب الحجة على من قال ان أهل الكبائر ليسوا بكافرين . مسند الر بيم ج ‎٣‏ ص ‎٥١‏ وبقصد بالكفر كفر النعمة . ‎)٤(‏ التبصير ني الدين 3. ص ‎٣٥‏ & الجاحظ ، الحيوان ج ‎٣‏ ص ‎٩‏ . ر٥)‏ الجاحظ آ البيان والتبيين ، ج ‎١‏ ص ‎٤٣‏ . ‎٢٠٩ 209‏ تشعبوا إلى فرق صغيرة ليس بينها كبير خلاف » منها النكار ية وسميت بذلك لانكارها بيعة عبد الوهاب الرستمي (٨٦١-٨؛٢‏ ه ) ‎)٨٢٣-٧٨٤/‏ ويقول ابن حزم أن أباضية الأندلس من النكاربة ا ومنها الخلفية نسبة إلى خلف بن السمح ، والنفاتية . والعمر ية } والحسينية ، والسكاكية . وفيما يتعلق بالأصول العملية ( أصول الفقه ) فان الأباضية تأخذ بالكتاب والسنة والاجماع والقياس إلا شعبة من الاباضية ني المغرب وهي السكاكية فانها تنكر السنة والرأي وتزعم أن الدين انما يؤخذ من القرآن فحسب " ، وإنه ليس من الواجب العمل بالسنة لقوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء . الأنعام / ‎")٣٨‏ ‏وترى هذه الفرقة ان صلاة الجماعة بدعة . وإذا أطلق الأمر فانه يحمل على الوجوب " عند الأباضية ومن ثم فان موتيلنسكي » أخطأ حين نسب إلى الأباضية عامة ، انكار القياس ، والاجماع © وتعويضهما بالرأي ث لأن الرأي تعبر به الأباضية عن القياس والاجماع ني كتبها القديمة وسبب ذلك انه قد غاب عنه هذا الاصطلاح الذي لم يتفطن اليه ، مع انه خبير بالاباضية خبرة دقيقة 0 وكان مهتما بدراستها حين وجوده بالجزائر وادارته لمدرسة قسنطبنة ث مدة طويلة © وقد تصدى الشيخ أبو اسحاق ابراهيم بن أطفيش للرد على من نسب إلى الأباضية انكار الاجماع والقياس ‎١‏ وقد سبق أن نقلنا نصاً من كتاب الشامل للاصل والفرع لمحمد بن يوسف أطفيش يدل دلالة قاطعة على ‎)١(‏ ابن حزم ، الفصل ج ‎٤‏ ص ‎١٩١‏ . ‎)٢(‏ ابو عمرو عنان بن خليفة 0 بيان فرق الأباضية } المطبعة البارونية 3 القاهرة } ( دون ‏تاريخ ص ‎٩٣‏ ) . ‎)٣(‏ الحاج محمد بن الحاج يوسف أطفيش ، كتاب تفقيه الغامر © بترتيب لفظ موسى بن عامر . ص ة . ‎. ٥١ ‏الشيخ محمد أطفيش { قطب الأيمة © الشامل للأصل والفرع ص‎ )٤( ‎. ‏دائرة المعارف الإسلامية ، مادة : أباضة‎ )٥( ‎. ٤٦ ‏مقدمة التوحيد وشروحها ص‎ )٦( ‎210 ٢١٥ الأخذ بالقياس والاجماع ‎١‏ وينص أيضا على أن الاجتهاد هو : ( اتفاق من وجد ني عصر بعد النيء صلى الله عليه وسلم من مجتهدين )" ولكن يفهم من كتاب كشف الغمة أنه لا يعتبر إلا اجماع مجتهدي الخوارج وأهل الاستقامة ، لأنهم هم أهل الحق المتبعون للكتاب والسنة ك ويذكر أيضاً أنه ليس كل من صام وصلى اعتبر داخلا ني الأمة وعضوا فيها ‎٢‏ . و يجوز عند محمد بن يوسف اطفيش التقليد لغير المجتهد ني الأصول كالتوحيد والصفات ‘ . الآراء الطبيعية ل حد فيما اطلعنا عليه من كتب المقالات والملل آراء طبيعية تنسب الى الخوارج ، إلا بعض آراء نسبت إلى الأباضية ث لذلك رأينا أن نفردها بالكلام © ما لها من اهمية كلامية وفلسفية ، ومما يدل على ان الاباضية ايضا لم تهتم كثيرا بالآراء الطبيعية أن أبا عمار عبد الكافي الذي يعتبر كتابه الموجز الصورة النهائية تقريباً للمذهب الأباضي الكلامي قال - بصدد الكلام على الآراء الطبيعية - : ( وتنكبت القول فيما هو دونه من السكون والحركات والجواهر والعرضيات والمختلفات بالصفات والمتضادات للأعيان ... والمتولدات ) ث . ذكر الأشعري رأي الأباضية في الجزء الذي لا يتجزأ وني الجسم والعرض ، ولكن الفونسو نلينو المستشرق الإيطالي حين كتب مقاله ي بيان العلاقة بين المعتزلة والأباضية ذلك المقال الذي بين فيه أن الأباضية والمعتزلة تشتركان في عدة آراء ‎)١(‏ الشامل للأصل والفرع ص ‎٩‏ . ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎١١-١٠١‏ . ‎)٣(‏ يقول : ومعنى قوله ( الني صلى النه عليه وسلم ) أمني : هم الذين اتبعوه وسلكوا سبيله ؤ ولم بخالفوه ، وليس أمته كل من صلى وصام وأقر بالإسلام . كشف الغمة } ورقة ‎٣٠٦‏ . ‎)٤(‏ محمد بن يوسف أطفيش ، الشامل للأصل والفرع ص ‎٢٠‏ . ‎)٥(‏ ابو عمار } الموجز ء ص ‎١٩٣‏ ج . ‎٢١١ 211‏ كلامية ، لم يشر إلى أنهما يتفقان ني بعض الآراء الطبيعية © ذلك أن مذهب الأباضية في الجزء الذي لا يتجزأ يتفق في بعض جوانبه فيما يذكر الاشعري مع مذهب الحسين الصالحي محمد بن مسلم المعتزلي } الذي يرى ان الجزء الذي لا يتجزا جسم قابل للاعراض ومحتمل لها } وذهبت الاباضية ايضا إلى ان الجوهر الفرد جسم ‎١‏ واذا كان الجوهر الفرد جسيا 0 فانه لا محالة قابل للاعراض ، واذا قبل الأعراض أصبح مؤلفا © ولكن أبا الحسين © يمتنع من تسمية هذه القابلية للحمل © وهذا الحمل نفسه للأعراض آ، تأليفا وتركيبأ لأن الاستعمال اللغوي فيما يقول لا يساعده على ذلك لأنه لا يطلق ني اللغة على شيء ما أنه مؤلف إلا إذا امكنت مماسته ، والجزء الذي لا يتجزأ عنده وان كان قابلاً لجميع أجناس الأعراض فانه ي حكم لا شيء ، ما دام لا تمكن مماسته ، ولا يجيز أهل اللغة مماسة لا شيء ' ويقرر الاشعري ان اكثر الاباضية يرى ان العرض بعض للجسم & وان الجسم أعراض مجتمعة ، والى هذا الرأي نفسه يذهب ضرار بن عمرو الموافق للمعتزلة في القدر ، وني قولهم أن الاستطاعة قبل الفعل © وني رأيهم في أن الاستطاعة بعض المستطيم " ى قال ضرار : ( ان الجسم أعراض ألفت وجمعت فقامت وثبتت فصارت جسياً )ث كما أن الحسين بن محمد النجار ‎٢٣٠+(‏ ھ ‎)٨٤٤/‏ يذهب إلى أن الجسم أعراض مجتمعة ث ، وتقول الأباضية بأن العرض لا يبقى زمانين على نحو ما قالت به الأشاعرة ، والحسين النجار } غير أن الأباضية فصلت ني ذلك بين العرض الذي لا ينفك عنه الجسم كالالوان والطعوم & والثقل والخفة والحرارة والبرودة 3 والرطوبة والخشونة واللين © وبين ما ينفك عنه الجسم 0 فالعر ض القار او الذي لا ينفك عنه الجسم يبقى زمانين 3 وأما غير القار فانه لا يبقى زمانين وذلك . ٣٠١ ‏ج ! ص‎ ، ١٠٩ ‏ص‎ ١ ‏الأشعري « المقالات ‘ ج‎ (١( . ٣٠١ ‏ص‎ !٢ ‏ن . م . ج‎ )!٢( . ٢١٤ ‏البغدادي 3 الفرق بين الفرق ص‎ (٣) . ٣٠٥ ‏ص‎ ٢ ‏الاشعري ج‎ )٤( . ٢٠٨ ‏البغدادي } الفرق بين الفرق ص‎ )٥( آق 212 كالعلم والجهل ، وذهب عباد بن سليمان المعتزلي إلى ما يشبه هذا ، فرأى أن الجسم جوهر وأعراض لا تنفك عنه ، وأما ما كان ينفك من الأعراض فلا يعتبر جسياً ، بل أنه غير الجسم ، ما دام لا ينفك عنه ويفارقه 0 ويزيد على ذلك فيقول إن الجسم مكانا . أما أبو عمار عبد الكاني الأباضي فقد عرف الجسم بأنه : ر ما كان ذا طول ، وعرض وعمق وجهات وحدود وحركات وسكون وما يكون ذا نصفين 0 ويحتمل التجزئة ، ويكون ذا هيئة من الهيئات وقدر من الأقدار ) ' و يراد بالجسم عنده أيضاً ما كان قابلاً للتجزئة 0 وما كان مسدساً أي ذا جهات ست" وهو يتفق في هذا مع النظام الذي يرى أن ( الجسم هو الطويل العر يض العميق ) ث 5 وانه ما يحتمل التجزئة ث كما يتفق مع الفلاسفة ايضا حيث عرفوا الجسم بانه : ( العريض العميق )` © وذهب أبو الهذيل العلاف الى مثل هذا القول١‏ . ويختلف الجسم عند أبي عمار الكاني عن الشيء ، لأن الشيء 3 عنده يعم كل موجود وموهوم ، أما الجسم فانما يطلق على القابل للتجزئة والتنسديس٨‏ أو الجهات الست ويلزم من هذا أن يكون المعدوم شيئا ما دام الشيء يطلق على المعدوم أيضا وهو الراي الذي تذهب اليه المعتزلة 3 ويعرف ابو عمار الشىء من جهة اخرى بأنه : ( المخبر عنه ) " ، وبما أن المعدوم مخبر عنه أيضا فهو شيء ؤ ويصبح الشيء (( الأشعري “ المقالات { ج ‎!٢‏ ص ‎٣٠٥‏ . ‎)٢(‏ أبو عمار ، الموجز ص ‎٦٢‏ . ‎(٣)‏ ن . م . ص ‎٦٤‏ ج . ‎)٤(‏ الاشعري ، المقالات ج ‎!٢‏ ص ‎٣٠٤‏ . ‎()٥(‏ ن . م . ج ‎!٢‏ ص ‎٣٠٤‏ . ‎)٦(‏ ن . م . ج ‎٢‏ ص ‎٣٠٤‏ . ‎)٧(‏ ن. م. ج٢‏ ص ‎٣٠٧‏ ويعرف الجسم أيضاً بأنه : ر ما كان مؤتلف الأجزاء ) والعرض بانه ( العارض في الجسم ) لقلة بقائه فيه ( الموجز ص ‎٨٤‏ ج) . ‎)٨(‏ الموجز ص ‎٦٤‏ ج . ‎)٩(‏ الموجز ص ‎٨٤‏ ج . ‎٢١٣ 213‏ يعم الموجود والمعدوم } ولكنه يعود ف موضع آخر من كتابه فيعرف الموجود 1 نه ( الحاضر) ‎١‏ وأن ما سيأني من الأشياء الممكن اتيانها إلى الوجود يسمى موجودا على طريق التوسع } والمجاز لا على طريق الحقيقة ، أما المعدوم فقد عرفه بأنه : ( الغائب عن الوجود " وبهذا فانه يبدو انه لا بوافق المعتزلة تماماً في القول بأن المعدوم شيء ، وان لزم ذلك من اطلاقه الشيء على الموجود والموهوم معاً في تعريفه للشيء © وما ذهب اليه أبو عمار يتعارض مع ما يزعمه هشام بن الحكم ، من أن الجسم هو الموجود وهو الشيء 3 وهو القائم بنفسه " 0 ويطلق الشيء عند أبي عمار على المعاني وعلى الله أيضا معارضا بهذا القول ، للجهمية الذين يمنعون أن يطلق على الته أنه شيء ، لأنهم يذهبون إلى أن الشيء جسم ث . ويقول أبو عمار أن أعم الأسماء شيء ؤ ثم محدث ثم جسم 8 وبذلك يكون رأي أبي عمار ني الجزء الذي لا يتجزا مخالفا لراي قدماء الاباضية الذي ينقله الينا الاشعري . أما أبو اسحاق إبراهيم اطفيش المعاصر فانه عرف الجسم والعرض تعر يفاً مأخوذا من تعر يف متأخري المتكلمين الذي تأثروا بالفلاسفة وخلطوا بين الحسم والجوهر : فقال : ( الجسم ما قام بنفسه } والعرض ما قام بغيره او ما لا يبقى اكثر من حال ) ولم يفرق ني العرض بين ما ينفك عن الجسم ومالا ينفك كما فعل قدماء الأباضية . وأما العلة فان الأباضية تقول بها ني الأحكام الشرعية حبن قالت بالقياس © وكذلك ني الحوادث الطبيعية 0 وعرف أبو عمار العلة بقوله : ( ما يوجد بوجوده ‎)١(‏ ن . م . ص ‎٨٤‏ ج. ‎)٢(‏ ن . م . ص ‎٨٤‏ ج. ‎. ٣٠٤ ‏ص‎ !٢ ‏الاشعري ، المقالات ج‎ )٣( ‎. ‏ج‎ ٧٥ ‏الموجز ص‎ )٤( ‎)٥(‏ وذلك عندما شرح قول أبي زكريا يحيى الجناوني : ( المحدث ضربان جوهر وعرض والعرض ضربان حركة وسكون & وللحركة ضربان 0 كسبية وضروربة ) كتاب الرضع ] ص ٣-۔_٤‏ . ‎214 ٢ المعلول و بعدمه عدم المعلول ) ‎١‏ ويقول أيضاً باطراد العلة آ . ثم أنه تحدث عن الحركة وعن السكون 0 وعن جهات الجسم والعرض وعن الحلول وما إلى ذلك من لمسائل الطبيعية الني اقتصر فيها غالبا على التعريفات ، دون أن يتعمق ني التحليل © أو يظهر أن له فيها رأيا مخالفا لغيره . : ‏أبو عمار عبد الكاني‎ - ٥ [ - حياته : هو أبو عمار عبد الكاني بن أبي يعقوب التناوني } وتناوت - فيما يحدثنا الشبخ أبو اليقظان إبراهيم - نسبة إلى تناوت وهي قرية من قرى وارجلان ني سدراته ‎5٢‏ العاصمة الاباضية بعد تيهرت ، الواقعة جنوب الجزائر . اما المستشرق ( [تااادا ) فانه يذكر ان تناوت قبيلة بربرية كانت تقيم ني بلدة نفزاوة معتمدا ني ذلك على كتاب السير للشماخي ؛ ؤ ويقيم جزء من هذه القبيلة ني وارجلان © ويمكن الجمع بين الرأيين بالقول بأن تناوت اسم لقبيلة ثم سميت بها القر ية الني أقامت بها ي وارجلان . ويرى المستشرق المذكور ان ابا عمار اكثر مؤلني الاباضية علما © ولسنا نعلم عن نشأته شيئاً ذا بال © وغاية ما نعلم عنه أنه نشأ ي وارجلان ني القرن السادس للهجرة 0 وكانت ني ذلك الحين مزدهرة في ميدان المعارف الدينية وغير الدينية } وأخذ ني تلك المدينة عن استاذه الكبير المتكلم الأباضي أبي يعقوب الوارجلاني . ‏ج‎ ٨٣ ‏الموجز ص‎ )١( (!) ن . م . ص ‎٨٣‏ ج . ‎)٣(‏ رسالة كتب بها إلي متكرماً الشيخ الفاضل ابراهم أبو اليقظان 0 حينا طلبت اليه معلومات عن أبي عمار عبد الكاني عنوانها : أبو عمار عبد الكاني التناوتي الوارجلاني ، وذلك ني سنة ‎١٣٨٨‏ ه / ‎١٩٦٨‏ وأرسلها من مدينة الفرارة بجنوب الجخزائر 4 ص ‎٦١‏ ‏وتسمى وارجلان الآن بورقلة . ‎, . ‏.م ,)1936( 10 ,! , غ ج‎ 278. (٤) ‎٢١٥ 215 المتوفى سنة ‎٥٧٠‏ ھ ‎١١٧٤/‏ & وكان الوارجلاني ذا اطلاع واسع على شتى أنواع المعارف & وعلى الثقافة الاسلامية ني ذلك العصر ، حيث انتقل إلى الاندلس ، واقام بمدينة قرطبة في عهد الموحدين © أصحاب النزعة العقلية والاجتهاد 0 وهنالك درس علوم اللسان والقرآن والحديث والتنجيم 3 فكانوا يشبهونه بالجاحظ ؟ وألف من الكتب كتاب العدل والانصاف ني أصول الفقه ني ثلاثة أجزاء & ويوجد عند الأباضية إلى اليوم في الجزائر نسخ متعددة منه'5 وألف كذلك كتاب الدليل لأهل العقول ني ثلاثة أجزاء طبعت ني مجلد واحد طبعا حجريأ بالقاهرة سنة ‎١٣٠٦‏ ھ ‎١٨٨٨/‏ تحدث فيه عن الآراء الكلامية والفلسفية وعن الرياضيات والفلك ، ورتب كتاب مسند الر بيع بن حبيب البصري الذي طبع الطبعة الثانية بمصر سنة ‎١٣٤٩‏ ه بالمطبعة السلفية © وضم اليه بعض روايات الر بيع عن ضيام عن جابر بن زيد وروايات ابي سفيان عن الر بيع وروايات الامام افلح عن ابي غانم بشر ابن غانم الخراساني ، ومراسيل جابر بن زيد! وينسب اليه كتاب مرج البحرين في الفلسفة والمنطق والهندسة والحساب ونقل الينا الشيخ أبو اليقظان أنه ترجم إلى اللغات الأوروبية ولكننا لم نقف على ذلك ، ولم نعرف اللغة الني ترجم اليها © وله قصيدة تسمى الحجازية تقع ي ‎٣٦٠‏ بيتا ويبدو انه انشاها حين قصد الحجاز للحج فجادت قر يحته بها لي تلك الر بوع المقدسة 0 وله كتاب لي الفقه ل اقف عليه وينسب اليه تفسير للقرآن © يقال أنه يقع في سبعين جزءأ رأى منه البرادي سفرا كبيرا لا يقل عن ‎٧٠٠‏ ورقة © به تفسير فاتحة الكتاب ، وسورة البقرة ، وآل عمران ، وغلب على ظن البرادي أن أبا يعقوب ألف تفسيره للقرآن ني ثمانية أسفار ‎)١(‏ أعرف منه نسخة لدى الأستاذ صدفي بن أيوب اليسجني ؤ قد شرحه القطب ، واختصره الشماخ . ‎)٢(‏ عبد الله بن حميد السالمي ث حاشية مسند الربيع 0 مطبعة الأزهار البارونية } القاهرة ‎٦‏ هھ ج ‎١‏ ص ‎٣‏ نقلا عن رسالة كتب بها إل الشيخ أبو اليقظان سنة ‎-١٣٨٦‏ ‎٦٦‏ ص ‎.٩‏ ‎٢١٦‏ 216 مثل السفر الذي رآه ووقف عليه ' وله كتاب في التاريخ يدعى ه فتوح المغرب » ترجم فيه للأباضية ويذكر الشيخ أبو اليقظان أنه توجد منه نسخة ني للمانيا! © وله رسالة في رجال مسند الر بيع ، وترجمة لرجال الاباضية ، وله اجوبة } وفتاوى كثيرة لو ترجمت لكونت سفرا كبيرا في الفقه " . وقد استطاع أن يكشف خط الاستواء قبل أن يكتشفه غيره من الأوروبيين ي رحلة له اليه ذكرها في كتابه الدليل والبرهان ، وبالجملة فان أبا يعقوب الوارجلاني يعتبر من الفلاسفة الأباضيبن الذين اكتسبوا معارف واسعة سواء فيما يتصل بالمذهب الأباضي ، أو بغيره من المذاهب والآراء } والعلوم الرياضية والطبيعية المعروفة في عصره ، ويعتبر من أكبر رجالات الرياضيات في المغرب العربي . و بعد أن أخذ أبو عمار عن شيخه أبي يعقوب ارتحل إلى تونس ودرس هناك على اساتذة كثير ين & وكانت تونس ي عهد الموحدين ي غاية من النشاط العلمي والثقاني ، فاستفاد من تلك البيئة العلمية الاخرة © وأخذ علوم اللسان العر بي وآدابه والعلوم الاسلامية المختلفة ث وعرف ني أخذه ذلك بالجد والنشاط & وكانت أسرته ذات ثراء وغنى © ولذلك فانها كانت ترسل اليه ألف دينار كل سنة فيعطى نصفها إلى شيخه الذي يدرس عليه ، و يصرف النصف الآخر ني شؤونه الخاصة } ويحكى أنه كانت تأتيه كل عام رسالة مع المرتب المالي ، ولكنه كان لا يقرأ ما يرد عليه من الرسائل © ويحفظها عنده } وعندما أتم دراسته ، أخذ في قراءتها فوجد في الأولى نبأ وفاة أحد والديه © وني الثانية نبأ وفاة الثاني ، فها كان منه إلا ان ودع ‎)١(‏ البرادي ، الجواهر & مطبعة محمد بن يوسف الباروني ، القاهرة ‎١٣٠٦‏ ھ ص ‎٢٢٠‏ ورسالة الشيخ أبي اليقظان ص ‎١١‏ . ‎)٢(‏ رسالة أبي اليقظان ص ‎١٢‏ نقلاً عن أطفيش أبي اسحاق ني كتابه الدعاية إلى سبيل المؤمنين } المطبعة السلفية بالقاهرة سنة ‎١٣٤٢‏ ه وتوجد منه نسخة ني تركة المستشرق الفرنسي موتيلنسكي & وقف عليها الأستاذ حسن حني عبد الوهاب ( رسالة أبي اليقظان ص ‎!٤‏ ) . ‎. ١١ ‏رسالة الشيخ أبي اليقظان ص‎ )٣( ‎٢١٧ 217 أساتذته وأصدقاءه وقفل راجعاً إلى وطنه © ويذكر اصدقاؤه أنه كان ذا أخلاق عالية ث سريع الفهم ، سخي النفس & شديد الورع ، وكانوا يدرسون معه كتاباً ي المذهب الاباضي ، وهو كتاب الدعائم ، وينسب اليه البدر الشهاخي ، والدرجيني ني طبقاتهما كرامات ا . ويذكر الدرجيني أن سبب سفره إلى تونس الني أقام بها أعوامأ للدراسة بعود إلى أمرين : الأول ابتعاده عن شواغل الأهل آ والثاني أنه أراد اصلاح لسانه & وتقوية ملكته ني اللسان العر ي بالابتعاد عن اللسان البر بري الذي يتحدث به اهل بلده في وارجلان . والواقع ان كتابه الموجز يشهد له بقوة الأسلوب ، وجزالته . وصفاء عر بيته ‎٠‏ ومتانة الفاظها ا ودقة دلالتها على معانيها . ويذكر المترجمون له أنه سثل عن القدر وعن اليقين فقال : (اليقين صحة الاعتقاد 0 وهو من أفعال القلب 0 ومن أفضل أفعال العبادة ) وأجاب عن القدر فقال : ) القدر ما قدره الله قبل أن بكون ( ‎٢‏ ‘ وكان أبو عمار محبا للسلم بن المسلمين 3 كارها للفتن وسفك الدماء 2 وعبر عن رغبته هذه فيما يذكره الدرجيني فقال : ( اذا وقعت الفتنة بين فئتين من المؤمنين فالأحب ال أن يصطلحوا & فإن لم يفعلوا فالأحب إلي أن لا تغلب فئة فئة فان من أحب أن تغلب أحداهما الأخرى ‎٠‏ حب د ب ف ِ ِ ما فقد دخل في الفتنة 0 ولزمه ما لزم اهل تلك الفئة 0 وكان سيفه يقطر دما ) . اما ما يتعلق بتاريخ وفاته فإنها غير معروفة © ولكنها تقع ني الراجح قبل سنة ‎٠‏ ھ/٤٧(١‏ وهي السنة الني توفى فيها شيخه أبو يعقوب الوارجلاني } ذلك أنه قد وردت إلى أبي عمار رسائل من عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن نمير ‎١‏ لانصاري 6 من غا زة ليجيب عن أسئلة وردت فيها . فتوني أ بو عما ر قبل أن يتمكن ‎)١(‏ البدر الشماخي ، السير ‎٤‏ ص ‎٤٤٢‏ الدرجيني ، مخطوط الشيخ ابن يوسف بالجزائر العاصمة ص ‎٤٤٤‏ ، رسالة الشيخ أبي اليقظان ص ‎١١‏ . ‎(٢ )‏ رسالة أبي البقظان . زقلاً عن طبقات الدرجيني ص ‎١٣-١ ٢‏ . ‎)٣(‏ طبقات الدرجيني ، مخطوط الشيخ ابن يوسف ص ‎٤٤٧‏ ، رسالة الشيخ أبي البقظان ص ‎٥‏ . ‎٢١٨‏ 218 من الجواب عنها ، فتولى الاجابة عن ذلك شيخه أبو يعقوب الوارجلاني قبل أن توفاه الله ' سنة ‎٥٧٠‏ ھ ‎١١٧٤/‏ . وكان للاباضية نشاط واسع من الناحية الدينية والثقافية والاقتصادية ني إفر يقيا 0 فكانوا يقومون بتجارة التبر ، والدعاية للدين بالفعل والقول ، ويقول أبو اليقظان ان أبا عمار توفى في وارجلان ، وقبره معروف باسمه بها وله مقام يزار ، وذكر انه وقف عليه 0 وراه & وهو عبارة عن ( غار منحوت ني ربوة الجبل ، قدر ما يقف فيه المصلي ، ويأوي مجلس نحو عشرة رجال ) " وجرت عادة الاخوان الأباضيين أن يقوموا بزيارته ث ربيع كل سنة " . ويعده الشيخ محمد بن يوسف أطفيش من أهل الخمسين الأولى من المائة السادسة مع أستاذه أبي يعقوب الوارجلاني ث . ب _ مؤلفاته : يعتبر أبو عمار من الذين أحيوا المذهب الأباضي تأليفاً وتعليماً 7 وهو من أعظم مؤلني الأباضية مقدرة على الجدل والنظر ث وأكثرهم عمقاً في التفكير } وتنظيماً للمذهب في نسق عقلي دقيق ماسك & وهو لا يقل عن متكلمي المعتزلة والاشاعرة والشيعة مقدرة على التاليف 0 واحاطة بالمذاهب ‘ ودفاعا عن المذهب } ونصرة له . وينسب إلى أبي عمار أنه ألف كتاب الاستطاعة ، وقد أشار في آخر كتابه الموجز إلى ان الاستطاعة تستحق أن يفرد لها كتاب" ، ونسب اليه البدر الشهاخي ‎)١(‏ الشبخ أبي اليقظان ، الرسالة ص ‎٤٢‏ . ‎)٢(‏ الشبخ أبو اليقظان ، الأباضية ني شيال افريقية 0 مخطوط لدى مؤلفه بالقرارة جنوب الجزائر وأورد هذا النص منه ني رسالته إى ص ‎١٧‏ . ‎)٣(‏ ن . م . ص ‎١٧‏ وحدثنا بهذا الشيخ ابن يوسف ني مدينة الجزائر سنة ‎١٩٦٨‏ . ‎)٤(‏ محمد أطفيش ، تواريخ أهل وادي ميزاب ، الجزائر ‎١٣٢٦‏ ه . ‎)٥(‏ الموجز ص ‎١٩٣‏ ج ، البدر الشياخي السير ص ‎٤٤١‏ . ‎١٩ 219‏ أيضاً كتاب شرح الجهالات ' وتوجد نسخة منه في دار الكتب المصرية مخطوطة ، وخطها ردئ جدا } وبها شطب ولا تكاد تقرأ . وهذا الكتاب عبارة عن أسئلة وأجوبة ني العقائد وغيرها على طريقة المذهب الأباضي به ‎٥٩‏ ورقة تحت رقم ‎٢٩٣‏ ب أما كتابه الاستطاعة فلا أعرف انه موجود أو غير موجود ، واغلب الظن أنه مفقود ، وينسب إلى أبي عمار أيضاً لبت بأسياء شيوخ الأباضية وتراجمهم" ويعتبره علي يحيى معمر من مؤرخي الأباضية ". ومن أهم مؤلفاته كتاب الموجز في علم الكلام نسبه اليه البدر الشماخي ر ‎٩٢٨‏ ه/ ‎١٥٢١١‏ ) في السير " حيث وصف أبا عمار بأنه آية ني علم الكلام وبأنه ألف فيه : ( الموجز ني الرد على كل من خالف الحق في جزئين ) ث كما نسبه اليه الدرجينى في طبقاته فقال : ( وهو الذي أزرى يموجزه على الماضين وأتعب الحاضرين والآتين 0 فانه رتب مقدماته أرتب تقديم ‘ وقوم فصوله أحسن تقويم ‘ وقسم الفرق أبين تقسيم ، بألفاظ عذبة وقصد مستقيم ‎٦)‏ ونقل منه عبد العز يز المصعبي اليسجني } ني كتابه معالم الدين المخطوط بدار الكتب المصرية رقم ‎١٩٦٠٠‏ ب ونسبه اليه فقال : ( ومن هنا تعلم معنى قول الشيخ أبي عمار ني الموجز ) " ؤ ونسبه ليه أيضاً أبو اليقظان إبراهيم في كتابه : الأباضية ني شيال إفريقيا ر مخطوط لدى مؤلفه ) عند ترجمته له فقال : ( صاحب كتاب الموجز ني علم الكلام ني جزثين ناقش فيه فرق المذاهب الإسلامية وشبهها وحاجج فيه كثيرا من الدهريين ‎)١(‏ البدر الشماخي ، السير ص ‎٤٤١‏ وذكر انه يقع في سفر واحد . ‎(٢(‏ .271 . ,)1936\ 10 ,! , : غ . , ‎)٣(‏ علي يحيى معمر ، الأباضية ني موكب التاريخ ( الأباضية ني تونس ) بيروت ‎١٣٨٥‏ ه/ ‎٦٦‏ ص ‎١٩٤‏ . ‎)٤(‏ السير ث ص ‎٤٤١‏ . ‎)٥(‏ ن . م . ص ‎٤٤١‏ . ‎)٦(‏ رسالة أبي اليقظان نقلا عن الدرجيني ني الطبفات ص ‎٩‏ . ‎)٧١(‏ المصعي ، معالم أصول الدين ، ورقة ‎٢٧٦‏ . ‎٢٢٠‏ 220 وناقشهم ني سائر مقالاتهم الزائغة المنحرفة ث بحججه الدامغة } وبأسلوبه الرشيق & الحكيم } المبني على محاصرة الخصم بالقائه في شبكات من أسئلة لإلزامه الحجة حتى لا يجمد له محيصاً ولا مفراً ) ' . ولم يشك أحد من الأباضية ني أن الكتاب لأبي عمار عبد الكاني بل أن البرادي ذكره في تقييده لكتب الأباضية ونص على ذلك بقوله : ( وكتاب الموجز للشيخ أبي عمار عبد الكافي بن أبي يعقوب التناوتي الورجلاني ) " وأضاف إلى ذلك نسبة كتبه الأخرى اليه فقال : وشرح الجهالة له أيضاً 5 وكتاب الفرائض ، ويذكرون كتاباً ني الفروع من تأليفه 5 لم أقف عليه ". أما غير الأباضية من المؤرخين والباحثين بما ني ذلك المستشرقون فلا أعرف أحدا منهم أشار إلى هذا الكتاب من قريب ولا من بعيد ، ولا عرفه © بل أن موتيلنسكي المتخصص في الأباضية لم يعرفه ولم يذكره فيما أعلم . ج ۔ وصف المخطوط اعتمدت في تحقيق كتاب الموجز على ثلاث نسخ ، توجد الأولى في دار الكتب تحت رقم ‎٢١٧٨٧‏ ب مكتوبة بخط مغر بي ، و بها خرم بعد الورقة الأولى منها كما أن بآخرها نقصا ولكنه استكمل من نسخة أخرى بخط حديث ، غير أن النسخة التى استكملت بالمقابلة معها مجهولة © بحثنا عنها في دار الكتب وغيرها فلم نستطع الإهتداء اليها 5 ويعود تاريخ الخط الذي استكملت به إلى حوالي ‎١٩٤٠‏ حسب تقدير فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية ، وتقع هذه النسخة ني ‎٦٧‏ صفحة وني كل صفحة ‎٢١‏ سطرا وحجمها مقاسه ‎٢٢/١٦‏ سم } وهنالك ‏نسخة اخرى منقولة عنها بخط محمود حمدي تقع ني ‎٣٩٩‏ صفحة وفي كل صفحة ‎١‏ سطرا ومقاس حجمها ‎٢٦/١٨‏ سم وهي واقعة تحت رقم ‎٢١٩٣٩‏ ب إ ولم ‎. ١٧ ‏رسالة أبي اليقظانذ ص‎ )١( ‎. ٢٠٨ ‏تقييد كتب أصحابنا للبرادي & مخطوط دار الكتب ورقة‎ )٢( ‎)٣(‏ ن . م . ورقة ‎٢٠‏ أما في المخطوط رقم ‎٨٤٥٦‏ ح بدار الكتب أيضا فانه نص على كتاب الموجز وشرح الجهالات فقط فقال : ( ولأبي عمار رضي الله عنه كتاب الموجز وكتاب شرح الجهالات سفر آخر له ) ورقة ‎١١٣‏ . ‎٢٢١ 221 أستعمل هذه النسخة لأنها بعد فحصها تبين أنها منقولة عن الأولى بدقة © وأنه لا فرق بينهما ز و بالنسخة المستعملة في هذا التحقيق تعليقات وتصحيحات ومراجعات وقد وقع النص فيها على المراجعة والمقابلة بنسخة أخرى عدة مرات ، وني مواضع مختلفة منها مع توقيعات المراجع الني أثبتت بها . وكتب على أول صفحة من هذه النسخة عنوان الكتاب وهو : ( كتاب الموجز تأليف الشيخ الامام أبي عمار عبد الكاني رحمه انته تعالى ورضي عنه ) . وكتب عليها أيضاً التمليك : ( ملك محمد بن سعيد الثاني ، أخذته من تركة الشيخ المرحوم يحيى العكروت ) وبين عليها نمن الكتاب : ( ‎٧٢١‏ فضة ) وحدد تاريخ التملك ب ( ‎١٢٣٣‏ ه) ثم أوقفها مالكها وكتب : ( وقف لله تعالى على طلبة العلم بوكالة الجموس ا وقفاً مؤبداً لا يباع ولا بوهب ( فمن بدله بعد ما سمعه فانما أمه على الذين يبدلونه . البقرة / ‎١٨١‏ ) وانتقلت إلى ملك شخص آخر رغم انها موقوفة فكتب عليها : ( انتقل إلى ملك الفقير لر به سعيد بن قاسم بن سليمان الشهاخي بشراء شرعي ربيع الثاني عام ‎٦‏ ھ) وبين عدد كراريسها فكتب : ( عدد كراريسه ‎١٣‏ ) . ويقع الكتاب في جزئين ، وذيل ، فالجزء الأول يبتدئ من صفحة ‎١‏ إلى صفحة ‎١١٨‏ ، ويبتدئ الثاني بما فيه الذيل من صفحة ‎١١٨‏ الى صفحة ‎٢٦٧‏ ‏وهما ي مجلد واحد . وقد رمزت الى هذه النسخة ب ( د ) باعتبار أنها نسخة دار الكتب المصرية . وأما النسخة الثانية فهي نسخة الأستاذ صدفي محمد بن أيوب اليسجني © تكرم باعارتها لي ني الجزائر . كتب على أول ورقة منها : ( الجزء الأول من كتاب الموجز ني علم الكلام تأليف المرحوم أبي عمار عبد الكافي بن أبي يعقوب التنواني المتوفى بالقرن السادس الهجري ملك ناسخه صدفي محمد بن أيوب اليسجنى ) . وتتكون هذه النسخة أيضاً من جزئين ، وذيل في مجلد واحد ، يبتدئ الجزء الاول من صفحة ‎٢‏ إلى صفحة ‎٨٠‏ & ويبتدئ الجزء الثاني من صفحة ‎٨١‏ إلى صفحة ‎١٩٦١‏ ، و بهذه النسخة ‎١٩٦‏ صفحة وفي كل صفحة ‎٢٤‏ سطرا } ومقاسها ‎٦/٢‏ سم والناسخ صدي محمد بن أيوب اليسجني ، الأستاذ بثانوية الأغواط ‎٢٢٢‏ 222 كتبها بخط نسخي جيد بتاريخ ‎٢‏ ربيع الأول ‎١٣٧٣‏ ھ / ‎١٠١‏ نوفبر ‎١٩٥٣‏ وبآخر هذه النسخة فهرست بعناو ين الابواب والفصول تقع من صفحة ‎٩٤‏ الى صفحة ‎٩٦‏ . وسقط من هذه النسخة مقدار ثلاث صفحات من قوله : ( ومن سالنا من الجهمية فقال ما معنى قول ... إلى قوله : لأنه أضاف ذلك إلى نفسه وجعله ... ) وذلك من صفحة ‎١١٦١‏ ورمزنا إلى هذه النسخة ب ( ج ) . وتفضل الأستاذ صالح خباشة بتصوير نسخة ثالثة حبسها الحاج محمد بن أيوب بن محمد بتاريخ رجب ‎١٣٥٨‏ ھ ، وتقع أيضاً ني جزئين ني مجلد واحد } يبتدئ الجزء الأول منها من صفحة ‎١‏ إلى ‎١٣١‏ ويبتدئ الجزء الثاني من صفحة ‎١‏ الى ‎٣٣٤‏ وبها ‎٣٣٤‏ صفحة وكل صفحة بها ‎١٩‏ سطرا ومقاسها ‎١٢/ ٤‏ سم . خطها نسخي مغر بي ث نسخها المسعود بن إبراهيم بتاريخ ‎٢٣‏ جمادى الاولى من سنة ‎٣١ / ١٣٣١‏ ماي ‎١٩١٣‏ 0 وسقط منها نفس النص الذي سقط من النسخة الني قبلها 0 وذلك من صفحة ‎١٩٢‏ . ويبدو من هذا التوافق ومما عداه من أوجه لتنال أو التشابه الكثيرة المثبتة ي الهوامش أن بين النسختين الأخيرتين صلة نسب © فأغلب الظن أنهما نقلتا من نسخة واحدة ، بالإضافة إلى أنهما من بيئة جغرافية واحدة & وهو جنوب الحزائر وخاصة بني يسجن والعطف ورمز هذه النسخة ( م) . أما ذيل الكتاب فعبارة عن بحث في مسألة الامامة والرد على المعتزلة والز يدبة فيما يتعلق بدم عيان 3 وبالتحكيم } وختم هذا الذيل بالكلام ني تكفير المتأولين المخطئين في التأويل © وني الوعيد الواجب لأهل الكبائر . تحليل الكتاب : يشير عنوان الكتاب : ( كتاب الموجز ني تحصيل السؤال ، وتلخيص المقال ني الرد على أهل الخلاف ) الى أنه مختصر أو ملخص ألف بقصد الرد على المخالفين و بفحص النصوص أو الموضوعات الني اشتمل عليها الجزء الأول منه تبين ان المؤلف رام أن يثبت فيه التوحيد ، وأن يرد على المخالفين للة الإسلام من الفلاسفة واليهود والنصارى الذين اعتبرهم ملحدين & وضم المشبهة إلى اهل الإلحاد © ونقض للف أيضاً مذهب الجهمية والمجسمة وتكلم على صفات الله تعالى . أما الجزء الثاني فقد خصصه المؤلف للرد على المخالفين من أهل القبلة ث وقدم له بمقدمة ني النظر تشتمل على تعريفات لعدة مصطلحات استخدمها ني كتابه } ‎٢٢٣ 223‏ ثم فصل القول في اثبات القدر وني الرد على المخالفين © واختص صفة الارادة بفصل أثبت فيه أنها قديمة على خلاف ما تقول به المعتزلة ث ثم كتب عن العدل واثباته آ ونقض مذهب من لم يقل به 0 واتبعه بالحديث عن الوعد والوعيد ، والرد على من خالفه في مذهبه. ثم انتقل إلى الكلام على أهل الكبائر من الموحدين ض والنقض على من لم ير أنهم كافرون & وعلى من قال بأنهم مشركون } ثم عاد للرد على الجهمية ني قولها بأن الجنة والنار تفنيان ، وتكلم بعد ذلك على اثبات خلق القرآن ورد على من ذهب إلى أنه قديم © ثم عقد باباً للكلام على قيام الحجة 8 حجة الله على الناس هل يكون بالرسل أم بالعقول ؟ وعقد فصلا صغيراً برهن فيه على أن أهل الملل المخالفة لملة الإسلام مشركون ، ثم رجع مرة أخرى للكلام على الصفات والأسياء } وهل هي مخلوقة أم قديمة أزلية ؟ وتحدث بعد ذلك عن مسالة فقهية لها صلة بالأصول } وعن انقلاب الولاية إلى البراءة إذا عرضت ني ذلك شبهة ما 5 وهل الشبهة تبعث على التوقف عن الولاية والبراءة ؟ وختم الجزء الثاني بذيل عقد فيه باباً للامامة وفي كونها واجبة & ونقض رأي المعترلة في دم عثان © كما نقض مذهب الزيدية ني التحكيم ، وعقد بابأ آخر في تفسيق أهل التأويل ، واثبات كفرهم ، كفر نعمة © وبابا آخر أيضاً ني حكم من ترك فرضاً من الفرائض أو ارتكب كبيرة من الكبائر وني وجوب الوعيد لمن فعل ذلك . وبين لنا المؤلف ني آخر كتابه الفرض من تأليفه فذكر أنه قصد فيه إلى بيان أصول الديانة } وأمهات المسائل المتعلقة بها 0 والاستدلال عليها بعيون الأدلة 8 و بواضح الحجج ما احتج به على أهل الخلاف } واكتفى بذكر أصول مقالات المخالفين } ولم يتعرض لتفاصيلها © وتنكب القول ني الطبيعيات من الكلام في الحركة والسكون } والجوهر والعرض [،ڵ والباقيات والفانيات والمتولدات والناميات والمتجزثات ، وما إلى ذلك من الكلام ني المعارف والجهالات . وأشار إلى أنه ينبغي أن يفرد كتاب لبحث مسألة الاستطاعة ، وما يتعلق بها من مسائل الأمر والنبي والارادة ‎١‏ ‎)١(‏ الموجز ث ص ‎٣٥٠١-٣٥٠٠‏ . ن 224 والواقع أن الكتاب يمثل مرحلة نضج علم الكلام وبمدنا بصورة متكاملة مذهب الأباضية الكلامي ك وإذا قارنا هذا الكتاب بكتاب التمهيد لأبي بكر لباقلاني فاننا لا محالة نجد تشابها واضحا بينهما في المنهج والأسلوب ، مما بؤكد لن أن أبا عمار عبد الكاني اطلع على كتب الأشاعرة وخاصة كتاب التمهيد لأبي بكر الباقلاني ، واستفاد منها 0 ومما يدعم ذلك أيضا أن المؤلف ذكر أبا بكر ، ورد عليه وعلى أصحابه ني مسألة الصفات & وعلى قولهم بتغايرها وتعددها وتعدد معانيها ' . وليس غرضنا هنا المقارنة بين الكتابين © كتاب التمهيد وكتاب الموجز 8 وانما هدفنا أن نشير إلى أن المؤلف الذي درس بتونس ني عهد الموحدين الذين تبنوا مذهب الأشاعرة وانتشرت عن طريقهم كتبهم ، ومناهجهم ني الكلام " لا يبعد أن يكون قد تأثر بمناهجهم } وطريقة بحثهم ، رغم أنه يخالفهم ني أشياء . ولكن ذلك لا يجعله بمنأى عن التأثر بهم في الأشياء المشتركة على الأقل ، ويظهر أيضا على الكتاب أثر المعترلة في جدالهم وردهم على الثنوية خاصة . ويستطيع الباحث أيضاً أن يجد أوجها من التشابه بين هذا الكتاب وبين كتاب ابن حزم الذي رد فبه على الطوائف الني رد عليها أبو عمار بعنف ، وبقلم سيال ، وأسلوب قوي | وذلك لأن أستاذ أبي عمار الشيخ أبا يعقوب الوارجلاني درس بالأندلس ، واتصل بمختلف التيارات الثقافية والدينية فيها فليس ببعيد أن يكون قد حمل معه إلى الجزائر شيئ من كتب ابن حزم أو على الأقل تأثر بها ، وبخاصة كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل الذي ناقش فيه الخوارج واتصل - فيما ذكر لنا _ بالأباضية النكارية الذين كانوا بالأندلس ني عهده وساعلهم } وعرف آراءهم . [ - تحليل الجزء الأول : استهله بالحديث عن أصول الملجدين الني حصرها ني أربعة أصول : ني الدهر يين © وني الثنوية } وي المنكريناللرسالة أو الوحي وني اهل التشبيه © وقسم الكلام على كل أصل من هذه الأصول إلى ثلاثة فصول . ‎)١(‏ قال : ( و بمثل هذا من الغلط } غلط أبو بكر وأصحابه من صفات اته لما قالوا فيها بالتغاير والعدد . الموجز ص ‎٢٨١٧-٦٢٨٠‏ ) . ‎٢٢٥ 225‏ فتحدث عن الدهريين وعن نقض آرائهم ني قدم العالم ي ثلاثة فصول : فصل ني المنجمين ث وفصل في الطبائعيين وفصل ني مذهب أرسطو وأصحابه المشائين . وتكلم على الثنوبة 0 وهو الأصل الثاني من أصول الملحدين حسب تقسيمه © ي ثلاثة فصول أيضا ، فصل في المانوية ث وفصل ني الديصانية ء وفصل في المرقيونية . أما المنكرون للنبوة فقد تحدث عنهم في فصول ثلاثة أخرى © فصل في مذهب البراهمة ث وفضل في المجوس ، وأضاف إلى ذلك الرد على أهل الكتاب ، الذين أنكروا رسالة محمد صلوات الله عليه وسلامه خاصة . وكتب عن الأصل الرابع من أصول الملحدين ، وهم المشبهة ني ثلاثة فصول © فصل في القائلين بالتجسيم على محض النجسيم وحقيقته . وفصل في القائلين بالتجسيم بالاسم دون ان يتورطوا ني التشبيه } وني الفصل الاخير بين مقالة المشبهة الذين أخطأوا في التأويل © ورد عليهم . فجملة ما تحدث فيه مما يتعلق بالملحدين ، اثنا عشر فصلا مندرجة تحت أر بعة أصول . الرد على الدهربين . ألبت في الحديث عن هذا الأصل الإلحادي أن العالم حادث لأنه محصور ف الأجسام والأعراض ، ولأن الأعراض حادثة لتعاقبها على الأجسام ، ولأن الاجسام لا تنفك عن الأعراض 3 ولا توجد قبلها ولا بعدها ، إذ لا يوجد الجسم إلا وهي معه ، ولا يمكن أن يتصور جسم خال من الأكوان أي الاجتاع والافتراق والحركة والسكون ومن توهم ذلك فقد توهم ضرباً من المحال ، لأن توهم ذلك يؤدي إلى بطلان الجسم نفسه . واستدل ايضا على حدوث العالم بحركات الأفلاك والأجسام الني لما مضى منها « آخر" 2 وإذا كان لما مضى منها آخر ، فان لها بالضرورة « أولا " 3 وإذا كانلهإ أول فهي محدثة 0 وأتى بدليل آخر قال أنه استدل به بعض الموحدين أي بعض المسلمين المخالفين للأباضية ث وهو أن قول الدهرية بأن الأشياء لم تزل تحدث © ‎٢٢٦‏ 226 ينطوي على تناقض ، لأن قولهم لم ترل ، يبطل الحدوث } وقولهم تحدث 8 يبطل الأزلية © فني هذا المذهب نني واثبات وهو عين التهافت الذي يبطل فيه آخر الكلام أوله 0 واوله اخره . ثم بين بطلان الكمون ، كمون الحركة أو السكون ، إذ كيف يمكن تصور كمون السكون ني موضع متحرك ، أو كيف يمكن تصور كمون الحركة ني موضع ساكن ، وكيف يمكن أيضا أن يكمن الافتراق في جزئين مجتمعين ، أو يكمن الاجتماع ني جزئين مفترقين ؟ واستدل على حدوث العالم أيضاً بتطور الإنسان وتغيره من الطفولة إلى الشيخوخة ، وهو نفس الدليل الذي استدل به الأشعري ، و بهذا فان منهج المتكلم الأباضي لا يختلف عن منهج المتكلمين المعتزلة والأشاعرة ني اثبات حدوث العالم 0 وتي محاولة دحض ما يذهب اليه اهل الدهر من القدم . ثم بين بعد ذلك أن للمحدثات محدثا أحدثها © وسلك في بيان ذلك © منهج القسمة المنطقية ، الذي اتخذه طريقة له ني أغلب المسائل العقلية ث الني عالجها ني كتابه 3 فذكر أن المحدثات أو الكائنات { لا تخلو من وجهين : إما أن تكون حدثت بمحدث أحدثها 3 وإما أن تكون قد حدثت من تلقاء نفسها © و باطل أن تحدث من تلقاء نفسها 0 لأنها لو حدثت من تلقاء نفسها ث لحدثت قبل وقت حدوثها أو بعده & ولكان المتقدم منها متأخرا } والمتأخر متقدما 3 ولما وجدت على هذه الصفات المعينة 0 دون غيرها من الصفات ، وني اوقات خاصة دون غيرها © لأن هذا التخصيص يحتاج إلى إرادة مخصص خصصها ، ورجح بعض الامكانات المتساوية على بعض ، فعلمنا من ذلك بالضرورة وجود محدث ومخصص ڵ وإذا بطل القول بأن الأشياء حدثت من تلقاء نفسها ثبت أنها أحدثها محدث & وأوجدها موجد . ومن جهة أخرى فانه لا يمكن القول بأنها أحدثت نفسها } وذلك لأنها إما أن تكون موجودة أو معدومة 3 فان كانت معدومة 0 فكيف يحدث المعدوم نفسه ، وهو غير موجود ؟ وإذا كانت موجودة { لم تحتج إلى محدث يحدثها ، لأنها موجودة } وإذا بطل هذا ثبت أن لها محدثا أحدثها وهو غيرها 0 وثبت وجوده قبل إيجاده إياها . وألبت عقب ذلك الوحدانية لهذا المحدث للكائنات ، فهو إما أن يكون ‎٢٢٧ 227‏ واحدا أو أكثر من واحد ، وإذا كان أكثر من واحد فلا يخلو الأمر من أن يكون موصوفين بصفة واحدة متفقة 5 أو أن يكون كل واحد منهما موصوفاً بصفة غير صفة الآخر } فإذا اتفقا ني الصفة فذلك معنى الواحد ، وإذا كان كل واحد مخالفاً لصاحبه ي صفته ؤ فالمخالف منهما لصفة القديم محدث ، ولا يقال فيه أنه أحدث الأشياء 0 لثبوت عجزه عن الاحداث ، ولا ثبت أنه غير محدث لها 3 ثبت أن الموصوف بصفة القدم هو المحدث للأشياء } واستمر ني ايراد عدة حجج تدل على وحدانية المحدث ، ثم بين ان هذا المحدث هذه الكائنات غير مشبه لا أحدثه بوجه ما من الوجوه ، اذ لو أشبهها للزمه الحدوث كما لزمها ، ولزمه أيضا أن يحتاج إلى محدث 8 ويتسلسل ذلك إلى غير ما نهاية & واستدل بذلك كله على ان الواحد المحدث للاشياء لا يشبهها بوجه لان الكائنات باسرها دالة بجميع أصنافها على عجزها ، وحدوثها 3 واحتياجها ني كونها وني بقائها إلى غيرها . ثم أن المؤلف سلك مسلكا آخر ني نقض أقوال الدهر يين وهو مسلك السؤال والجواب ، فأخذ ني سؤال الدهرية وقال : ( ما الذي دعاكم إلى القول بقدم العالم ؟ قالوا لأنا وجدناه من حبن ما وجدناه هكذا متصلا بعضه ببعض 0 ليس لاتصاله أول ، فقضينا بما شاهدنا من ذلك على الغائب و بالبعض على الكل ‎١)‏ } والزمهم عن هذا الطريق وعن طريق التقسيم الحاصر ، أنهم إن قالوا وزعموا ، أنهم شاهدوا العالم أو شيئا منه قدبماً 0 كذبوا 5 لأنهم لم يكونوا قدماء » حتى يشاهدوا قدم شيع منه 3 وان قالوا إنهم شاهدوا اتصاله 0 حكموا من ذلك على أنه لا نهاية له ، فانه يرد عليهم بأن اتصاله لا يمنع القول بحدوثه ، وليس ما قالوه دليلا ، وإما هو مجرد زعم ودعوى وتثبت المشاهدة حدوث هذا العالم 3 فالدهر يون منذ ان وجدوا لم يتوقفوا عن مشاهدة ما ني مسرح هذا الكون من تغيرات & فهذا جاء وذاك ذاهب ، وهذا ات وذاك فان © وليس معنى الحدوث إلا وجود الشىء بعد عدمه © وليس معنى الفناء إلا فساد الشيء بعد كونه © وأخذ ي نقض زعمهم ان الشيء لا يوجد من غير شيء ‘ أو من لا شيء ، ولم يستحل أن يوجد شيء لم ‎)١(‏ الموجز ص ‎١١‏ . ‎٢٢٨‏ 228 بكن قبل وجوده ؟ أم كيف يستحيل ما ذكرتم من حدوث شيء من غير شي ، ولا يستحيل فناؤه إلى غير شيء١‏ ، وذكر أننا لما وجدنا أشياء يصيبها الفناء أو الفساد إلى غير شيء ى علمنا أنها تحدث من غير شيء . الرد على النجمين : يقصد المؤلف بالمنجمين ، من يقول من الفلاسفة بتأثير الأجرام العلوية فيما يحدث في الأرض ، وبأن النجوم تضطر الأرض إلى جميع ما بحدث فيها & وينتهي المؤلف في هذا الرد إلى أن الإنسان الذي يتسم بالحياة أولى بالتأثير ني النجوم واضطرارها إلى ما يكون منها © من أن تكون النجوم هي الني تضطره إلى ما يحدث منه ، وبين أن الأفلاك إنما تتحرك وتسكن بتحريك ما فوقها إياها 5 إلى أن تنتهى حركتها إلى غابة أو نهاية أو علة أولى ، وانه لا يمكن القول بوجود ما لا نهاية له من الأشياء" . ثم انتقل المؤلف للرد على أصحاب الطبائع من الفلاسفة الطبيعيين القدماء © الذين وصلت آراؤهم إلى الإسلاميين ، ونفى أن يكون للطبيعة فعل بذاتها لأنها موات ، والموات لا إرادة له ولا اختيار } فإذا كانت الصناعات المعروفة لدينا كالحياكة والبناء © والصياغة © لا تتم إلا ممن هو حي ، وله قدرة & وعلم { ولا تقع عن طبيعة ما 0 فكيف ما هو أعجب من ذلك من المصنوعات الطبيعية ؟ . وأخذ ني الرد بعد ذلك على أصحاب أرسطو ني زعمهم أن الهيولى قديمة © وانها كانت غير ذات أعراض ، ثم حدثت ها الأعراض ، وألزمهم أن تكون القوة الني قالوا بها مع الهيولى ، قد تماست مع الهيولى ، وان هذا الماس عرض ، فيكون هناك عرض ، وهو الناس } وإذا كانت القوة قد غلبت الهيولى ، فلا بد أن تكونا مختلفتين } والاختلاف يكون باختلاف الصفات } وإذا أثبت أصحاب أرسطو اختلاف الهيولى والقوة } فقد أثبتوا الأعراض & والا فلماذا سموا: الهيولى هيولى ، والقوة قوة إذا كانتا متفقتين ؟ . ‎)١(‏ الموجز ص ‎١٢١‏ . ‎)٢(‏ قارن التمهيد لأبي بكر الباقلاني ص ‎٦٢‏ ط . القاهرة . ‎٢٢٩ 229‏ ولعله بقصد بالأعراض اني خلت منها الهيولى في فهمه لمذهب أصحاب أرسطو ، الصورة الني تتشكل بها الهيولى ، والواقع أن أرسطو يقول بتلازم الصورة والهيولى 0 وبأنهما لا ينفكان ، إلا أن يقال أن الهيولى هنا هي مجرد الامكان أو الاستعداد للوجود ، وقد ذكر الجويني أقوال الفلاسفة كما وصلت اليه ني العلاقة بين الهيولى والأعراض & وني السبب الذي جعل اليولي تتصف بالأعراض 8 فأشار الى رأي بعض الفلاسفة الذين يرون ان الهيولى صارت إلى الأعراض © واتصفت بها بسبب قوة طبيعية حركية فيها . وانتقل المؤلف بعد هذا إلى الكلام على مسألة نهاية العالم أو عدم نهايته 3 فرد على الدهر يين الذين يقولون بان العالم لا نهاية له 0 بادلة رياضية متعددة © وربط ني هذا الاستدلال بين نهاية حدوثه ، وبين نهاية حدوده © من ذلك قابلية العالم للز يادة والنقصان & ومن الادلة : لو ان طائر ين يطيران من الشيال إلى الجنوب © وكان أحدهما يز يد على صاحبه ني الطيران بمسافة ذراع ث كل يوم ، فان المسافة ما بينهما نهاية } وإذا ثبت ذلك بالنسبة إلى الارض ، فانه يثبت بالنسبة للعالم كله عن طريق قياس الغائب على الشاهد ، وتعرض للرد على السمنية الذين نسب اليهم أنهم يقولون بأن الأرض لم تزل تهوي إلى أسفل وبأنها أزلية . الرد على السفسطائية : رد عليهم زعمهم ني انكار الحقائق ، وبين أنهم ان اعتبروا رأيهم هذا في إنكار الحقيقة } حقيقة ، فقد أثبتوا الحقائق ، وناقضوا قولهم & وان اعتبروه غير حقيقة فقد خرجوا عن حد المناظرة ث وحكى المؤلف قصة طريفة حدثت لأبي عيسى الوراق ني هذا المعنى . الرد على الثنوية : رد في هذا الفصل على الأصل الثاني من أصول الملحدين ، وهو مذهب الثنوية © فنقض أولا ، مذهب المانوية القائلين بالنور والظلمة ك حيث فسروا بهما ‎)١(‏ الجويني ، الشامل ني أصول الدين © تحقيق الدكتور علي سامي النشار وفيصل بدير عون { وسهير محمد مختار ، منشاة المعارف ، الإسكندرية ‎١٩٦٩‏ ص ‎٢٢٧-٢٢٦‏ . ‎٢٣٠‏ 230 مشكلة الخير والشر © وأطال ني الرد عليهم } وذكر ان كل الأدلة القائمة بابطال قول الدهرية بأزلية الأشياء 0 تقوم بابطال قدم النور والظلام ، وابطال الزعم بأن العالم تكون من امتزاجهما . ورد بعد هذا ، على الديصانية الذين زادوا على المانوية القول بأن النور حي & والظلمة موات ، وقال } إذا كانت الظلمة مواتا 0 فهي لا تستطيع أن تفعل هذه المظالم الني تنسبها الديصانية اليها © وإذا زعمت ان النور هو الفاعل لها : فكيف يفعلها وهو أصل الخير ؟ . وشرع ني الرد على المرقيونية بعد نقض أقوال الديصانية وذلك ان المرقيونية امتازت عن المانوية والديصانية بالقول بوجود شيع ثالث بين النور والظلمة متوسط بينهما ويتمثل في الإنسان . ولما فرغ من إقامة الأدلة على حدوث العالم واثبات موجده أو محدثه ، ومن نقض أقاويل الدهريين © وأصحاب الاثنين الذين اتفقوا مع الدهريبن ني قدم النور والظلمة انتقل إلى الكلام على إثبات الرسالة ، والرد غلى من أنكرها . الأصل الثالث من أصول الملحدين : تحدث ني هذا الأصل عن الذين أثبتوا حدوث العالم 3 وأقروا بالخالق أو الصانع ولكنهم أبوا الاعتراف بارسال الرسل وبالوحي وابتدأ بالرد على البراهمة . النقض على البراهمة : يقوم مذهب البراهمة فيما يذكره المتكلمون على أن العقل يجعل الإنسان في غنى عن رسالة الرسل ، لأنه يدرك بمجرده حسن الأشياء وقبحها © ومن ثم فقد زعموا أنه ليس ني بعث الرسل فائدة © ولا ني ارسالمم حكمة © وتصدى المؤلف للرد عليهم فبين حكمة ارسال الأنبياء 2 ولو أنه قام على تذكير العباد ، وتنبيههم © وعلى الزيادة ني الشرائع والنقصان منها على حسب مقتضيات الازمان ومصالح الناس } لكان ني ذلك كفاية للدلالة على الحكمة ، والنفع ث ذلك اننا نشاهد الناس يذكر بعضهم بعضا ، ويعلم بعضهم بعضاً © مع وجود العقل فيهم © وحضوره بينهم . واستند المؤلف ني القول ببعثة الرسل ، على المعجزة الني نجعل ‎٢٣١ 231‏ الإنسان يرى أفعالاً 0 تحدث من قبل الني © هي من قبيل ما لا يستطيع الكائن البشري القيام به كاحياء الموتى ، وغيره مما يعترف البراهمة بأنه خارج عن نطاق القدرة الإنسانية } لأنهم يعتقدون بوجود الخالق او الصانع ، وبانه محلق ويبدع ما لا يقوى على ابداعه وايجاده الإنسان } وأفاض المؤلف ني الحديث عن المعجزات وفي بيان أهميتها ني الدلالة على صحة النبوات . ورد المؤلف على المجوس القائلين بأن هرمزا هو الخالق لجحميم الخيرات © و بأن الشيطان هو الموجد لجميع الشرور } ونقض قولهم أن هرمزاً قديم } وان الشيطان محدث « ورد على زعمهم أن هرمزاً أحدث الشيطان من فكرة فكرها ني نفسه وهي أنه توجس في نفسه خيفة من أن يدخل ني ملكه من ينازعه فيه © ويضاده ؤ فانبثق من تلك الفكرة شيطان 3 عمد هرمز إلى مصالحته وتركه إلى أجل مسمى ليبيده بعد ذلك & ونسب المؤلف إلى المجوس أنهم يكذبون بالرسل . ومن جملة رده على المجوس أنه قال : إذا كان هرمز خالقاً للشيطان } وكان الشيطان هو فاعل كل الشرور والآنام ا فهرمز إذن هو الفاعل لكل هذه الشرور . والقبانح 3 وأنواع الظلم والجور ، لأنه خلق رأس الشر والقبح ، ومن ثم فهو شرير وظالم . الرد على أهل الكتاب : ابتدأ بالرد عليهم أولا فيما أنكروه من نبوة محمد صلوات الله وسلامه عليه بالاستناد على معجزته الكبرى ، وآيته العظمى 0 وهى القرآن © ذلك لما اشتمل عليه القرآن من التحدي والاعجاز بنظمه وتأليفه ث ومن الاخبار بالغيوب الفي وقعت طبقاً 11 أخبر به 0 وساق المؤلف آيات كثيرة من القرآن في هذا المعنى © وبين مطابقتها لوقائع تاريخية معروفة . ورد على اليهود الذين ينكرون نسخ الشرائع حيث أجمعوا على أن التوراة لا تنسخ لان ذلك يؤدي ني نظرهم إلى البداء © وزعم بعض اليهود ان العقل يمنع من القول بالنسخ ، وزعم بعضهم الآخر ، أنه جائز في العقل: إلا أن السمع منعه . وذلك لأنه ورد عن موسى أنه أخبر بأن التوراة لا تنسخ ى وان السبت أبدي لا يعتر يه تبديل ولا تحويل ، وأوضح لنا المؤلف في هذا المجال ، ان الله خالف بين ‎٢٣٢‏ 232 أحوال الناس ، وأحوال عصورهم 0 ذلك أن الإنسان قد يكون فقيرا في زمان وغنياً ي زمان آخر & فهل معنى ذلك ان الله قد بدت له بداوات ؟ أو أنه علم ما م يكن يعلم من قبل ؟ وبين أنه لا فرق بين هذا وبين نسخ الشرائع ، وبرهن على أن التوراة حدثتنا عن النسخ وعن جوازه } لأنها أحدثت شريعة الختان بعد أن لم تكن © وني التوراة أيضاً ان الجمع بين الأختين كان حلالا ثم حرم © وأخذ الصنف ني نقد التوراة نقدا باطنباً بين أنها كتبت بعد موسى حيث أخبرت عن موته وعهده إلى يوشع بن نون ، وذ كر فيها حزن بني إسرائيل على موسى بالفاظ تعبر عن ذلك كله تعبيرا اخباريا بعد الوقوع } مما يدل دلالة قاطعة انه ليس من كلام موسى ولا مما أنزله الله عليه . . ثم أخذ في الرد على النصارى ، وبين فرقهم الثلاثة الرئيسية ، الملكانية } والنسطورية & واليعقوبية © وذكر ما تتفق فيه الفرق الثلاث ، وما تختلف فيه كما هو معروف ني كتب علم الكلام 0 عند المعتزلة والأشاعرة 0 ورد على الثالوث وعلى الاعتقاد ني الطبيعة اللاهوتية والناسونية 3 وما إلى ذلك من الكلام على الأقانم او الاصول © وعن الاتحاد او الامتزاج بينها 0 وبرهن على ان المسهح رسول من رسل الله 0 وعبد من عباده © لا أكثر ولا أقل . الأصل الرابع من أصول الملحدين ، المشبهة : بين أبو عمار ني هذا الباب ان المشبهة تنحصر ني ثلاثة أقسام ؤ قسم يقول با لتشبيه على حقيقته و با لتجسيم على حقيقة التجسيم ئ وهم الذين زعموا ان نعبود هم جسم كالأجسام ئ طويل عريض محدود ف مكان دون مكان » وانه يتصف بجميع صفات الاجسام . والقسم الثاني يزعم أنه جسم لا كالأجسام & ونور لا كالأنوار وهم الذين يطلقون على الله أنه جسم ى ولكنهم لا يثبتون له معاني الأجسام ، فليس عندهم ذا لحم ودم 0 ولا طويلا ولا عر يضاً ولا ممن يوجد في مكا ن دون آخر . أما القسم الثالث فهم الذين أخطأوا ي التأويل 2 تأويل متشابه القرآن © وتعلقوا ببعض الأحاديث لتي فيها التصريح بالتشبيه 0 وهؤلاء لا يطلقون على الله انه جسم ‘ وهم الذين يسميهم المؤلف بالحشوبة ئ وكل هذه الاقسام الثلاثة فيما ‎٢٣ 233‏ يقول المؤلف » متفقون على ان الله يرى بالأبصار يوم القيامة . وتوجه المؤلف بعد ذلك إلى الآيات الى غلط المشبهة ني تأويلها } وإلى الأحاديث الني تمسكوا بها وبدلالتها الظاهرية . وأولها تأويلاً يتفق مع ما ذهب اليه من منع الرؤية ك ومن تنزيه الله عن كل لون من الوان التشبيه © فاول اية الاستقاء على العرش ، وأورد أحاديث كثيرة ، وأبان عن تأويلاته لها وأطال فيها . وتبين من تأويلاته أنه على اتفاق مع المعتزلة والأشاعرة الذين يأولون الصفات الخبر ية 0 وكان مصدره الاساسي ني تاويل الاي والاحاديث ، هو مسند الر بيع بن حبيب البصري ، الذي يمثل الجامع الصحيح للحديث عند الاباضية ث وحتى أهل السنة لم يتكلموا ي رواية الربيع ولا ني توثيقه ، ولم يطعنوا ني أسناده . ونقل أبو عمار آثارا كثيرة من مسند الر بيع ، وقال : ( فقد حملنا جميع ذلك على المفهوم من الكلام دون المعقول ، وعلى السائغ ي صفة الله تعالى ، واللائق به ، والحائز ني لغة العرب مما تقتضيه دلالة القياس & دون عبارة اللفظ ويؤكده ما سواه من نص القرآن الذي لا يعتر يه تحريف التأويل 3 ولا يعارضه منحول التفسير } ولو حملت هذه الايات انى تلوتموها 0 والاحاديث الى رويتموها 0 على اظهر ظاهرها 3 لخرجت الى أفحش الفحش من الكلام © وأقبح القبيح من المقال ، مما لا يقول به احد من الناس ، ولا يجوزه مشبه ولا غير مشبه ، فاذا تناظرت الاخبار & وتقاومت المعاني 0 رجع بها إلى أسوغها ي صفة الله تعالى 3 واليقها به في عدله عز وجل © وحكمته ، وأولاها بمخاطبة العرب فيما بينها ني كلامها ء وحمل جميع ذلك على ما تقتضيه دلالة القياس التي لا يكذب مثلها 5 ولا يتناقض معناها ) . ثم عقد فصلا خاصا بآية الاستواء ، فذكر المعاني المختلفة لكلمة استوى ، واستشهد عليها بكلام العرب نظما ونثرا © وبرهن ان الآية مأولة بالاستيلاء © ونفى عنها معنى الاستقرار والتمكن & وحشد لذلك طائفة من الآثار نسبها إلى اللف تؤكد ما ذهب اليه . ‎)١(‏ الموجز ص ‎٧٨‏ . ‎"٣٤‏ 234 وانتقل إلى آية المجيئ؛ ( وجاء ربك والملك صفاً صفاً . الفجر / ‎٢٢‏ ) وأولها مجيئ ، الأمر والثواب والعقاب ، واحتج على ذلك بكلام العرب ني مخاطباتها © كما أول آية الحسنى وزيادة © بالحسنات التسع الزائدة على الحسنة الواحدة © وأولآية النظر بالانتظار 3 وأفاض ي الكلام على آيات كثيرة } وأحاديث متعددة © وني تأويلاتها . وعاد بعد ذلك للرد على القائلين بأن اله جسم على سبيل القياس ، وذكر أنه يلزمهم من قولهم هذا ، أن يكون طويلا عريضا ، ذا هيئة وقدر ، فان زعموا انه لا يتصف بشيء من ذلك ، فيل لهم : فلم اطلقتم عليه انه جسم إذن ؟ ونقض عليهم قياسهم الذي يتمثل ني ان الله جسم لأن كل فاعل جسم ، فبين أنه ليس كل فاعل جسياً إذ أننا نجد أجساماً كثيرة ليست بفاعلة ، وشرح ان قولنا : ان الله شيء لا كالأشياء ليس كقولنا أنه جسم لا كالأجسام ، ورد أيضا على القائلين باللحم والدم وصورة الإنسان 0 وذكر أنهم ربما يلقونه ني بعض الطرقات الي يسلكونها ولكنهم لا يعرفونه ، ولا يدرون أنه هو } وقص ني هذا المعنى قصة طريفة عن عبد الرحمن بن كيسان الاصم المعترلي . وانتهى بالرد علن أصحاب التأويل من المشبهة الذين أخطأوا ني تأويلاتهم للايات وللاحاديث وحملوها على معنى غير الذي حمله ، هو عليه 0 وتعرض لآيات ولأحاديث متعددة ، وبين كيف أنهم أخطأوا ني فهمها . ثم تصدى للرد على الجهمية الذين زعموا ان لله علماً يحدثه © وانه لا يعلم الحوادث ، والأشياء إلا بعد حدوثها ، لأنه ان استحدث العلم لنفسه © فقد كان جاهلا قبل ان يستحدثه 3 وهذا عين النقض في حق الألوهية ، تعالى الله عن ذلك وتقدس } وان استحدثه غيره فقد لزم ان يكون الذي استحدثه أولى بالر بوبية أو الالوهية منه 0 وهذا مما لا يقول به ذو عقل . ورد عليهم زعمهم بأن الله لا يجوز ان يطلق عليه انه شيء ، لأن الشيء ني نظرهم هو الجسم ى وذكر ان الجهمية إذا قالت بأن الله لا يوصف بشيء ، ولا بحبر عنه 0 فقد ابطلوا وجوده } وجعلوه ني حد العدم والتلاشي ، واصبحوا بمثابة أهل الهيولي ، الذين قالوا بقدمها 3 وبأنها غبر موصوفة بصفة . ‎٢٣٥ 235‏ الكلام ني صفات الله تعالى : بين أبو عمار ني هذا الباب صفات الله تعالى من القدم والبقاء والوجود . وأوضح فيه ان الله حكم علم حي قدير مر يد } سميع ) بصير لاستحا لة وجود الأفعال من الأموات ، ولبطلان وقوعها من العاجزين الجاهلين 3 وذهب إلى أنها صفا ت أزلية قديمة ‎٤‏ وليست محدثة بوجه ما من الوجوه ( سوا ء 1 ذ لك صفات الذات أم صفات الفعل ، و برهن على ان أفعال الله كلها تنطوي على الحكمة والعدل © ثم شرح أسماء الله الحسنى & فمعنى الله 0 العلو 0 من تاهت الشمس اذا علت © او انه اسم المعبود الذي لا بستحق العبادة الا هو } والرحمن من الرحمة & ومعنى الواحد الأحد أنه واحد ني ذاته 0 واحد ني صفته ، واحد ني فعله 0 ومعنى الظاهر انه ظاهر لظهور الدلائل عليه ، ومعنى الباطن أنه باطن عن الحواس ، ومعنى عالم انه الذي يعلم لا بعد جهل & ولا يجهل بعد علم ى وهكذا استمر ني شرح أمياء الله 5 إلى أن أتى عليها جميعا ‎٤‏ وبالحديث عن شرح أسياء الله الحسنى انتهى الجزء الاول من الكتاب الذي تحدث فيه عن التوحيد والرد على المخالفين من الملحدين . با تحليل الجزء الناني : تعرض المؤلف ني هذا القسم من الكتاب لأقوال المخالفين من أهل القبلة © وللرد عليهم ني خلافهم ، وذكر انه اقتفى ني ذلك آثار السلف: ، وأخذ بآراء الخلف ؤ وانه لم يبتدع ني ذلك بدعة جديدة } ولم يحرج عما أصلوه وبينوه . وقدم _ قبل الرد على المخالفين _ مقدمة تحدث فيها عن النظر وقوانينه السبعة ، وما يتبعها من المعارضة والاإلزام } والتسليم } فحدد لنا السؤال والجواب © والعلة 3 والدليل ، وقلب السؤال . وطرد العلة في المعلول وبرهان الخلف & و يقرب كلامه ني هذا المجال مما يعرف بآداب البحث والمناظرة عند المتأخر ين من المتكلمين والاصوليين والفقهاء . قال المؤلف : ) والسؤال كله تسعة أنواع أولها : هل هو ؟ وما هو ؟ وأي هو ؟ ‎٢٣٦‏ 236 وكيف هو ؟ وأين هو ؟ ومتى هو ؟ ولم هو ؟ ومتى هو ؟ ولكل سؤال جواب خاص لا يشبه الآخر )ا . وبين معاني مصطلحات أخرى تدخل تحت عنوان الهيئات © فحدد هيئة الشيع ، وهيئة الموجود & وهيئة المعذوم 8 وغيرها من المصطلحات التى استخدمها في كتابه كالعرض . والمخلوق ‘ والقديم والحادث ( والجسم . وتكلم على مصطلح ئ ل تحد ه عحند غيره ممن نعرفهم من المتكلمين وهو اصطلاح الفئات 0 فقد عرف طائفة من المصطلحات تدخل تحت مصطلح الفئات © فعرف فئة الاستطاعة مثلا بأنها « ما يوجد الفعل » وعرف فئة الزمانة ه بما به يعدم الفعل » فهل نستطيع ان نقرب بين معنى الفئة عند أبي عمار عبد الكا ف 0 وبين معناها عند الر ياضيين المعاصرين ، الذين يقصدون بالفئة معنى منطقياً رياضياً وهو أنها المجموعة ، أو القالب الخالي الذي يقبل ان تنتظم تحته أفراد كثيرة 0 مما هو صالح ني الدخول فيها 0 كفئة الاثنين مثلاً حيث هي صالحة لأن ينطوي تحتها كل ما يمكن تصوره من زوج ؟ . عرف المؤلف عدة مصطلحات أخرى من قبيل ما يسميه بالفئة فحدد فئة الحلول 0 وفئة الغير } وفئة الضد ، وفئة الحركة ، وفئة النقلة 0 وفئة السكون © فبين ان فئة الحركة هى ما لا يتكون منه جزآن ني مكان واحد } وان فئة السكون هي : ما يتكون منه جزآن ني مكان واحد } وحدد فئة الحلول بأنها : كون شيء ‎٢‏ شيء دون غيره ‎٢‏ . وتكلم عن مجموعة أخرى من المصطلحات سيها بالكيفيات فعرف كيفية الحدوث ، وكيفية الخلق © وكيفية الكسب ، وكيفية الاختيار © وكيفية الجبر ، وما إلى ذلك من الكيفيات الني أوردها ني هذه المجموعة ، فن ذلك انه عرف كيفية الخلق بانها : الاخراج من العدم إلى الوجود ، وحدد كيفية الفعل بما وقع عن ‎)١(‏ الموجز ص ‎١٣٧‏ . ‎)٢(‏ الموجز ص ‎١٤٠‏ . ‎٢٣٧ 237‏ إرادة 0 وكيفية الكسب بما جاء عن روية النفس ، وكيفية الاختيار بما اختير من الفعل المفعول دون المتروك ، وأما كيفية الجبر فقد حددها بقوله : ما فعل بالشيء من غير ارادته 0 وفرق بينه وبين الاضطرار والاكراه ، وكان دقيقاً دقة متناهية في تحديد هذه الاصطلاحات الفلسفية الشائكة . ووضبع تحديدات لنوع آخر من الاصطلاحات سيه بالعينيات فأوضح عين التوحيد ، وعين الشرك ، وعين الإيمان وعين الكفر & وغيرها من الاصطلاحات الشرعية } فذكر ان عبن التوحيد هي : الافراد للقديم من صفات المحدث } وان عين الشرك هى : التسوية بين الخالق والمخلوق & وحدد عدة اصطلاحات يما يتفق مع المذهب الأباضي ني الإيمان والكفر ، ولذلك عرف الإيمان بأنه : ما وجب عليه من الله الثواب ، وكذلك عين الكفر فهو : ما وجب عليه من الله العقاب 0 وعرف الطاعة بانها : ما وقع من الفعل عن امر ، والمعصية بانها : ما وقع من الفعل عن نهي وهكذا فان اصطلاحات هذا القسم كلها اصطلاحات اباضية تعبر عن مذهبهم ي الطاعة والمعصية وغيرهما من المفاهيم التي ترجع الى نظرتهم في الإيمان . كما ان المؤلف اتى بمجموعة أخرى من المصطلحات أطلق عليها اسم الكليات وهي اصطلاحات تعبر أيضا عن وجهة نظر الأباضية ني مفاهيمها ومعانيها . من ذلك انه عرف عدة معان مرتبطة بعلاقة المساواة الكلية من جهة وبالخلاف من جهة أخرى أو مرتبطة بالمساواة من كل جهة فقال : ( كل توحيد إيمان وليس كل إيمان توحيدا . كل توحيد طاعة ، وليس كل طاعة توحيدا ى كل طاعة إيمان وكل إيمان طاعة © كل إيمان إسلام © وكل إسلام إيمان ... كل شرك كفر © وليس كل كفر شركا) ". ووضع تعريفات لاصطلاحات فلسفية أخرى تتعلق بالاسم والمسمى ، والصفة ‎)١(‏ الموجز ص ‎١٤١‏ . ‎)٢(‏ الموجز ص ‎١٤٢‏ . ‎٢٣٨‏ 238 والملوصوف 0 والتسمية والوصف © أطلق عليها المائيات : كما حدد اصطلاحات متعلقة بالجهات أو الاعتبارات المختلفة لعدة مفاهيم فلسفية 3 كجهات المحدث وجهات الجسم © وجهات العرض ، وجهات الفعل ، فجهات الفعل عنده مثلاً هي : الاختيار & والحسن والقبح ، والطاعة والمعصية ث ووجوب المدح والذم © ومخالفة الفاعل & وبين معاني عدة مصطلحات أيضا سياها بالمعنيات فأوضح ان ي معنى متحرك 0 معنى ثا نيا غير المتحرك ، وهو الحركة & وكذلك القول ني الساكن ، والمفارق ، والمجامع } والمستطبع ؤ والفاعل ، وأراد بذلك معارضة من يرى ان الاستطاعة بعض المستطيع 0 كما قال هشام بن الحكم المجسم الذي اعتقد ان الاستطاعة جسم ‘ وا ن لا وجود لغير ‎١‏ لجسم ‘ ولذلك جعلها بعض المستطيع . كما قصد الى معارضة من يقول من المعتزلة بأن الاستطاعة ليست معنى زائداً على ذات المستطيع ‎٠‏ وا نها معنى يتمثل ف سلامة البنية من الآفات ‎١‏ . وختم أبو عمار الكلام على المصطلحات بتحديد طائفة منها سياها بالحقيقات } فعرف حقيقة العلم والجهل والشنك والظن . والفهم والتقليد ( والرهان والقياس والحجة © والجدل 0 وغيرها من الحقائق المتصلة بنظرية المعرفة وبالمنطق & وهو ي كل ذلك يقرب من وجهة نظر المعتزلة ني تعريفاتهم لهذه المعاني الفلسفية . القول ‎٢‏ القدر : ذكر المؤلف في هذا الباب مذهب المعتزلة والجهمية © وان الناس قد انقسموا ني آرائهم إزاء الأفعال الطبيعية وأفعال الإنسان إلى ثلاث طوائف & فذهبت طائفة إلى ان أفعال الطبيعة كالر ياح وحركات الأشجار ، وسكون الجبال ، وجريان المياه وما إلى ذلك من حركات الكائنات العاقلة 0 وغير العاقلة مما لا ذم فيه ولا حمد ، ليست أفعال لته ، ولا أفعالاً للإنسان ، وإنما هي أفعال الطبائع الني صدرت عنها © فالطبيعة الئ صدرت أو تولدت منها تلك الأشياء هي الفاعلة 5 وهي الخالقة . وذهبت طائفة ثانية إلى رأي غريب وهو أنها غير صادرة عن فاعل } فهي ‎)١(‏ الموجز ص ‎١٤٥‏ . ‎٣٩ 239‏ أفعال لا محدث لها } ولا فاعل & وجوزت ني عقولها وقوع أفعال بلا فاعل © ووجود أحداث بلا محدث . وفصلت جماعة ثالثة بين أفعال الطبيعة وبين أفعال الإنسان © فالأولى خلقها الله ودبرها ، والثانية ترجع إلى اكتساب الإنسان وفعله . ثم عرض رأي أهل القبلة من الخوارج والأباضية والشيعة والمرجئة ني أن العالم بأسره جواهره وأعراضه ، وما فيه من خير وشر } وطاعة ومعصية © خلقه الله ودبره } وان الله مقدر كل ذلك ، وصانعه & ولا شيء من ذلك بخارج عن قدرته © وارادته 5 وعلمه } وتقديره © سواء ني ذلك ما يضاف إلى العباد ، وما لا يضاف ليهم ، وليس ني ان أفعال الإنسان مضافة اليه بالكسب والاختيار ، ما يزيل تدبير الله لها 0 وخلقه إياها 3 لأن الله هو الذي أحدثها 0 وجعلها دالة على حدوث ما حلت به من الأجسام وهو الذي أراد ان تكون الحركة غير المتحرك ، والسا كن غير السكون & وان تكون الحركة متعبة مؤلمة 2 وان يكون السكون مريحا © ونقد رأي المعتزلة الذين أنكروا أن يكون فعل واحد صادرا عن فاعلين © لأنه لو جاز أن يصدر فعل واحد عن فاعلين لجاز أن يكون مكان واحد لمتمكنين ، وحركة واحدة متحركين } وقول واحد من قائلين ، وعرض بعد ذلك جواب أصحاب المخلوق للقدرية 0 فيما أطلق عليه « لو جاز » وجعل جوابهم قائما على أساس نني قياس فعل الته على الأفعال الإنسانية 3 لأن فعل الته لا يحل به © أما الحركة فتحل بالمتحرك ، والسكون فيحل بالساكن ، والمتمكن فيحل بالمكان ، ومن جهة أخرى © فان الفعل له جهتان : جهة خلق © وهي لله 0 وجهة فعل © وهي للإنسان © كما ان اللون له جهتان ، جهة خلق 0 وهي لته . وجهة حلول ، وهي حلوله ني جسم ما من الأجسام . وأجاب أيضاً عن مسائل للقدرية عبر عنها بمسائل : « هل ثم » وهي : هل ثم الا الله وما خلق ؟ . مسألة الجهات : اعتبر المؤلف ان مسألة الجهات أساس ني غاية الأهمية ني حل مشكلة القدر } وهو العمود الذي تقوم عليه دعائم هذا الحل وقد طبق مصطلح الجهة ني هذا ‎٢٤٠‏ 240 المجال } وذ كر ان الفعل له جهات كثيرة فهو محدث ، وطاعة ومعصية ، ويكون الفعل حسناً وقبيحاً وللفعل جهة خلق وهي لله ء وجهة كسب وهي للعبد } ثم عاد فبين جواب أصحاب المخلوق عن سؤال القدرية ب : ه هل ثم » و ب : ه لو جاز » واعتمد هذا الجوات أيضا على فكرة جهات الفعل ، وبما ان للفعل حيثيات فهو ينسب للإنسان من حيث قدر عليه & وينسب لله من حيث ثبوت عجز الإنسان عنه . ويتصل بذلك مسألة الشركة ، الني عارض بها أصحاب المخلوق القدرية } وذلك لأن الفعل اما أن يكون خلقاً لله 5 أو للعبد } واما أن يكون شركة بينهما © ويعتقد القدرية ان هذه المعارضة من أقوى معارضاتهم وأوثقها ني أنفسهم . أما المؤلف فيؤكد أنها مسألة ساقطة ، ومعارضة واهية ، عند المبتدئين من أهل الاثبات فضلاً عن حذاق متكلميهم 3 وذلك لأن الفعل غير محصور ني هذه المنازل الني حصره فيها القدرية ، باعتبار ان الفعل له جهات عديدة فهو شيع & وهو مخترع وخارج من معنى العدم إلى معنى الوجود وعرض ، وحركة © وسكون ، وملازم للفناء © وليست هذه المعاني من الفعل مضافة الى العبد لعجزه عنها ث ولذلك فانه بطل أن يضاف فعل من الأفعال إلى انته من حيث الجهة الني يضاف بها إلى العبد الذي يكون محلا للحوادث ، للحركة والسكون © والاقتراف أو الارتكاب 8 و يكون أيضا متصفاً بالكفر أو الايمان ، بالطاعة أو المعصية . فالشركة لها معنيان معنى حقيقى ، ومعنى مجازي ، فالمال مثلاً مال الله © وإذا وقع واشترك شريكان ني مال ، فلا يقال ان الله شريك لهما ، لأنهما أنفسهما ملك لله أيضاً ، وتطلق الشركة على التعاون كما إذا اشترك شخصان من الجند ني هزيمة العدو ، أو فردان من الأفراد ني اقتلاع شجرة ، وبالجملة فان الله يفعل من غير الجهة الني يفعلها الاإنسان & والإنسان يفعل من غير الجهة الي يفعلها الله © ومن ثم فقد أعطى المؤلف لفكرة الجهة أهمية بالغة واعتمد عليها ني اثبات القدر . ثم عرض حجج القدرية النقلية حيث أورد الآيات القرآنية الني تنسب للإنسان افعاله وتضيفها اليه 0 مثل قوله تعالى : ( فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله المائدة / ‎٠‏ ) وقوله : ( بل سولت لكم أنفسكم أمراً . يوسف / ‎١٨‏ ) وقوله : ‎٢٤١ 241‏ ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله . التوبة / ‎١٠٥‏ ) وقوله : ( جزاء بما كانوا يعملون . السجدة / ‎١٧‏ ) إلى غير ذلك من الآيات النى وردت ني هذا المعنى ، وأوضح جواب أهل الاثبات عنها حيث قالوا : ليس في الاضافات الني أضافها الله إلى العباد بأنهم يعملون 0 ويكسبون ، وتطوع لهم أنفسهم ما يهدم ما ذهبوا اليه أو بنقضه ، وانما ينقض مذهب الجبرية الذين نفوا الأفعال عن العباد نفياً مطلقاً ‎٤‏ ولم ينسبوا اليهم الكسب ، وأطال المؤلف ني الإستدلال ، والبرهنة على فاد مذهب القدرية ببراهين عقلية وادلة نقلية 0 على نحو ما يدافع به الاشعر ية عن الكسب ‘ وبين ان سبب غلط المعتزلة والجهمية معا } يعود إلى غلطهم ف جهات الفعل . الارادة : عقد المؤلف فصلا خاصا بصفة الإرادة ، لما وقع فيها من اختلاف بين الفرق الإسلامية 0 فعرض مذهب المعتزلة الذي يتلخص ني ان الارادة فعل من افعال اه وهي عين الأمر إذ لا يأمر النه بشيء لا يريده . ويرى أبو عمار عبد الكافي ان الارادة صفة ذاتية وانها غير المراد 0 كما ان العلم غير المعلوم } والقدرة غير المقدور عليه 3 وقرر أن الإرادة صفة أزلية © وأكد أنه لا يلزم من أزلية الإرادة أزلية الأشياء المرادة 7 لأن الإرادة ليست علة في كون الأشياء ولكن العلة في كون الأشياء هى علة أخرى من الأشياء نفسها } فبعض الأشياء علة لبعض ‎١‏ و بهذا فان المؤلف يثبت العلة الطبيعية © و يخالف الأشاعرة الذين نفوا هذا اللون من العلة نفياً مطلقاً ث وأبطل أيضاً ان تكون الأوقات النى أراد الله اجاد الأشياء فيها أزلية } لأن الله أراد أن تكون تلك الأوقات أوقاتا للأشياء الن تحدث فيها وأراد أن تكون الأشياء 5 إذا كانت تلك الأوقات ، وقرر المؤلف ان الارادة غير الخلق لقوله تعالى : ( إنما قولنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون . النحل / ‎٤٠‏ ) فالقول للشيء : كن & وهو الخلق © واقع بعد الإرادة له 0 ونسب ‎)١(‏ الموجز ص ‎١٩٠‏ . ‎٢٤٢‏ 242 المؤلف هذا المذهب في الارادة } الى الز يدية والمرجئة وإلى العامة © وإلى السلف ني صدر الإسلام . باب العدل واتباته : شرح في هذا الباب وجهة نظر الجبرية والقدرية ، ثم بين مذهب أهل الحق © وهو ان الله قدر جميع الأفعال وخلقها 0 وليس معنى ذلك في نظره ، أنه أجبر أحدآ على ما كان منه ث من طاعة أو معصية © كما أنه لا يجوز أن ينسب تقصير أحد في الطاعة الى الته أيضاً ، بل ان العبد بختار أفعاله ويقصد اليها } فالقول بالجبر يؤدي إلى ابطال كل الأوامر والنواهي ، ويهدم الشريعة من أساسها ، وقرر لمؤلف انه لا يلزم من قولنا ان اته عالم بجميع ما يصدر من العباد ومريد له ض ان يكون مجبرا ههم ، ولا مكرها إياهم ، على اعمالهم ، كما لا يلزم ايضا ان يكون الله مجبوراً على أعماله ، الني علم من قبل تنفيذها ، أنه سيخلقها ، بمقتضى علمه وارادته 0 دون تخلف . لان ذلك لا يجاوز مقتضى علمه وارادته 0 وشرح بعد ذلك كله © عدة آيات اعتمد عليها أهل الجبر في مذهبهم الجبري ، وأولها بما يتفق مع ما ذهب البه ني إثبات القدر والاختيار معاً . باب القول ‎٢‏ الايمان : شرح ني هذا الباب مذهب المرجئة ، ورد عليه . كما تعرض لمذهب الأزارقة . والاباضية } والز يدية ، والمعتزلة } والحشوية ، واوضح انه لا خلاف بين الحشوية وغيرها من الأباضية ، والأزارقة ، والمعتزلة } والزيدية } في اعتبار الفرائض من الإيمان ، غير ان الحشوية في نظره يسمون من ترك فرضا من الفرائض مؤمن ويتفقون ئي ذلك مع المرجئة . ثم اتجه للرد على الجهمية ، الذين زعموا ان الإيمان معرفة بلا إقرار © وكذلك فعل مع من زعم ان الايمان إقرار فحسب ، فنقض قوم بأدلة عقلية ونقلية 0 ورد على من اعتبر الخوارج كافر بين مارقين } ولم يعتبر مرتكب الكبيرة كافرا ك فقال : ( وسميتم الخوارج مارقين من الدين مبتدعين © وقد علمتم ما هم عليه وفيه من الدين بأ نهم يؤمنون بانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر © ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر } ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة 3 وهم راكعون } ولم تنقصوا منهم ، الا لأنهم يكفرونكم © ويستعرضونكم بالسيف © ‎٢٤٣ 243‏ فسميتموهم مارقين من الدين ، كما يمرق السهم من الرمية مبتدعين خارجين من الدين } ولم تلتفتوا إلى ما هم عليه وفيه من دين ، والقيام بأمره © والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتسمونهم بما معهم من ذلك داخلين ي الدين } غير خارجين منه ولا مارقين } ومتبعين للسنة غير مبتدعين } فهذا كله منكم معنى ما أنكرتم ) . وبين ان من معه بعض الإيمان وبعض الكفر © فهو كافر } ولا يسمى مؤمناً ببعض الإيمان الذي معه ، لأن الإيمان لا يتبعض . الوعد والوعيد : ويرتبط الايمان بمسألة الوعد والوعيد } يقول المؤلف ان المؤمن عند المرجئة والحشوية 5 واجب له الوعد بالثواب في المعاد ، وبين أيضا ان المرجئة والحشوية توقفوا بالنسبة للوعيد المتعلق يرتكب الكبيرة 0 واضطر بت كلمتهم فيه 0 وتشتت رأيهم ، ثم شرح مذهب الأباضية ومن وافقهم ي الوعد والوعيد ، وذكر ان الله منجز وعده ووعيده ،} لي جميع من وعده أو أوعده 0 وأنه لا تبديل لكلمات الله ولا تحويل لأمره © واستدل على ذلك بقوله تعالى : ( لا تختصموا لدي } وقد قدمت اليكم بالوعيد & ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد . ق / ‎٢٩‏ ) وبآيات كثيرة غير هذه الآية © واحتج أيضاً على ذلك بأن الله عدل حكيم لا تتخلف أخباره 0 ولا تتناقض أحكامه ولا يسوي بين الكافر والمؤمن } ولا بين الطائع والعاصي ، لأن الشخص الواحد لا يثاب ويعاقب ني آن واحد ، وفي هذا لباب من أنواع الإستدلال على مذهب الأباضية ما لا يوجد في غيره من كتب علم الكلام ، وان كان المعتزلة قد اشتركوا مع الأباضية ومع الخوارج عامة في هذا الميدان . باب تسمية أهل الكبائر : بين المؤلف ني هذا الباب مذهب الصفرية والأزارقة ث ومذهب الأباضية واليدية 3 فذكر أن الصفرية والأزارقة ذهبوا إلى ان مرتكب الكبيرة مشرك © وذهبت الزيدية والأباضية إلى أنه كافر كفر نفاق ، لا كفر شرك ، وأنه ليس مؤمن 0 كما أنه ليس بمشرك } محتجاً للأباضية والز يدية بقوله تعالى : ( ما هم منكم ولا منهم . المجادلة / ‎١٤‏ ) وأوضح بعد ذلك الأحكام المترتبة عن الإيمان © ‎٢٤٤‏ 244 والأحكام المترتبة عن الكفر ، من وجهة نظر الأباضية . ثم أخذ ني الرد على الصفر ية © وني نقض مذهبهم في التشريك ، بادلة نقلية كثيرة ، مما لا نجده ني غير هذا الكتاب من مصنفات علم الكلام ، وما أبطله من مذهب الصفر ية بتلك الأدلية النقلية © ينطبق ايضا على مذهب الأزارقة } واتجه المؤلف بعد ذلك إلى المعتزلة ، ورد عليهم عدم تسميتهم صاحب الكبيرة كافرا 3 مع اثباتهم الوعيد © كما نقض القول بالمنزلة بين المتزلتين . النقض على جهم بن صفوان : _ أوضح ني هذا الفصل ما ارتاه جهم بن صفوان من القول بأن الجنة والنار تفنيان وان ما فيهما من الثواب والعقاب غير باق ولا دائم © ونقض ذلك بما يؤدى البه من معارضة النصوص القرآنية الصريحة ، التى تنص على خلود أهل الجنة وأهل لنار 2 وعلى دوام الثواب والعقاب ، وبأن قدرة الله لا متناهية ، ومن ثم فهو لا بعجز على ان يبتي الحنة والنار ومن فيهما إلى ما لا نهاية له . النقض على من زعم ان القرآن غبر مخلوق : تحدث في هذا الفصل عن خلق القرآن ، ورد على من انكر ذلك وقال بقدمه 3 واستدل على حدوثه وخلقه ، بأن القرآن شىء من الأشياء وإذا كان كذلك 8 + فهو لا مخلو من أن يكون محدثا أو غير محدث ، وبطل أن يكون غير محدث لأن الله صرح بأنه محدث فقال : ( وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين . الشعراء / ‎٥‏ ) وإذا ذهب ذاهب إلى القول بقدمه & فإنه يلزم من ذلك ان يلتحق بأصحاب الاثنين } أو ان يعدد القدماء وذلك كله باطل ، ولا يميز المؤلف بين معنى المخلوق وبين معنى الحدوث ، فكل ما هو مخلوق فهو محدث ، وكل ما هو محدث فهو مخلوق ، واحتج على حدوث القران © وجعله 3 وخلقه } بآيات متعددة ، متفقاً ي ذلك مع المعتزلة والجهمية } الذين تمذهبوا بخلق القرآن ، واستدل على ذلك أيضا بما ذهب اليه من ان القرآن آية على القه 8 ودليل عليه فهو بهذا الاعتبار مخلوق ، ومجعول كسائر الأشياء الدالة على الله } وعلى وجوده . ‎٢٤٥ 245‏ باب القول في حجة الله على خلقه : شرح في هذا الباب ان العقل بانفراده غير كاف لأن يكون حجة قائمة على الناس ، في معرفة اله © وي معرفة شرائعه ، وأخذ في الرد على المعتزلة الذين يقولون بالواجبات العقلية } و بأن العقل يصل بمفرده إلى معرفة الله 0 و إلى معرفة التكاليف © وقرر ان هذا المذهب مذهب للمعطلة © وللبراههمة & ثم ذ كر ان الواجب هو معرفة الته © وليس النظر ، وان العقل ني معارفه محتاج إلى تنبيه من الته © ليصل إلى تلك المعارف ، سواء في ذلك معرفة الله 0 أو معرفة غيره من الحقائق ، ورأي ان حجة الله لا تقوم إلا بالرسل ، الني تنبه الناس إلى وجود الله © وتبين لهم شرائعه ، وذكر أيضاً ان عيسى بن عمير من الأباضية اتخذ موقف المعتزلة ني القول بأن العقل حجة ، وانه يستقل عن الشرع بوصوله إلى الواجبات العقلية © ثم بين لنا ان من كان في جزيرة من الجزائر النائية منقطعا عن الناس ، ان كان على دين من أديان له الني أنزها على رسله ، فواسع عليه ان يقيم على ما هو عليه } وان لم يكن على دين اصلا ‘، فهذا لا يسعه الجهل بالله ولا بدينه ولا يعذر ني ذلك . وأما الصم البكم فان استطاعوا أن يفهموا عن طريق الكتابة أو الإشارة أو غيرهما فانه يلزمهم ما لزم غيرهم من الناس ، وان لم يستطيعوا الفهم } فهم معذورون لأن العقل ليس علة للتكليف وانما هو علة لفهم التكليف ولا يكلف الته نفساً إلا وسعها . باب فيمن قال ان حجة رسول الله لا تقوم إلا بسماع : اختلف الأباضية ني هذه المسألة فذهب عبد الله بن يزيد وأصحابه إلى أن حجة رسول القه محمد عليه السلام ، لا تقوم إلا على من سمع بها 5 وبلغته ، وقال سعيد الحذاء المعاصر له ، أنها قائمة على البالغين والأصحاء سواء سمعوا بها أو ل يسمعوا } ولا بعذر أحد بجهالة رسول اته صلى اته عليه وسلم ، أما أغلبية الأباضية فقد ذهبت إلى ما ذهب اليه سعيد الحذاء الذي هو ني نظر أبي عمار أقرب إلى الرشد ورأي أبو عمار أيضاً ان مقالة عبد الله بن يزيد أقرب الى الحق من مقالة أصحاب الفكر ، حبن زعموا أن حجة الرسل ساقطة عن الناس ، بما يجدونه في أفكارهم من المعارف ، وجاء في كتابه بالحوار الذي دار بين عبد الله بن يزيد ‎٤‏ ‎٢٤٦‏ 246 وبين سعيد الحذاء فيما يتعلتق بهذه المسالة . ويبدو أنهما من أهل القرن الثانى المجري . َ باب القول في أن الملل المخالفة لملة الإسلام مشركون : ذكر المؤلف ني هذا الباب اجماع الأمة على ان أهل الملل المخالفة لة الإسلام مشركون يحكم عليهم باحكام اهل الشرك من القتل والسي ك وأخذ الجز ية من اهل العهد منهم . الا انه قد خالف الاباضية شعث بن عمير ، وابن أبي المقداد وهما اباضيان © وذهبا إلى عدم تسمية المخالفين ملة الإسلام باللشركين { ومن ثم . فان خلافهم في التسمية لا غير ، ويبدو انه يقصد بالامة ني حكايته الاجماع } الآخذين بالمذهب الأباضي { لأنه حكى الاجماع على تحريم مناكحة أهل الملل المخالفة لملة الإسلام ، وان ما أحله الله بقوله : ( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب . المائدة / ‎٥‏ ) ا بما هو أمر خاص ، وذلك لأن من كذب الرسل ا فقد أشرك » ومن ثم فقد حكم على اليهود ح وعلى النصارى بالشرك © ونفى عنهم التوحيد ، فثابتهم عنده مثابة أهل الائنبن . ويبدو من كلام المؤلف ان عيسى بن عمير الأباضي قد خالف الأباضية ف هذه المسألة . ولذلك قال أبو عمار أن عيسى بن عمير ز وأصحابه ‎٠‏ تكلفوا ف هذا المعنى مسائل ، حاولوا بها ان يبطلوا حجج الله الظاهرة ب' باب القول ي أسماء الله وصفاته هل هي محدثة أم لا : حلل المصنف في هذا الباب معنى ا لاسم والصفة & وما يجوز ان بسمى به الله ‎١ 5‏ لأزل وتحدث عن مسألة ولاية الله وعداوته ©3 وحبه و بغضه 05 وسخطه ورضاه ، وهل هي صفات ذاتية أم صفات أفعال 0 فعرف الاسم والصفة بتعر يف واحد هو : ما بان به الشيء عن غيره على ما هو به ي ذاته ونفسه & وصفه الواصفون أم لم بصفوه ، ومعنى ذلك ان الاسم ليس عبارة عن تسمية المسمى ، وان الصفة . ‎)١(‏ الموجز ص ‎٢٧٥‏ ‎٢٤٧ 247‏ ليست وصف الواصف وانما الصفة شيء حقينى وأمر ذاتي ، وليست شيئاً صنعه الواصف بوصفه { ولا مجرد وضع لفظي ‎٠‏ عبر عنه المعبر بتعبيره ع وكذلك القول ني الاسم فانه ليس مجرد تسمية المسمى ، دون ان يكون له وجود حقيني واقعي } ني ذات المسمى ، لاننا إذا لم نقل بهذا القول ، فانه يلزم من ذلك ابطال وجود الأشياء بحقائقها ، ومعانيها ، الني بان بها بعضها عن بعض ، ومن هنا فان صفات الأشياء ني نظر أبي عمار هي حقائقها الني لا يتصور وجودها إلا بها 0 وليست ما بوجد من وصف الواصفين ، أو تسمية المسمين ، ويريد بذلك أن يثبت ان صفات الله ذاتية حقيقية موجودة ني الازل } ؤليست مضافة اليه عن طر يق وصف الواصفين وتسمية المسمين . أما تسمية الناس أو وصفهم فهو من أفعالهم وصفاتهم © وليس ذلك بصفات لله ولا بأسيائه . كما ان صفات الله ليست مجرد معارف العارفين 5 أو اعتقاداتهم الني ي قلو بهم ، أو ما وضعوه لأنفسهم من حقائق ذاتية 3 لا تزيد على أن تكون أوهام توهموها ز أو خيالات تخيلوها . ثم تصدى للرد على أبي بكر الباقلاني 0 واصحابه من الاشاعرة الذين قالوا بتعدد الصفات وبتغايرها 0 وذكر كما قال ابن حزم - أنهم شابهوا النصارى ، أو اليعقوبية منهم ، الذين ذهبوا إلى القول بالأقانيم الثلاثة ، وبأنها لم تزل ذات جوهر واحد ، بل ان الأشاعرة ني نظره زادوا على النصارى القول بالتغاير و بالعدد الكثير الذي جعلوه ني الصفات . واتجه أيضاً للرد على من زعم ان صفات الله أو أسياءه مخلوقة محدثة © وذكر أن أحد دعاة الأباضية الكبار 0 وهو عيسى بن علقمة المصري تصدى للرد على الأشاعرة في كتابه التوحيد : وألزمهم فيه بأنهم قالوا بما قال أصحاب الهيولى : وقرر ان الصفات الني تعتبر من صفات الأفعال } ليست محدثة كما يزعم بعض الفرق واما هي صفات أزلية 0 وليست صفات محدثة أضيفت اليه بعد ان فعل أفعالاً ، متعلقة بها © وبعد ان احدث الأشياء الى صدرت عنها ، وأثبت أيضاً ان ولاية الله وعداوته 0 وحبه و بغضه ، وما إلى ذلك من الصفات لا يقال فيها انها مخلوقة بل هي عنده صفات أزلية ولبست أيضا أفعالاً من أفعاله . ‎٢٤٨‏ 248 باب القول ي المرأة المأتية دون فرجها : ذكر في هذا الباب ان الأباضية والزيدية والمعتزلة والخوارج فسقوا المرأة الملوطوءة فيما دون فرجها إذا كانت طائعة غير مكرهة & وحكموا بأنها كافرة كفر دين ، فيما عدا المعتزلة الذين أبوا أن يطلقوا عليها الكفر واستدل على ما ذهب اليه © من الكتاب والسنة والاجماع والقياس } وذ كران بعض الأباضية كعبد الله بن يز يد & وعبد الله بن عبد العزيز وأبي المؤرج السدوسي © خالفوا ني هذه المسألة } وقالوا أنها عاصية فقط . باب ي الامامة : جعل المؤلف الكلام ني الامامة ذيلاً للكتاب © كما فعل أبو بكر الباقلاني في التمهيد ، مما حدا بالأب مكارثي الذي حقق الكتاب الى أن يبتره 0 ويحذف منه الكلام على الإمامة لأسباب تتعلق بوجوده ني مؤسسة علمية في بغداد © وهذا شيء غريب لأن الأباضية تعطي للامامة أهمية ث كما هو شأن الخوارج أيضا حيث ان عمدة كلامهم الإمامة والايمان والوعد والوعيد وما إلى ذلك من المسائل الني أشرنا اليها فيما تقدم من الكلام على آراء الخوارج الكلامية . وذكر المؤلف ان الامة تنازعت في مسالة الامامة نزاعا كثيرا } وان الناس أكثروا الكلام فيها 3 ولكنه ذكر أنه تعرض إلى ما تمس اليه الحاجة فيها فحسب . أنبت بالأدلة النقلية والتاريخية في هذا الباب امامة أبي بكر وعمر ، ورد على ال يدية قولهم ان عليا سلم حقه لأبي بكر ، وذكر أن علياً بايع كل من تولى من الخلفاء قبله ث وبين أن الز يدية تناظر الأباضية وتتشبه بها ني مذاهبها ، وأنها لا تختلف عن الأباضية إلا ي ثلاث مسائل : ( ني قولهم ني الإمامة بالأول مع تركهم التخطئة لكل من ولى ، ثم تجويزهم لعلي تحكيم الحكمين 0 وقولهم بتشريك اهل التاويل ممن يزعم ان الله يرى يوم القيامة 0 على مقالة طائفة من الاباضية ني النشريك ‎١)‏ . وشرح رأي النجدات من الخوارج في قولهم بعدم الحاجة إلى نصب إمام } وذكر ان جماعة من الأباضية وافقوا النجدات ني هذا المذهب ، ثم رده وبين ان انكار الإمامة يؤدي إلى تعطيل حدود الله 0 وإلى تضييع الأمر بالمعروف والنهي 249 اگگا عن المنكر ، لأن الأمة أجمعت على أن هذه الحدود لا تقام إلى بالأمة وولاتهم 8 وني ابطال الامامة أيضاً ابطال لحدود الله 3 وني القول بعدم وجو بها تعطيل للأحكام واضاعة لها . وألبت ان الإمامة ثابتة باجماع الأمة الني لا تجتمع على ضلال ، ومن الأدلة لار يخية ان عمر بن الخطاب أمر بقتل من خالف جماعة الشورى إذا وصلوا إلى اتفاق على أحدهم ك وقال : فكيف يأمر عمر باهراق دم على شيء غير واجب ؤ ولا لازم 0 وكذلك فعل ابو عبيدة مسلم بن ابي كريمة الاباضي حين ابتعث بعثة علمية وسياسية مذهبية إلى المغرب . وذكر أن الإمامة تجب عند الأباضية متى بلغ عدد المسلمين نصف عدد المخالفين : القوة والمال والعلم ى وإذا لم يقوموا بنصب إمام في هذه الحال فانهم بمثابة من أمات دين اته ، أما إذا لم يبلغوا نصف عدد المخالفين قوة ومالا وعلما © فان أحب الأمور وأولاها عند علماء الأباضية البقاء في حال الكتمان ، اللهم إلا إذا قام أهل الدعوة بما يسمى بحال الشراء 3 ولكن الشراء غير واجب 0 وجوب الظهور واقامة الدولة ، ثم تصدى للرد على غلاة الخوارج الذين ذهبوا إلى وجوب الهجرة © وإلى عدم جواز الاقامة بين ظهراني المخالفين © واستشهد على ذلك بفعل الرسول & حيث أقام برهة من الزمان بمكة بعد نزول الوحي مكتتماً غير ظاهر . ثم عقد المؤلف بابا آخر نقض فيه مذهب المعتر له ي دم عثيان ، ورأيهم في حرب طلحة والز بير 7 حيث اعتبروا سفك دم عثمان ظلماً وعدواناً } ورأوا أن المطالبين بدم عثمان كانوا مخطئين © متأولين غير فاسقين } وذكر أنهم تناقضوا مع مذهبهم © في البات الوعيد لمن ارتكب الكبائر } وما القتل وسفك الدماء إلا كبيرة من أعظم الكبائر } ومع ذلك فقد أخرجوا طلحة والر بير من الوعيد ، وذهبوا أيضاً إلى ان قتال معاوية وأهل الشام لعلي ء كان ظلماً وعدواناً ا مع أنهم كانوا مطالبين بدم عثان أيضاً وهو عندهم مقتول ظلماً وعدواناً 3 وأخذ بعد ذلك في تحليل الوقائع التاريخية وني استخلاص الرأي الذي يذهب اليه منها 3 وذكر أنه لم يجد عند المعتزلة جواباً مقنعاً في هذه المسألة الني ناقضهم فيها ، والواقع ان رأي المعتزلة في ‎٢٥٠‏ 250 هذا المجال غير واضح وفيه تردد وشك |، وكأنهم كانوا متأثرين بأسلافهم من الواقفة الأوائل . ثم أخذ يرد على الزيدية في قولهم أنه يجوز لعلي أن يحكم الحكمين ، وانه إنما حكم لما خشي من عسكره الفساد والاضطراب » وأراد أن يتألفهم 9 وأن لا يدعهم حتى يتشتت أمرهم ، وما حكم إلا لأنه أمر الحكمين أن يحكما بالكتاب والسنة فخالفا أحكام الته © فهما المخطثان وعلي المصيب ، وقال المؤلف ني الرد على الز يدية انه لا يجوز له ان يستعمل التقية © في حكم من أحكام الله المنصوص عليها ، وما دام قد رضي بالحكمين فانه ملزم بقبول حكهما أصابا فيه أم أخطآ 3 وأطال الكلام في التحكيم وفي إبطاله . لم أوضح العلاقة بين الامامة وبين العلم © ورد على بعض المشاغبين من الأباضية ، وعلى قدحهم ي الامامة الرستمية 3 حيث قالوا أنه لا يجوز تولية إمام وني المسلمين من هو أعلم منه © وذهب إلى انه يجوز أن يتولى من هو أقل علما لأن الستة الذين عينهم عمر لم يكونوا أعلم من غيرهم من الصحابة © وكان بعض هؤلاء الستة أعلم من بعض أيضاً ى وليس عمان بأعلم القوم ومع ذلك اتفقوا على إمامته ، وأجمعوا عليها ولم يكونوا ني ذلك مجمعين على ضلالة . باب القول في تفسيق أهل التأوبل : تكلم في هذا الباب على مذهب الأباضية ني المتأولين المخطئين في التأو بل كمن يعتقد خلق القرآن ورؤية النه في الآخرة & فذهب إلى انه يتبرا ممن تاول ذلك التأويل ، وإلى أنه كافر كفر نعمة ، لا كفر إشراك ، ثم بين مذهب المعترلة في تفسيق أهل التأويل © وأوضح أيضا موقف الخوارج الذين قالوا بتشريك المتأولين © كما هو مذهبهم ني سائر مرتكي الكبائر 0 ولكن المؤلف عاد فحكم باشراك من ادعى ان الله جسم سبعة أشبار . كما ذهب إلى ذلك هشام بن الحكم الشيعي ، وكذلك من زعم انه جسم لا كالأجسام 3 ونور لا كالانوار ويشير ذلك إلى قوة كراهية الاباضية للتشبيه وإلى شدة نزوعهم إلى لنز يه المطلق 0. وعقد المؤلف بابا آخر ، ذكر فيه حكم من اخل بعمل من الاعمال الواجبة ني الدين } أو ارتكب ما نهى عنه من الكبائر } وذلك كترك الصلاة او الركاة } ‎٢٥١ 251‏ فذكر أن حكم من فعل ذلك الكفر ، كفر النعمة ، لما ورد في ذلك من الوعيد © واحتج على ذلك بآيات قرآنية 3 وبأحاديث نبوية 3 وذكر أن مذهب الأباضية في هذه المسألة يتفق مع مذهب الزيدية والمعتلة ومع كل من أثبت الوعيد ، ثم استرسل ني ذكر عدة كبائر وني ذكر حكم من ارتكبها و بهذا الباب ختم كتابه 2 مبينا انه اقتصر فبه على أصول الدين ، وعلى أمهات المسائل فيها 0 وعلى عيون الادلة وواضح الحجج 0 وذكر انه كتبه في حالة انقسام الهمة © واضطراب النفس ، ورغب فيه إلى الله ان يعفو عنه ، وان يجعل كتابه ذخيرة عنده © ووسيلة لديه . ‎٢٥٢‏ 252 ساو أر ٧؟٦ااحص‎ ( ٢ ‏س‎ ( ‏لكل:‎ ) ٠ 21 ب 2 الموجز لابي عحتمارعَبد الكافالاباضي لجزء الآول . ‏بسم الله الرحمن الرحيم . صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبها‎ / ١ | ‏الحمد لله مبطل كيد الجاحدين & والكاشف بأنوار حججه أستار " المبطلبن‎ . ‏والمبين ما طمس أهل الزيغ والعمى من سبيل المهتدين‎ أما بعد أيدك الله" فأني نظرت ني جميع أصول الحدين ! ، فإذا هي أربعة. أصول ، ثم نظرت ني كل أصل منها فإذا هو ث محصور على ثلاثة فصول 8 فاقتصرت لك بذلك عن تصنيف مقالاتهم قولا قولاً 3 وعن تعديد فصولهم فصلاً فصلا © ليتيسر ذلك للناظر ، ويسهل على المتعلم ، و يخف على الحافظ ، والله ولي التوفيق . أما الأصل الأول منها فهو قول أهل الدهر المنكرين١‏ لحدوث العالم } والأصل الثاني هو ‎٧‏ قول الثنوية ‎١‏ القائلين بالنور والظلمة ، والأصل الثالث المنكرون ‎)١(‏ ج : سقط : التصلية . م : وصلى الله على سيدنا محمد وآله ، الجزء الأول من كتاب الموجز في تحصيل السؤال ، وتلخيص المقال © تأليف الإمام الماهر أبي عمار عبد الكافي ابن أبي يعقوب بن اسماعيل التنواتي رضي الله عنه وأرضاه . ‎.)٢(‏ د : استتار . . ! ‏ج : سقط ه ايدك الله‎ )٣( . . ! ‏ج ، م : « فى اصول جميع الملحدين‎ )٤( ‏د : فاذا ه 6 الشوا هوا كما ني ( جم ) لأن المعنى ان كل اصل بانفراده‎ )٥( محصور ني فصول ثلاثة : كما يتبين من تقسيم النص في الكتاب . . ! ‏د : ه المنكرون‎ )٦( . ‏د : سقط : « هو"‎ )٧( . ‏م : التنوية‎ )٨( ٢٥ 255 لرسالة الرسل 2 صلى الله على محمد وعلى جميع المرسلين © والأصل الرابع هو ما يتعلق به أهل التشبيه ، من هذه الأمة ، المنتحلبن ا لهذه الملة ث فهذه الاصول الأربعة ‎.٢‏ ‏فصول الأصل الأول : الفصل الأول من الأصل الأول هو ما انتحله المنجمون ، والفصل الثاني هو قول أهل الطبائع ، والفضل الثالث مذهب أرسطاطاليس ‎٢‏ وأصحابه ، وسنأتي على صفة ث كل فصل منها إذا نحن صرنا إلى موضع الرد عليهم إن شاء الله . فصول الأصل الثاني : أما الفصل الأول منها فهو مقالة المنانية ث ، والثاني مقالة الديصانية ‎٦‏ والثالث قول المرقيونية ‎٧‏ . والمنكرون لرسالة الرسل صلى الله على محمد وعلى ‎٨‏ جميع المرسلين على ثلاثة فصول : الأول مذهب البراهمة } والثاني مقالة المجوس ، والثالث مذاهب" أهل " الكتاب على اختلاف مللهم } فهم جميعا مجمعون على التكذيب ‎٢‏ لرسالة بينا محمد صلى الله عليه / وسلم © وعلى جميع المرسلين . . ‏د : المتنحلين‎ )١( . ! ‏د : الأصول « أربعة‎ )٢( . ! ‏د ، م : ه الأرسطاطاليس‎ )٣( . ‏ج { د : نسبة‎ )٤( . ‏هي المانوية‎ )٥( . ! ‏د : ه الديمانية‎ )٦( . ‏ج : المرقونية‎ :)٧( . ٫ا ‏ح : سقط ف على‎ )٨( . ‏د : سقط : مذاهب‎ (٩) (٠١)ج‏ : سقط : ‎١‏ أهل ا . ‎١١ )‏ )ج _ د ‎٤‏ 1 : لرسالة والأقرب ان الباء كتبت على صورة اللام . ‎256 ٢٥٦ المشبهة : فأما المشبهة من هذه الأمة ، فانها تنازعت ني معبودها على أقاويل يكثر تعدادها 3 وترجع جملتها الى فصول ثلاثة لا رابع ها . الفصل الأول من ذلك : مقالة أهل التشبيه القائلين بالتجسيم على حقيقة التجسيم . 7 مذهب المجردين للتجسيم بالتسمية دون التشبيه بزعمهم . والثالث مقالة المشبهة الغالطين ‎١‏ ني التأويل 0 الحائدين " عن التسمية ‎٣‏ ‏بالتجسيم © فهذا اثنا عشر فصلا ني أربعة أصول ، تحتوي على جميع مذاهب القوم 0 وتتضمنها ان شاء الله © والله ولي التوفيق . الرد على المنكرين لحدوث الأشياء : نبدأ بجواب المنكر ين لحدوث الأشياء من هذه الأصناف . فان سألنا ‎٤‏ سائل من أهل الدهر فقال : وما يدريكم بأن هذه الأشياء محدثة ؟ ولعلها © قديمة لم تزل - قيل له : علمنا حدوثها ‎١‏ ذلك ، من وجوه ‎٧‏ : أما أحدها فانا نظرنا في هذا العالم فوجدناه صنفين لا ثالث لهما : اما جسم او عرض صفة له ث ، ثم نظرنا ني العرض فإذا هو صفات متضادة ث ، متعاقبة ني الجسم 8 فقلنا : لا تخلو هذه الأشياء من أن تكون قديمة أو محدثة فبطل أن تكون قديمة 8 ‎)١(‏ ج : ه الغالطة " . ‎)٢(‏ ج : ه الحائدة ا . ‎)٣(‏ م : تكرر : عن التسمية . ‎)٤(‏ ج ، م : « ان سال " . ‎)٥(‏ م : « ولعل ! . ‎)٦(‏ م : سقط : حدوثها . ‎)٧(‏ ج : ه حدوثه من وجوه ! . ‎)٨(‏ ج ، م : ه لجسم » . ‎(٩)‏ ج ، م : « متضادات " . ‎٢٥٧ 257‏ لكونها متعاقبة ني الجسم آتية وذاهبة 5 وليس في أتيان الآني منها أكثر من حدوثه ، ولا ى ذهاب الذهاب أكثر من بطلانه وفنائه . وبطل أن تكون هذه الأشياء ‎٣‏ مجتمعة مع نضادها في الجسم بحال / واحدة لبطلان الوصف له بها في حال واحدة ؛ ولو كان الأمر كذلك لجاز أن يسمى الجسم مجتمعا متفرقا 0 ومتحركا ساكنا } مع سائر تلك الصفات ي حال واحدة 0 فلما بطل الوصف للجسم هذه الأشياء المتضادة في حال واحدة ، ثبت ان بطلان ما بطل منها لم يبطل إلا بحدوث ضده } وان ما حدث منها لم يحدث إلا بفناء ضده و بطلانه 0 فلما كان الأمر هكذا علمنا ان تلك الأشياء بجميعها محدثة كائنة 3 بعد ان لم تكن ، ونظرنا ني الجسم فوجدناه لا يخلو من هذه الاشياء المحدثات ولا ينفك عنها ‎١‏ ولا يوجد قبلها 3 ولا بعدها 3 ولا يوجد إلا وهي معه } ولو ان متوهما توهم الجسم غير يجتمع ولا متفرق ولا متحرك ولا ساكن ، كان قد توهم ضرباً من المحال فاسداً 8 ووجها من الخطأ مضمحلا ، لأنه إذا توهم ذلك ، توهم بطلان وجوده 8 وفساد كونه } والله ولي التوفيق . ثم رجعنا إلى القول ني الجسم فقلنا : لما كان الجسم غير عار" من هذه الأعراض ولا منفك " عنها في حال من أحواله } ولم يوجد ث إلا وهي به ، ولا يتقدمها ث بحال واحدة ، ولا يجوز ان يتاخر بعدها حالا واحدة © وهي بجميعها محدثة - كما وصفنا _ قضينا على الجسم بالحدوث & كما٦‏ قضينا على العرض بالحدوث ، إذ لم يسبقها ولم يكن قبلها 3 ولو كان الجسم قبل هذا العرض المحدث ‎)١(‏ ج ، م : منها. ‎. ‏م : عارض‎ )٢( ‎. ‏ج ، م : ولا منفكا‎ )٣( ‎. ‏م : سقط : يوجد‎ )٤( ‎)٥(‏ د : ولا تنفك منها . ولعل الصواب ما أثبتناه لأنه يتسق مع قوله بعد ذلك ولا يجوز ان ‏يتأخر ه ونظرا إلى الأصلين الآخرين أيضاً ‎٤‏ . ‎)٦(‏ د : سقط : كما . ‎٢٥٨‏ 238 موجودا منفكاً منه ، لكان ينبغي أن يكون قدبماً لوجوده قبل المحدث ، فلما بطل ‎٤‏ عن الجسم ان بوجد قبل هذا العرض المحدث / كما وصفنا } بطل عنه عند ذلك الوصف بالقدم © وثبت انه محدث ، إذ لم يسبق العرض المحدث ، ولم يكن قبله © ولعل قائلاً من أهل الدهر يقول : فإذا قضيتم بحدوث هذه الأعراض ، المتعاقبة ي الجسم على حدوث الجسم ، فينبغي لكم ان تقضوا على انه قد حدث ني أي حال وجدتموه موصوفا بشيء من هذه الاعراض ، او تقضوا على انه يحدث ني كل حال من أحواله 3 لحدوث الأعراض اليه في كل حال ، وهذا ما قد بان فساده . قيل لهم : قد دللنا بحدوث العرض في الجسم على حدوث الجسم © وعلى بطلان قدمه حتا فلما ان ثبت حدوث الجسم . وبطل عنه ان يكون قديما لما ذكرنا كانت مسألته ايانا ني اثبات١‏ حدوث الجسم 0 ي حين ما شاهدناه" لحلول الاعراض فيه © دون حال لم نشاهده فيها مسالة ساقطة } وكذلك قوله : يحدث ي كل حال من أحوا له لحدوث العرض فيه بكل حال قول فاسد محال © من أجل أن حدوثه في حال" يبطل. حدوثه ني الني تليها وينفيه . كما ينطل حدوثه في الحال التى قبل حال حدوثه 0 وهذان القولان جميعا ساقطان ، وليس ف سقوطهما سقوط مقالتنا : في نني القدم عن الجسم } واثبات الحدوث له © وليس من قال : ان هذا الجسم لا يكون قديما ف كل حال & كمن يقول : ان هذا الجسم يحدث في كل حال آ فان قال ايضا : فإذا قضيتم بحدوث العرض ه المحدث على حدوث الجسم حين / لم يسبقه الجسم ولم يتقدمه } ولم يوجد قبله © فكذلك فاقضوا بفناء هذه الأعراض وبطلانها على فناء الجسم وبطلانه ، إذ كان الجم لا يبقى بعدها ولا يتأخر عنها ، فإن قلتم بذلك وجب عليكم ان تقولوا : باستحالة بقاء الاجسام & وان لا تجعلوا منها جسيا يجوز عليه ان يبقى ابدا © وإلا بطل دليلكم } الذي استدللتم به . من حدوث العرض على حدوث الجسم . قيل ‎)١(‏ ج : سقط : اثبات . ‎)٢(‏ ج ، م : شهدناه . ‎)٣(‏ ج ، د : ني كل حال . ‎٢٥٩ 259‏ لهم : نعم قد يجوز ني الوهم ، وليس بمستحيل فيه ان يكون الجسم يفنى عند حال فناء شىء من هذه الأعراض ، ويبطل عند بطلانها } و يجوز ألا يفنى 0 ويبقى إلى حال أخرى١‏ غيرها" وأخرى غير تلك الأخرى © أو حال " اخرى ‎٤‏ غير تلك الأخرى ، وليس ذلك مما يبطل عنه الفناء } إذ لم تكن ث شريطة بطلان الفناء على الشيء بقاءه ‎١‏ حالا أو حالين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك ؤ فليس سبيل القدم والحدوث هكذا وذلك ان وصفك للشيء ‎١‏ بالقدم يني عنه الحدوث ني كل حال ، ووصفك ‎١‏ له ‎١‏ بالبقاء لا ينني عنه الفناء في كل حال } فبالجملة انك متى ما ذكرت شيئا بأنها يبقى بعد الحدوث ولم تنف عنه أن يكون يفنى ومتى ما وصفته بالقدم فقد أحلت عنه أن يكون يحدث أبدا . ومن الدلالة على حدوث الأشياء أنا نظرنا إلى أدنى حركات"" الأجسام الينا ‎٦‏ وحركات الفلك فوجدناها آخر ما مضى / منها ا فعلمنا عند ذلك أن لجميع ما مضى منها اولا كما كان له! اخر } فلما ثبت ان لجميع ما مضى منها اولا ، علمنا أنها جميعا محدثة كائنة بعد إذ٣الم‏ تكن 0 وبطل بذلك قول من زعم أنها لم تزل . ‎. ‏م : أخر‎ )١( ‎. ‏ج {، د : وغيرها‎ )٢( ‎. ‏ج : وحال‎ )٣( ‎. ‏م : أخر‎ )٤( ‎. ‏ج : يكن‎ )٥( ‎. ‏ج 0 م : بقاؤه‎ )٦( ‎. ‏ج ) م : الشيء‎ )٧( ‎. ‏د : او وصفك‎ )٨( ‎. ‏م : سقط : له‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ ؤ م : انه . ‏(١١)د‏ : « حركة ! . ‏(٢١)د‏ : سقط : ن له ‎٤‏ . ‏(٣١)د‏ : ان . ‎260 53 وقد تكلم قوم من أهل التوحيد & فقالوا ان قول أهل الدهر أ لم تزل الأشياء تحدث قول محال فاسد متناقض .، لأن قولهم لم تزل يبطل الحدوث " وقولهم تحدث يبطل لم تزل ، والقول إذا كان فيه " إثبات شيء ونفيه صار باطلا فاسداً متناقضاً © وقد ضرب قوممن أهل التوحيد مثلاً لقول أهل الدهر ث حبن قالوا : ان هذه الأشياء الني ث تحدث شيئا بعد شيء ، وشيئا قبل شيء وأنه لا يقع شيء منها 0 ولا يحدث إلا وقبله شيء آخر فقالوا : ان مثل قول ‎٦‏ أهل الدهر ني ذلك كمثل من قال : ان زيدا لا يدخل هذه الدار حتى يدخل قبلها ‎٧‏ دارا غيرها ، ولا يدخل تلك الغير حتى يدخل قبلها غيرها } ولا يدخل الثالثة حتى يدخل قبلها الرابعة ، ولا يدخل الرابعة حتى يدخل الخامسة قبلها ‘ الى مالا ينتہى فقالوا . ‎١‏ ‏انه يبطل ويفسد أن يدخل شيئا " من هذه الدور أبدا ، إذا كان دخول شيء منها ‎١١‏ مشروطاً معلقاً " بدخول غيره } وذلك الغير مشروطاً معلقاً بدخول غيره ‎١٢‏ ‏وذلك الغير مشروطاً ث معلقاً٢'بغير‏ آخر إلى ما لا يتناهمى لكن وقوع شيء مشروط ‎)١(‏ ج ، م : قول الدهرية . ‎)٢(‏ م : الحدث . ‎)٣(‏ د : سقط : فيه . ‎)٤(‏ د : أهل الدهرية . ‎()٥(‏ ج } م : سقط : ه٨٠‏ الني ‎٫‏ . ‎)٦(‏ د : سقط : قول . ‎)٧(‏ ج ، م : سقط : قبلها . ‎)٨(‏ د : ه الى ما لا نهاية ! . ‎)٩(‏ د : فقال . (٠١)د‏ : ه شىء ‎٤‏ وهو خطأ . (١١)سقط‏ : ه منها ‎٤‏ . (٦١)د‏ : « متعلقاً » . (٣١)د‏ : سقط : ه وذلك الغير مشروطاً معلقاً بدخول غيره ! . (٤١)د‏ : ه مشروط ! . (٥١)د‏ : سقط : ه معلقا " . ‎٢٦١ 261‏ بوقوع غيره قبله إلى ما لا يتناهى بطلان وقوع شيء ا منها" } فلو استثنينا" واحداً 8 / ‏من هذه الأشياء من هذا الشرط لكان غير مستحيل وقوع ما بعده وحدوله‎ ٧ ‏والقول في العدد ايضا كالقول فيما ذكرنا © وذلك ان العدد لا يقع إلا وله أول‎ ‏يبتدأ منه ، ولولا ث انه كان له أول يبتدئ منه لم يجب وقوع شيع منه أبدا } فإذا ث‎ ‏كان له أول يبتدئ منه } ثبت وقوع شيع مما بعده } ولعل قائلا منهم يقول : ان‎ ‏هذه الأشياء لني استدللتم بحدوثها على حدوث الجسم © كانت كامنة ني الجسم‎ ٦ ‏تظهر ني حال وتكمن ني حال وهي مع ذلك قديمة بقدم الجسم ح فيقال له‎ ‏كيف يجوز أن يكمن' السكون في موضع هو متحرك ، أو " تكمن الحركة في‎ ‏موضع هو ساكن ، أو يكمن الإقتراق ي جزئين مجتمعين ، أو يكمن الاجتاع‎ ‏ني محل‎ ١ ‏ني جزئين مفترقين 0 وهل يكون ذلك إلا وقد حل الشيء ومضاده‎ ‏واحد ، في حالة واحدة } فهذا بوجب المعنى الأول الذي أنبأنا على فساده ني‎ " ‏ماضي كلامنا ي إثبات الجسم ساكنا متحركاً في حال واحدة ، مجتمعا متفرقاً‎ ‏حال واحدة ، وعلى انه لو لم يجب ذلك ، وكان ما زعم هذا الزاعم من كمون‎ 1 ‏هذه الأعراض صحيحا ، لكان الكلام قائماً والسؤال لازماً ى من قبل ان هيئة‎ ‏الجسم في حال كمون الكامن فيه 0 بخلاف هيئته ني حال ظهوره فيه ، وإذا‎ . ‏د : الشيء‎ (( ‎)٢(‏ ج : د : سقط : ه لكن وقوع شيء مشروط بوقوع غيره قبله إلى ما يتناهى بطلان وقوع ‏شيء منها » , ‎. ! ‏ج إ م : ه استثنى‎ )٣( ‎. ‏ج ، م : ه فلولا"‎ )٤( ‎. ‏ج 0 م : وإذا‎ )٥( ‎. ‏د : لهم‎ (٦) ‎. ‏م : يمكن‎ (٧) ‎. ‏ج . م : وتكمن‎ )٨( ‎. ‏د : وما ضاده‎ )٩( ‎. ‏ج إ م : مفترقاً‎ )١٠( ‎262 ٢٦٢ اختلفت ‎١‏ هيئته بالظهور والكمون " & فقد تضاد عليه أمران يوجد كل واحد منهما بعدم صاحبه © ويعدم بوجوده © فقد صار الجسم بذلك لا يخلو من هذين ‎٨‏ الحادثين ولا ينفك منهما" 0 فذلك ث يوجب حدوثه إذا كان / ما لم يسبق الحادث فهو حادث مثله © فقد عاد ث الامر الذي هر بوا منه بحاله ي الدلالة على حدوث الأجسام 8 وقد كان بعض أهل العلم من المتقدمين سألهم ني هذا الباب عن مسألة ، فقال لهم أخبروني" عن شيخ رأيتموه قاعدا بحضرتكم ذا شيبة ، تزعمون أنه لم يزل على ما شاهدتموه ‎٧‏ عليه ني تلك الحال } أم“ قد كان طفلا ، ثم نشأ لم شب ؤ ثم شاخ ؟ فان قالوا لم يزل على ما شاهدناه ' عليه من هذه الهيئة ، ظهر امرهم لكل ضعيف وقوي ، وعلم كل عاقل انهم يدفعون ما يعلمونه ضرورة © فان قالوا قد كان طفلا © ثم ناشئا ، ثم شابا 6 ثم شيخا على هذه الهيئة فيقال لهم" افحدث شيع قد كان به كبيرا بعد ان كان صغيرا او شيخا بعد ان كان شاباً ؟ ، فان قالوا : لا ، قيل"لهم فهو إذا على ما كان وهو شاب وطفل & وهذا يشهد بفساده العيان والمشاهدة . فان قالوا : وان لم يحدث شيء فقد ظهر شيء } . ‏ج ، م : اختلف‎ )١( . ‏د : ه بالكون » بسقوط الواو‎ )٢( . ‏ج 0 م : عنهما‎ )٣( . ‏م : بذلك‎ (٤( . ‏د : اعاد‎ )٥( . ‏ج ، م : أخبرونا‎ )٦( . ‏د : شهدتموه‎ )٧( . ‏د : ان‎ )٨( . ‏د { م : شهدناه‎ )٩( (٠١)د‏ : سقط : لهم . (١١)م‏ : مذ . (٢١)د‏ : سقط : لهم . ٢٦٣ 263 كامن له صار ا به شيخاً " بعد أن كان شابا © قيل لهم : فاحسيوا الأمر على ما تقولون من ظهور شيء كامن صار به شيخا ‎٢‏ بعد ان كان شابا . افحدث ظهور بعد كمون ، أو ث لم يحدث ظهور بعد كمون ؟ عاد الكلام الأول ؤ وقال لهم : فهو إذا على ما كان قبل ظهور الكامن 3 وإلا فلم صار شيخا بعد أن كان شابأ . فان قالوا : حدث شي لم يكن له صار به شيخا بعد أن كان شابا ث أقروا بحدوث الحادث & ودخلوا لي جميع ما هر بوا منه } والذي يلزم النافين للأعراض _ ‎٩‏ والمنكرين للحوادث ‎١‏ أمور كثيرة 0 لو استقصيناها / لخرج الكتاب عن اسمه 8 ولذهب عن معناه } والذي ذكرنا من ذلك ‎٨‏ في هذا الموضع كاف عما ل نذ كره ، إن شاء الله 5 إذ لم يكن غرضنا ها هنا ، اقامه الدليل ‎١‏ على ثبوت " الأعراض ، والرد على النافين لها ، وإنما ذكرنا هذه اللمع لنستشهد بها على حدوث الجسم 8 و بطلان قدمه \} والله الموفق للصواب . فإن سأل سائل فقال : قد دللتم على حدوث الأشياء لا من شيء فهل تقولون ان لها محدثا أحدثها١‏ ١؟‏ ولعل هذه الأشياء حدثت لغير محدث ولعلها حدثت؟١‏ ‎)١(‏ م : صا. ‎)٢(‏ د : « قد كان كامناً له صار شيخا ' ويمكن أن يقرأ « له 6 © ه به ا وبذلك يستقيم الكلام . ‎(٣)‏ د : « كان كامناً له صار شبخاً ! ويعكن أبضاً أن يقرأ هلهد٤}3‏ هبه! ليصح التعبير . وي م : كان به كامناً صار به شيخا . ‎)٤(‏ ج ؤ م : أم . ‎)٥(‏ د : سقط ه فان قالوا حدث شيع لم يكن له صار به شيخاً بعد أن كان شاباً " . ‎)٦(‏ د: الاعراض . ‎)٧(‏ د : الحوادث . ‎)٨(‏ م : كان باسقاط . ‎)٩(‏ ج ، م : الدلائل . ‎<)١٠(‏ { د : حلوث . (١١)م‏ : احدها . ‎+)١٢(‏ : سقط ه حدثت ! . ‎٢٦٤‏ 264 من تلقائها 0 وما دلكم ا على حاجتها إلى محدث يحدثها ؟ قيل له : لا تخلو هذه الأشياء من وجهين لا ثالث لهما : إما أن تكون حدثت بمحدث أحدثها © أو حدثت آ من تلقائها بلا محدث ، وبطل أن تكون تحدث" من تلقاء نفسها ث ، لأنها لو كانت كذلك لحدثت قبل وقت حدوثها أو بعده } ولكان المتقدم منها متأخرا والمتأخر متقدما والمتوسط متقدما أو متأخرا أو متقدمة جميعاً أو متأخرة جميعاً ث 0 فلما أن وجدناها حدثت ي وقت حدوثها } دون ما قبل ذلك الوقت أ ودون ما بعده & ووجدنا المتقدم منها متقدماً } والمتوسط متوسطاً ‎٠‏ والمتأخر متأخرا [ علمنا إن ذلك لم يكن إلا بإرادة محدث أحدثها & فقدم منها ما أراد أن يقدمه ووسط ما أراد أن بوسطه ‎٦‏ ، وأخر ما أراد أن بؤخره 0 وبطل عندما ذكرنا القول بأن الأشياء حدثت من تلقاء نفسها بغير محدث ، وثبت القول الثاني بأن الأشياء محتاجة إلى محدث يحدثها ني أوقات حدوثها 9 يقدم ما أراد تقديمه منها 5 ويؤخر ‎٠‏ ما أراد تأخيره فإن قال : وما يدريكم لعل / هذه الأشياء أحدثت أنفسها ‎٧‏ ولعل المحدث لا هى بأنفسها ‎٨‏ ؟ قبل له : لا تخلو هذه الأشياء بعد ما ثبت حدوثها وثبت ان لها محدثا أحدثها ، وأنها " غير مستغنية عن ذلك من وجهين لا ثالث لهما : إما أن تكون أحدثت نفسها ، أو أن تكون " أحدثها غيرها © ويبطل أن تكون أحدثت نفسها من قبل أنها لا تخلو ني حال حدوثها من أن تكون معدومة . ‏م : ذلكم‎ )١( . ‏ج إ م : او تكونوا حدثت‎ )٢( .! ‏د : سقط : ه تحدث ! ، م : « تحدثت‎ )٣( ٍ . ‏م : أنفسها . ر.‎ )٤( . ! ‏ج ، م : « أو لتقدمت جميعا او تاخرت جميعا‎ )٥( . ‏د : ما اراد توسطه‎ )٦( . ‏ج 0 م: « نفسها.‎ )٧( . ! ‏د : سقط : ه ولعل المحدث لا هي بانفسها‎ )٨( . ‏ج } م : د فانها» وهو خطأ‎ )٩( (٠١)د‏ : أو تكون . ٢٦٥ 265 أو موجودة } فان كانت معدومة فامعدوم لا يحدث شيثاً © نفسه ولا غيره ، فان تكن موجودة ، فا حاجتها إلى أن توجد نفسها وهي موجودة بعد ؟ ، فلما فسد هذان الوجهان ثبت أن لها محدثا أحدثها © وهو غيرها موجود قبل إيجاده لها ذلكم اته رب العالمين . إنبات الوحدانية : فان قال : وما يدريكم أن محدث هذه الأشياء واحد ؟ ولعل محدثها إثنان أو أكثر من ذلك ، قيل له : لا خلو محدث الأشياء بعدما ثبت أنه غيرها من وجهين لا ثالث لهما : اما أن يكون واحداً كما قلنا 0 أو أكثر من واحد 0 ويبطل أن يكون أكثر من واحد من قبل أنه لا يخلو أن يكونا جميعاً موصوفين بصفة واحدة متفقة © أو يكون كل واحد منهما" موصوفاً بصفة غير صفة صاحبه 8 فان كانا " جميعاً موصوفين بصفة واحدة متفقة فهذا معنى الواحد © وليس لذ كر الأثنين أو أكثر ث من اثنين“ وجه ، وإنما ذلك عبارة بلفظ الأثنين عن معنى الواحد ، أو يكون كل واحد منهما موصوفا بغير صفة صاحبه ` © فالخارج منهما' عن صفة القديم المحدث للأشياء غير مستحق أن ‎١‏ يحدث شيئا 3 فلما بطل عن ‎١‏ ‎١‏ هذا أن يكون يحدث شيئا لبت أن محدث الأشياء / هو الموصوف بصفة القديم الخارج عن صفة المحدث . . ‏ج 0 م : يكونوا‎ )١( . ‏ج ؤ م : منهم‎ )٢( . ‏ج ، م : كانوا‎ )٣( . ‏ج : الاكثر‎ )٤( . ‏م : الاثنين‎ (٥( . ‏م : اصحابه‎ )٦( . ‏ج 0 م :: سقط منهما‎ (٧) . ‏ج 0 م : بان‎ )٨( . ! ‏د : سقط : ه عن‎ )٩( 266 ٢٧٦٦ لقد ‎١‏ تكلم قوم من أهل التوحيد في هذا الباب بكلام قريب من هذا المعنى فقالوا لا خلو الاثنان من وجهين : اما أن يكونا متفقين أو مختلفين ، فان يكونا متفقبن فهو الذي قلنا من اثبات الواحد } وان ! كانا مختلفين } فالمخالف منهما لصفة الر بوبية غير مستحق لأن يحدث شيئا ، وثبت أن ‎٣‏ إحداث الأشياء لواحد قديم ذلكم الله رب العالمين . وقالوا ايضاً ني فساد القول بالاثنين ، أو أكثر من الاثنين : لا خلو كل واحد منهما من أن يكون قادرا على صاحبه ، أو غير قادر عليه ، فان كان كل واحد منهما قادرا ث على صاحبه ، فهذا معنى الواحد ث وان كان كل واحد منهما غير قادر على صاحبه كانا موصوفين ‎١‏ بالعجز } فكيف يكون العاجز مستحقاً لإحداث شيع من الأشياء ؟ وقالوا ايضا ني فساد القول بالاثنين : لا يخلو كل واحد منهما من أن يكون يقدر على أن يفني صاحبه فهذا هو الوصف بالواحد ، وليس لذ كر الاثنين مع هذه الصفة وجه ، أو يكون كل واحد منهما لا يقدر على أن يفني صاحبه ، فيكونا جميعاً قد دخلا ني باب العجز ، فالداخل ني باب العجز غير مستحق أن يحدث شيثاً . وقالوا أيضاً ني فساد القول بالاثنين : لا يخلو كل واحد منهما من أن يكون يخني عن٨‏ صاحبه امرا ، أو لا يخفيه © فان كان كل واحد منهما يخي عن صاحبه ‎٢‏ أمرا ويستره دونه 0 فقد دارت القصة من حيث" ما / دارت إلى أن يكون الاثنان ‎. ‏ج ، م : وقد‎ )١( . ‏ج & م : فان‎ ()٢( . ‏م : سقط : ه ان ث‎ )٣( . ‏م : غير قادرا‎ (٤( . ‏ج : سقط : فان كان كل واحد منهما قادرا على صاحبه فهذا معنى الواحد‎ )٥( . ‏د : غير موصوفين‎ )٦( . ‏د : سقط : من‎ )٧( . ‏م : على‎ )٨( ‏د : حيث‎ )٩( ٢٦٧ 267 الموصوفان بصفة واحدة في معنى الواحد ، وبطل ذكر الاثنين واللفظ بهما ، أو يكون كل واحد منهما لا بنى دون صاحبه امرا 0 كانا جميعاً موصوفين بالجهل والعجز وني وصفه إياهما ا بذلك ما يخرجهما من ! حد إحداث الأشياء ، والتدبير لها & فلما ثبت القول بما قلنا من هذا & وفسد " القول بغير ذلك مما رسمناه ني كلامنا هذا صح أن محدث الأشياء واحد ، لا اثنان ، ولا أكثر من ذلك ؤ وربنا محمود . دفع التشبيه : . فان قال : وما يدريكم بأن محدث هذه الأشياء غير مشبه لها ؟ لعله مشبه لهذه الأشياء أو مشبه لبعضها ث قيل له : لا بخلو المحدث للاشياء من أحد ث وجهين لا ثالث لهما : اما أن يكون مشبهاً لها أو غير مشبه لها ؤ وبطل القول بأنه يشبهها١‏ من قبل انه لو أشبهها للزمه من الحدوث ما لزمها © ونحن قد دللنا فيما قبل على حدوثها ، ولو لزمه من الحدوث ما لزمها © لكان هو أيضاً محتاجاً ‎٧‏ إلى محدث ثان يحدثه ، ولكان ذلك المحدث الثاني محتاجاً هو أيضاً إلى محدث ثالث والقول في الثالث كالقول في الثاني ، والقول في الرابع كالقول ني الثالث ، فيكون الأمر متسلسلاً الى ما لا نهاية ‎٨‏ له من الفساد ، فلما فسد القول بهذا ث ثبت أن محدث الأشياء غبر مشبه لها ، ولا مشبه لبعضها ني وجه من وجوه الإشباه } وذلك أن هذه الأشياء دالة جميع وجوهها على عجزها وحاجتها وحدوثها 0 فلو ‎)١(‏ د : أيما. ‎. ‏د : عن‎ )٢( ‎. ‏د : فساد‎ )٣( ‎. ‏ج : بعضها‎ )٤( ‎. ‏ج ، م & سقط : احد‎ )٥( ‎. ‏ج ، م : مشبهها‎ )٦( ‎. ‏ج 0 م : لكان أيضاً هو محتاج‎ )٧( ‎. ‏ج 0 م : غاية‎ )٨( ‎268 ٢٦٨ ‎١٣‏ كان الذي أحدثها مشبهاً لها 3 أو مشبهاً / لشيء منها بوجه من هذه الوجوه ؤ للزمه مما ذكرنا ما لزم ذلك الشيء ، يتعالى" عن ذلك رب العالمين . انتبى " الكلام ني حدوث الأشياء } والدلالة على بطلان قدمها ، وإثبات المحدث انه واحد ، وانه غير مشبه للإشياء 3 بما هو مقنع ان شاء الله 0 والته ولي التوفيق ث . النقض على الدهرية : ونحن الان ث مبتدثون سؤالنا عن اهل الدهر } وناقضون عليهم ني كل ما ذهبوا اليه & ولا قوة إلا بالله . اعلم أيدك الته أن الدهرية جميعا متفقون على قدم العالم 3 وإبطال حدوثه ‎١‏ ‏واختلافهم بعد ذلك ني وجوه تصرف العالم ي ذاته على ما سنذ كره إن شاء الله . يقال لهم جميعاً : ما الذي دعاكم إلى القول بقدم العالم ؟ قالوا : لأنا٧‏ وجدناه من حين ما وجدناه هكذا 0 متصلا بعضه ببعض ، ليس لاتصاله أول ، فقضينا بما شاهدنا “ من ذلك على ما كان قبله ، مما لم نشاهده لصحة الإستدلال بالشاهد على الغائب ، وبالبعض على الكل ، ويقال لهم _ : أو قد شاهدتم ‎٠٠‏ ‏هذا العالم أو شيثاً منه ؤ قديما لم يحدث ؟ فان قالوا : نعم بان كذبهم ا لأنهم ‎)١(‏ ج ، م : بوجه من وجوه . ‎)٢(‏ د : ويتعالى . ‎)٣(‏ م : أه. ‎)٤(‏ ج ، م : أضيف بعد ه التوفيق » } ه الحوقلة ' . ‎)٥(‏ ج : سقط : ه الان ! . ‎(٦(‏ د ، م : حدولهم . ‎)٧(‏ د : انا . ‎)٨(‏ ج : شهدنا . ‎)٩(‏ د : له . (٠١)ج‏ ، م : شهدتم . (١١)م‏ : كذ بهم . ‎٦٩ 269‏ م يكونوا قدماء ' فيكونوا مشاهدين لقدم ما ادعوا قدمه من ذلك & مع أنه لو شوهد ذلك بالعيان كما قالوا لما اختلف فيه اثنان ، فان رجعوا © وقالوا : لما ' شاهدناه متصلا لا غاية لاتصاله 3 قضينا بذلك على أن لا غاية ‎٢‏ له . قيل لهم : ‎٤‏ وما في اتصال بعضه ببعض ماث يفسد حدوثه / ونحن إنما سألناكم عن الدليل فجعلتم دعواكم دليلكم بل لو ث رجعنم إلى ما شاهدتم ` من ذلك لعلمتم أن هذا العالم غير قديم 3 ولقضيتم عليه بالحدوث 5 لانكم لم تزالوا من حين ما شاهد تموه٧‏ ترون فيه جائياً" حادثا وذاهباً فانيا . وهل نفس الحدوث إلا وجود الشىء " بعد عدمه © أو هل " نفس الفناء إلا بطلان الشيء بعد وجوده ؟ فان قالوا : انها يستحيل في أوهامنا أن يحدث شيع من غير شيڵ ، قيل لهم : وكيف يستحيل ني أوهامكم أن يحدث شيء لا من شيء ولم يستحل أن يوجد شيع لم يكن قبل وجوده ؟ أم كيف يستحل ما ذ كرتم من حدوث شيء من غير شي ء 0 ولا يستحيل فناؤه إلى غير شيء ؟ فلما ان وجدنا شيئا او !ا اشياء تفنى إلى غير شيء & ولو لم يتصور ذلك في أوهامنا علمنا أنها تحدث من غير شيء ؤ ولو لم يتصور حدوثها (ا\( م : قدما . ‎(٢)‏ ج ؤ م : ! ما . ‎)٣(‏ د : ه اذ لا غاية له ! . ‎)٤(‏ د : مما. ‎)٥(‏ ج : سقط هلو! . ‎)٦(‏ م : شهدتم . ‎)٧(‏ م . شهد نموه . ‎)٨(‏ د : جا ثن ۔ ‎)٩(‏ ج : شىء . (٠١)ج‏ : سقط : ه هل ! . (١١)م‏ : سقط : وانه! . (٢١)د‏ : و . ‎٢٧٠‏ 270 في أوهامنا 0 وقد مضى القول في حدوث العالم ، والدلالة على ذلك ني أول كتابنا ‎١‏ بما هو مقنع إن شاء الله ، وبه الحول والتؤفيق . الرد على المنجمين : ويسأل " المنجمون منهم ني زعمهم أن هذا العالم بما فيه متصل بالنجوم © وان النجوم هي الني تضطره إلى جميع ما يحدث فية 0 ويكون منه © فيقال لهم : أخبرونا عن هذه النجوم أليست هي أجسام بمكان دون مكان ؟ فلا بد من بلى © فيقال لهم : كيف تضطر هذه النجوم الني هي ني السياء } شيئا هو ني الأرض ؟ وهل يفعل الجسم ني مكان ليس هو فيه ، ولم يشغله ؟ فما أنكرتم على هذا المعنى ‎٥‏ أن يكون الإنسان ني / الأرض وهو بضطر النجوم و يحملها على ما كان ‎٢‏ منها © والإنسان حي والنجوم موات & فهو أولى بأن يضطرها إلى ما يكون منها © من أن تكون النجوم هي الني تضطر الإنسان ، ثم يقال لهم أخبرونا عن هذه الأشياء الني ني الأرض ، أليست إنما تتحرك وتسكن بتحريك الأفلاك أياها وتسكينها ث لها ؟ فيقولون : بلى © قيل لهم : والأفلاك أيضاً إنما تتحرك وتسكن بتحر يك ما فوقها اياها 0 وبتسكينهث لها 0 فيتصل ‎٦‏ ذلك إلى غير غاية أو إلى غاية ؟ فان قالوا : إلى غاية أثبتوا النهاية وخرجوا من قولهم ؤ فان قالوا إلى غير غاية أحالوا٧‏ © وقد دللنا ئي غير موضع من كلامنا على فساد وجود ما لا غاية له من الاشياء . . ‏د { م : كلامنا‎ )١( . ‏م : مثل‎ )٢( . ‏د 0 م : يكمن‎ )٣( . ! ‏ج : ه لتسكينها » { و يمكن قراءتها « بتسكين‎ )٤( . ‏ج {© م : وتسكينه‎ )٥( . ‏ج : فيبطل ، وهو خطأ‎ )٦( . ‏م : احالوا كذا‎ (٧) ٢٧١ 271 الرد على أصحاب الطبائع : ويسأل أصحاب الطبائع ي زعمهم } أن الأشياء تتكون ' من طبائع أربعة : من حر وبرد ويبس ورطوبة © فيقال فهم : أخبرونا عن هذه الطبائع احيوان هي أم موات ؟ فيحيدون عند ذلك عن الجواب ، فلا يقولون حيوان ولا موات " ولا يجيبون إلا" بمثل هذيان وتخليط ، ويقولون : ان ث الطبائع إذا امتزجت بضرب من الامتزاج » تكون عند امتزاجها صفة كذا ث ، واذا امتزجت بضرب آخر من الامتزاج ‎١‏ } يخالف الامتزاج الأول ث تكون ‎٧١‏ عند ذلك الإمتزاج شيء خلاف الصفة الأولى ، قيل لهم : فانا ث نظرنا ث إلى هذه الصنائع " الني تكون منا من : الحياكة ‘ والصبغ ُ والصياغة ‘ والبناء وضرب النقش 0 وما بشبه ذلك .© فوجدناه لا يقع . ولا يكون الا ممن به حياة وعلم وقدرة .} ولا تتكون عن طبيعة ‎٦‏ ما أبدا ئ فلم جعل ما هو أعجب من ذلك / صنعاً من تأليف الحيوان ‎٠‏ وتركيبه ‎٠‏ ‏وزيادته ونقصانه ، و بموه 3 وتناسله 0 وغير ذلك من صنوف عجائب التدبير © بكون بالطبائع ، من غير حياة ولا علم ولا قدرة ؟ وني فساد تكون ما هو دون ذلك من صنائع ‎١١‏ ووقوعه عن ‎٦‏ الطبائع بطلان تكون ‎٢‏ ما هو اعجب من ذلك ‎)١(‏ د : تكون . ‎(٢(‏ ج ، م : حيوانا ولا مواتاً . ‎(٣)‏ م : سقط : الا . ‎(٤(‏ ج . م : سقط : « ان ! . ‎)٥(‏ ج . م : سقط : ه كذا! . ‎)٦(‏ ج } م : سقط : ه من الامتزاج » , ‎)٧(‏ د : يكون . ‎)٨(‏ ج : سقط : ه فانا! . ‎)٩(‏ م : أنظرنا . (٠١)د‏ : الطبائع . ‎١١(‏ )ج م : الصنائع . (١٢١)د‏ : من . (٣١)ج‏ : ه يكون ى { وهو خطأ لا يستقيم به الكلام . صنعاً ، وألطف منه حكما عن الطبائع . ثم يقال لهم : اخبرونا عن هذه الالوان الني توجد ني الاشياء © من بياض وحمرة وسواد ‎١‏ وصفرة وخضرة ، أعن طبائع تكونت ؟ فان قالوا نعم } قيل لهم : فها بال الأبيض منها نجده" حارا تارة 9 وتارة باردا 0 فنجد الأسود يابساً٣‏ تارة 5 وتارة لدن 5 ونجد الأبيض حلوا " تارة 5 وتارة حامضاً والأسود حامضا تارة & وتارة حلواً 3 وتختلف " ني اللون والطعم ، وتتفق ‎١‏ ني الحرارة والبرودة } وفني اليس واللدونة © فهلا كان الحامض حيث ما " وجدناه رطباً أو يابساً } والأبيض حيث ما وجدناه حاراً أو بارداً ؟ وفي وجودنا اتفاق هذه الألوان { وهذه الطعوم ، على غير اتفاق الطبائع الني ذكرتم 3 ووجودنا اختلاف هذه الألوان ، وهذه الطعوم على غير اختلاف الطبائع الني بنينم عليها تكون الأشياء 0 فساد القول بالطبائع . الرد على أصحاب أرسطوطاليس : ويقال لأصحاب أرسطاطاليس _ ني زعمهم أن الهيولي قديم لم يزل ومعه قوة قديمة & والهيولي غير ذي اعراض ، والقوة كذلك & حتى غلبت القوة الهيولي فحدث عن تغلبها " الأعراض ، ويقال لهم : أخبرونا عن تغلب '' القوة الهيولي & ‎١٧‏ أطبع هو أم اختيار ؟ / فان قالوا : طبع 0 قيل لهم : فكيف غلبته بعد ما لم تغلبه ؟ ‎. ‏ج ، م : بياض وسواد وحمرة‎ )١( . ‏م : تجده‎ )٢( . ‏م : تابسا‎ )٣( . ‏د : حلو‎ )٤( . ‏د 0 م : و يختلف‎ )٥( . ‏د ، م : ويتفق‎ )٦( . ‏د : سقط : ما‎ )٨( )٧( . ‏ج ، م : الأرسطاطاليس‎ )٩( . ‏تغليب ، م : تغليبها‎ : د)١٠(‎ . ‏م : تغليب‎ - د)١١(‎ ٢٧٣ 273 والطبع لشيء غير مفارق له © فلو كان تغليب القوة الهيولي بالطبيعة ‎١‏ كما زعمتم 3 لكانت تغلبه فيما لم يزل 0 كما انها لم تزل معه ، فان قالوا : ان تغليب القوة الهيولي اختيار ! ولا " يقولونه 0 قيل لهم : وما ث يدريكم إذا كان تغليب القوة الهيولي اختيارا انها لم تكن غلبته قبل ما غلبته ؟ ولعل القوة قد غلبت الهيولي قبل ذلك ولا تعلمون به ؟ ويسألون عن كون القوة ني الهيولي ، أعلى المماسة هو أم على غير المماسة ؟ فان قالوا : على غير المماسة أبطلوا قولهم © ي التغليب 0 وكيف يغلب شيع شيئا ولم بُمَاسَهُ ؟ فان قالوا على المماسة أثبتوا معنى ثالث غير الهيولي ، وغير القوة وهو المماسة & فبطل قولهم : ان الهيولي غير ذي أعراض والمماسة عرض . ويقال لهم : أخبرونا عن الهيولي ، أليس هو لم يزل غير ذي لون ولا طعم ولا حركة ولا سكون ولا أعراض ، فان قالوا : انه لم يزل ليس بذي أعراض ، قيل : فأني حدثت فيه ‎٦‏ هذه الأعراض ، وهو لم يزل ليس بذي أعراض ؟ مع ما يقال هم في القوة أليست غير ذات أعراض ؟ فمن قولهم : بلى فيقال لهم : فما بال القوة غلبت الهيولي دون أن يكون البولي غلبها 3 وهما بصفة ‎٢‏ واحدة ؟ أم كيف سميتم القوة قوة ولم تسموها هيولي! أم كيف سميتم الهيولي هيولي ا دون أن تسموه قوة"؟ وهما جميعا بصفة ""واحدة ؟ ولا يوصف أحدهما إلا بما يوصف"'به "' صاحبه مع ‎)١(‏ د : بالطبعية . ‎)٢(‏ م : اختيارا. ‎)٣(‏ د : فلا. ‎)٤(‏ د : فا. ‎. ‏م : فأي‎ (٥( ‎. ‏د : سقط : ه فيه ؟‎ )٦( ‎. ‏د : صفة‎ )٧( ‎. ‏ج : هيولياً‎ )٩( )٨( ‎. ‏م : قدم الاستفهام عن الميولي على الاستفهام عن القوة‎ ٠ ‏د‎ )١٠( ‏(١١)د‏ : صفة . ‎. ‏د : ورصف‎ )١٢١( ‏(٣١)د‏ : سقط : ه به ! . ‎274 ٢٧٤ ‎٨‏ ما يقال لهم / أخبرونا عن الهيولي والقوة أمختلفان هما ' أم متفقان ؟ فان قالوا مختلفان أثبتوا الأعراض ‘ وليس ذلك من قولهم ، لأن الاختلاف لا يكون إلا بالصفات المختلفة } فان قالوا متفقان عاد اليهم الكلام الأول : لم سميتم الميولي هيولي " والقوة قوة 0 وهما جميعاً بصفة واحدة ؟ . مسألة ني ‎٣‏ النهايات ‎١‏ : ‏يقال لأهل الدهر ني نفيهم نهاية العالم وني زعمهم أنه منبسط غير متناه ولا محدود : أخبرونا عن هذه الأرض ث عن جميع هذا العالم هل يخلو من أن يكون له وسط أم ليس له وسط ؟ فان زعموا أن ليس للأرض وسط ، ولا لهذا العالم وسط ‎٦‏ بان كذبهم ، لأن هذه ‎٧‏ الأرض جزائر متفرقة ، وأقاليم متباينة 3 فلو استحال على الأرض أن يكون لها وسط لاستحال على جزيرة من هذه الجزائر } واقلم من هذه الأقاليم 3 أن يكون له وسط ، فلما ثبت عند جميع الناس أن لكل , من هذه ‎٣‏ الأرض وسطا وأطرافاً " ثبت أن " وأطراف . وإلا لبطل " القضاء ‎٦‏ بالبعض على الكل . ‏أخرى : ويقال لهم اا أخبرونا عمن هو بأرض الروم © أليس هو أقرب إلى ‎)١(‏ د : سقط : « هما" . ‎)٢(‏ ج 0 م : هيوليا . ‎)٣(‏ م : سقط ه ني » وترك بياض مكانها . ٍ ٍ ‎)٤(‏ ج : ورد فيها العنوان في سطر واحد مستقلا مخلاف د : فانه ورد فيها مندمجا مع النص . ‎)٥(‏ د : سقط : او ا. ‎)٦(‏ م : سقط ه ولا لهذا العالم وسط ! . ‎)٧(‏ د : هذا . ‎)٨(‏ د : سقط ه وأطرافاً 6 . ‎)٩(‏ ج { م : بطل . (٠١)م‏ : القضاء . (١١)د‏ : سقط : لهم . ‎٢٧٥ 275‏ مهب الشيال ممن هو بأرض فارس ؟ وعمن هو بأرض فارسا أليس هو بأقرب إلى مهب الجنوب ممن هو بأرض الروم ؟ فان قالوا : لا ، بان كذبهم وان قالوا : نعم 0 بان فساد مذهبهم . أخرى : ويقال" لهم : أخبرونا لو أن طائرين يطيران من مهب الشمال " ‎١٩‏ إلى مهب الجنوب ، وأحدهما يزيد على / طيران صاحبه كل يوم ذراعاً . هل لمسافة ما بينهما نهاية ؟ فان قالوا : لا ، أبطلوا النهاية ث ث وإنث قالوا : نعم ، أثبتوا لنهاية لجميع العالم . . . اخرى : ويقال لهم : اخبرونا عمن سار من بلاد الاندلس إلى ارض الند هل نقص من ناحية الجنوب شيئا وزاد في ناحية الشمال : فان قالوا : لا ، بان كذبهم 0 فان قالوا : بل نقص من جهة الجنوب ، وزاد ني جهة الشمال " أقروا بالنهاية ، لأن ما يزاد ‎٧‏ فيه وينقص منه فله نهاية . أخرى : ويقال لهم : أخبرونا عن الذي بين الصين © وبين طنجة من الأرض ، هل يخلو _ من أن بكون بعضا لهذه الأرض كلها 0 أو ليس ببعض ها ؟ فان زعموا انه بعض الأرض ، قيل لهم : فهل يجيء ذلك ني ‎٦‏ نصف الأرض © ‎)١(‏ م : سقط : ه أليس هو أقرب إلى مهب الشيال ممن هو بأرض فارس وعمن هو بأرض فارس ! . ‎)٢(‏ م : يقال . ‎)٣(‏ د : شيال . ‎()٤(‏ ج . م : سقط : « النهاية » . ‎)٥(‏ د ، م : فان . ‎)٦(‏ م : بقال . ‎)٧١(‏ ج : ه يزيد ! وهو خطا . ‎)٨(‏ د : يقال . ‎)٩(‏ د : سقط ه من ! . (٠١)م‏ : « من ى . ‎٢٧٦‏ 276 أو ني ربعها ، أو ني عشرها ‎١‏ ، أو ني عشر معشارها ، أو جزء من أجزاء الأرض بالغاً ما بلغ ؟ فان أنكروا ذلك أحالوا 3 وان قالوا : بل " هو بعض هذه الأرض وجزء منها ، أثبتوا للأرض النهاية . أخرى : ويقال " لهم : أخبرونا لو أن متوهماً توهم © هل يجوز أن يكون مثل هذا العالم } أو مثل نصفه ، أو مثل ربعه ، أو يزاد اليه ؟ فان قالوا : ان ذلك مما لا يتوهم ، بان كذبهم ، وان قالوا : بل يتوهم أن يزاد البه مثله 5 أو مثل نصفه ، او مثل ربعه ، اثبتوا نهاية العالم & واقروا بها 0 ويدخل عليهم في النقصان من العالم ث نصف ‘ وربع © كما يدخل عليهم ي الز يادة سواء وانت رحمك الله ‎٠‏ إذا تأملت دلائل نهاية حدود! العالم وجدتها من دلائل / نهاية حدوثه ث فكذلك ث ما يدل على نهاية حدوثه فهو مما يدل على نهاية حدوده & اذا أنت أعملت ا النظر في كل ذلك ، وأحسنته ، والله الموفق للصواب . الرد على السّمنيّة ‎٧‏ : وأما السمنية ث من أهل الدهر ، فانهم زعموا أن هذه الأرض ، لم تزل تهوي . " ‏ج 0 م : سقط ه أو في عشورها‎ )١( . ‏م : بلى‎ )٢( . ‏د : يقال‎ )٣( . ‏ج : سقط ه حدود"‎ )٤( . ‏ج { م : وكذلك‎ )٥( . ‏ج 0 م : اذا امعنت ، م : إذا امتنعت‎ )٦( . ‏م : التسمية‎ )٧( } ‏السمنية : فرقة من حكماء الهند 0 كانت تعبد الأصنام ، وتقول : بتعدد الالهة و بالتناسخ‎ )٨( ‏وتنكر حصول العلم بالأخبار } ويقال : انها تنسب إلى بلدة سومنات بالهند } والنسبة‎ ‏على غير قياس لغوي 0 وينسب الى السمنية انهم ذوو نزعة حسية & ينكرون مختلف‎ ‏طرق العلم 0 ولا يعترفون إلا بالحس 3 إلا ان الفيومي يرد هذا ، ويغلط التكلمين في‎ 3 ‏نقلهم هذا الرأي © ويذكر الإمام أحمد بن حنبل انهم ناظروا جهما بن صفوان‎ = ‏واوقعوه ني الشك ، ويذكر ابن تيمية ان السمنية تشبه المجوسية } ويرد على من ينسب‎ ٢٧٧ 277 سفلاً ، وأنها لا تزال ا تهوي & وبانت بهذا الأمر عن سائر " الدهر ية وزعموا أن الذي ألجأهم إلى القول بذلك ، قالوا : وجدنا هذه الأرض جسياً ثقيلاً متكاثفاً . راسباً " ووجدنا الهواء جسياً خفيفاً خوارياً ' فالجسم ث الراسب لا يقاوم الجسم الخفيف ، إلا بأن ينحدر فيه 0 ويرسب ، وزعموا أن ما دلهم على أن الأرض في الهواء 3 وجودهم ظاهر الأرض الذي هم عليه © ملاقياً للهواء من هذه الجهة © قالوا : فعلمنا أنها تلقى الجو من جميع نواحيها 5 إذا كانت تلقاه من أعلاها 8 فكذلك تلقاه من سفلاها } ومن جوانبها 0 فلما كانت كذلك علمنا انها لا تثبت ني الهواء ، إلا أن تكون منحدرة فيه أبدا . = اليهم إنكار المتواتر من الأخبار ث ويؤكد انهم ينكرون ما لم يمكن الإحساس به 8 ولكنهم لا ينكرون وجود ما لا بحسون هم به ، مما هو غائب عنهم 7 ولكن يمكن ادراكه ( الرد على المنطقيين ص ‎٣٢٩‏ © ت ‎١‏ ؤ نقلاً عن المصباح المنير للفيومي ، مجموع فتاوى ابن تيمية ز مج ‎٥‏ ص ‎٣٣-٣٢‏ آ ابن قتيبة ) الاختلاف ني اللفظ © ص ‎٥٧‏ ‏ت زاهد الكوثري ) . أما مطهر بن طاهر المقدسي أو ، أبو زيد. أحمد بن سهل البلخي © فيرى ان السمنية دين من أديان الهنود الأساسية ، بجانب البرهمية ، وانها دين يتدين به أهل الصين أيضا © وان السمنية فرقتان فرقة ترى أن ه البد » كان من الأنبياء المرسلين } وأخرى تزعم ان ه البد » هو البارئ ظهر للناس ني صورته } كما يذكر ان السمنية من المعطلة . ) المقدسي ) « مطهر بن طاهر ! } البدء والتار يخ 0 بارنس ‎١٩٠٣‏ ، ج ‎٣‏ {} ص ‎٩‏ } . )٦٣ ‏ص‎ ٤ ‏ء ج‎ ٩ ‏وأحسن من بين مذاهب المند الدينية } إنما هو أبو الر يحان البيروني ني كتابه : تحقيق‎ ‏ما للهند من مقولة ، مقبولة ني العقل أو مرذولة 5 ولكنه لم يفصل لنا القول عن الفرقة‎ المسماة بالسمنية } وأكثر ما تحدث عن مذهب البرهمية . ‎)١(‏ د : لم تزل . ‎(٢(‏ د ؤ م : من بين . ‎)٣(‏ م : متكاتفاً راسياً . ‎)٤(‏ ج ، م : خواراً . والخوار معناه رخو أو ذو صوت ه لسان العرب " . ‎)٥(‏ د ، م : والجسم . ‎٢٧٨‏ 278 أما قولهم ني أن الأرض لم تزل ، فقد أنبأنا عن فساد أقاويل أهل الدهر جميعاً 0 ي كل ما قالوا فيه ا انه لم يزل ، وأبطلنا جميع ما تعلقوا به من ذلك © بما " قصصنا من الشواهد والأعلام ، وأثبتنا حدوث العالم بما فيه من سياء وأفلاك وأرض وحيوان ، بما يغني عن تكراره في هذا الموضع . وأما قولهم ني الأرض أنها تهوي " وتنحدر } فان بعض المتقدمين من أهل : ‏عوارهم / } وأفحمهم بأن قال لهم‎ ١ ‏العلم سألهم في ذلك عن مسألة كشف بها‎ ٢١ أخبرونا عن الأرض ألستم ‎١‏ إمما زعمتم أنها تهوي لثقلها ورزانتها ؟ فقالوا : بلى » فقال لهم : اي شيع اثقل وارزن 0 الارض بجبالها واكنافها وصخورها ورمالا وما فيها وعليها 0 أو ريشة من الر يش ؟ فقالوا : بل الأرض أثقل وأرزن من الريشة © فقال لهم ‎٧‏ : ما بال الر يشة ث إذا ألقيت من أعلى جبل مشرف ، أو من فوق سطح عال ، تصل الأرض وتلحقها ولم تفتها الأرض فتسبقها 3 إذا كانت أرضكم هذه ترسب وتهوي ؟ فسكتوا عند " ذلك ولم يحيروا " جواباً . ثم يقال لهم : ألستم ترون الر يح تحمل شيئ ثقيلاً قله اا في الهواء ؟ فيقولون : بلى } فيقال لهم : ما أنكرتم مع هذا أن يكون شيء أقوى من الريح من تحت ‎)١(‏ د : سقط : ه فيه " . ‎%٢(‏ د : مما . ‎)٣(‏ د : تحوي . ‎)٤(‏ ج © م : سألوهم . ‎)٥(‏ د : سقط : ه بها " . ‎)٦(‏ د : سقط : ه ألستم ! . ‎(٧)‏ د : سقط : « لهم ‎٫‏ . ‎)٨(‏ ج 0 م : رثشة . ‎)٩(‏ م : عن . (٠١)د‏ & م : يجيبوا . (١١)ج‏ ، م : فتنقله . ‎٢٧٩ 279‏ الأرض 0 يقل ‎١‏ الأرض ويرفعها } فلم قلم : أنها تهوي سفلاً دون أن تقولوا : ترتفع " صعوداً . الرد على السفسطائية : وأما السفسطائية " المتجاهلة } فانهم زعموا أن ا لا علم يثبت ث ولا معرفة تستقيم © فزعموا أن ‎١‏ لا شيء ، موجود على حقيقة من الحقائق ، ولا موصوف بصفة دون صفة من الصفات ، فقالوا٧‏ : انك متى ما ‎٨‏ اعتقدت شيئا على صفة ‎١‏ 8 واعتقده غيرك على صفة ‎١‏ أخرى تخالف١١‏ الصفة الأولى © فان ذلك الشىء موجود بكلتا الصفتين جميعاً © وليس واحدة منهما أولى به من الأخرى٢١‏ وقالوا : انا وجدنا السراب قد يراه الرالي من بعيد شيئا موجودا ، والقريب منه لا يجده شنا } فعلمنا أن السراب شيء } لا شيء موجود لا موجود ، ووجدنا من به ‎٢٢‏ صفراء٢‏ يذوق العسل / فيجد به مرارة ‎٨٤‏ 0 والذي ليس له ذلك الداء٠‏ قد ‎)١(‏ د : ينقل . ‎)٦٢(‏ ٭د : ترفع . ‎)٣(‏ م : السوفسطانية . ‎)٤(‏ د : سقط : ه ان ! . ‎)٥(‏ ج ، م : ثبت . ‎)٦(‏ د : سقط : ه ان ! . ‎)٧(‏ د : وقالوا . ‎)٨(‏ ج : سقط : « هما". ‎)٩(‏ د : صفة من الصفات . (٠١)د‏ : سقط : ه صفة ! . (١١)د‏ : المخالف . (١١)د‏ : كتب على الهامش ه روجع مع امضاء المراجع . (٣١)ج‏ ، م : صفار . (٤١)ج‏ ، م : سقط ه به ! . (٥١)د‏ : سقط : ه الداء! . ‎٢٨٠‏ 280 يذوقه فيجده حلوا لا مرارة فيه & فعلمنا أن العسل حلو مر ني أشياء من هذا ا 8 تركنا ذكرها ، إذ كان عناء " ذكرها أكثر من فائدة معناها . يقال لهم : أخبرونا عن قولكم هذا الذي قلتموه من زعمكم : أن لا شيء " على الحقيقة أذلك ث القول منكم على الحقيقة أم على غير الحقيقة ؟ فان قالوا : على غير الحقيقة 3 خرجوا من حد المناظرة ، على أنهم خارجون من ث حدها أولا 5 وان قالوا : على الحقيقة أثبتوا الحقائق 3 وأقروا بها 5 ونقضوا مذهبهم وكذلك يسألون عن قول من خالفهم ‎١‏ &، أخطأ هو أم غير خطأ ؟ فان قالوا : خطأ ، قيل هم : على حقيقة الخطأ أم على غير حقيقته ‎٧‏ ؟ فان قالوا : على حقيقة الخطأ أقروا بالحقائق وأثبتوها ى وان قالوا : على غير الحقيقة 0 قيل لهم : فكيف تتكرون على من ‎١‏ خالفكم إذا كان الذي ادعيتم إنما قلتموه على غير الحقيقة & ولم تثبتوا خطأ من خالفكم على حقيقة الخطأ 8 وذكر أبو عيسى الوراق" أن رجلا . ‏ج ، م : هذه‎ )١( . ‏م : عنا‎ (٢( . ‏د : الاشياء‎ )٣( . ‏د : أذلكم‎ )٤( . ‏م : عن‎ ١ ‏ج‎ )٥( . ‏ج : خالفه‎ )٦( . ‏د . م : على الحقيقة الخطأ أم على غير حقيقة‎ )١( . ‏د : فان‎ )٨( . . ‏د : عمن‎ )٩( (٠١)أبو‏ عبس الوراق : محمد بن هارون ، يعتبره الشيعة من متكلمي الإمامية ث ومن اقدم من ألف في فرق الشيعة ( سعد بن عبد الله أبي خلف الأشعري 0 كتاب المقالات والفرق © تحقيق الدكتور محمد جواد مشكور {} مطبعة ه حيدري ئ } طهران } ‎١٩٦٣‏ ‏ص ، يج ا من المقدمة ) . أما ريتر آق فقد جعله من مؤلني كتب الشيعة فحسب ( الأشعري 0 مقالات الإسلامبين ‎١‏ فهرست ") ، ونسبه الزركلي ني الاعلام إلى المعتزلة 3 وكذلك فعل ستيرن معك. . ني ( دائرة المعارف الإسلامية ، الطبعة =- ٢٨١ 281 من هؤلاء المساكين أتى إلى رجل ليناظره ني هذا المعنى على بغلة له } قال أبو عيسى = الثانية ) ، وجزم ابن النديم بأنه من الزنادقة 5 وبأنه مانوي مشهور ، قرنه بذكر أبي العباس الناشىء } والجيهاني محمد بن احمد ( الفهرست ص : ‎٤٧٤‏ ) وينقل عنه أكثر مؤلنى المقالات وآراء الفرق غير الإسلامية كالمانوية والديصانية } مثل القاضي عبد الجبار ئي : ( الفرق غير الإسلامية من ه المغنى ) & والاشعري ني المقالات والشهرستاني ني الملل وغيرهم 0 وقد كتب أبو عيسى الوراق ني الرد على المسيحية أكمل رد ني علم الكلام } ووصلنا مؤلفه هذا عن طريق رد يحيى بن عدي ني ( مخطوطين ني باريس رقم ‎٣‏ ب ‎١١٤‏ ) ، وكتابه يشتمل على قسمين أساسين الرد على الثالوث الذي تأثر فيه بالكندي أبي يعقوب ، وهذا النص محفوظ ني : ( مخطوط رقم ‎١٦٩‏ ، باربس ) ، والقسم الثاني : موجز. تي الاتحاد والحلول ، وهو الجزء الذي استفاد منه الباقلاني ني كتابه : التمهيد 0 ني فصل الرد على النصارى © كما استفاد منه الجاحظ ني رده على النصارى أيضاً 0 وقد نشرت المختصرات الصغيرة ليحيى بن عدي سنة ‎١٩٢٠‏ ني باريس نشرها منح .ه وأغلب الظن إن أبا عيسى كان شيعياً إمامباً ثم اعتزل رغم ان ابن النديم والقاضي عبد الجبار بزعمان انه ثنوي ، وقال الشهرستاني : انه كان مجوسياً ني الأصل {& ولهذا كان ذا معرفة بالفرق والآراء } وتذكر بعض المصادر : ( دائرة المعارف الإسلامية ج٣‏ ص ‎١١‏ 0 تحت كلمة انجيل ) أن يحبى بن عدي المسبحى _ وهو تلميذ الفارابي - ألف كتاباً يدافع فيه عن المسيحية وأهداه 1 أبي عيسى الوراق . يرد فيه على نقد الكندي لفكرة التثليث المسيحية © وتوفي أبو عيسى ني سنة ‎٢٤٧‏ ھ / ‎٨٦١‏ م وقد شك معك في هذا التاريخ " ولأبي عيسى من الكتب : كتاب اختلاف الشيعة والمقالات وكتاب المقالات في الإمامية } وكتاب المجالس ، نقل عنه المسعودي في ( المروج ج ‎٧‏ ص ‎٢٣٦‏ ) ونسب اليه المانوية زورا كتاب ه الغريب المشرقي » وكتاب ه النوح على البهائم " فيما يقول المرتضى في الشاني ص ‎١٧‏ & هذا وقد ألف المستشرق 3 اعط٨‏ .ه سفرا ف أبي عيسى الوراق . ‎٧2٩‏ اد آ ةط٨‏ ع ,! . .1949 ا ح ح ( ح م ! س حا ع - ل-! ' > « ! ه ح ا س ح , ع ,!- ح ح ا ذ ن = 1962, [, . 9-11. 282 ٢٨٢ فعمدوا إلى البغلة فغيبوها } فلما أحب الانصراف دعا بالبغلة 0 فقيل له : لم١‏ تأت الينا بالبغلة " © فقال لهم : بل أنيتكم بها 5 فقالوا : بل لم تأتنا بها © فقال : بل أتيتكم بها 0 فقيل" له : ثبت فيما قلت & لعلك أيها الرجل ، لم تأت على ‎٢٣‏ بغلة ث فقال لهم ئ : قد ثبت ، وعلمت أني / أتيت على بغلة بلا شك ، ولا مرية } فقيل له : أعلى الحقيقة ث كان ذلك أم على غير الحقيقة ؟ فقال : بل على الحقيقة © فقالوا : أفيكون شيء ويثبت على الحقيقة ؟ قال أبو عيسى : فأقر عند ذلك بالحقائق ء ورجع عن القول بالسفسطة . = 1937 :لحن ن ا م , . .35 . 1929 , , . .41-42 . ,1953 ,1 . , ن ,: .] .196-197 . . ) ‏الني كقوله تعالى : ( ان عند كم من سلطان‎ ٤ ‏د : ه ان "ويصح لأن من معاني ه ان‎ )١( . ‏م : ببغلة‎ )٢( () د : قيل . . ٫ ‏لهم‎ ١ : ‏د : سقط‎ )٤( . ‏ج : حقيقة‎ )٥( ٢٨٣ 283 الأصل الثاني من أصول الملحدين وهو قول الثنوية ' : فأول ما نبدأ به من ذلك مقالة المنانية" حين زعموا أن الأشياء تكونت من أصلين ‎)١(‏ الثنوية : فرقة تقول بفلسفة أخلاقية ميتافيزيقية 5 تتعلق بالخير والشر ‎١‏ يقول التهانوي : فرقة من الكفرة يقولون بائنينبة الإله © قالوا نجد في العالم خيرا كثيرا وشراً كثيرا . وان الواحد لا يكون خيرا شريراً بالضرورة © فكل واحد منهما فاعل على حدة وأدخل النهانوي في هذه الفرقة الديصانية والمانوية } والملجوس & معتمدا ني ذلك على شرح المواقف ، وعلى الإنسان الكامل للجيلي © والثنوبة غير الاثنينية ذلك ان الأثنينية هي ان الطبيعة ذات وحدتبن وتقابلها الواحدبة وهى انها ذات وحدة او وحدات : ( مذهب الواحد أو الكثرة ) 0 فالثنوبة تقال بالنسبة لفكرة ميتافيزيقية والأثنينية بالنسبة لفكرة فيزيقية . فانكساغوراس مثلا أثنبنى لأنه بقول ان المادة كانت مختلطة فنظمها العقل وكذلك أفلاطون : فهناك المثال عز وهناك المادة غنة وتوجد الثنوبة أيضاً ني الصبن ( البدء والتار يخ ج٣‏ ص ‎٩‏ ) وأكمل ما كتب عن الثنوية قام به الد كتور النشار في كتابه ه نشأة الفكر الفلسني ني الإسلام ج ‎١‏ ! . التهبانوي . كشاف اصطلاحات الفنون ج ‎١‏ ص ‎١٧٩١-١٧٨١‏ . يوسف كرم ؤ وهبة 3 يوسف شلالة : المعجم الفلسني ص ‎٣‏ . .253 . , ! حجج د ح حج: , ‎)٢(‏ المانوية : صحن نسية إلى كلمة ماني : : ( ه٥١٢-٢٧٢‏ م( الزنديق الفارسي المشهور حاول أن يمزج الثانوية التقليدية الدينية الزرادشتية بالمسيحية و بالفلسفة اليونانية وخاصة الرواقية فيما يقرر الدكتور النشار وهو من الآخذين بالتصور الفلسني الذي يسلم بمبدأ أين كونيين : أحدهما الخير والآخر الشر . ويعتبره المسيحيون صاحب بدعة خارجية واعتبر ماني نفسه رابع ثلاثة : المسيح ، وزرادشت & وبوذا } ووصف دينه بانه دين جديد يوحد بين سائر الأديان وانه يقوم على مبدأين مدبر ين العالم احدهما النور مصدر الخير © والآخر الظلمة مصدر الشر . والمانوية مادية صارخة لأن النور والظلمة عندها ماديان يتصفان بصفات المادة والإنسان هو الحواس الخمس وهي الأجسام ولا شيء غير الحواس الخمس ،ؤ وقال عبد القاهر : ( فان المانوية منهم زعمت ان الأجسام ني الأصل نوعان قديمان وهما النور والظلمة . ه أصول الدين ص ‎٥٣‏ . = ‎٢٨٤‏ 284 قدمين : نور وظلمة 0 وانهما جميعاً ' حيان ، فعالان ، دراكان حساسان أ وانهما لم يزالا مفترقين © حتى بغت الظلمة على النور ففازجته فعند ذلك تكونت الأشياء عند امتراجهما ،© فكل ما حدث من نور } وخير ! |} وعلم وبر } فهو من أصل النور" 0 وكل ما يحدث من ظلمة ، وشر ، وجهل © وفجور & وكل شيع قبيح ، فهو من أصل الظلمة ث 5 يقال لهم : أخبرونا عن مفارقة النور والظلمة قبل الممازجة الطبيعة ث كان ذلك أم لغير طبيعة ‎٦‏ ؟ فان زعموا أنها لطبيعة ‎٧‏ أبطلوا = وان النفس معنى موجود وانها محدودة { لها طول وعرض وعمق وغير مفارقة للعالم بل هي من جنسه ني المادية من حيث انها لها حد ونهاية الأشعري ؤ المقالات ص ‎٣٣٦‏ . وترى المانوية ان الروح نسيم يتحرك ني الأبدان كما تقول الرواقية وان النفس تفعل باختيار لكن هذا الاختيار لا بتجاوز ما ني طبعها . المغنى : الفرق غير الإسلامية ص ‎١١‏ ‏ونقل القاضي عبد الجبار قطعاً من كلام ماني ني المغنى ص ‎١٥١٤‏ وذلك من كتابه السابرقان و يعتبر ماني نفسه خاتم النبيين ص ‎١٥‏ من المغنى & وكذلك الشهرستاني ني الملل ج ‎١‏ ص ‎٤٢٨‏ ولكنه بضيف إلى ذلك ان خاتم النبيين يظهر ني أرض العرب وعارضت الزرادشتية ماني فأدى ذلك إلى الحكم باعدامه ( أميرة حلمي مطر 8 الفلسفة عند اليونان ص ‎٤٣٣‏ ) وهذه المعاني النى اشرنا اليها تؤيد ما قرره الدكتور النشار من ان الرواقية أخذت منها المانوية كثيرا من آرائها ونقلتها إلى المسلمين . وقد أورد ابن النديم قطعة من الوحي الذي كان بنزل عليه وكان أصحابه منتشرين فيما وراء النهر بسمرقند . يوسف كرم « المعجم الفلسني » ص ‎١٤٨‏ ، الاشعري ، المقالات ص ‎٣٣٢‏ ‏الفهرست لابن النديم « ص ‎٤٧٣-٤٥٧‏ ! . ‎)١(‏ م : سقط ‎١‏ جميعا ا . ‎()٢(‏ م : سقط « وخير ا . ‎)٣(‏ م : من الأصل النوري . ‎)٤(‏ م : من الأصل الظلمي . .590 . ,. .126 . 1962 ن ,: , س م ه ,! ,حخ ‎)٥(‏ د : الطبعية . ‎)٦(‏ د : طبعية . ‎)٧(‏ د : لطبعية . ‎٢٨٥ 285‏ الممازجة © لأن ما كان لطبيعة فلا ينقلب ، والطبيعة غير منقلبة فان قالوا : افتراقهما اختيار ، قيل لهم : فكيف ‎١‏ قلتم انهما امتزجا بعد أن افترقا ؟ وما يدريكم لعلهما٢‏ امتزجا قبل هذا الافتراق ثم افترقا قبل ذلك الامتزاج ، إذ كان افتراقهما اختيارا . ‎٢٤‏ أم كيف" قضيتم بأنهما لم يمترجا قبل الافتراق ؟ / وذلك كله منهما اختيار . ثم بقال لهم : اخبرونا عنهما 0 اليسا ا م يزالا مفترقين ؟ قالوا : بلى © قيل لهم : فكيف حتى قلتم : أنهما امترجا بعد ذلك و بطل الافتراق الذي لم يزالا به ؟ وكيف ببطل ما لم يزل ؟ وقد أنبأنا عن فساد بطلان الشيء إذا كان لم يزل في غير موضع © ثم يقال لهم : أخبرونا عن ممازجة النور والظلمة ، أحدث عن ممازجتهما شيع أم لم يحدث شيء ث فان قالوا لم يحدث شيع ، قيل لهم : فكيف امترجا ، ولم يحدث عن الممازجة شيء ؟ فهلا قلتم : أنهما على مفارقتهما الأولى © إذا لم يحدث لهما ` شيء لم يكن } فان رجعوا وقالوا قد حدث عن ممازجتهما شيء قيل لهم : فا هو ذلك الشيء ، أظلمة أم نور } أم شيء غير الظلمة والنور ؟ فان زعموا أن الحادث شيء ليس بنور ولا ظلمة نقضوا أصلهم الذي بنوا عليه مذهبهم © وأثبتوا حالا ثالثة لا نور ولا ظلمة ، فان قالوا : نور ، قيل لهم : فقد ‎٧‏ وجدنا شيئا من النور ث حادث © فلم لا تجعلونه " كله حادث إذ " كان شيء منه حادثا ، وأنتم تزعمون ‎)١(‏ ج ، م : فكيف حتى . ‎)٢(‏ د : ولعلهما . ‎)٣(‏ د : كيف حتى . ‎(٤(‏ م : أليس . ‎()٥(‏ د : سقط ه شيء ‎٤‏ . ‎)٦(‏ ج ، م : اليهما . ‎(٧)‏ ج ؤ م : قد . ‎)٨(‏ د : نور . ‎)٩(‏ ج ، م : لا جعلتموه . (٠١)ج‏ : إذا. ‎٢٨٦‏ 286 أن الشاهد بدل على الغائب ذ فاذا كان شيء واحد تشهدون له بالحدوث إذا كان الشاهد يدل على الغائب ، وان ا كنتم تحكمون على كمال الشيء بجزثه © وعلى ‎٢‏ كثيره بقليله } افلا حكمت على ما ل تروه منه بالحدوث ، اذا ‎٣‏ وجدتم منه شيثاً ‎٢٥‏ حادثا ؟ وكذلك / يقال لهم : ان زعمتم ان الحادث عند المزاج ظلمة مثل ما ' قيل ث لفهم : في النور © ويقال لهم : أخبرونا عن علة الامتزاج بعد الافتراق ما هي ؟ فان قالوا : ان الظلمة لم تزل ني بلادها متعلقة متحركة تدنو منه الأول فالأول حتى صارت اليه ففازجته ، قيل لهم : هل لتحركها أول حتى صارت اليه ؟ فان قالوا : ليس لتحركها أول ، ولا ابتداء ، قيل لهم : فكيف٦‏ أفضت اليه ؟ والذي قطعت من المسافة لا يتناهي ، فان قالوا لتحركها أولا ‎٧‏ وابتداء أثبتوا السكون قبل الحركة © قيل لهم : ذلك السكون من طبعها أم ليس من طبعها ؟ فان قالوا : من طبعها ابطلوا عنها ان تتحرك ابدا & وان٨‏ قالوا ليس من طبعها السكون ، وليس من طبعها الحركة ؤ أثبتوا الاختيار } وأقروا بالحادث } وانهدم جميع أساس مذهبهم ، وكل ما يدخل على الدهر بة ني زعمهم أن الأشياء لم تزل © فهو داخل على هؤلاء الآخرين ، حرفا حرفا 3 ويقال لهم : اخبرونا ‎٩‏ عن قولكم ي النور والظلمة } انهما يتخلصان بعد هذا الامتزاج ، ثم لا يعودان ي الامتزاج ما علمكم بذلك ؟ ولعلهما يتخلصان مائة الف مرة } و يمتزجان مثل ذلك & ولعلهما ‎)١(‏ ج : إذا. ‎. ‏م : بجزي على‎ )٢( ‎. ‏م : اذ‎ (٣) ‎. ‏م : عندما‎ (٤)( ‎. ‏ج : قال‎ )٥( ‎. ‏ج { د : وكيف‎ )٦( ‎. ‏ج 0 م : أول‎ )٧( ‎. ‏م : فان‎ (٨( ‎. ‏ج : خبرونا‎ )4٩( ‎٢٨٧ 287 ليس لامتزاجهما وتخنصهما مرة بعد أخرى نهاية وان اعتلوا بالأخبار ، وتركوا مشاهدة العيان ، فذلك الذي سألناهم ‎١‏ عنه من افتراقهما } بعد الامتزاج انه لم ‎٢٦‏ يكن لهم فيعاينوه / ولا ههنا مشاهد " © فأين لهم بالأمان من عودة بعد " عودة إلى ما لا يتناهى من المزاج ؟ ويقال لهم ئي قولهم : ان الخير فعل النور ، والشر فعل الظلمة والخير هو الوفاء والصدق والبر } وجميع أفعال الخير ا فذلك كله من شأن النور ، ومن شأن الظلمة القتل والسرقة والزنا ث وجميع أفعال الفجور 0 فيقال لهم في ذلك : أخبرونا عن رجل قتل رجلا من القاتل ؟ فان قالوا : النور تركوا قولهم ، وزعموا أن النور يفعل الشر ، فان قالوا : الظلمة قتلته } قيل لهم : فان هو ‎٦‏ جاء فاعترف ‎١‏ بأنه قتله 0 وتاب عن ‎١‏ قتله من المقر التائب ؟ فان قالوا : الظلمة ز قيل لهم : فقد صدقت ، والصدق خير © وهذا ‎٠‏ فساد المذهب ، وان " قالوا لمقر التائب هو النور } فيلا لهم : أو كان النور فعل شيئاً فيقر به ؟ فان قالوا لم يقتل ، وإنما أقر أنه قتل "ا ، قيل لهم : فقد كذب وظلم نفسه & والكذب شر وليس ذلك من فعل النور © فلا بد من أحد أمر ين ‎٢‏ : اما أن تقر الظلمة بالقتل ()( م : سألتم . . ‏د : شاهد ، م : والا شاها‎ ()٢( ‎)٣(‏ ج : الى. ‎. ‏د : المر‎ )٤( ‎. ‏ج : الر با‎ )٥( ‎. ‏ج ، م : سقط « هو!‎ )٦( ‎. " ‏ج ، م : ه واعتراف‎ )٧( ‎. ‏ج ز م : من‎ )٨( ‎. ‏ج ا م : ه فهذا!‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ 6 م : فان . ‏(١١)م‏ : فيقال . ‏(٦١)ج‏ 0 م : قد كتب . ‎. ‏ج - م : الامرين‎ )١٣( ‎288 ٢٨٨ وتعترف بأنها قد قتلت ' 0 فتصدق ، والصدق خير والخير لا يكون منها & واما أن يقر النور بأ نه قتل © وهو م يفعل } فهذا كذب[،} والكذب شر 0 وليس هو من فعله 0 و يقال لهم : ما تقولون 0 فيمن غضب على رجل ثم رضي عنه © فالذي غضب هو الذي رضي أم ‎٢‏ الذي غضب غير الذي رضي" وعن الذي يعطي أهو ' ‎٧‏ الذي يمنع أم الذي يعطي هو ث / غير الذي يمنع ؟ وعن ‎١‏ الذي يرحم غير الذي يسخط ؟ فان قالوا : الذي بفعل الخير من هذه _ هو الذي يفعل الشر ، تركوا مذهبهم © وصاروا إلى مذهب الحق & فان قالوا : الذي يغضب غير الذي يرضى ، والذي يعطي غير الذي يمنع . والذي يرحم غير الذي يسخط ، فهذا من اعجب قول في الدنيا أو ث ما يعلم الرجل منا أنه " إذا غضب على رجل فجاءه " © واعتذر اليه 0 فرضى عنه وقبل أ" منه & ان الذي قبل العذر فرضى ‎١"‏ هو الذي كان غضب عليه 5 وان الذي منعه أولا 0 هو الذي أعطاه آخرا 9 والذي ضربه أولا هو الذي رحمه آخرا . وعن رجل أراد أن يقتل رجلا " ظلما ‎٤‏ له © فجاءه رجل آخر فشفع اليه . ‏ج & م : قاتلة‎ )١( . ‏م : اما‎ ) ٢( . ‏د : اما الذي رضي غير الذي غضب‎ )٣( . ! ‏د : ه هو‎ )٤( . ! ‏ج : سقط « هو‎ )٥( . ! ‏عن‎ ١ ‏م : سقط‎ )٦( . ‏ج } م : هذا‎ )٧( . ‏د : وما‎ )٨( . ! ‏د : سقط ه انه‎ )٩( (٠١)د‏ : فجاء . (١١)م‏ : وقيل . (٢١)ج‏ 0 م : ورضي . (٣١)ج‏ ، م : الرجل . (٤١)ج‏ { م : ظالما . ٧٨٩ 289 وأخبره بظلمه © فرجع عن ذلك © وخلاه 5 أخبرونا عن الذي أرا د قتله أهو النور أو الظلمة ؟ فان قالوا : النور } تركوا قولهم ى وجعلوا النور قاتلاً ‎١‏ وان ‎٢‏ ‏قالوا : الظلمة 3 قيل : فالشفيم من هو نور أو ظلمة ؟ فان قالوا : ظلمة " جعلوا الظلمة راحمة " وان ث قالوا : النور : قيل فالذي قبل من النور فعفا من هو ؟ فان قالوا : الظلمة © فقد جعلوها تعفو } والعفو خير & وان ‎٦‏ قالوا : الذي عفا هو النور 0 قيل : أوليس الذي عفا هو الذي هم ‎٢‏ بالقتل فقد هم النور بالقتل } وذلك شر 3 فان قالوا : ان ‎٨‏ الذي عفا هو النور & والذي هم بالقتل هو الظلمة } ‎٨‏ قيل : فكيف عفا النور ؟ وهو لم بهم _ / ولم يرد شرا " فيخبر أنه ترك قوله 0 وهو م يرد ذلك قط ، فهذا منه كذب ، والكذب"ليس من شأن النور في زعمكم © وعمن قال أنا ظلام . هل صدق أم! كذب ؟ فان كذب فالنور لا يكذب ، وان صدق فالظلمة لا تصدق٢١.‏ ‎)١(‏ ج ، م : قتالا . ‎(٢(‏ ج ؤ م : فان . ‎)٣(‏ ج & م : الظلمة . ‎)٤(‏ د : رحمة . ‎)٥(‏ ج ، م : فان . ‎)٦(‏ د ، م : فان . ‎)٧(‏ د : جم . ‎)٨(‏ ج ، م : سقط هان " . ‎٩(‏ ) ج ث م : يتم . (٠١)ج‏ : سقط ه شراً٤‏ . (١١)م‏ : تكرر ه والكذب ! مرتين . ‎)١٢(‏ د : او . (٣١)ج‏ : ه أ ه! في نهاية الفصل . ‎٢٩٠‏ 290 الفصل الثاني من الأصل الثاني هو مذهب الديصانية ‎١‏ ‏وذلك أن الديصانية " زعمت " أن هذه الأشياء تكونت من أصلين قديمين 8 نور وظلمة ث على مثال ث مقالة المنانية إلا أن هؤلاء زعموا ان النور حى & والظلمة ‎)١(‏ ترجع الديصانية إلى الفيلسوف السرياني ابن ديصان } واسمه ني الصيغة الاغر يقية ه برد صانيس ؟ هاجر ابواه من فارس الى الرها } وولد لهما ابن ديصان سنة ‎١٥٤‏ م ؤ واسمه ديصان نسبة إلى نهر ديصان بالرها & لانه ولد قر به ث ونشا ني بلاط الملك معنو } ودرس الفلك والتنجيم ى واعتنق المسيحبة على يدي الأسقف هستاسبس وعرف المسلمون انظاره ني الخير والشر } وهو قد بنى مذهبه على اساس المزج بين النصرانية والثنو ية والمجوسية ، وافترق اصحابه على فرقتين وكانت شيعته جنو بي الفرات © وني خراسان والصين . وهو الذي مهد للمانوية . وحياة الإنسان عنده خاضعة للقدر © وللقوانين الطبيعية . والحرية الإنسانية هى النضال ضد القدر . والنفس الانسانية لها حدود ونهايات والنور يتصورونه كائنا حيا بنفسه حساساً وأنه أبيض . ويذكر القاضي عيد الجبار أن النور والظلمة عند الثنوية إنما هما في الحقيقة من قبل الأجسام ، ( المغنى - الفرق غير الإسلامية ص ‎٢٢‏ ) وقال عبد القاهر البغدادي وزعمت الديصانية ان الاجسام كلها نوعان نور وظلمة ( أصول الدين ص ‎٥٤‏ ) والنور عنده بفعل باختيار والظلام باضطرار . ( الفهرست لابن النديم ص ‎٤٧٤ ، ٤٥٨‏ ، القاضي عبد الجبار ) المغنى ، الفرق غير الاسلامية ص ٦١-۔٧١‏ . :، الاشعري ، المقالات } ص ‎٠ ٣٣٧ { ٣٣٢‏ ‎٥٠ . ٣٤٩ . ٨‏ ‘ الشهرستاني ج ‎١‏ ص ‎٢٥٠١-٦٢٥٠‏ ، ابن حزم ، الفصل ج ‎١‏ ‏ص ‎٣٦‏ ، المسعودي ، التنبيه والاشراف ص ‎١٣٥ ، ١٣٠‏ & مطهر طاهر المقدسي } البدء والتاريخ ج ‎١‏ ص ‎١٤٢ ، ٩١‏ 0 ج ‎٢‏ © ص ‎٨‏ { دائرة المعارف الإسلامية ج ‎١‏ ‏ص ٢٨٢-۔٣٨٢‏ . والديصانية مثلها مثل المانوية والثنوية من الفرق الغنوصية الني كان لها أثر في بعض الفرق الإسلامية الغالية كالشيعة الغلاة والباطنية عامة . ‎. ‏د : الديصانية‎ )٢( ‎. ‏ج : زعموا‎ )٣( ‎. ‏د : على نور وظلمة‎ (٤( ‎. ‏د : مثل‎ )٥٩( ‏291 آ موات ، والنور هو الذي مازج الظلمة ، وعلة ا ممازجته إياه في زعمهم & انه كان بلقاه من الظلمة شىء خشن ‘ فازجها يريد أن يلقى منها شيئا ' ألين ©، مما كان يلقاه منها ، في أشباء سخيفة 5 ذكروها في ممازجة النور للظلمة " 5 وتخليط كثير } وانتشار كثير ث 3 كرهت ذكره لقذارته ، وقبح التكليمث به ، يقال١‏ لهم : أخبرونا عن ممازجة النور والظلمة أخير هو ‎٧‏ ام شر ؟ فان قالوا : خير © قيل : وكيف تكون ممازجة الخير للشر خبرا" ؟ وان ‎١‏ قالوا : لأنه ولو ` مازجها بعد ما لم يمازجها هو قادر ‎١١‏ على التخلص ‎٢‏ منها فيما بعد فلما أن كان قادرا على التخلص ؟' منها فيما بعد ا لم تكن "" ممازجته إياها شرا ، وكانت خير؟ 3 قيل لهم : أفليس ان لو لم يمازجها رأساً وبني على حاله الأولى من التخلص والمفارقة ألم يكن ‎٩‏ ذلك أصلح له وأولى الأمرين به من / ممازجته إياها ثم ‎٦‏ هو يطلب المفارقة لها . ‎)١(‏ م : وعلموا. ‎. ‏ج ؤ م : يلقاه منها شيء‎ )٢( ‎. ‏ج ، م : الظلمة‎ )٣( ‎. ‏ج : كثير‎ )٤( ‎. ‏ج 0 م : التكلم‎ )٥( ‎. ‏ج : ويقال‎ )٦( ‎. ! ‏ج : سقط ه هو‎ )٧١( ‎)٨(‏ م : خير. ‎. ‏د : فان‎ )٩( ‏(٠١)د‏ : لو. ‏(١١)ج‏ : فلما كان قادرا . ‎. ‏د : التخليص‎ )١٣( )١٢( ‏(٤١)م‏ : سقط ه فلما ان كان قادرا على التخلص منها فيما بعد " . ‏(٥١)ج‏ : يكن . ‏(٦١)م‏ : كان . ‎292 ٢٩٢ والتخلص ‎١‏ منها ) بعل الممازجة ‘ وأنتم تزعمون أن فعل الحكمة والخير ‎٢‏ أولى به 0 من فعل الخير والشر & فان قالوا : إما دعاه الى ممازجنها الذي يلقاه منها من خشونة " ؤ ويأتيه من تلقائها من السوء ، فازجها ليدع فيها شيئا من جنسه ؤ فيستلذ ناحيتها 0 فيكون ذلك فيها 3 قيل لهم : وما يؤمنكم أن يتخلص ‎٤‏ ذلك الجزء ‎٥‏ الذي هو من جنسه ‎١‏ } منها حين ينفرد ‎٧‏ فيعود مثل ما كانت عليه ؟ ويقال لهم : أخبرونا عن الظلمة أليست مواتاً ؟ فإذا قالوا : بلى © قيل لهم : أوليس النور حيوانا وهو الفاعل لكل خير 0 ولكل حسن وجميل ؟ فيقولون : بلى } فيقال لهم : اخبرونا عن هذه الفواحش ‘ والقبائح والظلم والجور والعدوان والكذب ئ من ‎٨‏ هو ؟ من النور أو من الظلمة ؟ فان زعموا أنه من الظلمة ؤ قيل لهم : وكيف جعلت ذلك منها وهى موات لا تفعل « ولا تعقل ؟ فان قالوا : ان ذلك كله من النور ث قيل لهم : وكيف وصفتموه بالكذب والظلم والجور والعدوان © وهو ني قولكم : صاحب خير ، ولا يفعل الشر ؟ ثم يقال لهم : السم تعلمون أن في العالم من كذبكم © وكذب أقاو يلكم وزعم أنها باطل ، ومنهم من أثبت ذلك وزعم أنه حق ، فان قالوا نعم قيل لهم : فهن فعل هذين الشيئين المتناقضين ؟ والاشياء المتناقضة ني العالم من اجازة المحال ، ونى العيان } فهن نفى العيان مرة ، واثبته " ‎٣٠‏ مرة / أخرى ‘ ومن صدق نفسه 0 ومن كذبها . ومن فعل هذا الذي وصفناه كله ‎)١(‏ د : التخليص . ‎)٢(‏ ج : فعل الخير والحكمة . ‎)٣( .‏ ج ، م : الخشونة . ‎(٤(َ‏ د : الا يتخلص . ‎)٥(‏ م : سقط ه الجزء ى. ‎)٦(‏ د 0 م :: جنسها . ‎)٧(‏ م : ينفد . ‎(٨)‏ د : من . ‎)٩(‏ د : أثبت . ‎٢٩٣ 293‏ من التناقض ؟ فان زعموا أن الظلمة فعلته 5 فقد نقضوا قولهم وجعلوها حية فاعلة ، وان زعموا أن هذا كله من فعل النور ، قيل هم : ففن أجهل ممن قال شيئا ، وهو ا عنده صدق ، ثم أكذب نفسه ؟ . ومن قال : ان شيئا هو ! كذب ، ثم أخبر أنه صدق ؟ ومن غضب من شيء © ثم رضي عنه ؟ ومن أثنى على شيع بالثناء الحسن ثم أساء الثناء عليه ؟ وليس شيء من الجهل & والخطأ واعتقاد الباطل 8 ونفي الحق ، الا وهو منه ) فكيف زعمتم أن هذا حكم © وأنتم تضيفون" اليه هذه الأشياء المتناقضة & وهذا الجهل الفاحش ؟ . ويسألون عما سثلت عنه المنانية © فيقال لهم : أخبرونا عن مفارقة النور الظلمة ' ألطبع هو أم لاختيار ؟ فان زعموا أنه لطبع ، أبطلواث الممازجة بعد المفارقة © فان قالوا باختيار } فيلزمهم أن يكونوا لا يدرون لعله قد مازجها قبل تلك المفارقة © ثم تخلص منها ؤ ثم مازجها مائة الف مرة . إذا كانت الممازجة والمفارقة اختياراً لا طبعا ، ف جميع ما سئلت عنه المنانية 0 حرفا حرفا ، وعليهم اكثر مما ذكرنا ، وفيما ذكرنا من ذلك كفاية } عما ل نذكره . . ‏ج ، م : هو‎ )١( . ‏ج & م : سقط د هو"‎ )٦( . ‏د : تفيضون‎ )٣( . ‏د : والظلمة‎ )٤( . ‏ج : أبطلوه‎ )٥( ‎)٦(‏ د : اذا. ‎294 ٢٩٤ الفصل الثالث مقالة المرقيونية١‏ : ‎)١(‏ المرقونية : نسبة إلى مرقيون منعه من أهل القرن الثاني الميلادي وهو من أهم الشخصيات الغنوصية مثل ساتيرنيل امحساةك وبازليدس +¡4ناعدظ وفالنتنويس سمنءاد٧‏ والأخيران كانا بالاسكندرية ني القرن الثاني الميلادي حيث علم بازليدس بالاسكندرية سنة ‎١٣٠‏ م أما فالنتنرس فقد علم بها سنة ‎١٣٥‏ م ثم ذهب إلى روما وبني بها إلى سنة ‎١٦٠‏ م . ومرقيون قريب من عهد ماني أيضاً & يقول ابن النديم إن ماني ظهر بعد مرقيون بثلاثين عاما } ولد مرقيون ني بداية القرن الثاني الميلادي ني سينوب مك وأظهر العداوة لليهودية . وقد تصدى للرد على الغنوصية من المسيحين منهم القديس اير ينابوس :ع! . وألف كتاباً يسمى ه ضد الفرق الخارجة ,. ح م » رد فيه على القول بالائنين } وأثبت انه ليس هناك ' إلا إله واحد ، يقول مرقيون بالنور والظلمة ث ولكنه يضيف الجامع أو المعدل كأمر ثالث يجمع بين النور والظلام ، وماني أخذ بمذهب مرقيون وإنما خالفه ني المعدل أو الجامع ويذكر محمد بن شبيب ان هذا المعدل هو الإنسان ، لأنه ليس بنور ولا بظلام محض . لا ترى المرقيونية ذبح الحيوان } ولا المناكحة © ويذكر القاضي عبد الجبار ان مرقيون لتي بعض تلامذة المسيح واخذ عنه 0 وهو زعم يبدو عليه البطلان وان مرقيون يقول ان انته بعث إلى هذا العالم الممترج روحا هو روح الله © وابنه عيسى ، فن تبع عبسى وترك قرب النساء 5 فقد نجا . وترى المرقيونية ان الإنسان هو الروح } وان الحواس ليست منه وانه جنس ثالث ليس بنور ولا ظلمة ، أي انه هو المعدل أو الجامع وذلك لان الجواهر عندها ثلاثة مختلفة في الجنس { وقد ذهب مرقيون إلى روما لييث مذهبه بين المسيحيين ، ووجد معارضات } وني سنة ‎١٤٤‏ م أسس جماعته الني تحمل اسمه ومذهبه . لم يصل الينا إلا من خلال خصومه المسيحيين الذنن ردوا عليه لانه يرى ان العهد القديم يضاد العهد الجديد فيجب رفضه {، وقد ضاع كتابه النقائض عا دعغطانصه للذي يبين فيه هذا الرأي 0 كما ضاعت مؤلفات الغنوصية عامة ولقد أثرت الغنوصية في المسيحية واليهودية وني آراء بعض المسلمين كالشيعة المتغالية ويقرر بعض الباحثين ان اتجيل يوحنا وقم تحت تأثير الغنوصية ، لأنه هو الذي أتى إلى المسيحية بفكرة اللوغوس وههه1 ويقول عبد المسبح الكندي المزعوم ان المرقيونية هم الذين يقولون بالثالوث والهمة ثلاثة متفرقة ( عدل ، رحيم ، شرير ) وان القران حبن قال ( لقد = ‏295 آ زعموا أن الأشياء من شيئين قديمبن ، نور وظلمة © وثالث متوسط ا بينهما ‎١‏ وهو الانسان ، يقال لهؤلاء : أخبرونا / عن الظلمة والنور 5 أجنسان مختلفان هما" أم جنس واحد ؟ فان قالوا جنس واحد قيل : وكيف سميتم بعض الجنس بالنور © وسمينم البعض ' الآخر ث بالظلمة وهو كله جنس واحد ؟ فان قالوا : جنسان مختلفان © قيل لهم : فأيهما طلب المزاج ‎٦‏ فمازج ‎٢‏ ؟ فان قالوا : الظلمة ث سئلوا عما سئلت عنه المنانية } وان قالوا : النور 0 سئلوا عما سئلت عنه الديصانية } وان قالوا : الإنسان المتوسط بينهما © طلب أن يمازجهما ، قيل لهم" : فما دعاه الى ذلك } إذا " كان خبيرا حكيما ، يعرف ما له وما عليه ؟ فما في ممازجة النور الظلمة اا من الحكمة ؟ وان كان شرير جاهلاً فلم جعلتموه ثالثا بينهما ) وهو = كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) إعما يرد على المرقيونية 0 لا على النصارى © و بصف مرفيون بأنه كلب جاهل . ( رسالة عبد المسيح الكندي } لندن عام ‎١٨٨٥‏ ص ‎٦٧-٦٦‏ ) وانظر فهرست ابن النديم ص ‎٤٧٤‏ حيث يذكر ان المرقيونية فرقة من النصارى ، الشهرستاني ، الملل ؛ ج ‎١‏ ص ‎٢٥٣-_٢٥٢‏ { القاضي عبد الجبار المغنى : ه الفرق غير الإسلامية » ص ‎١!٨-١٧‏ مقالات الإسلاميين للاشعري ص ‎٠ ٣٣٨ { ٣٣٣ ، ٣٠٨‏ أميرة حلمي مطر ، الفلسفة عند اليونان ص ‎٤٣١‏ يوسف كرم ، مراد وهبة ، يوسف شلالة . المعجم الفني ص ‎١٦٠‏ . . , .35-44 . ع ه س ع , ,عہخنع ‎)١(‏ م : متوسط . ‎)٢(‏ ج ، م : اجنسان هما . ‎)٣(‏ م : وكيف . ‎)٤(‏ ج : وبعض . ‎)٥(‏ ج : سقط و الاخر ! . ‎)٦(‏ د : المزاج . ‎)٧(‏ ج ، م : ومازج . ‎)٨(‏ ج ، م : فان . ‎(٩)‏ ج . م :: سقط ‎٠‏ لحم 7 (٠١)ج ‎١‏ م : إذ . (١١)د‏ : ممازجته النار للظلمة . ‎٢٩٦‏ 296 جاهل ؟ وكيف لم تقولوا ظلمة ؟ والظلمة شر ، وان كان خيرا ث فكيف ا لم تلحقوه بالنور ؟ ثم يقال لهم : اخبرونا عن هذا المتوسط ، هل له حقيقة من علم او جهل ؟ فان قالوا : نعم & قيل لهم : فعلى اي الامرين هو ؟ فان قالوا : على الجهل ، قيل : فهو اذن ظلمة ، وان " قالوا : على العلم ، قيل لهم ‎٣‏ : فهو اذن نور 5 فأما قالوا من ذلك صاروا به إلى احد القولين ، فيدخل عليهم جميع ما أدخلناه على اخوانهم الاولين . فقد فرغنا من الكلام ني اقامة الدلائل ث على حدوث العالم واثبات المحدث 8 ومن الأجوبة لمن سألنا ني ذلك ، ومن ث نقض أقاويل الدهر ية وأصحاب الاثنين & وتبيين فساد ما ذهبوا اليه } بالذي هو كاف عما ل نذكره من ذلك ‎٦‏ ، والته ولي التوفيق . ‎٢‏ / القول في اثبات الرسالة للرسل صلى الله عليهم . والرد على من لم يثبتها واما الاصل الثالث من اصول الملحدين ، فهم الذين اقروا بحدوث العالم } واثبات الصانع ، ثم اختلفوا بعد ذلك في تثبيت الرسالة © وابطالها على ما سنذ كره ‏فيما بعد © إن شاء الله . ‏الفصل الأول من ذلك مذهب البراهمة ‎٧‏ : وذلك أن البراهمة أنكروا جميع الرسل وأبطلوا الرسالة ، وزعموا أن الذي ‎. ‏م : وكيف‎ )١( ‎. ‏ج & م : فان‎ )٢( ‎. .٫ ‏ج \{ م : سقط ه لهم‎ )٣( ‎. ‏د 0 م : الدلالة‎ (٤( ‎. ! ‏م : سقط ه ومن‎ )٥( ‎. ! ‏ج : سقط ه من ذلك‎ )٦( ‎)٧(‏ البراهمة : نسبة إلى رجل يقال له ابراهيم قال بنفي النبوة والوحي ، وليسوا منتسبين إلى ابراهيم عليه السلام © كما يظن بعض المؤرخين بأنهم ينكرون النبوة اصلا ، وهو ني فيما يقول الشهرستاني ، أما ابن حزم فيذكر انهم سموا بذلك نسبة إلى برمي ملك من = ‎٢٩٧ 297 حملهم على ما قالوا } انه لما كان الله تبارك ' وتعالى خلق عباده محتملين لأمره ونهيه ، ثبت أنه لم يأمرهم ، ولم ينههم " © إلا وقد جعل فيهم آلة يميزون بها ما بين الأمر } والنهي والطاعة ، والمعصية ، والحسن » والقبيح فأغناهم بذلك عن = ملوكهم ، وانهم يقولون : بالتوحيد على نحو ما يقول المسلمون ، الفصل ج ‎١‏ ص ‎٦٩‏ ‏وهو موافق لما يقوله البيروني ني توحيد البراهمة } وهم القائلون بالدين العقلي ، وان الانبياء اما أن يأتوا بشىء يوافق العقل } وهذا لا فائدة فيه ، واما أن يأتوا بما يخالف العقل 8 فلا يكون ذلك مقبولا ؤ و بعبد البراهمة المطلق و يعتقدون بالوحدانية و بالخلق ، وافترقوا إل فرق ثلاثة : أصحاب البددة . وأصحاب الفكر } وأصحاب التناسخ . وهذه دبانة هندية } ويذكر التهانوي أنهم يزعمون ان أباهم ابراهيم } وان عنده كتاباً كتبه بنفسه © وذ كر فيه الحقائق ولم يوح به اليه ث وهو يتكون من خمسة أجزاء أحدها سري & والتكليف عندهم إنما مصدره العقل والخاطر ، لأن العقل يدرك الحسن والقبح بذاته ، والواقع ان البراهمة أو المرمية نسبة الى براهما طة وهو القوة العظيمة السحر بة النى يعبدونهاء ويقر بون البها القرابين © وأغلب الديانات الهندية تقول بالتعدد ولكن بميل بعضهم إلى التوحيد فيما زعم البيروني وابن حزم وقد سبقوا المسيحية إلى القول بالتثليث } فالالهة ترجع إلى إله واحد ، هو الذي خلق العالم } وهو الذي يحفظ وجوده ، وهو مهلكه ومبيده 0 شن حيث هو موجود يسمى براهما 0 ومن حيث هو حافظ يسمى فشنو ؤ ومن حيث هو مهلك يسمى سيفا . و براهما الإله الموجود بذاته 0 يدرك بالعقل & وهو الخالق للكائنات كلها } وقد ظهر الكهنة البراهمة ني القرن الثامن قبل الميلاد } وبراهما جوهر الكون وحقيقته وليس له صفات وإنما يوصف بالسلوب ، وغاية هذا الدين الاندماج ني براهما والاتحاد به © والتخلص من شرور الدنيا . القاضي عبد الجبار ، المغنى : ( النبوات والمعجزات ) © ص ‎٠ ١٤٦ 0 ١٠٩١‏ الشهرستاني ‘ الفصل ج ‎٢‏ 0 ص ‎٢٠٥٥٠‏ |، التهانوي ي. كشاف اصطلاحات الفنون { ج ‎١‏ ص ‎١٤٩‏ . عبد القاهر البغدادي ، أصول الدين ث ص ‎١٥٤‏ . أحمد شلي . مقارنة الأديان ) أديان الهند الكبرى ) ص ‎٤٨ { ٣٩‏ . محمد سيد كيلاني . ذيل الملل والنحل للشهرستاني ص ‎١٠-٩‏ . ‎)١(‏ م : سقط ه تبارك ! . ‎)٢(‏ د : ينهاهم . وهو خطأ نحوي . ‎٢٩٨‏ 298 كل علم من علم دينه 0 وليس في بحث الرسل بزعمهم مع هذا حكمة ، فن هذا الوجه أبطلوا رسالة الرسل ، وزعموا أنها ليست من الحكمة ومنهم من أليت رسالة آدم ‎٢‏ صلى الله على محمد وعليه {} وأنكروا ‎٣‏ رسالة من سواه من الرسل ث } فيقال لهم : لم أنكرتم بعث الرسل من الله تعالى إلى خلقه ؟ فان ث قالوا : لأنا وجدنا الخلق مستغنين عن كل علم ، وعن كل أمر ، لما١‏ يجدونه ني عقولهم من المعرفة © فيقال لهم : ألستم تجدون تذكار العباد بعضهم لبعض ‎١‏ وتنبيه بعضهم بعضا ، وتعليمهم إياهم مما يز يد ي علومهم ، وني مخافتهم من الله “ومن ‎١‏ مراعاتهم ‎٣‏ لطاعته 5 وشكرهم على نعماثه " ؟ فان زعموا أن ذلك مما لا يزايد ني / علوم العباد » ولا في مخافتهم من الله تعالى ، أبطلوا ما ني عادة الخلق © وأحالوا ما توجبه العقول & فان قالوا : بل اا قد يزيد ذلك ني علوم العباد وفي طاعتهم الته تبارك ‎٢‏ وتعالى ومراعاتهم لأمره © قيل لهم : فها أنكرتم مع هذا أن يكون بعث الله عز وجل رسله الى عباده ‎٨٢‏ © على ؛١‏ جهة التذ كار لهم ، والزيادة ني الشرائع والنقصان منها } . ‏م : أمينا‎ )١( . ‏ج : ابينا ادم‎ )٢( . ‏ج : وأنكر‎ )٣( . ‏ج ©{ م : المرسلين‎ )٤( . ‏ج } م : سقط ه فان"‎ (٥( . ‏ج 0 م : مما‎ )٦( . ! ‏ج ، م : سقط « بعضهم لبعض‎ (٧) . ‏ج ‘ م : الله تعالى‎ )٨( . " ‏د : سقط ه من‎ )٩( (٠١)ج‏ ، م : وشكرهم نعائمه . (١١)د‏ : سقط ه بل ! . (٢١)سقط‏ : ه تبارك ! . (٣١)ج‏ ا م :: خلقه . (٤١)م‏ : عن . ٢٩٩ 299 على أقدر أزمانهم ك ومصالح شؤونهم ؟ وكيف حتى قضستم بأن بعث الرسل مز الله تعالى الى عباده 0 ليس من الحكمة راسا ، وتحكمنم ي ذلك ؟ او ليس توافر رسل الله تعالى إلى خلقه ، وتجديد عهده " إلى " عباده 5 على ألسنة رسله ، وتتابع وعظه © وتذكاره على أسياعهم » مما يستدعي إلى طاعته © ويندب إلى عبادته ؟ وكيف يدع ‎٤‏ الأمر المستدعي إلى طاعته ، والزاجر عن معصيته إلى غيره من الأمر الذي زعمتم © من ترك بعث ث الرسل اليهم ، حتى تحكمتم ني ذلك وقضيتم بأنه جور © وعبث ‎٦‏ غير حكمة ؟ ومما يدل على قوة ما ذكرنا ‎٧‏ ني إرسال الله تعالى الرسل ، ان ذلك حكمة © وعدل ليس بعبث ‎٨‏ 0 كما قالوا : لو أن ملكاً أو سلطانا خرج عليه بعض جنده ‎١‏ ني مخالفة أمره ، فأرسل ذلك الملك اليهم رسولا لرجعوا'اعن مخالفة أمره و يرتدعوا''عن معاندته 3 والخروج من"'طاعته ، أليس هذا الوجه أولى بالحكمة والعدل ، والرفق والإستصلاح منه"١إذا‏ هو باطشهم ‎٤‏ على غير إعذار منه اليهم & وأخذهم / على غرة ى من غير إنذار منه لهم٨\؟‏ ويقال . ‏م : تواثر‎ )١( . ‏د : علمه‎ )٢( . ‏د : على‎ )٣( . ‏د : يردع ى وهو خطأ‎ )٤( . ‏ج ا{ م : بعثه‎ )٥( . ‏ج ‘ م : وقلم انه عبث وجور‎ )٦( . ‏ج ، م : ما قلنا‎ )٧( . ‏د : لا عبث‎ )٨( . ‏د : جنوده‎ )٩( (٠١)د‏ : لا يرجع . (١١)د‏ : ويرتدع . (١١)م‏ : عن . (٣١)د‏ : من . (٤١)م‏ : اليهم . 300 ٣٠٠ لهم : أخبرونا عنكم ألستم تقولون ‎١‏ بحدوث العالم 3 واثبات المحدث له وتقرون بالصانع والصنعة ؟ قالوا : بلى ، قيل لهم : من أين علمتم ذلك © ومن أي وجه استدللنم عليه ؟ فان ‎٢‏ قالوا : وجدنا هذه الصنعة محتملة التدبير " لما فيها من آثار التقدير © فعلمنا أن ذلك لم يكن إلا من صانع مدبر حكيم ، ووجدنا هذه الخلائق غير محتملين ، لأن يكونوا فاعلين لشيء من هذه الأشياء 3 لظهور عجزهم 8 وقصر منتهى قدرتهم ، عن أن يفعلوا شيئا منا يشبه هذه الصنعة ، قيل لهم : فهذه؛ الاشياء الظاهرة على ايدي الرسل } والاجسام الحادثة من اجل دعواهم ‘ اهي ما يحتمل الخلق أن يفعله ، أو مما لا يحتمله ، فان قالوا : مما يحتمل الخلق فعله } قيل لهم : كيف حتى احتملوا فعل شيء من هذه العجائب الني ظهرت على أيدي الرسل ، ولم يحتملوا الأمر الأول ، وكل ذلك ‎٠‏ ليس هو من جنس ‎٦‏ أفعال الخلق 0 ولا من جنس ما ياتون ‎٧‏ بمثله © ولو كانوا عليه جميعا متظاهرين ، فان قالوا : ان ظهور أهذه الأشياء الني أدعيتم أنها ظهرت على أيدي الرسل ، لم يثبت عندنا تحقيقها } وإمما هي باخبار & والاخبار عندنا لا تثبت حجة ، قيل لهم : فهل تحقق عندكم قط & أو وقع في قلوبكم شيء من العلم بأن ني هذا العالم ‎٥‏ وفي هذه الأرض من أول الزمان إلى يومنا هذا أناسا ‎٨‏ يقولون ان الله بعثهم إلى / خلقه 6 ويدعون أنهم " رسل الله إلى عباده ؟ فان قالوا : لم يبلغنا خبر قط & كذبوا . ‏ج . م : تقولون‎ )١( . ! ‏ج . م : سقط ه فان‎ )٢( . ‏د : لتدبير‎ )٣( . ‏ج . م : فهذه‎ )٤( . ‏د : وكذلك‎ )٥( ! ‏ج . م : سقط ه جنس‎ )٦( . ‏ج : يلون‎ )٧( . ‏ج : ناسا‎ )٨( . ‏د : أنفسهم‎ )٩( . 301 أسياعهم ى وأنكروا شيئا موجودا في أسماع أهل الدنيا } وعلماً محققاً في قلوبهم 6 فان قالوا : علمنا ذلك مما تواتر لدينا من أخبارهم ، قيل لهم : فأني سمعتم بأخبارهم و بلفتكم مقالاتهم ‎١‏ ولم تسمعوا بخبر ما ظهر من تلك الدلائل على أيديهم 8 ولم يبلغفكم شيء من جمع ما كان من ذلك ؤ وهذا كله قد وصل إلى الناس 8 واليكم وصولا واحدا 3 وجاء كم الخبر يجميعه آ محيئا متصلا 0 وقد استفاض ي أخبار الناس ، واشتهر في أحاديثهم ، ورسخ ني قلو بهم ، أحاديث القرون الأولى © والأمم الخالية © وما كان من رسلهم اليهم كعاد ، ونمود ، وفرعون ذي الأوتاد والنمروذ ‎٢‏ وأشياعهم . وما جاء من أهلاكهم ‎٤‏ } وتدميرهم على أيدي رسلهم ْ نطق بذلك الخطباء والشعراء ني الجاهلية ث وني الإسلام١‏ 0 وني قديم الدهر © وحديثه ، ولو ‎٧١‏ تتبعنا ذلك لكان هو الكتاب ‎٨‏ وحده ،0 وقد بعث الله موسى صلى الله على محمد ، وعلى موسى ‎١‏ © وعلى جميع المرسلين } والغالب على الناس اذ ذاك " أمر السحر } وقد فشا فيهم حتى اتخذوه صناعة © يوجد عند كبيرهم [ وعند صغيرهم ، فأظهر الله ‎١١‏ على يدي "ا موسى عليه السلام من العلامات٢١‏ ‎)١(‏ د : مقالتهم . . ‏ج : م : جميعكم‎ )٢( () ج {ؤ م : ويمروذ . . ‏ج . م : وما جرى من هلاكهم‎ )٤( . ‏م : والجاهلية‎ )٥( . ‏د : والإسلام‎ )٦( ‎)٧(‏ ج | م : لو. ‎. ‏م : الكتب‎ )٨( ‎. ‏ج : وعليه وسلم ؤ م : وعليهم السلام‎ (٩) ‏(٠١)م‏ : سقط ه إذ ذاك » وكتب على الهامش تصحيحاً له . ‏(١١)م‏ : تعالى . ‏(٢١)ج‏ ؤ م : يد . ‏(٣١)د‏ : المعلومات . ‎302 ٣٠٢ والشواهد. ‎٤‏ والمعجزات 3 ما دوخ ا به أمور جميع السحرة . وأعجزهم عن الاتبان ‎٦‏ بمثله © واعلمهم انه / ليس من جنس ما ياتون به من السحر بوجه ولا سبب » من انقلاب العصا حية تسعى & وثعبانا مبينا حتى استرطت جميع حبالهم © وابتلمت جميع عصيهم © فذهبت " ، ولم يوجد لها اثر ، مع ما جاء به من اليد ، إذا هو اخرج يده صارت بيضاء صافية 0 من غير برص ولا سوء . وما كان من رجوع مياههم دما } وما سلط عليهم من الجراد والقمل والضفادع وفلق البحر حتى صار برا يابساً ‎٤‏ ونقعا ساطعا ، فشقه موسى ، ومن معه فخرجوا منه سالمين فأتبعهم فرعون بجنوده على أثرهم فظلوا فبه غارقين ‎٣‏ ي ساثر تلك الآيات المشهورة على يدي ا موسى عليه السلام » فتبين للسحرة عند ذلك . ان الذي جاء به موسى ليس من فعله ث ، ولا من فعل أحد من البشر ا لمعرفتهم بنهاية السحر & ومبلغه . فاتنضحت فهم الحجة 0 فآمنوا بموسى و بما ‎١‏ جاء به © وكفروا بفرعون وما يدعوا اليه ث فايمان السحرة حجة على فرعون 0 ومن معه © وقطع لمعاذيرهم ‎٧‏ } ومعاذير ‎٨‏ جميع المبطلين ، المكذبين بالرسالة ‎٠‏ . و بعث الله عيسى عليه السلام ‎٤‏ والغالب على أهل زمانه الطب"" والتداوي ، وبه يفتخرون 'وفيه يتنافسون ، فاتاهم عيسى عليه السلام من عند الله باحياء موتاهم ، ويبرئ لهم الأكمه ، والأبرص © . ‏م : مادون‎ )١( . ‏د : فذهب‎ (٢( . ‏د : غرقين‎ )٣( ‎)٤(‏ ج { م : يد. ‎. ‏ج | م : فعلهم‎ )٥( ‎. ‏ج ، م : وما‎ )٦( ‎. ‏د : لمعاذرهم‎ )٧( ‎. ‏د : ومعاذر‎ )٨( ‎. ‏د : للرسالة‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ 0 م : أمر الطب . ‏(١١)ج‏ : يفتقرون . ‎٣٠٢٣ 303 و يخلق من الطين كهيئة الطير ، فينفخ فيه فيكون طائرا باذن الله } فأول ذلك أنه ما أبرأ لهم الأكمه والأبرص ، حاروا وشكوا ، وقالوا ' : هذا شبيه " ما بأتي به ‎٧‏ أهل صناعة الطب / 0 فلما أن"أحبا لهم الموتى زادت الدلالة وتأكدت ' الحجة حتى ث خلق لهم شيئا لم يكونوا يرونه بين أيديهم ونفخ فيه فأحياه لهم فجاءهم١‏ بأعظم من الثانية والأولى } وبعث الته محمدا صلى النه عليه وسلم 0 والغالب على العرب حينئذ الفصاحة ‎٧‏ ، والبلاغة في الخطب “ والشعر & فتنافسوا " في ذلك وتسابقوا " اليه ، إلى أن صار كل من أنشأ منهم'' قصيدة أو أشدى " خطبة يفتخر بها 0 حتى ان منهم من علق ‎١٢‏ شعره على ‎١٤‏ الكعبة & ومنه سميت المعلقات الملشهورات ، لأن أصحابها أو غيرهم من العرب علقوها عند الكعبة ، أو في سوق عكاظ على اختلاف الروايات ‎٨‏ ي ذلك ، فأتاهم رسول انته صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن العظيم © والذ كر الحكيم ، وما فيه من اتساق الكلم © وعجائب النظم ، . ‏ج ، م : فقالوا‎ )١( . ‏ج ، م : من شبيه‎ )٦٢( . ‏د : سقط هان!‎ )٣( . ‏د : تأكيد‎ (٤( . " ‏ج & م : ه ثم‎ )٥( . ‏ج : فجاءة & د : فجاء لهم‎ )٦( . ‏ج & م : امر الفصاحة‎ (٧) . ‏د : الخطاب‎ (٨) . ‏د : فيتنافسون‎ )٩( (٠١)د‏ : ويتسابقون . . ! ‏ج م : سقط ه منهم‎ )١١( (٢١)د‏ : انشد ، م : وأشدى . . ‏ج } م : يعلق‎ )١٣( . ‏ج ؤ م : عند‎ )١٤( . ‏ج & م : الرواية‎ )١٥( 304 ٣٠٤ : ما تضمن من أخبار القرون الأولى وأحاديث الأمم الخالية ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، قد نشأ بين أظهرهم } وربي ني حجورهم } غير معروف بشيء من مثل ما أتاهم ا ولا منسوب اليه شيء من علم ما جاء به 0 فتحداهم الله تعالى ! على أن يأتوا بمثله © فقال عز وجل : ( أم يقولون تقوله ‎٢‏ بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله ث ان كانوا صادقين ‎٥‏ . وقال : ( لئن" اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) ‎٧‏ فلما ان عجزوا ‎٨‏ عن الاتيان بمثله 0 تحداهم ‎٨‏ على أن يأتوا ببعضه ، فقال عز وجل / : ( فأتوا بعشر سور مثله مفتر يات وادعوا ما استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين ) ‎١‏ فلما أن عجزوا عن الاتيان بعشر سور مثله تحداهم "" على١'‏ أن يأتوا بسورة واحدة من مثل سوره ، فقال : ( وان كنتم في ريب هما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله )٢١الاية٢١©‏ وقال : ( ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله )٤١الاية‏ ، فلما . ‏ج & م : أتى به‎ )١( . ‏ج : فحذاهم تبارك وتعالى © م : فحذاهم تبارك وتعالى‎ )٢( . ‏ج . بقوله ء وهو خطا‎ )٣( . ‏د : فلياتوا بمثله وهو غلط‎ )٤( . ‏الطور‎ /٢٤ )٥( . ‏ج ، م : « قل لئن ا وهو اول الاية‎ )٦( . _ ‏الاسراء . م : سقط ه ظهبراً‎ /٨٨ )٧( . ‏ج 0 م : حداهم‎ )٨( . دوه/١٣‎ )٩( (٠١)ج‏ : حداهم ؤ م : ردهم . (١١)ج‏ : الى . . ‏البقرة‎ /٢٣)١٢( (٣١)م‏ : سقط ه الآية » . . ‏يونس‎ /٣٨)١٤( ٣.٥ 305 أن ظهر عجزهم على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور ‎١‏ مثله أو بسورة واحدة من مثله أثبت عليهم الحجة وقطم معاذيرهم " © فقال لرسوله وللمؤمنين" : ( فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما أنزل بعلم الله) ‎٤‏ لا بعلم البشر ، فني عجز ‎٥‏ أولئك القوم } وهم أهل الفصاحة والبلاغة ا مع ما هم فيه من شدة الحرص ب والاجتهاد في التكذيب للنبئ؛ ‎٦‏ عليه السلام ، والرد عليه عن ‎٧‏ الاتيان بمثل ما أتى به صلى انته علبه وسلم أعظم الحجة “ } وأثبت الدلالة {، وأقطع لمعاذيرهم ‎١‏ ‏ومعاذير ‎١‏ غيرهم من الناس ، ممن هو لي زمانهم } ومن بعدهم إلى يوم القيامة } مم ما ني لقرآن من أخبار الغيوب ، وما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم من الغيوب ني غير القران ، مما لا يعلم علمه إلا الله الذي اعلمه إياه يي ايات كثيرة ، واعلام بينة 0 وعجائب ‎١١‏ عظيمة ، ظهرت على يديه !ا عليه السلام ‎٣‏ سوف نخبر بها إذا ‎١٤‏ صرنا إلى موضع الذ كر لها } إن شاء الله والله ‎١٥٢‏ ولي التوفيق . . ‏ج : سورة‎ )١( . ‏د : معاذرهم‎ )٢( . ‏ج : والمؤمنين‎ )٣( . دوه/١٤‎ )٤( . ‏د : اعجاز‎ )٥( . ‏ج : ني تكذيب الني‎ )٦( () م: على.... . ‏د : م : اعظم الحجة عليهم‎ (٨) . ‏د : معاذرهم‎ )٩( (٠١)د‏ : ومعاذر . (١١)ج‏ : وأعاجيب . (١١)ج‏ إ م : يده . " . ‏ج 6 م : صلى الله عليه وسلم‎ )١٣( . ‏ج ، م : إذا نحن‎ )١٤( (٥١)م‏ : فالله . 306 ٠٦ القول على المجوس ‎١‏ : ‎٣٩‏ وأما المجوس فأنهم زعموا أن لهذا العا ه مدبرا محدثا / وسموه هرمزاً وزعموا أنه هو المدبر لجميع الخير ، والخالق لكل الحسن ، وان الشيطان هو الخالق لجميع ‎)١(‏ المجوس : نبه مولانا أبو الكلام آزاد لعالم الهندي المسلم العظيم إلى خطأ شائع وذلك ‏ان العرب نطقوا كلمة ه موغوش " ه مجوساً ء وأطلقوها على أتباع الدين الزرادشتي والواقع انه ليس اسيا لهم ، فقد ثبت في هذا العصر ان كلمة جوس كانت امياً لدين شائع في مادا 0 قبل زرادشت ، فالكلمة قد وردت في ه أوستا ‎٤‏ وأطلقت على معارضي زرادشت ؤ ولما اشتهرت ديانة مادا ني بلاد العرب والشام باسم ه موغوش ! أطلقوا على اتباع زرادشت ذلك ، والنطق الصحيح لاسم زرادشت ني اللغة البهلوية : « زاراتهسترا ؟ . والمجوس مختلفون ني الته هل هو جسم أم لا 5 رأى بعضهم ان الله والشيطان قديمان © وانهما جسيان ، ورأى بعضهم ان الله قديم والشيطان محدث س واتفق المجوس على ان العالم محدث والذي دعاهم إلى اثبات الشيطان مع الله هو ان انته لا يفعل الشرور والآلام © وذلك دافع أخلاقي كما هو بالنسبة للثنو بة عامة ، و يجعلون الشيطان في صراع مع الله . وانه حاصره بجنوده ي جنته 3 وحاربه ثلالة الاف سنة ، ثم صالحه ، وامجوس يقوم مذهبهم على قاعدتين : المبدا والمعاد : سبب امتزاج النور بالظلام 0 وسبب خلاص النور من الظلام ( يزدان واهرمن ) والنار عند المجوس تمثل اله الخير ، فالثنوية ترى ان الأصلين قديمان وأما المجوس فأغلبهم يقول بأن النور أزلي } وان الظلمة هي الحادثة } بخلاف الزرادشتية فانها قالت بأنهما معاً حادثان مخلوقان .} وان خالقهما هو الله © وقد تفطن إلى هذا الفخر الرازي حيث لم يجعل الزرادشتية من جملة فرق الثنوية } وكذلك الشهرستاني الا انه يجعل الزرادشتية من المجوس 0 وعرف العرب المجوسية وخاصة قبيلة تميم على انهم عبدة النار 2 ويرى ابن حزم ان المجوسية أثرت ني الاسماعيلية ؛ والقرامطة ، وان الزمان والمكان والهيولي قديمة ني تصور المجوسية 0 وقال كثير من المسلمين بنبوة زرادشت ، الفصل ج ‎١‏ ص ‎١١٣‏ ويرى ابن حزم أيضا ان المجوس تؤمن بنبوة زرادشت . وقال علي ابن أبي طالب وحذيفة وسعيد بن المسبب ، وقتادة ، وأبو ثور 0 وجمهور من أهل الظاهر ان المجوس من أهل الكتاب ، ويرى هذا الرأي ابن حزم وقد برهن على ذلك ني كتابه : ( الإيصال في باب الجهاد ، وني باب الذبائح © وني باب النكاح ) = ‎٣.٧ 307‏ الشرور ‎١‏ ، ولكل فعل قبيح ، وقالوا ان هرمز" قديم وأن الشيطان محدث وانه إنما أحدث" من فكرة فكرها 0 هرمز ث في نفسه فقال : أني تخوفت ان يدخل علي ني ملكي & من ينازعي فيه } ويضادني فحدث الشيطان عن تلك الفكرة ‎٦‏ ‏وان هرمزاً صالح الشيطان فتركه إلى أن يفنبه بعد ذلك ، ويزيله كما أحدثه ‎٧‏ ‏وزعموا أن جميع الأشياء الحسنة من : العدل والحكمة والعلم . وجميع مصالح الخلق 3 وجميع الأشياء النافعة كلها 0 من فعل هرمز © وأن الأشياء القبيحة كلها من : الباطل والكذب والعدوان والفحش والمضار من جميع الامور ؤ والهوام المؤذية والسباع والعقارب والحيات ، وما يشبه ذلك من فعل الشيطان 0 وهو الخالق لجميعها“ وبانوا ث بهذا الفصل من ‎١‏ سائر المثبتين لحدوث الأشياء ، المقرين = الفصل ج ‎١‏ ص ‎١١٤‏ وأكبر دليل على ذلك ان الني صلى النه عليه وسلم أخذ منهم الجزية وهى لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب . وفي كشاف اصطلاحات الفنون ان المجوس سموا بذلك نسبة إلى ميخ كوش أو ميركوش وهو صغير الأذن اسم رجل وضع دين . ج ‎٢‏ ص ‎١٣٣٠‏ . ( الشيخ المفيد ، اوائل المقالات ص ‎٦٥‏ ت ‎١‏ ، القاضي عبد الجبار ، المغنى ه الفرق غير الإسلامية ‎٤‏ ص ‎٧٩٧١‏ ، الشهرستاني ، الملل ج ‎١‏ ص ‎٢٣٣‏ ، الدكتور يحيى هويدي 0 محاضرات في الفلسفة الإسلامية ص ‎٥٤٤٧‏ & ابن قتيبة ، المعارف © ص ‎٢٦٦‏ ، ابن حزم ، الفصل ج ‎١‏ ص ‎٣٥-٣٤‏ ) . ‎)١(‏ د : الشر . ‎)٢(‏ م : هرمز . ‎)٣(‏ م : حدث . ‎)٤(‏ ج ، م : فكر بها . ‎)٥(‏ ج : هرمز. ‎)٦(‏ م : الفكر . ‎)٧(‏ م : احدته . ‎)٨(‏ ج & م : لجميعه . ‎)٩(‏ م : وبانوا . (٠١)ج‏ : عن . ‎٣٠٨‏ 308 بالصانع © فيقال لهم : أخبرونا عن هرمز أليس هو خبيرا عليماً حكيما فلذلك نفيتم عنه فعل الشرور ‎٢‏ وخلق جميع القبائح ؟ فان قالوا : بلى & قيل لهم : فالشيطان الذي هو راس الخطيئة ، الفاعل لجميع الشرور ، الخالق لكل قبيح وخبيث 8 أخير حسن هو أم' قبيح شرير ؟ فان قالوا : حسن خير ، قيل لهم : فكيف وهو الخالق لجميع هذه" الشرور ؟ فان قالوا : لا يكون بخلقه هذه الشرور © وهذه ‎٤٠‏ القبائح / شرير 0 ولا قبيحا 3 قيل لهم : فها أنكرتم عن هرمز أن يكون هو الخالق هذه" الشرور والفاعل لها } وليس هو مع ذلك شرير » ولا قبيحاً 3 إذ لا يكون الشيطان بفعله القبائح ث وخلقه الشرور قبيحا ولا شريرا ؟ فان رجعوا وقالوا : ان الشيطان بفعله ث القبائح قبيح ث و بخلقه الشر شرير ‎`١‏ قيل لهم : فهرمز حين٧‏ خلق الشرير ‎٨‏ وفاعل ‎١‏ القببح الذي هو الشيطان أحسن هو أم قبيح شرير ‎١٦‏ فان قالوا : ان هرمزا ‎١١‏ خير "ا لا يكون شريراً 3 قيل لهم ‎١٢‏ : وكيف وهو الذي خلق رأس ا الشر الذي منه جميع الشرور ؟ فاذا كان الشيطان شريراً بفعله الشر . ‏د : او‎ )١( . ! ‏ج : سقط « هذه‎ )٢( . ‏ج إ م : لجمبع‎ )٣( . ‏د : بفعل‎ )٤( . ‏ج إ م : قبيحاً 0 وهو خطأ‎ )٥( . ‏ج { م : شريراً ، وهو خطأ‎ )٦( . ‏م : خير‎ )٧( . ‏ج . م : الشر‎ )٨( . ‏ج ، م : وفعل‎ )٩( (٠١)ج‏ ، م : أحسن خير هو أيضا أم شرير قبيح ؟ . (١١)د‏ & م : هرمز . وهو خطا . (٢١)ج‏ : سقط ه خير " . (٣١)ج‏ ؤ م : سقط « لهم ! . (٤١)م‏ : وامن . ٣.٩ 309 فهرمز أولى بالشر منه إذ خلق رأس جميع الشرور 4 وسبب جميع القبائح ، فان قالوا : ان هرمزا شرير قبيح مخلقه ‎١‏ الشيطان © انهدمت جميع اصوم ك وانهدم ‎٢‏ جميع بنيانهم الفاسد ، ويقال لهم : ما يؤمنكم آن هرمزا إذا كان انما احدث٢‏ الشيطان من فكرته ، لعله تفكر فكرة مثلها } والف فكرة ؟ ولعل هذه القبائح كلها من فكرة حدثت ، فضلا عن أن تكون حدثت ث من الشيطان ، وما يدريكم على هذا المعنى بأن هذه الشرور والقبائح من الشيطان دون هرمز } فان اعتلوا بالأخبار ، وادعوا علم ما قالوا من ذلك انهم علموه من قبل الأخبار ، قيل لهم“ : فلعل المخبر لكم بذلك كاذب ولعل ذلك الخبر إنما جاءكم من قبل الشيطان } الذي لا يأتي من قبله إلا كل كذب ، وقبيح ، ويقال لهم ني قولهم : أنه سوف ‎٤١‏ يفنيه فيما يأتي ‎٦‏ من الدهر " 3 أخبرونا عن / اليوم هل كان يقدر على أن يفنيه ؟ فان قالوا لا ، قيل لهم : فكيف يقدر بعد اليوم على ما لا يقدر عليه اليوم ؟ وأني له القدرة بعد هذا على شيء أليست له قدرة عليه اليوم ؟ فان قالوا : بأنه قادر على٢‏ أن يفنيه اليوم } وبعد اليوم ، قيل لهم أفتركه "" يفعل ا الشرور ، ويحدث لقبائح ويفسد في الأرض ولا يصلح ، ألوفاً من السنين ، وهو قادر على أن يفنيه © . ‏ج : لخلقه‎ )١( . ‏ج : وانهد‎ )٢( . ‏ج { م : حدث‎ )٣( . ‏ج ، م : تحدث‎ )٤( ‎)٥(‏ ج إ م : سقط الهما. ‎. ‏د : ياتيه‎ )٦( ‎. ‏ج & م : الدهور‎ )٧( ‎. ‏ج ، م : بالقدرة‎ )٨( ‎. ‏د : قديران‎ )٩( ‎. ‏ج | د : فتركه‎ )١٠( ‎)١١(‏ ج 6 م : يعمل ‎310 ١٠ فأي ‎١‏ شر تضيفون الى هرمز 2 وأي قبيح تنسبون اليه أعظم من هذا ك وأشنع منه ؟ ويسألون عن الذي يسأل عنه أهل الدهر وغيرهم من أصحاب الاثنين ، فيقال هم : أخبرونا عن الشيطان أبطبع " يفعل الشر أم باختيار ؟ فان قالوا : باختيار © قيل لهم : فهو اذن يترك فعل الشر ، ويفعل الخير ، إذ " كان فعل الشر منه اختيارا لا طيعاً ث فكيف حتى قلتم انه لا يكون من فعله إلا القبح والشر دون الحسن والجميل ؟ فان قالوا : فعل الشر منه طبع ؛ غير اختيار قيل لهم : وكيف كان طبعا ‎٥‏ وهو قد ‎٦‏ كان ولا يفعل ثم فعل بعد ذلك ، والطبع ‎٧‏ لا يفارق الشيء ولا يزايله 0 مع أن هذه الأفعال الني أضافوها اليه 0 مختلفة الأجناس © متضادة المعاني 0 وليست هي من جنس ما بطبع الشيء عليه ‎٨‏ وكل ما يدخل على من قال بالائنين من جميع ما رسمناه في كلامنا } فهو داخل على هؤلاء القوم حرفا حرفاً ى وأما تكذيب المجوس بالمرسلين فذلك أمر يشملهم مع غيرهم مع جميع ‎٤٢‏ أهل التكذيب 3 والرد على جميعهم واحد ، والته ولي / التوفيق . أهل الكتاب : وأما أهل الكتاب" فانهم مع اختلاف مللهم © وتفاوت أوقاو يلهم مجمعون على تكذيب نبينا "محمد صلى الته عليه وسلم ، فرأيت أن أبدأ من ذلك بالأمر١١‏ ‎)١(‏ ج ، م : وأي . ‎)٢(‏ ج ك م : ابطباع . ‎(٣)‏ ج } م : اذا . ‎)٤(‏ ج } م : طباع . ‎)٥(‏ ج ، م : طباعا . ‎)٦(‏ د : سقط « هو! . ‎(٧)‏ ج ؤ م : والطباع . ‎)٨(‏ د : كتب على الهامش ه روجع " مع امضاء المراجع . ‎)٩(‏ م : التكذيب . (٠١)ج‏ ، م : على التكذيب بنبيئنا . ‎)١١(‏ د : الامر . ‎٣١١ 311‏ الذي هو شامل لجميعهم من الرد عليهم ، في إنكارهم لنبوءة ا نبينا محمد صلى الته عليه وسلم ، والنقض " عليهم باطلهم ى وأن أذكر من حجح انته التي شد بها على أعضاد الناصرين لدينه ، مما أظهره النه تبارك وتعالى ني القرآن ، وني غير القرآن ونشره أولو العلم من قبلنا © من أعلامه وشواهده صلى النه عليه وسلم ، بالذي يحضرني من " ذلك ، ثم نثني بعد ذلك بذكر ما يختلف فيه القوم ث ، إن شاء الله تعالى ‎٠‏ © والله ولي التوفيق ‎١‏ . الدلالة على آيات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزاته : وقد كنا نبهنا في باب اثبات الرسالة للرسل صلى الله عليهم وسلم ، والنقض على البراهمة ، على اثبات ‎٢‏ آيات الأنبياء ومعجزاتهم 0 من الذي أعطى موسى عليه السلام من العصا واليد وفلق البحر في سائر ذلك ، والذي اوتي عيسى عليه السلام 3 من أنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ، وغيره باذن اته ‎٨‏ وما أوي _ محمد صلى الله عليه وسلم من آيات القرآن ، ومعجزه " الذي لا يقدر أحد من البشر أن يأتي بمثله 3 ولو كانوا عليه متظاهرين ، ولو ‎١١‏ تأمل متأمل ‎)١(‏ ج ) م : نبوة . . ‏ج ، م : ه في النقض ' لعله وان انقض‎ )٢( . ‏م : عن‎ )٣( . ‏م : العوام‎ )٤( . ! ‏م : سقط ه تعالى‎ )٥( . ! ‏ج : سقط ه تعالى والله ولي التوفيق‎ ()٦( . ! ‏ج : سقط ه اثبات‎ )٧( . ! ‏ج ، م : سقط ه باذن الله‎ )٨( . ‏م : به‎ )٩( . ‏ومعجزاً‎ : م)١٠(‎ . ‏م : فلو‎ ، ج)١١(‎ 312 ٣١٢ ما أوتي ] النبي محمد صلى الله علبه وسلم - من جهة التفهم من آيات ‎٢‏ القرآن } ‎٤٣‏ وفكر ي ذلك بحقيقة التفكر } لعلم انه أعظم من جميع ما أوني غبره / من الأنيا. , إذ لا يعتر ض معرض ي القران بالإنكار له } والجحد ولا بالشك في أنه نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، لقيام القران بين ظهراني هذا " العالم إلى يوم الدين ولا يعترض فيه معترض بان يدعي انه لو شاهد القرآن لأمكنه أو أمكن غيره من الناس ان ياني بمثله 2 بل هو قائم بين اعينهم متلو ‎٤‏ على آذانهم ليلاً ونهارا 5 باق ‎٥‏ فيهم ما بقيت السياء ‎١‏ 0 والارض ولم يحل كل عالم في كل زمان من شاعر فصيح 3 او خطيب ‎١‏ بليغ & وفيهم من لا يحتشم ني كثير من المجالس من الافصاح بالالحاد ، والطعن على الني عليه السلام ‎٨‏ والقدح١‏ ني القرآن ، فهل تهيأ لأحد٠١‏ منهم! قط أن يعارض سورة من سور القرآن بشيء يكون عند أهل اللغة والفصاحة مقارباً للقرآن ني النظم والتأليف © وحسن المعاني ، وعذوبة الألفاظ 3 فضلاً عن المساواة له ؟ مع ما تضمنه القران من علم الغيوب لني لا يعلم علمها 3 ولا يقدر على ان يطلع عليها احد غير الله ث وذلك انه اخبر ئي القران عن٢١‏ امور قبل كونها & . ‏م : ما أتى‎ )١( . ‏ج : اي‎ )٢( . ‏ج : سقط « هذا!‎ )٣( ٍ . ‏م : متلواً‎ )٤( ره) د : باقي ، م : باقيا . (ر٦)‏ د : الموات . . ‏د : وخاطب ، م : أو خطب‎ (٧) . ‏ج : صلى النه عليه وسلم‎ )٨( . ‏ج م : والقدح له‎ )٩( . ‏د : احد‎ )١٠( . " ‏ج ، م : سقط «منهم‎ )١١( . ‏ج ، م : على‎ )١٦( ١٣ 313 فكانت على ما أنت به الأخبار } من ذلك قوله تعالى ‎١‏ ( ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ) ‎٢‏ & وكانت فارس غلبت الروم على أرض الجزيرة ، وهي أدنى أرض الروم من سلطان فارس ، فسر بذلك مشركو قريش وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على أهل فارس لأن الروم أهل ‎٤‏ كتاب ، وفارس مجوس » فساءهم أن غلبوهم على شيء من بلادهم / فأنزل الله عز وجل : ( وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) ‎٢‏ أي الروم بعد أن غلبوا سيغلبون أهل فارس في بضع سنين ، والبضع عند اهل اللغة : ما فوق الثلاثة ودون العشرة 8 فغلبت الروم أهل فارس وأخرجوهم من ديارهم يوم الحديبية © وذلك بعد سبع سنين ، ثم قال الله عز وجل : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) ‎٤‏ ؤ أي له القضاء بالغلبة لمن يشاء من قبل ومن بعد ث ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) ‎٦‏ أهل الكتاب على المجوس ، و بتصديق الله عز وجل ما وعد من ذلك 0 ومن أعجب ما في الآية تحديد الله عز وجل للوقت في بضع سنين © ولم يقل : ( وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) فيما بعد ، ثم قال مؤكدا لما وعد محققا : ( وعد الله لا مخلف لله وعده ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) " والقصة ني هذا مشهورة بين أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه © وبين أبي بن خلف آ لعنه الله ‎٨‏ . خبر آخر : قوله عز وجل : ( سنر يهم آياتنا في الآفاق وني أنفسهم حتى يتبين لهم أنه . ‏م : عز وجل‎ )١( . مورلا/٤‎ )٢( . مورلا/٤‎ )٣( . مورلا/٤‎ )٤( . ‏د : سقط ه اي له القضاء بالغلبة لمن يشاء من قبل ومن بعد‎ )٥( . مورلا/٤‎ )٦( . مورلا/٦‎ (٧) . ! ‏د : سقط ه لعنه الله‎ )٨( 314 ٣١٤ الحق ‎١)‏ الآية! 0 في الآفاق : فتح القرى ، وني أنفسهم : فتح مكة فتبين لهم عند ذلك ان الذي جاءهم به الني " هو الحق . خبر آخر : قوله للني عليه السلام ث : ( ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) ث ومعاد الرجل بلده © سمي معادا لانه ينصرف في البلاد ويضرب في الارض ثم يعود اليه وهذه الاية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين خرج من ‎٥‏ مكة يريد المدينة 3 وكان خرج منها١‏ محزوناً مفارقته " وطنه ؤ فبشره / الله بالظهور ‏والغلبة وأعلمه “ أنه سيعود الى مكة . خبر آخر : ‏قوله عز وجل : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ث وهذا أمر بين } وأهله غالبون على كل أمة . خبر آخر : ‏قوله عز وجل لي سورة اقتر بت الساعة ا وهي مكية : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) اا يعني المشركين يوم بدر فهزمهم انته عز وجل يومثذ بأعد ما كانوا من ‎/٥٣ )١(‏ فصلت . ‎)٢(‏ د : الآية وهو الصواب . ‎)٣(‏ ج & م : صلى الله عليه وسلم . ‎)٤(‏ ج ‘ م : صلى الله عليه وسلم . ‎/٨٥ )٥(‏ القصص . ‎)٦(‏ د : سقط ه منها ! . ‎)٧(‏ د : لمفارقة . ‎)٨(‏ د : سقط ه واعلمه ! . ‎/٣٣ )٩(‏ التوبة . (٠١)ج‏ : ني سورة القمر . ‎/٤٥)١١(‏ القمر . ‎٣١٥ 315‏ السلاح ، والمال والرجال الأباطل ‎١‏ وكان عددهم ما بين تسعمائة إلى الألف ‎٢‏ وعدد المسلمبن نلالمئة وثلاثة عشر رجلا ‎٦‏ يعتقب العدد ‎٢‏ منهم البعير الواحد ، ولا فرس معهم ث يومئذ إلا فرس للمقداد ‎٥‏ © وفرس٦‏ للز بير } وأمكن الله من صناديدهم « وكماتهم ) فقتل ‎٧‏ منهم خمسون رجلا وأسر منهم : نحو ذلك ، ورجعوا خائبين منكوبين وكان أراهم مصارع القوم قبل اللقاء } وقال كأنكم بأ ‎٨‏ عداء الله بهذه الضلع ث الحمراء " مقتلونا' ث ثم رماهم بقبضة من : ‏ج \ م : سقط لفظ : الأباطل وعلق عليه ني هامش (د) ب : لعله الأبطال ، م‎ )١( . ‏لعنهم النه‎ . ‏د : والف‎ )٢( . ‏ج ؤ م : العدة‎ (٣) . ‏د : معه‎ )٤( ٥٨٧ / ‏ق ھ‎ ٣٧ ‏المقداد بن عمرو الكندي البهراني الخضرمي أبو عمرو ولد في سنة‎ )٥( ‏من الصحابة الأبطال ومن الذين يحبهم الله ورسوله 3 وكان قد تبناه الأسود بن عبد‎ ‏بغوث ثم أمره الني أن ينتسب إلى أبيه عمرو } وكان في الجاهلية يسكن بحضرموت‎ ‏حدبثاً . وكان‎ ٤٨ ‏ثم سكن بالمدينة . وهو أول من قاتل على فرس ني سبيل الله ث روى‎ . ٦٥٣ / ‏ھ‎ ٣٣ ‏ني بدر فارسا وحده ، توني قريبا من المدينة‎ ‏مجمع الزوائد‎ ، ٨١٨٥ ‏الاصابة ت‎ & ٢٨٥ : ١٠ ‏تهذيب التهذيب ج‎ ٣٤ : ١ ‏العمر ج‎ : ١ ‏حلية الاولياء ج‎ © ١٦٧١ : ١ ‏صفة الصفوة ج‎ ، ١٦٠ : ‏السامى‎ | ٣٠٦ : ٩ ‏ج‎ ‎. ‏الزركلي ، الاعلام‎ . ١٧1 . ‏د : وفارس‎ )٦( . ‏ج 0 م : وقتل‎ )٧( . ‏د } م : يا‎ (٨) . ! ‏ج : سقط ه الضلع‎ )٩( (٠١)م‏ : الحمرا _ والضلع الحمراء : الضلع من الجبل : شيء مستدق أو الجبل الصغير او الجبل المنفرد 3 أو جبل مستدق طويل 8 قال الأصمعي : الضلع جبيل مستطيل في الارض ليس بمرتفع ني السماء & ( لسان العرب ) . . ‏د - م : مقتلبن‎ )١١( 316 ٣١٦ الحصى ‎١‏ } وقال ! شاهمت الوجوه خ ولم يكن بعدها إلا هزيمة القوم ‎٢‏ لقول اله عز وجل : ( وما رميت إذ رميت ولكن لله رمى ) ‎٤‏ أي شد رميتك 8 فصدق © الله ما وعده من النصر ث وصدق ما قدم في الكتب المتقدمة من ذكر هذه الوقعة 0 على لسان اشعياء 0 وهو قوله : ينزل البلاء بمشركي العرب ، و يهزمون بين يدي ‎٦‏ سيوف مسلولة وقسى ‎٧‏ موترة ؤ ومن شدة الملحمة } ولا يستطبع أحد أن يحتال ي قوله : ( سيهزم الجمع ) ‎٨‏ ويتاوله للسين الني هي في معنى سوف ، ‎٤٦‏ وهذه السين سوف لا يكونان أبدا إلا لأمر لم بقع © ومما يزيد ني / وضوح هذه الآبة قوله في سورة أخرى : ( ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه ‎١)‏ أي تقتلونهم ". خبر آخر : _ ان النى صلى الله عليه وسلم ، وعد المسلمين أن"" بغنمهم احدى الطائفتين © وكانت أحداهما ذات" بز وطيب وأدم وأموال ، ولا رجال فيها إلا عدة يسيرة ، والطائفة الأخرى ذات شوكة ورجال © وعدة ، فمال المسلمون" باهوائهم إلى ذات ‎)١(‏ ج : الحصباء . ‎)٢(‏ ج ، م : ثم قال . ‎)٣(‏ ج : الا الهزيمة . ‎/٧ (٤(‏ الأنفال . ‎)٥(‏ ج ، م : وصدق . ‎)٦(‏ ج : ايدي . ‎)٧(‏ م : وقسنى . ‎)٨(‏ ٥٤/القمر‏ . ‎)٩(‏ ١٢٥١/آل‏ عمران . (٠١)ج‏ : يقتلونهم . (١١)د‏ ا م : على ان . (٢١)م‏ : ذات المشة وبر . (٣١)م‏ : المسلمين . ‎١٧ 7‏ الغنيمة ، وكرهوا الأخرى ، فأبى الله لهم إلا ذات الشوكة © فقال : ( واذ يعد كم اله احدى الطائفتين انها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافر ين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) ا وهذا أيضا مما لا يستطاع دفعه بحيلة ولا بتأويل ! لأن وعد ‎٢‏ الله اياهم احدى الطائفتين 3 لا يكون إلا قبل اللقاء } ولا يجوز أن يعد شيئاً قد وقع . خبر آخر : قوله عز وجل : ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقبن رؤوسكم ومقصرين ) ث فكان الأمر في ذلك كما قال ، وكان نزول ‎٥‏ ذلك في قصة مشهورة © وذلك أن رسول الته صلى الته عليه وسلم رأى بالمدينة رؤيا دلته ‎٦‏ على أمور يوقعها الله له ، منها : انه سيدخل المسجد الحرام & وسيحلق رأسه ببطن مكة } ومكة بومئذ ‎٧‏ دار شرك ، فوعد رسول انته " أصحابه بدخول المسجد الحرام" ، وخرج معتمر طامعا في الوصول إلى البيت١١من‏ عامه ‎٤٧‏ ذلك ، للرؤيا الني رآها" / وخرج معه جماعة من المسلمين ، فلما قر بوا من مكة ‎)١(‏ ٨/الأنفال‏ . ‎)٢(‏ د : تأو بل . ‎)٣(‏ د : لو عد . ‎)٤(‏ ٧٢/الفتح‏ . ‎)٥(‏ د : نزل . ‎)٦(‏ ج : دلت . ‎)٧(‏ ج ، م : حينئذ . ‎)٨(‏ م : شركة . ‎)٩(‏ ج ا م : صلى الله عليه وسلم . (٠١)ج‏ ؤ م :: سقط ه الحرام ! . (١١)ج‏ 0 م : في صول البيت . (٢١)د‏ : راي الني علبه السلام . ‎٣١٨‏ 318 صدهم المشركون عند دخولها فأعلمهم ا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يأت لحرب ‎٢‏ وأنه " إنما أتى معظما هذا البيت ، فقالوا : لا تدخلها على هذا الحال أي على غرة وغفلة ث أبداً ودعوه ‎٥‏ الى الحدنة } ووضع الحرب عشر سنين © على ان يرجع هو واصحابه من عامهم ذلك } فاذا كان من قابل دخلوا ان شاؤوا 3 فأجابهم رسول الله ‎٦‏ إلى ذلك ، وحل من احرامه بالحديبية ، ففاج المسلمون يومئذ حتى قال قوم منهم لرسول الله : الست وعدتنا انك ستدخل المسجد الحرام ؟ فقال أفقلت ‎٧١‏ لكم ان ذلك يكون ني شهري هذا ؟ فقالوا : لا ، فقال ‎٨‏ : فسيكون ذلك | فأنزل ‎١‏ الله ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ، لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ) " . فاكد بذلك ‎١١‏ وعد رسول الله 0 وحقق قوله & وأعلمهم أن ذلك سيكون ، فكان٢١‏ الأمر ني ذلك ‎٢‏ كما قال . خبر آخر : قوله : ( وعد كم الله مغانم كثيرة تأخذونها فجعل لكم هذه وكف أيدي ‎)١(‏ ج : فأعلمهم . ‎)٢(‏ د : للحرب . ‎)٣(‏ ج : سقط ده انه " . ‎)٤(‏ ج { م : سقط ه أي على غرة وغفلة ‎٤‏ . ‎)٥(‏ د : اودعوه . ‎)٦(‏ م : صلى انته عليه وسلم . ‎)٧(‏ د : أقلت . ‎)٨(‏ ج : قال . ‎)٩(‏ د : وأنزل . ‎/٢٧)١٠(‏ الفتح . ‎)١١(‏ ج - م : لذلك . ‎)١٢(‏ ج ؤ م : وكان . (٣١)د‏ : كذلك . ‎٣١٩ 319‏ الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين و يهديكم صراطاً مستقيما وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط اته بها وكان الله على كل شيع قديراً) ' فكان الذي عجله الته له من المغانم ؟ ما أفاءه الله ‎٢‏ على المسلمين 2 وفتحه عليهم من أرض المشركين وديارهم ‎٤٨‏ وأموالهم 5 إلى الوقت الذي أنزل الله هذا فيه ثم / وعد الله المؤمنين ما لم يكونوا يقدرون ا عليه } ولا صار ي أيديهم حينئذ 5 فقال : ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها ‎٥)‏ أي أنها سيفتحها عليكم { و يمكنكم منها بلطفه لكم ‎١‏ } ونصره إياكم فكان الأمر ني ذلك كما قال بالظهور على مكة ، وعلى فارس والروم ، وبفتوح " الشام والعراق وغير ذلك من البلدان ، وما أفاءه الله من أموال المشركين . ومما يشهد لنبوته صلى الته عليه وسلم من القرآن أيضاً ، ما كان من وعيد الله لرجال من الكفار { مسمين بأعيا نهم بالخزى في عاجل الدنيا 5 مع عذاب الآخرة فجاءت الأخبار فيهم من اته ‎١‏ بأنهم يصيرون ث إلى النار } فلم يسلم منهم أحد © وقد صنع مثل صنيعهم قوم علم الله أنهم يدخلون ني الإسلام ى فلم يأت اليه" من عند الله فيهم خبر بعذاب ، ولا ختم عليهم به . وكان مما انزل الله من القران بمكة مما أجمع العلماء ا أنه أول قرآن أنزل بمكة & قوله : ( أقرأ باسم ربك ) ‎١٢‏ ‎/٢١ ((‏ الفتح 7 " و يهديكم صراط مستقيماً . د : قدير وذلك خطأ من الناسخ . ‎)٦٢(‏ ج ا م : الغنائم . ‎(٣)‏ ج { م : سقط ه لفظ الجلالة ! . ‎)٤(‏ د : قدروا آ م 3 سقط يقدرون أو قدروا . ‎/٢١ )٥(‏ الفتح . ‎)٦(‏ ج ، م : هكذا ني الأصل د ولعله « بكم " وسقط في ه د " . ‎)٧١(‏ د : بفتح . ‎)٨(‏ د : فجاءت الاخبار من الله فيهم . ‎)٩(‏ د : بانه يسيرهم © م : بانه يصيرهم . (٠١)د‏ : اليهم . (١١)م‏ : سقط ه العلماء ! . ‎/١)١٢(‏ العلق . ‎٣٢٠‏ 320 فقال فيها : ( كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية ) ' قالت خديجة " ان هذا الوعيد نزل في أبي جهل٢‏ ثم نزل أيضا في قولهم حين مشوا إلى أبي طالب ! 8 فسألوا الني صلى الته عليه وسلم ، عن أشياء فدعاهم إلى قول : لا إله إلا الله فتفرقوا، وقالوا : ( اجعل الآله إلها واحداً) ث إلى قوله : ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ‎٦)‏ وذلك يمكة قبل الحرب |، وقال : ( تبت يدا أبي هب وتب ما أغنى . ‏العلق‎ /١٦١ )١( 8 ‏م مكة‎ ٥٥٦ / ‏ق ھ‎ ٦٨ ‏خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي & ولدت سنة‎ )٢( ‏ونشأت بها . كانت ذات مال كثير تتاجر به ، تروج بها الني قبل النبوة © فولد له‎ © ‏منها القاسم وعبد النه ورقية وأم كلثوم وزينب وفاطمة وهي أول من أسلم من النساء‎ ٢ ‏ق ھ / ٠٢٦م . صفة الصفوة ج‎ ٣ ‏ساعدت الني ني الشدة ، وآزرته ى توفيت ني سنة‎ . ‏الزركلي ، الاعلام‎ ٣٣٣ ‏الاصابة‎ ،| ١١_٧ : ٨ ‏طبقات ابن سعد‎ ٢ ‏ص‎ . ‏م‎ ٥٧٠ ‏أبو جهل : أبو الحكم عمرو بن هشام بن المغيرة ى من بني مخزوم ، ولد حوالي‎ )٣( ‏م ، ويعتبر من دهاة قريش وأبطالها ث تولى‎ ٦٣٥ / ‏ھ‎ ١٣ ‏أسلمت أمه وعاشت إلى سنة‎ & ‏زعامة بني مخزوم ؤ وأوشك أن يدبر قتل الني } واضطهد المسلمين عناداً وعتوآ‎ ، ‏م‎ ٦٢٤ ‏ه/‎ ٢ ‏وكان نفوذه يقوم على مكانته التجارية ، والمالية . ومات ني غزوة بدر سنة‎ } ! ‏الطبري ه فهرس‎ ، ٣٣ : ٢ ‏ابن هشام ج‎ ، ٤٤٣ / ‏دائرة المعارف الإسلامية‎ ( ، ٢٣ : ١ ‏آ ابن الاثير ج‎ ٥٥ ‏ص‎ ٢ ‏ق‎ ٣ج‎ © ١٧٩٤ ‏ص‎ ١ ‏ق‎ ٣ ‏ابن سعد ، الطبقات ج‎ . ) ٢٧ ‏ص‎ !٢ ‏اليعقوبي ج‎ ، ٣٨ & ٢٧٢٥ ‎)٤(‏ أبو طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم عم الني وكافله 0 وهو الذي حمى الني من بطش قر بيش & ووقف شجى في حلوق المشركين } ولد سنة ‎٨٥‏ ق ھ / ‎٥٤٠‏ م ، وتوني سنة ‎٣‏ ه / ‎٦٢٠‏ م ، امتنع من الدخول في الإسلام خشية أن يعيره قومه . و بعتبره الر بدية والشيعة الامامية مسلماً ث وإنما كان مخفياً إسلامه لاعتبارات اجتاعية . ( دائرة المعارف الاسلامية آ طبقات ابن سعد ج ‎٧٥ : ١‏ أ ابن الأثير ج ‎٣٤ : ٢‏ آ الزركلي . الاعلام ) . ‎. ‏ص‎ /٥ )٥( . ص/١١‎ )٦( ٢١ 321 ‎٩‏ عنه ماله وما كسب ، سيصل نارا ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب ، في / جيدها حبل من مسد ‎١)‏ نزل ذلك وهما حيان سليمان ! & وماتا على كفرهما وكان قوم يقولون مثل قول أبي لهب " وبؤذون أذاه من علم أنه سيسلم ‎٤‏ ، فلم ينزل فيهم قرآن ، ولم يختم ‎٢‏ عليهم بعذاب ، وقال في : ( لا أقسم ) ` ( أولى لك فأولى ) ‎٧‏ ‏نزلت في أبي جهل ، فقال أبو جهل بهددني رب محمد وأنا أعز أهل البطحاء ‎٨‏ | وأكرم & فنزل في : ( حم ، الدخان ) ث ني هذا من قوله في هزثه" بالزقوم فقالا١‏ : ( ان شجرة الزقوم )"إلى قوله : ( ذق انك أنت العز يز الكر يم ‎١٧٨‏ ‏برعمك وهو يومئذ حي سليم ومن ذلك قوله : ( انا كفيناك المستهزئين ‎١٨)‏ نزلت ‎)١(‏ ٥/المسد‏ م : سقط من الآبات ه وتب ما أغنى عنه ما له وما كسب سيصلى ناراً ذات هب ! سهوا من الناسخ . ‎. ‏م : سلمان‎ )٢( ‎)٣(‏ عبد العزي بن عبد المطلب عم رسول النه ث كان من أشد الناس عداوة للمؤمنين وكان ذا مال وطغيان " توني سنة ‎٢‏ ھ / ‎٢٤‏ م (العبر ج ‎٤ : ١‏ 0 تاريخ الإسلام للذهي . دائرة المعارف الإسلامية } الروض الانف ‎٢٦٥ : ١‏ ، الزركلي ، الاعلام ) . ‎. ‏م : سيصبكم‎ )٤( ‎. ‏م : ولا يختم‎ )٥( ‎. )٧٥( ‏اي سورة الإنسان‎ )٦( ‎. ‏الانسان‎ /٣٤ )٧( ‎. ‏البطحاء : مكة‎ )٨( ‎. ! ٤٤ ‏أي سورة الدخان ه‎ )٩( ‎. ‏وكتب ني جميع النسخ ه هزوه ! والصواب ما ألبتناه‎ ٦ ‏وني هزؤه‎ : )١٠( ‏(١١)ج‏ { م : سقط ه فقال ! . ‎. ‏الدخان‎ /٤٣)١٢( ‎. ‏الدخان‎ /٤٩)١٣( ‎. ‏الحجر‎ /٩٥)١٤( ‎322 ٣٢٢ ني أربعة رجال معروفين : الوليد بن المغيرة المخزومي ' } والعاص ‎٢‏ بن واثل٣‏ السهمى ؛ والأسود بن المطلب الأسدي ‎٥‏ والأسود بن عبد يغوث الزهري & وقال بعضهم في المستهزئين كانوا خمسة ‎٦‏ } و بعضهم يقول ان كفار مكة هم المستهزئون والله أعلم © فأمات الله كل واحد منهم ميتة معروفة } وكفاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وعده ‎٧‏ } وصيرهم ‎١‏ إلى النار } فلم يسلم منهم أحد ، وني الوليد بن المغيرة ، انزل الله : ( ذرني ومن خلقت وحيدا 0 وجعلت له مالا ممدودا } وبنين شهوداً } ثم يطمع أن أزيد ) " فلم يزده النه مالا ولا ولدا " بعد هذا © إلى قوله : ( سأصليه سقر )!ا نزل ذلك فيه وهو حي سليم 3 ثم مات كافرا } ومن ‎)١(‏ الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أبو عبد شمس ويسميه بن تيمية فيلسوف قر يش لانه كان يقول : ان القران من تاليف محمد ( مجموع الفتاوى مج ه ص ‎٤٣‏ ) ولد ‎٩٥‏ ق ھ / ‎٥٠‏ م . يقال : انه من زنادقة قر يش وانه تعلمها من نصارى الحيرة ( المحبر ‎٢٣٧ © ١٧٤‏ ) حرم الخمر في الجاهلية قاوم الإسلام وتصدى له } وصد عن سبيل الله } وهو والد سيف النه خالد بن الوليد ث وتوني سنة ‎١‏ ه / ‎٦٢٢‏ م ( اليعقوبي ج ‎٢١٥ : ١‏ ، النويري ج ‎٢٧٣ : ١٦‏ ، الزركلي ، الأعلام ) . ‎. ‏ج & م : العاصي & وكلاهما صحيح‎ )٢( ‎. ‏ج : الوائل‎ )٣( ‎© ‏العاص أو العاصي بن وائل السهمي القرشي وبعتبر من الزنادقة أيضا © ومن المستهزئين‎ )٤( 8 ‏الزركلي‎ ، ١٣٣ ‏لدغ ني حرب الفجار 0 ومات ، فقيل : لدغته الأرض . ( المحبر‎ . ) ‏الاعلام‎ ‎. ‏د : الازدي‎ )٥( ‎. ‏د : سقط ه كانوا خمسة!‎ )٦( ‎. ‏د : وعدهم‎ )٧١( ‎. ‏د : وسيرهم‎ )٨( ‎. ‏المدثر‎ /١٥ )٩( ‏(٠١)د‏ : سقط ه ولداً تا . ‎. ‏المدثر‎ /٢٦)١١( ‎٣٢٣ 323 ٣ ‏بن وائل السهمي ان / محمدا أبتر لا ذكر له ، وإذا‎ ٢ ‏العاص‎ ١ ‏ذلك قول‎ ٠ ‏مات انقطع ذكره © فأنزل الله تعالى ث : (ان شانك هوالأبتر ) ث ، وفيه أيضاً‎ : ‏إلى قوله‎ ١) ‏أنزل الله : ( أفرأبت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتبن مالا وولدا‎ ‏ونرثه ما بقول من المال والولد _ ويأتينا فرداً )' ى أنزل الله تعالى فيه ذلك أ‎ ( ‏ي الاخنس بن شريق‎ ٨ ‏وهو حي سلي ». فمات على كفره كما قال الله } وانزل الله‎ ‏إلى قوله : ( لينبذن في‎ ٠) ‏القى ، حليف بني زهرة : ( ويل لكل همزة لمزة‎ ‏الحطمة ) " وفيه أبضاً ( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشأ بنميم 3 مناع للخير‎ ‏معتد أثم 3 عتل بعد ذلك زنيم )١١وني النضر بن الحارث؟١ أخي بني عبد الدار ويقال‎ ، ‏أنه : لم ينزل ني مشركي قريش ما نزل فيه ث وكان شديد الرد على الله ورسوله‎ .٤ ‏م : تكرر ه قول‎ )١( . ‏ج .\ د : العاصي‎ )٢( . ‏ج & م : ولو قد‎ (٣) . ! ‏د : سقط ه تعالى‎ )٤( . رثوكلا/٣‎ )٥( . ‏مر يم‎ /٧٧ (٦) . ميرم/٨٠‎ )١( . ‏د ، م : سقط لفظ الجلالة‎ )٨( . ‏الهمزة‎ /١ (٩١( . ‏الهمزة‎ /٤)١٠( . ملقلا/١٣)١١(‎ (٢١)د‏ : الحر يث ، وهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف يعرف كتابه الفرس وتاريخهم © كان يجلس مجلس الني ليذكر أخبار ملوك الفرس و يقول ان محمدا يأتيكم بأساطير الأولين ، أسره المسلمون ني غزوة بدر } وقتلوه وقيل ، انه مات مضرباً عن الطعام . ( معجم البلدان ج ‎١١٢ : ١‏ ، مطالع البدور ج ‎٢٣٢ : ١‏ ، الزركلي ، الاعلام ) . م 324 وقد كان ورد الحيرة ‎١‏ ووجد بها ! أحاديث عن رستم واسفندياد والفرس فاشتراها وقدم بها مكة } فكان الني صلى النه عليه وسلم 0 إذ قام من مقعده خلفه فيه النضر يحدثهم بتلك الأحاديث ويقول ‎٣‏ : حديث محمد عن عاد ونمود والامم ‎٤‏ وأنا أحدث أحسن من هذا ، فأنزل الله في سورة لقمان : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ، ويتخذها هزؤاً 2 أولئك لهم عذاب مهين ، وإذا تتلى عليه آياتنا ‎٤‏ ولى مستكبراً كأن لم يسمعها 0 كأن ني أذنيه وقراً . فبشره بعذاب أليم ) ‎٠‏ وفي الحج ‎١‏ أيضاً ‎٧‏ : (ومن الناس من يجادل ني الله ‎٥١‏ بغير علم 0 ولا هدى ولا كتاب منير } ثاني عطفه ) أي صاد بوجهه ( ليضل عن / سبيل الله له في الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) ‎٨‏ الخزى في الدنيا أنه قتل ببدر م وني الجالية ‎١‏ فيه " ( ويل لكل أفاك أثيم © يسمع آيات القه تتلى علبه ‎١١‏ ثم يصر مستكبراً © كأن لم يسمعها © فبشره بعذاب أليم ، وإذا علم من آياتنا شيثاً اتخذها هزؤاً ا أولئك لهم عذاب مهين ، من ورائهم جهنم ‎0١٢)‏ نزلهذا : ‏الحيرة بكسر ثم سكون : مدينة على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له‎ )١( النجف ( معجم البلدان ) . . ! ‏د : سقط ه بها‎ )٢( . ‏د : ويقال‎ )٣( . ‏ج إ م : إلى قوله بعذاب ألم‎ )٤( . ‏لقمان‎ /٧ )٥( . !٢٢ ‏أي سورة الحج‎ (٦( . ‏د : سقط ايضا!‎ )٧( . جحلا/٩‎ )٨( . )٤٥( ‏اي سورة الجاثية‎ )٩( (٠١)ج‏ ، م ، سقط ه فيه ! . (١١)ج‏ \ م : إلى قوله : فبشره بعذاب الم . . ‏الجاثية‎ /١٠)١١( ٣٥ 325 كله فيه وهو حي سليم ‎١‏ 3 فالعذاب المهين الأسر والقتل ببدر ، قال ابن اسحق٢‏ والعامة تزعم أن الني صلى الله عليه وسلم ضرب عنقه صبراً . وغير هؤلاء يذكر أنه أسر يوم بدر } وقد أثبته جراحه وان السيف ذهب بقحف٣‏ راسه © فقال : لا أذوق لهم طعاماً ولا شراباً ما دمت ي أيديهم & فات وصار إلى النار } فاي؛ ذلك كان فقد أذاقه الله الخزى في الدنيا 0 وصار إلى النار 0 وقال النضر بن الحارث أرضا : أن الملائكة بنات الرحمن فلما أنزل الله : ( قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) 5 قال أ ألا ترون أنه صدقني فقال أمية بن خلف١‏ } وكان أفصح منه 0 ما صدقك ، ولكنه ‎٨‏ كذبك & فقال : ما كان للرحمن ولد 0 قال : فضحك النضر ، وقال أبضاً : ( اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو أيتنا بعذاب أليم ‎٩١‏ ، فأنزل الته : ( وما كان الله ليعذبهم . _ ‏ج ، م : سقط ه سليم‎ )١( () محمد بن اسحاق بن يسار المدني © من أقدم المؤرخين 9 سمع الأعرج ، والمقبري 8 ورأى أنساً وكان محدثاً وقدرياً ‎٤‏ ويعتبر أيضاً من النسابين وهو ذو ذكاء } وكثير الطلب للعلم } ثقة ني الحديث & قال أحمد بن حنبل : هو حسن الحديث ، وقال شعبة : هو أمير المؤمنين في الحديث ، زار الإسكندرية } وأقام ببغداد ، و بها توفي سنة ‎١٥١‏ ھ / ‎٧٢٨‏ م ( العلم ج ‎٢١٦ : ١‏ ، طبقات ابن سعد ، قسم ‎٢‏ ج ‎٤‏ ص ‎٦٧‏ ، تهذيب التهذيب ج ‎٣٨ : ٩‏ تذكرة الحفاظ ج ‎١٦٣ : ١‏ معجم الادباء ج ‎٣٩٩ : ٦١‏ ، الزركلي . الاعلام . . ) ‏القحف : الجمجمة او ما انفلق وبان منها . ( لسان العرب‎ )٣( . ‏د : فالى‎ )٤( . ‏الزخرف‎ / ٨١ )٥( . ‏ج ، م : فقال‎ )٦( ‎)٧(‏ أمية بن خلف بن وهب من جبابرة قر يش ، عذب بلالا الحبشي ؤ وني غزوة بدر أسره عبد الرحمن بن عوف ، ولما بصر به بلال صاح بالناس فقتلوه سنة ‎٣‏ ه / ‎٦٢٤‏ م " العبر ج ‎٤ : ١‏ ، سيرة بن هشام ‎٥٢ : ٢‏ . الزركلي ‎٠‏ الاعلام . ‎. ‏د : ولكن‎ )٨( ‎. ‏الأنفال‎ /٣٢ )٩( ‎326 ٣٢٦ وأنت فيهم & وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ‎١‏ وعن ! الحسن أنه قال : ٢ه‏ لم يعذب الله أمة حتى يخرج الله ‎٣‏ نبيئها / من بين أظهرها } ولم يعذب أمة وفيها من يتوب ني علمه ) فقوله ‎٤‏ : ( وهم يستغفرون ) أي وهم يتوبون ، وقال أيضاً : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم ني الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا } يعبدونني لا يشركون ي شيئا ‎٠0‏ ومن كفر بعد ذلك ؤ فأولئك هم الفاسقون ) ‎٥‏ فصدقت أخبار الله 0 وتمت على ما أخبر به 0 وظهر دين الله على من خالفه من الأديان & واستخلف الله أهل دينه ني الأرض ، كما استخلف الذين من قبلهم 0 ومكن هم دينهم الذي ارتضى لهم وبدلهم من بعد الخوف أمنا 0 كما وعده في كتابه فهذا وأشباهه من أخبار القرآن دلالة ‎٦‏ واضحة وحجة ظاهرة } وشهادة عادلة 0 مما لا يقدر مكذب أن يقدح فيه 0 ولا مشغفب ان يحتال١‏ على صدق الني صلى الله عليه وسلم © وصحة نبوته © والحمد لله رب العالمين . ثم لرسول الله صلى النه عليه وسلم بعد ذلك٨‏ أخبار ظاهرة أخبر بها قبل كونها ؤ وأمور غائبة لا سبيل إلى علمها إلا بوحي من الله © فكان الأمر في جميعها على ما قال عليه السلام ، فهن ذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، أنه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ، وانه مضى ورجع ‎١‏ من ليلته وجعل . ‏الأنفال‎ /٣٣ )١( . ‏م ، د : عن‎ )٢( . ‏ج ، م : سقط لفظ الجلالة‎ )٣( . ‏د : بقوله‎ )٤( . ‏النور‎ /٥٥ )٥( . ‏م : د الة‎ )٦( . ‏د : ان بحتال له‎ )٧( . ! ‏د : سقط ه بعد ذلك‎ )٨( . ‏ج : فرجع‎ )٩( ٣٢٧ 327 رسول اته يصف لهم بيت المقدس ، لا يغادر من صفته شيئا } قال لهم : وآبة ‎٥٣‏ ذلك / أني مررت في طريقي ' بعير لبي نلان ‎١‏ فضل ! لهم بعير فدللتهم عليه } وأني مررت في طريني ‎٢‏ بعير بني فلان ؤ والقوم نيام © فوجدت لهم اناءمملوءاً قد غطوه © فشر بت ما فيه ورددت عليه غطاءه وهي الآن تطلع عليكم من ثنية كذا } يقدمها جمل أورق ث عليه غرارتان أحداهما سوداء والأخرى زرقاء ، فابتدر المشركون الثنية © فوجدوا أمر البعير كما قال لهم رسول الته صلى الله عليه وسلم © وسألوا أهل البعير ، عن أمر الاناء 5 فأخبروا أنهم غطوا الاناء مملوءا5 وأنهم وجدوه فارغاً ا وعليه غطاؤه ثم جاءت البعير الأخرى فسألوا أهلها عن البعير الناد لهم٦‏ فأخبروا به 0 كما أخبر ‎٧‏ رسول النه صلى الته عليه وسلم . ومن ذلك أخباره بما يفتح ‎٨‏ الله على المسلمين من فارس والروم ، وبأن كنوز ‎١‏ ‏كسرى ملك الفرسا٠١‏ © وقيصر ستنفق في سبيل الله 0 ولذلك قال بعض النافقين يوم الخندق : يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر & وأحدنا لا يأمن أنا يذهب لحاجته 0 ولي ذلك قال الله : ( وإذ يقول المنافقون والذين ي قلو بهم مرض ، ‎)١(‏ د : طريق . ‎)٢(‏ م : فند وظل © ج : وضل . ‎)٣(‏ د : طريق . ‎)٤(‏ د : أوقر الأورق من الأبل : الذي في لونه بياض إلى سواد والورقة سواد في غبرة » قال أبو عبيد : الأورق أطيب الابل لحماً & وأقلها شدة على العمل والسير والأورق من الناس : الاسمر . ‎)٥(‏ د : ثنية . ‎)٦(‏ ج ، م : سقط ه لهم ٍ0 . ‎(٧)‏ ج ؤ م : بمثل ما اخبر به . ‎)٨(‏ د : فتح . ‎)٩(‏ م : كنور . (٠١)ج‏ ) م : سقط ه ملك الفرس ! . (١١)م‏ : سقط ه ان ! . ‎٣٢٨‏ 28 ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا ( ‎١‏ فكان الأمر ف جميع ذلك كما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كتب عمر بن الخطاب ! رضي الله عنه إلى سعد ‎٢‏ بعد فتح المدائن ‎٤‏ وما والاها من بلاد الفرس ‎٥‏ ، يذكره نعم الله عز وجل على ٤ه‏ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم / وما كانوا فيه من الجهل والفقر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‎٦‏ } ثم يقول له : ومحمد ‎٧‏ رسول الله ‎٨‏ بين أظهرنا على تلك من حالنا ‎٩‏ } يقسم لنأخذن " كنوز كسرى وقيصر ، فنافق من قوله . ‏الأحزاب‎ /١٢١ )١( ‎)٢(‏ عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي أبو حفص ولد سنة ‎٤٠‏ ق ه / ‎٥٨٤‏ م أحد العمرين اللذين اعز الله بهما دينه © فتح في عهد خلافته الشام والعراق والمدائن والقدس ومصر والجزيرة ا كان عمر مشرعاً عظيما ، أوتي حكا صاثباً 7 وذهناً وقاداً ، اتخذ التاريخ المجري وبيت مال المسلمين ©،0 وكان يستشير هم . و يلقب بالفاروق ،} اغتاله المجرم أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر أثناء صلاة الصبح ني سنة ‎٢٣‏ ه / ‎٦٤٤‏ م ( الطبري ج ‎٢١٧٧-١٧٨٧ : ١‏ ‘ العبر ‎٢٧ : ١‏ &، الاصابة ت ‎٥٧٣٨‏ } ابن الاثير ‎١٩ : ٣‏ الزركلي } الأعلام ) | ‎)٣(‏ سعد بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف أبو اسحاق ولد في سنة ‎٢٣‏ ق ه / ‎٦٠٣‏ م صحابي جليل © أسلم وعمره ‎١٧‏ عاماً } أول من رمي بسهم في سبيل دينه ، فتح البلدان الكثيرة وشهد المواقع العظيمة 0 كان واليا على الكوفة في عهد عمر وأوائل عهد عنان © توني بالعقيق على مقربة من المدينة } بعد ما كف بصره } سنة ‎٥٥‏ ه / ‎٦٧٥‏ م ( العبر ج ‎٦١--٦٠ : ١‏ . تهذيب التهذيب ‎٣٨٤ : ٣‏ . الاصابة ‎٣١٨٧‏ . طبقات بن سعد ‎٦ : ٦‏ . الزركلي } الأعلام ) . ‎. ) ‏سبع مدن يقرب بعضها من بعض على مسافة من الكوفة ( معجم البلدان‎ )٤( ‎. ‏ج : فارس‎ )٥( ‎. ‏م : الرسول عليه السلام © ج : الرسول‎ )٦( ‎. ‏م : محمد‎ )٧( ‎. ‏ج ، م : صلى انته عليه وسلم‎ )٨( ‎. ‏ج 5 م : على تلك الحالة‎ )٩( ‏(٠١)م‏ : لناخذن . ‎٩ 329 ذلك" منافقون ، فأبقاك الله حتى رأيت ذلك بعينك ووليته بنفسك ، ورأيناه معك ، وقال الله ! عز وجل : ( يا أها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة ) " تزلت في حاطب بن أبي بلتعة ث حليف بني أسد حين أراد رسول النه صلى اله عليه وسلم الخروج إلى مكة فكتب ث اليهم حاطب مع امرأة من أهل مكة فلحقها ‎٦‏ علي والزبير 3 فوجدا الكتاب معها فأتبا به الني صلى الله عليه وسلم ، فسأل رسول الله حاطب 0 فاعترف بما فعل من ذلك ض وقال عز وجل : ( فترى الذين ي قلو بهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا داثرة ) ‎٧‏ نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول ‎٨‏ حين هم " رسول الله ‎١١‏ ‏بقتل قينقاع ، وكانوا حلفاء الخزرج ، فقال عبد الله : أني أمرؤ أخاف الدوائر يعني أمر الني عليه السلام ، فأنزل الله ني عبد الله بن أبي بن سلول ا ذلك . وقال عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم . ‏ج : سقط ه قوله!‎ )١( . ‏ج ، م : وقال عز وجل‎ )٢( . ‏الممتحنة‎ /١ )٣( } ‏م من الصحابة 3 شهد الوقائع الإسلامية الكثيرة‎ ٦ / ‏ق ھ‎ ٣٥ ‏اللخمي ولد ني‎ )٤( : ١ ‏الاصابة‎ ( . ٦٥٠ / ‏ه‎ ٣٠ ‏وسفر للني إلى المقوقس صاحب الإسكندرية ، توني ني‎ .(٣.٠ . ‏د : وكتب‎ )٥( . ‏م : فلصقها‎ )٦( . ‏الماندة } وني م : الآية‎ /٥٢ )٧١( ‎)٨(‏ عبد الله بن أبي بن مالك رأس المنافقين بالمدينة } أظهر الإسلام بعد غزوة بدر وفر ي غزوة احد ، وني غزوة تبوك ، ولما مات صلى عليه النى وأبى عمر أن بصلى عليه © ونزل ني ذلك قوله تعالى ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ) . ( العبر ‎١١ : ١‏ . طبقات ابن سعد ق ‎٢‏ ج ‎٩٠ : ٣‏ . المحبر ‎٢٣٣‏ ) . ‎. ‏ج & م : اهتم‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ ؤ م : صلى النه عليه وسلم . ‏(١١)ج‏ 0 سقط ه بن سلول ! . ‎330 5 تعلمون ) ' نزلت في أبي لبابة " حبن أتى بني قر يظة ، وما تكلم مع " ذلك إلا ايماء » هه ومما بدل على نبوته صلى النه عليه وسلم ، أعلام ظهرت عليه 3 ومعجزات اتفقت / له سوى ما ذكرناه منها أنه صلى النه عليه وسلم 3 أوتي بكف من تمر يوم الخندق ، وكانت شدة ومجاعة ، فطعم منه أصحابه & وملأ من الناس يأتون ويذهبون © والتمر يفيض من أطراف الثوب ؤ ومنها ث نزوله والمسلمون علم الحديبية على ماء قليل حين غرز فيه سهماً ، من كنانته & وفارت البئر حتى استوى ماؤها بشفير البثر } واغترف الناس منها اغترافاً 0 ومثل ذلك ما جرى له صلى اته عليه وسلم ني غزوة تبوكث وقد كانوا ايضا عام الحديبية اصابهم جوع شديد حتى هموا بالظهر © فدعا رسول الله صلى الته عليه وسلم بالانطاع١`‏ ث فبسطت وألقى ني الانطاع باقي زيدانهم' فدعا فيه الني صلى الله عليه وسلم وبارك عليه ث فأتى الناس بأوعيتهم ففلأوها حتى ان منهم من أخذ ‎١‏ ما لا يجد له محملا . ومنه كلام الذئب اياه 0 وكلام البعير } وكلام الذراع المسموم حين اتت به امرأة سلام بن مشكم ‎"٦‏ واسمها زينب بنت الحارث ا من اليهود" { وقد ‎/٢٧ )١(‏ الأنفال . ‎)٢(‏ أبو لبابة بن عبد المنذر الانصاري توني ني خلافة علي & بدري وقيل استخلفه رسول الله على المدينة ورده من طريق بدر 0 وضرب له بسهم ( ابن الأثير الكامل ني التاريخ 3 ج ‎٤٠٣ : ٣‏ ) . ‎)٣(‏ ج : بعد . ‎)٤(‏ ج { م : منه . ‎)٥(‏ قرية بين وادي القرى والشام وتوجد اليوم ي المملكة العر بية السعودية ( معجم البلدان ) . ‎)٦(‏ النطع ويجمع على أنطاع ونطوع وأنطع من الادم : الجلد , .. ‎)٧(‏ جمع زاد و يجمع الزاد على أزودة على غبر قياس ومنه حديث ابي هر يرة ( ملانا ازودتنا ) . ‎)٨(‏ ج ‘ م : فدعا الني عليه السلام و بارك عليها . ‎)4٩(‏ ج : احد . (٠١)د‏ : مكشم . (١١)د‏ : سقط ه واسمها زينب بنت الحارث ! . (١١)م‏ : سقط ه من اليهود! . ‎٣٣١ 331‏ دعا صلى النه عليه وسلم غير مرة إلى طعام 8 فدعا جماعات كثيرة مما لا يحتملهم ‎١‏ أضعاف ذلك الطعام ى فأ كلوا ! منه جميعا © وصدروا فكفاهم ني أشياء مثل هذا ‎٣‏ كثيرة من الأمور المشهورة عنه صلى الله عليه وسلم ، وقد علم الموافق والمخالف ، والوافر والناقص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من ‎٦‏ أكمل الناس رأيا 0 وأصحهم تدبير } والمؤمنون يجعلون / ذلك من وصفه لباس ؛ نبوة خصه الله بها } والملحدون وأهل الملل الزائغة ‎١‏ يجعلون ذلك ذريعة إلى وصفه بلطف الحيلة } وشدة التمويه على الناس & وليس يجوز من إنسان ‎٧‏ عاقل كامل قصده التموبه © كما زعموا ان يؤكد أخباره عن الغيوب فيما لا يأمن أن لا" يتفق له الأمر فيه ‎٠‏ 0 كما يقول "© فيكون١١ذلك‏ سبب انتقاض أمره ، أو يقول لهم الدليل على صحة قولي أن أحدا منكم لا يتهيأ له أن يعارضني على سورة من الكتاب الذي أتبت 7 وهو يعلم } ولا يامن ان ينتدب له بعض الناس فيفضحه ، ويهتكه ، وليس يحمل نفسه على مثل هذا إلا أجهل٢'الناس‏ وأقلهم معرفة © وذلك مخالف لصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند كل عاقل © ولو حمل نفسه على ذلك لم تتفق ‎١٢‏ له السلامة في جميع ما وصفنا وعددنا . . ! ‏م : كتب على الهامش ه بتحملهم‎ )١( . ‏ج ؤ م : واكلوا‎ )٢( . ‏د : ني اشباه لهذا ؤ م : ني اشباه هذا‎ )٣( . ‏ج : لناس‎ )٤( . ‏د : اهل‎ )٥( . ‏د ، م : المخالفة‎ )٦( . ! ‏د ؤ م : سقط ه انسان‎ )٧( ‎)٨(‏ د : إلا. ‎. ! ‏د : سقط ه فيه‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ 0 م : سقط ه كما يقول ! . ‏(١١)ج‏ & م : ويكون . ‏(١١)د‏ : جاهل . ‏(٣١)ج‏ : تتفق . ‎332 ٣٣٢ فهذا باب إذا فكر فيه العالم علم أن الأمر فيه على ما قلنا . ووجه آخر أن هذه العلامات الني نقلها جل أصحاب رسول القه صلى الله عليه وسلم ‎١‏ 3 وكتبها من بعدهم العلماء ‎٢‏ ف سيرهم 0 مما ل بجوز الاتفاق عليه ولا على السكوت عن ‎٣‏ ‏تكذيبها 0 لو كانت على ما زعم اهل التكذيب ، فضلا عن التصديق لها ولو جاز ذلك لجاز ان ينقل احد من الناس عن اصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم ؛ أن يكون راو ‎٥‏ منهم يروي أن من أعلام رسول الله فلق البحر وانقلاب العصا ٧ه‏ حية } فلا ينكر ذلك عليه المسلمون ، ولا يكذبونه لأن فيه / تأكيدا للإسلام ` وزيادة في اعلام الني صلى الله عليه وسلم ‎٧‏ وهذا وجه بن لمن تدبره والحمد لله رب العامين . القول ني نسخ الشرائع والرد على اليهود ني ذلك : ولليهود في نسخ الشرائع مقالان بعد أطباقهم على أن حكم التوراة لا ينسخ أبدا 3 فقال بعضهم ان ذلك غير جائز في حكم العقول © ويزعم أن ني اجازته اجازة البداء © على الته 3 واستحداث العلم بأمر لم يكن عالاً بعاقبته © وقال البعض الآخر : ان النسخ لا يفسد من هذه الجهة ، ولكن موسى عليه السلام قد وقف الناس على أن شريعة التوراة لا تنسخ ى وأن السبت لا يجوز أن يحل٨‏ أبداً . ويقال للذين أبوا النسخ ، ولم يجوزوه من جهة فساده ني العقل ، والوصف له تبارك وتعالى ‎١‏ بما لا يجوز أن يوصف به ، أخبرونا عن تحريم السبت © هل هو ‎)١(‏ م : سقط ه وسلم ! . ‎(٢(‏ د ؤ م : من العلماء . ‎)٣(‏ د : على . ‎()٤(‏ د 0 م :: سقطت ه التصلية ! . ‎)٥(‏ د : راوي . (٦؛‏ د ، م : تأكيد الإسلام . ‎(٧)‏ م : عليه السلام . ‎)٨(‏ م : تحل . ‎)٩(‏ ج : والوصف لنه م : والوصف لله تبارك وتعالى . 333 تت تحريم لغيره من الأيام ؟ فان ‎١‏ قالوا : لا 8 قيل لهم وكيف جوزتم أن يحرم ني يوم ما يحل ي غيره ! من الأيام ؤ ولم تجوزوا أن يحرم ئي شهر وني دهر ما يحل ني غيره من الشهور والدهور ، ني شريعة واحدة 0 على لسان ني واحد ؟ وكيف إذا كان ذلك ي شرائع شتى س على ألسنة أنبياء شتى ؟ وهل الذي أنكرتم علينا من تحريم شيع بعد تحليل ، وتحليله بعد تحريم ، إلا مثل هذا الذي قلتم ني السبت دون غيره من الأيام سواء ؟ وهذا مما لا مخفى عن كل ذي لب . ويقال لهم : أوليس الله جل جلاله 0 قد خالف بين احوال الناس وأحوال ‎٨‏ أزمانهم / فأحيا شيث مدة ‎٣‏ ثم أماته ى وجعل شيثاً مواتاً مدة ' ؤ ثم أحياه 8 وجعل ليلاً ونهارا وشتاء وصيفاً 9 يكون واحد منهما ني زمان ثم ينقضي ، و يجيء مكانه خلافه ، ويكون الإنسان فقيرا وقتا 3 وغنياً وقت 0 وصحيحاً مرة ، وسقيماً مرة © ني أشباه ذلك من صنوف الأشياء الني خالف اله بها بين أحوال الناس ، وقدر ‎٦‏ ‏كل شىء منها ني زمان دون زمان ؟ أفيجب بذلك أن يكون ما يوجد بهذا الاختلاف١‏ دليلا على أن فاعله ذو بداوات٨‏ وأنه يريد شيئا ثم يكرهه وأنه يستحدث علماً لشيء لم بكن به " عالاً ؟ فان قالوا نعم ظهر جهلهم ولزمهم مع ذلك ان لا ينكروا النسخ مع اجازة البداء فيه "© وان كان هذا كله لا يوجب البداء . " ‏م : سقط ه فان‎ )١( . ! ‏د : سقط ه في غيره‎ )٢( . ‏ج | م : مرة‎ )٤( )٣( () ج : صيفا وشتاء . . ‏د : وقد دار‎ )٦١( . ‏ج : عن أنفللك‎ )٧( . ‏ج ، م : بداوة‎ )٨( . ‏د : سقط هبه"‎ )٩( (٠١)ج‏ : البداليه خ م : اليدا فيه _ : البداء لغة : الظهور واصطلاحاً : الانتقال من عزم إلى عزم } وعرفه الأشعري بقوله : أن يريد القه احداث شيء من الأشياء ثم لا يحدثه لما يبدو له ( المقالات ‎٣٩ : ١‏ ) وعند الشيعة الإمامية يطلق على البدا على انته سمعاً ولفظاً = 334 ٣ ولا يدل على خلاف العلم 3 ولا على أن ذلك ‎١‏ ليس من فعل حكيم ، فا الفصل بين هذا ! وبين اختلاف الشرائع ني أن لا يكون" اختلافها دليلا على البداء 0 أو على ا أنها ليست ‎٥‏ من فعل حكيم ؟ هذا كله والتوراة الني ‎١‏ في أيدي اليهود يقرأونها وهي تنطق بالنسخ 0 وتفصح ‎١‏ به وذلك ‎٨‏ أن فيها الأخبار عن حدوث شريعة ‎٩‏ الختان وشبهه " بعد ان لم يكن مشروعاً } وأن حكمه اتما حدث بعد مولد اسحاق عليه السلام بأن بختتن ا المولود ني اليوم الثامن من مولده ، فختن ابراهيم ابنه ‎١٢‏ اسحاق في اليوم الثامن من مولده 0 وختن٢١‏ نفسه ني ذلك الوقت ‎٩‏ بعد أن صار شيخا وختن ابنه إسماعيل وهو غلام ابن بضع عشرة سنة / وختن من كان على ‎١٤‏ مذهبه ودينه حينئذ من الناس ،& فصارت سنة الختان ف اليوم الثامن من ولادة المولود © وهذا الذي ذكرناه منصوص عندهم ‎٢‏ التوراة 0 وايضا فان = لا حقيقة ومعناه ما يظهر من الفعل الذي كان وقوعه مستبعدا ( المفيد 0 تصحيح الاعتقاد ص ‎٥٢٤‏ اوائل المقالات ص ‎٥٤-:٥٣‏ ) . . ‏ج : ولا على ان ليس‎ )١( . ‏م : سقط ه بين هذا!‎ )٢( . ‏د : الا‎ )٣( . ! ‏د : سقط « على‎ )٤( ‎)٥(‏ جام: ليس. ‎. ‏م : الذي‎ )٦( ‎. ‏ج : يفصح‎ )٧( ‎. ‏ج : وادلك‎ )٨( ‎. ‏د : الشريعة‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ : وسببه & م : وسينه . ‏(١١)ج‏ . م : محتن . ‏(٢١)د‏ : سقط ه ابنه ! . ‏(٣١)د‏ : ومن . ‏(٤١)د‏ : من . ‎٣٣٥ 335 في التوراة عندهم الجمع بين الاختين قد كان حلالا مطلقاً ؤ وأن يعقوب جمع بين الاختين إلى أن حرم الله ذلك بحكم التوراة . وأيضا فان ني التوراة ان اسرائيل جعل على نفسه لما ناله ضلع ' ي رجله من عرق النسا" أن لا يأكل " العروق ، فصار ذلك سنة في بني اسرائيل ، وقد كان اسرائيل قبل ذلك لا يجتنبها © وأيضا فان ني التوراة ان الله أحل لنوح وبنيه من الآكل الأشياء كلها ، إلا المخنوق الذي دمه ث فيه 3 ثم جاءت شريعة موسى بتحر يم كل ما لم يجتر 0 وكل ما لم يكن مشقوق الظلف . وكل هذا دليل على النسخ وعلى فساد قولهم ي الإمتناع من جوازه ، وعلى انه قد كان مباحا لولد آدم صلى الته عليه وسلم من صلبه أن يتزوج الأخ منهم أخته 8 وذكر ذلك شائع ني الأمم وظاهر على ألسنة الناس & ومعروف عند أهل الكتاب ، والدليل عليه من التوراة حاضر يذكر ث ، آدم وزوجته على سبيل الاخبار بانهما اصلان للبشر © واطباق اهل ‎١ 4‏ على أن الناس جميعا أولاد ‎٧‏ آدم وحواء ( ولا يكون ذلك كذلك ‎٨‏ الا ‎٦٠‏ وقد تروج الأخ منهم أخته وبدون هذا يقع الفصل في هذا الباب ، فان تركوا هذا / القول وذهبوا إلى ما ذهب اليه ث قوم من اليهود أنهم لا يمتنعون من القول بجواز النسخ في الشرائع من جهة العقول ولكنهم يأبون ‎'٦‏ ذلك لما في شريعة موسى عليه ‎)١(‏ ج : من ضلع 0 وهو سليم لغة . ‎(٢)‏ د : النساء . ‎)٣(‏ د : ه أن يأكل " وهو لا يتفق مع سياق الكلام . ‎(٤(‏ د : بدمه } م : سقط ه دمه ! . ‎)٥(‏ ج .} م : خاص بذكر . ‎)٦(‏ م : الكتب . ‎)٧(‏ د : ولد . ‎)٨(‏ د : سقط ه كذلك ! . ‎)٩(‏ د : وقالوا بما يذهب اليه اليوم قوم © م : وقالوا بما يذهب اليه قوم . (٠١)ج‏ : يأتون . ‎٣٣٦‏ 336 السلام ‎١‏ لأن فيها ! عهد اليهم موسى ‎٣‏ أن أمرهم بالتمسك بشرائع التوراة } اليكم ى أن حكم التوراة وتحريم السبت لا ينسخ أبدآ ؟ ونحن نطالبكم بالدليل على ما ادعيتموه من ذلك ، فلم تأتونا ‎٤‏ إلا بالدعوى بأن موسى عهد اليكم 0 بل إما جعلت دعوا كم هذه © من أن موسى عهد اليكم ‎٦‏ بما قلم ذريعة الى تكذيبكم بالمرسلين & وكراهية الرجوع ‎٧‏ الى ما اتوا به من الشرائع صلى الله عليهم . وهؤلاء النصارى يدعون ان ‎٨‏ عيسى عليه السلام " اخبرهم بان " حكم التوراة منسوخ ببعثته ‎٦١‏ عليه السلام'١وأهل‏ ملة الإسلام يقولون بأن حكم التوراة / منسوخ ببعثة! محمد صلى الله عليه وسلم٢١ ‎٤‏ وهل تنفصلون ‎٤‏ من النصارى او من اهل هذه الملة ف دعواكم بفصل ؟ فإن قالوا : الفصل بيننا وبينهم أنهم جامعونا على موسى ، ولم نجا معهم على عيسى 0 ولا على محمد & قلنا وعلى ا نهم جا معوكم على موسى انه رسول الته © لم يجامعوكم على ما ادعينم عليه ‎١٥‏ من انه عهد اليكم بان حكم التوراة . _ ‏م : سقط ه١٠ عليه السلام‎ ٤ ‏د‎ )١( . ‏د : فيها‎ )٢( . ‏د : عليه السلام‎ )٣( . ‏ج : ه فلم يأتوننا » وهو خطأ نحوي‎ )٤( . ‏د : دعواهم هذا‎ )٥( . ٫ ‏م : سقط ه بل إ عما جعلت دعوا كم هذه من ان موسى عهد اليكم‎ (٦( . ‏د : للرجوع‎ )٧( . ‏م : إلى‎ )٨( . " ‏ج : سقط ه عليه السلام‎ )٩( (٠١)د‏ : ان . (١١)ج‏ ؤ م : مبعث عيسى عليه السلام . (١٢٦١)ج‏ : ععبعث . (٣١)د‏ : عليه السلام . (٤١)ج‏ ‘ م : تفصلون . (٥١)د‏ & م : عنه . 337 ب لا ينسخ أبدا ، فإن ادعوا ان النقل جاءهم بذلك عن نقل لا يكذب مثله ، قلنا : ومتى اتصل لكم النقل بما ادعيتم من ذلك فيما بينكم و بين موسى عليه السلام مع ما لا تشكون فيه من غلبة ( بختنصر) ‎١‏ على بيت المقدس ، وتحريق اسفار التوراة ، وسائر ما في أيدي بني اسرائيل من كتب التوراة ومن قتل جميع رجالهم ، وسي من سبي من صبيانهم © وحملهم إلى أقاليم ! بابل 8 فكيف يصح مع هذا نقل ما نقل اليكم من ألفاظ التوراة ؟ وغير التوراة حتى تتيقنوا انه لا زيادة فيه ولا نقصان ؟ فإن قالوا : ان العز ير كان ممن سباه ‎٢‏ بختنصر من صبيان بني اسرائيل فجدد الله عز وجل به التوراة بأن ألهمه اياها حتى كتبها على هيئتها بعد غلبة بختنصر ، وخراب ‎٤‏ بيت المقدس قلنا : وأي جماعة دونت لكم ذلك عن العز ير 0 وحفظت عنه 0 واستفاض منها ؟ أوليس المحفوظ من ث أهل المعرفة بالتواريخ أن الهام الله العزير ‎١‏ التوراة إنما كان ي آخر عمره وعند وفاته ؟ وأنه لما كتبها اشتكى شكيته النى مات منها 3 ودفعها إلى تلميذ من تلاميذه © وأمره أن يقرأها على الناس بعد وفاته . فعن ذلك التلميذ أخذها الناس ودونوها ، وزعموا أن ذلك التلميذ هو الذي أفسد أشياء ‎٧‏ من التوراة وحرفها وزاد فيها ونقص منها } فا كان هذا سبيله 0 وهذا قول ‎)١(‏ ج : بحت نصر ۔ أو نبوختنصر البابلي : دمر أورشليم والهيكل ني سنة ‎٥٨٦‏ ق م وأسر ليهود 3 وحملهم إلى بابل وشتت شملهم ، وسامهم سوء العذاب . ( الدكتور جمال حمدان | اليهود و انثتروبولوجيا 3 سلسلة المكتبة الثقافية » ‎١٦٩‏ ، دار الكتاب العر بي للطباعة والنشر ، القاهرة 7 ‎١٩٦١‏ ص ‎١٣‏ ) الد كتور أحمد شلي ں اليهود ( مقارنة الأديان ط ‎٢‏ ، النهضة المصرية ، القاهرة ب ‎١٩٦٧‏ ص ‎٧٠‏ ) . ‎)٢(‏ ج ‘ م : اقلم . ‎)٣(‏ د : من سباة . ‎)٤(‏ د : وخرب . ‎)٥(‏ ج 0 م : في . ‎)٦(‏ م : سقط ه العزير . ‎)٧(‏ د : شيئا . ‎٣٣٨‏ 338 أهل الأخبار فيه ‎١‏ فكيف يجوز لكم الثقة به والرجوع اليه " و بعد فإن الفاظ التوراة شاهدة بأنها من تأليف لسان إنسان بعد موسى عليه السلام ، بخبر بما كان من أمر ‎٦٢‏ موت موسى عليه السلام" وعهده إلى يوشع بن نون وحزن بني اسرائيل على موسى / و بكائهم عليه بألفاظ تعبر ث عن ذلك كله بعد وقوعه ‎٨‏ فكيف يشكل على عاقل مم ذلك ان ذلك١‏ ليس من كلام موسى ؛ ولا مما أنزل الته على موسى ؟ على أن التوراة الني توجد ني أيدي العبرانيين ' بينها وبين التوراة الني توجد ني أيدي ‎)١(‏ يذكر رحمه الله الهندي آراء بعض الباحثين الغر بيين المجمعين على ان توراة موسى قد ضاعت وكتبها بعد ذلك عزرا ، أو عزير الكاهن بالام ( اظهار الحق ص ‎٣٢٩٢-٢٣٢٨‏ ) و بسبب ذلك قال اليهود بان عزير اين الله © ويروي ححسىء ان عزير هو الذي كتب أجزاء كثيرة من التوراة ني منتصف القرن الخامس قبل الميلاد حيث أعاد الحياة الدينية في فلسطين ، ثم أكملها الكهان من بعده { وكملت أجزاء التوراة في عهد المكابيين } ولكن على غير النظام المعروف الآن { و يرى ديورانت ان عزرا كتب سفر التثنية ( قصب الحضارة ج ‎!٦‏ ص ‎)٣٦٢٨-٣٦٧‏ 0 احمد شلي ، اليهودية ص ‎٢٣٨‏ & ويقرر وااء٧‏ ان التوراة جمعت للمرة الأولى ني بابل في القرن الخامس قبل الميلاد وذلك ني كتابه تار يخ العالم ص ‎٨٩‏ . ‎)٢(‏ وكان موسى علبه السلام قد أفضى بأسرار التوراة إلى بوشع بن نون عليه السلام وصيه وخادمه وفتاه . ( الشهرستاني ، الملل ج ‎١‏ ص ‎٢١١‏ ) . ‎. ! ‏م : سقط ه بخبر بما كان من أمر موسى عليه السلام‎ )٣( ‎. ‏م : تعتبر‎ )٤( ‎)٥(‏ هذا نقد باطنى للنص ذو أهمية في الدلالة على ان التوراة كتبت بعد موسى فقد جاء في سفر التثنية : ( فات موسى عبد الرب في أرض مؤاب ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ) وهذا لا ممكن أن يكون قد جاء على لسان موسى ( سفر التثنية ‎٥ : ٣٤‏ ) . ‎. ٨ ‏د : ه ان » وضعه الناسخ بين معقفبن اشارة إلى انه من عنده ه ليكمل الكلام‎ )٦( ‎. ‏د : عليه السلام‎ )٧( ‎. . . ‏د : عليه السلام‎ )٨( ‎)٩(‏ م : أبد العبرانيين _ : سموا بذلك لأنهم عبروا النهر { نهر الفرات او نهر الاردن ز حبنا هاجروا من كلدان الى كنعان { ويرادف هذه الكلمة عند قدماء المصريين = ‎"٩ 339 السامرة ني التاريخ الف سنة ونيف ، وفي أيدي النصارى ؟ توراة أخرى فيها زيادة اني تواريخ السنين على التوراة العبرانية الف سنة وأربعمائة ‎٢‏ ونيف © وكيف يجوز مع تضاد هذا وتنافيه أن يكون ذلك ث من عند النه أو من عند أنبيائه الصادقين ‎٨‏ عليه ؟ . و بعد فاليهود جميعا مجمعون بأن موسى عليه السلام قد شهدبالنبوءة لمن يأتي بعده من الناس ، وان ‎١٢‏ اختلفوا في صفته } وقد نطقت بذلك التوراة © وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمتنع أن بكون حكم التوراة ح وتحريم السبت مشروطاً معلقاً بتوقيف الأنبياء بعد موسى عليه السلام } وإذا كان هذا هكذا ‎١‏ لم يجز لأحد من ليهود أن يتطرق إلى إبطال نبوة ‎٨‏ الني صلى اته عليه وسلم ، لأنه جاء بنسخ التوراة 2 = نظ وعند البابليين دةناعط ومعناها عندهم اللصوص أو المرتزقة ر حمدان جمال ، اليهود } انثروبولوجيا ص ‎٩‏ ) . ‎)١(‏ السامرة : الذين دخلوا اليهودية من غير بني إسرائيل وهذه الطائفة لا تؤمن إلا بأسفار موسى الخمسة و بعضهم يضيف إلى ذلك | سفري يوشع والقضاة ، ومن ذلك يتكون كتابهم المقدس ، ويسكنون ني جبال بيت المقدس وني مصر ، وهما فرقتان 3 دوستانية وكستنانية ( الشهرستاني ، الملل ج ‎١‏ ص ‎٢١٩٦٩٢١٨‏ ) . ‎)٢(‏ العهد القديم يقدسه النصارى واليهود 2 ولكن بينهم اختلاف » والنصارى أنفسهم ينقسمون إزاءها فالنسخة الكاثوليكية تزيد على النسخة البروتستانتية سبعة أسفار } وللمسيحبين الكاثوليك تقسيم خاص لأسفار العهد القديم 3 ( أحمد شلي ، اليهود 4 ص ‎)٢١٥-٢١٤‏ ‏واعترفت الكنيسة الكاثوليكية بأسفار لم تكن معترف بها قبل سنة ‎١٥٤٦‏ م ويقرر ول ديورانت انه لم ييق من شريعة موسى إلا الوصايا العشر ( قصة الحضارة ج ‎٢‏ ص ‎٣٧١‏ ) . ‎. ‏د ؤ م : الف سنة واربعمائة سنة ونيف‎ (٣) ‎. ٠ ‏ج : سقط ه ذلك‎ )٤( ‎. ‏ج 0 م : والصادقين‎ )٥( ‎. ‏م : سقط هان!‎ )٦( ‎. ‏د : سقط ه هكذا!‎ )٧( ‎. ‏د : نبوة &0 وهما لغتان حائزتان‎ )٨( ‎340 ٤٠ وإحلال السبت ، إذ كانت التوراة نفسها قد أجازت ذلك ، وأطمعت فيه ببشارتها بني يأتي بعد موسى عليه السلام ، ومع ذلك فإن ‎١‏ من تدبر ‎٢‏ التوراة علم أن فيها ‎٦٣‏ البشارة لمحمد عليه السلام" والدلالة عليه بصفته / ونعته ث ني غير موضع وذلك ان في السفر الخامس منها . فيما قاله الله لموسى في بني اسرائيل : آني سأقيم لهم نبيثا من اخوتهم مثلك 0 واجعل كلاما ‎٥‏ ف فه 0 فيقول ‎١‏ لهم كما اوصيه به ‎٧‏ وهذه صفة الني صلى الله عليه وسلم ‎١‏ لانه من اخوة بي اسرائيل لا من انفسهم . ولانه مثل موسى في الأنبياء" إذ" كان صاحب شريعة وسنة © وسلطان ، ولأن تأويل قوله : أجعل كلاما ‎'١‏ ني فه أنه لا ‎١"‏ يكتب بيده وإنما يؤدي ما أوحي ‎١٢‏ اليه بلسانه ويحفظه ي قلبه ‎١‏ وليس ي زعم من زعم من اليود أن البشارة إنما هي . ‏ج & م : ان‎ )١( . ‏ج : يدبر‎ )٢( . ‏ج ) م : صلى النه عليه وسلم‎ )٣( . ‏د : نعمته‎ )٤( . ‏ج : كلامه‎ )٥( ٍ ِ . ‏ج : فنقول‎ )٦( ‎)٧١(‏ ورد في التوراة } ( سفر التثنية ‘ الاصحاح : ‎١٨‏ اية ‎١٩‏ © هذا النص : اقم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك ؤ وأجعل كلامي ني فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) وجاء بعد ذلك : ه ويكون ان الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه ‎)٢٠(‏ ث فهناك خلاف بسيط في الترجمة العر بية بين النصين لمعنى واحد . ‎. ‏د : عليه السلام‎ )٨( ‎. ‏ج . م : الأنباء‎ )٩( ‏(٠١)م‏ : إذا . ‏(١١)ج‏ 0 م : كلامه . ‏(١١)ج‏ : تكرر هلا" . ‏(٣١)م‏ : ما يوحى . ‏(٤١)د‏ : بقلبه . ‎٣٤١ 341 ليوشع بن نون بشيء ‎١‏ } ولأنه قال من اخوتهم ‎٢‏ . ولم بقل من انفسهم ‎٢‏ . و يوشع من بني اسرائيل والبشارة إمما هي لني من اخوة بني اسرائيل ‎٥‏ واسرائيل ‎٤‏ ‏هو يعقوب بن اسحاق ، واخوتهم اولاد اسماعيل ولن يجوز ان تكون هذه البشارة لأحد من ث أنبياء بني اسرائيل ، لا يوشع ، ولا داود & ولا عيسى ، ولا غيرهم من أنبيائهم البتة » ومع هذا ان في التوراة أن مثل موسى ني بني اسرائيل لا يكون و ‎١‏ ‏ني ترجمة اخرى : ولن يقوم ني بني اسرائيل احد مثل موسى ‎٧١‏ فقد تبين ‎١‏ بما وصفنا أن الني المبشر به لي هذا الكلام 0 لا حوز ان يكون يوشع 0 ولا احدا١‏ من بي اسرائيل . وانه محمد صلى الله عليه وسلم ‎٠‏ لانه من ولد اسماعيل الذين هم أولاد'ااخوة'اولد"' اسحاق & ولأنه مثل موسى في الشريعة والسنة ، والسلطان ، ‎٦٤‏ ومن التوراة أيضا ني السفر الخامس / ان موسى قال : ( أتانا الله من سيناء © وأشرق (( د : شيء . . ‏د : اخوتكم‎ )٢( . ‏د : أنفسكم‎ )٣( . ‏ج : سقط ه واسرائيل هو! ، م : اسرائيل بحذف الواو‎ )٤( . ! ‏د : سقط ه من‎ )٥( . ‏د : سقط ه«روا‎ (٦( ‎)١(‏ ورد في السفر الخامس من سفر التثنية ني الاصحاح الرابع والثلاثين آية هو١١"‏ هذا النص ( ولم يقم بعد ني في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه ه١١'"‏ في جميع الايات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر ، و بجميع عبيده وكل أرضه ه٢١٢٨‏ ) . ‎. ‏وقد تبين‎ )٨( ‎. ‏د : أحد‎ (٩( ‏(٠١)د‏ : ولد © م : أولاد . ‎. ! ‏د : سقط ه اخوة‎ )١ ١( ‎. ‏د : سقط ه ولد‎ )١٢( ‎342 ٣٤٢ من ساعير © واستعلن من جبال فاران ‎١)‏ فهذه البشارة بنبوءة المسيح ومحمد عليهما السلام 5 لأن ساعير هو الموضع ! الذي جاء منه المسيح ؤ وأظهر منه ‎٣‏ دعوته © وفاران مكة ونواحي الحجاز ، وتأويل ث هذا الكلام إذا تأمله المتأمل 3 أن وحي اله جل وعلا ث نزل على موسى بطور سيناء ، وأنه نزل على المسيح بساعير وناحيته © وأنه نزل على محمد بالحجاز } وناحية مكة مشهور بين٢‏ العلماء أن جبال فاران مكة ونواحيها ‎٤‏ وني كتب ‎١‏ أشعياء من صفة النبي صلى الله عليه وسلم ‎١‏ وصفة ‎)١(‏ وأورد ابن حزم ترجمة أخرى هذا النص وهي : جاء الله من سيناء 3 وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران . ولقد تفضل الاب قنواتي وارشدني إلى النص الذي ورد في التوراة المترجم إلى الفرنسية : . غب غ ل ج جس م ا ح'& 11 , ح ح ح .11 .2 , » .,: وكلمة فاران كلمة عبرية م ءةة٢-:ة1]‏ وهى جبال مكة بدلالة التوراة حيث ان ابراهيم أسكن هاجر واسياعيل فاران ( القدسي ى البدء والتاريخ ، ج ه ص ‎٣٣‏ ) و يطلق على الجبل الممتد بين الشام وبادية العرب ، ولكن الحجاز هي المخصوصة بهذا الاسم بدلالة التوراة ني قصة اسياعيل الذي كان يتعلم الرمي ني برية فاران ( التكوين ‎٢١-٠/٢١‏ ) وساعير جبال فلسطبن . ولفظ آبة التوراة بالعبري : ( ويومار أدوني مسيني باوزرح مسعيراً لمواهو فيع مهارفران مر ببوث قدس ) ( المقدسي 8 البدء والتاريخ ج ه ص ٢٣۔-٣٣‏ ) . ‎(٢(‏ م : ساعير | الموضع هو الذي . ‎)٣(‏ ج ، م : سقط ه منه " . ‎(٤(‏ د : فتاو يل . () د : عز وجل . ‎)٦(‏ ج 0 م : في . ‎)٧١(‏ م : كتبه . ‎)٨(‏ ج : شعياء 5 م : شهباء ‎(٩)‏ د ث م : عليه السلام . ‎:٣ 343‏ بلده } وسلطانه ا كثيرة واضحة بينة 3 وني بعضها تسميته " باسمه أحمد وأنه يأني بالعدل والقسط وبأمور جديدة وقتل الأعداء ، فإن أردت أن تقف على ما قلناه من هذا ‎٢‏ فالتمس كتب أشعياء فإنك ستجد ‎٥‏ فيها ‎١‏ جميع ذلك إن شاء الله . وكل هذا دليل على صحة أمر الني صلى الته عليه وسلم ‎٧‏ ووجوب قبول قوله فيما أتى به من إحلال السبت ونسخ شريعة اليهود ، ور بما اعتل قوم من اليهود في دفع نبوة ‎٨‏ الني عليه السلام بأن يقولوا. للمسلمين : أنتم موافقون لنا على صحة نبوءة ‎١‏ موسى } ونحن نخالفكم ‎١‏ في نبوة محمد ، فيجب أن نأخذ بما اتفقنا عليه ث وندع ما نختلف فيه © فيكون ‎١‏ دبننا صحيحا لهذه العلة ودينكم فاسدا١١‏ & ‎٦٥‏ وهذا الاحتجاج فاش في عوام اليهود / وان كان ذلك عند متكلميهم اعتلال ساقطاً واهيا لا معنى له عند جماعة المتكلمين © واهل النظر 0 من قبل ان المذاهب والديانات لا تصح بموافقة الموافقبن عليها } ولا تفسد بمخالفتهم لها 0 وإما تصح بالدلائل والحجج ، فيقال ‎٣‏ لمن يعتل بذلك من اليهود : أخبرونا عمن أقر بنبوة إبراهيم وجحد نبوة موسى & واحتج عليكم بمثل هذا الاعتلال سواء أيكون٤ث١‏ ‎)١(‏ د : وأمور . ‎)٦٢(‏ ج ، م : تسمية . ‎)٣(‏ د : سقط ه من هذا ! . ‎)٤(‏ ج ، م : شعياء . ‎)٥(‏ ج & م : تجد . ‎)٦(‏ ج & م : سقط ه فيها! . ‎)٧(‏ م :: عليه السلام . () ج : نبوة . ‎(٩)‏ ج ز م : نبوة . (٠١)م‏ : نخالفوكم . ‎)١١(‏ د ، م : فيجب أن يكون . ‎)١٢(‏ ج ؤ م : فاسد . ‎)١٣(‏ ج ©ؤ م : ويقال . ‎)١٤(‏ م : ليكون . 1 344 هذا مصيبباً في دفع نبوة موسى ؟ ولو كان هذا حجة ني دفع نبوة ني من الأنبياء » لكان حجة لمن دفع الرسل ، وأنكر أن يكون اله بعث رسولا } فتقول البراهمة لنا ولكم ولسائر المقرين بالرسل : قد اجتمعنا نحن وأنتم على الصانع © واستعمال ما يجب في العقول © وانفردتم أنتم بادعاء الرسل 0 فيجب أن نأخذ بما اجتمعنا عليه من التمسك بما يجب في العقول ، وندع ما اختلفنا فيه من ادعائكم الرسل ، وهذا أوضح بطلاناًا من أن يتكلم فيه بأكثر " من هذا والله ولي التوفيق . القول على النصارى : اعلم وفقنا الله واياك " أن النصارى الذين عقد لهم المسلمون الذمة © وأخذوا منهم الجزية يخالفوننا ث في ضربين : أحدهما أنهم جحدوانبوءةث نبينا محمد صلى اله عليه وسلم ‎٦‏ وقد مضى الكلام ني تثبيت نبوته صلى الله عليه وسلم } والحجة في ذلك بالذي يغني عن تكراره على النصارى في هذا الموضع ، والوجه الآخر ‎٦٦‏ أنهم قالوا في أمر معبودهم وفي المسيح / ما لا يجوز القول به . وهم في ذلك على ثلاث فرق : الملكنية ‎٧‏ واليعقوبية & والنسطورية } فهذه الفرق المختلفة تتفق في أمر معبودها ني موضعين : أحدهما ‎٢‏ الأمر الذي أثبتوه في القدم . وذلك أنهم جميعاً مقرون بأن ثلاثة أقانيم م تزل : أب وابن ‎٨‏ وروح القدس © لا يختلفون ف ذلك ، ثم اختلفوا في غيره ، فتقول اليعقوبية والنسطوربة : إنها ثلاثة أقانيم لم يزل . ‏د : واضح البطلان‎ )١( . ‏م : فاكثر‎ )٢( . ‏د : وإياكم‎ )٣( . ‏م : فخالفونا‎ )٤( . ‏ج & م : نبوة‎ )٥( . ‏م : عليه السلام‎ )٦( ‎)٧(‏ د : الملكية ؤ م : المليكية . وقد تكتب هكذا : الملكانبة وهو الغالب الراجح نسبة إلى إلى ملكا 0 ( الشهرستاني الملل والنحل ج ‎١‏ ص ‎٢٢٢‏ ) او اهل دين الملك ( عبد الجبار المغنى ج ‎٥‏ ص ‎٨١‏ |، الفرق غير الإسلامية ) . ‎. ‏د : وبنون‎ )٨( ‎٣٤٥ 345 جوهرها واحداً } وليس الجوهر معنى غيرها ، وتقول الملكنية ‎١‏ : بل هو ثلاثة أقانيم لم تزل ذات جوهر واحد ، ويزعمون أن الجوهر هو معنى غير الأقانيم ولا يعدونه رابعاً معها . فهذا اختلافهم ني الأمر الذي أثبتوه ني القدم } ثم يختلفون ف الموضع الآخر من صفة معبودهم . وهو اختلافهم في أمر المسيح 0 فتقول لملكنية ‎٢‏ : أن المسيح أقنوم واحد وطبيعتان : طبيعة ناسوتية ‎٣‏ © وطبيعة لاهوتية ث وتقول اليعقوبية : المسيح اقنوم واحد 0 وطبيعة واحدة 3 حدثا ‎٥‏ عن أقنوم انسي ، وطبيعة إنسية © وأقنوم لاهوتي 0 وطبيعة لاهوتية 3 اتحدا فصارا أقنوماً واحدا 0 وطبيعة واحدة . وقالت النسطورية : المسيح أقنومان ‎٦‏ وطبيعتان أقنوم لاهوتي وطبيعة لاهوتية © وأقنوم ناسوني ، وطبيعة ناسوتية 3 وأن كل واحد منهما ني الاتحاد قائم بذاته حافظ لجحوهره 0 وان هذا الفرق تزعم ان الابن كلمة ‎٦٧‏ الأب ‎١‏ الأزلي } وان الأب انما يعلم ‎١‏ الأشياء / بكلمته ، وان روح القدس هو "الحياة الني من أجلها وجب أن يكون الأب حياً 3 فهذا" جملة ما يتفقون فيه و يختلفون ونحن سائلوهم جميعاً مسألة واحدة: أخبرونا عن هذه الأقانيم الثلاثة أ كل واحد ‎٦‏ منها ‎١٢‏ ‏غير الآخر ، أم كل واحد منها ‎"٨‏ هو الآخر ؟ فان قالوا : كل واحد منها ‎١٨‏ هو الآخر © ‎)٢( )١(‏ د : الملكية 7 : المليكية . . ‏د : أنسية } م : اسية‎ )٣( . ‏د : لهوتية‎ )٤( . ‏ج : حدثت‎ )٥( . ‏م : اقنوماً‎ )٦( . ‏ج . م : علم كلمة الأب‎ )٧١( . ‏ج : يعمل‎ )٨( . ‏ج 0 م : هي‎ (٩) (٠١)ج‏ © م : وهذا . (١١)ج‏ & م : فنقول لهم . (٢١)ح‏ : واحدة . . ‏ھ : منهما‎ )١٤()١٣( (٥١)ج‏ . م : منهما . 346 ٣٤٦ قيل لهم : فلم جعلتموها ثلاثة ، ولم تقولوا فيما بينها بالمغايرة ؟ وهل العدد نفسه الا المغايرة ؟ أو هل المغايرة معناها ا الا العدد ؟ فقولكم : ثلاثة يثبت المغايرة © وقولكم كل واحد من الأقانيم هو الآخر يني المغايرة ا فقد أثبتم بكلامكم ما نفيتم © ونفيتم ما اثبتم ى وان قالوا : ان كل واحد من الاقانيم غير الاخر © قيل لهم : فهل تبينون ! كل واحد منها " عما سواه بصفة او لا تبينونه ث من غيره بصفة ؟ فإن قالوا : لا نبين كل واحد من الأقانيم عن صاحبه بصفة ، عاد عليهم الكلام الأول بأن الأقانيم الثلاثة واحد وإنما عبروا عنها بلفظ الثلاثة وهي في الحقيقة واحد © ولا فائدة ها هنا ني ذكر الثلاثة 5 وان قالوا : كل واحد منها موصوف بصفة غير صفة صاحبه أثبتوا فيها الأعراض والتغاير } وأبطلوا عنها أن تكون قديمة 3 ويدخل عليهم جميعا ما أدخلناه على الدهر ية وأشياعهم من اثبات حدوث جميع ما يوصف بالاعراض والتغاير & ويقال لهم : اخبرونا عن المسيح اليس هو ابن الله ؟ تعالى ‎٦٨‏ الله عن ذلك ‎٥‏ فإن٦‏ قالوا : نعم © قيل هم / : فأخبرونا ‎٧‏ عن الروح الني هي فيه من اللاهوت ‎١‏ اهي الابن ؟ فاذا قالوا : نعم ‘ قيل لحم : فهي بعض الله 0 فان زعموا أنها بعض النه © قيل لهم : فاذا كانت الأبعاض كلها قديمة ا نما معنى قولكم : انه ابن لبعض & وهما قديمان جميعاً ؟ وما جعل هذا البعض أولى بأن يكون ابنا للبعض الآخر من أن يكون ذلك البعض ابنها\؟ فإن زعموا أن ذلك . ‏ج : كذا في النسخ جميعاً وفيه قلق ني التركيب‎ )١( . ‏ج ا م : تثبتون _ والمناسب ما اثبتته « د!‎ )٢( ‎)٣(‏ ج ) م : منهما. ‎. ‏ج : لا تثبتونه‎ )٤( ‎. ! ‏ج ، م : سقط ه تعالى الله عن ذلك‎ (٥) ‎. ‏ج ، م : فإذا‎ )٦( ‎. ‏ج ، م : اخبرونا‎ )٧( ‎. ‏ج : الالهوت‎ )٨( ‎. ‏ج | م : قديمة كلها‎ )٩( ‏(٠١)د‏ : ان . ‏(١١)د‏ : ابنا . ‎٣٤٧ 347 أولى لأنه أقل من هذا قيل لهم : فكل بعض الشيء ' هو أقل من البعض الآخر فهو ابن له } فإذا ! كان ذلك كذلك عدد ‎٢‏ عليهم جميع ما ني العالم ث فجعل كل بعض أقل من بعض ابنا للبعض الأكثر وهذا مما ث لا يعقله أحد ني قصة ولا يجده في صحيح معنى ، فإن ‎٢‏ قالوا : ان الكل ني ذلك البدن قيل لهم : فأي شىء منه الابن وأي شيء منه روح القدس ‎١‏ © والكل هو الأب ‎٤‏ والكل هو الابن } والكل هو ‎٢‏ روح القدس ؟ فإن قالوا : نعم ، قيل : فالأب هو الابن ، والأب هو روح القدس ‎٨‏ فان يكن ذلك كذلك فالأب ابن لنفسه © والابن أب ‎١‏ لنفسه ، لأن هذا كله من واحد ، وهذا المحال ا من الكلام الذي قد بان اختلاطه © وان هم جزأوا فجعلوا جزعاً مما ني البدن ابنا وجعلوا جزءا روح القدس & وجعلوا جزءا آخر أباً 2 قيل لهم : ني ذلك كما قيل لهم ني الكلام الأول قبل هذا © وهو أن يقال : ما جعل البعض أولى أن يكون ابنا من البعض الآخر © وأن يكون أباً من البعض الآخر ؟ ولا نعلم ني ذلك حيلة ولا جواباً ثم يقال لهم : أخبرونا عن معنى الأب أهو معنى الابن وروح القدس ؟ وعن معنى الابن أهو معنى الأب ‎٦٩‏ وروح القدس؟ وعن / معنى روح القدس أهو معنى الأب والابن ؟ أو ‎٢‏ معنى كل (( د : لشيء { م : شيء . . ‏ج & م : فان‎ )٢( . ‏م : عاد‎ )٣( ‎)٤(‏ ج : ما. ‎. ‏د : وان‎ )٥( ‎. ) ‏ج : ( فإن قالوا نعم قيل لهم فالأب هو الابن والأب هو روح القدس الكل‎ )٦( ‎. ‏م : الكل هو الأب أو الكل هو الابن ، أو الكل هو‎ )٧( ‎. ! ‏م : سقط ه فإن قالوا : نعم ى قيل : فالأب هو الابن ، والأب هو روح القدس‎ )٨( ‎. ‏م : ابن‎ )٩( ‏(٠١)م‏ : المحل . ‏(١١)ج‏ : وعن معنى الابن فإن قالوا نعم قيل هو الابن فالأب هو روح القدس أهو معنى ‏وروح القدس . (٢١)م‏ : ان . ‎٣٤٨‏ 348 واحد منهما غير معنى الآخر ؟ فإن قالوا : معنى كل واحد منها هو معنى الآخر قيل لهم : فلم سميتم الاب با دون أن تسموه ابناً ز أو روح القدس ؟ أو لم سميتم الابن ابنا دون ان تسموه ابا . او روح القدس ؟ أو لم سميتم الروح القدس ‎١‏ روح القدس ‎٢‏ & دون ان تسموه ابا او ابنا ؟ وكل معنى واحد منها هو معنى الآخر ‎٣‏ فإن قالوا: معنى كل واحد منها ‎٤‏ غير معنى الآخر © كررنا عليهم المسألة الأولى من ‎٥‏ اتفاق الصفات ، واختلافها حتى يخرجوا إلى بطلان قدم الأب والابن وروح القندس جميعاً . فذلك الذي أردناه منهم . ويقال لهم : أخبرونا عن الأقنوم اللاهوني ، والطبيعة اللاهوتية 0 واتحادهما وصيرورتهما١‏ إلى الإنسان أعن سبيل النقلة من القديم كان ذلك أم على سبيل غير ‎٧‏ النقلة ؟ فإن قالوا : عن سبيل النقلة 2 أثبتوا مكانين } لأن النقلة لا تكون إلا عن مكان إلى مكان ، فإن قالوا : على غير سبيل النقلة ولن يجدوا ذلك المعنى © لأن التحويل من شيء إلى شىء لا يجىء ‎٨‏ إلا على سبيل النقلة في الأماكن ، فإن قالوا : إنما قلنا ان ني المسيح من الروح اللاهوتي ومن الطبيعة اللاهوتية ، لما يجري على يديه من اختراع الأجسام واحداث الأجرام وتصيير الموتى أحياء فعلمنا أن ذلك من الأفعال الني لا تحتملها طبيعة الإنسان © ولا روح الانسان ، قيل لهم : فان كنتم إ مما قلتم ما قلتم من ذلك لهذه العلة } فينبغي لكم أن تقولوا في جميع من ظهر على يديه مثل هذه الأشياء ، بأن فيه من ‎٠‏ الروح اللاهوتي والطبيعة / اللاهوتية 0 فهذا موسى عليه السلام تحدث على يديه ٍ . ‏م : القدس‎ )١( . ‏د : او لم سميتم الروح روحا‎ )٢( ‎)٣(‏ كذا في ج ، د ، ويمكن أن بكون التركيب هكذا ه ومعنى كل واحد منها هو معنى ‏الآخر ، وني م : هو معنى القدس الآخر! . ‎. ‏م : منهما‎ )٤( ‎. ‏د : عن‎ )٥( ‎. ‏د : وسيرورتهما‎ )٦( ‎. ‏د . م : على غير سبيل‎ )٧١( ‎. ‏ج ، م : لا يجري‎ )٨( ‎:٩ 349 العجائب العظيمة 0 والأمور الجليلة 0 فينبغي لكم أن تقولوا في موسى بمثل الذي قلتموه ني المسيح ، وأنتم تقولون انا عيسى أحيا أربعة أنفس ، وتقرون ان حزقائيل " أحيا الوفا في وقت واحد ا فما جعل المسيح أولى بما قلتم من حزقائيل " ؟ وقلم ان المسيح اشبع جماعة كثيرة من طعام يسير ؤ وكانت ارغفة قليلة 3 ثم حمل منها بعد ما شبع ث الجماعة زنبيل` ، وأنتم تقرون أن الياه أحدث في اناء دقيقاً ولم يكن فيه } وأحدث في اناء زبتأ وم يكن فيه زيت ، وهذا أعجب من احداث طعام من طعام } وكان له أصل & وهذا الذي أحدث الياه بزعمكم من غير أصل كان ، فافرقوا ئي ذلك بين المسيح وبين الياه © وما جعل المسيح أولى بالذي قلتم فيه" من الياه ؟ فإن زعمنم أن المسيح صير ماء خمرا فقد تقرون أن المسيح ملأ عدة من الآنية ماء لامرأة ث ، ثم صيرها زيتا فهذا أعجب من ذلك © لأن الخمر أقرب شا بالماء من اليت به ‎٠‏ ، وان قلتم أن المسبح مشى على الماء فأنتم تقرون أن يوشع ابن نون وأن الياه واليسع قد مشوا على الماء ‎١١‏ ى فها جعل المسبح اولى بما قلتم فيه منهم ؟ وان قلتم : ان المسيح استحق ذلك واستوجبه بانه رفع إلى السماء فأنتم تقرون بأن ؟ الباه قد ارتفع إلى السماء بمشهد من جماعة كثيرة ، ويقال لحم ألست تقرون ان المسيح قد قتل وصلب واستخفت به اليهود واستهزأوا به 0 وهو ‎)١(‏ م : وان . . ‏م : حزقايل‎ )٣( )٢( ‎(٤(‏ ج ، م : منه. ‎. ‏ج ، م : بعد شبع‎ )٥( ‎. ‏د : زنبيلا © والرفع احسن بناء على ان « حمل ! مبني للمجهول‎ )٦( ‎. ‏د : سقط ه فيه!‎ )٧( ‎. ‏ج { م : عدة آنية‎ (٨) ‎. ‏د : لا مرة‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ { م : سقط ه به ! . ‏(١١)ج‏ : سقط من قوله ه فأنتم نقرون ان يوشع ... إلى قوله قد مشوا على الماء " . ‏(١١)ج‏ | م:: ان . ‎350 ٣٥٠ اهر المجاب من احياء الي ومالكه ؛ للرس ينم ' ويدق و يوصف بالصفات الي نصمو ه انتم بها ، فلم امكن نفسه من اليهود ؟ يستخفون به ويستهزئون ! به " ، ثم قتلوه بزعمكم وصلبوه ‎٤‏ فكيف حتى أعقب فعل العجائب العظيمة } بالافاعيل الني تدعو ث إلى التصغير والاستخفاف به ؟ فهذا كله ومثله يدل على فساد قولكم ني المسبح صلى الله عليه وسلم 3 ويدل عبى نبي ث من انبياء الله تعالى . ورسول من رسله صلى الله عليه وسلم وعليهم جميعاً١‏ 8 لا اكثر من ذلك ولا اقل ، تعالى اله عن جميع ما يقول المبطلون علوا كبيرا . الأصل ! الرابع من أصول الملحدين وهم المشبهة : وذلك أن جميع من شبه الله بخلقه ا ووصفه ‎٨‏ بغير صفته على اختلاف أقاو يلهم وتفاوت مذاهبهم } يرجعون ني جملتهم إلى فصول ثلاثة : فالفصل ‎١‏ الأول من ذلك هو القول بالتشبيه على محض التشبيه } والوصف لله جل جلاله بالتجسيم على حقيقة النجسيم } وهؤلاء هم الذين يثبتون معبودهم على ما يعقلونه من أنفسهم 0 ويحصرونه بأوهامهم " ، وعلى"' ما يشاهدون بأبصارهم } وزعموا أن معبودهم جسم كالأجسام : لحم ودم ، عريض طويل ‎)١(‏ م : ليعظكم . ‎)٢(‏ م : و يهزؤون . ‎)٣(‏ ج : سقط ه به ا . ‎)٤(‏ د : تدعون ،5 ج : يدعو . ‎)٥(‏ ج : شيع . . ‎)٦(‏ د : صلى الله عليهم اجمعين . ‎)٧(‏ م : والاصل . ‎(٨)‏ ج : وصفه .© م : ووصفوه . ‎)٩(‏ د : الفصل . (٠١)ج‏ ، م : بأهوامهم . (١١)د‏ : ه على ا بسقوط واو العطف . ‎٣٥١ 351‏ محدود ‎١‏ ف مكان دون مكان ف جميع صفات الأجسام } حتى ‎٢‏ أن مهم من يحصره ني صورة إنسان سبعة أشبار 0 كائنا ما كان ذلك الشبر & تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . الفصل الثاني٢‏ : ‎٧٢‏ / قول من يقول منهم بمجرد التجسيم دون ان يثبتوا معاني الاجسا م ء ويزعمون أنه جسم لا كالأجسام & ونور لا كالأنوار & وأبوا أن يكون لحما ودماً 3 ولا عر يضاً ولا طويلا ز فاقتصروا بالتسمية بالجسم على معنى الجسم زعموا . الفصل الثالث : ‏مقالة الغالطبن ؛ في تأوبل متشابه كتاب الله عز وجل & المحرفين لكلامه 8 المتعلقين بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم © وهؤلاء مع ما هم فيه من التشبيه فانهم حائدون عن التسمية بالجسم بزعمهم » وهذا الصنف من المشبهة على انهم بستنكفون . عن عبارة التجسيم 0 فان قلو بهم مع ذلك طاغية إلى التصريح بغاية التشبيه © .واهواؤهم مائلة الى التبر يح ‎٦‏ بنهايته 0 وحتى ان عوامهم يبوحون بأفحش التشبيه وأقيحه ‎٧‏ أحيا ا « وان محدثيهم ليفصحون به أوقا تا . ومتى ‎٨‏ ‏تورع ‎١‏ أحد من علمائهم في شىء من مذاهبهم ( أو نوظروا . كادت المناظرة ‎. ‏د : سقط محدود‎ )١( . ‏م : وحتى‎ ٠ < (٢( . ‏ح . م : والفصل‎ (٣) . ‏م : لمقالة الفالظن‎ ()ؤ٤(‎ . ‏ج . م : يشنفون‎ )٥( .) ‏م : التصريح _ : والتر يح الراح الظهور والبيان ومنه « برج الخفاء فا لدى تحعلد‎ ٤ ‏ح‎ (٦( . ‏ويقال جاء بالكفر براحاً أي بينا جهارا‎ )٧( . ‏د : وقبيحه‎ )٨( . ‏د © م : وحتى‎ )٩( . ٨ ‏كذا ني الأصول الثلاثة ويبدو انه : ه نوزع‎ 352 ٣٥٦ تضطرهم إلى ما ذكرت لك من ذلك ، وتلجئهم اليه 3 الا أن يشم ‎١‏ أحد من علمائهم برائحة ! علم الكلام فيقتصر دون ‎٣‏ غاية ما ينتهي اليه عوامهم وهذا الصنف هم الذين يسمون الحشوية } واصحاب الحديث 0 وكل هذه الفرق مع اختلافهم فإنهم مجموعون على أن الته يرى يوم القيامة بالابصار ، وأنه حال على العرش تعالى اله عما يقولون علوا كبيرا ، وهذه الفصول الي ذكرناها تتضمن جميع ‎٣‏ مذاهب المشبهة & واقاويلهم المختلفة على كثرتها ني معبودهم ! إن شاء الله / ونحن ذا كرون ما احتجوا به من كتاب الله عز وجل ، وما تعلقوا به من حديث رسول الله صلى انته عليه وسلم ، ثم نتبع ‎٥‏ ذلك بالرد عليهم ني باطلهم ‎٦‏ وما أساءوا فيه الثناء على ر بهم } والنظر لانفسهم ، ونذكر جميع ما غلطوا ‎٧‏ فيه من تاويل الاي الني انتحلوها من كتاب النه عز وجل ، وأحاديث رسول انته صلى الله عليه وسلم © حتى نأني على ذلك الأول فالأول ، ولا قوة الا بالله ‎٨‏ . وكان مما احتجت به المشبهة من كتاب الله عز وجل ان قالوا : ان الته وصف نفسه في كتابه على لسان نبيه ‎٩‏ محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو أعرف بصفته منكم فقال : ( الرحمن على العرش استوى )" وقال : ( خلق السماوات والأرض © وما بينهما ني ستة أيام ثم استوى على العرش )ا"والعرش معروف أنه جسم من ٍ ,. ‏د : يشعم‎ )١( . ‏كذا ني الاصول الثلاثة جميعا ويبدو ان الباء زائدة‎ )٢( . ‏د : فيقصدون‎ )٣( . ‏د : معبودها‎ )٤( . ‏د : نتتبع‎ )٥( . ‏د : اباطيلهم‎ )٦( . ‏ج : خلطوا‎ )٧( . ‏ج : ولا حول ولا قوة إلا بالله‎ )٨( . ‏د : نبيئه‎ )٩( . ‏طه‎ /٥)١٠( . ‏الفرقان‎ /٥٩)١١( 353 تنك الأجسام والاستواء ‎١‏ ني معقول الكلام هو الاستقرار . قال الته عز وجل : ( واستوت على الجودى )" وأكد ذلك بقوله : (على) ومع ذلك ان _ ثم _ ني لغة العرب إنما هى للاستثناف ؟ 3 فدل على أنه استوى على العرش بعدما خلق السموات والأرض © قالوا : ويدل على ما قلنا ‎٢‏ الرش أنه جسم من الأجسام . كما قلنا 0 لا كما قلتم وانه على ما يعقل من العرش ' ، وان العرش مشتق منه ، ومشبه به وأنه كالسرير قوله تعالى : ( وكان عرشه على الماء ) ث وقال : ( رب العرش العظيم ) ‎١٢‏ ، قالوا ويؤيد ما قلنا من ذلك ‎٧١‏ حديث عبد الله بن المبارك ‎٨‏ عن الليث ‎٩١‏ عن عقيل ‎١‏ . ‏م : الاستوي‎ )١( . دوه/٤٤‎ )٢( . ‏م : الاستئناف‎ )٣( . ‏د : العرش‎ )٤( دوه/٧‎ )٥( . ةبوتلا/١٢١‎ )٦( . , ‏د : سقط ه من ذلك‎ )٧( ‎)٨(‏ عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي ولاء التميمي المروزي ، أبو عبد الرحمن ، ولد سنة ‎١١٨‏ ه / ‎٧٣٦‏ م ،} سكن خراسان © محدث وفقيه وعالم بالتاريخ ، والعربية } وهو اول من صنف في الجهاد } زاهد حافظ 0 سمع هشام بن عروة 0 وحميد الطويل © وألف التآليف الكثيرة 0 وروى ما يقرب من عشرين الف حديث ( العبر ج ‎٢٨٠ : ١‏ . تذكرة الحفاظ ‎٢٥٣ : ١‏ } مفتاح السعادة ‎١١٦١ : ٢‏ شذرات الذهب ‎٢٩٢٩٥/١‏ . حلية الاولياء ‎١٦١ : ٨‏ ) ، توني ‎١٨١‏ ه / ‎٧٩٧‏ م . ‎)٩(‏ الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث } إمام ني الفقه والحديث © أصبهاني خراساني ، ولد في قلقشندة سنة ‎١١٨‏ ھ / ‎٧٣٦‏ م واشتهر بمصر وكان إمامها } توني بالقاهرة سنة ‎١٧٥‏ ھ / ‎٧٩١‏ م ، روى عن عطاء ، ونافع وابن أي مليكه © ثقة حجة } له سلطة معنوية تولى قضاء مصر وكان واليها تحت أوامره . ( العبر ‎٢٦٦ : ١‏ . تهذيب التهذيب ‎٤٩٥ : ٨‏ . تذكرة الحفاظ ‎٢٠٧ : ١‏ . ميزان الاعتدال ‎٣٦١ : ٢‏ . تاريخ بغداد ج ‎٣ : ١٣‏ . ‎)١٠(‏ عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي أبو خالد 0 محدث ثقة توني بمصر سنة ‎١٤١‏ ه / ‎٧٥٨‏ م ‎. ) ١٩٧ : ١ ‏العبر‎ . ٢٥/ ٧ ‏تهذي التهذيب‎ 354 ٥ ‎٤‏ عن ابن شهاب ان رسول النه صلى الله عليه وسلم / سأل جبر يل أن يتراءى له ني صورته قال : انك لا تطيق ذلك ، قال : أني أحب أن تفعل ، فخرج رسول الله صلى اته عليه وسلم إلى المصلى في ليلة مقمرة ، فأتاه جبر يل عليه السلام في صورته فغشي على رسول انته صلى الله عليه وسلم حين رآه } حتى أفاق وجبر يل مسنده فقال : سبحان الله سبحان الله 0 ما كنت أرى أن شثاً من الخلق هكذ ا 0 فقال جبر يل ‎٢‏ ‏فكيف" لو رأيت اسرافيل أن له اثني ث عشر جناحاً ى جناح منها بالمشرق وجناح ث بالمغرب وأن العرش على١‏ كاهله وانه ليتضاءل١‏ أحباناً لعظمة الته © حتى بعود مثل الوضع حتى لا يحمل ‎٨‏ عرشه إلا عظمته ، قالوا : وذكر ابن عيينة ‎١‏ عن ‎)١(‏ د : جبرائيل . ‎. ‏د : جبرائيل عليه السلام ، م : صلى الله عليهما‎ )٢( ‎. ‏د : وكيف‎ )٣( ‎. ‏ج { م : لأ ني‎ )٤( ‎. ‏ج إ م : منها‎ )٥( ‎. ‏ج ، م : لعلي‎ )٦( ‎. ‏ج : لينطوي ، م : ليتطال‎ )٧( ‎. . .0 ‏ج & م : ما يحمل‎ )٨( ‎)٩(‏ ابن عيينة سفيان بن عيينة ابو محمد بن أبي عمران الهلالي © كوني الاصل { ثم انتقل إلى مكة } ولد سنة ‎١٠٧‏ ه / ‎٧٢٦‏ م ، ثقة ني الحديث روى عن الزهري وعمرو ابن دينار 0 ومحمد بن المنكدر } وأبي الزناد 0 وهو شيخ الحجاز وعالم بالتفسير © له سبعة آلاف حديث & شهد له أحمد بن حنبل " توني سنة ‎١٩٨‏ ھ / ‎٨١٤‏ 0 (ابن خلكان ‎)١٣١-١٦٢٩ : ٢‏ . ‎٣0٥ 355 عمرو ‎١‏ عن عطاء ! & وابن جدعان ‎٢‏ عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول اه صلى الته عليه وسلم : أنا أول من تنشق ‎٤‏ عنه الأرض فأجد موسى صلى الله عليه وسلم متعلقاً بالعرش - زاد أحدهما _ ولا أدري لعله جوزى بالصعقة الني أصابتهم ‎٥‏ 3 فقالوا ‎٠:‏ إنما مثل ذلك على قوله : ( أهكذا عرشك قالت كأنه هو)٧‏ ‎)١(‏ عمرو بن دينار الجمحي ، ولد سنة ‎٤٦‏ ه / ‎٦٦٦‏ وهو مفتي أهل مكة ومحدث ثقة واتهمه أهل المدينة بالتشيع 3 إلا ان الذهي نفى ذلك عنه ، سمع ني ابن عباس © وجابر بن زبد ، توني ٦٢١/٤٤٧(العبر ‎١٦٣ : ١‏ . تاريخ الإسلام للذهي ‎١١٤ : ٥‏ . تهذيب التهذيب ‎٣٠ : ٨‏ ) . ‎)٢(‏ عطاء بن أبي رباح من التابعين 0 ولد باليمن سنة ‎٦٤٧/٢٧‏ ونشأ مكة وهو محدث وفقيه سمع عائشة وأبا هريرة وابن عباس & وكان يطيل الصمت ؤ توني بمكة سنة ‎١٤‏ ه / ‎٧٣٢‏ م (العبر ‎١!٤٢-١٤١/١‏ . ميزان الاعتدال ‎١٩٧/٢‏ ) . ‎)٣(‏ ابن جدعان علي بن زيد بن أبي مليكة زهير ابن عبد الله بن جدعان أبو الحسن | محدث حافظ فقيه } وليس بالقوي في الثقة وهو أحد علماء الشيعة 5 كثير الرواية توني سنة ‎١٢٩‏ ھ / ‎٤٧‏ . (العبر ‎١٧٢ : ١‏ . تاريخ الإسلام للذهي ‎٢٨٣ : ٥‏ . خلاصة تذهيب الكمال ‎٢٣٢‏ ) . ‎)٤(‏ د : تشق . ‎)٥(‏ رواه البخاري ني الصحيح عن الفر بابي ني كتاب التوحيد 5 ورواه مسلم من أوجه أخرى عن سفيان © وأوله : لا تخيروا بين الأنبياء } وأورده البيهنى ني الأسياء والصفات ص ‎٣٢٩٥-٣٩٤٢‏ . وسبب هذا الحديث ان رجلا من اليهود قال : والذي اصطفى موسى على البشر في السوق فلطمه رجل من الصحابة وقال له : وعلى محمد ! فجاء مشتكياً إلى الرسول ©، فقال ذلك الحديث } ولفظه : تخيروا بين الأنبياء فإن الناس بصعقون بوم القيامة فأكون أول من يفيق ، فإذا أنا بموسى آخذ قائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أو جوزى بصعقته . ورواه الترمذي عن أبي هر يرة قال الذهي الحديث متفق على ثبوته © العلو ص ‎٦٩١‏ . ‎)٦(‏ ج ؤ م : قالوا . ‎/٤٢ )٧(‏ النمل . ‎٣٥٦‏ 356 وقال : (ولها عرش عظيم ) ا قالوا " : وليس بين قوله" : (ورفع أبويه على العرش ) ث وبين قوله ( استوى ث على العرش ) ‎٦‏ فرق وقالوا : بل علمنا بالقياس ‎٧‏ أن يكونا سواء حتى يفرق بينهما كتاب الله } أو خبر } أو يكون ني مخرجه دلالة ، قالوا : وقد أجمعوا على أن الحملة ث المانية ملائكة } ثم جاءت الأخبار بعد ذلك © تخبر ‎٩١‏ عن اا اختلاف صورهم } قالوا : ويؤكد ما قلناه١١‏ من هذا قوله : ‎٥‏ ( الذين يحملون العرش ومن حوله )"ا دلالة على أن / العرش جسم يطاف به و بدن ‏بدار حوله [ وكذلك ‎١٢‏ قوله : ( وترى اللانكة حافبن من حول العرش ‎١٤)‏ ‘ ‏قالوا ومما يؤكد قولنا 5 قول الني صلى الله عليه وسلم ، لسعد ابن معاذ“٨ا‏ حيث ‎. ‏النمل‎ /٢٣ )١( ‎. ‏ج : قال‎ )٢( ‎. ‏ج ، م : قولهم‎ )٣( ‎. ‏يوسف‎ /١٠٠ )٤( ‎. ‏ج . م : « واستوى » وهو خطأ‎ )٥( ‎. ‏الرعد ، وني آيات كثيرة أني سور مختلفة‎ /٢ )٦( ‎. ‏ج : القياس‎ )٧( ‎. ‏م : الجملة‎ )٨( ‎. ‏م : بخبر‎ )٩( ‎. ‏ج م : على‎ )١٠( ‏(١١)د‏ : قلنا . ‎. ‏غافر‎ /٧)١٢( ‏(٣١)د‏ : وكذا . ‎. ‏الزمر‎ /٧٥)١٤( ‏(٥١)سعد‏ بن معاذ بن النعمان بن أمرئ القيس من الأوس { صحابي حمل لواء بدر وثبت ني غزوة أحد واستشهد يوم الخندق ، ودفن بالبقيع وذلك ني سنة ‎٥‏ ھ / ‎٦٦‏ م ولما مات قال الني فيه : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ . ( العبر ‎٧ : ١‏ . ابن سعد ، الطبقات ‎٢ : ٣‏ . صفة الصفوة ‎١٨٠ : ١‏ ) . ‎٣ 357 حكم في بني قريظة : قد حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات ‎١‏ ولو كان الته على ما قلتم في كل مكان لما قال : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات & وقال : اهتز العرش لموت سعد ‎٢‏ والاهتزاز لا يكون الا للأجسام ‌ ومما احتجت به أيضاً قوله عز وجل : ( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى ، أفتارونه على ما يرى ، ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، عندها جنة الملوى } إذ يغشى السدرة ما يغشى © ما زاغ البصر وما طغى ) ث وقال : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ) ث وقال : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ‎٦)‏ ، فالحسنى الجنة والزيادة الرؤية ث ويؤكد ما قلنا ي الرؤية قول الني صلى الله عليه وسلم : انكم ‎٧‏ سترون ربكم لا تضامون ي رؤيته 0 كما لا تضامون ي القمر ليلة البدر ث & وقال ني الفجار : ( ا نهم عند . ‏ج إ م : ه أرقعة » وهي رواية محمد بن اسحاق ، أخرجه النساني في صحيحه‎ )١( . ‏د : سقط ه لقد ا!‎ )٢( ‎)٣(‏ رواه البخاري في صحيحه عن أبي موسى & وأخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه © ومن حديث ابي الزبير عن جابر } ومن حديث قتادة عن أنس رضي الله عنهم 0 وأورده البيهقي ني الأسياء والصفات ص ‎٣٩٧‏ & وأول الاهتزاز هنا بالاستبشار والسرور ، فلان اهتر أي استبشر . وان حملة العرش فرحوا بقدوم روح سعد ، واقيم العرش وقام من يحف به } وقد جاء ني الحديث ان الملائكة تستبشر بروح المؤمن 2 ورواه أحمد في مسنده عن أنس وعن جابر ، والترمذي واين ماجة عن جابر وأخرجه النساني بلفظ : تحرك عرش الرحمن عن طريق محمد بن عمرو عن ابن الهادي وغيره 0 عن معاذ بن رفاعة . وقال الذهي ان رواية قتادة عن أنس حديث صحيح والاسناد إلى عائشة اسناد حسن ، واعتبره الذهي متواتر 3 ( العلو ص ‎٦٩‏ ) . ‎. ‏النجم‎ ١٧ 3 ‎. ‏القيامة‎ /٢٣ )٥( ‎. ‏يونس‎ /٢٦ )٦( ‎. ‏د : سقط ه انكم ا‎ )٧( ‎. ١١٦٢١-١١١ ‏رواه البخاري ومسلم وأخرجه ابن خز يمة في كتاب التوحيد ص‎ )٨( ‎358 ٥٨ ر بهم يومثذ لمحجوبون ) ‎١‏ وقال : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) ‎٢‏ وذ كروا صفة الحجب وصنوفها } ومما احتجت به ايضا قول الله عز وجل : ( وجاء ربك والملك صفاً صفاً ) " ولا حوز أن يجىعء الى مكان هو فيه 5 ولو جاز أن يجيء إلى مكان هو فيه © جاز أن يخرج منه وهو فيه © ‎٦‏ قالوا ‎٤‏ فإذا أخبر / الله أنه ني السموات ، وفي الأرض ، وقلتم ان الدنيا كلها لا تخلو منه ، وانه فيها 0 فاذا كان الامر كذلك & وكانت الدنيا محدودة . كان الذي يكون في بعضها أو ث ي كلها محدوداً 3 إذا كان لم يجاوزها } ولو جاوزها لخرج لا إلى مكان ، ولا يجوز أت يخرج منها إلا إلى مكان . قالوا : وقد أخبر أنه ي السموات وني الارض والته لا خاطب عباده إلا بما يعقلون & قالوا : وقد قال الله عز وجل لموسى عليه السلام _ ولسنا نعدو ما قال - : ( ولتصنع على عيني ‎٦)‏ فقلنا ‎٧‏ : ان له عينا كما قال & قالوا : وقد قال الله : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ‎٨)‏ وقال : ( انما نطعمكم لوجه الله ) وقال : ( ير يدون وجه الله ‎١)‏ فعلمنا بهذا ان له عيناً ووجها كما قال © قالوا : وقد قال الله الموسى عليه السلام : ( واصطنعتك لنفسي )""وقال عيسى عليه السلام لربه : ( تعلم ما في نفسي ولا . ‏المطففين‎ /١٥ )١( . ‏الشورى‎ /٥١ )٦٢( . ‏الفجر‎ /٢٢ )٣( . ‏د : قال‎ )٤( . ‏د : وني‎ )٥( . هط/٣٩‎ )٦`( . ! ‏ج ؤ م : سقط ه فقلنا‎ )٧( . ! ‏د ، م : سقط ه ذو الجلال والإكرام‎ ، نمحرلا/٢٧‎ )٨( . ‏الإنسان‎ /٩ )٩( . مورلا/٣٨)١٠(‎ (١١)د‏ : سقط ه لفظ الجلالة ! . . هط/٤١)١٢(‎ ٩ 359 أعلم ما ني نفسك ) ‎١‏ قالوا : والدليل على ان له يدا قوله : ( بل يداه مبسوطتان ) ‎٢‏ ‏وقوله : ( ما منعك أن تسجد لا خلقت بيدي ) ‎٢‏ واعتلوا أيض بقوله : ( والأرض جميع قبضته يو القيامة والسوات مطويات بيمينه ) ا فقالوا : قد " أخبر أن له يمينا ، وإنما خاطبنا بما نعقل 3 وعلى ما نعرف من اليمين والقبضة ، قالوا : وقد قال الته ‎٦‏ عز وجل حكاية عن قول الكافر : ( يا حسرني على ما فرطت ني جنب الله ) ‎٧‏ ، قالوا ‎٨‏ : فهذه الأخبار كلها ني كتاب الله عز وجل ، يخبر به عن نفسه وصفته ، ولن نعدو ما قال الله ث وهو أعرف بصفته منكم ، ويؤكد ‎٧٧‏ جمبع ما تلونا من هذه الاي / الحديث المروى : ان الله ؟ خلق ادم على صورته } فهذا الذي يتعلق ‎١١‏ به اهل التشبيه ويتطرقون به إلى تشبيههم من اي القران ث ومن الحديث قد ذكرناه . ونحن مبينون ما غلطوا''فيه 0 ومفسرون ما ذهبوا به!١عن؟٢١‏ فصول الصواب ، ‎)١(‏ ٦١١/المائدة‏ . ‎/٦١٤ )٢(‏ المائدة . ‎/٧٥ )٣(‏ ص . ‎٦٧ )٤(‏ الزمر . ‎)٥(‏ ج ) م : وقد . ‎)٦(‏ د : سقط ه اسم الحلالة ! . ‎/٥٦ )٧(‏ الزمر . ‎)٨(‏ ج { م : فقالوا . ‎)٩(‏ ج : سقط ه اسم الحلالة ! . (٠١)د‏ : تعلق . (١١)م‏ : غلظوا . (٢١)د‏ : اليه . (٣١)م‏ : من . ‎٦٠‏ 360 بعد أن نجيب بجملة كافية © تأقي على ما ذكروا من هذا كله © وسطروه ا ان شاء الله ث ولا قوة٢‏ الا بالله . فنقول للقوم : أخبرونا عن جميع ما خاطب النه به عباده في كتابه مما دلهم به على صفته ، وعلى فعله & وغير ذلك من اخباره ، واخبار رسوله صلى الله عليه وسلم ، أيحمل جميع ذلك على ‎٣‏ ظاهرة دون سائغة 3 وعلى معقوله دون مفهومه © وعلى حقيقته دون مجازه أو ث يحمل على ما يسوغ في حكمة الله تعالى وعدله ‎٥‏ © وعلى ما يليق به في صفته 0 دون ما لا يليق به ‎١‏ وعلى ما تستعمله ‎٧‏ أهل اللغة والناس بينهم ني خطابهم ، مما تقتضيه ‎٨‏ دلالة القياس © دون عبارة اللفظ ؟ فإن هم قالوا : ان جميع ذلك يحمل على المعقول دون المفهوم وعلى الظاهر دون السائغ ولو ان ذلك الظاهر والمعقول يحرج إلى غاية الفساد من القول ، ونهاية المتناقض من الكلام ، قيل ث لهم : أليس قد قال اته عز وجل : ( ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) ‎٨"‏ ء وقال : ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) وقال : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ‎١٢)‏ وقال : ( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن ‎)١(‏ د : وستراه . ‎)٢(‏ ج : لا حول ولا قوة . ‎)٣(‏ م : على ذلك ظاهره . ‎)٤(‏ د : ام . ‎)٥(‏ د : سقط ه وعدله ! . ‎)٦(‏ د : سقط ه به ! . ‎)٧(‏ هكذا بالتاء ني الأصول الثلاثة . ‎)٨(‏ ج : يقتضيه . ‎)٩(‏ ج & م : فيقال . ‎/٢٢)١٠(‏ الأنفال . (١١)١٧١/البقرة‏ 0 ج : لا يعلمون وهو خطأ من الناسخ . (١١)٨١/البقرة‏ 5 وفي ج : لا يعقلون وهو خطأ . ‎٣٦١ 361‏ ‎٨‏ خلفهم سدا / فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) ‎١‏ © وقال : ( أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ) ؟! وقال : ( ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ) ‎٢‏ } أتحملون هذا كله على الظاهر دون السائغ من الكلام ث 0 وعلى المعقول من الخطاب دون المفهوم ‎٠‏ ؟ فإن قالوا : نعم ، قلنا فهم اذن صم١‏ لا أسماع لهم بسمعون بها ما مخاطبون به } 7 لا انظار ‎٨‏ لحم يبصرون ها " ما يدلون عليه } ولا عقول لهم يعقلون بها ما يكلفون به ، وبكم لا ألسنة لهم فينطقون بما يلزمهم © فينبغي على هذا المعنى أن يكون الله عز وجل خاطب من لا يسمع ولا يبصر & وذمه بأنه لا يسمع ولا يبصر © وكلف من لا يفهم التكليف ، ولا يحتمله } ولا بعقله © فهذا فعل العابث السفيه "ومن القول الذي لا يقول به أحد من الناس } عالم ولا جاهل ، تعالى الله عن ذلك ، مع ان الله عز وجل قد قال أيضا : ( وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فا أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ‎6٢)‏ ‏فاي هذين الخبر ين أولى بان تاخذوا } وتحملوا عليه مراد مثل هذا الكلام ؟ فان رجعوا وقالوا : ان العرب قد تسمي المتعامي٢‏ أعمى ، والمتصامي أصم 3 ويقولون ‎)١(‏ ٩/يسن‏ . ‎/٤٠ )٢(‏ الزخرف . ‎)٣(‏ ٠٢/هود‏ ، وفي النسخ الثلاثة : لا يستطيعون . ني أول الآية وهو خطأ . ‎)٤(‏ د : على ظاهرة من الكلام دون السائغ . ‎)٥(‏ م : من المفهوم . ‎)٦(‏ ج : فهم صم اذن . ‎)٧(‏ د : ه عمى ! بسقوط واو العطف . ‎(٨)‏ ج . م : لا ناظر . ‎)٩(‏ ج ، م : به . (٠١)د‏ & م : ولا بعقله ولا يحتمله . (١١)ح‏ : السافه . ‎/٢٦)١٢(‏ الأحقاف . (٣١)م‏ : لمعامي . ‎٣٦٢‏ 362 من عمل & عمل من لا يعقل لا يعقل ، وإنما هذا الكلام محمول على كلام 8 وذلك ان المتعامي إذا تعامى ‎١‏ صار ني الجهل كالأعمى فلما أشبهه من وجه سمى باسمه ك قلنا : قد صدقنم ولكن ما الأصل المستعمل ني تسميتهم بالعمى ؟ فإن قالوا : ‎٩‏ هوالذي لا/ نظر ‎٢‏ له قلنا : فلم زعمتم أن لهذا " الذي سيه الله أعمى ناظرا وأخذتم بالمجاز والتشبيه وتركتم الاصل الذي هو ' هذا الاسم مطلق له ؟ قالوا : إيما قلنا ذلك من اجل ان الاول ، لا يجوز على النه 5 والثاني جائز عليه } والته ‎٠‏ لا يتكلم بكلام ‎٦‏ إلا ولذلك الكلام وجه ، قالوا : فإذا نظرنا ي كلام الته وهو عندنا عدل غير جائر " وهو ‎١‏ يقول : ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) ‎٠‏ ، علمنا أنهم لو كانوا منقوصين غير وافر ين كانوا قد كلفوا ما لا تحتمله"' خلقتهم ، والمكلف لعباده ما لا تحمله خلقتهما١‏ والمخاطب لهم بما لا تني" به حواسهم جائر ظالم ، قالوا : فإذا كان الله لا٢١يليق‏ به ذلك علمنا انهم كانوا وافرين غير عاجز ين ولا منقوصين ، و إذا كانوا كذلك صار؛' الواجب أن يحكم بالمفهوم دون المعقول & . " ‏ج : تكرر ه إذا تعامى‎ )١( . ‏م : ناظر‎ )٢( ‎)٣(‏ د : هذا. ‎. ! ‏د : سقط ه هو‎ )٤( ‎. " ‏م : سقط « لفظ الجلالة‎ )٥( ‎. ‏ج ا م : بالكلام‎ )٦( ‎. ‏م : جائزاً‎ )٧( ‎. ‏د : وهم ، وهو خطا‎ )٨( ‎. ةرقبلا/١٧١‎ )٩( ‏(٠١)د‏ : تحمله . ‏(١١)د‏ : ه سقط والمكلف لعباده _ إلى _ خلقتهم ! . ‏(٢١)د‏ : تفيد . ‏(٣١)ح‏ : ها . ‏(٤١)ج‏ 6 م :: كان . ‎٦٣ 363 و بالسائغ دون الظاهر فقلنا هم صم بكم ‎١‏ عمي لا يعقلون على أنهم تعاموا وتصاموا وعملوا عمل من لا يعقل ؤ فإذا قالوا ذلك ، قلنا فهم : فانا لم نعد هذا المذهب ني جميع ما سألتمونا عنه من الآي " الني تلوتموها علينا ، والأحاديث الني رو يتموها " لنا { فقد ث حملنا جميع ذلك على المفهوم من الكلام دون المعقول ، وعلى السائغ ني صفة الله تعالى } واللائق به ، والجائز ني لغة العرب مما تقتضيه دلالة القياس دون عبارة اللفظ 0 ويؤكده ما سواه من نص القران ، الذي لا يعتر يه تحر بف ‎٠‏ التأويل } ولا يعارضه منحول ث التفسير ولو حملت / جميع ‎٦١‏ هذه الآيات ‎٧‏ الني تلومموها } والاحاديث الي رويتموها & على اظهر ظاهرها 0 لخرجت إلى أفحش الفحش من الكلام ، وأقبح القبيح من المقال ‎٨‏ مما لا يقول به أحد من الناس ولا يجوزه مشبه ولا غير مشبه ،} فإذا ‎٩‏ تناظرت الاخبار 0 وتقاومت المعاني ‘ رجع بها إلىأسوغها في صفة الله تعالى ، وأليقها به ي عدله عز وجل ، وحكمته © وأولاها بمخاطبة العرب ، فيما بينها في كلامها .و يحمل جميع ذلك على ما تقتضيه دلالة القياس الني لا يكذب مثلها ، ولا يتناقض معناها إذ لا يكون في أخباره جل جلاله تكاذب { ولا في كلامه عز " اسمه تناقض } وهكذاا١‏ الجواب لهم }: . " ‏ج : سقط ه بكم‎ )١( . ‏ج ، م : سالتمونا عن الاي‎ )!٢( . ‏م : الذي رويتموه‎ )٣( . ! ‏د : سقط ه فقد‎ )٤( . ‏م : منخول‎ )٥( . ! ‏د : سقط ه جميع‎ )٦( . ‏د : الاي‎ )٧( . ‏ج ، م : الكلام‎ (٨) ‎(٩)‏ ج : واذا. ‏(٠١)ج‏ : عن . ‏(١١)د‏ : وهذا. ‎364 ٦٤ والكلام عليهم في جميع ما يتعلقون به من هذه المعاني ، فحين نبهتكم على ذلك عرفتم عامنه 5 إن شاء الله » فهذه المعارضة أصل لكل هذا الكلام الذي يدور بيننا . وبين هؤلاء القوم © في تاويل جميع ما ذكروه ، وما لم يذكروا مما هو مشبه لما ذكروا 3 فينبغى أن يكون محفوظا 5 ويتخذ ا أصلا واماماً 0 وان نظرت فيه وجدته كما وصفت لك ، إن شاء الله . مسألة الاستواء : رجع الكلام إلى الاعتلال بالاستواء وما يدور به 3 فأول ذلك أن قول القائل : « كذا وكذا على كذا وكذا »" يتجه على وجوه كثيرة } فنها" قوله تعالى ث : ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك )ث وهذا على معنى الالتزاق والفوق 8 ‎٨١‏ ووجه ‎١‏ آخر كقوله : ( وعلى الوارث مثل ذلك ‎٧)‏ ، وهذا مثل قولهم : على / دين وعليه ندر } ووجه آخر كقوله ث : ( سلام عليكم بما صبرتم ) " أي وأنتم ف سلام وسلامة وهذا كقول الشاعر : سلام التهم يا مطر عليها وليس عليك يا مطر السلام١‏ . ‏د : وليتخذ‎ )١( . ! ‏د : سقط ه وكذا‎ )٢( . ‏على ه منها " ولكنه لم بضع ما يوازيه ني الهامش‎ )١( ‏ج : وضع الناسخ رقم‎ )٣( . ! ‏ج . د : سقط ه تعالى‎ )٤( . ‏المؤمنون‎ /٢٨ )٥( . ! ‏ج : تعليق على الهامش : ه بمعنى اللزوم‎ )٦( . ‏البقرة‎ /٢٣٣ )٧( . " ‏ج : تعليق على الهامش ه بمعنى الظرفية‎ )٨( . ‏د : تعالى‎ )٩( . ‏الرعد‎ /٢٤)١٠( (١١)ينسب‏ للأحوص . ٣٦٥ 365 ووجه ‎١‏ آخر كقوله تعالى " : ( عليكم أنفسكم ) " ، وهذا كقول الشاعر ‎٤‏ : عليكم دياري ث فاهدموها فانها تراث كريم لا يراعي العواقبا ‎١‏ ‏على الاغراء 0 لا على غير ذلك 0 وهو مثل قول القائل : عليك الجادة ، عليك الطريق الأعظم 8 ووجه ‎٧‏ آخر وهو كقوله تعالى ‎٨‏ : ( أو كالذي مر على قر ية وهي خاوية على عروشها ) ‎٢‏ ، وانما ير يد أنه مر بحيالها ولم يرد أنه مر من " فوقها وعلى مثل ذلك قول الشاعر : مررنا على قيسية عامربة١١‏ ها بشر صاني "" الأديم هجان ووجه"' آخر وهو خارج من هذا كله أجمع ‎١٤‏ ) وهو قول الله : ) وعلى الله قصد السبيل ‎٨)‏ وقد بقول الدليل لأصحابه : ليست عليكم هداية الطريق © إنما ‎)١(‏ ج : تعليق على الهامش ه بمعنى الإلزام » . ‎)٢(‏ د : كقوله عز وجل . ‎/١٠٥١ )٣(‏ المائدة . ‎)٤(‏ د : كقوله . ‎)٥(‏ م : ديار . ‎)٦(‏ البيت قاله سعد بن ناشب المازني د المبرد . الكامل ‎١٧٧/١‏ وجاء بعده : إذا هم ألقى بين عبنيه عزمه وأعرض عن ذكر العواقب جانبا ‎)٧(‏ ج : تعليق على الهامش ه بمعنى الجانب ! . ‎)٨(‏ د ، م : كقول الله . ‎/٢٥٩ )٩(‏ البقرة . (٠١)م‏ : سقط ه من ! . (١١)د‏ : عمرية . (١١)م‏ : ما في . (٣١)ج‏ : تعليق على الهامش ه بمعنى الكفالة ! . (٤١)د‏ : سقط ه اجمع ا . ‎/٩)١٥(‏ النحل . ‎٣٦٦‏ 366 هي عل دونكم . ووجه آخر وهو قول الله" : ( والته غالب على أمره ‎٢)‏ } وهو كقوله : ( الرحمن على العرش استوى ) ث وكقوله : ( والقاهر فوق عباده ) قال ‎١‏ الشاعر : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ‎٨٢‏ وهذه الكلمات الثلاثة ‎٧‏ متساوية ‎٨‏ السبك ، متقاربة المعنى / © فإذا تأمل ‎١‏ ذلك متأمل وجده كما قلناه " 0 وذلك أن قوله : ( الرحمن ) ، مثل قوله : ( الته ) 0 ومثل قوله : ( وهو ) & وكذلك قوله : ( على ) مكان قوله ( على ) 3 ومكان قوله : ( فوق ) & وكذلك قوله : ( استوى ) & مكان قوله : ( غالب ) ومكان قوله : ( القاهر ) } وكذلك قوله : ( العرش ) ، مكان قوله : ( أمره ) و ‎١١‏ مكان قوله : ( عباده ) © فهذه الكلم الثلاث متشابهة ني العبارة 0 والاشارة ، فلا تجوزن أيدك الله بالذي فسرنا !ا منها صفحاً توفق إن شاء الله . وبعد فإذا كان _ على _ يتصرف بهذه الوجوه كلها فلم حملتم قوله : ( على العرش ) © على٢١‏ معنى الالتزاق & والفوق دون هذا الذي ذ كرنا وعددنا ؟ واما . ! ‏ج : تعليق على الهامش ه بمعنى الغلبة والملك‎ )١( . ‏د : قوله عز وجل |} وكتب على الهامش ه روجع ! مع امضاء المراجع‎ )٢( . ‏يوسف‎ /٢١ )٣( . هط/٥‎ )٤( .٢ ‏الانعام } ج ، م : تقديم « كما قال الشاعر .. على الآية .. وهو القاهر فوق عباده‎ /١٨ )٥( . ‏ج |، م : كما قال‎ )٦( . ‏د : الثلاث‎ )٧( . ‏ج ، م : متساويات‎ )٨( . ‏د : سقط ه فإذا تأمل » وصحح على الهامش‎ )٩( (٠١)د‏ : على ما قلنا . (١١)د‏ : سقط ه مكان قوله ث : « أمره" و . (٢١)د‏ : فسرناه . (٣١)د‏ : سقط ه على ! . ٣٦٧ 367 الذي ذكروه ني تثبيت العرش على المعقول, 0 وما احتجوا به على ذلك ‎١‏ فإن الذين ؟ زعموا من ‎٢‏ المتكلمين ان قوله : ( عرش ) ، إمما هو مثل وجاز من محازات العرب ‎٦‏ وليس ف الساء شيء يقال له عرش [ وا ما هو عندهم على معنى قوله : ( لقد كاد يهد عرشي لولا أن تداركي منه برحمة ) وعلى مجرى قول العرب : قد ا ثل ث عرش بنى فلان } وقد شالت ‎٦‏ نعامنهم } وعلى قول الشاعر : رفعت بني حواء" إذ مال عرشهم وذلك مني ني صريم“ مصلل وعلى قول الشماخ : ولما رأيت الأمر عرش هوية تسليت حاجات النفوس بشمرا١‏ وقالوا" : ني الكرسي مثل ذلك وانشدوا : كراسي بالأحداث بيض وجوههم كأنهم في الساجيات الكواكب ‎٨٣‏ قد فروا من شيء 6 وليس في ذلك الشيء الذي فروا منه شيء / 6 ينقض عليهم من قولهم شيئا ، فقلنا ني هذا أنه لما كانا" أسفل الأشياء الثرى © وما تحت الثرى ‎)١(‏ م : فسم نلازم أو ما بغنى علبه . ‎(٢(‏ د } م : الذي وهو خطأ . ‎)٣(‏ م : ان . ‎٤(‏ ) م : سقط ه عرشي لولا أن تداركي منه برحمة ، وعلى مجرى قول العرب قد فل ! . ‎)٥(‏ ج : تل . ‎)٦(‏ ج : سألت۔ : يقال : شالت نعامته ، إذا خف وغضب ، ثم سكن . وشالت نعامتهم : إذا تفرقت كلمتهم © أو ذهب عزهم ، أو ماتوا 3 والنعامة : الجماعة والشول : بقية لماء ني الدلو أو السقاء } أو الماء القليل ني القرية . ‎(٧)‏ م : حوا . ‎)٨(‏ ج : صريح . ‎)٩(‏ في الاصول الثلاثة : تشمرا والذي ني الديوان ه بشمرا » وهو الصواب ، لأنه اسم لناقة . وهوية : تصغير هو : بئر بعيدة الغور ا وعرشها : سقفها المعمي عليه بالتراب ، ( الديوان . القاهرة ‎٧‏ ھ ص ‎٢٨‏ ) . (٠١)د‏ : وقال . (١١)ج‏ ، م : لما ان كان . ‎٣٦٨‏ 368 وكان أعلى ‎١‏ الأشياء السماء السابعة 3 ثم الكرسي ، ثم العرش ، وكان الله قد جعل للأعلى ني القلوب من التعظيم والقدر والشرف ما لم يجعل للاسفل © كما عظم بعض الشهور و بعض الايام © و بعض الليالي ، و بعض الساعات ، و بعض البقاع وكان قد جعل للعرش ما لم يجعل للكرسي ، وجعل للكرسي ما لم يجعل للسماء السابعة فذكر " العرش والكرسي والسياء بما لم يذكر به شيئا من سائر خلقه ، وذكر ‎٣٢‏ مرة العرش والكرسي والسماء في جملة الخلق © وأنه عال على جميعها بالقدرة و بالسلطان ث والقوة حيث قال : ( وهو على كل شيء قدير ) ث وقال ‎١‏ : ( وكان انته على كل شيع قديراً) ! } وحيث قال : ( وكان اته على كل شيء حفيظاً ) ‎٨‏ وقال : ( وهو القاهر فوق عباده ) وقال : ( وكان الله على كل شيء مقتدراً )" والعرش شيء . وهو عال عليه بالقدرة } وظاهر عليه بالسلطان 8 وخصه بالذكر إذ كان مخصوصا بالنباهة © وأنه فوق جميع الخلق { فذ كره مرة بالجملة ، ومرة بالابانة 0 وقال : ( وسع كرسيه السموات والارض ، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ‎3١١)‏ فأخبر أنه عال عليه » وحافظه ، ومقيم له © ومانع . ‏م : وما كان على‎ )١( . ‏ج & م : وذكر‎ )٢( . ‏ج 0 م : فذكر‎ (٣) . ‏د : والسلطان‎ )٤( . " ‏وسقط من الآبة « قدير » وهو خطأ ني نسخة « ج‎ 0 ةدئاملا/١٢٠‎ )٥( . ‏ج } م : وحيث قال‎ (٦( . ‏الأحزاب ؤ م : قدير وهو خطا‎ /٧ ()٧( ! ‏لا توجد آية ني القرآن بهذا الشكل والذي يوجد : ه ان ربي على كل شيء حفيظ‎ )٨( . أبم/٢١‎ ٤ ‏هود و ه ربك على كل شيء حفيظ‎ /ه٧‎ . ماعنألا/١٨١‎ )٩( (٠١)٥٤/الكهف‏ ، وترك الناسخ ي _ د _ وكان الله . . ةرقبلا/٢‎ ٥٥ )١١( ٩ 369 له من الزوال } وقوله عرشه & ( كرسيه ) كقولك ‎١‏ بيته ث ولو كان متى ذكر ‎٤‏ كرسيا وعرشاً وجب الجلوس عليهما 0 كان متى " ذكر بيته فقد وجب أنه / ينزله ويسكنه " } وليس بين ث بيته وعرشه وكرسيه وسيائه فرق ، ولو كنا إذا قلنا سياؤه فقد جعلناه فبها 0 كنا إذا قلنا أرضه فقد جعلناه فيها 3 قال الله : ( من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبر يل وميكائيل 3 فإن الته عدو للكافرين ) ‎١‏ ، فأدخلهما في جملة الملائكة ثم أبانهما اذ كانا باثنين من بين سائر الملائكة } وقال : ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) ‎٧١‏ وكذلك سبيل القول ني العرش وني الكرسي ‎٨‏ والسياء دون الأرض والحوت والثرى وما تحت الثرى ، ومتى ما ذكر ‎١‏ أنه عال على العرش ، وظهر عليه ، فقد أخبر أنه عال على كل شيء & ففرة يذكر العرش © ومرة يذكر الكرمي دون العرش ، ومرة يذكر السماء دون الأرض ، ومرة يذكر السماء والأرض جميعا ، ومرة بقول : ( وهو اته في السموات وني الأرض ) ‎١٠‏ ‏ومرة ‎١١‏ : ( وهو الذي في السياء اله وني الأرض اله ‎٢)‏ ، ومرة يقول : ( أأمننم من ني السماء أن يخسف بكم الأرض ‎١٢)‏ ، وترك ذكر الأرض ، فلو كان إذا ذكر ‎)١(‏ د & م : كذلك . . ‏م : سقط متى‎ )٢( . ‏د : نزله وسكنه‎ )٣( . ! ‏م : سقط ه بين‎ )٤( . ‏ج ، م : الله عز وجل‎ )٥( . ةرقبلا/٩٨‎ )٦( . ‏الرحمن‎ /٦٨ )٧( . ‏د : والكرسي‎ )٨( . ‏د : ومتى ذكر‎ )٩( ‎١ ٠(‏ )/ الأنعام ‏(١١)ج‏ ، م : سقط ه ومرة! . ‎. ‏الزخرف‎ /٨٤ )١١( ‏(٣١)٦١/الملك‏ م : ه أم أنهم » وهو غلط . ‎370 ٠ السماء دون الأرض كان ذلك دليلا على أنه ليس ني الأرض © كان ني ذكره أنه على العرش دليل ‎١‏ على أنه ليس ني السماء © وقد قال : ( أم أمنتم من في السماء ) ؟ فهرة يذكر معاظم الأمور ى وجلائل الخلق وكبار " الأجسام وأعالي الأجرام ، ومرة يذكر كل شخص حيث كان وأينا كان بقوله : ( ما يكون من ه نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة / إلا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك ، ولا أكثر إلا هو معهم أينا كانوا )! وقال : ( ونحن أقرب اليه من حبل الوريد) ‎5٢‏ ( ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون ‎١)‏ & فيقال للقوم على ماذا تحملون ما ذكرنا من أخبار الله تعالى عن كونه ‎١‏ ني هذه الأشياء كلها ، أعلى ما بعقل من كون الجسم في المكان ؟ فإذا قالوا : نعم © قيل لهم : فكيف٨‏ وقد قال الله : ( على العرش ) ( وني السماء ) ( وني الأرض ) ( وني المشرق ) © عند نجوى" الثلاثة ( وني المغرب ) عند نجوى" الخمسة ، وفي ( القطر الآخر ) عند أدنى من ذلك وني ( الآخر ) عند أكثر » وقد قال عز وجل : ( الا هو ‎١١‏ معهم أيما كانوا ) ‎١٢‏ فإن قالوا : على معنى القدرة © أو على معنى العلم أو على ‎!٢‏ غير ذلك من التأويل © . ‏ج 0 م : « دليلاً » وهو خطأ‎ )١( . كلملا/١٧‎ )٢( . ‏د : كبائر‎ )٣( . ‏المجادلة‎ /٧ )٤( . ق/١٦‎ )٥( . ةعقاولا/٨٥‎ )٦( . ‏ج ، م : وعن كونه‎ )٧( . ‏د : وكيف‎ )٨( . ‏ج ؤ م : النجوى © وهو خطأ‎ )٩( (٠١)ج‏ ، م : النجوى {، وهو خطا . (١١)م‏ ;: « الا هو ! وهو خطا . (١٢١)غ/‏ المجادلة . (٣١)ج‏ : سقط ه على ! . ٣٧١ 371 قلنا : قد صرتم إلى المجازات وتركتم المعقولات & مما عليه ظاهر الكلام ؤ فلم أبيتم ذلك علينا حبن زعمنا أن تأويل قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) ‎١‏ ليس هو على كون الملك على ! سريره ؟ بل هو على معنى العلم والحفظ والقدرة } والإحاطة والظهور بالسلطان والقدرة 0 وهذا أيدك الله من الأصل الذي وصينا بحفظه أولا . وأما تأويل قوله : ( استوى على العرش ) ‎٣‏ } فقد زعم أصحاب التفسير عن عبد الله بن عباس ث ، وهو صاحب التأويل ، والناس عليه عمال ‎٥‏ ، أن تأويل : ( استوى ) : استولى ؤ وأنشدوا : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ‎٦‏ 3 قال الله عز وجل : (ولا بلغ أشده آنيناه حكا / وعلماً ‎١)‏ وقال الشاعر يرثي ابنه : حين استوى وعلا الشباب به وبدا منير الوجه كالبدر . ‏طه‎ /٥ )١( . ‏ج : في‎ )٢( . ‏الأعراف‎ /٥٤ )٣( / ‏ق ه‎ ٣ ‏عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، أبو العباس ، حبر الأمة 0 ولد بمكة سنة‎ )٤( ‏م وبها نشأ ب صحابي جليل ، لازم الني صلى الله علبه وسلم } وروى عنه الحدبث ز‎ ٩ ‏وكان من أصحاب علي عليه السلام في حرب الجمل وصفين ، وجادل الخوارج وكف‎ : ‏م وكان عالماً بالتفسير يسمى‎ ٦٨٧ / ‏ه‎ ٦٨ ‏بصره في آخر عمره ، توني بالطائف سنة‎ © ‏ترجمان القرآن } وكان يستشيره عمر 0 بأخذ عنه الناس التأويل والفقه المغازي‎ ١ ٤٧٧٢ ‏الاصابة‎ 0 ٨٦ : ١ ‏ووقائع العرب ، ينسب له كتاب في التفسير . ( العبر‎ ‏ذكر هذا المرجع الأخير ان ابن عباس يرى‎ . ٢٨٩ ‏المحبر‎ . ٣١٤/١ ‏صفة بال فوة‎ . ) ‏نكاح المتعة‎ . ‏ج : عماد‎ )٥( ‎)٦(‏ ٢٢/يوسف‏ & ج : ترك الناسخ ه علماً ه من الآية : وبدأها الناسخ ب ه فلما » عوضاً ه ولما'!. ‎32 ٣٧٢ . وأما قوله عز وجل : ( ثم استوى )ا فإن _ ثم قد يكون آ على الإستثناف وعلى غير الإستئناف" ، وإنما أراد بقوله : ( ثم استوى على العرش ) ث أي هو مع ث خلقه السموات والأرض قد ‎١‏ استوى على العرش ، ولم يرد أن ذلك شيء بعد شيء وقد قال ‎١‏ : ( أو اطعام ني يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكينا ذا متر بة ثم كان من الذين آمنوا ) ‎٨‏ ، ولم يرد ‎١‏ انه فعل ما فعل ثم كان بعد فعله ‎٧١‏ ‏من الذين آمنوا © وقال عز وجل ‎١١‏ : ( ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً ‎١٢)‏ ‏فلو أراد بذلك الإستئناف لكان يجب أن يكون الته تعالى" مستأنفاً لعلم ما قد علم من ذلك & وأما قوله : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ‎٤)‏ ، فكيف يتهيأ الاستواء على الدخان إاذا٠١‏ كان ذلك على ما يتوهمه المشبهة من الحلول ؟ وكذلك قوله : ( على العرش استوى ) ‎٦‏ & ولو كان ذلك على ما يتوهمونه من الاستواء ‎/٥٤ )١(‏ الأعراف . . ‏د ، م : تكون‎ )٢( . ! ‏د : سقط ه وعلى غير الاستئناف‎ )٣( . ‏الأعراف‎ /٥٤ )٤( . ‏ج ا م : أي ومع خلقه‎ )٥( . ‏ج 0 م : سقط ه قد ا ، م : ثم‎ (٦( . ‏ج : ثم قال‎ )٧( . ‏البلد‎ /١٨ )٨( . ‏م : ير‎ )٩( (٠١)ج‏ ، م : ثم بعد ذلك كان . (١١)ج‏ : سقط ه عز وجل ! . . (٢١)٠٧/مريم‏ . (٣١)د‏ : سقط ه تعالى ! . . ‏فصلت‎ /١١)١٤( (٥١)د‏ : اذ . . ‏الأعراف‎ /٥٤)١٦( ٣٢ 373 بعد الاعوجاج ، لكان ينبغي أن يكون الله جل جلاله ، في أول ما جلس على العرش لم يكنا متمكناً 0 فهو اذن يعجز عن حسن الجلسة © حتى يريد أن يتأتى له © و يمكن نفسه " 3 وما يخلو المتوهم بهذا أو " القائل به ث من ‎٤‏ أن يكون غبياً منقوصاً © أو معانداً عابثا " تعالى الله عن جميع ما قالوا علوا كبيرأ . القول ني المجيء : ِ فان قالوا : ما معنى قوله : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ‎١)‏ ؟ قلنا لهم : وقد قال أيضاً : ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ) & أتقولون : أنه جاء اليهم في الأرض وهو في السياء بزعمكم ؟ وقال ‎٨‏ : ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) ‎١‏ أنتقولون ‎٠‏ : أنه ظهر لهم من تحت الأرض ؟ وقال : ( ذهب الله بنورهم ‎١١)‏ أنتقولون ذهب به من الأرض إلى السياء أو ما"'تقولون ني أمثال هذا من أخبار ‎٧‏ الله تعالى / عن نفسه بالاتيان ، والذهاب ، وهو كثير ؟ فإن قلن إنما جاءهم الكتاب من عند الله "ا ولم يأنهم الله بنفسه © وقلم أن معنى قوله : ( فأتى الله بنيانهم من . ٤ ‏ج : يك ه وهو جائز لغة كما ني قوله تعالى « ولم أك بغياً‎ )١( . ‏د ، م : لنفسه‎ )٢( ‎)٣(‏ د : و. ‎. ‏م : من يه ان‎ )٤( ‎. ‏ج : عاثيا‎ )٥( ‎. ‏الفجر‎ /٢٢ )٦( ‎. ‏الأعراف‎ /٥٢ )٧( ‎. ‏د : فقال‎ )٨( ‎. ‏النحل‎ /٢٦ )٩( ‏(٠١)ج‏ : أتقولون . ‎. ‏البقرة‎ /١٧)١١( ‏(٢١)د‏ : وما . ‏(٣١)ج‏ ؤ م : عنده . ‏م 34 القواعد ) ‎١‏ أي ‎٢‏ : أبطل مكرهم بالني صلى الته عليه وسلم " وكيدهم له © ( وذهب الله بنورهم ) ث أي أذهب نورهم ث قلنا لهم ‎١‏ : قد صرتم إلى المجازات وتركتم قطع الشهادات ‎٧‏ } فكذلك قولنا نفي قوله : وجاء ربك والك صفا صفاً ‎٨‏ أي جاء أمره وثوابه وعقابه 0 وقد يقول الرجل _ : لعبده لا جاء الله بك ولا ذهب بك ، وليس يريد أن لله ي نفسه ذهابا ومجيثاً" فعلى هذا المعنى قال الله : ( وقال ربك ) وقد نقول : الآخرة آنية وجَائية } والدنيا ذاهبة وفانية وماضيةا'وإنما نعنى أنها فانية 0 ليس أنها تخرج من مكان المكان ى وكذلك إذا قلنا الآخرة"'جائية ه وليس نر يد٢'‏ أنها نحخرجثا من مكان الى مكان ً‘ وقد قال : ) وجيء يومئذ جهنم 7 ليس ‎"٦‏ بريد أن جهنم تحمل وترفع من مكان إلى مكان 3 وإنما ير يد أنها حاضرة سر . ‏النحل‎ /٢٦ )١( . ! ‏ج ؤ م : سقط ه أي‎ )٢( . ‏د 0 م : عليه السلام‎ )٣( . ةرقبلا/١٧‎ )٤( . ‏أي أذهب نورهم ث‎ ١ ‏د : سقط‎ )٥( . ٫ ‏لحم‎ ١ ‏ج & م .. سقط‎ )٦( . ‏د : الشهادة‎ )٧( . ! ‏د : اقتصر الناسخ على : ه وجاء ربك " ، م : سقط ه صفة الثاني‎ 0 رجفلا/٢٢‎ )٨( . . ‏ج : ه الله » وهو خطا من الناسخ‎ )٩( (٠١)د‏ : م ه ان الله نفسه ذاهب وجاني ، م : ان الله ني نفسه ذهب جاي . (١١)ج‏ 0 م : ذاهبة ماضبة وفانية . (٢١)د‏ : ان الآخرة . (٣١)م‏ : تريد . (٤١)د‏ : ولا نريد تحرج . . ‏الفجر‎ /٢٣)١٥( (٦١)م‏ : وليس . ٣٥ 375 موجودة & وهذا بحمد الله واضح » وكذلك ‎١‏ روي في التفسير عن الكلي ‎٢‏ ‏عن أبي صالح " ، عن ابن عباس رضي الته عنهما ث ي قوله : ( وجاء ربك ) أي جاء أمر ربك وقضاؤه وكذلك في قوله : ( أن يأتيهم الله ) ث أي أن يأتيهم أمره وقضاؤه ؤ فيفصل بينهم ‎٦‏ وهو قول الحسن ومجاهد ‎٧‏ . قال الحسن يعني بأمره ‎٨٨‏ وقضائه 0 وكذلك قال أبو صالح صاحب التفسير ، وجاء / أمر ‎٨‏ ربك أي قضاؤه © فإن قالوا : ما معنى قوله : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ) ‎٩‏ وقوله : ( تحيتهم برم يلقونه سلام) " ؟ قلنا : فقد ا قال أيضا : ( ألم تر إلى ربك كيف مد . ‏د : كذلك‎ )١( ‎)٢(‏ الكلي : محمد بن السايب بن بشر بن عمر بن الحارث الكلي ، أبو النضر مفسر وعالم بالأخبار 3 وبأيام العرب ، ولد بالكوفة ضعيف ني الحديث & إلا أنه معتمد ي التفسير © وله ني ذلك مؤلف ، وله مناكير ني الحديث ؤ واتهم بانه من السبثية اي بالرفض ، وأتهم أيضا بالكذب ، ويقول الذهي : أجمعوا على تركه ني الحديث . توني سنة ‎١٤٦‏ ه / ‎٧٨٦٣‏ م . (العبر ‎٢٠٦ : ١‏ . تهذيب التهذيب ‎١٧٨ : ٩‏ . ميزان الاعتدال ‎٦١ : ٣‏ . ابن قتيبة 3 المعارف ، ‎٢٣٣‏ . الفهرست لابن النديم ‎٩٥‏ ) . ‎. ‏لم أعثر له على ترجمة‎ )٣( ‎. ‏د : عنه‎ )٤( ‎. ةرقبلا/٢١٠١‎ )٥( ‎. ‏د : كتب في المامش ه روجع " مع امضاء المراجع‎ )٦( ‎)٧١(‏ مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي ولد سنة ‎٢١‏ ھ / ‎٦٤٢‏ م } من التابعين أخذ التفسير عن ابن عباس ، مكي إلا أنه استقر بالكوفة } ويقف المفسرون موقف الحذر من كتابه في التفسير ، لأنه كان يسأل أهل الكتاب ، وأدخل بذلك الاسرائيليات . ( العبر ‎١‏ : ‎٥‏ . ميزان الاعتدال ‎٩ : ٣‏ صفة الصفوة ‎١١٧ : ٢‏ ) . ‎. ‏د : ابتدأ من هنا تغير الخط ، وأصبح مغربياً كما كان ني أول هذه النسخة‎ )٨( ‎. ةمايقلا/٢٣‎ )٩( ‎. ‏الأحزاب‎ /٤٤)١٠( ‎. ‏وقد‎ : ج)١١(‎ 376 ٦ الظل ) ‎١‏ فهو اذن " يرى عند امتداد جميع" الظل فإن قالوا : إنما أراد ألم تر إلى امتداد الظل كيف مده ! الله © قيل لهم : من أين جاز لكم أن تحملوه على المجاز دون المعقول ؟ فإن قالوا : من قبل ان الله تعالى لا يوصف بالظهور عند جميع الظلال ، قيل لهم : نعدث هذا الجواب ني جميع ما سألتم عنه من هذا ومثله ‎١‏ فنقول : ني قوله : ( من كان يرجو لقاء ربه ‎٧)‏ و ( يوم يلقونه ‎٨)‏ و ( هم بلقاء ربهم كافرون ) إنما هو على معنى يلقون ما وعد لهم من الثواب والعقاب ، ولو كان ذلك على ما يتوهمونه من أن" المؤمنين يلقونه ويرونه دون الكافر بن ، لما قال : ( هم بلقاء ر بهم كافرون ) ‎١١‏ وأنتم تزعمون أن الكافر ين لا يلقونه ‎١٢‏ وقوله : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ‎٢)‏ فقد ‎٤‏ قال أهل التفسير : ان النظر هاهنا على معنى الانتظار ‎٠‏ جوي ‎١٥‏ عن الحا( ‎١٦‏ عن ابن عباس أنه رأى رجلا . ‏الفرقان‎ /٤٥ )١( . ‏د : أبضاً‎ )٢( . ! ‏ج : سقط ه جميع‎ )٣( . ‏م : مد‎ (٤( . ! ‏ج إ م : لم نعد « وهو لا يستقيم مع السباق‎ )٥( . ‏د : ومثله‎ )٦( . ‏في ه د! : من كان يرجو لقاء الله ه١/ العنكبوت‎ {\ فهكلا/١١٠١‎ )٧( . ‏الأحزاب‎ / ٤٤ (٨) . ‏السجدة‎ /١٠١ )٩( (٠١)د‏ : سقط ه ان ! وأثبتها الناسخ في الهامش . . ! ‏السجدة } وابتدأ الناسخ الآبة ب : وهم ه والواقع أنها تبدا ب : « بل هم‎ /١٠)١١( (٢١)ج‏ : لا يرونه . . ةمايقلا/٢٣)١٣(‎ (٤١)د‏ : وقد . (٥١)وجويبر‏ هو أبو القاسم ابن سعيد الأزدي ؤ ( فهرست الجامع الصحيح . مسند الر بيع ص ‎٢٨‏ ، ويبدو انه من أهل القرن الثاني للهجرة لاخذه عن الضحاك . وني ه د ! : جوير وصوابه ه جوبير {© مسند الر بيع ‎)١٧ : ٣‏ . (٦١)ستاني‏ الترجمة . ٣٧٧ 377 بدعو ربه شاخصاً بصره إلى السياء ، رافعاً يده فوق رأسه © فنهاه ابن عباس عن ذلك } فقال : انك لن تراه 5 ولن تناله © فقال الرجل : ولا في الآخرة ؟ فقال : ولا ني الآخرة ، فقال الرجل : فما وجه قول الله عز وجل ‎١‏ : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ) ! فقال ابن عباس : ألست تقرأ قوله : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ‎٢)‏ ثم قال ابن عباس : ان أولياء الله ث تنضر وجوههم يوم القيامة 0 أي تشرق ، ثم ينظرون إلى ر بهم متى يأذن لهم في دخول الجنة © بعد الفراغ من الحساب وقال : ( وجوه يومئذ باسرة )ث يعني كالحة ، ( تظن أن يفعل بها فاقرة ‎٦)‏ ز قال ‎٧‏ : يتوقعون العذاب بعد العذاب & وكذلك قوله : ( إلى ر بها ناظرة ) ينتظر ‎٨‏ أهل الجنة الثواب بعد الثواب والكرامة بعد الكرامة ث وروي مثل ذلك عن علي بن أي طالب ‎١‏ ني قوله : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ) ، قال : تنضر وجوههم .! ‏د : سقط ه عز وجل‎ )١( . ‏القامة‎ /٢٣ )٢( . ‏الأنعام‎ /١٠٣ )٣( . ‏ج : ان اولياء تنظر‎ )٤( . ‏القيامة‎ /٢٤ )٥( . ةمايقلا/٢٥‎ )٦( . ‏ج & م : فقال‎ )٧( . ‏ج ، م : ينتظرون‎ )٨( © ‏م : رضي الله عنه : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أبو الحسن‎ )٩( 6 ‏م مكة ونشأ ني كفالة الني ( ص ) أول من أسلم من الصبيان‎ ٦٠ / ‏ق ھ‎ ٢٣ ‏ولد سنة‎ ‏رمضان‎ ١٧ ‏ه ، اشتهر بالعلم والشجاعة والفصاحة . اغتيل ني‎ ٣٥ ‏تولى الخلافة سنة‎ ‏م ؤ اغتاله عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، واختلف في مكان قبره‎ ٦٦١١ / ‏ه‎ ٤٠ ‏سنة‎ ‏فقيل : في النجف ، وقيل : بقصر الإمارة بالكوفة 0 وقيل : أخذته قبيلة طى ودفنته‎ . ٤٦ : ١ ‏بأرضها ، لما رأته محمولاً على بعير ني صندوق ليذهب به إلى المدينة . ( العبر‎ ‏حلية الأولياء‎ . ١١٨ : ١ ‏ه . صفة الصفوة‎ ٤٠ ‏حوادث‎ ٦ ‏ابن الأثير‎ . ٨٣/٦ ‏الطبري‎ ‎. ) ٥٦٩ : ‏الاصابة ت‎ . ٥٧٩/٢ ‏شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدبد‎ . ١ 378 ٣٧٨ ‎٩‏ إلى ربها ؤ ناظرة ، قال : تنتظر متى يأذن لهم ربهم في دخول الجنة ولا يعني / الرؤية لأن الأبصار لا تدركه كما قال : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) ‎١‏ وروي مثل ذلك عن محمد ابن المنكدر ! © وقال محمد : ما رأيت أحدا له عقل يقول ‎٢‏ : ان الله يراه أحد من خلقه } وتلا هذه الآية : ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ، لقد استكبروا ني أنفسهم . وعتوا عتواً كبيرا ) ث ثم قال : ( يوم يرون الملائكة ) ث . ‏ومثل هذا روي عن مالك بن أنس ‎١‏ المدني وتلا مالك هذه الآية : ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا ) ! إلى قوله : ( وعتوا عتوا كبيرا ) ‎٨‏ © فقال : أشركوا شركا ‏عظيماً وقال علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس & وعائشة أم المؤمنين © ومجاهد } ‎. ‏الأنعام‎ /١٠٣ (١( ‎)٢(‏ د : المكندر والصحيح ما أثبتناه ني المتن 0 وهو محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير ولد ني ‎٥٤‏ ه/ ‎٦٧٤‏ م وتوني ‎١٣٠‏ ه ‎٧٤٨٩‏ م وقبل ‎١٣١‏ وهو تيمي مدني حافظ زاهد ‎٨‏ ‏حدث عن أبي هريرة وعائشة وكان يجتمع اليه الصالحون . ( العبر ج ‎١٧٠ : ١‏ ) وحديثه موثوق به ، قيل فيه انه من معادن الصدق & ( تاريخ الإسلام للذهي ‎٥‏ : ‎١١٨١٠‏ . تهذيب التهذيب ‎٤٧٣/٩‏ ) . ‎. ‏ج : وبقول‎ )٣( ‎. ‏الفرقان‎ /٢١ )٤( ‎. ‏الفرقان‎ /٢٢ )٥( ‎)٦(‏ مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري ، أبو عبد القه 7 صاحب المذهب والموظأ ا وتنسب اليه رسالة ني الرد على القدرية وكتاب في النجوم وتفسير غريب القران & ورسالة في الوعظ ز توني سنة ‎١٧٩‏ ه / ‎٧٩٧‏ م ( تهذيب التهذيب ‎٥ : ١٠‏ . ترتيب المدارك للقاضى عياض ج ‎١‏ . صفة الصفوة ‎٩٩ : ٢‏ . حلية الاولياء ‎.٣١٦ : ٦‏ العبر ‎.(٢٧٣١‏ ‎. ‏الفرقان‎ /١٢١١ )٧( ‎. ‏الفرقان‎ /١٢١ )٨( ‎٩ 379 وإبراهيم النخني ا والحسن بن أبي الحسن البصري ، ومكحول الدمشتي " وعطاء بن يسار ‎٣‏ } وسعيد بن المسيب ث ، وسعيد بن جبير ث والضحاك بن مزاحم ‎٦‏ } ‎)١(‏ ج : الخنعي & وهو خطأ : إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران ، تابعي ولد سنة ‎٤٦‏ ه / ‎٦٦٦‏ م وهو من اكابر التابعين المجتهدين © وله مذهب يعرف به 8 أخذ عن علقمة والأسود »وسروق ورأى عائشة وهو صي ء صدوق ني روايته للحديث } توني فارا من سطوة الحجاج سنة ‎٩٦‏ ه / ‎٧١٥٩‏ ( العبر ‎١١٣ : ١‏ . الطبقات ابن سعد ‎١٨٨ : ٦‏ . حلية الأولياء ‎٢١٩/٤‏ تاريخ الإسلام للذهي ‎٣٣٥/٣‏ . طبقات القراء ‎٢٩ : ١‏ . المبرد ‎١٢١٤٦ ، ١٦٢٤٤‏ . الزركلي 3 الاعلام ‎٧٦ : ١‏ ) . ‎)٢(‏ مكحول الدمشني أو الشامي ابن أبي مسلم شهراب بن شاذل أبو عبد الله ء محدث الشام وفقبهها 3 ولد بكابل و بها نشأ 0 ورحل إلى مصر وإلى العراق © وإلى المدينة 8 لطلب الحديث ، توني بدمشق سنة ‎١١١‏ ه / ‎٧٣٠‏ وقيل ‎١١٨‏ ھ أو ‎١١٣‏ ، أرسل عن طائفة من الصحابة سمع من أنس ، ومن واثلة بن الأسقع © وأبي امامة الباهلي . ( العبر ‎١!٤١-١٤٠ : ١‏ . تاريخ الإسلام للذهي ‎٦-/٥‏ . ميزان الاعتدال ‎١٩٨ : ٣‏ تذكرة الحفاظ ‎١٠١ : ١‏ ) . ‎)٣(‏ عطاء ابن يسار فقيه مدني ، مولى ميمونة أم المؤمنين 3 توني ‎١٠٣‏ ھ / ‎٧٢١‏ ، روى عن كبار الصحابة 0 موثوق بحديثه . ( العبر ‎١٢٥ : ١‏ ) . ‎)٤(‏ سعيد بن المسيب المخزومي القرشي ، أبو محمد ، من أجل التابعين 3 وهو من الفقهاء السبعة 0 زاهد ومحدث ‎٠١‏ حافظ لأحكام عمر ولذلك سمي راوية عمر 0 كان يعيش من تجارة الزيت ، ولد سنة ‎١٣‏ ھ / ‎٦٣٤‏ ، توني سنة ‎٩٤‏ ه / ‎٧١٣‏ . ( تهذيب التهذيب ‎٦٤ : ٤‏ . العبر ‎١١ : ١‏ . ميزان الاعتدال ‎٣٨٧‏ ) . ‎)٥(‏ سعيد بن جبير الأسدي ولاء ، أبو عبد الله ث من أصل كوني تابعي & أخذ عن ابن عباس ، وابن عمر & وهو فقيه } ومفسر } قتله الحجاج بواسط لخروجه مع عبد الرحمن ابن الأشعث ، على عبد الملك بن مروان . ولد ‎٤٥‏ ه / ‎٦٦٥‏ وقتل ني ‎.٧١٤٩٥‏ ‏( تهذيب التهذيب ‎١١ : ٤‏ . ابن الأثير 0 الكامل ‎٢٢٠/٤‏ . الطبري ‎٩٣/٨‏ . طبقات بن سعد ‎١٧٨ : ٦‏ ) . ‎)٦(‏ الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني ، أبو القاسم 3 كان معلم صبيان © وكان يطوف على نحو ‎٣٠٠٠‏ صي على حمار © ويعتبر من المفسرين ، وله مؤلف فيه © وثقة الإمام أحمد وغيره } توني بخراسان سنة ‎٧٢٣/١٠٥‏ 0 وقيل ‎١٠٢‏ . (العبر ‎١٢٤ : ١‏ . المحبر ‎٤٧٥‏ . ميزان الاعتدال ‎٤٧١ : ١‏ ) . ‎380 ٣٨٠ وأبو صالح صاحب التفسير ، وعكرمة ‎١‏ 0 ومحمد بن كعب القرظي " وابن شهاب الزهري : أن الله لا يراه أحد من خلقه وأما تأويل المشبهة لقول الته تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) فقالوا ان الحسنى هي الجنة 0 ولا نجد ما يز يدهم بعد الجنة إلا أن 7 الله اياه ث ، فهذا من التأويل باستكراه ‎٦‏ شديد ، وتعسف قبيح ، غير أن القوم متى سمعوا بذكر شيء قريب من الذي تميل البه ‎)١(‏ عكرمة بن عبد الله البر بري من التابعين كان مولى لابن عباس ، له صلة بالخوارج الصقر ية © واتصل بنجدة الحروري ، وبتى معه ستة اشهر © ومن هنا فهو من النجدات وكان يحدث براي نجدة } وسافر إلى بلاد المغرب ، وبث مذهب الصفرية هناك ، طلب العلم أربعين سنة ث ومات مختفياً بالمدينة 3 لأن أميرها كان يطلبه © ولد سنة ‎٥‏ ھ / ‎٦٤٥‏ وتوفي سنة ‎٧٢٣/١٠٥‏ ، وقيل توني في ‎/١٠٦‏ أو ‎١٠٧‏ . ( العبر ‎١٣٢ : ١‏ تهذيب التهذيب ‎٢٧٢٣-٢٦٣/٧‏ . ميزان الاعتدال ‎٢٠٨ : ٢‏ . ابن خلكان ‎٣١٩ : ١‏ الزركلي ، الأعلام ‎٤٤ : ٥‏ ) . ‎)٢(‏ محمد بن كعب بن سليم القرظي أبو حمزة المدني الواقدي الكوني ، ولد بالكوفة سنة ‎٦٦٠٥‏ ، وبها نشأ ثم انتقل إلى المدينة 7 روى عن كبار الصحابة 3 يتصف بالورع والصلاح والعلم . توني سنة ‎١١٧‏ ھ / ‎٧٣٥‏ وقيل ‎١٠٨‏ ھ او ‎١٢٠‏ ھ . (العبر ‎١‏ : ‎٣٤‏ . تقريب التهذيب لابن حجر ‎٢٠٣/٢‏ . ابن تيمية ث جامع الرسائل 0 تحقيق محمد رشاد سالم ص ‎١٠٦‏ ) . . ‎)٣(‏ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ولد سنة ‎٥٨‏ ھ / ‎٦٧٨‏ وهو اول من دون الحديث . فقيه تابعى . روى ‎٢٢٠٠‏ حديث 0 رحل إلى الشام واستقر بها © وأوصى الخليفة عمر بن عبد العز يز بأخذ العلم عنه ، لأنه أعلم الناس بالسنة ، وكان معظماً عند هشام بن عبد الملك ، توني بحدود فلسطين سنة ‎٧٤٢/١٦٢٤‏ . (العبر ‎١‏ : ‎٨‏ . تهذيب التهذيب ‎٤٤٥ : ٩‏ . حلية الاولياء ‎٣٦٠ : ٢‏ ) . ‎. سنوي/٢٦‎ )٤( ‎. ‏د & م : ير جم اياه‎ )٥( ‎. ‏ج : استكراه‎ )٦( ‎٣٨١ 381 أهواؤهم 3 أو بعيد منهم ذهبوا به ا إلى ما تهوى ! أنفسهم من تشبيبهم 3 وقال " ابن عباس ، والحسن البصري : الحسنى ‎٠‏ بالحسنة والز يادة التسع & قال النه ث : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) ‎٦‏ } ( فله خير منها ) ‎٧‏ وقال ‎٨‏ مجاهد : الحسنى بالحسنى آ والزيادة مغفرة الله ورضوانه © وقال الشمي ‎٩‏ : الز يادة دخول الجنة } وقال محمد بن كعب : الز يادة التي يز يدهم الله من الثواب والكرامة ئ وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى": أحسنوا وحدوا الله 0 والحسنى الجنة ، والزيادة ما يز يدهم الله من فضله ورحمته © وقال أبو حازم المدني١١:‏ الزيادة نعم الله الني أنعم ها عليهم [ أعطاهم اياها } م يحاسبهم علها! ، ولم يصنع بهم .ما صنع . ! ‏د : سقط ه به‎ )١( . ‏ج { د : تهواه‎ )٦٢( . ‏د : قال‎ )٣( . ‏د : الحسن } وني الهامش « لعله الحسنى چ‎ )٤( . ‏ج : تعالى‎ )٥( . ‏الأنعام‎ / ٠ (٦( . لمنلا/٨٩‎ )٧١( . ‏ج ، م : قال‎ )٨( ‎)٩(‏ الشعبي ، عامر بن شراحبل بن عبد ذي كبار الحميري أبو عمر ولد بالكوفة في سنة ‎٩‏ ھ / ‎٦٤٠‏ 0 وبها نشأ وهو من التابعين 0 محدث ثقة ، ولاه عمر ابن عبد العز يز القضاء ، توني بالكوفة سنة ‎١٠٣‏ ه / ‎٧٢١‏ وقيل ‎١٠٧ & ١٠٦١ 0 ١٠٥ } ١٠٤‏ 6 ( العبر ‎١٢٧-١٢٦ : ١‏ . تهذيب التهذيب ه : ‎٦٥٠‏ ، تاريخ بغداد ‎٢٢٧ : ١٢‏ . حلية الأولياء ‎٣١٠ / ٤‏ ، الزركلي ، الأعلام ‎١٩-١٨ : ٤‏ ) . ‏(٠١)عبد‏ الرحمن بن أبي ليلى أبو عيسى الكوفي ، ولد سنة ‎٢١‏ ھ / ‎٦٤١‏ ، أخذ عن عثان وعن .علي ، ورأى عمر يمسح على الخفين © وهو من التابعين شهد وقعة الجمل © وكان صاحب راية علي © سمع من مجاهد 9 غرق مع ابن الأشعث سنة ‎٨٣‏ ھ / ‎٧٠٢‏ ( العبر ‎.)٩٦:١‏ ‏(١١)لم‏ نعثر على ترجمة له بعد البحث وهو من أهل القرن الثاني الهجري . ‏(٢٦١)د‏ & م : مها . ‎382 ٣٨٢ بالآخرين . وقال علي بن أبي طالب : الزيادة لؤلؤة لها أر بعة أبواب . ومعناهم ‎٠‏ كلهم ‎١‏ / واحد لأن ذلك كله ثواب ، وللمشبهة تأويل آخر وهو أشد استكراهاً من هذا التأويل ، وأشد تعسفاً 8 وذلك أن المشبهة سمعت الله يقول : ( يوم يكشف عن ساق ) " فقالوا : هي ساق الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا 5 قالوا : وبصدق ‎٣‏ هذا التأويل الحديث : أن جهنم تشكو الخلاء حتى يضع الجبار فيها قدمه ث قلنا للقوم : قد وجدنا لهذه الكلمة مواضع كثيرة } فهل تفسرون الجميع بهذا من معقول . ‏كذا ني الأصول الثلاثة ويقصد به المعاني المنسوبة الى الأعلام الني أوردها‎ )١( . ملقلا/٤٢‎ )٢( . ‏ج & م : وتصديق‎ )٣( ‎)٤(‏ رواه البخاري ني الصحيح ، وعن آدم وروي من طريق أنس بن مالك قال : قال رسول انته صلى الله عليه وسلم : لا تزال جهنم تقول : هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه } فتقول قط قط & وعزتك ، ويزوي بعضها إلى بعض الخ ، واخرجه مسلم عن شيبان 0 وراوه سليمان التيمي عن قتادة 0 وبان بن يزيد عن قتادة 0 وشعبة عن قتادة عن أنس ا رواه البخاري أيضا بلفظ آخر عن عبد الله بن أبي الأسود » عن خرمى بن عمارة وبطرق أخرى غير هذه متعددة . وقد علق أبو سليمان الخطابي ‎٣٨٨ + (‏ ) على هذا الحديث فقال : ( نحن أحرى بأن لا نتقدم فيما تأخر عنه من هو أكثر علما 5 وأقدم زمان وسنا 3 ولكن الزمان الذي نحن فيه قد صار أهله حز بين : ما كرا 1 يروى من نوع هذه الأحاديث رأساً .ومكذب به أصلا . وفي ذلك تكذيب العلماء الذين رووا هذه الأحاديث وهم أئمة الدين ونقلة السنن © والواسطة بيننا وبين الرسول صلى اهر عليه وسلم . والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهباً يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه 2 ونحن نرغب عن الامرين معا & ولا نرضى بواحد منهما مذهبا 0 فيحق علينا ان نطلب ، لما يرد من هذه الاحاديث ، إذا صحت من طريق النقل والسند تأويل حرج على معاني أصول الدين 0 ومذاهب العلماء 0 ولا نبطل فيها الرواية أصلا ، إذا كانت طرقها مرضية ، ونقلتها عقولا ، وأول القدم بمن قدمهم الله للنار من أهلها كما أولها ابن حزم بالأمة الني تقدم في علم الله أن بملأ ها جهنم © وروي. عن الحسن البصري ان القدم هم الذين قدمهم الته لها من شرار خلقه ) . البيهتى 0 الاسياء والصفات ص ‎)٣٦١-_٣٤٨‏ . ‎٣٨٣ 383 اللفظ ، دون مفهومه أو لا ؟' وليس يجب في هذا الكلام إلا أن يكون الساق أبداً ني اللغة إلا على معنى ساق الإنسان ، ولكن احسبوا " الأمر على هذا الكلام لا يحتمل إلا ساق بدن من الأبدان ، ما الدليل على أنه لم يعن إلا ساق الله عز وجل 8 دون ساق أحد من جميع الخلق ؟ وقد يقول الرجل لصاحبه : وانته لأتجردن لك © وليس ير يد من ثيابه 0 وإنما ير يد الجد والاجتهاد 0 وقد تقول العرب : قد قامت الحرب بنا على ساق ، وليس تريد ث ان لها رجلا وساقاً وقد قال الشاعر : وقام الشر منه على ساق وقال اخر : أخو الحرب ان عضت به الحرب عضها } وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا ث وقال آخر : وذاقت ‎١‏ كموج البحر تعبو عبابہا وقامت على ساق وحان التلاحسق وإنما ذكرنا تأويل المشبهة هذه الآية ، لأنه يشبه تأويل ‎٧‏ أصحاب الرؤية للابة الني ذكر الله فيها الزيادة © عن ‎٨‏ عاصم بن كليب " قال رأيت سعيد بن جبير غضب غضبا شديدا لم أره غضب مثله قط ، فقال : أتقولون" قولاً عظيماً 6 يعني التشبيه الذي ذ كروا ، قال سعيد : إنما يعني يوم يكشف عن الأمر الشديد © ثم قال ‎)١(‏ د ا م : سقط ه فهل تفسرون ... إلى ۔ دون مفهومه أولى ؟ ) . ‎)٦٢(‏ ج ، م : احسب . ‎)٣(‏ ج ، م : لا بحمل . ‎)٤(‏ ج : يريد . ‎)٥(‏ قائله : حاتم طيءديوانه ‎١٢١‏ وني الديوان المطبوع ني بيروت دون تاريخ : أخا الحرب ص ‎١١‏ . ‎)٦(‏ ج : وذات . ‎)٧(‏ ج . م : شبيه بتأويل . ‎)٨(‏ م : من . ‎)٩(‏ لم اعثر على ترجمة له فيما رجعت اليه من المصادر . (٠١)د‏ : ليقولن . ‎٣٨1‏ 384 سعيد في حديث ابن كليب ‎١‏ : لو علمت من يقول هذا التشبيه لفعلت وفعلت © فإن قالوا : قد قال الله عز وجل لموسى صلى الله عليه وسلم : ( ولتصنع على عيني ) ‎٦‏ فوجب علينا أن نجعل له عينا 0 كما قال ، قلنا : فقد" قال لنوح صلى الله عليه وسلم ‎٤‏ : ( واصنع الفلك بأعيننا ) ‎٠‏ وقال : ( تجري بأعيننا ) ` & فقالوا : ان له عيوناً © ويجب عليكم إذا قضيتم بظاهر اللفظ على المعاني ، ولم تصرفوه إلى ما يجوز ، أن تقولوا ‎٧‏ : لا ندري لعل له ثلاثة أعين ، أو ثلاثين عيناً ، لأن قوله ‎٩١‏ أعين يحتمل/ ذلك وغيره ، وأنتم إذا جعلنم له عينا فإنما تذهبون الى ما تعرفون من صورة آدم صلى الله عليه وسلم وذلك على ‎١‏ قولكم : ان الله خلق آدم على صورته فإذا جعلتم له عيونا 5 فلا أنتم بقول اخوانكم من أصحاب الضياء الخالص قلتم ‎١‏ © ولا على الرواية بأنه ر خلق آدم على صورته ) قلتم :: وإذا جعلنا الشيء عينا ووجها وجب علينا أن نجعل له رأسا وقفا " ، وغير ذلك ، ولو كان الأمر أيضا ني قوله : ( ويبقى وجه ربك )ا على تأو يلهم لوجب أن يملك من معبودهم كل شيء سوى٢'‏ الوجه ، وقالوا : الدليل على"" أن له بدا قوله تعالى؛' لابليس لعنه الته٨:‏ . ‏ج ، م : عاصم بن كليب‎ )١( . هط/٣٩‎ )٢( . ! ‏م : سقط ه فقد‎ )٣( . ‏د : عليه السلام‎ )٤( . دوه/٣٧‎ )٥( . رمقلا/١٤‎ )٦( . ‏أن نقول ، م : أن تفول‎ : + )٧( . ‏ج ، م : سقط ه على"‎ )٨( . ‏فلا أنتم تقولون بقول اخوانكم من أصحاب الضياء الخالص قلتم‎ )٩( (٠١)د‏ : وفقا . . ‏الرحمن‎ /٢٧)١١( (٢١)ح‏ : الا . (٣١)د‏ : سقط ه على ! . (٤١)د‏ : سقط ه تعالى ! . (٥١)ج‏ .{ د : سقط ه لعنه الله " . ٣٨٥ 385 ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) ‎١‏ وقوله : ( بل يداه مبسوطتان ) ‎٢‏ قلنا : وقد قال انه : ( أو لم يروا ان خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً ) " ى فان كنتم جعلتم له يدين على ظاهر هذا الكلام © اجعلوا له الأيدي الكثيرة على كلامه © إذا ث كان قوله : _ يد لا يحتمل النعمة ولا غير النعمة ، مما يجري على الله و يحسن في صفته جلا جلاله ث } وليس له وجه عند كم إلا يد مركبة ي ساعد ، وقد تكون الد جارحة } وقد ‎١‏ تكون اليد نعمة 0 وتكون قوة إذا كانت اليد يبطش بها 0 وقد يقول الرجل : أمرك بيدي على معنى الحكم على الشيء ، وليس يريد الجارحة © وقال علي بن أبي طالب : ( لما خلقت بيدي ) ‎١‏ أي لما خلقت أنا 3 وكذلك قال : ( مما عملت أيدينا ) ‎٨‏ بقول عملنا } وقال الضحاك مثل ذلك } وقال الحسن : ( لما خلقت بيدي ) أي بأمري واعتلوا أبضاً بقوله : ( والسموات مطويات بيمينه . والأرض جميعا قبضته ) ا فقالوا : قد أخبرنا ان له يمينا ث وإنما خاطبنا بما نعقل & وعلى ما نعرف قلنا " فان كان ذلك كذلك فلسنا ا نعرف أحدا له يمين الا له يسار 0 وقد يكون الرجل أيمن إذا كان أكثر عمله بيمينه 0 وقد يكون أعسر ‎١١‏ ‎/٧٥ )١(‏ ص . . ‏المائدة‎ /٦٤ )٢ر(‎ . ‏يسن‎ /٧١ )٣( . ‏د ؤ م : إذ‎ )٤( . » ‏ج : سقط ه جل جلاله‎ )٥( . ‏د &، م : قد‎ )٦( . ‏ص‎ /٧٥ )٧( . ‏يسن‎ /٧١ )٨( . رمزلا/٦٧‎ )٩( (٠١)ج‏ : سقط ه قلنا ! . (١١)م‏ : فانا لسنا . (٦١)د‏ : تعليق على الهامش ه عله أيسر ا ى م : أعر . 386 ٣٨٦ إذا كان عمله ‎١‏ بيساره © وقد يكون أعسر ‎٢‏ يسر إذا كان " عمله بهما جميعاً سواء & فعلى اي هذه تعزمون ث من صفات معبود كم ولا صفة إلا ما ذكرنا ؟ وليس من صفات الانسان اكمل من أن يكون أعسر يسر ‎٥‏ وقد ينبغي أن تقولوا ‎٦‏ اعسر ايسر كما قال٧‏ الشاعر : ك"٧<ا‏ يدي ‎٨‏ عمرو الفداة مين ‎٩٢‏ 3 ولو كنا متى سمعنا بيمين لم يكن / بد" من أن يكون اليمين يداً جارحة كأن ‏إذا قال الشاعر : ‏فلما تغشى كل شهر" ظلامه وألقى يدا في كافر الشمسا مغرب وقال اخر! يصف ظليما ونعامة : ‎. ! ‏د : علمه & وعلى الهامش ه عله عمله‎ )١( ‎. ‏ج : أيسر ، د : أعسر‎ )٢( ‎. ! ‏د : سقط ه كان‎ )٣( ‎. ‏ج : فعلى م يعرضون - م : تزعمون‎ )٤( ‎)٥(‏ وعلى الهامش ه عله أيسر أيمن " وعلى الهامش أيضا ه قوله : » وقد يكون أعسر الخ جاء بعد : وقد يكون أيسر وأيمن إذا كان عمله الخ فلتراجع نسخة صحيحة © م : أيسر. 3 كذا ني الأصل وصوابه أعسر يسر ، ان الذي يعمل بيديه جميعا يقال له « اعسر يسر ! فإن عمل باليسرى خاصة فهو اعسر بين العسر والمراة عسراء وعسراء يسرة إذا عملت بيديها جميعا ، ولا يقال أعسر أيسر ، ولا عسراء يسراء ( لسان العرب). ‎. ‏ج : يقولوا‎ )٦( ‎. ‏ج 0 م : وقال الشاعر‎ (٧( ‎. ‏د : كلتا بداً‎ )٨( ‎. ‏د : يداً‎ )٩( ‎٠ )‏ 70 : سر ‎٠‏ م : شعر . ‎. ‏د : المساء 6 م : لمسئ‎ )١١( ‏(١١)د‏ : الآخر . ‎٣٨٧ 387 فتذكرا ثقلا رثيداً بعدما ألقت ذكاء يمينها في كافر ‎١‏ ‏وجب أن يجعل " للشمس يدين يسارا وبمينً 3 فإذا جعلنا لشيء يسارا و يمينً وجب أن نجعل له رأساً ووجها وغير ذلك } وقال القه جل جلاله : ( والملحصنات من النساء إلا ما ملكت ابمانكم ) ‎٣‏ وقد علمنا ان الله لم يعن يمينا ولا شيالاً 5 ولو كان ث الكلام يوجب أن نأخذ بظاهره ، وندع باطنه ، لكانت الآية خاصة ني كل ث من له يمين دون الأقطع من أصل المنكب “، وكذا ‎٦‏ قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) ‎٧‏ } ولم يرد الله بذكره هذه ث اليد المركبة ئي بدنه © وإما نهاه عن البخل © والسرف جميعاً 0 لأن هذا النبي قد وقع على الأعسم ث وعلى الأجدم ، وعلى من لا يد له إذا كان ذا جدة " & وعلى هذا المعنى قالت اليهود : ( يد انته مغلولة غلت أيديهم ‎)١(‏ قائله : ثعلبة بن معير 0 وهو جاهلي قديم ى فتذكر : أي النعامة والظليم . الثقل : كل شيء مصون ، وهنا يراد به بيض النعامة ، الرئيد : المنضود بعضه فوق بعض أ ذكاء : الشمس . والكافر : الليل ، والبيت ورد ني لسان العرب وني المفضلية ه٤٢'‏ وني الشعر والشعراء لابن قتيبة ‎٣٤٣ : ١‏ ت ‎٣‏ بشرح أحمد محمود شاكر } وفني كتاب الوضع لأبي زكر با يحيى الجناوني رواية رئيدا ه بدل ' رثيداً . ص ‎٢٦‏ ) . ‎)٢(‏ ج : فيجب ان نجعل للشمس أ م : تجعل . ‎)٣(‏ ٤٢/النساء‏ . ‎)٤(‏ م : لمكن . ‎)٥(‏ د : ني كل قوله . ‎)٦(‏ د : وقد . ‎/٢٩ )٧(‏ الإسراء . ‎)٨(‏ د : هذا . ‎)٩(‏ العسم : يبس في المرفق والرسغ ؤ تعوج منه اليد والقدم } ويطلق على انتشار رسغ اليد من الإنسان . ه لسان العرب ! . (٠١)م‏ : حدة . ‎٣٨٨‏ 388 ولعنوا بما قالوا ) وليس أن اليهود من دينها ومن اعتقادها ان لله يداً كأيدينا "وأنها مغلولة إلى عنقه على مثال الغل الذي نعرف ، وقال الشاعر يهجو " رحلا : بسط اليدين بما ني رجل صاحبه جعد اليدين بما ني رجله قطط فالعرب تذكر اليد ، والكف والذراع ث والباع © وهي تريد غير ذلك ؤ قال الشاعر : له نار تهب كل ريح إذا الظلماء جللت القناعا وما ان كان أكثرهم سواما ولكن كان أرحبهم ذراعا وليس يريد الذراع ، وإمما ير يد سعة الصدر ، والاحتمال © وقال الله : ( إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح ‎١)‏ وقالوا أيضاً : قد قال الته تعالى٧‏ لموسى صلى الته عليه وسلم : ( واصطنعتك لنفسي ) } وقد قال عيسى أيضاً لر به : ( تعلم ما ني نفسي ولا أعلم ما ني نفسك ) ‎١‏ قلنا قد يقول الرجل لصاحبه : أتيتك بنفسي ، وهو ليس يريد النفس والروح & بل يريد أني لم أكل المجيء اليك إلى غيري ‎٦‏ 0 ولم أرض لك برسولي ا ولا كتابي ، قال الله تبارك وتعالى ( لقد جاء كم ‎٩٣‏ رسول من أنفسكم ) ‎٢‏ وقال ني مكان /آخر : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم ‎٥ ١٢)‏ ‎/٦٤ )١(‏ المائدة . ‎)٢(‏ د : ان يداه ، ايدينا . ‎)٣(‏ د : وهو يهجو 0 م : سقط ه يهجو رجلاً ‎٤‏ . ‎)٤(‏ ج ، م : الكف واليد . ‎)٥(‏ م : والكراع . ‎)٦(‏ ٧٣٢/البقرة‏ . ‎)٧(‏ د : سقط ه تعالى ! . ‎)٨(‏ ١٤/طه‏ . ‎/١١٦١ )٩(‏ المائدة . (٠١)ج‏ : غيره. (١١)د‏ : برسلي . ‎/١٢٨)١٢١(‏ التوبة . (٣١)١٥١/البقرة‏ . ‎٨٩ 389‏ فكان قوله : ( منكم ) 0 ( ومن أنفسكم ) ‎١‏ سواء ، وقالوا أيضاً وقد قال الله حكاية عن قول الكافر : ( يا حسرني على ما فرطت ني جنب الله ) ؟ قلنا : قد يقول الرجل لصاحبه : هذا يسير ني جنب رضاك . وقد قال الشاعر : وني جني ما أوليتني منك نعمة تقل " لك العتبى وان لم تكلم والمعنى ني قوله : ( فرطت في جنب الله ) عند أهل التفسير © أي ث في أمر الله وأصل الكلمة على المقارنة } فتى ما قارنت ث شيثا بشيء } وكان ‎٦‏ احدهما بجنب الآخر صغيرا } قيل : هذا صغير في جنب ذلك ‎٧‏ س والجواب ني كل ما سألوا عنه من آي القرآن 0 وحديث الني عليه السلام ‎٨‏ كالجواب ني الذي ذكرنا ، فإن سألوا عن قوله : ( أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )ا قيل لهم : فقد قال الضحاك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " 0 وابن عباس ني ذلك أنها الم يزل يحجبهم عن رحمته وثوابه 0 ولا ينظر اليهم برحمته © وروي عن مجاهد مثله وعن علي "ا بن أبي طالب أه مر بقصاب ورجل يستز يده 0 فقال له القصاب : لا ‎١٢‏ والذي ‎)١(‏ د إ م : من أنفسكم ه ومنكم ‎٤‏ . . ‏الزمر‎ /٦ (٢( . ‏د : يقل‎ )٣( . ‏ج ، م : سقط ه أي!‎ )٤( . ‏ج ، م : ما قرنت‎ )٥( . ‏د : كان‎ )٦( . ‏ج ، م : ذاك‎ )٧( } . ‏ج : صلى النه عليه وسلم‎ )٨( . ‏المطففين‎ /١٥ )٩( (٠١)ح‏ 0 د : سقط ‎١‏ ابن أبي طالب رضي الله عنه ! . (١١)د‏ : له . (١١)ج‏ : سقط ه ابن أبي طالب ، روى هذه القصة أبو بكر بن فورك في مشكل الحديث حيدر اباد الدكن “ ‎١٦‏ ه ص ‎٦‏ وذ كرها الر بيع ي مسنده © ج ‎!٢‏ ص ‎٢٠‏ ! . (٣١)+ج‏ . م : يقول ه لا! . 390 ٣٩٠ احتجب بسبع سموات لا أزيدك ى فعلاه عل بالدرة & وني الروايات فنخسه ‎١‏ عل بيده اليمنى ني جنبه ؟ الأيسر فقال : و يحك أن الته لا يحجبه شيء عن شيء & فقال القصاب : أفأ كفر عن يمينى يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا انما حلفت بغير الله © وقوله : ( ما كذب الفؤاد ما رأى أفارونه على ما يرى ، ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، ما زاغ البصر وما طغى ) " 0 جبير ث عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما ث أنه قال : رأى رسول الته صلى انته عليه وسلم جبريل على صورته مرتين فتلا هذه الآبة 8 وروى جبير ‎٦‏ عن الضحاك عن ابن عباس ني قوله : ( اذ يغشى السدرة ما يغشى ) ‎٧‏ & قال يغشاها جلال انته وعظمته ، قال : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) ‎٨‏ فجبريل من أكبر آيات النه تعالى ‎٠‏ & ولقد ‎٠‏ قالت عائشة مثل ذلك ، وقالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ، وقوله : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل ‎0٠)‏ يقول الحسن ، ومجاهد : وعدنا إلى ما عملوا من عمل ، سئل ابن عباس عن قول النه : ( الله نور السموات والأرض )"فقال : ‎٤‏ الته عدل السموات / والأرض ، وهو هادي من ني السموات والأرض ، ألا ترى . ‏م : فنسخه‎ )١( . ‏ج : فنسخه على يده اليمنى وني جنبه‎ )٢( . ‏/النجم‎ ١٧ )٣( . ‏د : جويبر } ويبدو انه جوبير‎ )٤( . ٤ ‏ج ، م : سقط ه رضي الله عنهما‎ )٥( . ‏د : جوبير‎ )٦( . ‏النجم‎ /١٦١ )٧( . ‏النجم‎ /١٨ )٨( . ! ‏ج : سقط ه تعالى‎ )٩( (٠١)ج‏ ، م : وقد . . ‏الفرقان‎ /٢٣)١١( . ‏النور‎ /٣٥)١٢( ٣٩١ 391 إلى قوله : ( مثل نوره كمشكاة ) وليس لله مثل 0 وكذلك قال الحسن وقتادة وعمر بن محمد آ وأبو مسلم المكي ‎٣‏ ومجاهد معناه : الله عدل السموات والأرض ‘ وهو هادي من فيهما ث فإن قالوا : ما معنى قول الحواريين لعينسى : ( هل يستطيع ربك أن بنزل علينا مائدة من السياء )ث ؟ قالوا : وهذا يدل على أنه ي السياء دون الأرض ، قلنا : وقد قالت بنو اسرائيل لموسى : ( ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثانها ) ‎١‏ وقال أيضا : ( وانزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) ‎٧‏ ‏وقال : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) ‎٨‏ ولم يرد هاهنا إنزال من السماء وأما مسألة الحواريين لعيسى إنما بر يدون بذلك أن ‎١‏ نزول المائدة من السياء أدل للخلق } وأوضح ني الإجابة } وأعظم في الآية 5 مما لا يقدر الخلق على "ا أن يدعوه 8 لا ساحر ، ولا كاهن ، ولو كان متى ذكر السياء } أنه فيها دون الأرض ، لكان إذا ذكر الأرض ، يدل على أنه ني الأرض دون السياء 2 وقد مضى الكلام ني هذا بالذي بغني عن تكراره ‎١١‏ 0 إلا أنه لا ينبغي أن ندع شيئا مما يتعلقون !ا به إلا ‎)١(‏ ٥٣/النور‏ 0 د : اقتصر الناسخ على : ه مثل نوره » . ‎)٢(‏ عمر بن محمد : لعله { بن يوسف الأزدي المحدث قاضي القضاة ببغداد وصاحب ‏المسند ، توني سنة ‎٩٤٠/٣٢٨‏ . ‎. ‏لم أجد له ترجمة بعد البحث الطويل‎ )٣( ‎. ‏م : فيها‎ )٤( ‎. ‏المائدة‎ /١١٢١ )٥( ‎. ‏البقرة‎ /٦١ )٦( ‎. رمزلا/٦‎ )٧( ‎. ‏الحديد‎ /٢٥ )٨( ‎. ! ‏د : سقط هان‎ )٩( ‏(٠١)+ج‏ { د : سقط ه على! . ‏(١١)ج‏ : تكرار . ‏(٢١)د‏ : تعقلون . ‎392 ٣٩٢ أفحصنا ‎١‏ عن تأويله 4 وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ! لو حفرتم لصاحبكم ف ماء ‎٢‏ ثم دليتموه لوجدتم اله _ وجاء ‎٥‏ عن ابن عمر ‎٦‏ أزه قال : . ‏كذا ني الأصول الثلاثة‎ )١( . ! ‏ج 0 م : سقط ه قال‎ )٢( . ‏د : تعليق على الهامش : عله : ني ماء‎ )٣( ‎)٤(‏ رواه الترمذي : قال أبو بكر بن العربي في شرحه على سنن الترمذي : والمقصود من الخبر ان نسبة الباري من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت ، إذ لا ينسب إلى الكون ني واحدة منهما بذاته © وقال البيهفي : والذي رواه ني آخر الحديث إشارة إلى ننى المكان عن الله تعالى وان العبد أيا كان فهو ني القرب والبعد من الله تعالى سواء ، وانه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان ، البيهني أبو بكر احمد بن الحسين ، الاسياء والصفات ‎١٣٥٨‏ ه ص ‎٤٠٠‏ وهذا الحديث من رواية الحسن عن أبي هر يرة } وفيها انقطاع ، ولم يثبت سياعه من أبي هريرة 3 وروي منقطعاً عن أبي ذر الذي رفعه ولكن فني سلسلة رواته أحمد بن عبد الجبار وهو متكلم فيه " ن . م . ص ‎٤٠٤١‏ وتعليق زاهد الكوثري ‎)١(‏ على ه أحمد بن عبد الجبار " ي الأسماء والصفات ص ‎٤٠١‏ وروي الحديث بالفاظ اخرى وليس فيه ه فيما ! الذي اورده المؤلف هنا فيما اطلعنا عليه . وفي ج : ( لوجدنم الله ثم ) وي الرواية الني تنسب إلى أبي هريرة ولم تنبت : والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحد كم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على انته تبارك وتعالى ، ثم قرا رسول النه صلى النه عليه وسلم : هو الاول والآخر والظاهر والباطن ، و بهذا تكون ه ثم ! الني وردت في ه ج ! واردة ني الحديث إلا أن الناسخ وقف عليها دون أن ينم الحديث ، وقال الذمي : رواته ثقات ، ورواه أحمد في مسنده عن سربج بن النعمان عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة وقال الذهي : لكن الحسن مدلس والمتن منكر } ولا أعرف وجه قوله : لهبط على النه 0 يريد معنى الباطن ، وني رواته أبو نصر وهو مجهول ، العلو ص ‎٨٩ { ٦١-٦٠‏ . ‎. ‏ج : ثم وجاء ، م : ثم قال وجاء‎ )٥( ‎)٦(‏ عبد الله بن عمر بن الخطاب أ أبو عبد الرحمن ولد بمكة سنة ‎١٠‏ ق ه / ‎٦١٣‏ ؤ غزا افر بقية مرتين © وروي له ني الصحيحين ‎٢٦٣٠‏ حديث وهو من الفقهاء الاجلة ‎١‏ ‏( العبر ‎٨٢/١‏ . الاصابة ت ‎٤٨٢٥‏ . معالم الإيمان ‎٧٠/١‏ . حلبة الأولياء ‎٢٩٢/١‏ . صفة الصفوة ‎٢٢٨/١‏ . الزركلي ، الأعلام ‎٢٤٧-٢٤٦/٤‏ . ‎٩٣ 393 لا تقل وانته حيث كان فإن الله بكل مكان . قال : وجاء رجل إلى ابن مسعود١‏ فقال : أني رأبت رجلا يصلي عند كل اسطوانة ركعتين © فقال ابن مسعود : لو علم المصلي ان الله عند أدنى اسطوانة منها! ما جاوزها إلى غيرها وقد جاء الحديث المشهور : ان ‎٢‏ أربعة أملاك التقوا ث : واحد من السياء السابعة وآخر من الأرض السابعة © وآخر من المشرق ، وآخر من المغرب ، فتساعءلوا فيما بينهم فقال كل واحد منهم ث جئت من عند ربي ‎٦‏ 6 وتأويل ذلك كله : أن الله في جميع الأشياء كائن وني كل الخلق موجود ، على معنى الاحداث والإنشاء والزيادة فيها 0 والنقصان منها ، والإحاطة والحفظ لها © وقد يقولون : أمير المؤمنين ني المظالم © والناس ني الصلاة © لا يريدون ان ذلك يكون لهم وعاء ، ومكاناً فإن سألوا عن قول موسى ‎٥‏ عليه السلام : ( رب أرني أنظر إليك )" فإنا نروي عن عبد / الله بن عباس & وهو ترجمان الكتاب أنه قال ذلك على وجه الأعذار " إلى قومه لير يهم الله آية من آياته . فيئسواا من رؤية الله 0 جبير عن الضحاك ني قوله : ( تبت اليك )اا أي من ‎)١(‏ عبد الله بن مسعود بن غافل الهزلي مكي من الصحابة . صاحب سر الني صلى الله علبه وسلم وخادمه 3 قيل فيه : وعاء مل علماً ء وهو حليف بني زهرة © ولي بيت المال بالكوفة 0 توني بالمدينة ني ٢٣ھ‏ / ‎٦٥٣‏ ، روي عنه ني الصحيحين ‎٨٤٨‏ حدبثاً ( العبر ‎٣٣ : ١‏ . الإصابة ت ‎٤٩٤٥‏ ، حلية الأولياء ‎١٦٢٤ : ١‏ . المحبر ‎١٦١‏ . صفة الصفوة ‎١٥٤ : ١‏ . الزركلي ‎٢٨٠/٤‏ ) . ‎)٢(‏ د : سقط ه منها! . ‎)٣(‏ م : سقط ه إلى غيرها & وقد جاء الحديث المشهور ان ! . ‎)٤(‏ د : التقوا فتساءلوافيما بينهم واحد الخ . ‎)٥(‏ د : سقط ه واحد منهم " . ‎)٦(‏ لم أستطع الوصول إلى تخر بج هذا الحديث . ‎/١٤٣ )٧(‏ الأعراف . ‎)٨(‏ د : الاعتذار . ‎(٩)‏ د 0 م : فيا يسوا . (٠١)د‏ : جوبير . ‎/١٤٣)١١(‏ الأعراف . ‎٩‏ 394 مسألتي أن أنظر اليك ، وأنا أول المؤمنينا المصدقين بأنك لا براك أحد " ، قال الحسن : ( لن تراني ) ‎٢‏ ، ولا بنبغي لبشر أن يراني ، وقال مجاهد : تجلى أمره للجبل وقال ث ابن عباس : ( أنا أول المؤمنين ) ، بأنك لا يراك أحد ث ني الدنيا ولا ني الآخرة ، فإن سألوا عن معنى روايات ‎٦‏ رووها عن النبي عليه السلام ‎٧‏ منها : انكم سترون ‎١‏ ربكم لا تضامون ني رؤيته . كما لا تضامون ني القمر ليلة البدر © ولن تمتلئ جهنم حتى يضع الجبار فيها قدمه " } وان الته خلق آدم على صورته ، وان القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ‎١‏ وهل تدرون ما يضحك الرب من عبده" ، وقالوا أيضا : فان عيسى عليه السلام } قال في . ‏الأعراف‎ /١٤٣ )١( . ‏د : احد من‎ )٢( . ‏الأعراف‎ /١٤٣ )٣( . ‏د : فقال‎ )٤( . ‏د & م : بانك لا ترى في الدنيا‎ )٥( . ‏د : رواية‎ )٦( . ‏ج : صلى الله عليه وسلم‎ )٧( . " ‏د : سقط « انكم‎ )٨( . ‏د : ترون‎ )٩( (٠١)م‏ : قدمه فيها . (١١)رواه‏ مسلم عن عبد النه بن عمرو ابن العاص وعن أبي عبد الرحمن ، المقرئ ولفظه : إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن ، وورده البيهني ، في الأسياء والصفات [ ‎٣٤٠‏ & وأوله بما يلى : ان العرب تقول : فلان ني يدي ، تريد اثبات قدرته عليه . أو النعمة قال ابن حزم : بين تدبير ين ونعمتين من تدبير الله ونعمه . ورواه أنس وعائشة وأم سلمة ، ( تأويل مشكل الحديث لابن فورك ص ‎٧٦‏ ) وروي عن عبد الله بن مسعود ( التوحيد لابن خزيمة ص ‎٥٤‏ ) . (١١)حديث‏ الضحك س رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة ، وعن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه مسلم من حديث سفيان عن أبي الزناد } ولفظه : بضحك اله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر فكلاهما يدخل الجنة ، يقاتل هذا ني سبيل الله فيقتل ثم يتوب = ٩٥ 395 الانجيل لربه : ( يا رب ان كان من مسرتك أن تصرف هذه الكأس عن أحد فاصرفها عني )ا ، يعني كأس المنية ، قالوا : فوصفه عيسى بالمسرة © كما ترون وقالوا : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله" أسر بتوبة العبد من رجل ضلت ناقته ©{} بأرض ‎٣‏ ف الله ' برحله © وزاده © ومائه ث فوجدها ‎١‏ وجوابنا في هذه الأحاديث وأمثالها ان كانت صحيحة على ما قالوا © أن معناها على موافقة = الله على القاتل فيقاتل ني سبيل الله فيستشهد ، ورواه مسلم ني الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق . وأوله أبو الخطاب سليمان ، بالرضا والقبول © مع تباين أحوامما ( البيهتى ، الأسياء والصفات ‎٤٦٩-٤٦٧‏ . مشكل الحديث لابن فورك ‎١٩٠‏ . والتوحيد لابن خز بمة ص ‎١٩٠١‏ ) . () تفضل الأب قنواتي فأرشدني إلى النص الوارد في الإنجيل المترجم إلى الفرنسية ,عل 0 ح ح ع ر ; عل ع ن ح ل ,ح ,ح .42 ,11 , ن ] ح . ع س , ل ن وفي الترجمة العربية : يا أبتاه إن شثت أن تجيز عنى هذه الكأس ، ولكن لتكن لا إرادني بل إرادتك . وجاء قبلها : وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون © وتبعه أيضاً تلاميذه © ه٠٤»‏ وما صار إلى المكان ، قال لهم : صلوا لكي لا تدخلوا في تجر بة ‎)٤١(‏ وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى ‎)٤٢(‏ قائلا : يا ابتاه الخ ... ( إنجيل لوقا ‎٤٢-٤٠/٢٢‏ ) . ‎)٢(‏ ج ، الله 0 د : لا الله 0 وكتب على الهامش لعله : لله ؤ م : سقط ه لفظ الجلالة ولفظ الحديث ما أثبتنا » . ‎)٣(‏ م : في أرض . ‎)٤(‏ د : سقط ه لفظ الحلالة ! . ‎)٥(‏ د : ومائة 0 وكتب على الهامش : عله : وماله أو وماثه . ‎)٦(‏ رواه البخاري ومسلم ني الصحيحين عن هدية بن خالد ولفظه : لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره قد أضله بأرض فلاة . ورواه عبد الله بن مسعود ، وقتادة 0 عن أنس ‘ وأوله الهى { نقلاً عن أبي سليمان الخطابي ، بالرضا والقبول للتوبة ( الأسماء والصفات ص ‎٤٧٧‏ ، تأويل مشكل الحديث لابن فورك ص ‎٥٢‏ ، برواية النعمان بن بشير ص ‎١٩٢‏ ورواية مسلم ني باب الحض على التوبة من طريق الأعرج عن أبي هريرة ) . ‎٣٩٦‏ 396 القرآن لا على مخالفته 0 وقد جاء عن ‎١‏ الني صلى الله عليه وسلم _ ورجلاه تخطان " في الأرض أنه " قال ' : ( أيها الناس أنكم لا تمسكونث عني شيئا 3 أني لا أحل إلا ما أحل القرآن ، ولا أحرم إلا ما حرم القرآن 3 وكيف أقول بخلافه 3 وبه هداني الله ) ء وروي عن علي انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم عني حديث فرايتموه مضيئثا 3 ليس بذي تفاقم ولا تخاون ى فهو عني & وان رايتموه ذا تفاقم وتخاون فليس عني ، وقد جاء عن الني صلى الله عليه وسلم ‎١‏ : يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له 0 ينفون عنه تحريف الغالين } وانتحال المبطلين وتأو يل الجاهلين . وعن شريح١‏ أنه قال : ان للحديث جهابذة كجهابذة الورق ‎٨‏ ‎٦‏ ومعنى الحديث : تعلمون أن لكم ث / ربا 7 لا تشكون فيه ، ولا يجوز أن تعتر يكم ‎١١‏ الشكوك والر يب ، كما لا يجوز ذلك ‎١‏ في العلم بأن القمر قمر ، ليلة البدر } لا على أن الأبصار تدركه جهرة ، ومعنى الرواية الأخرى : لن "ا تمتلئ جهنم حتى . ! ‏م : سقط ه عن‎ )١( . ‏ج ، م : يخطان‎ )٢( . ‏د : سقط ه انه!‎ )٣( . ‏د : فقال‎ )٤( . ‏د & م : لا تمسكوا‎ )٥( . . ٧ ‏د ، م : عليه السلام ه ان قال‎ )٦( ‎)١(‏ شريح الكندي بن الحارث بن قيس بن الجهم من اصل يمني ، فقيه ومحدث ، موئوفه به تولى قضاء الكوفة ني عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهما ، وني زمن معاوية ايضا ؤ واستقال ني عهد الحجاج بن يوسف ، ويعرف بالمزاح اللطيف ، توني بالكوفة ‎٧٨‏ ھ / ‎٦6٩٧‏ م ( العبر ‎٩٨/١‏ ، الشذرات ‎٨٧ : ١‏ . الزركلي ‎٢٣٦ : ٣‏ ) . ‎. ‏د : الروق‎ )٨( ‎. » ‏ج { م : سقط هان لكم‎ )٩( ‏(٠١)ج‏ 77 يعتر يكم . ‎. ٤ ‏لكم‎ ١ ‏سقط‎ : م)١١(‎ ‏(٢١)د‏ : ان . ‎٣٩٧ 397 يضع الجبار فيها قدمه . ير يد ما قدم لها من أهل الشقاوة الذين ف علمه أ نم صائرون إلى جهنم ى قال الله عز وجل : ( و بشر الذين آمنوا ان هم قدم صدق عند ر بهم ) ‎١‏ ومعنى : ( خلق آدم على صورته ) اي خلقه الله بالغا 5 ولم ينقله من نطفة إلى علقة ومن علقة إلى مضغة ، ومن طفولية إلى غير ذلك ، وقال بعض اهل العلم ي ذلك : ان القه خلق آدم على صورته اي على صورة ادم الني اختار الله له من بين الصور ، و بعضهم يقول : ان رسول الله ! سمع رجلا يقبح بذمه " غلاما له في صورة وجهه فقال ث صلى الله علبه وسلم © . لا تقبحوا ‎١‏ الوجوه فان الته خلق ادم على صورته' . سنوي/٢‎ )١( . ‏ج ؤ م : صلى الله عليه وسلم‎ (٢( . ‏د : سقط بذمه‎ )٣( . ‏ج ؤ م : وقال‎ )٤( . ‏م . عليه السلام‎ )٥( ِ . ‏ج ا م : لا تقبح‎ )٦( ‎)٧(‏ رواه الشيخان بلفظ آخر : ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الته خلق ادم على صورته ) وذلك من طرق شتى وأخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة وهو حديث صحيح ‎٠‏ وني مسند الر بيع بن حبيب 5 الجامع الصحيح الذي ترو يه الاباضية وأورد فيه تأويل بشر المريس ج ‎٣‏ ص ‎٢٣‏ ن وعلل بن خر مة هذا الحديث بعلل ثلاثة : ‎١‏ مخالفة الثوري للأعمش وأرسل الثوري ولم يقل عن ابن عمر . ‎٢‏ - الأعمش مدلس لم يذكر انه سمعه من حبيب . ‎٣‏ - حبيب نفسه مدلس & واول ابن خز يمة الحديث على فرض صحته ، نقلاً بأنه من اضافة الخلق الى الله فتضاف الصورة إلى الته لأنه خلقها وصورها كما ني قوله : ( ناقة الله ) وقوله : ( فطرة الله ) وأنكر على من غلط ني هذا الحديث وجعل الصورة من صفات الذات وجعل هذا القول شنيع مضاهيا لقول المشبهة 0 ( كتاب التوحيد ، القاهرة ‎١ ٣‏ ه ص ٧٢-۔٨٢‏ ) . وأما البيهتي فانه أول هذا الحديث أيضا وجعل الصورة هي التركيب والمصور المركب ، ولا يجوز أن بوصف اته بالصورة ولا بالمركب ، ونقل تأويل أبي سليمان الخطابي حيث قال : ان الضمير هنا لا يعود إلى اته لقبام الدليل على أنه ليس بذي صورة وانما المراد بذلك = ‎398 ٣٩٨ يعني على صورة المقبح & وكل هذا تأوبل وقلنا ني معنى بين أصبعين على معنى الحكم على الشيء ، والقدرة عليه كقوله تعالى : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) ‎١‏ © وقد يقول الرجل لصاحبه : ما فلان إلا في قبضتي 3 وهذا الأمر ي يدي ، وكل هذا ني لغة العرب شائع ‎٢‏ سائغ ، وقال الحسن : تعلموا العر بية 0 وحسن العبارة } والذي ذكروا من الضحك ، والمسرة وأشباه تلك الألفاظ ومعناها معنى الرضا والمحبة ، وربما يأتي " الغلط ني أمثال هذه العبارات عن ترجمة المترجم ، وقد يكون يسمع بذكر الرضا والمحبة فيترجمهما ث بالضحك والسرور & ولو نظرت = ان آدم لم يكن ذا أطوار في خلقه من نطفة ثم من علقة ، ثم من مضغة على نحو خلق نحو خلق ابنائه وانما هو خلق على الصورة الني هو عليها 0 وكذلك ابو منصور البغدادي ‘ فانه قال : ان ادم ل تشوه خلقته حينها خرج من الحنة كما وقع ذلك للحية ، واوله بعضهم بأن الله خلق آدم على صورة ذلك المضروب الذي ضربه سيده . (البييتي . الاسماء والصفات ص ‎٢٩١-٢٨٩‏ ) . واول هذا الحديث ابو بكر بن فورك تاويلات كثيرة © منها ان الصورة هنا هي الصفة ، وان الله خلق آدم على صفته من العلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والكلام } وميزه على الملانكة وأسجدهم له 0 ( مشكل الحديث ص ‎٢٤-٦‏ ) وانتقد أبو بكر بن فورك من أصحابه من أهل الحديث والكلام ابن قتيبة الذي فسر هذه الصورة بأنها صورة النه } وان لله صورة لا كالصور ، كما انه شيء لا كالأشباء 0 وان هذه الصورة قديمة وهذا ني نظره جميل بالته 0 وتوغل ني التشبيه الغليظ } لأن هذا يؤدي الى التأليف والحد والنهاية والكل والبعض وكل ذلك محال وضلال ص ‎١!٤_١٣‏ . وقد انتقد ابن حزم ابن فورك ني تسويته بين الله وبين الإنسان في الصفات من العلم والقدرة ، وما الى ذلك حين قال : ان الله خلق ادم على صفته ز وقد رد عليه بعض الأشاعرة هذا النقد } واتهمه بانه لم يفهم غرض ابن فورك . ( ابن حزم ، الفصل القاهرة ‎١٣١٧‏ ه ج ‎١‏ ص ‎١٦٢٨‏ ) . . ‏الزمر‎ /٦٧ )١( . » ‏د : سقط ه شائع‎ )٢( ِ ‏م : بأت‎ (٣) . ‏د ؤ م : فيترزجمهما‎ (٤( ٩٩ 399 في الكتب المتقدمة عن الله جل جلاله ، المنقولة عن لغاتها إلى العربية 0 لوجدت فيها من التشبيه الفاحش إ والكلام السمج ‎١‏ ، ما لا يجوزه موحد ولا ملحد ، والمترجم لا يكون مترجما حتى يكون في الغاية والثقة من معرفة اللغتين جميعاً ، ويكون مع ذلك متكلماً عارفاً بما يجوز على الله تعالى مما لا يجوز عليه © ولولا عز يمتكم على _ حفظكم الله نشر هذا الباب معنى معنى وتتبع وجوهه " واحدا واحدا" ‎٧‏ / لتخف' مؤنته على المبتدئينث من أصحابنا اعانهم الله على معرفة الهدى & لاقتصرت ببعض هذا عن كله } ولاجتر يت بقليله عن كثيره © بل بالجملة أ التي نصبناها كفاية ‎٧‏ عما سواها } و بالأصل الذي وضعنا ، اماما لما هو مثله } والحمد لله على موافقة القول بالصواب ، وله الشكر والفضل ‎٨‏ س على مصادقة الفصل للخطاب . التجسيم على مذهب القائسين : ومما تسأل عنه المشبهة © ونحن مبتدثون " بالمسألة " على من قال بالتشبيه & وجرد التجسيم علىا مذهب القائسين 3 دون٢١‏ المحتجين بالحديث والقرآن . ‎)١(‏ د : السميج ، م : السمخ والصواب ما أثبت . وهذا النقد ني الترجمة وجيه 0 وجد خصوصا في ه العهد القديم ‎٤‏ الل بالتشبيه . ‎)٢(‏ م : وجوههم . ‎)٣(‏ د : واحد واحد . ‎)٤(‏ د : لتخلف . ‎)٥(‏ د : من مؤونته . ‎)٥(‏ م : المبتدين . ‎)٦(‏ د : فالجملة . ‎)٧(‏ د : كافية . ‎(٨)‏ د : سقط ه والفضل » . ‎(٩(‏ د ، م : مبتدون . (١٠١)م‏ : بالبسملة . (١١)د‏ : عن . (١٢١)د‏ : من . ‎٤.٠٠‏ 400 فنقول لهم : أليس الجسم ما كان ذا طول وعرض ‘ وعمق ، وجهات ، وحدود } وحركات وسكون ، وما يكون ذا نصفين ، ويحتمل التجزئة ‎١‏ ، ويكون ذا هيئة ' من الهيئات ، وقدر من الأقدار ؟ فإن زعموا أن الله جسم ، وليس بموصوف بشيء مما ذكرنا 0 وعددنا © قيل لهم : فلم سميتموه جسيا } ولا تضيفون اليه صفة واحدة من صفات الأجسام ؟ وليس بين صفة واحدة وبين صفتين فرق } ولا بين صفتين وثلاث صفات فرق 0 ولا بين البعض والكل فرق 0 فهلا سميتم العرض جوهراً « والجوهر عرضا & واللون حركة والحركة لونا 0 والحر بردا والبرد حرا ؟ اذ " كنتم تسمون ما ليس بطويل ولا عر يض ، ولا عميق ، ولا بذي نصفين ، ولا بذي قدر 3 ولا هيثة جسياً ، فإن أقروا بالطول والعرض والعمق والحدود والجهات ، والسكون & والحركات ‎٤‏ ، والقدر ، والهيئة } وأثبتوه م ذلك قديماً ى سألناهم عن مسائلنا على الدهرية . وهل من فرق بين من قال ان الجسم قديم ، وبين من قال ان القديم جسم ، وبلزمهم مع تثبيت الحركة والسكون } ان الله لم ينفك عن ث الحدث قط © إذ ‎١‏ كان كل جسم لا ينفك من الحركة ، والسكون ، والاجتاع } والافتراق 3 وبعد فليخبرونا عن الأجسام لأي أمر صارت محدثة مخلوقة محتملة للمزاج' ألنفسها ‎١‏ أم للدلالة ' الني لا تفارقها ؟ أم لأنها ممزوجة " ؟ وهل القول ني الشانب ‎)١(‏ د © م : التجزي . . ‏م : داهية‎ (٢) ‎)٣(‏ د : إذا. ‎. ‏ج ا م : والحركة‎ )٤( ‎. ‏ج ؤ م : من‎ )٥( ‏(ر٦)‏ د : اذا. ‎. ‏د : المزاج‎ )٧( ‎: . ‏م : لنفسها‎ )٨( ‎. ‏د : والدلالة } م : الدلالة‎ )٩( ‏(٠١)د‏ : ممزجة . ‎٤٠١ 401 الا كالقول ني المشوب ؟ أو ليس الشائب نفسه مشوباً بغيره ؟ ‎١‏ وما تقولون ‎٢‏ ني جسم رأيناه مشوباً بغيره ؟ وجسم رأيناه غير مشوب بغيره ؟ ‎٣‏ © وهل يفرق ‎٨‏ بينهما في / الحدث ما في أحدهما من المزاج والشوب ؟ ' ل فان قالوا : لا ث قلنا : فسووا اذن بين ما سوت بينهما الصفات ، ووافقوا ث بين ما وافقت ‎٦‏ بينهما الاعمال والعلل والفروع 0 إذ اتفاق ‎٧‏ الفروع يدل على اتفاق الأصول ، وهل بين أن تكون ممزوجة } وبين أن تكون محتملة للمزاج ‎٨‏ من ‎١‏ فرق ؟ فان كانت الأجسام إنما صارت محدثة مخلوقة محتملة للمزاج لأنفسها © وأنفسها أجسام 3 فكل جسم محدث & وكل جسم يحتمل المزاج ، امتزج" أو لم يمتزج . فإن قالوا : ليست العلة ذلك ‎0١١‏ ولكن العلة أن يكون الجسم يحتمل الز يادة والنقصان والفناء والبطللان } قلنا : وما جعل بعضها أحق بذلك"'من بعض ؟ وكلها متساوية ني الصفات & متفقة ني العلل © وهل احتمل الجسم الز يادة والنقصان٢١‏ ، والفناء والبطلان } الا لانه جسم محدود } متناه 0 ذو طول & وعرض 0 وعمق 0 وحركة } . ‏ج ، د : سقط ه بغيره!‎ )١( . ! ‏م : سقط ه وما تقولون في جسم رأيناه مشوباً بغيره ؟‎ )٢( . ! ‏ج : سقط ه مشوب‎ )٣( . ‏ج : المشوب‎ )٤( . ‏ج : ووفقوا‎ )٥( . ‏ج : وفقت \{ د : وأفقت‎ )٦( . ‏د : اذا كان اتفاق‎ )٧١( . ‏د : المزاج‎ )٨( .! ‏د : سقط ه من‎ )٩( (٠١)د‏ : امتزاج . (١١)ج‏ : سقط ه ذلك ! . (١٦١)ج‏ ‘ م : بعضها أجوز من بعض . (٣١)م‏ : سقط ه النقصان ! . 402 ٤٠٢ وسكون ، أم لأمر غير ذلك ؟ فإن كان ذلك للذي ‎١‏ وصفنا " فالأمر كما ذ كرنا وان كان لغير أنه محدود ذو حركة وسكون & واحتال التنصيف والتصريف ، فما العلة التي لها احتمل الفناء " والبطلان والز يادة والنقصان } فإن قالوا : إنما يعتر يه ذلك لأنه متناهي القوة ، قلنا : ولم تتناه قوته إلا لتناهي جسمه ، أو ليس إذا استوت الاعمال واتفقت الصفات ني وجوه الخاص والعام 3 فذلك الذي يوجب التسوية في ث الحكم ؟ فإن قالوا. : إنما قلنا جسم لأنه فاعل والفاعل لا يكون إلا جسيا & قلنا : قد اخطاتم وجه القياس ، ولم تصادفوا حقيقة العلة ، إذ ليس ‎١‏ كل جسم فاعلاً ‎٨‏ وأنتم ترعمون أنه إنما كان جسياً ولة أنه فاعل © فيلزمكم أن تجعلوا كل جسم فاعلا & وتبطلوا عما ليس بفاعل ان يكون جسيا 0 ونحن نجد اجساما كثيرة & وليست ‎١‏ بفاعلة فإن قالوا : لا نجد هاهنا ولا نعقل فيما بيننا فاعلا 0 الا جسياً } قلنا : فان كنتم على المعقول تثبتونه ‎٨‏ جسما 0 فهل ثبتموه ‎١‏ جميع ما تجدون من صفات الأجسام ؟ وليس بين أن يخرج الشيء عن ‎'٦‏ المعقول ‎٩‏ ني وجه واحد وبين أن يخرج ني وجهين فرق ، وكذلك / أكثرا'من ذلك ، على انهم لو رجعوا بصفة معبودهم إلى ما يجدون و يعقلون } لابطلواعنه التسمية بالجسم . . ‏ج ؤ م : الذي‎ )١( . ‏ج ، م : وصفناه‎ )٦٢( . ! ‏د : سقط ه الفناء‎ )٣( . ‏د : ولم تناهت‎ )٤( . ‏د ، م : بين‎ )٥( . ‏د ، م : أليس‎ )٦( . ‏د 0 م : وليست‎ )٧( . ‏د : ثبتموه 0 م : ثبتموه‎ )٨( . ‏د ، م : ثبتموه & م : ثبتموه‎ (٩( (٠١)ج‏ 0 م : من . (١١)م‏ : لكثر . ٤٠٣ 403 والا فليوجدونا' جسياً يخترع سماء ! وأرضاً 3 ويعلم السر والضمير 0 وما يكون قبل أن يكون ، فإن زعموا أنهم يعقلون ذلك ويتوهمونه ث صاروا إلى التحكم © وخرجوا من التصادق ، وليس مع المماهتة محاجة ‎٢‏ } ولا مع المجاحدة مناظرة } وان زعموا أنهم لا يعقلون ذلك ولا يتوهمونه ؤ قلنا فقد أقررتم بما لا تعقلون ومن جعل بعض ما لا يعقل ث حقاً . وبعضه باطلا ؟ وما تنكرون أن لا ث يكون الله جسياً إذ٦‏ كان فعالاً للاجسام ‎٧‏ وإذ ‎٨‏ كان يعلم ما يكون قبل أن يكون 0 كما لم ‎١‏ ‏تعقلوا جسياً غيره يخترع الأجسام } ويعلم ما يكون قبل أن يكون ، إذ "ا كنتم إنما بنيتم أصلكم على ما تعقلون ، ويقال هم : فإذا كنتم لا تبنون إلا على ما تعقلون ولا تقضون إلا بماا' تجدون ، فأين وجدتم جسياً ليس بذي لون ، ولا طعم © ولا ربح ، ولا لمس ، ولا يشم " ، ولا يذاق ‎٣‏ { ولا هو خفيف ولا ثقيل ، ولا حار 0 ولا بارد 0 ولا فاتر ولا خشن ، ولا لين & ولا رقيق ، ولا كثيف & ولا صلب |، ولا رخو ، ولا حسن ، ولا قبيح 0 ولا صبيح 0 ولا مليح } ولا يمنع الأبصار 3 ولا تحله ‎٤‏ الألوان ؟ فقد أخرجتموه من المعقول ، وللخروج من المعقول ‎)١(‏ د : فليجدون . ‎)٢(‏ د : ساء. ‎. ‏م : مجاحدة‎ (٣) ‎. ‏د : يعقلون‎ )٤( ‎. ‏د : إلا " م : إلا لأن‎ (٥( ‎. ‏د & م : اذا‎ )٦( ‎. ‏ج : الاجسام‎ )٧( ‎. ‏د ، م : إذا‎ )٨( ‎. ‏د : سقط هلم!‎ )٩( ‏(٠١)د‏ : اذا . ‏(١١)د‏ : ما. ‏(٢١)ج‏ : شم . ‏(٣١)م‏ : ولا يذوق . ‏(٤١)د‏ : ولا يحلى . ‎404 ٤٠٤ قلتم بزعمكم بالتجسيم والتشبيه 0 وقد قلنا : أنه ليس بين أن محرج الشيء ف وجه واحد من المعقول وبين ان يخرج ني وجهين فرق & وكذلك أكثر من ذلك . المشبهة تسأل : ومما تسألنا عنه المشبهة قولهم : لم جعلتموه شيئا لا كالأشياء 3 وحياً لا كالأحياء وأبيتم أن يكون جساً لا كالأجسام ؟ قلنا : ان تأويل قولنا شيء مخالف لتأو يل قولنا ا جسم } فإذا قلنا شيء فذلك اسم لكل موجود وموهوم ، وجسم إنما يراد به التجزي والتسديس ' 3 فإذا قلنا ان اته جسم ليس كالأجسام فكأننا " قلنا هو وان كان مسدس ذا أجزاء فلا خالق إلا هو } ولو قلنا هو جسم لا كالأجسام & ونريد ث ذلك } لكنا إنما قلنا انه مسدس متجزء ث & وليس بمسدس ولا متجزء١‏ وليس لهذا القول وجه غير هذين الوجهين 6 لأن قولك جسم اما أن يكون وصفاً ‎٠‏ للذات / دون الاخبار عن جنس فعله ما هو 0 وكيف هو |} واما ان يكون لا كالأجسام اخباراً عن فعله أنه لا يشبه فعل الأجسام ، فان كنت عن الذات تخبر فقد جعلته مسدسا متجزيأ 0 وان كنت الفعل أردت فقد صار قولك كقول من قال ان النار ‎٨‏ جسم لا كالأجسام ، وليس يربد أن النار غير مسدسة ولا متجز ية وإنما ير يد أن لا محرق إلا النار حيثما كانت ، ولو لم يعن القائل ما قلنا ، لكان إنما قال النار ‎١‏ جسم وليست بجسم ، وكذلك إذا زعم ‎٦‏ أن لتة جسم وليس كالأجسام ، وقولنا شيء اسم لكل موجود وموهوم & وقولنا لا كالاشياء ، اردنا (( د : قولهم . . ‏يريد بالتسديس الجهات الست‎ )٢( . ‏د : + إما ، م : فكأنا إما‎ )٣( . ‏ج : ولا يريد ، م : ولا نريد‎ )٤( . ‏م : متجزي‎ )٦( )٥( . ‏ج ، م : وان‎ )٧( . ‏ج ، م : الناس‎ )٨( . ‏ج ، م : للنار‎ )٩( (٠١)د‏ : زعمنم . ٤٠٥ 405 أن صفاته ‎١‏ بخلاف صفات الأشياء وليس في قولنا شيء بخلاف الأشياء ما يخرجه من أن يكون شيئ وليس سبيل القول بأنه جسم لا كالأجسام سبيل القول بأنه شيث لا كالاشياء 0 وقد نقول : ان الإنسان حي ، نريد انه حي بحياة فيه ، ونريد انه ليس بميت ، ولا نريد أنه لم يمت قط ، فإذا قلنا : ان الله حي ، فإنما نريد أنه ليس بميت ، ولم مت | ولا يموت ،& وقد نقول للانسان الحي ميت “، إذا كان بليدا 0 ونقول للانسان هو "حي إذا 0 كان حي الذهن ، وإذا قلنا : ان الله حى لا كالأحياء } فقد أخبرنا أن حباته لبست كحياة الخلق } وقولنا : جسم إ ما هو مقصور على النجزي ، والنسديس فقط ، وبعد فن أين صار قولي : هو ‎٢‏ حي لا كالأحياء ، يبيح ! القول بأنه جسم ث لا كالأجسام & وكذلك ان سألوا عن سميع وسميع ؤ و بصير و بصير ، وعالم وعالم ، فالجواب لهم ‎١‏ في جميع ذلك © كالجواب ني حي وحي ، فتثبت ني ذلك جدا ، والله ولي التوفيق . الفصل الثاني من المشبهة : وأما الذين قالوا من المشبهة : باللحم والدم & وصورة الإنسان ، والسبعة الأشبار على صورة آدم © فيقال لهم : أخبرونا لأية علة صار النه قديماً مخترعاً للاجسام © العلة الذات ام لغير علة الذات ؟ فإن قالوا : لعلة الذات } قلنا : فكيف١‏ والذاتان متفقتان ؟ فإن قالوا : لعلة غير الذات ، قلنا : ما هى ؟ فإن٨‏ قالوا : هى القدرة } ‎١٠١‏ قلنا : / وما جعل هذه القدرة توجب القدم © واختراع الأجسام ى دون أن تكون ‎)١(‏ م : صفات . ‎)٦٢(‏ ج ، م : سقط « هوا . ‎(٣)‏ ج ؤ م : سقط ه هو ! . ‎)٤(‏ م : بيح . ‎)٥(‏ د : يبيح على انه جسم . ‎)٦(‏ د : سقط ه لهم ؤ . ‎)٧(‏ د & م ¡: « وكيف ! . ‎)٨(‏ ج : وان . ‎٤٠٦‏ 406 الأخرى توجب ذلك ؟ فان قالوا : لأن هذه غير متناهية & وتلك متناهية قلنا : وما جعل هذه غير متناهية } دون أن تكون تلك أيضا غير متناهية ؟ أو ما جعل تلك متناهية دون أن تكون هذه أيضا متناهية ؟ والذاتان ئي زعمكم متفقتان © او ليس اتفاق الذاتين مما يوجب اتفاق القدرتين ، وني اتفاق القدرتين اتفاق الأعمال ؟ أو ليس إذا استوت الأعمال ، واتفقت الصفات ، فني وجوه الخاص والعام فذلك هو الذي يوجب التسوية بين الحكم ؟ أو ليس الدليل على مخالفة الثلج للنار ‎١‏ ، وموافقة النار النار 2 الذي رأينا من اتفاق الأعمال واختلافها } وحتى قضينا باتفاق الأعمال واختلافها 0 وحتى قضينا باتفاق " الجسم و باختلافه 2 وعلى جميم ذلك بالحدث ؟ فليس بين السبيلين سبيل ، ولا بين القولين قول ، اما أن تقولوا باتفاق الصفات ني باب القدم ى والأعمال ي باب الاختراع ، لاتفاق الذاتبن 3 أو تقولوا باتفاق الصفات ني باب الحدث ڵ واتفاق عدم" الأعمال ' ني باب العجز © فعلى أي هذين القولين تعزمون من صفة ث معبود كم ؟ وعلى أيهما تعتمدون وهكذا١‏ السؤال عليهم ني جميع الصفات وني جميع الأفعال١٧‏ { فلو كنا تتبعنا ذلك ‎٨‏ واحدا واحدا ، لما انفصلنا منه إلى غيره ، الا ان شاء الله 0 ففن فهم ما ذكرنا من هذا ، فهم ما لم نذكر منه ؤ إن شاء الله . و بعد فكيف يكون بيننا ' جسم ساكن أحدث جسياً لم يكن ؤ من غير أن ‎)١(‏ د : النار . ‎)٢(‏ د : سقط ه الأعمال واختلافها وحتى قضينا باتفاق ! . ‎)٣(‏ د : سقط ه عدم ! . ‎)٤(‏ م : والاعمال . ‎(٥)‏ د : صفتكم ) وصحح في الهامش ه صفة ! . ‎)٦(‏ د : وهذا. ‎)٧(‏ م : الأعمال . ‎)٨(‏ ج : سقط ه ذلك ! . ‎)٩(‏ د : بيننا . ‎٤٠٧ 407‏ يتحرك ذلك الساكن أو يعتمد © أو يضمر ارادة ، أو تجيئه ‎١‏ مادة ، ثم يحدث جسياً في طول الأرض 4 وعرض الأرض ، وعمق الأرض . وحالات الفاعل والمفعول سواء ؟ وما جعل ذلك الجسم ! الساكن الذي لم يتغير عن أمره بوجه من الوجوه أحق بذلك الحدث من غيره ؟ وبعد فا الذي اخر ذلك الحادث ان كان تأخر ؟ وما الذي قدمه ‎٣‏ ان كان تقدم & والفاعل على أمر واحد قبل و بعد ؟ ولم جاء أيضاً جسياً ث وان تحرك الف سنة ؟ ولم جاء جسياً كبيرا دون أن يجيء جسياً ‎١٠٢‏ صغيرا ث ولم جاء أسود دون أن يجيء أبيض / © ولم جاء خفيفاً دون أن يجيء ثقيلاً ؟ وان زعموا أنه لو لم يحدث حركة ، لما أحدث جسياً ، لأنه لو لم يحدثها لكان على أمره الأول 3 ومتى كان٢‏ ني حال فعل الجسم وقبله و بعده على هيئة ‎٧‏ واحدة لم يكن كون ذلك الحادث له دون غيره ، قلنا : احسبوه قد تحرك ، لم جاء جسم ‎١‏ في ثخن الأرض وطولها وعرضها ؟ ولم جاء أسود دون ان يجيء أبيض أ وحاراً دون أن يجيء بارداً ؟ ولم جاء منه جسيان أحدهما خفيف والآخر ثقيل ني حال واحدة ؟ والحركة الواحدة في الجهة الواحدة & والجنس الواحد لا يوجب كون المختلف } وحدوث المتضاد فان زعموا أن الأجسام إنما اختلفت لاختلاف الجهات & قلنا : فهل تخلو حركته إذا أراد أن يصنع المختلف من أن تكون ني الست الجهات معا ، أو تكون" كل واحدة بعد الأخرى ؟ فان كانت معاً فلا . ‏م : تجيه‎ )١( . ! ‏ج : سقط ه الجسم‎ )٢( . ‏د : تقدمه © وعلى الهامش : عله قدمه‎ )٣( . ‏د 0 م : جسم‎ (٤( . ‏د ، م : ولم جاء جسم كبير دون أن يجيء جسم صغير‎ )٥( . ‏م : سقط ه كان!‎ )٦( . ‏م : هية‎ )٧( . ‏كذا ني الأصول الثلاثة } وصوابه : جسياً‎ )٨( . ‏ج : يكون‎ )٩( 408 ٤٠٨ قول أبعد عن ا المعقول من هذا القول ، بل لا يكون كلام" أدخل ني باب" المحال منه 0 وان كان هو من بين الاجسام يفعل ست حركات ي ست جهات معاً ؤ فا " تنكرون أيضاً أن يكون من بين الفاعلين ث ليس بجسم ؟ ويقال لهم : اخبرونا عن الله أصار خالقا للاجسام ، وعالما بالغيب © من أجل كثرة أجزائه } وعظم جسمه 0 أو لأن ذاته خلاف كل ذات ؟ فان كان ‎١‏ إنما صار مخترعاً للاجسام & لان ذاته على خلاف كل ذات 0 خرجوا من المذهب & وتركوا القول بالتجسيم } وان كان إنما يخلق لكثرة الأجزاء " فقد ‎٨‏ كان ينبغي لكل جسم أن بخلق على قدر اجزائه 0 وإن قالوا : ليست العلة ني ذلك كثرة الاجزاء 35 ولا قلتها 0 فإذا كان ذلك كذلك ، فلعله أصغر من الهيئات ‎١‏ 0 وأقل من كل قليل ، ويلزم المشبهة أيضا أن يكونوا لا يدرون لعل الذرة ، والبعوضة أكبر جسياً من المهم " ، من غير الوجه الذي ألزمناهم قبل ، لأن الته لا يخلو من أن يكون محدودا أو غير محدود } فان كان الله محدودآ١١فلا‏ يجوز أن يفعل العالم منه على هذا القياس إلا الجزء المحدود ، إذا" كان الكل لا يقع إلا على المتناهي . ‏د : م : من‎ )١( . ‏د : كلاما‎ )٢( . ‏د : من باب‎ )٣( ‎)٤(‏ م : فلا. ‎. ‏م : أن يكون ليس‎ )٥( ‎. ‏م : فإن كان ذات فإن‎ )٦( ‎. ‏لاجسم‎ ١ : ‏ج 0 م‎ )٧( ‎. ‏د : لقد‎ )٨( ‎/ . ‏م : الهيات‎ (٩( ‏(٠١)ج‏ : أكبر من المهم جيا . ‏(١١)د‏ 0 م : فان كان غير محدود ‏(٢١)د‏ : إذ . ‎٤٠٩ 409 ١ ‏والفاعل لا / خلو من أن يكون محدودا أو غير محدود © فإن كان الله محدودا‎ ٠٣ ‏فلا بد من أن تكون " الدنيا مثل نصفه ؤ أو جسمه " ، أو عشره ا © أو جزء من‎ ‏الف جزء منه 5 لأن تضاعيف المتناهي لا يكون أبداً إلا متناهياً © فاذا كان ذلك‎ ‏كذلك فقد خلق الله الدنيا في مثل عشره ، وقدرته على مثل ما خلق ، كقدرته على‎ ‏ما خلق 3 وكذلك قدرته على مثليه ، وثلاثة أمثاله إلى عشرة أمثاله ، وإلى أن‎ يبلغ إلى مثل مقداره ومساحته 3 في طوله وعرضه وعمقه ، فاذا كان ذلك جائزاً . وليست مساواته ‎٥‏ ني المقدار © والذرع مساواة ني القدرة } فا تنكرون أن يكون ما خلق الله أكثر ذرعاً ‎٦‏ ، وأعظم جسياً منه ، ولا يكون ذلك بالذي يوجب له مثل قدرته © فان جوزوا له ‎٧‏ ذلك ، قلنا فلعله مثل نصف الدنيا ، فاذا جوزوا ذلك ، قلنا : فلعله مثل ربعها ، أو نمنها ، أو عشرها ، إلى أن يصيروا إلى الذرة ‎٨‏ والبعوضة ‎١‏ ، ويقال لهم : هل تخلو حركته يمنة ان تخالف حركته يسرة لاختلاف الجهتين ، أو تكونا مختلفتين ني أنفسهما ؟ فان جعلوا سبب اختلافهما " اختلاف . ‏م : محدود‎ )١( . ‏ج : يكون‎ )٢( . ‏ج : خمسة‎ )٣( . ‏أو عشرة‎ )٤( . ‏م : مساوته‎ )٥( . ‏د : ذراعا‎ )٦( . ! ‏د : سقط ه له‎ )٧( ‎)٨(‏ د : كتب على الهامش : وني بعض التفاسير ، اعلم ان الحبة ( كذا ) الشعير أربع أرزات ، والأرزة أربع سمسيات ، والسمسمة أربع خردلات والخردلة أربع ورقات نخالة والورقة النخالة ( كذا ) أربع ذرات ، والذرة جزء من الف جزء وأربعة وعشرين جزء من حبة شعير 0 والمثقال زنة كل شيء ذكره ني تفسير قوله تعالى : ( فن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) . ‎. ! ‏د : سقط ه البعوضة‎ )٩( ‎. ‏د : اختلاف‎ )١٠( ‎410 ٤١١ جهاتهما ، قلنا : ولم اختلفتا لاختلاف غيرهما ؟ وان كانتا ‎١‏ مختلفتين ني أنفسهما © فقد صار الجسم الواحد قد تجيء ‎٢‏ منه الأجناس المختلفة 3 والأفعال المتضادة © فان لم يجوزوا ذلك ني سائر الأجسام ، وخصوه بأنه يفعل الحركتين ‎٣‏ المختلفتين ني الجهتين ، فقد أقروا بأنه ث بخلاف ما يعقلون ، ويجدون ث فيما بينهم ، وينبغي للاجسام الني يحدثها الله أن ‎٦‏ تكون إنما تعظم على قدر شدة الحركة منه 3 وهذاا يوجب أنه إذا سعى كان الجسم الحادث اكبر منه إذا مشى 0 وإذا عدا } كان الجسم الحادث اكبر منه إذا سعى ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . ويلزم هذا الصنف من المشبهة القائلين بانه على صورة الإنسان لعلهم قد يكونون يشاهدونه } ويلقونه ي بعض المسالك & ولا يدرون أنه هو ، وقد بلغنا عن عبد الرحمن بن كيسان ‎٨‏ ، قال " : نازع ضرار بن عمرو" رجلا من علمائهم © . ‏د : كلنا‎ )١( . ‏ج } م : جيء‎ )٦٢( . ‏م : يفعل فعل الحركتين‎ )٣( . ‏م : انه‎ )٤( . ‏م : و يجدوه‎ )٥( . ‏م : أو‎ )٦( . . . ‏ج . م : فهذا‎ )٧( ‎)٨(‏ أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان الأصم : لم يعرف تاريخ وفاته فيما أعلم ويبدو أنه من رجال القرن الثاني لأنه معاصر لضرار ، وواصل بن عطاء 0 وهو حسي لا بعرف الا المحسوسات ، ينكر وجود النفس & ويقول : لا أعرف إلا ما شاهدته بحواسي ، وهو من المعتزلة ( المنية والأمل ص ‎٣٢‏ ) ويقول الإنسان هو !ا برى & وهو شيء واحد لا روح له ر مقالات الإسلاميين ج ‎!٢‏ ص ‎٣٣١‏ ) ، والحياة والروح عنده هما الجسد ؤ ولا شيء غير الجسد ، قال : ليس أعقل إلا الجسد الطويل العر يض العميق } الذي أراه وأشاهده » ( مقالات الإسلاميين ج ‎!٢‏ ص ‎٣٣٥‏ . ابن حزم { الفصل } ج ‎٥‏ ص ‎٧٤‏ ) . ‎. ‏ج } م : انه قال‎ (٩( ‏(٠١)ضرار‏ بن عمرو يبدو انه من أهل القرن الثاني للهجرة ، لأنه معاصر لواصل بن عطاء © ‎٤١١ 411 فا أقلع عنه إلى أن اضطره إلى أنه في صورة الإنسان ، وحتى أنه قد يكون يلقاه ‎٠٤‏ ي بعض الأزقة } ولا يدري / أنه هو ، قال عبد الرحمن : قال له ضرار : لعلي ‎١‏ أنا هو _ وكان ضرار رجلا ذميم الصورة _ فقال : أنت قبيح وهو حسن ا فينبغي على قياد هذا القول لو كان السائل له جميلا & ان يشك لعله © هو رب العالمين تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . الفصل الثالث : ويقال للمشبهة من أصحاب الغلط في " تأويل كتاب الته © أهل التحريف لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ممن يأبى التسمية" بالجسم بزعمهم أخبرونا عن قول الله عز وجل : ( الرحمن على العرش استوى ) ث ما تأويله عندكم © وما مخرجه ؟ أعلى ما يعقل من الحلول والتمكن على العرش كما يستوي الملك على سريره ، أم على الذي قلناه ني ث ذلك من معنى الاستيلاء ` ، والملك والحفظ والقدرة ، والمنع له من الزوال كما استوى على جميع خلقه © من العرش وغيره ٧؟‏ فان قالوا : على ما يعقل من الحلول والتمكن على العرش ، كما استوى الملك على وله نحو ‎٣٠‏ مؤلفاً 2 يرى ان الجسم أعراض الفت ، والإنسان نفسه أعراض مجتمعة قال بالكسب : وان الاستطاعة بقبل الفعل } ويرى ان لنه ماهية 0 تدرك بحاسة سادسة ، تحلق يوم القيامة ( مقالات الإسلامبين للأشعري ج ‎١‏ ص ‎٢٨١‏ . الفصل لابن حزم ج ‎٤‏ ص ‎١٩٥ 0 ١٩١‏ . فهرست فرق الشبعة النوبختى . الفرق بين الفرق للبغدادي ص ‎٢٢٣‏ . التبصير في الدين للأسفرايني ص ‎)٦٢‏ . ' . ‏م : لعل‎ )١( . ‏م : لا ي‎ )٢( . ‏م : بالتسمية‎ )٣( . هط/٥‎ )٤( . ‏د : من‎ )٥( . ‏م : استلاء‎ )٦( . ‏د 0 م : وغير العرش‎ )٧١( 412 ٤١٢ سريره لحقوا ا باخوانهم من أهل التشبيه المحض ، القائلين بالتجسيم على حقيقته . فكان النقض عليهم كهو على اخوانهم المتقدمين © وان قالوا : ان الاستواء! على غير سبيل الحلول والتمكن والملازقة © قلنا : فعلى ماذا إذا ؟ قالوا : انا لا نعدو ما قال الله عز وجل ، ولا تجاوزه إلى ما سواه } ولا نقول على المعقول من الحلول والتمكن ، وغير ‎٣‏ ذلك & قلنا : بل قد ‎٤‏ جاوزتم ما قال الله عز وجل من ذلك ، إذ زعمتم انكم لا تقولون في الاستواء على ما قال الله عز وجل ، من معنى الاستيلاء والحفظ والقدرة ث مما دل عليه نص القران © والحديث عن رسول الته صلى الله عليه وسلم 0 وعن أصحابه ‎١‏ وايمة المسلمين بعدهم © من الذين ذكرنا وبينا فان قالوا : لا نقول ني الاستواء بمعنى الاستيلاء والحفظ ‎١‏ والقدرة والملك ولا بمعنى الاستقرار والحلول والتمكن } ولكنا نقول : ان الله عز وجل فعل في العرش فعلاً يسمى به مستوياً } ولا نصف ذلك ولا نحده٨‏ قلنا : فانا لا نجد للاستواء ني لغة العرب معنى & إلا ما ذكرنا" وبينا من الاستيلاء والحفظ والملك " والقدرة } ‎٠٥‏ أو على معنى"'ما يعقل من الحلول والتمكن ، فعلى أي / هذين الأمرين تعزمون من قولكم ؟ وعلى أيهما"'تعتمدون ؟ ونحن لا ندعكم حتى تخرجوا بنا إلى أحد . ‏د : لحوقاً‎ )١( . ‏م : الاستوى‎ ()٢( . ‏م : ولا على‎ ١ ‏د : ولاغير‎ )٣( . ‏د : سقط ه قد!‎ )٤( . ‏ج & م : والقدرة والحفظ‎ )٥( . ‏د & م : وعن أصحاب رسول الله‎ )٦( ! ‏د ؤ م : سقط ه الحفظ‎ )٧( . ‏م : نجده‎ )٨( . ‏ج & م : الا على ما ذكرنا‎ (٩( (٠١)د‏ : الاستيلاء والملك والحفظ . (١١)ج‏ { د : سقط ه معنى ! . (٢١)ج‏ : انهما . ٤١٣ 413 الوجهين : اما إلى قول اخوانكم من أصحاب المعقول والتمكن والاحتواء والحدود © فذلك أروح لكم ا وأقيد لمقالتكم ، من الاقامة على اللبسة والرضا بالشبهة ، أو ترجعوا إلى الذي منه فررتم من قولنا © وليس بين القولين قول ، ولا بين السبيلين سبيل . . وكذلك يسالون ! عن قوله ‎٢‏ تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ) ‎٤‏ 3 فيقال لهم : أذلك عندكم على معنى رؤية الأبصار ، ودرك الألوان في ضروب من الألوان 0 وتحديد المكان } اذا ‎٠‏ كان الذي يرى في مكان غير مكان ‎٦‏ ‏الذي يرى فيه ‎٧‏ أم على معنى غير ذلك من الذي فسرنا وبينا 2 من أن النظر ‎٨‏ ‏إما اراد به الانتظار والترقب لا ياتي من عند الله من جزيل ثوابه ؟ فان قالوا : إنما " ذلك على ما يوجد في المعقول ، من رؤية الأبصار ، ودرك الألوان 0 وتحديد الملكان ث كفيت مؤونتهم ، وألحقناهم باخوانهم الأولين 3 فكان الرد عليهم واحدا ‎١١‏ ‏وان قالوا : انا لا نقول ني ذلك بمثل قولهم ، ولا نرضى بمنزلتهم © ولكنا نقول كما قال انه يرى ولا نثبت ‎"٢‏ لونا 3 ولا غير لون ولا تحديدا ني مكان { ولا غير مكان } ولا نعدو ما قال ‎١٢‏ عز وجل من ذلك & قلنا : بل عدوتم الى غير الذي ‎)١(‏ د : لهم . ‎)٢(‏ ج : تسالون . ‎)٣(‏ م : قول الله . ‎/٢٣ )٤(‏ القيامة . ‎)٥(‏ م : إذ . ‎)٦(‏ د : سقط ه مكان ا ©} وكتب على الهامش . ‎)٧١(‏ د : سقط ه فيه! . ‎)٨(‏ ج . م : بأن النظر . ‎(٩)‏ د 3 م : ان ذلك . (٠١)د‏ : واحد . (١١)ج‏ : ولا نتثبت . (١١)ج‏ ، م : قال الله . ‎٤١٤‏ 414 قال جل اسمه © حين زعمت انه يرى بالأبصار ، ويدرك بالأعيان 0 وهو يقول : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) ولم تقولوا في قوله" : ( ناظرة ) بالذي قال " عز وجل ورسوله صلى انته عليه وسلم ك وأصحابه 3 والأمة من بعدهم ، من الذي بينا فيما مضى من كلامنا © ورويناه ث في غير حديث واستشهدنا عليه من أن“ النظر إنما هو على الانتظار ، لا على رؤية الأبصار وليس لكم بين أحد الوجهبن وجه ، تذهبون اليه 3 ولا ملجأ تأوون اليه ، اما انكم عزمتم ‎١‏ على مقالة اخوانكم & فيلزمكم جميع ما يلزمهم ، أو رجعتم إلى الذي قلنا صاغرين ‎٧‏ . وكذلك يسألون عن قوله : ( يد الله فوق أيديهم ) وعن قوله _ : ( والسموات مطويات بيمينه ) ‎٦‏ وعن قوله : ( ولتصنع على عيني )ا وعن قوله : ( وجاء ربك ‎١٢)‏ ني مثل ذلك من جميع ما تقدم ذكره فيما مضى من كلامنا ، فيقال ‎١٠٦‏ لهم : على ماذا تحملون هذا كله / من قول الله ؟ وعلى اي وجه تتاولونه اعلى ما يعقل من الجوارح ، المركبة ني الأبدان ، من اليد الني هي مركبة ني ساعد & والساعد ني مرفق ‎٣‏ } والمرفق في عضد ، والعضد ني منكب ، والمنكب في الكتف ‎١‏ . ‏الأنعام‎ /١٠٣ )١( . ‏ج : سقط ه قوله!‎ )٢( . ‏د : قال الله‎ )٣( . ‏د : رويناه‎ )٤( . " ‏د : سقط « ان‎ )٥( . ‏د : زعمنم‎ )٦( . ‏م : صغرين‎ )٧( . ‏الفتح‎ /١٠١ )٨( . ‏ج } م : قولهم‎ )٩( . ‏الزمر‎ /٦٧)١٠( . هط/٣٩)١١(‎ . ‏الفجر‎ /٢٢)١٢( (٣١)د‏ : !ارفق . ٤١٥ 415 وعلى ‎١‏ ما يعقل من اليمين التي هي ليست ' بيسار & وعلى ما يعقل من العين التي مركبة في وجه ‎٣‏ ، والوجه ني رأس ‎٤‏ ، والرأس في القفا ث وعلى ما يعقل من اللجيء والذهاب والنزول والطلوع } والحركة والنقلة من مكان إلى مكان ، أم على غير الجوارح ، وما يعقل من الإنسان : فان قالوا على المعقول من الجوارح مما ذكرتم من ذلك ، وما لم تذ كروا ، كانوا أيضاً قد لحقوا باخوانهم من أهل حقيقة التجسيم ، القائلين باللحم والدم ، والمعتقدين لصورة الإنسان العازمين على سبعة أشبار } وما ينحو ذلك من كلامهم © وكفى الله مؤنتهم © فان لم يتجاسروا على هذا لخشونة القول به ، ولفظاعته ، ولتضاح فساد المذهب فيه وقالوا : لسنا نقول بهذا الذي يقتحم عليه هؤلاء القوم ب ونحن مع ذلك لا ندخل في الذي دعوتمونا الله من تأويلكم ؤ ولكنا نقول كما قال الله عز وجل ، ولا نعدوه ث & الى ما سواه 8 وليس عليه من البحث والتفتيش ني هذا ومثله شيء ، قلنا بل يجب ‎١‏ لله عليكم ان تصفوه بحق صفاته & وتعزموا على انه بغير صفات خلقه © وتدعوا ما وراء ذلكم ‎٧‏ من تشبيهكم الله خلقه & ووقوفكم دون ما قال انته جل اسمه 0 ودون ما قال رسول٨‏ الته صلى النه عليه وسلم ا وأصحابه ، وأيمة المسلمين من بعدهم ، مع أنكم قد بحثتم وفتشتم وقلنم 6 ونجاوزتم وأخطأتم ح حين زعمنم ان الله يرى بالأبصار وأنه يدرك بالعيان © وأنه على العرش استوى © وحل ‎٢‏ فوقه دون غير العرش وأنه ‎)١(‏ د : أو على . . ! ‏د : سقط ه ليست‎ )٦٢( . ‏ج : الوجه‎ )٣( . ‏ج : الرأس‎ )٤( . ‏م : ولا نعدوا له‎ )٥( . ! ‏د : سقط ه يجب‎ )٦( . ‏د ، م : ذلك‎ )٧( . ‏د : رسوله‎ )٨( . ‏م : وجل‎ )٩( 416 ٤١٦ يجيء ويذهب ، وينزل عشية عرفة إلى سياء الدنيا 0 فيباهى الملائكة بأهل عرفة } وأنه ينزل للنصف من شعبان ، وان له عينا ث ووجهاً " ويدا ى وقبضة ، ويمين » وجنباً 0 وساقاً 3 في جميع ما تجاسرتم عليه من ذلك & تعالى انته عما يقولون علواً ‎٠٧‏ كبيرا 3 فهكذا السؤال عليهم والجواب هم في جميع ما يدور بيننا / وبينهم من هذه ‎١‏ ‏المعاني ‘ واشباهها ء فحين نبهتكم عليها } عرفتم عامتها 0 وهو من الأصل الذي وصيناكم بحفظه أولا ، والحمد لله رب العالمين . وان هم سألونا " فقالوا : ما تنكرون أن يكون انته جل جلاله وله القدرة على جميع الأشياء 5 قد حول أبصار أوليائه عن معناها ني المعاد ‎٣‏ فيكون الله مدركاً بها ؟ قلنا : لا يعدو هذا الذي سألتم عنه وجهين ' لا ثالث لهما : اما أن يكون الله جل جلاله قد غير الأبصار عن معناها 0 وحولها عن صفاتها ‎٥‏ 0 فتكون الأبصار حينئذ ليست أبصاراً 0 فاذا تحولت الأبصار على هذا الوجه 0 وصارت غير أبصار بطل عنها الوصف بأنها ترى وتبصر ، فإذا بطل٢٦‏ عنها أن ترى وتبصر بطل ما ذهبتم اليه من الرؤية والدرك © وأنتم إما أردتم بسؤالكم هذا اثبات الرؤية فانا نراكم أبطلتموها بالذي أردتم اثباتها بها ، أو تكونوا٨‏ تذهبون إلى أن يكون الته جل جلاله هو الذي يتغير ني ذاته 0 ويتحول ني صفته 0 فيصير لونا من الالوان 0 وشخصا من الأشخاص ، فيكون مدركا بالأبصار } مشاهداً بالعيان } فان كنتم إلى هذا ‎)١(‏ د : هذا. ‎)٢(‏ د : سالوانا . ‎)٣(‏ ج ؤ م : الميعاد . ‎)٤(‏ ج : من وجهين . (ر٥)‏ د : صفتها . ‎)٦(‏ ج : أبطل . ‎)٧(‏ د : نراكم } ه وعلق على الهامش ه عله نراكم ‎٠"‏ } ‎)٨(‏ جا م : أو تكونون 3 والصواب ما أثبت لأنه منصوب بان مضمرة ، وهو بداية الحالة الثانية بعد قوله : أما أن يكون الله الخ ، أو تكون معطوفة على ه يكون ! المنصوبة ه بان " . ‎٤١٧ 417‏ الوجه تذهبون أن يتحول الباري جل جلاله عن صفة القديم اللائق ، إلى صفة المحدث المخلوق ، فني هذا ما فيه 0 وكذلك ان سألوا فقالوا : ما أنكرتم أن يكون اته عز وجل قد زاد ي أبصاركم قوة } فتدركونه ‎١‏ بها ؟ قلنا : لا تخلو هذه القوة الزائدة من أن تكون تخرج بالأبصار عن معناها 3 وتحوفها عن صفتها } فتكون إذ ذاك ليست أبصاراً & فتصير " على جهة الحواس الأخرى ، وعلى غير ذلك من الأشياء 5 فإذا كانت على جهة الحواس الأخرى ، كانت الأبصار منقولة محولة عن ‎٢‏ جهة الدرك للالوان 0 والمشاهدة للاشخاص &0© وصارت بجهة الدرك للروائح ث } والملامس والاستذواق ، والأصوات & وبطل الوصف عنها حينئذ بأنها ترى وتبصر ، أو تكون ث هذه القوة الني تزاد في الأبصار © ليست مما يخرجها عن معناها 0 ولكنها زبادة ‎١‏ في قوة الناظر ، فإذا كان هذا على هذا الوجه فليس ‎٨‏ في هذا ما يوجب فها أن تكون / تدرك ما ليس بلون أو ترى ما ليس بشخص ، وانما هذا مما يوجب للابصار ‎٧‏ أن تكون تدرك من الألوان الخفيفة ‎٨‏ والأشخاص الضئيلة ؟ والأشياء البعيدة المسافة ما لم تكن تدركه قبل: زيادة القوة " ألا ترون أن الأسد إنما كان يرى ني جوف ظلمة الليل ما لم يكن يراه ما سواه من الحيوان! ‎١‏ ‎)١(‏ د : فتدركون . . ‏ج ، م : فتكون‎ )٢( . ‏م : على‎ )٣( . ‏د : للارايح‎ )٤( . ‏ج : وأن تكون‎ )٥( . ‏ج } م : زائدة‎ (٦( . ‏د : الأبصار‎ )٧( . ‏ج & م : الخفية‎ )٨( . ‏م : الضينلة‎ (٩( (٠١)د‏ : الضوة . (١١)د‏ : ما لم يكن ما سواه ... أن يراه ى م : ما لم يكن ما سوى ... يراه . 418 ٤١٨ لشدة بصره ، ولقوة ناظره © فإذا اشتد البصر } وقوي الناظر ‎١‏ ، زاد ؟ ني الدرك للالوان ، والرؤية للاشخاص & كما انه إذا ضعف الناظر ة ضعف الدرك للاشخاص ، والتمييز للالوان ، فلا يدرك صاحبه " إلا ما جل من ذلك 0 دون ما دق على قدر ضعف البصر ، وقوته } إلى أن يذهب جميعه ث } فلا يكون البصر عند ذلك يدرك لون 7 ولا يرى شخصاً ى كما ان النار اإذا قو بت قوي احراقها وتمييزها وليس في زيادة قوتها ما يخرجها عن ‎٥‏ معنى الاحراق ، والتمييز وكذلك الللج كلما تقوى أو كثر ، قوي تبر يده للاشياء } وتجميده اياها } ولا تخرجه قوته عن صفته ومعناه © وكذلك إن سألوا وقالوا : ما أنكرتم أن يكون الله جل جلاله يحدث لهم ني المعاد ‎٦‏ حاسة سادسة & فيكونون يدركونه بها ؟ قلنا : هذا ومثله من المسألة الأولى ل فان كنتم أردتم أن تكون هذه الحاسة السادسة على معنى الابصار وعلى صفتها 0 فقد انباناكم اولا & بان الابصار مقصورة على درك الالوان ، والأشخاص مطبوعة على انها لا يكون منها إلا ذلك ، وان اردتم أن تكون الحاسة المستحدثة لهم بخلاف صفة الأبصار } فقد أبطلتم عنها أن تكون ترى وتبصر © وني ابطالكم عنها ذلك ؤ ابطال لقولكم © ويقال فهم : خبرونا لاية علة صار معبودكم لها يرى في دار المعاد" ولا يرى لها ي دار الدنيا ، اللذات كان ذلك أم للخبر ؟ فان قلتم للذات ، فالذات لا تتغير ، وان قلتم للخبر قلنا : وما ذلك٨‏ الخبر _ ؟ فان قلتم : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )" قلنا : فهذا الخبر ‎)١(‏ ج 0 م : الدرك . . ‏د : زائداً » وصحح ني الهامش : عله : زاد جواب إذا‎ )٢( . ! ‏د : سقط ه صاحبه‎ )٣( . ‏ج : جمعية‎ )٤( . ‏د 0 م : من‎ )٥( . ‏م : الميعاد‎ )٦( . ‏م : المعاد‎ )٧( . ‏ج : ذاك‎ )٨( . ' ‏م : سقط ه فان قلتم للذات } فالذات لا تتغير 2 وان قلتم للخبر قلنا : وما ذلك الخبر‎ )٩( . ةمابقلا/٢٣)١٠(‎ ٤١9٩ 419 عندكم إنما هو للرؤية ‎١‏ ي المعاد ! } واين الخبر الذي لا يرى له ني دار الدنيا ؟ ‎١٠٩‏ فلستم تجدونه إلا أن يقولوا ‎٣‏ هو قوله : (لا تدركه الأبصار ) ‎٤‏ فإذا قلتم ذلك قلنا / : اهذا الخبر خبر عن الذات ) ام خبر عن وقت دون وقت ؟ فان قلم خبر عن الذات فقد قلتم : ان الذات لا تتغير ، إذ كان ني تغير ث الذات تغير ‎١‏ من صفة القديم & إلى صفة المحدث ، فان قلتم : خبر عن وقت دون وقت آ فيلزمكم أن تقولوا بمثل ذلك ي جميع ما أخبر الله به عن نفسه ، ودل عباده عليه ف صفته من قوله تعالى : ( لا تاخذه سنة ولا نوم ) ‎٧‏ 0 ( ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ) ‎٨‏ . ( ولا يعزب عنه مثقال ذرة ني السموات ولا ني الأرض ) ‎٩١‏ } ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمه إلا هو ) ‎٠‏ & ( ولا يجليها لوقتها إلا هو ‎١١)‏ فتكون هذه الأخبار ني كتاب الته عز وجل ، وأمثالها ني صفة الله جل جلاله إنما هي لوقت دون وقت أ فان قالوا : قد استثنى في قوله : ( لا تدركه الأبصار ) ‎١!‏ ، بقوله : ( وجوه يومثذ ناضرة إلى ر بها ناظرة ) ‎١٢‏ & قلنا : وكذلك استثنى أيضا في قوله ثا : ( لا يعلمها . ‏ج : الرؤية‎ )١( . ‏ج & م : الميعاد‎ )٢( . ‏د & م : يقولوا‎ (٣) . ‏الأنعام‎ /١٠٣ )٤( ‎)٦( )٥(‏ م : تغير. ‎. ةرقبلا/٢٥٥‎ )٧( ‎. ! ‏البقرة ؤ د ؤ م : سقط ه وهو العلي العظيم‎ /٢ ٥٥ )٨( ‎)٩(‏ ٣/سبأ‏ ؤ وأخطأ النساخ ني النسخ الثلاثة بحيث كتبوا هذه الآية هكذا ه ... ني الأرض ‏ولا ني السياء ا . ‎. ‏الأنعام‎ /٥٩)١٠( ‎. ‏الأعراف‎ /١٨٧)١١( ‎. ‏الأنعام‎ /١٠٣)١٢( ‎. ‏القيامة‎ /٢٣)١٣( ‎. ! ‏سقط ه في قوله‎ : ×)١٤( ‎420 ٤٢٣٤ إلا هو ) & ( ولا يجليها لوقتها إلا هو ) & ( ولا يعزب عنه مثقال ذرة ني السموات ولا في الأرض ) في جميع " ما أخبر به عن نفسه أنه يعلمه " بقوله : ( ولو علم اته فيهم خيرا لأسمعهم ) " وبقوله : ( وليعلم النه من ينصره )ث ، ( وسيرى الله عملكم ورسوله ‎١)‏ فيكون الله قد استثنى بهذا ني علم الغيوب & فيجب على هذا الوجه أن لا " يكون الله بعلم شيئا مما يكون حتى يكون ، فان قالوا : ان في وصفنا الته بهذا وأمثاله وصفا منا بالجهل له ‎٨‏ © واستحداث العلم } وذلك من صفات المحدث المخلوق تعالى الله عن ذلك & فلذلك أبينا أن يكون الله استثنى ني هذا الوجه ، قلنا وكذلك وصفنا اياه ‎١‏ بأنه يرى بالأبصار ، ويدرك بالعيان 0 وصفنا اياه "ا بأنه لون من الألوان المركبة ني الأجسام ، والأجسام محدودة ني مكان دون مكان ، وذلك من صفات المحدث المخلوق ، فلذلك أبينا أن يكون استثنى في هذا الوجه ، كما أنكم أبيتم أن يكون استثنى ني معنى العلم } وقد ترادف عليكم معشر المشبهة ني اتخاذ كم بالرؤية للرب تعالى عن ذلك امران قبيحان : احدهما تبديل لصفات ‎١١‏ الته جل جلاله 2 والثاني تكذيب لخبره عز ‎٦‏ اسمه . وكل ما سألناهم عنه ني هذا الباب وما أجبناهم به فهو من أصلك الأول © ‎٠‏ فتى لم تقيد/الفرع بالأصل ، ولم تقض بالأصل على الفرع ، وهن عملك وضعف ‎. ) ‏أخطأ النساخ أيضا في نسخ هذه الآية اذ كتبوها : (... ني الأرض ولا في السماء‎ )١( ‎. ! ‏د : سقط « جميع‎ )٢( ‎. ‏د : يعلمها‎ )٣( ‎. ‏الأنفال‎ /٢٣ )٤( ‎. ‏الحديد‎ /٢٥ )٥( ‎. ‏التوبة‎ /٩٤ )٦( ‎. ‏د 0 م : ألا‎ )٧( ‏() ج 0 م : وصفاً بالجهل منا له . ‎)١٠( )٩(‏ ج : له. ‏(١١)د‏ : لصفة . ‏(١١)م‏ : عن . ‎٤٢١ 421 , قوى معرفتك وليس يكون المتكلم مستحقاً لاسم الكلام حتى يكون ثاقب النظر © مدركاً للعواقب ، عالما بكل ‎١‏ ما عليه وله . ومدار الأمر ني هذا على صحة الذهن ثم الطبيعة المناسبة لصناعة الكلام ، المسهل ذلك عليها ولا بد من كثرة السماع & ومدارسة أهل النصائح من العلماء } وإرادة الله بذلك رأس الأمر كله 3 وعلى قدر ما ينقص من هذه " الأسباب ينقص علم أهل النظر . وتسأل ‎٣‏ الجهمية ث ومن قال بقولكم من الروافض ف زعمهم أن علم الله محدث ، وأنه لا يكون أن يعلم الأشياء حتى تكون ث 3 وزعموا أن ما ‎٥‏ دلهم على ذلك ان قالوا : وجدنا القه حكيماً عليماً 3 ووجدنا الحكيم العليم لن يرسل رسول في حاجة إلى من عنده به العلم أنه غير قاض لحاجته ، لو فعل ذلك لكان عابثا ف ارسا له 0 فلما تبين ‎١٦‏ نهم غير محجيبين له © علمنا ‎٧١‏ هذا انه غير عا ل يما العباد له عاملون & قالوا فلهذه العلة قلنا : ان علمه محدث آ ولهذه العلة الىن حكيناها عنهم © وصفوا الله أبضاً ‎٨‏ جل جلاله بالبداء " تعالى الله عن ذلك ‎٦‏ وتعلقوا في وصفهم اياه بالبداء ‎١١‏ بقوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) ‎١٢‏ ويقال لهم : أما ما ‎)١(‏ ج & م : لكل . ‎)٦٢(‏ ج & م : هذا . ‎)٣(‏ د : نسل . ‎)٤(‏ ج : نكون . ‎)٥(‏ ج & م : ما . ‎)٦(‏ د : تبييننا 0 م : تبينا . ‎)٧(‏ د : فعلمنا . ‎)٨(‏ د : سقط ه أيضا . ‎)٩(‏ ج & م : البدا . (٠١)ج‏ : سقط ه عن ذلك » . (١١)ج‏ ، م : بالبدا . ‎/٣٩)١١(‏ الرعد 0 ني م : ه يمح ئ وهو غلط . ‎٤٢‏ 422 ذهبت اليه من حدوث العلم إلى الله جل جلاله © وما اعتللتم ‎١‏ به على ذلك ،{ فان الله قد أخبرنا عن ابليس أنه قائل في الآخرة قولا } لقول الله وحكايته عنه : ) وقال الشيطان لا قضى الأمر : ان الله وعد كم وعد الحق } ووعدتكم فأخلفتكم ْ وما كان لي عليكم من سلطان ، إلا أن دعونكم ، فاستجبتم لي © فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) " فهل علم الله في حين أخباره ايانا بما أخبر عن الشيطان من ‎٣‏ قوله : فان زعموا انه اخبر من ذلك بما لا علم له به ث وصفوه باكثر مما حاولوا نفيه عنه من العبث في ارساله إلى من يعلم ث أنه لا يجيب ، وذلك أنهم نزهوه عن العبث في وصفهم الذي ظنوا أنه عبث & وهو غاية الحكمة } ثم وصفوه بالكذب ني خبره } فان قالوا : بل كان عالما بما ‎٥‏ اخبر به عن ابليس © وعن ما راجم ‎٦‏ به الذين استكبروا ؤ والذين استضعفوا ، وأصحاب الأعراف ‎٧‏ ، و بما ‎١١‏ حكاه / عن مالك وجوابه لأهل النار } واستغاثه أهل النار به ‎٩‏ ، تركوا قولهم وكذلك يقال لهم : أخبرونا عن قوله : ( وقضينا إلى بني اسرائيل ني الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ، ولتعلن علوا كبيرا )" إلى آخر القصة ، هل هو عالم بما أخبر به منا ذلك أم"اهو غير عالم به ؟ فان قالوا : غير عالم به ، قلنا٢‏ : . ‏د : أعللنم‎ )١( . ‏ابراهيم‎ /٢ (٢) . ! ‏د : سقط ه من‎ )٣( . ‏د : لا يعلم‎ )٤( ‎)٥(‏ ج : ما. ‎. . ‏د : رجع‎ (٦( ‎. ‏ج : سقط ه الاعراف!‎ )٧( ‎. ‏د : وعن حكاية 0 م : حكاية‎ (٨) ‎. ‏د : سقط ه به!‎ )٩( ‎. ‏الاسراء‎ /٤)١ `( ‏(١١)ج‏ : عن . ‏(٢١)د‏ : او . ‏(٣١)ج‏ ، م : قيل . ‎٢٣ 423 فالمخبر عما لا يعلم انه يكون أو لا يكون بأنه يكون ، أليس هو أكذب الكاذبين ١؟‏ والذي ‎٢‏ قال هؤلاء الضعفاء ترك لنص القرآن } مواجهة مع ما يلزمهم ني قولهم ان علم الله محدث ، بأن يقال لهم ‎٢‏ : لا ث يخلو هذا العلم المحدث من أن يكون الله هو الذي استحدثه لنفسه ، أو يكون غير الته أحدثه لله © فان كان الله هو الذي استحدثه لنفسه ، فهو من قبل أن يستحدثه جاهل ‎٥‏ ، والجاهل لا يستحدث علماً ولا غير علم ، وان كان غيره استحدثه له ، فالذي ‎٦‏ استحدثه له _ أولى بالر بوبية والعلم “ منه © تعالى النه عن هذا القول " علواً كبيرا 3 ولما بطل " أن يوصف انته جل جلاله باستحداث العلم ث بطل كذلك ‎١١‏ ما ذهبوا اليه من وصفهم إياه بالبداء ‎١"‏ وان هم سألونا عن معنى قول الله : ( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) ‎٢‏ } ( وليعلم المجاهدين منكم والصابرين ) ث١‏ } . ‏م : الكذبين‎ )١( . ‏د : والذين‎ )٢( . ٤ ‏د : سقط ه لحم‎ )٣( . ! ‏د & م : « هل‎ )٤( . ‏ج 0 م : جاهلا‎ )٥( . ‏م : فالذي‎ )٦( . ! ‏ج ، م : سقط ه له‎ )٧( . ‏د ، م : بالعلم والر بوبية‎ )٨( . ‏ج : عن ذلك القول‎ )٩( (٠١)م‏ : بعد . (١١)د‏ : لذلك . (٦١)ج‏ & م : بالبدا . . ! ‏الحديد خ د ) م : سقط ه ورسله بالغيب‎ /٢٥)١٣( (٤١)لا‏ توجد آية بهذه الصورة ، والنساخ شر على القرآن 3 وخاصة ني حالة الاستشهاد وقد اتفقت النسخ الثلاثة على اثبات هذا الشكل المحرف للآية . ولعلها نفس الآية الني وردت بعدها مباشرة ني هذا النص ، ولعل المؤلف كان قد كتب الآية : ( ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين . ‎١٤٢‏ آل عمران ) . 424 ٢٤ ( ولنبلونكم حتى نعلم ) ‎١‏ 0 ( وسيرى الله عملكم ورسوله ) ! © قلنا : معناه عند أهل لتفسير حتى يكون ما علمه منهم موجوداً ويراه كائنا كما علمه قبل ، حال وجوده اي يراهم فاعلين ، ويعلمهم فاعلين 0 و حتى و _ اللام عندهم واقعتان على المعلوم لا على العلم © وهذه المقالة أوهن٢‏ الأقاويل شوكة ى 3 وأدحضها حجة } والحمد لله . ويقال للجهمية " أيضاً ني ابطالهم عن الله أن يكون شيئا : أخبرونا عن الله جل جلاله 5 هل تصفونه ‎١‏ بصفة من الصفات © أو نخحبرون عنه بوجه من الوجوه ، أو تذكرونه بمعنى من المعاني ؟ فان قالوا : لا نصف الته } ولا نخبر عنه { ولا نذكره © أبطلوه ى وجعلوه ي حد العدم والتلاشي ، وصاروا مع ذلك بهذا القول & إلى مقالة أصحاب ارسطاطاليس ‎٢‏ من أهل الدهر الذين قالوا بقدم الهيولي ، وينفون ‎١٢‏ عنه أن يكون ذا صفات ، وكفى لمن صار به قوله إلى مقالة أهل الالحاد / خزياً . و يدخل عليهم ما أدخلناهم على أولئك 3 وقد وصف الله نفسه في غير موضع من كتابه فقال : ( هو النه الذي لا إله الا هو © عالم الغيب والشهادة © هو الرحمن الرحيم ‎٨)‏ ، الايات ؟ } ووصفه المؤمنون من عباده بما وصف به نفسه من صفاته جل جلاله ، فان رجعوا وقالوا : بل نصف الله بما وصف به نفسه من صفاته ، ونخبر عنه بالذي أخبر به عن نفسه » قلنا : وكيف تصفون ما ليس بشيء ، وتخبرون عما ليس شيء ، وتذكرونه 0 ولو جاز أن يوصف ما ليس بشيء ، ويخبر عما . دمحم/٣١‎ )١( . ‏التوبة‎ /٩٤ )٢( . ‏د : أو هو } وصحح ني الهامش : عله هذا : « أوهن ث‎ )٣( . ‏م : شركة‎ )٤( . ‏م : ومقال جهمية‎ )٥( . ‏د : عن انته هل تصفونه جل جلاله‎ )٦( . ‏ج، د.ام : الارسطاطاليس‎ )٧( . ‏الحشر‎ /٢٢ )٨( . ‏د : الاية‎ )٩( ٢٥ 425 ليس بشيء ‎١‏ ويذكر ، لجاز ‎٢‏ أن يكون شيء ولا بوصف ، ولا يخبر عنه © ولا يذكر ، فلما بطل أن يكون شيء لا " بوصف ولا يخبر عنه ، ولا يذكر ث بطل أيضاً ، أن يوصف ويخبر عما ليس بشيء ، وقد قال النه عز وجل : ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله ) ث } فأخبر عن نفسه أنه شيء ، فان قالوا : إنما نفينا عنه ‎١‏ ‏ما نفينا من ‎٨‏ عبارة شيء ، لأن معناها عندنا معنى جسم ، فإذا زعمنا أن الله شيء أثبتناه أنه جسم 0 قيل لهم : فانا نجد القه جل جلاله 3 قد ذكر معاني ا فسماها أشياء 2 وليست مع ذلك أجساماً‘ اقال الله عز وجل : ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل ‎0©١)‏ فدل ‎١‏ على انه إن هم٢١‏ اقاموا التوراة والا نجيل يكونوا ‎١٤‏ على شىء من الدين ئ فسمى ‎٥‏ الله تعال ‎١٦‏ الدين شيثاً وهو ‎)١(‏ م : سقط ه ويخبر عما ليس بشيء ‎٤‏ . . ‏د : ليجوزون‎ )٢( . ‏م : ولا يوصف‎ )٣( . ‏د : سقط ه فلما بطل أن يكون شيء لا يوصف ولا يخبر عنه ولا يذ كر‎ )٤( . ‏م‎ اعنألا/١٩‎ )٥( . » ‏د : ه عن » » وصحح ي الهامش : عله ه عنه‎ (٦`( . ١ ‏د : سقط ه مانفينا‎ )٧١( : ‏د : عن‎ ) ٨) . ‏م : معانيا‎ ) ٩١( (٠١)م‏ : أجسام . . ‏المائدة‎ /٦٨)١١( ‎١٢ )‏ ( < : ود ل . ‏(٣١)ح‏ : ا م . ‏(٤١)د‏ : ان يكونوا . ‎. ‏م : قسم‎ (١٥( ‏(٦١)ج‏ - م : سقط ه تعالى ! . ‎426 ٤٢٦ وهو ليس بجسم ، ثم قال : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولداً » لقد جثم شيئا ‎١‏ ادا !) ‎٢‏ فسمى قولهم ني ذلك شيئا 5 وقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسوءكم ، وان تسألوا عنها حبن ينزل القرآن تبدلكم عفا الله عنها ) ! فسمى " هذه لمعاني اتي يسأل عنه المنون رسول لله ` أشياء " ، مع أنكم قد غلطتم ني أصل علتكم . ف شيء وجسم ، انتم وهؤلاء المشبهة ، وذلكم أنكم وإياهم قد اجتمعنم على ان معنى شيء 0 معنى جسم 0 ومعنى جسم معنى شيء ‘ فلما اتفقتم على ذلك أبيتم أنتم أن تقولوا : ان الله شيء ، حتى لا يكون جساً © وقالوا هم ‎٢‏ ان الله جسم ا إذ كان شيئا " ، فعمدتم جميعاً إلى علتين مختلفتين ‎١١٢٣‏ / غير متفقتين ، متباينتين غير مشتبهتين ) فجعلتموهماعلة واحدة حين قلتم : ان علة كون الشيء شيئا ، أنه ‎١١‏ جسم 6 وعلة كون الجسم جساً أنه٢١‏ شيء فأبطلنم أنم بذلك عن انته الشيئية ‎'٣‏ ، وأثبتت المشبهة بذلك لله الجسمية ث حتى لا تفرقوا ثا أنتم ‎٠‏ ولا هم بين شيء ئ وجسم فيجب عليكم معشر الحهمية « ه ثبت بالدليل أن ‏القه شيء أن تقولوا : انه جسم ، لثلا تفرقوا بينهما 3 ويلزم المشبهة حين ثبت بالدليل ‎) ‏م : سقط ه وهو ليس جسم ثم قال : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا & لقد جنتم شيتا‎ )١( ‎. ‏م : كتبه الناسخ ه إذا » غلطا‎ )٢( ‎. ميرم/٨٨‎ )٣( ‎. ‏المائدة‎ /١٠١ )٤( ‎. ‏ج ، م : وسمي‎ )٥( ‎. ‏م : صلى الله عليه وسلم‎ )٦( ‎. ‏ج ؤ م : شيئا‎ )٧( ‎/ . ‏ج ، م : عليكم‎ )٨( ‎. ٤ ‏م : سقط ه ان الله شيء 0 حتى لا يكون جسيا وقالوا : هم‎ )٩( ‏(٠١)م‏ : شيا . ‏(١١)د‏ : لانه . ‏(٢١)د‏ : لانه . ‏(٣١)د‏ : الشية © م : الشيية . ‏(٤١)ج‏ & م : لا تفرقون . ‎٢٧ 427 أن الله ليس بجسم } أن يبطلوا عنه أن يكون شيثاً ، فحينئذ ترجع المشبهة جهمية © والجهمية مشبهة } وهذا الفساد كله انما أتى من قبل فساد العلة } والبنيان على غير الأس ‎١‏ ولو أنكم بنيتم على الأس " وعملتم على صحة العلم © فقلتم ان العلة ني شيء 3 غير العلة في جسم فجعلتموهما علتين مفترقتين ‎٣‏ متباينتين ، فقلتم : ان العلة في شىء ما كان موجودا او ‎٤‏ موهوما مخبرا عنه |} موصوفا ( والعلة ف جسم ما كان متجزياً 0 مسدساً مصرفا ث منصفاً © محتملا للزيادة والنقصان ، مقارنا ` للحركة والسكون & ذا قدر من الأقدار 3 وهيئة من الهيئات ‎٧‏ لكنتم انما بنيتم على الأس 8 وعملت على صحة العلة ض فهذه الحملة قطب هذا الكلام الذي بدور عليه . وكيف رأيت ايدك الله زيادة صفة جسم على صفة شىء & لز يادة صفة الأخص على الأعم ‘ وذلك أن للأخص جميع صفات ا لأعم 0. ويزيد عليها ‎١‏ لأخص الخصوصية ‘ وأعم الاسياء ‎٨‏ شيء وهو أعم من محدث [ ومحدث أخص من شيء ) وهو أعم من جسم ‘ وجسم أخص منه ‎١‏ وحمن نبهتلك على هذا عرفت باقيه إن شاء الله } وهذه الطائفة الذين هم الجهمية على انهم بنتحلون اسم الكلام فا م عند جماعة المتكلمين ارداهم ‎١‏ . مذهبا وابخسهم ‎١١‏ مقالا } واخسهم كلاما } فنعوذ بالله من الضلالة ‎٠‏ ومن٢١‏ الحيرة . د : الأساس ؤ م : الاسم . د : الأساس . ج : متفرقين . ج :«و.ام : سقط ه و ! . د : منصرفاً مصرفاً . د : مقارناً . م : وهبة من افهيثات . د : الاشياء . م : من . د : ارذلهم . (١١)د‏ : وأنجسهم . (٢١)د‏ : سقط ه من ! . ‎٤٢٨‏ 428 القول ني صفات الله سبحانه وتعالى : فن سألنا عن الله جل جلاله ، فقال : هل تصفون ربكم أم لا تصفونه بصفة ؟ قلنا : نعم ، إنا نصف الله ‎١‏ جل جلاله بصفاته الحسنى اتي لا تليق إلا به 3 وننني عنه صفات المحدثين © وذلك إنا نصفه بالقدم 0 اذ لا بدء" لوجوده تعالى 0 وننئى عنه الحدوث لا ثبت من حاجة المحدث الى محدث يحدثه ، وقد بينا فساد ‎١١٤‏ تسلسل ذلك " إلى ما لا غاية له من الفساد » ني ' أول كتابنا / فوجب بذلك أنه قديم لا اول لوجوده ، ونصفه بانه باق لا يفنى 0 لاستحالة ث الفناء على ما يستحيل عليه الحدوث لأنه لما كان سبحانه وتعالى موجوداً لا بعد عدم © بطل عنه أن يكون معدوماً بعد وجود . ونصفه بأنه حي عليم حكيم قدير مريد & سميع بصير ؤ لاستحالة وجود الافعال من الاموات 0 وبطلان وقوعها من الجاهلين العاجز بن © يتعالى ربنا عن صفات النقص علوا كبيرا 3 فإن قال : أخبروني ` عن هذه الأشياء الني وصفتموه بها من الحياة والعلم والحكمة والقدرة ، والإرادة ، والعزة 5 والسمع & والبصر 3 أهو شيع لم يزل به أم هو شيء استحدثه لنفسه ؟ أم كيف القصة ني ذلك ؟ قلنا : ان الله تعالى لم يزل موصوفا بما ذكرنا 0 من الحياة } والعلم 3 والحكمة ؤ والقدرة ؤ والارادة } والعزة & والسمع آ والبصر & في ساثر تلك الصفات ؤ ولا يزال موصوفا بها 0 من قبل أنه لا تعدو ‎٧‏ تلك الصفات ‎٨‏ ، إذا ... ‏م : نصفوه جل‎ )١( . ‏ج : بد‎ )٢( . ‏م : تكرر ذلك‎ )٣( . . ! ‏ج ، م : سقط ه ي‎ )٤( ‎)٥(‏ م : كتب على الهامش : لأن الفناء رجوع ( رجوع ) إلى العدم الأول وما كان قديما ‏لا عدم له . ھ . ‎. ‏م : اخبرني‎ )٦( ‎, . ‏ج : يعدو‎ )٧( ‎. ‏م : سقط : ولا يزال موصوفا بها من قبل انه لا تعدو تلك الصفات‎ )٨( ‎٤٢٩ 429 كانت حادثة ‎١‏ اليه وجوهاً ثلاثة " إما أن تكون حدثت ‎٢‏ اليه من غير محدث أحدثها } أو حدثت محدث أحدثها له 0 وهو غيره } أو أن يكون استحدثها لنفسه ؤ وبطل أن تكون تحدث من غير محدث لا بينا من فساد القول بأن شيئاً يحدث ث بلا محدث في غير موضع من كلامنا وفسد أن يكون غيره أحدثها له . إذ كان ذلك الغير يجب فيه من القول مثل ما يجب ني هذا الموصوف ، ولا ينفك ما ‎٥‏ لا ينفك منه © هذا الموصوف ، فيتسلسل ذلك الى ما لا نهاية له ث وفسد أن يكون هو الذي أحدثها١‏ لنفسه ، لأنه لو كان الأمر كذلك ، لوجب أن يكون من قبل أن يستحدثها لنفسه ليس بحي ولا عالم ‎٧‏ & ولا حكيم ولا قادر } ولا سميع } ولا بصير 0 فن كان بهذه الهيئة ز يقدر على ان يحدث علما {0 ولا قدرة } ولا شيثا من الاشياء } فلما بطلت هذه الوجوه الثلاثة 0 واضمحل القول بها ، لم يبق إلا القول بأنه لم يزل ربنا جل وعلا ‎٨‏ حيا © عالماً ا قديراً“ } سميعاً 0 بصيرا 0 في سائر صفاته ، ولا يزال كذلك ، والله ول التوفيق . ومن سألنا عن١عدل""الله‏ وحكمته © فقال : أخبروني عن الله حيث زعمنم أنه حكيم { عليم ، عادل ؤ فيما وصفتموه به من ذلك } وقلنم أن جميع أفعاله ‎)١(‏ م : حادثتا . ‎)٢(‏ ج 0 م : ثلاثا. ‎. ‏د : حادثة‎ )٣( ‎. ‏ج ؤ م : يوجد‎ ) ٤( ‎. ! ‏د : سقط ه ولا ينفك ما‎ )٥( ‎. ‏ج ؤ م : استحدثها‎ )٦( ‎. ‏د : علم‎ )٧( ‎. ‏د : جلاله‎ )٨( ‎. ٧ًايح« ‏د : سقط‎ )٩( ‏(٠١)د‏ : قادرا . ‏(١١)ج‏ ، م : في . ‏(١١)د‏ : وعد الله . ‎430 8 ٢ ‏إلا على معنى العدل والحكمة ؤ والعلم ، أخبرونا‎ ١ ‏وأموره لا تقع / ولا تأتي‎ ١٥ ‏ما وجه الحكمة ني خلقه لما خلق من الأشياء } وأنتم ترعمون أنه غير مستظهر‎ " ‏بخلق ما خلق 0 ولا بذي حاجة إلى فعل شيء مما فعل ؟ ولم خلق ما خلق ، ولأية‎ ‏علة أمر ونهى وأثاب وعاقب ؟ وما وجه‎ ٠ ‏علة ترك خلق ث ما لم يخلق ؟ ولأية‎ ‏الحكمة ني ذلك ؟ وكذلك ان سأل ني وجوه العبادات من صنوف الشرائع من‎ ‏الصلاة وما بدور بها © والصيام 3 والزكاة & وفعل المناسك في معانيها 0 فقال : ما‎ ١ ‏وجه الحكمة في الاستعباد بهذه الأشياء ؟ ونحن لم يتضح لنا في معقول شاهد‎ ‏بل تدعو أشياء منها إلى أمور شبيهة بالعبث‎ ٧ ‏ما يدل على معنى الحكمة فيها‎ ‏ولا سيما من"‎ ١ ‏والسخافة © وكذلك ان سأل عن ايلامه للحيوان وتعذيبه إياهم‎ ‏لا جرم له منها } ولا ذنب١١، وما وجه٢االحكمة العادلة ني تسخيره الحيوان‎ ، ‏لبعض 0 واستطعام شيء' امنها لشيء 0 واستعباده طائفة من ذلك لطائفة‎ ١٣ ‏بعضها‎ ‏منه ني خلقه ؟ ونحن لا نعرف وجه الحكمة ني‎ ١٢ ‏ني أمثال هذه الأفعال الظاهرة‎ . ! ‏د : سقط « ولا تأني‎ )١( . ‏ج } م : أخبروني‎ )٢( . ‏د : ولأي‎ )٣( . ‏م : سقط خلق‎ )٤( . ‏د ، م : ولأي‎ )٥( . ‏ج : سقط ه شاهد ي © م : شاهدها‎ (٦( . ‏ج : منها‎ )٧( . ‏ج : تعدو‎ )٨( . ‏كذا ني النسخ الثلاثة‎ )٩( . ‏كذا ني النسخ الثلاثة‎ )١٠( (١١)د‏ ، م : قدم السؤال عن تسخير الحيوان على السؤال عن ايلامه . (١٦١)د‏ ، م : وكذلك ان سال فقال : ما وجه . . ‏كذا ي النسخ الثلاثة‎ )١٣( (٤١)م‏ : سقط ه شيء ‎.٤‏ (٥١)ج‏ م : الظاهر . 12 431 اظهاره لذلك ، فجوابنا لمن سألنا عن هذا وأشباهه ، أن نقول له : لما ثبت بالدليل الذي لا يبطل ، وبالشاهد الذي لا يكذب ، ان انته جل جلاله حكيم في عدله عدل ني حكمته © مستوجب لذلك في ذاته 0 مستحق له لي قدمه ل بستحدث حكمة { ولا عدلا 0 ولا علماً 0 فيكون قبل ما لم يستحدثها موصوفاً خلافها وقد دللنا على ذلك في المسألة النى قبل هاته ' فلما أن كان الته جل جلاله كذلك © قلنا في جميع ما يظهر لنا م أفعاله عز وجل ، مما نعرف وجه الحكمة فيه ، وما لا نعرف : ان ذلك كله حكمة © وعدل ، لا يكون منه شىء جهلا ، ولا عبثا للعلة النى قدمنا ث فكل ‎٢‏ ما دلنا ربنا على وجه الحكمة فيه © والعدل © كنا قد عرفناه ‎١‏ وما يدلنا على وجه الحكمة فيه } علمنا أنه حكمة وعدل ، اذ كان الاستحقاق للوصف بذلك لمعنى الذات ، والذات لا تتغير عن معناها ، ولا تتبدل ‎٦‏ عن صفتها ، فنفينا لهذه العلة عن شىء من أفعاله أن يكون عبثا أو خطأ / أو يكون السائل عن هذا غير مثبت للصانع ، ولا مقر " بالصنعة 5 فكيف بسأل ث عن الفرع ويدع الأصل ، وهو غير مقر به } فنرجع ‎٨‏ به إلى الأصل ، حتى يقر به . ويثبته بالأعلام والشواهد الني نصبناها ني أول كتابنا ، وبما لم نذكره من ذلك فإذا ثبت ذلك ‎٦١‏ عنده كان الجواب له بعد ذلك ما أجبنا به آنفاً 0 وهذه الحملة كافية في هذا الباب إن شاء الله . اسماء الله الحسنى : ومن سألنا في اسياء القه عز وجل وصفاته ‎٧‏ فقال : ما تأويلها عندكم ؟ وما . ‏ج & م : هذه‎ )١( ٍ . ‏م : وكل‎ )٢( . ‏ج : ولا مقريا لصنعة‎ )٣( . ‏ج : سئل‎ )٤( . ‏ج © م : ونرجع‎ )٥( . ! ‏د : سقط ه ذلك‎ )٦( . ‏د : سقط وصفاته‎ )٧( 432 ٤٣٢ معناها ؟ وما معنى قولكم : الته الرحمن الرحيم ؟ قلنا : معنى الته أنه ا اسم للمعبود الذي لا يستحق العبادة إلا هو } وقال قوم : ان معناه من العلو ني الصفة من قوله : تأت الشمس إذا علت ، وحكى بعض أهل العلم أنه اسم تبنى عليه الصفات © والقول في هذا انه اسم للمعبود الذي لا يستحق العبادة إلا إياه } ولا ينبغي هذا الاسم الا له 0 والرحمن من الرحمة وهو على آ معنى المبالغة } والرحيم من ذلك } والملك الظاهر بالسلطان } والغلبة } والمالك بالالف على الليم اي يملك " خلقه © ويحكم عليهم وفيهم ا 6 وقال : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) ‎٥‏ © وقرنت ‎١‏ : ( مالك يوم الدين ) بالالف وفسروها : خالق يوم الدين © والرب هو الذي له الخلق ، وهو والمالك سواء . والواحد والأحد أي واحد ني ذاته 3 واحد في صفته ، واحد ني فعله } والقدوس المنزه ‎٧‏ عن صفات الخلق ، ومعاني النقص والسلام } الذي لا يأتي من قبله ظلم ، ولا جور ، ولا خطأ ‎٨‏ والخلق ني سلامة من أن ينالهم من قبله شيء من ذلك ، والمؤمن ‎٩‏ : المصدق لرسله ولاخباره ‎٠‏ بالاعلام والشواهد 0 والمصدق لوعده ووعيده بالانجاز } والملصدق لكل صدق يأتي من عنده بالحجة الظاهرة } والمهيمن : الشاهد الذي لا تكذب شهادته © ولا تبطل عدالته } والعزيز : الذي لا تجري عليه المذلة } والعزيز : الذي أذل١'‏ خلقه بما ‎)١(‏ د : سقط انه . . ‏د : سقط على‎ )٢( . ‏د : ملك‎ )٣( (ر٤)‏ د : سقط فيهم . . ‏الانفطار‎ /١٩ )٥ر‎ . ! ‏د & م : « وقريت‎ )٦( . ‏ج ء م : المتنزه‎ )٧( . ‏د : الجور ولا ظلم ولا خطا‎ )٨( . ‏م : وللمؤمن‎ )٩( (٠١)م‏ : وللاخبارة . (١١)د‏ : ادل . ٣ 433 جعل فيهم من أعلام الذل ، والجبار : الذي تجبر ا عن صفات خلقه © ولا يرضى أن يضاف اليه شىء منها " ، والمتكبر : الذي كبر ٢عن‏ صفات خلقه 3 اي كبرت ‎١١٧‏ نفسه عن أن يوصف بشيء منها 2 والخالق / المنشئ ث على غير مثال 3 والباري كذلك والمصور : هو المقدر لجميع ما خلق على ما يشاء ، والغني : اي استغنى بنفسه عن خلقه © والغني عن طاعة عباده © ولا تنقصه معصية من عصاه ‎٥‏ والغني : الذي ‎١‏ لا ينفد ‎٧‏ ما عنده ، ولا يبيد ما لديه 3 والحميد ‎٨‏ : المستحق للحمد بما ‎١‏ اظهر من عدله 0 وحكمته ؤ وفضله © والأول : الذي كان قبل خلقه وهو من تأويل قديم » والآخر : الذي لا يفنى ، وهو من تأويل الباقي © والظاهر لخلقه بالدلائل الظاهرة © وقبل "" الظاهر : لظهور الدلائل عليه & والباطن : عن حواسهم ‎٤‏ وعما ‎١١‏ يدرك به بعضهم بعضا والعالم ‎١٢‏ : الذي علم لا بعد جهل ، ولا يجهل بعد علم ّ والسميع : الذي لا تخفى عليه الاصوات ، والبصير : الذي لا تخفى عليه الألوان ، والحي : الذي لا يجرى عليه أن يموت ، وقال قوم ني الحي إشارة الى انه فعال } والقيوم : الذي لا يزول ث كذلك جاء عن ابن عباس رضي الله عنه ‎٢‏ وقال قوم : القائم ‎١٤‏ على خلقه بالتدبير ، والحفظ & والعلى من العلو في . ‏ج : محبر‎ )١( . ‏د 0 م : شيع منها اليه‎ )٢( . » ‏د : سقط ه الذي كبر‎ )٣( . ‏ج : المسى‎ )٤( . » ‏م : سقط ه والغنى عن طاعة عباده ولا تنقصه معصية من عصاه‎ )٥( 5 ‏ج : هو الذي‎ )٦( . ‏ج ، م : لا ينفذ‎ )٧( . ‏م : والجميد‎ )٨( . ‏ج ، م : لا‎ )٩( . ‏فقيل‎ : ×١٠( (١١)م‏ : عن ما . (٢١)د‏ : والعلم . (٣١)ج‏ ، م : سقط ه رضي الله عنه ‎٤‏ والمعتاد أن يكتب : رضي الله عنهما . . ‏ؤ م : القيوم القائم‎ +)١٤( 434 ؛٣٤‎ الصفة والمجد } والعالي كذلك } والتعالي عن أن بوصف بما يوصف به خلقه والعظيم : الذي عظم عن صفات ‎١‏ خلقه ز والكبير : كذلك & والشاهد والشهيد ‎٢‏ : الذي لا تغيب عنه غائبة ‎٢‏ في خلقه © ولا يغيب عن شىء منه بحفظه إياه © وتدبيره له ث والشاكر والشكور ث : الذي يقبل اليسير ` 0 ويعطي الكثير } والحق : أي [ نه حق & ليس بباطل أي وجوده حق لا كما يقول المبطلون © والمبين' : البين اي الذي ليس بذي خفاء فلا يعرف ، والواسع ني فضله على خلقه ، والقر يب ي اجابة دعاء عباده ث 0 والقريب ي رحمته على خلقه والحفيظ الذي لا يضيع شيئا ، ولا يخفى عنه شيء، والودود : المحبب إلى خلقه بنعمته ا عليهم & فان قالوا : ما تأويل الصمد وما معناه ؟ قلنا : فان عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ‎١٠‏ 0 وهو صاحب التأويل © سئل عن ذلك فقال : هو السيد الذي قد انتهى ني السؤدد ، ثم أنشد قول الشاعر : ألا بكر الناعى بحيري ‎١١‏ بى أسد بعمرو ‎١٢‏ بن مسعود و بالسيد الصمد ‎١١٨‏ وسئل عنه عبد الله بن مسعود فقال : السد / المحمود اليه 8 الحوائج [ وقال . ‏ج & م : صفة‎ )١( . ‏ج : والشهيد والشاهد‎ )٢( . ‏د 0 م : غايبة‎ )٣( . ‏ج . م : إياه‎ (٤( . ‏ج : والشكور والشاكر‎ )٥( . ‏د : اليسر‎ )٦( . ! ‏ج : سقط ه البين‎ )٧( . ‏د : دعاء من دعا‎ )٨( . ‏د : بنعمه‎ )٩( (٠١)د‏ : سقط « رضي الله عنهما ‎٫‏ . (١١)ج‏ & م : محير . (٢١)د‏ : بعمر . ٤٣٥ 435 الحسن هو صمد العباد يصمدون اليه ني حوائجهم ‎١‏ 3 وقال سعد ؟ ابن جبير مثل ذلك . انتهى الجزء " الأول من كتاب الموجز في تحصيل السؤال وتلخيص المقال ني الرد على أهل الخلاف بحمد النه ث وعونه ث يتلوه ‎٦‏ الجزء الثاني ‎٧‏ إن شاء الله ‎٨‏ . ‎)١(‏ ج : لحوانجهم . ‎)٢(‏ د : سعيد . ‎)٣(‏ ج ، م : السفر . ‎)٤(‏ م : سقط ه لفظ الجلالة ! . ‎)٥(‏ ج ؤ م : وحسن عونه . ‎)٦(‏ د 0 م : يليه . ‎)٧(‏ م : السفر الثاني & د : ني هذه النسخة زيادة بعد الجزء الثاني ه باب ني القدر وني اثبات القدر والرد على من قال بغير الحق بذلك بمشيته وعونه ‎٤‏ . ‎)٨(‏ د : سقط ه ان شاء الله ‎٧‏ . ‎٤٣٦‏ 436 فهرست الموضوتعَات مقدمة ...... ................................................... ‎٥‏ ‎١‏ - مفهوم الخروج ومواقف المسلمين منه ........................ ‎١٧٥‏ ‏أ ۔-الخروج ........................................... ‎١٥‏ ‎٢‏ - نشاة الخوارج .......................................... 0 ‎٣٥‏ ‎٣‏ - أسباب الخروج .......................................... ‎٤٦١‏ ‏ا _ العصبية .......................................... ‎٤٧‏ ‏ب _ العامل الاقتصادي ................................. ‎٥٢‏ ‏ج العامل الفكر ي .................................... ‎٥‏ ‏د _ عبد الله بن سبأ .................................... ‎٦٦١‏ ‏ه _ صفين والتحكيم .................................... 0 ‎٧٩‏ ‏و _ عبد الله بن وهب الراسى ........................... ‎٨٨‏ ‎٤‏ - نشأة مذهب الخوارج وارتباطه بنشأة الفرق الأخرى ‎٩٥‏ ‏| _ نشاة الحدل بين المسلمين ........................... ‎٩٦١‏ ‏ب _ مذهب الخوارج .................................... ‎١٠١‏ ‏ج _ بدعة التاويل ....................................... ‎١٠٣‏ ‏ه - الإنسانيات ............................................. ‎١١١‏ ‏أ _ الامامة .......................................... ‎١١٥‏ ‏ب _ السلوك الأخلاي والاجتماعى ........................ ‎١٢٦‏ ‏_ التقية ......................................... . ‎١٢٦‏ ‏_ مرتكب الكبيرة ................................. ‎١٢٩‏ ‏- الوعد والوعيد.................................... ‎١٣٦‏ - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .................. ‎١٣٨‏ ١٤٠ ................................................ ‏الاليات‎ - ٦ ١٤٠ .................................... ‏أأ _ التوحيد والعدل‎ ب _ تأويل الظواهر أو المتشابه من القرآن والحديث ......... ‎١٤٨‏ ١٥٥ ............................................. ‏العقل والنقل‎ - ٧ ١ه٦١‎ ................................. ‏أ _ في ميدان الأخلاق‎ ب _ ني ميدان الاجتهاد ................................. ‎١٦٠‏ ج _ الاختلاف في الاعتقاد ورواية الحديث ............... ‎١٦٤‏ ١٦٩ ................................................ ‏السمعيات‎ - ٨ ١٧١ ..................... ‏الغلو أو العناصر الدخيلة لدى الخوارج‎ - ٩ ١٧٥٩ .......................................... ‏الزهد والخوارج‎ - ٠ ١٨٠ .......................................... ‏الخوارج والشيعة‎ - ١ ١٨٣ ....................................... ‏الخوارج والمعتزلة‎ - ٢ ١٨٩ ................................. ‏مؤلفو الخوارج ومؤلفاتهم‎ - ٣ ١٩٣ ................................................ ‏الاباضية‎ ۔-ا٤‎ ١٩٧ ‏أ _ رسالة عبد الله بن أباض إلى عبد الملك بن مروان‎ ب _ هل الاباضية خوارج ؟ .............................. ‎٢٠١‏ ج _ اراء الاباضية ....................................... ‎٢٠٨‏ د _ الآراء الطبيعية ‎٢١١‏ ٢٧١٥ ‏أبو عمار عبد الكاني‎ ٥ ٢١٥ ............................................. ‏حياته‎ [ ٢١٩ .......................................... ‏ب _ مؤلفاته‎ ج _ وصف المخطوط .................................... ‎٢٢١‏ ٢٢٣ .......................................... ‏تحليل الكتاب‎ ٦ ٢٢٥ ................................. ‏أ _ تحليل الجزء الأول‎ - الرد على الدهريين .............................. ‎٢٢٦‏ - الرد على المنجمين .............................. ‎٢٢٩‏ _ الرد على السفسطائية .............................. ‎٢٣٠‏ ‏_ الرد على الثنوية ................................. ‎٢٣٠‏ ‏_ الأصل الثالث من أصول الملحدين ‎٢٣١‏ ‏_ النقض على البراهمة .............................. ‎٢٣١‏ ‏_ الرد على أهل الكتاب ........................... ‎٢٣٢‏ ‏- الأصل الرابع من أصول الملحدين المشبهة ............ ‎٢٣٣‏ ‏- الكلام ني صفات الله تعالى ........................ ‎٢٣٦‏ ‏ب _ تحليل الجزء الثانيق ................................. ‎٢٣٦‏ ‏_ القول في القدر ................................. ‎٢٣٩‏ ‏- مسالة الحهات ‎٢٤٠‏ ‏- الارادة ....................................... ‎٢٤٢‏ ‏باب العدل واثباته .............................. ‎٢٤٣‏ ‏- باب القول ي الإيمان ........................... ‎٢٤٣‏ ‏_ الوعد والوعيد.................................... ‎٢٤٤‏ ‏- باب تسمية أهل الكبائر ........................... ‎٢٤٤‏ ‏_ النقض على جهم بن صفوان ..................... ‎٢٤٥‏ ‏النقض على من زعم أن القرآن غير مخلوق ......... ‎٢٤٥‏ ‏_ باب القول ني حجة الله على خلقه .................. ‎٢٤٦‏ ‏- باب القول فيمن قال أن حجة الله لا تقوم إلا بسماع... ‎٢٤٦‏ ‏_ باب القول في أن الملل المخالفة لملة الاسلام مشركون ‎٢٤٧‏ ‏- باب القول ني أسماء الله وصفاته هل هي محدثة ام لا؟ ‎٢٤٧‏ ‏_ باب القول ني المرأة المأتية دون فرجها ............... ‎٢٤٩‏ ‏- باب ق الامامة ................................. ‎٢٤٩‏ ‏- باب القول ني تفسيق أهل التأويل .................. ‎٢٥١‏ فه ست مرضويَات للشكزء ا لاول صفحة فصول الأصل الأول ‎٥٦‏ ‏فصول الأصل الثاني ............................................. ‎٢٥٦‏ ‏المشبهة ......................................................... ‎٢٥٧‏ ‏الرد على المنكر ين لحدوث الأشياء ................................. ‎٢٥٧‏ ‏إثبات الوحدانية ................................................ ‎٢٦٦‏ ‏دفع التشبيه ................................................... ‎٢٦٨‏ ‏النقض على الدهرية ............................................. ‎٢٦٩‏ ‏الرد على المنجمين ................................................ ‎٢٧١‏ ‏الرد على أصحاب الطبائع ....................................... ‎٢٧٢‏ ‏الرد على أصحاب أرسطوطاليس ................................. ‎٢٧٣‏ ‏مسألة ني النهايات ‎٢٧٥‏ ‏الرد على السمنية ................................................ ‎٢٧٧‏ ‏الرد على السفسطائية ............................................. ‎٢٨٠‏ ‏الأصل الثاني من أصول الملحدين وهو قول الثنوية .................. ‎٢٨٤‏ ‏الفصل الثاني من الأصل الثاني هو مذهب الديصانية ‎٢٩١‏ ‏الفصل الثالث : مقالة المرقيونية آ القول ني اثبات الرسالة للرصل .................................... ‎٢٩٧‏ ‏الفصل الأول من ذلك المذهب البراهمة ........................... ‎٢٩٧‏ ‏القول على المجوس ............................................. ‎٣٠٧‏ أهل الكتاب ................................................... ‎٣١١‏ ‏الدلالة على آيات نبينا محمد صلى الته عليه وسلم ومعجزاته ‎٣١ ٢‏ القول ني نسخ الشرائع والرد على اليهود ئي ذلك ..................... ‎٣٣٣‏ ‏القول على النصارى .:........................................... ‎٣٤٥‏ ‏الأصل الرابع من أصول الملحدين وهم المشبهة ..................... ‎٣٥١‏ ‏الفصل الثاني ................................................... ‎٣٥٢‏ ‏الفصل الثالث ................................................... ‎٣٥٢‏ ‏مسالة الاستواء ‎٣٦٥‏ ‏القول ني المجىع ................................................ ‎٣٧٤‏ ‏التجسيم على مذهب القائسين .................................... ‎٤٠٠‏ ‏المشبهة تسال ................................................... ‎٤٠٥‏ ‏الفصل الثاني من المشبهة .......................................... ‎٤٠٦‏ ‏الفصل الثالث ................................................... ‎٤١٢‏ ‏القول ني صفات الله سبحانه وتعالى ٩٢؛‏ أسماء الله الحسنى ............................................... ‎٤٣٢‏ طبع بالمؤسسة اتوطنية للفنون المطبعية وحدة الرغاية = الحزائر 2013 ع 5 ' غ ت , -- 11 86 84 / 98 85 84 )021( : 1 ع .[. 75