‫‪٣,‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬ب ‪‎٧‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫إ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫راي‬ ‫‪7‬‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬تز‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫َ‬ ‫‪.١‬‬ ‫سزز ا‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪+/‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫ج‬ ‫‪.‬‬ ‫زار (‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تبحر‬ ‫‪7٦٢٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫از‪‎.‬‬ ‫‪١ 1‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:/‬‬ ‫‪]::‬‬ ‫‪7‬‬ ‫حرة‪‎‬‬ ‫ر‪.‬‬ ‫‪./‬‬ ‫نر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نأ‪- :‬‬ ‫‪: 7::‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫`‬ ‫ا‪‎:‬‬ ‫))‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪5.‬‬ ‫‪7:‬‬ ‫ل‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(&‬ ‫‪:‬‬ ‫|‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫"‪٨٨٩‬‬ ‫نقةلم ز‪‎‬‬ ‫‪٨-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫آ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يم‬ ‫القمح‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اتاك رانرتتك‬ ‫‪.-‬‬ ‫تعززت ك‬ ‫جن‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫سعود السيابي‬ ‫فضيلة الشيخ‪ /‬احمد بن‬ ‫المولد النبوي‪ ...‬نظرة تصحيحية في الاحداث والوقائع‬ ‫تأليف‪ :‬فضيلة الشيخ‪/‬أحمد بن سعود السيابى‬ ‫الطبعة الأولى‪١٤٦٥ :‬ه‪٢٠٠٥/‬م‪.‬‏‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫مكتبة الغبيراء ‪ -‬هاتف‪ :‬‏‪٤١٩ ٤٢٦‬‬ ‫سلطنة عمان‪ -‬بهلا‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫ص‪.‬ب‪‎:‬‬ ‫الرمز البريدي‪ :‬‏‪٦١٦‬‬ ‫لمولد النبوي‬ ‫نظرة تصحيحية فى الاحداث والوقائع‬ ‫فضيلة الشيخ‪ /‬أحمد بن سعود السيابي‬ ‫_ المولد النبوي ‪-..‬‬ ‫لح‬ ‫المقدمة‬ ‫الحمد النه رب العالمين حمده ونستعينه ونستهديه‪.‬‬ ‫ونصلي ونسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد ‪ .‬وعلى‬ ‫آله وصحبه أجمعين‪ .‬وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ‪.‬‬ ‫وعلى أئمتنا من أهل الحق والاستقامة ممن اتبع الحق وعمل‬ ‫به‪.‬‬ ‫أيها الإخوة الكرام ‪ :‬السلام عليكم ورحمة الثه وبركاته‪.‬‬ ‫هذه مناسبة مباركة باجتماعكم في هذا المسجد الطيب‪.‬‬ ‫احتفاء بذكرى وسيرة سيد الأنام محمد صلى الثه عليه‬ ‫يكون هذا الاجتماع في ميزان‬ ‫وسلم ‪7‬‬ ‫حسناتنا جميعا يوم الدين‪.‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫ح المولد النبو‬ ‫_‪-‬‬ ‫المولد النبوي ميلاد للإنسانية‬ ‫لا شك أيها الإخوة أن مولد محمد صلى النه عليه وسلم‬ ‫ميلاد الانسانية‪ .‬فالنه تعالى أكرم به الأمة والبشرية‪ .‬بل‬ ‫أكرم به هذا الكون‪٠‬‏ فكان ميلاده حدثا غير عادي‪.‬‬ ‫ونستطيع القول أنه حدث مقدس لا فيه من الأمور‬ ‫الاعتبارية والعظات والحكمة‪ .‬من هذا المنطلق رأت الأمة‬ ‫على اختلاف فيما بينها أن تحتفي بذكرى ميلاده صلى الله‬ ‫عليه وسلم لما في ذلك من تمسك بالرسالة التي جاء بها هذا‬ ‫النبي الكريم‪.‬‬ ‫ح المولد النبوم =‪-‬‬ ‫=‬ ‫الموقف من الاحتفال بالمولد‬ ‫وقفت الأمة على اختلاف في الاحتفاء بهذا الحدث‪٥‬‏‬ ‫فمنهم من لم يجزه مطلقا‪ .‬ومنهم من عمل فيه ممارسات‬ ‫وطقوسيات لا يقرها الإسلام أو لا يقر كغيراً منها‪ .‬ومنهم‬ ‫من وقف فى الوسط حيث أخذ العبرة والارتباط بذكرى‬ ‫هذا السيد وتذكر رسالته‪ .‬وهذا الذي سار عليه الإباضية‪.‬‬ ‫إذ إن موقفهم كان وسطا ‪ .‬فالمشارقة من الإباضية ما كانوا‬ ‫يحتفلون بهذه الذكرى‪ .‬ولكنها وفدت إليهم من أقطار‬ ‫أخرىي أما إباضية المغاربة فالظاهر أن الاحتفال به كان‬ ‫عندهم من زمن لا باس به‪.‬‬ ‫ح المولد النبوة =‬ ‫_‬ ‫_‪-‬‬ ‫ويقال إن من ابتدأ الاحتفال بمولده صلى النه عليه وسل‬ ‫هم الفاطميون الذين حكموا الشمال الإفريقي إلى مصر‬ ‫وامتد نفوذهم في بعض الأحيان إلى اليمن والشام ‪ .‬ولكر‬ ‫ذلكم الاحتفال ما كان على المستوى الرسميس وأول مر‬ ‫احتفل به احتفالا رسميا على مستوى الدولة حاكم أربيل ‪-‬‬ ‫أربيل مدينة في شمال العراق حالي من قبل الأيوبيين فو‬ ‫عهد صلاح الدين الأيوبي‪ .‬وكان الحاكم يقال له مظفر‬ ‫الدين أبا سعيد ‪ .‬احتفل احتفال دولة بهذه المناسبة‬ ‫والظاهر أن الأيوبيين ‪-‬وصلاح الدين بالذات قضى علو‬ ‫الكثير من معالم الدولة الفاطمية من التشيع‪ .‬ووقف من‬ ‫موقفا صلبا‪ .‬ولكن فيما يتعلق بقضايا المولد وأهل البييت‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ح المولد الننبو‬ ‫ت‬ ‫واصل الأيوبيون السير على منوال من سبقهم ‪ .‬فكان هذا‬ ‫الاحتفال على المستوى الرسمي ‪ .‬فقضية آل البيت ومحبتهم‬ ‫والطقوس الملازمة لها ظلت موجودة في مصر‪ .‬لم يعمل ‪-‬‬ ‫لا نقول لم يستطع صلاح الدين الأيوبي على محوها من‬ ‫بقايا التشيع‪ .‬فلذلك كما يقول أحد المفكرين المصريين‪ :‬إن‬ ‫الناس إذا اكتفوا باسم حسن فهم أعطوا اسم حسنين‪ .‬أي‬ ‫الشخص الواحد يسمى حسنين‪.‬‬ ‫المولد النبو ح‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫الشيخ البهلاني وحماية العقيدة‬ ‫أما بالنسبة إلى المشارقة‪ .‬ففي آخر عهد دولة اليعاربة‬ ‫أخذت القضية تناقض من حيث جواز الاحتفال بهذه‬ ‫الذكرى وعدم جوازها ‪ .‬وعندما كان العمانيون موجودين‪.‬‬ ‫في أفريقيا الشرقية ‪-‬وفي زنجبار بالذات تأثروا بقصة‬ ‫الاحتفال وقراءة السيرة المسجوعة واعتماد كتاب البرزنجى‬ ‫في ذلك‪ .‬ثم جاءت إلى عمان نتيجة توحد الأسرة الحاكمة‬ ‫للجانبين العماني والشرق الإفريقي ‪ .‬ورأى الشيخ أبو مسلم‬ ‫ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي رحمه النه تعلق‬ ‫أهل المذهب بكتاب "البرزنجي"‪ .‬وفيه بعض الأمور العقدية‬ ‫‪٦‬‬ ‫ح المولد النبوث ح‬ ‫=‪-‬‬ ‫التى تخالف ما عندهم‪ .‬فعمل على تأليف كتابين في هذا‬ ‫"النور المحمد ي" وهو كتاب‬ ‫الموضوع ‘ فألف أولا كتاب‬ ‫صغير‪ .‬نم وضع كتاب "النشأة المحمدية" الذي يقرأ حالياً‬ ‫لمن أراد أن يقرأ السيرة النبوية والاحتفال بالمولد النبوي‬ ‫في صورته ‏‪ ١‬لتقليد ية‪ .‬ولا شكا ن ا لشيخ ابا مسلم وضع‬ ‫هذين الكتابين لصرف أتباع أهل المذهب عن التعلق بكتب‬ ‫غيرهم‪ .‬لأنه رآه أمرا واقع لابد منه‪ .‬فنزولاً مع هذا الواقع‬ ‫احتفالهم على قراءة كتاب "النشأة المحمدية" بالذات‪.‬‬ ‫ج المولد النبو _‬ ‫_‬ ‫و_‬ ‫تاريخ المولد‬ ‫اختلف في تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم‪ .‬والجمهور‬ ‫على أنه كان في يوم الاثنين القاني عشر من ربيع الأول‪.‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬إنه بعد خمس وخمسين يوماً من حادثة الفيل‪.‬‬ ‫وحددوا ذلك بأنه في عام ‏‪ ٥٧٠‬للميلاد ‪ .‬لكن الشيخ أبا‬ ‫إسحاق اطفيش رحمه النه تعالى ‪-‬وهو الذي عاش في مصر‬ ‫مدة طويلة بعد نفيه إليها‪ -‬ينقل في تعليقه على كتاب‬ ‫النشأة المحمدية عن أحد الفلكيين المصريين الكبار وهو‬ ‫محمود باشا الفلكي تحديد مولده صلى النه عليه وسلم‬ ‫بيوم الاثنين التاسع من ربيع الأول في عام ‏‪ ٥٧١‬للميلاد ‪.‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫المولد النبو حے‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫ے_‬ ‫رس‬ ‫على أي حال هذه خلافات لا تقدم ولا تأخر‪ .‬فالنبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم ولد والحدث قد وقع‪ .‬وهذا الاختلاف ليس‬ ‫اختلافا مهما‪ .‬فهذا يحدث في الأمور التاريخية‪ .‬لأن العقل‬ ‫البشري يختلف في تحمل الأحداث‪ .‬فكل شخص يؤدي‬ ‫حسبما وقر في ذهنه‪ .‬فمن هذا المنطلق يجب أن لا نعطي‬ ‫بالا كبير للاختلاف في مولد شخصية ما‪ .‬أو في وفاته‪.‬‬ ‫لأنه إذا كان النبي صلى النه عليه وسلم ‪ -‬وهو الذي‬ ‫أجمعت البشرية على الاهتمام به‪ .‬وأجمعت أمته صلى الله‬ ‫عليه وسلم على الإييان به‪ -‬ويوجد اختلاف في مولده‬ ‫‪.‬‬ ‫فكيف بغيره من الأشخاص؟‪.‬‬ ‫ح المولد البو ح‬ ‫‪.‬‬ ‫|‬ ‫|‬ ‫تعظيم الإباضية‬ ‫|‬ ‫!‬ ‫للنبي عليه الصلاة والسلام‬ ‫لعله لا يوجد مثل الإباضية تعظيما لهذا الشخص‬ ‫العظيم‪ .‬لأنهم نفوا كل ما يخل بشخصيته‪ .‬في حين أن الفرق‬ ‫الأخرى تسلقت إلى تبجيل أشخاص أوأئمة على حساب‬ ‫هذا النبي العظيم‪ .‬وهذا لا يوجد على الإطلاق عند‬ ‫الإباضية‪ .‬فقد اعتبروه شخصية فريدة متميزة‪ .‬والآخروز‬ ‫عرّوا بعزّه‪ .‬وليس على النيل من شخصيته أو على الخط مز‬ ‫فد ره ‪.‬‬ ‫ح المولد النبوة ح‬ ‫التهيئة الكونية للمولد والنبوة‬ ‫لاشك أن هذا الحدث العظيم ليس حدثا عاديا‪ .‬فلابد له‬ ‫من تهيئة كونية تستقبل هذا الحدث لأنه ارتباط للبشرية‬ ‫بالله تعالى عن طريق هذه الرسالة‪ .‬فالقضية عظيمة غير‬ ‫‪7‬‬ ‫عادية‪.‬‬ ‫وهذا الحدث العظيم صاحبته إرهاصات‪ :‬والإرهماص هو‬ ‫تأسيس وتهيئة لأمر ما بحيث يكون الحدث منساقاً‬ ‫ومنسجماً مع ذلكم التأسيس والتهيئة ‪ .‬فهناك تهيئة لحدث‬ ‫المولد وتهيئة للنبوة ‪ .‬وقد ترابطت هذه الإرهاصات‪.‬‬ ‫‪١١‬‬ ‫; المولد النبوٍ ‪ -‬ح‬ ‫_‬ ‫‪-‬‬ ‫إحياء مكة‬ ‫هذه الإرهاصات لو فكرنا بها وعدنا إلى الخلفية التاريخية‬ ‫لوجدناها مرتبطة بمجيء الخليل إبراهيم عليه السلام وابنه‬ ‫إسماعيل إلى مكة المكرمة وينائهما للكعبة المشرفة‪ .‬هذه‬ ‫أولى الإرهاصات لهذا الحدث العظيم‪ .‬فالنبي إبراهيم جاء‬ ‫بزوجته هاجر وابنه إسماعيل' بأمر النه تعالى عن طريق‬ ‫‏‪ ١‬لا نتول الأمة هاجر‪ .‬لأن هذه التضية فيها ما فيها‪ .‬إذ إنها تعني أن إسماعيل أبا‬ ‫العرب أمه أمة‪ .‬وهذه روايات إسرائيلية‪ .‬فالقرآن لم يذكر شيئا من ذلك‪ .‬وما هو‬ ‫الدليل على أن هاجر هي الأمة وسارة هي الحرة؟! لكن مع الأسف نجد آنه يكاد يجمع‬ ‫المؤرخون وكتاب السير والذين يذكرون قصحر الأنبياء أن هاجر كانت أمة لسارة‪.‬‬ ‫وأنها أهدتها لإبراهيم‪ .‬ولما حملت غارت سارة‪ .‬فحيكت القصص الإسرائيلية بأن‬ ‫آ\‬ ‫_ المولد النبوثج >‪--‬‬ ‫_‬ ‫الوحي من العراق إلى مكة والحجاز‪ .‬وقال‪(( :‬رَبنَا إني‬ ‫أسنكنت من ذريتي بوادر غير ذري ا زرع عندً بيتك ‏‪ ١‬لْمُحَرَّم‬ ‫رَينَا لِيُقِيمُوا الصلاة فا جْحَل أفئدة ة من َ الا س تَهُوي إليهم‬ ‫العرب إنما هم أولاد أمة‪ .‬وأن اليهود هم أولاد الحرة سارة‪ .‬فهذه من العجاثب‪.‬‬ ‫والغريب أن الأمة تلقفت هذه المعلومة بكل ارتياح‪ .‬وهذه القضية تحتاج إلى إعادة‬ ‫نظر‪ .‬فالقضية محاكة من قبل غير العرب‪ .‬لأن العرب الذين يفتخرون بأنابهم في‬ ‫أشعارهم وبأنهم هم الأصل وبأن ما عدامم هاملعجم‪ .‬وأن العرب لهم مزية على العجم‪.‬‬ ‫كأنه يقال لهم‪ :‬ماا أنتم إلا أبناء أمة‪ .‬لا تفتخروا‪ .‬فافتخار أحدكم مثلا بقوله‪:‬‬ ‫وقام بنصري دارم وابن دارم‬ ‫إذا مضر الحمراءكانت أرومتي‬ ‫يدي الثريا قاعدا غير قائم‬ ‫عطست بأنف شامخ وتناولت‬ ‫وغيره من الأشعار لا ينفع‪ .‬لأنكم في النهاية ما أنتم إلا أبنا‪ .‬أمَة فلا تفتخروا‬ ‫(المحاضر)‪.‬‬ ‫‪١٣‬‬ ‫< المولد النبوه ‪-:‬ح‬ ‫_‬ ‫وَاززقهُمْ من التَمَرَات لعلهم يتنكرُون))" ‪ .‬إذا هنالك أمر‬ ‫بأن تكون حياة في مكة‪ .‬ومكة ثبتت عند المحللين‬ ‫الجغرافيين بأنها مي في الوسط من مركز الكرة الأرضية‪.‬‬ ‫فلذلك خاطب النه تعالى نبيه محمداً صلى النه عليه وسلم‬ ‫ث(لا(ل‪:‬ثنذرر أعً القرى وَمَن حَونَهَا))" ‪.‬حولها ؛ أي كل ما‬ ‫في الكرة الأرضية‪ .‬وهذا مأخوذ من الإشارة ((وَكَذلِك‬ ‫جَعلْتَاكُم أمة وَسَطاً))' أي كما جعلنا الكعبة في الوسط‬ ‫‪. ٢٣٧:‬‬ ‫‪ ! ٢‬برا هيم‪‎‬‬ ‫‪ ٢‬الانعا م‪.٩٢: ‎‬‬ ‫ا‪ ‎‬البقرة‪.١٤ ٢:‬‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫المولد البو ‪---‬‬ ‫جعلناكم أمة وسطا ‪ .‬فاسم الإشارة يعود بالدلالة إلى الكعبة‬ ‫أنها في وسط هذا الكوكب الأرضي‪.‬‬ ‫إجابة دعوة إبراهيم عليه السلام‬ ‫هذه الرسالة العالمية هي إنذار وتبليغ لمن في أم القرى‬ ‫مكة وما حولها من الدنيا ‪ .‬فهذا النبي محمد صلى النه عليه‬ ‫وسلم هو دعوة إبراهيم وإسماعيل‪(( :‬وَإة يرفع إِنْرَاهِيمُ‬ ‫القواد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت‬ ‫السميع العليم" ربا وَاجعلتا مُنلمَيْن لك ومن رينا أمة‬ ‫مُنلمَة لك وأرنا مَتاسيكتا وثب علينا إنك أنت التواب‬ ‫‪0٥‬‬ ‫المولد النبوه ے‬ ‫ح‬ ‫_‬ ‫۔‪2‬۔‬ ‫و‬ ‫آ يا تا‬ ‫ليم‬ ‫تلو‬ ‫فيهم رَسُولاً منهم‬ ‫‏‪ ١‬رحيم‪ 4 .‬ربنا وابعث‬ ‫أنتا عزي‬ ‫الْكِتَاب وَالحِكمَة وَنُرَكيهمْإ إت‬ ‫‪7‬‬ ‫الْحَكِيم)) ‏)‪ ٢‬إذا بداية هذا الإرهاص لهذا الحدث العظيم كاز‬ ‫منذ أن جاء إبراهيم وإسماعيل وزوجته هاجر إلى مك‬ ‫المكرمة‪ .‬وقام ببناء الكعبة وعمارة مكة‪ .‬واقام فيها الصلاة‪.‬‬ ‫وهوت إليهم أفئدة كثيرة من البشر وعمرت مكة بموجب‬ ‫ذلك‪ .‬تم استمر نمو الأمة العربية وتكاثرها فى مك‬ ‫وحولها ‪ .‬واكتسبت من ذلك مكانة عظيمة‪ .‬فكانت جره‪.‬‬ ‫تم كانت خزاعة وبعدها جاءت قريش‪.‬‬ ‫‪ ٥‬البقرة‪.١٢٨٩-١٦١٧ ‎:‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫_ المولد النبو =‪-:‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫أسباب الخلل فى عقيدة العرب‬ ‫قويت مكانة الدرب وصار لهم شأن وحافظوا على‬ ‫الديانة الإبراهيمية وتمسكوا بها‪ .‬ويعدها صار عندهم‬ ‫اختلال فى العقيدة ‪ .‬ولكن لماذا صار هذا الاختلال؟‪.‬‬ ‫لقد تعمقوا في تقديس الحرم‪ .‬فإذا سافر أحدهم حمل‬ ‫بعض الحجارة منه كنوع من التعظيم‪ .‬ثم تدرج الأمر شيئا‬ ‫فشيئا مما جعلهم يستسيغون عبادة الأصنام المصنوعة من‬ ‫الحجارة‪ .‬وكانوا يترددون بين اليمن والشام في رحلتين‬ ‫لهم‪ .‬رحلة في الشتاء إلى اليمن‪ .‬ورحلة في الصيف إلى‬ ‫الشام‪ .‬اتباع للمناخ واعتدال الجو ‪ .‬فوجدوا في البتراء أو‬ ‫‪١٧‬‬ ‫المولد النبو ج‬ ‫‪-‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫البلقاء من يعبد الأصنام ‪ .‬وكا ن عمر بن لجى الخزاعى قد‬ ‫ذهب إلى هنالك فسألهم لماذا تعبدون الأصنام؟ فأخبروه عز‬ ‫الفائدة من عبادتها بما يتوهمونه ويعتقدونه‪ .‬فأتى‪ .‬مر‬ ‫وخاصة قريش‪ .‬فجاء به إلى مكة‪ .‬ومن ذلكم التقديس‬ ‫للحرم أيضا حملهم للحجارة وأحيانا التربة عندما يخرجون‬ ‫من ا لجرم تعلقا منهم به‪ .‬وشيئا فشيئا حتى تساهلوا في‬ ‫عبادة الأحجار والأصنام والأزلام وغيرها ‪ .‬فكانوا عبدز‬ ‫أوثا نه‬ ‫‪١٨‬‬ ‫ح المولد النبوام ‪---‬‬ ‫_‬ ‫‪-‬‬ ‫أثر الشريعة الإبراهيمية‬ ‫من‬ ‫متمسكين بشيء‬ ‫ومع عباد تهم للاوتا ن فقد ظلوا‬ ‫الديانة الإبراهيمية لاسيما فى أمر الحج مع اختلاف قليل‬ ‫فى مسائل السلوك ‪ .‬فالعادات والسلوك التى عند المدرب‬ ‫هي بقايا من دين إبراهيم‪ .‬وجاء الإسلام ليتممها ‪( :‬إئما‬ ‫بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫‪ [-‬المولد النبوٍ ‪-‬ح‬ ‫‪-‬‬ ‫الشعوبيون وتشويه صورة العدرب‬ ‫وضع الشعوبيونأ مستنقصات من شأن العرب‪٠‬‏ هذا‬ ‫الاستنقاص وجد هوئ في أفئدة كثير من المستشرقين‬ ‫‏‪ ٦‬الحركة الشعوبية تنسب إلى المنتفين من غير العرب‪ .‬وخاصة من الفرس‪ .‬فكانوا‬ ‫يحملون على العرب وعلى العادات العريية‪ .‬لأن العرب حطموا مملكته‬ ‫وإمبراطوريتهم‪ .‬ودخلوا في الإسلام لعلهم غير راغبين في ذلك قحدث من جرا‬ ‫ذلك الحركة الشعوبية التي تستنقص من العرب وتذم كل شي‪ .‬كانوا يفعلونه‪ .‬لأنهم‬ ‫رأوا في المرب أنهم حملوا الإسلام وحطموا الإمبراطورية الفارسية وقضوا على‬ ‫مكانتهم‪ .‬وأصبحت الشعوب الفارسية التى تدعى الحفارة تابعة للعرب‪ .‬يقلدونهم في‬ ‫الد يني ‏‪ ٠‬ومي اللغة‬ ‫د ينهم وفكرهم ولفتهم ‏‪ ٠‬واسبحت اللغةا لعربية همي لغةا لخطاب‬ ‫ما حدا بالجاحظ أن يؤلف كتباً في الرد عليهم (المحاضر)‪.‬‬ ‫‏‪٢٠‬‬ ‫المولد النبولم ‪-‬‬ ‫ز‬ ‫‪1‬‬ ‫_‬ ‫فأخذوا يرددونها ‪ .‬من ذلك قولهم بأن العرب كانوا وحوشأ‬ ‫يأكل بعضهم البعض‪ .‬فصوروهم وكأنهم أشد قسوة من‬ ‫السباع في الغابة‪ .‬والحقيقة غير ذلك‪ .‬فالقرآن الكريم‬ ‫وصفهم بانحراف في العقيدة والعبادة ‪(( :‬وَكُنْتُم عَلَى شقا‬ ‫فرَةِ من النار قَأنقَذَكم ينَا))" ‪ .‬لكن في تلك المسائل لا‬ ‫يمكن أن يكونوا مثل الوحوش‪ .‬ومن هذه المستنقصات‬ ‫المنسوبة إلى المرب وأد البنات‪ .‬والتي ما كانت إلا في‬ ‫قبيلة أو قبيلتين في عمق الصحراء العربية ‪ .‬والنه تعالى عنده‬ ‫أن من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن‬ ‫‪.١.٠٢‬‬ ‫‪ ٧‬آل عمران‪‎‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫‏‪٦‬ح‬ ‫‪ -‬المولد النبو‬ ‫>‬ ‫أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا‪ .‬قال تعالى ‪((:‬من اج‬ ‫ذلك كَتَْتَا عَلى بنى إسرائيل أنه مَن قَعَلَ تقساً يغر فس‬ ‫أَخْيَاهَا‬ ‫النَاسَ جَميعاً ومن‬ ‫قتل‬ ‫كات‬ ‫او قَسَاذ ‪ ,‬في الرض‬ ‫َكَأئَمَا أخي النَاسَ جميعا ولقد جَاء‪ :‬هم رسلا يالبنات ثهُ‬ ‫إنكثيرا مِنْهُمْ بد ذيك في الأزض لَسُنرفون ة)) ‏‪ ٠‬ولو‬ ‫حدتت حادتة واحدة فهى عند النه عظيمة‪ .‬فلذلك جاء‬ ‫القرآن بتشديد النكير على وأد البنات‪ .‬تال النه تبارك‬ ‫هه‬ ‫ل‬ ‫ء‬ ‫‏‪.٧‬‬ ‫‪.‬يا ي دنب ‪7‬‬ ‫وتعا لى ‪( ) :‬وإذا المَوؤُودة ة‏‪ ٥‬سئلت‬ ‫والقول بأن عمر بن الخطاب رضى النه عنه أنه وأد إحدى‬ ‫‪:٢٢ ٨‬ةدئاملا‪. ‎‬‬ ‫التكوير‪.٨٩-٨ ‎‬‬ ‫آ‪٦‬آ‪‎‬‬ ‫_ المولد النبوي ‪-_-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫بناته هو قول باطل وقصة مختلقة ضد عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫وإلاافهو عنده حفصة وعنده بنات أخرى‪ .‬فلماذا لم‬ ‫يئدهن؟ وعمر عنده زوجات والذي يتزوج النساء لابد أن‬ ‫يزوج ‪ .‬هكذا هو التفاعل الاجتماعي‪ .‬ولكن تلك قصص‬ ‫وضعت لفرض ما على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي‬ ‫النه تعالى عنه حاشاه عن ذلك‪ .‬فأهل قريش كان عندهم‬ ‫الغراء والبيوت الفاخرة والمآكل الطيبة‪ .‬وكانوا أهل حضارة‪.‬‬ ‫لكن ليست بتلك الحضارة الراقية جدا ‪ .‬فهم كانوا مستقرين‬ ‫في الحرم حول الكعبة مكة المكرمة‪.‬‬ ‫آ‪‎٢‬‬ ‫‪ :‬المولد النبوة ح‬ ‫‪1‬‬ ‫الاغترار بتلك الاستنقاصات‬ ‫مع الأسف نحد أن بعض المفكرين المسلمين المعاصريز‬ ‫قد أعجبتهم تلك المقولات ليظهروا فضل الإسلام وعظمته‪.‬‬ ‫وكما قا لوا ‪ :‬وا لضد يظهر حسنه الضد ‪ .‬فتراهم يرددون تلك‬ ‫الاقوال عن وحشية المدرب وقسوتهم وهمجيتهم ‏‪ ٠‬وفي‬ ‫المقابل لابد أن ينزلوا من قدر المدرب‪ .‬أما المستشرقون‬ ‫فأرادوا من ذلك القدح في نبوة محمد صلى النه عليه وسلم‬ ‫بأن هذا الرجل إذا كان ينتمى إلى هذه الأمة الوحشية‬ ‫والمجية غير الحضارية التي يأكل بعضها بعضا‪ .‬هل يعقل‬ ‫أن يأتى إلى قيادة البشرية؟ ‪ .‬وأن هذه الرسالة يستحق لها‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫‪ -‬المولد النبو س‬ ‫ا‬ ‫تكون رسالة عالمية لجميع الأمم والشعوب إلى أن يرث النه‬ ‫الدنيا ومن عليها؟! فالمفكرون المسلمون تلقوا الفكرة‬ ‫وأخذوا يرددونها يريدون إظهار فضل الإسلام وفضل‬ ‫محمد صلى النه عليه وسلم مما حدا بهم إلى المبالغة في ذلك‪.‬‬ ‫اللفة عند العرب‬ ‫حد‬ ‫تو‬ ‫تهيئة لهذا الحدث العظيم؛ مولد النبى الشريف‪.‬‬ ‫وإرهاصاً للنبوة الإسلامية فقد توحدت الجزيرة العربية على‬ ‫لفة واحدة‪ .‬وهذا التوحد في اللفة غير موجود في الأمم‬ ‫الأخرى التى نجد فيها لهجات متباينة كالصين والهند‬ ‫‪0٥‬‬ ‫۔ المولد النبو ك‬ ‫س‬ ‫وفارس‪ .‬أما اللغة العربية فقد توحدت بين جنوب الجزير‪:‬‬ ‫وشمالها ‪ .‬وهيأ النه تعالى لها شعراء جابوا أقطار الجزير‪:‬‬ ‫العربية‪ .‬وهم أصحاب المعلقات السبع أو العشر وغيرهم‪.‬‬ ‫فتوحدت لغة العرب‪ .‬وعرف العربي لهجة أخيه العربي ف‬ ‫أي مكان من الجزيرة‪ .‬وصار الشعر العربي مفهوما عند كل‬ ‫عربي ‪ .‬وصارت المعلقات الشعرية بمثابة الكتاب الذي يحفظ‬ ‫كل عربي‪ .‬فهذه تهيئة وإرهاص لمولده صلى النه عليه وسلم‬ ‫ولرسالته‪ .‬ولو نزل هذا القرآن الكريم من غير توحد لأمة‬ ‫العرب في لغتها لكان كثير من العرب لا يفهمونه‪ .‬وقبل‬ ‫فترة زمنية غير قصيرة من مولد النبي صلى النه عليه وسلم‬ ‫عمل شعراء العصر الجاهلي الفحول على توحيد اللة‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫المولد النبو ‪-_-‬‬ ‫ح‬ ‫‪-‬‬ ‫العربية‪ .‬فقد كانوا يقومون بجولات في أصقاع الجزيرة‬ ‫العربية‪ .‬فالأعشضى مغلاً خاض من الشام وحتى اليمن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٠‬ومن ‏‪ ١‬لطبيعي ‏‪ ١‬ن ينشد هم اشعاره‬ ‫وعما ن‬ ‫وحضرموت‬ ‫وهم يعرفونها ‪.‬‬ ‫مكانة مكة بعد حادثة الفيل‬ ‫نتيجة لذلك كله‪ .‬رأى أبرهة الأشرم الحبضي‪-‬حاكم‬ ‫اليمن أن يضرب هذه المكانة فعمل على تدبير مؤامرة‪.‬‬ ‫حيث بنى بناية بسيطة صغيرة في صنعاء وسماها القليس‪.‬‬ ‫وأراد أن يصرف العرب إليها عن مكة المكرمة لما رأى من‬ ‫آ‪‎٧\٢‬‬ ‫‪ -‬المولد النبول ‪:-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مكانتها في قلوب العرب وتقديسهم لها ‪ .‬وأنهم كان‬ ‫يحجون إليها ‪ .‬ورأى تلك الأسواق الاقتصادية التي تصاحب؛‬ ‫فعاليات أدبية وشعرية‪ .‬فكان الشعر هو سيد الفكر والقو‪:‬‬ ‫آنذاك‪ .‬كان أكثر ذلك يعقد حول مكة‪ .‬من ناحية ثان‬ ‫عندما حكم أبرهة ‪-‬وهو حبشي۔ جزء ا عزيراً من بلاا‬ ‫العرب فقدت صنعاء مكانتها وانصرف عنها المدرب‪ .‬وكأن‬ ‫عدم اعتراف يملكه على بلاد اليمن السعيد التي هي جز‬ ‫عزيز من جزيرة العرب‪ .‬لما رأى أبرهة كل ذلك ولعد‬ ‫فسره بعدم شرعيته لحكمه عليها‪ -‬وفي نفس الوقت رأه‬ ‫أن الاقتصاد تحول إلى مكة‪ .‬وأن الكعبة هي التي جذب‬ ‫المدرب إليها‪ .‬فأراد أن يسيطر على مكة؛ هذا من جهة‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫المولد النبو =‪-‬‬ ‫ح‬ ‫‪-‬‬ ‫ومن جهة أخرى أراد أن يقطع الطريق على فارس‪ .‬لأن‬ ‫العرب كانوا كثيرا ما يتعاملون مع فارس‪ .‬ويريد أن يكون‬ ‫في سيطرته على مكة امتداد للحكم الصليبي المسيحي من‬ ‫الشام وحتى الحجاز تم اليمن حتى الحبشة‪ .‬لأن الحبشة‬ ‫كانت على النصرانية‪ .‬وأبرهة حبشي وعامل لملك الحبشة‬ ‫الذي كان غير تابع تبعية كاملة لإمبراطور الروم المسيحي‪.‬‬ ‫لكنه بيتغل بأمره وينسق معه ‪-‬إن صح التعبير فهو تابع‬ ‫ولكنه ليس بتلك التبعية المطلقة‪ .‬فأرادوا من ذلك أن‬ ‫يحاصروا الفرس" إحدى الإمبراطوريات التي كانت تهيمن‬ ‫على المنطقة عدا الصين‪ .‬والإمبراطورية الفارسية كان‬ ‫يحكمها الدين المجوسي‪ .‬وكان فيها بعض التيارات من‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬المولد النبو‬ ‫_‬ ‫الديانات الأخرى‪ .‬وأما الروم فهم على النصرانية ‪ .‬والحبشا‬ ‫كذلك‪ .‬فحاول السيطرة على مكة لكي يكون هناك امتدا‬ ‫واحد من الروم عبر الشام إلى الحجاز واليمن تحت السيطر‬ ‫النصرانية‪ .‬وبذلك يقطعون طريقا اقتصاديا على الفرس‬ ‫فهذه الأسباب كلها حدت بأبرهة أن يفتعل تلك البناي‬ ‫لصغيرة والتي سماها القليس‪ .‬ليصرف إليها الدرب ع;‬ ‫الكعبة‪ .‬ثم انتمل بأن شخصا من كنانة من العرب ذهه‬ ‫إليها وتبرز بها ‪ .‬لكن من هو الكناني؟ وهل قبض عليه؟ وه‬ ‫اسمه؟ ثم أليس هناك أحد يراقبه؟ فهل يتصور أن تبن‪,‬‬ ‫بناية في صنعاء ‪ .‬ويراد لها التقديس‪ .‬وأن يصرف إليه‬ ‫الحج ‪ .‬وأن يقضى على أمة‪ .‬وأن تحاصر إمبراطورية أخره‬ ‫‪٢٣٠‬‬ ‫_ المولد النبوي ‪-:2‬‬ ‫»‬ ‫بسببها ‪ .‬هل يعقل أن تترك هكذا فيدخل إليها عربي‬ ‫ويتبرز فيها؟! ‪ .‬فهذه القضية مفتعلة لكي يبرر شن هجومه‬ ‫على الكعبة فيهدمها ومن ثم يمهد لاحتلال الحجاز ‪ .‬وبالتالي‬ ‫يكون هنالك ترسيخ للديانة النصرانية من جهة‪ .‬وأيضا‬ ‫هيمنة اقتصادية على المنطقة‪ .‬وقضاء على وجود الأمة‬ ‫العربية الديني والحضاري س فجاء وعنده الفيل وحدتت‬ ‫حادثة الفيل‪ .‬وشاء النه تعالى أن ينهزم أبرهة وجيشه‬ ‫معجزة إلهية فيها تهيئة لهذه النبوة لمحمد صلى النه عليه‬ ‫وسلم‪ .‬والنه تعالى أنزل سورة بذلك في قرآنه وهي سورة‬ ‫الفيل ‪(( :‬يسنم الذه الرَحْمَن الرجيم‪ .‬ألم تَرَ كَيْفَ فعل ربك‬ ‫يأاصحاب الفيل‪ .‬ألم يَجعَل كَيْدَهُم في تضليل‪ .‬وَأزسَل‬ ‫‪٣١‬‬ ‫ح المولد النبوه ‪-:‬‬ ‫ت_‬ ‫عَلَيْم طَيرأ أبابيل ترميهم يحجَارة من سجيل‪ .‬فَجَعَلَهُ‬ ‫كَعَصْفر مَأكول))‪.‬‬ ‫يقول بعض المؤرخين بأنه ما هنالك حجارة‪ .‬ولكنه‬ ‫فيروسات‪ .‬ونقول بأنه لا يستبعد أن يكون هنالك جمع بيز‬ ‫الأمرين ‪ .‬فتلك الحجارة فيها فيروسات‪ .‬لأن أبرهة أخذ لحم‬ ‫يتناثر فمات في صنعاء ‪ .‬وجيشه أيضا هلك بذلك‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫إن الجدري والحصبة ما كانت تعرف في جزيرة الدرب إلا‬ ‫من ذلك العام‪ .‬فالربط بين هذه الروايات يدل على أن تلك‬ ‫الحجارة التي رمتها الطير فيها تلك الفيروسات‪ .‬فجمعاً بين‬ ‫الروايات نقول ‪ :‬بأن هناك طيرا حقيقيا وحجارة حقيقية لأز‬ ‫هذا هو خطاب القرآن الكريم‪ .‬فالفيروسات والحجار‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‪ -‬المولد النبوثم = ‪-‬‬ ‫_‬ ‫يحتوي على معنى معروف‪ .‬واللفظ العربي القرآن ني الصريح‬ ‫لا يمكن أن نصرفه عن دلالتها حقيقية ‪ .‬فقد تكون تلك‬ ‫الحجارة فيها ذلك الفيروس الذي أصاب أبرهة وتناتر لحمه‬ ‫ومات فى صنعاء ‪ .‬لأنه لو كانت حجارة نقط لربما مات‬ ‫منها ‪ .‬فجمعاأً بين هذه الأمور نقول‪ :‬لعله في تلك الحجارة‬ ‫الفيروسات التي أشار إليه بعض كتاب السيرة وبعض‬ ‫المؤرخين‪ .‬ولكن لا نوافقهم بأنه ما هنالك طير‪ .‬لأن القرآن‬ ‫ذكر الطير والحجارة‪ .‬ولا يمكن أن نصرف هذه الألفاظ إلى‬ ‫الفيروسات فقط ‪.‬‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫< المولد النبوة =‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هذه الحادتة زادت من مكانة الأمة العربية‪ .‬وعند العرب‬ ‫زادت مكانة قريش‪ .‬وعند قريش زادت مكانة بني هاشم‪.‬‬ ‫لأن عبدالمطلب هو الذي ذهب إلى أبرهة لكي يسأله ف‬ ‫بعران له أخذها جيش أبرهة‪ .‬وكان أبرهة يريد منه أز‬ ‫يتكلم حول بناء الكعبة‪ .‬لعله يريد أن يبطش به‪ .‬ولكن‬ ‫عبدالمطلب كان حكيماً من حكماء العرب" فقال له‪ :‬جئت‬ ‫تسألني في مائتي بعير وتترك هذا البيت العظيم الذي هو‬ ‫دينك ودين آبائك!‪ .‬ولكنا‪.‬الحكماء لابد أن يكون لهم‬ ‫أساليب في مجالس الملوك يستقرئون بها حالة ذلك الملك‬ ‫وصولته وعجرفته وبطشه‪ .‬فقال له ‪:‬أنا رب الإبل فأسأل عن‬ ‫إبلى ‪ .‬أما البيت الذي تعنيه فله رب يحميه‪ .‬وذلك فيه تذكير‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫‪ -‬المولد النبوم ‪--‬‬ ‫أو_‬ ‫لأبرهة بأن ذلكم البيت ليس محميأ من قبل البشر‪ .‬إنما من‬ ‫قبل النه تعالى ‪ .‬ولكن أبرهة كان غشوماً لا يفكر في منل‬ ‫هذه الأساليب‪ .‬كان قد أتى ليفعل فعلته الشنيعة الخبيثة‬ ‫دون أن يستشير أو يأخذ آراء أناس آخرين أو يستمع إلى‬ ‫من ينصحه في ذلك‪ .‬إنما جاء لينفذ أمرا استراتيجيا بالنسبة‬ ‫إليه وإلى دولته ودينه‪ .‬ولكن شاء النه تعالى أن تكون‬ ‫هزيمته ومحاقه بالتمام في هذه الحادتةس مما زاد من مكانة‬ ‫الدرب ومن مكانة النبي صلى النه عليه وسلم فيما بعد ‪.‬‬ ‫وتلك الأمور هي إرهاصات جعلها النه تعالى لتكون‬ ‫البشرية على أهبة الاستعداد لمولده صلى النه عليه وسلم‬ ‫وللرسالة الإسلامية والبعنة المحمدية‪.‬‬ ‫‪٣0٥‬‬ ‫المولد النبو ح‬ ‫_‬ ‫العصمة قبل النبوة‬ ‫ومن تلك الإرهاصات أيضا العصمة وهي من إرهاصات‬ ‫النبوة‪ .‬قالنه تعالى عصم نبيه محمدا صلى النه عليه وسلم مز‬ ‫المعاصى إرهاصاً لتحمل هذه الرسالة‪.‬‬ ‫ليست هنالك عصمة لمخلوق إلا للأنبياء والرسل عليه‪,‬‬ ‫السلام‪ .‬وهذا من المقرر عندنا معشر الإباضية وعند كغير‬ ‫من أصحاب المذاهب الأخرى‪ .‬وعصمة الأنبياء والرسل‬ ‫مختلف فيها ‪ .‬بمعنى هل هم معصومون قبل النبوة وبعدها؟ أم‬ ‫هذه العصمة هي بعد النبوة فقط؟ أم أن هذه العصمة بعد‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫ح المولد النبوإ ح‬ ‫‪-_-‬‬ ‫النبوة فى الشىء الذي يوحى به وفى الشىء الذي لا يوحى‬ ‫‪.‬‬ ‫به لا توجد عصمة؟ ‪.‬‬ ‫في المذهب الإباضي القول بالعصمة هي قبل النبوة‬ ‫وبعدها ‪ .‬نعم يوجد قول بعدم العصمة قبل النبوة‪ .‬لكن‬ ‫القول بجواز وقوع المعصية لا يستدعي وقوعها‪ .‬والإمام‬ ‫السالمي رضي الله عنه وقف عند قول المذهب‪ .‬ويفهم من‬ ‫كلامه أنه يميل إلى القول بأن العصمة تكون قبل الوحي‬ ‫أيضاً ‪ .‬لأنه يقول ما معناه ‪:‬ما وجدت دليلا سمعياً يدل على‬ ‫أز هنالك عصمة قبل النبوة‪ .‬ولو وجدناه لكان ذلك شيئاً‬ ‫جيدا ‪ .‬ويقول أيضاً ‪ :‬بأن القول بالعصمة وعدم وقوع‬ ‫المعصية قبل النبوة هو اللائق بمنصبهم الكريم ‪.‬‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫ح المولد النبوه ‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫والقول بالعصمة قبل النبوة وبعدها ‪-‬من وجهة نظري‪-‬‬ ‫هو القول المناسب‪ .‬لأن هذا الشخص الذي يرسل من قبل‬ ‫رب العالمين إلى البشرية ويحمل رسالة‪ .‬ويغير مفاهيم‪.‬‬ ‫ويحمل للبشرية ‪-‬كمحمد صلى النه عليه وسلم‪ -‬نبوة إلى‬ ‫أن يرث النه ا لأرض ومن عليها‪ .‬لا يمكن أن يقال بأنه لا‬ ‫وجد عصمة له قبل نبوته‪.‬‬ ‫الرد على القول‬ ‫بعدم العصمة قبل النبوة‬ ‫نجد بعض المحدثين يقولون بأن العصمة بعد النبوة فيما‬ ‫يوحى به‪ .‬أما فى غير الوحى فما هنالك عصمة‪.‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‪ -‬المولد النبوفم ‪---‬‬ ‫‪-‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫يستشهدون على ذلك بحادث تأبير النخل لما أمرهم النبي‬ ‫صلى النه عليه وسلم أن يتركوا التأبير ‪ .‬ففسدت الثمار‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫لهم ‪( :‬أّروا‬ ‫بعد م التأبير ‏‪ ٠‬نقال‬ ‫الثمار فسدت‬ ‫أن‬ ‫أخبروه‬ ‫أنتم أعلم بشؤون دنياكم)‪ .‬لكن هذا ليس له علاقة بقضية‬ ‫في العصمة من‬ ‫هذ ‏‪ ٥‬حركة حيا ة ‏‪ ٠‬وا لكلام‬ ‫العصمة ‏‪ ٠‬لأن‬ ‫لوقوع في المعاصي‪ .‬وهذه ليست بمعصية‪ .‬لأن النبي صلى‬ ‫الذه عليه وسلم إما هو بشر فى حركا ته ‏‪ ١‬لعا د ية ‪ .‬يتحرك‬ ‫شلهم ويأكل كما يأكلون ‪ .‬ويأخذ عادة قومه‪ .‬فهو بشر‬ ‫اصطفاه النه تعالى ‪ .‬قال تعالى ‪(( :‬قل إنما أنا بشر مثلكم‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫المولد النبو ح‬ ‫ح‬ ‫ا__‬ ‫يوحى إليً))"‪ .‬إذا هناك جانب كبير من حركة الحيا‬ ‫وحركة البشرية‪ .‬والكلام إنما هو حول الوقوع في المعاصي‬ ‫التى تشين بالإنسان‪ .‬أما الخطأ فى قضية تأبير فليست من‬ ‫المعاصي‪ .‬وهذه القضية ليست محتاجة إلى وحي‪ ،‬وليست‬ ‫كل حركة الحياة محتاجة إلى وحي‪ .‬فالحياة مرت بتطور‬ ‫استقرار في الزراعة والفلاحة والتجارة‪ .‬وغير ذلك من‬ ‫حركة الحياة‪ .‬منذ آد م عليه السلام وحتى عهد محمد صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪:.١١. ٠‬فيكلا‪‎‬‬ ‫ح المولد النو ح‬ ‫ب‬ ‫وقد يستدل بقصة النبي موسى عليه السلام عندما‬ ‫استغاثه الإسرائيلي فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من‬ ‫عمل الشيطان تم تاب فتاب اله تعالى عليه‪ .‬قال سبحانه‬ ‫وتعالى ‪(( :‬وَدَخَل الْمَريئة على جين عقلة من أهلها فوَجَدَ‬ ‫يها رَجُلَين يقتَتلاز مَذا من شييتته وَمَذا من عَدُوه‬ ‫سعته الزي من شيعته عَلّى الزي من عَدُوفهَوَكَرَه مُوسَى‬ ‫فقضى عَلَيهِ قَالَ هَذَا مر َمَل الشيطان ه عدو فل مبين‪.‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫فال رَبٌ إي ظلمت تسمي قَاغفيرفَلعيَقَرَلَهُ إنه هُوَ الْعَفُورُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‏‪٠>.‬‬ ‫‪٤١‬‬ ‫_ المولد النبوفم ‪--‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫الرحيم‪ .‬قال رَبيمَا أنتسشت عَلَيَ فلن أكون ظهير‬‫‪-‬‬ ‫‪ .‬لكن هذا كان قبل أن يأذن له ربه‪.‬‬ ‫لْمُجْرمِيدَ))‬ ‫ومثلها قضية سؤال الرؤية منه تعالى فتاب منه لأنه سأل‬ ‫رؤية ربه قبل أن يستأذن ربه‪ .‬قال النه تعالى ‪(( :‬وَلَمًا جَاء‬ ‫أوسَى لميقاتتا وَكَلمَه رَبْه قال رَب آيني أنظزإ إليك قال ل‬ ‫ا ولكن انظر إلى الجَبَل فإن استقر مَكَانهُ فسوف‬ ‫بل جََلَهُ دكا وَحَرً مُوسَى صيت‬ ‫للىجربه‬ ‫تراني لما تجَ‬ ‫قَلَمًا أفاققا سُبْحَائكً ثنإليك وأنا أون المُؤمني))"‪.‬‬ ‫فهذه أيضا ليست بداخلة في هذا الموضوع ‪ .‬أي لم تعتبر‬ ‫‪ ١‬التصمص‪=٧١ : ‎‬۔‪. ‎٥١-‬‬ ‫‪‎‬الأعراف‪.١٤٢:‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫آ‬ ‫‪ :‬المولد النبوة ‪- -‬‬ ‫=‬ ‫سصية‪ .‬نعم إنه عوتب من قبل ربه‪ .‬ولكن ليس بالمعنى‬ ‫لمفهوم للمعصية ‪ .‬فالقبطي كان مستحقا للقتل ولكن موسى‬ ‫نتله قبل أن يأذن له ربه‪ .‬ولذلك تاب ربه عليه‪ .‬بعد أن‬ ‫عرف أن هذا من عمل الشيطان ‪ .‬واستغفر فغفر له‪.‬‬ ‫وكلامنا في وقوع المعاصي وليس في حركة البشر‪.‬‬ ‫الأنبياء بشر كأفراد المجتمع البشري الذي عاشوا بينه في‬ ‫حركة الحياة‪ .‬فالنبي محمد صلى النه عليه وسلم كان فعلا‬ ‫سعصوماً حتى قبل النبوة عندما كان يرعى الفنم فجاء‬ ‫ليشهد الاحتفالات العرسية وفيها بعض الغناء والطرب إلى‬ ‫غير ذلك‪ .‬فأرسل النه عليه النوم فما استمع لشيء منه‪ .‬ثم‬ ‫في المرة الثانية فعل به هكذا ‪ .‬وذلك دليل على العصمة‪ .‬وان‬ ‫‪٢‬‬ ‫< المولد النبو ‪-‬‬ ‫|‬ ‫ا‬ ‫هذه النفس العظيمة التي تتهيأ لاستقبال هذه الرسالة‬ ‫الخالدة العظيمة يجب أن تكون منزهة عن هذه السلوكيات‪.‬‬ ‫فكل له مراتبه‪ .‬وهذا معنى قول أنس بن مالك رضي النه عن‬ ‫يقول‪" :‬إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من‬ ‫شعر‪ .‬ما كنا نعدها على عهد رسول النه صلى الله علب‬ ‫يسلم إلا من الكبائر" ‪ .‬فالمقربون ؛ الذين هم أكثر قربا‬ ‫من النه تعالى يعتبرون تلك الحسنات سيئات ‪.‬‬ ‫إذأ شخص مثل محمد صلى النه عليه وسلم الذي يتهيا‬ ‫لاستقبال الرسالة العظيمة لابد أن يكون منزهاً ومعصوما‬ ‫‪. ١ . ٠ ٤‬‬ ‫‪ ١ ٢‬روا‪ ١ ٥ ‎‬لا ما م‪ ١ ‎‬لربيع بن حبيب‪ ١ ! ‎‬لجد يث‪: ‎‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫ح المولد النبو ‪-:-‬‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫ما تتلوث به عظمة هذه الرسالة الخالدة‪ .‬والنه تعالى قد رباه‬ ‫على كثير من الأمور " فهيأ له أن يرعى الغنم‪ .‬وفيه سياسة‬ ‫لأوابل والماشية‪ .‬وفيه السكينة وأخذ العبرة‪ .‬واشترك في‬ ‫الأمور العسكرية كحرب الفجار ‪ .‬واشترك في اللقاءادة‬ ‫في حل‬ ‫‏‪ ٠‬واشترك‬ ‫والاجتماعات السياسية في دار الندوة‬ ‫الفضول الذي كان يشيد به‪ .‬ويتمنى أن لو حصل ذلك في‬ ‫الظالم ‏‪ ٠‬تم اشتفل‬ ‫للمظالم وأخذاً بيد‬ ‫الإسلام ‘ لأن فيه ردا‬ ‫كذلك بالتجارة‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬المولد النبوه ‪--‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫قصص ف السيرة لا تقبل‬ ‫القضايا التي تنسب إلى النبي صلى النه عليه وسلم منها‬ ‫ومنها ما يرد ‪:‬‬ ‫ما يؤخذ‬ ‫" كشف العورة أثناء بناء الكعبة‪:‬‬ ‫من ذلك قضية بناء الكعبة والتي كان عمره صلى النه علي‬ ‫وسلم عندها خمسا وثلاثين سنة عندما أمره عمه العباس‬ ‫أن يظهر عورته ويشتمل إزاره على ردائه عند حمل‬ ‫الحجارة‪ .‬حاشاه عن ذلك‪ .‬وهو رجل شاب وكان قد تزوج‪.‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫المولد النبوا ‪- -‬‬ ‫="‬ ‫فهذا مما لا يمكن أن يحدث‪ .‬فهو لا يستساغ من أي إنسان‬ ‫فكيف بالرسول العظيم صلى النه عليه وسلم؟‪.‬‬ ‫" لقاؤه بالرهبان أثناء رحلته التجارية‪:‬‬ ‫وفي أثناء اشتغاله بالتجارة عندما حمله عمه أبو طالب‬ ‫وكان يتيما بعد وفاة جده عبدالمطلب‪ .‬جاءت رواية بأنه‬ ‫التقى به راهب من رهبان النصارى اسمه بحيرى في الشام‬ ‫فعرف أنه نبي ‪ .‬وأرشد أبا طالب إلى رجعه من الشام خوفا‬ ‫من اليهود ‪ .‬تم مرة ثانية لما ذهب للتجارة التقى براهب آخر‬ ‫اسمه نسطورى فمن به‪ .‬وقال له ‪ :‬إنك نبي ‪ .‬فقضية الرهبان‬ ‫قضية مدسوسة غير صحيحة‪ .‬لأنه لو كان فعلا ‪ -‬أبو‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫_ المولد النبوثج ‪-‬‬ ‫_‬ ‫طالب التقى ببحيرى وحذره‪٠‬‏ هل يعقل من النبي صلى الذ‬ ‫عليه وسلم ‪-‬وهو الرجل الواعي الذي لا يلدغ من جحر‬ ‫مرتين أن يذهب للتجارة مرة ثانية إلى الشام؟ فلا يمكن‬ ‫أن يكون ذلك‪ .‬وإذا سلمنا بأن القصة الأولى صحيحة فإن‬ ‫لا يمكن أن تكون القصة الثانية صحيحة‪ .‬والحقيقة أنهما‬ ‫الك بحيرى ولا نسطورى‪ .‬وهذا الذي جعل المستشرقين‬ ‫يدندنون ويقولون بأن معظم الرسالة الإسلامية مأخوذة‬ ‫من المسيحية ومن الأناجيل‪ .‬وبحيرى أعطى منها النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم وعلمه شيثاً من ذلك‪ .‬وكذلك نسطورى‪ .‬إلى‬ ‫غير ذلك‪ .‬هذا غير صحيح ‪ .‬فالنبي صلى النه عليه وسلم‬ ‫ذهب إلى الشام وما هنالك بحيرى ولا نسطورى‪ .‬لأنه لو‬ ‫‪٨‬‬ ‫< المولد النبوث ‪-::‬‬ ‫_‬ ‫‪-‬‬ ‫كان خفعلاً قد حُدّر وهو قد ذهب إلى الشام للتجارة في‬ ‫قل أن أبا طالب لم يخبر النبي‬ ‫ع هل‬‫يلب"‬ ‫حياة عمه أبي طا‬ ‫محمدا صلى النه عليه وسلم بأنه قد أرجعه من رحلته الأولى‬ ‫خوفا عليه من اليهود فايلشام‪ .‬ويلح عليه في المرة الثانية‬ ‫أن يذهب في تجارة خديجة عندما ادلهہمت عليه خطوب‬ ‫الحياة وضاقت عليهم؟‪.‬‬ ‫هناك العديد من الإرهاصات لولادته ونبوته صلى النه‬ ‫في بهذا‪.‬‬ ‫تكن‬ ‫ك ول‬ ‫نقام‪.‬‬ ‫عليه وسلم يطول بها الم‬ ‫أسال النه لي ولكم التوفيق‪ .‬وأن يجعلنا مقتدين بالنبي‬ ‫محمد صلى النه عليه وسلم في سيرته وفكره وعبادته‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫_ المولد النبو ‪--‬‬ ‫_‬ ‫وأقواله وأفعاله‪ .‬وأن يجعل احتفالنا هذا في ميزان حسناتنا‬ ‫‪٠‬‬ ‫جميعا‪‎‬‬ ‫المولد التبو ‪:--‬‬ ‫_‬ ‫الأسنلة‬ ‫س‪ :‬يسأل السائل عن حرب داحس والغبراء وحرب‬ ‫البسوس التي امتدت أربعين سنة‪ .‬ويقول بأن ذلك دليلا‬ ‫على شراسة العرب؟ ‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬لا شك أن الحرب تقع عند العرب وغيرهم‪ .‬ولكن لا‬ ‫أظن أن في هذه الحرب حدنت مثلة أو تعذيب أو ما يخر‬ ‫بالأخلاق ‪ .‬فالعرب كانوا في حروبهم وإلى الآن شرفاء ‪ .‬فهم‬ ‫لا يقتلون شيخا ولا امرأة ولا طفلاً ‪ .‬وأظن أن كبار السن‬ ‫في عمان أثناء الحروب القبلية التي حدثت في عمان أثناء‬ ‫المناوشات يذكرون أن الرجال يكونون متحصنين وتذهب‬ ‫‪٥١‬‬ ‫_ المولد النبوق س‬ ‫_‬ ‫ہ‬ ‫النساء إلى أطراف البلد والمهاجمون يشاهدونهن ‪ .‬ولكن‬ ‫لا يمكن أن تقتل امرأة‪ .‬لأن ذلك من العار ‪ .‬ولا يمكن أن‬ ‫يقتل طفل أو شيخ ‪ .‬وإن كانت في الحرب تحدث ولاشك في‬ ‫ذلك‪ .‬فنحن عندنا في المجتمع ‏‪ ١‬لعماني المسلم المتمسك‬ ‫بإسلامه‪ .‬عندما تقل قوة الحكم المركزي ويقل الإيمان في‬ ‫قلوب‪ .‬تحدث حروب قبلية وهذا واقع غير منكور‪.‬‬ ‫فالحروب تحدث لكن يبقى أنه ليس هنالك تعذيب أو تميل‪.‬‬ ‫فى‬ ‫مثل ما نشاهده‬ ‫ولا اغتصاب‬ ‫بالنار‬ ‫وما هنالك حرق‬ ‫المدرب‬ ‫الحروب الحديثة التى فيها فضائع غير موجود ة عند‬ ‫لكثير من قصص العالم الإسلامي والتي من بينها ما حيك‬ ‫[‬ ‫= المولد النبوا ح‬ ‫ح‬ ‫ضد المحكمة بأنهم قتلوا خباب وبقروا بطن امرأته‪ .‬وقتلوا‬ ‫طفله ‪ .‬ومثلوا به‪ .‬وهذا غير صحيح ‪ .‬لأنه غير موجود عند‬ ‫المدرب في الجاهلية فكيف يوجد عند العرب المسلمين‬ ‫وخاصة إذا كانوا قريبى عهد بالنبوة والصحابة؟ ‪.‬‬ ‫س‪ :‬البعض يقول ‪ :‬إن الحجاج هدم الكعبة وقتل عبدالنه بر‬ ‫الزبير ولم يصبه النه بعقاب‪ .‬كيف ترد على ذلك؟‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬لعل هنالك مبالخات‪ .‬أما قتل عبدالنه بن الزبير ‪ .‬فلان‬ ‫عبدالنه بن الزبير خرج على الأمويين وأراد أن يستقل‬ ‫فقتلوه‪ .‬وقتلوا الحسين بن علي ‪ .‬وقتلوا طالب الحق عبدالنه‬ ‫بن يحيى الكندي وأبا حمزة المختار بن عوف الشاري‪.‬‬ ‫‪0٣‬‬ ‫‪---‬‬ ‫المولد النبو‬ ‫ا‬ ‫وقتلوا من الصحابة في وقعت الحرة‪ .‬وهكذا شأن الحروب‪.‬‬ ‫ومعروف من هو الشهيد ومن هو الباغي ‪ .‬وحرب الحجاج‬ ‫ضد عبدالنه بن الزبير ‪ .‬فالان عبدالنه بن الزبير تستر يمكة‪.‬‬ ‫وقد يكون أصاب بعض المنجنيق الكعبة‪ .‬لكن الكعبة‬ ‫سها احترقت في عهد عبدالنه بن الزبير ‪ .‬والاحتراق كان‬ ‫جيعياأ ‪ .‬روى الإمام الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد‬ ‫قال ‪ :‬لما احترق بيت النه الحرام من أجل شرارة طارت بها‬ ‫الريح ؛ قال بعف الناس‪ :‬قدر النه هذا‪ .‬وقال آخرون‪:‬لم‬ ‫يقدر النه أن يحترق بيته‪ .‬فمن ثم وقع الخلاف الأول في‬ ‫‪01٤‬‬ ‫المولد النبو ‪--‬‬ ‫‪-‬‬ ‫القدر ‪ .‬قال أبو عبيدة‪ :‬وكان احتراقه يوم السبت لست‬ ‫ليال خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين“' ‪.‬‬ ‫وفي ذلك الزمان كانت البيوت تبنى من أشياء بسيطة‪.‬‬ ‫وكانوا يسكنون حول الكعبة وقريبا منها‪ .‬أما الكعبة فلم‬ ‫تتهدم من جراء ذلك الاحتراق ‏‪ ٠‬إنما هدمت بعد مقتل ابن‬ ‫الزبير ‪ .‬لأن عبدالنه بن الزبير سمع حديثأ من خالته عائشة‬ ‫أن الرسول صلى النه عليه وسلم قال لها ‪( :‬ألم تري قومك‬ ‫حين بنوا البيت اقتصروا عن قواعد إبراهيم عليه السلام؟)‬ ‫فقالت‪ :‬يا رسول النه ألا تردها إلى قواعد إبراهيم؟ ‪ .‬قال‪:‬‬ ‫‪ ١٤‬روا ها لإ ما م‪ ١ ‎‬لربيع ‪ :‬الحر‪:٨١٤. ‎‬ثي‬ ‫‪٥0٥‬‬ ‫ح المولد النبواإ =‬ ‫ہ۔ہ‬ ‫(لولا حدثان قومك بالكفر)" ‪ .‬وذلك أن الخطيم وهو حجر‬ ‫إسماعيل داخل في البناء ‪ .‬فلما جاءت قريش تبنيها قالوا‪:‬‬ ‫نبنيها من خالص المال ومن طيب الكسبپ وقصرت النفقة‬ ‫وينوا ذلك الجزء ‏‪ ٠‬فابن الزبير أخذ بتلك الرواية وهدم‬ ‫الكعبة وبناها كما كانت على قواعد إسماعيل قبل بناء‬ ‫لريش‪ .‬ولما قتل ابن الزبير ورجع الأمر لالامويين قال عبد‬ ‫الملك بن مروان‪ :‬دعنا من ألاعيب ابن الزبير ‪ .‬وأمر الحجاج‬ ‫أن يهدمها مرة تانية‪ .‬ويبنيها كما بنتها قريش‪ .‬وهذه‬ ‫‪ ٥‬رواه الإمام الربيع؛ الحديث؛‪.٤١٠ ‎‬‬ ‫‪0٦‬‬ ‫المولد النبوإ ح‬ ‫ح‬ ‫والسلطة‬ ‫والشهرة‬ ‫السمعة‬ ‫على‬ ‫سياسية‬ ‫قضا يا منا فسا ت‬ ‫والدعاية إلى غير ذلك‪ .‬واله أعلم‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل ما يدون من الحوادث التى صاحبت مولد الرسول‬ ‫إيوا ن كسرى‬ ‫بعض‬ ‫متل سقوط‬ ‫عليه ‏‪ ١‬لصلا ة وا لسلام‬ ‫وانطفاء نار فارس وغيره يمكن أن نعتبره من الإرهاصات؟‪.‬‬ ‫ج ‪:‬هذه الحوادث لا يمكن أن نعتبرها إرهاصات‪ .‬أولأ لأن‬ ‫هذه الأمور طبيعية وعادية ‪ .‬ثم ألم يحصل وأن جفت بحيرة‬ ‫طبرية في غير تلك المرة؟! فالبحيرات تعتمد على الأمطار ‪.‬‬ ‫وعندما لا يكون هنالك مطر جيد تجف أو يخف ماؤها‪.‬‬ ‫وكذ لك إيوا ن كسرى إنما هو بناء ‪ .‬ولماذا خص إيوان‬ ‫‪0٧‬‬ ‫المولد النبو >‪--‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫كسرى بسقوط بعض شرفاته؟ لماذا لم يكن في إيوان‬ ‫الروم أو بيوت قريش أو قصور اليمن؟ لماذا فقط في‬ ‫المدائن؟ لعل الذي اصطنع ذلك متحامل على الفرس‪ .‬وإلا‬ ‫فما المعنى أن تترك كل هذه الدنيا ولا يسقط شيع منها‪.‬‬ ‫تسقط بعض من شرفات إيوان كسرى؟ فهذه الحوادث‬ ‫فيها ما فيها‪ .‬حتى أن الشيخ أبا إسحاق اطفيش رحمه اذ‬ ‫تعالى قال‪ :‬بأن هذه أمور عادية لا يمكن أن تكون من‬ ‫الخوارق أو المعجزات‪ .‬لأن هذه الأمور حدث لها هذا الشى‪.‬‬ ‫وسيحدث لها مرة ثانية‪ .‬ونبوة محمد صلى النه عليه وسلم‬ ‫أعظم من هذا‪ .‬فالتهيئة الكونية الفخمة تجعل من هذه‬ ‫الرسالة لها ذلك القبول والانسجام مع الانسياق العام‬ ‫‪٥0٨‬‬ ‫_ المولد النبول ‪---‬‬ ‫_‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫شرفة‬ ‫سقوط‬ ‫مجرد‬ ‫الحقيقي ‏‪ ٠‬أما‬ ‫‏‪ ٠‬هذ ‏‪ ١‬هو ‏‪ ١‬لإرها ص‬ ‫للكون‬ ‫وانخفاض ماء في مكان ما ‪ .‬وجفاف بحيرة‪ .‬فيجب أن يترفع‬ ‫الفكر المسلم عنها ويتخلص منها ‪.‬‬ ‫س‪ :‬سؤال عن حادثة شقالصدر؟ ‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬هذه الحادثة أيضاً من ذلك القبيل الذي ذكرناه في‬ ‫السؤال السابق‪ .‬فهنالك أنبياء ورسل قبله صلى النه عليه‬ ‫وسلم لماذا لم يحدث لهم مثل هذا الشي{؟ هل يعقل أن لا‬ ‫يجعل النه نبيه كامل الإنسانية ومتقبل الإيمان إلا بأن يأتي‬ ‫اتنان ويمرغانه في التراب تم يشقان صدره وينظفان قلبه‬ ‫ماء زمزم‪ .‬ويخيطانه بخيط أسود! ومن الذي أخبر الراوي‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫‪ -‬المولد النبوج ‪7‬‬ ‫_‬ ‫بأنه من ماء زمزم في تلك الساعة؟! ففي الرواية يقول‪ :‬إنه‬ ‫‪6‬‬ ‫‏‪ ٠‬وأنه خا طه بخيط أسود‬ ‫به ما ء زمزم‬ ‫طسست من ذ هب‬ ‫والرواية مروية عن أنس بن مالك ‪-‬حاشاه عن ذلك وإني‬ ‫أرى ذلك الخيط فى صدره صلى النه عليه وسلم ‪ .‬وكلها مواد‬ ‫دانية تماما لا ترضاها البشرية في هذه العهد ‪ .‬ومع ذلك‬ ‫تجمل من صلب هذاالد ين ومن معجزاته ‪ .‬هذا بعيد عن‬ ‫الحقيقة‪ .‬ولا يقبلها العقل‪ .‬لأن النه تعالى خلق محمدا وهيأه‬ ‫وخلقه بشرا سويا كغيره من البشر ‪(( :‬قل إِتَمَا أنا بشر‬ ‫مثلكم يوحى إلَيً)) فهنالك بشرية كاملة‪ .‬وقضايا الإيمان‬ ‫غير محتاجة إلى أن يشق الصدر وتؤخذ منه علقة سوداء‬ ‫تمل حظ الشيطان ‪ .‬فالنه تعالى عاصم نبيه من شر الشيطان‬ ‫‪٦1‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ح المولد البو ‪--‬‬ ‫ن‬ ‫وغيره ‪ .‬فلا داعي لمغل هذه الروايات لأنها تحمل ضعفها في‬ ‫فسها ‪ .‬وهل يعقل أن يبقى أثر الخيط الأسود ‪ .‬وعمل‬ ‫ملائكة دائما عمل غير محسوس؟! فهذه القضية يجب أن‬ ‫ترع عنها الفكر الإسلامي‪ .‬ومي سيقت في مقام التعظيم‬ ‫لنبي صلى الئه عليه وسلم ولكنها أمام التحليل والتدقيق‬ ‫رى فيها الإنسان المفكر استنقاصاً منه صلى النه علي‬ ‫سلم والنيل من عظمته وشخصيته وكمال إنسانيته‪ .‬هم‬ ‫بسوقونها للتعظيم ونحن نرى فيها استنقاصاً من عظمة‬ ‫الكم الرجل العظيم‪ .‬هذا هو الفرق بيننا وبين الآخرين ‪.‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫المولد النبو ح‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫س ‪:‬هل قصة بحيرى مع رسول النه صلى النه عليه وسلم‬ ‫ينسحب معها أخذ السيدة خديجة رضي النه عنها الرسول‬ ‫صلى النه عليه وسلم إلى ورقة بن نوفل أم أن هنالك فرقا‪.‬‬ ‫‪ :‬هنالك فرق بين الروايتين‪ .‬فورقة بن نوفل كان نصرانيا‬ ‫‪ 1‬كان متأنرأ ‪ .‬إلا أنه عنده من الديانة الإبراهيمية ‪ .‬لأنه‬ ‫من قريش وفي مكة‪ .‬والحقيقة أن المرب الذين عبدوا‬ ‫الأوثان ليست وثنيتهم كوثنية الرومان أو المجوس‪ .‬لأن‬ ‫المدرب كان عندهم تلطخ بالوتنية‪ .‬وليس عندهم إيغال‬ ‫فيها‪ .‬لأنه عندهم الإيمان بالله وأن الئه تعالى هو القادر‪.‬‬ ‫وعندهم كذلك الحج إلى مكة‪ .‬وتعظيم البيتپ فعندهم بقايا‬ ‫من الديانة الإبراهيمية في السلوك وفي بعض العبادات وهم‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫«‬ ‫قرون بالخالق‪ .‬ومع ذلك يشركون معه تلك الأصنام‬ ‫ريتوسلون بها ‪(( :‬مَا تَعْبْدُهُم إلا ليُقرَبُوتَا إلى النه زلفى))‪`١‬‏‬ ‫نإذا وثنية الدرب أقل حدة من وثنية الرومان والفرس‬ ‫والوتنيات الأخرى‪ ،‬لأنه عندهم الديانة الإبراهيمية‪ .‬كذا‬ ‫بالنسبة إلى نصرانية ورقة بن نوفل فهو عنده بقايا من‬ ‫دين إبرا هيم‪ .‬وتاتر بكتب ‏‪ ١‬لنصرانية التي تبشر به صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ .‬لأن الكتب الأولى جميعها يقال بأنها‬ ‫ممحمد صلى ‏‪ ١‬لنه عليه وسلم ‏‪ ٠‬حتى أن أقد م هذ ‏‪٥‬‬ ‫بشرت‬ ‫الكتب والديانات الديانة البرهمية الهندية‪ .‬كتابهم الفيدا‬ ‫‪ ١١٩‬لزمر‪. ٣: ‎‬‬ ‫‪٦1‬‬ ‫المولد الننو ح‬ ‫‪-‬‬ ‫يقال فيه تبشير محمد صلى ا له عليه وسلم ‪ .‬حتى المجوس‬ ‫الذين يقال‪ :‬إن زرادشت نبي عندهم في كتابه أيضاً تبشير‬ ‫به‪ .‬والتوراة فيها تبشير به صلى النه عليه وسلم واسمه‬ ‫أحمد ‪ .‬وكذلك الإنجيلں قال النه عو وجل ‪(( :‬النرين يتبعون‬ ‫لرسول الني الأمي الذي يَجُوتة مَكُئوباً عندهم في الئوراة‬ ‫والأنجيل يَأمُرمُم يالمَمروف وَيَنْهَاهُمْ عن الْمُنكَر ويجل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ ٠‬۔ه‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫۔ ‪٥‬ه‬ ‫ر‬ ‫۔۔‪.‬۔‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ه‬ ‫۔؟] ه‬ ‫وه‬ ‫۔مو۔‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫؟ د دو‬ ‫الطيبات ويحرم عليهم الباث ويضع عنهم إصرهم‬ ‫والغلال التي كاتت عَليْهمْ فالذين آمَشّوا يه وَعَرَرُوه‬ ‫ھ‬ ‫هو‬ ‫۔ م‬ ‫‪,‬۔۔۔ ه؟ ]‪ ,‬‏‪‘١‬ه ه‬ ‫ث‪:‬‬ ‫‪,.‬‬ ‫‪(-‬‬ ‫ةے‬ ‫ه۔ ه‪,‬ي۔ھ‬ ‫۔‬ ‫وَتَصَروه واتبعوا النورالنزري أنزل مَعَهُأوَيك هم‬ ‫‪٦1٤‬‬ ‫المولد النبو ح‬ ‫ح‬ ‫‪-‬‬ ‫لمُفَليحُون)) ‏‪ ٠‬وقال سبحانه ‪(( :‬وَإذ قال عيسى ابن مَرْيَ‬ ‫يا بني إسرائيل إي رَسُول الله إليكم مُصَدّقا يما بن يدي‬ ‫ين التوراة ومضر يرَسُول يأتي من بندي انمة‬ ‫ه‪٠‬۔ء‪١٨,,‬‏‬ ‫ا‬ ‫فمعنى ذلك أن كل كتب الديانات الموجودة فيها ‪:‬‬ ‫التبشير بمحمد صلى النه عليه وسلمس فورقة بن نوفل لما‬ ‫اطلع على كتب النصارى ووجد ذلك التبشير لا شك بأنه‬ ‫يؤمن بذلك‪ .‬وأخبر به خديجة‪.‬‬ ‫‪ ٧‬الأعراف‪.١٥٧: ‎‬‬ ‫‪ ٨‬الصف‪ ‎‬ئ{‪. ٦‬‬ ‫‪٦10‬‬ ‫= المولد البو ح‬ ‫‪-‬‬ ‫س‪ :‬تذكر كتب التاريخ والسيرة أن العرب كانوا يطوفون‬ ‫حول الكعبة عراة‪ .‬هل هذا صحيح ؛ وهم قد انتشرت‬ ‫عندهم الغيرة‪ .‬وعندهم الحضارة والمدنية؟ ‪.‬‬ ‫ج‪ :‬تحتاج هذه الرواية إلى تمحيص‪٢١‬‏ ‪ .‬وأظن أن ذلك من‬ ‫باب أن قريشا استغخلت ‪-‬إن صحت هذه الرواية الحرم‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩‬وقمت الرواية بذلك عند الإمام الربيع رحمه النه تعالى ‪ .‬وليس فيها التصريح‬ ‫بحدوث الطواف وأحد من الناس عريان ‪ .‬وإنما النهي أن يطوف أحد وهو عريان‪ .‬وفرق‬ ‫واضح بين الأمرين‪ .‬أبو عبيدة قال ؛ سئل علي بن أبي طالب بأي شيه بعثك رسول‬ ‫صلى النه عليه وسلم إلى أبي بكر في حجة عام تسع؟ ‪ .‬قال بأربع خصال‪ :‬ألا يطوف‬ ‫بالبيت عريان‪ .‬ولا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة‪ .‬ولا يجتمع مسلم ومشرك في الحرم‬ ‫بعد عامهم هذا‪ .‬ومن كان له عند النبي صلى النه عليه وسلم عهد فإلى عهده‪ .‬ومن لم‬ ‫يكن له عهد فإلى أربعة أشهر ‪(.‬المند‪ /‬ح‪.)٤١٦٤٠‬‏‬ ‫وأيضا ليس من الشرط في العري إبداء السوأة المغلظة‪.‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫ح المولد البو ح‬ ‫‪-‬‬ ‫اعتبرت اللباس الذي أتي من خارج الحرم ثوبا نجسا‪.‬‬ ‫وعلى الطائف أن يأخذ من قريش لباس يلبسه‪ .‬وهذا فيه‬ ‫تسويق ونظرة اقتصادية‪ .‬وقريش هم أهل تجارة‪ .‬فأوحوا‬ ‫إلى الناس على أن هذا اللباس نجس ولا يمكن الطواف به‪٥‬‏‬ ‫فإما أن يشتري اللباس من مكة ويطوف به‪ .‬وإما أن‬ ‫يطوف عاريا‪ .‬فالذي ليس عنده مال أو أن أحواله غير‬ ‫متيسرة‪ .‬ربا يتجرأ ويطوف عاريا‪ .‬لكن لا يمكن للمرأة أن‬ ‫تطوف عارية‪ .‬لأن العرب لا ترضى بذلك ولا للرجل فى‬ ‫الحقيقة‪ .‬ولعلها إذا كانت حدثت فهي حادتة واحدة أو من‬ ‫فرد أو فردين طافا بشيء من العري‪ .‬والإسلام دائما يعتبر‬ ‫الأمور ولو كانت حادثة واحدة فردية فلابد أن يعالجها‬ ‫‪1٦٧‬‬ ‫المولد النو ح‬ ‫ح‬ ‫=‬ ‫الإسلام ويقضي عليها‪ .‬لكن نقول‪ :‬إن صحت هذه‬ ‫الروايات؛ ففعلاً هذا من استغلال قريش للمكان لتفرض‬ ‫بضاعتها ‪ .‬ولعل فردا أو فردين لم يتمكنا من ذلك فطافا‬ ‫بشيء من العري‪ .‬والنه أعلم بذلك‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫_‬ ‫المولد النبو ‏‪٢‬‬ ‫=‬ ‫ا‪.‬‬ ‫الفهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫لموضوع‬ ‫‏‪١‬‬ ‫لمقدمة‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫لمولد النبوي ميلاد للإنسانية‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫لموقف من الاحتفال بالمولد‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫لشيخ البهلاني وحماية العقيدة‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫ارييخ المولد‬ ‫‏‪١‬‬ ‫عظيم الإباضية للنبي عليه الصلاة والسلام‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫التهيئة الكونية للمولد والنبوة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫إحياء مكة‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫اجابة دعوة إبراهيم عليه السلام‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫ح المولد النبوا ح‬ ‫=‬ ‫‏‪١٧‬‬ ‫أسباب الخلل فى عقيدة العرب‬ ‫‏‪١٨‬‬ ‫أثر الشريعةا لإبراهمية‬ ‫‪5‬‬ ‫الشعوبيون وتشويه صورة العرب‬ ‫‏‪٦٤‬‬ ‫الاغترار بتلك الاستنقاصات‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫توحداللغة عند العرب‬ ‫‏‪٢٧‬‬ ‫مكانة مكة بعد حادتة الفيل‬ ‫‏‪٢٦‬‬ ‫العصمة قبل النبوة‬ ‫‏‪٢٨‬‬ ‫الرد على القول بعدم العصمة قبل النبوة‬ ‫‏‪٤٦‬‬ ‫قصص في السيرة لا تقبل‬ ‫‏‪٥١‬‬ ‫الأسئلة‬