‫‏‪ ٣‬الصلاة‬ ‫‪2‬‬ ‫ت‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫كلمة ا ل خذوا ‏‪١‬‬ ‫شوك أخوار العفول فر الوحي‬ ‫ثالية‪.‬‬ ‫العلرمغابي محمد عبدالامير حمبيالساةة‬ ‫‪٫‬حمه‏ الله خعالو؛ ووضمر عنه‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الطظعة الثان‬ ‫‏‪2١٩٩١‬‬ ‫‪.‬۔‬ ‫‏‪ ١٤١١‬ه‬ ‫شرح أنوار العقول في التوحيد‬ ‫تأليف العلامة‬ ‫أبي محمد عبد الله بن حميد السامى‬ ‫(رحمه الله تعالى ورضي عنه)‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫‪١٤١١‬ه‏ ۔ ‪١٩٩١‬م‏‬ ‫التوحيد‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لعقول‬ ‫أنوار‬ ‫منظومة‬ ‫بسم ا لله ‏‪ ١‬لرحمننالرحيم‬ ‫ل ‪.‬ه‬ ‫التقى‬ ‫وئي‬ ‫نهى‬ ‫ف‬ ‫الأصول‬ ‫شمس‬ ‫الهاكا‬ ‫يسرها‬ ‫وجاتبُوا‬ ‫‪7‬‬ ‫م‬ ‫برها‬ ‫فأبصرُوا‬ ‫‏‪ ١‬لقو ب‬ ‫ف‬ ‫‪7‬‬ ‫ق‬ ‫حضرة ة‬ ‫ف‬ ‫القرب‬ ‫على بساط‬ ‫استَوؤا‬ ‫حتى‬ ‫بالفكر‬ ‫اسر رمم‬ ‫وبست‬ ‫بالأكر‬ ‫فانتعشت عقولهم‬ ‫الأفكار‬ ‫فأبرزوا ‪ .‬نتاج‬ ‫َُ‬ ‫إتعا مه‬ ‫ستا‬ ‫مسطحان‬ ‫سلامه‬ ‫مع‬ ‫الله‬ ‫‪:7‬‬ ‫تم‬ ‫الجليل‬ ‫الصطقى‬ ‫النبي‬ ‫على‬ ‫الجميل‬ ‫با تا‬ ‫ممر جَانِ‬ ‫بع‬ ‫والالى و لصَححبَ الرضى ‪7‬‬ ‫دا‬ ‫قص‬ ‫ملم‬ ‫أجل‬ ‫وإنه‬ ‫بالترقان‬ ‫كلف‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫للا نسا‬ ‫يير ب‬ ‫ل ت‬ ‫م‬ ‫ء‬ ‫‏‪ ١‬صله‬ ‫ف‬ ‫د رر! ‏‪١‬‬ ‫تَظْمُتُ‬ ‫و ق‬ ‫م‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأبرار ر‬ ‫السادة‬ ‫الكره‬ ‫عن‬ ‫الانبار‬ ‫زاخر‬ ‫لقطثها } سن‬ ‫قر ضني‬ ‫من‬ ‫ف‪ ,‬غد‬ ‫اراها‬ ‫حتى‬ ‫م‬ ‫عم اتَفعها‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫‪,‬۔‬ ‫وه‪,‬‬ ‫صثعي ا‬ ‫م‬ ‫وأن‬ ‫الززى‬ ‫كل‬ ‫ومنه أرخ‬ ‫الأول‬ ‫الركن‬ ‫وفيه أربعة أبواب‬ ‫وما يشتمل عليه ‪.‬‬ ‫العلم‬ ‫ف‬ ‫الباب الاول‬ ‫وفضله‬ ‫العلم وأحكامه‬ ‫في أقسام‬ ‫تؤشث(«‬ ‫تامُلل وَنتظري‬ ‫بلا‬ ‫و‬ ‫ضر ور ش‬ ‫ا لعلم‬ ‫و مخدرث‬ ‫ئفي الشرع‪ .‬معروفا كما ‪7‬‬ ‫تعد‬ ‫له‬ ‫ذين‬ ‫من‬ ‫والكل‬ ‫وجبا‬ ‫قد‬ ‫لازم‬ ‫منه‬ ‫‪:‬‬ ‫لنز _‪:‬‬ ‫وما عدا‬ ‫أ فواجث‬ ‫هو‬ ‫‪/‬‬ ‫جا‬ ‫يسعنا‬ ‫‪ .‬لم‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪8‬‬ ‫م‬ ‫‪/‬‬ ‫۔ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫انم‬ ‫بتَرلقر ذاك‬ ‫لقادر‬ ‫‪2‬‬ ‫للواجحر‪ .‬حتما‬ ‫الخ‬ ‫۔ ۔‪ٍ 9 ‎‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫ل‬ ‫تمضي‬ ‫أى‬ ‫وإن‬ ‫معبرا‬ ‫كفله‬ ‫مَنَ‬ ‫مَغ قوته‬ ‫مأمن‬ ‫الأنا‬ ‫ربنا‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫جَاَث‬ ‫الناني ففيىالسؤال‬ ‫الباب‬ ‫المجيب ‪1‬‬ ‫والناني تفويض‬ ‫ححجَرا‬ ‫قسم‬ ‫قسْمَان‬ ‫سوانا‬ ‫تهتدي‬ ‫فلي‬ ‫قس‬ ‫للازم‬ ‫الند‬ ‫في‬ ‫وباغبار الشرع‪.‬‬ ‫باضطراب‪4‬ه‬ ‫جاء‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫اقض‬ ‫وَقََا‬ ‫المحال‬ ‫من‬ ‫كونه‬ ‫أ‬ ‫بنا تعالى‬ ‫من أني متى عن‬ ‫‪٥‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫‪.٤‬‬ ‫وعأنني ميةع وعالووا يم نلقينسا‬ ‫ص‬ ‫س ‏‪٥‬‬ ‫۔‬ ‫‪« 9‬‏‪٠‬‬ ‫ه ِ‬ ‫جنس‬ ‫عن‬ ‫ومن‬ ‫مل‬ ‫مز‬ ‫ن‬ ‫؟‪ /‬ما‬ ‫جاء ء ‪7‬‬ ‫سو‏‪٢‬ال‬ ‫متى‬ ‫_‪:‬‬ ‫اا‪:‬‬ ‫قا‬ ‫"‬ ‫فرد‬ ‫الاجتهاد والفتوى‬ ‫الباب الثالث في‬ ‫َ۔‬ ‫‪.‬ه‪,‬‬ ‫‪.‬و‬ ‫ه‬ ‫المختار‬ ‫سنة‬ ‫بعد‬ ‫إجمماغ‬ ‫الناري‬ ‫كتاب‬ ‫والأصل للفقه‬ ‫فيها مُبْدعا‬ ‫وَمَالِك من كان‬ ‫معا‬ ‫هذي‬ ‫عند‬ ‫والاجتهاد‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫و و ‏‪١‬‬ ‫الأجو‪7‬‬ ‫تحرى‬ ‫أن‬ ‫وواجب‬ ‫ج‬ ‫الأصول‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫والأي‬ ‫‪٠‬‬ ‫}‬ ‫‪:‬‬ ‫خلاًفنا‬ ‫لم ‪ ,‬يجز‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫غزل‬ ‫وَمَيلنا‬ ‫ترى‬ ‫مما‬ ‫راوا‬ ‫فِيمَا‬ ‫كافر‬ ‫حلاف‬ ‫كان‬ ‫او‬ ‫‏‪ ١‬لحاكم‬ ‫حكم‬ ‫ما قد‬ ‫عي ‪,‬ر‬ ‫في‬ ‫الأغدلاً‬ ‫قَاقصدَنَ‬ ‫حَكَمْتَ‬ ‫و‬ ‫قد‬ ‫للسبا ع‪,‬‬ ‫الأكل‬ ‫مثل‬ ‫وَذاكُ‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ورد‬ ‫تهي‬ ‫وان‬ ‫جلها‬ ‫رأيت‬ ‫كمثل ما اختار إِمَام الذب‬ ‫‪4‬‬ ‫الأذب‬ ‫سّبيا(‬ ‫عَلى‬ ‫‪,‬حَمَلَهُ‬ ‫‪_ ٤‬‬ ‫والحلف إن لَ م تَعْرقَنً الأغدلاً‬ ‫‪7‬‬ ‫اق‬ ‫‪.‬ه‬ ‫‪7‬‬ ‫نَعمَلا‬ ‫ان‬ ‫بما تَشَا‬ ‫جائز‬ ‫عل‬ ‫علم‬ ‫الر تسنتيز واجبا ‪7‬‬ ‫في ذا عدم‬ ‫أولا اذ التحري‬ ‫وخطأ العالم فيايلقتوى هُمل‬ ‫م‬ ‫ات‬ ‫ى‬ ‫مجمَلا‬ ‫فالرب‬ ‫عله‬ ‫م‬ ‫‪-‬‬ ‫بطلائه‬ ‫تخفى‬ ‫وان‬ ‫إن كان مما حُجّة السماع‪ .‬بة‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫فلتتبه‬ ‫‪4‬‬ ‫مُعَّرا‬ ‫يجن‬ ‫روم‬ ‫ا لر ‏‪١‬ابع فى أ قسا م ‏‪ ١‬لجهل‬ ‫الباب‬ ‫وفيما يسع جهله وفيما لايسع جهله‬ ‫۔ ‏‪١‬‬ ‫‏‪ ١‬م‬ ‫َ وم‬ ‫‪..‬‬ ‫م ‪,,‬‬ ‫و و‬ ‫سلما‬ ‫‪7‬‬ ‫قسمان‬ ‫الجهل‬ ‫تلم‬ ‫لس‬ ‫ركب‬ ‫إلى‬ ‫مم‬ ‫ا‪١‬‏ تكيف‬ ‫لَدَُى‬ ‫وبباا عتيباار هو‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‏ً‪١‬‬ ‫من‬ ‫‪,.‬‬ ‫م وو‬ ‫و‬ ‫و ‪٥‬۔۔ه‏‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫أتى‬ ‫الر‬ ‫عَدًا‬ ‫ا‬ ‫ّما‬ ‫بز‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫‏‪ ٥‬تتبغ‬ ‫ئؤو‬ ‫برا‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هد ا و‬ ‫‏‪ ٠٥‬م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ورح‬ ‫ر‬ ‫معبر‬ ‫سنتم‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫إن‬ ‫السؤال‬ ‫ذذقذ‬‫عتَم‬ ‫واع‬ ‫لكن ليك أن | توده كا‬ ‫كالتدل‬ ‫وال‬ ‫الناري‬ ‫وكلك‬ ‫منيته‬ ‫وَدَين‬ ‫يالفؤر‬ ‫قولان‬ ‫الأجل‬ ‫إلى‬ ‫جهلكَه‬ ‫فواسيع‬ ‫سلكه‬ ‫تظم‬ ‫كالاؤى‬ ‫وقيل‬ ‫للستات‬ ‫ذين‬ ‫وقت‬ ‫لأن‬ ‫مر‬ ‫‪7‬و‬ ‫‏‪ 1 ٥‬ز ة‬ ‫ى‬ ‫وَؤاميغ `‬ ‫تقيم‬ ‫عليه‬ ‫مالم‬ ‫جميعه‬ ‫قائم العيني وكالحمشور‬ ‫إن‬ ‫والخنرزن ر‬ ‫وات‬ ‫كالدّم‬ ‫ما كان َِ المكان‬ ‫ف أ‬ ‫و‬ ‫‪7‬‬ ‫لأزناد‬ ‫يذبح‬ ‫وكالذي‬ ‫وذا لَدَى المُضطرً قد‬ ‫فؤاسبغنغ لجاهلي غلويه ا‬ ‫زنكرغا جَهُلهُم بها اسنتبن‬ ‫ماا تركوا اريكنها‪ ,‬وحق ‪:‬‬ ‫نكاح مَنْ شاء يلا ازتاب‬ ‫متى رأ ى حرام ما فيه وق‬ ‫©‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫وَرَجَعْ‬ ‫خلافا‬ ‫بتةقصيذ‬ ‫م‬ ‫حَاَ‬ ‫إن‬ ‫اصر‬ ‫اذ‬ ‫مُسنْتحلا‬ ‫ا‬ ‫محرما‬ ‫المصر‬ ‫ضلالة‬ ‫جهل‬ ‫يِسَع‬ ‫ولم‬ ‫عمهم مالم ه ‪ .‬الحك ا ي‬ ‫عَلمَ كفره ومع‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‬ ‫من بعد أن‬ ‫تعدل‬ ‫عَنْ تحليله ‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫شرويلها زكال_ياح‬ ‫ل‬ ‫أثماً‬ ‫عله‬ ‫الناري‬ ‫أؤجَجبَ‬ ‫ق‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫خلاف‬ ‫افي ف صن‬ ‫يذ‬ ‫وإن‬ ‫الغْلَمَا‬ ‫بقول‬ ‫لجهل‬ ‫وسبع‬ ‫ق‬ ‫وقيل مالم تبصر الحق فلا‬ ‫لو كان واجد لله الفضل علا‬ ‫م‬ ‫[‬ ‫مى‬ ‫تيسا‬ ‫‪.‬ق ‪.‬‬ ‫تقالهم‬ ‫كالأيياء ا‬ ‫العليا‬ ‫أن‬ ‫الأول‬ ‫ورجح‬ ‫وكل شتى وَاسيع جَهلك بة‬ ‫ّ‬ ‫الركن الثانى ؤفى الجملة‬ ‫وتفسيرها وما يشتمل عليه إ وفيه ستة أبواب‬ ‫الباب الأول‬ ‫في لزوم الجملة وكيفية قم الحجة بها‬ ‫يقم‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫‏‪ ١‬لجملة‬ ‫في‬ ‫و ‏‪ ١‬لقول‬ ‫إذ لَمْ يكن جل مكلفا ‪7‬‬ ‫قذلا‬ ‫منه‬ ‫شنا لكان‬ ‫ولو‬ ‫م‬ ‫قَلا‬ ‫امرء‬ ‫بمائها‬ ‫أى‬ ‫وان‬ ‫‪_ ٦‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫رَظ‬ ‫مَا‬ ‫بعد‬ ‫ال و ملة‬ ‫وَمُنك و‬ ‫ولا‬ ‫و‬ ‫يِسَع جهل‬ ‫و‬ ‫فنيه‬ ‫شك‬ ‫كذاك‪ . ,‬جهل م‬ ‫م‬ ‫للاجيرا والبغض نهم قذ أبلى‬ ‫‏‪٥ -‬‬ ‫‪3‬‬‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بها‬ ‫فهو‬ ‫<‬ ‫طرا‬ ‫ذكرها ق‬ ‫ان‬ ‫تصديقه‬ ‫شيئا بها كعهدما لم نكث‬ ‫‏‪ ٢‬يَجتزني بالماضي مالم يحيث‬ ‫كحكم ما رأيت من تعبيرها‬ ‫من تفسيرها‬ ‫الجملة‬ ‫وَمَا عَدا‬ ‫ما تقدما‬ ‫أخدت ن‬ ‫إلآ لدى السُؤالل والجفل يما‬ ‫فُسريْرهما بالقلب ! الكف‬ ‫وما عدا الإيمان فاللازم فني‬ ‫عقله‬ ‫م‬ ‫المنى لَه‬ ‫وحجة‬ ‫الناني‬ ‫الباب‬ ‫في التوحيد‬ ‫وفيه أربعة فصول وخاتمة‬ ‫الأول‬ ‫الفصل‬ ‫والاشباه‬ ‫والانداد‬ ‫نفي الاضداد‬ ‫ق‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ر‬ ‫‏‪١‬‬ ‫۔ه‬ ‫۔ ۔ ‏‪٥‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬ ‫النفس احتبس‬ ‫هوى‬ ‫‪ 7‬نوره وغن‬ ‫‪+‬‬ ‫لنا‬ ‫تو حيد ‪1‬‬ ‫هو ها ك‬ ‫‪.‬‬ ‫و و‬ ‫ظ ‏‪٥‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫و ز جر‪.‬‬ ‫نهيه‬ ‫سخا نه‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪7‬امر‬ ‫‪ ١‬ميتا ل‬ ‫‪71‬‬ ‫نعبد ‏‪٥‬‬ ‫و‬ ‫بذله‬ ‫عَذبنا‬ ‫ش‬ ‫وان‬ ‫والبْمقان‬ ‫المدرة‬ ‫له كذا‬ ‫زان‬ ‫ولا‬ ‫لا‬ ‫جل‬ ‫حريه‬ ‫تنفر‬ ‫مُلكه‬ ‫في‬ ‫وأ نهُ‬ ‫مشير‬ ‫ولا‬ ‫لا‬ ‫وزير‬ ‫ولا‬ ‫س له فؤق ولا خ ولا‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫مد‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫حظل<‬ ‫رعد فكل‬ ‫قبل ولا‬ ‫الخزي‬ ‫بزي‬ ‫حادث‬ ‫إأنه ثغى‬ ‫وَشِماڵل ولذئي‬ ‫مين‬ ‫كذا‬ ‫وعالم من قل أن يَصْتَقه‬ ‫مه‬ ‫مم يزل وَلَيسَ شىء‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫ولونه وشكله‬ ‫يكنه‬ ‫الفصل الثالى‬ ‫في البراهين‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪,‬م ‏‪٩‬‬ ‫م‬ ‫ذازنه‬ ‫في‬ ‫مشابهة‬ ‫انة‬ ‫لو‬ ‫الكل مما لذلك الوجه تمل‬ ‫ف‬ ‫لزنا‬ ‫بوجه‬ ‫شبين‬ ‫كل‬ ‫اذ‬ ‫لكان كل صالحا لأن لي‬ ‫ثان عنْدَه في الأزل‬ ‫كان‬ ‫ؤ‬ ‫مرجح‪ .‬ط‬ ‫الك ‪7‬‬ ‫ط‬ ‫ة‬ ‫احدا‬ ‫خص‬ ‫ولا ‪.7‬‬ ‫المسا‬ ‫ذاته‬ ‫مه‬ ‫مان‬ ‫أمره‬ ‫في‬ ‫انه‬ ‫لو‬ ‫للمكان‬ ‫الست‬ ‫لقا ‪ .‬ب‬ ‫‪7‬‬ ‫وهكذا يلزم في الرنان‬ ‫اشارك‬ ‫ذلك‬ ‫فسادا‬ ‫كان‬ ‫ؤ انة في ملكه شارك‬ ‫الفصل النالث‬ ‫فى الصفات‬ ‫ح}َالل‬ ‫بكل‬ ‫لنا‬ ‫مُخَالف‬ ‫الأنار‬ ‫الات ا والصتفان‬ ‫ف‬ ‫بعير‬ ‫م‬ ‫ز‬‫ىي وج ‪0‬‬ ‫ولم‬ ‫اغلَمَا‬ ‫نفسه‬ ‫وصف‬ ‫من‬ ‫بََهُ‬ ‫عَائدَه فوصف فعل أختا‬ ‫بما‬ ‫‪7 7‬‬ ‫و صفه‬ ‫ِ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪97‬‬ ‫واي‬ ‫كالقيم‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫غرف‬ ‫الات‬ ‫فوصف‬ ‫ذا‬ ‫عَدَا‬ ‫وما‬ ‫تة‬ ‫بذا‬ ‫دل‬ ‫غيرها‬ ‫ل‬ ‫ذا ة‬ ‫هي‬ ‫لذ اته‬ ‫صفائهته‬ ‫يلزم‬ ‫لم تكن فيه لئلا‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫نجزم‬ ‫نه‬‫منه‬‫م‬ ‫وليس‪,‬‬ ‫حلوله‬ ‫الفقرا‬ ‫دأب ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫قير‬ ‫ولا عنه نيكون أقفز‬ ‫جا‬ ‫عَليْمْ لا بعلم‪,‬‬ ‫فه‬ ‫‪_ ٨‬‬ ‫عَرَث‬ ‫لا قذرة‬ ‫قدي‬ ‫وه‬ ‫وَهُو بصير لايعَين ترث‬ ‫لأنها في الأصلى عين الذات‬ ‫وكدا في سائر الصئقات‬ ‫في الرؤية‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫‪..‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫۔‪٤‬ه‪.‬۔‬ ‫هم‪.‬‬ ‫احكم بكل حالى‬ ‫نيا وارى‬ ‫‪7‬‬ ‫البارتي منَ المحال‬ ‫د‬ ‫۔ ‏‪2 ٨‬۔‬ ‫وَزوية‬ ‫وَالتِيْضَ والتَحَيْرَا‬ ‫والكيف‬ ‫لأن من لأمها امرا‬ ‫‪.‬‬ ‫۔‬ ‫ه‬ ‫‪7‬‬ ‫ّ‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪4‬‬ ‫وما أتى به السُؤز‬ ‫هذه‬ ‫ني تظز‬ ‫ثقابل‬ ‫جهة‬ ‫في‬ ‫فانتفى الإبمتاز‬ ‫تراني‬ ‫ولن‬ ‫من قؤلل لا تُذركه الابصاز‬ ‫مَا به الالة ممُُمةنَْدخ‬ ‫زال‬ ‫ه ولا يصيح‬ ‫لأئها مح‬ ‫ؤشيم‬ ‫يذل‬ ‫زه‬ ‫تبديل‬ ‫و جَارَ ان يزول مَذحُه لزم‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫۔ ۔‬ ‫يججسم‬ ‫أن‬ ‫له والشرك‬ ‫اكم‬ ‫النقم‬ ‫بكفر‬ ‫بها‬ ‫ومن دن‬ ‫الأبد‬ ‫بعض‬ ‫كو جه‬ ‫وجهه‬ ‫ا‬ ‫بدى‬ ‫مثل‬ ‫يده‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫الاتعمة‬ ‫في تفسير ألفاظ تعلقت بها المشبهة‬ ‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫من كتاب‬ ‫‪ :‬إ‪+‬فعيبه‬ ‫ح ‪:‬فظه‬ ‫أئي‬ ‫وَعَينْهُ‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫ذَاثْهُ‬ ‫أئي‬ ‫وجهه‬ ‫يسم‬ ‫مُلكاً‬ ‫وَالإسنتوا‬ ‫وقبضة‬ ‫واليد منه قذرة أؤ اقل نعم‬ ‫ومكره غفوة يمن قتخم‬ ‫عو‪.‬مو بة‬ ‫و‬ ‫اسو‬ ‫وجده كَوجهه أو تل عظم‬ ‫لے۔۔‬ ‫هو‬ ‫۔ ۔‬ ‫الغفالث‬ ‫الباب‬ ‫ي الأنبياء والرسل والملائكة والكتب‬ ‫إلى الصترايد الأغدلى‬ ‫هونا‬ ‫خالو بث ال سا‬ ‫‪ :‬م‬ ‫بمُغجزات تبطل الق ؤلا‬ ‫مقرونة دَغَوَاهُمم تََضمُلا‬ ‫‏_ ‪_ ٩١‬‬ ‫يجوز رسل وما قوذَفكتثة زما‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫تغرف‬ ‫عَليكَ أن‬ ‫وواجب‬ ‫في حقهم تغتاً هي المكارم‬ ‫اللازم‬ ‫عَنهُمْ‬ ‫وَمَا استحال‬ ‫وكالفطات ‪:‬ة‬ ‫والعقل والضبط‬ ‫وَالامَانتنه‬ ‫والتيغ‬ ‫كالصُذق‬ ‫الزب‬ ‫وارزتكاب‬ ‫وكالجُئون‬ ‫السنجل ضيقا كَالكذزب‬ ‫يسجن‬ ‫لذ‬ ‫حقه مم الا‬ ‫في‬ ‫‪٥‬‬ ‫وما عدا ذي قهر مفك‬ ‫‪٥‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫م ‏‪١‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫و‬ ‫‪٥‬۔‏‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫)‬ ‫ح ‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ثم‬ ‫بينا‬ ‫‪٥ .‬‬ ‫‏‪7‬‬ ‫الجيل‬ ‫بعده عميسى‬ ‫الحليم‬ ‫نم‬ ‫فالائبيَاءِ ذوو المَقام الاكمل‬ ‫‪4‬‬ ‫وبعدهم ‪ 2‬قاي الزسُلى‬ ‫سوى الهدى بشَرعِنا التديع‬ ‫ا لجمع‬ ‫شرائع‬ ‫نَسحَث‬ ‫ذ‬ ‫فهو على الدوام لا يعز‬ ‫مُعَرٌ ___ ء‬ ‫شزعتا‬ ‫أئي‬ ‫وَمَالَهُ‬ ‫والجتاُمم‬ ‫بالرب‬ ‫مولاهم‬ ‫عام ے‬ ‫وَبَعْدَهُم ملا‬ ‫غشَمْ‬ ‫ق‬ ‫تفضله عَلى الحبيب‬ ‫جنيئل‪ .‬وانني زعم‬ ‫فض افضَلهم‬ ‫أنزله الخشن‬ ‫بالذي‬ ‫‏‪ ١‬إيتا‪ :‬ن‬ ‫جب‬ ‫جميعاً‬ ‫بهم‬ ‫الأن‬ ‫إرشاد‬ ‫فه‬ ‫معان‬ ‫عَلى‬ ‫الأن‬ ‫بالنظم‬ ‫دل‬ ‫كلام‬ ‫وهو‬ ‫بالقتةم‬ ‫تعالى‬ ‫افراده‬ ‫العَدَمُ‬ ‫لإمكان‬ ‫مخلوق‬ ‫الكل‬ ‫القران‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لحكم و المشابه‬ ‫ومتل مُقصن‪ ,‬وين به‬ ‫م‬ ‫ومُشتبة‬ ‫مخك‬ ‫القرآن‬ ‫وف‬ ‫و‬ ‫و ‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫كل أبى من ربنا واللف في‬ ‫ُ‌ ح م ‪ .‬يا‬ ‫‪ 7‬ا‬ ‫ائي‬ ‫توعمان‬ ‫افاق منهم ‪ 4‬تنا‬ ‫م‬ ‫۔ ه‬ ‫فانخحسم‬ ‫‪,‬‬ ‫معنى‬ ‫۔ ‏‪٥‬‬ ‫والظاهر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫للنص‬ ‫فالمُحكم المُتّضح المَغتى انقسم‬ ‫والظن في الظاهر للواد‬ ‫لقطع بالمُراد‬ ‫في النص حكم‬ ‫صير إته وهو التايييل‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‏ِ‪٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ليز‬ ‫‪.‬‬ ‫ا ‪171‬‬ ‫ذ‬ ‫ر‬ ‫فلن‬ ‫را‬ ‫او‬ ‫الممل‬ ‫قى‬ ‫اياه‬ ‫وذو‬ ‫بأئه اذني‬ ‫فمنه مَا‪.‬‬ ‫‪_ ١٠‬‬ ‫ن معشر أمرهم قذ أبها‬ ‫وينه أيضا ما يكون سُبْهَمَا‬ ‫ُ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫‪0‬‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫اغلنم‬ ‫غ‪.‬ير المهيمن‬ ‫تا‬ ‫وينه أئه الزني لم يثغقتم‬ ‫يُخُمحتُذد‬ ‫لنس‬ ‫اشاء‬ ‫‪:‬‬ ‫محد‬ ‫أصله‬ ‫هذا‬ ‫فكل‬ ‫نخبر‬ ‫وقل بالأمتال م ك‬ ‫أوائل السُوز‬ ‫أخف‬ ‫وقل‬ ‫مُخكُمَا‬ ‫تاميخأ يسمى‬ ‫قذ كان‬ ‫وقل ما قَذ كان مَنْسُوخا وَمًا‬ ‫الخيال‬ ‫حتى يين أظهر‬ ‫الإجمال‬ ‫ال قو ف ف‬ ‫و حكمه‬ ‫القشزآن‬ ‫تناقض‬ ‫يلزم‬ ‫ؤ‬ ‫الثاني‬ ‫حكم‬ ‫والرد للمُخكم‬ ‫الباب الرابع‬ ‫فايلوعد وت ةوفيه أربعة فصول‬ ‫الفصل الأول‬ ‫في الموت والوعد والحساب‬ ‫والخسنتان‬ ‫البعث‬ ‫كذا‬ ‫به‬ ‫الموت‪ ,‬ح يجب الإيمان‬ ‫فالموت أن فارق ؤ البسَذ‬ ‫ء‬ ‫‪7‬‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ذ‬ ‫للا‬ ‫اليه‬ ‫والبث ‪7‬‬ ‫احَقى‬ ‫الزؤح‪,‬‬ ‫ف‬ ‫بالإمساك‬ ‫والقول‬ ‫‪ :‬ئي ة خة‬ ‫رزقه‬ ‫‪73‬‬ ‫ولم يت قل انقضاء العمر أحذ‬ ‫‪ ٥ .‬م‪ُ ‎‬‬ ‫حجرا‬ ‫حراما‬ ‫ا‬ ‫حلالا‬ ‫كان‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫مُقَ‬ ‫ه‬ ‫إلا ور‬ ‫بصد‏‪.١‬‬ ‫شىء‬ ‫الالم‬ ‫في‬ ‫لس‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪ّ ٥‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫َُ‬ ‫فانتبه‬ ‫م‬ ‫معنى‬ ‫الاخبار‬ ‫تواتر‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٠.٠‬‬ ‫جاء ء‬ ‫مما‬ ‫‏‪ ١‬لقب‬ ‫عَذزاا ب‬ ‫نم‬ ‫‪0‬‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ور‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‏‪ .٥‬ه‬ ‫تحميل‬ ‫بوجتوو‬ ‫ميت‬ ‫تعل يب‬ ‫ثتجل‬ ‫‪.‬و ل‬ ‫صذة قه‬ ‫و‏‪ ١٤٩‬عُتَقَدَرنَ‬ ‫‪7‬‬ ‫م‬ ‫فعل‬ ‫‪7‬‬ ‫لير أه‏‪٥‬‬ ‫و شر ‏‪١‬‬ ‫حير‬ ‫‏‪ ١‬لعَمَل‬ ‫ميز‬ ‫ا لحسنًا ب إ فه‬ ‫ا كا‬ ‫الندا‬ ‫كير‬ ‫فاسرى‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫‏‪ ٠‬م‬ ‫م‬ ‫ران‬ ‫إلى ال‬ ‫ؤ‬ ‫حساب‬ ‫بلا‬ ‫ر‪.‬الباز‬ ‫عَدَاهمَا‬ ‫وَمَا‬ ‫‪ 7.‬و‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫الفنا س‬ ‫بعدما‬ ‫حمان‬ ‫ا‬ ‫الاصح‬ ‫والخلف ممل قَذ‬ ‫ثم‬ ‫دلل‬ ‫ل‬ ‫أولى ببةبنا إذا‬ ‫‪ 7‬المح‬ ‫الوقف عَن ‪2‬‬ ‫‪_ ١١‬‬ ‫ارج جج‬ ‫في قولنا إن الوجود‬ ‫قع‬ ‫لس‬ ‫تعيين‬ ‫وَعَدَمُ‬ ‫فاترك الجدالاً‬ ‫الحوض ح‬ ‫صُخف حوت الأعمال‬ ‫الكت‬ ‫المشغول‬ ‫بعهده‬ ‫وفى‬ ‫ق‬ ‫‪/‬م‬ ‫السول‬ ‫أمة‬ ‫من‬ ‫يرده‬ ‫والصراط‬ ‫الفصل الثانى فايلميزان‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫وإنصاف‬ ‫ذل‬ ‫وَإئَمَا الميزان في الحسبان‬ ‫وَأغئُذا‬ ‫يأؤلنه كفة‬ ‫قول ي الخلاف إذ عدا‬ ‫ل‪:‬‬ ‫‏‪٠٥‬‬ ‫وو‬ ‫ل‪/‬‬ ‫تَأألا‬ ‫بعضهم‬ ‫كُمَا‬ ‫جسر‬ ‫لا‬ ‫الح‬ ‫فه‬ ‫الصر اط‬ ‫قوله‬ ‫الفصل النالث ني الشفاعة‬ ‫وَلْنسَ للشقي‬ ‫منَ الؤزى‬ ‫لقي‬ ‫السول‬ ‫شماعة‬ ‫‪.‬و‬ ‫ظَهز‬ ‫إن ئاؤل‬ ‫كفر جيم‬ ‫ذا فقذ كفر‬ ‫ومن يقل عر‬ ‫منزل‬ ‫أ‬ ‫أئي‬ ‫شرك‬ ‫فذاة‬ ‫تال‬ ‫‪4‬‬ ‫وان‬ ‫ؤالآأتاب‬ ‫السول‬ ‫وستة‬ ‫الكتاب‬ ‫مخالف‬ ‫لاه‬ ‫كَلَيْسَ للظالم من حميم ‪ 3‬ولا شفيع‪ ,‬من لظى الججيم؛‬ ‫الفضل الرابع‬ ‫والنار‬ ‫الجنة‬ ‫أهل‬ ‫خلود‬ ‫ي‬ ‫في النار دائما بهذا تَشهَا‬ ‫وَمَنْ عَصَى وَلَْ ت يُحَلَدُ‬ ‫ما بينَ ذي شيلر وَمَن قذ فسَقا‬ ‫ؤكافز بنعمة م قؤقفنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫وَفنشا‬ ‫العذاب‬ ‫مَتازل‬ ‫لدى‬ ‫نشا‬ ‫وفرق‬ ‫اللو‬ ‫لى‬ ‫اعنى‬ ‫الا‪ ,‬بلا تاجج‪.‬‬ ‫وَقت عَلى‬ ‫جي‬ ‫مَنْ قال بأنه‬ ‫كذاك‬ ‫فيها سميد وَشَقني ميل‬ ‫وَهَكَدَا م قال كل ذل‬ ‫اؤ اهلها فاسق علانية‬ ‫ومن ق دار السُلُود فانية‬ ‫والغتركث في الة عَلى النزيل‬ ‫هَذَا إدا ما كان بالتأويل‬ ‫‏‪ ١٢‬س‬ ‫الخامس‬ ‫الباب‬ ‫والقدر‬ ‫القضاء‬ ‫في‬ ‫التظر‬ ‫عراقنا ف‬ ‫يجز‬ ‫ولم‬ ‫ه‬ ‫مو؟‬ ‫ويالقضًاء من أيضا وَالقدَز‬ ‫‪.7‬‬ ‫له‬ ‫بعدا‬ ‫أفْعَالَتَا‬ ‫‪ 7‬قل إلها لَمم يخ‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫قويه لكل شىء تالى‬ ‫« ‪٠١‬‬ ‫را‬ ‫ساه‬ ‫تخالقاً‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫َز تنذة اإنه تله " ;‬ ‫م‬ ‫ره‬ ‫لكن نا في فعلنا اكتِسَابُ‬ ‫_‬ ‫<‬ ‫فليس‬ ‫التوّات‬ ‫ال‬ ‫الزب‬ ‫نمل به غى‬ ‫ثم قذ‬ ‫ن‬ ‫فَعَل‬ ‫قذ‬ ‫الانسان فيما‬ ‫جبر‬ ‫قَذ‬ ‫سيق من قال إن الله حَل‬ ‫له للكفر شامه أ طاعة‬ ‫‏‪١‬سطا عه‬ ‫م‬ ‫يجعل‬ ‫لم‬ ‫‪/‬وااه‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لنه لوا حان ها بطلا‬ ‫كالتبل‬ ‫َجَارَ تكليف الجَممَادو‬ ‫وبطل الوعيد مَعَ بعث الرسل‬ ‫حكمه‬ ‫بهم لا يوجب جبرا‬ ‫وَ عله‬ ‫أفعالنا‬ ‫‪-5‬‬ ‫العَاذاا‬ ‫عحَتَرَ‬ ‫قذ‬ ‫لأز؛‬ ‫م‬ ‫شَُرَاا‬ ‫له‬ ‫كوئهَا‬ ‫كذاك‬ ‫فعَله‬ ‫مَنْ‬ ‫خالقه‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫و‬ ‫لو ‪ .‬كن علم ذا لجههله‬ ‫لكان ا مك هأ عَلَى ما صنعا‬ ‫ؤ لَمم يرذ وقوعمة وفا‬ ‫م‬ ‫واكتِسَابتا‬ ‫التخيير‬ ‫لذا‬ ‫لكن‬ ‫السادس‬ ‫الباب‬ ‫والإسلام‬ ‫الايمان‬ ‫و‬ ‫الأخكا‬ ‫وَعا‬ ‫إذعَائنَا لِمَا‬ ‫والإشلام‬ ‫إئيمَائتَا الصينى‬ ‫‪.‬م‬ ‫‏‪ ٥‬ء‬ ‫لزم‬ ‫اذا‬ ‫عَمَلاً‬ ‫تصديق اقول‬ ‫معى ‪1‬‬ ‫في ‪.7‬‬ ‫ت‬ ‫لاح‬ ‫عا‬ ‫ومُض‬ ‫يكن‬ ‫۔ ۔من ‏‪٥‬‬ ‫المعاند‬ ‫‪4‬‬ ‫م‬ ‫هَلْكَةً‬ ‫است‬ ‫منها‬ ‫‪_ ١٣‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫مے‬ ‫‪١‬‬ ‫تَحصّصُوا‬ ‫قذ‬ ‫هكذا‬ ‫لكِن يزيذدل‬ ‫في وججههه الشترعني ليس ينقص‬ ‫القول الت‬ ‫جميعة وذا ه‬ ‫لانَهُ ‪ 7‬هَدَمم البَمضَ انهَدَمم‬ ‫الركن النالث‬ ‫في الولاية والبراءة‬ ‫وما يشتمل عليهما ‪ .‬وما يتولدان وفي الوقوف‬ ‫الباب الأول‬ ‫في وجوب الولاية والبراءة وأقسام كل منهما‬ ‫ال فسا‬ ‫وهكذا ‪1‬‬ ‫ولاية المومن رض حققا‬ ‫لانة تاتي على تام‬ ‫والكل ممن ذين‪ ,‬على أقام‬ ‫بها كتاب أؤ رسول حَمَقا‬ ‫حَقنْفة وهي‪ ,‬ني قذ طما‬ ‫تائها عَقِيْدة الإلتتان‬ ‫والكم بالظاهر فهو الاني‬ ‫الفالي‬ ‫الباب‬ ‫الولاية والبراءة بحكم الظاهر‬ ‫في وجوب‬ ‫أزته‪ ,‬تعتق‬ ‫بواجد ‪7‬‬ ‫راءعة الظاهر محكما َجبُ‬ ‫بشهرة‬ ‫أتى‬ ‫ح‬ ‫عَذلين ا‬ ‫شهادة‬ ‫أ‬ ‫إقرار‬ ‫و‬ ‫عيان‬ ‫بامانة‬ ‫وَإئما الوجوب‬ ‫استشن الإقراز لدى الؤلأية‬ ‫‪ :‬واجد عَذل بلا عانة‬ ‫والخلف ن رَعَةٍ الولاية‬ ‫وييل لا لزم تم نت‬ ‫وإن تكن عتته لزم‬ ‫‪-‬‬ ‫تفصيل ما جَائُوا به العْلَمَا‬ ‫لكن عل الممدُؤل ليس العُلمَا‬ ‫براءته‬ ‫‪ ,‬سريرة‬ ‫الؤزى‬ ‫على‬ ‫ولاشة‬ ‫وَجَبَت‬ ‫ولي‬ ‫وفيضي‬ ‫بهَا جهارا لِلبرائَة استحق‬ ‫ان وَجَبَث عَليك والزئي طئ‬ ‫‏‪ ١٤‬س‬ ‫‪٥‬‬ ‫نفسيه‬ ‫من‬ ‫راء‬ ‫يبح‬ ‫ومن‬ ‫< ‪.‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫م‬ ‫إن يكن مِنَالأولى لم تلزم‬ ‫تغلم‬ ‫مَا ال‬ ‫رخص‬ ‫ه‬ ‫وو‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫و‬ ‫كفائةنه مَشُتَهرا‬ ‫كن‬ ‫وان‬ ‫م‬ ‫‪٥‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫لك ‪.7‬‬ ‫وَمُتَبر من وول‬ ‫وفي وك ترك القزضَ قي‬ ‫ور ان ‪ 1‬جن عَمًّا ‪7‬‬ ‫منك ‪1‬‬ ‫يكن‬ ‫استَتبهُ ان‬ ‫ث‬ ‫حتى وَللِباد كَالقنلي ‏‪١‬‬ ‫‪ 7‬ماله بة‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫ون‬ ‫والبعض منهم ة _ ة ‏‪١‬‬ ‫ط‬ ‫‪9‬‬ ‫‏‪٥,‬‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫۔ ‏‪٥‬‬ ‫ضَعَف‬ ‫منه‬ ‫البرالأة‬ ‫وفي‬ ‫عنه‬ ‫في أصله وعارض الجز يرى‬ ‫كذاك إن أتى يفغل حجرا‬ ‫حل‬ ‫حيث‬ ‫ووالا‬ ‫قا واللا‬ ‫ححما‬ ‫هذا إدا ما كَانَ فغله احتمل‬ ‫َحَالفا ببا‬ ‫ولن‬ ‫‪7‬‬ ‫وف رأي إن يَكُونا في ضعف‬ ‫قف‬ ‫شئت‬ ‫بالرأي وان‬ ‫‪:‬‬ ‫تتم‬ ‫يما‬ ‫المح‬ ‫ولاة‬ ‫عالميين تلزم‬ ‫نيَكُنا‬ ‫وقل م لم يَتَولهُغذز‬ ‫الفير‬ ‫من‬ ‫براءة‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫الوا مَذَاكً هال كيئيه‬ ‫‪٣‬‬ ‫مُخيثالفغلخه‬ ‫وم نتلى‬ ‫الغفالث‬ ‫الباب‬ ‫وأقسامه واحكامه‬ ‫الوقوف‬ ‫ف‬ ‫دين راي اؤ سوال‬ ‫ؤقوف‬ ‫‪.‬ه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫به‬ ‫د‬ ‫‪3‬‬ ‫مله كيما تقتد‬ ‫ر و‬ ‫اللي إن تَسَتّما‬ ‫والرائي ض‬ ‫الرأي مع منن ال‬ ‫فو عل‬ ‫وقلل والسؤال مَعَ دا يل‬ ‫علم‬ ‫اإذا لم‬ ‫اإشكا ‪:‬‬ ‫ؤ ةقؤف‬ ‫وفي ولسن تَلاَعَتَا اخكم‬ ‫م و‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫لا ولي عير ممن بشك‬ ‫الشك‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫بطلان‬ ‫‪١٥‬‬ ‫الباب الرابع‬ ‫ف أقسام الذنوب & ومعرفة الصغائر والكبائر منها‬ ‫غضبا‬ ‫منه‬ ‫والباري‬ ‫به‬ ‫حد‬ ‫وجَبَا‬ ‫كبير‬ ‫قَسُممَانِ‬ ‫الذنب‬ ‫ب سقط ;‬ ‫الرسول م‬ ‫أ ج‬ ‫سخط‬ ‫اللعن عَله ‪:‬‬ ‫فاو جب‬ ‫ان تحف والرقص ومثل اللهب‬ ‫الصغير مثل الكذب‬ ‫َ عكسه‬ ‫السن‬ ‫اتى الكبير في الكتاب‬ ‫فَكََر‬ ‫لصّغير‬ ‫أصم‬ ‫‪7‬‬ ‫قين‬ ‫ببُغضيه‬ ‫إلى الله‬ ‫أ‬ ‫فان‬ ‫تو به‬ ‫الكبير‪١‬‏‬ ‫وراكب‬ ‫أتى‬ ‫الوب‬ ‫عن‬ ‫إن‬ ‫استمر‬ ‫ث مم‬ ‫ضَلله ؤنؤق ا‬ ‫وبعضهم‬ ‫إسلام حتى يرى‬ ‫صَعْرا‬ ‫ذنبا‬ ‫للزاكب‬ ‫والحكم‬ ‫را‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫الت‬ ‫إذا ‪,‬مضى ولم تب م‬ ‫منذر مهل‬ ‫الخلف في الاصرار‬ ‫ا إن يَكُنْ ا‪ :‬باسنخفاف‬ ‫راه‬ ‫‪5‬‬ ‫ه ف‬ ‫‪.‬و‬ ‫‪4‬‬ ‫أنا‬ ‫إن‬ ‫لول‬ ‫وَالخُلف في‬ ‫ى القوي قبل ان يئزتبلر‬ ‫ى‬ ‫مه‬ ‫و ل هو‬ ‫۔ ؟ ‏‪٥‬‬ ‫نقيا‬ ‫يتوب ‪ ,‬وبعض‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪,‬۔ و‬ ‫‪٥‬ء۔‏‬ ‫م م ‪ 8‬م‬ ‫مر‬ ‫م‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مى‬ ‫م‬ ‫ذنبه‬ ‫من‬ ‫استَتابه‬ ‫ذا‬ ‫و بعذ‬ ‫الباب الخامس‬ ‫الكبائر واحكام القاذف‬ ‫في شىء من‬ ‫المُومن وااللتجسس‬ ‫وغيبة‬ ‫ا كن‬ ‫عَبْداً ‪77‬‬ ‫وان‬ ‫حرا‬ ‫إن‬ ‫الو‬ ‫قاف‬ ‫بالغا كان قيثل ‪ ,‬الأل‬ ‫حرا ا وم كن ولي‬ ‫وإن ريكن‬ ‫غير ولين وَمُششركا أبي‬ ‫ن ك المقذوف عبدا أو صبي‬ ‫تتويبه مما تى من ففل‬ ‫قَالحُلف في تكفيره ممن قل‬ ‫مُنتغجلا‬ ‫ققااز‬ ‫بكفر‬ ‫حكم‬ ‫ون ي المقذوف مَجْهُولاً لا‬ ‫يكذب‬ ‫لَمْ‬ ‫ا‬ ‫كُفَرَانَ آتيه‬ ‫لم يوجب‬ ‫عند مشرك‬ ‫والقذف‬ ‫‏‪ ١٦١‬س‬ ‫فاغرفا‬ ‫]‬ ‫مثل‬ ‫بحكمه‬ ‫كد اك ‪ . 3‬لم يكن مُكلَا‬ ‫بالز‬ ‫النفحات‬ ‫عَتإد‬ ‫دا عأنا\‬ ‫نير \ شمو ‪ .‬ق‬ ‫نادم د‬ ‫نت \‬ ‫‪5‬‬ ‫\ د‬ ‫ر‬ ‫الباب‬ ‫وجحود‬ ‫في انقسام الكبائر الى كفر ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‌‬ ‫هو‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪7‬‬ ‫‪ : :‬سمان جخوذ ون‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪- .‬‬ ‫ى‬ ‫مو‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫وسمِم‬ ‫منهما‬ ‫القاني‬ ‫و بالنفاق‬ ‫لرد تنزيلىل وَمرسَلل نما‬ ‫منهمم السيد‬ ‫في الحرب‪:‬‬ ‫‪2‬و اناين‬ ‫برجس أههله على الأبذ‬ ‫‪7‬‬ ‫اشب ذرزاريهم وحرم ذبحهم‬ ‫سواء‬ ‫تا‬ ‫منه‬ ‫وهكذا‬ ‫جوز‬ ‫حرب‬ ‫دُونَ‬ ‫‪::‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ولن ‪.‬من أهمل الكتاب جورا‬ ‫ث‬ ‫منهم وفي المجوس _‬ ‫ويرفع الحرب لجزية أت‬ ‫اغلا‬ ‫المجوس‬ ‫في‬ ‫محم مان‬ ‫فها‬ ‫والنكاح‬ ‫البا ع‬ ‫الا‬ ‫س لَهُمْ واقي سيرى الإيمان‬ ‫والشر كون ‪ .‬ذوى الأوتاِ‬ ‫م‬ ‫عَن بقه‬ ‫ھسے ص‬ ‫واخ بالش‬ ‫عَنْ دينه‬ ‫حكم ررا‬ ‫كذاك‬ ‫الركن الرابع‬ ‫في التوبة وفيه أربعة أبواب‬ ‫الباب الأول‬ ‫في التوبة وأركانها وشروطها‬ ‫بمن عصى والاني تفل يبا‬ ‫وَجَبًَا‬ ‫»‬ ‫فرض‬ ‫قسمان‬ ‫تبوتنا‬ ‫م ‏‪ ٥‬۔ لقمر‬ ‫والعزم والزججوغ بانكىتار‬ ‫اسفار‬ ‫أزكائها نَدَم م‬ ‫يلأوزار‬ ‫وَمُنتَهَامَا الط‬ ‫الناري‬ ‫أمر‬ ‫ميتال‬ ‫وأصلها‬ ‫سرا وَجَهراً هَكَا قَذ ينا‬ ‫الوببُ مثل الذنب عَن نبينا‬ ‫‏۔‪٥‬و‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ئ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫تفقد‬ ‫ان‬ ‫الريا تَوبَتهَا‬ ‫كذا‬ ‫فالعُججب والكبر مَعاً والحسد‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪١٧‬‬ ‫اليمان‬ ‫من‬ ‫أت‬ ‫؟ ۔ ‪4‬‬ ‫قالحق‬ ‫وهكذا العر عَلّى كفرا‬ ‫حتى يرى الموت دا من قربه‬ ‫ذئبه‬ ‫من‬ ‫تاب‬ ‫ير‬ ‫و‬ ‫يما قذ وَرَذ‬ ‫أى عَنِ المختار‬ ‫ا طل الشنْسُ م المغرب قَذُ‬ ‫أ}‬ ‫مضل‬ ‫‏‪/ ١‬‬ ‫وَمَكَذا‬ ‫تو بنه‬ ‫قاتل المؤين عَممْدْادًاً ثقل‬ ‫حما فكنا‬ ‫طل‬ ‫الى‬ ‫إذا‬ ‫أضل‬ ‫‪:‬‬ ‫و‬ ‫‪7‬‬ ‫تبان أن لس اصنطيني‬ ‫قول أ‬ ‫توبة لَهُمم وفي‬ ‫وقل أن‬ ‫قن‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‬ ‫ومن‬ ‫م‬ ‫أضَلهُ بما دَعَا‬ ‫لكن على الفل أذ تبع ت‪:‬‬ ‫هو حري بمتاب التؤتى‬ ‫وإلا‬ ‫مقدرة‬ ‫في‬ ‫ان كان‬ ‫الباب الغالي‬ ‫في أحوال التائب‬ ‫كفارة وتوبة قذ فرضا‬ ‫ئارك ترضا لِمَولاُ مَض‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫‪3‬‬ ‫م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫شىء سوى المو بة في ذا جعلا‬ ‫لا‬ ‫إبداله وأل‬ ‫عَلَيه ‪2‬‬ ‫فحيكم مَن حرم لِلْحُرْمات‬ ‫وَذَاكً مثل الصوم والصلاة‬ ‫له ثوابها إذا الفرانن حل‬ ‫هل‬ ‫الطاعة‬ ‫أى‬ ‫ن‬ ‫الص‬ ‫وفي‬ ‫من عَيْر ما شيرك أتى مُححصّصا‬ ‫الباب الخفالث‬ ‫في توبة الحزم والمستحل‬ ‫لمل يمُخرهل التومبكن يلا غناتغرنتم‪.‬م‬ ‫‪ 9‬و‬ ‫يحرم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وم‬ ‫ك ‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫من‬ ‫مى‬ ‫‪ِ2‬‬ ‫ُ‬ ‫ے‪٥‬‏ م‬ ‫توبه‬ ‫م‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫س‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫م ۔‬ ‫الأقوال‬ ‫أعدل‬ ‫ض‬ ‫بعمكسه‬ ‫باسبخحلأل‬ ‫أتاه‬ ‫يكن‬ ‫وان‬ ‫عَلَنه أن برده لمن سلب‬ ‫وإن يكن في يده ما قذ كستب‬ ‫استحل‬ ‫قد‬ ‫ات‬ ‫نصبح‬ ‫حتى‬ ‫وحكمه محرم جن نقل‬ ‫‪١٨‬‬ ‫الباب الرابع‬ ‫في الأمور التي لا تلزم منها توبة‬ ‫وفيه تلانة فصول‬ ‫الفصل الأول ‪ :‬في التقية‬ ‫ن تيلي ض ضر مَن ب ه القو حص‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‬ ‫و ‪79‬‬ ‫أجز تقية يقلل إن تخلص‬ ‫وَامُتَعهَا ا في إالاف نفس !ان جنى‬ ‫القت‬ ‫ومر‬ ‫كالحزقي والترقي‬ ‫ومتجزتقتّة بلينلر‬ ‫والدم اشَتَهَر‬ ‫كالأكل لمة‬ ‫كن جواز مماا أبيع للضتَرز‬ ‫عَلَنه في أن لا يحد تَسَْحب‬ ‫وم رو جاء بما الحد يجب‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬في الخطا‬ ‫ّ‬ ‫ء‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مو‬ ‫‪,‬‬ ‫م‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫يِسْلمَن‬ ‫حكما‬ ‫الظاهر‬ ‫الز مه‬ ‫‪7‬‬ ‫الخَطَاً‬ ‫لدى‬ ‫النم‬ ‫ورفع‬ ‫رَؤْجَنَهُ خطا وَمنلي المُغتق‬ ‫كالقاتل النفس وَكَالمُطّق‬ ‫اللفس‬ ‫الفصل النالث ‪ :‬فى النسيان وحديث‬ ‫الشيطان‬ ‫لسان‬ ‫وَزفضَ الوزز لدى‬ ‫مه‬ ‫‪.‬‬ ‫ه ‪3‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ے‬ ‫؟‬ ‫‪:‬‬ ‫بما قَدَ ر‬ ‫جَاهَده‬ ‫ان‬ ‫من بعد‬ ‫رخاتمة الكتاب)‬ ‫حاوية أعم شت في الأصول‬ ‫لقول‬ ‫ال هله أنار‬ ‫بحمد‬ ‫تمت‬ ‫سَالِكَةً طريقة الكََالى‬ ‫من وَصْمَة الإخلال‬ ‫تصُوئه من كل قولى كاذب‬ ‫أمدزئها صيزفاً لِكُل طالب‬ ‫أم ما قذ مئه ين شرف‬ ‫وأححمَمدد الله على التيسير في‬ ‫م‬ ‫مَلا‬ ‫تحير‬ ‫من‬ ‫ث‬ ‫المَهُ‬ ‫م‬ ‫و م‬ ‫ذتسليم عل‬ ‫مع‬ ‫الصلة‬ ‫وثم‬ ‫ِنهَاجَهُمم عَلى التمام الفا‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ه ‪2- ,‬‬ ‫وَمَنْ قشا‬ ‫وَصَخبه‬ ‫ل‬ ‫‏‪ ١٩١‬س‬ ‫الرحم‬ ‫الله الرهن‬ ‫بم‬ ‫لك الحمد يا من نور عقولنا بالدين ‪ 3‬وطهر قلوبنا مزنيغ الملحدين & وصفى‬ ‫عقائدنا من ضلالات المبتدعين ‪ ،‬وخلص أعمالنا من أقاويل المبطلين ‪ 5‬وجعلنا من‬ ‫القوم الهادين المهتدين ‪ ،‬والصلاة والسلام على خير مبعوث رحمة للعالمين } وعلى‬ ‫آله وصحبه وعلى تابعيهم الى يوم الدين ‪.‬‬ ‫وبعد ‪ :‬فهذه منظومة من علت بها الرحمن المنان ‪ ،‬في قواعد التوحيد والأديان ©‬ ‫سالكة أعلى منهج في هذا الشأن ‪ 8‬واردة أعذب منهل جلو الأذهان إ تنطق بالصدق‬ ‫في كل ناد ث وتصدع بالحق بين الحاضر والبادي ‪ 0‬قريبة الماخذ للمتناول ‪ ©،‬بعيدة‬ ‫الغور عن اعتراض الجادل ؤ سميتها أنوار العقول ‪ ،‬وما أجدرها بما فيها أقول ‪:‬‬ ‫قمر‬ ‫أو‬ ‫شمس‬ ‫اشراق‬ ‫لا ولا‬ ‫زهر‬ ‫لا نجم‬ ‫الانوار‬ ‫هذه‬ ‫الفكر‬ ‫به تلك‬ ‫مطلع زانت‬ ‫العلى‬ ‫أرباب‬ ‫ألباب‬ ‫فلها‬ ‫معتبر‬ ‫مهم‬ ‫كل‬ ‫وحوت‬ ‫قربت في‪ :‬فنها ما قد نأى‬ ‫شهدوا وضع مبانيها الغرر‬ ‫ليت أشياخي الألى قد سلفوا‬ ‫الدرر‬ ‫لمعانا‬ ‫وانتخابي‬ ‫ورأوا تنقيحها في جمعها‬ ‫قدر‬ ‫أعلى‬ ‫عندهم‬ ‫ولها‬ ‫فلهم فيها مجال واسع‬ ‫وقد كنت شرحتها شرحا مختصرا ‪ ،‬على معاني أبياتها مقتصرا ‪ ،‬غم اني زدت‬ ‫على نظمها زيادات ‪ ،‬وألحقته جملة أبيات ‪ 0‬فرجعت الى ذلك الشرح فنقحته ‪.‬‬ ‫والى هذا المزيد فشرحته ‪ ،‬فهاك نظما محررا & وشرحا مهذبا مختصرا ‪ ،‬سميته (بهجة‬ ‫الأنوار) جعله الله لي ذخرا في دار القرار ء وهو حسبي ونعم الوكيل ‪.‬‬ ‫الله الرحمن الرحم‬ ‫بسم‬ ‫(الباء) للاستعانة متعلقة بمحذوف مقدم عند النحويين } ومؤخر عند البيانييز‬ ‫والحق انه فعل مناسب‬ ‫اسم أو فعل ؟‬ ‫المحذوف‬ ‫ئ وهل ذلك‬ ‫القصر والاهتام‬ ‫لفائدة‬ ‫‪.‬‬ ‫نحو ذلك‬ ‫أو‬ ‫أطلب‬ ‫أو‬ ‫الله أبتندى‬ ‫بسم‬ ‫اللبسمل تقديره‬ ‫لغرض‬ ‫وإضافة إسم الى الله للبيان أو للحقيقة أو للاستغراق كا في الهميان ‪ ،‬وصرح‬ ‫في حاشية الشذور ان الاضافة تاني لما تاتي عليه ال ‪ ،‬والله علم على الذات الواجب‬ ‫‪.‬‬ ‫المستحق لجميع الحامد‬ ‫الو جود‬ ‫(الرحمن الرحم) هل هما اسمان من أسماء الله ‪ 5‬أو صفتان ؟‪ ،‬وعلى كلا القولين‬ ‫فليسا بعلمين ‪ 3‬لأن كل واحد منهما كلي ينحصر فيه فرد ‪ ،‬والعلم ليس كذلك أ‬ ‫؟‪.‬‬ ‫وهل هما في أو جه الاعراب صفتان لله ؟‪ .‬أو بدلان منه ؟ أو عطفا بيان وجوه‬ ‫هما مترادفان في المعنى كا يعلم من المطولات ؟‪.‬‬ ‫‪( :‬كل‬ ‫وابتد بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز ‪ 0‬وعملا بما في الرواية عنه ن‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫أجذم‬ ‫رواية‬ ‫وفي‬ ‫ا‬ ‫وفي روايةة أقطع‬ ‫‪1‬‬ ‫فيه ببسم الله فهو أبتر )‬ ‫بال لا يبدأ‬ ‫ذي‬ ‫أمر‬ ‫والمعنى متحد في كلها ‪ 5‬أي منقطع عن البركات © وان تم بناء لا يتم معنى |‬ ‫وكذلك يكون الابتداء بالحمدلة بعد البسملة اقتداء بالكتاب العزيز ‪ ،‬فانها في أول‬ ‫الفاتحة ‪ 7‬وعملا بما في الرواية عنه عفة ‪ .‬كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله‬ ‫والصلاة علني فهو اقطع ابتر ممحوقف من كل بركة ‪.‬‬ ‫شمس الأصول في نهى ذوي التقى‬ ‫أشرقا‬ ‫قد‬ ‫لله الذي‬ ‫الحمد‬ ‫قال الملوي ‪ :‬الحمد هو الثناء بغير الحادث المطبوع ‪ ،‬فدخل فيه الثناء على‬ ‫الله بصفاته القديمة فانه من أجل المحامد } وبهذا يعترض على غير هذا التعريف من‬ ‫‪٢١‬‬ ‫التعاريف فإنها تخرج هذا الحمد وإن كان قد أجيب عن ذلك بتعسفات في بعضها‬ ‫سوء أدب مع الرب تعالى وليس هذا محل بسطه ‪.‬‬ ‫وخرج عن الثناء وصف من هو في الدرك الأسفل من النار لما تضمنه (ذق‬ ‫انك أنت العزيز الكريم) فانه ليس بثناء بل تنقيص له وسخرية ‪.‬‬ ‫و (ال) في الحمد إما للعهد والمعهود حينئذ الحمد القديم وإما للجنس وهو‬ ‫مذهب الزمخشري في كشافه وعليه فجائز تارة ‪ 5‬وممتنع أخرى على حسب‬ ‫الاحتمالات كا في الهيميان ‪.‬‬ ‫وإما للاستغراق فيكون المعنى كل فرد من أفراد الحمد لله وهو الحق ‪ ،‬وعليه‬ ‫اعتمد القطب في الهيميان ‪ ،‬ويؤيده قوله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) وينصره‬ ‫ما حكى الملوي في حاشيته ما وجده مكتوبا بخط شيخه ‪.‬‬ ‫قال الإمام الفخر ‪( :‬الحمد معرفا لا يقال الا في حق الله عز وجل ‪ ،‬ولا‬ ‫يجوز أن يقال الحمد لزيد) } قال سيبويه ‪( :‬واللام في لله للاختصاص وينصره تقديم‬ ‫الجار وامجرور في سورة التغابن (له الملك وله الحمد) ‪.‬‬ ‫و (أشرقا ‪ ..‬ال) الهمزة للصيرورة فكان المعنى صيز الأصول التي هي‬ ‫كالشمس في الاهتداء بها مشرقة ‪ 3‬فان قلت قد جعلت الشمس من باب المشبه‬ ‫به فلم ل تجعلها من باب الاستعارة ‪ .‬قلت لا يصح أن يكون من باب الاستعارة‬ ‫إلا حيث يطوى ذكر المشبه أصلا ث وهو هنا مذكور & وهو الأصول والاضافة‬ ‫بينهما من باب المشبه به الى المشبه ث والأصول جمع أصل وهو ما عرف حكم‬ ‫غيره به ‪.‬‬ ‫و (النهى) جمع نهية وهو العقل © و (التقى) اسم بمعنى التقوى وهو الزهد‬ ‫عن المحارم والمسارعة الى تادية اللوازم © وفيه اشارة الى آن العلم النافع لا يعطى‬ ‫لغير المتقي لأن وعاء العلم الورع ‪ ،‬وفي الخبر يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء ‪.‬‬ ‫وفي قوله (شمس الأصول) براعة الاستهلال ‪ 3‬وهي أن يجعل المتكلم في أول‬ ‫كلامه اشارة الى مقصوده ‪ ،‬وأحسنها ما يكون على وجه التورية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٢‬ہ‬ ‫المهالكا‬ ‫بسرها‬ ‫وجانبوا‬ ‫المسالكا‬ ‫بنورها‬ ‫فأبصروا‬ ‫قوله (فأبصروا) المراد بالبصيرة لا بالبصر } و (الباء) في قوله بنورها للسببية‬ ‫أو للمصاحبه } و (الماء) منه عائدة الى الأصول لا الى الشمس ك قد يتوهم ‪8‬‬ ‫و (المسالك) جمع مسلك ‪ ،‬وهو مكان السلوك {‪ ،‬و (جانبوا) فاعل من المجانبة }‬ ‫وهي المباعدة © فإن قلت ‪ :‬لم أتيت بفاعل في هذا المقام مع أنه موضوع للمفاعلة‬ ‫غالبا و لم تأت بأفتعل مع أنه موضوع للتجنب والاتخاذ ونحوهما ؟ قلت ‪ :‬الإتيان‬ ‫بفاعل في هذا الموضع أولى من التعبير بأفتعل لكونه أبلغ معنى وانجح فائدة وأوفى‬ ‫الملهالك جانبتهم بنفسها بسبب‬ ‫بتأدية المقصود ‪ 0‬ألا ترى أن المعنى حينئذ كأن‬ ‫ذلك السر الذي أودع في الأصول فلم تتعرض لهم أصلا وبهذا يظهر لك المقصود‬ ‫و (المهالك) جمع مهلك وهو موضع الملاك ‪.‬‬ ‫في حضرة قدسية في القرب‬ ‫حتى استووا على بساط القرب‬ ‫(الاستواء) الاعتدال & و (بساط القرب) عبارة عن كون الوصول الى خير‬ ‫مأمول الى مقام المشاهدة ودرجة المكاشفة ‪ .‬وتقرب العبد الى مولاه امتثاله لأمره‬ ‫كنيف‬ ‫له من‬ ‫له ‪7‬‬ ‫لطاعته واعانته‬ ‫اياه‬ ‫توفيقه‬ ‫الله لعبده‬ ‫وتقريب‬ ‫وزجره‬ ‫الأغيار } و (الحضرة) عبارة عن دائرة الكمال ‪.‬‬ ‫قال الدمنهوري ‪ :‬والمراد بالحضرة ويعبر عنها بحضرة القدس وهي الحالة التي‬ ‫اذا وصل اليها السالك سمي عارفا وواصلا أن يكون في حالة لا يرى فيها الا‬ ‫المولى سبحانه وتعالى ‪ ،‬والمراد بقوله (لا يرى فيها الا المولى) أي لا يرى صدور‬ ‫الأشياء على الحقيقة الا منه تعالى فانيا عن الأكوان ‪ 3‬متوجها بقلبه الى الرحمن ‪.‬‬ ‫متلقفا ما يلقيه المولى سبحانه وتعالى في قلبه من لطائف العرفان } ولا شك أن‬ ‫الوسيلة الى هذه الحالة ذكر المولى سبحانه وتعالى ‪ ،‬والقدسية نسبة لها الى القدس ©‬ ‫وهو البعد عما لا يليق بها ‪ 0‬ولا ايطاء في البيت لأن القرب الأول بمعنى التقرب‬ ‫الذي هو فعل العبد ‪ 3‬والقرب الثاني بمعنى التقريب الذي هو فعل الله ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٢٣‬۔‬ ‫يقال انتعش العاثر اذا نبض من عنرته ‪ 0‬والعقول جمع عقل وقذ اختلف فيه ‪5‬‬ ‫فقال الشافعي ‪ :‬هو الة خلقها الله فى عباده يميزون بها بين الأشياء وأضدادها ‏‪٦‬‬ ‫ركبها فيهم سبحانه ليستدلوا بها بين الأمور الغائبة بالعلامات ©‪ ،‬نصبها هم منأ منه‬ ‫ونعمة ‪ ،‬وقال قوم ‪:‬هو معين في القلب وسلطانه في الدماغ ©ىلأن أكثر الحواس‬ ‫في الرأس ‪ ،‬ولذلك قد يذهب بالضرب على الدماغ } وقال اخرون هو قوة وبصيرة‬ ‫في القلب منزلته منه منزلة البصر من العين ث ويسمى عقلا لكونه مانعا للنفس‬ ‫عن فعل ما تهواه مأخوذ من عقال الناقة المانع لها أن تذهب حيث شاءت & وهو‬ ‫مخلوق في الإنسان أن يزداد وينتقص جميع المعلومات بحس وغيره اليه مرجعها ©‬ ‫وهو يميزها ويقضي عليها ‪.‬‬ ‫و (الذكر) القرآن العظيم } وهو أصل للعلوم بأسرها فما من أصل الا وهو‬ ‫مستنبط منه ‪ 5‬قال رسول الله عه ‪( :‬العلم كله القرآن } وهو الأصل والتنريل ‪.‬‬ ‫وما بعده من العلم تفسير له وتأويل) } وسماه ذكرا لقوله تعالى (وهذا ذكر مبارك‬ ‫انزلناه) ‪.‬‬ ‫وقول الناضم (بسقت) أي طالت كا عن مجاهد وعكرمة في تفسير قوله تعالى‬ ‫والنخل باسقات ‪ ،‬والمراد ب (الاسرار) العقول وضع الظاهر في موضع الضم‬ ‫على لفظ غير الأول وهو أحسن ما يكون فيه ‪ 3‬و (الفكر) حركة النفس في‬ ‫المعقولات وحركتها في المحسوسات تخييل ‪.‬‬ ‫المقدار‬ ‫شرف‬ ‫عرزن‬ ‫فأعربت‬ ‫الأفكار‬ ‫نتانلج‬ ‫فأبرزوا‬ ‫من باب اضافة المتسبب ‪ 1‬السبب آ‬ ‫وهي لغة النمرة واضافة النتائج الى ت‬ ‫رفاً عربت) أي أبانت ‪ ،‬و (شرف المقدار) عبارة عانلرتبة العالية التي وصلوا اليها‬ ‫ووقفوا لديها بواسطة العلم ‪.‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫انعامه‬ ‫بسنا‬ ‫مصطحبان‬ ‫سلامه‬ ‫الله مع‬ ‫صلاة‬ ‫ش‬ ‫الجيل‬ ‫اللمطفى‬ ‫ا لنبي‬ ‫على‬ ‫الجميل‬ ‫باللكلا‬ ‫مترزجان‬ ‫الصلاة من الله رحمة © ومن الملائكة استغفار © ومن الناس دعاء & وقيل صلاة‬ ‫الملائكة دعاء أيضا ‪ ،‬وفي معناه قلت ‪:‬‬ ‫الخلق معناها الدعاء‬ ‫صلاة‬ ‫صلاة الله رحمته وأما‬ ‫وجملة الصلاة خبرية لفظا ‪ ،‬انشائية معنى & والسلام التحية ى ورفع‬ ‫رمصطحبان) على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما مصطحبان والسناء بفتح السين‬ ‫الضوء ‪ ،‬و (الانعام) بفتح الهمزة جمع نعمة ‪ 5‬وبكسرها مصدر أنعم عليه ث واضافة‬ ‫السناء الى الانعام من باب اضافة الصفة الى موصوفها ‪ ،‬والمعنى فيه مصطحبان‬ ‫بانعامه السنية ‪ 3‬ورفع (ممتزجان) على أنه خبر لمبتدا أيضا ‪ ،‬والنبي إنسان أوحي‬ ‫اليه بشرع ‪ ،‬فان أمر بتبليغه سمي رسولا أيضا ‪ ،‬وهو بالهمزة من النبا ‪ 5‬اي الخبر‬ ‫فيصح أن يكون بمعنى فاعل باعتبار انه مخبر بكسر الباء عن الله عز وجل أو بمعنى‬ ‫مفعول باعتبار أن جبريل أخبره عن الله تعالى ‪ ،‬وبالنبا مانلنبوة ث وهي الرفعة ©‬ ‫فيصح بمعنى مفعول لأنه مرفوع الرتبه عن غيره أو فاعل لرفعه غيره إذ ما من‬ ‫و رالجليل) العظم ‪.‬‬ ‫‪ .‬و (المصطفى) الخالص‬ ‫مرفو ع الآ وباب رفعته البي عة‬ ‫والآل والصحب الرضى ومن تبع‬ ‫محمد سيد كل من شفع‬ ‫لل ‪ .‬وسمي بذلك‬ ‫} علم لخاتم النبيين والمرسلين‬ ‫حنمد‬ ‫لم‬ ‫(محمد) مف‬ ‫اعل‬ ‫لكثرة خصاله المحمودة { و (سيد كل من شفع) أي أشرفهم وأفضلهم ‪.‬ى قال عللقر ‪.‬‬ ‫ه ‪ .‬ومر حا عو مر‬ ‫(أنا سيد ولد آدم ولا فخر) ‪ ،‬و (الآل) المراد بهم‬ ‫كان على طريقته } متمسكا بشريعته بدليل ما في الرواية عنه علقه (آل محمد كل‬ ‫مؤمن) ‪ ،‬وفي رواية أخرى ركل تقي) وعلى هذا المعنى أنشدوا ‪:‬‬ ‫والعرب‬ ‫والسودان‬ ‫من الأعجام‬ ‫ملتله‬ ‫أتباع‬ ‫النبي هم‬ ‫ال‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫صلى المصلي على الغاوي أبي هب‬ ‫لو لم يكن اله الا قرابته‬ ‫ورالصحب) بفتح المهملة الأولى واسكان الانية ث اسم جمع لصاحب بمعنى‬ ‫الصحابي ‪ ،‬قال المناوي في التيسير هو من لقيه بعد النبوة وقبل موته مؤمنا به‬ ‫(انتهى) ‪ ،‬و (الرضى) بكسر الراء مصدر رضي بفتحها صفة للال والصحب على‬ ‫حد زيد عدل ‪ ،‬ويجوز أن تقول على حذف مضاف تقديره أهل الرضى ونحوه ‪.‬‬ ‫و قوله (ومن تبع) أر اد التابعين لهم بإحسان الى يوم الدين ‪ ،‬فان قلت قد‬ ‫كل من كان على طريقته متمسكا بشريعته ‪ 3‬و نفيت أن يكون‬ ‫جعلت اله ن‬ ‫الصحب‬ ‫اله على الخصوص أهل بيته تشر يفا لهم على غيرهم ‪ .‬فما الفائدة في عطف‬ ‫والتابعين على الآل ؟ ‪ 5‬قلت ‪ :‬هذا العطف من باب عطف الخاص على العام ©‬ ‫لنكته يدريها مس خاض رياض جنان علم البيان ‪ .‬وقد ورد مثل هذا في القران‬ ‫الكريم © منها قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطىؤ؛ ‪.‬‬ ‫قصدا‬ ‫اجل علم‬ ‫وانه‬ ‫مقصدا‬ ‫أهم‬ ‫فالدين‬ ‫وبعد‬ ‫بالبرهان‬ ‫عن كل ما كلف‬ ‫للانسان‬ ‫لانه يعرب‬ ‫(الواو) من قوله وبعد إما عاطفة والمعطوف حينئذ قصة على قصة © وإما‬ ‫نائبة عن إما التفصيلية ‪ 3‬وهذا الوجه أحسن من الاول لاقترانها بالفاء ‪ .‬وعليه‬ ‫فيكون المعنى على مذهب سيبويه مهما يكن من شيء مهم بعد حمد الله والصلاة‬ ‫والسلام على رسول الله ث وعلى أولياء الله فهو علم الدين لشدة الاحتياج اليه ©‬ ‫وكنرة التعويل عليه © وقوله رفالدين) أي فعلم الدين ‪.‬ا‪.‬لح } والدين هو وضع‬ ‫المي سائوثق لذوي العقول با إختيارهم المحمود لا هو خير لهم بالذات ويسمى شريعة‬ ‫بإعتبار أن الله شرعه لنا دينا ‪ 0‬ويسمى ملة باعتبار أن الملك أملاه على النبي عي‬ ‫العبارات باختلاف‬ ‫أو بإعتبار املاء النبي على أمته فالمعنى واحد © واختلاف‬ ‫الاعتبارات © وقوله (أهم مقصدا) أي مقصده اهم اي اشد هما من مقصد غيره ‪8‬‬ ‫والهم هنا بمعنى العزم ‪ 3‬وقوله (وانه أجل علم) أي وان علم الدين أعظم كل علم‬ ‫‪_ ٢٦‬‬ ‫طلب لينتفع به ‪ 5‬وقوله (يعرب) أي يبين ‪ ،‬و(الإنسان) هو الحيوان الناطق ‪ ،‬والمراد‬ ‫به هنا المكلف & و(التكليف) هو إلزام الله العبد ما يشق على النفس فعله ‪ ،‬وعرفه‬ ‫بعضهم بأنه الأمر والنهي اللذان يجب بهما العقاب والثواب وفيه نظر لأن التكليف‬ ‫شيء غير الأمر والنهي } و(البرهان) هو ما أنبت المعنى في النفس وهو والحجة‬ ‫والدليل ألفاظ متحدة المعنى ‪.‬‬ ‫ان تدرها جزت طريق عدله‬ ‫دررأً في أصله‬ ‫وقد نظمت‬ ‫اللؤلؤ في السلك اذا‬ ‫(النظم) لغة لف الشىء الى الشىء ‪ 0‬يقال نظمت‬ ‫ضممت بعضه الى بعض ‪ ،‬وفي الاصطلاح وزن مخصوص على قافية مخصوصة ‪.‬‬ ‫ورالدرر) اللؤلؤ شبه المسائل التى نظمها بالدرر واستعار لها اسمها ‪ 3‬وقوله‬ ‫رفي أصله) أي في أصوله ‪ ،‬والضمير عائد الى الدين لأنه شامل للأصول والفروع ©‬ ‫أي وقد نظمت هذه المسائل التي هي كالدرر في حسنها وصفائها في علم أصول‬ ‫الدين آ وهو معرفة ما للنفس وما عليها اعتقادا وانما سمي هذا العلم أصول الدين‬ ‫لان الدين كله مبني عليه صحة وفسادا فلا دين لمن لا اعتقاد له ث وقوله ران‬ ‫تدرها) أي تعلمها من درى الشىء اذا علمه ‪ 3‬ورجزت) بمعنى سلكت ؤ ورطريق‬ ‫عدله) عبارة عن الاستقامة في الدين ‪.‬‬ ‫الكرام السادة الأبرار‬ ‫عن‬ ‫الآنار‬ ‫زاخر‬ ‫لقطتها من‬ ‫(التلقيط) الأخذ شيئا فشيئا من حيث لا يحس ‘ والضمير في لقطتها عائد‬ ‫الى الدرر بمعنى المسائل ‪ ،‬و(الزاخر) الطامي يقال زخخرر‪ .‬البحر إذا طمى ‪،‬ورالآثار)‬ ‫جمع أثر وهو في الأصل الخبر المروي عن رسول الله عزت ؤ وهو معنى قولهم لاحظ‬ ‫للنظر مع ورود الأثر ‪ 3‬ثم نقل في اصطلاحنا الى ك العلماء في الأحكام الشرعية ©‬ ‫وقوله عن (الكرام) جمع كريم ‪ ،‬فهو لغة من اذا سئل أعطى ‪ ،‬ثم نقل إلى التقي‬ ‫لقوله تعالى ان أكرمكم عند الله أتقاكم ‪ ،‬و(السادة) جمع سيد وهو من‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫بينه‬ ‫أصلح ما‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫بر بفتح الموحدة‬ ‫جمع‬ ‫ورالأبرار)‬ ‫قومه بفضيلة <‬ ‫فاق‬ ‫ربه ‪.‬‬ ‫وبين‬ ‫حتى أراها في غد من قرضي‬ ‫والله بالقبول فيها يقضي‬ ‫صنعها‬ ‫يتم‬ ‫وأن‬ ‫الورى‬ ‫كل‬ ‫نفعها‬ ‫يعم‬ ‫أن‬ ‫أرجو‬ ‫ومنه‬ ‫رالقبول) النواب على الشىء } وريقضي) أي بحكم ‪ ،‬وقوله رحتى أراها) أي‬ ‫كي أجدها ‪ 3‬فحتى بمعنى كي كقولك للكافر أسلم حتى تدخل الجنة ث ورغد)‬ ‫اسم لليوم الذي بعد يومك الذي انت فيه ‪ ،‬واراد به هنا الاخرة } وفي التعبير‬ ‫به عنها تبيه على سرعة اضمحلال الدنيا واقبال الآخرة ى ورقرضى) أي عملي‬ ‫الصالح ‪ 3‬وأصل القرض هو ما أعطيته غيرك لتقتضيه منه ‪ 3‬شبه به العمل الصالح‬ ‫بجامع أن كلا منهما راجع الى صاحبه بنفعه اقتباسا من قوله تعالى لمن ذا الذي‬ ‫يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريمه ‪ 0‬و(الهاء) من قوله (ومنه)‬ ‫عائد الى اسم الجلالة ‪ 9‬ورالورى) الخلق ‪ ،‬و(رالصنع) اسم بمعنى الصناعة ‪.‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫الاول‬ ‫الر كن‬ ‫في العلم وما يشتمل عليه [ وفيه أربعة أبواب‬ ‫قدم ركن العلم على ركن الجملة مع أنها هي العروة الوثقى لمن تمسك بها &‬ ‫العلم أصلا لها ح وبه تقوم الحجة بها على‬ ‫ينقضها } لكون‬ ‫وهي السلامة لمن‬ ‫المكلف } وان كانت الحجة معناها تقوم بخاطر البال ‪ 5‬فهو أيضا علم ‪.‬‬ ‫وقيل بل ححد ‪ .‬وحده‬ ‫له }‬ ‫حد‬ ‫إنه لا‬ ‫قوم‬ ‫نقال‬ ‫العلم [‬ ‫حد‬ ‫واختلف ف‬ ‫ادراك المعلوم على ما هو به ‪ ،‬وقيل الادراك والإحاطة والإستبانة ث قال في الأدلة‬ ‫الصحيح ‪.‬‬ ‫والبيال ‪ .‬وهو‬ ‫الباب الأول‬ ‫وأحكامه‬ ‫العلم‬ ‫أقسام‬ ‫ف‬ ‫الأحكام جمع حكم وهو النسبة التامة بين الشيئين ‪.‬‬ ‫وشرعا هو أثر خطاب الله تعالى المتعلق بفعل العباد ‪ 3‬كان اقتضاء كالإيجاب‬ ‫الجهل موجود طبعا في الانسان لقوله تعالى فوالله أخرجكم من بطون أمهاتكم‬ ‫لا تعلمون شيئائمه تنبيها على شرف العلم وفضيلته وارتفاع رتبته وعلو درجته ‪.‬‬ ‫تؤتلا‬ ‫ونظري‬ ‫تأمل‬ ‫بلا‬ ‫العلم ضروري‬ ‫ومحدث‬ ‫‪. ٢٩‬‬ ‫ينقسم العلم الحادث بالنسبة الى حصوله الى قسمين ضروري ونظري ©‬ ‫فالضروري هو الذي غير محتاج الى تأمل أي تفكر واكتساب ‪ ،‬وهو أنواع أقواها‬ ‫علم الانسان نفسه وما هو عليه من حالاته ثم الفرق بين الموجود والمعدوم © وإن‬ ‫الشىء يستحيل كونه في مكانين في وقت واجد وموجود ومعدوم في وقت واحد ‪8‬‬ ‫وقائم وقاعد في حال © ثم ما وقع عند تواتر الأخبار كالعلم بالبلدان النائية والملوك‬ ‫الماضية } ثم العلم بحاجة البناء الى بان ‪ ،‬والكتابة الى كاتب ‪.‬‬ ‫روالنظري) هو الذي يحتاج ني تحصيله الى تأمل واكتساب } وفي الأدلة‬ ‫والبيان هو الذي يعلم بالإستدلال ‪ ،‬واحترز بمحدث العلم عن علمه تعالى ‪ ،‬فانه لا‬ ‫تقسم له ولا يوصف بأنه ضروري ولا نظري ‪ .‬وقسم العلم الامام الخليلي الى‬ ‫ثلاثة أقسام ‪ :‬الى وهبي وضروي ومكتسبي ‪ ،‬فكان جوابه لمن سأله عن الفرق‬ ‫بينها بان قال الوهبي يلقيه الله تعالى في قلب عبده فيض نوراني ومدد رحماني ‪8‬‬ ‫والضروري لايمكن أن يتصور لذي بال خلافه بأن الاثنين اكثر من الواحد ©‬ ‫والكسبي ما عرف بالتعليم والتحفظ والاجتهاد فحصل بسمع من المسموعات أو‬ ‫نظر من المرئيات أو بفكرة من المقدمات لأهل الاستدلال والنظر (انتهى) ‪ ،‬وعند‬ ‫التحقيق فالوهبي راجع الى الضروري وداخل في حده ‪.‬‬ ‫في الشرع معروف كا سنورد‬ ‫والكل من ذين له تعبد‬ ‫اختلف في دخول أل على كل وبعض فأجازه قوم ومنعه آخرون كذا ذكره‬ ‫العطار فيى حاشيته على الأزهر ية ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ويصح على تأويل اخر أن يحمل معنى الآية على الوجوب‬ ‫ولفظه (ذين) اشارة الى الضروري والنظري أي كل من الضروري والنظري‬ ‫له تعبد تدرك معرفة ذلك التعبد من علم الشرع ‪ ،‬فتعبد الضروري كالايمان بال‬ ‫وملائكته وكتبه ورسله ‪ ،‬واليوم الآخر وكالاعتقاد بأنه لا يصح محسن مسسىء‬ ‫في حالة واحدة & ولا مؤمن كافر في حالة واحدة اللهم إلا أن يراد بالايمان اللغوي‬ ‫لا الشرعي ‪ ،‬ولا شقي سعيد في حالة واحدة الى غير ذلك من الأضداد ونحوها ©‬ ‫وتعبد النظري هو كالمعرفة بتفاصيل الصلاة وحدودها والمعرفة بالصيام وحدوده‬ ‫وتفاصيله والمعرفة بالحج ومواقيته وفرائضه وسننه ‪ ،‬والمعرفة بالزكاة وتفاصيلها }‬ ‫الى غير ذلك مما يدرك علمه بالاستدلال والتعلم والتفكر ‪.‬‬ ‫ندبا‬ ‫نفل‬ ‫والثاني‬ ‫تعليمه‬ ‫وجبا‬ ‫قد‬ ‫لازم‬ ‫منه‬ ‫والعلم‬ ‫نفله‬ ‫عداه‬ ‫وما‬ ‫فواجب‬ ‫جهله‬ ‫يسعنا‬ ‫ل‬ ‫شيء‬ ‫فكل‬ ‫ينقسم العلم بالنسبة الى الحكم الشرعي الى واجب ومندوب اليه ‪.‬‬ ‫ف (الواجب) هو علم كل شيء غير واسع الجهل به ‪ ،‬وهو المراد بقوله ل‬ ‫(العلم فريضة على كل مسلم) © وفي رواية طلب العلم فريضة على كل مسلم ©‬ ‫‪ .‬وهذا القسم مهما لزم أحدا لا يسعه التأخر‬ ‫وقوله (اطلبوا العلم ولو بالصين)‬ ‫عن طلبه الا بعذر بين كا سياتي ان شاء الله ‪.‬‬ ‫ورامندوب) هو علم كل شىء واسع الجهل به © لكن في تعليمه منفعة دينية‬ ‫أو صلاح للعالم ‪ 2‬فمن طلبه من غير تضييع لفرض كقوت عيال الى غيره من‬ ‫الفرائض الحاضرة كان له الفضل العظيم كا سيأتي ان شاء الله ‪ .‬وهذا القسم هو‬ ‫المشار اليه بقوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر‬ ‫أولو الألباب) ظ‪:‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫لقادر بترك ذاك يأثم‬ ‫والبحث للواجب حتا يلزم‬ ‫له‬ ‫يمض‬ ‫ناى‬ ‫وإن‬ ‫معبرا‬ ‫له‬ ‫للقدرة أن يرى‬ ‫والحد‬ ‫يكفله‬ ‫من‬ ‫قوت‬ ‫مع‬ ‫ومامن‬ ‫ف الصح مع وجدان ما يحمله‬ ‫رالبحث) طلب بإجتهاد ‪ 5‬أي يلزم طلب العلم الواجب لزوما حتميا على من‬ ‫قدر عليه ‪ 2‬ومن تركه مع القدرة على طلبه فهو آم هالك إلآ أن يتوب ‪ ،‬وحد‬ ‫القدرة في هذا أن يجد من يعلمه علم ذلك ‪ ،‬وإن بعد هذا المعلم لزمه أن يرحل‬ ‫اليه فيتعلم منه ما لزمه علمه ‪ ،‬ولا يلزم المسير اليه إلا إذا كان صحيحا واجدا‬ ‫للراحلة والامان في الطريق وواجدا للقوت الذي يتركه لمن يلزمه عوله إلى ان يرجع‬ ‫اليهم ‪ ،‬فقوله (يرى) أي يجد له } وقوله (معبرا) أي من يعبر له علمه بعبارة يعقلها‬ ‫والا فلا يلزمه ‪.‬‬ ‫وقوله روإن نأى) أي بعد ذلك المعبر عن بلده } وقوله ريمقض له) أي يرحل‬ ‫اليه ‪ 3‬وقوله (في الصح) بضم الصاد إسم بمعنى الصحة ‪ ،‬وقوله (مع وجدان)‬ ‫مصدر وجد ‪ ،‬وقوله (ما يحمله) أي مع وجوده الذي يحمله اليه وهو المركوب ؤ‬ ‫وذلك اذا لم يستطع المشي اليه ‪ 3‬وقوله رومأمن) مصدر أمن بمعنى الأمان { وقوله‬ ‫(مع قوت من يكفله) أي مع وجدانه قوتا يتركه لمن يكفله أي لمن يلزمه عوله "‬ ‫فهذه خمسة شروط ‪ ،‬وهي ‪ :‬وجود المعبر ث والصحة ‪ ،‬والمركوب اذا لم يستطع‬ ‫المشي ‪ ،‬والأمان ث وقوت العيال ‪ 3‬وترك شرطا سادسا وهو الزاد المبلغ © إلا أنه‬ ‫تنطوي عليه عبارته بالمامن ‪ ،‬فان ترك الزاد مخوف وهذا الذي ذكره الناظم مما‬ ‫تقوم فيه الحجة بالسماع ‪.‬‬ ‫وأما الذي تقوم عليه فيه الحجة من العقل فغير منفس لأحد فيه بالسؤال بعد‬ ‫خطور البال كا سيأتي ان شاء الله ‪.‬‬ ‫فان قلت ‪ :‬هل يلزم أحدا علم ما يطمئن اليه قلبه انه لو عاش يلزمه ذلك ويخاف‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫عند لزومه أن لا يجد من يعبر له اياه ؟ قلت ‪ :‬لا يلزمه ذلك الا انه من باب الفضيلة‬ ‫والوسيلة ‪ 0‬ولو كان يلزمه ذلك للزمه أن يعرف ما هو أبعد منه فيتمشى هذا القول‬ ‫الى أنه يلزمه أن يغرف جميع ما ني علم الله ث وهذا محال والدائن به دائن بضلال ‪.‬‬ ‫وبما أورده الامام أبو سعيد رضي الله عنه في كتاب الاستقامة كفاية من أن‬ ‫نطيل بالتفصيل له هاهنا ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لأنبتاء‬ ‫رينا‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫جاءموت‬ ‫احصاء‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫وفضله‬ ‫بالكسر الضبط‬ ‫العلم ‘ و(الاحصاء)‬ ‫الى‬ ‫عائدة‬ ‫(وفضله)‬ ‫قوله‬ ‫الهاء من‬ ‫والحصر ‪،‬ورالأنباء) بالفتح الإخبار أي فضل العلم ليس له ضبط لمن رام ضبطه ©‬ ‫على‬ ‫دلت‬ ‫صاحبه‬ ‫النعم على‬ ‫من‬ ‫الله بسببه‬ ‫لعظم ما من‬ ‫حصره‬ ‫شاء‬ ‫لمن‬ ‫ولا حصر‬ ‫ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ‪.‬‬ ‫أما الآيات فقد قال عز وجل (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة وأولوا‬ ‫وتعال بنفسه وثتى بالملائكة وثلث‬ ‫بدأ سبحانه‬ ‫فانظر كيف‬ ‫العلم قائما بالقسط)‬ ‫بأهل العلم } وناهيك بهذا شرفا وفضلا © وقال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم‬ ‫والذين أوتوا العلم درجات) قال ابن عباس رضي الله عنه ‪ :‬للعلماء درجات فوق‬ ‫‪ .‬ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام ‪ .‬وقال‬ ‫المؤمنين بسبعمائة درجة‬ ‫درجات‬ ‫يخشى الله من عباده العلماء ‪ ،‬وقال تعالى قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم‬ ‫ومن عنده علم الكتاب ‪ ،‬وقال تعالى «إوقال الذي عنده علم من الكتاب أنا‬ ‫اتيك بهمه تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم ‪ 0‬وقال عز وجل وقال الذين أوتوا‬ ‫العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا وفيه أن عظم قدر الآخرة‬ ‫يعلم بالعلم } وقال تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمونمه ‪،‬‬ ‫وقال تعالى ولو ردوه الى الرسول وال أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه سہم»‬ ‫رد حكمه في الوقائع الى استنباطهم © وألحق رتبهم برتبةالأنبياء في كشف حكم الله ‪.‬‬ ‫‪٢٢٣‬‬ ‫وأما الأخبار النبوية فقد أورد الحافظ ين حجر منها جملة مسرودة محذوفة‬ ‫الاسناد فها نحن نوردها على طريقته ‪ 0‬قال رسول الله علن (من يرد الله به خيرا‬ ‫يفقهه فيأالدين) إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده ‪ 2‬أفضل العبادة‬ ‫الفقه وأفضل الدين الورع وفي حديث سنده مختلف فيه والجمهور على قبوله (فضل‬ ‫العلم خير من فضل العباده ؛ وخير دينكم الورع ‪ 0‬ومن سلك طريقا يلتمس فيه‬ ‫علما سهل الله له به طريقا الى الجنة ‪ 3‬وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم‬ ‫رضا لما يطلب ‪ ،‬وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى‬ ‫الحيتان في الماء ‪ .‬وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب } وإن‬ ‫العلماء ورثة الأنبياء } وبان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ‪ ،‬وانما ورثوا العلم ©‬ ‫فمن أخذه أخذ بحظ أوفر) ث ووقع للناس في هذا الحديث اختلاف كثير ‪ ،‬قال‬ ‫صفوان بن عسال ‪ :‬يا رسول الله جئت أطلب العلم ‪ ،‬قال ‪ :‬مرحبا بطالب العلم ©‬ ‫إن طالب العلم لتحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا سماء‬ ‫الدنيا من محبتهم لما يطلب ‪ ،‬يا أبا ذر لئن تفدو فتكلم اية من كتاب الله خير لك‬ ‫من أن تصلى مائة ركعه ‪ ،‬ولئن تغدو فتكلم بابا من العلم عمل به أو م يعمل‬ ‫خير لك من ان تصلي الف ركعة & الدنيا معلونة معلون ما فيها إلا ذكر الله وما‬ ‫والاه ‪ 0‬وعالما ومتعلما ‪ 0‬إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما‬ ‫علمه ونشره & أو ولدا صاحا تركه ‪ ،‬أو مصحفا ورثه ‪ 5،‬أو مسجدا بناه ‪ ،‬أو بيتا‬ ‫لإبن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه‬ ‫بعد موته ‪ 3‬خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ‪ :‬ولد صالح يدعو له ‪ 3‬وصدقة‬ ‫تجري يبلغه اجرها ‪ 3‬وعلم يعمل به من بعده ‪ .‬علماء هذه الامة رجلان رجل‬ ‫اتاه الله علما فبذله للناس و لم يأخذ عليه طمعا ‪ ،‬و لم يشتر به ثمنا ‪ ،‬فذلك يستغفر‬ ‫له حيتان البحر ودواب البر والطير في جو السماء ث ورجل آتاه الله علما فبخل‬ ‫به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا ‪ ،‬واشترى به ثمنا ‪ 3‬فذلك يلجم يوم القيامة بلجام‬ ‫من نار ‪ 0‬وينادي مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله ‪ .‬وأخذ عليه‬ ‫طمعا واشتر ى به ثمنا‪.‬‬ ‫‪_ ٢٤‬‬ ‫وكذلك حتى يفرغ الحساب } فضل العالم على العابد كفضلي على دنا ل أن الله وملائكته‬ ‫وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها ‪ ،‬وحتى الحوت فيالماء‬ ‫ليصلون على معلمي الناس الخير ‪ ،‬يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامه اني لم‬ ‫أجعل علمي وحلمي فيكم الا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا‬ ‫أبالي ‪ 2‬وإضافة العلم والحلم الدين فيهم اليه تعالى صرع في أنهم كانوا عاملين‬ ‫‪.‬‬ ‫مخلصين ‪.‬‬ ‫العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع ‪ 0‬وعلم في اللسان فذلك حجة‬ ‫الله على ابن آدم ‪ 3‬من غدا الى المسجد لا يريد الا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان‬ ‫له كأجر حاج تاما حجة |} من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ©‬ ‫من غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح الله له بابا الى الجنة وفرشت له الملائكة أكتافها ‪.‬‬ ‫وصلت عليه ملائكة السموات © وحيتان البحر وللعالم من الفضل على العابد‬ ‫كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء } والعلماء ورثة الأنبياء لأن‬ ‫الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ‪ ،‬ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر &‬ ‫وازاد البيهقي ‪ :‬ومرت العام عسبة لا تجبر وئلمة لا تسد وهو مجم لمس ‪ ،‬موت‬ ‫قبيلة أيسر من موت عالم ‪،‬نظر الله أمرءا أي رزقه النضاره والبهجة والحسن سمع‬ ‫مقالتي فوعاها فأداهاكا سمعها ‪ 5‬فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه ورب حامل‬ ‫فقه ليس بفقيه ‪ ،‬ثلاث لا يغل عليهن ‪ :‬قلب مسلم ‪ ،‬اخلاص العمل لله ومناصحة‬ ‫ا أولاة الأمر ولزوم الجماعة فان دعوتهم لا تحبط ‪ ،‬وفي رواية تحفظ من ورائهم ‪.‬‬ ‫ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره ث وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من‬ ‫الدنيا الا ما كتب الله له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في‬ ‫قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة & فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله أو قال عامله‬ ‫الال على الخير كفاعله } والله محب اغاثة اللهفان من دعا الى هدى كان له من‬ ‫الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) ‪.‬‬ ‫‪_ !٢٣٥‬‬ ‫_‬ ‫الغالي في السؤال‬ ‫الباب‬ ‫وهو لغة الطلب ئ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫فلما ‪ .‬كان حاكمنا السمر‬ ‫قبل الرماح حقوقنا‬ ‫سانا‬ ‫الأشخاص‬ ‫أعلام‬ ‫من‬ ‫فهي‬ ‫‪:‬‬ ‫من‬ ‫مخصوصة‬ ‫مطاائفة‬ ‫المسألة علماً عاما وعل‬ ‫‪.‬‬ ‫مسببه‬ ‫على‬ ‫مقدم‬ ‫والسبب‬ ‫[‬ ‫للفتوى‬ ‫قررا‬ ‫المجيب‬ ‫والناني تفويض‬ ‫حجرا‬ ‫قسم‬ ‫قسمان‬ ‫سؤالنا‬ ‫ينقسم السؤال بالنسبة الى مطالبة الجواب الى سؤال حجر ‪ ،‬وسؤال تفويض ©‬ ‫فالأول نحو سؤال الرجل عن العالم بفتح اللام ى هل هو محدث أم لا ؟ فكأنه‬ ‫حجر على المجيب الا أن يجيبه باحد الوجهين ‪.‬‬ ‫و (التفويض) هو نحو سؤال الرجل عن الدلالة على حدوث العالم فيجيب‬ ‫المجيب باي دلالة شاء فكانه فوضه في ذلك ‪.‬‬ ‫ولي شرح قصيدة فتح بن نوح قال ‪:‬وقسمه اخرون على خمسة ‪،‬فقالوا سؤ‬ ‫فائدة © وسؤال تعنت ‪ ،‬وسؤال استفهام ‪ 3‬وسؤال تنير ‪ ،‬وسؤال إجلال © ومن‬ ‫امنلمعاني فكأ‪ :‬نهم عبروا عن العلة التي بها سأً ل السائل ‪ ،‬أما أن يسألليستفهم‬ ‫أو ليتعنت ليس هذا الوجه من أقسام السؤال ‪ ،‬وإنما هو من أقسام العلة التي لها‬ ‫سأل السائل رانتهى) ‪.‬‬ ‫أقول ‪:‬ولا مانع من تقسم السؤال إلى ما ذكر باعتبار غرض السائل ‪ ،‬واللة‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫للازم قسم ونفل تهتدي‬ ‫وباعتبار الشرع في التعبد‬ ‫‏‪_ ٢٣٦‬۔‬ ‫ينقسم السؤال بالنسبة إلى الإعتبار الشرعي في التعبد أي التكليف الى قسمين‬ ‫لازم ونفل) } ف (اللازم) هاولسؤال عن كل ما لا يسع جهله من دين الله‬ ‫و (النفل) هو السؤال عما عدا ذلك‪٤‬وعبارة‏ الناظم تخرج السؤال المكروه والمحجور‬ ‫كالسؤال عما لا فائدة فيه والتجسس عن العورات ‪ ،‬قال القاضي نجاد في (الاكلة‬ ‫وحقائق الأدلة) ‪ :‬والسؤال سؤالان سؤال مأمور به © وسؤال منهي عنه ‪ ،‬فالمأمور‬ ‫به على ضربين ث سؤال عن واجب فهو واجبا وسؤال عن مندوب اليه ‪ ،‬فهو‬ ‫سؤال ندب فمن اعتقد ترك السؤال عن المندوب اليه فهو هالك باجماع & والسؤال‬ ‫المنهي عنه هو ما عفى العباد عن السؤال عنه مما في البحث عنه اجاب حكم أو‬ ‫تحريم أمر قد كان لولا السؤال حلالا ‪،‬قإل الله تعالى ليا أيها الذين آمنوا لا تسألوا‬ ‫عن أشياء ان تبد لكم تسؤ كه ‪ ..‬الآية (انتهى) ‪.‬‬ ‫أقول ‪ :‬المراد بقوله فمن اعتقد ترك السؤال عن المندوب اليه فهو هالك‬ ‫باجماع ‪ ،‬أي من اعتقد ذلك دينا فانه لا شك في هلاكه بذلك لأنه دان لله بخلاف‬ ‫ما أمره به وندبه اليه والمتقرب الى الله بخلاف ما أمره به هالك اجماعا وليس المراد‬ ‫بقوله فمن اعتقد ترك السؤال الخ من عزم على تركه ‪،‬لأن العازم على ترك المندوب‬ ‫من غير دينونة بتركه مع تا دية ما وجب عليه © وترك ما حرم عليه سا ل اجماعا ‪.‬‬ ‫والله أعلم ‪.‬‬ ‫تناقض أو جاء باضطرابه‬ ‫أسقط سؤالا ان أتى خمس به‬ ‫وقعا‬ ‫الحال‬ ‫من‬ ‫أو كونه‬ ‫معا‬ ‫أو جمع سؤالين‬ ‫البات‬ ‫ينقسم السؤال بالنظر الى نفس لفظه الى سؤال صحيح والى ساقط بفاما‬ ‫السؤال رالح هو ما خلا من هذه الأشياء الخمسة وحقه أن يجاب إلا إذا حصل‬ ‫له مانع من غير لفظه كتعنت في السائل أو نحو ذلك & أما السؤال الساقط فهو‬ ‫ما كان في لفظه أحد هذه الخمسة وهي التناقض والإضطراب والإثبات وجمع‬ ‫سؤالين مختلفين في سؤال واحد ©‪ ،‬ويطلب لما جوابا واحدا © والسؤال عن المحال ‪،‬‬ ‫فاذا كان في السؤال أحد هذه الخمسة كان ساقطا وحقه أن لا يجاب ‪.‬‬ ‫فأما (التناقض) فهو أن يكون آخر السؤال مناقضا لأوله ‪ ،‬مثال ذلك أن يقول‬ ‫السائل اذا كان العالم محدثا فما الدليل على قدمه أو يقول اذا كان الجماد غير متحرك‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫فما الدليل على تحركه ؟ ‪.‬‬ ‫الأخص مثال ذلك‬ ‫وأما (الاضطراب) فهو أن يدخل السائل في سؤاله الأعم ف‬ ‫أن يقول ما الدليل الذي صار به العرض حركة ‪ ،‬وما الدليل الذي صار به العالم‬ ‫جسما ؟ ‪ ،‬فالعرض أعم من الحركة ‪ ،‬والعالم أعم من الجسم ‪ ،‬وفي إدخال كل‬ ‫منهما في صاحبه اضطراب ‪.‬‬ ‫وأما (الإلبات) فهو أن يسأل عن زيادة فائدة في شيء والمسئول ينفي أصل‬ ‫ذلك الشيء ‪ ،‬مثال ذلك أن يقول ما الدليل على ثبوت رؤية الله في الآخرة والمسئول‬ ‫‪ .‬يقول بذلك ‪.‬‬ ‫وأما (جمع السؤالين معا) فهو أن يسأل عن شيئين مختلفين ويريد لهما علة واحدة‬ ‫ودليلا واحدا في الوجه الذي اختلفا فيه ‪ ،‬مثال ذلك أن يقول ما العلة التي صار‬ ‫بها الجسم مؤلفا والعرض مضمحلا وما الدليل على حدوث العالم وصدق الرسل ‪.‬‬ ‫وأما السؤال عن (امحال) فهو أن يسال عن شىء يحيل العقل وجوده ‪ ،‬مثال‬ ‫ذلك أن يقول هل يقدر الله أن يخلق له شريكا وهل يقدر الله أن يجعل الإنسان‬ ‫ناطقا صامتا في حالة واحدة والله أعلم ‪.‬‬ ‫فصل في الألفاظ الممتنع بها‬ ‫السؤال عن المولى جل وعلا‬ ‫من أي متى عن ربنا تعالى‬ ‫سؤالا‬ ‫لم وهل‬ ‫امنع بكيف‬ ‫تلفا‬ ‫ل‬ ‫وعلة‬ ‫هيئة‬ ‫عن‬ ‫نكيفا‬ ‫ر‬ ‫اين‬ ‫ومن‬ ‫اين‬ ‫يمتنع السؤال عن الله عز وجل بأشياء لدلالتها على معنى حادث } فالسؤال‬ ‫هي كيف و ل بكسر اللامءوفتح الم‬ ‫الحادثات © وتلك الأشياء‬ ‫خواص‬ ‫بها من‬ ‫وتسكينه في الشعر شائع لاستقامة الوزنءوهل ومن بفتح الميم وأي بفتح الهمزة‬ ‫وهو ما وهي سؤال‬ ‫عاشرا‬ ‫وترك‬ ‫الفاظ‬ ‫تسعة‬ ‫أين وك ئ فهذه‬ ‫ومن‬ ‫ومتى وأين‬ ‫غيرها‬ ‫من هذه الالفاظ لا معنى بخلاف‬ ‫‪ }.‬وكل واحدة‬ ‫ماهية الشيء أي حقيقته‬ ‫عن‬ ‫‪_ ٢٨‬‬ ‫ولها جواب بخلاف جواب الآخرى ‪ ،‬وكلها غير جائز في حق المولى جل وعلا ‪3‬‬ ‫وكذلك لا تجوز هذه الألفاظ سؤالا عن صفاته الذاتية لأن صفاته هي ذاته لا‬ ‫غيرها كا يأتي ان شاء الله ‪ .‬فكل ما لا يجوز في حقه تعالى لا يجوز في صفاته‬ ‫الذاتيةلما تقدم ‪.‬‬ ‫واختلف في السؤال بلم من هذه الألفاظ عن صفاته الفعلية فأجازه قوم ومنعه‬ ‫عبدالله محمد بن محبوب رحمه الله ‪ 0‬وقيل ان‬ ‫آخرون } والمنع مذهب الامام أ‬ ‫كان السؤال بها عن الصفات الفعلية انكارا لفعله تعالى فلا يجوز ‪ 0‬وان كان تعلما‬ ‫واحتج القائلون بالمنع بقوله تعالى‬ ‫وتفهما واستدلالا على قدرته تعالى فذلك جائز‬ ‫ى وسيأتي الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية‬ ‫تلا يسأل عما يفعل وهم يسا ألون‬ ‫عند ذكر الناظم لها ان شاء الله ‪.‬‬ ‫وقوله (فكيفا عن هيئة) هذا شرو ع في الكلام على تفصيل معاني هذه الألفاظ‬ ‫سؤال يطلب به تعيين الهيئة ‪ 0‬وهي الحالة التي عليها المسئول عنه فاذا‬ ‫أي فكيف‬ ‫قلت مثلا كيف زيد فكأنك سألت عن حالته فيقال لك صحيح أو سقيم أو حتي‬ ‫أو ميت ‪ ،‬وهذا كله غير جائز فى حقه تعالى ‪.‬‬ ‫وقوله (وعلة لم تلفا) أي توجد ‪ ،‬قال تعالى انهم ‪ 2‬أباءهم ضالين أي‬ ‫وجدوا © والعلة هايلتي لأجلها يكون ذلك الشيء يعني ان لم سؤال عن علة‬ ‫الجحر عليها‬ ‫خول حرف‬ ‫الفها‬ ‫وهي مركبة من لام الجر وما الاستفهامية فحذف‬ ‫كا في القانون النحوي ‪.‬‬ ‫النفس‬ ‫وأجزا‬ ‫لشركة‬ ‫وأي‬ ‫وهل لتصديق ومن عن جنس‬ ‫الملكان‬ ‫عن‬ ‫أين‬ ‫ومن‬ ‫أين‬ ‫زمان‬ ‫عن‬ ‫جاء‬ ‫سؤال‬ ‫متى‬ ‫سبحانه‪.‬‬ ‫قاهر‬ ‫قدي‬ ‫فرد‬ ‫وإنه‬ ‫عدد‬ ‫سؤال‬ ‫و‬ ‫هل سؤال يطلب بها التصديق وهو طلب النسبة بخلاف طلب التصور فانه‬ ‫‪.‬‬ ‫هل‬ ‫عدا‬ ‫ما‬ ‫الأدوات‬ ‫من‬ ‫وله‬ ‫بالنسبة‬ ‫العلم‬ ‫بعل‬ ‫التعيمن‬ ‫طلب‬ ‫‏‪ ٢٩‬س‬ ‫وقوله رومن عن جنس) أي سؤال يراد به تشخيص الجنس ‪ ،‬فقولك من‬ ‫هذا تريد تشخيصه ونسبته ‪ 2‬ومن جبريل تريد من أي جنس هو ‪ ،‬فيقال لك انه‬ ‫من جنس الملائكة ‪ ،‬وإلى هذا قصد اللعين في سؤاله لموسى عليه السلام حين قال‬ ‫فمن ربكما يا موسى أراد من أي جنس ‪.‬‬ ‫وقوله روأي لشركة) الخ ‪ ..‬البيت ‪ ،‬يعني أن أي سؤال عما يميز المشاركين‬ ‫كقوله تعالى لأي الفريقين خير مقامامه أي أنحن أم أصحاب محمد لأنهما شريكان‬ ‫في الفريقيه ‪ 3‬ويسأل بها أيضا عن أجزاء النفس كقولك أي أجزاء زيد أحسن ؟‬ ‫فيقال لك وجهه او يده او نحو ذلك وقوله (متى سؤال) اي لفظة متى سؤال‬ ‫يطلب بها تعيين الزمان ماضيا كان أو مستقبلا ‪ .‬كقولك متى كان هذا © فيقال‬ ‫وقوله (أين) ‪ ..‬الخ ‪ ،‬البيت يعني إن أين ومن أين بكسر الميم سؤالان يطلب‬ ‫بهما تعيين المكان } قال السيوطي في شرح عقوده ‪ :‬قال الشيخ بهاء الدين والفرق‬ ‫بين أين ومن أين ‪ ،‬إن أين سؤال عن المكان الذي حل فيه الشيء ومن أين سؤال‬ ‫عن المكان الذي برز منه الشيء (انتهى) ‪.‬‬ ‫وقوله (وكم) أي لفظة كم ‪ .‬سؤال يطلب بها تعيين العدد كقوله تعالى «ك‬ ‫لمل فقالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فهذه الألفاظ كلها يمتنع السؤال بها عن‬ ‫الباري سبحانه ‪ .‬وكذلك ما كان بمعناها كأنى فانها تارة بمعنى كيف كقوله تعالى‬ ‫وأخرى بمعنى من أين كقوله تعال لأنى لك هذا‬ ‫شئتم‬ ‫فاتوا حرثكم أ‬ ‫أي من أين لك هذا ‪.‬‬ ‫(وكايان) فإنها بمعنى متى مطلقا عند النحويين نحو قوله تعالى‪ .‬ويسالونك‬ ‫عن الساعة أيان مرساها» أي متى } وكقوله تعالى ليسأل أيان يوم القيامة أي‬ ‫متى يكون ‪ ،‬و(كحتى) فانها بمعنى إلى متى يكون هذا الشئي قال في شفاء الحائم‬ ‫على بعض الدعائم } وقد قالوا إن السؤال كله عن تسعة أشياء أولها السؤال بهل‬ ‫وهو لأنك انما تسأل أولا عن عدم الشئي ووجوده وجوابه موجود أو معدوم ‪.‬‬ ‫فإن قال معدوم فقد بطل ‪ ،‬وإن قال موجود فحيشذ تسأل بما هو ‪ ،‬وانما تسأل‬ ‫‏‪ ٤٠‬س‬ ‫جسم‬ ‫هو } فيقال إنه محدث‬ ‫بها عن الججس خاصة فتقول ما هو تعني أي جس‬ ‫حيوان إنسان عرض حركة سكون } فاذا سال بمن‪ ,‬فانما يسال عن انسان خاصة‬ ‫فيقال له أعرابيءتركيءأخ ‪ ،‬ابن ‪.‬‬ ‫فاذا سأل بأي فانما سأل عن قصد واشارة } فيقال له هذا وذاك فاذا سأل‬ ‫عن ك هو فانما سأل عن عدد فيقال له واحد اثنان ثلاثة ‪.‬‬ ‫فاذا سأل بكيف فانما سأل‪ .‬عن حال وصفة فيقال له حجي أو ميت ‪ ،‬أبيض‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫حامض‬ ‫حلو‬ ‫(‬ ‫أسود‬ ‫فاذا سأل بأين فانما سأل عن مكان فيقال له في مكان كذا وكذا بالمشرق‬ ‫أو بالمغرب أو بمكة أو بالمدينة ‪.‬‬ ‫فإن سأل لم كان فانما سأل عن علة ‪ ،‬فيقال له لعلة كذا وكذا ‪.‬‬ ‫فاذا سأل متى فانما سأل عن زمان ماض أو مستقبل ‪ ،‬فيقال له كان في الأمس‬ ‫أو يكون غدا & وقد ذكرها أبو نصر النفوسي فقال ‪:‬‬ ‫‪ : 3‬سأجمعها في البيت نظما على ضمن‪.‬‬ ‫وتسع سؤالات عن الله فانفها‬ ‫وتاسعها كم فاحرز وتفطر‬ ‫فهل من أي كيف أين متى لم‬ ‫وقول الناظم وانه فرد إلى اخره أتى بالخبر مؤكدا الاقتضاء المقام ذلك & فانه‬ ‫لما ذكر أو لا الألفاظ التي لا تجوز على الله سبحانه سارع في تنزيهه عن كل ما‬ ‫لا يليق به فحسن تأكيد الخبر وقوله (فرد) لا شريك له ولا أجزاء فيسأل عنه‬ ‫يكم وأي ‪ ،‬وقوله (قديم) أي سابق على كل شىء فلا يسأل عنه بهل ‪ ،‬ولا تأتي‬ ‫عليه ا لأحوال فيسأل عنه بكيف ‪ 0‬ولا جنس فيسأل بمن © ولا حادث فيسأل عنه‬ ‫بلم ومتى & وقوله (قاهر) أي غالب لا مكان له يحويه فيسأل عنه بأين ومن أين ‘‬ ‫وقوله رسبحانه) أي تنزيها له عن كل ما لا يليق به تعالى عن جميع ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬ ‫الباب الثالث‬ ‫والفتوى‬ ‫الاجتهاد‬ ‫و‬ ‫الحق للسائل ئ‬ ‫و بالياء مع ضم الفاء هي تبين‬ ‫الماء‬ ‫مع فن‬ ‫بالواو‬ ‫الفتوى‬ ‫وأما (الاجتهاد) فهو استفراغ الفقيه الوسع في تحصيل حادثة بشرع ولما كان‬ ‫مستمد الاجتهاد والفتوى الأصول الثلاثة بلا خلاف بدأ فقال ‪:‬‬ ‫الخقار‬ ‫سنة‬ ‫إجماع بعد‬ ‫والأصل للفقه كتاب الباري‬ ‫المهتدين‬ ‫واجما ع‬ ‫ئ‬ ‫الله و‪.‬‬ ‫الله ئ و سنة رسول‬ ‫الفقه ثلاثة ‪ :‬كتاب‬ ‫أصول‬ ‫من الأمة ‪.‬‬ ‫ولا يسع جهله بل‬ ‫الله ولا شك‬ ‫عند‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫فأما الكتاب ‪ :‬فلانه معجز‬ ‫واختلف في وجه اعجازه هل هو من حيث التراكيب على أنه أفحم البلغاء‬ ‫من‬ ‫الخالية ئ أو‬ ‫الأم‬ ‫عن‬ ‫حيث اخباره‬ ‫من‬ ‫ئ أو‬ ‫بالغيب‬ ‫حيث الاخبار‬ ‫فيها أو من‬ ‫‪.‬‬ ‫معجز‬ ‫أن كل ذلك‬ ‫التناقض فيه مع طوله ‪ .‬أقوال ‪ .‬والظاهر‬ ‫عدم‬ ‫حيث‬ ‫وأما السنة ‪ :‬فللبوت أصلها من الكتاب قال تعالى لمن يطع الرسول فقد‬ ‫اطاع الله ‪ 0‬وقال وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى © وقال فوما‬ ‫إلا‬ ‫رسول‬ ‫لوما أرسلنا من‬ ‫ل وقال‬ ‫وما نها م عنه فانتهوا)‬ ‫فخذوه‬ ‫اتا كم الرسول‬ ‫‪.‬‬ ‫ليطاع باذن ‪:1‬‬ ‫وأما الإجماع ‪ :‬فلثبوت أصله من الكتاب والسنة فمن الكتاب قوله تعالى‬ ‫وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم‬ ‫شهيداگه فبين سبحانه أنهم شهداء على الناس ‪ 3‬كا أن الرسول شهيد عليهم ‪ ،‬وقوله‬ ‫تعالى فيا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» فقرن‬ ‫سبحانه طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله © وقوله لولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي‬ ‫الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم» ‪.‬‬ ‫ومن السنة قوله عل (لا تجتمع أمتى على ضلالة) وفي رواية (لا يجمع الله‬ ‫< وقوله‬ ‫ليجمع آمتى على ضلال)‬ ‫الترتيب (ما كان‬ ‫حاشية‬ ‫وفي‬ ‫ضلالة)‬ ‫أمتي على‬ ‫المصنف‬ ‫ئ فالمراد باأصل الفقه في كلام‬ ‫الله حسن)‬ ‫حسنا فهو عند‬ ‫(ما رآ ‏‪ ٥‬المسلمون‬ ‫ما يعم العلم‬ ‫بالفقه‬ ‫والمراد‬ ‫اليها ‏‪٤‬‬ ‫اليها واضافته‬ ‫استناده‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫الفقه‬ ‫أدلة‬ ‫هو‬ ‫بالعمليات والعقائد والاخلاق ‪.‬‬ ‫و (الكتاب) هو الكلام المنزل للاعجاز على رسولنا محمد عل المنقول عنه‬ ‫ٍ‬ ‫تواترا ‪.‬‬ ‫و أفعاله وتقريراته ‪.‬‬ ‫أقواله ن‬ ‫هي‬ ‫(السنة)‬ ‫و‬ ‫و (الاجماع) هو إتفاق تهدي الامة على أمر في عصر & وكل واحد من هذه‬ ‫الاصول الثلاثة يكون قطعي الدلالة ويكون ظنيها ‪.‬‬ ‫بعينه كا ففي قوله تعال‬ ‫فهو ما كان نصا على شىء‬ ‫الكتاب‬ ‫فأما القطعي من‬ ‫عليكم الميتة والدمؤه ‪ . .‬الآية ‘ وأما الظني من الكتاب فهو ما ل يكن‬ ‫حرمت‬ ‫الإستدلال‬ ‫طريق‬ ‫من‬ ‫الشىء‬ ‫ذلك‬ ‫منه‬ ‫وانما استخرج‬ ‫بعينه ©‬ ‫شيء‬ ‫في‬ ‫نصا‬ ‫والإستنباط ‪ 0‬وذلك كا في قوله تعالى لإووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه‬ ‫الأية‬ ‫شهرائه فاستنبط العلماء من هذه‬ ‫كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون‬ ‫أن أقل الحمل ستة أشهر ‪ ،‬وذلك لما علموا من قوله تعالى «إوالوالدات يرضعن‬ ‫أولادهن حولين كاملين ‪ ..‬الآية } إن مدة الرضاع حولان اسقطوا الحولين من‬ ‫ثلاثين شهرا فبقيت ستة أشهر وليست الآية نصا في هذا كله ‪ 3‬ولكن العلماء‬ ‫ظتية ‪.‬‬ ‫اليه فدلالتها على ذلك‬ ‫بالاشارة‬ ‫م ‪:‬نها ذلك‬ ‫استنبطوا‬ ‫وأما القطعي من السنة فهو ما نقله التواتر عنه عي ‪ 7‬أو أجمعت الأمة على‬ ‫‪.‬‬ ‫م م‘‪٠‬‏ن النار)‬ ‫فليتبوأ مقعده‬ ‫علي متعمدا‬ ‫۔(من كذب‬ ‫كحديث‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫أنه عنه‬ ‫وأما الظني من السنة فهو ما نقل عنعهلف‪ :‬من طريق الآحاد أو من طريق‬ ‫التواتر لكنه غير نص في المطلوب ‪.‬‬ ‫وأما القطعي من الإجماع فهو ما كان في شيء لم يتقدم فيه خلاف و لم ينازع‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫فيه‪ .‬أحد من المجمعين لا قبل انعقاده ولا بعده ‪ 0‬حتى انقرض عصرهم على ذلك ؤ‬ ‫و لم يكن مخالفا لنص من الكتاب أو السنة ‪ 0‬فان خلاف النصوص حرام ولا ينعقد‬ ‫على مخالفتها إجماع ‪.‬‬ ‫وأما الظني من الإجماع فهو ما عدا ما ذكرته ‪.‬‬ ‫ولما كان مخالفة القطعي من كل واحد من هذه الثلاثة الأصول حراما وضلالة‬ ‫بإجماع من اعترف بالإجماع من الأمة المحمدية أشار الى ذلك فقال ‪:‬‬ ‫مبدعا‬ ‫فيها‬ ‫وهالك من كان‬ ‫منعا‬ ‫هذي‬ ‫عند‬ ‫والاجتهاد‬ ‫حادثة بشر ع }‬ ‫تقدم أن الاجتهاد هو استفرا غ الفقيه الو سع فى استحصال‬ ‫وني هذا البيت اشارة الى حكمه الشرعي فيحرم الإجتهاد في مواضع ورد نص‬ ‫الكتاب أو السنة أو الاجماع القطعي ف بيان حكمها ) ويجب التسليم لها والقبول‬ ‫بيانها ‪ 3‬ويجوز الإجتهاد في الأشياء التي لم يرد فيها نص من أحد هذه الثلاثة‬ ‫ويجب على من بلغ الإجتهاد واحتاج الى العمل أو الفتوى أو الحكم بما لم يرد به‬ ‫‪.‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫الاصول‬ ‫من‬ ‫نص‬ ‫وقوله رهالك ‪ ..‬ال) أي من ابتدع حكما مع ورود أحد هذه الأصول فهو‬ ‫هالك ‪ ،‬لان مخالفتها حرام وضلال ‪.‬‬ ‫وما كان الاجتهاد في غيرها قد يكون جائزا ‪ 3‬وقد يكون واجبا أشار الى‬ ‫النوعين فقال ‪:‬‬ ‫والرأي في غير الأصول جؤزا ‪ 3‬وواجب أن نتحرى الأجوزا‬ ‫المراد ب (الرأي) هنا الاجتهاد الفقهي ‪ .‬وب (التحري) طلب ما هو الأولى‬ ‫في العمل ‪ 3‬أي يجوز الإجتهاد في الأشياء التي لم يرد فيها نص أحد الأصول الثلاثة‬ ‫لمن شاء أن يجتهد ويجب على من بلغ رتبة الإجتهاد فأراد العمل أو الفتوى أو الحكم‬ ‫بما لم يرد فيه نص أحد الثلاثة الاصول ‪ ،‬فاذا اجتهد المجتهد فعليه أن يأخذ بما أداه‬ ‫اليه اجتهاده وان خالفه عليه غيره ‪ ،‬ولا يجوز له أن يترك الأعدل في إجتهاده وإن‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫خالفه من خالفه في ذلك خلافا لما في أجوبة الإمام ابن محبوب _ رضي الله عنه _‬ ‫لأهل المغرب وتابعه على ذلك أبوالحسن البسياني في سيرته ‪ ،‬وذلك أنهما قالا ان‬ ‫الحا ك يترك رأيه ان لم يوافقه عليه أحد من الجماعة ويأخذ بقولهم ‪ 0‬ولا يخفى‬ ‫ما فيه من العدول عن ذروة التحقيق الى حضيض التقليد ‪ ،‬ثم انه أشار الى هذا‬ ‫المعنى بعينه فقال ‪:‬‬ ‫ثما نرى وميلنا للأهزل‬ ‫وم يجز خلافنا للأعدل‬ ‫كان خلاف كافر فيما رأوا‬ ‫في غير ما قد حكم الحاكم أو‬ ‫وان حكمت فاقصدن الأعدلا‬ ‫أو من طريق الزهد كان أفضلا‬ ‫رايت حلها وإن نبي ورد‬ ‫وذاك مثل الأكل للسباع قد‬ ‫كمثل ما اختار إمام الذنب‬ ‫حلته على سبيل الأدب‬ ‫حرم على المجتهد العدول عن الرأي الذي يرى أنه هو الأقرب الى العدل للأدلة‬ ‫التي عنده عليه والأخذ بالرأي الذي يرى أنه أبعد عن الصواب في نظره لخالفته‬ ‫الأدلة التي عنده ‪ ،‬لأن الله عز وجل كلف كل واحد من المجتهدين أن يأخذ عند‬ ‫الحاجة الى الأخذ بما أداه اليه اجتهاده فهو فرض في حقه ‪ ،‬والعدول الى غيره عدول‬ ‫عن فرضه & لكن استثنى بعضهم من هذه القاعدة ثلاثة أشياء ث وذكر أن فيها‬ ‫جواز العدول عن الأعدل الى الأهزل في نظر المجتهد ‪.‬‬ ‫أحدها ‪ :‬فيما اذا حكم عليك حاكم عدل وكان ممن يجوز له الحكم في المختلف‬ ‫فيه ‪ 0‬فانه يجب عليك اتباعه فيما حكم به ‪ .‬ولا‪-‬يجوز لك مخالفته فيى ذلك وان‬ ‫فيه) بأن‬ ‫الأهزل و الأبعد من الأدلة (ويبحث‬ ‫حكم به هو‬ ‫ترى أن الذي‬ ‫كنت‬ ‫هذا غير خارج من تلك القاعدة ‪ ،‬ألا ترى أنه اذا حكم لك بشي ترى أنه لغيرك‬ ‫لابوز لك أخذه غاية ما فيه أن الواجب في الصورة الأولى الإنقياد لحكم الحاك‬ ‫لا ترك الاعدل في نظره ‪.‬‬ ‫وثانيها ‪ :‬أنه اذا كان في الرأي الذي يرى أنه أبعد من الأدلة مخالفة لكافر‬ ‫قال يجوز له ترك ما هو الأعدل في نظره والأخذ بما هو أهزل فيخالف الكافر في‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫ذلك ‪.‬كان الكافر مشركا أو فاسقا ‪ .0‬ونصب للأول دليلا يهودي مر على رسول‬ ‫الله ية ورسول الله عله وأصحابه واقفون عند دفن ميت } فقال اليهودي ‪:‬‬ ‫هكذا تفعل أحبارنا } قال ‪ :‬فقعد رسول الله عم وأمر أصحابه بالقعود مخالفة‬ ‫لليهود ‪ ،‬ونصب للثاني دليلا ما روي أن جابر بن زيد رضي الله عنه خالف الحسن‬ ‫البصري حين قال له وقد حضر معه في مرضه الذي مات فيه قل يا جابر لا اله‬ ‫الا الله فأً مسك جابر مع قدرته على النطق مخافة أن يقال ;تبع الحسن فى مذهبه ‪.‬‬ ‫ويحث فيه بأن هذا كله خلاف ما عليه القاعدة ‪ ،‬فإن القاعدة هي أنه لا‬ ‫يجوز للمجتهد أن يخالف ما راه أنه هو الحق في نظره وأن ما عداه خلاف الحق‬ ‫ني نظره ‪ ،‬وقعوده عل ‪3‬وإمساك جابر عن القول ليس حراما قبل ذلك ‪.‬‬ ‫وثالثها ‪ :‬انه اذا كان في الرأي الذي يرى أنه الأهزل في نظره نوع زهد وتنزه‬ ‫وي الرأي الذي يرى أنه الأرجح والأعدل ترك لذلك التنزه والورع قال فهاهنا‬ ‫يجوز له أن يترك ما يرى أنه الأعدل فيأخذ بما في نظره أنه الأهمزل } وضرب لذلك‬ ‫مثلا بمسألة تحليل السباع وتحريمها على أنه قد ورد النهي من الشارع عن أكلها ©‬ ‫وقد اختلف العلماء في تأويل هذا النهي فذهب بعضهم الى أن هذا النهي للتحريم‬ ‫فحرم أكل السباع لذلك وذهب آخرون منهم إمام المذهب أبوسعيد محمد بن سعيد‬ ‫الكدمي الى حمل هذا انهي على الكراهية والتنزه فأجازوا أكل لحوم السباع وقالوا‬ ‫فيها بالتكريه } فاذا رأى المجتهد جواز أكلها وإن هذا النهي للكراهية كا عليه هذا‬ ‫الامام رضوان الله عليه كان جائزا له أن يتمسك بما رأى فيأكل ‪ ،‬وأن يدع أكلها‬ ‫تنزها لما في أكلها من الكراهية ‪ 3‬هذا ي الحكم الذي يخصه بنفسه ‪ ،‬أما اذا حكمة‬ ‫غيره وولي الحكومة في ذلك وجب عليه أن يحكم بما يرى أنه الأقرب للصواب ‪.‬‬ ‫مثال ذلك اذا تخاصم اليه رجلان اصطاد أحدهما سبعا فأطلقه منه الآخر‬ ‫فطلب المصطاد حقه من الذي أطلق سبعه كان على هذا الحاكم أن يحكم فهذا المصطاد‬ ‫على هذا الذي أطلقه بضمان سبعه وييحث فيه بأن ما ذكر من جواز الترك للأكل‬ ‫ليس من هذا الباب الذي نحن بصدده } فإن ترك هذا المجتهد أكل هذه السباع‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫غا هو لإمتنال النهي الوارد عن الشارع فلا يلزم مزن الامتناع عن أكلها القول‬ ‫عليه الأخذ‪ .‬بما رأى أنه‬ ‫بأ‪٧‬‏ أأكلي حرام { ألا ترى أنه حين صار حاكا وجب‬ ‫الأرجح في نظره فيلزمه الحكم به ‪ 3‬ولأجل هذه الايرادات على هذه المستثنيات‬ ‫أثار المصنف للتبري من استثنائها بقوله فيما رأوا) أي فيما رأى المستثنون لهذه‬ ‫الخمسال ‪ ،‬ولما فرغ من بيان الأحكام التي تخص المجتهد شرع في بيان حكم الضعيف‬ ‫عن الاجتهاد فقال ‪:‬‬ ‫هل جائز بما نشا أن نعملا‬ ‫والخلف ان لم نعرفن الأعدلا‬ ‫بل نستشير واجبا من يعلم‬ ‫أولا اذا التحري في ذا يعدم‬ ‫إختلف العلماء في الضعيف الذي لا قدرة له على الإجتهاد ولا استطاعة له‬ ‫على ترجيح الأقوال ‪ 5‬وقد أراد أن يعمل بشيء من الأشياء التي قد اختلف العلماء‬ ‫فذهب بعضهم إلى أن لهذا الضعيف أن يأخذ بأي قول شاء من تلك الأقوال‬ ‫الموجودة في مسألته } ولا يلزمه في كل قضية أن يستعين بالفقيه الحاضر ‪ ،‬واحتج‬ ‫لذلك بان قوله ليس باثبت فيه ممن تقدمه فيه فاورده اثرا صحيحا فيحسن اتباعه‬ ‫لمن بعده ‪ ،‬بل قد يمكن أن يكون الأول أكثر علما وأصح نظرا وبالعكس { فاستوى‬ ‫الأمر ان فيما وجده من أثر صحيح أو نقله له عن الأوائل من الاختلاف صحيح‬ ‫أو أخبره الفقيه الحي بوجود الإختلاف فيه وسكت عن التعديل فيما يحكيه وحكم‬ ‫ما عدله بعض علماء السلف } وعدل غير الفقيه الحاضر من الخلفى حكم ما اختلف‬ ‫الفقهاء في تعديله ‪ 0‬ويرجع الأمر فيه الى جواز الأمرين ‪ .‬هذا كله اذا لم يكن‬ ‫المسأ لة مما وجد الاختلاف فيها‪.‬‬ ‫لهذا الضعيف قدرة على معرفة الأعدل ‪ .‬وكانت‬ ‫أما اذا شاء العمل بشيء لم يوجد في بيان حكمه شيء عن العلماء فهاهنا‬ ‫يجب عليه مشاورة أهل العلم في ذلك ولا يجوز له أن يعمل بهوى نفسه ‪.‬‬ ‫وذهب اخرون الى أنه يجب على هذا الضعيف اذا شاء العمل بما يختلف فيه‬ ‫‪- ٤٧‬‬ ‫أن يشاور من قدر على مشورته من الفقهاء ‪ 3‬وأن يستعين في طلب الأعدل من‬ ‫الأقوال ‪ 3‬والدليل على ذلك قوله تعالى لولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر‬ ‫منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم لأن الاستنباط لا يكون إلا من الفقهاء العلماء‬ ‫به » وقد أمر الضعفاء برد الأمر فيه اليهم والاخذ فيه بقولهم فهم الحجة فيه لهم‬ ‫وعليهم ‪ 5‬ويدل على ذلك قوله تعالى ففاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون» ‪.‬‬ ‫أقول ‪ :‬وهذا المذهب أقوى دليلا وأقوم سبيلا من الذي قبله لهذه الأدلة ©‬ ‫ولما في مشورة العالم من إمكان الإطلاع على دليل القول الذي يرشده عليه © ويأمره‬ ‫بالأخذ به ‪ ،‬فيكون بذلك آخذا بالدليل الذي سمعه فينزل في وجوب المشاورة للعالم‬ ‫عند وجوده منزلة القادر على الإجتهاد ‪ 6‬ولا يخفى أن حكم من كان مجتهدا و ل‬ ‫يطلع على الأدلة في شيء من الأحكام ان حكمه في ذلك حكم الضعيف لأنه في‬ ‫ذلك الحكم ضعيف أيضا بناء على القول بتجزي الإجتهاد وهو مذهب الامام‬ ‫الكدمي رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫وي قول ثان ان الإجتهاد لا يتجزأ فلا يكون مجتهدا حتى يكون عالما بجميع‬ ‫الأدلة من الكتاب والسنة ‪ ،‬والأول هو المختار ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫والوزر والضمان للذي عمل‬ ‫وخطأ العالم في الفتوى مل‬ ‫الخطأ نوعان } أحدهما ‪ :‬أن يكون صاحبه معتقدا إصابة الحق فيما أفتى به‬ ‫ويظن أنه صواب وهو مخالف للحق ‪ ،‬فهذا غير معذور من الاثم والضمان _ كان‬ ‫عالما أو جاهلا _اذا حرم ما أحل الله أو أحل ما حرم الله " وقد حصل التحرز‬ ‫هذا النو ع وان كان عالما‬ ‫من هذا النو ع بقول الناظم (و خطا العالم) لأن صاحب‬ ‫في غيره فهو جاهل به ‪ 5‬وثانيهما ‪:‬أن يكون المفتي عالما بذلك الشيء الذي أخطأ‬ ‫فيه و بأصوله فأخطأً بلسانه وهو يعلم أن لو انتبه أنه مخطىء فيه فهذا مختلف في‬ ‫تضمين صاحبه © والذي عليه الجمهور من الجهابذة أنه لا ضمان عليه © وأما الاثم‬ ‫فلا نعلم أن أحدا قال به في هذا الموضع ‪،‬والذي وجدناه عن علمائنا إنه لا إثم‬ ‫(رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) ‪ ..‬الحديث } وباشارة قوله تعال‬ ‫عليه بدليل قوله ك‬ ‫حكاية عن المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ‪ 3‬وما أحسن قول الصائغي ‏‪٠‬‬ ‫_‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫أولاه‬ ‫وما‬ ‫عنه‬ ‫مرفوعة‬ ‫نتواه‬ ‫في‬ ‫العالم‬ ‫وزلة‬ ‫وقول الناظم في الفتوى احتراز من خطا العالم في الحكم فإنه لا يعذر من‬ ‫ضمانه & أما الاثم فمعذور عنه في الحالتين وانما كان عليه الضمان في الحكم دون‬ ‫الفتوى ‪ ،‬لما في الحكم من جبر المحكوم عليه على قبول قول الحاكم دون الفتوى‬ ‫فانه ليس فيها جبر © وقوله روالوزر والضمان) ‪ ..‬الح ‪ ،‬أي إثم ذلك الخطأ وضمانه‬ ‫إنهما على من قبله من العالم وعمل به أو حكم لأنه لا يجوز لأحد أن يقبل خلاف‬ ‫في‬ ‫الحق أو يعمل به © ولو قال به من قال من العلماء ‪ 0‬فالعلماء انما هم حجة‬ ‫الحق لا في الباطل ‪ ،‬ولما صرح بتأثيم العامل بخلاف الحق وتضمينه استدرك ذلك‬ ‫ببيان توبته فقال ‪:‬‬ ‫فالتورب مجملا أق اليه‬ ‫بطلانه عليه‬ ‫وان خفى‬ ‫فلتنتبه‬ ‫معبرا‬ ‫يجد‬ ‫ول‬ ‫ان كان مما حجة السماع به‬ ‫الهاء من قوله (بطلانه) عائدة الى الخطا وكذلك في قوله اليه } والهاء من‬ ‫قوله رعليه) عائدة ال الذي عمل وانتصب مجملا على الحال من فاعل أتى أي لا‬ ‫يخلو ذلك الخطأ أما أن يكون مما تقوم به الحجة من العقل أو مما تقوم حجته من‬ ‫السماع } فالأول غير معذور صاحبه مهما خطر بباله إلا باعتقاده الحق فيه © والثاني‬ ‫عان ‪( :‬تأدية مفروض ‘ وترك محجور) فأما تأدية المفروض فاذا لم يجد معبرا‬ ‫يعبر له اياه } و لم يتأت له من قبل بصيرته بإلهام ونحوه فهو معذور كا سيأتي اذا‬ ‫اعتقد في جملته السؤال عن جميع ما يلزمه من دين الله © وأما ترك امحجور فقد‬ ‫قيل انه لا يسع أحدا أن يرتكبه عالما بحجره كان أو جاهلا مستحلا أو محرما ©‬ ‫ومن ارتكبه فهو هالك ظالم لأنه قد ورد في الأثر المجمع عليه يسع الناس جهل‬ ‫ما دانوا بتحريمه ما لم يركبوه أو يتولوا راكبه أو يبرأوا من العلماء اذا برؤا من‬ ‫راكبه ث وهذا قد ارتكب ذلك الأمر المحجور عليه ارتكابه ‪ 3‬غلا عذر له بجهل‬ ‫ولا بفتوى مخطىء لأن المفتي اذا أخطأ وجه الصواب فليس بحجة ‪ ،‬وقيل إذا لم‬ ‫يجد المعبر في هذا ونحوه وكان قد اعتقد في جملته المتاب عن جميع ما لزمته فيه‬ ‫عن جميع ما لزمه فيه السؤال فهو سا ل ‪ 0‬وف هذا قد سئل الإمام‬ ‫التوبة ‪7‬‬ ‫الخليلي رحمه الله ‪:‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫اللؤال‬ ‫سلالة خلفان الخليلي ‪ .‬الممجدا‬ ‫سعيدنا‬ ‫أعني‬ ‫المصر‬ ‫نسائل شمس‬ ‫مقيما عليه مدة الدهر سرمدا‬ ‫عن الراكب المحجور جهلا و لم يزل‬ ‫وموطنه دار بها العلم وافمفدى‬ ‫يجالس أعلام الانام ولم يسل‬ ‫مسوردا‬ ‫ولكنه لما يراه‬ ‫زمانه‬ ‫طول‬ ‫يدارس للاثار‬ ‫كي يتعبدا‬ ‫له بالبال‬ ‫خطورا‬ ‫و لم يسمع التحريم فيه ولم يكن‬ ‫تقي كريم خائف موقع الردى‬ ‫وانه‬ ‫نعلا حلالا‬ ‫ويحسبه‬ ‫ويدخله الفردوس فيها مخلدا‬ ‫أيسلم عند الله ان مات هكذا‬ ‫صفات قيام الحجة الكل مرشدا‬ ‫نقل ما أراك الله فيها مصرحا‬ ‫خليفة أمدا‬ ‫مهمات‬ ‫لكشف‬ ‫موفقا‬ ‫و حبرا‬ ‫محبورا‬ ‫فلا زلت‬ ‫نسيم الصبا أوجابت العيس فدفدا‬ ‫عليه صلاة الله ما ناحت الربا‬ ‫فأجاب رضوان الله عليه‬ ‫بحكم كتاب الله من شرع أحمدا‬ ‫اليك بحمد الله نظما مؤيدا‬ ‫وأهليه والاصحاب أفضل من هدى‬ ‫عليه صلاة الله ثم سلامه‬ ‫من الحكم من مشروع ربي تعبدا‬ ‫فمن ركب المحجور جهلا بحجره‬ ‫على قدرة منه نقد ضل واعتدى‬ ‫وضيع مفروض السؤال وانه‬ ‫من الحق الا أن ييشر بالردى‬ ‫يفيده‬ ‫بالجهل شيئا‬ ‫وما عذره‬ ‫وواطىء أدبار النساء‪ ,‬تعمدا‬ ‫كزان ولم يدر الزنا محروما‬ ‫اذا لم يسل من قبل فعل به ابتدا‬ ‫فذلك بالاجماع لا شك هالك‬ ‫أقيمت وما في الجهل عذر له بدا‬ ‫وهذا عليه حجة الله ربنا‬ ‫لكان اقتناء الجهل للنفع أعودا‬ ‫ولو سقط التكليف عن كل جاهل‬ ‫ضلال وكن أهل الجدال مفندا‬ ‫ولا تبغ ي ذاك اختلافا فانه‬ ‫كتاب وما فيه اعوجاج تأودا‬ ‫فهذا باجماع على نص محكم ال‬ ‫حلم غفور ذنب من تاب واهتدى‬ ‫وان تاب من قبل الذهاب فربنا‬ ‫له أحدا ثمن يعبر للهدى‬ ‫ودعني من ذكر الذي ليس واجدا‬ ‫ولكن أراه لم يكن لك مقصدا‬ ‫فهذا له حكم يخص عمومها‬ ‫سلام على هادي البرية أمدا‬ ‫فجئت بحمد الله بالحق واضحا‬ ‫وقلل في موضع آخر من فتاويه وأما النوع الثاني وهو ركوب المحجور في‬ ‫دين الله تعالى من أصول ما لا تقوم به حجج العقول فقيل في هذا على الاطلاق‬ ‫بهلاك فاعله من المتعبدين لانه يفعل ما لا يجوز له في دينه وقد نقض الدين ‪.‬‬ ‫وفى الاثر المجتمع عليه يسع الناس جهل ما دانوا بتحريمه ما ل ير كبوه الح ‏‪٦‬‬ ‫وهذا قد ركبه فضاق عليه } ولم يسعه جهل بحكم ظاهره وإلا فالجهل أشرف‬ ‫بضاعة إن كان به عذر لمن أطاعه فهو أولى بالكرامة لأنه مطية السلامة ث ويأبي‬ ‫الله ذلك ‪.‬‬ ‫وفي قول آخر ‪ :‬فعسى أن لم تقم عليه الحجة بحرامه أن لا يبلغ به إلى هلاكه‬ ‫واثامه إن دان لله تعالى بالتوبة منه بعينه ان كان في الدين حراما } وبالسؤال عنه‬ ‫بعينه أيضا ان هدي إلى ذلك في أحد الوجهين أو فيهما تاما © وإلا ففي الجملة‬ ‫ولا بد أن يدين في جملته التي تعبده بها أن يطيعه في كل شيء من أمره ويسأل‬ ‫مع القدرة عما يجب عليه السؤال عنه من دينه ‪ 0‬ويتوب اليه من كل معصية علمها‬ ‫أو جهلها في حينه مع الدينونة له بما يجب عليه في ذلك إن لزمه شيء هنالك ©‬ ‫أو هدي اليه حال وجوبه بالتعيين & أو في الجملة من أصل ما به يدين ‪ ،‬فإذا دان‬ ‫لله تعالى بما جب من هذا في الجملة إلا أنه لعدم قيام الحجة عليه بحرمة ما ركبه‬ ‫لم يهد الى حكمه فأتاه على غير عمد منه للمعصية وإنما وقع منه لقصور علمه ©‬ ‫وكذلك إن أخذ فيه بفتيا من دله على غير عدله لا مقلدا له على حال ولا مدعيا‬ ‫على الله فيه بمحال ‪ ،‬لكونه فيه على غير استحلال ولا مهملا عليه اعتقاده فيه على‬ ‫الخصوص أو في الجملة إلا لعذر كا سبق في مثله من مقال ث فتكون الفتيا‬ ‫‪.- ٥١‬‬ ‫ني هذا المقام لباطلها حكم لا شىء فكأنها لم تكن في الأحكام شيئا فكان ذلك‬ ‫يكن‬ ‫من خطا المفتي على ما يعذر به } أم يلام فقابل ذلك على حجره وإن‬ ‫من‬ ‫هذا من عذره إلا أنه ما ل تقم الحجة عليه به ) وهو غير مقصر في الواجب‬ ‫عقيدته © ففي قول الشيخ أبي نبهان _ رحمة الله عليه _ في غير موضع من أجوبته‬ ‫ما دل أن بحسن ظنه في الله ‪ 0‬يرجو أن لا يهلك من أجله بشرط ما ذكرناه من‬ ‫إلتزام طريقة النجاة فين عقيدته ‪ 0‬وقد صرح في هذا وفي غيره من جوابه بوجود‬ ‫وبابه وقوله صحيح ‪ ،‬وااثار الشيخ أن سعيد __ رحمه الله‬ ‫الاختلاف في هذا‬ ‫_ تشهد له بصوابه ‪ 0‬وكفى بهما قدوة لمن أراد الله به الهداية ‪ 5‬وباثارهما نورا‬ ‫هدي كا له هو أهل ‪ 2‬وبحمده نتوسل اليه أن ينقذنا من الجهل وبمحمد وآله عليهم‬ ‫أفضل الصلاة والسلام ‪ .‬هذا كلامه وبه تعلم أن ما في كلامه المنظوم محمول على‬ ‫من أتى الحرام بعد قيام الحجة عليه به لآنه هو موضع الهلاك بإجماع كما يرشد‬ ‫ال) ‪ 3‬والذي في كلامه المنثور‬ ‫اليه قوله (ودعني من ذكر الذي ليس واجدا ‪..‬‬ ‫بعينه‬ ‫الشيء‬ ‫ل تقم عليه فيى ذلك‬ ‫محمول على من أتى الحرام ‪ 0‬والحال أن الحجة‬ ‫لكنها قامت عليه في الجملة ث وذلك كا لو علم أن في دين الله حلالا وحراما‬ ‫فارتكب شيئا لا يعلم حكم الله فيه } فإذا هو حرام في دين الله فان هذا هو موضع‬ ‫النزاع والله أعلم ‪.‬‬ ‫أو نقول ان كلامه المنظوم محمول على من ضيّع فرض السؤال وضيع اعتقاده‬ ‫بإهمال ‪ 3‬وما في كلامه المنثور محمول على ما إذا لم يضيّع مفروض السؤال ©‬ ‫و لم يهمل الإعتقاد ني الإجتناب ما عدا الحلال ثم ظهر أن هذا الوجه هو أولى‬ ‫أن يحمل عليه كلام هذا المحقق ؤ والله أعلم ‪.‬‬ ‫ولما كان الجهل نقيض العلم وكانت أحكام العلم دائرة بينه وبين الجهل إذ‬ ‫ما وجب علمه حرم جهله ‪ ،‬وما حرم جهله وجب علمه ختم هذا الركن بهذا‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب فقال‬ ‫الباب الرابع في أقسام الجهل‬ ‫رفيما يسع جهله وفيما لايسع جهله وبه يم‬ ‫الكلام على الركن الاول ان شاء الله‬ ‫صاحبه والثاني فهو ما انتمى‬ ‫والجهل قسمان بسيط سلما‬ ‫يا تنم‬ ‫بل‬ ‫بفعله‬ ‫صاحبه‬ ‫و ليس يسلم‬ ‫إلى مركب‬ ‫ينقسم الجهل الى بسيط ‪ ،‬والى مركب ‪ ،‬ف رالبسيط) هو عدم العلم بالشيء‬ ‫ما من شانه العلم حتى لا يتصور في باله شيء مما جهل به & ولا يخطر بعقله‬ ‫شيء من صفاته وصاحب هذا القسم معذور سالم لان الحجة لم تقم عليه بعلم‬ ‫ما جهله ‪ 3‬ولا يكون التكليف الا بعد قيام الحجة ‪ ،‬أما ما قيل من أن راكب‬ ‫المحجور في دين ا له هالك ولو لم يعلم بحجره فذلك محمول على من علم أن في‬ ‫دين الله حلالا وحراما ث لكنه لم يعلم الحكم فيما ارتكبه بعينه وهذا قد تقدم‬ ‫له تصور علم بوجود جملة المحرمات فهلاكه انما كان بعد قيام الحجة عليه في‬ ‫الجملة ‪ 3‬وجهله بما ارتكبه جهل مركب لا بسيط ‪ ،‬وأما (المركب) فهو اعتقاد‬ ‫الشيء على خلاف ما هو عليه ‪ ،‬وإنما سمي هذا القسم مركبا لتر كبه من عدم العلم‬ ‫بالشيء واعتقاد أنه عالم ‪ 3‬فصاحبه يظن أنه عالم بالشيء وهو جاهل به © واليه‬ ‫الاشارة بقول القائل ‪:‬‬ ‫وانك لا تدري بأنك لا تدري‬ ‫ومن عجب الأيام انك جاهل‬ ‫وصاحب هذا القسم هالك ان كان جهله بما يلزمه العلم به © وإنما كان هالكا‬ ‫لقيام الحجة عليه بذلك الشيء ‪ 3‬واعتقاده فيه على خلاف حقيقته لا يكون عذرا‬ ‫له بعد وجوب علمه & فالمراد بقوله روالثالي فهو ما أنتمى) الى مركب أي القسم‬ ‫الثاني من قسمي الجهل هو ما انتسب الى مركب أي سمي بذلك ‪ ،‬وقوله (بل‬ ‫يأغم) تأكيد لقوله وليس يسلم ‪.‬‬ ‫ولما فرغ من تقسيم الجهل بالنظر الى حقيقته وحصوله في ذهن المكلف شرع‬ ‫في بيان تقسم الجهل المركب منه بالنظر الى حكم الشارع فيه فقال ‪:‬‬ ‫‪٥٢٣‬‬ ‫لواسع الجهل وضيق يفي‬ ‫وباعتباره لدى التكلف‬ ‫الهاء من قوله روباعتباره) عائدة الى القسم المركب من قسمي الجهل لأنه‬ ‫أقرب مذكور | ولأن القسم الأول صاحبه معذور وسالم فلا يتأق فيه هذا‬ ‫الانقسام ‪ ،‬والمعنى أن الجهل المركب ينقسم بالنظر الى حكم الشارع فيه الى قسمين‬ ‫أحدهما سالم صاحبه والثاني هالك } فيسلم صاحبه إذا جهل بما لم يلزمه العلم‬ ‫به ‪ ،‬ويهلك إذا جهل بما يلزمه العلم به © وسيأتي بيان ما يلزمه العلم به وما لا‬ ‫يلزمه مفصلا ‪ 0‬ولك أن تقول أن الهاء من قوله وباعتباره عائدة الى حقيقة الجهل‬ ‫مع قطع النظر عن التقسيم المذكور ‪ ،‬والمعنى ينقسم الجهل من حيث هو إلى واسع‬ ‫الجهل وهو الجهل البسيط وبعض المركب إ وإلى ما لا يسع جهله وهو بعض المركب ‪،‬‬ ‫وقول الناظم ني (التكلف) أي في التكليف ‪0‬ففي اطلاق التكلف علي التكليف‬ ‫مجاز إرسالي لعلاقة المسببية لأن التكلف مسبب للتكليف & يقال كلفته فتكلف ‪.‬‬ ‫الأشياء التي يسع‬ ‫ولما فرغ من بيان أقسام الجهل وأحكامه ش ‪ /‬ع في بيان‬ ‫جهلها والأشياء التي لا يسع جهلها فقال ‪:‬‬ ‫ت‬ ‫فلمه في وقته مث‬ ‫وأي فرض فعله مؤقت‬ ‫ونيل لاحجة ممن كفرا‬ ‫حجته تقوم ممن عبرا‬ ‫ان استطعته بلا نيل ضرر‬ ‫بل ما عدا البر أتى في المعتبر‬ ‫تنقسم الأشياء التي تعبدنا بها الى قسمين ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عقل المكلف ة وسيأتي الكلام عليه ان شاء‬ ‫من‬ ‫أحدهما ‪ :‬تقوم حجته‬ ‫تعالى في بابه ‪.‬‬ ‫ثانيهما ‪ ::‬تقوم حجته من السماع ‘ وهو نوعان (امتٹال أمر ‪ .‬وامتثال جي)‬ ‫فامتثال الأمر تأدية المفترضات من الأبدان والأموال & وهو أيضا نوعان ‪:‬أحدهما‬ ‫موقت العمل أي يلزم أداؤه في وقت معين ‪ .‬وثانيهما ‪ :‬ما ليس كذلك ‪ ،‬وسيأتي‬ ‫الكلام عليه إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫فأما الذي عمله موقت كالصلاة والصوم فيلزمه عمله بدخول وقته وتقوم‬ ‫حجته حينثذ من جميع المعبرين ولو كان المعبر كافرا أو طفلا أو سمع ذلك من لسان‬ ‫‪_ ٥٤‬‬ ‫طائر ففهمه أو وجده مكتوبا في كاغد وغيره } وهذا هو الذي أورده الإمام أبوسعيد‬ ‫في استقامته ‪ 0‬وقيل ان الكافر ليس بحجة في هذا وغيره ‪ 0‬بل ما عدا البر ‪ .‬بفتح‬ ‫الباء _ وهو الصالح في جميع أموره لا يكون حجة ‪ ،‬قاله ي المعتبر محتجا له بقوله‬ ‫تعالى ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا» ‪.‬‬ ‫قال أبوبكر في الاهتداء ‪ :‬ذهبت النزوانية إلى قيام الحجة من كل معلم من‬ ‫كافر ومسلم أو كتابة في حجر أو من فم طائر واعتلوا بأن الحق بنفسه حجة‬ ‫فحيث وجد كان حجة لا يعتبرون في ذلك المعلم به ‪ ،‬والحجة لهم في ذلك قول‬ ‫النبي عيله ‪( :‬اقبل الحق ممن جاعك به بغيضا كان أو حبيبا ‪ 7‬ورد الباطل على من‬ ‫جاءك به بعيدا كان أو قرييا) } قالوا ‪ :‬فلما كان الباطل غير مقبول ممن جاء به‬ ‫من مسلم أو كافر بإجماع كان الحق مقبولا ممن جاء به من مسلم أو كافر ‪.‬‬ ‫وذهبت الرستاقية إلى أن الحجة في تفسير ما تعبد الله به لا تقوم إلا من الثقاة ‪.‬‬ ‫واحتجوا بقول الله تعالى ‪ :‬ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ‪ ،‬وبقوله‬ ‫سبحانه ‪ :‬فيا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبإً فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ‪.‬‬ ‫قالوا فقد أمر بالتبين عند خبر الفاسق وهو عام في كل نباً حتى يصح التخصيص ‏‪8١‬‬ ‫قالوا ‪ :‬وفي أمره بالتبين عند خبر الفاسق دليل على ترك التبين عند خبر غير الفاسق ©‬ ‫والله أعلم ‪( ..‬انتهى) ‪.‬‬ ‫أقول ‪ :‬وفي كل واخد من هذين الاستدلالين نظر فليتأمل © وقول الناظم (إن‬ ‫استطعته ‪ ..‬ال) أي ان قدرت على وجود المعبر من غير تحمل لمشقة خارجية ولا‬ ‫إصابة ضرر في النفس والعيال ث وقد تقدم ذكر الشروط لمن يجب عليه الخروج‬ ‫في طلب المعبر في الباب الأول من هذا الركن فراجعه من هنالك ‪.‬‬ ‫ع‬ ‫معبرا نور هداه تت‬ ‫واعتقد السؤال إن لم تستطع‬ ‫متمما‬ ‫ادائه‬ ‫من‬ ‫رأيت‬ ‫لكن عليك أن تؤديه كما‬ ‫وفقك الباري وإلا فالبدل‬ ‫فإن تكن موافقا صدق العمل‬ ‫مثبته‬ ‫بالفور ودين‬ ‫قولان‬ ‫من ألبته‬ ‫فيه ومع‬ ‫مختلف‬ ‫‪. ٥٥‬‬ ‫أي اجعل في عقيدتك السؤال إذا لم تقدر على وجود المعبر حتى تتوصل اليه‬ ‫بوجه‪ .‬من الوجوه ى لكن عليك مع الاعتقاد للسؤال‪ .‬أن تؤدي ذلك المفترض‬ ‫الواجب عليك فعله كما حسن في عقلك من ادائه ‪ 5‬والأداء فعل الشيء في وقته ©‬ ‫والقضاء فعله بعد وقته استدراكا } والإعادة فعله في وقته } ثانيا لخلل © فإذا‬ ‫وجدت المعبر وعبر لك ذلك المفترض كا أديته أنت من قبل فقد وفقك الله عليه‬ ‫ولا بدل عليك فيه } وان عبر لك على خلاف ما أنت مؤد له فالبدل مختلف فيه‬ ‫على قولين } هل هو عليك أو لا ؟ أوجبه قوم ولم يوجبه اخرون ‪ ،‬واختلف المثبتون‬ ‫للبدل هل هو لازم على الفور أي في أسرع ما استطعت لأن الفور تعجيل إنفاذ‬ ‫الواجب أو دين مثبت عليك متى ما شئت أن تؤديه فواسع لك ‪( .‬قولان) والماء‬ ‫في قول الناظم (منبتة) للمبالغه كما في قوله تعالى إبل الانسان على نفسه بصيرهه‬ ‫م أنه أشار الى بيان النوع الثاني من نوعي الفرض الفعلي فقال ‪:‬‬ ‫فواسع جهلكه إلى الأجل‬ ‫وإن يكن غير موقت العمل‬ ‫وقيل كالأول نظم سلكه‬ ‫مالم تكن معتقدا لتركه‬ ‫لأن وقت ذين للممات‬ ‫وذاك مثل الحج والزكاة‬ ‫هذا النوع هو الثاني من نوعي امتنال الأمر ‪ 5‬وهو الفرائض الغير الموقته أي‬ ‫لم يكن عملها محدودا في وقت معلوم كالحج والزكاة لأن وقتهما واسع الى حضور‬ ‫الموت لمن لم يدن بترك فعلهما أو يعتقده من غير دينونة ‪ 3‬فإذا لزمك أحد هذين‬ ‫الفرضين أو ما كان في معناهما فواسعم جهلك بعلمه الى الأجل أي الى حضور‬ ‫وقت انقضاء الاجل ‪ ،‬فإذا حضر وقته لزمك علم ذلك المفترض ‪ 0‬وكان عليك‬ ‫حجة جميع من كان حجة في الصلاة والصوم اللازمين الحاضر وقتهما ث وقيل بل‬ ‫يلزمك العلم بكل مفترض عليك ‪ ،‬وان وسعك التأخير في أدائه لئلا تكون جاهلا‬ ‫بما افترض عليك في دين ا له ث وهذا معنى قول الناظم روقيل كالأول) الى آخر‬ ‫البيت ‪ ،‬والمراد ب (الأول) في قوله الفرض الموقت فعله © وفيه قول ثالث وهو‬ ‫أنه لا يسع تأخير أدائه بعد الامكان ‪ .‬فيكون من الفرائض الموقته ويحتمله قول‬ ‫الناظم أيضا ‪ 5‬وهذا القول لا يبعد عندى في الزكاة لإقترانها بالصلاة في أكثر اي‬ ‫‪٥٦١‬‬ ‫القران ‪ 2‬ولقوله تبارك وتعالى وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم‬ ‫بالاخرة هم كافرونل وليس من المشركين من يؤتي الزكاة ‪ ،‬إنما ذكرها هنا تحريضا‬ ‫للمؤمنين على المسارعة في أدائها وتنبيها على لزوم فرضها إلا إن القول الأول من‬ ‫هذه الأقوال الثلاثة هو الشهير المتداول ‪ ،‬وعليه الامام أبوسعيد رضي الله تعالى‬ ‫في الاستقامه ‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫تقدم‬ ‫عليه‬ ‫مالم‬ ‫ججيعه‬ ‫وواسع جهلك باخحخره‬ ‫إن قاسم العين وكالخمور‬ ‫كالدم والميتة والخنزير‬ ‫ني أي ما كان من المكان‬ ‫وكالذي يذبح للأورنان‬ ‫والخلف في الخمر أق صريحا‬ ‫وذا لدى المضطر قد أبيحا‬ ‫هذا النوع الثاني من النوعين اللذين تقوم بهما حجة السماع & وهو امتثال‬ ‫النبي عن ارتكاب المحرمات جميعها & والجهل بها واسع لمن لم يقدم عليها بارتكاب‬ ‫أو تحليل بقول دون إرتكاب ‪ ،‬فان كان شيء من ذلك فلا يسع جهلها ولزم الفاعل‬ ‫علم تحريمها سواء كان إرتكابه إياها على علم بجنسها وجهل بتحريمها أو علم‬ ‫جنسها ‪ 3‬وتلك المحرمات (كالدم) والمراد به الدم المسفوح كما صرح‬ ‫بتحريمها وجهل‬ ‫به تعالى في سورة الانعام } فاإن قلت من الدماء ما هو حرام بإجماع كالمسفوح ©‬ ‫{ ومنه ما هو مختلف فيه كدم المستجلبات ©‬ ‫ومنه ما هو حلال باتفاق كدم السمك‬ ‫فكيف لايسع جهله لراكبه مع وجود الإحتال فيه ‪ 5‬فالجواب أن الحكم فياهلتحريم‬ ‫حتى يصح غيره (وكالميتة) وهي التي لم تذل فدخل تحت هذه العبارة المنخنقة‬ ‫والموقوذة وهي المضروبة بالعمد حتى ماتت ‪ ،‬والمتردية وهي التي تتردى من علو‬ ‫إلى أسفل فماتت من غير تذكية & والنطيحة وهي فعيلة بمعنى مفعول من النطح‬ ‫وهو الع ‪ ،‬وما أكل السبع كالذئب والمر ونحوهما الا ماذكيتم أي إلا ما ادركتم‬ ‫ذكاته من هذه الاشياء فذكيتموه فهو حلال لكم وحل ما يحل من هذه بالتذكية‬ ‫عينها أي‬ ‫هو أن تتحرك المذكاة بعد التذكية ولو جارحة قيل ولو تحريك طرف‬ ‫جفنها وأما سائر البدن الذي ليس بجبارحة فلا إعتبار بتحركة فتيحليلها لأنه قد‬ ‫مستنى‬ ‫ئ ويخرج عن هذه العبارة ما كان‬ ‫الحركة فيه وهو لحم مسلوخ‬ ‫تلك‬ ‫تكون‬ ‫شرعا كميتة البحر لقوله تبارك وتعالى أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم‬ ‫وقد سئل عنه فقال ‪(:‬هو الطهور‬ ‫وللسيارةه فهو حلال على الاطلاق لقوله ن‬ ‫اؤه والحل ميتته) وكميتة الجراد للسنة ‪ 0‬وما شابهه فهو مقيس عليه © وقول الناظم‬ ‫روالجنزير ان قائم العين) أي وكالخنزير إن كان قائم العين أي لم يتغير شخصه‬ ‫سواء‬ ‫على ارتكابه ولا تحليله بقول‬ ‫يقدم‬ ‫الخرمات أيضا فلا محجوز لأحد أن‬ ‫فهو من‬ ‫فواسع جهله‬ ‫مقطعا‬ ‫لحما‬ ‫بأ ن كان‬ ‫علم به أور ججههلل } وأما إن كان غير قائم العين‬ ‫لمن اأكله اذا لم يعلم به أنه لحم خنزير وأكله من عند من تجوز ذبيحته إذ لا فرق‬ ‫بين لحمه وبين لحم سائر الحيوانات & وما أحسن قول ابن النظر ‪:‬‬ ‫وحملوا على الخنزير القرد لاقترانهما في قوله تعالى فوجعل منهم القردة‬ ‫والخنازير واختلفوا في خنزير البحر فقال قوم هو حلال لان الله أحل صيده على‬ ‫الاطلاق ‪ ،‬وذهب آخرون الى التحريم لأن ا له حرم الخنزير على الإطلاق ‪ ،‬وقيل‬ ‫فيه بالتكريه من غير تحريم وهو سائغ ‪ ،‬وقوله روكالحمور) جمع خمر أي كذلك‬ ‫الخمور فهي حرام في كتاب الله تعالى ولايجوز لاحد ارتكابها ولا تحليلها بجهل‬ ‫الله ‪:‬‬ ‫النظر رحمه‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫ولا علم ئ‬ ‫في حال علم منه أو جهل‬ ‫والخمر لا عذر لمن ذاقها‬ ‫وكذلك كل مسكر لقوله علل كل مسكر حرام خلافا لأني حنيفه في تحليله‬ ‫الحمر مُن غير الزبيب والمر ‪ ،‬قال ابن النظر ‪:‬‬ ‫من كل مشروب ولو من ماء‬ ‫والسكر مكروه حرام كله‬ ‫أي وكذلك محرم ما ذبح للأوثان جمع وثن وهو‬ ‫وقوله روكالذي يذبح ‪4 .‬‬ ‫الصنم ومثله ما ذبح للنيران المعبوده في أي مكان كان ذلك المذبوح أي‬ ‫‪_ ٥٨‬‬ ‫بإزاء الصنم أو ناحية عنه ث بعدت أو قربت ووجه القصد اليه قال ابن النظر ‪:‬‬ ‫ولو ذكره بالملأ الشهود‬ ‫وما ذبحوا لغير الله حرم‬ ‫ومنل هذه المحرمات الذي لم يذكر اسم الله عليه لقوله تعالى لولا تأكلوا مما‬ ‫م يذكر اسم الله عليه { وقوله روذا لدى المضطر) لفظة ذا اشارة مكني بها عن‬ ‫جميع ما تقدم من المحرمات فهي لمن اضطر اليها حلال لقوله تعالى (الا ما اضطررتم‬ ‫اليه) وحد الضرر أن يخاف على نفسه الهلاك من الجوع ولم يجد ما حيي به نفسه الا‬ ‫احد هذه المحرمات } فجائز له بل واجب عليه أن يتناول منها قدر ما يحيي به نفسه‬ ‫لا زيادة ‪ 3‬فاذا كان في حالة الضرر ووجد ميتة أنعام ولحم خنزير فليتناول من الميتة‬ ‫ويدع الخنزير وان كان جائزا له التناول منه ز ولايجوز له أن يحمي نفسه مميتة البشر ©‬ ‫واختلف في الخمر هل يجوز للمضطر التناول منها أولا قولان واحتج القائلون بالمنع بان‬ ‫الخمر لا تعصم من الهلاك ‪.‬‬ ‫فواسع لاهلي علومها‬ ‫والجهل بالأنساب أي تحريمها‬ ‫ارتكبوها جهلهم بها اسبن‬ ‫ما تركوا ارتكابها وضاق إن‬ ‫أي يسع جهل تحريم نكاح الانساب الوارد ذكرها في الكتاب والسنة والاجماع‬ ‫لمن ل تقم عليه حجة علمها وذلك كتحريم نكاح الأمهات والبنات والأخوات والعمات‬ ‫والخالات نسبا ورضاعا وكتحريم الربائب على من دخل بأمهاتهن ويحرم بالرضاع ما‬ ‫يحرم بالنسب & وكتحريم ذوات الصهر ‪ ،‬هذا كله ما لم يرتكبه بتحليل فيكون مستحلا‬ ‫لما حرم الله أو بانتهاك فيكون مضيعا لفرائض الله ‪ 0‬سواء علم بالحرمة أو جهل اذا علم‬ ‫بأصل النسب ‪ 03‬وحد مرتكب ذلك بجهل أو بعلم أن يقتل بالسيف ‪.‬‬ ‫قال في شفاء الحائم وفي مثل هذا الأثر المنقول في كتاب أبي سفيان عن عبدالملك‬ ‫بن مروان والإعرابي الذي نكح امرأة أبيه فأتى به عبدالملك فقال له مالك نكحت أمك‬ ‫فقال ليست بأمي وانما هي امرأة ألي فظننت أنها لي حلال فضرب عنقه وقال (لا جهل‬ ‫ولا تجاهل في الاسلام) فبلغ ذلك أبا الشعثاء فقال أجاد عبدالملك أو قال أحسن ‪ ،‬وفي‬ ‫هذا الأثر أيضا ما يدل على أنه جائز للجبابرة إقامة الحدود (أي تحريمها) في قول الناظم‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫على البدلية من الأنساب أو عطف بيان } ويجوز أن يكون عطف نسق بأي التفسيريه‬ ‫على مذهب الكوفيين وما من قوله (ما تركوا) يجوز أن تكون شرطية والجواب حينئذ‬ ‫محذوف بدلالة ما قبله تقديره إن تركوا ارتكابها فالجهل لهم واسع ‪ ،‬ويجوز أن تكون‬ ‫ظرفيه مصدريه مقدرة بمدة الترك فتكون متعلقة بواسع & وقولهرجهلهم) فاعل ضاق‬ ‫وجملة الشرط معترضه بين الفعل وفاعله ‪( 3‬واستبن) أمر بطلب البيان ‪.‬‬ ‫نكاح من شاء بلا اراب‬ ‫وواسع لجاهل الأنساب‬ ‫متى رأى حرام ما فيه وقع‬ ‫إن كان لم يقصد خلافا ورجع‬ ‫أي يسع من كان جاهلا بالنسب عالما بالحرمة أو جاهلا بها نكاح من شاء من‬ ‫النساء بلا ارتياب أي بلا شك ‪ ،‬وان أمكن أن تكون تلك المنكوحة في علم الله ممن‬ ‫يحرم عليه نكاحها فلا يزيل هذا الإمكان الإباحة التي أحلها الله وذلك مثلا أن يكون‬ ‫لرجل في قبيلة أو بلدة ذات محرم منه ولا يعرفها بعينها ولا يستطيع ادراك معرفتها بعينها ©‬ ‫فلا نقول أن ذلك الرجل يمنع من أن يتزوج من تلك القبيلة أو البلدة مع امكان أن‬ ‫يقع في ذات المحرم ‪ 3‬قال ابن النظر ‪:‬‬ ‫بالنسب الواشج في الاصرز‬ ‫والجهل ان } يعلموا واسع‬ ‫النجل‬ ‫الاعين‬ ‫ذوات‬ ‫وطىء‬ ‫فضله‬ ‫من‬ ‫الله‬ ‫احل‬ ‫فقد‬ ‫شواخ دل‬ ‫ذات‬ ‫مهضومة‬ ‫بضة‬ ‫عضة‬ ‫خود‬ ‫من كل‬ ‫هذا كله إذا كان الفاعل لذلك معتقدا لموافقة دين الله ولم يقصد خلافا لما أحل‬ ‫الله آ وأنه متى ظهر له حرام ما وقع فيه رجع عما كان عليه ‪ 3‬ولا يجوز له الاقامة‬ ‫على ذلك بعد العلم به طرفة عين } وحجة العلم في ذلك إنما تقوم بالشاهدين العدلين }‬ ‫وما دون ذلك لا تكون حجة على ذلك ‪ ،‬ومن هنا قال الشافعي ‪ :‬اذا تزوج الرجل‬ ‫امرأة مجهولة النسب وكان أبوه غائبا ثم رجع فقال هذه ابنتي وقالت المرأة هذا أني فعلى‬ ‫الحاكم أن يحكم أنها ابنة أب الرجل وإنها زوجته فان مات أبوهما كان الارث بينها للذكر‬ ‫مثل حظ الانثيين ‪.‬‬ ‫محرما أور مستحلا إذ أصر‬ ‫ولم يسع جهل ضلالة المصر‬ ‫بعضهمولا مالتممستكع عالمحنكم ضليلساع‬ ‫من بعد أن تعلم كفره ومع‬ ‫را‬ ‫تب‬ ‫ولا‬ ‫ان لا تتوله‬ ‫بشرط‬ ‫(الاصرار) الاقامة على الذنب وفعل الذنب إستخفافا به ‪. ،‬والمصر فاعل‬ ‫ذلك ز وللمصر أربع مراتب على حسب أوجه الأحداث ‪ ،‬لأن الأحداث تخرج‬ ‫على أربعة أوجه ‪.‬‬ ‫أحدها ‪ :‬أن تكون في نفس الجملة أو في شىء منها ث فهذا مما لايسع من‬ ‫علمه جهل ضلال راكبه ‪ ،‬ولا جهل ضلال المتولي له ‪ ،‬ولا جهل ضلال الشاك‬ ‫فيهما أو في أحدهما } حتى قال القائل بذلك انه لا يعلم فيه اختلافا ‪.‬‬ ‫وثانيها ‪ :‬أن يكون الحدث في تفسير الجملة أو في شيء منه مما تقوم به الحجة‬ ‫من العقل فهو كا مضى في الوجه الأول إلا أنه قد قيل فيه في بعض القول أنه‬ ‫يسع من علمه جهل ضلال راكبه مالم يبن له علم ذلك والأول أكثر ‪.‬‬ ‫وثالثها ‪ :‬أن يكون الحدث على وجه الإستحلال من تحليل الحرام وتحريم‬ ‫الحلال مما لا تقوم الحجة به في الأصل إلا بالسماع ‪ ،‬فالقول فيه كالقول في الحدث‬ ‫فى تفسير الحملة من الاختلاف ‪.‬‬ ‫ورابعها ‪:‬أن يكو الحدث على سبيل الانتهاك لما يدين المحدث بتحريمه فيخرج‬ ‫تي ذكر الوجهين‬ ‫فيه ما قد ذكرنا من الأثر المرفوع عن الامام جابر رحمه الله ‪7‬‬ ‫الأولين مرة أخرى عند ذكر الناظم لهما ان شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫واشارة الناظم تقتضي التسوية بين المحزم والمستحل على أنهما محادان باإصرارهما‬ ‫قال تعالى ا تبد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله‬ ‫هذا كله بعد العلم بحدث المصر وهو معنى‬ ‫ولو كانوا اباءهم ‪ ..‬الى اخر الاية‬ ‫قوله من بعد أن تعلم كفره ‪ ،‬وأشار بقوله رومع بعضهم مالم تع الحكم) إلى ما‬ ‫المصر محرما كان او مستحلا‬ ‫الفقهاء من أنه يسع جهل ضلالة‬ ‫اليه بعض‬ ‫ذهب‬ ‫حكم الحدث الواقع فيه © أعني هل هو من المكفرات أم لا ؟ وهذا‬ ‫اذا ل يعرف‬ ‫القول حسن أيضا إلآ أنه معلق بشروط ‪.‬‬ ‫أحدها ‪ : :‬أن لا تتولاه على فعله وان كان وليا لك فيما سلف ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦١‬۔‬ ‫ثانيها ‪ :‬أن لا تبرأ ممن برىء منه عالما كان أو ضعيفا ‪.‬‬ ‫ثالثها ‪ :‬أن لا تقف عن ولاية من برىء منه إذا كان وليا لك من قبل ‪ ،‬فاذا‬ ‫كان منك أحد هذه الأشياء فلا يسعك جهل ضلالته ‪ ،‬وأما على القول الأول وإن‬ ‫لم يكن منك أحد هذه الأشياء فلا يسعك جهل ضلالته بعد العلم بحدثه ‪.‬‬ ‫وكاللباح‬ ‫شروطها‬ ‫على‬ ‫كالبيع والملك وكاللكاح‬ ‫أي يسع جهلك بامحللات في دين الله إن أنت لم تحرمها فتكون محرما لما‬ ‫أحل الله ‪ 0‬فحينئذ يلزمك أن تعلم تحليلها ولا يسعك جهل علمه وذلك كتحليل‬ ‫البيع على شروطه التي هي أن يكون المبيع من جنس الحلال ‪ ،‬وأن لا يكون المبيع‬ ‫والمباع به من جنس واحد إلا يدا بيد ‪ 3‬وأن يكون البائع مالكا للمبيع قادرا على‬ ‫تسليمه للمشتري } (وكالملك) والمراد به الرق على شروطه التي هي أن يكون الرقيق‬ ‫ممن أباح الشرع تملكه إما باإرث أو بشراء أو بسبي } وشرط هذا أن يكون المسبي‬ ‫مشركا غير عربي (وكالنكاح) على شروطه ‪ ،‬وهي أربعة الرضا من الزوجين والمهر‬ ‫واذن الولي وحضرة شاهدين ‪ ،‬وما أحسن قول ابن النظر فيها ‪:‬‬ ‫بهر والولي وشاهدين‪.‬‬ ‫فإن بانت فتزوج جديد‬ ‫وترك الرضا تعويلا على أخذه من المقام روكالمباحات) التى أباحها الله تعالى‬ ‫فاذا‬ ‫جووه‬ ‫من ال‬ ‫علمه بوجه‬ ‫لعباده من غير ما ذكرنا ‪ 3‬هذا كله ما ل تقم حجة‬ ‫‪.‬‬ ‫دفعها‬ ‫يسع‬ ‫فلا‬ ‫قامت‬ ‫ومن يكن موافقا ل ياثنم‬ ‫ارتكاب مالم يعلم‬ ‫وحرم‬ ‫قد أوجب الباري عليه انما‬ ‫وإن يرد في قصده خلاف ما‬ ‫‪6‬‬ ‫فاجتنبه‬ ‫غيه‬ ‫لك‬ ‫بان‬ ‫وأمر‬ ‫‪6‬‬ ‫فاتبعه‬ ‫ر شده‬ ‫لك‬ ‫بأن‬ ‫أمر‬ ‫‪:‬‬ ‫ثلاثة‬ ‫الأمور‬ ‫أن‬ ‫إعلم‬ ‫لك‬ ‫يتضح‬ ‫نقف عنه ولا يجوز لك القدوم عليه حتى‬ ‫و أمر أشكل عليك حكمه‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫حقه ‪ ،‬فاذا ارتكب الراكب أمرا لم يعلم حقه من باطله ‪ 5‬فلا يخلو ذلك الأمر‬ ‫من أحد أمرين ‪ ،‬إما أن يكون باطلا في أصل دين الله أو حقا ‪ ،‬فإن كان باطلا‬ ‫فالراكب له هالك _ قصده أو لم يقصده _ الا أن يتوب منه وقد تقدم في باب‬ ‫الإجتهاد والفتوى شيء من هذا النوع فراجعه & وإن كان حقا فلا يخلو الراكب‬ ‫من أحد أمرين أيضا إما أن يكون في قصده موافقة الحق فلا إثم عليه في هذا لأنه‬ ‫قصد الحق فوقق اليه وقيل ان عليه التوبة من قدومه على ما لا يعلم والأول هو‬ ‫الصحيح لأن كثيرا من الصحابة ققدد فعل أشياء لم يعلموا حكم الله فيها فإذا هي‬ ‫حق عند الله فأقَرهم رسول الله عل على فعل ذلك فهذا عمار بن ياسر رضي‬ ‫الله عنه تلفظ للمشركين باالشرك تقية ولم يعلم جواز التقية يومئذ بدليل ما نقل‬ ‫عنه انه قال لرسول الله عي هلكت (الحديث) ‪ ،‬و إما أن يكون في قصده مخالفا‬ ‫لدين الله فهذا هالك بنيته‪ 4‬ولا تنفعه موافقة الحق بل عليه التوبة من تلك النية ‪.‬‬ ‫فالأمور أربعة ‪ :‬موافقته للباطل مع قصده له ‪ ،‬وموافقته له مع قصده الحق &‬ ‫وموافقته الحق مع قصده ‘‪ ،‬وموافقته له مع قصده الباطل © وبين كلا الامرين‬ ‫الأولين والآخرين واسطة وهي نوعان أحدهما أن يكون الراكب مهملا أي لم يكن‬ ‫قاصدا لشىء دون شىء فيحكم له وعليه بحكم ما ارتكبه ‪ 3‬وثانيها أن يكون غير‬ ‫مبال أصاب حزاما أم حلالا فيحكم عليه بالهلاك عند موافقة الباطل والتوبة عند‬ ‫رخاتمة)‬ ‫موافقة الحق ‪.‬‬ ‫قدد وسع الجهل بقول العلما‬ ‫وقد تقوم حجة العلم لا‬ ‫وقيل مالم تبصر الحق فلا‬ ‫لو كان واحدا له الفضل علا‬ ‫كالأنبياء مقالهم قد لزما‬ ‫الأول أن العلمصا‬ ‫ورجح‬ ‫قيام الحجة عبارة عن وجودها } وأصل القيام الإنتصاب & و (الحجة) هي‬ ‫ما يقع يه للناظر حقيقة الشىء المنظور فيه ‪ 2‬و (العلماء) جمع عالم أي تقوم حجة‬ ‫العلم لما وسع جهله بقول العلماء ولو كان القائل واحدا على مذهب الإمام أبي‬ ‫سعيد _ رضي الله تعالى عنه _ وهو الأصلح ‪ ،‬وقيل لا تقوم بقول الواحد بل‬ ‫بقول العالمين © وقيل غير ذلك ‪.‬‬ ‫‪_ ٦١٢٣‬‬ ‫والعالم الذي تقوم به الحجة فيما يسع جهله هو الذي اشتهر في الناس عدله‬ ‫وانتشر في الآفاق فضله ‪ ،‬وهذا هو معنى قول الناظم (له الفضل علا) أي ارتفع‬ ‫كفاية عن اشتهاره ‪ 0‬ولا يكون حجة في هذا الموضع الا على من بلغته شهرة علمه‬ ‫وعرف شخصه أنه هو المشهور بوجه من الوجوه التي تأتي بها المعرفة الصحيحة ‪.‬‬ ‫وقيل لا يكون العالم ولا العلماء حجة فيما يسع جهله حتى يبصر المفتى‬ ‫_ بفتح التاء _ حق قول العالم ‪ 2‬وعلى القولين لا يجوز للمفتى رد قول العالم‬ ‫ولا تكذيبه } والكل من هذين القولين قول صادر عن الفضلاء الكرام ض وهم أهل‬ ‫الاستقامة لي الدين ‪ 3‬واحتاجلقائلون بالأول بأن العلماء يلزم قبول قولهم كا يلزم‬ ‫قبول قول الأنبياء فيما جاعوا به } لأن العلماء ورثة الأنبياء وينصره قوله ‏‪٧‬‬ ‫ني رواية أخرى (علماء أمتي كأ بياء بني اسرائيل) واحتجالقائلون بالثاني بأن من‬ ‫العظم وكان قد امن به جملا انه ليس عليه اأكثر من‬ ‫ل يعرف بعض آي ر‬ ‫ذلك ‪ ،‬ولا يجوز له رد ما سمعه من الاي التي لم يعرفها فكذلك هذا المفتى لا‬ ‫يلزمه قبول قول العلماء فيما يسعه جهله اذا لم يرد قولهم ولم يكذبهم‬ ‫قلت ‪ :‬وهذا قياس حسن الآ أن المقاس عليه مختلف فيه على قولين ‪ 9‬فذهب‬ ‫قوم إلى ما علمت من ان الايمان بالقران مجملا يجزي لمن لم يعرف بعض آيه ©‬ ‫وذهب اخرون إلى أن الايمان به جملا لا يجزي لمن سمع من الآية والآيتين بل‬ ‫عليه أن يؤمن بكل ما سمع منه ‪ ،‬فالأول من قول الناظم ورجح الأول مفعول‬ ‫به والفاعل أن وصلتها لأنها في تقدير بمصدر‪.‬‬ ‫انتبه‬ ‫غ رأيت حقه ضاق‬ ‫وأي شىء واسع جهلك به‬ ‫أي كل شيء من دين ا له وسعك جهله بأن لم تقم عليك حجة العلم به‬ ‫أو لم تركتبه فرأيت حقه من باطله أي علمته ‪ .‬ضاق جهلك به لأن علمك بالشيء‬ ‫حجة عليك & ولا يسعك الرجوع من العلم إلى الجهل وإن لم تعلم إن علمك‬ ‫حجة عليك كا أن القران هدى وإن لم يهتد به أحد مثلا ‪.‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫الركن الناي‬ ‫عليه‬ ‫تشتمل‬ ‫وما‬ ‫‏‪ ١‬لحملة وتفسيرها‬ ‫فق‬ ‫أبواب‬ ‫ستة‬ ‫وفيه‬ ‫أخر هذا الركن عن الذي قبله لما تقدم هناك وقدمه على ركن الولاية والبراءة‬ ‫لأن التعبد بها لازم بعد التعبد بالجملة ث فهي أحرى بالتقدع منهما وهما أجدر‬ ‫بالتأخير منها لما بيّنا ‪.‬‬ ‫ا لأول‬ ‫الباب‬ ‫من الركن الثاني في لزوم الجملة‬ ‫وكيفية قيام الحجة بها‬ ‫الجملة هي كا ذكرها إبن وصَاف حيث قال في الجملة التي لا يسع جهلها‬ ‫ولا يسع تركها ‪ 3‬وهي التي يدعو اليها رسول اللهعَيْقكُ وتدعو الأئمة اليها بعده‬ ‫أن يقول أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله‬ ‫وإن ما جاء به حق من عند ربه والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر‬ ‫والبعث والحساب والعقاب والجنة والنار وأن الساعة آتية لا ريب فيها } وأن الله‬ ‫يبعث من في القبور & فهذا ما لا يسع جهله‬ ‫قال البرادي ‪ :‬الخلاف في هذا بين الأمة كثير وبين الاباضية اشد والمشهور‬ ‫عند أكثر أصحابنا هذا ‪ .‬ومنهم من يزيد الايمان بالقدر خيره وشره وأنه من الله‬ ‫تعالى ‪ 3‬ويزيد بعضهم تحريم دماء المسلمين ويوجب الإيمان به في العقيدة ث ومن‬ ‫أصحابنا أيضا من اقتصر على التلفظ بالشهادة بثلاث كلمات والاعتقاد لها لاغير‬ ‫وما جاء به حق) وهي طريقة الإمام‪.‬‬ ‫(لا إله الا الله محمد رسول الله ع‬ ‫‪..‬‬ ‫أه‬ ‫أكثر الفرق‬ ‫الأشهر عندل‬ ‫ا وهو‬ ‫عنه‬ ‫فيما وجدت‬ ‫رستم‬ ‫بن‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫أقول ‪ :‬وهذه الطريقة هي المراد من عبارة المصنف وعليها بنى الأحكام التي‬ ‫ذكرها فيما سيأتى وعبر عما عداها من الأشياء التي ذكرها بتفسير الجملة ‪.‬‬ ‫برهانها كغيرها م تلزم‬ ‫والقول في الجملة ما لم يقم‬ ‫برهان صدق يوضحن السبلا‬ ‫ا ت‪ ....‬إذ ‪ .‬يكن جل مكلفا بلا‬ ‫كمثل ما قد كان هذا فضلا‬ ‫ولو يشا لكان منه عدلا‬ ‫(القول) هنا بمعنى الحكم ‪ ،‬و(الجملة) تقدم بيانها قريبا ‪ 7‬ورالبرهان) بمعنى‬ ‫الحجة } والمراد ب (غيرها) سائر العبادات الاعتقاديات والعمليات والتركيات ©‬ ‫ومعنى (جلڵ) أي عظم شأنه؛و(مكلفا) أي ملزما للعباد ما يشق على أنفسهم فعله ‪.‬‬ ‫وربرهان صدق) أي دليل صادق } و(السبل) الطرق الموصلة الى معرفة الله تعالى‬ ‫ومعرفة رسوله محمد تله ى ورالعدل) وضع الشيء في موضعه من غير إعتراض‬ ‫على فاعله وضده الجور ‪ ،‬و(الفضل) اعطاء بغير وجوب ولا ايجاب ‪ ،‬والمعنى أن‬ ‫حكم الجملة من جهة التكليف بها كحكم غيرها من سائر العبادات لا يلزم‬ ‫إعتقادها إلا بعد قيام الحجة بها ‪ 3‬والدليل على ذلك أنه عظم شأنه لم يكلف العباد‬ ‫بغير حجة وهو دليل صادق لقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) واذا‬ ‫ثبت ما قزرناه من أنه عز وجل لم يكلف العباد بغير حجة © وكان الزام الجملة‬ ‫من جملة التكليفات وجب أن لا تلزم إلا بعد قيام الحجة إذ لم يقم دليل على‬ ‫تخصيص التكليف بها بحكم يخالف التكليف بما عداها فتساوى حكم الله في‬ ‫التكليف ‪ 0‬فالجملة وغيرها في التكليف سواء ‪ 6‬وتكليفه عر وجل تانا بعد قياء‬ ‫الحجة فضل منه تعالى تفضل به علينا ‪ 3‬ولو شاء أن يكلفنا بغير حجة ولا برهان‬ ‫كان ذلك عدلا منه‪ :‬كا كان التكليف بعد قيام الحجة م فضلا خلافا للمعتزلة في‬ ‫قولهم بوجوب الصلاحية والأصلحية على الله تعالى ‪.‬‬ ‫لحظة ليسأل‬ ‫يسن‬ ‫وان أت دليلها امرءا فلا‬ ‫وجب‬ ‫أي اذا قامت الحجة بتكليف الجملة على أحد ممن بلغ حد التكليف‬ ‫عليه اعتقادها وحرم عليه جهلها وضاق عليه الشك فيها ‪ 3‬و لم يوسع له في ترك‬ ‫‪_ .٦٦‬‬ ‫إعتقادها لحظة عين وان قصد بذلك الترك السؤال عنها وعن حقها ‪ 2‬بيانه أنه اذا‬ ‫قامت الحجة بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وان ما جاء به محمد من‬ ‫ربه حق وجب على من قامت عليه إعتقاد ذلك فإن جهل أو شك أو توقف في‬ ‫الاعتقاد حتى يسأل عن حق هذا الذي قامت به الحجة عليه كان بذلك كله كافرا &‬ ‫وإن مات قبل التصديق واعتقاد حق الجملة مات هالكا والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫فان قيل ما بال الجملة من بين سائر العبادات لا ينفس في السؤال عنها وما‬ ‫عداها يتفس في السؤال عنه وقد قلتم إن الجملة كغيرها في قيام الحجة بها نى التكليف‬ ‫(قلنا) ين الجملة كغيرها في قيام الحجة بها للتكليف بها و لم نقل بأن جميع أحكامها‬ ‫كغيرها وانما خصت بالتضييق عن السؤال عنها بعد قيام الحجة لأن اعتقادها مطلوب‬ ‫في الحال ‪ 3‬وكان العذر واسعا قبل الحجة وقد قامت الحجة فلا عذر في التاخير &‬ ‫أما ما عداها من العبادات العمليات والتركيات فربما يسع تاخيرها ‪ 0‬وربما يسلم‬ ‫صاحبها باعتقاد السؤال عنها والدينونة بالحق فيها لأدلة خاصة بها نحو فو لم يصروا‬ ‫على ما فعلوا وهو يعلمون ‪.‬‬ ‫وأما تفسيرها الإعتقادي فبعض ضيق في السؤال عنه كما ضيق فيها ورأى أن حكمه‬ ‫كحكمها ‪ 3‬وبعض وسّع في السؤال عنه وعنده إنه داخل تحت هذه الجملة فما لم يرد‬ ‫شيء منه فهو واسع له ترك اعتقاده بعينه حتى يرسخ في ذهنه علم ذلك وحقه ‪.‬‬ ‫برهانها كفر جحود قد كفر‬ ‫ومنكر الجملة بعد ما نظر‬ ‫أي ومن جحد الجملة بعد أن قامت عليه حجتها أو قبل ذلك فهو كافر كفر‬ ‫جحود ولا ينفعه عذر في ذلك ‪.‬‬ ‫أما من جهلها بعد قيام الحجة بها أو شك فيها فهو كافر أيضا ‪ 3‬لكن كفره‬ ‫يسمى شرك مساواة ‪ 3‬وذلك لانه قد جعل ما وجب عليه اعتقاده ولزمه علمه‬ ‫بمنزلة الذي لم يجب عليه فيه شىء من ذلك فكأنه ساوى بين الحكمين مع إختلاف‬ ‫الامرين والحكم في شرك الجحود وشرك المساواة متحد دنيا واخرى ‪ ,‬الفرق بينهما‬ ‫إما هو في نفس التسمية خاصة ‪ ،‬وسيأتي بيان حكمها في الباب السادس من الركن‬ ‫النالث ان شاء الله ‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫تشك فيه والذي له تلا‬ ‫ولم يسع جهل ضلاله ولا‬ ‫على قياس شائع تلفيه‬ ‫كذاك جهل من يشك فيه‬ ‫هذا بيان لحكم الواقف على انكار منكر الجملة ‪ 7‬محكمه أن يجب عليه أن‬ ‫يعلم كفر منكر الجملة ولا يسعه الجهل بكفره ولا الشك في كفره ‪ 3‬وكذلك‬ ‫لا يسع جهل ضلال من صوبه على كفره ولا الشك فيه وهو معنى قول المصنف‬ ‫روالذي له تلا) أي تبع ‪ 3‬وكذلك لا يسع جهل ضلال من شك في كفره ‪ ،‬فإن حكم‬ ‫النناك في كفره بعد علمه بكفره حكم من صوبه على كفره لأنه لا يسع جهل‬ ‫ضلالة كل واحد منهما ‪ ،‬وهذا القياس أعني قياس الشاك في كفر منكر الجملة‬ ‫على مصوبه في عدم التوسعة في جهل ضلالة كل واحد منهما قياس ظاهر جلتي ومثل‬ ‫فيها فإن كل‬ ‫منكر الجملة في هذا الحكم‪٬‬الجاهل‏ بالجملة بعد قيام الحجة بها والشاك‬ ‫واحد من هذين لا يسع جهل ضلاله ولا ضلال من صوّبه على ضلاله ‪ 0‬ولا ضلال‬ ‫من شك في ضلاله ولا يسع الشك في ضلال كل واحد من هؤلاء ‪.‬‬ ‫واعلم أن مصوب المحدث في الجملة مشرك مثله ‪ ،‬وأما الجاهل لضلاله والشاك‬ ‫في ضلاله مع اعتقاده حق الجملة فهو فاسق منافق } وقول المصنف و(لا تشك)‬ ‫بصيغة الهي على جهة التحريم & وقوله (والذي له) معطوف على الضمير المجرور‬ ‫على حد قوله تعالى واتقوا الله الذي تساعلون به والأرحام بقراءة جر الأرحام‬ ‫وقوله (على قياس شائع) أي ظاهر ‪ ،‬ومعنى (تلفيه) تجده ‪.‬‬ ‫بيزيه دون نطقه إذا نزل‬ ‫والخلف في إيمانها بالقلب هل‬ ‫للاجتزا والبعض منهم قد أبى‬ ‫تكليفه بها فبعض ذهبا‬ ‫اختلف العلماء في كيفية الإيمان بالجملة فذهب بعضهم الى أن كيفية الايمان‬ ‫بها أن يعتقد صدقها في جنانه ‪ 3‬ويظهر ذلك إقرارا بلسانه وانه لا يكون مؤمنا‬ ‫الا بذلك فالتلفظ بالشهادتين عند هؤلاء شرط لوجود الايمان ‪ 7‬وذهب اخرون‬ ‫الى أن الايمان بها هو التصديق بها في القلب & فاذا اعتقد حقها بقلبه وصدقها بجنانه‬ ‫‪_ ٦٨‬‬ ‫كان ذلك محزيا له فيما بينه وبين ربه ‪ 0‬فان مات على ذلك فهو من جملة المؤمنين ‪،‬‬ ‫واما فيما بينه ويين الناس فانه لا يكون مؤمنا حتى يتلفظ بالشهادتين ويلزمه التلفظ‬ ‫بهما اذا طولب بذلك & هذا إذا كان منكرا للجملة فيما تقدم من أمره أو شاكا‬ ‫فيها أو جاهلا بها بعد قيام الحجة عليه فيها ‪ 5‬أما اذا لم يتقدم منه شيء من هذا‬ ‫كله و لم يكن من أهل دار يحكم على أهلها بالشرك فلا يلزمه التلفظ بالشهادتين‬ ‫وإن طولب ولا يسع لأحد أن يحكم عليه بالشرك في عدم تلفظه بذلك ولا يسعه‬ ‫أن يبرأ منه لذلك ‪ ،‬نعم يندب له أن يتلفظ مهما طولب بذلك إذا لم يكن له‬ ‫مانع من التلفظ والله أعلم ‪.‬‬ ‫تصديقه ان ذكرها قد خطرا‬ ‫والخلف هل عليه أن يقررا‬ ‫شينا بها كعهدها م نكث‬ ‫أو يجتزي بالماضي مالم حدث‬ ‫اختلف القائلون باإشتراط التلفظ للإيمان بالجملة ث‪ .‬فذهب بعضهم إلى أن‬ ‫التلفظ بها والتصديق بها مجزىء مرة واحدة في عمره ولا يلزمه تكرار ذلك ما‬ ‫‪ 7‬يأت بحدث ينقض به إيمانه فيكون به مرتدا الى الشرك بعد الاسلام ‪ 3‬وذهب‬ ‫اخرون الى أنه يجب تكرار الايمان بها اذا جرى ذكر ذلك ‪ ،‬وعند هؤلاء جب‬ ‫بذلك ‪ ،‬ولكن نخر ج على‬ ‫أن يتلفظ بالشهادتين اذا طولب‬ ‫حدا‬‫على من كان مو‬ ‫قواعدهم أنه اذا لم جبهم الى التلفظ بالشهادتين لا يسعهم أن حكموا عليه بالشرك‬ ‫ولا أن يبرأوا منه لذلك ‪ ،‬ووجه ذلك أن هذه المسألة إجتهادية فلما أى من التلفظ‬ ‫ر ‪ .‬يتقدم منه حالة يشرك بها احتمل له أن يكون مذهبه عدم وجوب تكرار التلفظ‬ ‫أو أنه مقلد لمن لم ير وجوب ذلك ‪ 5‬ومع تمسكه بقول من أقوال المسلمين لا‬ ‫نخل لأحد أن نحكم عليه بالخروج مانلدين ‪.‬‬ ‫هذا والصحيح عندي عدم و جوب تكرار التلفظ بها وإن جرى ذكرها معه‬ ‫فيها لأن الصحابة رضوان الله عليهم ل ينقل عنهم‬ ‫الاسلام حدث‬ ‫إذا ل خر جعن‬ ‫م ع كثررةة ذكرهم للجملة تكرار التلفظ بها كل ما سمعوا وإنما المنقول عنهم وعن‬ ‫لب ن انه اذا أسلم العبد وتلفظ بالشهادتين مرة واحدة أدخلوه في حكم‬ ‫بشيء | و الله أعلم ‪.‬‬ ‫المسلمين و لم يطالبوه بعد ذلك‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫يترمنها‬ ‫برأي‬ ‫تكمعما‬ ‫كح‬ ‫رنها‬ ‫ية م‬ ‫سلجمل‬‫فا ا‬ ‫ت عد‬‫وما‬ ‫أحدث والشائع ما تقدما‬ ‫الا لدى السؤال والجهل بما‬ ‫تفسيرها بالقلب في التكلف‬ ‫وما‪ .‬عدا الإيمان فاللازم في‬ ‫أي ما عدا الجملة من تفسيرها الإعتقادي المشتملة عليه والمندر ج تحتها كمعرفة‬ ‫كالات الله عز وجل ومعرفة الأنبياء والرسل والملائكة والكتب المنزلة والموت والبعث‬ ‫والحساب ‪ ،‬وأن حساب الله لا يشبهه حساب ‪ ،‬ومعرفة الجنة والنار فحكمه حكم‬ ‫الجملة ني جميع ما تقدم } ويخالفها في ثلاثة مواضع مستنناة من تلك القاعدة ‪:‬‬ ‫أحدها ‪ :‬في السؤال‪٬‬فإن‏ الجملة لا يلزم لها اعتقاد سؤال قبل قيام الحجة ولا‬ ‫بوسع له في السؤال بعد قيام الحجة بخلاف تفسيرها } وقد تقدم في هذا ما فيه كفاية‬ ‫ان شاء الله ‪.‬‬ ‫وثانيها ‪ :‬أن الحدث في الجملة لا يسع جهل ضلالة محدثه ولا الشك فيه كا‬ ‫تقدم والحدث لي تفسيرها قد قيل بانه يسع جهل ضلالة محدنه ولو علم حدثه ما‬ ‫م تبن له ضلالته ‪ ،‬إلا ان الاكثر فيه ما قيل في الجملة وهو المراد بقول الناظم (روالشائع‬ ‫ما تقدما) ‪.‬‬ ‫وثالنها ‪ :‬أن الايمان في الجملة مختلف فيه هل يجزي بالقلب دون النطق باللسان‬ ‫أو لا كا تقدم ؟ ولم نعلم اختلافا في الإيمان بتفسيرها بل اللازم فيه بالقلب فقط ©‬ ‫وانتصبت الجملة في قول الناظم على الاستنناء ‏‪ ٥‬ولما كان التكليف بالجملة متوقفا على‬ ‫قيام الحجة أخذ في بيان كيفية قيام الحجة هنا فقال ‪:‬‬ ‫وحجة المعنى له من عقله‬ ‫لجةسماع في ذا كله‬ ‫الح‬ ‫فا‬ ‫اعلم أن قيام الحجة في كل شيء لا يكون إلا من أحد طريقين © الطريق الأ ‪8‬‬ ‫العقل وهو طريق لقيام الحجة بالمعاني © والطريق الثاني النقل وهو طريق قيام الحجة‬ ‫بالألفاظ مع معانيها ‪.‬‬ ‫ولما كان أعظم طرق النقل هو السمع أطلق في التعبير عن النقل ‪ .‬على أن النقل‬ ‫قد يكون من غير طريق السمع كالنظر وذلك مثلا أن يراه مكتوبا فانه إذ عرف‬ ‫لفظ ذلك ومعناه كان في حكم من سعه ‪.‬‬ ‫ولما كانت الجملة وتفسيرها مشتملين على ألفاظ ومعان ثبت قيام‪ .‬حجة المعاني‬ ‫‪٧١٠‬‬ ‫بهما من العقل ‪ ،‬وتوقف قيام الحجة في ألفاظهما على النقل } فمن خطر بباله أن‬ ‫له صانعا وان لصانعه رسولا يبلغ الخلق عنه © وزنه ليس كصانعه شيء ى وأن لمن‬ ‫أطاع صانعه ثوابا ولمن عصاه عقابا ‪ 0‬وجب عليه أن يعتقد معنى ذلك ‪ ،‬ولا يجوز‬ ‫له أن ينكر شيئا منه و لا يلزمه معرفة شىء من أسماء هذه ا لأشياء حتى تقوم عليه‬ ‫الحجة من طريق النقل [ أن اسم صانعه الله أو الرحمن أو نحو ذلك ؤ وإن إسم رسوله‬ ‫محمد أو أحمد وإن إسم ثوابه الجنة وإسم عقابه النار ‪ 3‬فاذا قامت عليه الحجة من‬ ‫طريق النقل بشىء من هذه الاسماء و جب عليه معرفتها ‪ 0‬وضاق عليه جهلها ‪.‬‬ ‫واعلم أن قيام الحجة مانلعقل بأن لله رسولا إنما هو مبني على مذهب بعض‬ ‫الأصحاب ‪ 8‬وذهب غيرهم الى أن الحجة في ذلك انما هي طريق النقل وهو الصحيح ©‬ ‫والله أعلم ‪.‬‬ ‫الباب الثاني من الركن الثاني‬ ‫في التوحيد وفيه أربعة فصول وخاتمه‬ ‫الفصل الاول‬ ‫عن الله تعال‬ ‫و الأشباه‬ ‫والأنداد‬ ‫نفى الأضداد‬ ‫ف‬ ‫من نوره وعن هوى النفس احتبس‬ ‫وهاك توحيدا لنا فلتقبسر‬ ‫ها اس فعل بمعنى خذ ا والكاف لذخطاب |أ و(التوحيد) هو إثبات الوحدانيه‬ ‫|‬ ‫له تعانى والاقرار له بالر بوبية ‪ .‬ففى اثبات الوحدانية له تعالى اثبات لكمالاته الذاتيه‬ ‫انبا انوا جحدم الذات وفي اثباتها له تعالى انتفاء المشابهة له تعالى انتفاء صفات‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ؤ ۔۔‬ ‫‪.‬‬ ‫'‬ ‫ذاته تعالوو حدة الصفات‪٬‬وه‏ حدة الافعال ‪ .‬وفي اثبات كا!‬ ‫العج‪ .‬ز والحدوثفي‬ ‫با!نر بو بي ةه استلزام تو جيه‬ ‫تعال‬ ‫الاقر ار ل‬ ‫‪ :‬و ف‬ ‫الإضية‬ ‫للنكمالات‬ ‫اتبات‬ ‫منها‬ ‫‪7‬‬ ‫العبادة اليه ‪ 5‬ونفيها عمن سواه ‪ 5،‬فمن عبد غيره لم يكن موحدا ا وقوله (فلتقتبس)‬ ‫ا و ة‬ ‫الجهاإ‬ ‫ظلمات‬ ‫فى‬ ‫نور‬ ‫التو حيد فانه‬ ‫هذا‬ ‫نور‬ ‫من‬ ‫قبسا‬ ‫لك‬ ‫فلتتخذ‬ ‫اي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪. ٧١١‬‬ ‫(رعن هرى النفس احتبس) أي امتنع عما تميل اليه نفسك من الباطل «ؤوأما من‬ ‫خاف مقام ربه ونهى النفس عنالهوى فإن الجنة هي المأوى» ‪.‬‬ ‫ولما كان الاقرار بالربوبية مستلزما لنبوت العبادة لله تعالى دون غيره أخذ‬ ‫بيان كيفية تو جيهه العبادة لربه ‪ 5‬فقال ‪:‬‬ ‫ق‬ ‫الصنف‬ ‫ونهيه وزجره‬ ‫سبحانه‬ ‫أمره‬ ‫امتنال‬ ‫جل‬ ‫نعبده‬ ‫وان يشأ عذبنا بعدله‬ ‫فإن يشأ يرحمنا بفضله‬ ‫له كذا القدرة والبرهان‬ ‫فالملك والعزة والسلطان‬ ‫أي نوجه عبادتنا اليه عظم شأنه لأجل امتنال أمره الذي أمرنا به في الأشياء‬ ‫العملية ‪ 5‬ولاجل امتثال نهيه في الاشياء التي نهانا عن فعلها } فالفعل والترك منا‬ ‫إما هما لأجل الأمر والنبي فهما عبادة منا له تعالى } ومع ذلك فنحن مفوضون‬ ‫الأمر اليه ومسلمون لحكمه وراضون بقضائه ومتوكلون عليه ؤ فاإن شاء أن يرحمنا‬ ‫فذلك بمحض فضله علينا وان شاء أن يعذبنا فذلك بعدله فينا إ فان المنك والغلبة‬ ‫والحجة والقدرة له تعالى " فلا يعترض عليه في شيء من ملكه ‪ ،‬ولا يستطيع أحد‬ ‫لرد ما أراده ‪ .‬وهو قادر علىكل شيء } ومن كان مالكا للأشياء قادرا على فعل‬ ‫ما يريد فيها غير محكوم عليه ولا معترض عليه في شىء من أفعاله ‪ .‬فجميع ما‬ ‫فعله في ملكه إما عدل وإما فضل ‪ ،‬ن ان المصنف اخذ في بيان التنزيه فقال‬ ‫‪-‬‬ ‫بحويه جل لا ولا زمان‬ ‫سبحانه ليس له مكان‬ ‫رد‬ ‫منذ‬ ‫ملكه‬ ‫ف‬ ‫وانه‬ ‫نشهد‬ ‫لكل شيء‬ ‫بخلقه‬ ‫ففى الأزمنة ‪ ،‬فإن‬ ‫وعن الحدوث‬ ‫تنزيها له تعالى عنع‪ .‬الحلول فنى الأمكنة‬ ‫أي‬ ‫المكان والزمان خلق من خلقه ‪ 3‬ومن ضرورة العقل وجوب تقدم الخالق‪ .‬على‬ ‫المخلوق في الوجود ‪ ،‬فلو كان تعالى حالا في مكان أو حادثا في زمان لوجب تقدم‬ ‫المكان والزمان عليه لضرورة العقل بذلك فيستلزم حخحالقا غيره ‪ 3‬وثبوت خالق غيره‬ ‫مكان‬ ‫ف‬ ‫حالا‬ ‫تعال‬ ‫باطل ‪ 11‬يلزم عليه من الأمور المستحيلة } وأيضا فلو كان‬ ‫لكان المكان حاويا له فيلزم عليه تحديده وتناهيه ‪ .‬ومن كان متحددا متناهيا فليس‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫بإله ‪ 7‬ولو كان تعالى حادثا فى زمان لوجب أن يكون له حدث غيره } ومن كان‬ ‫محدثا فليس بإله ‪ 5‬وقوله روانه في ملكه منفرد) إشارة الى ثبوت الوحدانية له تعالى‬ ‫‪.‬‬ ‫الافعال‬ ‫وحدة‬ ‫ا وهي‬ ‫مطلق التصر ف‬ ‫ف‬ ‫ولما نفى عنه تعالى صفتي الحلول والحدوث أخد في نفي الصفات التي‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫تلازمهما‬ ‫ولا وزير لا ولا منير‬ ‫ليس له شبه ولا نظير‬ ‫(الشبه) بالكسر هو المشارك لغيره ولو في صفة واحدة من صفاته ‪ 3‬و(رالنظير)‬ ‫هو مثل المساوي { و(الوزير) هو " ف الأمر العظم باراءه الصائبة وأفكاره‬ ‫الناقبه ‪ 5‬ورالمشير) هو الدال على فعل شيء أو على تركه بدلالة خفية ‪ ،‬والمراد بها‬ ‫هنا مطلق الدلالة والمعنى أنه تعالى ليس له مشابه في ذاته ولا فصيفاته ولا في‬ ‫له عالى شىء من أفعاله الي فعلها أو‬ ‫فعاله و لا مماثاا له فى ذلك | ولا مع‬ ‫أسفيعفاعلهلهاوا ‪ 5‬وانه تعالى فعال لما يريد لا لما يريد غيره ؤ فلا مشير له في ش‬ ‫فعلها تعال‬ ‫ل ير د‬ ‫التى‬ ‫الأشياء‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫ف‬ ‫ذلك ا عن ‪7‬‬ ‫الله عن‬ ‫كان‬ ‫بخلقه) } نافع أن عبدالله بن عمر‬ ‫شبهه‬ ‫اله من‬ ‫عر ف‬ ‫‪( :‬ما‬ ‫مسعو د أنه قال‬ ‫جالسا في أناس فاتى رجل فقال أيكم عبدالله بن عمر فقال أنا فقال الرجل إني‬ ‫تاجر ابتغى من فضل الته واني قدمت هذه البلدة هذه الليلة فاذا انا برجل قد توسمت‬ ‫فيه الخير نقعدت اليه فحدثنى حديثا ضاق به صدري ‪ ».‬فقال عبدالله وما هو ؛‬ ‫فانه لا إم عليك إذا حدثت به من غيرك فقال‪ :‬قال لي إن الله تبارك وتعالى لا‬ ‫أراد أن خلق ادم لم يدر كيف يخلقه حتى خلق مراة فنظر فيها الى و جهه فخلق‬ ‫مثاله فقال له ابن عمر تعالى الله لا مثل لله ألا ان هذا الشيطان أراد أن يدخلك‬ ‫‪ :‬دينه ألا وان الشيطان قد ايس منكم أن تعبدوا أصناما ظاهرا فتعذرونه ولكنه‬ ‫يأتي الإنسان فيقول كيف ربك فلا يزال به حتى يصف ربه بصفة الخلق فيضل‬ ‫ويضل فان لقيته فاخبره أن عبدالله بن عمر بري من دينك ألا وان نبي ال نله عة‬ ‫سئل عن الله عز وجل ‪ ،‬فقال الله عز وجل فقل هو الله أحد الله الصمد لم يلد‬ ‫ويلمولد و لم يككنفلهوا أحد) فان وسوس الشيطان لكم فقولوا كما قال رسول‬ ‫‪_ ٧٢٣٢‬‬ ‫الله عنه أنه سير جع أقوام من هذه الأمة عند اقتراب‬ ‫‪ .‬عن معاذ ‪7‬‬ ‫الله وف‬ ‫الساعة كفارا فقال رجا با أبا عبدالرحمن أبا الأحداث كفرهم أم بالجحود قال‬ ‫لا ولكن بالجحود نجحدون خالقهم فيصفونه بالصورة والأعضاء والمفاصل أولئك‬ ‫لا خلاق هم ني الاخرة وشم عذاب عظم ‪.‬‬ ‫فقالوا‬ ‫رهط من اليهود الى رسول الله ث‪:‬‬ ‫عن سعيد بن جبير أنه قال أ‬ ‫يا محمد هذا ا له خلق الخلق فمن خلقه ‪ ،‬قال ‪ :‬فغضب تله حتى انتقع لونه‬ ‫ثم وانهم غضبا لربه ‪ ،‬قال فجاء جبرائيل صلى ا له عليهما فسكنه وجاءه من الله‬ ‫نواب ما سألوه ب فأقل هو الله أحد الى تمام السورة ‪.‬‬ ‫قبل ولا بعد فكل حظلا‬ ‫ليس له فوق ولا تحت ولا‬ ‫اليه تعزى حادث بذا احتذى‬ ‫كذا يمبن وشمال رالذي‬ ‫رالفوق) اسم لجهة العلو ‪ 0‬ورالتحت) اسم لجهة السفل & و(قبل) اسم‬ ‫للتقدم ‪ 3‬وربعد) اسم للتاخر ‪ ،‬ومعنى رحظل) منع و(يمين) اسم للجهة اليمنى ©‬ ‫ورتمال) اسم للجهة اليسرى ‪ ،‬ومعنى (تعزى) تنسب ومعنى (حادث) اي مو جود‬ ‫بعد عدم (احتذ) أي اقند ‪.‬‬ ‫والمعنى أنه تعالى ليس له جهة يكون فيها ‪ ،‬لا جهة فوقية ولا تحتيه } ولا‬ ‫أي لا يقال‬ ‫عن يمين ولا عن شمال ‪ ،‬ولا أمام ولا وراء ‏‪ ٤‬وليس له تعالى قبل‬ ‫إن وجوده تعالى مسبوق بشيء حتى يقال إن قبله كذا ولا ابعد له أي ليس وجوده‬ ‫اعني‬ ‫الصفات‬ ‫يكون كذا © وهذه‬ ‫تعالى متناهيا حتى يقال ان يعد تناهي وجوده‬ ‫الجهات والقبلية والبعدية مستحيلة في حقه تعالى & لان من نسب اليه شيء منها‬ ‫و اتصف به يكو ن حادثا قطعا فهي دليل الحدوث والرب تعالى قديم ليس بحادث }‬ ‫فلا يصح أن يتصف بشيء منها خلافا للمشبهة القائلين بانه تعالى في جهة الفوق‬ ‫وإنه على العرش مستقرا إستقرار الملك على سريره ‪ .‬تعالى الله عن ذلك © وقد‬ ‫تلقوا هذه المقالة الشنيعة من اليهود أخزاهم الله تعالى ‪.‬‬ ‫‪_ ٧١٤‬‬ ‫قال في الضياء ‪ :‬وبلغنا أن عبدالله بن مسعود _ رضي الله عنه _ مر حلقة‬ ‫وفيهم رجل من اليهود يحدثهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما يحدثكم ؟ قالوا ‪ :‬يحدثنا عن التوراة‬ ‫وعن ربنا قال وعن ربكم إ بماذا ؟ قالوا ‪ :‬يقول إن الله لما خلق السموات والارض‬ ‫صعد الى السماء من بيت المقدس فوضع رجله على الصخرة التي فيه وإنه ينزل‬ ‫في السماء الدنيا فيالنصف من شعبان ‪.‬‬ ‫فقال ابن مسعود _ رضي الله عنه ‪ :‬إنا لله وإنا اليه راجعون (ثلاث مرات)‬ ‫فهلا‬ ‫سو ا‬ ‫كفرو ا فنتكونون‬ ‫‪1‬‬ ‫وردو لو تكفرون‬ ‫ايمان‬ ‫كفر بعد‬ ‫قال ‪:‬لا‬ ‫غ‬ ‫الزائلين المنتقلين‬ ‫أي‬ ‫الأ فله‪.‬ن‬ ‫اٹ‪٢‬‏ جلا أحب‬ ‫الر حمن‬ ‫خليل‬ ‫قال إبر اه‬ ‫ك‬ ‫قل‬ ‫ألا فاتهموا اليهود والنصارى على دينكم { ولا تصدقوهم على ما خالف كاك ا‪:‬‬ ‫فإنهم سيضلون أكثر هذه الامة ألا ان ربكم ليس بزائل ؤ ومن وصف الله زائلا‬ ‫‪.‬‬ ‫كفر‬ ‫فقد‬ ‫‏‪ ١‬ا شيا ح‬ ‫من‬ ‫بشى ح‬ ‫شبه‬ ‫د من‬ ‫ا‬ ‫كفر‬ ‫فمل‬ ‫وعالم من قبل أن يصنعصه‬ ‫ولم يزل وليس شيء معه‬ ‫وما الله صائر بفعله‬ ‫و شكله‬ ‫ولونه‬ ‫نه‬ ‫بك‬ ‫أي لم يزل تعالى ولا موجود سواه من جميع الأشياء ‪ .‬فهو تعالى منفرد‬ ‫قدمه استحال‬ ‫ما و جب‬ ‫لأن‬ ‫عليه العدم‬ ‫فيستحيل‬ ‫له تعال‬ ‫واجب‬ ‫( هوالقدم‬ ‫بالقدم‬ ‫بالعلم من‬ ‫متصفا‬ ‫ل يزلتعالى‬ ‫عا ل أي‬ ‫أي وهو‬ ‫عدمه } ‏‪٠‬و قوله رو عالم ‪ ..‬ال)‬ ‫يصنعه )‬ ‫قبل أن‬ ‫م‪ ,‬ن قوله (من‬ ‫‏‪ ٠‬و الها‬ ‫له‬ ‫صفه ة ذاتيه‬ ‫تعال‬ ‫فعلمه‬ ‫الأشياء‬ ‫‏‪٠‬و جو د‬ ‫قبل‬ ‫عائدة الى الشيء في قوله وليس شيء معه ‪ ،‬وقوله (بكونه) متعلق بعالم © ومعنى‬ ‫كونه وجوده بعد عدم ‪ .‬أي لم يزل تعالى وهو عالم بوجود الأشياء التي‬ ‫سيوجدها ‪ ،‬وعالم بالزمان الذي سيوجدها فيه ‪ 35‬وبالمكان الذي ستكون فيه ‏‪٨‬‬ ‫به © وعا ل بصورتها التي يكون عليها شكلها من طول‬ ‫وعا ل بلونها الذي ستتصف‬ ‫الحسنة و بسبب‬ ‫أفعالها‬ ‫اليه بسبب‬ ‫ستصير‬ ‫بمصيرها الذي‬ ‫وعا ل‬ ‫[‬ ‫وقصر وعرض‬ ‫وما‬ ‫شكله‬ ‫ومن‬ ‫لونه‬ ‫ومن‬ ‫كونه‬ ‫من‬ ‫فالضمير‬ ‫ئ‬ ‫القبيحة‬ ‫افعالا‬ ‫عائد‬ ‫بعدها كله‬ ‫الى الشيء في قوله وليس شيء معه ‪.‬‬ ‫‪_ ٧٥‬‬ ‫البيتين‬ ‫وفي‬ ‫الخالق تعالى ©‬ ‫مما عدا‬ ‫هنالك جميع الموجودات‬ ‫بالشى‬ ‫والمراد‬ ‫تصريح بانه تعالى عالم بما كان وما سيكون وما هو كائن ‪.‬‬ ‫الفصل الغاني‬ ‫في البراهين‬ ‫جمع برهان وهو ما تركب من مقدمات قطعية ‪ 5‬وأل في البراهين للعهد‬ ‫الذهنى أي البراهين المثبتة لمدعانا فيما تقدم ‪.‬‬ ‫مخلوقاته‬ ‫جاز عليه وصف‬ ‫في ذاته‬ ‫لو أنه مشابه‬ ‫ف الكل ما لذلك الوجه انتمى‬ ‫إذ كل شبهين بوجه لزما‬ ‫هذا برهان استحالة المشابهة له تعالى المذكورة في قول المصنف (ليس له شبه‬ ‫‪ ..‬الح) ى وصورة البرهان انه لو كان تعالى مشابها في ذاته لجاز عليه ما جوز على‬ ‫مشابهه من الصفات ‪ ،‬ولا موجود إلا وهو إما خالق أو مخلوق ‪ ،‬وقد ثبت البرهان‬ ‫وأن جميع ما عداه مخلوق |} فلو كان له مشابه لكان ذلك المشابه‬ ‫أزه تعالى هو الخالق‬ ‫هو أحد مخلوقاته فيستلزم أن يكون عز وجل يصح أن يتصف بصفات مخلوقاته ‪.‬‬ ‫وصفات مخلوقاته مستحيلة في حقه فالمشابه مستحيل أيضا ووجه ذلك ان‬ ‫متشابهين إذا تشابها في صفة وجب أن يتصف كل واحد منهما بموجب تنك‬ ‫الصفة ‪ 5‬وهذا معنى قوله (إذ كل شبهين الى آخره) ‪ ،‬ومعنى قوله في (الكل) أي‬ ‫من المتشابهين ومعنى رانتمى) انتسب ‪.‬‬ ‫لكان كل صالحا لأن يلي‬ ‫لو كان ثان عنده في الأزل‬ ‫والحكم من غير مرجح غلط‬ ‫ولا دليل خص واحدا فقط‬ ‫هذا برهان إستحالة الشريك معه تعالى في الأزل المذكور في قول المصنف‬ ‫رولم يزل وليس شيء معه) وصورة البرهان أنه لو كان معه تعالى ثان في الأزل‬ ‫لكان كل واحد منهما صالحا لان يتولى الامر على صاحبه فيتانعان ‪ 0‬وليس في واحد‬ ‫منهما خصوصية يستحق بها الإستبداد بالامر والإنفراد بالملك ‪ ،‬وتخصيص واحد‬ ‫‪٧١٦‬‬ ‫بلا‬ ‫تر جيح‬ ‫الخصصر‬ ‫وعدم‬ ‫له‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫صلاحية‬ ‫مع‬ ‫الاخر‬ ‫دون‬ ‫منهما بذلك‬ ‫استقامته‬ ‫و بطلان‬ ‫المعقول‬ ‫يستقم ف ‪:‬فيى‬ ‫لا‬ ‫غلط‬ ‫مر جح‬ ‫بلا‬ ‫والترجيح‬ ‫‪5‬‬ ‫مرجح‬ ‫ضروري ‪.‬‬ ‫لزمه في ذاته النقصان‬ ‫لو أنه فأيمره معان‬ ‫هذا برهان نفي العجز عنه تعالى واستحالته المشار اليه بقول المصنف رولا‬ ‫وزير لا ولا مشير) ث وصورة البرهان أنه لو كان تعالى معانا في أمره لكان ناقصا‬ ‫ني ذاته ‪ .‬لكنه كامل في ذاته فهو غير معان في أمره ‪ 5‬ووجه ذلك أنه لا تحتاج‬ ‫إلى المعونة إلا من كان عاجزا عن إتمام الأمر ‪ ،‬ومن كان عاجزا عن تمام أمره فليس‬ ‫بكامل في ذاته لان من الكمال الذاتي وجود القدرة الذاتية المنافية للعجز ‪.‬‬ ‫فف الجهات الست للمكان‬ ‫وهكذا يلزم في الزمان‬ ‫هذا برهان نفي الحلول والحدوث عنه تعالى واستحالتهما في حقه تعالى‬ ‫المذكورين نيقول المصنف (سبحانه ليس له مكان) ‪.‬ا‪.‬لبيت ‪ ،‬وفي قوله (ليس‬ ‫‪ ..‬ال) ‪.‬‬ ‫لد فوق‬ ‫وصورة البرهان أنه لو كان تعالى حالا في مكان أو حادثا في زمان للزم اتصساف‬ ‫ذاته بغاية النقصان تعال عن ذلك ‪.‬‬ ‫ووجه ذلك أنه لو كان تعالى حالا في مكان للزم أن يكون المكان محيطا به ‪.‬‬ ‫ولو من جهة واحدة فيلزم تحديده وتنانميه وهما مستحيلان عليه ‪ 9‬وأيضا فلو كان‬ ‫تعالى حالا في مكان للزم أن يكون المكان أقوى منه لانه هو الذي حمله ‪ 3‬وكون‬ ‫عيره تعالى أق وى منه محال ؤ ولو أنه تعال حادث في زمان لاحتاج ال محدث |}‬ ‫ومن كان محتاجا الى محدث فهو عاجز ليس باله ‪ 5‬وأيضا فلا تخلو أن يكون ذلك‬ ‫احدث هو نفس هذا الحادث أو غيره } وكونه نفسه محال لأنه يومئذ معدوم ‪.‬‬ ‫والمعدوم لا يفعل شيئا في غيره & فضلا أن يفعله في نفسه فوجب أن يكون المحدث‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫غيره ‪ .‬فيكون أولى بالألوهية منه وهو باطل لما يلزم عليه من التسلسل ‪.‬‬ ‫كان فسادا ذلك التشارك‬ ‫لو أنه في ملكه مارك‬ ‫هذا برهان ني نفي الشريك عنه تعالى في ملكه وبيان إستحالته المذكور في‬ ‫(وانه في ملكه منفرد) ‪.‬‬ ‫قول المصنف‬ ‫العا لم البديع‬ ‫هدا‬ ‫ملكه لفسد‬ ‫ف‬ ‫شر يك‬ ‫معه تعال‬ ‫وصوره و ا!لبر هان أنه لو كان‬ ‫الإتقان البالغ في الحكمة © لكن العالم غير فاسد فدل على أنه تعالى في ملكه غير‬ ‫مشارك ‪ ،‬ووجه ذلك أن الشر كين إذا تشاركا في شء فلا يخلوان فيه من أحد‬ ‫على‬ ‫‏‪ ٨‬و إصطلاحهرا‬ ‫فيه‬ ‫فيه ؤ و اما أن يتنا زعاقي‬ ‫ي‬ ‫‪: :‬إما أن يصطلحا عل‬ ‫أمرين‏‪٠‬‬ ‫منهما فتسقط‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫لاستلزامه عجز‬ ‫‪.‬‬ ‫محال‬ ‫‪/‬‬ ‫منهما‬ ‫كا ل‬ ‫كون‬ ‫فيه مع‬ ‫سي‬ ‫الفساد‬ ‫خصل‬ ‫التناز ‪2‬ع‬ ‫هومع‬ ‫فيه )‬ ‫التناز ‪7‬ع‬ ‫اا‬ ‫يبق‬ ‫فلم‬ ‫قد‪ ,‬ر تها‬ ‫بسقمو ط‬ ‫‪ 5‬هيتہما‬ ‫‪.‬‬ ‫و الله أعلم‬ ‫ضر و ر ة ئ‬ ‫لشريك‬ ‫الذ‬ ‫فانتفى‬ ‫ذلك‬ ‫العا ؛ُ غير‬ ‫و المشاهد ئ‬ ‫الفضل النالذ‬ ‫فى الصفات‬ ‫ف‬ ‫المستحيلة‬ ‫|} أما‬ ‫حقه‬ ‫ف‬ ‫و ‏‪ ١١‬اجبة‬ ‫حقه تعال‬ ‫الصفات الجائز ة ف‬ ‫ف‬ ‫أي‬ ‫حقه فما تقدم في الفصل الأول ى وقد أشار اليه هاهنا إجمالا فقال ‪:‬‬ ‫مخالف لنا بكل حال‬ ‫في الذات والصفات والأفعال‬ ‫أي أنه تعالى مخالف خلقه في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله أي لا تشبه ذاته ذواتهم‬ ‫ولا تشبه صفاته صفاتهم ولا تشبه أفعاله أفعالهم فهو تعالى واحد في ذاته ‪ ،‬بمعنى‬ ‫أنه ليس كمئله في ذاته شيء وواحد في صفاته بمعنى انه ليس كمئله في صفاته شيء‬ ‫ف‬ ‫فاستحال‬ ‫ولا مشابه‬ ‫افعاله مشارك‬ ‫له ف‬ ‫افعاله بمعنى انه ليس‬ ‫وواحد ف‬ ‫حقه الشبيه من كل وجه & وقد تقدم براهين ذلك ‪.‬‬ ‫‪_ ٧٨‬‬ ‫مها‬ ‫ل نفس‬ ‫امنعوصف‬ ‫يبيه‬ ‫وم بز وصفكه بغير ما‬ ‫أي لا يجوز لك أن تصفه تعالى بصفة لم يصف بها نفسه في كتبه أو على‬ ‫لسان أحد من أنبيائه ‪ 0‬فما ورد من وصفه لنفسه في شيء من كتبه أو على لسان‬ ‫أحد من أنبيائه جاز لك وصفه به ‪.‬‬ ‫ومالم يرد كذلك فالتوقف عنه أولى والمنع عنه أظهر ‪ .‬هذا مذهب بعض‬ ‫وذهب اخرون إلى أنه يجوز أن تصفه تعالى بصفة تدل على كال ولو لم يرد الشرع‬ ‫بها مالم يمنع من ذلك ‪.‬‬ ‫حاصل ما في المقام أن الصفات إما أن يأذن الشرع أن نصفه بها تعالى ©‬ ‫ولما أن يمنع من وصفه بها ‪ ،‬وإما أذ يسكت عن ذكرها ‪ 3‬فإن أذن فهو جائر‬ ‫إجماعا ‪ 3‬وان منع فهو محرم إجماعا ‪ 0‬وإن سكت فهو محل النزاع ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫عانده فوصف فعل أحكما‬ ‫وأي وصف جاز وصفه بما‬ ‫يعرف وهو كالطليم ات‬ ‫وما عدا ذاك فوصف الذات‬ ‫تنقسم صفاته تعالى إلى صفات ذاتية وإلى فعليه } فأما الصفات الفعلية فهي‬ ‫كل وصف صح أن يتصف به وبضده تعالى كالإحياء والإماتة وإرسال الرسل‬ ‫وإنزال الكتب ونحو ذلك } فانه يجوز أن يتصف بهذه الأشياء وبأضدادها فنقول‬ ‫وهكذا } وأما صفات‬ ‫حمي ومميت مرسل الرسل غير مرسل لهم بعد محمد ر‬ ‫الذات فهي كل صفة إستحال عليه تعالى الاتصاف بضدها © وذلك كالعلم فإنه‬ ‫يستحيل عليه الإتصاف بضد العلم وهو الجهل وكالسميع والبصير والمريد والقدير‬ ‫فإنه يستحيل عليه الإتصاف بأضداد هذه كلها ‪.‬‬ ‫وفرق بعضهم بين صفات الذات وصفات الأفعال بأن صفات الذات يجوز‬ ‫[تصافه تعالى بها في الأزل ‪ ،‬بل يجب ذلك في حقه ‪ ،‬وصفات الأفعال لا يجوز‬ ‫إتصافه بها في الأزل إلا على معنى أنه سيفعل ذلك فنقول لم يزل الله حيا مريدا‬ ‫قادرا عليما سميعا بصيرا ‪ ،‬ولا نقول لم يزل محييا مميتا خالقا مرسلا للرسل منزلا‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫للكتب ‪ ،‬ونحو ذلك إلا على معنى أنه قادر على الاحياء والإماتة الى غير ذلك ©‬ ‫ومنع بعض أصحابنا هذا الاطلاق مطلقا © والله أعلم ‪.‬‬ ‫لا غيرها دلت بذا آياته‬ ‫صفاته لذاته هي ذاته‬ ‫حلوله وليس مه نجزم‬ ‫إذ لم تكن فيه للا بلمزم‬ ‫لغيره رذاك دأب الترا‬ ‫ولا عليه فيكون أفقفرا‬ ‫أي صفاته تعالى الذاتيه هي عين ذاته وليست هي غير ذاته كا زعمت الأشعرية‬ ‫القائلون بأن صفات الذات معان حقيقية زائدة على الذات قائمة بها ‪ 0‬وهذا القول‬ ‫باطل لأنها لو كانت صذات ذاته تعالى غير ذاته للزم عليه إما أن تكون حالة في‬ ‫ذاته العلية ‪ .‬وهو باطل لأن ذاته العلية لا يصح أن تكون محلا للأشياء ؤ وإما أن‬ ‫متبعضة والتبعض‬ ‫تكون بعضا من الذات العلية وهو باطل أيضا لأن ذاته العلية غم‬ ‫عليها محال ‪.‬‬ ‫وإما أن تكون شيئا زائدا على الذات لا حالا فيها ولا بعضا منها © وهذا الوجه‬ ‫هو الذي اختاره الخصم وعولوا عليه ‪ .‬وهو باطل أيضا لأنه لو كانت شيئا زائدا‬ ‫على الذات للزم عليه افتقار الذات إلى ذلك الزائد } والذات العليه كاملة بنفسها غير‬ ‫مفتقرة إلى غيرها ‪ 7‬ومن كان مفتقرا إلى غيره فليس باله لأنه عاجز في نفسه محتاج‬ ‫إل غيره © ومن كان عاجزا ومحتاجا إلى غيره فهو بمعزل عن صفات الألوهية وعن‬ ‫الكمالات الذاتية ‪ 0‬وأيضا فلو كانت صفات ذاته غير ذاته للزم عليه اما أن تكون‬ ‫مقارنة لذاته في الوجود فيلزم عليه تعدد القدماء وهو باطل قطعا ‪ ،‬وإما أن تكون‬ ‫سابقة على ذاته فايلوجود فيلزم عليه حدوث الذات العليه وهو باطل أيضا ‪ ،‬وإما‬ ‫أن تكون موجودة بعد الذات العليه فيلم عليه أن يكون ا له عز وجل قبل حدوثها‬ ‫بهذه انكمالات ‪ 8،‬فيكون غير قادر وغير عام ا\لى اخرها ‪ .‬وهو باطل‬ ‫غير متصف‬ ‫قطعا ‪ .‬فثبت ما قلناه وبطل ما زعم الخصم ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬يلزمك على هذا التقدير ني الصفات الذاتية ‪.‬‬ ‫لا يلزمنا ذلك لانا إنما ننفي الزيادة على الذات لا نفس الصفات ‪.‬‬ ‫قلنا ‪:‬‬ ‫‪ ٨٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الزائد الذي نفيتموه هو نفس الصفات اذ لا يصح أن تكون الصفات‬ ‫فالوا ‪:‬‬ ‫غير الذات ‪ ,‬فلو كان ذلك لما كان لإتصاف الذات بالصفات معنى لانه‬ ‫من إتصاف الشيء بذاته فيكون معنى قولنا الله قادر بمعنى قولنا ذاته‬ ‫ذاته ‪ 7‬ولا شك أن كل عاقل ينكر تساويهما ‪.‬‬ ‫الصفات عين الذات لما قدمنا من البرهان ولا يلزم من ذلك ما ذكرتموه‬ ‫من إتصاف الشيء بذاته لأن هذه الصفات لها معان اعتبارية © وللذات‬ ‫كالات ذاتية لا يدل عليها نفس اللفظ ‪ ،‬ولكل واحد من تلك الكلمات‬ ‫معنى اعتباري يعبر عنه بالصفة } فالصفات عبارة عن المعاني الاعتبارية‬ ‫الدالة على الكمالات الذاتية © فبهذا الإعتبار لم يكن قولنا الله قدير بمنزلة‬ ‫قولنا ذاته ذاته لما في فولنا قدير هن ااتعبير عن المعنى الإعتباري المفيد‬ ‫للكمال الذاتي حاصل ما في المقام أن ذاته تعالى متصفة بالكمالات الذاتية‬ ‫قائمة مقام ذات وصفه أي غنية بنفسها عن غيرها } والله أعلم ‪.‬‬ ‫بمعا‬ ‫كلا بس‬ ‫رسيع‬ ‫وهو‬ ‫فعهرلم لا بعلم جبا‬ ‫وهو قدير لا بقدرة عرت‬ ‫لا بعين نظرت‬ ‫وهو بصير‬ ‫لأنها في الأصل عن الذات‬ ‫وهكذا و سائر الصفات‬ ‫أي فاذا ثبت بما قررناه من البرهان أن صفاته تعالى الداتية عين ذاته لا غيرها‬ ‫كا زعم الغير ‪ ،‬فنقول ‪ :‬انه تعالى علم بذاته لا بعلم هو غيره أي ذاته عر وجل‬ ‫منكشفة لها المعلومات إنكشافا تاما غير محتاجة في ذلك الإنكشاف إلى واسطة بينها‬ ‫وبين المعلوم كا زعم الغير ‪ ،‬وانه تعالى سميع بذاته لا بسمع مركب فيه أو زائد‬ ‫عليه أي ذاته تعالى منكشفة لما المسموعات إنكشافا تاما غير محتاجة في ذلك‬ ‫الإنكشاف إلى واسطة بينها وبين المسموعات كا زعم الغير ‪ 3‬وأنه تعالى بصير بذاته‬ ‫لا ببصر هو غيره أي ذاته تحالى منكشفة لها المبصرات إنكشافا تاما غير محتاجة‬ ‫في ذلك الإنكشاف إلى واسطة بينها وبين المبصرات كا زعم الغير ‪ ،‬وأنه تعالى قدير‬ ‫بذاته لا بقدرة هي غيره أي ذاته تعالى منفعلة لما الأشياء إبادا وانعداما غير محتاجة‬ ‫في ذلك التأثير الى واسطة بينها وبين المؤثرات كا زعم الغير ‪.‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫وهكذا القول في سائر الصفات فنقول أنه تعالى مريد بذاته لا بارادة هي‬ ‫غيره أي ذاته العلية كافية في ترجيح أحد طرفي الممكن على الاخر غير محتاجة في‬ ‫ذلك التأثير الخاص إلى واسطة بينها وبين المؤثر كما زعم الغير ‪.‬‬ ‫ونقول هو تعالى حي بذاته لا بحياة هي غيره أي ذاته العلية كافية للاتصاف‬ ‫بهذه الكمالات غير محتاجة في الاتصاف بها الى واسطة هي غيرها تسمى بالحياة‬ ‫كا زعم الغير ‪ 8‬والله تعال أعلم ‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫فى الرؤية‬ ‫أي بيان استحالة رؤية الله تعالى ‪ ،‬والرؤية هي اتصال شعاع الحدقة بالمرفي ‪.‬‬ ‫وقد جوز الاشعرية اتصافه تعالى بها ‪ 5‬وقالوا بوقوع ذلك في الاخرة للمؤمنين ‪.‬‬ ‫وأكثر الاسلاميين على إستحالتها عليه تعالى ‪ ،‬وممن ذهب الى ذلك المعتزلة‬ ‫والخوارج وغيرهم ‪ ،‬وإستحالتها هو الحق لما ستعلمه من الأدلة النقلية والبراهين‬ ‫العقلية ‪ 5‬وقد تعلق المثبتون للرؤية في حقه تعالى بظواهر ايات وبموضوع روايات‬ ‫لا حاجة لذكرها هنا خوف الإطالة فلنعد الى بيان البراهين العقلية والنقلية فنقول ‪:‬‬ ‫دنا وأخرى احكم بكل حال‬ ‫ورؤية الباري من اال‬ ‫والكيف والتبعيض والتحيزا‬ ‫لان من لازمها اتيزا‬ ‫فهذه وما أتى به البور‬ ‫في جهة تقابل الذي نظر‬ ‫ولن تراني فانتفى الإبصار‬ ‫من قول لا تدركه الأبصار‬ ‫زوال ما به الاله تمقدح‬ ‫له ولا يصح‬ ‫لأنها مدح‬ ‫تبديل عزه بذل وشتم‬ ‫لو جاز أن يزول مدحه لزم‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫أي رؤية الباري تعالى من الأشياء التي لا يتصور في العقل صحة وجودها }‬ ‫لأن العقل يحيل ذلك ‪ ،‬وذلك إن من لوازم الرؤية ومن شرائطها أن يكون المرن‬ ‫متميزا (أي متشخصا) والرب تعالى يستحيل عليه التشخص ‪ ،‬ومن لوازمها أيضا‬ ‫أن يكون المري متكيفا (أي ذا كيف ‪ ،‬أي لون) وذلك على ا له محال ‪ ،‬ومن لوازمها‬ ‫أيضا أن يكون المرق متبعضا (أي ذا أبعاض ‪ ،‬أي أجزاء) لأن النظر إما أن يحيط‬ ‫به كله وكل محاط به متبعض ضرورة } واما أن يدرك بعضه © فظهر فيه التبعض ©‬ ‫حيث أدرك البعض منه ‪ ،‬وذلك في حقه تعالى محال ‪ ،‬ومن لوازمها أيضا أن يكون‬ ‫للرني متحيزا في جهة من الجهات (أي حالا فيها دون غيرها) والتحيز في حقه‬ ‫تعالى محال & وكذا يستحيل عليه المكان أيضا ‪ 0‬ومن لوازمها أيضا أن تكون الجهة‬ ‫لتي فيها المرفي مقابلة للراقي } لأن الناظر لا يرى إلا ما يقابله ‪ 7‬وذلك في حقه‬ ‫لاإستحالة لوزامها وشرائطها ‪ ،‬فهذه‬ ‫تعالى محال ‪ 0‬فاستحالت الرؤية فيى حقه تعالى‬ ‫البراهين العقلية ‪.‬‬ ‫وأما ما أتى به السور من البراهين النقلية فأشياء منها قوله تعالى فلا تدركه‬ ‫الأبصار لذاته وامتدح‬ ‫الابصار وهو يدرك الأبصار ه الآ ية } فنفي عز وجل إدراك‬ ‫بذلك } فنفي الادراك مدح له تعالى لهذه الآية ‪ 0‬وما كان مدحا له تعالى فلا يصح‬ ‫زواله عنه واتصافه بضده ‪ 6‬لأن ما كان سببا للمدح فهو كال وضده نقص ‪ 0‬ولا‬ ‫يصح أن يزول شىء من الكمالات الإلهية ‪ 8‬ولا أن يتصف الإله بشيء من أضدادها‬ ‫النقصانية فلو جاز أن يزول ما كان سببا لمدحه تعالى للزم عليه جواز تبديل عزه‬ ‫تعالى بالذل وحمده تعالى بالشتمم ‪ .‬وهذا محال في حق صفاته تعالى ‪0‬فكذا الإاتصاف‬ ‫بالرؤية في وقت من الأوقات أو من شخص من الأشخاص عال قطعا ‪ ،‬لما يلزم‬ ‫الذم ‘ نصح استدلالنا‬ ‫بموجب‬ ‫الإتصاف‬ ‫المدح ‪ .‬وجواز‬ ‫عليه من تبديل موجب‬ ‫بالاية وسقط اعتراضات الخصم علينا بمحتملات وهمية } توهموا أنها التحقيق في‬ ‫متأخيريهم بذلك فرحا بما لديه فقال ‪:‬‬ ‫حتى افتخر بعض‬ ‫معنى الا ية‬ ‫لمقالهم معنى لها ما ألطفه‬ ‫لا تدرك الأبصار أكبر حجة‬ ‫كابن الخطيب إمام أهل المعرفة‬ ‫يدريه من خبر العلوم وراضها‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫وأراد بابن الخطيب الفخر الرازي ‪ ،‬ومنها قوله تعالى لكليمه عليه السلام فلن‬ ‫تراني الآية ‪ .‬حين قال له ربي أرني أنظر اليك» فلو كانت الرؤية جائزة في‬ ‫حقه تعالى لما علقها بالمستحيل في جوابه لكليمه عليه السلام © وذلك قوله تعالى‬ ‫لإولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فعلق الرؤية على استقرار‬ ‫الجبل & واستقرار الجبل في علمه تعالى محال } والمعلق على المحال محال مثله ‪ ،‬الا‬ ‫ترى أن أحدنا يقول ‪ :‬آتيك اذا شاب الغراب (أي ابيض شعره) وابيضاض شعر‬ ‫الغراب محال } فالاتيان محال مثله ‪ 0‬لتعلقه به ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬استقرار الجبل ممكن في نفسه { والمعلق بالممكن ممكن مثله ‪.‬‬ ‫قلنا ‪ :‬إمكانه فى نفسه إنما هو بحسب جهلنا بحقائق الأشياء أما عند من علم‬ ‫الحقائق فاستقراره محال ‪ ،‬فظهر أن الاستقرار ليس بممكن في فسه ©‬ ‫وإنما كان إمكانه بالنظر الى عدم اطلاعنا على الحقائق } والرب تعالى‬ ‫عالم بها وبعدم استقرار الجبل ‪ 3‬وعلق وقوع الرؤية عليه ء فصح ما‬ ‫قلنا } والحمد لله ‪.‬‬ ‫فاحكم له والشرك ان يبسم‬ ‫ومن يدن بها بكفر النعم‬ ‫أو وجهه كوجه بعض الأعبد‬ ‫كأن يقول يده مل يدي‬ ‫أي واحكم على من قال بجواز الرؤية في حقه تعالى } وعلى من قال بوقوعها‬ ‫في الاخرة بكفر النعمة وهو النفاق ‪ ،‬فإن مجوز ذلك والقائل به لا شك أنه فاسق‬ ‫لمخالفته العقل والنقل } فقضى الشرع بفسق من خالفه ث هذا اذا لم يقل بتجسيم‬ ‫الباري ‪ ،‬أما اذا قال ‪ :‬انه يرى على كثيب ‪ ،‬أو جالسا على كرسي ‪ ،‬أو له صورة‬ ‫كصورة الانسان & أو على صورة أحد من خلقه ‪ ،‬أو له وجه كأوجهنا } أو يد‬ ‫كايدينا } أو نحو ذلك ‪ ،‬فهذا مشرك ‪ ،‬وكذا من قال ‪ :‬انه يرى في الدنيا مشرك‬ ‫أيضا إ لمكابرته العقل والنقل بلا شبهة يتمسك بها ‪ ،‬وانما لم نشرك من قال ‪ :‬بأنه‬ ‫تعالى يرى في الآخرة لتأوله الكتاب ‪ ،‬والمتأول اذا لم يوافق الحق في تأويله فليس‬ ‫مشرك } لكنه منافق ‪ 3‬والله سبحانه تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫في تفسير ألفاظ تعلقت بها المشبهة‬ ‫من كتاب الله عز وجل‬ ‫‪.‬‬ ‫وعينه أي حفظه لفعله‬ ‫فوجهه أي ذاته في قوله‬ ‫با يات‬ ‫تقرير ‪ -‬‏‪ ٨‬بيهو‬ ‫‪ -‬ف‬ ‫‏‪) ١‬‬ ‫ت‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العظم ‏‪ ٠‬وذلك انهم اثبتوا‬ ‫القرا ن‬ ‫من‬ ‫له تعالى وجها وعينا ويدا إلى غير ذلك من صفات خلقه تعالى عن ذلك ‪ ،‬واستدلوا‬ ‫كل شىء‬ ‫ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام‬ ‫في اثبات الوجه بقوله تعالى‬ ‫هالك الا وجهههه ‪.‬‬ ‫يأتي الوجه في اللغة على معان منها الجارحة المحدودة } وتفسير الوجه‬ ‫‪:‬‬ ‫قلنا‬ ‫في حقه تعالى بها محال للزومه التشبيه المصرح بنفيه قوله تعالى فليس‬ ‫كمثله شيله مع ما تقدم من البرهان العقلي ‪ ،‬فوجب تفسير الوجه‬ ‫بغير الجارحة في حقه تعالى ‪ ،‬فقلنا معنى الوجه في الآيات فإنما هو بمعنى‬ ‫ويبقى وجه ربك‪ 4‬أي ذات ربك ‪ ،‬وقوله‬ ‫الذات ‪ ،‬فقوله تعالى ‪:‬‬ ‫أي ذاته وكذا في نظائرهما من‬ ‫كل شىء هالك إلا وجهه‬ ‫تعالى‬ ‫الآيات وتعلقوا في اثبات العين له تعالى بقوله تعالى لإولتصنع على‬ ‫عينيه فتجري بأعيننا» ‪.‬‬ ‫معنى العين في الآيتين الحفظ ‪ ،‬فقوله تعالى (ولتصنع على عيني) أي على‬ ‫حفظي ‪( ،‬وتبري بأعيننا) أي بحفظنا ‪ ،‬ولا يصح أن تكون العين هنا‬ ‫بمعنى الجارحة الباصرة & لما تقدم من البرهان العقلي والنقلي © ولان‬ ‫الايات لا يمكن حمل معناها على العين التي هي بمعنى الباصرة © فانه‬ ‫لا يشك عاقل في أنه ليس المراد أن موسى عليه السلام مصنوع على‬ ‫العين الباصرة (أي فوقها) ولا أن السفينة تجري بالأعين الباصرة أيضا ©‬ ‫‪. ٨٥‬‬ ‫فلا بد لهؤلاء المشبهة من تأويل الآيتين قطعا ‪ .‬وقد فروا عن التأويل‬ ‫فوقعوا فيما فروا منه ‪ 3‬وزادوا على ذلك تشبيه ربهم تعالى ‪.‬‬ ‫وقبضة والإستوى ملكا يسم‬ ‫واليد منه قدرة أو فل نعم‬ ‫أي ومعنى اليد في قوله تعالى ل}يد الله فوق أيديهم القدرة لأي قدرة الله‬ ‫فوق قدرتهم لا كا زعمت المشبهة بأنها جارحة ! تعالى الله عن ذلك ‪ ،‬وقد تأتي‬ ‫نعمتاه الظاهرة‬ ‫بل يداه مبسو طتانه‪ 4‬أي‬ ‫اليد تعنى النعمة ©‪ .‬كا ف قوله تعال‬ ‫والباطنة ‪ .‬والعرب تطلق اليد على القدرة وعلى النعمة كا لاخفى على من تتبع لغة‬ ‫العرب ‪ .‬لكن هؤلاء المشبهة لا يفهمون العربية لأن غالبهم أصله أعاجم فبهر تهم‬ ‫نوار التزيل ! فوقعوا في مهاوي الضلال _ والعياذ باه _ ووله (وقبضة‬ ‫والاستوى ‪ .‬ال) إشارة إلى ما في قوله تعالى لؤوالأرض جميعا قبضته يوم‬ ‫القيامه } والى ما في قوله تعالى هوالرحمن على العرش استوى» آي فالقبضة في‬ ‫تلك الاية ‪ .‬والاستواء في هذا الاية وفي نظائرها بمعنى الملك © وكذا المين في قوله‬ ‫تعال والسموات مطويات بيمينه ‪ .‬فمتى قوله تعالى فوالأرض جميعا قبضته‬ ‫يوم القيامة ‪ 5‬أي يكون جميع الأرض ملكه يوم القيامه وكذلك هي اليوم ‪ 0‬وإنما‬ ‫خص بذلك يوم القيامة لإنتفاء مدعي الملك هنالك بخلافه في هذه الدنيا } فإن‬ ‫فيها من ادعى الملك لنفسه ‪ ،‬وإلى هذا المعنى الإشارة في قوله تعالى فلمن الملك‬ ‫اليوم» ومعنى قوله تعالى والسموات مطويات بيمينه أي بقدرته ‪ 0‬ومعنى قوله‬ ‫تعالى والرحمن على العرش استوىله أي استولى بمعنى ملكه } والرب عز وجل‬ ‫مستول على العرش وعلى غيره ‪ ،‬وانما خص العرش بالذكر في هذه الاية ونظائرها‬ ‫لأن العرش أعظم المخلوقات ‪ 8‬فناسب ذكره في مقام الإمتداح ‪ ،‬وإذا كان تبارك‬ ‫وتعالى مالكا لما هو أعظم الخلوقات ومستوليا عليه كان استيلاؤه على ما هو دون‬ ‫ذلك ثابتا بطريق الأولى ‪ .‬ومعنى قوله (يسم) بالبناء للمفعول (أي يدعى) أي كل‬ ‫واحد من القبضة والاستوا يسمى ملكا _ أي يفسر بالملك & والله سبحانه وتعالى‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫‪. ٨٦‬‬ ‫ومكره عقوبة لمن ظلم‬ ‫وجده كوجهه أو قل عظم‬ ‫أي الجد المضاف إليه تعالى في قوله لوانه تعال جد ر بنائه له معنيان أحدهما ‪:‬‬ ‫أن يفسر بالذات كا فسر بذلك الوجه في قوله تعالى فوييقى وجه ربك وعليه‬ ‫فالمعنى (وانه تعالى ربنا) ‪ ،‬والمعنى الثاني ‪ :‬أن يفسر بالعظمة © وعليه فالمعنى (وانه‬ ‫تعالى عظمة ربنا) ‪ 3‬فالعظم في البيت بكسر العين المهملة } وفتح الظاء المعجمة‬ ‫بمعنى ‪( :‬العظمه) ‪.‬‬ ‫رتوله ‪( :‬ومكره عقوبة الح) أي والمكر المسند اليه تعالى في نحو قوله تعال‬ ‫ومكروا ومكر اللهئه انما هو عقوبة للظالم لا غير ذلك من المخادعة والإحتيال ©‬ ‫فمعنى قوله تعالى لإومكر الهمه أي وعاقبهم الله © أي قضى بعقوبتهم وحكم بها‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫لا يعلمون‬ ‫من حيث‬ ‫الفنذالث‬ ‫الباب‬ ‫من الركن الثاني‬ ‫في الأنبياء والرسل والملائكة والكتب‬ ‫عدونا الى الصراط الأحعدل‬ ‫ثم من الجائز بعث الرسل‬ ‫لا‬ ‫‏‪ ١‬لقو‬ ‫تبطل‬ ‫معجزات‬ ‫تقفعقضےل(ل‪١‬ا‏‬ ‫دعواهم‬ ‫مقرونة‬ ‫أي ثم إني أقول ‪ :‬أن من الجائر في حقه تعالى إرسال الرسل رأي الإيحاء إلى‬ ‫لأنبياء ‪ 2‬وإنزال الكنب) ك ومعنى الجائز في حقه تعالى رأي له أن يفعل ذلك ‪ 3‬وله‬ ‫أن لا يفعله) ‪ 6‬ويصح إتصافه به وعدم إتصافه به خلافا لمن أوجب ذلك في حقه‬ ‫تعالى ولمن أحاله ‪ ،‬والقائل باستحالة ذلك مشرك إجماعا ‪ 5‬وقوله (يهدوننا إلى الصراط)‬ ‫الجملة في محل الحال من الرسل ‪ ،‬والمعنى ‪ :‬هادين لنا الى الصراط الأعدل _ أي‬ ‫المستقيم _ وفي هذا تنبيه على حكمة إرسال الرسل ‪ ،‬وقوله ‪( :‬مقرونة دعواهم) حال‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫يهدوننا أو من الرسل أيضا _ أي دعواهم بأنهم رسل من الله تعالى ‪ 0‬مقرونة‬ ‫من واو‬ ‫بمعجزة _ وهي الخارق للعادة التحدى به على الخصم } فخرج بالخارق السحر } فانه‬ ‫غير خارق للعادة وانما هو أمر مترتنب على أسباب { من أحكمها حصل له ذلك الامر }‬ ‫والخارق ليس مترتبا على سبب ‪ ،‬لكن لما خفيت أسباب السحر على كثير من الناس‬ ‫ظن أنه خارق } وليس كذلك ‪ 2‬وخرجربالمتحدى به ‪ ..‬الح)كرامات الأولياء ‪ 3‬فإنها‬ ‫وإن كانت خارقة أيضا لا تكون على جهة التحدي ‪ 9‬أي فلا تحصل لمن يدعي النبوة‬ ‫منهم إذا لم يكن نبيا } كذا جرت عادته سبحانه وتعالى حفظا لرتبة النبوة وصونا لمقام‬ ‫الرسالة ‪ 0‬وقوله (تفضلا) حال من قوله ‪ :‬بمعجزات ‪ ،‬والعامل فيه مقرونة ‪ :‬أي مقرونة‬ ‫دعواهم بمعجزرات متفضلا بها عليهم } وقوله (تبطل التولا) نعت للمعجزات أي تلك‬ ‫المعجزات مبطلة لقول الخصم ‪ ،‬لإدعائه أنه يستطيع الإتيان بمثلها كا ادعى فرعون في‬ ‫قوله لموسى عليه السلام فإفلنأتينك بسحر مثله } وكإدعاء مسيلمة أنه يأتي بمثل‬ ‫القران ‪.‬‬ ‫يجوز للرسل وما قد لزما‬ ‫وواجب عليك أن تعرف ما‬ ‫في حقهم نا هي المكارم‬ ‫وما استحال عنهم فاللازم‬ ‫والعقل والضبط وكالفطانه‬ ‫كالصدق والبليغ والأمانه‬ ‫وكلجنون وارتكاب الريب‬ ‫والمستحيل ضدها كالكذب‬ ‫في حقهم إلآ الذي يستهجن‬ ‫وما عدا ذلك فهر بمكن‬ ‫للرسل والأنبياء صفات واجبة في حقهم وهم صفات مستحيلة ي حقهم ‪ .‬صفات‬ ‫ممكنة في حقهم ‪ ،‬ويلزم المكلف معرفة كل واحد من هذه الصفات بعد قيام الحجة‬ ‫به عليه ‪ 7‬فيجب في حق الأنبياء والرسل التبليغ لما أمروا بتبليغه ‪ 5‬دون ما لم يؤمروا‬ ‫بذلك ث ودون ما خيروا في تبليغه ‪ .‬ويجب إتصافهم بالصدق وهو مطابقة خبرهم‬ ‫للواقع } ويجب إتصافهم بالأمانة وهي حفظ ما ائتمنوا عليه ووضعه في موضعه وأداؤه‬ ‫الى أهله ‪ 0‬ويجب إتصافهم بالعقل ‪ ،‬فلا يكون المجنون رسولا ولا نبيا ‪ 7‬ولا يكون نبي‬ ‫صبيا (أي متصفا بصفات الصبيان) من عدم الاتصاف بموجبات العقل © فيخرج بهذا‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫لتقييد يحمى _ عليه السلام _ لقوله تعالى لإوأتيناه الحكم صبيا وكذا من كان مثله ‪.‬‬ ‫حاصل ما في المقام أن الواجب الإتصاف بالعقل ‪ ،‬فاذا حصل في أحد فلا عبرة‬ ‫بكثرة عدد السنين وقلته ‪ 0‬ويجب في حقهم الضبط أي حفظ ما أمروا بتبليغه وضبطه‬ ‫حتى يؤدوه على وجه لا يكون فيه خلل © ويجب في حقهم الفطانة وهي اليقظة في‬ ‫لأمور ‪ ،‬ليحصل لهم بذلك محاورة الخصم ‪ ،‬ومجادلتهم بالتي هي أحسن { ويستحيل‬ ‫في حقهم أضداد هذه الصفات © من ذلك الكذب ‪ ،‬وهو عدم مطابقة الخبر لما في‬ ‫الواقع ‪ 3‬ومن ذلك الجنون وهو زوال العقل ‪ ،‬ومن ذلك ارتكاب الريب (أي المعاصي) ©‬ ‫فإنهم لو ارتكبوها ما كانوا أمناء في أوامر ربهم في أنفسهم ‪ ،‬فلا يكونون أمناء في غير‬ ‫ذلك & وما عدا هذه الصفات التي ذكرتها ‪ 0‬فهي في حقهم من الممكن لهم ‪ ،‬والجائز‬ ‫اتصافهم بها } وذلك مثل النوم والأكل والشرب والجماع والمشي في الأسواق ‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك من المباحات } نعم يستثنى من ذلك ما كان مستقبحا منها في العقل كالبول قياما ‪.‬‬ ‫فان العقل يستقبح ذلك في أدنى البشر ‪9‬فكيف يستحسنه في أعلاهم ‪ |6‬على أن الغرض‬ ‫إتصافهم ‪ 7‬الأخلاق وليس هذا منها ‪.‬‬ ‫نم الكلم بعده عيسى الجيل‬ ‫فضلهم نينا ثم اليل‬ ‫فلأنياء ذور المقام الأكمل‬ ‫وبعدهم نوح فباقي الرسل‬ ‫وقع الإجماع على ثبوت تفاضل الرسل لقوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم‬ ‫عل بعض ووقع الإجماع أيضا على أفضلية نبينا عليه الصلاة والسلام على جميع الخلق‬ ‫لادلة تخصه © ووقع الإتفاق على أن أفضل الرسل من بعده أربعة ‪:‬ابراهيم خليل الرحمن ©‬ ‫وموسى كلم الله ‪ .‬وعيسى روح الله ‪ 3‬ونوح نبي الله ‪ .‬عليهم الصلاة والسلام } ثم‬ ‫وقع الخلاف في تفضيل بعض هؤلاء على بعض ©& واعتمد الأكثر الطريقة التي اعتمدها‬ ‫المصنف ث ووقف بعض عن تعيين الأفضل منهم ‪ ،‬وقال ‪:‬هذا باب لسنا بحكام فيه ‪.‬‬ ‫لأن أمر ذلك الى التوقيف من الشارع ‪ 0‬وهو حق إ فالتوقف أولى فيما ل يرد فيه نقص }‬ ‫وقوله (فباقي الرصل) أي بعد هؤلاء الخمسة في الفضل باقي الرسل ‪ ،‬وعدد الرسل مع‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫هؤلاء الخمسة ثلائمائة وثلاثة عشر رسولا ‪ ،‬أولهم آدم ‪ 3‬وآخرهم محمد تزل وقوله‬ ‫رفالأنبياء) أي بعد الرسل في رتبة التفضيل الأنبياء ‪ ،‬وهم الذين أوحي اليهم بشرع‬ ‫ل يؤمروا بتبليغه ‪ 0‬فان أمروا بالتبليغ كانوا رسلا أيضا ‪ 0‬وعدد الأنبياء على القول‬ ‫المشهور مائة ألف وأربعة وعشرون ألف _ منهم الثلائمائة والثلاثة العشر ‪ ،‬وقوله‬ ‫رذوو المقام الأكمإل) أي أصحاب المقام الكامل ‪.‬‬ ‫سوى اهدى بشرعنا البديع‬ ‫شرايع الجميع‬ ‫قد نسخت‬ ‫فهر على الدوام لا يغير‬ ‫وماله أي شرعنا مغير‬ ‫اعلم أن شريعة نبينا علل ناسخة لشرائع الأنبياء من قبله أي مبدلة لأحكامها‬ ‫بأحكام أخر } إما مخالفة لها وإما موافقة ‪ 3‬إلا ما لا يصح نسخه من ذلك‬ ‫كالتوحيد _ فان صفاته تعالى لا يجوز عليها التغير ‪ 0‬فلا يصح نسخ التعبد فيها ©‬ ‫ومكارم‬ ‫[‬ ‫والإحسان‬ ‫الله يأمر بالعدل‬ ‫ا فان‬ ‫الاخلاق‬ ‫وكمكارم‬ ‫أنه ‪7‬‬ ‫يعتقدوا‬ ‫الأخلاق داخلة تحت العدل والإحسان ‪ ،‬فلا يصح أن يأمر بخلاف المكارم © وهذا‬ ‫النوع _أعني ما لا يصح نسخه هو المراد من قول المصنف ‪ ،‬رسوى الهدى)‬ ‫‪..‬‬ ‫شرعنا‬ ‫وقوله (وماله أي‬ ‫|}‬ ‫نسخه‬ ‫‏‪ ٠‬أي لأنه لا يصح‬ ‫ينسخ‬ ‫‪.‬‬ ‫فا نه‬ ‫الا الهدى‬ ‫أي‬ ‫حديث‬ ‫به‬ ‫صرح‬ ‫نبي ك‬ ‫لأزه ليس بعدله‬ ‫ناسخ‬ ‫نبينا ة‬ ‫لا يغير شر ع‬ ‫أي‬ ‫اح(‬ ‫(لا زنبي بعدي) وك دل عليه قوله تعال (و خاتم النبيين) فنان الخاتم لا يكون معقمو با }‬ ‫فثبت امتناع نسخ شرعه لإستحالة نبي بعده واعتقاد أنه لا نبي بعده © وأن شريعته‬ ‫به ‪.‬‬ ‫قيام‪ .‬الحجة‬ ‫بعدل‬ ‫جهل علمه‬ ‫واجب علينا } فلا يصح‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫لا تنسخ‬ ‫مولاهم بالقرب واجتبامم‬ ‫ملائلك حباهمم‬ ‫وبعدهم‬ ‫تفضيله عل الحبيب قد غشم‬ ‫أفضلهم جبريل والذي زعم‬ ‫أي بعد درجة الأنبياء في الفضل درجة الملائكة _ عليهم السلام _ فانه قد‬ ‫اعطاهم ربهم ومولاهم من الفضل الخاص بهم ما لم يعطه لغيرهم ث واصطفاهم‬ ‫‪_ ٩٠‬‬ ‫__‬ ‫لخدمته ‪ 3‬وفرغهم لإنفاذ أمره } فلهم الفضل العظم لهذا التبجيل والتعظيم ‪ ،‬على‬ ‫أن الله عز وجل قد مدحهم في كتابه العزيز بقوله يسبحون الليل والنهار لا‬ ‫يفترونگه ‪ ،‬وقوله الإلا"يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فهم بهذا أفضل‬ ‫من سائر المؤمنين ممن عدا الأنبياء والمرسلين ‏‪ ٤‬وفضل بعض اصحابنا وغيرهم‬ ‫للؤمنين عليهم © واستدل كل واحد من الفريقين بأدلة ذكرناها في غير هذا المقام ‪.‬‬ ‫ولا شك أن بعض الملائكة أفضل من بعض لقوله تعالى حكاية عنهم لوما منا‬ ‫إلآ له مقام معلومله وأفضلهم على الاطلاق جبريل عليه السلام ‪ 5‬لأنه الرسول من‬ ‫لله إلى أنبيائه وان كان غيره قد أرسل أيضا ‪ ،‬فإرساله هو أكثر من غيره ‪ ،‬ولكثرة‬ ‫خصاله الفاضلة والفواضل & زعم الزمخشري أنه أفضل من حبيب الرحمن محمد‬ ‫‪ .‬وقد خرق الإجماع بذلك ودخل مدخلا كان الواجب عليه أن يقف دونه ‪.‬‬ ‫أنزله ‏‪ ١‬لرهن‬ ‫وبالذي‬ ‫ا لامعا ن‬ ‫جميعا يجب‬ ‫‪:‬‬ ‫الأم‬ ‫فيه ارشاد‬ ‫عل معان‬ ‫بالنظم الأنم‬ ‫دل‬ ‫وهو كلام‬ ‫أي يجب التصديق على جهة الإذعان بالأنبياء جميعا ‪ 3‬وبالرسل جميعا ‪.‬‬ ‫وبالملائكة جميعا } وبما أنزل الرحمن من الكلام على رسله ‪ ،‬فالإيمان واجب بكل‬ ‫واحد من هذه الأصناف جملة ‪ 3‬ويجب علينا أن نخص محمدا وما أنزل عليه‬ ‫بالإيمان ‪ 3‬فلا يجزي اليمان به مع جملة الرسل ‪ ،‬ولا الإيمان بالقران في جملة‬ ‫الكنب } وكذا يجب علينا أن نخص بالإيمان من قامت علينا الحجة برسالته أو نبوته‬ ‫مانلأنبياء والرسل الذين من قبله علل وقوله روهو كلام دل ‪.‬ا‪.‬لح) هذا تفسير‬ ‫ما أنزل الرحمنأي الذي أنزله ربنا هو كلام دل بالنظم التام على معان ترشد الأمم‬ ‫الى نجاتها والى فلاحها وصلاحها } وجملة ما أنزل الله من الكتب على ما في بعض‬ ‫الروايات مائة كتاب وأربعة كتب &خمسون منها على شيث ‪ ،‬وثلاثون على إدريس‬ ‫تلك نمانون » وعشرة صحف على إبراهيم ‪ 7‬وعشرة على موسى قبل التوارة ‪ 6‬فتلك‬ ‫مائة ‏‪ ٤‬والتوراة على موسى } والزبور على داود ‪ ،‬والإنجيل على عيسى & والقران‬ ‫العظيم على نبينا الكريم عليه وعليهم أفضل صلاة وأكمل تسلم ‪.‬‬ ‫‪٩١‬‬ ‫ولانفراده تعالى بالقدم‬ ‫والكل مخلوق لإمكان العدم‬ ‫أي كل واحد من الكلام المنزل على الرسل مخلوق ‪ ،‬لا شيء منها متصف‬ ‫القدم ‪ 9‬لا التوراة ‪ 7‬ولا الإنجيل © ولا الزبور © ولا القرآن ولا غيرها من سائر‬ ‫الكتب ‪ ،‬وذلك لأدلة عقلية ونقلية ‪ ،‬أما العقلية فمنها أن الكلام المنزل ممكن فناه ‪.‬‬ ‫وكل ما أمكن عدمه إستحال قدمه ‪ 9‬ومنها لأنه تعال منفرد بالندم ‪ .‬فلو كان‬ ‫الكلام أو شىء منه قذيما للزم بطلان إنفراده تعالى بالقدم ‪ .‬رقد قام البرهان على‬ ‫انفراده بذلك ‪ .‬فلا قديم غيره ‪.‬‬ ‫وجوب‬ ‫وأما النقلية فأشياء منها قوله تعالى الخالق كل شيء والكلام شيء فهو مخلوق‬ ‫لهذه الآية ‪ 5‬ومنها قوله تعالى فانا كل شيء خلقناه بقدر ‪ 5‬والكلام شيء"ومنها‬ ‫أنه موصوف بالانزال كا في قوله تعالى ه}انا انزلناه ‪ 5‬وكل منزل منتقل من جهة‬ ‫إلى جهة © وكل منتقل حادث ‏‪ ١‬وكل حادث مخلوق & إلى غير ذلك مز الادلة ‪.‬‬ ‫والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬الحكم والمنشابه‬ ‫فصل‬ ‫ممل مفصل نؤمن به‬ ‫وفي القران محكم ومشتبه‬ ‫حديما على أقاويل تفي‬ ‫كل أتى من ربنا والخلف في‬ ‫نوعان أي مختلف حكمهما‬ ‫مع اتفاق منهم انما‬ ‫© وفيه‬ ‫القران ايات محكمة ) وفيه ايات متشابهة ‪ 0‬وفيه آيات جملة‬ ‫أي ف‬ ‫آيات مفصلة (أي مبينة) ويجب الامان بجميعه محكمه ومتشابهه ‪ .‬وجمله‬ ‫ومفصله ‪ ،‬لقوله تعالى منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في‬ ‫‏‪ ٩٢‬س‬ ‫قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ‪ ..‬الآية ‪ ،‬وقد اختلف العلماء في بيان المحكم‬ ‫من المتشابه ‪ ،‬وفي تعريف كل واحد منهما على أقاويل في النظم © وهم مع اختلافهم‬ ‫متفقون علي أن المحكم غير المتشابه © والمتشابه غير المحكم } فهما نوعان متغايران ©‬ ‫وحكم كل واحد منهما يخالف حكم الآخر لأن الرب تعالى رتب على كل واحد‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫المحكم ‪ .‬وبيان حكمه‬ ‫في بيان حد‬ ‫حكما ش انه أخذ‬ ‫للنص والظاهر معنى فانخغسم‬ ‫فالحكم المح المعنى انقسم‬ ‫والظن في الظاهر للعاد‬ ‫في النص حكم القطع بالمراد‬ ‫صير اليه وهو التأويل‬ ‫وان أق بعكسه الدليل‬ ‫أي المحكم مننالآيات ومن غيرها من الروايات ‪ :‬هو ما اتضح معناه وهو‬ ‫قسمان © لأنه إما أن يتضح المعنى ولم يحتمل معنى غيره وهو (النص) ‪ ،‬وإما أن‬ ‫يحتمل معنى ثانيا ‪ 2‬وإن كان احتالا بعيدا مثلا فهو الظاهر ‪ 0‬ولكل واحد من النص‬ ‫والظاهر حكم & فحكم النص القطع بمراد المتكلم أي إذا سمعنا من الكلام مالا‬ ‫يحتمل إلا معنى واحدا قطعنا بأن مراد المتكلم هو ذلك المعني لا غيره ‪ ،‬لعدم احتال‬ ‫الكلام لغيره ‪ 3‬والحكم في الظاهر الظن بأن ما ظهر مانلمعاني هو مراد للتكلم ‪.‬‬ ‫أي اذا سمعنا كلاما يحتمل معنيين ‪ 0‬لكن السابق ألى الذهن أحدهما ظننا أن ذلك‬ ‫السابق الى الذهن هو مراد المتكلم } وانما كان هذا كذلك لإحتال أن يكون المتكلم‬ ‫أراد المعنى الثاني ‪ ،‬هذا اذا لم يقم دليل على أن مراد المتكلم المعنى المرجوح فإن‬ ‫قام الدليل بذلك ترك المعنى الظاهر ‪ ،‬وصير الى المعنى الباطن لوجود ذلك الدليل‬ ‫الدال على أن الباطن هو المراد ‪ ،‬والمصير من الظاهر الى المعنى الباطن هو التأويل &‬ ‫وهو ينقسم الى ثلاثة أقسام (تأويل قريب ‪ 8‬وتأويل بعيد ‪ 5‬وتأويل متعذر) كل‬ ‫ذلك بحسب قرب الإحتال للمعنى وبعده } فالتأويل القريب يترجح با دفى دليل ‪53‬‬ ‫والتأويل البعيد يحتاج إل تأويل قوي ‪ ،‬والمتعذر منه لا يقبل ‪.‬‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫فمن المتعذر تفسير الرافضة لقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان‬ ‫اكفره قالوا ‪ :‬الشيطان (عمر بن الخطاب) والإنسان (أبوبكر) قال له خذ الخلافة ©‬ ‫وآنا معينك عليها _ أخزاهم الله تعالى _ ورضي عن الشيخين ولهم في تحريف‬ ‫القران العظم على هذا المنوال ما ينبغي أن ينزه متصرنا هذا عن ذكره ‪ ،‬ولما فرغ‬ ‫من بيان حد المحكم وأحكامه ‪ .‬شرع في بيان حد المتشابه وأحكامه © فقال ‪:‬‬ ‫أو مفهم تشبيه مولانا العلي‬ ‫وذو اشتباه ما اختفى كالمجمل‬ ‫ل احتالان فصاعدا خذ‬ ‫فمنه ما قيل بأنه الذي‬ ‫أعمعشررهم قد أبهما‬ ‫كتس‬ ‫منا‬ ‫ه يكو‬ ‫با ما‬ ‫م أيض‬‫ومنه‬ ‫تأويله غير المهيمن اعظم‬ ‫ومنه انه الذي لم يعلم‬ ‫وجعله أشياء ليس بحمد‬ ‫فكل هذا أصله سعد‬ ‫وقل بالأمنال مع كل خبر‬ ‫وقيل أحرف أوائل البور‬ ‫قد كان نسخا يسمى محكما‬ ‫وما‬ ‫ونخا‬ ‫س كا‬‫نا قد‬ ‫مل م‬‫وقي‬ ‫التشابه هو خلاف المحكم ‪ ،‬وعرفوه بأنه الذي اختفى معناه ‪ .‬ولخفاء معناه‬ ‫سببان ‪ :‬أحدهما اجمال اللفظ & وثانيهما أن يكون ظاهره مخالفا لدليل العقل ‪ ،‬وذلك‬ ‫فهو بإعتبار‬ ‫كا إذا كان في ظاهره تشبيه الباري عز وجل بخلقه كاية الاستواء‬ ‫سببه قسمان ‪ ،‬مجمل وما كان في ظاهره التشبيه ‪ 5‬وهذا الحد الذي ذكره المصنف ‪8‬‬ ‫وهو أن المتشابه ‪ 0‬ما اختفى معناه شامل لأكثر التعاريف الواردة من العلماء في‬ ‫المتشابه آ فيدخل تحته قول من قال ‪ :‬ان المتشابه ما كان له احتالان فصاعدا ‪8‬‬ ‫لأن ما كان له احتالان فصاعدا يختفي فيه المعنى المراد منه ث ولا يعلم الا بدليل‬ ‫خارجي ‪ ،‬وهذا الدليل هو الذي نسميه بالبيان ‪ 0‬ويدخل تحته أيضا من قال ‪ :‬ان‬ ‫المتشابه هو ما كان مبهما ث وذلك كا في قوله تعالى ‪( :‬عليها تسعة عشر) فأبهم‬ ‫المعدود من هذه الآية فلم يدر ما هو } واحتمل أن يكون تسعة عشر ملكا |‬ ‫وأن يكون تسعة عشر صفا ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬وكا في قوله تعالى ويحمل عرش‬ ‫‏‪ ٩٤‬س‬ ‫ربك فوقهم يومئذ ثمانية فحقيقة الثانية مبهمة ‪ 0‬ووجه دخول هذا في تعريف‬ ‫الصنف إنما هو من حيث خفاء المعنى المراد ‪ 0‬ويدخل تحته أيضا قول من قال ‪:‬‬ ‫ان المتشابه هو ما لا يعلم تأويله إلا الله ى كوقت الساعة ‪ .‬وككيفية الحشر ©‬ ‫وكحقيقة الثواب ‪ ،‬وحقيقة العقاب ‪ ،‬الى غير ذلك ‪ ،‬ووجه دخوله فيما تقدم بجامع‬ ‫الخفاء ‪ 3‬ولذا قال المصنف فكل هذا أصله متحد ‪ ،‬أي أصل هذه الأقاويل واحد ©‬ ‫وهو الخفاء } وقوله (وجعطه أشياء ‪ ..‬الح) أي جعل ما ذكر هاهنا أشياء متعددة‬ ‫معان مختلفة غير محمود ‪ ،‬لأن كل واحد من تلك الأقوال ‪ ،‬انما اعتبر جهة من‬ ‫جهات الخفاء ‪ 3‬فالقدر المشترك بين الجميع هو الخفاء ‪ 5‬فينبغي أن يؤخذ في تعريف‬ ‫للنشابه ‪ 7‬فتكون تلك الأقاويل أنواعا له كا صنع المصنف ‪ ،‬وأما قوله روقيل‬ ‫أحرف ‪ ..‬الح) فهذه ثلاثة أقاويل في المتشابه خارجة عن ضابط الخفاء ‪ 2‬أحدها ‪:‬‬ ‫أن المتشابه هو الخروف المقطعة في أوائل السور ك (الم _ المص _ الر _ المر _‬ ‫كهيعص ‪ ..‬الى آخرها) ووجه خروج هذا من ذلك الضابط ‪ ،‬هو أن القول به‬ ‫يفيد حصر المتشابه فيى هذه الحروف & دون ما عداها من الايات ‪ 0‬وثانيها ‪ :‬أن‬ ‫المتشابه هو القصص والامثال ث وهو معنى قوله (وقيل بالأمثال مع كل خبر)‬ ‫وثالنها ‪ :‬أن المتشابه هو ما كان منسوخا من الآيات & وأما ما كان منها ناسخا‬ ‫حتى يبين أظهر احتمال‬ ‫وحكمه الوقوف في الإجمال‬ ‫أو يلزمن تناقض القران‬ ‫والرد للمحكم حكم الثاني‬ ‫ما كان المتشابه قسمين ثبت لكل قسم حكم ‪ ،‬فله أيضا حكمان } فأما حكم‬ ‫المجمل منه فهو الوقوف عن تعيين المراد منه ء وعن العمل به حتى يبين المراد منه‬ ‫بدليل‬ ‫يسمى بيانا ‪ .‬وهذا معنى قوله لحتى يبين أظهر احتال‪ < 4‬وأما حكم النو ع‬ ‫الثاني منه وهو ما كان ظاهره التشبيه ‪ .‬فحكمه أن يرد الى المحكم من الآيات فيفسر‬ ‫به ‪ 2‬لقوله تعالى منه آيات محكمات هن أم الكتاب ومثال ذلك قوله تعالى‬ ‫لإالرحمن على العرش أستوى» فانه يجب أن يرد إلى قوله تعالى لإليس كمثله شيء‪4‬ه‬ ‫‪. ٩٥‬‬ ‫فيستحيل أن يفسر الاستواء بالاستقرار لأنه لو فسر بذلك لكان مثله شيء ف ذلك‬ ‫الوجه فيلزم تناقض القران } والقول بتناقضه باطل ‪ ،‬وهذا معنى قوله ‪( :‬اويلزمن‬ ‫تناقض القران) ‪.‬‬ ‫الباب الرابع من الركن الثاني‬ ‫ني الوعد والوعيد ‪ .‬وفيه أربعة فصول‬ ‫الفصل الأول‬ ‫نايلموت والبعث والحساب | أي وفي‬ ‫الرزق‬ ‫كيان‬ ‫المعاني (‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫والككب‬ ‫القبر والحوض‬ ‫وعذاب‬ ‫به كذاك البعث والحسبان‬ ‫واموت حق يجب الإيمان‬ ‫في ثبوته أحد ‪ 8‬لأنه مو جود‬ ‫أي الموت ثابت على كل ذي روح { لا يشك‬ ‫الملوتل‪ 4‬فنعتقد‬ ‫كل نفس ذائقة‬ ‫لقوله تعالى‬ ‫الإيمان به تصديقا‬ ‫[ فيجب‬ ‫ضرورة‬ ‫‪6‬‬ ‫ثابت‬ ‫حقهم‬ ‫ف‬ ‫فالفناء‬ ‫الأرواح‬ ‫ذوات‬ ‫وأما ما عدا‬ ‫‪6‬‬ ‫يموت‬ ‫ررح‬ ‫ذي‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫فهم يفنون قطعا لقوله تعالى لكل شيء هالك إلا وجههله فالموت فناء خاص‬ ‫بذوات الأرواح ‪ ،‬والفناء عدم عام لها ولغيرها ‪ 7‬وكذلك البعث ثابت بالبراهين‬ ‫النقلية } فالإيمان به واجب ‪ ،‬وكذلك الحساب بعد البعث ثابت يالبراهين النقلية‬ ‫أيضا ؤ فالإمان به واجب أيضا © ثم أنه أخذ ي بيان كيفية الموت والبعث فقال ‪:‬‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫والبعث ردها اليه للأبد‬ ‫فالموت أن تفارق الروح الجسد‬ ‫أي فالموت هو مفارقة الروح للجسد ‪ ،‬لأن حياة الجسد إنما هي بسبب ممازجة‬ ‫الروح له ‪ ،‬قال في القناطر ‪ :‬واختلفوا في كيفية قبض الروح ‪ ،‬فقال بعض العلماء ‪:‬‬ ‫ان ملك الموت للروح بمنزلة حجر المغناطيس في جذبه للحديد { وانه اذا ظهر‬ ‫للك للروح طارت اليه } وقال قوم ‪ :‬ان الله تعالى يخرج الروح فيتلقاها الملك ‪.‬‬ ‫والصحيح أن الله سبحانه هو الذي يحيي ويميت وهو أعلم بكيفية ذلك‬ ‫(انتهى) ث وفي تصحيحه _ رحمه الله _ اشارة الى التوقف عن القول باحد‬ ‫القولين ‪ 0‬فهو مذهب ثالث له & ووجه تصحيحه للتوقف ان هذا شيء لا يطلع‬ ‫عليه إلا بتوقيف من الشارع وكأنه ل يثبت عنده توقيف ‪ ،‬فرأى التوقف أولى ‪.‬‬ ‫وقوله روالبعث ردها اليه) أي رد الروح الى الجسد خلقا ثانيا وإعادة ابتدائية‬ ‫بعد اعدام محض & فهو ممكن عقلا © وصرح بثبوته النقل ‪ ،‬قال تعالى «إكا بدأنا‬ ‫أول خلق نعيدهئمه } وقال «إقل يحييها الذي أنشأها أول مرة فليست الإعادة أشد‬ ‫من الانشاء الأول _ والكل في قدرته تعالى ممكن وواقع بلا شك أ فالإيمان بالبعث‬ ‫‪ .‬وقوله (للأبد) المراد بالأبد عدم الغاية فيما يستقبل أي رد الروح للجسد‬ ‫واجب‬ ‫بعد الموت & هي حياة لا غاية لها © إما في نعم ‪ ،‬وإما في جحم ‪ ،‬وهذا التا بيد‬ ‫خاص للمكلفين دون غيرهم من الحيوانات والحشرات ‪ ،‬فانها انما تبعث ‪ ،‬ثم تصير‬ ‫ل‬ ‫ترابا } و أما أو لاد المكلفين فنحكمهم في البعث حكم ابائهم ‘ لكن يخلد من‬ ‫يبلغ منهم في الجنة } لعدم نقضهم الميثاق الذي أخذ العلهليهم ‪ 9‬وكذلك حكم‬ ‫المجانين في البعث حكم المكلفين فانهم إما أن يكونوا قد أتت عليهم حالة حكمهم‬ ‫فيها حكم البالغين فهم على ذلك الحكم من خير أو شر ‪ ،‬وإما أن يكونوا لم تأت‬ ‫عليهم حالة من ذلك فحكمهم حينئذ حكم من لم يبلغ الحلم لعدم نقضهم الميثاق‬ ‫أيضا ؤ والله أعلم ‪.‬‬ ‫والقول بالامساك في الروح أحق ‪ 3‬وما سوى التخمين للذي نطق‬ ‫اختلف العلماء في بيان الروح © فوقف بعض عن تعيينها وخاض آخرون‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫في بيانها ‪ 0‬والقول بالوقوف أولى وأثبت لعدم الدليل المصرح بتعيينها وبيان كيفية‬ ‫حالما } فالخائضون في بيانها مع عدم النص المصرح بذلك ليس لهم مستند غير‬ ‫التخمين وهو القول بالظن ‪ ،‬ولأن الله تعالى لم يخبر نبيه بالروح ‪ ،‬وقد سئل عنها‬ ‫فقال له ربه قل الروح من أمر ربي فالعلم بها مما استأثر الله به ‪ 7‬ولم يطلع‬ ‫عليه احدا ‪.‬‬ ‫أما الخائضون في بيان الروح فقالوا انه تعالى لم يمت نبيه إلا وقد أطلعه على‬ ‫حقيقة الروح ‪ ،‬وأما قوله (قل الروح من أمر ربي) فذلك لموافقة ما في التوراة‬ ‫ليكون موافقتها علما على نبوته ‪ 2‬وذلك أن اليهود أمروا قريشا أن يسألوا رسول‬ ‫اللهعلة عن ثلاث ‪ ،‬وقالوا ‪:‬ان أجاب عنها كلها فليس بنبي ‪ ،‬وان سكت عنها‬ ‫كلها فليس بنبي & وان اجاب عن بعضها وسكت عن بعض فهو نبي ‪ ،‬وتلك‬ ‫لثلاث هي (الروح ‪ ،‬وأصخاب الكهف ‪ ،‬وذو القرنين) فأفتاه ربه في أصحاب‬ ‫الكهف ى وذي القرنين © وأمره في الروح بقوله (قل الروح من أمر ربي) وكان‬ ‫في التوراة أن الروح من أمر الله ‪ .‬فطابق جوابه ما في كتابهم‬ ‫قالوا ‪ :‬فالأمر بالوقوف عن الخوض في الروح انما هو لهذا العارض & لا لأن‬ ‫العلم بالروح مما لم يطلع عليه أحدا ‪.‬‬ ‫بعد تسلم ما قلتموه لا يطلع على حقيقة الرو ح إلا بتوقيف من الشارع ©‬ ‫قلنا ‪:‬‬ ‫و لم يرد التوقيف ‪ ،‬فالإطلاع متعذر ‪ ،‬فالكف عن الخوص فيها أولى‬ ‫وأحق ‪.‬‬ ‫وقبل رزقه الذي له بحد‬ ‫ولم يمت قبل انقضاء العمر أحد‬ ‫أو شبهة واله كلا قدرا‬ ‫كان حلالا أو حراما حجرا‬ ‫در‬ ‫للا وربنا له مق‬ ‫اذ ليس في العالم فيء يصدر‬ ‫اعلم أن الله تبارك وتعالى قد وقت الآجال وحدد الأعمار ‪ ،‬فلا يموت أحد‬ ‫قبل انقضاء عمره ‪ ،‬وقبل استيفاء أجله قال تعالى فلكل أجل كتابي ‪ 3‬وقال‬ ‫تعالى فذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» سواء كان هذا‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫الليت ميتا حتف أنفه أو مقتولا ‪ 0‬وذهبت المعتزلة إللى أن المقتول ميت في غير أجله &‬ ‫وقبل انقضاء عمره ‪ ،‬وانه لو لم يقتل لعاش إلى الوقت الذي حدد له ‪ ،‬وهو مذهب‬ ‫فاسد } بينا بطلانه في غير هذا الكتاب ‪.‬‬ ‫وكذلك قدر الله الأرزاق ث فمن قدر له رزق فلا يموت قبل استيفاء رزقه‬ ‫« (أو‬ ‫نناوله عقاب‬ ‫ف‬ ‫وهو ما ل يرد‬ ‫(حلالا)‬ ‫ذلك الرزق‬ ‫له ء‪ .‬كان‬ ‫الذي قدر‬ ‫حراما) وهو ما ورد في تناوله عقاب ‪( ،‬أو شبهة) وهو ما تجاذبه أصلان ‪ 5‬أصل‬ ‫يقتضي تحليله وأصل يقتضي تحريمه و لم يترجح واحد منهما على الاخر ‪ ،‬والله تعالى‬ ‫قدر جميع ذلك © فهو تعالى مؤجل للآجال ‪ 3‬ورازق للعباد بأي جهة كان رزقهم ©‬ ‫إذ ليس يوجد شيء من المخلوقات ‪ ،‬أو فيها إلا وربنا تعالى هو المقدر لذلك © هذا‬ ‫مذهبنا ومذهب الأشعرية ‪ 0‬وذهبت المعتزلة إلى أن الله تعالى لا يرزق الحرام لأن‬ ‫اسم الرزق‬ ‫منه تعالى ما هو قبيح ئ ومنعوا اطلاق‬ ‫الحرام قبيح ئ ولا يصدر‬ ‫رزق‬ ‫على الحرام ‪.‬‬ ‫قلنا ‪ :‬ان قبح ذلك متوقف على نهي الشارع عنه } والرب تعالى غير محكوم‬ ‫عليه بشيء ‪ ،‬بل هو الحاكم في الأشياء وهو الفعال لما يريد ‪ 3‬والأشياء جميعها ملك‬ ‫ناعلا‬ ‫يكون‬ ‫منه لا‬ ‫شيء‬ ‫ف‬ ‫ملكه أو‬ ‫ف‬ ‫والمتصرف‬ ‫منها‬ ‫شيء‬ ‫ف‬ ‫له‬ ‫له لا معارض‬ ‫لقبيح والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫أقول ‪ :‬وبعد أن نظمت هذه الأبيات بمدة وقفت على الشطر الأول من البيت‬ ‫© ونصه ‪:‬‬ ‫منها ‪ 0‬في زبد بن رسلان‬ ‫والروح تفنى ليس تبقى للأ‬ ‫و لم يمت قبل انقضاء العمر أحد‬ ‫فهو من توارد الخواطر ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫معنى فانتبه‬ ‫الأخبار‬ ‫تواتر‬ ‫به‬ ‫القبر مما جاء‬ ‫عذاب‬ ‫خ‬ ‫عذاب ميت لوجوه تحتمل‬ ‫ولا تحل‬ ‫صدقه‬ ‫واعتقدن‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫المراد ب رعذاب القبر) هو عذاب الميت مطلقا كان مدفونا أو في بطون السباع‬ ‫والطيور ‪ 3‬أو في بطون الحيتان أو على وجه الأرض } وعبر عن هذا كله بعذاب‬ ‫القبر لأنه الغالب في الموتى &} واذا ثبت عذاب القبر بما سيأيًاتي ثبثبتت أيضا نعيمه لمن‬ ‫أراد الله تنعيمه فيه من أهل السعادة ‪ ،‬اذ لا قائل بالفرق بينهما ث وعذاب القبر‬ ‫قد وردت في ثبوته الأحاديث النبوية ث واشارت اليه الآيات القرآنيه فمن تلك‬ ‫الآيات قوله تعالى «إالنار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا‬ ‫ال فرعون أشد العذابيه) فقوله تعالى يعرضون عليها غدوا وعشياه دال على‬ ‫أن ذلك العرض قبل يوم القيامة _ وهو المطلوب _ وأما الاحاديث النبوية فقد‬ ‫قال صاحب العالم _ رحمه الله تعالى _ ‪ :‬انها مما تواتر معنى أي معنى عذاب‬ ‫القبر قد بلغ حد التواتر في الأحاديث التي جاءت به وان اختلفت عباراتها ‪ 0‬فمن‬ ‫(إن الموتى ليعذبون في‬ ‫عذاب القبر حق © وقوله علل‬ ‫تلك الأحاديثث قرود ته‬ ‫قبورهم) ‪..‬‬ ‫وقوله (واعتقدن صدقه) أي صدق عذاب القبر أي أن من شأن ما تواترت‬ ‫به الأخبار أن يقطع بصدقه ‪ ،‬وقوله (لا تحل تعذيب ميت) أي ولا تقل ان عذاب‬ ‫اليت محال كا ذهبت اليه طائفة & لأنا نقول ‪ :‬انه ليس بمحال ‪ ،‬فانه يحتمل أن‬ ‫يرد الله غليه روحه & فيحس ألم العذاب ‪ ،‬ويحتمل أن يخلق الله فيه حاسة يحس‬ ‫بها ألم العذاب ‪ ،‬ويحتمل غير ذلك وهو معنى قوله (لوجوه تحتمل) © على أنه لم‬ ‫يرد النص أن الميت يعذب وهو ميت أي في حال مفارقة روحه للجسد ‪.‬‬ ‫خيرا وشرا ليراه من فصل‬ ‫أما الحساب فهو تمييز العمل‬ ‫أي حساب الله خلقه يوم القيامه إنما هو تمييز الأعمال الحسنة من الأعمال‬ ‫القبيحه فيرى الفاعل أعماله الخيرية وأعماله الشرية ‪ 3‬وليس الحساب يومئذ‬ ‫كحساب بعضنا لبعض ‪ ،‬لاستلزامه التشبيه الذي يحيله العقل وييطله النقل © هذا‬ ‫ما عليه الأصحاب _ رحمهم الله تعالى _ والذي أقوله ‪ :‬انه لا بأس أن يكون‬ ‫_‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫_‬ ‫الحساب يوم القيامة هو الحساب المتعارف فيما بيننا } ويكون المحاسب يومئذ هو‬ ‫خلقا من خلقه تعالى جعله لذلك © فلا يلزم على هذا المعنى ما ذكر من التشبيه }‬ ‫والروايات دالة عليه ‘ فلو قيل بغيره‬ ‫ظواهر الايات‬ ‫‪ .‬لان‬ ‫أول‬ ‫به عندي‬ ‫والقول‬ ‫لزم صرف كثير من الآيات زالروايات على خلاف ظاهرها ‪ 5‬مع إمكان الأخذ‬ ‫بالظاهر } فمن تلك الآيات قوله تعالى ليوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها‬ ‫ففي هذه المجادلة النص الصريح على ما قدمت ذكره من بيان الحساب } ومنها قوله‬ ‫تعالى لحتى إذا ما جاعوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا‬ ‫يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتهم عليناه الاية ‪ .‬ففي هذه الاية ما يدل على‬ ‫أفواههم‬ ‫على‬ ‫نختم‬ ‫اليوم‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫وكذا‬ ‫‪4‬‬ ‫وشهودا‬ ‫وتكلما‬ ‫مخاطبة‬ ‫هنالك‬ ‫أن‬ ‫وجاءت كل نفس معها‬ ‫وتكلمنا ايديهم ‪ 0‬وتشهد ارجلهمل‪ 4‬ئ وكذلك قوله تعال‬ ‫ئق وشهيدهه ‪.‬‬ ‫ومن الروايات الدال ظاهرها على ما قلته ما أخرجه الترمذي وصححه (لا‬ ‫نيما أفناه ‪ 0‬وعن‬ ‫عمره‬ ‫أربع ‪ :‬عن‬ ‫عن‬ ‫يسا ل‬ ‫حتى‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫قدما عبذل‬ ‫تزول‬ ‫علمه ما عمل به ‪ 3‬وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ‪ .‬وعن جسمه فيما أبلاه)‬ ‫وما أخرجه البزار (يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين ‪ :‬ديواں فيه العمل‬ ‫الله تبارك‬ ‫فيقول‬ ‫فيه النعم من الله عليه‬ ‫فيه ذنوبه |} وديوان‬ ‫الصالح ‪ .‬وديوان‬ ‫منك من عمله الصالح ئ‬ ‫حذي‬ ‫وتعالى لاصغر نعمة «احسبه ك قال في ديوان النعم‬ ‫‪ :‬وعزتك ما استوفيت & وتبقى الذنوب‬ ‫فتستو عب عمله الصالح ‘ ش تنتحجي وتقول‬ ‫العمل الصالح ‪ 0‬فاذا أراد الله أن يرحم عبدا } قال ‪ :‬يا عبدي‬ ‫والنعم وقد ذهب‬ ‫لك‬ ‫ووهبت‬ ‫ئ (احسبه قال‬ ‫سيئاتك‬ ‫عن‬ ‫و تجاوزت‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫حسناتك‬ ‫لكى‬ ‫ضاعفت‬ ‫قد‬ ‫نعمي) ‪ 3‬وغير هذا من الأحاديث كثير } فلا نطيل بايراده هاهنا لأن المقام انما‬ ‫هو مقام اختصار ‪ ..‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫أو فاسق ليكثرا لتندمصا‬ ‫ليعلما‬ ‫به مقصر‬ ‫خص‬ ‫بلا حصاب أو إلى النيران‬ ‫وما عداثما إلى الججخان‬ ‫أي خص بالحساب صنفان من الناس ‪ ،‬أحدهما المؤمن المقصر التائب من‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫ذنبه © وثانيهما ‪:‬الفاسق العاصي ‪،‬والحكمة في حساب المؤمن المقصر هي أن يعلم‬ ‫هي ازدياد‬ ‫نعمة الله عليه بغفرانه ذنوبه وستر عيوبه ‪ 0‬والحكمة في حساب الفاسق‬ ‫على اضاعة عمله ‪ ،‬فانه متى ما رأى العمل‬ ‫حسراته وتضعيف تنكيله بالتأ سف‬ ‫اللوجب للغفران محبوطا بعمل صدر منه ازداد بذلك حسرة وندامة ‪ 0‬ومن الحكمة‬ ‫ني هذا أيضا اظهار انصاف الله تعالى لخلقه } فانه لا يظلم الناس شيئا ى ولكن‬ ‫الناس أنفسهم يظلمون } وما عدا هذين الصنفين فهم إما في الجنة بلا حساب‬ ‫وهم المؤمنون الموفون & وإما في النار بلا حساب وهم المشركون ‪.‬‬ ‫هذا حاصل ما ذكره في القواعد وعليه جريت في النظم ث وظاهره أن‬ ‫المشركين غير محاسبين ‪ ،‬ثم ظهر لي بعد ذلك أنهم محاسبون لقوله تعالى «وقفوهم‬ ‫انهم مسئولون ما لكم لا تناصرون ولقوله تعالى فزعم الذين كفروا أن لن ييعثوا‬ ‫قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم» ولغير ذلك من الآيات ‪ ،‬ويحتمل أن يقال‬ ‫السؤال والانباء الذي في الآيتين غير الحساب المذكور ‪ ،‬ثم ظهر لي ان هذا الإحتال‬ ‫هو الأولى فلا دليل في الآيتين على المطلوب ‪ ..‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫أم يخلقان بعدما الفنا اتضح‬ ‫والخلف هل قد خلقا وهو الأصح‬ ‫ذول بنا إذ لا دليل ثم دل‬ ‫والوقف عن تعيننا ذاك احل‬ ‫ل قولنا ان الوجود أرجح‬ ‫وعدم التعيبن ليس يقدح‬ ‫اختلف الناس في الجنة والنار ‪ .‬هل هما مخلوقتان الآن أم لا؟ ‪ .3‬فذهب‬ ‫الجمهور منا ومن غيرنا الى أنهما مخلوقتان الآن © واستدلوا بأحاديث عنه يزن‬ ‫تدل على وجود الجنة ‪ ،‬قالوا ‪:‬ومثلها في الوجود النار } اذ لا قائل بالفرق بينهما‬ ‫في ذلك } وذهب البعض منا وكثير من غيرنا إلى أنهما ليستا بمخلوقتين الآن ©‬ ‫وإنما هما سيخلقان بعد وقوع الفناء العام ‪ 3‬قالوا ‪:‬ولو كانتا مخلوقتين الآن للزم‬ ‫فناؤهما لقوله تعالى لكل شيء هالك إلواجهه وهما محلدتان فلا يصح أن تكونا‬ ‫بالأدلة‬ ‫مو جودتين الآن ‪ 8‬والأصح ما عليه الجمهور من وجودهما الآن لما ثبت‬ ‫القاطعة أن ادم وحواء كانا في الجنة وقد أهبطا منها ‪ 0‬والقول بأ ن الحنة التي كانا‬ ‫فيها هي غير الجنة الموعود بها تكلف لا دليل عليه ‪ 3‬والجواب عما استدل به النافون‬ ‫‪١٠٢‬‬ ‫لوجودهما الآن ‪ ،‬هو أن نقول ‪ :‬ان قوله تعالى لكل شيء هالك عام يحتمل‬ ‫التخصيص ‪ ،‬فالجنة والنار قد خصصا بعدم الفناء بالأدلة القاطعة على بقائهما أبدا ‪.‬‬ ‫أو نقول ‪ :‬ان الجنة والنار قابلتان للفناء بحسب ذاتهما ‪ ،‬والقابل للفناء فان في المعنى‬ ‫لجواز ذلك عليه ‪.‬‬ ‫والجواب الأول أظهر ثم اختلف القائلون بوجودهما الآن في محلهما الذي هما‬ ‫فيه فعين بعضهم المحل © ووقف قوم عن التعيين ‪ 3‬والوقف عن تعيين محلهما هو‬ ‫الاولى بنا © إذ لا علم لنا إلا بما علمنا ولم يرد عن الشارع تعيين محلهما ‪ 3‬وان‬ ‫قدر أن هنالك دليل فهو أحادي لا يفيد العلم ‪ 3‬ووقوفنا عن تعيين المحل لا يقدح‬ ‫في ترجيحنا القول بوجودهما الان ‪ ،‬لانه لا يلزم من علمنا بوجودهما علمنا بتعيين‬ ‫محلهما ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫والحوض حق فاترك الجدالا‬ ‫والكتب صحف حوت الأعمالا‬ ‫من قد وفى بعهده المشلول‬ ‫يرده من أمة الرسرل‬ ‫أي (الكتب) التي ذكر الله في كتابه العزيز في نقحووله تعالى فأما من أوتي‬ ‫كتابه بيمينهئه وأمثالها من الآيات هي صحف حاوية لاعمال العباد من خير وشر‬ ‫لقوله تعالى وإذا الصحف نشرت فذكر تعالى في هذه الآية أن هنالك صحفا‬ ‫تنشر وهي الكتب المذكورة هنالك فلا التفات إلى من جعلها عبارات عن ضبط‬ ‫أعمال العباد } لأن في جعل الكتب عبارات عدولا عن الحقيقة إلى المجاز بلا دليل ©‬ ‫نعم الدليل الذي ذكرناه يعضد جانب الحقيقة ‪ 0‬فلا وجه للعدول وإنما عدل ذلك‬ ‫القائل ‪ ،‬بحمل الكتب على العبارات عن المعنى المذكور إنما هو لأجل فراره عن‬ ‫احتياج الله تعالى الى ضبط أعمال العباد في صحف لان ذلك شأن من يطرقه‬ ‫النسيان ‪ ،‬ولا يلزم من ذلك ما توهمه ‪ ،‬فان في رسم الأعمال في الصحف المذكورة‬ ‫حكما كثيرة } ولا يلزم منه أنه تعالى محتاج الى ذلك ‪ ،‬وقوله روالحوض حق ‪.‬‬ ‫به‬ ‫جاءت‬ ‫ثابت‬ ‫حق‬ ‫في الموقف‬ ‫الله ن‬ ‫لرسول‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫الحوض‬ ‫اح( أي‬ ‫الأحاديث الملستفيضه من رواية جابر وغيره ‪ ،‬فلا عبرة بمأننكر وجوده © أخرج‬ ‫‪١٠٢٣١‬‬ ‫الشيخان (حوضي مسيرة شهر } وزواياه سواء } وماؤه أبيض من الورق) ‪ ،‬وفي‬ ‫رواية اللبن ‪ 0‬وفي أخرى صحيحة أيضا وأحلى من العسل ‪ ،‬وفي أخرى صحيحة‬ ‫منه لا يظماأً أبدا‬ ‫وريحه أطيب من المسك ‪ ،‬وكيزانه كنجوم السماء ‪ 0‬من شرب‬ ‫وفي رواية صحيحة ولا يسود وجهه أبدا) © وقوله ريرده ‪..‬ال) أي يرد الحوض‬ ‫هو من وفى بعهد اله الذي أخذه عليه ‪ 3‬وهو طاعة الله‬ ‫من أمة رسول اللذه علل‬ ‫وطاعة رسوله في فعل الواجبات } وترك المحرمات ‪ ،‬بدليل ما في تلك الروايات‬ ‫(أن من شرب منه لا يظماً أبدا © ولا يسرد وجهه) ولا تكون هاتان الخصلتان‬ ‫في الآخرة إلا لمن وفى بعهد الله ‪ 5‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫الفصل الناني‬ ‫الميزان والصراط‬ ‫ف‬ ‫الرجمن‬ ‫من‬ ‫وإنصاف‬ ‫عدل‬ ‫الحسبان‬ ‫ؤفى‬ ‫الميزان‬ ‫وإنما‬ ‫دة‬ ‫وأعم‬ ‫يأولنه كفة‬ ‫لا منل قول ذي الخلاف اذ غدا‬ ‫والإنصاف‬ ‫(إتما) أداة قصر ) قصر بها تفسير الميزان يوم القيامه على العدل‬ ‫وهو قصر قلب } وذلك اران بعض المخالفين ذهب ه ال أن الميزان هو عمود وكفتان‬ ‫كفة سيئاته على كفة حسناته دخل‬ ‫الجنة & ومن ر <جحت‬ ‫على كفة سيئاته دخل‬ ‫النار } ووصفوا الميزان بأوصاف لا حاجة لذكرها هنا ورووا في ذلك أحاديث‬ ‫لم تتثثببتت عندنا } وتعلقوا من الكتاب بنحو قوله تعالى ‪:‬رفمن ثقلت موازينه فأولئك‬ ‫‏‪ ١٠٤‬س‬ ‫جهنم‬ ‫أنفسهم ف‬ ‫الذين خسروا‬ ‫فأولتك‬ ‫موازينه‬ ‫خفت‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫المفلحون‬ ‫هم‬ ‫خالدون) ونحن نقول ان هذه الموازين المذكورة عبارة عن معنى السعادة والشقاوة }‬ ‫تعبر‬ ‫كانت‬ ‫والعرب‬ ‫‪6‬‬ ‫الشقاوة‬ ‫عن‬ ‫كناية‬ ‫وخفته‬ ‫السعادة‬ ‫عن‬ ‫كناية‬ ‫فنقل الميزان‬ ‫بنقل الميزان عن علو الشان ‪ 0‬وبخفته عن عكس ذلك ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬ ‫رجحوا وشال أبوك بالميزان‬ ‫لو يضعوا أباتي في ميزانہم‬ ‫وقد تعبر بالوزن للشىء عن العلم به © كا في قوله تعالى هإوانبتنا فيها من‬ ‫كل شيء موزون&ه أي معلوم المقدار عنده تعالى ‪ ،‬أما الوزن المفسر‪ .‬عندنا بالعدل‬ ‫والإنصاف المشار اليه في النظم ‪ ،‬فهو ما في قوله تعالى ونضع الموازين القسط‬ ‫بدل من الموازين لا نعت له ‪ 0‬كا يدل عليه قوله تعالى‬ ‫ليوم القيامة‪ 4‬فالقسط‬ ‫والوزن يومئذ الحقمه وإنما عدلنا في تفسير الميزان عن حقيقته المشهورة إلى ما‬ ‫ذكرناه من العدل والانصاف ‪ }،.‬لان حمله على حقيقته المشهورة محال & ووجه ذلك‬ ‫الأعراض محال & ولذا تردد الخصم في حقيقة‬ ‫أن أعمال العباد أعراض ‪ 0‬ووزن‬ ‫الموزون } حتى زعم بعضهم أن الموزون هم الأشخاص وبعضهم أن الله يخلق في‬ ‫احدى الكفتين ظلمة © وفي الأخرى نورا ‪ :‬وبعضهم أن الاعمال تتجسد |} فتوزن‬ ‫الأجساد © والكل باطل ‪.‬‬ ‫فوجب المصير الى التأويل والمراد بقوله رفي الحسبان) يوم القيامة لأنها محل‬ ‫الحساب أ والمراد بقوله رلا مثل قول ذي الخلاف) أي لا أقول مثل قول صاحب‬ ‫الخلاف } وقوله (كفة وأعمدا) عبر بالكفة وهي مفرد عن مثنى & وعبر بأعمد‬ ‫وهو جمع عن مفرد على سبيل‪ ,‬المجاز وله محل في البلاغه ‪ 5‬فمثال الأول قوله ‪( :‬اذا‬ ‫ما القارض الغنوي ابا) ث عبر بالقارض عن القارضين ‪ ،‬فان المثل حتى ايؤب‬ ‫القارضان ومثال الثاني قوله تعالى رب ارجعونه‪ 4‬أي رب ارجعني © وقول العرب‬ ‫وليس له إلا مفرق واحد ‪.‬‬ ‫شابت مفارقه‬ ‫جسر كا بعضهم تأرلا‬ ‫وقوله الصراط فهو الحق لا‬ ‫الضمير في (قوله) عائد‪ .‬إلى الرحمن في آخر قوله وإنما الميزان في الحسبان أي‬ ‫الصراط ‪ ،‬في قوله تعالى نوافمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا‬ ‫و الطائع ئ‬ ‫هو عبارة عن الحق ئ وفي الاية تمثيل لحالتي العاصي‬ ‫مستقم‪4‬‬ ‫على صراط‬ ‫وعلى هذا بحمل ما ورد من الاحاديث في بيان الصراط & لانه انما هو تمثيل لحالة‬ ‫ومخذول ‪ ،‬وزعم بعض منا وجمهور الأشاعرة أن الصراط إنما هو جسر ممدود على‬ ‫بيانه على‬ ‫متن جهنم ‪ ..‬الى آخر ما وصفوه به {‪ 5‬وحملوا ما ورد من الأحاديث ف‬ ‫حقيقتها ‪ 5‬وتأولوا بها قوله تعالى لإناهدوهم الى صراط الجحم ©‪ ،‬وقفوهم انهم‬ ‫مسئولون غاية الأمر أن هذه المسألة ومسألة الميزان ليستا مانلمسائل القطعية ©‬ ‫منها ئ‬ ‫شيء‬ ‫اعتقاد‬ ‫‪ 6‬فلا حجب‬ ‫المسائل الظنية‬ ‫واما هما من‬ ‫القاطع فميهمهاما ¡}‬ ‫ورود‬ ‫لعدم‬ ‫ولا يخطىء القائل فيهما برأية ‪ 5‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لفصل النالث‬ ‫في الشفاعة‬ ‫شفاعة الرسول لنقشي = م الورى وليس للنقي‬ ‫الشفاعة حق والإيمان بها بعد قيام الحجة واجب ‪ 0‬ووقوعها في المحشر قبل‬ ‫دخول أحد الفريقين مسكنه © وهي محزونة حتى يأتيها رسول الله عة فيكون‬ ‫أول من تجعل له ‪ 5‬ثم للأنبياء من بعده } وهي المقام امحمود الذي وعده الله تعالى‬ ‫به على معنى ما ورد ‪ ،‬وثبوتها للمؤمن لا لغيره من أهل الكبائر } لقوله تعالى تولا‬ ‫يشفعون إلا لمن ارتضى وقوله ‪ :‬فما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع؛ ‪3‬‬ ‫ولقوله علل (لا تنال شفاعتي أهل الكبائر مأنمتي ‪ ،‬وقوله ليست الشفاعة لأهل‬ ‫الكبائر من أمتي) ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫_‬ ‫وفي الأثر أن رسول الله علية قعد على المنبر ثم قال ‪ :‬الصلاة جماعة ‪ 7‬رحمكم‬ ‫ومل الله ‪ 5‬ويا فاطمة بنت محمد ‪ ،‬ويا ال حمد جميعا ‪.‬‬ ‫سس ع‬‫رعبا‬‫الله } ثم قال ‪ :‬يا‬ ‫إني والذي نفسي بيده عند ربي لمطاع مكين } فلا تغرن إمرءِ نفسه ‪ ،‬يقول ‪:‬‬ ‫عم رسول الله عه أو تقول بنت محمد أو ن آل د )اروا أشك‬ ‫الله ‪ .‬فانكم ان لم تفعلوا هلكتم مع معنرفتم هلاكه ‪ 3‬اني على الحوض يوم القيامة‬ ‫فار ط (أي متقدم) فيرد علي أناس من أصحابي |) شم يأتيني رجل قد عرفته من‬ ‫فأقول ‪ :‬أرسلوه ‪ 0‬انه من‬ ‫بحجزته‬ ‫لآخذن‬ ‫رأسه ‏‪ ٤‬م‬ ‫نقرة‬ ‫أصحابي ليحتلقن‬ ‫أصحابي ! فليؤخذ بيدي فكاكا } أرسل ‪ ،‬أرسل \ فانه والله ما مشى من بعدك‬ ‫فلا أستطيع شيئا ‪ 0‬الحذر الحذر‬ ‫القهقرى ‘ ليدخل جهنم‬ ‫قدما ‏‪ ٤‬ولكنه ممششى‬ ‫يا ال محمد ‪.‬‬ ‫وذكر جابر بن زيد _ رضي الله عنه _أنه لما نزلت لإوانذر عشيرتك‬ ‫يفخذ أفخاذ قريش فخذا فخذا !‪ .‬حتى أق على‬ ‫اللنه ن‬ ‫أقربينل؛ ججعل رسول‬ ‫بنى عبدالمطلب |“‪ ،‬فقال (يابني عبدالمطلب ڵ ان الله أمرني أن أنذرك ؤ ألا واني لا‬ ‫أغني عنكم من الله شيئا ‪ ،‬ألا وان أولياني منكم المتقون ‪ ،‬ألا لأعرفن ما جاء الناس‬ ‫غدا بالدين ‪ 3‬وجئتم بالدنيا تحملونها على رقابكم } يافاطمه بنت محمد ‪ ،‬وياصفية‬ ‫عمة محمد & اشتريا أنفسكما من الله ‪ 3‬فاني لا أغني عنكما من الله شيئا) ‪ 5‬فان‬ ‫قيل المؤمنون مستوجبون للجنة بأعمالهم } فلا معنى للشفاعة لهم ‪ ،‬فالجواب ان‬ ‫الشفاعة لهم هي طلب تنقلهم من المحشر & ودخولهم الجنة بسرعة ‪.‬‬ ‫ويمكن أن تكون هي طلب زيادة فضل لهم ‪ ،‬وثواب يعطونه ث‪ .‬ونعيم في‬ ‫لجنة ء ورفع درجة فوق ما يستوجبون بأعمالهم _اللهم اجعلنا من أهل شفاعة‬ ‫نبيك عليق ‪.‬‬ ‫كفر نعم ان تأول طهر‬ ‫ومن يقل بغير ذا فقد كفر‬ ‫فذاك شرك أي أشر سزل‬ ‫ارل‬ ‫وان يكن بغير ما ت‬ ‫‏‪ ١٠٧‬س‬ ‫وسنة الرسول والألباب‬ ‫لأنه مخالف الككاب‬ ‫ولا شفيع من لظى الجحيم‬ ‫كليس للظالم من هيم‬ ‫ومن يقل بغير ما قلنا من أن الشفاعة للمؤمنين فخالف وقال بل هي لأهل‬ ‫الكبائر ‪ ،‬محتجا بما رووه من طريق أنس (أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتى)‬ ‫وزعم أن أهل الكبائر يخرجون من النار بشفاعة الرسول لهم } فهو كافر نعمة إذا‬ ‫ظهر منه هذا التأويل الفاسد ‪ ،‬فان لم يظهر منه تأويل فهو كافر كفر شرك ©‬ ‫لا يناكح ولا يوارث _ وهو المراد بقوله (أي أشر هنزل) ش وكان تولد هذين‬ ‫الحكمين إنما هما لمخالفة كتاب الله وسنة رسول الله ‪ 0‬وقد تقدم ذكرهما ‪ ،‬ومخالفة‬ ‫الألباب ‪ ،‬وهي العقول ‪ ،‬اذ لو كانت الشفاعة لأهل الكبائر ما جاز لأحد أن يسأل‬ ‫أن يكون من أهل الشفاعة ‪ ،‬لأنه انما يسأل بذلك أن يكون من أهل الكبائر على‬ ‫زعمهم ‪ 9‬وكتاب الله ناطق بتكذيبهم كقوله فما للظالمين من حميم ولا شفيع‬ ‫يطاع) ‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫في خلود أهل الجنة والنار‬ ‫في النار دائما بهذا ننهد‬ ‫ومن عصى ولم يتب يخلد‬ ‫افترقت الأمة في أهل الجنة والنار على أربع فرق } فذهبت فرقة إلى أن من‬ ‫مات على طاعة الرحمن ‪ ،‬فهو مخلد في دار الرضوان ‪ ،‬ومن مات على عصيان ربه‬ ‫مصرا على ذنبه فهو مخلد في النار ‪ 7‬لا فرق في ذلك بين أحد من الفجار كان‬ ‫من أهل الشرك أو الفساق ‪ ،‬وهذه الفرقة هي المحقة ث ومن قال خلافها ‪ 0‬فهو‬ ‫هالك ‪ .‬فالمراد بالعصيان في قول الناظم ومن عصى إنما هو إتيان الكبيرة ‪ ،‬والاصرار‬ ‫على الصغيرة © لما سيأتي أن الصغائر مغفورة عند إجتناب الكبائر ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٠٨‬س‬ ‫وذهبت فرقة الى أن أهل الجنة وأهل النار زائلون ‪ ،‬والداران فانيتان بعد دخول‬ ‫أهلهما فيهما وسيأتي الرد على هذه الفرقة عند ذكر الناظم لها ان شاء الله ‪.‬‬ ‫وذهبت فرقة الى تخليد أهل الجنة في الجنة ث وعدم تخليد أهل النار في النار _‬ ‫مشركا كان أو منافقا _ وسياتي الرد على هذه الفرقة أيضا ‪.‬‬ ‫وذهبت فرقة الى تخليد أهل الجنة والمشركين من أهل النار فيهما ‪ .‬وزعموا‬ ‫أن أهل الكبائر غير المشركين يخرجون من النار فيدخلون الجنة ث وإلى الرد على‬ ‫بتمو له ‪:‬‬ ‫أشار‬ ‫الفرقة‬ ‫هذه‬ ‫ما بين ذي شرك ومن قد فسقا‬ ‫وكافر بنعمة من فرقا‬ ‫لدى منازل الذاب رفشا‬ ‫أعنى لدى الخلود والفرق نشا‬ ‫أي كافر كفر نعمة لا كفر شرك من قال بأن المشركين مخلدون في النار ‪.‬‬ ‫وما عداهم من‪ ..‬الفسقمة وأهل الكبائر غير محلدين في النار ‪ 0‬كا يروى عن مالك‬ ‫بن أنس اسى أنه قال (من مات على كبيرة ‪ 0‬فلا يخلو من أحد ثلاثة أمور ‪.:‬‬ ‫إما أن يغفر الله له بعفوه ‪ ،‬أو يشفع فيه الرسول ‪ ،‬أو يعذاب مقدار عمله { ثم‬ ‫الشافعي ‪ :‬انه يكتب على جباههم (هؤلاء‬ ‫قول‬‫الجنة) ‪ 0‬وفي‬ ‫فيدخل‬ ‫يخرج‬ ‫جهنميون) فيعيرهم أهل الجنة على ذلك فيسألون الله زواله ‪ .0‬فيمحوه الله عنهم ‪،‬‬ ‫وييدلهم مكانه نورا يتلألا فيود أهل الجنة أن لو عملوا كعملهم } وهذا رأس‬ ‫الضلال } وعين المحال _ بأن جعلوا العاصي أشرف من الطائع ‪ .‬وجمعوا بين‬ ‫الأضداد ‪ 9‬وكتاب الله ناطق بخلاف ما زعموا ‪ ،‬قال تعالى أفمن كان مؤمنا كمن‬ ‫كان فاسقا لا يستوون } وقال تعالى ‪«:‬إأفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف‬ ‫تحكمون‪4‬ه ‪ 0‬وقال تعالى ‪ :‬لأم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين‬ ‫امنوا وعملوا الصالحات سواء ياهم وماتهم ساء ما يحكمون ولله در ابن النظر‬ ‫حيث قال ‪:‬‬ ‫خروجك من نار مؤججة حطم‬ ‫كذبت لقد منتك نفسك ضلة‬ ‫__‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠ ٩‬‬ ‫_‬ ‫فيصبح من صلى وصام كمن غشم‬ ‫وسكناك مأعهل السعادة في العلى‬ ‫كمن عبد الأوثان والجبت والصنم‬ ‫ومن أخلص التقوى الى الله راغبا‬ ‫فليس الذي أشقى الاله كمن عصم‬ ‫لك الويل فارجع عن ضلالك تائبا‬ ‫وقول الناظم (أعني لدى الخلود ‪ ..‬الح( أي لا فرق بين المشرك والفاسق‬ ‫المنافق فايلخلود ث بل كل منهم تخلد لقوله تبارك وتعالى بلى من كسب سيئة‬ ‫وأحاطت به خطيئته ‪ 3‬فأوللك أصحاب النار هم فيها خالدونم“ه ‪ 0‬ولقوله تعالى‬ ‫أومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداه وإنما الفرق بين أهل‬ ‫النار في منازل العذاب & اذ كل معذب بقدر عمله ‪ ،‬فللنار دركات بعضها اشد‬ ‫عذابا من بعض وأكثر نكالا من غيرها حتى روي أن من أقل الناس عذابا من‬ ‫ينعل بنعلين من النار فيفور منهما مخه مأنعلى هامته ث والدليل على الفرق بينهم‬ ‫ف نواع لالعذاب قوله عز وجل ‪:‬فإن المنافقين في الدرك الأسفل من النارمه؛ ©‬ ‫الأية‬ ‫فدلت‬ ‫(انذ من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون)‬ ‫ل‬ ‫‪7‬‬ ‫والحديث معا على أن أحدا دون هذين الفريقين في العذاب ‪.‬‬ ‫وقت على النار بلا تأجج‬ ‫كذاك من قال بأنه يجي‬ ‫هذا البيت اشارة الى الرد على الفرقة القائلة بعدم تخليد أهل النار فيها ‪ 0‬وذلك‬ ‫أنهم زعموا أنه يأتي على النار وقت تصفق أبوابها وليس بها أحد ‪ ،‬فينبت فيها شجر‬ ‫الجرجير ‪ 3‬وتشبثوا في ذلك بحديث يروى عن طريق ابن عمرو بن العاص (ليأتين‬ ‫على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ‪ 3‬ليس فيها أحد ‪ ،‬وذلك بعدما لبثوا فيها أحقابا)‬ ‫وبقوله تعالى في شأن إبليس ف}وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين قالوا فاللعنة مغياة‬ ‫بذلك اليوم } فيفهم منه أنه لا لعن بعد ذلك اليوم } واذا ثبتت هذه الرحمة لإبليس‬ ‫فغير إبليس من سائر العصاة أولى بها وأحق ‪ ،‬والجواب عن الحديث ‪ ،‬أنه أحادي |‬ ‫و تأويله‬ ‫ل يفد علما فلا ينبني عليه اعتقاد ‪ .‬كيف‬ ‫لا يعارض القطعيات ‪ 3‬فلو صح‬ ‫محتمل } بأن يقال انهم يخرجون من النار الى واد هو أشد عذابا منها ‪ 0‬يقال له‬ ‫‪_ ١١٠‬‬ ‫الزمهرير © يعذبون فيه بالبرد © يروى أنهم اذا دخلوا فيه استغائوا منه إلى النار ‪.‬‬ ‫وأما الاية فلا تفيد ما ذكروه ‪ ،‬وعلى تقدير إفادتها لذلك فإنما هو مفهوم مخالفة }‬ ‫واختلف في ثبوت حجيته في الظنيات إ فكيف بينى عليه اعتقاد } بل وكيف‬ ‫يعارض به القطعي الوارد في قوله تعالى قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم‬ ‫منك وممن اتبعك منهم أجمعين والقطعي الوارد في قوله تعالى بلى من كسب‬ ‫سيئة وأحاطت به خطيئته فأولثتك أصحاب النار هم فيها خالدون» ‪ ،‬في امثالها‬ ‫من الايات العديدة التي نبذوها وراء ظهورهم واستبدلوا عنها هوى أنفسهم فضلوا‬ ‫وأضلوا ‪ .‬فحكمهم أنهم كفار نعمة لما تقدم من تأويلهم ‪ 3‬كذا قيل فيهم وعليه‬ ‫مشيت في النظم ‪ ،‬ثم ظهر لي بعد ذلك أنهم مشركون ‪ ،‬وآن ذلك التاويل ليس‬ ‫مستر لهم عن الكفر © فهم في حكم المكذبين لهذه الآيات كلها ‪ 3‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫فيا سعيد وشقي بطل‬ ‫خلل‬ ‫دقال ك‬ ‫يا من‬‫وهكذ‬ ‫زعمت المرجئة أن كلا يدخل النار سعيدا كان أو شقيا ‪ 3‬وقالوا ينجى منها‬ ‫السعيد ‪ 3‬ويترك فيها الشقي ‪ ،‬وتعلقوا في ذلك بقوله تعالى ثوان منكم إلا واردها‬ ‫كان على ربك حتا مقضيا ‪ ،‬ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جنيامه ولا‬ ‫ورد على سبيل‬ ‫تعلق لهم في هذه الاية ‪ 3‬لان الخطاب فيها للمتقدم ذكرهم‬ ‫الالتفات من الغيبة الى الحضور ‪ ،‬وذلك أنه قدم ذكر المنكرين للبعث ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ويقول الانسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الانسان أنا خلقناه‬ ‫من قبل و لم يك شيئا ‪ 3‬فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم‬ ‫جثيا ‪ 5‬ثم للنزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ‪ ،‬ثم لنحن أعلم بالذين‬ ‫هم أولى بها صليامهه فهذه الآيات كلها خطاب لمنكري البعث‪ ،‬وكذلك آية الورود‬ ‫فهي كا بيناه من أنها خطاب لهم ‪ ،‬ورد على سبيل الإلتفات ‪ ،‬ومثل هذا كثير في‬ ‫القران ‪ ،‬منها قوله تعالى في خطابه لبني اسرائيل وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم‬ ‫المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم» } ومن وجه اخر أن الورود يتصرف‬ ‫فيرد بمعنى الدخول تارة ‪ 3‬كقوله تعالى ‪( :‬فانكم وما تعبدون من دون الله حصب‬ ‫‏‪ ١١١‬س‬ ‫جهنم أنتم لها واردون» وبمعنى المشارفة للشيء كقوله تعالى لوما ورد ماء مدين‬ ‫وقول زهير ‪:‬‬ ‫الحاضر التخييم‬ ‫وضعن عصى‬ ‫زرقا جمامه‬ ‫الماء‬ ‫وردنا‬ ‫ولما‬ ‫وقول امرىء القيس ‪:‬‬ ‫يماذرن عمرا صاحب الفترات‬ ‫فأوردها ماء قليلا أنيسه‬ ‫فبطل حمل الآية على الوجه الأول ‪ 9‬اذ لو وافقناهم أن الخطاب في الأية‬ ‫للمؤمنين والكافرين جميعا ‪ 7‬من حيث انه يلزمهم القول بدخول الأنبياء النار مع‬ ‫المؤمنين ‪ 3‬فيكون كتاب الله ناطقا بتكذيبهم في قوله تعالى ظأأولئك عنها مبعدون‬ ‫لا يسمعون حسيسهالمه ‪ 0‬وقوله تعالى هيوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ‪8‬‬ ‫ونسوق المجرمين الى جهنم وردم ‪ 5‬وقوله تعالى يوم لا يخزي الله النبي والذين‬ ‫امنوا معهله ‪ 5‬وذكر في آية أخرى قوله لربنا انك من تدخل النار فقد أخزيتهه‬ ‫فيلزمهم على مقالتهم هذه تناقض هاتين الآيتين وكلاهما خبر لا يأتي النسخ على‬ ‫أحدهما ‪ 3‬ولكنا لا نسلم أن الخطاب في الآية للمؤمنين والكافرين } بل لا نقول ‪:‬‬ ‫الا أنه متوجه للكافرين { فالورود عندنا هو الدخول نفسه على هذا التأويل { فان‬ ‫قيل أما في قوله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جنيامه دليل على‬ ‫ما تعلقت به المرجئة فالجواب أن قوله (ننجي) ليس فيه دليل على دخولهم النار ©‬ ‫لان التنجية تكون منالشيء الخوف المترقب وقوعه ث كقولك نجيت زيدا من‬ ‫القتل ‪،‬فان زيدا ا يقتل بعد وإنما قارب ذلك الأمر الذي يترقب وقوعه & وللمثبتين‬ ‫و بالجملة‬ ‫التطويل ‏‪٠‬‬ ‫حافة‬ ‫ذكرها‬ ‫عن‬ ‫صفحا‬ ‫نضرب‬ ‫أقاويل‬ ‫لجميع الأمة‬ ‫للورود‬ ‫فحكمهم حكم من قبلهم ‪ 3‬من أهم كفار نعمة لا شرك ‪ ،‬مالم يظهر منهم رد‬ ‫لتنزيل فيحكم عليهم بالشرك ‪ ،‬هذا كله إذا قالوا ان الداخلين في النار هاملمؤمنون‬ ‫‪.‬‬ ‫جميعا‬ ‫والفاسقون‬ ‫أو أهلها ففاسق علانيه‬ ‫ومن يقل دار الخلود فانيه‬ ‫‏‪ ١١٢١‬س‬ ‫هذا بيان الرذ على الفرقة القائلة بفناء الجنة والنار بعد دخول كل فيها وهم‬ ‫الجهمية على ما وجدت ف الأثر ك والرد عليهم ظاهر من الكتاب وشاهد العقل ©‬ ‫قال تبارك وتعالى «وقالوا لن تمسنا النار الا أياما معدودة © قل أتخذتم عند الله‬ ‫عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ‪ ،‬بلى من كسب سيئة‬ ‫وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونه ‪ ،‬وقال تعالى لومن‬ ‫وقال تعالى في وصف‬ ‫يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها أبدا‬ ‫أهل الجنة إعطاء غير مجذوذه أي غير مقطو ع ف أمثالها من الآيات ‪.‬‬ ‫وشاهد العقل يقضي أن الكريم اذا أنعم بنعمة قد وعد بعدم انقطاعها أنه‬ ‫لو قطعها لكان غير كريم ىبل كان سفيها كذابا من حيث أنه يعد بالشيء فلا‬ ‫ينجز وعده وهو قادر عليه ‪ 3‬ولو قيل انه غير قادر للزم عليه عجز الباري جل‬ ‫وعلا ‪ 3‬وهو باطل ‪ ،‬وبالجملة فهم متأولون © فحكمهم حكم من قبلهم ‪3‬من‬ ‫الفرق من حيث أنهم كفار نعمة لا شرك ‪،‬مالم يظهر منهم رد لتنزيل أو تكذيب‬ ‫بالشرك &كذا قيل وعليه جريت فى النظم ‏‪ ٤‬والظاهر أن‬ ‫لرسول فيحكم عل‬ ‫لما في مقالتهم هذه من رد الادلة القطعية من الايات القرانية ‪:‬‬ ‫هؤلاء مشركون‬ ‫وما تخيل لهم من التأويل }‪ .‬هي خيالات لا تدفع عنهم هذا الحكم ‪ 0‬إذ ل تكن‬ ‫هنالك شبهة يتمسكون بها ‪3‬فيعطون حكم لمتأولين وليس كل منآثر هواه على‬ ‫دليل هداه يعطى حكم االمتأولين ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫والشرك في الرد على التنزيل‬ ‫هذا إذا ما كان بالتأويل‬ ‫الاشارة كناية عن الأحكام المتقدم ذكرها في أرباب المقالات الزائغة وأهل‬ ‫الطرق الضالة ث أي فهذا حكمهم اذا كانت مقالتهم ناشئة عن تأويل للأدلة‬ ‫الشرعية ‪ ،‬فان المتأول اذا أخطأ في تأويله بما لا يسعه الخطأ فيه من الدين يكون‬ ‫كافرا كفر نعمة وفاسقا هالكا } ولا يحكم عليه بالشرك ‪ ،‬حتى يظهر منه رد لتنزيل‬ ‫أو تكذيب لرسول ‪ ،‬فإن ظهر منه شيء من ذلك }حكم عليه بالشرك إجماعا‬ ‫واختلفوا في المتأول اذا استلزم مذهبه رد الكتاب أو تكذيب الرسول ‪ ،‬فشركه‬ ‫قوم و لم يشركه اخرون & والله أعلم ‪.‬‬ ‫‪. ١١١‬‬ ‫الباب الحسامس‬ ‫من الركن الثالي في القضاء والقدر‬ ‫ولم يبز اغراقنا فيه اللظذر‬ ‫وبالقضا نؤمن أيضا والقدر‬ ‫ومما يجب الإيمان به قضاء الله وقدره ‪ 5‬لأنهما أصلان من أصول الدين ©‬ ‫لعبادة بن الصامت (انك لن تجد ولن تبلغ حقيقة‬ ‫وركنان من الإيمان ‪ 0‬قال ن‬ ‫الله (و كيف‬ ‫يارسول‬ ‫انه من الله تعالى) قال‬ ‫الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره‬ ‫ل أن أعلم خير القدر وشره ؟) قال ‪( :‬تعلم أن ما أصابك م يكن ليخطئك ‪8‬‬ ‫وسئل رسول‬ ‫[‬ ‫النار‬ ‫دخلت‬ ‫على غير ذلك‬ ‫\‬ ‫لم يكن ليصيبك‬ ‫وما أخطأك ث‬ ‫عن الايمان ‪ 0‬فقال ‪( :‬أن تؤمن بالله ‏‪ ٤‬وملائكته } وكتبه ‪ 3‬ولقائه } واليوم‬ ‫الدله ل‬ ‫‪.‬‬ ‫تعالى)‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫انه‬ ‫وشره‬ ‫خيره‬ ‫بالقدر‬ ‫تومن‬ ‫وأن‬ ‫الأخر ‪6‬‬ ‫والفرق بينهما أن القضاء عبارة عن وجود المكونات في اللوح اجمالا ‪ 5‬والقدر‬ ‫خزائنه‬ ‫إلا عندنا‬ ‫شيء‬ ‫من‬ ‫تعالى لوإن‬ ‫تفصيلا ئ قال‬ ‫المواد‬ ‫ف‬ ‫وجودها‬ ‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫فا سر عح‬ ‫مائل‬ ‫حدا ر‬ ‫وقد مر تت‬ ‫وعليه قوله ك‬ ‫معلوم‬ ‫ننزله إلا بقدر‬ ‫وما‬ ‫الله‬ ‫قضاء‬ ‫‪( :‬أفر من‬ ‫الله ؟ ‪ .‬فقال‬ ‫الله ‘ أتفر من قضاء‬ ‫المشي ‪ 0،‬فقيل ‪ :‬يا رسول‬ ‫إلى قدره) ‪ ،‬هذا في العرف الشرعي ‪ ،‬وأما في اللغة فيتصرف كل منهما الى أوجه ‪6‬‬ ‫فيرد القضاء بمعنى الخلق وهو المراد هنا قبل النقل ‪0‬كقوله تعالى لإفقضاهن سبع‬ ‫سماوات في ‪ 4‬د ويرد بمعنى الحكم كقوله تعالى لوان ربك يقضي بينهم يوم‬ ‫القيامةهه ‪ 5‬ويرد بمعنى الامر كقوله تعالى وقضى ربك ألآ تعبدوا إلا إياهم &‬ ‫ويرد بمعنى الخبر كقوله تعالى لوقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب&‪%‬ه» وبمعنى الفراغ‬ ‫من الشيء ث كقوله تعالى فاذا قضيت الصلاة“ ‪ ،‬وقول الشاعر ‪:‬‬ ‫وخيبر شم أغمدت السيوف‬ ‫قضينا من تهامة كل ريب‬ ‫وبمعنى الصنع للشيء كقوله تعالى للإفاقض ما أنت قاض أي اصنع ما أنت‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫وقول‬ ‫صانع ئ‬ ‫‪_ ١١٤‬‬ ‫داود أو صنع السوابغ بع‬ ‫وعليهما مسرورتان قضاما‬ ‫فتلك ستة معان ‪ 0‬وقد جمعتها بقولي ‪:‬‬ ‫واخبار وافراغ وصنع‬ ‫قضا خلق وحكم ثم أمر‬ ‫وأما القدر فيرد على معان أيضا ‪ ،‬منها أنه بمعنى خلق ويمثل له بقوله تعالى‬ ‫والذي قدر فهدى أي خلق الإنسان فهدى الذكر إلى إتيان الأنثى ‪ ،‬وهذا‬ ‫الوجه هو المقصود هنا قبل النقل © فالقضاء والقدر في هذا الموضع مترادفان لغة‬ ‫لا عرفا كا تقدم ومنها التقدير ث كقوله تعالى «}وانزلنا من السماء ماء بقدرمهه أي‬ ‫بتقدير ‪ 5‬ومنها التصوير كقوله تعالى لإفقدرنا فنعم القادرون أي المصورون ©‬ ‫ومنها الوجود كقوله تعالى «إإلا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين أي وجدناها من‬ ‫الهالكين } وهذا التفسير إنما يصح قي سورة الحجر خاصة ‪ ،‬لأنه من خطاب الملائكة‬ ‫عليهم السلام خليل الرحمن عليه السلام © وأما في سورة امل فهو بمعنى القضاء ©‬ ‫لأنه خطاب من الله عز وجل ‪ ،‬ومنها القضاء كالآية المشار اليها ‪ 7‬وكقوله عز وجل‬ ‫لإفالتقى الماء على أمر قد قدره أي قضي ‪ ،‬ومنها التضييق كقوله تعالى وأما‬ ‫اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقهيمه أي ضيقه ‪ ،‬ومنها المثل كقوله تعالى لإفسالت أودية‬ ‫بقدرهامه» أي بمثلها } فتلك سبعة أوجه وقد جمعتها أيضا فقلت ‪:‬‬ ‫حواها وهي خلق ثم يحلو‬ ‫معاني القدر سبع هاك نظما‬ ‫قضاء ثم تضييق وشل‬ ‫وتقدير وتصوير وجود‬ ‫وفي القدر لغتان ‪ :‬فتح الدال وعليه بيت المتن & وسكونها وعليه البيت الأول‬ ‫من هذين البيتين © وثم بفتح الثاء وتشديد الميم ‪ 3‬إشارة الى المكان البعيد ‪ ،‬وانما‬ ‫أتي بها مع كونه مشيرا الى قريب لتعظيم المقام وتجليله على حد قوله تعالى لذلك‬ ‫الكتابم“؛ه ‪ 3‬أي معنى القدر الذي هو الخلق يحلو في هذا المقام كا قدمنا ى فمعنى‬ ‫قولنا ‪ :‬ان الله قدر المعصية (أي خلقها) وكذلك معنى قولنا ان الله قضى المعصية‬ ‫والطاعة أي خلقهما ‪ ،‬وقول الناظم (لم يحجز اغراقنا ‪ ..‬ال) الاغراق بكسر الهمزة‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫الاستقصاء في الشيء } والاحاطة بجميع صفاته ‪ 9‬والنظر هنا الفكر ى وفيه اشارة‬ ‫الى قوله عيه يقول تبارك وتعالى (القدر سري ‪ ،‬ولا ينبغي لأحد أن يطلع على‬ ‫سري) وقد كان عيله يقول (اذا ذكر القدر فأمسكوا ‪ ،‬واذا ذكرت النجوم‬ ‫فأمسكوا) وإنما كان ذلك مخافة الخوض في القدر & فلح الخائض التسمي‬ ‫رسول الله عفية‪( :‬لكل أمة جوس ‪8‬‬ ‫بالقدري } فيكون من القوم الذين قال ‪.‬‬ ‫(المرجئة يهود هذه الأمة © والقدرية‬ ‫ومجوس هذه الأمة القدرية) ‪ 4‬وقال ‪:‬‬ ‫مجوسها) ‪ ،‬وقال ع (لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا قبلي) قال في شفاء‬ ‫الحائم ‪ :‬وأول من تكلم في القدر في أيام الصحابة غيلان الدمشقي © ومعبد‬ ‫الجهني ‪ 3‬ويونس الاسواري ‪ ،‬وبعدهم أبوحذيفة واصل بن عطاء ‪ ،‬انتصب لمذهب‬ ‫القدرية } وهو قد تتلمذ للحسن البصري & ومكث في مجالسته عشرين سنة & وهو‬ ‫المقرر لقواعد القول بقدرة العبد وخلقه الفعل © وقال ران الباري عادل حكم لا‬ ‫بجوز أن يضاف اليه شين ولا ظلم ‪ ،‬ولا يجوز عليه أن يريد من العباد خلاف‬ ‫ما يأمرهم به ‪ 3‬ولا يجوز عليه أن يخلق للعباد شيئا ثم يجازيهم عليه ‪ ،‬والعبد هو‬ ‫الفاعل للخير والشر والطاعة والمعصية } والله سبحانه مجاز له بفعله) } وقال (ليس‬ ‫من الحكمة أن يكون الله سبحانه يخلق الكفر للكافرين به وهو مبغض للكفر ©‬ ‫معاد للكافرين ‪ 3‬فيكون في ذلك كمن أعان على شتم نفسه) ‪.‬‬ ‫وقال جميع الأمة قويها وضعيفها وصغيرها وكبيرها ‪ :‬القدر خيره وشره من‬ ‫اله تعالى ‪ 3‬وهو الخالق للخير والشر ‪ 0‬والقاضى والمريد والمقدر & والمكون له في‬ ‫أوقاته التي يكون فيها ‪ .‬وهو مع هذا كله فعل العبد ‪ 3‬والعبد فاعله ‪ 3‬وهو له مريد‬ ‫مختار قاصد اليه متحرك أو ساكن به غير مجبور عليه ‪ ،‬ولا مضطر اليه ‪ ،‬إلا ما‬ ‫كان من الجهم بن صفوان وأصحابه ا فقد نقض الإجماع ى وقال ‪:‬القدر خيره‬ ‫الجبر والاكراه &‬ ‫من الله ى لا ما على ما قاله الأولون ‪ 0‬بل على جهة‬ ‫وشره‬ ‫والاضطرار للعباد الى أعمالهم ‪ 3‬ولا قدرة للعبد في شىء من ذلك & ولا قصد ولا‬ ‫اختيار ولا إرادة ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬وماذا للعبد من الأفعال وهو متصرف في قبضة القهر ‪ .‬ومصرف‬ ‫بمقتضى العلم رالارادة والمشيئة ؟ قالوا ‪ :‬قد وجدنا الله سبحانه يقول يضل من‬ ‫‏‪ ١١٦‬س‬ ‫يشاء ويهدي من يشاعمه وقال لمن يضلل الله فلا هادي له فمن شاء الله خلق‬ ‫مه‬ ‫لخصامن‬ ‫كتل‬‫له الخير ث ومن شاء خلق له الشر ‪ ،‬فهذه مقالتهم (انتهى) ‪ ،‬ف‬ ‫ثلاث فرق ‪ ،‬فرقة تعلقت بالأمر فزلوا ‪ 0‬وهم الذين قالوا‬ ‫أن الأمة في القدر على‬ ‫ان الله ل يخلق أفعال العبالا ‪ 0‬وإنما كان ذلك من خلق أنفسهم فقدرتهم صالحة‬ ‫لإيجاد فعلهم © وفرقة تعلقت بالمشيئة فضلوا ولم يجعلوا للمكلف اختيارا في فعله ‪.‬‬ ‫بل قالوا ذلك على طريق الجبر ث فضلال أولئك من حيث نفي القدر ث وضلال‬ ‫هؤلاء من حيث الغلو في اثباته ى فهما ضالان © وقد تعلق كل منهما بايات من‬ ‫شاء الله تعالى _ ‪ .‬وفرقة جمعت بين الأمر‬ ‫ن‬ ‫اه _‬ ‫القرآن ث نذكر كل شىء في محل‬ ‫والمشيئة © وقالوا ‪ :‬أفعال العباد خلق من ا له واكتساب من العبد ‪ 5‬فهدوا الى صراط‬ ‫للقعندر ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫مستقيم ‪ 3‬وعن عكرمة عن ابن عباس _رضي ا له عنه _ا سئ‬ ‫الناس فيه على ثلاث منازل ‪ :‬من قال إن في الامر المشيئة إلى العباد وان الاعمال‬ ‫مفوضة اليهم ‪ ،‬ولا قدر فقد ضاد الله ف أمره ‪ .‬ومن أضاف إلى الله شيئا مما ينزه‬ ‫عنه فقد افترى عظيما على الله عز وجل © ورجل قال ‪ :‬ان رحمت فبفضل الله‬ ‫فذلك الذي سلم له دينه ودنياه ‪.‬‬ ‫أفعالنا بعدا له من أحق‬ ‫ومن يقل إلهنا م يخلق‬ ‫سبحانه الرب المليك الرازق‬ ‫لقوله لكل شىء خالق‬ ‫تعدد الإله قطعا حنما‬ ‫لو كان خالقا سواه لزما‬ ‫فساد هذا العالم الذي بهر‬ ‫ولو تعدد الإله لظهر‬ ‫به النواب وبه العقاب‬ ‫لكن لنا في فعلنا اكتساب‬ ‫إل النبوات فليس تكتسب‬ ‫من تم قد نيل به أعلى الرتب‬ ‫هذا بيان الرد على الفرقة الأولى من القدرية ‪ 5‬وهم القائلون ‪ :‬ان الله لم يخلق‬ ‫أفعال العباد ‪ 3‬وانما ذلك من خلق أنفسهم ‪ ،‬قالوا ‪:‬ان الله أكرم من أن يخلق خلقا‬ ‫فيعذبنا عليه ‪ 3‬وتعلقوا في جواز أن يكونوا خالقين لأفعالهم ‪ 3‬وفي وقوع ذلك بايات‬ ‫مانلقران ‪ ،‬منها قوله عز وجل فولاذ تخلق من الطين كهيئة الطيرمه ‪.‬‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫قلنا ‪ :‬اسناد الخلق إلى عيسى عليه السلام في الآية مجاز لا حقيقة } لأنه من اسناد‬ ‫الفعل الى سببه لا إلى موجده } فعيسى عليه السلام سبب لإيجاد تلك الهيئة ‪ ،‬لا‬ ‫موجد لها على الحقيقة } وإنما الموجد هو الله تعالى ‪ 5‬ومنها قوله تعالى لؤتخلقون‬ ‫افكاه قلنا ‪ :‬معنى تخلقون تفترون ‪ ،‬أي وتفترون كذبا ث ومنها قوله تعالى‬ ‫يجعلون لله ما يكرهون ‪ ،‬قلنا ‪ :‬معنى الجعل هنا الوصف لاالخلق } أي‬ ‫ويصفون الله بما يكرهون من وجود البنات لهم & والآية رد على المشركين في‬ ‫زعمهم أن الملائكة بنات الله ‪ 3‬ومنها قوله تعالى لما جعل الله من بحيرة ولا سائبة‬ ‫أي ومن المعلوم أن العرب قد جعلوا البحيرة والسائبة } فنفى ربنا أن يكون هذا‬ ‫الجعل من فعله ) فصح أنه من فعلهم ‪ ،‬قلنا ‪ :‬نفى ربنا عز وجل جعل التبحير‬ ‫ل يشر ع للعرب ذلك _ وانما ابتدعوه من تلقاء انفسهم ©‬ ‫وما بعده دينا _ أي‬ ‫البحيرة‬ ‫معتقدهم ف‬ ‫لا لأنهم هم الخالقون لها صفة التبحير } فالمنفي هو شرعية‬ ‫وما بعدها ليس ال ى ومنها قوله تعال في قصة يعقوب _ عليه السلام ‪:‬فبل‬ ‫سولت لكم أنفسكم أمرايمهه ‪ ،‬وقوله تعالى الإفطوعت له نفسه قتل أخيهئه ‪،‬قلنا ‪:‬‬ ‫أما تسويل النفس وتطويعها فالمراد به ترغيبها في ذلك الفعل وتزيينه لفاعله ‪ ،‬لا‬ ‫إنها هي التي أوجدت فعل ذلك ‪ ،‬فسقط تعلقهم بهذه الآيات والحمد لله ‪.‬‬ ‫ومما استدلوا به مانلعقليات أ‪:‬نهم قالوا (لا تخلو أفعال العباد من أحد ثلاثة‬ ‫أمور ‪ :‬إما أن تسب اليه تعال وحده » أو تسب اله وإلى العبد معا ‪ ،‬أو تنسب‬ ‫إلى العبد فقط) فبطل الأول لاستلزامه الجبر الاتي بيان بطلانه فيما سيأتي قريبا‬ ‫إن شاء الله ‪ .‬وبطل الثاني لإستلزامه مشاركة الله في أفعاله وهو تعالى منزه عن‬ ‫ذلك‪ ،.‬فببطلان هذين الوجهين ثبت الثالث ‪ 3‬قلنا ‪ :‬لا نسلم إستلزام مشاركة الله‬ ‫في أفعاله على ثبوت الوجه الثاني ‪ ،‬لأن لفعل العبد جهتين ‪ :‬جهة اباد ‪ .‬وهي‬ ‫الجهة التي يخرج بها فعل العبد مانلعدم الى الوجود ‪ :‬وبهذه الجهة تتعلق قدرة‬ ‫‪ :‬وهي اضافة ذلك الفعل الى العبد مع اختيار العبد‬ ‫الباري تعالى ‪ .‬وجهة اكتساب‬ ‫لذلك ‪ ،‬وبهذه الجهة تتعلق قدرة العبد } فالله تعالى إنما يخلق الفعل للعبد حال اختيار‬ ‫العبد له ‪ 0‬وتوجيه القدرة اليه لاكتسابه ‪ ،‬فالعبد مكتسب [‪ }،‬والله تعالى موجد ‪8‬‬ ‫واذا اختلفت الجهتان انتفت المشاركة } فقد سقط بحمد الله ما تعلقوا به ‪ 3‬ولنرجع‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫الآن إلى بيان استدلالنا عليهم ‪ 0‬واستدلالنا في ذلك من طريقين أحدهما ‪ :‬طريق‬ ‫النقل ث وهو المشار اليه بقول الناظم (لكل شىء خالق ‪ ..‬الح البيت) } وثانيهما‬ ‫طريق العقل & وهو المشار اليه بقوله ‪( :‬لو كان خالق سواه‪ ...‬الى اخر الابيات) ‏‪٥‬‬ ‫أما قوله ‪( :‬لكن لنا في فعلنا اكتساب ‪ ..‬الح) ‪ ،‬فاستدراك لما قد يتوهم من‬ ‫الإستدلال على نفي خلق العبد لفعله ‪ .‬إن الافعال منسوبة اليه تعالى جبرا ‪ 0‬فرفع‬ ‫ذلك ‪ .‬حيث أثبت للعبد في فعله اكتسابا يثاب عليه ويعاقب عليه فلها ما‬ ‫كسبت وعليها ما اكتسبت فتلكأمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم؛ ‪.‬‬ ‫غ أخذ في ثبوت تقرير‪-‬هذا الإكتساب بقوله (من ثم قد نيل به ‪.‬ا‪.‬لج) أي‬ ‫من أجل أن الاكتساب ثابت للخلو في أفعالهم قد نالوا به أعلى الرتب ‪ ،‬وتفاوتوا‬ ‫ني ذلك كل بحسب اجتهاده } ثم استثنى من جملة ما ينال بالإكتساب النبوات ©‬ ‫وصرح بأنها ليس مما يكتسب ‪ ،‬لأنها مانلأشياء التي يخص بها ربنا من يشاء ‪.‬‬ ‫فيضعها حيث يشاء ‪ 3‬من غير أن يتقدم للعبد اكتساب لأسبابها وتهيؤلمرتبتها |‬ ‫إذ لا أسباب فها حتى يصح تعاطيها بخلاف غيرها ى فأما استدلالنا النقلي فقوله‬ ‫تعالى «لواسروا قولكم أو اجهروا به ‪ ،‬انه علم بذات الصدور ألا يعلم من خلق‬ ‫فدلت الآية أن جميع ما أسره العباد وما أظهروه خلقه © والإسرار والإجهار أفعال‬ ‫العباد ‪ 5‬والله تعالى يقول الا يعلم من خلق أي كيف لا يعلم ذلك ‪ ،‬وهو‬ ‫قد خلقه ث وهل يخلق من لا يعلم ؟ وقوله تعالى للإومن اياته منامكم بالليل والنهار‬ ‫وابتغاؤكم من فضلهمه } وكيف يكون الابتغاء للفضل الذي هو فعل من أفعال العباد‬ ‫من اياته وهو لم يخلقه ولم يدبره ‪ ،‬وقوله تعالى هو الذي يسير ك في البر‬ ‫والبحر» ث وهو من فعلهم كا ترى ‪ 3‬فأضافه اليه ‪ 2‬وقوله تعال فإما أصاب من‬ ‫مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأهاه أي من قبل‬ ‫إنا كل شىء خلقناه بقدر ه ‪ 0‬وقوله عز وجل لوخال‬ ‫أن نخلقها ‪ 0‬وقوله عز وجل‬ ‫كل شيم ‪ ،‬وأما استدلالنا العقلي فهو أنه لو كان العبد خالما لأفعاله للزم عليه‬ ‫تعدد الخالقين © ولكان كل من خلق شيئا فهو إله ذلك الشيءفيلزم عليه تعدد‬ ‫الالحة ح وتعددها باطل قطعا ‪،‬لما ثبت من البراهين العقلية والنقلية على وجوب‬ ‫‪١١٩١‬‬ ‫الوحدانية ى ومن تلك البراهين أنه لو تعددت الآلهة © للزم عليه فساد هذا العالم‬ ‫الذي بهر الخلق صنعه ‪ ،‬لقوله تعالى «إلو كان فيهما الهة إلا الله لفسدتامه ونحن‬ ‫نشاهد أن هذا العالم غير فاسد فصح أن الإله واحد © والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫قدالجبإرنسان فيما قد فعل‬ ‫وفاسق من قال ان الله جل‬ ‫له لكفر شاءه أو طاعه‬ ‫وانه لم يجعل استطاعه‬ ‫أمر ونبي مع وعد حلا‬ ‫لأنه لو كان هذا بطملل(‪١‬ا‏‬ ‫وجاز تكليف الجماد كالبا}‪.‬‬ ‫وبطل الوعيد مع بعث الرسل‬ ‫هذا بيان الرد على الفرقة الثانية من القدرية } وهم الجهمية نسبة لهم الى الجهم‬ ‫بن صفوان ‪ ،‬وهم القائلون بالجبر المتعلقون بالمشيئة فقط & قالوا ‪ :‬ان الله عز وجل‬ ‫قد جبر العبد على فعل الطاعة والمعصية وأنه لم يجعل له استطاعة لما شاء أن يفعله‬ ‫من فعل المعاصي والطاعات فهو عندهم كالجماد لا يستطيع تحركا إلا أن يحرك ©‬ ‫وكالخيط المعلق في الهواء تقلبه الرياح كيف شاءت } وإنما كان ذلك منهم مخافة‬ ‫أن يكون خالقا غير الله © كا كان من المعتزلة مقالهم مخافة أن ينسب إلى الله‬ ‫المعاصي ‪ ،‬وفعل المكروه ‪ ،‬فكلا الفريقين ضال منافق } وقد تعلق هؤلاء بايات‬ ‫من القران ‪ 3‬كما تعلق أولئك ‪ .‬منها قوله عز وجل وأنه هو أضحك وأبكى ‪8‬‬ ‫وأنه هو أمات وأحياله قالوا ‪ :‬فالضحك والبكاء من أفعالنا قد أضافها تعالى إلى‬ ‫نفسه ‪ ،‬كا أضاف الإماته والإحياء ‪ ،‬فليس لنا فيهما تصرف ‪ .‬قلنا ‪ :‬أضافهما الله‬ ‫تعالى إل نفسه لكونهما خلقا له ‪ 3‬لا لنا ‪ 3‬وانما لنا من ذلك الاكتساب المناط‬ ‫بالإختيار } فالافعال خلق منه وإكتساب منا ‪ 3‬وخلقه للأفعال لا يستلزم الجبرية‬ ‫كا سيأتي بيانه ‪ .‬ومنها قوله تعالى الفنى تؤفكونه } وقوله تعالى تفنى‬ ‫تصرفون؛ ‪ 0‬قالوا ‪ :‬فمن يؤفكهم ومن يصرفهم إلا الله ‪ ،‬وقوله عز وجل ومن‬ ‫يضلل الله فلا هادي لهيه } وقوله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد‬ ‫له وليا مرشداؤه ‪ ،‬والجواب عن هذه الآية كلها هو عين الجواب عن الآية الأولى ©‬ ‫ومنها قوله تعالى لولو شئنا لآتينا كل نفس هداهامه ‪ 3‬قلنا ‪ :‬لا تعلق لكم في هذه‬ ‫‪١٢١٠‬‬ ‫الآية © ولا في شيء من نظائرها ‪ ،‬لأنها إخبار عن نفوذ قدرته تعالى وتأثير إرادته ‪.‬‬ ‫أي فلو شاء أن يفعل لحم الهداية لفعل لحم ذلك } لأنهم لا يعجزونه » لكنه اقتضت‬ ‫حكمته تخييرهم بين الهداية والضلالة ث وقد جعل لهم قدرة صالحة لإكتساب أي‬ ‫واحد شاءوا ‪ ،‬فلا جبر ‪.‬‬ ‫وإذا عرفت سقوط تعلقهم بهذه الايات ‪ ،‬فارجع الى الوقوف على الاحتجاج‬ ‫عليهم & وبيان ما يؤدى اليه مذهبهم فاعلم أن الإحتجاج عليهم من الكتاب العزيز‬ ‫كثير ‪5‬منها ما أوردته المعتزلة استدلالاً لهم على خلق أفعالهم } فإن جميع ما مر‬ ‫ي ذلك مناف للجبر الذي زعمه هؤلاء ‪ ،‬ومنها ايات الاكتساب [ فانها مصرحة‬ ‫بإضافة الكسب إلى العبد قطعا ‪ 3‬وإذا ثبت لهم الكسب انتفى الجبر ‪ ،‬لأنهما‬ ‫متضادان ‪.‬‬ ‫وأما ما يؤدي اليه مذهبهم من البطلان فهو ما أشار اليه الناظم بقوله ‪(:‬لو‬ ‫كان هذا ‪.‬ا‪.‬لح) & أي لو صح مذهب الجبرية وثبت القول بالجبر للزم عليه بطلان‬ ‫الأمر والنهي والوعد والوعيد ‪ 4‬لأن العبد اذا لم يكن له قدرة على فعل شيء من‬ ‫لمأمورات & ولا على ترك شيء من المهيات كان توجيه الأوا مر والنواهي اليه عبثا‬ ‫ينزه الباري تعالى عنه ‪ ،‬واذا بطل توجيه الخطاب اليه بالأمر والنهي بطل توجيه‬ ‫الوعد والوعيد اليه ‪3‬لأن الوعد مترتب على فعل الوا مر ‪ ،‬والوعيد مترنب على‬ ‫فعل المناهي ى وإذا بطل هذا كله بطل إرسال الرسل ‪ 6‬لأنهم انما يرسلون لذلك ‪0‬‬ ‫دي مذهبهم إلى إبطال‬ ‫ومع بطلان ذلك فلا فائدة ولا حكمة في الإرسال ©‬ ‫النبوات كما ترى ‪ ،‬نعم ويؤدي إلى إبطال التكليف رأسا ث لأن من لا إكتساب‬ ‫له ولا اختيار لا يصح في الحكمة تكليفه ‪ .‬كا لا يصح تكليف النباتات‬ ‫والجمادات © وهذا معنى قوله (وجاز تكليف الجماد كالنبل) جمع نبيل وهو‬ ‫العاقل ‪.‬‬ ‫شم انه لما كان للجبرية شبه في خلق الله تعالى لأفعالنا ‪ 7‬وفي علمه بهن وفي‬ ‫ارادته هن ‪ 3‬أخذ يدفع وجه الشبهة في ذلك & ويبين أن هذه الأشياء كلها لا تستلزم‬ ‫الجبر ‪ 0‬ولا تنافي الاكتساب فقال ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٦١٦١‬س‬ ‫جبرا حكمه‬ ‫بهن لا يوجب‬ ‫وخلقه أفعا لنا وعلمه‬ ‫لأنه قد خر الجادا‬ ‫كذاك كونها له مرادا‬ ‫ه‬ ‫لمن‬ ‫عالقه‬‫فيكن خ‬‫ل لم‬ ‫لذاه‬ ‫هيعلم‬ ‫جيكن‬‫لو لم‬ ‫لكان مكرها على ما صنعا‬ ‫ووقعا‬ ‫وقوعه‬ ‫لو ل يرد‬ ‫قد انتفى الإجبار عن رقابنا‬ ‫لكن لذا التخيير واكتسابنا‬ ‫أي نعتقد أنه تعالى خالق لأفعالنا ‏‪ ٤‬وأنه تعالى عالم بها ومريد لها ‪ .‬ومع ذلك‬ ‫كله فهو قد خيرنا في فعلها وتركها ‪ 5‬أي لم يجبرنا على واحد من الأمرين ‪ ،‬فمن‬ ‫شاء فليؤمن © ومن شاء فليكفر ‪ 3‬وقد وعد بالثواب على امتثال أوامره وترك‬ ‫مناهيه ‪ 5‬وتوعد بالعقاب على فعل مناهيه أو ترك أوامره ‪ ،‬ولا يلزم من خلقه تعالى‬ ‫لأفعالنا ومن علمه ‪ :‬بهن © ومن إرادته لهن جبرنا على فعلهن © ونفى اكتسابنا لهن ©‬ ‫ته‬ ‫اادعلى‬ ‫ر ول‬‫ا‪،‬‬ ‫لأنه تعالى م يثبنا ولم يعذبنا على خلقه لهن ‪ ،‬ولا على علمه بهن‬ ‫لهن © وإنما أثابنا وعذبنا على اختيار نا وكسبنا لهن ‪ 3‬وهو تعالى قد جعل لنا اختيار!‬ ‫في ذلك وقدرة صالحة لاكتساب ذلك & فلأجل هذا الإختيار ولأجل هذه القدرة‬ ‫المكتسبة قد انتفى عنا الجبر على أفعالنا } وانما قلنا ان الله عالم لأفعالنا ‪ 7‬لأنه لو‬ ‫م يكن عالما بها للزم أن يكون جاهلا بها ث وهو تعالى متصف بالكمال الذاتي ©‬ ‫والجهل من صفات النقص يستحيل اتصافه به تعالى ‪ 3‬وهذا معنى قول الناظم (لو‬ ‫م يكن يعلم ذا لجهله) ‪ 3‬وأما معنى قوله (لو لم يكن خالقه من فعله) أي لو لم‬ ‫يكن تعالى خالقا لأفعالنا فمن الخالق لها إذا ؟ ى هل من خالق غير الله ؟ ‪ ،‬وقد‬ ‫تقرر فيما تقدم بطلان القول بأن العبد خالق لفعله & واذا بطل أن يكون العبد‬ ‫خالقا لفعله فبطلان أن! يكون غيره من الخلوقات خالقا لفعله أظهر ‪ ،‬واذا بطل‬ ‫هذان النوعان ثبت أن الخالق لذلك هو الإله ‪.‬‬ ‫وأما قوله (لو لم يرد وقوعه ‪.‬ا‪.‬لح) ‪ ،‬أي لو لم يرد تعالى وقوع فعلنا ‪ .‬ووقع‬ ‫على خلاف مراده للزم عليه أن يكون مكرها على وقوع ذلك الفعل مغلوبا في حدوثه ‪.‬‬ ‫والإكراه يناني الإختيار والارادة ‪ 0‬ومن كانت هذه حالته فليس بإله ‪ .‬على أنه تقرر‬ ‫بالكمال الذاني والاكراه يضاد ذلك وينافيه © و الله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫أن الاله متصف‬ ‫‪_ ١١٢٦‬‬ ‫السادس‬ ‫الباب‬ ‫والاسلام‬ ‫الإيمان‬ ‫ف‬ ‫وبه يتم الكلام على الركن الثاني _ إن شاء الله تعالى‬ ‫ذعاننا لما دعا الأحكام‬ ‫إيماننا التصديق والإسلام‬ ‫تصديق قول عملا اذا لزم‬ ‫ولهما في الشرع معنى ملتزم‬ ‫منها استحق هلكة المعاند‬ ‫ومن يكن مضيعا لواحد‬ ‫اختلف الناس في الإيمان والاسلام ‪ 0‬هل هما شيء واحد أو لا ؟ } وعلى القول‬ ‫الثاني هل هما متخالفان أو مترادفان أو متلازمان ؟ } وقد أطالوا الكلام فيهما &‬ ‫فلنقتصر من ذلك على ما تحصل به الفائدة فنقول ‪:‬‬ ‫الحق فيهما ان لهما استعمالين _ أحدهما لغوي وهو المشار اليه بقول الناظم‬ ‫(إيماننا التصديق ‪ ..‬الح) إيماننا معشر العرب هو التصديق ‪ ،‬والإسلام في لغتنا هو‬ ‫الإذعان وترك التمرد ‪ .‬فهما في هذا الاستعمال متخالفان لا مترادفان ولا‬ ‫متلازمان _ والإستعمال الثاني ‪ :‬هو ما عليه العرف الشرعي ‪ ،‬وذلك أن الشرع‬ ‫قد نقل كل واحد من الإيمان والإسلام عن معناه اللغوي } فاستعملهما معا في‬ ‫الوفاء بالواجبات _ كانت الواجبات اعتقادية أو قولية أو عملية _ فهما في هذا‬ ‫الاستعمال مترادفان ‪ ،‬واليه أشار الناظم بقوله رولهما في الشرع معنى ‪ ..‬الح) أي‬ ‫للإيمان والإسلام في العرف الشرعي معنى واحد ملتزم التصديق بالجنان إذا لزم ‪3‬‬ ‫والقول باللسان إذا لزم ‪ ،‬والعمل بالأركان إذا لزم © فمن كان صبيا مثلا أو ناقص‬ ‫العقل لا يسمى كافر؟ بتركه التصديق في حاله ذلك لعدم لزومه عليه ث ومن كان‬ ‫بالنطق بذلك‬ ‫والسلام فيما جاء به و ل يطالب‬ ‫النبي عليه الصلاة‬ ‫عاقلا فصدق‬ ‫باللسان و لم ينزل عليه التكليف بالعمل فهو مؤمن لعدم لزوم القول والعمل عليه }‬ ‫فهر موف بما لزمه ‪ ،‬ومن تلفظ بالشهادتين عند وجوب ذلك عليه ‪ 2‬وبعد تصديقه‬ ‫بالجنان و لم يلزمه شيء من العمليات بعد فهو مؤمن لوفائه بما وجب عليه ث ومن‬ ‫‏‪ ١٢٢٣‬س‬ ‫لزمه شيء من الأعمال فأداه كا شرع عليه بعد التصديق والتلفظ الواجبين عليه‬ ‫فهو مؤمن لوفائه بجميع ما وجب عليه ‪ ،‬ومن ضيع واحدة من هذه الثلاث بعد‬ ‫وجوبها عليه فهو خارج عن الإيمان هالك في النيران _ وهذا معنى قوله (ومن‬ ‫يكن مضيعا ‪ ..‬الح) ‪ ،‬فلا منزلة عندنا بين الإيمان والكفر أي فمن لم يكن بمؤمن‬ ‫فهو كافر ‪ 5‬والمراد بالكفر ما يشمل كفر النعمة وكفر الشرك © ومن كان كافرا‬ ‫بالله أو بنعمته فقد استحق ما يستحقه المعاند من الهلاك } هذا مذهبنا وهو الحق |‬ ‫خلافا لمن قال ‪:‬ان الايمان قول وتصديق دون عمل ‪ ،‬ولمن قال ‪:‬ان الايمان التلفظ‬ ‫الإيمان التصديق فقط ‪.‬‬ ‫بالشهادتين وإن لم يطابقه اعتقاد © ولمن قال ‪:‬ان‬ ‫والدليل على ان الإيمان والإسلام في العرف الشرعي مترادفان قوله تعالى نيا‬ ‫قوم ان كنتم امنتم بالله ‪ .‬فعلى الله توكلوا إن كنتم مسلمين ‪ .‬وقوله تعالى‬ ‫الوفا خرجنا من كان فيها منالمؤمنين ‪ 9‬فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمينمه ‏‪١‬‬ ‫و قد سئل‬ ‫على خمس)‬ ‫‪:‬تة (بني الاسلام‬ ‫و ل يكن هنالك الا بيت واحد ئ ‏‪ ٩‬و قوله ع‬ ‫الايات‬ ‫من‬ ‫ورد‬ ‫ت عن الإيمان مرة أخرى ‪ :‬فأجاب بهذه الخمس ف‪ .‬وما‬ ‫والأحاديث ما ظاهره مخالف لهذه الأدلة فهو محمول على المعنى اللغوي جمعا بين‬ ‫الادلة } فإن الشارع تارة يعبر باللفظ عن ‪ -‬ناه اللغوي وتارة عن معناه الشرعي ‪.‬‬ ‫كل ذلك بحسب مقتضى الحال ‪ ،‬فلا تناني ني الكتاب العزيز ولا في السنة © هالله‬ ‫تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫ني وجهه الشرعي ليس ينقص ‪ 3‬لكن يزيد هكذا قد خصصوا‬ ‫جميعه وذا هو القول الأنم‬ ‫لأنه ان هدم البعض انبهدم‬ ‫اختلف الناس في الإيمان الشرعي ؤ فذهب بعض قومنا إلى أن الإيمان الشرعى‬ ‫يزيد وينقص وعليه جمهور الأشاعره ‪ 0‬وذهب بعضهم إلى أن الإيمان لا يزيد و ل‬ ‫ينقص & وعليه أبوحنيفه وإمام الحرمين وبعض الأشاعرة } وذهب أصحابنا إلى أن‬ ‫الإيمان يزيد ولا ينقص ‪ ،‬وبيان ذلك أن الإيمان عندنا هو الوفاء بجميع الواجبات ©‬ ‫فمن وجب عليه فرض لا يكون مؤمنا حتى يؤديه على وجهه } ثم يزيد الإيمان‬ ‫بزيادة التكاليف ‪ ،‬ولا يصح نقصه ‪ ،‬لان نقصه إخلال ببعض الواجبات © وقد‬ ‫‪_ ١٢١٤‬‬ ‫تقدم أن التارك لبعض الواجبات عليه خارج عن الايمان ‪ ،‬فالترك لبعضه ترك‬ ‫لجميعه ‪ ،‬أي لا ينتفع ببعض إيمانه في الآخرة ‪ ،‬والمراد بعدم انتفاعه بذلك في الاخرة‬ ‫هو أن بعض الإيمان لا ينجيه من عذاب الله ‪ ،‬لا أنه لا يخفف عنه العذاب لأجل‬ ‫ذلك © فان العذاب متفاوت في أهل المعاصي © كل على قدر جنايته جزاء وفاقا ‪.‬‬ ‫وهذا معنى قول الناظم (ان هدم البعض ‪ ..‬الح) لا يقال ان المراد بنقصان الإيمان‬ ‫هو ارتفاع بعض الواجبات عن المكلف لعذر ‪ ،‬كارتفاع وجوب الصلاة عن‬ ‫الحائض © لأننا نقول ‪ :‬إن الإيمان في حق من رفع عنه بعض الفرائض هو وفازه‬ ‫ما بقى عليه من الواجبات ‪ ،‬فإيمانه إن وفى بما عليه كامل لا ناقص ‪ ،‬لكن لو أن‬ ‫القائل بنقصان الإيمان أراد نقصانه بهذا الاعتبار لكان الخلاف بيننا وبينهم لفظيا &‬ ‫صورته أنهم يسمون من ارتفع عنه وجوب بعض ما كان عليه ناقص الإيمان } ونحن‬ ‫نع من تسميته بذلك ‪ ،‬والمراد واحد لكنهم لم يريدوا ذلك ‪ ،‬وانما أرادوا بنقصانه‬ ‫لإخلال ببعض الواجبات ‪ ،‬وعلى هذا فالخلاف معنوي مبني على الخلاف في حقيقة‬ ‫الإيمان ث فتفطن له ‪ ،‬والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫‏‪ ١١٥‬س‬ ‫الركن النالث‬ ‫‪ 1‬الولاية والبراءة‬ ‫وما يشتمل عليهما ‪ 3‬وما يتولدان منه‬ ‫أيضا‬ ‫أبواب‬ ‫ستة‬ ‫وفيه‬ ‫أخر هذا الركن عن الذي قبله لما تقدم هنالك © وقدمه على ركن التوبة من‬ ‫حيث ان وجوب التوبة بعد وجود ما تنتقض به الولاية وتجب به البراءة ض فإن‬ ‫‪ .‬فالجو اب‬ ‫بانعدامها ؟‬ ‫ئ وتنعدم‬ ‫بوجودها‬ ‫قيل اليست التو بة شر طا للولاية } توجد‬ ‫اما ذلك خاص عند وجود الذنب الموجب للبراءة } ولا يجوز اطلاقه على العموم ©‬ ‫ألا ترى أن من رأينا منه حق الموافقة وصدق الموافقة ‪ .‬وجبت علينا ولايته } ولا‬ ‫يلزمنا أن نستتيبه إلا بعد أن يحدث حدثا يخرج به عن تلك الموافقة ى وكذلك‬ ‫به‬ ‫تنتقض‬ ‫ما‬ ‫ويصح منه‬ ‫يبلغ ئ‬ ‫علينا ولايته بولاية أبيه حتى‬ ‫تجب‬ ‫ولد الول‬ ‫ف‬ ‫منه الموافقة ؟ ‪،‬‬ ‫الولاية ‪ 0‬فإن قيل ‪ :‬اما قيل بالوقوف عنه بعد بلوغه حتى تصح‬ ‫فالجواب أن القائل بهذا لم يلزمنا استتابة هذا البالغ ؤ وانما كان معه وجود ولايته ©‬ ‫بسبب ولاية أبيه ‪ 3‬فلما بلغ وصار متعبدا بنفسه انقطعت تلك الولاية معه بانقطاع‬ ‫‪.‬‬ ‫الحال‬ ‫مجهول‬ ‫بمنزلة‬ ‫بالدين‬ ‫الو قو ف‬ ‫حد‬ ‫ف‬ ‫عنده‬ ‫وصار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫سببها‬ ‫الباب الأول‬ ‫في وجوب الولاية والبراءة وأقسام كل منها‬ ‫وهكذا براءة الذ فسقا‬ ‫ولاية المؤمن فرض حققا‬ ‫الولاية ‪ :‬هي المحبة بالقلب والثناء باللسان والنصر والإعانة بالجوارح عند‬ ‫الموانع ‪.‬‬ ‫ارتفاع‬ ‫وعند‬ ‫(‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫هي البغض بالقلب والشتم باللسان والرد ع بالجوارح ‪.‬‬ ‫والبراءة ‪:‬‬ ‫وهما فرضان بالإجماع © لكن الوجوب الثابت في الولاية إنما هو نفس المحبة‬ ‫على الدين والوجوب‪-‬الثابت في البراءة إنما هو البغض بالقلب على فعل الكبائر من‬ ‫‏‪ ١١٦‬س‬ ‫بالجوارح‬ ‫الاعانة‬ ‫ومن‬ ‫به‬ ‫والشتم‬ ‫باللسان‬ ‫الثناء‬ ‫من‬ ‫هذين‬ ‫عدا‬ ‫وما‬ ‫ئ‬ ‫الذنوب‬ ‫المقامات والتكليف‬ ‫‘ كل ذلك حسب‬ ‫ويرتفع أخرى‬ ‫تارة‬ ‫فيلزم‬ ‫مها ح‬ ‫والرد ع‬ ‫© فيلزم الثناء على الولي ف موضع يكون‬ ‫بالفرائض ‪ .‬وباعتبار الاحوال الداعية لذلك‬ ‫‏‪ 7 ٤‬الاعانة والنصر ل موضع القدرة‬ ‫فيه ترك الثناء عليه ضررا به ا بو‬ ‫الردع‬ ‫‏‪ ٤‬ويلزم‬ ‫بالنفس أو الول‬ ‫مضرا‬ ‫لدي‪ .‬أأو‬ ‫من‬ ‫لشى ء‬ ‫مفمسدا‬ ‫و‬ ‫لردعة‬ ‫مقو يا‬ ‫له‬ ‫بالجوار ح في موضع يكون فيه المنكر قادرا على الإنكار والعدو مقيما على فعل المنكر‬ ‫لاينفك عنه إلا برجر رادع أو بسيف قاطع ‪ ،‬ولما كان كل واحد من الولاية والبراءة‬ ‫على أقسام شرع في بيان أقسام كل منهما فقال ‪:‬‬ ‫لانة تاى على تمام‬ ‫والكل من ذين على أقسام‬ ‫بها كتاب أو رسول حققا‬ ‫حقيقة وهي التي قد نطقا‬ ‫نالنها عقيدة الإنسان‬ ‫والحكم بالظاهر فهو الغاني‬ ‫ينقسم كل واحد من الولاية والبراءة إلى ثلاثة أقسام ‪:‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫ولاية الحقيقة ز وبراءة‬ ‫ولا يتأدى كل منهما الا من أحد طريقتين ‪:‬‬ ‫الطريق الأول ‪ :‬هو أن يرد كتاب من كتب لله بسعادة امرىء أو شقاوته © وهو أنواع ‪:‬‬ ‫النو ع الأول ‪ :‬أن يصرح الكتاب بابإسم السعيد وإسم الشقي ‪ 0‬مثال ذلك في‬ ‫جانب الولاية التصريح بأسماء الأنبياء كادم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد‬ ‫البراءة كابليس وفرعون وهامان وقارون ‪.‬‬ ‫ومثاله في جانب‬ ‫ء‪.‬‬ ‫النو ع الثاني ‪ :‬من كني عنهم دون تصريح بأ سمائهم ‪ 3‬فمثال ذلك في جانب الولاية‬ ‫أم موسى ‪ ،‬ومثاله في جانب البراءة أبو هب ‪.‬‬ ‫النوع الثالث ‪ :‬ما جيء به منكرا لم يصرح فيه بإسمه ولا بكنيته } مثال ذلك من‬ ‫وجاء من أقصى المدينة‬ ‫جانب الولاية مؤمن من ال فرعون ‪ ،‬وكالذي في قوله تعالى‬ ‫رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين الاية ‪ 2‬ومثاله في جانب البراءة قوله تعالى لوكان‬ ‫‏‪ ١٢١٧‬س‬ ‫ي المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون وقوله تعالى فإفنادوا صاحبهم‬ ‫فتعاطى فعقر ه‬ ‫الطريق الثاني ‪ :‬من طريقى الحقيقة في الولاية والبراءة ‪ :‬هو أن يقول رسول‬ ‫من رسل الله ان فلانا من أهل الجنة ‪ ،‬أو من أهل النار ‪ 3‬لا إذا قال إن فلانا رجل‬ ‫صالح © ولا إنه فاسق ©و إذا دعا له أو عليه فانه لا يكون بهذا القول متولى أو‬ ‫محتملا‬ ‫و ما كان‬ ‫ئ‬ ‫الظاهر و بالحقيقة‬ ‫بحكم‬ ‫ويتبرى‬ ‫يتولى‬ ‫{ لأنه ‪:‬‬ ‫بالحقيقة‬ ‫متبرى‬ ‫للظاهر وللحقيقة فلا يقطع به من الحقيقة ‪ 0‬أما قو له ‪ :‬ان فلانا من أهل الجنة أو‬ ‫الظاهر إن‬ ‫حسب‬ ‫نقول‬ ‫لنا أن‬ ‫جاز‬ ‫فانه وإن‬ ‫يحتمل إلا الحقيقة‬ ‫النار فلا‬ ‫أهل‬ ‫مزن‬ ‫فلانا من أهل الجنة لمن علمنا منه خيرا ‪ 5‬وإن فلانا من أهل النار لمن علمنا منه ضد‬ ‫ذلك فإن هذا القول منا مجاز عبرنا به عنفعل ما يؤدي إلى ذلك ‪ ،‬والقرينة أحوالنا‬ ‫‪ .‬وهو‬ ‫القول‬ ‫هذا‬ ‫نرد حقيقة‬ ‫و العلم با ت‬ ‫م نطلع على الغيوب‬ ‫العلم [‬ ‫‪ ::‬من اطلع علىكثير من المغيبات ‪ ،‬فإذا صدر منه مثل هذا الكلام قطع بأن‬ ‫المراد منه حقيقته إلا بدليل يصرفه عنها ؤ ولانه عة لو لم يرد بهذا الكلام حقيقته‬ ‫ف‬ ‫والكذب‬ ‫الظاهر \‬ ‫حسب‬ ‫الكلام كذبا‬ ‫قرينة المجاز لكان هذا‬ ‫مع امكا نها وعدم‬ ‫يفهم الكل‬ ‫» لكنه تلبيس على السامع بحيث‬ ‫سلمنا أزه ليس بكذب‬ ‫ن‪ ,‬مستحيل‬ ‫حقه‬ ‫‪.‬‬ ‫أيضا‬ ‫مستحيل‬ ‫_‬ ‫السلام‬ ‫عليهم‬ ‫الأنبياء _‬ ‫حق‬ ‫‏‪٥‬والتلبيس ف‬ ‫مر اده ئ‬ ‫خلاف‬ ‫مند‬ ‫حكم ما صرح بإسمه في هذين‬ ‫وأنواع هذا الطريق هي أنواع ‪ :‬الطريق الأول‬ ‫الطر يقين أن يعتقد فيه بإسمه ما اقتضاه النص فيه ‪ 3‬وكذا حكم من صرح بكنيته ‪8‬‬ ‫فانا نعتقد في صاحب تلك الكنية ما اقتضاه النص فيه © وحكم ما جاء من ذلك‬ ‫مبهما منكر أن نعتقد فيه مقتضى لنص بحسب تلك الصفة ا لتي نعت بها } و لا نصر ح‬ ‫بإسمه ولا بكنيته في الاعتقاد حتى ينقل لنا التواتر أن هذا المذكور في هذا النص‬ ‫يلزمنا القطع به وقصده‬ ‫} فإذا‬ ‫بإسمه أو بكنيته ‪ .‬أو تجتمع الأمة على ذلك‬ ‫هو فلان‬ ‫واعلم أن هذا الطريقلا يتأ دى مقتضاه ‪ ،‬ولا يصح الحكم به إلا من أحد أمرين ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪:‬المشاهدة للرسول الناطق بهذا الكلام ‪ 3‬وشرطوا فيه أن ينظر شفتيه عند‬ ‫النطق به ث كل ذلك دفعا للإحتال ‪3‬فارنه متى ما لم ينظره كذلك احتمل أن يكون‬ ‫‏‪ ١١٨‬س‬ ‫الناطق بذلك غير الرسول عليك ‪ 7‬والحقيقة حكم قطعي لا ينبني على الاحتال‬ ‫‪.‬‬ ‫عندهم ‪.‬‬ ‫وثانيهما ‪ :‬الشهرة القاضية بصدور ذلك الحديث من ذلك ‪.‬الرسول © وكانهم‬ ‫أرادوا بهذه الشهرة التواتر فانه هو الذي يقطع بصدقه ويحتمل أنهم أرادوا ما يعم‬ ‫التواتر والمستفيض المتلقى بالقبول ‪ ،‬فان المتلقي بالقبول بين الأمة مقطوع بصدقة ‪.‬‬ ‫فلا معنى لما قاله الشيخ ناصر بن أل نبهان من أن الشهرة لا توجب ولاية الحقيقة }‬ ‫وقد انفرد بهذا القول من بين سائر الاصحاب ‪.‬‬ ‫هذا وأما شهادة العدلين فإنها لا توجب الحقيقة في الولاية والبراءة ‪ 5‬لأنه لا‬ ‫يصح القطع بصدق مقالهما } نعم يصير من شهدوا فيه بأن البي ع قال فيه كذا‬ ‫مما يوجب الحقيقة يصير متولي بالظاهر أو متبري منه بالظاهر حتى يعلم منه حدث‬ ‫يخالف ما شهدوا به فيحكم عليه وله بمقتضى حدثه ‪.‬‬ ‫القسم الثاني‬ ‫الولاية بحكم الظاهر والبراءة بحكم الظاهر‬ ‫ولهما طرق وصفات نذكرها في الباب الآتي إن شاء الله ‪.‬‬ ‫القسم النالث‬ ‫الجملة‬ ‫ولاية الجملة وبراءة‬ ‫وصفتهما أن يعتقد المكلف أنه يتولى المؤمنين من الأولين والآخرين إلى يوم الدين ‪.‬‬ ‫وأنه‪ .‬يير من الفاسقين من الأولين والآخرين إلى يوم الدين } وهذا القسم هو‪ .‬الذي‬ ‫عبر عنه الناظم بعقيدة الإنسان ‪ .‬وسبب تعبيره عنه بذلك هو أن هذا القسم يجب على‬ ‫مع توحيده {} فلا يعذر أحد بعل قيام الحجة به إلا إذا اعتقده‬ ‫كل مكلف أن يعتقده‬ ‫كذلك ‪ ،‬أما ولاية الحقيقة وبراءتها وولاية الحكم بالظاهر وبراءته فلا يلزمان كل أحد ‪.‬‬ ‫نيملازمان من بلغه علم الحقيقة بأحد الطرق المتقدم ذكرها © والتكليف بحكم الظاهر‬ ‫من احد الطرق الاتي بيانها ‪ 3‬فالاقسام ستة حاصلة من ضرب إثنين في ثلاثة ‪ .‬وهي‬ ‫ولاية الحقيقة وبراءة الحقيقة ‪ ،‬وولاية الظاهر وبراءة الظاهر { وولاية الجملة وبراءة الجملة ‪.‬‬ ‫‪_ ١٢٩‬‬ ‫الباب الثاني‬ ‫بحكم ‏‪ ١‬لظاهر‬ ‫‏‪ ١‬لولاية والبراءة‬ ‫وجوب‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫بواحد من أربع تعتة‬ ‫براءة الظاهر حكما تجب‬ ‫عدلين أو حق أق بشهرة‬ ‫عيان أو إقرار أر شهادة‬ ‫بالنلانة‬ ‫الوجوب‬ ‫وإنما‬ ‫واسشن الاقرار لدى الولاية‬ ‫لكل من الولاية والبراءة موجبات { فأما موجبات الولاية فهي الموافقة في‬ ‫القول والعمل ‪ ،‬وأما موجبات البزاءة فهي المخالفة في القول والعمل أو في أحدهما ‪8‬‬ ‫فتت دى‬ ‫البراءة‬ ‫تتأدى منها ‏‪ ٨‬فا ما موجبات‬ ‫طرق‬ ‫الملوجبات‬ ‫هذه‬ ‫ولكل واحد من‬ ‫‪.:‬‬ ‫طرق‬ ‫أحد أر بعة‬ ‫من‬ ‫الطريق الأول _ العيان ‪:‬أي المعاينة للمعصية مانلعاصي بمعنى المشاهدة‬ ‫} غير أن انعبارة‬ ‫لها ا وعبر بعضهم عن هذا الطريق بالخبرة ئ وكلتا العبارتين سائغة‬ ‫الخبرة‬ ‫لصدف‬ ‫الطر ق‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫طريق‬ ‫تحتها كل‬ ‫فيدخل‬ ‫ئ‬ ‫للعموم‬ ‫محتملة‬ ‫الأخيرة‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا المقام أول‬ ‫فالتعبير بها ف‬ ‫عليه ‪ 3‬والعبارة الأرل أخص‬ ‫الطريق الثاني _ الإقرار ‪ :‬وهو أن يقر العاصى بمعصيته إقرارا مجوبا للجراءة‬ ‫منه © لا لكونه مستعظما ذنبه ؛ نادمأ على تفريطه ‪ .‬سائلا عما يلزمه في فعله ‪.‬‬ ‫نإن هذا ليس من ذلك القبيل ‪.‬‬ ‫الطريق الثالث _ شهادة العدلين ‪ :‬كانا عالمين أو ضعيفين " وسيأتي ما على‬ ‫كلا الفريقين عند قول الناظم (لكن على العدول ‪ ..‬الح) ‪.‬‬ ‫بكر‬ ‫أي‬ ‫من‬ ‫الشيع بالبراءة‬ ‫ة‬ ‫القاضية الحقة لا كشهر‬ ‫الشهرة‬ ‫الطريق الرابع‬ ‫رضي الله عنهما _ فانها وإن كانت قاضية عندهم فليست محقة © بل‬ ‫الحقة هي‬ ‫والشهرة‬ ‫‪5‬‬ ‫الله شاهر‬ ‫بطلانها بحمد الله ظاهر ‘ والدافع لهما من فضل‬ ‫الله تعال‬ ‫رضي‬ ‫سعيل‬ ‫أن‬ ‫الامام‬ ‫من جواب‬ ‫و كان‬ ‫‏‪٨١8‬‬ ‫حن‬ ‫عن‬ ‫أصلها‬ ‫الخارج‬ ‫‪. ١٢٣٠‬‬ ‫عنه _ وقد سئل عنها فقيل له ‪:‬وما معنى الشهرة التي تجب بها الولاية والبراءة }‬ ‫بأن قال معي إنها تكون على معان كثيرة في وجوه كثيرة ‪ 3‬ومبلغ ثبوتها ووجوبها‬ ‫وورود علمها على الممتحن فيها من المبتلى بها من تظاهر صحة الأخبار على غير‬ ‫تناكر من أهلها الذين تقوم بهم الحجة فيها } ولو كثر التناكر والإختلاف من غير‬ ‫أهلها على سبيل الدعاوى وإنكار اليقين فيها © فإذا ثبت العلم بغير ارتياب ممن‬ ‫علمها فيها وفي وجوبها ‪ .‬وعلمها عندي (انتهى) ‪.‬‬ ‫الولاية فتتأدى من أحد ثلاث طرق مجتمع عليها ‪ 0‬وطريق‬ ‫وأما موجوبات‬ ‫رابع مختلف فيه ‪ ،‬وسيأتي بعد إنشاء الله ‪ 3‬فأما الطرق المجتمع عليها فهي العيان‬ ‫بالتفسير المتقدم © وشهادة العدلين فما فوق © والشهرة الحقة ‪ 0‬وهذا هو معنى قوله‬ ‫رواستخن الاقرار ‪ ..‬الح) أي استثن من الطرق التي تتأدى بها موجبات البراءة في‬ ‫موجبات الولاية _الاقرار _ فانه لا يوجبها ما لم يكن ثمة موجب اخر ‪ ،‬وقوله ‪:‬‬ ‫بواحد متعلق بقوله تجب ‪ ،‬وقوله ‪(:‬من أربع) متعلق بواحد ‪ ،‬وجملة تعتقب نعت‬ ‫الأربع ‘ وتعتقب بالبناء للمفعول © أي يؤتى بها لي عقب هذا الكلام ‪ 6‬وعيان ‪:‬بدل‬ ‫تفضيل من أربع وما بعده عطف عليه ‪.‬‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫بلا عناية‬ ‫عدل‬ ‫من واحد‬ ‫والحلف في رفيعة الولاية‬ ‫وقيل لا لزوم ثم يعلم‬ ‫وإن تكن عينه فالزم‬ ‫هاولطريق الرابع من الطرق التي تتأدى بها موجبات الولاية ‪ 7‬وهاولطريق‬ ‫اغلق فيه ء وهو رفيعةالعالم الواحد بما يوجب الولاية لممععيينن ‪ 0‬فذهب بعض إلى أنه‬ ‫حجة له وعليه ‪ 5‬وحملوه على معنى الشهادة في حقوق الله ‪ .‬كصوم رمضان ‪ ،‬وكطهارة‬ ‫الثياب من النجاسات } فان العدل في كل ذلك حجة } وذهب قوم إلى أن رفيعة العالم‬ ‫العدل غير موجبة للولاية حتى يكونا عدلين } فالو جوب حينئذ متحتم كالشهادة في‬ ‫الحقوق } وذهب قوم إلى التفصيل على انه إن سأل هذا العدل عن ولاية معين وجبت‬ ‫ولايته على السائل ؤ وإن لم يسأل عنها كأن ينطق بها إبتداء فلا وجوب قياسا على‬ ‫للعدل إذا سأل عن عدالة معين و جب قبول قوله في التعديل وإن لم يسأل فلا وجوب ؤ‬ ‫وهذا معنى قول الناظم روإن تكن عنيته فالزم) فالعناية هنا القصد عبر بها عن السؤال‬ ‫ملازمتها له ء وذهب اخرون الى التخيير في رفيعة العالم العدل للولاية ‪ 5‬أي إن شاء‬ ‫المرفوع له قبلها ‪ 2‬فتولى وإن شاء تركها ‪ 0‬من غير تكذيب للرافع ‪ 3‬وهو معنى‬ ‫(وقيل لا لزوم ‪.‬ا‪.‬لح) فيدخل تحت هذا التأصيل رفيعةالأعمى ل ‪ 3‬فقد قيل فيها‬ ‫أيضا بإختلاف ) ورفيعة ة المرأة اولعبد } ففي رفيعةة كل واحد من هؤلاء للولاية إختلاف‬ ‫صرح به الأثر الصحيح بشرط أن يكون كل واحد من الرافعين عالما بالولاية والبراءة ‪.‬‬ ‫ليعلما‬ ‫به‬ ‫جاءوا‬ ‫ما‬ ‫تفصيل‬ ‫العلما‬ ‫ليس‬ ‫على العدول‬ ‫لكن‬ ‫الاستدراك من قوله (أو شهادة عدلين) في الأبيات المتقدمة ‪ .‬أي ينقسم الرافعون‬ ‫للولاية والبراءة إلى قسمين (ضعفاء وعلماء) } فاما الضعفاء فعليهم تفصيل ما رفعوا‬ ‫من الولاية والبراءة } فإذا قالوا ‪ :‬ان فلانا ولي أو عدو مستوجب للبراءة } فانه لا يجوز‬ ‫لك أن تتولى أو تتبرى بقولهم هذا حتى يفصلوا أي يبينوا الأعمال التي أستوجب بها‬ ‫هذا المعين الولاية أو البراءة فتنظر أنت يها إن كانت موجبة لهما } وعلة ذلك المنع‬ ‫ان الضعيف لا يعرف الامور التي توجب الولاية ولا الامور التي توجب البراءة © وقيل‬ ‫يقبل قولهم من غير تفصيل ‪ ،‬والعلة فيه ثقتهم وعدالتهم ‪ ،‬على أنهم لا يقولون بشيء‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫غير معلوم عندهم ‪ .‬حكاه الشيخ ناصر بن أن نبهان © وأما العلماء وهم العالمون با أصول‬ ‫الولاية والبراءة وأحكامهما فليس عليهم تفصيل أي تبيين فيما رفعوا من ولاية أو براءة‬ ‫بل يجب قبول قولهم ولو مجملا ‪ ،‬اللهم إلا أن يكون هؤلاء العلماء رفعوا البراءة من‬ ‫رجل عند وليه على غير وجه الشهادة عليه بها فإنهم يكونون بذلك مبطلين عنده ‪.‬‬ ‫خلوعين بتلك الرفيعة حتى يتوبوا أو ياتوا بشاهدي عدل على تصديق ما قالوه © أو‬ ‫أربعة شهود في الزنا ى ويستثنى من هذا المقام ما إذا كان المتولى مشاهدا لحدث وليه‬ ‫فلم يعرف الحكم فيه } فقال العالم إن هذا الحدث مكفر ‪ ،‬وأن صاحب هذا الحدث‬ ‫كافر ‪ 2‬وإن فلانا كافر بحدثه كذا وكذا ث فكل هذا من العالم فتوى تقوم به الحجة‬ ‫على المتولي _ بكسر اللام _ على ترك ولاية المتولى _ بفتحها _ أو يتوب من حدثه‬ ‫ذلك } فإن برىء العالم من ولي هذا المتولى بالحدث الذي شاهده منه من غير تبين‬ ‫ولا فتوى & فلا يجوز لأحد ولا يلزمه أن يبرأ ببراءة العالم منه } ولا يجوز للمتولى أن‬ ‫يبرا من العالم بسبب براءته من وليه بحدثه الذي علمه منه © فإن قيل ما الفرق بين‬ ‫الحالتين ؟ فقد ألزمتموه بوجوب البراءة من وليه في الحالة الاولى ولم تجوزوها له في‬ ‫الحالة الثانية } فالجواب أن العالم في الحالة الأولى مفتي والحجة قائمة من فتواه ‪ ،‬وفي‬ ‫الحالة الثانية حاكم ‪ ،‬ولا يجوز لأحد أن يحكم بحكم الحاكم حتى يعلم الحكم في ذلك‬ ‫الشيء } كعلم الحاكم فيه ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫فصل في أحوال الولى بالظاهر‬ ‫على الورى سريرة براءته‬ ‫وفي ولي وجبت ولايته‬ ‫بها جهارا للبراءة استحق‬ ‫إن وجبت عليك والذي نطق‬ ‫بخسه‬ ‫فهالك وهو حر‬ ‫ومن يح براءة من نفسه‬ ‫الأولياء حكم الظاهر على صنفين ‪ ،‬فصنف تجب هم ولاية على العموم من أهل‬ ‫عابى الخصوص‬ ‫وإنما تب‬ ‫العموم‬ ‫ضم ولاية على‬ ‫لا تجب‬ ‫ئ وصنف‬ ‫الدار‬ ‫منم‬ ‫ثمن عرف‬ ‫الموافقة "‪ .‬وسيأتى بيان الحكم فيهم‬ ‫‪_ ١٢٢٣‬‬ ‫فأما أهل الصنف الأول فلا يجوز لأحد البراءة منهم جهرا وان أتوا ما يستو جبون‬ ‫به البراعة في حكم الظاهر إذا لم يشتهر منهم ذلك ‪ 3‬وإنما على من علم منهم ذلك الحدث }‬ ‫أن يبرأ منهم سرا ‪ ،‬ولا يجوز له أن يظهر البراءة منهم مع أحد من الناس إلا مع من‬ ‫وأشار‬ ‫عليك)‬ ‫علم كعلمه فهم ‪ .‬وهذا معنى قول الناظم (سريرة براءته إن وجبت‬ ‫بقوله (والذي نطق بها ‪ ..‬ألح( الى حكم مأنظهر البراءة من أهل هذا الصنف عند‬ ‫للممه فيهم ‪ ،‬فحكم ذلك أنه مستحق للبراءة منه ممن سمع منه ذلك القول‬ ‫ع يع‬‫ك لم‬‫من‬ ‫لاه في حكم الظاهر قاذف لوليه ‪ 3‬والقاذف للولي مستحق للبراءة وإن كان هو في‬ ‫السريرة صادقا ‪ ،‬لأنه لا يحل له أن يخالف الحكم الظاهر & وليس له أن يأتي بفعل يبيح‬ ‫به من نفسه البراءة لأحد مانلناس ‪ ،‬ومن أتى بفعل يبيح به من نفسه البراءة فهو هالك‬ ‫ني الاخرة مالم يتب من ذلك الفعل ‪ ،‬وسبب هلاكه أنه قد خالف ما أمر الله به من‬ ‫وجوب تجنب المضلات في الظاهر } ومن خالف ماأوجب الله عليه فهو هالك ‪ ،‬ومعنى‬ ‫(حر) بتخفيف الياء للوزن حقيق بتلك الخسة التي أنزل نفسه فيها ‪.‬‬ ‫ولاية لهم على الكل أعلم‬ ‫وإن يكن من الألى لم تلزم‬ ‫ولاية والبعض من ذا يحتمي‬ ‫فبعضهم رخص ما لم تعلم‬ ‫هذا هو الصنف الثاني من صنفي الأولياء بحكم الظاهر } وهم الذين لم تجب لهم‬ ‫والعمل ئ‬ ‫الدين بالقول‬ ‫ممن علم منهم الموافقة ف‬ ‫و لاية على الكل © لكن على الخصوص‬ ‫فإذا علم أحد من أهل هذا الصنف ما يستوجبون به البراءة فقد اختلف في جواز إظهار‬ ‫البراءة م ‪.‬نهم‬ ‫إظهار‬ ‫ف‬ ‫وسع‬ ‫فبعضهم‬ ‫©‬ ‫عنده‬ ‫لهم ولاية‬ ‫تعلم‬ ‫ل‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫منهم عند‬ ‫البراءة‬ ‫"‘‬ ‫عند من ‪ :1‬يعلم منه أنه يتولاهم ‪ 6‬لأن الأصل عدم نبوت ولايتهم على أحد من‬ ‫وبعضهم منع من إظهار البراءة منهم مخافة أن يصادف من يتولاهم ‪،‬فيكون المتبري‬ ‫لهم ‪.‬‬ ‫المتولي‬ ‫ذلك‬ ‫عنل‬ ‫البراءة‬ ‫نفسه‬ ‫من‬ ‫منهم مبيحا‬ ‫وأقول إن هذا الإحتال مع قربه لا يفيد المنع مإعظهار البراعة منهم ولا‬ ‫لأزه إذا‬ ‫البراءة‬ ‫من نفسه‬ ‫ل يعلم أنه يتو لاهم ح‬ ‫من‬ ‫المترىء منهم عند‬ ‫يكون‬ ‫و سعه أن يتبرأ مهم وإن على قول لبعض المسلمين فليس للمتولى لهم ان يبرأ من‬ ‫هذا المتبررى منهم الأخذ بقول من أقوال المسلمين ا نعم إن أخبره بأ ن ذلك ‪7‬‬ ‫‏‪_ ١٢٣٤‬‬ ‫يتبرأ منه ولي له ‪ 5‬فعلى هذا أن يكف عن البراءة منه عنده ‪ 3‬فان أصر عليها بعد ذلك ©‬ ‫كان حينئذ مبيحا من نفسه البراءة عند من يتولاه ء ووجه ذلك أن من يعي ولاية‬ ‫في دعواه ما ل ينزل من يدعي هو ولايته منزلة من تجب‬ ‫أحد من الناس فهو مصدق‬ ‫البراءة منه بالشهرة أو تقوم عليه البينة بحدثه المكفر } والله أعلم ‪.‬‬ ‫قد جهرا‬ ‫إن بكفره‬ ‫لا بأس‬ ‫مشتهرا‬ ‫كفرانه‬ ‫يكن‬ ‫المراد ب (الكفران) الفعل الموجب للبراءة ث والمراد بالكفر ما يشتمل النفاق‬ ‫والشرك © والمعنى ‪:‬إذا كان‪-‬الفعل الموجب لبراءة مشتهرا بين الخاص والعام فلا بأس‬ ‫على أحد بإظهار البراءة منه ‪ 5‬لأنه قد نزل في منزلة لا يصح لأحد أن يتولاه عليها‬ ‫ولو كان في الأصل قبل الحدث همن تجب على الخلق ولايته ‪ 5‬أو ممن تمكن ولايته لأحد‬ ‫مانلناس دون غيره ‪ ،‬والمدعي لولايته بعد شهرة حدثه غير مسموع |} فلا حجة له‬ ‫عالىلمتبرى منه ولا حرمة لذلك المتبرى منه لقوله إ ‪(:‬ما لكم وللمنافق ‪ 3‬قولوا‬ ‫فيه ما فيه) } ولقوله رف‪:( :‬أذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره) ‪ 2‬وأشار بقوله‬ ‫زلا بأس ‪ ..‬ألح) إلى ان إظهار كفر من إشتهر كفره جائز لا واجب ‪ ،‬فالأمر في الحديثين‬ ‫إنما هو للاباحة لا للوجوب أ والله اعلم ‪.‬‬ ‫بكفره إن لم يتب عما فعل‬ ‫ولي لك قل‬ ‫ومتبر من‬ ‫أي إذا كان لك ولي فبرىء منه متبر فعليك أن تبرأ منه بعد أن تستتيبه فلم يتب |‬ ‫قال الشيخ ناصر بن أبي نبهان ‪ :‬إذا قذف وليك قاذف اسثتبه } فاإن إمتنع فنبهه بوجوب‬ ‫التوبة عليه ؤ فان إمتنع فحينئذ عليك أن تبرأ منه ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬والاستتابة قبل البراءة مستحسنة } وفي وجوبها إختلاف من الفقهاء كا سيأتى‬ ‫إن شاء الله تعالى في الباب الرابع من هذا الركن ‪.‬‬ ‫‪_ ١٣٢٥١‬‬ ‫غذرا له إن لم تجد عنه قف‬ ‫ولي ولي ترك الفرض اقتفى‬ ‫ولتبر إن لم يرجعن عما عمل‬ ‫ثم استبه إن يكن منك قبل‬ ‫أي إذا أحدث الولي حدثا فلا يخلو ذلك الحدث من أحد أمرين‪ :‬أما أن يكون‪.‬‬ ‫فيه حق لله جل فقط ‪ ،‬أو لله وللعباد معأ ‪ 8‬وسيأتى بيان الأمر الثاني _ إن شاء الله تعالى‬ ‫_ فإن أحدث حدثا فيه الحق لله وحده كترك فريضة من صلاة أو صيام أو نحو ذلك‬ ‫فاقتنفى ‪ :‬أي اتبع العذر له في ذلك ‪ ،‬فإذا احتمل له وجه عذر من نسيان ونحوه فهو‬ ‫على احتاله حتى يصح بطلانه ‪ 5‬ولا يجوز لك أن تبرأ منه على هذا } فإذا انقطع العذر‬ ‫وارتفع الإحتال فالختار أن تستتيبه فرن تاب رجع إلى ولايته وإن امتنع فعليك ان‬ ‫تبرأ منه ولا جوز لك التمسك بولايته ‪ 7‬ولا الوقوف عنه في هذه الحالة ‪.‬‬ ‫حق وللعباد كالقتل انتبه‬ ‫لله به‬ ‫وان أتى الولي ما‬ ‫ضعف‬ ‫منه‬ ‫البراءة‬ ‫وفي‬ ‫عنه‬ ‫يقف‬ ‫مهم‬ ‫والبعض‬ ‫توله‬ ‫ي أصله وعارض الحل يرى‬ ‫كذاك إن أتى بفعل حجرا‬ ‫حقا وباطلا وإلا حيث حل‬ ‫هذا إذا ما كان فعله احتمل‬ ‫أي إذا أحدث الولي حدثا يكون الحق فيه له وللعباد ‪ 3‬كقتل النفس ونحوه ‪ 3‬فلك‬ ‫فيه ثلاث طرق إذا لم يصح عندك ان فعله ذلك حق أو يصح انه باطل ‪ ،‬فإن صح‬ ‫حقه فليس إلا الولاية ‪ 0‬وإن صح باطله فليس إلا البراءة ‪ .‬وهذا معنى قول الناظم‬ ‫(هذا إذا ما كان ‪ ..‬البيت الى اخره) ‪ ،‬ومعنى قوله ‪ :‬روإلا حيث حل) أي وإن لم‬ ‫محتمل حقه وباطله فأنزله حيث نزل من حقأو باطل ‪ ،‬أما قوله ركذا إذا أتى ‪ ..‬أح)‬ ‫ففيه الإشارة إلى حكم الولي ان أتى فعلا محجورا في الأصل لكن يصح أن تكون الإباحة‬ ‫فيه عارضة ‪ ،‬فأشار الى أن حكم الولي عند هذه الحالة كحكمه فيما إذا أتى بفعل فيه‬ ‫لله حق ولعباده حق أيضا ‪ :‬أي فلك فيه الطرق النلاث ‪ ،‬فمئاله ما كان أصله محجورا ©‬ ‫والإباحة فيه ممكنة لعارض ‪ ،‬هو أن ترى وليك يأكل لحما من يد مجوسي فان اللحم‬ ‫من يده حرام في الأصل لمن ل يعلم أن المذكي لذلك اللحم ممن تجوز ذكاته } والإباحة‬ ‫‪_ ١٢٣٦‬‬ ‫فيه ممكنة لإحتال أن يكون الذابح هو غير المجوسي ‪ ،‬فمن هنا صح في هذا الموضع‬ ‫الطرق الثلاث ‪:‬‬ ‫رضي‬ ‫الطريق الأول ‪ :‬بقاؤه على حالته الأولى من الولاية ث وعليه الإمام أبوعلي‬ ‫وصححه الامام أبو سعيد _ رضي الله تعالى عنه _ في الاستقامة }‬ ‫الله تعالى عنه‬ ‫وذلك أن ولايته وقعت بيقين ‪ ،‬ولا يزيل اليقين إلا يقين مثله ‪.‬‬ ‫الطريق الناني ‪ :‬الوقوف عنه بالرأي لما دخل فيه من الاشكال مخافة أن تتولى محدثا ‪5‬‬ ‫قال الإمام أبوسعيد _ رضي الله تعالى عنه _ وهو أسلم يعني أن الوقوف أسلم ‪:‬‬ ‫أي أقرب إلى السلامة ‪.‬‬ ‫الطريق الثالث ‪:‬البراءة منه © على أنه أتى محجورا في حكم الظاهر حتى يصح‬ ‫أنه أتاه على وجه من وجوه الحق ‪ ،‬وعليه الإمام موسى بن أبي جابر ‏‪ ٤‬حيث قال ‪:‬‬ ‫أتولى المقتول وابرأ مانلقاتل ‪ ،‬وقد ضعف هذا الطريق جدأ الامام أبو سعيد في الاستقامة‬ ‫يراجعه من أراد الو قو ف عليه ‪ 3‬فإذا ادعى هذا القاتل على ذلك المقتول بعد قتله دعوى‬ ‫يصح بها تحليل دم المقتول كأن يقول ‪ :‬انه إرتد عن الإسلام ‪ ،‬أو جاءه ليقتله فسبقه‬ ‫أو أدركه على امرأته فقتله } ونحو ذلك {© فإن كان المقتول وليا ففي كل هذا يكون‬ ‫القاتل قاذفا مخلوعا عن حكم الإسلام حتى يأتي بشاهدي عدل تصديقا لمقالته في غير‬ ‫الزنا ‪ 5‬وبأربعة شهود في الزنا } وإن كان المقتول غير ولي فلا بأس على من قال فيه‬ ‫شيئا من ذلك ‪ ،‬إلا إذا رماه بالزنا فإن القاذف بالزنا مخلو ع شرعا سواء كان المقذوف‬ ‫وليا أو غير ولي حتى يحضر الشهود على ذلك ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫يوجب كفر واحد فانهما‬ ‫وفي ولين تخالفا با‬ ‫وقوف رأي ان يكونا في ضعف‬ ‫تول بالرأي وان شئت فقف‬ ‫ولاية الحق فيما نعلم‬ ‫يكونا عالين تلزم‬ ‫وقيل من لم يتوله عذر‬ ‫وأوجبن براءة من المصر‬ ‫إذا اختلف الختلفان في الدين فلا يجوز أن يكون كلاهما محقين & ويجوز أن يكون‬ ‫كلاهما مبطلين } وأن يكون أحدهما محقا والاخر مبطلا } فإذا وقع ذلك في حضرتك‬ ‫‪١٢٣٢٧‬‬ ‫أو بلفك علمه من حيث لا تشك فيه ‪ ،‬فلا يخلو هذان المختلفان من أحد أمرين ‪ :‬إما‬ ‫أن يكونا غير ولين لك فيما تقدم فأنت في سلامة من أمرهما اللهم إلا أن يكون امحق‬ ‫منهما عالما فيقيم الحجة عليك ببطلان من خالفه فحينئذ يلزمك أن تبرأ من المبطل على‬ ‫المذهب الختار » أو يكون الحدث في الجملة فلا يسعك الجهل بضلال المضل & أو يكون‬ ‫الحدث في شيء من تفسيرها فأنت على ما تقدم من الإختلاف ‪ ،‬وإن كانا وليين لك‬ ‫فيما تقدم فلا يخلوان من أحد أربعة أمور ‪ :‬إما أن يكونا ضعيفين معا ‪ ،‬أو عالمين معا ©‬ ‫أو امحق عالما والمبطل ضعيفا ‪ 5‬أو العكس & فان كانا ضعيفين معا فلك في أمرهما‬ ‫طريقان ‪:‬‬ ‫الطريق الأول ‪ :‬تنزيلهما من ولاية الدين إلى ولاية الرأي ‪.‬‬ ‫الطريق الفالي ‪ :‬أن تقف عنهما وقوف رأي ‪ ،‬ومعنى وقوف الرأي أن تعتقد أنك‬ ‫واقف عنهما ‪ ،‬لما عرض لك من الأمر المشكل ‪ ،‬بحيث لا يجوز أن يكونا فيه كلاهما‬ ‫محقين ؤ وتعتقد مع ذلك أنك تتولى امحق منهما ‪ ،‬وتبرأ من المبظل فينبني على ما ذكرنا‬ ‫أنك إذا تولينهما برأي يجوز لك أن تدعو لهما ‪ 0‬كا كان للولي بشريطة ‪ ،‬وإذا وقفت‬ ‫عنهما بالرأي لا يجوز لك أن تدعو لهما بما يستحقه الولي حتى يتبين لك المحق منهما‬ ‫فتواليه ‪ 5‬والمبطل فتعاديه ‪ 3‬وإن كان كلاهما عالمين فلا يجوز لك إلا أن‪.‬تتولى امحق منهما‬ ‫على ما كان عليه من ولاية الدين © وتبرأ من المبطل بدين } وهذه إحدى طريقتين فيه »‬ ‫والطريقة الثانية لا تلزمك البراءة من المبطل منهما إذا لم يتبين لك ضلاله © بل يجوز‬ ‫لك أن تتولاه برأي © وأن تقف عنه برأي ث وهذه الطريقة موقوفة على شرطين ‪8‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬أن لا تجمع المختلفين في ولاية الدين ‪ ،‬وثانيهما أن لا تبرأ من المحق منهما لأجل‬ ‫قوله بالحق وأن لا تقف عنه برأي ولا دين ‪ 3‬وإن كان امحق عالما والملبطل ضعيفا فهما‬ ‫بمنزلة أن لو كانا عالمين ‪ ،‬وإن كان المبطل عالما وامحق ضعيفا فهما بمنزلة أن لو كانا‬ ‫ضعيفين } والله أعلم ‪.‬‬ ‫قالوا فذاك هالك كمنله‬ ‫ومن تولى نمحدنا لفعله‬ ‫لا يجوز لأحد أن يتولى محدثا حدثا من الأحداث القبيحة ‪ 0‬على حدثه ذلك & ومن فعل‬ ‫‪١٢١٨‬‬ ‫ذلك فهو هالك كمثل المحدث ‪ ،‬ويطلق عليه مانلتسمية ما يطلق على المحدث ‪ ،‬قال‬ ‫خاتم الرسل‬ ‫زمن‬ ‫ف‬ ‫المخاطبون‬ ‫هؤلاء‬ ‫ر‬ ‫قبل»‬ ‫فلم تقتلون‪ ,‬أنبياء الله من‬ ‫‪21‬‬ ‫تعالى‬ ‫ع ولم يقتلوا نبيا بأيديهم ‪ 3‬وإنما سماهم قتلة لولايتهم آباءهم القاتلين ‪ 9‬وقال تعالى‬ ‫فمن يتولهم منكم فإنه » ‪:‬فقد حكم ربنا تعالى في هذه الاية عالىلمتولي بحكم‬ ‫اللتولى ‏‪ ٤‬فجعلهم سواء في الضلالة } والله أعلم ‪.‬‬ ‫الباب الثالث‬ ‫من الركن الثالث‬ ‫وأقسامه وأحكامه‬ ‫الوقوف‬ ‫ف‬ ‫ضلال‬ ‫على‬ ‫ذك‬ ‫أو‬ ‫أشكال‬ ‫سؤال‬ ‫أو‬ ‫رأي‬ ‫دين‬ ‫وقوف‬ ‫(الوقو ف) اصطلاحا هو الامساك عن الدخول في ولاية أحد بعينه ) وعن الدخول‬ ‫في البراءة منه ‪ .‬فيسمى الممسك عن ذلك واقفا © وأقسامه خمسة (وقوف الدين }‬ ‫ووقوف الرأي } ووقوف السؤال ‪ 3‬ووقوف الإشكال ‪ ،‬ووقوف الشك) ز فهذه خمسة‬ ‫وقوفات كلها جائزة إلا الأخير منها ‪.‬‬ ‫بدأ الناظم بوقوف الدين لكونه أصل الوقوفات ‪ ،‬ولأنه المجتمع عليه © وعلى وجوبه‬ ‫دون الثلاثة التي تليه } فإنه مختلف في ثبوتها وفي وجوبها ‪ 3‬ولتى بوقوف الرأي لكون‬ ‫الرأي جزءا من الدين ‪ ،‬فهو عند من رأى ثبوته واجب ولا يجوز تركه في موضعه‬ ‫عنده } وثلث بوقوف السؤال لكونه أخص مطلقا من وقوف الرأي وملازما له ‪ 5‬فبعض‬ ‫من أوجب وقوف الرأي أوجب وقوف السؤال ‪ ،‬ونفاه اخرون منهم ‪ ،‬وعقبه بوقوف‬ ‫الإشكال لكونه أحص من وقوف الرأي أيضا { ففي بعض صور وقوف الرأي يكون‬ ‫وقوف الإشكال ‪ ،‬وفي بعضها لا يوجد & وختم بوقوف الشك ليتمكن من بيان‬ ‫حكمه ‪ ،‬كا أشار الى ذلك بقوله (أو شك على ضلال) ‪.‬‬ ‫خيرا وشرا منه كيما تقندى‬ ‫فالدين في كل فتى لم تعهد‬ ‫هذا بيان وقوف الدين } وبيان محله ‪ 3‬فأما وقوف الدين فهو الكف عن ولاية‬ ‫‏‪ ١٢٩‬س‬ ‫معين ‪ 3‬وعن البراءة منه كإ تقدم © وأما محله فانه يكون في كل مكلف ل تعلم منه‬ ‫من أعمال الخير ما يوجب الولاية ‪ 7‬ولا من أفعال الشر ما يوجب البراءة © فإن حكم‬ ‫مثل هذا الشخص الوقوف وجوبا ولا يسعك فيه إلا ذلك { لأن القدوم على ولاية‬ ‫المجهول محجور دينا ‪ .‬وكذا الإقدام على البراءة منه ‪ 0‬ومعنى قوله (كيما تقتدى)‬ ‫أي لتقندي بما علمت منه أي لم يتقدم لك فيه خير يوجب الولاية ‪ 3‬ولا علم شر‬ ‫يوجب البراءة فتقتدي بما علمت فيه ©} فما في قوله كيما زائدة } و الله أعلم ‪.‬‬ ‫أمرا عليك حكمه قد أبهما‬ ‫والرأي في الولي ان تسنا‬ ‫فهو حليف الرأي مع من ألزموا‬ ‫وقيل والسؤال مع ذا يلزم‬ ‫ر كو به أمرا‬ ‫ولاية بسبب‬ ‫له عندك‬ ‫عن الذي تقدمت‬ ‫الرأي هو أن تقف‬ ‫وقوف‬ ‫أشكل عليك حكمه واستتر عنك علمه © فلا تدري أهو حق فتواليه عليه ؤ أو باطل‬ ‫فتعاديه عليه ‪ 5‬فإن أصحابنا من أهل المشرق _ رحمهم ا له تعالى _ جؤزوا لك في‬ ‫هذه الحالة الوقوف عن وليك حتى تعلم حكم حدثه } وسموا الوقوف بهذا المعنى وقوف‬ ‫الأري ى وبعض من أجاز ذلك قد أوجب على الواقف أن يسأل عن حكم حدث وليه‬ ‫حتى يخرج عن حيز الإشكال الى مقام البيان ‪ ،‬وسموا الوقوف بالرأي مع اعتقاد السؤال‬ ‫عن حكم الحدث وقوف السؤال ‪ ،‬وهذا معنى قوله (وقيل والسؤال ‪ ..‬البيت) وأما‬ ‫قوله رفهو حليف الرأي) أي فوقوف السؤال ملازم لوقوف الرأي عند الذين قالوا‬ ‫بلزو مه ‪ ،‬أي لا يكون وقوف السؤال عند القائلين به إلا وهو مصاحب لوقوف الرأي ‏‪٦‬‬ ‫فإن كان مع وقوف الرأي اعتقاد السؤال سُمي وقوف سؤال ووقوف رأي ‪ ،‬وإن تجرد‬ ‫وقوف الرأي عن اعتقاد السؤال فيسمى وقوف رأي ليس إلا ‪ 3‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وقرف إشكال إذا لم يعلم‬ ‫وئي وليين تلاعنا احكم‬ ‫أن لا تولي غير من يشك‬ ‫بطلان كل منهما والشك‬ ‫وقوف الإشكال هو الوقوف عن الوليين إذا فعلا فعلاً يوجب كفر أحدهما ‪ ،‬وذلك‬ ‫‪_ ١٤٠‬‬ ‫مثل أن يلعن بعضهما بعضا أو يبرأ بعضهما من بعض و لم يعلم أيهما البطل © وأيهما‬ ‫المحق في ذلك } فان الواجب على من يتولاهما إذا سمع منهما ذلك أن يقف عنهما هذا‬ ‫الإشكال الذي هما فيه } فإنه لابد من بطلان أحدهما } فإذا تولاهما معا كان ولاشك‬ ‫واقعا في ولاية مبطل ‪ ،‬وإذا تبرأ منهما معا خيف عليه الوقوع في البراعة من امحق ©‬ ‫هذا على قول من أثبت وقوف الإشكال من أصحابنا وهم المشارقة _ رحمهم الله تعالى‬ ‫ومن أوجب اعتقاد السؤال عند وقوف الرأي أو جبه هاهنا أيضا ‘ لكن لا على معنى‬ ‫عما وقع فيه من الحال ‪ ،‬فإذا عرفت هذا كله فاعلم أن وقوف الإشكال أخص مطلقا‬ ‫من وقوف الرأي } فإن وقوف الرأي يصدق على الوقوف عن الوليين إذا أحدثا حدثا‬ ‫لا يكونان فيه محقين فلم يعلم من المبطل منهما ويصدق على الوقوف عن الولي إذا أحدث‬ ‫حدثا لا تعرف حكمه ‪ ،‬ووقوف الإشكال لا يصدق إلا على الوليين إذا أحدثا حدثا‬ ‫م يدر أيهما المبطل فيه ث وتسمية الكل إصلاح ولا مشاحة في الاصطلاح ‪..‬‬ ‫اما قوله روالشك ‪ ..‬الح) فهو إشارة إلى بيان حقيقة وقوف الشك " وعرفه بانه‬ ‫ترك ولاية من لا يشك مثل شكك أي فوقوف الشك هو أن تقف عن شيء وتترك‬ ‫ولاية من دخل فيه بشرط أن يكون ذلك الشيء لا يوجب بطلان الداخل فيه ء وحكم‬ ‫هذا الوقوف أنه محرم لما فيه من ترك ولاية امحق لأجل حق دخل فيه ‪ 3‬وترك ولايته‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫و الله تعال‬ ‫ئ‬ ‫حرام‬ ‫الضف أيضا‬ ‫ئ فو قو ف‬ ‫المعنى حرام‬ ‫مهذا‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫الثالث‬ ‫الركن‬ ‫الباب الرابع من‬ ‫في أقسام الذنوب ‪ .‬ومعرفة الصغائر والكبائر منها‬ ‫ناسب ذكر هذا الباب في هذا الركن إنما هو لأجل ما يترتب على معرفة الصغائر‬ ‫والكبائر من أحكام الولاية والبراءة ‪ 0‬على أني أقول ‪ :‬إن علم الولاية والبراءة إنما هو‬ ‫منحصر في معرفة الصغائر والكبائر } فالعالم بالصغائر والكبائر عالم بالولاية والبراءة ‪+‬‬ ‫ولا يكون عالما بالولاية والبراءة وإن“أحاط بأقوال العلماء فيها حتى يكون عالما‬ ‫بالصغائر والكبائر ‪.‬‬ ‫هذا وأما البابان اللذان يليان هذا الباب إنما هما معه بمنزلة الجزء من الكل ؤ وبمنزلة‬ ‫التفصيل من الإجمال فان كلا منهما في بيان بعض مخصوص من الكبائر وفي بيان أحكام‬ ‫ذلك ‪ ،‬لكن لما كانت تلك الكبائر المذكورة في البابين مختصة من بين سمائر الكبائر‬ ‫بأحكام تترتب عليها افردغما في التراجم كا لا يخفى ذلك على متأمل منصف ‪ ،‬واللة‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫ولما كانت جزئيات الكبائر والصغائر يفوت حصرها أخذ العلماء في بيان الفرق‬ ‫ليستدل الواقف عليهما بهذا الإجمال الذي ذكرته العلماء ‪ 7‬وقد أخذوا‬ ‫بينهما إجمالا‬ ‫ني تعريف الكبائر وعرفوها بحدود كثيرة أصحها ما أشار إليه الناظم بقوله حيث قال ‪:‬‬ ‫حد به والباري منه غضبا‬ ‫والذنب قسمان كبير وجبا‬ ‫أو قبح الرسول من به سقط‬ ‫فأوجب اللعن عليه أو سخط‬ ‫ينقسم الذنب إلى صغير وكبير ‪ ،‬فأما الصغير فسيأت بيانه ‪ .‬وأما ال (كبير) فهو‬ ‫الذنب الذي ثبت لفعاله بسببه حد في الدنيا (كالزنا والسرقة وشرب الخمر) أو وعيد‬ ‫في الاخرة ‪ 3‬وهو ما أشار اليه الناظم بقوله (والباري منه غضبا ‪ ،‬وذلك مثل العقوق‬ ‫والربا ‏‪ ٠‬ويدخل تحت هذا النوع ما ترتب على فاعله بسبب فعله اللعن كالشرك ‪ ،‬في‬ ‫قوله تعال لإأولنك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله الآية ‪ 3‬وكذا أيضا ما اقترن بسخط‬ ‫انه كان حوبا‬ ‫من الله تعال ‏‪ ٦‬فوصفه بأ نه كبير أو عظم » وذلك ك في قوله تعال‬ ‫ا ‪ 0‬سبحانك هذا بهتان عظيمه وكذا يدخل تحت هذا النوع أيضا الذنب الذي‬ ‫‏‪ ١٤٢‬س‬ ‫قال فيه رسول الله عه ‪( :‬قتح الله فاعل كذا) ‪ ،‬فإن التقبيح ونحوه لا يصدر من الشارع‬ ‫إلآ على ما كان كبيرا من الذنوب ‪ ،‬والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫إن خف والرقص ومثل اللعب‬ ‫وعكسه الصغير مثل الكذب‬ ‫ال (صغيرح من الذنوب هو عكس الكبير ‪ 3‬فيقال في تعريفه هو الذي لم يثبت‬ ‫على فاعله حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة } وأنكر بعضهم وجود الصغائر © ونسب‬ ‫هذا الإنكار إلى إبن عباس ؛ فروي عنه أنه قال (كل معصية يُعصى الله بها كبيرة) وهذا‬ ‫الله عنه إما هو إنكار لتسمية الصغيرة صغيرة لا إنكار لحكمها ئ‬ ‫الإنكار منه رضي‬ ‫الصغائر‬ ‫‪ :‬بو جود‬ ‫و بعص أصحابنا قال‬ ‫‏"‪٨‬‬ ‫ليس لأحد رده‬ ‫الكتاب‬ ‫حكمها ثابت ببص‬ ‫فان‬ ‫وانكر تعيينها في الخارج فمعه أنها موجودة غير ‪,‬معلومة للبشر ‪ ،‬قال ‪ :‬ولو عبت لكان‬ ‫تعيينها اغراء على ارتكابها من حيث انها معفو عنها باجتناب الكبائر » وذهب جمهرر‬ ‫أصحابنا من أهاللمشرق الى أنها موجودة في الخارج ‪ ،‬معلومة للبشر ‪ 3‬ومثلوا لها بالكذب‬ ‫الخفيف ؤ وبالرقص وباللعب الغير مباح ث وهذا معنى قول الناظم|(مثل الكذب إن‬ ‫خف ‪ ..‬ال) ‪ ،‬والمراد بالكذب الخفيف هو ‪ :‬الذي لم يبطل به حق & ولم يعطل به‬ ‫حكم ‪ 0‬فان ترتب عليه أحد هذين المذكورين فليس بالخفيف ‪ 8‬ويكون حينئذ من كبائر‬ ‫ترد من الشارع إباحته ‪ 0‬فإن‬ ‫الذنوب ‪ 3‬والمراد باللعب الغير مباح هو اللعب الذي‬ ‫ما كان منه مباحا فليس بمعصية أصلا ‪ ،‬وذلك مثل ملاعبة الرجل لفرسه وقوسه وعرسه‬ ‫} ولربما خرجت هذه الأشياء وما أشبهها من حد الاباحية‬ ‫وولده الصغير وما أشبه ذلك‬ ‫والله‬ ‫النية (‬ ‫ححسب‬ ‫التحريم ‪.‬‬ ‫حكم‬ ‫الاباحة الى‬ ‫عن‬ ‫خرجت‬ ‫وربما‬ ‫الندبية ئ‬ ‫حد‬ ‫الى‬ ‫تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫ومن أصر لصغير فكمن ‪ 3‬أق الكبير في الكتاب والسن‬ ‫للصغائر من الذنوب أحكام كا أن لكبائرها أحكاما أيضا ‪ 5‬فمن أحكام الصغائر‬ ‫ما هو مشترك بينها وبين الكبائر وهو كون الإصرار عليها كبيرة } فان كون الإصرار‬ ‫‪١٤٢٣‬‬ ‫كبيرة موجود في الصغائر والكبائر ى ومن أحكامها ما هو مختص بها دون الكبائر ‪.‬‬ ‫وسيأت ؛يانه عند قول الناظم (والحكم للراكب ذنبا صغيرا ‪.‬ا‪.‬لبيت) ‪ ،‬فاما الإصرار‬ ‫عل الصغيرة فانه يصيّرها كبيرة مكنبائر الذنوب لقوله تعالى فزو لم يصروا على ما‬ ‫فعلوا وهم يعلمون بعد قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا‬ ‫الله فاستغفروا لذنوبهمه الآية ‪.‬‬ ‫فان قوله تعالى و لم يصروا معطوف على قوله ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ‪ ،‬اي‬ ‫ذكروا عقاب الله فحملهم ذلك على طلب الغفران والإقلاع عنالذنب ‪ ،‬وفعل ذلك واجب‬ ‫جوب‬ ‫بعد فعل الفاحشة وبعد ظلم النفس ا ووجوب ذلك قطعي لهذه الاية وغيرها ‪ 0‬فو‬ ‫المعطوف عليه قطعى لذلك ‪ ،‬هذا تحرير الاستدلال بالاية ‪ .‬وفيه نظر لا يخفى على‬ ‫متأمل ‪ .‬ووجه ذلك نظر أنه لو سلم وجوب ترك الإصرار لما ذكر هاهنا ‪ 5‬فليسر‬ ‫فيه دليل علىنحريمه في ا لصغيرة لأنه إنما سيق في مقام الإقلاع عن الفاحشة وظلم ‪7‬‬ ‫وهما كبيرتان إ فالأحسرن الرجو ءع إلى الاستدلال بالسنة وإجماع الأمة على أنهم‬ ‫ذلك قوله ا‬ ‫نخجتمعون على ضلالة بنص الشار ع على ذلك ‏‪ 69١‬فمن السنة الصريحة ف‬ ‫(هلك المصرون قدما إلى النار) ر حديث (لا صغيرة عناد إصرار ‪ ،‬ولا كبيرة عند‬ ‫توبةواستغفار) و هذه الأحاديث وإن كانت أحادية الإسناد فمعناها مستفيض فيى الأمة‬ ‫وعليه اطبقت كلمة العلماء ‪ 3‬فلا نجد فيهم من يحلل الإصرار أصلا ولا من يقول ان‬ ‫الإصرار صغيرة ‏‪ ١‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫فدن‬ ‫لبى إلى الله ببغضه‬ ‫توبه فإن‬ ‫وراكب الكبير‬ ‫هذا بيان حكم الكبائر من الذنوب ‪ ،‬اعلم ان للكبائر أحكاما منها ما يكون في‬ ‫الآخرة وهو الخلود في النار والعياذ بالله ث وقد تقدم بيان هذا الحكم ف ىباب الوعد‬ ‫والوعيد © ومنها ما يكون في الدنيا وهذا النو ع رينقسم الى قسمين ‪ :‬أحدهما ما يكون‬ ‫مانلعقوبات العاجلة على فاعل ذلك كالقطع فيق ى والجلد والرجم في الزنا |‬ ‫والجلد في الخمر ‪ 5‬ونحو ذلك } ومحل هذا القسم في الفقه فلا حاجة لذكره هنا ‪ 5‬وأما‬ ‫‏‪ ١٤٤‬س‬ ‫القسم الثاني فهو ما يتعلق من أحكامها بالاعتقاد وهو المراد بقول الناظم روراكب‬ ‫الكبير) ‪ ..‬البيتين ‪ 0‬وحاصل ما فيهما أن العلماء اختلفوا في راكب الكبير من الذنوب‬ ‫‏‪ ٠0‬ء‬ ‫مذهبين ‪.‬‬ ‫عل‬ ‫المذهب الاول ‪ :‬ان فاعل الكبيرة يستتاب من فعله ‪ ،‬فإن تاب قبل منه ‪ 0‬وان اصر‬ ‫على معصيته وامتنع من التوبة برىء منه ‪ 5‬وهذا معنى قول الناظم (توبه ‪.‬ا‪.‬لح)‪ ،‬ومعنى‬ ‫(أبى) أي أمتنع ‪ 0‬ومعنى قوله إل الله ببغخضه فدن) أي اعتقد بغضه دينا لله عال ‘‬ ‫وهذا المذهب هو اختيار الإمام ألي سعيد _ رضي الله عنه _ ومقتضى ظاهره ‪ :‬ان‬ ‫فاعل الكبيرة يستتاب قبل البراءة منه كان وليا قبل فعلها أو غير ولي ‪.‬‬ ‫المذهب الثاني ‪ .:‬أن فاعل الكبيرة يبرأ منه من حين فعله ذلك ش يستتاب ك©} فإن‬ ‫تاب قبل منه ‪ 3‬وان أصر مستمرا على ذنبه استمر على البراءة منه ‪ 5‬وهذا معنى قول‬ ‫الناظم (وبعضهم ضلله ‪ ..‬الح) أي وبعض العلماء حكم بضلال فاعل الكبيرة } واعتقد‬ ‫البراءة منه قبل أن يستتيبه مم استتابه من بعد ذلك ءولابد من الاستتابة عند الفريقين‬ ‫على من قدر عليها لأنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر & ويسقط فرضها‬ ‫عمن لا يقدر على فعلها } والخلاف في وجوبها على القادر الآيس من قبول الفاعل‬ ‫ها ‪ 7‬كل ذلك تخريج على مذاهبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { والله أعلم ‪.‬‬ ‫إسلامه حتى يرى مستكبرا‬ ‫ذنبا صغرا‬ ‫للراكب‬ ‫واحكم‬ ‫ئ ف ما‬ ‫وأخروى‬ ‫بالصغائر نوعان ددزنيوي‬ ‫الخاص‬ ‫الخاصر بها ئ اعلم أن ر‬ ‫الحكم‬ ‫بيان‬ ‫كبائر‬ ‫تحجتنبوا‬ ‫زان‬ ‫تعال‬ ‫الكبائر لقوله‬ ‫باجتناب‬ ‫مغفورة‬ ‫انها‬ ‫فهو‬ ‫الأخروي‬ ‫حكمها‬ ‫تهون عنه نكفر عنكم سيئاتكمئه ولقوله تعالى فالذين يجتنبون كبائر الإثم ‪.‬‬ ‫إلا اللمم ان ربك واسع المغفرة ‪ ،‬واللمم هي صغائر الذنوب ‪ ،‬وأما حكمها الدنيوي‬ ‫فهو أنه يحكم "" بقائه على الاسلام فلا يضلل ولا يفسق حتى يعلم منه إصراره‬ ‫عليها ‪ 0‬وهذا معنى قوله رحتى يرى مستكبرا) أي حتى يعلم منه استكبار عن طاعة‬ ‫الله ‪ 0‬وعدم انقياد لأمر الله ‪ 7‬ثم ان الناظم أخذ في بيان حقيقة الإصرار فقال ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٤٥‬س‬ ‫إذا مضى ولم يتب من العمل‬ ‫والخلف في الاصرار للصغير هل‬ ‫خلاف‬ ‫بلا‬ ‫عندهم‬ ‫والنالي‬ ‫أور إن يكن أتاه باستخفاف‬ ‫أي اختلف العلماء في بيان حقيقة الإصرار الذي تصير به الصغائر كبائر ‪ 3‬ويستحق‬ ‫فاعله التضليل والتفسيق ©فقال قوم ‪:‬إن الإصرار على الذنب هو الإقامة عليه وترك‬ ‫الاصرا ر‬ ‫قال (إن‬ ‫حيث‬ ‫الإقلاع عنه ‪ 7‬ومثل هذا المذهب ما يروى عن السدى‬ ‫الاستمرا ر) » وذهب اخرون ال أن الاصرار على الذنب هو فعله بقصد الاستخفاف‬ ‫له واستحقاره © وهذا الوجه لا خلاف بينهم إنه إصرار ‪ ،‬وإنما الخلاف في الوجه الأول ‪.‬‬ ‫أما إذا أق الذنب مستخفا لهي الله عنه فهو والعياد بالله شرك ‪ ،‬فافهم الفرق بين‬ ‫الاستخفاف للذنب وبين الاستخفاف لنبي الله عنه فإنه مزلة الاقدام ث وعن الحسن ان‬ ‫اتيان الذنب عمدا إصرار وعليه فهو مذهب ثالث ‪ ،‬وتحرير المقام ان فاعل الصغيرة لا‬ ‫يبرأ منه حتى ينزل منزلة لا خلاف بين العلماء إنها إصرار لان المختلف فيه لا يعد دينا }‬ ‫والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫راه‬ ‫حكمه‬ ‫في‬ ‫بعضهم‬ ‫اتاه‬ ‫إن‬ ‫الولي‬ ‫في‬ ‫والخلف‬ ‫إلى الوقوف قبل أن يتوبا‬ ‫ولم يتؤبه وبعض ذهبا‬ ‫وبعد ذا استتابه من ذنبه‬ ‫وبعضهم احسن ظنه به‬ ‫الهاء في قوله (أتاه) عائدة إلى الذنب الصغير لا إلى الإصرار كا يعلم مما تقدم ان‬ ‫الإصرار كبيرة ‪ 5‬والمعنى ‪ :‬ان العلماء اختلفوا في الولي إذا أتى الذنب الصغير فذهب‬ ‫بعضهم الى أنه باق على ولايته غير محتاج إلى أن يستتاب من ذنبه وهذا معنى قوله‬ ‫فبعضهم في حكمه راه) رولم يتؤبه) والمراد بحكمه أي الحكم الذي كان عليه قبل‬ ‫ذلك الفعل وهو الولاية ‪ 5‬وهذا المذهب هو أصح المذاهب فيه © وذهب قوم إل الوقوف‬ ‫عنه بالرأي حتى يستتاب فإن تاب قبل منه ورجع إل ولايته & وان أصر برىء منه }‬ ‫وذهب اخرون الى أنه لا يوقف عن ولايته ث ولكن يحسن به الظن ويستتاب من ذنبه »‬ ‫قبل منه ‪ 30‬وإن أصر برىء منه } والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫فإن تاب‬ ‫‏‪ ١٤٦‬س‬ ‫الذالذ‬ ‫الركن‬ ‫الخامس من‬ ‫الباب‬ ‫القاذف‬ ‫وأحكام‬ ‫الكبائر‬ ‫من‬ ‫في شي‬ ‫أسسوا‬ ‫الكل حرام‬ ‫ف‬ ‫والقذف‬ ‫والتجسس‬ ‫المؤمن‬ ‫وغيبة‬ ‫ذكر في هذا البيت من الكبائر ثلاثة أنواع } أحدها مختص‪.‬كونه كبيرا في المؤمن‬ ‫لا ما عداه ‪ 5‬والنوعان الآخران مشترك في حجرهما المؤمن والكافر وهما التجسس‬ ‫والقذف بالزنا ‪.‬‬ ‫فأما الأول ‪:‬فقد استدل على أنه حجور في المؤمن خاصة ‪ ،‬بقوله عز وجل ولا‬ ‫يغتب بعضكم بعضامه والخطاب للمؤمنين كا يعلم من أول الاية } والغيبة في المنافق‬ ‫والمشرك مباحة لمفهوم الآية ‪ 3‬ولقوله عله ‪:‬أذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره ؛‬ ‫ولفظة الفاسق يشترك فيها المنافق والمشرك & واشترط في هذا أن يكون المتكلم غير متلذذ‬ ‫بغيبةهؤلاء ‪ 0‬بل يكون ناويا نى تحذير الناس م ‪.‬ن‪ .‬أن يقعوا فى أحبولة غدره ‪ ،‬كا يعلم‬ ‫مانلحديث ‪.‬‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬التجسس وهو السؤال عن أحوال الغير لقصد الاطلاع على عوراته ؛‬ ‫وحكمه أنه حجور في المؤمن والكافر } وإنما قلنا ‪ :‬ان التجسس هو السؤال عن أحوال‬ ‫ر لقصد الإطلاع على عوراته ‪ 5‬ليخرج نحو ما ذكره الإمام أبوسعيد _ رضي الله‬ ‫_ في أن من خرج مستخبرا عن المؤمنين الماضين ليسلك منهاجهم » وعن الفسقمة‬ ‫‏‪ ٣‬الأحداث ليجتنب اعوجاجهم انه لا با س عليه إذا كان على هذا القصد ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تجب به الولاية معين تولاه به ‪ 8‬أو البراعةلمعين‬ ‫عنده غير تجسس ى فإذا صادف‬ ‫به ‪.‬‬ ‫تبرا منه‬ ‫النوع الثالث ‪:‬القذف وهو نوعان ‪ ،‬النوع الأول ‪ :‬قذف بزنا ء وهو حجور في‬ ‫الكل } أي من مسلم وكافر ‪ 3‬قال تعالى فالذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة‬ ‫شهداء الآية ‪ 5‬النوع الثاني ‪:‬قذف بمكفرة غير الزنا ‪ 2‬وهو محجور في المؤمنين خاصة‬ ‫ويلحق بهم مجهول الحال }لأن التكلم فيه كذب & وقد تقدم ذكر هذا النوع في باب‬ ‫الولاية والبراءة © والمقصود في هذا الباب بيان أحكام فاعل النوع الأول ‪.‬‬ ‫‪_ ١٤٧‬‬ ‫عبداً وإن صيياً كفره زكن‬ ‫وقاذف الولي إن حرا وإن‬ ‫وبالفا كان فمثل الاول‬ ‫وإن يكن حرا ولم يكن ولي‬ ‫القاذف بالزنا له أربع منازل ‪ ،‬المنزلة الأولى ‪ :‬يكفر فيها من حينه اتفاقا ‪ 5‬المنزلة‬ ‫الثانية ‪ :‬يختلف ي كفره إلا بعد الامتناع من التوبة ‪ ،‬المنزلة الثالثة ‪ :‬لا يكون فيها كافرا‬ ‫من حينه حتى يصر على قذفه اتفاقا ‪ ،‬المنزلة الرابعة ‪ :‬لا يكون فيها كافرا أبدا ما لم‬ ‫يكن مفتريا في قوله } فإن كفره إذا من حيث الافتراء ‪ 2‬وسيأتى تفصيل كل من الثانية‬ ‫والنالنة والرابعة على التوالي ‪ ،‬وأما المنزلة الأولى ‪ :‬وهي التي يكفر فيها القاذف من حينه‬ ‫فتقع في موضعين ‪:‬‬ ‫الموضع لأول إ‪:‬ذا قذف القاذف وليا ‪ .‬سواء كان ذلك الولي حرا أو عبدا أو‬ ‫صبيا ذكر أو أننى ‪ 60‬كانت ولايته واجبة على أهل الدار جميعا } أو على أحد مخصوص‬ ‫فيقذفه مع وليه ‪ ،‬وهذا معنى قول الناظم (فكفره زكن) أي علم ‪،‬فأما الحر والعبد‬ ‫فقد تقع لهما ولاية من خاصية أنفسهم ‏‪ ٤‬وأما الصبي فولايته بولاية أبيه باإجماع ‪ 0‬وقد‬ ‫اختلف في ولايته بأمه ا هل هي واجبة أو لا؟ _ قولان _ هذا ما عليه الاصحاب‬ ‫في هذا المقام ‪ 3‬والذي يظهر لي من غير قصد خلاف لهم أن قاذف الصبي لا يكون‬ ‫بنفس القذف فاسقا وإن كان الصبي وليا ‪7‬لأن الزنا من الصبي نفسه إذا تيقن صدوره‬ ‫يكن الصبي بذلك فاسقا‬ ‫منه لا يخرجه عن حكم الو لاية لارتفاع التكليف عنه © وإذا‬ ‫فالقاذف له بذلك لا يكون في حكم القاذف لمن هو يفسّق بذلك ‪ ،‬والله أعلم‬ ‫الموضع الثاني ‪:‬إذا قذف القاذف حرا بالغا من أهل الإقرار و لم يكن‪ .‬ذلك المقذوف‬ ‫وليا فهو كالحكم الأول أي يكفر ذلك القاذف من حينه ‪ ،‬وانتصب حرا وعبدا وصبي‬ ‫على أن كل واحد منهن خبر لكان محذوفة ماعسمها تقديره إن كان الولي حرا وان كان‬ ‫‪.‬‬ ‫عبدا وان كان صبيا ‪.‬‬ ‫أبي‬ ‫ومشركا‬ ‫غير ولين‬ ‫وإن يك المقذوف عبدا أو صبي‬ ‫فعل‬ ‫من‬ ‫أتى‬ ‫تتوييه مما‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫تكفيره‬ ‫في‬ ‫فالخلف‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫هذه المنزلة لثانية وهي التي يختلف في كفر القاذف فيها من حينه ‪ 5‬أي قبل الامتناع‬ ‫عن التوبة ‪ 3‬وتقع في ثلاثة مواضع‪ :‬الموضع الأول ‪ :‬إذا كان المقذوف عبدا غير ولي ©‬ ‫النالي ‪ :‬إذا كان المقذوف صبيا غير ولي ه الثالث ‪ :‬إذا كان المقذوف مشركا } فإذا‬ ‫نزل القاذف بهذه المنزلة صح فيه ما علمت من الإختلاف في كفره ‪ 5‬فذهب قوم الى‬ ‫أنه يكفر من حين ما قذف |} وذهب اخرون ال أنه لا يكفر إلا بعد الإمتناع عن‬ ‫التوبة والإقامة على فعله ذلك } ومعنى قول الناظم (أي) أي امتنع } فهو اسم فاعل‬ ‫من أبى يأبى إذا أمتنع ث وكان على الناظم أن يقف بالالف ‪ ،‬في صبي وأبي ‪ 5‬بدلا من‬ ‫التنوين الواقع بعد فتحه كا عليه الجمهور ‪ ،‬وإنما عدل عن ذلك أخذا بلغة ربيعة لان‬ ‫من لغتهم عدم الإبدال في الوقف على المنصوب ‪.‬‬ ‫تحكم بكفر قاذف مستعجلا‬ ‫وإن يك المقذوف مجهولا فلا‬ ‫هذه المنزلة الثالثة ‪ :‬وهي التي إذا نزل بها القاذف لا يحكم بكفره قبل الإمتناع‬ ‫عانلتوبة وذلك متمىاكان المقذوف مجهول الحال أي لا يعلم أهو ولي أم غير ولي |‬ ‫المنزلة فهو على‬ ‫بهذه‬ ‫القاذف‬ ‫نزل‬ ‫ئ فإذا‬ ‫مسلم أو مشرك‬ ‫بالغ ا‬ ‫صبي أم‬ ‫©‬ ‫حر أم عبد‬ ‫حالته الأولى أي التي كان عليها قبل القذف حتى يعلم حال المقذوف فيحكم على القاذف‬ ‫من‬ ‫مستعحلا على الحالية‬ ‫©&} وانتصب‬ ‫منه‬ ‫على ما كان‬ ‫القاذف‬ ‫أو يصر‬ ‫}‬ ‫بما يستو جبه‬ ‫فاعل تحكم ‪.‬‬ ‫يكذب‬ ‫ل‬ ‫إذا‬ ‫اتية‬ ‫كفران‬ ‫ل يوجب‬ ‫مشرك‬ ‫عند‬ ‫والقذف‬ ‫بحكمه مثل صبي فاعرفا‬ ‫كذاك مع من لم يكن مكلفا‬ ‫هذه المنزلة الرابعة ‪ :‬وهي التي إذا نزل بها القاذف لا يكون كافرا أصلا من غير‬ ‫‪:‬‬ ‫موضعين‬ ‫ف‬ ‫علمناه © وتقع‬ ‫فيما‬ ‫إختلاف‬ ‫يستحل القذف‬ ‫عند مشرك‬ ‫‪ :‬إذا كان _‪ .‬القاذف‬ ‫الموضع الأول‬ ‫الموضع الثاني ‪:‬إذا كان القذف عند من لم يكلف بحكمه كالصي والمجنول ‪،‬‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫ويشترط في هذه المنزلة أن يكون القاذاف غير كاذب فيما قال به © فإن كان كاذبا فلا‬ ‫إشكال انه كافر بكذبه وبهتانه ‪.‬‬ ‫لأو يحضر الشهود في ذا معلنا‬ ‫هذا إذا ما القذف كان بالزنا‬ ‫هذا الحكم الذي ذكرناه في القاذاف من أول الباب إلى هنا إنما هو في القذف بالزنا‬ ‫بغير الزنا فلا‬ ‫زان أو ابن زانية أو نحو ذلك ‪ 6‬أما القذف‬ ‫وذلك كان يقول ‪:‬فلان‬ ‫تدخل فيه هذه لأحكام المذكورة هنا ‪ 3‬واعلم ان القاذف بالزنا إذا أحضر الشهود على‬ ‫صدق قوله فشهدوا أنهم رأوا فرج المقذوف في المرأة كالميل في المكحلة فلا يبرأ منه‬ ‫حينئذ وإنما يبرأ من المقذوف ويقام عليه بذلك الحد ‪ ،‬فإن لم بحضر الشهود برىء‬ ‫منه على حسب ما مر واقيم عليه حد القاذف ولا يجزى من الشهود في هذا المقام‬ ‫دون أربعة عدول ليس فيهم امرأة ‪ ،‬فان شهد ثلاثة و ل يشهد الرابع كانوا جميعا قذفه ‏‪٨‬‬ ‫وأقيم عليهم الحد ‪ 5‬وكذا ان شهد ثلاثة معهم امرأة أو امرأتان أو ‪ 7‬ا والله تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫الباب السا دس‬ ‫في انقسام الكبائر إلى كفر نعم وجحود‬ ‫به يتم الكلام على الركن الثالث إن شاء الله تعالى‬ ‫وسم‬ ‫منهما‬ ‫الناني‬ ‫وبالنفاق‬ ‫ونعم‬ ‫جحرد‬ ‫والكفر قسمان‬ ‫نما‬ ‫لرد تنزيل ومرسل‬ ‫وامنعه في الاول حتا وهو ما‬ ‫أي تنقسم الكبائر من الذنوب الى قسمين (كفر جحود وكفر نعم) ‪ ،‬فأما الأول‬ ‫ويسمى شركا } فهو ما كان بسببه رد تنزيل أي رد كتاب من كتب الله التي أنزلها‬ ‫على رسله سواء رد جميعها أو صدق ببعضها ورد البعض أو صدق بها كلها ورد اية‬ ‫منها أو حرفا واحدا أو حكما واحدا ‪ ،‬ففي جميع ذلك يكون الرد شركا ث وكذا ما‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١١٥٠‬‬ ‫كان بسببه رد مرسل أي رسول من رسل الله الذي أوحي إليهم بالتبليغ ى سواء كان‬ ‫الرد لجميع الرسل أو لبعضهم أو لحكم واحد منهم ‪ ،‬ففي جمبع ذلك يكون الرد شركا ‪.‬‬ ‫وفي حكم الرسل الأنبياء } فإنه يجب تصديقهم بأنهم أنبياء ‪ 7‬وأن الله قد أوحى‬ ‫اليهم & والمكذب لواحد منهم مشرك إجماعا ‪ 0‬ويدخل تحت هذين النوعين _أعنى رد‬ ‫الكتب ‪ ،‬ورد الرسل _ جميع أنواع الشرك » فإنه من صدق بالرسل والكتب و لم يرد‬ ‫شيئا منها كان سالما‪ .‬من الشرك ‪ ،‬سواء كان عاملا بمقتضاها أو تاركا له ‪ .‬ولايكون‬ ‫المشرك مشركا إلا برده حكما مأنحكام الله أو كتابا من كتب الله أو بتكذيبه رسولا‬ ‫من رسل الله ث ومن هنا اختلف في المشبهة المصدقين للرسل والكتب ‪،‬لكنهم أظهروا‬ ‫التشبيه وصرحوا بالتجسم ‪ ،‬فقال قوم ‪ :‬هم منافقون غير مشركين لتسترهم بالتأويل ‏‪٤‬‬ ‫وعدم ردهم للتنزيل ‪ .‬وذهب قوم الى أنهم مشركون لأن تأويلهم قد خالف نص‬ ‫الكتاب ‪ ،‬فهم بذلك في حكم الراد للنص القطعي ‪ ،‬والخلاف موجود في كتب‬ ‫قومنا ‪.‬‬ ‫وفي كتب‬ ‫الاصحاب‬ ‫وأما القسم الثاني _ وهو كفر النعمة ‪:‬فهو ما كان من الكبائر وليس فيه رد لتزيل‬ ‫ولا تكذيب لرسول ‪.‬فإن هذا النوع يسمى كفر نعمة & ويسمى أيضا نفاقا ‪ 3‬وهذا‬ ‫معنى قوله روبالنفاق الثالي منهما وسم) أي علم ‪ ،‬أي سمي القسم الثاني من قسمي‬ ‫الكفر بالنفاق ‪ ،‬ولايجوز إطلاق أسم النفاق على الشرك ‪ ،‬فلا يسمى المشرك منافقا جا‬ ‫لا يسمى المنافق مشركا ‪ ،‬وهذا معنى قوله روانعه في الأول) أي امنع اسم النفاق‬ ‫في القسم الاول من قسمي الكفر فإنه لا يجوز إطلاقه عليه } وإنما امتنع اطلاق كل‬ ‫واحد من الاسمين على مسمى صاحبه لما يترتب على كل واحد منهما من الأحكام‬ ‫ما لا يترتب على الآخر ‪ ،‬فللمنافق أحكام تخالف المشرك ‪ 3‬وكذا للمشرك أحكام‬ ‫تخالف أحكام المنافق ‪ 2‬فالمنافق يناكح ويوارث ويعامل في الدنيا بأحكام المؤمنين إلا‬ ‫ئي مواضع مخصوصة {} وهي رد شهادته وترك ولايته ووجوب البراءة منه © وحل قتله‬ ‫وإضاعة ماله إذا صدر منه بغي ولم يقدر على رده عن بغيه إلآ بذلك ‪ ،‬وأما أحكام‬ ‫المشرك فقد تكفل الناظم ببيانها فقال ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٥١‬س‬ ‫واغتتمن في الحرب منهم السبد‬ ‫واحكم برجس أهله على الأبد‬ ‫جاءوا‬ ‫الحرب أو برية هم‬ ‫ف‬ ‫سواء‬ ‫للا‬ ‫منهم‬ ‫وهكذا‬ ‫وعلم أن لأهل الشرك أحكاما تخالف أحكام أهل النفاق بحكم الظاهر ‪.‬‬ ‫أحدها ‪:‬أنه يحكم برجس أهله والرجس بكسر الراء وسكون الجيم القذر ‪ ،‬قال‬ ‫في القاموس ‪:‬ويحرك وتفتح الراء وتكسر الجيم (انتهى) & ولا يصلح في البيت إلا الوجه‬ ‫الأول الذي قدمناه ‪ .‬ويطلق تأعنى اسم الرجس _على كل ما استقذر من الأعمال‬ ‫المؤدية الى سوء العاقبة وليس هذا من غرضنا } فان المشرك والمنافق مشتركان فيه ‪ ،‬قال‬ ‫تعالى في المنافقين لإنهم رجس ومأواهم جهنم وإنما غرضنا الوجه الأول لا غير وهو‬ ‫القذر } ونعني به عدم الطهارة } فان المشركين منعدمون من طهارة التوحيد ‪ 9‬فيحكم‬ ‫عليهم بالر جس ‪ ،‬وكذلك ما مسوه من الرطوبات ‪ ،‬قال تعالى فإنما المشركؤن نجسله‬ ‫واختلف في المشرك إذا دخل في التوحيد هل عليه اغتسال بالماء أو لا‪ .‬وقد طهره‬ ‫التوحيد ‪.‬‬ ‫وثانيها ‪ :‬ان أغتنام أموالهم في الحرب أي إذا كانوا حربا للمسلمين حلال بخلاف‬ ‫المنافقين فإنه لا بحل غنم أموالهم } و (السبد) لي قول الناظم ‪ :‬هو المال ‪ ،‬قال ابن‬ ‫وصاف في حله ؤ وقولهم ماله سبد ولا لبد ‪ ،‬فالسبد ‪ :‬المال ما كان من ذهب وفضة‬ ‫وعقار ‪ ،‬واللبد ‪:‬الحيوان ما كان من جمال وبقر وغنم وضأن (انتهى) ‪.‬‬ ‫والنها ‪ :‬حل سبي ذراريهم ي الحرب أيضا إذاكانوا من غير مشركي العرب ‏‪١‬‬ ‫وفى الأثر فإن قال ‪ :‬لأي علة يحل بها سبي الأطفال وهم ممن ليس عليهم ذنب ‪ ،‬قيل‬ ‫له ‪ :‬ذكروا في ذلك ثلاثة أوجه ‪ :‬أحدها ‪:‬ليجروهم إلى الإسلام فيكون ذلك سيبا‬ ‫لدخولهم فيه © وذلك أنفع لهم } والناي ‪:‬نظرا بهم حين قتل آباؤهم كلا يموتوا هزالا ‪.‬‬ ‫والوجه الفالث ‪:‬تقوية لبيت المال } والله أعلم (أنتهى) ‪.‬‬ ‫ورابعها ‪:‬تحريم ذبائحهم إن كانوا غير أهل الكتاب ‪ ،‬فلا يجوز لأحد أن يأكل‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫وخامسها ‪ :‬تحر مناكحتهم ‪.‬‬ ‫‪_ ١٥٢‬‬ ‫وسادسها ‪ :‬تحريم موارثتهم فقوله (منا هم) أي يحرم علينا أن تزوجهم مسلمة وأن‬ ‫نوزٹهم من مسلم ‪ ،‬وقوله روهكذا منهم لنا) أي يحرم علينا أن نتزوج منهم مشركة‬ ‫أو نرث منهم مشركا ‪ 3‬فالحكم في التناكح والتوارث واحد _ كانوا حربا للمسلمين‬ ‫أو أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون _ ‪.‬‬ ‫فتلخص هما ذكرنا أن أحكام أهل الشرك قسمان } أحدهما متعلق وجوده بوجود‬ ‫غيره وهو أغتنام أموالهم وسبي ذراريهم فإن تحليل كل منهما متعلق بوجود الحرب فقط ©‬ ‫ونانيهما لم يتعلق وجوده بوجود غيره وهو ما عدا القسم الأول © غ هذا نوعان أحدثما‬ ‫مختص ‪:‬م نقط وهو النجاسة والذبح ل ألا ترى أنا لا يجوز لنا أن نأكل من ذبائحهم‬ ‫مع جواز أن نطعمهم من ذبائحنا ‪ :‬وثانيهما غير مختص بهم دوننا فيهم وهو التناكح‬ ‫والتوارث ‪ ،‬ثم لا يخفى أن غالب هذه الأحكام إنما هو مختص بذوي الأوثان من المشركين‬ ‫فإنهم هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف & وهذا معنى قوله (سواء في الحرب‬ ‫أو جزية هم جاءوا) إذ المعنى أن هذه الأحكام متعلقة بهؤلاء المشركين _ كانوا حربا‬ ‫للمسلمين أو دانوا باداء الجزية _ لان الجزية لا تقبل منهم كما سياتى ذكره } فسواء‬ ‫ني حكمهم دانوا بأدائها أو لم يدينوا به ‪ 3‬أما ما عدا أهل الآوثان من المشركين فيختصون‬ ‫بأحكام أشار الناظم اليها فقال ‪:‬‬ ‫مع النكاح دون حرب جوزا‬ ‫والذبح من أهل الكتاب جزا‬ ‫منهم وفني المجوس حكمهم نبت‬ ‫أتت‬ ‫لجرية‬ ‫الحرب‬ ‫ويرفع‬ ‫في المجوس فاعلما‬ ‫حرمان‬ ‫فهما‬ ‫والنكاح‬ ‫إلا الذباح‬ ‫يختص أهل الكتاب من اليهود والنصارى والصابئين بأحكام ليست في أهل الأوثان‬ ‫مانلمشركين ‪ ،‬ويشاركهم في بعض تلك الأحكام المجوس ك فأما اليهود والنصارى فلا‬ ‫خلاف بين أحد من المسلمين أ‪ :‬نهم أهل كتاب |} والخلاف في الصابئين } والختار عند‬ ‫أصحابنا أ‪:‬نهم أهل كتاب فتجرى عليهم أحكام أهل الكتاب ‪.‬‬ ‫فا حد تلك الأحكام قبو لل الجزية م غهمنهم إذا أتوها عن يدو وهم صاغرون ‪ ،‬وبقبو لما‬ ‫يرفع الحرب عنهم ويصيرون أهل ذمة ‪ .‬الجزية هي ‪ :‬أربعةدراهم في كل شهر على‬ ‫‪١٥٢٣١‬‬ ‫الغني ‘ ودرهمان على المتوسط ‪ ،‬ودرهم واحد على الفقير ؤ يأاتى بها من وجبت عليه‬ ‫الي القائم بأمر لمسلمين ولا يجزي عنه أنه يأمر غيره أن يؤديها عنه لقوله تعالى لعن‬ ‫يد وهم صاغرون» ولاشيء على المفلس ولا جزية على المرأة أو عبد أو طفل أشويخ‬ ‫او خبر او جرن او راهب ‪.‬‬ ‫نهم إذا صاروا أهل ذمة حلت ذبائحهم للمسلمين ‪.‬‬ ‫م‬ ‫والثالثها ‪ :‬ا هم ‪ :‬صاروا أهل ذمة أيضا حل نكاح حرائرهم للمسلمين أما اماؤهم‬ ‫فلا ويشار جرس ي قبول الجزية منهم واعطاء الذمة لهم لقوله ع (سنوا بهم‬ ‫سنة أهل الكتاب) أما حل ذبائحهم وتجويز التزويج منهم فلا يشاركونهم فيهما فاجو سو‬ ‫لا تحل ذبيحته وإن عطى الجزية ‪ 7‬وكذا لا يحل تزويج المجوسية للمسلم وإن كانت في‬ ‫ذمة ‪ 3‬وحكم أهل الكتاب كلهم وحكم المجوسي فيما عدا الأمور التي ذكرتها حكم‬ ‫المشركين من أهل الأوثان ‪ 3‬وكذا يكونون مثلهم في جميع أحكامهم المتقدم ذكرها إذا‬ ‫لم يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ‪ ،‬فإنهم يقاتلون على ترك الإسلام حتى يسلموا‬ ‫أو يؤتوا الجزية عن يدو هم صاغرون ‪ ،‬ويترتب على حربهم غنم أموالهم وسبي ذراريهم‬ ‫وتحريم ذبائحهم ومناكحتهم ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫م إنه أشار إلى بيان الحكم الذي يختص به أهل الأوثان مانلمشركين فقال ‪:‬‬ ‫ليس لهم واق سوى الإيمان‬ ‫والمشركون من ذوي الأوثان‬ ‫هذا بيان الحكم المختص بعبدة الأوثان من المشركين ‪ ،‬وهم الذين ليسوا أهل كتاب ©‬ ‫وإنما نصبوا تصاوير وتماثيل واعتقدوا أنها آلهة فعبدوها من دون الله أو عبدوها مع الله‬ ‫تعالى كاكان ذلك في مشركي العرب قبل الاسلام ‘ فحكم هؤلاء أ‪:‬نهم يقاتلون على‬ ‫تركهم الإسلام ولا يقبل منهم جزية ولا يعطون ذمةولا يرفع عنهم الخر حتى يظهروا‬ ‫الإسلام ‪ ،‬وهذا معنى قوله (ليس فهم واق سوى الإيمان) أي لا يمنعهم من الحرب‬ ‫شيء غير تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام والانقياد لحكمه ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫واخذ بالشك عن يقينه‬ ‫كذلك حكم راجع عن دينه‬ ‫شيء من ملل الكفر أو‬ ‫المراد ب (الراجع عن دينه) هو الخارج عن الاسلام إل‬ ‫‪ 3‬وليس المراد بالراجع عن دينه ما يعم المرتد عن‬ ‫الجاحد لشيء ما جاء به محمد ك‬ ‫الإسلام إلى إحدى ملل الكفر ‪ ،‬والتارك لدين كان عليه كالنصراني يترك ملة عيسى‬ ‫واليهودي يترك ملة موسى ‪ ،‬لأن ملل الكفر كلها ملة واحدة ‪ ،‬والمراد ب (الاخذ بالضك)‬ ‫المتردد في توحيده الغير جازم به ‪ 5‬آي حكم المرتد عن دين الاسلام وحكم التارك لدينه‬ ‫الذي كان عليه وحكم المرتد في توحيده الشاك فيه كحكمعبدة الأوثان من المشركين‬ ‫لا تقبل منهم جزية ولا يرفع السيف عنهم حتى يسلموا ‪ 5‬وفي حكمهؤلاء الجاهل المشرك‬ ‫بجهله فإنه لا يقبل منه إلا الإسلام أو السيف ‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪١٥٥‬‬ ‫الركن الرابع فايلتوبة‬ ‫لعمله‬ ‫ظفر بالتو بة ختاما‬ ‫الخاتمة } فا ن من‬ ‫‪.7‬‬ ‫بهذا الركن تفاؤلا‬ ‫ختم الأ ركان‬ ‫لنا بها و تقبلها منا ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫خم‬ ‫ظفر ‪)8‬‬ ‫فقد‬ ‫الباب الأول‬ ‫في التوبة وأركانها وشروطها‬ ‫أي في بيان أحكام التوبة وبيان أركانها وشروطها‬ ‫التي تتوقف عليها صحتها‬ ‫لن عصى والناني نفل ندبا‬ ‫توبا قسمان فرض وجبا‬ ‫تنقسم التوبة بالنظر إلى حكم الشارع فبها إلى قسمين رواجب مندوب) ‪ ،‬فأما‬ ‫أي‬ ‫الواجب فهو التوبة منالمعصية ث وهذا معنى قوله (فرض وجبا لمن عصى)‬ ‫على من عصى سواء ات معصيته صغيرة أو كبيرة فإن التوبة من النوعين واجبة ‪.‬‬ ‫والمراد بالتوبة من الصغيرة هو ترك الإصرار عليها } فان الإصرار عليها كبيرة كا‬ ‫مر } والمراد بالتوبة من الكبيرة هو ما يأتي من بيان أركانها ‪ 3‬وأما المندوب من القسمين‬ ‫فهو توبة من لم تصدر منه معصية ‪ ،‬فإن الندم علىا التقصير وإن لم يفض إلى معصية‬ ‫وقصد عدم العود إليه وإنكسار النفس عند ذكره وطلب الغفران له مندوب شرعا ©‬ ‫والله سبحانه وتعالى اعلم ‪.‬‬ ‫بانكسار‬ ‫والرجوع‬ ‫والعزم‬ ‫استغفار‬ ‫أركانها ندم مع‬ ‫‪١٥١٦‬‬ ‫أركان التوبة التي تحصل بها حقيقتها للتائب هي أربعة أشياء ثلاث منها متفق عليها‬ ‫إليه ‪6‬‬ ‫وقصد أن لا يعود‬ ‫الذنب‬ ‫عن‬ ‫والإقلاع‬ ‫الندم‬ ‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫للتائب‬ ‫حصوفها‬ ‫نلابد من‬ ‫وهو الاستغفار‬ ‫يوجبه اخرون‬ ‫و ل‬ ‫للتائب‬ ‫بعضهم حصوله‬ ‫فيه فأوجب‬ ‫مختلف‬ ‫وواحد‬ ‫فلابد‬ ‫المعصية‬ ‫على ما وقع مزن‬ ‫فهو الحزن‬ ‫ما الندم‬ ‫باللفظ ‪7‬‬ ‫الغفران‬ ‫طلب‬ ‫أي‬ ‫باللسان‬ ‫الشارع‬ ‫هنا قصر‬ ‫بقيتها ©}‪ 0‬ومن‬ ‫وأساسها وعنه تنشأ‬ ‫أصل الأركان‬ ‫على أنه هو‬ ‫قطعا‬ ‫منه‬ ‫الناظم القصد على عدم‬ ‫قول‬ ‫‪1‬‬ ‫(العزم)‬ ‫ب‬ ‫والمراد‬ ‫ئ‬ ‫التوبة الندم‬ ‫‪:‬‬ ‫التو بة عليه ئ نقال‬ ‫العودة إلى الذنب } فإن قاصد العودة إليه مُصر ‪ 3‬والقصد بعدم العودة هو ‪:‬الذي نعده‬ ‫هو الإقلاع‬ ‫قو منا ئ والمراد ب (الرجو ع)‬ ‫قال بعص‬ ‫نفسه ‪5‬‬ ‫العودة‬ ‫ركنا للتو بة لا عدم‬ ‫تذلل النفس مالكها وخوفها من الم عقابه } و الله‬ ‫ب (الإنكسار)‬ ‫الذنب ئ والمراد‬ ‫عن‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫للأوزار‬ ‫الحط‬ ‫ومنتهاها‬ ‫الباري‬ ‫أمر‬ ‫امتخال‬ ‫وأصلها‬ ‫المراد ب (أصلها) هز الأمر الباعث لفعلها ‪ ،‬والمراد ب (منتهاها) هو ئمرتها التي تترتب‬ ‫على حصوفها ‪ 8‬أي أصل التوبة الذي يبعث لفعلها هو ‪:‬إمتثال لأمر ربنا تعالى ‪ }،‬فان‬ ‫العبد إذا نظر الى أوامر الله تعالى وإلى نواهيه وعزم على إمتثال ذلك إنبعثت نفسه وتحرك‬ ‫خاطره إلى تدارك ما ترك من المأمورات والإقلاع عما ارتكب من المنهيات ‪ 5‬وأورثه‬ ‫ذلك الإمتثال الندم على ما فات من الزلات فالتجأ إلى الله تعالى طالبا لغفران الخطايا‬ ‫والسيئات فكان ذلك منه هو التوبة بعينها ‪ 5‬فإذا حصلت له هذه الخصال انتهى به الحال‬ ‫إلى بلوغ ‪.‬مراده وهو غفران ذنوبه وستر عيوبه وحط أوزاره } وهذه الخصلة هي ‪:‬‬ ‫مرة التوبة وغايتها ‪ 5‬والرتبة التي ينتهي إليها الراجع عن عصيانه بالنظر إلى أول أحواله ‪.‬‬ ‫أما ما يكون له من الثواب الجزيل والعطاء الجليل فذلك أمر أسداه إليه محض الفضل‬ ‫وسعة الرحمة بسبب امتثال قوله تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ‪ ،‬عاملنا‬ ‫رحم ا والله سبحانه وتعال أعلم ‪.‬‬ ‫الله بفضله وأدخلنا في و اسع رحمته } إنه كر‬ ‫‏‪ ١٥٧‬س‬ ‫كذا الريا توبتها أن تفقد‬ ‫فالعجب والكبر معا والحسد‬ ‫فالحق أنه من العصيان‬ ‫العزم على الكفران‬ ‫يجب أن تكون التوبة في الإسرار والإعلان مثل المعصية } فإن كانت المعصية من‬ ‫الأعمال الباطنية فالتوبة منها سرا مجزية ‪ 5‬فإن أعلن بها فذلك نفل © وإن كانت المعصية‬ ‫من الأفعال الظاهرة كشرب الخمر وأكل الميتة ونحو ذلك فلا تجزي التوبة عنها إلآً جهرا‬ ‫(إذا عملت سيئة فا حدث عندهاتوبة ‪ 0‬السر بالسر © والعلانية بالعلانية) }‬ ‫لقوله ل‬ ‫هذا فاعلم ‪.‬‬ ‫فإذا عرفت‬ ‫إن العجب والكبر والحسد والرياء من المعاصي الباطنية } فالتوبة منها إزالتها‬ ‫بالكلية وصرفها بعلاجاتها الباطنية ‪.‬‬ ‫ولا يلم الإعلان بالتونة منها ‪ 7‬وهذا معنى قوله (توبتها أن تفقد) أي توبة هذه‬ ‫الأمور هو إعدامها من نفس المأمور ‪ 5‬ورفع تفقد على لغة قوم يهملون أن المصدرية‬ ‫ولا يعملونها ‪.‬‬ ‫ومثل هذه الأمور في صفة التوبة منها العزم على الفسوق فإن العزم على ذلك من‬ ‫المعاصي الباطنية فيجزي في التوبة منها لرجوع عما عزم عليه والندم على ما كان منه ‪.‬‬ ‫وهذا معنى قوله (وهكذا العزم على الكفران) والمراد ب (الكفران) هو ما عدا الشرك‬ ‫من المعاصي ‪ ،‬أما العزم على الشرك فقد صرح الشهاب بن حجر أنه شرك ‪ ،‬ووجهه‬ ‫أن العازم على الشرك لا يخلو من أحد أمور ‪:‬إما أن يكون عزمه ذلك لأجل تصويب‬ ‫من‬ ‫التوحيد ‘ أو لجهل بما يلزمه علمه‬ ‫الإسلام ا أو لتردد ف‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ٤‬أو لقدح‬ ‫الشرك‬ ‫التوحيد © والكل من هذه الأمور شرك ويحتمل أنه أراد أنه نفس العزم على الشرك‬ ‫شرك مع قطع النظر عن هذه الأمور ‪ .‬وهو ظاهر عبارته © والله أعلم ‪.‬‬ ‫وأما قوله (فالحق أنه من العصيان) أي فالقول الحق أن العزم على الكفران معصية‬ ‫خلافا لمن قال أنه ليس بمعصية ‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫حتى يرى الموت دنا من قربه‬ ‫وم يرد تلائب من ذنبه‬ ‫أن عن الختار فيما قد ورد‬ ‫أو تطلع الشمس من المغرب قد‬ ‫أي وعد ربنا تعالى بقبول التوبة ‪ 0‬فلا يرد تائب عن ذنبه من قبولها إذا أق بها‬ ‫ني وقتها الذي تقبل فيه ‪ 0‬ووقتها الذي تقبل فيه هو العمر كله إلا في موضعين ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬وقت الغرغرة بالموت ومشاهدة أسبابه فإن التائب في هذا الوقت لا تقبل‬ ‫منه توبته إذا كان قبل ذلك الوقت مُصرأ ‘ لأن توبته حينئذ لا عن اختيار منه لها وإنما‬ ‫كانت منه إضطرارا لما تيقن من حضور الموت وانقضاء الدنيا عنه © والدليل على ذلك‬ ‫قوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال‬ ‫(إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر) © وروى عطاء‬ ‫إني توبث الان“ه وقوله ر‬ ‫أنها تقبل قبل موته ولو بفواق ناقة ‪.‬‬ ‫والموضع الفاني ‪:‬وقت طلوع الشمس من مغربها فإن طلوع الشمس من مغربها‬ ‫بعض يات‬ ‫يوم يأ‬ ‫إنما هو علامة لقيام الساعة وهو بعض آياتها ‏‪ ٤‬وقد قال تعال‬ ‫ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا وقال عَإلأ‬ ‫(التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها) ‪ 2‬وفي حديث اخر (للتوبة باب بالمغرب‬ ‫مسيرة سبعين عاما لايزال كذلك حتى ياتى بعض ايات ربك طلوع الشمس من‬ ‫مغربها) ‪ 2‬وفي حديث اخر (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار © ويبسط‬ ‫يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) ‪ ،‬ومعنى يبسط يده ‪:‬‬ ‫اي يسدى نعمته ويسبلها على من توجه إليه تائبا ‪ .‬كل ذلك ترغيب للعباد في المسارعة‬ ‫إلى التوبة ‏‪ ٤‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وإنما كانت التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها لأن بطلوعها يتيقن انقضاء‬ ‫الدنيا وفناؤها ‪ 3‬وقدوم الاخرة وبقاؤها } فتوبة التائب ضرورية لا إختيارية ث ومن هنا‬ ‫لم تقبل توبة فرعون لأنه إنما تاب بعد تيقنه الهلاك وبعد علمه بانقضاء دنياه ‪ 5‬وفى‬ ‫ذلك الحين قال هؤامنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا مانلمسلمين }‬ ‫فقيل له على جهة الإنكار عليه فالان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ‪ 0‬وهلاك‬ ‫فرعون ورد توبته مما انطبقت عليه الأمة ودلت عليه الآيات القرا نية والأحاديث النبوية }‬ ‫‪١٥١١٩‬‬ ‫فما نسب إلى إبن العرني من قومنا أن فروعون مؤمن شهيد مخالف للكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫وخارق لإجماع الامة ‪ 0‬فلا يلتفت إليه ‪ 2‬والله سبحانه وتعال اعلم ‪.‬‬ ‫توبته وهكذا الضلل‬ ‫فقاتل المؤمن عمدا تقبل‬ ‫آلى ليطلن حقا فكذا‬ ‫من بعد موت من أضل وإذا‬ ‫فقول أي نبهان أن ليس اصطفى‬ ‫وقيل أن لا توبة لهم وفي‬ ‫أضله بما دعا ومن فتن‬ ‫لكن على المضل أن يلغ من‬ ‫فهو حري بمتاب المولى‬ ‫إن كان في مقدرة وإلا‬ ‫أي فإذا علمت أن التائب من ذنبه لا يرد ما لم يغرغر بنفسه أو تطلع الشمس‬ ‫من مغربها فاعلم أن قاتل المؤمن عمدا والداعي إلى ضلالة والحالف على إبطال حق تقبل‬ ‫جميعا توبتهم إذا جاءوا بها على شروطها ‪ ،‬لان الادلة الدالة على قبول التوبة قبل الغرغرة‬ ‫وبل طلوع الشمس من مغربها عامة تشمل هؤلاء وغيرهم ‪ ،‬وتخصيصهم من هذا العموم‬ ‫مفتقر إلى دليل ‪ 0‬وذهب بعض العلماء الى أن هؤلاء النلانة ليس لهم توبة ‪ 3‬وكذا عندهم‬ ‫مأنلحقت زوجها ولدا من غيره فهؤلاء الأربعة لا توبة هم عند هؤلا ث وكذا قالوا‬ ‫فيمن قتل نبيا أو قتله نبي ‪ ،‬وضعّف الشيخ أبو نبهان جاعد بن خميس الخروصي‬ ‫الله عليه _ تخصيص عموم الآيات الواردة في قبول التو بة من جميع التائبين‬ ‫رضوان‬ ‫فأجراها على عمومها ‪ .‬وأختار أن التوبة مقبولة ما لم يغرغر أو تطلع الشمس ممن‬ ‫مغربها ‪ 7‬وهذا معنى قوله روفي قول أبي نبهان أن ليس اصطفى) أي أن القول بأن‬ ‫‏‪ ٣‬الثلاثة غير مقبولة توبتهم ليس بالختار في قول أبي نبهان © أما قوله (لكن على‬ ‫لاء‬ ‫إليها ‪.‬‬ ‫فا جيب‬ ‫‪ ..‬الح( فهو بيان لكيفية تو بة الداعي إلى ضلالة‬ ‫با ن يبلغ من أجابه إل‬ ‫اليها مشروطة‬ ‫‪ :‬أن توبة من دعا إلى ضلالة فا جيب‬ ‫‪7‬‬ ‫و إلا فلا شيء‬ ‫قبل منه ذلك‬ ‫} فان‬ ‫منها } و أنها بدعة وضلالة‬ ‫بأنه تاب‬ ‫الضلالة‬ ‫تلك‬ ‫عليه فوق ذلك ‪ ،‬وإن لم يقدر على إبلاغ مننأضله ببيان ضلالته بأ ن مات المجيب إليها‬ ‫أو غاب حيث لا يمكنه إبلاغه فلا شيء عليه سوى التوبة لقوله تعالى لإن الذين فتنوا‬ ‫المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا» الآية } فإنه تعالى شرط الوعيد بعدم التوبة { والله‬ ‫سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫الباب الناني‬ ‫من الركن الرابع‬ ‫في أحوال التائب‬ ‫بيان ما له وما عليه بعد التوبة ‪ 5‬فأما بيان ما عليه فأشار اليه‬ ‫والمراد بأحواله‬ ‫بقوله ‪:‬‬ ‫كفارة وتوبة قد فرضا‬ ‫وتارك فرضا لولاه مضى‬ ‫شيء سوى التوبة في ذا جعلا‬ ‫لا‬ ‫وقيل‬ ‫إبداله‬ ‫مع‬ ‫عليه‬ ‫في حكم من حرم للحرمات‬ ‫وذاك مثل الصوم والصلاة‬ ‫أعلم ‪ :‬أن التائب من الذنب إما أن يكون ذنبه من جهة إرتكاب ما حرم الله تعالى ‪.‬‬ ‫وإما أن يكون من ترك ما فرض ا له عليه } فإن كان من الأول فلا شيء عليه سوى‬ ‫لتوبة اتفاقا مع المشارقة وعليه مع التوبة الكفارة مغلظة مع أصحابنا المغاربة ‪ 7‬بشرط‬ ‫ن يكون من الحرمين لما ارتكبه } ولا كفارة عندهم على المستحل لذلك ‪ ،‬كذا يؤخذ‬ ‫من استقراء قواعدهم وإن كانت معصيته بترك ما فرض الله عليه فعله كالصلاة والصوم‬ ‫يفوتهما عمدا ‪ ،‬فلا يخلو في تفويته لهما من أحد أمرين ‪ :‬إما أن يكوث مستحلا‬ ‫لتركهما ‪ ،‬وإما أن يكون منتهكا غير مستحل لذلك ‪ ،‬فإن كان مستحلا لتركهما فلا‬ ‫شيء عليه سوى التوبة من ذلك © وإن كان منتهكاً وفي إعتقاده دائن بفرضيتهما عليه ‪.‬‬ ‫ففيه ثلانة اقوال ‪.‬‬ ‫أحدها ‪ :‬أن عليه التوبة من ذلك والكفارة عنه وتداركه بالبدل ‪.‬‬ ‫ثانيها ‪ :‬أن عليه التوبة والبدل ولا كفارة عليه ‪.‬‬ ‫ثالثها ‪ :‬أن لا كفارة ولا بدل ‪ ،‬وإنما عليه التوبة فقط ‪ ،‬وهذا معنى قوله (لاشيء ‪ ..‬ال)‪.‬‬ ‫ومعنى قوله (جعلا) أي شرع ‪ ،‬ومعنى قوله (في حكم من حرم للحرمات) أي‬ ‫هذه الاقوال إنما هي مختصة بحكم من اعتقد تحريم المحرمات شرعا & أما من ترك الصوم‬ ‫والصلاة على جهة الإستحلال لهما فلا شيء عليه سوى التوبة من ذلك ‪ ،‬لأنه يكون‬ ‫باستحلاله لذلك مشركا } وبرجوعه عنه إلى الحق مسلما © والإسلام جب لا قبله القل‬ ‫للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫‪_ ١٦١‬‬ ‫له ثوابها إذا الغفران حل‬ ‫ولي المصر إن أتى الطاعة هل‬ ‫من غير ما شرك أتى مخصصا‬ ‫أو لا أو التفصيل أولى ان عصى‬ ‫هذا بيان الطرف الثاني من أحوال التائب وهو الجانب الذي له } اختلف العلماء‬ ‫ني التائب إذا كان في حال إصراره فاعلا للطاعات © هل يعطى ثواب تلك الطاعات‬ ‫بعد التوبة أم لا ؟ ففيه ثلاثة أقوال ‪:‬‬ ‫القول الأول ‪ :‬لأبي عبدالله محمد بن محبوب _ رضي الله عنه _ واختاره إبن‬ ‫الإطلاق ‪.‬‬ ‫نبهان أنه يعطى ثواب طاعته ‪ .‬وظاهر كلامهما‬ ‫أ‬ ‫القول الثانى ‪ :‬للفضل بن الحواري واختاره جماعة } وهو أنه لا يعطى من ثواب‬ ‫تلك الطاعة شيئا ‪.‬‬ ‫القول الفالث ‪ :‬لبشير واختاره الزاملي ‪ :‬أنه إذا كان هذا المصر حين فعله للطاعة‬ ‫مشركا فلا ثواب له بعد التوبة على تلك الطاعة } وإن كان غير مشرك فيعطى بعد‬ ‫التوبة ثواب طاعته ‪.‬‬ ‫ففي المسألة إطلاقان ‪ 5‬وتفصيل الإطلاق الأول ‪ :‬إنه يعطى ثوابها بعد التوبة مطلقا‬ ‫كان حين فعل الطاعة مشركا أو فاسقا غير مشرك ‪ ،‬الإطلاق الثاني ‪ :‬أنه لا يعطى ثواب‬ ‫ما عمل حال إصراره ولو تاب وغفر لهسكان حال الإصرار مشركا أو غير مشرك ©‬ ‫وأما التفصيل ‪ :‬فهو إنه إن كان باإصراره مشركا فلا ثواب له فيما عمل من الطاعات في‬ ‫حال شركه وإن كان غير مشرك فله ثوابه إذا تاب من إصراره ‪.‬‬ ‫ولي في المسألة تفصيل آخر ؤ هو أنه إن كانت الطاعة التي عملها مشروطا صحتها‬ ‫بالإسلام كالصلاة والصيام فلا ثواب لها إن عملها في الشرك ‪ ،‬لان شرط صحتها غير‬ ‫موجود & وثواب العمل مترتب على صحته ولا صحة فلا ثواب & وإن كانت تلك‬ ‫الطاعة غير مشروط في صحتها الإسلام كبر الوالدين واقراء الضيفان وصلة الرحم وإغاثة‬ ‫الملهوف ونصر المظلوم وهكذا فله ثوابها إذا أسلم وإن عملها في الشرك ‪ ،‬وكذا القول‬ ‫فيما عمل من الطاعات في حال إصراره الذي لا يشرك به فإنه إن كانت تلك الطاعة‬ ‫مشروطا في صحتها الإيمان الكامل وهو الوفاء بجميع الواجبات فلا صحة لها بتركه فلا‬ ‫ثواب عليها ‪ 0‬وإن كانت تلك الطاعة غير مشروط في صحتها الإيمان الكامل فله على‬ ‫‏‪ ١٦٢‬س‬ ‫فعلها ثوابها بعد توبته ‪ 0‬وهذا التفصيل حسن جدا ‪ ،‬ولا يقال ‪ :‬انه لم يتقدمني عليه‬ ‫أحد ‪ ،‬فإن الحق مقبول ممن جاء به ‪ 3‬فإن قيل ‪ :‬لاشيء من الطاعات مشروط صحتها‬ ‫بالإيمان الكامل فلا وجه لآخر التفصيل ‪ ،‬قلنا ‪ :‬بل له وجه ظاهر وهو أن الفقهاء اختلفوا‬ ‫في أشياء من الطاعات كالصلاة خلف الفاسق فأبطلها قوم وصححها آخرون ‪ ،‬فالقائل‬ ‫ببطلانها يشترط في صحتها أن يكون الامام كامل الإيمان وعلى مذهبه فتلك الصلاة غير‬ ‫صحيحة } فلا ثواب لها وإن بعد التوبة على هذا التفصيل الذي ذكرته ‪ 3‬وكذا فيما‬ ‫و الله أعلم ‪.‬‬ ‫أشبه ذلك }‬ ‫الباب الثالث‬ ‫من الركن الرابع‬ ‫والمستحل‬ ‫الحزم‬ ‫توبة‬ ‫و‬ ‫واللمستحل عكس هذا يلزم‬ ‫وجمل توبة من يحرم‬ ‫المراد ب (اهحرم) المنتهك وهو الذي يفعل الذنب مع اعتقاده له أنه ذنب ‪ ،‬والمراد‬ ‫ب (المستحل) من يفعل الذنب ويعتقد أنه غير ذنب لشبهة تمسك بها أو لتقليده من‬ ‫تمسك بالشبهة في ذلك ‪ ،‬فهو يدين بتخطئة من خالفه ذلك | فالمحرم على هذا ايسر‬ ‫حالا من المستحل ‪ ،‬لأن المستحل جمع مع إرتكاب الذنب إعتقاد أنه غير ذنب وتخطئة‬ ‫من خالفه في ذلك ‪ ،‬فمن هنا كانت توبة الحرم أيسر حالا من توبة المستحل فيجزي‬ ‫الحم أن يتوب من جميع ذنوبه إجمالا ‪ 5‬ولا يجزي المستحل ذلك ‪ ،‬لكن يلزمه التوبة‬ ‫عن كل ما استحله بعينه © فيذكر ذنوبه ذنبا ذنبا ويتوب عن كل واحد منها توبة &‬ ‫وهذا معنى قول الناظم (والمستحل عكس هذا يلزم) أي يلزم المستحل في كيفية التوبة‬ ‫حاصل‬ ‫المحرم الإجمال ئ ويلزم الملستحل التفصيل » هذا‬ ‫المحرم ئ فيلزم‬ ‫ما يلزم‬ ‫عكس‬ ‫ما في الأثر ‪ ،‬والظاهر أن لزوم التفصيل في التوبة عالىلمستحل إنما هو تعبد خاص له‬ ‫فيما بينه وبين الخلق } أما فيما بينه وبين الله فلا يلزمه ذلك ‪ ،‬وإنما يجزيه الإجمال إذا‬ ‫بالتوبة التوبة عن كل ذنب إستحله ا والله أعلم ‪.‬‬ ‫قصد‬ ‫‪. ١٦١٢٣‬‬ ‫لم يجبزه التوب بلا تغريم‬ ‫ومن أتى أمرا على التحريم‬ ‫بعكسه في أعدل الاقوال‬ ‫وإن يكن أتاه بإستحلال‬ ‫سلب‬ ‫لمن‬ ‫يرده‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫وإن يكن لي يده ما قد كسب‬ ‫يشترط في توبة من فعل أمرا ويعتقد أنه حرام فلزمه منه ضمان كأكل مال الغير‬ ‫بغير إذنه أن يتخلص إلى أرباب ذلك الشيء إما بغرم له أو بحل منهم ‪ ،‬ولا تجزيه التوبة‬ ‫منه بغير تخلص ‪ 3‬فإن لم يقدر على التخلص دان با داء ذلك عند القدرة ‪ ،‬فإذا حضره‬ ‫للرت وهو غير قادر على الخلاص أوصى به ‪ ،‬وليس عليه فوق ذلك شيء والله رؤوف‬ ‫بالعباد } ولا يشترط هذ الإشتراط في توبة من فعل ذلك الفعل وهو مستحل له على‬ ‫أكثر الأقوال ‪ .‬وعدله الناظم هاهنا ‪ 7‬لكن بشرط أن لا يكون ما أخذه بطريق‬ ‫الإستحلال باقيا في يده } فاإن إن كان باقيا بعينه في يده ففي أكثر أقوالهم أن عليه أن‬ ‫يرده إلى من أخذه منه & وقيل لا يلزمه أن يرده إليه لأنه إنما أخذه يوم أخذه وهو‬ ‫مستحل له ‪ ،‬وفي قول ثالث ‪:‬أن على المستحل رد ما أخذه إن كان باقيا وغرمه ان‬ ‫كان متلفا ‪.‬‬ ‫هذا محصل ما في الأثر في هذا المقام ث وعندي فيه تفصيل ‪ :‬هو أنه إن كان المستحل‬ ‫مشركا فلا يلزمه غرم ما أتلفه في حال شركه غلى المسلمين ولا يلزمه رد ما أخذ منهم‬ ‫بعد أن أسلم ولو كان باقيا في يده ‪ 3‬لأن له ما أسلم عليه لأدلة ذكرتها في غير هذا‬ ‫الكتاب ‪ ،‬وإن كان المستحل من أهل القبلة‪ .‬فإنه يلزمه رد ما أخذ على المسلمين‬ ‫بإستحلاله وغرمه إن كان قد تلف من يديه لأنه ل تحل أموال أهل القبلة بنفس الاعتقاد‬ ‫لحلها } والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫حتى يصح أنه قد استحل‬ ‫محرم حين فعل‬ ‫وحكمه‬ ‫أي حكم اخذ أموال أهل القبلة أنه محرم لأخذها ‪ 3‬فهو محكوم عليه بغرمها وإن‬ ‫إدعى الاستحلال لها } لأن أموال أهل القبلة في دين الله محجورة بغير إذن أهلها ‪7‬فيحكم‬ ‫تسقط‬ ‫لو صحت‬ ‫دعوى‬ ‫أنه مستحل لأخذها‬ ‫ودعواه‬ ‫‪0‬‬ ‫بردها ‪7‬‬ ‫أخذها‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫‏‪ ١٦٤‬س‬ ‫عنه المحكم بردها إليهم على قول بعض ‪ ،‬وأيضا فحكم أهل الإقرار كلهم التحريم لا‬ ‫حرم الله ‪ .‬ودعواه أنه مستحل تخالف أهل هذا الحكم » فلا تسمع منه دعواه انه مستحل‬ ‫إلا بصحة شرعية وهي شهرة أو شهادة عدلين ؤ وذلك أن تقضي الشهرة أو يشهد‬ ‫العدلان بان هذا الرجل قد كان على دين الازارقة مثلا } والله اعلم ‪.‬‬ ‫الباب الرابع من الركن الرابع‬ ‫في الأمور التي لا تلزم منها توبة‬ ‫والنسيان (‬ ‫والخطأ [‬ ‫(التقية (‬ ‫منه ‏‪ ٤‬وهي أر بعة أشياء‬ ‫عنها‬ ‫لعفو الله تعال‬ ‫أي‬ ‫وحديث النفس) ‪ ،‬فعقد لكل واحد من التقية والخطأ فصلا ‪ ،‬وعقد لحديث النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫واحدا ‪ .‬فلذا قال ‪ :‬وفيه ثلانة فصول‬ ‫والنسيان فصلا‬ ‫الفصل الأول‬ ‫في التقية‬ ‫من نيل ضر من به القول يخص‬ ‫أجز تقية بقول إن خلص‬ ‫والخلف في إتلاف مال ضمنا‬ ‫وامنعها في إتلاف نفس إن جنى‬ ‫التقية إما أن تكون بالقول وإما أن تكون بالفعل ‪ ،‬وسيأتى بيان حكم التقية بالفعل &‬ ‫وأما التقية بالقول فتجوز في موضع ‪ ،‬وتمنع في موضع آخر ‪ ،‬ولها موضع ثالث يختلف‬ ‫في جوازها فيه ‪.‬‬ ‫فأما الموضع الذي تجوز فيه فهي ما إذا كان القول ليس في ضرر على أحد من البشر‬ ‫وكان المجبور قد أكره على القول به © فإنه يجوز له في هذا الموضع آن يدفع عن نفسه‬ ‫ما يخشاه من القتل ونحوه بالقول الذي طلب منه _ ولو كان ذلك القول شركا _‬ ‫وهذا معنى قوله (أجز تقيه بقول ‪ .‬الج ومعنى قوله (إن خلص من نيل ضر ‪ ..‬الح)‬ ‫‪_ ١٦٥‬‬ ‫أي إن خلص ذلك القول من وقوع الضرر في الغير فهو تقييد للجواز ث وجواز ما‬ ‫مأخوذ من‪ ..‬الكتاب والسنة ‘ فأما الكتاب فقوله تعالى للا من اكره وقلبه‬ ‫ذكرناه‬ ‫مطمئن إيان زوقوله تعالى فلا أن تتقوا منهم تقاة ‪ ،‬وأما اليينة نقول علل (عفي‬ ‫عن أمتي الخطأ والنسيان © وما حّثوا به أنفسهم وما أكرهوا عليه) ‪ 0‬ومن ذلك ما‬ ‫جرى لعمار بيناسر _ رضي الله عنه _ حين أخذه الملشركون فلم يدعوه حتى سب‬ ‫رسول الل ه وذكر اتهم بخير ‪ 9‬فلما جاء ال البي يك قال ‪ :‬يا رسول الله ما‬ ‫أراني إلا هلكت } فأخبره الخبر ‪ 2‬قال ‪ :‬كيف تجد قلبك ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬مطمئن بالإيمان ©‬ ‫عادوا فعد ‪.‬‬ ‫قال ‪:‬فإن‬ ‫وأما الموضع الذي تمنع فيه التقية بالقول فهو ما إذا كان في القول ضرر على أحد‬ ‫من البشر كاتلاف نفس الغير أو قطع عضوه فإنه لا تجوز لأحد التقية في هذا الموضع‬ ‫إذ لا يحل لأحد أن ينجي نفسه بضرر غيره ‪ 0‬إذ ليست نفسه أولى بذلك من نفس‬ ‫غيره ‪ 3‬وهذا معنى قوله (وامنعها في اتلاف نفس ان جنى) أي وامنع التقية بالقول‬ ‫في موضع يجني فيه القول إتلاف نفس الغير وكذا حكم عضوه ‪ ،‬ومثال ذلك أن يكره‬ ‫جبار ذو قدرة معروف بالغشم أحدا ممن يقدر عليه أن يدله على أحد من البشر ليقتله‬ ‫بباطل أو ليقطع عضوه بغير حق } وكان قد توعده بالقتل إن لم يدله عليه { فلا يجوز‬ ‫هذا المجبور أن يدل الجبار عل ذلك المطلوب وإن خاف على نفسه منه ‪.‬‬ ‫وأما الموضع الذي يختلف في جواز التقية فيه بالقول فهو ما إذا كان في ذلك القول‬ ‫إتلاف لال الغير ©كأن يادللجبار على مال لغيره أن يضيعه أو يقتله الجبار } فإن بعضا‬ ‫قد أجاز له أن يدله على ذلك مع اعتقاد الضمان له ©{} وبعض منع من ذلك © وهذا‬ ‫معنى قوله والخلف ‪..‬الح) ‪ 3‬والجواز في هذا الموضع أظهر من المنع ‪.‬للأن المال لا‬ ‫يقاوم النفس & والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫كلحرق والغرق ومثل القتل‬ ‫وم نبر تقية بالفعل‬ ‫كالأكل للميتة والدم اشتهر‬ ‫لكن جواز ما أبيح للضرر‬ ‫هذا بيان حكم التقية بالفعل وحكمها أنها لا تجوز عند الأصحاب وذلك كحرق‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫النفس وكتغريقها وكقتلها ‪ 0‬فإن في هذه الصور كلها لا يجوز لأحد أن ينجي نفسه‬ ‫بفعلها }لكن اشتهر عندهم جواز التقية بفعل الأشياء التي أبيح فعلها للمضطر كاكل‬ ‫الميتة والدم } وهذا الجواز وإن كان على قول بعضهم فهو مشهور في اثارهم فيدل على‬ ‫أن كلامهم في منع التقية بالفعل مجمل لابد له من تفصيل ‪ ،‬وتفصيله أن نقول ‪ :‬إن‬ ‫الفعل الذي يكره عليه الإنسان إما أن يكون به ضرر بالغير كحرق النفس وغرقها‬ ‫وقتلها ‪ 3‬وإما أن يكون ليس فيه ضرر بالغير لكن فيه إتلاف لال الغير } وإما أن يكون‬ ‫ليس فيه ضرر بالغير ولا إتلاف لاله ‪ ،‬فإن كان فيه ضرر بالغير فهو الممنوع اتفاقا ‪.‬‬ ‫وإن كان فيه إتلاف لال الغير فيخر ج فيه الخلاف المذكور في جواز التقية بالقول بشرط‬ ‫ضمان ذلك المتلف & والذي ليس فيه ضرر بالغير ولا إتلاف لاله نوعان ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬فعل لا يقبل الجبر والإكراه ‪ ،‬بمعنى أنه لا يتاتى فعله عند ذلك كالزنا‬ ‫فإن فعله لا يصدر إلا عن إختيار من الرجل دون المرأة فلا يحل للرجل التقية به ولا‬ ‫للمرأة أن تساعد عليه ‪.‬‬ ‫ثانيهما ‪:‬فدل يتبل الإكراه والجر ‪ 2‬وذلك كأكل ابنة وأكل الدم وأكل لح‪,‬‬ ‫الخنزير ونحو ذلك مما أبيح لنا فعله في الاضطرار اليه ا ف جاز التقية به قوم ومنعها به‬ ‫آخرون ‪ ،‬حجة المحجوزين للتقية به أن هذه الأشياء قد أباحها الله لنا في حال الاضطرار‬ ‫لها ‪ .‬ومقام الجبر والإكراه مقام اضطرار ‪ ،‬فجاز لنا لذلك ‪ ،‬وأيضا فإن الحكمة من‬ ‫شرعية الإباحة لفعل ما ذكر عند الاضطرار إنما هي حفظ النفس وهي حاصلة هاهنا ‪.‬‬ ‫قال المانعون ‪ :‬إن إباحة ما ذكر مقيدة بالإاضطرار في الخمصة ‪ ،‬فلا تكون الاباحة في‬ ‫غير المحمصة وإن إضطر إلى فعله } قلنا ‪ :‬ذكر الخمصة في الآية لا مفهوم له ‪ 5‬ونما‬ ‫هو جار على الأغلب من أحوال الإضطرار ‪ ،‬فإن الغالب من حال الإضطرار الى أكل‬ ‫ما ذكر إنما هو في حال المخمصة ‪ ،‬والتقيد بالأغلب المعتاد لا مفهوم له ‪ 5‬لأنه لم يذكر‬ ‫للقيد ‪ 5‬فبهذا التحقيق يظهر لك صحة القول بجواز التقية بأكل نحو الميتة ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫عليه في أن لا يحد نستحب‬ ‫جاء بما الحد يجب‬ ‫ومكره‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫الم عليه‬ ‫ق فه‬ ‫يزنا‬ ‫إأذاكره الملكلف على فعل شيء يجب على فاعله الحد كالسرقة وال‬ ‫ذلك الحد أم لا ؟ قال قوم ‪ :‬يقام عليه الحد بذلك لأنه فعل موجبه والتقية بفعله حرام &‬ ‫فلا يدفع عنه الحد بذلك © وقال قوم ‪ :‬يدفع عنه الحد بذلك لحصول الشبهة بالاكراه ‪5‬‬ ‫وفي الحديث (ادرأوا الحدود بالشبهات) وهذه شبهة } فلا يقام معها الحد ‪ 5‬وهذا القول‬ ‫أظهر ودليله أوضح ‪ ،‬فقول الناظم رفي أن لا يحد نستحب) إختيار لهذا القول ‪ ،‬ومعناه‬ ‫ان استحبابنا في عدم حده ‪.‬‬ ‫واعلم أن الخلاف الجاري في إقامة الحد مع التقية بنحو الزنا والسرقة لا يجري في‬ ‫التقية بنحو قتل النفس ‪ ،‬وقطع عضو منها } لأن في هذا الفعل تعلق حق العباد ‪ 7‬فيجب‬ ‫عليه القود والقصاص & والخلاف المتقدم انفا نما هو في موجب الحدود التي لم يكن‬ ‫للخلق فيها حق ‪ ،‬هذا مياظهر لي في تحرير المقام ‪ ،‬ثم إنى احسب إفى وقفت على حكاية‬ ‫الخلاف في ثبوت القود على قاتل المجبور ‪ 4‬ووجهه إن القود قد اختلف فيه ‪ .‬هل هو‬ ‫حد أم حق ؟ فعلى القول بانه حد يسقط بالشبهة ولا يسقط على القول بأنه حق للعباد ‪.‬‬ ‫والله أعلم ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫في اخطأ‬ ‫ألزمه الظاهر حكما يسلمن‬ ‫ورفع الإثم لدى الخطأ ومن‬ ‫زوجته خطأ ومثل المعحق‬ ‫كالقاتل النفس وكاللمطلق‬ ‫ومما لا يؤاخذ العبد به ولا تلزمه فيما بينه وبين الله منه توبة الخطأ وهو أن يقصد‬ ‫إلى فعل طاعة أو مباح فيخطأً الى غير مقصوده ء وهو نوعان ‪:‬أحدهما غميرحاكم فيه‬ ‫لكونه خاصا بنفسه كا في الحديث أن رجلا أراد أن يقول ‪:‬اللهم أسكني الجنة }فقال‬ ‫اللهم اسكني النار ‪ 2‬فاشتد ذلك عليه ‪ 5‬فقال له البي عيه (لابأس عليك لك ما‬ ‫نويت) وأما النوع الذي هو فيه محاكم فهو مثل أن يقصد الى تجديد كلمة التوحيد فيخطاً‬ ‫منها إلى كلمة الشرك أو يقصد إلى إظهار ولاية المسلمين قيخطاً منها إلى إظهار البراءة‬ ‫منهم ‪ ،‬أو يقصصدد أن يقول لزوجته أنت بارة فيخطاً الى قوله أنت طالق ‪ ،‬أو يقصد‬ ‫أن يقول لعبده أنت صالح فيخطأ الى قوله أنت حر فإنه يكون في هذه الصور كلها‬ ‫‪_ ١٦٨‬‬ ‫محاكا } فيحكم عليه بالكفر في إظهار الكفر ‪ 3‬وبالعداوة في موضع العداوة ‪ 5‬وبالطلاق‬ ‫لزوجته وبالعتق لعبده ‪ 3‬إن خاصماه في ذلك & وعليه هو أن يسلم للحكم الظاهر إذا‬ ‫حكم عليه بشيء } فيجب عليه تجديد التوحيد ‪ ،‬وإظهار الولاية للمسلمين ‪ 9‬وتسريع‬ ‫الزوجة‪ ،‬ورفع اليد عن العبد { وهذا معنى قوله (ومن ألزمه الظاهر حكما يسلمن)‬ ‫أي ومن ألزمه الحكم الظاهر شيئا من الأحكام الشرعية فعليه أن ينقاد له وأن لا يتمرد‬ ‫عليه © والله أعلم ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫في النسيان وحديث النفس‬ ‫وهكذا وسوسة الشيطان‬ ‫ورفض الوزر لدى النسيان‬ ‫إذ لم تكن أشد من رؤيا البصر‬ ‫من بعد أن جاهده بما قدر‬ ‫المراد ب ررفض الوزر) رفعه ‪ ،‬أي رفع الإثم عن المكلف في حالتي النسيان ووسوسة‬ ‫الشيطان للحديث المتقدم ذكره & فاما رفع الإثم في النسيان فظاهر ‪ ،‬وأما رفعه ني‬ ‫وسوسة الشيطان والمراد بها حديث النفس فمقيد بما إذا لم يقدر المكلف أن يدفع‬ ‫الرسوسة الحاصلة فى نفسه لأنه" يجب عليه بذل مجهوده فى دفع الوسوسة المحرمة شرعا ‪.‬‬ ‫والمعفو عنه منهما إنما هو حديث النفس الذي لا يمكن المكلف دفعه ‪ ،‬ومثال هذا‬ ‫الحكم في رفع الاثم من الأمور الحسية ‪ 0‬هو رؤيا البصر الواقعة على محجور شرعا &‬ ‫ل يؤاخذنا ف الخطأ ف ذلك {© ولا فيما ل يمكنا غض النظر عنه ‪ ،‬وليست‬ ‫فإن الشرع‬ ‫الوسوسة بالمعنى المذكور أشد من رؤيا البصر على المنظور المحجور ‪ ،‬والله سبحانه وتعال‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٦١٩١‬س‬ ‫رخاتمة الكتاب)‬ ‫حارية أهم شيء في الأصول‬ ‫تمت بحمد الله أنوار العقول‬ ‫لمراد ب (أنوار العقول) هذه المنظومة © فهو علم عليها ‪ 5‬وإنما سميتها بذلك لأن‬ ‫موضوعها علم الاعتقادات ‪ ،‬ومحل ذلك العلم هو العقل } فالمتمسك بما في هذه المنظومة‬ ‫إنما هو متمسك بنور العقل & والعادل عما لا يصح له العدول فيه منها خار ج من النور‬ ‫إل الظلمات ‪ ،‬والمراد بقوله (حاوية أهم شيء في الأصول) أي جامعة للأمور التي‬ ‫لابد منها ‪ 0‬ومن معرفتها من أصول الديانات ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫الكمال‬ ‫طريقة‬ ‫سالكة‬ ‫الإخلال‬ ‫عارية من وصمة‬ ‫ومعنى قوله (عارية) أي متجردة } و (الوصمة) العيب ‪ ،‬و (الإخلال) التقصير‬ ‫عما لا ينبغي التقصير فيه ‪ .‬و (الكمال) المام ‪ 2‬أي تمت هذه المنظومة حال كونها جامعة‬ ‫للأهم من أصول الديانات © و (عارية) من عيب التقصير عما لا ينبغي التقصير عنه‬ ‫حال كونها سالكة الطريقة التامة من التحقيق ‪ ،‬وواردة المنهل الوافي من التدقيق ‪ ،‬والله‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫تتصونه من كل قول كاذب‬ ‫أهديتها صرفا لكل طالب‬ ‫معنى قوله (أهديتها) أي صيرتها هدية } ومعنى قوله (صرفا) أي خالصة ‪ ،‬ومعنى‬ ‫قوله (تصونه) تحفظه ‪ ،‬ومعنى قوله من (كل قول كاذب) اي اعتقاد مخالف للحق ©‬ ‫أي صيرت هذه المنظومة هدية خالصة لا أبغي عليها أجرا إلآ من الله لكل طالب للحق‬ ‫وملتمس للهدى ‪ ،‬والحال أنها تحفظ هذا الطالب من الاعتقادات الفاسدة } والله أعلم ‪.‬‬ ‫‪_ ١٧٠‬‬ ‫شرف‬ ‫من‬ ‫رمته‬ ‫قد‬ ‫ما‬ ‫أتم‬ ‫ي‬ ‫التيسير‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫وأجد‬ ‫أي أثنى على الله تعالى بما هو له أهل من الجميل على تيسيره لي إتمام ما قصدت‬ ‫إتمامه في أتم حال وأوفى مقام ‪.‬‬ ‫محمد البعوث من خير ملا‬ ‫م الصلاة مع تسليم على‬ ‫منهاجهم على المام والوفا‬ ‫واله وصحبه ومن قفا‬ ‫ش إني بعد حمد الله أصلى الصلاة وأسلم التسلم الما مور بهما شرعا على نبي هذه‬ ‫الأمة ؤ والمبعوث من خير قوم يملون العين شرفا ‪ 3‬وعلى اله التابعين له ‏‪ ٤‬وعلى صحبه‬ ‫المناصرين له ‪ ،‬وعلى من تبع سبيلهم غير مبدل ولا مغير من بعدهم صلى الله عليه وسلم‬ ‫وعليهم اجمعين ‪ ،‬ففي قوله على التمام والوفا براعة حسن الختام على تمام هذا النظام &‬ ‫وني هذا المقام ‪.‬‬ ‫ونورا‬ ‫(‬ ‫عونا للطالبين‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫جعله‬ ‫ئ‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫شرح‬ ‫على‬ ‫انتهى بنا الكلام‬ ‫للمهتدين } وفوزأ لناظمه يوم الدين { والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى اله‬ ‫ولا قوة إلا بالله‬ ‫العالمين ئ ولا حول‬ ‫والحمد لله رب‬ ‫المؤمنين ئ‬ ‫‏©‪ }٠‬وعلى <جميع‬ ‫وصحبه‬ ‫العلي العظيم ‪.‬‬ ‫قد تم هذا الشرح المختصر على المنظومة المسماة ‪ :‬بأنوار العقول } وهو الشرح‬ ‫الصغير من شرح ناظمها عليها ‪ 5‬وذلك في سنة أربع عشر وثلائمائة سنة وألف من الهجرة‬ ‫النبوية على صاحبها أكمل صلاة وتسليم‬ ‫عرضت بشرحها على مؤلفها تصحيحا } بقلم الفقير الحقير لله تعالى راجى رحمة‬ ‫ربه القدير سعيد بن خميس بن حمد بن سالم المدسري البهلوي خادم بني علي ‪.‬‬ ‫تمت بحمد الله وتوفيقه‬ ‫‪١٧١١‬‬