‎e e 1 3‏ ر ص ص 2 سے ¬ ب ‎E Rs i O EN E a FY e e‏ | | ۱ , ۱ ۱ 1 7 1 ۱ ‎E CC Wi N N ۱‏ ¬ ‎CAC AS ۱ ۱‏ ریہ ‎RATE FPR‏ ‎ona ۴‏ د دراد س 7 ‎EN:‏ 7 وه 7“ 4 ۳ 1 ‎e i‏ 7 ہے ۶ ہر 7 و 1 ‎E E RACE Î‏ . 2 یل ‎EE a E‏ ‎WE ۱: E‏ 9 ت 7 . ر و بي 4۶ ‎Ci‏ ‎ê‏ 7 1 91 ۹ کردم ‎“Te Qs Ro‏ ‎SS 7 A 7 9 a RE‏ 1 4 ‎ESA AV e 3 2 EFER‏ ‎ ‎CEW ‎TV) $8۸ ^‏ سے ہے س هھ ‏اوا رس ناتيل تأئیف ‏اشح ايه راي ‏الو الأول الطبحة الاأوٹی ١٤١١ھ ١۱۹۸م ‏الاش نيه الإستَفَامة .ب ١ ۸۸۱٤ شى بلطنةعاں ة0 حقوق الطبع محفوظة ملاحظة ٠ لکتاب ۰ یرجی ۱ م - مر ۱ 3 ق ۰ ن 2 ِ يسم الله الرجهن الرحم مقدمة الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا » وجعله إل کل خیر منہجا ومن کل شر مخرجا » انزله کتابا معجزا بیانه » شاملا تبيانه » ساطعا برهانه ¢ لاير إلى شاوه كلام البشر » ولا تحيط بأسراره العقول والفكر › تتجلى في كل ظرف أسراره » وتسطع في کل أفق آنواو » مده حمد المستزيد من رأفضاله › الراجي لمثوبته » المشفق من عقوبته › وأشهد أن لا له إلا الله وحده لاشريك له وسع كل شيء علما وأوسع كل حادث حكما » وأشهد أن سیدنا محمنا عبده ورسوله » جمعت رسالته ماتفرق في الرسالات وخلدت معجزته دون سائر المعجزات › صل الله عليهرسلم وعلى اله وصحبه الذين كانوا هداة البشرية » وحاة الأمية » وأساتذة العالم وبناة التاريخ. اما بعد: فإن شرف الإانسان بتشريف الله لهء وتفضيله إياء على غيو من الكائنات الموجودة في الأرضء وما أودع فيه من الملكات والطاقات التي توهله للخلافة في الأْض والسيادة في الكون » ومن المعلوم أن تكوين الانسان تكوين عجيب» فهو يجمع بين الروح والجسم والعقل والقلب والضمير والغريزة » ولكل منها طبعه وخصائصه وضروراته ومطالبه › فضلا عن كون أفراد الجنس الانساني متشابكة مصال حهمء متداخلة معاملاتهم › وهذا كله يستوجب أن تسيطر على حياة النوع الإنساني قوة تنظم العلاقة بين جوانب الانسان المتنوعة في نفسه والمصالح الختلفة المشتركة بين بني جنسه »٤ ولیست هنالك قوة ترشح لذه المهمة اعظم من العقيدة السماوية التي ينبثق ا١ ب المنهج السلم لسلوك الأنسان في حياته › لجل ذلك آرسل الله رسله مبشرین ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق مهلك من هَلكَ عن َة حى من حي عن ةراس ٢ وقد توالت مواكب جميع المرسلين حاملة إلى الخلق هداية الحق مشتملة ‏ بانب قضايا العقيدة ‏ على حلول للمشاكل الخاصة التي تنوء بأثقالها المجتمعات التي تنزلت فيا تلك الرسالات سواء كانت مشاكل اجتاعية أم خُلقية أم غرها » ولكن شعاع تلك الرسالات ماكان يمتد لأكثر من أجيال محصورة ولا يتعدىٰ أحياناً شعوباً معينةءوأقالم حدودةء لها كانت موقوتةء ولم يرد لا الخلود. وعندمًا أراد الله إسباغ نعمته على خلقه أرسل محمدا عة برسالة لدة تشتمل على كل ماتحتاج إليه الإنسانية من تنظيم الحياتباوحلول ٠ لمشاكلها » ا تشتمل على كل ما تتشوق إليه نفس الانسان من تبان قائق غيبية ترتبط مصالح الناس بعرفتها واعتقادها. وخلود هذه الرسالة العظمى فقد جمعت في ظل بنائها المتين الواسع بين ففات البشر من غير تفرقة بين عرلي وأعجمي ولا بين أبيض وأسودء ولا بين قريب وبعیدہ ولا بين قوي ومستضعف » ولن نستطيع أن نقدر هذه الرسالة حق قدرهاء ونكتنه عظمتها وشأنها إلا أذا استوحينا ذلك من إعلان الحق تعالى لقام المرسل بها فقد قال جز وجل وما أرَسَلَاكَ إلا رَحْمَة لە س وهنا لا يملكه العقل إلا أن يقف وقفة الخشوع والتسلم مام البيان الرباني عن عظمة الرسالة المتمثلة في عظمة الرسُول ٠ فقد بين۔تعالى أن الرحمة التي تجسدت في هذه الرسالة لم تكن مقصورة على البشرء ولا على الارض وسكانهاء وإنما هي شاملة للعالين › والعالون ج عالم والعالم كل ما كان علامة ودليلا على وجود الحق تعالى.وهذا ر يعني أن كل ذرة في هذا الكون مغمورة بهذه الرحمةه مشمولة بہذه النعماء › ل الجدف الأساسي بهذه الرسالة إصلاح النوع ۲ ہس الإنساني » لأنه الخليفة في الأْض ٠ والقطب الذي تدور عليه رحي هذا الكون . وإصلاح الانسان يكون نفسيا واجتاعيا » والاصلاح النفسي هو التنظم الدقيق بين جوانب الانسان الختلفة بحيث لا يطغى أثر جانب على اخر فلا تُوفر مطالب الجسم على حساب الروح » ولا تلبي مطالب الغريزة على حساب الضمير والعقل ولا عكس ذلك » ولكن تراعى مطالب الروح وال جسد معا » وأشواق القلب وتطلعات العقل جميعا » حتى لا يحدث أي نشاز وتضاد بين جانب واخر » وأما الإصلاح الاجتاعي فهو رعاية جميع مصالح الناس على اختلافهم من غير توفير لحد على حساب غيو ٤ وهذا كله تنطوي عليه هذه الرسالة الخالدة . والقران الكرم الذي أنزله الله على نبيه (عليه أفضل الصلاة والسلام) هو منبع هذا الخير كله » ومطلع هذه الحداية التي أشرق نورها على قلوب الناس فبدد متها الظلمات › واستاصل منها الضلالات › فمن تمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام ا › فهو كلام الله رب العامين بل لا ييه ابال من بين يديه ولا من حَلقه ‏ رست بونجد من خلال تلاوتنا له ما يدلنا على عظمة محتواه » وعلى القصد من إنزاله فالله تعالى يقول ‎ :‏ ذلك اكاب لا رب ف هُدى لمن » رسس ى ويقول : ٍ کاب راه ِلك ُحْرج النَاسَ من الظْلمَاتٍ ِى الور باذنِ رهم ٤ إلى صراط لعزي الحَمِيدٍ رم ١٠ ویقول ئ ِن هذا قران بهدي لاي هي قوم وش المُومِنيسَ دين مون الصَالحات ُن ل جرا کر 3 ره ١٩ ويقول : ل الله زل اخس الحديث ابا مَُشَابها ماني تقشع مه جلو الْذِينَ يشون م 4 ر ابر / ٢٠ ) وقول :} کناب 7 0 ل مارك لديروا ايه وَليعَكر أُولوا الألباب ب رس ٢٠ ویقول ‎ :‏ َد جَاءنك موعظة من ربک ۾ وشا لما في الْصُدُور که رس /) . ۲ ب ولقد وصف الرسول علي القران الكريم وصف العارف به ء كيف لا ؟ وهو الذي أنزل عليه ليبينه للناس » يقول تعالى هل ورا ِلك الذكر عي اس ما رل يهم رس ءءء ولعل أجمع حديث لصفات القران ما رواه الامام أحمد والترمذي عن الأمام على بن أني طالب (كرم الله وجهه) أن النبي ع قال ( ستكون من بعدي فتن كقطع الليل المظلم » قيل يارسول الله وما المَخْرَجٌ منها ؟ قال كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبا من قبلكم » وخبر ما بعد » وحکم مابینكم » هو الفصل لیس باهزل » من ترکه ِن جبار قصمه الله » ومن ابتغيٰ الحدىٰ في غوو أضله الله » هو حبل الله المتين » ونوره المبين والذكر الحكي وهوالصراط المستقم »وهو الذي لاتزيغ به الأهواء ولاتلتبس به الالسنة › ولاتتشعب معه الاراء » ولايشبع منه العلماء ولايمله الاتقياء› ولايخلق على كثق الرد » ولاتنقضي عجائبه » وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إن سَمعنًا قران عَجبا ره من عَلِم علمه سبق ومن قال به صدق ومن حکم به عدل»ومن عمل به اجر ومن دعا زليه هُدي إلى صراط مستقم). ومهما قيل في إسناد اخدیثٹ فن البريق الذي يلمع من عباراته دلیل عل تله من مشكاة النبوة › 7 هذه الاحاطة الدقيقة بصفات القران لاتكون | إلا من أفزل اليه » وقصارى ما يمكن أن يصل إليه فهمنا من هذا الوصف الجامع للقران الكريم احتواء القرآن على كل ما يحتاج إليه الإنسان من عِبرٍ يستفيدها ممن مضى قبلهء وخبر يتطلع إليه من وراء حجاب المستقبل الغيبي » وحكم يقم عليه علاقته بيني جنسه مون كل من جانبه من جبار إعراضا عنه لبد له من قاصمة » وأنه فصل لیس باهزل وكيف يکون هرلا أو يحتوي عليه وهو كلام رب العالمين؟ ونه حبل الله الذي لا ينقطع بمن تمسك بهءونوره الذي لا يضل من استبصر به » وذکر منه في 4 تستولي الغفلة على من دأب عليه » وصراط مستقم لا یزل من سلکه :ولا يضل, والحديث يتضمن التحذير من سوء العاقبة لاولعك الذين يضربون بشريعة القران عرض الحائطء متمسكين بقوانين صاغتها عقول البشر القاصرة › وأنظمة معوجة لا صلة ا بالفطرة الانسانية › وهولاء حتوبہم وعید الحق في قوله ومن أَعرضَ عَنْ فكي فن ا ميش ضنكا نحش ي اقَيامَة أغمى رد ٠ وفي حديث عن ابن مسعود رضي الله تعال عنه أخرجه الأنباري النحوي ما يتفق م محتوی ال حدیث السابق: فقد جاء فيه عن رسول الله عي (إن هذا القران مأدبة الله فتعلموا من مأدبته مااستطعتم) إن هذا القران حبل الله وهو النور المبين م والشفاء النافعءعصمة من تمىسىك بەوونجاة من اتبعه لا يعوج فيقومم ولا يزيغ فيستعتبه ولا تنقضي عجائبهءولا يخلق عن كث الرد. فاتلوه فإن الله يأجرك على تلاوته بكل حرف عشر حسنات » اما اني لا أقول طإام حرف » ولا ألفين أحدكٍ واضعا إحدى رجليه يدع أن يقرا سورة البقرةء فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرا فيه سورة البقرةءوإن أصفر البيوت من الخير البيت الصفر من كتاب الله) › وفي قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (فتعلموا من مأدُبته) دليل على أن هذه المأدبة بسطت لتكون غذاء الأرواح والأفكار لا لتكون غذاء المعدات والأجسام. فالقران الكريم أنزل ليكون نورا وهدى يقوم المنحرفين ض ب جادة ويهدي الضالين عن الحق » وفي حديث أخرجه مسلم عن غُمر رضي الله عنه أن النبي عي قال (إن الله يرفع بهذا القران أقواما ويخفض آخرين) › وهو يعني أن الله يرفع به الذين يهتدون بنوره»ويقفون عند حدوده)ويخفض به الذين يضلون عنه ويبغونه عوجا › لا يبالون بشيء من حلاله وحرامه. هذا وما أن رسول الله عَيَْدٍ الذي اختاره الله من بين خلقه لانزال القران عليه أعلم الناس بمقاصد التتزيل ومسالك التأويل کان المرجع في بيان ما غمض من الكتابءوتفصيل ما أجمل,وتوضيح ما استشكلءوهذه المهمة م يتسور الها من قبل نفسه؛ ول إنما وکلت اليه من قبل رېه فاللّه تعالى یقول له لورلا إِليك الذكر ين لاس ما بل ال وهو (عليه أفضل الصلاة والسلام نم يكن ينطلق في تبيان القران من هواە»ءوزنما کان ينطلق في ذلكء وني کل شيء من وحي الله طوما ينطق ء عَنْ الَهوی ان هو و إلا و يوخى رىس . » ولذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (ألا أني أوتيت الكتاب ومثله معه) يعني بذلك سنته المطهرة التي فيا إيضاح ما الْبَهُم من الكتاب» وتفصيل ما أجل ومن ثم كانت أقواله وأفعاله وتقريراته اته ع تشريعات لأمتهء مهدي للتي هي قوم وتكشف عما تواريٰ عن الأفهام من معاني القران » ومن هنا نبد في آيات الكتاب التأكيد الذي يلي التأكيد على اتباعه ت في مو ويه والغاسي بأفعاله والتخلق بصفاته » يقول تعالى لرا ائ ك رسو فَحُذوُ وما نهاك عَنه نه فالوس ك ویقول سبحانه قل إن كنم تبون الله فايمُوني يخييكم الله" ويفن لَكُمْ دون کرد سرن ٥٠س ویقول لذ کان لَك رفي رَسُولِ لو أسوة حصن ة من کان يرج رجو الله الوم الاحر وذ كر الله كيارب ويول طون يُطع اسول فَقد أطَاعَ الل رە /م. والنبي صلوات الله وسلامه عليه يقول (تركت فيكم ما إن تسکت به فلن تضلوا أبدا › كتاب الله وسنتي). وحن إذا عدنا نتصفح تاریخ السلف الصاح الذين تلقوا من رسول الله عي القران غضا طريا » فكان هججياهم آناء اليل وأطراف النهار نبد ا س نهم بالقران والسنة استطاعوا تحقيق الأماني التي لا يكاد العقل يتصورها › فقد كان القران مصدر عزتهم وقوتهمء وبإدراكهم ءلذلك کانوا يدأبون عليه تلاوة وعملا ود راسة؛وكانوا تتمٹل فم صفات الايمان القران التي ذکرها الله تعال في قوله لإنُما ب ومن باياتًا الذي إذا ذكُروا بها روا | سجدا وسبخوا بحمد ند رهم بش لا بكرو تاي ْم عي استاج بد 4 وا وطَمَمّا وما ررَقامُمْ قىسىس .ى وکانوا متفاعلين معه في أمره ونيهءووعده ووعيده»ومواعظه وأمثاله » قد أشریت قلوہم حبه)وجری في أرواحهم وعقوم مجرى الدّم في العروق » منعكسة ادابه وأخلاقه على معاملاتهم » فكان كل منهم صورة حية لداية القرانء متاثرين في ذلك بالرسول العظم عليه أفضل الصلاة والتسلم ء الذي تصفه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقوها ‏ كان خلقه القران ‏ يصدرون في السلم والحرب والرضى والغضب والمكر والمنشط عن توجيهه ودلالته » فكان الجندي منهم إذا انطلق مجاهدا في سبيل الله يضع كتاب الله نصب عينيه › لا يرفع السيف ولا يضعه إلا بإشارته » وهذا الذي دعا أعداءهم إلى إكبارهم وخشية باسهم» فکانوا يتاقلون صفاتهم فما بيهم في عبارات كلها ثناء ومدح » فعندما هزموا جيوش الروم حين زحفوا على أرض الشام اجتمع هرقل عظم الروم بقادة جيشه لدراسة أسباب الحزمة فوجد القادة متاثرين إلى حد بعيد بما وجدوه في جنود المسلمين وقادتهم من صفات الرجولة والشهامة والورع والتقوى وتأثير القران عليهم » فبينا يصفهم واحد منهم بقوله «هم رهبان باللیل فرسان بالنهار لا ياکلون في ذمتهم إلا بثمن » ولا يدخلون إلا بسلام › يقضون على من حاربوا حتی يأتوا عليه» » إذا باخر يبزه في لوصف إذ يقول «أما الليل فرهبان وأما النهار ففرسان يريشون النبل ويروونها ويثقفون القنا » لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك لما علا من - ۷ أصواتهم بالقران والذكر» » وقد سلك هذا المسلك:مسلك أصحاب رسول الله عد كل الذين استقاموا على طريقتهمءوعاشوا على مبادئهم»وماتوا في لد معنا علما من أعلام هولاء وهو الامام القمائد ابو حمزة الشاري رمه الله سمعناه على منبر رسول الله ا يجلجل منه صوت ال حق,دفاعا عن أصحابه الذين باعوا أنفسهم لله بكلمات وعاها الزمن, وخلدها التارځ نفتصر منہا عل ما :س ۱ ۱ «لقد نظر الله الهم في جوف الليل منحنية أصلابمم على اجزاء القران إذا مر أحدهم باية فا ذكر الجنة بك شوقاً إلاء وإذا مر باية فیہا ً ٤ . . ذکر النار شهق شهقة کان زفیر جهنم في أذنيه» » ونبد هذه الصورة تتكرر في أخحلاف أواعك الذين مضوا على طريقهم,فيعود هذا الوصف نفسه على لسان الشاعر الكبير العلامة أي مسلم رحمه الله إذ يقول: تراهم في ضمير الليل صيرهم ‏ مثل الخيالات تسبيح وقران وي قوله: أكبوا على القران شربا ائه فأصدرهم والكل ريّان هائم وبسبب هذا التفاعل العجيب مع روح القران استطاع السلف الصالح أن ييثوا هدايته في الأرضءفقد فتحوا به القلوب الغلف » وأسمعوا به الاذان الصم » وبصروا به الأعين العمي » ودحروا بسلطانه القوى الكبرى التي كانت تقف في وجه الدعوة إليه » فقد دحروا قوة كسرى وقيصر وقهروا جيوشهما بقوة القران الكريمءفأخذ نور هذا القران يسطع في افاق الأرض, .ممزقا حجب ظلمات الجاهلية التي كانت ترين على قلوب الناس فدخلت - ۸ الأ في دين الله أفواجاءوتم ما وعد الله به المؤمنين من استخلافهم في الرْض وكين دينهم الذي ارتضاه لم »وقد بقي هذا القرآن هو القلعة المتينة التي يحتمي با الأسلام ويازر إليها في كل شدائده ونه التي تقذفه بها أحداث الزمن » ولولا القران ما وصل إلينا من الإسلام شي ءمءبل لولا القران لم تيق لا لغتنا العريية الفصحى متألقة عبر القرونءولولاه لم تخرج من محيطها الضيق في جزيرة العرب لتكون لغة الدين والدنيا » يجهد أبناء العجم في بنائها كأبر. أبنائهاء خدمة لكتاب الله الذي شرف الله به لغة العربءوحّبا في النبيٌ العربي الذي أنقذ الله به الأنسانية » ولولا القران لا انسلخ العرب» من عاداتهم السيئة وتحرروا من أوهامهم المطبقة » وخرجوا من يجتمعاتهم الضيقة التي كانوا فيا أشبه بالسباع المفترسة في غاباتها يأكل الكبير الصغير ويعدو القوي على الضعيف ٠ فقد أخرجتهم هداية القران من هذا المحيط الضيق الذي كانوا يعيشون فيه إلى محيط الأرْض كلهاءوحولتهم من جاهليتهم الحمقا وصيرتهم هداة البشر وقادة الأم » ينظرون بعين المودة من أحبائهم » وبعين المهابة من أعدائهم. إن القران هو الذي رهف حسهم) ورقق طباعهم»وصفی وجدانهم ء وحرك في نفوسهم مشاعر الرحمة للإنسانية» فكانوا مثالا في طيب الخلق وحسن المعاملة » حتى قال قائل من علماء الاجتاع الغرييين «ماعرف التارخ فانحا ارحم من العرب). إن هذا القران هو الذي بعث ف نفوسهم الحم وأَوقد ف قلوہہم العزائمءفانطلقوا في أرجاء الارضءمستهدفين كل جبار عنيد وشيطان مريد › وم يقفوا حتى وضعوا أقدامهم على هامات الأكاسرة والقياصرةءووطثوا بنعالحم ۹ س عل تيجام محرا الشسعوب الستضعفة للقهوة الحكومة بر الجالينم وبطش الظالينء وأبدلوها بالذل عرام وبا خوف أمنام وبالاستكانة باءِ. وعندما أخذ المسلمون ‏ وفي مقدمتهم العرب ‏ ينأون عن القران وهدايته ويتبعون السبل التفرقة كانت النكسة الألمة التي أصيبت بها الانسانية كلهاءإذ أخذت الجاهلية الحديثة بزمام قافلة البشرية تقودها إلى حافة الانتحار والمسلمون أنفسهم من ضمن الركب إلا يَسْعَطِيعُون يله ولا يَهَُدُون يلاه بل المسلمون صاروا بانحرافهم عن طريق القران من أشد الناس شقاءوأتعسهم حالةء وألبسهم للذلء وأوغلهم في التخلف ولا غرو فقد أفلتوا سبب العز من أيديهم » وتفرقت بهم السبل بضلالحم عن سبيل الله » واستولت على عقوم الظلمات لتعاميهم عن نور المبينءفاختلت نتيجة ذلك عندهم الموازين,وتبدلت المقاييس › فأصبح المعروف عندهم منكرا والمنکرم معروفا » وا حق ل حقا » والفضيلة رذيلةء والرذيلة فضيلة › والعز ذلاءوالذل عزا » لاهم لم يأخذوا وازن القَرا نولم يستخرجوا منه مقاييس الأمور » وإذا ُي عليهم القران وذكروا بایاته خروا علیہا صما وعميانا»واستعاضوا عن صوت القران أصوات القيان ومزامير الشيطان › وقصرت عند كثير منهم تلاوته عند حدوث المصائب ٤ وقد يف تفتتح به برا الاذاعة المسموعة والمرئية ونختتم وما يدور بين الافتتاح والاختتام معظمه حرب على القران وهدم لا شيده › كا تفتتح وتختتم به الحفلات التي كثيرا ماتكون محانبة لامره بعيدة عن هديه. وإذا کان الصحابي الجليل ابن مسعود ررصي الله تعا ی عنه) یری أن تلاوة القران مع ترك العمل به مؤدية بصاحبها إلى الوعيد الذي جاء في قوله 0 0 ےہ تعالى ومن أغرضَ عَن ذکري قان له مهيشة ضنكا ونحشر يوم القيامة مى فما بالك بأولعك الذين يحفظون عناوين الأغاني الائعة والقصص الاجنة أكثر مما يحفظون: أسماء سور القران. ولقد قيل قديما «لايصلح اخر هذه الامة إلا ما أصلح أولها» فطريق العز لذه الامة طريق واحد وهو واضح لا غموض به ومستقي لا التواء فيه » يتمثل هذا الطريق في - هذا القران وهو المشار إليه بقوله تعا ی طون هذا صبراطي مستَقيمًا فابعو ولا 5 يعوا تتبعوا السبل فرق بكم عن سيرام م فما أحوج الملسلمين اليوم ل عودة حميدة إلى القران من جديدهوبناء هيكل حياتهم على أسس صلبة متينة من تعالمه سواء ما يتصل منها بالعقيدة أو_العبادات أو الأراق أو المعاملات أو السياسة أرالاقتصاد أوالأدب أوالثقافة أورالاجتاع › فالقران الذي أنزله الله ليسطع على العالم مابقى الدهرءوليقود الأنسانية إلى الرشد › لا يضيق باي شيء من أطوار الزمن ولا باية مشكلة تفرزها الحياة وصدق الله لما فرطنا في الكتاب من شي هرمس وإذا كان العالم اليوم يقف على عتبة مرحلة جديدة يواجه فيها صحوة إسلامية مشرقةيتالق نورها في عقول شباب المسلمين » فإن الواجب يفرض على جميع أفراد المسلمين أن يضافروا جهودهم ‏ كل بحسب ما يلك وأن يحشدوا جميعم طاقاتهم المادية والمعنوية للمحافظة على سير هذه الصحوة في مسلكها السليم وانتشارها بنور من وحي القران؛ حتى لا يعتريها الشذوذ و الاتعراف. لذلك رایت لاما علي أن أسهم في هذا العمل اإسلامي حسب طاقتي ولو بجهد متواضع » وقد كنت من نحو عقد من السنين ألم بن انال شرف خدمة القران › لكن يصدني قصور نفسي وعظمة الأمر المطلوب »٠ وعدم توفر الوقت الكافي لثل هذا العمل الخطير › فبقيت خلال ١۱ - هذه المدة مترددا بين طموح نفسي وشعوري بعجزهاء» حتی استخرت الله تعالى فتيسر لي إلقاء دروس في التفسيرربجامع قابوس بروي ع أمام طلاب معهد إعداد القضاة وغرهم وسائر المستفيدين › وكانت الفرص التي أتيحت لي للقيام بهذا العمل كأنما انتزعها القدر انتزاعا من قبضة الدهر فأهداها إل أوختلسها الجد اختلاسا من بين رقابة الزمن فمنحني إياها والحمد أولا واخرا لله الذي له الفضل والمنة » وقد ابتدأت الدرس الأول بما سط القلم هناءثم وليت بعد ذلك الحديث عن التفسير وامفسرين وعن إعجاز القران الكريم راجيا من الله تعالى أن يوفقني لاتمام ما قصدت حتى آي على ما مکنني بيانه من معاي اي الذكر الحکم من ول الفاتحة اى خامة «الناس». وقد اقرح علي أن أدوّن هذه الدروس بعد تفريغها من الأشرطه » َعم فائدتها على المستمعين والقَراء » فاستجاب ضميري طذا الاقتراح مع الصعوبات التي تكتنفه » وإنما شجعني وقوف | حوان عة علي بجانبي يسددون خطاي» ويا خذون بيدي » واني لاجو من اله تعالى أن يوفقني لاتمام هذا العمل عل الوجه الذي يرضيه | وفقني لابتدائه »٩ وأُن يجعله خحالصا لوجهه الكرم « وأُن يجعله سبباً للفوز في يوم الدّين وأن يعم بنفعه جميع المسلمين . هذا وما هو جدیر بالذكر أنني لا أتقيد في التدوين بنتصوص عبارات الدروس › وإنا أحافظ على روحها ومضمونها › ذلك لان محال التدوين تختلف عن مال الإلقاء الارتجالي › فلا مناص عن تهذيب العبارات. واخحتصارها بحسب ما يكن وكان إلقاء أول درس من هذه الدروس بعد صلاة اللغرب من ليلة الاربعاء » السادس من الحرم الحرام عام 7ء14 ومن الله التوفيق وعليه التكلان. جمد بن حمد الخليلي مسقط ١٠ صفر ١٤٤9۱ ١۱ س «التفسير ومسالك المفسرين» موقف الصحابة من التفسير لقد أنزل الله -سبحانه-القران ليكون هى لاس وشفاء لا في الصدور قال تعالى: :ديك | الكِتَاب لا لاريب فيه دی لمق وقال: طن هذا قران هدي لي هي قوم وير ير المُوْمنين الذي يَعمَلونَ الصالِحَاتٍ أن لهم اجا کييرا ‎a‏ ل قال لاقل هو و لَِذِينَ اموا هُدى وشيفائ رشت وقال ëلقَد‏ جَانْكمْ مَوعِظّة مِنْ رَبكُمْ رَشِفَاءٌ لما في الصدُور ونی لا وهو سبحانه یرید من عباده أن يدركوا طوایا هذا الکتاب من المعاني القيمةه إذ لا يمكنهم بدون ذلك أن يهتدوا بهداه» ولا أن يستنيروا بنوره» ولا أُن يستشفوا بشفائه » ولقد قال التابعي الكبير الحسن البصري: ما أنزل الله تعالى ية إلا ومحب من عباده أُن يعلموا فم أنزلت وماذا اراد بہا.. وقد كان أصحاب رسول الله عي أسبق الناس إلى الخيرء لذلك كانوا سباقين في دراسة القران وتفهم معانيه والعمل مما فيه وقد روي عن ابن مسعود .رضي الله تعالی عنه زانهم كانوا يتعلمون من القران عشر ايات لایغادرونہن إلى غيرهن إلا بعد أن ب یتقنوا ما فیہا من العلم والعمل)وقد أعاغمم على فهم معاني القران توقد أذهانهمءوصفاء سرائرهم,وطهارة وجدانه م وغمق فهمهم مع ما يتصفون به من ملكة في البيان تعينهم على الفهم ٠ وكان النبي ی ك بين ظهرانيهم يرجعُون إليه فيما أشكل علهم من ألفاظ الكتاب فيفصل لم المجملات التي يقتضي الحال تفصيلهاءويضع بين يديم القواعد التي کہم من فهم سائر القران بالرجوع إليهافلذلك كان أصحابه رضي الله عنهم أعلم الناس بمعائي القرآن ويمجمله ومفصله وناسخه ومنسوخه ومطلقه ومقيده وخاصه وعامه. ١۱ - ومع هذه الميزة التي يمتازون بها فإن كثيا منهم وقفوا هيّايين أمام القران وم يتجرأوا على الخوض في معانيه وم يكد يذكر عنهم شيء من تفسيو إلا النزر اليسيره لأغهم يحذرون التقول على الله بغر علم خحشية الدخول في الوعيد الشديد الذي جاء به قول الله تعالی قلإ نما 2 ري و ا َر نها وما بط ولم كالبفي ير الق أن تركو يال َا تة به سلطانًا کان تة ولوا عَلى الله مالا موود س ومن هرلا الخليفتان الراشدان أیوبکر وغمر-رضي الله عنہما۔فقد ذکر عن الصديق أنه سأله سائل عن «الأب» في قوله تعالى لإوفاكِهة ‎ev u‏ فقال ي سماء تظلني وي أرض تقلني وأين ذهب وماذا أصنع أن قلت في کتاب الله بغير ما أراد اللّه؟ وروي عن عمر رضي الله عنه أنه تلا الاية فقال قد عرفنا كل ذلك فما «الأب» ثم قال وما عليك ياابن عمر ألا تعرف «الأب»؟ ألا فاتبعوا من كتاب الله ما وضح لكم وقفوا عمّا أشكل عليكم ۽ وقبل ان نخوض في مسالك المفسرين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم يجدر بنا أن نتعوف على حقيقة التفسير لغة واصطلاحا ونستطيع فهم ذلك بالرجوع إل معاجم اللغةء وما سجله علماء التفسير من معنى هذه الكلمة. التفسير لغة واصطلاحا لقد جاء في معاجم اللغة أن التفسير مأخوذ من الفسر وهو البيان والكشف ومادة هذه الكلمة تدل على ذلك » ومنه قوشم فسرت الفرس أي عريته للانطلاق › ومنه التفسق وهي الماء الذي ينظر فيه الطبيب أوالمنجم‌لقصد الاستبانة وان لأعجب مما قاله بو حيان الأندلسي في تفسيو الكبير (البحر المحيط) من أن التفسير لغة الاستبانة والكشف ٠ مع أن الاستبانه هي طلب البيان وذلك أجدر بالاستفسار لا التفسيرة ونيد غيره من المفسرين يتفقون ١٤ا س بالابانة أو البيان. وما التفسير اصطلاحا فقد عرّفه أبو حيان فيرالبحر المحيط)يأنه:علم ييحث عن كيفية النطق بألفاظ القران ومدلولاتها وأحكامها الافرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتات لذلك . ويبدو من کلام ابي حيان آنه يري آنه م يرف التفسير اصطلاحا أحد قبله إذ لم يجد تعريفه عن أحد » وقد أورد نفس التعريف في تفسيو الذي اختص من رالبحر الحيط وسماهرالهر الماد من البحرحوتابعه عليه تلميذه القيسي في تفسير الذي سماهزإلدر اللقيط من البحر المحيط ) ك تابعه عليه العلامة الألوسي في تفسيو زروح امعان وزاد بعد قوله وتات لذلك « كمعرفة النسخ وسبب النزول وقصة وضح ما هم من القران ونحو ذلك» وهذه الزيادة مأاخوذة من کلام ابي حيان نفسه عندما تكلم في تفصيل التعريف الذي رسمه ٠ والذي يلاحظ أن هذا التعريف غير قاصر على علم التفسير بل يتضمن معه علم التجويد والأزلى ١ إفراد كل على حده. وقال التفتازاني في تعريفه «هو العلم الباحث عن أحوال ألفاظ كلام الله من حيث الدلالة على مراد الله تعا ى» » ومثله قول الرازي «هو ما يبحث فيه عن مراد الله تعا ى من قرانه المجحيد» » ويلاحظ على هذا وذاك عدم اشټال لتعريفين على أسباب النزول ومعرفة الناسخ والمنسوخ وغير ذلك في مدلول كلمة أُصول وعرفه الزركشي تعريفا مطولا ينطوي على كل ما يلزم أن يجمعه الملفسر من علوم وهو «علم يُفهم به كتاب الله تعالى المنزل على نبيه ع وبيان معانيهء واستخراج أحكامه وحكمه؛ واستمداد ذلك من علم اللغة ١٠ ب والدحو والتصريف والبيان وأحوا حوال الفقه والقراءات ويحتاج إلى معرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ» » وعرفه الفناري بأنه «معرفة أحوال کلام الله تعال من حيث القرنية ومن حيث دلالته عل أنه يُعلم أو يظن أنه مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية» › ونلاحظ ُن تعريف أُٻي حيان الأندلسي يستېدف ألفاظ القران دون معانیه »مع أن الألفاظ إنما هي وسيلة لدرك العاني » ولعل ابن الجوزى بين التفسير والتأويل التي سنوردهارإن شاء الل بعد قليل أكثر دلالة على المقصود بالكلمتين وأكثر التصاقا بمفهومهما اللغوي. الفرق بين التأويل والتفسير ‏ ۱ ِ أما التأويل لغة فهو مأخوذ من الأول بمعنى الرجوع وذلك لأن الذي وول الكلام يده عما ينصرف إليه إلى ما يراد به بدلالة القرائن التي تصحبه » واختلف في التفرقة ينه ويين التفسير فقيل هما بمعنى وعليه أبو عبيدة » وقيل بل يفترقان وهولاء اختلفوا في التفرقة بينهما › فقال الراغب: التفسير أعم وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها في الكتب الإلحية وغيرها › والتأويل في المعاني والجمل في الكتب الالحية خاصة » وقال الماتريدي: «التفسير القطع بن مراد الله کذا..والتأویل ترجیح أحد المحتملات بدون قطع » وقيل التفسير ما يتعلق بالرواية » والتأويل ما يتعلق بالدراية › وذكر اين الجوزي اختلاف العلماء في التفرقة بين التفسير والتأويل ونقل عن اللتقدمين والذين يميلون إلى العريية نهم لا يرون فرق بينهما ونقل عن المتأخرين والذين يميلون إلى الفقه أنهم يفرقون نېا » وعبارته في التفرقة بين التفسير والتأويل أن التفسير إخراج الشيء من مقام الخفاء إلى مقام التجلي والتأويل هو نقل الكلام عن وضعه فيما يتاج إل دليل لول لم ينقل عن ظاهر ١۱ - لفظه › وهذه التفرقة في منتبى الوضوح ‏ أشرنا من قبل لولا ما فیہا من الشمول بحيث لا تنطبق على تفسير القرآن وحده وتأويله » فلو قال في التفسير أنه | إخراج معاي کتاب الله من مقام الخفاء إلى مقام النجلي لكان دل على المطلوب ومثله القول في التأويل » وفرق ينهما الألومي أن التفسير إا هو في الأمور الظاهرة التي يتدي إليها عامة العلماءءوالتاويل هو إشارة قدسية ومعارف سبحانية تتكشف من سجف العبارات للسالكين وتہل من سُحب الغيب على قلوب العارفين » وهو في هذا يتطلق من نزعته الصوفية التي كثياً ما سنا أثرها في تفسيو » ولايد أن تتوفر شروط في المفسر حتى يستطيع القيام بعبء التفسير » وقد أطال العلماء في بيانها وإنما نذكر متها ما ل شروط المفسر أولا: معرفة اللغة العريية وتصاريفها واشتقاقاتما,للتمكن من فهم مقاصد القران الذي جعله الله عربيا › واشترط الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده أن تكون هذه اللغة التي يفسر بها هي لغة عصر نزول القران لتجنب حمل ألفاظ القران على المصطلحات الحادثة من بعد › فإِن علماء الامة بعد ذلك العصر قد اصطلحوا على عبارات لم تكن تستعمل من قبل فيما اصطلحوا على استعمالما فيه › كاصطلاحهم على التفرقة بين الاداء والقضاء بان الأداء هو الاتيان بالعمل في وقته › والقضاء هو الاتيان به بعد مضي وقته استدراكا لا فات › مع أن هذا الاصطلاح غير موجود في القران رلا معروف في وقت نزوله فلا يصح أن حمل عليه نحو قوله تعال «فإذا قضيتُم ی سككس .ى وقوله لإفإذا فضت الصّلاة ‎N‏ في الأرضڳ سرن لأ القضاء في الايتين لا يختلف عن الأداء » نعم تحمل ۷ا - كلمات القران على اللصطلحات الشرعية التي جاء بها القران نفسه إذا لم تدل قرينة على أن المراد بها المعاني اللغوية الأصيلة كالإيمان والإسلام والكفر والشرك » والصلاة والزكاة والصوم والحج. ثانيا: معرفة الأعراب: وهي شرط أساسي لتفسير القران » فإن من لا حَظ له من علم النحو لا يمكنه أن يرق إلى فهم مقاصد التنزيل, وقد كان وضع قواعد علم الأعراب لجل صون القران عن الخطاً فيه ا تدل عليه قصة الاعرالي المشهورة. ثالثا: معرفة الأساليب: ويراد بها علم البلاغة » فإن القران أبلغ كلام عرفته العرب وقد قهرهم ببيانه المعجز الذي أذ على کل منہم شعاب نفسه » فلم يجد إلا أن يُسَلُم تسليما لكلماته وعباراته رغم كفرهم بمعانيه » وقد كان إدراك العرب لبلاغة القران بحسهم المرهف وطبعهم الصافي وقد عَلْظ ال حس وبَكَدّر الطبع بعد أن فقدت العريية قوتها في الألسن بسبب تأثْير الشعوب الختلفة على أهلها فعاد البيانءفنونا ترس لا مُلكات تُطبع ك كان من قبل » لذلك أصبح من الضرورة التي لا محيص عنما لن أراد فهم القران أو تفسيو أن يدرس فنون البلاغة من كتبها التي تغرس في النفس ملكة البيان وتحيل على الوجدان والحس فهم أسرار البلاغة ككتاني إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني «دلائل الاعجاز وأسرار البلاغة» و «الصناعتين» لأب هلال العسكري » أما كتب البلاغة التي ألْفت من بعد فقد كان أك#رها يعني بحشر المصطلحات دون الكشف عن أسرار البيان؛ فلذلك كانت سببا لتعقيد هذا الفن لأ دارسيها لا يعودون بشيء إلا المصطلحات وحدها وقد يكونون أكثر عياً في الخطاب ممن لم يدرس البلاغة » فمن الصعوبة بمكان لأمثال هؤلاء أن يُدركوا سر الإعجاز في التعبير القراني. ۱۸ س رابعا: معرفة أسباب النزول لجل فهم الأغراض والمقاصد في كثير من آي الكتاب ينيهم درك مقاصدها بدون معرفة أسباب نزولا » وذلك يقتضي الرجوع إلى كتب الحديث وتمحيص الثابت من الروايات من غيو. خامسا: تصور الظروف التي صاحبت نزول القران والحن التي اكتنفت المنزل عليه › والعراقيل التي وقفت في طريق دعوته إليه. سادسا: معرفة القواعد التي تكن من استنباط أحكامهء وهي الملصطلح على تسميتها باصول الفقه الباحثة عن الادلة الشرعية من حيث دلالتها على الأحكام الشرعية » والأحكام الشرعية من حيث دلالة الأدلة الشرعية عليها. سابعا: رسوخ عقيدة التوحيد في قلب المفسيرم لأنه يفسر كلام الله فإذا لم يكن راسخ الايمان ثابت اليقين لم يؤمن من الاضطراب والحية في ثامنا: معرفة الأحكام الفرعية الشرعية المستخرجة من أدلتها التفصيليةلتصور مقاصد الكتاب في الأمر والبي » وهذا يتم بدراسة كتب الفقه التي ترد الفروع إلى أصوفا وتقرن الأحكام بأدلتها » ومن المفسرين من یری دخول هذا الشرط في بعض ما تقدمه ولعله يشير بذلك إلى علم أصول الفقه لضرورة الالمام ولو ببعض الأحكام الفرعية لمن مارسه.. تاسعا: معرفة علم القراءات لتوقف معرفة بعض معاي القران على معرفة وجوه قراءاته. مصادر التفسير للتفسير مصادر خاصة كغوه من العلوم وهم مصادره أربعة: أ القران الكرم أولها: الكتاب نفسه فإن أولى ما فسر به القران القرانء فكم من ية مبهمة جاء كشف إبهامها في اية أخرى » وم من عموم في اية خص باية غرها › وهكذا تقييد الاطلاق ونسخ المنسوخ قد يردان في نفس ايات الكتاب. ب السنة النبوية ثانيها: السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام › ذلك لأت رسول الله عي أعلم الناس بمقاصد التتزيل ومسالك التأويل ولولا ذلك لا أمرو الله ببيانه ووكله إليه في قوله وارلا ليك الذكر ير للكاس ما بل همسر ولكن لابد من تمحيص الروايات والنظر في أسانيدهاء ييز الصحيح من غين » وغالب ما روي عن النبي عي في تفسير القران مقطوع الأسانيد ولذلك قال أحمد بن حنبل: ثلاث ليس ها أصول ٠ التفسير والمغازي والملاحم › ويقصد بذلك ‏ ك قال المحققون من أصحابه ‏ غالب الماثور من هذه الثلاث وإلا فقد ثبتت روايات صحيحة الاسناد متصلة بالرسول رصلوات الله وسلامه عليه) في بيان بعض الايات › ومن المعلوم أن الكذب قد فشا حتى على النبي عي فنسب إليه مالم يقله لذلك أخذ العلماء بالحيطة والحذر في قبول الروايات. ت ج س أقوال الصحابة ثالشها: ما روي عن أصحاب النبي عي من تفسير ايات الكتاب. ومن المعلوم أن الصحابةررضي الله تعا ی عنہم قد تيسر هم مالم يتيسر لغورهم من استقاء المعلومات من منبعها الصافي » فقد كانوا يغدون ويروحون مع النبي عَيّْةُ يستفتونه فيما أشكل علیهم من أمر دینہم» وپستشيرونه فيما يتحيرون فيه من شئون حیاتهم ءوکان رسول الله عي يربطهم في دینہم ودنياهم بالأيمان ويصلهم بالقران ذلك تيسر لم تلقي کڻٹير من المعلومات التي تتعلق بالتفسير من النبي ع فهم الحجة فيما رفعوه إليه » اّما ما لم ينسبوه إليه فإما أن يجمعوا عليه وإما أن يؤثر عن بعضهم دون بعض فإن أجمعوا فإجماعهم حجة › وإِن روي عن بعضهم فقيل إن ما يؤثر عن اي منهم في تفسير القرآن له حكم المرفو ع وذلك لأنهم إما أن يتلقوه عن النبي يك أو يستنتجوه برسوخ أقدامهم في اللغة العربية لغة القران » وقد قال بهذا الحاك من علماء الحديثء واعترضه غير واحد منم ابن الصلاح وأبو الخطاب الحنبلي » ويرى هرلا أن ذلك ليس على إطلاقه وإنا هو مقصور على بيان أسباب النزول ففي ذلك يكون لقول الصحابي حكم الرفوع لامكان ملابسته ظروف نزول الاية » ويرى هولاء أن قول الصحابي فيما عدا ذلك لا يختلف عن قول التابعين فمن بعدهم وخصوصا مع الاختلاف الذي كثيرا ما يحدث بين الصحابة نتيجة اختلافهم في تصور المقصود من الايات المجملات › واعترض الشوكاني في تفسيو (فتح القدير) › الذين يرون أن تفسير الصحابي حجة فيما كان من باب اللسان.وقال:أمًا ما ثبت من ذلك رفعه إلى النبي عي فله حكم المرفوع والصحابي في اللسان له حكم غيره › هذا وقد تبه غير واحد من جهابذة العلماء أن قول الصحابي «نزلت ٢۲ س هذه الاية في كذا» قد لا يعني أن ذلك هو سبب نزو ولکنه يقصد دخوله في ضمن مدلوا » وقد أطالوا في ضب الأثلة لذلك.وقد حذر كل من ابن يميه والزركشي وأبي إسحاق الشاطبي والعلامة الدهلوي وغرهم من أئُمة التفسير من الوقوع في الوهم باعتبار أن كل ما يقول فيه الصحابي ت هذه الاية في كذا له حكم المرفوع » وأوصوا بالتفطن لذلك والتفرقة بين قو ذلك وبين ذكر سبب النزول بكل وضوح كأن يقول:إن السبب في و آية كذا كذا.من الحَدَث » وقال ابن تيمّه: إن البخاري أعطى ذلك حكم الرفع وخالفه كثير من أئمة الحديث فاعطوه حكم الوقف على الصحابي الذي قاله » ولعلنا نستطيع أن نستتتج من قول الحم في مستدركه بأ كلام الصحالي في التفسير له حكم الع أنه محمول على كلام الصحابي في أسباب النزول» خاضة نظا إلى أن الحم نفسه قد صرح بذلك في علوم الاحاديث فلا مانع من حمل إطلاقه على التقييد الذي قيد به نفسه. وقد ذكر بعض العلماء أن قول الصحابي نزلت اية كذا في كذا قد يكون اعقادا على ما سمعه من رسول الله ع من النطق بالاية على إثر تلك الحادثة فيظن الصحابي أن الحادثة سبب لنزونا مع سبق بالاية علیہا وان ۰ يحط بها ذلك الصحابي علما » وغاية ما في الأمر انطباق الأية على حكم الحادثة كانطباقه على ما شاکلهاء وقد يقصد به شمول الاية لحكم الحادئة › وقد يخطر ببال أحدهم معنی الاية عندما يتصور واحدة من هذه القضايا التي تدخل في ضمن حكمها فيقول | إن الاية قد نزلت فيا ولا يقصد به إلا ما ذكرناه من دخول تلك القضية في مدلول حكمها » ولا ريب أنه يجب على من يُفسير أن يتفطن هذه الدقائق ويفرق بين نص الصحابي على سبب النزول وقصده الدخول في عموم الحكمءولكل عصر مصطلحاته ء فم مصطلحات في عصر الصحابة قد تخفي على من جاءِ بعدهم. ٢۲ ہس وقد يعرض الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في التفسير نتيجة اختلاف الفهوم ولكنه أقل من اختلاف التابعين فمن بعدهم ا أوضح ابن تيميّه » وقد يكون هذا الخلاف شكليا وذلك أن تختلف عباراتهم باختلاف اعتباراتهم » ومَتّل ابن تيميّه لذلك باختلافهم في تفسير الصراط المستقيم فمنهم من قال هو القران الكرمءومنهم من قال هو الإسلامءوقال بعضهم هو السنةءوقال اخرون هو طريق العبودية لله سبحانه وروي عن بعضهم أنه اتباع أوامر الله تعالى » وهذا الاحتلاف ليس جوهريا في ذاته فإن الاسلام وطريق العبودية لله واتباع أوامرو أمور متفقة والقران والسنةءكل منهما مصدر لذلك كله » وقد ياتي الاختلاف نتيجة اختلاف ما يسبق إلى ذهن کل واحد من الصحابة من أفراد مدلولات ألفاظ القران » ومنل ابن تیمیه لذلك بقوله تعا ی ٍ ع ورتا الْكِتَابَ الِبَ اصْطفينًا ِن عِبَادنًا فِنهم ظالِم لن فيه ومنهم مقتَصيد ومنهم سابق اخيرات بِذنِ الوسر مم فإن الظالم لنفسه هو الذي لا يتجنب النهيات ولا يأتي المأمورات والمقتصد هو الذي يفعل المأمورات ويتجنب النهيات › والسابق بالخيرات هو الذي يزيد على الواجبات من ضروب الطاعات » ولكن نظر كل واحد من الصحابة الذين فسروا الاية إل بعض ما تتناوله ألفاظها فقال هو المراد متها » فمنهم من قال السابق هو. الذي يودي الصلاة في أول وقتها والمقتصد هو الذي يؤديما في أي جز من الوقت والظالم لنفسه هو الذي يخر الصلاة إلى وقت الاصفرار › ومنهم من قال إن الظالم لنفسه هو الذي ينع الركاة والمقتصد هو الذي يؤديها والسابق بالخيرات هو الذي يزيد عليها صدقات التطوع ٠ فكل من هوُلاء وأؤلِك نظر إلى دخول ما ذكو من الأثلة في مدلول هذه الكلمات » على أي ری أن ما يحكى عن كل منهم من أمثال هذه الأقوال لا يبعد أن يكون مصدره اعتبار المقامات التي حصلت فيا إجاباتهم عن معاي هذه الكلمات القرانية ٢۲ س فلعل السائل أو السامع في بعض المواقف يكون أجدر بأن يحض على الصلاة وپذکر مغبة تهاونه بها طاغرف عنه من التهاون بأدائها » وقد يکون أجدر بن يذكر بالركاة لذات السبب نفسه. وقد يأني الاختلاف أحيانا يين الصحابة فمن بعدهم من الراد من اللفظ اللشترك بحسب اختلاف نظرتهم إلى القرائن التي تعين المرادهوهذا كاختلافهم في المراد من القن هل هو الحيض أو الطهر؟ والراد من القسورة هل هو الأسد أو الرامي؟ والمشترك قد يكون اسما وقد يكون فعلا وقد يكون حرفا » ومن العلماء من يرى جواز حمل المشترك على معنييه أو معانيه فلا يمنع من حمله عليما جميعا مع عدم المانع › ومنېم من لايری ذلك ویری احټال تعدد نزول الايةٌ تارة لذلك › وفي حمل المشترك على معنييه أو معانيه نظرا لانه وضع لکل من هذه معان وضعا جديدا والاستعمال تابع للوضع فلا يجوز أن يستعمل في أي معني إلا على حده » ولأجل هذه الدقائق التي في اللغة العربية لغة القران شلد العلماء في تفسيو على من لم يتقنها › فقد نقل البيمقي عن الإمام مالك أنه قال «لا أوتي برجل غير عالم بالعريية يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا».. وروي عن مجاهد نحو ذلك وقد سبق في شروط التفسير اشتراط معرفة المفسر للغة العربية وتصاريفها واشتقاقاتها. هذا وتفسير الصحابة أنقي من تفسير مَن بعدهم من أقوال أهل الكتاب لاً: نهم انوا يعتمدون في تفسيرهم على ما حفظوه عن رسول الله كه أو عل ما أيه من فهم في كتاب له وم يكوا برجعون إلى مسلمة أهل الكتاب إلا في حالات نادرة » لذلك قال العلامة ابن تيميّه «إن النفس إلى ما يقولونه أسكن» وقد استظهر العلامة محمد رشيد رضا من كلمة ٢٤۲ - أسْكُن أن تفسير الصحاني غير مقطوع به » وذکر ابن يميه ُن ما يوثر عن الصحابة في التفسير لا يحمل على أنه مما حفظوه عن أهل الكتابہ فإن الصحابة لم يكونوا يصدقون اهل الكتاب ولا يكذبونهم في غير ما اتضح حقه أو باطله عملا بقول رسول الله عَّْْكُ (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم » لکن قولوا آمنا بالله وما أنزل الینا...اح). وأصحاب النبي عي وإن كانوا أرسخ الناس قدما في التفسير فإن المشهورين بالتفسير منم قله وقد ذکر المراغي منم عشرة وهم الخلفاء الأربعة م ابن مسعود ابن عباس وني بن کعب وزد بن ثابت ويو موسی الأشعري وعبدالله بن الزيير » وما روي عن علي من الخلفاء أكار مما روي عن الثلائة الباقين وقد ذكرنا عن العمرين أنهما كانا يتهيبان كثيرا من القول في القران. وأكار من رُوي عنه التفسير من الصحابة ابن عباس ويليه ابن مسعود » وقد ققدم عليا في التفسير ابن عطية وتابعه القرطبي واعتبرا ابن عباس في الرتبة الثانية من مفسري الصحابة وخالفهما في هذا الاعتبار الزركشي صاحب الرهان وحمد بن المُرّضى الماني فقالا: إن أجدر بالاعاد من تفاسير الصحابة-رضوان الله علیہم عند اختلافهم هو تفسير ابن عباس نظرا | أ إلى أن رسول الله عد دعا الله له أن يِفَقهه في الدين ويعلمه التأويل. ونقل الزركشي عن الشافعي أنه كان یری تقدم زيد بن ن ثابت فيما يتعلق بالفرائض لحديث (أفرضكم زيد) › وقد أوضح العلامة محمد بن المرتضى امماني في كتابه «إيثار الحق على الخلق » دواعي تقديم ابن عباس رصي الله عنهما على غي ولخصها في خمسة ٢۲ الأّل: أن رسول الله عَيْكَدٍ دعا له الله أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل » وذلك موجود في الصحاح والسنن. لغاني: أن ابن عباس لم يكن يستحل تفسير القرآن بالرأي. الثالث: إقرار كبار الصحابة له بالمعرفة والنبو غ. الرإبع: أنه من أهل بيت النبوة. الخامس: أنه وجد تفسيرا للقران كله يعزى إليه بالاسانید ول يۇٹر ذلك عن غيو » ويعد هذا قال العلامة امان بلأجل ذلك خصصته بالذكر وقدمته على من هو أفضل وأعلم وأقدم وأكبر كالامام علي بن أبي طالب وغيرو من أصحاب النبي د وما لايك فيه أن صحابة البي عد كان لم القدح المعلى في معرفة تفسير القران مخالطتهم لبي ع ومعايشتهم ظروف نزول لر التفسير نجوم سمائه ومِعَالم طريقه وينابيع فيضه فهم أدرى بما ثبت ال الأمين عليه أفضل الصلاة والتسلى. د اللغة العربية رابعها: اللغة العربية لأنها وعاء القران وكثير منه لا تتوقف معرفة المراد به إلى النقل وإنما تكفي لذلك معرفة لغته وفهم أصوفا › لذلك نرى باحيانالأندلىي وغيو من المفسرين يشددون النكير على الذين يقصرون تفسير القران على ما أثر عن الصحابة والنابعين حتى قال أبو حيان في البحر: «في الذي يدرس اللغة التركية ويتقن مفرداتها ويعرف مركباتها ويدرك 0 مدلولالت هذه المركبات لعرفته الدقيقة بأساليبها » هل عليه إذا جاءه كتاب باللغة التركية أن يرجع إلى «ستقرا» التركي و «سنجرا» للاستفهام عن مدلول الكتاب ولا يکفیه ما عرفه بنفسه من مراده ؟» ٹم قال: «وهل الذي يقول ذلك يعد من عقلاء الناس ؟ وقال كذلك: القران لايل الرجوع ف كل ما يشتمل عليه إلى ما أثر عن الصحابة والتابعين لأ الله أنزله هداية لكل الناس ويسر للذكر». وقسّم العلامة ابن تيميّة التفسير إلى قسمين: ما يحتاج إلى النقل ومالا بحتاج » وقسم المنقول إلى قسمين: إما أن يكون منقولا عن المعصوم أو عن غو » فإن نقل عن المعصوم شيء وثبت سنده قطع كل حجة وآخرس کل لسان. وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أسكن مما نقل عن غیرهم ٤ 6 قسّم ابن تيميّة المنقول عن الصحابة الذي يختلفون فيه إلى قسمين: إما أن تُمُكِن معرفة الصحيح منه أو لا..وقال إن غالب النوع الثاني ما لا تنحتاج إليه في الاعتقاد ولا في العمل ومَتّل لذلك باختلافهم في لون كلب أصحاب الكهف واسمه » واختلافهم في البعض من بقرة بني إسرائيل الذي ضّرب به اميت فعاش › واختلافهم في نوع ألواح سفينة نوح ومقاديرها. ثم أوضح ابن تيميّة أن ما يمكننا أن ننتفع بمعرفة الصحيح منه في العمل أو تقوية العقيدة يعود إلى النوع الثاني. .ثم ذكر بعد ذلك ما لا تتوقف معرفة المراد منه على النقل وقال إنه كثير في القرآن ولكنه ذكر عيبين كثيراً ما يتلبس بہما الذين يفسرون بالاستدلال: ۷٢۲ - الأل: انهم يحمُلون الألفاظ ما لا تتحمله من المعاني حتى يمكنېم تسخيرها للدلالة على مفاهم معينة قد أشربت بها أفكارهم » فإن كانت هذه المفاهيم من الحق فخطوهم وارد من طريق الاستدلال » وإن كانت من لباطل فخطؤهم مركب من خطأينءلأنهم أخطوا في الاستدلال وفي اللستدل. عليه » ومَتّل للأول بما يكون من الفقهاء والوعاظ والصوفية من الاستدلال بايات من القران عل مور حقه ٠ ولكن لاتدل علہا الايات ومثل للثاني بما يكون من أهل المعتقدات الزائغة من حَمُل آيات القران على ما يعتقدون مع دلالتها على خلافه » وقال: إن كل ما یکون من باطل في کلام الفقهاء والصوفية والوعاظ فهو داخل في القسم الثاني. الثاني: غفلتهم عن الظروف التي نزل فيها القران والمصدر الذي تنزل منه إذ لابد في معرفة الخطاب من النظر إلى حال المخاطب واخاطب ٤ والجو الذي كان فيه الخطاب »٠ وبا ُن القران هو كلام الله تعالى الذي خاطب به خلقه يجب أن تراعى في تفسين عظمة الخالق سبحانه وكبياؤه كيف والناس أنفسهم تختلف مقاصد خطابم باختلاف حالات الخاطبين واختلاف مقامات الخطاب فخطاب السخط غير خطاب الرّضى وإن كانت العبارة واحدة موخطاب الضعيف غير خطاب القوي › لذلك يجب على المفسر أن يدرك هذه الدقائق فيتفطن لاذا كان الخطاب يدل على التوبيخ أو على الإقرار؟ وإذا كان يستظهر منه التحريم أو الاباحة » وما مَل به لذلك همزة الاستفهام التي تفيد تارة التوبيخ وتارة التقرير وتارة النفي وتارة طلب الفهم. ما الذين لا یرون تفسير القران إلا بالماثور فحجهم حدیثان » أولحما مارواه النساني والترمذي وآبو داو د عن رسول الله عي أنه قال: (من فسر القران برأيه فأصاب فقد أخطاً) » والثاني ما رواه ابن عباس۔رضي الله عنہمل ۸٢۲ س عن النبي عي أنه قال: (من فسر القران برأي ‏ وفي رواية من فسر القرآن بغير علم ‏ فليتبواً مقعده من النار) أخرجه الترمذي وأبو داود. ومن هنا نري كشي من العلماء كانوا أميل إلى الحيطة والحذر في تفسير القران خوفا من الوقوع في الخطاً وخشية من استحقاق الوعيد › ولقد نئت عن أحد مشاتننا آنه بدا يؤلف تفسيا للقران حتى إذا وصل إل قوله تعالى: ولو تقو ل علينا بعض لأقاويلِ ذبا م من باليَمِينِ 4 ثم لقَطَعَْا مه الوَتنَ س .ى قام إل ما حرره فمزقه » ولکن . نبد الجانب الخ من العلماء وهم الذين تشجعوا على القول في التفسير والتأليف فيه لحم ما يبرر اتجاههم ويؤيد مواقفهم » وقد تكلم عن الحديثين كل من ابن عطيه والقرطي وابن تيمية وي حیان والزرکشي والماوردي والألوسي وملخص ما قالوه جميعا › أن الذي يُفسر القران برأيه ما أُن يكون جامعا لا يتاج | اليه المفسر من دراية في اللغة العربية ومعرفة بأسباب النزول وحفظ للمأثور فهذا لاحرج عليه إن فسر أية بما انقدح في ذهنه من معني ُوحيه الدلائل وتسوقه القرائن ولو لم يبق إليه شريطة عدم مخالفة ما صح عن الرسول عي » وان کان بمخلاف ذلك فهو الجدير بهذا الوعيد لن الجاهل إن تسور على معنى القران برأيه من غير صل يعتمد عليه ولا دليل يہتدي به فهو مخطيء ولو صاب الحق » واستدل هولاء لرأيهم هذا بما جاءِ في كتاب الله من تنبيه على الاستنباط ك في قوله تعالى: للَعلِمَهُ الذي َسْبطونَه ‎aa‏ سدس 5 ا استدلوا أيضا بما روي عن الإمام علي أنه سعل: هل خصكم رسول الله ع بشيء ؟ فقال : «لا إلا با في هذه الصحيفة وإلا فهما يتاه العبد في كتاب الله» ٠ وبهذا يتضح رجحان القول بجواز التفسير بالرأي لمن جمع الشرائط التي يلزم توفرها في المفسر ك أسلفنا ولم يصدر رأيه عن هوى وإنما كان ناتجا عن النظر والتأمل في مصادر التفسير مع مراعاة الظرف الذي نزلت فيه الاية المفسرة. ۲۹ أطوار التفسير لقد تلقى التابعون العلم عن أصحاب رسول الله عي وحملوه إلى من بعدهم محافظين عليه بكل دقة وأمانةءوقد كان مما تلقوه عنهم تفسير القران › ولکنہم د | به طورا جديدا بسبب ما حصل من دخول الشعوب الختلفة في الاسلام حاملة معها ثقافاتها المتنوعة ومن هوُلاء كثير من أهل الكتاب ء٠ وقد كان التابعون يحرصون عل الاستفادة منهم في غير ما يتعلق بالعقيدة والعبادات » إذ العرب الذين بُعث النبي عي بينهم كانوا أميبن لا يحسنون القراءة ولا الكتابة فلم يكن لديهم ما عند الكتابين من أنباء الم السالفة مع أنبيائها › ومن أخبار هذا الكون وخلقه وفنائه » والقران الكريم جاء لربط الكائن البشري بهذا العالم الفسيح ليكون مسرح فكر ومبعث اعتبارهr‏ وقد جاءعت آياته مشي إلى كثير من الأمور المتعلقة بطبيعة الكون وخلقه وفنائه ها في ذلك الأنسان نفسه » وما أن هذه الايات كانت تتضمن هذه الحقائق إجمالا فقد كان المسلمون بطبيعة الفطرة البشرية التي تشوق إلى الحقائق الغيبية يشرئبون إل معرفة تفاصيل ما جاء به القران وما أن السنة النبوية ل توضح کل هذه الأمور إلا ما يتعلق بالعقائد والعبادات والشرائع من أحکام القران » وإنما وكلت اكتشاف هذه الحقائق الكونية المشار إليها في الكتاب إلى ما يتوصل إليه الانسان من بحوث فإن هولاء لم يجدوا أمامهم مصدرا لاستقاء هذه المعلومات إلا ما يقوله مسلمة أهل الكتاب. ولا نشك أنهم كانوا أخذين بالحيطة والحذر فيما يتعلق بأمور الدين » ومن هنا نرى أقوال أهل الكتاب قد تركت بصماتها على تفسير ت التابعين في الأيات المتعلقة بخلق الكون أو بأنباء الم السابقة مع رسلهاء وهذا الذي دعا الحققين إلى تمحيص أقوالهم › ولاجل قلة نقل الصحابة عن أهل الكتاب قال ابن تيميّة :(إن القلب إلى ما يقولونه أسكن) » وقال من قال بأن قول الصحابي في التفسير له حكم المرفوع » ولم يعط هوْلاءِ تفسير التابعي هذه الدرجة من القبول › وإن حكى العلامة الزركشي في «الرهان» قولين للامام أحمد في الاعتاد على تفسير التابعي ٠ وذكر ُن المفسرين کانوا ينقلون أقوال التابعين معتمدين عليها › والتابعون في نقلهم عن أهل الكتاب م يكونوا غير معتمدين على أصل ٠ فقد أخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه۔عن النبي عي أنه قال: (بلغوا عني ولو آية » وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج » ومن كذب علي فليتبواً مقعده من النار). غير أن بجانب هذه الإباحة في التحديث عن أهل الكتاب نبد النبي عن تصديقهم أو تكذييم فيما حدثوا به مالم ينين حقه أو باطله » ققد روى البخاري أيضا عن أبي هريرة-رضي الله عنمأن النبي عَيّْةٍ قال: (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ولكن قولوا امنا بالله وما أنزل الينا..الح) » ومن هنا نفهم أن التحديث لأجل الاستشهاد لا الاعتاد ك يقول الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسين » وقد أخذ المتاخرون من علماء التفسير وغيرهم يمحصون هذه الروايات تمحيصا علميا فاتضح لم بطلان كثير منها وقد أدى بهم ذلك إلى تكذيب كثير من أهل الكتاب الذين أسلموا ككعب الأحبار ووهب بن منبّه بسبب عزو هذه الروايات إليهم.وبمن صرح بتكذيبهما العلامة السيد محمد رشيد رضا في تفسين المنار معتمدا في ذلك على خلو نسخ التوراة الموجودة الا من كثير مما نسبا إليها وأبدى السيد رشيد رضا أسفه البالغ على اغترار الجرح والتعديل بهما › ا أبدى إعجابه بنباهة اين تيميّة الذي كان يميل الى التحفظ من قبول ما يرويان وقد ٢۲ س كان ذلك قبل أن يتبين كذبهما فكيف وقد تيين » ونحن نرى في المسارعة إل تکذیہہما شيئا من الخطورة فإنہما بإسلامھما قد جبا کل ما سبق منہما قبله » وللمسلم حقوقه وحرماته منها: عدم رميه بكبية مالم يصح ارتکابه لا والكذب من الكبائر خصوصا إن كان في أمور الدين › ورجال الجرح والتعديل قد وثقوهما وقبلوا روإياتهما ولا نشك أنهم كانوا لا يسارعون إلى التوثيقءأما ما نسب إليهما من عزو أشياء إلى التوراة لا توجد فيا فعلينا أن ننظر فيه من زاويتين: الألى: أسانيد تلك الروايات التي تتصل بهما » فإن الناس الذين كذبوا على رسول الله عَييَةٍ ونسبوا إليه ما لم يقله وما م يفعله لا يتورعون عن الكذب على كعب الأحبار ووهب بن منبه وغیرهما. الثانية نسخ التوراة الموجودة بيننا من حيث كونها متفقة مع التوراة التي يعزو إليها كعب ووهب بن منبه ما يعزوان أو مختلفة مع علمنا أن اليهود م يكونوا يتورعون عن إضافة ماليس في التوراة إليها وحذف ماهو ثابت منه في أي وقت » والقران نفسه قد أخبر بذلك عنهم » ولقد أحسن العلامة ابن كثير فيما قاله في تفسيو عن قصص أهل الكتاب حيث قسم ما يحدڻون به الى ثلاثة أقسام: القسم الأول: ما اتضح حقه بموافقته الكتاب والسنة فهذا يجب قبوله. القسم الثائي: مااتضح لتا باطله بمخالفتهما فهذا يجب .رفضه. القسم الثالث: ما لم يكن من هذا القبيل ولا ذلك فهذا يدخل تحت قول الرسول ميك (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم). - ۲۲ وفي هذا الوقت يمكن تمحيص هذه الأخبار وبالحك العلمي أكار من ذي قبل » فإن كثيرا مما حشا به المفسرون والسابقون تفاسيرهم من الإسرائيليات قد اتضح لنا بطلانه على ضوء العلم الحديث وإذا تُسوع في نقل أوللك المفسرين ها في تلك العصور فإنه لا يتسا في نقلها في هذا العصر بعدما وضح الصُبح لذي عينين وخصوصا مع ظن الجهله الأغبياء أن هذه الأخبار من صمم دين الاسلام فإذا ظهرت غم مصادمتها للعلم کان اثر هذه النتيجة السلبي على الاسلام والعياذ باه . وفي مقابل هرلا العلماء الحققين الذين يتشددون في تقل الأخبار التي تُشم عليها رائحة إسرائيلية نجد جماعة اخرين يبالغون في تبرير النقل عن أهل الكتاب من حیث إنہم كانت لايهم بقية من الكتاب ا صرح بذلك القرآن فلا يصح نسبة كل ما يقولونه إل الكذب › كيف ورسول الله می قد ی عن تکذیہم وتصديقهم ›. ومن هولاءء جمال الدين القامي ‏ من علماء النصف الأول من القرن الرابع عشر الحجري۔في تفسيو «محاسن التأويل» وقد عرّز هذا الرأي بنقل كثير من كلام المتقدمين لمتاخرين الذين أباحوا التحديث عن أهل الكتاب واستدل با روي عن بعض الصحابة أ نېم کانوا يسألون مسلمة أهل الكتاب عن أشياء تخفی عنہم ركان يحدثون مما يقولونه لحم » کا استدل با رُوي عن عبدالله بن عمرو بن عاص أنه رجع من يعض الغاري حاملا زاين من كب أهل الکتاب فكان يقرؤھا فیحدث با فيہا » وممن نقل كلامهم القاسمي في تعزيز القول بجواز التحديث عن أهل الكتاب العلامة البقاعي الدمشقي ومهما قيل في ذلك فلا بد من اشتراط عدم التصادم مع الكتاب والسنة من ناحية وعدم التصادم مع العلم الحديث من ناحية اخری. ٢۲٢ - واللفسرون في عهد التابعين على طبقات بحسب اختلاف المدارس التي تخرجوا منهاءوكانت مدرسة حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما على قمة هذه المدارس في علوم التفسيرهلذلك اعتبر تلامذته في مقدمة المفسرين من التابعين وقد اشتهر منهم أربعة » مجاهد وسعيد بن حبير وعكرمة وطاوس وهم من أهل مكة وتلي مدرسة ابن عباس مدرسة ابن مسعود _رضى الله عنمب لذلك كان أصحابه كعلقمة ابن قيس والاسود بن يزيد وابراهيم النخعي والشعبي في المرتبة الثانية ءوبلي هولاء أهل المدينة أصحاب يد بن أسلم » وإذا كان اصحاب ابن عباس على رأس قائمة المفسرين في عهد التابعين فلا ريب أن الامام أيا الشعثاء جابر بن زيد كان ضليعا بعلوم التفسير فإنه من أشهر من صحب ابن عباسء ومن ألصق تلامذته به وأ کارهم أخحذاً عنهءوقد کان ابن عباس۔رضي الله عنہما۔معتزا بتلمیذه جابر بن زيدهرحمه الله إلى حد بعيدءومعترفا له بما يجدر أن يعترف به مثله لثله وما قاله عنه: عجبا لهل العراق! يحتاجون إلينا وعندهم جابر بن زيد لو قصدوا نوه لوسعهم علمه ٠ هذا مع العلم ٻأن جل دراسة الناس في ذلك الوقت أو كلها تدور حول القرآن والحديث » وهما مقياس التقدم في العلم ثم توالت جماعات التفسير بعد التابعين حاملة أمانة العلمءومؤدية ا على أحسن ما ينبفي حتى جاء العلامة أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي جمع في تفسيو الكبير ما تفرق من أقوال المفسرين من قبل وقد بقي کتابه منہلا ٹر لكل المفسرين الذين جاعوا من بعده إلى وقتنا هذا لفوائده الجمة ونسبته الأقوال إلى أصحابما بالأسانيد الملتصلة بهم وإن كانت هذه الأسانيد لا تخلو من مقال عند علماء النقد. أشهر المفسرين في القرن الثالث الحجري وفي عصر محمد بن جرير الطبري لمع ببلاد المغرب كوكب وقاد من كواكب التفسير هو الأمام هود بن محكم المواري الاباضي من جبال اوراس بالقطر الجزائري وهو من علماء القرن الثالث الحجري وطريقته في التفسير قريبة من طريقة الطبري .6 ولايزال تفسیره مخطوطا ف أربعة مجلدات » وهود بن حك المواري رحمه الله مسبوق في التفسير من أحد كبار أئمة العلم والعمل من الاباضية وهو هو الامام عبد الرحمن ب رست الفارسي الذي اشتہر في تراجمه أنه فسر القرآن كله » ولكن تفسون لم يعر عليه في زماننا » والمام المذكور معدود في طبقة تابعي التابعين فإنه أخذ العلم عن أي عبيدة بن عبيدة (رحمه الله) ‏ وان کان جل ماأُخذه عن جابر بن زيد وجعفر بن السماك (رحمهما الله) ‏ فإنه معدود في التابعين » إذ جاء في بعض روایاته في المسند الصحيح لتلميذه الربيع ابن حبيب (رحمه الله) سمعت جماعة من الصحابة .. وقد قال كثير من العلماء الذين ترجموا له أنه أدرك من أدركه جابر من الصحابة وهذا واضح » فإِن البصرة كانت في زمانه مركز إشعاع وقد مات نس بن مالك الصحابي الجليل بعد موت جابر (رضي الله عنہما) ببضعة أيام » فلا ريب أن أبا عُبيدة كان يتصل بولا الصحابة الأعلام لإستفادة مہم لذلك نعتبر تمسير الامام عبد الرمن بن رست من التفا سير 7 ألفت ف وقت ت مبکر من 31 الانتاج العلمي ف الاسلام . وبعد هذه المرحلة التي ذکرناها من تاریخ التفسير تشعبت المسالك بالفسرين نتيجة تافق علوم جديدة على الساحة الاسلامية منبا العلوم العربية ٢۲ س بمختلف شعبا وعلوم الفلسفة والكلام والتصوف وكانت همم الناس مختلفة الاتباهات في أصناف هذه العلومء وقد ترك ذلك أثرا واضحا على التفاسير التي أنتجوها فنجد بعضها قد عني بالبلاغة لأجل بيان إعجاز القران البياني » ومن نحا هذا المنحى العلامة الكبير جار الله الزخشري في تفسير «الكشاف» فقد عني فيه يبحث الأسلوب البياني في القران وما فيه من نكت طريفة ومعانٍ لطيفة » وقد أجاد وأبدع في ذلك وإن لم يخل تفسيه من مقاصد كان يدف إليها » ونبد بعضها قد عني بالاعراب كتفسير الزجاج «معاني القران» وتفسيو أبي حيان الأندلسي «البحر الحيط» » ونجد بعضها قاد عني بمناقشة المذاهب الكلاميةء ك نبد جماعة من المفسرين قد عنوا بالأحكام الفقهية وحث أدلتها والنظر في أصوفا ومن هولاء الإمام القرطبي في تفسيیره «الجامع لأحکام القران» الذي جمع فأوعی من أحكام الفقه ما جعله كثيرا ما يتجاوز حدود التفسير › وقد عنى بعضهم بتفسير ايات الأحكام وحدها ومن هوْلاء ابن العرني والجصاص وابن خويز منداد وكذلك أبو الحواري المُماني الذي فسر خمسمائة آية من القرآن تدور حول الأحكام الفقهية ويرى بعض الباحثين نسبة هذا التفسير إِلي شيخ أيي الحواري وهو العلامة أبو المؤثر الصلت بن خفيس. العناية بتمحيص روايات التفسير: وقد عني جماعة من المفسرين بتمحيص روايات التفسير وتفنيد الصحيح من غي من آسانیدها کا صنع ابن کثير » وعني اخرون بالوعظ والتذكير في القران واخرون اشتغلوا بالقصص فحشروا في تفاسيرهم ما يرفضه العقل ويصادمه النقل من أخبار جلها من کذب الیہودء وما يوؤسف له أن قطب الأئمة في تفسيو هيميان الزاد الذي ألفه في باكورة عمره ومستهل شبابه وثق مما نقله المفسرون من قبله من هذه الأخبار وقد تنبه لذلك بنفسه ٢۳ س وأسف بعد فوات الفرصة بسبب انتشار الكتاب فاستدرك ذلك بتاليف تفسيرين اخرين خالصين مما يشوب اليميان أحدهما «داعي العمل ليوم الامل» وثانيهما «تيسير التفسير» ومن حيث إن الحيميان من بوا كير عمل مۇلفە رمه اللّه-كانت عنايته فيه بجمع ما قيل قبله أكثر من عنايته باليحث والقحيص » وقد سّمعت أنه تنى لو أمكنه جمع نسخ هذا الكتاب لقزيقها ولكن هيات ذلكءفقد ملك السهم قصده بعدما طبع وانتشر في أنحاء مختلفة » وقد حاول أحد الكاتبين أن يجد من هيميان الزاد ثغرة يوجه منہا سهمه المسموم إلى مؤلفه وإلى مذهب الولف ظانًا أنه يستطيم أن ينسج من حقده الأسود رداء يجلل به الشمس ليخفي ضوعها عن الأبصارء ولو أن هذا الكاتب كان من طلاب الحقيقة اول النظر في تفسيري القطب الاخرين ومقارنة ما فيهما بها في الحيميان» ولو فكر فيما دونه المفسرون من قبل لعورف أن قطب الأئمة صاحب الهيميان م يحدٹ بدعا من الأمر في تفسيره ىسەم وإنما كانت ثقته بأقوال العلماء من قبله على اختلاف مذاهبهم هي منشاً أسلوبه الذي اتبعه في الهيميانءولكن التعصب المذهبي البغيض هو الذي أعمى ذلك الكاتب عن هذه الحقائق الاثلة للأبصار. تفسير المتصوفة: وعني جماعة من المفسرين بالتصوف ولم يخل تفسيرهم من غلو جانب للحق خصوصا عندما تحول التصوف من علم يعنى بتربية الضمير وتهذيب النف سء والتزهيد في الدنيا والترغيب فيما عند الله إلى علم أشبه بالفلسفات العقيمة التي لا تعل مشكلة ولا تُصلح فسادا في النفس وقد اختلط التصوف بالاراء الباطنية ا يظهر أثر ذلك واضحا في التفسير الذي نسب إلى محيي الدين بن عربي » وذكر العلامة السيد محمد رشيد رضا أن نسبته الصحيحة إلى القاشاني الباطني الكبير. ۷٢ - وقد خلط جماعة من المُفسرين بين التفسير بالماثور والتفسير الصوني › ك نبد ذلك في «روح المعاني» للعلامة الألوسي فبعد أن يورد أقوال السلف يتبعها بما ينسبە | إلى السادة الصوفية من رموز لا يكاد يُفهم ا معنيء وکانه یری أن للقران باطنا وظاهراءوهذا موضو ع قد أطال فيه العلامة الشاطبي ومع انتقاده هذا المسلك من التفسير حاول أن يبرره أو يبرر أكان › والقران الكريم كتاب أنزله الله محكما ليكون هدي للمتقين وذكرى للعالين ولن يكون كذلك إلا إذا كان بعبارات يفهمها الناس » أما أن يكون القران لغزا من الألغاز المُعُمّاه فانه وإن كان هداية فلن تكون في هذه الحالة عامة للناس » لذلك لا أرى وجها يبرر تفسير القران بالرموز الصوفيةءومن تمل وصف الله تعالل لکتابه في قوله وواه زيل رت العَالَمنَ تَر به به الوح ِن عل لبك َون مس الْمُنْذْرينَ ساو عَريو مبين هراس / ٠ أدرك أن القران الكيم خال من هذه الملصطلحات المعقدة التي م َك معهودة عند العرب. وما يلاحظ أن كثيا من المفسرين قد عُني بحشر مصطلحات الفنون التي يعنون بها في التفسير فاختفت معاي القران الحقيقية وراء ضباب هذه الصطلحات › يما لا نشك فيه أن جمهور الناس لا تستسيغها أفكارهم ولا تكتنبها أفهامهم. الحركة الاصلاحية وأثرها في التفسير: وبعد هذه الأطوار التي مر بها التفسير جاء دور الحركة الا التي كان يتزعمها الأستاذ الامام محمد عبده بعدما أرسى جذورها أستاذه السيد /جمال الدين الافغاني وقد تركت هذه الحركة اثارها بارزة في تفسير ٢۲۸ س القرآن خصوصا بعدما قام الأستاذ الإمام يلقي دروسه التفسيية في الأزهر الشريفء» وكان تلميذه الكبير السيد /حمد رشید رضا بوم بدور تدوینہا ونشرها في محلة المنار وواصل بعد موت أستاذه تفسیر ما تبقی من القران ال أن انتهى إلى سورة يوسفء وطابع النزعة الأصلاحية واضح ج عل هذا التفسير وعلى كل التفاسير التي أنتجتها عُقول تلامذة مدرسة الإصلاح التي كان على رأسها الامام محمد عبده » وقد امتد شعاع هذه المدرسة إلى افاق واسعة في الرض فتأثر الكثير من العلماء العاملين بمنبجها الإأصلاحي يبدو أثر ذلك ف دروسهم وتاليفهم 4 ومن غُلماء التفسير الذين : نہجوا هذا المج الشيخ الامام إبراهم بن حمر وض الذي ظل يفمير القرآن الكيم لا کثر من نصف قرن في مسجد القرارة في وادي ميزاب بالقطر الجزائري حتی اختتمه قبيل وفاته بقليل. وإذا كان الاعتراف بالفضل لأهله فضيلة فإننا نعترف للمدرسة الاصلاحية بفضل السبق في معالجة المشاكل المعاصرة على ضوء القران والوقوف في وجه التيارات الفكرية الوافدة من الغرب وتفنيد مزاعم المستشرقين وتلامذتېم ضد الاسلام ومكافحة الخرافات والاوهام التي سيطرت على عقول المسلمين انذاك.. ومن هنا کان ناء اقطاب العلماء على هذه المدرسة ومسلكها في التفسيرم ومن هولاء قطب الأئمة الذي نقل عنه تلميذه العلامة بو إسحاق أطفيش (ر مهما الله) في مله «المنہاج» إعجابه البالغ بتفسير المنار وثناءه عليه » ونحجد إمام المسلمين العلامة محمد بن عبدالله الخلی ل (رحمه الله )يشي على كتاب الوحي المُحمدي للسيد /حمد رشيد رضا في رسالته التي وجهها إليه » وإذا كنا في ثنائنا على المدرسة الإصلاحية متأثرين بالواقع ولسنا مندفعين عن العواطف فإن ذلك لا يمنعنا من أن ننبه على بعض ۲۹ س سلبياتها فإن نشأة هذه المدرسة كانت في ظرف حرج ومرحلة دقيقة إذ كان الإسلام يعاني من أمرين: أوشما: ما أصيب به العلماء من الشلل الفكري والتبلد الذهني والتحجر العقلءوقد انعكس أثر ذلك على عامة المسلمين فسيطرت علمهم الأوهام والخرافات » واستولت عليهم البدع والضلالات وكان ذلك كله محسوبا على الاسلام ومعدودا من صمیمه. ثانيهما: ما رَجَعَت به البعثات التعليمية التي ابتعشت إلى أوربا من أفكار هدامة ومبادىء مصادمة للدين › فإنهم ابتعثوا وهم خلو من تعالم الإسلام فأعشى أبصارهم بريق الحضارة الأوروبية لخلاب » واقتنعوا بالقشور عن اللباب إذ انصرفوا إلى الدب الاورني وتركوا العلوم الأدارية والصناعية › وقد كان ذلك نتيجة مخطط رهيب وضعته أوربا لقصد صرف المسلمين عن دينهم مم بقائهم عالة عليها في الإدارة والطب والصناعة › وقد استغلت هذه الطائفة التي ابتعثشت من بلاد الاسلام ليكونوا معاول هدم لدينيم وقيمهم وأخلاقهم » وكان أهم ما يسعى اليه هلا الشباب الثقفون هو هدم صرح الإيمان بمعاول العلم الحديث تأسيا بأساتذتهم الأوروبيين الذين قضوا على السلطة الكنسية والعقيدة النصرانية بسلطان العلم وقد فات هلا أن الاسلام يختلف عن النصرانية فهو ينسجم مع العلم ولا يصطدم › والقران لكريم من وجوه إعجازه التنوعة الإعجاز العلمي ك اعترف الأوروبيون أنفسهم بذلك › وقد بلغ الحال بهذه الشبيبة أنها صارت لا تؤمن إلا بما تخضع مقاييس العقل وتبارب العلم. في هذا الظرف القاسي وبين هذين التيارين المتضادين نشأت مدرسة الإصلاح وكان أهم ماُنيت به محاولة تحرير عُقول المسلمين من الأرهام ت والخرافات التي تُحسّب على الإسلام والتصدي للتّهم التي تُوجه إلى الدين وقد نتج عن ذلك محاولة تضييق نطاق الغيبيات في القران تلافيا لاتهام الإسلام بالتصادم مع العقل » ونرى أثر ذلك واضحا في تفسير المنار كالذى نراه فيما أملاه الشيخ محمد عبده وفيما حرره تلميذه السيد /حمد رشيد رضا في قصة ادم في سورة البقرة حيث فسرا ادم بالجنس البشري والشجرة بالشر والملائكة بملكات الخير والشيطان بملكة الشرمونحو هذا ما جاء في سورة الفيل في تفسير جز عَم للشيخ الإمام محمد عبده مع أن العقل البشري مهما بلغ فإنه لا يتجاوز حدوده التي أرادها الله له ولا يتجاوز حيط الأنسان الحدود. على أن كيرا ما تؤثر عليه البيئة التي يتقلب فيا والحيط الذي يستمد حکمه منهءولذلك يتطور العقل بتطور ال حياه فيتقبل ما كان يرفضه ویکذب ما كان يصدقه ولأجل هذا القصور في طبيعة العقل كان الحكم في العقائد والاعمال إلى الوحي لا إليه » وإن كان يصلح في بعص الاحيان طريقا تلام بعض المعلومات » ولو كان العقل وحده جديرا بسياسة الانسان ا حتيج إلى الوحي ولاقام الله حجته على عباده دون رسال سه م أُن 01 إنما تقوم بالزسل لقوله تعالى وما کنا مُعَذّبنَ تى بث رسوا هره وما منزلة العقل مع نفاذه وقوة إدراكه إلا منزلة الشاهد وإذا رفض ما نزل به الوحي فذلك دليل قصوره لا دليل قصور الوحي ۽ واليمان بالغيب هو أساس هداية الناس واستقامتهم فإن الله تعالى يقول طك الكِتَابُ لا ريب فيه هُدى لِلمَُقين الذِينَ بُوْمِنُونَ يعيب دس٠ كَإذا حاولنا أن تُفسر الايات الغيبية في القران با يتفق مع مفاهم البشر ومقاييس العقل سلبنا العقيدة الاسلامية أهم عنصر يتكون منها ء ومع هذا الذي لاحظته على المدرسة الإصلاحية فإنني أشكر لأهلها ما قدموه من خدمة جَلِيلَة للإسلام ا٤ - ولا يفوتني أن أنوه بشكر اواك الذين صححوا مسيرة هذه المدرسة ونبہوا على سلبياتها كشهيد الاسلام الاستاذ /سيد قطب في تفسيو القم «في ظلال القران». الاكتشافات العلمية وأثرها على بعض المفسرين هذا وقد صَّحب نشأة المدرسة الاصلاحية الاكتشافات العلمية التي بهرت العقول وتجلى للناس كثير من ايات الله في الافاق و انفسهم ۲ وعد -سبحانه-بذلك فترك ذلك أثرا في تفسير القرانءوقد فط ر بعض المفسرين فحاول أن يخضع الايات القرانية ة لتتفق مع النظريات العلمية وهنا تكمن الخطورة »إن هذه النظريات معرضة للتغيير والتبديل › وي مقابل هذه الطائفة هنالك طائفة فرطت في النظر فحصرت تفسير القران في المأثور عن العلماء المتقدمين بقطع النظر عن دلائل العلم الحديث »› والمنبج المعتدل هو ُن تُفسر الايات الدالة على الكائنات بما يتفق مع الحقائق العلمية الثابتة لا النظريات المتطورة حذرا من تعريض القران لا تتعرض له النظريات من التبديل والتعديل هذا إن كانت الايات تدل ألفاظها دلالة واضحة على ما ظهر من خلال الاكتشافات العلمية » أما إذا كانت دلالتها على ذلك غير واضحة فبحسبنا أن نشير إلى احتاها أن يكون المقصود بها ما دل عليه العلم حذراً من التقول على الله بما لم يرد » ولا نشك أن آيات الكتاب العزيز دالة علي ايات الكون ومشية إلى مالم تصل إليه عقول الناس في عصر نزوله. وقد جاء فيها الوعد باتضاح معانيما مما يكشفه الله-سبحانە-للناس من آياته في الافاق وفي أنفسهم تقوم عليهم حجته » وهذا واضح في قوله تعا لی لفل أرأَيمْ ۾ إن کان من ِد الو ثم كفَرنم به بو من صل من هو في قاق ميلو » سروم يتا في الاقاق روفي الهم ح ئی بين لهم انه آ٤ س الح اوم يكف ريك أنه على کل شي هيد“ ال نهم في مةن ِقاءِ ربهم ألا إِنَهُ یکل شي و محبط ست مره وقد صدق الله وعده فان الايات التي في الأنفس والافاق أخذت تتجلى للناس يوما بعد يوم لتقوم الحجة بإعجاز القران بما يتضح من بيان أياته التي تتحدث عن التكوين الانساني وعن طبيعة الكون من خلال الاكتشافات العلميةءوهذا الذي أَدَى بغير المسلمين من الذين درسوا القران ودرسوا علوم الكون إلى الاعتراف بأن القران لا يمكن أن يكون نابعا من قريحة بشر وأنه الكتاب السماوي الوحيد الذي بقي حسب ما أنزله الله » لم تتناوله أيدي العابثين بالتحريف والتبديل كا تناولت الكتب السماوية من قبل ومن هولاء المعترفين بهذه الحقيقة التي لا تقبل الشك والجدل الطبيب الفرنسي الذكتور «موريس بوكاي» في كتابه الذي سماه «العلم .في التوراة والإتجيل والقران» فقد اعترف فيه أن ما في التوراة والإتجيل من الايات الكونية مع قلته متصادم مع الحقائق العلمية التي آثبتہا الاكتشاف » بين الايات العلمية في القران مع ك#تها بعيدة عن التصادم مع العلم. وإذا كان هذا الاعتراف ممن لم يعتنق الاسلام فما أجدر المسلمين أن يدرسوا حقائق الإعجاز في القران من خلال دراستهم لاياته ودراستهم لطبيعة هذا الكونءحتى يقيموا الحجة على البشر الضالين الحيارى بصدق ران وبانه حق لا يدنو منه الباطل وهدى لا يقترب منه الضلال » ومع أ نني لا أؤيد الجمود على أقوال العلماء المتقدمين في تفسير ايات الكون في القران فإنني كذلك لست ايد أولعك الذين اندفعوا إلى حمل الايات القرا نية عل كل ما شاع من النظريات في الوسط العلميء ونا أختار المسلك الوسط الذي أشرت إليه » وأرفض في تفسير القران كل طريقة لا تتفق مع روح ٢٤ - القران ومع أسلوبه العرني المبين كتفسير كلماته بالارقام لمنافاته وصف القران الذي جاء ف قوله تعا لی لسا عرب مبن که رسمه :۰٩ ) هذا وإذا كان المتقدمون قد بالغوا في حشر المصطلحات الفنية المتنوعة في التفسير حتى كادت تختفي وراءها معاني القران ومقاصده › فإن جل المفسرين في العصر الحديث اتبهوا اتجاها مُعاكساً فرفضوا إيراد هذه اللصطلحات ولو اقتضته الضرورة ‏ والذي أميل إليه وأرجو أن أوفق له هو الأقتصار على ما اقتضت الضرورة ذكر منهاء للتوصل إلى الأفهام بمعاني الايات والله تعالى ولي التوفيق وهو حسبي وكفى. نبذة من إعجاز القران معي الإعجاز الأصطلاحي لا تلف عن معناه الوضعي فهو لغة بمعنى الغلبة من جهة لأخرى حتين تصير الجهة المغلوبة عاجزة عما قدرت عليه الغالبة » والعجز ينقسم إلى أقسام ٠ عجز الضعيف أمام القوي وعجز القوي أمام الأقوى وعجز الأقوى أمام الشاذ وعجز الكل أمام الفالق سبحانه وتعالى الذي لا يعجزه شيء › والاعجاز اصطلاحا ما بيس الله سبحانه على يد من يبعثه بدعوته من رسله إلى خلقه من أمر خارق للعادة لا تتوصل إليه طاقات الخلق مصدق لدعوى الرسول. شروط المعجزة: واشترط القرطبي للمعجزة خمسة شروط: الاول: أُن تکون مما لا يقدر عليه البشر ۽ فلو جاء من يدعي الرسالة في أزمنة النبوات وقال اية نبوي أن أعمل كذا مما هو مقدور للبشر كالحركة والسكون والأكل والشرب والقيام والقعود لم يكن ذلك من الإعجاز في شيء ولم یکن بالتالي دللا على صدق نبوته. الثاني: أن تكون خارقة للعادة › فلو قال مدعي الرسالة إن اية نبوته أن تطلع الشمس من المشرق أو أن تغرب من الغرب أو أن يتعاقب الليل والنپار أو أن يكون الشتاء بارداً والصيف دافافليس ذلك من الأعجاز في شيء»› لأنه من المألوف قبل دعواه بخلاف ما إذا كانت ايته مما لم تبر به العادة كنبع الماء من بين الأصابع وتحول العصا إلى ثعبان وخروج ناقة من صخرة. الثالث: أن تكون مقرونة بدعوى الرسالة »: فلو ظهر الأمر الخارق للعادة على يد من لم يدع النبوة لم يكن ذلك معجزا وإنّما ينظر في الذي يجري على يديه فإن كان صالا فكرامة وإن کان کافرا فاستدراج » وان کان من عامة الناس فمعونة. الرابم: أن تكون مؤيدة لدعواه › فلو ظهر على مدعي النبوة أمر خارق للعادة دال على كذبه فذلك تكذيب وليس بإعجاز › وذلك نحو ما روي عن مسيلمة أنه تفل في بئر ليکر ماؤها فجفت وتفل في عين أعور لتبصر فعورت أختها. الخامس: ألا يقدر أحد على الاتيان بمثلها فلو جاء أحد بمثل ما جاء به م يكن ذلك معجزة » لذلك نيد كتاب الله تحدى الكافين بأن. ياتا ثل القرآن إن كانوا صادقين فقد قال عز من قائل امَو فول بل لا ونون ن بحدیٹ مله ان کائُوا صَادِق ت سدہہ› وقال ا ولو ر قل اوا بعش سور مله ۽ متا« وقال لاقل انوا بسورةم ل واذغوا من امتَطعتُم من دون الله ان كنتُم صَادِق 4 نە »وقال إن کم ف ریب ما ر و لا على عَبْدنًا فوا بسورق شن مله وادغوا | شُهَداءکم من دُوتِ الله و إن كنم صَاد قن ر الها :۳١ ) وقد اقتضت حكمة الله أن تقترن دعوات المرسلين بمعجزات تتحدی الاثم وتبرهن على صدقهم إذ تنزل منزلة قول الحق سبحانه س لو أسمعنا قوله ‏ للصدَق عَبْدي فَصدقوه. 7 ب اقتضت حكمته تعالى أن تتنوع هذه المعجزات بحسب الظروف التي كانت تُحيط بتلك الرسالات فمعجزة إبراهم (عليه السلام) كانت تحول النار الموقدة بردا وسلاما عليه ›ء وذلك ‏ ك استظهر بعض العلماء الحققين ‏ بسبب كون عبدة النار على مقربة من هذا الحادث فثبت لمم به أن النار مصرفة وهو دليل كونها مخلوقة فلا تحق ا العبادة. ومعجزة موسى عليه السلام كانت العصا التي أبطلت سحر الساحرينء وذلك لا الزمن الذي نشا فيه موسی کان السحر فيه قد بلغ شاو بعيدا خصوصا في البقعة التي تنزلت فيا رسالة الله عليه وكان الناس على خبرة بطرق السحر وفنونه فاتضح لمم أن ما جاء به موسى هو أمر فوق السحر وأنه ليس بمقدور الناس أن يأتوا بمثله » وكذلك بقية الايات التسع فإن أؤلعك القوم كانوا أهل زرع » وكانوا على معرفة مما اعتيد حدوثه في الزرع من الافات ولكنهم لم يالفوا ولم يعرفوا مثل هذه الافات التي شاء اللّه-سبحانه أن تكون ايات مفصلات دالة علي صدق رسالة موسى عليه السلام. ما نبي الله عيسى عليه السلام فكانت معجرته إبراء الأ كمه والابرص وإحياء الموفى » ويرد كثير من العلماء ذلك إلى رئي الطب في عهده ومعرفة الناس بما يمكن علاجه بالوسائل الطبية وما لايمكن » ومن حيث أن الطب لم يتوصل إلى مثل هذه الأمور دل ذلك على ان ما جاء به عيسى ليس هو من الطب في شيءءوبالتالي ليس من مقدور البشروإنماهو أمرإلهي يدل على صدق رسالته. غير أن العلامة أبا زهرة في كتابه (المعجزة الكبرى) يرى أن بني إسرائيل لم يكونوا أهل طب وإنما كانوا قوما ماديين لا تتجاوز أفهامهم المادة إلى ما وراءها ولا تصدق عقوم بالامور الغيبية ولذلك كانت التوراة ۷ س الموجودة بين أيدينا اليوم وهي منسوخحة من توراتېم لحرفة یقل فیہا ذكر الأمور الغيبية حتى أن الروح مفسرة فيها بالدم › ويرد أيو زهرة انتشار الفلسفة المادية بين الأسرائيليين آنذاك إلى الفلسفة الأيونيّة والفلسفة اليونانية اللتين كانتا تسيطران على عقوم » ومن هنا يرى أبو زهرة أن الايات التي قرنت بها دعوة عيسى عليه السلام جاءت لإبطال سلطان المادة › وتعزيز جانب الروح وهي ملائمة لجو الرسالة المذكورةءفإن أولعك القوم المرسل إليهم لا يؤُمنون إلا بارتباط المسببات بأسبابما ولا يصدقون بإمكان الانفصال بينهما بسبب تأثير الفكرة المادية عليهم حتى أنهم كانوا يردون نشأة الكون إلى فلسفة مادية بحتة وذلك أنهم جعلوا حدوثه بمقتضى النظام القانوني من غير إرادة من الخالق » وكان هذه المعجزات كانت مقوية لجانب الروح على جانب الادة فهي أيضا مبطلة لقانون الترابط بين المسببات والاسباب من تلقاء نفسها » وإنما تدل على أن ترابطها بحكمة قوي قاهر يدبرها ويصرفها › وقد كانت ولادة عيسى عليه السلام من غير أب مع طهارة امه وعفتہا دلیلا على بطلان هذا الترابط عندما يشاء الله-سبحانه-وقوع أي أمر من غير سبب طبيعي مالوفب. ولست أجد أي مانع من الجمع بين رأي العلامة أي زهرة ورأي العلماء الاخرين الذين يرون أن رسالة عيسى كانت في وسط طب وحكمه › فإن دعوة عيسى عليه السلام#كانت في القسم الشمالي من الشرق الأرسط وكان نفوذ الإمبراطورية الرومانية ممتدا إليه » والروم كانوا أهل طب وحكمه £ هو معروف عنهم ويدلنا على ذلك أن رسول الله عَْهم أن ينبى عن الغيلة ولا آنه تذكر أن فارس والروم يفعلونها ولا تضر بأولادهم » . 6۸ س وطبيعي أن تمتد الحضارة الرومانية إلى البقاع التي استعمرها الرومان لا سیما مع اللحتكاك الذي يكون بين الحا كمين والحكومين › والالحتكاك نفسه هو الذي نقل إلى بني إسرائيل الفلسفة الايونية والفلسفة اليونانية وعلى أقل تقدير فإن بإمكان بني إسرائيل أن يعرفوا ما يكن علاجه بوسائل الطب وما لايهكن » هذا مم أن تلك الأْض التي قامت عليها دعوة عيسى عليه السلام هي ملتقى حضارات متعددة عبر تاریخ طويل فلا غرو أن كان أهلها عل درجه من علم الطب. الفارق بين معجزة النبيين السابقين ومعجزة القران الكريم وبا أن تلك الرسالات التي جاء بها أواعك المرسلون كانت رسالات موقوتة بأزمنة محدودة فإن أثر معجزاتما كان محدودا أيضا لا يكاد يتجاوز الجيل الذي عايشها بخلاف الرسالة العالية الخالدة التي تسطع شمسها على الوجود ما بقي الدهر » وهي رسالة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام » ومن هنا كانت معجزته خالدة خلود رسالته لا يزيدها تعاقب الجديدين إلا تجېددا ولا يعتريها من تألق الثقافات في افاق الفكر إلا مزيد من السطوع و ولقد أوضح النبي ع الفارق بين معجزته ومعجزات النبيين من قولە:(ما م ٠ الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الايات ما له ۲ ا 1 البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أو حاه الله إلى » فارجو أن أ ن أکارهم ابع يوم القيامة ( « رواه الشيخان د وساي » . وقد اک الله رسوله تا نک مم سد »واي وڈ ده وسو لو أما اذا طلب قومه منه ن تم باية فام لا يدون إلا إلى القران بدلیل قوله تعالى ‏ وما مَنَعنَا أن سیل بالأيَاتٍ إلا أن كُذّبَ بها ولون رالمره »ه ) ۹٤ وقوله « وَفَال ا ينا ية من رَو أو لم تأيه ية مافي الصلحف الاولی که رت ۳۳٠ وقوله ‏ أو ل كيم اتف عليك اناب على عَيهم ‏ رسكت ١ء وهذا ل الله آراد أن يقم دَليلا على صدق ؤه س تفي السالة الي بعك با قن حجتبا ل الدعر ول کان مسجته عك كسمجات انين من قبله لأ علا الدهر کا أ عل ت قبلها وعَادت نسيا منسيا فإنا ليس لنا من دليل على ثبوت تلك المعجزات إلا القرآن الذي هو معجرزة الأبد وبقية معجزاته عك لم نحط با علما إلا من تواتر الأحبار بها بخلاف القران فإنه دلیل نفسه إلى أن تقوم الساعة . ثبوت الإعجاز القراني والإعجاز القراني ثابت بالعقل والنقل والتاريخ » فايات التحدي فيه شاهدة وصريحة في دعوة المشركين إلى الاتيان بمثله إن كانوا صادقين بطريقة تثير حفائظهم وتلهب مشاعرهم وتؤجج حماسهم ومع ذلك وقفوا حیاری خانعين » وطولبوا بان ياتوا بعشر سور مثله وبسورة واحدة فقط » فما الذي منعهم ‏ وهم الذين كانوا يتلاعبون بالبيان كا شاءوا ويتصرفون في أساليب البلاغة ك أرادوا ‏ أن يحشدوا فرسان البلاغة الذين لا يشق لم غبار وأئمة البيان الذين كانوا كأنما خحلقوا من مَادته واستخلصت أرواحهم من روحه ليضافروا جهودهم على تلفيق سورة من مثل القران؟ » وما الذي دعاهم إلى تشريع الأسنة دون إطلاق الألسنة والتضحية بأرواحهم بدلا من استعراض ملكاتهم لو كانوا يحسون أنهم على مقدرة من معارضة الكتاب فيرحوا أنفسهم من هذا العنت الطويل وامحن المتلاحقة » أو ليس في ذلك ما يكفي دليلا على هول الامر الذي واجهوه › وتعذر المطلب الذي طولبوا به » مع العلم أن الخصم لا يقر له قرار ولا يهداً له بال ولا تطيب له نفس مالم يتفوق على خصمه حتى ولو لم يتَحده » فكيف والتحدي يقرع مسامعهم ويۇنب ضمائرهم » ويسفه اراءهم » وما كان منهم إلا أن يصفوا هذا الصوت الذي أخرس ألسنتهم وختم على أفواههم تارة بالسحر وتارة بالكهانة » وأخرى بالجنون » ومم هذا فإن القران قد كتبت مصاحفه ونشرت في أرجاء الارض حاملة هذا التحدي ١ ولو استطاع فرد أو شعب أو أمة معارضته والاتيان بمثله لاشتهر ذلك اشتہار القران نفسه ولکانت ردة فعل تتمخض عن ارتداد مالاحصی عددا من اتباعه. القران الكرم يتفق ومطالب كل عصر ولقد ظل القرآن الكريم طوال أربعة عشر قرنا خلت منارة شامخة تسطع على الدنيا لا يهزها تتابع أعاصير الأفكار المختلفة ولا يرجها طغيان فيضانات المعارف التنوعة التي محت كل رسم من رسوم الفلسفات السابقة وأنت كل أثر من آثار الثقافات القديمةءبل كان ذلك كله مما يزيد برهانه وضوحا وإعجازه سطوعا » وأعجب من ذلك أن يواجه القران كل جيل من أجيال هذه القرون المتتابعة بما يحل مشاكله ويروي ظمأه ويشفي علله › نكما أل على کل جيل انول جديداً بقدر مقاییس عقله ومعاییر فک ٤ وأطوار حياته ومطالب عصره حتی إنه لیخيل للناشيء ف أي زمان وي أي مکان آنه لم ينل إلا ليشفي أمراض المجتمع الذي هو فيه لانه يراه کالثوب الذي فصل بقدر قامة مجتمعه » ذلك لأنْ الله جعله نبعا نورانيا يروي كل نفس ويتدفق بكل دهره ولعمري ما ألفاظ القران إلا كلمات نورانية تلت من الغيب فتألقت في أفق البيان ك تتألق النجوم في أفق الفضاء وإنما الفارق ين تلك وهذه أن تلك تهدي الأبصار وهذه تهدى البصائر › وأن تلك من شأنها الأفول وهذه لاتغور ولاتزول » فالقران يصلنا بالغيب ويعكس لنا حقائق الوجود » وينير لنا مهيع الحياة » ويمدنا بعطائه الذي لا ينفد بعبارات لا ترقي إليها ملكات البشر إلا بقدر ما ترق الأبصار إلى النجوم › وكلما حاول محاول سولت له نفسه أن يأني بمثله انتكس على أم رأسه وکان مثار السخرية والاستخفاف إلى يوم الدين › ومن ثم أحجم كفرة قريش الاردون كعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة والوليد بن المغوو وبي جهل ابن هشام عن الاقتراب من معارضته ولم تسول لحم أنفسهم ذلك لانم يدركون أنهم لو حاولوا ذلك لا كان متهم إلا الاسفاف الذي يريئون بانفسهم - ۲ عنه ويأنفون من نسبته إليهم » وقد كان عند هولاء الكفرة الماردين من التفكير مالم يكن عند أواعك السخفاء المجانين الذين أعماهم العُرور واقتادهم الحوى إلى مُهاوى المغامرات الردية كمسيلمة الكذاب ٠ وسجاح وابن اللقفع ‏ إن صح ما حكي عنه من ذلك ولم یخرجوا من مغامراتہم إلا بكلمات يسخر منها حتى المجانين » واقترن اسم مسيلمة بلقب «الكذاب» لا ينفك عنه كأنه م يعرف الكذب إلا به . وعندما نشأت الديانة البائية الضالة الكافرة حاول البهائيون معارضة القران فألفوا مقالات لتكون ‏ فيما يزعمون ‏ مثل سور القران في الحداية والاعجاز » فما كان من أمرهم إلا أن شعروا بالمزمة والفضيحه فعادوا إالى ما الفوه فمزقوه › وما تبقي بايديهم من نسخ هذا التاليف حالوا بينه وبين اعين الناس خشية السخرية والاستهزاء. اعتراف الحاقدين بإعجاز القران ولعل قائلا يقول إن الشعور بإعجاز القرآن ناشيء عن العقيدة الاسلامية التوارثة » أما غير المسلمين فقد لا يحسون بهذا الشعور. وجوابنا مولا أن عين الرضى إن كانت كليلة عن العيوب فإِن عين السّخط من شأنتها إبداء المساوىء٤وقد كان الاعتراف بإعجاز القران من الحاقدين عليه لا يقل عن اعتراف الوؤّمنين به سواء الذين عايشوا نزوله من الكفار المناوئين أو الذين جاعوا من بعدهمومن هذا القبيل ما رواه الحا وصححه والبيهقي في (دلائل النبوة)عن اين عباس (رضى الله عنهما) أن الوليد ۳ ابن المغيرة جاء إلى رسول الله 2 ومع منه القرانء فكأنه رق له فلما عاد إلى قومه عاتبه أبو جهل وقال له:ياعم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا لأنك أتيت إلى محمد لتعرض له فقال له: لقد علمت قريش أنني من أكها مالا. قال له: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منکر له. قال له: وماذا عسى أن أقول فيه ء إنكم لتعلمون أي أعلمكم بالشعر » رجزه وقصيده › وبشعر الجن » واللّه مايشبه هذا شيعا مما يقوله محمد › وإن لكلامه لحلاوة وإن عليه لطلاوة ء وإنه لمغدق أسفله ومثمر أعلاه › وإنه يغلب ولا يغلب ٤ وإنه ليحطم ما دونه. فلم يزل ابو جهل يفتل منه في الذروة والغارب حتی قال دعني أفکر » ثم قال | نه لسپحر يوٹر باثره عن غيو فانزل الله فيه« فزني وَمَن علقت وَحِيَدا. .. الايات .. إلى قوله: إِن هذا ِل سح نھ إن هذا إل قول اشر سَاصلیه سرس . ومثل هذا الاعتراف كان من عتبة بن ربيعة عندما جاء إلى النبي ليعاتبه على ماكان منه من سب اتهم وتسفيه أحلامهم وتضلیل آبائهم فأسمعه رسول الله ا أول سورة «فصلت» فكان أثر ما سمع عميقاً ف نفسه بالغا من حسه فما كان منه إلا أنجاء إلى قريش مدلياً بنصيحته ليتركوا رسول الله عي وما يدعو إليه » ليقينه أن أم ظاهر وحجته بالغة وإذا كان هذا التأثير من القران الكريم على فصحاء العرب الذين لا يضمرون له إلا الكراهية في عصر نزوله فإن تَأثيو على أدباء العريية من غير المسلمين في العصر الحديث لا يقل عن تأثيو على ولك ولذلك لم يملكوا ألسنتهم فانطلقت معي عما وقر في قلوهم من إعجازه الباهرء ومن هولاءِ (جبر ضومط)الاديب النصراني الذي كان في الجامعة الأمريكية و(خليل ٤0 س مطران)و (إبراهم اليازجي) ووالده (نصيف اليازنجي) الذي نصح ابنه بحفظ القران لتقوية ملكته البيانية و(شبلي شميّل) الذي كان كاثوليكيا ثم انتقل من الكائوليكية إلى الالحاد وهو القائل: دع من محمد في سدی قرا نه إِني وإن أك قد کفرت بدینه أو ماحوت في ناصع الألفاظ من وشرائع لو أنهم عقلوا با نعم المدير والحكم واإنه رجل ال حجى رجل السياسة والدها ببلاغة القران قد غلب النبى ماقد ناه للحمة الغايات هل أكفرن بمحكم الاياتٍ حكم روادع للهوی وعظاتِ ما قيدوا العمران بالعاداتِ رب الفصاحة مصطفىالكلماتِ بطل حليف النصر في الغاراتِ وبسیفه حى على الاماتِ وقد ذكر العلامة الكبير السيد /حمد رشيد رضا أن كثيرا من أدباء النلصارى يذهبون في ليالي رمضان إلى بيوت أصدقائهم من المسلمين ليرهفوا وليس الاعتراف بإعجاز القران البياي مقصورا على العرب وحدهم بل اعترف بذلك المنصفونء أو بالأحرى الذين حاموا حول الانصاف من الملستشرقين ومنهم مستشرق فرنسي رد على دعاة النصرانية الذين زعموا أن رسول الله عَم تقترن رسالته بمعجزات النبيين من قبل » رد عليهم بما معناه: إن محمدا كان يتلو القران والاً مدا خاشعا متصدعاً فيفعل في جذب القلوب إلى المان به مالم تفعله ايات النبيين من قبله. ٥0 حيرة العلماء ف وجوه الإعجاز القراني وأسراره ومن حيث أن عظمة القران أسمى من مدارك الأفهام حار العلماء في وجه إعجازه حتى بلغ الأمر بعضهم أنادعى أن أعجازهبالصدفةء وقد تعقب رأي هرلا بالرد جل الذين كتبوا عن إعجاز القران من المتقدمين والمتاخرين وقالوا عنهم إنهم كسالى لايريدون أن يحملوا أنفسهم مرونة البحث في وجوه الاعجازء فلذلك اكتفوا بدعوى أن إعجازه يصرف الناس عن الأتيان بمثله › وقال عنم السيد /محمد رشيد رضا في النار: قد عجزوا عن إحالة قدح الفكر في استخراج آسرار هذا الأمر..واحتج عليهم القرطبي بالاجماع لاتفاق كلمة المسلمين قبل ظهور حلاف هولاء أن إعجاز القران بذاته وليس بالصرف عن الاتيان بمثله › ورد عليهم الامام أبو حيان الأندلسي في «البحر الحيط» قائلا :إنهم لم يتذوقوا بلاغة القرآن العظم ولم تبلغ أفهامهم شأو إعجازه › وضرب لم مثلا المرأة التي رأت زوجها يواقع جاريته فلما عاتبته أنكر فقالت له إن كنت صادقا فاقراً شيغا من القران فأنشدها أبياتا من الشعر ذكر فيا الله ورسوله وكتابه فصدقته وكذبت عينيها ولم تفرق بين القران والشعر » وذكر عن أستاذه ابي جعفر أن رجلا من وتي حظا من العلوم الإسلامية وكان جامعا للعلوم القديمة قال له: يا أبا جعفر إني لا أحس بفرق بين القران وسائر الكلام وذكر أن أحد شيوخه كان متضلعا بالمعقول واخذا حظه من المنقول » لكنه أراد أن يكتب فقرات بليغه كلف أحد طلبته إنشاءها › وذکر عن اخر أنه کان يروي الشعر فتسقط كلمة من البيت ولريها سقط ربع البيت وهو لا يشعر باختلال الوزن » ثم قال أين هولاء من أواعك الذين يعرفون انكسار البيت لتسكين المتحرك أو تحريك الساكن. 1٦0 ونبد العلامة أبا زهرة في كتابه «المعجزة الكبرى» يتفق مع غيه من المولفين في الاعجاز القراني على إنكار مذهب الصرفه ولكنه يختلف معهم في تحديد سبب نشأته » إذ لا يرده إلى الكسل ا يقول الاخرون وإنما يرده إلى نزعة الجديد والرغبة في اتباع كل غريب » وقال إن فلسفة هولاء تىساق وراء الفلسفات المستوردةءلا لأجل أصالتها وإنما لأجل غرابتها فهم عشاق لكل غريب » ومن هنا يرى أبو زهرة أن فكرة الصرفه التي قالا بعض الإسلاميين هي وليدة فلسفة الديانة البرهمية الحندية وذلك أن البراهمة يعتقدون أن فيدا س وهو الكتاب المقدس عندهم ‏ لايستطيع أحد أن ياي بمثل الأشعار والمقالات التي يجمعها ويدون ذلك إلى المنع لا إلى ذات تلك المقالات 2 ك جاء ذلك في كتاب البيروني «ماللهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة» فقد حكى ‏ ك ذكر أبو زهرة ‏ عن خاصة البراهمه أنېم يقولون إنهم بإمكانېم أن يأتوا بمثل تلك المقالات والأشعار › ولكن براهما منعهم من ذلك » وقد تساءل: هل هو منع تکليفي أو تکويني ؟ ورجح آنه تکويني ویری آبو زه ان منشاً هذه الفكرة الاغترار بمثل هذه الفلسفات المستوردة » فقد أراد القائلون بالصرفه أن يطبقوا على القران ماقرعوه أو سمعوه عن فيدا » وأول من اشتهر بهذا المذهب إبراهيم بن سيار المعروف بالتظام وكان أول من رد عليه تلميذه اللجاحظ. وحكي عن الشريف الرتضى من أئمة الشيعة أنه يرى رأى النظام لكنه يرد ذلك إلى جهل الناس بالعلوم التي يحتويها القران»ومفهوم قوله أنه لولا الجهل لأمكنهم الاتيان بمثله ء ولابن حزم في كتابه «الفصل في الملل والأهواء والشحل» كلام يفيد أنه يميل إلى القائلين بالصرفة » وإن تعجب فعجب أن يجمع هذا المذهب بين المعتزلي الذي يعتمد على مقاييس العقل في العقائد 0۷ س والأعمال بحيث يرفض النص إن خالف العقل أو يؤُوله بما يتفق مع دلائله ومقتضياته » وبين الظاهري الذي هو أسير ظاهر النص لا يتجاوز نظر شكله إلى مضمونه » هذا ويريٰ ابو زهو أن مذهب ابن حزم الظاهري يقتضي عدم النظر في إعجاز القرآن ما دام النص لم يأت بيان وجه إعجاز» إذ في التفتيش عن وجوه الاعجاز تباوز لحدود النص واقتحام إلى جهة النظر والقياس وما مرفوضان في الذهب الظاهري» ومن . العجب أيضا أن نری العلامة السيد /محمد رشيد رضا يرد في تفسيره «المنار» على مذهب الصرفة بين نجده في مقدمته التي صدر بها كتاب «إعجاز القران» للأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي يسوغ هذا المذهب إذ يقول: إن القران قد ثبت إعجازه بالوجدان والبرهان فلا يرقي إلى بيانه أي بيان › ولا يمحيط بمقاصده تفسير › ومعرفة أسرار إعجازه تعني القدرة على استخراج هذه السرا » والمقام مقام عجز مطلق.. ومثل للقران بالروح في الجسم والأثير في المادة والكهرباء في الكون» لأ هذه الأشياء تعرف باثارها دون ماهيتها ومع ذلك فإن النفس تجد لذة عقلية عندما تكتشف بعض أسرارها وهكذا تشعر النفس ببذه اللذة عندما تكتشف ناحية من الاعجاز القراني. هذا وقد أخحذ الكاتبون قديما وحديثا يكشفون عما وصلت إليه أفهامهم من أسرار الأعجاز » وخصوصا الناحية البيانية » وقد أفرد كثير منهم هذا الموضوع بتاليف خاصة » ولكن مهما قيل فإن أسرار الأعجاز تتجلى بين حين واخر فلذلك كان الموضوع في كل زمن بحاجة إلى دراسة جديدة » وارجو أن أوفق في هذه النبذة الوجيزة لإيضاح جوانب من وجوه الإأعجاز والله ولي التوفيق. 0۸ ب ١ الإعجاز البياني التأثير النفسي للقران الكرم على العرب ونتائجه لقد أنزل الله القران الكريم على النبي العربي عة بلغة العرب بعدما هذيتها الألسن » وارتقت بها إلى أوجها وكأنما كان كل طور من الأطوار التي مرت بها تمهيدا لوصوفا إلى هذا المستوى الرفيع حتى تتهياً لان تكون وعاءُ لكلام الله سبحانهء والعرب عندما بعث النبي عي كانوا أرسخ في الضلالة قدما » وأعمى عن الحق قلبا » قد استولت على عقوم العقائد الفاسدة واستحكمت في نفوسهم العادات السيئةء فأصبح ذلك كله جزًا من طبيعتهم بحكم تأثير العامل الوراثيءومع هذا فقد كانوا يتصفون بحدة الذهن وصفائه › ودرية اللسان وملكته › فلذلك كانوا أقوى الناس على تصور الحقائق من العبارات ء5 كانوا أقدرهم على تصويرها لأنْ الفصاحة قد ترسخت في نفوسهم » وطبعت عليما ألسنتهم » واعتاد الجم الغفير مهم على مساجلات البيان شعرا ونثرا ›ء ك يحدث ذلك في عكاظ وذي المجاز وغرهما ولم يقفوا أبدا موقف اليبة والقلق من خوض معركة الكلام » فلو كان القران الكريم من جنس ما ألفوا من الكلام في جزالته وتائنه وعمق معناه لكان بإمكانهم أن يحشروا من جزيرة العرب عشرات الألوف أو مئاتها من الشعراء النوابغ والخطباء المصاقع الذين محصتبم البلاغة وحصوها فأصبحت سيماهم التيلايميزون ومفخرتهم التي بهايباهون »غير أنهم أدركوا بحسهم المرهف أن لذا الكلام روحا لا توجد في كلامهم وسلطانا لاتبد النفس أمامه إلا أن تستسلم وتنقادءوعمقا يصل إلى الفطرة الانسانية فيوقظها من نومها ويصفيہا من كدرهاءفلا تبد الفطرة مناصا عن التسلم لا يوحى به إليها » والاستجابة 0۹ لندائه الذي يحوفا | إل آلة مع حساسة » فلم يكن لديهم في وجه هذا الان المدهش إلا تباهل السنتهم لا تحس به فطرهم » وإنكارها للأثر الذي يشعرون به من أعماق نفوسهم » فکانوا أشد عناداً من الذي يکذب حسه ینکر نفسه. وقد تستعلي أحيانا الفطر على عنادهم فلا تملك ألستتهم إلا الاعتراف ما للقران من أثر في نفوسهمء حدث للوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة اللذين لم يملكا إلا أن يصرحا بما يجيش في صدورهم » أما الذين تجردوا من هذه المكابة فلم يكن منهم إلا أن سلموا تسليما بمجرد ما قرع صوت القران مسامعهمإذ لم يقف حتى نفذ إلى أعماق وجدانهم ك كان من خبر أنيس وأبي ذر رضي الله عنهما)ء ومثله ما وقع لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد عدائه المستحكم للدعوة التي يرفع القران لواءها › فإنه بعد قسوته البالفة على أخته وزوجها رق قلبه بعد قسوته عندما تلا الصحيفة التي سطرت فيا يات بينات من الكتاب فا حس برو حهاتسري في روحه وکأنما أخذت عليه مسالك نفسه فاستجاب لندائها وأسلس ها القيادءوكانت منه تلك النقلة السريعة من الجهل إلى العلم » ومن الكفر إلى الإيمان » ومن الغلظة إلى اللين » ولم يكن أحد من قريش ينكر هذا التأثير النفسي للقران ولذلك كانوا يتواصون بالتصام عنه واللغو فيه خشية أن ينفذ إلى قلوبهم فتنجذب إليه » وإلى عقوم فتنقاد له. وهذا الذي ذکره الله عنہم في قوله يوقا الذي كفروا لاتَسُّمَعُوا لهذا الان لعا فيه فيه لَعَلْكُمْ علو رست مومع هذه المحاولات الختلفة لاطفاء نوره وإخفات صوته فد تالق ومزق بسطوعه ظلمات ا لجاهلية فما ١ا س ليشت جزية العرب أن تحولت برمتها إلى الإسلام » كل ذلك في ظرف عقدين من السنين وهو مر غريب في تاریخ الدعوات ومن درس تاریخ ال م وحركات الإصلاح أذْرك أن هذا التحول ليس من مالوف البشر بل دعوات المرسلين السابقين لم يكن فا هذا الأثر في الأئم وإن كانت مقترنة بمعجزات حسية والقران نفسه يقص علينا نبا نوح الذى لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله ويخوفهم عقابه فما كان منهم إلا أن أعاروه آذانا صما ونبزوه بالالقاب ورموه بالسخرية › وموسى-عليه السلام-الذي شق له البحر شقا فجازه مع بني راسرائیل ما کاد قومه يستقرون بعد اجتياز البحر حتى قالوا له لا جعل لا إلها كما لهم اة اسر س وفوا ل وص لِك حت تر اش جه ررم وظل يعاني منم عنتا طوبلا مع كل الايات التي تتجلى لحمءوبقوا في التيه أربعين عاما حتى نشا جيل اخر لم يتلوث مما تلوث به ذلك الجيل العنيد » وهذا يدلنا على أن نقل أمة من طبيعتها في جيل واحد ليس من الأمور المألوفة ولا يكون إلا بمدد غيبي من عزيز حكم. تحولى العرب من حياة الجاهلية إلى الإسلام وقد كان تحول العرّب في هذه المدة القصية من حياة الجاهلية إلى الاسلام تحولا جذريا عميقاءفقد انسلخوا من كل العقائد 3 والأحلاق والعادات التي كانوا عليهاحتى ليحسبهم الانسان أنهم نشئوا نشأة أخرى أو أن دورة الزمن دارت علیہم فنشرہم ‏ بعل ما وب س ب غير أرواحهم › وفطر غير فطرهم أو أن هذا القران الذي طهرهم من تلك العقائد الزائفة والأحلاق المذمومة والعادات السيئة بدا يسری في نفوسهم منذ قرون طويلة يتنقل معهم في أصلاب الاباء أبا بعد أب وكان على موعد منهم للخروج إلى عام الشهود بعد أن صفاهم بنوره وطهرهم بسر فظهر كل منهم وكأنما هو نسخة من هدايته » وم يكتف أولعك القوم بنقلتهم هذه من الجاهلية إلى الاسلام وإنما شعروا | بعظم المسئولية في واجب الدعوة إلى الله فانطلقوا في أرجاء اررض وكأن کل فرد منہم رسول إلى أمة فما سرع هذا التحول العجيب كيف كانوا بالأمس القريب يحاولون طمس نور هذه الدعوة وإسكات صوتها واليوم هم الذين يرفعون لواءها ويشقون بها كل طريق وعر ويذللون بها كل عقبة کئود. الاختلاف في معرفة السر الإعجازي للقرآن الكرم ونحن إذا أردنا أن نستجلي هذا السر الاعجازي في هذا القران شعرنا أننا في خضم زاخر لا نستطيع الاقتراب منه » وأمام نور ساطع لا نقدر علي فتح أبصارنا عليه » فالحقيقة القرانية المطلقة أوسع من أن تحيط بها العقول البشرية المحدودة وإنما يتحدث كل إنسان بحسب ما أوتي من قوة فقدر على مد البصر إلى هذا الور الغيبي الباهر › ولذلك نجبد الذين حاولوا الكشف عن السر سلكوا طرائق قددا منهم من رد الإعجاز إلى الألفاظ ٠ ومنهم من ١۲ا - راه من سر المعائي » ومنهم من جعله من خصائص النظم الذي ينتظم لملعاني والألفاظ 2 والذين نظروا إلى الألفاظ منهم من رد الأعجاز إلى سر التاخي بين الكلمات والتناسق بين الجمل ومهم من راعى مع ذلك التناسب بين الحروف وفنية تركيبها بحسب مخارجها وصفاتمها وإيحاءاتهاهوهذا الالحتلاف بينم قديم قدم الخوض في بيان إعجاز القران يتضح نما كتبه الكاتبون في ذلك ابتداء بأيي عبيدة معمر بن المثنى والجاحظ والواسطي والرماني والخطابي والعسكري والباقلاني والخفاجي والجرجاني والزخشري › ومرورا بالقاضي عياض والرازي والماني والسيوطي والألوسي › وانتهاء بالمام محمد عبده والسيد /محمد رشيد رضا والرافعي وأبي زهرة وعبد الكرم الخطيب ومحمد حفني شرف وشهيد الاسلام سيد قطب »٠ ومنشا الاختلاف تردد النظر بين المعاني والالفاظ › فمن نظر إلى تلاطم مبانيه بانوار معانيه وقع في قرارة نفسه أن معانيه منساقة لألفاظه » ثم لا يلبث إذا أمعن الفكر أن يرى الألفاظ منساقة للمعاني » ثم لا يلبث كذلك أن يتهم رأيه الثاني فيبقى مترددا بين انحيذاب المعاني للألفاظ أو انحبذاب الالفاظ لا › وفي هذا الترداد الطويل الذي يدأب عليه الفكر بين الألفاظ السّاطعة والمعاني ال جامعة يودي في النباية إلى وقوفه بعد إعيائه عند نقطة معينة راجيا ان تكون هي الحقيقة المطلوبة والغاية المنشودة. ق ا ر الجانب العقلِ ولعَمْري إن الذي يتجاذبه جمال المينى وسمو المعنى. في آيات القران لا يملك إلا أن يسلم تسليما ويقول ل ربا امنا ما ارت وابعنَا الرسُول فاكتبَا َع الاين € د سرد ٠ه وقبل الحديث عن بلاغة القران يجمل الحديث عن أصل البلاغة والذي أراه أن البّلاغة لا تكون إلا بعمق التصور وفنية التصوير » فإن المعاني لا تحيا في العبارات حتى تحيا في الأنفس ولذلك استحسن قول الأحطل :ب لايعجبنك من خطيب خطبة حتى يكون مم الكلام أصيلا إن الكلام لفي الفواد وإنما جعل اللسان على الفوّاد دليلا وهذا يعني أن تترتب المعاني في الذهن بتصور عميق فَإْذا فاضت بعد على اللسان أو القلم خرجت مترتبة بحسب ترتبها في الذهن؛فتتمثل أمام السامعين أو القارئين وكأنما هي مشاهد حية وصور ماثلة » وبهذا أمكن للبليغ أن يحول المعاني الذهنية والانفعالات النفسية والمشاهد الغائبة إلى حقائق مرئية وأمور محسوسة » وإذا كانت هاتان الصفتان هما منشا بلاغة البلغاء فإن القران الكريم ‏ وهو كلام الخالق سبحانه الذي لاتخفى عنه خافية » والذي يهب النفوس القدرة عل التصور ونح الألسنة موهبة التصوير ‏ لأجدر بأن يكون أعلى طبقة ة من كل بلاغات البلغاء » وأوفى دلالة وأغزر معنی وأعمق أثرا £ وأسمى مقص وأرصف لفظاءلأنه صادر عن العليم بكل شيء والقدير على كل شيء » ومن هنا كان القران الكريم يقدر في خطابه للانسان الجانب العقلي والجانب العاطفي منه...وهذا مما ميزه عن سائر الكلام» ذلك لان إمتاع العاطفة بال حديث العاطفي وإقناع العقل بالكلام ١٤ا - العقلي » وبقدر ما يكون المتكلم واقعا تحت تأثير أحد هذين الأمرين يكون متحرراً من تأثير الأمر الاخر » فحكمة الحكماء نابعة عن العقل ولا أثر فيها لسلطان العاطفة » وشعر الشعراء من وحي العاطفة ولا أثر فيه للعقل؛ ولذلك كان في كلام الحكماء إقناع العقل وفي كلام الشعراء إمتاع العاطفة ٠ فلو أمعنت النظر في قول الحكماء: «الحكم على الشيء فرع تصوره» لوجدته ينجذب إليه عقلك انجبذابائلاًنها حقيقة لا ماري فيها العقل لكنك لا تمبد في قوم هذا ما يرك ما سکن من مشاعرك؛ أو يجج ما خمد من عواطفك » ولو طرق سمعك قول امریء القيس: «قفا نبك من ذكری حبيب ومنزل» لوجدت نفسك تفيض مشاعرها وتتحرك أوتار شعورها حتى ليكاد قلبك ينخلع من بين جنبيك فیطیر مما استهواه من كلام يتدفق بفيض غَاطفي » لكنك لو فتشت من بين هذا الكلام عن حقيقة تقدمها غذاء لعقلك فإنك لن تعود بشيء إلا بما یعود به الظمان الذي يلاحق السرابكولا تكاد تجد في كلام الناس ما يجمع بين طلبة العقل ومتعة الوجدان في أن واحد » أما القران الكريم فيا أنه كلام الله المنزو عن الأنفعالآت والتاثيرات الذي وجهه إلى الفطرة الأنسانية فهو يجمع في ثنايا عباراته بين ما يمتع الذوق ويرهف ال حس وبين ما يغذي العقل ويرضي الضمير سواء كان خطابه في الأمر والنبي أو في الوعد والوعيد » أي في القصص والأثال » أم في الوعظ والتذكير » فلو نظرت مثلا إلى قول الحق سبحانه «الدِينَ ا كلو ا ل َقَومُون ا كما قو الذي تحط الشيْطان من الم ذلك هم قالوا ِتمَا الي مثل الَربا وَل الله الع وحَر الا فمن جاه مَوْعِطة ِن ريه فالتهي قله ما سلف ومر إل او ومن عَاد اوليك أصْحابُ النَار هم فِيهًا ادون هرید لوجدت من ٥ س الحقائق الني لا يكابر فيا إلا من كاير عقله مع ما تيده من جمال التعبير ودقة التصوير مما يمتع ذوقك ويحرك شعورك ويبعث الكامن في وجدانك › وانظر أيضا إلى قول الله سبحانه: ولا ر َجرنَكُمْ شان قوم َل ألا تَعدلا عدوا هر اقرب قوسم بد ما يجمع لك بين طلبة عقلك ومتعة عاطفتك في هذه الكلمات القليلة ولو أن ألسنة الثقلين أديرت على كلام يجمع ما بين هذا المعنى الغزير وما اقترن به من جمال التصوير » ولطافة التعبير › وسلاسة الاسلوب ٠ وسلامة التركيب لم يتأت ذلك أبدا إلا في هذه الحروف بعينها وبنفس هذا الترتيب › وقل مثل ذلك في مطلق الايات بغير استثناء. دقة التصوير القراني دليل على أنه ممن أحاط بكل شيء علما وإذا أخذت تفكر فيما يجليه القران من معان ذهنية وحالات نفسية ومشاهد غائبة أدركت من دقة تصويه لا عدم إمكان صدور هذا البيان إلا ممن أحاط بکل شيءِ علما » فانظر إلى قول الله تعالى ف المرائين الذين ينفقون أمواهم لكسب المحمدة ناء من الغاس فكل كمكلي صفواٍ عَليْهِ اب فاصابه وابل فَرَكَهُ صدا لا يَقَدرون عل شيء مما کسبوا سسس تشاهد هذه الصورة وكأنما هي ماثلة أمامك صورة الحجر الصلد الذي غطته طبقة خفيفة من التراب قد يُظن أنه منبت فإذا أصابه الغيث ورجي خصبه ونباته إِذا به ياي على هذا التراب فيمحوه ويكشف عن هذا المنظر الكريه من الحجر فينقطع الرجاء من منفعته ويستحكم اليأس » وتقابل هذه الصورة صورة مغایرة ما ضرا الله مٹلا للذين ل یریدون بإنفاقهم إلا وجه الله ولا يبتغون إلا مرضاته وهي في قوله لإومتل الذي فقون اموالَهم ابتِعَاءِ مرضاة ١ا - و تيتا منْ اسهم كمَتلِ جنه وة أصَابها وابل قائ ا كلها ضعفين . ل يصبْها وبل فطل فانظر كيف يصور لك هذا الوصف بهذه الصورة الحببة إلى النفس صورة جنة عالية على ربوة أرضها خصبة من طبيعتها الانباتإن أصابها وابل ضاعفت إنتاجهاءوإن لم يصيبا وابل كفاها الطل لجودة الأْض وخصوبة المناخ » وهكذا تتجلى هذه المعالي الذهنية الختلفة بين الذين يراءون الناس والذين ينفقون ابتغاء مرضاة الله في هذا التصوير الذي يوحي با بين هاتين الطائفتين من البون الشاسع. وتأمل قول الله تعال ولي أكون اليا لا يَقُومُونَ إلا كُمَا قو الذي يََحَبَطهُ الشّيطَان من المس رن تشاهد هذا المنظر الكريه كأنما هو ماثل أمام ناظريك:منظر رجل يطمح إلى القيام وكلما حاوله اعتراه من مس الشيطان ما يكبه على وجهه تارة ويلقيه على ظهره تارة أخرى » وتبد اللشاهد الغائبة المألوفة وغير المألوفة تتمثل بين يديك إذا تلوت القران وسمعته » فتأمل قصة أصحاب الجنة التي جاءت في سورة القلم تجد نفسك كأنك بينهم وداخل في أعماق نفوسھم تستجلی منہا حالاتها امل انفعالاتها وانظر في قول الله سبحانه لوو حشر أَعُدَاءُ الله إل انار 4 يوزعون »تى إذا ما جاوما شهدَ لهم سَمَعهم رُم لوهم ما کانوا مل وَقَالوا لِجُلودهم لم شهدنم عَلينَا الوا انْطمّنَا الل الذي أف كل شيم َو كم أ واه يو٠ وت م ترون ن يَشَهَدَ هد عَليكم عُكم ولا أبصار كج ولا جلود كم وَلكِن َنم أن اللہ غلم كثيرا مما تَعْملو تَعمَلون رست . ب تيد نفسك كانها واقفة أمام هذا اللشهد الرهيب الذي ل يؤلف له نظير ء مشهد الخصام بين الأنسان وجوارحه التي تسجل عليه أعماله لتعلنها عليه في ذلك اليوم الذي هو أحوج ۷ا ب ۹ ما يكون فيه إلى السترموتحس كأنك تسمع بأذنيك ما يدور من نقاش بين الجوارح وصاحبها وما تقطع به الجوارح هذا الحوار وتستاصل به هذا النقاش إذ تعلن أن الله هو الذي أنطقها وهو الذي أنطق كل شيء با جعل من أسباب البيان وهو الذي خلق هولاء ول مرة واليه يرجعون فلم يبق ما ييعث على التعجب من نطقها › وتأمل قول الله تعالى طوائل عَلَيهِم نبا الذي اينه آياتنًا فاْسَلّعَ مها فَاتيْهُ الشَيْطَان فَكَانَ ص الَْاوينَ . ولو شنا فتاه ِهَا بها بها ولكِنه الد إل رض وبع هواه مله كَمَتل اكب ِن تحمل عَلَبّه بَلهٹ ۳ ر که هَت .س تجد نفسك أمام صورة حسية لرجل أكرمه الله بما تاه مِنَ ایاټه فصارت له لباسا جامعا بين الجمال والجلال ولكنه خلع ما لبسه كالذي ينشق عن جلده فأتبعه الشيطان فأزاغه عن الصراط السوي الذي كان يتدي إليه بما أوتيه من ايات » والتصق لض ظاناً أن التصاقه بها سبب لوده فيها » ويتصور لك من قوله ابع هوا أن اوی مامه وهو يعدو خلفە م کا تتصور لك تلك الحالة لنفسية الئي تبعله دائم اللهث من قوله ْمَل كُمكل الكل إن تَحما عله يُلھٹ أو کرک لٹ4 وبال جملة فإن أي اية تتأملها من القران تجد فيها ما ملك شعاب نفس ك »ويستهوي شعوركءمن تصوير للحقائق4وتجسيد للمعاني يجعلانك تلمس المعاني كالمحسوسات وتبصر الغائب كالشاهد. ألفاظ القران ومعانيه من أسرار الإعجاز البياني ولعلك إذا قلبت النظر بين ألفاظ القران ومعانيه تجد إعجازه يشع عليك منہما معاء فترتب حروفه بمالها من صفات وإيحاءات»وتناسق كلماته با ها من شعاع يتالق من رصفها وترتيبها وتساوق المعاني التي تسابق إلى النفس ۱۸ س وقع ألفاظها في السمع » كل ذلك من أسرار الإعجاز البياني في القرانفقد قدر في ترتيب حروفه مخارجها ونبراتها وصفاتها وما يوحي به کل حرف من أثر في النفس ك قدر في ترتيب الكلمات التناسق العجيب بحيث تكون كل كلمة منا لقف أختها فلا تيد ما بينها ما ينبو عنه السمع أو ينفر منه الطبعء وما أجمل وصف الأستاذ الرافعي روف القران إذ وصف كل حرف منها بأنه يسك الكلمة هسك با الجملة » وما أروع المثل الذي ضربه للقران حيث جعل مثله مثل نظام الكون في ترتيبه الدقيق وتناسقه العجيب بكل ما فيه من الذرة إلى المحرةءوإذا كان الأستاذ الرافعي يراعي في هذا المثل الشبه بين نظام القران ونظام الكون في تناسقهما فإن هناك وجها اخر للشبه بينهما وهو ما يستجلى بين حين واخر من أسرار آيات الله الكونية واياته القرانية سواء ما يتعلق ببيان القران المعجز أم معانيه الباهرة › ولتعد إلى ذكر بعض الأمثلة لما ذكرنا.. من يزات التعبير القرآني يقول تعالى مصورا عاقبة قوم نوح وما أصابهم من الغرق لوقيل يا رض الي ماك وياسماء می وَغِيضَ الْمَاءُ فضي الأَتر واستوت عَل الجودئ وَقل عدا قوم َالِ » , إن كل من أوقِ نصيبا من الذوق والحس يشعر بتلاوة هذه الاية إن تلاها أو ليت عليه بماجس نفسي يستوقفه عند كل كلمة بل عند كل حرف منہا وما ذلك إلا لا فیہا من دقة الترتيب وجمال التنسيق بين الحروف وبين الكلمات وما يصحب ذلك من ترب المعاني وتساوقها فكان كل حرف منها له إشعاعه الخاصءويبداً تجلى ما فيها من جمال وجلال بتصدير الاية بالقول مبنيا للمجهول › «وَقيل» وماولي ذلك من نداء الأرض باسمها الصري بيا من أحرف النداء دون غيرهاءوأمرها ۱۹ س بأن تبلع الماء وإضافة الماء إليها واتباع نداء الأْض نداء السماء ينفس الأداة وأمرها بالإقلاع وإظهار النتيجة وهي غيض الاء وقضاء الامر بصياغة فعل مبني للمجهول من كل منهما واستواء السفينة على الجودي وإعلان النهاية وهي بعد القوم الظالين › ولو أن حرفا من هذه الحروف انتزع من مكانه لم يسد غيو مسدّه » وبهذا يظهر أن البلاغة كا تكون في الجمل تكون في المفردات أيضا مع الترټيب » وإن كانت الكلمات المفردة لا يتجلى جماا ولا يسطع ضیاؤھا إلا إِذا قرنت ہا یناسبہا بحیٹ تکون کل واحدة منها اخذة بحجزة أختها بحسب ترب المعاني ئي النفس › وان شئت فانظر في قوله تعالی «والصبح | اذا تسرد س تيد من الروعة والجمال باجتاع کلمتي الصبح وتنفس ما لا تجده لو جيء بأي كلمة لتوضع مكان إحدى الكلمتين › فلو قلت مثلا والفجر إذا تنفس لم تخالط نفسك هذه الروعة ولم تحس بهذا التأثْر فإن كلمة الفجر وإن كانت رديفة لكلمة الصبح فهي تختلف معها في الاشتقاقف لاا مشتقة من الانفجار وهذا يعني أن " أول سطوع ينشق عنه ظلام الليل والصبح مأخوذ من الصا وهو سريان الضوء في الظلام ك تسري الروح في الجسم والماء في الشجرءوذلك بان تمتد أسنة الضوء لزق رداء الظلام الذي يجلل الفضاء › ولذلك كانت كلمة الصبح هنا أليق وأنسب من كلمة الفجر لاقترانها بذكر التتفس والتتفس دلیل ال حياة لاه عبارة عن جذب الأنفاس إل داخل الجسم وإخراجها منه › وبدخول الأنفاس في الجسم تعطي الجسم مادة الحياة؛وخروجها استمرار للحياة » وهذا لا يناسب ذكر الفجر كا يناسب ذكر الصبح لا تصوره جملة «والصبح إذا نَفسَ» من ذلك المشهد الذي ينساب فيه ضوء الصباح ف الفضاء فيطوي رداء الظلام وتسري الحياة في عالم الأرض »٤ فتغنى الطيور » ونيا الحركة إذ ترى الناس بين ات وذاهب يغدون إلى - ۷۰ أعمالهم » والحيوانات تنطلق من مرإبضهاءساعية وراء رزق الله »والاشجار تستقبل أزهارها وأوراقها هذا الضياء استقبال العاشق لمعشوقه › ومثل ذلك قل في تناسب جب الكلمات وتاخيها » انظر إلى قوله تعالى لوكذيِكَ حًا ِلك رُوحا ِن امنا ما کت تَذرِي ما الْكِتَابُ ولا الايمَان وَلَكِنْ جَعَلمَاُ بوا دي و عن تتا ن ان ول دي إل صراط مسقم برا لله الي لَه ما في السّمَواتٍ وما في الأرْض ألا يِل الو تصير امور الشوری /ه _ م ل هاتين الايتين مسبوقتين بذکر الوحي وكيفيته في قوله تعا ى وما کان شر ُن يُكُلْمه اله إلا وخا 4 ِن وراءِ حجاب.. الايةكه وهنا وجه الخطاب بأسلوب الالتفات إلى رسول الله عي في وله لإوكُذَلِك أَوَحينًا اليك يعني أنه سبحانه أوحى إلى عبده محمد عد بنفس الطريقة التي كان يوحي با إلى النبيين من قبل »ولم يقل عز من قائل وكذلك أرسلنا بدلا من أوحينا لا في الايحاء من معنى لطيف فهو يدل على الخفاء الذي لايدل عليه الارسال. والوحى إلى النبيين يكون , يقة خفية بحيث لا يشعر من حوشم با أوحي إليهم به » وبين سبحانه أن الموحى به روح من امو والرو ح أنسب بالوحى لا في الروح من اللطف واخفاء » ويظهر أن الأرجح تفسير الروح هنا بالقران لا جبيل فإن الموحى به هو القران وحمله على جبیل ‏ کا يقول كثير من المفسرين ‏ لاتاق إلا إذا فسر أوحينا بأرسلنا » وبين -سبحانصفي الاية أن الروح الموحيٰ به من امه فلا دخل لاهواء اء الغاس ونز اتهم فيما أوحى به ولا تأثير لشيء عليه وقي التعبير بالروح أيضا ما يشعر بأن الملوحى به سبب للحياة ك أن الروح التي تنفخ في الجسم سبب يانه › وإنما حياة الناس بالروح الموحي به حياة معنوية فهي حياة العقول والأفكار وحياة المشاعر والأحاسيس » ثم أتبع ذلك قوله لما كُنْتَ نذري ما الْكِتَابُ ا۷۱ س و الإيمائك لإظهار المنة على النبي عة الذي أكرمه الله بالوحي وهداه به وم يكن يقرا قبله مركتاب ولايعرف تفاصيل الايمان وإِن وقر حمل الأيمان ي قلبهإذ لم تو ؤر حياة اجاهلية على عقله ولا على سلوكه » غم تلا ذلك قوله نهدي به من نَشَاءُ من عبادناه لبيان أثر القران فهو نور من الله يشرق على العقول فيهديما ويطوي من النفس ظلمات الطبع » ثم بين-تعالى-تشريفه لرسوله عَيَّْةٍ بجعله هادیا إلى صراط مستقم یہدي ببيان ما أنزل ليه من الكتاب › يفصل يمجملاته ويوضح مبہماته وینشر طواياه » فانظر إل هذا التناسق بين الكلمات والتساوق في المعاني وما تجده من لذة وقع الكلمات في سمعك ۽ وأثر معانيها في نفسك » وتيد التالف بين الحروف كالتالف بين الكلمات وخذ مثلا لذلك قول الله تعالى عن إخوة يوسف الوا َالو اذك يوسف حَ کون حرضًا 1 کون ِن الها ِکینگه ام تېد تصدیر المحكي عنهم بالقسم ولم يكن القسم بالباء أو الواو ونما کان بالتاء وهي من الحروف الشديدة الثقيلة على اللسان » والقسم بها نادر ولكنها هنا مقرونة بما يضاهيها من الحروف والكلمات في الشدة والندره » منها كلمة «تفتا» التي تكررت فيا التاء وتلتها الحمزة وهى من الحروف الشديدة أيضا » وجردت تفتاً من لا النافية لتخلص الشدة في التركيب ثم جاءت كلمة «تذكر يوسف» وتذك فيا حرفان من حروف الشدة وهي التاء والكاف » ثم جاءت جملة «حتى تكون حرضا» وفي كل من حتى وتكون حروف شديدة » ووضعت كلمة «حرضا» في هذا الموضع لتم ندرة التعبير فإنها مع تقلها نادرة الوقوع » وهذا التعبير القراني يعكس الحالة النفسية التي كان عليها المحكى عنهم » فإنهم كانوا يشعرون كلما طرق ذكر يوسف مسامعهم أو خطر على قلوهم ببشاعة جرتهم فتتصور لحم في سويداء قلوبهم وتتمٹل لهم آمام سواد أعينهم وتجرد لحم ضمائرهم سياطا من الملامة تلذعهم بوقعها في نفوسهم » ۷۲ س فقد جنوا على أبيهم الشيخ الكبير الحاني وعلى أخيهم الناشيء الصغير الضعيفءوهم يرغبون في التخلص من الاحراج الذي يواجهونه كلما دار اسم يوسف على لسان لا سيما لسان أبيهم الذي لا ينفك عن ذکو ولا تبارح نفسه ذکراه. فلا غرو ذا جيء ٹل هذه الكلمات الشديدة النادرة في ال حكاية عنهم » وقل مثل ذلك فيما حكي عنهم من قوشم ەتاو قد عَِمْتُمْ ما تا جغنًا ْفسيد في الأرْضِ وما کن سار قن اید اس فان حكاية قسمهم بالتاع تعكس انفعاشم ءوكذلك/ ما ذکر عن إبراهم عليه السلام من قوله الله لا كيدن أُصَامَكم بعد أن ولا مذبری نرم فن اللقام مقام غضب وانفعال من بي الأنبياء إبراهم عليه السلام بسبب تعنت قومه في الكفر وإصرارهم عليه واتفاذهم الأنداد اەسبحانه. سر ميزة التعبير القراني وقد يتساءل بعض الناس كيف تكون هذه اليزه للتعبير القراني؟ وكيف يعجز العرب عن الاأتيان بمثله؟ مع أنه .۱ يأت بجديد من ال حروف والكلمات فحروفه هي حروفهم التي ألفوها وکلماته ھی کلماتهم التي عرفوها » وأرى أن أترك الاجابة هنا للباحث الكبير الدكتور محمد دراز الذي أجاب عن مثله في كتابه «النبا العظم »بأن صنعة البيان كصنعة البنيان › فالهندس الماهر لا يأتي بمادة جديدة في البنيان ولكن يظهر تفوقه بحسن التصمم وباختيار النوع الجيد من مادة البناء وتريبه للغرف والأبهاء حتى تتسع المساحة الصغيرة من الأْض لكثير من الحجر التي لم تكن لتتسع ا ولا حسن الترتيب وحتى يتخللها الضوء واواء إلى غير ذلك من نحو خفة السقف ومتانة الاسسفكذلك يكون التفاوت في صنعة البيان في جودة - V۳ المعاني وتيب الكلمات وإلا فالحروف هي الحروف والكلمات هي الكلمات » وأريد أن أضبف إلى ما يقوله العلامة دراز شيئا اخر وهو أن التفاوت بين صنعة الحق وصنعة الخلق ‏ ولو انحعدت مادة الصنعة ‏ تفاوت لا تكن معه الْمَارنةء فالناس يصنعون من مادة التراب أنواع الأرعية الخزفية والأجر وسائر المصنوعات الألوفة وهي كلها من أنواع الجمادات اليتة والله تعالى صنع من التراب نفسه الأنسان وجميع عناصر التراب موجودة في جسمه » وقد نفخ الله فيه من روحه فسرت الحياة إلى کل خلية من خلا ياه 6 وجعل فيه من الغرائز والطبائع والأحاسيس والأفكار ما يؤهله لن يكون خليفة في الأرض ٠ وجعل فيه من ععجائب التكوين ماهر الباحثين فجسمه يشتمل على ملايين الملايين من الخلايا ولكل خلية وظيفتها ولكل خلية مطالبها التى هيأها الله تعالى ا » وهكذا مثل الفارق بين كلام الله وكلام الناس فالحروف هي الحروف والكلمات هي الكلمات ولكن لكلام الله روح تيزو ليست في كلام الناس » وبسبب هذه الروح كان هذا القرآن يسري ثي نفس أي إنسان سريان الروح في الجسم والضوء في الفضاء والماء في الشجر. ويتميز القران عن كل كلام بأنك لاترى فيه أثرا للسأم » ولا تجد فيه مايشير إلى الملل ولذلك لا تستطيع أن تفاضل بين عبارة وأخری منه فهو كنهر من النور كل حرف منه لمعة نورانية ساطعة بيا كلام الخلق تظهر فيه طبائعهم فترى فيه آثار السام والملل مهما أوتوا من موهبة البيان وقد يكبو بأحدهم جواد البيانفترى في كلامه الأسفاف الذي لا يقارن ببليغ كلامە» فهذا امرؤ القيس من نوابغ شعراء الجاهلية تجد له كبوات في شعرهءومٹله لمتنبي من كبار شعراء المولدينوقل مثل ذلك في جميع الشعراء والخطباء والكتاب بدون استئناء. عجز العرب عن الطعن في القران أو معارضته وقد ترصد العرب للقران وأمعنوا النظر في حروفه حرفا حرفا علهم يجدون ما یأملونه من مطعن/ولکن وجدوا کل جملة تہرھم بترکیب کلماتها وتناسق حروفها وتاخي معانيما وجمال تصويرها وسعة مدلوا » بحیث لا تبقی خاطرة تخطر بالنفس إلا وقد استوفتها في الدلالة » والناس مهما أوتوا من ملكة البيان فبيانهم لا يفي با في نفوسهم من التصورات » فقد تتناسق في نفس أحدهم المعاني الكثية فإذا جاء يعبر عنها أخحفق في التعبير وجاء بيانه دون ما يرمي إِليهءوهذا لان فنية التصوير تكون دائما وأبدا أقل من عُمق التصور وهذا أمر مشترك بين جميع البلغاء لا فرق فيه بين العرب وغيرهم › وقد قسم أحد الكاتبين الكلام إلى ثلاثة أقسام (صوت النفس وصوت العقل وصوت ال حس). فصوت النفس هو الكلمة التي تخرج حاملة معها نبرات حروفها مع ماتوحيه تلك اروف باختلاف مخارجها وتعدد صفاتها من إيحاءات خاصة فهذه الكلمة هي خطوة من خطوات المعاني تتقدم بها إلى النفس. وصوت العقل هو ما يشد الأنسان ويثير انتباهه من معان تودي بالعبارات البليغة التي تصل إلى موضع الاقناع من العقل والوجدان من القلب. وصوت الحس هو أعمق أُثا وأقوى تأثرا من ذلك كله وهو أن يستولى الكلام على حس الانسان استيلاء يجعل النفس تشعر أنها منساقة إلى هذا التعبير انسياقا لا تملك دفعه وتتجذب إليه انجذابا لا تستطيع تصور ولا تصور أسبابه» ذلك ا في الكلام من روح غيبية فوق مدارك الأفهام وهذا الصوت إن وُجد في كلام الناس فهو نادر الوقوع ولا يكون إلا في كلمات معدودة » أما أن يكون في جميع الكلام أوله واخ فهو لم يُعهد إلا في القران ٥ - وحده » فكل حرف من حروفه تسري فيه هذه الروح الغيبية فتجعله نابضا بحياة لا توجد فيه لو أزيل من موضعه ووضع في أي فوضع من کلام بلغاء البشرء وبهذه الروح التي يتميز بها القران ملا قلوب العرب سر إعجازه فكان هذا الإعجاز رإسخا في قرارة كل نفس من نفوسهم وإن أنکروه باطراف ألسنتهم وكان هذا الأحساس لا ينفك عنهم » فلو حاولوا أن يأتوا باي كلام اخر ليعارضوه به لشعروا بذلك اللحساس يسد عليهم مسالك التعبير › ولو استطاعوا تريب المعاني الذهنية في نفوسهم بعمق تصورهم وسعة خياشم خانتهم ألسنتمم وتعرت في نهج البيان » وإذا عجز العرب ‏ الذين كان البيان سجية من سجاياهم ‏ عن معارضتە» فمن بعدهم من الولْدين أوغل في العجز وإن تعمقوا في دراسة سر البيان واستجلوا لطائف التعبير إذ يس النطبع كالطبع «ليس التكحل في العينين كالكحل». ولو حاولوا ذلك لبدا هم عجزهم من حيث يتخيلون قدرتهہم فلو اشتغلوا بالحروف ينظمونها مع رعاية مخارجها ونبراتها وإيحاءاتها لفاتتهم المعاني وجاعوا بكلام لا يجدون له معنى» ولو اشتغلوا بالمعاني وتحرروا من التقيد بأسلوب القران لوجدوا الطباع نافرة عن تقبل ما يقولون مع العلم أن الكلام البليغ لا يوجد في فقرات قصية إلا في بعض الأمثلة التي ضَرب وتاثير هذه الأمثلة على النفس موقوف على شرحها وبيان اللناسبات التي قيلت فيا ٤ وأين ذلك كله من كلام الله الذي تجبد الفقرة منه تغوص في أعماق النفس فتمتلك لبها بمجرد وصول حروفها إلى السمع. القران وغمه إذا تليت أية منه في وسط أي كلام مهما بلغ من شأو في ٦۷ - حسن التركيب وجزالة المعنى » وقد سمعت أن امرأة أوروبية لاتفقه العربية أصغت إلى خطيب عربي كانت تتخلل خطبته آيات من القران فأخبرت الخطيب أنها شعرت بكلام من غير جنس كلامه يتخلل عباراته فأخبرها أن ذلك هو القران » وما أعجب إلا من حال الذين خرموا من هدا الذوق فلا يحسون بالفرق بين القران وغمه مع معرفتهم باللسان العربي وانطلاق ألسنتهم به. من دلائل الإعجاز في العبيرالقرآني ومن دلائل الاعجاز في عبارة القران يزه عن غي من الكلام البليغ بكثة الاحتالات/ فإن كلام البشر كلما كان بلغ كان أدل على المطلوب وأبعد عن الأحهالات » ولكن القران بما أنه صوت الغيب الموجه إلى مسامع الدهر يعى كل زمن من أزمنة الدهر من معانيه بقدر ما يکون فيه من مقاييس الفكر وتطورات العلم ومن ثم تبد الإنسان في كل عصر يشعر إذا تلا القران أن حقائقه تتجلى أكثر ما تتجلى في العصر الذي هو فيه › فتجد الأعرابي البداني الذي ما كان يتخيل اراصد الجوية ولا درس شیئا من ايطئة الكونية إذا تلا قول الله تعالى ظوواية َهُمْ اليل لع مِنهُ النَهَار فإذا هم اسن كخرى سر ك أك طبر ير لني ون ره َالِ حت عَادَ كالعرُجُونِ َد » لا الشُمُس ينبي لها أن درك لمر ولا الل سایق اَهَارِ وکل في فلك يبون رس ۳۷۱ «م‌يتصور منه عا التي تليق عل فو » سی فا أقه الل » ك تد عالم الفلك الذي يستعين بالالات المستحدثة المتنوعة على مهمته العلمية يتصور أن هذه الايات ما جاءت إلا لتخاطب عقله وعقول نظرائه من العلماء الباحثين £ ومثل هذه الايات قول الله تعالى ءارك الذي جَعَل في السّمَا بجا وَجَعَل - ۷۷ يها راما َم مء ومو الذي عَعل اليل اها لق عن ارد ُن یذ کے و راد کوس وقوله تعال ليشي ّل الها يطلبه حَثيتا نرد ا وقوله يكور اللا على النَهَار و ر ر التَهَار على الل“ بل تجد صاحب کل تخصص علمي في کل عصر يستخرج من القران الحقائق العلمية بحسب ما أوي من فهم وما وصل إليه من اكتشاف ولا تجد ما يدل على التصادم بين نصوص ص القران ومدلولات العلم وإن اختلفت أطوار العلماء وتباینت مذاهبېم العلمية فكيف وسع هذا القران الدهر كله وجاءت عباراته-مع بلاغتها التي تحط دونها بلاغة البلغاء منسجمة مع أفهام الناس الختلفة باختلاف الأطوار الثقافة ما تمتاز به بلاغة القران وما يميز بلاغة القران أنك تد اياته تتناول الموضوعات المتعددة من غير تبويب وترتيبفبينا تحیدها تأمر وني تجبدها تعد وتتوعد أو ر تعظ وتذکر أو تكشف عن طبيعة الكون أو تكوين الانسان أو تقص أنباء الم السالفة وأخباز الأنبياء الغابرين » ومع ذلك فلا تبد ما يدل على انحطاط في التعبير أو ما يشير إلى خلخلة في البلاغة » ولكن تجده طبقة واحدة في قوة التعبير وجزالة المعاني وانسجام الألفاظط وحسن التركيب بحيث لايمكنك أن تفضل بيانه ئي جانب عليه في جانب اخر » بيا کلام نبغاء البشر لا يتيسر له قدرما من البلاغة في كل شيء ولذلك يتفاضل الشعراء والخطباء والكتاب باختلاف الموضوعات التي يطرقونماءفقد يفضل شاعر غمو في الوعظ أو الرثاء أو الحماس أو الغزل أو الفخر ولايد شاعرا واحدا بعينه يتفوق على الشعراء في جميع أغراض الشعر ومثلهم الخطباء والكتاب » وبالجملة فإن وجوه الإعجاز في بيان القران أكثر من أن تحصى وما قصدت بهذا الموذج - ۷۸ اليسير الذي ذكرته إلا تحريك الحمم وبعث العزائم في نفوس شبابنا خصوصا إلى دراسة الأدب منهم » علهم يصرفون همتهم إلى القران الكريم فإنهم ولاریب ‏ سیجدون منه النبع الذي لا ينقطعء والنور الذي لا يافل؛» والكنز الذي لا يفنىءوفي هذا ما يغنيهم عن المستنقعات الاسنة من الادب الأذب المكشوف الداعر الذي تقذفه سموما قرائح الفساق الحاقدين على الاسلام والمناوئين لأهله › وما أكثر هؤلاء في كل عصر خصوصا في عصر نا الذي تميعت فيه الاخلاق › وانحدرت فيه القم وحورب فيه الاسلام بانواع الشعارات التي ظاهرها الرحمة وباطنها شر أنواع العذاب » ولا يفوتتي أن أهيب بشبابنا الذين يدرسون الطب والعلوم والاججاع والاقتصاد وغيرها من فنون العلم أن يجعلوا محور دراستهم القران الكريم حتى يكشفوا عن أسرار إعجازه التي لا تزال في الخفاء » وأسال الله لي ولحم ولكل المسلمين التوفيق والعون والتسديد. ۷ الاعجاز التشريعي التشريع القرالي لم ينتج عن فكرة أو تجرية لد آنزل الله القران على محمد بن عبدالله النبي العربي المي صلوات الله وسلامه عليه في بيئة أمية وعلى جز من جزيرة العرب لم تد إليه شعاع الحضارة › ولم تقم على ترابه دولة » ولم يخضع لسلطة خارجية فكانت هذه البقعة بالذات أبعد بقاع جزيرة العرب عن معرفة نظام الحكم ومناهجح ري .وتي ن ا الله باصطفائه هذا ب نشاته كنشاة عامه شباب قریش من هذه لناحية » وقد کان منطويا عل نش د يطمح إل ر » ولا يتطلع إلى منصب ولذلك لم يكن يشارك يتل ی ف او الاد شعرا أو نئا » ول يكن مهتا بالنافسة في الوط الذي يعيش فيه › فلذلك لم يكن يشترك في مجالس الشورى التي كانت تعقد في دار الندوة بمكة إلا بالحضور والإنصات؛اللهم إلا ماكان منه عة من مشاركته في حلف الفضول الذي كان يعتز به في الاسلام ويصفه بأنه أحب إليه من حمر النعم › ويعلن أنه لو دُعي إليه لجاب . كل هذه النواحي تثبت لنا استحالة كون التشريع القراني ناتيا عن فكر أو صادرًا عن تبريتهءفإنه من المعروف في تار التشريع البشري أنه يحتاج إلى سلسلة من التجارب والدراسات في أحوال الناس النفسية والالججاعية ° يحتاج إلى أن تتضاد عليه جهود ذوي الخبرات المتنوعة. فالتشريع الروماني مثلا هو وليد تبربة دامت زهاء ثلائة عشر قرنا وقد تضافرت على صياغته وإخراجه جهود كثير من النبغاء والمفکرین متهم (سولون) الذي وضع قانون أثيناليكورغ) الذي وضع نظام أسبرطه فف لعربي نشا في أرض الحجاز بين الأميين أن يضع في ظرف عقد من السنين نظاما تقوم عليه حياة الانسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها » مع أن كل التشريعات البشرية لا تكاد تمر عليها فترة من الزمن حتى تتکشف عن ضروب من الخلل فتفتقر دائما إلى التبديل والتعديل » ولو أخذنا نقيس التشريعات التي سبقت في الوضع نزول القران أو التي أحدثت بعد نزرله بالتشريع القراني لرأينا تعذر المقارنة بينه وبينها ولو جازت القارنة بين الذبالة والغراله أو بين الضري والضراح › وكيف تمكن المقارنة بين ماكان من قبل الله الذي يعلم خفايا الطبائع ك يعلم ظواهرها وبين ما يكون من مخلوق عاجز لا يحيط علما بضروزات نفسه وما سيحدث من أطوار حياته فضلا عن الاحاطة بضرورات جميع البشر وأطوار حياتهم » ولعمري إن نظرة يلقيها العاقل على البيئة التي نشا فيها رسول الله عي تعود إليه باليقين القاطع بتَعُذر أن يضع الأنسان الناشيء فيا نظاما من الأنظمة البشرية سواءًا كان إجتاعيا أو سياسيا أو إقتصاديًا فكيف بتشریع محکم دقیق یتناول هذه الجوانب كلها بل یتناول المشاكل الانسانية المعاصرة وغير المعاصة مما تفرزه التطورات المتتالية إلى أن تقوم الساعة بحلول شاملة عميقة الأثر لا تقف عند ظواهر الأمور فحسب؛ بل تأي على كل مشكلة من أصلها لأنها تغوص إلى أعماق فطرة الانسان مراعية جميع خصائصها ا تراعى طبيعة الكون الذي جعل الله فيه مباءة للإنسان والعلاقة التي بين طبيعة الكون وفطرة الانسان الذي هو عحور التشريعءومن مراعاة هذه الفط إعطاء كل نوع من الجنس البشري أحكامه التي تلبي ضروراته » وتنسجم مع خصائص تكوينه » فإن حكمة الله قد - ۸۱ قضت أن يتنوع الجنس الأنساني كغيو إلى نوعین ذکر وآنشی » ولکل منہما خصائص تكوينية ومطالب ضرورية لا يصح تباهلها في بناء الحياة المدنية التي خص الله بها النوع الأنساني؛إذ إذ لو أعطيت المرأة أحكام الرجل في كل شي لفاتت حكمة التنويع في الخلق › وكذلك لو أعطي الرجل أحكام الرآة » ومن الجهل المركب والتعسف الظاهر › ماينادي به المفتونون بالنظريات المستوردة من المساواة بين الرجل والمرأة ما في ذلك من التجاهل لخصائص الفطرة في كل منهما » فالرجل لق ليكون ذكرا وطبع بطابع الذكورةءوالمرأة لقت أنثى وطبعت بطابع الأنوثةءوهذا التتويعءليس محصورا في الجنس البشري ولکنه مشترك يين الانسان والحيوان وال جمادات والنباتات بدليل قول الله ومن کل شيع لقا روجين ست وقوله «سبْحان لذي لق الأرْوَاج كلها مما ثبت الَرَضَ وَمِنْ أَنْفسِهمْ وَمِعًا لا علمُون گی س وفي طي هذا التنويع حكمة بالغة » فن کل واحد من النوعين یکمل النوع الاخر. والذين نظروا نظرة واقعية إلى طبيعة البشر أدركوا سر التفرقة بين الذكر لشي في التشريع الإسلامي رغم نشأتهم في يعة تزفض هذا للنطق » وقد نعى هولاء على قومهم جهلهم أو تجاهلهم ا تتميز به كل واحدة من طبيعة الذكوره أو الانوثة في الرجل والمرأة ومن هرلا الكاتب الفرنسي الامريكي الدكتور ألكسيس کاریل صاحب کتاب «الانسان ذلك المجهول» الذي بين الفوارق التكوينية بين الرجل والمرأة وقال إن الرأة لا تختلف عن الرجل باختلاف الأعضاء التناسلية وبالولادة والرحم فحسب »٠ بل الفارق بينهما جد عميق » فإن كل حجيق في جسمها تحمل طابع جنسها » وأضاف إل ذلك أن الرجل والمرأة يختلفان في العواطف والمشاعر والأفكارم ك أنه انتقد ۸Y تسوية المرأة بالرجل في الثقافة منبهًا على وجوب مراعاة خحصائص الأنشى في المناهج الدراسية لتعلم الفتيات › وقد ذكرت باحثة إجماعية فرنسية أن المرأة تتميز بقوة العاطفة فلذلك تستولى العاطفة على كلا جانبي دماغها بخلاف الرجل فإنه وإن التهبت عاطفته لا تشغل إلا جانبا منه والجانب الاخر يبقى فارغا للتفكير » وهنا يظهر سر التشريع الإلهي في شهادة النساء إذ اعتبت المرأتان عن رجل وجاء تعليل ذلك في قوله تعالی ل«أن تضيل إِحُدَاهُمَا فتَذ كر إحْدَامُمَا الاخر ىس وقد أوضح علماء التشريح عمق الإحتلاف بين المرأة والرجُل في تكوين الجسم.. وما قالوه أن جسم كل منهما يشتمل على ستين مليون مليون خلية وكل خلية من خلایا الرجل علیہا طابع الذكورة بخلاف خلايا المرأة فعلى كل خلية منها طابع الأنوثة › والاحتلاف غير مقصور على الطبع بل هو حتى في الشكل ا شاهدناه في الصور المكبة » ولا يقف الفرق بين الجنسين عند هذا الحد بل هو أعمق وأدق فهناك طبقة دهنية تغطي هذه الخلايا وهي الكروموسومات وتسمَى الاصباغ والجسيمات اللونية وهي من الدقة بحيث تقاس بالواحد على بليون من الملليميتر ومع هذه الدقة في الجسيمات فهي تختلف في الرأة شكلا وطبعا عنها في الرجل » والقران الكريم يوضح لنا هذا الاختلاف بين طبيعة لمرأة وطبيعة الرجل فيما حكاه عن امرأة صالحة من بني إسرائيل من قوا ليس ال ےد کالائىسى ەت رلم هذا ومن درس تاريخ الأم وحضاراتها وعقائدها وأفكارها يرى أن المرأة ل تتیوا مكانها الطبيعي إلا في ظل نظام الأسلام ٠ فاليونان والرومان وغيرهم من الم المتحضرة دخلوا التاريخ وهم ينظرون إلى المرأة نظرة تقزز واستهجان فقد كانوا يشكون في إنسانيتما ویعتبرونها رجسا من عمل الشيطانء ويقیسون - ۸۳ نؤاهة النفس بالبعد عنها ولا يولونها شيثا من ا حقوق الأجياعية التي تفتقر إليہاء ثم أخحذت نظرتېم إليها تتطور شيثا فشيئا بتطور الفكر ونمو الوعي » » ولکنہا ٍ تكد تقف عند نقطة الاعتدال حتى هوت بهم إلى الجانب الاخرمفإذا بهم يغالون في تمجيد الرأة ويكلون إليها من الواجبات الاجاعية والسياسية مالا تتحمله طبيعتها وبلغ بہم الحال أن المومسات أصبحن اعندهم يدرن سياسة الأمةء وا صبحت بيوت الدعارة هي مقر السياسة مما أدى . بهم إلى تفكك روابطهم وانحلال مجدهم وتقلص عزهم وما العام المتحضر في العصر الحديث من ذلك ببعيد » أما إذا عدنا إلى التشريع القراني فإنا نجد المرأة قد بوئت مكانها اللائق وأعطيت حقوقها التي تقتضيما طبيعتها من غير إفراط ولا تفريط ومد هذه الرعاية من شريعة الله في القران تصحب المرأة منذ ولادتها إلى موتہا بل تبقی نا حتی بعد الموت. فالاسلام كرم المرأة وهي وليدة وكرمها وهي ناشئة بين أبويها وكرمها وهي شابة يافعة » وكرمها وهي زوج » وكرمها وهي أم » فنجد القران الكرم يۇنب ذوي النفوس الجاهلية الذين يكرهون البنات ويمتعضون إذا بشروا بهن في قوله لوإذا شر َحَدُمُم بلطل وجهه مسوا ومو کظیم یتواری هن الوم ِن سوع مابش به اكه عَىهُونِ م يسه في الراب ألاسَاءَ ما مون لاي ,وف هذا التأنيب البالغ ما يدل على أن الاسلام يوصي أن تستقبل الأنثى جا يستقبل به الذكر من الفرحة والاستبشار ٤ فالانشی والذكر هبة من الله يهب لِمَنْ يَسَاءُ إناثا ويب لمن يَشاءُ الذُكُور رالرى 4 وي تصدير ذكر الاناث في ك على ذکر الذكور مالا يخفى من لطف الاشارة إلى واجب رعاية جانبهن واستقباهن بالبشرى والفرحة لا بالاسف والامتعاض» فإن ذلك من عادات ال جاهلية التي جاء اإسلام ليستأصلها » وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله عي أن من رزق ٢٤۸ س بات فرياهن وأحسن ترييتهن كن له يوم القيامة حجابًا من النار » وكرت المرأة في شبابها في ظل نظام الاسلام إذ منع تزويجها بهن تکرو » کا جاءِ فی الحديث «النيب أحق بنفسها من وليها » والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتمها» وإنما اشترط الولي في عقد زواجها حذر أن تندفع وراِءِ عاطفتا فتربط نفسها بمن لا تحمد أمره من بعدءوفي هذا أيضا رعاية لجانب الرأة وحافظة على حقوقها » وجاء في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام من الوصية بالمرأة وهي زوج ما لو حافظ عليه الناس لغمرت البيوت السعادة › وملا قلوب العائلات الال نان والإستقرار » فقد أمر الل تعالى الرجل بأن يعاشر أهله بالمعروف سواء أحبها أو كرهها إذ لايقف كرهه لا أمام حقوقها الزوجية ٠ يقول تعالى عارش ترف ين كيوشن فتستى أن كرا يفا وَل اله فيه حيرا برا کا سه 7 وَكُما أمر الله تعالى أن تعاشر المرأة بالمعروف أمر أيضنا أن يكون تسريحها بإحسان حسيث قال لساك بمعروف و سرح پاحسَا س وحذر من مضایقتہا حتی تلجاً إلى الافتداء من الرجل ولو بقسط ما اتاها من الصداق في قوله ن رُم اسْتبْدَالَ روچ مُکان َج يمم إِحُداهُنَ ينْطارا فلا دوا مئه شيا ادوه انا وما مُنًا و كيف اذوه وقد أفضى بعُضُكُم إلى بض وَأحذنَ نكم اقا .س وف قوله ليشن فَْحبُوا ينض نا ۱ يمو هن رہ /۹). ما الام هي التي رُفعت بحكم الاسلام إلى مقام لا يرق إليه غیرها حتى الاب ٤ فالله تعال يقول ويا اسان بوَالِديه احسَانًا مله أَمهُ ا م ا شا ەر لە نشا اي فانظر کیف وص الانسان بكلا والديه ثم أوضح ما كان من تضحيات من قبل الام لايقاظ المشاعر O1 - ۸0 النائمة في نفس الولد وتحريك العواطف الساكنة نحو أمه التي قدمت تلك التضحيات الجسيمة لأجله » فقد تحعملت مشقة الحمل وهو جنين ٠ وعانت من حضانته ورضاعه وهو طفل » فما أجدرها ببذل الوسع واستنفاد الطاقة في برها » وإذا كانت دلالة الاي على تفوقها عى الأب في الحقوق غير صريحة فإن السنة النبوية قد جاءت با يستأصل الشك وينفي اللبس» فقد أخرج الشيخان أن رجلا جاء إلى النبي عَيْةٍ فقال له: أي الناس أحق مني بحسن الصحية ؟ قال له:«أمك» قال له: مم من ؟ قال له: «أمك» » قال له: ثم من ؟ قال له: «أمك» ». قال له: م من ؟ قال له: رأ بوك م الأب فالأقزب. فانظر كيف أكد الرسول عي على حق الام ثلاث مرات ولم يذكر حق الأب إلا مرق واحدة معطوفا على حت الأم بم التي تقتضي الهلة والرتيب » ونبد الإسلام لاينسى المرأة من رعايتها بعد موتها » والنبي مي يضرب لا المثل الحي في ذلك ء فقد كان يرعى السيدة خحديجة رضي الله تعالی عنها بعد موتها » فإذا ذبحت شاة في بيته يقول : (أرسلوا منها لأصدقاء خديجة) فتقول له عائشة رضي الله عنها: ولم ذلك یارسول الله ؟ فیجیبہا (اِفِ لأحب حبيبها) وقد صادف أن سمع النبي ع في بيته بلمدينة صوت أختها هالة وكان يشبه صوت حخحديحة فأخحذته الأريحيه وقال: (اللهم هالة) فاأخذت الغية أم المومنين عائشة رضي الله عنها وقالت له: يارسول الله ما تذكر من عجوز من عجائز قريش راء الشدقين أبدلك الله خي منها ؟ ففضب النبي عي وقال: (والله ماأيدلني الله خير منها » والله ماأنت بخير منها › لقدصدقتني إذ كذبني الناس » وامنت بي إذ كفر بي الناس » وواستني بماا إذ حرمني الناس » ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء » فجزاها الله عني خير جزاء » اللهم اجز عني خديجة بنت خوپلد). ٦۸ س ونرى الاسلام الحنيف يحوط الحياة الزوجية بسياج من الأحكام يضمن شا الحدوء والاستقرار والإطمئنانءويبداً بالحض على الزواج تلبية لنداء الفطرة لا يترتب على معاكستها من أمراض نفسية وعصبيةءوحذرا من انفجار الغريزة الذي يتبعه تحطم الأحلاق وتلاشي الفضائل والقضاء على حياة امجتمع بانتشار الفساد » وشيوع الرؤيلة » ونيد في كتاب الله الامتنان على الناس بالحياة الزوجية فٍِ قوله تعا لی طلالذي حََلَْكُمْ من فس واحدة ولق منها وجه وت نها رالا كثير ونس سه وقوله ومن ياه أن حل كم من سكم راجا لَْكئا إِلَهَا وَجَعَل يَنَكُمْ موده ور حمَة درم وجاء فيه مایشیر ِل الأمر بالزواجويصرح بوجوب تيسمو في قوله تعال فروانکخوا ا الَا می منْكُمْ والصالحينَ من ن عِبَادِكْ و وِمَايِكْ ِن يووا فقراءِ يُعُنهم الله من فضله رس موجاءعت سنة رسول لله 3 مصرحة بالترغيب في الزواج حيث يقول عليه أفضل ١ والسلام:(يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم 9 فعلر هه بالصوم انه له وجا). ومن مراعاة الإسلام للطبيعة البشرية وضروراتها أباح الطلاق وهو مع إباحته أبفض الحلال إلى الله » ولكن أيبح لا فيه من رفع المشقة عن الزوجين » فقد تتنافر طبائعهما ويؤدي بقاؤهما مرتبطين بحبل الزوجية إلى معاناة حياة أشبه بال جحمء فجعل في الطلاق فكاكا للرجل والمرأة من حياة العذاب الذي لا يطاق وإباحة الطلاق مقيدة بقيود تدل على أنه م بح إلا لرفع الحرج فالله تعالى يقول: ليها الي إذا طلقم النسَاء فَطَلْقوهنَ لِعِدَتِهنَ وَأحصُوا الد ولقد جاء في حديث رسول الله ميد إیضاح ما انهم من مدلول الاية » وذلك عندما طلق ابن عمر رضي الله عنهما امرأته وهي حائض وجاء عمر وض الله عنه إل يسول الله عو وأبو ما حدث ٤ ققال له ال رس ك (مو فلراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر » فإن شاء أمسك » وإن شاء طلق ء فتلك العدة التي آمر الله أن يطلق طا النساء) وهذا يعني أُن الطلاق المباح هو في الطهر الذى م يباش‌ها فيه الرجل»أما ف " ُو الطهر الذي باشرها فيه فهو حرام › وقد استظهر العلماء علة ذلك فقالوا: «إن الرجل لا ينتفع بشيء من المرأة في حالة الحيض »٠ وقك يتقزز متها فلا يبا لي بتطليقها في هذه الحالة لأتفه الأسباب » وعندما يباشرها بعد الطهر ويقضي منها شهوته قد يزهد فيا » أما في الطهر الذي لم يباشرها فيه فإن نفسه تكون إليها أميل وفيها أرغب » لطول عهده با » وإمكان قضاء نهمته منها » فلن يطلقها في هذه الحالة إلا لضرورة لا محيص عنهاءومن دقة الاسلام في رعاية الحقوق الزوجية ولو بعد انحلال عقد الزواج)ما شرعه من تربص لمرأة بعد الطلاق ليم استبراء الرحم فلا تختلط الياه فتختلط بالتالي الأنساب ولإعطاء الرجل فرصة لراجعة المرأة إذا ما أحس بالندم ولم يصبر عنها وبعد نتهاء أمد التريص يكون كواحد من الخطاب تحل له بعقد جدي. مع کل لوازمه الشرعية وهي رضا الرأة وإذن الولي وصداق جديد وشهادة شاهدين » ولم يعط الاسلام الرجل فرصة لمضايقة المرأة فيتلاعب بياتها الزوجية يطلق ثم يراجع كا يشاء بل جعل أقصى حد للطلاق الذي تصح بعده المراجعة مرتين فإن طلقها بعدهما لم تحل له أبدا حتى تكح رجلا غمه نكاحا صحيحا لا يشوبه تدليسءفلا يصح أن يتفق المطلق مع رجل اخر أ تتفق هي مع رجل على أن يتزوجها فيحللها للزو ج الأول وإنما يجب أن يکون قصد الراة والرجل الذي يتزوجها بنا حياة زوجية جديدة ويشترط مع ذلك أن يدخل بها الزوج الثاني ويقضي منا رغبته من الاستمتاع ك أصاب منها من قبله وفي هذا تأديب للمسيء من الرجل أو المرأة فإن كانت الاساءة منه فبحسبه أدب أن يرى الرأة التي كانت شريكة حياته في حضن غيو من - ۸۸ الرجالءوإن كانت هي مبعث الشقاق فإنها بانتقالها إلى الزوج الاخر وتذوقها لونا جديدًا من الحياة عنده قد يكسبها ذلك مرونة وعقلا فإذا ما طلقها الأخير وعادت إلى الأول رجعت وقد انكسرت حدتما بما مر بها من تجربة الحياة فهذه نماذج من الأحكام التي يحوط بها.الاسلام الأسرة المسلمة. وهناك العديد من الأحكام التي لا يمكنني الان استعراضها وإنما أرجو إن.وفق الان أتعدث عنبا عندما أصل إلى محلها من الايات التي جاءت بها وحسب العاقل ما آشرنا اليه دلیلا على عمق التشريع الإسلامي الذي نزل به القران وتعذر كونه ناتيا عن فكر بشر لا سيما من كان في مثل المحيط المکي الذي نزل فيه القران. وإذا ألقينا نظرة إلى النظام المالي في الأسلام وجدناه أرق نظام عرفته الإنسانية في جميع أدوار تأريخها لما يتجلى فيه من العدل ويتميز به من الاعتدال فهو بعيد عن عيوب الرأسمالية والشيوعية ليس فيه ما في الرأسمالية من إعطاء الفرد مطلق الحرية ولو على حساب الجتمع » ولا مافي الشيوعية من غمط الفرد حقه وإذابة ذاتيته في بوتقة المجتمع ولكنه نظام وسط لاإفراط فيه ولا تفريط يعطي الفرد من الحرية بقدر مصالحه ومصالح أمته فله أن ينمي ثروته مالم تكن هذه التنمية على حساب الأمة أو المجتمع وذلك واضح في تعليل قسمة الفيء لني جاءت في سورة الحشر حيث يقول تعالى: ل كيلا < دول ر بين ن الَيَاِمنْكُم س »وف نفس الوقت هو مطالب برعاية عدة حقوق منها حقوق الأقريين واليتامى والمساكين وابن السبيل والمكاتيين ومطالب بالأنفاق في سبيل الله » وتاي هذه الحقوق كلها مبتة في اية من كتاب الله مع ماتشتمل عليه تلك الاية من العقيدة والأحلاق والعبادات - ۸۹ التيية المسكرية وهي قول الحق تعال: يس الب أن تولا وجوَكم وا الْمَشْرِقِ لمعب وَلكِن الب م اص بالل و لوم لر ا و يِن وَائى المَال على حه ذوي قى وَاليَامى و ر المَسَاكِينَ ن السَييل والسَالينَ وفي الإقاب وأقام الصّلاة وانّى الركاة موقو ود ذا َاهدُو والصايي في الباسَاءِ والضرءِ وَحِينَ ين لأس ُو الذي صَدَفوا ووك م م امقس وف عطف «أَقَاُ الصلاة واتى الكاة» عل « انى اَل عل حه ذوی القربي. ..ا« دلالة عل أن الأنفاق ف الاسلام ينة ينقسىم إلى قسمين إنفاق منظم؛وإنفاق غير منظم فالاول هو الركاة الني تهب في أصناف مخصوصة من الال مع بلوغه حداً معينا لأصناف مخصوصة من الناس؛ والثائي هو سد حاجة الحتاجين من أموال الأغنياء بقدر سداد عوزهم من غير التفات إلى مقادير مخصوصة في الإيتاء ولا نظر إلى جنس ما يدفع ولا إلى حد ما يبلغ إليه المال المدفوع منه ونما يتوقف هذا الدفع على حاجة الحتاجين فلو وجد غني مضطرا بعد أن دفع زكاته وجب عليه أن يعطيه من بقية ماله بقدر ما يستعين به على دفع ضرورته حتى قال بعض العلماء «من كان لايملك إلا رغيفا ووجد جائعا مضطرا إليه وكان في غنى عنه وجب عليه أن يعطيه الرغيف..وقد جاء في بعض الروايات عن رسول الله عي (إن في امال حقا سوى الركاة) وإذا كانت الرواية مطعونا في إسنادها فإنها تعتضد بما دلت عليه هذه الاية » فأين هذا النظام من النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي » أما النظام الرأسمالي فإن الفرد يجد فيه حريته المطلقة في تنمية ثروته ولو على حساب غي ولذلك جتمع في هذا النظام الغنى المفحش والفقر المدقع ولا ينبض قلب الغني بشي من الرحمة على الفقير. ومثل هذه الأسباب تتأجج الأحقاد في الصدور وتتولد السخائم في القلوب وتعشش البغضاء والكراهية في النفوس فتؤّدي إلى الانفجار عن النظام المعاكس وهوالنظام الشيوعي › ولا يقل هذا النظام شرا وخطورة عن الذي قبله فهو ياني على الاحضر واليابس بناره الحمراء التي لاتبقي ولاتذر › ويبتلع الطارف والتليد من ثروات الأمة في جوفه المنهوم فيفقر الغني ويزيد الفقير ففرا ويسلب الانسان الحرية والاختيار ويحط قيمته بحيث لا تزيد عن قيمة الالة الصماء التي تتوقف قيمتها على إنتاجهاءفإذا عجز الانسان عن الانتاج لم يبال بعصيو الذي يرى فيه › والاسلام لايختلف عن الرأسمالية في تقييده حرية الفرد في التصرف في الثروة فحسب بل هو يختلف معها بما يفرضه من القيود على طرق اكتساب الال فيمنع كل استغلال يضر بالاحرين ومن هذا الباب تحريم ال والرشوة والريا والاحتيال كتحريم السرقة والاختلاس فاللّه تعالی يقول: ناكا 1 واكم كم بالبَایل وَتُذلوا بها إلى المحْكام اكوا فريقا م من أَمُوَال الاس بالائم الُم لموس ويقول سبحانه: ليها الذِيَ انوا لاتا لوا والَكُم < يبال إلا ُن < اة عَنْ تراض نكم » ولافوا سكم إن الله كان يکم رما وم َفَعَل ذلك عَذُوان ولم فسوف تُصليه نَارا وکان ذلك َل ل سينا 4 رسه: ٠ ويقول سبحانه : ل يها الذِيَ اموا نموا الله ي ا إن كنم مُوْمِينَ * فان لم فوا فوا خرب من الم ورَسُولِهِ وإن عم فلكم رموس ولك لا تَظلِمُون ولا تُظلَمُونَ ٠ كا ذو عة فة إل مسر وا تْصَدّقوا حير لَكُمْ إن كنْعيْ تعلَمُون ك .س هذه الايات كلها تأتي لتقييد حرية الفرد في إكتساب لمال » فليس له أن ينمي ثروته من طريق الباطل » والباطل في الإسلام هو كل مالا يقن » فيدخل في ذلك الغش والخداع والإختلاس وكل ما كان من ۹۱ ب شأنه أن يحس من أخذ منه المال بالضم » وأباحت اية النساء التجارة بشرط أن تكون عن تراض بين المتبايعين وحرمت اية البقرة الربا تحرها لا هوادة فيه حيث جعلته حربا بين الناس ورهم » وفي هذا ما يضمن للفقراء والحتاجين حياة الأستقرار والطمأنينة بحيث لا يدد ثرواتهم القليلة جشع المكغين من المال . وكا يأمر الإسلام برعاية الفقراء يحض على رعاية اليتامى الذين فقدوا الكفيل الذي يقوم بترييتهم ورعاية مصالحهم للا يتولد في نفوسهم الشعور بالحرمان ك يأمر برعاية الأرقاء ومساعدتهم على فكاكهم من زيقةالرق لیتساووا مع الاخرين في حياة الحرية » ويوصي برعاية اين السبيل وعونه » وهو المنقطع عن أهله في سفر لا يريد به معصية » وإن كانت أمواله طائلة في بلده › ويوصي برعاية حق الجوار ولو بين مسلم ومشك . ويوصي بعون کل مستضعف حتى البهائم العجماء › ففي الحديث (في كل ذي كبد رطبة أجر ( وهناك كثير من الدقائق في نظام الاسلام المالي لا يتسع ها المقام أرجو ان أوفق للتعرض فا في مواضعها من اي الكتاب. نظام العقوبات في الاسلام أماہ .لام العقوبات على الجنايات فنجده في الاسلام هو النظام الوحيد الذي يضمن الأمن ويحافظ على استقرار الحياة » ولم تُشرع العقويات المتنوعة في الاسلام إلا لردع الذين يشذون عن منهج الحياة الاسلامية السلم ء وهولاء هم الذين لم يجد فيم الاصلاح التربوي بسبب شذوذ طبائعهم عن الفطرة الإنسانية السليمة . والعقوبات في نظام الاسلام متنوعة » منها مارسمت له حدود لایصح تباوزھا ومنہا ماوکل إلى نظر الحکام واجتهادهم » والحدود المشروعة منها ما شرع لصون الأنفس » ومنها ما شرع - ۹۲ لصون الأعراض »٤ ومنها ماشرع لصون الأموال › فقد شٍ لصون الأنفس حد الحرايه الذي نطق به قول الله تعالل : طا جر الذِينَ ارون الله وَرَسُوله وَسعون في رض سادا أن تلو و يُصلبوا او قط 1 ايديهم وأرَجُلهُمْ من خلاف أو يفوا مِنَ الأرْض . رسد م واختلاف نوع العقاب باختلاف أنواع الجرامم التي یرتکبونہا » کا سيأتي في عله ِن شاء الله » وشرع لجل ذلك أيضا القصاص وعلة مشروعيته ظاهرة في قوله سبحانه : ولك في القصَاص حيَاة ومع أن القصاص حق ثابت لولي الدم يحبب إليه التنازل عنه بعد أن يمكن منه إما إلى العفو المطلق أو إلى الدية » وفي هذا ما يعطي دليلا على تفوق الاسلام على كل الأنظمة الأخرى » فهو يحبب إلى ولي الدم العفو لا فيه من شعور إنساني » ولكنه لا يفرضه عليه لكلا يشعر بحرمان من هو له » ولعلا يجد أيضا المحرمون الباب مفتوحا أمامهم للعبث في الارض وسفك دماء الابرياء . حد الزنا وشرع لجل صون الأعراض حذ الزنا وحد القذف » أما حد الزنا فمنه ما نص عليه القران وهو الجلد الذي جاء في سورة النور في قوله تعالى : ية الاي فا يدوا کل واحد هما مائة جَلْدَةِ ولا اذ كي هما رأفة في دين الله إن كنم تُوْمنُونْ ب بالله ايوم اللحر وَليَشُْهَدُ عَذَابَهّمَا طَائفة من الَمُوْمسَ» ردير ٠ء وق بينت السنة أن هذا الحد مخصوص بالبكر من الزناة دون الحصن » ومنه ما ثبت بسنة النبي عي القولية والفعلية وهو الرجم لزاني المحصن وهذا التشديد في الزنا ا فيه من الخطورة والفخش › فهو من أسباب وأد النسل وانقراض ء ا أنه سبب لتفكك الأسر وتصدع ۹۲۳ س المجتمع واضمحلال المدنية » فهو يعود بالانسان إلى حالة يكون فيها أشبه البييمة المجماء » ومن هنا م يكتف الإسلام بما فرضه من عقوبة على الا ل أمر بشهود طائفة من المؤنين لا يل بهم من العذاب لفلا تسول لأحد نفسه أن يعمل كعملهم والتشديد على المحصن لفحش جريته › وليس الحد الذي يعاقب به الزاني من الامور الحينة › فلا يقام إلا بصحة شرعية » إما باعتراف الزإني على نفسه بالزنا مرارا أمام الحاك الشرعي مع ثبوت سلامة عقله وهدوءِ باله بحیث لا 1 حول إقراره ريب وإما بشهادة أربعة عدول يشهدون أمام الحاك الشرعي با باهم رأوا عملية الزنا بين التزانيين في منتهى الوضوح والانكشاف بحيث رأوا دخول الالة في 7 كدخول اليل في اللكحلة ٠ وإن قصرت الشهادة عن هذا العدد أو هذا الوصف اعتبر الشهود قذفة يستحقون حد القاذف . حد القذف وأما حد القذف فهو انون جلدة نص عليما القرآن في قذف الذي مون المُحْصَنَاتٍ ن او عة شُهَداء فاجْلدُومُمْ ُمَانِينَ جَلدَة » ولا تيلوا لهم شَهَاده دا وأولككَ هم الْقَاسِقَونَ › إلا الذي نبوا من بعد ذلك وأصلخوا فان الله عَفور ر رجيم سره وف رفض قبول شهادة الذين يقذفون المحصنات عقاب أدبي لحم بجانب العقاب الحسي ليكون في هذا ردع لذوي النفوس الدنيئة والألسنة البذيئة عن هتك أعراض الناس والتلذذ بذكر مساوئهم أو نسبة المساويء إلهم » وقد جاء النص في ٤۹ س قذف المحصنات لأ الجرائم الخلقية في النساء أفحشء ولان السفهاء كثيرا ما يتطاولون على أعراض النساء غير مبالين بما يعود من عار ذلك عليهن وعلى أسرهن وفي هذا ما يدل على محافظة الاسلام على كرامة المرأة وشرفها › وقد حمل امحصنون على احصنات في الحكم بالسنة والاجماع. حد السرقة وشرع حد السرقة لصون أموال الناس عن أيدي العابثين الذين يترون الدعة والكسل ما داموا تواتيهم الفرصة لسلب الناس ما جمعوه من المال بكد العين وعرق الجبين » وهذا الحد مما نص عليه أيضا الكتاب في قوله تعالى: «لإوالسارق والسَارقة فاقَطَعُوا أيديَهمَا جَرَاءُ يما كسبًا نَكَالَا ِن الى سةب وقد قيدت السنة هذا الاطلاق في الاية فبينت نصابًا للسرقة حد الخمر ومن حيث الخمر هي أم المعاصي وجماع الاثم فقد جاء في السنة عقوبة شاربها جلد أربعين ثم ا تفشى شرب الخمر في أوساط الناس في عهد عمر رضي الله عنه استشار أصحاب رسول الله عة فأشاروا عليه أن يعاقب الشارب بأقل الحدود وهو ثانون جلدة لا يترتب على شرہا من الحذيان الذي يودي إلى القذف وهتك الأعراض واستقر على ذلك العمل. عدالة التشريع الإسلامي هذا ويراعى في إقامة الحدود ألا تكون هنالك شبه ولو كانت ضعيفة فالشبه تسقط الحدود کا جاء في حدیث (ادرءوا الحدود بالشبہات) کا تراعی فيها العدالة فلا تقام على الضعاف دون الأقوياء بل يساوى بين القوي والضعيف فيا » ولريها كانت العقوبة على القوى أشد منها على الضعيف ا هو الشأن في عقوبة الزنا في الأحرار والماليك » وقد سرقت امرأة خزومية في عهد رسول الله عي فحكم النبي ع بقطع يدها وقد كبر ذلك على قومها فاستشفعوا إلى رسول الله بأسامة بن زيد س وان حب رسول الله كيه فلم يكد يدلي بشفاعته إليه حتى غضب النبي ع وقال: (أتشفع في حد من حدود الله ياأسامة ؟ إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إِذا سرق فيم القوي تركوه وإذا سرق فيم الضعيف أقاموا عليه الحد) ثم قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وفي هذا ما يوكد العدالة الجزائية في الاسلام فلا تفرقة ولامحاباة ولكن عدالة ومساواة لا يلتفت معهما إلى قرب وبعد ولا إلى قوة وضعف ولا إلى غنى وفقر ولا إلى محبة وبغضاء ولا إل جنس واخر بل يلتقي الجميع في ظل العدالة السماوية التي يرفع شعارها قول ا تعال ا الذي منوا کونوا قوامين يلم شُهَدَاءَ بالقَسلْط ولا يَجَْكُمْ شان ا قوم و ال عدوا ادلا هو اقرب لَقوى س وقوله سبحانه نه يها الذِين کووا ومين الس شهدا ينو ولو على کُم و الوالديني لين إن کن غي و يرا فالله اول بهما فلا يعوا الهو ُن دلوا ون 6 او تعرضوا فان اہ کان بما تَعْمَلونَ و هذه العدالة ف الاسلام شعارا یردد أو شارة ترفع › وإنما حققفة حقيقة يجدها كل من يتلمسها › 1٦۹ - وإذا كانت العدالة في سائر الأنظمة هي عرد نظرية تذكر ولا تبصر فإن الإسلام قد أثيت صدق هذه العدالة بمنجه الحق الذي كان عليه الرسول 9 عليه أفضل الصلاة والتسلم وخلفاژو الراشدون وکل من كان عل م > ولا أدل على ذلك ما أصاب الي عه ۹ به حتى يغضب عليه النبي عك » فما لبث أن نزل قران من الله يفضح الموامرة ويبريء اليهودي نما نُسيبَ إليه › هذا مع العلم بان اليهود والمشركين أشد الناس عداوة للذين امنوا › وقد روي أن رسولا وفد إلى لبي ءيه من اکم بن صفيِ وهو أحد حكماء العرب ‏ ليسأله عما يدعو إليه فقراً عليه النبي ت ي آية من سورة النحل وهي قوله جل جلاله لن الله يمر ِالعَذلِ والاحسَانِ وِيتَاءِ ِي القَربى يهى عن الفخحشاء وَالمُنْكُر اني َظك لعَلْكُمْ د كُرون سر .6 فلما رجع الرسول إل اکم ‎YW‏ عليه الاية التي سمعها » فقال أكثم «إن هذا إن لم يكن دينا فهو أخلاق » وحض قومه على المسابقة إلى الاسلام ذلك لا راه من العدالة » ولسه من المثل والقم في هذه الاية الكريمة. وقد حققت عدالة الاسلام المائلة في تشريعه الحكم أمن الانسانية واستقرارها في كل البقاع التي امتد إليها نفوذ الدولة الاسلامية في وقت لم تكن فيه أجهزة للأمن › ولم تعرف فيه مباحث أمن الدولة » ولا مباحث التحقيقات الجنائية › ولا أجهزة الخابرات 6 ولا عده عسكرية هائلة ٠ ولا ۱ وسائل للكشف وال ستخبار »› وإنما كانت الشريعة الاسلامية وحدها تضفي على تلك الأنحاء المترامية من الأرْض الأمن والاطمئنان اللذين نعم بهما المسلم وغیره من مواطنی الدولة الاسلامية 6 وذلك کله من إعجاز هذا التشريع › وهودليل على أنه من عند الله تعالى » إذ ليست فيه المفارقات والتناقضات التي في الأنظمة البشرية » وليس هو مجرد سياط لاذعةوسيف صارم ا يلو للبعض » وإنما هو تريية للضمير الأنساني » وربط للفرد بمجتمعه › ووصل للانسان بخالقه » ومن هنا كان كل فرد من الأمة يشعر النفوس سرعان ما تتفاعل مع ما يقتضيه هذا التشريع ولا تتردد في تقبله وتطبيقه عمليا ولو اقتضى ترك أحب شيء إلى النفوس. فالعرب كانت الخمر عندهم من أحب الأشياء إلى قلوهم › والانفاق فما من أحسن السخاء عندهم ا تدل على ذلك أشعارهم التي يفتخرون ها معاقة الخمر والقضاء على الطارف والليد فما » ولكن م يكد يقرع مسامعهم قول لله تعالی ايها الذِينَ امَنوا إِنَمَا لحر المي وَالاَنْصَاب وال زلا رخس من عمل الشَيْطانِ فاجتتيود لَك لون « إِنّمَا بريد الشَْطَان أن يوقم << عداو وَالبَعْضَاءَ ف في الْحَمُر امير دكم عن کر الله ر وعن الصّلاة فهل نّم سى نزعوا الأقداح من الشفاه وأراقوا ما فیہا من شراب كانت تصدی إليه أکبادهم 6 وتتشوق إليه قلوبهم › ولم يكتفوا بذلك حتى قاموا إلى الدنان فحطموها › فكانت الخمر التي هي من أعز الأشياء عندهم تجري أنارا في زقاق المدينة الله وخحوفه اورجاه » وان شئت فقس ذلك ال ا بعض الكاتبين ۲ ۸ س الولايات المتحدة الأمريكية حاولت لمدة أربعة عشر عاما أن تحرم الخمر فلم تبق وسيلة من وسائل المدنية الحديثة كالصحافة والأفلام إلا استعملتها للكشف عن مضار الخمر وتتفير الناس عنا » ا استعملت كل قسوة وشدة في العقوبة عليها وكان ما أنفقت على إشاعة مضار الخمر ستين مليونا من الدولارات ٠ وعدد مانشرته من الصحف عشرة ملاين صحيفة › وتكلفت في تنفيذ هذا القانون ربع مليون جنيه » وصادرت من الأموال أربعمائه وأربعة ملايين من الجنيهات » وعاقبت بالاعدام ثلانمائة شخص ٠ وبالسجن خمسمائه ألف واثنين وثلائين ألفا وثلاتمائه وخمسة وثلاثين » ومع ذلك فإن الناس ازدادوا إقبالا على الخمر وتفننا في الالحتيال على حصوفا مما اضطر الحكومة الأمريكية إِلي إلغاء قرارها » وفي هذا ما يکفي دليلا على فشل الأنظمة البشرية» وتعذر مقارتا بنظام القرآن الذي ُصلح النفوس ‏ ويحيي الضمائر » ويصقل الفطر › ويغرس في القلوب مراقبة الله تعالى › وفيما يحدث في زماننا هذا من الجرائم التي تقاس بالثواني في أكبر دولة في العالم تُرهب الدنيا بقوتها وتسع الأرض بمخايراتها وتتفوق في التقنية والإنتاج على غيرها » دليل واضح على أن القوة المادية لا تضفي على الناس الحدوء والاستقرار › ولا تكفي لاصلاح النفوس الفاسدة › وتقويم السلوك المتحرف. هذه نبذة عن الأعجاز التشريعي في القران » وأرجو إن شاء الله أن ا ‎e‏ 1 - ` - £ أوفق لتفصيل ما أجملته هنا عندما اني بعون الله وتوفيقه إلى ايات الأحكام في القران الكريم واللّه ولى التوفيق. ۳ س الاعجاز الاجتاعي وا خلقي صلة الاجتاع بالأخلاق لاتمكن التفرقة بين الاجماع والأحلاق في الاسلام › فإن الأحلاق هي سس الاجتاعءبل استطبع ا الجرم بأن العنصر الخلقي لايُعدم في أي جزء من التشريع القرافي في » والبي ع قد حدد الغاية من رسالته في قوله (إنما بعت لام مکارم الأحلاق) ٤ وله تعا لی عندما شى عليه 4 عوك وصفه با خلق العظم حيث قال فيه فيه ط ونك على لق غيم س » وما أجل هذا الوصف وأعظم هذا الثناء وأَفخم هذا الشف الذي ألبسه الله تعالى عبده ورسوله د ليبقى متلوا على لسان الدهر ما : بقي الزمن » وأهم مانستفيده من هذه الاية ومن ذلك الحديث أهمية الأحلاق في الاسلام ٠ وإذا تدبنا آي القرآن وجدناها تهدف إلى بناء صرح الأمة الإسلامية على أسس متينة من الاحلاق ودعام ثابته من الالججاع › ولذلك كان العنصر الخلقي ملموسا في كل جزئية من جزئيات تشريعه » وبالاجمال فإن القران الكريم جاء حاضا على مكارم الأخلاق وداعيا إليها » فهو يدعو إلى الصدق والأمانة والوفاء والكرم والعفاف والتواضع من غير ذل والترفع من غير استكبار وتجنب کل إساءة إلى الغير سوا أكانت باللسان أم اليد أم إشارة العين » والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أجدر الناس بأن يتجسد فيه الخلق القراني لن الله تعالى قد اصطفاه من بين حَلقه بإنزال القرآن عليه ليبلغه الناس بلسانه › وليترجمه بفعله » ومن ثم كان كا وصفته الصديقة ابنة الصديق أم المؤمنين عائشة رضي لله عن بها وعنہا في قولتہا التارخية الصادقة عندما سيمثلت عن خحلقه ا فقالت «کان خلقه القران الكرم» وما أن الانسان: مدني بطبعه » اجتاعي بفطرته . تتداخل صا بني جنسه وتتشابك معاملاتهم ‏ كان ميزان التعامل السلم فيما بيهم الخلق الفاضل. ١ س ومقايس الأمعلاق في القرآن » وفي سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ليست نابتة من التراب » وإنما هي نازلة من السماء » فلا تستخرج من بیئات الئاس › فالبيعات كيرا ماتتلوث وتتعفن › وقد تستحسن يئه ماتستقبحه أخرى » وأفكار الناس كثيرا ماتتأثر بطبع البيئة وما يدور فيا › وإذا كان الإسلام قد أبقى بعض العادات التي كان عليها أهل الجاهلية فإن النظر عمن يتلبس به من الناس » ومدار الأخلاق والاجتاع في الاسلام على الطهارة › فهو يدعو إلى طهارة الضمير وطهارة الفكر » وطهارة الوجدان › وطهارة اللسان » وطهارة واقع الحياة » ومن هنا نرى الايات القرانية والاحاديث النبوية تحرص على طهارة المسلم في نفسه وطهارة صلته بالاخرين › وقد أحاط الاسلام الأسرة المسلمة بسياج يمنع تسرب أي تلوث إليها › ولو أخذنا نستعرض الايات التي جاءت بذلك لطال بنا المقام ء ولكن نكتفي بذكر مثالين لا قلناه مرجئين البسط إلى وصولنا إلى تلك الايات في التفسير إن مَل الله علينا بالتوفيق. أمثاء ۱ أولحما: نظام الاسعذان الذي يضبط الحياة الأسرية ضبطا محكما . ينقسم إل نوعين: إسعذان من في خارج الدار » وإستعذان ساکن لدار › فعن النوع الأول يقول اق تعالى يها اين اموا لا دلوا يونا و بوتكم حى تَستَِسُوا ونُسلمُوا على أَهْلِهَا دكم عير لَكُمْ لَعَلكُمْ ذكرونَ فن لم جوا فيه أحدا فلا تَذخُلومَا ئى بودن لَكُمْ وَين قل ن قل كم ار جوا فارْجُوا هو أزكى كمسر .م ولي قوله عز من قائ 2 َسَيِسُواه إشارة إلى أن حكمة الاسعذان حصول الأنس › فإن دخول الانسان بیت أخيه من غير ٳِذن منه هو مصدر للوحشه وسبب للجفوة لان من طبع الانسان ستر العوره » والعورة ك تكون في البدن تکون في الأطعمه » وفي الملابس وفي الأثاث. وفي الحيعة التي يكون عليها مكان الاستقبال » لان من طبيعة الانسان الرغبة في ان يظهر مام غو على احسن حال » فاِذا فوجيء بن يلج عليه في بیته علي أ>. حال كانت هذه المفاجأة مثار الوحشة والانزعاج » والله يريد لعباده الطهر والنقاء › لذلك قال مهو أزكى لک فالاسعذان وما يقترن به من التسلم ويستصحبه من الأنس ما يصفي القلوب من أكدارها » ويسكن الوحشة والانزعاج › وهذا للوع م م الشصذان حكمه العموم » يشمل جميع طبقات الناس الذين يختلفون إلى بيوت غيرهم. وامّا النوع الثاني فقد قال الله فيه لايا الْذينَ | منوا مَنُوا لِيسَاذِنْكُهُ ِي َلَكُتْ أَيمَائْكُمْ الذي لم يبلا حلم نكم فلات مرت من قبل صلا الفَجْرٍ وَجِينَ تَضعون بكم من الظهيرة وَمِنْ بعد صلاة العشاءِ ثلاث عَوراتٍ لَكُم ليس عَليكم ولا عَم جاح بَعْدَهه رس بم في هذه الاية تعلم لنظام الأدب والأحلاق في البيوت ٠ فليس للأطفال والارقاء أن يندفعوا إلى داخل بيوت الاباء والأمهات والسادة متى أرادوا › وإذا تُسوع في دخوشم بدون استعذان في غير أوقات الحرج » فإنه لا يُتسامح في الاوقات التي يكون فيها الدخول سببا للحرج ومثاراً للانزعاج » لذلك كانت هذه الثلاثة الاوقات عورات لا يباح فيا للرقيق ولا للطفل دخول البيوت إلا بعد ۱۰۳ الاستعذان ثلاث مرات › وهي قبل صلاة الفجر وقت الانتباه من النوم ¢ فإنة مظنة أن يكون الانسان في هيعة لايحب أن يشاهد عليہا » ووقت القيلولة في الظهيرة للعلة نفسها › وبعد صلاة العشاء عندما تتشوق النفس لى الاستراحة ء ويسرع الانسان إلى الفراش فإن هيئة النوم غير هيئة اليقظة › وخصوصا النوم مع الأهل ءوالأطفال الذين أعطوا هذا الحکم هنا سلب مم بعدما يبلغون ا حلم طوَإِذا بلع الأَطْمَال منك الحُلبَ فليسَاذِنُوا كما اسَادن الذي م همس فليس حكم البلوغ كحكم الصبا وإنا عل البالغين أن يستاذ نوا في مطلق الأرقات » الاسعذان العام الذي سبق ذکره ٩ والاسلام بہذه الاداب البيتية يرعى االات النفسية والواجبات الخلقية » فان رؤية الطفل لأبويه في بعض الحالات التي تکون بینہما قد تسبب ردة فعل نفسية وعصبية وحلقية في نفسه كا يقرر ذلك علماء النفس › وقد اكتشف ذلك بعد قرون خلت منذ نزول کتاب الله بہذا الأدب الرباني » ودخول الناس فجأة من غير استعذان في بيوت غيرهم مما يسبب الريبة ويجر إلى الفساد » فقد تتسلط أبصارهم على عورات النساء » والنظرة وإن كانت عابرة فإنها قد تترك أثرا لايستهان به في النفس » فيجر إما إل الانطلاق من قيود الفضائل والأخلاق أو إلى الام نفسية وأمراض عصبية » وقد أغلق الاسلام بحكمته البالغة هذا الباب با سنه من الاداب التي تطهر الوجدان وتنظم العلاقات ٠ فلا تقوم إلا على أساس الاستقامة والطهر والعفاف. ثانيهما الحجاب الشرعي الذي فرضه الله تعالى على النساء بعدما فورض على الرجال واجبات اججتاعية تشق علیہم م تبرج النساء وعدم احتشامهن وهذا لان الله تعا ى طالب الرجال بخض الأبصار وحفظ الفروج حيث قال قل لِلْمُوْمِننَ يَعُضُوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَيَحفظوا فُوجَهُمْ ذُلِكَ ١١۱ س كى لَهمْ إن الله حير يما يَصتَعُونس م والبصر هو أول نافذة من نوافذ الشيطان لذلك أمر الله بإغلاقها مقاومة للشيطان وسدًا للمسالك عليه وهذا لا من أطلق لبصره العنان لن يستطيع مقاومة مكايد الشيطان بعد دخوله عليه من هذه النافذة » وقد أجاد أمير الشعراء في قوله: نظلرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء وحفظ الفرج ثرة غض البصرء لذلك أمر الله به بعد الأمر بمقدمته وهو غض البصر › وقد أوضح الله سبحانه في الاية أنه راد لعباده بما فرض علمہم الطهارة والنقاء حيث قال طذِكَ ارک 4 واإسلام بعيد عن التناقضات والمفارقات فلا يكتفى أن حرم شيئا بسد بعض أبوابه دون بعض ١ ومن المعلوم أنه يتعذر على الرجال غض الأبصار في حالة عدم فرض قيود اجماعية على النساء تكون عونا للرجال على امتثال هذا لواجبەلذلك أتبع الله سبحانه وتعالى ما أوجبه على الرجال من غض الأبصار وحفظ الفروج بما فرضه ع النساء في اقوله طقل للمُوِنَاتِ فُضضنَ من أبصَارِهِن وَيَحْفْضَ جهن ولا ي دين نهن | ِا مَاظَهَر نها وضرف بحمرهن على جيويهن ن و دين هن لا من أو بيهن أو اباء بولتهن و أََِهنَ و اء بعُولِهن أو إِحُوانهن أو بني [حوانهن و بتي اراهن أو ِسَائهن ُو مَامَلکت مهن أو الاين غير أولي الإرية مر جال أو الطْفل الَذِيَ ل هروا على عورا النْسَا » ولا يَضَرينَ عل ما يخُفنَ من زينَتهن ونوبوا إلى الوجَمِيًا أيه الْمُوْمنُوَ فون هرس س ليتم تم المطلوب من صيانة اجتمع الاسلامي وتنقيته من 5 الشهوانية وقد ابتداً الله ( سبحانه ) فيما أوجبه على النساء بغض ت الأبصار وحفظ الفرو ج٬لأن إرسال المرأة نظراتها غير الحتشمة قد يخلب لب الرجال فلذلك أمرها الله بالرزانة والحشمة في نظراعهاء وعدم حفظها لفرجها يعني بلوغ أقصى حدود الفساد من جانبها ومن جانب الرجل الذي يتعامل معها » ثم أتبع ذلك ما أوجبه عليها من صون جسمها بالحجاب الشرعي لتصون بذلك عفتها. والاسلام الحنيف لا يحارب الفطرة ولكن ينظمها لتصبح غير هدامة وما ركز في فطرة المرأة حب الظهور بمظهر الجمال والزينة اوقد لبى الإسلام عه ولكنه نظمها حيث أمرها أن تعجه بمطلق زينتها إلى الرجل الذي تحرص كل امرأة عَادة على كسب وده وهو شريك حياتها الذي يربطها به رباط الزوجية المقدس › كا أباح لا أن تبدي بعض زينتها لذوي المحارم منا لا طبع الله تعالى عليه ذوي الحارم من عدم تاثرهم وهييجان غرائزهم برؤية ذوات محارمهم وإن كن متفتنات في الزينة.» أما سائر الرجال فلا يحل للمرأة اللسلمة أن تبدي هم شيعا من زينتها إلا ما ظهر نها واختلف في المقصود به فقيل الوجه والكفان » وقیل ظاهر ثیابہا هدف المقاييس الخلقية والاسلام الحنيف يريد بهذه القيود والاداب أخذ المسالك على الفساد وإغلاق أبواب الفتنة وسد منافذ الشيطان إلى النفس » فالمرأة ذات أثر كبير على الرجلءفقد تشعل نار الفتنة في قلبه بنظرة عابرة تنفلت منه فكيف إذا تتابع نظ إلها؟ وما بالك إذا التقت نظراتهما وتبادلت وحي الغرام؟ وقد تستيقظ الفتنة بنبرة صوتها وبرنة حليها وبنفحة طيبہاءلا يترتب على كل من ت ذلك من خواطر نفسية تؤرق النفس وتقض عليها مضجعها › وقد تثير هد الأمور أنواعا من الخيال ترود النفس بين لحظة وأخرىءحتى تتركها تم في أودية الخيال السحيقة فتفقد اتزانها وهل كانت ماسى العشاق إلا بمثل هذه الأسباب ؟ وقد أوصد الاسلام هذه الأبواب بهذه القيود الاججاعية التسير حياة الذكر والانشى سيرا سليما لا يستثير الغرائز ولا ييج العواطف وهي تأديب نفسي وتأديب اجتاعي٬ لان أو كا يظهر على نفس ينعكس على لمجتمع فتسوده الطهارة والعفةءوممالا يشك فيه أنه لو أمر الرجال وحدهم خض الأبصار وحفظ اروج وتركت النساء وشأنهن لكان ذلك من أكير لمفارقات وأقبح التناقضات ٠ كيف يمكن للرجال أن يخضعوا ذه القيود الثقيلة وأجسام النساء العارية تتراقص من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانېم وعن ثمائلهم › وأعينهن الفتاكة ترنو إلهم » وأصواتهن الرخيمة تستفز مشاعرهم ٤ وأصوات حلیہن تداعب خیالمم؟. هذا وليست فتنة النظر تُخشى على الرجال وحدهم »٠ فللمرأة قلب › ا أن للرجل قلبا ءوقلب كل منهما معرض للتقلب ٠ وكثيرا ماكانت نظرة المرأة إلى الرجل مفتاحا لباب فتنة اصطلت سعيها طوال حياتها » وحفظ الفرج في كل منهما غُرة لغض البصرءلذلك قرن الله سبحانه بين الأمر بغض البصر والأمر بحفظ الفروج في خطابه للمؤمنين وخطابه المۇىنات وهذه التعليمات صادرة عمن فطر الرجل والمرأة › وطبع كلا منهما بخصائصه وهو العل با تنطوي عليه طبيعة كل منمافلالا يَعْلم من علق وَهَو اللطيف الخبي ررس »,فلا تخضع هذه التعالم للنقد ولا للاختبار وإنا على المومنين والمۇمنات التسلم والطاعة فوا کان مون ولا ومنو إِذا قضَى الله ورَسُوله مرا أن يكون لَهُم اة ِن أَمُرِهِم وَمَن يَعُص الله ١١٠ وَرسُولهُ فقَد ضّل ضلالا مبينا ,نرب س أما أولعك الذين يرددون نظريات دعاة الفساد ورواد الفجور ( الذين لا يقيمون للفضيلة وزنا » ولا يعرفون للعفة معنى ٠ كفرويد ونظرائه » فإنهم أشبه بالببغاء التي لا حيلة ا إلا تقليد ما تسمع » ولا نشك أن أواعك جل همهم في الحياة تعرية الانسان من ثوب الفضيلة » وسلبه خصائص الانسانية › ومن هنا أرادوا له عيشة الهيمة العجماء في عدم التقيد بالأخحلاق »٠ ومن معاول هدمهم لصرح كرامة الإنسان مايرددونه من النظرية القائلة «إن اجتاع الرجل بالمرأة وتباد هما المزاح والفكاهات والحديث المرح › واطلاع الرجل باستمرار على غاي الفتنة » وأماكن الاغرء من الرأةء كل ذلك ما يروح عن اللفس » ويطلقها من كبت الضغط الجنسي » ويهذب الغريزة الجنسية» مع أن هذه النظرية لم تبن على مقاييس علمية » ولا على أسس تجريبية › وإنما منشوها ما تحمله النفوس من حقد على القم الأنسانية › والفضائل والاحلاق › وقد كذبا الواقع التاريخي »٠ فإِن البلاد التي تحررت من جميع القيود الخلقية والاججاعية وانطلقت بغير حدود في الفساد وإرضاء العواطف والشهوات لم تزدد بذلك إلا هيجان الشهوات الحيوانية في الرجال والنساء معا..مم ما يتبع ذلك من جرائم كثيرا ما يذهب ضحيتها الاطفال والأبرياء » ولقد قرأت منذ سنتين في إحدى الصحف السيارة أن أمريكيا اغتصب اکر من ثلاڻين طفلا شم قتلهم فهل کان بروز مفاتن النساء في تلك البلاد واختلاطهن بالرجال من غير قيود قانونية ولا خلقية مهذبا للغريزة الجنسية أو موججا لنورانها حتى خرجت بهم عن الفطرة إلى الشذوذ بحيٹث صار الرجال لا يقتنعون بالنساء فيندفعون إلى الأطفال يرزأونهم في رجولتہم الملستقبله وحياتهم الغالية ك يحصل الشذوذ أيضا في كثير من النساء. موقف الخالفين من النوع الإنسايٍ وما لانشك فيه أن أولعك الذين يروجون لثل هذه النظريات في البلاد الاسلامية يمهم أن تلقى المجتمعات الأسلامية مثل هذا المصير الوم بحيث يصير كل أحد مهددا في أطفاله ونسائه » والانسان تختلف طيعته الجنسية عن الحيوانفالحيوان لاتعدو رغبته مقدار طاقته فلا تستفزه رؤية إناث جنسه إذا استنفد طاقته الجنسيه » بينا الانسان يزيد ميل كل واحد من نوعي جنسه إلى النوع الاخر عما أودع في طبيعته من الطاقة الجنسية ولله في ذلك حكمةءفإنه يريد بذلك أن تكون حياة الانسان حياة مدنيةءوأول لبنة لبنائها التعايش الزوجي بين الذكر والأنثى » وطبيعة الأنسان تدعو إلى التقليل من المثيرات الجنسية لا يترتب على عكس ذلك من إنهاك قواه الجسمية والعقلية مع انه مطالب بوظائف متنوعة في الحياة » ويترتب على تاجيج الشهوات الحيوانية في الأنسان فساد حياة النتوع الأنساني بانعدام الالحلاق وتلاشي الفضائل وتقطع العلاقات بين الناس فلا تبقى رحمة ولا تعاطف بينهم » وتفشي الزنا ‏ والعياذ بالله ‏ في أي شعب أو مجتمع أو أمة. من اللؤشرات الخطية التي تنذر بشر كبيرءإذ يبقى القلق النفسي يساور كل أحد فلا يأمن على عرضه أو على بيته ولا يأمن أن يكون الألاد الذين ولدوا على فراشه من ذرية قوم آخرينءك) أن ذلك من دواعي قلة السل إذ المرأة التي تحمل من الزنا لا تباي بالاجهاض إما للتخلص من العار أو للتخلص من تبعات تربية المولود التي لايشاركها فيه أب شرعي له » وكثيرا ماتتقي الزواني الحمل باستعمال الوانع الواقية منه وبهذا تتجلى حكمة الله فيما فرضه من القيود الأخلاقية والاججاعية لصون الأعراض وحفظ الأنساب. حجماية الاسلام لتشريعاته الخلقية هذا وإذا كان الاسلام يدف بتشريعاته وأخحلاقه إلى الطهارة ء طهارة اللسان وطهارة الوجدان وطهارة واقع الحياة › فلا غرو إِذا 5 1 الألسنة البذيئة لعلا غ ف أعراض اناس فتوذ ہم 6 و تفص ل ما يقو و تعال فى ذلك ييا اي ٦ وال َك ق نفع عَسى أن يکوئوا يرا نهم ولا سا ن يِسَاءِ ع عَسى أن يكن حيرا نهن و مروا َس فسكم تابو بالَلقَاب ى پئس الاسم الفسوق بعد الايمَانِ ومن لَمْ يب فوك هم ج الظَالُِون ست« فلا محال للسخرية بين الناس › لايسخر رجال من رجال ولا نساء من نساء » فقد يكون المسخور منه عند الله خيرا من الساخر » ولو کان في هذه الدنيا أضعف وأفقر وأقل جاها عند الناس ممن سخر منه وي هذا ما هنع الناس أن يتطاولوا يما ا تاهم الله على من یروہم دوہم ء فلام ر غني بفقیر ٤ ولا قوي بضعيف ۽ ولا شریف بوضيع ٤ ولا يض بأسود » إِذ لايعلم لعله عند الله خير منه » وكذلك النساء » ليس لامرأة أن تتطاول على غيرها بجماا أو مالا » أو منزلتها » أو أصالتها لن هذه الأمور كلها لا وزن ها عند الله وإنما الوزن للتقوى وهي منافية ها » ولا يصح لأحد أن يلمز أخاه لا نه كانه يلمز بذلك نفسه ٠ ولذلك قال الله ف الاية 53 َلمِرُوا ۹1 ۶ « و ذلك ما بوجي بوجوب ترابط المشاعر س بن باللسان › ات حروف هذه الكلمة سد وفع هذا الطعن ا سه القاريء أو السامع واقعا عليه » وكثيرا ما يخلع الناس على غيرهم ألقابا توحي ۹١۱ س بالسخرية وتوذي أصحابها » فلذلك شدد الله تعا لى في الألقاب في قوله ولا ابروا الألقاب» وأكد هذا المنع بقوله يئس اا الفْسُوق بَعُدَ يمان فليس لحد أن يدعو أو أن يذكر أخاه إلا بأحب أسمائه إليهه لان من واجب كل أحد أن يحب لأحيه ما يحب لنفسه » وبين س تعالی ‏ خطور الإصرار على مثل هذه الأعمال حيث قال ومن لَمْ تُب فأوللكَ هم الَالِمُون» ولأجل المحافظة على متانة الصلة بين المسلمين حرم ۽ اتبا الشكوك, والظنون في قوله يها ِي انوا ج كيرا من الظنٌ إن عض الظٌ سرت فلا يحق لمسلم أن يظن بأخيه إلا خيرا » وإذا رأى منه شيا حمله على أحسن الظلنون مادام هنالك احټال 4 کا حرم التجسس ولا تقتصر هذه الحرمة على المسلم وحده » بل التجسس متوع على المسلم وغيو لييقى كل إنسان آمنا في ظل الإسلام » والتجسس إا هو استكشاف للعورات » وتنقيب عن المساوىء » وهذا يتناف مع طهر الإسلام وقداسته » ولأجل عموم حكم التجسس على المسلم وعلى غيه أطلق في الاية حيث قال فيا الحق تعالى ورلا جس وا سىت و يقل ولاتجسسوا على أنفسكم أو ولاتحيسسوا على إخوانكم › ا قال ولا روا نْفْسَكُم و ابروا اقاب 5 قال رلا يَعَْبُ صك بعضا رت لان المشرك أو الفاسق بشركه أو فسقه لا يُمُنع ما دام في ذلك تتفير عن الشرك والفسوق مالم يفض إلى الزيادة عن الواقم كا أطلق في صدر الإسلام على عمرو بن هشام لقب آي جهل مع أن کنیته كانت أُبا الحكم » و لقب مسيلمة بالكذاب. ومثل ذلك حكم الغيبة فهي حرام في المسلم وتحعل غيبة المشرك والفاسق المجاهر بمعصية اللهءلأجل التحذير من الشرك والفسوق » لا لأْجل ١١٠ س التلذذ بذكر المساوىء » ومن ثم حرمت غيبة المستتر بستر الله وإن كان فاسقاءلأن فسقه يضر به نفسه » والأسلام يبني أحكامه في العلاقات بين أبنائه على ما يظهر من أعمالحم دون ما يختفي » والغيبة التي نهت عنها الاية فسرها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بقوله (ذ كرك أحاك بما یکره) قيل له أرأيت إن كان في أخي ما أقوله؟ قال (ِن کان فيه ما ت تقوله فقد اغتبته وإن لم یکن فيه ما تقول فقد بہته) واللّه تعالی عندما حرم الغيبة في الاية أكد التنفير عنا حيث صورها في صورة هي من أيشع الصور يتقزز منا الاأنسان بطبعه› وذلك حيث شبه الاغتياب بنش الانسان لحم أخيه وهو میت حيث قال أب دكم أن يأك لخم جيه تتا كينوس وفي هذا المثيل ما يجعل اللبيب كلما أراد لسسانه تزيق عرض أخيه يتصور هذه الصوره الشائنة الكريهه كأنها أمام ناظريه » وقد جاء في الحديث أن رسول الله عودعندما أقام الحد على ماعن بعد اعترافه بالزنى سمع أحد الصحابة يقول «انظروا إلى هذا » أما كان الال له أن يستر ماستره الله » فقد جم ا يرجم الکلب» فسکت رسول لله عي حتى رأى جيفة مار » فقال (أين فلان وفلان ؟) يريد القائل والمقول له فأتياه فأمرهما أن يأكلا من تلك الجيفة » فقالاء غفر الله لك يارسول الله » أهذا مما يُوكل منه ؟ قال لما (ما أصبما من أخيكما أعظم) غم أخبر النبي عة عن ماعز رضي الله عنه أنه يسبح في أنهار الجنة » لقطع الألسن عن قالة السوء فيه › ولتطهير النفوس عن الظن السيء به. وإذا كان الانسان مُطالبا بتطهير لسانه من أرجاس الغيبة مطلمًا » فإن قذف المحصنين والمحصنات أشد في الي وأوغل في الإثم › لذلك شرع الله سبحانه وتعالى الحد في مقابل رمي ١۱۱ س المحصنات › حيث قال الذي مون المُحصَنَاتِ : ن م لم ياوا باربعة شَهَدَاء فاجْلِدُوهم ماين جَلدَة لابوا لهم شَهَادَة بدا ووك م الَا سِقُونُ إلا الذينَ ابوا من بعد ذلِكَ صلخو قان الله غفورٌ رج والنص قد جاء في رمي المحصنات كلاأن فضيحة المرأة تزيد عن فضيحة الرجل لا ينعكس منها من الأثر السيء على أسرتها وجتمعها » بين فضيحة الرجل تكون محسوبة عليه وحده » ولان الأوغاد والسفلة كثيرا ما يتلذذون في محالسهم بهتك أعراض النساء › وحمل رمي الحصنين على رمي المحصنات بالسنة والاجماع › و فرض الله سبحانه عقوبتين صارمتين في الانيا على رمي المحصنات بالسوء › وهما الحد وإسقاط الشهادة ٠ بين الله تعالل عقوية هولاء في الدار الاخرة حيث قال طن الذي يرْمُون المُخحصنَاتٍ القافلات المُوْمنَاتِ وا في ادنا والاحرَقر وهم عَذابٌ عَم ٤ وم تشهد عَلَهمْ ينُم وديم رجه ما كانوا يعْمَلون يوذ يوفيهم ديهم الح ويعلمُون ُن الله هو والح الهس .ج ويراد بهذا وذاك أن تكون حياة الأمة الاسلامية قائمة على أساس طهارة النفوس » وطهارة الألسن » وتبادل مشاعر الحب » والتقزز من الفحشاء » بحيث يأنف الناس من ذکرھا فضلا عن ارتکابہا ۽ وهذا لان ذكر الفحشاء إن شاع بين الناس أصبحت آم عاديا » لا يبالي أحدهم بارتکابه » بخلاف ما إذا استُعظم ذکرھا في الألسن وهذا معدود من عمق نظام الاجتاع ف سا ومن دلائل إعجاز الكتاب البين » فإِن العقول البشرية لا تهتدي بنفسها إلى الدقائق › فسبحان من أدهشت حكمته عقول المستبصرين. مل من تفوق الإسلام فى فلسفة الجاع ومن تفوق الإسلام الظاهر في فلسفة الالجتاع ما يفرضه على اللا من رعاية حقوق الاباء والامهات» لتبقى الفروع موصولة باصوفا › ولتبقى الأجيال المتلاحقة حلقات مترابطة في سلسلة واحدة لا ينفك اخرها عن أولها ء ولم يوجد في أي فلسفة أخلاقية تعظم الأبوة والأمومة ا هو في الاسلام فالله تعالى قد قن بين حقوق الوالدين وحقه حیٹ قال تی رك أ عدوا إا ايا و ادي | احسَانًا إما ن عند الكِبر أَحَدُهُهَ و كلامم فا فل هما أف ولا ترشا وَل هما را لا ريما واخڂفضٌ َا جاح الل من الَحْمَةٍ وَل رَي ارْحَسْهُمَا كما رياني صخی راد ۳ ومع بين شکرما وشکره في قوله ونيا النسَان بوالديه حملي أمهُ وهنا عَلى وهن وَفْصَالهُ في عامین أن اشک لي وديك ِي الْمَصير سد .وفي طوايا هذه الكلمات القرآنية التي توصي برعاية حقوق الوالدين من المعاني القيمة والاشارات اللطيفة مالا کن أن يفي به تعبير آخر » ويكفينا أن نشير إل قوله سبحانه قا يبلن عند عِنْدَكَ ر عفشت و جلا تد ل هتا ف ول نقتا ول لها قل كريمًا » والنحفضْ لَهْمَا جَتاح الدّله سِنَ الرَحْمَةٍ وَقل رب ارْحَمْهُمَا كما ربياني صغيرا 4 صغيراه فان بلوغ الكبر من الرجل والمرأة قد يسبب صدور إيذاء منهما لمن ييقوم بامرهماءولكن الولد في هذه الحال مطالب بالاحتال والصبر وعدم التضجر والتأفف مما يلقاه منهما وخفض الجناح لما وعدم مقابلة إساءتهما بمثلها وتذكر ما كان مهما من تربية له واحتال لإيذائه وصبر على بلواه من غير أن يتأفقا أو يتضجرا » ومن غير أن يخطر ببالحما حب التخلص منه » وفي هذا التذكير ما يجعل اللسان يفيض بالضراعة والابتهال إلى الله بأن - ۱۱۳ يرمهما كا ربياه صغوا » فإن ذلك غاية مايستطيعهءإذ ليس في وسعه أن يكاففهما على إحسانهما فقد أحسنا إليه وهما لايشعران بالملل أو السام مما يلقیان منه في طفولته بل کانا يہشان له ويبشان في وجهه مهما صدر منه من هفوة أو إيذاء مما وإذا كان الوالدان مشركين فإن شركهما لا ينع حقهما منه بل عليه أن يتلطف بهما ويطيع أمرهما مالم يأمرا ء بعصيان الخالق تعالى فإنه «لاطاعة لخلوق في معصية 7 لذلك قال الحق تعالى بعد التوصية بېما طون جاهدَاك على أن تش يي ما لس لَك بو عل فلا تُيْهُمَا وَصَاحَهُمَا في اديا معروقا وبع 2 من ااب إلي. .4سد وفي قصة إبراهيم عليه السلام التي ذكرها الله في سورة مرم مثل للأولاد الذين يبتلون باباء كف أو فسقة.فقد كان إبراهم متلطفا بأبيه في خطابه له مشفقا عليه من سوء المنقلب وشر المصير وقد حکی الله ذلك کله في قوله تعالى لإواذ كر في الكِتاب ب راهيم نه کان صِديقًا بيا » ِذ قال بيه ي ‎eo ۳ JIO‏ م و وہس ‏أت لم تعبد الا يمم ولا ير ولا ُي عن شيا » با أب ّي قد جني مِنَ الم ما َم يأك فاي أك صاطاً سوا » يبت ب لا تعد ‏الّْْطَنَ إِنَ الشْطنَ كان لمن عَصيً » يا أت بت إني احا أن يمس َذَاب ِن رخفن فَكُون شان وا اچس ثم حکی ما کان من شراسة الأب في الجواب وما كان من باهم عليه السلام من الاعتزال لابيه بعد يسه منه حيث قال لقال أَراغِبٌ انت عَنْ الهَتِي يا هيم لن لَمْ ٿو لارختٽ اشڪر ما » قل سل ع ساسندر لت ريي إا کان بي حيا» و لَك وما عون من دُونِ اللو وذو ري عَسى ألا ا کون بدُعَاءِ ريي شيا فلمًا اعترَلهُمْ وما عدون من دُونِ اللو وَهَبنا له ‏١٤۱۱ ب ‎B2‏ 0 ص ‏إِسْحَاق و قوب وكلا جَعَلنَا نيا » وَوَهَبَا لَه مِنْ رَحْمَنًا » وَجَعَلا لهم لِسَان ن صق لیاڳارں ۱ب ‏أثر هذه الفلسفة على الأسرة ‏وفي هذه الحقوق التي يلقي الله مسئوليتها على الألاد ما يكفي دليلا لكل مستبصر على أن هذه التوصيات لا تصدر من فكر إنسان ونما هي تنزل من حكيم حميد يعلم طوايا الأنفس وطبائعها فليس من الممكن أن تصدر من فكر إنسان معرض لتأثير العواطف والعوارض الداخلية والخارجية ولو وهب ما وهب من الوعي وال حكمة فضلا أن تصدر من أمي لم يقرا کتابا وم یدرس أوضاع البشرء وفي هذه التوصيات البالغة بحقوق لوین ما ينح الأسرة ‏في الاسلام القوة والمتانة ويضفي عليها السعادة والمناء › ولو ألقى إنسان نظرة اليوم إلى العالم الملتحضر الذي أطغته المادة › واستبدت به الشهوات ٠ واستحكمت فيه الأنانيات ء فحلت وشائج الرحم » وقطعت صلات القربى لم يجد له علاجا إلا إرشاد القران » ولو ألقى أحد نظره إلى أى نمجتمع غربى وما يعانيه من القطيعة بين الأباء والأمهات من جهة وبين البنين والبنات من جهة أخرى » وبين مطلق ذوي القرنى لرأى أن المشكلة لا يمكن أن تُحل بفلسفة بشرية ٠ فالمكتبات الغربية زاخرة بفلسفات الاجتاع والأحلاق وعلم النفس › ولكنها هل أغنت شيا عن الانسان التعیسں الحائر هناك › أما اذا قرأت مثلا قول الله تبارك وتعالى لض ربك ألا تَعدُوا لا ياه وَيالالِديْن خسان إ اما لش عِنْدَكَ الْكِبر أَحَدُهُمَا و كِلاهما فلا تل هما أف ولا يشما وَل لها وا كرما وَا فض ‎So ~o ‏لْهَا جاح الذُل من الرْحمَّة وَل ری ارْحَسُهْمًا کما ربیانی صغیرا ٩ ‏١۱۱ كم ْم ما في نوكم إن َكُونُوا صَالِحينَ فاه کان لِلأوايينَ فور 7 ذا الْقَرى حَقَهُ وَالْمِسُكِينَ وَإِْنَ سل 7 در ِي ِن اَن كانُوا وان اشامن 7 الشْيْطان لبه كور و تعرضن ايع رمق من بيك ترجيعا ففل لهم فلا سور ر عل بنك عة إلى لك ول لا ل اند فد أن خسوا » إن َك سط الق لِمَنْ يَسَاءُ يقير نه كان يوباو حيرا صر » ولا فوا دكم حشية إملاق کح ن رُم واكم ِن ن فَلَُم كان يط كيرا ولا روا الى لِه كان فة وسا سيلا » ولا توا فس الى حم الل إل بلحي وَمَنْ فيل مَظلومًا فقَدُ قد جَعَلنَا لوك سُلطَان لا سرف فى الق نه كان مَنصُونا ولا قروا مال اليم ِا بای هي خسن حى يبع شد وأوفو امهو إن العهَدَ كان مسرا وأو الكل ِا كم وَزِنوا ! بالقِسْطَاس مسيم ذلك خير ر وخسن تويلا ولا تف ايس لَك به عل إن المع والبصر والفواة كل اوك كان عله مسولا ولا مش فى الأرْضٍ مرا نك لنْ ترق لض وَلنْ تلع ابال طول كل لك كا مه عن رك تيغ . ذلك مثا أو ك بك م و ولا جل مع الو ها حر قى فى جَهَْم مما مذ ځور ه ر لات۴ بو ارم لوجدت فى ثنايا هذه الايات علاج کل مشكلة ينوءِ بہا المجتمع الغرني فى زماننا حتى إنه لحيل لك أن الأيات المذكورة أنزلت لعلاج مشاكل هذا العصر خاصة لا سيما فى المجتمع الغريى الذى يعانى من ضلال العقيدة وانحدار الاخحلاق »٠ وطغيان المادة ٠ وغرور النفس »› والقطيعة بين الأقريين » ولو اجتمعت طاقات البشر الفكرية على إنتاج شىء من هذه الحلول لارتدت خاسئة ولجاءت بالداء من حيث تظن أنه الدواء » فسبحان ١۱۱ القائل : ل وما هُو إلا ؤك لِلعَالَمِينَ € رة رسي فنور القران ل يسطع ليقتبس منه شعب دون شعب »۽ او جيل دون اخر ونما هو نور الله المبين الذى يسطع على جميع العالين . ۱۱۷ س ٤ الاعجاز الخبري إن القران الكرم حافل بالأخبار الغيبية » وتنقسم إلى ثلاثة أقسام : خير عما مضى » وخبر عن حاضر » وخبر عن مستقبل » ما خبر الماضی فهو الأخبار عن النبيين وما كان يلقاه المرسلون من عنت قومهم » والأم الماضية وأحداثها امتتوعة مع أن هذه الأخبار لم تكن معروفة فى الحيط المي الذى نشا وعاش فيه رسول الله عَيّك وهو عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن على اتصال بأهل الكتاب اتصالا يمكنه من معرفة ما فى الكتاب من أخبار الم وتواريخها وأحداث النبيين مع قومهم › ولم يكن النبي عه يتلو قبل القران من كتاب ولا يخطه بيمينه » وقومه كانوا بعيدى العهد بالنبوات وأخبارها » وأهل الكتاب النيثون فى جزية العرب كانوا أشبه بالميين فى الوصفهإذ جلهم كانوا معدودين فى عوام أهل الكتاب ٠ وقليل منهم كان ُعنى بقراءة الكتاب ك أوضح ذلك ابن خلدون فى ( العبر ) » ومع هذا كله فقد جاء القران المنزل على الرسول عَيَْة بأخبار النبيين والأم التى لا جال لتكذيا › ولا مكان لتفنيدها لوضوحها وضوح الشمس فى رابعة النباره فضلا عما جاء فيه من بيان كثير ما يخفيه أهل الكتاب وتفنيد كثير من مزاعمهم وضلالاتهم وتبيين أحوال أحبارهم الذين يکتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله ليشتروا به تنا قليلا » وفى القران نفسه ما يدل دلالة قاطعة على أن هذه الأخبار لم تكن معلومة فى الحيط الذى نشا فيه عليه أفضل الصلاة والسلام » ففى سورة آل عمران تنجد بعد قصة مرم ما يثبت أنه من الغيبيات التى لم تكن معلومة لقوم الرسول ع حيث قال تعالى ل ذلك من أنباءِ اليب نويه ليك وما كنت ديهم إِذ يلقو أقلامَهم أيهم يكل مرم وما كنت لَدَيْهم إذ ۱۱۸ ْعَصِمُون ې رق تد سين وف سورة ة هود عليه السلام بعد ذكر قصة نوح ان ول ا سبحاه أك من أب أب وها عا کے نتان بت رلا مك من قبل هَذا فاصبر إن العاقَةَ َة لين رق سدس مع العلم أن سورة هود من السور المكية » فلو كانت هذه الأنباء أو بعضها مما تعلمه قريش لبادرت إلى تكذيب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ورد ما جاء به بإثبات أنها على علم بهذه الأخبار أو ببعضها › وفى سورة يوسف ما كد أن قصة يوسف عليه السلام مع إخوته م تكن معلومة لدى قريش » وذلك قول الحق تعالى ل ذلِكَ من أنْبَاءالْقيّب ويه إِليكَ وا كنت ديهم إذ أجمَعوا أمرَهُمْ وَهُمْ مرون ر وين ونو ذلك ما جاء فى سورة القصص بعد ذكر قصة موسى عليه السلام مع فرعون لعنه الله ومع بنى إسرائيل ٠ فهل يبقى مع ذلك شك أن الرسول ع موحی إليه بېذه الأنباء من عند العزيز اليكم 2 وأهل الكتاب لم يكونوا على إحاطة تامة بهذه الأخبار لما أدخله أحبارهم ورهبانهم من التحريف والتبديل فى الكتاب . وقد حاول المشركون أن يجدوا ما يتشبثون به في تكذيب الرسول مي زاعمين تارة أن البي ع يمذى بهذه الأخحبار التى في القران من قبل نفسه وتارة أنه يستند إلى من يلقنه إياها » والله تعال يرد علهم هذه الدعوى بقوله ولذ تلم َه قو ما يعلمُهُ بَشَر لِسَان اذى ئون إِلبه جم وَهَذا يسان عَرييٰ مين“ رس / ٠ فأنى للأعجمي أن يستطيع صياغة هذه القصص والأخبار والمواعظ والأمثال إلى ما وراء ذلك مما فى القران: هذا الصوغ العجيب الذى تلاشت بين يديه بلاغة بلغاء العرب © مع أن الرجل الأعجمى الذى زعموا أن الرسول عَيَّة يستمد منه القران ل - ۱۱۹ يكن يعرف من اللفة العربية إلا ما يدور من حديث المجاملات فحسب › وقد اختلف المفسرون فى اسمه ووصفه » منهم من قال اسمه ( یعیش ) ٠ ومنہم من قال اسمه ( جبر ) > ومنہم من قال اسمه ( بالعام ) ۽ وقيل کان أعجميا بياعا بمكة ٠ وقيل كان قينا روميا › وهذا الالختلاف لا يضير الاتفاق أنه م يكن يحسن العريية ا يدل على ذلك القران نفسه » وإذا كان أولعك المكذبون يتشبثون بهذه الدعوى الواهية فى تلك العصور فإن ملاحدة ايوم يعيدونها فى صورة أخرى ٠ فنجد فى مقررات الروس الشيوعيين زعما بأن مسيلمة الكذاب ‏ لعنه الله كان من أساتذة الرسول ( عليه السلام ) » وأن كثيرا من سور القران من وضع مسيلمة › وإنما استاثر رسول الله عليه بهذا الأمر دونه » وزعموا أن القران الكريم تضافرت عليه جهود كثير من الناس لفو بالكرة الأرضية وأحاطوا بما فيها من المجائب واستظهروا ما أمكايم من الأخيار» ركانت حصيلة ما عة ها مصدر ما فى هذا القران من عجائب يتعذر على الفرد أن يحيط بها » وهذا كله إنما هو ناتج عن سو التدبر فى الظروف التى أحاطت بنزول القران الكريم » بل هو ناجم عن مكايرة الحقيقة التى لا يكن إنكارها وإلا فکیف يكن لأبناء جزيرة المرب فى الوقت الذى تتعذر فيه وسائل النقل التى تكن من الدوران بالكرة الأرضية ‏ أن يحيطوا علما بأخبار الأرْض وعجائبہا مع آنہم قلیلا ما کانوا مخرجون من جزیرتهم ولم یکونوا على علم بما يدور فى العام من حوشم . وأحفظ أننى قرأت لمستشرق نصراني دعوى أن رسول الله عه م يكن على علم بأخبار النبيين كإيراهيم وموسى وعيسى قبل هجرته إلى المدينة للسورة وإنما بدأ يقتبس بعد الحمجرة أخبارهم من أهل الكتاب فى المدينة › وقد فات هذا المستشرق أن أكثر سور القران خياً عن النبيين هي السور 6 ۱ اللكية لا المدنية كسورة يونس وهود ويوسف وإبراهم والأسراء والأنبياء والقصص وغيرها . وأا خبر الحاضر فهو الإخبار عن الشئون المعاصرة للرسول 4 جما لا يكن لبشر أن يجزم فيه بشیء کقوله تعال :ل غلبت الوم فى اذى لض وَمُمْ ِن بعد عليه سَعون فی بضع مين فل الأمر ِن قبل وَمِنْ بعد » ويوميذِ يفرح المُوْمنُونَ نص الله ينص مَنْ يشا .که رد ۰ء سم فقد کان نزول هذه الايات فى حال ما اشتد الصدام بين الامبراطورپتين الكبيرتين انذاك : الامبراطورية الرومانية التى كان على رأسها قيصر › واندحرت جموع بنى الأصفر أمام الزحف الساسانى وسر العرب المشركون لكون الروم يشاركون المسلمين فى الايمان بكتاب سماوى بيا الفرس انوا بجوسا بجامعون مشركي العرب فى عدم الايمان بعقيدة سماوية وساء اللسلمين هذا الانتصار الفشتيعلى قوم من أهل الكتاب فأنزل الله ( تعالى ) هذه الايات تحمل بشرى إلى المؤمنين بأن المنتصرين لا يلبثون أن يندحروا وأن الروم المغلويين سوف يظهرون على عدوهم فى بعض سنين » وم يکن ذلك يدور بخلد أحد من الناس فمن الذى يستطيع أن يجزم بان المغلوب سيصبح غالبا ون الغالب سينقلب مغلوبا ؟ وقد كانت ثقة المؤمنين بالوحي ثقة لا تعادلها ثقة › وهذا الذى دفع أبا بكر الصديق ( رضى الله عنه ) إلى مراهنة المشمركين على ما وعد الله به وذلك قبل حرمة الرهان فى للام ققد هتيم عل أرع لاص دة سيع سین » فضت اسيع دا صر الروم على الفريس » فشق ذلك على المسلمين فمو سول الله ع أن يزایدهم فى الرهان وان يستزيدهم سنتين فلم مض السنتان حتى جاءوت الأحبار بانتصار الروم على يجوس فارس » وثبت ما وعد الله به المؤمنين من هذا الانتصار الذى يفرحون بهءفلو أن هذا الوعد كان ناتيا عن تفكير ١١۱۲ - إنسان يعتمد على مقاييس الناس فى بارہم لكان ذلك معدودا من الأوهام التى لا يعتمد عليها عاقلءفإن الحرب وإن كانت سجالا ينتصر فیا للغلوب ويزم فيها الغالب فقد يكون الانتصار فى بعض الواقف لعدو على عدوه مفتاحا لنصر طويل » حتى يتمكن الغالب من القضاء على المغلوب وقد حدث ذلك كثيرا فى تاريخ الحروب القديمة وال حديثة فلا يمكن الجزم بظهور المغلوب على الغالب » وخصوصا مع تحديد الزمن ببضع ستين إلا بوحي ممن يعلم السر وأخفى » وتصديق الواقع للخبر فى الزمن الحدد دلیل جازم على أن هذا القران الذى جاء بالخبر هو من عند الله تعالى فإن ذلك من معام إعجازه البارزة . أا خبر المستقبل فهو فى القرآن كثير جدا ونكتفى بالإشارة إل بعض المواضع راجين من الله سبحانه أن يمن علينا بالتوفيق للإطالة فى شرح هذا الإعجاز عندما نتصل إلى هذه المواضع فى التفسير › فمن ذلك ما فى سور الفتح من بشائر متعصددة » وأخبار متنوعة » وكان نزول السورة على الرسول عه ت فى جو عابس مكفهر بعد ما كان المسلمون يستحكم ف و اليس » ويستولي على قلوبهم الشعور بالهزهة › وذلك أن رسول الله مف أري فى منامه أنه دال مع أصحابه ا مسجد الحرام وهم محلقون رءوسهم ومقصرون بعد تأدية الشعائر ‏ ورؤيا النبيين حق ‏ لن الشيطان لا يتمثل لحم ٠ فاستنفر الرسول مَك المؤمنين ليذهبوا معه حرمين | ال البيت العتيق الذى تحدوهم إليه لواعج الشوق بعد طول عهدهم به لحيلولة المشركين بينهم وبينه » وكان ذلك فى العام السادس الحجرى › فاستبشر مرضى القلوب من أهل المدينة بهذه المبادرة من المسلمين التى كانوا يتصورونها مغامرة جنونية ستۇدی . ہم ال الفناء » وكانت لسنتهم نجری بنا تفيض به قلوبهم المريضة من ظنون » فتردد أن قريشا قد غزت النبي ‏ ١۱۲ - عليه أفضل الصلاة والسلام ‏ فى عقر داره ورزأته فى كثير من أصد . فكيف وهو يذهب بأصحايه إلى دارهم » فهل ترضى الأنفة القرشية وال حمية العربية التى تتأجج نارها فى صدورهم أن یمر بہم خصومهم ویطاوا تراہم من غير أن يييدوهم عن بك آیيهم ؟ هذه الخواطر كانت تعتمل فی نفوس. المنافقين فى المدينة » ويتحدثون بها فيما بينم » هذا ولم يكد رسول الله عة والمؤمنون يستنشقون عبير البيت الحرام ويشمون العرف الذكي من التربة اللحرمية اللقدسة حتى وقف بين أيدمهم المشركون سدا منيعا يحولون بینہم وبين ما يطمحون إليه » وبركت ناقته عي مكانها بالحديبية ولم تتقدم خطوة إلى الأمام » وأخبر النبي ع أنها حبسها حابس الفيل › ووافق ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) على أي خطة تساها منه قریش » فتمت بينه ویینہم المعاهدة المعروفة بصلح الحديبية › وكان ظاهر هذا الصلح استعلاء المشركين على المسلمين » إذ كان من بنوده » أن كل هارب من جانب المسلمین إلى المشركين فللمشركين أن يلجئوه › وكل للجيء من جانب المشركين إلى الملسلمين فليس للمسلمين أن يلجئوه » وكانت هذه مصيبة نزلت كالصاعقة على رؤوس المسلمين » وقد كبر عليهم الأمر حتى أن الرسول عي كان يأمرهم ثلاث مرات أن ينحروا هديهم ويحلوا إحرامهم بالحلق أو التقصير فتلكأوا في امتثال أمرو مع ماعُرفوا به من المبادرة إل طاعته ع في کل ما رهم به أو باهم عن » وقد شق ذلك على رسول الله عه فدحل مهموما على زوجه ( أم سلمه ) » فاشارت إليه أن يخرج ولا يكلم أحدا وينحر هديه ويدعو بحالقه فيحلق له › و ففعل النبي عي ما شارت به عليه » فتبادر أصحابه إلى بدنهم يتحرونها » ثم أحلوا إحرامهم بالحلق والتقصير وكاد بعضهم يقتل بعضا من الغم › » وفي هذا الجو العابس نزلت هذه السورة على رسول الله عَيّْْكٍ تحمل بشائر المستقبل الباسم » وحسبك ۱۲۳ فاته «إنًا فحنا لَك فنحا ميا لر لك الله ما نّم ِن ثيك وَما باحر وَييِمٌ ِعْمَعَه عَليكَ وديك صراطا مُسَقِيمًا » وَيَنْصْرك الله نصا ريارس ‎(Fee‏ وكان الصحابة رضي الله عنهم في منتبى التشائم فجاء أحدهم إل النبي عَييَدٍ وقال له : أو فتح هو يارسول الله؟ فقال له راي وربي فتح وأي فتح) ولقد ضدق الله ما وعد به رسوله ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) إذ لم يض شهران من صلح الحديبية حتى فتح الله عليه خيبر وغنم المسلمون غنائم كثية وقضوا على الخطر اليهودي الذي يمددهم في قلب جزيرة العرب وأخحذ الناس يدخلون في دين الله فوجا بعد فوج » ولم بض عامان من تارځ هذا الصلح حتي دخل في الاسلام أضعاف عدد المسلمين من قبل › ويدل عل ذلك أن المي عه حرج في عمق الحديية بالف وأيعماة ودل عه مكة بعد سنتين ومعه عشرة الاف مقاتل. وقد أخحذت الدعوة الأسلامية بعد هذا الصلح تتدفق في أنحاء الجزيرة كالسيل الأني وقد تخطت حدود الجزيرة حتی قرعت مسامع کسری وقیصر عندما أوفد النبي عي وفوده حاملين كتبه إلى كثير من ملوك الارض من بينهم الإامبراطوران الكبيران كسرى وقيصر ءوقد أقلقت هذه الدعوة قلب قیصر حتی شعر بعرشه یتزلزل من تحته » وبالارض تید به وبسلطانه » وقال قولته المشهورة مام ُي سفيان بعد أن ساله عن صفات النبي 4 وأحوال دعوته: «لان کنت صادفا فما تقول ملكن موضع قدمي هاتين »٩ ولو كنت أعلم أنني أخلص إليه لتجشمت إليه حتى أغسل عن قدمیه» اما جزيرة العرب فقد ملت سمعها هذه الدعوة وبلغفت أقصى مکان منہا وهو ١۱۲ ب عمان بعدها عن مكة المكرمة » وقد أسلم أهلها عن بكر أيهم عندما وصلهم عمرو بن العاص رسول البي عه » وكان هذا كله هو الفتح الذي وعد الله به رسوله الأمين وقد اغب الله له في اقل من سنتين من نزول السورة 4 وفي نفس هذه السورة كثير من الأخحبار عن المغيبات منها ما أخبو الله به عما سيقوله الحغلفون في قوله طسقو المُحَلفُونَ من الأغراب شَعَلنَا ولت 8 اسر كا لا » يَقولُونَ اي چ ل ف رو مع اسول ی والۇمنين ا يتوقعونه من عدم م انقلاتم من قبضة قرش إِذا وطئوا تراب مكة » وقد أخبر الله رسوله ع عما کان يدور ٿي أدمفتهم من ظلنون في قوله ليل طَتَنُم أن ن يَنقَلِبَ اسول وَالْمُْسودَ يِل لين دا ورين لِك في قلوبكم وَطََنعُمْ طن السوء وكنْتمْ قَومًا بورا ر ۱ 1 بره — سبحانه عما سیطمع فيه المخلفون من اللحوف بالمؤمنين لإحراز المغائم التي تفيء إليهم بعد ذلك » وما يجب أن ابوا به حيثٹث ب قال ول المُحَلفون | ذا ا ِل امام لوقا ذرونا ۴ ( عولد ۳ وتنا ل ائ ل هون ِل لاس 0( 1 المغيبات التي لا يدركها إلا الله ( سبحانه ) › وفي نفس السورة إنذار الخلفين بانهم سيدعون إل قوم أولي باس شديد يقاتلونهم أو يسلمون ٠ الله ف لض « 0 ضمن ما ئي السورة من المغيبات هذه البشارة ۳ حملها إل النبى عَِهٍ وإلى الؤمنين قول الحق تعال قد صَدق اله 7 اويا باحق لَذْحلنَ الْمَسْجِدَ الحرم إن سَاءَ الله امن مُحَلقِينَ ١۱۲ روسكم ومُقَصرينَ لا تَحَافون فَعلِم ما لَمْ تَعْلمُوا فجَعَل من دُوتِ ذلك حا راهس ولم يعض عام واحد حتى أقر الله عيون الموْمنين بدخولم الملسجد ارام محرمين بعمرة القضية › وهم امنون مطمئنون محلقون رؤوسهم ومقصرون بعدما أحلوا الإحرام » وقد اشترك في هذه العمية جميع انين الذين صُّدوا عن الملسجد الحرام في عمرة الحديبية » وفي السورة نفسها وعد من لله للمؤمنين بغنائم متتابعة » وقد تحقق ذلك وكانت غنائم خيبر في مقدمتها › رمد ل فا سوه يه بظهور ديه عل مل دين ف و هُو الذي أَرَسَل رَسُولهُ بالْهُدى وَدِين الحَقٌ ليْظهرُ عَلى الدين كله وكفيٰ بادڈر شهيدَاڳ سس وقد أغبز الله هذا الوعد فعلت كلمة الله في رض وأشرق نور دنه احق فمزق ظلمات الأديان الباطلة › ويانب هذه الأحبار الغيبية في السورة وعود وبشائر أخري في سائر القران » منها ماي قول الحق تعالى وعد الله اين او نكم وَعَمِلوا الصالحات ليس لَستَْلفنهم في الأَرْض كما اسْتخُلف الْذِينَ من لهم وکن لهم دِيَهم الَذِيارتْضَى لهم وَلييدلهم مر من بع خوفهم امن َا دوي لايشركون بي شيا ومن كر بعد ذلِتَ فوك هم اسُِ ا والاية نزلت بشارة للمؤّمنين في ظرف حرج ووقت عصيب » ضرب فيه على المسلمين ي المدينة طوق من الحصار من قبل أعدائهم » إذ كانت جزيرة العرب ترميېم بأفلاذ كبدها » والدولة الاسلامية وليدة ناشئة مهددة بالقضاء عليها في مهدها » ولكن هذا الوعد وأمثاله مما كان يزلل به القران ينزل في قلوب الوْمنين السكينة » ويبعث فيها الطمأنينة » ويستثير العزائم » ويوقظ الحمم » و أن المسلمين كانوا بمكة اللكرمة مهددين من قبل رؤوس الكفر في نفوسهم ظلوا كذلك في المدينة المنورة مهددين في دولتهم الفتية › ؤنظامهم الناشيء وكانوا لا يكادون يضعون ١١۱ - أسلحتهم حشيه أُن تستباح بیصتہم 6 وداس کرامتېم »٤ لاسیما والعرب تتناوشهم 6 وفریش تۇلب علیہم 6 ویذکر أنه ف هذا الظرف القاسي جاءِ 1 لبي ته يسال تی باون يضر الحم ؟ فو الي و ال ت تصديقا لا پشر به النبي ( ل أفضل الصلاة والسلام ( اة مسبوقة بايات مبشرات نزلت بمكة المكرمة 4 منہا اقول الحق سبحانه نَا نص رسُلنًا كالذينَ امَنوا في الحَيَاةٍ اليا ويو يَقَوهُ الاسر والمومنون لثقتېم بوعد الله كانوا لايخفون هذه البشائر عن أعدائهم المشركين » وقد اتخذ منها المشركون مادة للسخرية والاستخفاف واهز باللؤمنين » فإِذا رأوهم مقبلين ق : جاءك ملوك الأرض الذين سيغلبون غدا ملك كسرى وقيصر » والنبي عي كان يبشر بهذا الوعد حتى في أحرج المواقف قف التي تضيق منها الصدور » ويضطرب فيا البال » فعندما خرج عي مهاجرا من مكه ومعه الصديق ( رضي الله عنه ) وكان المشركون یکادون يأخذون علیہما جميع المسالك بالرصد والتبع 6 إد کانوا يعدون من أيهم به حيا أو ميت بمائة قلوص » كان رسول الله ع في هذه اللحظات الحاسمة ينظر إلى وعد الله القاطع بالنصر وامكين وظهور هذا الدين على كل دين » حتی کانه من مته بہذا الوعد ینظر إل الموعود به مام ناظریه 6 وعندما حق به سراقه وصده الله تعالى عنه وطلب منه کتاب الأمان قال له النبي عي (كيف بك إِذا لبست سوار کسری ؟) إِن کل لبیب ليدرك بأدني تأمل أن هذا المنطق ليس منطقا بشريا عاديا وإنما هو منطق النبوة الخالدة والرسالة الصادقة ء فالبشر العادي في مئل هذه الساعات اللحرجة تضيقن به الْض ما رحبت » ونتبخر اماله 6 وتصدع عزائمه › وتتلاشى هممه › كيف وهو ( عليه أفضل الصلاة والسلام )تلفظه - ۱۲۷ أرضه التي هي مسقط رأسه ومنبت ابائه » ومسرح خيالاته › ویخرج منہا مع أحد أصحابه يقطعان رحلة في الصحراء تزيد عن أربعمائة وخمسين کیلومترا » ویکاد يکون على كل تلعة أو هضبة رصد من المشركين » فضلا عن الأفواج التي خرجت من ورائهما املة اللحاق بهما › لتشفي قريش غيظها منهما » فكيف يداعب خياله عي في هذه الحالة أمل أن تفتح لأصحابه مالك كسرى » حتى يلبس رجل عادي لايزال في ذلك الوقت على ملة الجاهلية سواري كسرى ؟ وإنما ذلك تعبير منه عك عن وعد الله الذي لا تبدیل لکلماته ولا اختلاف لیعاده. ولقد أنبز الله تعالى هذا الوعد » فانطلق المسلمون في أرجاء الارْض حاملين معهم لواء دعوة الحق » وأطاحوا بالأمبراطورية الأول في العام آنذاك » كا قضوا على السلطة القيصرية في أكثر مستعمراتها » وكادوا يأتون عليها في كل مكان » وأذاقوا الشعوب المقهورة الحرومة التي كانت تمن تحت وطأة الظلمة وسياط العسف وال جور نعمة العدل والحرية والكرامة » وعندما جيء الخليفة الراشد عمر بن الخطاب س رضي الله عنه ‏ بخزائن کسری وتاجه وسواريه دعا بسراقه وألبسه السوارين تحقيقا لا وعد به الرسول ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ء فمن الذي يصدق أن هذه الشراذم القليلة سوف تواجه في ان واحد أكبر دولتين في ذلك الوقت ‏ مثلهما كمثل روسيا وأمريكا في عالم اليوم ‏ وتتغلب عليهما » لولا أن الأمر أمر إلهي والوعد وعد رباني؟ ولو قال قائل «إن الرسول ع كان يستدل بقرائن الأحوال لا يقوله شأن الأذكياء النابهين فإن ذلك يره أن موازين العقل ومقاييس التجارب تقضي باستحالة أو شبه استحالة تحقق تلك الوعود » كيف يمكن لذه الأعداد القليلة من الؤمنين أن تواجه الدول ۱۲۸ س الكبرى من غير أن تسند ظهرها إلى دولة ذات قوة كقوتها ؟ فمن يصدق في عصرنا هذا أن جزية العرب مع ما يفيض فيا من الثراء ويتفجر منها من الطاقة تستطيع أن تتحرش بإحدى الدولتين الكبريين في هذا العصر بغزوها في عقر دارها اعتادًا على قوتها فضلا عن التحرش بہما معا ؟ مع أن أصحاب الرسول مَك الذين رفعوا لواء الجهاد لم يجمعوا قواهم لغزو دولة واحدة فحسب حتى يتغلبوا عليا ثم ينقلبوا إلى غيرها » بل انقسموا لتواجه طائفة منم هذه القوة » وتواجه الطائفة الأحرى القوة الأخرى » والعرب وإث عرفوا بالبأس وقوة المراس فإن ذلك لا يعني قدرتهم من قبل أنفسهم لواجهة القوى العالية » لاسيما أن العرب لم تكن حروبهم حروبا منظمة وإنما كانت حروبا قبلية ضيقة » والروم والفرس قد مارسوا الحروب وخبروها لمدة ثلاثة قرون واعتادت جيوشهم الانضباط العسكري › وأيدى كل جيش من هذين الجيشين الكبمين في المعارك التي دامت بينهما هذه المدة من مهارة الحرب وفنون القتال مالم تكن قبائل العرب على خب به فاي للجيش العربي أن يسحق جموع بني ساسان وبني الأصفر وهو يتكون من القبائل المتفرقة التي دأبت على التنافر والتناحر » وعرفت بالانفة والإباء بحيث يرفض كل قبيل [مرة القبيل الاخر ؟!. وهل كان رسول الله عي لو کان يستمد وعوده من مقاییس عقله ‏ يثق في اجتاع كلمة العرب وتخلصهم من عاداتهم التي طبعوا علما واستعلائهم على أنانيتهم التي عرفوا بها حتى يكونوا قوة تتحدى العام يسرو ؟ فلو كان هذا المنطق منطقا بشريا لحد من أول الأمر فاشلا نظرا إلى حالات القوم مع العلم أن النبي مَك لم يخرج بالجماعة المومنة معه ليخوض بها معركة خارج الجزيرة العربية حتى يقيس بها ما يمكن إحرازه على يد هذه الجماعة من نصر » اللهم إلا ما كان من معركة ( مؤّته ) التي كانت بين ۱۲۹ س اللسلمين والروم في اخر عهده عي » وقد اكلت هذه المعركة قادة الجيش الاسلامي قائدا بعد اخر » ولم يحقق المسلمون فيا نصرا ماديا وان بعثت في نفوسهم العزائم وأججت أشواقهم إِلي الاستشهاد في سبيل الله » ولعمري إن نظرة يلقيها العاقل إلى حال العرب وإلى ما وصلوا إليه من نصر على القوى العالية لتعود إِليه باليقين القاطع أنهم لم ينتصروا بقوتهم البشرية وإنما انتصروا بما وقر في قلويهم من الإيمان » والثقة بوعد الله ( سبحانه ) . فقد کان هولاء الأعراب الذين لم يتجاوزوا جزيرتهم القاحلة من قبل ولم يتعرفوا على ما عند الم من ن أنظمة السلم والحرب كانوا كأنما زويت لهم الأرض من أطرافها تحت أقدامهم › فلا يمدون أيدهم إلى جز منہا حتي يستسلم » ولا يشيرون بسيوفهم ورماحهم إلى أي مملكة من هذه الأرض الفسيحة حتى تتساقط أباطرتها من عليائهم » فيخروا على وجوههم » وهو إنجاز واضح لا وعد الله سبحانه ‏ به عباده المومنين الذين كانوا يستضعفون في الارض من النصر والقوة والظهور على أعدائهم والاستخلاف في ا » وإنجاز الله هذا الوعد عك المؤمنين في تلك العصور الغابرة لا يعنى أنه لن تكون دورة 7 من جديد وإنما الوسيلة إلى ذلك عل بأسباب النتصره وا أسبابه هرة نستجلها من نفس عبارات وعود الله . الله تعا ى يقول : ل وكان حَقا عَلينَا صر اموي ره ۷ سوه اورم ویقول : ولص الله من ر ان اله قوي عزیز الذي ان َكنَامُمْ في اررض قَامُوا الصّلاة وَاتَوا ركا وَأمَروا بالمَعُرُوف وتهوا عن الْمُنْكرِ ‎C0‏ ناا ويقول عز من قائل : نا لَص رسلا والذينَ اموا في الْحيَاقٍ اليا ويو يقو اهاد ره برس فالمان الراسخ في القلب المسيطر على الوجدان › والجنان الموجه للجوارح هو السبب الاأقوى في النصر والهكين ›. وهذا ايان يعني رفض جميع الالحة الختلقة التي تعبد من دون الله سواء كانت ١۱۳ س من البشر أم من الفواة أم من المطامع » وذلك واضح من قوله سبحانه : ل يعبدوني لا يُشرکون بی شيا رتيد ده وة بون والسلف الصاح عندما فتحوا الأرض فتحوها بعزاثم الإيمان وبسلاح اليقين ولم يكونوا يريدون علو في الارض ولا فسادا › وإنما کل مهم إقام الصلاة وإيتاء الركاة والامر بالمعروف والہي عن المنكر » ولذلك لم يكونوا يفتحون أعينهم على شيء من متاع الحياة الدنيا فلم يكن همهم جمع الغنائم بل تساوي التبر والتراب في ميزانهم ٠ ومثل هذه المبادىء استحقوا النصر من الله فاصبحت الارض ترجف من هیبتہم فد صدقوا الله فصدقهم اله ونصروه فنصرهم » وكانت قلوب أعدائهم تيف من سماع أخبارهم وألسنتمم تلذ بذکر محاسنہم فسارت باخبارهم الرکبان وبہرت فتوحاتهم عظماء التاريخ من بعدهمءحتى إن كبار القادة في العصر الحديث وقفوا حيارى مشدوهين أمام عظمة تأريخهم وسعة فتحهم ۽ ومن هولاء القائد الفرنسي نابليون القائل «لقد افتتح العرب نصف الكرة الارضية في نصف قرن من الزمان » مع أنه من المعلوم بديهة عدم تطور وسائل النقل في ذلك الوقت » وعدم وجود وسائل إعلام کہم من بٹ دعوتہم ف أوساط الشعوب والأم إلا الكلمة وحدها التي تخرج من لسان أحدهم فلا تلبث أن تغزو العقول وتستولى على القلوب لانہا تستمد قوتہا من صدقها فلا مخرج الكلمة من أفواههم إلا وقد صدقتما أعمالحم فتخرج نورا يسطع يضيء شعاعه القلوب المظلمة » ويفتح العقول المعلقة › فلا تلبث العقول والقلوب أن تتفاعل معها وتستجيب لندائها » وقد اتصف أولعك المؤّمنون فيما اتصفوا به بالصبر والحلم والاناة والحكمة › وكانت هذه الصفات مفاتيح ا المغاليق اللستعصية › ومن ثم لم يض وقت طويل من بعد انتقال الرسول عَ إلى الرفيق الأعلى حتى صاروا يطرقون أبواب الصين في الشرق وأبواب فرنسا في الغرب ولولا ما نكب به المسلمون من انحراف قادتهم السياسين عن الحق ١۱۳ - وتتكبهم عن الصراط السوي بإخلادهم إلى الدنيا واتغماسهم في الترف خفقت رايات الاسلام في هضاب أوروبا كلها ولنعمت الانسانية بحضارة الإسلام التي تنضح بالرحمة وتفيض بال خير › ويجد الأنسان البائس في ظله الوارف راحة الضمير وطمانينة النفس وهدوء البال. هذا وثم الكثير في القران من الأخبار الغيبية التي فسرها الزمن تفسيرا واضحا لاغموض فيه يؤكد إعجاز هذا الكتاب. ولعل بعض الناس يتومون أن بإمكان البشر التنبوٌ عن المستقبل اغتراراً يما يقوله الدجالون من الفرى » والواقع أن الغيب لله فليس بإمكان الخلوق الحكم على المستقبل إلا استنادا على إخبار الله تعالى » وكثيرا ما باء الدجالون بالفشل عندما يكشف المستقبل عن إفكهم › ويتضح بهذا البون الشاسع بين خبرهم وخبر القرآن الكريم الذي لا يمكن إلا أن يقي المستقبل شاهدا على صدقه وإن وافقوا الحقيقة في خبرهم فذلك من الشاذ الذي لا حكم له وما هي إلا مصادفة لم يحيطوا بہا علما « وقد سبق أن قال المنجمون إن عمورية لن تفتتح في عهد المعتصم إلا عند نضج التين والعنب واقترحوا على جيوش المسلمين أن ينتظروا إلى ذلك الوقت المحدد فلم يصغوا إليهم وتم الفتح قبل نضح التين والعنب » وقد حمل على هولاء الدجالين الشاعر أيو تمام في قصيدته التي افتتحها بقوله: السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب وفیہا يقول: سبعون ألفا كاساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب - ۱۳۲ والتاريخ في العصر الحديث يعتمد على الفلسفة العلمية التي لم تكن معلومة من قبل لدى الؤرخين القدامى ٠ ويستدل بالحفريات والاثار علي إثبات ما يثبته وإنكار ماينكرو » وقد جاءِ هذا المسلك في البحث من شواهد الاعجاز القراني في قصصه ء ولسنا بحاجة إلى ما يثبت صدق القران فإن إيماننا القاطع بأنه كتاب عزيز لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » تنزیل من حکم حميد لا يدع مالا لللشك في کل ما يخير به » واا نريد بذلك إقامة الحجة على الجاحدين الذين لا يصدقون بالدليل إلا إذا كان ماديا ملموسا وفي هذا أيضا طمأننينة لقلوب الؤمنين ا حكى الله عن ابراه عليه السلام قوله وَلكِنْ لمي قبي - ۱۳۳۴ الاعجاز الإئتلائي لقد كان نزول القران الكريم في ثلاث وعشرين سنة : ثلاث عشرة منبا بمكة » وعشر بالمدينة » وكان يواجه في نزوله ظروفا مختلفة ٠ ويعالج مشاكل متنوعة » ويقاوم تحديات متجددة » وتأتي فيه ألوان من القضايا › ففيه الأمر والنبي » والوعد والوعيد » والوعظط والتذكير » والقصص والامثال 9 وخبر الماضي والحاضر والمستقبل › ومع ذلك فإن بعضه يشد بعضا» لاتيد فيه ما يدل على التناقض أو يشير إلى الاختلاف ءولو كان كلام بشر لتعذر أن يصل إلى هذا الحد من الائتلاف والترابط » إذ ليس من المعقول ألا يسجل على كلام إنسان في ظرف عقدين من السنينشيءمن التناقض والاختلاف لا سيما وهو يواجه أحوالا متبايتة. ويتعرض لردود مختلفة » ويتحدث عن موضوعات متعددة › وتستطيع في الجلسة الواحدة أن تيد في كلام الانسان كثيرا من الاحتلاف والتناقض » وثيد النبغاء الماهرين يؤلفون كتابا في موضوع بعينه » سواء أكان دينيا أم فلسفيا أم علميا أم أدبيا ء فإذا أخذت تقلب صفحاته وجدت فيه كثيا من الاختلاف › بل كل كاتب أو مؤلف كلما أعاد النظر فیما کتب او ألف وجد كثيا من النقائلض التي تستدعي الإصلاح . ٠ بيا الكتاب العزيز لا يعثر أحد من المبصرين المنصفين بين سوره واياته عى مايمكن أن يعد اختلافا أو تتاقضا » ولله ( سبحانه ) يثير انتباهنا ل ذلك بقوله لاقلا يعد برون القن ن ولو کان من عند غير الله و لوَجدُوا ف فيه لحلاف كاسم وإذا كان هنالك من المستشرقين من يزعم أنه عثر على شيء ما يعده تناقضا في القران فإن ذلك ناتج عن أحد أمرين » إما قصر الفهم ١۱۳ وضعف النظر في مدلولات الايات ٠ وإما الحقد الدفين الذى ينسج من الأوهام والخيالات ما تصوره أقلام أولعك الحاقدين حقائق واقعه » ولقد فند كثير من علماء التفسير مزاعمهم » وبددوا شبَههم » وارجو التوفيق لبسط ١۱۲ س — الاعجاز العلمي القران يخاطب العقل فى كل العصور القران الكرم صراط هداية › وکتاب دعوة ٤ ومنہج حياة » :۱ ینزله الله ( سبحانه ) لبحث دقائق علم الطب »٤ أم الفلك أو غيرهما » وإنا آنزله ليكون نورا يضيء للانسانية طريق حياتها › ويبصرها بجا يضرها وما ينفعها » غير أن الانسان هو جز من الموجودات في هذا الكون يربطه به رباط وثيق » لأنه في الحقيقة الحور الذي تدور عليه رحاه » والكون كله صفحات مهيأة لدراسة الانسان » كل سطر من سطورها حافل با لا يخصی عددا من ايات الله الشاهدة على وجوده الناطقة بتسبيحه وحمده » فلا يكاد اللبيب الموفق يفتح عينيه على شيء يتلوه من هذه السطور حتى يِتليء قلبه إيمانا بمبدع الكون الذي تسبح بحمده كل ذرة في هذا الوجود » وتسجد خاضعة لجلاله وكبريائه › فلا يجد اللبيب الموفق مناصا من التجاوب مم ذرات الكون في تسبيحها » والتفاعل معها في سجودها لله اندها أو : ولا يشذ عن ذلك إلا من ; تكدرت فطرته وتعفنت طبيعته » فأظلم عقله » وحار فكره بسبب هذا كله جاء القران الكريم ليفتح عيني الإنسان على صفحات هذا الكون الواسع ٠ ويأخذ بيده ليطوف به في معارض هذا الوجود » وكثيرا ما كان في ذلك يبصر الانسان با لم تفتح عليه عیناه :من قبل من حقائق کونیه شاء الله ( سبحانه ) ألا تخرج للناس من طوايا الخفاء إلا بعد أزمنة متطاولة من نزول الكتاب سواء كانت هذه الحقائق في ذات الإنسان نفسه أم في الأرض التي جعلها الله مهده ومرتعه » أم في سائر الأجرام التي ترتبط بها الأرْض بسنة الجاذبية أم في الفضاء السحيق الذي تسبح في خضمه الائل هذه الأجرام دون أن يحدث أي ١۱۳ س صدام بينها أو خلل في سيرها » واكتشاف الانسان ذه الحقائق إنما هو اكتشاف لنوع خر من إعجاز القران الذي تحدث عنها قبل تصور الإنسان لا بأكثر من عشرة قرون » ولكن مما أن القران هو خطاب الغيب الموجه إلى الدهر كله لا يتصادم في أخباره مع عقلية أي عصر من عصور هذا الدهر › فكل عصر يفهم من لغته بقدر اتساع افاق علمه وهذا من إعجاز بيانه ا ذكرنا من قبل » ولا يكاد التطور العلمي يتمخض عن حقيقة انطوى عليها سر الوجود إلا وتجد القران الكرم إما دالا عليها بوضوح عبارته أو موميا إليها بمجمل إشارته › وقد وعد الله سبحانه بتجلية هذه الحقائق للناس لتستيين م حجة القران الذي دل علا أو أشار إلا بعلمو أنه من عند اله تعلى لل ارم إن كات من عد ال ثم كردم به من | ممن هُو في شقاقي بڃيلي » سهم ايايا في الافاق وَفي م حي ت م عل أو م بف بت ان على ل شي ٿهيڌ آلا هم في مه من فاءِ رهم ألا اله يكل شيءِ ص مجيط. .رست . »م ولعمري ماأيين دلالة هذه الايات على مااكتشفه الناس في أنفسهم وفي الكون من حوفم من نواميس الفلق وأسرار الوجود التي يعد كل فرد منها شاهد صدق على إعجاز القران‌فلايبقىمعەمجال للشك ٠ وفي التأكيد المتتالي بأن الله على كل شهيد وأنه بكل شيء محيط دلالة واضحة على أن مدلول الاية أوسع وأشمل وأدق مما وصلت إليه أفهام النا س ومن قبل هذە الاكتشافات.وما أحسن ما قاله الأستاذ الرافعي «إن لم يكن الأعجاز في هذا التعبير ظاهر بداهة فليس يصح في الأذهان شيء › وتشير بداية سورة الفرقان إل انطواء القران الكرم على عجائب الخلق في هذا الكون ققد جاء فیہا لوقال الذِيَ كفَروا ِن هذا إلا ِف اقترا وأعَانَه عليه قوم ارون فَفَذُ جوا طُلْمّا وَُورا » وَقالوا اسَاطلير الأَرَلنَ اكَتَهَا فَهي تلو عَليه بكر ۱۳۷ وأصیلا » قل لَه الذي يلِم الس في السمواتٍ الارض. ‎a‏ ‏ففي هذا الرد عى هذه الماعم الباطلة والشبمات الواهية بان هذا القران الذي يزعمون افتراءه منزل ممن يعلم السر في السموات والأرْض دليل على انطوائه علي عجائب السموات والارض الدالة على عجز الخلوقين » ولو تضافرت جهودهم عن عن الأتيان مثله وانما هو تنزيل ممن ل اسار الوجود وخيط بدقائمه. العلم الحديث ومعجزة القران ولقد أخذت هذه الحقائق تتكشف برهة بعد أخرى ما لايبقى معه شك في عجز الخلوقين عن مثله » وقد اتضح ذلك لغير المسلمين فأذعنت ألسنتهم وأقلامهم لمعجزة القرآن › وإن لم يحالفهم التوفيق فيتبعوا نوره » ومن يين هلا الدكتور ( موريس بوكاي ) الذي سبق أن ذكرته » وقد ألف في ذلك کتابا سماه «العلم في التوراة والانجيل والقران» أوضح فيه تعذر کون القران من عند الناس واستحالة كونه غير منه شيء » وأثبت فيه أن الكتابين السابقين قد أصابهما كثير من التحريف والتبديل » وقد استبصر في بحثه هذا بنور العلم الحديث › هذا وقد وقف المفسرون حيال هذه الاكتشافات مواقف متباينة فمنهم المفرط ومنهم المفرّط ومنهم المعتدل ٠ أما المفرطون فهم قوم فتنوا بالعلم الحديث ونظرياته الختلفة » فاخذوا يفسرون القران بما يتلاءم مع تلك النظريات › ولو لم يحتملها لفظه وهم وإن كانت لحم نية حسنة ‏ فإنمم يعرضون نصوص القران للخطر ٠ فالنظريات العلمية كثير ماتناسخ » ويقضي بعضها على بعض » أو يعدل بعضها بعضاً » فإذا سر القران بشيء من هذه النظريات ثم تُسِخت النظرية بنظرية أُخری كان ذلك سببا لتعريض القران للرد والتكذيب. - ۱۳۸ وما المفرّطون فهم قوم اقتصروا على آراء السلف في التفسير » وعصبوا أعينهم عن العلم الحديث ودلائله » وأما المعتدلون فهم الذين جعلوا القران هو الأأصل وحملوا عليه الحقائق العلمية التي دلت عليها آياته دلالة واضحة دون النظريات التي لا تستقر على حال وما كان من هذه النظريات مۇيدا بدلائل ايات الكتاب قبلوه › وما كان مدلولا عليه بها دلالة غامضة قبلوه بتحفظ 5© خشية تعريض كتاب الله للتعديل والتبديل › وفي نظري أن هذا امج هو المنمج الوسط إذلاسبيل لان تُغمض أعيننا عن الحقائق العلمية الثابتة التي دل عليها القران أو أشار إليها » ونتمسك بأقوال الماضين التي حشیت بكثير من الاسرائيليات الزائفة مع ان القران نفسه واضح في أن ايات الله الكونية ستتجلى للناس بصدقه وستقطع ألسنة الجاحدين با يتكشف متها من الشواهد القاطعةبإعجازه › ا أنه لا سبيل لي أعناق الايات حتى تخضع لنظرية هذا أو ذاك من قوم كثيرا ما يبنون نظرياتهم على نظرتهم المادية القاصرة إلى الكون والحياة » وما لايشك فيه أن خوض هذا العباب المتلاطم الرهيب يستلزم خب ودراية ولست جديرا بمثل هذا الأمر » فإِني لم أتخصص في نوع من أنواع هذه العلوم » بل لم يكتب الله لي أن ألتحق بدراسة نظامية وم أتمكن من الوقوف على مختبر للنظر في حقيقة علمية وما بضاعتي من ذلك إلا مزجاة » غير أني أستعين الله تعالى في التحدث عن نماذج من الاعجاز العلمي في القران بحسب ما وصلت إليه من خلال مطالعاتي لا قاله الكاتبون المتخصصون في الدراسات العلمية › وإلى القارىء الكرم ما نسخ الذهن منہا: - ۱۳۹ تماذج من الانمجاز العلمى ١ یقول تال ولذ حلفا الانسانَ من سُلاّة ن يلين ن جه تطفة في فار مَكِين ثم لقا المطفة عَلقَة لقنا العلقة مضع فحلقتا الْمُضْعَةً عِظَامافكسونًا العظاءُ لما ثم نانا حلفا حر فَبَارَكَ الله اخسن الحَالقِي د -» هذه الاية الكرهة فيا بيان مبداً خلق الانسان وأطواره » أنزها الله على نبي أمي لم یکن يتلو من کتاب ولا يخطه بيمینه ولا يسمع محاضرات في علوم الأجنة » وم يكن قومه على علم بام من هذه الأمور »ولم تكن أنفسهم تحدثهم بأ يتطلعوالشيء من هذه الأسرار » وأول ما بدأت به الاية بيان أن الطين هو العنصر الأول الذي خلق منه الانسان ودلالتها على ذلك واضحة لا غبار عليها » وفي الانسان نفسه شواهد جمة على صدق هذا الخبر فإن عناصر التراب كلها موجودة في جسمه » ثم تلا ذلك بيان سلسلة الأطوار التي يمر بها الجنين في الرحم » مع بيان طبيعة الرحم التي لم يكن الناس على علم بها » إذ وصفته الاية الكرمة بأنه قرار مكين » وما أدق هذا الوصف وأكثر انطباقه على طبيعة الرحم التي لم تصل إليها عقول البشر إلا في العصر الحديث » فالرحم تحيط به عظام الحوض التي تحفظ سلامة الجنين مما يصيب بطن أمه وظهرها من اللكمات والحزات » وعلى بابه حماية للجنين تتكون من إفرازات تقيه مخاطر ر ائم التي يخشى منها الفتك به لولا حيلولتها دون ذلك » ومثل عظام الحوض الحصينة التي تحمي الجنين مثل الحصن المنيع ٠ ومثل الافرازات التي تدفع عنه الجرائم مثل الجنود المدافعين » وليس وصف أبلغ تصويرا لذلك من قول الحق تعالى قار کين فإن القرار موضع الاستقرار والطمانينة › والمكين من المكانة وهي دالة على القوة والثبات › وتنتقل الاية الكريمة من وصف الرحم إلى ١١٤٠ - الكشف عن سلسلة الأطوار التي يمر بها الجنين فيه » فلا يليث أن يتحول من نطفة إلى علقة بسبب ما يكون من اتصال الحيوان المنوي بالبويضة وتعانقهما » وما يتبع ذلك من علوقهما بجدار الرحم وطعن البويضة له خاصية حادة يدعت فيا فيتفجر عن دع منهمر يسح في خضمه هذا الكائن الجديد ويستمد مته غذاءه ونموه حتى يصل إلى المرحلة التاليةوهي الملضغة وتبقى هذه المضغة بين جوانب الرحم أشبه في ترددها باللقمة التي يضغها الكل ثم يتكون منها الميكل العظمي الذي يُكسى بعد ذلك باللحم » ولم يكن الناس يتصورون أن العظام تتكون قبل اللحم حتى اكتشف ذلك العلم الحديث ۽ والقران الكريم قد سبق الاكتشاف العلمي بثلائة عشر قا وما أدق تصويره لذلك في قوله لإفَكسَونًا العام ما فإن الفاء للترتيب والعطف بها يدل على تأخر المعطوف عن المعطوف عليه. والعلم الجديد يفسر لنا بوضوح مقصود الاية حيث يقرر أنه لا تنبت خلية من خلايا اللحم حتى تتكون جميم خلايا العظام › وتبين الاية تحول الجنين بعد ذلك إلى خلق اخر حيث تجتمع فيه صورة الانسان وتنفخ فيه الروح » وفي هذا ما يشير إلى أن الانسان يتميز عن غيو في الرحم بعد سلسلة الأطوار التى يمر با أولا..أما قبل ذلك فلا يتميز جنين الاأنسان عن غيرد من الأجنة » فهل يعقل أن يكشف عن هذه الحقيقة الغيبية رجل أمي نشا في بيئة بدائية لا تعرف العلم ولاتتصوره وفي عصر كان فيه البشر كلهم بعيدين عن تصور حقائق الكون على طبيعتها ما عدا الأمور الظاهرة » أو ليس في دراسة هذه الاية الكرمة ومقابلة ما فيا بالاكتشافات العلمية ما يكفي دليلا لن استبصر أن هذا القرآن تل من حك حميد » يعلم السر يي السموات والاْض ٤ ونحن إذا عدنا نفكر في الجتمع الذي نشا فيه ١٤۱ الرسول عة نجده مجتمعا منغلقا على نفسه بعيدا عن حضارات الأم المعاصرة له بحيث لا يتصور ما يكون عند غيو حتى من وسائل الدفاع في الحرب »٠ وفي قصة الخندق ما يكفي دليلا على ذلك فقد اقترح سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) على النبي َيه ولمؤمنين عندما رمتهم جزيرة العرب بأفلاذ كبدها في حادثة الأحزاب أن يحيطوا المدينة المنورة بخندق يحمي أهلها من اقتحام خصومهم عليهم » وقد كان هذا الخندق مثار عجب المسلمين والمشركين إذ لم يألفوا مثل هذه الوسيلة في الدفاع » فهل يعقل من مثل هولاء الناس أن يسابقوا الزمن فيكتشفوا ما لم يكتشفه غورهم إلا .بعد مرور ثلاثة عشر قرنا . ١ يقول سبحانه ويل مِنَ السَمَاءِ ِن جبالي فيها من ردس » هذا التعبير صرع في أن السحاب الذي نراه بابصارنا في الارض كالبساط هو جبال من الود » ولا يستطيع الانسان في الأرض أن يكتشف بيصن طبيعة السحاب ويدرك أنه ركام كالجبال سواء كان يشي على سهول الارض أو صاعدا على قمم الجبال » وإنما يكتشف طبيعته الراكب على الطائرة التي تخر عباب الجو فيراه ك وصفه القران جبالا شاهقة بينها مايشبه الحمضاب والأدية » ولم تكن الطائرة انذاك معروفة فضلا عن كونها موجودة » ولم يكن عند الناس منظار يمكنهم من رؤية السحاب على طبيعته وم تکن ي مجتمع الرسول 2 مدرسة لدراسة الطبيعة حتی يدرك هذه الحقيقة وقد أصبح الانسان العادي يبصر بام عينيه هذه الحقيقة التي كشف عنها القران بمجرد ما يركب طائرة ومر به على سحاب . ۲ يقول تعالى ل ومن كل شَيْءِ لقنا رَوْجيْن رست ویقول ل سبْحَانَ الذي حَلَق الأرواج كلها مما ثبت الأَرْض وَمِنْ أَنفُسيهم وَمِمًا لا يَعلَمُون م في هاتين الايتين دلالة لا تقبل الشك على تزاوج الكائنات بأسرها لا سييما آية الذاريات لأن كلمة الشيء هي أعم العمومات › وهي واضحة في أن الله جعل من کل شيء زوجين » ولم يکن الناس يدرکون ان هذه السنة تتجاوز الناس والحيوانات وبعض النباتات كالنخل إلى غيرها › وقد كشف العلم عما اخبر به القران فان ذرة اليدروجين وهي من أخف الذرات تتكون من جزءِ سالب وجزءِ موجب وبالتفاعل الذي يکون بينهما تتكون الطاقة ى والكهرباء لا تعطي معطياتها المتنوعة إلا إذا التقى السائل الموجب بالسائل السالب وتفاعلا وبافتراقهما يتوقف مفعوما وتنعدم الطاقة الكهريية وليس ببعيد أن يهتدي العلماء الباحثون إلى أن الأمر أعم وأشمل فهم في طريقهم إلى فرض نظرية أن بداية الکون من هذه الذرات. ٤ يقول عز وجل طوأنبتَا فِيهَا من کل شي موزو نسم وقد كشف العلم عن نسب دقيقة من عناصر الأرض توجد في كل جنس مر من الغار بحيث لا تيد ذرة من جزيء عنصر في مرة واحدة عما في سائر جنسها » فلو زادت ذرة أو نقصت ذرة من تفاحة أو عنبه أو رمانه لتحولت إلى غير جنسها » ويمكن من خلال دراسة طبيعة النباتات والغار رد جميع َ وب إل ما دلت عليه هذه الاية الكرمة وذلك يستوجب تأليف كتاب س حافل بدقائق علم النباتات. يقول سبحانه طلإِنًا کل شي لماه 4 بقَدر س » ويقول ولق کا ل شيءِ فقَدرهُ يراسد » ويقول لإوكل شيءِ عِنْدَه قدا رىد كل واحدة من هذه الايات ذات الحروف القليلة والمعاني الواسعة تقر حقيقة نظام الكون بأسر » فإن كل ما في الكون مقدر تقدیرا دقیقا بحیث لو زاد أو تقص لأدى إلى اختلال » إما في التوازن العام أو التوازن الخاص »› فالانسان نفسه كل شيء فيه بمقدار » والارض التي هي مهده ومرتعه کل شيء منہا ١١٤ا بمقدار » حجمها » ووزنها » وماؤها › وقشرتها ودورانما » ونسبة الا کسجين الكائنات النبثة في هذا الفضاء المائل الرهيب هي بمقادير معينة » فجميع الأجرام مقدرة تقديرا في حجمها ووزنها وسمها › والمسافات التي تفصل الدقيقة التى لا تكاد تبصر إلا بالمجهر هي بمقادير معينة في کل ما فیا من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات › ولنلق الضوء على الارض اولا. لقد هيا الله تعالى الارض لان تكون قرارا للإنسان» وزودها بكل مانحتاج إليه من ضرورات الحياة وكالياتها » وجهزها با لم يجهز به غيرها من الأجرام من وسائل الحياة » والقرآن الكريم يفتح الأبصار على ذلك إذ يقول طرفي الأرْض أياث وينم فحجم الأرض جعله الله بمقدار › ولو كانت أصغر من حجمها لانخفضت جاذبيتها › ولتعذرت الحياة عليها أوتعسرت » فإن الضغط الجوي عليها بطبيعة جاذبيتها المعهودة هو بمقدار خمسة عشر رطلا على كل بوصة بحيث يحمل كل إنسان من الحواء اثنين وعشرين ألفا وشانمائة وأربعين رطلا » وإنما لا يشعر بهذا الحمل لتعادل الضغط من كل جانب ٠ فمثله كمثل السابح في عمق الاء لا يشعر يثقل الماء عليه » ولو كانت الأرض في ربع قطرها بحيث تكون في حجم القمر لانخفضت جاذبيتها إلى سدس جاذبيتها الحالية وتعذر أن تمسك الماء والمواء من حوفا ولأدى ذلك إلى برودتها ليلا إلى حد التجمد » وحرارتها نهارا إل حد الاحتراق » ولو كانت أكبر من حجمها لزاد الضغط بمقدار زيادتها » فلو كانت في حجم الشمس لتضاعفت جاذبيتها إلى مائة وخمسين مرة » ولبلغ ضغط الواء زنة طن على كل بوصة وتعذرت نشأة الأجسام ٤٤ا ونموها وامتنع وجود العقل في الإنسان ء والقشرة الأرضية هي بمقدار أيضا › فلو كانت أسمك بنحو عشرة أقدام لامتص ثالي أكسيد الكربون الأكسجين وتعذر نمو النبات وتعذرت بالتالى الحياة على الارْض ٠ وعمق البحر فا بمقدار كذلك » فلو كان أعمق ببضعة أقدام عما هو عليه لانجذب إليه الأكسجين وتوقف النبات وتعذرت الحياة » والبحر يغمر ثلائة أرباع مساحة الاْض وهو بمقدار ماينظفها من الأدران › والغلاف الوافى يقدر بخمسائه ميل يحيط بالكرة الأرضية من جوانبها وهو يتعادل مع حجم اض ٠ إذ لوكانت أصغر من ذلك لارتفع الغلاف وتلاشى وحلت الكارثه على الأرض ومن فيها وما فيها » فإن هذ الغلاف يحمى الأْض وما عليها من الشهب التى تتقادف فى هذا الفضاء ٠ وتنطلق فى سرعة رصاص بندقية بتسعين مرة » بحيث لو مرت على إنسان لكان مرورها وحده كافيا فى إهلاكه لسرعتها وحرارتها الملتبة » ونسبة الأكسجين فى الأْض بمقدار وهى إحدى وعشرون فى المائه . ولو انحخفضت إلى عش في الائة لتعذرت وسائل الحياة » فإن الأنسان في هذه الحالة تعوزه النار التي يطبخ بها طعامه » ولو ارتفعت إلى خمسين في الائة لادى هذا الارتفاع إلى خطورة بالغة بحيث لو لمع رق لكفت شرارة منه لن تأقي على غابة بأسرها » ودوران الأرض حول نفسها مقدار فهي تدور بقدر ألف ميل في الساعة الواحدة » وبهذا يكون الليل والنہار في ظرف أربع وعشرین ساعة تستکمل فیا الرض دورتہا حول نفسها › ولو قلت هذه السرعه إلى قدر مائتي ميل في الساعة لطال الليل والنهار ولاشتدت برودة الليل وحرارة النهار إلى حد ألا يطيقهما الإنسان » والمسافة بين الأرض والقمر بمقدار مائتين وأربعين ألف ميل وذلك بقدر ما يحفظ توازن المياه في الأرض ٠ لأن للقمر تأثيرا في حركة الجزر والد » فلو كان أبعد لغارت الياه » ولو كان أقرب لفاضت على ١٤۱ الرض » والمسافة بينها وبين الشمس بمقدار ثلائة وتسعين مليونا › ولو كانت أبعد من ذلك لتجمدت الارْض ٠ ولو كانت أقرب لصهرتها بحرارتها التي لا تُطاق ٠ وما يصل إلى الأْض من الطاقة الشمسية جزء من مليوني جز وهو مقدار ما ينمي النباتات ويزود الأجسام بالطاقة الحرارية › ولو زاد عن ذلك لاشتد ليب الحرارة في الأجسام وتأثرت النباتات › ولو كان في مكان الشمس أحد النجوم الضخمة كالشعرى المانية أو السماك الراح » أو سهيل برت الأيض » فإن الشعرى امانية أكبر من الشمس بعشرين ضعفا وأقوى منها بخمسين مرة » والسماك الراح أضخم منها بغانين مرة ونوره أقوى من نورها بخانيةالاف ضعف » وسهيل أقوى منها بألفين وخمسمائة مرة » على أن هناك من العلماء المحدئين من يثبت أن الشعرى أكبر من هذا القدر بأعداد هائلة وليس ذلك ببعيد. رو وس م ر فلأمر ما تمدح الخالق ( سبحانه ) في كتايه أنه ربا وان هُو رب الشغرى رم وإذا تجاوزنا حدود الْض قلیلا إلى اها » ککوا کب المحموعة الشمسية › نید التناسق بینہا مرتبطا بمقادیر أحجامها ودورانہا وطبائعها » فلكل منها حجمه الخاص ودورانه المقدر وتأثيو الدقيق في هذه امجموعة وهي تسعه ة مع الأرض تدور حول أمها الشمس ومعهن واحد وٹلاڻون قمر توابع ههن وثلائون ألا من النجيمات والاف من ذوات الأذناب وأعداد هائلة من الشهب » والشمس ليست بينهن ثاينة بل هي تبري کا أخبر الله go ‏و2‎ . تعالی عنہا بقوله ئووالشمس ندجري لمستقر لھا س ويقدر دورانہا حول نفسها بستائة ئة ألف ميل في الساعة الواحدة وكل هذه الأجرام تابعة ا في هذا الدوران » ولا دوران اخر مع كل توابعها على الحاشية الخارجية للمجرة › وهي تبتعد عن هذه الحاشية بسرعة اثني عشر ميلا في كل ثانية » وما هذه المجموعة الشمسية إلا واحدة من الملايين التي لا تُخصى من ب ١١٤۱ - المجموعات التي تنتسب إلى نفس هذه الجرة التي تقع فيا مجموعتنا الشمسية › وقطر هذه الجر يقدر ببائة ألف سنة ضوئية › والسنة الضوئية تقدر بسائة مليون مليون من الأميال » لن الضوء يقطع في الثانية الواحده مائة ألف ميل وستةومانين ألف وثلانمائة ميل«أى ثلانمائه ألف كيلو متر » والمسافة بين الأرض والشمس سبع دقائق بسرعة الضوء ويمكن أن يدور الضوء على الكرة الأرضية فى الحدود الاستوائية سبع مرات فى الثانيةالواحدة © والارْض تبعد عن مركز هذه المج بثلائين ألف سنة ضوئية » وما هذه أيضا إلا يجموعة من أعداد هائلة من المجرات يقدر الفلكيون ما اكتشفوه منها خنسمائة مليون مضروبة في »0-۰ ر505 ,0 ,0.0 ,000» من الملايين ويقدر بالتعادل النسبي ما في كل محرة من النجوم مائة مليار » ولا تنس أن كل ما في هذه المجرات مقدر تقديرا دقيقا بحيث لو وقع اي خلل في شيء منہا لادی إلى اختلال التوازن العام للأجرام الفلكية فينتج عن ذلك تهاويها وسقوط بعضها على بعض فيؤدي إلى تلاشي الكون وهلاك ما فيه » وذلك ما وعدنا به في الكتاب عند قيام الساعة » فالله تعالى يقول ذا السّمَاءُ انفطرّت وزذا الكواكب النقت سير ي وفي هاتين الايتين إشارة واضحة إلى سنة الجاذبية التى تربط بين هذه الأجرام وهي من إعجاز القران ودلائل صدق النبوة » فإن الناس في ذلك العهد ما كانوا يتصورون الجاذبية ولا يخطر ببالحم نظامها الذى يربط بين الأجرام الفلكية » وهذه الدقة في مقادير الأشياء في هذا الكون هي التى جعلها الله عاملا في حفظ نظامه وأداءِ كل جزء مته مهمته › وهي واضحة ي كل دقيق وجليل من طبيعة هذا الوجود من الذرة إلى المجرة » فالمجرات على كثرها الحائلة يوجد بينها هذا التقدير ألدقيق في كل شيء منها » فلو فكرنا في أبعد المجرات عنا لوجدناها مرتبطة بمجرتنا التي تنتسب إليها جموعتنا الشمسية بحسب ما أودع الله ( سبحانه ) في کل منها ۷١١٤۱ بائع خاصة كانت العامل المهم في التلائ بينها » حتى أصبح هذا الكون الفسيح وحدة متكاملة يشد بعضه بعضا › ويكمل كل جزء منه غيرو » ومع أن علماء الفلك يختلفون في تقدير أبعاد المجرات بحسب ما يتسنى لحم من للاكتشافات العلمية فإنهم متفقون على :وجود هذا الترابط الدقيق ٠ وأذكر أنني منذ عشر سنين قرأت كتابا عن الكون وجدت فيه أن أبعد عجر يقدر بعدها عن الارض بخمسمائة مليون سنة ضوئية » وما ليشت إلا قليلا حتى اطلعت في مجلة ( العرني ) على مقال للذكتور أحمد زكي في المقاييس جاء فيه ان أبعد مجرة عن الْض قد اكتشفت بأكبر منظار بينها وبين الارض نحو ألفي مليون من السنين الضوئية » ولم ألبث بعد ذلك إلا بضعة شهور حتى اطلعت على بحث آخر لأحد العلماء اللتخصصين جاء فيه : أن أبعد محرة تبعد عن الاْض بخمسة الاف مليون سنة ضوئية › وف هذا ما يدل دلالة واضحة على أن البشر لم يكتشفوا من هذا الكون | إلا زاوية صخر طومَاأونِينُم ص العلم إ إلا قليلاک ارود وهناك نظرية يكاد علماء الكون يطبقون عليها وهي تمدده المستمر بحيث لو قدر هذا الكون أن يبقى ألف وثلانمائة مليون عام لصار ضعف ما هو عليه الان وما يدرينا إن كانت هذه النظرية صادقة أن تكون الاشارة إليها في قول الحق سبحانه ل وَالسَمَاءُ بَينَاَا بايد وَإِنًا لمُوسون مدر وإذا کنا نقف حائرين عندما ندرك الدقة في الأجرام الفلكية المائلة بحث يكون كل واحد منها مقدرا في حجمه ووزنه وطبعه ودورانه وطاقته والمسافة التي تفصل بينه وبين غيو فإن الأمر يكاد يكون أعجب عندما ندرك أن هذه الدقة توجد في أدق ما يعرفه الناس وهو الذرة فإن الذرات ها نفس السنة الكونية التي هي في الأجرام الفلكية وحسينا أن نعرف أن النظام الشمسي في المجموعة الشمسية هو نفسه نظام هذه الذرة الهينة التي لا تكاد تبصر حتى بأشعة المجهر ٠ فإن ۱۸ ب الالكترونات تدور على نواة الذرة دورانا هائلا يقدر بملايين المرات في الثانية الواحدة وكل ما في هذه الذرات الدقيقة من بروتونات ونيوترونات وألكترونات مقدر تقديرا بحيث لو زاد شيء أو نقص لأدى إلى الخلل في نظامها › والخلل الذى يكون في الذرة يؤثر على غيرها فالاْض مثلا بکل ما فیہا من نبات وإنسان وحيوان وهواء تتكون من عناصر هي نحو المائة أخفها الميدروجين وأثقلها اليورانيوم › والعناصر تنقسم إلى جزيئات 5 والجزيئات تنقسم إلى ذرات وزنة جرام واحد من ذرات رات اراو تقدر بلي مليون مليون مليون من الذرات › فما بالك بالميدروجين الذى هو أخفها › وانك لمتلكك الدهشة ويستولي عليك الاستغراب إذا علمت أن عناصر كل مركب مقدرة تقديرا » وجزيئات كل عنصر فيه محدودة بحیث لا تزید ولا تنقص » وذرات کل جزیء بمقدار ٤ ولو کانت ثم زيادة أو نقص لانت سببا للخلل › فسبحان من خلق كل شيءِ فقدره تقدير . ولنترك الذرات والمجرات ولننظر في تكوين الأنسان ء هذا الأنسان الذى أودع الله فيه عجائب الكون » وجهزه بالطاقات الختلفة الحسية والمعنوية التي أهلته حمل أمانة الخلافة في الأرض » ومكنته من فرض إرادته فيا » فإٍن هذا الإنسان نفسه خحلق كل شيء منه بمقدار › وما أروع ذلك الشعور الذى يمتلك لب الؤمن وهو يتلو ايات الله تعالى على صفحات التكوين الإنساني بمنظار العم يا يسمع مناديا للحق يناديه : ل وَفي رض يات لِلمُوقِِسَ وي أْفْسِِكْ اقلا يضرو 4 دمت , .م والانسان عام فسيح » بل هو عوالم » فطبيعته عالم » ونفسه عالم » وأفكاره عام » ومشاعره عالم » وغرائزن عالم » وحواسه عام »بله الروح التي هي من أمر ري . وما اعمق أسرار التكوين الإنساي وأكثر عجائبه › وكل من يدرس أسرار هذا التكوين تأخذه الحيرة وتتملكه الدهشة ٠ وقد سبق أن ذكرت أن ۹٤۱ س وهذه الخلايا م تخلق سدى ٠ بل لكل خلية وظيفة في حياة الأنسان › والدماغ وحده الذى هو مركز الحركة والحس في الجسم يشتمل على أربعة عشر مليارا من الخلايا: ألف مليون خلية منها وظيفتما الاستقبال والتصدير وهي الخلايا العصبية تمتد منها أسلاك دقيقة إل الجسم تدعى بالانسجة العصبية بوساطتہا نسمع ونری ونتذوق ونتحرك ونحس اد هي الى تودی ِل الدماغ الأصوات والصور ء فالذبذبات الضوئية يلتقطها مائة وثلاثون مليونا من الخلايا البصرية في كل عين › وهي تقوم بدورها لنقلها إلى الدماغ ٠ والأصوات تلتقطها عشرة الاف خلية لتؤديها إلى الدماغ كذلك ٠ وتنقل أنواع المذاقات إلى الدماغ ثلاثة الاف خلية » وإذا لامست الجلد حررة أو قاربته تولت ثلاثون ألف خلية نقلها إلى الدماغ » وإذا لامست البرودة الجسم نقل ربم مليون خلية حسها إلى الدماغ فإذا شعر بها الدماغ اقشعر الجسم وتتنفست الشرايين الدموية فتوّدي إلہا الدورة الدموية مزیدا من الدم لسدهذا الفراغ » والحرارة إذا ما زادت تولت محجموعة من الخلايا نقلها إلى الدماغ فتفرز ثلاثة ملايين غدة من الغدد العرقية عرقا باردا يجرى على الجسم ٠ وهذه الأشياء كلها مقدرة تقديرا في الأنسان والطاقات التنوعة الموجودة فيه جعلها الله بمقادير معينة » فالطاقة البصرية لو زادت عن هذا المقدار لكانت شاغلا للإنسان عن وظيفته الضرورية لرؤيته مالا داعي إليه كالمكروبات الدقيقة » ولو نقصت لا أمكنه أن يؤّدى وظيفته الحيوية على ما يرام » والطاقة السمعية بمقدار حاجته من الأصوات ٠ ولو زادت لكان سببا لبلبلة فكره ا يتراحم عليه من الاصوات التي هو غنى عنما › ولو نقصت لتعسر عليه القيام بمهامه » وبالجملة فإن هذا الكون باسره من ذراته الدقيقة إلى مجراته ١١ا مقدار » وكل ما يكتشف ياي تفسيا واضحا هذه الايات الكركة » وتلك من آيات الله التي وعد الله أن يريما عباده في الأنفس والافاق » حتى يتبين. لحم أنه الحق . والقران الكريم في تشريعاته الحكيمة وقصصه وأمثاله يشير إشارات عابرة إلى حالات نفسية تكاد أحيانا تقرب من التصري وهي أقصى ما يكن أن يتوصل إليه أى باحث في الأحوال النفسية › والعالم النفساني عالم مظلم لا معالم فيه ولا مرشد في مسالكه » وعندما رحل إليه علماء النفس دخلوه على جهل » وتاهوا في أرجائه السحيقة » ولم يعودوا منه إلا بفروض ونظريات كثيرا مادلت التجارب على كذبها » ولو أنهم استصحيوا القرآن الكريم لأنار لحم المسالك النفسية وبصرهم بالحقائق التي لا تاني التجارب إلا شاهدة عى صدقها » ولو أن علماء المسلمين بحثوا علم النفس على ضوء القران الكريم لعادوا بنتائج ماعاد بها غيرهم » ولكانت الحقائق بدلا من الفروض والنظريات ولكن لأمر أراده الله (سبحانه وتعالى ) تكاسل المسلمون عن القيام بهذا الأمر فصاروا أتباعا لغيرهم في الدراسات النفسية ككثير من الدراسات £ أرجو أن يوفق الله الجيل الناشىء للاضطلاع بهذا الصبء › وقد أردت بما أشرت إليه هنا بعث عزائمهم لذلك ء وهذا الفوذج اليسير من الأعجاز العلمي في القران لم أرد به إلا إيقاظ همم شبابنا المتجهين إلى الدراسات العلمية ليجعلوا القرآن الكريم نصب أعينهم في كل ما يدرسون » وأرجو أن يوفقني الله أن أعود إلى الموضوع بشيء من التوسع عندما أصل في التفسير ان شاء الله إلى الايات التي تشير إلى علم الكون في كتاب الله » ولقد وددت أن أذكر ولو باختصار الإعجاز الطبي في القران ولكني اثرت الشروع في التفسير وإرجاء ذلك إلى عله والله تعالى ولي التوفيق . ١١۱ » سورة الفاتحخة « وتسمى فاتحة الكتاب ولا أسماء أخرى سوف نذكر ‏ بعضها-|ن شاء اله فيما ياي « وأيداً بیان معنی السورة ومعنى الفاتحة .. أما السورة فهي مأخوذة من السور وقيل من السور وعلى الأْل فهي غير مهموزة الأصل وسميت بذلك تشبيها بسور المدينة الذى يحيط با لاحاطتها بما فيا من الايات وما فيها من المعاني وقيل هي مأخوذة من التسور بمعنى الارتفاع أو من السورة بمعنى المنزلة والدرجة » ومنه قول النابغة : أل تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب وقوله :ل ولرهط حراب وقد سوره في المجد ليس غرابها بمطار وتسمية السورة من القرآن بذلك إما لمنزلتها وعلو شأتها وإما لأنها ترفع قارئها والعامل بها » وعلى أنها مأخوذة من السور فهي مهموزة الأصل ولكن خففت الحمزة فأبدت واوا » وأطلقت عليها هذه التسمية لان السور بقية الشيء وكل جزء من كل هوله بقية ءوتسميات السور في القران توقيفية على رأي كثير من العلماء لثبوت الروايات بذلك إما مرفوعة إلى النبي ع أو موقوفة على أصحابه ( رضي الله عنهم ) » وبعض العلماء يكره بعض التسميات التي شاعت كسورة البقرة » وسورة ال عمران › وسورة النساء وسورة المائدة » وسورة الأنعام » ويرون أن الى والأحوط أن يقال : السورة التي يذكر فيا كذا نحو السورة التي تذكر فيا البقرة والسورة التي يذكر فيہا ال عمران ٠ ویستدلون بحديئين أحدهما عن أنس » والاخر عن ابن عمر ( رضي الله عنهما ) » ورد عليهم بأن حديث أنس إما ضعيف وإما موضوع وحديث ابن عمر وإن ثبت سنده فهو موقوف عليه » والموقوف لا يعارض امرفوع » والتسميات كا سبق صحت بها روايات منها الموقوف ومنها المرفوع ١١۱ منها حديث ابن مسعود ( رضي الله عنه ) عند الشيخين أن النبي ع قال : « الايتان من اخر سورة البقرة من قرا بهما في ليلة كفتاه » وحديث ابن عمر رضي الله عنہما ‏ وإن صح سنده ‏ لا يقوى على معارضة لمرفوع فضلا عن كونه محرد رأي صحابي لا يعتبر حجة مع مخالفة غيه من الصحابة له. وسمیت هذه السورة بالفاتحة » وبفاتحة الكتاب › لأنها أول القران ترتيبا لا نزولا » ومن العلماء من يراها أوله نزولا أيضا ك سيأتي إن شاء الله › وبعضهم يضيف إلى ذلك مراعاة الترتيب في قراءة الصلاة › وفي التلقين ٠ لان الفاتحة لاتسبق بشيء من القران في الصلاة ولافي التلقين ٠ واعترض على ذلك الألوسي بأن مراعاة ذلك تستلزم التزام الترتيب القراني في الصلاة وفي التعلم بحيث لايقراً المصلي بعد الفاتحة إلا البقرة » وكذلك لايلقن المعلم بعدها إلا البقرة أيضا » وقد يجاب على هذا الاعتراض بأنه يكفي ألا تسبق الفاتحة بشيء من القران في تلاوة الصلاة » وفي تلقين الأطفال ٠ إذ لايلزم من جعلها فاتحة للقراءة في الصلاة وفي التعلم مراعاة الترتيب فيما بعدها وتسميتها بفاتحة الكتاب لافتتاح القران بها والكتاب يصدق على كل هذا المجموع المنزل على نبينا عي للإعجاز المنقول عنه تواترا وعلى بعضه » وإنما راعى الألوسي افتتاح المجموع بها دون البعض ل الكتاب لا يقصد منه اللفهوم المشترك بين المجموع والبعض »٠ وأنت اذا نظرت إلى آيات القران نفسه تجد ما يكفيك مونه الجواب على هذا الاشكال » فالله تعالى بقوله في سورة ابراه لل كاب ااه يك كُحْرج الاس من الظْلْمَاتٍ إلى الور رمرم ١٠ وهي مكية » والكتاب لم يكن مستكملا إنزاله حينا أنزلت هذه السورة » وبهذا نستبين أنه لا مانع من إطلاق اسم الكتاب على المفهوم المشترك بين المجموع والبعض . ١١۱ والفاتحة مؤّنث الفاتح » وتطلق على مقدمة الشيء » وتسمى با الة الفتح › ويرى بعض العلماء أن التاء هنا للنقل من الوصفية إلى الاسمية › فإن الفاتحة مشتقة من الفتح ولكن با أنها أطلقت على هذه السورة صارت علما ها » ومنهم من يراها للمبالغة » وِهولاء لإيشترطون في دخول التاء على صيغة المبالغة أن تكون على وزن علامة لدخوا على راوية ونابغة » والاول مبالغة في الراوي » والثاني مبالغة في النايغ › ومنهم من يرى أن الفاتحة مصدر بمعنى الفتح سّميت به السورة لفتح القران بها » وأصح هذه الأقوال الأول وأضعفها الأحير › ولكل منها وجه في اللغة وإنما تتفاوت الوجوه قوة وضعفا › ولحذه السورة أسماء كثية عد القرطبي منبا اثنى عشر اسما وقرن بذكرها أسباب التسميات » وذكر الألوسي لها عشرين اسما » وأورد القطب ( رحمه الله ) في هيمانه نحو هذا العدد أو أكثر » وكثير من هذه الأسماء مرفوع إلى الرسول عي » وبعضها موقوف على أصحابه ( رضى الله عنهم ) » وبعضها منسوب إلى السلف من التابعين فمن بعدهم . ١١۱ من هذه الأسماء أم الكتاب وأم القران » والتسميتان مرفوعتان › فقد احرج ل الربيع ( رمه الله ) من طريق نس ( رضى الله عنه ) أن اللبى عه قال : « كل صلاة لا يقراً فا بام القران فهی خداج » ورواه الامام أمد ومسلم والنسانى والترمذى وابن ماجه من حديث أبى هريرة ( رضى الله ) عنه » وروى الدارقطنى عن أبى هريرة (رضى الله عنه ) أيضا أن اللبى عَيْكْدٍ قال : « إذا قرم الحمد لله رب العالمين فاقرووا يسم الله امن الرحم فإنها أم الكتاب وأم القران والسبع لمثانى وبسم الله الرحمن ن الرحيم إحدى لياتها » وكان بعض السلف يكره هذه التسمية روى ذلك عن أنس وان سيرين والحسن » وكان ابن سيين يقول أم الكتاب اللوح الحفوظ وپتلو ظ وده أ الكِتَاب که ,د سر« وروی مثله عن أنس وكان ا حسن البصرى يقول م الكتاب آيات الال والحرام وهى الايات المحكمات ‏ ويتلو ل منه يات مُحْكُمَات هُنَ أ الْكِتَابٍ داد سرب وعن أنس وابن سبرين ام القران اللوح المحفوظ ومع ورود السنة الثابتة الصحيحة عن النبي مف تسقط جميع الاراء امخالفة ا وإن جلت منزلة أصحابما » مما يعجب له أن يقول أنس ( رضى الله عنه ) بكراهة هذه التسمية وهو الذي روى الحديث لاص عليما عند الرييع » ومن أسمائها الشافية ‏ حديث « أنها تشفي من كل سم » وفي رواية « من كل داء » ومنها الرقية » لا روی اُن رجلا من أصحاب النبي عَيْهٍ رقي بها سيد حي مروا عليه فلما أخبر النبي ع قال ِ من أخبو أنها رقية ؟ » ومنها الكافية لأنها تكفي عن غرها » ولا يکفي غبيها عنها » ومن الوافية لجواز ية غريها من القرآن في الصلاة دونها . ٥0 الکي والمدني من القران والفاتحة مكية عند الجمهور وبعضهم حكى الأجماع على ذلك ولعل من الملستحسن أن أنبه على التفرقة بين المكي والمدني من القران فللعلماء فى ذلك أقوال : أولها : أن المكى مانزل بمكة والمدنى مانزلى بالمدينة » سواء فى المكى ماأنزل قبل الحجرة أم بعدها كالذى أنزل فى حجة الوداع وفتح مكة . ثانيها : أن المكى ماأنزل في شأن أهل مكة ولو نزلل بالمدينة والمدثى غير ذلك . ثالشها : أن المكى ماأنزل بمكة والمدنى ماأنزل بالمدينة وماأنزل في غیيرهما فهو غير مکی وغير مدنی وهو مانزلل على رسول الله ع فى أسفارو » وروى « أنزل القران بمكة والمدينة والشام » وبناء على القول الأول والثالث فإن ماأنزل فی ضواحی مكة کمنی وعرفات له حکم المکی » وماانزل فی ضواحی اللدينة كأحد وبدر له حكم المدنى . رابعها : وهو الصحيح وعليه الجمهور : أن المكى ماأنزل قبل الحجرة سواء فى مكة أم فى غيرها والمدنى ماأنزل بعد ال حمجرة سوام فى المدينة أم غيرها ويتضح لك من هذا القول أن ماأنزل فى الحديبية وفى فتح مكة وف حجة الوداع له حكم المدني » والقران المكى يتميز طابعه عن المدنى بزيد العناية بالعقيدة » لأنه يواجه عنت المشركين وجحودهم » وكثيرا مايصفهم بقوارع الوعيد كا يتجلى ذلك واضحا فى قصار المفصل كالقمر والواقعة والحاقة والقارعة والمرسلات والنازعات › ويخرسهم بقواطع الأدلة على وحدانية الله ( سبحانه ) » وينذرهم سوء العاقبة التى انتهت إليها الأ من قبلهم يسبب تكذييهم أنبياءهم وإصرارهم على الكفر » وإن تعرض للعبادات فبإشارات ١۱ ب عابرة نحو ماتجده فى سورة المزمل فى قوله تعالى : « وَأقيمُوا موا الصّلاة واو ركا واقرضُوا الله قرضًا حَسنًا وما تقَدَمُوا سكم من حير تَجِدوهُ عند الو هو حيرا وأغْظَمَ اجر 4 سير ٠٠ وإِذا كانت الصلاة قد فرضت فى وقت مبكر فى مكة المكرمة قبل أن تستقر على طريقة الصلوات الخمس التى فضت ليلة الاسراء فإن الركاة لم تفرض تفصيلا إلا فى المدينة المنورة ء وأوجبت بمكة إجمالا لتشويق الناس إليها وترغيبهم فى معرفة تفصيلها › والحرمات عندما يرد ذكرها في القران الک يرد بطريق الاجمال أيضا نحو قول الله اتال ل قل ما حع رى الفواجش, ا ظَهَر نها وما بط انم الت بير الحق و ُشركوا باه مَالم ّل به سلطاناً وان تَقولوا على الو ما امون ,مرد رمم وقد تجد فيه ذكر بعض الحرمات بشيءِ من التفصيل والبيان إِذا كانت موغلة فى الفحش » كالذى نجده فى سورة الإسراء من التحذير من قتل النفس بغير حق » وقتل الأولاد » والاقتراب من الزنا » وتطفيف الوازين والمكاييل وغررها من الأمور التى تتوقف سلامة الانسان على اجتنابها من أول الأمر . أما القران المدنى فهو لايغفل جانب العقيدة › ولكنه يعنى مع ذلك بالجوانب العسكرية والمدنية فى حياة الامة الإأسلامية » ويرجع ذلك إلى قيام الدولة الإاسلامية التي تستوجب أنظمة سياسية واجتاعية واقتصادية وعسكرية والعبادات أيضا عندما تذكر في القران المدنى تذكر بشىء من التفصيل والإيضاح ٠ ويضيف السيد محمد رشيد رضا فى تفسيو « المنار » إلى ذلك أن القران المكى يتميز بجزالة التعبير وبالدلالة على المعانى الجمة بالقليل من الكلمات » ويرد ذلك إلى أن القران فى مكة كان يواجه قريشا وهم أفصح العرب لسانا » وأبلغهم بيانا » وأذركهم لمضامين الكلام » وأوعاهم لمقاصده › وأما القران المدنى ففيه الاسهاب والتطويل خصوصا عندما يخاطب بنى ۷١۱ [إسرائيل لأنهم لم يكونوا عربا أقحاحا › فلا يدركون من مقاصد الكلام العرى الجزل ماتدركه العرب لاسيما قريش » وفى هذا نظر ء فإن القران طبقة واحدة فى بلاغته › ولا يتصور أن تكون عبارة أبلغ من عبارة فيه » وإنما تختلف الموضوعات التى يتطرق إليها » فبعضها يقتضى الاختصار وبعضها يستوجب الاسهاب › وما أن المدينة قامت فيا الدولة الاسلامية كان الحال يقتضى وضع الأسس لحياة الأمة › ومن المعلوم أن أمور المعاملات بل والعبادات تستوجب شيا من التفصيل والأطالة أكثر مما يستوجب الود والوعيد » فلا عجب إذا رأينا القران المدنى عندما يشرع الأحكام يكون فيه الاسهاب الذى ل يعهد فى القران المكى › وهذا من معالم بلاغته › فإِن البلاغة تقتضى الالختصار تارة والاطالة تارة أخرى باختلاف المقامات . على أنا إذا نظرنا إلى ايات التوحيد المدنية كاية الكرسى » وخواتم البقرة » وخواتم الحشر نجد فيها من جزالة اللفظ وغزارة المعنى مالا يقل عما فى نظائرها من الايات المكية » وخطاب القران . وإن كان فى وقت نزوله ويحسب عباراته ‏ موجها تارة إلى قریش وتارة إلى بنی إسرائیل وأخری إلى غیرهم کمنافقی المدينة فإنه ‏ بحسب معناه وبمقتضى مقاصده ‏ يخاطب الثقلين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليا » فلا ينزل في شىء من عباراته إلى مستوى بلاغة المخاطبين » وقد أنكر الإمام الجوينى على الذين يقولون بأن بعض القران أيلغ من بعض » وقال مامعناه : إن هوْلاء عندما يقولون اللفظ الفلانى أبلغ من اللفظ الفلانى يشيرون إلى أن كلا اللفظين فيه حسن ولطف » ولكن أحدهما أحسن وألطف من الاخر » وهم عندما يقولون إن سورة الإخلاص أبلغ من سورة اللهب يراعون مافى سورة الإحلاص من توحيد الله تعالى » وما فى سورة اللهب من الدعاء على الكافر بالخسران » ثم اعترضهم بما حاصله أن سورة الإحلاص جاءت بأبلغ عبارة لا يُتصور أبلغ منها فى تنزيه الله عن الشريك ۸١۱ والوالد والولد والكفء » وسورة اللهب جاءت كذلك بأبلغ عبارة لا يتصور أبلغ منها فى الدعاء على الكافر بالخسران » فليست إحدى السورتين أبلغ من الأحرى » وهكذا لاتكون آية أيلغ من آية » فإن الموضوعات التى تتناوغا الايات-وإن اختلفت-فالقران فى تعبيو عنما طبقة واحدة لا تفاضل فيه من هذه الناحية › وإنما يتفاضل القران من حيث الحتوى › فلا مانع أن يقال › إن اية الكرسى أفضل من اية الدين » وسورة الاحلاص أفضل من سورة اللهب نظ إلى الحتوى لا إلى التعبير » وسيأق إيضاح ذلك إن شاء الله . وقد كان السبب في عدم تناول القران المكى لقضايا التشريع بالتفصيل والاسهاب أن امجتمع المكى انذاك لم يكن مجتمعا إسلاميا › فقد كان المسلمون مغمورين بالكغة الكاثرة من المشركين الذين يضيقون عليهم الخناق ويتفننون في طرق إيذائهم » فلم تكن الظروف تسمح هم بان يکونا نجتمعا إسلاميا بالمعنى الصحيح ء فكان القران ينزل لشرح معام العقيدة وإقامة الحجة على الجاحدين › وكثيرا ما كان يتعرض لاخبار التبيين وما كانوا يواجهونه من مؤامرات أعدائهم وما حصل بعد ذلك من ظهور كلمة الله وقطع دابر القوم الذين ظلموا وهو بذلك يدف من ناحية إلى ترسيخ العقيدة فى نفوس المؤمنين وإيقاد جذوة الامل فى قلوبهم » ويدف من ناحية أخرى إلى إنذار القوم الكافرين الذين اغتروا بسلطانهم وانخدعوا بجمعهم © فقد أهلك الله من قبلهم من هو أشد منم قوة وأكثر جمعا . أما المجتمع المدنى فقد كان مجتمعا إسلاميا يتيسر فيه مالا يتيسر بمكة من نمارسة الشعائر الدينية وتحكم الشرائع الربانية » فلذلك تبد فى القران المدنى مالا تجده فى القران الملكى من تفصيل الشعائر وتبيان الشرائع › وقد يواجه أحيانا المهودوا منافقين الذي بالمدينة بقوا بعدا حجج ولوامع الراهين التى لاتقل قوة عن تلك الحجج والبراهين التى كان يواجه بها مشركى قريش بمكة . ۹١١۱ وكون سورة الفاتعة مكية هو رأى الجمهور » وروی عن ماهد أنه كان يقول بمدنيتها » وقال الحسين بن الفضل هذه هفوة من مجاهد لان العلماء على خلاف قوله » وقال الألوسى : وقد تفرد به حتى عد هفوة منه » وقال الحافظ ابن حجر : وأعرب بعض المتأخرين . فنسب القول بذلك لأب هريرة والزهري وعطاء بن يسار » ولعل الحافظ يشير بذلك إلى القرطبى الذى نسب القول بمدنيتها إل هولاء وغيرهم ٠ وليست فى ذلك غرابة . فان القرطبى لم ينفرد بهذه النسبة » فقد أخرج ابن أبى شيبه فى المصنف » وأبو سعيد بن الإعرابى فى معجمه » والطبرافى فى الأوسط من طريق مجاهد عن ُي هريرة قال : « ر إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة » . الهم إل أن يقال : إن جملة « وأنزلت بالمدينة » أدرجها مجاهد فى الرواية › فقد ذكر ابن الأنبارى فى كتاب « الرد على من خالف مصحف عثان » بإسشاده عن يمجاهد قال : « إن إبليس ( لعنه الله ) رن أريع رنات ٠ حين لعن » وحين أهبط من الجنة » وحين بعث محمد مَل » وحين أ انزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة » وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو نعم فى الحلية وغيرهم من طرق عن مجاهد قال : نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة › وقول الجمهور أقوى ححجة › فلو ثبت عن يى هريرة ( رضى الله عنه ) أنها نزلت بالمدينة ما كان فى قوله حجة » لان أبا هريرة رضی الله عنه کان إسلامه فى العام السابع الحمجرى لم يُعايش نزول فاتحة الكتاب فلا يقوى قوله على معارضة قول جمهور الصحابة ( رضوان الله عليهم ) الذين أسلم كشير منهم قبل نزوشا » وقد درج اللفسرون على الاستدلال لمكيہا بقول الله سبحانه : ظ ولقَدُ اَينَاكَ سَبعا مَِ المَتانى وران لعظيم 4 رس س بناء على أن الماد بالسبم المشانى الفاتحة » كما صحت بذلك الرواية عن النبى عة وعن ١۱٦۱ س كثير من صحابته لاتفاق الجميع أن سورة الحجر مكية » وخالفهم الألوسى فقال بأن هذا الاستدلال مخدوش »› للاختلاف فى السبع المثانى هل هى فاتحة الكتاب أو غيرها › فقد روی عن ابن عباس ( رضی الله عشما ) انها السبع الطول › ولعدم استلزام تقدم الممتن به على الامتنان › فقد قال تعالى : ل إا فَحًا لَك فخا ميا عفر لك الله ما تَعَدُم من دَنْبكَ وما تار ويم ِعْمََهُ عَليِكَ وِيَهْدِيّكَ صراطا مسيم وينصرة الل نصا عَزيرا په راس ۱٠٠ والممتن به هنا مسبوق بالامتنان » ثم أخذ الألوسى يناقش كلامه فاستبعد أن يكون إيتاء السبع المثانى متأخرا عن آية الحجر لتصديرها بقد مقرونة باللام › وكلاهما يدل على التأكيد » والتا كيد أليق بما حصل منه با ينتظر خصوصا مع التعبير بالفعل الماضى » وإن كان أحيانا يعبر به عن المستقبل لتحقق الوقوع نحو قوله تعالى : ءل نا فخا لَك فا ميا غير أنه رعاية للاحتالات السالفة رأى أن الاستدلال دوش واعتمد فى الاستدلال لمكيتها بالروايات الوقوفة عى أصحاب الرسول ت » وما يجدر أن يقال أن لموقوف هنا حري بحكم الرفع للعلم أن كثيرا من الصحابة عايشوا نزول السورة وتلوها قبل الحجرة › ولم يعرف منذ فرضت الصلاة أنها كانت بدون تلاوة الفاتحة » ومن العلماء من يرى أن السورة قد تكرر نزولا أنزلت أولا بمكة عندما فرضت الصلاة . وثانيا بالمدينة عندما حولت القبلة وهو بحاجة إلى الدليل ولا دليل وأورد عليه بعض العلماء بأن النزول إنما هو الانتقال بالسورة من الغيب إلى الشهود » والظهور لايتكرر فما دامت السورة عندما أنزلت بمكة انتقلت من الخفاء إلى الظهور » فلا معنى لنزوها مرة أخرى إذ لايعدو أن يكون تحصيلا للحاصل » وأجيب بأن تكرار النزول لجل تكرار الفوائد فيحتمل أن تكون نزلت أولا برف ثم نزلت بحرف اخر » وذلك أن تنزل ولا بقراءة « ملك » مم تنزل بقراءة « مالك » أو العكس › ويحتمل أُن تنزل ١١۱ - مرة ببسملة وأخرى بدونها فيكون فى ذلك جمع بين المذاهب والروايات 2 وتسقب الألوسي هذا ال جواب بأنه مصحح للوقوع لو وقع ولیس مثبتا له › ولعل القائلين بأنها نزلت بالمدينة يتعلقون بما أخرجه مسلم عن ابن عباس ( رضى الله عنهما ) قال بنا جيل قاعد عند النبى عي سمع نقيضا من فوقه فرقع رأسه فقال « هذا باب من السماء فتح اليوم م يفتح قط إلا اليوم» فنزل منه ملك فقال «هذا ملك نزل إلى‌الارض ل ينزل قط إلا اليوم « فسلم وقال « أبشر نورين أويتتهما م يوتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتم سورة البقرة لن تقراً بحرف منهما إلا أعطيته » ووجه التعلق أن سورة البقرة ‎OAR‏ ‏هذا التعلق أن الملك لم ينزل بالسورة ولا بخواتم البقرة وإنما نزل مبشرا بفضلهما وعظم ثواب من تلاهما » أما نزول الفاتية قد كان بمكة ونزول خواتم البقرة كان بالمدينة قبل نزول الملك بهذه البشرى » على أن من العلماء من يرى أن الفاتحة هى أول القران نزولا » ونسبه الزخشرى فى تفسيه سورة الفلق من(كشافه)إلى أكثر المفسرين › وتعقبه الحافظإبن حجر بان قول أ کار المفسرين بخلافه وإنما هو قول قلة قليلة بالنسبة إلى الجم الغفير من المفسرين وغرهم القائلين بأن الفاتحة مسبوقة بغيرها فى النزول » والظاهر أن القائلين بسبقها يستدلون مما أخرجه ابن أيى شيبة فى ( المصنف ) وأبو نعم والبيهقى فى ( دلائل النبوة ) والثعلبى والواحدى من طريق يونس بن بير عن يونس ابن عمرو عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله عد قال الخديجة « إنى إذا خلوت وحدى سمعت نداء فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا » فقالت معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدى الأمانة وتصل الرجم وتصدق الحديث ٠ فلما جاء أبو بكر ولم يكن رسول الله ع ثم أخبته الخبر وقالت له ياعتيق اذهب بمحمد إلى ورقة بن نوفل فلما جاء رسول الله - ۱۲ عه قال له أبو بكر ( رضی الله عنه ) اذهب بنا إل ورقه » قال له : « أخبرك؟» قال له : خديجة فلما ذهبا أخبر رسول الله 0 ورقه » ل 0 « إذا خلوت وحدى سمعت نداءِ خلفى ٠ يامحمد يامحمد يا محمد فانطلق هارباً فى الأْض » فقال لا تفعل » إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتنى فاخبرنى » فلما خلا ناداه : يا محمد قل بسم الله الرحمن الرحم . الحمد لله رب العالمين حتى بلغ . ولا الضالين .. الحديث وعلل السيوطى الحديث بإرساله » وإن كان رجاله ثقات ونقل عن البيهقى احتال أن هذا بعد نزول صدر فل قر ياسْم رَبك وجاء فى بعض الروايات أنه سمع منه قبل ذلك يامحمد قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . ثم تلا عليه الفاتحة . والأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده ميل إلى رأى القائلين بتقدم الفاتحة فى النزول » وبتزع منزعا غريبا فى الاستدلال لذلك ٠ وقد لخص السيد محمد رشيد رضا ماألقاہ فى الأزهر فى دروس التفسير من بيان الاستدلال لتقدم نزوها › وألخص هنا هذا الملخص بشىء من الاختصار . قال : إن سنة الله فى الكون ‏ سواء أكان كونا إيجاديا ام کونا تشريعيا ‏ أن يبدا فى إظهار الشىء جملا ثم يتبعه التفصيل » وسنة الله فى هدايته لعباده لاتختلف عن سنته فى الانبات كالشجرة الكبيرة الباسققة الفروع الوارفة الظلال تجتمع أصوفا فى البذرة التى تنبت منا ثم تمو بعد ذلك شيعا فشيئا بحسب ماتقتضيه سنة الله » حتى تمتد فروعها وتوت ممارها وذلك مثل هداية الله لعباده » وبنى الأستاذ الامام على ذلك أن فاتحة الكتاب منطوية على الأصول والأغراض التى لأجلها نزل القران » وصرح بعد ذلك أنه لايذهب با قاله مذهب القائلين بالاشارة الزإعمين أن كل مافى القران مضمون فى الفاتحة » وكل مافى الفاتحة داخل فى البسملة وكل مافى البسملة هو فى الباء » وكل مافى الباء مرموز إليه بالنقطة » لعدم صحة ذلك ١۱۱ - عن رسول الله ع أو عن صحابته ( رضى الله عنهم ) ۽ واا هو من مخترعات الغلاة الذين انتبى بهم الغلو إلى سلب القران خاصته وهى بيان « الله الذى نزله يصفه بقوله :ب بلِسَان عَرع بين 4 سره ۰ وأوضح الأستاذ الامام الأغراض التى أنزل لأجلها القران فحصرها فى خمسة أغراض وھى : التوحيد » والوعد والوعيد › والعبادة ٠ وبيان سبيل السعادة ` « وقصص الذين عملوا بأوامر الله ووقفوا عند حدوده وأخذوا بأحکام دینه » والذين نبذوا أحكامه وتعدوا حدوده واستخفوا بوعده ووعيده في القرون الغابرة وأوضح أن العناية بالتوحيد » لأ الناس كانوا فى وقت نزول القران وثنيين وإن جد فيهم من يدعى التوحيد » وأما الوعد والوعيد فلأجل الضرورة إليهما لتقويم انحراف الناس وإصلاح فسادهم 4 ل الوعد هو تبشير العاملين مقتضى التوحيد بحسن الثوبة › والوعيد هو إنذار امخالفين لا يقتضيه بسوء العقوبة » والوعد يشمل بشارة الدنيا والالحرة › فقد وعد الله المؤمتين أفرادا وأمة بالاستخلاف فى الأرض واتمكين لهم إن استقاموا على الحق ا وعدهم بالنعيم لقم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر » وأوعد الكفار والمنافقين بخزى الدنيا وشقاء يوم القيامة » وأما العبادة فلتوقف حياة التوحيد فى القلوب وثباته فى النفوس عليها » وأما سبيل السعادة فلوم تميزه عن سائر السبل » وأما القصص والأخبار فللعية والاتعاظ واتباع طريق الحسنين ويجانبة مسالك الفجار › والاطلاع على سنن الله فى البشر . وسعادة الناس فى الدنيا والاخرة تتوقف على معرفة هداية القران واتباعها وهى تتلخص فيما تقدم ذكر وتدل عليما الفاتحة دلالة إجمال » أما التوحيد ففى قوله تعالى : هل الْحَمْد م رب الْعَالَمينَ 4 لأنْ الحمد كثيرا مايكون فى مقابل عمة والاية تشعر أن كل حمد وثاء محصوران فى الله عز وجل » وهذا يقتضى أن كل نعمة مصدرها الحق تعالى . وتدخل فى ذلك ١۱٦۱ س نعمة الخلق والإيجباد والتربية والتنمية والهداية والإرشاد » ولم يكتف باستلزام اللفظ لذا المعنى بل صرح به فى قوله «ل رَبٌ العَالَمِينَ ¶ فإن كلمة « رب » تومي إلى التربية والانماء › ك تدل على الملك والسيادة « والعالمون » جمع عالم والعام كل ما كان علامة ودليلا على وجود الحق تعالى › وفى هذا تصريع بأن كل تعمة يجدها الأنسان فى نفسه أو فى الاقاق هي منه ( عز وجل ) إذ لا يتصرف فى الوجود بالاعطاء والمنع › ولا بالاشقاء والاسعاد › ولا بالإيجاد والإفناء إلا هو » والتوحيد أعظم مابعث لاجله المرسلون ٠ وشرع بسببه الدين لذلك لم يكتف هنا بالإشارة إليه بل زاده إيضاحا بقوله ل إِيلكً عبد وَإِياك سين فاستأصل جذور الشرك » وقضى على اثر الوثنية الى تفشت فى الناس الذين كانوا يتخذون أولياءِ من دون الله ميعتقدون أن لحم السلطة الغيبية » ويدعونهم من دون الله فى قضاء حوائجهم ٠ ودفع الضر عنبم » ويجعلونهم واسطة بينهم وبين الله يتقريون بهم إليه زلفى » وکل ماف القرآن من آيات التوحيد ومقارعة المشركين هو تفصيل لا أجمل هنا » وأما الوعد والوعيد فالاول منہما داخل فی « بسم الله الرحمن الرحم » لان ذكر الرحمة فى أول اية من الكتاب وعد بالاحسان إلى الخلق وقد تكرر ذلك مرة ثانية فى الاية الثالة للتنبيه على أن أمر بالتوحيد والعبارة من رحمته بنا » لأنه يعود بالمصلحة والمنفعة علينا ويدخل الود والوعيد فى قوله ل مالك ي الدين »4 لان الدين الخضوع المطلق وذلك اليوم تتلاشى فيه السلطات المدعاة فى الدنيا ولاييقى لأحد سلطان ولو ادعاء » وإِنما السلطان والقوة والحول والطول لله ( عز وجل ) فلا ییقی فيه مالا یکون خاضعا جلاله ۽ مستسلماً لأمو ٠ راجيا رحمته » خائفاً من عقابه » وهذا يتضمن الوعد والوعيد . . وقد يفسر الدين بالجزاء وهو إما ثواب للمحسن وإما عقاب للمسيء وفى هذا وعد ووعيد › وفى ذكر الصراط المستقم فيما بعد إشارة ١۱٦۱ س إلهما » لان من سلكه فاز ومن حاد عنه هلك وذلك يستلزم الوعد والوعيد › وما العبادة فقد ذكرت فى مقام التوحيد بقوله طإياكً عبد ويك نسَعِين شم جاء منطويا علیہا وعلى المعاملات والسياسة الأنسانية بيان الامر الرابع فى قوله ل هدنا الصاط الْمُسميم 4 إذ مراد بذلك أنه وضع لنا صراطاً نوا واضحا تتوقف السلامة والسعادة على الاستقامة عليه » ولا تكون الشقاوة إلا بالانتحراف عنه وهذه الاستقامة ھی روح العبادة › لما باعئه إلیہا ويتضح ذلك فی قوله تعالی تل عص إن الإنْسَانَ لی سر ا الذينَ اموا وَعَمِلوا الصَالِحاتٍ وتَوَاصَوا باحق وتَوَاصَوا بالصبْر سره سر » فالتواصی باحق والتواصى بالصبر هما روح العبادة بعد توحيد الله عز وجل » والتعلق بالله خحوفا ورجاء وطاعة وتقرباً روح کل عبادة شرعت فی الاسلام » والفاتحة بجملتها توجد جذوة هذه الروح « ولامر ماذكرت العبادة فى الفاتحة قبل ذکر الصلاة وأحكامها والصيام وزمانه › فان القصد من ذلك نفخ هذه الروح فى تفوس المسلمين قبل أن يكلفوا الأعمال البدنية وقبل تفصيلها فى سائر القران وما الأعمال البدنية إلا وسيلة لحقيقة العبادة › وهى الفكر والعبة والتعلق بالل فى كل شىء » على أن الله وحده هو العليم بالوسائل المودية إلى تحقيق العبادة فلذلك شرع ماشرع من الأعمال البدنية المودية إلى مراقبة الله فى سائر التصرفات والأعمال » وخشيته ورجائه فى كل لحظة ٤ وأما الأخبار والقصص فهی تندرج نحت قوله تعالى ل صيراط الذِينَ أعَمْتَ عَلْهمْ عير . المَْضُوب عَلِهمْ ولا الضَاليَ 4 ففى الشطر الأول من الاية تصرڅ أن هناك من الأ الغابرين أمة تسکت باحق والتزمت به وفى هذا مايبعث على النظر فيما كانوا عليه والاعتبار به کا قال ( سبحانه ) داعيا نبيه إلى الاقتداء بهن تقدمه من الأنبياء وك الذي هذی الله فبِهدَاهمُ اندم 4 (الأنعام / 40( وفى الشطر الثان تصرع بان هولاء إما ضال عن الحق محانب لصراطه ٠ ١۱١۱ - وإما جاحد له ومعاند لمن يدعو إليه » فلذلك كان حريا بأن يغضب الله عليه ويخزيه » وسائر القرآن يفصل هذا الاجمال من أخبار الأ التى تفيد العبر وتبين حال الذين أصروا على باطلهم وأخلدوا إلى ضلالهم ‏ وعاقبة الذين حافظوا عليه وصبروا على ماأصابہم فی سبيله فاتضح مما تقدم أن الفاتحة قد اشتملت إجمالا على الأصول التى فصلها القران تفصيلا ومن هنا يرى الأستاذ الامام أن إنزاا أولا يتفق مع سنة الله فى الإبداع › وا اشتملت عليه كانت حرية بأن تُسمى أم القران وأم الكتاب ‏ يقال للنواة أم النخلة لاشتالها على عناصر النخلة كلها حقيقة لا كا يقول بعضهم : إن المعنى فى ذلك أن الام تتقدم على أولادها ويكونون من بعدها » هذا ملخص مااستدل به الاستاذ الامام على تقدم الفاتحة فى النزول عن سائر القران › وقد تعقبه تلميذه السيد محمد رشيد رضا بما حاصله أن هذا لاينافى أن تكون سورة العلق سابقة على الفاتحة فى النزول » لأنما جاءت تمهيدا للوحى المُجمل والمُفصل › موجها خطابها إلى النبى عٍََِ بإعلامه بأنه سيكون س وهو أمى ‏ قارا بعناية الله ومخرجا للأميين من أميتهم إلى العلم بالقلم ى بالكتابة » وفى هذا استجابة لدعاء أبى الأنبياء | راهم عليه السلام ل ربا وبع فيهمْ رسلا مِنهُمْ يئلو عََيهمْ ايك َيعَلْمُهُمُ الْكِتَابَ اكم وركيم ك أت اْعير الْحَكِيمْ 4 رس ,س وفكرة احتواء الفاتحة على يحمل معانى القران قد سبق بعض المفسرین إلہا مع اختلاف المج وإن كان الامام محمد عبده قد أبدع أكثر مما أبدعوا فى بيان وجه هذا الاحتواء › ومن هولاء المفسرين الفخر الرازى فى « مفاتيح الغيب » والألوسى فى « روح المعانى » وإنما يلاحظ على الفخر الرازى اعتداده الزائد بالارقام كقوله فى أعوذ بالله عشرة الاف مسألة وفى بسم الله عشرة الاف مسألة أيضا وفى الحمد لله ألف ألف مسألة وهكذا فى سائر آيات الفاتحة ا ۱۱۷ س يلاحظ على العلامة الألوسي أن نزعته الصوفية توّدي به إلى أن يحمل عبارات القرآن مالاتتحمله من المعانى » وما ينبغى أن نشير إليه اختلاف السلف فى أول ماأنزل من القران فقد أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن أول ماأنزل سورة العلق وهو رأى الجمهور وأخرجا من طريق ای سلمه بن عبد الرمن ع جابر بن عبد الله رضی الله عنه أن سورة المدثر ول ماأنزل » وقد جمع بين هذين الرأيين بأن صدر سورة العلق أول ماأنزل من القران كله وسورة المدثر أول سورة أنزلت بهامها » ويحتمل أن تکون سورة المدثر أول مانزل بعدما فتر الوحى ثلاث سنوات أو ثلاڻين شهرا . وإذا كانت فاتحة الكتاب تندرج فى عباراتها حملات معانى القران الكريم فما أجدرها بتسمية ام القران وم أم الكتاب ب 5 قال الأستاذ الامام › وفى هذا مع الروايات الصحيحة الدالة على تسميتها بذلك رد على الذين يكرهون هذه التسمية على أن العرب قد غُهد منهم تسمية كل جامع أما ومنه قولحم للراية « ام » لالتفاف الجيش حوفا وفى ذلك يقول ذو الرمه : وأسمر قوام إذا نام صحبتى خفيف الثياب لا تواری له أزرا على رأسه أم لنا تهتدى بها جماع أمور لا نعاصى فا أمرا إذا نزلت فيل انزلوا وإِذا غدت غدت ذات تزریق ننال بہا فخرا يصف قناة عقدت على رأسها راية يلتف حوفا الجند » وسمی ما اتقضی من سنی الانسان « أما ومنه قول الشاعر : إذا كانت الخمسون أمك لم يكن لدائك إلا أن توت طبيب وتسمى الجلدة التى تجمع الدماغ « أم الرأس » جمعها الدماغ › وبہذا يتضح رجحان رأی من يرى تسمية الفاتحة بم القران وم الكتاب لجمعها حمل ماف القران من المعانى ؛ وبسبب ذلك فضلت على غوها من القران » فقد أخرج الامام أحمد والبخاری وأبو داود عن أب سعيد بن العلىٰ ۱۱۸ س قال : كنت أصلي في امسجد فدعاني رسول الله ع فلم أجبه » فقلت يارسول الله إلي كنت أصلي » فقال : أ يقل الله ايبوا بوا يذو ولول إا َعَم 4 سرن ثم قال «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القران قبل أن تخوج من اللسجده م أذ يدي فلم اد أن حرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة ھی هى أعظم سورة فى القران ؟ قال : « الحمد لله رب العالين هى السبع المغافن والقران العظم الذى أوتيته » » وأبو سعید راوی اللحدیٹ هو غير أي سعيد الخدرى الصّحابي المشهور › وقد التبس على كثير من اللفسرين والأصوليين فنسبوا القصة إلى أبى سعيد الخدرى ٠ ومن هؤلاء الفخر الرازى والامام الغزالى والقاضى البيضاوى والامدى والبدر الشماخى ونور الدين السالمى مع العلم أن أبا سعيد الخدرى اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبه بن الأبجر وهو خدرة » ولم يُلقب أحد من هولاء اللعلى فضلا أن يكون ذلك اسه » وأما أبو سعيد بن المعلی فقد قال عنه ابن عبد الير فى « التمهيد » لا يوقف على اسمه . ويستغرب ذلك من ابن عبد البر مع أنه نفسه قال فى الاستيعاب : اسمه رافع وقيل الحارث بن نفيع بن الى › وقيل أوس بن المعلى › كما يستغرب من ابن عبد البر قوله فی « الاستيعاب » مات عام ٢٤۷ عن أربع وستين سنة وتعقبه الحافظ ابن حجر فى « الاصابة » بأنه خطاً » لأنه يقضى أن يكون رسول الله ع قال له ذلك وهو ابن أشهر » على أن ابن عبد البر نفسه قد نسب فی الاستيعاب إلى بعض العلماء أن أبا سعيد بن المغلى هذا أول من صلى إلى الكعبة عندما حولت القبلة » وقد كان تحويل القبلة فى السنة الثانية للهجرة › وأشار الحافظ ابن حجر فى «الفتح» إشارة عابر إلى رده على این عبدالبر فى «الاصابة» والتبس على الواقدى أبو سعيد هذا بابي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كليب وهو مولى لقريش ليس أنصاريا وأبو سعيد بن المعلى من ۱۹٦۱ - الأنصار » والظاهر ك يقول اين حجر أن سبب اللبس عدم القييز بين الروايات فقد أخحرج مالك فى الموطاً من طريق ابی سعيد مولى ابن عامر أن انى عي نادى أبي بن كعب رضى الله عنه وهو يصلى فذكر الحدیث ومن هنا جعل الواقدى الحديث من رواية أبىي سعيد بن المعلى عن ابي مع ان قصة أب غير قصة أي سعيد وإن أشبهتها وقد جاءت قصة أب من رواية ابي هريرة عند أحمد والترمذى والحام وأيى داود والنسانى وابن خزيمة وجمع البيهقى بين الروايتين بتعدد القصة عند كلا الصحابيين ٠ قال الحافظ ابن حجر ويتعين المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج الحديثين واختلاف سياقهما وهو واضح فى المخرج » وأما فى السياق فالحديثان متشابهان لاتحادهما فى السبب وهو أن كلا من ابي سعید واي خوطب فی حال الصلاة ولفظ حديث أبي « أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل فى التوراة ولا فى الإنحجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها » ثم أخبو أنها الفاتحة » والواقدي ‏ ك ذكر الحافظ ابن حجر ضعيف إذا انفرد فكيف إذا خالف ؟ والحديث واضح فی تفضیل بعض القران على بعض وهى مسألة اختلف فيا العلماء فذهب أبو الحسن الأشعرى وأبو حاتم محمد بن حبان البستى المحدث المشهور والقاضى أبوبكر ابن الطيب إلى عدم جواز تفضيل شيء من القران على غین منه » وروی هذا القول عن مالك وحكى عن يحیی بن ييى أن تفضيل بعض القران على بعض خطاً وهولاء يحملون هذا الحديث وأمثاله على التفاضل فى أجر التلاوة ويقولون فى نحو قوله عي « لم ينزل فى التوراة ولا فى الإنحجبيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها » أن المراد منه أنه لم ينزل فى هذه الكتب مايعادل الفاتحة فى أجر التلاوة » وبناء على منع التفضيل كان الامام مالك فيما روى عنه ‏ يكره أن تعاد سورة بعينها دون غيرها » وذهب غورهم إل جواز التفضيل ومن قال به إسحق بن راهويه وابن العرني والعز بن عبد السلام وابن الحصار ۱۷۰ والقرطبي وأيده الحافظابن حجر استنادا إلى قوله تعالى : ل تأت بخير مها او متها 4 رسفو / د وعزاه القطب (رحمه الله) إلى المذهب»وتعجب ابن الحصار ممن يحكى الخلاف مع ورود هذه النصوص التى تدل على التفاضل تفضيل بعض القران على بعض وذكر القطب فى(هيميانه)عن الامام الغزالى فى « جواهر هر القران نه قال ما ماه : إذا كانت تقك توش من تفیل بعش القرآن عا بعض ولا تستطيع أن تفرق بين اية الكرمى وخواتم سورة ال حشر وسورة احلاص وبين اية الدين › وتتزع إلى التقليد فإن أولى الناس بالتقليد هو رسول الله عَيَْةٍ الذى انزل عليه القران » وقد صرح بتفضيل بعضه على بعض 5٠ ثم أورد بعض الأحاديث الواردة فى التفضيل › وذكر العز بن عبد السلام أن التفضيل يکون باختلاف المعانى الى محتویہا الايات 6 فتحو قوله تعالى :ل شه الله انه لا إل ا هو وَالْمَلايِكُه ولوا العم قائِما بالق سط 4 ر آل عمران / ١۱ ) یشتمل عل المعانى السامية من توحید الله تعالی الى لا یشتمل عليا قوله عر وجل : ملِويسالونكَ عَن المَحيض قل هو اذى .... الاية ¢ ر ابقة / ١ وذكر القطب فى(الحيميان) عن البيهقى أنه حكى عن الحليمى الأسباب التى تفضل بها سورة أو آية أختها » منها » زيادة المنفعة » فإن آيات الأمر والنبى أجدى نفعا من آيات القصص والأمثال » فإن الأمر والبى مقصودان لذاتهما والقصص والأمثال يراد بها تأكيد الأمر والنهى » ومنها استعجال المنفعة للقارىء ٠ فإن قارىء الحلاص واية الكرسى وخواتم البقرة وخواتم الحشر ينال بمجرد القراءة منفعتين ٠ عاجلة واجلة » فالعاجلة : الاحتراز بتلاوة هذه الايات المشتملة على أسماء الله اللخسنى وصفاته العلى من ١۱۷ - المخاطر 3 والاجلة : مايترتب على استخضار معانيها واعتقادها من الأجر والمثوبه ٠ إذ الي هذه الايات يؤّدى عبادة بمجرد تلاوتها عندما يستحضر مقاصدها فيرسخ بذلك عقيدته › ويقوى إِيمانه فتجتمع له التلاوة والعمل › بخلاف ايات العبادات البدنية › فإنه لا يكون مؤّديا ا بمجرد ما يتلوها › وكذلك آيات الأحكام ٠ وهكذا » يما ذكرُ الحليمى أيضا فى أسباب تفضيل القران جميعه على جميع الكتب النزلة من قبل وإن كان الكل كلام الله أن الَعَبّد بتلاوته كالتعبد بالعمل به بخلافها › وأنه يجمع بين الدعوة والاعجاز › بينا الكتب السابقة قاصرة على الدعوة وحدها › ومعجزات اللرسلين الذين أنزلت علهم خارجة عنا . هذه خلاصة ما حکى عنه ٠ ويتضح لنا مما ذکرناه جواز تفضیل بعض القران على بعض بحسب اختلاف متواه . تحديد الايات في سورة الفاتحة أما ايات سورة الفاتحة ‏ التى نحن بصدد التقديم لتفسيرها ‏ فسبع › وقد حكى غير واحد الإجماع على ذلك »٠ وإنما اختلفوا فى تحديد هذه الايات السبع فقيل : « بسم الله الرحمن الرحم « اية »و « صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين » اية واحدة › وقيل : « بسم الله الرحمن ن الرحم » ليست باية منها » و « صراط الذين أنعمت علیہم » اية » و « غير المغضوب عليهم ولا الضالين » آية . وسيأتى إن شاء الله عمّا قريب بحث مسألة البسملة يما فيه مقنع لمن أبصر » وخرق الحسين بن على الجعفى الإجماع فزعم أنها ست آيات لأنه لم يعد البسملة › وعد لل صراط الَذِينَ لْعَْتَ عَليهمْ .. إح ‏ اية » ومثله صنيم عمرو —- VY ابن عبید الذی زعم انها ان ايات لأنه عد البسملة أية » وعد « أنعمت عليهم » آية كذلك » وقيل : لم يعد البسملة » ولكن عد لل إِياكَ تَعْبدُ € قال ابن حجر : وهذا أغرب الأقوال . وتسمية الفاتحة بالسبع المثانى موح أن آيات سبع » ومنهم من قال إن سبب تسميتها ذلك خلوها من سبعة أحرف وهى : الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والظاء والفاء » واعترض بان التسمية تكون بالملوجود فى الشيء لا المفقود منه › ومنهم من يعلل هذه التسمية بأنها تغلق عن تاليها أيواب النار السبعة وهو بحاجة إلى ما يدل على أن ذلك سبب التسمية ولا دليل . بحث أقوال في البسملة ف يسم الل الَحشن الرْحيم ‏ اختلف فى البسملة هل هى من خحصوصيات هذه الأمة أو كانت للام قبلها ! فتقل أبو بكر التونسي إجماع علماء كل ملة على أن الله افتتح کل کتاب بہا » وهذه دعوی لم تعضدها حجة إذ صحة الأجماع متوقفة على ثبوت نقله » وذهب اخرون إلى انها من خصوصيات هذه الامة › واحتج له الالوسي بما لا طائل تحته والعجب من هرلا کیف یغفلون عن کتاب سلیمان الذی صدر بہا » وقد حکاه الله فی سورة انهل 9 أما كونها من القران الكريم فهو مما أجمم عليه لعدم الالختلاف فى كونها جز اية من سورة الفل » وقد أخطاً من نسب إلى أبي حنيفة وغوه القول بأا ليست من القران أصلا » ومن وقع فى هذه العثق أبو السعود فى تفسيو ومنشاً الخطاً التباس نفى كونها آية من الفاتحة ومن كل سورة صدرت با بنفى قرانيتها مطلقا على أن كتابتها فى صدر السور إلاسورة براءة فى الملصحف الامام بإجماع الصحابة ( رضى الله تعالى عنهم ) وتناقل الامة - V۳ لذلك جيلا بعد جيل حجة قاطعة لا تدع مالا للريب فى أنها آية من کل السور التى صدرت بها كيف والصحابة ( رضى الله عنهم ) كانوا أشد ما يكونون حرصا على تجبريد القرآن الكريم فى كتابته فى المصاحف من کل ما ليس منه . ولذلك جردوا مصاحفهم من عناوين السور فليس من المعقول أن یدوا ف مائ ئة وثلاث عشرة سورة ما ليس منها » وهذه المسالة قد کٹر فیہا الأىذ والرږ حتی أن جماعة من العلماء أفردوا ا مۇلفات خحاصّة ٠ 2 مافیہا أُ: ب اختلفوا فيا مع إماعهم أا جره آية من سوق لفل » ذهب إل إنها آية من كل سورة صُدرت بها من علماءٍ السلف من أهل مكة ٠ فقهائهم وقرائهم ومنهم ابن كثير وأهل الكوفة ومنهم القارئان المشهوران عاصم والكساني » وعُزى إلى على وابن عباس وابن عمر وأبى هريرة من الصحابة » وال سعيد بن جبير وعطاء والهری وابن مبارك من التابعين وهو مذهبنا ومذهب الشافعى فى الجديد وعليه أصحابه » ونُسب إلى الثورى وأحمد فى أحد قوليه وعليه الإمامية » وذهب جماعة إلى أنها اية مفردة أنزلت للفصل بين السور وليست من الفانحة ولا من غيرها ما عدا سورة الل وهو الذى عليه مالك وغيره من علماء المدينة والاوزاعی وجماعة من علماء الشام ويعقوب من قراء البصرة › وعليه الحنفية » وذهب فريق اخر إلى أنها ليست ية مطلقاً من هذه السور ولم تنزل للفصل بينها وإنما هى جز آية من سورة الل ونسب هذا القول إلى ابن مسعود وهو رأى لبعض الحنفية » وقال حمزة من قراء الكوفة إنها اية من الفاتحة دون غيرها وهو رواية عن أحمد › وتوجد أقوال أخرى هى إلى الشذوذ أقرب منها أنها بعض آية من الفاتحة فقط » ومنها أا بعض اية من جميع السور » ومنها أنها اية من الفاتحة وجزء اية من السور ومنها عكس ذلك ٠ وهذا الاختلاف استتبع الالختلاف فى قراعتها في الصلاة ٠ وفى الجهر والاسرار بها كا سنوضحه إن شاء الله » وحجة القول ١٤۱۷ - الل ما ذكرناه من إجماع الصحابة واستقراء العمل على كتابتها فى صدر كل سورة إلا سورة التوبة » و الكتاية حجه معتبرة عند جميع شعوب العام والمدنية فى العصر الحديث بل الكتابة السمية أقوى مایعتمد عليه عندهم ) جاء ذلك في النار وقد كانت كتابتها فى الملصحف الإامام الذى وزعت نسخة فى الامصار بأمر الخليفة الثالث وعلى مسمع ومرای من سادات اللهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ولم ينكر ذلك أحد منهم وقد كانوا أحذر مايكونون عن إضافة أى شىء إلى القران مما ليس منه » وتوالت من بعدهم اجيال هذه الأمة و كلها مطبقة على كتايتها فى صدر السور وعلى تلاوتها مم القران وإن كان منهم من يزعم أنها آية أنزلت بانفراد للفصل بين السور ولايوثر هذا الزعم فى الاجماع العملى ٠ ولو أن الناس أتصفواً لكفتهم هذه الحجة عن غيرها ولا أخذوا بالروايات الأخادية الظنية فى مقابل هده الحجة المتواترة القطعية ولکهم عولوا على الروايات فسلكوا طرائق قددا كل حب يما لَدَيهم فرخون که راښ ۲ءء وأصرح ما اعتمدوا عليه من الرويات حديث أب هريرة رضیى الله عنه عند الربيع وأجىد ومسلم وبي داود لترمذی والنساى قال : قال رسول الله ا : « قال الله عز وجل قسمت الصلاة بینی وبين عبدی نصفیين ولعبدی ماسال » فإذا قال العبد الحمد لله رب العالين قال الله حمدنى عبدى » فإذا قال الرحمن الرحم قال الله أثشى علي عبدى » فإذا قال مالك يوم الدين قال يجدنى عبدى »› وقال مرة فوض إل عبدى »٠ وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بینی وبين عبدی ولعبدى ماسأل »٠ فإِذا قال اهدنا الصراط المستقم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب علیہم ولا الضالين قال هذا لعبدى ولعبدى ماسأل » ووجه استدلالحم بالحديث عدم ذكر البسملة » قالوا لو كانت من الفاتحة لذكرت فى الحدیث › وهو 5 تری استدلال سلبي فى مقابلة الايجابي القطعي ١۱۷ لمتواتر وهو إجماع الجميع على كتابتها وتلاوتها فى الفانحة وغيرها من سور القران وأين هذه الحجة السلبية الخفية التي تحمل ضروبا من التاويل من تلك الحجة القطعية الظاهرة التى لا يمكن تأويلها بحال,ويكفيك دلالة على ضعف هذه الحجة أن الحديث لم يذكر قسمة الفاتحة بل ذكر قسمة الصلاة والصلاة تشتمل على أذكار وأفعال متعددة وعلى قراءة من غير الفاتحة » وكل هذه الأشياء م تذكر فى القسمة الواردة فى الحديث ۽ وإنما ذكرت الفاتحة وحدها › بل ذكر منها مالا يشاركها فيه غيرها من السور » والبسملة قد اشتركت فيها السور كلها ما عدا براءة » وثم جواب اخر هو ان مائی البسملة من الثناء على الله بوصفه بالرحمة مكرر فى الفاتحة ومذكور فى القسمة فلا يقوى الاستدلال السلبى الذى اعتمدوا عليه على معارضة القطعى ٠ هذا لو سُلمت المعارضة بين الحديث وما تدل عليه كتابة الفاتحة فى البسملة وغيرها » وقد علمت أن ليست ثم معارضة » وفى هذا يقول السيد محمد رشيد رضا : « إذا كان من علل الحديث الانعة من وصفه بالصحة مخالفة راويه لغيه من الثقات » فمخالفة القطعى من القران للتواتر ول بسلب وصف الصحة عنه » على أن هذا الحديث هو المعارض بالأحادیث المثبتة لكون البسملة من الفاتحة » › وللامام الفخر فى تفسير الكبير « مفاتيح الغيب » اعتراض على استدلانحم بهذا الحديث با جاء من ذكر البسملة فى بعض طرقه » فقد أخرج الثعلبى بإسناده عن أبى هرية أن لبي عَيْكٍ قال : « يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدى نصفين » فإِذا قال العبد . بسم الله الرحمن الرحم » قال الله سبحانه جحد عبدى 5© وإذا قال الحمد لله رب العاين ٠ قال الله تبارك وتعالى حمدنى عبدی »٤ وإذا قال الرحمن الرحيم » قال الله عز وجل : أثنى علي عبدى » وإذا قال مالك يوم الدين » قال الله : فوض إِلي عبدى › ٠.٠ إل » وتابعه ١۱۷ - الام العلامة أبو مسلم فى نثاره غير أنا لعدم اطلاعنا على إسناد هذا الحديث عند الثعلبى ٠ وعدم معرفتنا بصحته لا نستطيع الاعتاد عليه ء ونكتفى مما أسلفنا ذكو فى الاجابة على استدلالحمم . وما اعتمدوا عليه حدیث أبى هریرة عند أحمد وأصحاب السنن أن النبي عي قال : « إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له » وهى تبارك الذى بيده الملك » ووجه الاستدلال أن سورة املك هى ثلاثون آية بدون البسملة » وأجيب بأن البسملة لم تُعد من السورة للاشتراك فيها بينها وبين غيرها » والمراد بالثلائين اية الايات الخاصة بالسورة ويدل على ذلك ما روى عن أبى هرية أيضا أن سورة الكوثر ثلاث ايات مع أن أحمد ومسلما السا أخرجوا من حديث أنس ( رضى الله عنه ) قال : ينا رسول الله عل , بين أظهرنا فى المسجد إذ أغفى إغفاءة ثم رقع رأسه مبتسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله فقال : « نزلت علي انفا سورة » فقراً : بل اللو لحن اجيم .٠ إن أَعْطيَْاكَ الْكُوَر فصل لبك انحر ان شاك هو اا 4 ر سره كير وهذا الحديث دلالته على أن البسملة من سورة الكوثر واضحهمع أنبا م تعد من أياتها لا ذكر › فکونہا أية من سور الفاتحة أولى وهو أصح من حديث أبى هريرة فى سورة الملك لا البخاری أعله بان عباس ال جشمی راويه لا يعرف سماعه عن ابي هريرة » وتعلقوا بأحاديث عدم الجهر بالبسملة المروية عن أنس بن مالك قال : « صليت مع اللبي مَك وأيي بكر وعمر وعثان فلم أسمع أحدا منم يقرا بسم الله الرحمن الرحم » رواه أحمد ومسلم › » وف لفظ « صليت خلف اللبي ع وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يجهرون ييسم الله الرحمن الرحم » رواه أحمد والنساى على شرط الصحيح ٠ وأخرجه ابن حبان والدارقطنى والطحاوى والطبرافى وفى لفظ لابن خزيمة « كانوا يسرون » - ۱۷۷ ولأحمد ومسلم رواية أخرى بلفظ « صليت خلف النبي عك وأفى بكر وعمر وعثان وكانوا يستفتحون با حمد لله رب العالين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحم فی أول قراءة ولا فی اخرها » ولعبد الله بن احمد ف مسند ابيه عن شعبة عن قتادة عن أنس « صليت خلف رسول الله عي وخلف أي بكر وعمر وعثمان فلم يكونوا يستفتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحم » قال شعبة فقلت لقتادة أنت سمعته من أنس ؟ قال نعم نحن سألناه عنه » وللنسافی عن منصور بن زاڈان عن انس قال صلی بنا رسول لل عة فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم » وصلى بنا أيو بكر .وعمر فلم نسمعها منهما » وأنت ترى هذه الروايات عن أنس لا تخلو من اضطراب فتجدها تارة نافية لقراءة البسملة وتارة نافية للجهر بها واخرى نافية لسماعها › ومثل هذا الاختلاف لا تنمض به حجة ا صرح بذلك ابن عبد البر في(الاستذكار)وهو من أجل أئمة المالكية » والمالكيون لا يرون قراءة البسملة في الصلاة فضلا عن الجهر بها » وهذه المسالة أى مسألة الاسرار والجهر بالبسملة أو تركها رأسا ما وقع فيه الخلاف واضطربت فيه الروايات عن الصحابة والتابعين فنجد الصحاني يروى عنه الجهر والاسرار بها ولم تنجد أحدا من الصحابة روي عنه الإسرار وحده إلا ابن مسعود رضي الله عنه » ومن روي الجهر بها عنهم في حال الجهر بالقراءة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثان بن عفان وعلي بن آبي طالب وابن عمر وابن الزپیر وابن عباس وعمار بن ياسر » وأبى بن كعب وأبو قتادة وأبو سعيد وأُنس وعبد الله بن ابي أوفى وشداد بن أوس وعبد الله بن جعفر والحسين بن علي ومعاوية » وذکر اللشوكانى في ( نيل الأوطار ) عن الخطيب أن من قال بالجهر بها من التابعين أكثر من أن يذكروا وأوسع من أن يحصروا منهم سعيد بن المسيب وطاوس وعطاء ومجاهد وأبو وائل وسعيد بن جبير وابن سيرين وعكرمة وعلى بن - ۱۷۸ الحسين وابنه محمد بن على وسالم بن عبد الله بن عمر وحمد بن المنکدر وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وحمد بن كعب ونافع مولی ابن عمر وأبو الشعثاء وعمر بن عبد العزيز ومكحول وحبيب بن بي ثابتوالزهرى وأبو قلابة وعلى بن عبد الله بن عباس وابنه والأَزرق بن قيس وعبد الله بن معقل بن مقر » ومن بعد التابعين عبيد الله العمرى والحسن بن زيد وزيد بن على ابن الحسين وحمد بن عمر بن علي واين ابي ذئب واللیث بن سعد وإسحاق بن راهويه » وزاد البيهقي في التابعين عبد الله بن صفوان وحمد بن الحنفية وسليمان التيمى »٠ ومن تابعيهم المعتمد اين سليمان ٠ وذكر البيهقى في الخلافيات أنه اجتمع آل رسول الله عي على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم » ويؤيده ما جاء فى كتب العترة وهو الذى عليه الشافعى وأصحابه واتفق عليه أصحابنا » وذكر الخطيب عن عكرمة أنه كان لا يصلى خلف من لايجهر بالبسملة » ويرى جماعة من العلماء الاسرار بها وهو المعمول به عند الحنفية والحنابلة › وقد روى عن جماعة من السلف من الصحابة والتابعين »ومالك لايرى قراعتها سرا ولاجهراً ونل عنه قراء تها فى النوافل فى فاتحة الكتاب وسائر القران » ومنہم من یری جواز ال جھر والاسرار بہا حکاه القاضى أبو الطيب الطبرى عن ابن أبى ليلى » وإذا تدبرت محموع الروايات استطعت أن تستخلص منها صحة القول بالجهر ٠ فقد أخرج الإمام الشافعى بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه : قال صلى معاوية بالناس فى المدينة صلاة جهر فيها بالك اءة » فلم يقرا بسم الله الرحمن الرحم » ولم يكبر في الخفض والرفع فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار يامعاوية نقصت الصلاة ‏ وفي رواية سرفت الصلاة ‏ أين بسم الله الرحمن الرحم ؟ وين التكبير إذا خحفضت وإذا رفعت ؟ فكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرا بسم الله الرمن الرحم وكير . والحديث صحيح الاسناد ك أوضح العلامة المحدث - ۱۷۹ أحمد محمد شاكر في شرحه وتحقيقه لسنن الترمذى 5 وأخرجه الحم في اللستدرك وقال صحيح على شرط مسلم . فأت ترى كيف اجتمعت كلمة اللهاجرين والأنصار على إنكار عدم الجهر بالبسملة على معاوية بن أبى سفيان مع شدة بطشه وقوة شكيمته وليس ذلك إلا لتركه واجبا لا يصح التساهل فيه » والحديث ظاهر في أن العمل عند الصحابة رضي الله عنہم قد استقر على الجهر بالبسملة وإلا فكيف يعرفون أن لم يقرأها رسا لو كانت ما يخفت في الصلاة وفي هذا الحديث ما يرد على دعوى ابن العرنى والقرطبى في انتصارهما لمذهبهما المالكي في عدم قراءة البسملة في الصلاة بأن ذلك قد استقر عليه العمل في مسجد رسول الله عه جيلا بعد جيل من عهاد اللبي عي إلى زمن مالك ولعمرى إن هذه الدعوى لبعيدة المنال › فإن حادثة المهاجرين والأنصار مع معاوية كانت بمدينة الرسول عة رلا يبعد أن تكون في مسجده الشريف › فمن أين لابن العرني والقرطبى استقرار العمل في المسجد النبوى على عدم قراءتها . هذا وقد حاول جماعة الجمع ب بين روايات أنس الختلفة بأن المقصود من قوله « کانوا لا يذکرون بسم الله الرمن ن الرحم » عدم جهرھم با کا صرح بذلك في رواية « كانوا لا يجهرون » ٠ وأن المقصود بقوله « کانوا يستفتحون بال حمد لله رب العالين » الاستفتاح يذه السورة بما فيا البسملة على أن أنسا رضي الله عنه قد وى عنه عدم حفظه لقراعة النبي عي فيما رواه الدار قطنى رصححه عن ائ سلمه قال :س سألت أنس بن مالك کان رسول الله ع يستفتح بالحمد لله رب العالين و ب ببسم اللهالرحمن الرحم » ؟ فقال نك سأي عن شيء ما أحفظه » وما سأي عله أحد تبلك » فقلت أكان رسول الله ع يصلي في النعلين ؟ قال نعم » وذكر الشوكاني في « نيل الْطار » أن عروض النسيان في مثل هذا غير مستنکر ٤ - ۱۸۰ فقد حكى الحازمي عن نفسه أنه حضر جامعا وحضره جماعة من اهل تمييز المواظبين في ذلك الجامع » فسأهم عن حال إمامهم في الجهروالإحفات قال : وكان صيتا يملا صوته الجامع ‏ فاختلفوا في ذلك » فقال بعضهم يجهر وقال بعضهم يبمخفت ٠ وعقب على ذلك السيد محمد رشيد رضا في«المنار» بأن اختلاف هولاء الملصلين لم يكن في صلاة واحدة بل في جميع الصلوات ورد ذلك إلى الغفلة والناس عرضة ها لا سيما الغفلة عن أو الصلاة وعلل ذلك باشتغال الناس عن مراقبة قراءة الامام بالدخول في الصلاة وقراءة دعاء الافتتاح وحمل عليه روايات أنس في عدم الجهر بالبسملة أو عدمماعهاء إذيرى السيد رشيدرضا مرد ذلك إلى بعد أنس عن الصفوف القريبة من الامام واشتغاله بدعاء الافتتاح والاحرام فلذلك لم يسمع البسملة من الرسول عه وخلفائه الثلاثة مم أنه من العادة أن يكون صوت القارىء حافتا في أول القراعة » و رأعر كل من الحافظ اين حجر والشوكافى أن الرواية إثبات الجهر إذا وجدت قدمت على نفيه » لا بمجرد تقديم رواية المثبت على الناق ا هي القاعدة « لان أنساً ييعد جدا أن يصحب النبي ميه مدة عشر سنين ويصحب أبا بكر وعمر وعغان فلا يسمع منهم الجهر فى صلاة واحدة بل لكون انس اعترف بأنه لا يحفظ هذا الحكم كأنه لبعد عهده به لم يذكر منه إلا الجزم بالافتتاح بالحمد لله جهرا فلم يستحضر الجهر بالبسملة فيتعين الأحذ بحديث من أثبت الجهر وهما يشيران بهذا إلى سؤال أبي سلمة أنس بن مالك عما كان رسول الله يستفتح به قراءته وقد سلف ذکو ٤ ونس بن مالك هو نفسه الذى روى قصة المهاجرين والأنصار مع معاوية وإنكارهم عليه عدم قراءته البسملة الذى استدلوا عليه بعدم جهره بها وروی البخاري عن انس أنه سئل كيف كانت قراءة النبي ا فقال كانت مدا ثم قرا بسم الله الرحمن الرحم يد ببسم الله ويمد بالرحمن ومد ١۱۸ — الرحيم » وهو واضح في جهر رسول الله عة بالبسملة . وما تعلق به القائلون بعدم كونها اية من الفاتحة حديث عبد اللهابن مغفل عند الخمسة إلا أبا داود قال معني ابي وأنا أقول بسم الله الرحمن الرحم فقال يابني إياك والحدث ‏ قال ولم أر من أصحاب رسول الله ءل رجلا كان أبغض إليه الحدث في الإسلام منه فإني صليت مع رسول الله ومع أي بكر ومع عمر ومع عثان فلم أسمع أحداً منهم يقوفا فلا تقلها إذا أنت قرأت فقل الحمد لله رب العالين ٠٠ والحديث معلول بعبد الله بن مغفل فإنه مجهول لا يعرف ولم يرو عنه إلا أيو نعامة ون صح فهو حمول على ما حملت عليه أحاديث أنس . الدليل على كون البسملة من الفانحة: أما أدلة إثبات كون البسملة من الفاتحة » وإثبات الجهر بها فكثيرة قد تقدم ذكر بعضها من رواية أنس رضى الله عنه نفسه » وذكر الفخر الرازى في تفسيو لذلك سبع عشرة حجة منها القوي ومنها الضعيف ء وتابعه على الاستدلال بها العلامة أبو مسلم في نثاره وحاول العلامة الالوسي نقض هذه الحجج حجة حجة انتصارا لمذهبه الجديد الذى انتقل إليه › وأبدى السيد محمد رشيد رضا في تفسيو انار استغرابه الشديد من صنيع الألوبي الذى حاول بكل وسيلة هدم الحجج الشاخة البنيان » المتينة الأركان من غير داع لذلك إلا التعصب المذهبي » على أن الألوسي نفسه كان من قبل شافعي المذهب ولكنه اتبع مذهب الأحناف تقربا إلى الدولة العغانية حسيا يقول السيد رشيد رضا » وسوف أورد(إن شاء اللم) بعض ‏ هذه الحجج التي أراها صالحة للاحتجاج بها » وأذكر صورة من ماولة الألوسي لنقضها ا أضم | إليہا بعض الحجج الأحرى . - ۱۸۲ منها حديث أبي هريرة الذى أخرجه الطبرانى وابن مردويه والبيهقي بلفظ « الحمد لله رب العالمين سبع أيات بسم الله الرحمن الرحم إحداهن وهى السبع المثانى والقران العظم وهى أم القران » وهى فاتحة الكتاب » وأخرجه الدارقطنى بلفظ « إذا قرأتم الحمد لله فاقوا بسم الله الرحمن الرحم أا أم القران وأم الكتاب والسبع الحانى وبسم الله الرحمن ن الرحيم إحدى آياتها » والحديث واضح في أن البسملة من الفاتحة » ولكن اللوي حاول قلب هذه الدلالة الواضحة فقال مامعناه أن المراد من الرواية الاولي أن امد له ب العالمين إلى اخرها سب آيات ك يقول الحنفية » وقوله عي بسىم الله الرحمن الرحم. إحداهن » اراد به إزالة توھم کونہا ليست من ۴7 لعدم تعرضه لا » وقد جاءت عبارته بأسلوب التشبيه البليغ ومراده أنها كإحدى آياتها في كونها من القران » وكذلك قوله في الرواية الالخرى « وبسم الله الرحمن الرحم إحدى أياتها » وأنت ترى أن في هذا الكلام صرفا للعبارة عن ظاهرها وخروجها بالحديث عن دلالته الواضحه فالنبي ع أراد التأكيد على أن البسملة من الفاتحة » وقوله « الحمد لله رب العالمين » علم على هذه السورة › فما الذى يدعو إلى زعم أن البسملة ليست باية منها مع هذا التصرځ في كلامه عليه أفضل الصلاة والسلام بانها إحدى اياتها » وما الداعي لتقدير أداة التشبيه » ولو كان الراد التشبيه لذكرت أداته لدفع اللبس فإن حذفها لا يكون إلا مع الأمن منه » وفي هذا مايكفي المستفيد دلالة على يقة الالوسي في الرد على خصمه الرازى في هذه المسالة . ومنها مارواه الشافعي عن ابن جريج عن ابي مليكه عن أم سلمة أنها قالت :« قرا رسول الله ی فاتعة الكتاب فعد « بسم الله الرحمن الرحم » أية › « الحمد لله رب العالمين » أية › « الرحمن ن الرحيم » آية › « مالك يوم الدين » اية › « إياك نعبد وإياك نستعين » اية » « اهدنا الصراط - ۸۳ المستقم » ية » « صراط الذين أنعمت علمهم غير المغضوب علهم ولا الضالين » آية . وهذا نص صرح » وجاء هذا الحديث عند أحمد وني داود بلفظ : « سحلت أم سلمة عن قاعة رسول الله عك » فقالت كان يقطع قراءته أية آية » بسم الله الرحمن ن الرحم » الحمد لله رب العامين » الرحمن الرحم » مالك يوم الدين » » وفي لفظ ابن الأنباري والبيهقي : « كان إذا قراً قطع قراءته آية آية › يقول بسم الله الرحمن الرحم ثم يقف » ثم يقول الحمد له رب العالين ثم يقف » ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف » ثم يقول مالك يوم الدين » وفي رواية الدارقطني عن ابن أُبي مليكه عن أم سلمة رضى الله عب أيضا أن المي عوك كان يقرأ لحد له رب الاين » الرحمن الرحع » مالك يوم الدين › إياك نعبد وإياك نستعين › إهدنا الصراط المستقم › الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين طا 1 وعدها عد الأعراب » وعد (سم الله الرحمن الرحم) أية » ولم يعد (عليهم) » قال اليعمرى : رواته موثقون » وأخرجه أيضا ابن خزيمة والحاكم » وفي إسناده عمر بن هارون البلخى : ضعفه الحافظ لكنه وثق عند غين ٠ وغاية ما تشبث به الألوسي في الاعتراض على هذا الدليل أمرإن أحدهما عدم ثبوت سماع یي مليکه عن أم سلمه رضي الله عنها » ثانيهما أن غاية ما في الروايات قراعة البي عي البسملة مع الفاتحة وهو دلیل قرانیتہا لا دلیل کونها من الفاتحة والجواب عن الاعتراض الأْل بأن الذين أعلوا الحديث بالانقطاع كالطخاوى استدلوا برواية الليث عن ابن أبى مليكه عن يعلى بن مالك عن م سلمه » ورد عليهم الحافظ بأن هذا الذى أعل به ليس بعله فقد رواه الترمذى من طريق ابن أبى مليكه عن أم سلمة بلا واسطة وصححه ورجحه على الإسناد الذى فيه يعلى بن مُملك › ويريد الحافظ بذلك رواية الترمنذى للحديث وتصحيحه له في باب فضائل القران مع العلم أن الترمذى ذكر في ١۱۸ - باب القراءة أن إسناده ليس بمتصل » ولعل التصحيح لجل الاتصال وعدم لتصحيح في الرواية غير لمتصلة كا يقول الشوكاي في « ثيل الأۇطار » . وا جواب عن الاعتراض الثاني أن دعوى كون البسملة اية من القران بانفراد ليست من الفاتحة محتاجة | لی دلیل » إذ لو كانت كذلك لبینه رسول الله عي ٠ ومداومته قراءتها مع الفاتحة باستمرار من غير أن يبين للناس استقلاا عنها دليل على أنها جز منها » وهذه الروايات عن أم سلمة تدل على جهر النبي ميك بالبسملة وإلا فمن أين فا أن تصف قراءته ا لو أنه كان بخفيہا ؟ . ومنها حديث أبي هريرة عند النساني قال نعم المجمر صليت وراء أي هري فقراً « بسم الله الرحمن الرحيم » ثم قرأ بام القران س وفيه ویقول إذا سلم : والذى نفسي بيده إِني لأشبهكم صلاة برسول الله عي . وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان والحام وقال على شرط البخاري وسم » وقال تي س ت وله شواهد وقال أبو بكر الخطيب فيه ومنها حدیث ابي 0 أيضا عند الدارقطني عن النبي عي كان إذا قرا وهو يوْم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحم . قال الدارقطني رجال إسناده كلهم ثقات . وقال الشوكاني إن في إسناده عبد الله بن عبد الله الأصبحي ٠ روي عن ابن معين توثيقه وتضعيفه . ومنها حديث علي كرم الله وجهه أن النبي عي كان يقرا بسم الله الرحمن الرحم في صلاته . أخرجه الدارقطني وقال هذا إسناد علوى لا بأس به » وهو وإن أعله الحافظ بأنه بين ضعيف ومجهول يعتضد بالروايات الأخرى التي في معناه » على أن الدارقطني أخرج عنه بإسناد رجاله كلهم ثقات أنه سئل عن السبع الثاني فقال : الحمد لله رب العالمين قيل إنما هي ست فقال ١۱۸ - بسم الله الرمن ن الرحم ٠ ٠ وأخرج الدارقطني عنه وعن عمار بن ياسر أن ابي عه کان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحم ٠ وهو مع ضعف إسناده يعتضد متنه ببقية المتون . ومنها حديث سمو قال كان للنبي ع سکتتان . شكتة إذا قرا سم الله الرحمن الرحم » وسكتة إذا فرغ من القراءة ٠٠ فأتكر ذلك عمران بن الحصين فكتبوا إلى أي بن كعب فكتب أن صدق سره . أخرجه الدارقطني بإسناد جيّد ولا ينافيه ما أخرجه الترمذي ويو داود وغيرهما عنه بلفظ سكتة حين يفتتح » وسكتة إذا فرغ من السورة لأن الميين مقدم على الجمل . ومنبا حديث أنس قال : سمعت رسول الله عي يجهر بيسم الله الرحمن الرحم . أخرجه الحا وقال رواته كلهم ثقات . وأخرجه الدارقطني عنه بلفظ : كان النبي ع يجهر بالقراءة بيسم الله الرحمن الرحيم » وله طريق أخرى عن أنس عند الدارقطني والحام بمعناه . ونحوه عن عائشة رضى الله تعالى عنها من طرق يشد بعضها بعضا . ومن العجيب أن يزعم القرطبي أن هذه الروايات ليست فيا حجة لأنها أحادية والقران لا يثبت بأخبار الاحاد وإنما طريقه التواتر القطعي الذي لا يختلف فيه » وقد فات القرطبي أن هذه الروايات إنما هي حجة تثبت كيفية قراءة الببي عي ا » وتؤكد من ناحية أخرى حجية قرانيتها نیتہا » وکونہا جرا من سورة الفاتحة » أما أصل ثبوت قرانيتها وكونها من الفاتحة فمن النقل لتواتر لا في المصاحف التي نقلتها هذه الأمة جيلا بعد جيل مجمعة على صحتها ولو كان ثبوت قرانية البسملة متوقفا على تواتر أحاديث ثُروى عن لبي ع تنص على أنها من الفاتحة أو من القران لتوقف ثبوت قرانية أية آية من أية سورة على مثل ذلك وني لأحد بذلك؟وإنما ثبتت قرانية نية البسملة بنفس ما ثبتت به قرانية بقية الايات وهو إثباتها في الملصحف الامام بإجماع ١۱۸ ب الصحابة رضى الله عنهم » وتواتر النقل جيلا بعد جيل لكل ما اشتمل عليه ذلك الملصحف من سور وايات با في ذلك البسملة » وأعجب من كلام القرطبي قول ابن العرني : « ويكفيك أنها ليست من القران اختلاف الناس فيها والقران لا يُختلف فيه » وهو مقال في منتبى الخطورة لمصادمته الإجماع القطعي › فإن البسملة مجمع على أنها جز اية من سورة الل › ولا يصح سلب شيء من سور القران صفة القرانية بحال › ولو جاز ذلك لجاز أن تسلب اية الكرسي أو غيرها صفة القرانية في بعض المواضع . ولعل من أحسن ما قيل في هذا الموضوع ما قاله السيد محمد رشيد رضا في تفسيو « المنار » : إن اختلاف الروايات الاحادية في الاسرار بالبسملة والجهر بها قوى » وأما الاحتلاف في كونها من الفاتحة أو ليست منہا فضعیف جدا جدا » وان قال به بعض بار العلماء ذهولا عن رسم لصحف الإمام القطعي للتواتر » والقراءات التواترة التي لا يصح أن تعارض بروايات احادية أو بنظريات جدلية » وأصحاب الجحدل يجمعون بين الخث والسمين » وبين الضدين والنقيضين › وصاحب الحق منهم يشتبه بغي ورما يظهر عليه المبطل بخلابته إذا كان الحن بحجته » وهو كلام نفيس جدا › وقد قال قبله : « ولا يغرن أحدا قول العلماء إن منكر كون البسملة من الفاتحة أو من كل سورة لا يكفر ومثبتها لا يکفر » فيظن ان سبب هذا عدم ثبوتها بالدليل القطعي › كلا إنها ثابتة ولكن متكرها لا يكفر لتأويله الدليل القطعي بشبة المعارضة التي تقدمت وبينا ضعفها وسنزيده بيانا والشبهة تدر أحد الرده » وأذكر على الألوسي دعواه أن ثبوت البسملة خط الملصحف المتواتر دليل على كونها من القران دون كونها من الفاتحة وقال : هو من تمحل الجدل فلا معنى لكونها اية مستقلة في القران ألحقت بسوره كلها إلا واحدة وليست في شيء منہا ولا في فانحتہا التي اقتدوا بہا فی بدء کتہم كلها » إنه - ۱۸۷ لقول واي تبطله عباداتهم وسيرتهم » وينبذه ذوقهم لولا فتنة الروايات والتقليد. فتعارض الروايات اغتربه أفراد مستقلون » وبالتقليد فتن كثيرون «ل ولله في خحلقه ش شئون ‏ وأبدی السید رشید رضا استغرابه من اضطراب الألوسي في هذه المسألة » فقد حكم وجدانه » واستفتى قلبه في بعض فروعها فأفتاه بوجوب قراءة الفاتحة والبسملة في الصلاة ءوخالفه في كونها اية منها » وقال بين ل وف عل اديت أن پوق ف قرایں أو نک وجو قراءتها ويقول بسنيتها › فوالله لو ملعت لي الأرض ذهبا لا أذهب إلى هذا القول » وإن أمكنني بفضل الله توجيهه » كيف وكتب الحدیث ملأی با يدل على خلافه وهو الذي صح عندي عن الإمام ‏ يعني إمامه أبا حنيفة وأبدى الألوسي استشكالا في حاشيته على تفسيو ووصفه بأنه إشكال كالجبل العظم » وأجاب عنه بما لا يروي من ظما ولا يشبع من مسغبه » ووجه الاشكال أن القران لا يثبت بالظن ولا يفي به » فكيف يمكن الجمع بين إثبات الثبتين ونفي النافين للبسملة » وحكى إجابة ارتضاها عن هذا الاشكال ملخصها أن حكم البسملة كحكم الحروف الختلف فيا بين القرء السبعة » فهي قطعية الإثبات والنفي معا » وهذا اختلف المراء فأثبتها بعض وأسقطها اخرون وإن اجتمعت المصاحف على الاثبات ومثل لذلك بالصراط ومصيطر فقد قرا بالسين ولم يكتبا إلا بالصاد » وبقوله تعصالى : وما هو عَلى اليب يتين € دعر فإنه كتب بالضاد وقریء بہا وبالظاء › وأطال السيد محمد رشيد رضا في الرد عليه وتفنيد كلامه وما قاله « إن الاشكال الذي نظر إليه المفسر بعيني التقليد العمياوين فراه كالجبل العظم هو ثي نفسه صغير حقير » ضئيل قميء › خفي كالذرة من الباء › أو كالجزء لا يتجزاً من حيث كونه لا يرى ولا يثبت إلا بطريقة الفرض أو كالعدم الحض » ثم أخذ يجيب عن الأاشكال الذى فرضه الألوسي وملخص - ۱۸۸ جوابه أنه لم ينف أحد من القراء كون البسملة من الفاتحة نفيا صرحا تعضده رواية متواتة عن النبي عي » وإنما كل ما يتعلق به النافون شيهة عدم رواية بعض القراء ها وشببة تعارض الروایات اللحادية السالفة الذكر ٠ وثبوتها قطي بالروايات التواترة تواتر سائر آيات الفاتحة » وعدم نقل الاثبات للشيء ليس نفيا له رواية ولا دراية » وقد فرق العلماء بين عدم إثبات الشيء وبين إثبات عدمه ا هو معلوم بالضرورة » ولو فرض أنه رُوى التصرع بالنفي لكان الواجب ال جزم ببطلان هذه الرواية » ومنشوه التباس نفي الاثبات بإثبات النفي لاستحالة كون المتناقضين قطعيين معا » ورواية الإثبات لا يكن فيا الطعن » كيف وقد عززت بخط المصحف الذي هو بتواترهو خطا وتلقينا أقوى من الروايات القولية › وأعصى على التأويل والاحهال ٠ ثم ر السيد محمد رشيد رضا على القائلين بأنها آية مستقلة بين كل سورتين للفصل بينهما ما عدا الفصل بين سورت الأنفال وبراءة » وملخص رده أنه محرد رأي ريد به الجمع بين الروایات اللحادية الظنية المتعارضة ء وال جمع بغيرو مما لا إشكال فيه ممكن ٠ فلو كان الراد بها الفصل بين السور لم توضع في أول الفانحة وهي أول القران ترتيبا » ولم تحذف من أول براءة لوجود العلة المقتضية للإثبات ٠ ثم تعقب الجواب الذي نقله الألوسي وقال : لا يستغرب صدوره ولا إقراره ممن يثبت الجمع بين النقيضين المنطقيين ٠ ويفتخر بأنه يمكنه توجيه ما يعتقد بطلانه على أنه جواب عن إشکال غير وارد » وبعبارة أخرى ليس جوابا عن إشكال إذ لا [شکال » ثم قال عن الخلاف بین القراءِ في مثل السراط والصراط ومسيطر ومصيطر وضنين وظنين إنه ليس خلافا بين النفي والاثبات كمسألة البسملة بل هي قراءات ثابتة بالتواتر فما ضنين وظنين فهما قراءتان متواترتان ‏ الك وملك في الفاتحة ‏ كتبت قراعة الضاد في مصحف أُبّى وهو الذي وزع في الأنصار وقراً بها ال جمهور › ۱۸۹ وقراءة الظاء في مصحف عبد الله بن مسعود وقراً بها ابن کٹير ويو عمرو والكساني » ولكل منهما معنى » وليستا من قبيل تسهيل القراعة لقرب المخرج ثم قال عن السراط والصراط ومسيطر ومصيطر لا فرق بينهما إلا تفخم السين قيقه ويكل مهما نطق بعض اليب » وليت به النص فهو من قیل ما ص من تحقيق الحمزة وتسهيلها › ومن الامالة وعدمها فلا تنافي بين هذه القراءات فيعد إثبات إحداهما نفيا لمقابلتها كا هو بديبي على أن خط الملصحف أقوى الحجج › فلو فرضنا تعارض هذه القراءات لكان هو المرجح ولكن لا تعارض ولل الحمد . هذا ما قاله السيد رشيد رضا في هذه المسألة وهو ناتج عن عمق فهمه وتوقد ذكائه ولعل الذين يقولون أن البسملة أنزلت للفصل بين السور يستدلون مما أخرجه بو داود والحام وصححه على شرط الشيخين عن ابن عباس رضي الله عنہما قال : كان رسول الله علد لا يعرف فصل السورة ‏ وفي رواية انتهاء السورة ‏ حتى ينزل عليه « بسم الله الرحمن الرحم » . ولكن ليس في الحديث ما يدل على أنها تنزل استقلالا للفصل وإنما اة ما فيه أا كل سورة زل كانت تصدر بليسملة فستدل بذلك المي عي على انتباء السورة التي قبلها واستقباله سورة جديدة تنزل بعدها › ولو كانت لجرد الفصل لا أثيتت في أول الفاتحة ‏ ك ذكرناه عن صاحب النارٌ لعدم تقدمها بسورة قبلها . هذا ويرى جماعة من العلماء الجمع بين روايات الجهر والاحفاء بما رواه الطباني في الكبير والأوسط عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي ا کان يجهر ببسم الله الرحمن الرحم وكان المشركون يبون بمكاء وتصدية ويقولون محمد يذكر إله امامة وكان مسيلمة الكذاب يسمى « رمن » ١۱۹۰ س فأنزل الله تعالل ل ولا تَجهَر يصَلاتِكَ ‏ فتسمع المشركين فيه زيوا بك « ولا تخافت بها » عن أصحابك فلا تسمعهم .. وقد قال في مجمع الزوائد إن رجاله موثقون » وقال الحكم الترمذي : فبقي ذلك إلى يومنا هذا على ذکر الرسم وإن زالت العلة » واعتمده 7 والنيسابوري في الجمع بين الروايات » ويرى السيد محمد رشيد رضا أن ترك الجهر كان في أول الاسلام بمكة وأوائل الحجرة » والجهر فيما بعده » وفي نفسي من هذه الرواية ما يجعلني غير واثق من صحتها وذلك لأمرين : أولحما أن مسيلمة الكذاب لم يشتهر قبل الحجرة ولا فى أوائلها › وإنما اشتهر بالتنب بعد ذلك › وعندئذ لقب برحمن المامة فيبعد أن يستخف المشركون بمكة المكرمة بقراءة النبي عي عندما يسمعونه يذكر الرحمن ء معلقين عليه بانه يقصد مسيلمة . ثانيهما : لو كان صنيع المشركين هذا داعيا إلى إخفاء البسملة كلا يسمعوا اسم « الرحمن » فيهزأوا به لكان ذلك يستدعى إخفاء هذا الاسم في كل اية من الكتاب با في ذلك قول الحق تعالى في الفاتحة « الرحمن الرحم » ولم يذكر عن النبي عي أنه كان يتجنب إعلان اسم الرحمن خشية استخفاف المشركين على أن هذا الاسم الكريم كثيا ما كان يرد في القران اللكي كقوله تعالى في سورة الإسراء : ل قلي أذعُوا الله أو اذو اَن وقوله في « طه » هل لحن على اعرش آسْتّوى ‏ وقوله في الفرقان الرس ن » سال پو ځا » ودا قل هم اسي لسن الوا وما حن رسد اء وقوله في سورة اليهن ل الح عَلَم الان € (الرهن /٠٠١۲)٠ و اتضح لك أن الراجح كون البسملة اية من الفاتحة ومن سائر السور إلا براءة » ووجوب تلاوتها في الصلاة مع الجهر با في القراءة الجهرية ١۱۹ فاعلم أنه لم يقل أحد من أصحابنا ولا من غوهم بتكفير أو تفسيق المخالف في هذه المسألة » والذين يقولون بخلاف قولنا يتفقون معنا على عدم تكفير أو تفسيق من يخالفهم الهم إلا ما يذكر عن أبى بكر الاي من أن اقل ما في اللسألة تفسيق الخالف وقد رد عليه العلامة أبو مسلم رحمه الله في (نشاره)بما من فوائد افتتاح الأعمال باسم الله والاقتاح ييسم الله الرجهمن الرحيم فيه تعليم للناس بان يفتتحوا أعماهم ببسم الله » وهذا ب يعني أن تكون أفعاهم في حدود شرع الله لا تتجاوزه فتبقی دائرة في حدود الواجب والمندوب والمباح 56 أُن في ذلك تعليما للناس بن أعمالحم كلها لازنة لها في كفة الدين ما لم يقصد بها وجه الله سبحانه › والعبد عندما يفتتح أي عمل باسم الله يشعر أن عمله محكوم بشرع الله فليس له أن يتصرف ك لى عليه هواه › وقد شهرعندالناسالافتتاح باسماء الأشخاص والمؤسسات لقصد التنويه بها والاشادة بذكرها والاشعار بان العمل المفتتح ذو صلة بالؤسسات أو الأشخاص المذكورة أسماؤهم › والمسلم عندما يفتتح باسم الله يعلن شرعيه عمله وهذا يتضح في مشروعية ذکر اسم الله عند الذبح › لأ ذبح الحيوان إيلام له وهو قبيح في العقل » لولا أن الله سبحانه خالق الحيوان ومالكه أباح في شرعه ذبح بعض الحيوانات والانتفاع بلحومها » فالذابح عندما يذكر اسم الله يعلن أن ذه لم يکن تعديا من قبل نفسه وإنما هو بمقتضى الإباحة الشرعية يمن خلقه وخلق ذلك الحيوان . مباحث العلماء في البسملة وف قول احق سبحانه ل بسم اله الحم ال جيم مباحث كثيرة عني بها المفسرون في تفاسيرهم بحسب اختلافهم ي العلوم التي يعنون بها › ۹۲ فالنحويون تهمهم المباحث الأعرابية › والبلاغيون يعتنون بالمباحث البيانية › والفقهاء يعتنون بمسائل الفقه ٠ وأول ما بدىء به «الباء» وهي تاٽي لمعان ليست كلها سائغة هنا وإنما يسوغ منها معنيان وهما الاستعانة والمصاحبة .ما الاستعانة فقد رجحها طائفة من المفسرين والنحويين منهم الزخشري وعولوا عل مجموعة من الحجج منہا حدیثٹ (باسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء) » وتكلف الالوسي رد جميع حجج هولاء حجة حجة والانتصار لقول الفريق الأول ولست أجد كبير فائدة في هذا الاختلاف حتى أبحث ما هو اللاجح من الرأيين ؟ وإنما أتعجب من القرطبي في زعمه أن الباء للقسم › وأن المقسم عليه أن كل ما جاءت به السورة التي تلى البسملة هو حق من عند الله » وأعجب منه نسبة القرطبي هذا القول إلى العلماء مع أنه نفسه حكى الاختلاف في متعلق الباءِ هل هو خاص او عام وهو مما یناف کونہا للقسم على أنه يتبادر للإنسان حالما يتلو بسم الله الرحمن الرحم أن المراد بها غير القسم » وحاصل الاختلاف في متعلق الباء أن بعض العلماء يراه خاصا توحی به قرائن الأحوال فالقاریء عندما يتلو «بسم الله» يقصد أقراً باسم الله » والذابح يقصد كذلك أذبح باسم الله » والداخل يقصد أدخل باسمه › والخارج يقصد أخرج باسمه » وهكذا في الكاتب » والمسافر › وكل من يعمل عملا يبتدئه باسم الله تعالى وبعضهم يراه عام ويقدره «أبتدىء» سواءِ في القراءة أو الكتابة أو الذبح أو أي شىء اخر ۽ والذين يقدرون حاص يستدلون له بالتصر به في قول الله تعالل: اقا باسم ر؟ الذي حلي لق الانسَان من علق رس ,وأ نت تری أن كلا الوجهين ينافيان ماذکره القرطبي من أن الباء للقسم » ولو كانت للقسم لقدر المتعلق إما أقسم أو أحلف › ولم يذكر شيئا من ذلك القرطبي » ولم ي ينسبه إلى أحد » ومن العلماء من يرى أن المتعلق فعل أمر تقديره اقرا وهو خطاب موجه إلى النبي ع - ۹۳ وإلى كل قارىء » والظاهر من كلام الامام ابن جرير أنه يميل إلى هذا الرأى » فقد ذکر بعد إیراده عن ابن عباس رضی الله عنہما أن اول ما نزل به جبيل على النبي عي الاستعاذة والبسملة › وهذا يُفهم منه أن مراده اقرا باسم الله » والاحتلاف في جعل المتعلق خاصا أو عاما يرجع إلى الااختلاف في وجهات نظر العلماء الختلفين ٠ فالذين قدروه خاصا راعوا ضرورة استحضار العمل الذي يقترن البدء فيه بالبسملة › ويقول ابن جرير : «إن ذلك يجري مجرى الأشياء التي تعرف من غير أن تذكر » كقول القائل : خبزا في جواب ماذا أكلت؟ فإنه يلم بالضرورة أن مراده أكلت خبزا › وكقول المهنين بالزواج : «بالرفاء والبنين» فإن الراد واضح وهو تزوجت أو اقترنت بالرفاء والبنين » وكذلك عندما يقرا القارىء ويتلو «بسم الله يعرف بالضرورة أن مراده باسم الله اقرا وعندما يصنم الصانع ويتلو «بسم الله» يعلم بالضرورة أن مراده باسم الله أصنع ٠٠ وهكذا » والذين قدروه عاٌا نظروا إلى مجيء البسملة في أول الأقوال والأفعال وجعلوه دليلا على أن المراد اليك بها في الافتتاح › وللفريقين نقاش طويل وبحوث واسعة لا نبد جدوى في إيرادها هناء وما كثر الخلاف فيه الاسم والمسمى » هل هما شىء واحد أو شیئان؟ وقبل التعرض ل خلافهم يجدر بنا أن نحدد معنى الاسم. يرى ابن سيده أن الاسم هو اللفظ الموضوع على الجوهر أو العرض ويقول الراغب : هو ما يعرف به ذات الشيء وأصله » ويرى أبو حيان أن الاسم هو اللفظ الذي يدل بمقتضى الوضع على موجود في العيان إن كان محسوسا وفي الأذهان إن كان معقولا من غير أن يقترن جوهره بزمان » ویری ١٤۱۹ السيد رشيد رضا أن الاسم هو اللفظ الذى يدل على ذات من الذوات کحجر وخشب وزید أو معنى من المعاني كالعلم والفرح » وتخصيص ابن سيدة لسم بما وضع على الجواهر والاعراض يمنع من شمول تعريفه لأسماء الله الحسنى لان ذات الله تعالى ليست جوهرا ولا عرضا » وكذلك تعريف الراغب له بأنه ما يعرف به ذات الشيء وأصله لايصح اعتباره منطبقا على أسماء الله › فإن ذات الله وهي حقيقته الخاصة ‏ لا يعرفها أحد من خلقه كا هي » وإنما غاية ما يمكن التوصل إليه معرفة صفاتها » أما تعريف أي حيان والسيد رشيد رضا فهما خاليان من الاعتراض » ومن خلال تأملنا لجميم هذه التعريفات يمكننا أن ندرك أن الاسم هو غير الملسمى ذلك لان الاسم لفظ يدل نطقا أو كتابة على المسمى » واللسمى حقيقة سواءاأكانت محسوسة أو معقولة » وما يؤسف له أن كثيرا من العلماء أضاعوا جهودهم في بحث هده المسألة ورد بعضهم على بعض با لا طائل تحته » وقد تعجب الإمام أيو حيان من هذا الاخحتلاف وهو جدير بأن يُتعجب منه » وللا خشية اللبس لضربت صفحا عن بحث هذه المسالة من أصلها › وإليك من تلخيصها وتحريرها ما يكفيك دليلا لتستبصر في مثل هذه المقامات التي كثيرا غا تنزلق فيا الأفهام. لا ريب أنك تدرك أنك إذا أدرت لسانك على ذكر اسم شيءِ لا يحضر ذلك الشيء بعينه فلو ذكرت زيدا أو محمدا أو عامرا أو سعيدا ل حصل لك ذكر الاسم دون المسمى وإلا للزم أن تروى غلتك إذا ذكرت اسم ماء بلسانك وأنت ظمان » وأن تحترق لسانك بمجرد ذكرك لاسم التار › ومع ظهور ذلك بداهة فإن جماعة من العلماء أصروا على أن الاسم هو عين اللسمى ومن هولاء اين الحصار والقرطبي والألوسي ونسبه الرازي إلى الأشعرية ١۱۹ - والكرامية والحشوية ولم يكتفوا بالوقوف عند هذا الحد » يل أخذوا يشنعون على نخالفيم » فالقرطبي ينسب قوم إلى أهل الحق ومفهومه أن قول مخالفيهم هو قول هل الباطل » بل صرح ابن الحصار بأن القول الاخر هو قول أهل البدعة » ولم يال الألومي جهدا في الانتصار لقوحم هذا مستندا إلى فلسفات متنوعة ليست من القران ولا من السنة في شيء » وفي مقابل هولاء نبد الامام ابن جرير الطبري والفخر الرازي وابن القم والسيد محمد رشيد رضا يخالفونهم تام الخالفة ويعدون القول بأن الاسم هو عين المسمى من الأحطاء التي أوقع أصحابها فيا قلة فهمهم لمقاصد التصوص › ولقطب الأئمة رمه الله كلام في (هيمانه) يفيد تعذر كون الاسم هو المسمى ٠ وحمل كلام أصحابنا بأن أسماء الله هي ذاته على أن مرادهم بذلك مدلول أسمائه » ونحوه ما أفاده نورالدين السالمي رحمه الله في مشارقه » ومنشا اللبس الذي سبب الخلاف أن القائلين بأن الاسم هو عين المسمى رأوا أن الله تعا ى أمر بذكره وتسبيحه في ايات من الکتاب وبذكر اسمه وتسبيح اسمه في يات أخرى فقد قال عز من قائل لكر اسم رَبك وَل ليه تبتیلا لاسرم > ك اسم رَبك بكر و ساج ذكَر فِيهَا اسم کئیرا ہی فکلوا ما ذکِر اسم عله إن کنتم بایاټه 4 ۸ وما َك الا تا کلوا ما ذكِر اسم الله علوم . قاذ روا اسم الله َليِهَا صَواف رس رس .وقال بخان : 3 الذِينَ امَو 1 ال كرا کٹیرا وتخو 7 صیلاء ۰ رشوب ۱ ۰ ٩ قاذ کرو الله عند مشر لحرا م واذ كر كُمًا س فا قض ي َضَعُمْ مََاسِكَكمْ قاذ كروا الله کرم آباءکم او شد د کراس ‎e‏ الذي يکرو الله فام و فَعُودًا وَل جنو بهم ‎o‏ في تلق السّمواتِ وَالاَرْض. ن سردن .لذا قضيعُم الصَلاةَ ١٦۱۹ - فاذكْروا الله فما وَقَعُودًا وَعَلَى جئوي کسه سن ..وتحوه قوله في التسبيح 7 اس عند ربك ل َسْتَكبرون عن عِبَاد ته 4 ويسب ونه وَل سود .وقوه + سخ اسم ك الأغلى رفخ امم ربك لس وقال تعالى جارك الله اخسن لحَالِقينَ 0 .ارك الذي نبل الفرقَان رس ن .تارك اسم رَبك ِي الجلال كرام رارح ۷۸ وقد دعاهم هذا إل الجمع بن هذه الايات بأن يجعلوا الاسم عين المسميٰ » وأن يجعلوا ذكر الله وتسبيحه وذكر اسمه وتسبيح اسمه واحدا لان اسمه عين ذاته ٠ والصواب ‏ 5 يقول صاحب المنار ‏ أن الذكر في اللغة ضد النسيان وهو ذكر القلب ولذلك قرنه الله بالتفكر في سورة ال عمران حیث قال : طالَذِينَ َذَكُرُون اله يما وَقَعُودا وَعَلى جنوبهم ۽ وَيَفَكرون في لقي السات والأَرض .€0 وقال :اذ ك بك إذا تسيت سد » كا يطلق الذكر على النطق باللسان لانه دليل على ذكر القلب وعنوان له › وذكر اللسان للاسم دون اللسمى ك هو الشأن في سائر الأسماء فإذا قال قائل نار » لا تقع النار على لسانه فتحرقه 3 وإذا قال الظمان ماء لا يجري الماء على فيه فيروي ظماہ ‏ ا ذکرنا من قبل فالراد من ذكر الله بالقلب تذکر جلاله وعظمته وكبيائه ونعمه والمراد من ذکره باللسان ذکر أسمائه الحسنى وإسناد الحمد والشكر والثشناء إلها › وهكذا يقال في التسبيح فالقلب واللسان يشتركان في التسبيح ونا : تسبيح القلب اعتقاد ؟ له وتنزهه عن كل ما لایلیق بعظمته وكبريائه › وتسبيح اللسان إضافة التسبيح إلى أسمائه » ولو لم ينطق بكلمة اسم » ويدل على ذلك ما أخرجه الامام ريع رحمه الله عن أي عبيدة عن جابر بن زيد عن اين عباس رضي لله عنم آنه م تلل قول اله تع فسخ باسم ربك العَظ رس قال النبي ا : «اجعلوها في - 1۹۷ رکوعکم» ولا نزل قوله : سبح | سم رَبك أل قال : «اجعلوها في سجودک» ورواه امد واأبو داود واين ماجه واين حيان في صحيحه والحا في مستدركه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه » وروى أحمد وأصحاب الستن الأبعة وصححه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي ا فكان يقول في ركوعه «سبحان ربي العظم» وي سجوده «سبحان ري الأعلي» فظهر من هذا كله أن الاسم غير المسمى وأن ذكر كل منہهما مشروع والفرق بينهما ظاهر وكذلك يقال في التسبيح والتبارك فكما يعظم الحق سبحانه يعظم اسمه الكريم فلا يذكر إلا مقرونا بالحمد والشكر والثناء والتقديس › وقد صرحوا أن تعمد إهانة أسماء الله تعالى في اللفظ والكتابة كفر » لأنه لا يمكن أن يصدر ذلك من مؤمن. هذا ملخص تحرير صاحب النار لذه المسألة وهو في منتى الوضوح وي غاية التحقيق. وما تعلق به القائلون بأن الاسم عين المسمى قول لبيد : إلى الحق ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر فقد قال القرطبي : استدل علماؤنا بقول لبيد هذا على أن الاسم هو للسمى » واستدل أبوعبيدة معمر بن مثنى بالبيت على أن اسم صلة زائدة أقحمت في بسم الله الرحمن الرحم » وأن الأصل بالل الرحمن الرحيم » وهو کلام مردود ۽ فان اعتبار شيء من کلمات القرآن مقحما مر لا يخلو من سوء أدب مع كلام الله تعالى » أما البيت فقد أجاب عنه ابن جرير أوهما أن مراد لبيد به : عليكما اسم الله أي ألزماه فقدم المفعول على اسم الفعل فرفعه كا هي القاعدة ألا ينصب اسم الفعل المفعول به إن تقدمهء. - ۱۹۸ ثانيېما أن مراده بقوله : ثم اسم السلام عليكما ثم بركة اسم السلام عليكما » كا يقال في ما يقصد تعويذه اسم الله عليه » والقول باتحاد الاسم والملسمى نسبه غير واحد إلي سيبويه من ائمة اللغة العربية وخطا صاحب صاحب النار هذه النسبة معولا على ما قاله اين القم في .(بدائع الفوائد) ما قال نحوي قط ولا عرلي أن الاسم عين المسمى »٠ وللفخر الرازي في تفسيه نقاش طويل يدحض به شبه القائلين باتحادهما نرى الاستغناء عنه بما ذكرناه. وكلمة اسم على وزن فعل حسب أصلها وأصلها عند البصريين سمو ماخوذة من السمو لان الاسم يعلو مسماه بكونه عنوانا له ودليلا عليه › وقيل لان صاحبه بمنزلة المرتفع به › وقيل بان الاسم يسمو بالمسمى فيرفعه عن غيو 9 وأصله عند الكوفيين وسيم » مأخوذ من السّمة وهي العلامة ٠ لن الاسم علامة لن وضع له » وعلى الرأي الأول هو محذوف اللام على وزن فم سكنت فاؤه فاجتلبت له همزة الوصل في ابتداء الكلام » وعلى الثاني هو واوى الفاء حذفت فاو فاجتلبت له همزة الوصل ووزنه إعل » ويدل للأول تصريفه فإنه يصغر على سمي لا على وسيم ويجمع على أسماء لا على أوسام › والتصريف يرد الكلمات إلى أصولا › وإنما كانت نظرة الكوفيين مبنية على أن الراد من وضع الأسماء للمُسميات أن تكون علامة ودليلا عليها » ولم ينظروا إلى تصريف الكلمة بيا البصريون عولوا على التصريف مع نظرهم إلى أن الاسم يظهر بمسماء والظهور هو في حقيقته سمو وارتفاع. وفي إضافة اسم إلى لفظ الجلالة خلاف › هل هي للعهد أو للجنس الذي يُحمل على الاستغراق ؟ وهو مبني على أن الإضافة تأت لا تأي له أل من المعاني » وعلى الأول فالمقصود اسم معهود من أسماء الله » والأأجدر أن يكون اسم الجلالة لشيوعه وذيوعه » وعلى الثاني فالمراد الافتتاح بجميم أسماء لله الحسنى » والأرلى أن تكون الاضافة هنا للبيان ء ووصف اسم الجلالة ۱۹۹ هنا بالرحمن الرحم يوكد ذلك » وإنما كان الافتتاح باسم الجلالة دون غير لن جميم الأسماء تابعة له فلذلك يوصف با ولا توصف به › وفي افتتاح الكلام باسمه تعالى تفخم له وتعظم من شانه » وهذا مما جرت به العادة عند الاس كا أشرنا من قبل » فهم عندما يريدون أن يفتتحوا مشروعا جديرا بالعناية يفتتحونه باسم شخص مشهور كسلطان أو أمير أو باسم مؤسسة ذات شان.. ويعني ذلك أنه لولا صاحب الاسم لم يفتتح المشروع » وما أن القران الكرم جاء لتطهير العقيدة من جميع أدرا ان الشرك ولوثات الزيغ فإنه علمنا كيف نخص اسم الله الرحمن الرحم في افتتاح الأقوال والأعمال › وهذا لان العبد عندما يقول (بسم الله الرحمن الرحيم) يعلن براءته من الحول والطول وعدم قدرته على أى عمل إلا بعون الله كا يعلن أن قيمة العمل تكون يقدر الإخلاص لله سبحانه » وفي الافتتاح باسمه تعالى إضفاء صفة الشرعية على العمل المفتتح ٠ ومن ثم قال العلماء «إن الاعمال غير المشروعة لا تفتتح 3 اله » ولالجل ذلك كرهوا افتتاح دواوين الاشعار بالبسملة لا یکون فیہا ن اجو والاقوال المجانبة للحق &¿ فالشعراء هم 7 وصفهم الله له : والشعراء ييعهم اعون 1 س ر أنَهُم في کل واد يَهيمُون » ۴ قولون مَالا علو ا اين منوا وَعَملوا الصَالِحاتٍ وَذَكُروا اله كيرا وَالَْصَروا من بعد ما لمو ‎n:‏ ولي هذا الاستشناء ما يدل على أن الشعر إن كان خالصا من الشوائب » بيدا عن المنكرات ٠ لا يمنع من افتتاح ديوانه بالبسملة. (الله) اسم خاص لايطلق إلا على رب العالمين ٠ وقالوا في تعريفه هو علم على ذات اجب المستحق لمي المد فاه » خف في أصله › فال جمهور يرون أن أصله إله » فحذفت الحمزة وعغوض عنها الألف ۲۰۰ الام وأدغمت اللام في اللام ثم فخمت » ولأجل أن الألف واللام للتعويض اجتمعتا مع حرف النداء ولا تجتمم أداة التعريف في غير هذا الاسم مم يا إلا مقرونة أي » وأصل له أله معنى عبد عند ابن جرير وجماعة من علماء العربية والتفسير وعضده ابن جریر ما رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قر ٍ ويَذركً د وَالِهتكَ ارد د وفسر بمعنى عبادتك › وذكر علماء العربية أن أله كعبد وزنا ومعنى » يقال أله له وألوهة وألوهية كعبد عبادة وعبودية وعبود ة » وقيل أصله أله على وزن سمع بمعنى تحير لن العقول تحير في معرفته سبحانه » ويرد على هذا أن الأصل في الاشتقاق أن يكون لمعنى في لمشتق والحيية إا هي في العباد » وقبل أصله من َه بمعنى فرع لأن الخلق يفزعون رال الله سبحانه ل وهو يجير ولا يجار عليه ‎CAT‏ وقيل من أله معنى سكن لان الب س تسكن إليه تعال الا بذك او مین اقلوب س وقيل هو مأخوذ من وله بمعنی تير فيكون على هذا أصل له ولاه وإنما بدت امن ووا ك قيل في وشاح إشاح » ويل غر ذلك » وهذه الأقوال كلها مبنية علي | لتخمين الذي لا يشفي غليلا › والظاهر أن اسم الجلالة غير مشتق والألف واللام فيه ليستا للتعريف فإن هذا الاسم الكرم هو أعرف المعارف فليس بحاجة إلى أن تجتلب له أُذّاه تعريف والقول بعدم اشتقاقه محکي عن ال خليل بن أحمد الفراهيدي مع حكاية القول الالخر عنه وذكر بعض الولفين أن الخليل رؤي في النام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال رحمني بقولي إن اسم الجلالة غير مشتق » ولان مالك النحوي الشهير في لمقام تحرير «ما أظن أن شبهة تبقي معه مدعي اشتقاق هذا الاسم الكرم ون أصله اله » وحاصل ما يقوله أنه يکفي في رد دعوی القائلين بالاشتقاق أ٠ نېم ادعوا مالادلیل عليه » لا الله والاله مختلفان لفظا ومعنى أما لفظا فلن الله عينه حرف علة والاله صحيح العين واللام وإنما فاؤە ۱٢۲۰ همزة فهما من مادتين » وردهما إلى أصل واحد تحكم من سوء التصریف ٤ وأما معتى فلن الله لم يطلق في جاهلية ولا إسلام على غير الحق تبارك وتعالى وأما الاله فأصل وضعه لمطلق المعبود ولكنه خص بالمعبود بحق » ومن قال أصله الاله لا يخلو من أمرين » إما أن يقول أن حذف الحمزة كان ابتداء ثم أدغمت اللام » أو يقول إن حركتها أزيلت وألقيت إلى اللام قبلها ثم حذفت على القياس › والأمران باطلان أما الأْل فبطلانه لأجل دعوى حذف الفاء بلا سبب ولا مشاببة ذي سبب من اسم ثلائي ولا يصح أن يقاس هذا الحذف على الحذف في يد وما شابهه لان الحذف في باب يد في الاواخر ٠ ويترخص فيا مالا يترخص في فاء الكلمة ثم لا يقاس على الحذف في باب عدة لان الحذف فيه محمول على الحذف في المضارع من بابه وهو يعد » ولا على رقة بمعنى ورق لمشابهته عدة وزنا وإعلالا » ولولا أنه بمعناه لالسق بباب لشه وهو الثنايي الحذوف اللام » وأما ( ناس) فأصله أناس » فالناس من توس والأناس من الأنس ء ولو سم أن أصلهما واحد فالحمل عليه زيادة في الشذوذ وكثة مخالفة الأصل بلا داع . وأما الثاني فبطلانه لاستلزامه مخالفة الأصل من وجوه » أحدها نقل حركة بين كلمتين على سبيل اللزوم ولا نظير له » (الثاني) نقل حركة همزة إلى مثل مابعدها وهو يوجب اجتاع مثلين متحركين وهو أثقل من تحقيق الحمزة بعد ساكن » (الثالث) الرجوع إلى تسكين المنقول إليه الحركة وهو يبطل النقل أنه يعود عملا كلا عمل » وهو مستقبح في كلسة فکیف بالکلمتین ٤ (الرابم) إدغام المنقول إليه في ما بعد الحمزة وهو محانب للقياس لان الحمزة المنقولة الحركة في تقدير الثبوت › فإدغام ماقبلها في مابعدھا كإدغام أحد اللنفصلين ٠ وقد اعتبر أبوعمرو في الادغام الكبير الفصل بواجب الخذف کالياءِ في نحو (يبغ غير فلم يدغم. ٢۲۰ ہس فاعتبار غير واجب الحذف أولى والذين يزعمون أن أصله إله يقولون: إن الألف واللام عوض من الحمزة » ويرده أن المعوض والمعوض عنه لايحذفان معا وقد حذفت الألف واللام في قول الشاعر: لاه ابن عمك لاأفضلت ئي حسب عنى ولاأنت دياني فتخزوني وقالوا:(رلهي أبوك) فحذ فوا لام الجر والألف واللام وقدموا الحاء وسكنوها فصارت الألف ياء › وهذا يدل أن الألف كانت منقلبة لتحركها وانفتاح ماقبلها فلما وليت ساكنا عادت إلى أصلها وفتحتها فتحة بناء وسبب البناء تضمن معنى التعريف عند أبي علي » ومعنى حرف التعجب إذ لم يقع في غه وإن لم يوضع له حرف عند ابن مالك . هذا ملخص كلامه وهو في منتبى الجودة ولكن لعل خصومه يجدون في قول الله تعالی:ظ لکنا هُو الله ري هعمد بس حجة يستندون إليها في الرد عليه في إنكاره إدغام ما قبل الحمزة فيما بعدها » اعتبارا للمحذوف في حكم الثابت سواء كان واجب الحعذف أو جائه فإن كثيرا من أئمة التفسير والعريية نصوا على أن الأصل (لَكِنٌ أنا هو الله رِي) فحذفت ألف أنا وأدغمت نون لكن في نونها » ومن نص على ذلك ابن جرير والزمخشري غير أن لابن مالك أن يقول كا يقول أبوحيان في (البحر الحيط) بأن ذلك غير متعين لامكان أن تكون (لَكنّ) مشددة هنا وحذف اسمها وهو ضمير المتكلم أي (لكنني آنا هو الله ري) کا حذف اسمها ضميرا في قول الشاعر: وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي فأصله (لكنني) » وفي قول الاخر: فلو كنت ضييا عرفت قبتي ولكن زي عظم المشافر على رفع زنجي وتقديو(ولكنك زنجي) ٠ کک دت واختلفوا في الفرق بين الال والله » فالسيد السند يرى أنهما علم لذاته تعالى » ولكن إل يطلق على غين تعالى » والله لایطلق على غوه سبحانه أصلا » وقال السعد: «إن الاله اسم لمفهوم كلى هو المعبود بحق » والله علم لذاته » وقال الرضى هما قبل الادغام وبعده مختصان بذاته تعال ى لا يطلقان على غي صلا إلا أنه قبل الإدغام من الأعلام الغالبة وبعده من الأعلام الخاصة › ونت تدريٍ أنه إذا أطلق اسم اللجلالة م يتبادر إلى ذهن أي أحد من أي ملة كان إلا أن المراد به الحي الدائم خالق كل شيء » وأما الاله فهو يطلق على المعبود وإنما خص في الاسلام بالمعبود بالحق سبحانه وتعالى › ولذلك إذا أطلقه غير المسلم قد يتبادر أن مراد به غير الله تعالى والله سبحانه قد حکی في كتابه عن المشركين قوشم طَلأجَعَل أَلَِة ها يَاحدًا › ِن هذا لشي # غجابا رى 17 حکی عنم قوشم إصيرو عَلى کہ ب وقوحم إن كاد يضلا عَنْ اهيا ولا ن صبرنًا عَلْهَا رسن ب ولم يحك عنهم مايدل على أنهم يطلقون اسم الجلالة عى غيه تال بل حکی عنم مدل عل آمهم بخصونه به سبحاه ققد قل تعال :وان سََهُم مَنْ لق السات والارض ليقو الپ رد س وئ هذا مايدل على اختلاف مفهوم الكلمتين عندهم فالاله هو المعبود والله هو الخالق القادر على کل شيء » وإنما انحصر معنى الاله عند المسلمين في الله سبحانه لأنه المعبود بحق حق » وکل ما يعبد سواه فهو معبود يباطل » وببذا يتضح أن الإله معناه كلي ينحصر في فرد » ولولم يكن كذلك لا كان قول الموحد «لاإله إلا الله» توحيدا إذ ذ لو كان المعنى المتبادر من اللفظين واحدا من اول الأمر لكان ذلك بثابة قول القائل «لا إله إلا إله» وفي هذا ما يؤيد رأي ابن مالك في أن كل واحد من اللفظين مستقل وضعاء ومن أغرب ماقيل أن هذا الاسم الكريم ليس بعرني الأصل وهو رأي ٢۲۰ د ات اپ ول سن ب و ا ل مشتق أو مشتق؟ وما هو أأصل اشتقاقه فلم يستطع أن يخلص من ذلك إلا إلى الول بأنه أعجمي الأصل وما علمية هذا الاسم فد اسنّدل علہا بوجوه :ل أوفا: أنه يوصف ولا يوصف به » قال الله تعالى : ا لاله إلا هو الحي الوس ;ەم وقال: 2 الله الذي لا إِله إلا هو عَالْمْ اليب والشُهادو هُو رمن الرجيم هر اله الذي لا إل ِا هو المَلِكتُ ادوس السلا ُو لمَُْمِ احير اجار المُتكير سُبْحان 2 عَم شركونه ٤ هي الله الحا البَاريء؛ الصو لَه له الْأسْمَاءُ الحسنتى يسيع لَه ما في السات والأرْض وهو َير اكيم ‎(Yt: YY/‏ وأما 77 و صراطِ لعزي اللحَمِيدٍ اورمم/, في سورة إبراهم بالجر فمحمولة على البيان. ثانیهما: أنه لابد له من اسم تُجری عليه صفاته » فان کل ماتتوجه اليه الاذهان ويُحتاج إلى التعبير عنه قد وَضيِعٌ له اسم ٠ سواء كان توفيقا أو اصطلاحيا » فمن المستحيل أن يُهمل الخالق تعالى الذي هو مصدر الاشياء جمیعا » فلا یکون له اسم يجري عليه مايعزی إليه » وأسماء غیه لا تصلح له لانفراده تعال بکونه واجب الوجود لذاته غير ممائل لشيء من مخلوقاته 6 ا يصح أن يكون اسم جنس معرّفا لأنه غير خاص وضعا » وكذلك لا يصح أن يكون علما منقولا من الوصفية » لأنه يستدعى أن لا يكون في الأصل ممانيري عليه الصفات. الثهما: أنه لوكان وصفا لجاز اتصاف غي بأصل ذلك الوصف ولو ازا إن كان من الصفات التي تجري على الخلوقين كالعلم والقدرة والمشيئة والحياة والسمع والبصر ء وذلك يمنع الاكتفاء به في التوحيد نحو (لاإِله إلا العام القدير السميع العلم) لإمكان أن يراد غير الله تعالى بهذه الصّفات ٥٢٠ لعدم تعذر إطلاقها على غين بخلاف اسم الجلالة لاختصاصه به سبحانه. ولسبب اختصاص الله تعالى بهذا الاسم الكريم وكونه علما على ذاته صرف جميع خلقه عن التسمى به › ولم تحدث أحدا نفسه ‏ وإن کان من أعتى العتاه ‏ أن يتسمى به أو يسمى به غي فلو سكل احد من آهل الجاهلية :هل اللات هي الهأو العزى و مناة؟ لأنكر ذلك ٠ ومن 2 قال غير واحد من أئمة التفسير وغیرهم إن هذا الاسم هو الراد في قوله سبحانه :للل تَعْلَم لَه سياه مم أما الله فلم يكن الناس في جاهليتهم يتورعون من وصف غير الله به » لان أصله لمطلق المعبود » والإسلام حصره في المعبود بحق ا ذكرنا فمن وصف به اي شيء غير الله تعالی فقد جعل لله نذا » ولذلك أنكر القران تسمية المشركين أصنامهم اة › ويرى السيد محمد رشيد رضا أنه أتكر عليهم تألها وعبادتها لا جرد تسميتها » فقد سماها هو الهة في قوله:طرما عَلَمْتَاُم ولكِنْ لما سهم فما أغث عه اتهم الى يَذْعُونَ مِنْ دُونِ الله ۾ من شَيْءٍ لما اء أمر رَبك وما رَادوهم غير بوه قال ولايظهر في هذه الاية قصد الحكاية » وفي كلامه هذا نظر فإن الله لو لم يمنع شرعا إطلاقه على غير الله ا كان قول «لاإِله إلا الله» توحيدا » ونبد في القران الكرم الانكار الذي بلي الانكار على من يصف غير ا اله بالألوهية وقد تكرر ذلك في :سورة الغل قال تعال : ماله س الل ل ه قوم عدلون رس ال م لو قلیلا ما اكرون /( 2 م اللو بل أ كتَرهُمْ لايَعْلمُون ,مر اڭ مع مه الله ۶ اوا بَمَانَكُمْ إن كنتيْ صَادِقي نرہ وما قوله: َا اغَتْ ‎E‏ 1 لته ا فه مايدل على إقرار هذه التسمية لأنه مسوق مساق التهمكم والاستخفاف بهم وهولاء المشركون وإن استباحوا عيادة هذه الأشياء فإنما يعتبرون العبادة 1 إل الله فإنهم يقولون: يدهم إِلاليعَرُونا إلى اللو زلقىهءيرم أما لو ٢٠۲۰ - سعلوا هل خلق شيء من هذه الأصنام التي يعبدونها شيعا من هذه الكائنات لأجابوا بالنفي . بدليل قوله تعالى: وان سََلَهُمْ م حل السّمواتِ والارْضَ يفول ال رست رم . طلالرَخحمن ن الرَحيم4 صفتان لله تعالى اشتقاقهما من الرحمة وهي اتفعال نفسي يحمل صاحبه على الإلحسان إلى غين وهو محال على الله بحسب المعنى المعروف في البشر لأنه في البشر ألم يلم بالنفس لايشفيه إلا الاحسان » والله تعالى منزو عن الالام والانفعاللت » وإنما يحمل وصف الله تعالى بالرحمة على أثرها وهو الاحسان ومثل هذا مألوف عند العرب ٠ وكون صفتي «الرحمن الرحم» مشتقتين من الرحمة هو رأي الجمهور 4 وذهب بعضهم إلى أن «الرهمن» اسم وليس بصفة وأنه غير مشتق لانه لوكان مشتقا من الرحمة لجاز اتصاله بالمرحوم فيقال : الله رمن بعباده کا يقال رحم بعباده وأيضا لو كان مشتقا من الرحمة لم تنكر العرب حين سمعته إذ لم يکونوا ينكرون رحمة ريم » وقد قال الله عنہم : لوإذا قيل لَهُمُ اسْجدوا للحم اوا وما الخدم واستدل ابن العرني بقولم «ومًا الحَلم» ولم يقولوا ومن الرحمن على أنهم جهلوا الصفة دون الموصوف واعترضه ابن الحصار محتجا عليه بقوله تعالى : طلِوَهُمْ يكفرون يالرحم نرس ويؤيد رأي الجمهور ما رواه الترمذي وصححه عن عبدالرحمن بن عوف أنه سمع رسول ال ا يقول : (قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت فا اسما من اسمي فمن وصلها وصلته › ومن قطعها قطعته) وليس في عدم اتصاله بذكر المرحوم مايدل على عدم الاشتقاق فإنه استدلال سلبي في مقابلة الدليل الثبوني » وإنكار العرب للرحمن ناشيء عن تعنتهم في الكفر وإصرارهم على التكذيب وإلا فقد کانوا غير جاهلین به » کيف! وقد ورد في أشعارهم ك ذكره ابن جرير » ومنه قول أحد الجاهلية الجهلاء: ألا ضربت تلك الفتاة هجينها ألا قضب الرحمن ربي ينها وقول سلامة بن جندب الطهوي: 7 د عجلم علينا إذ عجلنا عليكم وما يشا الرجمن يعقد وبطلق وما يستغرب ما نسبه اين الأنباري إلى اليد وأبو إسحاق الزجاج إلى أحمد بن يى أن اسم الرحمن عبراي وليس بعربي » واستدل لذلك بقول جریر : لن تدركوا المجد أوتشروا عباءكم بالخز أو تجعلوا الينبوت ضمرنا أو تتركون إلى القسين هجكرتكم ومسحكم صلهم رمان قربانا یس ي ذلك ما يدل على عبانيتهءإذ لايلزم من استعمال أهل الكتاب لوصح ألا يکون عربيا ولعل القائلين باسمية «الرمن» يستدلون بالاسناد إليه في نحو قوله تعالى:لالرحمن حن عَلی اعرش استوی ارت رم لالخن عَم قران وهذا لا ينافي وصفيته أنه وإن كان صفة مشتقة فهو مختص بالله تعالى والصفات يسند إليها كثيرا وإن لم تكن مختصة فما بالك بالختص ؟ واختصاصه بالله هو رأي الجمهور وحملوا قول شاعر سموت بالمحد ياين الأکرمین با واأنت غیث الوری لازلت رمان على التعنت بالكفر . واختلف في الفرق بين «الرمن» و «الرحم» فال جمهور على أن «الرمن» أبلغ من «الرحم» وهومبني على أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى » وأورد الزتخشرى من هذا الباب نكتة لطيفة وذلك أنه ذكر أنه كان في طريقه إلى الحجاز فوجد حملا أكبر بقليل عن محامل تستعمل في العراق يسمى الواحد منها «الشقدف» فسأل أغرابيا عن اسم المحمل الذي راه قال له أليس ذلك يدعى الشقدف ؟ قال له : بلى..قال : فهذا الشقنداف » واستظهر منه الزتخشري أن طول الأسم لكبر المسمى » وهذه القاعدة غير مطرده » فإن حَذرا أبلغ من حاذر وحروفه أقل ٠ وبناء على ما ۲۰۹ سے يقوله الجمهور قيل:ران «الرحمن» هو المنعم بعبلائل النعم و«الرحيم» هو المنعم بدقائقها وقیل أن «الرمن» هو المنعم بنعم شاملة تعم الملؤمن والكافر والبر والفاجر و«الرحم» هو المنعم على المؤمنين خاصة › ومتعلق هذا القول قوله تعالى وكان بالَمُوْمِنينَ رجيما وانتقد الأستاذ الشيخ محمد عبده هذين القولين وقال : «كل هذا تحكم في اللغة مبني على أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى » ولكن الزيادة تدل على زيادة الوصف مطلقا فصفة «الرحمن» تدل على كث الاحسان الذي يعطيه سواءٌ كان جليلا أو رقيقا وأما كون أفراد اد الأحسان التي يدل عليه اللفظ الأكثر حروفا أعظم من أفراد الاحسان التي يدل عليا اللفظ الأقل حروفا فهو غير معنى ولا مراد » وقد قارب من قال :إن «الرحمن» المحسن بالاحسان العام ولكنه أخطاً في تخصيص مدلول «الرحم» بامۇمنىن وقيل «الرمن» رمن الدنيا والاخرة «والرحم» رحم اللحرة ٠ وهو كسابقيه لايستند إلى دليل » ولعل عدم ظهور الحجة في التفرقة التي زعموها کان هو السبب في قول جماعة من امفسرين کالحلي والصَبّان : إن الاسمين الكرمين بمعنى » وإنما جيیء بالٹاني تا كيدا للأول » وانتقد الامام محمد عبده هذا الرأي قائلا : «ومن العجيب أن يصدر مثل هذا القول عن عالم مسلم وما هي إلا غفلة » نسأل الله أن یسامح صاحبہا» ثم قال:«وأنا لاأجيز لمسلم أن يقول في نفسه أو بلسانه إن في القران كلمة تغاير أخرى ثم تأتي محرد تأكيد غيرها بدون أن يکون ها في نفسها معنی تستقل به » نعم قد يکون في معنى الكلمة ما يزيد معنى الأخرى تقري أو إيضاحا » ولكن الذي لاأجيزه هو أن يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى بدون زيادة ثم يۇ بها لمجرد التأكيد لاغير › بحیٹ تکون من قبیل ما یسمی بالترادف في عرف أهل اللغة » فإن ذلك لا يقع إلا في كلام من يرمي في لفظه إلى جرد التنميق ۰٠۲۱ س والتزويق » وفي العريية طرق للتأكيد ليس هذا منها › وأما ما يسمونه با حرف الزائد الذي يأتي للتأكيد فهو حرف وضع لذلك ومعناه هو التأكيد › وليس معناه معنى الكلمة التي پۆکدها » فالباء في قوله تعالى : : وكفى بالل شهيدًا رت / 1( تكد معنی اتصال الكفاية بجانب الله جل شانه بذاتہا وهو معناها الذي وضعت له » ومعنى وصفها بالزيادة نبا كذلك ف الإعراب وكذلك معنى من في قوله : وما هم بِضَارينَ به من اح إلا بِِذنِ اوه ريي رسن ونحو ذلك » أما التكرار للتأكيد أو التقريع أو التهويل فأمر سائغ في أبلغ الكلام عندما يظهر ذلك القصد منه › كتكرار جملة قبي الاءِ ربكُمَا تُكَذْبَانِ ,ري ونحوها عقب ذكر كل نعمة وهي عند التأمل ليست مكررة » فإن معناها عند ذكر كل نعمة «أفذه النعمة تكذبان» ٤ وهكذا کل ماجاءِ في القران على هذا النحو) ويخلص الامام بعد هذا الرد إلى اختيار القول باستقلال کل من لفظي «الرحمن» و «الرحم» بمعنى نی » ویرد استخراج المعنى الذي تدل عليه كل واحدة من اللفظتين إلى بنائها الحرفي › فالرحمن على وزن فعلان » وهذه الصّيغة تدل على وصف فعلي فيه معنى البالغة كفعال وهو مستعمل لغة في الصفات العارضة كعطشان وغرثان وغضبان وشبعان ٠ و«الرحم» على وزن فعيل › وهذه الصيغة تستعمل لغة في المعاني الثابتة كالأحلاق والسجايا نحو سميع وبصير وعلم وحكم وحليم وجميل ٠ والقران الكريم عندما يخبر عن صفات الله لا يخرج عن الأسلوب العرني البليغ » وإنما تعلو صفات الله عن مماثلة صفات الخلوقين ٠ ومن هنا یری الأستاذ أن «الرحمن» يدل على من تصدر عنه آثار الرحمة بالفعل » وهي إفاضة النعم على الخلق والاحسان إليهم » وأن «الرحم» يدل على مصدر هذه الرحمة ومنشاً هذا الاحسان ٠ وهو بهذا يثبت أن «الرحمن» صفة فعلية و «الرحم» صفة ذاتية ثابتة له تعالى » ويوكد بهذه التفرقة أنه لا يُسْتَعْنى ا۲۱۱ - بأحد الوصفين عن الاخر » ولا يكون مجيء الثاني لجرد تأكيد الأول » ويرى أن العرني إذا سمع وصف الله جل ثناؤه بالرحمن وفهم منه أنه مفيض النعم © وواهب الأحسان بالفعل لا يعتقد منه أن الرحمة من الصفات الواجبة له دائما » لأنْ الفعل قد ينقطع إذا لم يكن صادرا عن صفة لازمة ثابتة وإن كان كثيرا » ولكن عندما يسمع لفظ الرحم يكمل اعتقاده على الوجه الذي يليق بجلال الله ويرضيه سبحانه » ويعلم أن لله صفة ثابتة » وهي الرحمة التي يكون عنها أثرها » وإن كانت تلك الصفة على غير مثال صفات الغلوقين ويكون ذكرها بعد الرحمن كذكر الدليل بعد المدلول ليكون برهانا عليه . ورأي الإمام ي التفرقة بين الرحمن والرحم يتفق مع الجويني الذي حكى عنه الألوسي بأن فعلان لمن تكرر منه الفعل وكثر › وفعيلا لمن ثبت منه الفعل ودام » وابن القم يرى عكس ذلك فهو يرى أن الرحمن صفة ذاتية لله تعالى » والرحم يدل على تعلقها بالمرحوم » ويستدل لذلك بقول الله تعالى : لوكان بالمُو مَس ر ر جيما رب | نه بهم رحم ۽ وعدم مجيء «الر مان ‎Cr:‏ وأكد رأيه بقوله : (فعلمت أن الرحمن هو الموصوف بالرحمه » ورحم هو الراحم برحمته » وعلى كلا الرأيين فإن اجتاع الوصفين الكرمين يودي إلى مالا حصل لو رد أحدهما بالذكر) وللمفسرين أقوال في «الرحمن الرحے» غير التي ذكرنا نرى الاستغناء عن ذكرها لعدم اعتضادها بحجة مقبولة . ۷۱۲ الْحَمْدُ لو رب العَالَمِينالحمد والمدح ينتظمهما الاشتقاق الكبير › وهو اتحاد الحروف مع اختلاف ترتيبها » فالحاء والمم والدال الموجودة في الحمد هى نفسها حروف «المدح» ولكن بترتیب اخر » والزخشري يقول بتاخيهما » واختلف الذين عُنوا بشرح كلامه » هل قصده بالتاخي: اتحاد معناهما أو اتحاد حروفهما مع ما ينتظم الكلمات التنوعة التي تلتقي بالاشتقاق من معنى لطيف قد يظهر مع التأمل الخاطف ۽ وقد يخفي إلا مع التامل الطويل ؟فالحمد والمدح كالجذب والجبذ في اتحاد الحروف ٤ ووجود معنى يجمع بينهما » والذين فرقوا بين ال حمد والمدح راعوا أن الحمد يكون على الأمور التي للمحمود اختيار فيا » بخلاف المدح ٠ فقد يكون في الأمور الطبيعية كمدح الوجه بالحسن » والقامة بالاعتدال › والدرة بالصفاء › ولا يسمى شيء من ذلك مدا 5 وعرّفوا الحمد أنه الثناء باللسان على الجميل وقيده بعضهم بكونه اختياريا » ومنهم من زاد على ذلك سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل على أن بعض العلماء يرى أن المدح أيضا لا يكون إلا في الأمور الاختيارية » وإن ورد على غيرها عَذّ من باب المجاز » وتقييد الثناء بكونه على الجميل يخرج الذم فإن الثناء قد يصدق عليه في نحو قولحم (أثنى عليه شر) وتقييد الجميل بكونه اختياريا يخرج المحاسن الاضطرارية كالتي أشرنا إلا وهي التي تُمدح ‏ على رأي بعض ‏ ولاتُحمد ٤ وقول بعضهم سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل يقتضي دخول الصفات التي تكون ذات أثر في الغير فيما يحُمد عليه فإن الفضائل جمع فضيلة وهي صفة تقوم بنفس الموصوف لاتتعداه إلى غيو » والفواضل جمع فاضلة وهي ما ينتقل أثو إلى الغير » فسجية الكرم فضيلة › والكرم طبيعة قائمة بنفس الكريم لاتنتقل عنه وإنما ينتقل عنه أثرها وهو الاحسان إلى الغير ويعبر عنه بالفاضلة » والشجاعة طبيعة في نفس الشجاع لاتتعداه إلى غيو وإنما يتعدى أثرها عندما تبعث ۲۱۳ س صاحبها على نص المظلومين وإغائة الملهوفين » ويعبر عن هذا الاثر بالفاضلة كذلك › واستشكل هذا التعريف بانه ينع دخول صفات الله فيما يحمد عليه وهي من أجل انحامد › وسبب لمنع هو قيد الاختياري ٠ وأجاب القطب رحمه الله في (التيسير) بان هذا القيد يراد به إخراج الحاسن الإضطرارية » فلا يمنع من دخول صفات الله تعال لأنها وإن لم جز لنا أن نصفها بانها اختيارية لما يفهمه هذا الوصف من إمكان تخل الله تعالى عنہا فإنه لايجوز لنا أيضا أن نقول عنها إنها اضطرارية ما يقتضي ذلك من كون الله سبحانه مضطرا إلها ‏ تعالى الله عن ذلك ورأي القطب في (المحيميان) أن يستبدل قيد الاختياري بغير الاضطراري للا يكون مانعا من دخول صفات الله ٠ ويرى السيد الجرجاني في حاشيته على الكشاف أن كون الصفات مبداً للاختيارات يزع المانع من دخوفا وتابعه المفسر الشهير أبو السعود حيث قال عن الجميل اختياريا كان أو مبداً له » وحاصل ذلك أنه لا كانت صفات الله تعالى الذاتية كالحياة والعلم والقدرة والمشيعة سببا حصول أفعاله الاختيارية كالخلق والانعام جاز حمده عليها بل وجب ذلك . واختلف في الحمد والشكر هل هما متحدان ؟ أم مختلفان ؟ فذهب ابن جرير الطبري وأبو العباس البرد إلى أنهما بمعنى واحد ونسبه ابن جرير إلى ابن عباس رضي الله عنهما » وحكاه أبو عبدالرحمن السلمي في كتاب «الحقائق» عن جعفر الصادق وابن عطاء قال القرطبي : وليس بمرضي » واستدل له ابن جرير بصحة قولك : الحمد لله شكرا » وتعقبه ابن عطيه بأنه دليل على خلاف ماذهب إليه لن قولك شكراً إنما خصصت به الحمد لأنه على نعمة من العم » وأنکر این کثير على سلفه این جریر جعل الحمد والشکر بمعنی مستندا في هذا الإنكار على التفرقة التي أوردها المتأخرون بينهما › وتعقبه الشوكاني في (فتح القدير) بأن كلام المتأخرين ليس بحجة على استعمال ۲ ر الكلمات العربية ولاسيما أن ابن جرير قد عضد رأيه بما رواه عن بعض السلف ك عضده ببواز يجيء الشكر مصدرا للحمد » وفي السنه مايدل على أن الحمد قد يسد مسد الشكر » فقد أخرج اين جرير عن الحكم بن عمير ‏ وكانت له صحبة ‏ قال : قال النبي َي : (إذا قلت الحمد له رب العالين ٠ فقد شكرت الله فزادك ) وأخرج عبد الرزاق في «المصنف» والحكم الترمذي في «نوادر الأصول» والخطالي في «الغريب» والبيقي في «الأدب» والديلمي في «مسند الفردوس» عن عبدالله بن عمرو ابن العاص عن رسول الله عة أنه قال : (الحمد رأس الشكر ماشكر الله عبدا لم يحمده) وفيه انقطاع إلا أن الألوسي ذكر أن له شاهدا يتقوى به › وأخرج ابن المنذر واين أي حاتم عن أبي عبدالرحمن الحبلى قال : الصلاة شكر والصيام وكل خير تفعله شكر وأفضل الشكر الحمد » وأخرج الطبرافي في «الاوسط» بسند ضعيف عن النواس بن سمعان قال : سرقت ناقة رسول الله ا فقال : (لكن ردمها الله علي لأشکرن رِي) فرجعت فلما راها قال : (الحمد لله) فانتظروا هل يحدث رسول الله عيفد صوما أو صلاة فظنوا أنه نسى » فقالوا يارسول الله قد كنت قلت : (لئن ردها الله علي لأشكرن ري) قال : )أ قل الحمد لله) وإنما كان الحمد رأس الشكر وأفضله لاه إعلان باللسان عن إنعام المنعم » واللسان أقوى دلالة من غين › وفيما أوردناه مايؤكد ماقاله ابن عطية من أن الشكر أعم من الحمد فهو يشمل القول والعمل ويدل لذلك قول الله تعالى : اموا ال داد شکرا یرس وقوله سبحانه : طأَنِ اشكر لي وَلولِديْكَ لي المَصِيرسدء» إذ ليس اللطلوب من شكر الله » وشكر الوالدين يجرد الاعتراف بالالحسان وإنما المطلوب القيام بحقوق عبادة الله کا مر 6 ومعاملة الوالدين بالالحسان وهو واضح في قوله سبحانه : طإوقضئ ربك ألا تَعبُدُوا لا ايا وَبالوالدين ۰ ت إحسَانًا. .اح ر ب وعرف بعض العلماء الشكر لغة بانه فعل ينبي؛ عن تعظم المنعم من حيث إنه منعم على الشاكر سواء كان قولا باللسان ام اعتقادا ومحبة بالجنان » أم عملا وخدمة بالاركان ٠ واستُدّل لذلك بقول الشاعر : أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير الحجبا فإن مراده من هذا أن النعماء سخرت م يده يخدمهم بہا » ولسانه يثني عليهم به » والضمير الحجب ييواليهم به ء وإذا القينا نظرة على هذا التعريف وجدنا بين الحمد والشكر عموما وجهيا » فكل واحد منهما أخص من وجه وأعم من اخر » أما الحمد فهو أخص موردا وعم متعلقا لان مورده اللسان وحده ومتعلقه النعمة وغيرها › وأما الشكر فهو بعكس ذلك لان مورده اللسان والقلب والجوارح ومتعلقه النعمة وحدها » وهذا ك ذكرنا أن الحمد يكون على الفضائل كالشجاعة والكرم وغيرهما » وبعض العلماء جعل تعريف الشكر المذكور نفسه تعريفا للحمد العرفي فيكون بين الحمدين اللغوي والعرفي كالذي بين الحمد والشكر اللغويين من العموم الوجهي ¢ ولست أدري ماهي حجة هلا في جعل الحمد العرفي أعم موردا من الحمد اللغوي بحيث يكون باللسان وغيو » وهوُلاء يرون أن الشكر العرفي هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه ما ملق لأجله » وهو سائغ نظرا إلى أن جميع الاء الله تعالى تستدعي طاعته والقيام بحسن عبادته » ويوكد ذلك قوله تعللى : ف إن هَدَيَهُ السييل إمّا شاك وما كفورا درم وقوه على لسان سليمان عليه السلام : ل ليبلوني اشكر أم أكفر مرس على أن بعض العلماء يرى أن الحمد لايتصور أن يكون عملا لسانيا لايشامله عمل القلب والجوارح لان حمد المحمود باللسان وحده من غير استشعار معناه بالقلب ولاتصديق له بالجوارح يعد سخرية واستخفافا » وأجيب بأن ٢۲۱ استشعار معني الحمد بالقلب وتصديقه بعمل الجوارح شرطان له وليسا من جوهره وما يستغرب منه دعوی القرطبي : إن الحمد ناء على اللمدوح بصفاته من غير سبق إحسان والشكر ثناء على المشكور بجا أولى من الإحسان » وهو مردود بالأحاديث الصحيحة التي أوردها القرطبي نفسه في تفسيه منها ماروا مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله عه : ( إن الله رضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها » أو يشرب الشربة فيحمده علا ) وروى ابن ماجه عن أنس أيضا أن النبي ع قال (ماأنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل ما أخذ) ٤ وفي الكتاب العزيز مايدل على أن الحمد يكون في مقابل الإحسان فالله تعال يقول تعليما لعباده كيف بحمدونر : طالحَمُدُ رل الذي أل على عَبْدو الْكِتاب » ولم َمل ل وجاً. .سيد ويقول : حه ل و فاطر السُمُواتِ اضر وحکىٍ عن آهل الجنة قوشم لالْحَمْدُ ل الذي اذهب عن الحَرَن إن ربا فور شکور ٤ الذي حلت دار المُقَامَة م فضْله لَايمَستَا فيا نَصَبٌ ولا يمسا فيها ُو بر٥ .ەس ويستغرب من القرطبي قوله عقب هذا . وعلى هذا الحد قال علماؤنا الحمد أعم من الشكر لن الحمد يقع عل الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر » والجزاء مخصوص إنما يكون مكافة لمن أولاك معروفا فصار الحمد أعم في الاية لأنه يزيد على الشكر » فإن هذا الذى ذكر أخيرا يهدم ما بناه أولا حيث اشترط في الحمد أن يكون من غير سبق إحسان » اللهم إلا أن يكون مراده أن الحمد ياي تارة في مقابل نعمة وتار بدونها ا صرح به ابن عطية وكا يفيده تعريف الحمد الذي ذكرناه › وإذا كان هذا هو مراد القرطبي فهو معنى صحيح ولكن عبارته لم تف بمطلوبه . - ۲۱۷ و «ال» ف اللحمد قيل هي للاستغراق وعليه بو حيان في (البحر) والقرطبي في تفسيه والألوسي «مع بعض تردد» والفخر الرازي في (مفاتيح الغيب) والشوكاني في (فتح القدير) وقطب الائمة في (الحيميان) ونور الدين السالي في (طلعة الشمس). وقيل هي للجنس وعليه الزتخشري وكثير من الذين تأثروا برأيه » وهم الزتخشري أصحاب الرأي الأول » وحمل خصوم الزتخشري هذا التوهم على أنه أراد به الانتصار لمذهبه الفاسد في خلق الافعال فإنه إذا جعلت جميع صنوف المحامد محصورة في الله عز وجل ا يستلزمه القول بالاستغراق فات الزتخشري مطلوبه من جعل العباد الصالحين مستحقين لشيء من الحمد على خلقهم الأفعال الحسنة كا هي عقيدة المعتزلة في أن الانسان يستقل بخلق أفعاله استقلالا تاما › وللامام نور الدين السالي رمه الله ف اول «طلعة الشمس» بحث نفيس في هذه المسألة أطال فيه مناقشة الزخشري في رأيه › غير أن السيد الجرجاني انتصر للزخشري في حاشيته على «الكشاف» بإيضاح لايدع مالا للشك في أن الزخشري ل يرد يرأيه هذا نصرة مذهبه في خلق الأفعال » فإن اختصاص الجنس يستلزم اختصاص أفراده أيضا › إذ لو وج فرد منه لغيو ثبت الجنس له في ضمنه وإنما اختار الزتخشري الجنس على الاستغراق لأنه يساد من جوهر الكلام » ويستلزم اختصاص جميع الأفراد » فلا حاجة في تأدية المقصود من إثبات الحمد له تعالى وانتفائه عن غيو إلى أن يلاحظ بعونة الأمور الخارجية ء بل يكون على مااختاره اختصاص الأفراد بطريق برهاني فيكون أقوى من إثباته ابتداء . وإذا كان إفراد الحمد على كلا القولين مختصة بالله سبحانه فإن في ذلك ما يفيد أن جميع النعم لاتصدر إلا عنه وما بكم من يِعُمَقٍ فَمِنَ الوڳه,سر,ءم وفي تذكير الأنسان بذلك تحرير لرقبته من الذل لغير الله تعالى › ٢۲۱۸ - ورفع للرؤوس حتى لاتتطاطاً لغير عزته وكبريائه » ورفع من معنوية الانسان فلايتعلق قلبه بغير الله سبحانه . وجملة «الحمد لله» قیل إنہا خبرية یراد بہا الاحبار عن كون جميع المحامد له سبحانه وقيل هي خبرية لفظا » إنشائية معنى » والظاهر أن معناها يحتمل الخبر والانشاء بحسب قصد المتكلم با » وأما لفظها فخبري قطعا . «الرب» مأخوذ من ربه يربه بمعنى نماه أو أصلحه أو ملكه » ويقال أيضا رببّه وربته ورباه » ويطلق الرب على الملك كقول تابغر ‎Ê‏ تخب إلى النعمان حتى تناله فذلك من رب تليدي وطارفي ومنه قول اللحر :س وكنت امراً أفضت إليك ربابتي وقبلك ربتني فضعت ربوب ويطلق على المالك »٠ واستشهد له بقصة صفوان بن أمية مع أي سفيان صخر بن حرب عندما نى إلى أهل مكة بعد فتحها أن المسلمين هُزموا في حربهم مع هوزان وكان أبوسفيان لاتزال الجاهلية مترسبة في نفسه » وكان صفوان لايزال على شركه فسُرٌ أبوسفيان بما سمع » وأخذت الحمية القرشية صفوان فغضب عليه وقال له «في فيك الكثكث لان ي نل سن پول حب ٳِلي من ان يريني رجل من هوازن» يعني لان بملکني رجل من فریش يقصد به رسول الله عه أحب إلى من أن ملکني رجل من هوزان » ويُطلق الرب على السيد والمصلح والمدبّر » وهذه المعاني قريب بعضها من بعض » والله تعالى يري عباده بالالاء الظاهرة والباطنة التي يسبغها عليهم وهو مالك أمرهم ومدبره » وجابر كسرهم ٤ ومصلح شانہم ۱ «العالمين» جمع عالم وي العالم خلاف ! هل هو ماخوذ من العلم أو العلامة ؟ فعلى الأْل يطلق على ما من شأنه العلم » فيقال عالم البشر وعالم الملائكة وعالم الجن وعالم الشياطين ٠ وعلى الثاني يطلق على كل ماكان علامة على وجود الله سبحانه فيشمل الكائنات كلها » فان كل ذرة في الوجود هي حجة قاطعة عى وجوده سبحانه » ودلیل ساطع على صفاته اللائقة بجلاله › ومن ثم يقول الامام ابن يي نبہان رحمهما لله : «إن كل ذرة في الوجود هي كلمة من كلمات الله سبحانه » دالة على معرفته » ناطقة بتوحیده ٤ وما عداها فهو كالشرح لتلك الكلمة» ونظرا إلى الاختلاف في اشتقاقه كلمة »العام« وما توحيه القرائن اختلف المفسرون في الراد بالعالمين هنا › فقيل يراد به السماوات والأرْض وما فيهما وما بينهما رواه ابن جرير عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما وروی عنه أن لمراد بالعالين الانس والجن وهو محكي عن سعيد بن جبير ومجاهد واستدل له بقوله تعالى طتبارك الذي نبل الفرْقَانَ عَلى عَبْدْ لِيَكُونَ ِلعالَمِينَ تَذِيرا سد وقال الفراء وأبوعبيدة : يراد به العقلاء وهم ربع أم الانس والجن والملائكة والشياطين ٠ ونسبه صاحب لمنار إلى الامام جعفر الصادق › وأ صح هذه الأقوال القول الأول لا أحسن ما فسر به القران القران نفسه ٩ الله تعالی يقول : قال عون وما رب العَالْمِينَ › قَالَ رب السلٰوَاتِ اررض مهما سر .ب وكل ذرة في الكون هي بحاجة إلى الرعاية والإصلاح والتنمية من قبل الله تعالى إذ لو تخلى سبحانه عن أي كائن في هذا الوجود في أقل من لحظة لا قر له قرار » وتربية الله سبحانه تغمر كل کائن دقيقا کان او جليلا وما من شيءِ ٳلا وهو ناطق بلسان حاله معلنا افتقاره إلى الله ذي الجلال » ومن هنا ساغ أن يجمع العام مع صدقه على مايعقل ومالايعقل ‏ فيقال العالمون إذ لافرق بين العاقل وغيو في دلالة حاله على احتياجه إلى واجب الوجود لذاته ٩ ویری الامام محمد عبده تغليب العاقل على غيو لنكتة لاحظتبا العرب وهي أن ۳۳۰ لفظ العالم لا يطلق على كل كائن وموجود فيقال عالم الحجر وعالم التراب وإنما يطلق على كل جملة مقايزة لأفرادها صفات تقربها من العاقل الذي جمعت جمعه إن لم تكن منه فيقال عالّم الانسان وعالم الحيوان وعالم النبات ثم قال ونحن نرى أن هذه الأشياء هي التي يظهر فيا معنى التربية الذى يعطيه لفظ رب لان فيها مبدأها وهو الحياة والتغذي والتولد » وهذا ظاهر في الحيوان ثم حكى عن أستاذه السيد جمال الدين الأفغاني أن الحيوان شجرة قطعت رجلها من الأرض فهي تمشي والشجرة حيوان ساخحت رجلاه في اض فهو قائم في مكانه يأكل ويشرب وإن كان لا ينام ولا يغفل . ويتضح لك مما ذكرناه سابقا أن التربية تظهر في كل شيء وليس ظهورها محصورا في الأصناف التي ذكرها الأستاذ الإمام » وللعلماء أقوال في جمع العالّم مع أن العالّم اسم جنس يستغرق جميع أفراده من غير أن يجمع وأحسن ما يقال أنه أريد بالجمع إدخال جميع أجناس العالم المختلفة في مدلول هذه الكلمة بيا يحصل استغراق أفراد هذه الأجناس بالتعريف إذ لو قيل رب العالم ريما توهم أن المراد به جنس من أجناس العالم كالبشر أو الملائكة أو الجن » أما بهذه الصيغة فلا يبقى محال لتوهم ذلك . وتربية الله للعالمين تنقسم إلى قسمين : تكوينية وتشريعية . فالتكوينية ظاهرة على كل شيء ولنأخذ الانسان مثلا لذلك فان الله أوجده من خلية مهينة حقمة إذا نظرت بالمجهر لم تكد تبصر لدقتها المتناهية ولكن لم تلبث أن تطورت بأطوار تربية الله الختلفة حتی خرج منہا بشر سوي سميع بصير يفکر ويقدر ويدبر ويعلم ويريد » يتميز بقدرات معنوية مع ما اويه من قوة حسيه › أهله كل ذلك للخلافة في الأْض والاضطلاع بأمانة ثقلت على السموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها وأشفقن منها » وكل ما يسر الله سبحانه للانسان من قوام جسده داخل في حدود تربيته التكوينية . ا٢٢۲۲ س وأما التريية التشريعية فالانسان هو المستهدف بها وإن عم أثرها غيره وهى تتمثل في رسالات الله التي بعث بها رسله المصطفين لاخراج الناس من الظلمات إلى النور وجمع شتاتهم وتوجيه عقوشم وأفكارهم وتصفية فطرهم وطبائعهم و أن الخلق لا يكون إلا من الله والبشر مهما أوتوا من قوة لن يخلقوا ذبابا » فإن التشريع الصالح للإنسانية لا يكون إلا منه سبحانه وتعالى أُما التشريعات البشرية فما هي إلا مصدر شقاء الأانسانية وبلائها إذ لا هكن أن تولف بين الأجناس الختلفة في العادات والظروف ولا أن تجمع بين الرغبات المتباينة » ولا يصح أن تعتبر من التريية في شيء › وکل من تسول له نفسه فيشرع من الأحكام ما لم يأذن به الله کمن تسول له نفسه بانه يستطيع أن يشارك الله تعالى في خلقه تعالى الله عن ذلك . ٢٢۲ - يل الرخمن الرحم 4 سبق تفسيرهما وبقى النظر في إعادتهما وللمفسرين في ذلك آراءِ منہم من یری هذه الاعادة دليلا على أن البسملة ليست من الفاتحة إذ إذ لو كانت من الفاتحة ما کان معنی لتکرار ما جام فیها من غير داع إلى ذلك ۽ ومن هولاءِ ابن جرير الطبري فقد جعل من هذه الإعادة دليلا على خط القائلين بأن البسملة من الفاتحة ثم التفت إلى ما في القران مما ظاهره التكرار نحو قوله تعال : ل فباي الاء رَبكُمًا كناد ف سوه الرحمن وقوله : ل ويل يو كين فى سو المرسلات وأجاب بأن ذلك إنما يكون مع الفاصل وما قبل و الرّخمن ا في سوة لقنم لا يكفي ل يعد فاصلا ون ذلك فی ره عى ما حكاه عن جماعة من أهل التأويل بأن في التركيب تقديما وتأخيرا والأضل ل الحَمْدُ لله الرحمن الرحم رب العالين مالك يوم الدين ‏ وبين سبب هذه الدعوى أن الأصل في التركيب أن يكون كل شيء مع مناسبه وفي الايات وصف الله سبحانه بالربوبية والرحمة والملك » والربوبية أليق أن تكون بانب املك والرحمة ببانب الالوهية المستفادة من اسم الجلالة » وذكر أن التقديم والتأخير مما لا يستنكر في الوضع العرني والشواهد عليهما قائمة في القران نفسه ومن ساءُ ر الكلام العري » وذکر من القران شاهدا على ذلك 7 الله تعال : ل الْحَمْدُ ِل الذي اَل عَلى عَبْدِهِ الكِتابَ وَلَمْ يَجِعَل لَه فما ...چ رید ,٠ء فان في الترکیب س حسما يقول ‏ تقديما ا والأصل يل الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا 4 واستشهد لذلك من كلام العرب بقول جرير : طاف الخيال وأين منك لاما فارجع لزورك بالسلام سلاما فالأصل : طاف الخيال لاما وأين منك هو .. وهذا الذي اعتمده ابن جرير ونسبه إلى جماعة من أهل التأويل نسبه أبو حيان في البحر المحيط ٢٢۲۲ -— ِل مکي وقال : لولا جلالة قائله لنزعت کتابي عن ذکرو ثم ذکر ابو حيان علو بلاغة القران وجمال أسلوبه في تركيب كلماته ورصبف جمله فلا وجه للدعوى بأنه قدم فيه ما حقه التأخير أو أخر ما حقه التقديم وأضاف إلى ذلك بأن الله سبحانه وصف نفسه في الفاتحة بالربوبية والرحمة » وذکر فیہا حمده وعبادته » ووصف الربوبية يقتضي استحقاق الحمد › ووصف الرحمة يقتضى استحقاق العبادة ء وقد وضع كل واحد من الوصفين بجوار ما يلائمە . هذا وضعف کلم اين جير آظهر من ن تاج إل الشف » قان عبارات القران الكريم لا يصح أن تُحمل عل حلاف الأصل إلا لامر عضي الحروج عنه رلا داعي هنا لتقد والتأخير › ولا ي يصح أن يحمل لريب القراق الذي هو أبله يكيب في الكلام عل ما قد بطر الشماء إليه في شعرهم محافظتهم على الوزن والقافية » فإن للشعر أحكاما لا تكون حتى للكلام المنثور » وقد يفضى الاضطرار بالشعراء إلى الاتيان بتركيب هجوج تأباه الفصاحة › نحو قول الفرزدق : وما مثله في الناس إلا ملكا أبو أمه حي أبوه يقاربه وقد أجمع علمَاء البلاغة على رداءة هذا التركيب » فهل يصح أن يحمل عليه او على مثله شيءِ من التركيب القرافى الذى يتعالى عن الضرورات » ويعلو على كل العبارات » وأما قول الله تعالى في فاتحة الكهف ل الد يو الى أنرل عَلّ عَبيم الكِتات وَل يعن ‰0 عوج » فنا چ فان كل كلمة فيه قد جاءت في موضعها من غير تقديم ولا تأخير » فإن الله سبحانه ابتداً ينفي العوج عن كتايه ثم أكد هذا النفي بوصفه أنه قيّم والتا كيد يأتي بعد الموكد › وقد اجتمع من نفي العوج عن الكتاب ووصفه أنه فيم نفى النقص عنه وإثبات الكمال له » وإذا ألقينا نظرة على ترټيب ٢٤٢۲ _ كلمات الفاتفة الشريفة وجدنا كل كلمة جاءت في موضعها بحسب ما يقتضيه معناها » وتصدير الفاتحة بعد البسملة بجملة ل الد لو رك العَالِنَ 4 أمر تقتضيه الرسالة التي بُعث بها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وبعٹ بہا النبيون من قبله فان رسالات جميع المرسلين تلتقي على الدعوة إلى توحيد لله تعالى ت وَمَا سلتا ن فلك من رَسُولِ إلا نوجى ىِل أن لا إل إلا ا فاغبُدُون 4 وقد كانت دعوة کل رسول یواجه بہا قومه عدوا الله مَالَكُمْ من إِله عيرڳ سرد بم فلا غرو أذا رأينا أم القران الكرم تُصدّر ‏ بعد البسملة التي تشترك فيها مع غيرها من السور ‏ تستأصل جذور الشرك والوثنية من قلوب العباد وتغرس فيا شجرة التوحيد الخالص › كيف وقد جمعت الفاتحة مقاصد القران ٠ والتوحيد أسعى مقاصده » وقد كان القران منذ بداية نزوله يواجه تلك الوثنية العاتية المتأصلة في نفوس العرب »› فما أنسب أن تكون بداية هذه السورة الكريمة معنية ببناء صرح العقيدة الصّحيحة التي ترجع إليها جزئيات الأعمال في الإسلام » إذ مامن شيء من أعمال المسلم التي يطالب بها إلا وهو إما أن يكون مددا للعقيدة أو منبثقا منها › فالشعائر التعبدية كلها وقود لمشكاتها وصقل لراتها والشريعة الجامعة التي شرها الله هي من مقتضياتها ولوازمها » فإن إنفراد الله سبحانه بالربوبية والألوهية يقتضي أن لايُستمد منهج الحياة إلا منه » ولا ريب أن ذوي الفطرة السليمة إذا قرع مسامعهم قول الحق سبحانه : «الْحَمْدُ إو اَم وتصوروا معن داخلت فليم هيه تيف مها تفوسهم وترتجف منها أوصام لا يدركونه من عظمة الخالق سبحانه الذي يخضع جلاله كل كائن في الوجود » وپذل لکبیائه كل عزيز وعظم » فلا عجب إذا لي ذلك بوصف الرحمن الرحم لافاضة الطمانينة على هذه القلوب الواجفة وإنزال السكينة على هذه النفوس المضطربة عندما تشعر بأن هذه الربوبية هي ٢۲۲ - ربوبية رمه وإحسان » والألوسي الذي تشدد في إنكار كون البسملة اية من الفاتحة يتفق هنا معنا على ضعف هذه الحجة › وأوضح أن هذا التكرار لفائدة وهي أن ذكرهما في البسملة تعليل للإبتداء بإسمه عر شأنه وذكرهما هنا تعليل لاستحقاقه تعالى الحمد » والرززي يرى أن حكمة التكرار تشويق القلوب إلى رحمة الله تعالى كانه قيل : اذكر أني إله ورب مرق واحدة › واذکر اني رمن رحم مرتين لتعلم أن العناية بالرحمه أكثر منها بسائر الأمور › غ ما بين الرحمة المضاعفة فكانه قال : لاتغتروا بذلك فإِني مالك وم الدين ونظيه قوله تعالى : افر الذَنْب وقایل الوب شُدید العقاب ِي رل وتعقب الألوسي كلام الرازي بأن الألوهية مكررة أيضا يشير لك إلى ذکر اسم الجلالة في البسملة وإعادته في جملة الحمد لله » وذكر ۳ محمد عبده نكتة ظاهرة في إعادة هذين الوصفين الكرمين وهي أن تربیته تعا ی لعالين ليست لحاجة به اليم كجلب منفعة أو دقع مضرة وإغا هي لعموم رحمته وشمول إحسانه » ثم أشار | إلى النكتة التي ذكرناها من قبل وهي أن مراده تعالى بهذا التكرير أن يتحبب إلى عباده فعرفهم أن رېوبيته ربوبية رحمة وإحسان ليكون في ذلك حافز لحم على اكتساب مرضاته وتجنب ما يودي إلى سخطه. .لی اخر ماذکر . ويرى السيد رشيد رضا أنه لاوجه للبحث في عد ذكر «الرحمن ن الرحم» في سورة الفاتحة تكرارا أو إعادة مطلقا » وبين أن ذلك ظاهر على القول بان البسملة ليست آية منهاء وأما على القول انها ية منه فيحتاج لى بيان ٠ وأوضح وجهه وهو أن المراد من جعلها آية منها ومن كل سورة أن النبي عه كان يلقنها ويبلغها الناس إعلانا منه بان السورة التي صندرت بہا منزلة من عند الله لتكون رحمة لله ما تشتمل عليه من هدايه © وأنه عليه فضا الصلاة والسلام لم يكن له كسب فيا ولاصنع » وماهو إلا مبلغ شا بأمر الله Y۳٢‎ تعالى › فلذلك كانت مقدمة للسور كلها إلا سورة براءة المنزلة بالسيف وكشف الستار عن نفاق المنافقين » فهي بلاء على من أنزل أ کٹرها في شأنه لا رحمة بهم » ثم قال : وإذا كان المراد ببدء الفاتحة بالبسملة أنها منزلة من الله رحمة بعباده فلاينافي ذلك أن يكون من موضوع هذه السورة بيان رحمة اله تعالى مع بيان ربوبيته للعالمين ٠ وكونه الملك الذي يملك وحده جزاء العاملين على أعماشم وأنه بهذه الأسماء وإلصفات كان مستحقا للحمد من عباده » ا أنه مستحق له في ذاته » ولذا تسب الحمد إلى اسم الذات اللوصوف بهذه الصفات › ثم أضاف إلى ذلك أن الحاصل أن معنى الرحمة في بسملة كل سورة هو أن السورة منزلة برحمة الله وفضله فلا يعد ماعساه يكون في أول السورة أو أثنائها من ذكر الرحمة مکررا ! مع مائ البسملة وإإن كان مقرونا بذكر التنزيل كأول سورة فصلت لحم » تنزيل مِنَ الرحْمنِ الر جيم رست .مڭ الرحمة في البسملة للمعنى العام في الوحي والتنزيل وفي السور للمعنى الخاص الذي تبينه السوره..الح . هذا وما أن القران الكريم أنزله الله ليكون هٌى للمؤمنين › فإن كل كلمة منه تشع منها الحداية » وبإمکان تاليه أن يستفید بکل ما يتلوه في تهذيب نفسه وتريية ضمي » وذكر صاحب «النار» أن حظ العبد من وصف الله تعا ى بالربوبية أن يحمده تعالى ويشكره باستعمال نعمه التي تترى بها القوى الجسدية والعقلية فيما خلقت لاجله مستشعرا عظم المنة من الله سبحانه عليه من غير أن يكون تعالى محتاجا إليه » وفي هذا ما يدعوه إلى إحسان تريية نفسه وتريية من يوكل إليه ترييته من أهل وولد ومريد وتلميذ » واستعمال نعمته بهداية الدين في تربية نفسه الروحية والأجقاعية » وكذا تربية من يوكل إليه ترييتهم » وأن لايبغي كا بغى فرعون فيدعى أنه رب الناس » وچ بغى فراعنة كثيرون ولايزالون يبغون بجعل أنفسهم شارعين يتحكمون في دين ۲۷ الناس بوضع العبادات التي لم ينزها الله تعالى ء وبقوهم هذا حلال وهذا حرام من عند أنفسهم أو من عند أمثالحم فيجعلون أنفسهم شركاء لله في ربوبیته قال تعالی : طامْ لهم شرکاءُ شرَعُوا لهم من الدين مالم يان به ال رسمار وفسر النبي ع اتخاذ أهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله بڻل هذا . وذكر صاحب النار أيضا أن حظ العبد من وصف الله بالرحمة أن يطالب نفسه بأن يكون رحيما بكل من يراه مستحقا للرحمة من خلق الله تعالى حتى الحيوان الأعجم » وأن يتذكر دائما أن ذلك هو طريقه إلى رحمة الله فإن النبي عي يقول : (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) رواه الطبراني عن جرير بسند صحيح وقال : (الراحمون ير مهم الله تبارك وتعالی » ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه أحمد وأبو داود الحم من حديث ابن عمر » وقال عي (من رحم ولو ذييحة عصفور رحمه الله تعالى يوم القيامة) رواه البخاري في «الأدب المفرد» والطبراني عن ابي مامه وشار السيوطي إلى صحته . — ۲۲۸ مالك يوم الدّين؟ في هذه الاية الكريمة تقرير لحقيقة هامة جاء القران الكريم ليقررها بكثير من اياته وهي كلية من كليات العقيدة الإسلامية الصحيحة وضرورة من ضرورات الفكر الأنساني الذي تصدر عنه التصرفات والأعمال وتقوم على أساسه حياة الانسان فإن الايمان باليوم الأحر ليس هو من الأمور الحامشية التي لاصلة ا بعمق الفكر ولا أثر لا في واقع الحياة ولكنه ركيزة أساسية في بناء الحياة الفكرية والعملية » ولذلك نبد الايمان به يي رديف الايمان بالل في الذكر سواء في آيات الكتاب أو في أحاديث الرسول عة خصوصا عندما يستدعي الحال تأكيد أمر أو نبي فكثيرا ما ياي في القران طمن كان يرجو الله واليوم الاخركه أو مايفيد مفاد هذا التعبير في حال التأكيد » كا أنا نسمع كثيرا في حديث رسول الله ع (من کان يمن بالله واليوم الاحر..فليفعل كذا) أو (من کان يؤمن بالله واليوم الاحر فلا يفعل كذا) وفي ذلك مايكفي برهانا أن الإيمان باليوم الالحر كالايمان بالل في عمق أثرهما في سلوك الانسان وقوة تاثرهما في توجيه ميوله ورغباته وضبط غرائزه ونزعاته » وهذا لأ الإيمان بالله يعني الإمان بالمبداً والإيمان باليوم الاخر يعني الإيمان بالمصير وهل تبقى للإنسان قيمة إن جهل البداً أو المصير ٠ وماذا عسى أن تكون حالة هذا الانسان الذي يعيش على هامش الحياة لايستشعر حقوقا عليه لمبدئه » ولامسئولية يخشى مغبتہا في مصيو وإنما يلهو مرح ويأكل ويشرب ويسافد ويتناسل شأن البهائم التي لاعقل نا ولاضمير أما إذا أدرك واستيقن أن له مُبدئا أخرجه من العدم واسبغ عليه صنوف النعم وبوه في الأرْض ومكن له فيها فإن إدراكه لذلك ييي في نفسه شعورا لافتقار إلى تحري مرضاة هذا المبديء الكريم والخالق العظم فيدعوه ذلك إلى أن يستمد منه منهج حياته وميزانه الذي يعرف به الخير والشر والنفع والضر ولكنه مع ذلك قد يتعامى عن قصد السبيل لا يتجاذيه من طبائع النفس ۹٢۲۲ - ويتقاضاه من مطالب الحياة فهو واقع بين العواطف اللتهبة والغرائز الجارفة والمطالب الختلفة والدوافع المتنوعة فلاعجب إذ أنساه ذلك مايجب عليه تباه خالقه وتباه الخلق » ولكن إيمانه بالمنقلب الذي يلقى فيه جزاءه يجعله يستع ى على ضرورات حياته ورغبات نفسه ودوافع غرائره فلا يجعل العواطف أساسا لتعامله مع الناس ولا الغرائز مقياسا للنفع والضر والخير والشر ٠ وحياة الانسان في الأْض حياة محدودة بل حياة وهمية إذ لا يعرف أحد مقدار بقائه فيها فهو ينتظر فراقها بين لحظة وأخرى » فإذا لم يؤمن بحياة اطول یجازی فیا على عمله كان ذلك داعيا إلى التقاعس عن الخير واستغلال ما يكن من لمنافع العاجلة ولو على حساب الاخرين وما الذي يدعوا الإنسان إلى التفاني في البر وهو غير واثق من إستيفاء جزائه في هذه الحياة الدنيا ولاراج حياة أخرى يطمم فيا أن يلقى أجر ماكسب » وعدم اليمان بالمعاد مدعاة للقلق بسبب عدم وثوق الأنسان من التعمير في هذه الدنيا » وهبه معمرا فيها فإنه لابد له من يوم يواجه فيه الموت الكريه » فهو يحسب حسابه بإستمرار ليوم فنائه الذي يفرق ماجمع » ويأتي على ماكسب » وما الليل والنهار إلا مطيته الدؤب التي تسير به إلى ذلك اليوم وهذا يدعوه ‏ مع عدم إعتقاد إلى التكاسل عن واجباته الالججاعية » أما إذا وثق بأنه سيعاد ك كان مرة أخرى وسيوفى جزاء عمله فإن وثوقه بذلك سبب لطمأنينة نفسه ونشاطها في العمل . والمشركون الذين كان القران يواجههم كانوا يؤمنون إيمانا جزئيا بالله الخالق العظيم سبحانه وتعال » فالله تعال قول عنہم : لوين سالَهُم مَنْ لق السوَات والرْض ض لَيقَول ا رست رە ولكنهم فاقدون الإيمان بيوم البعث وهذا جعلهم يعيشون بلا هدف ويون للشهوات الدنيئة › فقد حكى الله تعالى عنم قوشم : ألا مما وكنًا رابا ذلك رَجْع تيدر ب وقوشم ٢٢۲ - ًا ما وكا رابا وَعِظَامًا نا لَمَْعُوونَ آباا اون الصاات /1 :۷ء الود ك : هع وكا القران الكرم يواجههم بالأمثال المختلفة اي يضربها حم تبديد شبہهم وتفریق أوهامهم « فاسمع إل قول الله تعا ی : «يايها الاس | ن کُم في ريپ من لبت فا حفاكم من ب فمن فة أ ن عة أ من ا خا وتر اق لَك ونر في الأرحام ما شَاءٌ إلى أجل مُسَمى ثم رمک ف ا كم و من يتو وینکم من ب أل ار ِكيلا يعلم من بعد علي شا وی رض هَامدّة فا ا عَلّهًا ءاميت ورت وَأَنعَتْ سن کل ر زوج ب ذلِكَ بن 1 هو الح ونه يجي امَو ونه َه عَلى کل شي قير وان الساعَة اي لا يب فِيهَا ون ای يبٹ من في القبور كس :س وال قوله : طاول ۳ الانْسَان ا فاه من م ا و ميم شین یت کا تال ويي عات ال تن بن ظا وهي رَيمْ قل يُحِيهَا الذي انشاها اول مر وُو یکل حلت عَليم الذي جَعل 4 ص الشْجر اضر ارا فإذا آم مه تُوقدون »٠ اويس الي علق السَُواتِ والاَرْضَ قار عَلى أن يَحُلقَ مْلَهُمْ 4 وهو الخّلاق اعم .س تتصور تلك المعركة الحامية الوطيس › الجدال في اليوم الاخر . وقوله تعالى : طلْمَالِك يوم الدين جاء في هذه السورة الكريمة لقرن الترهيب بالترغيب › فإن الايات السابقة ايات مبشرات › وقد قضت سنة الله في كتابه أن يجتمم الوعد والوعيد غالبا في اية أو ايات متجاورة لحكمة بالغة علمها الله تعالى › فإِن العباد بحاجة إلى ترييتهم بالترغيب والترهيب › وإيقاظ الشعور بالخوف والرجاء في نفوسهم لينشطوا للأعمال الصالحة ٢٢۲ - بباعث الرجاء » وليحاذروا الأعمال السيئة لداعي الخوف ٠ وفي الاية قراءات : «قراً عاصم والكساني ويعقوب وخلف في مختاره (مالك يوم الدين)› قال الألوي : وهي قراءة العشرة إلا طلحة والزبير » وقراءة كثير من الصحابة منم ي وابن مسعود ومعاذ وابن عباس والتابعین منم قتادة والاعمش » وذكر ابن عطية في تفسيو عن مکي آنه نسہا س فیمن نسہا إليهم ‏ إلي طلحة والزبير أيضا » وقراً باي السبعة «مَلِكُ يوم الدين» › وُسبت إلى زيد وأي الدرداءوابن عمرو وكثير من الصحابة والتابعين » وروی أحمد بن صالح عن ورش عن نافع «ملكي» بإشباع كسرة الكاف ٤ وروي عن أبي عمرو من السبعة «مَلكَ يوم الدين» بتسكين اللام » وثم قراءات آخری منہا : «مَلك يوم الدين» بفتح اللام فعا ماضياء و«مالكَ» بالنصب و «مالکا» بالنصب والتنوين › و«مالڭ» بالرفع والتنوين › و«مالك..» بالرفع والاضافة › و«مالك» بالنصب والاضافة › و«مليك» على وزن عظم ٠ وهي قراءعات شاذة لايقراً بها في الصلاة ٠ وإنما المشهور القراءتان الأوليان . وروي الترمذي في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي ع كان قرا «ملك» بغير ألف » وأخرج نوه ابن الأنبايي عن أنس » وأخرج أحمد والترمذي عن أنس رضي الله عنه أن النبي َي وأبا بكر وعمر وعغان كانوا يقرأُون «مالك» بالألف » وأخرجه الحا وصححه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا » ورواه الطيراني في «الكبير» عن ابن مسعود رضي الله عنه عن لبي عة » ونحوه عند سعيد بن منصور عن ابن عمر رضي الله عنہما » واخرجه أيضا وكيع في تفسيو وعبد بن حميد وأيو داود عن الزهري يرفعه مرسلا » وأخرجه ابن الرزاق في تفسمو وعبد بن ميد وابو داود عن ابن اليب يفعه أيضا ارسالا إلى رسول الله عَيَِهُ قال الشوكاني في ۲٢٢۲ - تفسيو : وقد روي من طرق كثي ف فهو أرجح من الأول » وللعلماء خلاف في ترجيح إحدى القراءتين على الأخرى مع الإجماع أن کلتيہما صحيحتان ثابتتان عن النبي ع . ذهب إلى ترجيح «ملك يوم الدين» طائفة منهم المرد وأبو عبيد من أئمة. العريية وعليه ابن جرير الطبري والزخشري والجرجاني والقرطبي وقطب الأئمة والإمام أبو نبهان والسيد محمد رشيد رضا . وذهب إلى ترجيح «مالك يوم الدين» طائفة أخرى منهم آبو حاتم وابن العربي وابن عطية والشوكاني والإمام محمد عبده » ولكل حجة . أما الأرلون فيحتجون لرأيهم بأن قراءة «ملك» هي قراءة أهل الحرمين وهم أجدر أن يقرأوا القرآن غضا طريا كا أنزل » وبأنها تعتضد بقوله تعالى في وصف يوم الدين وْلِمَنٍ املك € وبقوله تعالی في سورة الناس وهي اخر القران ترتيبا «ملك الناس» وبان نفوذ الملك اعم من نفوذ المالك وبانه يلزم على قراءة «مالك» نوع تکرار لا اللب بمعناه أيضا › وبأنه سبحانه وصف ذاته المتعالية بالملك عند المبالغة في قوله «لْمَالِك الْمُلككرن سردب والملك مأخوذة م المُلك بالضىم بخلاف المالك فإنه من الملك بالكسر › واعترض على الأْل بأن قراءة أهل الحرمين لاتدل على الرجحان لأنه لو سلم كون أوائلهم أعلم بالقران ن لم يسلم ذلك في عهد القراء المشهورين ٠ ومن المعلوم أن صحيح البخاري مقدم على موطاً مالك مع أن مالكا هو عام لمدينة على أن القراءات المشهورة كلها متواترة وبعد التواتر المفيد للقطع لايلتفت إلى أصول الرواة » وقول بعضهم : لا يخفي أن أهل الحرمين قديما وحديثا أعلم بالقرآن والأحكام مردود بأنه لو ثبت ذلك لأقتضى ترجيح روایتہم على كل رواية والأذ برأم دون من سواهم » واعترض على الثاني بان عضد قراءة «ملك» بقوله تعالى : لمن المُلك اليوم سر يمنعه قوله ٢٢۲ — سبحانه عن ذلك اليوم : وھ مل تملك فس كفس شا سر فإنه اراد به يوم القيامة وهو يوم اين » ونفى امالكية عن غيه بقعي [ثبات له « لان السياق لبيان عظمته تعالى ويعضده قوله من بعد : إوالأمر ومذ وسر ب فن الملقصود بالأمر واحد الأمور لا الا مر » وإعترض على الثالث أن ما في سورة الغاس يختلف عما في سورة الفاتحة أنه لو قريء هنالك «مالك الناس» لتكرر معناه مع مافي رب الناس وأما هنا فلا تكرار لاحتلاف المقام » واعترض على الرابع بأنه لايلزم أن يكون الملك أعمّ من المالك بل بينهما العموم الوجهي ويتصور ذلك فيمن شمل ملكه مدينة فیہا الكثير من الناس والممتلكات › ولكن لاملك له فيمها س بالكسر ‏ فهو ملك غير مالك بالنسبة إليها » وأصحاب الملك ‏ بالكسر هم الذين لحم مطلق التصرف فيما يمتلكون دون الملك ٠ واعترض عل الخامس بأن دعوى التكرار مدفوعة وهي أيضا لازمة على قراءة ملك إن فسّر الرب بالك کا ذكر الجوهري » وقد أوردنا بعض الشواهد لذلك في تفسير الرب واعترض على السادس بأن قوله تعالى : «مالك الملك» أدل على المالكية منه على الملكية » وإضافة امالك إلى املك تدل على أن امالك أبلغ من الملك لان المُلك ‏ بالضم ‏ قد جعل تحت حيطة المالكية لأنه أحد مملوكاته . وأما الاخرون فيحتجون أيضا بأدلة » منها أن في قراءة مالك حرفا زائدا › ولكل حرف في التلاوة عشر حسنات ك جاء في الحدیث » فکانت قراءته أكثر ثوابا » ومنها أن المالك أقوى تصرفا في ملکه من الملك في مُلكه لان الملك هو الذي يدبر أعمال رعيته العامة ولااتصرف له بشيء من شئونہم الخاصة › قال الامام محمد عبده : (وإنما تظهر هذه التفرقة في عبد ملو ف ملكة لها سلطان » فلا ريب أن مالكه هو الذي يتولى جميع شو نه دون السلطان) » ومنها أن الملك ملك للرعية » والمالك مالك للعبيد والعبد أدون ٢٤٢۲ - حالا من الرعية » فوجب أن يكون القهر في الملكية أكار منه في المالكية › فوجب أن يكون المالك على حالا من الملك ٠ ومنها أن الرعية یمکنېم التخلص عن كونهم رعية ملكهم بإختيار أنفسهم وذلك بانتقاحم عن مملکته ال مملكة أخرى وحملهم جنسية جديدة » أما المملوك فلا يمكنه إخراج نفسه أن يكون مملوكا لمالكه وهذا يدل على أن القهر في الالكية أكمل منه في الملكية » ومنبا أن المملوك مطالب بخدمة المالك وليس له أن يستقل بأمره دونه » ولا يجب على الرعية خدمة الملك وهذا يعني أن الإنقياد والخضوع في المملوكين أبلغ منهما في الرعايا » ومنها أن المالك يحق له بيع مملوكه ورهنه بخلاف الملك فلا يحق له بيع رعيته » ومنها أن المالك يضاف إلى العاقل وغينه ٠ فيّقَال مالك الناس › ومالك الدواب ء ومالك الارض ء ومالك الشجر »› أما الملك فلا يضاف إلى مُطلق هذه الأشياء بل يضاف إلى الناس لهم عقلاء » وحن إذا أمعنا النظر لم نبد فائدة في هذا الإلحتلاف ٠ فالقراءتان صحيحتان مشهورتان » وكل واحدة منهما توكد معنى › فالله تعالى قد وصف نفسه في التتزيل بأنه ملك ومالك » فقد قال : لهو الله الذي لا له ِا هُو المَلِكُ القَدُوسس, ر وقال : قل ال مالك املك عمران /٢۲) . فلا داعي إل ترجیح. إحدى القراءتين عى الأخحرى مع ٹبوتہما جميعا عن رسول الله عي » وإنما أختار أن يلتزم القاريءفي الصلاة وفي غيرها القراءة التي اعتادها » فلا تكون قراءته للقران مركبة بعضها بقراءة قاريء وبعضها بقراءة قاريء آخر » فتحن هنا في المشرق نقرا بقراءة عاصم فعلينا أن نقرا (مالك) في الصلاة وفي غيرها إلا إذا أراد أحدنا أن يقرا في الصلاة بقراءة أحد القراء السبعة الاخرين فعليه أن يلتزم تلك القراءة في كل شيء لافي (ملك) فحسب » وكذلك إذا أراد أحدنا أن يتلو القران خارج الصلاة ٢٥۲۳ بقراءة قاريء اخر فعليه أن يلتزمها من أول القران إلى اخ لا أن يقرا بعضه بقراءة وبعضه بقراءة أخرى 5 أما أهل شمال افريقيا وغربها فهم يقرأون بقراءة نافع » فالأول بهم أن يقرأوا (ملك) لحلا يخرجوا عن التركيب الذي ذكرته اللهم إلا أن يريد أحدهم أن يقرا ي صلاة بعينها أو في كل الصلوات أو في تلاوة بعينها أو في جميع التلاوات بقراءة قاريء اخر فله ذلك على أن يلتزم ما تقتضيه تلك القراءة من أحكام 3 أما إذا نظرنا إلى ماتدل عليه الكلمتان وجدنا أن كلمة مالك أبلغ في التتصيص على عدم وجود من يملك في ذلك اليوم شروى نقير إذ إنفراد أحد بكونه ملكا في زمان أو مكان لا يمنع من وجود ملاك تحته بخلاف ما إن (انفرد بکونه مالکا) ومن هنا قال ابو حاتم : إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك وملك ابلغ في مدح الخلوقين من مالك » والفرق بينهما أن المالك من الخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله مالكا كان ملكا » وبهذا تعلم أن الخشوع الذي تيو قراءة مالك لا يقل عما تثيره قراءة ملك › وإن قال السيد محمد رشيد رضا في «المنار» بخلاف ذلك مستدلا لما يقوله بان املك هو المتصرف في أمور العقلاء الختارين بالأمر والنهي والجزاء » والراد بالاية تذكير المكلفين بما ينتظرهم من الجزاء على اعمالحم رجاء أن تستقم أحوالحم . وإنما قلت بأن القراءتين جميعا توثران الخشوع في القلب بالسواء نظا إلى أن المالك لذلك اليوم هو الذي وعد وتوعد ولا اخلاف لوعده أو وعيده ولا تبديل لكلماته فليس معنى لا يقوله السيد رشيد رضا من أن قراءة ملك أكثر تأثرا في الخشوع ولا يلم من هذه القراءة أن يكون معناها تكرارا ما في رب العالين لان ذكر الخاص بعد العام إنما هو دليل الاهتَام به ولا يعد من التكرار » وذكر ابن عطية والقرطبي في تفسييهما عن ابي على ان أبا بكر بن السراج حكى عن بعض من اختار القراءة بملك » أن الله سبحانه قد وصف ٢٢۲ ہس نفسه بأنه مالك كل شيء بقوله : ورب الْعَالَمِين فلا فائدة في قراعءة من قرا مالك لأنها تكرير قال أبو على : ولاحجة في هذا لأ في التنزيل أشياء على هذه الصورة تقدم العام ثم ذكر الخاص كقوله تعالى : «هُو الله ل البَارِىءُ المُصَوْر سر فالخالق يعم وذكر المصور لا في ذلك من على الصنعة ووجود الحكمة › وكا قال تعالى : و بالاحرة هم و بعد قوله : لذن ومون يلمي بس والغيب يعم الاخرة وغيرها ولكن ذکرها لعظمها والتتبيه على وجوب اعتقادها والرد على الكفرة الجاحدين شا › ك قال : الرحن الرحيمه فذكر الرحمن الذي هو عام وذكر الرحم بعده لتخصيص المؤمنين به في قوله : لكان بالمُوْمِينَ ر جيما رب . والاضافة في مالك كالاضافة في ملك ليست مرد إضافة لفظية فالتعريف بها حاصل ولذلك جاز وصف اسم الجلالة بها ويوم الدين وإن كان مستقبلا فإنه لتحقق وقوعه نازل منزلة الشيء الكائن وملك الله تعالى له أمر ثابت . وكون الله تعالى مالك ذلك اليوم يعني أنه مالك لكل مافيه لأنْ الزمان کالمکان تقتضي الاضافة إليه شمول ما ينطوي عليه › وقد جاء ذكر يوم الدين في كثير من ايات الكتاب العزيز في معرض التخويف من الجزاء وبيان عاقبة القوم الظالمين من ذلك قوله سبحانه : وما أَذْراك ما يو الدين 4 ثم ما اذْرَاكً ا يم الدين » يم لا تلك نفس لنفسي شيا والامر يوذ وسر : وقوله : ويو تَشقَي السَمَاُ بالعَمَم ول الْمَلائِكَة رلا املك يَوميذ الحى لوحن وکان وما على اكان عسيیراً د ه1 ‎n‏ ‏وقوله : يوم تُعْرَضُون لَاتَحُفئ مِنْكمْ حافية ٤ فما من أو 1 ۶ بمينه فقول هَاوُمُ ا أا تايه » ني نت اني ملاق حسَابّه » فهو في e, عِيشَة رضيو » في جنه عَالِيَوٍ » قطوفها دَانِية 5 کلوا واشربوا حَيمًا ما و د أَسَلَفْكُمْ في الأيام حال وأا من اوي كته شماه » قول يا اي ل اوت تابي » ولم أذ ر مَاحسَايّة يلها كائ القَاضية 4 ما اع عن هب حك عئي سه » حو ع الْجَحِيم صلوهُ ثم في سيلسيلة ذَرَغُهًا عون ن ذِراغا َاسلْكُوه ق ۸ .س وبين تعالى أن العبد يومئذ يتخلى عنه كل ما أوتيه في الدنيا من ملك وجاه » وکل مایکون سببا للاعتزاز والافتخار فقد قال عز من قائل : «ولقذ جعُمُونًا فرادی كما لقنا كي ول مر وركم مالاك ورا طْهُوركم»م»» وقال سبحانه : «ن کل من في السْمَواتِ والارض ا آتي الرحمن عَبْدًا » لَقَذ أحصاهم وَعَدَهُم عَدا ٩ وکلهم أيه يو القِيَامَة فرداڳس .مم واخبر تعالی عن تقطع جميع الصلات والأسباب يومئذ وتحول جميع دات ل عداو ساخنة ل ما يكون بين عباده المتقين حيث قال : فاا نف فخ في الصور فلا نْسَابَ بيَهُمْ تو و عساو س وقال و ی بعضهم يعض عَدُو عَدُو إلا متمد وقال : يوم ير المَرهُ مِنْ ٿو يد ٠ رساو س د ٠ كل ايىر تنه بل عا شان مشه يخێيە چرم ۷:۲0 وفي هذا ما يدعو ذوي الألباب لانتماز فرصة الحياة وتزود تقوی الله تعال منہالۋوترودوا فن ير الاد الْقَو ىس . 4 لغة وقت طلوع الشمس إلى وقت غروبها › وشرعا من بين طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس » ويطلق على يجموع الليل والتهار واستعير هنا ا بين ابتداء القيامة إلى استقرار أهل الدارين فيهما › و(الدين) يني لغة لمعان » نقتصر منها على معنيين لصلتهما بالمراد في الاية : أولحما : الحساب على الأعمال والجازاة علیہا » ومنه قولحم : کا تدين تدان ٠ وقول الشاعر : وإعلم يقينا أن ملكك زائل واعلم بان ا تدين نُدان ٢۸٢۲ - وقول الاخحر : إذا مارمونا رميناهم ودناهم مثلماِ يقرضونا ثانيهما : القضاء ومنه قوله تعالى : ماکان ياححذٌ ااه في دين لملِك ريدس وقول الشاعر : لعمرك ماكانت حمولة معبد على جُدها حربا لدينك من مضر وفسر الدين في الاية بلمعنى الأْل ابن عباس واين مسعود من الصحاية رضى الله عنهم » وعليه ابن جريج وقتادة » حكى ذلك عنهم ابن جرير وغيه من اللفسرين » وروي عن ابن عباس رضی الله تعالی عنہما تفسیره انى الثاني وکلاهما سائغ 4 وجاء الدين في القران بمعنى الجزاء في قوله : يوين يوفيهم الله دِينَهم لحيس ‎o‏ وقوله : نا لْمَدِينُو ست م ويدل عله قوله تعالی : اليو ليون شري ُجْرَی كل نفس يما كسَبت هرررم وقوله : اليو تُجْرَون ما كنت و . وقد يسأل سائل » أليس الله مالكا لجميع الأيام ؟ فكيف يحص مُلکه يوم الدين ١ والجواب أن كل زمان داخل في حيطة ملك الله تعالى الواسع كدخول كل مكان » وإنما محص يوم الدين بالذكر لأنْ الذين يتعامون في الحياة الدنيا عن دلائل اختصاص الله تعالى بالملك فيدعون الملك لأنفسهم أو لغرهم ويخشون غير الله تعالى » ويرجون سواه يدركون في ذلك اليوم أن الملك لله تعالى وحده » فلا يتطاول أجد على ادّعاء الملك »٠ ولا يتعلق خوف أحد ولارجائ بغير الله » ولذلك قال الله تعالى : ومن املك ايوم » به الواحد اهار وني حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عند الشيخين أن رسول الله مَل قال : (يقبض الله اض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك » أين ملوك الاْض ؟) » ومن هنا حرم أن يوصف أي - ۲۳۹ أحد غير الله بأنه مالك يوم الدين أو ملك يوم الدين › ك يحرم وصف غير أنه رب العالين » ومثلهما ملك الملوك وملك الأملاك فإنهما وصفان لله تعا ى وحده ٩ ففي حديث ابي هريرة عند الشيخين أيضا أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال : (إن أخنع إسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ‏ زاد مسلم ‏ لامالك إلا الله عَرَ عز وجل) وي رواية ة أخرى (أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبئه رجل كان يسمى ملك الأملاك › لاملك إلا الله سبحانه) . أما للك فيجوز اطلاقه ازا عل غير اله کا في قول تعالی حكاية عن س ل : لاب لتا ملكا قات في سبل انوه ,»وقول د الله قَذ بث لكم طَالوتَ لکا وفي الحديث (ناس من متي ضرا علي عة سبيل الله » يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة) . ولسائل أن يسأل أيضا أليست كل الأيام أيام جزاء وكل مايلاقيه الناس في هذه الحياة من البوس هو جزاء على تفريطهم في اداء الحقوق والقيام بالواجبات التي عليهم ؟ واترك الإجابة لصاحب النار الذي طرح هذا السئوال واجاب عنه بجا معناه : أن الجزاء قد يقع في أيام الدنيا على جميع الأعمال خيرا كانت أم شرا ولكن ريما لا يظهر للمجزين إلا على بعضها دون جميعها » وإنما يظهر الجزاء على التفريط في العمل الواجب ظهورا تاما في الدنيا بالنسبة إلى جموع الأمة لا إلى كل فرد من أفرادها فكل أمة تحرف عن صراط الله المستقم ولا تراعي سننه في خليقته لا ينتظرها إلا مصير حاسم تلقى فيه من العدل المي ما تستحقه من الزاء كالفقر والذل وتبدد العزة وتلاشي السلطة جزاءٌ وفاقا » أما الأفراد فإن كثيرا من المسرفين الظالمين منېم يقضون أعمارهم في لجج الشهوات والملذات وقد توخهم ضمائرهم أحيانا ا ۰٤۲ يسلمون من المنغصات وقد يصيبهم النقص في أموالحم وعافية ابدانمم وقوة مداركهم ولکن كل هذا لا يقابل بعض اعمالهم القبيحة لاسيما أولفك الجبابرة المتسلطون الذين تشقى بأعمالحم السيئة شعوب وأمم » وفي مقابل أولفك نرى الحسنين في انفسهم وفي الناس يبتلون بصنوف البلاء ولا ينالون لجزاءِ الذي يستحقونه على صنوف أعماشم ! نعم يكرمهم الله تعالى براحة ضمائرهم وسلامة أخلاقهم وصحة ملکاتہم ولكن ليس ذلك كل ما يستحقون » أما في ذلك اليوم فكل فرد من افراد العاملين يوفی جزاءه كاملا لاإظلم شيا منه کا قال تعالى : فمن يعمل مِْقَال ذرق حيرا يره » ومن يعمل متْقالَ ذرة شرا را رن ٠w‏ . ا٢٢۲ ب «ِإياك عبد وَإياكَ نستعين4 في هذه الاية الكريمة يعلم الله عبادة أن يفرذوه بالعبادة وبالاستعانة › وهذه مر التوحيد وجوهر الإيمان والايات اللتقدمة في السورة جاءت توطعة ا ومقدمة لا فيها فإن الاله الحق الذي هو رب العامين والتصف بالرحمة ومالك للأمر في الدنيا والاخرة جدير بأن لاتتجه العبادة إلى غين وأن لا يتعلق القلب بسواه » ويرى الزخشري أن الاية الكرهة جاءت لتبين الحمد المقصود في قول الله تعالى : المد شك ويتقدمها سؤال مقدر تقديو كيف تحمدونه ؟ فأجيب : «أياك تَعْبْد اياك سن ٠ وسوغ السيد الجرجاني ذلك لأن السؤال عن كيفية الحمد لا عن ماهيته › فصح ان يجاب عنه بالالجابة المشتملة على الحمد وعى غين لن ضم غو إليه نوع بيان لكيفيته » أي حال مدنا أن نجمعه بسائر عبادات الجوارح والاستعانة في المهمات › ونخص مجموعها بك » وأورد السيد الجرجاني أيضا أنه صح كون العبادة بيانا للحمد من حيث أن اقصى غاية الخضوع يقتضي اعترافا تاما بالإنعام ٠ ووصفا للمنعم بصفات الجلال والاكرام » وهذا لن الحمد اصل العبادة ورأسها ك مر أنه رأس الشكر › إذ حقيقة العبادة شكر المنعم الحقيقي › أي اظهار الانقياد له بقدر الامكان غاية ما في الباب أن الجواب يشتمل على زيادة في البيان › ورجح السيد الجرجاني أن يكون قوله «إياك نعبد» استنافا جوابا لسؤال يقتضيه اجراء تلك الصفات العظام على الموصوف بها أزلا وأبدا 9 كأن سائلا يقول : ماشأنكم مع هذا الموصوف ؟ وكيف توجهكم إليه ؟ . فأجيب بحصر العبادة والإستعانة فيه » واعترض الاما أبو السعود ما يقوله الزخشري «بانه مع كونه لا حاجة إليه ممالاصحة له في نفسه فإن السؤال المقدر لابد أن يكون بحيث يقتضيه انتظام الكلام ٠ وتنساق إليه الأذهان والأفهام › ولا ريب في أن الحامد بعد ما ساق حمده تعالى على تلك ٢٢٤۲ الكيفية اللائقة لا يخطر ببال أحد أن يسأل عن كيفيته » على أن ماقدر من السوال غير مطابق للجواب فإنه مسوق لتعيين العبود لا لبيان العباده حتى يتوهم أنه بيان لكيفية حمدهم » والاعتذار بأن المعنى نخصك بالعبادة وبه تين كيفية الحمد تعکيس لامر ومحل لتوفيق المنزل المقرر بالمفهوم المقدر › شم قال : وبعد اليا والتي إن فرض السؤال من جهته عز وجل فأتت نكته لات الي هع علا اسلف ولف » وان ف من جه ار شل النظام لأبتناء الجواب على خطابه تعالى وبهذا هدم أو السعود ما الجرجانی من أنه استكناف جوابا لسؤال يقتضيه اجراء تلك الصفات اظ على الموصوف بها » وأضاف (بأن تناسي جانب السائل بالكلية وبناء ال جواب على خطابه عر وعلا مما يجب تنزيه ساحة التتزيل عن أمثاله) ثم قال : (والحق الذي لامحيد عنه أنه استناف صدر عن الحامد بمحض ملاحظة اتصافه تعالى بما ذكر من النعوت الجليلة الموجبة للإقبال الكلى عليه من غير أن يتوسط هنالك شيء اخر) وأرى أن أضيف إلى ما يقوله أبو السعود أن السورة الكريمة صُدّرت بحصر الحمد في ذات الحق تعالى ومر شم کا سن بصدور جميع الالاء عنه تم ‎RP‏ ذلك بوصفه تعا لى أنه رب العالين ٠ هذا تر ما يستزيه حصر المد یه من که مصدر هب ال١ أن فيه إيقاظا للشعور بعظمته تعالى المستوجبة للا القلب بهيبته » ثم أتبع ذلك وصفه بالرحمة المستلزمة للاحسان › واختتمت سلسلة هذه الصفات بكونه مالك يوم الدين وهو اليوم الذي ينقلب جيع الناس إليه ليلقوا جزاء ما قدموا » وإجراء هذه الصفات العظيمة على الله باللسان مع استشعار معانيها بالقلب يجعل النفس تنساق انسياقا تلقائيا إلى منتبى اللخضوع هذا الرب الجليل الموصوف بذه الصفات › صفات العظمة التي لا تليق بغوه » وليس خضوع أبلغ من خحضوع العابد فناسب المقام أن يُفرد الله تعالى هنا بالعبادة ٢۲ وبالإستعانةبصيغة الخطاب المشعرة بالحضور › والخروج بالكلام من أسلوب العَيَّةَ إلى أسلوب الخطاب هو المعروف عند علماء البلاغة بالالتفات ويكون أيضا بالخروج عن التكلم إلى الخطاب أو العكس وبالخروج عن الخطاب إلى الغيبة أو التكلم وهكذا..ولايعنينا هنا بحث مسائل الالتفات فإِن ذلك من اختصاص علم البلاغة وإنما يعنينا بحث النكتة التي يباء به لأجلها › وقد ذكر علماء البلاغة نكتة عامة له وهي تطرية الكلام وتجبديد نشاط السامع والمتكلم ٠ وقد تنضم إلها نكت خاصة بحسب القامات ٠ وللمفسرين والبلاغيين سباق في إظهار النكت التي تناسب هذا المقام › منهم من قال : لا ذكر الحقيق بالحمد ووّصف بصفات العظمة التي غيزه عن غوه تعلقت معرفة القلب بمعلوم متميز خوطب بذلك ليكون أدل على الإحتصاص والترقي من البرهان إلى العيان › والإنتقال من الغيبة إلى الشهود فكأن المعلوم صار عيانا » والمعقول مشاهدا › والغيب حضورا › وقيل : لا شرح الله تعا لى صدر عبده بالاسلام وأفاض على قلبه نور اليمان ترق بسلم الحمد المستجلب لزيد النعم إلى مقام الإاحسان وهو (أن تعبد الله كأنك تراه » فإن لم تكن تراه فإنه يراك )وأيضا حقيقة العباده هو الإنقياد المطلق من النفس لأحكام المعبود » وصورة هذا الأنقياد وقالبه الاسلام » ومعناه وروحه الأيمان ٠ وس وغايته الأحسان » وبالالتفات في (نعبد) يصل العبد عبر الرحلتين السابقتين إلى المرحلة الثالثة » وذكر الألوسي «بأنه يحتمل أن يكون السر أن الكلام من أول السورة إلى هنا ثناء » والثناء في الغيبة أولى ومن هنا إلى الاخحر دعاء وهو في الحضور أول» ء وقيل غير ذلك . والعبادة لغة بمعنى الذل » يقال : عبد إذا ذل » وعُبّد إذا ذل » ومنه قوله تعالى : أن عَبَدْت بني إِسرائىل سمس ويقال طريق معبد إذا وطفته الأقدام حتى ذللته » ومنه قول طرفة بن العبد : 2 ت تبارى عتاقا ناجيات وأتبعت وظيفا وظيفا فوق مور معبد أما [صطلاحا فللناس فيا مذاهب ترجع إلى المعنى اللغوي ٠ فابن جرير الطبري يفسرها بالخضوع والاستكانة والذل مع الأقرار بالربوبية للرب المعبود وحده ٠ وروي عن ترجمان القران رضي الله عنه «أن المراد بقوله سبحانه لإاك تَعْبّدُكه إياك نوحد ونخاف ونرجو» » ورواه عنه ايضا اين ابي حاتم » وابن كثير يرى أن العبادة استكمال الحبة مع منتبى الخضوع والخوف » وابن تيميه يرى أن العباده الجمع بين الحبة والخضوع » ولجهابذة العلماء في العصر الحديث أنظار في مدلول لفظ العباده › فالامام أبو الأعبى المودودي يرى أن العبادة تتكون من عناصر » منها الاذعان التام من العابد لعلو المعبود والنزول له عن حريته واستقلاله » وترك كل مقاومة وعصيان إزاءه والاعتقاد بعلائه © والاعتراف بعلو شأنه » وأن يكون قلبه مفعما بعواطف الشكر والإمتنان على نعمه وأياديه بحيث يبالغ في تمجيده وتعظيمه › ويتفنن في إبداء الشكر على الائه » وفي أداء شعائر العبدية له › ويرى العلامة المودودي أن هذا التصور لاينضم إلى معاني العبدية إلا إذا كان العبد لا يخضع لسيده رأسه فحسب » بل يخضع معه قلبه أيضا › ويستمد السيد الموردودي نظرته هذه في تفسير العبادة من مدلول الكلمة اللغوي › فإن العربي بمجرد سماعه كلمة العبد والعبادة لا يتصور إلا العبديه والعبودية » وبا أن وظيفة العبد الحقيقية هي طاعة سيده المطلقة فإن تصور الطاعة بمجرد ذكر العبد والعبادة مر لابد منه » وخلاصة رأيه في العبادة انها خضو ع الظاهر والباطن والانقياد المطلق من العابد للمعبود مع غمرة القلب بالشعور العبودي . أما الأستاذ الشيخ محمد عبده فيرى أن العبادة شعور خاص في القلب يستلزم الخضوع المطلق والإنقياد التام من العابد للمعبود وفي ذلك يقول : ماهي العبادة ؟ يقولون هي الطاعة مع غاية الخضوع وما كل عبارة ٢٥٢٤۲ - مئل المعنى تمام المثيل وتبليه للأفهام واضحا لايقبل التأويل فكثيرا ما يفسرون الشيء ببعض لوازمه ويعرفون الحقيقة برسومها » بل يكتفون احيانا بالتعريف اللفظي ٠ ويبينون الكلمة بما يقرب من معناها › ومن ذلك هذه العبارة التي شرحوا بها معنى العبادة » فإن فيا اجمالا وتساهلا واننا إذا تتبعنا اى القران وأساليب اللغة واستعمال العرب لعبد وما يماثلها ويقاربها في عى كخضع وخنع واطاع وذل ‏ نيد أنه لاشيء من هذه الألفاظ يضاهي عبد ويحل محلها ويقع موقعها . ولذلك قالوا : إن لفظ العباد مأخوذ من العبادة فتكثر إضافته إلى الله تعالى ولفظ العبيد تكثر إضافته إلى غير الله تعالى لأنه مأخوذ من العبودية بمعنى الرق وفرق بين العبادة والعبودية بذلك المعنى › ومن هنا قال بعض العلماء إن العبادة لاتكون في اللغة إلا لله تعالى ولكن استعمال القران يخالفه . يغلو العاشق في تعظم معشسوقه والخضوع له غلوا كبيرا حتى يفنى هواه في هواه وتذوب إرادته في ارادته ومع ذلك لا يسمى خضوعه هذا عبادة بالحقيقة » ويبالغ كثير من الناس في تعظم الرؤساء والملوك والامراء فترى من خحضوعهم شم وخریہم مرضاتہم مالاتراه من المتحنثين القانتين دع سائر العابدين › ولم يكن العرب يسمون شيئا من هذا الخضوع عبادة فما هي العبادة إذا ؟. تدل الأساليب الصحيحة والاستعمال العرني الصراح على أن العبادة ضرب من الخضوع بالغ حد النباية » ناشىء عن استشعار القلب عظمة للمعبود لا يعرف منشاها واعتقاده بسلطة له لايدرك كنهها وماهيتها وقصارى ما يعرفه منها أنه محيطة به » ولكنها فوق إدراكه فمن ينتهي إلى أقصى الذل للك من الملوك لايقال إنه عبده وإن قبل موطىء أقدامه ما دام سبب الذل ٢٢۲ س والخضوع معروفا وهو الخوف من ظلمه المعهود أو الرجاء لكرمه المحدود اللهم إلا بالنسبة إلى الذين يعتقدون أن للملك قوة غيبية سماوية أفيضت على الملوك من الملا الأعلى واختارتهم للاستعلاء على سائر أهل الدنيا لأغهم أطيب الناس عنصرا وأ كرمهم جوهرا » وهولاء هم الذين انتهبى بهم هذا الاعتقاد إلى الكفر والالحاد فاتغذوا الملوك الحة وأرپابا وعبدوهم عبادة حقيقية . ويضيف الاأستاذ إلى ذلك فيقول : للعبادة صور كثية في کل دين من الأديان شرعت لتذكير الانسان بذلك الشعور بالسلطان الألهي الأعلى الذي هو روح العبادة وسرها ولكل عبادة من العبادات الصحيحة أثر في تقويم أخحلاق القائم بها وتهذيب نفسه والأثر إنما يكون عن ذلك الروح والشعور الذي قلنا إنه منشا التعظم والخضوع فإذا كانت صورة العبادة خالية من هذا المعنى لم تكن عبادة ك أن صورة الانسان وتمثاله ليس إنسانا خذ إليك عبادة الصلاة مثلا وانظر كيف أمر الله بإقامتها دون محرد الاتيان بها وإقامة الشيء هى الاتيان به مقوما كاملا يصدر عن علته وتصدر عنه اثاره » واثار الصلاة ونتائجها هي ما أنبانا الله تعالی بہا بقوله. : إن الصلاة تھی عن َء وَالْمُنْكُر كيت وقوله عز وجل ن الانسَان لق هَلوعًا إِذا مسه الشر جروا و وإذا مه احير مَنُوعا » الا لصنس“ :س وقد توعد الذين يأتون بصورة الصلاة من الحركات والألفاظ ظط مع السهو عن معنی العبادة وسرها فا المودى إلى غايتها. بقوله : لويل لِلْمُصَلينَ الذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتَهم سَاهُون الذي هم یراون ويَمنَعون اْمَاعُون س .ن فسماهم مصلين لأنہم توا بصورة الصلاة ووصفهم بالسهو عن الصلاة الحقيقية التي هي توجه القلب إلى الله تعالى المذكر بخشيته والمشعر للقلوب بعظم سلطانه ثم وصفهم بأثر هذا السهو وهو الرياء ومنع الماعون . ت هذا کلام الأستاذ في العبادة › وهو يفيد أن معنى العبادة لايتم إلا مع استشعار عظمة المعبود التي لاتكتنه » وقدرته التى لاتحد › وهو صحيح بالنظر إلى العبادة الصحيحة الواجبة لله تعالى » ولكن لايمنع أن يطلق اسم العباده على تعظم أحد لغين تعظيما يخرج به عن حدود استحقاق البشر ¢ ويدل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى أخبر عن أهل الكتاب أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله مع أنهم لم يكونوا يعتقدون هلا الأحبار والرهبان القدرة المطلقة التي لحد » والعظمة الباهرة التي لاتكتنه › وروى الامام جمد والترمذي وابن جریر عن عدي بن حاتم أنه مع رسول الله ‎e‏ ‏يتلو قوله سبحانه : لحد أَحبارَهُمْ وَرَهبَانَهُم رابا من دون اور س وکان امز قد تتصر فقال له إنهم لم يعبدوهم › قال له :»بل اہم حرموا علیہم الحلال وأحلوا م ارام فاتبعوهم فذلك عبادتهم [ياهم» فإذا کان اتباع الانسان عل حليله ارام وتحريمه الحلال عبادة فما بالك مما يکون من مخلوق لوق مثله من تعظيم لا يليق إلا بمقام الألوهية . هذا والعبادة هي الغاية التي لأجلها خلق الانسان » قال تعالل 7 علقت الجن نس ي ِل ر سمت ومن هنا كانت فطرة کا إنسان داعية إليها ما تستشعر من الفراغ الروحي والخواء النفسي بدونها » ومن ثم كانت العبادة تلبية نا ۳ الذي يجلجل من أعماق النفس الانسانية » وإنما الفطرة وحدها لا تستطيع أن تهتدي إلى العبادة الصّحيحة ولذا فإن الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه لتوجيه هذه الفطرة إلى الصراط المستقم » وما من رسول إلا وکانت دعوته الل في قومه إلى إفراد اد الله تعال بالعبادة رتا أي من قك من نول ا وجي إِبه أنه لا إل إلا نا عَبدُون هريدم والعبادة الخالصة لله تعالى توائم بين حركتي الانسان لا والاضطرارية ) فجسم الانسان تد خلاياه بملايين الملايين ٠ وکل ۸٢۸٢۲ _ هذه الخلايا تتحرك بحسب سنة الله فيها » فإِذا انقاد هذا الانسان وأذعن لربه العظم وعبده حق عبادته حصل الانسجام التام ماين هذه الحركات الطبيعية في جسمه وحركته الاختيارية التي ينساق إليها مختارا طاعة لمولاه » ومن هنا نبد الإمام الحقق سعيد بن خلفان الخليلي رحمه الله يعبر في إحدى قصائده النورانية عما يشعر به وهو يسبح لله سبحانه من تجاوب ألسنة لا تحصی فيه مع هذا التسبيح حیث یقول :ب أعاين تسبيحي بنور جناي فأشهد منى ألف ألف لسان وكل لسان أجتلي من لغاته إذا ألف ألف من غيب أغان ويهدى إلى سمعي بكل لغية هدي ألف الف من شتيت معان وفي كل معنى ألف آلف عجيبة يقصر عن إحصائها الثقلان ولا تقف عبادة الانسان عند هذا الحد بل توائم بين حركته وحركة کل شيء في هذا الكون الواسع الذي تسبح كل ذرة منه بحمد الله وتسجد خاضعة لجلاله » وسح له السّموات السع وَالأرضُ وَمَنْ فهر » وَِْ م شي ل ل س بحمُده وَلكِن لانَفَقَهُون َس حهم ر ‎Ca‏ يأ تر 7 أن الله يَسْجدُ لَه مَنْ في السات وَمَنْ في الأرض وَالشّمس وَالقَمَرٌ ولحو اجا الجر والدُواب سس ولذلك كانت عبادة الله المخالصة داعية للشعور بالانسجام مع الكون والألفة مع الوجود ٠ فلاينظر إليه العابد نظرة نفرة وعداء › وإنما ينظر إليه نظرة وئام ووداد . أما إذا تخل الانسان عن عبادة ربه فإنه يشعر بعداوة الكون وخصومة الطبيعة له ٠ ولذلك تجبد الغربيين الذين رانت على قلوبهم الجاهلية ال حديثة ينظرون إلى الكون نظرة الخصومة والعداء » ويتجلى ذلك في عباراتهم » فكثيرا ما يرد على ألسنتهم وأقلامهم قهر الطبيعة وقسوتها › فإذا حقق أحدهم شيا قالوا قهر الطبيعة أو تغلب عليها › وإذا أصيب أحدهم بمكروه قالوا قست ۹٢٢۲ - الطبيعة عليه » أما الموّمن الذى يسبح بحمد الله ويسجد لكبيائه فهو لا يشعر بأية عداوة بينه وين الطبيعة » وإنما يشعر بالألفة والمودة بينه وبينها لا بربطهما من الخضوع لله والتسبيح بحمده » ولا يتلوه على صفحاتها من ايات بينات تزيد إيمانه رسوخا ويقينه ثباتا » وما يؤسف له أن تردد السنة تلامذة الغرب النتسبين إلى الاسلام هذه العبارات الوقحة بدون شعور بہاجس نفسي يؤنهم على استعماا » وهذا ِن دل على شيءِ فهو دلیل على ما أصاب قلوهم من المسخ وبصائرهم من الطمس »٤ وإذا كانت العبادة منشاً الألفة والوئام بين العابد وجميم الكائنات فإن ذلك يقتضي أن تكون العبادة أوسع مدلولا مما يظنه كثير من الناس من ن منحصر في الصلاة والركاة والصوم والحج وهذا هو الذى تدل عليه الايات والاحاديث . اما الايات فارى أن أؤخر الكلام علا إلى أن أصل إليها إن شاء الله في مواضعها وأما الأحاديث فبحسبى أن أذكر مثالين منها : قال رسول الله عي « في كل ذى كبد رطبة جر » وهو دليل على أن الإنسان يتقرب إلى الله سبحانه بالاحسان حتى إلى الهيمة العجماء . يقول عليه أفضل الصلاة والسلام « في بضع أحد؟ صدقة » يل له ا الله أيصيب أحدنا شهوته ويوجر ؟ قال : « أرأيت إن وضعها في حرام ألم يكن يزر » قيل له بلى يارسول الله قال : « كذلك يوجر إن وضعها في حلال » فانظر كيف يكون العمل الفطرى الذى يلبى به الأنسان داعي الغريزة عبادة يوجر عليها إن أحسن توجيهه واستصحب . اة معه حسن النيه . وهذا يتضح أن العبادة تَقتض الخضو ع المطلق لنہاح ج الله فلا یحکم العابد إا به ولا يحتكم إلا إليه ولذلك حكم الله على من ل حکم مما انل ٢٢۲ - بالكفر والظلم والفسق حيث قال : «ل ومر من لم كم ما انر ل ِت هم ۾ اكرون 4 رسو ئة / 4 ) وقال :و 7 من لم كم يما ازل الله و هم الظالِمُون سروس مي وقال : ظل ومن لم حك ما ئرل الله فوك هم الْفاسِقون سرس ٠ واتكر على الذين يدعون الان وهم يتحاكمون ِل غير شرعه في قوله } ا ر إلى الذِينَ يرع عُمُون َنَم امَو ما أل ك وما أل من فبك يدون أن يَحَاكُمُوا پى الطَاعُوتٍ وقد أمروا أن كفروا بو دمه ر وتف الامان عن كل من لم يحکم رسوله عه الناطق بوحيه المبلغ لامره في قوله : ل فلا وَربّكَ لايومنون حى ُحَكُمُول فا شَجَر يهم ثم لَايَجدوا في نْسِهمْ حرجا مما قَضَيت وَيسَلمُوا ليما چ روه مى والعبادة أسعي ما ينتسب إليه الانسان ولذلك وضف الله عبده ورسوله محمدا عد بالعبودية في أعلى مقامات ذكر وهى صينو العبادة فقد قال في معرض ذکر إنزال الكتاب عليه هُوَ الذي أل عَلَيكَ الكتابت نه ؛ يات تُخكمات .... الاية 4 رآ عبرت / ۷ وقال الحم ل الذى اَل على عَبْده الكَِابَ وم يَجُعَل عوج سيد ر وقال : < برك الذى ل الفرقَانَ على عَبْدهِ ليكُون لِلعَالَِينَ ٿذيرا ‏ رس وقال في معرض الحديث عن إبلاغه الرسالة ودعائه اللهظإوآنه لما قامْ عبد اللو يدوه . كاذوا يکوُون عليه لدا وقال في الحديث عن الاسراء برسول الله د الذى رتب عليه أن ينال من الإكرام ما لم ينله أحد قبله ل سحن اذى سر بعېده للا م الْمَسْجِد الحَرَام ِل المَسْجِد الأقصَيى الذى بار کنا حول ٤ ريه من ايايَِا نه هر السميع الصِرُ 4 سر :ى وهذا لان عبادة الانسان ريه وعبوديته له تعنيان تحرير رقيغه من الذل لسواه وتخليص قلبه من الخضوع لغير عزته › وقد غلا بعضهم فادعی أُن العبودية شرف من الرسالة حکی ٢٢۲ م ذلك الفخر الرازى في تفسيو ولم يتعرض له بشيء » وحاصل ما احتج به هذا القائل أن الرسالة انصراف عن الحق إلى الخلق » والعبودية انصراف عن الخلق إلى الحق » والعبودية أيضا تجرد عن التصرفات » والرسالة تلبس بها › وهذه فلسفة باطلة لا يجوز لن يؤّمن بالله ورسله أن يقرها فالرسالة هى أشرف المقامات وأعلي الدرجات التي يوصل إلا بمحض اصطفاء الله تعالى ولا تنافي العبودية ولذلك وصف الله بهما احب الناس إليه وأرفعهم عنده سيدنا رسول الله ع » وليست الرسالة س ا قال انصرافاً من الحق إلى الخلق وإنما هى اضطلاع بواجب أمانة الحق لابلاغها إلى الخلق » وإذا كانت تقتضى اشتغالا بالتصرفات فإن تلك التصرفات هى من أقرب القربات إلى اميل سبحانه فهی داخلة في حدود عبادته » وأعظم الدلائل على إخلاص العبودية له . والفخر والألوسي قسما العبادة إلى ثلاث درجات تمشيا مع آراءِ كثير من العلماء : الدرجة الأول : أن تكون العبادة ابتغاء ثواب الله وخشية عقابه £ وهي أضعف الدرجات وسماها الألوسى في تفسية عبادة . الدرجة الثانية : أن تكون لجل نيل الشرف ما فيا من التزلف إلى الله تعالى » وهى درجة متوسطة عندهم 5 وسماها الألوبي عبودية . الدرجة الثالثة : أن تكون لذات الله مع غض النظر عن کل ما سواه وسماها الا! سي عبودة . وفي هذا التصنيف نظر » إذ لايستند إلى دليل من كتاب ولاسنة » وتعظم الله سبحانه بالعبادة وإخلاصها لوجهه لاينافيان ابتغاء ثوابه والحذر من عقابه ك لاينافيان الرغبة في نيل شرف عبادته عر وجل » وللإمام نورالدين السالي رحمه الله في معارجه بحث نفيس في هذه المسأله » ناقش فيه كلام ٢٢۲ _ هوُلاء الذين يقسمون العبادة من تلقاء أنفسهم أقساما › واستدل لرده مما جاء 0 الايات التي تصف الأنبياء أً: ہم کانوا يعبدول اله رغبا ورهبا 6 کقوله نه : وكاو يذعُونا ربا َا .س وهي ٿي معرض مدحهم ۳" عن علو قدرهم » ولاریب ن الأنبياء أ رسخ في العبادة قدما › وأسرع إلى كل خير سبقا من غيرهم » فلو كانت العبادة التي تكون بباعث الخوف والرجاء أضعف من غيرها لكانت عبادات الأنبياء غير مقرونة بهما على أن الخوف والرجاء هما السور المتين الذي يحوط أعمال البر كلها . ك تطالب الاية الكرمة الناس أن يفردوا الله سبحانه وتعا ى بالعبادة تطالبهم بان يفردوه بالاستعانة لان القوة المطلقة لله وكل ما يبحدث في الكون فهو بامر الله وك أن الله تعالى قد تفرد بخلق الكون فهو متفرد بتدبين فلا معنى للتعلق بغیره 6 والقران الكرم جحاء ليقرر هذه الحفيقة بكثير من الايات التي تخاطب الناس بالرهانِ وتضرب شم الأمثال » منہا قول الله سبحانه طقل م رب السمواتٍ والارض ق الله 6 قل اشد : ِن دونه ايء ل د يکو انك وار أ عو خركة عقوا حاو ك الاق عو ق اللہ الق کل شي ءٍ بء وهو الواح الفَهار درد ن وقوله : : ون سَألَهُم ص حل السموَاتِ لاض َيون الله 6 ل افراينمْ ۾ مَائَدغُون م ون اله ان ارَادَني اللهء ضر هل هر کاشفاتُ ضر ا اَن برحمة هَل هر ممُسکات رحمته قل حسبی اله عليه عليه یت وکل المتوكلون ور ویبن لا القران أن كل محاولة من المخلوقين لرد سراء أو ضراء كتبها الله لأحد أو عليه لابد ان تبوءِ بالفشل الذريع افع مح اله لاس من رَحمَةٍ فلا مُمسيِكَ ها وما يمسڭ فلا مرمیل ل م بعده وهو اَي اكيم »» طون مسك الل بضر كلا كاشيف لَه إلا هو وَإِن ردك بخير فلا راد لفضله _ YoY يب به مَنْ يَشَاءُ من عبادو وَهُو العفو الرْحيمْس س والنبي عه كان يرني أمته على هذه العقيدة القرآنية لتتحول إلى واقع ملموس في أحوال المؤمنين ففي حدیث ابن عباس رضي الله عنما عند الشيخين (إذا سألت فاسأل الله وإِذا استعنت فاستعن بالله) . وهنا سوال يفرض نفسه وهو أن الانسان كائن اجتاعي يشترك مع غيو في المصال والمنافع ولا يمكنه الاستقلال عن سائر بني جنسه فهو بحاجة دائما إلى من يعينه فإذا مرض احتاج إلى الطبيب » وإذا فلس احتاج إلى من يقرضه أو يتصدق عليه » وإذا اضطر إلى حمل شيء لايطيقه احتاج الى من يعينه عليه » وهكذا فكيف ينع من الاستعانة بالناس ؟ على أن القران نفسه يرشدنا إلى التعاون في قوله : ونوا على الير والقَوى ولا عاونا عَلى لإثم وَالعُدوَان ,سى وأترك الإجابة عن هذا السئوال لفيلسوف الإسلام الامام محمد عبده وتلميذه السيد محمد رشيد رضا. أما الامام محمد عبده فيجيب با معناه : أن أعمال الناس تتوقف مُراتها ونباحها على حصول الأسباب التي اقتضت الحكمة الإلحية أن تكون مؤّدية اليها وانتفاء الموانع التي جعلها الله بمقتضى حكمته حائلة دونها › والانسان بما اوت من علم وقوة مكن الله له من كسب بعض الأسباب ودفع بعض الوانع ولكن حجب عنه البعض الاخر فيجب على الناس أن يقوموا بما فيه استطاعتهم من ذلك ويتقنوا أعمالحم بما في وسعهم وأن يتعاونوا ويساعد بعضهم بعضا ويفوضوا الامر فيما ورا الكسب إلى القادر على كل شيء ويلجاوا إليه وحده طالبين منه المعونة المتممة للعمل والمودية إلى جناء هته وليس لهم أن يتعلقوا بما وراء الاسباب إلا بمسببها سبحانه » ويتضح بهذا أن قوله تعالى : طلِوَإِياكً نَسْتَعِين» متمم لمعنى قوله ياك تَعبْدُلان هذه الاستعانة هي فزع من القلب إلى الله وتعلق من النفس به وذلك من خخ Yost العبادة » فإذا توجه بها العبد إلى غير الله كان ضربا من ضروب العبادة الوثنية التي انتشرت في زمن التنزيل وقبله » وخصت بالذكر لكلا يتوهم الجاهلون أن الاستعانة بالذين اتخذوهم أولياء من دون الله واستعانوا بهم فيما وراء الاسباب الملكتسبة للناس هي كالاستعانة بسائر الناس في الأسباب العامة فأراد الله سبحانه أن يزيل هذا اللبس ببيان أن الاستعانة بالناس في حدود استطاعتهم ضرب من استعمال الاسباب المسنونة › وما مثلها إلا كمثل الالات اللستعملة فيما خصت به بخلاف الاستعانة بهم فيما وراء طاقاتهم البشرية كالاستعانة في شفاء المريض ما وراء الدواء » وعلى غلبة العدو بما وراء العدة والعدد فإن ذلك ما لا يجوز أن يكون إلا بالله تعالى الذي بيده الأسباب والمسببات وهو على كل شيء قدير » وضرب الامام محمد عبده مثلا لذلك : الزارع عندما يبذل جهده في الحرث والعذق وتسميد الأرض وریہا فهو يمارس الوسائل الموّدية مع التوفيق إلى حصول المطلوب › ويستعين باللَه تعالى على النجاح طالبا منه منع الافات والجوائح السماوية والارضية › ومثل بالتاجر الذي يحذق في اختيار الأصناف ويمهر في فن الترويج ٠ ويتوكل على الله فيما وراء ذلك › وخلص الاستاذ الامام من هذا إلى تفنيد حالة الذين يستعينون بأصحاب الأضرحة والقبور على قضاء حوائجهم » وتيسير أمورهم وشفاء أمراضهم » ونماء حرثهم وزرعهم › وهلاك أعدائهم وغير ذلك من الأمور التي ليست في استطاعة الأحياء بله الأموات » وقال عنم : : إنہم عن صراط التوحيد ناكبون »٠ وعن ذکر الله معرضون ٠ واستخر ج الأستاذ الامام من قول الله سبحانه : لإاك تسين فائدتین جلیلتین قال فیهما : (هما معراج السعادة في الدنيا والاخرة) : أولاهما : أن الانسان مطالب بالأعمال النافعة والاجتهاد في إتقانما ما استطاع » لأن طلب العونة لا يكون إلا على عمل بذل فيه لمر طاقته فلم Yoo يوفه حقه أو يخشى أن لا ينجح فيه فيطلب المعونة على إتمامه وكاله . فمن وقع من يده القلم على المكتب لا يطلب المعونة من احد على ساك » أما من وقع تحت عب ثقيل بمج عن اوش به وخده پھر جدير بطلب المعونة من غي على رفعه ولكن بعد استفرخ القوة في الاستقلال به ٠ ثم قال الأستاذ بعد هذا التحرير : وهذا الأمر هو مرقاه السعادة الدنيوية 8 من ار أركان السعادة الأحروية . ثانيتهما : مايفيده الحصر المستفاد من تقديم المعمول على العامل من وجوب تخصيیص الاستعانة بالله وحده فيما وراءِ ذلك ٤ قال : وهو روح التوحيد وكال الدين الخالص الذي يرفع نفوس معتقديه ويخلصها من رق الأغيار » ويفك إرادتهم من اسر الرؤساء الروحانيين والشيوخ الدجالين › ويطلق عزائمهم من قيد المهيمنين الكذابين من الاحياء والميتين » فيكون اومن مع الناس حرا خالصا وسيدا كرا › ومع الله عبدا خاضعا ومن يطم الل ورسوله فد فاد فوزا عظیما شرب ۱٠ . وأما السيد محمد رشيد رضا فيقول «إن عبادة الله تعالى هي غاية الشكر له في القيام بما يجب لألوهيته » واستعانته هي غاية الشكر له في القيام بما يجب لربوبيته » أما الأول فظاهر لأنه هو الاله الحق فلا يعيد بحق سواه » وأما الثاني فلأنه هو المرني للعباد الذي وهب لم جميع ما تكمل به تريتهم الصورية والمعنوية » قال : ومن هنا تعلم أن إيراد ذكر العبادة والاستعانة بعد ذكر اسم الجلالة الاعظم واسم الرب الا کرم إنما هو لترتہما علیہما من قبيل ترتيب النشر على اللف » والاستعانة بهذا المعنى ترادف التوكل على الله وتحل حله . وهو ال التوحيد. والعبادة الخالصة › ولذلك جمع القران بینېما في مثل قوله تعال : وينو غيب السُمُوَاتِ رض وليه يرجم الأَمر كله فَاعَيُدهُ وتوکل عَلوكه سر فهذه الاستعانة هى نر التوحيد واختصاص الله تعالى ٢٢۲ _ بالعبادة » فن من معنى العبادة الشعور بأن السلطة الغيبية التي هي وراء الأسباب العامة الموهوبة من الله تعالى لعباده كافة هي لله وحده › كا تنطق به الاية التي استشهدنا بها انفا على قرن العبادة بالتوكل فمن كان موحدا خالصا لايستعين بغير الله تعالى قط » فما كان من أنواع المعونة داخلا في حلقات سلسلة الأسباب كان طلبه بسببه طلبا من الله تعالى ولكنه يحتاج في تحقيق ذلك إلى قصد وملاحظة وشهود قلبی وما کان غیر داخل فیہا يتوجه في طلبه إلى الله تعالى بلا واسطة ولا حجاب . قال : وبهذا البيان تعلم أنه لامنافاة بين التوحيد والتوكل وبين الأحذ بالأسباب وإقامة سنن الله تعالى بل الكمال والأدب في الجمع بينهما › فالسيد المالك إذا نصب لعبيده وخدمه مائدة ياكلون منها غدوا وعشيا وجعلهم خدما يقومون بأمرها لايكون طلب الطعام مته إلا بالالختلاف إلى المائدة » وإنما ينبغي أن لا يغفلوا بها وخدمها عن ذكر صاحب الفضل الذي أنشاها ماله وسخر أولعك الخدم للاكلين علا ٠ ولاعن حمده وشکره ٤ وهذا مثال مائدة الكون بأسبابه ومسبباته فالعبد إذا احتاج شيئا من الأشياء التى لم يجعلها سيده مبذولة لجميع عبيده في کل وقت طلبه منه دون سواه » فإن أظهر الحاجة إلى غي كان ذلك من قلة ثقته بولا حيث جعل ذلك الغير في مرتبته أو أجدر منه بالفضل » قال : هذا في العبيد مع السادة الذين م نظراء وأنداد فكيف إذا كان العبد الذي يتوجه إلى غير مولا لايجد من يتوجه إليه سواه إلا أمثاله من العبيد المحتاجين إلى المولى مثله لانه هو السيد الصمد الذي ليس له كفوا أحد › وأتبع ذلك قوله أن لفظ الاستعانة يشعر بان يطلب العبد من الرب تعالى الاعانة على شيء له فيه كسب ليعينه عل القيام » به وفي هذا تكيم للإنسان بجعل عمله صلا في کل ما يحتاج إليه لإتمام تريية نفسه وتركيتها » وإرشاد له إلى أن ترك العمل والكسب ليس ۷٢٢۲ - من سنة الفطرة » ولامن هدي الشريعة فمن تركه كان كسولا مذموما لا متوكلا محمودا » وتذكير له من جهة أخرى بضعفه لكیلا يغتر فیتوهم بانه مستغن بكسبه عن عناية ربه فيكون من المالكين في عاقبة امو » هذا کلامه وهو ككلام أستاذه في إثبات كون الاستعانة بالله وعدم إشراك غي فيا من لوازم الايمان ومقتضيات التوحيد › وإنما بين كلاميهما خلاف لفظي ء فالأستاذ الامام يرى أن الاستعانة فيما كان داخلا في إطار الاسباب التي منحها الله عباده جائرزة أن تكون بأوافك الذين أجرى الله الأسباب على أيديهم وعلى ذلك يحمل نحو قوله تعالى : ونوا عَلى الب وى ولا عاونوا على الثم وَالعُدُوان ,سم أما تلميذه السيد محمد رشيد رضا فهو ينظر إلى أن أولعك ليسوا مستقلين بالأسباب وإنما وهبهم الله تعالى من فضله التفوق فيها وسخرهم بحكمته لأعانة الحتاجين إليها فالملستعين بهم إِنما يستعين في الحقيقة بالله واهب الأسباب ومقدرها فيجب على المؤمن ألا يغفل عن هذه الحقيقة عندما يطلب من غوه قضاء حاجته . هذا وقد يفهم من كلامه في الأسباب العامة وقوله إنها موهوية للناس كافة أنه یری تكافۇ جمیع الناس فیا » وهو مر ترده المشاهدة فإن الناس متباينون في المواهب منهم من وهب حصافة الرأي » ومنهم من وهب قوة البدن ومنهم من وهب الحذق في أعمال خاصة وهذا لتكون حياة الناس قائمة على أسس الجاع ولو تساوى الناس في مواهبهم لاستغنى كل أحد بنفسه واستكفى بوهبته ولكن الله سبحانه يريد بذلك تذكير الناس بفقرهم واحتياجهم » لكلا يغتر إنسان مما أوني فيدعي أنه أوتيه باستحقاق › فتجد املك بحاجة إلى الحجام والقين والحداد والطباخ كحاجته إلى المستشارين والوزراء فسبحان الغني الذي تفرد بالعزة والكبياء . وبهذا الذي حررناه تدرك خطورة ما يصنعه كثير من الناس من التعلق بغير الله سبحانه في طلب الحاجات التي لم يجعل الله قضاءها بيد الناس والأعجب من ذلك أن يأتي أحدهم إلى ضري طالبا من صاحبه اميت البالي أن يعينه على ما لا يستعان عليه إلا بالله » أو يأني إلى ضخرة صماء أو شج أو نهر أو أي شيء من هذا القبيل طالبا منه ذلك مع أن هذه الأشياء لأتسمع ولا تبصر ولا نحس ولا تعقل وٳذا کان ابي عي وهو أكرم الخلق منلة وأعظمهم شأنا يقول له سبحانه في حياته « قل ا انلك قفي تَا ولا ضا إلا ما َء الله ريت رمد فما بالك بغيو عي بل ما بالك بالأموات والجمادات والنباتات هل من المعقول أن تلبي هذه الأشياء لأحد طلبا أو تسمع له دعاء أو تستجيب له نداء ؟ وإنما ذلك شان العقول إذا ضلت والأفكار إذا زاغت . ولعمري ليس تفشي مثل هذه الضلالات في هذه الأمة إلا تصديقا نبوة النبي الصادق عي حيث يقول كا ثبت في الصحيحين ( لتتبعن سنن من قبلکم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتی ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )» وفي حديث أُبي واقد الليثي عند الترمذي أن رسول الله عي لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال ا «ذات أنواط» يعلقون عليها أسلحتهم © فقيل له: يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط ‏ لحم ذات أنواط» فقال النبي: (سبحان الله هذا ك قال قوم موسى «إجعل لنا إا ك لم المة» والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم) . هذا وفي المقام مباحٹ : الل :_ في تقديم العبادة على الاستعانة » ولأفكار العلماء تزاحم في استخراج حكمة ذلك وقد استظهروا وجوها : أولها : أن العبادة أمانة ك قال تعالى : | نا عَرّضْنَا الأْمَائَة على ٢٢۲ السُموات والأَرْض والجبال فين أن يَحيلتها وَأشْفقَ ينها وَحَمََهَا َنْسَان بس لذلك كانت أجدر بالعناية » فقدمت . ثانيها : أن إسناد المتكلم العبادة إلى نفسه يوهم التبجح والاعتداد بما صدر عنه » فكان جديرا بأن يبع ما يدل على أن العبادة لاتم إلا بمعونة وتوفيق من الله وهذا يستفاد من جملة «وإياك نستعين» . ثالثها : أن العبادة قرية محضة إلى الله تعالى » أما الاستعانة فقد تكون لمنفعة عاجلة . رابعها : أن العبادة مطلوبة لله تعالى من العباد » والاستعانة مطلوبة للعباد من الله » وتقديم ما كان لله أولى مما كان للعباد . خامسها : أن العبادة في جملتها واجبة لله على العبد › ولذلك كانت هي الغاية من خلق الأنس والجن » قال تعالى : وما حلفت الجن وئس إلا لوستم أما الاستعانة فيختلف حكمها باختلاف حال المستعان عليه . سادسها : أُن العبادة أظهر مناسبة بذکر ال جزاء فجيء بہا بعده ٩ والاستعانة أكثر التعاما مع طلب المداية فجيء بها قبله . سابعها : أن الاستعانة كر للعبادة » فإن إخلاصَ العبادة لله يستلزم إفراده بالاستعانة » قال صاحب النار : «ولا يناي هذا أن العبادة نفسها مما يستعان عليه بالله تعالى ليوفق العابد للإتيان بها على الوجه المرضي له عز وجل » لا منافاة بين الامرين لان الثمرة التي تخرج من الشجرة تكون حاوية للنواة التي تخرج منها شجرة أخری » فالعبادة تکون سببا للمعونة من وجه › والمعونة تكون سببا للعبادة من وجه آخر » كذلك الأعمال تكون الأخلاق التي هي مناشيء الأعمال › فكل منها سبب ومسبّب ٠ وعلة ومعلول ٠ والجهة مختلفة فلا دور في المسالة» . ۱۰٦۲ ویری ابن جرير اُن الترابط الذي بين العبادة والاستعانة يقتضي جواز تقديم أي منهما على الاحر كا يجوز أن يقال : قضيت حقي فأحسنت إلى » أو أحسنت إلى فقضيت حقي » ويسْتفاد مما قاله أنه لایری ما يسوغ البحث في تقديم العبادة على الاستعانة . الثايي : في تقديم المعمول وهو (إياك) على العامل وهو (نعبد) و(نستعین) » وذکروا له وجوها : أوها : الدلالة عى الحصر والالحتصاص » ومن هنا فس ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بلا نعبد غيرك » ويراد به التبرؤ عن الشرك والتعريض بالمشركين . ثانيها : أن المتقدم في الوجود أحق بالتقدم في الذكر » فالله تعالى كان قبل كل موجود ٠ ولذلك کان الأنسب تقديم ذکره عن ذکر عبادته . ثالشها : أن في تقديم ذكر تعالى تنبيها للعابد من أول الأمر على أن المعبود هو الله › فيوقظ ذلك الحمة في نفسه ويقضي على الكسل والتواني . الثالث : في المجيء بصيغة الجمع دون الإفراد في قوله «إإياك نعبد وإياك نستعين 4 وفيه أقوال : أولا : أن العبد يحتقر نفسه في مقام الخطاب لله عز وجل ٠ ويستقل عبادته ببانب ما لله تعالى من منة أسبغها عليه وحق يجب له تعالى على العبد » فيجدر به أن يخاطبه مع غيو وأن يوجه عبادته إليه مختلطة بعبادة العابدين . ثانيها : أن الانسان مع خضوعه لأهل الدنيا وطلبه منهم ما يجدر طلبه من الله إن قال بمفرده إياك اعبد وإياك أستعين كان كاذبا › أما إن وجه الخطاب بصيغة الجمع الدالة على اشتراكه مع العابدين والمستعينين كان أبعد عن الكذب » لوجود من أخلص له العبادة وقصر الاستعانة عليه من بينهم . ا١۲۱ - الها : أن صيغة الجمع أدعى | ى القبول والاستجابة من صيغة الا فراد لان المخاطب يحشر نفسه في زمرة الخاطبين › » ولا يعتد بخطابه بنفسه » وذ كروا أنه مما یرشد إلى ذلك ما حكاه الله عن الذييح إسماعيل عليه السلام من قوله : «لستَجدني ِن اء الله ِن الصابِين رست ن وما حكاه عن الكل عليه السلام من قوله : ستَجدنى ِن شَاءَ الله صابرا یں ن وقد صبر الذبيح لتواضعه بعد نفسه واحدًا من جمع › ولم يصبر الكلم لأفراده نفسه مع أنهما قالا جميعا «إِن شاء الله» . رابعها : إن الإسلام دين وحدة واجتقاع ٠ وليس بدين تشتت وافتراق ولأجل ذلك شرعت بعض العبادات تؤّدي بطريقة جماعية لا على الانفراد £ وفي المجيء بصيغة الجمع هنا في هذه السورة التي يجب على المسلم أن يكررها في كل ركعة من ركعات الصلاة التي هي هم عبادة في الاسلام تذكير بواجب الترابط بين المسلمين وإيقاظ لمشاعر الأخحوة والمودة بينہم الرإبع :س في تكرار «إياك» وفيه اراءِ : أولها : أنه للتتصيص على أن طلب العون منه تعالى فإنه لو قال : «إياك نعبد ونستعين» لاحتمل أن يكون إخبارا عن طلب العون من غير تعيين للجهة المطلوب منها ثانيها : أن العبادة هي قربة إلى الله تعالى ولو لم تكن مقرونة بالاستعانة › والاستعانة كذلك ولو لم تكن في حال العبادة » ولو أفرد ذكر الضمير لاهم أنه لايتقرب إليه إلا بالجمع بينهما . ثالثها : أن في التكرار تعليما للناس بأن يجددوا ذكر الله عند كل حاجة تعن . الخامس : في إطلاق الاستعانة وعدم تقييدها بمستعان فيه معين › وقد ذكروا لذلك نكته وهي قصد العموم لاحتال دخول كل ما يستعان عليه » ۲۸۲ والفعل المثبت وإن كان له حكم الاطلاق الخالف لحكم العموم في عدم احتوائه ثه جميع أفاد مدلولات لفظه دفعة واحدة ٠ فإنه بعدم تقييده يقضي باحتال قصد أي فرد من أفراد تلك المدلولات » ومن جهابذة المفسرين من يرى أن الاستعانة هنا ليست على إطلاقها وإنما هي محصورة في العبادة » ومن جنح إلى هذه العلامة الزتخشري في كشافه حيث جعل الاستعانة مبهمة أوضحها قول الله تعالى فيما بعد : «إهدنا الصراط المستقم» فكانما اللستعينون سلوا من قبل العلي الأعلى : كيف أعينكم ؟ فقالوا : [هدنا الصراط المستقم . واللائق بعقيدة التوحيد عموم الاستعانة في كل ما يطلب العون فيه وهذا لابمنع أن تكون العبادات داخلة من باب الأْلوية فيما يستعان فيه › وقد أسلفنا حديث ابن عباس رضي الله عنهما الدال على أن الاستعانة بالله شاملة لكل ما يطلب فيه العون » وقد نبّه النبي مَك على طلب العون من الله في أداء العبادة › فقد أخذ يوما بيد معاذ رضى الله عنه وقال : (والله ني لأحبك أوصيك يا معاذ » لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك») . ٢۲۱ - لاهْدنا الصْراط الْمُسقِيمك . الحداية تطلق على الدلالة › وخصها بعضهم بالدلالة الملصحوبة باللطف وأجيب عما عساه يتجه إل هذا من سؤال عن قول الله تعالى : فاهدوهم إلى صراط الجَحي ست الذي تنافي الحداية فيه اللطف المزعوم 0 الاية واردة مورد التېكم على حد طلافبشرهم بِعَذاب آل ي وک قال الشاعر :س وخيل قد دلفت لها يبيل ية بيهم ضرب وجيع والحداية في القران ذات مدلولات متعددة › فلذلك تاني تارة مسندا فعلها إلى الله وحده ومنفيا عمن سواه › کا في قوله تعالى في خطاب الرسول : «إت لائدي من حبنت وَلكنٌ الله دي من سئس وفي قوله : وما نت بِهَاڍي شي عن ن لاله را وقوله : طلليسَ عَليْكَ هُدَاهُم وَلكِنَ الله يَهدي س ن شاع ويسند فعلها تارة إلى غو تعالى كإسناده إلى الرسول ع في قوله طِوَإِنّكَ لَهْدي إلى صراط : مستقیي دى | وإسناده إلى النبيين من قبله ا في قوله عز من قائل : «وَجَعَلعاهُم عه يَهُدُونَ بامرنَاڳراں. وإسناده ل القران في قوله سبحانه : طن هذا اران يُهدي للتي ه هي أقوم رنه تأي تارة محصورة في المؤمنين وحدهم دون الكافرين 5 في قوله سبحانه في وصف القران : طهُدٌ ى متسه وقوله : هى وبشری لموم » وقوله : : هى وَرَحمَة ِلمُحُس سد » وقوله سبحانه في وصف اين : ُد إلى الطيب من الول وَمُدُوا إلى صراط الحويدڳس 6« . وقوله 201 جاهمدوا فنا لَهْدِينَهُمْ لاس » وقوله :ومن ومن باو يَهَدِ قل وقوه : «والذِسَ اهنوا زادهم هُدَی ‎We‏ ق ‏واتاهم وهس وقوله : والذِينَ لوا في سبيل الو فلن يُضيل ‏ت الُم ٠ سَهْدِيهِمْ وص س وقوله : إن الذِينَ أمَنوا َنُا الصلِحَاتٍ بَهِنِومْ رُم يياه مسي وقوله في النبيەن :او ل الذي َد الله هدا اشم وتأقِ تارة شاملة للمؤمنين والكفار ‏ في قوله سبحانه : «لإنًا هَدَينَاه اسيل إ اما شاکرا وا کفورا سه س وقوله : «وهَديناه الْجَدَين چە بل تات تارة نصا ف الكفار وحدهم في قوله سبحانه : وما ثُمُودُ فهَديَاُم فاستَحبوا الى َل لهستس ومن هذا الباب قول الله تعال ى : الذي أغطى کل شيءِ حلقهُ : هدیم وقوله : الذي قَدَرَ فهد یروس ام . وقد استظهر أصحابنا رحمهم الله من هذا أن الحداية تنقسم إلى قسمين : هداية بيان › وهداية توفیق » فهداية البيان تعم الموؤمن 7 وحمل عليها نحو قوله تعالى : وما ثمُودُ فهَدَيَاهُمْه ۽ وأما هداية التوفيق فهي محصورة في المؤمنين » ويحمل علیہا نحو قوله عز وجل :او الذِينَ هَدَی ال » وهداية البيان يصح إسناد فعلها إلى غير الله تعالى ‏ في قوله : ل وإنَكَ لهي إلى صراط مسقي فإن المراد بهدايته عي إل الصراط المستقم دعاؤه إليه المقرون بيان معالمه » أما هداية التوفيق فليست من مقدور البشر ونا هي من مقدور القادر على كل شيء الذي يصرف القلوب كيف يشاء » وإذا نظرنا إلى الايات التي أوردناها وجدنا أن الحداية أوسع مدلولا وأكثر تشعبا مما ذكره أصحابنا » فمدلوفا يشمل هداية الدين وغيرها › ومتعلقها الانسان الخاطب بهداية الدين وغيره من الخلوقات ¢ لذلك أميل إلى ما قاله بعض أئمة التفسير في القديم والحديث في تفسير الحداية وتقسيمها إلى أقسام : الل : هداية الوجدان الطبيعي والإهام الفطري ٠ وتكون للإنسان وغوه n ۰ منذ الولادة › فالمولود يشعر بحاجته إلى الغذاء فيصرخ طالبا له بفطرته ٠ ويلهم امتصاص الثدي بمجرد وصوله إلى فيه . الثاني : هداية الحواس والمشاعر » وهي تتم للهداية المذكورة في القسم الل » وهي أيضا مشتركة بين الأنسان وغمه › بل غير الأنسان أكمل فا وفيما قبلها منه فإن حواس الحيوان وإمامه تکمل له بعد ولادته بقليل » أما الإنسان فإنه يتدرج فيا في زمن طويل » ولذلك لاتظهر عليه عقب الولاده علامات إدراك الأصوات والمرئيات › وعندما يبصر لايمكنه تحديد المسافات فيرى البعيد قريبا وتحدثه نفسه بأن يمد إليه يده وهذا الغلط في الحس لاينفك عن الإنسان حتى بعد نموه وكاله » ألا تراه يرى النجم نقطة في السماء وهو قد یکون أ كبر من الارض بملايين المرات » وهذان القسمان داخلان في عموم قوله تعالى : طلالذي أغطىكل شيءِ لَه ثّ هدیس م وقوله : الذي قَذَرَ فد یراس 7 الثالث :هداية العقل وهي خاصة بالانسان من بين الكائنات الحية اللستقرة في الأرض وهذا لأن الانسان ينوء بثقل أمانة الخلافة في الأْض وهو كائن اجتاعي تتوقف مصالحه على التعارف والتفاهم بين بني جنسه ولم يعط من قوة المشاعر الباطنة والظاهرة ما يكفيه للقيام بما تقتضيه الحياة الاجماعية كا أعطى النحل وانمل فإن الله قد وهبها من الالحام الفطري ما يكفمما لأ تعيش مجتمعه يودي كل واحد منبا وظيفة العمل لجميعها ويؤدي الجميع وظيفة العمل للواحد ٠ وهذا سبب الترابط بين أفرادها ووجود النظام فيما بینہا . أما الانسان فلم تكن له هذه الخاصية ولم يتوفر له هذا الإلحام » ومع ذلك فهو يتميز عنها با منحه من شرف الخلافة في الارض والسيادة فيا › وقد وهبه الله في مقابل ذلك هداية العقل التي هي أقوى من هداية الس ٢٢٦۲ والمشاعر » فإن العقل هو الذي يصحح أخطاء الحواس والمشاعر ويكشف عن أسباب هذه الأخطاء › فعندما يرى البصر الكبير صغيرا على البعد › ويرى العود المستقم معوجا في الماء » ويذوق الصفراوي الحلو فيحس منه المرارة بحكم العقل في ذلك فيفند هذه الأحطاء ويبين أسبابها » وحمل بعضهم على هذه الحداية قول الله سبحانه طلوَهَدَينَاه النْجِدين سد . الرابع : هداية الدين ٠ فإن العقل وحده لا يستطيع أن يوم سلوك الانسان المعوج ٠ ويهدي فكره المنحرف فإن الخطا يتسلط عليه ا يتسلط على الحس » وقد يتاثر عقل الأنسان بالجو الذي يعيش فيه » والحيط الذي يترى وسطه » فيستحسن ما يستقبحه غي » ويستقبح ما يستحسنه سواه › وقد تستعلى عواطفه أو رغباته على العقل فتطمس نوره وتوهن قواه » ولذلك ينساق كثير من الناس ‏ مع ما أوتوه من قوة التفكير ‏ وراء شهواتهم وعواطفهم 5 غير مبالين بالمصير الذي تؤديهم إليه ٠ بل يسخّرون أحيانا طاقاتهم العقلية والحسية للوصول إلى ما يهدفون إليه من مقاصد دنيئة » بدلا من استخدام العقل فيما يؤول إلى سعادة الانسان الشخصية النوعية 4 ولا تقف رغبات الأنسان عند حد معين ٠ ولذلك كثيرا ما تفضي به إلى التطاول إلى ما في يد غيو › وعدم البالاة بإمتهان كرامة بني جنسه ٤ فيؤدي الامر إلى التنازع والتدافع والتقاتل والتفاني › ولاتغني تلك الحدايات شيئا › وهذا أمر مشاهد حتى في الشعوب والأمم التي تعد نفسها أرق من غيرها حضارة » ولا أدل على ذلك مما يحصل أحيانا في سلسلة الحروب الدولية › من إبادة شعوب أو استرقاقها » واهلاك الحرث والنسل بالوسائل العلمية › التي تستخدمها عقول ضلت سبيل الرشد وأخحفقت في بناء مجتمع بشري ينعم بالسعادة والمناء والاستقرار » ومن ثم كان اللأنسان بحاجة إلى هداية أسمى من الحدايات السابقة ة الذكر تلا القلب خشية من سلطة غيبية أعلى - ۲۱۷ وأجل من تصورات البشر ومدارك العقول والأفكار » وتضع حدودا للأعمال ورسوما لكل ماتتطلبه حياة الانسان فلا يعدو أحد على غي › ا تصل الانسان بالغيب الذي يتطلع إليه وما هو ببالغه إلا من طريق هذه الحداية . هذا وقد أودع في غريزة كل إنسان الشعور بهذه القوة الغيبية التي لايحاط بها علما » والتي تهيمن على الوجود كله وإليها يرد الانسان بفطرته كل مالا يعرف له سببا لأنها هي التي تهب کل موجود ما یکون به قوام وجوده » کا ودع في غريزة كل أحد بأن هذه الحياة الدنيا ليست هي الحياة النهائية التي يحياها الأنسان ولذلك يتطلع كل أحد إلى حياة أوسع منها . والحدايات الثلاث السابقة لا تصل إلى تحديد ما يجب على الانسان لذي القوة الغيبية الذي خلقه في أحسن تقوم وسخر له ما يحتاج إليه ‏ لا تصل إلى تحديد ما تكون به السعادة في الحياة الأخري » ومن هنا كانت ضرورته إل الدين وإفتقاره إلى توجيهه » والحهدايات الثلاث السابقة مشتركة بين البر والفاجر © ويرى بعض المفسرين أنها يشار إليها جمیعا بقوله تعال : جوهدیناه النَجدين ربد وبعضهم يرى دخول المداية الرابعة ضمن الاشارة وهذه الحداية الرابعة ‏ أعني هداية الدين ‏ قد يشارك فیا الفاجر إذا فسرت بالبيان دونما إذا فسرت بالتوفيق ك أسلفنا من قبل » وهداية التوفيق تتقسم إلى ثلاث مراتب : المرتبة الأول : التوفيق لقبول الحق والعمل به وإليها الإشارة بنحو قوله عزر جل : ولكن الله يهدي من شرید 7 المرتبة الثانية : : التوفيق للاستمرار عى الحق والاستزادة منه » وإلیها الاشارة بحو قوله تعالى : «والِْينَ جَامَدُوا فنا لَهدِينَهم لاست فن الجهاد نفسه لا يكون إلا بهداية توفيقية من الله سبحانه ٤ وقوله : طوالْذينَ اهعَدُوا دهم هُدّی واناهم قواهُمْ م سد واحتّلف في هذه الحداية . هل ۸٢۲۱ س هي مكتسبة من العبد نظراً | ى العمل يسببها ؟ نحو الجهاد الوارد في قوله عرَوجل : «وَاَذِينَ جَاهَدُوا فيا » أو هي هبة من الله لعبده نظ إلى أن الله هو الذي أفاضها عليه › والاختلاف بإختلاف الاعتبارات ليس غير › ولذلك تصح نسبة إكتسابها إلى العبد كا تصح نسبة هبتها إلى الله تعالى . المرتبة الثالة : التوفيق لوار الله سبحانه في جنات عدن وإليما الاشارة „o۴ بقوله عز وجل : «والَِينَ فوا في سيبل اللو فلن يُضيل أَعْمالهُمْ » ديهم ويصيح باهم وُذ لهم الجنَة عَرَفَهَا ا .ن وقوله : ا الي منوا وَعَمِلوا الصَالِحاتٍ يَهَدِيهم بهم بِيمَانهم تُجرِي من تَحَيِهم الَنْهَار في جنات ل وهذه هي می مراتب الحدایات وأرق منازل المهتدين 4 وجميع الهدايات السابقة بقة سلم للصعود إليها ٠ ووسائل للحصول علہا . والأصل في كلمة هدى أن تستعمل بمعنى الإمالة ‏ هكذا نقل القرطبي في تفسیو ‏ واستدل له بقوله تعالى : ظَلإِنًا هذا ا كسد أي ملنا » وحديث عائشة ي الصحيحين : (خرج رسول الله ع یتہادی بين رجلين) أي يقايل من المرض » ومنه الحدية لأنها تال من ملك إلى ملك والهُدُي للحيوان الذي يساق إلى الحرم › لأنه يمال به من مكان إلى مكان › وفي الاستدلال لذلك بقوله تعالى : ْنَا هُذْنًا إِليْكَه نظر فإنه من هاد یہود ولیس من هدی یہدي . ويتعدى فعل الحداية إلى المفعول الثاني بنفسه ك في هذه الاية » وفي قوله تعالى حكاية عن إبراهم عليه السلام : طَلاََعُِي امك صبراطا 4 ۳ ويتعدی إليه باللام نحو قوله سبحانه حكاية عن آهل الجنة : طالحَمُدُ الذي مانا لهلذا وما 1 نهدي لوا ن مدان ,ارون ويتعدی إليه إل نحو قوله عز وجل وِوَهُدُوا إلى الطيّبٍ من اقول وَمُدُوا إلى صيراط الحميد ڳرس ٤( ۲۱۹ س وللعلماء آراء في التفرقة بين معنى الحداية إن تعدت نَفسيها إلى المفعول الثاني ومعناها إن تعدت إليه بحرف . ولم تقم أدلة على صحة ارائهم بل قامت على دحض بعضها لذلك استغنيت عن ذكرها . وَطلب الحداية هنا محمول على طلب الزيد منها » أو على طلب التوفيق للاستمرار عليها لأ الإنسان عرضة للخطاً والضلال والتاثر بالمؤثرات الداخلية والخارجية › وبهذا يجاب عما لو سكل : | أليس من حمد الله بمحامده ٤ ووصفه بصفاته © وخصه بالعبادة والاستعانة مهتديا ؟ فلماذا يطلب منه الحداية ؟ وهل هو إلا تحصيل ل والصراط الطريق ومنه قول الشاعر : أمير الؤمنين على صراط إذا اعوج الموارد مستقيم وقول الاخر : وطكنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أُذل من الصراط وأصله السراط بالسين لأنه يسترط السابلة أي يبتلعها › أو يسترطه السابل بالقطع » ولذلك سى لما لأنه يلتقم السالك › أو يلتقمه السالك وأبدلت 7 صادا لكان الطاء 9 روى الحم وصححه وتعقبه الذهبي عن أي هريرة رضي الله عنه أن النبي ت قرأ (الصراط المستقم) بالصاد » وروى البخاري في تاريخه وسعيد بن متصور وعبد بن وميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرا (السراط المستقم) بالسين » والقراءة بالسين أخرجها اين الأنباري عن ابن كثير » أحد القراء السبعة والرواية عنه مختلفة » فقد روى عنه أيضا الصاد والمضارعة بينها وبين الزاي » وأخرج ابن الأنباري أيضا عن حمزة أنه كان يقرا (الزراط) بالزاي الخالصة ٠ قال الفراء : وهي لغة لعذرة وكلب وبني القين ء وهذه القراءة و ت رواها الأصمعي عن أُبي عمرو » وذكر ابن عطية وأبو حيان في تفسيرهما عن بعض اللغويين » أنه قال ماحكاه الأصمعي من هذه القراءة خطاً منه » إنما سمع أبا عمرو يقرا بالملضارعة فتوهمها زايا » ولم يکن الأصمعي نحویا فيؤمن على هذا . ثم ذكر أن هذا الكلام حكاه أبوعلى عن أبي بكر بن مجاهد » وقد مر اُن هذه القراءة أسندها ابن الأنباري إلى حمزة » وهو أحد القراء السبعة » وأنها لغة عذرة وكلب وبني القين › فتخطعة بعض اللغويين للأصمعي في نقلها عن يي عمرو تسرّع منه » وأآبو حيان الذي نقل هذه التخطعة ک) نقلها ابن عطية نقل من بعد عن الي جعفر الطوسي » وهو أحد أئمة التفسير من الشيعة الامامية أنه قال : «الصراط بالصاد لغة قريش › وهي اللغة الجيدة وعامة العرب يجعلونها سينا › والزاي لغة عذرة وكعب وبني القين» وال جمهور قراوا بالصاد . وللمفسرين أقوال في معنى الصراط ترجع إلى ما قاله ابن جرير : أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقم هو الطريق الواضح الذي لااعوجاج فيه › وهو كذلك في لغة جميع العرب. قيل : هو القران » رواه ابن أي حاتم وابن جرير عن علي كرم الله وجهه مرفوعا › ورواه ابن جرير موقوفا عليه » ويشهد له ما رواه أحمد والترمذي عن علي مرفوعا في فضائل القران : «وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكم والصراط المستقم» وقد تقدم الحديث بجامه في مقدمة التفسير » وهذا القول أخرجه ابن المنذر ووكيع وعبد بن وحميد وأبو بكر الأنباري والحام وصححه ۽ والبيهقي عن ابن مسعود . وقيل هو الاسلام اخرجه وكيع وعبد بن ميد وابن جرير وابن المنذر والحام وصححه ٠ عن جابر بن عبد الله ونص ما رووا عنه أنه قال :(هو ا۲۷۱ - دين الاسلام وهو أوسع مما بين السماء والرض) وأخرج نحوه ابن جریر عن ابن عباس رضي الله عنهما » وكذلك عن ابن مسعود وناس من الصحابة وروى ابن جرير عن محمد بن الحنفية انه قال : هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره » وقال عبد الرمن بن زید ب بن أسلم : هو الإسلام » رواه عنه اين جرير ايضا » ويشهد ذا التفسير قول الله تعال : طقل ِي ماني ري إلى صرايد متهم ٠ ديا ما مل راهيم يفا ونا کان ِن المُشْرِكِينشم © ا يشهد له ما اخرجه أحمد والترمذي وحسنه › وال ام وصححه » والنسالي وابن جرير وابن المنذر وابواشیح در واين مردويه والبيہقي في شعب الايمان عن النواس ابن سمعان عن رسول الله ع قال : (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتّحة » وعلى الابواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول : يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا نرقو وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الابواب › قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه › فالصراط 8 » والسوران حدود الله » والابواب المفتحة محارم الله » وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله » والداعي من فوق واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم) قال ابن کثیر ‎ :‏ بعدما أورد بعض أسانيد الجديث ‏ وهو إسناد حسن صحیح . وقيل : هو السّة ذكره بعض المفسرين عن بعض الصحابة . وقيل : هو رسول الل ك وصاحباه أ أبوبكر وعمر » أخرجه عبد بن مید وابن جرير واين المنذر وابن أفي حاتم وابن عدي وابن عساکر عن عاصم الأحول عن ابي العالية » وجاءِ فيه عن عاصم الأحول أنه ذكر للحسن البصري تفسير أبي العالية فقال : صدق ابو العاليه ونتصح ٠ وأخرج الحا وصححه عن الي العالية عن ابن عباس مثله . _- ۲V۲ قال قطب الأئمة رحمه الله في اليميان : «ويُقدر مضاف أي اهدنا الباعهم » وفيه تكلف بعيد » وتبوز تسمية أشخاصهم طريقا ووجهه أنہم واسطة إلى الجنة لمن اقتدى بهم ممن أنعم الله عليه » وعلى هذا الأخير يكون الخطاب لغين مَك وغير أي بكر وعمر رضي الله عنہما » قيل : وهو قوي في المعنى» . وأخرج الطيراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الصراط المستقم الذي تركناعليه رسول الله عة ٠ وذكر القرطبي في تفسيه عن الفضيل بن عياض أنه قال : هو طريق الحج » قال القرطبي : وهذا خاص والعموم ول : ء £ وهذه الاأقوال كلها ماعدا الاخير متحدة في المعنى وإن اختلفت في اللفظ › فإن الأسلام يتمثل في تعالم القرآن وهديه ٠ وسنة الرسول ع وهديه وهدى أصحابه رضي الله عنم » فلا يختلف تفسير من فسره بالقران عن تفسير من فس بالإسلام أو السنة أو الرسول عي وصاحبيه › وإنما اختلفت العبارات لاحتلاف الاعتبارات › وقد أوردنا سابقا كلام ابن تيميه › الذي أوضح فيه أن مثل هذا لايعد خلافا » وانتقد الفخر الرازي تفسير ر اللستقم بالاسلام أو القران نظرا إلى أن قوله تعالى : لإصراط الذي ْعَمُتَ عَليهم بدل من «الصراط المستقم» والبدلية تقتضي صحة حلول يدل عل الول مه فكأه قل :مدنا عاط الذي أت علي ٠ والأم السابقة لم يكن ها القران والاسلام » ورد عليه أبوحيان في البحر المحخيط بان هذا لايتأي له إلا إذا صح أن الذين أنعم الله عليهم هم متقدمون › قال : «وستأني الأقاويل في تفسير الذين أنعم الله عليهم» : ورد الألوسي على الفخر بما حاصله أن الفخر نفسه اختار فيما اختار من الوجوه التي ارتضاها أن الصراط المستقم هو الوسط بين طرفي الافراط والتفريط في كل —- ۲V۳ الأخلاق وفي كل الأعمال › وأكد ذلك بقوله تعالى : طلإوكُذلِك جَعَلَا كم مه ‎orang‏ قال الألومي : «فیالیت شعري ماذا یقول لو قیل له لم يکن هذا للمتقدمين من الأ › وتلونا عليه الاية التي ذكرها » وسبحان من لايد عليه» . هذا وقد تقدم ما يدل على صحة تفسير الصراط المستقم بالاسلام من القران والحديث › وما بوكر ذلك قول الله تعالی : لوان هذا صيراطلي مسَقِيمًا فانبعوه و يعوا السبل فَفرق بكم عن سَيله رشم ۲م ولا معنى لا يقوله الفخر » من أن الأنم الماضية لم يكن ها إسلام > فإن الإسلام ئ¿ تختص به هذه الامة فحسب »› بل هو مشترك مشترك بينها وبين جميع الم » التي اتبعت هدى أنبيائها فان لمرسلين ما بعثوا لتفريق الدين بل بعثوا ل جمعه توحيده » وبنص على ذلك قول الله تعالى : ملش شرع لكم من الدين ما وصی به نوا الي وا لك > وما وصيا به إِبراهِيم وموسی وَعِيسى أن أَقِيمُوا الدينَ ولا تفقوا ا فيو کر على الْمُشْرِكِينَ ما تَذْعُومُمْ له » الله يجبي إِليهِ من يَشَاءُ ويَهدي إِليهِ من یبس وإذا كانت شرائع النبيين قد اختلفت باختلاف الظروف التي واجهوها › وأحوال الم التى بعثوا فيا » فإن أصول دينهم لم تختلف » إذ لم يات رسول إلا ويدعو إل توحيد ايله وعدم إشراك غمو في العبادة »وهذا هو الاسلام عينه . وما يدل على ماقلناه قول الحق سبحانه وما كان إِباهِيم يَهُودياً ولا تصرانيا ولکرہ کان حا مما وما کان مِنَ امش كين سە وقد حكى الله عن إبراهم وإسماعیل علمہما السلام ‏ أنہما كانا يقولان ‏ وما يرفعان قواعد البييت العشة : ربا وَاجُعَلَا مسلمين لِك ومن ذبا ا مسلمة كسس وقال عز وجل : ومن برغب عن ملة ابراهيم ال م سفه م م فس » وَلَقَدٍ اصطفيناهُ في ادنيا وَإِنَهُ في الانحرَة من الصَالِحينَ إذ قال لَه ٣٤۲۷ - ۶ ‏ڭ‎ oe ري اسي قال أَسْلَمُتُ ب َالِ ووصى يها إبراهيم بيه ويعقوب يابني ِن الله اصْطفيٰ لَكُمُ الدينَ فلا نَمو ا وأنَمُم سو وتجد في القرآن الكيم نصا صريا على أن النبيين الذين ن کانوا يحكمون بالتوراة کانوا من المسلمين فقد قال عز وجل : إن الَا الَوراة فِيها هُدّى وور يَحْكُمْ بها اليو الَذِينَ أسَْمُواس» فلا معنى لقول من يقول : إن الإسلام من اختصاص هذه الأمة » نعم أل الاسلام على هذه الأمة على أكمل وجهه » وأوسع أبوابه » وأوضح طرقه » ليكفي الانسانية مشاكلها › إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها » ولا إشكال في تفسير الصراط بالقران » لتضمن القران الكريم ما جاء به النبيون من الحدى . ويرى الأستاذ الامام الشيخ محمد عبده أن الصراط › جملة ما يوصل إلى سعادة الدتيا والاخرة » من عقائد واداب وأحكام وتعالم » ويرى أن سبب تسمية ذلك صراطا ٩ کون العقيدة الصحيحة وما تستلزمه من أعمال صالحة بمثابة الطريق التي تفضي يسالكها إلى الغاية » وهذا الذي يقوله لا يناي تفسير الصراط بالاسلام ۽ لدخول ما ذکر في ضمن مدلوله » فن الاسلام ينظم أعمال الدنيا والاخرة بدلیل قول الله تعالى قل ِن صَلاتي وسكي ومحياي ومماتيۍ رو رب ب الْعَالَمِينَ ل شيك له بالك أمرثُ وأا اول المُسْلمينَ راسم بسن والمستقم في عرف أهل الجندسة أقصر خط يصل بين نقطتين ٠ لسلامته من الإأعوجاج الذي يودي إلى الطول ٠ وهو لازم للمعنئ اللغوي ٠ ويقابله كل مافيه انحراف » لان كل من يمل عن الخط الودي للغاية المطلوبة بسهولة › يكن أُضل عن القصد › وأبعد عن الغاية ممن مشي ئي خط ذي تمع وتعارځ . » لان الأخير يمكنه ١١ لوصول إلى الغاية ولوبعد زمن طويل أما الأول فكلما أوغل في السير ازداد بعدا عنبا › والاسلام بتعالعه السمحه ومنباجه السلم › يوصل سالک إلى سلامة الدنيا ٢۲۷ - وسعادة الاخرة ٠ والذي ييل عنه يزيغ عن السلامة بقدر ميلولته › وفسر (الصراط المستقم) بقوله :بے اصراط الْذينَ أَلْفَْتَ عَليهم فصراط هنا بدل من الصراط الذي ذكر من قبل » وهذا النوع من البدل يعبر عنه التحويون ببدل الكل من الكل » وزعم بعضهم بان «صراط» الثالي غير «الصراط» الأول « وکأنه نوی فيه حرف عطف ١٤ واختلف هوُلاء في تعيينه » فجعفر بن محمد يرى أنه العلم بالله والفهم عنه © وبعضهم يرى أنه موافقة الباطن للظاهر في إسباغ النعمة » ومنهم من يرى أنه التزام الفرائض والستن . ودعوى أن «صراط» الثاني غير الأول » ما هي إلا هروب من الواضح إلى المشكل » وفائدة المجيء بالبدل والمبدل منه ٠ التتصيص على أن صراط هولاء هو عَم في الاستقامة » فلو قيل : إهدنا صراط الذين أنعمت علمهم ٤ لم تحصل هذه الفائدة › ومثال ذلك إذا أردت لمبالغة في وصف أحد بالكرم والفضل فإنك تقول : (هل أَذْلك على أكرم الناس وأفضلهم فلان › فإنك بذلك جعلته علما على الكرم والفضل »٠ بحيث إذا ذكر تُصوّر الكرم والفضل في أعلى مراتيهما » بين يدي السامع وأمام ناظريه » ولو جمئت بأسلوب اخر وقلت : هل أُدُلك على فلان أكرم الناس وأفضلهم لم تفد العبارة هذه المبالغة » وكذلك هنا ذكر ألا الصراط المستقم غم فسر بصراط الذين انعم الله عل مليكون نصافيآن هوا ممعم علیہ مهم معام الاستقامة وأعلام الاعتدال والرشد › يهتدى بهم إلى مرضاة الرب تعالى . واختلف في المقصود بهم فال جمهور يرون أنهم النبيون والضديقون والشهداء والصالحون ٠ أخذا من قوله تعالی 9 بطع الله والسُول ايك م الذِينَ ا ا َليهِم من الَييِنَ وَالصَديقِينَ وَالشُهَدَاء و وَالصَالحينَ وحسن وك رَفيقا رت /14( ويعتضد ذلك بذکر الصراط ٢۲۷ 4 الملستقم في هذا السياق قبل هذه الاية في قوله عز وجل لوآ انه فلو ا طون بو لكان عيبا لهم » ود تنا وَإذا لاهم من لدُنًا اجر عَظِيمًا وَلهَدَينَاهِمْ صراطا مستقيما 3 و هو الذي رواه ابن جریر عن ن اين عباس رضي ل عنهما » وروي عنه : أنهم المومنون . وأخرج عبد ابن ميد عن الربيع بن نس أنهم النبيون » وقیل : هم قوم موسی وعیسی قبل النسخ والتبديل › وقيل : هم المسلمون »٠ وقيل : أصحاب محمد عة ٠ وروي عن أبي العالية أنهم محمد عك وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنما » وانتقد الامام محمد عبده تفسير المنعم عليهم بالمسلمين › محتجا بان الفاتحة أول سورة نزلت › ا روى عن الأمام على كرم الله وجهه » و حققه الامام محمد عبده نفسه . وإن لم تكن أول سورة على الإطلاق ٠ فلا خلاف في أنها من أوائل لا هداهم معقود بالوحي 6 وتلك هي بدايه الوحي »ےا ‎r‏ هم المأمورون بان يطلبوا من الله أن يمديهم هذا الصراط » صراط الذين أنعم عليهم من قبلهم فهم قطعا غيرهم » ورجح امام محمد عبده قول الجمهور ہم هم الذين أنعم الله ع 4 من انين وااصديقين والشهداء والصالحين 6 وانتقاد وهو لاينافي أن يكون المعنيون ‏ وإن كانوا قبل هذه الامة ‏ من المسلمين أيضا › لما علمت من أن الاسلام ليس محصورا في هذه الامة » وإنما هو دين لمنعم عليهم إلى اخ » حمل لا فصل في سا ثر القران من أخبار الأئم وييان أحوالها مما يقدر بثلاثة أرباع القران تقريبًا » والمراد من ذلك توجيه الأنظار إلى الاعتبار بأحوال الم في الكفر والايمان ء٠ والشقاوة والسعادة إذ - ۲۷۷ لاشىء ‏ يمدي الانسان كالئلات؛والوقائع ٠ فإِذا إمتثل المسلمون الأمر والإزشاد » ونظروا في أحوال الأم السالفة » وأسباب علمهم » وجهلهم › ورقيم » وانحطاطهم » وقوتهم » وضعفهم» وعزهم › وذشم ٠ وسائر ما يعرض للأئم » كان لهذا النظر أثْر إيجاني في نفوس المسلمين » يحملهم على الاقتداء بالصالحين من قبلهم واتباع أسباب العلم والرقي والقوة والعز › ليتمكنوا في الأرْض ٠ واجتناب أسباب الجهل والإتحطاط والضعف والذل التي تؤدي إلى الشقاوة والحلاك والدمار . غم أشار الأستاذ محمد عبده إلى علم التاريخ » ومافيه من الفوائد والثمرات وذكر أن العاقل تأخذه الدهشة والحمة إذا سمع أن كثيرا من شيوخ الدين من أمة هذا كتابها يعادون التاريخ بإسم الدين » ويزهدون فيه غيرهم › ا يرغبون بأنفسهم عنه › زاعمين أنه لالحاجة إليه ولافائدة منه » تم قال وکيف لایدهش وحار والقران ينادي بان معرفة ة أحوال الم من اهم مايدعو اليه هذا لدين عونك بالسية قبل الْحَسةِ وقد حل من فْلهِمْ اللات . وأورد بعد هذا سئوالا وهو : كيف يامرنا الله باتباع صراط من تقدمنا ؟! وعندنا احکام وإرشادات لم تكن عندهم 2 وبذلك كانت شريعتنا أكمل من شرائعهم » وأصلح لزماننا » وما بعده ؟ وأجاب نا ذكرناه من قبل ان دين الله في جميع الم واحدء وانما تختلف الأحكام بالفروع التي تختلف بإختلاف الزمان » وأما الأصول فلا خلاف فيها فاليمان بالله وبرسله وباليوم الاحر » وترك الشر وعمل البر » والتحلي بالأخلاق الفاضلة والتخلي عن العادات المذمومة يكل من ذلك أمر مشترك بين الجميع » وقد أمرنا الله بالتّظر فيما كانوا عليه » والاعتبار بما صاروا إليه » لنقتدي بهم في القيام على أصول الخير » وهو أمر يتضمن الدليل على أن في ذلك الخير والسعادة » على ۸٢۲۷۸ - حسب طريقة القران » في قرن الدليل بالمدلول » والعلة بالمعلول والجمع بين السبب والمسبب » وتفصيل الأحكام التي هذه كلياتها بالاجمال نعرفه من شرعنا » وهدى نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام . وزاد السيد محمد رشيد رضا عما قال أستاذه » أن في الاسلام من ضروب الحداية ماقد يعد من الأصول الخاصة به ٠ ويّرى أنه مما يقتضي الاستدراك على ما قرره الأستاذ الشيخ محمد عبده » وذلك نحو بناء العقائد في القران على البراهين العقلية والكونية » وبناء الأحكام الأدبية والعملية على قواعد جلب المصال والمنافع › ودفع المضار والمفاسد » ونحو بيان أن للكون سننا مطردة تجري عليها عوالمه العاقلة وغير العاقلة » وكالحث على النظر في الكائنات لقصد العلم والمعرفة » لما فيها من الحكمة والأسرار التي يرتقي بها العقل » وتتسع بها أبواب المنافع للإنسان › وكل ذلك ما امتاز به القران £ أجاب عن ذلك أنه تكميل لأصول الدين اثلاث » الي بعث بها كل ي مرسل لجعل بنائه رصينا مناسبا لاَْقاء الإنسان » والأصول الثلاثة هي الإيمان الصحيح › وعبادة الله تعالى وحده » وحسن المعاملة مع الناس › ولا حلاف فيها في رسالات جميع المرسلين . والإنعام أطلق في الاية الكرمة لان من رُزق نعمة التوفيق للخير » فكأنما استجمع جميع النعم » والخير بأسرن حصور في الإسلام » فمن هُدي إليه فقد جمع بين نعمة الحال والمال » وللعلماء رأيان في الكفرة › هل يقال فيهم : إن الله أنعم عليهم أو يمنع ذلك ؟ فالمعتزلة يحيزون هذا الوصف في غير المسلمين » وأكثر علماء الكلام من غيرهم يمنعونه » ونيد الفخر الرازي في تفسيو ( مفاتيح الغيب) يستدل للقائلين بالمنع بانه لو جاز نحو هذا الوصف ثي غير المومين » لأدى ذلك إلى دخونحم ضمنا في قوله سبحانه : ۋالذين أنعمت عليهموهذا يقتضي جواز أن يقول الإانسان في ۹٢۲۷ دعائه : (إهدني صراط من أنعمت عليهم من القوم الكافرين) ولا امتتع ذلك بالاجماع » ثبت لدينا عدم صدق وصف الانعام على غير المؤمنين ٠ وانت إذا تدبرت ما جاء من تقييد في نفس هذه الاية الكرمة إتضح لك بطلان ما يقوله الرازي » فإن قوله سبحانه لإغير المغضوب عليهم ولا الضالين وصف تقييدي للمنعم عليهم » يخرج مما يقتضيه إطلاق لفظ الانعام » كل من لم يكن على طريقة أصحاب الصراط المستقم المعنيين في الدعاء › ويدل على ذلك ما جاء في القرآن » من تذكير الناس س مؤمنهم وكافرهم ‏ بالاء الله › وقد يقي الخطاب موجها إلى غير المؤمنين » وما ورد هذا المورد قول الله عز وجل : ايها الاس اعبدُوا رک الذي حلقَكُمْ ِي من كم َعَلكمْ تقون » الذي جعل لک رض فراش والسمَاء پاءِ وَل َ السَمَاءِ مَاءُ احرج به من التَمَرَاتِ رزقا لَك عو يو أَنْدَادَا ا مون ٣ي وقوله : كيف كرون بالڈو وَكنْعمْ اموا فياك ثم يكم كم بخ كم تُه لبه رْجَعُون » هُو الذي علق لَكُمْ ما ف 7 يئا م يه إلى اشنا شن سخ سو فو يکل شي عل ۳ وقوله عز وجل ظيابتي ِسرائيل اذ کُروا نِعمتي الت #7 لک َو بعهدي أوف هدك وقوله سبحانه : بني ائيل آذكروا يمي التي اعبت عَلَكمْ وائي فَضلِكمْ على َا ليهست ‎o‏ وقوله تعالی : ليلا قرش إيلکوم رخلة الشتَاء والصيف ٤ عدوا رب هذا ابت . الذي أَطْعَمَهُمْ من جوع وامَنَهم م وف ررد نش . إلى ما وراء ذلك من يات الإمتنان » التي تعم المؤمن والكافر تارة › وتخص الكافرين تارة أخرى » أمّا ما قيل من أن هذه العطايا التي بسطها الله للكفار ليست إنعاما علیهم » وإنما هی استدراج ولا تساوی شیا » إِذا قیست ہا - ۲۸۰ ينتظرهم من عقاب »3 فالجواب عنه : أنها وإِن كانت استدراجا فهي لا تتافي أن تكون إنعاما 2 ك نص عليه الكتاب في خطاب بني إسرائيل » والعقاب العظم الذى ينتظر الكفار ليس مترتبا على النعم » وإنما هو مترتب على کفرهم بہا وبواهبها سبحانه وتعالى » والکفر قد کان باختیارهم ٤ ولم یکونوا عليه مكرهين . ِ والنعمة عرفها بعض العلماء بانها الحالة التي يستلذها الانسان ء وقسمها بعضهم إلى دنيوية واخروية » والدنيوية إلى روحانية وجسمانية › فالروحانية نفخ الروح وإنارة العقل وإذكاء المشاعر › والجسمانية تكوين الجسم وتجهيزه بالطاقات الختلفة والحواس التنوعة › والاخروية هى الفوز: برضوان الله والسعادة بجواره » في جنات عدن » وهي تترتب على نعمة الحداية المترتبة على التوفيق لاستخدام العقل فيما يؤدى إلى الخير ٠ وبهذا التقسم يتضح لك أن من النعم مايكون مشتركا بين المؤمن والكافر› ومنها ما يكون خاصا بالؤمتين » والمنعم عليهم هنا هم الومنون › لاهم الذين وفقوا لسلوك صراط الحق » المودى إلى رضوان الله عز وجل » وطريقهم هو طريق العز والنصر في الدنيا › والفوز والسعادة في الدار الاخرة © فإ الله سبحانه قد ۴ بالاستخلاف والمكين للمؤّمنين الملتزمين لهج الايمان ان # وَعَك الله الذي نوا منکب وَعَمِلوا الصَالِحاتٍ لَه ف رض كما آسْتعُلف بن فة ونك ك ع ادي ر ُضلى لهم وليبدلَهم مُن بعد حوفهم م 6 عبدوّتي لا يشرکون بي شا دور ەم ٢۲۸ - « َير المصُوب عَلَهِمْ وَل الصَّلينَ 4 الجمهور قرأوا بجر « غير » » وابن کثير قرا بنصبها » وروی عنه الجر » ولا إشكال في قراءة النصب ل « غير » يلزمها التتكير ءوإِن أضيفت إلى المعارف كمثل › وذلك أنك إذا قلت : رأيت غيرك فكل » ما سوى الخاطب يحتمل أن يكون الراد » وكذلك إذا قلت : رأيت مثلك فإن الاعداد المحتمل قصدها من أمثاله لا تحصى ٠ لكئة وجوه المماثلة › وعليه فالنصب هنا على الحال » وأما قراءة الجر فلعلماء العربية فيا رأيان : أولحما أن تکون « غير » بدلا من « الذين » أو بدلا من الضمير في « علهم » والوجه الثاني ضعيف » وهذا الرأي مبني على جواز الإبدال بالمشتق وما في حکمه » ویری أبوحيان ضعفه . ثانيهما : أن تكون « غير » صفة للذين وهو مبني على أحد أمرين إما اعتبار « الذين » في حكم المعرف بلام الجنس » وهو المعبر عنه بالمعهود الذهني › فإنه يكون معرفة بالنظر إلى مدلوله وله حكم النكرة بالنظر إلى قرينة البعضية المبهمة » ولذلك يعامل معاملتها في الوصف بالجملة وهى في حكم النكرة › نحو قول الشاعر : ولقد أمر على اللئم يسبني فمضيت ثُت قلت لايعنيني وإما إعتبار «غير» في حكم المعرفة 9 نظرا إلى وقوعها بين معرفتين متضادتين » وفي مثل هذه الحالة تكتسب التعريف » نحو قولك : إلزم العلم غير الجهل »٠ وقولك : إرغب في الحياة غير الموت ٤ فإنه لاضد للعلم إلا الجهل › ولاضد للحياة إلا اموت » وكذلك قول الله تعالى : «إالذين أنعمت عليہمه فان هلا لاضد م إلا ما جاءِ بعد «غير» . وانتقد أبو السعود إعتبار «الذين» في حكم المعهود الذهني في الإبهام › لأنه لا معنى لان يضاف بدل «الصراط المستقم» إلى الموصول إلا لشهرته ٢۲۸ ويزه » المنافيين للإبهام » فإن البدل يراد به إيضاح المبدل منه . أما الزخشري فاته سوغ كل واحد من الاعتبارین . وان جرير اعتبرهما في حكم الوجه الواحد › واضاف إليه وجها اخر وهو تقدير «صراط» مضاف إل «غير» ٠ وفي هذا تكلف لايخفى على متأمل » وأنت إذا نظرت في الرأي الأول › وجدته لايخلو من مسوغ › فإن توغل «غير» في الاسمية كاف لإاعطائها بعض أحكام الجوامد كالبدلية » وإن كانت في حكم المشتق » والوصف أيضا ليس بالضعيف لامکان اعتبار إكتساب «غير» هنا للتعريف بسبب وقوعها بين ضدين » وقد علمت ما نقلناه عن أي السعود بطلان دعوى أن الاسم الموصول في قوله لإصراط الذين أنعمت عليهمة في حكم النكرة › وبهذا تعلم عدم صحة ما قاله العلامة الساليكوني وغيه » في تسويغ تلك الدعوى مما حاصله أنه لا صحة لإرادة جنس المنعم عليهم من حيث هو إذ لاصراط له » ولا غرض يتعلق بطلب صراط من أنعم علمهم على سبيل الاستغراق ٠ سواء أريد استغراق الأفراد والجماعات › أو المجموع من حيث المجموع » فالمطلوب صراط جماعة ممن أنعم عليهم بالنعم الأخروية وهم طائفة من المؤمنين لا باعيانها › فإن نظر إلى البعضية المبهمة المستفادة من إضافة الصراط إليهم كان كالنكرة » وإن نظر إلى مفهومه الجنسي أي المنعم عليهم کان معرفة » نقل ذلك العلامة الالوسي ولم يعقب عليه إلا بقوله : ولا یخلو من دغدغة » وبطلانه يظهر من حيث ان صراط < جميع المنعم عليهم صراط واحد ٠ وهو الذي ذکو الله تعال في قوله : وان هذا صراطي مُسَْقيُما ُوه ولا يعوا السبل فرق يكُمْ عن سبيله راسم من وقد صوره النبي للأذهان في صورة الحسوس » عندما خط خطا في الأّض مستقيما لا عوج فيه » وقال : (هذا صراط الله وخط عن ينه » خطوطا وقال : (هذه السبل › مامن سبيل | لا وعلى رأسه شيطان يدعو إليه) ثم تلا الاية » وهذا ٢۲۸ — يعني أن صراط أي فرد من المنعم عليهم هو صراط الجنس کله » ولیس لکل طائفة منہم صراط خاص ٤ حتی يقال بان الصراط المقصود هنا هو صراط طائفة من المؤمنين › ويؤكد ذلك أن الصراط المبدل منه معرّف ٤ وما أريد بالبدل إلا مزيد الايضاح فلا معنی مجیئه مبہما » ولو کان مبہما س ا قالوا ‏ لما صح أن يكون علما على الاستقامة ومجانبة الانحراف والاعوجاج . و«غير» هنا أشربت معنى النفي » فلذلك صح أن تقابل بلا النافيه › ولو كانت للاستشناء المحض لا جاز ذلك . و«الغضب» هو اتفعال نفسي يدفع بصاحبه إلى الانتقام » وهذا لا يليق بحلال الله سبحانه » النزه عن جميع صفات المخلوقين › فلذلك أول الغفضب في مثل هذا المقام » إما بمسبه القريب وهو إرادة الانتقام » أومستبه البعيد وهو إنزال العقوبة » ولفظة الغضب تدل على الشدة › ولذلك يطلق العرب وصف الغضوب على الناقة العبوس » وعلى الحية الخبيثة » ويسمون الدرقة من جلد البعير المطوي بعضه على بعض «غضبه» ا يسمون بذلك الصخرة اللتميزة في الجبل ٠ ومنه قول الراجز : أوغضبة في هضبة ما أمنعا . و«الضلال» يطلق على الذهاب عن الطريق السوي » ومنه قوله عز من قائل : ذا ضل في رضم اي غبنا فیہا باللوت »٤ ومنه ل العرب : ضل اللبن في الماء إذا إمتزج به . وجىء بفعل الأنعام مسندا إلى ضمير الخطاب » الموجه إلى الله » بخلاف الفضب والاضلال » لأجل تعلم العباد كيف يتأدبون في مخاطبته عز وجل . وجمهور المفسرين : على أن الراد بالمغضوب عليهم اليهود وبالضالين النصارى › وذكر ابن أي حاتم أنه لا يعلم خلافا بين المفسرين في ذلك ٠ وهو من التفسير المأثور عن الرسول عة » فقد أخرج عبد الرزاق وأحمد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد ٢۲۸ ہے الله بن شقيق قال : أخبرني من سمع رسول الله ع وهو بوادي القرى على فرس له » ويسأله رجل من بني القيْن فقال : من المغضوب علیہم يارسول الله ؟ قال :(اليهود) قال فمن الضالون ؟ قال : (النتصارى) وأخرجه إبن مردويه عن عبد الله بن شقيق عن ابي ذر رضي الله عنه أنه سال رسول الله طا عن ذلك فأجابه با ذكر » وأخرج البيقي عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بني القيْن أنه أت رسول الله عه فسأله . ..إغح وأخرج وكيع وعبد بن ميد وابن جرير عن عبد الله بن شقيق قال : كان رسول الله عد يحاصر أهل وادي القرى فقال له رجل ...إح » وأخرج أحمد وعبد بن ميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله عي : (إن المخضوب عليم هم الود وإن الضالين هم النصارى) وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحام وصححه والطبراني عن الشريد قال : مر بي رسول الله عي وأنا جالس هكذا › وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال : (أتقعد قعدة المغضوب عليهم) وهذا التفسير مروي عن جماعة من أصحاب النبي ع منهم ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنہما وروی عن الربيع بن أنس وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وكثير من أئمة التابعين فمن بعدهم »٠ قال الشوكاني : والمصير إلى هذا التفسير النبوي متعين وهو الذي اطبق عليه ائمة التفسير من السلف . وعضد هذا التفسير باقتران ذكر اليهود بالغفضب وذكر النصارى بالضلال في عدة يات من الکتاب نحو قوله عز وجل : لسن ماروا به اْفسَهُم أن يَكُفروا يما ال الله بيا أن يرل اله من فضله على من يَشَاُ ِن عِبادو َا بِعَضب عَلى غضّب وَِلْكافِينَ عَذَاب مهنس 1 وقوله : إل حَل أككُمْ بَشَرٌ مِنْ ذلك موب عند اللو مرخ لَعََهُ الله وَعَيبَ ٢۲۸ ہے َيه وَجَعَل مِنْهم ارده والحُتازير وَعَبَدَ الطاعُوبَ ويك شر ر مانا و عن سواءِ اسل سارہ وقوله عز من قائل : لصن الذِينَ كفَروا مِنْ سال عَلى لِسَانِ دَاوة وعیسی بن ميم ذلك يما عصوا رک عدون س وقوله تعالل : ايها الذينَ اموا لا تَبِعوا هوا قوم قد ضر ن قبل وأضنلوا كيرا وضو عَنْ سوا اليل » والأولى ‏ £ قال الألوسي : الاستدلال بالحديث › لأنْ الفضب والضلال وردا في القران جب الكفار على العموم قال تعالى : ولكن من شرح بالكفر صَذُرا فعليهم عضب من ن اوردىر 3 وقال : ن ادن کفروا وَصدُوا ع سیل ار ة قد ضَوا ضَلالا يدا ڳرت. سن وقال إن هم إ ال كَالأنْعَام بل هم ضَلّ واليهود والنتصارى جميعا جديرون بوصف الضلال › حقيقون بالغضب ¢ لذا يتوجه السئوال عن وصف اليهود «بالمغضوب علمہم» والنصاری «بالضالين» واجاب عنه ابن جرير : بان الله وسم لعباده کل فريق ما تكررت العبارة عنه به وفهم به امو ولم ير ابن عطية هذه الأجابة تشفي غليلا ‏ وإنها لكذلك ‏ لذلك عدل عنا إلى الجواب » بان أفاعيل اليہود من اعتدائهم وتعنتہم وکفرهم 4 مع رؤيتہم الايات وقتلهم الأنبياء بغير حق أمور توجب الغضب في عرف الناس فسمى الله ما أحل بهم غضبا › والنصارى لم تصدر منهم هذه الأشياء › وإنما ضلوا من أول أمرهم » دون أن يقع منهم ما يوجب غضبا خاصا بافاعيلهم في عرف الناس بل » الغفضب العام الذي يستحقه كل كافر › فلذلك وصفت كل واحدة من الطائفتين بما وصفت به . ونقل الفخر الرازي تضعيف هذا التفسير › لأن منكري الصانع والمشركين أخحبث دينا من اليهود والنتصارى » فكان الاحتراز عن دينهم اول » واختار - ۲۸ الفخر أن يحمل المغضوب عليهم على كل من أخطاً في الأعمال الظاهرة وهم الفساق » ويُحمل الضالون على كل من أخطاً في الاعتقاد » لأ اللفظ عام والتقييد خلاف الأصل ٠ وذكر وجها آخر وهو أن المغضوب عليمهم الكفار » والضالين المنافقون » لأ الله تعالى بدا بذكر المؤمنين والشاء عليهم في آوائل لبقرة م شى بذكر الکفار وتوعُدهم » ثم ثلث بذكر المنافقين وتصوير أحواهم » فحتمل فحتمل أن يکون للفضوب عليمم هنا الكفار والضالون المنافقين ک أن انعم عليهم المؤمنون © ورد ذلك الألوسي بأنه لا قول لقائل » ولا قياس لقايس بعد قول رسول الله عي الصادق الأمين » وحكى القرطبي أن اللغفضوب عليهم هم متبعو البدع › والضالين هم الذين ضلوا عن سنن ادى وذكر عن اللي في حقائقه » والماوردي في تفسمو ءانہما حكيا : بان اللغضوب عليهم من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة › والضالين من ضل عن بركة قراعتها . قال القرطبي : وليس بشيء » ونقل عن الماوردي قوله : وهذا وجه مردود لل ما تعارضت فيه الأخبار وتقابلت فيه الاثار » وانتشر فيه الخلاف › لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم . ويرى بعض المفسرين أن المغضوب عليهم هم الذين نبذوا الحق وراءِ ظهورهم بعد معرفتم به › وقيام حجته عليهم » والضالين هم الذين لم يعرفوا الحق رسا » أو عرفوه على غير وجهه الصحيح » ومن بين القائلين بذلك الإمام محمد عبده » وأوضح أن المغضوب عليهم ضالون أيضا » لانهم بنبذهم احق وراء ظهورهم قد استدبروا الغاية واستقبلوا غير وجهتها › فلا يصلون منہا إلى مطلوب ولا يهتدون فيه إلى مرغوب » ولكن فرقا بين من عرف احق فاعرض عنه على علم » وبين من لم يظهر له الحق فهو تائه بين الطرق لايهتدي إلى الجادة الموصلة منها » وهم من لم تبلغهم الرسالة » أو بلغتهم على وجه لم - ۲۸۷ يتبين لحم فيه الحق » فهولاء هم أحق باسم الضالين › فن الضال حقيقة هو التائه الواقع في عماية » لايهتدي معها إلى المطلوب » والعّماية في الدين هي الشبهات التي تلبس الحق بالباطل ٠ وتشبّه الصواب بالخطاً . وقسّم الامام محمد عبده الضَالين إلى أقسام: لل : من حُرموا بلوغ دعوة الرسالة إليهم » أو بلغتهم على غير وجهها الصحيح ۽ فهولاء لم رفوا من أنوع الحداية إلا ما يحصل بال حس والعقل › وخُرموا رشد الدين ومن الطبيعي أن لا تستقيم أحوالحم في شئونهم الدنيوية › ولو قَدّر أن استقامت على الوجه الصحيح » فلا محيص غم عن الضلال فيما تکون به اة الأرواح وتتحقق به سعادتها في الدار الالخرة على أن الدين اللستقم من شانه أن يفيض على أهله من روح الحياة ما تکون به سعادتہم في الدنيا والالحرة معا » فمن حرم الدين حرم السعادتين ٠ وظهر أثر التخبط والاضطراب في أعماله المعاشية » وحل به من الرزايا ما يكون عادة نتيجة الضلال والخبط وهي سنة الله في هذا العالم ولن تبد لسنته تبديلا . ويرى الامام محمد عبده أن أمر هولاء في الاخرة إلى الله إن شاء عفا عنم وإن شاء اخذهم ولن يساووا المهتدين في منازلحم . وزاد السيد محمد رشيد رضا على كلام أستاذه » أن الذين خرموا هداية الدين لايعقل أن يۇاخذوا في اللحن على ترك شيء مما لايعرف إلا بهذه الحداية » وهو معنی کونېم غير مکلفین » ونسیه إل جمهور المتكلمين واستدل له بقوله عز وجل : وما ك مُعَذَبينَ حى لَب رسوا ده ۱ وانتقد السيد محمد رشيد رضا من قال إنهم مكلفون بالعقل لعدم ظهور وجه لقوله ٠ إلا إن أراد أن حالحم في الاح تكون على حسب ارتفاع آرواحهم بهداية العقل وسلامة الفطرة » لأن الناس يتفاوتون في إدراكهم وأعماهم » بسبب تفاوت استعدادهم الفطري ولإاختلاف وسائل تريتهم . ۲۸۸ ب ويرى السيد محمد رشيد رضا بهذا الجمع بين القولين في تكليفهم وعدمه أو الفصل بينهما › وذكر أن ما يعطيهم الله تعالى إياه في الدار الاخرة على حسب ما يكونون عليه من الخير أو الشر » ومن الفضيلة أو الرذيلة هو الجزاء العادل على أعماهم الأختيارية ويزيدهم الله من فضله إن شاء . هذه خلاصة كلامهما وأنت‌تدري أن من‌الأمورالتكليفية ما تكون معرفته العقل كمعرفة الخالق عز وجل وصفاته الواجبة وانتفاء أضدادها ولذلك ييل القرآن الكريم إلى التفكر في ملكوت السماوات والاْض › لأجل الإهتداء إلى معرفة الخالق وعظمته وتقوية الان به عز وجل » ويشير القران الكرم إلى أن الذين يستفيدون من ذلك هم أُولوا الألباب الذين يستخدمون ما وهبهم الله تعاللى من طاقات العقل والفكر في استجلاء الحقيقة واستظهار الحق ٠ ومن ذلك قوله عز وجل :ن في حل السُمَاوَاِ رض ولاف اليل وَالَهَارِ الك التي تجري في الَبَخْرِ يِمَا نع النَاسَ وما نَل الله م السّمَاءِ مرخ مَاءِ فاخي به الرضَ َد مَوْيها 7 فا من کل داه وتصريف الريَاح لساب الْمُسَكُر ب ۳ السّمَاءِ والاَرْضِ لَايَاتٍ الوم قوس وقوله عز من قائل د ن في لق السمواتِ والارض واتلاف الل والتهار لیات لا لی لابن عر /ون والكفار الذين خرموا نعمة الحداية والدين » قد طمسوا أنوار بصائرهم با أخلدوا إليه من الكفر وجنحوا إليه من الضلال » ولذلك حكى الله تعالى عنہم قوشم يوم القيامةء لو كا نسْمَمُ أو عل مَاكنًا في أصْحاب السعي رت . إذا تدبرت ذلك › اتضح لك أن من لاحت له معالم الحقيقة وانكشفت لبصيرته أعلام الحق فتعامى عنبا مستمسكا بما ورثه من العقائد » لن يکون سالا › وكذلك الذي لا يكلف نفسه مؤونة البحث عن احق والتفتيش عن الصواب »› أما الذي ينشد الحق ويتبع كل بارقة تلمع له من نوره ومحرص على ۲۸۹ س أداء واجباته الاججاعية من غير تفريط فيها فذلك الذي ترجى له السلامة عند الله .على أن الحجة قد قامت على الناس بما يسمعون عنه من أخبار النبوات وأحوال النبيين وما عليهم إلا أن يفتشوا عن ضالتهم المنشوده والله لا يضيع عمل عامل «والّذِينَ جَاهَدُوا فنا كَهدِينهُمْ سلاسىت» . ونحن نسلم أن الشرع هو الحكم في العقائد والأعمال ولكنا نرى وجوب استخدام العقل مع تعذر الوصول إلى الشرع وهذا يقضي أن يتجنب الإنسان كل ما يستقبحه عقله قبل التوصل إلى حكمه الشرعي ولا ريب أن العقول السليمة كلها تقضي بنع الاعتداء والظلم والفساد ء لجل ذلك ذهب من ذهب من علمائنا ‏ کالإمامين أي سعيد واین برکه ‏ إلى وجوب تحكم العقل عند تعذر الوصول إلى الشرع حتى في الأمور العملية وهذه المسألة مباحث ليس من غرضنا استيفاؤها › فمن أرادها فلیطلبها من مظانها ككتاب الإستقامة للإمام الكدّمي ومشارق أنوار العقول للإمام السالي رحمهما الله . الثاني : من بلغته الدعوة على وجه يؤدي إلى النظر › فساق همته إليه واستفرغ جهده فيه ولكن لم يوفق إلى الإيمان بما دُعي إليه › وانقضى عمره وهو جاد في الطلب » وهذا القسم لا يتكون إلا من أفراد متفرقين في الأ ولا ينطبق على شعب بأسه من الشعوب » فلا يظهر له أثر سلبي في أحوال شعب أو أمة » وما يكون لما من سعادة أو شقاء في الحياة الدنيا » أما منزلة صاحب هذه الحالة في الدار الاحرة » فقد نقل الامام محمد عبده عن بعض الأشاعرة » أنه ممن تُرجى له رحمة الله تعالى » وعزا صاحب هذا الاي مثله عن أي الحسن الأشعري » وعزا الإمام محمد عبده إلى الجمهور س بناء على رأيهم ‏ أن مؤاخذته أخحف من مؤاخذة الجاحد » الذي أنكر التنزيل واستعصى على الدليل وكفر بنعمة العقل ورضي بحظه من الجهل . ۲۹۰ هذا ملخص ما قاله في أصحاب هذا القسم › ولكنني أستبعد جدا أن يتجه إنسان إلى الحق غير راغب عن شيء منه ولا مؤثر هواه عن بعض ما يقتضيه الحق ويستلزمه الرشد مستخدما كل الوسائل الممكنة له في الوصول ليه » ثم محال اينه وينه لأ الله تعال يقول : «والَذِينَ جَامَدُوا فنا لَهَدِينَهُم سبلا والله لايخلف الميعاد » فلا يتصور هذا بحال وإذا ضل الانسان عن جملة الحق أو عن بعضه فما هو إلا نتيجة تقصيو في البحث و اتباعه الحوی بعدما تبين له الحدى » ومثل هذا لايصح أن تُرجى له رحمة الله .لان رحمةالله إنما هى للمتقين . الثالث : من بلغتهم الرسالة وصدّقوا بها » بدون نظر في أدلتها ولا وقوف على أصوفا فكانت عقائدهم نابعة من أهوائهم › وهم أصحاب البدع النحرفون في إعتقادهم عن هداية الوحي ٠ وهم الذين مرّقوا شمل الَمَة لإنحرافهم عن نهج سلفها الصالح » وأشار الإمام محمد عبده إلى طرف من اثار هرلا في الناس » فذكر أن الرجل منهم يأتي إلى دوائر القضاة ٠ فيستحلف بالله العلي العظم أنه لم يفعل ما نسب إليه فيحلف وعلامة الک ذب باد ‎r0‏ عل وجهه فإذا أتاه المستحلف من طريق اخر وحمله على الحلف بشيخ من الملشايخ الذين يعتقد لحم الولاية » لم يلبث أن يتغير لونه وتتزلزل أركانه ويرجع في قسمه ويقول الحق » مقرا بأنه فعل ما حلف أولا بالله أنه لم يفعله » تكرها لاسم ذلك الشيخ وخوفا منه أن يسلب عنه نعمة أو ينزل به نقمة إذا حلف باسمه كاذبا » ويرد الامام محمد عبده هذا الضلال إلى الضلال في الايمان بالله وما يجب له من الوحدانية في الأفعال » ثم أشار بعد ذلك إلى الضلالات المتوعة التي عرضت على دين الاسلام وسلكت بهذه الأمة سبلا معوجة © لإتوصل إلى حق ولا رشد » وذكر أن من أشنع هذه الضلالات أثرا وأشدها ۲۹۱ س ضررا خوض رؤساء الفرق منهم في مسائل القضاء والقدر والاختيار والجبر والوعد والوعيد وتهوين مخالفة الله على النفوس » ثم ذكر أنه لابد لمن أراد تحص الاعتقاد ومعرفة ما فيه من الضلال والرشاد من تنزيه القران عن إدخال أي شيء ما في أدمغة الناس من المعتقدات فيه وبدون ذلك لا يكن معرفة الحداية من الضلال » لاحتلاط الموزون بالميزان › فلا يدرى ما هو الموزون به » ثم أوضح أن معنى ذلك أن يكون القران أصلا تحمل عليه اذاهب والاراء في الدين › لا أن تكون المذاهب أصلا والقران هو الذي يحمل علا » ويرجع بالتأويل أو التحريف إلا ا جرى عليه المخذولون وتاه فيه الضالون . الرإيع : الذين ضلوا في الأعمال وحرفوا الأحكام عما وضعت له نتيجة الخطاً في فهم مقاصد الشعائر الدينية والواجبات الاجتاعية التي فضت في الإأسشلام وضرب الإمام محمد عبده لذلك مثلا : الإحتيال في الركاة بتحويل امال إلى ملك الغير قبل حلول الحول ثم استرداده بعد مضي جز من الحول الثاني هروبا من الركاة المفروضة » ويظن الحتال أنه بحيلته قد خلص من أداء الفريضة ونجا من غضب من لا تخفى عليه خافية » ولا يعلم نه بذلك يهدم ركنا من أركان دينه ويعمل عمل من يعتقد اُن الله قد فرض فرضا وشرع بجبانب ذلك الفرض ما يذهب به ويمحو أو وذلك محال على الله سبحانه وتعالى . ومثل هذا التحايل الذي ذكر الأستاذ الإمام » الحيل الريويّةٍ التي كثيرا ما يستخدمها الذين لا يرعون للدين حرمة ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة » نحو ما تعارف عليه الناس من بيوع الإقالة » فتجد أحدهم إذا احتاج يبيع عقاراً للاخر بثمن معلوم ويشترط الاقالة إلى مدة معلومة ويتفق البائع والشاري على أن يستأجر البائع المبيع من المشتري في كل شهر بقدر معلوم - ۲۹۲ من غير ان يتخلى عنه ويقبضه المشتري ٠ وفي هذا العقد حرم متعددة :س الألى : حرمة المذرع إلى الريا والتحايل على من لا تخفى عليه خافية » وحرمة الربا ما فيه من الاستغلال وابتاز ثروات الحتاجين ٠ وهذا اللعنيى حاصل في هذه المعاملة . الفانية : حرمة بيع ما لم يقبض وربح ما لم يضمن › وقد صح النبي عن ذلك عن النبي عة . الالشة : حرمة بيعين في بيع » وللإتجار حكم البيع » فاجتاع عقدته وعقدة البيع معا يضفي على هذا العقد هذا الحكم نفسه . الرابعة : حرمة الشرطين في بيع » وهذا العقد ليس منطويا على شرطين فحسب » بل على ثلاثة شروط : أولا شرط الاقالة ٠ ثانا شط الاسحجار . ثالثها اشتراط كون الاستعجار بثمن معلوم ٠ ومثل هذا قد تفشى في معاملات الناس » نتيجة الجهل والإاستخفاف بأحكام الله تعالى . وذكر الأستاذ الامام أن ثلاثة أقسام من هذا الضلال ء أوها وثالثها ورابعها يظهر أثرها في الأم ٠ فتختل فيا قوى الادراك ٠ وتفسد الأخلاق وتضطرب الأعمال » ويحل بها الشقاء عقوية من الله » لايد من نزوشا بهم › سنة الله في خلقه ولن تيد لسنته تحويلا » وذكر أن حلول الضعف ونزول البلا بأمة من الأم © من العلامات والدلالات على غضب الله تعالى ٠ بما أحدثته في عقائدها وأعمالما مما يخالف سننه » لذا علمنا الله تعالى كيف ندعوه بان یہدينا طريق الذين ظهرت نعمته عليهم › بالوقوف عند حدوده وتقويم العقول والأعمال بفهم ما هدانا إليه » وأن يجنبنا طرق أولعك الذين ظهرت فیہم اثار نقمه » بالانتحراف عن شرائعه ۽ سواءٌ کان ذلك عمدا وعنادا أو غواية وجهلا » وذكر أن الأمة إذا ضلت سبيل الحق ولعب الباطل بأهوائها فسدت أخلاقها واعتلت أعماا وقعت في الشقاء لا محالة » وسلط ۲۹۲۳ س لله علمها من يستذا ويستاثر بشئونها ولا يوخر لا العذاب إلى يوم الحمساب وإِن كانت ستلاق منه نصیبہا آیضا ٤ فإذا تمادی بہا الغي » وصل بہا إلى اللاك وا أثرها من الوجود » هذا علمنا الله تعالى كيف ننظر في أحوال م سبقنا » ومن بقيت آثارهم بين أيدينا من الم لنعتبر ويز بين ماتکون به سعادة الأمة أو شقاؤها › أما في الأفراد فلم تبر سنة الله بلزوم العقوبة لكل ضال في هذه الحياة الانيا › فقد يستدرج الضال من حيث لا يعلم ويدركه لوت قبل أن تزول البعمة عنه وإنما يلقى جزاءه ەل يوم لا تملك نفس فس شيا والَمر ومذ يو سر انتهى كلامه وهو بحث نفيس ولأجل نفاسته حرصت على إیراد أقسام الضالين التى ذکرها وإن کنت ج جنح إل تفسير الضالين في الاية بما أثر عن المي ي ومن السلف . ويرى السيد محمد رشيد رضا الجمع بين لتفسير المأثور والتفسير الذى عزاه إلى الحققين رم شيخه اذ عمد عه ما حاصله » ان ما ذكر المحققون ليس مخالفا للمأثور » لورود المأثور مورد القثيل لا التخصيص والحصر . ونستفید آمرين جليلين من قوله تعالى هل صراط الذي َعَم عَلَْهمْ غير المَعْضُوب عَليهمْ ل الضَالِينَ : أوهما : وجوب الترابط والتلاحم بين الومنين بحيث يكون أفرادهم كتلة منيعة » وتأتي أجيالحم حلقات متتابعة في سلسلة واحدة › يواصل ك جیل منہا ما بده الجيل الذى تقدمه . ٹانیہما : : وجوب نفرة المؤمنين عن أعداء الدين ومنابذتهم حیث لا يلتقون معهم على فكر ولا خلق ولا سلوك . وهذان الامران هما المعروفان عند العلماء ‏ وخاصة أصحابنا س بالولاية والبراعة ولأجل أهميتهما جاءت هذه السورة التي هى أكثر تكرارا على ألسنة 0 7 اللسلمين في الصلاة وغيرها » مؤكدة عليهما » فاللّه تعالى يُعَلّم عباده أن يطلبوا منه » بأن يهديهم صراط الذين أنعم عليهم » من سلفهم الصالحين الذين استقاموا على الطريقة وقاوموا الانحراف » وأن يطلبوا بان يوفقهم لمجانبة طرق أضدادهم من المغخضوب علہم والضالين ٠ وما أجملته الاية الكريمة هنا قد فصلته وأكدته ايات أخرى في سائر القران منها قوله عز وجل : ‎yb‏ وم موا صم اَل بض يَأمُرُونَ بالمَعرُوف يهَو عن الم ر ويقِيمُون الصلاة وَيونُونَ الرَكاة وَيطيمُونَ الله وَرَسُولهُ أوكَ َه الله ِن الله عزیز خیم 4 رة / ١ م وقوله ‏طن الذي منوا وها جروا جامَدو بامُوالهب وأنْفَسِهمْ في سیل اللو » الذي ووا وَتَصروا وك بَعْضُهُمْ أَولاءُ بض ٠ والَذِينَ آمنوا ولم ُهَاجروا ما لكم من ولاهم من شيْءِ حَتى يُهَاجروا ون إستنصروكم في اين فَعلَكُمْ اص إلا على قوم َك وهم ميكاق واه ِا سلون صر » والذِينَ كُفروا بَعْضهُم أَولَاءُ ب ب مض إلا تفلو تكن فة في الأرض َفسَادٌ كبير رد وقوله تعال : ليها اللذينَ منوا لا جذ عَدُوي وَعَدُوَكمْ أَولياءَ تقون ٳِلهم يالموة وَقڌ كفروا يما جاك من لحي يُحُرجون الرَسُول اياك ُن ومنو بالل و ربكم ِن كنم رجتم جهادا في سبلي بَا مرضاتي سرون لهم بالود وأا َعَم ما فيم وما أعلنشُم ومن يَفعَلهُ نكم ققد ضَل سوا السَّبيل » إن فو د يکونا لكم أَعُدَاءُ ويسطوا يكم أيْدِيَهُم وَالسِنَهُمْ وَودُوا و كرون ىسا وضرب الله مثلا لعباده الموّمنين ابراهيم عليه السلام ومن ‏معه الذين أعلنوا براء: من القوم الكافرين ون کانوا من ذوي قرياهم حيٹث قال 4 ث لَك أسوة حستة في ِاهِيم وَالذِينَ مَعَه إِذ قاو لِقَوْمِهم ٳِنًا راء مِنْكُمْ وما تعبْدُون من دون الو كفَرًا بكم ودا بَا ‏٢۲۹ - وبي 5 عداو عضا يدا س ومِنوا بادڭو وَحدَهُ إلا قول راهيم لابيه لون لَك وما أَمُلِكُ لَك من الو من شي ربا عَلكَ توکلنا ِلك انا ويك الْمَصر » ربا لاسعلا تة للذينَ كَفروا واعَِر كتا ربا نك ن عير اكيم سس .م ثم تلا ذلك ما يدل على وجوب لأسي م وعی أن ن ذلك لازم الايمان بالله والیوم الاخر » حیثٹ قال : قد کان لَك يهم اسر حَسَةٌ لمرن كان يجو الله الوم لر ومن بول ن اله هو 9 الس ومفهرع , هذا أن من 9 م س من ی هذا ‎eR‏ بهذا اجب وين سبحانه آنه ل من شان المؤمن أن يوالي أحدا ن عرف عداوته ل ولدينه ولو كان أقرب قريب » فقد قال عز وجل : ‎J}:‏ تج قوما ر ونون بالل وايوم الاخ ادون م حا ال سوه ولو كوا آباءهم أو أيَاعَهُم أو إخواتهم أو عَشرَهُم م اوك كب في قوبهمُ مانس وأكد سبحانه وتعالى أن من تو ی کافر فله حکمه » حيث قال : يها اين | اموا لات دوا الَو وانَصَارى أوْلَء ُضُهُمْ أَولياءُ بض ومن بوهم نكم له مِنْهُمْ إن الله لَايَهَدي القو تس وين عز وجل ١ أن هذه او ۱ ل تشا إلا عن مرش حيث قال ۳۹ الذِينَ ن 3 مض 7 يهم 4 حشی أن تُصبًا َا سى الله أن ياي بالج او مر ِن عدو فصوا على ما أسروا في َنْفسِهِبْ امینس« وحذر في هذا السياق من الارتداد تعريضا بالذين إتغذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين وتتبیها على | أن هذه الموالاة تودي إلى الردة والعياذ باه وذلك ف قوله : طيايها الذي 1 منوا ام ad ر م 0 س 0 و رند منك عن دين فسَوّف أي الله قوم يجبهم ويحبونه َة 1 عَلى ۱٦۷۹ المُوْميِنَ أرق على الْكافِينَ يُجَامِدُون في سيل الو ولا يَحَافون لَومَة لائ ويأتي في هذا السياق نفسه بيان صفات القوم الذين يجب عل المؤمن أن يرتبط بهم بحبل الولاية › وهم الذين يجمعون بين الايمان الراسخ والعمل الصاح » وذلك حيث يقول : ما كم اله ورَسَوله والذِينَ اموا الذِينَ يقِيمُون الصلاة ويوثُون الركاة وَُمْ را کو وأتبع ذلك ما يكشف عن عاقبة الترابط بين المومنين برباط الولاية في قوله تعالی : ومر تول اله سوه والْذينَ امَنُوا فان حب اللو هم م الالو سم غ أب ذلك کله تا کید التحذير من ولاية جميع القوم الكافرين في قوله : ليها ص 0 وو ى اَي منوا لَاَخِدر الْذِيسَ اتَحَذُوا دینکم هزوا ولعب من الذي وبوا الكِتَابَ من قبا م والكفار وياس |۷ . وفي هذا ما يكفي العاقل تنفيرا وتحذيرا من الأندفاع وراءِ خطوات الكافرين وهم الذين لا يضمرون هذه الأمة إلا الحقد الأسود الدفين ولا يريدون لا إلا الذوبان في بوتقة الالحاد » أو الغرق في خحضَمٌ الفساد » ولذلك ينصبون كل ما یکن من شراك المکائد » لاصطیاد مرضی القلوب وضعاف الايمان من هذه الأمة الذين يعشيهم بريق المظهر وتستهويهم نغمة التضليل والإفساد › وما الغاية من ذلك إلا ترغيبها في سفاسف الأمور » وتزهيدها في معاليها » هذا بجانب التامر عليا في استقلانما وثرواتها . ولا ريب أن غفلة هذه الامة عن ذلك كله » هو الداء العضال المستعصي على العلاج » وإذا ألقينا نظرة على طريقة ة السلف الصاح › الذين مكن الله هم في الأرض واستخلفهم فيها » نجد حياتهم تنم عن عمق فهمهم لمقاصد هذه التوجيهات الربانية » ولذلك كانوا ينون بأنفسهم ویربأون بہا عن الدنو حول ما يوهم مودة لأعدائهم و إعجابا بشيء من أمرهم وذلك كله نتيحة التربية العملية التي ربوا بها على هداية القران » وإرشاده ونصحه وتعالجه › وكان على رأس من قام بهذه التريية في هذه الأمة رسول الله عك . -_ ۹۷ س ك يتجلى ذلك في أقواله وأفعاله م عي فقد بلغ الحال أن كان صلوات الله وسلامه عليه يحرص على تخالفة الكفار حتى في الور العادية › ومن ذلك ما يروى أنه عليه أفضل الصلاة والسلام ء كان واقفا. في حال دفن ميت وكان أصحايم رقو معد » فر بم بودي رل : هكذا تصنع أحبانا » ققد النبي عي وأمر أصحابه بالقعود » مخالفة لمسلك اليهود › وكشي ما كان الرسول عي يقول لأصحابه في معرض الأمر والنبي ء (خالفوا اليمود أو خالفوا المشركين) وذلك للا يتاثر السلوك فتتأثر بالتالى العقيدة ء وهنا لايملك الومن إلا أن يقف خاشعا أمام عظمة الاسلام وعمق حكمته وسلامة ترييته ولكن ياللأسف الشديد » أين هذه التعالم القرانية والتوجيمات النبوية من أمة اليوم ؟ التي أخحذت تلهث وراء بهرجة الجاهلية الحديثة › واطئة بأقدامها على قيمها وأخلاقها وعقيدتها › فما أكثر أواعك الذين يقيسون التقدم الحضاري بمقياس التاثر بحياة الغرب الجاهلية › فاصبحوا يتاسون بالغرييين في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ونومهم وحديثهم ٠ وجميع أمورهم لملعاشية معتقدين بأن ذلك رمز الوعي وعنوان الترقي ولا يدري هولاء البله أن ذلك إن دل على شيء »٠ فإنما يدل على الحماقة والتخلف والانحطاط والذوبان . هذا وقد بلغ الأسلام من دقته في هذه الأمور أن كل ماأراد أن يصل إلى هذه الأمة من مواريث النبوات السابقة » أوصله إليها بطريق الوحي لا بطريق العادات الجاهلية › بل قطع أولا صلتهم بالجاهلية رأسا » لكلا تبقى هذه الأمة عالة على غيرها من الأئم » في شيء من عقيدتها › » ولا في شيء من عباداتها وعاداتها » ويكفي مثلا لذلك تعظيم البيت الحرام الذي بقي عند العرب مما ورثوه عن عن ابي الأنيياء ابراهم عليه السلام £ ولکن ا اَن ذلك قد تلوث بلوثات الجاهلية » صرف الله تعالی هذه الأمة او » حتى عن الاتباه إل ۲۹۸ س البيت الحرام في صلاتها » لتتلقی جمیع آمور دینہا عن رها سبحانه » من طريق الوحي » لا من طريق العادات الجاهلية ولا استقرت عقيدتها ورسخ إيمانها وصارت لاتتلقى إلا عن الله تعالى » أمرت من جديد باستقبال البيت ال حرام « وشرعت ا المناسك العظام بعدما محصتهم . هداية الله وبحوا ف مرحلة الامتخان › ولذلك يقول الله تعالى : وما جَعَلنًا القَبلة اي كنت يها إلا َعم من يي السو ممن يْقلبُ على عَقِيهِ ون كائ لَكبير إلا عَلى ِي هَدَی ار ن وف هذا ما يکفي لن يكون عبة لاأولى الألباب » نسال الله العون والتوفيق والتأييد والتسديد › وهو حسبنا وكفى . تلاوة الفاتحة في الصلاة فاتحة الكتاب هي أم القران » بالنص الغابت عن النبي عك وما ذكرناه من اشتاها على مجمل معاني القران » ولذلك شرعت تلاوتها في الصلاة .لتذكيرالمصلي بماتحتويه من المعاني القيمةء التى أل القران لتبياتها › ولا خلاف بين الامة في مشروعية تلاوة الفاتحة في الصلاة » ولكنمم اختلسفوا في فرعين من فروع هذه المسألة » نقسم الحديث عنهما إلى مبحثين :س اللبحث الأل : في وجوب تلاوة الفاتحة في الصلاة : لقد جاءوت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عي » دالة على مشروعية تلاوة الفاتحة في الصلاة » بل على وجوبها منها ما أخرجه الربيع رحمه الله عن أبي عبيدة › عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنہم » قال : قال رسول الله عد : (من صلى صلاة لم يقرا فيها بأم القران فهي خداج) ورواه ال جماعه إلا البخاري وابن ماجه عن أبي رضي الله عنه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله عي يقول : (من صلى صلاة لم يقرا فیہا - ۲۹۹ بأم القران فهي خداج) رواه أحمد وابن ماجه » ورواه البيهقي من طريق علي مرفوعا بلفظ (كل صلاة ل يقرا فا بام القرآن فهي خداج) » وفسر الريبع رمه الله الخداج بالناقصة وهي غير التمام › ومنہا ما أخرجه جمد ويو داود عن أُبي هرية رضي الله عنه ¢ أن البي م أمرو أن يخرج فينادي : (لاصلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد) وهو وإن أعل بجعفرابن ميمون الذي قال النساني عنه : ليس بثقة › وقال أحمد : ليس بقوي › وقال ن عدي يكنب حديثه في الضعفاء » فإنه يتشد ما أخرحه مسلم ونو داود وابن حبان عن عبادة بن الصامت » رضي الله عنه » أن النبي عي قال : (لا صلاة لمن لم يقرا بفاتحه الكتاب فصاعدا) والحديث مروي عند الجماعة بدون لفظة (فصاعدا) وإنما تفرد بها منهم مسلم وأبو داود » وأخرجه الدارقطني بلفظ (لاتجزيء صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب) وقال إسناده صحيح وصححه ابن القطان أيضا › ويعتضد بشاهد من حديث الي هريرة مرفوعا بهذا اللفظ › أخرجه ابن خزيمة وابن حبان وغیرهما » ورواه احمد بلفظ (لاتقبل صلاة لايقراً فيها بام القران) والاحاديث في ذلك كثية يعزز بعضها بعضا » منہا حديث أنس عند أحمد والترمذي » وحديث ألي قتادة عند أبي داود والنساني » وابن عمر عند ابن ماجه ٤ وبي سعيد عند امد وبي داود وابن ماجه » وأبي الدرداء عند النساني واين ماجه » وجابر عند ابن ماجه . وجمهور الامة يحملون هذه للحاديث على الوجوب 5٠ حتى أن الفخر الرازي نقل عن ابي حامد الإسفرائينى أنه حكى إجماع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على وجوب قراءة ئة في كل رك من صله » وذكر جماعة عن أيي حنيفة والثوري والأوزاعي ما يدل على عدم وجوب قراءتها » وذلك أنهم قالوا : إن تركها عامدا في صلاته كلها وقراً غيرها أجزأه على اختلاف عن الأرزاعي في ذلك » وقال أبو يوسف وحمد بن الحسن صاحبا أيي ۰ے حنيفة : أقله ثلاث ايات » أو أية طويلة : كاية الدين » وذكر عن محمد بن الحسن أيضا أنه قال : أسوغ الإجتهاد في مقدار أية ومقدار كلمة مفهومه نحو الحمد لله » ولا أسوغه في حرف لايكون كلاما . وذكر القرطبي عن الطبري أنه قال : يقرا المصلي بأم القران في كل ركعة فإن لم يقرا بها لم يجن إلا مثلها في القران عدد أياتها وحروفها » ونقل القرطبي عن ابن عبد البر قوله : وهذا لامعنى له › لان التعيين فا والنص عليما قد خصها بهذا الحكم دون غيرها » وحال اُن يجيء بالبدل منہا من وجبت عليه فتركها وهو قادر غليها . ونما عليه ان يجيء بہا ویعود إلیہا کسائر المفروضات التعينات في العبادات › وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح › أن الحنفية يتفقون مع غيرهم على وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة ء لكن ينوا على قاعدتهم أنها مع الوجوب ليست شرطا في صحة الصلاة › لان وجوبها إنما ثبت بالسنة والذي لاتم الصلاة إلا به فرض › والفرض عندهم لايثبت بما يزيد على القران › وقد قال تعالى : ايوا ماسر من القرا يرس فالفرض قراعة ماتيسر » وتعيين الفاتحة إنما ثبت بال حديث فيكون واجبا يأثم من يتركه وتجزيء الصلاة بدونه . َم الحافظ ذلك قوله : وإذا تقرر ذلك » لا ينقضي عجبي ممن يتعمد ترك قراءة الفاتحة منهم وترك الطمأنينة » فيصلي صلاة يريد أن يتقرب بها إلى الله تعالى وهو يتعمد ارتكاب الاثم فيا مبالغة في تحقيق مخالفته لمذهب غين › والذي نسبه إلى الحنفية من وجوب الفاتعة في الصلاة » نص عليه الكاساني منهم في بدائع الصنائع وإنما حصر الوجوب في الركعتين الأوليين من ذوات الأربم والثلاث » وفي كلتا الركعتين من ذات الركعتين وذكر أن من تركها عمدا كان مسيئا › ومن تركها سهوا لزمه سجود السهو › قال : وهذا عندنا وهذا التفصيل نسبه الفخر الرإزي إلى أي حنيفة نفسه وقال في الركعتين الأأحتين › يخير المصلي إن شاء قرا وِن شاء سبح ون شاء سکت ٤ ونسب الفخر إلى صاحب كتاب الاستحباب أن القراءة وإجبة في الركعتين من غير تعيين » وحكى عن ابن الصبّاغ أنه نقل في كتاب الشامل عن سفيان › وجوب القراءة في الركعتين الأليين وکراھتہا في الأخحريين » والقول بالاكتفاء بالتسبيح في الأخريين منسوب في بعض كتب أصحابنا إلى الإمام أي معاوية عزان بن الصقر رحمه الله » وحكى الفخر عن الأصم وابن عليّة آن القراعة غير واجبة أصلا » وذهب الحسن البصري والحسن بن صالح بن حي إلى أن قراعتها في ر ركعة واحدة مجزئة » سواء كانت الصلاة ثنائية ٠ أو ا و رباعية » ونسبه القرطبي إلى المغورة بن عبد الرحمن الخزومي المدني › وإلى أكثر أهل البصرة . وحاصل المقام أن في المسألة أقوالا :س أولها : قول الجمهور › وهو اشتراط الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة » وحكى الاسفرائيني إجماع الصحابة عليه » وذكر أنه ‎Jê‏ به ابو بكر وعمر وعلي وابن مسعود » ونسبه غمو إلى ابن عباس وآيي هري وابن عمر وأيي بن كعب وأبي أيوب الانصاري وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي سعيد الخدري وعثان بن أي العاص وخوات بن جبير » وعليه جمهور أصحابنا › وبه قال مالك والشافعي » وهو المشهور عن أحمد › ونسبه القرطبي إلى مشهور مذهب الأوزاعي ونسبه الشوكاني إلى العترة . ثانيها : عدم وجوب القراءة في الصلاة أصلا » وهو قول الأصم وابن علية . الها : وجوبہا في ركعة من ركعات الصلاة فقط وهو قول الحسن البصري ومن تابعه » ونُسب إلى داود وإسحاق والمادي والويد بالله . رابعها : وجوبها في الركعتين الأوليين والاجتزاء بالتسبيح في الأخريين وهو ۳ ت رأي الحنفية وبه يقول أبو معاوية عزإن بن الصقر من أصحابنا » غير أن الحنفية لا يرون بطلان الصلاة بدونها › ك تقدم ٠ بناءُ على تفرقتهم بين الفرض والواجب . خامسها : الاستغناء عن الفاتحة بغيرها من القران نحو ثلاث آيات أو ية طويلة كاية الدين » وهو رأي أي يوسف وحمد بن الحسن › وسۇغ محمد بن الحسن الاجتهاد في آية أو كلمة مفهومة نحو ( الْحَمْد يه ) دون حرف لا يكون كلاما » وذكر ابن قدامة في المغني عن امد روایة اُنہا لا تتعين وتجزىء قراءة اية من القران من أي موضع کان . سادسها : اشتراط قراءة الفاتحة أو مثلها من القران في عدد آياتها وحروفها نسبه القرطبي إلى الطبري . سابعها : وجوب قراعتها في الركعتين الأوليين » وكراهتها في الأخريين » وهو قول سفيان حسا نقله الفخر الرازي ٠ عن كتاب الشامل لابن الصباغ . والصحيح من هذه الاراء القول بوجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة › وهو الذي تقتضيه الأحاديث التي أسلفنا ذكرها › ویعضده [جماع الصحابة الذي حكاه أبو حامد الاسفرائيني » أما القول بإسقاط وجوب القراءة رأسا فهو مناف لدلالة قوله تعالى : « فاقرُوا ما ما یسر . م القَرَانِ 4 رال / ٠۲ ومصادم لنصوص الأحاديث التي أسلفنا که . وأما القائلون بالاجتزاء بتلاوتها في ركعة من ركعات الصلاة فيد علمهم قول النبي عي للمسيء صلاته : « ثم افعل ذلك في صلاتك كلها » ٠ بعد أن أمو بالقراءة . رواه الجماعة من طريق أي هريرة رضي الله عنه » وفي روية لأحمد واين حبان ليقي في قصة السيء صلاته أن المي ع قال ل «ثم افعل ذلك في كل ركعة » کا يرد علمهم فعل النبي عي » فقد أخرج البخاري عن اي قتادة أن اللبي عي كان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب - ۰۳ . اللبي عليه أفضل الصلاة والسلام تأي أفعاله في العبادات ٠ تشريعا لامته یستوضح بہا ما انبہم وپستبان بہا ما أجمل » وقد قال : « صلوا کا رأيتموني أصلي » » ولا متعلق لحم في نحو قوله عي « لا تقبل صلاة لا يقراً فيها بأم القرآن » اعتبارا أن الاستثناء من النفي إثبات » فإذا حصلت قراءة الفاتحة في الصلاة مرق واحدة صحت الصلاة ٠ لأ سنته عي القولية والفعلية بينت أن هذه القراءة المطلوبة يجب أن تكون في كل ركعة من ركعات الصلاة ٠ لافي ر ركعة واحدة فحسب »٩ فاتضح بذلك أن صحة الصلاة موقوفة على تلاوة الفاتحة في كل ركعة » وبهذا يرد على القائلين بالالجتزاء بها في الركعتين الاأوليين من صلاة رباعية أو ثلاثية . وأما القائلون بكفاية غورها عنها ‏ سواء القائلون بكفاية آية أو ثلاث آيات أو مثل الفاتحة في مثل عدد آياتها وحروفها ‏ فأحادیث اشتراط الفاتحة كافية في هدم رأيهم والكشف عن ضعفه » ولا حجة لحم في إطلاق قوله تعالى فاقيا ماسر من القن 4 ٠ وقول النبي ع للأعراي اللسيء صلاته : « م اقرا بما تيسر معك من القرآن » » لأن احمل يحمل على الميين والمطلق يرد إلى امقيد » على أنه ورد في حديث المسيء أيضا › عند احمد واني داود وابن حبان بلفظ : « ثم اقرا بام القران » وروی الشافعي بإسناده عن رفاعة بن راقع » أن النبي ع قال للأعرابي : « شم اقرا بام القران وما شاء الله أن تقر » وفي مثل هذا دليل على تعين الفاتحة وأن ما تيسر محمول على ما زاد عليها » مع احتال أنه لم يكن يحسن الفاتحة » والاية الكية جاءت في سياق أمر النبي ع بقيام الليل » وليست في الصلوات الخمس » وذكر بعض العلماء احقال أنها نزلت قبل نزول الفاتحة » لأها نزلت بمكة المكرمة في صدر زمن الرسالة › فليس فيا ما يدل على معارضة الأحاديث » أما مايتعلقون به من حديث أبي سعيد بلفظ : « لا صلاة إلا ٢۲۰ - بفاتعة الكتاب و غيرها » فإن ابن سيد الناس يقول : لايدرى بهذا اللفظ من اين جاءِ وقد صح عن ابي سعید عند ابي داود أنه قال : أمرنا أن نقراً بفاتحعة الكتاب وما تيسر .. وۈإسناده صحيح ورواته ثقات . وأما تعلقهم بحديث أبي هريرة عند ابي داود بلفظ : « لا صلاة إلا بقران ولو بفاتحة الكتاب » فيجاب عنه بأنه من رواية جعفر بن ميمون وقد سبق أن ذكرنا عن النسائي وأحمد واين عدي تضعيفه وهو أيضا مردود بان أبا داود أخحرج من طريقه عن أبي هريرة بلفظ : « أمرلي النبي ع أن أخرج فأنادي » أنه لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد » وليست تلك الرواية بأو من هذه » بل هذه أولى با يشدها من الروايات الأخرى » التي هي أقوى سندا وأصح متنا » على أنه يحتمل أن المراد بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام لو صحت الرواية ‏ « لا صلاة إلا بقران ولو بفاتحة الكتاب » الالجتزاء بقراءة الفاتحة وحدها › في بعض الصلوات كصلاة السر › المذهب عندنا . وبالجملة فإن كل ما يتعلق به الخالف في هذه المسألة » إما رواية واهية أو ذات احتال » والدليل إذا طرقه الالحتال سقط به الاستدلال ٠ أما أدلتنا على وجوب الفاتحة في كل ركعة فهى أقوى من أن تُغمز » وأظهر من أن توول » وإن حاول جماعة قلب الاستدلال با لصاح رأیہم » ومن ذلك دعواهم أن قول الرسول عل : « من صلى صلاة لم يقرا فيها بأم القران فهي خداج » يدل على صحة الصلاة بدونها 4 ل غاية ماي الحديث أن الصلاة دونها ناقصة » وهو لا يدل على بطلانها » ويجاب عن ذلك بأن الصلاة المطلوبة شرعاً هي الصلاة المستكملة لشروطها وأركانها » فإذا اختل شيء منها انېدم جميعها » والخداج هو في الأصل » اسم لإلقاء الناقة ولدها لغير تمام الحمل © قال اللغويون » وهو سبب من أسباب هلاك الحمل » على أن الروايات ٥ الأحرى التي جاءت تارة بلفظ « لا صلاة لمن يقرا بفاتعة الكتاب » ٠ وأحرى بلفظ « لا تجزىء صلاة لن لم يقرا بفاتحة الكتاب » صريحة في بيان اللقصود با خداج . . وحاولوا كذلك قلب الدلالة ‏ من قوله عك « لا صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب » زاعمين بأن المراد نفي الكمال لا نفي الذات » لأ الذات قائمة غير منتفية » ونفي الكمال يدل بمفهومه على وجود الحقيقة › وأجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح بما حاصله : إما أن يدعى هرلا أن المراد بالصلاة حقيقتها اللغوية ء.وإما أن يسلموا أن المراد بها معناها الشرعي ¢ والأْل غير مُسَلّم لأ ألفاظ الشرع محمولة على مصطلحاته › إذ هي المستوجبة للبيان ولم يبعث الشارع لبيان الموضوعات اللغوية ولكنه بعث لبيان الحقائق الشرعية » وإذا ثبت أن الصلاة المنفية هنا هى الصلاة الشرعية اتضح نفي حقيقتها » من غير احتياج إلى إضمار الأجزاء ولا الكمال » لأنه يودى إلى الإجمال › كا تقل عن القاضى أي بكر وغيو حتى مال إلى التوقف لأن نفي الكمال يُشعر بحصول الإجزاء » فلو قدر الأجزاء منتفيا لأجل العموم قدر ثابتا لأجل إشعار نفي الكمال بثبوته » فيؤدي إلى التناقض ولا سبيل إلى إضمارهما معا » لأ الاضمار إنما احتيج إليه للضرورة وهي تتدفع باضمار فرد فلا حاجة إلى أكثر منه ودعوى إضمار أحدهما ليست بأولى من الاخر » قاله ابن دقيق العيد › وتعقبه الحافظ ابن حمجر بأن في هذا الأحير نظرا » لأنا إن سلمنا تعذر الحمل على الحقيقة » فالحمل على أقرب امجازين إليها أولى من الحمل على أبعدهما » ونفى الاجزاء أقرب إلى نفي الحقيقة وهو السابق إلى الفهم » ولانه يستلزم نفي الكمال من غير عكس ٠ فيكون أولى » وأيد الحافظ ذلك برواية « لا تجزىء » التي ذكرناها » وبرواية « لا تقبل صلاة لا يقرا فيها بأم القران » وإذا علمت وجوب قراعتها في کل ٢۳۰ ركعة من الصلاة » فاعلم أن تركها عمد أو نسيانا » أو ترك شيء منها › مفض إلى بطلان الصلاة على الصحيح ٠ وهو قول أصحابنا في العمد ٠ ونسيان أكثرها » وقول أكثرهم في نسيان الأقل منها » ووافقنا عليه الشافعي في الجديد » وعليه ابن حزم الظاهرى في الحلىٌ » وذهب الشافعي في قديمه إلى أن نسيانها لا يفسد الصلاة » واحتج بما روى عن أي سلمة بن عبد الرحمن قال : صلى بنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه المغرب ٤ فترك القراءة © فلما انقضت الصلاة قيل له » تركت القراءة ء قال : كيف كان الركو ع والسجود › قالوا : حسنا › قال : فلا باس » واعتبر الشافعي حدوث هذه الواقعة بمحضر الصحاية من غير تكير منهم في حكم الإجماع » ثم رجع عنه في الجديد 5 ذكرنا › أخذا بالادلة العامة التي تشمل العمد والسهو ©0 واجاب عن قصة عمر بجوابين : أولحما : أن الشعبي روی أن عمر رضي الله عنه أعاد الصلاة . وهي زيادة من الثقة حكمها القبول › والمثبت مقدم على النافي عند التعارض . ثانيهما : احتال أن يكون عمر رضى الله عنه لم يترك نفس القراءة وإنما ترك الجهر بها › قال الشافعي : هذا هو الظن بعمر . وضحّف القرطبي ما رُوى عن عمر أنه اعتد بالصلاة التي لم يقرا فيا بعدم إعادته ا › وقال عنه : منكر اللفظ ٠ منقطع الاسناد ٠ لانه يرويه ابراهيم بن حارث التيمي عن عمر » ومر يروپه ابراهيم عن أي سلمة بن عبد الرجهمن عن عمر » وكلاهما منقطع لا حجة فيه » وقد ذكن مالك في الموطا » وهو عند بعض الرواة وليس عند يحيى وطائفة معه › لانه رماه مالك من كتابه بأخو » وقال ليس عليه العمل لأن النبي عة قال : « كل صلاة لا يقرا فيها بام القران فهى خداج » » ثم ذكر القرطبي ما وی عن عمر ۽ أنه أعاد تلك الصلاة ٠ وقال : وهو الصحيح عنه » روى يمى بن يحيى ۲۰۷ س الجيسابورى قال : حدثنا أبومعاوية عن الأعمش » عن ابراهيم النخي عن همام بن الحارث » أن عمر نسي القراءة في المغرب » فأعاد بهم الصلاة › قال ابن عبد البر : وهذا حدیث متصل شهده همام من عمر » روى ذلك من وجوه » وروى أشهب عن مالك قال : سكل مالك عن الذى نسى القراءة › أيعجبك ما قال عمر » قال : أنا أنكر أن يكون عمر فعله ‏ وأنکر الحديث ‏ وقال : يرى الناس عمر يصنع هذا في المغرب ولا يسبحون به › أرى أن يعيد الصلاة من فعل هذا . والمفهوم من كلام المالكية أن مالكا يرى رأينا في من يتركها عمدا وهو خلاف ما ذكره عنه ابن حزم وغين » والاعتاد على ما يرويه عنه أصحابه أولى » أما في حالة النسيان » فذكر ابن خويزمنداد البصرى المالكي › عدم اختلاف قول مالك »› في بطلان صلاة من تركها في ركعة من صلاة رکعتين ولزوم الاعادة عليه » واختلف قوله في من تركها ناسيا في ركعة من صلاة رباعية أو ثلائية » فقال مرة يعيد الصلاة » وقال مرة أخرى يسجد سجدتي السهو › وهى رواية اين عبد الحكم وغيو عن مالك » قال ابن خویزمنداد : وقد قيل إنه يعيد تلك الركعة › ويسجد للسهو بعد السلام › قال ابن عبد البر : الصحيح من القول إلغاء تلك الركعة » والاتيان بركعة بدلا منها كمن أسقط سجدة سهوا ٤ وهو اختيار ابن القاسم . الللحث الناني في تلاوة الفاتحة للإمام والمأموم والمنفرد فاتحعة الكتاب جامعة لا لم يجمعه غيرها من يحملات معاي القران › وهذا سر مشروعية قراءتها في الصلاة ك أسلفنا » ومن هنا أطلق عليها اسم الصلاة . أخرج الإمام الربيع عن أبي عبيدة عن جاير بن زيد عن آبي هري رضى الله عنه قال : قال رسول الله عي : « يقول الله عر وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين » نصفها لي ونصفها لعبدي › ولعبدي ما سل » وقال رسول لله عَيْفّ : « إذا قال العبد الحمد لله فيقول الله مدني عبدي 5 فإذا قال العبد : الرحمن الرحم فيقول الله أثشى على عبدي ٠ وإذا تحال العبد : (مالك يوم الدين)فيقول الله : يجدي عبدي › فيقول : العبد إياك نعبد وإياك نستعين › فيقول الله : هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل » فيقول العبد : اهدنا الصراط المستقم ٠ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغفضوب علیہم ولا الضالين ٠ فيقول الله : هذه لعبدي ولعبدي ماسال) . وأخر ج الحديث الجماعة إلا البخاري وإبن ماجه بلفظ قال : رسول الله 2 : (من صلى صلاة لم يقرا فما بفاتحة الكتاب فهي خداج) » فقيل لأ هريرة إِنا نكون وراءِ الامام فقال : إقراً بها في نفسك فإني سمعت رسول الله عي يقول : (قال الله عزوجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سال › فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالين › قال الله : مدني عبدي...إڅ) . والحديث الأول هنا حديث مستقل » أخرجه الأمام الرييع رحمه الله » من طريق أنس رضي الله عنه ك سبق » وإطلاق إسم الصلاة على الفاتحة يدل کے ۲۰۹ س على أهميتها في الصلاة ٠ وضرورة قراءتها » لتوقف صحة الصلاة عليها » فهي بمثابة العمود الفقري فيها » وفي هذا ما يكفي حجة لايجابها على كل مصل ٠ ماما كان أو مأموما أو منفردا » فإن الفاتحة في الصلاة لا تقل أهمية عن الركوع والسجود » بل الحديث يدل على سبق أهميتها » وإذا كان الركوع والسجود لايحملهما إمام عن المأموم » فأجدر أن يكون هذا الحكم على الفاتحعة » ووجوب قراعتها على المأموم كالإمام وامنفرد مروي عن. جماعة الصحابة رضي الله عنبم » منهم عمر بن الخطاب » فقد روى الدار قطني عن يزيد بن شريك قال : سألت عمر عن القراءة خلف الامام فأمرني أن اقرا » قلت : وإن كنت آنت » قال : وان کنت آنا » قلت : وإن جهرت ٠ قال : وان جهرت . قال الدارقطني هذا إسناد صحيح » وأخرجه ابن حزم مسندا في الحلى عن يزيد بن شريك وعباية بن رداد وخيثمة بن عبد الرحمن عن عمر رضي الله عنه وذكر الترمذي في جامعه أن أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ع والتابعين يقولون بذلك » وعزه إلى مالك بن أنس وابن البارك والشافعي أحمد واسحق » وصحح هذا الرأي القرطبي من المالكية في تفسيه » وعليه جمهور أصحابنا » ونُسب إلى الناصر من أهل البيت ورجُحه الشوكاني . وقيل : بعدم القراءة مطلقا خلف الامام سواءُ أسَر أو جهر » وهو قول : يي حنيفة وأصحابه » وبه قال : اين وهب وأُشهب وابن الحم وابن حبیب من أصحاب مالك ٤ وقال : بعض سلف مشبارقتنا 9 حتى قال بعضهم : جمرة في عينه أحب إليه من أن يقرا الفاتعة خف الإمام » وعزي هذا القول إلى الإمام ابن محبوب رحمه الله » وعزا إليه القطب رحمه الله في وقيل : بالتفرقة بين الجهرية وإلسرية › فينصت ها المأموم من إمامه في الجهر ويقرؤها ي السر › وهو مشهور مذهب مالك » ونسبه الشوكاني إلى زيد بن على والمادي والقاسم وأحمد بن عيسى وعبيد الله بن الحسن العنبري واسحاق بن راهويه وأحمد » وذكر ابن قدامة في المغني أنه رواية الجماعة عن أحمد › وعزاه أيضا إلى الزهري والثوري وابن عيينه وإلى إسحاق » واعتمده › من قبله سلفه الخرثي في مختصر . وذكر ابن حزم الظاهري اختلاف أصحابه الظاهرية في ذلك ۽ فمنهم من رأى وجوب القراءة مطلقا خلف الإمام › ك هو القول الأول ورجحه هو وعَزي ٍل سلفه داود » ومنهم من فرق بين قرافي السر والجهر کا هو القول الثالث › ويؤيد القول الأول ما أخرجه الربيع عن عبادة بن الصامت رضي الله » عنه قال : صلى بنا رسول الله ميك صلاة الغداة فثقلت عليه القراءة £ فلما انصرف قال : (لعلكم تقرأون خلف إمامكم ) قلنا أجل »٠ قال : (لاتفعلوا إلا بأم القران فإنه لاصلاة إلا بها) والحديث أخرجه عن عبادة أيضا أحمد والبخاري في جز القراءة » وصححه ابوداود والنساني والدارقطي وين حبان والحام والبيهقي » من طريق ابن اسحاق قال : حدثني مکحول عن محمود بن ربيعه » عن عبادة » وتابعه زید بن واقد وغيه عن مکحول ٤ وأخرجه ابو داود عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري قال : أبطاً عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح ٠ فأقام أبونعم الوّذن الصلاة فصلى أبونعيم بالناس » وأقبل عبادة اين الصامت وأنا معه حتى صففنا خلف أي نعم ٠ وأبونعم يجهر بالقراءة » فجعل عبادة يقرا بام القران فلما انصرف قلت : لعبادة سمعتك تقراً بام القران وأبو نعم يجهر » قال : أجل «صلى بنا رسول الله د بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فالتبست عليه » فلما انصرف أقبل علينا بوجهه قال : هل تقرأُون | إذا جهرت بالقراءة فقال : س بعضنا : إنا نصنع ذلك » قال : (فلا ونا أقول مالي ينازعني القران فلا تقر بشيء من القران إذا جهرت إلا إلا بام القران) وأخرجه أبو عيسى الترمذي من -حديث محمد بن اسحاق بمعناه وحسنه ۽ وقال الدارقطني : هذا إسناد حسن ورجاله كلهم ثقات » وجاء في كثير من روايات الحديث (لاتفعلوا إلا بام القران فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها) » وذكر الشوكاني من شواهده » مارواه اد من طيق خا انام ۽ عن اي ق ی ن أي عائشة » عن رجل من أصحاب النبي َد قال : قال رسول الله عي : (لعلكم تقراأون والامام يقرا) » قالوا : إنا لتفعل » قال : (لا إلا أن 7 را بفاتحة الكتاب) »قال الحافظ : إسناده حسن » ورواه ابن حبان من طريق ايوب عن الي قلابة عن أنس » وزعم أن الطريقتين محفوظتان » وخالفه البيمقي فقال : إن طريق أي قلابة عن أنس ليست محفوظة » وفي لفظ للدارقطني عن عبادة أن النبي عة قال : (لايقرأن أحد منكم شيا من قر إذا «جهرت بالقراءة إلا بأم القران) قال الدارقطني : رجاله كلهم ثقا فهذه الأحاديث ناصة على أن للفاتحة کا خاصا في الصلاة › فلا يکتفي فيها بسماعها من الامام بخلاف غيرها » وهذا لتوغلها في الوجوب ٤ لأنها ركن من أركان الصلاة » ولذلك أطلق عليها اسم الصلاة بالنص الصرع عن رسول الله عي فيما يحكيه رب العالين لأنه بمثابة القلب منبا . واحتج القائلون بعدم القرأة خلف الإمام مطلقا أو فيما يجهر به بعموم قوله تعال ودا فی اران فاسَمِعُوا له وَأَنْصُِوا 4 الأعراف /٤.) وبعموم روايات » منها ما أخرجه الرييع عن أبي عبيدة عن جابر بن زپد عن ابي هريرة قال : انصرف رسول الله عي من صلاة جھر فیا بالقراً ۽ فقال : (هل قرا معي أحد منكم آنفا ؟) قالوا : بلي يارسول الله ٤ فقال رسول الله 2 : (لافيما جهر به من الصلاة)» ورواه مالك في الموطاً والشافعي وأحمد _ ۲۱۲ وأو داود والنساني والترمذي وحسنه » وابن ماجة وابن حيان بلفظ : 2 اقول مالي أنازع القران) وزيادة فانتمى الناس عن القراءة مع رسول الله وة فيما يجهر فيه رسول الله عد من الصلوات بالقرأة حين سمعوا ذلك من رسول الله عي ) وهذه الزيادة مدرجة في الخبر ك نقله الشوكاني عن الخطيب » وذكر أنه اتفق على ذلك البخاري في التاري وأبو داود ويعقوب بن سفيان والذهلي والخطاني وغيرهم . قال النووي : وهذا مما لالحلا فيه بينہم › ومنا حدیث أبي هريرة عند الحمسة إلا الترمذي › أن النبي عي قال : (إنما ججعل الإمام ليوتم به » فإذا كبر فكبروا » وإذا قرا فأنصتوا) وئُسب إلى مسلم تصحیحه » ولکن ابا داود قال في زيادة قوله (وإذا قرا فانصتوا) » ليست بمحفوظة » ونسب الوهم فیہا إلى أُبي خالد » ورد عليه المنذري بان ابا خالد هذا هو سليمان ابن حيان الأحمر وهلا من الثقات الذين احتج بهم البخاري ومسلم في صحيحهما › وأجاب عنه الامام نور الدين السالي رحمه الله » بان ذلك لا ينافي وقوع الوهم منه » لا با داود م يدع كذبه › وإنما ادعی وهمه 5 وهو غير الكذب بل هو في معنى الغلط » غير أن المنذري عزز ثبوت هذه الزيادة » ونفي الوھم عن راویہا آبي خالد » بعدم تفردہ بہا » فد تابعه عليہا آبو سعيد محمد بن سعل الأنصاري الأشهل المدني نزيل بغداد » وقد مع من عجلان وهو ثقة وه ی بن معين وحمد بن عبداللها حزمي وأبو عبد الرحمن النساني وقد أخرج النساني هذه الزيادة في سننه من حديث ابي خالد الأحمر ومحمد بن سعد »٠ ونسب المنذري إلى مسلم إخراج هذه الزيادة في حديث أي موسى الأشعري من رواية جرير ابن عبد الحميد » عن سليمان انيمي عن قتاده وأَقر الشوكاني نسبتها إلى رواية مسلم في صحيحه عن أبي موسی الأشعري » ورأيت جماعة من العلماء عزوا إخراجها إلى مسلم من حديث ۲٢ س أي موسى » منهم القرطبي في تفسيو » والحافظ ابن حجر في فتح الباريء » وعزا إليه ابن قدامة في المغنى إخراج حديث أبي هرية الذي تقدم ذكره » وقد راجعت أبواب القراءة في الصلاة وأبواب صلاة الجماعة من صحيح مسلم بابا بابا » وتأملت ما فیہا حدیٹا حدیٹا » فلم أجد ما عزوه اليه من رواية ابي موسى » ولا من رواية آي هريرة » ولا من رواية غيرهما » ونما رايت ئي باب ائم الماموم بالامام أربعة أحاديث اخرجها مسلم من رواية انس وعائشة ٤ وجابر بن عبد الله » واي هريرة رضي الله عنہم آما حدیث انس فلفظه « إنما جعل الامام ليوتم به فإذا كبر فكبروا 9 فإٍذا سجد فاسجدوا » وإذا رفع فارفعوا وإذا قال : سمع الله لمن الحمده فقولوا ربنا ولك الحمد » وإذا صلى قعودا فصلوا قعودا أجمعون » وفي بعض طرقه عنه زيادة « فإِذا صلی قائما فصلوا قياما » ولفظ حديث عائشة « إنما جعل الامام ليوتم به » فإذا ركع فار ۱« وإذا رفع فارفعوا 6 وإذا صل جالسا فصلوا جلوسا « ولفظ حدیٹث جابر « إئتموا بأئمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإِن صلى قاعدا فصلوا قعودا » ولفظ حديث أي هريرة « إنما الامام ليوتم به فلا تختلفوا عليه » فإذا كبر فكبروا وإذا ركم فاركعوا » وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم رېنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون » وفي بعض الطرق في نفس صحيح مسلم زيادة بعض الفاظ في رواية الي هريرة منها « إِذا صلى قائما فصلوا قياما » وليس في شيء منہا « وإذا قرا فانصتوا » ولم تات رواية في هذا الباب عن أبي موسى الاشعري »٠ ولست إخراج مسلم هذا الحديث .عن الي موسى وتصحيحه حديث الي هريرة معدودون في مقدمة أئمة الحديث رواية ودراية هذا وقد أعل اللارقطني *هذه الزيادة موجودة في صحيح ملم في باب التشهد في الصلاة أرشدني إلا أحد الإخوان فوجدتها . ونص مافي الصحيح: = ٢٤۲۱ - زيادة « وإذا قرا فانصتوا » الواردة في رواية سلیمان التيمي عن فتادة بأُن الحفاظ من أصحاب قتادة لم يذكروها منم شعبة وهشام وسعید بن أي عروبة ومام وأبو عوانة ومعمر وعدي بن أي عمارة » قال الدارقطنى : فإجماعهم يدل على وهمه »٠ وقد روي عن عبد الله بن عامر عن قتادة متابعة التيمي » ولكن ليس هو بالقوي تركه القطان › لكن روى بعضهم تصحيحها عن أحمد بن حنبل وابن المنذر . ومنبا حديث « من كان له إمام فقراءة الامام له قراءه » وهو حديث مرسل من طريق عبد الله بن شداد عن النبي َه وإنما أسنده عن موسى بن أي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جاير بن عبد الله عن النبي عك الحسن بن عماره : وأبو حنيفه وقد ضعفهما الدارقطنى الراوى للحديث قال : وروي هذا الحديث سفيان الثوري › وشعبة وإسرائيل بن يونس وشريك وأبو خالد الدالاني وأيو الأحوص وسفيان بن عيينه وحريث ابن عبد الحميد وغيرهم عن موسی بن اُپي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلا عن النبي مَك وهو الصواب . وذكر الحافظ وغيو أنه مشهور من كلام = « وفي حديث جرير عن سليمان عن قتادة من الزيادة : ( وإذا قرا فأنصتوا ) » ولیس في حدیث أحد منہم ٠ فال قال عل لسان نبيه عل : ( سمع الله لمن حمده ) . إلا في رواية أي كامل وحده عن أي عوانة . قال أبو اسحاق : قال أبو بکر ابن خت أي النضر في هذا الحديث .. فقال مسلم تريد أحفظ من سليمان ؟ فقال له أبو بكر فحديث أي هريرة ؟ فقال هو صحيح ۽ يعني ( وإذا قرأ فأنصتوا ) فقال : هو عندي صحيح . فقال : لم م تضعه هاهنا ؟ فقال ليس کل شيءِ عندي صحيح وضعته هاهنا ۔ إنما وضعت هاهنا ما أجحعرا عليه . قال النووي في شرحه : واعلم أن هذه الزيادة وهي قوله ( وإذا قرا فأتصتوا ) ما اخحلف الحفاظ في صحته ٠ فروى البيبقي في السنن الكبير عن أي داود السجستاني أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة ٠ وكذلك رواه عن يى بن معين ٠ وأيي حاتم الرازي والدارقطني ٠ والحافظ أني عل النيسابوري شيخ الا أي عبدالله . قال البيهقي : قال أبو علي الحافظ : هذه اللفظة غير محفوظة ٠ قد خالف سليمان التيمي فيا جحيع أصحاب قتادة واجتاع هؤلاء الحفاظ على تضعيفها مقدم عل تصحيح ملم . لاسيما ولم وها مسندة في صحيحه والله أعلم . ٥ س جابر بن عبدالله موقوفا عليه » وقد رواه مالك عن وهب بن کيسان عن جابر » قال ابن عبد البر : « ورواه یی بن سلام » صاحب التفسير عن مالك عن أبي نعيم وهب بن کيسان عن جابر عن النبي غيت » وصوابه موقوف على جابر كما في الموطاً » . وليس في شيء مما احتجُوا به ما يدل على صحة ما ذهبوا إليه » أما الية الكرمة فإنها ليست نصا في الموضوع » إذ يحتمل أن تكون القراءة المقصودة فيا خارج الصلاة وهي مكية › ورم الكلام في الصلاة كان في المدينة ‎ ›‏ قال زيد ب بن الاقم : وليس ببعيد أن يكون المقصود بها المشركين الذين يرفعون أصواتهم عند تلاوة القران حذر أن يصل إلى نفوسهم إن أنصتوا إليه فيستولى عليها » وقد روي مثل ذلك عن سعيد بن المسيب ويشهد له قول الله تعالى : وقال الذِينَ كفروا لَائسْمعُوا لهذا القرانِ والعوا فيه لَعَلكُمْ تون ست ولو سم أنها نزلت في قراعءة الصلاة ء فهي مخصصة بالأحاديث الناصة على وجوب قراءة الفاتحة على المأموم » واخصوص إن ثبت قَدُم على العموم ولو کان قرانًا لن العام ظني الدلالة ‏ وإن كان قطعي المتن ‏ بخلاف الخصوص » وأما الأحاديث فهي أيضا عمومات محمولة على ما فوق الفاتحة » لوجوب تقديم الخاص على العام › ولاتقوى هذه العمومات على معارضة الخصوصات الصريحة الواضحة › وقد علمت مافيى بعض تلك الأحاديث من مطاعن لأئمة الحديث في أسانيدها » فكيف تقوى على معارضة الروايات الصحيحة الصريحة في إيجاب تلاوة الفاتحة على کل مصل؟ .ا هذا وإذا ثبت الامر بقراءة الفاتعة خلف الامام فان ذلك لايتقيد بحال سكوته إذ ليس في تلك الأحاديث ما يدل عليه » وقد اختلفت الشافعية في قراعة الفاتحة ء هل تكون عند سكتات الامام وعند قراءته 9 قال ٢۲۱ - الشوكاني : وظاهر الأحاديث أنها تقراً عند قراءة الامام » وفعلها حال سكوت الامام إن أمكن أحوط » لأنه يجوز عند أهل القول الأول فيكون فاعل ذلك آخذاً بالاجماع ‏ قال وأما اعتياد قراءتها حال قراعة الامام للفاتحة فقط © أو حال قراءته للسورة فقط › فليس عليه دليل بل الكل جائز وسنة » نعم حال قراءة الامام للفاتحة مناسب »٠ من جهة عدم الاحتياج إل تاخير الاستعاذة عن محلها » أو تكريرها عند إرادة قراءة الفاتحة إن فعلها في محلها أول واخر الفاتحة إلى حال قراءة الامام للسورة . إنتبى كلامه يتصرف . ثم ذكر الشوكاني عن بعض الشافعية أنه بالغ › فصرح بانه إذا اتفقت قراءة الامام والمأموم في آية خاصة من آي الفاتحة بطلت صلاته » وذكر عن صاحب البيان من الشافعية » أنه رواه عن بعض أهل الوجوه منېم » قال : وهو من الفساد بمكان يغني عن رده » وللحافظ ابن حجر بحث قم في هذه الملسألة في الفتح » فبعد أن ذكر حديث ( وإذا قرأ فأنصتوا ) أت باحتالين في المقصود به :ب أوهما : أن الانصات المطلوب فيما عدا الفاتحة . ثانيهما : أن ينصت إذا قرا الامام ويقراً إذا سكت »› قال : وعلى هذا فيتعين على الامام السكوت في الجهرية ليقراً المأموم » للا يوقعه في ارتكاب اللي » حيث لاينصت إذا قرا الامام » ثم قال : وقد ثبت الاذن بقراءة المأموم الفاتحة في الجهرية بغير قيد › وذ فيما أخرجه البخاري في جز القراءة والترمذي وابن حبان وغورهما » من رواية مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة أن اللبي عي ثقلت عليه القراءة في الفجر .. وأورد حديث عبادة الذي ذکرناه ٤ مم قال : وله شاهد من حدیثٹ أي قتادة عند ُي داود والنساني ومن حدیثٹ نس عند ابن حبّان . - ۲۱۷ ويمكنك بهذا استظهار رجحان القول بقراءة الفاتحة » ولو في حال قراءة الأمام › وهو الذي عليه العمل عندنا » وذكر صاحب الايضاح وغيه عن بعض أصحابنا اختيار ماعليه بعض الشافعية من قراءتها في سكتات الامام . وتلاوة الفاتحة في الصلاة أو في غمرها يجب أن تكون بحسب ألفاظها لمنزلة » فلا تصيح ترجمتها إلى أي لغة أخرى » كالفارسية مثلا لأ ذلك يسلبها قرانيتها » وذهب أبو حنيفة إلى جواز قراءتها في الصلاة وغيرها باللغة الفارسية » وهو رأي غير سديد » وقد أطال العلماء في الرد عليه ء وقد كنت أرغب في بحث هذا الموضوع هنا » ولکني رجحت تأخيو إلى موضعه وهو ترجمة القران إلى اللغات الأخرى »٠ وأرجو أن أوفق لذلك عندما أصل في التفسير إن شاء الله إلى الايات التي تنص علي عربية القرآن › وقول أي حنيفة مهجور عملا إذ لم يعمل به أي أحد حتى من أصحابه الذين يرون رأيه » ويهذا كان الإجماع العمل من الأمة مخالفا لرأيه › وهذا مايسر الله إملاءه في هذا الجزء المشتمل على مقدمات مهمة في التفسير والاعجاز › بجانب تفسير الفاتحة » أسأل الله أن يتقبله مني » وأن يجزي الخير كل من أعانني عليه » وأن يوفقني لواصلة العمل الذي بدأته إلى نهايته » إنه سبحانه ولي التوفيق © وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ٠ وعلى اله وصحبه اجمعين . - ۳۱۸ _ اللوضوع الصفحة مقدمة ۱ التفسير ومسالك المسرين ٣۱ موقف الصحابة من التفسير ‎NEES‏ ‏التفسير لغزو إصطلاحا ‎E‏ ‏الفرق بين التأويل والتفسير ‎Î‏ ‏شروط المفسر ‎NES‏ ‏مصادر التفسير ‎We‏ ‏أطوار التفسير ‎Pa‏ ‏تفسير التابعين ‎SSS‏ ‏طبقات المفسرون من التابعين ‎WÊ‏ ‏أشهر المفسرون في القرن الثالث الحمجري ‎۳O‏ ‏العناية بتمحيض روايات التفسير ‎PT‏ ‏تفسير المتصوفة ‎WY‏ ‏الحركة الاصلاحية وأثرها في التفسير ‎PA‏ ‏الاكتشافات العلمية وأثرها عى بعض المفسرين ‎ÊY‏ نبذة من إعجاز القرآن ‎TEESE‏ ‏شروط المعجزة ‎Ê O‏ الفارق بين معجزة النبيين السابقين ومعجزة القران الكريم ‎nee,‏ £۹4 ثبوت الإعجاز القراي ‎O1‏ ‏القران الكريم يتفق ومطالب كل عصر ‎O‏ کت الوضوع صمحه إعتراف الحاقدين بإعجاز القران ‎O۴‏ ‏حرق العلماء في وجوه الاعجاز القراني وأسراره ‎O1‏ ‏الإعجاز اليالي ۹4 تحول العرب من حياة ال جاهلية إلى الاسلام 7 اللحتلاف في معرفة السر الاعجازي للقران الكرم 7 القرآن الكريم يقدر الجانب العقل والجانب العاطفي من الانسان ... 4٦ دقةالتصوير القراني دليل على أنه ممن أحاط بکل شيء علما ‎e.‏ ‏ألفاظ القران ومعانيه من أسرار الاعجاز البياني ۸ من مميزات التعبير القراني ی سر ميزة التعبير القراني ‎AES‏ ‏عجز العرب عن الطعن في القران أو معارضته ‎YO‏ من دلائل الاعجاز في التعبير القراني ‎VV‏ ما تمتاز به بلاغة القران ‎VA‏ ‏الإعجاز اللشريعي ‎N‏ ‏التشريع القراني لم ينتج عن فكرة أو تجربة ۸ نظام العقوبات في الإسلام ۹ حدالزنا ‎NEES‏ ‏حدالقذف ‎Ê‏ ‏حدالسرقة ‎O‏ ‏حدالخمر ‎O‏ عدالة التشريع الإسلامي ‎E‏ من آثار التشريع الإسلامي في العقوبات ‎۹V‏ ‏الإعجاز الاجتاعي والخلقي 0 صلة الاجتاع بالاحلاق 6 مقاييس الأخلاق في القران ‎CE‏ ‏هدف المقاييس ال خلقية ‎O‏ ‏موقف الخالفين من النوع الإنساني ۸ حمايه الاسلام لتشريعاته الخلقية ۹ مثل من تفوق الاسلام ي فلسفة الاجتاع ۱۳ أثر هذه الفلسفة على الاسرة ‎OEE‏ ‏الإعجاز الخيري ۸ الإعجاز الإئتلافي ‎E‏ ‏الاأعجاز العلمي آ۱۳ العلم الحديث ومعجزة القران ‎WA‏ ‏نماذج من الأعجاز العلمي ‎E‏ ‏سورة الفاغخة ۴ من أسماء الفاة 6 الملكي وا مدلي من القران ‎O‏ ‏تفضيل بعض القرآن على بعض ۷ تحديد الات في سورة الفاتحة ‎WW‏ ‏بحث أقوال في البسملة ن الدليل على كون البسملة من الفاتحة ‎AY e‏ _ ۱٢۳۲ - رة اللوضوع لصفحة من فوائد افتتاح الأعمال باسم الله ‎e‏ 9 الرحمن الرحم اناا الحمد لله رب العالين ااال الرحمن الرحم ‎e‏ ‏مالك یوم الدين ‎e‏ ‏إياك نعبد وإياك نستعن ‎e‏ ‏اهدنا الصراط المستقم ‎e‏ ‏صراط الذین آنعمت علہم ان غير المغضوب عليهم ولا الضالين اانا تلاوة الفاتحة في الصلاة ان البحث الخالي د ۴ في تلاوة الفاتحة للامام والماموم والمنفرد ‎e‏ 7 طبع بمطبعة الألوان الحديثة ت : ٢6۰۲۲۷ - ۲۲۲ ۹ Y۳ Y۳ وحعله من أفضاله صل الله عليه تکوبن النعماء إن ف الأنبارى ویأزر صراطی او ختلسها الحد على المستمعين ومعرفة الناسخ والمنسوخ وغير ذلك في مدلول كلمة أصول ... وجعله من إفضاله صل الله وسلم عليه ومعرفقالناسخ والمنسوخ ذلك أرى الاقرب منهما إلى مفهومالتفسير قول بعضهم:هو علم باصول تعرف به معانی کلام الله تعالی من الأوامروالنواھىلدخول مايمحتاج إليه المفسر من معرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ › وغير ذلك في مدلول ٢٢۲۲ ب ٠ ٢۲ 1 ۳\ \0 ٤۲ ٤ ٤Y‏ ٤Y‏ ٦۲ ٦ ‎Y۷‏ ‎Y۸‏ ‎Y۸‏ ‏۳۱ ‏۳۳ ‏٥۳ ‎۳o‏ ‏٥۳ ‏۳۹ ‏ا ‏١f‏ 3 ولعل ابن الجوزی بين التنفسير والتأويل التي سنوردها .. من الراد تارة لذلك صواب كلمة أصول ... ولعل تفرقة ابن ال جوزي ن التفسير والتأويل الي سنوردها ... في المراد تارة لحنا وتارة لذلك عن اي عبیدة ابن وراء العواطف الحياة وإن كان يصلح ئي بعض الأحيان أن يكون طريقا ولأقام الله به حجته ٨ أركأن هذه المعجزات ٩ لفلا غرو أن کان ٩ السات ۲ احتی إنه لیخيل ٢ ايرئون ٤ اباو ٥ [بمعجزات النبين ١ أبالصدفة ١ إلكنه أراد ۷ |مافریوه ٩ |إلى أوجها ٩ على مساجلات البيان ٢ أف خضم ۲ |إعن السر أوف هنا ٤ |وأرصف ٥ أ فى الوعظ ۸ اما جعل من ۸ |مالبسه ٩ |أم معانيه ۲ | اللدرة ۹ |إلى دراسة ١ | نزر له لکنه إن أراد ماقرأوه إلى أوجها الشاغ مساجلات البيان زاء خضم عن هذا السر الإعجازي وهنا وأرصن أو فى الوعظ با جعل له من ما ألبسه أو معانيه ٢٤۳۲ _ A۳ A A۸ ۹۱ 1 ۹۳ ٦۹ ٥.\ ١۱۳ ۱۳۳ ٦۳ ۱۳۷ ۱۳۷ ۳ الذكوره المليلمتر على حق جدی ل يبال بصم الذى یری فيه للعبث وانقراض ادرموا لتصبح غير هدامه فيندفعون كانه يلمز لن المشرك الدقائق ئي بعض يستحكم بنا تقيض كالىيل الاق سوار کسری حتی إن کبار طمأننينة أم الفلك ومن قبل هذه ظاهر صواب الذكورة المليمتر رعاية حق ادراوا لتصبح بناعة غير هدامة بل يندفعون كأنا يلمز لا مز المشرك هذه الدقائق ئي بضع يكاد يستحکم با تقيض كالسيل الأتي سواري کسری حتی أن كبار طمأنينة أو الفلك من قبل هذه ظاه را 7 خطاً ۹ انسح الذهن ۲ االحمضاب ٤ الكهرييه ٤ إلا باهر ٥ ارصاص بندقية ٦ | ککواکب ۲ إوقيل من السور ۲٢ |سوره ۲٥\ مأخوذة من السور ١ إل السور ١ إوكثرا ما يصفهم ۹ إبقوا بعد الحجج ٠ اوعبد بن ۸ ۹ | مالك بن ۹ | نفيع بن ۹ |إعبد الله بن ٠ | أن الراد ٤ |إہا ٦ | تحمل ٦ | من القران للتواتر ۸| وعلي بن ۹| بن مقرن ۹ | القران تصويبات « جواهر التفسي » صواب سنح للڏهن الشعاب الكهربائية خی باهر رصاص البندقية کواکب وقيل من السور سور لن السؤر وکثیرا ما يصممم بقواطع الحجج وعبد ابن مالك ابن نفيع ابن عبد الله ابن إن المراد تحتمل من القران المتواتر وعل ابن ابن مقرن القران سطر ٥ سے ۱۷۹ ۱۸۰ ۸۱ \AY AY AY ۸A ‏٦۱۸‎ ‏٦۱۸‎ ‏٦۱۸‎ ‎\AY ‎۱۹۲ ‏٥1۹‎ سرفت الصلاه فت أن لم يقرأها أن الرواية بعبد الله ب انها أم القران إن الراد يعلى بن مالك عر وسم ‫َ 9 ويُذركً وَالهنْكَ اداه لکن انا ئانمہما سواء کان توفیقا الثهما أو رقيقا صواب سرقت العملاء فأنت أنه غ يقر اها أن رواية بعبد الله ان إنہا أم القران أن اراد يعلى بن ملك نرك والِهتَت ِ - اداة ‎a .‏ 0 ً . ۰ وأما ناس فاصله اناس واماناس فلیسر صله آنای ‏لکن انا ‏ئا يېا ‏سواء کان توقيفيا الها ‏ُو دقیقا ‎۱ ‎ ‎ ‎ ‎ ۲۹ ۳ ۱۹ ۷ Yo T۸ ۲o٦‎ o۹ ٢۳۹ ۹۸ أ ختلفتان في اشتقاقه يقال العالمون هله ورصیف بانہا اية منه أن يكون القهر فى الليلكيه أكثر منه فى المالكيه واليوم لغة وقت طلوع الشمس يعلم الله عبادة من حيث أن أقصی لل القلب الموردودی معشسوقه ل بمنع أن يطلق يوزر مرقاه ضهره إن الإسلام جنح ال هذه ضمن الاشاره تصويبا « جواهر التفسي » صواب أو مختلفتان فدالك في اشتقاق جمع العاقل فيقال العالون مله ورصف بأنها ية منها أن يكون القهر في لمالكيه أكثر منه ي الللكيه واليوم الفة من وقت طلوع الشمس يعلم الله عباده من حيث إن أقمى ع القلب المودودی ق لايمنع ذلك أن يطلق يوزر مرقاة صهر أن الإسلام جنح إلى ذلك صمن هذه الاشاره ٢٢۲ - ۱۳ فب Y۷ Yo TVA YAY ‏١۳‎ ‏١۳‎ ‎۳۲ ‎۳ ‎۳ ‎۳ ۳ ۳ ۳\۲ ۳\۳ ۳۳ ۳ ۳\۷ ۳۹ ١ خطاً نظرا إلى العمل عبد بن وحمید ي تفسیهما أكمل وجهه م ذکرناه ولا یہتمون فيه واتبع الحافظ ذلك قوله صا بن على الفاتحه جماعة الصحابه وابن ا یکم وقال بعض سلف مشارقتنا عبادة بن نیما يمحکیه رب العالمين بالقرأه احزمی وعند قراءته واخر الفاتحه التفسير لز واصطلاحاً العناية بتمحيض روايات التفسمر صواب نظرا إلى أن العمل عبد بن مید ئي تفسمہما اکمل وجوه جما ذکرناه ولا یہتمون فیہا اين اسن واتبع الحافظ ذلك قولَه صا ابن للفاته جماعة من الصحابة وان عبد ال یکم وقال به بعض سلف مشارقتنا عبادة ابن فيما محکيه عن رب العالين بالقراءه اخرمی او عند قراءته وأخر الفاتة التفسير لفضة واصطلاحاً العناية بتمحيص روايات التفسير طبع بمطابع النهضة ملطة عمان. تليفون: ١۳۱۰٥٦٥